عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - اولـيفر

صفحات: [1] 2
1
الإنتصار فى حروب البرية
3- أحد التجربة
Oliver كتبها
-الله أسكن آدم فى الفردوس.كان كل ما هو خارج الفردوس كالبرية.فلما سقطنا بغواية الحية خرجنا مطرودين من الفردوس حيث اللقاء مع الله,إلى برية هذا العالم فى مواجهة مع رئيس هذا العالم.تجسد آدم الثانى و إقتاده الروح القدس إلى نفس البرية ليعيد للطبيعة المهزومة إنتصارها المفقود على إبليس.
-كانت المعمودية بيوحنا المعمدان حيث شهد الآب و الروح القدس للإبن الوحيد نقطة الإنطلاق. اقتاد الروح القدس المسيح المتجسد إلى البرية ليبرهن لنا كفاءته كمخلص جنس البشر.الروح القدس الظاهر مثل حمامة يقدم لنا النسرالسمائى الذى يقتنص الجوارح .المسيح الذى أظهر لنا البر فى برية هذا العالم.
- صوت الآب خاطب المسيح بوصفه إبنه الحبيب فلما سمع الشرير ذلك إرتبك. فى كل تجربة انطلق متحيراً من هذا النداء.بدأ كل تجربة للمسيح بعبارة (إن كنت أنت إبن الله)ليس كسؤال بل إعتراف بحقيقتة بمعنى : بما أنك إبن الله فإفعل كذا و كذا.أراد فى كل تجربة أن يشوه مفهوم البنوة.
- تربص به الشيطان ليجربه كى يعرف قدراته فجربه  بالخبز ليعرف قدرات جسده ثم بالهيكل ليعرف قدرات روحه و بكل ممالك الأرض ليعرف قدرات نفسه ليعد المكيدة التى قتل بها أنبياء أورشليم.
- كانت هناك تجربة متكررة وسط التجارب و هى إمتحان المسيح فى معرفة مقاصد الكلمة الإلهية فجربه بالمكتوب لأن إبليس الأعمى لا يؤمن بالاتضاع و لا بأن المسيح هو إبن الله المتجسد.
- بداية الإنتصار أن يصير المسيح مخلصك و الشيطان خصمك.هذا ما نتعلمه من طقس المعمودية.نؤمن بالثالوث و نجحد إبليس.كأنما نعيد طقس إنتصار المسيح فى البرية.
-غير المحتاج إلى الصوم صام.القابل الصلوات صلى.غلب إبليس لكى نقتاد به.نصوم و نصلي و بالمسيح نغلب.الصوم جوع للجسد مع شبع بكلمة الله.الصلاة جهاد للجسد مع تلذذ الروح بالله.النصرة عمل الثالوث و ربح النفس التى تلتصق بالمسيح. لا نصرة على الشيطان إلا بإبن الله.
- المسيح خبزنا النازل من عند أبيه فيه وحده الشبع فلا نقبل الخبز المقترح من إبليس.بالخبز السمائى نغلب عالمين الفرق بين الخبز الفانى و خبز الأبدية.بروح الله نميز الأرواح و نجتاز خبز(فكر) الشرير.
-العارف بنوايا إبليس سمح له بأن يرافقه حتى جناح الهكل لنتعلم أن الهيكل الحجرى لا يمنع التجارب و لا  يعصم أحدا من السقوط بل المسيح هيكلنا هو الحامى و الحصن و الصخرة.فلنخلع الأقنعة التى تتظاهر بالقداسة فى الهيكل و ننطرح قدام رب الهيكل.منفعة التجربة الروحية أنها تخلع الأقنعة فنعرف حقيقتنا.من يلوذ برب الهيكل ينجو من السقوط من فوق جناح هيكله.لا يقف بمخاطرة على الحافة بل يدخل إلى عمق حجاله.لنختبئ فى المسيح هيكلنا و ننجو من الشرير .العمق فيه النصرة.
- جناح الهيكل ليس أعظم من صحن الهيكل.لكن الشيطان لا يرافق الخاشعين داخل الهيكل بل الراغبين فى التظاهر بالروحيات.أما رب المجد فقد سمح لإبليس بأن يصطحبه  ليجربه على جناح الهيكل هناك عرف المغلوب أنه لا يكسب معركة مع  الوديع و المتواضع القلب .الإتضاع سلاح المنتصرين.
- للروح تجاربها بإرتفاعاتها فوق جناح الهيكل و للنفس تجاربها فوق قمة الجبل.إذ كلما ترقينا يحدث إما أن نجلس على قمة العالم فيتضاءل قدامنا و نزهد فيه أو نشعر بالفخر الكاذب فننكسر ونتدحرج من القمة إلى القاع. سمح المسيح للشيطان أن يصاحبه حتى جناح الهيكل كذلك حتى قمة الجبل.هناك دحره منهزماً لأن المنشغل بملكوت الآب لا يبالى باقتناء ممالك الأرض.
- المشتاق إلى ملكوت الله تظهر له ممالك الأرض تراب فى تراب. لنغلب لأننا بنو ملكوت الله أما ملكوت الأرض فهوبلا صاحب  ينتقل من يد ليد.هل سمع أحد عن أبناء ممالك الأرض؟  لنجحد محبة المال و نطرد أصل كل الشرور من القلب.المنقاد بالروح القدس يذوب حباً فى الثالوث,يتسلط على المال ولا تهزمه شهوة التملك لأننا ملوكاً فى ملكوت الله و مكاسب أبوة الله هى الأعظم لأنها ميراث الأبدية.
-تجرب المسيح ليعلمنا دروساً تنتهى بإنتصارنا الأبدى على حيل الشرير.خروج المسيح  إلى البرية عيد الغلبة لأرواحنا و نصرتنا على إبليس لا تنقطع فى المسيح يسوع.


2
الكنوز الأبدية
Oliver كتبها
-المسيح كنز الكنوز.كل ما و من  فى المسيح يصير كنزاً سمائياً.الخارج عن المسيح هو أرضى.تجوز عليه أدوات الفساد.صدأ من الخارج و سوس من الداخل فلا يبقي بل يزول.
- نحن كنز المسيح.ليس لأننا غناه بل لأنه فضلنا عن نفسه.يعاملنا الآب بقيمة إبنه.صرنا عند الإبن أغلى من نفسه.صرنا فى الروح ملذة الله.فإن كان المسيح كنزنا فلأنه سبق و إعتبرنا كنزه الذى لا يفرط فيه بل إستعد للموت ليقتنيه.هذه قيمتنا فى عينيه.جاء كنزنا السمائى و تجسد فى حقل العالم مت13 :33.دفن فى وسطه و إسترد كل ما أخذه الموت منا,سبي الموت و أعطانا الأبدية.طوبى لمن فى إناءه الخزفى مسيحنا و روحه القدوس كنز الكنوز.2كو4: 7.
- الحكمة كنز سمائى .أم2:1-4 تنبع من فوق من عند أب الأنوار يع1: 5,أى12: 3 تث28: 12.لا تصدأ.لا تشيخ.نطلبها فتنسكب علينا و نغتنى بها و يع 3 15 لا تقف ساكنة بل تشير فى كل الأحداث إلى أقنوم الحكمة ربنا يسوع.نعرفها من روح الحكمة الروح القدس.خر28: 3 هذا هو كنز الفكر الروحانى.بهذه الحكمة تصبح السمائيات ملء السمع و البصر,كو2: 3,من ينسى الحكمة يتملكه العجز أى39: 17 .يقف جاهلاً قدام محبة الثالوث.قلبه منغلق بمتاريس صدأة.
-القلب وعاء الكنز.أشواق القلب تصبغ الكنز بصبغته.فانتبه لمن تشتاق.الجائع للبر يشبع براً من روح الله و العطشان يشرب من المسيح ينبوع ماء الحياة .يأخذ من صلاح الآب و يكتنز فيخرج من كنز قلبه الصالحات.لو6: 45.من تحن روحه للسمائيات يغتني بالسمائيات و الذى ينغمس فيما للعالم تغشاه ظلمة العالم و يجهل مدينة النور الأبدية.لو12: 34.
- من يحاول أن يجمع بين الكنوز الأرضية و الكنوز السمائية يفشل.لما أوصي الرب الشاب الغني أن يبيع الأرضيات رفض فمضى حزيناً.لو18: 22.البيع لأجل المسيح هو تسخير كل شيء لمحبة الناس.بهذا تتكمل محبتنا لله.لو12: 33.الصوم ترك لرغبات الجسد.الصلاة ترك لأفكار الجسد.الصدقة ترك لأملاك الجسد.هكذا نترك كل شيء ونركض فى المسيح الحياة.
-من هو الغنى بالله؟لو12: 21.هو الذى يتبع المسيح فيصير كنزه .يجمع معه و يصالح .يرعى معه و يحب الكل.يهتم بخلاص الناس و يغفر للمسيئين معه.يجول معه . يأخذ الله للناس و يأخذ الناس لله . العطاء عنده ربح و الأخذ عبء عليه.الذى يتلذذ بشركة الفرحين و المتألمين .الذى
عينه على المتروكين و يصطاد نفوساً لمتعة الأبدية مع الثالوث.هذا غنى بالثالوث .
- من هو الفقير إلا الذى يكوم لنفسه.يأخذ و يأخذ حتى يفتقر لمحبة الله و الناس.ليس في قلبه سوى ذاته و لا شبع يشبعه.لا تكفه المخازن لكنه يعيش العوز كمن ليس له لقمة يابسة.
- المحبة كنز القلب .مَن بالحب يربح للمسيح يقف وديعاً قدام جليات المتشامخ و يأسره.بالحب يستثمر فى كل أحد.الصلاة  شركة للبشر فى كنز الملائكة أى التسبيح.الصوم كنز الجسد ليشتاق إلى ما هو فوق. العبادة الكنسية كنز شركة الروح.كل يوم من يقتنى حباً يقتنى كنزاً.الإنجيل كنز المتعلمين لغة السماء.أفضل من الذهب و الفضة.نور يغنى النفس فلا تنقاد كالعميان.
- كان قدام جدعون جيش المديانيين فغلبهم بالكنز الإلهى. نزل جدعون عند عين ماء تسمي حرود,كأنه من المعمودية يغتنى و يقتنى, اغتسل بنور المعرفة السمائية.جمع الجرار و ملأها مصابيح.فإجعل كلمة الرب سراج قلبك..نادى جدعون على فقراء الإيمان أن ينتظروا و الفارغين من الشبع أن يتوقفوا قليلاً وأخذ ثلاثمائة رجل فقط حاملين كنز النور فى إناء خزفى. ما أن ضرب البوق أى إلتهب القلب بعمل روح المسيح, كسروا الجرار, ظهرت المصابيح الداخلية بأنوار أضعافاً مضاعفة حتى حسب المديانيون أنهم قدام ربوات وألوف مع أن جيش جدعون كان ثلاثمائة رجل فحسب. دوماَ تنهزم الظلمة حتى الظلال تهرب قدام  النور و إنكسار القلب يغنيك.يجعلك أعظم مما كنت قبل الإنكسار.يخشاك العدو غير المنظور. طالما الكنز النورانى فى الجرة تصير إبناً للنصرة.يبصر العدو نورك فيحترق.فإنسكب لتغتنى و تحتمى بالنور الإلهى  فما أنت سوى إناءا فخارياً الرب ينصرك لأنه  يسكن قلب الشباعى بالروح.قض7.

3
المقالات الدينية / فى الخفاء
« في: 22:42 28/02/2022  »
فى الخفاء
Oliver كتبها
أحد الرفاع
- صعد المسيح علانية فوق الجبل و إبتدأ يعلم عن الكيان الداخلى.إنسان المسيح الباطني.كيف ينمو الإنسان فى الروح.يزهد فى المنظور ليقتني غير المنظور.فكلما كان المسيح واضحاً لنا يختفى الناس حوله و يبقي وحده على القمة.كأنما يتجلي كل يوم فينا.
- جعل الصدقة وسيلة لنمو محبة القلب,مقياسها: لمن تقدمها؟ الله ام الناس .لذاتك للتباهى و الرضا على النفس أو إسكات الضمير كما ظن الفريسي لأنه يدفع العشور.أما رب المجد فجعل الصدقة هى ذاتها محبة القلب.لذلك تقدم فى الخفاء.لأن المحبة أعظم ما تقدمه لله و الناس. إن لم تكن غنياً فى المال فإعط الفلسين كالأرملة التى تشتاق لعريسها تعطه الفلسين أى الروح و النفس.بذل النفس أثمن من مال العالم كله.المسيح بالصدقة يصالح طبقات المجتمع معاً.يعيد توزيع الثروات بالمحبة.شيئاً خفياً مثمراً يحدث فى المجتمع حين نحب الصدقة و نتصدق بحب.
-جعل الصلاة تقاس بالعمق لا بالكم لأنه ليس بكثرة الكلام بل بأشواق القلب.أخرج الصلاة عن المكان و أسكنها مخدع القلب.حين تغلق الباب عن العالم ينفتح باب السماء لكى تصير الصلاة صلاةً.لأن كل ما تصليه من القلب يأخذ من كل أوصافك و ظروفك و أشواقك و آلامك و يصعد بك إلى فوق .تصعد عطشانا إليه مشتاقاً بلا وصف.تنفتح عيون القلب فتراه فى قدسه و تختبر قوته و مجده مز 63هذه عظمة الصلاة الباطنية التى تؤهلنا للرؤية السمائية للتسبيح لشركة القديسين و الملائكة.فكيف بعد هذا يسعى البعض للتظاهر بالصلاة التى لا صلاة فيها.   
- لأن مسيحنا عطوف لم يدعنا نتعذب بدون تعليمنا الصلاة بل علمنا صلاته الملكية.وضع فيها العناوين الرئيسية لعشرة الثالوث.نخاطب أبوة الآب.نقدس إسم الثالوث.نطلب مشيئته مع الخبز الأبدى.نغفر بالصلاة للمذنبين إلينا و نطلب النجاة من الشريرلكى نحيا مع الله.بالصلاة الربانية وفر المسيح لنا ببساطة و يسر أساسيات لغة الملكوت التى تصلح وحدها لمخاطبة الثالوث.
- الصوم عملاً روحياً فى الأساس.الجسد يشترك فيه بأقل قدر.الصوم إنسحاق قلب.إتضاع روح.إنكسارذات.الصوم جوع و عطش دائم لله الحى و لكلامه المحيى,لمحبة الله الأبدية.فمن يجعل الصوم منافسة و سباق لمن يجوع أكثر لم يدرك بعد الصوم فى الخفاء.لأن الخفاء فى الصوم معناه صوم الروح و القلب و الضمير و الذات و يصطحب معه الجسد آخر الأمر.فى هذا الخفاء تسكن مسرة الله.هذا الصوم يختاره الله.صوم باطنى شريانه المحبة و التوبة.صوم لا يخرج من المعدة بل من الضمير الصالح و الروح المنسكبة و القلب الذى يتجدد بالروح.
- كان المسيح يتجلي بتعاليمه فوق الجبل و سيظل يتجلي كلما خضعنا لوصاياه و تركز جهادنا على ما فى داخلنا.ليزيل الرب منا كل الشوائب و الزلات و يكسونا بجمال عشرته الباطنية فينعكس عمله علينا بفرح بالكل و مصالحة للكل و تشرق وجوهنا بدهن مسحة الروح ونتجمل .
- الصدقة فى الخفاء خدمة للعالم و الصلاة فى الخفاء خدمة ملائكية لتسبيح القدير و الصوم فى الخفاء خدمة الروح القدس فينا لتأهيلنا للملكوت. فمن يقتني إنسان المسيح يصير مسيحاً للأرض.من يملك على نفسه يتأهل للمدينة السماوية.ليمنحنا الرب محبته غير الموصوفة.
-كل ما يتم فى الخفاء له مكافأة علنية قدام كل الخليقة يوم الدينونة أما ما يتم علنياً فله مجازاة المرائين وفضيحة التفاخر الباطل.لذا نطلب أن نسكن مع العريس فى حجاله حيث يجب أن تسكن العروس مع عريس النفس الرب يسوع.فى الخفاء يسكن الله مع الناس و أعماله تستعلن فى مجد.



4
هل للأقانيم أوجه
Oliver كتبها
- الثالوث الأقدس إله واحد وما نعرفه هنا و نتعلمه على الأرض إنما هو لمحة أو ومضة عابرة مما سنتعلمه ونعاينه و نعيشه فى ملكوت الله.الله وصف نفسه لنا بأوصاف بشرية كى نفهمه.أما فى الملكوت فلا تلميحات و لا أوصاف بل نراه وجهاً لوجه 1كو13: 12  نراه بعقل سمائى و جسد سمائى و قلب سمائى يستوعب كل ما لم تره عين و لم تسمع به أذن و لم يخطر على قلب بشر.
- الوجه تعبير عن الكيان كله.فنحن نعرف الإنسان من وجهه.الأقانيم أشخاص بلا ملامح جسدية كالبشرلا نفهم لفظ الوجه حرفياً.حين نتكلم عن يد الله ذراع الله يمين الله عين الله قلب الله حضن الله, فنحن نقصد الله كله بغير تجزئة.الوجه هو الهيئة التي عليها الأقنوم.هيئة لم توصف و لا رآها إنسان .كل أقنوم له وجه خاص به يتميز دون انفصال عن الجوهر الذى فيه الأقانيم إلهاً واحداً.مثل الأربعة كائنات حية .كل واحد منهم له أربعة أوجه و أربعة أجنحة لكن كل منهم كائن واحد و ليس أربعة حز1: 6 – حز10: 14 حز10: 21.بنفس الفكر نؤمن بأوجه الأقانيم الثلاثة لإله واحد.
- كيف إختبأ  آدم بين الشجر فى الجنة من وجه الرب الإله ؟كيف خاف قايين من وجه الرب ؟تك4: 14 ما الوجه الذى طلبه موسى ليسير أمامه؟ خر33: 15 قبل تجسد الإبن كان داود النبى يصلى قائلاً طلبت وجهك لوجهك يا رب ألتمس لا تحجب وجهك عنى مز27.كيف هيئة هذا الوجه قبل التجسد؟ لا أعرف.لكن نؤمن أن للأقانيم أوجه.
- هل للآب وجه أو هيئة ؟ طبعاً لأن الإبن القدوس يقول أن الملائكة فى السماوات ينظرون وجه الآب أبيه مت18: 10 ,الآب ليس له جسد لكن له وجهه اللاهوتى. المسيح له المجد دخل السماء(صعد) ليظهر أمام وجه الله (الآب)لأجلنا عب9: 24.إذن للآب وجه.للآب حضن.
- قد يستسهل البعض قائلاً طبعاً المسيح له وجه لأنه تجسد.لكن الأدق أن للمسيح وجه غير موصوف قبل التجسد.ما ظهر به للناس في العهد القديم كان هيئة و ليس جسداً.الإبن له وجه لاهوتى سمائى أقنومى منذ الأزل و وجه جسدى طبعاً بعد التجسد.إن الوجه الذى يتغير فيصير كالشمس ليس مثل وجوهنا.مت17: 2.لو9: 29. وجه الإبن هو الوجه الذى خاطبه الآباء و الأنبياء مثل يعقوب تك32: 30 و موسى النبي كلم الله وجهاً لوجه خر 33: 11.تث5: 4 و جدعون رآه كملاك وجها لوجه قض 6: 22.و فى الدينونة سيراه الجميع وجهاً لوجه.الأبرار رؤ22: 4  و الأشرارحز20: 35. الأشرار لن يطيقوا وجه الرب الغاضب عليهم رؤ6: 16
- هل للروح القدس هيئة؟ أكيد.مع التأكيد أن الروح القدس ليس له جسد كما الآب أيضاً.للروح القدس وجه لاهوتى أقنومى.الأقانيم متساوية فى الطبيعة للاهوتية.أما كيف يكون للروح وجه فهذا نفهمه من شكل الملائكة.أرواح نارية بلا أجساد لكن لها وجوهاً تميزها.عب1: 13 .
- نقرأ أن الروح يقول 1تى4: 1 أع1: 16.الروح القدس يفحص أعماق الله 1كو2: 10 .إذا أخذ الروح  القدس هيئة حمامة وقت معمودية الإبن  مر1: 10و ألسنة نار يوم الخمسين فهذا معناه أن للروح  القدس هيئة و ليس جسداً أما الهيئة اللاهوتية فهى الوجه الأقنومى.الطبيعة غير المتشكلة البسيطة فى أصلها .سنعرفها و نعاينها فى السماء فقط. سنعرف الأٌقانيم بأشخاصها.
-عظمة الله و كمال مجده مخفياً عنا هنا لكن ليس خفى لا يظهر و لا مكتوم إلا و يستعلن لو8: 17.سنرى المسيح مستعيداً مجده الأزلي فنعاين هيئته فى بهاء لا يوصف .جسده الذى حل فيه كل ملء اللاهوت كما هو فى السماء لكن بكل عظمة اللاهوت غير الموصوفة و غير المدركة.
- أما كيف سنعاين وجه اللاهوت فهذا لن نعرفه أو نستوعبه على الأرض.فالملائكة تستر عيونها قدام وجه اللاهوت إش6: 2 حتي الذين صعدوا إلى السماء ما إستطاع واحداَ منهم أن يصفه لنا.بولس الرسول صعد للسماء الثالثة و نزل عاجزاً عن وصف ما رآه2 كو12: 2 .يوحنا الحبيب ظل يشرح العرش و ما حول العرش و حين تكلم عن الجالس على العرش قال عنه (شبه حجر اليشب و العقيق) و فقط.رؤ4.
- إشعياء النبي رأى الرب جالس على كرسى مرتفع و عال و هذا كل ما قاله. (أذياله تملأ الهيكل)أى نور مجده إش1: 1رأى الملك رب الجنود فكاد يموت إش 6: 2بعد ذلك يبدو أنه لم ير شيئا و بدأ يقول سمعت صوت السيد كأن عين الجسد قد أغلقت. حزقيال النبي رأى الأربعة كائنات غير المتجسدين و لم يستطع أن ير الجالس على العرش فوقهم.بل قال (هذا شبه مجد الرب) حز1: 28 و فعل كإشعياء النبي.سجد و أغلق عينيه و بدأ يسمع و لا يرى.
- ملامح اللاهوت ليست كالبشر.وجه اللاهوت ليس كالجسد.نطلب وجه الله و نرجوألا يحجب وجهه عنا.لله وجه قبل التجسد و بعده.لكن وجه الجسد ليس كمارآه الناس على الأرض. لا وصف نعرفه لوجه الله و لا فى الرؤى و الأحلام. بالنعمة و الإيمان نعيش حتى نراه وجهاً لوجه.إن التأمل فى الطبيعة الإلهية يدرك بالإيمان لكنه يتحقق بالعيان في الملكوت.

5
المخلص فى نهر الأردن
Oliver كتبها
- بين نزول المسيح الرب نهر الأردن و صعوده من الماء تكمن مسيحيتنا.تحتشد عقيدتنا فى المسيح موته و قيامته و صعوده.نصير بمسحته مؤهلين للمسحة. لكن هذه العقيدة لم تصبح كاملة و ظاهرة و حية و فعالة إلا بعد إتمام الفداء كاملاً .بعدها إجتمع الإيمان فى هذه المعمودية و ما زالت المعمودية إلى اليوم حبلى بكل هذه المفاهيم الإيمانية.موت وولادة  و حياة جديدة.رو6: 3-5, يو 3: 5.خلع العتيق و لبس الجديد .نلبس المسيح و نقبل موته عنا غل3: 27.تجديد الكيان  تى3: 5.خلاص مر16:16.
- نزل الأقنوم متخلياً عن مجده و صعد من الآردن مشهوداً أنه واحد فى الثالوث.نزل الكلمة فى الأردن فلما صعد تعلمنا الثلاثة أقانيم معاً.بأقنوم الكلمة صرنا فى عهد مع الثالوث نؤمن بإله واحد مثلث الأقانيم.
-  لنعترف بالمسيح و نؤمن بالثالوث الذى بظهوره نقل وجودنا من الأرض إلى السماء فصار الإنسان  موجوداً إذا صار من الروح القدس مولوداً و في شركة الثالوث موجوداً.إسمعوا صوت المعمدان الصارخ قائلاً : فى وسطكم قائم الذى لستم تعرفونه يو1: 26 الآن إعرفوه و إعترفوا به.أقبلوا إلى المسيح يا غير المؤمنين لكى تسمعوا من فم الآب أنكم كالإبن الوحيد الذى به مسرة الآب.
- نزل إبن الإنسان الأردن كواحد من الخطاة و صعد منه مشهوداً له أنه إبن الآب الوحيد و مسرته الأزلي.به بدأت المعمودية و به ستبقي المعمودية بلا نهاية و عمل الولادة  من فوق لا ينقطع.
- نزل إلى الأردن بمعمودية يوحنا و صعد من الأردن بمعمودية الروح القدس و الآب شاهداً له.نزل إلى الأردن و السماء مغلقة و صعد من الماء فإنفتحت السماء و ما زالت تنفتح لكل من يؤمن و يعتمد .نزل بمعمودية لا تغفر الخطايا و صعد بمعمودية كاملة البر تغفر و تخلص و تفتح أبواب السماء مت3: 16.
- بيد يوحنا غطس فى الأردن و بظهور الأقانيم (الإبيفانيا) صعد من الماء متجلياً
-الذى  بلا خطية نزل جرن التوبة,كلى القداسة  نزل الأردن للتطهير بالماء و إذ لمس الكلمة الماء,غسل الماء بلاهوته و صعد معلناً البنوة.أف5: 26.ظهر الروح كهيئة حمامة مشيرا لطهارة الإبن ملك السلام.
- الذى لا يحتاج إلى معمودية التوبة إعتمد بها و الذى لا يحتاج إلى معمودية الروح القدس إعتمد لنا.
- عند الأردن سمع الجميع صوت الآب أتياً من المجد الأسنى قائلاً هذا هو إبني الحبيب الذى به سررت.1بط2: 1: 17 و على جبل التجلى سمع التلاميذ نفس الصوت بنفس الألفاظ مع إضافة وصية للبشرية : له إسمعوا مت17: 5.لأن هذا الذى إعتمد هو الكلمة الذى له نسمع و بالمعمودية نكتسى به.
- سحابة نيرة ظللتهم و صوت الآب دخل كيانهم. معمودية المسيح أهلتنا للنور الذى هو الروح القدس.
-منذ بدأ يوحنا يعمد بدأت مقاومة المعمودية.رفضها الناموسيون و الفريسيون لأنها غير موجودة فى أسفار الشريعة لو7: 29 -30 .فيوحنا لا يمارس شريعة التطهير حسب الناموس بل معمودية التوبة الغير موجودة فى الشريعة.لكن الله أرسله لهذه المعمودية.يو1: 33.جاء المسيح و خضع للنبى و أكمل كل بر .أكمل البر بالخضوع حتى موت الصليب و جعل المعمودية بالماء و الروح باب الخلاص .
- شهد يوحنا العظيم أن مسيحنا هو حمل الله حامل خطية العالم كله.نزل المسيح بخطية العالم كله إلى بطن الأردن.حمل الموت هناك ثم قاد الموت إلى الصليب حيث داس الموت بموته .معمودية رب المجد بداية تحقق إستعلان خلاص جنس البشر.المعمودية التى تأسست بالكلمة هى قلب الليتورجيا.
- بالمعمودية المقدسة فتح لنا خزائن الملكوت و وضع لنا فيها كل أرصدة الخلاص.لنسبح الرب الذى على إسم أقانيمه إعتمدنا.ثالوث قدوس بلاهوت واحد لأقانيم ثلاثة نؤمن و نشكر الذى أعلن لنا ذاته.

6
لا تنم فى القش وحدك
Oliver كتبها
-أنت العجب كله.المولود الإلهي له أمٌ من لحم و دم و أبٌ بالشريعة كالأب.قدامه الملائكة فى مغارة و حيوانات تعرف قانيها.رعاة من هنا و ملائكة من هناك و أنت الكلمة صامت  فى مذود .
- لا تنم فى القش وحدك.خذنى فى مذودك.فأنا بهشاشتى لم أزل.قلبى قش و إرادتى خاوية إلا من فراغ.صرت كهيرودس لا أعرف أين يولد المسيح.لكننى لست مثله ساعياَ لقتلك.أنا فقط أشتاق لمكان أسند فيه رأسي بالقرب منك.أجد رأسك بجوارى على القش الذى كان ينبغي أن يصير ذهباً يليق بك.لكنني ضيعت الذهب و الفضة .حتى الخشب تسوس و بقيت و القش وحدى فلا تنم فى القش وحدك.
-أنت الطفل المولود ليصارع الموت فى مذوده و يغلبه.يفشل قدامك  قتَال الناس منذ البدء.لما عرف أنك ملك اليهود بحث عنك فى القصور و لم يجدك.سمع أن رعاة رأوا ملائكته أما هو فلم يرك.عيناه لا تعرف الإله المتضع.لأنه قبل السقوط لم يراك سوى لهيب نار لا يدنى منه. هربت بالإتضاع.إختبأت فى الإتضاع.نجوت بالإتضاع فى مذودك فخذنى إليك لا تتركني بلا مذودك فقد جئتَ لى لأنجو بك.
-  حين يولد الحمل تفرح الرعاة.ثم لما نتحقق أن الحمل هو الراعى تحن إليه الخراف.ثم لما يُعلن عن شخصه تهتف له ملائكته.ثم لما نجده مولوداً مضجعاً فى مذود تتغير كل مفاهيم العظمة.على القش ولد صانع الأمجاد القديمة و الجديدة .فى المذود عرف المجد عنواناً مختلفاً فخذني لا تنم فى المذود وحدك.
- أمك البتول راقت لك من كل الأرض,بروحك تقدست,بقوة العلى تكللت ,تجسدت منها أنت الأقنوم.يوسف البار ذو القلب النقى خصصته أباً لك بالجسد.الرعاة الساهرون نالوا البشارة و عرفوا طريقك.المجوس الباذلون إرتحلوا مع نجمك حاملين الحب ذهباً و الصلاة لباناً و أتعاب تبعيتك مراً .لاقيتهم بعظمتك و سجدوا لك. أنا لست مثل العذراء فى شيء و لا فى نقاوة يوسف.عيناى تغفو و لا تسهر كالرعاة. لم أرتحل إليك بل عنك إرتحلت .ما بقي إلا أن أقول لك أفسح لى مكاناً بجوارك.لا تنم فى القش وحدك.
-الدنيا المتسعة لا راحة فيها.باب واسع يغرر بالناس فإسمح لى أن أنحني لأدخل مغارتك الضيقة.أزحف نحو الرضيع كرضيع إلى مذودك.رتب لى وسادة و لو من قش.يكفني أن أنام فى حضنك و لا أصحو.أرتاح فى قلبك فتغادرنى الدنيا و تصير كل الوجوه وجهك.كل الأيادى يداك.كل العيون عيونك.كل القلوب قلبك فأفسح لى برحمتك أيها  الطفل الإلهى الذى تجسد وخلصنا.كن لى أنا غير الناسى خطاياى بل بها آت لأنم معك, فأنا منذ ولادتى لا أتذوق الراحة إلا حين يصر قلبى لك مذوداً فإلى مذودك أحن,فإذ قد إرتضيت من أجلى أن تنم, فلا تنم فى القش وحدك.
- إذ أعرف ضآلتي أرى المذود أرحب من كل الوجود لأن حضنك فيه.المذود الضيق صار متسعاَ للكل بك.عرش إله الآلهة من قش فأى درس هذا .ثياب الملوك لا تلزمنا إن صرنا هناك فى المغارة قدام الملك.طعام الملوك لا يشبعنا إن صرنا قدام الخبز السمائى فى مذوده.ضجيج العالم يتأدب هنا قدام الرضيع على القش.لم يعد للفقر نفس معناه و لا للغنى نفس دلالته.الصخرة تطفو على القش.من له الطفل الإلهى يثبت.مد يداك يا رضيع العذراء لنرضع الإيمان العقلى.خذنا فى صدرك الصغير الكبير.إليك تتثبت عيناى فتنسى الجنود الذين يضمرون الشر.تتبخر كل التأوهات و يسكنني الشكر حين أسكن مذودك فلا تنم فى القش وحدك.

7
المسيح الفادى
Oliver كتبها

- التفسير اللغوى لكلمات الروح يعطل القلب عن الفهم.إن الوحى يفسر بالوحي.كلمات الله تؤخذ من الله و لا تخضع للغة البشرية مع أنها مكتوبة بلغة بشرية.لكن أعماقها مأخوذة من بعيد من السماء ذاتها فتلبس الكلمات معانى لم تعتد أن تأخذها الكلمات.
- الفادى ليس هو الآب الذى هو مدبرالفداء .و الإبن ليس هو الفدية فقط .من يعتمد على الاية ان الآب بذل إبنه لأجلنا فيعتبر الآب هو الفادي .يتجاهل بقية المفهوم الكتابي  عن المسيح الفادى.
- الآيات التي تصف خلاص المسيح بالفدية لا تصف كل ما للمسيح بل ماذا قدم عنا وخلصنا.المسيح ليس فدية فقط فالفدية تكلفة دفعت بدم و جسد المسيح لكن المسيح الفادى تشمل وصفاً أعمق.تشمل أنه واقف بدلنا وسيطاً قدام الآب.هو الذى إذا لبسناه ثوب العُرس لا نوجد عرايا فى وليمة الآب الأبدية .الفادى بعدما قدم نفسه فدية عنا بقي قدام الآب وسيطاً عنا. الفدية تمت مرة واحدة لكن وساطة و عمل الفادى لخلاصنا دائمين.
- المسيح (إفتدانا) من لعنة الناموس غل3: 13 فالذى أفتدانا هو الفادى المسيح و ليس الآب.و كيف لا يكون الفادى و هو الذى إفتدانا؟
- ماذا فعل الآب القدوس: هو الذى أرسل الإبن ليفدينا. دور أقنوم الآب الإرسالية فهو أرسل الإبن مت10: 40 ,مت15: 24كفارة عنا أرسله 1يو4: 10 و كذلك أرسل الروح القدس يو14: 26.الثالوث المقدس مشترك في الخلاص و تدبيره.الآب أرسل الإبن الفادى ثم أرسل الروح القدس لينقل ما للمسيح إلينا و من خلاله ننال خلاص المسيح.
- الإبن الوحيد بذل نفسه (ليفدينا) فهو الفادي. تى2: 14.الذى يفدى هو الفادى و ليس من أرسله. نعم المسيح هو الفدية أو الكفارة  مت20: 28 مر 10: 45 1تى2: 6 و نضيف قائلين أن المسيح هو الفادي أيضاً.فالذى يقدم الفدية هو بالتبعية الفادى.و المسيح قدم الفدية (دمه) 1بط18:3-21.
- بنفس المفهوم نؤمن أن المسيح هو الخلاص لو1: 77 لو 2: 30 أع28:28. عب2: 10 و هو المخلص  أيضاً يو4: 42 أع13: 23 2بط1: 1.الآب لم يقدم الفدية بل قدم إبنه ليفدينا.الآب قبل الفدية.الآب لم يقم بالخلاص بل دبرالخلاص و أرسل إبنه ليخلصنا و ينفذ تدبير الخلاص و الآب قبل تحقيق الخلاص بالمسيح عنا  لنكون إقتناء خلاص المسيح قدام الآب.1تس5: 9
- فى الترجمة الإنجليزية نجد أن لفظ يفتدي أو إفتدي تتم ترجمته بالعربية بلفظ إشترانا.خاصة في سفر الرؤيا.سنجد كهنة السماء يرنمون للمسيح لأنه ذبح و إفتدانا و قد ترجمت إشتريتنا لله (الآب) بدمك رؤ5: 9 .و بنفس الترجمة رؤ14: 3.كذلك رؤ14: 4 .الكهنة السمائيون  يسجدون في السماء للمسيح الفادي و ليس للفدية,الفدية تمت على الأرض وهى للبشرفقط (ذبح و إشترانا) أما الفادى  فهو في ملكوته مسجود له لأنه إفتدانا.نحن نتناول الفدية لكي نتحد بالفادى و نثبت فيه.
 - المهم في هذه النقطة أن الذبح (الخلاص) و الفداء مترادفان مما ينقلنا للنقطة التالية
 نال موسي النبي رمزيا لقب رئيسا و فادياً أع7: 35 فاديا ترجمت متعهداً ,لأن الله تعهدنا  بخلاصه و يقول أيوب البار أن وليه حي و في الإنجليزية تجدها أن (فاديَ) حى و الآخر على الأرض يقوم أى19: 25. الفادى الذى سيقوم على الأرض في آخر الأيام هو المسيح الديان.الآب أعطي كل الدينونة للإبن فلا يمكن فهم هذه الآية عن الآب بل الإبن الفادى ( الولى الحى) .فى القواميس لقب مخلص يساوي الفادى.لا يوجد في الكتاب المقدس أن الآب فادياً؟
- المخلص و الفادى واحد في لغة الروح. المسيح المخلص لأنه فدانا و لو لم يفدينا ما كنا نستطيع أن نقول أنه مخلصنا .المخلص حمل خطايانا و مات بديلاً عنا  هذه البدلية هى الكفارة و من يقدمها هو الفادى. الفداء و الخلاص لا يمكن فصلهما و الفادي و المخلص لا يمكن فصلهما أيضاً,
- لا فرق بين المخلص و الفادى فى المفهوم اليهودى و هو الواضح من الآيات التالية سألوا المسيح هل أنت هو هذا الآتى؟. مت11: 3 لو7: 19 و20: كان الشعب ينتظر مخلصاً.زفوه فى أحد الشعانين هاتفين مبارك الآتى بإسم الرب.هوشعنا أي خلصنا.معترفين أنه المسيا المخلص الآتى بإسم الرب.فلما أتمم الرب الخلاص ماذا قال تلميذى عمواس عن المخلص  :نحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن (يفدى) إسرائيل لو24: 21 يأتى و يفدي مثل يأتى ويخلص متساويان في المفهوم اليهودي.إذن المخلص و الفادي في مفهوم الرجل العبري القديم مترادفان بعيداً عن اللغة و مفرداتها.لهذا لا يمكن أن نقول أن المسيح مخلص و ليس فادياً .و لا يمكن أن ننسب للآب الصالح أنه المخلص و لا الفادى.لأن المخلص و الفادى أقنوم الإبن.
-- فى صلاة القسمة (يا جراح المسيح) التي تتأمل في آلام المسيح عنا التى فيها عبارات مثل (ما هذا أيها الفادى؟ما الذى جعلك ترضى بهذا؟فإحزني يا نفسي على خطاياك التي سببت لفاديك الحنون كل هذه الآلام). الكنيسة تتأمل في جراح المسيح الفادى.و لا تلقب الآب بالفادى.

8
سلسلة مقالات في الخدمة الأسرية
5- زوجة الكاهن
Oliver كتبها
-الزواج مقدس بعيداً عن منصب و مواصفات العروس و العريس.فالرب بروحه القدوس يقدس هذا الإتحاد و يستخدمه لمجد إسمه مع كل من صار بيته للرب و زواجه مكرم مهما عبرت به أزمات تصير مجال إختبار محبة الزوجين لبعضهما و للرب.
- الحديث شائك عن الزواج المتسرع لأجل الكهنوت.كل عروس تزوجت عريسها لأجل نفسها و تزوجها عريسها لأجل نفسه.لكن زوجة من سيصير كاهناً أمرها مختلف.فبعض الزيجات تتم فقط لإستيفاء شروط رسامة الكاهن حيث أن الكنائس التقليدية الأرثوذكسية لا تحبذ رسامة كاهن متبتل كما الحال في الكاثوليكية.فتتزوجه الفتاة من أجل ما سيكون عليه و تفرح لأنها بذلك تتزوج شخص مشهود له .تبتهج لأنها ستكون محط أنظار الجميع و لا تدرك أن هذا عبئاً و ليس فخراً.تراه ككاهن و ليس  كعريس فتكون زيجة شكلية عرضة لأعاصير الحياة و متاعبها.
-قد يحدث الأسوأ حين تتراجع الكنيسة عن رسامة عريسها فتكون قد تعامت عن صفاته لأنه سيصير كاهنا و إذا بها الآن تجد نفسها متزوجة شخصاً لا تعرفه و لم تحصل على ما تتمني لا كعريس و لا ككاهن.مع أن الوضع الأمثل كما في الإنجيل أن يكون الكاهن (و أيامها كان الأسقف أيضاً) أميناً فى أهل بيته و ربى بنيه فى وقار  و يدبر بيته حسناً ليكون مؤهلاً لخدمة الكهنوت.1تى3 و هذا يعني أن رسامة الشباب حديثي الزواج مغامرة لا يدفع ثمنها الزوجان وحدهما بل الكنيسة كلها.
- إن الزواج الشكلي لإتمام الكهنوت هو إستهانة بأبدية الكاهن و زوجته.و المؤسف أن الشخص المرشح للكهنوت قد لا يعرف الفتاة قبل ذلك لكنه يعتمد على رأي الأسقف أو كاهن قديم هو الذى رشحه للكهنوت.فيتزوجان كأنما بغير إرادتهما فقط ليتحقق الكهنوت الذى من أهم أدواره هو رعاية الأسرة فتكون أسرة غير متواءمة مطالبة برعاية الأسر فى الكنيسة؟
- زوجة الكاهن أب و أم.لكثرة غياب زوجها.لذلك لا غرابة أن يتعرض الأولاد لنقص إضرارى في رعايتهم.ليس لتقصير الزوجة بل لغياب الزوج طويلاً.فالكهنوت مشقة طالما بقى الكاهن حياً.الكاهن المتزن لا يبالغ فى وزنة على حساب أخرى.
- يقولون دوماً أن الكاهن يحمل كل الشعب في قلبه و زوجة الكاهن تحمل الكاهن في قلبها بكل ما فيه من أوجاع و إنشغالات و تضحيات.إنها تضحى بوضع الزوجة الطبيعي و حقوقها إلى وضع إستثنائي .
-زوجة الكاهن تتلقي ضربات ليس لها فيها ذنب.فهي تؤخذ مع زوجها كوحدة واحدة.إذا غضب البعض على زوجها أو إختلفوا معه صارت هي ضحية معه حتي و لو كانت في بيتها لا تخدم.إنهاشريكة آلام.إن لم تخدم بالكنيسة يلوموا الكاهن و إذا خدمت يتهمون الكاهن أنه يحابي زوجته.فلا تعلم هي ماذا ينبغي أن تفعل لتنجو من هذا و ذاك؟ هي ذبيحة  بريئة لصراعات مجهولة.
-ليس لزوجة الكاهن رتبة .فهى ليست شريكة في الكهنوت لكنها فقط شريكة حياة لكاهن.و التجاوز في وضعها يخلق مشاكل خاصة لو كانت تخدم معتمدة على سلطة زوجها و الأفضل أن تخدم في كنيسة أخري لو كان هذا متاحا أو تخدم خدمة فردية في كنيستها خدمة لا تحتاج سلطة بل محبة و أمومة.
-كثيراً ما نكرم الكاهن و نادراً ما نكرم زوجة الكاهن.فقد نحتفي بها في زفة الكاهن حين رسامته و حين عودته من خلوة الرسامة من الدير ثم ننساها مع أن البعض يضعها تحت عينيه دوماً.ماذا قالت و كيف تلبس و ماذا فعلت و أولاد الكهنة كذلك ضمن الإهمال مع أن الكاهن له حق عند الشعب أن يخدم بنيه الجسديين و يعوض تضحيات الكاهن لأجل بنيهم.كذلك تهتم الخادمات بزوجة الكاهن لأنها لها حق عند الكنيسة كلها.فالشعب إذا أراح زوجة الكاهن أعفى الكاهن من كثير من المعاناة.
- زوجة الكاهن تعاني كثيرا من الإهمال العاطفي و الجسدى و حتي الروحي.تعجز أن تشتكي للأسقف معاناتها لكي لا تقدم صورة سلبيه عن زوجها الكاهن قد توتر العلاقة بينه و بين الأسقف.تخش مناقشة مشاكلها لكن الرب لا ينسي تعب محبتها.إنما خدمة هذه الزوجة المضحية ضرورة ملحة لإعانتها في رسالتها و تجنيب الكنيسة مشاكل الفراغ العاطفى الذى تعيشه.
-  الأقسي حين تكون زوجة غيورة و هي تجد زوجها كل الوقت محاط بخادمات يبالغن في الإهتمام بالكاهن مع أن خدمته بنفسها وسيلة لتقارب زوجة الكاهن مع زوجها و حمايته من الحروب في الكنيسة من القرب المبالغ فيه من بعض السيدات.
- زوجة الكاهن المتنيح :لا تتزوج  ثانية من كانت زوجة لكاهن إنتقل ؟  هى مأساة لا تستقي تعليماتها من الإنجيل.يمكن بحثها و مناقشتها و تغيير هذه التعليمات حيث لا كلام إنجيلي يؤيدها.هى وضع يجب مناقشته .فليس في الإنجيل ما يمنع زواج الأرامل بما فيها أرملة لكاهن. كل متزوجة حرة  ما دام رجلها قد مات.لا توجد وصية خاصة بأرامل الكهنة و الأساقفة في الكتاب المقدس.و ليس عدلاً أن تحرم أرملة الكاهن من الزواج الثاني إذا مات رجلها.فهي تزوجت إنسانا عاديا و ليس كاهنا و قد مات و لم يعد زوجها بعد.فلماذا لا نعيد النظر في هذا القانون و نترك حرية الترمل أو الزواج الثاني لإختيار الأرملة لتختار بكامل حريتها ما تشاء.لا سيما و أن بعض زوجات الكهنة قد ترملن بعد شهور أو سنوات قليلة جدا من زواجها فلماذا نحكم علي شابة بعدم الزواج لأنها إرتضت أن تتزوج من صار كاهناً.من يساهم في تربية أطفالها و هم في هذه الحالة صغارا جداً؟ من ينفق عليها ؟هل أهل الكاهن الذى رحل ؟أم أهلها؟أم الكنيسة التي تعط معاشاً لا يكفي ثم يتوقف سريعاً؟ لماذا لا نعيد النظر في هؤلاء الأرامل الحدثات.نترك لهن الحرية و هن يخترن الزواج الثاني أو الترمل.
- زوجة الكاهن ليست كاهن نمنعه من الزواج لأن وصية الكتاب أن يكون  الكاهن بعل إمرأة واحدة أما الزوجة فلم يوجد بشأنها أى وصية فنطبق الوصايا الخاصة بالأرامل عليها  لأنها ليست مستثناة من الأرامل في شيء .هي بلا رتبة و ليست أم الكنيسة كما يظن البعض بل زوجة فقط ضحت في حياة زوجها و حكموا عليها أن تضحي أيضا بعد موته بلا أي سبب أو تفسير.
- زوجة الكاهن هى سند لا يظهر و داعم لا يتفاخر.تشجع زوجها و تحتوى ضعفاته و أزماته و تشاركه كل شيء لهذا فإن لها إكليل محبة متي أدت دورها كزوجة محبة و كمؤمنة بترتيب الرب في حياتها و كخادمة تخدم خدمة خاصة لها بركة خاصة.
- كم من زوجات عاشوا بالبر و كانوا أبر من أزواجهن الكهنة و كن مرشدات مخلصات , إذا سقط يقيمونه فالمرأة السامرية صارت مرشدة الرجال و هكذا خدمت مريم المجدلية التلاميذ الرسل فلا يقلل أحد من دور زوجات الكهنة الروحي.

9

سلسلة مقالات للخدمة الأسرية
2- يقظة صانعى السلام
Oliver كتبها
-على مثال الرب يسوع ملك السلام المصالح الأعظم يكون صانع السلام خادم المصالحة .إبن الإنسان جاء ليخدم.ليصالح الكل.ليس عنده محاباة.يحب الكل.يغفر للكل.يهتم بالكل.راعياً صالحاً ساهراَ على الخراف لا يسترخص حملاً صغيراً بل الكل عنده غال و ثمين.يترك تسعة و تسعين لأجل خروف ضال.لا يضحى بأحد بل بنفسه من أجل الكل.
- العمل الجماعي في الكنيسة يحتاج قائد محنك.يجمع الكل.يدبر الخدمة بحكمة,يتابع الكل و فى قلبه تتشكل صورة كاملة للرعية.يرى ببصيرة و يتصرف.أحد نقاط الضعف فى كنائس كثيرة هى العمل الفردى دون العمل الجماعي . العمل الفردي لابد أن يصب في بوتقة الكنيسة عند قائد روحى يعرف كيف يصير كل خادم أداة صالحة فى عمله الروحى.هذا القائد ليس شرطاً أن يكون كاهناً بل شرطاً أن يتمتع بروح الأبوة و أن تشبع من روح الأمومة.حافظاً لأسرار الأسر أميناً على حاجاتها.
- التلمذة الروحية هى الطريق الأمثل لصناعة قائد روحى.فلنستثمر في هؤلاء و لا نبخل عليهم بفرص إكتساب الخبرات .
-صنع السلام وسط الأسر المسيحية يحتاج عمل جماعي.يتحول فيها كل خادم و خادمة إلى صديق غال مقرب للأسرة.خادم الشباب صديق لشباب الأسرة.خادم مدارس الأحد محبوب لأطفال الأسرة خادم الكبار صديق مؤهل لإرشادهم .فإن هاجم إبليس  أسرة ليفرقها يتكاتف هؤلاء الخدام كل يعمل في مجاله مع المقرب منه و يداوون الجميع.
- خادم المصالحة إنسان فيه روح غيرة للرب.يغير على ملكوت الله و لا يريد لأحد أن يفقده.كالمسيح الذى جاء ليخلص ما قد هلك.إذا خدم إنسان فعل كالمسيح.يكتشف نفسيته من كلماته و من صمته و من أفعاله..يعطه رداً على حاجته التي لم يطلبها و لا عبر عنها.إذا دخل بيت دخل كصياد لا يخرج بغير أن يقتنص لملكوت الله .لا يسلي نفسه بالإفتقاد بل يبذل نفسه و ينجح.
- خادم مدارس الأحد الصغير هو خادم مصالحة أيضاً.يعلم الصغار المغفرة على صغائرهم تجاه بعضهم البعض.إذا سمع شكوى من طفل لأخيه أو أخته لا يسكت حتي يضمهما بالمحبة.فمصالحة الأطفال هينة لكنها تغرس فى قلوبهم أصول المحبة.فخدمة المصالحة تبدأ من خدام صغار في السن كبار في الحب و صنع السلام.
- خادم مدارس الأحد صانع السلام هو خادم منتبه الحس.يكتشف من حديث الطفل إذا كان يعاني من صراع الوالدين و خلافاتهم.إذا كان يتجنب أحد الوالدين.إذا كان يتمني الموت لأحدهم.إذا تمني أن يوجد فى أسرة أخرى لأب أو لأم أخرى.إذا أراد أن يخرج و لا يعود للمنزل.إذا رأيته صامتاً فى الكنيسة أو باكياً لسبب لا تعرفه.إذا وجدته بلا أصدقاء منعزلاً.لا يضحك كالأطفال و لا يلعب كالأطفال و لا يشاغب كالأطفال فإعلم أنها رسالة واضحة منه تقول أنا من أسرة مهددة بالتفكك فأسرع و أخطر الكاهن ليرسل من يهتم و يبدأ العلاج فى بدايات المرض,
- نقطة البداية في صنع السلام وسط الأسر هى إكتشاف بذور التفكك.الإنتباه إلى المؤشرات فى مهدها.لذلك يتعاظم هنا دور خدام و خادمات مدارس الأحد.هم الأكثر قدرة على إكتشاف الأسرة من خلال سلوك أطفالها.دون حاجة إلى دفعهم لكشف ما يعانون.فالتطفل شيء و الإنتباه لسلوكيات الطفل الغريبة شيء آخر.الإهتمام شيء و التدخل فى أمور الغير شيء آخر.
- الأسر المفككة عندها حساسية زائدة خصوصاً لو كانت من الأسر المعروفة بروحياتها و علاقتها بالكنيسة منذ زمن.لذلك يجب خدمتهم دون كشفهم.الحرص عليهم و السرية التامة تساهم في تشجعهم بالعودة إلى محبتهم الأولي طالما لم يتم التشهير بهم و لا بالتلميح من خلال العظات .الإنتباه لهذه الحساسية يفرح الأطراف و يشجعها على التجاوب مع خدام المصالحة.
- اليقظة الأهم من خدام المصالحة هى يقظتهم علي بيوتهم و أولادهم و بناتهم و أسرهم الفرعية.لئلا يعايرهم أحد فيما يخدمون.مع أنه لا مانع من الخدمة لو كان الخادم أميناً في بيته و مع ذلك خرج عنه إبن ضال إلى كورة بعيدة فهذا لا يعيب والديه لكن السهر و الصلاة يعيدانه .فالأب الصالح يقظ لعودة ذويه لذلك يوفر عليهم نصف الطريق و يخرج ليعانقهم.
- اليقظة لخدام صنع السلام تتوفر للقلب الشفوق.الذى ير ضعف أخيه ضعفه شخصياً.يلتقط أى بادرة أو كلمة تؤدى إلى الصلح.ينتبه لعلاج المشكلة قبل أن تتضخم لأنه موجود دوماً على مقربة من المخدومين.هو خادم غير تقليدي لا يكتفي بخدمة التعليم بل بتعليم الخدمة أيضاً.يسهر فى صلاة لأجل أن يكشف له روح الله من هم  فى حاجة إلى يقظة خاصة.صانعو السلام هم خدام و خادمات صوم و صلاة.               و للموضوع بقية.

10


حبيبتي مسكن الثالوث
Oliverكتبها

- حبيبتي .هذه التي فتحت لي أبوابها حين منها دنوت.فتحت قلبها .سكنت أحشاءها كجنين و منها خرجت إبن الآب حبيب الأقنوم الأول.لابس الأقنوم الثاني المسيح الفادي يسكنني الأقنوم الثالث روح الله القدوس.فيها نلت شركة الطبيعة الإلهية.خرجت من بطنها أسير علي قدمين فانيتين لكن رأسي تبصر السماء.يحملني جسد ضعيف لكن روح القوة يسكنني أمشي كخاطئ و أتكلم كخاطئ و أعيش كخاطئ لكن خلاص المسيح غافر و روحه يعمل في بنعمة ليحركني دوما إلي التوبة.فأبدو أنا المعتاز أن الغني ينهمر قدامي مجاناً كما لإبن الملك..لهذا أنت حبيبتي.فما أخذته منك ليس متوفرا في العالم كله.ليس بين متاجر العالم من يقدم هذه النعم.ليس بين أحباء العالم من يملك أحشاك التي تبادلت فيها موتي بموت المسيح و فنائى بحياته.أيامى بأبديته و صرت ليس كما كنت.ليس في مساكن الأرض مسكن مثل حبيبتي الكنيسة.
- حبيبتي الباقية ينهمر منها دم المسيح و يصير علي مذبحها المن السماوي .سماء أنت.الخروف في وسطك مذبوح و نحن حوله.نأخذ خلاصنا مجاناً.نسكب زفراتنا و ننال سلاماً.نسمع من فوق المذبح نداء السماء تقدموا تقدموا.تعالوا إلي يا جميع المتعبين فنأتي و نرتاح.حبيبتي يا صنعة الثالوث.كفاك مجداً أنك مسكن الله ذاته.كلما جئناك وجدناه فيك .أنت لم تخلو من الإله يوماً فكيف لا تكوني حبيبتي.
- حبيبتي.شبكة المسيح .جامعة السمك الكبير و الصغير.حتي الشوائب تجمعينها لعل الكسر في يد القدوس تنجبر و تصبح خبزاً مشبعاً.يوما بعد يوم يتألق جمالك.فيك وحدك نعيش الزفاف الإلهي.حين يبدأ نذهب.نجد الوليمة معدة.أب العريس يخدمنا بذاته الرفيعة.من أجل إبنه الذى أطاع حتي الموت يقبلنا و لا يزدري بنا.فيك نعرفه و نتعلم لمسة العريس.يتم الزفاف فلا ننشغل بالمدعوين و لا بالمرفوضين.نحن لا نلاحظ لابسي ثوب العرس و لا خالعيه.ليس شأننا هذا بل مهمة الآب.هو يفرز الناس و نحن ننشغل بالزفاف.لمسة العريس تشغلني.فالعروس متي وضعت يدها في يد العريس تبصر الناس كمن لا تبصرهم.تري الحفل بعيون أخري.هي منشغلة و فكرها ذاهب إلي زمن بعيد بعيد.لا تري شموع الأشابين و لا تسمع زغاريد المدعوين.لا تدرك من حضر و من غاب لأن عيني عريسها تجتذبها إلي داخل الحجال.فتعيش رجاء الإتحاد الإلهي غير مهتمة بالضجيج البشري.لأنك حبيبتي و موضع زفافي أحبك.لأن لمسة العريس فيكي أحبك.
- حبيبتي يا كنز النعم.لم تفتقري يوماً.القداسة تكسوك يا ساكنة الروح .فيك تتصور الأجنة السمائية.تتغير الطبائع.يدخل الجهلاء داخلها فيخرجون متسربلين بروح الحكمة.يدخلونك بعيون دامعة و يخرجون مبتهجين بالخلاص.لا يعرفك من يصفك بالناس لأن وصفك هو بالمسيح الذى يحل فيك.لا يدرك قيمتك من ينشغل بهذا و ذاك متغافلاً عن العريس الواقف عالياً وسطك ماداً يده لمن يقبل و لا يخرجه خارجاً.الذى يظنك صناعة بشرية يخرج منك فقيراً مغلوباً.الذى لا يبصر الروح يملكك يتوه بين الناس و يخسر.أدخلوا يا شعب المسيح ناظرين للمسيح فالناس لا يخلصوا الناس بل الرب وحده مخلص و به ننشغل و إليه تحن أرواحنا.
- الخارجون من تحت مياهك مولودون بسر عجيب لا يدركه إلا من يعيشه.فماؤك ليس كمياه العالم.لأنك من سيدك أخذت نبعاً حين صار هو نبعك.فينظرون تحت الماء ليجدوا أساس الإيمان يحمل هيكلك و يحملنا فى هيكلك.
- حبيبتي .جُرحت مثل سيدك.دمك ينزف علي يديه المثقوبتين و لا يتسرب منهما.يضربون بالقصبة علي رأسك كما فعلوا بالعريس يستعملون السلطة و ما زال بيلاطس يغسل يداه بلا جدوى..يطعنون بنفس الآلات القديمة.يتجرأون و يستهزئون مع أنك لابسة الأرجوان لكنهم عميان عن مجدك.لا تبالي يا حبيبتي يا شبيهة سيدك.فهذا دورك.أن تشبعي آلاماً و تمنحي البركات.لقد شاء القدوس أن تكوني سماءا فلا تبالي من غبار الأرض لأنه ينقشع سريعاً.ضعي بكاءك مع بكاءي لكي ننال فرحتين معاً.فأنا أفرح بك و أفرح بسيدك.أنت أيضاً تفرحين بي حين إليك أعود.لا أري فرقاً بينك و بين السماء .كلما تشاغلت عن الناس إقتربت الرؤية.تلاشت الإنشغالات و صار الفكر حراً.لا موضع للإدانة فيك و لا قلبي يرغبها كقلبك.دعينا نصالح الناس بالله.فعينيك الدامعتين لأجل خلاصهم هم نفس عيني العريس المشتاق إلي عذراءه المخطوبة له.دعينا نتلمس الشاردات في الصحراء و نجمعهن لمن يجعلهن صالحات لمملكة.أليس الحب وظيفتنا.أليست التوبة عملنا.فهيا لننهض غير مبالين بأعراف الأرض و قيودها .تعالي يا محكومة بقانون العريس لنفتقد عذاراه.لا زال في الأرض بائعي الزيت و ما زالت في أيادينا مصابيحنا حتي الفارغات.لكن العريس لم يأت بعد فلنذهب و نستعد.


11
المقالات الدينية / لمن الدرر
« في: 21:13 23/09/2021  »



لمن الدرر
Oliver كتبها
- المسيح و هو على رأس الجبل يصعد بنا بتعاليمه العجيبة إلى أسمى ما يمكن للبشر الوصول إليه على الأرض جلس مخلصنا الصالح يعلم البشرية أعظم الدرر فى العظة على الجبل.و فيما هو يعلم قال : لا تعطوا القدس للكلاب و لا تطرحوا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها و تلتفت فتمزقكم.مت7: 6.
- كان عمل اللاوى قرب المذابح أن يمنع الكلاب من خطف لحوم المحرقة قبل حرقها فهى قدس للرب.كانت لديه عصاه يمنع بها الكلاب من الإقتراب.و إنتقل هذا العمل إلى الشمامسة فى العهد الجديد فكانت واحدة من وظائف الشماس هو طرد القطط و الكلاب حين كانت مبانى الكنائس بدائية .فالمشهد معتاد فى عبادة اليهودى لكن المسيح حول هذا المشهد المعتاد إلى أمر آخر يخص الملكوت.
- قبل الإنتباه للكلاب و الخنازير علينا الإنتباه للقدس و الدرر.أنت القدس وأما الدرر فهى أعمال الروح القدس فيك. درة الدرر ملكوت الله داخلك.لهذا إنتبه.إستمتع.تنعم.تذوق حلاوة المسيح التي فيك.إبق قدساً كما صنعك الروح  القدس فى المعمودية.إبق درة تاج الخليقة كما أراد الخالق لنا.أنت تعرف كيف يحفظ التاجر الفطن ما لديه من الدرر.كيف يتحسب الروحاني لكل ما هو قدس فيه.فلنبدأ من داخلنا لأن الكلاب و الخنازير هى أعداء خارجية.
-أنت قدس.و المسيح قدس أقداسك.أنت هيكل.و الروح القدس الأعظم.ساكن هيكلك .فلنعرف من نحن كي لا نعط أنفسنا لمن ينهشنا من أعداء الخير.
-للكلاب أنياب و مخالب بها ينهشون.القساوة و غياب الحكمة و الظلم  إذا إقتربوا من القلب نهشوا منه النعمة.لكل قلب كلب يتربص به.فلا نغفل عنه طالما نحن فى أرض الذئاب. الإدانة أنياب الكلاب.فلا نعط ألسنتنا أو نيات قلوبنا لهذا المفترس الذى يجرنا إلى الأرض ضحايا أنيابه.بل بإسم المسيح نتحصن من هذه الهجمات.فالكلاب تخشى من لا يخشاها.الشياطين كلاب جبانة.مخالب الكلاب هى الكلمات الجارحة.فلا نكن مخلباً لأحد بل مكسباً لمحبة المسيح قدام الله و الناس.
- الكلاب تبدو صديقة غالباً و الخنازير همجية و شرسة.هكذا تتنوع ألاعيب الشياطين.بين أفكار تبدو بريئة كالتأجيل و التسويف و الشفقة على النفس و أفكار أخرى شرسة كالعداوة و الإنتقام و الخيانة و التجبر.رب المجد يحذرنا من – الكلاب -كل ضربة يمينية ( تبدو صديقة) و الخنازير- كل ضربة يسارية تظهر شريرة منجسة للقلوب.
-لا تعطوا.لا تطرحوا.بين العبارتين مسار تعليم رب المجد عن الحروب الروحية.فلا تعط قلبك بإرادتك لأفكار الكلاب الأرضية.و لا تطرح عن جحود أو  يأس أو جهل أو إستسلام ما لديك من الدرر.
- الغيبوبة الروحية نوعان.واحدة إرادية يعط فيها الإنسان قلبه لمن لا يستحقه.و الثانية لا إرادية يطرح فيها الدرر.تتسرب من بين أصابعه لأنه لا يبالى. مع أن الدرر لا تطرح أبداً بل يتحسب من يقتنيها بكل حرص أما من يطرحها فهو جاهل بمجد المسيح و عظمة ملكوت السموات.يستغني عن الفداء و يذهب إلى كورة بعيدة.الناكرين المسيح طرحوا دررهم.الرافضين المسيح طرحوا دررهم. هؤلاء هم الوحوش التي حاربها بولس الرسول فى أفسس. المقاومين الإيمان طرحوا دررهم. فرطوا فى كنوزهم.فما تبقي لهم شيء في السموات.
- لا الكلاب و لا الخنازير تجرؤ أن تدخل بيتاً بابه محكم الإغلاق.فأدخل مخدعك هناك تحفظ القدس و الدرر.بالصلاة تتحصن و تسترد ما ضاع منك.بالتوبة يعيد أبونا السماوى أكثر مما بددناه  في الأرض البعيدة.لا نكن مثل قايين  الذى فتح الباب فكان عند الباب خطية رابضة ككلب متحفز أو خنزير برى متوحش .فترك الخطية تسفك دم هابيل البار بلا تردد ثم بدأ يفكر فى الوحش الذى سيقتله.مع أن الوحش داخله.دخل الوحش القدس و داس الدرر التى هى وصايا و تحذيرات الروح القدس فصار قتل الأحباء لا يمثل شيئاً لهؤلاء.أما الإنسان المسيحي الحق  فينتبه للوحش قبل أن يفتح بابه.فإنتبه قبل أن تفتح شفتاك و قلبك و عقلك.
- الكلاب أى الشياطين  لا تهجم من تلقاء نفسها لكن من يمسك أذنى كلب يلقى منه وبالاً.من يقترب منها و يعط أذنه للفتنة و سماع القبيح يصير مستباحاً.فلماذا نذهب بأرجلنا لمن يضرنا.
- ضع الدرر فوق رأسك.لينشغل فكرك بفكر المسيح الذى هودرة  التاج و اصل المجد.أما من يضع فكر المسيح مهملاً فتأتى طيور السماء ( الجوارح) و تخطف بذار الملكوت إذ تجدها فى الأرض مهملة. .فيخسر فرصة الإثمار.ييبس الغصن و يقطع و يلقى فى النار.الخنازير لا تدوس الدرر إلا إذا ألقيت الدرر عنك.تهاونت فيما لله.تغيرت ترتيبات أولوياتك.صار الأهم فى الأسفل و النجاسة أخذت موضع القداسة.فلا تتعجب فيما يحصل للمرتدين و الهراطقة لأنهم قلبوا موازين الحق.

12


الصليب العجيب
 
Oliver كتبها
-صليب المسيح هو خاتم المصالحة الذى بين العريس و عروسه.
- صليب المسيح ظاهرياً خشبتان متقابلتان لكنه روحياً قلبان متقابلان.قلب الله الغنى و قلب الناس الذى قبل الصليب كان مهجوراً.
- صليب المسيح إرتفع بنا ليس فوق الجلجثة وحدها بل حتى سماء السموات لأن المصلوب من جنسنا مع أنه الجنس الوحيد الله المتجسد.
- صليب المسيح علم المحبة.مجد فريد النوع.عمل إلهى لا يتكرر و لا يحتاج أن يكرره أحد.هو صليب واحد لمسيح واحد .موت واحد و قيامة واحدة و صعود واحد.صليب المسيح مائدة الجياع للملكوت.
-الذين ظهر صليب المسيح فى حياتهم تجلى المسيح فى سيرتهم.و الذين غاب عنهم هذا الصليب المجيد غابوا عن كل شيء.
- صليب المسيح حياة الهالكين و غيابه موت لمن ظنوا أنهم أحياء.فلنقتن إيماننا بالصليب الإلهي لكى نربح المصلوب عنا.
- كل علاقتنا بالله بدأت بالموت.موت الصليب لذلك يصبح الإنسان مسيحياً بالموت أولاً فى المعمودية و القيامة مع المسيح بإنسان جديد.
-كل العطايا بلا صليب المسيح مؤقتة.تذوب و تتلاشي .أما العطايا الممتزجة بالصليب فهى أبدية لأنه بصليب ربنا نلنا الخلاص و الحياة الأبدية .المسيح المصلوب سفر الحياة الذى كتبت أسماؤنا عليه بالدم الإلهي الثمين.
- بعد صليب المسيح لم تعد المسامير للألم بل لتثبيت المحبة.لم تعد الحراب للموت بل لإنفتاح القلوب لملكوت الله.لم تعد الأكاليل من شوك بل من نور أبدى و مجد.حتى هتاف أصلبه أصلبه أصبح يدخل قلوبنا بمعني خلصه خلصه .لأن خلاصنا بصليبك يا رب.
- من يقابل المسيح مصلوباً لا يتوه أبداً.من يحتضن جراحاته يقتني كنز الكنوز.من يغتسل بدمه يصير أنقي من الثلج.من يؤمن بالمصلوب يتصالح مع أبيه الصالح و يسكنه روح الله بلا إنقطاع.
- من غير صليب المسيح كيف يجد الخطاة غفراناً؟كيف يجد الأموات حياة؟كيف يجرؤ أحد أن يدعو الله أباً؟ كيف يجسر أحد أن يقترب من شجرة الحياة؟كيف يفهم أحد شخص المسيح المتجسد؟ كيف يكون للإنسان صورة الله و مثاله كما قصدها منذ البدء؟ كيف يصلى و كيف يحب و كيف يتوب؟من غير صليب المسيح نحن نبحر بلا أداة بلا سفينة بلا ميناء خلاص بلا جدوى.

13


جبار البأس قاهر الممالك
Oliver كتبها
- إقترب الملاك منك جداً فرأيته وجهاً لوجه كما ترى صاحبك.ناداك بصوت ملائكى قائلاً: الرب معك يا جبار البأس.نعم معك يا يفتاح جلعادى.برغم أنك إبن إمرأة زانية.أنت جبار ليس من مشيئة جسد بل من قوة علوية.
- لا يهم إبن من أنت.دعك من مهانة تحمل على كتفيك.و لو رآك الناس رخيصاً.لا يهابك أحد و لا يحترمك أحد.هل يوجد أسوأ من ذلك؟نعم  لكن الله يراك جبار البأس أى شديد القوة كرجل مقاتل.فاغتنم رؤية الله لك.
- لا تدع أحد يحطم ثقتك فى قيمتك عند الله.مهما غابت دلائل هذه القيمة.مهما ضاع من فكرك كم أنت غالى على قلب الله.مهما توالت الضربات عليك فما زلت جبار البأس.فالقوة ليست فقط فى الغلبة بل كذلك فى إحتمال التجارب حتى ينقضى زمنها.أنت جبار بأس لأنك تأخذ من الرب العزيز القوي الجبار بعضاً من قوته بواسطة روح القوة الروح القدس.الذكر و الأنثى جبابرة .دبورة و باراق معاً لتستيقظ كل دبورة و يقم كل باراق قض5.
- تتبع إبراهيم و أنظرماذا يفعل.بشيخوخته الواهنة حارب ذاته فظهر جبروت إيمانه غالباً الطبيعة.أعظم جبروت هو ضد الذات.الذى لا يقدر أن يحمل شيئاً من حطب المحرقة حمل موته قدام عينيه.يخطو بطيئاً و فى يده سكين يلمع.لأنه إنتوى أن يذبح أبوته.يضع محبته  محرقة فوق الحجارة.يرفع سكينه ليذبح إبنه و سكيناً غير منظورة تخترق قلبه.أنظر كيف يستشهد الرجل من أجل الله.يذبح كيانه إرادياً.لم يغصبه أحد.لم يقهره أحد.لكنه هو الذى قهر ذاته.من أجل الطاعة نسى شيخوخته.أخفي محنته عن الكل كي لا يعيقه أحد عن تنفيذ أمر الله.جبار بأس يا أبى جبار بأس.رجل حرب ضد ذاتك.مقاتل ضد عصيان الله.مجاهد فى الطاعة.و السكين لم تذبح حبك.سر قوته ذات الرب.إبراهم البار لم تذبحه سكين.ذبحته المحبة و أحياه الإيمان.
- أرأيت الثلاثة فتية و هم مقيدون.مرفوعون على أعناق العتاة ليقذفوا بهم من فوق التل نحو الأتون المنحدر إلى أسفل.كان يمكن أن يموتوا فقط من السقوط مقيدون.لكنهم جبابرة بأس.قهروا مملكة النارو سلطان الملك الأرضى. بأجساد مقيدة أتلفوا قوة النيران و ثيابهم قهرت عنفوان اللظى.فإن كنت مقيداً فى ورطة أو محنة أو أسر بأى نوع فأنت ما زلت جبار بأس.لأن سلطانك ممنوح من فوق.تدوس به ما هو أسفل.سر قوتك أن إبن الإنسان دوماً معك.
-جبارة بأس أيتها السامرية.لم تبالى ماذا يقول الناس بعد.أخذت من المسيح جرة جديدة.ممتلئة ماء حياة أبدية.منها تصيح للكل أنظروا من قال لي كل ما فعلت.جبارة فى التوبة.ضاع زمن الخمسة أزواج و بدأ زمن عريس النفس يسوع.الجبروت في التوبة لأن مقابلة المسيح تنصر النفس على النفس.قوة التغيير في المسيح بها نقهر الخطية.
- الهارب من سيده عاد خاضعاً.العبد الذى غير قلب سيده.أنسيموس الذى علم فليمون خضوع المحبة.هرب من الميل الأول لكنه عاد إلى الميل الثانى,ترك ثوبه كيوسف قدام إمرأة فوطيفار لكنه عاد ليبذل الثوب أيضاً أى جسده فى خدمة المحبة.المحبة أقوى جبروت على الأرض و فى السماء,غيرت السادة و العبيد.جعلت المتواضعين رؤساء و المهملين على كراسى سمائية.
- أنت جبار بأس تقدر أن تكسب قلوب الذين يسخرونك.حتى يخجلوا من جبروت محبتك.أنسيمس المولود في قيود بولس صار خاضعاً لسيده بكل حرية.ثقب أذنه من أجله و تكرس للحب.
-أنت جبار بأس إن تغفر.إن تزهد فيما في يدك و يد غيرك.ترى الصغار كالأمراء و الكبار كالملوك.جبروتٌ فى صلاتك المقتدرة قوة.فى إيمانك حين لا ير العقل باباً للنجاة.حين تواجه البحر بلا سفينة و ركض فرسان فرعون يملأ الآفاق غباراً,أنت جبار بأس بموسى العهد الجديد.عصاه فى صليبه وبعكازه يعينك . يشق لك طريقاً لم تطأه أقدام إنسان قبلك.لكل إنسان بحر و لكل إنسان فرعون بجيشه.لكن لكل إنسان موسى يشفع له و عصا الرب تفتح له باباً لم يكن منظوراً قط.أنت جبار بأس إن عبرت الفتور و البرود فى طريقك إلى أرض الموعد.
- جبار بأس فى وحدتك.تختبأ في المغارة خوفاً و مركبة الله خارجاً تنتظرك؟ جبار بأس و أنت هارب بينما آخاب يرتعد منك.تنطق فتنزل ناراً من السماء و تأكل أعداءك.المركبة لك.السماء لك.كانت قبلاً إستثناءاً أما اليوم فهى لكل من له المسيح و روح المسيح.فأخرج لمركبتك يا جبار البأس و إظهر قدام الله لأنه يدعوك.
- و لو كان الظلام حالكاً أنت جبار بأس.فالذين كانوا في الجحيم لم يتمتعوا بالنور لكنهم ترجونه فنالوه.نور أشرق فى مملكة الظلمة عندما حانت لحظة إنبعاث الفجر.تحرروا من المتاريس الأبدية.إنطلق النور كالسهم و غلب ببأس شديد.أنت أيضاً معهم محرراً.مسيحهم و مسيحك هو نفسه.الآن هم تملكوا فى المسيح و غداً يحين دورك.لن تمُسك ظلمة الهاوية لأن جبروت الله يغلق أبواب الجحيم عنك و يفتح بابه قدامك فتدخل مزهواً بثوب العرس.أنت جبار يا عروس المسيح.لست مهملاً و لا منسياً.لست رخيصاً و لا متروكاً و لو نسيك الناس فالرب لك أعظم.هو ينفرد بك فى برية هذا العالم.ليصنع منك إنسان الملكوت.يخترق بك السحب و يرفعك إلى مساكن النور حيث أب الأنوار الصالح ينتظرك بفرح .تدخل حضنه و تنسى ماذا كان قبل ذلك بأكمله.تبدأ غنى التمتع.فاحتفظ بقوة الروح القدس فيك لا تنس أبداً أنك جبار البأس.

14



القذى و الخشبة
Oliver كتبها
- رب المجد  بعدما نبه على عقوبة الإدانة وضع العلاج لها.أخرج أولاً  الخشبة من عينك و حينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذى من عين أخيك.مت7: 1-5.كلنا خطاة.الفرق بين خاطئ و آخر هو بين الخشبة و القذى ( أى نسيج رفيع من الخشب).
- الخشبة تعمى و القذى كذلك.فكيف يتهكم أعمي على أعمي؟ كيف يدين خاطئ خاطئاً مثله؟ الذى يدين يستصغر خطاياه و يستعظم خطايا غيره .ألا يطلب البصر لنفسه ثم لغيره.مع أن الخشبة مرئية و لا يمكن تجاهلها لكن الذى يدين يتناسها.و لا ندري كيف يرى القذى التي من الممكن أن تكون غير مرئية.لكنه يظل يفتش الآخرين في كل شيء حتي فى نواياهم لكي يجد القذى ليدينهم؟ تاركاً الخشبة في عينه؟
-.الذى يدين  يجرم في حق الله لأنه ينتحل عمل الله الديان زوراً .فإذا إنتحل إنسان هوية إنسان آخر يعاقبه القانون فكم و كم من ينتحل صفة الله و يجلس على كرسي الدينونة و يوزع الإدانات على الناس بكبرياء و قساوة و هو مدان من الله كثيراً,لهذا صاح المرتل :إرتفع يا ديان الأرض جاز صنيع المستكبرين مز94: 2. ما شأنك بخطايا الناس فالله أعطاهم الحرية فأخطأوا لكنه سيمنحهم التبكيت و يتوبوا أما أنت فستبق لله خصماً حتى تكف عن الإدانة.التدخل فى أمور الغير شر 1بط4: 18
-حتى الآباء  الكهنة و الآباء الجسديين لا يحق لهم الإدانة بل التوجيه بمحبة.أما إدانة المهرطقين فلها إجراءاتها التي خاتمتها الإدانة لمن لا يرتدع. حق الإدانة هذا تسبقه إجراءات كثيرة و مناقشات على مستوى قيادة الكنيسة البابا البطريرك و المجمع و ليس كل من هب و دب يدين إيمان غيره و يتهمه بإنحراف الإيمان.تصحيح الأخطاء فضيلة أما الإدانة فهى عقوبة إلهية.
- مع أن الخشبة فى العين لكن الخاطئ بالإدانة يظن أنه يبصر.يكذب جداً.قال عنه الرب أنه مرائى.أحكامه عمياء بسبب الخشبة و هو لا يبالى.يريد العيش أعمي و يحكم بالعمى على الناس.يسير متخبطاً و هو يدعى أنه يعرف الحق.
- حين أمسكوا إمرأة فى خطيتها ظنوا أنهم أبراراً ,أرادوا رجمها بالشريعة.حفظوا نص الشريعة و نسيوا مشرع الشريعة. أبصروا القذى و نسيوا الخشبة فى أعينهم.نبههم المشرع رب المجد إلى الخشبة.من منكم بلا خشبة فى عينه فليرجمها أولاً فتركوها للديان و حنانه و مراحمه ليفاجئها قائلاً أما دانك أحد فتقول لا أحد يا سيد فيفرحها قائلاً و لا أنا أدينك إذهبي و لا تخطئى أيضاً.يو8: 11.أفلا نترك نحن البشر الضعفاء أخطاء بعضنا البعض بغير إدانة. الزانية لم تدان لكن المراؤون يدانون.فلنفرح بتوبة الناس و لا نحطم رجاءهم بالإدانة.
- كذلك الأخ الأكبر للإبن الضال.صغرت خطاياه الكثيرة في عين أبيه الصالح بينما كبرت خطايا أخيه فى عينيه .حتي أنه أراد أن يهيج أباه ليرفض عودة أخيه.ضاع بإدانته و لم يستمتع بالوليمة.لم يأخذ الخاتم بل طلب جدياً عاقراً لا يثمر و لا ينجب.فصار عقيما كيهوذا.غادر البيت و تغرب عن محبة أبيه و ضاعت منه أفراح العرس هكذا يحدث لمن يدين.
- الذى يدين لا يستجب الرب لصلاته لأنه يسمع المتواضعين أما المتكبرون فيعرفهم من بعيد أى  الله يضع مسافة  بينهم و بينه.مز136: 6.صالح الرب بالتوبة عن الإدانة ثم هو يتوبك عن بقية الخطايا لأن الإدانة تعدي على عمل الله بذاته.
-فى كنائسنا خشب كثير و قذى قليل.لنخرج من أعيننا و من كنائسنا الخشب و نبقي على خشبة الصليب التي وحدها رفعت عنا إدانة الله.ليكن الله على كرسيه و لا يغتصب الديانون من الله عرشه.إنزلوا أيها المغتصبين عن عرش الإدانة لأنكم أول المرفوضين.الذى يدين من على المنبر له خطية أعظم.الرب غيور.لا يقبل أن ينافسه أحد.لأنه لا أحد مثل الله.
- لننهمك فى تنظيف عيون قلوبنا.حين يتنقي القلب ير الناس أخطاء الآخرين صغيرة.لا تستأهل الخلاف و لا تستحق الغضب.لا ينتج عنها قطيعة و لا نفقد أخوتنا لأجلها.فمن ير خطية أخيه صغيرة كالقذى يسهل عليه مسامحته.يغفر بلا جهد.يعرف أن الذي يراه هو أخوه مهما أخطأ.فتبقي العلاقات بمحبة رغم الأخطاء فمن هو الذي بلا خطية؟
- الإدانة خطية خطيرة.تفكك الأسر و الكنائس وتشتت الخدمات و المجتمعات.تخلق الصراعات و تجعل ساحة من المعارك أينما صار هذا الذى يدين.تفسد العلاقات.تخسر الناس بعضها البعض لسبب الإدانة.تطرد الله من الوسط.تحل بالكراهية عوض المحبة.تذل الضعفاء و تقسي المتكبرين أكثر فأكثر.هى فساد للروح و تعطيل لخلاص النفوس.إستجلاب الظلمة للقلب.تفكك للضمير .عمى للنفس و خصومة مع الله .عثرة تقف حائلاً قدام صغار النفوس.من يدين يكون له هذا و أكثر.
-بينما الغفران سهل.يحنن قلب لله.يجلب رضاه.يجمع المتفرقين.يجلب لنا المغفرة الإلهية.يجعل صلاتنا مقبولة و توسلاتنا تصل إلى عرش القدير.تجذب الأعداء فيسالموننا.تضم إلى الكنيسة نفوساً من خارج الحظيرة.تجعل قلب المسيح فى قلبك.تكون صورة للغافر الخطايا وحده.تكون بغفرانك سبب سلاماً بين الفرقاء.تنسكب فيك وداعة روح الله.يصير كلامك مملحاً و عينك نقية تعاين السمائيات.حتي أحلامك تتريض فى الروحيات.و نصيبك مع الذين غفرت خطاياهم و سترهم الرب لأنهم ستروا أخوتهم بلا إدانة.كم نحتاج إلى نبذ الإدانة لنلملم شتات المتشتتين.يا رب لا تقم لهم هذه الخطية و لا أى خطية نراها بل إغفر و إصفح لنا و للجميع.إخرج من عيوننا ما فيها خشبة كانت أم قذى.فأنت الذى ينشر نوراً و يفتح أعين العميان.

15
الكهنوت و الرعاية
Oliver كتبها
-الروح القدس أنعم على البشرية بخلق الكنيسة.لأن الكنيسة هى الخليقة الجديدة 2كو5: 17 .كانت الخليقة الأولي قد أخضعت للبُطل.رو8: 20.كان فردوس الخليقة القديمة أرضى مثلما البكر الذى جائت منه أما بعد التجسد و خلاص الله الكامل صار المسيح بكر كل خليقة ( جديدة) غل6: 15.كو1: 15.
- المسيح هذا البكر الأعظم رئيس كهنة.عب9: 11.و على مثاله ينبغي أن يصير كهنته لأنه من كهنوته يكهنون و لمجده يخدمون.رؤ5: 13.و المسيح ليس رئيس كهنة فحسب بل أيضاً رئيس رعاة1بط5: 4.و هو رئيس الإيمان و مكمله عب12: 2.لهذا فالفرق كبير بين من يكتفي بخدمة الكهنوت و من يتشبه بالمسيح في كل شيء.بين من يتوظف ككاهن و من هو صورة  مضيئة لسيده المسيح له المجد.
- الكهنوت لأجل الله في الناس و الرعاية لأجل الناس في الله.الرعاية تشبه برئيس الخلاص عب2: 10.أما الإكتفاء بأعمال الكهنوت دون رعاية فليس من المسيح فى شيء.إنه صورة التقوى بلا قوة.
- الكهنوت دخول بالنفوس قدام المذبح يضعها قدام الله بالصلاة وبعمل الروح القدس ننال جسد و دم المسيح لكي نثبت.أما الرعاية فهي خروج من قدام المذبح لصيد النفوس التي ليست داخل الحظيرة.إن الذين داخل الحظيرة لا يشغلون المسيح عن الذين خارجها يو10: 16.فمن يكتفي بما هو داخل الكنيسة متجاهلاً من هو خارجها لا يقوم بما يقوم به رئيسه المسيح.الذى لا تشغله الشواغل عن خلاص كل نفس.أما المتحججين بمسئوليات الكهنوت فلا يعرفون قدر النعمة المعطاة لهم.رو15: 15.
- لم يصر كاهناً قديساً حقيقياً إلا من مزج الكهنوت بالرعاية و صار كالسامري الصالح لا يتضرر من السير في الطرق الوعرة و لا يستسهل الإكتفاء بخدمات الكهنوت العادية.كل ما هو داخل الكنيسة ليس فيه جهاد و تعب بل هو وظيفة بأجر أما الرعاية فهي تفاني بحب .أتحبني إرع غنمي.الذين يقدمون المسيح في كل مكان و لكل نفس فأولئك عرفوا معني إنتسابهم لرئيس الخلاص و رئيس الرعاة و رئيس الكهنة و رئيس الإيمان.
-الخدمة تضعف حين لا توجد رعاية.مهما إمتلأت الكنيسة داخلها و مهما إزدادت شعبية الكاهن و مهما توسعت جدران الكنائس و برزت مبانيها و تجملت.كل هذا ليس فيه رعاية بل عمل روتيني مادي.أما العمل الذى يليق ببكر كل خليقة جديدة فهو الروحي المؤدى إلى الخلاص .عمل لكل نفس على حدة.إفتقاد إلهي من خلال الراعى لكل خروف ضال أو تعلقت أوصاله بأشواك الجبال الوعرة.
- إن تقييم المسيح لكهنته ليس بالكم و لا بالعدد و لا بالمباني و لا بالشعبية بل حين يقدر أن يقول الكاهن كالمسيح هاأنا و الأولاد الذين أعطانيهم الرب إش8: 18 عب 2: 13.الذين أعطيتني لم أفقد منهم أحد يو18: 9.هذه هى الخليقة التي تنسب للمسيح و الكاهن الذى ينتسب لرئيس الكهنة.
- الكرازة سعي خلف خطوات المسيح الذى أحب العالم و تجسد ليفدى خليقته.المسيح الذى يجول و لا يتوقف.أما الجلوس داخل الجدران فلا يضم للكنيسة بقية أعضاء المسيح كي تكتمل.لهذا فيما يفتخر البعض بمبانى الكنائس يكونون بأنفسهم سبباً لقصور الكنيسة الحقيقية الخليقة الجديدة عن الإكتمال .
- إن لم يصبح كل مذبح نقطة إنطلاق للعالم يبشره بالخلاص.إن لم تصر كل كنيسة منارة لمن هم بالخارج .إن لم تصبح كل كنيسة حضناَ للشاردين و الذين لا أحد يخدمهم فباطلة كل المباني و خاسرة تلك المذابح .إن تدشين الكنائس ليس بزيت الميرون وحده بل بجذب النفوس غير المخدومة.إرتفاع المنارات ليس علامة نجاح بل إرتفاع آهات القلب لأجل العالم المنخدع بعيداً عن المسيح و إرتفاع لهيب الروح بخدمة الكل من داخل و من خارج.كل نفس خلصت من بين الأشواك هي المنارة.كل قلب تشكل من جديد بالروح القدس هو المذبح.كل عائلة تلملمت بالروح القدس تحت أقدام المسيح هي الكنيسة.أما غير ذلك فسيذهب حين تنحل عناصر الأرض.فبمن يفتخر المكتفي بالجدران متجاهلاً أنه خادم الراعى الصالح و ليس كاهنه فحسب.و الراعى الصالح مشروح بإستفاضة فى إنجيله.

16
أضع أصبعى في جنبه
Oliver كتبها
-عندما قام المسيح غلب كل شيء حتي الشكوك.صار المسيح إلهاً متاحاً للكل لذلك لم يمنع توما الرسول أن يمس آثار الجروح و يدخل أصبعه في جنب المسيح عميقاً.
- ماذا رأيت أيها التلميذ الرائع في جنب المسيح من الداخل؟ هل رأيت الدم كفارة و الماء معمودية فصرخت ربي و إلهي كمن يبدأ عماده تواً؟ هل وجدت دفئاً في جنبه و جرحاً ملتئماً بإعجاز في ثلاثة ايام فقط.هل سألت لماذا ظل جنبه مفتوحاً مع أن جرحه قد شفى؟ هل يعيش إنسان بجنب مفتوح أم المسيح وحده.قل لنا ماذا أبصرت فصرخت .هل كان صراخ لوم لنفسك أم أنك لم تحتمل الحقيقة الإلهية التي تفوق الوصف بالقيامة.
-قلت لنفسي كيف أضع أصبعي مثل توما الرسول.بالإيمان لا بالعيان.كيف ألمس المسيح من الداخل.إلى حجاله أمضى و أستقر.أضع إصبعي على كلمات محبته و أعيشها بحلاوتها و صعوبتها.أضع يدى عند المسامير و لا أستكثر أن تنغرس في يدى أيضاً.فقبول الآلام بشكر و رجاء ملامسة لجراح المسيح.
- دعني يا سيدى أتفحصك بغير خجل.ببساطة طفل صغير يداعب كف أبيه كمن يمتلكه.دعني أمتلكك كما تمتلكني.يصير لي الحق في أن أري خارجك و داخلك.أرى عملك المعروف الظاهر و تدابيرك غير الظاهرة لكن آثارها كآثار الجروح ظاهرة.أنا أؤمن أن ما في جنبك يكفي خلاصى.ما في جسدك الحى يحيينى.فقل لي متى يحين الوقت فأقترب منك كإقتراب توما الرسول.و يكون عندي نفس دالته.
-التلاميذ حول توما يبصرون. فيهم نفس الشوق ليلمسونك حتي أنهم بإفتخار قالوا عنك ما سمعناه و ما رأيناه و ما لمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة هذا نخبركم به.إنني أبصرتك فى كل لحظات حياتي.وجهاً لوجه في الضيقات كنت معي و ما زلت.حاربت حروبي بصليبك و أنا شاهد على نصرتك.لم تتخل عني حين هربت أنا عند الجلجثة.مع أن سطور صك الأبدية كان يكتب هناك بالجلدات و القصبة.بالإكليل و الحربة.بالمسامير و الصليب.فجئت بعد ثلاثة أيام و الأبواب مغلقة لتفتح جنبك قدامنا فنقرأ كلام الخلاص كله في وجهك في ظهرك في يديك و قدميك في جنبك.لم يكن جزءاً فيك ليس فيه كلمة أحبك .لم يكن فيك فراغ بل كلك ممتلئ حباً فينا.ها ما نراه الآن شبيهاً.في الآلام ترفعنا إلي الجلجثة فنعاينك بعيون الإيمان و نتأكد أن من قال قد أكمل يقصدنا فيه.نحن في العلية معك.
-يدك مقدسة.جراحاتك بلسم كل الجروح.دمك ترياقنا من سم الحية.شخصك وسيط الأبدية .فإسبغ من قداساتك علينا.خذ اليد الدنسة و حولها إلي نقية.خذ أقدامنا الحائرة و فى طريقك قدنا إليك.خذ القلب و أسكنه فما معرفة بالمسيح إلا من خلال القلب.أهلنا كي نلمسك إغسلنا كي نقترب بجرأة.إحتضننا فنلتصق بك جنباً لجنب.نتبادل شخوصنا و ذواتنا .هكذا ندخلك كما تدخلنا.فلا نر الجنب فحسب بل القلب من الداخل.هذه أعظم رؤية في الوجود أن نر قلب الله و نعيش الحب الذى فيه و نكون كمن إستعار قلباً بديلاً.وقتها أضع ليس إصبعي فقط بل كلي فيك.
- شكراً توما القديس فقد صار طلبك من المسيح متاحاً لكل من يؤمن بالمسيح.كلنا أخذنا من جنب المسيح دمه و ماءه.أخذنا من آثار جراحاته خلاصاً و نصرة.شكرا يا ربي يسوع يا من صار سهلاً الوصول إليك بل الإلتصاق بك.هذا السر عظيم  فتحت به باب الأبدية حين إخترقته بالحجاب أي جسدك المقدس.
- علمني كيف أقف أمامك.تتركز نصب عيني جراحاتك.فتهون ألام الزمان الحاضر.ترخص الأشياء.أزهد في الحياة و أغتني برؤيتك.علمني كيف أمد يدى نحوك و آخذ منك كل ما يشبع شوقي لمحبتك في خلاصى.علمني الكلمات التي تقود إلي ملامسة جروحك.كيف أطلبها و أين و متي.فأنت إله مبهر حقاً.تحنو على الذين يؤمنون و الذين يطلبون معاينتك أيضاً.تجتذب كل نفس لأنك تعرف مداخلنا و مخارجنا فتمنحنا أن نعرف منك مداخل جنبك و جراحاتك و مخارج الحياة من إنجيلك.و الآن أطلب أن اضع نفسي في جنبك و كياني في قلبك و أموري في عقلك و محبتي في شخصك.أؤمن أنك تستجيب.

17
لقاء الموت بالحياة
Oliver كتبها
-وقت أن صعد رب المجد على الصليب بدأ الموت يأخذ معنى جديداً و تأثيراً مختلفاً على النفس البشرية.إذ على الصليب صار لقاء الموت بالحياة و إستمر هذا اللقاء لجميع الذين يحبون الله.
-ذاب الموت فى الحياة.تكلل الموتى بحياة المسيح و قيامته.الذى كان هالكاً صار مفدياً .قوة الخلاص في المسيح غيرت تاريخ الكون و الناس و طبيعة الموت ذاته.
- كأسد تم ترويضه هكذا روض رب المجد الموت بقيامته.حين داس الموت صار طيعاً حتي قدامنا.
-حين رأى اللص هذا التغير العجيب داخله.لم سكنه الموت بل سكنه الخلاص فهتف كالأبرار أذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك و سمع من المسيح ما يسمعه الأبرار اليوم تكون معى في الفردوس.
- صار الموت نقطة لقاء بالتوبة.فعند الموت تصحو كل الضمائر.تبطل كل الحجج.تغيب المشاغل.لا يبال أحد بغيره بل بمصيره وحده  لا يهمه ماذا يقولون عنه أو بعده بل تبدو حقيقة وحيدة.الله و أنا.فلا يصر للمائت مفر من الإعتراف بكل ما عجز عن الإعتراف عنه مسبقاً.صار الموت معلماً للتوبة حين نلتقيه لا يكون منا سوى الطاعة لتعليمه.هذا التغيير في دور الموت في حياتنا لم يكن متاحاً إلا لما قام المسيح و جعل الموت مدخلاً لقيامته.فالمسيح يستثمر موته فينا حتى آخر نفس لكى يخلصنا.
-من أجل هذا النوع من الموت نعيش كالمائتين و ها نحن نحيا.نعيش لحظة الصدق مع النفس و مع الله كأنما نموت كل لحظة.هذا هو الموت المفرح.الذى من خلاله ننتقل من ذواتنا إلى ذات الله و نسكن فيه.
-لهذا فالكارز الذين تعرض للموت مراراً كثيرة مثل بولس الرسول إختبر هذه اللقاءات كثيراً فلم يكن قوله لي إشتهاء أن أنطلق نابع من ضيق من الحياة بل من صدق مع الله مصدر الحياة.نابع من لذة اللقاء المباشر مع الله و تعرية النفس و القلب و الروح بالكمال قدام محبة المسيح ليكسوه بالحياة.
- الضيقات أحد أعراض الموت التي تقرب الإنسان لمشاعر الصدق و إعلان الحق بلا مواربة.هذا هو سر توصية الوحي بالفرح بالضيقات.فالضيقة التي تضعنا قدام نور المسيح مباشرة أفضل من الراحة التي تغيبنا عن المسيح.
-الأمراض و الآلام أيضاً أدوات الموت لا لكي نهلك بل لكي نتوب.لهذا من يستثمر آلامه فى عودة إلى محبة المسيح و كف عن الخطية في الجسد يعيش كأنما لا يتألم بل يتمجد.
- جمال القيامة في تغيير قوة الإنسان ليصير أقوي من الموت إذا صارت لحظات الضعف بداية توبة.
- الذين عرفوا أن الله يستخدم كل شيء لصلاحنا تيقنوا أنه حين داس الرب يسوع  الموت جعل موته المزكى أداة  بها يعمل الله فينا.لذلك فإن قيل أن موت المسيح  يعمل فينا فإن عمله هو تقديمنالمسيح القيامة بغير تزكية باطلة و الذين تصالحوا مع المسيح عبر عمل الموت فيهم هؤلاء لم يعودوا يخشون الموت .فلم يعد المسيح وحده الذى صاح أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية بل كل من فى المسيح يشترك معه فى تلك صيحة الإنتصار هذه.
- أن موت واحد قد يوقظ ضمائر آخرين .كم سمعنا عن قصص لموت من كان يعاملهم الآخرون بالقساوة و الظلم ثم صار موت المظلوم يؤنب هؤلاء فيندموا و يتمنوا و لو عاش المظلوم لحظة واحدة ليقولوا له أنهم نادمون و مخطئون و يتمنون أن يقبل أسفهم لكن الوقت تأخر جداً.سابقوا الزمن و تصالحوا لئلا يأخذ الموت فرصتكم.
- - موت الشهداء درس للإيمان كما كان يؤثر مشهد الشهداء على غيرهم حتي على قاتليهم..حتي تاب الكثيرون بموت الكثيرين.
-هذه اللحظات العجيبة التي تنخلع فيها النفس من الأرض و تبدأ الإنتساب للسمائيات لا يوجد لها شهود.الله و النفس وحدهما يعرفان ما فيها.لا تفسرها الأحلام و لا تجدى معها الرؤى.لهذا سنندهش من وجود كثيرين في الأبدية حسب التاريخ أنهم هلكوا .وقتها سندرك أن روح الله لا يتأخر عن العمل فينا لأجل خلاصنا حتى النهاية.و سنتأكد أن السماء تفرح بكل خاطئ يتوب و لو حتى فى لحظات الموت و حينها يصير له الموت موكباً يقدمه للجالس على عرش الحياة


18
شجرة التينة المرذولة
Oliver كتبها
-فى الصبح جاع المسيح ؟لعله قضى الأيام صائماً و لا أحد يعرف.مت21: 18.ربما لم يأكل منذ مات لعازر فلما أقامه صنعوا له وليمة فأكل يو12: 2.
- قصد الرب أن يجوع ليتحدث مع التينة صائماً.كما جاع فى البرية ليتحدث مع إبليس صائماً.فالصوم أداة تقهر الشياطين بإسم المسيح.
-كانت الشجرة على الطريق.كالبذار التى سقطت على الطريق مت13 مر4.جائت الطيور الآكلة الشيطانية و أكلتهم.أكلت البذار قبل أن تصبح ثماراً لأن إبليس يتعجل هلاك البشر.
- كانت إسرائيل كرمة مز80: 8.تك 49: 11.كرمة مغروسة فى كنعان حز17: 8. تمردت الكرمة و ذبلت إش 24: 7 حز19: 10 صارت تينة.تغيرت طبيعتها من كرمة إلى تينة.و بقي الرب حارسها رغم هذا.يوئيل 2: 22 لكنها تبددت و أصبحت تينة متهشمة يوئيل 1: 7.ليس فيها روح الله لأن التينة لا تعط زيتوناً يع3: 12 .كانت كرمة حين نسبت لله و صارت تينة حين نسبت لآدم.مع هذه التينة الرب يتحاور.
- حين كانت إسرائيل كرمة كان الآب كرام لها.كانت فى المسيح كرمته.لما رفضت المسيا صارت تينة.لما أنكرته حتى النهاية ما تبقي في إيمانها سوى أوراق غاشة.كمحاولة آدم أن يستتر بها فشلاً.أما إسرائيل فتبجح بالخطية و لم يستتر بالمسيح.شجرة التين كل قساة الأرض المرذولين.
- اللعنة غير اللعن,اللعن سب و شتيمة أما اللعنة فهى نزع البركة من إنسان مثل يهوذا لابس اللعنة.أو مكان مثل هيكل أورشليم صار خراباً أو شيئاً مثل شجرة التين هذه فلم يعد ممكناً أن تثمر.اللعنة إنفصال الكيان عن المسيح الذى فيه كل بركة روحية سمائيةرؤ7: 12 أف 1: 3.اللعنة عقوبة التجديف.
- كما صرخ المسيح على لعازر فأقامه في الحال هكذا لما صدر من المسيح نزع البركة يبست التينة في الحال.كلمة الآب يسوع المسيح له السلطان على الموت و الحياة.وهب الحياة للعازر و ترك الموت للتينة.لكى يعلن قدام التينة أن له سلطان على الموت فإن مات يقوم بذاته و يصعد.
-لما تعجب تلاميذه من تيبس التينة الفورى فسر لهم الأمر.أنه أعطاهم السلطان ليس على تينة صغيرة بل على الجبل كله المملوء أشجار التين.مت21: 21.السلطان الذى يدوس الحيات الضخمة و العقارب الصغيرة.السلطان الذى بالإيمان يقيم الموتى و بالإيمان يميت جنود الشر.بالإيمان يجابهون حروباً تبدو كالجبال حيناً و تبدو بحجم التينة حيناً آخر.تبدو واضحة كالجبال حيناً و تبدو خداعاً كاتينة في مظهرها حيناً آخر.كلا صلاة بإيمان قوية و مقبولة.كل صلاة مع ثقة فى شخص الرب يسوع تجعل المستحيل مستطاعاً للمؤمن.
-ترك الرب التينة مغروسة فى أرضها و ذهب لشجرة الكهنوت التين المغروس فى أورشليم.ضل كهنة الهيكل و سألوه كمن يتهمونه.بأى سلطان تفعل هذا و من أعطاك هذا السلطان؟نفس التينة أنجبت كهنة من نوعها.يبصرون الحق و ينكرونه.كهنة يعلمون الزيف و الإفساد.لذلك سأل على سؤالهم سؤالاً .
- معمودية يوحنا من أين كانت؟أما المرذولين فصمتوا.أخرسهم سؤال المسيح فكيف سيجيبونه وقت الدينونة؟كتموا جهلهم و مكرهم كالتينة تتخفي فى أوراقها.تفرقوا عنه و إجتمعوا عليه.
- لنسرع بقلوبنا إلى الله قبل أن تصير تينة قاسية.إذا جف القلب من المحبة يقترب من اليبوسة فلنهرع لروح الله القدوس فهو بمسحته يلين قساوة القلب.لنسرع للمحبة أرض الإثمار الخصبة.لنبغض الرياء لأن الكذب لا يستر و المظاهر قدام الله مكشوفة.لننتبه لمن ننتسب.هل إلى المسيح الكرمة الحقانية أم لأرض مشققة خالية من الثمر.

19
كيف نستقبل ملك الملوك
Oliver كتبها
-مراراً كثيرة دخل يسوع أورشليم وحده.دخل كالعبد ليتمم الناموس و هو واضعه.دخل وحده أورشليم .هذه المرة الأخيرة يدخل ملكاً.لذا يدعوك لترافقه.هو عند الصلب متروك وحده بينما في المجد و للمجد يدعونا مجاناً.
- سوف يرسلك لتعد له الموكب.هو آتٍ سؤيعاً فإستعد للقاء إلهك يا حبيب المسيح.هو يرسلك لتعد الإستقبال و الحقيقة أنه أعد كل شيء قبلك فقط يريدك أن تنال بركة و يجعل لك مجداً.هو سبق و تكلم مع صاحب الأتان و الجحش و ما ينقصك سوى أن تطيع و تذهب كأنك أنت الذى جلبت له مطلبه.
- الآن فك الجحش .خذ الأتان.الجحش حاضرك الضئيل و الأتان الأقدم فهو ماضيك.خذهما للسيد.يركبهما أي يصير سيداً على ماضيك و حاضرك.القديم الذى صار مربوطاً و هو يحله بالدم.و الحاضر الجديد الذى يحاصره جهل الحداثة.
- الرب محتاج إليهما كي يصنع منك خليقة جديدة.لكي إذا ما إرتضيت أن تعطه موتك يمنحك حياته.
-هوذا ملكك يجعلك صهيون.يجددك كأورشليم.يصنعك مملكته.طوبى لمن إستعد لإستقبال ملك القلوب.
-ضع ثيابك تحته.على الأتان و الجحش ضعها.قف قدامه عارياً بلا خجل .دع ثيابك أى الظاهر فيك تحته.و قف بالباطن الذى فيك قدامه.كي يتملك على الظاهر و الباطن.
- إقطع الأغصان و إنتظر من يمنح الهالكين نجاة.و يطعم الغصن اليابس في الكرمة النضرة.لا تترك غصنك مقطوعاً بلا مسيح لئلا يكون مصيره الحريق.إستعد بالإتحاد به فتثمر.
-إفرض الطريق أغصاناً.أنت لست الغصن الوحيد.إفرض الطريق صلاة و هتافاً للكرمة هوشعنا .أوصنا.خلصنا.إن جمعت الأغصان للمسيح يكثر ثمرك.إجمع تلك النفوس المقطوعة عن الكرمة.لأن موكب الملك لا يصلح بشخص واحد بل من كل الأمم يكون موكبه.و هو الذى يريد أن الجميع يخلصون لذلك بلهيب قلب إهتف أوصنا فيردد الآخرين من القلب قائلين مبارك الآتى بإسم الرب.
- إلى أورشليم المسيح قادم.الهيكل وجهته.هيكلك.قلبك.هذا كل ما يشغله.قلبك.يصبح الهتاف هامشياً و الثياب المفروشة ليست الأهم .الصياح لا يشغله كثيراً و كلام اللسان لا يكرمه.هو قاصد قلبك ليسكنه.
-سيطرد منه محبة المال (الباعة الذين يبيعون و يشترون),سيقلب موائد الصيارفة (شهوة العيون) و سيخرج الكراسي من هيكلك (تعظم المعيشة)فإن كنت تظن أنك تعد له مكاناً فالأصدق أنه يعد لنفسه مكاناً فيك كي يسكنك بمجد و كرامة.
- ينقيك ويستعيد القلب و القلب يستعيد المسيح و يصبح البيت صلاة.إذا حضر السيد هربت اللصوص.
-إذا تعافى القلب تعافت كل الأعضاء.العمي و العرج يشفون.الرؤية و المسيرة يصحان.تنفتح أورشليم داخلك لأن ملك ساليم الحقيقى يسكنك.
-تعود إليك مفقوداتك.براءة الطفولة و صلاة البسطاء.تسترد إيماناً تاه عنك منذ تلوث البيت باللصوص.
- يشتكون عليك أتباع المشتكى.يضايقهم صلاة الطفل فيك و هتافك بنقاوة.يشتكون كأن البيت بيتهم و هو قد عاد إلى مالكه بالصليب.و هو يدافع عنك.لأنه لا توجد مملكة إلا و ملكها يحميها.
-إذا إستقبلته يسكنك.إذا خرج قليلاً إلى بيت عنيا فما خروجه سوى فرصة لك لإثبات ولاءك للملك الحى.تؤكد محبتك إن تبعته إلى بيت العناء بيت عنيا.لأنه من لا يهرب من الصليب يثبت في القيامة.
-إن إستقبلت الملك هكذا تشبع منه و يشبع منك.طوبي للجياع و العطاش إلى المسيح لأنه يرويهم و يكفيهم و بكل فرح يملك عليهم فيكررون الصلاة القديمة الجديدة أوصنا يا بن داود.مبارك الملك الآتى بغسم الرب.

20
حبيبك لعازر مريض
Oliver كتبها 

- أرسلوا من يخبر المسيح أن لعازر مريض فأخبرهم أن مرضه ليس للموت.كأن من جاءوا ليخبروه كانوا يتلقون خبر القيامة دون أن يدروا.أخبار القيامة قد لا تأت صريحة و مكشوفة.قد تتغلف في مرض أو ضيق أو تجربة لكن المسيح حاضروسطها و هو القيامة الخفية و الظاهرة.

- يا رب الذى تحبه مريض.الذى تحبه ضعيف يهزمه الموت .الذى تحبه يعانى كثيراً .أخذته حمى  الخطية بعيداً عن عقله.تسربت إلى قلبه فاضطرب.الذى تحبه فى شدة و هو يطلبك .تتكلم أختاه بلسانه.النفس تطلبك و الروح تترجاك. الوجع ضرب حبيبك  فى كل الجسد.نطمئن أنك أنت الذى تحبه لهذا لم تقل مريم و مرثا إنقذ الذى يحبك بل إنقذ الذى تحبه أنت. حبك الضمان., و محبتنا متأرجحة .

- بقيت يومين تعلم في اليهودية و لعازر في القبر ينفرد به الفساد و تتملكه الظلمة و أنت تعظ الناس عن النور و عملك الدائم في النور.إن يمشي أحد في الليل يعثر.المسافة بين الموت و بين الجحيم عثرة لا وصف لها.قيامتك تضع حداً لهذه العثرة.لن نسقط في الجحيم فقط لأنك تحبنا.
-لعزر نام هلم نوقظه؟ لمن تقل هلم نوقظه؟ هل لتلاميذك الذين قالوا نذهب لنموت معه؟ أم أنك كأقنوم في الثالوث تخاطب الآب و الروح القدس.فالآب يحيي من يشاء كذلك الإبن و الروح القدس.جئت في الثالوث لأجلنا حتى إلى القبر و الفساد.هلم ايها الثالوث أيقظ كل موتى الخطية.

- لعازر مات.منذ سقط آدم و أخبار الموت لم تنقطع.حلقاته تطوق كل الرقاب.الكل مات يا ربي يسوع.البشرية مولودة بالخطية مولودة ميتة.لا لكي تعيش بل لكي تموت.هذا حالنا قبل الخلاص.

- بيت عنيا أي بيت الشدة و العناء قريب من أورشليم.كيف صارت أرض العناء قريبة من أورشليم السمائية إلا في شخصك الذى صالح بيت عنيا علي أورشليم.

- خمسة عشرة غلوة المسافة بين عنيا و بين أورشليم.تلميذى عمواس سارا أربعة أضعاف هذه المسافة حين تركا أورشليم بعد صلب المسيح لو24: 13 .سارا ستون غلوة فصار لهما المسيح غريباً .لا نحتاج سوي خمسة عشرة غلوة فقط قطعها المسيح ليقربنا من أورشليم السمائية.أى طريق أبعد من طريق المسيح هو إبتعاد عن القيامة. ما زال كثيرون يسيرون نحو عمواس.
- كثيرون جاءوا يعزون مريم و مرثا.لكن المسيح جاء ليقيم لعازر.هذا هو الفرق بين عزاء الناس و عزاء يسوع الله المتجسد.يوجد عزاء بالكلام و يوجد عزاء بالروح ينتشلها من القاع.

- مرثا هرعت لتلاقي المسيح و مريم بقيت بالبيت.لكن الذين في البيت كما الذين خارج البيت ينتظرون المخلص.الأمم الذين خارج البيت و اليهود الذين في الهيكل كلاهما أعوزهم مجد الله و لهذا قال الرب أن هذا المرض لمجد الله.

- لو كنت ههنا لم يمت أخي.نعم عندك حق يا مريم و مرثا.فلا يسكن الموت في بيت يسكنه المسيح.و لا في قلب يسكنه المسيح.لكننا يا أختي ما زلنا قبل الخلاص.باق أيام معدودات و يموت المسيح ليصير في كل بيت و قلب ينقذه من الموت و الفساد و يمنحه من قيامته قيامة.
- المسيح إنزعج بالروح ليس من موت لعازر لكن من أثر الموت علي الجميع.إنهيار البشرية قدام الله أزعجه فترك عرشه و تنازل و إرتضي بموت الصليب.كان منزعجاً لأنه عالم أن إقامة لعازر تعني موته.لكن لعازر حبيبه و سيقيمه و لو كان الثمن أن يموت لأجله.لذلك ما أن أقام لعازر حتي بدأ القتلة فى التشاور عليه ليس لقتله وحده بل أيضاً لقتل لعازر الذى أظهر المسيح مجده فيه.يو12: 10.
- حين يخاطبنا رب المجد قائلاً أنا هو القيامة و الحياة علينا أن نضع هذه الحقيقة في قلوبنا و نملأ بها أفكارنا في كل مرة نراه مصلوباً لأجلنا.فصلب القيامة لا يمكن أن يحدث إلا برضاه .
- إن وقوف المسيح قدام قبر لعازر يشبه جداً صعوده علي الصليب.يقف قدام الموت قوياً .يخاطبه آمراً.له علي الموت سلطان يضع نفسه بإرادته و يأخذها من الموت وقتما يشاء. للموت عنده مخارج.لا فساد الجسد يمنع أمره و لا الأربعة الأيام التي قضاها ميتاً تغير إرادة المسيح فيه.لا الحجر العظيم علي القبر يوقف فعل الحياة و لا الأربطة تمنعه من القفز من الجحيم إلى قدام شخص المسيح من جديد.لا النتن و التمرغ في الخطية يمنع تجديد المسيح لحياتنا و لا المتشككين عند القبر يوقفون خلاصنا.مع المسيح صلبت و معه سأقوم.
- مجده أعظم من كل معوقات الأرض حتي الموت.إنه رجاء للكل.فليقل كل أحد سيقوم أخي سيقوم إبني ستقوم ينتي سيقوم زوجي و ستقوم زوجتي سأقوم أنا ليس كمن له سلطان على الموت من ذاته و لا من غرور  لكن لأننا نؤمن بمن وهبنا القيامة الأقوي من الموت.عزوا بعضكم بعضاً بالقيامة.بشخص المسيح الحياة.

21
سلام للشهيد نبيل حبشي
Oliver كتبها
- من خلف عقيدة ترفض بناء كنيسة فى مصر تربت الإخوان و القاعدة و جميع التنظيمات الإرهابية.صار بناء كنيسة بطولة و البناؤون شهداء.دماؤهم تقف ضد فضائح التاريخ و عار القوانين و تعصب الحكومات عبر العصور.دماؤهم فى التاريخ تكشف تزوير التاريخ.فيديو قتل الشهيد نبيل حبشى همو الشرح الوافى لكل مسئول أمامه طلب ترخيص كنيسة يرفض إصداره بنفس مبررات داعش.
- الشهيد نبيل حبشي سلامة رجل قضى عمره يحب المسيح و بيت المسيح.وضع رأسه على كفه بمجرد إصراره على البقاء فى بئر العبد شمال سيناء بعد قتل كثير من الأقباط فيها بدءاً من الشهيد الأسقف الأنبا مكارى كوكب برية سيناء  و الآباء الكهنة القس مينا عبود و القس روفائيل موسى.ثم شباب الأقباط الذين توالى إستشهادهم من 2013 حتى أمس .إضافة إلى تهجير الأقباط من العريش حتى و إن كان تبرير الدولة عن هذا التهجير بحجة حمايتهم فما يبدو الآن أن الحماية ليست كافية.
- إن الإنتقام الذى يحصل بعد أى عملية قتل هو من أجل صورة البلد و ليس من أجل الشهداء أنفسهم.بدءاً من شهداء ليبيا المكرمون الذين تحركت الدولة و طائراتها بعد نشر الفيديو الذى جرح كرامة كل مصرى و داس على قلب كل مسيحي العالم. تحركت الدولة بنشر فيديو.و إلا فليقولوا لنا لماذا إذا كانوا يعرفون الخاطفين الذين أختطفوا الشهيد نبيل حبشي منذ ستة شهور لم يتحركوا إلا بعدما نشرت داعش فيديو قتل الشهيد. تحركت القوات إلى هؤلاء القتلة  و إنتقمت؟ إنتقمت لنفسها لأن نشر الفيديو يفضح تقاعساً متعمداً .الجيش جيشنا جميعاً و لهذا فإن التخاذل الذى إستمر 6 أشهر ليس لعجز الجيش بل لتعصب من يعط الأمر بالتحرك.إن التحرك بعد الموت لا ينقذ مصر و لا سمعتها و لا يعفى المسئولين عن تخاذلهم بل يثبته عليهم أنهم يعرفون و لا يبالون .
- الشهيد نبيل حبشي كان مثل نحميا.يبني للرب سوراً في العريش و لا يريد أن نكون بعد عاراً بالإستسلام للخوف و التهديدات.كان معروفاً للكل لذلك فإن تسريب إسمه لداعش خيانة من داخل العريش ذاتها.و معرفة طريقة خطفه بلا رد فعل هو إستكمال الخيانة.إرتباط شهادة نبيل حبشي ببناء كنيسة هو عار على قوانين مصر و فضيحة للمسئولين الذين يفبركون قانون لمحاصرة بناء الكنائس.
- داعش ليست وحدها التى قتلت الشهيد نبيل حبشى.كل مسئول يعرقل بناء كنيسة هو قاتل معها.كل قانون مثل قانون بناء الكنائس هو فتوى داعشية تتلبس فى شكل قانون.كل من يحمل ضغينة فى قلبه لبناء كنيسة هو قاتل.كل من يتجمهر ضد كنيسة أو بيت يصلون فيه هو قاتل.كل من يستمرأ إذلال المسيحيين و تعطيل تراخيص كنائسهم هو داعشى قتل نبيل حبشي معهم.داعش لها أفرع فى جميع محافظات مصر و تجلس على كراسى الوزير و المحافظ  و المذيعين.داعش عضو فى كل مجلس مدينة . داعش تضع القوانين فى مصر من خلف ستار اللجنة الدينية فى مجالس التشريع.
-الشهيد نبيل حبشي لم يبن كنيسة  العذراء و الشهيد أبانوب  فحسب بل دشن القضية كلها.دفع بكل شجاعة ثمن تخاذل دولة بأكملها.طوباك يا من تمسكت بإيمانك و تحملت التعذيب ستة أشهر.طوباك يا من صمدت بجرأة قدام أسلحة الموت فى الأيدى و القلوب.طوباك يا من تشبهت بالشهداء الكبار.طوباك يا عم نبيل كما كان يناديك من يعرفك.لقد صرت أباً لكثيرين.رجل في السبعينات قدوة للشباب.طوباك معلما ًلإيمان الشجاعة و المواجهة دون أن تستسلم لأوضاع قاتلة للمسيحيين في سيناء و العريش.طوباك لأنك إحتميت بالمسيح لا بالدولة و لا بأسلحة الأرض كلها بل بإيمانك واجهت و إنتصرت.
- إن ملف بناء الكنائس له ثمن من دم المسيحيين.و حتى إن تم البناء فما زلنا نستشهد فيها.و ننزف الدم لكى تبقي و تشهد و تكمل حلقة جديدة من تاريخ طويل لصراع بين المسيح و شياطين الأرض.دم الشهيد نبيل حبشي لن يذهب هباءاً بل سيكون مع دماء شهداء هذا الجيل بذاراً للإيمان الحى و شهادة تكفى للصمود فى وجه الزيف و الإنكار.

22
الشفاء على طريقة المسيح
Oliver كتبها
أحد المفلوج
- أبواب أورشليم الكثيرة كانت مفتوحة غير أن رب المجد دخل قاصداً من باب الخراف لأنه راعى الخراف.تجسد ليرعى.يحمل الحملان و يجبر الكسيرة و يسترد المفقودة. دخل من باب يشير لمهمته.
- كانت إسرائيل محتلة من الرومان و بقيت ثقافة اليونان سائدة مع شموخ الرومان يحكمان الفكر اليهودى.حاول اليونان تقريب آلهتهم لشعب الله.هم يعرفون أنه شعب يعيش بالمعجزات.بدأت عبادة إسكليبيوس و هو طبيب بارع و نصف إله عند اليونان القدماء.بدأت هذه في قصر أبيداروس حيث كان المرضي يجيئون ليتححموا في حماماته ثم إنتشرت حمامات إسكليبيوس فى مناطق  متفرقة و كانت مشيدة بجوار معابد .و كان الراغبون في الشفاء يأتون إلي هذه الحمامات و يلقون أنفسهم فيها.ثم يدخلون معبد خاص مقابل الحمام المملوء حصائر لينام عليها المرضى منتظرين أحلاماً مقدسة  يظهر لهم فيها  إسكليبيوس نفسه  بعصاه أو أحد ثعابينه تعلن شفاءهم.و دامت الأوهام.هوشع4: 12
- الرب الذى لا يترك شعبه نهباً لهذه الضلالات سمح لهم بالشفاء بطريقته.جعل بركة بيت حسدا تهدم وثنية حمامات إسكليبيوس.كان الملاك ينزل خصيصاً ليس فقط لكي يشفى لكن نزوله تثبيت إيمان اليهود لكي لا تجرفهم عبادة آلهة اليونان.كان الملاك دليلاً حياً لإلهنا يهوه.يرى الجميع الملاك أويرون الماء يتحرك في البركة فيتحركون متسابقين للشفاء. لا ينتظر أحد هنا إسكليبيوس و لا ثعابينه بل الملاك الذى يدوس الحيات.كان  من لا يشفي جسدياً يتقوى إيمانه فى يهوه الشافى وحده و ليس إسكليبيوس.ينمو رجاءه و يتشدد و ينتظر الرب.كان الشفاء يتم فوراً دون حلم كالنائمين على حصيرة المعبد..
- لم يكن مجئ الملاك عشوائياً.و لا صدفة لمن سيأتى دوره ليُشفي.الرب يضبط توقيت نزول الملاك حين يقترب المريض المقصود شفاءه من حافة البركةلكن المريض عليه أن يسع لأنه في المسيحية لا قدر و لا مكتوب كما تروج أديان أخري لكن الله يكلل جهاد كل إنسان و يكمل نقائصه. بينما  أبقي الرب لنفسه مريضاً ليتمجد فيه شخصياً.أبقاه من قبل أن يتجسد بثمانية أعوام و بعدما تجسد بثلاثين سنة أتى بنفسه ليشفيه بطريقته و قدرته.كان ينظر المريض من السماء فلما تجسد أسرع إليه ليمنحه الشفاء و أيضاً مغفرة الخطايا.
- إذا سألت لماذا هذا المريض بالذات لأن هذا المريض رمزاً لنا .كلنا هذا المفلوج.قبل التجسد كنا مقعدين عن السير في طريق البر و حياة القداسة كل الرأس مريض و كل الجسد سقيم..و الرب يبصر من السماء و يدبر زمان تجسده.بقينا هكذا حتي تنازل الرب و تجسد على الأرض و هو يعرف مرض كل واحد منا.نوع ضعفاته و كم خطاياه. بدأ الرب خدمته العلنية مشفقاً علينا من أى سيادة تسود علينا غيره.كان يشفي المرضي  و يخرج الأرواح الشريرة لكي يكون سيداً لأجسادنا و أرواحنا.الشفاء عند المسيح هو إعلان سيادته و صك ملكيته لنا.لهذا لما جاء سأل المريض هل تريد أن تبرأ؟ أى هل تريدني سيداً لك و عليك.فلما لم يفهم المريض السؤال شفاه ليفهم.خلصنا بالصليب لنفهم و نؤمن فنتجدد قوة.
- بعد شفاء الجسد يبقي شفاء الروح.لهذا ذهب المسيح ليجد الرجل في الهيكل.فخاطبه لكي ينبهه ألا يعود إلي سيرته الأولي.لقد خلصنا المسيح و من العيب و الخسارة الأكيدة أن نعود إلي حالة ما قبل الخلاص فهي أشر حالة,.فالمسيح له المجد وحده يشفي الإنسان كله.لا أحد يعالج أمراض الروح سواه.لا أحد يدرك مفاصل النفس سواه.شفاء المسيح كامل و ليس مثل الشفاء بيد الطبيب الأرضى الذى لا نقلل منه لكن شفاء المسيح يزيد عليه خلاص النفس و غفران الخطايا و هو ما لا يملكه غير المسيح.
- كان شفاء للمجتمع من أفكار وثنية تدعي شفاء الناس.كان يكشف زيف آلهة اليونان الواهية.لذلك أمر المفلوج أن يحمل سريره و يمشي.لا ينتظر حلماً كاليونانيين فالذى شفاه منحه القدرة الفورية علي حمل فراشه ليثبت صحته لنفسه.لهذا كان حديث المسيح مع اليهود في تلك اللحظة إعلانات لاهوتية فريدة عن شخص المسيح الإله المتجسد.إذ أعلن أنه رب السبت بشفاء المفلوج يوم سبت.أعلن أنه مع أبيه في عمل دائم لأجلنا مساوياً نفسه بالآب.أعلن أن الإيمان به يمنح الحياة الأبدية أعلن أنه الديان.كانت معجزة شفاء مجتمع من أوهام عادات باطلة و ليس فقط شفاء مريض .الشفاء عند المسيح أعظم مما يعرفه البشر.

23
أنت الكنز الأهم عند المسيح
Oliver كتبها
-خوفاً من فساد كنوزك أودعها حيث لا يستطع أحد أن يمسها.لديك الكنز و خصومك اللصوص يشتهون سرقتها . من داخل كنزك يتولد السوس و تأتى الآكلة.فيضيع ما تعبت في إقتناءه .لا تفهم الأمر على المال فحسب فكل الناس يعرفون هذا التفسير.لكن للكنوز تفسيرات كثيرة مهمة.
- الشيطان يفرح بمن يكون متكلاَ على أملاكه.لا يشغل نفسه بمن هو منشغل عن المسيح بالمال.لكن الشيطان يرتعد بمن صارت كنوزه روحية و أملاكه فضائل و ثروته ميراث الأبدية و كل غني المسيح له.من هذا يخاف و من كنوزه يتهدد و يضعه هدفاً ينشب فيه سهامه.أنت كنز إشتراه المسيح لنفسه بالدم و المسيح كنزك و غناك الحقيقى بالإيمان و المحبة..
- السوس لا يعمل إلا في الركود.إذا سكن الشيء زمناً طويلاً طاله السوس.هكذا طالما الروح  خاملة فالسوس يلتهم بنهم أثمن ما فيها.كنزك قد يكون مشاعر ركدت فتسوست.تبلدت لم تنتعش منذ سنين.اصابها سوس الجفاء و القسوة و اللامبالاة .ضاع الحب إذ السوس ينخر فى القلب الراكد فإنتبه.
-السوس لا يعمل من الخارج.هو من الداخل يوجد.أحياناً من نفس مادة الكنزكصدأ المعادن.صدأ المال فى البخل.صدأ الروح فى الأنانية.صدأ الصلاة فى التظاهر.صدأ النعمة فى الكبرياء.صدأ الجمال فى الأنا.السوس من نفس نوع الكنز حتي أنه يصعب أن تميز بين الكنز و بين السوس.فإنتبه.
-السوس لا يغير الشكل كالصدأ بل يغير الطبيعة.يبقى البيت بيتاً و السوس يفترس محتواه. صار هشاً و النخر أكل أساسه,هذا هو خداع السوس.لا يغيرالشكل المعتاد لكنه يفسد الأساس.الخدمة تتم كما هي لكن سوس البرودة يجعلها جوفاء هشة بلا روح..الصلاة كما هي بنفس المواظبة لكن السوس سلب منك لهيبها مع إيمانك .بقي شكل الصلاة و شكل الخدمة و بقي السوس فى الداخل ينخر ليبدد الأساس. فإنتبه.
-السوس يغير الطبيعة و الصدأ يغير الشكل فإذا فقد إنسان شكله أي صورة الله فيه و طبيعته أي بنوته لله فماذا تبقي له؟ تأتي اللصوص و تجده مستباحاً.
-اللصوص تأتى من الخارج.صوتها لا يزعج النائم و الساهى يتجاهله.فقط يسمعه السهران على خلاصه.اللصوص لا تستطيع أن تسرق من إنفتحت عيناه على نور المسيح و محبة الأخوة.العاقل يستأصل البريق الذى يجذب اللصوص و يتسربل بالفقر الإختيارى و الإتضاع.المحتاط لا يتباهي قدام الغرباء بالنعم الروحية فاللصوص ينتظرون تلك اللحظة عينها ليسرقوا الكنز فإنتبه.
- لصوص إبليس ضائعون.طالما دخلوا بيتك فإما يقتلونك أو تقتلهم.إنه صراع الحياة و جهاد الأبدية.اللصوص يتقنون العنف و الخطف و النهب. كذلك يتقنون الحيل ليوقعوا بالفريسة.بالحيلة سرق إبليس كنز آدم و حواء.و بالعنف سرق إبليس نصيب قايين و قتل هابيل.و ما زالت اللصوص تعمل  بالإثنين معاً.الحيلة لمن مشاعره متقدة و العنف لمن محبته باردة.فيجعله يخسر كنزه أى الناس و الله .
- الأكلة هى الحشرات القارضة التى لا تصدر صوتاً.تأتى همساً كالأفكار و تنحر فى صلابة إيمانك.الأكلة ليست نهمة كالجراد بل بطيئة لصغر حجمها و فمها تلدغ فلا تلحظها.لكن ما أن تجد الفرصة سانحة فهى تستهدف دم الفريسة كالناموس.تهاجم عينيه كالنحل.تلسع جلده كالنمل,ليست هذه هى الأكلة التي منها حذر مخلصنا الصالح.إنما ينبهنا لمن يبدد دمك أى حياتك و خلاصك.الأكلة تريد أن تنتزع من دمك دم المسيح و من روحك روح الله القدوس و من إيمانك إسم الله الحى.كما يحمل النمل فريسته إلى مسكنه هكذا الأكلة تأخذ الفريسة بعيداً كما الإبن الضال.كي يبدد كنوزه بلا وعى.فالأكلة يمكن أن تخدر الفريسة أيضاً كما تخدر الغنى الغبى بكثرة مخازنه.فإنتبه.
- الحصن الأكيد الذى يحمي كنزك الروحي هو أب الأرواح و موطن الروح الأبدي.حول محبتك للمسيح و إنفق ذاتك قدامه حتي لا يتبق فيك أى ذات.إنفق إلى آخر فلس بإرادتك.وقتها لا يجد اللصوص ما يسرقونه إذ يجدونك دوماً تعط المجد لله و تبتهل بالشكر لله.تجعل كل ما لك لله.القلب و الفكر و النفس  فماذا تبقي لهم ليسرقوه إفعل هذا و إنتبه من حيل اللصوص.
هجوم نحل إبليس هو تكرار شريط الشهوات المميتة و ذكريات الموت القديم هذا ما يجعل عين الروح تنفقأ أو يعمى البصرفإفتح بالدموع عيناك و إنسحقلئلا تهيم مثلما هام داود فوق سطوحه ثم زنى.إن فَقْدْ العينين الروحيتين يسبق السقوط.فإحفظ عيناك في المسيح أو بالحرى تستبدل عينيك بعيناه فتبصر أفضل و لا يجد نحل إبليس طريقة ليهاجمك.أما النمل الذى يلسع الجلد فهو يحدث حين تتلامس مع العشرة الرديئة و اللغة الرديئة و الأذواق الرديئة.يتغير صوتك و ذوقك كأنك لبست جلد إنسان آخر.فلماذا هذا كله.خذ جسدك و قدسه بالثبات في المسيح خذ نفسك و تلذذ في السمائيات بلا تكاسل.خذ صليبك و إقتل به القوارض و اللصوص و إحرم السوس أن يدخل مقادسك حين تختم كل شيء بإسم المسيح و لمجد الآب.
إن كنوزنا الأهم ليست أموالنا بل أشخاصنا و أجسادنا و أرواحنا.هذه التي يجب أن نرسلها للسماء عبر الصلاة و الإيمان و الإتكال فننجو .لا يوجد من يشغل المسيح عنا فلا تنشغل عنه .أنت الكنز الأهم عند المسيح.





24
صوم أبناء الإله
Oliver كتبها
- مثل نساج ماهر ينسج الرب الكيان البشري .خيط إلهي و خيط بشرى.لكي نصبح نسيجاً على صورته و مثاله.يعلمنا الصدقة خيط بشرى في الخفاء و المكافأة خيط إلهى فتكتمل الفضيلة. الصوم في الخفاء خيط بشرى و الشبع من يد أبانا خيط إلهى فيتكون الكيان على صورة المسيح .الصلاة خيط بشرى  و سامع الصلاة النساج الأعظم فيكتمل ثوب العرس. ثم يعلمنا الإبن الحقيقي أن نقول مثله لأبيه  أبانا الذى في السماوات.فنفهم سر مزج كل الروحيات بأبانا لأنه يريدنا أن نكون أبناء الإله.
- كان شوق الملوك أن يصيروا آلهة.فى كل الحضارات يتحدثون عن آلهة و أنصاف آلهة و أرباع آلهة لأن الشوق الإنسانى هى في التخلص من محدوديته و حياته المؤقتة إلى حياة لا نهاية لها.الرب يسوع جاء ليجعلنا بالحقيقة أبنا الإله الحق.نأخذ من صفاته صفاتنا و من طبيعته وجودنا.هذا هو الهدف الأهم للصدقة و الصوم و الصلاة.أن نتشبه بإلهنا الذى يعط بسخاء و لا يعير يصوم لا يأكل أو يحتاج للأكل.و إذا صلى فهو يخاطبنا.فالصلاة من طرف الآب مخاطبة الإنسان و ليس عبادته و الصلاة من طرف الإنسان هي عبادة الله من خلال مخاطبته.كما يخاطبنا الله في قلوبنا علي هذا المثال ينبغى أن نصلى.
- أي صوم و صلاة و صدقة تجعلنا على شبه المسيح هي المقبولة وحدها.فنحن لا نُحسِن صورتنا قدام الله بالصوم و الصلاة و الصدقات بل نأخذ من الله صورته بكل ممارسة روحية ممكنة.إذن الحديث الإلهي بعيد كل البعد عن الشكل المادى للصوم و للصدقات و للصلاة قريب كل القرب للتشبه بالمسيح.الصوم و الصلاة و الصدقات هى إستبدال ذات بذات.نأخذ المسيح بديلاً عن ذواتنا.
- أحد الرفاع هو بنفسه أحد الإرتفاع.يحدث أن نرتفع بالصدقة  عن حاجتنا ليجد الله فينا لذته.نرتفع  بالصوم عن إشباع الجسد ليجد الله أرواحنا مسكناً لراحته. نرتفع بالصلاة عن سكنى الفكر فى الأرض إن الصوم الكبير رحلة نرتفع فيها بمقدار ما نحب و تزداد محبتنا بعضنا لبعض.أعظم الصدقات أن نغفر.أعظم العطايا أن نحب.أعظم صوم أن نشبع من بر المسيح. أعظم الصلاة أن يسكن الفكر في الله.
- الإرتفاع ليس فقط في الروحيات لكنه رفاع و إرتفاع في مستوى التجارب.فإبليس يجد في كل موضع لهيباً من النفوس التي تقضي هذا الصوم كما علمنا رب المجد على الجبل.هو يتضوى من نار الصلاة و نار الغفران و نار المحبة لأن الذين خضعوا لوصية الحنون يسوع أخذوا من لهيبه و صاروا أبناء النار الآكلة لذلك يزيد إبليس من مقاومته في هذا الموسم الروحي فلا يستغرب أحد إذا وجد إبليس و جنوده يترصدونه في كل شيء لأنهم بالصوم و الصلاة يجدون مملكتهم تتخرب فيهجون كالنحل حول الشهد يريدون الإنتقام فإن وجدت وتيرة إرتفاع التجارب تعلو فثق أن في داخلك نار لظى الرب.
-نحن في عالم فقير في المحبة .جائع إلى الرحمة.فلنكن في الصوم مصدر غذاء للعالم بالمحبة و الرحمة.فهذه أعظم تقدمة .لنستبدل الإدانة بالمغفرة فنحن في عالم يشتاق أن يسمع منا و لا أنا أدينك فنكون صدى نقي لصوت المسيح.نحن في عالم متخم بالكلام لكن كلامه إلى أسفل أما أولاد الآب السماوى فيأخذون العالم إلى الآب السماوي على مثال إبن الله يسوع المسيح . بصلاة و كلام إلى فوق.يغسلون العالم من فقره و يسددون عوزه بالصلاة.يجددون موارده بالمحبة و يرممون ثغراته بالغفران.يعضدون فقراء الروح و جوعى الإيمان و عطاشى الراحة الأبدية.هذا هو الصوم السماوى.
- إنجيل أحد الرفاع هو نقطة إنطلاق نحو هدف واضح.الآب السماوى.من خلال رب المجد يسوع و بعمل الروح القدس.كل إنجيل في كل أسبوع يأخذنا في طريق نحو نفس الهدف.كل صلاة لابد أن ترتبط بالآب و إلا تكون باطلة كصلاة الأمم قبل معرفة الإله الحق.كانوا يرددون كلاماً لآلهة جوفاء بصلاة و تضرع بجهالة.أما الآن فنحن نعلم و نؤمن بمن نصوم و نصلي بإسمه.و إن قدمنا عطايا فهى منه و على إسمه و من أجل إسمه.وضوح الهدف أهم من المسيرة.و هدف الحياة كلها هو الآب القدوس ضابط الكل.

25
يجوز السيف فى نفسك
Oliver كتبها
- بعد أربعين يوماً من ولادة مخلصنا توجهت العذراء و القديس يوسف إلى الهيكل لتقديم ذبيحة التطهير طاعة للناموس.لم ينتاب العذراء و خطيبها أى إستعلاء من  نشوة الإعلانات بشأن المولود العجيب مسيحنا القدوس. النفوس منتعشة لكنها متضعة قدام الميلاد الفائق الطبيعة.من تدابير إلهنا الطيب أن التعزيات تسبق التجارب.ظهور المخلص في الجسد بينهم و الرؤى حولهم سبقت نبوة سمعان الشيخ.
- كان سمعان الشيخ منتظراً تعزية إسرئيل.المسيح مخلص العالم هو تعزية إسرائيل.ما أن أخذ الطفل من يدى العذراء ليطمئن أنه إختتن.حل عليه روح المسيح المحمول رضيعاً و هو حامل الكل بلاهوته.نطق سمعان بروح النبوة و أخبر بما لم تعرفه العذراء.فمع أنه لم يكن موجوداً عند المزود و لا رأى عظمة المولود و ملائكته لكن روح الله أحضر له كل التفاصيل فتكلم عن المولود كمن شهد و عاين.
- من محبة ربنا أنه يخفي ساعة التجارب.حتى لا نبق ننتظرها فنفقد سلامنا.نتوقعها لكن لا نترصدها.نعرف أن في العالم ضيق لكن لا يهمنا أن نعرف كيف أو متى .مر13: 11 .لهذا قال للعذراء في أول معجزة يا إمرأة لم تأت ساعتى بعد يو2: 4 دون أن يذكر تفاصيل تلك الساعة و هي أليمة.و قال مسيحنا لتلاميذه عن ساعة الصلب بدون تفاصيل لو22: 53.و لما كان في البستان قال لهم قد إقتربت الساعة مت26:45.كانت نفس الساعة التى ستتحقق فيها نبوة سمعان بأن يجوز في نفس العذراء سيف.
-ما رآه الرعاة و صاحب المزود و العذراء و النجار أمر مختلف تماماً عما رآه سمعان الشيخ بروح النبوة.إن للمسيح عمل عظيم لا يتوقف عند الإحتفاء بمولده.له تدبير يخص كل البشر.كلام سمعان لم يكن مبنياً على أحداث الولادة و ظهوراتها.كان مستوحياً من روح الله القدوس لإستكمال معرفة شخصية ربنا يسوع.فحديث سمعان كان عن الصلب و هو حامل في يديه رضيعاً وديعاً.إن خلاصة كلام سمعان أن المسيح مولود ليموت عنا.و بقيامته يقيمنا.بصليبه يحارب عنا.
- مع أن النبوة مؤلمة لكنها أيضاً مخلصة.فهي لا تخاطب يوسف البار لأنه سينتقل قبل أن ير المسيح مصلوباً.الرب يشفق على الشيوخ.لذا كان الحديث عن نفس العذراء و سيف الألم يجوز فيها.
- عدم معرفة العذراء بساعة الصلب رحمة بها.و تأكيداً أنها مثل كل أم لا تعرف مستقبل إبنها لكنها تعتنى به من أجل الأفضل.أما مولودها فهي تعلم لاهوته و مجده لكنها تكتشف التفاصيل يوماً بيوم.
- قال سمعان أن هذا (المسيح) قد وضع لسقوط و قيام كثيرين و لعلامة تقاوم.و أنت أيضا يجوز فى نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرة لو2: 34.لا حياد مع المسيح .إما أن تكون معه أو أن تكون ضده.المسيح هو السيف الذى يحمى البعض من الشر فيكون لقيامتهم و يبتر المستبيحين و المعاندين فيكون لسقوطهم في الدينونة.و علامته المعلنة التى تتعرض عبر العصور للمقاومة و الإضطهاد هى صليبه الذى يكشف العدو من الحبيب. الصليب العلامة سيف المسيح لغلبة الموت و نصرة شعبه.
- لكن السيف الكبير سينغرس في نفس العذراء.يجوز باطنها بلا تخفيف للألم.ستعيش معاناة المسيح كاملة.و كما هتفت عند الحبل به تبتهج روحى بالله مخلصى لتهتف أكثر من الكل أنها تعرف شركة آلامه بل شركة حياته كلها.لم يكن للعذراء القديسة تمييز خاص عند الصليب لكنها تحملت ألم أكثر من كل أمهات العالم .إذ ترى إبنها القدوس يتحمل كل اللعنات.كثيرون يصيحون بصلبه و قليلون يقولون فى السر أنه برئ.
- إن عظمة العذراء فى ميلاد المسيح و كثرة الإعلانات قبل و بعد الميلاد  لم تعصم العذراء من سيف يجوز في نفسها .بدءاً من الحمل المثير للأسئلة و تقريعها بإبنها الذى ولدته من غير زواج.يو6: 42 و محاولة هيرودس قتله و هروبها متغربة إلي مصر بلا إمكانيات.ثم رفض  أولاد أختها أن يؤمنوا بإبنها الإلهى يو7: 5.ثم  غيابه عنها طويلاً.ثم سماعها محاولات قتله في الجليل و في أورشليم. حتى أن إبنها كان يعلم أنه لابد أن يموت و بعد ثلاثة ايام يقوم و أن القتلة سيكونون نفس كهنة الهيكل الذى تذهب إليه و تقدم بواسطتهم الذبائح حسب الناموس.مر9: 31 لو9: 22 ثم المرارة الكبرى السيف إلى آخره فى نفس العذراء و هى قدام إبنها المصلوب.
- كل الإعلانات غابت  و الرؤى تلاشت و المحاكمات الظالمة تتوالى ليلاً و هى تهرول بين القصر و الهيكل.رنين صوت الجلدات يلهبها .النزيف يسرى إلى داخلها كما إبنها المذبوح عنا. الإكليل إنغرس في قلبها فيما كان على رأس ابنها الحبيب.ثم صوته المنهك يأتيها من علو الصليب.يا إمرأة هوذا إبنك يا يوحنا هوذا أمك؟ سيموت إبنها كما قال.من هى المرأة التى عاينت الألم مثل العذراء؟التى ما أن ولدت إبنها البكر إلا و التنين يحاول إبتلاعه كل يوم.رؤ12: 4.
- وقت أن يجوز السيف فى النفس تضيع ذكريات الحياة و تبقي ذكريات عبور الألم و شركة صليب المسيح .يتلاشي ما هو وراء و تجد نفسك منتسباً للصليب قدامك.تتحول التعزيات إلى لغة غير معتادة.بركات الصليب تسند النفس من سيف التجربة و تعيدها إلى صوابها.لذلك لم يتوقف التلاميذ طويلاً قدام الإعلانات قدر ما توقفوا قدام الصليب.
- متى جاز النفس السيف فلتضع قدامها المسيح مصلوباً فتهون الآلام و تتقدس فى آلام المسيح و تصير نهاية الصليب قيامة لأنه لن يجوز السيف إلى الأبد و الرب عارف ما يصنعه.

27
الملائكة و التجسد
 ختام رواية شهود التجسد
Oliver كتبها
- كثيرون شهدوا على تجسد الله الكلمة أما أعظمهم و أكثرهم فهم الملائكة التى تتابع جميع النبوات بتدقيق عن مسيح الخلاص.ليس عند الملائكة سهو أما البشر فقد نسي النبوات و تغافل عما نطق الروح على لسان الأنبياء. الملائكة تترقب تحقيق النبوات بعجز عن إدراك السر.لكن بفهم و إيمان بكل كلمة تخرج من فم إله الملائكة و له يسجدون.
- كانت ظهورات المسيح فى هيئة ملاك هي أسعد المواقف لكل الملائكة حين يتشبه بهم.لذلك عادت الملائكة التي صاحبت المسيح في ظهوراته في العهد القديم لكى تنقل لبقية الملائكة أخبار بشارة الخلاص و ماذا قال المسيح الملاك للبشر,تحدثوا عن أخبار الخلاص حين كلم المسيح إبراهيم بصوت ملاك تك 22: 15.سجدوا مبتهجين لأن المسيح تكلم بصوت الملائكة.إبتهجوا و قدسوه بكل حفاوة و حماس و رعدة .تباركوا بصوته الملائكى . تابعوا مشهد العليقة المحترقة و أدركوا سر العذراء في العليقة. وأنصتوا للملاك المسيح و هو يكلم موسي في العليقة.خر3 و4.
-الملائكة تعرف المسيح بمجده و بدون المجد لا تعرفه.لذلك عايشوا حضوره  في خروج إسرائيل من مصر.في مجد عمود النار و في هيئة السحابة.المسيح ظاهر لهم.خر16.عدد14.
- إنبهرت الملائكة بالمسيح حين ظهر بشخصه في صورة ملاك.ليس صوت يتكلم فحسب بل تشكل بصورة الملاك.رأوه يتلبس بهيئة ملاك و ينزل من السماء ليخاطب جدعون واحد من القضاة فتعجبوا لظهوره و إفتخروا بالرب لأنه شابههم في صوتهم و هيئتهم.يرنمون قائلين إن المسيح يشبهنا.قضاة 6. رأوه يظهر كملاك لهاجر فقالوا تشرفنا اليوم أننا ملائكة لأن المسيح شابهنا في ملائكيتنا.قضاة13.فى السماء صار  حباً فوق حب.أحبته الملائكة أكثر لأنه  ظهر للبشر كملاك.فكم يكون فرح البشر بظهور المسيح كإنسان .دائما التشابه مع الله يصنع الحب.
-كان تكليف المسيح لأحد الملائكة لينقل رسالته للبشر ينعش الملاك و يشرفه.فرح ميخائيل رئيس الأطهار حين أرسله المسيح لدانيال ليعينه.دانيال10.و حين إقترب يعقوب من أرض كنعان أرسل الرب جيشاً من الملائكة لأن كنعان رمز للسماء موطن الملائكة.تك 32. أرسل الرب ملاكاً ليبشر بولادة إنسان من طقس الملائكة.يوحنا المعمدان ملاك الله الذى يهيئ الطريق للمسيح ملاك العهد.كانت كل ظهورات المسيح في العهد القديم كأنه ملاك.حتى كان يظن من يري ملاك أنه سيموت لأنه يعتقد أنه رأي الله و يعتقد أنه لا يري إنسان الله و يعيش.لو7.خر33 أما لماذا أكل و هو ملاك فلكي يتنبأ بأفعاله أنه سيصير جسداً كما تنبأ يونان بوجوده في بطن الحوت بأن المسيح سيموت ثلاثة ايام فأحياناً تكون النبوات بالأفعال و ليست فقط بالأقوال.
- أما أعظم تكليف فقد ناله رئيس الملائكة جبرائيل حين أرسل لعذراء الناصرة يبشرها بولادة إبن الله منها.نال جبرائيل رئيس الملائكة شرف البشارة بإعلان تجسد الإبن من المختارة الجوهرة بين النساء.لو1.
- نشيدنا للرعاة كان سطراً من أناشيدنا للإله.ليكن في هذا إستفاضة أكثر فيما بعد.
- كان أحد الكائنات السمائية مسئولاً عن إرشاد المجوس إلى حيث كان الصبي.نحن كائنات سمائية متنوعة.كان هذا الكائن الملائكى شغوفاً أكثر من المجوس أنفسهم لكي يدرك من هو ملك اليهود فهو يعرفه في السماء بأنه ملك الملائكة لأنها ترضيه فكيف سيكون ملك البشر الذين خالفوه.نعم هو السر الذى تجسد.
- على أن ما لم تدركه الملائكة هو حالة الإتضاع التي ولد عليها المسيح.ما هذا أيها المولود في مزود و أنت الذى  في سماءك وحدك لا يقترب رؤساء الملائكة من عظمة مجدك غير الموصوف.أنت الذى تحيطك كواكب الرتب السمائية كيف تولد فى حظيرة تحوطك الماشية؟هل لهذا خلقت منا أربعة حيوانات غير متجسدين لكي تيسر لنا فهم ميلادك ك في حظيرة؟
-أنت المولود من الآب قبل كل الدهور كيف تولد من عذراء بسيطة الحال.كيف تصير بشراً؟ لماذا لا تعرفهم عظمتك و ما الذى أعجبك في المغارة يا ساكن سماء السموات؟
- محبتك للبشر جعلت عرشك الأقدس هنا مزوداً و قشاً.أذيال المجد في هيكلك صارت هنا أقمطة من قماش ممزق.رائحتك الزكية و مذبح البخور السمائى تبدل بروائح الحظيرة و تفاصيلها.أنت غير المدنو منه و غير المدرك تأت للبشر فيستقبلونك بحكم الموت لكل طفل من سن سنتين فما دون؟ لماذا تركت موضع الحياة و اتيت لأرض الموت.عجبنا لمحبتك للبشر.أنت مولود الآب شبعنا نحن الملائكة.على نور وجهك يتغذى النور.نشبع بك.أنت مولود العذراء صرت شبعاً للبشر.خبزاً لهم فى مزودك فيتغذوا مثلنا.يا للعجب الإنسان يأكل خبز الملائكة.
--------------------------------------------------------------------------------------
-تهنئة شخصية لكل واحدة و واحد أحباء المسيح. ليكن  لكم كل ما لميلاد المسيح من أفراح و أمجاد و تشبعكم بركات التجسد الإلهى.
 

28
المزود سر الشكر
Oliverكتبها

- فى المزود سر المتجسد. فى المزود يوجد المخلص. المزود مذبح عليه مسيح مكسور. كما على المذبح كذلك في المزود كسيراً متنازلاً عن العظمة. المسيح على المذبح بنفس جسده و نفس انكساره. العذراء و يوسف البار بذرة الكنيسة حول المسيح. ثم جاء الرعاة القريبون . تركوا الحملان جانباً لأنهم فهموا أكثر من الكهنة أن الذبيح ينوب عن كل الذبائح. جاء حمل الله فلا حاجة لكل حملان الناس. علمتهم الملائكة أن المولود هو مخلص العالم.
- ظهرت الملائكة قرب المزود لتقود الرعاة ثم بقيت فوق المزود تغنى تسابيحها. كأن القداس فوق المزود قد إبتدأ. الكاهن موجود يقدم نفسه ذبيحة. الكنيسة موجودة فيمن يحلون حول المزود و الملائكة موجودة حيثما إلههم بيننا. أخذ المجوس وقتاً طويلاً ربما سنتين لأن غير المؤمنين يحتاجون وقتاً للتقدم لحياة الشركة مع المسيح و يحتاجون تأهيلاً. كان النجم الإلهى يؤهلهم. كان السمائى يعلمهم فى الطريق كيف يعبدون و يسجدون قدام المذبح أو قدام المزود.
- كانت الألحان سمائية. الشمامسة ملائكية. البشر صامتون يسمعون و يتعلمون. يسلمون قلوبهم بغير غش للجالس فى صمت مستعد للذبح. العذراء تحتفظ بهذا كله فى قلبها. يوسف البار يفعل مثلها. فى الخارج هيرودس يغلى خوفاً على مملكته بينما الصامت فى المزود يقيم فينا مملكته. هذا ما يحدث فى سر الشركة أيضا.ً
- فى المغارة ولد المسيح و أعظم كنيسة كانت فى حظيرة. أول مذبح كان مزوداً للبهائم. لكن المؤمنين به قدسوه و سجدوا خاشعين بكل قلبهم. هذا حال قلوبنا كلما تقدمنا لسر الشركة. نتذرع بولادته فى مزود كي نتجرأ للتقدم لأكل جسده و شرب دمه. فمن يقبل السكني في مزود يقبل كذلك السكني فى قلوبنا مهما كان حالها طالما تقدمنا كمحتاجين و ليس كمستحقين.فالإستحقاق يكمن فى الحاجة الصادقة للمسيح .
- المزود لم يتحول لأكثر من كونه مزوداً. المغارة ظلت مغارة و لم تتغير. ذلك لأن المسيح سكن فيها لكنه لم يتحد بها. هكذا الذين يؤمنون بالمسيح دون إتحاد به يشبهون المغارة و المزود. يشبهون المذبح الذى لا يتقدمون ليأخذوا المسيح من فوقه. يبقى إيمانهم بلا شركة و يخسرون الإتحاد الذى من أجله جاء المسيح لنقتنيه فينا و نصير به أعضاء جسده من لحمه و من عظامه.
- إن إتحاد المسيح بجسدنا مفرح للآب لأنه يخلصنا. كذلك يفرح الآب أن نتحد نحن أيضاً بجسد إبنه ليكتمل الإتحاد إلى تمام الخلاص. بحبه قبلنا في جسده و بحبنا نقبله في جسدنا فهذا هو بالحقيقة سر الشركة. كل تناول هو معايشة حقيقية لتجسد المسيح فينا.كل تناول هو تبادل محبة.نأخذه ليأخذنا.
- هيرودس أراد ذبح الطفل فى المزود. لكن ذبح المسيح لابد له من الصليب. فكانت حياة المسيح قداساً دائماً جاء إلى نهايته و صاح قائلاً قد أُكمل. وقتها صار ممكناً لنا أن ننال جسد الحياة و دم الحياة الذى إنبثق من جنبه. وقتها إنتهى القداس خارجنا و بدأ داخلنا كى نحياه بغير كسل أو حرمان.
- تقدموا لتروا جسد و دم عمانوئيل نفس مولود العذراء. تعلموا أناشيد الملائكة أيها الشمامسة. تعلموا السجود الحق بالروح أيها الرعاة. عيشوا مع العذراء فى قداساتكم يا مكرسات المسيح و سيدات الكنيسة. تعالو للطفل أيها الأطفال. تعالوا للصبى مع المجوس ايها الفتيان و الفتيات. تعالوا للمسيح الرب يا خدام الرب. لو إلتففنا بهذه الروح سنمتلئ قداسة من مولود المزود رب القداسة و روحه القدوس الذى به تجسد و تحل علينا قوة الآب فنصير كالسمائيين الذين شاركوا الرعاة فى قداسهم أو تسبيحهم.

29
المنبر الحر / الطلاق المُقَنَعْ
« في: 14:00 05/12/2020  »
الطلاق المُقَنَعْ
Oliver كتبها
- الله كاشف الخبايا و عارف النوايا.دينونته ليست كشرائع الأرض مهما كانت مثالية.الله عدل مطلق حق تام.أما أى شريعة و لو إستقت أحكامها من الكتاب المقدس فهى ليست كاملة لأنها توضع حسب ما فهم البشر من الكتاب .الشريعة الأرضية و حتي الكنسية تحكم على الظواهر فقط. على ما يمكن إثباته فحسب لكن شريعة الله تعرف الأسرار و لا يمكن التلاعب فيها و لا المجاملة و الإنحياز أو التعنت أو التسيب أو الرشوة .شريعة الله كاملة تحكم بغير إعوجاح أو محاباة.لا تنظر إلى شهير و مغمور ,غني أو فقير,قريب لأصحاب القرار أو مغمورين.
 - ليس كل الذين تحت سقف واحد متزوجون حتي لو كللتهم الكنيسة و جمعتهم الصلاة قدام مذبح الرب.يوجد من يمثلون على الآخرين أنهم متزوجين.لا يتمسكون بالزيجة على الإطلاق و لا يعيشونها كما يجب أن تكون الأسرة المسيحية.هؤلاء لو أطلقت أياديهم لإختاروا الطلاق فوراً. هم غرباء يعيشون معاً.
- الذين توقفوا عن محبة بعضهم بعضاً لم يعودوا أزواجاً.الذين ساد الصمت بينهم بلا حياة شركة هم كالغرباء لا يختلفون عنهم.الذين لم تعد علاقة بينهم لا جسدياً و لا عاطفياً و لا شركة فى المسئولية هؤلاء ليسوا بعد في سر الزيجة. الذين سادت الكراهية معاملاتهم و بات التجاهل شعارهم و صارت علاقتهم تمتد نحو الآخرين و تحتجب بين الطرفين هؤلاء مطلقون لكن تحت ستار. الذين لم يعد الإحترام يسودهم و لا دام التواصل بينهم .الذين ماتت المشاعر عندهم.الذين يغضبون حين يرون بعضهم بعضاً .هؤلاء ليسوا عند المسيح زوجين بل منفصلين.جزر منعزلة . نصف قلب وحده.هذا السرطان الذى يضرب الأسرة علاجه الإكتشاف المبكر قبل أن تسود كل الفروقات و تزول كل التوافقات.الإكتشاف المبكر دورالرعاية الكنسية.
- الكنيسة تعرف المطلقين رسمياً  لكنها نادراً ما تعرف تلك البيوت التي تستر الحقيقة أو تزيفها و هم اضعاف أضعاف المطلقين فعلياً .هؤلاء الذين أبقوا على زواجهم  بالإكراه أو لأجل أولادهم أو المظهر العام أو لأجل البقاء فى الكنيسة أو لأجل الخوف على الميراث أو لأسباب أخرى ليسوا بالحقيقة متزوجين.
- هؤلاء المتسترين عن الحقيقة يحتاجون فئة خاصة من الخدام و الخادمات.مع مرشد من الآباء.فئة ليست كالتى تدرس كورس الإعداد الوهمي للزواج و هى محاولة ثبت عدم جدواها تحولت إلى ورقة من مستندات تصريح الزواج و عبء إضافى لا لزوم له.لا تفيد و لا تؤثر لأن الإعداد للزواج ينبغى أن يبدأ من فصول مدارس الأحد.إعداد و تأهيل الأسرة ليس شرحاً نظرياً بل رعاية روحية دائمة .إنه دور قاس على الراعى لكن هذه هى خدمة النفوس الحقيقية التى من أجلها يخدم.لأن من هذه الشريحة يتخرج المدمنين و الضائعين و المرتدات و المنحرفين أكثر من غيرها من شرائح المجتمع.
- هؤلاء يحتاجون إلى تشريع يعالج مشاكلهم.ليس لتسهيل طلاقهم بل لحسم موقفهم.لأن كثيراَ من هذه الأسر المتجمدة فى علاقاتها البينية لها علاقات خارجية تعويضية مهما كان شكلها,بل البعض منهم يشغل نفسه بالخدمة حتى الثمالة ظناً أنه بار فى عيني نفسه لمجرد أنه لم ينحرف و هو تارك شريكه أو شريكته في عثرة من أمره.هذه خدمة مرفوضة لأنها هروب من الزيجة.هؤلاء يحتاجون عملاً جماعياً من الكنيسة لأوضاع تلك الأسر المحطمة التى لا ينتبه إليها أحد.لأنهم قدام الناس طبيعيون و فى بيوتهم خصوم.يحصد أولادهم العلقم.الزواج يفشل بالميراث لسبب القدوة الفاشلة.يكره الجيل الجديد أن يكون مثلهم.فيلجأ إلى اللازواج.كما حدث فى الغرب.
- وضع صلاة من أجل الأسرة في القداس أمر هام.لأن الكنيسة تتكون من هؤلاء.وضع تصور لخدمة مدارس الأحد لتخريج الأسوياء روحياً و نفسياً و المؤهلين للتعايش مع الغير هي مبادئ ضرورية للجيل الجديد.لن يستطع تدريس هذه المبادئ غير خدام مؤهلين تم إعدادهم بحكمة و إمدادهم بالعلوم الممزوجة بالكتاب المقدس.خدام تعلموا الخدمة بالتلمذة و ليس من الكتب النظرية.
- كما من المهم أن يسعف التشريع الكنسي من لا يصلح معه العلاج و لا يستجيب له لأن بقاء هذا الهيكل المسوس من الداخل لن يدوم طويلاً بل سينتهي ذات يوم ربما بجريمة جسدية أو جريمة روحية.
- الإلتفات لفئات يبدو عليها أنها عادية مثل غيرها لكنها هشة من داخلها تحتاج خدام موهوبون بروح الإفراز.يعرفون من الإفتقاد كيف يلتقطون الخيوط و يكتشفون المعاثر و يخدمون المعثرين.كفاءة الخادم ليست بحفظ القصص الكتابية بل بتطبيق أغراضها الروحية و إستخدامها أدوات لصيد النفوس.لا يصلح خادم ذاكر و حفظ و نجح بل خادم تتلمذ و تربى و خاض مع مرشده الروحى حالات تطبيقية.الرب يكمل كل نقص و نصلى لأجل هذه الأسر المحطمة.

30
المنبر الحر / أحلام طفل
« في: 20:43 02/12/2020  »
أحلام طفل
Oliver كتبها
-فى صدر كل طفل صغير قلبٌ كبير.يسع الدنيا.ترفعه إبتسامته فوق السحاب.لا يتضايق و إن تضايق لا يدرك للضيق معنى.يستجيب للحب فوراً.ليس فى عينيه إلا الجمال و البساطة و البشاشة.مقلتاه مرآة عاكسة لأبعاد يَسبَح فيها وحده.
- يتكور فى أصغر مساحة.لا تدهشه الأشياء.لا يطلب شيئاً و إن إحتاج شيئاً يأخذه بنظرة من عينيه.يأسر الناس و هو فى مهده.يملك عليهم بأنةِ أو بسمةِ أو حتى بلا سبب.أحلام الطفل تملك العالم و هو راسخ فى حضن الحب.ليس لديه تفسير لأى شيء و هو راضِ بكل شيء.أحلام الطفل لا حساب لها.
-عين الطفل تحب كل ما تقع عليه و لا تطلب منه شيئاً.تحسب أنه لديها ما دامت قد وقعت عليه لمحاته الطفولية .تحسب عينى الطفل عشوائية لكنها أحكم العيون.إذ بلا تردد تنتقل.لا يأسرها ما تبصره.هى تتطلع نحو الأشياء كمن يتجول فى فراديسه.عيناه غير مأخوذتين بالتمتع بل بعقل يسمو يبقى فى عالمه بغير تقلب.
-فكر الطفل ليس فى عينيه.ليس فى كفيه.هو فى كيان أكبر من حجمه بكل المقاييس.كيان منسوج من الحب.يمتد به فوق الكل.الأشياء عند هلامية لا تأخذه إلى أسفل.الأفكار عنده أعظم من حكماء الأرض و هو أعظم حنكة من عباقرتها.فكر الطفل مأخوذ إلى مصدره.يهيم منجذباً حيث جاء.يتطلع فى الجميع و يحسبهم منه.لذا يحب بلا حساب.يحلم بلا نهاية.الدنيا عنده لعبة .جديته فى أحلامه.يترك نفسه فيها.ينسج منها أيامه.أفكاره تطلع منه و لا تتوقف حتى عتبة السماوات.ينظر ما لا ينظره غيره.تعرفه الملائكة و يعرفها.
-دموع الطفل بلا هموم.بلا ذكريات بلا ماضِ.هى قصص تعبُر.لا تترك أثراً على وجنتيه لأنها مختلطة بالأفراح.يضحك و يبكى فلا تعرف إن كان يضحك أم يبكى.دموعه تنحفر فى وجدان ناظريه و هو لا يبالى.يحكى بدموعه و يضحك بدموعه و يبكى بلا إكتراث فيما يفهمه الناس.دموعه حرة بالتمام.
- آلام الطفل كلها خارجه.لا يحملها عنده.لكنها فى قلوب الآخرين تتكوم كالجبال.آلام الطفل كبيرة لا يتحملها سوى الصغار أما الكبار فيئنون تحتها.آلام الطفل بلا صراعات.نقية كأمواج البحر مع أنها هادرة بقسوة.تخرج من أعماقه و لا تبقى عنده.لذلك مع أنه صغيرٌ صغير لكنه يحتويها.آلامه معجزة هو يدرك أعماقها و لا يشتكى.يعيش كأنها ليس آلامه.يفرح و الألم يقرصه حيناً و لا يطلب من الناس تعزية.
-ضحكة الطفل قصة.يتعلمها الكبار .تعبر من بين شفتيه كالجواهر.ترسم لغيره ذكريات الحياة.هو يضحك لغير ما نعرف نحن.فى عالمه عالم آخر لا نعيشه مثله.لذلك ضحكته أكثر عمقاً من البحار رغم أنها أسرع من السحاب.ضحكة الطفل تأخذنا فى رحلة و نأخذنا فى رحلتنا و نبتسم.يقودنا الطفل بضحكته.
- أحلام الطفل الذى فينا باقية.نستطيع أن نرجع إليها.لترجع إلينا كل براءة و بساطة و نقاء.أحلام الطفل دواء من هموم الأرض.إن عدنا مثل طفل عادت إلينا كل جماليات الطفولة و سموها و أمجادها الموعودة.يعود إلينا رجاء ما بعد هذا الوجود الزمنى.نعيش أحلامه فى سلام حين نفتقد السلام.يملأ أعيننا الجمال حين نشتاق للجمال.أحلامه أعماق لا يدركها الكبار.لذلك كلما عدنا مثل طفل زاد فرحنا.إن لم نرجع مثل الأطفال نبتعد عن خالق الطفولة فينا.

31
آلام الأفراح و أفراح الآلام
Oliver كتبها
-يعلمنا روح الله أن نفرح فى الضيقات.فيظهر كأنه تعليم يتناقض مع الطبيعة البشرية.يستصعبه الكثيرون.يجدون أنه ضد المنطق.لكن نفس الناس بعينها تتألم إذا لم تجد أحداً يشاركها أفراحها.فيصير لها الفرح ألماً و يجدون هذا منطقياً بينما لا ينظرون بنفس الروح كي يجدون فى الآلام فرحاً.فى الضيقات تعزية.فى التجارب رجاءاً.إن الفرح فى وقت الضيقات مثله مثل الألم إن لم تجد من يشاركك الفرح.
-لماذا نقبل أن هناك دموع للفرح و لا نجد هذا يتعارض مع طبيعة الأفراح.فإذا كنا نقبل أن يمتزج الفرح بالدموع فلماذا لا نصدق أن الألم يمتزج بالتعزيات.إن عدم قبول الفرح فى الضيقات لا يعود إلى قوة المنطق بل إلى ضعف الإيمان.بالإيمان نقبل الضيقات بفرح الروح القدس 1تس1: 6.الضيق الذى نعيشه هو الفرق بين حرية أهل العالم و حرية المتمسكين بكلمة الله و وصاياه.2كو1: 4.
- نحن لا نفرح بالضيقات المجردة.بل نفرح بالضيقات التى لنا فيها الله شريك.لهذا نفرح فرحاً روحياً.نفرح بالرب و ليس بالضيقة ذاتها.ليس فرحاً بالإيحاء أو التغصب بل بتمسكنا بوعود الله و صدقها الدائم فى حياتنا. فرح بالرب الذى يتضايق فى كل ضيقاتنا.و هو شريك غير عاجز بل قادر لأنه الإله الذى وعدنا أن يكون معنا كل حين حتى أنه جعل لنفسه إسماً هو عمانوئيل الله معنا.مسيح المسكونة شريك لا يسمح بالضيقات بغير شروطه هو.لا تُفرض علينا ضيقات بشروط غير أبوية.لا يستطع إنسان أو شيطان أن يجبر المسيح على السماح لنا بضيقات لا توافق شروطه فما شروط المسيح ليقبل الضيقات لنا؟
- يشترط أن تكون ضيقة أو ألم أو تجربة أو تعب يمكن أن تعمل معاً لخيرنا و خيرنا هو فى ملكوت الله و الحياة الأبدية فى محبة إلهنا  رو8: 35 و الإلتصاق به مت7: 14 .هذا أول شرط له ليسمح بالضيقة.الثانى أن تكون خفيفة و مؤقتة. رؤ2: 10 الضيقة خفيفة و مؤقتة لأنها فى الأرض فقط مع أنها  مصحوبة بالأمجاد الأبدية 2 كو4: 17.كذلك مصحوبة بالغلبة على إبليس يو16: 33.و هى خفيفة لأن المسيح يشاركنا فى حملها و حملنا فى ذات الوقت.
- شرط موافقة المسيح على أى تجربة ألا تزيد عن طاقتنا و أن يكون مع التجربة باب الخلاص منها.المنفذ الذى فيه نتعزى 1كو10: 13.التعزيات فى التجارب ليست مسكنات للنفس المرة بل علاج حى للنفس من داءها الذى بسببه تقع فى تجربة.المسيح يوافق على أى تجربة تجعلنا أو تجبرنا على إختبار عشرة المسيح أبونا الذى معه يعيش أبناؤه  غير بعيدين عنه. لذلك يصير وقت الآلام هو وقت عشرة بغير إنفصال .الذى يسمح بالضيق هو الذى يتضايق معنا فنفرح بشركته.إش 63: 9.
- لذلك تصبح الضيقات مصدراً للفرح لأن فيها الغلبة و الشركة و التعزيات و المنفذ والإنفصال عن محبة العالم بقبول الآلام بفرح و شكر لأن هذه ليست لغة العالم بل المسيح و نحن له. فوق هذا كله فيها تزكية للنفس قدام الله.1يع12.حين تصبح التجربة منفذاً على حياة القديسين الذين لا ينغلبوا من الآلام بل ينتصروا فهي بالحقيقة آلامٌ مفرحة.حين فيها و منها نتعلم حياة الفضائل المتنوعة و حياة الشكر فى الضيقات التى فيها تصبح الضيقات سبباً للبركات السمائية و لغني عمل الروح للإثمار فى الإنسان.
- لا تتوقف عن الشكر حتى لو توقفت الضيقات.لا تتوقف عن الفرح حتى مع إستمرار التجارب و إن طالت كل العمر.فالأمراض المزمنة قد تكون سبباً للبركات الأبدية.الفقد و الخسارة و الظلم و غيرها من التجارب تتطلب الحكمة فى التصرف لكن الشكر و الفرح  الروحى يسكنان أيضاً فى القلب أقوى من الألم المؤقت.
- لا يوجد ما يمنع الفرح فى الضيقات سوى إرادة الإنسان للإستسلام للحزن الذي ليس حسب مشيئة الله 2كو7: 10.جفف دموعك لو كانت نابعة من الجفون و دعها تسيل من القلب ممتزجة بتعزيات الروح القدس الباراقليط  المعزى الساكن فيك.إخلط آلامك بإبتساماتك و فى صلواتك أشكر على الألم لأنه هبة مثل كل الهبات الإلهية فى1: 29.هل يحزن أحد إذا أخذ هدية عظيمة مجانية من الرب القدوس بشخصه؟ هو الذى علمنا أنه وهب لنا لا أن نؤمن فقط بل أن نتألم من أجله أيضاً.فإحتمال الألم بشكر و فرح علامة على قوة الإيمان و ثبات النفس فى رجاء المسيح بالروح القدس.
- لولا فرح القديسين بشهادتهم للمسيح وسط الآلام ما كنا قد سمعنا عن الشهداء و المعترفين.ليحكمنا المنطق الإلهى الذى يجيز أولاده فى آلام لكي يتنقوا و يتقدسوا و لنرفض حكمة العالم التى تفتكر أن الآلام قاسية أو عقاب أو غضب.فإن إلهنا بالحب ينقينا كما تنقى النار المعادن النفيسة.أم25: 5.

32
المقالات الدينية / صلاة الروح
« في: 11:59 01/11/2020  »
صلاة الروح
Oliver كتبها
-صلاة الروح ليست كصلاة اللسان.إنها رحلة فى عالم الأنوار.خروج إرادى من الإلتصاق بالتراب و إتحاد إرادى بالجالس على العرش.إنحلال من الأرضيات و عناق الحمل فى السماويات.صلاة لا يزعجها وضع الجسد أو الظروف فهى من كل هذا تتحرر.
- صلاة الروح معاينة و معايشة للحرية و المجد الأبدى.تنطلق الروح إلى موضع راحتها كل صلاة.فالصلاة موت إرادى عن العالم و حياة أبدية نتذوق فيها الملكوت.
- صلاة الروح لغة لا تأخذ مفرداتها من لغات الأرض بل تسمو فتتعلم هناك لغة فوقانية حين تمض إلى فوق .تندمج كالملائكة مع الملائكة لأنها مثلهم روح.ع روحك تغادرك حين تصلى فهناك حيث تذهب ستعود محملة بكل أذرة التاجر.
- صلاة الروح لقاء بالثالوث.مخاطبة للمسيح تأخذ من لسانه الكلمات و ترددها نحوه.تقطف الشهد من فم المسيح فيرسل روحه القدس ليدرب الروح على ما هو أعظم.حينها لا تنته الصلاة.لا يفكر الإنسان فيما يأخذ لأن ما يأخذه من رحلة الروح أسمى مما يأت على فكر البشر.حتى حين تعود الروح لا يعرف ماذا صار لكن شبعاً يملأه و فرحاً يشمله و حنيناً غير موصوف نحو الثالوث يأسره.يزهد كما لم يزهد فى الحياة من قبل.
- صلاة الروح إيمان حى.آمنت لذلك تكلمت.هكذا ينطقها المؤمن بروحه بصلاة صامتة.الإيمان و الصلاة يسيران معاً فتنقاد الروح بالروح.نمو الإيمان يؤهل لمثل هذه الحالة فالصلاة حالة إيمانية و معايشة للمحبة الإلهية.
- صلاة الروح أعظم حالة للتكلم بالألسنة.لكنها ألسنة السمائيين.أناشيد و أغانى نورانية تتعلمها أرواح من يتدربون على صلاة الروح.لغة لا ترجمة أرضية تفسرها.من السماء تأخذ اللسان فإن عادت للجسد ما عادت اللغة معها بل تبقى المعانى هناك و تعود الروح محملة بمشاعر لا تجلبها صلاة اللسان و لا صلاة العقل.بل يختبرها القلب حين لا يعود يبالى بخسائر الأرض و لا مكاسبها.وقتها يفهم أرباح السماء بصلاة الروح.الصلاة التى هى سكنى مؤقتة فى السماء.
- لكى يتدرب قلبك على ترك روحك تنطلق بك أو بدونك أو عنك أو لأجلك.تعلم أن يبق المسيح قدام وجهك.تثبت فيه الأفكار.لا تسمح للسان أن يقلد لغة الأرض.ضع الإنجيل فى حدقة عينك فتتسع رؤيتك للسماء و تفهم مكنونات النورانية.لا صلاة بالروح مع وجود الذات البشرية هذه التي إن خلوت منها تأهلت لصلاة السمائيين.
- ليس فى صلاة الروح مطالب أرضية.لا مشكلات تشغلها.لا تبالى بما صار أو يصير .لا تنبهر بشيء أو تنجذب إلى شيء.الصلاة الروحية هى صلاة متحررة من قيود الحاجات مهما كانت ملحة.تدرب على الإستغناء تقتنى الشبع.كلما زهدت كل المقتنيات كلما رفعتك النعمة حيث الذخائر الأبدية.
- صلاة الروح بإسكات اللسان و إقتناء أنين الروح القدس بالصمت.فإما تتكلم أنت و يصمت الروح و إما تصمت أنت و يتكلم الروح.لكن إفعل هذا بحكمة و إرشاد فالتدريب الروحى لا يؤخذ عنوة.هو خضوع متواصل و إتضاع يتأصل فى النفس حتى يصير كلام الوحى مكتوباً فى القلب بلغة الروح ذاته حينها إن صليت تجد الروح ما تقوله.صلاة الروح هى حديث المسيح للآب على لسانك و نطق الروح فيك إلى الآب القدوس فهل عن هذا تتأخر؟
- إسم المسيح إبن الله يقودك لطرد الهواجس.داوم على ترديده فى صمت فيتقدس داخلك و تجد الروح غذاءها الذي به تصلى.
- الحديث عن صلاة الروح معزى فكم و كم معايشة هذه الصلاة.حين تنطلق منك الروح فلا تمنعها.إن تسلقت الأعالى فإتبعها و لا تبطل صلاتك لسبب ما.لأن صلاة الروح هى جذب الآب للنفس بالإبن و عمل الروح فإن إنشغل بك الثالوث القدوس هكذا فلا تنشغل عنه بشيء.لا تنس حين تصلى بالروح تأخذ البشرية فى قلبك .تكون شفيعاً أميناً كالقديسين.يصير للأرض خير بصلاتك مع أنك تترك الأرض حين تصلى.صلى كي تتعلم أن تجد نصيبا من حلاوة تلك الصلاة و تتمتع بهذا المجد فى حرية المسيح.

33
إنحرافات فى الخدمة
Oliver كتبها
-عمل الله كامل أما عمل الناس مع الله فليس فيه الكمال على مر الأزمنة.قد يقترب من مشيئة الله حيناً أو يبتعد إلى أقصى نقطة أحياناً .لا توجد حصانة للخادم سواء أكان بلا رتبة كهنوتية أو كاهناً بأى رتبةً.إن التستر بأن الكاهن وكيل الله على الأرض هو خدعة.فالفرق كبير بين وكيل سرائر الله و وكيل الله ذاته.
- كل مرة ذكر الوحى كلمة وكيل كانت الوكالة محصورة فى عمل محدد 1بط4: 10 .الوكيل يدفع أجرة العمل بدلاً من صاحب الكرم مت20: 8.الوكيل يعطى العبيد طعامهم الروحى لو12: 42.تث29:29الوكيل يستثمر مال سيده حسب مشيئة سيده لو16: 2. أما أن يكون الأسقف وكيل الله فهذا يعنى مسئولة الأب الأسقف  عن تمثيل الله قدام الناس بحياة الإنجيل و الشهادة النقية.أن ير الجميع فى الأسقف صورة مصغرة للراعى الصالح.فالوكالة مسئولية جسيمة و هى أن يكون الأسقف بلا لوم.لا توجد وكالة للتجبر و التسلط أو لحماية من ينالها.الوكالة لله هى حفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا 2تى1: 4.هى وكالة سرائر الله 1كو4: 1و2.كل السرائر المقدسة هى وديعة يتممها المسيح بإستخدام وكلاء السرائر المقدسة فليس هناك فضل للوكيل و لا كرامة أو مجد إلا التى يستحقها من سيده القدوس متى وجده بلا لوم أما إن صار ملوماً فى وكالته فإنها تؤخذ منه و لا ينقذه اللقب الذي كان يحمله.لو16: 3. أنت وكيل لخدمة وكالتك و ليس لإستغلالها لنفسك.
- من إنحرافات الخدام سرقة مجد الله.يأخذون قداسة الكهنوت لأنفسهم دون حياة القداسة بالحقيقة.الكهنوت مقدس لكن ليس كل الكهنة مقدسين.الخدمة شهادة للبر لكن ليس كل الخدام أبرار.المديح بلا حساب يؤله الكاهن فلا تعد ترتاح فيه النعمة.حينها يصبح كثير الأخذ شحيح العطاء.كثير اللوم قليل الإعتذار.سريع الإدانة بطئ المغفرة.
- من إنحرافات الكهنة الشهيرة تكويين الشعبية و هذا عدوان على مجد الله بكل تجبر و جسارة.كل كاهن يخدم شعبه روحياً لا يأخذ المديح لنفسه.يهرب من الشعبية ولا يستغل دوره الروحى لتتضخم ذاته و تصير مركز قوة و أداة لإبتزاز الآخرين و صناعة مكاسب لا تمجد الله.الإعتراف ليس وسيلة لكسب مؤيدين بل لربح النفوس للمسيح.الوعظ و المواهب هى لخلاص النفوس و ليس لتميز الخادم أو الكاهن.المساعدات الإجتماعية يجب أن تقدم من خلال آخرين و ينحصر دور الكهنوت فى خدمة سرائر الله كى لا تصبح المساعدات وسيلة لتجميع تكتل يحتمي به الكاهن أو الخادم فيصير مداناً.الكاهن لا يجامل على حساب الكهنوت لأنه لا يمتلك هذا السلطان بل يخضع لسلطانه.
- إن خلط جلسات الإعتراف بالدردشة و صنع الصداقات و الإنحراف إلى مناقشة كل شيء و أى شيء هو إهدار فرص خلاص النفوس.هو تبديد العمل الروحى و تحويله إلى علاقة إجتماعية .الإرشاد الروحى فى كنيستنا يعانى من الضحولة و السطحية فى كثير من الأحوال و الخدمات.علاقة الكاهن و الشعب تحتاج إلى تصحيح و توضيح.
- لذلك إنتقل الإنحراف الروحى لكثير ممن يظنون أنهم مواظبون على الكنيسة.لكنهم يدخلون الكنيسة لو كان خادمهم أو كاهنهم هناك.يسمعون العظات لو كان هو الواعظ.يطيعون التعليمات لو كان هو قائلها.صار البعض يعبد الناس دون أن يدرى و دون أن يخجل.صار البعض يدخل الكنيسة بحثاً عن الصديق الخدوم و ليس المسيح المخلص.لا أعلم لمن نسجد حالياً لكننا فى خطر لو لم ننتبه.
- الأخطر أن يضع الخادم أو الكاهن البعض فى خانة المتمردين عليه.فهو منبهر بالمؤيدين له و المنتفعين منه.فيؤلب هذا على ذاك و يصير مصدر للخصومات عوضاً أن يكون صانع سلام.الراعى الذى يضطهد رعيته ليس من الله مهما كانت رتبته.الذى يذهب إلى الكنيسة يتنظر التعزية الإلهية و غفران الخطايا فكيف يكون له هذا و من يظلم الكاهن يتعثر و من يظلمه الكاهن تكتب خطيته بحروف على صخر منحوتة بالحيد.الذى يقف قدام المذبح معجباً بنفسه تنفضح خطاياه و المتضع يستتر بالنعمة .الراعى الذي لا يعتنى بالكل بنفس المقدار يقدم مخدوميه فريسة للذئاب يدينه حمل الله  الذى يصلى أمامه كأنه لم يقترف ذنباً,إحذروا المحاباة يا كهنة الله لأنها تحدى سافر لمحبة الله الشاملة الجميع. المحاباة زرع للكراهية فى موضع السلام فلا تشوهوا كنيسة المسيح بهذا الذنب.
- من أنواع الإنحرافات الكثيرة هى إعتداد الخادم أو الكاهن بما قدمه طيلة حياته و كأنه كان يقدمه ليأخذ من الناس مكافأته.فتجده يتعالى على قائده الروحى و لا يعد يبالى برأى الآخرين.كأن عمره المتقدم يجعل من كل أفعاله و أقواله مسلماً بها .من قال أن السن يزكى صاحبه و أن سابقة أعماله تمنحه فخراً.ليس التواضع للصغار بل للكبار لأنها صفة رب المجد ذاته. ليس الذي يبدأ متضعاًهو الذى يخلص لكن من يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص.فلا تجعل طول زمان خدمتك يخدعك.بل يزيدك فرحاً و إتضاعاً لمن منحك هذه النعمة.خبرتك هى عمل الله معك بها تتنعم.
- من لا يجد وقتاً للإفتقاد كيف يجد وقتاً لمواقع التواصل؟ إذن ليس الأمر مشكلة وقت بل هى مشكلة صدق المحبة لله و قيمة النفس عند الخادم.إنه يتسلى بالخدمة دون أن يخدم.أيها الفاعل هذا الأمر أعد ترتيب أولويات الخدمة.ضع خلاص النفوس قبل نفسك.فإنه على هذا ستنال مجازاة الأمين فى القليل و يقيمك الرب على الكثير و تدخل فرح سيدك.إن النقائص فى الخدمة نتيجة الضعف البشرى الذى لو لجأنا فيه لله سوف يكمل و نصير بالحقيقة له سفراء.

34
ماكرون و معاناة فرنسا
Oliver كتبها
- كان خطاب ماكرون ضد الإسلام صريحاً جريئاً لم يعتاده الغرب.لم يستخدم التقية السياسية في لغة الخطاب بل وصف الأشياء بأسماءها بشكل مباشر واضح لأول مرة من رئيس غربى مرموق .ثم أعقب هذا ذبح مدرس على طريقة داعش فى وسط باريس ليؤكد رؤية القيادة في فرنسا للخطر الذي آلت إليه. لم يعد ماكرون  محتاجاً إلى ما يؤكد صدق رؤيته أكثر من هذا المشهد المأسوى المؤلم.نعم فرنسا فى خطر. الجرأة فى خطاب ماكرون تتطلب جرأة فى المواجهة و العلاج أيضاً.
- مشكلة فرنسا ليست فى العلمانية و حل مشكلة فرنسا ليس فى العلمانية أيضاً.لقد صور قادة فرنسا السابقين أن علمانيتها تمنع مجابهة التهديدات لأمن مجتمعها.مشكلة فرنسا أنها لا تطور علمانيتها بل تربض على مكتسبات الثورة الفرنسية كعقيدة بديلة عن الدين.علمانية فرنسا تحتاج ليس إلى إلغاء بل إلى تطوير يتلائم مع مستجدات العصر.لابد من وضع قوانين خاصة للحفاظ على هذه العلمانية دون تقديسها .تستخدم العلمانية بحداثة.بشكل يتناسب مع التحديات الجديدة.
- يجب التمييز بين مبادئ العلمانية الراسخة كالحرية والمساواة و العدالة و الفصل بين الدين و الدولة و بين القوانين و الأفكار التطبيقية لهذه العلمانية. لمواجهة التطرف ينبغى الحفاظ على مبادئ العلمانية دون التقيد بأفكارها القديمة بل خلق أفكار جديدة و تأصيلها لمواجهة المتغيرات الجيوبوليتيكية التى جعلت ثلث الفرنسيين ليسوا فرنسيون.هذا تكليف هام للثقافة الفرنسية المعاصرة قدام كتلة فى أغلبها لا تحب علمانية فرنسا بل ربما تعاديها. إذن السؤال بكل وضوح هو : كيف يمكن دمج هذه الكتلة فى علمانية فرنسا دون تباطؤ.كيف يتم الحد من إنتشار هذه الرجعية التى تعادى المجتمع الفرنسى؟
- هذه الكتلة العامل المشترك فى أغلب جرائم الإرهاب فى فرنسا و خارجها أيضاً و هى التى تحتاج قوانين ضبط التوجهات و تمكين العلمانية منها.هنا تبرز ثلاثة عناصر لتغليب العلمانية.القوانين العامة ثم قانون الهجرة و اللجوء ثم التعليم.هذه الأذرع لو تم دمجها بحنكة ستتخلص فرنسا على المدى المتوسط و الطويل الأجل من مشاكل إنعزال أغلبية هذه الكتلة عن مجتمع فرنسا الحقيقى.لابد أن تحرر فرنسا أولئك الفرنسيين بالإسم الذين حاصروا أنفسهم بأنفسهم و إنعزلوا إختيارياً عن فرنسا.
- أولاً القوانين العامة: بالقطع أهم ما يشغل تلك الكتلة هو الدعم الحكومى وقوانين الرعاية الصحية .هم يستحلون كل مكسب من فرنسا لأنهم لا ينتمون إليها.إذن فلسفة التعديل هو ربط هذا الدعم و التأمين الصحي بشروط تؤدى إلى إندماج هؤلاء فى المجتمع.فلا يمكن أن تنفق فرنسا على من لا يتكلم الفرنسية رغم أنه فرنسى يعيش فى فرنسا.للحصول على دعم لابد من إشتراط اللغة بدرجة تسمح بالتفاعل و الإندماج فى المجتمع .إضافة هذا الشرط سوف يحجب كثير من المنتفعين من القانون الفرنسى و هم يعادون فرنسا.
- فى القوانين العامة سنجد معظم المهاجرين من سكان شمال أفريقيا يتكلمون الفرنسية فلن تصبح اللغة مشكلة لديهم لكن الثقافة هى المشكلة الحقيقية. أولئك يجب إشتراط حصولهم على دراسات عملية تؤهلهم للإنخراط فى المجتمع الفرنسى كشرط للحصول على دعم حكومى و تأمين صحى.هذا الأمر معمول به فى أستراليا و نيوزيلندا.إن الحصول على دعم لا يصح أن يصبح حقاً تلقائياً لمجرد التجنس بالجنسية الفرنسية.لا يمكن دعم الثقافة بدون دور للمثقفين الفرنسيين تجاه هذه الكتلة المحيرة.
- قوانين الهجرة و اللجوء تتطلب تعديلات كثيرة.فمن حق من لا يجد أماناً فى وطنه أن يثبت ذلك و يحصل على حق الحماية من فرنسا.لكن يجب التمييز بين حق الحماية و حق التجنس.فلا يصبح اللجوء وسيلة تلقائية  للتجنس بل بشروط مثل الإنخراط فى التعليم لمن فى سن التعليم الأساسى و من يحرم أطفاله من هذا التعليم فى مدرسة فرنسية حكومية لا يحصل على الجنسية و بالتالى لا يحصل على دعم حكومى أو تأمين صحى إلا بالتفاعل مع أدوات الدمج بالمجتمع ( اللغة- التعليم- الدراسات العملية) .على أن تتم إطالة شرط سنوات الإقامة لتكون عشرة سنوات مع بقاء شروط الدمج للتأهل للجنسية.
- سن قانون خاص للحرمان من الجنسية.لكل من تثبت عليه جريمة تطرف و إرهاب و من يثبت عليه تقديم وقائع أو وثائق مزورة حصل بموجبها على الجنسية. مع إمكانية تسليم هؤلاء لينفذوا عقوبات جرائمهم فى بلادهم الأصلية.قدامنا حكم جرئ من محكمة ألمانية قررت حرمان طبيب مسلم من منحه الجنسية بعد الموافقة على ذلك لأنه رفض مصافحة مسئولة تسليمه شهادة الجنسية ؟إن قانون مثل هذا يردع من ظن نفسه في مأمن يعادى منه فرنسا بينما يحيا على أرضها.
- إعادة اللاجئين الذين عاد السلام إلى بلادهم طالما لم يتم منحهم الجنسية.على أن يتم منحهم مبلغاً يسمح لهم ببدء حياتهم فى بلادهم و هذا المبلغ تدفع الآن فرنسا أضعاف أضعافه فى صور دعم حكومى متنوع.قد تكون هذه المنحة حافزا للتخلص من عبء تأهيل الكثيرين من هذه الشريحة التى أغلبها يتقوقع بعيداً عن المجتمع الفرنسى.
- عدم مد ترخيص المدارس الإسلامية فى فرنسا بل يتم منحها مهلة  خمس سنوات لتتحول إلى مدارس ملتزمة بالمنهج الفرنسى التعليمى دون إضافة و أن تصبح تحت إشراف مباشر من وزارة التعليم و أن تخضع التعيينات فيها لنفس شروط التعيين فى مدارس الحكومة.و لتبق الملكية لأصحابها كما يشاؤون.
-  بزيادة الرقابة المباشرة على كل الجمعيات الأهلية تحت مسمى إسلامى سيتوقف أحد أهم روافد التطرف و التآمر على فرنسا و سيتم الغلق القانونى أو حتى بإختيار أصحاب أغلب هذه المؤسسات الهلامية التى تمول الإرهاب.محاصرة وسائل جمع التبرعات و أرصدتها الملتوية مهمة شاقة لكنها حتمية لتجفيف تمويل الإرهاب.
- تعليم الأطفال الذين ليست الفرنسية لغتهم الأولى يجب أن يكون مزيجاً من التعريف و التواصل مع المجتمع و تأصيل القيم العلمانية لذلك يجب أن تصبح هذه القيم جوهراً للتعليم الأساسى حيث لا مكان آخر يتعلم فيه النشء قيمه المجتمعية و الإنتماء.
- سد الثغرات فى القوانين العلمانية بقانون إستثنائى لمكافحة الإرهاب لأن هذه الثغرات لم تكن ثغرات فى القوانين حين لم يكن هناك تطرف فى فرنسا.كانت العلمانية تحكم المجتمع بالقيم و لما جاء من يبغض العلمانية و قيمها صارت الضرورة لقوانين تفرض القيم على من لا يقبل القيم بإرادته.لذلك يجب إستبدال الإختيار الثقافي للقيم بالإختيار القانونى للقيم لعلاج ما أفسده التساهل.الآن يتغذى التطرف على ثغرات القوانين الفرنسية التى حان الوقت لإكتشافها من خلال مراجعة كل الأحداث منذ عشرين سنة قضائية ليكتشفوا أين الثغرات فى القوانين لمكافحة الكراهية و التعصب و التطرف و الإرهاب.هذه الرباعية التى لو تركناها للعلمانية وحدها لن توجد علمانية و لا حتى فرنسا ذاتها.
- دعم المنظمات الفرنسية الأصيلة لخدمة المجتمع لابد أن يكون فى حسبان الحكومة الفرنسية.لأن خدمة هذه الكتلة يحتاج إلى مؤسسات خاصة خادمة وفق القيم الفرنسية و هذه المؤسسات لو تم دعمها ستكون أداة فعالة لتنمية هذه التجمعات الخاصة وتشجيع المتجنسين  الآخرين من خارج هذه الكتلة الحرجة لـتأسيس جمعيات خدمية بإعتبارهم أكثر قرباً و تفهماً.
- أمور أخرى و أفكار كثيرة لابد من مشاركة الجميع فى حملة إنقاذ فرنسا من الإختطاف ليشارك كل واحد بما لديه.

35
المدرسة الرمزية في تفسير الكلمة الإلهية
Oliver كتبها
-الله تبارك إسمه هو أول من إستخدم الإسلوب الرمزى فى الكتاب المقدس.قبل السقوط كان الكلام كله بلا رموز بل بوضوح و علنية و مباشرة.لكن بعد ضياع النور من قلب البشر بالخطية إحتاج الإنسان إلى أن يفهم الكلام بأساليب متعددة من ضمنها الرمزية.إحتاج الإنسان الرمز كى يفهم بعد السقوط.
- كانت أول عبارة تحتمل الرمز هي نسل المرأة يسحق رأس الحية.لأن آدم لم يعلم أن نسل المرأة هو المسيح و رأس الحية أى إبليس .لقد وعينا الدرس متأخراً جداً.كذلك شوكاً و حسكاً تنبت الأرض لك تحتمل الرمزية مع المعني الحرفى.و تعددت أنواع الشوك. العدو شوكة حز28: 24  و الموت كذلك 1كو15: 55 و 56والمرض شوكة لبولس الرسول 2كو12: 7 .شوكة الهاوية غيرالمرئية .هو13: 14.لذلك حين تجسد رب المجد أظهر سلطانه نيابة عنا مقابل جميع الأشواك المرض و الموت و الشيطان و الهاوية.
- للمدرسة الرمزية في التفسير حدوداً لا يجب تجاوزها.فليس التفسير الرمزى هو المنهج الوحيد للتفسير بل يجب أن يوضع معه و التفسير الكتابى للكتاب آيات تفسر آيات و التفسير التاريخى للحدث.التفسير التطبيقى الذي به نتعلم كيف نعيش الكلمة الإلهية ثم التفسير اللغوى أضعف أنواع التفسير لكنه مفيد أحياناً.على أن نلاحظ أن جميع التفسيرات يجب أن تصب في نفس الإتجاه.هذه أدوات للتفسير يمكن إستخدامها معاً.
- أهمية التفسير الرمزى تنبع من أن كثير من الموضوعات التي تخص السماء و الدينونة والجحيم والملائكة والأرواح والشياطين و الأبدية هذه غير المرئيات  لا يمكن فهمها إلا تحت غطاء الرموز.لا يمكن وصف الرب بدون تشبيهات لأننا لم نعاينه في مجده بعد.مز89: 6 حتي رب المجد  يسوع يعلم عجزنا عن إستيعاب أوصاف الملكوت فى الجسد لهذا إستخدم التشبيهات ليقترب المعنى عن ملكوت الله للجميع على إختلاف ثقافاتهم. جاء و خلصنا لنتأهل للحياة معه فى الملكوت وقتها سنفهم فيما بعد و نعاين.
- لا يمكن أن نأخذ كل الكتاب إلى المنهج الرمزى.فكثير منه لا رمز فيه و أهم موضوع لا يقبل الرمزيات هو الخلق فى العهد القديم و السقوط ثم تجسد المسيح و خلاصه و كل ما يتصل بأعماله على الأرض. علاقة الأقانيم الآب و الإبن و الروح القدس هى الحق نفسه. الخلاص و المعجزات  و الأعمال فى الكتاب المقدس حدثت حرفياً.تأسيس الأسرار المقدسة ليس رمزاً.آدم, إيليا و أخنوخ و موسى  و كل شخصيات  الكتاب البارة و الشريرة شخصيات حقيقية لا يمكن وضعها فى إطار رمزى كأنها لم تكن .فأى تفسير رمزى يجعل هدفه إنكار ما هو مكتوب كحقيقة هو تفسير منحرف.
- إن وجود شخصيات أو أحداث ترمز بشكل ما للمسيح لا يعنى أنها لم تحدث فعلاً .فخلاص الشعب الإسرائيلى و عبوره حدث حقيقى يرمز للخلاص بالماء و الدم .كل ما فى الكتاب المقدس حقٌ و حقيقيٌ.يوسف الصديق باعه أخوته و صار على عرش  مصر بعد أحداث أليمة كثيرة.يونان بالفعل دخل بطن السمكة و خرج بعد ثلاثة أيام و هذه رموز للمسيح و لكنها حقائق حصلت فى الواقع فلا يمكن حين نفسرها رمزياً أن نسقطها تاريخياً و إلا يتحول الوحى الإلهي عند البعض إلى راوى أساطير و ليس صوت الرب و كلمته المحيية.لا يمكن إلغاء المعني التاريخى كأنه ما حدث أو كأنه أسطورة نتداولها.
- إن إرتباط الرمز بهدف الموضوع و السياق فى نص الكتاب أمر لازم.فإذا كان الرب يقول يشبه ملكوت السموات كذا و كذا فلا يمكن بتفسير رمزى أن نقول أن التشبيه يقصد شيئاً آخر. القصد الإلهى يحكم الرمز.
- عاشت الكنيسة الأولى بطريقة تشرح معني السيف الذى هو كلمة الله.فلا يمكن إستخدام هذا الرمز إلا بإرتباطه بواقع الكنيسة و كيف مارسته و لا يمكن فهمه حرفياً بل رمزياً.ربط التفسير الرمزى بالتعليم الذى تداوله آباء الكنيسة في العصور الخمسة الأولى هام جداً.لأنهم وضعوا المعنى الأول الواضح أو الأقرب لكاتب النص فى إعتبارهم. إن الإستغراق فى تفسيرات رمزية خاطئة أنكار للتعليم السائد فى الكنيسة.
- مثلاً بينما يعلمنا الكتاب أن الله هو الديان نسمع البعض يعلم أن الدينونة هى شعور شخصى و أمر رمزى  كذلك الهلاك الأبدى حالة والنار الأبدية رمزاً.لا ليس هذا كله رمزاً و العقوبة الأبدية حقيقة بتفاصيلها الكتابية  كذلك النعيم الأبدى بكل أمجاده فمن يعتبر العقوبة وهماً كيف يصدق أن النعيم الأبدى مجداً.و من يعلم بهذه الرمزيات كيف يؤمن أن الله هو الديان بالحقيقة؟
- الكتاب المقدس هو أصل التفسير و ينبغى أن تخضع كل مدارس التفسير للكتاب ذاته و ليس الكتاب هو الذى يخصع لمدارسهم.التلمذة للكتاب المقدس بالخضوع له و قبول مقاصد الله فيه دون تدخل من نوايا منحرفة فى التعليم.لأن كلمة القداسة تتطلب قلب مقدس و فكر متضع و روحاً خاضعة لروح الله القدوس.


36
الرهبان المنسيين
Oliver كتبها

- في أوقات ماضية كان إختيار رهباناً ليخدموا ككهنة في المهجر أمراً تحكمه الإمكانيات.فالراهب لا يحتاج شيئاً.لقد كرس نفسه للرب ناذراً الفقر الإختياري و حمل الصليب كل الوقت.مشتهياً صلاة القلب الدائمة.لم تعد نفسه ثمينة عنده بل حياة المسيح فيه.كان إختيار الرهبان لخدمة المهجر أمراً حتمته الظروف.
- لكن أحوال المهجر تغيرت.توسعت الخدمة و تضاعفت الإمكانيات ببركة ربنا.في الوقت الذي تقود الكنيسة روح تصحيح مسار الرهبنة.لكن اللافت للنظر أن الكنيسة نظرت أحوال الرهبنة في الداخل و إلي الآن لم تلتفت لأحوال الرهبان  و الرهبنة في المهجر.هؤلاء الرهبان الذين صارت لهم سنوات طويلة بعيداً عن أديرتهم.لم يعد من المؤكد أنهم يحتفظون برهبانية القلب بل صارت لهم مطالب و مشاكل لا تختلف عن غيرهم .ثم زاد عليها إشتياقات  البعض للأسقفية التي تزرع المنافسات و تتعب كثيرين خداماً و مخدومين.
- الراهب لم يترك العالم ليعيش في المهجر.إن الخدمة في العالم هي إستثناء و ليس قاعدة.لذلك علي الكنيسة أن تحرص علي هؤلاء المباركين.ليس حسناً أن تطول مدة بقاءهم خارج أديرتهم.يكفي أن يخدموا سنة أو إثنين فقط ليهيئوا الكنيسة لإستيعاب كاهن يحل محلهم و يعودوا هم إلي أديرتهم. و من لا يتمكن من تأهيل بديلاً له فخدمته ليست ولود و لا ناجحة.فليعد لئلا يفقدوا ما خرج من أجله.لأن حياة الراهب هي في ديره.
- الراهب الذي يعيش طويلاً في العالم يخسر نذره.حتي لو كان من أجل الخدمة.لذلك عليه أن يجتهد ليجد بديلاً سريعاً له ليعود إلى فردوسه أي ديره و قلايته. طول الزمان  في الغربة  يجعله راهباً بالشكل لا بالفعل.من علامات إنحراف القلب أن بعضهم  صار يصارع من أجل عدم العودة إلي ديره.لأن أفكاراً غريبة تسلطت عليهم من كثرة الإختلاط .نسي الدير و حياة الفقر و صار يشبه غيره فى كثير من الأمور.
- عودة رهبان المهجر هي في صالح هؤلاء الرهبان أولاً و صالح الكنيسة ثانياً و صالح الخدمة ثالثاً.تقصير مدة بقاء الراهب خارج الدير لأجل الخدمة هي القانون الوسط أن يفعل هذه الخدمة و لا يترك تلك الرهبنة.
- أما أديرة المهجر فهي تحتاج إلي قوانين خاصة تناسب وضعها.عليها ألا تقبل رهباناً إلا من الذين يعيشون في المهجر.سواء مصريون أو غيرهم من الكنائس الشقيقة أو حتي من أهل البلاد الذين يرغبون في الرهبنة في أديرة كنيستنا.و يجب أن تكون للرهبنة في المهجر أدواراً تختلف عن تلك التي في الداخل.يجب دمج الرهبنة بالبحث العلمي في الخارج.كأنها فرع من مدرسة الإسكندرية القديمة.
- كثير من مشاكل كنائس المهجر سيتم حلها بمجرد عودة الرهبان إلي أديرتهم.خصوصاً الذين طال زمان غربتهم عن أديرتهم.هؤلاء الذين صنعوا شعبية لأنفسهم فخسروا كثيراً من إنكار ذواتهم.عودة هؤلاء هو فطام متأخر لهم عن العيش في رفاهية الغرب و فطام للذين تكتلوا حولهم و صاروا لهم حزباً.
- نرجو أن لجنة الأديرة و الرهبنة في المجمع المبارك تضع يدها علي تقييم ملائم لخدمة الآباء الرهبان الذين تعبوا في المهجر و حان زمان راحتهم في أديرتهم.لا أظن أن هناك أسقفية تخلو من بدائل صالحة للخدمة عوضاً عن أولئك المباركين الذين أفنوا عمرهم في تأسيس و رعاية الخدمة و المخدومين في أماكن عديدة.
- الإستفادة من خبرات هؤلاء الرهبان كذخيرة في التخطيط للخدمة المستقبلية أمر لا يفوت كنيستنا .عودتهم إلي أديرتهم يمكن أن يصاحبه تجميع لخبراتهم لتكون درساً لغيرهم و ليعوض الرب كل من له تعب المحبة.

37
معهد الدراسات المسكونية
Oliver كتبها
- وحدة كنيسة المسيح هي صلاة إبن الله عنا و عن كل المؤمنين إلى الآب لنكون واحداً كما أن الثالوث واحد يو17.شهوة قلب إلهية تحققت بالفعل علي الأرض لمدة خمسة قرون و ستتحقق بكل تأكيد في الأبدية .
- ككل أسرة تعرضت للعواصف تلملم شتاتها بعد العاصفة هكذا  يجب أن تحاول جميع الكنائس إعادة إقتناء وحدتها .هذه العطية الإلهية.القدوس الذي جعل الإثنين واحداً السمائيين و الأرضيين يعود فيجعلنا واحداً أيضاً لكي لا يوجد وسطنا غرباء أو نزلاء بل يكون الجميع قديسون في المسيح يسوع. أف 2: 13- 22.
- كنيستنا الأرثوذكسية لا تمانع في أية حوارات مع جميع الأطراف.تنشط هذه الحوارات حيناً و تخفت أحياناً.تتأثر بضغوط من خارج و من داخل.فأدوات الحوارات بين الكنائس ليست متاحة بسهولة كما يتراءى للبعض.كذلك توجد عوامل شخصية و ميول للمشاركين فيها من جميع الأطراف تؤثر علي نجاحها أو فشلها.
- في كنيستنا يوجد بعض العلماء الدارسين سواء أكانوا في الكهنوت أو خارجه لكن لا توجد قاعدة علمية تضمن تدفق هؤلاء العلماء و اللاهوتيين المؤهلين للبحث العلمي في مجال الحوارات المسكونية .هذا يجعل الحوار مرهوناً بكفاءة ممثل الكنيسة روحياً و علمياً و يكشف حاجتنا إلى معهد ذو مستوي رفيع يتخصص في توفير دراسات في شتي مجالات الحوارات بين الكنائس . تاريخ المجامع يعلمنا أن كل كنيسة كانت تستعن بكل عالم في مجال نبوغه أثناء المجامع المسكونية الثلاثة.
- إنشاء معهد للحوارات المسكونية يفضل أن يكون في أحد إيبارشيات المهجر و لا سيما في أمريكا.ليتم تأسيسه وفقاً لمعايير الدراسات العليا الأمريكية لضمانة المستوي العلمي الحيادى فيه.هذا المعهد يضمن تخريج كوادر لاهوتية و متخصصة في اللغات القديمة و الحديثة و أن يكون الباحث في هذا المعهد حاصل مسبقاً علي درجة علمية عالية في مجاله.و يمكن أن يكون هذا المعهد متاح لجميع الدارسين أون لاين.فهو مركز بحثي و ليس تلقين تقيلدي.يمنح شهادات عليا فقط.يتم تكليف كل دارس بالبحث في  واحدة من مسائل الحوارات المسكونية و العقائد المقارنة.فتكون مهمة الباحث هو تكويين مرجعاً علمياً بدراسة مقننة معترف بها من أعلي الجهات العلمية المتخصصة.هذا أمر شاق للغاية لكنه ليس مستحيلاً بنعمة الله.
- لقد كان إلغاء أسقفية البحث العلمي بعد نياحة الأنبا إغريغوريوس خطأً يجب تداركه و لو بشكل مختلف.هذا المعهد البحثى  هو بديل عصري لهذه الأسقفية يوفر الأبحاث الحديثة لنلحق بها ما فاتنا من بحث علمي في كنيستنا.
- الحوارات المسكونية هي في ذاتها حوارات علمية و ليست روحية.فالغرب صار يتنفس بالعلم و كنائسه أخذت المنهج العلمي منذ أربعة قرون.مع أن كنائس الشرق تركز في الروحيات لهذا أفرزت لنا القديسين لكن هذا لا يمنع أن تجمع بين الإثنين.القداسة و البحث العلمي.كما أن حرية العلم و مصادره متاحة في الغرب أكثر.و الإعتراف بقلة الكوادر العلمية في كنيستنا هو صدق مع النفس قدام الله.
- نشتاق أن يكون وسطنا ألف ألف أثناسيوس و كيرلس .نحتاج من يستطيع بالنعمة و بالمعرفة في الكتب المقدسة من يكون مستعداً لمجاوبة كل فكر بما في كلمة الله و كتابات الآباء .الحوارات المسكونية ليست دردشة يظهر فيها كل واحد براعته بل هي حوار يضع أصبعه على الرأي الصواب و مصادره العلمية الأكيدة لكي يتم تخجيل من هو بعيد عن الإيمان المستقيم.
- إن الوحدة المنشودة تحتاج إلى جهاد كبير ككل فضيلة عظمي ترتكز على ميراث خلاصنا .فالمحبة و الإيمان و الرجاء هم حياة الوحدة الروحية مع الثالوث.لا يمكن أن تقتني الوحدة من غير هذه الثلاثة.هذه الفكرة قد تصلح أن تكون خطوة في إتجاه الوحدة  بعد مناقشتها و تطويرها لتناسب الغرض منها.
- علي كل الإكليريكيات أن تراجع نفسها على ضوء المقاييس العلمية و أن تكف عن تعليم الهواة.كي توفر مصدراً لتخريج من يصلح للإنضمام لهذا المعهد البحثي للدراسات المسكونية.لعل صلاة الإبن الوحيد تتحقق في جيلنا أيضاً كما في الكنيسة الأولي و نصير جسداً واحداً لرأس واحد هو ربنا و مخلصنا يسوع المسيح.

38
المقالات الدينية / كلمات و همسات
« في: 12:03 03/10/2020  »
كلمات و همسات
Oliver كتبها

-للتعبير عن الرأي طرق عديدة وأدوات مختلفة.لكن الأهم أن تبقي في إطار التعبير عن الرأي دون الإنزلاق إلى التعيير في الرأي.
- التعليق يعكس ثقافة كاتبه و أخلاقه و روحانياته فما أجمل أن نجيد كتابة تعليق لا يجرح صورة الله و مثاله.
- بكلمات قليلة يمكنك أن تصيغ فكرة عظيمة .روح الله يعلمنا الحكمة فيجلب لنا الأفكار و يمنحنا اللغة التي تبلورها.
- أعظم كلمة و فعل و إحساس و فكر هي المحبة .بها تتزين علاقات الناس مع الناس و مع الله.
- إذا أردت أن تتقن اللغة فكف عن الكلام الكثير و تكلم قليلاً.
- الأقوياء يفكرون قبل أن يتكلموا .الضعفاء يفكرون بعد الثرثرة.و المستسلمين لألسنتهم يتكلمون و لا يفكرون أبداً.
-لا توجد فضيلة بغير توقيت.فللصمت وقت و للكلام وقت.للتأديب وقت و للمدح وقت أما الحق فله وقت و للرحمة وقت.للغفران وقت و للدينونة وقت.لأنه مكتوب لكل شيء تحت السماء وقت.فليتعلم المبتدئون حكمة إختيار الفضيلة التي تتناسب مع الوقت. الحكماء يراقبون الوقت فيتنقنون فضيلته المناسبة. من له مرشد حكيم يسأله عن وقت الفضيلة.
- الصلاة و المحبة فقط دائمين.من روافدهما ينبع الرجاء و الإيمان و السلام.هما شريان حياة الناس مع الناس و الناس مع الله..
- البلاغة الأعظم في الإبتسامة.الغفران أفضل الكلام و أقوى صلاة.كلمة الله تيار نسمة القدير تتغلغل من جديد في الجسد الترابي فتصير حياة و تنعش الكيان بأجمل الأوصاف.
-تدوم العلاقات التي تسودها المحبة و تترصع بالإحترام.أما التي بلا إحترام فلا تدوم سوي بين الذين يتبادلون عدم الإحترام.
- الجهلاء يتقنون اسماء الفضائل و لا يقتنون جوهرها و البسطاء يدركون الفضائل و يجهلون اسماءها.
- طوبي لمن يشكر قبل أن يشكو.يمدح و لا يجرح.في صبره يحفظ نفسه فى الرجاء, فيصير أغني من ملوك الأرض.
- المغلوبين من ذواتهم يغلفون النفاق بالمجاملة.الإساءة بالجرأة.الجبن بالتعقل.أما الذين يجعلون الرب أمامهم كل حين فيفلتون من هذا كله.
- من جعل المال عبداً صار ملكاً.من جعل المعرفة خادمة للناس صار عالماً.من أحب بدون تفرقة صار شبه الله.
- من زاد عمقاً زاد صمتاً .من زاد علماً زاد يقيناً أنه جاهل أيضاً.من زاد صبراً و رجاءاً تتضاءل الضيقات قدامه
 و لا تسكن معه.من زادت صلاته من أجل أعداءه يطرد الرب من قدامه العداوة.
- يوجد من صاروا غرباء عن الحب.هؤلاء خصوم السلام. و يوجد أيضاً  من صارت قلوبهم عاجزة إلا عن الحب.


39
رجائى أن تفهم يا رجائى
Oliver كتبها
- تحت عنوان بين السيد المسيح و التلاميذ نشرالمحامى رجائي عطية في جريدة الشروق بتاريخ 27-8-2020 مقاله المغرض. يتسلق على إيماننا المسيحي ليكسب شعبية ممن يتطاولون علي إنجيلنا و مسيحنا  فأعلن أنه ضمنهم و خسر أكثر مما ظن أنه كسبه.و قد تضمن مقاله العديد من المغالطات المقصودة و أقول مقصودة لأن فرصة التحقق من صحتها متاحة لرجل في منصبه لكنه كتب مقالته المسمومة ليقدمها ذبيحة الخنوع للمتعصبين ضد إيماننا ليكسبهم لكنه أحرق نفسه و لوث إسمه و سيخسر الجميع .سأرد علي مغالطاتك و رجائي أن تتعلم يا رجائي أن النفاق مكرهة للرب. https://www.facebook.com/ragaiattia2/photos/a.258670834243071/3011357035641090/?type=3&theater
-السيد المسيح جاء ليخلص كل البشر و أنت منهم من الهلاك بالخطية .حمل خطايانا و مات و قام فدفع ثمن الخطية و تحررنا من حكم الموت الأبدي بسبب الخطية الأصلية.فالهدف الأسمي للمسيح حين تجسد هو الخلاص لكن هذا لم يمنعه أن يتمم مهاماً أخري كثيرة نحتاجها نحن.لنعرف من هو المسيح المنتظر.
- المسيح المنتظر حسب وصفك الإسلامي هو باللفظ العبري ماشيح أي المسيا أو الممسوح ملكاً أو نبياً باليونانية و بالعربية.أما كلمة المسيح المنتظر فلن تجدها في الإنجيل بل ستجد المسيا أوالمسيح و هي ترجمة ماشيح العبرية.الإنجيل ذكر لنا أن المسيح هو المسيا.يو1: 41 إندراوس وجد أولاً أخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا الذى تفسيره ( ترجمته) المسيح يو1: 41 ,كان هذا في دعوة إندراوس ليصير تلميذاً للمسيح المسيا فأخبر سمعان ( بطرس أخوه) أنهم (بقية الصيادين معهم) وجدوا المسيا.إذن من الواضح أنه في أول مرة يدعو تلاميذه عرفوا منه أنه المسيح المنتظر بتعبيرك أو المسيا بتعبير الإنجيل.و بالتالي ليس صحيحا ما تقول أنه مضي شوطاً طويلاً غير معروف إقرأ أيضاً يو4: 25.
- لماذا بعدما شاع إسمه سيتحير الناس في شخصه؟ أليس بالأولي أنهم يتحيرون قبلما يصير معروفاً ؟ أليس هذا هو المنطق؟ لقد إنتهي حوالي ثلاثة أرباع إنجيل متي مما يكفي الناس لمعرفة من هو المسيح فكان السؤال ليس للناس بل لتلاميذه لأنهم هم الذين سيقدمون شخص المسيح للناس.أما الناس فواقعون تحت سيطرة فساد الضمير و نفاق الرؤساء.تختلف آراءهم حسب مصالحهم.حتي الكهنة و رؤساء الكهنة يشككون الشعب عندما يأتي ذكر إسم المسيح و يحرمون نطق هذا الإسم .هذا سبب بلبلة الناس  و خوفهم من التصريح بحقيقة المسيح (لكن دائماً كانت توجد إستثناءات أعلنت إيمانها بالمسيح ).
- الآن كان ما يهم المسيا هو تلاميذه الذين سيضع الإيمان أمانة في أيديهم يوصلونه لكل الأجيال و منها نحن فسألهم من يقول (الناس) إني أنا (إبن الإنسان)؟  أجابه التلاميذ بإجابات الناس الخاطئة. لاحظ أنه أضاف لقب  إبن الإنسان لسؤاله عن رأى الناس فيه  ,حيث ان الناس ما زالوا لا يؤمنون بلاهوته لكن لما سأل تلاميذه لم يضف لهم لقب إبن الإنسان سألهم السؤال الأهم:  و من تقولون أنتم إني أنا؟ لأنهم يجب أن يعرفوا كامل وصف المسيح الإله المتجسد فأجاب بطرس : أنت هو المسيح ( المسيا) إبن الله الحى.مت16:16.هذا هو الإيمان الذي نعرف به المسيح و نلاحظ أن المسيح إستحسن إجابة بطرس و أخبره أن هذه الإجابة منقادة بمعونة إلهية فليس من نفسه أعلن بطرس هذه الشهادة.و نال سمعان بطرس التطويب أي المديح عن هذه الشهادة.و أضاف أنه علي هذا الإيمان أبني كنيستي و ما زلنا نحن كنيسة المسيح لنا إيمان بطرس الرسول أن المسيح المسيا هو إبن الله الحي .هذه الإجابة من بطرس و هذا السؤال الذي قاد للإجابة خير دليل أن المسيح أعلن حقيقته الإلهية الناسوتية لتلاميذه و ليس كما يقول العقاد و تنشره أنت أن المسيح مضي زمناً و لم يعلن أنه المسيا لتلاميذه و أذكرك بأول دعوة لبطرس و أخيه ذكرا فيه أنهما وجدا المسيا .
- كان المسيح معتاد أن يمنع إستخدام معجزاته للدعاية الفارغة أو يستخدم تلميذ من تلاميذه تعليقاً صحيحاً له أو إجابة ليصنع من نفسه أفضل من أخوته.فكان ينتهر هؤلاء ليس بمعني يوبخهم بل بمعني يكون حازماً في منعهم من هذا الفعل لذلك تجده ينتهر أعميان فتح لهما أعينهما مت9: 30 وإنتهرهم كي لا يقولوا لأحد عن المعجزة.فليس هناك مجالا للتوبيخ و لا يوجد خطأ بل توجد حكمة المسيح التي تطالبهم بالصمت في هذه المعجزة.  كان ينتهر الشياطين لأنهم عرفوا أنه هو المسيح عند إخراجه من بعض الناس المصابين بالأرواح الشريرة لو4: 41 .فالإنتهار لبطرس لا يعني تضارب بين الأناجيل.فالذي حدث كاملاً مذكوراً في إنجيل مت16 لكن بعد الإنتهاء من الموقف كله إنتهرهم المسيح و لاحظ أنه إنتهر الجميع و ليس بطرس وحده.لو9: 21 مر8: 30. أي منع جميع تلاميذه أن يكرروا هذه الشهادة قدام الناس لأنه سيأتي يوم و يتمم الخلاص و ينالوا الروح القدس الذي به سيشهدون أن المسيح هو الله المخلص.فالإنتهار ليس معناه التوبيخ بل تحمل مسئولية الصمت لأن الكلام ليس وقته.
ملاحظة تساعدك على فهم أوضح:
 الإنتهار بمعني التنبيه فلا تخلط بين الإنتهار في الحالتيين. Charge – الإنتهار بمعني التوبيخ rebuke 
- بالتالي قولك أنه إنتهر بطرس عن إجابته أن المسيح هو المسيا إبن الله الحي  هي عكس الحقيقة لأن المسيا إمتدح بطرس على إيمانه مت16: 17.أما الموقف الذى إنتهر فيه  بمعني وبخ بطرس فلم يكن بسبب إيمانه بشخص المسيح بل بسبب رفضه أن يُصلب المسيح و يموت و هذه رسالة جاء المسيح ليتممها أي خلاصنا , لذلك فالذي يقف قدام رسالة الخلاص هو الشيطان.في إجابة بطرس الأولي كانت إجابته بإرشاد إلهي فنال التطويب أما هذه المرة التي أراد بطرس أن يقف ضد صلب المسيح فكان منساقاً من الشيطان و نال الإنتهار.و أمر الشيطان الذي نطق علي فم بطرس أن يذهب عنه فهذا تجده في مت16: 23 و مر8: 33.أنت تخلط بين موقفين  شهادة بطرس بلاهوت المسيح و ناسوته و بين رفض بطرس أن يموت المسيح مصلوباً.و تخلط بين ترجمة كلمة ينتهر في الموقفين فتظن أن الأناجيل تتضارب في سرد هذه الحقيقة بينما هي تتفق و أنت فقط  لم تتعمق في المعرفة كي تتأهل لفهم أفضل يمنعك عن الإدعاءات.
- تدعي أن المؤرخين المختصين يقولون أن الأناجيل جميعها تعتمد علي إنجيل آرامي مفقود؟ فأين وجدت هذه المعلومة؟ و في أي مرجع ذكر هذا الإنجيل الآرامي المفقود؟ علماً بأن الأناجيل الأربعة مكتوبة في أزمنة و أماكن مختلفة.و منها واحد مكتوب في المنفي حيث لا يتوفر أي مرجع آرامي أو غيره كتبه القديس يوحنا سنة 100 ميلادية تقريباً أما كلمة كويللا التي كتبتها كبرهان علي النسخة الآرامية المفقودة فهي كذبة أخري أو جهل جديد حيث أن كويللا هي مؤسسة إهتمت بتجميع النسخ الحديثة للكتاب المقدس بدءاً من القرن الثالث عشر أي منذ سبعمائة سنة فقط و هي لم تكن تبحث عن نسخة آرامية مفقودة بل كويللا إنشئت  لتهتم بتدقيق الترجمات.فلا تحسب أنك إن دسست لفظ غربي في مقالك زادت مصداقيتك؟
- أريحك بإجابة الوحي المقدس عن الإنجيل فهو غير مقتبس من كتاب مفقود بل : كل الكتاب هو موحى به من الله 2 تيموثاؤس 3 : 16.كله وحي إلهي بلا إقتباس من كتاب مجهول مفقود.
- أما تراجع البعض من السير في تبعية المسيح فهذا حدث حين بدأ المسيح يتكلم عن تقديم جسده و دمه ذبيحة  أي يتكلم عن صلبه و موته و قيامته بطريقة غير مباشرة يفهمها اليهودى.مما يتعارض مع تصورهم أن المسيح جاء ليقيم لهم مملكة يصيرون فيها أصحاب نفوذ.فالتراجع ليس لشكوكهم في شخص المسيح  فحسب بل في إختلاف نوع المملكة التي يعد بها المسيح تلاميذه و جميع من يؤمنون به.هؤلاء يريدون مملكة أرضية و هو يعدهم بملكوت الله السماوي.هم يشتهون موائد الولاة و هو يعدهم انه سيصير لهم خبز الحياة.هؤلاء يريدون ملكاً أرضياً و هو يصرح علناً أنه إبن الله الحي و أنه الخبز الذى نزل من السماء يو 6. لذلك رجعوا عنه .ليس التراجع لسبب خلاف على شخصية المسيح بقدر ما هي صدمة في تطلعاتهم التي عقدوها عليه و طموحاتهم التي وضعوها في.يا نقيب:الفرق كبير بين الخلاص الأبدي و الخلاص السياسى .
- أما عن تاريخ كتابة إنجيل يوحنا فهي تدور بين 95 و 100 ميلادية.و سفر الرؤيا سنة 93 ميلادية و أما الكاتب فهو يوحنا تلميذ المسيح الذي كان أقرب التلاميذ إلي قلبه فكيف تظن أنه لم ير المسيح؟ ثم هل العقاد مرجعاً تاريخياً تعتمد عليه حين تتحدث عن تاريخ الأناجيل؟ أنا أعتقد أنه مرجعاً أدبياً و في هذا هو عملاق.و هل أنت الذي لم يقرأ شيئاً عن تاريخ الأناجيل تقرر للقراء أنك تختلف مع العقاد حول شخصية كاتب إنجيل يوحنا؟ في مجال تاريخ الأناجيل من تكون أنت و من يكون العقاد؟ كلاكما غير دارسين أو متخصصين فكيف تجاسرت أن يكون لك راي هو خاطئ و مخجل أيضاً لأنه يكشف تعصباً و عدم معرفة.
- تقول أنه في القرن الأول كانت عشرات الأناجيل و أن الآباء إختاروا أربعة بالإقتراع؟ لا يا سيد رجائي.لم يحدث أي مجمع أو إجتماع لأي كنيسة أو للآباء كي يختاروا لنا أربعة كتب بالإقتراع و يسمونها الأناجيل.الإنجيل كان يكرز به من قبل أن يكتب.لم تكن هناك عشرة أناجيل في القرن الأول .بل كان إنجيلاً غير مكتوب في قلوب الرسل يبشرون به و لا يختلفون فيه .و حتي لما تمت كتابة الأناجيل الثلاثة الأولي من 48م-62م لم تتوفر النسخ الكافية لتصير متاحة في كل مكان.كان الإنجيل مكتوباً في لحم حي هو قلوب المؤمنين.كانت الرسائل و هي أقدم من الأناجيل في بعضها تؤكد ماهية الإيمان و تقرأ في أماكن متفرقة و يتبادلون قراءتها بين الكنائس.إنجيلنا غير قابل للخطأ لأنه معتمد علي عهد قديم غير قابل للخطأ.لأنه وحي إلهي غير قابل للسهو و لا يحتاج شهادة إنسان.لم يذكر التاريخ أن مجمعاً أقر الأناجيل أو إختار من بعض الكتب أربعة بالإقتراع, لإنك أنت تدعي ذلك فعليك البينة. قل لي إسم هذا الإجتماع و تاريخه و مكان إنعقاده و مرجعك.أظن هذا الإدعاء هو محاكاة لما حدث في القرآن تقريباً عندكم.و حدث إقتراع  بين المصحف و سبعة مصاحف غيره و فازت نسخة مصحف عثمان بالنفوذ  و حرقوا بقية المصاحف الخاسرة .غير أن بعض الوحي أكلته العنزة.أما الوحي عندنا فلا تأكله سوي قلوب المؤمنين.فلا تروج معلومات مصادرها هي مواقع سلفية لم يقرأ فيها واحد شيئاً عن كلام المسيح الإله المتجسد.
- مقالتك مليئة بمغالطات كثيرة تحتاج إلى مقال آخر لنستكمل الرد على خداع تتستر فيه خلف العقاد و العقاد يتستر فيه خلف شهرته فلا أنت و لا شهرة العقاد تمنعنا من فضح المغالطات.و لنا عودة.

40
إصعاد تابوت العهد
Oliver كتبها
- عادل  أنت يا رب و رحوم محب البشر .حواء الأولي سقطت و نزلت إلى الجحيم علي رجاء الخلاص.أما العذراء حواء الثانية فقد فارقت الأرض مبتهجة بالخلاص.منذ أن قبلت حلولك الإلهي فيها و المسرة بالخلاص لا تفارقها.حتى صار موتها وليمة ترانيم ملائكية و إحتفال سمائي جليل.
- الإبن المتجسد حل فيها فصارت سماءاً له فلما جاء أوان رحيلها من الأرض  أخذ جسد أمه الذي صار له سماءاً إلي سماءه النورانية .فالسماء للسمائيين و أحشاء العذراء عرش رب السماء و الأرض.لما كان على الأرض كانت العذراء معه و لما صعد إلي السماء أصعد أمه معه للرب المجد و للعذراء الكرامة.
- تسربل إبن الله بجسد من العذراء فتسربلت العذراء بنور المسيح شمس البر و ظهرت في الرؤيا ليوحنا متسربلة لكي يعرف أن التي سكنت بيته قليلاً قد عادت تسكن بيت إبنها السمائى بلا نهاية.
- الذي صان بتولية أمه رغم ولادته منها كيف لا يصون جسد أمه من فساد الأرض.التي ولدت غير الفاسد كيف يدع جسدها للتراب.مخلص العالم من الفساد ولد منها فكيف يفسد مستودعاً صار عرشاً له و هو الرب المتجسد.لأنه كما أن العذراء باكورة الذين آمنوا بالمسيح مخلص العالم صارت هكذا باكورة الذين أصعد جسدهم إلي السماء و من يعلم عظم المجد الذي ستناله أم الله من إبنها يوم تقوم كل الأجساد.
- خبز الحياة صار في بطنك يا قسط المن و تابوت العهد الجديد.أنت تابوت العز الذي ترنم له داود أبوك قائلاً : قم يا رب إلي راحتك أنت و تابوت عزك.مز132 : 8.متنبئاً عن قيامة و صعود إبن الله و كذلك إصعاد جسد العذراء تابوت عز الله الذى سكنه الإبن تسعة أشهر.تابوت العهد الذى كان من خشب السنط الذى لا يسوس و لا يتأثر بفساد الأرض هو جسد أم النور الذى رفعه إبن الله فلم يصر عرضة لفساد الموت.
- أخنوخ البار كرز لجيله و سار مع الرب فلم يوجد لأن الله أخذه فكم تستحق التي تكرز في كل الأجيال و لم تسر فقط مع الرب بل صار فيها الرب جسداً و نفساً و روحاً لذلك أصعدها الله فلم يوجد جسدها في القبر.
- إيليا النبي خدم الرب بروحه النارية.نار الرب ألهبت محبته جداً فرأى نعمة من القدوس و رفعه الرب في مركبة نارية.فكم يصير مع المركبة النارية التي من دم و لحم مثلنا لكنها لم تحمل إيليا و لا يوحنا في بطنها بل حملت النار غير المفحوصة و اللهيب غير المحوى.صار العذراء مركبة الله التي عليها نزل و تجسد .مرسِل المركبة النارية إلى إيليا جاء مرسَلاً إلينا من أبيه في بطنها.تجسد و خلصنا  و لما جاء أوان إصعاد مركبته إلى مستقرها أصعد جسد أمه عالية المقدار محاطاً بالقوات السمائية.
- تابوت العهد مغشي من كل ناحية بالذهب عب 9: 4 فكيف يسوده التراب أو يصيبه الفساد.لأن يد القادر على كل شيء صنعته و ألبسته الذهب من هامة الرأس إلى أسفل القدم.كلك جميلة بلا عيب فيك فكيف يبق هذا الجمال الفائق في القبر.
- ليس في القبر ذهب لكنه في السماء في التيجان و المذبح و المباخر هذا كله ما تفعله العذراء عنا.تملأ المباخر بشفاعاتها و إبنها القدوس يضع وساطته فوقها فتصير مقبولة كل الوقت.هي المذبح الذي وضع عليه جسد الرب فكيف يوضع مذبح الإبن في القبر.هى الشورية التي لا ينقطع منها بخور شفاعتها لأجل جنس البشر فكيف يدفنون الشورية في قبر و هي التي تنحني بخشوع قدام ملك الملوك سائلة لأجلنا الخلاص و الحياة و القداسة كما تقدست هي إذ دشنها الروح قبل الجميع فتخصصت لإبن الله وحده.
- إنفتحت السماء قدامنا و ظهر تابوت عهده في هيكله.تابوت العهد مفقود منذ الأسر البابلي لكن الرب تحنن علينا بتابوت عهد جديد هو أم الله القديسة مريم.التابوت غير المفقود و الذي لا يمكن فقدانه لأنه يخص إبن الله وحده.تابوت عز الرب موضوع في هيكله السمائي  حيث يجب أن يوضع. لذلك لم تتشكك الأجيال في عيد إصعاد جسدك بدءاً من التلاميذ القديسين و حتي اليوم.الكل يشهد بكرامتك و مكانتك عند إبنك التي تفوق الجميع.رؤ11: 19.
- كل إبن يكرم أباه و أمه بقدر ما يستطيع حسب الوصية.المسيح قائل الوصية يستطيع كل إكرام و تتويج لأبويه لذلك أطاع بنفسه وصيته و أكرم أمه بقدر ما هو ممكن لها.كما أفرغ قبره بقيامته أفرغ قبرها بإصعادها لكي على هذا المثال نثق أن كل قبور أولاد الله ستفرغ و ستقوم الأجساد و تتغير إلى حالة السمائية .

41
تعاليم خاطئة للمخدوع هانى منير
   
Oliver كتبها

- الأخ هانى.ما دمت في الأرض فالتوبة متاحة.أنت قدامى نفساً مات المسيح لأجلها كى يخلصها.لذلك أخاطبك لعلك تنتبه و الذين يتبعونك أيضاً.فإن كنت فعلاً تريد الحق الإلهي فإسمع و  تب. و أترك من تستقطبهم برؤاك الخيالية و تعاليمك الخاطئة الغريبة عب13: 9.
- كتبت منذ سنوات مقالاً بعنوان (لا تصدقوا كل روح و لا تخشوا التنبؤات الكاذبة) رداً على ما روجه علي اليوتيوب من أوهام و رؤي كاذبة فألغى هذه الفيديوهات و عمل لنفسه جروباً فى التليجرام يعظ من ينخدع فيه و يستمر فى الكذب بأنه يرى رؤي و يتنبأ و هو يكذب نفسه بنفسه.يدعى أنه قابل البابا شنودة و البابا تواضروس و أبونا متي و رؤساء أديرة و رهبان و البابا شنودة كذبه و البابا تواضروس كذبه و لم يره أسقفاً واحداً  كلهم كذبوه أو لم يتقابلوا معه فإذا كان يختلق كذبة مقابلة الآباء الأرضيين فإن مقابلاته مع السمائيين كذبة أخطر. ينفرد بالنفوس التي ذهبت للشخص الخطأ بحثاً عن دسم .يستغلهم لتتضخم ذاته على حسابهم.ينقل عمن يدعون التتنبؤ في طوائف أمريكية و أوروبية  مثل ريك جوينر و جريج و غيرهم كأنه النسخة العربية لهم بعد تمصير الوقائع و تغيير المصطلحات و دس الآيات وسط كلامه عن نفسه كمعلم لكنه مخدوع.
- أخبر من يتبعونه  أنه رأي رؤيا و أخبره  فيها القديسون أن الكورونا ستنتهي في شهر يونيو هذا العام .فلما لم تتحقق نبوته الكاذبة سألوه كيف تكون الأخبار القادمة من السماء كاذبة ؟هل يخطئ القديسون في السماء؟ فكيف أجاب هاني؟ قال لهم أن العذراء طلبت من المسيح لكنه رفض.إذن العيب في شفاعة العذراء و رفض المسيح لها و ليس العيب في النبوة الكاذبة من هاني الذى يبرر ذاته فيكذب و يفتري علي ذات المجد التي نؤمن أن شفاعتها قوية و مقبولة عند مخلصنا.
لنبدأ التعليق على جزء من تعاليمه في كلمة بعنوان : هل أنا الذى أنمو أم روح الله؟
https://soundcloud.com/thewaytolife/am-i-who-grow-or-god-s-spirit-pt001
- يخلط هاني بين أكل الثمرة من شجرة معرفة الخير و الشر و بين أكل (حبة الطماطم) و يعتبر النتيجة واحدة في الحالتين؟ يا أخي.الموت نتيجة التعدي علي وصية الرب بأكل الثمرة لأن هذه الشجرة بالذات كانت محرمة دون غيرها و ليست كالطماطم .أكل آدم و حواء من كل ثمر شجر الجنة و لم تنفتح أعينهما.إلا شجرة وحيدة. ثمرتها بعقوبة.فليس  كل أكل يفتح العين على الخطية بل كل تعدى هو الخطية.1يو3: 4 يقول مسيحنا ليس ما يدخل الفم ينجس بل ما يخرج منه مت15: 11 - يقول هانى : تنفتح عيني و المسيح لا يقدر أن يطلعني بره السجن إلا بقرار منك أنك ترفض الثمرة؟ أي ثمرة و أي سجن و أي مسيح غير قادر تُعلم عنه؟ كيف نقول أن المسيح لا يقدر و هو القادر على كل شيء؟ هو الذى أخرج آدم و بنيه من السجن.1بط3: 19 هو الذى حرر المسبين في الجحيم و سبي سبياً  أف4: 8.إتضع حين تتكلم عن المسيح .ليس لنا مسيح غير قادر بل قادر علي كل شيء عب4: 15.رؤ11: 17.أما أنت فتقول العكس سامحك الله.
-يعتقد هاني أن العذراء و المعمدان و القديسين باقين كإناء خزفى؟بطبيعة ميالة للسقوط و الترابية؟ الإناء الخزفى هو الجسد يا هاني.الخزف قابل للكسر و في الفردوس حيث العذراء و القديسين لا يوجد جسد ترابى ولا كسر أو سقوط.نالوا إكليل البر 2تى4:7 و8 تحققت وعود الرب للغالبين رؤ2 و 3.صاروا كملائكة الله مت22: 30 الخطية لا تكون فيما بعد. الجسد السماوي لا يسقط.هم آنية للمجد يتمجدون مع المسيح ليسوا أوان خزفية؟ بل نحن ما زلنا أوان خزفية .
- الخطأ المؤسف جداً أن هاني يعتقد أن الله هو الذي ينمو فينا ويقول (الله عمال يكبر و يكبر) معقول الله يكبر يا هاني؟ هل كان صغيراً ؟يا هانى نحن الذين ننمو في المسيح و ليس المسيح ينمو فينا.يكرر كثيراً بجرأة غريبة أن المسيح يكبر و أن الروح القدس يكبر و ينمو؟ هذا إعتقاد شيطاني أن المسيح هو الذي يكبر؟ كيف يكبر الروح القدس و المسيح الأقنومان في الثالوث مالئ الكل.ما حاجة الأقانيم للنمو ؟ الإنجيل يطالبنا نحن لا المسيح أن ننمو .
- حين يقول الكتاب أن المسيح ينمو فهو يقصد جسدياً و روحياً كأي إنسان لما كان على الأرض.لذلك في المرتين اللتين ذكر فيهما عن نمو المسيح كان المسيح (صبي).لو2: 40 أَمَّا الصَّبِيُّ فَكَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ.فالنمو الجسدي  تم مرة واحدة فى التجسد و لا يتكرر لا روحياً و لا جسدياً. المسيح بعدما صعد لا ينمو .لا نقص  عنده ينمو إليه .أذكر لنا أين في الكتاب بعهديه عبارة أن المسيح يكبر و الروح القدس يكبر؟ من أين أتيت بهذا الفكر؟
-المسيح هو الزارع الذي خرج أي تجسد ليزرع فينا البر بالخلاص و بالروح القدس.ترك بذاره لتنمو و تجلب ثمراً و لم يقل الكتاب أن المسيح الزارع هو الذى سينمو بدلاً من البذار؟ مر4: 8.هو الذي ينمي غلات البر 2كو9: 10.بنمو الإيمان فينا 2كو10: 15.نمو حتي الكمال 2 كو13: 9 المسيح حجر الزاوية و نحن البناء الذي إذا تركب علي حجر الزاوية ينمو .حجر الزاوية لا ينمو و لا حاجة له لينمو لأنه يحمل البناء أي الهيكل أي نحن بالروح القدس أف2: 20 و 21 نفس المعني يتكرر بصيغة أخري في أف 4: 16ننمو نحن فى النعمة أي بالإستجابة لعمل الروح فينا2بط3: 18 ننمو نحن في كل شيء أف4: 15 و ليس المسيح و لا الروح القدس الذى ينمو .
- حين يتكلم الروح عن الثبات يذكر المسيح يثبت فينا يو6: 56 فالمسيح يثبت فينا لكي نثبت وننمو نحن فيه.إذا أرادت الزيتونة النمو يجب أن تتطعم في المسيح و تثبت حتي تتأهل للنمو كما قيل عن الأمم رو11: 23.سر نمو الأغصان و إثمارها هو ثباتها في الكرمة.في الأصل و الدسم المسيح يو15: 4 رو11: 18 ,.1كو3: 7.
- النمو من الله و الجهاد الروحى مهمتنا بنعمة الروح القدس و الحهاد هو التمسك بالله و عمله فينا. كولوسي 2: 19.,1 ننمو بالمحبة تس3: 12  النمو بالشبع من كلمة الله 1 كو10: 3.الكلمة هي اللبن العقلي بها ننمو 1بط2:2. و هى طعام البالغين رؤ10: 9 فرق بين النمو من الله و نمو الله.عيب أن تقول أن الله ينمو و ليس نحن.ثم يختم هذه الخزعبلات بقوله أن أوريجانوس و إكليمندس و أثناسيوس و رعاة البشرية نسيوا يقولوا لنا هذا التعليم لكن هانى لم ينس ان يقولها لنا ؟ فلا عذر بعد الآن؟ الله  يهديك ويسامحك بشفاعة هؤلاء القديسين و رعاة البشرية.
-هانى يظن ان المسيح لو راي لسر الافخاريستيا أهمية كبري لكان قد عمل قداسات كثيرة لهم لكنه عمل السر مرة واحدة؟يا هاني المسيح أسس السر لنا و ليس له.إن وجود المسيح معهم كان وجود الخبز السماوي معهم كل حين يو6: 32و33 و 51 فلما إقترب الوقت من موت المسيح كان لابد أن يؤسس السر لكى بواسطته يتم حضور المسيح  بالروح و بالجسد مع المؤمنين به في كل الأجيال .هذا سبب تأسيس السر هو يعطنا ضمانة أن المسيح ثابت فينا و نحن فيه نثبت و ننال غفران الخطايا و حياة أبدية. تلاميذ الرب يسوع داوموا علي أكل خبز الشركة و كأس الشركة. 1كو10: 16 تلاميذ رب المجد مارسوا السر بكثرة أع2:  46 هذا هو الفرق بين تعليم المسيح و تعليم الشياطين.ثم يضيف معلومة جديدة: انا لا اتغير لكن المسيح جوايا هو اللي بيتغير؟ لكن إنجيل المسيح يعلمنا أنه لا يتغير يا هانى فاحتفظ بمعلوماتك لنفسك يع1: 17.
-  جسد الخطية هو تعبير عن محدودية قدرة الجسد و ناموس الجسد أى ضعفه مقابل الإشتياقات الروحية الملتهبة في قلب بولس الرسول.فالجسد الترابى لا يستوعب السمائيات كما يجب.إستخدم الوحى  المقدس هذا التعبير عن جسد المسيح شخصياً (شبه جسد الخطية) رو8: 3.لأنه أخذ جسداً يشبه أي جسد ما عدا الخطية  و لم يكن في المسيح صراع بين خير و شر.لكنه علمنا أن الجسد ضعيف أما الروح فنشيط مت26: 41.مر14: 38 يو6: 63.الجسد يموت أما الروح فلا تموت.بولس الرسول هو الذي كتب أن لا يحكم أحد علينا في أكل أو شرب .لماذا ؟لأن الجسد للمسيح.نحن نتناول الجسد(جسد المسيح) بالجسد(فى أجسادنا)  فكيف نعاديه.نحن ضد الخطية لا الجسد.كو2: 17أف5: 29 الله سيغيرالجسد الترابى بالجسد السماوى1كو15: 49.
- أما القديس بولس فحين يقول أن الخطية ساكنة فىَ فهو يقصد أنه  لا يتهرب من إدانة نفسه بل يعترف بها انه يفعل هذه الخطية أي التقصير في تنفيذ إشتياقات الروح لسبب ضعف الجسد .لماذا؟ لأن من يعرف أن يعمل حسنا و لا يعمل فذلك خطية له يع4: 17.
- أما سخريتك من أبينا آدم و قولك أنه عاش 900 سنة ينقي الرز و الفريك فهذا ضد وصية أكرم أباك و أمك.فآدم أول القديسين قبل أن يصير أول الخطاة.آدم محبوب المسيح و قد رقد على رجاء خلاصه.آدم الرجل الذى نقل للأجيال عبر 900 سنة خبرة لم يعرفها إلا هو و حواء معه.كان يري الله بالحق و ليس بروح الضلال.لو أن آدم و حواء عاشا ملايين السنين فلم تكن تكفي لشرح أيام الفردوس.آدم علم أولاده تقديم الذبيحة و التضرع لله.قضي 900 سنة لينقل للبشرية إيمانه رغم خطيته فبقي الإيمان حتي اليوم.فإعتذر لأبيك آدم لأن الرب بمحبته خلصه و رده إلي الفردوس.حين تتكلم عن آدم كن متضعاً فهو أول من رأي الله و سمعه و خاطبه و عاش معه.آدم الذي سمي المخلوقات التي تعرفها و التي لا تعرفها حتي اليوم.آدم أكثر من جبار بأس.ما دام قد نال الخلاص فهو رأس القديسين .حتي المسيح لم يستنكف أن يدعى آدم الثانى.الرب يفتح قلبك و الذين معك.كان هذا تعليق علي جزء بسيط من كلمتك و لنا عودة بإذن المسيح.


42
المنبر الحر / الكنائس المسروقة
« في: 16:19 24/07/2020  »
الكنائس المسروقة
Oliver كتبها
-هذا المقال بلاغ لضمير الإنسانية ضد جرائم سرقة تاريخية.لا يحمل هجوماً على أحد لكنه يرصد أماكن كنائس مسروقة تحت تهديد السيف.البعض ظن أن كاتدرائية القديستين أجيا و صوفيا هي السرقة التاريخية الوحيدة فى الإسلام.البعض لا يدركون أنهم يعبرون يومياً قدام مساجد كانت كنائس ذات يوم و ما زال يرقد تحتها أجساد قديسين و أيقونات مخبأة.فى تركيا آلاف الكنائس صارت مساجدلا تحتاج مقالاً بل مجلدات.
- السياسيون فى بلاد كثيرة و الشخصيات الرسمية و الأزهر و المفتى و البرامج التليفزيونية الذين لم نعتاد منهم أن يدافعوا عن كنيسة هاجوا ضد أردوغان ليس لأنه سمح بتحويل كاتدرائية أجيا إلى مسجد بل لأغراض سياسية .لأنهم لو كانوا يريدون إعادة الحق لأصحابه فعليهم أن يعيدوا كنائس كثيرة في مصر و سوريا و العراق و لبنان و الصومال علاوة على آلاف الكنائس في أوروبا خصوصا في قبرص الشمالية المحتلة و في اليونان و البوسنة و الهرسك و أسبانيا و ألبانيا .لعلها فرصة لإثبات مصداقية ضميرهم .
- أرمينيا الجارة لتركيا ضحية المذابح الإسلامية ما زالت كنائسها مساجداً مسروقة. كاتدرائية الآباء الرسل فى كارس و كاتدرئية القديسة حنة على الحدود مع تركيا مساجد مسروقة و كنيسة العذراء جازيانتيب صارت مسجد التحرير.
- فى المغرب مسجد طنجة الكبير بني علي كنيسة.
- كنيسة القديس مارإفرام السرياني صارت مسجد المجاهدين في موصل العراق.كذلك كنيسة القديس يوحنا صارت لهم مسجداً في الموصل.في بيروت مسجد العمرى الكبير كان كاتدرائية ق يوحنا المعمدان.
- لو عبرت قدام المسجد الأموي الكبير في سوريا فتذكر أنك أمام كنيسة القديس يوحنا المعمدان حيث يظن أن رأسه مدفون تحت مذبحها .قف قدام مسجد النورى الكبير في حمص سوريا فأنت قدام كاتدرائية مسروقة للمعمدان.مسجد حماة الكبير كان كاتدرائية بيزنطية.مسجد العجورة  الحلبى كان كاتدرائية القديسة هيلانة.
- لو زرت الأماكن المقدسة في إسرائيل تجذبك قبة خضراء غريبة فى نابلس لطمس هويتها الأصلية يسمونها مسجد الخضراء.الحقيقة هى كنيسة يعقوب أب الآباء.و مسجد قبة الصخرة الذي يدوسونه هو كنيسة قبة الصعود فى أورشليم.كذلك تحولت كنيسة الآباء إلى مسجد فى أورشليم.
- جامع عمرو بن العاص أقدم مساجد مصر كله مؤسس على كنيسة مهدومة سرقوا أعمدتها في مصر القديمة لذلك يفتخرون أنه أقدم المساجد و الحقيقة أنه من أقدم الكنائس. و ما زالت الكروم تزين أعمدتها .الأزهر نفسه سارق لأعمدة الكنائس و مساجد منطقة السيدة زينب و الحسين.أخذوا الكنائس سرقوا ألواح الطوب المنقوشة بأسوارها كما يمكن أن تراها في جميع المساجد الفاطمية بمصر.سرقوا الأعمدة والمشربيات و القباب و هدموا ما تبقى و حرقوا نفائسها و غطوا رسوماتها. لأنهم ليسوا علي دراية بالبناء و الهندسة إستخدموا ما ينفعهم لمساجد أسسها لصوص الكنائس.
- فى مصر السرقة كانت متعددة الأشكال.بعضها بالإكراه مثل جامع العطارين بالإسكندرية الحقيقة أنه كنيسة القديس أثناسيوس الأثرية.مسجد الأقمر بشارع النحاسين كنيسة و ما زال باب المسجد يحوي نقوشا قبطية لحيوانات سمائية و صور بشر مما يتعارض مع إيمان المسلمين لكن السرقة حلال عند البعض.جامع السلطان حسن بميدان القلعة منهوب بأكمله من كنيسة قديمة و منبره مذبح و عمل مصطبة من مذبح آخر.أعمدة المسجد بنقوشها و إيوانه من أحجبة الهيكل. أحجاره بصلبانها و لكنه مسجد السلطان حسن.
- لا يمكن حصر عدد الكنائس المنهوبة في مصر لكن يكفي ما ذكره أبو المكارم أن عدد الكنائس في مصر قبل الغزو كان 15 ألف كنيسة صارت بعد الغزو الإسلامى 546 كنيسة ثم يتبجحون بسماحة الإسلام . تقلصت الإيبارشيات 168 إيبارشية من القرن الثامن تناقصت إلى 110 في القرن العاشر ثم إلي 52 إيبارشية في القرن الثاني عشر مع ما يعنيه هذا من سلب الكنائس حتي زوال إيبارشيات بأكملها.(بحث للدكتور عزت إندراوس عن تاريخ الأديرة) .
- تضحك حين تسمع في بني سويف عن مسجد شيخ شماس؟
- ماذا نقول عن سرقة أديرة بمقدراتها .كان الطريق من الجيزة حتي الإسكندرية عامر بمئات الأديرة حتي لا ينقطع صوت التسبيح الذي يسمعه المسافر من الجنوب إلي الشمال هذه المئات نهبت.سرق ما فيها صارت الآن عشرة أديرة ينازعون للحفاظ على أراضيها.
- القبة القبطية كانت تمثل معضلة في بناءها يحتار فيها المسلمون فرأوا أن اسهل طريقة لبناء قباب المساجد هى سرقة قباب الكنائس فى القاهرة الفاطمية ,بوابة الضريح المملوكى مثل ضريح السلطان الناصر محمد بن قلاوون مسروقان من مدخل هيكل و مذبح قديم محتفظ برسوم الكروم التي لا علاقة للإسلام بها .كل الرخام المنقوش المستخدم في زمن العصور الوسطي في مصر و الدول العربية مسروق من مذابح و معموديات قديمة و أبواب الأديرة و نوافذها و من كنائس تم الإستيلاء عليها و إستخدامها لمساجد و قصور السلاطين.لذلك يلاحظ الدارسون لهذه المرحلة التقارب الشديد بين عمارة الكنائس و المساجد في تلك الفترة و السبب الوحيد أن المساجد سرقت ما فى الكنائس فتشابهت المبانى. المنارات الشامخة فى مساجد كثيرة فى القرون الوسطى دليل سرقة فاضح حيث لم يكن للمساجد منارات من قبل هذا النهب.
- كان عام 1290 عاماً سيئاً للكنائس في مصر حيث أُخذت كنائس القاهرة القديمة مجتمعة و إما هدمت بعد نهب ما ينفع أو تحولت لمساجد كما هي مع طمس الرسومات الجدارية.
- ماذا سيقولون عن سرقة أراض الكنائس قبل أن تصبح كنائس.حكى البابا شنودة عن أحد الكنائس فكاهة مريرة حيث اشترت إشترت أراضي ثلاث وعشرين مرة لبناء الكنيسة و فى كل مرة يخبرون المجلس المحلي للجيزة لإستخراج تصاريح بناء. يتسرب الأمر للجماعات السلفية فيبنون مسجداً ملاصقاً للأرض ثم يخرج المجلس المحلي بقوله أن الأرض لا تصلح لبناء كنيسة لأنها لا تبعد مسافة قانونية عن المسجد.23 مرة بنوا مساجد ملاصقة كي لا تبني كنيسة واحدة ثم لما جاء ملء الزمان بنيت الكنيسة من غير علم المجلس المحلي فهل سرقة الأراضي المزمع بناء كنائس عليها لا تدخل ضمن سرقة الحقوق؟
- إن الأديرة غير العامرة و الكنائس الخاوية في مصر و العالم هي دعوة ضمنية للناهبين و الطامعين لكي يجدوا فرصة بلا مقاومة لنزع ملكيتها و زرع مساجد مسروقة جديدة.
- لم يمكن التعرض لكل ما هو مسروق كالكتب و الأيقونات و المخطوطات و المدارس المسيحية و المبانى الخدمية و المستشفيات المسيحية لم يمكن سرد كل شيء عن الكنائس المسروقة لكن من يعترض على نهب كاتدرائية أجيا و صوفيا عليهم أن ينادوا بنفس الضمير لإسترداد كل ما هو مسروق أو على الأقل التعويض عنه بكنائس و أموال تغطى تلك الخسائر التاريخية الفادحة فهذا ما يفعله اللصوص التائبين إن تابوا..

43
أسلمة السياسة
Oliver كتبها
- الكنائس المسروقة مجرد حلقة  من سلسلة كبرى فى محاولات مستميتة لأسلمة العالم .هذه الحرب التى ليس لها خصم إلا المسيح و شعبه أينما كانوا. كل جهد لأسلمة السياسة يصب فى جهاد أسلمة العالم.
-بعد ظهور النفط فى بلاد مسلمة  و تزايد حاجة الدول الصناعية الكبرى في العالم لهذه الطاقة بدأت تظهر مقاربات بين الدول الأوروبية و أمريكا لكي تكسب ود الدول النفطية الإسلامية لتضمن تدفق البترول.كانت المهمة سهلة فى بداية ظهور البترول  فدول النفط لا تتحكم في صناعة النفط بل في بيعه فقط بينما صناعته في أيدى شركات أمريكية و إنجليزية و أوروبية مما جعل التفاوض سهلاً.لكن تنامى ظهور النفط و تنافس الدول على إستخراجه أدى إلى تفتيت سيطرة الشركات الأمريكية عليها و بدأ ضعف الهيمنة الأمريكية على النفط الخليجي.لكن تراكم الثروات لدى دول الخليج مكنها من بدء إستخدام البترول الإسلامي كسلاح سياسي مؤثر بصور مختلفة فكيف تنامي أسلمة هذا التصور الإسلامى.
- أهم هدف هو حماية كرسى النظام الحاكم مقابل النفط لضمان تدفق النفط لأمريكا و أوروبا.مساومة رخيصة أطالت عمر الديكتاتورية الإسلامية في جميع الدول.ساهمت فيها أمريكا و دول أوربا بشكل كبير بالتغاضى عن حقوق الإنسان فى تلك الدول و إهمال حقوق الأقليات و تجاهل القوانين القمعية فى تلك الدول فكان مؤشراً شجع البلاد الإسلامية على التمادى فى قهر المسيحيين خصوصاً فى الشرق الأوسط و إصدار قوانين و أحكام ظالمة ضدهم. لم تبال الدول الكبرى و لا الهيئات الدولية إلا بإستقرار تدفق النفط.
- تراكمت أرصدة النفط و أصحابها لا يدرون ماذا يفعلون بها.فبدأ سفه الإسلام السياسى.توالت تسهيلات كثيرة لشعوب الدول النفطية من أجل الإستفادة من دخل إستقبال الوافدين الأغنياء. حتى لم تعد تحتاج إلى تأشيرة دخول البلاد المتقدمة. بدأت فكرة إرسال طلبة الخليج  للتعلم في جامعات الدول المتقدمة تأخذ شكل الغزو السلمى الهادئ للثقافة الأمريكية و الأوروبية. فكان جميع الطلبة يمكثون ثلاث سنوات لدراسة اللغة و بعدها يدرسون في جامعاتهم و غالبا لا يستكملون دراستهم .كانت الدراسة مجرد ورقة لضمان صرف رواتبهم السخية و الحصول على جنسية  أجنبية.فى حين إستغلت دول النفط هؤلاء الطلبة لنشر الفكر الإسلامى فى الجامعات التى تسترزق بوجود الطلبة الخليجيين بها حتى تنازلت بعض الجامعات عن هويتها و رأينا المساجد داخل الجامعات و توزيع المنشورات.كان هذا المدخل الأول لأسلمة السياسة.
- زادت الأرصدة فبدأ التفكير فى شراء أي شيء يمكن شراءه.قرأنا لسنوات عن البذخ المرضي للأثرياء و الأمراء.ثم بدأ شراء قرارات الدول الكبرى مقابل شراء أسلحة لا تعرف الدول النفطية ماذا تفعل بها و لا كيف تستخدمها.تتعجب حين تعرف أن جميع الصفقات تم تخزينها حتى تقادمت و تلفت بلا منفعة سوى أنها كانت رشوة مقنعة للتأثير فى سياسة الدول الكبرى.كان هذا المدخل الثانى لأسلمة السياسة.
-بدأت تستخدم الدول النفطية الذين تعلموا فى الخارج فعرفت من خلالهم دهاليز صنع القرار.أرادت أن تدخل المطبخ السياسى و تكون فاعلة فيه من أجل نزعة التفوق الإسلامى و الجهاد الإسلامى  و استاذية العالم.بدأت فى تكويين رابطة للجاليات و اشترت جميع المغتربين من أصل إسلامى.أنشأت المراكز الإسلامية  فى كل الدول المتقدمة و مدنها و مقاطعاتها و صارت كأنها نسخ متكررة و سفارات غير رسمية بأنشطة إستخبارية مشبوهة.هذه كلها قلاع يتقوقع فيها المسلم فى الغرب متجنباً التأقلم و الإندماج و متأهباً للجهاد ضد مجتمع قد إنعزل فيه و إنفصل عنه.
-لا يمكن التغافل عن محاولة تغيير التركيبة السكانية من خلال التزاوج و الإنجاب حتي صار تعدادهم في فرنسا مثلاً أكثر من 5 مليون مسلم. مما استدعى أن البابا بنديكتوس في قداس أقيم بالعاصمة النمساوية، حذر من انحسار الهوية المسيحية لأوروبا في ظل انخفاض معدل المواليد وزيادة عدد المهاجرين المسلمين
- بدأ بناء مساجد و مدارس إسلامية فى الخارج لتخريج القادرين على ترويج نسخة الإسلام الأوروبى.بدأ تمويل الدعاة المتطرفين و مكافأتهم على كل أجنبي يتأسلم.بدأت مطالبات غريبة عن حقوق المسلمين في الحرية الدينية في أوروبا في حين أن بلادهم الإسلامية تمنع الحرية الدينية للمواطنين.أسسوا أحياء إسلامية فى دول أوروبا.بدأ الترويج للإقتصاد الإسلامى فى أوروبا رأينا البنوك الإسلامية فى بريطانيا(22 مصرف) و ألمانيا(من خلال شراكة مع بنوك تركية) فى محاولة يائسة لتصدير الإقتصاد الإسلامى لأسلمة الإقتصاد. لكن تبقي محاولة نشر المصارف الإسلامية فى الدول العلمانية مثل تربية الدب القطبى فى شبه الجزيرة العربية. ثم بدأ إستثمارالأموال النفطية فى التغلغل فى الحياة الإقتصادية لتحقيق مصالح سياسية.
- اتجهوا لأسلمة مشاهير الرياضيين و بعض الفنانين وسعوا لشراء أندية كثيرة و أسلمة بعض الشخصيات العامة و شراء تصريحات بمقابل لتأييد الأسلمة وانتشرت المنظمات الإسلامية غير الحكومية .لأن الإنتشار العلنى مقصوداً لأسلمة الشكل العام للدول الأجنبية و جعل الإسلام مألوفاً فى عيون الغرب.هذا المدخل الثالث لأسلمة السياسة.كان هذا ما يدور فوق السطح لكن تحت السطح تدبيرات أخطر.
- بدأ تأسيس و تمويل جماعات إرهابية كانت فى بادئ الأمر تحت سيطرة تلك الأنظمة النفطية لأنها الممول الوحيد.أرادت دول النفط إستخدام العلاقات الوطيدة مع الجماعات الإرهابية وسيلة لإبتزاز الغرب و كانت تراها جيش الجهاد الذى ينتظر الإذن لغزو أوروبا و أمريكا هذا نفس الجيش الذي يتسلق  و يشيطن مظاهرات فرنسا من أجل المعاشات و مظاهرات أمريكا من أجل حوادث مقتل السود فى حوادث أمنية 
- نجحت  جماعات النفط الإرهابية في أفغانستان لأن تصبح قوة سياسية عسكرية مؤثرة.دعمتها باكستان  .ثم إيران.ثم قطر ثم تركيا مشاركة فى كعكة النفط الإرهابى و غسيل الأموال. إمتد الطوق الداعم للإرهاب على إستقامته.لكن بعد الضربات علي برجى التجارة تغير المشهد ,إنكشفت الأسلمة المستترة و العلنية معاً.بعد إختراق تلك المنظمات تنصلت دول النفط منها لكن العلاقات مثبتة بالصوت و الصورة.
- الجهاد على ملكية العقل الغربى.مما تطلب غزو المطبخ السياسى لتحقق رغبتها بأسلمة العالم.بدأوا بشراء مقالات و نشر مقالات مدفوعة الثمن.اشتروا صحفاً بالإعلانات ثم إشتروا أعمدة فى صحف ثم اشتروا الصحف بأعمدتها.إشتروا برامج فى قنوات ثم إشتروا القنوات ببرامجها.إشتروا ذمم كتاب مشاهير.أطلقوا قنوات فضائية مهمتها غسل أدمغة الشعوب الغربية.اسلمة الإعلام الغربى قفزة للتمهيد لخطوة أكثر أهمية .
- الخطوة الحالية هي شراء قادة  أحزاب و أعضاء برلمانات فى دول غربية و الكونجرس الأمريكي و وزراء و حتي شراء دول أوروبية مغمورة مثل البوسنة و ألبانيا .دعموا كل مرشح  برلمان من أصل مسلم ليصبح أداتهم لأسلمة السياسة. ثم تقدموا خطوة لشراء مرشحي رئاسة ثم شراء قادة غربيين كما كان أوباما و فريقه.إستخدموا أموالهم لدعم أى منافس ضد مرشح يخشون نجاحه كما يفعلون ضد ترامب حالياً.نجحوا في شراء الهيئات الدولية و اسلمة توجهاتها و قراراتها مثلما فعلوا في هيئة العفو الدولية و جائزة نوبل و مفوضية غوث اللاجئين و صارت السعودية عضواً مؤسساً للمفوضية السامية لحقوق الإنسان  الذى مهمته الوحيدة حماية حقوق الإنسان فى العالم؟و ما زال السعى مستمراً.فالخطوة التالية هي تنصيب رؤساء مسلمون لأمريكا و أوروبا لتتحقق أستاذيتهم للعالم التي أؤمن أنها  لن تتحقق.

44
البوق السادس الفرصة الأخيرة
الختم السابع ج5
Oliver كتبها
-البوق السادس آخر فرصة للباقين على الأرض في تلك الساعة ثم بعد ذلك البوق الأخير.1كو15: 52 من لا تجذبه محبة الله قد تردعه مخافة الله.البوق رسالة لمن تنجيه مخافة الله.
- صوت آتٍ من مذبح الذهب .من يتمسك بالمذبح و قرونه ينجو و من لا مذبح له فالريح به تعصف.لن يعد مزيد من فرص التوبة بعدهذا البوق.لا شفاعة أو خلاص للذين لا يتوبوا.لو13: 3و5. مذبح الذهب غرفة الأحكام الأبدية .مركز القيادة الإلهية. منه تخرج الأوامر النهائية لهذا الوجود.رؤ9: 13 رؤ 14 : 18. لنطلب دم الحمل و مذبح الشفيع رئيس الكهنة عب4: 14.
- كان تحت المذبح نفوس صارخة تطلب الحق رؤ6: 9 و فوق المذبح الحق نفسه يستجب لهم رؤ8: 3.نزل الحق من مذبحه و أمسك مجمرته الذهبية فتوشحت صلوات القديسين بشفاعة إبن الله رؤ8: 5  و فرح المختومين بالرب و مذبحه هاتفين.
- لنا مذبح عب13: 10.لنا شفيع 1يو2: 1لنا رئيس كهنة ليس مثله عب 4 : 14 .لنا الروح القدس. لنا باكورة الروح  أع15: 8 رو 8 : 23 1كو 2 : 10.لنا إله واحد و نحن له 1كو4: 11 .لنا ثقة في المسيح 2كو3: 4 .لنا السلام رو5: 1 لنا الدخول بالإيمان رو5: 2 لنا رجاء رو15: 4 .لنا الكنز الأبدى 2كو4: 7 .لنا المواعيد و تحقيقها 2كو7: 1.لنا الفداء أف1: 7.لنا بالمسيح جراءة و قدوم أف3: 12عب10: 19 .نشكر الله على هذه البركات الأبدية لأنها لنا نحن أيضاً نحن الضعفاء المستترين في دم مخلصنا الصالح و نعمة روحه القدوس.حتي إذا قرأنا أهوال البوق السادس لا نهتز أو نرتجف بل نتمسك بمحبة الله و مخافته أيضاً.
- من وسط قرون المذبح يخرج الأمر الإلهى.من يتمسك بالمسيح ينجو  فهو قرن خلاصنا لو1: 69.1صم2: 10 2صم22: 3 مز18: 2.من ينكر المسيح تخرج ضده الضربات من بين القرون.  الرب أمر : ُفك  الملائكة المقيدين عند نهر الفرات.هؤلاء الأربعة ملائكة اشرار لأن ملائكة الله حرة لا تقيد. أربعة يثيرون على الشرق كل الزوابع.المحركون للشر النهائي و سلاطين الحرب الأخيرة و قادة جيوش الأرواح الشريرة.الإتحاد العالمى الشيطانى ضد المسيح و كنيسته.
- كانت الخطية مرسومة كالجراد فى البوق الخامس و في البوق السادس ينكشف جيش فاعلى الشر و مروجي الخطية في زمن الإرتداد. يكرهنا الشيطان و نحن أيضاً نكرهه و نكره جنوده و أفعاله.
-عند الفرات كان أمران.الفردوس القديم و خصمنا القديم الحية ساكن بابل القديمة.عند الفرات أحداث ستنتهي بالجميع.الأرض بفردوسها القديم المختفى و الخصم الحية و بابل الزانية .الحرب تستهدف فردوساً لم يعد هناك بل صار في قلوب المؤمنين و جيوش الأبالسة مئتا مليون شرير.
- ملامح جديدة من الهاوية تعلن لمن هو متغافل عن خلاصه لكى إذا ما أبصر ملامحها يعود قلبه فيخشع و ينسحق طلباً للخلاص.فى الهاوية نار و كبريت رؤ19: 20.سدوم هلكت بنار و كبريت لو17: 29 فكانت الرسالة لمن على الأرض هوذا نار و كبريت تخرج من أفواه جيش إبليس لأن هذا ما إبتلعوه فى سجنهم.هم ينفثون غضبهم فى الأرض و يتقيأون هلاكهم للهالكين.لم تخرج النار من ركاب الخيول بل من الخيول.فالأرواح تسكن الموافقين على شركة إبليس فيكونوا مخازن الشر له.هو يملأهم إثماً و هم يتجرعونه و يتقيأونه في الأرض لذلك كانت النار و الدخان و الكبريت تخرج من أفواه الخيل.البشر شركاء إبليس هم الخيل الذين صاروا مطية للخطية و لجيوش الظلمة.
- جيوش شر تدفع الشرق الأوسط للهلاك.ملايين القتلة و المقتولين.كالأشواك كالحريق  تشابكوا.مراثى2: 3الثالوث يعمل فى المفديين و ضربات إبليس لأتباعه مثلثة.نار و دخان و كبريت.
- النار تحرق الخارج و تشوهه تأخذ منهم صورة الله.الدخان يخنق الداخل فلا يقوى على الحياة يؤخذ منهم عمل الروح القدس.الكبريت يذيب حتى العظام فيفقدون القدرة على الوقوف و يقبعون فى سقوطهم..الضربات من خارج و من داخل حتي سحق العظام.قتلوا ثلث الناس بضربات قوات الشر المثلثة.من داخل و خارج ماتوا عن كلمة الله.رفضوا نار التمحيص و التنقية مز66: 10فإستحقوا نار من الهاوية .رفضوا إمتحان الذهب فنالوا إمتحان الكبريت .دا12: 10 زك13: 9.رفضوا رائحة المسيح الزكية فخنقهم دخان إبليس الهالك.2كو2: 15.
- دروع الجيوش هى إفتخار بأسلحة الموت كما إفتخر جليات قدام شعب الله فمات بسيفه و درعه لم يحفظه .الأرواح لا تلبس دروعاً بل هذا معنى التظاهربالقوة الزائفة. 1صم 17 يخرج المتكلون على أسلحتهم أما نحن فلنا درع الإيمان و خوذة الخلاص مثل التى إرتداها مخلصنا الصالح يسوع المسيح إش59: 17 ,1تس5: 8.أف6: 14.
- سلطان الأشرار فى أفواههم رؤ9: 19 لأنه كلام هباء يخلو من الحق.و هلاك الكثيرين من أفواههم أيضاً فاللسان نار من يطفئه ينجو.يع3: 8. 1يو3: 18 للخيل أذناب.هم الهراطقة الذين يمكرون كالحيات.فالأرواح الشريرة غايتها هدم الإيمان.عند الفرات قرب الفردوس القديم تظهر حيات كثيرة بالملايين.تلدغ ثلث الناس فى الشرق و لدغاتها للموت.أما الباقون فلم يتوبوا.
- أما نحن فنسجد للذى يمنح الغفران.يجذبنا فنتوب.يرجعنا إليه فنرجع.هو ختمنا بإسمه القدوس نحن شعبه و غنم رعيته.مسيحنا قدوس يحبنا و يرحمنا.

45
ختم الحماية الإلهية رؤ7
 الختم السادس ج2
Oliver كتبها
- في السفينة حين كان الرب يسوع على الأرض أبكم الريح و أسكت البحر بأمره فصار سلام لكنيسته الأولى.ما زال الرب فى كنيستة سفينة النجاة بدمه صنعها وأحبها إلى المنتهى.في كل جيل يتعهدها بحمايته.تهب رياح سكان الجحيم إبليس و جنوده لكنها تتحطم على الصخرة الحقيقية المسيح سر نصرتنا.
- من المشرق صدر الأمر غير مسموح للرياح المدمرة أن تهب حتي أدخل خرافى إلى حظيرتي فيطمئنوا معى.أنا أخبئهم في حصني فلا تزعزعهم الرياح .يرون الرياح مقيدة قدامهم فيعرفون أن يدى عالية تحرك الأحداث و تقدم الحماية كل الوقت.توقفت الرياح حتي يتم ختم عبيد الله الحى. يتراءى الفلك من جديد .انتظر الرب نوحاً لينتهى من صناعة الفلك وإنتظر الناس كى تؤمن و تطلب النجاة ليدخل من يريد النجاة ثم يغلق الرب عليهم بيده الحانية و يبدأ الطوفان خارجاً.الآن نرى الفلك محمولاً على الأذرع الأبدية.ختم عبيد الله يجرى بقوة.
- الرياح طبيعية و روحية ككل أحداث الختم السادس.رياح إبليس تختلط بإضطراب الطبيعة  لأنه يعرف قرب إنحلالها 2بط3: 10-12.إن إمساك الرياح تعني أن إبليس تحت سيطرة الله كل الوقت و أن ما يحدث بسماح منه. تهيج رياح إبليس ضد الكنيسة لكنها تتكسر تحت أقدام العبيد المحصنين بالختم الإلهي؟ حين كانت الأحداث أقل حدة كانت تعطي مع التجربة المنفذ 1كو10: 13.الآن في هذا الختم حماية المسيح لنا تسبق التجربة و معونته لا تنتظر الضربات فهى حاضرة دوماً.حقاً لولا أن الرب معينى لسكنت نفسي أرض السكوت و ها الرياح في سكوت تنتظر إقتناص من ليس له معين.مز94: 17.
- رياح الأرض الأربعة يستغلها إبليس أما رياح السماء الأربعة فهى إرادة إلهية تتم لإستكمال و نمو الحياة البشرية. دا7: 2و8:8و11: 4 زك2: 6. رياح السماء كانت تدبيرات الله لأجل شعبه إسرائيل.كانت رياح توجه مسيرة الشعب نحو الإرادة الإلهية.أما رياح الأرض فكانت هلاكاً لمن ليس عليه ختم المسيح.
-ثم ظهر ملاكاً مميزاً في المشرق حاملاً للختم الذى سيختم به شعب الله .يذكرنا بالرجل لابس الكتان الذى رآه حزقيال النبي حز9: 1-4.هذا الملاك لابس الكتان كمن يمارس عملاً كهنوتياً لأن الكتان كان زى الكهنة القديم.و هذه مهمته أن يختم اأسباط شعب إسرائيل .إنه ملاك يمارس طقساً سماوياً لترقية روحية معزية للمؤمنين ليسوا الذين إكتفوا بأن يكونوا أولاد إبراهيم بل الذين أصبحوا أولاد المسيح.كأنه يدشنهم ككنيسة عائدة من سفر بعيد.هذه كنيسة اليهود التائبة.سينضموا إلى عبيد الله الحي مؤمني العهد الأخير.لابس الكتان هذا الملاك سيختم المؤمنين.الذين يسكنهم الروح القدس.فهم لا ينتظرون مسحة الروح لأنها فيهم بل ينتظرون الختم ليكون على جباههم فما هذا الختم؟ لماذا سيكون علي جباههم؟
- إن الضيقة عظيمة تستلزم عناية و طمأنة عظيمة من الله أيضاً.للرب شعب منذ البدء. فى كل الأجيال مؤمنين و مختارين.الجميع مدعوين لخلاص مجانى لكن بعض المدعوين مختارون بإرادة إلهية حسب سلطانه. مت22: 14,رو9: 15.خر33: 19.هؤلاء عينهم منذ البدء ليكونوا له. القديسة العذراء مريم أول مختارة والتلاميذ أول المختارين في العهد الجديد..ليسوا هم من إختاروا أن يؤمنوا لكن المسيح هو الذى دعاهم يو6: 70.يو15: 16 رو8: 29و 30. 1 كو1: 27.في الضيقة العظيمة  بالختم على الجبهة سيتحول كل المؤمنين إلى مختارين كتحصين لهم ضد رياح الأرض الأربعة.و سيحاول إبليس أن يغوي هؤلاء لكن الرب سيقصر تلك الأيام من أجل هؤلاء المختارين مر13: 20.من هنا نفهم أن الختم هو صك ملكية المسيح لهؤلاء المختارين.ينادى الملاك كل مؤمن بالمسيح بإسمه قائلاً بصوت المسيح.دعوتك بإسمك.أنت لى  إش43: 1 المسيح لك و الملكوت لك لا تخش و إن تزحزحت الأرض و انقلبت الجبال مز46: 2 .
- نعمة الإختيار الإلهى تصحبها حصانة إلهية و ليس عصمة من الخطية.هو ليس قراراً مفاجئاً لله فهو الذي يختار في الوقت الذي يراه لخير و خلاص الإنسان. يمنحه هبة روحية خاصة تجعله منفتحاً علي السماء و عطية إضافية لتلمذة  مباشرة للمسيح .يختص بإيمان لا يقاوم و محبة بلا فتور فيجتاز بثقة الضيقة العظيمة.
-ليس ختم  المؤمنين عمل يتم فى صمت بل يصاحبه رسالة تشديد و سلام و تعزية تثبت في العقل و القلب  فينغرس سلام المسيح فى قلوب المختومين و يبق ظاهراً قدام إبليس أن كل واحد من المختومين حاصل على حصانة إلهية فلا يقدر أن يمسه.1يو5: 18.لأن الختم على جبهته واضحاً لمن سيراه و لو من بعيد.إنه ختم ظاهر و مخيف لقوى الشر.هذا الختم عظيم.إختيار كل مؤمن ليكون نصيبه الملكوت عطية تفوق أى ضيقة. سوف يسير المؤمنون وسط الضيقة العظيمة كما سار الثلاثة فتية وسط الأتون.منشغلين بالمسيح لا بالضيقة.
- ختم الله عطية لعبيد الله وحدهم.كل من عاش خاضعاً لسيده يسوع المسيح سينال الختم.كل من إرتضى بسيادة الله عليه و على حياته سينال الختم.اللابس الكتان يعرف لمن الختم.ينادى المختارين بأسماءهم فلا فرصة لمجاملة أو خطأ.الرب يسود علينا كل آن و إلى الأبد.



46
الختم السادس -6-
يوم الغضب : ج1
Oliver كتبها
-تعزت الكنيسة بالختم الخامس.فإذا بدأت ضربات الختم السادس لا يتنزع العزاء من الكنيسة لأن عزاء الروح القدس لا يندثر أو ينسحب من كنيسة تحيا بالمسيح يسوع .الختم السادس الغربلة  الأخيرة للإيمان.
- الختم السادس هو ختم بداية النهاية بأحداثها الكثيرة فى إصحاح 6 و كل إصحاح 7 لذلك سيحتاج مقالين.الأول عن غضب الله و الثاني عن عناية الله بالكنيسة و عمل الله من أجلها فى تلك الأحداث.
- ثورة الطبيعة تشارك الله فى غضبه.هذه الطبيعة التي لم تعص أمراً لخالقها ذات يوم.تحملت فساد البشرية عليها.حتي صارت تئن هي أيضاً لإذ أخضعت  للبُطل و الفساد الذى تسبب فيه الإنسان.مر13: 19.إحتفظت الطبيعة برجاءها في الله في الوقت الذى فقد الكثيرون رجاءهم رو8: 20 كانت تئن و تتمخض الآن صارت تزمجر و تهدر رو8: 22.إذا غضب الرب شاركته إرادته فهي في كل شيء طائعة.
- لماذا بدأت الختم بالزلزال العظيم؟ لأن طبيعة الزلازل  انها تكشف  ما فى باطن الإنسان و الأرض. زلزال الختم عظيم يمتد أفقياً على الأرض و البحر فتعتصر البراكين إعتصاراً.تتفجر منها الغازات التي تؤدى إلى إسوداد الشمس و إحمرار القمر رؤ9: 2. يمتد الزلزال رأسياً فيؤثر على الأفلاك و تتساقط النجوم إذ يختل نظام الجاذبية إش13:13.فرق بين زلازل مبتدأ الأوجاع وزلزلة الضيقة العظيمة.علامات مبتدأ الأوجاع لأجل الحذر و الإستعداد أما الزلزلة العظيمة فهى أمر إلهى و ليست زلزلة جيولوجية لذلك تمتد حتى السماء على خلاف طبيعة الزلازل كما أنها أيضاَ زلزلة روحية ستفرز حقيقة الرئاسات من كل نوع.
- غضبت الشمس ثانية.كانت المرة الأولى التي إسودت حين صلب المسيح الآن إسودت لإعلان قرب دينونته.الطبيعة تفهم الخلاص و تفهم الدينونة أيضاً و بعض الناس لا يدركون.لو23: 45.
- كانت ثورة الطبيعة بأمر إلهى لتميز النجوم الراسخة عن النجوم المكابرة.أما النجوم المتمسكة بشمس البر فثبتت و أما النجوم المتمسكة بشمس الأرض فسقطت و كان سقوطها عظيماً مت7: 27. نجوم و كواكب  طالها الكبرياء من رئاسات روحية بطاركة و اساقفة و مشاهيرو وعاظ و رهبان و كنائس و طوائف تدعى الإيمان كلها ستسقط لسبب فسادها قدام الله العادل. كلهم لم يثبتوا فى المسيح فسقطوا.لقد فقدوا نورهم فإسودت الشمس فيهم و النجوم المغرورة اسودت مثلها إذ فارقها نور المسيح.إلى التراب سقطت من رتبها العالية .تنبهوا أيها الرعاة إحترسوا يا مشاهير الكنيسة.تمسكوا بنور المسيح بإتضاع قلب لأن الذين تعالوا قدام الناس إنحدرت كواكبهم إلى الأرض.و الذين ساروا كالآلهة بين الناس إنقلبوا في خزى عظيم.
- إلتفاف السماء مثل سفر مطوى إعلان قرب نهاية كتاب البشرية.كل هذه الأحداث هي زعزعة لمملكة إبليس و أتباعه.لأن لأولاد الله عناية خاصة فى ذاك الزمان.
- غضب الرب طوى  الإنجيل و السماء المفتوحة صارت ملفوفة.صارت كلمة الرب عزيزة حين تجاهل الناس الوصية.قرب الحصاد.طُوى السفر و لم يعد من الممكن قراءته.هذه رسالة لنا لكي نضع الإنجيل في قلوبنا و ضمائرنا حتي حين يلتف السماء يبق الإنجيل  مفتوحاً فى القلوب.شهوة محبة.مز119: 11.
- سقوط الرؤساء غير الأمناء في المسيح سبق سقوط الرئاسات الأرضية التي لا تعرف المسيح.ملوك الأرض و العظماء و الأمراء.كذلك أصحاب السلطة المالية الأغنياء الذين إحتموا بغناهم و الأقوياء الذين إحتموا بقدراتهم الشخصية.كل هؤلاء تجردوا من كل شيء.حتي كل إنسان مستعبد لغير المسيح أو متحرر من وصية الإنجيل .هرولوا جميعهم كالثعالب الصغيرة خلف الجبال.لأنهم فى عنفوان قوتهم لم يعرفوا السيد الرب.لم تكن لهم صلاة فاختبأوا من وجه الرب.يعيدون سقطة آدم الأولى حين إختبئ خلف شجرة. هؤلاء إختبأوا خلف جبال قساوتهم و قلوبهم صخرية.عجزوا عن الوقوف لأن ركبهم إرتعشت من هول غضب الرب.أما أحباء الرب فليقفوا قدامه الآن بمحبة و تقوى فلا يخزون في تلك الساعة.
- أرادوا الإختفاء خلف الجبال بينما أن الجبال ذاتها ستهرب و تختف.رؤ16: 20
- ظهرت أربعة ملائكة في أركان الأرض.قد تسلطوا على الهواء .هؤلاء القابضين على الريح.يتنظرون الأمر بحرمان الساكنين على الأرض من التنفس.يمسكون رياح العالم التي ستهب بكل قوة لتغوي حتي المختارين أيضاً .مت24: 22 و 24.إنها رياح شر مهلكة و هم يمنعونها حتي يتم تحصين أولاد الله أولاً 1بط1: 5.صوتاً وحيداً إستوقفهم هو صوت الله الكلمة يأمرهم أن ينتظروا حتي يتم فرز عبيد الله .
- كل الرياح التي على وشك الهبوب هي حروب شيطانية و قد أوقفها الرب حتى تتهيأ كنيسته بعناية إلهية و يزود كل عبيده بمسحته المقدسة التي هي الختم الروحى في أفكار و قلوب أولاد الله.
كثير ما سيتحنن به الرب في ذاك الوقت و عظيمة ستكون خصوصية الرعاية الإلهية في الختم السادس الرب يرينا بهجة خلاصه.
 

47
الفرس الأحمر -2-
Oliver كتبها
- ما زالت الرؤيا تخص أموراً ستتم فيما بعد.أى بعد إستكمال جميع علامات مبتدأ الأوجاع حسبما أخبرنا الحمل بذاته فى مت24.إذ تصير البشرية فى الهزيع الأخير.يأتى منتصف ليلها و تدور فى مغيب النور.تدخل فى مواضع مظلمة و ظلال الموت.هذه إجتازها المخلص لأجلنا و من يتمسك به يخلص و لا يحتاج أن يجتازها بنفسه.2 بط1: 19.أى36: 20 1تس5: 2-4.
- الفرس الأبيض أعط سلاماً وهمياً سلام المغلوبين 1تس5: 3 و الفرس الأحمر نزع هذا السلام الزائف. أما سلام المسيح فهو سلام الغالبين و السلام غير المنزوع.يو16:22و 33 - رو3: 17.
- حين يقول الرائى أنه رأي فرساً آخر كأنهما يظهران معاً.فهو يرسخ لتتابع المراحل وتواصل الرؤيا. مع قرب إنتهاء عصر الفرس الأبيض يبدأ عصر الفرس الأحمر فيتلاقيان في مرحلة وسيطة.يبيد فيها الفرس الأحمر عصر الفرس الأبيض.ثم ينشر دمويته.
- صاح الحيوان الثانى الذى له وجه عجل أى رئيس الذبائح لأن فى صيحته بداية عصر الدم.خرج فارس الدم و هو حكم القتلة للأرض.سيادة ملوك الحروب كانت الحروب السابقة من أجل مصالح إقتصادية أو سياسية.لكن حروب الفرس الأحمرلأجل الإبادة الشاملة للبشر و نشر الخراب.إنها حرب الحروب.سيقصر الرب عصر الفارس الأحمر لأنه لو لم يقصر تلك الأيام لم يخلص جسد مر13: 20 هذا زمن إبليس اليسير يعمل بكل قوته و ينشر إثمه بقوة عظيمة مت24: 22-24.حروب للسحق تمهيد إبليس للإرتداد العام 1تى4: 1.لكنه بالأحرى تمهيد من الله لإستعلان مجيئه القريب.حرب الموت على البشرية التي لم تقبل موت المسيح عنها.حرب بلا تستر لا تحتاج إلى خدعة بل سيفاً كبيراً أخذه فارس النار.
- هذه الأحصنة الأربعة رآها أيضاً زكريا النبى و سأل عنها فقال له الملاك هى التي أرسلها(سمح لها) الرب للجولان فى الأرض.و هي عبارة قيلت عن إبليس.أى1: 7.لا فرق بين إبليس و خدامه.
- نؤمن بأن السيد المسيح في مجيئه الأول قال ما جئت لألق سلاماً بل سيفاً.مت10: 34 و نعلم المعني الروحى للسيف أى كلمة الرب أمضى من كل سيف خارقة  لمفارق النفس و الجسد و الروح عب4: 12.هذا ما نعيشه نحن سكان هذا الزمان لكن في زمن الفارس الأحمر سيكون التنفيذ الحرفى و ليس الروحى للآية.سيأخذ الفارس الأحمر سيفاً للقتل و ليس كلمة الروح القدس.سيتحقق المعني الحرفى أيضاً كما تحقق الروحى. أبعاداً لا ندركها كل ما قاله السيد الرب لكننا سنتعلمها فى الأبدية.
- الفرس كان بلون النار.أخذ طبيعته الفاسدة من مصيره.شكله لا يخدع كالأول.واضح فى فساده و دمويته.قتال للناس كالشيطان لكنه ليس الشيطان نفسه يو8: 44.له سلطة نشر الموت إذ ينزع السلام فيبدأ الناس الذين بلا سلام بقتل بعضهم بعضاً فى حروب أهلية .له سلطة لنشر العنف لأنه أخذ سيفاً كبيراً.فى الداخل موت و في الخارج حروب دولية لأنه لا سلام قال إلهى للأشرار.إش 48: 22. لغة النار تمتد لتأكل بقسوة من تقابله.يصبح القتل مشاعاً كالتحية فى الأسواق.حياة يومية وسط الجثث. حالة فوضى مجنونة.إضطهاد للبشرية عموماً و للكنيسة خصوصاً.
-الأحمر لون الدم و الورود أيضاً.ليس كل الدم هلاك لأن لنا دم المسيح حياة و منا دم الشهداء قربان.حصن المؤمنين سلطان المسيح و سلامه الغالب سر نصرة الكنيسة على الجحيم الذى يفتح أحد أبوابه مع الفرس الأحمر.جوهر سلام المسيحيين يتضح أكثر كلما نزع الفارس الشيطانى سلام الأرض يظهر حقيقة سلامنا غير المتزعزع و يتألق الفرق بين سلام العالم و سلام المسيح يو14: 27 بحياة أو بموت نحن للمسيح فى 1: 20.فى4: 7.سيف الكنيسة الروحى أقوى من سيف الفارس الأحمر مهما بدا كبيراً.
- الفرس الأول غالب ل نفسه و الثانى غالب ب نفسه و نحن غالبون بالمسيح.يو16: 33.و كما أراد الفرس الأول التشبه بالمسيح بثوبه الأبيض أراد الفارس الثاني التشبه بالمسيح بثوبه الأحمر.ثوب الرب يسوع مغموس في دمه.رؤ19: 13 و هو الأبيض و الأحمر حبيب العروس نش 5: 10 .وحده من له روح العريس يفهم الفرق بين الفرسان الكذبة و المسيح الحقيقي.فلنطلب روح الله يسكن فينا و يجددنا و يلهبنا بالمحبة التي في إبن الله يسوع المسيح.
 

48
الفرس الأبيض -1-
Oliver كتبها
- يوجد فى السماء أربعة كائنات حية ذات وجوه تعكس طبيعة الخليقة قدام الله.أربعة حيوانات ناطقة سمائية بوجه أسد و عجل و إنسان و نسر.هى كائنات تسبح و تقدس الله.لها تكليفات سمائية تخص نهاية الزمان فمن عندها يخرج صوت يستدعى فرس و فارس.الحيوان الأول شبه الأسد يستدعى  الفرس و الفارس الأول الأبيض و الحيوان الثانى يستدعى الفرس الأحمر و هكذا كل واحد من الكائنات الأربعة.لأن الفرس يظهر بعد صدور الأمر من الحيوان فهذا يقطع بأنه ليس المسيح .لأن المسيح رب المجد لا يأخذ من أحد أمراً.
- من المهم أن نقدر المعانى و فى أذهاننا أن هذه الرؤيا تخص نهاية الأزمنة و لا تخص التاريخ القديم.لهذا فإن التفاسير التى تربط الأحصنة الأربعة بالتاريخ القديم  بعيدة نوعا ما عن هدف الرؤيا.لأن الوحى قال بكل وضوح ليوحنا سأريك ما سيكون فيما بعد.فالحديث ليس عن تاريخ مضي لا يحتاج إلى رؤيا لكنه عن ما سيكون فيما بعد.لهذا التفسير التاريخى لسفر الرؤيا يخرج عن مضمونه و قصده.
- إتفق جميع شراح الكتاب فى الثلاثة فرسان الأخيرة و إختلفوا في الفرس الأبيض.فالبعض قال أنه ليس المسيح مثل إبن كاتب قيصر.وليم ماكدونالد يقول أنه ربما ضد المسيح بينما تجاهل الأنبا بولس البوشي الخوض فى تفسير الفرس الأبيض.د بولس فغالى يميل إلى إعتباره ضد المسيح.أما القمص عبد المسيح النخيلي فيرى أنه المسيح كذلك القمص تادرس يعقوب و القمص أنطونيوس فكرى.
- لا يجب أن نتعجل فى إعتبار الفارس الراكب على الفرس الأبيض أنه المسيح.فهناك إختلافات هامة فى وصفه و وظيفته.الفارس الأبيض معه قوس و ليس كما قيل عن المسيح فوق رأسه قوس قزح أى أنه صاحب العهد الذى قطعه بألا يهلك البشر بل يخلصهم.تك9: 13 رؤ4: 3 - رؤ10: 1.هذا معه قوس أى تكليف .لكن الغريب أنه قوس بلا سهم.السهم هو كلمة الرب و أحكامه النافذة.حب3: 9 زك10: 4.أما هذا الفارس فلا سهم له.إنه يتشبه جزئياً بالمسيح لسبب ما.
- الفارس الأبيض أُعطِى القوس؟أما المسيح فلم يعطه أحد من السمائيين شيئاً.هو الذى يعط و يمنع.و سنجد مع كل فرس كلمة (أُعطِى) أى أخذ سلطاناً مما يؤكد أنهم أصحاب أدوار أخذوا إذناً و سماحاً من الله ليقوموا بأعمال مميتة و ليست مخلصة.فالأربعة أحصنة هى مراحل كارثية لمن هم بدون مسيح.
- الفارس الأبيض أعطى غلبة دون أن يفعل شيئاً.فالطبيعى أن يجاهد أولاً ثم يتكلل 2 تى2: 5.المنطقى أن من يغلب يجازى رؤ 2و3لهذا نفهم( أعطى إكليلاً) أى سلطاناً أو تاج الملك منصبا و ليس كمكافأة .يترجمها إبن القيصر أنه ( خرج متغلباً) أى متسلطاً أو له قوة غالبة و تأثير ليتمم تدبير الله فى اربعة مراحل تقود إلى يوم الدينونة.هذا الفارس خرج لكي يغلب لكن لا يذكر عنه أنه حارب؟و لا من هو المغلوب؟
-أما الرب يسوع فهو الذي غلب العالم و الشيطان و الموت و الخطية .يو5: 5. لهذا كانت تكتب على أيقونات المسيح المصلوب كلمة ني كا اليونانية أو بي إتشرو القبطية أى الغالب.نعم بعدما تنتهى الرموز كلها تخبرنا الرؤيا عن المسيح راكب الفرس الأبيض الحقيقي و صفاته أنه الأمين و الصادق و بالعدل يحارب و يحكم.رؤ19: 11 و أن خصومه هم الوحش و ملوك الأرض رؤ19: 19 و إن سلاح المسيح هو كلمته أو السيف الخارج من فمه رؤ19: 21 أما هذا الفارس فقوسه بلا سهم و إكليله بلا جهاد و خصمه مجهول و حربه غير معلومة .هو أخذ اللون الأبيض و تشبه بالمسيح.
- أرى أنه يمكن التعرف على هذا الفارس الأبيض ليس بما فعله لكن بما لم يفعله.هو أبيض يستخدم مكراً لاعنفاً.لديه قوس أى سلطة لكن ليس لديه سهم أي لا يحكم بكلمة الله.لديه ميثاقه البديل عن الكلام الإلهى.هو يغلب أى يقهر بلاد و ممالك فى صمت دون حروب دامية.يقدم شعارات تبدو بيضاء للعالم لكنها ضد الخلاص لأنها لا تخضع لإنجيل المسيح.كالزواج المثلى و منع التبشير و إباحة الإجهاض.إنها مرحلة زائفة من سلام وهمى.الفارس يريد عالم بلا مخلص.يكتف بفلسفات البشر.مثل المنظمات التي تنادى بحقوق الإنسان و هى مسيسة تخدم أجندتها الخاصة.مثل دساتير مفروضة على الناس قسراً لا تحارب لكنها تقهر أصحاب الحقوق هى تغلب بلا جهاد.هذه مرحلة لا ينادى فيها بإسم المسيح لكن ترتسم فى آفاقها أشباهاً مزيفة للمسيح.حصانها أبيض لكن قلبها متلون الأمثلة لتوضيح المعنى لكنها ليست الفارس الأبيض الذى لن يظهر إلا بعد إستنفاذ  علامات مبتدأ الأوجاع و بداية المراحل الأخيرة للوجود.
- الفارس الأبيض ليس ضد المسيح لكنه عصر مسحاء كذبة كثيرون.أما ضد المسيح فله نبوة خاصة.
- إن خطورة هذا الفارس هى في غموضه.يخدع بمظهره,بملابسه,بسياساته بكلماته,بمنصبه الدنيوى أو الدينى,إن لنا فى المسيح حق لا يصمت.حب لا يسقط.قوة لا تتراجع.هو المدينة الكائنة على جبل و السراج الذى يضيء كل العالم لا يمكن أن يختف و لا يتلون و هو المانح الروح القدس لكل مؤمن لكى يعلمه كل شيء فيميز صوت الراعى عن صوت الغريب.لا يتبع الغرباء بل الراعى الصالح وحده.
- و لنلتق  بنعمة المسيح مع تفسير مختصر للفرس الأحمر.

49
هلم و أنظر
مقدمة رؤ 6
Oliver كتبها
-الإصحاح السادس  من سفر الرؤيا جزء مختلف فى تركيباته و مضمونه و هدفه عما سبقه. وصلت الرسائل للسبعة كنائس. فى إصحاحين 4 و5 صارت نقلة هائلة فى الرؤيا بدءاً من الصيحة الإلهية ليوحنا الرائى (إصعد إلى هنا فأريك ما لابد أن يصير بعد هذا)رؤ4: 1.صعدت بنا الرؤيا من الأرض إلى السماء. وضعنا الروح قدام  العرش السماوى و ما حوله. صعد بنا كى نتأهل لما سيكون.ثم بدأ الإصحاح 6 فى شرح ما سيكون. أدخلنا فى رؤيا بعيدة .تشرح تفاصيل مشفرة فى رموزها و ألوانها و ترتيبها و أزمانها.
- الفرق فى تفسير الأحداث الرمزية فى النصوص الكتابية بين الغرب و الشرق أن المفسرين فى الغرب يحاولون تحديد الأزمنة و أحياناً الأباطرة والممالك حسبما يرون فيها تحقيق هذه الرموز.بينما المفسرون الشرقيون و الكنائس التقليدية تتحفظ على هذا الربط و تكتفى بالدخول إلى العمق الروحى للآيات دون قصرها على زمن أو مملكة أو شخصية تاريخية.خصوصاً أنه قد ثبت مراراً خطأ هذا الربط بين الآيات و الأشخاص طوال تاريخ الكنيسة.كل ما قيل أنه خِتم يبق خِتماً حتي ينكشف بإرادة الله فى وقته.إش60: 22.
- إن البقاء مقابل عرش الله و الكائنات السمائية حوله تستغرق العقل و القلب حتى لا يستطع أحد أن يتحول عنها.إنها قطعة من مشاعر أبدية.لهذا كان يحتاج يوحنا إلى من ينبهه بإستمرار.فنجد كلما فتح واحد من الأربعة الكائنات الحية السمائية خِتماً يسمع يوحنا الرسول صوتاً ينبهه و دعوة تيقظه قائلة هلم و أنظر.
- كان الصوت يقول هلم أى هيا أو تعال و هي دعوة للفرس أن يخرج إلى الوجود.أي لمرحلة من مراحل منتهى الأوجاع كي تبدأ.أما كلمة إنظر فهى موجهة ليوحنا الحبيب كي يرى و يسجل فى قلبه.هناك إتصال بين الأمرين.الله يبدأ مرحلة فى الوجود و يأمر أن نراقبها بعينين متجهتين نحوه.لأن مراحل تاريخ أى إنسان أو كنيسة أو أمة محكومة بسلطان الله ضابط زمن هذه المراحل.واضع بدايتها و نهايتها.عبارة هلم و أنظر هي مزيج من أحداث تقع و رؤية إنسانية تتابعها.تواصل أعيننا بالحمل تهون مرارة الأحداث.كلما تقدس القلب يستطيع أن يتمسك بالمسيح فى كل الظروف.لأنه بدون القداسة لا نستطيع أن نر الله.عب12: 14.
-إن تكرار عبارة هلم و أنظر مع خروج كل فرس توحى بأن الأحداث ستتم بالتوالى و عند كمال تحقق كل واحد منها يبدأ الحدث الآخر.فالرؤيا لمراحل نهائية متتابعة فى حياة البشر و الوجود.
-السيد المسيح فى تعليمه عن علامات النهاية أخبرنا بعنوانين كبيرين.الأول مبتدأ الأوجاع مت24: 8 و الثانى منتهى الأوجاع.أو (المنتهى) أو نهاية الأزمنة.مت24: 6.لو21: 9.ما يطمئننا أن المسيح أحبنا من البدء و إلى المنتهى يو13: 1. مبتدأ الأوجاع سيكون قد تحقق بأكمله قبل هذه المراحل النهائية.كل مراحل الرؤيا فى الإصحاح السادس تخص المنتهى .
- كان يوحنا ينظر إلى الخروف الذى يفتح الختوم.المسيح الضابط الخليقة و صاحب أختامها.العارف بكل شيء و صاحب القرار لما هو كائن و ما هو آتِ.من الصعب إنتقال العين عن الحمل فبدونها لا نرى بقية الأحداث و لا نفهمها لذلك لم ينقل يوحنا عينيه بل فى نور الحمل المتسربل بالنقاء كان ير كل شيء.
-أما نحن الأطفال الروحيين فدعوة هلم و أنظر يجب أن لا تفارقنا.لتكن أعيننا نحو الحمل كل الوقت.
- كلما تستجد أحداث في الحياة نتذكر عبارة هلم و أنظر.تتعلق عيوننا بضابط الحياة كلها.لا تحكمنا الأحداث بل نحكمها بسلطان الحمل.بالإيمان نقلع جميزة و نغرسها في البحر لو17: 6 أى نقلع ما هو راسخ فى الشر و متشعب بأساليبه المختلفة و ذاته المتضخمة و نغرسه في بحر النسيان لأن عيوننا ملتفتة إلى سلطان الحمل.لا نخاف لأن سقوط أبواب أريحا كان نصر لشعب الله و سيصير سقوط بابل العظيمة غلبة أبدية لشعب الله كذلك.عب11: 30 رؤ18: 2.من يصبر حتى المنتهى فهذا يخلص كقول الحمل مر13:13.
- بنعمة الله نتابع مبتدئين برؤيا الفرس الأبيض

50
الروح القدس و خلقة الكنيسة
عيد العنصرة
Oliver كتبها

-  الروح القدس حل عليها و قوة العلى ظللتها فولدت العذراء القديسة مريم مولودها المسيح رأس الخليقة..و كما وُلد الرأس جسدياً هكذا يولد الجسد روحياً.ففى ولادة الكنيسة كوعد المسيح الصادق.أرسل الروح القدس  ليحل عليها و قوة من الأعالى  لبست تلاميذه لكي كما ولد المسيح الرأس يولد الجسد أى الكنيسة.فيكون هذا الجسد لهذا الرأس و هذا الرأس لهذا الجسد.لو1: 35 لو24: 29. أع1: 8.كولوسى 1: 18.أف5: 23. 1يو5: 1.
- حلول الروح القدس كألسنة نار على رأس كل من في العلية علمً البشرية عمل أقنوم الروح النارى.فكما أن قطع المعدن  المتناسقة معاً تتحد بالنار و تصبح سبيكة واحدة .تذوب الشوائب و يتبقى ما يصلح لشركة الطبيعة الإلهية.هكذا نار الروح القدس يجمع بين الرأس و الجسد.المسيح و الكنيسة.يجعلنا سبيكة مع المسيح.يبدأ من الرأس لتجديد الذهن و تغييرالطبيعة البشرية.جاء الروح القدس يمزجنا بالمسيح فنأخذ منه أصل جديد لم يكن لنا بل أخذناه. صرنا ننتسب لله لا للجسد لأننا نلنا روح التبنى.نار الروح تحرق قش الطبيعة البشرية و تمنح ثباتنا فى الثالوث و شركتنا معه لأننا بنار الروح القدس نعاين الله النار الآكلة..أع2: 3 -يو3: 6-8 - رو8: 15 عب6: 1 - 2 بط1: 4.
- لا شيء من غير الروح القدس يوجد أو يحيا أو يتحرك. إبن الله  أكمل الخلاص و  الله الآب قبل ذبيحة الإبن عنا ثم بقي للبشر أن ينعموا بالخلاص  فكان من الضرورى أن يحل  الله الروح القدس ليخلق الكنيسة  بيت الخلاص التي فيها يتحرك المسيح و يحيا و يوجد.يو6: 63. أع17: 28.
- الكنيسة و إن كانت على الأرض لكنها تنتسب للسماء لأجل المسيح رأسها و رغم أن المسيح صعد عن الأرض لكنه بقي في الكنيسة فلا فراق بين الرأس و الجسد.أف5:  32.من أجل الإتحاد بالمسيح و  سكنى الروح صارت الكنيسة سماء شريكة لمن فيها و صار السمائيون شركاء لنا في الكنيسة .
- كان اليوم الخمسين عيداً قديماً لكنيسة العهد القديم.كان يسمي شيفوه و كان يوم للشكر على حصاد القمح.لكن لما صارلنا المسيح  في العهد الجديد يو12: 24  حبة الحنطة الحقيقية أكمل الخلاص و جاء أوان حصاد الخلاص حل الروح القدس فى يوم الحصاد ( البنطيقستى) ليجعل عيدنا حقيقياً بحصاد ليس لزرع الأرض بل زرع السماء الذى ينمو و لا يذبل أبداً.
- ولادة الكنيسة بالروح القدس هى الخليقة الجديدة التي في المسيح يسوع.لا يمكن أن يصبح عضواً فى هذه الخليقة من لم يسكنه روح المسيح خالق الكنيسة الخليقة الجديدة.المعمودية هى إقتناء نفس اللحظة التي خلقت فيها الكنيسة و إندماج فى نفس الكيان الخلاصى الذى صار موجوداً يوم العنصرة.كل من يولد من الروح ينضم للكنيسة و من لا يولد من الروح يبقي جسداً ميتاً.
- الخليقة الجديدة أعظم من الإنسان العتيق.فالخليقة الأولى أخطأت كلها و أعوزها مجد الله أما الخليقة الجديدة التي ولدت يوم الخمسين فهي  المولود من الروح الذى لا يخطئ و الشرير لا يمسه.1يو5: 18 .كنيسة المسيح لا تخطئ إلا لو إنفصلت الرأس عن الجسد أو عادت إلى إنسانها العتيق لكن طالما بقيت في الروح فلا تخطئ و لا تضعف.غل6: 18.
- كان الخوف دفيناً و التقوقع فى العُلية يكشف ضعفنا.لكن  صار وعد المسيح بأن يأتي المعزى الرجاء الوحيد للجميع فى بيت مرقس, فإنتظر الكل وسط المخاوف.فلما جاء  الموعد أو ملء الزمان للروح القدس حل على الجميع مانحاً الأبدية التي فى المسيح لتكون في كل من يسكنه روح الله و ينقاد به.الروح القدس هو أبدية الحياة و الحياة الأبدية.يو3: 6.يو3: 34. رو8: 10 الروح القدس المكتوب عنه ها ملكوت الله داخلكم لو17: 21.ما هذا العجب فالذين يستحقون نار الهلاك خلصهم المخلص و أرسل لهم نار الحياة الأبدية.الروح القدس .2تس1: 8.-2تس2: 13.
- التجسد هو ملء زمان الإبن و الحلول هو ملء زمان الروح مع أن الإبن و الروح واحد من قبل الزمان.الروح القدس يحقق للإنسان قصد الله فيه.و يحقق للإنسان ما يحتاج من الله.الروح القدس وسيط و شفيع و شريك الحياة .لو3: 22.لو12:12.يو14: 26.أف1: 9.
- التغيير الذى حصل للجميع حين حل الروح القدس عليهم يؤكد أنه لا يمكن أن يحدث تغيير فى أي إنسان إلا بالروح القدس.أع1: 8.و هو تغيير لا يخص فقط حياتنا الأرضية بل السمائية أيضاً أع7: 55.بالروح القدس سنتعلم السمائيات في السمائيات.بالروح القدس لن نتوقف عن النمو الروحى في الأبدية بفعل الروح القدس الدائم فينا نتغير حتى فى الملكوت و ننتقل من مجد إلى مجد.2كو3: 18.
- لما صعد المسيح عنا نزل الروح القدس إلينا حاملاً كل ما فى المسيح فينا.يو16: 14. بالروح القدس لا يغب المسيح عنا و لا يختف.أف2: 18 و22.
- يوم البنطيقستى بدأ و لم ينته و لن ينته.سيظل حلول الروح القدس مستمراً حتى على من حل الروح القدس عليهم في المعمودية لذلك نطلب الروح النارى دوماً يو4: 24.سيبق الحلول هو أساس كل الحلول لخلاصنا.يجمع المتفرقين و يغير الذين لم يستنيروا من قبل إش 58: 8.يبقي يوم البنطيقستى هو يوم الرب لا ينتسب للأرض بل للرب.يبقي يخلق مؤمنين و يجدد من يسكن فيهم.هم الأرض الجديدة مز143: 10.و لا ينعم بالسماء الجديدة إلا من صار أرضاً جديدة.يو3: 34.


51
المنبر الحر / قصة القصة
« في: 19:32 29/05/2020  »
قصة القصة
Oliver كتبها
-فى قلب كل إنسان قصة.أحياناً يود أن يصرخ بأعلي صوت لينطق بتفاصيلها و أحياناً أخري يحرص ألا تتسرب دقائقها.يهمس بينه و بين نفسه عن أحداثها.يرسم قدام عينيه أشخاصها.يخفي المعالم عمن لا يريد أن يكتشف القصة.
- فى تاريخ كل إنسان قصة.عاشها وحده و عاشت معه.كل يوم يضيف إليها أو يقتصد منها.إذا أصاب قلبه الجفاف يقترض من القصة بعضاً من إنتعاشاته.إذا جرفته الأحداث يستعيد من القصة بعض سطورها.كأنها شفرة لا يتعرف عليها سواه.يودع فيها أدق أسراره. يخاطب قصته و تخاطبه و اللغة غير مكتوبة مع أن كل حروفها ظاهرة فى الكيان.تعيش فصتك وحدك. تبتسم حيناً أو تتوجم حيناً.تتسع الضحكة أو تنذرف الدمعات.إنما لكل قصة قصة.لندعها تفسر نفسها بنفسها.
أنا القصة.حرة أنا.أدخل وقتما أشاء و أخرج دون قيود.أدور فى عقله.أغزل أحداثى.أحياناً أعطه أفكاراً و أحياناً أتلاعب بعقله.هو يتركني لأتركه فلا أتركه.يتبعني ليمسكني فلا يلحقنى.حين يأخذنى حيث النسيم آخذه حيث مخزن أسرارى.أكشف له جزءاً من شخصية أو فكرة.أكشف له يداي و هما تصنعان من فكرتين مساراً مشتركاً أو من عدة أشخاص مواقف متشابكة.أحياناً أجعل تشابكاتى تتعقد و أحياناً أفردها قدامه كبساط بلا ألغاز فأكون مملة.أغادره فيبدو متحيراً حين أذهب.أعود إليه فلا يسأل أين كنت.أنا مستقلة عنه و ساكنة فيه.عقله مسكنى و هو ودوداً جداً معى.لا يحاسبني لماذا ذهبت و لا يجادلني لماذا أتيت.لهذا صادقته.فالرجل إذا صار هكذا قلباً صادقيه.
-- كل إنسان يصادقنى.أنا أصنع مما لديه أبطاله.البعض يسطر بطولاته حين يضعف و البعض حين يقوى.فللبطولات مصادر كيرة.أنا أنزوى من ذاكرته إذا إنطلق من ذاته.ثم أتشبث به حين يعود.كل إنسان قصة و سطورها كالبصمات لا تتشابه.
- أنا التي تتنفس للكاتب أفكاره.تسجل تاريخه.أنا تترجم نبضاته.أنا صدى أنفاسه. دفئه و برودته.أنا سر أرقه و أحلى أحلام منامه. منه أنطلق و إليه أنطلق ككرة مشدودة بيده.أنا التي يرافقنى دون رقيب و يحادثني دون أن يسمعه أحد.أنا أرسم له ما تبصره عيناه و أصف له ما ليس مكتوباً.أنا الذى أعزف له اللحن اللائق.أنا نفسه.أحتفظ بمقاماتي فى أذنيه.المقامات هى المسافة الصوتية بين الدرجات الموسيقية.المسافة بين الصبا أكثر الألحان حزناً  و السيكا  أكثر الرنات بهجة.الصبا و السيكا فى يدى.أباعدها لأثير أشجانه و أقربها لأستنفر فرحه .أتنقل بهدوء و حذر لعل حنينه يستيقظ و أثقل عليه فألهب ثورته.أنا أعرفه و أعرف ما يعرفه.
- واحد داخله. أحمل التشويق كهدية.أنا القصة التي تكتب نفسها بنفسها لنفسها..أجلب من المارة أحداثاً أو من الصفحات أفكاراً. أدمجها فى لوحات متجددة.يمكنك أن تعيد ترتيبى.تقرر أن تضيف أشخاصاً أو تستبعد.يمكنك أن تضيف ألحانك الخاصة و لوحاتك التى تعجبك.أنت ريشة معى لكنك الأجمل من كل قصة و الأهم من كل السطور.
- أنا لكم مزيج من الحلم و اليقظة.أسرارى فى البسمات و اللمسات و الضحكات و الدموع.أنا قصتكم تقتنوننى و أقتنيكم.لا شيء خارج عنكم.أنا خادمة المشاعر.أرضى بكل ما ترضون.أنا قصة أقبل كل السطور.يمكنك أن تكملني أو تدعنى ناقصة.يمكنك أن تجملنى أو تهملنى.تنشغل عنى أو تصطحبنى.يمكنك أن تنسانى أو لا تنسانى.معك القلم فأنت سيدى.أخرج للنور حتماً حتى لو رفضت.
- أنا القصة التي تظل تراود عقل الناس.قصة الناس مع الناس. قد تجدها فى أوراق من يكتبنى و يتهلل بى كطفلته الوحيدة.تمسك بى قبل أن تدور الأيام و يحمل القلب قصة أخرى و ينسانى.أفول لكم نحن القصص لا نخش النسيان لأن الأرض لا تسعنا كلنا.نحن القصص لا نتصارع أبداً لأننا نعلم أن لنا من يتشوق لسماعنا فى زمن ما و مكان ما ثم ننزوى.أعمارنا قد تطاول السحاب و قد تفصر كعمر العصافير.نحن القصص لا نتنافس كالناس و لا نتصارع حتي و إن إجتمعنا معاً فكل منا يعرف أن له قصراً فى أحد العقول أو القلوب أو الروايات.

52
الصعود فى المسيح
عيد الصعود المجيد
Oliver كتبها

- فى البدء خلق الله الإنسان للصعود إليه.وضعنا فى الفردوس و شجرة الحياة مقابلنا.إينما نذهب نراها لأنها وسط الفردوس تك 2: 9.رؤ2: 7كانت السلم الذى به نرتقى إلى ملكوت الآب المعد لنا منذ تأسيس العالم مت25: 34.نأكل منها حسب تدبير الله لنصعد من الفردوس الأرضى إلى الحياة الأبدية تك3: 22.لكن بدلاً من أن نصعد سقطنا فى الخطية فصار قدامنا كاروبيم يحمل سيفاً هو حكم الموت الحاجز بيننا و بين شجرة الحياة الأبدية.2تس2: 7.صرنا نحتاج إلى رفع الموت و استرداد فكر الصعود .
-لكى يبقى الرب يقيننا فى الصعود حتى بعد السقوط فقد أصعد إليه أخنوخ تك5: 24 و إيليا النبي 2مل 2: 11بجسديهما إذ كانت هذه هى الصورة الأصلية التي كنا سنصعد عليها قبل السقوط.كان إصعادهما (مؤقتاً) لتثبيت رجاء الصعود فينا و تأكيد أن الرب لم يتراجع عن خطته فى إصعادنا إليه.
- بدأ الله تدبيره لخلاصنا بالآباء و الأنبياء .عب1: 1 علمنا الله أن نعبده لا لأنه يحتاج إلي عبادتنا بل لكى تصعد قلوبنا إليه و تتعلق أنظارنا بالقدوس و ملكوته حيث سنصعد. كل عبادة و كل صلاة و كل عمل روحى لو لم يرتبط بالسمائيات فلا قيمة له. لذلك تقديم القرابين يسمي إصعاد  1صم13: 10 ,1مل18: 29 و دخول تابوت العهد مدينة صهيون يسمي إصعاد 1 أخ 15: 26 حتي أواني الهيكل إصعاد 2 أخ 24: 14  و إضاءة سرج الهيكل إصعاد خر27: 20.كأن الرب منذ البدء يؤسس فكر الصعود بالعبادة.
 - إن لم تكن الصلاة صعود الفكر للسماء تبق منطرحة فى الأرض لذلك نصلى للرب قائلين نحوك أعيننا.أخ20: 12.إن لم يكن العطاء كنز فى السماء يصبح حرمان بلا جدوى إن لم يكن الجهاد على صورة السماوى فى المحبة لا يعد قانونياً 1 كو13 ,2تى2: 5.ولادة الأرض للموت و الولادة من فوق للحياة يو3: 3 لأن حياتنا فى الصعود.عيدنا الحقيقي هو فى إقتناء فكر الصعود الإلهى.
- صعد رئيس المجد يسوع المسيح إلى مجده.جلس على كرس رئاسته مر14: 62 و مر16: 19.لبس الرب القوة من من بعد التخلى و التنازل إذ جرد الرئاسات الباطلة .كو2: 15.أخذ فى شخصه جسم بشريتنا جالساً به فى سماء السماوات فصرنا فيه في السماء و صار فينا على الأرض .كل عضو فى كنيسة المسيح هو الآن جالس فى المسيح عن يمين العظيمة أف 1.كلنا الآن قدام الآب فى شخص المسيح لذلك هو الوسيط وحده.1تى2: 5.عب8: 6عب12: 24.صعد المسيح ببشريتنا لكى يفتح لنا طريقاً للصعود معه يو20: 17.يو12: 32.عب10: 20.لهذا كل من هو خارج عن المسيح لن يصعد.كل من ينكر إيمانه لن يصعد.
-عيد الصعود ليس حدثاً تاريخياً بل حياة نقتنيها.وجود المسيح على قمة أولوياتنا هو عيدنا الحقيقى.صعوده ليكون أول الكل و رئيس الحياةأع3: 15 هو مكانه المستحق.لو لم يملك المسيح على القلب فما جدوى الإحتفال بعيد الصعود ؟ ليعلم المؤمنون أن المسيح رئيس الإيمان عب12: 2 و ليعلم الرعاة أن المسيح رئيس الرعاة 1بط5:4.ليعلم الكهنة أن المسيح رئيس الكهنة عب3: 1 و يعلم المشتاقين إلى المسكن الأعظم أن المسيح هو رئيس ذاك المسكن عب9: 11.إن رئاسة المسيح هى الصعود الحقيقي لنا لأنه مكتوب أن الرئاسة على كتفيه إش9: 6.فأى رئاسة لا تخضع للمسيح تسقط أما رئاسة المسيح فهي عيد للصعود.
- حين صعد إلى الجبل ليعلم صعد بنا المسيح متمم الناموس لكي يصعدنا من مستوى الناموس إلى العهد الجديد.مت5: 17.مت26: 56.لو7: 1.هذا يفعله مع كثيرين يصعد بهم و فيهم كما فعل مع السامرية.معلم ثم نبي ثم مسيا ثم ذهبت تكرز بإنسان قال لها كل ما فعلت فأجابها السامريون هذا ليس إنسان فحسب بل هو مخلص العالم.هذا المسيح يرتقى بالنفوس لتصعد فيه و يصعد بها إلى حرية المجد.يو4.
-نفرح بصعود المسيح لأنه أوصانا بالفرح به بقوله لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون بأني أمضى إلى الآب.يو14: 28 .ليس فى الثالوث أقنوم أعظم من الآخر.لكن فى حالة التخلى قبل الفداء كان الإبن فى صورة  عبد لا تساوى حقيقة عظمته المساوية لمجد الآب . أما بعد الصعود فليس الآب أعظم من الإبن و لا الإبن أعظم من الآب.بعد أنتهاء التخلى عاد  إلى مجد وحيد الآب.يو1 هو منذ البدء مساوى للآب فى الجوهر و مجده أزلى.هذا الإعلان تم جزئياً حين إعتمد المسيح ثم (صعد) من الماء فتم الظهور الثالوثى المساوى فى الطبيعة و المجد .ظهر الآب فى الإبن و ظهر الإبن فى الجسد و ظهر الروح على هيئة جسمية فكان هذا صعوداً يبين حقيقة المسيح أما صعوده النهائى فقد تم بالكمال بعد القيامة إذ صعد بجسدنا إلى حيث لم نكن نتصور أن نوجد معه فى تلك الأعالى.المسيح أخذ كنيسته فى الأعالى فلنفرح بهذا و نسبح.
- كل مرة يذكر الوحى أن المسيح صعد يكون الحدث عظيماً.صعد إلى الجبل و علمنا الإنجيل الذهبى مت5: 1.صعد إلى السفينة فسكت الريح مر6: 51 صعد إلى جبل تابور و تجلى مر9: 2 كل صعود ببركاته أما الصعود الأبدي فلا إحصاء لبركاته .لذلك نريد صعود المسيح و نحتاجه تماماً كما نريد فداءه عنا لأن صعوده بنا هو الغاية التى من أجلها نزل إلينا.لكي كما لبسنا صورته على الأرض قبل صعوده نلبس صورة السماوى بعد صعوده لكي نقدر به أن نعيش معه فى السماء.1كو15: 49.

53
أنت وحدك الطريق يا يسوع
Oliver كتبها
- لكي تتضح لنا شهادة المسيح أنه هو الطريق يلزمنا أن نعود للشعب الأول إسرائيل.إذ أخرجه الرب من أرض العبودية واعداً إياهم أن يقودهم إلى أرض لم يروها و لا يعرفونها خر3: 8.خرجوا من تبعية فرعون إلى تبعية المسيح.لا موسي النبي و لا إسرائيل استخدم خريطة أو عالم فلك.فقط تبع الطريق الوحيد المنظور قدامه الذى هو عمود النار و السحابة.دخل فى غيم الرب .كان يرتحل و الرب قدامه يسير.كانت المسيرة للرب ليس للشعب أما الشعب فكأنه على سحابة الرب محمول.الطريق كان متكفلاً بإحتياجات الرحيل.في الطريق أمان السحابة و نور إلهي من عموده المنتصب .فى الطريق صخرة تبعث ماء الله و خبز المن النازل من السماء.كانت تكاليف الطريق على حساب الطريق ذاته.فإرتحلوا بغير علم بالنهاية لكن بثقة الغالبين لأن موت الأبكار لم يفارق مخيلتهم.هكذا صار المسيح بكر للجميع.نتبعه فهو الطريق الوحيد المرئى.معه لا نبحث عن نهاية للطريق بل بقاء في الطريق.المسيح لم يقل مرة أنه سيأخذنا للسماء بل قال سآتى و آخذكم لتكونوا معى يو14: 3 و يو17: 24.وجودنا في الطريق هو الأبدية..لذلك بقي إسرائيل أربعون سنة فى البرية لكي يتعلم هذا الدرس فليست كنعان الأرضية هي الخلاص بل المسيح.
-المسيح ليس طريقاً نختاره من بين طرق أخرى بل هو الوحيد الطريق .لذلك حين نؤمن أن المسيح هو الطريق فنحن نؤمن بتفرده .لا يمكن أن نصل إلى أي شيء من غيره.ينبغى أولاً أن نتحد به و هو يوصلنا إلى ما يعيد جمالنا و يتمم خلاصنا ويديم حياتنا و يضمن أبديتنا و ميراثنا.عب10: 20 نؤمن بالمسيح إلهاً وحيداً فى ربوبيته 1تي6: 15. المسيح الطريق الوحيد الذى من يشترك فيه يتحد بالحياة والخلاص و الأبدية ,1يو4: 9, يه1 : 25 يو3: 16 المسيح طريقنا الوحيد إلى الآب لأنه وحيد الآب و الوحيد الذى يجذبنا إلى الآب.المسيح الطريق الذى فيه يتحد المؤمنين لأنه الوحيد بين البشر فى طبيعته و كماله و بره يو1: 14يو3: 18,يه1: 4.يو14: 6.وحيد الآب و وحيد البشر.
-الحياة الأبدية متاحة لكل من يؤمنون بشخص المسيح ذاته.المسيح ليس شخصاً يحمل رسالة الإيمان بل شخصاً إلهياً من يؤمن به ينال الحياة.مت7: 21-27,رو3: 22لسنا ننال الحياة كمكافأة منفصلة عن المسيح بل نحيا به شخصياً فهو حياتنا1يو4: 9.لأن المسيح إيماننا و حياتنا فهو الطريق الذى فيه نعيش مسيرتنا كل لحظة.هو رجاؤنا .كل ما نحتاجه متوفر فى شخصه القدوس و من يتحد به فالحياة تثبت فيه.الأبدية ليست زمناً طويلاً بل وجوداً حقيقياً فى جوهر الأبدية يسوع المسيح.يو17: 3.
- قال الرب يسوع لتلاميذه :و تعلمون إلى أين اذهب و تعرفون الطريق .لم ينتبه التلاميذ لعبارة و تعرفون الطريق فقالوا لسنا نعرف الطريق لأنهم ظنوا أن المسيح يكلمهم عن مكان أرضى سيذهبون إليه و هم يجهلونه فأجابهم الرب يسوع.أنا هو الطريق.ففهموا أنهم طالما يعرفون المسيح فهم يعرفون الطريق.يو14.لكى يعلم كل بشر أن المسيح الطريق ليس مكاناً نذهب إليه بل كياناً يأتى إلينا و يتحد بنا.
- كل الطرق تبقى فى الأرض و ترتبط بها.أما المسيح فهو الطريق الصاعد إلى السماء لذلك لا نفهم قوله أنا هو الطريق بمعني مادى بل سماوي فهو الطريق السمائى.يو3: 13.عب10: 20.
-السيد المسيح هو الطريق الذى يصحح كل طرق الإنسان.هو الطريق المستقيم 2بط2: 15.
- سبع مرات أعلن المسيح أنه يهوه بقوله أنا هو.أنا أهيه.لا يمكن أن ندرك هذه الإعلانات السبعة من بينها:أنا هو الطريق من غير الحياة مع المسيح.لا يوجد طريق ومسيح  بل المسيح هو بذاته الطريق.كما لا توجد حياة منفصلة عنه و لا قيامة أبدية من غيره. المسيح طريقنا و فكرنا و مصيرنا.لهذا يعلم الوحى أن من يتبع الأنبياء الكذبة هو مجدف على طريق الحق يسوع المسيح 2بط2: 1-3.طريق البر.
- حياتنا على الأرض رحلة للتعرف على الطريق .مسيرة حب مع المسيح.خلالها سندرك إلى أي مدى هذا الطريق يتسع للكل.ندرك مع جميع القديسين ما العرض و الطول و العمق و العلو.هذه إتجاهات المسيح و قدراته.هذه هى تفاصيل الطريق التي نعرفها بالإنقياد للروح القدس.هذا هو المسار الإلهي.أف3: 18.
-المسيح هو الطريق و الروح القدس هو بوصلة الطريق.يشير على المسيح و يقودنا فى الطريق فى المسيح. الإنجيل هو معالم الطريق الحى  و تفاصيله أما القديسون فهم أنوار فى الطريق يشهدون له.من يقتنى كلمة الله يرى الطريق بقلبه و بالروح القدس يدرك حلاوة الطريق .يظلله سلام الطريق  كالسحابة كل الوقت. يفرح بكل خطوة يتقدمها فى المسيح.يلفت أنظاره آفاق جديدة يأخذه الطريق إليها.يتأمل الوجود فى الطريق و يتأمل السمائيات أيضاً.الحياة فى الطريق ميراث لا يفنى و لا يضمحل.المسيح هو الطريق الذى بلا نهاية.

54
خبز القيامة و الحياة
Oliver كتبها
- غادر تلميذى عمواس أورشليم التى إمتلأت بأخبار العجيبة و أحداث مذهلة.موت المسيح منذ يومين زلزلها و في زوايا شوارعها ظهرت أرواح قديسين كثيرين.إنقضى السبت الذى منعهما من السفر . حدثت زلزلة من جديد فجر الأحد و المريمات عادت إلي العُلية بأخبار لم تُسمع من قبل.قالت المريمات أن المسيح قد قام و ظهر لنا.أما التلميذان فلما سمعا الأخبار إرتديا عباءة للتخفى و تركا العلية و من فيها خلف الأبواب المغلقة.
- صارت لهما أورشليم عبئاً و أخبار القيامة أرهقت العقل المرتبك .القادمون إلى الفصح لم يغادروا أورشليم فعيد الفطير ما زال بعد لكن الزلازل المتوالية أخافت الناس فلم يعد للأعياد معنى و الناس زهدت فى خبز المشقة تث16: 3 لذا قررا العودة إلى عمواس مدينة الكروم.تركا الخبز فى أورشليم عائدين للكروم في عمواس.إثنى عشر كيلو بعيدا عن العلية.الطرق خلت من الجنود و الفريسين معاً.تركا الخبز القديم  قرب الهيكل المنشق لكن الخبز الجديد يلاحقهما فهما للمسيح تلميذان غاليان.
- العبوسة و الحزن الردئ توأمان من بطن اليأس و الإحباط 2 كو7: 10.كانا التلميذان يسيران كالأموات و على نفس درب الموت يمشى من يتبع المسيح من أجل أغراض خارج المسيح.لكن الرب يسوع قد سبق و أخبرهم أنهم سيحزنون و أنه سيراهم ليحول حزنهم إلى فرح.فالقيامة سر الأفراح المسيحيين و العيد الأبدى.يو16: 22.الخبز الحي يحول الميت إلى حي.
- فيما كان الرب يسوع مزمع أن يعلن عن نفسه بسر الإفخارستيا فقد أراد  أولاً أن يتقيأ التلميذان افكار العالم التى جلبت عليهم الهم و اليأس.لكي يؤهلهما لنوال شركة الفرح و ما زال يسأل المتقدمين للتناول نفس السؤال. مَا هذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟ لو24: 17.إنه يسير معنا كي ينتشلنا من وسط الأشواك لو8: 14.
- من يغترب عن المسيح ير الجميع غرباء عنه حتي المسيح نفسه.من يعط ظهره لأورشليم السمائية لن يفهم أحداث أورشليم الأرضية.من يتحد بالمسيح يفهم و يعاين و يشهد و شهادته حق.
- ما أجمل مسيح القيامة و خبز الحياة.فكما ساير الخبز الشعب القديم في غربته فى البرية  خر12: 39 كذلك ساير المسيح  الخبز الجديد تلميذيه .كان إسرائيل يحمل العجين أما نحن فنحمل خبز الحياة لأن العجين قد دخل في نار الآلام و صار شهياً للأكل و قام فينا لندرك أنه حي.
- سارا نحو عمواس فسار مثلهما في نفس الإتجاه.كثرت الأسئلة في قلبيهما و هم يجهلون الإجابات  فتقدم نحوهما المسيح و سألهما عن الأحداث كمن يجهلها.إذ قالا للمسيح كنا نرجو فيه أنه مخلص إسرائيل حسب النبوات التي نعرفها فإبتدأ من النبوات يفسر و إبتدأ قلبيهما يلتهب. لما وصلا بيتهما لم يدعى أنه وصل بيته  فتظاهر أنه متجه لأبعد من هذا لأنه يعلم كيف يغير البيت الحجري إلى بيت لحمي بإتحادنا بجسد و دم المسيح .فلما صنع لهما سر الشكر صار قلب كل منهما بيت المسيح الحى هنا وصل المسيح البيت المنشود و مكث فيهما.يو5: 39 و40. يو6: 35.
- سار المسيح  الإثنى عشر كيلومترات.سار معهما ثلاث ساعات ثم دخل البيت و كسر الخبز  فى أطول ظهور للمسيح بعد القيامة يجيب الأسئلة و يزيل الحزن و يرسم إبتسامات الفرح علي تلميذيه الحبيبين فما أجمل مسيح القيامة الحنون يصنع من اليائسين شهوداً. وكما بقي ثلاثة ايام في القبر ثم قام,الآن أيضاً لثلاث ساعات من التعليم بفمه الإلهى  يدحرج الحجر من القلب. حز11: 19 حز36: 26. كما حدث حين اسس سر الشكر كلم تلاميذه أولاً بكلمة الحياة فأنتعشت أرواحهم ثم ناولهم ليثبت فيهم.هكذا مع تلميذى عمواس كان يتكلم و ينير مفارق النفس و الجسد و الروح ثم بعدما تنقى القلب بالكلام الحي ناولهم.يو15: 3.فثبت فيهم المسيح و شهدوا له.كذلك يحدث الآن في قداساتنا نتمتع بتفاسير النبوات و كلمة إنجيل المسيح أولاً ثم نتقدم للخبز المكسور.
-القديسان لوقا الإنجيلى و كليوباس البار صارا قدوة لمن يكتشف المسيح بالإتحاد به لنعاينه بالقلب.
- لا تفسير للقلوب الملتهبة سوى أن المسيح يتكلم فيها.فمتي إلتهب القلب يبدأ شوق الإتحاد بالحياة الأبدية في المسيح يسوع.تزيد تطلعات الإنسان الجديد فينا لنتعرف أكثر و أكثر على شخص الرب يسوع إذ بالروح القدس نجيد السمع 1 كو2: 13 .يصبح مشتهى النفس التي تسمعه يتكشف للأعين الأقنوم الثانى و تنجو النفس من جهلها به.كلمة الله تنقينا للإتحاد بمصدر النقاء و القداسة يسوع المسيح المتجسد الواهب نفسه حياة و خلاصاً و مغفرة للخطايا لمن يأكله.يو6: 51 و54.يو11: 25.

55
المنبر الحر / جهاد يوسف زيدان
« في: 22:38 27/04/2020  »
جهاد يوسف زيدان

Oliver كتبها
-حين يعتبر يوسف زيدان أن الإرهاب فضيلة و أننا لا يجب أن ننعت داعش بأنهم إرهابيون  بل مجرمون فقط لأن الإرهاب فضيلة إسلامية فلا نتعجب كثيراً .أما عندنا فالإرهاب و الإجرام أمر واحد.
- هو يجيد القراءة الإعلامية و لا يعرف شيئاً عن القراءة العلمية. يختلق مما يقرأ  عناوين للشهرة للترويج لنفسه كصاحب رؤية.لا يفصل بين رأيه الشخصى و بين الحقيقة فيظهر للمشاهدين أنه صاحب فكر.يتاجر بأفكار غيره لأنه بائع للثقافة أما المفكر فهو صانع للثقافة.المفكر الحقيقي يبحث و يتقصي و يدلى بما عنده و أدلته علي رأيه بينما الساذج مثل زيدان فهو يدلى برأيه و يترك الناس تبحث له كيف تثبته؟
- يوسف زيدان مجرد تاجر يتاجر بالإدعاءات  على غيره.يستأجرونه في الإعلام عند الحاجة لشَغل الناس لكى يختلق أمراً يختلف عليه الناس.هذه مهنته و هي ليست مهنة مفكر بل مهنة القرصنة الفكرية.
-حين يخترع زيدان آية من قرصنته علي الإنجيل و يغير ألفاظها و محتواها لكي تتفق مع أغراض من يستأجره فهو مزيف للواقع و مدلس على الحقيقة.فيما كان منشغلاً في التدليس و كانت الكنيسة منشغلة في المسيح المصلوب الذى رفض أن يقاوم صالبيه بل غفر لهم جهلهم و لم يمارس هذا الجهاد المزعوم.
- لا يوجد في الكتاب المقدس آية تقول :جاهد في سبيل يسوع كما يجاهد الجندى الصالح في سبيل سيده؟ هذه آية زيدان وحده.في الإنجيل يا سيد زيدان لا يوجد جهاد في سبيل يسوع. الله لا يحتاج إلى جهاد المسيحيين من أجله يو18: 36 .الجهاد عندنا هو من أجل خلاص النفوس.من أجلى وحدى و ليس من أجل يسوع.جهاد من أجل حياتنا الأبدية و لا توجد فيه اية مكاسب أو توسعات أرضية 1 تى 6: 13.الجهاد عندنا جهاد روحى.كل شروطه روحية و كل مجالاته روحية.هو جهاد ضد ما يمنعني من عشرة المسيح .كالخطية و محبة العالم و إبليس عب 12: 4.هذه هي خصومنا و هي لا تحتاج إلي أن نعد لهم ما إستطعنا من قوة و من رباط الخيل لكنها تحتاج إلى أن يقمع الإنسان جسده 1 كو9: 27 و يخضع لوصية الإنجيل و يعيش كما يحق للوصية .فى 1 :27.الجهاد في إنجيلنا ليس خارجياً بل داخل النفس 1 كو9: 25.لذلك بكل وضوح أسلحة محاربتنا كلها روحية و ليست مادية أو جسدية.2كو10: 4.
-الجهاد عندنا هوالإستعداد للقاء الحق بالحق و لحياة البر بالبر.أف 6: 14.الدرع عندنا هو الإيمان و المحبة و الخوذة عندنا هي الرجاء في المسيح 1 تس1: 5.أسلحة محاربتنا ليست جسدية و هي قادرة أن  تهدم حصون عدونا إبليس و ظلمته لذلك لا نلبس له سيوف بل نلبس أسلحة النور و بها نغلب 2كو10: 2و 3.
- مسيحيتنا هي إيماننا بالمسيح و بهذا الإيمان قُهرت ممالك و صارت النار هزيلة قدامنا و نجونا من حد السيف بغير سيوف.عب11: 33-40. أما الذين عذبوا فلم يجازوا عن شَرّ بِشَرّ .رو12: 17.
- تتهم بولس الرسول بأنه يروج لمفهوم الجهاد الإسلامى و أنت مروج للكذب.فبولس الرسول جاهد الجهاد الحسن 2تى 4: 7.فقل لنا يا سيد زيدان كيف جاهد ؟هل قتل؟هل كون جيشاً ؟هل كسب أرضاً ؟هل غير معتقدات الناس بالإكراه؟ هل أحلً ممتلكات غير المؤمنين و أعراضهم؟ لقد جاهد بولس الرسول الجهاد الحسن و هو غير الجهاد الذى تعرفه.بولس أكمل السعى و حفظ الإيمان و لم يترك خلفه مملكة مسيحية و لا رتب لغزو البلاد.لم يأخذ جزية بل كان يعيش من عمل يديه.أع20: 34 .غريب أنت عن الجهاد المسيحى.
- أنصحك ألا تتعرض لإنجيل المسيحيين فالأطفال عندنا لديهم الردود على أفكارك عن الإنجيل.فلا تعرض أفكارك الهشة كأنها معتقداتنا. الإنجيل أكبر منك والأطفال الأصغر عندنا مستنيرون فلا تحاول التدليس.حين يستأجرونك مرة أخرى إبحث لك عن مجال آخر تمارس فيه جهادك الإعلامى يا سيد يوسف زيدان.

56
الكرازة في الجحيم
سبت النور – درب الصليب -8-
Oliver كتبها
 -ثلاثة ايام تفكر المريمات في تجهيز الحنوط و السبت يمنعهن من العمل أما رب السبت فقد نزل إلي الجحيم ليعمل.بين الذين ماتوا علي رجاء و الذين ماتوا بلا رجاء هوة عظيمة.لأن الذين رقدوا علي رجاء لا يحتاجون لكرازة فلهذا عبر و كرز للآخرين الذين ماتوا و هلكوا.عبر المسيح الهوة و كرز.
- لكى نفهم كرازة المسيح في الجحيم نبهنا  الكتاب أنه في تلك اللحظات كان مماتاً في الجسد و لكن محيى في الروح. كان ثلاثة ايام حي و ميت معاً.إنفصلت روحه الإنسانية عن جسده الإنساني فهو ميت, لكن اللاهوت لم ينفصل لا عن روحه و لا عن جسده فهو حي, لذا قال المرتل: لم تترك نفسي في الهاوية و لم تدع قدوسك(أي الجسد)  ير فساداً -بسبب إتحاده باللاهوت- مز16: 10  أع2: 27 .ثلاثة أيام يكرز في سجن الأرواح فيما ظن الذين علي الأرض أن المسيح مات كما يموت الجميع. 1 بط 3 : 18-19.
- حين شبه الرب موته بيونان كان يقصد الكرازة في الجحيم أيضاً.لأن يونان فى كرازته مكث ثلاثة ايام في بطن الحوت .كان يونان يسجد و يعبد .كان يونان في حكم الميت و هو حي كذلك المسيح أيضاً. و رغم أن يونان لم يكن مطيعاً في بادئ الأمر أما المسيح فقد أطاع حتي الموت فى 8:2.
-في إنجيل مارلوقا يقول :لأن إبن الإنسان جاء –يطلب- و يخلص ما قد هلك.لو19: 10.ما قد هلك تنطبق حرفياً علي الذين في الجحيم.كما أن القديس لوقا كتب الإنجيل للأمم التي  كانت هالكة بلا إله أف2: 12  و تحتاج من يطلبها لكي تخلص لأنهم كيف يسمعون بلا كارز رو10: 14.المسيح طلب أي كرز للذين هلكوا بالفعل و نزلوا الجحيم. المسيح  يتكلم مسبقاً عن الكرازة في الجحيم..أما مار متي فلم يذكر كلمة ( يطلب) بل قال أن إبن الإنسان جاء ليخلص ما قد هلك.لأنه كتب الإنجيل لليهود الذين تمت كرازتهم بالفعل بالأنبياء ثم  بشخص المسيح ذاته.و ما تبقي لهم سوي أن يقبلوا المسيح.
- في بداية خدمته أعلن رسالته واضحة.روح الرب علي لأنه مسحني لأنادى للمسبيين بالعتق إش 61: 6 لو4: 18 فالمسيح وضع في قلبه أن يخلص الجميع لأنه مخلص العالم و لم ينس المسبيين في الأسفل. طلبهم حتى تجهزوا للصعود معه للعلاء أخرجهم من سبى إلي سبى .من سبي الجحيم إلي سبي المحبة الأبدية و تم المكتوب إذ صعد إلي العلاء سبي سبياً و أعطي الناس عطايا أف 4 : 8.
- أما لغة الكرازة في الجحيم فلا نعرفها.لكن المسيح سبق أن تكلم مع موسي الخارج من الجحيم علي جبل التجلي و كما يتكلم االله الروح مع الملائكة الأرواح هكذا بنفس القياس كرز المسيح في الجحيم  بروحه للأرواح.أما و نحن في الجسد لا يمكننا أن نفهم لغة الأرواح لذلك سمح الرب لتلاميذه بالنوم حين كان يتكلم مع موسي و إيليا و لما أستيقظوا لم يسمعوا شيئاً بل شاهدوا التجلي قبل نهايته مت17: 2 . لغة  كرازة فريدة من الوحيد الجنس.
-  الكرازة في الجحيم سبقها تهيئة.كما أرسل الله الأنبياء للذين علي الأرض كذلك سمح لموسي النبي أن تخرج  روحه من الجحيم و يقابله علي جبل التجلي و يعود للجحيم.موسى كان روح تهيئ الأرواح لمخلص الأرواح. حاملاً رسالة المسيح ليمهد لعبور المأسورين مثلما إستئمنه الله فيما سبق لعبور شعبه من أرض العبودية إلي كنعان.كذلك تمجد الإبن  بموت حبيبه لعازر أربعة ايام و أستئمنه علي الإعداد لكرازة المسيح في الجحيم.كرز للأرواح عن قرب الخلاص.
 - لم تكن الكرازة في الجحيم أمراً هامشياً في رسالة خلاص المسيح لأن خطة خلاصه للجميع مكتملة الأركان.الذين غابوا عن العالم الحاضر لم يغيبوا عن عينيه و لا تغاضى عن محبتهم.تمم وعده للهالكين كما يتمم وعده نحن الذين لم نكن موجودين.المسيح له المجد خلص كل الذين الذين قبلوه بكماله.

57
خميس العهد و بيت الثالوث
Oliverكتبها
الماء و الفصح و السيف
- في اليوم الذي ينبغي فيه أن يذبح الفصح.أرسل معلمنا الصالح بطرس و يوحنا ليعدا الفصح.أخذ بطرس سيفه الصغير و أخذ يوحنا قلبه الكبير.و ذهبا حيث أرسلهما السيد. المسيح يطلب سيفاً و قلباً.أما السيف فلكي يضعه المرء حداً بين الوصية و الخطية و أما القلب فلكي يضعه المرء حباً فيمن وضع نفسه حتي الموت.
- السيف صليب الذبيحة و جرة الماء لتطهير من يتقدم للذبيحة.وعلامة بيت الفصح هي الرجل حامل جرة الماء. الفصح و الماء متلازمان. جسد المسيح و دمه وعمل الروح القدس للتطهير متلازمان أيضا.ً
- أوصي مسيحنا الحلو التلميذين أن يتبعا الماء و حامل الجرة رمزاً للروح القدس الذي يقودنا للمسيح. حيثما يدخل ندخل لأنه يدخلنا إلي خباء الثالوث لندرك أعماقه.لذلك ليس مستغرباً أن الموضع الذي تم فيه الفصح كان هو نفس الموضع الذي حل فيه الروح القدس علي الكنيسة الأولي كألسنة نار.فالآب أرسل الروح القدس هنا و الإبن قدم نفسه ذبيحة هنا.هنا بيت الثالوث.هنا في قلبك أيضاً يا من تأخذ جسد الرب و دمه.
- بطرس ذبح ذبيحة الفصح بالسيف فكان عمله مكرماً و في المساء قطع بطرس أذن عبد رئيس الكهنة بنفس السيف فكان مُلاماً.الإنجيل كهذا السيف له وجهان إما أن تحيا به أو يدينك هذا ما قاله معلمنا.
- إنطلق التلميذان لكي يعدا الفصح ويا للعجب لقد وجدا الأمر كما قال لهما مخلصنا الصالح كان هناك رجل حامل جرة الماء سبق و أعد العلية .و ملأ الماء في جرته.و بقي السؤال....من الذي أعد الفصح؟ هل هما التلميذان أم يسوع الذي رتب الأمر, لأنه لما ذهب التلميذان وجدا كل شيء كما أخبرهما به ؟ هذا ما يحدث كل مرة تتقدم فيها لجسد الرب و دمه.يبدأ الكاهن خدمة إعداد المذبح لكن الحقيقة أن المسيح أعد كل شيء حتي المتناولين من قدساته.لم يجدا التلميذان ما يعداه.فالعلية مهيئة و حامل الجرة يملأ الماء للجميع .كأنهما ذهبا فقط ليكونا شاهدين لعمل المسيح للبشرية فذبحا الفصح القديم و إنتظرا قدوم الفصح الجديد.هذا هو دور الكهنوت الجديد,الكاهن هو الشاهد الأمين الذي ينتظر حضور السيد علي مذبحه. هذا ما حدث في الفصح.أنت تستعد للذبيحة و لكن الذبيحة هي التي تعدك.لو22.
علية صهيون
- كما يقودنا الروح القدس للسمائيات هكذا قادهم حامل الجرة إلي بيت مرتفع عن الأرض هو بيت مريم أم مرقس الرسول الذي صار معروفاً بإسم علية صهيون لأنه قابع علي جبل صهيون.قادهم حامل الجرة إلي المصاعد و أوصلهما إلي فوق لكي يستعدا لما هو أعظم.دخل التلميذان البيت.من الداخل يبدو فقيراً بسيطاً لكنه كالمزود.قيمته في المولود نفسه.هكذا العلية.و هكذا أنا و أنت.قيمتنا في الساكن فينا.في مسيحنا.
للعلية طابقان.إذا وقفت في الطابق العلوي ستنظر أمامك قبر داود النبي و قبر سليمان أيضاً.يبدو أن المذبوح هنا علي صلة بداود و سليمان؟هو في الحقيقة إبن داود و أعظم من سليمان.هذا البيت يشبه العهد القديم.يأخذك لتصعد فيه إلي العهد الجديد حيث تتقابل مع المسيح تأخذه و تأكله و تشربه.سبع درجات بين الطابقين.سبعة هو رمز عمل الروح القدس في الكنيسة و في أسرارها السبعة.
من شرفة العلية أيضاً يمكنك أن تبصر جناح أو حجاب الهيكل المرتفع.هذا الذي إنشق نصفين وقت الصلب. قبل أن ينشطر الهيكل القديم و يتحطم.سبق رب المجد و أعطاناً هيكله الحي هيكلاً ليس لكي ندخله إنما لكي يدخلنا و يسكننا و نتحد به.هيكلاً نأكله إذ ليس فيه حجارة القديم.هيكل العهد الجديد حيث يجتمع الثالوث مع الإنسان.من يناله يصير هو أيضاً بيت الثالوث.
سر الأسرار
شكر و كسر و أعطي....هذه ثلاثة أفعال تجمع مكاسب العهد الجديد كله.فالشكر هو إعلان الآب بواسطة الإبن.و الكسر هو كل ما صنعه الإبن للبشرية كي يقدمنا للآب متصالحين.و العطاء هو عمل الروح القدس الذي يأخذ مما للمسيح و يعطينا فنقتني حتي شركة الثالوث.
الشكر محا خطية عدم الشبع التي سقط فيها أبوينا في الفردوس.و الكسر محا الموت الذي جلبته علينا الخطية.و العطاء عوضنا عن كل ما فقدناه بالخطية.لهذا شكر و كسر و أعطي.
الشكر للآب و الكسر للإبن و العطاء بالروح القدس.هذا السر هو سر الثالوث..
هذا هو التحقيق لمثل عرس إبن الملك.هنا نفهم ماذا يقصد بأن المائدة معدة.هنا نفهم قصد النبوة – هيأت قدامي مائدة- هنا نفهم لماذا قلب موائد الصيارفة.لأن المائدة جديدة و ما عليها مجاني  فما الحاجة لصيارفة و شواقل.مجاناً أخذنا الأغلى من كل كنوز العالم.
- لما نظر إلي الآب إلي فوق شكر و لما نظر إلي نفسه كسر و لما نظر إلينا أعطي
- بين شكر و أعطي كان كسر الأبن علي الصليب.لأنه الوسيط الوحيد لنا مع الآب.
-هذا هو العهد.أن الآب يري دم الإبن فيأمر الموت المهلك أن يعبر عنا.هذا هو العهد ليس مكتوباً بورق و حبر.بل بجسد و دم.هذا هو العهد الجديد الذي لا نقرأه بل نأكله و نحيا به و نثبت فى في المسيح إلى الأبد.

58
عرق يسوع الدامى
خميس العهد   درب الصليب -6-
Oliver كتبها
-إلي جثسيماني بستان الزيتون ذهب المخلص.جثسيماني أي المعصرة.هناك إعتاد أن يصلي في المعصرة والناس نيام ليجوز بنا المعصرة وحده.
- في تاريخنا بساتين متعددة.لما ترك الرب لنا مسئولية أول بستان أفسدناه.كان الفردوس كله حلو فجعلناه مُراً و حصدنا من المُر موتاً و صرنا بالوجع نزيد و بالعرق نعيش.تجسد المسيح و أخذنا إلي بستان الزيتون كي نشاركه الصلاة لكن الجسد الذى إعتاد الضعف نام أما هو فتوجه من آهة بحجم الوجود و عرق لكي نعيش بعرقه و نأكله خبزاً علي الصليب.إستيقظ وحده إبن الإنسان يحارب حروبنا.هناك صار يتوجع عوضاً عن وجع البستان الأول و يتعرق حتي الدم ليرنا إلى ما هو أفضل من البستان الفردوس الأول. البستان الثالث  لما أكمل خلاصنا ظهر لنا  فيه قائماً و تراءى للمجدلية.عادت لنا الأرض بستان النصرة عوضاً عن الكسرة.الآن نحن ننتظر بالروح بستان الملكوت.لننعم أكثر مما فقدنا.و نحيا يوم التعويضات بلا نهاية.
- لما أكمل الزارع بستان إنجيله لكي نتريض فيه لخلاصنا دخل بستان جثسيماني لنعاين كيف فى معصرة الزيتون يعتصر قلب فادينا يأخذ على عاتقه أحمالنا المستحيلة لنأخذ نحن حمله الهين.
- القلب الرقيق يحمل أثقال العالم كله.لم يكن الثقل في الصليب  الخشبى بل في الخطية أما الصليب فهو سلاح نجاتنا.جاءت الساعة التى فيها تلقى على كتفيه كل الأحمال.هناك في البستان يحمل المسيح خطايا العالم كله كما أشار عليه المعمدان.خطايا الذين هلكوا و ذهبوا إلي الجحيم.خطايا الذين في العالم و خطايا الذين يأتون حتي النهاية.كان الحمل ثقيلاً و كان النوم في أعين تلاميذه ثقيلاً أيضاً كالموت.ليس ممكناً وصف قدر الأحمال التي حملها الحمل الوديع البرئ.كان يتمزق في داخله لكنه يصلي؟ كيف يصلي حاملاً هذا كله؟لولا أنه بلا خطية ما إستطاع أن يتحمل منه شيئاً.لكن صلاته نجاة لنا.شفاعته تحيينا نحن الموتي كتلاميذه النيام. لما حمل آثامنا ظل يتضرع أن يعبر الكأس عنه.
- نزف المسيح بكل جزء في جسده.العرق و النزيف إختلطا.الدم يخرج مع الماء تماماً كما حدث علي الصليب.حبيبي أبيض و أحمر.العرق الدامي يسيل لأن أوجاعنا ثقلت عليه.كمن يحمل جبلاً بل جبالاً.جسده في الداخل ينفجر.شعيرات الدم تغادره و تموت و تنبثق خارجة منه مع العرق.المسيح مات بكل خلاياه في البستان ثم أكمل موته علي الصليب.لم يكن العرق سوي موت.لم يكن الدم سوي فقد للحياة.و نحن نيام لا ندر ماذا يحدث في قلب السيد.نرسم البستان بمهارة لكن من يعرف أن يرسم لنا في البستان المرارة.
- حين شرب كأس لعناتنا صار بعرقه يغسلنا و بدمه ينضح بالزوفا أي الصليب فنطهر.غسل أقدامنا بالماء و غسل قلوبنا بالدماء.مدينون نحن له بالوجود بالأنفاس بالخلاص بالأبدية.يصلي أن نتحد معه و نحن عنه منفصلون.ما طول أناتك يا زارع البستان.علمتنا أن الصلاة لا تمنع الخائن من التواجد علي مقربة لكن متي أتي بجنوده يسقطون عند قدميك.
-عرق الرب جهاد داخلي.لأن الحكم القديم بعرق جبينك تأكل خبزاً صار وصية روحية لا عقابا جسدياً.بجهاد و صراع ننتصر و المسيح في البستان جاهد حتي الدم فتصبب عرقاً دامياً.من لا يعتصر قلبه بالتوبة كيف يحتسب في شركة آلام المسيح.هذه هي الصلاة المقبولة التي تخرج فيها الكلمات كمن يسلم أنفاسه الأخيرة.من يضع حياته في يدي الآب غير مبال لشيء من حوله.صلاته مصنوعة في كل مسام جلده و خلايا جسده كالعرق الدامي فتخرج لا من فمه فحسب بل من كل ما في كيانه .هكذا فعل معلم الصلاة في البستان.لكي إذا ما تلاقت صلواتنا مع ملمحاً من ملامح صلاة يسوع صارت مقبولة .فلا صلاة تصعد إلي السماء  و تجد قبولاً بدونه  .لأن مجد الآب المعلن في المسيح يتكرر مع الذين يتعلمون كيف صلي المسيح بالعرق الدامى.

59
.تجارة الأطياب
أربعاء البصخة – درب الصليب -5-
Oliver كتبها
- يسوع الحلو ملك السلام صار مصدراً للقلق للذين خاصموه.آياته أزعجتهم لا خطاياهم.تجاهلوا عبوديتهم و سألوا كيف نتخلص من محرر العبيد.إذ لم يجدوا قوة قدام وداعته قالوا فليمت إنسان واحد عن لجميع.
إنطلقوا يستثمرون بخطاياهم في تجارة الموت.باعه التلميذ الخائن بينما كانت النفوس المحبة للمسيح بقلب نقي منشغلة بكل صدق في تجارة الحب.مسيحها يجول يصنع خيراً و هي تجول تجمع منه و له طِيباً.
- حين يجلس المسيح في بيت الأبرص تحل الطهارة محل الدنس.حين تجلس مريم عند قدميه تتأهل لليوم الذي فيه تسكب الطيب عند قدميه.فمن لم يأخذ من المسيح لا يقدر أن يعطه.أتقنت مريم أخت لعازر تجارة الطيب.كلما إختلت مع الذي إسمه دهن مهراق.تتعلم لماذا من البدء أمر موسي أن يجمع الناس الطيب لرئيس الكهنة خر35: 28و29.ملكة سبأ حين إنبهرت بسليمان الملك أعطته مع الذهب أطياباً كثيرة و مع أن الذهب كان كثيراً لكن الكتاب إمتدح الطيب وحده فالمسيح يريد طيبك لا ذهبك .نفسك طيبك.1أخ9:9 و مريم أخت لعازر لما إنسبي قلبها في المسيح قدمت لسليمان الحقيقي الطِيب الذي جمعته طوال العمر مل10:10.الناس يعرفون الآن لماذا لما كشف حزقيا الملك عن أطيابه لأعداءه فقد مملكته بل حياته.لكي لا نفرط في طيبنا  مسيحنالأنه كل ما لنا.2مل20:20.تغزلت مريم في الحبيب بصمت و سماحة قلبها تكلمت بالأطياب فإمتلأ البيت من لغة الطِيب.
- اين بائعو الطِيب؟كيف جمعت أطيابك يا حبيبة السيد.من باعك الطيب الثمين.هل أخبرتهم أنه للزفاف و أن  زفافك يوم يموت العريس.أين مخازن أطيابك يا إمرأة؟لإن رائحة الخطية كريهة .سئمت نفوسنا منها و إشتاقت أن تبتاع مثلك طيباً فقولي لنا أين تجار الطيب.أجابت مريم.إجمع طيبك بالإتضاع و أترك أذنك للإستماع فكل كلماته طيب مسكوب.لا تدعها تنسكب أرضاً و تذهب عنك.إكنزها في قلبك.في فكرك.دعها تتغلغل صلاتك و حياتك حتي تصير أنت قنينة له.
- بائعو الأطياب هم الذين يحيون كلمة الله بروح الله.بائعو الأطياب هم الذين صلاتهم تصعد كبخور لأن قلوبهم سبقت كلماتهم.بائعو الأطياب هم الغافرون للمسيئين لأنهم ينشرون رائحة المسيح الزكية.بائعو الأطياب هم من يتغذون علي جسد الرب و دمه فتحتفظ أجسادهم بجسده و يصيرون فيه لتفوح منهم رائحة المسيح.بائعو الطيب من يكرزون بلا خوف أو تعالي منقادين بروحه ليجتذبوا له نفوساً مات عنها.إن أردت أن تجد طِيباً فإذهب إليهم فكل مخازن الطيب قدامهم مفتوحة.مفاتيح الطيب حب لا ينتهى فإشبع حباً للمسيح يجعلك ساكباً للطيب. مفتاح مخازن الطيب في الصمت الحكيم.مهما تمردت النفس ثابر حتي النهاية فإنه يرض بسكيبك و يستثمنه جداً.بائعو الطيب غير صانع الطيب لأن صناعة الطيب عمل الروح القدس فينا.مهما تصيد لك الخائن فإصمت.صاحب الطيب يدافع عن طيبه.هو يتكلم تجاه منتقديك و يكشفهم.
- كانت العذراى يحمعن الطيب ليوم العُرس.لهذا كن يبتعن الأطياب بفرح.فالشراء من أجل العريس مبهج و الثمن هين قدام الفرح المنتظر.لهذا كنْ كالعذارى.لإسمع لخبرة بولس الحكيم: لا تدع و لا نفسك ثمينة عندك.هذا هو ما يشتهيه العريس.إجمع بفرحٍ ثمر الروح فكل جهاد الفضائل تجارة أطياب.فهل تستقبل العريس من غير طيبك؟ضع كل ما تقتنيه تحت قدميه.هذا هو مكان الأشياء الصحيح..هذا هو العريس الحقيقي الذي للنفوس. كن محباً لإخوتك فتصير كالطيب النازل من جبل الله  و لا تدِن أحداً أوتتفحص قنينته بل إنتبه لما في قلبك.أما  أنا مريم فقد وجدت ربحي فى إنكسار قنينتي عند قدميه فكان إنكسارها أعظم ما إختبرت.
-لم يمدح المسيح العذراء أخت لعازر إلا لما إنكسرت قنينتها.فالإنكسار أمام الرب مقبول و كل إفتخار يجلب دينونة. الدموع طِيب إذا من أجل الحب سال.و الشكر طِيب إذا صار في كل حال.الخائن يحزن من إنكسار القنينة و العروس تشتهي كسرها عند قدمي عريسها.فإذا صار الزفاف علي صليب فإن كل قنينات العالم ترخص تحت قدميه.ها هوذا آت وسط خمائل الطيب فلنملأ قواريرنا طيباً لنستقبله في مجده.نش6:2.

60
المسيح حامل اللعنات
إثنين البصخة  - درب الصليب -3-
Oliver كتبها
- لقد أحبنا الله.غيرته علينا قاطعة.كنا له عروس.صار لنا عريس و الفردوس جنتنا.أما نحن فإرتكبنا خيانة.إلتقينا بخصمه عند الشجرة.عند نفس الشجرة أصابتنا لعنة الخطية و قدام الشجرة صدرت الأحكام الإلهية لأطراف الخطية.
- الآن من أجل خلاصنا ذهب رئيس كهنتنا المسيح إلي شجرة رمزية في الطريق إلي أورشليم حيث يصلب و يموت.
عند بيت فاجي حيث مزارع التين.لعن الشجرة الخادعة.كانت ترتدي أوراقها كآدم و حواء بعد الخطية لكنها مثلهما بلا ثمر.وقف الرب يسوع مع تلاميذه ليشرح الطقس القديم بالعمل الخلاصي الجديد.
-كان طقس قديم يسمي شريعة الغيرة أو طقس ماء اللعنة المر عدد 5 .يستخدمه الكاهن مع المرأة التي يشك زوجها فيها أنها تخدعه لسبب ما.يأتي بها إلي الكاهن .يكتب الكاهن اللعنات التي قيلت علي جبل عيبال تث 27 في ورقة و يضعها في ماء و يسقيها للمرأة .هذا هو ماء اللعنة المر.تشرب الزوجة مرة واحدة من هذا الماء المر المذاب فيه اللعنات فإن كانت مذنبة تتورم بطنها و ينفك فخذها من اللعنة و إن ظهرت براءتها فلا تتألم من الماء المر بل تأخذ بركات و ثمر البنين الكثيرة كتعويض عن ظن زوجها بها.
- نحن كنا هذه الزوجة و الله كان هذا الزوج الغيور علينا.نحن سرنا وراء شهواتنا و ظهرت خيانتنا في العلن.فأرسل الآب  إبنه الكاهن يسوع المسيح.وضع كل اللعنات في كأس الماء المر.لم يسقها للزوجة أي البشرية.بل شربها بنفسه علي الصليب.لكي يفتدينا من لعنة الناموس  صار لعنة لأجلنا غل3: 13 . سقط فخذه و تورمت بطنه و ظهره بالضرب و الجلدات  تهرأ كل جسده من كل ناحية حتي مات بالصليب الذى قيل عنه ملعون كل من علق على خشبة غل 3.لم تعد علي الزوجة عقوبة.تبرأت البشرية من الخيانة مع أن الخيانة سرت في دمها...لهذا ذهب المسيح إلي الشجرة و لعنها فيبست حتي يعيد شرح طقس شريعة الغيرة.غيرة رب الجنود الذي صار عريس نفوسنا. سال دمه ليطهر عروسه.
- المسيح و هو قادم نحو الصليب بعجالة أراد أن يظهر سلطانه لئلا نحسبه مستحقاً الموت مثلنا.لعن التينة لكي نفهم أن الذي له سلطان أن يبارك له السلطان أيضاً أن يلعن.كما أن المسيح هو المخلص فهو كذلك الديان.فإذا إرتفع علي الصليب لا نتشكك أنه المبارك إبن المبارك و أنه فقط حامل اللعنة دون أن يرتكب ذنبها.كأنه يعيد ما قاله للشعب القديم : ها قد جعلت قدامك الحياة و الموت  البركة و اللعنة تث 30.صارت اللعنة عند قرية فاجي جبل أورشليم و البركات علي جبل الزيتون.و المسيح معلن للذين يريدون الحياة. المسيح هو نفس الإله الذي بارك  كثيراً في القديم و لعن  قليلاً أيضاً.هو الذي لعن الحية قبل الجميع تك 3 و لعن الأرض بسببنا و لعن قايين من الأرض لأنها فتحت فاها و شربت دم هابيل.المسيح كما أنه الآمر بالبركات له السلطان أن يطلق اللعنات لكنه في زمن الخلاص حمل اللعنة و في مجيئه الثاني هو الديان وسيعطي البركة للذين عن يمينه و سيقول للذين لم يمسكوا في يمينه :إذهبوا عني يا ملاعين  إلي النار الأبدية مت25. لهذا وقف عند تلك الشجرة لنعرف مع من نسير و من نعبد.
- شجرة التين درسا نتعلم  منه حسن الإختيار.فمن الثمر نعرف الشجرة.فلا نقف طويلاً قدام الأشجار غير المثمرة و الأفكار و الأشخاص  و القراءات غير المثمرة.لأن نهاية غير المثمرين ليست جيدة.إنها درس لتنقية الصداقات و العلاقات و الإختيارات في كل شيء.فمن التينة نتعلم المثل.فقد يبست من أصولها.أي إنقطعت الصلة بينها و بين ماء الحياة.لا مسيح فيها و لا حياة فكيف نجعلها مقربة؟ كيف نتظلل بأوراق كيقطينة يونان؟فلنتظلل بمراحم الرب و نتقرب لقديسيه و ملائكته و نطلب ثمر الروح بإجتهاد .نتنقي بالتوبة و روح الله يسندنا حتي نأتي بثمر إلي الكمال.و لا تكون لعنة فيما بعد رؤ22: 3.

61
لعازر كل زمان
سبت لعازر- درب الصليب -1-
Oliver كتبها
- لعازر البار و إسمه العجيب (الله معين) يعيش في بيت عنيا و غسمها غريب ( بيت العناء) ليبق الله معين لكل من في الأرض بيت العناء حتي يحين الإنتقال إلي السماء موضع الراحة الأبدية.
- مرض لعازر كان من نوع مرض القديسين.مرض يتمجد فيه إبن الله.يستخدمه الرب ليظهر فيهم عجائبه.هو من بدايته إلي نهايته عمل إلهي للخير حتي لو كان الموت يتخلله.الرب يعبر بأولاده هذه الحلقة الوسيطة و يقيمهم فيعرف الجميع عظمة و مجد إبن الله يسوع المسيح الذي في يده الموت و الحياة.
- إن بدأ معك مرض القديسين فلا تنشغل لأن الله منشغل بك.هو يصنع من عظامك الواهنة جيشاً عظيماً من التسبيح و التمجيد.إن وصل بك الأمر إلي الموت فثق أنها ليست النهاية بل لقد بدأت عجائب الله في الظهور.أنت لن تتلاشي بل تتجدد تتغير تلبس حياة أعظم.طوبي لمن فيهم مرض القديسيين فيكررون مع عذراء النشيد أنا مريضة حباً.
-لك أختان.كلتاهما يستدعيان من أجلك المسيح.لك كنيسة سمائية منتصرة تمثلها مريم الجالسة عند قدمي المسيح و لك كنيسة أرضية مجاهدة تمثلها مرثا التي تعمل من أجل المسيح.كلتاهما يسألان لأجلك .يا يسوع هوذا الذي تحبه مريض.قولوا ذلك و أتركوا للمسيح التوقيت.فقد يشفي في التو كما حدث لغلام قائد المئة و للمصروع من الشياطين مت17: 18 لو7:7. و قد تشفي بعد إثتني عشرة سنة حين تأتي للمسيح و تمس هدب ثوبه مت20:9.أو تشفي بعد 38 سنة  غير أنه في نفس الوقت الذي ظن الناس أن نازفة الدم نجسة شفيت .في نفس الوقت الذي حسبوا لعازر قد أنتن أقامه الرب.دع الوقت للرب و ثق أنه يناديك قبلما تناديه.
-الكنيسة التي تدهن الرب بالطيب و تمسح قدميه بشعرها  مثل مريم أخت لعازر هي التي تصلح للشفاعة.كذلك  من يضع أطيابه علي قدمي المسيح خضوعاً و إنسحاقاً ينتقل إليها طيب المسيح فتكون واسطة لعجائب متنوعة.
- ظن الناس أن الأختين ذهبتا للبكاء عند القبر لكن لم تبك مريم و لا مرثا حينما تقابلا مع المسيح لأن قوة الرجاء تغلب قوة الموت.حضور المسيح حضور للفرح القلبي و السلام الداخلي و إنبثاق قوة القيامة.
-العجيب أنه حينما توقف الجميع عن البكاء بكي يسوع؟ فالمسيح يعرف كيف يستخدم مشاعره المنضبطة.لا تحركه الأحداث لكنه أثناءها يعرف ماذا يفعل.حين يبكي فهو يظهر ناسوته و حين ينادي لعازر فهو يعلن لاهوته.لم يكن بكاء المسيح من أجل الموت ذاته لأنه داس الموت بالموت.لكنه من أجل أن يؤكد أنه ما زال إبن الإنسان و مختبر الأحزان و حامل الأوجاع. غالب الموت و بكلمة فمه تدب في الموتى نسمة الحياة.
-إقامة لعازر برهان لما سيحدث لكل البشر.سينطق المسيح نفس الأمر قبل يوم الدينونة الرهيب.قم. فيقوم الجميع.البعض إلي قيامة الحياة بكل فرح و الآخرون إلي قيامة الدينونة.المسيح يعلمنا بالمعجزات ما هو قادم.يرينا نماذج لما لم نشاهده.في معجزة المولود أعمي يقدم لنا كيف خلق البشرية من طين و نحن لم نكن هناك لنري.و الآن يقدم لنا كيف سيعيد الحياة لمن أنتن لكي نصدق أنه سيأت و يقيم الأحياء و الأموات.يرينا كيف يصنع من الجافي حلاوة.
- إن معجزة إقامة لعازر درس في اللاهوت عظيم.يظهر فيه رب المجد سلطانه علي كل شيء.يظهر فيه أنه كان يخاطب الآب قبل أن يصل إلي موضع القبر.ثم عند القبر يشكر الآب لأنه سمع له كان تناغم بين الأقانيم من أجل البشرية كلها.تظهر أعمال الآب و الإبن في إنقاذ موتي البشر.ثم مع نداءه لعازر هلم خارجاً يرسل روحه القدوس فيصنع لعازراً جديداً- أي 33: 4 مز104: 30.
- لاهوت الإبن في معرفته بموت لعازر قبل أن يخبره أحد و معرفته أنه  سيتمجد فيه و سيقيمه قبل أن يسأله أحد.فهو الذي أخذ من لعازر نفسه و هو يردها إليه.ثم سلطانه علي الزمن ليختار متي يتدخل.ثم سلطانه علي الجحيم لأن لعازر نزل إلي الجحيم حين مات.ثم سلطانه لقبول صلوات الأختين و سجودهما له.ثم سلطانه علي الطبيعة بأن يعيد النتانة إلي جسد جديد. ثم سلطانه علي الموت بكلمة فمه.ثم سلطانه في تعليمنا لكي بهذا كله نعرف من هو يسوع؟نحن لا نعبد نبياً بل إله حق من إله حق.
- طالما بقينا علي الأرض فنحن موضع محبة الثالوث.كلنا لعازر حبيبه.لأجل حبيبه جاء إلي القبر.فالعالم بالنسبة للسماء ما هو إلا قبر كبير.جاء إليه و أزاح حجراً نحن وضعناه بأنفسنا هي الخطية.نحن في القبر الكبير كنا مختوم علي الحجر حكم الموت فلم تخرج منا نحن السماء سوي رائحة الخطية.جاء و خلصنا.لكي لا نبق في موتى القبور نزل إلي الجحيم لكي يغلقه قدام كل نفس تؤمن به و صعد بالقديسين إلي الفردوس لكي يفتحه قدام كل نفس تعيش إنجيله.حين نحتفل بسبت لعازر فنحن نحتفل براحة البشرية في المسيح يسوع.إقامة لعازر إقامتي و إقامتك و إقامة كل كنيسة المسيح و رجاء للموتي بالخطية في كل مكان.
-المسيح ذكر لتلاميذه موت لعازرثم  قال لهم أنا أفرح لأجلكم يو11: 15.فرح المسيح بإرادته و بكي بإرادته.فرح يجعل إيمان المرضي مبهر.فرحه بالذين يميتون ذواتهم من أجله يملأهم قوة.فرحه يغلب نار الأتون و لو سرنا في وادي ظل الموت و لو إقتربنا من القبر جداً فطالما نؤمن بمجئ الرب يسوع نؤمن أن لنا فيه قيامة و حياة أبدية .صار قبر لعازر شهادة للمسيح و صار قبر المسيح شهادة للقيامة.
- ربنا يا من لم يقدر عليه قبر العالم كله.نشكركأيها القيامة و مانح القيامة. الحياة  وواهب الحياة.مجدد ما قد هلك. لن نيأس من ضعفنا . وعدك بإنقاذنا و لو مرت علينا أربعة أيام تبدو و أنتن الضمير.ستأت لإقامتنا طالما تقبل طلبات الذين يصلون عنا. فما عاد اليوم حجر يعوقنا لأنه دحرجت كل حجارة القبور.

62
مسيح العميان
-2-أحد المولود أعمي) )
Oliver كتبها
-يقول مخلصنا الصالح في رده علي الفريسيين الذين إعترضوا علي خلق عينين للمولود أعمي :يو9: 41 لو كنتم عميان لما كانت لكم خطية و لكن الآن تقولون أننا نبصر فخطيتكم باقية.لأن العمي الإرادي خطية.
- العميان أنواع. البعض يخفى عماه في الهيكل و بعض العميان يسكنون قرب الهيكل و بعضهم ينتفعون من الهيكل و بعض العميان لا يدركون عماهم لأنهم  بلا هيكل.
- عمي في الهيكل: الفريسي أعمي كان يهتم بكل ما هو ظاهر.يدقق في نظافة الأباريق و الصينية و الشكل الخارجي لكل شيء و ينسي قلبه الذي كان ينبغي أن يسكنه النورمت23: 26.كل من يفضل الإهتمام بالخارج دون القلب فهو فريسي أعمي.يستخدم عماه لكي يعمي آخرين معه و ينقل عدوي عمي القلب لمن يخدم معه فينطبق قول الكتاب أعمي يقود أعمي يسقط الإثنان في حفرة لو6: 39 و الحفرة هى الجحيم .هذا النوع من العمي يخص القادة.علي أي مستوي يصابون به كلما إنقادوا بذواتهم دون ذات الله.
- عمي قريب من الهيكل: لهم أعين و لا يبصرون.مر8: 18 و للأسف قيلت هذه عن التلاميذ القديسين قبل أن يتعلموا حقيقة نور العالم مسيح العميان و طبعاً تغير حال التلاميذ و صاروا معاينين للكلمة منذ البدء لو1:1.فقد يكون هذا عمي مؤقت كما حصل مع شاول الطرسوسي أع 9 و هو عمي يحدث حتي للروحانيين مع كل سقوط و خطية و يسترد البصيرة بالتوبة. من هؤلاء العميان خداماً و خادمات و مكرسات و مكرسين و رهبان و راهبات لأن هذه الضربة من العمي تخدعهم كأن وجودهم قرب المبانى المقدسة يجعلهم قديسون لكن الحقيقة أن الجدران لا تقدس أحداً بل الإنسان بحياة القداسة هو الذي يقدس بالروح القدس كل شيء حوله.لهذا فالقريبين من الهيكل قد ينخدعوا بقربهم أو يكتفوا بقربهم و مواظبتهم علي الأسرار أو الخدمة أو الأنشطة دون أن يكون في القلب نور يغير في كل يوم لنكون علي شبه المسيح.
- عمي المنتفعين: يسهل نشر العمي لمن يقرأ دون أن يفهم و يعيد نشر ما لا يفهمه لآخرين لا يتفصحوا ما ينشر فينتشر الجهل و عمي القلب.هؤلاء يشبهون الأشخاص الذين كانوا يرون الأعمي يستعطي كل يوم.يعرفون مكانه و هيئته العمياء لكن حين يرون أنفسهم في المجمع يحاسبون بشأنه يسايرون الفريسيين و ينكرون الرجل الذي تعودوا علي رؤيته. هؤلاء المنتفعين من المذبح و الهيكل و أروقة الهيكل حيث التجارة.هؤلاء أعمتهم المصالح فما عاد لخلاصهم مركزاً في قلوبهم.يموتون لأجل مصالحهم و يكذبون و يكرهون و ينافقون.ينكرون أنه ذات الأعمي الذي يعرفونه لئلا يحرمونهم من الهبات.
-عمي القطيع: هؤلاء عميان بسبب أنهم لا يبذلون جهداً للدراسة و لا لفحص ما يسمعون أو يقرأون.إنهم يتحركون آلياً كالقطيع.تجمعهم كذبة.تخدعهم إشاعة.تجذبهم هرطقة. يعتبرون أنفسهم حماة الإيمان بسياسة القطيع  مع أن كل واحد سيعط حساباً عن نفسه وحده.لن يقبل عذره أن أحداً أوهمه أو غرر به أو أقنعه كذباً بغير الحقيقة. هذا النوع من العمي يكثر مع سياسة القطيع.كان آريوس ينشر العمي بإنكار لاهوت الإبن يسوع المسيح فسقط الذين يسمعون و لا يفهمون و كاد العالم يفقد بصيرة الإيمان الصحيح و يصبح آريوسياً لولا آباءنا القديسين و أهمهم القديس أثناسيوس.فكان نوراً في زمن مظلم. لهذا تلاحظ في شفاء هذا النوع من عمي القطيع أن رب المجد يسوع  أخذ  الأعمي خارج القرية أولاً فالناس كانوا في تلك القرية حجر عثرة..صار معه منفرداً.ليبدد تأثير التشكيك و الإشاعات.ثم تفل فى عينيه فأبصر.مر8: 23.
- لماذا تجد معظم العميان يحتاجون بصاق المسيح.لأنه لا يوجد بصاق يخرج من الفم بغير نفخة.و المسيح يهب ماء من جسده للشفاء و نفخة من روحه للإستنارة.
- العمي بعيداً عن الهيكل: من لا يؤمن بالمسيح يصاب بهذا النوع من العمي و لا عذر له.قدامنا المسيح وحده المستحق أن نصدقه و نختبره و نتأكد من وعوده و نفهم صدق كلماته و نسلك فى وصاياه فنجدها حياة بر حقيقية.
- لا شأن لك بماذا يقول العميان أخرج وحدك و أصرخ كالأعمي قائلاً يا يسوع إبن داود إرحمني و ستسمع من يجيبك : ثق.قم أنه يناديك مر10: 49 .
- الأعمي بعيداً عن الهيكل منذ ولادته لم يكن مصرحاً له بالدخول إلي الهيكل.فلا هيكل للعميان.ليبصروا أولاً ثم يتقدسوا بالمعمودية.ليتوبوا أولاً ثم يتقدسوا بالأسرار.ليرجعوا أولاً ثم يستنيروا بالموهبة السمائية.لا يمكن دخولنا الهيكل الأبدي ملكوت الله بغير أن نولد ولادة ثانية في المسيح بركة سلوام الحقيقية.لا يمكن أن نعاين السماء بغير أن نتحمم الحميم الثاني.العميان البعيدون عن الهيكل يعيشون فقراً واضحاً لهذا قيل عن جميع العميان الذين شُفيوا أنهم كانوا جالسون علي الطريق يستعطون.مر10 لو18يو9 رؤ 3 : 17 .هذا حال من لا مسيح له.يجلسون علي الطريق مع أن الطيور تنتظر البذار الواقعة علي الطريق و تلتقطها.من هذه الطيور سوي الأرواح المخادعة التي تقتل البذرة في مهدها.هؤلاء العميان يطلبون مساعدة في الطريق لأنه لا هيكل لهم.اليوم يقدم المسيح نفسه الطريق الذي لا نهاية له و الصاعد بمن يسير فيه إلي الملكوت.
- بدء الشفاء أن تدخل الهيكل و تترك طريق العالم.ستجد في الهيكل طريقاً أهم للحياة الأبدية و إسمه يسوع.إدخل و إسأل العطاء و وسع سؤالك حتي السماء .أطلب الملكوت و حياة مع المسيح بلا منتهي.هذا حقك ما دمت تريد أن تبصر.قل له إكشف عن يعيني فأري عجائب من ناموسك.أنا كنت خارج الهيكل لا سمعت ناموسك و لا رأيت عجائبك.الآن أريد أن أبصر.أتعلم الأشياء من البداية.علمني كل شيء فأنا مولود الآن بين يديك لا أعلم شيئاً.عرفني كيف أراك و أري الأشياء و الأشخاص من خلالك.لا تدعني أعود للعمي فقد عشت أعمي كل الماضي.ما دمت قد خلقت لي عينان فإخلق في قلباً لا تسمح لأحد سواك أن يدخله.أريد أن أناديك و أحادثك.فقد قضيت العمر كله أستعطي من العالم و رغم هذا كنت كل يوم أزداد عمي و أزداد فقراً.
يا كل عميان الأرض أبشروا.نور أشرق في الظلمة.هو مسيح العالم.نور العالم.يناديكم.يشفي الفكر و القلب و ينير الكيان كله.سبحوه لأنه مسيح العميان حتي يبصروا.

63
نور القلوب
 (-1- أحد المولود أعمي )
oliver كتبها
- أيها النور الذي أضاء في الظلمة .عميان الأرض يتضاعفون.صار العمى فقر و خوف و جهل و مكابرة.تعال و إجتاز هذه الأرض كلها..تعال و إصنع طيناً جديداً و أتفل فيه و إخلق أعين جديدة بها نعاينك و نعاين الوجود بعينيك.ضع فينا أعيناً تواجه صعوبات الحياة و نكران الإيمان و تكون أنت فيها الملء للبصيرة و البصر .
-الفلسفة لا تنفع لشفاء البشر.هل هذا أخطأ أم أبواه.نسي الفلاسفة الإحتمال الأهم و هو أن تظهر أعمال الله فيه.حين تخلو الأسئلة من الله لن تصل إلي الإجابات الصحيحة.
-الشريعة لم تنفع للشفاء.فهؤلاء القابعون في الهيكل يسترزقون و لا يهمهم شفاء الناس.يحاكمون من يبصر لأن العمي تجارتهم.يستخدمون نفوذهم للتهديد و الترويع.لا تذكر إسم المسيح و إلا تستحق القطع من الهيكل.يتصارعون لأنه شفي الأعمي في السبت و لم يبالوا من قبل كي يعينوه طوال الأسبوع.
-المكتفين بالمشاهدة لا ينفعون للشفاء.كانوا يشاهدون المولود أعمي و هو في عماه.كانوا يراقبونه يتسول.كانوا يشاهدونه يصيح أنا أعمي أنا أعمي و يكتفون بالفرجة عليه.المتفرجون لا يبنون مع المسيح.المتفرجون لا يصلحون للكرازة و لا للشهادة لإبن الله.بدأوا كجيران الأعمي و إنتهوا كجيران المبصر و جيران الجيران الآخرين لو بقي حالهم علي حاله لن يتغيروا و لن يتأثروا.
- القرابة الجسدية  لا تنفع في الشفاء.نعم يعرفون الأعمي و هو إبناً لهم.و يعرفونه حين أبصر و هو إبناً لم يزل.لكن بقي الخوف يعميهم .لم يعرفوا الرب شافيه.لم يقابلوا يسوع الرب بعد.إنهم يراقبون بالجسد تغيرات الجسد لكن المسيح جاء ليجدد الكيان كله.أبي و أمي تركاني و الرب يضمني.لابد من الرب و حده المخلص.
- أسئلة كثيرة  لا تنفع طرحت من الجميع.التلاميذ و الجيران و الفريسيين  لكنها خلت من أهم ما نحتاج السؤال عنه.الأسئلة كانت كلها تدور حول الأعمي و كيف و متي و ما رأيك فيه لكن أحداً لم يسأل من هو هذا النور الخالق لأني أحتاجه أنا أيضاً فمن خلق للأعمي عينان يخلق لي قلباً نقياً و روحاً مستقيماً و حياة جديدة.علينا أن نجيد صياغة أسئلتنا لكي تهدف إلي المسيح أكثر من تفاصيل المعجزات.نجيد صياغة صلواتنا لكي تستهدف الأبدية و الملكوت و ليس معلومات ضحلة يمكن أن نستقيها من الأرضيين.
- الهيكل الإجتماعي لا ينفع في الشفاء.صارت المساعدات للسيطرة علي الشعب.فقد الهيكل رسالته الأسمى بتقديم شخص الله و تعليم الملكوت.بعض القائمين علي الهيكل أخذ مفاتيح الملكوت و أكثرهم صنع أقفال الملكوت ليحرم نفسه و الآخرين من الدخول بجهل.حين صار الهيكل إجتماعي فقد معرفة المسيح.تحولت المساعدات من خلاص النفوس إلي أرباح و تجارة.حين تحولت التلمذة المطلوبة إلي علاقات إجتماعية مثلما التي خارج الهيكل.الذين يخصصون الهيكل للمحاكمات يفقدون النور الحقيقي الذي أتي إلي العالم.المحاكمات ظالمة كمحاكمة إنسان لأنه شُفي؟ و محاكمة المسيح لأنه شفاه؟ و كلما إنحرف الهيكل زادت المحاكمات و العمي معاً.
-المسيح له المجد أرسل الأعمي بعيداً عن كل تلك الفئات.أرسله ليسير ثلاثة كيلومترات بعيداً حاملاً الطين في عينيه.لربما ظنوه يندب ميتاً كعادتهم التي تعلموها من المصريين؟أو أنه سقط في الوحل بسبب عماه؟ أو أنه يأس من كل شيء فطلي وجهه بالطين.لكن أحداً لم يستوقفه ليعرف ماذا يحدث للجبلة البشرية قبلما تستنير؟لقد أمر الرب الأعمي أن يأخذ الجسد الطيني فيغتسل في المعمودية لينال الجسد المسيحي في سلوام الجديدة.لأنه هو بذاته الذي في سلوام يلبسنا و نلبسه حين نعتمد و نصير جديداً حتي أن معارفنا القدماء لا يتعرفون علينا بسهولة.لأن وجه المسيح يكسونا و لغته تسكن أفواهنا و نور روحه القدوس يحيينا.
و للحديث بقية  بنعمة الروح القدس

64
مفلوج الروح (-2-احد المفلوج)
Oliver كتبها
- صار كل البشر مفلوجاً فلم يكن هناك داع لتسمية واحد بعينه أنه مفلوج لذلك لم يذكر في العهد القديم كله أن أحدهم كان مفلوجاً.الفالج هو شلل رباعي ينتج عن إلتهاب حاد في الحبل الشوكى الذي يتصل بين الدماغ و بين جميع مراكز الحركة في الجسم من خلال النخاع الشوكي الذي يتخلل العمود الفقري.و كلما بدأت الإصابة في الفقرات العنقية كلما كانت المضاعفات أخطر و الآثار الناتجة أسوأ.هذا المرض قد لا يظهر تشخيصه بالفحص الخارجي للفقرات فغالباً ما تكون طبيعية و قد يوجد إنفصال قطعي بالفقرات دون أن ينقطع الحبل الشوكي.هذا الإنفصال القطعي في الجسد الواحد حدث بين الأسباط و بقي المظهر الخارجي للفقرات أي الأسباط الإثني عشر طبيعي لكن الداخل فاسد بإلتهاب سحائي  يتسبب فيه كل محبة غريبة تغربنا عن الله و يدمر حياتنا.
- الفقرات ال33 التي في جسم كل إنسان علي عدد سنوات المسيح علي الأرض كأنما جبلنا لنعيش حياته علي الأرض لكن الفقرات حين إنفصلت عن الرأس صارت فقرات وهمية بلا جدوي و لا حياة.هذا الشرح الطبي يفسر حالة شعب إسرائيل.لقد تضخمت ذات اليهود و أضافوا أجساماً أي تعاليماً غريبة عن كلمة الله فصارت كالإلتهابات الدماغية.ثم إنفصل الجسم أي الشعب عن الرأس أي الله .وصايا الرأس و أوامره إنفصلت عن جسد إسرائيل.ما عاد يسمع أو يستجيب.فسد الملوك و الكهنة الفقرة العنقية الأولي في الجسم فتشوهت وظائف الجسم و تيبس قلبهم.كان الهيكل يخفي أمراض الشعب فبدا طبيعيا يمارس الطقوس و يعيد الأعياد و القلب عن الله بعيد. الشعب الذى أراده الرب أن يكون خاصته صار مفلوجاً.هذا ما وصفه إشعياء النبي : مِنْ أَسْفَلِ الْقَدَمِ إِلَى الرَّأْسِ لَيْسَ فِيهِ صِحَّةٌ، بَلْ جُرْحٌ وَأَحْبَاطٌ وَضَرْبَةٌ طَرِيَّةٌ لَمْ تُعْصَرْ وَلَمْ تُعْصَبْ وَلَمْ تُلَيَّنْ بِالزَّيْتِ.إش1: 5.الضربة التي لم تلين بالزيت تعني تيبس القلب المفلوج روحيا.ً
 - حين أبرأ الرب المفلوج كان يوم سبت.لأنه بعدما صلب يوم الجمعة نزل إلي الجحيم. في السبت كرز للمحبوسين علي رجاء القيامة و حرر المقيدين فشفاء المفلوج تصويراً للحرية التي منحت بالفداء للأرواح الراقدة علي رجاء القيامة..كان المسيح يشير لما هو مزمع أن يعمله في سبت الفرح.لم يكن يعاند اليهود بعمل الآيات في السبت لكنه ينير قلوبهم ليعرفوا أنهم قدام رب السبت.صانع الأيام كلها فإذا كان هو رب السبت فهو الذي إستراح في سبت الخليقة و هو الذي سيريحنا بالفداء في السبت الحقيقي.أبرأ المفلوج لكي يبرأ الشعب من فساد التعليم عن السبت.لكي يلين العقول المفلوجة .لأن الخطية طمست علي كل شيء فيهم.
- حرره المسيح و شفاه.نعم لك المجد يا ربنا الشافي.لكنه لم يكتف بشفاء الجسد.و لا بتصحيح المفاهيم المغلوطة عن السبت .المسيح يهمه متابعة النفس بعد شفاءها.هو معنا أمس و اليوم و يريدنا معه إلي الأبد.يتابعنا كل لحظة و لا يكتف بما منحنا من عطاياه.يبحث عمن شفي فيجده في الهيكل.حسناً أنك هناك لكن لا تعود تخطئ ثانية.لا تتيبس ثانية.لا تتقسي ثانية.لا تخاصم و لا تقبح و لا تتطاول أو تجدف.لقد تحملت جهلك و أنت مفلوج الآن إحمل وصيتي بعد شفاءك.لم تعرفني و أنت مفلوج الآن يجب أن تعرف مخلصك و لا تنفصل عنه ثانية.أنا يسوع.هذا ما سمعه شاول الطرسوسي أيضاً.أنا يسوع و من وقتها لم يفارقه.طوبي لمن في شفاءه لا يترك الرب شافيه.
- في هذا اليوم بعدما علم المفلوجين كلهم من هو رأوه أنه يعادل نفسه بالله و هو هكذا بالحقيقة نفس الإله من الإله و ليس إلهين منفصلين,لكنهم لم يفهموا اللاهوت كما أراد يوحنا أن يفسره لنا.فطلبوا أن يقتلوه لأجل أنه كسر سبتهم مع أنه حفظ سبته هو.أيضاً لأنه قال عن الله أبوه معادلاً نفسه بالله  و ما زال البعض يسألون متي قال المسيح أنه الله؟ الإجابة كانت في التهم التي صلبوه بسببها حين شهد و لم يتواري أنه إبن الله الحق.لهذا هو الوحيد الجنس الذي أمكنه شفاء كل المفلوجين بالصليب.
- في المعجزات التي شفي فيها مفلوجين قدم شخصه رب السبت مت12: 8 و غافر الخطايا مت9 : 2 .و إمتدح أصدقاء المفلوج الأربعة لإيمانهم بشخص الرب يسوع القادر مر2: 5 و تكلم عن سلطانه الإلهي مر2: 10 ,وفوق كل شيء في شفاء هذا المفلوج قال عجباً لكي نؤمن بالمسيح واهب الحياة بقوله : أَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ يو5:21 ليضع تعريفاً شاملاً للمفلوج الروحي بأنه ميت و وصفاً دقيقاً لشخصه القدوس بأنه جاء يهب الحياة للأموات.  ليس مفلوجاً مثل الخطاة و عديمي الإيمان .المفلوج هو من لا يقبل المسيح إلهاً و غافراً ذو سلطان و دياناً إبن الله القادر.لم يكن شفاء المفلوجين آيات فحسب بل دروساً في اللاهوت.
- صارت الرأس متصلة بالجسد من جديد.الرأس و الكنيسة إتحدتا.و الروح القدس هو الحبل المتغلغل في كل أعصاب الجسم و إرادته.صارت الوصية سهلة و مسموعة.بالنعمة ننفذ وصاياه و لا نجدها ثقيلة.لأن القلب لم يعد مفلوجاً في العهد الجديد.ايادنا لا تتيبس عن عمل المحبة.أقدامنا تسعي للصلح و السلام اينما سرنا.نجول معه يصنع بنا خيراً.صارت بيت حسدا القديمة ذكري.
- رمت بيت حسدا فعلياً منذ مئات السنين .صارت فرصة لكل كنيسة أن تكون بيت الرحمة الحي.لا توجد فيها أروقة مغلقة بل تنفتح دوماً علي المسيح.تقدم شخص الرب يسوع إبن الله.القلوب أيضاً تصلح بيت حسدا.تسكنها مشاعر الحب و إحتضان الضعفاء و المغفرة لمن ما زال قلبهم متقسي.بيت حسدا كل بيت مسيحي فيه صبر و توقع مجئ الرب يسوع الثاني لشفاءنا من الأرض كلها بكل ما فيها و ليفتح قدامنا هيكله الأبدي فننعم مع رب السبت بالسبت الأبدي و نعيش الشفاء  و السلام و الرجاء.

65
المسيح و الغصن اليابس ( أحد المفلوج )
Oliver كتبها

- إنجيل يوحنا يقدم خبرة عميقة لنتعلم لاهوت الثالوث الأقدس.اللقاءات الفردية لشخص الرب يسوع مع البعض مثل نيقوديموس أو السامرية أو المفلوج أو المولود أعمي أو لعازر كان الهدف منها تقديم أفكاراً لاهوتية ترصع إنجيل يوحنا كتاج علي رأس الملك.لذلك حين ينفرد الإنجيل ببعض المعجزات أو اللقاءات فهي يعيد توضيح البداية اللاهوتية لهذا الإنجيل ليفسر لنا طبيعة المسيح و علاقته بالآب و الروح القدس.
- جوهر المعجزات السبعة التي إنفرد بها إنجيل يوحنا هو تقديم المسيح مخلصاً للعالم يقترب مع كل معجزة خطوة أكبر نحو الصليب.بدءاً من تحويل الماء إلي خمر و ختاماً بإقامة لعازر.ليعطنا الرب أن نفهم خلاص المسيح و لاهوته المكنون في معجزة شفاء المفلوج منذ ثمانية و ثلاثين عاماً.
- توقيت المعجزة هو أحد أعياد اليهود؟ لا نعرف أي عيد هو.لقد إنفصل المسيح عن العيد اليهودي لكي يؤسس العيد الإلهي.لذا لم يبال يوحنا أن يذكر لنا أي عيد كان.فالعيد الحقيقي بدأ علي الصليب.لذا أعياد اليهود الحقيقية هي في قبول المسيح رباً و مخلصاً.لأن علي كتفيه تأسس عيد خلاص البشرية,
- لماذا إختار الرب يسوع أصعب حالة مرضية ليشفيها لماذا هذا المفلوج تحديداً و ما سر عباراته التي خاطبه بها؟ لأنه في الأصل إختار أصعب شعب عنيد غليظ الرقبة لكي يجعله شعب الله.رعاهم بذراع مقتدرة و بالأعاجيب خاطب قلوبهم ليتبعوه أما هم فعاندوه. لذا متي أردنا أن نفهم كلمة الرب بعمق نضع في قلبنا أنه لا يخاطب مفلوجاً واحداً بل  يخاطب شعب إسرائيل بأكمله المفلوج من أخمص القدم إلي هامة الرأس.تيبسوا مع الطقوس, تجمدوا بتعاليم الفريسيين .عبدوا بالحرف لا بالروح. تاهوا عن رب السبت.كان شفاء المفلوج رجاءاً لكل شعب إسرائيل و تصحيحاً لمغالطات التعليم  البشري عن رب السبت.
- دخل المسيح من باب الضأن.أحد أبواب أورشليم المؤدية إلي الهيكل.الباب المخصص لدخول الذبائح وحدها لذلك سمي بالضأن أي باب الخراف.يقودنا دخوله من هذا الباب إلي قوله تبارك إسمه أنا هو باب الخراف.فإذا دخل الحمل من باب الخراف فإعلم أن الذبح قريب.
- كانت بركة بيت حسدا ذات ممرات خمسة تتسع لجميع المرضي.خمسة أروقة علي عدد خمسة أسفار الناموس.كانت الشريعة للرحمة و شعب الرحمة فقد الرحمة و تعاليم الفريسيين سدت أروقة الشريعة الخمسة فبقي جمهوراً كثيراً يتخبطون في أروقة الناموس عاجزين قدامه لا يتحركون نحو وصاياه.أما في زمن النعمة فإن مسيحنا هو بيت حسدا بذاته أقنوم الرحمة والخلاص.النصيب للجميع في المسيح إن آمنوا بالمسيح و تبعوا إنجيله.في  المسيح بيت الرحمة نبقي ليس ثمانية و ثلاثون عاماً بل إلي الأبد. لا في إنتظار ملاك يحرك المياه كما كان قديماً لكن في إنتظار مجئ الوسيط الذي يتقدمنا في الدينونة قدام أبيه الصالح.
- كان بيت الرحمة اليهودي ملئ بالأنانية.لا أحد يساعد أحداً.يظن كل واحد أن شفاءه يتحقق بالتزاحم بالتدافع بالمغالبة فصار البعض يشفي جسدياً ولكن صار القلب أقسي.بيت حسدا اليهودي خال من الرحمة الإلهية ,صار مستنقعاً راكداً للأنانية.المطروحين بالناموس يتزايدون المرضي يتضاعفون و الشفاء لواحد لعله نبياً أو باراً مستثني من كل جيل.كانت لمسة الملاك  المفاجئة إختباراً للسرعة في الإرتماء في الماء حتي لو تسبب في الغرق.كل يوم يتحسر الفاشلون في السباق.يندبون فوات الفرصة..كانت بِركة بيت حسدا رمزاً لقساوة إسرائيل و صورة من أوبئة الخطية و برهاناً علي أنانية البشر فلا خلاص بالأنانية بل بالمحبة.
-جاء الرب يسوع يسأل كل إسرائيل.كل من تجمد في أخطاءه.كل من تقسي في خطاياه.أتريد أن تبرأ؟ لم يكن السؤال للمفلوج وحده.لم ينته السؤال بعد بل ما زال مطروحاً.أتريد أن تبرأ يا كل إنسان و يا كل شعب و يا كل أمة؟ إذا كان من يسألك هو المسيح فلا تتشكك في شفاءك.فمن يسأل هو بذاته من لا مستحيل عنده.
- من لا يعرف المسيح سوف يجيب إجابات متعثرة عن السؤال.سيتكلم عن الظروف التي يعيشها؟عن أعذاراً تمنعه من قبول المسيح رباً.سيشرح صعوبة الركض نحو الشفاء وأنانية الناس و تقصير الآخرين ؟ و أنه المفلوج بينما الإجابة الصحيحة هى :نعم يا سيد أريد أن أبرأ.لماذا نسي المفلوج نفسه و تاه في تفاصيل لا تقود إلي الخلاص؟هو عيب قديم ورثناه مع الخطية الأولي.المسيح يعرفه و لأنه جاء يدفع ثمنه و يداوينا فقد تجاهل الإجابة الخاطئة للمفلوج لأنه العارف كم صرنا بالخطية مشوشين لا نر المسيح و لو وقف قدامنا تماماً.العالم قدامنا مثل بيت حسدا فوضي و هرج ثم بعدها صرخات المتشنجين و نواح الفاشلين فكيف نراه؟
- إذا لم يكن للشفاء إرادة فللشفاء حاجة أقوي من الإرادة.لهذا ما أن نطق الرب يسوع للمفلوج كلمة : قُم.دبت قوة قيامة في كل جسده.تلملمت الأعصاب المتهرأة و العضلات المتيبسة و العظام الهشة و ذابت قرح الرقود الطويل و إسترد الجلد نضارته و عاد الشباب لرجل ظن أنه مخلوق للموت.قم إحمل سريرك لكي إذا ما رفعت سريرك عالياً تتأكد أن كل أعصاب و عضلات الجسد عادت سليمة و يراك الناس فيمجدوا أبانا الذي في السموات.فيا كل مفلوج إذا قمت لا تنس أن تلملم سريرك ترفعه عالياً شاهداً لشفاء المسيح.لا تنس أنه جاء خصيصاً ليقول لك قم لأنه من قيامته نقوم جميعنا.
-لنستكمل الحديث في مقال آخر بنعمة الرب.













66
المسيح في قلب السامرية
Oliver كتبها
- كجيشين يتهيآن للقتال صعدنا كل من موضعه .سار المسيح مع تلاميذه المسير يعلمهم الحياة  سرت أنا و الكراهية و الشرور تلاحقني كالمقاتلين. أنا أبدأ مسيرتي مع خبرات الموت التي تراكمت فوقى بعدد خطواتي.سار هو في الطريق حاملاً الملكوت و أنا من أقصي الوادي أحمل جرة ماء مغبرة أستر بها وجهي من ظلمة  أفكارى رغم أن الساعة السادسة من النهار.صرف تلاميذه لأنه كان يتهيأ للحب و أنا لم أستطع أن أطرد شروري من حولي فتجهزت للنقمة فأنا سائرة بعد شجار مع الرجل الذي قهره العطش فأجبرني على الذهاب لأملأ الجرة.رفض أن يخرج ليملأ لنفسه ماءاً.خرجت أسير مقهورة و المسيح في الطرف الآخر من الوادى يسير رافع الرأس.كنت أتخفي من الناس و كان هو يصطاد الناس.و إلتقينا.
-كل من عرفتهم كانوا يشجعونني علي الخطية.لم أسمع كلمة مدح و ماذا عندي يُمتدح؟بل إذا قال أحدهم كلمة نفاق كان يقصد أن يختطفني لشهوته.فصرت أخشي المديح فلا مديح بين السامريين.في داخلي مشاعر مهزومة أكاد أنفجر منها.لا أطيق سماع صوت أحد.أنا متمردة حانقة علي الجميع.قابلني اليهودي و أراد أن يحادثني.ألا يكفني شر السامريين حتي يريد هذا اليهودي الحديث معي ؟صددته.أخبرته أنني إمرأة و كنت أريد أن أقول له أنا من زانيات إسرائيل فدعني و شأني.أنت يهودي فإتركني فلم يتركني .
جلس متعباً علي حجر البئر و كنت أنا متعبة مثله و خشيت أن أجلس و ظهري يحنيه الألم.
- بدأ حديثه بأنا عطشان و طلب من الصاحبة الجرة الفارغة أن تسقيه؟ هذا الرجل لم يقايضني علي نفسي كالآخرين؟ لم يتحدث معي عني.كلمني عن الماء سر عذابي و سبب نقمتي و مجيئي .كأنه يعرف ما في كياني.ما نطقت بل إنتظرت لعله يعطني ماءا يجنبني قهر الرجل الذي أعيش معه فلا أعود أخرج مضطرة كالأسيرة.أغراني بما أحتاج.ماء الحياة مع اليهودى.كان في عيني ككل الرجال.فأنا لا أميز بين الرجال.
-كنت كارهة الكلام فشجعني علي الكلام معه.كنت كارهة أن أسقه ماء و هو يكلمني عن عطية الله.ضايقني ماء البئر و تكلفته فأغراني بالماء الحي كما يقول.مع هذا اليهودي تتغير المعاني.هدأ غليان قلبي قليلاً بعدما إستفضت في الرفض ثم تراجعت قدام تشجيعه.
- قلت أغير لهجتي من الغضب الظاهر إلي الجدل.فالجدل غضب مستتر.أنكرت عليه قدرته إذ يكلمني عن ماء لا يحتاج إلي دلو و لا حبل بل و لا بئر.جعلني أنتبه حين بدأ يحترم عقلي و يكلمني بألغاز اليهودي العتيق.لم يسفه أفكاري و يعرف أن لي قدراً من الفهم.أجابني دون أن يخجلني.فهمت بعضاً من خباياه.طلبت ماء الحياة و صدقته.بدأ الجدل يتلاشي و لأنني نهازة الفرص فقلت أسأله عن الأسئلة المعقدة.شجعني قبوله أسئلتي.هذا الكائن العجيب يمارس التشجيع بلا حدود.كأنه يعرف نفسي المنهارة و يسندني.
-إستفزني ثقته في نفسه قدام نفسي المزعزعة.فسألته و أنا أريد أن أقلل منه.ألعلك أعظم من أبينا يعقوب؟ كنت أعرف أنه ليس أعظم منه لكنني علمت فيما بعد أنه خالق أبينا يعقوب.لكنه لم يتلق سؤالي كما أقصده كإهانة بل كما إستخدمه هو بكل رقة متجاهلاً نواياي السلبية.قدم نفسه معطي الحياة و ليس كما أعطانا أبونا يعقوب بئراً صغيراً.لا أجزم أنني صدقته.فأنا صريعة ذكرياتي.كنت كورقة تتلاقفها الرياح فأتقلب بين سؤال و سؤال.أما هو فأراد أن يفيقني .سألني كمن يعرفني من زمن بعيد.إذهبي و إدعي زوجك؟ كيف أذهب يا رجل؟أنا قادمة إلي هنا لأجلب ماءاً  له بالقهر بالذل بالعار.الآن أذهب و أدعي زوجي؟بماذا أدعه و أنا أمقته؟هو  و من سبقه ؟ هل أقول له تعال نكلم اليهود؟هل أحدثه عن ماء الحياة و جرتي فارغة؟سيقول إنني جننت أو يقتلني فأنا بلا ثمن في السامرة.أنظر يا سيد.ليس لي زوج .كنت أريد الخلاص  من المأزق و هو أخذ إجابتي و إمتدحني بالصدق؟ أنا لست صادقة في الحقيقة بل خجلت من فضائحي.قلت أسترها أما السيد العجيب فكشفها لي .نعم ليس لك زوج و لا الآخرين أزواجاً.أنت صادقة؟صرت صادقة في عيني السيد اليهودي الوحيد الذي كلمته في حياتي.كبر في قلبي في عقلي أراه نبياً.تشجيعه حملني فوق السحب.ما دام يعرف سوابقي فهو يعرف أنني مقهورة .داخلي يغلبني.تشجيعه شجعني فتشددت.إذا كان يعرف الماضي فهو يعرف المستقبل أيضاً.سأسأله عن يوم اليدنونة يوم السجود العظيم.أين سنسجد لله عندئذ؟
- ماء الحياة و عطية الآب و ملء الروح.هذا درس لاهوت لإمرأة مثلي متقسية بالخطايا حتي لم أرغب في تقديم شربة ماء لرجل عطشان. في البدء كان يكلمني الإبن الكلمة.ثم كلمني عن الآب و عطيته و الآن يكلمني عن الروح القدس.جالسة أنا مع الثالوث .الذين يسجدون يحتاجون ملء الروح و به يكون السجود.
-ما دام قد علمني الثالوث و يعلم كل شيء فلابد أنه الممسوح من الله.هو المسيا و أنا الآن في ورطة مع هذا المسيا.رقته و أدب حديثه أخجلاني أن أسأله هل أنت المسيا؟أو من هو المسيا؟ فقلت بتأدب لأول مرة.أنا أعلم أنه سيأتي مسيا و يخبرنا بكل شيء.كنت أريد أن أقول له أنت أخبرتني فهل ستخبر أزواجي الخمسة و ذاك الرجل الذي معي.هل ستخبر السامريين جميعاً بكل شيء؟لديهم أسئلة أكثر مني و غضب مثلي و نقمة علي نقمة لكل يهودي فهل يمكنك أن تخبرنا جميعاً؟ أما المسيا فإعتبر حديثي دعوة له لكرازة السامرة  مع أنني فقط قلت أنا أعرف أن مسيا سيأت.فأراحني قائلاً أنا هو المسيا فإرتحت بكل صدق.لو تعرفون كم عدد السنين الكثيرة الردية التي تعبتها لعرفتم كم الفرق الآن.راحتي في جلستي مع المسيا فاقت أتعاب السنين.
-روح دخلني مع كلماته فأحسست بنفسي المنهارة تنتصب كالجبل.وقفت أنظر السامرة بعين و المسيا بعين أخري و ضاعت الجرة من ذاكرتي فتركتها.ما دام قد طمئنني أنه سيخبر العالم بكل شيء فأنا ذاهبة و أخبرهم بما رأيت و سمعت.لن أخجل ثانية من شهادتي للمسيح فهو يخبر كل من يري فيَ السامرية القديمة أنني لست هي.أنا صنيعة تشجيع المسيح.أنا نتاج سندة يده.رأيت تلاميذه قادمون فخشيت أن يسبقونني إلي السامرة فسابقتهم و هناك طرحت ما في قلبي عن المسيا.تشجع السامريون بتشجيع المسيح لي.لو كان لي قلم ماهر لكتبت لكم عما حث من كل سامري و سامرية حين أخبرتهم بالمسيا.مدينتنا إنقلبت و بعد قليل جاء المسيا بشخصه فإنشطرت كل القساوة إلي فتات.صارت السامرة كالسماء إلا قليلاً.بكلمات تشجيع الروح صنع مني نفساً جديدة.فلا تملوا التشجيع في السامرة.


67
الإنتصار فوق جبل التجربة(الكورينتينا)
Oliver كتبها
- الأماكن تحمل ذكرياتنا.تأت إلي مكان فيشحنك المكان بما فيه.تتقدس الأفكار بتأثير المكان و تتنجس أيضاً.لكن عظمة المنقادين بالروح أنهم يصنعون تاريخاً جديداً للمكان و يضعون فيه بذرة الصلاح فيصير نافعا لهم و لغيرهم .هذا ما فعله الرب يسوع في البرية صانعاً لنا سماءا جديدة و أرضا جديدة.حيثما يحل المسيح تتبدل الحال من ظلمة إلي نور.
- من البرية إلي جبل الكورينتينا قاد الروح القدس المسيح الإنسان لأنه لاهوتياً لا ينقاد بالروح بل يتحد به مع الآب ثالوث مساوي لا يقود أقنوم الآخر.لذلك نؤمن أن إقتياد الروح القدس للمسيح هو ناسوتياً إعلان لنا أن الحرب هي مع  المسيح الإنسان نائب البشرقدام الله ضد عدو الإنسان إبليس.لا يعني هذا أن اللاهوت لم يكن حالاً  في المسيح وقت التجربة فالإتحاد أبدي منذ لحظة التجسد بين اللاهوت و الناسوت لكن اللاهوت لم يتدخل وقت التجربة كما لم يتدخل وقت الصلب و الموت.
- إذا وقفت فوق الكورنتينا ستتجمع قدامك أهم القصص العتيقة لتاريخ شعب الله و تسمع صليل سيوف المعارك القديمة.لو نظرت بالروح من هناك سوف تلمس في تلك الأماكن بصمات موسي النبي و يشوع و إيليا و ستسمع صوت يوحنا الصارخ حتي قمة الجبل.جبل الكورينتينا كلمة لاتينية تعني الأربعين بعدما صار صوم مخلصنا الصالح هو أشهر ما تم فوق هذا الجبل.فتسمي الجبل بإسم عدد أيام صومه.أخذ الروح القدس المسيح إلي أرض المعارك القديمة كي يؤسس لنا النصرة في المعارك الجديدة مع عدو الخير.
- جبل التجربة يقع قرب نهر الأردن شرق أريحا .من فوق الجبل تر جميع الإتجاهات. نهر الأردن و موآب القديمة و البحر الميت و أيضاً جلعاد و في الناحية الأخري تري الهيكل عن بُعد.كان أكثر من إثني عشر ألفا من الكهنة و اللاويون يسكنون أريحا و يدورون حول هذا الجبل لكي يصلوا إلي أورشليم ليخدموا الهيكل ليتفادوا لصوص برية أريحا فهل كان الرب يقصد إبليس و جنوده الذين إستوطنوا البرية و القلوب لو10: 25-37 .المفرح أن هذا الجبل الآن لا يسكنه اللصوص بل تحولت فيه الكهوف إلي ساكني البراري من محبي المسيح النساك و الرهبان و الراهبات.هكذا إمتدت نصرة المسيح إلي الأماكن ذاتها.
-  في أحد تلك الكهوف عاش إيليا النبي هارباً من وجه آخاب الملك .فإذا كان يوحنا المعمدان قد نال من روح إيليا فإن غإيليا نفسه نال ما يؤهله كي يصير أيقونة مصغرة للسلطان الإلهي المعلن ضد خصم الوجود كله.لذلك جاء المسيح هذا المكان لكي ينتصر علي رئيس هذا العالم و ساكن الخرب الأبدية.في البرية الممتدة من سيناء  وقف الناس عطاشي قدام الصخرة في حوريب سأل الشعب القديم :أفي وسطنا الرب أم لا خر17: 7 .ضرب موسي الصخرة فخرج الماء و الآن يضرب إبليس صخرتنا المسيح فيخرج لنا في برية هذا العالم المنهزم نصرة أبدية لمن يؤمن به و خبز حى وماء حياة للعطاشي إلي البر.نح9: 15
-التجارب التي حاول بها إبليس أن يجرب المسيح كانت تتم علي إرتفاع يتدرج مع كل مرة.فالحجارة التي كانت في التجربة الأولي التي طلب إبليس من المسيح أن يحولها خبزاً كانت في سفح الجبل.هي ناتجة من تحطم الصخور الكبيرة التي سقطت قديماً.فالبشرية  حجارة ساقطة متفتتة من الصخرة الأولي آدم و حواء.وقعت الصخرة و جئنا منها بعد السقوط فكان سفح الجبل موطننا.إختف عنا الله و إختفينا.سكننا في البرية عوض الفردوس.ما عادت الحية تتخفي بل رأسها ظاهراً يتلاعب بنا حتي داسه نسل المرأة.كان السفح مناسباً لتجربة الجوع.فالأرض جرداء و الجبل قاس و المسيح يبدو وديعاً بلا سلاح لكن قوته كامنة فيه و إبليس لا يعرف.لذلك إنهزم من المسيح لسبب سر وداعته و إتكاله علي الله.صار خبزه ليس من البرية لكن من مشيئة الله أبيه المعلنة في رسالة الخلاص.إنتصر المسيح علي شهوة الجسد لننتصر به.
- كانت التجربة الثانية تتطلب الإبهار و بناء الهيكل الفخم مصدر فخر لمن يدخله.المسيح الأقنوم تخلي عن مجده تاركاً إبليس يأخذه بعيداً عن الجبل.لو كان إبليس جسداً لقلنا أنه محتاج ساعات لكي يصل من الجبل إلي الهيكل في أورشليم.لكنه روح شريرة قادرة بقوة رئيس ملائكة سابق فلا أعتقد أن الأمر إحتاج وقتاً طويلاً كي يصلا معاً إلي البقعة المقدسة.الغريب في جسارة إبليس أنه أخذ المسيح إلي جناح الهيكل أي إلي أحد أروقة الهيكل الجانبية.هناك يختلط المقدس بغير المقدس.السوق قدامك و الهيكل قدامك فتختلط الأفكار.يسهل للمتغافلين أن ينطرحوا هنا .جناح الهيكل مرتفع و الناس مزدحمة و الأصوات متداخلة و الباعة يصيحون مثل الكتبة و الفريسيين.إختلاط الهيكل بالعالم موضع السقوط.أطرح نفسك لو كنت إبن الله؟ دعوة إبليس دعوة للسقوط.لا تجرب الرب إلهك. دعوة المسيح دعوة القيامة الأبدية فلا تدع الصوتان يتداخلان.ضع فاصلاً بين الجبلين.جبل التجربة و جبل الهيكل و لا تتمشي بينهما بل إلزم الهيكل مثلما سمعان و حنة النبية. من لا يفتخر بنفسه يحسن الدخول من الباب الضيق فلا تعوقه ذاته.
-عاد المسيح إلي جبل التجربة متخلياً كما غادره.إبليس لا ييأس و لا نحن.الصمت يسود المسيرة بين الخصمين.أما صمت المسيح فهو إتصال بالآب أما صمت إبليس فهو مكر الشرير.المسيح في الطريق و إبليس متحيراً من هذا الذي لا يغلبه الجوع و لا يسقط في الكبرياء.فلتكن التجربة الثالثة في علاقته بالله.لتكن فاصلة فإما يصير معي أو ضدي.في التجربتين السابقتين لم يكن في الأفق خصومة.فالجوع تجربة بين الإنسان و جسده و الكبرياء تجربة بين الإنسان و ذاته و الآن التجربة بين الإنسان و إلهه.فإن سقط فيها صار خصماً لله و إن إجتازها صار خصماً لإبليس.يعاني إبليس من فصله عن الملائكة منذ زمن بعيد فيريد أن يفصلنا معه.السقوط في الخضوع لأفكار إبليس هو السجود له.ترك الإرادة للخطية و إنتزاع أيادينا من يد الله هو إعلان الخصومة المميتة.من يفصل نفسه عن الله يصير صيداً لإبليس بغير عناء.
-كانت التجربة تتطلب الإرتفاع إلي قمة الجبل.أكثر من ثلاثمائة متر يصعدها المسيح كالمصلوب و إبليس يراقب أنفاسه.البعض تتضاءل الدنيا في عينيه كلما إرتفع في علاقته مع الله و البعض يشتهي الدنيا كلما تمادى في علاقته بالخطية.إن ممالك الأرض التي رآها إبليس ليست تلك التي رآها المسيح.فلننظر بعيون المسيح لنتحقق من الممالك.أين سدوم و اين عمورة؟أين بابل و أبراجها؟أين آدوم و سعير.بادت مع خيام بني قيدار فبأي ممالك نتمسك؟لنا المسيح وحده و مملكته هي بالحقيقة ما نشتهي.له نسجد لكي نصير ضمن خدامه و أبناءه.له نعبد لأننا نؤمن بلاهوته.لن نترك فراغاً بيننا و بين الله إلا و نصلي كي يملئه روح الله فلا يجد فينا إبليس مكاناً.التوبة تزيل الفراغ بيننا و بين الله نصلي كي نكون له بكل القلب و الفكر و النفس معاً. أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ، مُنْقَذِينَ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا، نَعْبُدُهُ لو1: 74.


68
السائر مع إبراهيم
Oliver رواية كتبها
- سريعاً أقدم نفسي : أنا ساهر الآرامي من  مملكة حلب شمال دمشق.كنت في سوق المدينة أبيع الكروم .هناك حيث يجتمع الأدباء و كهنة المعابد و أناس من مملكة سوفيلوليوما القريبة من آسيا الصغري.كانت أول مرة أقابل أليعازر الدمشقي حين جاء بلدتنا بصحبة رجل مهيب الطلعة.كان أليعازر أنيقاً مع أنه خادم.ذو سلطة مع أنه عبد.صحبته للرجل العبراني أكسبته حكمة تعلو علي كهنة كيزوتنا الحلبيين.سمعته ينادي من يريد أن يخدم معه سيده إبرام العبراني.عرضاً سخياً أن نصير مثل أليعازر العبد الذي يسلك كالسيد و يتكلم كالآمر.كانوا كالقبيلة ذاهبون إلي حرب ضد ملوك كثيرة و كان الرجل العبراني محاط بجمع من الأشداء فإاقتربت منه و سرت معهم كي نسترد إبن أخيه لوط.قبلت دعوة أليعازر لأخدم إبرام سيدنا فما أحلي أن تكون خادماً كالسيد و عبداً كالأبناء و إبرام بلا بنون فلعل اليوم يأت و أتقاسم ميراثه.لم أفكر كثيراً فبمجرد أن تأملت وجه الرجل سري في قلبي خشية لا أعرف سرها و سلام لم أختبره قبلاً.
- ما كان يهمني إلا طعام يومي و حياة مستقرة  .انا رجل وحيد في الحياة لا يشغلني أين أذهب و لا كيف حالي.عشت عبداً وكلنا كنا عبيد حتي بلا سيد.قال أليعازر سنذهب لأجل خلاص الأسير فقلت  معك أذهب ماذا يمنعنا.هذا السيد سيقع رعبه علي الجميع و سننتصر بلا مغالبة.سننتصر و نغنم و سأشبع مع هذا السيد.هذه حياتنا نحن العبيد نعيش لنموت.نعم وقعت هيبة سيدنا إبرام علي الملوك الخمسة إنتصرنا و شبعنا و إتجهنا نحو كنعان.كنت أريد أن أصير كأليعازر.كان السيد يتكلم معه كأب مع إبنه.كنت مشتاق للبنوة.
- في عودتنا  بعدما عبرنا تلال حاصور.صارت أودية شكيم قبالتنا  و كنعان برزت في الأفق.عندنا في الآرامية كنعان تعني الأرض المسطحة لكن لا أعرف ماذا تكون عند السيد.قبل مدخلها وجدت السيد يقسم الغنائم ففرحت,ظننته وقت الغنائم.ما كان في بالي إلي أين نذهب طالما بقيت مع هذا الرجل السخي.كان الفرح يتقافز من عينيه و هو يعانق لوط حتي ظننت أنه إبنه و ليس إبن إخيه.كان يفصل العُشر من كل شيء.حتي العبيد أنفسهم.سارت الأعشار في طريق و نحن متوازيين معهم دون إختلاط.كأن إبرام ير ما لا نره.سائرون نحن صوب كنعان لننعم بالغنائم و فرح عودة الأسير.
- قرب أورشليم خرج ملك لابس كالكهنة.فيه شباب و حكمة.يتكلم كمن أورشليم له و هو لها.وقف فتوقف عند قدميه سيدنا إبرام.ما هؤلاء السادة من أين يأتون.كنت أتعجب لهيبة إبرام سيدنا و الآن أتعجب أكثر من هذا الرجل المستنير.ما ها الذي أقوله ؟أنا أصف السادة كالسادة و لست أفكر كالعبيد.حين أخرج الرجل الملك من قنينته خمر و من جرابه خبزاً تلألأت أنوار في قلبي فرقص قلبي.شرب إبرام من كأس ملكي صادق فصارت كنعان في وجهه موصوفة.في شفتيه كل الكلمات القديمة.تسربل السيد بالحكمة و تسربلنا كلنا بالدهشة.شرب إبرام خمر الكاهن فإستنارت عيناه بحكمة فأقسم ألا يأخذ من الغنائم شيئاً.كان الخبز و الخمر غنيمته.أما العبيد ففرحوا بالغنائم أما السيد ففرح بكنعان. كما ظهر ملك شاليم إختفي إيضاً .لم يأخذ من سيدنا غنائمه فقط أخذ العشر من العبيد و مضي.ما كانت تهمه الذبائح بل النفوس.غاب الرجل لكنه سكن عقلي فإقتربت من أليعازر أسأله.يا رئيسنا من هذا الرجل فنظر يطالبني بالصمت و هو يمضغ لقمة الخبز التي شاركه بها إبرام.كان اللقمة تحملهما بعيداً عنا و رشفة الخمر تكسوهما بالجلال.لوط أيضاً مزهواً بنور غسل عنه عفرة الطريق و قسوة الأسر و بدا لنا لوط باراً جداً.كنعان أعلنت عنوانها لعلها مدينة العجائب.
- منذ أكل إبرام و لوط خبز الكاهن و خمره صارت العيون تتكلم أكثر من الشفاه.أخذ إبرام عصاه و تنحي عند تل يطل علي نهر الأردن.كنت أراقبه و أليعازر يراقبه.غفا حتي ظننته مات.إقتربت فسمعته يتكلم.كان الحيث له صوتان و أنا أري إبرام سيدي وحده؟ما فهمت شيئاً لكن إبرام يشتكي العقم.قال أن أليعازر سيرثه فجاء الصوت كالنور و أفاقه.نهض إبرام لينظر السماء كأنه يريد أن يحصي نجومها.سمعت الصوت يخاطبه أن نسله سيكون أكثر من النجوم.نظرت حولي لم أر أحداً .لم أفهم من يتكلم لكن سيدي يفهم و يخاطبه.أليعازر أيضاً كان مبسماً مع أنه سيفقد الميراث.ما عاد الميراث  من الغنائم يهمني.إنجذبت لتأثر الخمر و الخبز و الآن أنا منجذب بتأثير الصوت العجيب و إبتسامات إبرام و أليعازر معاً.نهض إبرام جري كالشباب نحو الغنائم أخذ ‘جلة و عنزة و كبشاً.بسط يديه فوقفت يمامة و حمامة.ذبحهم و راح في سبات عميق حتي صارت الظلمة غُربة.إستيقظ يزجر الجوارح فصرت أزجرها معه و كنت فرحاً لأن الجوارح صارت تخشاني .الضباع ما عادت تعوي في وادي جبعون.
- إقتربت من لوط العائد أسأله ماذا يحدث هنا؟أجابني قائلاً: هنا يسطر الله تاريخ الخلاص.كنعان الجديدة لك كما هي لي فكلنا أولاد إبرام هذا .نظرت في الجميع و نهر الأردن يقترب منا بنسائمه.قلت كم هو عظيم أن أكون هذا السائر مع إبراهيم

69
رمزية الخلاص في عيد الختان
Oliver كتبها
في اليوم الثامن يختتن المولود.اليوم الثامن رمز الأبدية.لأن ايام الإسبوع سبعة لا ثامن لها إلا يوم الرب في الأبدية ذلك اليوم الذي لا ينتهي.فالتأهل للأبدية يبدأ بالختان.الذي كان لشعب إسرائيل جسدياً أما لنا فقد صار روحياً بالمسحة المقدسة أى الميرون.
- أخذ يوسف و العذراء الطفل يسوع ليختتن.هو محمول في صدر أمه.في قلب يوسف البار. رضيع لا إرادة له ذاهب ليتمم الوصية.لا شيء يشغله سوي تنفيذ مشيئة الآب و إسترضاءه تماماً كما عند الصلب مت 26: 42.كأنه يأخذنا مبكراً جداً إلي جثسيماني هناك يقول القدوس : لأجلهم أقدس أنا ذاتي يو17.لأن الختان دخول في عهد مقدس مع الله.يسوع و هو المتحد مع الآب في الجوهرلا يحتاج إلي تقديس بل (لأجلهم) أي لنا قد إختتن و تمم الناموس.مقدساً إيانا فكيف صارت القداسة لنا في الختان؟
- دم المسيح الذي سقط كقطرات من طفل رضيع بالختان هو بذاته دم المسيح الذي إنسكب علي الصليب.نفس الدم لنفس الخلاص و الغفران و الأبدية.وحده إنتبه سمعان الشيخ البار الذي رأي في الدم خلاصاً فقال –لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام جميع الشعوب.لو2: 30.كان الخلاص في الختان مبدئياً قدام شريعة  الناموس الذي يمثلها سمعان و قدام الأنبياء ممثلاً في حنة النبية.أما في الصلب فقد صار قدام جميع الشعوب.إنتقل من الناموس و الأنبياء إلينا نحن الأمم .
- الختان عهد و صلب.لا دخول في شعب الله بغير هذا العهد و الصلب.في المسيح تم العهد كاملاً للدخول في بنوية مقدسة لله.في المسيح تأسس العهد و الصلب مندمجين معاً في سر العشاء الرباني.الذي سماه الرب يسوع :العهد الجديد و قدمه كاملاً لنا قائلاً هذا هو جسدي.في الختان قدم جسده للذبح كما عند الصليب.لكنه ذبح جزئي أما في الصليب فقد صار الذبح الكامل لأجلنا.فالختان يقترب بنا من الصليب بل يضعنا قدامه من اليوم الثامن لميلاد مخلصنا يسوع.
- عند الصليب صار الموت مختلفاً.تحول عن مهابته.إستأنس المسيح الموت فصار طيعاً للذين يشتهون الإنطلاق منه.لهذا بعد  الختان  بثلاث و ثلاثون يوما طلب سمعان هذا الإنطلاق كما طلبه اللص علي الصليب .إذ قد صار الموت هيناً لا حاجة لنا من الإرتعاد منه لأنه قد صار الموت ربحاً .في الختان رأي سمعان دم الخلاص و بعد أن أكمل الطفل أربعون يوماً و عاد به أبواه إلي الهيكل رأي سمعان أنه لم يعد للموت شوكة.كان سمعان يشير إلي ربح الموت مع المسيح فطلب الإنطلاق بإرادته و ليس بإرادة الموت.صار الموت إرادياً في العهد الجديد.كمائتين و ها نحن نحيا.إن عشنا فللرب نعيش و إن متنا فللرب نموت فإن متنا للرب فما أعظم ربحنا.هكذا صار الختان أيقونة صغيرة للصليب.
- في الختان صار في الجسد علامة و عند الصليب صارت علامات في الجسد و الرأس.فإن كانت الكنيسة جسد و المسيح رأس فإن الصليب جمعنا في المسيح أو أن المسيح يسوع المصلوب قد ربحنا بموته عند الصليب.فصارت علامات المسيح فينا,لهذا قال بولس الرسول أنا حامل في جسدي سمات الرب يسوع .كل الكنيسة تحمل سماته.الختان ميزنا و الصليب كان موضع لقاءنا بالآب.هناك تصالحنا.
لتكن لنا بركات الختان تمهيداً لثمار الفداء بالصليب.




70
جاء ملء الزمان
Oliver كتبها
-كان الزمان فارغاً من البر لأن السقوط أخلانا من حضرة الله.حجب الله ذاته عنا فصرنا قلقين  لا يملأنا إلا الفراغ.كنا و الزمن فارغين معاً.و كان يحتاج البشر إلي ملء الزمان ليتم تدبير الخلاص الإلهي.
- كان الوعد أن نسل المرأة لابد أن يظهر و يسحق رأس الحية.لكن لظهوره ترتيب و مراحل كثيرة تسبقه و تمهد له حتي يصبح البشر شعباً مستعداً لله الظاهر في الجسد.تواصل الله مع الآباء منذ آدم و حتي يعقوب لكي يؤسس لوعوده بالخلاص.كانت التحضيرات جارية لكن الله في ذاك الوقت كان فقط يشرح وعده و يدرب آباءنا علي تناقل وعوده إلي أبناءهم و يضع صوراً سمائية بدلاً من هذا الفراغ الروحي.فرأينا أخنوخ يسير مع الله فينقله الله معه.رأينا الله يطيل أعمار آباءنا لكي يضمن توصيل وعوده لكل الأجيال.
 - كان نسل شيث يحفظ الوعود و يتداولها و كان أولاد و بنات الناس نسل قايين تقاومها.صدر الأمر بإنتقال الفراغ إلي الأرض ذاتها و جاء الطوفان.كنا فارغين من الله و الفردوس فارغة منا و حتي الأرض فرغت بالطوفان و هكذا رأينا الفراغ في كماله.عايننا الموت أجرة الخطية للجميع.رأينا و عرفنا معني أبناء الغضب و أبناء المعصية.لكي يستقر في كل نفس حاجتها إلي المخلص.و يبدأ الإشتياق الجاد و الحنين إلي مجئ الإبن في الجسد. بقي الوعد. شغل نوح البار الأرض الخالية.عاد الزمان من جديد بعدما تعلمنا درس الموت و باد البشر . إحتاجت الأرض و من عليها آلاف السنوات لتصبح علي الحالة المناسبة لظهور الله في الجسد.
- في الأبدية سوف نعيش الوصية منقوشة في الجسد و النفس و الروح ,لهذا بدأت كتابة الوعود و الوصايا علي الحجر.كي لا تبلي..بدأ عصر الأنبياء و السفار المكتوبة.كأن الله يوقع تعاقداً بيننا و بينه.عهد خلاص مجاني.فقط لمن يطلب.مراحم الله تتوالي بالمعجزات و العجائب.في الوقت ذاته الضربات حاضرة لمن يقاوم خلاص الرب. الرب حاضر لمن يدعوه و كنا ندعوه بالشفتين و القلب بعيد.ظل الرب يصبر علينا حتي ننتبه إليه بكل القلب و النفس و الفكر فهذا ما سنعيشه في الأبدية .هذا الإنسان الكامل غير المنقسم.عشنا المراحم و منها شبعنا في الصحراء الخالية.و إشتقنا إلي مسيا .
- جاء وقت ليترسخ في القلوب مفهوم العدل الإلهي فبدأ عصر القضاة.يحكمون للرب و ينقادون بالرب .في الأبدية سوف نسبح الرب علي عدله كما من أجل مراحمه .الآن نفهم الحق و ننتظر الحق يحررنا.
- لأننا سنصير في الملكوت ملوكاً و كهنة لهذا سمح الرب بتنصيب ملوكاً لشعبه مع الكهنة.كان الرب يرسم لنا صوراً سمائية  وكنا نفهمها نحن كأحداث أرضية. تشوهت الصور و إشتقنا إلي من يعيدنا إلي رتبتنا الأولي.متي يأتي من يصالحنا.ملوك الشعب القاسي ما فلحوا فمتي يأت ملء الزمان؟
-في الملكوت سنكون مع الله بلا مشغوليات .لهذا جاء الرب متجسداً من العذراء.بتول غير منشغلة بزوج.متفرغة لله.فهكذا سنكون في الأبدية في حالة البتولية الأبدية.لهذا بقيت العذراء بتولاً بعد ولادة إبن الله في الجسد.كل مرحلة تمهد للتجسد لا غني عنها من أول الوعد و حتي توجد العذراء المستحقة لولادة المسيا.نظر الرب إلي إتضاع أمته و وجدها مستحقة لأعظم كرامة.فجاء و تجسد منها.
-ملء الزمان كان يحتاج ملاكاً أرضياً لأننا سنكون في الأبدية كالملائكة .لهذا سبق التجسد ولادة يوحنا الذي سبح  الرب بلسان الأجنة في البطون.كان كل إعداد للتجسد هو تهيئة لنا للحياة الملكوتية.هذا هو ملء الزمان.أن نأخذ الذي هو الملء للملء.
-جاء الرب يسوع المسيح في الجسد في ملء الزمان.نعم لقد إنتهي الزمان لأبناء الله  بمجىء المسيح. الزمن الذي يحيط بنا الآن يجب أن يصير لنا عربون الأبدية.الذين ما زالوا في الزمان هم خارجون عن المسيح أما الذين هم في المسيح يسوع فهم خليقة جديدة.يعيشون في عالم المسيح.الزمن لا سلطان له عليهم بعد.هم يحكمون الزمن و الزمن لا يحكمهم.لأنهم أبناء الدهر الآتي.لما جاء ملء الزمان أرسل الله إبنه مولوداً من إمرأة.و رأينا مجده فإذا هو مجد إبن الآب.عظمة لاهوته فيه حتي و هو في مزوده.

71
االعذراء و إليصابات و كلام الروح القدس
Oliver كتبها
- بشر رئيس الملائكة جبرائيل العذراء القديسة مريم بأن الروح القدس يحل عليها و قوة العلي تظللها و المولود منها إبن الله يدعي.كانت العذراء أول من حل الروح القدس و سكنها سكوناً دائماً في العهد الجديد.كان لابد من السكني الدائمة للروح القدس لكي يبق في يقينها أن المسيح رب كل الوقت.فالروح القدس وحده الذي به نشهد لإلوهية رب المجد يسوع.1كو12: 3.لذا نجد العذراء صامتة غالباً. تتكلم بكل حرص و دقة قليلاً.كل ما نطقته منذ ذلك الحين كان يصلح أن يكون إنجيلاً لأن المسيح فيها و الروح القدس حل عليها لذلك قللت كلماتها و ما نطقت به صار جزءاً هاماً من بشارة الخلاص.
- نالت ما لم يحصل عليه بشر.إمتلاء كامل بالنعمة.بعمل الروح الحي.شهدت لها السماء أنها الممتلئة نعمة.لم يحظ بهذا اللقب نبياً أو رسولاً منذ موسي النبي حتي المعمدان.فاقت الجميع حتي بشهادة السماء.
- شهدت السماء لها.بقيت الأرض لتشهد.نالت البشارة من الملاك و الآن تستكمل البشارة من أليصابات.فحتي عصر العذراء كان الرجال يتقاتلون من أجل الممالك بسيوف و دروع بينما نساء إسرائيل كن يتسابقن في صمت من أجل نوال نسب المسيح بنسك و دموع.كانت النساء أسمي قدراً عند السماء لذلك أتت البشارة العظمي للعذراء دون غيرها.قامت العذراء سريعاً نحو اليهودية لكي تطمئن اليهودية إلي تمام النبوة و يتيقن بني يهوذا أن المشترع الملك فى رحم العذراء الآن.
- لملمت العذراء فرحها في صمت.تهليلها يصلب فكرها في الثالوث الأقدس.إحتفظت بإندهاشها الروحى الذي لا يعبر عنه.بقيت كلمات البشارة تتكرر في أذنها و هي تعد نفسها للذهاب إلي أليصابات.الروح القدس يصنع شيئاً في مستودعها و هي تشعر بالعمل الإلهي و قلبها مختطف للسمائيات.من يستطع أن يصف فرح العذراء بالبشارة؟ افراحها تتدافع قدامها.تابوت العهد حاملة المن السماوي مسيح العالم  في أحشاءها و ذهبت معه إلي زكريا الكاهن و أليصابات في عين كارم قرب أورشليم.ها هو مشهد سمائي للقاء القديسات.كيف إذا هيمن الروح القدس علي القلوب تصبح الكلمات آيات.المشاعر تسبحة.التحيات شهادة للإله الناطق في العذراء و أليصابات .إن إسراع العذراء الحاملة المسيح في أحشاءها نحو أليصابات تعكس حقيقة الكنيسة الأولي التي لما حملت المسيح في إيمانها بالروح القدس لم تحتمل أن تفرح وحدها بل طافت مبشرة بالكلمة في كل المسكونة.
- من اللحظة الأولي كان اللقاء جزءاً من التعاليم الإلهية لأن العذراء نطقت بالمسيح الذي فيها و الروح القدس الحال عليها و أليصابات نطقت بنفس الروح القدس لتشهد لنا بما لم تنظره و تنطق لنا بما لم تعرفه لكن الروح القدس أخبرها فنطقت بما صار منها. بدأت بإعترافها بتأثير صوت سلام العذراء لأنه مختلط بأنفاس المسيح جنيناً داخلها.كما رقص داود النبي قدام تابوت العهد 2 صم 6 : 14 رقص يوحنا الجنين بإبتهاج في أحشاء أليصابات.فاليوم يتنصب المسيح وسط قديسيه.
- قدام مسيح العذراء و أم المسيح أنشدت أليصابات تسبحة فاقت التي قيلت في إستقبال التابوت بعدما سلبه الفلسطينيون.علمتنا أليصابات من هي العذراء.أم ربي هي.نطقتها قبلما يحتال آريوس علي المؤمنين بشخص المسيح المتجسد و نسطور علي الكنيسة التي تكرم العذراء مريم.العذراء أم ربي قالتها أليصابات بالروح القدس في إنجيل المسيح.صارت أليصابات المرأة القديسة التي قطعت الطريق علي الهراطقة قبل أن يولدوا.إبنها يوحنا قطع الطريق علي الفريسيين قبل أن يتجاسروا علي إبن الله و شهد له.فكان أجمل إبن لأحلي أبوين بارين.تسابيح القديسين شهادة صادقة.
- دخلت العذراء و أليصابات إلي العهد الجديد بلا مقدمات.بدأت تتحدث أليصابات عن البركة.مباركة أنت يا أم الله و مبارك من يأت من أحشاءك ثمرة بطنك و سنردد له مع الشعب القديم في دخوله أورشليم مبارك الآت بإسم الرب لو19: 38 و سنردد له مع الشعب الجديد هتاف أليصابات في اليوم الأخير في مجئ الرب قائلين مبارك الآتي باسم الرب مت23: 39. المجد لك يا من فتحت عيون القلوب حتي شهدت للعذراء بما هو كائن و كشف لأليصابات ما سيكون.
- طوبي للتي آمنت بما قيل لها من قبل الرب.من قال لأليصابات أن العذراء قد صدقت البشارة تواً خاضعة بقولها هوذا أنا أمة الرب؟ من أخبر الشيخة في تل عين كارم ما يحصل في سفح الجبل بعيداً؟كأنما تقول صار لنا إبراهيم أباً بالإيمان و صارت لنا العذراء أماً بإيمان أعظم,طوبت الكبيرة الصغيرة.لأن العهد الجديد هو الأعظم علي مثال ملكي صادق.نطقت أليصابات بأسرار لم تنطقها العذراء تواضعاً فشهدت لها نسيبتها.
-حين أتمم الروح القدس نطقه علي لسان أليصابات القديسة بدأ ينطق علي لسان العذراء أم الرب فكان جوابها علي التسبحة بتسبحة.علي النبوة بنبوات كثيرة.أخفت العهد القديم في الآيات و تكلمت بالجديد.سيكون لنا مع تسبحة العذراء لقاء إنشاء الرب وعشنا.

72
التعليم الشعبي و التعليم العلمى
Oliver كتبها
-الكتاب المقدس هو المصدر الوحيد المعصوم في إيماننا المسيحي.لا تشكيك فيه و لا نقد له.سيبق ثابتاً غير متغير صالحاً لخلاص كل الأجيال.أما ما عدا ذلك فيقبل التغيير و البحث و التدقيق حتي نتأكد من صحته و نظل منتبهين لأن التاريخ ملئ بالمؤامرات التي أقساها و أقصاها هي التي تخلخل الإيمان بتعاليم نسبوها لقديسين و آباء رسل لكي ننسب لها العصمة و هي ليست في جوهر الإنجيل.
- يمكننا أن نقسم التعليم في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية إلي قسمين رئيسيين.الأول بدأ مع إنشاء مدرسة الإسكندرية بكرازة القديس مرقس الرسول و التي وجدنا أن كل رئيس لمدرسة الإسكندرية يصبح  البابا بتلقائية شديدة لمدة عشر بابوات.فكان البطريرك أستاذاً باحثاً عالماً و متوجاً بالفكر المستنير الذي نشرته مدرسة الإسكندرية التي جمعت في أروقتها كل ثقافات العالم القديم و أهمها الرومانية و اليونانية طبعاً مع الثقافة الفرعونية التي إعتمدت و صارت ثقافة مسيحية.
- كل هذه الثقافات كانت بوتقة وضع مسيحيو مصر فيها إيمانهم بكلمة الله فذابت الثقافات في الكلمة و صارت كنيسة الإسكندرية منارة للعالم القديم بآباءها و مفكريها.هذا هو القسم الأول .كان فيه التعليم علمياً روحياً كتابياً فلسفياً مستنيراً.كان البحث كالنسك.كانت الرهبنة الأولي هي إلتصاق بالكتب لكي تحملها إلي كلمة الله فتتبارك الأفكار و تستنير الأذهان و تصلح الكرازة لجميع المستويات لهذا رأينا يوستين الشهيد المثقف و بنتينوس الفيلسوف الشهير و فيلون و غيرهم.صار هؤلاء كارزين أهم من أساقفة زمانهم و بطاركتها.ظلت هذه الدعامة حتي القرن السابع.عبرت مدرسة الإسكندرية بالإيمان من عصر الهرطقات الكبير.لم نعبره بالروحانية فحسب بل بالعلم الكتابي و الدراسة و التدقيق في الكتب أيضاً.بل كانت الهرطقات أحد الدوافع الهامة لزيادة البحث و التأليف لهذا كان أكليمندس الإسكندري و أوريجانوس و القديسون الكبار من البطاركة أصحاب كتب خالدة.التجسد لأثناسيوس العظيم و تفاسير أوريجانوس لفترة ما حتي صار عليه خلاف.و تفاسير البابا العظيم كيرلس الكبير .ظل التعليم علمياً أكاديمياً يبحث و يتقصي ثم يؤلف و يعلم.
-إستمرت حركة التعليم الروحاني مع تأسيس حياة الرهبنة و نموها في القامة و المعرفة كما في الروحانيات و التكريس فصرنا نقرأ تفاسير للعظماء القديسين أنطونيوس و مكاريوس الكبير ثم مار إسحق في مصر ثم يوحنا كاسيان الذي شابه يوسيفوس في تأريخه لواقع مصر الروحي في عصره.ظل النمو ينتقل شيئاً فشيئاً و كان للنور الروحاني الذي إنبعث في صحاري مصر أثره علي العالم القديم كله.بقيت مصر بآباءها مقصداً لكل من لديه سؤال أو معضلة فكرية فلسفية أو روحية.
- علي الرغم من التعارض بين مصالح الإمبراطوريات القديمة و إنتشار الإيمان المسيحي إلا أنه و بثمن كبير من الشهداء عبرت الكنيسة عصر الإستشهاد العام و وجدت صيغة للتفاهم مع الأباطرة و الولاة الذين للحق لم يكونوا ضد الإستنارة الفكرية لكنهم كانوا ضد الإيمان بالمسيح لإعتبار المسيحيين فئة مارقة علي الحكم الذي كان يربط الولاء بالإمبراطورية بالعبادة للإمبراطور و الطاعة المطلقة له.إلا لما جاء الغزو الإسلامي الذي حتي اليوم منذ ألف و أربعمائة سنة لم يمكن أن يجد المسيحيون صيغة للتعايش في ظل حكمه لمصر.هذا هو التاريخ الذي بدأ فيه التحول من التعليم العلمي الروحي إلي التعليم الشعبي لأسباب كثيرة.
- خرب الغزو الإسلامي مصر و حرق مكتبة الإسكندرية هادماً أهم مصدر علمي للمعرفة  في القرون السبعة الأولي.قتل الرهبان و حطم الأديرة و هشم المنارات فلم تعد منارة واضحة المعالم .و بعد مئتى عام من الغزو صار أقصي مطمح للكنيسة المصرية هو الثبات علي الإيمان و الحفاظ علي من تبق من المؤمنين.إنتهي عصر النمو و الإمتداد و التواصل مع العالم في ظل إنغلاقية الحكم الإسلامي.حرقوا الكتب العدو الأهم للغزاة.فبقي الإيمان مستنداً علي تراث في القلب دون الكتب.و تاريخ غير مكتوب في أغلبه.و إنتشر التعليم الكلامي بالنقل تأثراً بالطريقة الإسلامية و تخوفاً من إظهار ما بقي من كتب لم تحرق.لم نعد نقرأ أو ندرس بل نسمع و نتلقي.صار التعليم  الشعبي هو المتاح في غيبة وسائل المعرفة.
- صارت الحياة ضحلة الفكر و منذ عشرة قرون ما زلنا نتناقل تعليماً شعبياً يحتاج للتدقيق .نحتاج إلي مدرسة الإسكندرية الجديدة الألكترونية التي تناسب عالماً جديداً.لأن التعليم الشعبي هو بعضاً من قصص و بعضاً من رؤي شخصية و قليلاً من بحث علمي فتأخرت الكنيسة الإسكندرية عن الكنائس التقليدية الأخري و أهمها اليونانية و الروسية.بالطبع الكنيسة اليونانية لا تبذل جهداً في رجوع المواطن البسيط للمراجع القديمة لأن اللغة ما زالت حية أما نحن فتوقفت لغتنا و تعثرت خطواتنا في الوصول إلي المراجع بمصداقية و حيادية و إستسهلنا التعليم الشعبي الذي لو وضعناه في موازين التدقيق البحثي سنتفاجئ بأننا نردد كثيراً من الأفكار و المغالطات فقط لأن هذا ما تناقلناه.سيتعرض  بعض مما كنا نحسبه من المسلمات لصدمة فكرية شديدة.و سنكتشف حتماً أيضاً أن جوهر ما نمارسه  اليوم هو من حياة  مجيدة عتيقة الحب في بطون الكتب التاريخية.لذلك حسناً أن نبحث بحكمة و نصحح ببطء لكن لنعط الفرصة للتدقيق الذي يرضي الله حتي لو لم يعجب بعض الناس فخير أن يكون إيماننا كإيمان القديسين بالحقيقة و ليس حسب ما يجتهد في تعليمه لنا أناس لم يقرأوا شيئاً من كتب هؤلاء القديسين إلا فيما ندر.لم يدرسوا لغة قديمة و لا لديهم أدوات علمية ذات حيادية و مصداقية .
- لا يعني هذا أن كل ما تعلمناه خطأ أو أن إيماننا مهدد لكن معناه أن نعيد صياغة التعليم المسيحي خصوصأً في الإكليريكيات و معاهد البحث القبطي.لنغلق كل دكاكين الإكليريكيات الوهمية.بإعادة تأهيل كاملة تشمل تطبيق مستويات البحث العلمي العالمية كما في الدول المتقدمة و لو إستدعي الأمر لإسناد هذه النهضة العلمية لمتخصصين من بلاد أخري تحت إشراف متخصصين معهم من كنيستنا.حينها ستعود مدرسة الإسكندرية لتشرق و يتحول الواعظ المحلي إلي كارز عالمي يفهم الجميع من خلاله الإيمان الصادق.ينحسر التعليم بالتواتر إلي التعليم بالمراجع.ليجد الجيل الجديد أن إيمانه لا يتخلخل من التشكيك و النقد و نخطو بهم بعيداً عن الحركات الوجودية و الإلحادية و الفلسفية إلي فضل معرفة المسيح.

73
المقالات الدينية / قداس العيد
« في: 04:38 22/12/2019  »
قداس العيد
Oliver كتبها
- قداس العيد لا يبدأ روحياً إلا حين تدق أجراس الضمير في قلب كل مسيحي لكى يستفيق لأبديته.حين نرتدي ثوب المحبة السمائية.نتجمل بثمار الروح القدس.لا عيد بلا مسيح حي في الفكر و القلب و الضمير.لا قربان بغير مصالحة كاملة الغفران.هذا هو اليوم الذي صنعه الرب لنفرح و نبتهج به.هذا قداس العيد و عيد القداس و بغير هذا الفرح الباطني السماوي لا يمكن أن نحتسب أنفسنا في عيد.
-أما ما حسبه البعض أن مطرانية لوس أنجلوس قد خرجت عن قبطيتها أو أرثوذكسيتها لأنها ستقيم (قداساً إضافياً) ليلة الكريسماس الغربي فهو تصيد لا يعكس فكراً منفتحاً و لا مرونة و حكمة.فالتشبث بالشكل مميت.و التمسك بالسبت أفشل الشعب القديم فلم يفهموا رب السبت.الأمر لا يعدو إقامة قداس إضافي.ما الضرر في قداس إضافي؟ فالكنائس القبطية تقيم قداساً في ليلة رأس السنة و هو ليس في طقس الكنيسة لكنه إضافة إيجابية ليس من يهاجمها فهل أجرمت و خرجت عن سياق التاريخ و الأرثوذكسية؟ لم نعط أهمية لهذا القداس الإضافي و لم نتصارع بشأنه فما الضرر من قداس في أي يوم آخر و بالذات في ليلة الكريسماس؟ أليست نفس الفكرة.نحن نختطف أولادنا من إحتفالات عالمية لا تمجد الله و نحصنهم في حضن المسيح بصلاة مقدسة و قربان إلهي.هل نخشي أن نتقدس أم نرفض و نترك شبابنا يحتفلون في ملاهي بعيدة لا تمجد الله؟
-لم تقل المطرانية أنه قداس العيد كما نقلت بعض الصحف.كل ما قالته ثلاثة نقاط.تمسكها بموعد العيد حسب التقويم القبطي .تأكيد موعد صلاة قداس العيد ككل الكنائس القبطية .ثم تصريح للكهنة بقداس إضافي و ليس قداس عيد الميلاد.أي قداس سنوي كمثل كل القداسات المعتادة.ماذا يتصيد الناس؟و تنفر لهم عروق الدفاع الوهمي عن أرثوذكسية لم تتعرض للخطر أصلاً و لا للتجاوز.
- شيئاً ما تسرب في الضمير عند البعض.يزرعون التخويف من التفكير و يرهبون القادة من التدبير المرن و يختزلون الصراعات في هوامش هي كل ما يفكرون فيه و يتجادلون.ضاع منا قلب الإيمان الأرثوذكسي الذي قبل القديسين من الشرق و الغرب في رهبنته و نصب بعضهم بطاركة للكنيسة القبطية.لا يصح أن نوجد في صراع مع أحد و لا ضد أحد هكذا ينبغي أن يكون المسيحي الحق.لماذا نصنع عدواً من وهم و نقاوم الوهم و ندعي أننا نحافظ علي الإيمان؟
- أتريد الدفاع عن الإيمان حسناً تفعل.فليكن دفاعك عن الإيمان حياً : إخدم بمحبة كل محتاج في بيتك و كنيستك و منطقتك و عملك.لا تدن أحداً فيتعلمون أنك منفذ حقيقي لوصية المسيح.كن إنجيلاً في لغتك و وعودك و معاملاتك فبهذا تحفظ الإيمان الحق..هل أنقذت ساقطاً في ضعف؟هل داويت جريحاً من خطية؟هل أرشدت متحيراً إلي مسيح الحق؟هل أنرت العالم أو أنرت محيطك الضيق؟ هل تعمقت في صلاتك و تسابيحك؟هل تأملت في كلمة الله و تغذيت منها؟ حين تفعل هذا فأنت تدافع عن الإيمان بغير خطب عصماء و لا شعارات وهمية. آخر ما نحتاج في هذا الزمان أن تدافع عن الإيمان بالكلام وحده.آخر ما يريده الله هو خدمة اللسان.عش المسيح ستكون حينها ضميراً حياً يبكت الخارجين عن الإنجيل بالحقيقة.أما إصطناع بطولات من ورق فلا تخدع السماء.السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب و ليس بمليون هتاف لأجل الأرثوذكسية.السماء تبحث عن إبن ضال و خروف تائه و درهم مفقود و لا تبحث عن قضية جدلية يشغل بها الناس أوقات فراغهم و يلهون أنفسهم بها ظانين أنهم حماة الإيمان.
-لم يتعد الأمر قداساً آخر من قداساتنا فأين الخروج عن الإيمان هنا؟إنه فقط خروج من أسر التخويف و شكلية العبادة.إنه حكمة كسب أولادنا في المهجر فماذا يضيركم أن نكسبهم للمسيح.و يظل البعض يتفلسفون كيف سنصلي قداس فرايحي في الصوم و نعود للصوم؟ لكن من قال لكم انه قداس فرايحي ؟ من قال انه قداس عيد؟ مع أن الكنيسة تصلى فرايحي في الصوم إذا أتي عيد سيدي صغير أو عيد الصليب و لو جاء عيد دخول المسيح الهيكل في صوم يونان نصلي فرايحي أيضاً فماذا إذن؟ ما القضية عندكم؟ ليتكم تعلمون أن الصوم نفسه فرح للروح و ليس حزناً نجلبه علي أنفسنا.القداس هو حضور مصدر الفرح و صانعه بيننا لهذا في ولادة المسيح كان فرح لجميع الشعب.و القداس ولادة و صلب و موت معاً و حياة فينا و قيامة لنا.
- لا تسمحوا بالتشويش علي كنيستنا و آباءنا بلا مبرر.لكن إذا كان هناك ما يستدعي الدفاع فليكن .فقط قولوا لنا تدافعون عن ماذا؟ضد من؟ و لا نكن أدوات يستخدمها من لا يرغب في خير كنيستنا و سلامها.

74
المنبر الحر / عواصفك يا وطن
« في: 20:23 13/12/2019  »
عواصفك يا وطن
Oliver كتبها
-الغرب يتهلل و الشرق يتهلهل.حيثما صارت الإنسانية صار الإنسان و حيثما يدعي الناس معرفة الله ينتشر الخزي و كل مساوئ الرياء.في الشرق يبنون الحوائط و يهدمون الإنسان قبل أن يسكنها.في الشرق يدوسون حتي قوانين الطبيعة و يفسرون الجهل كأنه علم عميق.
-الإعلام في الشرق مزيج من خرافات و سطحية لأن أغلبهم لا يقرأون.لهذا لما تأتي العاصفة لا تجد من يتحسب لها.الإعلام في الشرق تجارة و الأخبار لمن يدفع حيث لا موضع للحقيقة.
-العداوة تولد في الشرق و تتجه نحو الغرب.تنتشر القساوة كالهواء.حين يغيب الحب الفطري لا تنتج الأرض سوي الأشواك.عرق الجبين يلسع الرأس و لا مزيد من الرزق.
- القداسة تلألأت في الشرق غير أن الأشرار يطاردونها حتي النفس الأخير متحججين بأن إلههم يشجعهم علي الموت.لهذا ينتشرون كالجراد.فالضربة لا تأت من الخارج بل من الداخل تعصف كالإعصار.تتغلغل في العقل فتفسده فلا يميز الناس بين ما يبني و ما يهدم.
-أوطان الشرق قبور مفتوحة.الأشرار يدفعون الأبرار إليها فإذا قمعوهم هناك  يتجهون بكل سرعة إلي قبورهم و يفنون.من يبني للشرق حديقة يتمشى الأطفال فيها بسلام و يتربي من جديد فيها نسمات الأدب و الرقة و اللطف و يجد الحب مسكناً في القلوب.
-سياسات الشرق تندفع من القسوة.فلا يجمع العرب سوي الكراهية.المال للظلم و السلطة للظلم و القضاء يتبرأ من العدل.سياسات الشرق تأكله كالسوس مهما علت أبنيته لأن الحق لا يسندها.
- عيون الشرق تبصر تحت أقدامها فحسب.لأن جيوشاً من المرائين تطمس فيها الحقيقة.ليس المستقبل في جودة البناء بل في جودة البقاء و عيون الشرق تبحث عن سمو بلا أساس.
- جمال الشرق يستجدي فرصة ليصحو و راغبوا القبح يقاومونه.كلما سطعت نجمة يطفئها.كلما تفتحت زهرة يقطفها و يقذفها بعيداً كأن الجمال عورة و حلاوة الطبع سبة.يفعلون هذا و لا ضمير يبكت ثم يتجملون بمساحيق الدين و قوانين التعصب.
-أكثر السلع بيعاً في الشرق هي الموت و الإرهاب.بعدها يعتذرون و ينفون أنهم يقصدون الموت لتبق الحياة مهددة طالما بقي هذا الشر في الشرق .
-لطالما عبر الظلام البلاد.منذ ضربت مصر بالظلام ضرب الشرق كله.لكن دائماً يوجد رجاء.لأن إله الغرب هو إله الشرق أيضاً.ينتشل الأجيال من حمأة الخطية و إدمان الموت حياً.حتي لو لم يقترب الشرق من الله فالله سيقترب إليه لكي يستنير فير ما هو عليه من فقر في الضمير و العقل و الحياة.سيمد يده إلي الشرق يناديه بالقيامة و يمنحه قوة النهوض.لكن علي الشرق أن يعترف بأنه مائت حتي الآن و يحتاج خلاصاً.
-عواصف الشرق تزيل الهباء عنه.تكنس النفايات.فلا يخش الأبرياء من عواصفه.ما أصابت الضربات إلا المعاندين و أما الخاضعين لقوانين الحياة فإنهم سيحيون و الراغبين في الخلاص سيخلصون لأن الجياع و العطاش إلي كل ما هو حب سيشبعون و لن يبقوا عطاشي إلي الأبد.

75
المجوسي المتخاذل
Oliver كتبها

- أنا مجوسي من مدرسة دانيال النبي التي أسسها في بابل حين كان والياً هنا.في الطريق إلي منزلي كل يوم أتأمل  أطلال قصر نبوخذ نصر.أتحسر علي مجد ضائع.علي مقربة من التل المقابل يقولون أن ناحور أب أبراهيم عاش هنا و من هنا خرج إبراهيم إلي أرض لا نعرفها و إختفي عن أرضه و عشيرته.لهذا خشيت أن أغادر و لا أعود مثلما إختفي إبراهيم من هنا.
-إسمي ليس في صحائف تفتخر بقراءتها.فأنا تلميذ متخاذل من مدرسة دانيال كبيرنا العظيم الذي تعلمنا من أقواله.كان رائي بلا نجوم.كان مبصراً بغير منظار.كان فاهماً بلا معلم.عشنا نبجل إسمه مع أنه غادر عالمنا ما يزيد عن خمسائة عام لكن من لا يفتخر بتلمذته لدانيال كبير المجوس؟ظللنا نفتخر بدانيال و نسينا إلهه الذي أنقذه من جب الأسود.
-لقد صرت أخجل أن أجاهر بإسمي لأنني لم أتبع الحكماء الذين كانوا معي من نفس مدرستي.خشيت علي منصبي فقد كنت مشير الوالي.كنت أدرس حركة النجوم و أشير عليه ماذا يقرر. في كتبنا مصائر الناس مرسومة في حركة النجوم فكيف أترك حركة كل النجوم و أتبع نجماً وحيداً؟ نعم رأيت نجمه.نعم عرفت الرسالة.كل الحكماء عرفوها لكن ليس كل الحكماء تبعوها.مرت جماعة الحكماء من هنا.فارسيون و كلدانيون و بابليون و أشوريون كانوا.قلبوا أفكارنا فتركناهم و تركونا.مضينا عنهم لأن حكمتنا تكرست للوالي.لعلنا نترقي فنصير للملك.
- كانوا سعداء بالمضي فذهبوا و أنا تسمرت في بابل.كان نجمهم ظاهر لنا.ظللنا نراه حتي بعدما مضي رفقاؤنا.بقينا نتسامر عنهم.نفسر للناس حدثاً لا نعرفه.أمراً لا نراه.صرت أتحدث عن رفاقي كثيراً و روحي منهزمة في داخلي.كان يجب أن أرافق جماعة الذاهبين خلف النجم.كان يجب أن أري النجم حتي النهاية فهذا لم يحدث من قبل.كنا نشتاق أن نصعد لنر النجوم لكن هذا الكوكب الذي برز لنا هو نزل و هم تبعوه و أنا فقدته و فقدت نفسي معه.
- لملمت أشلاءي و مضيت لا أرفع بصري إلي أعلي .خجلت أن يوبخني الكوكب الذي هبط إلينا.ظللنا نحن القابعون في بابل شهوراً لا ننظر إلي أعلي.نطأطأ الرأس بإستحياء فما أقسي جهل الحكماء.كنا كل واحد يعرف إنكساره في قلبه.صوت يؤنبنا لا نعرف بماذا و لا لماذا؟ليتنا مضينا معهم.نحن كنا نتلذذ بمتعة النجوم و الآن نتحسر بمرارة  لأجل ما سموه كوكب يعقوب.
- عاد رفقاؤنا بعد سنين مع أن طريقهم لا يحتاج سوي شهوراً قليلة.هل أدار الكوكب عقولهم أم أخذهم النجم إلي أرض التيه؟لقد تعلمنا من كبيرنا دانيال كيف تأخذنا أرض التيه.كان درس التيه من الدروس الصعبة التي نتعلمها في مدرسة الحكمة.منذ عودتهم صرت كهلاً لأني علمت قدر خسارتي حين لم أسجد للطفل معهم.كانوا يجمعون الحكماء و يكشفون جهلهم.
-كل يوم أستعيد حكايات رفاقي الذين سجدوا لملك اليهود فتدمع عيناي حتي لم أعد أُعلم  الناس في بابل شيئاً سوي أن يتبعوا كوكبه إذا ظهر من جديد.كنت لا أفهم ما أقول لكنني أردت أن أحكي عن مولود تكاسلتُ أن أذهب لأراه فأندهش به كما حدث لرفاقي الذين لم أرافقهم.
- مضيت إلي الوالي و سألته أن يعفيني من منصبي لأني ذاهب للطفل بلا نجم.سأدع دموعي تسوقني حتي أراه.سأظل في طريقي إليه أعتذر و أعتذر و أعتذر لعلي أصل و أسترد بعضاً مما فقدت.لن أترك إسمي إلا عند قدميه إذا وجدني و وجدته.

76
ميلاد شعب و ميلاد المسيح
Oliver كتبها
-أعماق البحر تنكشف لمن وضعوا أقدامهم في طريق الرب بإيمان.ساروا و لم يترددوا مع أنهم لم يبصروا طريقاً وسط البحر من قبل لكنهم أبصروا الرب يؤدب أعداءهم من أجلهم فصارت لهم ثقة فيه.أعماق الحب تنكشف لمن يتبع عصا الرب في يد موسي الكليم.
-صار عبورهم ميلاداً جديداً أذهل المسكونة.هو يقوتهم في أرض تفيض بالخيرات و يجعل قبضته لحمايتهم.يرون المسيح رمزياً.فالماء فوقهم من أجل روح الميلاد الجديد و الصخرة تابعتهم و هم لا يعرفون أن المسيح يتبعهم لأن عبورنا من كل ذل و عبودية للشر هو لنا ميلاد فى الحق من الإله الحق.
-الأسوار المائية هي وصية الرب من روح الرب.شفافة و رقيقة لكنها ثقيلة أيضاً و رهيبة.للبعض حياة و للبعض دينونة. تعلمنا إلي اين نذهب فلا ننجرف و لا ننحرف. منذ البدء و الآن و كل أوان يجعل الغمر طريقاً يسير الشعب فيه و يوجد شعبه في أرض حفظت لهم.
-ميلاد المسيح في الكنيسة القديمة ليس مختلفاً عن ميلاده في كنيسة العهد الجديد.الماء و الروح و الدم هذه الثلاثة شهود يشهدون لإبن الله أنه العابر بنا من أرض المذلة إلي حرية المجد الأبدي.
- إن غادرت عبودية لواحدة من الضعفات فإفرح فهذا عبور الله بك.تسترد أملاكك.لأنه حين يعبر بنا الرب لا نفقد شيئاً بل نزيد.لا توجد خسارة من تبعية المسيح بل ربح.
- خذوا أطفالكم و إعبروا بهم بالصلاة.فإن جميع الذين عبروا لم يختبروا هذا الطريق من قبل فلم يكن لهم سوي الإيمان و الصلاة و يد الرب تحملهم.من لا يصلي لأجل أولاده يتركهم في أرض العبودية بغير نجاة.
- ما صار للشعب نجاة هو بذاته صار لأعداءهم فخ .حين دخلوا العمق وراء شعب الله ماتوا لأنهم ما كانوا ينوون الأرض الجديدة بل يتمسكون بالأرض القديمة.لا يمكن أن نعيش بالأرضين معاً فإما نغادر لنوجد في الجديدة و إما نبق في القديمة و نموت.كل من لم ينقادوا بالرب بل بالجسد ماتوا بالجسد و لم ينج منهم واحد.
- بعدما نعبر سنقف في الأبدية بمجد و كرامة و ننظر خلاص الرب فينا و نبصر ما صنعه بأعداءنا.سنتعلم تسبحة موسي و سيتعلم موسي البار نفس التسبحة لأن موسي الحقيقي الذي سيعلمنا التسبحة هو العابر بنا إلي الميلاد الجديد ربنا يسوع المسيح.


77
كلمات على ضفاف الزمن
Oliver كتبها
- التعليم هو أن تضع المتعلمين قدام التعاليم الإلهية و التلمذة هي أن تضع المتعلمين في قلبك و حياتك فتكون أنفاسك لهم.
- كثيرون تتلمذوا علي الكتب و عاشوا هكذا. لكن التلميذ الذى يعبر من هذا كله يخرج إلي عالم يلتق الله فيه وجهاً لوجه.
- كثيرون يتفادون الفشل فإن فعلوا هذا هدأت مخاوفهم و قليلون يرغبون النجاح الكامل فإن حققوا هذا إستمتعوا بنجاحهم.
- تعب المحبة ليس فيما تبذله من عطاء بل فيما تحتمله ممن لا يعرف المحبة هذا هو إكليل المحبة.
- رفض الطلب برقة و بشاشة أفضل من تنفيذه بفظاظة.
- النسر لا يهبط من علياءه إلا ليصعد فكن نسراً.
- الصراع بين العقل و القلب لا يتم إلا بالمصالحة بين النفس و الله.
- ثلاثة لو تركتها لأصحابها تربح: الإدانة- الإساءة-الغضب.
- ثلاثة لو أخذتها من أصحابها تربح : المحبة والصلاة والمغفرة.
- من يهرب من الغضب يقابله السلام تواً  و من يقتني الرحمة يخشي إبليس صلاته.
- السماء مفتوحة للكثيرين منغلقة في وجه من يدين و من لا يغفر و من يقاوم روح الله حتي موته.
-الروحيات تعبر أزمات صراع الثقافات.المحبة تخلق طريقاً بين المختلفين.
- حين يسألونك كيف حالك فأجب أنا في نعمة غنية .أنا في أحسن حال مهما كان الحال. لأن الروح القدس إستبقاك فى الروح.
- لا تظن أن من يستهن بمحبتك ينجو آمناً فإله المحبة هو بذاته إله الحق.
-حلاوة الشكر تفوق مرارة الألم لذلك يبتهج فى الضيقات من  صار الشكر منه متواصلاً كضربات القلب.
-الصمت قوة لمن يعرف متي يتكلم و الكلام قوة لمن يعرف متي يصمت.
-إن أردت أن تقتن الصمت فلا تبدأ حديثاً بلا سبب بلا هدف بلا نهاية.
- لو تحولت تحيات السلام بيننا إلي صلاة لشبعت قلوبنا سلاماً.
-لا تصدق أننا في أسوأ العصور فمسيح الأمس ما زال مسيحنا اليوم و هو هو يبقي إلي الأبد معنا.




78
المنبر الحر / لمن النيروز
« في: 17:58 11/09/2019  »
لمن النيروز
Oliver كتبها
كانت السنة الفرعونية سنة توتية نسبة إلي الإله توت و إستمر الحال هكذا 4000 سنة .ثم صارت قبطية و أخذ الأقباط إسم النيروز أي اليوم الجديد من الإحتلال الفارسي في القرنين الخامس و الرابع قبل الميلاد وقتها كان تحسب السنة (النيلية) أي من فيضان النيل إلي الفيضان التالي .كان الفلكي القبطي مينيتون هو صاحب هذا التنسيق للتقويم. ظل الأقباط قروناً يتبعون حسابات الفيضان و كانوا يحسبون الشهور تبعاً لإنخفاض منسوب المياه.ثم لاحظوا أن الفيضان قد يتأخر أحياناً مما يربك المواسم الزراعية فالبذور التي كانت تزرع في بدء الفيضان صارت تزرع في منتصفه أو أواخره فكفوا عن إعتبار السنة منسوبة للفيضان.و ربطوها بنجمة تصاحب الفيضان و تظهر بصورة متزامنة دون تأخير فإعتبروا النجم ( سبدت) الذي يظهر سنويا و يعد ألمع النجوم وقت الفيضان هو أصل  حسابهم  للسنة القبطية.و أستقر الحال بحسابات هذا النجم حتي قدم الإحتلال الروماني الذي أدي إلي تغيير النظام الإداري للنظام الروماني مما تبع ذلك أن صارت سنة الأقباط سنة يوليانية نسبة إلي يوليوس قصر و هي سنة شمسية و حتي يوليوس نفسه إستعان بالمصري العبقري سوسيجينس لكي يضبط التقويم اليولياني ثم بعد خمسة قرون تغير التقويم القبطي اليولياني إلي التقويم الإغريغوري و هو التقويم الوحيد الذي لم يكن للأقباط فيه تدخل.هذا التقويم الذي ما زلنا نمارسه في كل شيء ما عدا في الأجندة السنوية للكنيسة.. هذا تاريخ تقويم السنة القبطية التي تعد أقدم تقويم عرفته البشرية.أول تقسيم للسنة و الشهور.صحيح أنه لم يكن للأيام أسماءاً لكن كانت لها علامات أو أرقاما فقط.عيد النيروز فرصة ليتعلم أطفالنا و شبابنا تأثير الأقباط في التاريخ.
-الأقباط حين يحتفلون بعيد النيروز يربطون بينه و بين الشهداء .هذا الإتصال ليس تعليماً كنسياً لكنه تقليد فرضه الشعب علي الكنيسة.الكنيسة ما زالت تحتفل بعيد النيروز علي أنه رأس السنة القبطية فقط.و تردد في كل ألحانها عبارة (بارك إكليل هذه السنة) و لا يأتي ذكر للشهداء مطلقاً في هذا العيد في ألحانها أو قراءاتها ما عدا السنكسار طبعاً علماً بأن السنكسار العربي تم تأليفه في بداية القرن الثالث عشر و غفل عن أحداثا كثيرة و يحتاج إلي مراجعة شاملة,.كما أن إبصالية واطس  التي تقال من عيد النيروز إلي عيد الصليب جوهرها تسبيح للرب و شكرا علي أفضاله و طلب حياة مستقيمة معه و ليس فيها ذكر يتصل بالإستشهاد. ليس لأنها تقلل من شأن الشهداء أبداً بل هي تحتفل بهم معظم أيام السنة.لكن يجب أن نعرف أنه لم يكن في الأصل عيد النيروز عيداً للشهداء.بل لمجرد أن بدء تغيير التقويم من السنة النجمية إلي السنة اليوليانية الرومانية قد تم بمجرد تنصيب دقلديانوس الوالي الظالم المضطهد فحسبت السنة القبطية من تاريخ تنصيبه و حيث إمتلأ عصره و كرسيه و يداه و قلبه بدم الشهداء فإرتبط عيد السنة القبطية بالشهداء لكنه لم يكن هكذا في أصله.
- عيد النيروز هو رأس السنة الذي يحكم بقية تواريخ أعياد الكنيسة.لذلك يسمي رأس الأعياد.و تحويله إلي حفلات للتخرج و كورالات للترانيم ليس عيباً لكن يجب أن يصاحب ذلك تثقيفاً بعظمة تاريخنا القبطي الإداري و الثقافي و ليس فقط الروحي.فالأقباط علموا الدنيا الكثير و أثروا في تغيير الشعوب و كان تقويمهم هو الحاكم لتواريخ بلاد العلم كله في وقت من الأوقات.كان من الأقباط عباقرة في علوم كثيرة لذلك فالأقباط صانعي حضارة و ليسوا فقط كنيسة حفظت الإيمان مع شقيقاتها الكنائس القديمة الخمسة.نعم لسنا وحدنا كنيسة شهداء و كثيرون ممن نحتفل بأعيادهم و نكرمهم ليسوا أقباطاً.لأن الكنيسة الجامعة كانت تسود الفكر و القلب و النفس.نحن نبجل شهداء رومانيين و سريان و أحباش و فرنسيين و لا أقل سودانيين لأننا كنا نعد بلد واحد.شهداء كنيستنا عنصراً لوحدة محبة المسيح في العالم كله.دم الشهداء إستمد من دم المسيح شهوته أن يكون الجميع واحداً.
- إذا كنا في كل سنة جديدة نشتهي أن تكون لنا بداية أفضل مع رب المجد فالسنة النيروزية هي سنة كنسية نرجو فيها أن تجلس الكنيسة مع نفسها و تعيد حساباتها كما تطالب المؤمنين تطالب نفسها بتصحيح ما يلزم و تجديد ما يمكن و النمو في المحبة أهم من النمو في أي شيء آخر.لأنه لولا المحبة ما صارت كنيسة و لا شهداء و لا عيداً للنيروز.
-أخيراً لكي لا نخرج عن الفكر العام السائد لتذكر الشهداء في هذه المنسابة علينا أن ننتبه أن الإستشهاد ليس شرطاً أن يكون قطع رقاب أو تفجير أو إطلاق نار أو بتر أجساد.فالإستشهاد هو نفسه حياة بذل يومية.من يتنازل عن ذاته أفضل ممن يقدم جسده حتي يحترق من غير محبة.من يغفر هو من يقدم ذاته ذبيحة من أجل الله.من لا يدين يقطع لسان الشر من فمه.من يملأ الدنيا بحلاوة الإيمان و يشيع الرجاء الذي فيه لمن حوله كمن يحيي الموتي و يصنع الآيات.الإستشهاد للأحياء أعظم من الإستشهاد للمنتقلين و هذا لا يقلل من عظمة شهداء السيف لكن شهداء الروح لا يقلون عنهم مجداً و كرامة.

79
بركات رفات القديسين
Oliver كتبها
ليس جديداً في كنائسنا التقليدية الشرقية و الغربية تكريم القديسين و تكريم رفاتهم أي ما تبقي من أجسادهم المباركة. تكريم الرفات متداول منذ القرن الأول الميلادي أي قبل الطوائف كلها و نجد في كثير من سير الآباء و الشهداء و الشهيدات و الأبرار عبارة تأتي في نهاية سيرته ما معناها و دفنوه بإكرام أو بنوا كنيسة بإسمه و وضعوا جسده بها  مما يدل علي حرص المؤمنين منذ القرن الأول علي تكريم القديسين و إعتبار بناء كنيسة أو كاتدرائية علي إسمه هو تكريم له و تكليف له أو لها بالشفاعة لشعب تلك الكنيسة و وضع الجسد بمقصورة خاصة هو تقدير لسيرته و إعترافاً بقداسته.هذا ما لمسناه من بركات عشرة القديسين في كل العصور.
-لا يمكن تتبع مكان وضع رفات القديسين بالكنائس من مراجع تاريخية لأن هذا الأمر لم يكن طقساً و لا وضعاً كنسياً محدداً حتي اليوم. بعض الكنائس تضعه آخر الكنيسة ليكون متاحاً لجميع فئات الشعب و البعض يضعه تحت المذبح فلا يكن متاحاً لكثير من الشعب و البعض يبني له مقصورة خارج الكنيسة ذاتها في مكان مستقل لتكون هناك فرصة للإختلاء في ذلك المكان و التأمل في نهاية القديسين للتمثل بإيمانهم.بعض الرهبان في عصور كثيرة كانوا يحتفظون برفات القديسين في قلاليهم حتي إذا تعرض الدير لهجمات يستطيعون الهروب بها و عدم السماح للمخربين بإهانة رفات القديسين.لا يمكن الخروج بتصور محدد عن مكان الرفات لأن الكنيسة مرت بعصور مختلفة كانت الرفات هدفاً للسرقة أو حرقاً لقلوب من يكرمون هؤلاء القديسين أو ظناً أنها كنوز أرضية لسبب حرص المؤمنين تجاهها و تسميتها بالذخائر المقدسة فظن البعض أنها  ذخائر (مدخرات) مالية فطمعوا في سرقتها و قد سرق اللصوص جسد مارمرقس ثم عاد إلي الكنيسة و بقي زمناً ثم سرقه تاجران من إيطاليا و باعاه هناك و بقي قرونا طويلة حتي عادت رأس القديس مارمرقس في عهد البابا كيرلس,تعرضت رفات مارمرقس لنوعين من السرقة الأولي ظناً أنها كنز أرضي و الثانية للتجارة و التربح.لم تكن السرقة حال التجار وحدهم بل تعرضت الأديرة للتخريب و تبديد الذخائر فإختفت حتي عاد بعضها بإستعلان روحي كشهداء الفيوم و القديس بشنونة و الشهيد أبانوب و حتي مارمينا البار.
- إظهار أجساد القديسين علانية بدون أنبوب الرفات هو إهانة للقديسين و ليس تكريماً.كما أنه ضد كرامة الأجساد بصفة عامة.لذلك ليس مقبولاً بروح مسيحية محبة للقديسين أن نشهر بهم هكذا.فليس من اللائق كشف وجوههم أو وضعهم في صندوق زجاجي مكشوف أو عرضهم للجميع علي هذا النحو.ليس هذا عملاً روحياً و لا لائقاً .إن الذين دفنوا القديسين بإكرام عند موتهم لو عادوا و وجدونا نعرضهم هكذا و لو بحسن نية سيكونوا مستائين مما نفعل.هذا غير ما يمكن أن يتسبب هذا المشهد في مشاكل للأطفال و أصحاب القلوب الضعيفة.فنفقد الهدف من التبرك من الرفات إلي التفرج علي الرفات.
-لا يوجد طقس لتضميخ الرفات.تضميخ أي طلاء الأنبوب بالأطياب الرائحة الزكية على الرفات لنتذكر سيرهم التي نلقبها (بالعطرة).لا توجد صلوات خاصة عند تطييب أو تضميخ الرفات لكن يجتهد الشمامسة في مدح القديس أو إذا كانت له ذكصولوجية طقسية تقال له مع زفة في نهاية التطييب.و لأنه لا طقس لها فلا شروط للمواد المعطرة المستخدمة لها .لكن الكنيسة إعتادت أن تستخدم نفس أصناف الأطياب التي تضيفها لأيقونة دفن  المسيح في ختام البصخة لتكون نفس المواد كأنما تقول أنهم مع المسيح في شركة آلامه متشبهين بموته.
- -من المحزن أن البعض يمارس إحتيالاً بإدعاء وجود رفات في كنيسته و يصنع أنبوباً فارغاً لن يفتحه أحد لير ما بداخله.من هنا فلنعد للإلتزام بعدم قبول وضع أي رفات في أي كنيسة دون أن يكون معها وثيقة موقعة من أسقفين علي الأقل  (المقدم للرفات و المتلقي لها) يشهدا قدام الله متي صارت الرفات في الكنيسة الأصلية و متي إنتقل جزء منها للكنيسة الأخري.لأننا دون فرض نظام و الإكتفاء بالضمير الشخصي الذي قد لا يكون نقياً سنعثر كثيرين.
- هنا و نعود إلي إقتراح قديم سبق الكتابة فيه و هو أن نصنع قاموس رفات القديسين ليضع تاريخ إنتقال الجسد من أول مكان صار فيه و كيف إنتشر إلي كل الأماكن الأخري.هذا التقنين يسد ثغرات كثيرة و يرسم خريطة للسياحة المقدسة أيضاً و يمنع الإحتيال و يزيل أنابيب زخائر فارغة لأن السرقة لم تعد لرفات موجودة بل صارت حتي بالرفات غير الموجودة.
- التجارة بأجساد القديسين شاعت حتي أن البعض يحاول صناعة قديسين إعلامياً و دعائياً ليدر دخلاً مالياً و نذور و تبرعات بإسم القديس .حتي صار البعض يبيع رمل الصحراء بإسم القديس . و لم يعد مستغرباً أن يقف كاهناً أو اسقفاً ليشهد بقداسة فلان أو فلانة سابقاً المجمع متجاهلاً قانونية الشهادة  للقديس و شرط مرور خمسون سنة حتي يعلن أحدهم قديساً معترفاً بقداسته.هذه التجاوزات ضارة بالكنيسة و بالإيمان القويم.القديس الحقيقي تشهد له السماء.
- الإحتفاظ بالرفات في المنازل و لو علي سبيل الإستعارة ليس مقبولاً لأن أجساد القديسين مثل أواني المذبح مكانها الكنيسة.إن خرجت لسبب قاهر فلتكن مع الكاهن و يعود بها للكنيسة فوراً.
- التبخير لرفات القديسين ليس مقنناً بعد.لكن الطقس أن تقدم البخور إلي أيقونات القديسين المعتبرين  و ليس لرفاتهم لأننا نؤمن أنهم في السماء و لو كانت بعضاً من رفاتهم باقية.كأنما نسلمهم صلواتنا ليرفعوها مع صلواتهم قدام عرش الله لكن لا يوجد طقس للتبخير لرفات القديسين فكما سبق رأينا أنه ليس للرفات موضع محدد بالكنيسة لكي يكون لهم مكان في دورة البخور.هذا أمر جدلي جداً لن يقبله البعض و أتفهم ما يراه.لكن الأمر يحتاج إلي مرجعية أو تقنين من المجمع يسود علي الجميع.
- التعامل مع رفات القديسين لا يجب أن يكون بدس الأوراق في صندوق الرفات فالرفات لا تقرأ لكن القديس يسمع و يشفع.التواصل بين أعضاء الجسد الواحد لا يحتاج إلي ورقة و قلم.الرب يباركنا بشفاعة القديسين لكي نكرمه كما فعلوا و لكي نتقدس كما قدسهم الروح القدس.


80
إعتراف عذراء النشيد
Oliver كتبها
 - كيف حسبتني بلا عيب أنا التى بلا فضيلة.كيف و أنا سوداء كخيام بني إسماعيل رأيتني جميلة. غضب بنو أمي على و أنت لم تغضب؟ كيف لم تشيح وجهك عني و الشمس جعلتني كحطب المحرقة.كيف تراني جميلة و أنا لا أعرف أين قطعانك لأنضم إليها؟حتى حين وصلت مراعيك أجدني صامتة مرتبكة ليس لي صلاة أو مزمور فأترنم , مكممة الفم مقنعة عند قطعان مرافقيك؟
- كيف رأيت عيناي حمامتان و أنا عمياء عن طريقك و عيني لم تر آثار الغنم و لا سرت وراءهم ؟عن أي قلائد تمتدحني و الشمس لوحت وجهي كله؟شعري ينسدل علي وجهي فأكون كحوائط بيوت سليمان المكسوة بالقار و أنت تتغزل في خدي و عنقي؟كيف رأيتني زهرة السوسنة و لم ترني في رأسك شوكة؟
- كيف و أنا متغافلة نائمة تأت و تحيطني بشمالك و يمينك أنا التي لم أسهر في إنتظارك مع أنك آت سريعاً؟كنت أنا نائمة و صرت أنت لي القلب المستيقظ. تنهضني حين تناديني حبيبتك و لا أعرف ماذا فىَ يستحق حبك.
- كيف حسبت إختبائي عنك في الكهوف القاسية إستحياءاً زاد جمالي في عينيك و زاد شوقك إلي رؤيتي حتي ناديتني حبيبتي أرني وجهك في محاجئ الصخر؟كيف إشتقت لصوتي و أنا لم أعتد الكلام مع الحبيب الذى أحبني أكثر من نفسه؟هل سمعتني أنوح علي شقاوتي و أندب جمالي الضائع و زمني الضائع؟ جريت منك إلي الكروم و إختبئت مجدداً فأتيتني بروعتك مشجعاً أن تسد عني ثغرات الثعالب الصغيرة حتي لا تؤذنى وسط الكروم لأني إليها ما إنتبهت.تدعوني حبيبتك و الضباب بغشانى و لكن الفجر في يدك  والنور من وجهك يشرق فيفيح النهار و تنهزم الظلال.
- كيف لم تعاقبني حين طلبتك بصلاة كسولة و قلب متخاذل و فراش يأسرني.جعلت غيابك لي لهفة تأسرني.طفت أبحث عنك حبيباً لم أر مثله.جعلت بنات أورشليم يبحثون عنك معي.فإذا أنت وراء الجدار لست بعيداً و لم تلمني علي الجدار الذي بنيته أنا ليحجبني.
- كنت مكسوة بالخطايا فإستترت بالنقاب خجلاً كالسامرية و أنت إمتدحت عيني الظاهرتين وجدتهما جميلتان من تحت النقاب . بعضاً من شعري منفرط من إسدالى كأفكارى المتسيبة على جسدي كله أما أنت فرأيتها كقطيع علي جبل إن تكن تنوي إستبدال عيوبي بجمالك.جفاف شفتاى من بعدى عن دسم نعمتك جعلتها من عندك خيطاً من القرمز لأنك خلصتني ودائماً تريد خلاصى.في حنانك إعتبرت أسناني التي تصطك من برودة البعاد كالقطيع الخارج من الغسل نقياً غير مرتجفاً.
- لكن العجب كل العجب أن تدعوني جميلة بلا عيب؟ هل أنا حقاً بلا عيب يا حبيب؟ هل هذا حل من الخطايا كلها؟ من الماضي بكل ما فيه؟ ستنس يوم الناس ضبطوني في ذات الفعل؟و تنسى أن لي خمسة أزواج؟لا تبالي بالذين وصفوني كعشار بأبشع الأوصاف فتأتي لتبيت عندي و تصنع خلاصاً لبيتي؟ كيف غابت عنك عيوبي إلا لو محيتها.كان ينبغي أن أصير مصلوباً لأجلك لكن في حبك صلبت لأجلي و صرت أنا بلا عيب عندك و بلا جمال بدونك.
- علمتني بالمديح أكثر من التأنيب و التأديب.بالمحبة أكثر من كل لغات الناس.سبيت قلبي بقلبك.وضعت دررك في تشجيعك.أنت أعددتني لك و أنا مختبئة عنك.أنت أعدتني أنا التي لم أكن لك يوماً و صيرتني في عينيك ملكة.عذراء لك و نشيدي لك و أحلي من حبي أنت و حبك.
-علم خدامك مفرداتك الرائعة.علم كنيستك هذا المديح المشجع.لتكن العبون كعيونك.تر الجمال الذي سيكون و ليس القبح الذي هو كائن.تخاطب الجميع بتشجيع و سمو فلا تكن للإدانة مكان وسطنا.

81
المنبر الحر / الضمير الغريب
« في: 16:43 11/08/2019  »
الضمير الغريب
Oliver كتبها
في كل مجتمع يوجد ما يسمي الضمير العام أو ضمير المجتمع و هو مجموعة القيم و الأعراف التي يجتمع المجتمع عليها و يلتزم بها في أغلب سلوكيات أفراده..كلما إتفق المجتمع علي قيمه كلما كان مجتمع متماسك و متفاعل و كلما قلت مساحة هذا الاتفاق علي القيم كلما زادت هشاشة المجتمع و تشرذم و دب فيه الفساد لسبب إتجاه أفراده للمصلحة الشخصية دون ضوابط عامة.كلما إرتقت القيم و الأعراف إرتقي المجتمع و كذلك كلما تدهورت إنحل المجتمع معها. ضمير المجتمع قد يكون منحرفاً و قد يرتاح ضمير الفرد إن تبعه لكن الرب لا يرتاح فيه1كو4: 4  لأن ضمير بعض المجتمعات قد فسد ,قوانينه منحرفة تجيز الإجهاض و القتل الرحيم و المثلية و قهر المرأة والتعصب و إستعباد الأقليات و التدخين و أحيانا المخدرات و تسمح بالحروب .للخطايا أسماء أخرى  إبتكرها الضمير العام و أجازها لكنها لا تتفق مع ضمير منقاد بروح الله.
لذلك يأت السؤال الصعب.هل تحكمنا قيم مسيحية أم قيم أخري؟هل الضمير العام مع أم ضدالإنجيل تقوده أفكار غريبة؟و الإجابة يستطيع كل منا أن يختبرها لنفسه.ليس الغرض من السؤال فرض مسيحيتنا علي الناس لكنه رفض أن يفرض الناس ضميرهم علينا لأن ضميرنا هو في طاعة الله بإنجيل المسيح و قيمه و الإنقياد بالروح القدس في المجتمع.نفرض علي أنفسنا حق الإنجيل و نلتزم بذلك مهما حاول الضمير العام غير الصالح أن يستميلنا إلي قيمه الفاسدة  و إتجاهات أفكاره  المنحرفة فنصبح مسيحيون من الداخل غرباء من الخارج؟المجتمع يريدنا مسيحيون في الخفاء ناكرين الإيمان في العلن و يفرح إذا فعلنا هذا و يمتدحنا أيضاً و يعتبرنا متأقلمين مع ثقافته و قريبين من ديانته.هل تخشي من الضمير العام أم تخشي علي الضمير العام.1كو8: 10و 1 كو10: 29؟
بعض الناس لها إيمان مسيحي و ممارسات روحية أيضاً لكن يحكمها ضمير غير مسيحي.حتي وصل بهم الأمر أن تحطمت سفينة إيمانهم مثلما ضاع الضمير 1 تى 1 : 19 .كما تحطمت بالإنقياد للضمير العام الآريوسي .لكن بقي الضمير الخاص حياً في كنائس السريان و الأقباط و الروس روما و القسطنطينية و إنتصر الضمير الخاص علي إنحراف سفينة الإيمان.بعض الكنائس لم تصل بعد إلي مسيحية الضمير التي يسميها الكتاب الضمير الصالح.يتحكم فيها ضمائر لا تعرف المسيح و لا تؤمن به و تفرض قيمها علي هذا الإنسان فيصبح أسيراً لضمير العالم و يصير هو بلا ضمير.هذا ما يسميه الكتاب روح العالم .من يفعل هذا فالروح الشرير يحكمه حتي لو إدعي أنه مسيحي .من يحكمه روح العالم هو بعيد كل البعد عن روح الله القدوس مهما طالت ساعات مكوثه في الكنيسة و مهما نال من أسماء و درجات و علم.المسيحية الإسمية إنكار للإيمان.من يسكنه روح غريب يفقد مسيحه من غير أن ينتبه.إن المصالحة بين المسيحي و العالم هي في ربح النفوس للملكوت و إنارة العالم بنور المسيح و ليست بالتبعية لما يسوقنا العالم نحوه لأن العالم وضع في الشرير.بإختصار يجب أن نقود العالم للمسيح و لا يقودنا العالم بعيداً عن المسيح.لهذا لا نجد في العهد القديم كلام عن الضمير لأنه يتشكل بالروح القدس روح العهد الجديد.
لكي نتيقن من الضمير الذي يحكمنا نسأل.هل نهتم برد فعل الناس أكثر من الاهتمام بفكر الله؟ هل نساهم في وضع قيم أفضل للمجتمع أم ننساق وراء ما هو موجود بالفعل يحكمنا و يسوقنا؟هل نخشي المجتمع أكثر مما ينبغي أن يطاع الله؟هل نتفق مع القوانين الفاسدة المخالفة لروح الله ؟هل لنا  ضمير مسيحي أم فقط إيمان مسيحي و ضمير غريب عن المسيح يستبيح أموراً ليست من المسيح عب9:9 و يخش أموراً لايرفضها المسيح بل يرفضها ضمير عام لا يعترف بالمسيح ؟هل نحن مساهمون في صناعة الضمير العام أم نتركه يساهم في تربية أولادنا و نتركه يتغلغل في الكنيسة لتذوب الفوارق بين الكنيسة و العالم؟هل نحن أولاد الله في كل ما نسلك و نفكر و نفعل أم أن لنا ضميران و أكثر واحد للحياة في الكنيسة و الباقي لأمور المجتمع الذي نعيش فيه فلا تبدو علي وجوهنا نعمة و لا يتعرف أحد علي مسيحنا منا بل حتي هم يشكون في مسيحيتنا؟يعيروننا أننا كنا أفضل مما نحن فيه؟
إن تنقية التعليم أمر سهل للغاية أما تنقية الضمير فهو جهد عظيم و الذين يضعونه في قلوبهم هم أنوار حقيقية للكنيسة و العالم. لهذا لا نجد في العهد القديم كلام عن الضمير لأنه يتشكل بالروح القدس روح العهد الجديد الذى فينا إذ صار لنا فكر الله ضميراً حياً بالمعمودية يميز الضمير الصالح عن الضمير المخالف 1بط3: 21 هذا هو الروح الذي له نخضع و به نغلب.إن تنقية الفكر المسيحي من آثار هجوم روح العالم و أفكاره عليه أهم من أمور كثيرة نعطها وقتاً أطول أع24: 16لأن تربية الضمير المسيحي في أولادنا هي نفسها إمتزاج الفكر كله في الإنقياد بروح الله.الصلاة لإقتناء ضمير صالح به نخدم هو الخطوة التي تسبق الخدمة لئلا يرتاح الضمير للتفريط في النفوس عب13: 18.لأنه كلما تغربت الكنيسة عن العالم تقربت الكنيسة إلي الله و هكذا الإنسان أيضاً و هكذا التعليم الروحي و الترانيم و كل الأدوات التي تربي  الضمير الصالح الذي إقتنيناه في المعمودية لكي به نسلك بقية العمر.



82
المنبر الحر / العذراء أم الراعى
« في: 18:53 08/08/2019  »
العذراء أم الراعى
Oliver كتبها
- أم الرب الملكة .إذا قد صار إبنك الأبرع جمالاً من بني البشر فقد أخذ من ملامحك و جمالك.لأنه قد سبق فوضع عليك نعمة تميزك بين النساء.صار لراع القطعان أم يمتدحونه بها .اليوم لا أريد شيئاً سوى أن أشهد لمن شهد لها الثالوث الأقدس و طهرها.أجدل من الكلمات قلادة حول عنقك.الراعى حين يختلي بالقطيع يحن إلي أمه و يحن علي أمه.يطوبك إبن الله و جميع الأجيال تطوبك فكم يكون قدرك. الإبن يطوبك و جميع الأجيال تطوبك .من مثلك؟
- يا مريم الحبيبة فوق أنتِ و هنا عندنا أيضاً.لأن الإبن يأخذك معه مثالاً لنا و شفيعاً.ما زال لأجلك يحول الماء إلي خمر ليستمر العرس من غير تقصير.ما زال الخدم منبهرين بأم هي وحدها تعرف الإبن كما لا يعرفه سواها.الأجران الستة شاهدة.الأجيال جميعها شاهدة .الإنسان كله معترف أنك قد فقت الجميع بإبنك مخلصنا يسوع.الناس ما زالوا يتعجبون أن الخمر لم ينفذ حتي اليوم.
- يا أول من نطق إسم يسوع بين الناس.يا أول من خاطب يسوع بين البشر.يا أحلي من إحتضن يسوع بدون مفارقة.يا أغلي من أحب يسوع في الخليقة.يا أول وجه أبصره المسيح حين تجسد منك.يا ركبتي العرش له.صدر يحمله عوض الشاروبيم .ثديين أودع فيهما اللبن بمعجزة كما حملتينه جنيناً بمعجزة؟يا أول و آخر عذراء تحبل بالروح القدس.
- أم إبن الله أم المسيح أنت و أم تلاميذ المسيح أنت .كما جلسوا عند قدمي يسوع الرب جلسوا عند قدميك أيضاً.سمعوا منك العجائب.أخذوا منك بالروح القدس ما كتبوا عنك في الإنجيل.تعلموا ميلاد المسيح بصوتك و صمتك فنقلوا إلينا الإثنين معاً.كنت لهم معلمة اللاهوت لأن أحداً قبلك لم يعرف الثالوث كما عرفتِ أخذت من الثالوث و أخذ منك الثالوث و صار أقنومه الثاني جسداً من جسدك و حل بيننا.من حلت عليه قوة العلي و روح الرب سكنها و الإبن منها تجسد.من إقترب من الثالوث مثلك؟ من عرف أسرار التجسد و الطفولة سواك؟
- صوت سلامك أيقظ الجنين في بطن أليصابات فإرتكض بإبتهاج.صوت سلامك يرعب أعداء الكنيسة أيضاً.ظهوراتك تؤكد إصعاد جسدك إلي السماء.أحبتك العذراى التي أحبت إبنك المسيح.أحبتك الكنائس فليس سواكي أحشاء تقدم الجنين للبشرية مخلصاً فصارت الكنائس عذراء معك لنفس الجنين و نفس الخلاص.رقيقة أنت مثلما مسيحنا الحانى.لأجلك صارت المرأة عنده ذات سمو و العذراى أميرات له.أليصابات شهدت أنك أم الله و الأيام من وقتها تشهد و الكنائس و المؤمنين و حتي غير المؤمنين بإبنك يشهدون لك.لأن إبنك و مخلصك جعلك وسيطاً بين الناس و الناس أما هو فوسيط بين الآب و الناس.صانعة سلام أنت في وقت تتحفز فيه الوحوش علي القطيع.صانعة محبة حين يبرز وقت الضيقات.
- معجزة المعجزات تجسد الملك من الملكة.لذلك إرتفعت فوق السمائيين لأنه من يعرف أسرار الملك مثلها.إن تراه مصلوباً لا تيأس و إن مات تنتظر قيامته لأنها تعرف و إن دفنوه تنتظره بالبيت لأنها تثق به و متي قام يزورها و تفرح به كمن ولدته من جديد.هذا الصاعد بها إلي سماه قد حعلها أيقونتنا و أيقونته.لذلك ترسمها الظهورات التي تكرمها و تكرمنا.يا والدة الإله أحبك.
- أين لنا بصفات لم يصفك أحد بها بعد؟ من لديه جديد ليكتب عن أم النور أو يصفها؟.من سوي إبنها يعرفها كما تعرفه.فهو الإبن الوحيد الذي صنع لنفسه أماً.هو أنشأها ليكون منها.راقب أعمال محبتها فأحبها.يتمها ليكون الإبن و الأب.أكاليلها بلا حصر هذه التي أخذت الإبن في حضنها و داست علي التنين.أم الشمس و الأقمار أسفلها و هي بإتضاع إبنها تقترب إلينا و تقترب.تشفعوا بها لأن صلاتها لا ترد و زيدوا في محبتها لأن الإبن له المجد يحبها بذاته و قد توجها بتاج الملكة .لنتعلم العذراء لأن المسيح جوهرها.هذه التي في وداعة أوصت الجميع أن يطيعوا الإبن في كل ما يقوله.فليجعلنا الرب طائعين لقوله بشفاعة أم الله.

83
المنبر الحر / التطويبات أعياد
« في: 17:49 28/07/2019  »
التطويبات أعياد
Oliver كتبها
- الرب يسوع أبصر الجموع.أبصر القلب و الفكر و الكيان البشرى كله.أبصرها بعينه الإلهية الفاحصة كى يمنح البصر و الحياة.صعد إلى الجبل كي نبصره و نحن ناظرين إلى فوق منشغلين بمسيحنا. في القديم كلم موسى وحده و أعطاه الشريعة أما الآن فقد كلمنا جميعاً في إبنه  و منحنا جميعاً شريعة العهد الجديد.
-إن المسيح له المجد لم يتجلي فقط علي جبل تابور بل تجلي في عظمة تعليمه علي هذا الجبل أيضاً. إن لم نأخذ بعد مجد التجلي لعلى شبه تجلي تابور لكن عظته علي الجبل صارت سكيباً من مجده يحق للقلوب العطشي إليه أن تكتسي بمجد تعليمه.فتتجلى النفس بمجد الروح الذي فينا. من لا تتجلي حياته بتعليم المسيح لا يتجلي كيانه علي شبه المسيح.
- سكب تطويباته كالدهن الدسم.على رأس سامعيه و مؤمنيه يسكبها.ليؤهلهم كملوك لمملكته.جعل التطويبات أعياداً للسماء تفرح بها.لم يجعل تطويباته مرتبطة بدرجة كهنوتية أو علمية أو مادية .ليست مرتبطة بجنس أو لغة أو مكان.بل في سخاءه العجيب جعلها للجميع متاحة .من يرد أن يشرب فليشرب لأنه يعطى الإرتواء مجاناً.لهذا جعل تطويباته قلادة إلهية تزين النفس البشرية و تاجاً إلهياً على رأس من يقتنيها.وليمة مشبعة لمن يريد غذاءاً لا يجوع بعده و لا يعطش بعده.دعوة مجانية لنتقدم لحياة أبدية ممسكاً بنا بيده الطاهرة  يقودنا بروحه القدوس ليصالحنا بأبيه الصالح.التطويبات هي المسيح الطريق و طريق المسيح.
- في التطويبات صارت المسكنة بالروح و الرحمة و صنع السلام أعياداً نعيشها.صارت الوداعة بهجة للودعاء و نقاوة القلب كنزاً للأنقياء و أجر الإضطهادات لا يوصف .فليفرح الذين يعيشون التطويبات لأنهم يعيشون لغة السماء لا الأرض.هنئوا الرحماء برحمتهم و مساكين الروح بغناهم الروحى و صانعي السلام ببصمات المسيح في قلوبهم.التطويبات هي الأعياد التي تتهيئ في السماء لنحتفل بها علي الأرض.لذلك تفرح السماء بالمطوبين و تعرفهم لأنهم الذين إستقبلوا أعياد السماء بفرح و عاشوا الإنجيل و تزينوا بالبر الممنوح للذين صاروا في المسيج ملوكاً و ملكات.
- الكنيسة تنمو بالمطوبين الذين فيها.لا تغنيها فخامتها بل بزينة الروح التي في المطوبين تغتنى.ليست بكثرة  الأنشطة تلتهب بل بالذين يعيشون تلك التطويبات  تتجمل قدام الثالوث.فخر الكرازة لمن عاشوا التطويبات و تحولوا إلي عظة فوق الجبل و منارة فوق التلال و مدينة كائنة لا تختفى.العمل الذي يتصدره الفارغون يفرغ من الثمر والعمل الذي يئتمنون عليه المطوبين يربح.الحاملون تطويباتهم هم تقدمة الروح القدس للكنيسة و تقدمة الكنيسة للمسيح.من يبصر بعين المسيح يعرف المطوبين و من يبصر بعين الجسد الفانى يحتقرهم. التطويبات أكاليل علي راس الكنيسة و المطوبون هم جواهر في تاجها.
- الرب يسوع لم يعلم الجموع كلاماً بل وهبهم حياة و الآن بالروح القدس يصنع فينا تلك التطويبات عينها بالإنقياد بالروح في جهاد أمين نتدرج فى وصايا التطويبات .يعيد تأهيلنا لملكوت السموات.يجعل من الطين آنية لمجد تلك التطويبات فتكون الطوبي الحقيقية هي لعمل الروح فينا.هو يمنح التطويب و يمنح النعمة التي تجعله يتحقق فينا.لا تطويبات بغير الروح القدس.لا حياة مطوبة من غير المسيح.لا أبدية بغير مصالحة مع الآب.لا مجد بدون صليب.التطويبات في الإنجيل تتدلي كعناقيد الكروم.لنفتح أفواهنا و نشرب عصارة الملكوت فالعطش و الجوع إلي البر يقدمنا إلي المسيح . يا من علمتنا التطويبات إسندنا في طريق تطويبك و بعمل روحك القدوس فينا تتحول أحشاؤنا إلى رأفتك التي عليها نتكل لأجل أبديتنا و لأجل الكنيسة معاً حتي إذا جئت فى مجدك  نكون من هؤلاء المطوبين.

84
المنبر الحر / ثوب العراة
« في: 13:57 27/07/2019  »
ثوب العراة
Oliver كتبها
منذ الخطية الأولي تعرينا فذبح الله ذبيحته و ألبس أبوينا ستر الذبيحة.بقينا نستتر في ظله حتي ظهر في الجسد و صار الذبيحة المعلنة  خلصنا وسترنا بدمه.نشكره لأنه سترنا. مسيحنا غافر خطايا الخطاة وثوب العراة .
- الناموس لا يستر.إذا مشيت بجوار المرأة التي ضبطت في ذات الفعل تدرك بوضوح أن الناموس لا يستر.مسيحنا الفادي وحده سترنا و يسترنا.كان حكم الناموس موت الزناة بالرجم  .ليس في الناموس عذر أو شفيع.ليس الناموس للخلاص  بل للعقوبة.جاء المسيح أكمل الناموس و و حمل العقوبة كاملة في جسده .بموته لم نعد تحت سلطان الناموس إذ قد جمع في شخصه الناموس و الأنبياء في وصيتين محبة الرب و محبة القريب بهذا نكمل الناموس في المسيح.لم يعد الناموس يطارد الزناة  و يفضح الخطاة بل المسيح يدعوهم للتوبة ليخلصوا و يبرر الفاجر و يغفر للأثيم.
 -بعض الناس لا تستر.المرأة الوانية تعرف ذلك لهذا هي مرتجفة إذ طاردوها عارية و تركوا الزاني يفلت دون إكتراث.لأن عيونهم تنظر خطايا الناس و لا تستر.قلوبهم لا تستر الآخرين.بل تستر أنفسها بأوراق تين تجف و تكشف خزيهم.الذات ورقة تين تستر بالكذب فإذا إخترقها نور الوصية تكشفت قدامها.لذلك يتوبون الذين يجلسون في نور كلمة الله.هذا ما فعله رب المجد الكلمة  مع الذين جاءوا يرجمون الخاطئة .كلمهم فأضاءت بروق كلمته قلوبهم المظلمة و كشفت خطاياهم.تركوا الحجارة و إنصرفوا واحداً فواحداً.إياك ألا تنصرف مثلهم.مبكتاً القلب الذي يدين هذا الذي مات المسيح لأجله و لا يستره.إياك أن تحمل حجراً في قلبك أو في فمك أو في سلطانك أو يدك و الوصية تقول لا تدينوا .من يستر الخاطئ يشابه سيده الذي ستر الزانية و ستر السامرية و عاتب بطرس في الخفاء.ما زال يسترنا جميعاً و لو كشف خطايانا لهلكنا في لحظة.
- بيت الفريسي لا يستر.كانت إمرأة سمعتها رديئة.وضعت قلبها في قارورة طيب و ذهبت تنسكب عند قدمي مخلصنا.صار عطر الخطية فواح بالتوبة فأخذت الطيب لمن يستحقه.الرحوم في بيت القاسى كان متكئاً عند سمعان الفريسى.لم تخش أن يطردها الفريسي فذهبت بجرأة التوبة إلى المسيح رأساً و لم تبال.لم تخش الفضيحة قدام المتكئين.إرتضت أن تنفضح تحت قدمي المسيح أما الرب فساتر العيوب و غافر الذنوب.سكبت طيبها و قلبها خجل النظرة.نفسها إلي التراب تنحنى عند قدميه و تمسح رأسها بقدميه فيتجدد فكرها فقبل الرب النفس المنكسرة و سترها أما الفريسى فتمرد في قلبه.أما المسيح الشفوق على الخطاة لم يدعها تنفضح  دافع عنها بيت الفريسى لأنه شبع من وليمة التوبة لا من وليمة الفريسى.شبع من تواضعها و ووبخ الفريسى علي قساوته.لم يسكت عن قلب الفريسي من أجل قلب التائبة.ما أحلاك يا مخلصنا فاحص القلوب فلا تترك قلوب التائبين لأحجار الفريسيين.فلننتبه يا أخوتي  لأن الإدانة  تجعل المسيح خصماً .لأنه يترك للفريسيين وليمتهم و يشبع بالمنكسرى القلوب و يسترهم.فلننكسر مع هذه المرأة التائبة و نستر بعضنا بعضاً.
- من يعاير خاطئاً يضع له حجر عثرة و تنغلق قدامه مراحم الرب. الغافر للتائبين لا يسكت عنه.المبتدئون هم  بركة الكنيسة كلها.لأن نفساً تذوقت مرارة الخطية و تابت هي أفضل من قديس لم يكن له جهاد كهذا.لنستر آباءنا لأن حام نال بركة هذا الستر.لنستر كنيستنا لأنها  مجاهدة و تحت الضعف أيضاً.لنستر أخوتنا فننال من بركة توبتهم نصيباً.لنشكر الذي سترنا بثوب بره نحن الذين من غير خلاصه ليست لنا حياة  و من غير شخصه ليس لنا شفيع و من غير إنجيله ليس لنا رجاء و من غير كنيسته ليس لنا قوت الأبدية.لنستر بعضنا بعضاً فنسترد محبة القديسين.و نغلب إبليس الذي يحاربنا بالإدانة و يجعل الفضائح شهية للنظر و بهجة للعيون و موتاً أبدياً في النهاية .الستر هو أحد العطايا المقصورة علي عهد النعمة.لأن روح الله يسترنا بتحريكنا نحو التوبة و المحبة فنشتهي مغفرة خطايانا و خطايا الناس أيضاً.

85
المنبر الحر / ثوب العراة
« في: 01:26 27/07/2019  »
ثوب العراة

Oliver كتبها

منذ الخطية الأولي تعرينا فذبح الله ذبيحته و ألبس أبوينا ستر الذبيحة.بقينا نستتر في ظله حتي ظهر في الجسد و صار الذبيحة المعلنة  خلصنا وسترنا بدمه.نشكره لأنه سترنا. مسيحنا غافر خطايا الخطاة وثوب العراة .
- الناموس لا يستر.إذا مشيت بجوار المرأة التي ضبطت في ذات الفعل تدرك بوضوح أن الناموس لا يستر.مسيحنا الفادي وحده سترنا و يسترنا.كان حكم الناموس موت الزناة بالرجم  .ليس في الناموس عذر أو شفيع.ليس الناموس للخلاص  بل للعقوبة.جاء المسيح أكمل الناموس و و حمل العقوبة كاملة في جسده .بموته لم نعد تحت سلطان الناموس إذ قد جمع في شخصه الناموس و الأنبياء في وصيتين محبة الرب و محبة القريب بهذا نكمل الناموس في المسيح.لم يعد الناموس يطارد الزناة  و يفضح الخطاة بل المسيح يدعوهم للتوبة ليخلصوا و يبرر الفاجر و يغفر للأثيم.
 -بعض الناس لا تستر.المرأة الوانية تعرف ذلك لهذا هي مرتجفة إذ طاردوها عارية و تركوا الزاني يفلت دون إكتراث.لأن عيونهم تنظر خطايا الناس و لا تستر.قلوبهم لا تستر الآخرين.بل تستر أنفسها بأوراق تين تجف و تكشف خزيهم.الذات ورقة تين تستر بالكذب فإذا إخترقها نور الوصية تكشفت قدامها.لذلك يتوبون الذين يجلسون في نور كلمة الله.هذا ما فعله رب المجد الكلمة  مع الذين جاءوا يرجمون الخاطئة .كلمهم فأضاءت بروق كلمته قلوبهم المظلمة و كشفت خطاياهم.تركوا الحجارة و إنصرفوا واحداً فواحداً.إياك ألا تنصرف مثلهم.مبكتاً القلب الذي يدين هذا الذي مات المسيح لأجله و لا يستره.إياك أن تحمل حجراً في قلبك أو في فمك أو في سلطانك أو يدك و الوصية تقول لا تدينوا .من يستر الخاطئ يشابه سيده الذي ستر الزانية و ستر السامرية و عاتب بطرس في الخفاء.ما زال يسترنا جميعاً و لو كشف خطايانا لهلكنا في لحظة.
- بيت الفريسي لا يستر.كانت إمرأة سمعتها رديئة.وضعت قلبها في قارورة طيب و ذهبت تنسكب عند قدمي مخلصنا.صار عطر الخطية فواح بالتوبة فأخذت الطيب لمن يستحقه.الرحوم في بيت القاسى كان متكئاً عند سمعان الفريسى.لم تخش أن يطردها الفريسي فذهبت بجرأة التوبة إلى المسيح رأساً و لم تبال.لم تخش الفضيحة قدام المتكئين.إرتضت أن تنفضح تحت قدمي المسيح أما الرب فساتر العيوب و غافر الذنوب.سكبت طيبها و قلبها خجل النظرة.نفسها إلي التراب تنحنى عند قدميه و تمسح رأسها بقدميه فيتجدد فكرها فقبل الرب النفس المنكسرة و سترها أما الفريسى فتمرد في قلبه.أما المسيح الشفوق على الخطاة لم يدعها تنفضح  دافع عنها بيت الفريسى لأنه شبع من وليمة التوبة لا من وليمة الفريسى.شبع من تواضعها و ووبخ الفريسى علي قساوته.لم يسكت عن قلب الفريسي من أجل قلب التائبة.ما أحلاك يا مخلصنا فاحص القلوب فلا تترك قلوب التائبين لأحجار الفريسيين.فلننتبه يا أخوتي  لأن الإدانة  تجعل المسيح خصماً .لأنه يترك للفريسيين وليمتهم و يشبع بالمنكسرى القلوب و يسترهم.فلننكسر مع هذه المرأة التائبة و نستر بعضنا بعضاً.
- من يعاير خاطئاً يضع له حجر عثرة و تنغلق قدامه مراحم الرب. الغافر للتائبين لا يسكت عنه.المبتدئون هم  بركة الكنيسة كلها.لأن نفساً تذوقت مرارة الخطية و تابت هي أفضل من قديس لم يكن له جهاد كهذا.لنستر آباءنا لأن حام نال بركة هذا الستر.لنستر كنيستنا لأنها  مجاهدة و تحت الضعف أيضاً.لنستر أخوتنا فننال من بركة توبتهم نصيباً.لنشكر الذي سترنا بثوب بره نحن الذين من غير خلاصه ليست لنا حياة  و من غير شخصه ليس لنا شفيع و من غير إنجيله ليس لنا رجاء و من غير كنيسته ليس لنا قوت الأبدية.لنستر بعضنا بعضاً فنسترد محبة القديسين.و نغلب إبليس الذي يحاربنا بالإدانة و يجعل الفضائح شهية للنظر و بهجة للعيون و موتاً أبدياً في النهاية .الستر هو أحد العطايا المقصورة علي عهد النعمة.لأن روح الله يسترنا بتحريكنا نحو التوبة و المحبة فنشتهي مغفرة خطايانا و خطايا الناس أيضاً.


86
المنبر الحر / شاهد قدام الأتون
« في: 10:14 17/07/2019  »
شاهد قدام الأتون
Oliver كتبها
أعيش الآن قرابة ألفى عام و نصف.كنت في بابل كبقية الأسري.أتربة الهيكل  المتهدم تدمع عيني نهاراً و ليلاً حتى جفت عيناى.مملكة داود تهاوت قدامى.أخذنا  جيش الغرباء كالمتاع عبر صحراء الشمال.نسيت لغة الصلاة و العبادة. تمزقت أرديتي القديمة فلن تميزني عن البابليين لو رأيتني.خسرت ثوبي الأول و خسرت رداءي أيضاً.ها أنا الآن مثل الكلدانيين أعيش.أتكلم الكلدانية لغة أرض بابل.لن تميزنى عنهم.فُرات الأشوريين علي مرمي البصر و بغداد تأتي مسامعنا كثيراً.بابل الطريق الإلهي هكذا إسمها و هكذا فيها إنخدعنا.مع أن إرميا بشرنا أننا سنعود بعد سبعون سنة.و أرسل لنا حزقيال و دانيال يشددون الأسرى.بكل الخزى أقول أن عشتار إله الحب و أداد روح مردوخ و إنكي إله البحر صارت أشهر أسماءاً عندنا من يهوه العظيم.
نادي مناد الملك يستدعي الكلدانيين السحرة .أنا لست كلداني و لا ساحربل ساعٍ للمكسب فذهبت فى ركابهم.كان للملك حُلم يطلب من يعرفه و يفسره.وقفت مع الواقفين و شرارة الموت تبزغ من عيني الملك يسألنا.ما حُلمي و ما تفسيره.عجزت قدام وثن بابل. كنت أعلم أن نبوخذ  يتصرف كإله مع البشر فقلت بصوت خفيض :وحدها الآلهة التي ليست سكناها مع البشر تستطيع أن تجيبك. حينئذ أمر الملك بإبادتنا فصرخت إنا أنا يهودي و لست كلداني.أفرزني آريوخ رئيس الشرطة مع آخرين أهاننى و صرفني.وبخني العالم لأنني لا أشبهه و وبخني ضميري لأنني أشابه أهل العالم لكن الله أستبقاني كشاهد .رأيت دانيال المحبوب يخاطب آريوخ أن يدخله إلى الملك.نظر آريوخ في وجهه و خرج و أنا إنصرفت مهرولاً قبل أن يتراجعوا عن إطلاقي و إستندت على حطام برج بابل.عند الأرض المسماة بالخضراء.حدائق بابل المعلقة هنا.قيثاراتنا أيضاً معلقة هنا على الصفصاف و إنقطعت أصوات التسبيح.
سمعت فيما بعد حُلم الملك الذي بدأ بتمثال من حديد و إنتهي كعصافة البيدر.ممالك الأرض ليست أبدية مهما بدت في قوتها و قسوتها.لكن توجد مملكة إله السماء لا تزول مملكة النور و الأبدية.سمعت فيما بعد أن نبوخذنصر الذي يتصرف كإله سجد لدانيال بخوف و رجفة.أما أنا فإنكمشت منزوياً بخيبتي و خيمتي.
صنعوا تمثالاً للرجل الذي سجد لدانيال و أمروا الناس أن يعبدوه.الموسيقي صارت في خدمة الأوثان و أنغامها كحريق البوص على شاطئ الفرات.رأيت فتياناً في يد عمالقة نبوخذ نصر كالعصافير في فخ الصياد.يحملون الفتية ,يسيرون بهم نحو الأتون.الموقد الذي فيه يحرقون الطين ليبنون المنازل. أنتظر الفتية بإبتسامة و ثقة حتى يضاعفوا نار الأتون.لأن غضب الملك عليهم لا حد لوصفه.ذنب بابل يتصاعد مع ألسنة النار.ما إستطعت التقرب بل تسمرت على مرتفعة كخيال الحقل.نار الأتون تطلق شظاياها المتفجرة كذيول الكواكب المحترقة  كالبركان و أنا أموت خوفاً.كان يجب أن أصلي فلم أصلي.هربت عني مزامير داود.تاه مني أنين القلب.نسيت تراتيل المصاعد و أناشيد الخلاص.وجَدَتْ بعض الدمعات مخرجاً من مقلتي فحسبتها من دخان الأتون.
وقفت العمالقة و آريوخ يعلن حرق الفتية العصاة علي السجود لتمثال الملك.في بابل يصهرون الناس و يستبقون الذهب.خطوات العمالقة  نحو الأتون مرتعدة.مات العمالقة و هم يقذفون الفتية من هول اللهب.ذابوا في النار كورقة يابسة.العمالقة يموتون قبل الصغار في بابل.نزل الفتية في الأتون و أغمضت عيني.ما عدت أرقبهم ,إذا العمالقة ذابوا فكم سيحدث لأجساد الفتية الرقيقة. كنت أتصور أن يشفق الملك و يتراجع عن حرقهم.كنت أترجى أن ينزل المطر كي لا تذوب أجساد العيدان الخضر.كنت اشتاق إلي مشهد عجيب كأن يأتي ملاك و يختطفهم من قبل أن يسقطوا.لكنهم سقطوا.لم يخلصهم أحد لا ملاك و لا رئيس ملائكة و لا نبي بل سقطوا في النار التي أسقط لهيبها كل العمالقة.يمر الوقت و انا مغمض العينين كالموتى.
صوت صراخ فوق التل أيقظني.ظننتهم ينوحون علي الفتية لكن اصابعهم تشير نحوهم و مزيج من الخوف و الفرح يجتمعان في الصيحات.يشيرون و يهتفون قائلين أنظروا فإن إلههم نزل لأجلهم.معه يتمشون.لم يموتوا و لم يحترقوا.النار لم تسكت بلهيبها و هم لم يسكتوا عن ترنيماتهم.أصوات أغانيهم تعلو فوق اللظي.هذا الرابع معهم لا يسكت.التسبيح عاد إلي بابل و إله أورشليم هنا أيضاً.قرع الناس صدورهم.الموت لنا لو كان قد نزل لينتقم لهم.أما أنا فإستفقت.وقفت كالمفلوج بعد شفاءه.صحت فيهم لا تخافوا.هوذا قد نزل المخلص كشبه إنسان.
لا يموت الناس بعد في الأتون.لأنه نزل و خلص الصغار.لأنه بإنتصار الصغار تشدد الكبار.أصواتكم يا شدرخ و ميشخ و عبدناغو قد إنطلقت كالصبح في ظلمة بابل.قولوا لرابعكم لا تغادر.إبق معنا لأنك عمانوئيل.لا يعد أحد يسأل أين إلهكم.هذا إلهنا و قد جعل مختاريه أعظم من النار و ثيابهم أقوى من لهيبها.تذكرت دبورة لأقترض منها الدفوف و أترنم.يا كل رياح الأرض إشهدي هذا العجب.النار لا تلمس العود الرطب في الأتون.جاء إلينا في الأسر و جعل وسط النار لقاءه.يعلو صوتي يعلو هل تسمعني يا رابع الفتية و أولهم.أصيح أتقافز .ليتني في الأتون الآن معه .ليته يخرج و يلمسني فأغلب النار مثلهم.ليتني ما جلست علي التل وحدي ..ليتني كنت أنتظره هو ليضعني علي مرتفعاته.ليتني و ليتني و ليتني .إغرورقت عيناي و غاب المشهد مني رغماً عني.التسبيح في بابل أعادني لأورشليم.مضت عني غربتي و إنتفت أيام منفاى.وسط زحام المعانقين للفتية إختفي رابعهم و اليوم أنا أشهد أني رأيته و عرفته و أنا إليه مشتاق.





87
المنبر الحر / رجل في أرض اللصوص
« في: 10:54 15/07/2019  »
رجل في أرض اللصوص
Oliver كتبها
أدرت ظهرى للهيكل.تخطيت أسوار أورشليم.صور الحراس تخبو كلما إبتعدت.و جلبة الهيكل تخفت و تخفت.سرت في وادي ظل الموت.متجه صوب أريحا.أحمل ما كسبت أو أحمل ما سأخسره لا فرق.السير في الوادي المنحدر مصحوب بالخوف بالوحشة و الإغتراب.كلما تضاءلت مبانى الهيكل ساد ظلام موحش.كنت أدندن في قلبي نغمات أغنيها بلكنة  إبنتي  الصغيرة التي خطفت قلبي حين خرجتُ فأخذتها في قلبي و خرجت.كانت أغنية يهودية قديمة من( الكيناه) و هي اشعار الحنين اليهودي إلي المجد القديم تزيد أشجاني كأنما تهئيئنى  لكارثة مقبلة مع أن كلمة الأمل كانت تتكرر في أبياتها  لم أكن أعلم أن الأمل سيصير نشيد وطننا بعد ألفى عام.
أنا المخلوق سادس يوم الخليقة الخارج من القدس العتيق الجديد .من عند مفرق ميشور أدوميم  بدأت أتجهز للسير ستة كيلومترات بدءاً من مغادرة أورشليم عبر وادي الكلت إلي أريحا. تؤانسني نغماتي الحزينة فأسرع الخطى كي لا أستمع لصوتي الأجش كثيراً و أنا أغني كالمراثي في وحدتي.طيف إبنتي يأتي هنا و هناك.
ما أن سرت بأمان وقتاً قصيراً إلا و سمعت من خلف أشجار التين المتناثرة صوت حفيف كالحية.لم أري شيئاً لكن الخوف أفقدنى السلام .عرانى من الفرح  أقلقني علي الرباط المشدود حول وسطي الممتلئ بشواقل قيصر .وجود المال معى سبب قلقي بينما يحسبه البعض سر إطمئنانهم.ألعلهم لا يسيرون بأموالهم مثلى  في وادي ظل الموت .
ظننت أن الأصوات تأتني من بعيد تحملها نسائم تلال الزيتون القريبة لكني تفاجئت بجمع من قطاع الطرق.أحاطوني في يوم بليتي.ضربوني بلا سبب.نهبوني و إنهالوا على بالحجارة قاصدين موتي  حتي تسربلت بدماءي الفاسدة .حسبونني ميتاً و تركوني غائباً عن الوجود. ثعالب الحقول تعوى قرب أذنى و خيالي يدور في دوامات و الرياح تقطع جروحي .صوت الذئاب يقترب و كلمات نشيد طفلتي تتهاوي مع الأحجار من رأسى .لم أعد أعى شيئاً و لا أسمع شيئاً و لا أدرى من أنا و لا أين أنا.ماتت في التو ذكرياتي.
لا أدري متي فتحت عيني.كنت اسمع رجالاً يتحاشون أن يصدموا بى.ما فكر أحدهم في إخراجى من دائرة الموت.اللعنات تنصب علىً من الذين إعتبرونني ميتاً و من الذين تفادوا الدوس علي دمي ليس حرصاً على بل كي لا يتنجسوا.حين أراد أحدهم أن يتحقق من موتي رماني بأول حجر يصادفه كي لا يلمسني عن قرب فزادت جراحاتي جرحاً ممن حسبتهم يخلصون الجريح.الحجر اصاب رأسي و كاد يمزق عيني فإنفتحت و صرت أبصر الدنيا كالبخار تظهر قليلاً ثم تضمحل.
رايت شبحاً لكاهن.عرفته من ثيابه و ذيل رداءه الطويل و خشخشة الأجراس في جبته.كأنما هو مستعد لتقديم ذبيحة.لذلك تجنبني فأنا لا أصلح ذبيحة له.دمى يعطله عن دم التيوس و العجول.داس ظلي و عبر و هو يتمتم فلم أنتبه لما قال؟ مر الوقت و الناس يعبرون بعيداً عن مجالي خائفين.حتي جاء لاوي.في يده بعضاً من خمر و خبز.شممت الخمر حين إقترب من وجهي و رأيت الخبز فحسبت أنه يسعفني لكنه إحتفظ بالخبز لنفسه و الخمر كذلك و جري مسرعاً .يبدو أن لديه خدمته الطقسية ليلحق بالكاهن الذي سبقه و إلا يستغني عنه كما إستغنوا عني.فطلبت  لنفسي موتاً لعلي أستريح و أغمضت عيني و رحت بعيداً بعيداً أتوقع وصولى للجحيم.
لا أدري كم من الوقت مضي.لكن جاء ملء زمان الحياة.حين فتحت عيني فوجدتني أنام متنعماً في فندق لم أدفع في سكناه مالاً.الزيت يغمر وجهتي لا الدم.صوت لم أسمع أحلي منه يملأ أذني.يكلم رجاله كي يطببون وجعي و هم له خاشعون كرب.الرجل البهي بوعد صارم يخاطب أحدهم كملك يكلم الملائكة.يأمرهم أن يعتنوا بي و هو دافع كل نفقتي.نظرت في الرجل قبل أن أغيب عن وعيي.كانت ثيابه ملطخة بالدم و آثار جسدي علي كتفيه.كنت ثقيل جداً عليه.رائحة جسده في جسدي و رائحة جسدي في جسده كأنه بادلني موتي بحياته.حملني لوقت طويل.الكاهن  حكم بموتي و اللاوي أشاح عنى بعيداً وصوت الرجل البار صار لي في اللاوعي أكثر من الوعي لأني لست متحققاً أن هذا الرجل من الأرض لا أعلم هل هو إنسان أم إله أم الإثنين معاً.هو سمائي.جاءني من فوق و وضعني فوق منكبيه وحده و وحدي.أسكنني في الفندق.أنا الذي وقع بين اللصوص أخيراً وقع في يدي المخلص و إلي اليوم أنا في الفندق و ما زال مخلصى الصالح يدفع النفقة.أهي قصتي أم قصة كل إنسان لست أدري .


88
سلام للآباء الرسل في عيدهم
Oliver كتبها
سلام لكم يا كواكب المسكونةالجواهر التي رصع بها المسيح مناراتهعرشكم في قلبه و سماءه و في قلوبنا و أرضنااصواتكم كما هي تتردد لأن صوت الروح الناطق فيكم لا يخفت و لا يضمحلكنائسكم التي بكم إنغرست في البرية القاحلة صارت مرعى خصيب يشبع سكان الأرض.
سلام من الذين تعلموا منكم الثالوث الأقدس و تمتعوا بتلمذتكم لهم في حياة القداسة.
سلام من الذين تقدسوا و تبرروا و تجددوا و عاشوا كما يحق للإنجيل الذي به بشرتم و إلينا دفعتم بسلطان الروح القدس كما دفعه إليكم رب المجد يسوع.
سلام من الذين ‘تمدوا بالماء و الروح نائلين المسحة الثابتة باياديكم الطاهرة و فعل كرازتكم النارية.
سلام من مؤمنى إسرائيل الذين سمعوا منكم و صدقوكم وآمنوا و قبلوا كلام روح المسيح فحسب لهم برا
سلام من جميع الأمم الذين بكم ما عادوا غرباء و لا أجنبيين عن رعوية القدوس.
سلام من الذين لما رأوا صدق تبعيتكم لمخلصنا الصالح صار كل شيء رخيصاً في أعينهم حتي الحياة فحسبوا الشهادة ربح و الموت إكليل إيمان يقتننونه بحرص.
سلام من الذين فتحتم أعينهم بكلمة الحياة و كسوتموهم بثوب البر في معمودية معلمكم الصالح يسوع.
سلام من الذين إنتقلوا من الموت إلي الحياة بسبب كرازتكم النقية التي تمم بها المخلص مقاصده فينا.
سلام لكم من الذين تابوا بصوت تبكيت الروح من أفواهكم الطاهرة فسقطت القشور من العيون و القلوب
سلام من الذين كلما قرأوا رسائلكم إنتفعوا بحياة المسيح التي فيها و فيكم.
سلام من الذين كلما تقدموا خطوة في حياة الروح كلما كانوا مدينين لكم بالأكثر يا معلمي المسكونة.
سلام من الذين تعلموا كيف يغلبوا العالم لأنهم رأوكم تطيعون الله أكثر من الناس.
سلام من الأساقفة الذين منكم أخذوا بركة الرسولية و تعلموا أعماقها.
سلام من الكهنة الذين كلما أخذوا القرابين في أياديهم إنكشف لهم سر المسيح الذي سلمتموه لهم.
سلام من الرهبان و الراهبات الذين حاصرتهم كلمة الرب التي منكم تعلموها فلم يفروا منها بل تركوا أنفسهم لها حتى أدخلتهم إلي حجال الملك فدخلوا فيه و سكنوا و هناك بمسيح العالم يتمتعون.
سلام من الشمامسة الذين إرتفوا في السيرة الحسنة لأن شمامستكم صاروا لهم قدوة.
سلام من المكرسات اللواتي تمسكن بسيرة رفيقاتكم التقيات و تلميذاتكم و الشماسات.
سلام من الخدام الذين لولاكم ما عرفوا الطريق و الحق و الحياة.
سلام من الكنائس و النفوس علي أنغام تعاليم الرب التي أتقنتم تسليمها بكل أمانة و محبة.
سلام يا كبار الملكوت و حكام الشعوب المقدسة, الأقوياء في السمائيات.
سلام من البسطاء لأنكم كنتم مثلهم بسطاء و من الفهماء لأن من فهمكم الرسولي تعلموا حكمة الله المخلصة.
سلام من الذين لا يعرفهم الناس مثلما كنتم قبل أن تنالوا الكرامة العظمي الرسولية.
سلام سلام يا آباءنا القديسين الكرامبصلواتكم تنمو الكرمة و تتنقي بكلمة شهادتكم للمسيح يسوع القدوس الذي أحسن إختياركم و منحكم الطوبي يا أنبياء العهد الجديد.

89
المنبر الحر / إرهاب الفريسيين
« في: 15:17 08/07/2019  »
إرهاب الفريسيين
Oliver كتبها
- من الفريسيين خرجت كل أشكال الإرهاب الفكري و الديني.إخترعوا تعاليم و نسبوها لله الحقيقي مبتدعين ما لم يقصده الله لذلك إستحقوا الويلات مت16: 12,مت15: 9مر7:7,كولوسي2:22.فيما أن الله ينادي تحب قريبك كانوا ينادون أن تبغض عدوك.
- الفريسيين قوم لا يعنيهم علاقة حقيقية قلبية بالله بل يعنيهم ما هو ظاهر.لذلك يحاكمون الناس بحسب الظنون  و يدعون عليهم ما لا يرون.الإتهامات عندهم ما اسهلها و الضمائر ميتة مر2: 18لو5: 33 لو14: 3,لو14: 1.و لهذا وصف الرب يسوع الفريسية بأنها الرياء.و ما زال الرياء مستمر لو12:1.و سمي تعليمهم بالخميرة اي أنها تعاليم هادفة للإنتشار كما تفعل الخميرة في العجين.تطوف البر و البحر لتكسب من ينضم إلي فرقتهم.تريد التوسع مر8: 15.مت16: 11.
- الفريسية تتحالف مع الجميع  و هى ضد الجميع.الغريب أن الفريسيين إتفقوا مع هيرودس ضد المسيح مع أنهم يعتبرون في تعاليمهم أن هيرودس ضد ناموس موسي و تعاليم الشريعة لكن هذا ليس غريب علي من يتحالف مع ضد المسيح لأن يوحنا المعمدان وصفهم بأولاد الأفاعى اى المتسلط عليهم إبليس مر8:15,و فيما هم مشتركون مع هيرودس ذهبوا للسيد المسيح يحذرونه من  هيرودس؟؟ لو13: 31. غريب أمر الفريسيين لا تدري في أي جانب هم. يترأسون تعليم شعب الله و فى رياءهم يدفعونه للهلاك.هم فخ في القدوة و التعليم.
- الفريسيون يخافون علي مصالحهم عند السلطة و مكانتهم الدينية في الوسط اليهودي.لذلك يقاومون التعليم الصحيح و يقللون من شأن كل من يكشف زيفهم .عاندوا الرب يسوع و أرادوا أن يورطوه مع السلطة مر3: 6,إتفقوا مع الهيرودسيين الفئة الموالية للملك ضد الشعب الرافض الإحتلال الروماني.مر12: 13. إتفقوا مع الناموسيين المولعين بنسخ الشريعة لا الحياة بها الذين يقللون من شأن بقية النبوات معظمين  أسفار موسي بالأكثر و رغم قربهم  من الناموسيين كان الفريسيون يعلمون الناس من كل أسفارالكتاب المقدس . في الخفاء هم مع الناموسيين  أصحاب التوراة الناكرون التقليد و في العلن هم يعلمون التلمود أي التقليد أكثر من كل الأسفار ما يخدم أهدافهم الشخصية لو14: 3 كان سؤال الرب يسوع لهم و للناموسيين معاً : عن هل يحل الإبراء في السبت بمثابة كشف لهم أنه يعلم خفاياهم و يعرف أنهم متفقون معاً في التجارة بكلمة الله و بالمكانة الدينية و ثياب المعلمين و الشيوخ.لذلك كان سؤاله للفئتين كاشفاً للناس أن هاتين الفئتين متفقتان معاً في الخفاء. في عداوتهم للمسيح إتفقوا مع الصدوقيين الذين لا يؤمنون بالقيامة الأخيرة مع أنهم يعلمون نبوة حزقيال 37 التي تعلم القيامة .مت16: 12.غريبة هذه الفريسية التي تتحالف مع المتناقضات لمعاداة شعب الله و توريط كنيسة الله .المهم عندهم هو مصالحهم.عقيدتهم في مكاسبهم.
- الفريسية تتصيد الأخطاء فإن لم تجد فرصة تختلق الأخطاء.أرادوا أن يصطادوا المسيح في تعاليمه فلم يتمكنوا لأن الرب يسوع هو المعلم الصالح لهذا كان قاسياً عليهم أن يسمعوا من فمه الطاهر أنهم سراق و لصوص يو10: 8 الرب كشف مكاسبهم التي يسعون إليها في الخفاء كاللصوص.أرادوا أن يوقعوا بينه و بين يوحنا المعمدان يريدون فتنة داخلية مر2: 18.بهذا يرجع التلاميذ الذين إنتقلوا من يوحنا المعمدان ليصبحوا تلاميذ المسيح أو يدسوا في قلوبهم الشكوك تجاه هذا المعلم الجديد لو5: 33 مت12: 2 مع أن يوحنا المعمدان العظيم وصف هؤلاء بأنهم أولاد إبليس مت3: 7 مبدداً حيلتهم في زرع خلاف بينه و بين الرب يسوع.
- الفريسية دوماً توظف الإختلاف بين رجال الله كأنه خلل يبحثون فيه عمن هو الأعظم؟يو1: 25 هذا خلاف فريسى مصطنع و حيلة فريسية من أولاد الأفاعى.,أرادوا أن يورطوه ليظهر أنه ضد الناموس مع أنه رب الناموس يو8: 3-5,أرادوا أن يورطوه مع سلطة الإحتلال بسؤالهم عن الجزية مت22: 17 مر12: 17.هي أسئلة الهدف منها إصطياد المسيح و توريطه.و ما زالت الأسئلة تتوالي في إجتماعات و مقالات و منشورات و ما زالت الفريسية تبحث عن حرب تشعلها.
- الإنجازات لا تقنعهم و المعجزات لا تفرحهم فما يهمهم هو حرفية النص كيف يتم هذا في السبت؟عيونهم كقلوبهم سوداوية مر2: 24.النظرة القاتمة فعل من أفعال الفريسية.لو6: 7.
- الفريسية ما زالت في المجتمع في الإعلام في الكنائس في كل وسائل التواصل لكن المسيح ما زال و سيبقي معنا يكشف لنا زيفهم و يحذرهم بالويلات.

90
المنبر الحر / جمال فردوس الله
« في: 20:04 04/07/2019  »
جمال فردوس الله
Oliver كتبها
الفردوس مسكن الأفراح للنفس التي تحيا أشواقها للمسيح بغير فتورحتى يأتي بقدميه فوق جبال النور يبشرها بنفسه فاتحاً حضن إبراهيم الذى هو حضنه قائلاً اليوم تكون معي في الفردوس. ما أجمل أن تتمتع الروح في موضع الأرواح وحدها إلي أن يأتي الميعاد و تعود الأرواح إلى أجسادها الممجدة بفرح عظيم لتسكن ملكوت الله  مسكن الله  الأبدى مع الناس .ليس الفردوس مكان إنتظار صامت خامل لا نشاط فيه بل هو إنتظار عامل مثمر  مثل إنتظار أم حبلى تترقب ولادة جنينها.
تدخل الروح  الفردوس منقادة بروح الله.تزفها الملائكة التي ستتمتع بصحبتها .تنغمس الروح في طهارة الرجل البهى صانع الأنوارالرب يسوع .يكرز للروح نفس ما سمعه اللص التائب علي الصليب.اليوم تكون معي في الفردوس.وقتها يصيب الروح تغير لا يوصف يؤهل الروح للحياة بفرح بدون جسد –مؤقتاً-
 قبل تلك اللحظة كانت الروح محدودة بالجسد.تسمع به و تتحرك من خلاله و تشاركه جميع  حالاته .تقود الجسد و تسمو به أيضاً لكن لم تكن دوماً في موقع القيادة .أما الآن فلا جسد بل حرية مجد .غادرت الأرض و غادرته في الأرض إلي حين ينتعش الراقدون بالقيامة .تتأهل الروح في رحلة الإنتقال من الأرض إلي الفردوس لحياة بلا جسد تأخذ مشاعرها مباشرة من روح الله.تشترك في المشاعر الفردوسية بقدرة إلهية .تفهم بلا قيود بلا حواجز ما لم تفهمه من قبل عن شخص الرب يسوع في بهاءه و جلاله لأن حواساً روحية جديدة تتفتح في الروح كزهرة للصبح الجديد. حواس سماوية  تعيش  الملكوت بصورة أكثر قرباً لأن شجرة الحياة قد إنتقلت من وسط فردوس الله إلي داخل الروح بغير إنقسام.
مزمور 84 لبني قورح يمنحنا درساً يمكن أن يصف لنا رحلة الروح من الأرض إلي الفردوس .أحد الأماكن التي صنعها الرب ليأخذنا إليها حتي يأخذنا للملكوت.هذا قال عنه أعد لك مكانا حتي آتي و آخذكم. هو ديار الرب لجميع المخلصين بغير تفرقة فالدرجات في الملكوت..تدخله النفس المشتاقة.القلب إليه يحن.اللحم أيضاً ينتظر موعده ليتمجد.الروح كالعصفور تطير إلي الفردوس عشها .أعشاش الطيور ليست أبدية هكذا أيضاً ليس الفردوس أبدياً مثل الملكوت.في الملكوت تكون الأنظار في عظمة الرب و حلاوة و إبهار ما لم يعرفه إنسان من جمال الملكوت.أما في الفردوس فنكون كالمزمور.نغني بالروح و النفس لا تنفصل عنها.يا لعظمة مشاعر  الراحة التي فيه .غسيل التجديد ينير الأرواح فتبرق ألمع من الكواكب المضيئة بإنبهار.حديث روح الله لا يسكت ليشبع به العطاشى و الجياع إلي البر.لا قلق و لا تعب و لا خوف و لا إحتياج.الموطن مسيج بذراعي الله القدير. يسكنه العابرون من وادى البكاء إلى حيث الموضع الذي هرب منه الحزن و الكآبة و التنهد لكن الملكوت مسكناً أعظم.إلي الفردوس تدخل و من الفردوس إلي الملكوت تخرج كما هو مكتوب تدخل و تخرج و تجد مرعي. 
طرق الرب واضحة في الفردوس. مقاصد الرب علانية.الروح تري عالم الروح.تتعلم التسبحة من الملائكة.تفعل مثلهم و تهيم حباً .تصير صداقة وسط القديسين.تذهب الروح إلي روح أخري و أخري .تذهب من قوة إلي قوة. جوقة المرنمين تتحد علي قيثارات سمائية. الفردوس كنيسة لم يصنعها إنسان و لم يخدمها إنسان بل راعي الرعاة يعتني بمن فيها و في حضنه يكتملون.فردوس الله صهيون.فيها يتراءي كل الوقت .مجمع القديسين هنا.الصلاة لا تنقطع و تيار الحب الجارف يلهب الجميع.لا نملك أوصاف الفردوس لكن حلاوته تجعل يوماً فيه خير من ألف  و الجلوس في متكأه الأخير خير من السكني في مظال الغرباء.الرب شمس الفردوس الرب موطن الأرواح يرفعها إليه و به تلتصق.السالكون قدامه يكللهم بالكمال ,يظل يهيئهم  كل الوقت حتي  يحين الوقت و يلبسوا الأكاليل و يتملكون علي عروشهم.هذه الأرواح التي له و فيه تتنعم.

91
المنبر الحر / من هو الأفضل
« في: 20:14 01/07/2019  »
من هو الأفضل
Oliver كتبها

المواسم تختلف و كلها ضرورية للحياة.لا يمكن أن تختار موسماً أفضل للوجود من غيره فكلها للوجود جوهرية.الآباء البطاركة تختلف و لا سبيل للمقارنة بينهم.الأيام ليست كالأيام و الماء الذي يجري قدامنا ليس هو الماء الذي جري بالأمس فكيف يريد البعض أن يتشابه الآباء و الظروف غير الظروف و الأحداث جديدة عما سبق و لا تتساوي بينهم سوي أمانة المهمة.تتجدد الأبوة بتجدد الآباء البطاركة.لا يوجد تشابه بين أب و أب في كل الأشياء.لا نقل هذا أفضل من ذاك .كل أب هو إختيار أفضل من الله لنا.كل أب هو الأفضل لعصره و ظروف شعبه و الكنيسة.لكن الذين يضعون مقاييس قديمة لعصر جديد كمن يضعون خمراً عتيقة في زجاج جديد فالخمر تتعتق و تشق الزجاجة لأنها لم تكن مؤهلة للخمر العتيق و لا الزجاجة القديمة مؤهلة للخمر الجديد أيضاً.إننا نشكر الله الذي يختار لنا الصالح لزماننا.
الرب يعرف الأحداث مسبقاً لذلك يبارك كنيسته بمن يؤهله ليقودها بروحه وسط تلك الأحداث.لكن الذين لا يثقون في إختيارات الله هم الذين يجعلون مقاييسهم حاكمة لرؤيتهم.يظنون أنهم يعرفون أكثر من الله الذي إختار لنا أباً قديساً . للقداسة أشكال و أنواع كثيرة تتناسب مع كل إنسان و ليس فقط كل أب بطريرك.فلا نحسب القداسة في صنع المعجزات أو في براعة التعليم أو في نهضة ما بل القداسة هي في علاقة باطنية مع الله تسبغ علي الإنسان نعمة تنجحه فيما أرسل إليه.تجعله آنية للمجد.تبارك خطواته مهما سار و أينما ذهب.تصحح أخطاءه أيضاً فلا أحد معصوم من الخطأ.لكن علاقة الإنسان الصادقة بالله تسربله بوداعة الإيمان و تمسك به في حياة المحبة و تؤازره بالحكمة فلا يكون إلا فرحاً .هذا تفعله قداسة الروح القدس فينا.
الكنيسة ليست مؤسسة و لا مستندة  علي قيادتها البشرية بل علي شخص الرب يسوع الأفضل لنا دوماً فلا نظن أنه يكلف الراعي بالرعاية و يتركنا بل يرعي الرعية و الرعاة لأن الجميع قدامه من الخراف و هو وحده الراعي الصالح الذي بذل نفسه من أجل حياة الخراف.
البعض يخلطون بين مشاكلهم و بين رؤيتهم.فيدينون الكنيسة بدلاً من أن يدينوا أنفسهم.يستسهلون إتهام الكنيسة لأي سبب لأنهم في القلب لا يعتبرونها  ُأماً.يخاصمونها إن لم تكن طوع أفكارهم يحركونها كما يشتهون.هؤلاء لهم اصوات مرتفعة وقلوب منخفضة, خصوم الكنيسة يدعونهم علي كل الموائد لذلك يشتهرون لكن في الخصومة و يفقدون نعمتهم سريعاً.
أما المتواضعون فيشكرون الرب علي عمله في الكنيسة.يرون ما أنقذ الكنيسة منه و يسجدون حمداً و يرنمون تسبيحاً.يدركون عمل الرب الذي لا يفرغ و لا يتراجع مهما تراجعت محبتنا و ضعفت.المتواضعون إذا إختلفوا تحاججوا بمحبة.إذا إتفقوا تشددت محبتهم حتي للأعداء.المتواضعون لا يهاجمون كنيستهم لأنهم بهذا يهدمون أنفسهم و أولادهم من بعدهم.كم من خدمة ماتت بسبب المعاندين وكم من كنيسة أغلقتها الخلافات و كم من كنيسة أيضاً بنيت بالمحبة دون إمكانيات فلنكن ممن يبنون كي يرض الرب عنا.
لا تعطوا ترويجاً لأولئك الذين يجعلون الكنيسة هدفاً لهم و يصوبون عليها سهام ألسنتهم و مؤامراتهم.لا تنشروا أفكارهم ليتضاءلوا فإن أعداء الكنيسة يزدهرون بكثرة الكلام و قلة الإيمان.أما أنتم يا أولاد المسيح فكونوا سوراً للكنيسة بصلواتكم.صلوا لأجل آباءنا لأن تعقيدات الخدمة في كل إيبارشية فوق الوصف.نعم توجد تقصيرات و ضعفات لكن الأكثر يبذلون فوق الطاقة فلا تهملوا مساندتهم ليكون العمل في الكنيسة جماعياً يسد الثغرات.قولوا في صلواتكم إن نسيتك يا كنيستي تنس يميني و يلتصق لساني بحنكي إن توقفت عن الصلاة لأجلك.

92
المنبر الحر / خدعة اللاطائفية
« في: 15:20 22/06/2019  »
خدعة  اللاطائفية
Oliver كتبها
الإيمان بالله و أقانيمه شرط لإرضاءه هذا إعلان واضح من الروح القدس . بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه لأنه يجب أن الذى يأتي إلي الله يؤمن بأنه موجود و بأنه يجازي الذين يطلبونه عب11: 6 أما اللاطائفي فهو لا يعتد بالإيمان.هو يتنقل من هنا إلي هناك دون ثوابت إيمانية.لأنه لو كانت لديه ثوابت إيمانية لعرف في أي أرض يقف و مع أي عقيدة يتفق أما لكونه لا إيمان له فهو يتماهى مع كل الألوان و الأطياف.بحجة المحبة مع أن المحبة و الإيمان معاً شرطان للخلاص و واحدة منهما لا تكفي وحدها.
من حق المسيحي أن يبغض التعليم المنحرف و لكن لا يبغض الذى يعتنق هذا التعليم المنحرف.نبغض الخطية لا الخاطئ.كما يقول الرب هكَذَا عِنْدَكَ أَنْتَ أَيْضًا قَوْمٌ مُتَمَسِّكُونَ بِتَعْلِيمِ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّذِي أُبْغِضُهُ رؤ2: 15.الله أبغض تعليم النيقولاويين لكنه لم يبغض النيقولاويين أنفسهم.من حق الكنيسة أن تفرز التعليم القويم من التعليم المخالف و تعلم المؤمنين بالإيمان المسلم كما في الإنجيل لكن أن يسلب أحد حق الكنيسة و يوزع إتهاماته بلا مناقشة لأنه يفهم الأمور حسب ظنونه بحجة الدفاع عن الإيمان فهذا مخالف أيضاً.حين نتكلم عن الإيمان لا نقصد الكهنوت.لا يحق لكاهن أن يحكم علي شخص مبتدع بل تعقد له مجلساً  من مؤهلين من كل رتب الكنيسة للمناقشة و تبين ما يؤمن به و يعلم.في الإيمان تعد الكنيسة سلطة جماعية مستمدة من الله أما الفرد وحده فلا سلطة  له علي إيمان غيره لكن يمكنه أن يصحح غيره بلا تسلط إن كان مؤهلاً.لهذا كانت تعقد المجامع لمناقشة المنحرفين في إيمانهم و لا تحسم بسلطان الكهنوت وحده.إبن المسيح المؤمن الحق  يقدم ما تؤمن به الكنيسة  دون أحكام يبنيها من ذاته. سلطة الفرد مخادعة لذلك كان الحكم علي جميع الهراطقة حكماً جماعياً  من ممثلى الكنائس و ليس مجرد مجموعة أفراد  في أحد المواقع أو أولئك الذين يعتبرون أنفسهم حماة الإيمان و كأن بقية الشعب يفرط في إيمانه . الكنيسة كلها بكل الشعب هي حامية الإيمان و ليست فئة منتقاة منها.
الله لم يبدأ كتابه المقدس بوصية المحبة.بل بدأها بإعلان شخصه  المبارك كإله وحيد موجود و كخالق ثم  تقديم أقنوم الإبن المخلص الذي يسحق رأس الحية. مع عمل الروح القدس المحيي الذى يرف علي وجه الغمر..هكذا أيضاً إنجيل يوحنا بدأ الله حديثه عن أقانيمه و إعلان شخص المسيح و طبيعته و عمله الخلاصى..ثم جاءت الوصايا بعد ذلك لتعليم البشر ليكونوا علي صورة الله و مثاله. أي بدأ الله بتقديم ما يجب أن نؤمن به ثم بدأ بتعليم ما يجب أن نعيشه .لا يمكن تجاهل هذا الترتيب.الإيمان بداية ثم المحبة ثبات في الله الذى نؤمن به.من يدعي أن المحبة تحل محل الإيمان أو أن الإيمان بديلاً للمحبة هو غافل عن فكر الله.تجاهل الإيمان بإدعاء أن المحبة كافية هو زيف و الإيمان بغير محبة هو إيمان الشياطين وحدهم.لهذا لما باعا حنانيا و سفيرة أملاكهما و إختلسا منها و قالا كذباً أن هذا كل ما باعا به كان يبدو أنها محبة لكن بدون إيمان أن الروح القدس كاشف الكل فلما كذبا علي الروح القدس ماتا في الحال.أع5 :1. من لا يعرف الله لا يحبه.
الخدعة الكبرى ان يسمي إنسان نفسه أنه لا طائفي و ينتمي إلي من يتفق معه مكوناً فرقة جديدة تسمي اللاطائفين.فيكون ضمن طائفة تتفق في مبدأها و تختلف في كل شيء و تسمي نفسها لا طائفية بينما هي واقعياً طائفة و مذهباً.لكنها مذهب فكري و ليس إنجيلى.تماماً كالفلسفة.هذا لا يتفق مع وصية الرب يسوع.
اللاطائفي شخص يري أنه حر فيما يعتقده دون إطار يحكمه.كل لاطائفي يريد أن يبدأ من الصفر فيرفض أن يتسلم الإيمان الذى تسلمه التلاميذ القديسون من الرب يسوع بالكلام و بالفعل و القدوة.اللاطائفى يريد أن يصنع إيمانه بنفسه ينتقي ما يشاء و يرفض ما يشاء.يتناسي أنه يوجدالإيمان المسلم مرة للقديسين يهوذا 1: 3.هذا الإيمان المسلم الذي يصل إلينا عبر الكنيسة هو تسليم إلهي و إيمان إلهي و ليس إنتقاء من هوي الإنسان.هذا هو الإنجيل الحى الذى نتسلمه و نسلمه من جيل إلي جيل.
اللاطائفي يخلط بين التمسك بالإيمان و التعصب.يفترض أن كل من يتمسك بإيمانه هو شخص متعصب بينما التمسك بالإيمان وصية إنجيلية فالتمسك ببداية الإيمان أي بالإيمان الأول الذي تسلمه الآباء الرسل هو كلام روح الله.2 تي 1: 13 –عب3: 14 –عب4: 14-عب10: 23  رؤ2: 25 رؤ3: 11. التمسك بالإيمان شرط للإيمان أما التعصب فهو إنغلاق و خطية و رفض الآخر.الإيمان المستقيم محبة مستقيمة لا تنبذ الغير لكنها لا تفرط في الإيمان مطلقاً..اللاطائفي  يدعي أنه لاطائفي لكي لا يكون متعصباً و محباً و مراضياً للجميع بينما أن الذي يتمسك بالإيمان يحب الجميع أيضاً لأن الذي أوصي بالمحبة هو الذي أوصي بالتمسك بالإيمان.الذى جعل المحبة شرط للملكوت هو بذاته الذي إشترط الولادة الثانية و الإيمان بالثالوث و سلم الكنيسة الأسرار المقدسة لنعيشها و نتمسك بكل ما في الكتاب شرطاً مماثلاً للخلاص.فكيف نتمسك بواحدة و نهمل الأخري.
هنا يجب أن نلتفت إلي المتعصبين و نقول : توقفوا عن تعصبكم و تمسكوا بالإيمان في وداعة لئلا تعثروا البسطاء فتكونوا تحت النير.تقديم الإيمان بلغة المسيح الوديع تؤثر في القلوب أكثر من لغة التهجم و التهكم.


93
روحانية الحياة الأرثوذكسية
Oliver كتبها
ساد في العقول هذه الأيام  مفهوم  ناقص هو أن الأرثوذكسية منحصرة في التعليم بينما التعليم الأرثوذكسي هو مجرد رافد ضمن روافد أخري كلها تبلور الحياة الأرثوذكسية. ليس التعليم هو كل الفكر الأرثوذكسي بل بعضه.الأرثوذكسية لا تنحصر فيما نقول بل ينبغي أن تشمل ما نفعل أيضاً.إنحصار و إنحسار الأرثوذكسية في التعاليم وحدها هو تبديد لميراث الأرثوذكسية القبطي و المسكوني أيضاً.لكن البعض يتلذذ في حصر الأرثوذكسية في كلمة هنا و هناك لأن فريسيتهم تتغذى علي الكلام.أما الأرثوذكسية فهي أشمل من مجرد التعليم بالكلام فهناك أيضاً أرثوذكسية السلوك و التعليم بالحياة.. القديسيون الكبار أثناسيوس و كيرلس و يوحنا ذهبي الفم و المطوب أوريجانوس و القديسين أمبروسيوس و أغسطينوس و غيرهم لم يكونوا مجرد معلمين و مفسرين لهم كتب تعكس خلاصة العقيدة  بل كانوا أيضاً آباء عاشوا الإنجيل فخرجت تعاليمهم عصارة نقية سهلة الهضم واضحة المعالم و أعمالهم سبقت تعاليمهم.هذا الإيمان الحي هو مصدر معرفتهم الروحية .فاللاهوتي ليس هو من يحفظ كلمات دقيقة بل هو من يعاين الله بنقاوة القلب.
نلاحظ أن عصر المعلمين الكبار في الكنيسة هو نفسه عصر النساك وآباء الرهبنة الكبار في الكنيسة.لأن إزدهار التعليم يقود إلي حياة أعمق مع الله و إزدهار الحياة مع الله يفرز تعاليماً نقية من خلاصة الإنقياد بالروح القدس بنقاوة قلب.الأرثوذكسية سارت علي قدمين ثابتتين التعليم الإنجيلي و طاعة الإنجيل.فلا يمكن أن نجعل الأرثوذكسية عين بلا قلب فننهمك في التعليم و ننسي الحياة بالتعليم ذاته.
الإيمان النظري هو دقة المصطلحات المستخدمة في وصف ما نعلمه عن الثالوث الأقدس .هو إيمان بأهمية مدلول كل تسمية.لهذا دققت الكنيسة في مجامعها حين وضعت قانون الإيمان شارك فى صياغته آباء كنائس العالم .كان إلتزماً من يومها بالحرص في توصيف طبيعة المسيح و حقيقة الثالوث الأقدس و وحدانيته.شارحة التجسد و طبيعته في مجامعها أما العبارات الروحية غير المختصة بالطبعة الإلهية فلم تكن لها صياغة و لا قانون. الإيمان العملي هو  الروحانية, الإنجيل  المُعاش و طاعة وصاياه .الروح القدس يوسع و يتسع لكل شيء في حدود كلمة الله. الروحانيات لا حدود لها و هي هامة جداً للخلاص كالإيمان.لذا فإن الغيرة الروحية التي يجب أن يتميز بها الفكر الأرثوذكسي أن نضع في حسباننا الروحانية و أهميتها و لا نكتفى بالإيمان النظري وحده بل العملي كذلك.الغيرة في الإيمان لابد أن تشمل الإيمان النظري ( التعليم) و الإيمان العملي ( طاعة الوصية) أما من يكتفي بالجدل في الجزء النظري و يتجاوز كثيراً في التصرف بحجة الغيرة علي الإيمان فهذا له التعليم و ليست له حياة في قلبه.هذا هو وصف الإيمان الفريسي الذي جعل التعليم غاية و ليس وسيلة لنعيش الوصية.إن قيمة التعليم الأرثوذكسي هو ترسيخ الحياة مع المسيح و ليس الإكتفاء بالتعليم.
الطقس في الكنيسة الأرثوذكسية هو معايشة للتعليم نفسه.من يندمج في الطقس بقلب فهيم يصير كالسمائيين الذين يعبدون الجالس علي العرش بطقوس كلها محبة و نقاوة و حكمة.أما الذين يحصرون الطقس في جزءه الظاهري بغير روح فهؤلاء كأهل العالم يعبدون و كلماتهم قاصرة عن الدخول في صحبة صلوات القديسين.من هنا تأتى أهمية تسليم الطقس الحي ليس للرتب الكنسية بل للشعب كله فيعبدون الرب بالروح و الحق.لكن الملاحظ بكل أسف أن لدينا مئات الكتب عن الهراطقة القدامي و الجدد و ليس لدينا كتاب واحد عن معايشة الطقس منذ خمسين سنة و إلي اليوم.هذا يعني أن إهتمامنا بالتعليم النظرى أكثر من إهتمامنا بالتعليم الحي مع أننا نمارس  في الطقس كل التعليم الإنجيلي و الكنسي و هو خير وسيلة لتقديم الإيمان و معايشته.
سيكون من المثمر للجنة الإيمان التعليم و التشريع  في المجمع المقدس أن تنتج لنا كتباً عن عمق الحياة مع الروح القدس و عن الإمتلاء بالروح و تجديد الحياة  و التبرير لكي توجد مفاهيم واضحة لهذه الموضوعات يلتزم بها غير العارفين .نريد أبحاثا و دراسات و كتباً فى مجال الطقوس الحية و عمق الصلوات الكنسية الطقسية و الآبائيات .عن روحانية ممارسة الأسرار.عن الإرشاد الروحى و تدبير سر الإعتراف للأباء الكهنة.كتباً عن روحانية الألحان الكنسية و تعليم الأيقونات.كتباً تؤصل لمفاهيم روحية نحتاجها تشمل كل ما يخص الإيمان العملي و ألا تنحصر مهمتها في الإيمان النظري المهم لكنه ليس كل شيء.وقتها ستكون تقارير هذه اللجنة عملاً بناءاً و مساعداً في فلاحة الإنجيل.
العودة للإيمان الحي في صلواتنا و عظاتنا و كتبنا سيكون حتما صوتاً مباركاً من الثالوث الأقدس و وسيلة للتوبة و النمو الروحى.ترجمة الفكر إلي فعل يجعل أرثوذكسيتنا حياة  لكي نكون أرثوذكس  الإيمان في الفكر و القلب أيضاً.

94
المنبر الحر / الروح القدس لساننا
« في: 09:10 15/06/2019  »
الروح القدس لساننا
Oliver كتبها
- كانت البشرية إنسان واحد.الخطية وحدها جعلت الإنسان ينقسم علي نفسه.صار آدم يعتبر حواء آخراً و هكذا فعلت حواء أيضاً.إنقسم الأخوان بين قاتل و مقتول.إنقسم قلب البشر بين أولاد الله نسل شيث و أولاد العالم نسل قايين.سادت الفرقة حين تبلبلت ألسنة الناس الذين أرادوا بناء مدينة و برج بابل.من وقتها و تفرقت الشعوب و إختلفت الألسنة و تقطع التواصل.صارت اللغة عائقاً و ليس وسيلة تفاهم لأن كل إنسان لم يعد يفهم أخيه.ليس فقط اللغة الكلامية بل تفرقت لغة الأفكار و المشاعر و الضمائر كلها فلم يعد البشر يلتقون إلا قليلاً.
- بعدما أكمل الرب يسوع الفداء و صعد إلي أعلي السماوات و أرسل لنا البارقليط الروح القدس الأقنوم الثالث الإله.حل علي الكنيسة الأولي و كان أول ما فعله هو إعادة اللغة كوسيلة للتقارب والإتحاد.حل علي شكل ألسنة من نار لأن لسان الله صار بديلاً عن ألسنة الناس.هذا هو اللسان الوحيد الذي ليس فيه بلبلة و لا إنقسام.فوهب الذين قبلوه أن يخاطبوا قلوب الناس فسمع كل واحد الكلام بلغته و قبله و إعتمد بإسم الثالوث الأقدس و كان ينضم للكنيسة كل يوم الذين يقبلون شخص المخلص كلمة الله و يعتمدون بإسمه.
- إتحاد اللغة في الكنيسة بالروح القدس لم يكن لفظياً فحسب  بل كان حياة شركة لأن كل شيء بينهم كان مشتركاً.لا توجد لغة الأنا بل لغة ال نحن.يبيعون ما للأنا و يقتسمون ما لل نحن.يكسرون جسد المسيح و يشبعون بغير تفضيل لواحد عن الآخر لا جسدياً و لا روحياً.هذه هي أعجب لغة لن نعيشها أبداً بصورتها المتألقة كما سنعيشها في السماء أما في الأرض فستكون لنا أشواقها و علينا أن نحاول إقتناءها بمعونة إلهية.
- صار لافتاً للنظر موهبة التكلم بألسنة في نشأة الكنيسة.كأنما يقول الرب أنا صعدت إلي فوق و جلست علي عرشي فلا حاجة للبشر لبناء برج بابل.أنا البرج الحصين.لن تعودوا إلي معاناة بلبلة الأسلنة بل ستوهبون التكلم بلغة مشتركة لتتفقوا بعضكم بعضاً بالمحبة.كان التكلم بألسنة علاج لبلبلة الالسنة و مع كل كلمة مملحة بالروح القدس كان لهيباً باطنياً يؤثر في الجميع فتتحرك القلوب لخلاصها و تشهد بإسم الرب يسوع.فلم تكن موهبة التكلم بألسنة كالضجيج بلا طحن بل كانت لغة يهبها روح الله القدوس لأجل إتحاد المؤمنين.
- إن جاع عدوك فإطعمه و إن عطش فإسقه فتتحد لغتك بلغة غافر الذنوب.إن أردت أن الجميع يخلصون فأنت تتكلم بلغة السماء هذا هو أعظم نوع للتكلم بألسنة.أن تتكلم محبتنا و نستر الخطاة و لا ندين أحد فتصبح لغة روح المحبة ناطقة فينا بغير تردد و لا بلبلة فينظر الخرس إلي كلمة الله الذي يكسونا و يشتهون مسيحنا ليتعلموا أبجديات اللغة الأبدية.هذه هي اللغة التي يجب أن نسعي لنوالها كالمكتوب جدوا للمواهب الروحية.
-اللغة التي نطلب أن نتكلم بها هي لغة باطنية.أن تئن أحشاءنا للفقير روحياً و جسدياً.أن نشعر بضعف طبيعتنا و نحتوى الضعفاء.أن نقدر علي فهم المعاناة التي تجتاز أحياناً.أن نحزن مع الحزاني و نفرح مع الفرحين.أن نفهم كيف نصير لليهودي كيهودي و لليوناني كيوناني لنربحهما للمسيح يسوع.إتحاد المشاعر أسمي من إتحاد اللغة و إتحاد الروح أسمي من كليهما.
- في الحياة لغة مشتركة نتكلمها جميعاً.البسمة و الضحكة و الدموع و التأوهات و التعب و الخوف و الموسيقي و الألم و الصمت لغة نتداولها كلنا و لا تحتاج لشرح فالأصل أننا في اللغة متحدون و قد أعادنا الروح القدس إلي هذا الأصل فصرنا كنيسة هي فردوس ما قبل السقوط.المسيح لغتنا و الروح القدس لساننا و وجه الآب شوقنا.لهذا دعي الروح القدس أنه الناطق في الأنبياء لأنه لسان كل مؤمن شريك فى المسيح يسوع.

95
فكر اللحوم المسمومة
Oliver كتبها
لحوم العلماء مسمومة عبارة قالها  إبن عساكر الحافظ في القرن السادس الهجري  .كان وقتها الإسلام ساحة للقتال بين الشيع الإسلامية المختلفة.كان لكل فرقة مشير هو المفتي للجماعة.هو الحاكم الفعلي للبلاط الأميري.هو المتحكم في الشعب و المخوف منه.كان هذا القائد يسمي نفسه العالِم بكسر اللام.فمن أجل تخويف الشعب قال الحافظ بن عساكر أن لحوم العلماء مسمومة.
لا يوجد معني في تاريخ الإسلام للعلم.فكما في كل شيء تأخذ الألفاظ غير معانيها.فلا الله هو الله و لا النبي هو النبي و لا الوحي هو الوحي و لا الجنة هي الجنة و لا حتي النار هي النار و أيضاً لا يوجد علم بما نعرفه حقيقة عن العلم و بالتالي لا علماء كما نفهم عن العلماء.لا حرية و لا مساواة و لا عدل و لا حق و لا مساواة و لا إيمان كما تشرح المعاجم معانيها.يوجد فصام بين الألفاظ في الإسلام و بين معانيها الحقيقة لأنها أوصاف ملفقة بغير مهارة و إتقان.
الفتوي رقم 39675 تحذر من التجاوز في حق العلماء ؟تخيف الناس بموت القلب قبل موت الجسد إن تجاوز أحد في حق العلماء و تذكر الناس أن لحومهم مسمومة.حسناً إعترفوا بالسم الذي في لحم المدعين العلم.فالسم موت أما من له علاقة صادقة بالله فبالتأكيد يحسب القرب منه حياة و النقاش معه معرفة و الخلاف معه مدرسة للتبحر في عمق العلاقة الروحية و حتي النقد له خلاص من تأليه البشر و إنتزاع الرهبة الكاذبة من الناس ليتم تكريس المخافة لله وحده.أما الفتوي فهي لتلجيم الناس فلا ينتقدون أمير الجماعة مفتي الشعب و لا يفكرون بعده و لا قبله بل يسلمونه له العقل مع أن الله ذاته تبارك إسمه لا يطلب تسليم العقل بل القلب وحده. يعاملون مدعى العلم كإله و يكتفون بالسمع و الطاعة و إلا فالموت ينتظر المفكرين و إغتيالهم واجب علي القطيع.هذه الفكرة الإسلامية قد تتسرب للبعض من الشعب المسيحي فتجدهم يخشون النقد ويحرمون الخلاف و ينصبون أنفسهم حماة للإيمان و هم في الحقيقة حماة لشخصيات يدافعون عنهم دون تفكير و يهدرون كل رأي إلا رأيه.هم مستعدون لنقد كل المناصب مهما علت و كل الشخصيات مهما كانوا إلا الشخص الذي يتبعونه.يؤلهونه فلا ينخسهم ضميرهم بل يعتقدون أنهم يعيشون الإيمان و هو إيمان ينحصر في إيمانهم بفكر إنسان واحد مهما كان هذا الفكر بحلوه و مره.
لحوم العلماء المسمومة هي الملجأ الذي يلجأ إليه الإرهابيون برتبة عالم فقه و شريعة.هي حصن لشيخ الأزهر و أتباعه في كل مفاصل الدولة.هي فكرة عدم الموافقة علي تشريع أو قانون إلا بالعرض علي الأزهر فنصبح دولة الأزهر بإمتياز حتي أنهم يروجون أن مصر هي مصر الأزهر لأنه الحاكم الفعلي للشعب أكثر من قيادات الدولة العلنية.من يخالف الأزهر مصيره الموت باي نوع.إما موت فرج فودة بالإغتيال أو موت المستشار الزند الأدبى  و إستبعاده من المشهد حتي يحسبه الناس غير موجود.فقط لأن لحم علماء الأزهر قد بثت سمومها في كلماتهم و كفرتهم فتحرك القطيع الذي أعماهم العلماء المميتون.لا قانون إلا بموافقة مجلس علماء السموم.لهذا خرج قانون بناء الكنائس مسموما و المادة الثانية في الدستور مسمومة و الشخصيات التي أفسدت العقل الجمعي سامة مثل الشعراوي و عممرو خالد المتربح مليار جنيه من تبرعات للفقراء و الجندي مفتي الإعلام و حسان محتل المساجد و غازي الإسكندرية و من شابههم.كلهم فيهم سم الموت.
الخروج من هيمنة فئة سامة علي عقل الشعب هو التحرر الحقيقي.التفكير هو الجهاد الأعظم الذي ينبغي علي المسلمين أن يجاهدونه.إعادة الألفاظ إلي معانيها الحقيقية دون تلفيق هو مصالحة حقيقية مع اللغة و مقاصدها.

 

96
المنبر الحر / مبارك الرب في مصر
« في: 21:12 01/06/2019  »
مبارك الرب في مصر
Oliver كتبها
- ليفرح المصريون لأنهم عرفوا الرب.يعوضهم عن زمن القساوة في زمن الحب.لأنه صاحب الوعد لهم بالبركة كما لشعبه.لأنه عفا عن العتيق في تاريخهم و ناداهم شعبه.حين ولد المسيح لم ينتظر أن ينمو فجاءنا طفلاً متعجلاً لإقامة شعبه قبل بقية الشعوب.جاءها ليحملها في قلبه و هو محمول علي ذراعي أمه.
- العائلة المقدسة زرعت في أرضنا النسب السماوي نحن الخارجون عن نسب إبراهيم لكنه شملنا مع أولاد إبراهيم بالإيمان و ليس حسب الجسد.ضمنا للعائلة السماوية.توقفت الضربات عن أرض مصر.لا غضب بعد اليوم لأن أرض مصر صارت للسيد موطئاً لقدميه.هذه التي لم تعرف الحب لليهود إستضافت مخلص العالم اليهودي حسب الجسد.تبدلت مصر في عيني الرب.لا خصومة فيما بعد بل كالبنين تتأدب و تنصت.
- كان آخر شعب يمكن أن يصدق خلاص المسيح هو مصر لأن ذنبها عظيم لذلك كان هروب المسيح إليها مصالحة لها كما فعل مع بطرس الرسول بعدما أنكر.كانت مصر تحتاج كارزاً فجاءها بشخصه رب الكارزين و وضع بذار محبته و هو لم يزل طفلاً حتي إذا سمع المصريون  بشارة الميلاد و أن ملك اليهود هو مخلص العالم يصدقون.كان الرب يسوع يعالج شخصية مصر من ماضيها المقاوم لعمل الله و شعب الله.
- مصر التي أسسها مصرايم بن نوح البار و زارها الآباء الكبار إبراهيم و إسحق و يعقوب و حكمها يوسف رمزاً للمسيح  و عاش فيها شعب الله مئات السنين ما كان يمكن أن تهمل من تاريخ تجديد الشعوب فجاءها رب المجد مجدد إسرائيل و صنع منها شعباً و مذبحاً و منحها بركة و سلاماً.علي سحابة الحب جاء .لم تعوقه ألف كيلومتر بين مصر و بيت لحم فوصل إليها كمصلوب  من شدة المعاناة.راكبا علي أتان مسرعاً يمد يده بالمصالحة  لذلك مكتوب أن في مصر حيث صلب ربنا أيضاً.
- كانت إسرائيل رمزاً لشعبه لأن شعب الله هو جميع المؤمنين بإسمه.كانت مصر رمزاً للعالم الأممي و لأن الآب  أحب العالم كله أرسل إبنه الوحيد يسوع المسيح إلي مصر ليس فقط للهروب من شر هيرودس بل أيضاً ليؤكد أنه يريد أن الجميع يخلصون و إلي معرفة الحق يقبلون.لذلك فلنفرح نحن الذين جاءهم الرب يسوع بالسلام ليصبغهم بصبغته و لنتهلل لأنه لم يأت لينال منا الثأر لشعبه بل ليقتني منا شعباً و رعية.
- هذا الذي جعل موطئه قدساً .تفجرت تحت قدميه الطفوليتين ينابيع حيثما ذهب و إستقر.كمن يبشر لروحه القدوس الذي أرسله إلينا بكرازة مارمرقس الرسول العظيم كاروزنا الحبيب.لهذا فلنتحسس حين ندوس علي تراب مصر فهذه الأرض صارت قدساً للرب.لم تقدر ضربات العدو علي تبديل رائحة بخور المسيح الزكية.إذ صار رب الشهداء رأسها.أقنوم الفداء مؤسس كنيستها.في شوارعها إنتشرت الآيات و في سماءها العجائب.حفظ أقباطها موسيقي السماء في ألحانهم و لم يقدر العالم علي تغيير عبادتها .تنسكت مصر في الإسقيط و من فم معلميها سادت شريعة الإنجيل القويمة.لننتبه للذي صنع تاريخها و نتضع قدام الذي زارها طفلاً.لأنه أراد أن يغير قساوتها إلي براءته.ليزرع بذور الحب في شوارعها.لكي تكون سلة العالم الروحي كما صارت سلة الغذاء في مجاعات قديمة.
-مبارك يا قدوس الذي أراد لمصر القداسة.مبارك الذي ببركته جعل مصر شعباً كإسرائيل و لم ينسها.مبارك في مجيئك أرضنا حتي نباركك في مجيئك الثاني و تأخذنا علي السحابة



97
كيف تتزحزح المنارة
Oliver كتبها
- إلي كنيسة أفسس كانت الرسالة.لأن أفسس امتلأت بالرسل الكذبة الذين لم يرسلهم أحد. قال الروح لأسقف أفسس أنه ترك محبته الأولي و المسيح الماسك بيديه الكنائس السبعة الذي يتمشي وسطها و يجعل منايرها ذهبية  يوشك أن يفلت من بين يديه منارة تركت محبتها الأولي.  لو لم تعد لها هذه المحبة لإقتربت الذهبية من تراب الأرض و غاب بريقها .الرب يحذر المنارة ألا تتزحزح عن الطريق.كيف تتزحزح المنارة؟
- إذ يغزو العالم أفسس تصبح لها محبة غريبة.يلقي العالم أضواءه علي ذهبها و يعرض عليها المقايضةبذهب العالم.العالم تحكمه ثلاثة شهوات.شهوة الجسد و شهوة العيون و تعظم المعيشة( شهوة المال) .هذه الشهوات تظهر بوضوح تام للإنسان الروحى و لكنها تتنكر و تتخفي تماماً إذا تسربت للكنيسة.
- شهوة الجسد للنفس هي مزاحمة في القلب لأي محبة غريبة عن محبة الله.أما في الكنيسة فهي أى إهتمام بعيداً عن خلاص النفوس بمعناه الصريح الواضح المباشر بغير إلتواء أو تدليس.فالإهتمامات الرياضية و التعليمية و الصحية ليست من مهام الكنيسة.بل يجب أن تنفصل عن دور الأب الكاهن أو الأسقف لأنه من أجل خلاص النفوس و فقط لبس ثوب الراعي.الكنائس التي إنشغلت بتلك الأمور الخارجة عن خلاص النفوس فترت محبتها.صارت قداساتها عبء علي الكاهن المشغول دوماً بأمور كثيرة بينما الحاجة إلي واحد.شهوة الجسد هي حالة من الأنانية تتملك الراعي الغافل فلا يخدم إلا نفسه و يدللها.
- شهوة العيون هي الفرح بالأعداد الكبيرة.تفضيل نفس علي نفس في الرعية هي شهوة عيون تنتقي من تخدمهم و من تهملهم من تجاملهم و من تقسو عليهم من تحاسبهم بعدل و من تدللهم من تفتقدهم و من تطردهم.لو صار للكنيسة هذه الشهوة بطلت محبتها و تهددت بزحزحة منارتها.حين تصبح للراعي عين غير عين المسيح الشفوقة تنتابه نرجسية معثرة و يتوه خلاصه و ترتبك به الرعية بل تعثر.
- تعظم المعيشة في الكنيسة هى شهوة الإنشغال بفكر العالم في الإقتصاد. تتبني الكنيسة لغة الإقتصاد فتتوه عن لغة الكتاب المقدس.في الإقتصاد لا قيمة للفرد بل القيمة في الربح الناتج عنه.هو ترس في آلة هدفها تعظم الأرباح و لو علي حساب الحياة.أما الكنيسة فالفرد هو كيانها الأرضي و وجودها الجسدي الوحيد.ليس الفرد ترس في الكنيسة بل هو مكون أصيل لها لذلك الفرد هو القيمة ذاتها و هو الهدف في الخدمة و ليس ما تجنيه الكنيسة من الفرد كما في إقتصاد العالم.في الإقتصاد يصبح القانون خادما لرأس المال أما في الكنيسة الحية فرأس المال هو الخادم للفرد و قانونها هو المحبة.لذلك باطل هو كل محاولة لدخول الكنيسة في عالم الإستثمار لأن لغته عكس لغة المسيح مهما تلونت كالحرباء و لبست ثوب البراءة كذباً.الكنيسة ليست لإدارة المشروعات مهما جعلوا للمشروعات أهدافاً طيبة فالوقت و الجهد المنفق لهذه الأمور هو طاقة تنتقص من الكنيسة و لا يعوضها أي ربح مادي.تعظم المعيشة للكنائس هو الإهتمام المبالغ فيه في الشكليات و الجدران و الأيقونات و الإسراف في كل ما هو مادي .ما يحتاجه الفرد في الكنيسة أهم من أي نشاط و بهرجة و إحتفاليات هذه كلها تعظم معيشة.الأكثر عثرة هو تعظم المعيشة للخادم قدام شعب محتاج.في الإقتصاد يقللون الإنفاق ليزيد الربح أما في كنيسة المسيح فيعطون العشور ليزيد الحب.فلتعد الكنائس لتقدم العشور للكنائس الأخري فيسري فينا الروح الواحد و النفس الواحدة و الرأي الواحد و المحبة الواحدة.
هذه الثلاثة شهوات هي الخطر الذي يدفن المحبة الأولي لرب المجد يسوع. تزحزح المنارة و تفقد قيمتها الروحية و يتهدد مصيرها الأبدي لو سارت خلف تلك الشوهات.
.الكنيسة الحكيمة تحاسب نفسها .إجتماع الخدام هو عقل الكنيسة و القداسات و إجتماع الصلاة هو قلبها و بهما تعيد النظر في حالها و تتلمس العودة إلي محبتها الأولي.الروح القدس دعا أفسس للعودة لمحبتها الأولي و لا زالت الدعوة قائمة و الروح و العروس يقولان تعال.

98
المنبر الحر / علي الحياد
« في: 20:54 24/05/2019  »
علي الحياد
Oliverكتبها
حين تتحول الآراء إلي تحزيات  تصبح النقطة الآمنة هي خط الحياد.أما في الصراع بين الحق و الخطية بين الظلم و الرحمة بين الحب و الكراهية  فلا مجال للإختيار فالطاعة لله لا للناس.علي الإنسان أن يحسم قراره و يحمل الصليب و يعيش بالحق.
الإختلافات لا تعني المعارك.رفض فكرة الآخر لا تعني كراهية و لا تعكس تعصباً ضد الآخرفقد يكون المختلف هو صوت إلهي يرشد إلي الحق و يعبر عن مشيئة السماء كما كان خلاف القديس اثناسيوس ضد الأريوسية.فليست كل الخلافات صراعات بل بعضها صوت إلهي حكيم يحسم الجدل. و الخلافات قد تكون من أجل موقف أو قرار, مشروع أو عمل,أو تكون من أجل تنصيب شخص في مركز ما فيتصارع البعض لأجله و البعض ضده.لا بأس فهذه طبيعة البشر .لكن يجب أن يكون للصراع كود أخلاقي لا نتعداه.فيكون للرافضين  و المؤيدين اسباباً موضوعية لا شخصية و يكون للجميع محبة فياضة تخلو من هواجس الخصومة  و المجاملات و يكون التنازع الفكري في إطار الإحترام و إستبقاء العلاقة في أفضل مستوياتها برغم الخلافات في الرأي.مع إستعداد للتنازل للآخر إذا كانت التنازلات توصل إلي الإختيار الذي تراه الأغلبية.
أما المرشح لمنصب أو رئاسة أو مكانة ما أو جائزة مرموقة فعليه أن يبذل الجهد لربح النفوس أكثر من ربح المنصب.عليه أن يكون صانع سلام محب للجميع غير معجب بنفسه و لا يزكي نفسه و لا يفرح بتزكية الناس و لا ينساق وراء الإعجاب و يأخذ كل الرافضين له في قلبه بكل حب قبلما يكون في صف المؤيدين.
حياتنا لا تخلو من قرارات صعبة.و صراعاتنا ليست كلها خارجية فبعضها داخل النفس ذاتها.نتصارع علي إختيار شريك حياة داخل القلب.نتصارع علي قرار شخصي له من يؤيده و يبرره و له مكاسبه و خسائره له من يخالفه و يعترض عليه.قرار سفر أو بقاء .قرار فك شراكة أو توسع فيها.قرارت كثيرة تحدد مصير الإنسان فيجب أن يضع نفسه فيها علي الحياد لفترة معينة يكتفي فيها بالصلاة و طلب مشيئة الله ثم بالتفكير المنطقي و الإسترشاد بمن يأنس لهم و يثق بفكرهم.وقتها يخرج من الحياد إلي القرار المنتظر.
علي أن الحياد ليس دائماً الحل الأمثل.إن كنت أباً روحياً ففي الإرشاد الروحي الشخصي لا يوجد حياد.و إن كنت أباً جسدياً فالحياد الوحيد المطلوب من الوالدين هو المساواة بين الأبناء أما ما عدا ذلك فلابد من رأي فصل يمكن التوصل إليه بالتفاهم و الحب لا بالفرض.حتي لا نكرر خطأ أبينا يعقوب البار أب الآباء الذى  أحب يوسف أكثر من أخوته فكانت محبته ضارة بيوسف الصديق و بيعقوب نفسه و ببقية أولاده
نقطة الحياد تجعلك غير منخرط في فريق ضد فريق.تجعلك صالح للتعامل مع جميع الأطراف.ليست لك سلبيات تعوقك عن محبة هذا أو هذه.بل هي نقطة تؤهلك لأن تكون صانع سلام بين الفرق.لأن نقطة الحياد هي منطقة سلام بعيداً عن النزاع فإستمتع بسلامك و لا تكن مع أو ضد طالما لم تصل بعد إلي قرار نهائي.

الحياد تلزمه حكمة تخرج بها من نقد كل فريق بالسؤال المنتظر لماذا لا تنضم لنا.تعوزه محبة تجعلك و أنت مع أحد المتنازعين حريصاً علي الفريق المقابل أيضاً فالمسيح خلص اليهوديين من نزاعهم مع السامريين من غير أن ينحاز لأحدهم.و حين جاء إليه إثنان متنازعين علي الميراث رفض أن يكون مع واحد ضد الآخر لأنه محب للجميع و يريد أن يربح الكل و يخلصهم. ً
إن الخلافات هي سمة أساسية للبشر.عمل لم يفارق الإنسان عبر الأجيال فلا يجب أن نستغربه أو نستبعده و لا نهاجمه طالما كان في إطار المحبة و الإحترام و ليسترشد كل إنسان بروح الله و ينقاد له فيصير آمنا.

99
العلاج الإلهي للفضول
Oliver كتبها
قتلنا الفضول في الفردوس.أردنا أن نعرف الشر و عرفناه و مُتنا بمعرفته.تعلمنا الدرس و صار لنا في المسيح يسوع معرفة كيف نغلب الشر دون أن نحتاج لمعرفة تفاصيل الشر.لهذا لم يناقش المسيح مع كل الخطاة ما يعرفونه عن الشر بل كلمنا عن محبته و غفرانه و أمجاد الحياة معه.
سار أخنوخ مع الله و لم نعرف كيف سار.كرز أخنوخ البار و لا نعلم كيف كرز و لا نعلم ما أثمرته كرازته.إختطفه الله و لا نعلم كيف و رفعه إلي مكان سمائي و لا ندري كيف و سيعود مع إيليا النبي و لن نعرف كيف و لا متي و لكننا نعلم فقط أنهما بارين دون أن يدخلنا الروح القدس في تفاصيل شخصية لأخنوخ البار أو لإيليا النبي.فلم يقود روح الوحي الأنبياء ليشبعوا فضول الناس بل ليشتاقوا للحياة الأبدية مع الثالوث الأقدس.لهذا لم يذكر الوحي كثير من الأسماء و الأسرار.لم يذكر تفاصيل كثيرة للقاءات فردية مع الله في العهدين.إكتفي بذكر صفة المرأة الخاطئة و المرأة السامرية و المرأة ساكبة الطيب و المفلوج و المولود أعمي لأنهم جميعا يمثلون حالة نعيشها مهما إختلفت أسماء أصحابها.لذلك يهتم الفضوليون بمعرفة الأسماء و إختراع أسماءا لهم فيبتعدون عن حكمة الروح القدس الذي أخفي أسماءهم لكي يُعَبروا عنا جميعاً في ظروف حياتنا .كان الروح القدس يعالجنا من الفضول و هو يقود كل كاتب لما يجب أن يذكره أو يتركه.
الرغبة في معرفة الأسرار بعيداً عن عمل الروح القدس فينا هو خطية.فقد أعطي لنا أن نعرف أسرار ملكوت الله بالروح القدس وحده.الأسرار ملكوتية و ليست أرضية و من ينشغل بأسرار الناس الأرضية يهلك بها و يتعب بسببها لأنها تصير عبئاً عليه.إذا ترك الإنسان أذنه للسمع سيسمع صديقه يهجوه و ربما يتآمر عليه لذلك خير أن يترك الإنسان أذنه لصوت الروح القدس الناطق بالسلام و المحبة من أن ينشغل بالقيل و القال.لأن قلة السلام علي الأرض تأتي من كثرة الكلام  فيما لا يعنينا.
ما زالت شجرة معرفة الشر تتألق في عيني البعض.يهتمون بمعرفة ما بها من أسرار.يأكلون منها فيتعرون من روح الله.في اللحظة التي فيها يكتشفون سراً شريراً يخسرون براءتهم.لذا لا تدع شمالك تعرف ما تصنعه يمينك.إمنع الفضول حتى عن نفسك فتتحصن ببساطة أولاد الله.
حتي في حياة التقوي لا يجب أن يحركنا الفضول.فليس التجسس علي جهاد القديسين فضيلة.بل فقط التلمذة لهم و النظر إلي نهاية سيرتهم و التمثل بإيمانهم.أما ما عدا ذلك فهو إختلاس مثلما فعلت حنانيا و سفيرة.
الفضول درس متغلغل في تعاليم الكتاب المقدس في جميع أسفاره.فالكتاب إمتنع عن ذكر كل شيء ما عدا ما يعيننا علي خلاص نفوسنا.أما البعض فيترك هذا الهدف و ينهمك فيما لم يذكره الكتاب.يتعامل مع الكتاب المقدس كأنها مذكرات شخصية.إيماننا أن كل كلمة موحي بها من الله نافعة و كافية لخلاصنا و عشرتنا مع الله إلي الأبد.الكتاب المقدس ليس كتاباً ناقصاً حتي يكمله الفضوليون.و حياة القديسين تؤكد أن الكتاب كاف للخلاص.تاريخ الكنيسة يعلمنا أن هذا الكتاب نافع في كل ظروف الحياة دون تقصير.
الفضول مرض إجتماعي يتحول إلي خطية روحية تنزع السلام من النفس..التداخل في أمور الغير خطية تهدد أبديتنا تماماً كالقتل و كالسرقة و فعل الشر 1بط4: 15. علاج الفضول هو حياة التسليم.
أيها الرب العارف قلوب البشر علمنا أن ننهمك بما في قلبك.نخضع لمشيئتك و نسلم لك ما نعلمه لننال معك ما نؤمن به في وعودك الصادقة.لا تدعنا نتحرك بمشيئة الجسد بل في طريقك بروحك القدوس.ليكن خلاصنا فيك هو ما يشغلنا لأن الحاجة إلي شخصك الواحد الذي لا رب سواه.

100
لماذا يقتلون مسحاء الرب؟
Oliver كتبها
- لا مبرر للقتل و لا نجاة للقاتل.يبقي الموت ثمناً للدم و يبقي دم زكريا بن برخيا الكاهن بن الكاهن مطلوباً في العهدين.يعرف الرب مَن قايين و مَن هابيل من دمه.دم هابيل مسموع قدام العرش و دم قايين تلتهمه الوحوش الروحية بغير حماية.مسيح الرب له من كرامة الرب كرامة.إن إنتقدناه فبالحب و إن خالفناه في الرأي فبالوقار.أما أن تدخل أدوات الخراب إلي المقادس فهذا مخيف و تلزمه صحوة روحية و توبة جماعية و إلا تفتت الجسد و إنقسم عن الرأس.
- مقتل أنبا أبيفانيوس في الدير و مقتل القمص مقار سعد في الكنيسة يومض بإشارات خطر روحي جسيم.الإيمان في الأديرة مهدد و الحياة الروحية في الكنائس مهددة و إبليس طلب أن يغربلنا لكن لن يفن غيماننا ليس لأننا أفضل الناس لكن لأن للمسيح طلب من أجلنا.يصرخ الدم بأعلي الصوت أن نعيد الحسابات في أمور كثيرة في حياتنا.يصرخ الدم بأنه شيئ أو أشياء كثيرة تحتاج إلي وقفة.
- الخطأ الأفدح من مقتل مسحاء الرب هو تفسير الجريمة جنائياً بينما نتركها بغير تفسير روحياً.الأهم أن نقف و نتأمل كيف تأت الرجاسة إلي المقادس.الأهم أن نهتز من قلوبنا علي حالنا.الأهم أن ننتبه و نتبين أين الخلل و أين الثغرات التي منها أفلتت الثعالب الصغيرة و الكبيرة أيضاً.الأهم أن نتأمل علاقتنا بالله في بيت الله.كيف هانت المقادس إلي ما وصلت إليه؟ماذا أصابنا و أصابها؟هل توسعت البيوت المقدسة إلي أنشطة غير مقدسة فقدت القداسة؟هل أتلفت الإجتماعيات الروحيات؟هل إختلط ما لقيصر بما لله؟هل ما زالت أهداف الحياة الروحية واضحة أم زاغت عن المسيح ففسدت؟
- آلاف الأسئلة يجب أن نفكر فيها علي كل مستويات الخدمة في الكنائس  و ملايين الصلوات يجب أن نقدمها بخشوع من أجل توبة عميقة يجب أن نتحلي بها و رفع القلوب من مشاغل لم تعد بناءة إلي سمائيات هي وحدها التي بها ينبغي أن ننشغل.التفكير في الدروس المستفادة حتي من الكوارث يجب أن يكون شاغلنا.الأحداث لن تتوقف من تلقاء نفسها لأن صراعات كثيرة تلهبنا.نحن نخجل من أحداث دموية أطرافها قلائل و لم نعد نخجل من إنحرافات كبيرة رعوية فقط لأنها ليست محل إهتمامنا.ليس الذي لم يصل إلي القتل برئ فكل إستباحة للوصة موت أكثر منه.حين تنعدم المحبة و تختفي الرحمة يكثر الظلم و تشم رائحة الموت في المقادس .يجب أن تتصدر خدمة المصالحة قلب كل خادم و عقل كل كنيسة بكل رتبها.
- لا يجب أن نستهين بمسحاء الرب .بل فيما نتكلم معهم و عنهم ننتبه لمهابتهم.هم كبشر لا يختلفون عن البشر لكن للكهنوت مهابة مستمدة من المسيح لأن الكهنوت ذاته هو كهنوت المسيح.نختلف مع من نريد إختلاف المسيحي الروحاني المتضع الذي يقدم رأياً آخر بكل وداعة دون تجاسر أو تجاوز.لأن الكلام لم يعد بحساب و علي هذا سنعط حساباً و من يمد لسانه أو يده علي مسيح الرب لا ينجو.كما لا يقبل الرب أخطاء الكهنة فهو لا يقبل بالأكثر أي خطأ في حقهم.يكتب خطية التجاسر علي الكهنوت بالرصاص المذاب.علي كل تعدي لا ينتظر.
- ليجلس الآباء الكهنة مع أنفسهم و يستعيدوا ما إنشغلوا عنه من إفتقاد و عمل فردي و رعاية و تدبير روحي و ليجلس واضعوا مناهج التربية الكنسية ليعيدوا النظر دورياً في تطوير الخدمة الروحية و التعليمية لكي نستعيد وقار و هيبة كنيسة الله و كيف نختبر فيها اللقاء مع الثالوث الأقدس.لينحن كل واحد قدام الرب سائلاً رحمة و سلاماً و بنياناً لكنيسة الله و من فيها.الكنيسة جسد  لا يعيش فيه عضو لنفسه بل مع جميع الأعضاء يكتمل و يثمر.



101
الكتاب المقدس القبطي
Oliver كتبها
- كنا نصلي صلوات البصخة في الكنيسة يوم أربعاء البصخة حين تناول بعض البسطاء كتاب القراءات و وقف علي المنبر يقرأ ميمر أيوب النبي و هو نص لا يستحق إسم ميمر و لا يجب قراءته لإحتواءه علي العديد من الأخطاء البشعة روحياً و لاهوتياً و كتابياً .و كثير من الكنائس إنتبهت لفبركاته و منعت قراءته لكن لأنه ما زال ضمن الصلوات المطبوعة فالبعض ما زال يقرأ بتلقائية بغير تدقيق و هكذا قرأه الشمامسة و تنهد الناس علي خلفية ما حصل لأيوب البار دون أن يتعمق أحدهم في قانونية ما هو مكتوب و مصداقية هذه الفقرة المدسوسة.كان هذا الموقف مدخلاً لي للتفكير و ماذا بعد؟ كيف ندقق في قراءات كنيستنا؟
- تستخدم الكنيسة القبطية عدة لغات في توصيل الإيمان و في ممارسة وسائط الخلاص.لا تكتف باللغة اللفظية من خلال قراءاتها في الكتاب المقدس و بقية الكتب الكنسية و الليتورجية المعروفة. لكنها تمارس الإيمان بالطقس الذي هو  لغة حركية و تمارس الصلاة بالألحان التي هي  لغة المشاعر كما تستخدم الفن القبطي في النقوش و الأيقونات التي هي لغة الوجدان كل الكنائس التقليدية تستخدم هذه اللغات في تناغم مدهش لتوصيل رسالة الخلاص للجميع.كل هذه اللغات محورها الكتاب المقدس و ما يشتق منه من تعاليم.
-هل توجد ترجمة قبطية للكتاب المقدس؟ لمن لا يعلم فإنه لا يوجد كتاب مقدس باللغة القبطية.بل توجد محاولات إجتهادية قام بها أفراد مجتهدون مثل القديس حبيب جرجس الذي ترجم أجزاء من سفر إشعياء النبي كذلك ترجم د شاكر باسيليوس أسفار موسى النبي و أيضاً ترجم  القس النشط د شنودة ماهر القس شنودة ماهر الذي ترجم العهد الجديد إلي القبطية البحيرية كلها مجهودات فردية لم تخضع لمراقبة علمية و مراجعة للتدقيق فيها كما يجب في هذه الأعمال.توجد أجزاء من الكتاب المقدس تم ترجمتها في عصور متفرقة لكي تتكون منها الأبصلمودية و القطمارس القبطي الذي هو كتاب قراءات القداس اليومية المستخدم في الكنيسة  لكن لا توجد ترجمة كاملة للكتاب المقدس باللغة القبطية .
- أهمية الترجمة القبطية.الترجمة القبطية تقترب كثيراً من النص الأصلي.مشكلة المخطوطات القبطية أنها لم تكن في أغلبها نص مترجم حرفياً بل نص مترجم تفسيرياً أي قد توجد كلمات مضافة لتفسير النص الأصلي لهذا توجد إختلافات بين النص الأصلي و النص المتاح الآن بلغات متعددة.من جهة النصوص نحن مطمئنون من توفر الكتاب المقدس بلا تشكك.لكن أهمية ترجمته إلي القبطية سوف يكون هو المقياس الأدق لمراجعة الصلوات الليتورجية و النصوص القبطية و القراءات المختلفة التي إعتمدت اللغة القبطية مصدراً لها فإن تم تدقيق الترجمة للنص القبطي بطريقة علمية أكاديمية محايدة سيتوفر لنا مقياس تنضبط عليه ألفاظ كثيرة يمكن أن تسهم في بلورة دقيقة لبعض المفاهيم الروحية و يمكن أن تساهم في لإعادة صياغة أدق و أكثر وضوحاً للصلوات الليتورجية بل يمكن أن تساهم في إضافة نصوص لقداسات لا تستخدم في الكنيسة القبطية بدون مبرر علمي إذا ثبت أن لها نفس روح و نظام ما ثبت تأصيله حسب الترجمة القبطية.
صلوات الأجبية و خدمة الشماس و صلوات الأسرار كلها معتمدة علي النص القبطي (غير المتاح أكاديمياً لكنه موجود بصورة إجتهادية فردية و ليست علمية) لعل أشهر ما يختلط علينا هو ترجمة صلاة ابانا الذي التي نجد فيها عبارة (خبزنا الآتي أعطنا اليوم) بينما في النص البيروتي خبزنا كفافنا أعطنا اليوم.المعني مختلف.لكل لفظ مدلولاته الروحية و اللاهوتية لكننا لم نشرح للناس سبب الإختلاف و لا معناه و لا كيف يؤثر علي مفاهيمنا و صلواتنا.يحدث هذا الإختلاف في آيات كثيرة أوردها الأستاذ مينا القمص تادرس في بحث في الترجمة القبطية للكتاب المقدس و بعض الإختلافات عن الترجمة البيروتية فان دايك.
هدف الترجمة القبطية: ليس نشر اللغة القبطية و لا هو سيفيد الشعب غير المتخصص بل هو فقط يوفر مرجعاً يعتد به للفصل في النزاعات حول الألفاظ و التعريفات و يساهم في الدراسات المسكونية.السبب علمي بحت.السبب أننا نحتاج تدقيق لكتب الكنيسة التي تعرضت لعصور عربية أفقدتها الكثير و الكثير من ثراء المفردات القبطية و لم يتم ترجمتها أبداً بل تم ترجمة معاني الصلوات .حتي مزامير الأجبية هي ترجمة إجتهادية و ليست علمية.من هنا نحتاج إلي إعادة النظر لأجل التدقيق و تأصيل المفاهيم اللاهوتية كما تبرزها القراءة القبطية أكثر من اللغة العربية السطحية الفقيرة في المصطلحات العلمية.لو دققنا أكثر سنستغني عن ميامر مجهولة و قصص مدسوسة في السنكسار و مدائح ساذجة لا تبني.
لا يعني هذا تشكيكاً في صلواتنا و لا أجبيتنا و لا كتب كنيستنا فلا توجد فيها إنحرافات لكننا نريد أن نواكب الكنائس التي سبقتنا في مجالات الدراسات و تأصيل المخطوطات بينما إكتفينا نحن بالممارسة و الحفاظ علي إيماننا و لم تتح لنا فرصة البحث و إفراز ما هو إجتهادي عما هو نص أصيل علمياً.الآن الفرصة متاحة.
نريد أن نسبق جيلاً سيأتي و يتهمنا بالفقر العلمي و يتخذ من المعارف الحديثة وسيلة لهدم التقليد كما فعل مارتن لوثر حين توقف البحث و الدراسة بالكنيسة الكاثوليكية حين فرض علي الشعب الفقر العلمي إكتفاءا بالتعليم السطحي علي المنابر..لا نريد أن تأتي أجيالا تضطر للتغيير بالثورة بل نريد التنقية لما بين أيدينا بالعلم و الحكمة و التدريج.ما نفعله اليوم برؤية علمية واضحة يجنبنا فوضي علمية كنسية كالتي حدثت في أوروبا بعد ظهور البروتستانتية.نريد أن نستخدم التقدم العلمي في تنمية حياتنا الروحية و التعمق أكثر في كل ممارساتنا الروحية .نريد أن نقبل أو نرفض أي قراءة مستندين علي مبررات أكاديمية مدروسة حاصلة علي مباركة من مجمع آباء الكنيسة و ليس من مجرد إجتهادات فردية عابثة أحياناً أو يائسة أحياناً أخري.
-تشكيل جهة علمية تنتقي كوادر مؤهلة لترجمة الكتاب المقدس باللغة القبطية هو مدخل المشروع الكبير لتنقية القراءات الكنسية.إرسال بعثات علمية تتخصص في  دراسة ترجمة الكتاب المقدس.توفير التكلفة المالية من تبرعات بعيداً عن الماليات العامة للكنيسة أو من تمويل الأوقاف القبطية.إعتبار لجنة ترجمة الكتاب المقدس لجنة مستقلة لا رئاسة كهنوتية عليها بل رئاسة علمية فقط و يترك نتيجة أعمالها للفحص بعد ذلك علي لجنة مجمعية تضم آباء أساقفة دارسين و معها مستشارين في اللغات الأصلية للكتاب المقدس و تأخذ الوقت الكافي و لو لعشرات السنوات حتي يخرج لنا نتاج علمي أمين محايد لا يرض أحد إلا الروح القدس الموحي بهذا الكتاب وحده.
للفكرة روافد كثيرة لكن هذا المقال هو فقط لتحريك المياه و علي كل من يريد أن يضيف فكرة أفضل أن يقدمها و له كل الحب و كل الشكر و المسيح يستخدم بطريركنا الحكيم في رؤيته لمستقبل الكنيسة و يدبر لنا به منهجاً ينمي كنيستنا و يؤهلها لتعويض ما فاتها في مجال الدراسات الروحية.

102
إستير نجمة الشرق الجميلة
Oliverكتبها
- حين نضع ثقتنا في الله وقت الصعوبات يتمجد و كما إتكل يوسف الصديق علي الرب فنجاه و أخرجه من البئر ثم من السجن و جعله ثاني المملكة بعد فرعون و بارك الرب في حياته و شهد ليهوه تبارك إسمه هكذا شهدت أيضاً إستير الجميلة الأسيرة الطاهرة حين كان شعب الله أسيراً في  مملكة فارس و مادي.حتي الوحي يومض إشارات تقارب بين يوسف الصديق و إستير بإستخدام كلمات تبدو متشابهة (تك41: 42و43,مع إستير 6: 11 ,تك39: 10 مع إستير 3: 4 ,تك44: 34 مع إستير 8: 6) .نفس الرحلة من الموت إلي العرش هي نفس رحلة الخلاص التي عشناها في المسيح يسوع .كما رفع الله  يوسف الأسير إلي عرش مصر و إستخدمه لخلاص مصر و أخوته الأسباط من الموت جوعاً هكذا رفع بتدبيره الصالح إستير الأسيرة الجميلة لتصبح  ملكة فارس و إستخدمها لخلاص شعبه من الإبادة لكن الأعجب أنه رفعنا إلي السماويات في شخصه بعد أن أحدر هامان العدو إلي الهاوية.
-إستير نجمة الشرق هذا معني إسمها الفارسي صارت كوكباً روحياً مرشداً للشعب مثل نجم المشرق لمولود المزود و بالتذلل لله بالصلاة و الصوم بطلت مكائد إبليس و حول  الرب أحزان شعبه إلي عيد دائم . إستجاب الله لصلاة الجميع وبنفس الصليب المُعد لمردخاى خلص الرب شعبه من أمر هامان الردئ بالإبادة. - إسم إستير العبري هداسا التي تعني ريحانة لأنها قبلت في قارورتها رائحة المسيح الزكية رمز العذراء مريم  حواء الثانية التي تزينت و تعطرت بكل النعمة لأن حواء الأولي لم تطع وصية الله.إستير رمزت للعذراء في سيرتها العطرة لأن وشتي الملكة الأولي لم تخضع لأمر الملك و لا راقها مجده إختيرت إستير ملكة أعظم منها عوضاً عنها و كما كانت مريم العذراء نفساً متصلة بالثالوث دوماً هكذا إستير حسب قامتها ليس في قلبها سوي الصلاة و العبادة لذلك لم يكن الأسر يقيدها إذ كانت حرة في قلبها.فإختارها الرب قبلما يختارها إبن عمها مردخاي لكي تكون بين العذراي المرشحات للعريس الملك أحشويرش 500 ق.م تقريباَ .
-إستير نموذج رائع لمن يريد أن يصبح من نشطاء المهجر حيث كانت إستير أيضاً مهجرة قسراً و كان شعب الله أقلية وسط مملكة وثنية و لم تتوان عن التضحية بحياتها لكي ينال الشعب حياته و حقه.كانت في قصرها  مثلما كان موسي النبي في قصر فرعون تنسب نفسها للمقهورين من شعب الله أكثر مما تري نفسها مبجلة.لذلك جعلت الصوم وليمتها مترفعة عن ولائم الملك.صدقت مردخاى حين أخبرها أن وجودها في القصر لا يحميها بل وحدتها في شعب الله تنقذها لذلك شاركت في آلام الشعب و أيضاً فى فرحه بالخلاص ورسمت عيد القرعة ( الفوريم) متوقعة بالرجاء خلاص المسيح الكامل حتي سمي سفر إستير بسفر الفوريم ايضاً عند العبرانيين.عناية الله الفائقة هي التي وضعت إستير و مردخاى في الغربة و منحتهما السلطة لكي يكونا سبباً لرفع الظلم بل الموت عن الشعب .عمل الله في سفر إستير يطمئن الأقليات من شعبه أنهم غير متروكين لهيمنة الأغلبية. يطمئن من له غيرة مقدسة أن الله مستعد أن يعمل به إن صار للرب مقدس.لم تعاني إستير من تعارض الولاءات لشعبها و للملك بل بحكمة أعطت ما لقيصر لقيصر و ما لله لله واثقة أن الله الضابط الكل لا يترك عصا الأشرار تمتد إلي نصيب الصديقين.لذلك لم تخش عصا الملك بل تسلطت عليه بالإتضاع و غلبته بالحكمة الإلهية حتي أسقطت هامان في مخدع صلاتها.فلا يخف القطيع الصغير من هذه السلطة الجارفة و الهيمنة البالغة لمملكة فارس.
- يظهر الله جوهر الخلاص في سفر إستير بينما يشكك البعض في السفر لأن إسم الله لم يذكر فيه صراحةً مع أن كل شخص و كل آية فيه ترمز و تعكس عملاً و تدبيراً إلهياً و رموزاً نبوية لا يمكن إنكارها.لذلك كان عيد الفوريم سبباً في إحياء سفر إستير لأنه يقرأ فيه كاملاً و صار تخليداً لشخصية إستير العظيمة التي شكك البعض فيها.
- إستير أيتها النجمة المتلئلئة.نور حبك للمظلومين يخجل الذين ضاع منهم حس السامري الصالح.تقدمت للموت لإنقاذ شعبك من الموت فصرت رمزا للمسيح حين نسب نفسه لنا بالتجسد و كما ظهر لنا إلها ظهر لأبيه إنساناً و صار خلاصنا الكامل.إستير من مثلك في القصر فقد صرت الأجمل و الأقرب للملك كما صارت العذراء مريم لإبنها يسوع المسيح القدوس.يا من وضعت جمالها للخلاص يا معلمة الحب لكي نتذلل مثلها للرب بصوم و صلاة فيرفعنا إلي الأبدية هذا الذى وثقنا به و بوعوده.إستير نجمة الشرق ها الشرق ينتظرك فعند الشرق كل الشعوب المظلومة و في الشرق قهر و تسلط فخذينا معك إلي مخدع صلاتك لنصلي فيندحر هامان كل زمان.تعال معنا يا مردخاى لأنك صوت الرب لنا تعال كي نسبح الذي صرنا له بالحب لا بالقرعة.نتهلل بعيد البذل علي صليبه المجيد لأنه تنازل و خلصنا و داس إبليس و جنوده معاً كما فعل مع هامان و قرونه العشرة.إستير يا حلوة القلب كما الوجه كوني درس لنا نحن السائرين في طريق كطريقك لكي كما تمجد الرب معك هكذا يفعل مع كل أحد في كل جيل و يعلن خلاصه المبهر يا نجمة الشرق الجميلة.



103
عيد تجلي حمامة السلام في الزيتون
Oliver كتبها
- كل كنيسة عذراء تحمل في أحشاءها المخلص لذلك ليس عجباً أن تظهر العذراء فوق قباب الكنائس لأنها كنيسة أولي للمسيح المتجسد.ليس عجباً أن تتسمي كل الكنائس بإسم القديسة مريم لأن رسالة كل كنيسة أن تكون عذراء للمسيح.تقدم للبشرية درة التاج إلهنا يسوع المسيح.كما تشير الكنيسة للعذراء فإن العذراء بظهوراتها فى الكنائس تشير للكنيسة السمائية التي هي متحدة بالأرضية .تشير إلي إيمان واحد رب واحد لنا كما للسمائيين .تشير إلي صحة إيماننا في الأبدية التي نحياها في المسيح داخل الكنيسة فهي شاهدة حق أولي في العهد الجديد.ظهور العذراء يؤكد عقيدتنا في صحة الإنجيل الحى .ما دامت أم الله تزورنا نراها و ترانا فرجاؤنا في المسيح حي مؤكد لا يتأثر بأى تشكيك لأن العذراء لا تستطع أن تظهر لنا إن لم يرسلها المسيح.
- مكانة شعب مصر في قلب العذراء مستمدة من مكانتهم في قلب المسيح له المجد الذي بارك هذا الشعب و دعاه شعبه مصر.لذلك منذ أن أخذت العذراء طفل المزود إلي مصر و هو هنا باق و هي معه.ظهوراتها المتكررة عبر السنين هنا ليست حنيناً للأرض بل إستكمالاً لرسالة أسسها المسيح بمذبح في وسط أرض مصر.سنة 412 م ظهرت البتول مريم للبابا ثاؤفيلس و أخبرته بمسار العائلة المقدسة أثناء الهروب إلي مصر.كما  ظهرت العذراء في كنيستها بأتريب و أبطلت مشورة هدم الكنائس 833 م و عملت حمامة سلام و طارت للوالي العباسي و جعلته يكتب رسالة لوالي مصر يلغي فيه أمر هدم البيع و الكنائس و الأديرة.فليس غريباً أن تظهر حمامة السلام في الزيتون فتجلب علينا سلام إبنها يسوع المسيح لكل مصر.كما ظهرت عام 1000م تقريباً للبابا إبرام و أرشدته عن القديس سمعان الخراز الذي تمم الرب علي يديه نقل جبل المقطم.في 2 إبريل 1968 كانت ظهورات أمنا العذراء المتتالية تحمل رسالة يقين و تعزية  للشرق الأوسط كله.
- ظهورات العذراء في الزيتون متفردة.فهي ظهورات لجميع الشعب.علنية وضاحة يصاحبها بركات سمائية و معجزات تؤيد صحة الظهور.الأهم أنها أحيت في الكنيسة لهيب محبة و نهضة روحية نعيش علي نتائجها حتي اليوم.لقد تأسس فصل جديد في ترانيمنا للشفاعة بالعذراء و تأسس في كنيستنا عيد جديد هو تجلي العذراء بالزيتون.كنا نحتاج إلي تجلي  العذراء القديسة مريم لكي تتجلي فينا صورة إبنها الرب يسوع.كان ظهورها أيام صوم الأربعين فتحول الصوم إلي عيد روحي إرتفعت فيه الأعين نحو السماء و إلتئمت كثير من جراحات الكنيسة من عهد مضي و ضعفت و إنهزمت حملات تشكيك كثيرة و أبطلت مكائد شريرة كانت تحاك ضد الكنيسة.فلم يكن ظهور العذراء حدثاً عابراً لكنه وضع بصمة في تاريخ كنيستنا و في نظرة الآخرين لنا و في علاقة الدولة بالكنيسة حتي صار الكثيرون يخشون غضب العذراء منهم.
-نعظمك يا أم النور الحقيقي دون أن نعبدك كما يدعون.نطلب شفاعتك عالية المقدار دون أن نتشكك في الوساطة الوحيدة الجنس التي للمسيح يسوع قدام أبيه الصالح كما يزعمون.نعرف قدرك و نسجد للثالوث الأقدس الله الواحد وحده و نشهد أنك صرتِ أما لأقنوم الإبن المتجسد .أم الله أنت أم ربنا يسوع كما علمنا الروح القدس الذى وهب لروحك تقديساً كاملاً فصلحت كرسي عرش الملك الأعظم.من هو هذا الذي لم تشمله شفاعتك.أى إيمان هذا يكتمل بدونك.لأن إيماننا في إبنك الوحيد لا يصح بدون الإيمان بشخصك كوالدة الإله الحشاء البتولي  الذي أرسل إليه الآب إبنه المتجسد.نحبك يا بتول و في عيد تجليك نفرح يا قادمة من عند مخلصنا لأجل أولاد إبنك الراعى و الحمل و نشكر إبنك القدوس لأنه أرسلك إلينا فالحب من عنده ثم من عندك يصل قلب الجميع.قولي لإبنك إننا نكرم أمك البتول نحبها لأنها أمنا كما هي أمك.ملكتنا كما هي والدة الملك السمائي.يا عذراء الزيتون الحنونة إشفعي في البشرية حتي يؤمن الذين لا يؤمنون.اليوم جئت إلي مصر بإرادتك و ليس كهاربة من أجل حياة طفلها المعجزي لذلك إذا لم يكن أجدادنا قد رحبوا بإبنك و بعائلتك كما يليق بكم فاليوم نحن ننحني قدامك تبجيلاً و نترنم طالبين شفاعتك ترحيباً يا من أكملت لنا حلقة مفقودة في مسار العائلة المقدسة بتشريفك لكنيستك بالزيتون .زادت أشواقنا للأبدية بسيرتك العطرة و تجلياتك المتكررة و حتي بدون ظهورات فنحن نحبك لأنك أم مخلصنا الصالح يسوع المسيح.


104
المسيح و السامرية
أحد السامرية
Oliver كتبها
- الرب يسوع المسيح هو الذي صالح مملكتين اليهودية و إسرائيل بكوب ماء واحد.أخمد خصومة تاريخية وسط شعبه بعمق حبه اللامحدود هذا هو كأس الماء البارد الغير المنسي قدام الآب القدوس .عند بئر أبينا يعقوب الذي فيه تجتمع الأسباط جلس المسيح متعباً من خصومة وسط الجسد الواحد.في المكان الذي إنتقم فيه أولاد يعقوب لأختهم حين دنسها شكيم و هناك قتلوه فجاء الرب مكان النقمة ليجعله مكاناً للصلح  بين الأمم تك34 .كان اليهود لا يعاملون السامريين و السامريون لا يعاملون اليهود.بينما نسب اليهود أنفسهم لإبراهيم نسبوا إسرائيل بأسباطه العشرة إلي جبل السامرة إش 7: 9.اليهود يطلقون علي المنبوذ أنه سامري فلما وبخ المسيح اليهود يو8 قالوا ألم نقل أنك سامري.والسامريون يعتبرون اليهودي مرتداً فلما ذهب المسيح للسامرية قالت له  أنت يهودي.تبرأت منه جميع أسباطه. إتفق الجميع علي مجئ المسيا مع أنهم إختلفوا في أمور كثيرة.جاء المسيا إلينا عطشاناً إلي ماء يخرج من جنبه يمنحنا الحياة .هذا ما لم تدركه السامرية كما لم تدركه البشرية إلا متأخراً. لما صار في البشرية سكني الروح القدس نهر الماء الحي لم تعد تعطش.
- الفرق كبير بين الإنسان قبل ثم بعد معرفة المسيح. هذه الرائعة السامرية تغير كل شيء داخلها و خارجها. كانت قادمة إلي البئر و ليس إلي المسيح أما المسيح فقد جاء لأجل السامرية و ليس إلي البئر.جاءت تخفي وجهها في الجرة خوفاً من الناس الذين تتجنبهم و عادت رافعة الرأس كالمنتصرين في الوادي. جاءت بفكر يرفض الآخر و عادت تكرز للآخر بكل مشاعرها و يقينها.جاءت و هي تظن أن لا أحد يعرف أسرارها و عادت تعلن بجرأة عجيبة أنها تقابلت مع من يعرف كل شيء عنها و عنا و تدعو الناس إليه.جاءت و هي تبحث في عقلها أين تسجد و المكان يشغلها و عادت و هي تؤمن في قلبها كيف تسجد  و المحبة لله تلهب قلبها.جاءت بأسئلة و شكوك و عادت بيقين ينقل الجبال.جاءت مثلما سار يعقوب هاربا من وجه عيسو لا يملك سوي عصاه لكنها عادت كما عاد يعقوب صاحب البئر في عودته بجيشين تك32: 10 ماء الحياة في جيشين هما نفسها و جسدها لأنها تظللت بحبة الحنطة عند البئر و بالجيشين كرزت. جاءت عاجزة و عادت كارزة.جاءت متكلة علي جرة ودلو و حبل و عادت تاركة الجرة  لأنها مشققة و الدلو إذ لا يصلح للماء الحي لأنه يصدأ و الحبل تركته لأن المسيح من أجلنا قد صلب مقيداً بالمسامير. الأهم أنها جاءت بخطاياها و عادت مغفورة الخطايا و في هذا المسيح العجيب الربح الأبدي.
- يا سامرية يا سامرية إنقلي لنا خبرة التسبحة الصامتة في كرازتك الناطقة بلهيب الروح القدس الذى إتقد في قلبك حتى خطفك الشوق للتغني بإسم المسيح .علميني كيف تركت كل شيء منشغلة فقط بأوصافه.كيف سبحتي في عباراتك هذا الذي لم يظن السامريون أنهم يسمعون له.تفتخرين بجرأة قدامهم  بالمسيا و إستعلانات الأبدية تتوالي  لأن الرب كشف ما في قلبك ثم كشف لك شخصه ثم كشف لك ماء الحياة التي لم يذق منها إلا من طلبها فيأخذها مجاناً.تسبحتك جعلتك تقفزين كالأيائل لا تدركين المكان و لا يهمك الناس لأن المسيح القدوس ملأ عينيك حتي و أنت في السامرة. تصيحين فينتبه الناس و يتوقف السائرون ليسمعوا لإمرأة ما كانوا يرتضون من قبل أن يعبر ظلها عليهم.هل زودتك التسبحة بقوة و جناحين.علمينا كيف صارت الكرازة تسبحة و صارت التسبحة كرازة فما عدنا نعرف الفرق بين أن نكلم الله عن الناس أو نكلم الناس عن الله فهما الجناحان اللذان بهما إرتفعتِ يا سامرية.علمينا أيتها التقية كيف نترك النفس كما تركتِ الجرة و نتوقف عن الإنشغال بما هو أسفل كما تركت الدلو و نكف عن الشهادة بمحاولات بشرية كما تركتِ الحبل و نذهب مثلك متقدين بروح الله و هو يأخذ من المسيح و يخبرنا.علمينا يا تقية ألا ننتظر طويلاً إذا ألهبنا الروح بل نستجب لفعله علي التو غير ناظرين إلي ما في أيادينا بل إلي ما أخذناه في القلب بالإيمان و نذهب معك و لو إلي السامرة أو أقصي الأرض حينها نسمع مثلما سمعتِ من السامريين أنه ليس بسبب كلامك نؤمن بل الروح القدس هو الشاهد الأمين للآب و الإبن و هو الناطق في كل لسان يتقدس للمسيح. أخذتِ لسان الذين باركوا المسيح الرب و أسرعت تفتخرين بـأمر واحد و هو أنه عرفك قبل أن تعرفيه ألهبك وحي الروح القدس قبل أن يختبره بولس فنقل تسبحتك و هو يقصدك و يقصد نفسه و يقصدنا نحن الأمم أيضاً قائلا لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة إبنه ليكون بكراً بين أخوة كثيرين رو8: 29. .و صرنا أخوة إبن الله بالتبني أف1: 5.ما أجملك أيتها الكارزة التي سبقت التلاميذ  القديسين في الشهادة للمسيا الذي ما زال عند البئر يصالح بروحه القدوس و يجمع المتفرقين إلي واحد.
-

105
حلاوة الصليب و حاملى الصليب
Oliver كتبها
"- - الذي حمل الصليب ليدخل بنا إلي قدس الأقداس صائراً لنا مثالاً نضمن بتبعيته الحياة.صوته القدوس يهتف إحمل صليبك وإتبعني"(متى 16: 24؛ مرقس 8: 34؛ لوقا 9: 23). من أجلنا حلا الصليب في عينيه ليفدينا و لما إعترض بطرس قائلاً حاشاك يا رب أن تصلب جاء الرد ليشجعنا و جميع الأجيال معنا قائلاً  مخلصنا: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي،مت16.من يومها صار الصليب شهوة لتابعي المسيح و أطلقت عليهم الكنيسة منذ القرن الرابع  تسمية لباس الصليب.
- حلاوة الصليب عاشها و يعيشها كل من يتبع المسيح له كل المجد.لا يدركها أحد من غير إختبار.إذا وصفها لنا لباس الصليب لن نفهمها.إذا تمادوا في شرح حلاوتها لن نصدقهم لكن نصدقهم إذا ذقنا هذه التبعية بأمجادها و آلامها.يعاينها الذين يعيشون صلب الجسد مع الأهواء الذي هو ممارسة قلع عين الإنسان العتيق و قدمه و يديه.هو إنسلاخ عن كيان مائت هو خلع الإنسان العتيق لذا يفرح لباس الصليب بهذا التحرر من سلطان الشر الذي يمنحه روح الله .رو8: 13 مت5: 29 حمل الصليب هو عناق بشري إلهي و حضن المسيح العريس للنفوس التي أبهرها مجد الله فوق الصليب فأخذها مندهشة تطوف البر و البحر حاملة الصليب بغير تأفف بل بتعفف و تعظيم.
- أجمل و أعظم حب أن نتبادل الطبيعة بيننا و بين المسيح الذي يبدأ أولاً .هو أخذ جسد بشريتنا علي صليبه لكي ننال مجد تبعيته علي صليبنا.إن حمل الصليب هو فخر الفضائل و عمق المحبة و إتحاد المشيئة و بهجة الخلاص و إكتشاف قلب الله و معاينة أعماق محبته و إقتناء الحياة من الموت . حين نحمل الصليب تختفي الآلام خجلاً قدام آلام المسيح.يصير صوت الرب واضحاً و عمق كلماته المحيية مكشوفاً.يتمتع حاملو الصليب بالنصرة علي الشر و الغفران للمسيئين.تصير لذتهم في الصلاة من أجل الأعداء و تحويل المعاندين إلي فكر الله بالإقتداء بقلب حبيبهم المسيح الغافر للصالبين.يغفرون بلا مجهود و لا تردد.يظن الغير العارفين أن حمل الصليب متعباً لكن لباس الصليب وجدوا فيه راحتهم.لأنهم وجدوا فيه محبة المسيح تحصرهم. لا فكاك من الصليب إن تسمرت عليه الحواس لكن حينها يأتي الروح القدس بحواس روحية مدربة فنسمع و ننطق و نحس و نشم و نري بحواس المسيح شخصياً.لذا رأينا الشهداء يموتون و هم فرحون.يتكلمون في أنفاسهم الأخيرة فيرتاع هيرودس من رأس يوحنا.لهذا سر بولس الرسول أن يصلب مع المسيح لحياة أبدية.
حاملو الصليب وحدهم يعرفون حلاوته.إنه يدربهم علي الشكر و التمجيد.التذمر  لا يمس قلوبهم لأن المسيح البرئ البارالمصلوب متصوراً قدامهم.في ضعفهم يبدون أبطالاً.يعرفون حينها معني الفخر بالصليب لأنهم يعيشون أمجاده و ليس هوانه.المسيح وحده عاش هوان الصليب لأجلنا أما لباس الصليب فيعيشون فخر و بركات الصليب.هم يأخذون من خلاله و لا يفقدون أو ينقصون.يعيشون نمواً روحياً حتي تنكشف لهم السماويات التي في كلمة الرب يسوع.هنا نفهم ما قيل عن موت لعازر هذا الموت لمجد الله هكذا حاملوا الصليب  يعرفون أنه لمجد المسيح.فهل يتألم الناس من المجد؟أما يسعون إليه بكل قوتهم و يفرحون إن عاشوه لذا أقبل حاملوا الصليب يشتهونه كما إشتهي الرب أن يأكل الفصح ليصير فصحنا علي الصليب.
التجارب صليب.الأمراض و العجز والعوز و الأتعاب و الخدمة و آلامها صليب .الإضطهادات والظلم والضيقات صليب.كل ضيقة هي دفعة إلهية تدفعنا في طريق  ملكوت السموات أع14: 22 قلايتك صليب تدخله فتجد المسيح وحده شريكاً فإحمل صليبك لا تخف فالكنز في وسطه.إشتر صليبك كالرجل الذى وجد كنزا في الحقل فإشتري الحقل بالكنز هكذا خذ المجد بالصليب و عش شاكراً فالصليب موهبة لا نستحقها.
أجمل ما في حياة القديسين هو تبعيتهم للمسيح و أبهي صورة لتبعية المسيح هو حمل الصليب.فمن القديسين نتعلم عزاء الصليب و نشتهي هذه التبعية من غير تردد أو خوف .فآلام هذا الزمان تتحول إلي مجد فوق الزمان.أتعابنا حملها أما نحن فنحمل صليباً ممزوجاً بقوة المسيح و نصرته.لنتعلم سير القديسين من خلال صليبهم و ليس معجزاتهم لأن حمل الصليب هو الإيمان الحقيقي المثمر و المؤثر أكثر من المعجزات.
- حين تحب الرب من كل نفسك تصلب نفسك و حين تحبه بكل قدرتك تفقد قدرتك و تأخذ قدرته و حين تحبه بكل قلبك تترك قلبك لقلبه فتأخذ حسب قلب الله هذا هو الصلب الروحي و هذه هي عظمته فهل نشتاق إلي شركة الطبيعة الإلهية .هوذا هي ممنوحة لنا بإتحادنا في حمل الصليب و إسألوا سمعان القيرواني.حمل الصليب هو تبادل سري يحدث بينك و بين المسيح كما حدث علي صليب المسيح.هو أخذ مكاننا علي الصليب فإن حملنا صليبنا و تبعناه يأتي و يأخذ مكاننا و نتمجد نحن فأي فخر أعظم من هذا يا لباس الصليب.تمسكوا بحمل الصليب لأنه علامة الإيمان بإبن الله و هو أداة النصرة علي عدو الخير و سر بركة الكنيسة التي تتشدد بروح الله الذي في هؤلاء النماذج المنيرة روحياً .لنطلب أن يمتعنا الرب بصليبه و يلذننا بحمل الصليب بفرح لأن حمل الصليب شكر دائم لمخلصنا.

106
المنبر الحر / صلاة الملائكة
« في: 22:10 13/03/2019  »
صلاة الملائكة
Oliver كتبها
الملائكة لا تطلب شيئاً.ليس لأنها لا تحتاج الله بل لأن ثقتها كاملة في الله الذي يسندها في كل مهامها..لذلك صلواتها شكر و تمجيد للجالس علي العرش.التسبيح يلهبها فتملأ السماء بترانيمها.صلاة الملائكة صلاة حب و عشق أبدي.فالملائكة لا تتطلع لأن تكون في حال مختلف عما تعيشه بالفعل.هي قانعة و شاكرة و فرحة بما هي فيه إن كان ملاكاً أو شاروبيماً أو رئيس ملائكة أو قوات.الجميع يتناغم في كورال سمائي و وحدة روحانية بلا إنشقاق أو زعامة أو نشاذ. الملائكة يشبعون بالمثول أمام  وجه الرب كل حين.غذاءهم الإتحاد النوراني و شركة القداسة و إتحاد المشيئة مع الله.لذلك  حين علمنا الرب صلاته الذهبية لنقول (لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك علي الأرض ) اي كما تفعل الملائكة بإتحاد مشيئتها  بمشيئة الله كذلك نفعل.
الملائكة تسجد للجالس علي العرش قائلة قدوس قدوس قدوس لأنك ذبحت و إشتريتنا مع أن المسيح لم ينذبح لأجل الملائكة لكنهم إذ يستمتعون بنفس الحب الإلهي الذي أحبنا به الثالوث يستمتعون بنفس القلب الإلهي الذي يهب القداسة و النورانية لذلك يعتبرون أن نفس القلب الذي قبل الصليب هو نفس القلب الذي وهبهم هذه القداسة  قلب واحد خرج منه حب الله لملائكته و حب الله للبشر .نورانيتهم و خلاصنا من نفس المصدر لذا بدا و كأن الذبح كان لأجلهم لأنهم يستمتعون بنفس الحب الخارج من نفس القلب و يرون  جمال مشيئة الخلاص  من خلال إتحادهم بالمشيئة الإلهية.لهذا يتكلمون بلساننا كأن المسيح ذبح و إشتراهم .إنهم ينوبون عنا في الشكر و التسبيح إلي أن نأخذ نحن أيضاً نعمة التواجد أمام عرش الله و نشارك صلاة الملائكة و تقديساتهم لمن ذبح و إشترانا.
صلاة الملائكة ممنوحة للبشر و هي جزء من معني الأية أن الله أعطي البشر خبز الملائكة أي صلواتها. مز78 أكل الإنسان خبز الملائكة أو خبز الأقوياء أو الشبعانين أي الخبز المميز الذي لا يملك سوي النخبة أن تأكله لأن المسيح لم يكن معروفاً إلا للملائكة و الآن بتجسده ظهر الله في الجسد و صار للجميع خلاصاً و أكلنا جسده و شربنا دمه فإتحدنا به و ثبتنا فيه و نعيش به و هذا ما تعيشه الملائكة بطريقة نورانية و أما نحن فنعيشه مادياً و روحياً لأننا مخلوقات ذات جسد و لسنا من النار و النور كالملائكة.لقد أكلنا لغة التسبيح لذلك نسبح الرب بتسبيح الملائكة أثناء القداس و نتمثل بالشاروبيم و سجودهم و السيرافيم و صيحاتهم و نبارك الرب بالتقديسات الثلاثة مثلما يفعلون.فالممنوح لنا علي المذبح هو بذاته الجالس قدام الملائكة علي عرشه .هنا في صورة سرية و هناك في مجده المعلن لذلك تتحد تسبيحاتنا مع السمائيين .
صلاة الملائكة هي صلاة العيان.ليس فيها تشتت.ليس فيها أنانية.جماعية الحب و القلب و المشيئة .الكنيسة كذلك تأخذ لسان الملائكة .صلاتها دوماً جماعية مثلهم. كما تعلمنا من الصلاة الربانية لأنه فيما الرب يسوع يمنحنا صلاة ملكية فهو قد منحنا لغة ملائكية.كل من ترتسم في قلبه أعماق حلاوة الشكر و جمال حياة التسبيح فهو مؤهل ليصلي كالملائكة.ليشبع مثلهم و يقدس الله متحداً بمشيئته و نوره.العرش في قلبه منصوباً و المسيح علي عرشه جالساً و الروح يسكنه و محبة الآب تشمله فيكون مسكن الثالوث بلا فرق بين الإنسان و الملائكة إلا قليلاً و القليل هو ما تبقي لنا من عمر علي الأرض حتي نصير في الملكوت لابسين ثوب الملائكة  نستمتع بتسبيحات الله بلا ملل بل بشوق ملتهب متزايد.
ليس في الكتاب المقدس كله ما يفيد أن الملائكة تطلب شيئاً لكنها في شفاعتها عنا تطلب لأجلنا.طلباتها ليست لها لأنها مثل سيدها لا تطلب ما لنفسها بل ما لمعونتنا حتي أن رب المجد قيل عنه في آخر نبوة في العهد القديم أنه ملاك العهد.تجسد المسيح الرب و هو لا يطلب لنفسه شيئاً بل ما لنا من حياة و ميراث و مجد خصصه  لشعبه بكل سرور ملاخي 3: 1 رؤ10: 1.لكن كل الطلبات ستتوقف في الأبدية لأننا سنلبس الكمال الأبدي.لن ينقصنا شيئاً نطلبه بل سننشغل بتسبيح الثالوث الأقدس في بهاء مجده غير المدرك لذلك فلنتدرب  و نطلب من الآن أن نقتني صلاة الملائكة حتي نتأهل للوقوف قدام كوكب الصبح المنير.

107
قانونية إستقالة الأساقفة
Oliver كتبها
- ما أصعب هذه الرتبة و مسئولياتها.هي رهيبة و موت يومي يعيشه الأسقف و صليب ثقيل ثقيل لا يقدر أن يحمله أحد من غير الذراع الإلهية.لكن قدام هذه المسئولية الجسيمة نعمة عظيمة تحميالآباء من السقوط تحت أثقال صليب المسئولية الصعبة مزودين بحكمة إلهية إن طلبوها و مكللين بالبر و مزودين ببركات واضع الناموس بأكثر مما يأخذ الصغار أمثالنا.
- الكهنوت نذر.الكهنوت بأي رتبة تكريساً و نذراً للرب و التراجع عن نذره خطية,النذر تكريس الحياة و تبعية للراعي الصالح. لذلك لا تعيد الكنيسة راهباً تراجع عن رهبته و ترك الدير و عاد إلي العالم مهما كان سبب تراجعه عن نذره و لا يمكن رسامته في أي درجة من درجات الشموسية أو الكهنوت في العالم.لأنها تعتبره غير أمين في نذره فكيف تستأمنه علي وكالة؟هذا يقود لسؤال كيف لمن يستقيل من أسقفيته يظل متمسكاً برتبته و سلطة الكهنوت لأن هذا الأمر فيه تناقض مع تعليم الكنيسة عبر تاريخها.فالكنيسة تسقط أي رتبة عن المكرس لو كسر نذره.حتي لو كان شماساً بتولا و ترك نذره و تزوج  فإن الرتبة تسقط عنه.ترك نذر الأسقفية هو نفس المثال حتي دون كسر البتولية.عب6: 4.لما ترك القديس ماراسحق السرياني أسقفيته عاش بالدير بدون سلطة أسقفية و صار من أعمدة الرهبنة الغنية بأقواله الرهبانية حتي اليوم.لم يخرج من ديره سوي للإسقيط و لم يمارس عملاً أسقفياً فيما بعد لكنه إعتكف حتي نهاية عمره.إذا كان الرب يسوع يسمي كل أسقف في سفر الرؤيا ( ملاكاً ) فهل توجد إستقالة للملائكة أم هم مخصصون للخدمة لمجد الله. إذا كان الأسقف أباً كما ندعوه فهل توجد للأبوة إستقالة؟
- أستقالة الأسقف لفظ غريب دخل في الكنيسة الأرثوذكسية حديثاً بدءاً من إقالة أو إستقالة الأنبا متياس أسقف المحلة منذ سنوات ثم عاد لفظ الإستقالة في الكنيسة بإستقالة نيافة أنبا إبرام اسقف الفيوم و الذى عاد لخدمته و له التقدير لأنه عاد إلي ما هو صواب. ثم إستقالة نيافة أنبا سوريال أسقف ملبورن و الذي قبلت إستقالته.فإذا لم تكن هذه إستقالات كما يدافع البعض فما إسمها و لماذا لا نسميها بحقيقتها..
- مبدئياً حيث لا ناموس لا توجد خطية.حيث لا لائحة لا يوجد ما يمنع إستقالة أسقف في الكنيسة الأرثوذكسية.لكن الإنجيل كان لائحة أساقفة الكنيسة لعشرين قرناً لم نسمع فيها عن إستقالة لبطريرك أو اسقف أو كاهن أو حتي شماس.
- الرب يخاطب أسقف كنيسة سميرنا قائلاً: كن أميناً إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياة رؤ2: 10. الأمانة حتى الموت .الموت هو الإستقالة الوحيدة المقبولة من الأسقفية.حين يعبر السيد المسيح عن خدمته الخلاصية يسمي نفسه حبة حنطة فإذا( وقعت) بقيت وحدها  و إذا ( ماتت) أتت بثمر كثير فوقوع حبة الحنطة عزلة عن الحياة و موتها من أجل المسيح بصليب الخدمة هو حياة للكثيرين يو12: 24.إذا كنا نسمي الأسقفية وكالة فهي تسمية مقتبسة من مثل الوكيل الأمين لو12 و قد قيل إستكمالاً لقصة لعازر و الغني الذي عاش لنفسه و مات بينما الوكيل الأمين يعيش لغيره و يعطي غيره طعاماً في حينه إلي متي؟ إلي المجئ الثاني أو النفس الأخير أيهما أقرب المهم أن يجئ المسيح سيده فيجده يفعل هكذا.لا إستقالة من الوكالة و لا من الأمانة و لا من الإماتة علي أن إنجيل متي يسمي هذا الوكيل بالعبد مت24 فهل سمعنا عن عبد أمين يستطيع أن يستقيل من سيده؟ لأننا سمعنا عن أنسيموس العبد الهارب الذي أمره الخادم الأمين بولس الرسول بالعودة إلي سيده.هل توجد إستقالة للعبيد هل هم أحرار ليقرروا العمل في حقل آخر ؟.لذا ترتبط الأمانة بالخدمة في المنظور الإلهي فيقال عن موسي النبي و الكاهن كخادم أمين عب3 و كذا الرب يسوع رئيس كهنة أميناً و لكنه أيضاً يشبه أخوته عب2 : 17 فمن هم أخوته الذين يشبههم؟هم كهنة العهد القديم الذين لم يكن لكهنوتهم إستقالة فهو كما قال الرب :لهم كهنوت فريضة أبدية خر29: 9 و يكرر المعني في خر40 :15 بقوله أن المسحة لهم كهنوتاً أبدياً عدد25 : 13 يكرر وصف الكهنوت بأنه أبدي – في أجيالهم أي في العهد القديم لأنه كهنوت مؤقت إستكمله رب المجد يسوع.. حتي عالي الكاهن مات رئيس كهنة مقعداً علي كرسيه مع أنه أغضب الرب بسبب إبنيه حفني و فينحاس .رغم أن الرب أخبر صموئيل النبي بغضبه علي بيت عالي الكاهن لكنه لم يأمر بإقالة أو إسقالة عالي الكاهن لأنه سيتولي الأمر بنفسه 1 صم .4.
- قبل أن أقترح تشريعاً أعيد إقتراح لجنة متابعة الإيبارشيات.تتقصي أحوال الأسقفيات و علاقة الأسقف بكل الجهات الرسمية في محيطه و علاقته بالشعب و موقف الإيبارشية المالي و متابعة نمو العمل الروحي و قراءة الخطة التدبيرية لكل أسقف عن السنة المقبلة لنضمن وحدة الروح في كل إيبارشيات الكنيسة.تكون لجنة من آباء مدبرين لا عمل لهم سوي إفتقاد الإيبارشيات و مراقبة الخدمة أيضاً و متابعة الأسقف حتي نتجنب الوصول لنقطة الإستقالة أو إنفراد الأسقف بسلطانه بالشعب البسيط أو بكاهن بسيط يخدم معه . كذلك متابعة الكاهن أو الأسقف الذي يخدم مستقلا في بلد بأكمله خصوصاً لو كان غير مصري لئلا يبيع الكنيسة في لحظة ضعف .يجب أن تكون شئون الإيبارشية معلومة مسبقاً فلا يحدث إضطراب و تساهي عن شئون إدارية أو مالية أو رعوية في حال خلو الأسقفية لأي سبب.يكون البابا رئيس هذه اللجنة و مديرها لأنه الذي له سلطة التنسيق .تكون هذه اللجنة صاحبة التقرير الأهم في حالة الشكاوي و كذلك في المحاكمات الكنسية.
- الأسقف لا يتحكم في وظيفته و لا في رتبته.بل المجمع كله يرأسه و يحركه.لذا فوجود لجنة تمثل المجمع تحرك الأساقفة في حال لزم الأمر التدخل أمر هام.فالكنيسة ما زالت بقوة الروح مسنودة لكن لو ترك الأمر للهوي الشخصي فيمكن للأجيال التالية أن تسمع عن إنقسامات أسقفيات أو إستقلال أسقف عن الكنيسة لحساب نفسه أو فكره أو مطامعه مهما كانت التبريرات لذا وجب ضبط الأمور باللجنة و باللائحة حتي لا نعود نتجرع هذا الفراغ التشريعي و نتائجه.
- نحتاج تشريع من مجمعنا المبارك ينص علي إستحالة الإستقالة فلا إستقالة في الكهنوت.و الإستبعاد منه ليس برغبة الكاهن بل بحكم كنسي و لأسباب مقننة.العجز الصحي يلزمه الإعتكاف إن رأي الخادم نفسه عاجزاً أما الإستقالة فهي شأن مختلف. يمنح للأسقف المستقيل سنة كاملة ليراجع نفسه و لا يمارس الكهنوت خلالها لكي يتذوق ما سيكون عليه إن أصر علي إستقالته. ينتدب خلال تلك السنة خوري إيبسكوبوس يدير الأسقفية دون تدخل من الأسقف المستقيل و يبفي له السلطة الإدارية و المالية وحده حتي بعد عودة الأسقف المستقيل إلي أن يجتاز محنته الشخصية  إذا قد صار موضع تشكك حتي يبرهن أنه قد شفي حينئذ يعاد ترتيب الأوضاع كما تري لجنة المتابعة و الرقابة المجمعية..فإن أصر علي إستقالته يحرم من الكهنوت و يعود راهباً بلا كهنوت لا يحق له الخدمة خارج الدير فيما بعد و تعتبره الكنيسة وقتها كالأسقف المنتقل فيحق للكنيسة إعادة ترسيم الإيبارشية إن لزم الأمر.هذا كله تشريع مقتبس من عبارة الرب لأسقف ساردس ( لك أسم أنك حي و أنت ميت) رؤ3: 1.فإعتبار الأسقف ميتاً في حال الإستقالة ليس فكر بشري.
الرب يسوع يحفظ كنيسته من كل فكر دخيل و يبارك آباءنا أساقفتنا بكل بركة سماوية لكي يكونوا آنية مقدسة يشفعون عنا و نتعلم منهم أقوال الله الأمينة و يحميهم من تجارب إبليس لكي يصونهم الرب كأدوات بارة للخلاص  .يا رب أرحم

108
أبي الأسقف المستقيل
Oliver كتبها
من يحمل نير المسيح تهون عليه أحماله.من يحمل صليبه بشكر و فرح تصبح الآلام عنده بركات و نعمة.أما من يشفق علي نفسه فهو يضيعها.لهذا طوبي لكل خادم و خادمة رخصت ذواتهم في أعينهم.طوبي لكل كاهن و أسقف رأي خلاصه في خلاص الشعب.طوبي لكل من أثقلته الأوجاع فإزداد تمسكاً بعمل الله لأنه لهذا يسمي رجل الله.طوبي للأسقف إنسان الله و ما أكثر مشاكل الإنسان بدون الله.
نشر الخبر بقبول إستقالة نيافة الأنبا سوريال عن أسقفية ملبورن و في طيات القرار ما يعكس حرص الكنيسة علي خلاص واحد من آباءها مع أنه تسبب للكنيسة و لشعبه في حيرة و إرتباك.لهذا و فيما أنت يا سيدي الأسقف متجهاً إلي أمريكا لا أدري لماذا خذ معك هذه الرسالة فهي لسان حال كثيرين ممن لم تضعهم في قرارك حين إستقلت.إقرأها فلعل خلاص نفسك هذا مرتبط ببعض ما فيها أو دعك منها و مني إذا رأيت أنها لا ترق لمستواك الروحي و حكمتك التي لا أدركها و اعتبرني معتذراً عنها و تقبل إعتذاري.
كنا في الكنيسة نعظك بالألحان فلم تنتبه لنا الآن أخاطبك من نفس المصدر الذى أعلنت عليه الإستقالة حتي قبل إخطار قيادة الكنيسة.لقد جعلت الفيس بوك متنفسك وجعلته منبرك مع أنك أسمي من هذا جداً.خاطبت الشعب به و خاطبك من وراء حجاب مع أنك أب لا يجب أن يستتر.الآن تعرف أن الخلاص لا يتحقق ألكترونياً فإنظر لهذا الأمر لأنه يبدو مهماً لخلاص النفس.
أبي المستقيل.لا تحسب لنفسك إنجازات.فالله هو العامل وحده و المثمر و لو قدمت كل ما لك و فقدت محبتك للرعية فماذا تنتفع؟و إن قلت أنك تحبهم سأصدقك لكن المحبة تغفر و لا تهرب أبداً.فلا الإنجازات تخلص و لا هي كانت من فضل قوتك.أعظم إنجازات الآباء تولد من الضعف حين يتحد ضعف البشر بقوة روح الله. المشروعات و المباني لا تشفع قدام الله بل نفوس الذين يخلصون.الإنجاز الحقيقي للراعي هو ربح النفوس للملكوت وإنجازات الآرض ستزول مع الأرض فلا إفتخار إلا بالرب.فإنس الإنجازات فهي زائلة و ستنسب لمن يأت بعدك و بعدك و بعدك لكن من يضع يده في يد المسيح يصبح للكنيسة شفيعا باقياً.
و أنت منشغل في خلاص نفسك إسمع لصوت يخبرك أن خلاصك يتطلب إختفاءك و ليس إنشغالك من جديد.خلاصك متعلق بمحو كلمة جديدة علي كنيستنا.صرت و صرنا أول ضحاياها.فلا إستقالة من عمل الله.عندنا أب أسقف مبارك مصاب بثلاثة أنواع من السرطان و مقعد و يعمل بكل أمانة دون أن يسمع شاكياً أو متضايقاً.كان في كنيستنا أنبا دوماديوس مطران الجيزة  أنجز و هو مصاب بجلطة و شلل كامل و خدم أكثر مما أنجزت أنت بكامل الصحة متعك الله بها.لم نسمع عن إستقالة سوي في جيلكم فصرت أنت رائداً وضع بصمة شائنة ما كنا نريد أن نراها في الكنيسة.هل تتب عن ذلك لأنه مرتبط بخلاص نفسك؟
كنت أشيد بشجاعتك حين تتكلم لتعلن مظالم الشعب القبطي فإذا بك تعلن أنك تستقيل لأنه يوجد ضدك تهديد بالقتل ؟أنا لا أصدق فهل يسقط الشجعان من تهديد؟يتركون مناصبهم و كنيستهم؟ألم تلمح عيون شهداء ليبيا تحت الذبح ؟ألا تعرف أن أسقفا كان مهددا و أصر علي خدمة شعبه في سيناء حتي إستشهد و كاهنان أيضاً إستشهدا هناك ألا تعلم أن أبينا البطريرك مهدد كل ثانية و هو يطوف بالمحافظات ليكون أباً وسط أولاده و كل من يعيش بالتقوي في المسيح يسوع يتهدد فإذا تفرغت لخلاص نفسك تذكر أن التهديد لم يكن سبباً لإستقالتك بل في القلب شيء آخر مستتر وراء التهديد الوهمي فإعرف ما هو و إجعله هدفاً تخلص منه.
يجب ان تتأكد أننا نحبك.كما يعتني الراعي تعتني الرعية ببعضها البعض.سنظل شاكرين لك ما صنعت و حريصين علي خلاصك لأنك نفس مات المسيح عنها.لا نقبل عليك تجاوزاً و لا ندينك لكن بمحبة و ثقة أننا جميعاً تحت الآلام نغفر لك. أكتب عنك لأنك صرت في هذا الموقف درساً نتعلم منه.
أما أن تصير أسقفاً في أيبارشية أخري فهذا لا يجوز.و لا يحق لأسقف آخر أن يأخذك ليفرضك علي شعب لم يختارك.أما إذا كان فقط بدافع الأخوة الروحية يشجعك و يسندك و يعينك لخلاصك فلا مانع لكن دون أن تصير ذو سلطة في أسقفية أخري لأن هذا باب لو إنفتح في الكنيسة ستضطرب و ما يبدو ودوداً اليوم يتعب الآخرين غداً.أما  قانونية إستقالة الآباء الأساقفة فسيكون لها المقال التالى بنعمة المسيح.
سيبق هناك لخلاصك أمر هام سيشغلك طالما حييت ألا و هو كل نفس من الشعب أعثرتها أو أعثرتك.إجلس و قدم عنا صلاة كل يوم.خلاصك متعلق بهؤلاء حتي لو هربت عنهم.سيطلبهم الله من يدك.لا أظن أنك تقلل من هذه المسئولية حتي لو استقلت.لا تظن أن إستقالتك المقبولة من الكنيسة مقبولة من المسيح.
في كل هذا أشكر الله لحكمة بطريركنا و مجمع كنيستنا و آباءنا الأساقفة الذين حسموا الجدل لقبول إستقالتك رغم غرابة التصرف.فأنا واثق أن البديل كان أصعب و نيافتك تعرفه و قد نجاك الله من القرار الأصعب ليمنحك فرصة للخلاص.
أكتب هذا لكي يعرف كل أب أن يجعل أبناءه أهم من نفسه.أكتب إليكم بحق البنوة كما أن لكم عندي حق الأبوة بغير شك.أطلب من كل أب راع أن يحسن التدبير بين أثقال الخدمة و خلوته مع الله.أن يفعل هذه و لا يترك تلك حتي لا تصبح تلك صعبة عليه فيهرب و لا يعود.خلاصكم يا آباءنا مرتبط بخلاصنا.خلاصكم مرتبط بمحبتنا أكثر من أنفسكم.خلاصكم في أيادينا فلا تتركوا أيادينا في الطريق و من كان أميناً فينا فسيقيمه رب المجد علي الكثير.من يضع يده علي المحراث ينس نفسه و لا ينظر إلي الوراء.




109
المنبر الحر / للحب أعياد كثيرة
« في: 19:42 14/02/2019  »
للحب أعياد كثيرة
Oliver كتبها
-الروح تبتسم بالغفران و القلب يبتسم بالرحمة و العين تبتسم ببريقها لأنها مرآة الأشواق و الفم يبتسم إذا كانت الفرحة بالغير صادقة.هل من تحية كهذه للحب الذى إنسكب علينا كي نفيض علي الجميع من نبع الحب السرمدي.
-أجمل عيد للحب هو مناجاة مع الثالوث من غير ملل.أجمل الحب هو عشق للحياة مع الذى أحبنا حتي الموت.أصدق الحب هو الذى يكون مستقاه من روح المحبة الملكوتية و نهايته لا وجود لها.لذلك من محبة الرب للحب جعل نفسه محبة.جعل كل أعماله محبة.تجسده و حياته و معجزاته و موته و قيامته و صعوده و مجيئه الثاني محبة.لا يوجد فعل إلهي خال من المحبة لذلك من يحب لا يوجد عنده تصرف بغير الحب.تصبح المحبة طبيعته كالله له المجد.
-الذى يشبع من المحبة هو قليل المحبة لأن المحبة غذاء يقود إلي مزيد من المحبة و من يكتفي من المحبة يصيبه الجفاء.لذلك يموت الحب الذى لا يبقي دوماً.كل ما لا يبق ليس حباً.لأن المحبة لا تسقط أبداً و لا تزول أبداً.المحبة الصادقة مثل جبل لا يتزعزع و الساكن في المحبة يعيش بأمان أكثر من الساكن في حصن منيع.
-للمحبة كل أوجه السلام و البذل و الصدق و الحق .للمحبة كل الجمال و الإحتمال و الحنان.للمحبة كل الرحمة و طهارة النفس و النوايا,كما أن كل فضيلة تخلو من المحبة ليست فضيلة كذلك كل محبة تخلو من الفضائل ليست محبة علي الإطلاق.
-اليد الممدودة بالعطاء هي ذراعين مصلوبتين حباً و من لا يعرف العطاء لا يعرف الحب.إن أعطيت حباً مخلصاً يزداد الآخذ و المانح معاً.تكثر مخازن الحب و تكون مهبطاً لليمام و يعرف السلام طريقه إلي محيطك.تصبح كالمبشرين بالأفراح كل حين لأن المحبة لا تعرف يأساً و لا تفكر في طريق آخر سوي المحبة.لأن المحبة هي الإختيار الوحيد للأنقياء في محبتهم مهما تعقدت الأمور.
-المحبة غافرة و حين تشرق تطرد من قدامها عيوب الآخرين فلا تستقر في القلب و لو كانت مكشوفة للعيون.المحبة مسالمة و لا تعرف تحدي الصغار و لا شموخ المتكبرين لأنه كلما أحببت كلما إتضع القلب بغير تعب.إصنع محبة حسب طاقة يدك و فكر قلبك و لا تفكر في مقابل لأن المحبة لا تطلب سوي رصيداً لمزيد من المحبة.
-لنرسم قدامنا قلوب الأطفال.جمال الورود.حلاوة بخور مقدس.مزامير الحب النقي .أحلام شبابنا.لنرسم قدام عيوننا أفراح الجميع.كأنما هي أفراحنا .هذه مفرداتنا حين نتبتهج حباً فالحب و الجمال لا ينفصلان.لذلك فالقلوب الشبعانة حباً وحدها هي الجميلة.
-المحبة حياة لا تخلو من أوجاع و متاعب.هذا هو ثمن إقتناء طبيعة إلهية اي المحبة.فلا تتراجع عن المحبة حين تصبح منبوذاً و محبتك تبدو مرفوضة أو بلا مردود.فهذه أعظم درجات الحب .أن تحب من لا يحبك.تحتمل ضعف العاجزين عن الحب.تنشر لغة سمائية لولا المحبون فإنها تنقرض.لنقدم للناس قلب محبة فيعرفوا من هو أبانا الذى في السموات.
-ليكن الحب عندنا قصيدة أو رواية أبطالها توائم الروح لا يعرفون بعضهم من بعضهم.ينسون أنفسهم دون أن ينسون أحباءهم.ترخص الدنيا كي يجتمعا بالحب معاً لأن الحب الذى لا ينمو يضمحل.الحب الذي لا يثبت يصبح ذكري لذا فالأحباء يقتصدون من الزمن زمناً آخر يعيشونه للحب بالحب.ليكن الحب معنا كنزاً ننفق منه فيزداد مثل البحر.الحب سفر حياة. سطوره من إبتسامات و دموع و لا ختام لصفحاته.الحب الذى لا يبق في الأبدية يصبح سراباً إذ من لا يعرف أن الحب بلا نهاية هو بلا حب.

110
الكنيسة و التعديلات الدستورية
Oliver كتبها
- كلنا نعلم أن الهدف الأول من تعديلات دستورية هو إبقاء السيسي رئيساً لمدتين رئاسيتين اي 12 سنة أخري.كثيرون من شخصيات عامة و برلمانية و تليفزيونية يتبادلون إسترضاء  الرئيس في مطلبه  لعل و عسي يجد له مكافأة أو رضا.فلا تملوا من إعلان كل نائب و ممثل و فقيه أن الدستور يحتاج إلي تعديلات فليس هذا هو بيت القصيد لكن المهم هو كيف و ما هي التعديلات.
- من المتوقع أن تكون التعديلات علي الدستور كثيرة و مؤثرة في حياتنا اليومية.قد تأخذ بنود تغيير مدة الرئاسة أكثر درجات الإنتباه و في هذه الإثارة يتم الزج ببنود لا تليق بما نتمناه.
- علي الكنيسة أن تستفيد من أخطاء تخصيص أسقف يمثلها و يكون لديها وفداً من قانونيين يعرفون ألاعيب الألفاظ القانونية و تبعات آثار كل لفظ علي علاقة الكنيسة بالدولة و حقوق الأقباط فيها.لكي يقوموا بتقديم وجهة نظرر الكنيسة في التعديلات قدام لجان الإستماع.
-يجب أن تعلن الكنيسة بغير تحفظ رفضها تواجد أي شخص أظهر كراهيته للأقباط ضمن لجان التعديل و صياغته سواء أكان شخصية عامة أو دينية أو نائب له دور سلفي مشبوه.
- يجب أن تطلب الكنيسة أن تكون مصر مدنية و ما يستتبع ذلك من إلغاء المادة الثانية  حتي و إن تم رفض طلبها.يجب أن نعلن بوضوح أن البند الثاني يعوق تفعيل أية مساوة في المواطنة.كما تطالب ببند دستوري بشأن بناء الكنائس يغل يد كل من يريد أن يحجر علي حق الأقباط في العبادة.نطالب ببند يلغي قانون بناء الكنائس الحالي التمييزي غير الدستوري  و يستبدله بقانون كود مباني العبادة و الخدمات و أن يكون هذا بنداً في الدستور يقوم البرلمان بعد الموافقة عليه بإصدار قانون موحد لكود المباني.
- أخطر التعديلات هي التي تعطي الجيش دوراً في الحياة السياسية و من هذا يجب الحذر من بند يضيف للجيش المصري مهمة الحفاظ علي  مدنية الدولة .هذه يجب أن تكون مهمة الدستور و ليس الجيش.يجب أن ينص علي أن مصر دولة مدنية لا يجوز تحويلها إلي دولة من أي نوع آخر لا عسكرية و لا دينية.أما الزج بالجيش المصري فهو لعب بالنار ستجعل من كل وزير دفاع رئيساً بالتمني و ستجعل الصراع بين الرئيس و الجيش أبدياً و ستجعل كل رئيس يسترضي النخبة العسكرية و يزيد فساد التمويل الحربي.لأن الجيش في هذا التعديل لن يعني كل جندي و ضابط بل فقط مجموعة القادة الكبار اي ثلاثين شخصاً فهل سنضع لهم بند يمنحهم يداً في الحكم حين يشاءوا؟أما كيف تكون مصر دولة مدنية فهو أمر بسيط ,فقط يستلزم إلغاء البند الذي يقول أن مصر دولة مسلمة و أن الإسلام دين للدولة و مصدر التشريع.إذا ألغينا هذا البند الثاني من الدستور أصبحت مصر دولة مدنية دون حاجة لتدخل الجيش الذى هو مغامرة بمستقبل مصر.
-تعيين نسبة مشرفة من الأقباط هو كلام مرسل .فلا أحد يعرف علي وجه الدقة ما هي النسبة المشرفة؟هل هي مشرفة للمسلمين أم للمسيحيين؟ هل هي مشرفة من وجهة نظر الحاكم و حسب هواه أم مشرفة للكنيسة أم لمن بالضبط.هذا كلام عشوائي لا يليق أن يكون أساساً للمطالبة بالحقوق.يجب أن نتفاوض علي نسبة معلنة مرضية.حتي لو لم يعجبنا أي شيء في أداء النواب المسيحيين الذين أثبتوا أنهم ظل للكرسي البرلماني لكننا نفكر علي المدي البعيد و نطالب بحقنا في تمثيل كافي للأقباط يحددون نسبته حسب نسبة السكان ( اللغز) و هو 25 مليون مسيحي داخل و خارج مصر,نحتاج 20% من نسبة أعضاء البرلمان و مجلس الشوري المزمع تكوينه.
- فيما نمتدح العلاقة الرائعة لبطريركنا المحبوب و الرئيس السيسي و هي نعمة روحية يجب الإستفادة منها لمزيد من المطالبات التي تصب في بند مساواة حقيقية و ليست كلامية دعائية.يجب النص علي إنشاء جهة قانونية جديدة تراقب و تفعل نصوص المساواة و المواطنة و تتكفل بمحاكمة التعصب و الكراهية و التمييز.
- يجب علي كل مسيحي له رأي أن يعلنه فهذا يضيف و ينير الطريق لا يستهن أحد بحداثتك؟
- سيبق طريق التعديلات طويلاً و له مقالات أخري في حينها .لأن هذا الأمر يخص أولادنا و أحفادنا الذين يستحقون منا  وطناً أفضل و مصر تستحق منا الكثير و نستحق فيها الكثير أيضاً.

111
المنبر الحر / الضغطة التي تأخذنا
« في: 23:24 21/01/2019  »
الضغطة التي تأخذنا
Oliver كتبها
-  قيل عن آلام ربنا يسوع أنه من الضغطة و من الدينونة أُخِذ  إش 53: 8 أخذته الضغطة إلي الصليب و من لا يدرك فكر الله  يحسبه مات و قطع من أرض الأحياء كأن الضغطة ساقته إلي الأسوأ لكن الحقيقة أن الضغطة أخذته إلي الحب الأعظم أن يبذل نفسه لأجل أحباءه.لم تهزمه الضغطة.جاءت لتأخذه فأخذها إلي حيث مشيئة الآب.لم يخضع للضغطة بل كما تطفو السفينة علي سطح المياه فقد سما الرب يسوع بالضغطة لأجل خلاصنا. الضغطة شرنقة حب تبدو صلبة من الخارج و هي واهنة في داخلها .كل من يحمل الصليب يتعرض لنفس الضغطة حسب طاقته .تأخذه الضغطة و تسير حتي يتذوق الموت  و هو حى و يتذوق القيامة و هو متعب و يتذوق الصعود و هو ما زال في الجسد.
- ربنا يسوع إنضغط من وطأة آثامنا أما نحن فمن أجل عداوة العالم ننضغط.يثقل علينا  العالم ويزيد من ضغطته لأننا نرفض نيره  و نحمل نير ربنا الخفيف .يظل يجيزنا في المعصرة لعله يجد فينا منفذاً  لكننا من المعصرة نتذوق شهد الملكوت في حرية.
- يحمل العالم لنا عداوة متأصلة فيه.يخرج لنا شوكاً و حسكاً منذ أخطأنا و بعد أن لُعنت الأرض .يمارس ثقله بزرع خصومات لا أصل لها فينا و تكويين عداوات لم نصنعها حتي يجعل للبعض  أهل بيته أعداء لتكون للضغطة جرح الأحباء.هذا عمل إبليس في الأرض.أما الذين تضطهدهم الأرض و أهلها فيجدون مع الضغطة إنطلاقاً من الذات و يتحررون من ضعفات كثيرة و يختطف الرب قلوبهم إلي السمائيات فيكونون منشغلين في أمور غير التي في العالم و يفشل العالم معهم حتي يصبح مداساً تحت أقدامهم و يعيد الرب هؤلاء الذين جعلهم العالم خصوماً ليصبحوا لأولاده محبين نادمين يستحقون الغفران و هكذا يرث الودعاء الأرض.
-إن صرت في الضغطة فلا تخف فأنت في النعمة تسكن.لا تحسب حسابات الناس حين تقع في تجارب لا تعرف لها سبباً منطقياً.بين المعقول و اللامعقول تقف النعمة الإلهية بسكيبها غير الموصوف فتجعل الضعيف بطلاً روحياً.تخرج مع التلاميذ الخائفين من العلية  بأياد فارغة و معرفة واهنة لكن روح النعمة تجعلك معهم أقوي من إمبراطورية روما في أعظم مجدها.تتكلم بملح الروح القدس فيتذوق من يسمعك طعماً جديداً عليه. تفتتن المسكونة بمن لم تسمع أصواتهم من قبل و يتعجبون قائلين كيف هذا المنطق لمن لم يكونوا ذوي حكمة فقل هي نعمة الروح القدس. ها هم إجتازوا الضغطة ليتأهلوا لضغطة أخري و معها تنقلهم النعمة من مجد إلي مجد.ما يحسبه العالم إنتصاراً بوضعه إيانا تحت ثقل نحسبه نحن ثباتاً في محبة من لأجلنا تسمر في الصليب.
- حين إنضغط المسيح كان بستان جثسيماني لذته.هناك يتصبب عرقه كالنزيف.يسفك نفسه في صلاة تترجمها قطرات منسكبة من عرق في الخارج و من دم في الداخل و النفس تأبي أن تنفذ مشيئتها بل تسعي لمشيئة الآب هذا درس الضغطة الربانى.ليكن لكل منا بستانه الخاص ليجعل من رحيق الألم أطياباً للسيد.ينسكب وحده و لا ينشغل بالنائمين.فالضغطة مخاض الوالدة تتبعها حياة جديدة و تفرز إنساناً حي يخرج إلي العالم بكل براءته.فكيف إذن نتهم الضغطة بالقسوة و هي التي منها نولد في أفق ملكوتي أكثر رحابة.كيف نشتكي الصليب و نحن من غيره نتوه عن الطريق.كيف لا نشكر عن هذه الضيقة التي فيها نتلامس مع المسيح حتي الإتحاد.
- نحن نقبل الضغوط علينا إنطلاقاً من مثال المسيح له المجد الذى يحفزنا أيضاً أن ندافع عن حقنا و نرفض مؤامرات الأشرارعلي كنيسة الله و نقاوم من يؤلم شعب الله بجرائمه.إحتمالنا الآلام يصاحبه دفاعنا عن حقوقنا و جرأتنا ضد كل المظالم.علاقتنا بالله و عمل روحه أمر باطني نعيشه يؤهلنا للمطالبة بحقوقنا و إسترداد ما سلبه الغاصبون.نحتمل الضغطة و لكن نصرخ في وجه الظالم غير خائفين من أدواته.نحتمل الضغطة و نطلب في الوقت ذاته أن ترتفع كل الضغوط عن شعب المسيح.نحن اسوياء النفس و الروح.الروح السوية تحتمل الضيقات  برجاء و النفس السوية تطالب بحقها بجرأة.فلا يحسب الناس أننا صبرنا دعوة لمزيد من الضغوط بل لنقاوم الظلم لأنه خطية لا نقبلها و لا نحب أن يستمر المخطئين في خطيتهم ضدنا.مع أننا نحتمل الإضطهاد لكننا نرفضه أيضاً لأنه ضد الحق.
- أيها المفسرون قدموا للشعب كلمة الله بإتزان.أيها الوعاظ ضعوا قدامكم كفتي الميزان بين حق الله و حق الناس.لا تمتدحوا الإضطهاد بل التصرف فيه بحكمة المسيح و نجعله كذلك موضوعاً للمقاومة ضد الشر و صانعيه.نحن لا نتلذذ بالظلم و لا نستمرئ القهر فالمسيح خلقنا علي صورته نحب الحق و نسلك فيه و نجابه التمييز  فلا محاباة عند الله.فلتكن المساواة نصيبنا لأن هكذا خلقنا الله.علموا الأطفال أن الخد الآخر ليس في وجه الإنسان بل في وجه الحق فإذا تعرض خد للظلم و اللطم فلنقدم خد الحق و العدل للاطمين.علموا الناس أن الله يدافع عنا و نحن صامتين عن الشر لا عن الحق.ساكتين عن الشتائم لا عن المطالبة بالحقوق.من يفسر كلمة الحق فبإستقامة لا يحابي و لا يجامل لأن مجاملة الظالمين موت و السكوت عن الحق غدر.وقتها لتأخذنا الضغطة إلي محبة أعمق و إلي صنع السلام و إسترداد الخراف الشاردة.


112
معمودية  المسيح و معموديتنا
Oliver كتبها
- حينما إقترب الرب يسوع من برية عبر النهر كان يعلن عن ساعته.لأن نهر الأردن إسم معناه نهر الشدة أو الضيقة أو الموت.كان شعب إسرائيل في بداية تكوينه قد ترك أرض مصر بيد الله الغالب.عبر الشعب المياه المالحة  في البحر الأحمر كأنها معمودية التوبة التي فصلت بين شعب إسرائيل و جيش المصريين.لم يستطع فرعون بعدها أن يلاحقهم بل غرق حين حاول لحاقهم.فمعمودية يوحنا كانت للفصل بين شعب و شعب.أو بين تبعية الشعب لملك هو فرعون أو تبعيته لله الذى قادهم بعدها لكي يتبعوه بالسحابة وعمود النار.لم يأمر الرب شعبه بحمل أحجار من قاع المياه المالحة لكنهم حين وصلوا إلي نهر الأردن هناك شق لهم الموت أو غلب لهم الشدة و الهاوية و أمرهم بحمل أثني عشر حجراً كعدد الأسباط.إرتحل الشعب حتي شاطئ الأردن و وقفوا ينتظرون خلاص الرب للدخول إلي أرض الموعد.كان لابد أن يعبروا الموت أو يجتازوا الشدة أو نهر الأردن.من رحم الموت وصلوا أرض الموعد  حاملين أحجاراً من عمق النهر لتكون رمزاً مقبولاً يفسر ما صنعه الرب يسوع في نهر الأردن..فلا وصول إلي أرض الموعد السمائية من غير معمودية العذوبة الإلهية أو الميلاد الثاني.
- حين إعتمد الرب يسوع فإنه لخلاصنا يعتمد.إذا كان غير المحتاج بشهادة يوحنا نفسه قد تقدم ليعتمد فكم يفعل كل محتاج.و إذا كان المسيح قد غاص في موتنا فإنه صعد من الأردن بقوة و جبروت مقتحماً بعدها برية الأردن ليغلب لنا إبليس. لأنه كما في القديم قد وصل الشعب إلي كنعان من بعد إجتيازهم النهر فإننا بالمعمودية نتأهل إلي كنعان السمائية مع غلبة الذى صعد من ماء الأردن بإعلان شاهداً له ومعلناً عن جبروته.لأن المسيا الذى نزل هو الإبن الذى  في مجد صعد الذى به مسرة الآب الذى عليه يحل الروح القدس تماماً كما يحدث لكل من يعتمد كمثال المسيح إذ يولد ولادة ثانية لا غني عنها للدخول وسط الملائكة.
- حين صعد شعب إسرائيل من الأردن أخذ معه إثني عشر حجراً .كان كل الشعب يرى الأحجار القديمة أما حين نزل السيد المسيح نهر الأردن فهو حجر الزاوية الذى لم يأخذه الشعب القديم بل أخذناه نحن ففي معمودية المسيح تأسست معمودية الروح ثم إستعلنت للكنيسة يوم الخمسين بالروح القدس الناري.لذا فلنحتفظ في قلوبنا بحجر الزاوية حتي لا ننسي من لبسناه في المعمودية.
- المعمودية موت و حياة.دفن و قيامة.خلع و لبس.حين إعتمدنا فقد شهدنا موته و شاركناه و حين نصعد من المعمودية فهو يهبنا الروح القدس  روح الحياة لنشاركه حياته و ننال معه حياة جديدة إذ قد خلعنا العتيق .لذا فإن الفصل بين المعمودية و سر  التثبيت(الميرون) ليس مقبولاً إذ لا يكفي أن نعتمد لموته بل نتشارك حياته كذلك.كما قال الوحي المقدس : فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ رو6: 4 تي 3 : 5 .
-أما النار الذى نعتمد لأجله فهو الروح القدس ذاته  لكن بوظيفة مختلفة فهو هنا الروح الذى يعط طبيعة جديدة.كما أن النار تعيد الأشياء إلي أصولها و تبيد الشوائب هكذا عمل الروح القدس الناري في المعتمدين.يمحو خطايانا لأنها شوائب إلتصقت بالإنسان و لم يكن مخلوقاً بها و يمنحنا طبيعة أصلية فقدناها بالخطية.نحن سبيكة من روح و نفس و جسد و قد تشوهت السبيكة بالخطايا لهذا الروح النارى يعيدنا إلي إنسان ما قبل الخطية ماحياً الشوائب من سبيكتنا كما تصفي النار الفضة و تمحو الشوائب عن الذهب فيعود منيراً ذو قيمة.هكذا قيمتنا في الروح القدس الذى فينا.إعتمدنا به لنعتمد عليه.هو يتكفل بالشفاعة و يحمل لنا شخص المسيح و حياته لأنه يسكننا.ليست معمودية الروح منفصلة عن معمودية النار.
-نحن نعتمد بمعمودية واحدة.نستنير بالروح القدس مرة واحدة و يبقي معنا إلي الأبد عب 6: 4 معمودية واحدة ننال بها الروح و نار الروح معاً.لأن الكتاب لم يذكر سوي مسحة واحدة بالروح القدس أع10: 38 حلول واحد للروح القدس علي الإبن مت3: 16  و بهذا الحلول  الوحيد عاد من الأردن ممتلئاً من الروح القدس لو4: 1 يتهلل بالروح لو10: 21.ينزعج و يضطرب  من الموت بالروح يو11: 33 و يو 13: 21. يعلم الناس أن يسجدوا بالروح لأنه الله الذى به نحيا الأبدية يو4: 23.فالمعمودية واحدة لا تتكرر و لا تتجزأ.بها نولد أبناء لله و نعيش الأبدية من لحظة الميلاد الثاني يو3:3.هذه التفاعلات بين الإنسان و الروح القدس هي التي تصنع فينا الإنقياد بالروح رو8: 14  لذا نحسب أحداث التغيير في حياة الإنسان أنها نوع من هذا الإنقياد فهي ليست معمودية جديدة أو حلول آخر بل هي عمل الروح القدس في داخلنا لأجل خلاصنا قد يظهر فجأة  كما في قصص تغيير مسار أشخاص كثيرين قدامنا  عب3: 7 و قد يظهر متواصلاً متواتراً في تقديس مستمر للإنسان 1بط1: 2 حتي يقتنص الإنسان للأبدية .
- معمودية الرب يسوع ليست إحتفالاً بل حياة إن لم نحياها تتهدد أبديتنا.ما نلبسه بالمعمودية هو بعينه ثياب العرس الأبدي فلنحرص إذن علي بقاءنا في المسيح الذى لبسناه في المعمودية.بالمعمودية إستعلن لنا نحن الأرضيون حقيقة الثالوث الأقدس لكي نتمتع بهذه الشركة الإلهية و نحن غير مستحقين.أبديتنا بدأت بالفعل بسكني الروح القدس فينا فلم نعد ننسب لولادة الجسد بل لولادة الروح.إلي أصلنا الجديد نشتاق كالغصن في كرمة.منه نتغذى و فيه نثبت كي يشهد لنا الآب بشفاعة إبنه الوحيد و الروح القدس طوبي لكل إنسان يسمع ما سمعه إبن الله  في الأردن حين قال  الآب له هذا هو إبني الحبيب الذى به سررت.لننتبه أن الآب لم يقل هذا هو إبني الوحيد  بل الحبيب لأننا نحن أيضاً قد صرنا له أبناءاً.
- نحن نعتمد بالماء و الروح كما نعتمد بالروح القدس و نار.فإذا كانت المعمودية موت و دفن فهذا الدفن لا يمكن أن يكون في الهواء الطلق بل في مادة ندفن فيها.و حيث أن موت المعمودية موت للحياة و ليس للهلاك فالماء رمز للروح القدس الذى يجعل من يقبله تخرج من بطنه أنهار ماء حي.يو7: 38 كما أن المسيح إعتمد في الماء و في خروج شعب إسرائيل حُسب إجتيازه البحر معمودية بالماء للتوبة و لكن ليس بالروح 1كو10: 2.كما أن الماء متاح في العالم كله لكي لا تكون هناك عوائق للمعمودية كما قال الخصي أع8: 38 .و كما يسر المسيح لنا جسده بمادة الخبز المتاح في كل مكان هكذا يسر المعمودية من الماء المتاح في العالم كله.بل أنه  حين خلق الكون عمد الأرض كلها بالماء زماناً ثم أخرج اليابسة من الماء.و كما أن الجسد لا يعيش بدون الماء هكذا صار قانون الروح أن لا يعاين أحد ملكوت الله بدون معمودية الماء و الروح.فكما خلصنا الرب يسوع بالدم خلصنا بالماء أيضا الذى إنساب من جنبه  لهذا يشهد الثالوث في  السماء الآب و الإبن و الروح القدس في السماء و أما في الأرض فيشهد ثالوث يخصنا نحن.الروح و الماء و الدم.روح الله فينا الذى أخذناه من ماء المعمودية و دم المسيح الذى يحل وسطنا علي المذبح. 1 يو5: 6-
- إلهنا القدوس الذى أظهر ذاته في الأردن معلماً الثالوث الأقدس منعماً علينا بعظمة إنفتاح السماء قدامنا قادر أن يجعل معموديتنا فيه ثابتة إلي الأبد نتكل علي سكني الروح القدس فينا و نحتفظ بالرجاء الذى لا يخزي بشأن خلاصنا و بالروح نصلي لأجل من لم يقبلوا المسيح كي يلهبهم الروح و يجذبهم فيقبلوا الولادة الثانية و يصيرون مؤهلين لحياة أبدية بإنسان المسيح الكامل.
-تهنئة لكم جميعاً بعيد إستعلان الثالوث الأقدس بعماد مخلصنا الصالح الرب يسوع القدوس.ليكن فيه لكم بركات معموديتكم حاضرة و جاذبة لآخرين لمجد الآب.










Isaiah: 4. 4. اذا غسل السيد قذر بنات صهيون ونقى دم اورشليم من وسطها بروح القضاء وبروح الاحراق



Zechariah: 13. 9. وادخل الثلث في النار وامحصهم كمحص الفضة وامتحنهم امتحان الذهب. هو يدعو باسمي وانا اجيبه. اقول هو شعبي وهو يقول الرب الهي
Malachi: 3. 2. ومن يحتمل يوم مجيئه ومن يثبت عند ظهوره. لانه مثل نار الممحص ومثل اشنان القصّار

113
المنبر الحر / عام مضى و حبٌ يجئ
« في: 13:46 31/12/2018  »
عام مضى و حبٌ يجئ
- كل لحظة جديدة هي تهنئة سماوية و تهيئة سماوية نشكرك عليها.فمراحمك يا الله تتجدد والزمن في يدك أداة تعرف بكل إتقان كيف تستخدمها لخلاصنا .الزمن منحتك المجانية لكل الذين علي الأرض حتي إذا أرادوك بقلب لا يتقلقل تجعلهم فوق الزمن معك في السماء. تهب الأزمنة مجاناً لكنك بكل حنان و نعمة تعلمنا أن نستثمرها لأبديتنا.تتبدل الأرقام.تجري بسرعة إلي اللا أرقام و تبقي أنت و نحن فيك فوق الأرقام و أعداد السنوات و كل أعمار و أرقام الأرض.
- من مثل روحك القدوس يتذكر كل الأحداث و ماذا كانت أعمالنا و أقوالنا حينها.من يتذكر الذين لهم علينا أفضال و نحن لا نعرفهم.من يعرف الساهرين رافعي الأيادي لأجلنا و نحن نيام روحياً أو جسدياً.من الذى يرسل لنا كلمته لا في الأذن بل في القلب لكي يطمئن أن الرسالة مكتوبة في قلوبنا وساكنة فينا و أن الدعوة للوليمة الإلهية حاضرة كل لحظة ما دمنا في الجسد.
-أنت يا محب البشر ,كل البشر, الوحيد الذى لا يضيع لحظة دون أن يعمل فيها لأجلنا مع أنك الأزلي الأبدي غير المحتاج إلي العمل.فلماذا و نحن الزمنيون الأرضيون نضيع أغلب أوقاتنا بدونك؟ توبنا يا رب عن تبديد أزماننا القصيرة لأنها الوحيدة المتاحة لنا.علمنا أن نفعل مثلك و نغتنم اللحظات فلا تتبدد منا الساعات و الأيام و السنين.لنكن مقتصدين جداً في أعمارنا كي نربح قدر طاقتنا ما خلقتنا هنا لنربحه.
-العام لن يصبح جديداً إلا بقلب جديد من عندك فإعطنا هذا القلب.فالذين لا تتغير قلوبهم لا تتغير حياتهم و لا يصبحون علي شبهك.لهذا إليك نتوسل و عليك وحدك نلق كل رجاءنا كي تصنع منا إنساناً جديداً و كنيسة جديدة و روحاً جديدة و توبة جديدة و أشواق قلب سمائية جديدة و فهماً جديداً لصوتك و كلامك.لكي بك يصير الكل جديداً و ينتهي العتيق.
- العام لن يصبح جميلاً بالتمنيات بل بصلاة القلب المتواصلة و عمل روحى بإخلاص و إتقان.الأجراس قد ترن حولنا لكن وحده من ينتبه إلي طفل المزود نفسه يحيا.الملائكة تُسبح فوق كل الرؤوس لكنهم فقط المنشغلين بتسبيح الرب يتباركون.لك وحدك أخطأنا و منك وحدك نأخذ المراحم.أنت تعرف ما في قلب كل أحد و لا تحتاج من أحد أن يصرح بما في قلبه لهذا نؤمن أن روحك فينا يعضدنا بأنين سماوي يعبر قدامك عما لا نستطيع أو نجرؤ أن نقوله.يحقق طلبات الراغبين فيك و يدنو من الضعفاء و المرذولين.
- حول أمنياتنا إلي صلوات. إجعل إحتفالاتنا تسابيح لشخصك.لنمد أيادينا نحوك و نأخذ منك أنت الفرح الذى لا يقدر أن ينزعه منا أحد.لتكن زينتنا في كل بيت هي أعمالك المجيدة معنا.لتبق شجرة ميلادك مغروسة في قلوبنا و أنت تضع لنا هناك هداياك لأنك الأب الذى ليس مثله.زيننا بكل فضائل و ثمار روحك القدوس لأنه بدون عملك المحيي تبق الأيام متشابهة بلا أفراح أو ثمر.
- ضاعت منا أعوام كثيرة فلتبق هذه السنة لك.كل ما نريده هو أنت.لنأخذ من يدك لحظاتها فتكن ثمينة مثمرة.لنضع في يدك طموحاتنا تعمل وفق خطتك الإلهية المؤدية إلي الحياة الأبدية.
- للجميع أهنئ و أصلي لأجل تحقيق ما هو أفضل و أجمل و أبقي .للجميع أشكر المشاركة و المحبة بكل صورها.للجميع أرجو في الرب عمقاً أبدياً و علواً سمائياً و جمالاً حقيقياً في كل الكيان مع دقات عام مضي و حب يجئ.

114
المنبر الحر / خرج الزارع ليزرع
« في: 14:23 29/12/2018  »
خرج الزارع ليزرع
Oliver كتبها
الرب يسوع وصف تجسده بالخروج.حتي في النبوات.إذ يقول و أنت يا بيت يهوذا لست الصغري لأنه منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل مت2: 6 . و قال عن تجسده : لأني خرجت من قبل الله و أتيت يو8 : 23 و أنه من عند  الله الآب خرج يو13 : 3 يو16: 28.ثم قال بعدما تجسد أيضاً  في مثل الزارع .هوذا الزارع  قد خرج ليزرع مت13: 3.و هي عبارة لاهوتية و روحية عميقة تصف في ثلاثة  كلمات ملامح كثيرة في تجسد ربنا يسوع.
أولاً : خرج. بكامل إرادته و محبته خرج من مجده ليعالج خروج البشرية  مجبرة مطرودة من الفردوس لأنها صارت ميتة بسبب الخطية فكان خروجه مقابل خروجنا. خرج من مجده إلي إتضاعنا  لكي يرفعنا من المزبلة إلي مجده.التجسد موصوف بالخروج لأن الذى يخرج كان موجوداً في مكان خرج منه و لم يأتي جديداً بل كما قيل عنه: في البدء ( في الأزل) كان الكلمة يو1:1.تجسد المسيح كان خروج من حالة إلي حالة .من سماء السموات إلي الأرض.و من مجد إلي هوان.لهذا نؤمن أن تجسده ليس أول وجوده بل كان منذ الأزل موجوداً ثم خرج إلينا فرأيناه في الهيئة كإنسان.دائماً من يخرج يعلم إلي أين يخرج .لهذا خروج ربنا يسوع مرتبط بما أراد أن يصنعه لأجلنا.مرتبط بأهداف كثيرة و برسالة شخصية لكل واحد .تجسد المسيح يحمل رسالة حياة للبشرية كلها و أيضاً رسالة خاصة بكل إنسان.هو عالم لماذا خرج لأنه لم يخرج مثلنا مهزوماً من المجد بل خرج إلينا في الجسد غالباً و لكي يغلب.
ثانياً : الزارع: هنا يظهر شخص المسيح الجميل. الزارع خرج ليخدم في حقلنا.إبن الإنسان شمر عن مجده و ظهر في الجسد.زارع الحب مقابل زارع الخصومات.الذى خرج ليزرع غير الذى يأتي ليسرق .الذى جاء من فوق هو فوق الجميع أما الذى جاء من اسفل و هو إبليس فهو اسفل أقدامنا بنعمة المسيح.المسيح ربنا زارع و منتج يعرف اين حقله.يرتدي ملابس الحقل لأنه الزارع.إذ وجد أن الحقل الذى سيزرع فيه هو حقلنا البشري إرتدي ثياب البشر و أخذ جسداً.الزارع يعلم أنه ذاهب إلي العالم كله.كل أنواع الأراضي السطحية والصخرية و الشوكية و الخصبة.لم يترك نفساً إلا و اتي لأجلها خصيصاً.الزارع يعلم أنه سوف يعمل في غبار الأرض و طينها و سيحمل عن الحقل أوساخه لذا لا يأت  متباهياً في ثياب المجد و العظمة بل في ثوب متضع يقبل أن يحمل الموت الذى كان رداءنا و خلعناه لما لبسنا المسيح.إن الزارع خرج بملابس الزارع و إستعداده لكل ظروف الزراعة في الأرض.الزارع يخرج حاملاً علي كتفيه أداته.كما حمل ربنا صليبه.يخرج مبكراً في التوقيت المناسب في ملء الزمان.لكي يعمل كل النهار و لا يضيع من عمله شيئاً.الزارع يسير في النور و يعمل في النور لكن اللص يأتي في الظلام و ينهب خلاص المتخاذلين,خرج الزارع إلي كرمته و صنع لأجلها كل شيء و لكن إسرائيل لم تستجب بل قتلوا إبن صاحب الكرم .إنه زارع  الفرح و السلام في مولده و زارع الحياة و الخلاص في موته و زارع النصرة في قيامته و صانع المجد لنا في صعوده و زارع الرجاء بمجيئه الثاني لنكون مثله.إنه زارع دائماً لا يتخلي عن دوره فلنعطه أراضينا أي قلوبنا و نستجب لعمل روح الحياة فينا.
ثالثاً : ليزرع: الزارع خرج ليزرع ..الزارع هو واضع البذرة في الوجود لأن كل شيء به كان.يضع في كفيه البذور.نحن البذار التي لا تملك أفضل من أن تصبح في يد الزارع و إلا فلا قيمة لأي بذرة لو لم توجد في يد الزارع ليزرعها.من لا يصبح زرعاً يصبح موتاً.الزارع عارف بالبذرة لكن البذرة لم تدركه.عارف بحجمنا الحقيقي لذلك اشفق علينا و وهب البذرة الضئيلة حياة بينما كانت مدفونة للموت في الأرض للموت لأنه جاء ليخلص ما قد هلك.الزارع خرج ليزرع و لم يدين الأرض بعد. لذلك يتعامل مع جميع الأراضي بالتساوي ليعط فرصة حياة لكل بذرة مهما كان نوع قلبها و أرضها.سيظل يزرع فينا لعلنا نثمر هذه السنة.الزارع يستجب للشفاعة التي طلبها الخدام عن الشجرة التي لم تعط ثمرا و تركها لسنة جديدة لأنه يحب الزرع جداً.إذا صار القلب طريقاً تدوسه كل فكرة فالروح فيه ينطفئ.إذا صارت الأرض صخراً تجف عنه ماء الحياة.إذا صارت الأرض شوكاً يصير القلب خصماً للمسيح.ليت القلب يصير خصباً يستجيب لروح الله نهر الماء الحي فيأتي بثمر كثير.الزارع خرج ليزرع لذلك وفر لكل بذرة وسيلة خلاصها. للساكنين بعيداً ينبوع الماء الحي و للساكنين في القري أنهار ماء حي تخرج من بطونهم.فالمسيح لا يطلب من البذرة أن تأتي بثمر من ذاتها بل من ماء ينبوعه  الحى و نهره الحي.فخذ من المسيح تثمر و دع الروح فيك ينشط فتتخصب بالنعمة.إنها فرصة أخيرة حين تتحد البذرة في يد الزارع فلنتحد بجسده و دمه.ما أقربنا للزارع فنحن في يده لذا فلنطلب حياته فينا و هو يهب الروح بوفرة.لا تقسو بذرة علي بذرة بل تنغمس مطيعة لصوت الزارع حتي إذا دفنها في التراب فهو يعرف ماذا يصنع.إنه سيأتي فينا بثمر كثير.فلنشكر أن الزارع لم يكتف بتحمل حقولنا المميته بل إستصلح قلوب الأمم و جعل البعيدين قريبين.لك المجد أيها الزارع الحياة من موتك.الزارع خلاصاً لمن هلك.الزارع كلمته فنتغذى و نتعزى لحياة أبدية. أيها الزارع الصالح يا من خرجت إلينا في الجسد نخرج إليك واضعين أنفسنا في يديك لتصنع بنا مشيئتك الصالحة.

115
المنبر الحر / أنا الراعى
« في: 00:01 24/12/2018  »
أنا الراعى
Oliver كتبها

- كم أود أن أحكي لكم عنا أو عن نفسي.فأنا كما كل الرعاة في جميع الأحوال لست شيئاً  محسوباً في المجتمع .لست وحدي هكذا بل أصدقائي الرعاة أيضاً.حتي أن هيرودس الملك حين دعا للإكتتاب كنا نحن الإستثناء فلم يطالبوننا بالإكتتاب مثل بقية الناس.كان ذهابنا للإكتتاب يعني إمتناع الكثيرين من الناس عن الذهاب لأننا بكل أسف رائحتنا كريهة.كل حياتنا بين الخراف.إستبعدوننا من الإكتتاب كأنما نحن غير موجودين.نحن هنا في مدينة داود نتجمع في تلك الأودية و علي الجبال.نرعي الخراف.تستطيع أن تشم رائحتنا المزرية من علي بعد.لذلك نحن محتقرين.أفقر الناس نحن.لم نكن أصحاب القطيع بل كنا نعمل لحساب صاحب القطيع الذى لم أقابله أبداً.كنا نتعمد الصعود إلي قمم التلال لكي نري الهيكل لأننا لا نقترب كثيراً من الهيكل فقد كانوا يعاملوننا كالأبرص مع أن كل تجار الحملان يأتون إلينا و يشترون حملان الفصح منا.كنا نلف الحملان المنتقاة  في الخرق لتبدو لائقة و مغرية لطالبي الذبائح و نعتني بنظافتها أكثر مما نعتني بنظافتنا نحن حتي يرضي الناس أن يشترونها.كنا نخبئ الحملان في الصخور و المغاير و نضعها في المزاود كي لا تتسخ مثلنا.كانت حملان المزاود الأغلي قيمة و الأنقي بياضاً.
- كانت الحملان أكثر منا رونقاً و نحن مزدرين.لم يكن لنا أصدقاء فكنا نصادق بعضنا بعضاً فنحن الفئة المعدومة في بيت داود.في مدينة داود لن تجد للرعاة أصدقاء سوي الرعاة فلا أحد يقترب منا .كنا نتمني المطر كي نغتسل فنحن نادرا ما نستحم.لا بيوت لنا لنستقر.الأرض مستقرنا .ليس لنا أين نسند رؤوسنا.كنا ننام علي مداخل الحظائر .كنا بأنفسنا باب الخراف.نفصل بأجسادنا بين الذئاب و بين الخراف و كم نهشتنا الذئاب و ببشت الأفاعي في أجسادنا سمومها.كنا نموت من أجل الخراف و لا يكفننا أو يدفننا أحد.كنا نحمل أقذار الخراف بغير تأفف لكن الناس تتأفف منا. .كنا و الحملان نعيش حياة واحدة مشتركة.نحن رعاة الحملان و الحملان أيضاً رعاتنا نأكل منها و نستدفئ بها و نعيش لها.
- كنا نتبادل حراسات الليل.كانت لنا أبراج حراسة نسميها برج القطيع ميخا 4 : 8 أسميناها هكذا لأن ميخا النبي أعطاها هذا الإسم و كنا نحبه جداً فهو من القلائل الذين ذكرونا في معاناتنا.لكننا لم نكن نعرف القراءة و لا الكتابة. و لو كنا نعرف لقرأنا بقية الآية (وَأَنْتَ يَا بُرْجَ الْقَطِيعِ، أَكَمَةَ بِنْتِ صِهْيَوْنَ إِلَيْكِ يَأْتِي. وَيَجِيءُ الْحُكْمُ الأَوَّلُ مُلْكُ بِنْتِ أُورُشَلِيمَ) كنا سنعرف ملك بنت أورشليم الذى يأتي إلي برج القطيع.إذن هو مزمع أن يأتي بالقرب من برج القطيع حيث نعيش لكننا لم نقرأ و لم نعرف و لا علمونا.
- لم تكن حياتنا تعنينا في شيء بل كانت حياتنا في حياة الخراف.كم كنا نصارع الذئاب في الليل.نشعل نوراً و ناراً كي نبعدها عن الحملان.ما كان يغمض لنا جفن حتي نسترد الشاردة و الظالعة أي العرجاء أو المكسورة  التي يقتلونها في أماكن أكثر رفاهية لمرضها  و المقصاة التي يستبعدها الأغنياء من موائدهم و خرافهم لأنها جرباء أو برصاء أما نحن فكنا علي قمم صهيون نعتني بكل الخراف .لا يمكننا أن نفرط في صغير منها أو كبير مهما صار حالها.نحن رعاة الخراف و نعرف كيف نداويها .
- لقد قلت لكم من نكون لكن الأهم أن أقول لكم الآن من يكون ؟هذا الذى ظهر لنا ملاكه.أبرق في الليل فصار نهار.كنا نحسب أن الملائكة تظهر في الهيكل أو لكبار القوم و الأنبياء.لم نسمع عن ملاكاً ظهرا لراعي منذ عهد راعينا الأكبر داود النبي.أما ذاك فكان راعياً و ملكاً و أما نحن فمن نحن؟ ظهر الملاك بنور عظيم و نحن في خوف عظيم.فقال لنا الملاك لا تخافوا.كان الهيكل يبدو ضئيلاً من خلف الملاك و سمعناه يبشرنا أنه في نفس هذا اليوم في مدينة داود مدينة الراعي و الملك.ولد لنا مخلص هو المسيح الرب.لن تستطيعوا أن تعرفوا معني أنه ولد لنا مخلص إلا لو علمتم كيف كنا نعيش.لقد ولد لنا مخلص.نحن الرعاة أكثر الناس حاجة إلي مخلص.لم يقل الملاك أين في مدينة داود هذا المخلص لكنه أعطانا علامة نعرف نحن الرعاة معناها.أن المولود ملفوفاً في أقمطة و موضوعاً في مزود.نحن نعمل هذا مع الحملان المميزة وحدها.لابد أن المخلص حملاً مميزاً.
-إختفي الملاك المبشر و ظهرت ملائكة التسبيح.سمعنا ترنيمة لم تسمعها الأرض من قبل.ربوات ربوات ملائكة يسبحون المجد لله في الأعالي و علي الأرض السلام و في الناس المسرة.صار الفجر نهاراً.حتي أن الخراف إستيقظت.قلنا لبعضنا البعض هلم لنذهب الآن إلي بيت لحم.لم نؤجل الذهاب للحظة.سقنا الخراف و هي منتبهة علي غير عادتها قرب الفجر.لا أعرف من الذى نطق بأن نذهب إلي بيت لحم.فالملاك لم ينطقها.و ملائكة التسبيح لم تكلمنا بل كانت تطوف و تسبح بتسبحتها للمخلص.روح الرب أخبرنا ؟هل روح الرب يتعامل مع الحقراء أمثالنا؟ ما أعجبك يا رب.ذهبنا إلي بيت لحم.
- وصلنا إلي بيت لحم.كنا نعرف بعض البيوت هناك ممن يشترون منا الحملان المنتقاة.رأينا نوراً و قادنا نوره إلي النور.لم يختلط علينا البيت و لا ضللنا الطريق.كنا نعرف الطريق و الطريق يعرفنا.وصلنا حيث الحمل.أجمل حمل رأيناه.أنقي حمل عرفناه.كنا و نحن داخلون إليه نسجد تسبقنا رائحتنا الكريهة و نحن مطأطأين الرؤوس خجلاً.أوقفنا كل الخراف خارجاً لنر الحمل في الداخل إذ لا مكان لخرافنا هنا.دخلنا إلي من دخل عالمنا و رأينا الذى أخبرتنا عنه الملائكة.نحن الغير محسوبين صرنا مبشرين بميلاده.كانت قلوبنا تتقافز فرحاً في صدورنا.كنا مختطفين من الأرض كلها.كأننا إرتفعنا لنشارك الملائكة تسبيحها.للحقيقة نحن لا نعرف التسبيح لكن الملائكة علمتنا.وجه الطفل في المزود فيه كل الدنيا.رأينا فيه أنفسنا و عيناه كانتا كالسحاب في نقاءها و جمالها.كل منا وجد في الطفل نفسه فأحببناه من كل القلب و النفس و ما غاب من أعيننا حتي بعد أن مضينا.أريدكم أن تعرفوا أنه لو كانت رؤية المولود عجيبة جداً فالأعجب أننا مضينا عنه.لم تتسع مغارة الميلاد إلا لنا.نظرنا أم الحمل مريم الوديعة و البار يوسف حارس الحمل.كانت عيوننا تنتقل من عجب إلي عجب.هذه المغارة سماء.هنا عرش الله.سجدنا و بقينا ساجدين.لم يكن عندنا ما نقوله.لم نعرف الصلاة و لا كيف نزور الإله.فقط سجدنا صامتين و بقينا صامتين.كل منا سكب كل ما قلبه قدام طفل رضيع ولد اليوم فقط.طفل المزود يحمل كل الكلام في صمته  و العذراء تقول نظراتها كل شيء  صامتة و رجلها يوسف القديس في إندهاش كامل يغلفه صمته,و الصوت في آذاننا ما زال بأنغامه المبهجة يرن ,المجد لله في الأعالي و علي الأرض السلام و في الناس المسرة.
- منذ ذاك اليوم لم نعد كما كنا .كل شيء فينا تغير.لا أستطيع أن أصف لكم كيف أصبحنا.كل من يعرفوننا قالوا أننا قد إختلفنا تماماً.صرنا نقول كلاماً لم نقرأه و لم نتعلمه.صرنا نعلم بقية الرعاة عن الحمل.صرنا نطوف بخرافنا و نبشر بميلاد المخلص.أخبرنا الناس بتسبحة الميلاد و ظهورات الملائكة.لم يهتم بنا  أكثر الناس لكننا كنا واثقين مما رأينا و سمعنا و نبشر به.كلما كررت تسبحة الميلاد تذكرني أنا الراعي و أخوتي المنبوذين في بلدتنا .فنحن من أخبروكم بهذه الكلمات .المجد لله في الأعالي و علي الأرض السلام و في الناس المسرة.طوبي للمبشرين بميلاد رب المجد فهم تماماً كالمبشرين بقيامته و مجيئه الثاني في مجده و مجد أبيه.

116
غزوة العدادات و مسرحية الموت
Oliver كتبها
-ماذا يصيبك حين تشاهد مسرحية سخيفة.كل الممثلين فيها لا يقومون بأدوارهم.إسم المسرحية لا علاقة له بالنص.و الممثلون جميعهم يرتجلون .تصدمك المشاهد.فالنص هو نفسه في كل أقسام الشرطة في مجلس المدينة في بيت النفاق و التدليس علي الخراب المعروف ببيت العائلة.نفس النص من خفير القرية إلي العمدة إلي الموظف إلي رئيس الحي إلي مدير الأمن إلي  الوزير إلي الرئيس نفسه.نفس المانشيت في الصحف .نفس الأدوار لنفس الممثلين حتي و إن شاخوا.نفس المبررين في الصحف و نفس المنافقين من الأقباط اليهوذات الآكلين خبزهم بالسموم علي كل الموائد.كل شيء نفسه أينما تذهب.ماذا تفعل لو أن عنوان المسرحية رومانسي – المساواة و حرية العبادة و مع ذلك كل الممثلين بغير إستثناء مسلحون بكافة الأسلحة؟هل ستصدق هذه الفوضي هل تستطيع أن تستكمل مشاهدة هذه العشوائية .الغريب أنه ليس لك الحرية في مغادرة خشبة الفوضي.أنت مجبر علي البقاء في مرمي الممثلين لأن الدور الوحيد الذي يقومون به هو قذفك بالحجارة و قصفك بالأسلحة أثناء العرض الممل.أنت ملتزم لا بالمشاهدة فقط بل بأن تكون الضحية.لأن مخرج المسرحية فشل في ضبط النظام فصار الجمهور الصامت هو الضحية.فيا كاتب السيناريو مسرحيتك فضيحة.يا كل ممثل في المسرح الدموي أنت مجرم قدام كل الشهود.يا من وضع الديكور من نواب برلمان و بيت العائلة أنتم جناة لا ضحايا. يا كل الممثلين عليكم ببعض الإبتكار يا فشلة .
- كوم الراهب تطور طبيعي للصمت علي السلفيين.كانوا يعتدون و يفرون.الآن يعتدون و يبقون حتي يأتي موظفو مجلس المدينة يوم الإثنين لكي ينزع عدادات الكهرباء و الخدمات العامة عن كنيسة القرية المغلقة.عادة جرائم السلفيين يوم الجمعة أما هذه المرة فلا يصلح معها يوم الجمعة لأن الموظفين الإرهابيين أجازة.لذلك صار السلفيون يعملون بدوام كامل طوال الأسبوع و كله يقبض الشرطة و الحي و السلفيين و شيخ الجامع كلهم قتلة بأجر حتي لو لم تحدث المجزرة بسبب عناية الله و ليس بسبب آخر.هؤلاء المجرمون يجب أن يسجنوا و من وافق علي هذا التصرف أيضاً و من أعطي الأوامر لأنهم يهدفون إلي حرق الوضع كاملاً.إذ و الكنيسة مغلقة يأتي شيخ الجامع إياه معلناً عن غزوة العدادات.كيف عرف الرجل بالغزوة مسبقاً إلا إذا كان هو و من معه في مجلس المدينة و مسجد القرية متفقون علي إشعال الموقف لتحقيق أقصي خسائر ممكنة.هذه المرة إرهاب رسمي من مجلس المدينة.
- ثم  في المنيا أيضاً و في نفس التوقيت يحدث نفس السيناريو الذى كتبه ذات يوم وزير مريض بالتعصب إسمه النبوي إسماعيل و ما زال العرض مستمراً .يأتي دور أمين الشرطة علي المسرح.كان منذ البداية ممثل فاسد.دخل الشرطة بالرشوة و عاش وظيفته بالإتاوة و جاء الدور لكي يسترزق بالدم و يشبع شهوته بالقتل.فمن سيقتل.لقد وضعوه علي باب الكنيسة ليمثل دور الحارس لكن هو لا يتقن هذا الدور لأنه لا يعرف سوي دور القاتل.أراد أن يفرض سطوته علي منزل مجاور يتم فيه البناء .رفض المقاول المسيحي إتاوة الأمين غير الأمين.جلس الأمين علي خشبة الهمجية يفكر في قصة مصطنعة لكي يبرر بها ما ينوي تنفيذه في اليوم التالي. إتفق مع بقية العصابة السلفية لكي تحميه بعد الجريمة .اشاروا عليه أن يدعي علي الضحايا أنهما أرادا إنتزاع السلاح منه لكنه بقدرة قادر قتل الإثنين و إحتفظ بالسلاح من غير بصمة للقتلة عليه؟ علماً بأنه في الظروف العادية لا يصرح بصرف ذخيرة للسلاح .فكيف تم التصريح له بالذخيرة و لماذا؟ في أقصي الظروف فإنه غير مصرح بإستخدام السلاح بغير أوامر من رتبة اعلي فمن أأعطى المجرم أمراً باستخدام السلاح؟ و في الظروف العادية لو صدقت الرواية لابد أن يكتفي الشرطي بإصابة أقدام من يعتدي عليه لا أن يقتل مقاول و إبنه لا يحملان سلاحاً وليسا متفرغين للشجار مع شخص إرهابي يلبس زي الشرطة. .أعد الممثل المجرم ذخيرته لينفذ مخطط القتل في اليوم التالي. قتل الأب ثم قتل الإبن ليزداد تصفيق فريق الكومبارس السلفي .ضحية واحدة لا تكفي ما دامت الفوضي هي التي تحكم المنيا.ثم أن الأمين يقبض علي الراس فلماذا لا يقتل أكبر عدد متاح .
- كيف يتم التعتيم علي هذه الجرائم.بأن يخرج البعض ليهلل بتوفيق أوضاع عشرة بالمئة بعد سنة كاملة من الكنائس المطلوب توفيق أوضاعها خمسامئة كنيسة من خمسة آلاف ؟فيغلق السلفيون كنائس جديدة مقابل تلك التي تم توفيق أوضاعها فقط بقوة الإجرام و مساعدة المتواطئين من المسئولين و هم كثر .لكي تبقي المحصلة صفراً كبيراً لنظام ضعيف و إدارة مخزية و قانون كنائس إجرامي و نواب برلمان كالصنم و صفراً كبيراً لمن يسكت علي الحق أياً كان موقعه.يناقش البرلمان فستان ممثلة مغمورة و شاب صعد علي سطح الهرم و لا يناقش كارثة إسمها إرهاب المنيا.فالبرلمان نفسه مسرحية فاشلة.
- لو أن هذه الدولة جادة في القضاء علي التعصب فلتسجن أي مجرم دون خوف من منصبه أو إسمه أو شعبيته.تسجن كل إمام مسجد يدعو إلي الإرهاب بأي شكل.تسجن الموظفين في الحي و رئيسهم الذى أراد حرق البلد بأكملها و نزع العدادات و القرية مشتعلة.تلغي بيت العائلة و تسحب الإعتراف به.تصدر قراراً رئاسياً بمنح كل الكنائس ترخيصاً فوراً دون الإنتظار إلي ما يسمي توفيق أوضاع .تفتح كل الكنائس المغلقة و تفرض هيبتها .تسجن كل مدير أمن متواطئ كمدير أمن المنيا و قنا.تمنع الجلسات العرفية.تتوقف عن أخذ الأقباط رهائن في الحجز لحين القبول بالتسوية العرفية القهرية فليكن هناك قانون من سطرين بمنع كل الجلسات العرفية و إلغاء بيت العائلة و الإلتزام بالقانون وحده مع إلغاء قانون بناء الكنائس و جعل وزارة الإسكان هي المسئولة عن اي مبني أياً كانت هويته من خلال وضع أكواد لكل نوع من أنواع المباني تلتزم به الجهة المنشئة دون تمييز.لو أن الدولة جادة لأطاحت بمحافظ المنيا و قنا و جعلتهما عبرة لمن يتواطئ مع الإرهاب.لو أن الدولة جادة في المساواة لألغت البند الثاني من الدستور و ألغت القوانين النابعة منه و إستبدلتها بقوانين مدنية لا شريعة لها سوي المساواة في الحقوق و الواجبات.لو الدولة جادة لألغت التعليم الأزهري و جعلت معاهده بأكملها تحت إشراف وزارة التعليم و توقفت عن تمويل الأزهر لأن ما يملكه يكفي لسداد ديون مصر حتي مائة عام.لو أن الدولة جادة لجعلت كل التعيينات بالمسابقات الألكترونية دون تدخل عنصر بشري فاسد مرتش يأخذ بالهوية لا بالكفاءة.لو أن الدولة جادة لوقفت بأعلي صوت و صاحت أنه تم إلغاء المسرحية الهمجية و طرد كل الممثلين الفشلة و تعيين مخرج منضبط و نص جديد و شعار يتفق مع الحقيقة و تحترم المشاهدين و لا تقبل بأي ضحية تسقط .لو أن الدولة جادة فلتحيي الثقافة و الصحافة و الأدب و الفن علي نمط الدول العظمي بغير هذه التفاهة و السطحية.فهل الدولة جادة أم تستمر المسرحية الدموية التي لا ضحية فيها سوي الأقباط.إذا لم تكن الدولة جادة فالله جاد في أحكامه و عدله و هو يطيل أناته لكي يتوب حتي المجرمين لأنه يريد أن جميع الناس يخلصون.

117
التجسد منبع التعليم الحى(3)
Oliver كتبها
-أخطأنا و أكلنا مكن شجرة معرفة الخير و الشر فعرفنا الشر و جهلنا الخير كله و نفينا عن معرفتك وجها لوجه.تاه عنا فكر الأبدية فلاحقتنا بالنبوات و لم ندرك الكثير من مكنوناتها.حين إختفت شجرة الحياة إختفت معها رؤيتك المعلنة لكل معرفة سماوية.حتي الشعب الذى أخترته و أطعمته خبزا من السماء جدف عليك قبل أن يصل إلي أرض الموعد فلم يصل منهم سوي ثلاثة.
-أخذنا الناموس فكشف موتنا دون أن يهبنا معرفة الحياة.كان الناموس لمعرفة الموت فحسب.إستغرقتنا الرموز و الطقوس و زاد عليها تعاليم الناس لا أنت.صرنا ندور في الفراغ و قال الجاهل في قلبه ليس إله أما الذى تمسك بالقشور فأصبح يتمتم في الصلاة بشفتيه أما قلبه فقد صار بعيداً بعيداً.حتي أتيت في الجسد يا رب المجد.إقتربت من البعيدين و جذبتهم.
-حياتك تعليم.يومياتك نبوات أهمل الكثيرون قراءتها.أفعالك إستكمالاً لوعود قديمة.فيك نقرأ العهدين و نعيش كل وعودك المكتوبة حين نأكلك جسدك و دمك و نكون في كلمة الحياة ثابتين.يا  يسوع المتجسد يا من أحيا بحياته علي الأرض كل النبوات.دخلت مجامعهم و فسرت الكتب و أجبت الأسئلة الصعبة و إلي اليوم تدخل القلوب و تعلم الفكر و تجيب مراراً أصعب الأسئلة المحيرة للبشر.صارت حياتك تعليماً حياً و ستبقي حتي آخر الدهور.ما رأينا أحداً فيما سبق مثلك.لا رئيس أنبياء و لا نبي.لا ظهر ملاك يشبهك و لا رئيس ملائكة يدانيك.بل أنت وحدك علمتنا معرفتك المحيية.
-أحييت الكتاب بتجسدك.كان مولدك تتميما لنبوة و عذراوية أمك الدائمة تحقيقا لنبوة و مزودك و قريتك مكتوبة في القديم.حتي طعامك و صباك . في تجارب الشيطان في البرية  ألزمت إبليس ألا يحرف النبوات و جادلته لنعرف نحن  قصدك في الكلمات.في صلبك مزامير و مسامير و في ذبحك كان للفصح معني أبدي .عند دفنك وقفت النبوات شاهداً و في قيامتك تشامخت عبارات إشعياء. عند صعودك تهلل يوئيل.لم يكن لك تصرفاً خاليا من نبوة سابقة فأعدت للنبوات معناها المندثر و جعلت الرموز واضحة للبنيان و الأسرار المختفية في الكلمات ظاهرة لمن يشتاق إليك.حياتك يا مسيحي المتجسد إحياءاً للكلمة المكتوبة.علي الجبل تجلى تعليمك في عظتك الذهبية بدأت بقيل لكم في القديم ثم إستكملت تعليمك الحي قائلاً أما أنا فأقول.مانحاً البشر معرفة الخير من شخصك هذا أكثر مما فقدناه يوم أكلنا من الشجرة. منحتنا علم الكمال وحياة الكمال.ايا من جاء لا لينقض بل ليكمل.جمعت القديم بالجديد و حققت وعوداً مسيماها عن شخصك و أوصافاً فيك لم نكن نعرفها.صرت و ستبقي المسيح المتجسد منبع تعليمنا.لولا أنك تجسدت لبقيت الرموز كالشفرة و النبوات كالألغاز و وصايا كثيرة بلا مدلول لأنها من فمك و عملك وحدك أخذت معانيها و أثرها و بقيت أبدية.
-الذين صاروا حجر عثرة في التعليم أزلتهم عن طريق خلاصنا.أوقفت تعاليم الكتبة و الفريسين المعطلة لكلمة الله.وبخت الذين لم يجرؤ أحداً علي مخالفتهم.الذين كانوا يحتكرون التعليم  و يزورونه صببت عليهم الويلات لأنهم أعاقوا النفوس عن معرفتك .جئت و أعلنت لنا ذاتك.فتحت لنا الملكوت بعد أن هدمت تعاليمهم البعيدة عن روحك هؤلاء الذين أغلقوا السماء قدام الناس. أفرزت تعليمك عن تعاليم الناس فعرفنا  كيف يفكر فينا عقل الله اللوجوس.صححت فكر ماذا ينجس الإنسان و صححت مفهوم الزواج و الطلاق . جربوك بأسئلة كثيرة فكانت فرصة لتحجمهم قدام الناس و تعجزهم فلم يفلحوا في إصطيادك و لا إصطيادنا.وضعت لنا مفاهيم تنقصنا  في علاقة أبناءك بقيصر و الله في آن واحد.و لم تغفل أيضاً دحض تعليم الصدوقيين الذين ينكرون القيامة و الأبدية. بالإجمال وضعت لنا تعليماً و وهبتنا معرفة تصلح لمواجهة جميع الهرطقات و الأهم أنه تعليم يصلح حتي للحياة في الأبدية.هذا هو أبرع تعليم عرفته البشرية.تعليمك مؤيد بحياتك فهو حي مثلك يأتينا محمولاً بالروح القدس من قلبك إلي قلوبنا. تعليمك يحملنا إليك كما يحملك إلينا.
- كشفت لنا تعليم عهدك الجديد.تعليم النعمة و الخلاص.تعليم الملكوت و معرفة الثالوث الأقدس. تعليم المحبة و الحياة.فيك رأينا محبة لم يعشها أحد في العهد القديم هذه التي صارت علماً بك حين إكتملت بالصليب..من علمنا المعمودية بالروح الولادة الثانية التي تمنح تفوق الإنسان علي طبيعته لما يأخذ من روحك طبيعة جديدة  بها نفهم كلماتك و نعيش سماءك بل نكون سماءك و يري الناس فينا كتابك الحي مقروءاً و متجسداً للعالم.من غيرك كان يستطيع أن يعلمنا أن نحب الرب أكثر من النفس و نحب حتي الأعداء.من سواك جعل الصليب مشتهي لمن يريد أن يتبعك.أي تعليم من الناس يستطيع أن يؤثر كهذا.من هذا الذي بكلمته غير طبع الوحوش,كتب تاريخاً جديداً للممالك و جعل الشياطين مداسة بالأقدام الترابية.
- تعليمك أيها القدوس المتجسد أسس الإيمان.عَلُم السمائيات.صنع الكنيسة.من فمك خرجت وسائط النعمة و بك ترسخت.صار تجسدك فاصل بين تعليم عنك في القديم و تعليم بك في الجديد.تعاليمك أنجبت القديسين و دربت النساك و منحت الأطفال حكمة الشيوخ .كلمتك ثبتت الشهداء و حاربت الأباطيل. تعاليمك أوصلتنا إلي البطن التي إنفتحت من المعمودية إلي الملكوت.تعاليمك فتحت أذهان القلوب علي ما لا يري.تجسدت و علمتنا فصرنا نراك في تعاليمك مع أنك في السماء علي كرسيك.أنت مرئي في تعاليمك حي وسطنا فيها و نحن أحياء بكلمتك و بالروح الذى فيك نتنقي.
-كيف حالنا سيصبح لو لم تتجسد .كنا سنبقي في جهالة الأمم و قساوة إسرائيل مغلق علينا في العصيان من كل جهة. كنا سنبقي مساقين  من كل ريح تعليم و نصدق الكذبة.كنا سنرهب الموت ونبقي للموت و نصبح أدوات إبليس الفاسد.لولا أنك تجسدت و علمتنا ما كنا نعرف عهد قديم و لا كنا نسمع عن عهد جديد.لكنك قدوس محب.فمن تعاليمك وصلتنا محبتك.تعلمنا وعودك.عرفنا ميراثنا.أخذنا مواهب روحك.تغير فكر القلب و صار فينا إنسان جديد.تعلمنا الأحاديث الإلهية و شاركنا الملائكة في لغة التسبيح. و كثير كثير ما أوصلتنا إليه تعاليمك حين كنا عاجزين.قدوس قدوس يا من تجسدت و علمتنا.

118
المنبر الحر / ليلة رحيل المجوس
« في: 21:29 10/12/2018  »
ليلة رحيل المجوس
Oliver كتبها
- كان الرجال من نخبة المجتمع. المجوس هم كهنة زرادشت و هم مستشارين في البلاط الملكي لقدرتهم علي معرفة الأمور و ربطها بحركة الكواكب.لذلك كانت الملوك تهابهم و تقربهم لتستفيد من معارفهم و تنبؤاتهم.كانوا فئة هامة جداً و معروفة في المجتمع و مؤثرة علي قرارات الملوك أيضاً دا 1: 20.
- كان المجوس ذات يوم جالسين و كان نبي يهودي في فارس  يحكمهم أسمه دانيال حكي لهم أنه منذ الفي عام  جاء صوت من السماء لرجل بار أسمه إبراهيم.هناك في موضع أور الكلدانيين قدام بلاد فارس في بلاد ما بين النهرين.سمع الرجل صوت الإله و سار بقوة الصوت الإلهي.ما كان يدري أين سيذهب و ماذا سيفعل.ترك أهله و عشيرته وأملاكه. آمن إبراهيم بكلمة الرب و أطاع الصوت الإلهي فكان الرب بره و كماله.لم يفارقه الصوت السماوي.كان يتأكد له بالرؤي و الأحلام و إستمرت المسيرة إلي أرض لا يعرفها.أنتم ايها المجوس تفسرون الأحلام و تعرفون بعض الرؤي.ابونا إبراهيم سار من أرض الغربة حتي أرض الموعد. أرض كنعان ظهرت بالصوت الإلهي. قال الرب له هذه أرضك يا إبراهيم.وعدتك بالبركة و لك بركة أعظم هي المسيح إبن الإنسان قديم الأيام.ذهب إبراهيم خلف صوت المسيح إلي أرض المسيح لكنه لم ير المسيح.توارث المجوس قصة إبراهيم من دانيال الذى صار يوماً كبير المجوس دا 5: 1  قال المجوس في أنفسهم فلنتبع إبراهيم و نسير مثله لعلنا نأخذ ما أخذ من رضا الإله العظيم .
- جلس بعض المجوس يتباحثون.كل واحد يؤكد أن رؤيته صحيحة. إنهم مجموعة من المجوس الذين رأوا نجماً غريباً جلسوا معاً أما الآخرين  الذين لم يروا النجم فلم يشاركونهم بل تهكموا عليهم و خالفوهم .بقي رجال النجم يفكرون فهذا قرار مصيرى.إنها رحلة الحياة كلها.إذا وافقوا يضعون حياتهم رهناً لرحلة بلا معالم.رحلة إلي عالم مجهول من أجل ملك مجهول في أرض مجهولة. قال أحدهم هل سنترك البلاط الملكي لأجل نبوءة لم نسمع عنها في كتبنا ؟ أجاب آخر و ماذا سنقول للملك هل نخبره أننا سنذهب لنقدم الولاء و السجود لملك آخر؟ قال ثالث سيظن أننا ذاهبون إلي ملك آخر لنتشاور عليه.إقترح غيره قائلاً نحن نحتاج إلي رسائل من الملك تيسر لنا السفر فلا يجب أن نخفي عنه رحلتنا.قال آخر: لكنه سيرفض بل سيمنعنا بل ربما يقتلنا .كانت الأفكار متضاربة.فلا جدوي من إقناع الملك بالرحيل و هو لن يساهم في وصولنا لملك آخر نصبح له تابعين.إحتدمت المناقشة و لم يصل الحكماء إلي قرار بشأن الملك الفارسي فالأسئلة كلها صعبة و الإجابات كلها متضاربة و الحكماء حياري.كانت الرحلة قرار بالتضحية بحياتهم و مكانتهم و مصيرهم.كان النجم ينتظر دون تدخل لكي إذا ذهبوا يكون الأمر من اشواق قلوبهم بكامل الحرية و الإرادة.
- كان درس إبراهيم نافعاً للمجوس.لم يسمعوا صوت المسيح كما سمعه إبراهيم.لكن كائناً سمائياً كالنجم وقف فوقهم.كانت الدعوة في قلوبهم لا يمكن رفضها.مع أن المسيرة تزيد عن 1500 كم و المصير إلي مكان لا يعلمون اين يوجد.قصة إبراهيم تتكرر.خاف المجوس لئلا يحسبهم الملوك الذين سيقابلونهم في طريقهم كأنهم غزاة.سيمرون علي نفس أرض الكلدانيين.سيسيرون في نفس الطريق في بلاد ما بين النهرين.سيقابلون ملوكاً في فينيقية سوريا.و أموريين لا يعرفونهم.و عماليق كانوا يسمعون أنهم يسكنون خلف الجبال البعيدة.ماذا لو قادنا النجم إلي بلاد تعادي فارس كاليونان ؟بماذا سنجيب الملوك إذا سألونا عن وجهتنا؟هل يصدقوننا لو قلنا لهم لا نعرف إلي أين نحن ذاهبون لكن النجم يعرف؟ هل يحسبوننا مجانين ؟هل يظنوننا مسالمين أم جواسيس علي بلادهم؟إذا سألونا كم سنبقي هنا و نحن لا نعرف فبماذا نجيب؟ إذا سألونا و ماذا  أنتم فاعلون بعد أن تسجدوا لهذا الملك فبماذا نجيب؟ و ماذا لو لم يظهر لهم النجم بل لنا وحدنا؟هل يصدقون أمر النجم أيضاً إذا إختفي عنهم؟إذا كنا لا نعلم إلي أين نذهب فكيف سنعد للرحلة؟ماذا سنأخذ و ماذا سنترك؟ماذا سيحدث لنا في طريق العودة؟ ماذا لو إختفي النجم فجأة؟ ربما نموت في رحلتنا فهل نوصى أولادنا كأننا ذاهبون لنموت؟هل نوزع أنصبتهم قبل الرحيل؟هل نستبقي بيوتنا أم نبيع كل شيء لأجل رحلة لا ندري عنها سوي نجمها.هل نحن عقلاء أم صار النجم عقلنا الوحيد؟ كم دابة نصطحبها و كم جملاً؟كم من المال و الطعام نحمل؟ ماذا عن وحوش البرية و اسود الصحاري و ضباع الجبال .أجدادنا المجوس سمعوا من كبيرنا دانيال أن إلهه لديه ملائكة أقوي من الأسود.لعل النجم يرهب وحوش البرية أيضاً.هل نأخذ معنا حراس للطريق أو خدم أم أن النجم لا يقبل الغرباء؟كيف و اين سنمض؟هل سيتوقف النجم لنسترح أم  سنكون مثله لا نتعب لأننا نتبع كائن سماوي؟ألف ألف سؤال مع كل دعوة سمائية تختبر إيمانك و تختفي المعالم خلف السحب و خلفها مكافآت أيضاً مختفية.لا يهم أن تعرف كل الطريق الأهم أن تسلم نفسك للطريق اي المسيح له المجد.
- منذ وقت طويل كان واحد من المجوس يتعلم عند حكيم عجوز اللغة الآرامية.كان الرجل مهتم بمجئ ملك لليهود و أراد أن يخاطبه فظل يتعلم لغته الآرامية.قرأ الرجل في سفر ميخا 5 أن الملك سيولد في بيت لحم.إذن نحن في الطريق إلي أورشليم  لا نعلم أين هو بيت اللحم هذا  و هل سيبق المولود هناك حتي نصل .النجم يخبرنا إذا تغير مكان الملك. أورشليم  مدينة الأحداث العظيمة عبر التاريخ.بعد تفكير عميق إتفق فريق رحلة الحياة أن يحملوا معهم ذهبا و لبانا و مراً.لم يكن الإختيار إختيارهم.صوت غامض من النجم كان يلهمهم.ظل الكائن السمائي يطوف بيوت المجوس الذين قرروا المجئ.كان يجمعهم ليلة الرحيل.يحدد لهم مكان التجمع و ميعاد الإنطلاق.لم يكن الكائن السمائي صامت لكن صوته لم يكن مسموعاً إلا في القلوب.إنتظم الركب و حمل كل مجوسي ما حمل.غاب عن أفكارهم هموم الطريق.غابت المخاوف من الأسئلة.بدأت الرحلة قرب الفجر.بعدما إختفت كل النجوم و بقي النجم الإلهي وحده.لم يعرف المجوس كلمات للصلاة لكنهم قرروا أن تكون رحلتهم صلاة.إنشق فجر النهار و صارت النسائم أناشيد.تتسابق الطيور المغردة تلتف حول النجم.تهلل و تتهلل.عرفت الإبتسامة طريقها إلي شفاه المغادرين في رحلة الحياة.قوة ساندتهم و جعلت في وجوههم ضوء المشرق.نور الحكمة.يمتطتون جمالهم تاركين نساءهم و أطفالهم و عشيرتهم.بدأوا طريقهم بالإيمان مثلما سار إبراهيم فأخذ المجوس بركة أولاد الموعد.


119
غرفة العناية المركزة الإلهية
Oliverكتبها
-لا تخف حين يشتد الإلم .حين يهيج البحر و تكاد السفينة أن تنقلب.حين يصبح المسافر جريحاً من اللصوص و لا يستطيع أن يصل إلي أورشليم .حين تطول العبودية لشعب إسرائيل ثم يطول التيه في البرية.حين يضعونك ظلماً في السجن الداخلي و يوقفون أرابع السجن لحراستك و يكون الغد عندهم هو آخر أيامك.حين يموت الولد بعد صوم النبي و تضرعات الأهل و يخشي الخدم أن يخبروا داود لئلا يقتل نفسه.حين تذهب إلي أورشليم لأنها أصبحت عاراً و تحاول منفرداً أن تبني أسوارها.حين تجول تائهاً في البراري و الشقوق و مغاير الأرض و تحسب أن لا أحد هناك. حين تضل بعيداً و أنت مجرد خروف صغير لا يعرف الطريق .حين يلقونك في الجب إنتقاماً من أجل إسمه للأسود الجائعة.لا تخف حين يتضاعف الأتون سبع مرات لأن هذه هي مؤهلات الدخول إلي غرفة العناية المركزية الإلهية
- تصبح تحت عناية المسيح المركزية.مراقبة و متابعة و علاج مجاني.الطبيب و الدواء و التمريض مجاني.كلهم يعبرون عن إهتمام فائق للقائل عيني عليك مهما طال المرض و لو من أول السنة إلي آخرها.طبيبنا لا ييأس و لا يمل و لا يتعب و لا يتكاسل.طبيبنا يبقي أميناً و لو بطلت أمانتنا.لنا طبيب للجسد و النفس و الروح يعرف خبايا كينونتنا الداخلية و عيناه أفضل أشعاع في الوجود .يرسم عظامنا و لها أرقام عنده.يحصي شعور رؤوسنا.عنده ملف كامل بكل التفاصيل لكل مريض يلجأ إليه.طبيبنا يبق ساهراً بالليل و واقفاً بالنهار تحت المطر لا يخش البلل.يبق قارعاً زائراً سائلاً مريضه هل صرت أفضل؟يأتي و عشاءه معه لكي إذا ما نلنا من جسده و دمه نثبت في الحياة الأبدية و لا نموت.
-غرفة العناية المركزية الإلهية لا تذهب إليها إلا محمولاً ليس علي عربة إسعاف بل علي يدين مثقوبتين من أجلك.يأخذك إلي فندقه السماوي.تصبح الشغل الشاغل لملائكته.و عنده الدينارين ينفقهما عليك.فكلمات العهدين القديم و الجديد فيهما شفاء النفس و الروح و الجسد أيضاً.يعيد خلقتك كما أعاد خلقة عينين للمولود أعمي.ليس في غرفة عنايته مستحيل.هو يستطيع كل شيء و يفهم جميع التخصصات و كل أدويته لا آثار جانبية فيها بل كلها للبناء و الشفاء و الفرح.لذا منذ أن تصبح محمولاً مع الخروف الضال إطمئن.لقد صار الشفاء مضموناً و الحياة أكيدة و النتائج كلها مفرحة.أنت في حضن طبيب ليس مثله.
- المسيح يعتني بالجميع لكن البعض يحتاج عناية خاصة. عنده مكان لكل الأعمار و الأجناس و الأحوال بغير تفرقة .عنده مكان خاص للعناية بالمحبوسين و المرضي و الغرباء و المساكين و الفقراء بكل نوع و الذين لا أحد يذكرهم هؤلاء يدخلهم غرفة عنايته التي تتسع لكل ذي حاجة.لا يوجد حجز مسبق و لا تكلفة فكل فندق السامري الصالح مجاني.لا يوجد عجز في الأدوات بل عنده جميع الأدوية المؤدية إلي الحياة.لا يوجد مرض يستعصي عليه أو حالة ميئوس منها.لا يوجد تقصير في الإمكانيات فخزائنه لا تفرغ.لا يوجد محاباة بل حب لكل حالة كأنها الوحيدة.كل هيئة التمريض ملائكة و قديسين.كل الأدوية ذات فعالية.عنده وكلاء يعطون مرضاه الطعام في حينه.يعرف كيف يعيد حتي الموتي إلي الحياة و كيف يزرع جميع الأعضاء بدلاً من تلك التي تلفت. لا ينتظر متبرعين للأعضاء بل يخلقها لك خصيصاً و لو إحتجت كياناً بأكمله يعطك إياه و لا يتأخر.هو ماهر جداً في زراعة الأعضاء.عنده قلوب كثيرة لمن يحتاج قلباً نقياً جديداً و عنده أعين لمن لا يبصر و عنده نعمة تحيي الإرادة لكي نبرأ.
-- في غرفة العناية المركزية تصبح وجهاً لوجه مع المسيح.تسترد النور المفتقد في حياتك.تسترد الرجاء.تمتلأ بالشبع دون تفسير.تصبح راضياً بكل شيء.كل جروحك تعالج البسيط منها و العميق.القديم منها و الحديث. هنا العناية لحظية و ليست فقط يومية.لا توجد قائمة إنتظار.هو متفرغ لك بكل قوته.أنت في أقرب نقطة من المسيح في تلك الغرفة.يأتيك في الليل و يضع شماله تحت رأسك و يمينه تعانقك فتنام سابحاً في السمائيات ثم تصحو كأنك في حلم لا تدر تفسيره.هذه الغرفة مضاءة بالمسيح لا يغيب نورها عن عينيك حتي و إن خرجت منها.
-- إذن لا تشتكي إذا ضاقت بك الأمور جداً فها أنت علي أعتاب هذه الغرفة.لا تنهار من إنتقال الأحباء فهو كما يأخذهم إلي حضنه يضعك أيضاً في حضنه و يعزيك بالسمائيات.لا تئن لأنه هوذا باب مفتوح في السماء خصيصاً لك.الضيقة العظيمة يخترقها كأنها مفتاح غرفة العناية المركزية التي إذ تدخلها لا تعد بعد ضيقة بل أعاجيب إلهية تحيط بك كل الوقت.لا توجد شكوي فالمعاملة سمائية بكل رقة و دقة و جمال.لا يوجد أثر لمشرط الجراح فهو يعصب بعدما يجرح.لا توجد أزمة نفقات فالعمل مجاني و الطبيب متطوع بسبب محبته.
ما أحلاك أيها الطبيب السماوي يسوع المسيح القدوس.السامري اليهودي الذى جاء للأمم أيضاً.رب الكل في كل المحن.في ضيقاتهم تصبح معهم لشفاءهم.في قسوة التجارب تكثر لمساتك المحيية.توقف نزيف الدم في زحام الحياة و تعيد بطرس المنفرد خجلاً منك لأنه أنكرك.تعمل في كل الظروف و في أصعب الظروف لأنه من أجلنا جزت تلك الجلجثة بنجاح.لم يعد شيئاً مستحيلاً بعد قيامتك من الأموات.بل جعلت كل شيء مستطاع للمؤمن و لو كان إيمانه مثل حبة خردل.لهذا نحبك لأنك أحببتنا أولاً

120
المنبر الحر / التجسد و الملكوت
« في: 23:03 06/12/2018  »
التجسد و الملكوت
Oliverكتبها
- تغربت البشرية بالخطية عن الله و إختبأ أبوانا من الله خلف شجرة فإحتجب الله بعدما طرد آدم من الفردوس الأرضى و صار  ملكوت الله  مغلقاً في وجوهنا هذا الذى أعده الله لنا قبل أن يخلقنا.صار عائق لا يوصف بيننا و بين شجرة الحياة التي أعدت أيضاً لنأكل منها و نحيا إلي الأبد في ملكوت الله.لم يختف الملكوت عن الناس بل حتي عن أفكار الأنبياء و لم يعد له وجود في فكر البشر.فقط ممالك الأرض هي التي يعرفونها و يقيسون بها عظمة الملوك.صرنا نموت طوال العهد القديم دون أن يتجاسر أحد و لا الأنبياء علي طلب ملكوت الله.نعم كان الله حاضراً مع شعبه غير ظاهر إلا في رموز.لكن لما تجسد الرب وهبنا أن نأكله لأنه شجرة الحياة فعادت لنا الأبدية الضائعة و بعد  تمام خلاصنا فتح الفردوس بجسده .المسيح المتجسد بشخصه القدوس الآن يعلمنا الطلبة التي كانت مستحيلة للبشرية منذ الخطية الأولي أن أطلبوا ملكوت الله و بره.بالتجسد أعلن ملكوت السموات المسيح و الحالة و المكان.
- ملكوت الله هو المسيح ذاته: المكان لا يقترب أو يبتعد هو ثابت و نحن الذين نقترب منه أو نبتعد عنه. لما يقول لنا الروح القدس في الإنجيل أن الملكوت يقترب فهو يقدم لنا شخص المسيح له المجد.لما إقترب السيد المسيح من البرية حيث يوحنا يعمد الناس قائلاً :ها قد إقترب منكم ملكوت السماوات مت3: 2. وصية المسيح :توبوا لأنه قد إقترب ملكوت السماوات مت4: 17.هو الذى قال عن نفسه : قد أقبل عليكم ملكوت الله مت12: 28. المسيح هو الذى إقترب و أقبل علينا بتجسده و هو الذى سيأتي سريعاً و نطلبه ليس غريباً أن يقول لنا المسيح :يشبه ملكوت السماوات إنساناً مت13: 24 و 45مت 18: 23 ملكوت الله هو الإنسان الملك مت22: 2 لأن المسيح الإله الإنسان الملك هو ملكوتنا.المسيح هو من نقصده قائلين:ليأت ملكوتك. هو من نصلي له قائلين أمين تعال أيها الرب يسوع.الطلبة هنا هي أن يأتي شخص الرب ذاته له المجد فهو الملكوت الآتي و لا يبطئ.كما أن المسيح هو الباب و هو الطريق فهو أيضاً الملك و الملكوت الذى سنتحد به.لذلك نفهم الآية بعد أن نتناول من جسد الرب و دمه فينطبق علينا ما قاله: ها ملكوت الله داخلكم لو17: 21 .هذه الآية هي أفضل شرح لملكوت الله فينا.الملكوت هو إتحادنا بالمسيح و سكني الروح القدس فينا.بجسد المسيح وحده صار ملكوت الله داخلنا.صرنا شركاء في الطبيعة الإلهية بسكني روح الله القدوس.الجسد و الروح معاً هما عطية التجسد.
- ملكوت الله هو حالة البر الإلهي:في الإصحاح الثاني إلي تيموثاؤس الرسول يقدم لنا روح الله المسيح المتجسد كوسيط وحيد بين الآب و البشر 1تى2: 5 ثم يظل إصحاحاً تاليا يشرح صفات روحية يجب أن نعيشها و يختتمها بعبارة خالدة:و بالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد1 تى3: 16اي أن إجماع هذه الصفات ظهرت في المسيح المتجسد و سميت سر التقوي.لنعلم أن المسيح المتجسد أظهر كل أنواع التقوى و صفات البر.المثال الأعظم الذى هو الحالة التي يجب أن نعيشها لنكون بني الملكوت رو14: 17.المسيح المتجسد هو سر التقوى أي أن كل كنوز البر محواة في شخصه المجيد.هذا هو البر المصاحب للملكوت لذا حين نطلب الملكوت نطلب البر المصاحب و اللازم له أيضاً مت6: 33.ملكوت الله يشبه خميرة تبدأ صغيرة ظاهرة ثم تنتشر لتملأ الكيان كله و يظهر أثرها.الحالة التي يجب أن نعيشها هي هذه.نبدأ بالبر قدر قامتنا و ننمو و ينمو بنا البر إلي ملء قامة المسيح و ينتشر إلي الآخرين أيضاً لنكرز لهم ببشارة الملكوت لو9: 60.نأخذ من المتجسد دروساً كيف نحب و كيف نسلك مع الجميع و كيف نرتبط بالآب و ننتمي للملكوت و كيف نتكلم و نصمت و نرتفع عن ممالك الأرض ليصير لنا الملكوت السماوي.لولا تجسد المسيح ما صرنا و لا عرفنا كيف نصبح بني الملكوت مت13: 43.مت18: 4.المسيح بكل صفاته و أعماله و إيمانه هو سر الملكوت و من يأخذ المسيح يسعي لإقتناء أعمال المسيح و بره  و ينفتح علي سر الملكوت أى الحالة اللائقة بمن يطلب الملكوت و بر الملكوت مر4: 11.ملكوت الله حالة نعيشها علي الأرض و تكتمل في الأبدية.حلول في المسيح المتجسد يجعلنا نعيش ملكوت الله و نتلذذ به.
-ملكوت الله المكان:نعم ملكوت الله هو المسيح و هو بر المسيح و هو مكان المسيح أيضاً الذى صعد إليه بجسد البشرية الذى أخذه من العذراء القديسة مريم.صار للبشرية في المسيح جسد في الملكوت علي العرش الإلهي .الملكوت مكان لكنه ليس كالأماكن التي نعرفها.نحن نعرف الأماكن في الأرض بالحيز و الحدود.له بداية و نهاية.له مركز و أطراف.أما المكان في السماء فليس هكذا.له صفات السماء.لا بداية و لا نهاية.لا يوجد فيه طرف بعيد و آخر قريب.ليس له حدود و لا حيز.لا يوجد قبله و لا بعده.الملكوت مكان لكنه ليس كالأماكن مطلقاً لأنه مكان فيه صفات الأبدية يسكنه اللاهوت بكل عظمة.فيه الملائكة النورانيون و كل الرتب النارية.فيه الأبرار الذين طلبوا ملكوت الله و بره و عاشوا مذاقة الملكوت علي الأرض.لذا قيل عن مكان الملكوت أنه سماء جديدة و أرض جديدة رؤ21: 1.لهذه السماء و الأرض الجديدة دخول و لكن ليس منها خروج 2بط1: 11.له أبواب مغلقة في وجه المرائين مت23: 13.كل عمل المسيح المتجسد كان من أجل أن ندخل معه ملكوت السموات و نضمن عشرته الأبدية.لم يوجد حديث أبداً عن الخروج من الملكوت لأن من يدخل لا يريد أن يخرج أبداً فكل ما في هذا المكان حياة أبدية و مجد و نور و فرح و سلام وما لم تسمع به أذن  ما تره عين و ما لم يخطر علي قلب بشر 1 كو2: 9.هذه الأرض الجديدة هي أرض الميراث الأبدي.موطن العروش و السيادات.
- بدون التجسد ما كنا نعرف الملكوت و لا كان لنا فيه نصيب و لا إمكانية فنطلب ملكوت الله و نشتاق إلىملكوت المسيح و ملكوت أبيه.حياة المسيح المتجسد على الأرض علمتنا حياة الملكوت و بره..من أعمال المسيح نقتني أعمال بني الملكوت.بإيمان المسيح يصبح فينا إيمان بوعده لنا بالملكوت.لو لم يتجسد المسيح لبقي الملكوت مجهولاً محتجباً و بقيت الأمجاد أرضية زائلة و صارت ممالك الأرض هي كل ممالكنا التي ستزول مع الأرض القديمة .فليفتح الله أعين قلوبنا علي شخصه المجيد فنحبه أكثر من الكل و يكون لنا به وساطة لدي الآب كي يكون لنا معه نصيب بني الملكوت و لنرفع أعيننا و أشواقنا إلي السماء الجديدة و الأرض الجديدة حيث المسيح جالس يريدنا و يعيننا أن نغلب لنجلس معه في عرشه.

121
التجسد إعلان الثالوث الأٌقدس
Oliver كتبها
- في العهد القديم كان كل البشر يعبدون.البعض يخلق لنفسه إلها و البعض ينتظر إلها  يعلن عن نفسه.بقي لكل شعب إلهاً يختلفون عليه و لما أعلن الإله الحقيقي عن نفسه تعلمت الأرض من هو الله له المجد.سلم آدم لشيث و نسله من هو الله.ثم رحل الآباء الكبار و إحتاج البشر إلى إعلان مكتوب عن الله.فنحت الرب إسمه علي لوحين و أعطاهما لموسي النبي.و تكررت أنوار تبرق بين جيل و جيل بواسطة الأنبياء القديسين.تكرر إسمه القدوس في العهد القديم ألفي مرة  مصحوباً بصفات مختلفة و منسوباً حتي لأسماء بشر كإله إبراهيم و إسحق و يعقوب و إله موسي و إله دانيال و غيرهم من الأبرار دون أن تعلن أي مرة بوضوح عن شخصه و طبيعته و أقانيمه فبقي الإله المحتجب معلوماً بالإسم و لكن طبيعته مجهولة للبشر و ثالوثه مستتر إلا قليلاً.
-عرف إسرائيل الإله الحق وظلت المعرفة بالله منحصرة في ملايين قليلة بينما مليارات البشر يبحثون عن إله دون جدوي. لم تكن لإسرائيل قدرة علي الكرازة بالإله المخيف كما يظنونه.لأن معرفتهم كانت سطحية بل شابهوا الأمم كثيراً و راح خوف الله من قلوبهم.ظلت علاقة شعب الله بإله الشعب علاقة بغير معالم من جهة إسرائيل.يعبدون الله لكنهم يخافون أن ينطقوا بإسمه.يطلبون رؤيته ثم يرتجفون عندما يرتج الجبل من عظمته.يسمعون عنه و يتباهون بينما يسبكون من الذهب عجلاً يعبدونه.كان الإله في فكرهم غامض و في قلبهم يتأرجحون بين الشك و اليقين.بقي الحال هكذا ألفي عام منذ نحت الله بأصبعه وصاياه علي الحجر إلي أن جاء وقت ظلام ثلاثمائة عام إختفت فيه النبوات و إختفت قبلها النار المقدسة.ضاعت هيبة إسرائيل بين الأمم و تجرأت الأمم علي الله.ما عاد للشعب سوي ومضات إلهية في نبوات تحتاج من له روح ليفهمها لكن الشعب رفض الروح  وبقي الإله الحق محتجباً لم يعلن عن نفسه الكثير.
-  لم يحدث في العهد القديم أن إلتفت أحد للتعرف علي الروح القدس.كل الأنبياء إنقادوا بالروح و لم يعرفوا عن أقنومه الكثير2 بط 1 : 21 و لا سمعوا عن الآب و الإبن.داود النبي تنبأ قائلاً قال الرب لربي إجلس عن يميني مز110: 1.و لم يفهم أحد ما قال مت22: 44  بل أن سليمان إبنه أكثر الناس حكمة علي الأرض وصل فقط إلي  السؤال : من صعد إلي السماوات و نزل  ما إسمه و ما إسم إبنه إن عرفت ؟ أم 30: 4 و توقفت البشرية قدام السؤال ما إسمه و ما إسم إبنه حتي تجسد المسيح له المجد.
- جاء رئيس الملائكة يبشر العذراء أنها ستكون حبلي بالروح القدس مت1.ها هو سر البدء الجديد لأنه في القديم كانت الأرض خربة و خالية و روح الله يرف علي وجه الغمر تك1 . هذا نفس ما قاله ملاك الرب ليوسف البار عن خطيبته أنها حبلي بالروح  القدس. صرنا نري أليصابات تمتلئ من الروح القدس لو 1 : 41 و زوجها زكريا الكاهن يمتلئ من الروح القدس لو1: 67 و يوحنا المعمدان في بطن أمه يمتلئ من الروح القدس لو 1 : 15 لقد صار أقنوم الروح القدس معلناً و مشهوداً به و له.فهو الذى به أخذ الإبن جسداً.ثم لما جاء موعد معموديته من أجلنا قال عنه المعمدان قبل أن يعمده: أنا عمدتكم بالماء أما هو فسيعمدكم بالروح القدس لو 3. ثم  بعد العماد و لأول مرة في الوجود يتشكل الروح القدس  بهيئة جسمية  مثل حمامة نازلاً علي رأس الإبن المتجسد الصاعد من نهر الأردن لو 3 : 22 .ثم يذهب الرب يسوع ليجرب في البرية و يعود منها ممتلئاً من الروح القدس لو4 يبدأ الرب يسوع خدمته و يعرفنا بأقنوم الروح و عمله مع الإبن و مع كل إنسان. فالروح القدس واحد في الثالوث1 يو 5 : 7  لم نعلم عنه إلا بالإبن و في الإبن.هو الروح المعزي الذى يرسله الآب بإسم المسيح المتجسد .يو14: 26 فالمسيح وحده هو الذى صعد و أخذ من الآب موعد الروح القدس و أرسل الروح القدس ليحل علي تلاميذه و من يؤمنون بالمسيح إلي الأبد.أع2: 33 علمنا أنه بدون قوة الروح القدس لا يمكن أن تتم كرازة للمسيح أع 1 : 8.الروح القدس روح المسيح الذى نفخه في وجه تلاميذه قائلاً إقبلوا الروح القدس يو20 : 22.الروح القدس هو الذى به نعلم ما نقوله من أجل الله لو12: 12. الروح يسكننا فنصير هيكلاً للرب و نقبل المسيح لنصبح أبناء الله 1 كو 3 : 16 يو 1 : 12 ثم يوضح لنا المسيح المتجسد : وحده الذى يمتلأ بالروح القدس يقبل المسيح و الذى يؤمن بالمسيح يمتلأ بالروح القدس فهي دائرة مقدسة..أع8: 15 . يو7: 38 و 39. و أمر تلاميذه بأن يعمدوننا بإسم الثالوث الأقدس مت28: 19  ثم يحذر البشر من الخطية التي لا تغفر وحدها و هي التجديف علي الروح القدس لو 12 : 10 مر3: 29  و هي تعني رفض عمل الروح القدس في حياة الإنسان إلي نهايتها. لا مغفرة لهذا الرفض الدائم. لذلك يوصنا الكتاب المكتوب بوحي الروح القدس قائلاً : لا تطفئوا الروح  اي لا تقاوموا كلمة الرب و تعاندون وصاياه 1 تس 5 : 19  كما فعل إسرائيل في القديم. صار الروح القدس يقود كنيسة العهد الجديد التي تضم كل العالم ما داموا يقبلون المسيح رباً و مسيحاً .1كو 12 : 3 عب2 : 4 .
- بدون المسيح الإبن المتجسد ما كنا نعرف الآب القدوس.الكلمة صار جسداً و رأينا مجده مجد إبن الآب الوحيد يو 1 : 14 .ما رأي أحد الآب .كان الله محتجباً عن الجميع لكن الإبن الذى هو في حضن أبيه هو الذى أعلن الآب للبشر بحلوله في الجسد  يو 1 : 18 .الإبن وحده الذى يعرف الآب و قد تجسد ليعرفنا به و الآب أعلن لنا الإبن و شهد له مت11:25 يو5: 37 يو 8 : 18 . كان واحدة من أسباب التجسد أن نعرف الآب يو8: 27 .و كان أصعب ما قاله لليهود أنا و الآب واحد يو10: 30 لأن المسيح و أبيه ليسا إلهين بل أقنومين و إلهاً واحدا.ًعلمنا من الإبن أن الآب يحبنا و لم نكن نسمع من قبل التجسد عن محبة الآب يو3: 16 .و أن تجسد الإبن كان تنفيذا لرغبة الآب في خلاصنا فلا نموت.يو6: 39.و علمنا أن قبول المسيح مرتبط بالتجاوب مع مشيئة الآب فمن لا يجتذبه الآب لن يقبل الإبن يو6: 44.و لأن الآب في الإبن و الإبن في الآب فمن يكرم الإبن يكرمه الآب لو9: 26.يو 5: 23 و كما أن الآب يحيي فالإبن يحيي من يشاء لأنه و الآب واحد.يو5: 21.
- الكثير يمكن أن يقال عن الثالوث الأقدس الذى تعلمناه من الإبن المتجسد و بدون تجسد المسيح كنا سنظل كما كانت اليهود و الأمم معاً .أعمي يقود أعمي. لكن الكرازة كانت كالمعمودية بإسم الثالوث.التجسد وحده علمنا الأقانيم.الإبن نور العالم إذ تجسد أنار قلوبنا  بمعرفة الثالوث الأقدس ليس فقط بالإيمان بل بأعمال الأقانيم الثلاثة في كل زمان مع كل إنسان.لهذا تجسد الإبن الوحيد ليعلن الثالوث الأقدس.عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد.1 تي 3 : 16 .

122
إسمه جرجس فهل نعفو عنه؟
Oliver كتبها
- منذ عامين في 2016 أراد الرئيس أن يكسب الشباب فبدأ بالتجاوب معهم لإزالة  أسباب الخلاف معهم و هو الشباب المعتقلين لذا كان مطلب الشباب الأول هو الإفراج عن المعتقلين في جرائم الرأي  مما جعل الرئيس يصدر أمرا بتكويين لجنة من الشباب سميت لجنة العفو الرئاسي و هي لجنة رئاسية أي لها سلطة تفوق سلطة القضاء و تلغي أحكامه مهمتها أن تختار أسماءا المحبوسين للعفو عنهم.اللجنة من خمسة أعضاء لا يوجد بينهم قبطي واحد  و بالتالي فقضايا الأقباط و مظالمهم و اسماء الأقباط لا تأتي علي بالهم   إلا بالصدفة بينما أسماء المعتقلين و المحبوسين من الإخوان و السلفيين و حتي المجرمين أصبحت محل إهتمامهم مع تجاهل كبير للمساواة بين المحبوسين في حق العفو تحت نفس الشروط.لجنة لها سلطة الرئيس التي تفوق أحكام القضاء و لها أيضا ميول الرئيس تماماً مثل لجنة حقوق الإنسان في البرلمان.لجنة العفو المفروض أنها تكون مرتبطة جداً بلجنة حقوق الإنسان في البرلمان و هي لجنة تتكون من 34 عضواً بها نائب مسيحي وحيد هو نبيل بولس الذى مثل بقية النواب لا نعرف ماذا يفعل في اللجنة.
- لماذا لا ينضم النواب الأقباط للجنة حقوق الإنسان ليعبروا عن ملفات مظاليم أقباط؟ كان جديرا بهم أن يكونوا مقبلين علي هذه اللجنة لو كان في مخيلتهم أن معظم المظالم الإنسانية هي مظالم قبطية لكن مظالم الأقباط ليست في قلوبهم و هم قد صاروا بلا رصيد عند الأقباط.يكتفون بالتنقل بين القنوات القبطية عند المصائب ليمثلوا علينا أنهم مهتمون .يتباكون كمن لا دور لهم و لا مسئولية كي يستجدون شعبية حيث لا شعبية لهم. يصمتون عن إستجواب أي مسئول في كل الأحداث الإرهابية ضد الأقباط و يكتفون بكلمات بلا فائدة في مكلمة البرلمان دون أن يأخذوا موقفاً برلمانياً أو يستخدموا أدوات برلمانية تثبت تحملهم المسئولية كنواب تم إختيارهم من أجل تمثيل الأقباط لكنهم أكتفوا بالتمثيل علي الأقباط.بينما نجد  النواب السلفيين الهوي معظمهم يشغلون هذه اللجنة لكي يضمنوا لحلفاءهم في السجون خدمة تصل إلي حد العفو عند المقدرة.
- سيقول قائل بأن بعض الذين شملهم العفو مسيحيون فنؤكد لهم أننا نشكر الله و نشكر كل من ساهم في العفو  عنهم و نحن نفرح بالعفو عن كل من يستحق أياً كان دينه.فالظلم شر و التخلص من الظلم يفرحنا لأخوتنا المسلمين و أخوتنا المسيحيين و إنصاف المظلوم واجب علي الجميع وحق لكل مظلوم دون تفرقة.لكن كما نفرح لهم من قلوبنا لنا حق التساؤل بأعلي صوت لماذا لا يساهمون في رفع الظلم عن جرجس البارومي و غيره أيضاً ممن يحبسون لأنهم مسيحيون.ليست مهمة اللجنة أن تبحث ملف القضية من جديد بل فقط تمنح العفو إذا إنطبقت عليه الشروط و هي منطبقة حيث لا جريمة  إرهابية و لا خيانة للوطن بل تلفيقات كما سنوضح فيما بعد.لا عدالة بل تربيطات.لا قضاء ينصفهم بل مجاملات و النواب الأقباط في عميق السُبات.
- لماذا لم تنفعلي يا مارجريت عازر لأجل جرجس البارومي كما إنفعلتي لأجل الكلاب الضالة؟ و اين أسماء الأقباط الذين كانوا كباراً ذات يوم ثم تواروا بالحصانة مكتفين بتحليل القضية الفلسطينية أو مشغولين بكتابة المقالات عن اي شيء و أي شخص إلا الأقباط؟ألم تقرأوا إسم جرجس البارومي؟ إذا كانت لجنة العفو تتجاهله أو لم يعرض عليها فلماذا أنتم متفرجون؟ أو قولوا لنا لا تطالبوا بالعفو لأن إسمه جرجس أو أخبرونا عن سبب بقاءه محبوساً بينما المجرمين و الإخوان ينالون العفو؟
- جرجس ضحية ساقوها من الشارع إلي السجن بتهمة إغتصاب و الشاهد الوحيد في القضية هو الفتاة و مكان الجريمة حسب زعم البنت هو الشارع يعني جرجس و هو يقود التروسكل يحمل الفراخ لتوزيعها قابل الفتاة في طريق عام فإغتصبها في طريقه إلي العمل؟ و لسبب  ما يعلمه أهل الفتاة وحدهم تربصوا به لكي يمسكوه و يسلموه بكل وداعة للمركز في فرشوط .التهمة أنه في صباح نفس اليوم إغتصب فتاة في طريق اسفلت تسير فيه السيارات و الدواب و الناس و لم يشاهده أحد و برغم خطورة التهمة لكن جرجس سار في نفس الطريق عند الظهر و وقف ينتظر مرور القطار ليعبر فأمسكه أهل الفتاة؟ هل يعقل أن صعيدي  و أسمه جرجس يرتكب جريمة إغتصاب و يسير في نفس اليوم في نفس المكان من غير أن يخشي إنتقام أهل الفتاة؟ بينما لو صحت الواقعة لكان أهل الفتاة قد خرجوا مع كامل بلدهم لقتل جرجس و تخريب كل ما يقابلهم من ممتلكات أقباط .طيبة مريبة يتسم بها أهل الفتاة؟
- جرجس حسب التقرير الطبي لديه عجز جنسي كامل؟ و أكد تقرير طبي آخر قدام المحكمة أن الفتاة لم تتعرض للإعتداء؟ ثم أقوال أسرة الفتاة تناقضت مع أقوال الفتاة لأن الكذبة لم تأخذ وقتاً كافياً لحبكها و أكتفي القضاء المعوج بكلام الفتاة كدليل وحيد و حرم الدفاع عن جرجس من حضور جلسة مواجهة الفتاة  مخالفاً حقاً أصيلاً للمتهم و حكم علي جرجس البرئ بالسجن المشدد 15 عاماً.
- كان  القضاء وقتها يشعر بالذنب لإضطراره الحكم علي أعضاء و قيادات إخوانية بالحبس فكان تلفيق تهمة و الحكم بسرعة غريبة علي برئ إسمه جرجس وسيلة ظالمة لعمل توازنات و ترضية مؤقتة .ها قد خرج معظم الإخوان عدا القيادات و بقي المظلوم محبوساً  و سكتت لجنة البرلمان لحقوق الإنسان السلفي و تجاهلته حتي اليوم لجنة العفو الرئاسي و إستمر النواب الأقباط في غيبتهم و خيبتهم لكن الله لن يسكت علي الظلم و من يرض عن الظلم يتساوي مع من إرتكب الظلم نفسه. 
- إن بقاء جرجس و غيره من المظلومين في السجون هو لطمة علي وجه العدالة.هو حكم  ظالم يتكرر كل يوم.هو سكوت مجتمعي مريب يعكس تجاهل ربع سكان مصر.نحن نطلب من الله و سيستجيب لكننا نطالبكم كي تغتنموا الفرصة و تفعلوا خيراً لإنسان مظلوم.هل تسمعون يا نواب الأقباط؟ هل تقرأون يا لجنة العفو الرئاسي ؟هل تلاحظون يا لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان؟ لو لم يقلقكم الظلم سيقلقكم الله في مضاجعكم و من يذنب البرئ يصير مذنباً فخافوا الله لأنه الحق ذاته و سوف يأتي الحق سريعاً و يجازي بعدل.

123
المنبر الحر / مخابئ الحب
« في: 20:56 19/11/2018  »
مخابئ الحب
Oliver; كتبها
- الله محبة.هذه طبيعته و شخصيته.يظهر بعضاً منها و يخفي بعضاً سيعلنه في الملكوت.نحن البشر نحب الحب الظاهر.نريده ملموساً و مسموعاً و محسوساً لنصدقه .لهذا تجسد الله المحبة.و صار الآب غير المرئي ظاهراً في الإبن المتجسد الذى رأينا فيه مجده و مجد أبيه.
- ننمو في الحب بقدر ثقتنا في ما يختبئ من الحب أكثر مما نتكل علي ما يظهر في الحب.فتصديق خبايا الحب هو الإيمان بعينه.و توقع إستعلان خبايا الحب هو الرجاء بعينه.و إنتظار إنكشاف خبايا الحب هو الصبر بعينه.و وصولنا إلي مخابئ الحب في طبيعة الله هو الملكوت بعينه فخبايا الحب طبيعة إلهية تنكشف لنا قدر إستيعابنا شيئاً فشيئاً  حسبما تنمو قامتنا في المسيح يسوع لأنها أعظم مما يحتويه القلب.
- وصل أبونا إبراهيم إلي أحد مخابئ الحب في قلب الله.أطاع الصوت الإلهي الذى أخرجه من أرضه و أملاكه و عشيرته و كل ما إعتاد عليه.كان صوتاً كمن بأمره بالموت فأطاع الموت حباً و قدم ذاته ذبيحة.كان في نظر أهله كمن يهذي.في نظر الله كان يكتشف حباً غير موصوف في الكتب إذ لم تكن هناك كتباً مكتوبة بعد.سار إبراهيم تصحبه الرؤي فينظر و يتنظر أن يري أحد مخابئ الحب.سار تاركاً كل شيء كالخارج من الدنيا بأسرها .للحب سلطان لمن يوسع له قلبه.لذلك لم يكن صعباً علي الذى مات بنفسه أن يقبل أن يقدم إبنه ذبيحة لنفس الحب لأ،ه لا خسارة في الحب. بالحب أبونا بكر جداً و أخذ دابته و غلامين و إسحق و الحطب و النار. فلا يحتاج  الحب إلي أدوات حفر لأن الحب سماوي و الكنز فوقاني هذه أدوات الكشف عن الحب المختبئ.طاعة برجاء و تبكير من أجل الرب و إستكمال نفس المسيرة غير المعروف آخرها.تماما كما سارها من قبل سنين طويلة حين سمع الصوت الإلهي و غادر أرضه القديمة.هكذا خرج بإسحق ليكتشف لإبنه مزيداً من مخابئ الحب الإلهي.و سمع الصوت حين إرتفع السكين.الرب لم يتأخر ففي اللحظة المناسبة أصدر قسَمَاً بالبركة و وعداً بالخلاص.فتح أحد مخابئ الحب للبشرية جميعها في شخص إبراهيم البار.يبدو أن الوصول إلي مخابئ الحب له مسيرة تطول أو تقصر .الحصول علي معرفة أحد مخابئ الحب ثمنه عجيب.كانت لإبراهيم مسيرة طويلة و كانت لإسحق مسيرة قصيرة و كانت للغلامين  مسيرة أقصر  بقدر قامة كل واحد الروحية أما سارة فقد وصلتها جائزتها في البيت بعودة إسحق حياً.ل
- للحب مخابئ و اسرار.فهي ليست فقط طلبة نطلبها فتحل علينا بل حياة نحياها و خلال مسيرتنا يقودنا صوت اللهو لا برد أو حر فمخابئ الحب كلها علوية.المسيح نهارها و الربيع نسيمها الدائم.
- في مخابئ الحب تسكن تدبيرات الله و وعوده فإذا  آن أوان إعلانها خرجت من قلب الله إلي قلب الذين يحبون الله من غير شك.هي رسالة من قلب الله إلي قلب الإنسان.بواسطة و بغير واسطة تصل.لذا الشك و التذمر و قلة الشكر هم الذين يغلقون عنا مخابئ الحب.فنبقي نتمتع فقط بما هو ظاهر هذا هو حب الأجراء.كمثل أنا حي أنا لي أولادي أنا أعمل أنا في صحة أنا عندي مال أو إيمان أو معرفة أورتبة أو علم أو شهادة و هكذا ينحصر الحب و يتقوقع في المرئيات بينما مخابئ الحب  للأبناء أثمن من ذلك .أولاد الله لهم حق الميراث الكامل و شركة الحب الإلهي و إدراك خبايا الحب . الله حين قرر عقاب سدوم و عمورة قال لا أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله.ليس بيني و بين حبيبي شيئاً أخفيه.لذلك لم يكن لقب للإبن الوحيد أعظم من حبيب الآب العارف مخابئ الحب.الذي سرت به نفسه كقول الآب عنه.ليس بين الآب و الإبن اسرار أو خفايا لأنهما بالحب و الروح القدس واحد.
-نحن لم نحب الله محبة كاملة بعد من كل القلب و النفس و الفكر.نعطه أجزاء و نسحبها حسب حالتنا النفسية و الظروف المعيشية.لذا لا نعيش محبة كاملة في صلواتنا و أصوامنا و قداساتنا و معرفتنا بكلمة الله و لا حتي في رهبانيتنا و رتبنا الكنسية.نجاهد كلنا لعلنا نصل.فليس المهم أن نحب  بالكلام بل أن نتعمق في الحب حتي نغوص في أعماق الحب الإلهي  و نصل إلي مخابئه منذ القدم.مثل داود النبي الذى صارقلبه كقلب الله.من غير محبة كاملة يحدث التباعد بين قلب الإنسان و قلب الله.من هذا الفرق بين القلبين تختلف المشيئة و تتولد الشكوي و التذمر و جفاف الصلوات و اليأس.لأن قلب الإنسان يبحث عن ما هو مرئي أما ما في قلب الله فهو يفوق كل تصور.حتي المرئي من حب الله يسكن وراءه حب اعمق غير مرئياً محسوباً سماوياً يعرفه و يقنيه طالبو الرب.


124
المنبر الحر / حبيبتي عائدة
« في: 21:24 15/11/2018  »
حبيبتي عائدة
Oliver كتبها
- منذ غادرت البيت و أنا أعد الوليمة.أنتظر رجوعك و الشوق و النهار ينتظران.عودي لا تنظري نفسك سوداء فعندي لك كل الألوان .زينت البيت لأجلك حتي و أنت ما زلت هناك.أعددت لك مكاناً في عرشى.علي نفس عرشى تجلسين فعودى.مجاري المياه تنتظر أن أغرسك عندها و أكون لك الندي و المطر و الحياة فينمو مجدك من بعد الذبول.فوق مرتفع صهيون أضع أساسك فلا تعودي مُداسة.
- حين إلتف حولك الحاقدين حبي بدا متوهجاً.أحاطوك كالنحل حول الشهد كفراش النار كانوا.كنت أنا باباً مفتوحاً.جاءوا بك و الدين في أعناقهم يسألون ما الشريعة.ظنوا أن شريعتي تبيح لهم إفتراسك.لم يعرفوا أنني الأصبع الذى نحت علي الصخر حبه.أنا الشريعة لا سواى و قد أشتهيت حسنك .كتبت لك علي الأرض رسالتي.أخبرتهم أنني أحبك حتي الموت فعودي.
-تعالي و لو إنطفأ مصباحك و خفتت أشواقك و تجمد الحب فعندي لهيب الشوق ينير مصباحك من جديد و لهيب الحب يذيب الجليد و الأشواق حاضرة و أحضاني و العناق . حتي التلميذ الذى أنكر داويته بالحب لا أكثر.جائتني نفس عارية هل تذكرين أنني عاتبتها؟هل سمعتي أنني عنفتها؟ بإبتسامة قلب غفرت و سألتها ألا تعود إلي فراقى.إسألي إبني الذى عاد و ذاق أحضاني .جائني سائرا منكسراً و أنا ركضت إليه فرحاً و إليك الآن أركض بأحضان متسعة فعودي.
- اصابك الإعياء لا تهتمي.خاطبينني من حيث أنت فأنا سأبحث عنك في القفار.دعى الشوك لي و الآلام.أنتظري الرب و هو قادم ليحملك علي منكبيه فرحاً.خاطبينني و لو في الأتون سآتى و لن أتأخر.و لو كثر الذين يحزنونك فأنا أجعل الذين معك أكثر ممن هم عليك.قولي لي أنك تطلبينني و لو بقلب معتصر.فأنا أحب صوتك حتي لو بدا لك أنها حشرجة الموت لأن لي في الموت مخارج.
-نفسي الجميلة.نعم ذقتي حب البعض.كانت محبتهم معزية.لكن حبي مختلف.محبتي أبدية.هل تذوقتي هذا الحب الأبدي من قبل.عندي كل ما هو أبدي.الحب والغفران و المجد و الحياة و النور و الفرح و السلام كل ما عندي أبدي فهل إلي الأبد تشتاقين.
- ليس لحبي متاعب.حتي صليبي مريح للقلب جالب للسلام .لا تخافي عودتك لصليبي.لأن فيه قد جعلت مدخراتي لك.من قمته أسكب عليك البركة و علي قاعدته قدمت نفسي هدية.تجرأي و اسرعي خطوات عودتك فالتثاقل في العودة ضياع لوقت يمكن كسبه و ضياع لبركات يمكن حصدها.
- حبيبتي ستعود لأني أعددت موكبك.ستدخلين أحضاني كملكة.لن أراك ضعيفة أو منكسرة.إكليلك حاضر.توبتك عودة مقبولة.حديثك الصامت وصلني.ها الملائكة تفرح بزفافنا.العجل المسمن مذبوح لأجلك.و خدم المائدة ما أكثرهم.كلهم يقدمون النرحاب بكل فرح .
- بكل ما عندك أنا أقبلك.لو جئتي لي مجردة من كل شيء أنا أسترك بحبي.لو جئت حاملة دموعك سأغتسل بها و أفرح.لو جئت لي برائحة الخرنوب ففي أحضاني تذوب و تتلاشي. تعالي بطيبك سأتعطر و أفتخر بك قدام الكل.لو جئتي لي بمصباح منطفئ أو مضاء سأقبلك فقط تعالي و عندي ما يكمل الضعف فيصير حبي لك كل القوة.تعالي بغير شروط.تعالي بغير تحضيرمسبق.لا تعدي كلاماً أنا أعطيكي لغة الرجوع لو رجعت.
- عندي أغنية أغنيها.كل كلماتها عنها.كانت لي طفلة في أحد عناقيد الكرم.كبرت علي يدي و صارت حباتها كاللآلئ.جعلتها منيرة في كرمي.جاء ثعلب صغير.فأخفته و طردته.نظرت إلي طفلتي و أنا أصارع عنها الثعلب.عنقودتي الصغيرة تراني جباراً.لم أدع أحداً يقطف طفلتي من الكرمة.أبقيتها نور.فإن غبت عنها تبقي متحيرة.تظن أن الثعلب سيعود و هي لا تدرك أنني رممت كل الثغرات.فلا تحتاج عنقودتي لأن تترك الغصن و تمضي كي تدفع عن نفسها الخطر.فأنا لها حتي لو صارت شراباً سأبقي لها ناطورة الكرم و أصبح لها معصرة و أسكن في عصيرها و أضع عصيري في عنقودها فيا طفلتي الصغيرة هذه أغنيتي.
- قيثاراتي مشدودة و صفحة النهر تسري كالمرآة نحو وجهك.تغتسلين في سلوام في ماء الصخرة في بئر يعقوب في الأردن, تغتسلين من فوق, تتجهزين لعرشك .مزاميري تقصدك و أناشيدي تهتف لك مع أنك لي لكنني صرت أنا لك و كما لا يريحك البعاد أنا لن أهدأ حتي تعودي فأنا أيضاً لا أطيق البعاد عنك.ما تركتك و لو تركتيني.ندي الليل شاهد علي حبي.يدي المتسمرة علي بابك تعلن لك كم كنت أتودد إليك.تعالي فأستريح أنا أيضاً فيك و تستريحي في
- هل وصلتك رسائلي.كان في داخلها قلب ينزف.راس تنزف.صدر ينزف.كتبتها بيد مثقوبة.كان فيها منتهي الحب.كل قصائد الشعر.كل فلسفة الفلاسفة و حكمة السماء .كل رسائلي متوهجة بالنور.عطري فيها يجذبك .ترسم لك عرشاً و بيتاً و حنيناً و مجداً.هل قرأتي رسالتي الأخيرة التي قلت لك فيها أننا مستعد للعرس و هو يقترب.هل جذبتك أخباري المفرحة حتي أتيت بلهفة العشاق.ما أجملك حين ترتمين في حضني فتعرف الملائكة أنك عروستي حبيبتي كاملتي.


125
المنبر الحر / رسالة من حبيبك
« في: 16:51 10/11/2018  »
رسالة من حبيبك
Oliverكتبها

- حبيبتي الغالية.فيك أرى جمال كل شيء.هدوءك لي وصف سمائي.جمالك قدامي بهاء لا تعرفه الأرض.في شخصك كل أجواء الفرح.في دموعك اسرار التوبة و ثمر التبكيت.كلما أدمعت عيناك غلبت الحبيب يا حبيبتي.
- حين أدخلك.لا يقاس دخولي إليك بالخطوات.فأنا إلي أعماقك أسبح أو أطير أو أنتشي و أحضانك ما إنغلقت قدامي يوماً.مثلما أبيك أنت.هو أيضاً حنون هكذا و أحضانه لا آخر لها.لهذا حين آت إليك آخذ قلبي و لا أنساه.أضعه راضيا قدام قلبك.لنتحد من غير وصف و نندمج فآخذك و تأخذينني لنبق واحداً.
- حبيبتي ما هذا الذى يتجرأ به الصغار عليك فى آخر الزمان يحسبونك قد شخت و أنت أنت و الصبا في عينيك و الجمال ما أروعك.قوة حبك لم تهن و سلطان قلبك لم يهتز و الشباب يكللك فماذا ظنوا بك؟
- الذين كانوا يدعون عشقك أهانوك و الذين ربيتيهم رفعوا أعقابهم عليك و لا أدب.كانوا بالأمس يتفاخرون أنك جعلتيهم إليك مقربين و الآن يتباعدون و الجبن يعتريهم .إقتربوا إليك زهواً كي يسرقوا جمالك و إبتعدوا عنك زهواً كأنما بدونهم تنقصين و هم الناقصون.
- حبيبتي التي بدلوا ثيابها دون أن تسأل.ألبسوها السواد و هي فرحة.ألبسوا البياض و هي تبكي.كيف لم يعرفوا قلبك.كيف إختلط عليهم كل الحق.وصموك بما لم تفعليه و أدانوك و أنت البريئة و لم يعتبروا أنك حبيبتي و لا نظروا في عيني و تكلموا.
- حبيبتي أنا لك و أنت لي.هم تغيروا و أنا باق عريساً.أرادوا أن يسرقوك مني فكشفتهم و أبقيتك نبيلة النبلاء.دقوا علي الرأس دقاتهم أما أنا فعلوت عن نظراتهم فتخبطوا في عماهم لكي يدركوا أنهم الصغار لا أنت.ليس عريس غيري لك و لا حبيب مثلي لك.إنما سراق و لصوص من قالوا أنهم العريس و ما هم في أعظم مجدهم إلا أصدقاء العريس.فإتركوا العروس لي لأنكم غرباء.
- حبيبتي يدي ممدودة.عيني عليك منفتحة عن آخرها.أنت تعرفين صوتي كما أنصت لصوتك و نتبادل كؤوسنا.لقد شربت كأسك حتي الثمالة و أنت تشربين كأسي فتنهضين بلا ملل.أما رأوا وجهك؟ كالسماء نقية.كالورود رقيقة.أطياب الحب منسكبة فيك و منك منسكبة في أيضاً.ألم يلحظوا شبهي عليك فكيف تجرأوا من غير ضابط.هاجوا كأنهم ليسوا رعاة.مع أنني لخدمتك خصصتهم.لكن قلبهم كان يرعي بعيداً.فتمسكي بي لا تهتمي.فأنا أصنع رعاة جدد.يهتمون بجمالك و لا يقتحمون حجالنا.
- حبيبتي لا تبال فكل بصمات الظلام منك ستنمحي.تبق فقط أصابعي تتشابك بأصابعك كخطيبة الأبد أنت.من يستطيع أن يفكنا فإختبئي فيَ.لملمي أطرافك لأني عازم علي إصعادك لكي تبصري كيف يحلو اللقاء.فتتبعثر تفاهات الكلام عنك.تنفك عنك إتهامات المغيبين.تبقين أجمل حبيبة عرفها الوجود حتي يحن الوجود أن يوجد فيك ليبق موجوداً و لا ينمح.
- حبيبتي إجمعي ترانيم الأطفال لعُرسنا.ضعي في مقدسك أسرارنا فعليها يستند حبنا.إفتحي رسالتي لك و إقرأي أشعاري لكي كلما أرادوا طمس حديثنا لا ينجحون.الذين تعلو أحادبثهم علي حديثي لك يخجلون و تبطل حيلتهم لأنني إليك أتكلم و لا يرتفع صوت فوق كلمتي.الذين يريدون أن يسرقوا منك مجدي سأقدمهم كلصوص و لا استر خزيهم.الذين سرقوا بهجتك سأستردها لك أضعافاً و أرد البسمة غلي شفتيك و يملأ الفرح عمرك و ليس هذا كل شيء بعد.سأجعل الكواكب تسجد لك كما سجد أخوة يوسف لأخيهم.سأجعل الشمس و القمر قليلان قدام بهاءك كي لا يتطاول الجاهلون فيما بعد.الحرية في قلبك أسكنتها فتدينين عبودية المرائين.
- حبيبتي يا من وهبتك أختامي.يا من منحتك ايامي بلا آخر.يا من أحببتك حتي قبل أن يكون هناك صبح كأنك الصبح للأرض كلها.أنا هنا لا أتأخر عنك.حبي لك.القليل و الكثير لك.ستمتلئين بغير مكيال.لكي يغِير منك عشاق الأرض و يطلبون عشقك.فما أنت مثل أحد يا حبيبتي بل أنت الواحدة التي من أجلها هان الموت عندي.صارت لك قيامتي و كل وعودي.فكيف يحسبونك فقيرة أولئك المعدمون.ماذا لديهم بدونك و أنا في خزائنك أودعت ميراثى.
- أنا صنعتك و ليس غيري.بنيتك علي صخرتي و لم يكن بناءك بأيديهم.هم ناموا طويلاً و أنا ساهر أحرسك عيني لا تغفل.سقطوا في ذواتهم و أنا قائم لك أهدهدك كطفلتي المدللة .من يتجرأ عليك سأجرده .هذا وعدي و هذا حكم حبي لك.فتعالي في أحضاني و استريحي.أتعبوك هؤلاء الذين صنعتهم ليخدمونك.عندي ملائكة ستخدمك لا تبال.و كل من يمتدح حبي لك سأجعله نجمة في يدك و كل من يعطيك من حبي لن يخلو عمره من البركة.قدستك و أقدس من يجثو لي قدامك.وصلتني هداياك مع مظالمك و لن أهدأ حتي تنالين من الحق حقك.مكافآتك لو يعلمون لا حصر لها.فهم لا يدركون أن قلبي صار قلبك.شريان دمي ينبض فيك حياتي.لهذا لا موت فيك و لا لو إنفتحت أبواب الجحيم و تصورت كل آلاته نحوك .ستبقين مرفوعة الرأس لأني رأسك.فهل ظنوا أنهم يشمخون علي و أنا أبيدهم كنفخة|,بعيدين كانوا أو قريبين.إطمئني و إغزلي لي ثوباُ أفتخر لك به قدام أصحابي.أقول لهم هذه إمرأتي و هذه صناعتها حب و تسبيح وجمال.ملح الأرض في يدك و حيثما شئتي أنثريه.صوتك مسموع ما دامت رسالتي مفتوحة.هذه رسالة حبيبك فلا يشغل فكرك سوي سلام سلام .

126
بالمسيح غالبين و سنغلب
Oliver   كتبها
- فيك أثق يا ملك الملوك و رب الأرباب.متي غلبت لي لن أبقى مغلوباً أبداً و لن يجتاحني شعور بالهزيمة.لست إبن الضعف بل إبن روح القوة و النصرة.رأيتك تأخذ إبراهيم تاركاً أملاكه يتحسر عليه أهل عشيرته حتي يكادوا أن يظنوا أن الرجل أصابه جنون.سار الرجل بكلمتك.لا يعرف أين تنتهي مسيرته و لا كيف و لا لماذا. حتي أوصلته أرضاً حسبت أملاكه فيها بقدر شهوة قلبه .لم تحدد له مقدار ميراثه بل حررته ليأخذ كل ما يستطيع أن تمتد إليه أبصاره و قدماه.أنا إبن لإبراهيم و إبنك.غالب أنا و لو قال أهل وطني أنني عابث مستهين بما تركت.عشيرتي أنت و أنت ميراثى و حصتي في الحياة بل حياتي.سمعت صوتك فكان لي للفرح فتبعته فرحاً.
- رأيتك تأخذ يوسف من حضن ابيه.لم تتركه لمزيد من تدليل الأرض حتي بدوت لأبيه يعقوب كأنك لا تبالي  ما كان يعرف سوي أنه فقد طفله المدلل.خدعه أبناؤه بهدية فضلته عنهم بها ,فغمسوها في الدم و صارت له كميناً.بعض هدايا الأرض قاتلة.باعوه لكن وفق خطتك فما نحسبه خسارة هو ربح لفضل معرفتك أيها الرب يسوع.كل من قابلوه إندهشوا لنعمة في عينيه في كفيه في صوته فصاروا قدامه ضعفاء و سلموه الرئاسة أينما حل حتي في السجن و إلي أن خرج من السجن صار علي عرش مصر بالنعمة.أنا إبن يوسف هذا المأخوذ من تدليل الأرض إلي تدليل السماء فلا السجون تجعل قلبي يتعثر فيك و لا تهم ظالمة تأخذني منك و ما أحسبه ظلم هو مقدمة لنعمة مخلصة لكثيرين.فخذ يوسف إينما شئت و ضعه حيثما شئت لأن النعمة تجعله وريثاً لأبيه الصالح مهما غابت الرؤي و تكالبت الضربات حتي نظن أننا قد تركنا.يصرخ يعقوب و أبناؤه تخدعه و يصرخ يوسف و الناس تخدعه لكنه تعلم ما تصنع و متي يحين أوان التعويضات .
- رأيتك تأخذ شاول من جهالة أفعاله.تترك الصكوك في يده حتي لا يعد يراها و هي في يده.تتركه يصول و يجول فيظن البعض أنه لا ضابط و لا مراقب.حتي تظهر بجبروتك لتؤكد أنك كنت تتابع كل شيء و تتدخل حين تر بمشيئتك الصالحة أن هذه النفس قد إستنزفت كأسها.تأخذه كفيفاً لتجعله يبصر أمم الأرض القديمة بشخصك العجيب.حتي حين شك البعض أنك لا تبالي وجدوك تنتقم غير نقمة الناس.تقتل الشر و تغير الشرير فيصير لك مغلوب و اسير.يكرز و يفتخر بأنه الأسير في الرب.لأنه غنيمة حرب بين المسيح و مملكة إبليس.من هناك أخذته لأنه مِلكاً أصيلاً لخالقه.ثم بالنعمة المخلصة جعلته منارة و عموداً عظيماً للإيمان.أنا إبن بولس أسيرك هذا.أتعلم منه كيف ينتزع الشرير من الشر و يدمج في أقدس جسد علي الأرض و السماء جسد مخلصنا.
- حين أري صراعات الداخل أعرف أن الخارج قوي.حين أري صراعات الخارج أعرف أن الداخل قوي لكن حين أري ضربات من داخل و من خارج أعرف أنك أنت القوي فلا أهتز و لا أرتاع.عندك التدبير و أنت تعلم ماذا تفعل و لا تحتاج مشيراً.لهذا لم أبالي براع يترك المحراث و ينظر للوراء حتي لو يسميها إستقالة و لا راعني عودة المستقيل مهما بدت تبريراته فأنا أعلم أنك لا تترك الرعية للذئاب و لا تترك رعاتك يرعون في أرض غريبة فتأتي بهذا و ذاك و تلك و يصبح الجميع رعية واحدة لراع واحد.أراك تسند اسقفاً لا يسير إلا بكرس متحرك مصابا بأنواع شتي من السرطانات لكنك فيه تتمجد فأعرف أن للنصرة معني ليس من معاني الأرض بل هي غلبة روح اليأس و إقتناء الرجاء. لهذا لا أبالي بأخبار يقدمها إبليس كأنها هزيمة لا أتقاسمها و لا فضول في نفسي لها و أرجو أن نكف عن تداول الإحباطات.فليحدث ما يحدث لأنها خطة إلهية ليستقيم الراعي و تستقيم الرعية و نعود ننقاد بروح الله لا الناس.كلنا نعلم أننا في المسيح غالبون.لن تهزمنا أو تشغلنا الأخبار و الأفكار بل ليكرسنا روحك لما فيه إنتصار.لنكن أصحاب فكر الغالبين.الذين يرتفعون فوق الضيقات محمولين علي الأذرع الأبدية.الذين ليس للهموم سلطان عليهم و لا تخترق أحزان ليست للتوبة قلوبهم.بل يبق بالحب درعاً للإيمان في القلب تحرسه فلا تخترقه سهام إبليس المتوقدة ناراً.
- الغلبة في المسيح تعني الوحدة في جسده.لا تدعوا أي خبر يفتت وحدة الجسد. لا يأخذنا إبليس لمجادلات غبية و تفريعات و تحزبات فهذا ضد ذاك و هذه ضد تلك  لا تسمحوا لإنسان ولا حتي ملاك و لا رئيس ملائكة ساقط بغستدراجكم لتهاجموا كنيستكم فهي أنتم و ليست غيركم.إهتموا بالمحبة فهي سر الإنتصار.بالمغفرة التي تدك حصون إبليس و تبيدها.كونوا رجالاً روحياً .فليس للغالبين النحيب و الإعتراض بل لهم فرض الشروط و حسن الميراث.فإفرضوا شروطكم بثقة في المسيح و ستجاب لكم.إنتهروا إبليس بثقة فيهرب من أفكاركم .إحرقوه بإسم يسوع المتكرر في طلباتكم و بعلامة الصليب هذه هي شروطكم عليه.أطلبوا ميراثكم مهما تعاظمت أشواق قلوبكم فللغالبين ميراث لا يضمحل بل يتمدد.بالصلاة و الصوم نجتاز أي محنة.فهل أدعو الكنيسة لصلاة و صوم حتي يتوب الكل الكبير قبل الصغير و نعود لروح الله يقودنا و المحبة توحدنا و ننبذ ما ينسب للمهزومين.هل نستبدل نداءات الإستنجاد بالناس بنداءات لصلاة و صوم و تذلل؟
- لما تقرأ الدماء في الصور ضع المسيح قدامك في الجلجثة.فلن تعرف الأسرار إلا من حيث لقي خصمك الهزيمة.هناك ضع قلبك مع المنتصر.هناك يضعك علي عرشه إن غلبت.فإغلب حزنك و يأسك و شكواك.قم كاسد للأسد.إجعل صلاتك زئيراً يرعد الشياطين.إجعل صومك هجوماً علي حصون إبليس فتندك عن آخرها.أنت إبن هذا الإنتصار لا تنس.كن قوياً لأنك إبن الجبار لا إبن المغلوب.إبن ملك الملوك لا إبن المطرود من السماءالساقط علي وجهه حتي إلي قاع الجحيم.قيامة المسيح فيك تنصرك حتي علي الموت.هذا وقتها لنعيشها فلا تبق فقط عيدا نحتفل به بل الآن نحن في حاجة لنقتني قيامة الرب الحية.لتحتفل بنا قيامة مخلصنا و تأخذنا أسري محبته.فهذه اشواق قلوبنا.يا ربنا يسوع بك غالبين و لك وحدك ننكسر متضعين فهذه هزيمة للخطية أن ننكسر لك و هذه نصرة للبر أن تأخذنا في غلبتك.

127
المنبر الحر / المنيا في عيد الحب
« في: 19:17 05/11/2018  »
المنيا في عيد الحب
Oliverكتبها
- إذا وصلت خطواتك إلي المنيا فإخلع نعليك لأن هنا مذبح الله.عناق الله لقديسيه.هنا نتعلم الحب في أسمي معانيه.هنا لا نرسم قلوباً في الهواء بل نجدها مرسومة بالدم علي الرمال.العذاري هنا لا يحملون الدمي بل ينزفون حتي الموت حباً.هنا تضع الرجال حياتها هدية و النساء بجوارهن يبتسمن للملائكة. الأحضان أبدية. ليس لكيوبيد سهم هنا بل سيوف تأتي من كل صوب تخترق القلوب وتؤلم الناس حباً ثم  تمضي تاركة بصماتها علي الأوراق و الجدران و السيارات و الأرض كلها.هنا رسم لا ينمحي يخرج من الحبيبة إلي الحبيب.و إصبعين منكسرين يشيران إلي مكان الزفاف الأبدي.يضع علي اللافتة سهم يخرج من هنا إلي هناك.إلي أبعد هناك تتوقعه.سهم لا آخر له.يصل حتي قلب الله هذا عيد الحب في المنيا.و أكف ضارعة تهتف فالشباب هنا حاضرون الحفل كله.
- في المنيا عيد الحب متسع إلي أقصى مداه.ليس بين الأرض و السماء فاصل يفصله.فكل العشاق منها ينطلقون و لا شيء يعوقهم عن حبهم الأبدي.طلقات الإحتفال هنا لا تنقطع إلا لتبدأ من جديد.حفلات الحياة تبدأ بعد الموت مباشرة.حين يبدأ حفل الحب يحضر كارهو الحب و ظلمتهم تحيط بهم فيجدوا نجوماً في الأرض تنطلق تكشف ظلمتهم و تفضحهم.فيبدأ الكارهون في قتل طيور الحب و كلما يقتلونهم يقومون و ينطلقون.يرتفعون فوق الأحقاد.الكارهون بأعلامهم السوداء و المحبون علمهم فوقهم محبة.ينتصرون بالحب للحب.في أورشليم جلجثة العريس و في المنيا جلجثة العروس و الأجراس تجمعنا.
-حين رأي الشرير كرسياً للرب هنا جاء يقتحم الأسوار و البيوت و الأسرار ليضع كرسيه ففشل فأراد أن ينتقم من محبي الرب القدوس.هيج بغوغائيته صبيان الشوارع.أحرق و نهب فوجد العذراي تغتني؟ كلما أخذ منهم يزدادون نعمة.ضاعت كل الحيل هباءاً فليس للشرير غلبة علي المحبة و لا نصيب للظلمة لمن سكنت فيهم محبة المسيح.يهيج حتي أعلي كراسيه و يخمد و لا شيء يبقيه.كلما نشر اللون الأحمر وجد العروس تتألق في بياضها.هنا يتعلم الإنسان درساً كيف يصبح الحب بطلاً.كيف تغلب البراءة بنادق الجبابرة من غير مجهود. الجروح بلا عدد تفوح كالأطياب فيرق قلب الحبيب و تكثر قبلات الحب .
- الحب في المنيا يستوطن القري كما المدن.يسكن الأزقة و هناك يحتفل من غير خجل.عند الركام تستعلن بذاره و علي رؤوس مضرجة تستعلن ثماره. هنا دقات عيد الحب فوق الرؤوس و قلوب الأبرار تلتهب عشقاً.هنا تكلفة الحب تدفع بسخاء.تقدم الكنيسة للعريس باقات من أحلي زهورها.لا تبخل عليه بأجمل ما عندها.الورود تتوالي.جبال الحب لا يحدها إرتفاع.تظل صاعدة حتي تلتقي الحبيبة بحبيبها.هؤلاء الناجين من سيوف و لهيب صاروا بأنفسهم هدية للحبيب.صار الحب في المنيا أكليل كبير.
-الميزان في يد الحق لا ينكسر.القلب في يد الحب لا ينكسر .صوت الحق كذلك لا ينكسر فإفرحوا فرح الأبناء الحقيقيين و إمتلأوا تعزيات لأنه علي أسوار أورشليم تم تنصيبكم حراساً.تتألق بكم و يخبو آخاب كسيراً.يبطل عمل إيزابل و ينهد عرشها و لا يبق لها سوي بعض كلاب تلحس قروحها.لا تبق للمشتكي حيلة إلا و تداس بأقدام المستنيرين.تعلن السماء عن خلاص مدينة فيصير فيها للحب مذبح و ميناء حيث يسكن فلك النجاة ينتظر الراغبين في النجاة ليتعلموا ما فاتهم من دروس الحب.

128
المنبر الحر / تكلفة الحب
« في: 19:10 01/11/2018  »
تكلفة الحب
Oliverكتبها
- كل العالم تم شراءه بدم المسيح .لأن محبة الآب كانت تكلفتها موت الإبن.بموته اشترانا و دفع الديون عنا.فعلمنا كم هو مكلف هذا الحب الإلهي.نحن أخذنا حبه مجانا أما هو فإقتناه بتكلفة رهيبة إذ من أجل حبه قبل الموت للمصالحة.
-نحن مثل الله.لا يمكن أن نحب بغير تكلفة.فليس لمحبة اللسان قيمة بل للأفعال وحدها برهان المحبة المقنع.شركة المحبة الإلهية لا تنفصل عن شركة الآلام.فمن يقدر علي تكلفة الحب يأخذ بقية الفضائل مجاناً.لأنه متي إنسكب روح المحبة فى الإنسان فإنه يأتي بثمر كثير من صفات الله لنا.كل تكلفة للحب ما هي إلا ومضة تختفي قدام محبة الله اللانهائية.
-قد تكون تكلفة الحب موتاً كما صار لشهداءه القديسين منذ هابيل و إلي آخر الدهور.فيصبح تبادل الحب بتبادل الموت.هكذا صار للمعمدان و تلاميذ الرب يسوع و هكذا يصير منذ الكنيسة الأولي و من جيل إلي جيل.فمن يقدر علي هذه المماثلة لحب المسيح يجد نفسه غالباً علي عرشه و يبق متحداً بهيكل السماء و مذبحها و ذبيحها  الذى هو المسيح رب المجد.
-ربما تكون تكلفة المحبة هي إحتمال الظلم.هذا ما لم يمنعه الرب حتي عن أمه البتول فظن فيها الناس ظنونهم الشريرة و ظل السيف يجوز فيها حتي وصل بتمامه عند الجلجثة.مثلما ظلم إبنها فتذلل و لم يفتح فاه.كثيرون من القديسين و القديسات دفعوا تكلفة الحب بإحتمال الظلم.حتي إتهموا القديسة مارينا بأنها رجل زاني.و كذلك فعلوا بقديسين بتوليين كثر فإحتملوا الظلم حتي بانت محبتهم للملك المسيح و للناس أيضاً.حين تكون الإتهامات من غير حساب يكثر الظلم.حين القضاء لا يخش الله يصبح قاتلاً و ضحاياه أبرياء.كم من مدانين كل تهمتهم أنهم أحبوا المسيح. كم من المنفيين حرموا من أوطانهم بسبب الظلم مثلما نفي يوحنا الحبيب إلي بطمس.
- و قد تكون تكلفة الحب تجرداً من كل شيء أقرب للموت منه إلي الحياة.هكذا كان الثمن الذى أنفقه أبونا إبراهيم من قلبه.فأطاع و تغرب تاركاً كل شيء و هذا فعله القديس أنطونيوس و كل النساك و العباد و ساكنو البراري من أجل عظم محبتهم للملك المسيح .هكذا فعلت المرأة التي وضعت الفلسين فقد كانت تضع حياتها في الصندوق عالمة أن الذى أخذهما هو قادر أن يحييها.كما فعلت أرملة صرفة صيدا و خبزت الفطيرة الأخيرة لإيليا النبي مفضلة حياته عن حياتها و حياة إبنها فنالت البركة التي لا تفرغ.هكذا باعت المرأة ساكبة الطيب كل شيء و اشترت طيباً لتكفين المخلص و تحملت قساوة يهوذا و تعنيفه لأنها بددت فرصته للسرقة.
-كما كانت تكلفة محبة المسيح هي جرحه في بيت أحباءه أكثر التكاليف مرارة. خاصته رفضته.البنين الذي رباهم رفعوا عليه عقبهم. هذه هي جراح المسيح في أجساد أحباءه. كان أولاد يعقوب أب الآباء أصل أوجاعه بحقدهم علي يوسف أخيهم و كذبهم علي أبيهم.هذا ما عاناه أيوب البار من زوجته و داود النبي من ميكال زوجته.هذا ما عانته الكنيسة ممن ولدتهم فإنشقوا علي الإيمان بهرطقاتهم جاحدين محبة الأم و الأب.هذا ما يواجهه الذين قبلوا المسيح دون اسرهم فصارت عائلاتهم تبحث عن قتلهم كالمجرمين.هؤلاء مجروحون من أقرب الناس إليهم.هذا أيضاً ما يعانيه الآباء من عقوق بنيهم.المتزوجين من خيانة بعضهم.تكلفة المحبة أصعب حين تأتي من صديق كان ألزق من الأخ كما كان يهوذا الخائن.
- الذى يجعل تكلفة المحبة ممكنة هو الثقة في محبة الله المجانية. أما محبتنا فمهما دفعنا من تكلفة لها فهي لا تساوي شيئاً قدام موت الإله.لذلك يحمل المحبون صلبانهم بالشكر و يفرحون في ضيقاتهم و يسبحون في آلامهم حتي في الأتون.المحبة سهلة لمن يبصر حامل خطايا العالم كله قدامه.سهلة لمن يغفر و يتضع.المحبة هي رباط الكمال و سر الفرح .تبدو تكلفتها  صعبة لمن لم يحب بعد.لمن يراها من الخارج لكن ما أن تدخلها إلا و تجد نفسك محمولاً بها إلي جميع الفضائل حتي قلب الله ذاته.
-تكلفة الحب قد تكون إرادية.كما فعلت العذراء القديسة مريم و نذرت بتوليتها لمخلصنا الصالح. كما فعل الذين باعوا كل ما لهم و تبعوا السيد,تركوا الشباك و تبعوه.كما فعل الذين أبغضوا ذواتهم من أجل ذات الرب.الذين وثقوا في أنه يعوض و يجازي و يبارك.و قد يتكلف الحب ثمناً إجبارياً كالشهداء و كما قدم أبراهيم إبنه مجبراً من محبته فقط التي تجلت في طاعته للسيد الرب و تجلت أيضاً في طاعة إسحق الذى قبل الموت بإرادته.كاد أبوه أن يذبحه و هو راض بالتكلفة حتي الموت.لولا أن الرب إكتفي بهذا الإمتحان المؤلم.نال أب الآباء قسماً إلهياً و وعداً لا ينحسر أنه من نسله  من إسحق يأتي المسيح الذى فيه تتبارك كل قبائل الأرض.و تباركنا كلنا بمحبة مكلفة.لندفع بسرور التكلفة من أجسادنا بالصوم و الصلاة و السهر و من نفوسنا بالصبر و الإحتمال و من أرواحنا بالتأمل و تذوق الملكوت فالإنسان كله يدفع تكلفة الحب لذلك سيتبارك الإنسان كله في الأبدية بجسده و نفسه و روحه.و يزيد عليه المجد.
 -المحبة أبدية لكن تكلفة المحبة مؤقتة.لا تدوم إلي الأبد.هي فقط تأخذنا إلي داخل الحجال.هي إتفاق مشيئتنا مع مشيئة الله.هي تبعية للمصلوب من غير تذمر.هي صبر القديسين.هي آلام العالم الوقتية سواء في الصحة أو في الرزق أو في المجتمع.هذه كلها كلا شيء بالقياس إلي محبة المسيح.فلا تستصعب التكلفة فلا محبة من غير تكلفة.فإن وجدت تكلفتها ضئيلة فإصنع لها تكلفة إضافية من أجل المحبة.إبحث عن آلام الآخرين و شاركهم.عن حاجات الآخرين و زد سخاءك.إبحث عن المتروكين و إجعل قلبك و بيتك فندقاً للسامري الصالح.هكذا تعرف أين تنفق الدينارين.تكلفة المحبة هي ثمن الطيب الذي تسكبه علي رأس السيد.فإذهب للمحتاجين و المساكين و المرضى و الضعفاء و اشترِ زيتاً فهؤلاء وحدهم الباعة لمن يريد أن يدفع تكلفة الحب فيحب لا بالكلام و لا باللسان بل بالعمل و الحق.


129
المنبر الحر / حين تحب
« في: 20:32 31/10/2018  »
حين تحب
Oliverكتبها
- الحب مثل اللهيب يمتد في القلب.نار لا تطفئها السيول.سيول لا يستطيع سد أن يوقفها.فمتي أحببت دع المحبة تشغلك بأكملها فهي لا تسترح إلا إذا شملت كل القلب كل النفس كل الروح كل الكيان.لن تهدأ حتي يكتمل الأمر كله.تسيطر علي الإرادة و تحرك الأفكار و تعدل العبارات.فأجمل إنتصار أن يغلبك الحب.أجمل هزيمة أن تنتصر للحب لا لنفسك.فمتي أحببت إجحد ذاتك.لا ترها كبيرة أو صغيرة بل إنشغل بالمحبة عنها فتكون عملاقاً دون أن تقصد أو تدرك.
- حين تحب تتغير رؤيتك للعالم.للأحداث.للأشخاص.للحاضر و المستقبل.يجعلك الحب محمولاً بقوة ليست قوتك.منطلقاً إلي ما لا نهاية دون تعب.حين تحب لا تعد للناس أخطاء لا صغائر و لا كبائر بل أنت تتنقل كالفراشة من حب إلي حب.تربح الأعداء مثل الأصدقاء.تصبح غنياً دون أن تملك مالاً.تصبح قوياً دون أن يبدو عليك ذلك.تصبح رقيقاً من غير جهد.حنوناً من غير قصد.
-أعظم قوة في العالم ليست القوة النووية و لا الهيدروجينية.أعظم قوة تغير العالم كله هي قوة المحبة.تحول قلب الأمم.تجتذب الشعوب للبديل الأعظم في الحياة فيفتر العنف و تنهد قوي الشر لأن الأقوي منها سكن بيننا.قوة المحبة لا تفوقها قوة.
-لا توجد صلاة مقبولة من غير حب.العبادات المرذولة هي فقط التي لا تستند علي المحبة.العلاقات الفاسدة لا حب فيها .ليس الحب كلمة نرددها بل فعلاً نمارسه.ناخذه من مصدر الحب ابا ربنا يسوع المسيح و نكرز به للدنيا.فكل الأفعال من غير الحب ميتة.كل الأقوال من غير صدق الحب غاشة.القبلات و الأحضان من غير الحب خطية.الحب يقدس كل الإنسان لأنه في القلب يضخ مع الدم قوته.يسري إلي مراكز المخ بأكملها فيصير الإنسان أيقونة تعكس صورة المسيح المحب و المحبوب.متي تحب يصبح الحب أمراً في طبيعتك فتحب كل يوم حاملا الصليب .لا يوجد غسيل للمخ من قذارات الخطية أفضل من إنسكاب المحبة في القلب بالروح القدس المعطي لنا.لا يوجد تجديد للقلب من غير محبة الثالوث الأقدس.فلنمجد الله بالمحبة التي أخذناها منه و نقدمها له ثانية في صورة تسبيح و شكر.
- متي نحب فإننا نخرج عن نطاق الزمن إلي الأبدية لأن المحبة لا تسقط و لا تتلاشي و لا تضمحل .المحبة ضد جاذبية الأرض فهي تضعنا معها إلي فوق.من يحب يجعله الحب كائناَ سمائياً لا يخضع لقوانين الأرض إلا قليلاً.الحب دائرة أوسع من الفلك أعمق من البحار أعظم من الكون فمتي إكتسينا بالحب ندخل و نخرج من الأرض كيفما شئنا.لا سلطان للجاذبية علي أرواحنا و لا أفكارنا فهي دوماً صاعدة.حتي الجسد يمكنه ذلك أحياناً.
- متي أحببت لا تضع علي الحب قيوداً.لا ترسم للحب حدوداً.فالمغفرة تتكرر دون عدد.المراحم تتجدد كل صباح.فكيف يحصرون الحب.بل ما أحلي أن ننحصر نحن في المحبة.نتركها تأسرنا و نتلذذ.نسلم أنفسنا من غير شروط.نحب حتي نتعلم الله.متي أحببت فلا خوف فيك و لا عليك بل يبق الحب وحده يملكك.محبة المسيح تحركك فتنبهر من حرية المحبة.فإن كانت المحبة أعظم قوة في الوجود فإن حرية المحبة أعظم حرية نقنتنيها حتي في الأبدية.فطوبي لمن ذاق قلبه تلك المحبة و راق له أن يصبح متكلماً بلغة الثالوث و عرف سر الإنجيل دون أن يفسره أحد سوي محبة الله.
-متي تحب يسقط من ذاكرتك صراع الثقافات و الحضارات .تذوب الأشياء و الأسماء فتنعدم الذات و يبقي الحب ملكاً.ليس للمسافات معني في الحب.فالسماء و الأرض تلتقيان.تتحد كل الأبعاد .تلتقي كل اللغات و تخشع فى أحضان الحب و لا يبق سوي سلام يسمو بك فوق كل الصراعات.لا توجد فضيلة من غير حب فهي الحياة لكل الفضائل و بدون المحبة  تكون الممارسات عبادات وثنية.شريان دم هي في جميع الأفعال الروحية تخرج من قلب الله و تمنحنا الوجود في حضرته.فكيف من غير المحبة نعيش.لذا كل الخلافات تغلبها المحبة و كل المحبة نافعة بكل صورها.فخذها أينما سرت.هي تقبل كل الأوطان و اللغات و الثقافات و العادات.هي تجمل التراتيل و الشعار و الأدب و الفن.هي ترسم البهجة للطفولة و الطموح للشبيبة و السلام للناضجين.خذ الحب في كل مكان فهو يخففك و لا يثقلك أبداً.


130
المنبر الحر / التغيير
« في: 18:38 27/10/2018  »
التغيير
Oliverكتبها
- الموتى يبقون علي حالهم.الأحياء وحدهم يتغيرون. الحكماء يعرفون ما يحتاجون تغييره و الجهلاء يتغيرون دون علمهم.الأبرار يتغيرون لتجديد حياتهم و الأشرار يتغيرون دون جدوي.الشياطين يتغيرون إلي شبه ملاك من نور و لكنهم يبقوا شياطين.الملائكة تتغير إلي شبه أجسام مرئية لخدمة العتيدين أن يرثوا الخلاص و تبق كما هي نورانية.
- التغيير ليس إختياراً.فالناس كالمواسم تتغير.الأمزجة تتغير و السنون تتغير .نتغير كلنا حين تتغير مناصبنا و مسئولياتنا و حتي مشاكلنا و ظروفنا تغيرنا.نحن لسنا كما نظن أننا كما نحن دوماً.لكن أفضل تغيير يفيدنا هو تغيير القلب ليكون ممتلئاً بالله يسكنه الروح القدس و تهيمن عليه محبة الله.فكيف يتغير القلب؟ بتجديد الذهن. كيف يتغير الذهن؟ بموت الذات.كيف تموت الذات؟بالصلب.كيف نمارس الصلب؟ بالنظر إلي المسيح المصلوب ليكون قدوتنا فماذا حدث بالصلب؟
-.صُلب المسيح لأنه أحبنا أكثر من نفسه.صلب المسيح و غفر لأعداءه.صلب المسيح متحملاً آلاماً لا تطاق دون تذمر أو شكوى.صلب المسيح فمات هو و عشنا نحن. هذا مثالنا لنتبعه فإذا سألت كيف تموت الذات فهكذا تصلب ذواتنا و تموت.حين نحب القريب أكثر من النفس.نغفر للمسيئين بكل مسرة و دون تردد.نتحمل أوجاعنا بشكر دون تذمر أو شكوي.نمات كل النهار ليحيا فينا المسيح.فالذات الميتة تترك للمسيح الحي متكئاً في القلب و الذات الحية تطرد المسيح من القلب.بموت الذات يتغير الذهن و يتجدد القلب و يستعيد الإنسان صورة المسيح.هنا يصبح التغيير للأفضل.فأي تغيير يبعدنا عن صورة المسيح هو خطية.أما التجديد فهو بالإتكال علي روح الله القدوس الذى يحفظ فينا صورة المسيح و يغيرنا إلي شبه جسد تواضعه.
- تستطيع أن تغير لغتك.تنتقي ألفاظاً أفضل.تستطيع أن تغير خططك و تختار الأقرب إلي قلبك.تستطيع أن تغير أصدقائك إذا لم يكونوا لك سنداً في طريق خلاصك تتغير إهتماماتك حسب تغير أفكارك.سكني الروح القدس فينا و إحتماءنا به هو الوسيلة التي تضمن لنا تغييراً للأفضل.فإذا كان التغيير أمر حتمي يحدث للجميع فليكن عند أولاد الله تحت سلطة الروح القدس.ثق أنك تستطيع التغيير لأنها طبيعة الحياة.عدم التغيير هو ما ليس من الطبيعة.حتي الفضائل تتغير من درجة إلي أخري.حتي المجد في السماء يتبدل من مجد إلي مجد.لهذا يعد الواقفون علي أرضهم كعمود ملح ليس مرضياً عليهم.المنتظرون الأفضل دون أن يتغيروا هم إلي الأفضل كالواقفين في صحراء ينتظرون سفينة تبحر بهم؟ ما دمنا نتغير دوماً فالأفضل أن نتغير بإرادتنا كي ننتقي التغيير الذى ينفعنا لأبديتنا.
- كل الذين يتعبون أنفسهم في تغيير الآخرين يفشلون.لأنهم لا يقبلون الآخر كما هو.كل واحد ينتظر أن الآخر يتغير؟كما يصنع بعض المتزوجين الذين يحاولون أن يميتوا شخصية الآخر ليخلقوا منهم شخصيات شبيهة بهم.هؤلاء يضيعون العمر في محاولات فاشلة لتغيير الآخر بكل السبل فيتسببون في فقدان الحب,مع أنهم لو قبلوا أن يغيروا أنفسهم لا غيرهم سيستردون نجاح علاقاتهم.فرق بين محاولة تغيير الناس و محاولة تنمية شخصياتهم.نمو الشخصية يتم بالقدوة و التشجيع و الحب و إحتمال الأخطاء.أما محاولة تغيير الناس فيكون الصراع و الجفاء و التعالي هو المتسيد.لذا لا سلام بين هؤلاء المتصارعين.
- تغير بعض الأشخاص قد يؤثر علي البشرية كلها.فتغير شاول الطرسوسي أثر علي مستقبل كل الأمم.تغير يهوذا للأسوأ صار للبشرية قدوة للخائنين,تغير زكا صار مشجعاً لصغار النفوس و أما متي العشار فقد صار تغيره مكسباً للبشرية التي تعلمت من الإنجيل الذى دونه. لا يحسب تغيير الوالدين لنفسيهما مكسب لهما وحدهما بل لأسرة كاملة و تغيير قلب الكاهن هو لكنيسة كاملة و تغيير قلب أسقف للأفضل هو مكسب لكل الرعية.ليس كل تغيير فردياً بل يمكن أن يكون جماعيا كأهل نينوي تغييرا للأفضل أو أهل سدوم و عمورة تغييراً للأسوأ.فالشعوب تتغير كما الأفراد.لذلك تفرح السماء بالتوبة الجماعية و تحزن السماء بإنحراف الشعوب كما إنحرف الإتحاد السوفيتي بالإلحاد ثم فرح الرب بهم حين تابوا و عادوا إلي إيمانهم القويم.
- لا تدع نفسك تابعاً لأحد.إسترشد بمن له حكمة لكن إختر التغيير الذى تطلبه لنفسك.الكتاب المقدس يقدس أشواقك فتشتهي التغيير الروحي.عشرة القديسين تنقي صداقاتك فتتعلم منهم التغيير.الصلاة تستمد من الله قوة التغيير.لا تتغير وحدك لكن لا تدع غير الله يغيرك.فلا يعرفك من داخلك سواك.الآباء ينصحون لكن لا يغيرون القلوب.المرشدون يزودونك بحكمة الطريق لكنهم لا يدفعونك في الطريق.فإعلم أن ما تأخذه منهم هو فقط زاد للطريق أما التغيير فهو طريق الرب يسوع.
- ضع أدوات التغيير في قلبك  و أغلق عليها.كلمة الرب مغيرة تجعل القساوة تلين.الصلاة تغير قلب الحزين إلي الفرح.الصوم و التوبة تغير غضب الرب إلي رحمة.الغفران يغير قلب أعداءك .العطاء يغير ألم الفقراء.الرحمة تغير نفس الخطاة.النعمة تغير ضعف الضعفاء.تعزيات الله تبدل أوجاع الفقد.الإبتسامة تغير الغاضبين منك.الضحكة تغير مزاج البائسين.الرجاء  يغير النفوس اليائسة.السلام يغير الأفكار الهائجة. النجاح يغير مسار الحياة.الإنشغال بالأبدية يغير نظرة الإنسان للعالم و ما فيه.تثبيت العيون علي مسحنا القدوس يغير مصيرنا الأبدي إلي ملكوت الله.فإقبلوا تغييرات كهذه لأنها تصنع منا صورة الله و مثاله.

131
المنبر الحر / أنفاس الله
« في: 18:22 24/10/2018  »
أنفاس الله
Oliverكتبها

- الكتاب المقدس هو أنفاس الله. اللقب الجميل الذى أطلقه القديسون علي كلمة الرب.أنفاس الله حياة الله التي صارت لنا حياة.النَفَس يخرج من الصدر حيث القلب أيضاً.كلمة الله خرجت من قلب الله و بقيت في قلبه ساكنة معه لا تزول لأن السماء و الأرض تزولان و كلمة الرب في قلبه تسكن إلي الأبد. تأتى إلينا و لا ترجع إليه فارغة.كلمة الرب شبكة الرب لصيد النفوس.
- النفس حياة و كلمة الرب حياة.الله نفخ في أنف آدم نفس النفخة .دخلت النفخة آدم فأخذت ما في قلب الرب و سكنت في قلب آدم.لذلك لم يكن آدم يحتاج كتاباً للوصية فالنسمة التي نفخها فيه الرب هي حياة الرب في آدم.كان آدم يتنفس من نسمة القدير لكن لما فقدنا نفخة الله بالخطية باتت الحاجة إلي كلمة الرب المكتوبة.على الأحجار و الرقائق ثم إنتقلت لتكون على الأذرع و الجبهة و فى حكايات الآباء لأولادهم .لكن لما تصالحنا مع الآب بمخلصنا الصالح يسوع المسيح إبنه عادت الكلمة لتكون مكتوبة على ألواح قلوبنا بسكني روح الله مصدر أنفاس الله فصارت الكلمة من قلب الله إلى قلب أولاد الله من غير عائق.
- هل تريد إذن أن تسمع أنفاس الله.عيني الجسد لا تسمع إفتح فمك و أطلب روح الله.إجتذب لك روح الفهم.فالصلاة إلى الله تضع في القلب حكمته لتعرف مقاصد الله من خلال أحداث و أشخاص و وصايا الكتاب.لا يمكننا أن نفهم الله من غير أن نسأله.لذا قال بأنفاسه المباركة وعداً : إسألوا تعطوا,فلنسأل الله فهو وحده يعرف قصد كلماته فيعطينا هذه المعرفة و بها نحيا نتحرك و نوجد
-أنفاس الله تتحد بأنفاسك.تتنفس معها فتتحد مشيئتك مع مشيئة الله . طبيعة الله في أنفاس الله فالإنجيل روحه فإذا كانت لك محبة الله ستكون كلمة الروح لك روح و حياة تتنسمها.لا تظن أن كلمة الله تدرك من غير محبة الله فهذا خداع إبليس.فلا يعرف إنسان إنساناً غيره من غير عشرته و محبته و إلا فإنه يبق غريباً عنه لا يدركه, فكم و كم شخص الرب غير المرئي يصير مرئياً بالمحبة وحدها.تكون كلماته علي القلب منسكبة بالمحبة و تكون أفكاره معلنة لخائفيه بالمحبة أيضاً فمن لا يحب الله لا يفهم الله و لا قلبه يدرك أنفاس الله.
-إذا إنغلقت عليك مقاصد الله في كلماته فإفحص قلبك.لعلك لم تغفر لمن أخطأ إليك أو سهوت عن الرحمة أو ضاع منك لطف الله و صبره فصارت الكلمات كالأختام و الأحداث كالألغاز.تصير كالخصى الحبشى لا تفهم ما تقرأ و لا تفرح بأنفاس الله لذلك إعتمد الخصى فإغتسل من فوق و سكنه روح الله فوضحت له أنفاس الله ,غسل الرب يسوع أقدام تلاميذه و ليس رؤوسهم فهذه هي الأقدام التي سارت بعيداً و تاهت حيناً ينبغي أن تغتسل من توهانهالذلك بعد أن غسلهم  قال لهم أنتم أنقياء من أجل الكلام الذى كلمتكم به.متي عاد الإبن الضال سيراً عادت أنفاس أبيه في  حضن أبيه ركضاَ.الكتاب المقدس حميم إلهي للقلب المنشغل التوبة.وقتها ينفتح السِفر و يأكله العاشقون فيستقر مجدداً في القلب و تعود إلي الكيان الداخلي الذاكرة السمائية.تنطبع علي دواخلنا صورة الله بغسيل التوبة.لذلك لا يفهم غير التائبين كلمة الله كما ينبغي بل يسمعونها فقط للتبكيت .تحملهم كلمة الرب حتي يتوبوا فإن إستجابوا تنمو فيهم أذناً روحية تسمع ما يقوله الروح للكنائس.
- كلما إقتربنا نم الله يقترب إلينا فتكون أنفاسه في صدورنا في قلوبنا .الكلمة تصبح قريبة حين يسود على القلب ملكوت الله و ليس محبة العالم.من يريد أن يقترب من أنفاس الله يضع ـعبه علي صدر المسيح و يرتكن.لا يحمل هماً بل يسكبه بغير تردد لمن يستطيع أن يحمله عنا.يرتاح القلب في حضنه و يتنفس معه.يتنفس مثله.تتحد لغة الإنسان باللغة الإلهية.تأخذ مفرداتك من فوق فلا تقبل ألفاظاً أرضية لا تمجده و لا تظهرك تلميذاً له.لا تقلدوا الألفاظ السطحية فهي تخطف منا لغة المسيح .تجعلنا نتنفس أنفاساً متعبة للقلب ملوثة للصدر و الأفكار.أنفاس الله هي أفكاره الله و بها نتحصن.هكذا نتعلم الكتاب المقدس و هكذا نعيشه و به ننقاد إلي الأبدية.
 

132
المنبر الحر / لا إسعاف للأقباط
« في: 18:57 23/10/2018  »
لا إسعاف للأقباط
Oliverكتبها
- مختل يقتل مسيحي و مسعفون يتركون مصابين مسيحيين للموت .هؤلاء واحد.مختلين إنسانياً و دينياً.هذه المرة وسيلة جديدة لقتل الأقباط.القتل بالإهمال.نعم نعرف قصور الإمكانيات في جميع المستشفيات المصرية خصوصا في المحافظات القبلية.نعم نعرف تراخي الموظفين و إهمالهم .لكن أن يكون هذا الموظف مسعف هنا لا يقبل التراخي و يعتبر شريك متعمد في جريمة قتل نفس بالإهمال.لذلك قبل أن ينتهي المقال أطالب بإقالة وزير الصحة و مدير هيئة الإسعاف و مدير مستشفي ملوي و محاسبتهم كشركاء في جريمة قتل أشخاص بالإهمال.هؤلاء لديهم خلل نفسي تظهر أعراضه علي شكل قصور في الإنسانية و الرحمة وإرتفاع الصوت لإنكار حق المسيحي في الحياة و العلاج و الإسعاف و تركه يموت بلا ثمن قدام أعينهم علي الهواء مباشرة.
- حصل حادث إنقلاب مروري للسيارة و هي في طريقها لزيارة أحد الأديرة .الحادث ليس متعمداً تسبب في وفيات و إصابات خطيرة لكن الحادث الذى يليه لا يقل عنه بشاعة.مشهد الأقباط يتسولون أحداً يسعفهم فيقولون لهم ليس لدينا سيارات ثم لما يضعون المصابين في ميكروباسات و يصلوا قدام المستشفي يجدون سيارات الإسعاف واقفة بكل خير و سلام .و المستشفي تغلق في وجوههم الأبواب؟ رجال الإسعاف مختبئين في الداخل.مدير هؤلاء الرجال يخرج ليشخط في المصابين و ذويهم.كأنه يطالبهم بالموت سريعا و في صمت تام.ثم فجأة يخرج واحد من المستشفي مهرولاً ؟إياك أن تظن أن ضميره إستيقظ فهو يهرول ليأخذ مشمع وضعوا فيه مصاب بين الحياة و الموت.لأن المشمع عهدة و أما المسيحي فبلا ثمن.المشمع أهم .ظل الرجل يصارع علي المشمع و المسيحي يصارع بين الموت و الحياة.
- ثلاثة ساعات كاملة قدام مستشفي و لم يخرج فرد من الطاقم الطبي حتي ليقول للناس ماذا يفعلون؟ لا تقل أن جميعهم كانوا مشغولين في غرفة العمليات مع آخرين فالحقيقة أنه في حالات كهذة يأخذون جميع المصابين داخل المستشفي حتي يتم نقلهم إلي أماكن أخري أكثر إمكانيات .ماذا نقول و البسطاء يستجدون هنا و هناك لعل واحد تغلبه الشفقة الموجودة  حتى في الطيور و الحيوانات لكن البعض لهم قلب من الحجر.هنا يتعلم العالم كيف تهان النفس البشرية.يبصر بلا مبالغة و دون حاجة للوصف  جبروت الظلم  الواقع علي شعب بسيط بالمنيا وما أدراك ما جمهورية المنيا الإرهابية.أناس سمح الله أن يقعوا بين براثن الموت  و من نجاه منهم وقع في أيدي قتلة قساة إسمهم مسعفون و هم قتلة مع مدير المستشفي أقسم قسم أبقراط أن يكون ملاك رحمة و مسعف لكل إنسان.لكن الضمير لم يكن هناكبل خلف أبوابهم كانت الخطية رابضة و كان التعصب متفشياً.
 - في العالم كله الإسعاف يسعف المصابين أما في مصر السلفية فالإسعاف السلفي يقتل المصابين لأنهم مسيحيون و وجود كاهن الكنيسة مع الشعب يفصح عن هوية المصابين مما يبرر قتلهم بلا رحمة.لا تتسرعوا فليس المقال للتشهير بل ليفضح التواطؤ المتعمد حتي زهقت روحين قدام المستشفي و سيارات الإسعاف المركونة قدام المستشفي شاهد علي القتل المتعمد للمصابين.اين أطباء المستشفي ليخرجوا للمصابين في الشارع؟أين الممرضات و ما دورهن؟أين أنت يا الله تحيي تلك الضمائر الميتة.يموت الناس قدام المستشفي التي أغلقت أبوابها قدامهم؟ من يستطيع أن يبرر ذلك؟اين الطيبون في هذا البلد؟
- السيارات التي قالوا أنها معطلة تحركت بعد ذلك .متي تحركت؟ بعد أن شفي رجال الإسعاف تطرفهم بمصرع سيدة و رجل قدام الناس و قدام المستشفي و قدام سيارات الإسعاف المتعطلة . نعم يا رئيس مصر هذا يحدث في مصر.نعم يا وزير الصحة هذا يحدث في مصر.نعم يا مدير الإسعاف المتواطئ هذا يحدث في مصر.دائماً يحدث في مصر حين تكون الضحية أحد البسطاء عامة أما هذا الإهمال البشع فلم نره من قبل.لقد حققتم إنجازاً للموت.سجلتم أرقاماً قياسية في المنيا للتخلص من الأقباط.أهنئكم يا رجال الموت فقد أثبتم إنتماءاتكم للموت لا للحياة .تعصبكم جعلكم قتلة بالإهمال المتعمد.لم نر ملاكاً للرحمة بين المصابين بل رأينا ملائكة الموت تأخذ من لم تسعفونهم .لابد لكم من محاكمة كقتلة و ليس فقط مجازاة كموظفين فأنتم تعديتم حدود الوظيفة إلي إستخدامها سلاحاً صامتاً للقتل ضد أقباط مستسلمين للإصابات لا يملكون من أمرهم شيء.فليكافئكم برهامي و الحويني و حسان و يعقوب أبشروا لن تخسروا شيئا لو فصلوكم من أعمالكم لكن قدام الله سوف يعلن ما خفي في صدوركم.و سيعط كل واحد جزاء أعماله.عيناه تخترقان الأستار و تعرفان الأسرار و ما إتفقتم فيه سراً علي الأقباط سوف يحاسبكم عليه علناً قدام الخليقة كلها .لن ترتاحوا يوماً.ستطاردكم أرواح المنكسرين قدام أعينكم.ستنفضحوا قدام العالم ليعرف أن في مصر تمييز متغلغل في القلب و أن الإرهاب له مليون وجه.
- يا مسيحنا القدوس.نصلي لك كي يعرف العالم أنك أنت الله و أننا نؤمن بك.إن تابوا إغفر لهم خطاياهم.أما إن بقيوا كما هم فإجعلهم عبرة لمن يضطهدك.ليعلموا أننا لسنا ضعفاء لأن ملكنا جبار.هو يدوس أعداءه و نحن نغفر لمن أساء إلينا لكن ليعلموا أن المغفرة منك و من لا تغفر له أنت فهو هالك.من أطاع ذهنه المرفوض تسلمه إلي الهلاك.إفتح بصيرتهم ليكونوا أولاً بشراً ثم صالحين.أما الذين أخذت نفوسهم فنيحهم في فردوس النعيم.الذين كانوا ذاهبون إلي بيتك الأرضي أخذتهم إلي السماوي فلم نفقدهم.هم مستمتعين في نور مجدك و عشرة قديسيك .إبق لنا سنداً فجليات لا يعايرنا بل يعايرك.صرنا هدفاً لسهامه فإرفع صوتك و إنتهره.أظهر ترسك و مجنك لكي يعرف العالم أننا مملكتك المحصنة.لسنا مهملين منك و لو أهملنا العالم فهو كما قلت ضدنا.يكفينا أننا في حضنك و مراعيك الخضر.يفرحنا أن لكل نفس عندك مكان في حضنك.لهذا تعزياتك تغلب أوجاعنا.رجاءك أعظم من آلامنا.
تنويه: هذا اللينك فيه فيدو للواقعة و نشكر صاحبه  https://www.facebook.com/100005320930533/posts/1067464353440919/

133
حرق الكنيسة و حرق الدم
Oliver كتبها
- حرق كنيسة  السيدة العذراء بعين شمس نموذج متكررلحرق دم الأقباط.في عتمة الليل تسلل المتأسلمون من عمارة مقابلة للكنيسة بعض سكانها المتعصبين لا يطيقون شكل الكنيسة . إنتصف الليل و كان يجب أن يخلد الناس للراحة لكن أناس آخرين راحتهم هي في النار و شهوتهم هي في الحريق و متعتهم هي في الخسارة و هوايتهم حرق الناس و حرق الدم..كانوا قد أعدوا زجاجات المولوتوف فوق سطح العمارة.ثم أرسلوا نارهم الساخطة علي كنيسة الله لكن سخط الله ناره أشد .ثم نقرأ في الصحف كالعادة أن الحريق سببه ماس كهربي مع أنه لم تجر تحريات و لا وصل المعمل الجنائي إلي تقرير بعد و لا المطافئ أطفأت شيئاً أو حتي كتبت تقريراً بالحادث الذى وصلته بعد أن خمدت النار آكلة دورين من أعلي الكنيسة  .كان يجب أن يقولوا أنه مس إسلامي و ليس ماس كهربي.فالكنيسة كانت مغلقة و لا يوجد بها أحد في منتصف الليل و لا بها شيء يتسبب في ماس و الزجاجات المتناثرة تفضح التستر علي الحقيقة.-تنشر الصحف أن حريق الكنيسة الهائل سببه ماس فيخرج حاملو النار أبرياء و تموت القضية .لماذا لم نسمع عن حريق في مسجد أو زاوية سببه ماس كهربي؟ هل الماس الكهربي متخصص حرق للمسيحيين و كنائسهم .مثل المختلين المتخصصون فى قتل للمسيحيين وحدهم؟ ألا تخجلون؟
- ما زال الإخوان يحرقون ما زال الإسلام السياسى خصماً للإنسانية كلها.نحن في دولة حُرقت فيها ما يقرب من مائة كنيسة و مبني خدمي في يوم واحد و لم يقبض علي أحد حتي اليوم و لم يحاكم واحد بحرق كنيسة.كأن الصمت علي القتلة مقصوداً بينما نفس الدولة تحاكم خصومها  فقط عن كل ما مضى من غير أن تحسب للتقادم زمناً.يتركون الذين في أعينهم نار و في أياديهم نار ما دام المسيحيون في مصر هم المقصودين بينما لو وقف متظاهر بمفرده يهتف ضد أحدهم لإعتقلوه علي الفور كأنهم ذات مصونة و المسيحيون مستباحون بكنائسهم.يتعمدون حرق دم الأقباط.فالنار منذ عصور قديمة وسيلتهم.منذ حرق نيرون المسيحيين لينير الشوارع بدلاً من تكلفة القناديل.تسلم الإسلام السياسى نفس الراية.يحرق مكتبة الإسكندرية لأنه عدو الحضارة و الثقافة و العلم.ثم يحرق الأديرة و الكنائس و بعد ذلك يرفع راية أن الإسلام دخل مصر مسالماً؟
-حرق الدم مقصود.حتي يأتي زمن سفك الدم و كلاهما إستشهاد.حرق الدم بطئ و سفك الدم سريع و للإثنين إكليل لا يتلاشي لمن يتمسك بإيمانه و محبته و قدرته علي الغفران لكن مع قوة و جرأة في المطالبة بالحقوق.أحيانا يأتي حرق الدم من الأمن نفسه.ينصح مأمور القسم كهنة الكنيسة أن يتم بناء مبني في تكتم لكن بسماح منه.يظن الكهنة الباحثون عن بناء الحوائط أنهم توصلوا لإنجاز تاريخي.ثم متي بدأ البناء يظل مأمور القسم و الضباط صغارا و كباراً يبتزون نفس الكنيسة  كل ليلة و كل مناسبة و كل عيد لنا أو لهم,لأنهم يتسترون عليها.يقع الكهنة في الفخ و ينفقون علي قسم الشرطة أكثر مما ينفقون علي المبني غير المرخص.الشرطة تتعمد أحياناً أن يتم البناء بهذه الطريقة السرية لأنهم يسترزقون منه أكثر. كما أن عدم الترخيص يجعل المبني تحت وصايتهم متي شاءوا أغلقوه و متي شاءوا فتحوه فيبقي حرق الدم للأقباط مستمر.إذ يذهبون للكنيسة صباحا فيجدونها مغلقة لأنها بغير تصريح و طبعاً قانون ( عدم) بناء الكنائس الملعون ما زال قابعاً علي أنفاس الأقباط يحرق دمهم و هو الذى وقفوا له في مجلس الشعب و رقصوا له بإعتباره إنجازاً و هو مهزلة و مقصلة و وسيلة لحرق الدم.
- هنا نتوجه للذين يريدون ان يخلدوا فى العالم بمبانى واعمال واسماء والقاب وشئون إدارية نسوا ان المسيح الذى يخدمونه قال مملكتى ليست من هذا العالم .فاصبحوا دون ان يدروا يتبعوا رئيس هذا العالم . لذلك ربما ما يسمح به الرب من ضيقات هو لاجل ان تنكشف امامهم اعمالهم  أو تغلق أو تحرق كالقش و من يفتخر ببناء كنيسة لا يعلم أن الشعب هو الذى تحمل نفقتها و شارك الله في بناءها. ثمنها دمٌ و حرق دم.مع أننا بكنيسة و بدون كنيسة سنظل علي إيماننا و محبتنا لملك المجد ربنا يسوع فلماذا الخنوع؟ لماذا لا نصر قدام الجميع علي البناء بشفافية كحق اصيل لكل مصري.ما الداعي للمراوغات من أجل الحوائط التي تثقل كاهل الشعب البسيط.عودوا لخدمة كنيسة الله الحية اللحمية و ليست الأسمنتية التي ستزول مع كل الأرض.الناس تئن و ضميرها يتعبها إن قصرت فلماذا لا نخفف عنهم هذه الأيام و نركز في بناء المسيحيين أكثر من المباني.ضاقت المعيشة بالناس و الكنائس تقول ليس معنا ثم تبني و تشتري بيوتاً و أراض و شعبها يحتاج عمل الرحمة.من هذا الذى قلبه مع الحجر لا البشر؟هؤلاء أيضاً يحرقون دم الأقباط.
- نحن لا نعلم عن مبني أو كنيسة بناها الأنبا أنطونيوس.لا نعرف للأنبا بولا إنجازات أسمنتية.ليس للشهداء المشاهير مارجرجس و مارمينا و أبو سيفين و مار بقطر و الشهيدة دميانة ويوليانة و بربارة و غيرهم أي مبني بنوه ينسب إليهم؟ لكن تنسب لهم القداسة و عمل الله فيهم واضح و نورهم يضيء مع تلاميذ الرب كل المسكونة .فخرهم في إيمانهم و محبتهم للملك المسيح.نحن كنيسة الشهداء فليكن لنا سلوك و إيمان القديسين.نريد كنيسة متماسكة بالحب و الرحمة و النعمة.لها كمال سيرة القديسين التي يجب أن تتضح في كل خادم و كاهن و شعب.فلتكن إنجازاتنا هي في الكرازة بإسم الثالوث الأقدس و عمل المصالحة بين الناس و ترميم الثغرات.غير ذلك هو عمر و عمل و مال مهدور .

134
المنبر الحر / لماذا يختل القتلة؟
« في: 20:07 16/10/2018  »
لماذا يختل القتلة؟
Oliver كتبها
- حتماً فإن القتل خلل و القاتل مختل.لا يمكن أن يكون اي مجرم و خصوصاً القاتل سوي النفس لكن خلل نفسه لا يبرئه.كل من يحلل القتل مختل القلب و النفس. كلنا كمسيحيين نسأل و ليت من يجيب. ما السر في المسلمين المختلين؟ لماذا يختل مسلم قاتل دون سواه؟ لماذا إذا إختل مسلم يقتل؟ لماذا إذا قتل مسلم تكون الضحية مسيحي؟ ما هذا الخلل المنظم جداً ؟ كونه نظام ثابت, خلل و قتل و القاتل مسلم و الضحية مسيحي إذن هذا نظام متسلسل لجهة واحدة و مصدر واحد . قاتل واحد متسلسل لكنه ما زال قابع ربما خلف آياته أو خلف رتبته أو خلف أمواله أو خلف مصالحه  أو خلف حماية من سلطة أو خلف هذه كلها مجتمعة معاً ,لكن وجود اي نظام هو في ذاته ينفي أي خلل و يثبت القصد و عدم الخلل.
- هل يختل المسلم بسبب غسيل المخ؟أم لأنه صار متديناً بالحقيقة فأراد أن يطبق سورة القتال و سورة التوبة و آيات الإرهاب علي أرض الواقع؟ أم هل يفصح لنا أي إنسان لماذا يصيب الخلل أولئك المسلمون المحاربون وحدهم؟ لماذا مثلاً لا يصيب نساء المسلمين؟ هل الخلل مرض ذكوري فقط؟منذ متي؟ لماذا إذا إختل أحدهم وضع خطة للقتل ؟ كيف يضع المختل خطة للقتل و هو ما زال مختل؟ يعرف كيف يختار الضحية و كيف ينوي الإجهاز عليه و كيف ينفرد به و كيف يختار الوقت و الوسيلة و كيف سيهرب و اين و ماذا يفعل إذا قبضوا عليه و ماذا سيقول ؟ هل كل هذا التنظيم يصدر من المختل ؟فكم كان سيقتل لو شفي من الخلل؟
- من أجل السادة المختلين بالذات أوضح أن الخلل النفسي هو حالة عابرة تقصر أو تطول تصيب نفسية أي إنسان و هي تعبر علي الجميع تقريباً.سكان الأرض عانوا أو يعانون أو سيعانوا من نوع ما من الخلل النفسي في وقت حزن أو فقد أو خسارة.فالأخبار السيئة تحني ظهر الرجال.كلنا نتعرض لهذا الخلل و يبقي السؤال لماذا لم يصبح معظم سكان الأرض قتلة؟ ببساطة لأن الخلل النفسى  لا يقود تلقائياً للقتل.فإذا قاد للقتل فإنه يقود بالأولي للإنتحار فلماذا لا ينتحر المختلون في مصر؟ فقط يقتلون المسيحيين إذا إختلوا فلماذا لا ينتحرون مثلاً إذا صحت تلك النظرية التي لا اساس لها في العلم ؟ هل يعالج القتل هذا الخلل أم يبرر الخلل هذا القتل .
- أما الخلل العقلي فهو مرض جسدي تظهر فيه أعراض جسدية و تشخصيه يمكن أن يتم بالأشعة و العلاج الدوائي و أحيانا الجراحي .ليس سهلاً لإنسان أن يدعي المرض العقلي لأن له أعراض لا يمكن إدعاءها. بل يوجد أحيانا بالوراثة و ينتشر في بقية أفراد الأسرة. الخلل العقلي لا يصير لسبب تافه و تظهر كثير من أعراض الخلل العقلي في صور الأشعة إذ يصعب إدعاءها أو تمثيلها و غالبا  تبدو ظاهرة في النطق أو التفكير أو المشي أو إستيعاب الأشياء.و الخلل العقلي في كثير من الأحيان وراثي و عليه فإننا نطالب بالحجز علي أهل هذا المختل لأنهم مختلون مثله  قبل أن يتحولوا إلي قتلة.الخلط بين الخلل النفسي أو الحالة النفسية السيئة و بين الخلل العقلي هو جهل فاضح ممن يكتب الأخبار و ممن يصنعها و ممن يصدق هذه الكتابة. فليكف الصحفيون عن ترويج الكذب و الخلط بين حالة نفسية لا يمكن أن تكون مبرراً لجريمة مهما صغرت و مرض عقلي لا يمكن التظاهر به.
- الصحفي في أيامنا هذه ساذج سطحي الثقافة.  يكتب خبراً يفصح بمفرداته عن ميوله و ميول صاحب الجريدة و مديرها.كأنه يزف بشري بقتل طبيب قبطي؟ الأخبار بمدلولاتها تفصح أن الصحفييين أيضاً مختلين نفسياً و أصحاب الصحف و من يسمح بنشر الخبر العنصري دون إدانة للجريمة ذاتها ثم يتركون الحكم علي المتهم للقضاء.لكن الخلل النفسي واضح فهو عند القاتل المتطرف و الصحفي المتطرف و مدير تحرير الصحيفة المتطرف و مصدر الخبر من قسم الشرطة المتطرف .كلهم بنفس الخلل يتبادلون الخبر كالتهاني و يصيغون الكلمات التي تستفز كل مسيحي و هم يقصدون إستفزازنا  بنشرهم أن القاتل مختل و يمر بحالة نفسية سيئة؟ كأنما الصحفي المختل نفسياً يجمع تبرعات و مكافآت للقاتل المختل إجرامياً. فلا الخبر الصحفي سيثبت الخلل الكاذب و لا القاتل سينجو كما أنا متأكد لكنها الفرصة لحرق دم بقية الأقباط بصياغة  الخبر بطريقة  مقيتة و مستفزة لكن علينا أن نفوت عليهم الفرصة و لا نرددها بل نكتشف منها الصحف التي تحاول إستفزازنا بهذه الصياغة و نتوقف عن شراءها تماماً فهي صحف تتولي الترويج للجريمة ضدنا. و نحفظ لأولئك الصحفيون أخبارهم حتي إذا تحولوا لأي سبب نعرف أنهم مراؤون.
- أما أنت أيها الطبيب البارع د.نشأت  فقد صرت أميناً حتي الموت.تعالج رجلاً يعاديك.تقدم له محبة و هو يشهر لك خنجراً فهذا يا قديسنا إنجيلنا.نحمل الحب صليباً قدام الهاتفين أصلبه.هذا ما أوصانا به مسيحنا القدوس.ألا نقابل الشر بالشر.فلنقابل الشر بالحب و الحكمة و كشف الخطية قدام الأشرار.أيها الحبيب أرقد مطمئناً فسوف تبق نوراً يفضح الظلمة .ليستخدمك من أخذك إلي فردوسه لتتنعم كي تضيء ظلمة البعض التي أعمتهم .فلينير الله كل قلب أو فكر أو نية سادها الظلام.

135
أسقفية الشباب و اسقفية الكرازة
Oliverكتبها
نشكر الله الذى وضع في قلب بطريركنا البابا تواضروس حكمة الإنتباه إلى ضرورة أن تسير الكنيسة بثبات إيمان و تأخذ في الوقت نفسه في إعتبارها تيار التغيرات المتلاحقة التي تنتج حاجات جديدة و إلتزامات جديدة يجب علي الكنيسة ان تضعها ضمن مسئوليتها و إلا فأي كيان ضخم و تاريخي يظل جامداً فإنه يتعرض للتفتت و الإنكسار و قدامنا نماذج من دول كبيرة و كنائس تاريخية و منظمات ضخمة وصلت في ظل جمودها إلي هذا المصير.
لقد جاءت فكرة أسقفية الشباب في زمن له ظروفه المنغلقة لكي يجد الشباب بديلاً متاحاً لإحتواءه في ظل رفض مجتمعي عام شعبي و رسمي للسماح لشبابنا بحقهم في كل ما تقدمه الدولة من خدمات و أنشطة تميزت وقتها بالنبذ المقيت لكل من هو مسيحي مما إستدعي للتفكير في تأسيس هذه الأسقفية.و قد كان و ما زال أسقفها نيافة الأنبا موسى بطلاً روحياً مهما كانت السهوات من هنا و هناك فهي لن تشوش على منجزات كثيرة حققت أهداف مرحلية كانت لازمة.لكن الإنفتاح المتاح الآن يجعل من المهم تغيير طريقة الخدمة و أهدافها.دون أن يمس هذا الإقتراح أو يبخس مجهودات مباركة يقوم بها كل كبير و صغير في تلك الأسقفية.
لا يوجد في هذا المقترح ما يقلل من قيمة خدمة الشباب لكنه إقتراح للتوسع فيها بصورة أكثر تخصصاً.كما أنه ليس مدعاة للظن بأنه هجوم علي أسقفها المبارك فهو بكل المقاييس رجل محبة و صانع سلام و مؤسس لأسقفية من لا شيء و مرشد لكثيرين و معلم لجيل من الخدام فلا داع لأن ينحرف فكر أحد إلي ما لا يقصده المقترح.
الإقتراح الأول دمج أسقفية الشباب في أسقفية الكرازة : كل ما كانت و ما زالت أسقفية الشباب تقوم به يمكن أن يتم علي مستوي كل إيبارشية و هذا أفضل روحياً و أقل تكلفة.فتخصيص كاهن مسئول عن التخطيط و البرامج لخدمة شباب في كل إيبارشية ليس بالأمر الصعب بمعاونة نفس خدام اسقفية الشباب أصحاب الخبرات.فليس الهدف الإستغناء عن خدمة الشباب بل توصيلها بصورة أكثر فعالية من غير إحتفاليات أو أنشطة بلا روح.نأخذ من خبرات الأسقفية ما ثبت جدواه و نترك ما إستنفذ هدفه كمهرجان الكرازة.بهذا لن توجد حاجة للعمل علي نطاق عام بل علي نطاق كل أسقفية على حدة بحسب ظروف شبابها و حاجاته.فتكون كأن أسقفية الشباب ولدت أسقفيات شباب بعدد كل إيبارشيات الكنيسة جامعة.حيث ستكون خدماتها دائمة تمثل جزءاً حياً من مهام كل أسقفية علي نطاق محلي لا يذوب  الشباب و طاقاتهم الجبارة في خضم الأعداد الضخمة فمسيحنا يفرح بالكيف و التغيير و التركيز في خلاص النفوس.لهذا  نحتاج إنتقاء ما هو مثمر و نستغني عن كل ما  تخطى الأهداف القديمة و زالت الحاجة التي دعت إليه.لأن المتغيرات في معالم المجتمع و معالم الشخصية المسيحية في مصر  يجعل من الضروري علي الكنيسة أن تعيد وضع إمكانياتها البشرية و المالية لإستثمار الوزنة فيما يلائم المتغيرات .الخلاصة هي توسع أسقفية الشباب لتصبح جزءاً رئيسياً من كل إيبارشية لتصبح أكثر فعالية .
الإقتراح الثاني تأسيس أسقفية جديدة بإسم اسقفية الكرازة
- نسمي الكرسي الإسكندري بطريركية الكرازة .لكننا لأسباب تاريخية و سياسية فُرضت علينا مهمة الإكتفاء بالدفاع عن إيماننا و الثبات عليه دون كرازة لغير المسيحيين.فنحن في الحقيقة كنيسة دفاعية.نعم الكنيسة الأرثوذكسية هي كنيسة (حامية الإيمان) ليست جماعة أو رتبة أو أفراد بل الكنيسة عبر تاريخها دافعت عن ثقتها في مسيحها بالدماء حينا و بالنسك حيناً و بالتعليم القويم حيناً و بالصبر أحيانا كثيرة.فلم تكن لنا فرصة للإمتداد خارج القطر أو خارج الإطار الكنسي.لكن اليوم هو يوم جديد صنعه الرب.فيه نطلب أن يجعلنا بالمحبة كنيسة هجومية أيضا تهجم علي قلاع الإجحاد و إنكار المسيح و تهزم الجهل بشخص الرب يسوع و بالوعى الروحي تزيل ما إلتبس  في أذهان البعض عن المسيحيين الأرثوذكسيين و عقيدتهم حتي حسبهم البعض متجاوزاً أنهم عباد أوثان.
- صار لزاماً علينا أن نعود لوصية لم نمارسها منذ مئات السنين و هي أكرزوا للخليقة كلها.هذا عمل الكنائس كلها و نحن منها.من هنا يجب علي الكنيسة أن تعود لدورها و مسئولياتها تجاه العالم و أن تشارك بقية الكنائس في التبشير بإسم المسيح .مستخدمين رصيداً من الروحانيين و اصحاب الخبرات من أسقفية الشباب  و غيرها بالإضافة إلي أمور أخري كثيرة و أساسية تحتاجها تلك الأسقفية المقترحة
ما هي أسقفية الكرازة: هي أسقفية تحتاج أسقفاً لا يطلب كرامة و لا يؤسس لنفسه مقراً بل يجول يصنع خيراً و يعط كل ما يأتيه لمجد الرب.يعهد إليه بتقديم الإيمان لمن لم يسع لمعرفة الإيمان و لا سمع عنه قبلاً.لا يخدم أناس يعرفون الإنجيل بل الذين لم يسمعوا عن مسيحنا القدوس.رجل يحظي بنعمة تجعله ماهراً في كسب علاقات و نفوس و نفوذ يستخدمها لمجد المسيح.يعهد إليه لتأسيس معهد غير روتيني و لا تلقيني لإعداد الكارزين من كل الأعمار و الفئات و دورات تدريبية لتقديم الكتاب المقدس واللاهوت و الإيمان بلغات محلية و دولية متعددة.
-أسقفية تنشغل بتأسيس معهد خاص أكاديمي للحوارات المسكونية يتم إسناد فحص القضايا المسكونية إليه ليتفرغ لدراستها و إقتراح نتائج الدراسة و توصياتها علي المجمع ليأخذ فيها ما يلزم من قرارات.بهذا نخرج من الإجتهادات الشخصية لمن يقومون بهذه الحوارات إلي دراسات أكاديمية تتحدث بلغة يحترمها الآخرون فالكنائس الأخري تعتمد الدراسات مراجع لها.لدينا مراجع يجب أن تتحول إلي أدوات كرازية.كذلك يجب نشر جلسات تلك الحوارات و الرسائل المسكونية لكي يطلع الشعب علي ما يجري فلا تستقطبه الإشاعات و تعوق الحوار المسكوني.كذلك تنشر تلك الدراسات و توصياتها علي جيل الخدام الجديد و الكهنة الجدد لكي تنغرس فيهم فكرة المسئولية الكرازية و المنهج المسكوني للحوار و تكون مهمة تلك الأسقفية محاربة التعصب و غرس التفاهم و إعطاء الفرصة لنسمع للآخر.
- مد جسور محبة و تآخى مع شبكات تبشير للإستفادة من خبراتهم دون أن يعوقنا إختلاف العقائد فالتبشير بالمسيح و ليس بالطائفة.هذا التآخي سوف يؤثر في هؤلاء الكارزين و سيتأثر بهم فلننقل لهم روح العمق و نتعلم منهم مثابرة العمل الكرازي.
- تأسيس كنائس في بلاد ليس لنا فيها كنائس أو نشاط و لا إسم يذكر كما في شرق آسيا و مناطق في جزر كثيرة في أمريكا اللاتينية و الباسيفيكي.حتي إذا إجتذب الكارزون أحدا للإيمان وجد له كنيسة يتعمد فيها علي الإيمان الأرثوذكسي.ليس الهدف من تلك الكنائس الإكتفاء بخدمة الأقباط المهاجرين بل خدمة و كرازة أصحاب البلد أنفسهم.المسيح يعطنا أن نخرج من هذه الدائرة و ننشر أسمه القدوس.
- نحتاج شخصيات مرنة لا تتأفف من خدمة تجمعات المثليين و بلاد تعبد من ليس إله.نحتاج منهج عملي علمي و كهنة غير متزمتين و لا خائفين من إستخدام المرونة و الإستثناءات فليس للكرازة ثوابت إلا ما يجذب الناس للإيمان و قبول شخص المسيح و نوال الروح القدس.نحتاج إلي رؤية تخلو من الروتين و تعلو علي الوسائل التقليدية للعمل الروحي.فوق هذا كله نحتاج تنظيم شبكة إدارية تنظم سفريات و إقامات هؤلاء الكارزين و الكارزات و تسهل إستخراج تأشيراتهم و تتابعهم و تحاسبهم أيضاً.
- نحتاج ميزانية خاصة للكرازة و هو بند لم يوجد في ميزانية الكنيسة منذ نشأتها حتي اليوم و بسبب الدمج بين الأسقفيتين يمكن أن تصب ميزانية أسقفية الشباب  في أسقفية الكرازة المقترحة و المنشودة.
- نحتاج لإستغلال طاقات لا يمكن تجاهلها و قلوب ملآنة بمحبة المسيح يسوع  في كندا و أستراليا و الولايات المتحدة و أوروبا ليكونوا كتيبة للإيمان تنطلق لغزو مملكة إبليس بروح الله و بإسم المسيح و بإيمانهم و محبتهم.ليس شباب كنيستنا أقل حماساً و غيرة و حباً من أولئك الذين إعتبروا أنفسهم رواداً للعمل التبشيري في الكنائس الأخري التي لا يمكن أن ننكر دورها في نشر الإيمان لكن دورنا معهم أمر حتمي لا يجب الإنتظار أكثر من هذا لكي نبدأ من حيث وصلوا. كنيستنا مزدهرة بشخصيات روحية و رصيد معرفي لاهوتي و ثقة و عشرة قديسين أري بعين الإيمان أنهم سيكونون كالكنيسة الأولي حين إنطلقوا مزودين بالروح القدس و قوة من الأعالي و الآيات تتبعهم و روح الحكمة يقودهم و قد سبق الله فأعد قلوبهم للحصاد و لا زال ينادي أن الحصاد كثير و أن الفعلة قليلون و يطلب أن نصلي لكي يرسل الرب فعلة إلي حصاده فلنصلي لكي يرسل الرب الكنيسة الأرثوذكسية للحصاد.أما عن تصور شامل بتفاصيل هذا العمل فبالصلاة و النعمة يمكننا أن نقدمه لرأس كنيستنا و للمجمع المقدس إذا راق الإقتراح و نال قبولاً بنعمة المسيح.
-  الرب القدوس الذى غرس في النفوس شوقاً متحداً بإرادته التي تريد أن الجميع يخلصون هو وحده القادر أن يذلل كل عائق سواء في قبول الفكرة أو تخطيطها بحكمة أو تنفيذها و متابعتها.ستكون هذه فرحة غامرة لقلب المسيح الذى ينظر لكنيستنا بحب و يميزها بكثير من البركات و النعم و ينتظر اليوم الذى فيه تفيض بهذا الغني علي بلاد لم تسمع عن المسيح و نفوس لم تختبر الكثير من الإيمان المستقيم.

136
المنبر الحر / عالم الورود
« في: 17:22 11/10/2018  »
عالم الورود
Oliver كتبها
- إلهنا رقيق كل الرقة و الذين لهم منه مسحة فيهم من رقته القليل و الكثير.جماله مخزون في شخصه.ليس خارجه حمال .أما الذين يقتربون منه فينطبع عليهم جمالاً من جماله.جعل من ألوان الطيور أجمل لوحاته السمائية و من تغريداتها نتعلم التسبيح المقبول.وضع في أفواهها الصغيرة نغمات لا تتواري تحت المطر و لا في حر الصيف و لا في التجارب و لا حتي إذا إقترب فناءها.تظل تغرد و ألوانها تتبعها كأنما للجمال صُنعت و قُدمت لنا درساً.
- جعل الرقة مختزنة في وردة.يجعلها بيضاء و حمراء مثل حبيبي .يجعلها زرقاء كسماءه أو يجعلها كل الألوان كقوس القزح لتشير بالسلام الذى وعد به بعد الطوفان.أو حتي تكون ذات لون غامض لتثير التأملات كأنها ليلة بلا نجوم و عيناك تبحث خلف الأفق البعيد تريد أن تعرف ماذا وراء تلك السحب .كأنها وعود إلهية لم تتراءي لنا بعد و لم تتضح و لم يأت أوان معاينتها.الوردة درس عظيم مع أن عمرها قصير لكنها لا تفكر في عمرها بل دائماً ما تكون باذلة كل ما فيها لغيرها.رائحتها العطرة لغيرها لأن الورود لا تشم لنفسها.ملمسها الرقيق كخد طفل رضيع هو لغيرها و ليس لنفسها.جمالها لنا.لا تستأثر بشيء لنفسها فما أجمل عالم الورود.
- الوردة لا تتكلم لكها تقدم دروساً عظيمة في صمت و وداعة و رقة. تستطيع من نظرة خاطفة أن تفهم كل معانيها.رائحتها العطرة كأنها صوت إلهي تجتذب الناس بغير ضوضاء.تدخل أنوفهم برغبة و بغير رغبة و تغير مزاجهم ونفسياتهم, تأخذهم إلي مجال جديد يستمتعون فيه بعبير يقودهم لجمال الوجود و الحنين.رغم هذه الدروس الدسمة للوردة الرقيقة فإنها لا تقاوم إن إنتزعتها من شجرتها.إن أخذتها من عالمها إلي عالمك.ستستمر في تقديم عبيرها حتي و إن ذبلت.لن تقاومك و إن ماتت علي يديك.كأنها المسيح المستعد للموت لإسعادك.
- الوردة الصامتة تتكلم بصمتها فلا نحسب أن كل الرسائل تحتاج إلي لسان.تبقي الوردة رقيقة و إن أمسكتها أيادٍ خشنة.لا تعامل بالمثل بل تحتفظ بطبيعتها و لا تتبدل.تعامل الغرباء كالأصدقاء و لا تفرق في ما تقدمه للجميع.ألعلها آية مصنوعة غير مكتوبة لكي نحتضن الجميع مثل وردة.نقبل الجميع و لا نميز في الحب أحداً.نصبح كالمسيح الذى ليس فيه أبيض و اسود غريب أو قريب.
- أيتها الوردة الرقيقة التي تملأ عالمنا بالحب و الفرح بلقاءك.حين نأخذك من يد نشعر بكل المعاني الجميلة.ترسم البسمات و تلطف النسمات و تبدل كل الرغبات.تصنعين صلحاً في سكون.مسيحنا هو هذه الوردة الرقيقة في عالم ملئ بالأشواك.
- إجمعوا أجمل الكلمات و إصنعوا منها باقة و قدموها للجميع فالورود لا تبخل حتي بنفسها على أحد.علموا أولادكم الجمال فيحسنوا محبة المسيح منبع الجمال.إجعلوا الورود شريك محبة و هدية مريض فيتعزي و بداية حب فتسمو الأرواح.فليس لنا أن نتجاهل رقتها و نحن نتلمس كلمة مريحة و نفساً معزية و شخصية نجد فيها عبق المسيح و رائحته الزكية.
- الورود شريك لآلام المسيح .كان المسيح وردة الحياة و كانت خطايانا هي الشوك فيه.كما إرتفع المسيح علي الصليب إرتفعت الورود علي أشواكها .تركت خطاياها علي راسه و تحررت.أما لو صار الشوك تجربة فالساق المليئة بالأشواك ترفع الوردة إلي فوق و وجود الشوك يطيل عمر الوردة و لا يقصره فلا تتذمروا من الأشواك بل كونوا إكليل العالم.ترفعكم النعمة حتي بالتجارب. كلما حطت علي الورد نحلة تقضمها و تأخذ منها الرحيق تنتعش الوردة حباً. تعطيها من قلبها هدية تصل إلي قلوب الورود الأخري فتحمل النحلات رسائل حب تزيد الورود تواجداً في عالمنا.لا تشتكي الورود من لسعات النحل.لا تتنازل عن كونها وردة. حتي و إن أحاطتها الأشواك كالإكليل فلا الوردة تنازلت عن رقتها لسبب الشوك و لا الشوك صار وردة..أولاد الله كالمسيح.لا يتغيروا ليكونوا أهل العالم بل يبقوا نورا العالم  و جماله حتي لو أحاطتهم تجارب الحياة كالأشواك.فكونوا وروداً فالأرض ليس فيها جمال بعد الفساد الذى أصابها بالخطية و لم يتبق فيها جميلاً سوي محبة المسيح إذا وضحت في قلوب و وجوه و إبتسامات أولاد الله فيتألقون كالورود.
 

137
المنبر الحر / لا لن نصبح آلهة
« في: 17:10 08/10/2018  »
لا لن نصبح آلهة
Oliver كتبها
-يفسر البعض آية قيلت ( أنا قلت  أنكم آلهة و بني العلي تدعون)  و تكررت في مت 22.مز82: 6 و قيل قبلها الله قائم في مجمع الآلهة مز82:  1.هذا الكلام قيل لأناس علي الأرض لم يصابوا بالتأله الذي يقول البعض أننا سنناله في الأبدية.لأن الآية التي تكمل المعني في المزمور لكن مثل الناس تموتون و كأحد الرؤساء  تسقطون مز83: 7. إذن سقطوا و ماتوا و لم يتألهوا بل كان الرب ( حسب تفسير القديس كيرلس الكبير يوبخ الفريسيين الذين يجلسون في باحات القضاء يحكمون بدل الله فكان الموت و السقوط ينتظرهم.فعن أي تأله يتحدثون.ثم قول رب المجد حين أنكروا عليه أنه يقول عن نفسه إبن الله فأجابهم "أليس مكتوبًا في ناموسكم أنا قلت إنكم آلهة؟ إن قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله، ولا يمكن أن ينقض المكتوب، فالذي قدَّسه الآب وأرسله إلى العالم، أتقولون له إنك تجدف، لأني قلت إني ابن الله؟" (يو 10: 35-36) ما معناه.أنتم قبلتم لقب آلهة على أنفسكم  و لقب بني الله العلي مع أنكم لستم آلهة  و لا سلكتم كأبناء للعلي كما هو واضح.فلماذا تنكرون علي حقي في أن أعلن أنني أنا إبن الله . إذن كان مجال تبكيت و توبيخ و تصحيح و لم يكن مجال تأكيد أنهم آلهة.بل كما يقول أوريجانوس إن أقصي ما يمكن أن يسير إليه الإنسان هو طقس الملائكة علي إعتبار أن المسيح وعدنا أننا سنكون كملائكة الله في السماء مت22: 30. فلننتبه لأن الملاك الذى أراد أن يصير إلهاً صار شيطاناً فكم و كم سيؤول مصير إنسان يدعي أنه سيكون إلهاً؟
-  قال يهوه أنا هو. قبلي لم يصور إله، وبعدي لا يكون. أنا أنا الرب، وليس غيري مخلص إش 43.الملائكة تعرف و الشياطين تعرف أنه ليس إله إلا واحد هو الرب رو3 يع2.الله لا يعد أحد بأن يعطه لاهوته. مجدي لا أعطيه لآخر إش 42. المجد المقصود هنا هو مجد اللاهوت و هو قاصر في الثالوث الأقدس من غير تصرف. أما نحن فلنا  ذاك المجد الذى أعد لنا من قبل تأسيس العالم.لن نترقي من بشر إلى آلهة في الأبدية بل سنترقي من مائتين إلي أبديين في المسيح يسوع.شركة الطبيعة الإلهية التي تنتظرنا و ننتظرها نتذوقها من الآن في الأسرار و في الإيمان و ممارسة سلطان أولاد الله و بالذات المعمودية و التناول شركة في الطبيعة الإلهية. .فها قد صرنا بروح الله أولاد الله و هذه هي شركة الطبيعة غل 4 : 1-7.أننا و المسيح أبناء.هو بطبيعته كأقنوم و نحن بالتبني وبالإيمان بالرب يسوع غل3: 23 نحن أبناء الله  ليس بطبيعتنا أي أن طبيعتنا لم تتغير لطبيعة إلهية.يو1.ها قد صرنا أبناء الله و نحن علي الأرض فأين هذا اللاهوت الذى فينا؟ بالروح القدس ننال الولادة الروحية و ليست ولادة لاهوتية.
- حتي كلمة التبني المستخدمة في النص اليوناني هي ( إيوسثيسيا) إيوس اي وَضْعْ, ثيسيا أي إبن.اي أننا أخذنا (وضع الإبن) أي حق الإبن في أبيه و ليس أبناً بالطبيعة.لا يمكن أن ننسي أن هذا التبني كان سابقاً للخلاص.كنا كالإبن القاصر لا نفرق عن العبد فكلاهما لا يرث غل4 : 1-3 . كنا تحت وصاية الوعود الإلهية التي لم تكن إلا ممثلة في الأمة اليهودية  غل4 .المسيح تبنانا في قلبه و تدبيره و وهب لنا (وضع الأبناء) لكن ما أن أكمل خلاصنا فقد صارت لنا البنوة متاحة بشرط قبول شخص الرب يسوع المسيح له المجد هذه التي بالروح القدس هي الولادة الجديدة .
- بالفداء نلنا التبنى و بالروح القدس حصلنا على ثمار الفداء.صرنا مولودين من فوق كما أن الإبن الوحيد يسوع المسيح مولود من فوق هذه شركة للطبيعة أيضاً. صار كل من يقبل المسيح مولودا ليس من جسد و لا من مشيئة رجل بل من الله ( الروح القدس) مباشرة.يو1: 12 و 13 الولادة من الروح القدس شركة للطبيعة الإلهية  أيضاً فكما أن الإبن مولود من الآب روحياً هكذا نحن.لكن لم نصر آلهة لهذا ما زلنا كما يقول بطرس الرسول ( متوقعين التبني) رو8: 23. هذه هي اللحظة التي سيشهد الإبن لنا في دخولنا ملكوته قائلاً تعالوا إلي يا مباركي أبي. رثوا الملك المعد لكم من قبل إنشاء العالم.لحظة الميراث هي الممارسة السماوية للتبني هذه كذلك شركة للطبيعة الإلهية أنه قد صار لنا في المسيح كل الميراث.أخذنا مجد البنوة و ميراثها.
-  شركة الطبيعة الإلهية لا تعني الشركة في لاهوت الثالوث الأقدس و إلا سيصبح الرابوع الأقدس و ليس الثالوث بإنضمام البشر ليكونوا آلهة؟ .المجد الذى طلب الإبن لأجلنا كي نعاينه هو مجد المسيح الأزلي و ليس مجدنا نحن.يو17: 24 .سنتشارك المجد بالمعاينة دون أن نأخذه فهو ليس مجدنا.كالجالسين في حفل العرس أصدقاء العريس لكن لسنا مكان العريس فإذا كان يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء قد رأي كفايته في أن يكون صديق العريس فكيف للذين ينادون بالتأله يريدون أن يصيروا مكان العريس نفسه؟  يو 3.سنكون في العرس لسنا ضيوفاً و لا غرباء بل مدعوين للوليمة فنحن بذواتنا العروس أيضاً. هذا ما نتوقعه بالإيمان هذا ما سماه الوحي المقدس ( إستعلان مجده) 1 بط4: 13.لذا لا تؤلهوا الناس مهما أخذوا من سلطان أو مواهب.لا يوجد إله غير مثلث الأقانيم.
- لا تخطفوا عبارات من تفاسير الآباء لتلبسوها ثياب الدعوة للتأله.فقد كان آباؤنا الكبار متضعين قدام الله الذى رفع المتضعين من المزبلة اي الأرض لكي يجلسهم مع رؤساء شعبه اي الملائكة و ليس آلهة .لو 1 لن نصبح آلهة. لماذا نأخذ سلطان الله خلسة و نضع هذا في الجحيم و نرفع ذاك للنعيم؟ ندين المنتقلين و كأننا آلهة ثم نصلي للرب أن يغفر لنا خطايانا و نحن لا نغفر حتي للمنتقلين؟كيف نمارس لاهوتاً سرقناه؟ و تألهاً كاذباً ندعيه. لا نملك أن نصنع من هذا قديساً و لا من ذاك هالكاً بل نترك الأمر للإله الحقيقي وحده فلسنا آلهة و لن نكون.لماذا لا يعجبنا في التأله سوي الدينونة ؟ لماذا لا نتأله في الرحمة و المحبة و المغفرة و البذل و العطاء أليست هذه أيضاً أعمال الله؟ لماذا لا تتألهوا في التبشير لمن لم يعرفوا المسيح بعد.لماذا لا تتفانوا كالله في لم شمل الكنيسة بالمحبة التي في طبيعة الله. تألهوا في التخلي عن ذواتكم مثله.تألهوا لو أردتم التأله في المصالحة بين الله و الناس الذين لم يتوبوا بعد و لا نالوا الروح القدس.تألهوا في السكوت عن الدينونة كما يفعل الله حتي اليوم. تألهوا في هذه يا راغبي التأله.

138
المنبر الحر / دعنى أقبل قيودك
« في: 19:12 04/10/2018  »
دعنى أقبل قيودك
Oliver كتبها
- علي سلم الآلام أتدرج.تأخذني برفقأب حنون حتي وجدتني محمولاً من خفة الضيقات إلى صليبك لأقبل قيودك فكانت شركة آلامك أعظم الأمجاد لى.كنا نحن البشر في قيود الموت حتي أتيت و خلصتنا.بدلت قيود الموت  بقيود الحياة.كأنما نحن مثلما كان بولس تلميذك و الجميع في ظلمة السجن الأبدي.حدثت زلزلة فجأة.تزعزعت أساسات السجن الأبدي.إنفتحت قدامنا كل أبواب الحرية و الخلاص و المجد.إنفكت قيود الجميع أع16: 26 ثم وقتها فقط تلذذنا بقيودك فدعني أقبل قيودك.
-كل قيود غير قيودك هي موت و أسر.حتي لو بدت مفكوكة.فالرجل الذى كانوا يربطونه بقيود لسبب الروح النجس كان الشيطان يحله من القيود فتبدو أن هناك حرية؟لكن لا أحد يقدر أن يذلل هذا المنطلق إلى حتفه.قطع القيود و السلاسل لينحدر بلا ضابط إلي حتفه .لقد فكك قيود الناس عنه لينفرد بقيوده الظلامية فيبقي المخدوع منحنياً و كما الخنازير ينطلق إلي الجرف بغير عقل و هو من كان يحسب أنه تحرر هناك يغرق و لا يكون فيما بعد.مر5: 4 هكذا ينادي كل روح نجس بالحرية الكاذبة فما أن يطيعه أحد و ينفلت من يد أبيه السماوي ظناً أنه إلي الحرية ماضٍ إلا و يسوقه إلي الخرب في البراري حيث لا كرامة بل هوان و حيث لا حرية بل وحل.لو8: 29 أسرى الظلمة حتي لو ملأتهم القناعة أنهم أحرار هم في مرارة المر و رباط الظلم أع8: 23.
-أما قيودك يا يسوع مخلصى فهي محبة و إنجذاب لشخصك العجيب.هي يد تسمرت في يدي.هي فكر أحاط فكري و إخترقه كما فعل إكليل الشوك برأسك فدخل دمك في دمي و عشت بلا أثقال.قيودك تقودنى إلي مراع خضر فدعني أقبل قيودك.عند المسامير التي ثبتت يداك في الصليب أسمع همس الحديد قائلاً لست أنا الذى أمسكه بالصليب بل محبته لكم.عندئذ أقدم يداي لكي تتثبت فيهما فلتخترقهما مساميرك لا يهم.لكي محبتك تجرفني في تيارها الغالب فأهتف مثلما رسولك الهاتف أنني صرت أسيراً للمحبة.قيودك الحلوة تجعلني تابعك عند ظلك إشتهيت الجلوس.هناك أختلي و أقبل قيودك فأحيا بلا عائق.فأسري المحبة مبتهجون منيرون ممتلئون سلاماً ليس كما أسرى الخطية.
 - قيودك التي يعايرنا بها إبليس هي سبب كل الرعب له و كل الفرح لنا.لذا هو ليس فقط يرهب من الصليب بل يرهب من قيود المسيح.هذه التي قيدته ألف سنة تحت الظلام .يهوذا 6.كل قيود غير قيود إبليس تجعل إبليس قدامنا كخرقة بالية فلنهرب إلي كلمة الإنجيل و نتقيد بها فكل من تمنطقت حقواه بشدة الإنجيل صار للشياطين رعباً كأنه المسيح.فل1: 13
- من الذى تلجمه قيود المسيح فلا يرد عن الشر بشر و لا عن الشتيمة بشتيمة.من الذى تعوقه قيود المسيح أن ينطلق خلف شهواته.من الذى تصده قيود المسيح فيسير كالأسير بلا هوي بل يخضع لمن يقوده.هذا وحده الإنسان الذى حررته قيود المسيح من العمل في حقل الغريب و حب الغريب و صداقات الغريب لأنه مع المسيح الحبيب مقيداً بإرادته مستمتعاً بصليبه .يصعد درج الآلام و ينزل مرنماً بكل أغانى الحرية.يكرر دون خجل و لو ينزف دماً بنشيد يعرفه الذين دخلوا إلي الحجال.بأغنية أنا لحبيبى و حبيبى لى.فما أجمل قيودك أيها الرب يسوع.
- طوباكم أيها المقيدون لأجل المسيح.الذين فيكم يحل المسيح شخصياً و يجعل حتي زيارتكم لقاءاً معه.يأخذ حبسكم لنفسه و يقول كنت محبوساً فأتيتمونى.مت25 :36.لأن هؤلاء شابهوا المصلوب الذى إحتمل المشقات ليس كمذنب بل كمخلص تي 2 :29 هكذا من يصعد في طريق الآلام بشكر لأن الرب يأخذه لشركةٍ ما يدركها سوى المصلوبين معه غل2: 20.
- الرهبنة صلب إختيارى و سير إختيارى مشاركة لقيود المسيح علي الصليب.التكريس ثبات في صليب المسيح حيث لا تعد للنفس أشواق سواه.الخدمة واحدة من درجات الصعود لشركة الآلام و من يكملها بمحبة نقية ينال ما يناله الكاملون.لهذا يكرز الكارزون دون خوف فصليب المسيح سر ثباتهم.يتعبد الرهبان دون تشكك فقيود المسيح تطمئنهم و تتبارك كل نفس مكرسة غير عابئة بأرباح العالم بل بثمار قيود المسيح.يخدم الصغار و الكبار في حقل الرب فيبدون نور حقيقى و من غيرهم يسود العالم ظلام دامس.هؤلاء الذين نالوا ما ناله تلاميذ الملك فصار لقبهم أسرى المسيح أف 3: 1 فإفرحوا بقيود الإلتصاق بالرب لأنه هو الخير نفسه.من يلتصق بالرب يبقى له الرب روح  و تتقدس روح الإنسان فلا تعد تميز بين روح هي في الرب و روح هو الرب نفسه 1 كو 6: 17 صارت القيود رباط المحبة.زواج أبدى..
-خذ رأسي إلي رأسك فأنال بعضاً من الأمجاد قدر طاقتي و متي تقاربت رؤوسنا قد أنجرح من شوك على رأسك أنا وضعته.فلأنجرح و ليخرج من رأسى كل فكر فاسد.قربني إلي جنبك.هذا الذى لم تعد لك طاقة الجسد لتحركه.كأنما صار و الصليب قطعة واحدة.ما جنبك إلا كنيستك.من دم فيه و ماء تأسست.فمن يدخل جسدك يرضى بآلامه.من يريد أن يكون عضواً في جسد المسيح فليقبل صليبه لأن الكنيسة بالصليب تأسست و بالقيامة إستنارت.كل كنيسة تركت صليبها ماتت.كل نفس حملت صليبها نالت حياة أبدية.لهذا قيودك مكسبى.صليبك ربحى.يا يسوع حبيبي يا من فيك يحلو الأسر.دعني و دع الكنيسة والخليقة كلها  إليك تأتي و تجثو و تقبل قيودك.





139

البراءة في زمن الصراعات
Oliver كتبها 
- أيها البرئ من كل عيب.البار وحده بلا خطية.أود أن أعيش معك  يوماً لا ينتهي من أيام آدم و حواء الفردوسية.تصير لى براءة طفلة لم تعرف شراً و لم تفعل شراً و لم تفهم شراً.
- حين وقفت علي الجبل تخاطبني ذكرت التطويب لأنقياء القلب.كنت جالساً تحت السفح يأخذني صوتك للقمة و أصابعى تداعب الرمل.كانت عظتك مشبعة و كان جوعي يأخذني منها.كان الصمت يسود  الكل و لم أكن أسمع سوي صوتك المريح و صوتي الذى يؤرق داخلى.القلب مشغولٌ بأمور كثيرة مثلما مرثا.قلت لي و لها أن الحاجة إلي واحد .لأن أنقياء القلب هم المشغولون بالواحد.النقاوة فى القلب تسكن إذا خرجت الأشياء الكثيرة منه و بقي المسيح البار النقي في القلب فيجعل القلب نقياً و الفكر باراً و النوايا بريئة.فلتخرج من قلبي الأشياء الكثيرة,ليست الشريرة وحدها بل تلك الأخري التي تجعلني مشغولاً بلا نقاء .هذا هو بالنعمة ما يفعله الإبن و يفعله الروح القدس أيضاً.
- الروح القدس هو روح النقاوة و البر.لما يكمل الروح القدس  معنا طريق التوبة يبدأ معنا طريق النقاوة.فنقاوة القلب ليست بداية بل نتيجة للإنقياد بالروح القدس.فطوبي لمن يسكن الروح القدس قلبه و يعلن لداخل الإنسان حياة القداسة وأيضاً طوبي لمن يستجيب و يعمل.
-الصراعات هي الخصم الأول الذي يحرم الناس من البراءة و من نقاوة القلب.فلا نكن طرفاً في صراع.صالحوا المتنازعين فبهذا نبني جسراً لنقاوة القلب لنا و لهم.ليس نازعاً للنقاوة مثل السقوط في الإدانة.هذه هي الخطية التي تحرم القلب من طيبة المسيح  و نقاءه.
- كثرة الكلام تبدد النقاوة لأنها تعطل الفكر عن محبة الله و عن الصلاة الدائمة.المجادلات الغبية تطرد الحكمة من القلب.لهذا و من أجل إقتناء النقاوة أوصانا الروح أن نجتبها.إليك يا رب أشكو نفسي لأني كلمت الناس أكثر منك رغم حاجتي إليك أكثر منهم.أدخل فكري في صمتي فيتحول صمتي إلي صلاة إليك.إملأ قلبي بعمق آياتك ليكن للنقاوة راحة فى داخلي.
-كثرة السكون تطرد من القلب الأفكار التافهة.التأمل في الإلهيات تشغل القلب بالأفكار السماوية.طرد المشاغل من القلب لا يكون إلا بإحلال المحبة الإلهية والغفران للجميع و الصلاة النارية الملتهبة بدموع لأن هذه هي عتبة الكمال.
-براءة الأطفال طبيعية تضيع مع الزمن لكن براءة الكبار فضيلة تبدأ بالتنازل عن ذواتهم و تثبت بمرور الزمن.العين النقية لها الرؤية الصائبة فتعرف ماذا تترك و ماذا تطلب.الفكر النقي يتشبث بملكوت الله في الضيقات.القلب النقي يحتضن كل الخليقة و بالحب يغلب.
-التوبة تمتعنا بالبراءة من الخطية بخلاصنا بالمسيح علي الصليب.أما الروح القدس فيدخل بنا من البراءة من الخطية إلى أعماق التبرير فيكون في هذا العمق كل الكلمات جميلة و كل الافكار بناءة و كل النيات متعلقة بملكوت الله.تزول الشهوات بالتبرير و تحلو كل الروحيات.حين يبدأ تبرير الروح القدس في ظهوره في قلب إنسان تصبح كلماته ملهبة في خدمته و صلواته سهمية نحو العرش الإلهي و ثقته فى كل قدرة الثالوث من غير فحص.التبرير هو رحلة إلي النورانية و هو عمل الروح القدس في القلب النقي وحده.
-أيها الآب الصالح بصلاحك أعد تشكيلي.بإبنك القدوس إغسلني ففي دمه وحده سر النقاوة.بروحك القدوس أسكنني فتنطرد الأمور غير اللائقة و تبقي أنت كأنما في عرشك و كأنني سماءك.لأنني إلي النقاوة أشتاق و إلي تبريرك يحن قلبي فما حياتي هنا إلا لأكون لك و تكون لي .إبدأ ملكوتك معي الآن داخلي.ففي ملكوتك كل النقاوة.أرجع لي طبيعة ما قبل السقوط و هيأني لطبيعة ما فوق الموت.إملأ عيني بشخصك فيصير جسدي كشخصك.لأنك لم تعد الملائكة بالجلوس في عرشك بل وعدت الغالبين وحدهم معك فإغلب معي الآن لكي أغلب معك فيما بعد.لأسلك في مسيرة النورانيين لأن هذا هو طريق الأبدية وحده.هناك نري و تنفتح الأعين علي بحر الزجاج النقي فنكسب فوق النقاوة كمال النقاوة و مع التبرير كل تبررات القديسين .الذين بالنقاوة ملكوا فيك إجعلهم يشفعون فينا لنصاحب الأنقياء فنشابههم لأنك أنت لنا يا قدوس الضعفاء و قدوس الأنقياء.

 



140
المنبر الحر / لغة الأطفال
« في: 18:06 26/09/2018  »
لغة الأطفال
Oliver كتبها
- لغة الطفولة الروحية التي وصفها بولس الرسول قائلاً : حين كنت طفل كطفلِ كنت أتكلم 1 كو 13: 11 .كانت كل الكلمات  كل الأفكار كل الأفعال ناقصة.إختياراتها ساذجة كالأطفال.لغتي مليئة بتهتهات لا تعط معني و قائلها يعتقد أن كل ما يقوله مكتمل و صحيح.كانت بعض الكلمات حرفاً واحداً و كنت تفهمها.كنت أم لي و أب.تعرف لغتي و لا يفهمني سواك.كالأطفال يفهمهم آباءهم هكذا أنت لي.لم تعايرني فأخطاء الطفولة أكثرها قاتل و لا سخرت من جهالة النطق بإسمك و الصلاة.كنت أبدأ الكلمة و روحك يكملها لي.كنت أبدأ الفعل و لا أعرف كيف ينتهى.لكنك تبنيتني منذ الصغر و ما إحتقرت نقائصى.
- لما كنت طفل كنت أنشغل بالأشياء.كنت  لا أفهم الحب إلا متجسداً حتي تجسدت لى.ما كنت أدرك الحب المستتر فأعلنت ذاتك.الحب الذى آخذه و أنا غير مستيقظ كان أعظم مما تعلمته في صحوى.كنت أحب ما أراه وحده ما أملكه وحده ما ألمسه وحده فكم كان حبي ضئيل بقدر عيني الصغيرتين.لكنني منذ دخلت إلى عالمك علمت أن للحب سمو فوق الإدراك و أن  التلذذ بالحب غير المرئي هو  الحب الذى ما لم أدركه بعد.علمت أنني بعيد بعيد و يداي لا تطول أعماق الحب و أنني ما زلت طفلاً يحبو على شاطئه. طفل تجتاحه كل المعاني و لا يجد بينها ما يعبر بالصواب عن الحب .أدركت في شجوني أن حب الطفولة قصير العمر ينساه الذين يكبرون.تعلمت أن لغة الطفولة علي بساطتها ليست أجمل اللغات و أن النمو في عشرتك يمنح ما هو أفضل.
- لما كنت طفل ما كنت أدرك أبعاد الأحداث و التدابير.ما كنت أعرف للشهور عدد و لا السنوات.كنت أعيش لحظتي و أظن أنني أعيش العمر كله.جهالة الطفولة أمسكتني عن أن أبصر الآتي.فما طلبت من أجل الآتي و لا فكرت في أبدية.فأبدية الأطفال في حضن أبيهم أو صدر أمهاتهم.و أنا كنت في حضنك لا أفكر و لا أتأمل.تركت لك الأمر كله ليس عن فضيلة بل لأنني لم أكن أعرف شيئاً آخر لأفعله.كان يجب أن أجيد الشكر و أتعلم عبارات التسبيح .كان يجب أن تنفتح عيني علي ما هو فوق فلم تنفتح.بقيت طفلاً و حظى أنك بقيت أبي.كنت غير كل الآباء فلم ترذلني بل إحتملت جهالتى.
- لما كنت طفل كان الأطفال رفقائي يفتخرون بما لا أعرف.لهم ما لهم من حياة لم أختبرها. لما كانوا يفارقونني كنت أظنهم ذهبوا إلي عالم آخر لا يشبه عالمي.فأنا لم يكن عندي سوي كتاب و بعض وريقات ألملمها من كراسات قديمة و قلم متهالك و أفكار لا أدري كيف تسيل فوق الصفحات.كانت طفولتي حبيسة بينك و بين كتاب لم أقرأه إلا حين كبرت فعلمت أنني أمضيت طفولتي بين العوز و بين الفقر بينما الكنز كان قدامي طوال الوقت.أنت إحتملت طفولتي و فُرقتي  معك مع أنك كنت معى.
- لغة الأطفال عاجزة حيناً و نحن نحسبها حلوة اللغات.نضحك منها و الآن نضحك علي أنفسنا حين كنا نحسب أن ما كنا نقوله صلاة و أن ما كنا نفعله خدمة روحية و أن ما كنا نمارسه هو لأجلك حين إكتشفنا أننا نسلك بإدراك الأطفال لا الناضجين و أننا ما سرنا في طريق الكمال خطوة واحدة بينما نتباهى بما سرناه طويلاً.صارت لنا حكايات نحكيها و قصص نرويها لكن عِشرتك أمر يختلف عن هذا كله.ما زلنا نعظ بقصص الأطفال لأننا لم نختبر عِشرة الكاملين.حتي توقف نمو الذين نخدمهم عند نهاية القصص.لا أخاف أن أقول أنني عشت طويلاً و بقيت طفلاً بمقاديرك.فالذين يكبرون حقاً ليس الذين يتركون الأشياء بل يبطلون كل ما للطفل.
- متي ننطلق إلي الإنفراد بك.نتعلم منك من غير عائق.كما إختطفت المعمدان إلي أرضك و علمته كمالك.و رفعت إيليا إلي سماءك و دربته على فكر الأبدية.إنطلقت العذراء من طفولة الناس إلي كمال حبك إقتنيها لك و إقتنك لنفسها و للبشر معاً.هكذا الذين فضلوك عن مقتنياتهم.كلما تركوا حب الأشياء أحبوا مَن وراء كل الأشياء.متي تصل عظاتنا حتي السماء و تتعلق كل التفسيرات على شخصك أيها القدوس .نراك حررتهم من لغة الطفولة إلي لغة السماء و بقينا نحن علي الأرض.لهذا و إن كنت أراك بعيداً لكنك قدامى تطمئنني أن للطفولة نهاية و للسير معك لا نهاية.


141
المنبر الحر / لغة اللقاء العجيب
« في: 10:50 23/09/2018  »
لغة اللقاء العجيب
Oliverكتبها
- تلقيت حبك النقي ملفوفاً فى حلم طفل صغير مضطجع فى مزود.وصلتني كلماتك كأنبوب ينقل دماً من دم.لم تمر على مسامعي همسات كهمساتك.أوسعت قلبى علي آخره فلم يتسع لحبك.أين أولك و ما آخرك حتي أصفك لوصيفاتي.كلما تقدمت خطوة أجد حضنك و كلما تأخرت خطوة أجد يدك تقيمني.عن يميني أنت أم يساري أم في كل إتجاه. حاصرتني بالنور فكيف أخشي الغروب.
- حبيبي الذى ما تحول و لا عبر إلا لأجلي.إليك أسلم نفسى كي تغوص فى عمق جمالك.تأخذ من كتاباتك و تتغذى فلا تموت إلا حباً فيك.أسميت كل ما هو حلو بإسمك.طبعت حرفين فوق كل الرسائل,الألفا أنت و الأوميجا. بداية و نهاية الكل لكل الناس. الغير المحوي يحويني و أنا أجرؤ أن آخذه كله وأحشائى تستوعب حبه من غير تضيق.أمضى كأسير في قيود عجائبية.أحمل حامل الكون داخلي و لا استشعر عبئاً.أفي حلم أنا أم في يقظة حتي صار لي ما لم يكن لملائكة.
- هربت منك حين أبصرتُ نفسى.حين غفلتُ أنا و أنت عند الكوة تترقب.مضيت و صوت قرعاتك ما غاب عن أذني.صارت البساتين صحراء من بَعدك و من بُعدك.وجدتني أنزف دمك و من دمي تضجرت .كيف صرت بهذا الصغر.كملكة خلعت تاجها و عيرها غير العارفين بضآلتها.أنا أعرف أنك رؤوف و تحبني.ما ألقيت بالاً بالمستهزئين و غادرتهم.خضتُ في الصحراء من تل إلي تل.أخبروني أنك تنتظرني و صوت داخلي يهاتفني أنهم لا يدركون أنك تجول بين القفار كي تجدني.صارت الحشائش وجبتي و صرير الصحراء يصم اذني.إشتدت الشمس علي رأسي و لم تشفق.قل للشمس أن تهدأ يا حبيبي حتي ألقاك.شيطان الظهيرة يتنمر لي و أنا لست بدونك لأنه لم يقتنصني.لكنني لم أعد أراك.تكالبت على وحوش البرية و أنا أتعجب لأنهم يتساقطون وحدهم عند الدائرة.و أنا في الدائرة كأنه قصر منيع.فكيف و أنا هاربة منك يتبناني حبك و تخترق لفحات القيظ أنفاسك.أأنت عجيب أم أنا عجيبتك.أحبك و أنا ماضية إلى كورة لا أعرف لها عنوان.أحبك و أنا عائدة بنصف كلماتي و كل خجلي.
- ها أنا هنا بلا حراك.العجز يلتف حول ساقي و القش و العشب حول رأسي.لم أعد أدرك أتائهةٌ أنا في البر أم في البحر.سيناء هنا أم ترشيش لا أدرِ.النجوم تترصدني و أنا أترصدها.هل تدرك الكواكب قصتي.فأحكام الأرض صدرت ضدى و أنا عندهم فى دفاتر الموتى.مع أنني عندك في سفر الحياة.كيف تترجم عجزى إلى صلاة.كيف تفك أصفاد القلب فأتحرر.نادم أنا على السير وحدي.فكل خطوة هنا هى من سجن إلى سجن.الأرض تحبسني و الشطآن تأسرني و أنا من قيود الجسد أتألم و من حمل الوحدة أتوجع لكن ما يشغلني كل هذا عن حبك.حبك أقوي من أسر الأرض و مرارة الفراق لهذا يشغلني كما يشغلك.عجزي لا يختف من قدام عيني و عينيك.فنحن ننظر في نفس الدائرة.لهذا يا وصيفاتي لا تحسبون عجزي يأساً و لا مرارتي نهاية.سيأتي حبيبي و يجعل الجافى حلاوة.
-ثم بدا لي قرب الفجر كالبستاني.أخذني في أحضانه فإشتعلت القيامة في صدري.لقاء لا يشبه كل اللقاءات.الجمر الذى أشعلني بخوراً.المشرق ببهاءه حتي صرت نوراً.الصحراء إزدهرت بالملائكة.على الأردن صعدت ترنيمات لم يعرف أحد عمقها.جرت الكواكب بعيداً حتي أدرك نور حبيبي من غير إختلاط أو إمتزاج أو تغيير.سرت في شراييني دماء فقدتها.عادت إلى جسدي طاقة لا وصف لها.أنا أستطيع الطيران أكثر من النسور و السباحة أقوي من حيتان البحر.أنا أمضى من غزلان البرية سرعةَ .صرت مخيفة لكل الوحوش فهربت مني.لقاء ليس مثل أي لقاء.كأنما مخلوق آخر أنا.لست كما كنت بل صرت جديدة حتي علي نفسى.أكتشف كل لحظة سر لم أكن أعرفه.رؤية لم أكن أبصرها.صوت لم أكن أفهمه.صرت مألوفة لحبيبي كأنني لم أغادره و هو أعادني إلى داخله فوجدتني هناك قبل أن أصل إلي منتصف الطريق.خرج راكضاً و قابلني قبل أن أقابله .لا تسألوني كيف فالمعاني هنا لا دور لها.البريق يمنع من الدنو و التدني لهذا تقف المفردات كلها تترقب و تتعلم اللغة الجديدة.لغة اللقاء.
- لغة اللقاء تعرف معان الألوان و الأرقام و اللمحات.عندها ترجمات رمشة العين وغمزة الخدين  و أصل الرسالة.اللمسات كالأنفاس من فم لفم.النظرات كالكتاب في الأعين مقروءة.لما إلتقينا نسيت كل ثقل العجز و لم أعد أتذكر كيف كانت القيود و الصحراء و الأجواء.جاء حبيبي فوجدني كما أنا حبيبته مع أنني لست كما أنا لكنه جعلني من جديد حبيبته فعدت أفضل مما تمنيت.التاج في يديه لم يزل.النور في كفيه في عينيه كيف أصف إشراقه المبهر.لما إلتقينا أخذ الذى لي و أعطاني الذى له فما عادت للأرض جاذبية و لا الصعود إلي السماء مشقة.لغة اللقاء ليست لأفهام العلماء و حافظي الكتب.هي لمن فيهم قلب طفل و حب طفل مشتاق إلى حضن أبيه.
- حبيبي .أكتب إليك على أوراقك أنت.آخذ من كلماتك و أخبرك.صلاتي بك.أنا لن أبق بدونك.شوقى إلي لقياك حين إبتعدت مثلما شوقي إلي لقياك و أنا معك.لا شبع منك حبيبي.كلما أخذتك أريدك.كلما أردتك أجد مجدي.أحبك يا حلم كل الليالي و رجاء كل نهار.أحبك حتي إذا صرت فيك أصير كما أردتني.قبلاتك ما لن تنقطع و أحضانك ما لن ترتخي.فأعلم أن الأبدية حاضرة معك.حيثما بدوت أنت صاحبتك لتهنئتي.حبيبي كلماتي التي لم أكتبها لك.العبارات الخبيئة في صدري لك.بالأمس أعطيتني كل تلالك الخضراء و أنا اليوم أهاديك كل الجبال الشماء.حنانك حنان لم تعرفه الأيام و أنا عرفته و في حنوك يمتد عمرى فأعيش لك و أتعلم لغة اللقاء.


142
المنبر الحر / حب بلا مقابل
« في: 22:38 21/09/2018  »
حب بلا مقابل
Oliverكتبها
- أحببتك لأني لهذا خلقتك كي تكوني حبيبتي.تلال أورشليم لك.الهيكل لك.المذبح لك.ليس قربان مقبول إلا لأجلك.كل بخور محترق من يدك هو الطيب الذى أختاره وحده.ليس بين الذين أحبوكِ و الذين أبغضوكِ من يعرفك مثلي.حين تنتعش روحك تهتفين ليس مثلي حبيب.أما أنا فروحى لا يفتر.محبتي لا تهدأ.أراكِ في عيني حيث لا صباح و لا مساء.تسكني قلبي فعند الأحباء لا فراق و لا بُعاد.
- تعلمين أنني أنفقت إبني ليشتريك لي.دفع حياته و إغتنمك و أنت لا تحسبين لنفسك زمناً.من أجل إبني خطبتك و سأقيم وليمة قدام جميع الأفلاك كي يعرفون من خطبتها لإبني. أنا الذى علم الشمس أن تشرق بغير ثمن.أنا الذى ثبت الأرض كي تحمل حبيبتي.أنا الذى جعل المطر مجاناً و أنفاس النسيم فوقها هدية.أنا الذى وزع الدفء و جعل البرد نعمة.مياه الأنهار العذبة هي لك مجاناً.مياه البحر و ملحها أيضاً لأجلك بغير مقابل.أنا الذى صنع الجمال و صنع عيونك كي تستمتع به.أنا الذى نفخ من روحه فصرتي بي تعيشين تتحركين و تنظرى نحوي فأنظر في عينيكِ محبتي الأبدية.النور يأتيك و لا يطلب أجراً.ظلمة الليل هي أيضاً لك كي تسبلى عينيك و تسترخين في حضني.فأنا في النهار و الليل مالكك.أبقيتك بين ذراعى في صحوك و الأحلام.الرسائل تأتيك و صفحات الحب لا تتناقص.لك كل الكتب و المكتوب فيها بلا مقابل.
- الكواكب البعيدة تتغني لك أنا أسمع صوتها فإسمعي صوتي لكي تعرفي كيف تحبك الكواكب البعيدة.النجوم ترسل أنوارها رسائل عشق من أجلك .تتغزل فيكِ كي تكسب رضاى فهي تعلم أنك حبيبتي.السماء تموج بالصفاء فمن يرد لها ثمن وجهها المريح.من دفع للبراكين الثمن حتي إنبثقت ترسل لك من أعماق الأرض هدية.كم أنت غالية علي طيور السماء و أسماك البحر حتي أنهم يحنون إلي وجهك لكنهم يعجزون عن القرب منك من أجل حبي لك. من دموع المحارات صنعت لؤلؤاتك و أخرجت دلافين البحر لتحيتك.الطيور حائرة في حبي و نسائم البر تتسائل هل من حبيب يحب حبيبته مثلى و أنا وضعت الإجابات علي شفتيك تكلمين الكل بلساني.تجيبين اسئلتهم بثقة لأن في قلبك وضعت معرفة.أخذتك إلى مسكن الحكمة و من هناك لم تخرجي قط حتي اليوم.تعلمين كيف يحسدونك و تغلبين بحبي أحقاد الحاقدين.الذين يحبونني يكادوا يعبدونك حباً فىَ لأنني علمتهم قيمتك عندي.هل طلب أحدهم منك أجراً؟ أليس مجاناً يتوقون إليك.من غير مقابل تحيطك ملائكتي.دمى متحد بدمك فهل بعيد أنا أم قريب؟
- تتجمع القنوات في الأنهار و تتجمع الأنهار في البحار و تتجمع البحار في المحيطات و يظهرون معاً بتسبيحة من أجل حبي لك فما لوسع المحيطات قدر قدام حبي و ما لهدير الأمواج صوتٌ من بعد حبي.أنا نثرت مع الرياح رسالتي و أخبرت الجميع أنك لي.
-أحبك في نهارك و ليلك.في بعادك و قربك.في الصحراء أتبعك و أنفرد بك كما تتفرغين لي.في البساتين أجعل الورود في خديك و عطرك يفوح قدام الملائكة.كيف بعد هذا ينتابك خوف لم أصنعه.يؤرقك صوتٌ لم أنطقه.هل إذا سقط شعرك يسقط تاجك؟ من عندي يصدر الأمر أنزع ما أنزع و أزرع ما أزرع كي تبقي أرضي التي لا يفلحها سواي و لا يحصد غيرى ثمرتك.أضع تاجي الجديد علي ذهن جديد فأنزع الرأس القديم بأفكاره .تسقط شعيراتك بإذني لأني أعددت تاجاً لا ينزع من حبيبتي الملكة..صمتي معك حب بعيد و صوتي معك عشق قريب فلا تتشككين في الأيام التي أحجب فيها وجهي.فمن أجل مزيد من الحب أحجبه.لمزيد من الشوق أظهر لك.لا تدفعني إليك الأحداث فأنا صانعها.حبي ينبع مني يخرج إليك دون أن يفارقني.أسكن فيك و تسكنين فى.من روحى أسبغت عليك صورتي و إلتصق روحي بروحك و كأنك توأمي مع أنك صنيعتي.الملائكة يتعجبون حين أعلم الناس أناشيد حبي.أقرضهم المعاني و المفردات كي يغزلون لي ستار الحجال و أنا الذى أغزل ثوب العرس.
- أفرد الأيام قدامي كما ترين الأرض قدامك.أضع فيها حصون الحب كي إليها تتجهين حين يعجز لسانك عن التعبير.حين تقصر الأفكار عن عمق النشيد.حين تفتر الأشعار و تنتحب القصائد.حين تفر عنك أهازيج الفرح.إذهبي إلي حصوني فستجدين وفرة حبي هناك مخبأة.لم أدعها عنك مخبأة بل لك وحدك أعلنتها.هداياي للتشويق وضعتها فوق المذبح و تحت المذبح.خذي منها لا توفري للغد فأنا الذى جعل الزيت لا ينقص و الدقيق لا يفرغ في بيت الأرملة.خذى من خمس خبزات و سيشبع الجميع و تبقي الخبزات و السمكتين و تفيض.خذى بسخاء كما أعطكِ بسخاء,كل ما عندي بلا مقابل و أعظمه حبي.فمن حبى تتعلمين كل الدروس.العطاء و الغفران و المصالحة و الموت و الحياة و كل أساليب المتألقين في الأنوار.أنا لك فهل لك أعظم مني.

143
المنبر الحر / داخل حجال حبيبتي
« في: 19:43 17/09/2018  »
داخل حجال حبيبتي
Oliver كتبها
- الحجال مسكن العروس مع عريسها.الحجال حجاله.لكنه شاء أن يختار حبيبةً عروساً له فقصدني أنا.كان حجاله, لكنه أدخلني إياه فصار الحجال حجالي.أعطاني صك ملكية فدخلت أمتلك حبيبي, أخذني في أحضانه و إمتلكني.كنت أناديه حبيبي و كان يناديني حبيبتي حتي نسيت ما إسمي فصار لي منه إسماً جديداً..لو صرت داخل الحجال لرأيتني غير ما كنت عليه خارج الحجال.أنا هنا مزينة بكل أذرة التاجر و كل أنواع الأطياب.أنا هنا ملكة.إن دخلت الحجال تجدني بهية منطلقة.الحجال صغير من الخارج لكنك ما أن تدخله تجده يتسع للكل كالمحيطات.قلب حبيبي هنا.ذراعيه في الحجال مفتوحتين دوماً.باب حجالنا مفتوح لا يرفض أحداً.الحجال ملكوت مخلصنا.أنا لحبيبي و كل حبيب لي هو لحبيبي أيضاً.عروسته أنا .أخذني من البرية يلاطفني حتي دخلت إلي هنا و تعلمت أن أكون رقيقة كحبيبي.ظل من برية سيناء إلي حجاله يقتادني و هو ينقيني دون أن يتضجر حتي إذا صرت علي بابه صلحت لمملكة.
-دخلت حجاب حبيبي الذى هو بذاته حجال حبيبتي,ما هذا العجب,ما تصورت أن الأتون حجالاً.كيف يسكنون هنا و كيف يبتهجون حتي في الأتون.هل تأخذ عروسك من البرية لتضعها في الأتون؟ هل تذهبين للأتون يا عروس كي تتقابلي مع عريسك.اي حجال هذا الذى تنقي سبعة أضعاف فصارت فضته ثمينة وسط الأتون.خارج أنا من الحجال أم الأتون؟ ليس من سمات النار هنا.مع المسيح يصبح الأتون عرس قانا الجليل.بدلاً من السبعة أجران توجد نار سبعة أضعاف.بدلاً من الخدم يحترق الجنود.يبصر ملوك الأرض و يرتعدون أما الفتية فتتذوق من خمر العرس و تسكر من محبة العريس.حجال هذا أم أتون في قلبك يا حبيبة الروح.تلتهبين حباً كالأتون لا تستطيع سيول كثيرة أن تطفئها.حانية العريس و محبوبة العروس كيف صنع حجالك؟
- وقفت عند الحجال.كان الباب مغلقاً.بكي القديس متسائلاً من يفتح لنا السفر و يفك ختومه.ما أستطاع أحد أن يفتح باب الحجال كان فارغاً من السكان.أخذوه إلي الشرق.رآه حزقيال فقال .يفتح و لا أحد يغلق.كررت وراءه النبوة.حجالنا مغلق.حلت النار الإلهية و صار الحجال شفافاً كالسحاب.كنت بالخارج و رأيته من الداخل فقلت طوباكي أيتها العذراء.إنفتح بابها و إنغلق دون جرح.خرج العريس من الحجال بطن العذراء.صنع الخلاص كاملاً ثم أخذنا مع العذراء لنسكن حجاله السماوي.لكن ما بين حجاله الأرضي و السماوي سكنت اسرار حفظتها العذراء في قلب الحجال.إقتربنا إليها بالتطويب.تشفعت عند حبيبها.ما أعظمك ايتها العذراء البهية.
- دخلت الحجال الكنيسة.هذه العروس التي أدهشت السمائيين.كلما كان الرب يسوع يختار جهال العالم يندهشون.لكنهم حين رأوا الحكمة المنسكبة عليهم زالت تساؤلاتهم.الحجال الكنيسة فيه اسرار كثيرة.قلب حبيبتي يحوي أسرار حبيبها.هي تعرفه بالرموز و الحقيقة معاً.تلمسه و تبصره مغمضة العينين.هو فيها و هي تنتظره.حجالها مفتوح للعريس.باب حجالها مذبح.صوت حجالها صلاة.صمت حجالها دموع.سكيب حجالها صوم و نسك.علي الحجال تقع الضربات فتمتد يد العريس صارخة .صعب عليك أن ترفس مناخس.كل أعماق العروس هنا.أعماق العريس أيضاً.كلما إعتكفت العروس إنكشف العريس.في الحجال خطابات متبادلة.أحاديث لا يعرفها غيرهما.أخَذَتْ من العريس كتاب حياة و مهرُها دمُ.حين تدخل الحجال إحترس من الغفلة.فالعريس يسكن حجاله و العروس تبيت معه.ينتظر بها.تجلس عند قدميه بغير حراك مثل راعوث حتي بشائر الفجر حينها يقوم و ينهضها.تزول العتمة من عينيها.حبيبتي متكحلة العينين كإستير.ممشوقة القوام كأبيجايل.طويلة كالسحاب مثلما أوليمبياس.رقيقة كالنسيم كالمنال عند الصبية.حبيبتي حنونة و بنت السماء لا تيأس مهما طال الزمان و ساد الغروب.تدعو وصيفاتها للعرس فتتجمع الأرواح من فوق و من قلبها و يصيرون عروس واحدة لعريس واحد..تجمعهم كدجاجة تحت جناحي حبيبها.هن مثلها جميلات و من الأبرع جمالاً من بني البشر أخذوا معني الجمال و ملامحه..صغارها كالملائكة بأجنحتهم.كبارها متشبعين بالمواهب.تحارب من أجلهم  و طلبتها لا ترد كالأرملة.حين تدخل هذا الحجال إحتفظ برؤى القلب.إملأ الأفكار بالوصايا.فثقافتها كالترس و المجن لا يلين لكنها بالحب تتلطف و بإيمانها تستتر.
-حجال الناس قلوبها.هنا يسكن الروح و يتصور المسيح و يتحدون بالثالوث بغير تأله.أَدخل قلب حبيبتي.هذه الروح التي تشغلني.ألاطفها.أواعدها.سنتقابل هناك.سنعبر المحيطات و نلتقي. سأسبقك إلي هناك و أنتظر.في أورشليم يحلو لقاءنا.أحبك فوق تلال صهيون لأنه سبقنا إلي الجليل و إليه ننجذب وراءه و نجري.لن نخش إنقلاب البحار فلا بحار بعد اللقاء سوي البحر الزجاجي.قلبي حجالك.قلب حبيبتي حجالي.روحي حجالك.تأتيها فتعرفك و لا تختبئ.ليس الحجال للإختباء بل للإستنارة بالعريس.إطلعي إطلعي يا نسائم الشرق لترحبي بالملك.هل تحفظون أناشيد إستقبال الملك.هل إنطبعت وصايا العريس علي الحجال.قال يا إبني إعطني حجالك فأعطيته.منذئذ ما عدت أمتلك قلباً.أخذه مني و صار قلبي فإكتفيت بل شبعت بل ما عدت أريد قلباً سواه.قلب حبيبتي توأمي.روح لا تغادرني.تحبني من أقصي الأرض و تسرع نحوي فاتحة أحضانها لعريسي.روحي تعرف الحب و عليه تتقوت.تشرب خمرها داخل الحجال فأسمع صوتاً رقيقاً يغلبني حين تتعلل بأنها مريضة حباً.
- يا سكان الحجال.إلزموا هدوءكم.فإن كان العريس عريسكم لكنه إلهكم.أفراحه مُرتبة.صليبه يزين الحجال بالأحمر فإعلموا أن للحجال ثمن.المسيح حجالنا فلا تظنوا أن العرس بدونه يمكن أن يتم.هو وحده صانع الفرح الأبدي هو وحده الحجال و دخولنا إلي قلبه نجاة.الدخول إلي الحجال بترتيب الروح وحده.ليس في الحجال متكئات بل حضن يتسع للكل فإستعدوا للحب.تسامحوا فليس في الحجال صراع.تصالحوا فليس للحجاب باب إلا باب المُصالح بين الله و الناس.يا سكان الحجال أنظروا قلب حبيبتي فهو عبر القرون رغم كل المصاعب ينبض.من الحجال ينجب مواليد السماء.دخول قلب حبيبتي هو سكني روح الله و خلق إنسان المسيح.حبيبتي تعرف تعداد السماء لأنهم جميعاً أولادها.حبيبتي تسأل هل تريدون الدخول و أنتم بالفعل داخلي.فأجيبها يا عروس الحجال مدي يدك إلينا فنتلامس .يا عروس الحجال ها قد أحضرت لك الشموع و القصة.سنترنم اليوم في قصرك حيث مزود العجيب و سنتعلم لغة الحجال كي ننسي يبوسة الثقافات الغريبة.خذيني في حضنك يا عروس الحجال فما عدت أشتاق لغيرك.

144
المنبر الحر / نسل المرأة
« في: 18:35 15/09/2018  »
نسل المرأة
Oliver كتبها
- آدم و حواء كانا عريانان و هما لا يخجلان.ذكر الكتاب المقدس هذه الآية ليصف حال أبوينا فما أهمية هذه العبارة.نحن الآن نعرف العري ممتزجاً بالخجل تكسوه أفكار ننفر منها لأننا لم ندرك سمو العري الفردوسي الذى راح من طبيعة الإنسان.هذا التجريد من السمو كان نتيجة للخطية فصار العري فضيحة  .كان قبل آدم كل شيء حسن.لم يكن شيئاً سيئاً في الفردوس لذا كان العري في الفردوس إنعكاساً لهذه الحالة.حالة الشبع  من الله ومع الله التي تجعل كل شيء مقدس و هو بالفعل مقدس و حسن و جميل لا خجل فيه.آدم و حواء علي صورة الله الذى ليس بينه و بينهما حجاب.غير مستتر عنهما فلم يفكرا في حاجتهما لستر أجسادهما  عن بعضهما لأنهما علي صورة الله بغير حجاب.يبدأ التفكير الناقص في العري بعد تشوه الطبيعة البشرية و فقدانها القداسة فيصبح العيب متسلطاً علي المعاني. كما قيل عن عيسو : ولكنني جردت عيسو وكشفت مستتراته فلا يستطيع ان يختبئ. هلك نسله واخوته وجيرانه فلا يوجد ار 49: 10.التجريد من نقاوة القلب منحت العري أبعاداً شريرة.و الإختباء بأوراق الوهم حيلة العاجز.
- كان سؤال و ما زال يتردد لماذا لم ينجب آدم في الجنة؟ نضع قدام السؤال آية: وباركهم الله وقال لهم: «اثمروا واكثروا واملاْوا الارض،تك1: 28 .أي أن قدرتهم علي الإكثار و النمو وجدت فيهما في تلك اللحظة التي نطق الرب بفمه المبارك هذه الوصية عب11:11.منذ تلك اللحظة كان أبوانا قادران علي التناسل و الإنجاب.لكنهما مكتفيان بالنسب الإلهي.لهذا إكتفي آدم أن يسمي ضلعه ( إمرأة) لأنها من إمرئ أخذت, كان قدامهما أن يفرحا بأولاد الفردوس لكن إله الفردوس يكفيهم.كانت رغبتهما تشبه ذبيحة حب.نعم نستطيع أن ننجب الآن لكننا يا رب نفرح بك أكثر حتي من الفرح الذى بين أنفسنا.العري عندنا تشبه بك.و نحن بك ثالوث.فما رغبتنا في المزيد.دعنا نستمتع بك أكثر من غير أن نحسب لأنفسنا شيئاً.إذا قلت لنا إنجبوا سننجب لكننا و نحن عارفين أننا سنصير أصلا للبشر لسنا متعجلين لهذه المملكة.
- مر زمان و جاءت الغفلة و ضاعت المعاني فصار العري فاضح و صوت الرب يدفع للإختباء و نطق كل واحد علي صاحبه متهماً.لكن وسط عبارات العقوبة كانت إشراقة رجاء.سمعت البشرية كلمات عن العداوة و الأتعاب و الشقاء و اللعنة لأول مرة.وسط هذه التعبيرات المؤلمة كانت عبارة قيلت للحية( أضع عداوة بين نسلك و نسلها هو يسحق رأسك) سمع أبوانا ففرحا مع أن الوقت كان أليماً.إذن لكي نعود فندوس الرأس التي قادتنا لفكر الخطية يجب أن يصير لنا نسل.هنا فقط فكر أبوانا في ضرورة النسل.ليس لكي يصبح لهما نسل بل حسب تصورهما لكي يدوسا رأس الحية و يعودا إلي طبيعتهما الأولي.لهذا و قد قررا أن ينجبا دعا آدم إمرأته بالإسم الجديد ( حواء) أي أم كل حي تك3: 20 لكي ينجبا ساحق رأس الحية. كانت حواء تعرف قبل بولس الرسول أنها المرأة التي ستخلص بولادة الأولاد  1 تي 3  أي بولادة المخلص .كان أول إبن هو ساحق رأس أخيه.مع أن حواء أسمته قايين أي إقتنيت رجلاً.كأنها تخاطب الله قائلة ها قد جاء النسل هذا هو الرجل فهل سيسحق رأس الحية و نعود إلي الفردوس؟ فلما عاد قايين بدون أخيه و الدم يلوث صدره و شعره خاب أملهما في الرجل الذى سحق رأس هابيل و ليس الحية.فأنجبت غيره و غيره و غيره و طال الزمان من غير أن يمتلئ حتي يأتي ساحق رأس الحية. مات أبوانا و ذهبا إلي الجحيم دون أن يعودا إلي الفردوس.
- لما ضاعت القداسة تاه من آدم و حواء معني نسل المرأة .ليس كل نسل للمرأة هو المقصود بل نسلاً بعينه له صفات بعينها ذكرها الكتاب المقدس.فهو كما وصفه داود أبيه نسله إلي الدهرمز 89.نسله قوياً في الأرض مز112.نسل الصديقين أم11.يسكب الله روحه علي هذا النسل إش44.نسل إسرائيل (الجديد)إش 45.نسلاً تطول أيامه و مسرة الرب بيده تنجح إش 53.نسل يعمر مدناً خربةإش 54.نسل لا يروح من أفواههم كلمة الرب و لا روحه إش 59.نسل باركه الرب إش 61.نسل مباركي الرب و ذريتهم معهم إش 65.نسل ثابت إش 66.نسل داود يو7.فحين يقول بولس الرسول في مجمع اليهود الذين طلبوا منه أن يعظ فبدأ قائلاً (من نسل هذا، حسب الوعد، اقام الله لاسرائيل مخلصا، يسوع أع13: 23) كأن عبارة - من  نسل هذا – أي من النسل الذى له كل هذه الصفات التي تجمعت و تمت وحدها في المسيح يسوع هذا النوع من النسل هو المسيح و من أنجبهم بالخلاص بالروح القدس للذين قبلوه هذا هو النسل الذى أبقاه الآب عنده حتي ملء الزمان.الذى لولا أنه أبقاه لنا لصرنا مثل سدوم و شابهنا عمورة رو9: 29.
- بعدما جاء النسل المقصود وحده و تمم الخلاص وحده نزل إلي الجحيم آخذاً حواء و آدم إلي الفردوس مع نسلهما.كانت لحظة إنتصار علي رأس الحية.فلما لم يقدر رأس الحية علي نسل المرأة أي ربنا يسوع المسيح إستدار إلي المرأة ليصنع معنا حرباً نحن كنيسة الله و عروسه.فالمرأة هي الكنيسة التي هي هدف إبليس الثمين.لكنها محصنة بقوة المسيح ما دمنا نلوذ به.رؤ12: 13.
- يتبقي أن نسلك مثل الذى داس رأس الحية ما دمنا صرنا نسله أو ذريته.ندوس الشائعات و الإنشقاقات و لا نشوه العروس التي تستعد للعريس بل نزينها بالطاعة و حياة الشركة و المصالحة و الغفران.لنكن في فرح مشترك و محبة تجمع المختلفين في واحد.ليس لنا سوي المسيح رأس و الإنجيل مدرسة حياة بهذا لا نقسم الشعب أو ننسبه إلي هذا أو ذاك.القديسون يمتزجون بالضعف و الكنيسة تحتوي الجميع كأم.فكفانا إدعاءات أننا نحمي هذا من ذاك أو ذاك من هذا. لنتوقف عن الحماية الوهمية و نبدأ المحبة الحقيقية. لتعد فينا روح الشركة لنشترك في صلواتنا و أصوامنا و نوبخ الذين يتطاولون علي الكنيسة بمعناها الروحي و المادي فلا نجاة خارج الفلك .قولوا للذين يتطاولون أنهم لن يناطحوا السحابة الإلهية التي تحتوي كنيستنا.الفلك لم يتفكك من الطوفان فكيف سيتفكك من الأقزام.نسل المرأة المقدس يحيا و يتحرك و يوجد بإرشاد إلهي و حكمة سماوية برغم الضعف البشري.فعودوا لإحترام آباءنا لو كنتم قد عثرتم في بعضهم.لأن نسل حواء كان فيه قايين و فيه هابيل.كونوا الأبرار في نسل المرأة.نسل المرأة نسل صالح لا يخون سيده و لا يطلق الأكاذيب.نسل المرأة نسل مبارك لا يخش الضيقات.إذا رأي في العروس عيب عالجه أو سترها.نسل المرأة يدوس بالمسيح كل عثرة و يبقي يحب المرأة التي هي كنيسته عروس المسيح.

145
لماذا لا تحترق العليقة
Oliver كتبها
- كان موسي النبي في أرض مديان هاربا من فرعون.يرعي غنم حماه يثرون.فنظر المنظر العجيب و رأي عليقة خضراء و النار تشتملها و تحيطها من كل جانب و من أسفل و من أعلي لكنها لا تحترق فسأل سؤالاً يستحق التأمل –لماذا لا تحترق العليقة ؟
- ببساطة لأن هذه لم تكن نار حارقة بل نار إلهية من طبيعته النارية التي تنقي و لا تبيد.مثل نار الذهب التي تجعله نقي من الشوائب و أكثر قيمة بقدر ما عملت فيه النار .لا يستخدم الصائغ النار ليبيد الذهب بل ليخلصه مما يشوبه.
- لم تحترق العليقة لأن هذا درس العهدين.سيحل الروح القدس علينا.ستتضع النار الإلهية و تسكننا.نصبح مسكن النار الإلهية الروح القدس و لا نحترق.حل الروح القدس علي العذراء و لم تحترق.لأنها نار حنونة.ليست مثل نار الأرض.هي نار الحب الإلهي و الخلاص.هي المحبة التي تلتهب في قلب الله كالنار لأنها في طبيعته.لذلك لم تحترق العذراء بحلول الروح القدس النارى و لم يحترق التلاميذ بحلول الروح القدس مثل ألسنة نار.و لا نحترق نحن الذين يسكننا روح الله الناري.كان درس العليقة يطمئن كل من يسكنه الروح القدس أنه لن يحترق به بل سيتنقي.هكذا جسد و دم المسيح هذا الجمر الإلهي المأخوذ من مذبح السماء نأكله غير مرتعدين من الإحتراق منه بل مشتاقين إليه لأننا نحتاج الإتحاد بالنار الممحصة دون أن نحترق منها.لذا لم تحترق العليقة.
- يكثر هذه الأيام الحديث عن التأله البشري,كأن المسيح سيجعلنا آلهة في السماء بينما كقوله الحق لا يوجد إلهاً غيره.أما قوله أنا جعلتكم آلهة (هو فعل ماضي) أي أنه حدث بالفعل أننا صرنا كآلهة مخيفة للشياطين مثل المسيح لأننا صورة الله و مثاله سر حمايتنا.لم يقل سأجعلكم بل قال ألستم ألهة كأنه أمر واقع و حادث الآن و ليس منتظراً للأبدية لكي يؤلهنا كما يحسب البعض.لن نصبح آلهة في الثالوث لكننا سنكون واحداً مع الآب نحن مباركي الآب . طريقة البركة في السماء هي الإتحاد لأن كل العطايا تسري دون ضجيج كالنار من الله إلي أجسادنا الممجدة في الملكوت.كل العطايا في الأبدية بالإتحاد و من الإتحاد لأن هذا شكل المحبة الأسمي.بالإتحاد تتحقق طلبة الإبن في البستان الذى لم يُصلِ لكي نصبح آلهة بل لكي نتحد بالآب كما هو متحد به.فالعليقة مع أنها متحدة بالنار إلا إن النار ظلت نارا كما هي و العليقة ظلت عليقة كما هى لم يختلطا كما لن يختلط البشر مع اللاهوت في الأبدية.لكن المنظر عجيب ليس كما نعلمه.هكذا سيحدث بيننا و بين الثالوث الأقدس إتحاد لكن يبقي اللاهوت كما هو بلاهوته غير منقوص .لن نأخذ منه لاهوته بل نبق نحن في المجد متحدين بمجد الله جالسين علي عرشه دون أن يترك لنا عرشه و يمضي.هذا قمة ما نشتاق إليه أي الإتحاد بالنار التي لا تحرقنا بل تنيرنا و تسكب علينا المجد.فمن يدعي أننا سنصبح آلهة نقول له يكفينا بالأولي أن نصبح بشراً علي صورة الله و مثاله من غير تشامخ الروح.و نغلب في صراعنا في العالم لنحتفظ بصورة الله و مثاله  فتنغلب الشياطيم كم صورة المسيح فينا .يكفينا أن نبقي عليقة تحويها النار الإلهية أي اللاهوت لكن لا تختلط الطبيعتان يبقي الثالوث الأقدس منفرداً بلاهوته و نتشرف نحن بالإتحاد بمجده و محبته و ليس بلاهوته.
- لن تحترق العليقة لأنها ليست مخلوقة لتحترق بل ليظهر عجب الله فيها.نحن العليقة.كل إنسان كالعليقة مخلوق ليحيا إلي الأبد لا ليذهب إلي النار.النار المعدة لإبليس و ليس للإنسان الذى أنقذه الرب يسوع من النار بالخلاص.لماذا إذن لا تحترق العليقة ؟ لأن كل النار التي يجب أن تخرقنا قد أحرقت المسيح بدلاً منا علي الصليب.نار الألم قد جازت علي الخروف المذبوح لفصحنا فما عاد علينا حكم النار.الملاك حامل السيف من اللهيب المتقلب قد غادر شجرة الحياة الآن و لم تعد ممنوعة علينا.النار الحارقة إنسحبت و ها نحن نتناول الجسد الناري و دم المسيح الناري في مفعوله و ليس في مادته.صرنا نتجرأ و نتقدم لشجرة الحياة دون عائق.زال سيف اللهيب فلم تعد العليقة تحترق.لأن إقتراب النار الإلهية منا هي لخلاصنا و ليست لإفناءنا.فلا يفقد أحد رجاءه في الأبدية.هوذا النار ستحرق ما هو قش فينا أو خشب و ستنقي ما هو فينا من فضة أو ذهب فلن نحترق بل ستحترق خطايانا وحدها و نتبرأ بدم المسيح بشرط أن نحيا معه حسب الوصية.
- السؤل لماذا لا تحترق العليقة هو سؤال من لم تسكنه النار الإلهية بعد.يستغرب كيف يأخذ اللاهوت الناري جسداً ترابياً و يتحد بالعليقة .ثم يستغرب كيف نأخذ نحن الترابيون روحاً نارياً يسكننا و نتحد به .هذا التبادل بالإتحاد صعب لمن يريدون أن يفهموا لماذا لا تحترق العليقة دون أن يميلوا كما مال موسي النبى لينظروا بقلوبهم فيجتذبهم صوت الرب إلي الأرض المقدسة.ستبق العليقة في الأرض تحترق و عمل الروح القدس في الأرض لا ينقطع فيها منذ أن كانت خربة و خالية إلي أن تزول محترقة بالنار.و سيبق السؤال مستعصياً علي من لا يتضع ليفهم و سيبق المشهد عجيباً و سر خلاص لمن يجتذبه عمل الروح القدس حتي يعبر به من أرض العبودية إلي أرض الموعد الأبدية.و يصبح سؤال لماذا لا تحترق العلية مثل تسبحة في أفواه العابرين.

146
عروس الصعيد الحزينة
Oliver كتبها
- ليست الإضطهادات هدفاً نحيا لنناله لكن تبعية المسيح له المجد هي حياتنا رغم الآلام.من يحسبنا نتلذذ بالإضطهادات لا يعرف حكمة الروح بل يحكم علينا بمنظور الجسد.نحن نتلذذ بعشرة المسيح في كل الظروف و نفرح به رغم الضيقات و نحتمل بصبر و شكر رغم المظالم لكن لا يوجد مسيحي علي الأرض يصلي لأجل أن يسمح الرب بالإضطهادات و الأوجاع و التجارب الشريرة.هذا فقط تفسير غير العارفين لطبيعة المسيحي القوي في كل الظروف الذى يرفض الظلم و يصلي لأجل الظالم. طبيعتنا سماوية.
- المنيا تستحق أن تنجب شهداء العهد الجديد و يصير عيدهم عيد شهداء الكنيسة كلها.المنيا تستحق إكليل الثبات في محبة المسيح رغم سوء الظروف في كل العصور.إنها حرب إبليس لكي تتشح العروس بالسواد لكنها متمسكة بثوب أفراحها لأن العريس قدامها مادداً يده.لم يستهدف إبليس محافظة كما إستهدف المنيا.من غربها إلي شرقها.و بقدر ما إفتري في ضرباته بقدر ما كثر عمل النعمة و صارت الخدمة نارية .تنتشر النعمة في كل قرية و نجع بالمنيا.صار مجمعها من الكهنة أكثر من كل ما يجاورها من محافظات مجتمعة .الإفتقاد يتم وسط الهشيم و القداسات ترفع في المباني المتهالكة.لكي يترآف الرب فيكون مجد الهيكل الأخير أعظم من ذلك الذى تهدم.فلنقرأ الأحداث روحياً لنندهش كيف كلما تشتت الشعب و أرهقوهم كلما نمت كلمة الرب و ترسخت في القلوب.
-المسئولون في يد الرب الآن.تحت عينه يرمق أعمالهم و يتأني.بعد لحظات سيكونون قدامه بغير أعذار.من يتوب فليتب الآن.من يريد أن ينجو فليرفع الظلم عن مسحاء الرب.نحن لا نهددكم بإيماننا بل نحذركم لمحبتنا في خلاصكم أنتم أيضاً.كونوا رحماء يرحمكم الرب و كونوا عادلين يحبكم الحق.أما الذى ليس حاراً و لا بارداً فهو مرفوض من فم الرب.فلا تحسبوا اللامبالاة حلاً و الصمت تبرأة.فالسكوت وقت الدفاع عن الحق مشاركة في الظلم.و اللامبالاة لم تمنع فرعون أن يفقد اللإبن البكر مثل كل الشعب.هوذا اللهب يمتد خارجاً ليصل الحريق داخل قلوبكم لتشعروا بآلام الذين في الأتون.تموتون أنتم و هم يبقون لأن معهم إبن الله.ليس مع الله سياسة بل عدل و رحمة.فتعاملوا بهما لأنه إله لا تنطلي عليه ألاعيب السياسة و حساباتها.أخرجوا السياسة من حماية شعب الله ليعبد الله فلم يفلح فرعون من قبلكم بل مات بكل مركباته و أفخر قواته.
- يا شعب المسيح ليعتبر كل واحد نفسه شاهداً أمينا  أمانة كاملة له و للتاريخ.لا يختلق و لا يبرر و لا يدعي غير الحقيقة.فالقادمون بعدنا سيتوهون من مبالغات و تزييف للحقائق و لن يدركوا أبطال الإيمان كما يجدر أن نسميهم.و سينبذونكم حين يقرأون عن أبطال الإيمان و ينعتونكم بالخيانة فتكونون خارج الأمانة التي للمسيح يسوع.فإحذروا التهوين و التهويل لأن يد الرب تكتب الحق فينا.الذين يستغلون أحزان الآخرين لمكاسبهم لهم الويل كما صار لعخان بن كرمي و يهوذا و كل الخونة.خافوا الله في كلماتكم و كتاباتاكم و إعلموا أن الرب جعلكم شهودا له فلا تكونوا شهودا كذبة ضده و ضد كنيسة الله الجامعة الرسولية.لقد صار المنافقين مكشوفون و المتاجرون بالأوجاع معروفون يتبقي قدام الرب رافعي الأيدي صانعي الرحمة الذين يشعرون بأوجاع العروس فيصلحونها لأنها لمملكة.
-ليس بقوة أو فضل منه صار الأنبا مكاريوس بهذه البسالة.هذا هو عمل الروح القدس في الذين يستجيبون له.هذه هي حكمة الروح الغنية.تهجم علي الشر و لا تنبذ أحداً.تفضح الخطية و تطلب الحق و تترك مصيرها لمن تصير في يده كل المصائر في أمان.نصلي لأجله و لأجل كل الكنائس.فالضيقات المعلنة لا توازي لمحة سريعة من الضيقات غير المعلنة.نحن في حرب مع أجناد الشر الروحية.لهذا سلاحنا الصلاة و الصوم.الوحدة و الرحمة.هذا ما تسعي إليه كنيستنا و ما يدفعها إليه الرب بالسلام و الضيقات أيضاً.

147
رئيس الأنبياء و تلميذه و دروس في الرهبنة
Oliver كتبها
المسيح له المجد ملأ فكر الأنبياء بالروح القدس لكي بهم يعلمنا حياة البر و القداسة بما يناسب الجميع مبتدئين و كاملين.خداماً و كهنة.مكرسين و بتوليين و رهباناً.فإن أخذنا من الأنبياء شيئاً من عشرتهم مع المسيح فنحن نأخذ المسيح منهم أيضاً.لأن حياتهم كانت تبعية للمسيح و لو كان للبعض غير مرئي لكنه لنا الآن في كمال إعلانه.
-في سلسلة تتبع جذور و أصول الرهبنة نتبع الدروس التي وضعت للرهبنة أساساتها و جمعت لها من خبرة الروح القدس بناءاً عميقاً يفيض دسماً.فلنتتبع هؤلاء الذين خرجوا ليس هرباً من إضطهاد كما يدعون و لا تنصلاً من مسئولية بل تنفيذاً لأمر إلهي لكل من يريد أن يكون كاملاً أن يبيع كل شيئ و يتبع المسيح و ها نحن نراقب حياة أولئك الذين باعوا كل شيء و تبعوه لنتمثل بإيمانهم و نتعلم من سيرتهم.التبعية للمسيح متاحة للجميع دون قيد أو شرط.
- دروس رهبانية من حياة موسي النبي:كانت المقدمات لحياة موسي لا توحي بنهايته,عاش في بيت فرعون بيت خصم الله و قاهر شعبه.ليس لكل القديسين مقدمة توحي بما سيكونوا عليه.فلا ننظر إلي بداياتهم بل نهاياتهم. لقد إرتضي موسي أن يسكن مع فرعون.ثم لما تزوج بنت رعوئيل كاهن مديان الوثني إرتضي أن يسكن مع الرجل خر2: 22.كان الشعب يئن في مصر و كان موسي آمناً في مديان.سمع الرب أنين شعبه فإختار موسي ليذل مع شعبه.عاش موسى يرعي غنماً حيوانياً غريباً بينما الله يعده ليقود غنم رعيته البشري روحياً.لم يولد موسي ناسكاً و لا عاش زاهداً.لم يدرك الفقر في بداياته بل إختاره بنفسه في نهاياته.حينما مال ليري العليقة مال الرب و ناداه.إختلفت الميول تلك اللحظة.خر3:3.ظهرت ميول روحية عميقة لم تكن لها بوادر سابقة.فلا تظن أن الأشقياء سيبقون أشقياء و المعاندين سيبقون معاندين.سيأتي يوم و تميل النفس لله و يميل إليها و يغير الميول و تظهر في حياة البعض عليقة كما لموسى النبي. يتغير وجه الصحراء قدامهم.تصبح صحراء الله و ليست صحراء الغنم. تتغير التوجهات و تبدأ الدروس العميقة.المقابلة مع  الله هي مصدر طاقة الحب و حافز التكريس الأعظم.لهذا بدأ موسي يتحدث عن أهيه  المهوب قائلاً ( أرسلني إليكم- ظهر لي-الرب إله العبرانيين إلتقانا خر3) بداية تكريس موسي لحياته إنطلقت من لقاء شخصي مباشر بالله.
- يتراكم الحب حتي يبلغ منتهاه .تنسلخ النفس من العتيق و تتحد بالجديد فالرهبنة إنسلاخ و إتحاد.إنسلخ موسي من حياته بكل متعلقاتها و تكرس للجديد هذه هي البداية فقط.ثم أخذه الرب إلي فرعون ليس حليفاً و لا إبناُ لإبنته.بل خصماً يقاومه.يستخدمه الرب للغلبة.عشر ضربات يتجلي فيها الرب في حياة موسي النبي و شعبه.حتي يخرج بهم جميعاً إلي البرية.حياة البرية ليست حياة المهزومين بل الغالبين.إغلب العالم و فرعونه لكي تتأهل للخروج.لا تخرج منه عبداً بل سيداً حتي لفرعون.هنا تتملك في المسيح و لا تغلبك تجارب البرية.يشق لك طريقاً لا يعبره إلا الغالبون.هذا إنتقاء لحياة الرهبنة.أغلِب و كن سيداً علي العالم ثم غادره بمقتنياتك الروحية هذه التي جمعها لك الروح القدس من خبرة الحرب الإلهية ضد فرعون.تخرج حاملاً أعاجيب  الضربات العشر.في البرية تتبع الله في السحابة و عمود النار لا مكان للظلمة في السحابة و لا للخمول و النار الإلهية تلهبك لرهبنة منتصرة.إذا شعرت أنك ما زلت تترنح بين السقوط و القيام فلا تبرح مكانك حتي تغلب.فالرهبنة ليست بداية حياة بل ثمر حياة.
-موسي أوصل إليشع إلي حدود نهر الأردن.الآباء بسيرتهم يأخذوننا فنقتفي آثار الغنم.جلس إليشع عند نهر المعمودية.ينتظر عمقاً جديداً و خبرة مختلفة.فالحياة مع المسيح لا تخلق نسخاً متطابقة.هذا قديس متزوج و ذاك قديس راهب.هذا إستخدمه الله لحرب فرعون و ذاك إستخدمه الرب لحروب مختلفة لكن الطريق واحد إلي أرض الموعد للمتزوجين و المتبتلين.كان موسي حليماً و كان يشوع متشدداً.الحروب الكثيرة يلزمها اليقظة التامة.التشدد لا يعني التزمت و التطرف بل عدم التهاون والتمسك بالقوة الإلهية فنتشدد بها.يش1: 6.لذا تختلف الشخصيات في الرهبنة حسب المهام التي يضعها الرب علي عاتق كل واحد كصليب يتبع به المسيح.واحد حليماً جداً كموسى يجد البشاشة و الفرح منهج الروح معه و آخر لا يفرط في صغيرة أو كبيرة و يتشدد مع نفسه كي لا يستبيح كعيسو فيكون للرب كيشوع النبي البار.كان وعد الرب بيشوع أنه سيريح شعبه.فالرهبنة بذل و تعب لكي ترتاح الكنيسة.بقدر ما يتعب الحراس علي أسوار أورشليم و يسهرون بقدر ما تتحصن الكنيسة بالصلاة و الإنسحاق. الطاعة حول أسوار أريحا أسقطتها و لم يتكلف الشعب خسارة اي نفس. حضور الرب في التابوت مطمئن و غالب. أما إذا تهاون الحراس نسقط حتي قدام عاى القرية المغمورة و يذوب شعب الله خوفاً من الصغار لا الكبار ,يش7: 3.لكن النهاية ليست الهزيمة بل إكتساح عاي بالقداسة.
- تحدث الهزيمة فيأمر الرب أن نعود للقداسة.قدس الشعب و قل تقدسوا للغد.تقدسوا لأبديتكم فهي الغد الذى لأجله نتقدس.عاي خبرة عابرة و ستزول.نسقط علي وجوهنا و نقوم بأمر الرب.إستبعد ما هو حرام في وسطك يا إسرائيل.عخان هناك حيث أعجبته المقتنيات.يسرق التمائم و يدس في جيبه الذهب و يظن أن لا شيئ سينكشف.لكن هزيمة الشعب كشفته و الرب لم يصمت.نقاوة الرهبنة من الدخلاء درس من الله علي حدود  قرية عاى.إكتشاف عخان يحتاج إلي روح الرب في يشوع.وقتها لا يمكن للدخلاء خداع أحد.الدخلاء لا تشغلهم القداسة بل الغنائم المهملة عمداً من إبليس كي يغري بها  أمثال عخان  بن كرمي فيسقط إسرائيل و يتعثر شعب الله و ينوح.لكن الرب يأمر بالقصاص ليرجع عن حمو غضبه.يش7: .20تظهر فضيلة التشدد للحفاظ علي الكنيسة.و تبقي عاى درس لا يختفي من ذاكرتها.الرهبنة الحية هي التي تنغمس في الصلاة و السهر فتصنع سوراً ملتهباً من عمل الله فيهم فلا يجد إبليس ثغرة للوصول إلي قلب الكنيسة.
و للموضوع بقية.

148
2- جذور الرهبنة في تاريخ الآباء الأوائل
Oliver كتبها
- سار إبرام مع الله أما لوط  فقال الوحي عنه أنه سار مع إبرام تك13 : 5.فرق كبير أن تسير مع الله و أن تسير حتي مع أعظم الآباء القديسين.لا يوجد بديل عن المسيح لتضع عليه قلبك.لهذا تورط لوط مع أنه إعتزل كأنه معتكف.تنازع لوط مع عمه إبرام مع أن الأرض متسعة من كل الجهات ذلك لأن تبعية الناس تجعل الفكر متضيق و القلب متضيق و العينين قصيرتا النظر كل هذا قاد لوط إلى سدوم حيث الغضب.إتبع المسيح فتتسع الرؤية حتي السماء .الرهبنة إتساع بلا نهاية في القلب و الفكر و الأشواق السمائية.لهذا بعدما إعتزل لوط قال الرب لإبرام إرفع عينيك و أنظر من الموضع الذى أنت فيه .كل الجهات لك.كل ما تصل إليه تطأه.تحت قدميك تكون أملاكك.السائر مع الله يرفع عينيه و أملاكه تحت قدميه مهما إتسع طولها و عرضها تك 13: 14-18
-كان إعتزال لوط فى سدوم شقاءاَ له.لأنه إعتزال مدفوع من شهوة مكسب.كمن يترهبن لأجل رتبة.فيتعذب كل يوم.تقف أعداءه علي باب قلايته تخطف منه بتوليته.يفقد صداقة السمائيين.يفقد حتي زوجته أي النفس التي عاش ليسعدها.صار لوط كراهب تائه مع أن نواياه بارة. تلعثم الضميرقدام الأشرار حتي أنه ضحي ببتولية بناته ليسكتوا عنه.رخصت البتولية عنده و عند بناته مقابل الكرامة. حتي إضطجعوا معه بجهالة .لأنه بدلاً من الإحتراس لحياته أراد حماية الملائكة؟هذا الإرتباك يحدث لكل من يظن في نفسه شيئاً مع أن الرهبنة إماتة للذات. لولا أن الرب يحبه لصار لوط محترقاً أو عمود ملح كإمرأته.فالإعتزال  و لو في مغارة فوق الجبل من غير مشورة فساد في القلب.و الرهبنة من غير إرشاد كالركض نحو سدوم المحترقة. تك19: 30.
- ثم أراد الله أن يمتحن إبراهيم تك22.أتحبني؟ إذبح لي؟إذبح ذاتك أو شهواتك أو أملاكك أو كل ما هو ثمين عندك حتي نفسك.إذبح إبنك أي كل فكر .ضعه علي مذبحي.هذه هي الرهبنة.مذبح جاهز و ذبيحة إنسكاب لا تتوقف.الموت من أجل الرب مجد.نموت كل يوم.في حياة كل إنسان إسحق  رمزاً لكل غال عنده.الرب يأمر أن تذبحه له.فقط أظهر للرب أنك تحبه أكثر من كل الأشخاص و كل الأشياء وقتها تسمع وعد الله لك بالبركة التي بلا حدود.أي بالمسيح يسكن حياتك فهو بديل إسحق الذى صار ذبيحة بالنية دون الفعل.يا أبي الراهب هل ما زال إسحق الرمز يحمل عنك الحطب أم أنك أرقدته ذبيحة ليحل المسيح عوضاً عنه يملأ كيانك.
- رهبنة يوسف الصديق مختلفة.كان الصمت يلفها.الصبر يجملها.لا شيء من الإنتقام يدنو منها.رهبنة تري كل الأشياء تعمل معاً للخير.رهبنة من غير هموم.فالراهب الذى يحمل الهموم لا يصلح أن يكون مبتدئاً.كان يوسف باراً من غير رتبة.فلما صار علي العرش كان البر عرشه و سنده.لم يختلف في محبته لله.في البئر عطشان إلي المسيح.في بيت فوطيفار يري المسيح قدامه.في السجن لا يشكو و قدام الملك لا يتغير.يأخذوا قميصه لا يشكو يأخذوا سمعته إلي الظلم لا يفضحهم.يكذبوا و يتآمروا فلا يشير إليهم يبيعونه فيصبح في الحب أعظم؟ ما هذا الراهب إلا الذى يختاره الرب من محبسه ليسكنه علي كرسي و سلطان. يحتفظ بالبر لينجح في كل ما تمتد إليه يده. يتقن الصمت مثلما يوسف و لا يستخدم السلطان لنفسه أبداً.هو موجود ليشبع الناس من روح الحكمة فيه.فليحتفظ في قلبه أن لا ينتقم بل يصفح.ليسرع للوحدة بين اشقاءه لأنه لأجل هذا منحه الرب كرسيه.فليجمع الأسباط حتي لو باعوه قبلاً أو خانوه أو حاولوا قتله.ما أحوجنا إلي هذا البار الذى لا يعاقب التاريخ بل يصنع تاريخاً جديداً بالنعمة و الصفح.لهذا يصير ثانياً في المملكة.لأن المسيح هو الأول.لا يأخذ مكان المسيح لكنه يأخذ مثال المسيح و يحكم.فلنترهبن كلنا رهبنة يوسف الصديق.
-هذه هي جذور الرهبنة في سلوك الآباء البطاركة الأولون.كانت رهبنة القلب لا الزي.لم يغلبها تيار العالم السائد وقتها بل كانت بنعمة الروح تصنع تياراً مضاداً يغلب العالم و يحفر في الصخر جذور الرهبنة كي يتبعها من شاء أن يتعلم.ليست الرهبنة بهذه الرؤية عملاً للمتبتلين وحدهم بل لكل من يشتاق للكمال.لا يوجد فيها مكسب إلا الميراث في المسيح و مع المسيح له المجد.
- الرهبنة كما نتتبعها هنا ليست سوي الجذور التي تصلح للمتزوجين و المتبتلين ليتملكوا في المسيح يسوع.هذه الأصول الروحية بدأت مع خلقة الإنسان.هذه الجذور ليست تأريخاً للرهبنة الحديثة بل تأصيلاً للمبادئ الروحية التي يجب أن تتوفر في جميع من يتبعوا الرب يسوع تاركين شباكهم.ليست مقالات ضد سر الزيجة أو تختلف معه أو تفضل عليه أو تقلل منه.أنها حديث آخر في مجال مختلف.أما الزيجة فلها كرامة ممن صنع أول معجزاته في عرس قانا الجليل فلا مجال للمقارنة هنا بين الرهبنة و الزيجة.
- كان سفر التكوين تكويناً لكل ما هو جديد في الوجود.فكانت الرهبنة في ضمير آباءنا و سلوكياتهم .لم تكن فكراً غريباً بل حباً فريداً.لم تكن إستثناءاً قي حياة الأبرار بل شغلهم الشاغل ليستثمروا حبهم لكل الأجيال.لهذا سنجد في أسفار الأنبياء من عاشوا رهباناً بصورة أكثر وضوحاً.واضعين في الإعتبار شكل الزمن .لهذا ليست هذه المقالات فقط لكي نتعرف علي جذور الرهبنة في فكر البطاركة الأوائل فحسب  بل أيضاً  رداً أيضاً علي من يظنون الرهبنة إبتكاراً بشرياً أو بدعة يجب دحضها.الحديث عن عمق الجذور يكشف لنا وهن الأغصان و دواء أمراضها.فالخمر الذى تعتق ليس كالماء الذى نشربه الآن. للموضوع بقية إن شاء الرب و عشنا.


149
جذور الرهبنة المسيحية
Oliver كتبها
- إذا كانت الرهبنة هي تكريس الحياة بأكملها لله فقد عاش آدم أبونا راهباً لفترة من الزمن قبلما يخلق له الله حواء.كان آدم يعيش وحده.كانت الجنة ديره.كانت الملائكة أصدقاء آدم الراهب.كان يعمل ليس لأنه يريد أن يتوسع أو يمتلك إذ لم يكن ينافسه أحد لكن عمله كان تعبيراً عن محبته لمن أوصاه أن يعمل في الأرض و يثمر.كانت أعمال آدم أبينا ممارسة بتلذذ بوصية المسيح فلم يشعر بنقص و لا إحتياج  سوى لله وحده.هذه الحياة المبنية على الإنتماء للثالوث الأقدس في كل يوم و عمل و فكر.هي جوهر حياة الرهبنة.لم تكن الرهبنة فكرة إنسان بل صنعة إلهية أعطت آدم نموذجاً لفترة ما ثم تبدل  النموذج إلي حياة تكريس و بتولية  و حياة شركة لما صارت حواء لآدم  كنيسة أسرية  مكرسة بذكريات رهبانية.صارا زوجين منذورين للرب.متبتلين تماماً قبل الخطية.هكذا نموذج التكريس و التبتل مقدساً ناجحاً ما دام نقياً من أي شهوة خالياً من صراعات الحياة. السلام يسود فوق كل الأشواق.
- سقطت رهبنة آدم و تكريس حواء حين إنفتحت أعينهما علي العالم.حين دخلت شهوة ليست من عمل الروح القدس فيهما.ضاع الجوهر و تعرى المقدسين حين سمعا لصوت الغريب و قادتهما الحية خارج ديرهما أي الجنة.لو علم أي راهب أن ديره فردوساً بالحقيقة ما طاق أن يغادر قلايته.
- مع أن آدم كان يعمل في الجنة إلا أن عمله خارج الجنة كان عملاً شاقاً.و حبلت حواء مثقلة بأوجاعها.فالخروج من دائرة الحب الإلهي هو إتجاه للأشواك و التعب و الأوجاع بغير جدوي.
- ثم أنجب الراهب قاتلاً.قايين خرج من تعليم أبيه و إله أبيه.ترك أمه و إنساق وراء الفرائس يقفز من هذه لتلك و هي تركض به بعيداً عن ذكريات المحبة الإلهية فصار بالجسد إبناً و بالحقيقة وحشاً.يتربص ليس بذبيحة يستدرجها للعبادة بل بأخيه هابيل البار يستدرجه للموت من أجل أن الله قبل ذبيحته و رفض ذبيحة قايين الذى ترك الصيد لأجل الله و إكتفي بثمار أقرب شجرة إلي يده ليقدم منها ذبيحة كسل و إستهانة و تعدي ثم يشتكي الله لأنه رفض ذبيحته و يتبجح و يتخطي كل الحدود و يقتل البار و يكذب لكي ينجو لكن علي من سيكذب.هكذا تضيع خبرات الروح حين يتملك كسل قايين في النفس و تتحول الذبيحة التي من أجلها خرج إلي عبء ثقيل.مات البار و عاش القاتل غصة في قلب أبيه و مرارة لأمه.
- ثم جاء أخنوخ.ليعيد شكل العابد الناسك.رجل لم تشغله أسرته عن شيء.لم يحب أبا أو أما أو إبنه أو إبن أكثر من الله فسار معه لا ندري سره تك5: 25.لكن الرهبنة أخذت منه تعريفاً جديداً هي ( السير مع الله)  فإستحق أن يختطفه الله فلم يوجد أخنوخ لأن الله أخذه.بهذا كانت الرهبنة الحقيقة رحلة حياة مع الله تصل حتي إلي السياحة.فيختطف الله أخنوخ إلي زمان ليؤهله لرسالة آخر الزمان ثم يرسله.فالذي يسير مع الله يوجد مؤهلاً لأصعب الأيام دون أن يهتز إيمانه.بل هو يثبت أخوته.ليت لنا في كل دير أخنوخ البار.
- كما سار أخنوخ مع الله قيل عن نوح البار أنه سار مع الله تك6: 9.أخنوخ سار حتي الفردوس و نوح البار سار حتي الفلك و كلاهما دخلا السماء الثانية.وصل أخنوخ إلي سماء جديدة و وصل نوح إلي أرض جديدة.فكل من سار مع الله له السماء و الأرض الجديدتين.طالما أغلق الرب علي نوح و بنيه لا يستطيع أحد أن يفتح.فلك النجاة للراهب هو ديره.فإذا فتح بابه أغرقه الطوفان.فلك النجاة للمكرس هي الفلك فإذا فارق الكنيسة فارقته الحياة.السير مع الله أهم جذور الرهبنة المسيحية.
- سكان بابل صنعوا برجاً.تبلبلت ألسنتهم.فالله لا يحتاج أبراجاً.الله يطلب قلباً متضعاً.الأبراج تفرق و الإتضاع يجمع.الرهبنة بلا أبراج لكن بالإتضاع تثمر.الأبراج شتت الأرض حتي اليوم.تفرقت الأسلنة هناك و صار لكل واحد لغته.هذا يجني مالا و ذاك ينهب أرضاً و ثالث يتعب هباءاً فكل أعمال الأبراج جهالة..بسبب الأبراج لم نعد شعب واحد و لا لسان واحد و لا قلب أو رأي واحد. فإهدموا الأبراج قبل أن يهدمها الله بنفسه.
- كلما تهدمت الأرض بالخطية أرسل الرب من يعمرها روحياً.فهوذا إبراهيم أب الآباء يأمره الرب أن يرتحل. يسير نفس المسيرة مع الله.هذه فكرة جديدة للرهبنة. إذهب من ارضك ومن عشيرتك ومن بيت ابيك الى الارض التي اريك. تك12: 1.هنا الدعوة و الإختيار.السير مع الله لا يمكن أن يتم بغير الله.ليس بالقدرة و لا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود.من له أرض الموعد إلا السائر تاركاً ما له ليأخذ ما لله.هذا يفتح باب الرهبنة للجميع إذا كانت بهذا المعني,دع قلبك يتبع قلب الله.
- فيما كان أبونا إبراهيم نموذجاً للتارك بيته و أرضه و عشيرته.تقابل مع رجل غامض تارك مملكته حاملاً في قلبه طقساً لم يسبق أحد أن مارسه مثله.يأخذ من الكبير عشوره و يكسر له خبزا و يسقيه خمراً و يباركه؟ من أنت أيها القادم من المجهول؟ أنت الذى ينتظر عودة لوط المأسور ثم تحتفل به روحياً.كأنك أحد سكان المغاير و أنت ملك.تعلم ما لا يعلمه أحد إلا بشركة الروح القدس.ملكي صادق أيها المختفي في مغاير التاريخ.غيرت التاريخ في حادثة ليس سواها.هكذا رجال الله الأتقياء.يضعوا معالم الرهبنة في بطون الأرض.و أعماق الكتاب.ملكي صادق المتوحد المتفرد صنع للرهبنة شكلاً آخر.جذور الرهبنة محفورة علي صخور الأرض لا تنمح مغموسة بوحي الروح القدس لا تزول و للموضوع بقية.

150
كان يجول و كنا فيه نجول
Oliver كتبها

- كان الرب يسوع  يجول يصنع خيراً و ما زال يجول يصنع خيراً.يجول المسيح يعلم الجائلين كيف يكون الذهاب و الإياب لمجد الرب.يعلم المحبين كيف يكون الحب هو فعل الخير بكل أنواعه.ليكون تجوال المسيح درساً و حياة لكل من يجول .
- أفكارنا تجول.لكن أفضلها من يتبع فكر المسيح.إنجيل الله الحي.عِشرة الفكر البشري مع الفكر الإلهي تنتج إنسان المسيح السماوي .أفكارنا تجول و لا تتوقف حتي عند النوم.لذلك كان إبن الإنسان ليس له أين يسند رأسه.فكره مشغول بنا إلي المنتهي.لا يجد النوم طريقه بسهولة للمسيح.هو يفكر في خلاصنا و ينفذ أفكاره بمحبة و ووداعة.تتبقي أفكارنا لنتبعه و نجول بها إليه فيجول بنا يصنع خيراً.من هنا نبدأ.تتبدل الأفكار فنتبدل كلياً و نصبح غير ما نحن عليه.تأخذنا أفكار المسيح لما لم يكن في فكرنا.فتتغير نظرتنا إلي الأشياء و قيمتها.إلي الأشخاص و علاقتها بنا,إلي الأحداث و تأثيرها فينا,لأنها مرت من خلال فكر المسيح قبلما يتلقفها فكرنا.
- مشاعرنا تجول ليتها تصنع خيراً.مشاعر المسيح رقيقة مع الصغار و الكبار.يحب الأطفال و يشفق علي المنحنية ظهورهم.مشاعر حب متدفقة للخطاة بكل خطية مهما كانت بشعة .لا يدين مع أنه يملك كل السلطان.كان يجول بأرق المشاعر في مجتمع تاهت فيه الرقة و ضاعت معالم الحنان و غاب الحب فيه.كان الظلم متفشي و الصفح غريباً ليس له موضع.لكنه كان و سيبقي يجول كما هو بنفس المشاعر.لا يحتقر أحداً أو يستهن بأحد.لا يخرج من فمه سوي أجمل الكلمات و هي متشبعة بالحق و الحياة.فليت لنا مشاعر تجول معه.نصبح حلقات صلح بين الناس و الله و بين الناس و الناس.نصبح صدراً يحتمل الضعفاء و لسانا يشجع صغار النفوس.مشاعرنا في قلوبنا و أفكارنا لكنه تتحول إلي أفعال و أقوال و بها ننكشف فمن فضلة القلب يتكلم اللسان.
- أعمالنا تجول.ليتها تصنع خيراً.تكون إيجابية.تبني و لا تهدم.تحول الخراب إلي موضع مقدس.تأخذ بالقليل و تستثمر لحساب المسيح في الأنسال و الأموال و الأعمال.أولادنا مرآة لأعمالنا فهل هم بني النور و فعلة الخير.أعمالنا تبدأ بنا لكن ليس شرطا أن تنتهي بنا فطوبي لمن يؤسس للأجيال التي لم تأت بعد.هذه أعمال ملكوتية كأعمال المسيح الذى منذ ألفي عام خلص أناس لم يولدوا بعد.وضع أساساً للحب لمن لم تتكون فيهم آذان لتسمع.فلتكن أعمالنا لمن لم ندركهم و لم يأتوا مثلنا.لتصبح بصمات الثالوث الأقدس فينا حاضرة و إن غبنا نحن.تتبعنا أعمال و ثمار.نحن فقط زرعنا و سقينا و لم ننمي بل الله هو الذى فعل و سيفعل.ستبقي أعمالنا تجول بخيرها و ضعفها ما دام الملكوت كان رسالتها و المسيح رأسها و الروح القدس محركها.الأعمال أثمن ما يمكن أن نقدمه لأنها أعمارنا و أفكارنا و مشاعرنا معاً.أجمل الأعمال حين تصدر منا و هي ليست لأجلنا بل لغيرنا.هذه هي الرحمة.أن تعش لغيرك.
- كلنا نجول .أحلامنا تجول.هذا الباطن في عقلنا.حين نغفو و تنعدم الرقابة من الضمير و الوعي تظهر فقاعات أحلامنا.نعرف منها ما إستقر في أعماقنا.هل غفرنا حقاً أم لا زلنا نتمني الإنتقام؟هل أحببنا حقاً أم نحن ندعي المحبة؟هل نخدم حقاً أم فقط نرتدي زي التقوي.في النوم تكشفنا أحلامنا ماذا نشتهي و فيم نزهد.بم نفرح و بم نحزن؟من نتمني أن نقابل أو نرى و من يغيب دوما منا في أحلامنا؟أحلامنا تعرفنا هل نحن مقدسين أم مغيبين.حتي أحلامنا تجول بكامل حريتها و منها نستفد أين نحن في الحقيقة.
- لذا إذا تملكتنا رسالة و شهوة مقدسة بها نجول.فلنتعلم أن نتقنها كما المسيح.فليس التجول ذاته رسالة بل ماذا تفعل به.فالشيطان يجول في الأرض لا يهدأ و كل أعماله شريرة.فليس التجول علامة علي جهاد و تضحيات بل ربما كان نزهة يحبها الطائفون.التائهون أيضاً يجولون بلا هدف و لا يعرفون مصيرهم .أما أنتم يا أبناء الله الحي فلتكن كل خطوة مغموسة في صلوات و تضرعات لكي يكون مرضياً عنها.إبدأ بالروح القدس قبل الخطوة الأولي و خذ المسيح مثالاً في كل خطوة.لا تتململ من الصلاة فهي شريان لروحك تتغذى غذاءا غير مرئياً من خلالها.أتريد أن تحيا إلي الأبد ها المسيح يأخذك في جولة معه إلي المدن و القري فأينما كنت فكن له سفيراً مشرفاً.لا تيأس إن تعثرت في تجوالك فكلنا ضعفاء و إلهنا يعرف كيف يعين المجربين.لا يضايقك فشل فليس هكذا يحاسبنا الديان بل فقط إستمر في جولة الحياة آخذاً من روح الرجاء الناس رجاءاً.من الروح المعزي تعزية.من الروح القدس قداسة.انتم أبناء النور لعالم مظلم بدونكم فبنور المسيح فيكم تجولوا ليكتشف التائهون طريقاً للأبدية.يا أنوار المسيح الحية تجولوا بغير خجل فأنتم أجمل ما عند المسيح الذى بكم يجول يصنع خيراً.

151
لماذا أصعد جسد العذراء إلى السماء
Oliver كتبها
- كل الكتاب  موحي به من الله.الروح القدس هو مصدره الوحيد. يسوق كاتب السفر ليكتب ما يناله مباشرة من الروح القدس   كما يقود الجميع للمشيئة الإلهية.
- في الكتاب المقدس أحداث تاريخية رأي الروح القدس أنها جزءاً من التدبير الإلهي للبشرية فألهم الكتاب لتدوينها.فإنتقلت من كتب التاريخ إلي كتاب الحياة مثل أسفار الملوك و صموئيل و أستير و يهوديت و المكابيين و غيرهم..هذا  الإنتقال حدث بصورة أخري في العهد الجديد حدث بالتسليم..أمور كثيرة كانت مختزنة ليس في كتب التاريخ بل في قلب العذراء القديسة مريم.رأي الروح القدس أن ينقلها من قلب العذراء إلي قلب الكتاب المقدس لخلاص البشرية.
-كانت فترة الخمسين المقدسة هى الفترة الذهبية للتلاميذ القديسين للإستماع و الإستمتاع بخبرات أم الله الحي.كانت معهم فى العلية أُماً للكنيسة الأولى و إلي اليوم.فتعلم منها التلاميذ أحداثاً كثيرة بدءا من البشارة و الميلاد والختان و الهروب إلى أرض مصر ثم العودة و عرس قانا الجليل .هذا غير معلومات طفيفة عن طفولة الرب يسوع و عن علاقة العذراء بيوسف البار و نسيبتها أليصابات و زوجها البار زكريا الكاهن و  و التسابيح المصاحبة لتلك الأحداث..العذراء وحدها كانت تجمع هذه الأمور في قلبها و فتحت قلبها للكنيسة و نقلت للبشرية الأهم فى أسرارها مع إبنها و إلهها الرب المتجسد.كانت تحفظ الكلام في قلبها ثم حان الوقت ليحفظ لنا الإنجيل كلام الله في قلوبنا.
- دخل الكلام قلوب التلاميذ و الجميع المتواجدين بالعلية. ثم لما حل الروح القدس عليهم صارت هذه المعرفة الروحية رافداً مهماً للكرازة والتعليم في الكنيسة الأولي قبل كتابة الأنجيل بصوره الأربعة.ثم حين شاء روح الله أن يقود البعض لكتابة أسفار العهد الجديد هو أعطاهم بالوحى مما سبق أن علمتهم العذراء به.ليست العذراء مصدرا للإنجيل بل الروح القدس الذى حل عليها هو نطق. أعلنت إيمانها فأخذناه عنها.لأنها تابوت العهد التي حملت الكلمة.كلمة الله المتجسد و كلمة الله الإنجيل.لذلك خاطبها المرنم داود بروح النبوة كأنما يشاهد إصعاد جسدها الطاهر إلي السماء فهتف قائلاً .قم يا رب إلى راحتك أنت و (تابوت موضع قدسك) أي جسد أمك العذراء.مز132: 8.
-كان هذا أهم دور للعذراء بعد إتمام إبنها الوحيد ربنا يسوع للفداء.أن تكون معلمة للكنيسة عما لا يعرفه سواها.و وجود العذراء تلك الفترة كان هاماً لتعليم الرسل.فمن يعرف إبن الله أكثر من أمه التي صارت له أمةٌ و صار لها إبناً.فالعذراء هي الإنجيل غير المكتوب.حاملة في جسدها و قلبها كل أسرار الخلاص مع إلتصاق بالرب ليس مجازياً بل جسدياً و روحياً بكل الأوصاف.فلما أتمت دورها الكرازي أيضاً بتعليم الرسل خبرتها المريمية رأي إبن الله أن وقت تكريمها قد حان فقاد موكب السمائيين و إستقبل روحها هذه التي سبقت و إستقبلت روحه القدوس بكل سكون و خضوع.
- إذا كانت المرأة التي سكبت الطيب و كفنته صارت جزءا من الإنجيل فكم و كم تستحق العذراء  التي ولدت لنا الطيب السماوي بعدما سكبت ذاتها قدامه .إنها تستحق أن تصبح بعضاً من الإنجيل لأنها صارت بشخصها و علمها جزءا هاماً من الإنجيل بالروح القدس و هكذا إنتقل ما أخبرت به العذراء التلاميذ إلى جميع الأجيال.لهذا تطوبها جميع الأجيال,
- إذا كان أخنوخ البار قد سار مع الله فرفعه و لم يوجد لأن الله أخذه تك5: 24 فكم  و كم تستحق البارة الممتلئة نعمة العذراء مريم  رفعة أكثر فرفعها الرب إلى السماء أيضاً.
- موسي النبي أول من تلقي الكلمة مكتوبة بأصبع الله فكانت يد الرب معه كل الأوقات حتي دفنه بنفسه بيده القدوسة و لم يعرف إنسان قبره حتي اليوم تث34 :6 فكم هذه المختارة التي حل كلمة الآب في أحشاءها تصير يد الرب معها حتي الدفن لكنها تفوق موسي النبي إذ أنه ليس لها قبر نقصده بل سماء تشفع لنا منها.
 إذا كان الرب قد أراد أن يحجب جسد موسي النبي عن الشعب لئلا يعبده أو يبني فوقه هيكلاً و يرفض هيكل المسيح فلهذا أيضاً كان لابد أن يرفع الرب جسد أمه عن الأرض لئلا يتبطل الجهلاء و يعبدونها للعجائب التي تحدث في حضورها روحياً أو جسدياً.لهذا كان لابد أن يصعدها حماية للإيمان من المنحرفين.
- نقرأ في رسالة يهوذا كيف أراد الشيطان أن يعلن عن جسد موسي و يستخدمه أداة للضلال فحاربه رئيس الملائكة ميخائيل هكذا يري الرب أن يحرم الجهلاء من الضلال بعبادة القديسة مريم لأننا لا نعبد بشراً بل إلهاً واحداً أما إبليس فهو الداعي لعبادة الأشخاص.
- و أنت أيتها العذراء القديسة مريم .صلي لأجلنا كي يصبح فينا جزءاً من محبتك لإبنك.بعضاً من بتوليتك الرفيعة.شيئاً من خزائن معرفتك الروحية.لنكن وعاءا صغيراً مقابلك يسكننا نفس روح الله الذى حل عليك فنصبح من الذين يكرمونك يا أم الله لكي بواسطتك نكرم إبنك.فالذى يكرمك يكرمه و الذى يتجاهل شأنك يصغر شأنه و يُحتقر.يا إبن الله و إبن العذراء كما رفعت أمك جسديا و روحياً حتي صارت سماءا ثانية فليكن نصيبنا في السماء معك غير منقوص لا من جهة كثرة خطايانا لأن دمك المسفوك يغفر و لا من جهة ضعف البشر لأن قوتك تكمل لكن من أجل إحساناتك علي الذين ليس لهم سواك.
.

152
لحظات ملكوتية علي الأرض  في عيد التجلي
Oliver كتبها
-كان مساء والغروب يعم أورشليم..بعد سنة ستعم الظلمة أورشليم أيضاً حين يرتفع العريس علي الصليب.باق علي الصليب سنة.هذه أول مرة يتكلم فيها رب المجد عن آلامه و صلبه.سأل تلاميذه لأول مرة من تقول الناس إني أنا.فأجابوه مسيح الله.أي المسيا.لكنهم لم يدركوا الكثير عنه بعد.كان سؤاله تمهيداً ليعرفوا حقاً من هو.صعد السيد ليصلي آخذاً معه ثلاثة من تلاميذه.إبني زبدي و بطرس.علي دوائر جبل طابور كان اللقاء مع المجد.لنفهم الدرس بالكمال.لا مسيح بغير صليب.لا مسيح بغير مجد.الآلام والتجلي لا ينفصلان في المسيح كالناسوت و اللاهوت.لذلك في اللحظة التي تحدث عن آلامه أظهر أيضاً مجده.
-كان عيد المظال و هو رمزياً عيد السحاب.بين  السحاب و التجلي قصص كثيرة.ففي السحاب كان خلاص شعب إسرائيل .في البرية كان الرب في السحاب و النور معاً.يقتادهم و يحررهم.في السحاب كلم الرب موسي ,في السحاب أصعد الرب إيليا بمركبة.حتي في صعود المسيح أخذته سحابة عن أعينهم.سحاب الله كثير و سندخل كلنا الملكوت علي سحابته.سنلتقيه و يأخذنا في حضنه و يلفنا بمجده فالسحاب صنعة إله المجد.لكن ماذا حصل للسحاب؟ الرب يتغير .وجهه يصير كالشمس في لمعانها,ثيابه بيضاء كالثلج.لن يظهر السحاب مع هذا المجد الفائق لذلك لم تظهر أية سحابة أحضرت إيليا من الفردوس و لا اية وسيلة أصعدت موسي من الجحيم.لكن الذى في يده مفاتيح الموت و الحياة جاء بهما إلي حضرته من غير عائق.
- بدأ الرب يخاطب شاهدين علي آلامه. من الجحيم جلب موسي حتي إذا نزل إلي الجحيم  من قبل الصليب صرخ له موسي هو المخلص أنا كنت معه و نظرت الجلجثة الفارغة تنتظره من قمة جبل طابور.وأتي بإيليا من الفردوس حتى  إذا صعد بهم إلي الفردوس شهد إيليا بكل كيانه هو الملك الفادى الذى رأيت وجهه حين أصعدني بمركبته فعلمت أنه إله إسرائيل و بقيت له تلميذاً أنتظر رسالتي مع أخي أخنوخ.ها صوت الآب هنا مسموع  لا يخفت شاهد للمسيح هذا هو إبني له لاهوتي و طبيعتي أنا أرسلته ليخلصكم .له إسمعوا.الآب و ممثل من الجحيم و آخر من الفردوس و ثلاثة نعاسي بين النوم و اليقظة لا يدرون ماذا يحدث شهود من الأرض معبرين عن حالنا علي الأرض فلا نحن ندرك كمال الخلاص و لا كمال المجد نحن بين النعاس كثيرا و اليقظة قليلا .نفيق لحظات فتلمح أعيننا ثلاثة و نعرفهم.نلمح الناموس (موسي النبي) و تقع أعيننا علي الأنبياء (إيليا النبي) ثم علي صانع الكل و مخلصنا الوحيد و بأعين ثقيلة نتكلم معه.هل نصنع لك مظال؟ كأنما لا زلنا نتساءل عن الوصايا.مع أنه صانع السحاب وحده.
 - الثلاثة النيام يمثلوننا نحن حتي إذا أفقنا وجدنا يسوع وحده و عاد كواحد منا و إختفي مجده من جديد.و نعود انترجاه أن يعلن مجده بينما كان معلن بعظمة و لكننا كنا نيام مع أن الوقت لم يكن متأخراً و وجه الرب يسوع أضاء الجبل كله ليوقظنا و ثيابه تخطف النوم من العيون و الشهود العجيبين أيضاً يوقظان الإنتباه لكن هذا حالنا .التلاميذ أفاقوا فيما كان الحديث قد جاء آخره.فلا علمنا منهم ماذا قال المسيح و لا ماذا قال الشاهدان.نحن نفقد الكثير بالكسل.مع أنه ميزنا و اصعدنا معه لنر مجده بوجه مكشوف.لكن أن نفيق متأخرين خير من أن نموت بغفوتنا.
-كان مشهد ملكوتي.لا سلطان للأرضيين عليه.إن لم يعطنا المسيح من نقاوته لن نعاينه.في المشهد عرف التلاميذ أن هذا موسي و ذاك إيليا لأنه لا يوجد في الملكوت جهل.سنمتلئ بمعرفة إلهية حتي الكمال و بها لن يوجد في الملكوت غريب عن الساكنين فيه.ستجمعنا معرفة المجد.كما جمعنا ذات يوم رب المجد في جسد آلامه و قوة قيامته. لذا فلنكف عن السؤال هل يعرفنا المنتقلون أو هل سنعرف بعضنا بعضا في السماء و نجيب أنفسنا ليس في الأبدية جهل.هم يعرفوننا و يصلون عنا و نحن نعرفهم و نمتدح نهايتهم المقدسة.نحن متواصلين .
- في الملكوت نتغير كما المسيح.في لحظة نتغير و لا نعود بعدها إلي ماضينا.لا تهتم بتغير الشكل لأنه سيحدث لكن التغير الأهم هو تغير الفكر ليكون كله فكر المسيح.تغير الإرادة لتكون بأكملها منصاعة للروح القدس تغير الأشواق لنكون بجملتنا ملكاً للآب خاضعين له.تتغير طبيعتنا فتصبح أبدية.تتغير ثيابنا فتصبح ملكوتية.النور يكسو كل أحد و كل شيء.نتغير إلي الكمال في كل الوجوه .هذا ما لا أعرف وصفه.ليس عندي كلمات لتقرب المعني لكن بالإيمان نعرف الكمال و بوساطة الإبن و الروح القدس يقبلنا الآب فتستمر أبديتنا في المجد.
-لأننا سنصير بني النور.في الملكوت كما علي طابور سيكون كثيرون من القديسين  حول الخروف المذبوح  لكن أعيننا ستكون علي المسيح وحده و من خلاله سنري جميع السمائيين أيضاً.لن نحتاج إلي وعظ و تلقيين.الروح سيجذبنا فنعرف عظمة أم النور و كل قديس من كل الأمم و القبائل و الألسنة.سنصبح واحداً في المسيح فعلاً و قولاً.و سيكون المسيح الكل في الكل حقيقة و وصفاً.التجلي لنا فالمسيح لم يحتاج التجلي لأنه فضل التخلي عن التجلي.فلنحتفل بهذا العيد كما إعتادت كنيستنا منذ ستة عشر قرنا.و الكنائس الغربية منذ ستمائة سنة حتي الكنائس الحديثة العهد بدأت تحتفل بالتجلي لأنه لحظة لم تتكرر علي الأرض من لا يعرفها هنا يجهلها هناك.في الأبدية ةلن تفوتنا الأحاديث السمائية.لن نغفو بل سيصير الجسد متجدداً خاليا من كل ضعف.في الأبدية ستتجلي طبيعتنا لنشابه صورة مجده.ما أعجب ما ينتظرنا.تحنن علينا ايها القدوس يا من لك كل المجد و بغفران خطايانا و تأهيل روحك القدوس لنا ترفعنا إلي جبل النور و لا نهبط ثانية من عليه.
-

153
معجزة للحياري و درس في الإدارة
Oliver كتبها
- الرب يسوع المسيح و هو يؤسس كنيسته التي إفتداها بدمه لم ينس أن يعلم تلاميذه القديسين دروساً في القيادة الروحية و حتي الإدارية.كان للرب يسوع تلاميذا لكن لم تكن له حاشية تسيطر عليه أو تمنع الآخرين من الوصول إليه.هو إلهنا الحي المانح نفسه لكل من يقبل إليه و لا يخرجه خارجاً.بل يضمه لنفس جسده و يضع له الدور اللائق بما وهبه من طاقات و مواهب.
- لعل أجمل الدروس الإدارية كان معجزة إشباع الجموع.كان عمل محبة و رمزاً يعد أذهان شعبه للخبز السماوي و كان أيضاً تعليماً إدارياً عبقرياً فكيف سارت الأمور.
- كان التلاميذ لتوهم عائدين من أول مغامرة روحية.وجدوا أنفسهم نائلين أمراً بشفاء المرضي و إخراج الأرواح و عمل الآيات.فمارسوا هذه النعمة من غير جهد.كانوا منتشين من عظمة ما يفعلون بإسم الرب يسوع.شيئاً عجيباً يسري في أفكارهم يختلط فيه الزهو بالفرح بعدم الإدراك.
- بدأ الرب يسوع يعلم الجموع.ربما كانت أطول عظة لم نعرف عنها شيئاً.حتي جاء الغروب و بدأ الجوع يداهم الجميع تلاميذا و شعباً.جاعت الكنيسة كلها.فذهب التلاميذ بنشوة صانعي المعجزات إلي معلمهم قائلين(إصرف الجموع ليستريحوا و يجدوا ما يأكلونه فإننا ههنا في موضع قفر؟) كانت عبارات موجعة متتالية.يتحدثون مع آمر الخليقة كلها بصيغة الأمر.ظنوا أن المعجزات التي صنعوها تؤهلهم لأن يقودوا الرأس نفسه.وصفوا الموضع بأنه قفر بينما فيه يحل خالق الجنة من القفر.كأن ذهاب الناس بعيدا عن المسيح سيشبعهم.فكانت الإجابة.لن اصرفهم.إعطوهم أنتم ليأكلوا.لم يقل لهم إشتروا لهم ليأكلوا بل إعطوهم..ما بال المعجزات توقفت معكم؟أليس لديكم مواهب فإستخدموها .نعم تستطيعون أن تشبعوهم.لقد بدأوا يثقون بكم حتي أنهم يشتكون إليكم جوعهم.خجلوا مني و تكلموا معكم.فإتفق الإثني عشر أن يقولوا للمسيح إصرف الجموع.كان هذا هو ما لديهم من حلول.لكن رب المجد كان يعد درساً لن ننساه جميعاً.
- كان يقولون أن الجموع خمسة آلاف.كانوا يستبعدون أنهم يمتلكون حتي ثمن شراء خبز.و حتي لو ملكوا ثمنه فمن أين يجدون في سوق القرية ما يكفي لهؤلاء خبزا .مع هذا طلبوا أن يصرف الجموع لنفس القري التي تحججوا أن ليس فيها خبز يكفي.الناس أيضا لا يمتكلون مالاًو لا طعاماً.فهم كمن يطلبوا أن ينصرف الشعب ليتخلصوا من المسئولية.فكان الدرس عظيماً.لا تتخلص من مسئوليتك فأنت هنا فقط من أجلها.
- أنتم تقولون لي إصرفهم و أنا أقول لكم أجلسوهم.أنتم تحسبونهم خمسة آلاف بالإجمال و أنا أعلمكم أن يكون لكل فرد قيمة فأجلسوهم فرقاً خمسين خمسين.ستعرفوا حينها كم هم بالتدقيق.ستظهرون قدام الشعب كأنكم تعرفون الخطوات التالية مع أنكم لا تعرفون سوي أن الرب يسوع أمر بأن تجلسوهم.طوباكم أيضاً لأنكم لم تتشككوا و لم تراجعوا السيد في قراره.كانت أسئلة بعض الناس تتناثر و هم يحلسون.هل جاء الطعام؟ما نوعه؟أين هو؟فكانت الأسئلة تعيد التلاميذ القديسين إلي تواضعهم.نعم هم لا يعرفون ماذا سيحدث أطاعوا و نسيوا أنهم صانعي معجزات هم أيضاً.ففي حضرة سيد الكل لا توقفك الأسئلة بل يكفيك الخضوع.
- ظهر التلاميذ بلا حيلة قدام الشعب لكن المدير الأعظم لا يحب لتلاميذه أن يظهروا عاجزين فأعطاهم دوراً يبدو للشعب فيه أن التلاميذ مشاركون في المعجزة.فلا يفقدون الثقة بهم.المدير هو من يفرح بنمو الثقة في وكلاءه قدام الشعب.فكل نجاح مأخوذ من الله غير منقوص منه.
- هذا كل ما توصل إليه التلاميذ.أكثر من خمسة آلاف رجل لا يحمل أحدهم شيئاً سوي هذه الخبزات الخمسة و السمكتين.هذا ما يعكس ثقة الجموع في المسيح.خرجوا إليه فارغين غير منشغلين بما يأكلون أو يشربون.البعض ما أن لمح الرب يسوع ماراً حمل فأسه و قفته و تبع السيد تاركاً حقله فاليوم يوم المسيح.هذه الثقة ما يجب أن تهتز أو تتغير.بل يجعل منها جزءاً لتلاميذه.فيجعلهم قادة يقودون بالمسيح.هذا كل ما يعرفونه و يملكونه.
- يجلس الناس و أبصارهم في المسيح.و أبصار القادة الإثني عشر علي الجموع.يجمعون أرقامهم.ينظمونهم.ينتظرون شيئاً لا يعرفونه.لكن ما دام الرب قد قال أجلسوهم فرقاً فليجلسوهم.ربما سمعوا تقريعات و سخرية من بعض الجالسين؟ ربما سمعوا سخطاً و تعجلاً من أجل الأطفال؟ ربما دارت همسات و همهمات فيما يجلسون إذ لا شيء يبدو واضحاً لأحد.لكن القادة يمارسون عملهم بجدية لا توقفهم عبارت تصدر من هنا و هناك عن العمل بوصية الرب القدوس. كلما تقدمت للخدمة وسع قلبك لتجاوزات الناس.
- تنظيم هذا العدد الضخم يستغرق وقتاً طويلاً.ربما كل خمسين يعتقد أنه سينال نوعا من الطعام مختلف.يريد أن ينضم لخمسين غيرهم.علي القادة أن يتعلموا أنهم يساوون بين الجميع.الكبار كما الصغار.المشاهير كالمغمورين.الأطفال غير منسيين الرجال كالنساء.فعند الجمع يصبح لكل واحد في المسيح كيان غال له نفس القيمة لا يضيع الفرد وسط الزحام.و لا تضيع النظرة الشاملة بين إختلافات الأمزجة و الرغبات.
- لم يستجب المسيح لإتفاق الإثني عشر عليه و علي الجموع.كما لم يوبخهم بالكلام بل بالفعل.لم يشعرهم أنهم مخطئين قدام الناس و لم يحرجهم.جعل الأمور تسير كأنما لم يصدر منهم فكر مخالف.لملم التلاميذ القفف من بعض الفلاحين الذين غيروا وجهتهم بدلا من الذهاب للحقل اليوم فليذهبوا تابعين الرب فهو يوم الرب.أخذوا القفف و في يد المسيح خبزات لا تبدو من بعيد و سمكتين لم يلحظهم أحد.يبارك كعادته فيضع في القليل نفس ما للكثير من شبع.كأن الخبزات تتتوالد و كأن الأسماك تتكاثر.كلما أخذوا من يد الرب تبقي الخبزات كما هي و الأسماك غير متناقصة كان في طيات المعجزة تعليماً إدارياً للقادة.بينما إنهمك الناس في الطعام.ما عاد التلاميذ من ذلك الحين يتكلمون مع المسيح بلغة الأمر.كل واحد عرف حجمه.فالإدارة الصحيحة أن تعرف حجمك و دورك فلا تتقاطع الأدوار و لا تتجداوز أحداً.
- التلاميذ يقدمون للجموع من الخبزات و السمكتين.لا يملكون تفسيراً.كل واحد منشغل بما كان يظنه في نفسه.كأنه يقول كنت أريد أن أقود المسيح مع أنه قائدي.لم ينبذني أو يتحداني لأنه أقدر مني.تجاوز عن جهالتي و جعلني شريكاً في المعجزة و أنا لم أطلبها.من الآن فصاعداً كلما إحتاجت الجموع شيئاً سأذهب إليه متضرعاً لأجلهم قائلاً له يا سيد هذا شعبك و خراف قطيعك و أنا الصغير بينهم أرجو منك أن تشملنا بحنانك.لن أقترح شيئا و لن أنس نفسي و آمره بكلمة.
- قدم التلاميذ القديسون طعاماً و هم مندهشون أكثر من الجموع.كانت الأسئلة تتكرر؟ من اين هذا الطعام.كان للتلاميذ إجابة واحدة صامتة.تتوجه أعينهم نحو المسيح فتتوجه أبصار الجموع خلفها.علي رأس الجبل تتجمع كل الإجابات في شخص الرب يسوع.ما أنجح الإدارة بشخص المسيح و ما أعجز المديرين الذين يديرون المواقف من غير أن يرجعوا للمسيح.
- كان للمسيح تلاميذ و ما زال لكن ليس للمسيح حاشية تتحكم فيه.هو قائد يقود و لا يقاد.الإدارة الصحيحة أن تقود من يليك و أن تقاد بالمسيح و من يفوقك في الترتيب القيادي.أما الحاشية فهي تفسد التسلسل الوظيفي و الهيكل الإداري.هي تخرج بالترتيب إلي اللاترتيب.لهذا أبقي المسيح أولاده في منصب التلاميذ و لم يجعلهم حاشية تحركه .هنا تنجح القيادة.
- لقد فعل المسيح عكس كل ما إقترحه التلاميذ.لم يصرف الجموع.لم يتركهم ينظرون للجموع من غير قيمة الفرد فأمرهم بتقسيمهم خمسين خمسين.هم إقترحوا كلاماً نظرياً و هو قدم إجابة عملية.هم إشتكوا القليل بادئين بعبارة ليس عندنا و هو بدأ معهم بأمر (أعطوهم أنتم) .فما دام المسيح عندنا فلا نقل ليس عندنا بل نستعد للعطاء.ثم حمل كل تلميذ قفة من الكسر.لتكون درساً أنه أخذ من القفر ما يزيد عن حاجته و هو الذى كان يظن أنه في موضع قفر.فلننظر للمواضع بعين المسيح فنحسن الإختيار فالإدارة مواقع و إختيارات.برغم الإختلاف التام بين ما طلبه التلاميذ و بين ما فعله الرب إلا أن واحدا من الجموع لم يشعر بما حدث.لم يفضح الرب يسوع تلميذا منهم.ليس من صالح المسيح أن يفقد قائداً من أجل قلة خبرته بل يكسبه الحكمة بالتعليم و القدوة.دون أن يكشف للشعب قصور هذا القائد مع أنه يعرفه.لكنه لا يتركه في قصوره بل يعيد تأهيله.هكذا كان الدرس قوياً في الإدارة مشبعاً لشعب جائع للطعام و تلاميذ نحن مثلهم جائعون للمسيح.
.
 

154
حبيبتي مسكن الثالوث
Oliverكتبها

- حبيبتي .هذه التي فتحت لي أبوابها حين منها دنوت.فتحت  قلبها .سكنت أحشاءها كجنين و منها خرجت إبن الآب حبيب الأقنوم الأول.لابس الأقنوم الثاني المسيح الفادي يسكنني الأقنوم الثالث روح الله القدوس.فيها نلت شركة الطبيعة الإلهية.خرجت من بطنها أسير علي قدمين فانيتين لكن رأسي تبصر السماء.يحملني جسد ضعيف لكن روح القوة يسكنني .أمشي كخاطئ و أتكلم كخاطئ و أعيش كخاطئ لكن خلاص المسيح غافر و روحه يعمل في بنعمة ليحركني دوما إلي التوبة.فأبدو أنا المعتاز أن الغني ينهمر قدامي مجاناً كما لإبن الملك..لهذا أنت حبيبتي.فما أخذته منك ليس متوفرا في العالم كله.ليس بين متاجر العالم من يقدم هذه  النعم.ليس بين أحباء العالم من يمكلك أحشاك التي تبادلت فيها موتي بموت المسيح و حياتي بحياته و صرت ليس كما كنت.ليس في مساكن الأرض مسكن مثل حبيبتي الكنيسة.
- حبيبتي الباقية ينهمر منها دم المسيح و يصير علي مذبحها المن السماوي .سماء أنت.الخروف في وسطك مذبوح و نحن حوله.نأخذ خلاصنا مجاناً.نسكب زفراتنا و ننال سلاماً.نسمع من فوق المذبح نداء السماء تقدموا تقدموا.تعالوا إلي يا جميع المتعبين فنأتي و نرتاح.حبيبتي يا صنعة الثالوث.كفاك مجداً أنك مسكن الله ذاته.كلما جئناك وجدناه فيك .أنت لم تخلو من الإله يوماً فكيف لا تكوني حبيبتي.
- حبيبتي.شبكة المسيح .جامعة السمك الكبير و الصغير.حتي الشوائب تجمعينها لعل الكسر في يد القدوس تنجبر و تصبح خبزاً مشبعاً.يوما بعد يوم يتألق جمالك.فيك وحدك نعيش الزفاف الإلهي.حين يبدأ نذهب.نجد الوليمة معدة.أب العريس يخدمنا بذاته الرفيعة.من أجل إبنه الذى أطاع حتي الموت يقبلنا و لا يزدري بنا.فيك نعرفه و نتعلم لمسة العريس.يتم الزفاف فلا ننشغل بالمدعوين و لا بالمرفوضين.نحن لا نلاحظ لابسي ثوب العرس و لا خالعيه.ليس شأننا هذا بل مهمة الآب.هو يفرز الناس و نحن ننشغل بالزفاف.لمسة العريس تشغلني.فالعروس متي وضعت يدها في يد العريس تبصر الناس كمن لا تبصرهم.تري الحفل بعيون أخري.هي منشغلة و فكرها ذاهب إلي زمن بعيد بعيد.لا تري شموع الأشابين و لا تسمع زغاريد المدعوين.لا تدرك من حضر و من غاب لأن عيني عريسها تجتذبها إلي داخل الحجال.فتعيش رجاء الإتحاد الإلهي غير مهتمة بالضجيج البشري.لأنك حبيبتي و موضع زفافي أحبك.لأن لمسة العريس فيكي أحبك.
- حبيبتي يا كنز النعم.لم تفتقري يوماً.القداسة تكسوك يا ساكنة الروح .فيك تتصور الأجنة السمائية.تتغير الطبائع.يدخل الجهلاء و يذهبون مشتملين بالحكمة.يدخلونك بعيون دامعة و يخرجون مبتهجين بالخلاص.لا يعرفك من يصفك بالناس لأن وصغك هو بالمسيح الذى يحل فيك.لا يدرك قيمتك من ينشغل بهذا و ذاك متغافلاً عن العريس الواقف عالياً وسطك ماداً يده لمن يقبل و لا يخرجه خارجاً.الذى يظنك صناعة بشرية يخرج منك فقيراً مغلوباً.الذى لا يبصر الروح يحركك يتوه بين الناس و يخسر.أدخلوا يا شعب المسيح ناظرين للمسيح فالناس لا يخلصوا الناس بل الرب وحده مخلص و به ننشغل و إليه تحن أرواحنا.
- حبيبتي .جُرحت مثل سيدك.دمك ينزف علي يديه المثقوبتين و لا يتسرب منهما.يضربون بالقصبة علي رأسك كما فعلوا بالعريس.يطعنون بنفس الآلات القديمة.يتجرأون و يستهزئون مع أنك لابسة الأرجوان لكنهم عميان عن مجدك.لا تبالي يا حبيبتي يا شبيهة سيدك.فهذا دورك.أن تشبعي آلاماً و تمنحي البركات.لقد شاء القدوس أن تكوني سماءا فلا تبالي من غبار الأرض لأنه ينقشع سريعاً.ضعي بكاءك مع بكاءي لكي ننال فرحتين معاً.فأنا أفرح بك و أفرح بسيدك.أنت أيضاً تفرحين بي حين إليك أعود.لا أري فرقاً بينك و بين السماء .كلما تشاغلت عن الناس إقتربت الرؤية.تلاشت الإنشغالات و صار الفكر حراً.لا موضع للإدانة فيك و لا قلبي يرغبها كقلبك.دعينا نصالح الناس بالله.فعينيك الدامعتين لأجل خلاصهم هم نفس عيني العريس المشتاق إلي عذراءه المخطوبة له.دعينا نتلمس الشاردات في الصحراء و نجمعهن لمن يجعلهن صالحات لمملكة.أليس الحب وظيفتنا.أليست التوبة عملنا.فهيا لننهض غير مبالين بأعراف الأرض و قيودها .تعالي يا محكومة بقانون العريس لنفتقد عذاراه.لا زال في الأرض بائعي الزيت و ما زالت في أيادينا مصابيحنا حتي الفارغات.لكن العريس لم يأت بعد فلنذهب و نستعد .

155
السلام حتي في الأتون
Oliver كتبها

سلامي أترك لكم سلامي أنا أعطيكم هذا صوت  و وعد الرب يسوع لكل الأجيال.يعطنا سلامه أي يعطنا نفسه التي لا تهتز من التجارب و فكره الذى لا يتزحزح عن كل ما هو نعمة و بركة و فرح.يعطنا شخصه الذى لنا حصناً لا يتزعزع.سلام الرب يسوع هو المصدر الوحيد للسلام.و كل ما تفعله الكنيسة هي أنها تصلي بكل طغماتها لكي يسكب الرب سلامه في كل قلب و في كل بيت و كل مكان.نحن أولاد ملك السلام.أولاد الملك لا يخشون من الصغائر.لا يتقلقلون من إبليس حتى إذا أراد أن يغربل أولاد المسيح لأنه سبق أن إبن الله طلب من الآب لكي لا يستطيع إبليس أن يجد له مكاناً بيننا.
من يأخذ سلامه من المسيح يتنعم حتي في الأتون و من يظن أن سلامه يتوقف علي أية أحداث فهو كالريشة تأخذها الرياح كل إتجاه لا إستقرار و لا أمان..سلام المسيح حفظ تلاميذه لما شذ واحد منهم و خان و قتل معلمه.سلام المسيح مًلًكً الكنيسة حين إنشق آريوس الكاهن.حين هرطق نسطور الراهب لم يفقد الشعب سلامه بل ثار ضد أي هرطقة و ضد أي إنحراف.لم تحكمه عاطفته بل إيمانه و إتكاله علي الرب يسوع الذى منحه السلام في ظروف صعبة كثيرة من أزمنة إنشقاق و أزمنة إضطهاد و أحداث حرق و تدمير الأديرة و الكنائس.سلام الله أعظم من تجارب العالم و حيل الشيطان.
لا تخافوا علي سلام الكنيسة لأنه مستمد من الرب يسوع.بكل ثقة أطلبوا السلام و جدوا فى إثره لأنه سلام كامل مجانى حقيقى. السلام لا يعني عدم وجود مشاكل و لا تجارب لكنه يعنى  وجود الرب يسوع في قلوبنا.المشاكل لا تتوقف لكن السلام يفوق المشاكل كلها بل يفوق كل عقل .الذين يجابهون الأحداث بالعاطفة تغلبهم العاطفة و يخطئون التقدير و ينجرفون دون قصد إلي ما يضر.أما الذين يأتون بالتجارب إلي قدمي المسيح فهم الذين يدوسون إبليس و يعلنون مملكة المسيح الغالبة.فإما تجرك التجارب إلى نتائجها و إما تجرها أنت إلي مسيحك فتصبح كلا شيء قدامك.إذن وقت التجارب هو وقت صلاة.وقت إستدراج الأحداث لتضعها في يد الرب.وقت إختبار محبة الرب و قوة حمايته.
إليك يا ملك السلام نقدم الشكر.لا نخش شيئاً سوي عدم رضاك علينا.لا نطلب شيئاً بل شخصك.ففيك السلام و منك السلام.لهذا حل في وسطنا فننجو.أسكن قدامنا في كنيستك فلا تتزعزع.حصنها لأنك أنت الحصن لها.لأجلك يا مدينة السلام أطلب المسيح سلامك.فليسكن سلامك كل قلب و يتحد بكل نفس و يتحكم في كل فكر فنصبح أولادك يا ملك السلام و نفرح في الضيقات لأنها لا تخصنا بل هي عملك أما نحن فنصير محمولين فوق كتفيك في أمان منقوشين في كفيك في ثبات محفوظين في عينيك فمن يمسنا.شكرا يا رب علي سلامك حتي لو ظنه البعض معجزة لأنه الوجه الطبيعي للحياة معك و الصفة الدائمة في الملكوت معك و النبرة الملازمة لصوتك معنا ما أحلاك يا أحلي و أجمل إله عرفه البشر.يوم تجسدت فقط عرفنا أن علي الأرض السلام.

156
المنبر الحر / مهرجان الكرازة
« في: 10:02 05/08/2018  »
مهرجان الكرازة
Oliver كتبها
-تعب الأنبا موسي المبارك اسقف الشباب حتي أفني شبابه في تأسيس اسقفية من لا شيء.تماما كما نمتدح البابا شنودة الذى اسس أقفية التعليو ز الأنبا إغريغوريوس الذى اسس أسقفية البحث العلمي و الأنبا تادرس مطران بورسعيد الذى لم تكن هناك له إبروشية حين رسم علي بورسعيد فأسسها بنعمة المسيح.مثل هؤلاء الآباء لهم كرامة خاصة و تقدير يستحقونه.فهم رواد في أسقفياتهم.و المقال هنا ليس نقداً و لا تقييماً لأحد.لكن إعادة نظر و فرصة لإعادة ترتيب أوضاع أسقفية إجتهد فيها نيافة الأنبا موسي و من نبتته نرجو أن تنمو إلي ما هو أفضل بنعمة الروح القدس.و لنبدأ حديثنا عن مهرجان الكرازة الذى أنشأته و أدارته أسقفية الشباب.
 - عنوان  العمل ليس فيه روحانية.ليس في الروحيات مهرجانات.و لا للكرازة مهرجان.فلا كرازة في المهرجان و لا مهرجان في الكرازة.فإن كنا الكنيسة المدققة في ألفاظها فيجب إعادة النظر ليس فقط في العنوان بل في كل شيء يخص هذا العمل.
- بنيت الفكرة علي إنعاش الخدمة الصيفية في الكنائس و هو بالقطع هدف رائع و هام جداً  لكن الأداة التي إستخدمتها أسقفية الشباب كانت أداة    لم يتم إنتقاءها جيداً سلبية للمحبة مقاومة للروح الواحدة في الكنيسة لأنها  كل العمل بُني علي مبدأ التنافس. صار المقياس هو العدد فتفتخر كلما زاد المشاركون ثم الأكثر من هذا أن هذه المنافسة أنجبت صراعات و بثت روح التعالي من فريق ضد فريق و من كنيسة ضد كنيسة و من أسقفية ضد اسقفية و إنتعشت ذات المنتصرين و إنكسرت نفوس المغلوبين فللكئوس المعدنية اثر شيء علي السن الصغيرة فما بالك علي روحيات هؤلاء جميعاً حتي المشرفين و المحكمين و الإداريين فضلاً عن تكاليف كان أولي بها أعمال أخري أهم و أكثر إيجابية يقوم بها نفس الشباب الذين تستهدفهم خدمة هذا المهرجان..فمن يكسب يشعر بالتفوق دون أن يتفوق في المحبة و من يخسر يشعر بالإنكسار دون أن يستفيد شيئاً.مع أن الكتاب المقدس كله لا يسمح بحالة التنافس و لا يشجع علي بث حالة الشعور بتفوق واحد علي الآخر.فمبدأ المهرجان حين صار للمنافسة تحول إلي عمل عالمي بعيداً كل البعد عن الروحيات و بناء المحبة و تأسيس الإتضاع و بث الروح الواحد بين الجميع.و صار دولاب الكنائس و الأسقفيات العامر بكئوس وهمية علامة علي تميز بلا قيمة سمائية و علي تفوق بلا اساس روحي  فصرنا كمن يجمع اصنام لنفتخر بتمائمها.
-لم يحدث طوال عمر هذا العمل أن تم تقييمه.بل كان هم القائمين عليه أن يتم التوسع فيه و نشره و الإفتخار بزيادة الأعداد.مما ترتب عليه دخول فئات غير مؤهلة للخدمة فقط للحاق بالإشتراك في المنافسات و صار المسئولين عن إعداد فرق التنافس كأنهم لاعبون بالإيجار أتوا من غير إعداد و بمرور الوقت ظنوا أنهم خدام و خادمات دون إعداد و أنجبوا لنا فرقا تتنافس بلغة خلت من لغة الإنجيل بينما نقف بعيداً و نمتدح زيادة الأعداد كل عام..لم يهتم أحد بالبحث في المشاجرات التي حدثت بين الكنائس بسببه و لا بالإنقسامات التي حدثت بين الشباب لأجله و لا بالإنكسارات التي اصابت الأطفال بسببه لأن اساس المهرجان كان خاطئاً هو بذاته فجنت الكنيسة آثاره و لم يبال أحد بها لمجرد الإستمتاع بمظهر التجمعات التي تتحول إلي تحزبات بمجرد بدء التنافس.لم يحدث اي بحث عن هذا العمل الضخم و آثاره الروحية علي مستقبل الكنيسة.لم نشعر بخطورة تحويل الخدمة الصيفية إلي حالة من الشحن المعنوي من أجل أن تكسب كنيسة كاساً و تخسر فرصة ثمينة لبناء المحبة.و صارت المعايرة بالفوز أمرا معتاداً و التفاخر لغة مقبولة حتي من القائمين علي العمل و تحول الإحتفال إلي مشهد مسرحي ليس فيه من الروح شيئاً.
- مع أنه يمكن أن تتحول الخدمة الصيفية إلي متعة روحية و متعة نفسية دون بث حالة من التنافس بل المشاركة و الشعور بالمسئولية عن الكنيسة الجامعة و ليس كنيسة الحي أو الاسقفية من خلال إشتراك مجموعات بحث لمشاكل تحتاج الكنيسة فيها إلي فكر الشباب و روح الطفولة.تتحول الكنائس إلي فريق عمل موحد مثلاً لتحديد مفاهيم إنجيلية و وضع تعريف واضح يقدم  لكل الأعمار يكون وسيلة للحوار المسكوني.لنتنافس في من يستطيع أن يخدم مرضي أكثر و يجمع أطفال شوارع أكثر و يتبني ايتام اكثر و يعين المعاقين أكثر و يزور مساجين و يخدمهم روحياً أكثر لنتنافس في ما يفتح باب الملكوت بمقياس الإنجيل هذه هي الغيرة في الحسني .
لنضع تطوير الخدمة و تنظيم العمل و اي قضية فكرية أو غيمانية تتعرض لها الكنيسة لتكون مجالاً بحثياً يتنافس فيه الجميع ليقدم حلولاً روحية .هنا التنافس يزرع مسئولية الشباب عن الكنيسة الواحدة و ليس عن كنيسته الخاصة.قضايا تخص الأحوال الشخصية و تهيئة الشباب للإرتباط و مشاكل الإلحاد و كيفية إدارة ماليات الكنائس و تنظيم العمل الإجتماعي ليكون محسوبا ليس علي حساب الروحيات نطلب منهم وضع مقترحات لترتيبات روحية و إدارية تعمم علي الكرازة كلها بشأن دور الخدمات و الأمور الإجتماعية التي تقدمها الكنائس المختلفة لكي لا تصبح مزاجية بل بترتيب عام هذه أمثلة فقط. دون إهمال للترفيه لكن الأنشطة الترفيهية تتم علي مستوي الكنيسة فقط دون منافسة للتسلية بمحبة.فالمحبة اساس التسلية و ليست المنافسة كما يدعي المهرجان المدمر للعمل الروحي الحقيقي.
-نحتاج إلي مؤتمرات حقيقية و ليست روتينية.يجد فيها الشباب فرصة للحديث و المناقشة و ليست إجتماعات تلقينية ثبت عدم جدواها.هي تصلح صورة للكاميرات و لكنها ليست صورة المسيح الذى يبني النفس علي التلمذة و الحوارات الحية أحد وسائلها و ليس التلقين مهما عظمت رتبة المتكلمين.مؤتمرات صغيرة العدد تناقش أمور ملحة كالإدمان و الإلحاد ووسائل التواصل أو مؤتمرات عالمية تجمع شباب الكرازة في العالم كله عن طريق الفيدوكونفرانس تناقش قضايا و تصنع تواصل بين الداخل و الخارج و تصحح مفاهيم في حضور الآباء الأساقفة و قداسة البابا.هذه مؤتمرات ليست للتصوير بل لوضع جذور إنجيلية دون بهرجة و لا تكاليف نريد إيقافها و توجيهها لما يحتاجه الأولي بها..
- أسقفية الشباب يجب أن تنجب كهنة لخدمة الشباب في كل أسقفية.حتي ينتهي العمل المركزي لأنه   الأفضل جدوي. .صحيح أن مجهودات رائعة تبذل لا شك في إخلاص من يقدمها لكن آن الأوان لتحقيق الأفضل في غمرة الإصلاحات العظيمة التي يقوم بها قداسة البابا و المجمع المقدس في شتى الإتجاهات .آن  الأوان لإعادة النظر و ترتيب العمل في أسقفية الشباب علي أساس روحي و علمي معاً و سحب المركزية من اسقفية الشباب لتكون عملاً تخصصياً موجود في كل إيبارشية يتيح للشباب فرصة التواصل و التفاعل بدلاً من إنتظار مؤتمر سنوي يتكلف الآلاف المؤلفة من الأموال لقضاء ثلاثة ايام من الكلمات التلقينية كان يمكن أن تتم أونلاين من غير تكلفة و حشد.أما التلمذة فهي ما ينقص شبابنا.هذا ما يستدعي توفر كهنة شباب في كل قطاع لكل أسقفية.ليس شغله تدبير رحلات و أنشطة ترفيهية بل مهمته تربية قديسين ليتولوا القيادة فيما بعد.
-تحويل اسقفية الشباب إلي مركز إنتاج مكرسين و كهنة شباب و إدارة مجموعات بحثية للمشكلات الملحة و تدريب خدام الشباب علي كل ما هو جديد في التواصل مع الشباب و صبغه بصبغة روحية لا تخلو من الدسم هذه ما يجب أن يكون دور أسقفية الشباب.تقديم ترجمات بفكر مستقيم لكل كتاب مفيد للمراحل العمرية المختلفة .تدريب الشباب علي الكرازة في مختلف دول العالم.تلمذة كهنة علي تأهيل المقبلين علي الزواج و حل مشاكل المتزوجين الجدد أهم من مليون مهرجان.هذه كلها أعمال تضع بنية تحتية روحية تبني عليها الكنيسة مزيداً من حالات النمو الروحي.و هي كما تري تخلو من المهرجانات و التجمعات المليونية التي لا يمكن أن تكون مثمرة لكنها نجاح شكلي لا يصح أن ننخدع به أو نستمر فيه.
-

157
المنبر الحر / كاهن تحت التمرين
« في: 14:25 03/08/2018  »
كاهن تحت التمرين
Oliverكتبها
- السكني و الحلول للروح القدس: حلول الروح القدس في الأسرار هو لمنح نعمة خاصة بصاحبها تؤهله لأن يكون أمينا في وزنة جديدة تمنح له.لذلك لا نتعجب من حلول الروح القدس مرات متعددة علي نفس الشخص الواحد.العذراء القديسة مريم حل عليها الروح القدس سكن احشاءها و قدسها لكي يؤهلها لتكون أم الرب يسوع.ثم حل عليها أيضا حينما حل علي التلاميذ لأنها صارت مرشدة لهم و أم لكل الكنيسة أيضاً و هذه مهمة تختلف عن المهمة الأهم و هي ولادة الرب يسوع.و الروح القدس يحل علي المولود في المعمودية ثم يحل عليه إذا صار كاهنا ثم يحل عليه إذا صار صار أسقفا أو بطريركاً .أو يحل علي شخص ليمنحه مواهب أو أعمال خاصة أو نبوات أو ترجمة أو لسان أو خدمة كرازة و غيرها من الهمام التي  بدون الروح القدس تنسد عن الشخص كل القدرات و تغلق كل الأبواب و تفشل كل المحاولات.لا يمكن لإنسان أن يكون أمينا فيها من ذاته بل من نعمة فوق نعمة.أي حلول فوق حلول.و حلول الروح القدس الأول في المعمودية هو سكني دائمة أما الحلول الآخر مهما تعددت مرات حدوثه فهو حلول لنعمة خاصة. أهم نتائج  سكني الروح القدس هو الخلاص و البنوة والولادة الجديدة و  حصولنا علي إسم الرب يسوع و شخصه.أما أنواع الحلول الأخري فهي ليست تكرارا لنفس النتيجة.بل لتؤهله لأعمال أخري.و قد يسأل واحد و هل لا يجدي الروح الساكن فينا لكي نقوم بهذه الأعمال.فتكون الإجابة لا.من واقع الإنجيل. حلول الروح القدس هو لأداء أعمال لا يملك من لا يحل الروح عليه بهذه النعمة أن يؤديها.فمن لا يحل عليه الروح القدس بنعمة الكهنوت مثلا لا يمكن أن يمارس أعمال الكهنوت.مهما سكنه الروح القدس في المعمودية.
- الفرق الثاني بين السكني و الحلول هو أن السكني لا يحتاج من الإنسان دورا سوي قبول الرب يسوع و الإعتماد بإسمه.أما حلول الروح القدس فيحتاج لحياة تجعل ها الإنسان مؤهلا للحلول.مؤهلا للرتبة.مؤهلا للزيجة.مؤهلا للشفاء.مؤهلاً لكل ما يرتبه داخله الروح الساكن فيه ليجعله مستعداً للمزيد من النعمة.لذلك لا يمكن إختيار كاهن لم تظهر فيها نتائج سكني الروح القدس.سكني الروح القدس هو الأصل و حلوله بالنعم الأخري هو الفرع فمن لم يكن أمينا في الأصل لن يكن أمينا في الفرع.
-من المهم أن تعود لكنيستنا جياة التلمذة علي جميع مستوياتها و رتبها.فلن يتأهل إنسان للكهنوت بمجرد رسامته كاهناً.و قديما كانت الكنيسة لا تسمح للكهنة الجدد بقبول الإعترافات و لا حتي  بالمعمودية أو بالوعظ إلا بعد أن يأخذوا فترة كافية من التلمذة علي أب مختبر ثم ينال حلاً فيما بعد من أسقفه ليبدأ بقبول هذه المهام.
-من المهم أن يكون في كنيستنا معهد تأهيل الكهنة الجدد.مدته سنة علي الأقل.يتعلم فيه أصول و اساسيات الكهنوت.و ليس فقط الأربعين يوما التي يقضيها في إستقبال المهنئين له بالنعمة الجديدة.فهي فترة غاشة لا يلحق أن يتعلم فيها سوي كيف يقسم الجسد علي المذبح لكنه يظل غافلا عن أمور كثيرة و معاني كثيرة يمارسها طويلا دون أن يدرك عمقها و بالتالي يعجز عن نقل هذا العمق إلي الشعب.لابد أن يتعلم اصول الإرشاد الروحي.و لا يسمح له بالتدخل في المشاكل العائلية إلا بعد الإطمئنان علي تلمذته في هذا الأمر الذى يمثل أكثر من نصف مهام الرعاية.فالأسرة هي الكنيسة الأولي التي يجب أن يتعلم أسرار تلاحمها و كيفية ترميم ثغراتها .و نلاحظ أن معظم الآباء الكهنة القديسين تميزوا بحكمة خاصة في المشاكل العائلية مثلما الحال مع القديس ميخائيل إبراهيم و القديس بيشوي كامل و الأب أرميا بولس علي سبيل المثال و ليس الحصر طبعاً.
- من المهم أن يلتزم الأب الكاهن بتقديم بحث سنوي سواء في موضوع روحي متعمق أو مشاكل و إقتراحات من واقع خدمته.فالكاهن الذى لا يواظب علي التعليم لا يستأمن علي تعليم غيره.و المشغوليات ليست حجة لأن إعداد الكاهن لنفسه أهم مسئولياته لكى يكون مستعدا لعمل الرب.هذا البحث ليس عملا ساذجاً أو منقولاً أو يكلف به أحد أولاده لكن لابد أن يكون من دراساته هو و أبحاثه هو و إلا فلن يكن أمينا.
-حين يشتكي الشعب من نقص جوهري في شخصية الكاهن لابد من إعادته للتلمذة في المجال الذى ينقصه.فنحن لم نعد نحتاج كهنة يصلون القداس و يمضون إلي حال سبيلهم بل آباء يعز علينا أن نترك الكنيسة و نفارقهم لأننا نري فيهم المسيح الحي و الإنجيل المعاش.
- من الضروري أن يلزم كل كاهن بتعلم لغة أجنبية تساعده في أبحاثه و كذلك تجعله مستعدا لو تم إنتدابه لخدمة المهجر.بالإضافة إلي اساسيات الكمبيوتر .لسنا في زمن الكاهن التقليدي الذى يحفظ بعض العظات من كثرة تكرارها و ليس عنده جديد أو تجديد.هذا الجمود الروحي و المعرفي عند الكاهن يحرم مخدوميه من النمو الروحي.و القراءة بإنفتاح و ثقافة تجعله أكثر قرباً من الأجيال الجديدة.نريد كاهن للقرون القادمة و ليس كاهنا من الماضى.عيننا علي مستقبل الكنيسة حين تختلط كل الشعوب و الثقافات و إن كان هذا يتم الآن إلكترونياً فإنه سيجئ وقت و يحدث مادياً و تجد كل كنيسة تحوي في داخلها لغات و ثقافات متعددة.نريد لها كاهن مثقف مستعد يسابق المخدومين في إستقاء المعارف بينما تسنده نعمة الكهنوت في أن يكون أيضا إنجيل مفتوح رغم سعة أفقه.
- الإطمئنان علي روحيات الأب الكاهن أمر هام جداً.فقد تسحبه دوامات المشاغل بعيدا عن إهتمامه بنفسه و بأسرته لذلك إفتقاد الكاهن أمر في غاية الأهمية سواء من أبيه الروحي أو أبيه الأسقف.فرعاية كاهن تعني رعاية كنيسة و إهمال كاهن يعني إهمال كنيسة.و من يشعر بالإهمال يصعب عليه أن يقدم إهتماماً بالخدام و الشمامسة و الشعب.بل يصيبه شعور كأنه نفي عن الجميع يوم رسم كاهناً.كأنه لم يعد بحاجة لأحد بينما هو في محنة وحده.يحتاج إلي ثان يعينه.لذلك المتابعة الروحية تقي الكنيسة من اية إنحرافات للكاهن تنجم عن إهماله و يصبح المهمل في رعاية الكاهن شريكاً اصيلاً في إنحرافاته و شططه لو حدث منه ذلك.
-نحن في عصر المعرفة.مشاركة الكاهن و خدام الكنيسة في عمل بحث سنوي لحل مشكلة علي مستوي الكنيسة الأم سوف يغني الكنيسة كلها و يعمق الروح الواحدة.هذه الأعمال المشتركة الدسمة ستكون البديل الحقيقي عن ما يسمي مهرجان الكرازة الذى لا علاقة له بأي كرازة و أما عن المهرجان فلنا فيه أيضاً رأي أطلب صلواتكم لكي يكون رايا مثمراً..
- نصلي إليك ايها الكاهن الأوحد الأعظم الذى من كهنوته يأخذ كل كاهن.ألا تترك كاهناً غريباً عنك.بل تشبعه لكي نشبع بك من خلالهم.إملأهم بكل نعمة الكهنوت من غير أن تنقصهم أحد جوانبها لنراك يا يسوع فيهم.نريدك يا رب أن تلبس كل كاهن و تسكن فكره و مشاعره فيكون لك و نكون لك نحن أيضاً.أيها القدوس معطي الكهنوت إحفظ من أعطيتهم نعمتك في القداسة لكي لا يشقون ثوبك أو يعرونك كما فعل آريوس.حين يباركون بارك أنت حين يخدمون إسبقهم إلي بيوتنا و قلوبنا لكي بكون دخولهم إلينا و لقاءهم معنا  شركة سمائية معك يا أحلي إله و أجمل رب عرفناه مسيحنا الحي قبل الأزمان و في كل أوان.

158
كلام من القلب إلي آبائي الأساقفة الأجلاء
Oliver كتبها
أبى المبارك.منحة السماء إلي شعب السماء أو هكذا ما يجب أن يكون.أنت ضمن مواهب الروح القدس للكنيسة فكل ما فيك يعلن الروح للكنيسة.أعلم هذا.أعرف يقيناً مكانتك الرسولية و كرامتك العالية.بل أري أبوتك تفوق كل مناصب أسقفيتك.لذلك فمن أبوتك آخذ و أتكلم غير هياب من شيء و لا متردد في شيء.فلصوت الروح نبرة تعرفها قبلي.لعظمة صوت الله وقع يقع عليك قبل أي إنسان غيرك.لهذا سأطلق الكلمات مغلفة بكل إحترام و حب و مغلفة أيضاً بشكاوى و آلام البعض.لربما في خضم مسئولياتك تناثرت صلتك بالشعب فتحولت الأبوة إلى أثر.صارت الأسقفية رئاسة.صرنا نرنم لرجل الله الذى إنشغل عما لله مستغرقاً في إدارياته و مقابلاته الرسمية غير منتبه أن لقاءه الرسمي الأول و الأخير هو مع الله .هو لقاء لا ينكسر في جزء من الثواني لئلا يفسد عمل الله.هو لقاء يدخله المختار إلي الأسقفية و لا يخرج منه إلي الأبد.هل ما زلت هناك يا أبي أم تبدلت اللقاءات إلا ما لا يشبع روح الله فيك.
الناس ينظرونك كملاك الله.فهل الملائكة تنشغل عن الإلهيات.هل تضطرب و تحتد ز تتعصب و تحابي.ليست السيمونية مالاً فحسب بل مجاملات كثيرة.و ليس الظلم حكماً ظاهراً بل علاقات فاسدة أكثر.لا تصنع مثل راحيل و تبيع أخ لأخيه فتفرق بينهما عمراً و يضيع من الكنيسة عمراً أطول لأجل المحاباة.أنت ملاك الله هل ملائكة الله تغمض أعينها عن خائفي الله أم تحيط بهم و تنجيهم.
أبي الأسقف القديس.هل قديس أنت حقاً .أم مع كل مرة تناديك الكنيسة القديس أنبا فلان تحمل عليك وزراً جديداً.أقديس أنت في إجتمالك؟في حكمتك بين أبناءك الكهنة؟أم أنت بينهم طيب لمن يرشيك بالمديح الأكثر أو بالنفاق الأبلغ أو بالهدايا المتنوعة شكلاً و موضوعاً.أم طاعته العمياء تقربه و مناقشة الآخرين لك تبعدهم.أنت من يعلم أن التعنت مع كاهن يقتل الرعية و مجاملة كاهن دوماً تفسد الرعية.بينما لك قلب قديس يحتوي الكل ؟يحبهم بلا سبب سوي أنك ولدتهم في قيودك و أنك مسئول عنهم حتي النفس الأخير.ليتك تبقي هذا القديس أبي.
يا كاهن الله لا تعاند أسقفك و لا تظنك أكثر منه إستحقاقا لو كنت راهباً.فالرب لا يخطئ في إختيار رجل الأزمنة و إن كان يجربنا فلتنقذنا أنت بصلاتك و إتضاعك دون عناد أو إلتفاف و خبث فليس هكذا تثبت إستحقاقك عنه.
أبي المبارك.ليتك كيوسف سيداً لأخوتك.لم يبع من باعوه.لم يسلم أخوته لسلطة فرعون .بل ترك الأمر كله في يد الرب فكان له خيراً.يا باقة الكنيسة يزينكم جمال المحبة الذى يجب أن يبهرنا إذ لا ندرك رقيه نحن الصغارقدامكم..ليس في باقات الزهور  تنافس  بل تناغم .ليس  نزاع علي كنيسة في أبروشية أو خلاف علي كاهن أو طمع في منصب أو لجنة  أو تقوقع حتي يصير أسقفاً أرقاً في الكنيسة الواحدة..ماذا بين أخوتك و المسيح قدامك.ماذا سوي إنصهار القلب ليتوحد كالكنيسة الأولي.متي تصبح أساقفتنا  الأجلاء وحدة غير قابلة للمنازعات.كاشفة لحيل إبليس فيخضع كل أخ لأخيه كما طلب الرب يسوع من تلاميذه أن يخضعوا بروح المحبة وادين بعضكم بعضا.ليس كالناس بل كالملائكة.فلم أر الكتاب يخاطبكم كالناس بل كملائكة الله فهل سمعنا عن ملائكة يتنافسون أو سمعنا عن ملائكة يشهرون بأخوتهم أو ملائكة يحتقرون غيرهم أو يتعالون عليهم.ما سمعنا عن ملاك مثل هذا  الذى رفع كرسيه فصار شيطاناً .
يا أبي إبن الله أنت لست إبن الدولة .لست سفيرا لسلطة بل للمسيح.لا تبيع أولادك لتكسب رضا الغرباء.أنت تعرف ما أعنيه.أنت إبن الله الذى يفوق كل رئاسة و لا يخضع سوي لرئاسة مجمعه و أبيه البطريرك بإتضاع و حب و فوق الكل تخضع لرئاسة الثالوث ناكراً أن تكون أداة لسلطة تستخدمك مهما بدت في الأفق مكاسب تحسبها حكمة.يا إبن الله لا تبن كنيسة ليس المسيح حجر زاويتها.مهما كان الثمن باهظاً.فلا يليق بإبن الله أن يقايض الخبز بالحجارة و لا حتي لو تحولت الحجارة خبزاً.
أيها الراعي سفير الراعي الصالح.أراك تعرف راعيك.ينام وسط خرافه صائحاً أنا هو باب الخراف.ليس بينه و بين الخراف باب بل هو الباب نفسه للخراف.فكم باب بينك و بين رعيتك.إن كنت تعرف أسماء خرافك فطوباك.إنت كنت تعرف أصواتها فأنت بالحقيقة ممسوح بقوة إلهية.إن كنت تبذل نفسك عن خرافك دونما تفرفة فليس مثلك بين سكان الأرض بل أنت سفير سمائي يزورنا و نتبارك به.فليكن هذا عندك.أنت ضيفنا السماوي.لا تخلو بيوتنا منك.فإن خلت ضاع كرسيك.فليست كراسي الأساقفة صنم في الهيكل بل كيان في كل قلب.هذه يا أبي هي الكراسي التي تبقي إلي الأبد و لا تنكسر.حين يصبح موطنك هو الحب و تكون رغبة القلوب أن تبقي فيها إلي منتهي الأعوام .أما مظاهر الأبهة فكلها كاذبة.لا تصنع مجد الله و لا فخر الروح بل تصنع تاريخا من ورق ينتهي إلي صورة علي حائط  تري منها الكثيرفى أروقة إيبارشيتك.
أبي الأسقف.ليست المعرفة كلها في يمينك.لكنك بالإتضاع تجمع المعرفة من جميع من يشتركون في مائدة الرب.فليس في المسيح إحتكار للمعرفة.ليس في الثالوث من يعمل وحده فكن كأقنوم الله يشترك مع أقانيم الكنيسة دون منازعة أو مغالبة أو تعالي.فليس للمعرفة كمال على الأرض..فإنتظر حتي تدرك المزيد و لا تبيع أخوتك بثلاثين من المعرفة.فكلما أخذت حكمة بنيت جسد المسيح إلي واحد و أخذتنا لنمو في طريق السمائيات . كلما توقفت لتتعارك علي معرفتك القاصرة أعثرت الكنيسة و أبطلت نمو المحبة و جعلت الخراف مشتتة لأن راعيها مشغول بنفسه معتداً بذاته جعل معرفته القاصرة مقياساً للإيمان و العقيدة..
أبي المتضع.نراك فنتعلم كيف نخضع للأكبر و الأصغر.فماذا لو تجاسر أحدهم علي الأكبر هل يظن مثل هذا أنه يستحق كرامة الأكبر و لا حتي كرامة الأصغر؟ فإنتبه فمن الفم يخرج ناموسك و يدينك و من قلبك تخرج طاعتك و تزكيك.فتصبح كيوسف سيداً و أنت الأصغر.فكم من مجد ينتظر المتواضعين كما تعلمون.
أبي رجل الله.أيهما أعظم أن تكون رجل الله عند الدولة أم رجل الدولة في الكنيسة و المجمع.لك الإختيار لكن الثمار في الحالتين واضحة فإما في المسيح  تثمر من الكرمة و إما من المسيح تقطع من الكرمة.
أبي الأسقف الذى في قلب الله .قلبك هو الكنيسة الأولي التي تستقبل البعيدين و الجدد و الغرباء.أنت كنيستنا.الشاهدة بمحبة الثالوث.ليست الجدران و لا الإستثمارات و لو كانت لصالح الجدران.قلبك ملاذ آمن لكل من هاجمه عدو الخلاص.فلا نريد بديل عن قلبك مهما تزينت جدران أبنيتك و كثرت أعدادها.لا نريد بديلا عن أبوتك مهما تشعبت علاقاتك بالكبار.فلم نعرفك سوي جزء من قلب الله.
هذه كلمات صغيرة ممن يمكنكم أن تعدونه كالذليل بينكم.فليكن لكم كصوت هامس كخيال عابر كلا شيء سوي صوت يريد أن تربح بكم الكنيسة ما مات المسيح لأجلنا كي نربحه.لتكونوا لنا سلماً نستند عليه في شبع لشهوة الإنطلاق من هذا العالم و عشرة الثالوث الأبدية ذاك أفضل جداً.

   

159

التكريس و المكرسين
   Oliver كتبها
- التكريس له مفهوم واحد في الإنجيل مع إختلاف و تنوع في التطبيق و بالتالي يصلح أن يكون أحد وسائل توحيد المفاهيم حتي في الحوارات اللاهوتية.فللتكريس معني واحد و هو أننا (إن عشنا فللرب نعيش و إن متنا فللرب نموت إن عشنا و إن متنا فلللرب نحن)رو14: 8.التفرغ الكامل للحياة مع الله  حتي الموت .التكريس هو الهدف الأصلي الذى مات المسيح و اشترانا بدمه  1 كو 6: 20 , 1 كو 7: 23, 1بط1: 19.فأصبحنا ملكية خاصة لله.هذا هو التكريس أننا لسنا لأنفسنا بل يوجد من دفع ثمننا و صرنا له ملكية أبدية يخسر من يفقدها لأن  فيها كل المجد و المواعيد.
- للمكرسين رتب فكل الرتب الكهنوتية و الأسقفية تكريس لأشخاص ليكونوا  أدوات إلهية لا تنفذ ما تريد بل تنقاد بروح الله لتنفيذ مشيئة الثالوث الأقدس .مكرسون مسئولون عن شعب مكرس للرب  فالمكرسون مسئولين عن مكرسين.إلا أن الترتيب الذى يهتم به هذا المقال يخص المكرسين العاملين في العمل الروحي و الخدمي بكل الصور لكن بدون رتبة.إذ أن اصحاب الرتب الكهنوتية معلوم ما وظائفهم و ما سلطاتهم و ما مسئوليتهم أما أولئك الذين بلا رتبة فهم الذين تتعبهم و يتعب المخدومين معهم عدم التوصيف الحقيقي لهم و لأدوارهم.
-هم هلاميون في كل مكان لا تفهم إن كانوا موظفين في الكنيسة أم خدام بأجر أو بغير أجر.لا تعرف من هو الذى يحق له تعيينهم أو توجيههم أم هم مشاع لكل الرتب و لكل صاحب نفوذ في الحقل الكنسيليحركهم في أي إتجاه يراه..هل هم حقاً مكرسون أم فقط متواجدون بإنتظام في مكان منتسب للكنيسة .سواء لهم عمل إجتماعي روحي مثل مكرسين و مكرسات  بيوت المغتربين و مكرسات الحالات الخاصة و مكرسات دور الأيتام التابعة للكنائس و مكرسين لا وظيفة لهم نعرفها سوي التواجد ليحلوا محل اي نقص مفاجئ لواعظ أو خادم أو ليقوم بمشاوير يكلفها بهم من يري لنفسه دالة أو سلطة عليهم.أو فقط ليحلس علي باب مكتب الكاهن ينظم الداخلين إليه و كأنه مكرس سكرتير ؟ المهم أنهم يسلكون بلا ترتيب و هذه هي المشكلة و ليس التكريس هو المشكلة.و يضاف علي ذلك مكرسين تعترف بهم الكنيسة عملياً و تنكرهم علناً و تقول أنهم يلبسون زي المكرسات دون إذن و يديرون دور أيتام لأسباب تجارية فإن إحتاجتهم الكنيسة إستخدمتهم و إن سألتها عنهم قالوا لك هؤلاء ليسوا مكرسات أو مكرسين.فنحيا تناقض يحتاج تعريف واضح و علاقة يطمئن لها بقية الشعب الذى يري بعضهم يستحقون دعما و آخرون يرونهم يستحقون رجما لأنهم ًخارجون عن سلطة الكنيسة.
- الأهم من ذلك أنه لا يوجد من ينشغل بإرشاد هذا المكرس و تلمذته.فهو أو هي ما داموا قد نالوا هذا اللقب و لو بدون طقس يبدأ ينهمك في الخدمات التي تنهال عليه من هذا الأب الكاهن أو ذاك و هو في دوامة بين إشتياقات روحية غلبته ليصير مكرساً و واقع يعيشه يري نفسه موظفاً لا يختلف عن غيره بل أسوأ من غيره إذ هو رجل لا قانون له و لا معه .لا توصيف وظيفي يحكم خدمته و يمنع إنشغاله بما لم يتكرس لأجله  أو يحميه من الإستغلال بأي طريقة من اي صاحب نفوذ بالكنيسة سواء لجنة الكنيسة أو كهنتها أو مسئوليها الأقدم في الإدارة و الماليات.ثم الأهم أنه لا يوجد جهة ما تجمع المكرسين و تخدمهم و تعيدهم إلي المحبة الأولي .
- المكرس في الغالب لا دخل ثابت له بل الأكثر مرارة عندهم أن راتب بعضهم يقدم إليهم كنوع من التبرع.و بعض الكنائس و الأسقفيات إذا خصصت مشرفا لمؤسسة تابعة للكنيسة تجبره قبل تعيينه علي توقيع إستمارة إستقالته لكي تتخلص منه بصورة قانونية متي فقد رضا أحدهم.فهو شخص أراد أن يعيش للمسيح و هو يخدم المذبح البشري الذى هو هيكل الرب أي كل مسيحي .و يحق له أن يعامل بكل كرامة و عدالة لكي يخدم دون أن ينشغل بهموم جانبية تؤرقه .
- بعض المكرسين كانوا متزوجين ثم تكرسوا.فهم مكرسين يعولون اسراً تحتاج رؤية واضحة في حياتهم و ألا يكون المكرسين مهددين من كل أحد بالطرد من عملهم لأي خلاف فيكفيه أن يسمع من صاحب النفوذ  في المكان الذى تكرس لأجله أن يذهب بيته و لما يحتاجونه سيتصلوا به و هكذا يطردونه بكلمة واحدة دون حقوق دون تحقيق دون خوف من مسائلة قدام الله عن نفس ملأها الحب لتخدم أما البعض فإستغل حب هؤلاء ليكملوا بهم مهامهم الخاصة.هذه ثغرات تعثر شعب الكنيسة و لا يلاحظها أحد علي مستوي مكرسين الأسقفيات لكنها واضحة في النطاقات الأضيق مثل الكنائس و المباني الخدمية في الكنيسة ( مستشفي- عيادة- مدرسة- دار أيتام- دار مغتربين- بيوت حالات خاصة- مشاغل-معامل- مصيف - نادي -دار مؤتمرات- فندق -و أمور أخري).
- في بعض الأحوال يعد المكرس مشروع كاهن فيكون إختياره لهذا السبب وبالا عليه إذ يطالبونه بكل شيء كأنما صار كاهنا بغير زي.يصبح موضوع الصراع بين كاهن إختاره مكرسا و آخر في نفس الكنيسة لم يختاره .يصبح هدفاً في كل مشكلة.يصبح ذليلاَ للجميع لكي يتفادي خصومة أحد و لا ينجيه هذا كله لأن طريقة ختيار المكرسين و المكرسات غير واضحة و ليست معروفة و لا منظمة على مستوي تلتزم به جميع الكنائس.علي كل أسقفية أن تطالب الكنيسة التي تريد مكرس أن تحدد بالضبط مهامه فيها و حقوقه و مسئولياته و الهيكل الإداري الذى سيتعامل معه و المسئول الذى من خلاله يتم الإشراف عليه لا أن يكون مشاعاً لإقتحام الجميع .يحتاج المكرس أن يتم تلمذته في بيوت للتكريس قبل أن يدخل إلى ساحة الحروب الروحية العلنية.
- تنظيم التكريس يجب أن  يصاحبه تنظيم الخدمات المعاونة في الكنيسة.هذا يقلل المشاكل القانونية التي تتعرض لها الكنيسة و قد يتورط بسببها رتب كهنوتية في أمور لم تكن تحتاج سوي بعض التنظيم و الوضوح.كل مسئول في الكنيسة يجب أن يعرف حدود دوره سواء كنيسة في قرية أو في أفخم التجمعات.الترتيب هو سمه إلهية.و التكريس ليس له شكل محدد.لكن ما دام ذو مسئولية في الكنيسة فيجب أن يكون له أيضاً حقوقه كاملة. يجب أن تضرب الكنيسة مثلاً للمجتمع في حسن معاملة العاملين فيها و عدم التجبر أو التعنت معهم.تحترم عملهم و خدمتهم لأنهم مكرسين كما صار صموئيل النبي عارية للرب 1 صم 1: 28 2مل6: 5.هم كما قيل لإليشع النبي عارية للرب .هم إستعارة من الرب و سيسأل الكنيسة كم ربحت بهم لملكوت الله.   

 

160
الخوري إيبسكوبوس المنصب المهجور
Oliverكتبها
-الكنيسة ثمرة الثالوث الأقدس.مجهود زراعة بذرة إلهية في أرض خصبة تنقل ثمرة الخلاص للعالم .خطة إلهية و ترتيب زمني وضع في كل عصر شهوده و خدامه لكي يصلنا خلاص المسيح فى الإنجيل كما كتب منذ الأول بتدقيق.
-عصرنا عصر البابا تواضروس الذى بحكمة و هدوء و نعمة يستخدمه الله لنهضة تنظيمية ما أحوجنا إليها.فترتيب المذبح من الداخل هو بداية تقديم الذبيحة.و ليس  بعيداً عن فكر الكنيسة بمجمعها المقدس و بطريركنا المحبوب  أننا في حاجة لإعادة بعض المناصب و إعادة توصيف للبعض الآخر مجهول الملامح.
-أما إعادة منصب إلي الوجود فالمقصود به هنا هو منصب الخوري إيبسكوبوس و هي تعني مساعد الأسقف.رتبة الخوري إيبسكوبس  هي واحدة من درجات الأسقفية.بدأت تستخدمها الكنيسة من القرن الثالث لما إنتشرت المسيحية و إتسعت حدود الخدمة و صار الأسقف وحده غير قادر  أن يكون أمينا تجاه جميع مسئولياتها فظهرت رتبة مساعد الأسقف أي الخوري إيبسكوبوس باليونانية.لم تعرف الكنيسة الأسقف العام الذى له كل سلطات الأسقف إلا في القرن العشرين.فهي رتبة مستحدثة أدت إلي نزاعات و صراعات علي حدود و سلطات ذلك لتساوي الرتبة بين المطران و مساعده الذى هو أسقف عام لا تقل سلطاته عن نفس سلطات الأسقف المجلس أو المطران.
-أما مساعد الأسقف فهو بحكم رتبته خاضع للأسقف منفذاً لإرشاداته معينا له في دوره كاسقف  من جهة رعاية الشعب و الآباء الكهنة.و إندثار هذه الرتبة من كنيستنا أدي إلي خلل كبير في العمل الأسقفي.فعندنا أسقفيات يضطر فيها الأسقف إلي السفر بين القارات لمباشرة أعماله الأسقفية.كما الحال بين إستراليا و نيوزيلندا التي كان أولي بها أن يتم رسامة خوري إيبسكوبوس لها يُعين أسقف الإيبارشية الذى لا يجد وقتا ليباشر مهامه فيها.كما أن البلاد الجديدة التي بدأت تظهر فيها الكنيسة الأرثوذكسية مثل كوريا و اليابان و سنغافورة و تداخلت أعمال أسقف ملبورن مع مهامه الثقيلة في أستراليا فتعطلت الخدمة كذلك أسقفية الشرق الأقصي (جنوب شرق آسيا) هي منطقة بعيدا تماما عن قدرة مطران أورشليم التي هي تابعة له شكلياً..هذه مناطق تكشف الحاجة إلي خوري إيبسكوبوس ليس علي سبيل الحصر أضف إلي ذلك مرض بعض آباءنا الأساقفة الذى يعيق و ينقص طاقاتهم الجسدية لمباشرة مهامهم.أو كبر سن بعضهم مما يحعل من المستحيل أن تطلب منهم نفس المجهود الذى إعتادوا أن يقدمونه بأمانة حينما كانوا في كامل طاقاتهم بغض النظر عن المرحلة العمرية بقدر الحالة الصحية.هذه هي السباب المنطقية لكن توجد اسباب روحية أهم..
 -وجود مساعد لكل أسقف في إيبارشيته. هو تدريب عملي و إعادة لشكل التلمذة الروحية العملية لشخص لم يصبح أسقفا بعد بل هو تلميذ أسقف ذو خبرة و له دراية بخبايا أسقفيته بدلاً من مفاجأة راهب بإنتزاعه من حياته الديرية ليصبح أسقفاً دون أي تمهيد لا له و لا للشعب الذى سيتعامل معه.هي تلمذة كثمرة منظورة تنتظر نضجها حتي يحين أوان قطافها لمجد المسيح الذى هو أوان إستلام اسقفية مناسبة تحتاجه و ليس شرطا أن تكون نفس الأسقفية التي يعمل بها خوري إيبسكوبوس.
-الحقيقة التي تتكشف مع رحيل كل أب بطريرك أنه يضطر لإعادة ترتيب الأوراق و يتطلب هذا تناغم تام بين الأب البطريرك الجديد و بين الآباء المطارنة و الأساقفة الموجودين قبل البطريرك الذى بعضهم لا يظهر مستعداً للتجاوب مع الفكر المتغير الذى هو طبيعي مع كل جيل من الآباء.مما يجعل الرأي القائل بأن كل أب بطريرك يحتاج أن  يرسم جيلين من الأساقفة.واحد منهما خوري ايبسكوبوس .يتشبع بنفس التوجهات حتي لا تتعرض إدارة الكنيسة لتقلبات ملحوظة مع كل مرحلة.بالإضافة إلي نفس الجيل من الآباء الكبار سواء تجاوبوا و تعاونوا أو كان لهم موقفاً غامضاً .
- بعض الأفكار تحتاج جيلين لتنفيذها و فكرة مساعد الأسقف تجعل هذا التنفيذ ممكناً.كما تجعل المعطلين لفكر تطوير الكنيسة أقل تأثيراً من المقتنعين بالنهضة اللازمة في كل جيل لكي يكون أكثر المتواجدين من آباء المجمع علي إستعداد لتفهم الرؤية الجديدة التي بكل تأكيد تفكر في صالح أجيال مختلفة الفكر و المنهج و الثقافة و الحس الروحي هم الأجيال التي كان يخدمها الأب البططريرك المتنيح.
-نحتاج أسقف سبق أن مارس بعضا من أعمال الأساقفة.فوجوده مساعدا لأسقف هو تلمذة صرنا نفتقدها في الكنيسة.لا يصلح في زماننا أن يتحول راهب من ديره إلي أسقف في المهجر.هذه مخاطرة لولا أن الله ينجينا من نتائجها لتسببت في مآسى يصعب أن تنمحي. لكن خروجاً تدريجياً من الدير و تلمذة عملية برتبة مساعد أسقف ستكون في رايي أصلح من الإختيارات المغفاجئة و ستعطي الفرصة للشعب لتقييم أسقفه الجديد لأنه عايشه و تعامل معه في مواقف شتى قبل أن يصير أسقفاً  .
-الخوري إيبسكوبوس هو رجل لا يحتاج إيبارشية و مصاريفه قليلة.بل قد يكون راهب كاهن لكنيسة و في الوقت ذاته هو مساعد الأسقف للإهتمام بالكنائس المجاورة و توصيل رعاية الأسقف لمن لا يستطيع الأسقف رعايته بنفسه.علماً بأن بند نفقات الأسقف مع ضرورتها لكنها تتحول عبئا علي كنائس تشتكي فقر دخلها.
- إن رسامة خوري أيبسكوبوس فى كل إيبارشية تخطي عمر مطرانها أو اسقفها سناً معينة سيعد أمراً بديهياً لصالح خدمة الخلاص.هنا تصبح رسامة مساعد له ملزمة لكن إختيار مساعده لا يتم بغير موافقته .فالأب المطران أو الأسقف الذى تخطي سنه عمراً محددا و ليكن السبعين نصلي أن يطيل الله عمره بركة لكنيستنا و إستكمالاً للأمانة التي إئتمنه الرب عليها لكن مع هذا  يلزم أن يكون له مساعداً دون حتيث أن يطلب .لكنه له قرار قبول الشخص المرشح من عدمه بعد إستشارة الشعب أيضاً.أما أن ننتظر حتي يعجز الأسقف عن الحركة ثم نرسم له اسقفا عاماً فهذا ليس قانونيا و هو نوع من التحايل علي التاريخ .
-رسامة مساعد للاسقف لا تعني عدم الإمتنان للأسقف الحالي أو الإستهانة بما قضاه في الخدمة أو نوع من الإتغناء عن خدماته فهو ما زال الأسقف صاحب الرأي و المشورة و ما زال الكبير وسط شعبع و ما زال الأب المحبوب لكنه فقط يد معاونة تحمل معه ما أصبح عنه غير قادر لكنه لا يشتكي .كما أنها فرصة أن تنتقل للخوري لإيبسكوبوس نتاج خبرات لا نريد أن تضيع بتنيح الأب الأسقف بل نريدها أن تبقي فيمن يخلفه فنعيش دون معاناة من فراغ يحدث بين رحيل أسقف و تعيين أسقف جديد.نتجنب أيضاً آثار قلة خبرة الأسقف الجديد.كذلك لو كان الخوري سيعين في دولة بالمهجر يكون قد تشرب من ثقافة و لغة الدولة المرسل إليها و إستوفي أوراقه القانونية و إندمج و صنع علاقات مع أطراف المجتمع فيها فلا يصبح غريبا علي أحد و لا أحد غريب عليه حين يتولي الأسقفية الكاملة.

أنا أعرف أن البعض لن تعجبهم الفكرة.سيحتسبون المساعد وريثا شرعياً لأسقفيتهم.و ربما يكون.لكن  لا زال من حق الأسقف إستبعاد الخوري متي تخطي حدود مهامه المكلف بها التي يجب أن تكون واضحة للجميع و ليس فقط بين الأسقف و مساعده.و عودة الخوري إلي ديره في حالة عدم صلاحيته لن يمثل نفس مشكلة إعادة أسقف إلى ديره.فالخوري كان مساعدا يمكن أن يحل محله آخر بعد يوم واحد أما الأسقف فيتسبب في مشكلة نتائجها تستمر طويلاً إذا تطلب عيب ما إعادته إلى ديره. كما ستقل مشكلة الإختيارات غير الموفقة إلى حد كبير. و قد يحل محلها نزاعات بين الأسقف و الخوري ستزول بعد التعود علي هذه.بل قد يكون وجود خوري دافع و حافز ينشط من جديد هؤلاء الذين فترت محبتهم و ضعفت خدمتهم لقلة الغيرة المقدسة.
-هذا أول منصب مهجور في كنيستنا نحتاج إسترداده بحكمة و ترتيب لعله يتسبب في نهضة كرازية خصوصا في المهجر.ثم سنتحدث في مقال تال عن منصب ( المكرس و المكرسة) فإلي أن نلتقي في هذا أيضاً أرجو صلواتكم.




161
المنبر الحر / آباءنا الرهبان
« في: 20:49 16/07/2018  »


آباءنا الرهبان
Oliver كتبها
لو تعلم يا أبي أنك إيليا زماننا لا سيما حين يشتد الجوع ليس للبطن بل للروح.حين لا ينقذ كنيستنا سوى قلوب مرفوعة و أيد سكنت مضاجعها و هي ترتجف لأجل خلاصها و خلاص البشرية معها.
أنت بالتأكيد تعلم أن المسيحية في مصر أنجبت توأمين لم تنجبه سواها.أنجبت الرهبنة ثم أنجبت المدافعين عن الإيمان حتي وصلنا كما سلمه الذين عاينوا الكلمة منذ البدء.أنت واحد من أهم إنجازات الروح القدس للكنيسة القبطية ليتك لا تنس أنك بالروح صرت راهباً و للروح صرت راهباً.لا لشهوة رتبة حتي و لا الأسقفية.أنت تعلم و قد سمعتها ممن سبقوك أن يوماً في الرهبنة خير من آلاف بعيداً عن الدير مهما كان الهدف نبيلاً.فما من أجل أهداف نبيلة ترهبت أليس كذلك.بل من أجل أن تكون واحد من الذين أقامهم الروح حراساً علي أسوار أورشليم لا يتوقفون عن الشفاعة لأجلنا.
ليتك تجد تدبيراً يختلف عما هو متداول أيامنا .لم تتقوي الرهبنة بكثرة مشروعات الأديرة.لم تفيد و لم تستفيد.خسرنا وقت صلاتك لأجلنا.خسرنا تأملاتك العميقة التي لا تأتيك في مزرعة الدير و لا في مصانعه.خسرنا أبحاث و ترجمات لأنك لست متفرغ لصيانة الإيمان بقدر صيانة آلات الدير و سياراتها.ليتك تجد تدبيراً يعيد لنا رهباناً باحثون يتولون ملف الحوار اللاهوتي مع بقية الكنائس.ليتك تجد وسيلة أخري تحفظك لنا راهباً مشغولاً بالأعماق الروحية فيبكتنا ما تصل إليه علي سطحيتنا.ليتك أبي الراهب ترهب من التقرب للناس لأنك لأجل الله وحده تركت الناس.
أبي الراهب لا تنخدع بنا إذا زرناك و سألنا عنك.لا تخرج من وحدتك.إنما نحن أدوات تنخدع بها كما ننخدع بأنفسنا.لا تلق بالاً بمن يراسلك في غير الروحيات و إلا تكون قد إنجذبت دون أن تدر بعالم خرجت منه لتصبح كالملائكة منشغل بالله وحده.
أبي الراهب إياك أن تحركك الغيرة غير المقدسة فتتشاجر كالناس و يعلو صوتك مثلنا و تغضب علي التوافه ثم تعود قلايتك ليلاً فتجدها كأنما تنبذك و تحتسبك غريباً فيها.
إنقاذ كنيستنا من تجاربها هو جزء من صلاتك.إعانة المجربين بطلباتك هو عملك الشفاعي الإجبارى.الصلاة من أجل تدبير الكنيسة و الخدام فيها هو خدمتك فلا تتنازل عنها.أنت صلاة.
أبي الراهب متي إختارتك الكنيسة لخدمة بالمهجر فلا تنس نفسك.و لا تعمل لنفسك.فلا الكنيسة التي أسستها دفعت فيها من مالك شيئاً حتي تحسبها حقاً مكتسباً و لا أي نجاح ساندك فيه آخرون كثيرون لا يظهرون علي مسرح التكريم بل الروح إستخدمك و إستخدمهم فلا تعاير الشعب بإنجازات كانت ستتم بك و بدونك.لا تكن معثرة للشعب كأنك تنتقم منهم كأنما هم الذين أخرجوك من ديرك.أنت الذى بإراداتك أو طاعتك قبلت فإستمر في فضائلك لكي يحب شبابنا سيرة التكريس للمسيح بسببك و لا يعثر منك أحد .لا تتعب أسقفك و تخاطبه راهبا لراهب فللأسقفية كرامة تفوق الرهبنة. و أنت تعلم أنه ليست الأسقفية مصيرك المحتوم بل العودة لديرك بالجسد أو بالروح هو مصيرك فعنه لا تنشغل.
إنني أراك كما أري شموع الكنيسة.قنديلها أنت فإنتبه علي زيتك.ليس من وقت للخروج لشراء الزيت.الزيت يباع في قلايتك وحدها.و عريس نصف الليل سيأتيك حيث أنت أتيت إليه. فمتى أتاك أذكرني لكي أنال كما المجد الذى ستناله بنعمة المسيح.


162

رسالة إلى الآباء الكهنة
Oliver  كتبها
                  أكتب إليكم لانكم المسئولون الأوائل عما تبقي من التربية الروحية و ليس المعلومات و الأنشطة.أكتب إليكم و ربما كان بعضكم مشغولاً بأنشطة كثيرة لا تبني و لا تصنع شخصاً مسيحياً لكنها ربما تصنع فصلاً أو كنيسة مزدحمة بالناس.أكتب إليكم و قد يكون بعضكم لم يمارس التوبة و الإعتراف الصادق منذ عشرات السنوات مستنداً أنه مشغولاً و أن أب إعترافه مشغولاً مثله و أن الجو الروحي الوهمي الذى يشغله يكفيه حتي يجد متسعاً ليمارس التوبة التي ينادي بها أحياناً إن تذكرها في عظاته.أكتب لمن نسي الأبوة لعله يتذكر أن إسمه الأول هو أبونا .أكتب لمن راحت منه مواهب الروح القدس لأنه لم يمارسها منذ زمن فلم يعد يعرف عن الإرشاد الروحي و صار كاهناً عقيماً عباراته محفوظة و نصائحه مكررة و الناس يعرفون ما سيقول قبلما يكلمونه فيصير معلوماً أنه كاهن بلا فكر روحي بلا نمو بلا إنقياد للروج القدس.لكنه ما زال يلبس زيه الكهنوتي و يحمل اللقب بقلب ميت.
أكتب لمن صار الكهنوت تجارته.يجري وراء مكاسبه و ينفر من التضحيات فلا يعد يحمل صليباً المسيح بل صليباً للتفاخر .أين صليب المسيح و شركة آلامه و التشبه بموته يا كاهن الله.
أنا أعرف أن بينكم قديسون لا يحتاجون كتابتي و لا أكتب لهم بل يكفيني أن يذكرونني في صلواتهم لأن لمثل هؤلاء صار الكهنوت مقدساً و الرتبة مكرمة سمائية.فهل تصيبكم من هؤلاء غيرة فتغيرون غيرة الله علي أبديتكم و أبدية من تخدمونهم أم أنتم بالصلوات الطقسية مكتفون و بإسترضاء وكيل المطرانية و أب الأسقفية قانعون و أنتم من المسيح لستم مقربون إن صرتم هكذا.
أكتب لمن أغلق قلبه عن أخوة الرب سارقاً الصندوق منتقلا من طبقة المعدمين إلي طبقة الأثرياء بضمير مستريح و لتكن نهاية يوذا تبكيتا له قبل أن يات اوان الدينونةز
أكتب لمن إستبدل السعي  وراء الشهرة و التعليقات و البوستات بالسعي وراء النفوس الضالة و ظن أن الكرازة هي في كثرة العظات بينما هي في ربح النفوس وحدها للمسيح مخلص النفوس.
أكتب لمن نسي نصيبه من إسم سيرة شفيعه.أليس لكل أب كاهن إسم قديس.ضاع من الكثيرين سيرة و فضائل هذا القديس و صار فرقاً شاسعاً بين الإسم و بين الصفات التي تميز هذا الكاهن بينما كان هناك زمن نعرف منه صفات الأب الكاهن من مجرد إسمه فنتوقع أن تكون فيه نفس صفات شفيعه أو ما يقاربها من ثمار و وظائف.لكننا الآن نتوه في تناقض بين الصفات و الأسماء التي لم تعد تعني شيئاً سوي تمييز شخص عن آخر بينما كان لابد أن تكون باقة من فضائل تجتمع مع باقة أخري لشريكك في نفس الكنيسة فتصنعون بستان يحل فيه البستاني السماوى.
أكتب لمن مشاكله مع أخيه الكاهن فاحت ليصبح الشعب وسيطا للصلح بينهما أو بينهم لو صاروا فرقاً متناحرة.أسأل هؤلاء متي تتصالحون لتصالحوا الناس مع بعضهم البعض.أتظنون أنكم تخدعون الناس بميطانيات وهمية من عينة أخطيت سامحوني و أنت صانع مشاكل بعدد سلالم و كراسي كل الكنيسة.هل تخدع نفسك وأم الله أم الشعب الذذى يراقبكم و تتبعه العثرات.كفاكم مشاجرات و عيب عليكم أن تستقطعوا من الشعب أحزابا لكل فريق منكم فتكونون مقسمين للجسد الواحد مرتكبين أبشع جريمة في خدمة المسيح الذى مات ليجمع الكل في واحد.
أكتب إلي من إستسلم للأحداث و ضاعت منه حمية التسلح بالأسلحة الروحية و مواصلة الحرب الروحية و المقاومة حتي الدم هذا الذى تحول الكهنوت عنده من حرب ضد إبليس يشاركه مساندين له ملائكة الله إلي خنوع و أداء باهت لوظيفة صارت مملة يكتفي بمظهرها يائساً من الإستمرار فيها لولا طبيعتها .
أكتب لمن يسرق النفوس من المسيح لنفسه.فيصنع مريدين و مؤيدين و ممولين له منفصلاً بهم عن الكنيسة.فيكون شيئاً محسوباً علي الكنيسة لكنه في الحقيقة خارج الكنيسة يعمل لذاته و لحسابه الشخصي و إن كرز فهو يكرز بنفسه مقللاً من أخوته الكهنة مقدماً نفسه فى الكرامة بائعاً غسل الأرجل لمن يريها لأنها لا تليق به فهو الأول و الأفضل و الضائع الحقيقي بين الكهنة.
أكتب لمن يريد أن يقرأ بإتضاع دون أن يتفلسف فى البحث عن نوايا الكاتب فليس في نواباه سوى أن نعود كلنا إلي كنيسة المسيح الأصيلة.آخذين من أصالة إيماننا حافزاً لنبدأ من جديد. لا يهم لماذا هذه الرسالة الآن و من يقصد و من لا يقصد.فهذا كله خداع لكي لا تأخذ الكلمات إلى قلبك بل تستبقها في عقلك مخضعاً إياها للتحليل بينما هي صوت من أصوات الروح لمن يريد و لو ظننتها صوت غريب عن الروح فأكتب تعليقك و إفضح ما هو غريب فيها فالكاتب لا يتضرر من إعتراضات من يشاء الإعتراض.
ليس في نوايا الكاتب هجوم على أحد و لا لصالح أحد بل كل من يري فى نفسه هذه النقائص يشكر الرب أنه وجد رسالة توقظه و يعتبرها دعوة للتوبة و بداية جديدة و عودة للمحبة الأولى .أليس هذا عمل المسيح معنا .فأترك من يكتب لضميره و إقرأ أنت بضميرك كما تري نفسك بين الأسطر لعلك أنت من هؤلاء القديسين الذين تتمناهم و نتمناهم لكنيستنا في كل جيل و إلي آخر الدهور
 

163
المنبر الحر / المرضي بالحب
« في: 20:03 09/07/2018  »
المرضي بالحب


- خرج الزارع ليزرع و لم يبال بالأرض الصلبة و لا بالقلوب القاسية.لم يتوقف عند أرض لا أصل لها بل هناك بذر بذره بكل سخاء.حتي وسط الأشواك التي طلعت له من بين أحباءه هناك أيضاً تجرحت يداه و هو لكل نشاط يضع بذور الحُب الذى أخرجه من مجده إلي التخلي.من سماءه إلى أرض ترفضه .غلبه الحب.فتحمل كل شيء فوق الوصف.كان الحب متغلغل في كل شخصه حتي إستدعاه إلي الصليب فذهب كالمشتاق بكل شهوة لخلاصنا.
- يوجد علي الأرض ممن يمتلكون شيئاً من قلب الرب يسوع.مرضي بالحب.يغلبهم الحب قبل أن يغلبهم الناس.يعرفون أن ما يفعلونه يجعلهم بخسرون من أملاكهم و حقوقهم و يرتضون ليس عن ضعف بل لأن الحب يغلبهم .بل يعرف الناس عنهم هذا المرض فيستغلونهم و يطلبون كالإبن الضال ما لا يستحقون و يأخذون ممن علبهم الحب و يمضون بعيداً.أو يتجاسرون بصلافة علي أبويهم متعجرفين مطمئنين أنهم لا يجيدون رد البذاءة بالبذاءة بل بالحنان الذى يستغلونه و لا يستعملونه.عالمين أن حب أبويهم سيغفر كل شيء و ينسي كل شيء و يسمح ببداية جديدة كأنه لم يحدث شيء.يبتزون آباءهم و أمهاتهم لأنهم يعلمون أن الحب أقوي عندهم من كل شيء و هو يحكمهم خصوصاً إذا كان من أجل أحباءهم.و يعيشون مظلومين بسبب حبهم.ثم قد يصبحوا متروكين ممن أحبوهم أكثر من أنفسهم.فيبدو مرض الحب مؤلماً للغاية.و يشاركون الحبيب القائل تركوني أنا الحبيب مثل ميت مرذول.فحذار يا من يستغل الحب بغير حب.فمن يبتز المحبين لا يتبق له مكسباً بل عاراً.
-المغلوبين من الحب لهم سمات الرب يسوع ز لهم آلام الرب يسوع أيضاً.الناس يعرفون طيبتهم و ميلهم للسلامة.فيتجرأون عليهم و يستسهلون إهانتهم إذ لا يهافون من إنتقام حيث لا ينتقم مرضي الحب.و يغفرون مرة و مرات فيحسب المتعدون أن لهم حق الغفران و حق العدوان في آن واحد.فتزيد جرأتهم و مساوئهم.حتي يعثرون هؤلاء الممتلئين حباً فتأتهم الأفكارالتي تجعلهم نادمين علي الحب أو متعبين منه.حتي يكادوا يتراجعوا عنه فإذا حاولوا ذلك فشلوا تماماً لأن طبيعتهم إرتكزت علي الحب منذ زمن و صارت تحرك كل كيانهم.فلا تعثروا المحبين بل لتشتغل فيكم المحبة مثلهم.و إعلموا أن كل مرة يسامحونكم يضعون علي رؤوسكم جمراً إما يطهركم لو إنصلحتم أو يحرقككم لو تماديتم في جرأتكم .فليس أضعف من الحب علي الأرض و ليس أقوي من الحب علي الأرض و في السماء.قإحترسوا أن تؤلموا أو تظلموا مرضي الحب.
-لكن مرضي الحب يمتلكون سلاماً لا يمتلكه غيرهم.داخلهم راحة و تصالح و فرح و تعزية و هم لهذا لا يشعرون بالهزيمة و لا بالخسارة بل فقط يتألمون لأجل من لا يفهمون أو يختبرون الحب.و هم يعرفون و لابد أن يعرف الجميع أن الحب كما يغلب المحب يغلب المحبوب أيضاً.فإن لم ينغلب المحبوب بالحب ينغلب بالحق و سيجازَي عن كل معاداة للحب و عمن أحبوه.أما أنتم يا مرضي الحب فطوباكم.لا يعثركم أحد.لا تتغيروا عن حبكم لأنه بجهد عظيم إقتنيتم هذه الثروة الثمينة و هي لخلاصكم أنتم فلا تفرطوا فيها إستجابة لمضايقات عدو الخير.بل قاوموه راسخين في الحب للذي أحبنا و هو قادر أن يخلصنا إلي التمام.     

164



الفعلة قليلون و أكثرهم يربحون المجد
Oliver كتبها
منذ البداية أعلن رب المجد أن الحصاد طثير و أن الفعلة قليلون.الوظائف الأبدية منها الكثير شاغر يطلب المتقدمين لها.طلبات المسيح ليست صعبة و شروطه متاحة لكل من يؤمن بشخص المخلص.ها هي بعض المهن الأبدية المتاحة حتي اليوم لكل أحد.
- بأي مهنة تستطيع أن تسترزق في الحياة و تكون أقضل,غير أن الأبدية تتطلب منا أن تمتد هذه المهنة إلى أبعاد أخرى.تجعلك من صيادي الملكوت.مثلاً أعظم الرسامين في الوجود يمتلكون أشهر اللوحات و أغلاها و أتقنها.لكن أي لوحة من هذا النوع لا تؤهله لملكوت السموات إن لم يصحب فنه شيئاً يمجد المسيح و يعلن محبته له و إلا فهي فقط تؤهله لينال ثروة أو شهرة أو قيمة فنية و تاريخ.لكن من يستطيع أن يرسم إبتسامة علي وجه حزين يكون له في السماء قيمة أعظم. الرسم علي حواس البشر يصب في مكاسبك الأبدية.‘ارسم سماءاً لمن غابت السماء عن أفكارهم.إرسم أملاً للمكتبين .إرسم سلماً للحياري كيف يصعدون.إرسم متكئاً للعجائز فلا ينهاروا .تغيير ملامح الأشرار إلى تائبين هو أعظم لوحة عند المسيح إذ بها تستند إلى الصورة الأصلية له التي كانت فيه قبل الذهاب إلى الكورة البعيدة.ما رأيك في أن تصبح رساما أبدياً؟لو أوقفت نفساً قدام المسيح ستكون قد صالحته مع الرسام الحقيقي الذي يملك أن يعيد صناعة آنيته للمجد.ستصبح أنت أيضاً مخلص للنفوس.
- الجراح يستطيع أن يداوي أمراض الناس.يستخدم مشرطه بكل دقة و هو يعلم قدر الجرح الذي يتسبب فيه و قدر النزيف الذى سيحدث و يعلم أن هذا كله لشفاء المريض جسدياً.لكن ما رأيك في أن تكون جراحاً روحياً.تزيل أوراماً خبيثة هي المعرفة الشريرة المنقوصة و المغلوطة عن الثالوث و أفكار الإنكار و الإلحاد و التمرد.لتعيد للمريض علم معرفة الخالق  الذى فقده بالطعام الملوث من كل الموائد.هل لديك صبر الجراح حتي تستقطع من مريضك العادات الشريرة بإرشاد نقي تقي و حكيم.كل الآباء و الأمهات  ينبغي أن يتقنوا هذه الجراحات و يقتنوا نفس صبر الجراح.عالمين متي و كيف يستخدمون المشاعر كالمشرط..الجراح ليس مهمته الأمراض العارضة و الأتعاب التافهة.بل هو يجيد التعامل مع الأمراض الخطيرة المهددة للحياة الأبدية.هو يترك بقية الأمراض  لمتابعة التمريض فإن لم تكن جراحا فلتكن ممرضة أو ممرضاً سمائياً.تعط المحتاج طعامه في حينه.كالوكيل الأمين الحكيم.إعطوا مرضاكم حبا وقتما يفيد الحب و حسما وقتما يفيد الحزم.لينا وقتما يحتاج المريض و تشدداً حين ترون الإستهتار يغلبه.أعطوه كلمة الله في الصباح و المساء جرعة حياة.ناولوه الأقداس فتغيير الدم يشفيه و أسقوه صلاة فغذاء الروح يحييه.
- مع أن عمل الملائكة عظيم و كامل الإتقان إلا أن نفس العمل متاح لمن يريد من البشر.فملائكة الله تحيط أولاد الله و تحميهم بصوت الله و نعمته.فأنظر كم هو بسيط هذا العمل.أن تكون قريباً لمن يشعر أنه وحده.أن تعطه أذنك و قلبك و ترد علي أسئلته بالتعزيات.تستطيع أن تحميه كملاك الله إذا داومت علي الصلاة لأجله و صادقته صداقة روحية.هكذا تحميه من أمراض الوحدة الكآبة و اليأس و التقوقع داخل النفس و خصومة المجتمع و النقمة علي الجميع كل هذا تشفيه أنت بوجودك حول أولاد الله المتروكين الذين لا أحد يذكرهم.أنظر كم أنت مؤهل أن تصير ملاكاً علي الأرض.و وظائف أخري كثيرة كلها مجد لمن يريد فيصلي و الرب يرشده و يخبره.فإلهنا محب للفعلة و داعيهم للمجد لأن له كل المجد و يريد أن  بنيه يشاركونه في كل المجد.   


 

165


الخروج من أرض العبودية
Oliver كتبها
قبل الدخول إلي أرض الموعد يلزم الخروج من أرض العبودية.إذ ليس هناك مزيج من حرية و عبودية معاً و لا بين الأسر و الميراث صلة ما.
كيف الخروج: كل تدريب علي الخروج خارج الذات هو تسهيل للإنطلاق نحو حرية مجد أولاد الله.الخروج من الذات يحدث حينما لا تخضع لأهواء النفس.لا تميل إلي ميولها .لا تستعبدك محبة الأخذ و حب السيطرة و تضخم الأنا.الخروج من الذات أصعب من الخروج من سلطة فرعون و جنوده.هل تحب أن تخرج خارج ذاتك ؟ تعلم أن تستمتع بالعطاء.
 لا تحسب للكرامة حسابات حين تخدم و حين تمارس محبتك و أبوتك و أمومتك و أخوتك.ضع الكرامة خارجك فتأتيك متوسلة أن تكون طوع يمينك.لا تستخدم الرئاسة بدل الأبوة.بل المحبة بدل السلطة.هنا تخرج سالماً من الذات.ليكن عندك الإعتذار جميلا كالمدح.فتكسب من أخطاءك كما تكسب من فضائلك.ليكن لسانك حلو مع أعداءك فتغلبهم من غير سلاح و تكسبهم من غير معركة.هنا تخرج خارج الأنا سالماً سالماً.
أخرج من دائرة الأضواء فمن  الخروج من هناك تبدأ الإنتصارات.دع الكراسي الأولي لمن لهم الكراسي الأولي أما أنت فإهرب إلي من لم يكن له أين يسند رأسه.لا تدمن إلتقاط الصور فهي ستدينك أكثر مما تكرمك.أخرج من غير ضجيج.فالضجيج ليس من عمل الروح.لا تدع أحداً ينتبه لخروجك بل كن بين الناس كأنك لست بينهم.و كن في إتصال مع روح الله كأنك لست متصلاً.فلا الناس يشعرون أين أنت و لا أنت تهتم أين أنت بل تستمتع بالخروج من دائرة الذات هذه التي تحتفظ بأكثر عدد من أسري العالم.
أخرج بعقلك من مشاغل الأرض منشغلاً بحلاوة الملكوت.فإذا ساقوا قدام أذنيك كل مآسي الحياة و مظالمها تسمعهم و عقلك في السلام الأبدي متمكن.تجد من هناك إجابات و تعزيات.يسمعون تعليقاتك فيندهشون لأنها ليست من الدنيا و لا من لغتها.أخرج و خذ معك مشاكلهم لتجد مكانها قدام عرش النعمة.لا تسمح لعقلك أن يدخل المشاكل بل فقط يحملها إلي فوق في صلاة تلقائية عفوية تعاين فيها سلام الله الذى يفوق العقل.أخرج من دور حلال المشاكل إلي دور حامل المشاكل في شفاعته.
أخرج من كل علاقة تأخذك بعيداً عن محبة المسيح.فهذه دائرة إنفصال لا إتصال.أخرج من صمتك عن الله إلي صوتك إلي الله.أخرح من كلامك عن الله إلي كلامك مع الله.أخرج من خدمة الناس من أجل الله إلي خدمة الله من أجل الناس فالناس من تحتاج الخدمة لا الله.إبحث عن صورة الله في كل مكان و كل إنسان.هنا تعرف أين تخدم و كيف.إذا خرج شكل الناس و أسماءها من ذاكرتك و بقيت صورة الله و صوت الروح في عينيك تصير خادماً كالملائكة.لا تحابي و لا تقصر مع الجميع.
الخروج لابد أن يسبق الوصول إلي أرض الموعد لذا كانت هذه الكلمات البسيطة عن الخروج لعلها تقودك للمزيد من تداريب روحية أكثر نفعاً تمهيداً لحياة الإنطلاق نحو الحرية الأبدية.

166
المنبر الحر / تجارة الحب
« في: 20:53 17/06/2018  »

تجارة الحب
Oliver كتبها
أتريد أن تصبح أكثر من مليونير.تعرف أين تضع رصيدك فيتضاعف.تأخذ بعضاً من الفوائد و تنفق علي نفسك و تستمتع.أتريد أن تغتني و لا تفتقر.حتي إن كثر حاسدوك ولا ينتقص مالك.أتريد أن تبني قصوراً لا تؤول  إلي السقوط.تبنيها و تحصنها فإذ هي راسخة أطول عمراً من عمرك.أتريد أن تكون الوارث الوحيد لأملاكك؟حياً كنت أو منتقلاً.أتريد أن تربح و أنت لم تتعلم التجارة.أتريد أن تكتنز غير خائف من أن يتحفظ أحد علي أملاكك أو ينهبها تحت سطوته.أتريد أن تضمن لوارثيك ميراثاُ لا يأخذونه من أملاكك.فتضمن غناهم و غناك معاً.أتريد أن يتمني الناس شيئاً مما فيك و جزءاً مما لك؟ أتريد أن تعرف كيف.تعلم الحب.الحب وحده يغنيك.تعلم منه العطاء فهناك ترسل أملاكك بعيداً عن أيدي الناهبين.تعلم أن تبذل فيكون ميراثك مائة ضعف من غير أن تحمل هم الحساب.إعط لتغتني.فتترك لبنيك مكسباً سمائياً دون أن يتأثر مكسبك.تربح لنفسك و لهم.يزداد رصيدك.هل جربت شراء السلام بالمحبة.بالتصالح تنام مطمئناً و أعداؤك لا يجدون في بيتك ثغرة ينفذون منها إليك.هل جربت أن تنتصر بالحب.تخرس ألسنة الظالمين بالحب.تشتري نقاوتك من الغضب بالحب.كل ثمار الروح بالحب فأنظر كم أنت غني.أتريد هذه التجارة؟ خذ إذن رصيداً من الحب وإستثمره مجاناً .قل للثالوث إمنحني حباُ أتاجر به و إمنحني حكمة أربح بها تجارتي و إمنحني حساباً جديداً في سفر الحياة أسجل فيه كل أرصدتي.ما أعظم أغنياء الحب.يفوقون ملايين الأرض و تستقر أعينهم علي السلام,تسمع أصواتهم فكأن لغتهم سمائية.هم ليسوا من هذا العالم.ليتنا منهم.

167


شعور واحد من التلاميذ

Oliverكتبها

بطل أنا.كل أشباه الأسود لا تخيفني.و أشواك الجسد كفراش الليل عندي.نعمة المسيح معي و أعداءي تحت قدمي.لأنه معي فلا أخش شيئاً أو أحداً.تحديات الوقت تسليتي و الشيطان مداساً بقوة المسيح  أفترسه كلعبة.
لست أحتسب لنفسي شيئاً لأن القدوس صنع بي عجائب حتي ظننت أنني لذته الوحيدة.يمكث معي الليل و النهار فلا يوجد فراغ فيه أو معه.لم تعد نفسي تخصني أو تهمني أو تشغلني.
أنا مأسور بقوة إلهية تضعني بعيداً عن الصفائر.أنا منجذب بمراحم متسعة تنتشلني بعيداً عن خطاياي.كل الأتعاب تصغر حتي تتلاشي و تكبر في قلبي و عيني محبة المسيح.أجمل ما في المسيح أنه ليس للأبرار فقط.بل هو للضعفاء و المنكسرين و المهانين بكل نوع من الخطايا.لهؤلاء وحدهم وهب أن يصيحوا بكل ثقة و إتضاع .بطل أنا.كل الضعفاء أبطال في المسيح إن إرتضوا أن ينتسبوا إليه لا للضعف.
ما أنس أن الخواء كان يملكني لكن لما إحتلت النعمة خواءي صرت ملكاً.تأتي الأحداث عند قدمي مرتبة للخير.تخشي المؤامرات أن تطرق بابي كي ما تنكشف.إن البطولة في المسيح حياة و نصرة يعيشها من يثق بوعد الرب لخائفيه و الراجين رحمته.
تنفتح الأبواب المغلقة.ينتصر الضعف علي القوة.يمتلك المتضع رجل الكبرياء.يصبح الجاهل أكثر من العلماء علماً هكذا من يدع قلبه متحرراً بروح الله القدوس فيعمل به عجباً.
يا كاتبو الذكريات أطيلوا رسائلكم لأن عمل الله في هذه الأمم لن تكفه كل سطوركم.أتركوا القلم و تأملوا.كيف يصنع الرب من الجافي حلاوة. كيف أنقذ الهابطين إلي الجب.هؤلاء الواقفين علي حافة الهاوية صاروا في حضن المسيح فأين هذا في كتبكم.الهالكون الهالكون صاروا كالكواكب يضيئون مثل الشمس فهل لأولئك أوصاف في لغتكم.
الذين لا حكمة معهم و لا خبرة فيهم لا تقف قدامهم الأسئلة.لأن الرب أجاد لما أختار جهال العالم.و أسكن في كياناتهم الضعيفة كل إجابات الأسئلة و كل إرشاد للحياري و كل إحتياج مع أنهم بلا ثوب بلا كيس بلا مزود بلا سيف  لكنهم الذين قهروا ممالك.هؤلاء يعيشون كل الأجيال.في كل جيل للمسيح الرب تلاميذ و خدام.في كل جيل يسكن من يسكنهم الروح فيكونوا للأرض سلام و للبشر نورا يفرح الرب القدوس.فقولوا أيها الضعفاء لنا كل الرجاء.و تأملوا أيها الخائرين أن قوة الرب لا تذبل.شجعوا يعضكم يعضاً فللرب الأرض و ملؤها .
عظة الرب علي الجبل ممتدة.لم تصمت و لن تسكت.لقد فتح فاه و إلي الأن يفتح فاه و نبدو نحن كأننا المتكلمين مع أننا لسنا المتكلمون بل روح الله الناطق في الأنبياء و الضعفاء  المتكلين عليه في كل زمان.
معجزات الرب منهمرة كالسيول من يوقفها.نار الرب تلهب القلوب من يصمد مقابلها.لذلك ننتظر العجب حتي يصبح العجب كله مألوفاً كنسيم الربيع.قفوا و أنظروا خلاص الرب فإن خلاصه بصوت عظيم سيسمعه حتي الأصم و يراه حتي الأعمي و يجري نحوه المفلوج و يسابق الزمن.سيحدث طوفان لنهر العجائب فتتكلم أسلنة لم تعر ف إسم الرب من ذي قبل.فعزوا بعضكم بعضاً بوعود الرب  ترجوه فهو أمين و محب للبشر 


168
المنبر الحر / ولادة كارز
« في: 19:27 06/06/2018  »
ولادة كارز
Oliverكتبها

- الزيجة و الكرازة عمل مقدس مشتركيتشابه فى بعض أحيان .الزيجة الناجحة تتاسس على المحبة و تنمو بالتعارف المستمر لكن جمالها و عظمتها أنها شركة إنسانية فى عمل إلهي بحت.تتمخض الأم لتلد البنين حاملين صفات أبويهم.الكرازة قريبة جداً من الزيجة.يتمخض الكارز لكي يلد بنينا للمسيح  بالإيمان حاملين للصورة الإلهية فيهم.كما تبدأ الزيجة بالحب هكذا لا بدابة للكرازة بغير الحب بل لا استمرار للكرازة بغير الحب فهو وحده الطاقة التى تلد بنينا لملكوت السموات وأي دافع بديل للكرازة غير محبة الثالوث هو شر مطلق.كأي دافع مخالف للحب فى الزيجة يجعلها علاقة ناقصة و معيبة وأحياناً فاسدة مهما تبررت بالكلمات..
- كما فى الزيجة يحدث كل الوقت إكتشافات للشخصية و الميول و إنكشافات للعاطفة و المشاعر هكذا يحدث في الكرازة لأن فيها تحدث إنكشافات و إكتشافات كل الوقت .الزيجة إتحاد بشرى ببركة إلهية في هؤلاء المشتاقين لحياة يتقاسمونها  و الكرازة إتحاد إلهى بشركة بشرية.فى هؤلاء المشتاقين للإتحاد الإلهي.لهؤلاء وحدهم يحدث الإنكشاف أو الإستنارة الأهم بين الكارز للمسيح بالروح القدس.
- لنتأمل الكارزة المباركة السامرية.الوحيدة بعد المعمدان التى كرزت من غير تكليف بل غلبها بحبه و سكن كل ما فيها فإنطلقت مريضة حباً للمسيح  أثناء حياته على الأرض.لم تحركها معجزة و لا مشهد عجائبي و لا رؤية سمائية بل لقاء صادق كاشف لم تتمالك نفسها بعده بل تركت الجرة الفارغة شاهدة على ارتواءها من ماء حى يحتويها و جرت تكرز فكيف جري هذا الأمر؟
-الذين صاروا كارزين كانوا يحملون كالسامرية جرارا فارغة  أو شباكا متهالكة كالتلاميذ أو صكوكا يظلمون بها غيرهم كشاول الطرسوسي. لم يقصدوا يوما أن يصبحوا كارزين بل جاءوا كالسامرية متخفين يقصدون شيئا آخر لكن المسيح كان لهم فى المكان و الزمان يقصدهم منتظرا قدومهم بحنانه السخي هناك حدث الإنكشاف  و صيرهم صيادي الناس.
1-ينكشف المسيح.قد لا تكون الرؤية واضحة في البداية.تبصره رجلاًيهودياً تبصره أعظم من رجل كأبينا يعقوب.تبصره نبياً ثم مسيا ثم تختلط كل الأوصاف معاً فتجول تكرز بمن هو كل شيء و يعرف كل شيء.لولا معرفة المسيح عن قرب ما صار كارزاً على الأرض.
2- ينكشف الكارز قدام نفسه كالسامرية.ينكشف ماضيه.كان لها خمسة حواس لم يكونوا  مقدسين.كان لها خمسة أزواج ربطت ماضيها بهم.ينكشف حاضر الكارزأيضاً.الذى معك الآن ليس زوجك.ليس حاضرك الذي سترتبط النفس به.أنا هو حاضرك هذا خطاب الرب لكارزيه الذين يقصدهم.حين يعرف الكارز ماضيه و حاضره يسهل عليه أن يدرك ما هو لروح الله القدوس و ما هو من نفسه.الفرق مكشوف لأن الكارز مكشوف لنفسه.لذا يسهل عليه أن يعلن بجرأةأنا ما أنا بل نعمة الله العاملة معي.لست أحتسب لنفسي شيئاً  لا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي .
3-ينكشف الآخرين قدام السامرية.الزوج ليس زوجاً  اليهودي الحقيقي لا يخاصم السامريين.الناس لا تملك مصير السامرية الكارزة و الجرة لن تروى ظمئها و السامرة بمن فيها يجب ان تعرف هذه الحقيقة البئر الشهير ليعقوب ليس سر الحياة لمن يشرب منه بل سر العطش الدائم لذلك تركت الجرة و جرت من أجل العطاشى فى بلدتها حتى يقبلوا ينبوع الماء الحىها ها هى نالت قلب كارز ملتهب بخلاص الآخرين.لم تطق الإنتظار.كل كارز يشعر بقلب الله و يمثله.
-ترك الجرة شرط للكرازة و ترك الشباك شرط للصيد الإلهي و ترك الأمتعة هو وسيلة وصول يونان الكارز  إلي نينوي فالكارز يجد ربحه فى المسيح يسوع و ىري الخسارة فى اقتناء الأشياء .يجلس الكارزون عراا إلا من ستر النعمة مثل بولس و سيلا يستدفئان بعد النجاة من سفينة متهالكة لا يلبسون سوى ثوب العرس  يكرزون بلا شيء من عندهم وبكل شيء من الثالوث الأقدس.
هذه هىبداية الكرازة و اساسها . فيا من إلتهب قلبك كالسامرية و يا من خفقت شرايينك بالنبض الإلهى كتلاميذ المخلص و أنت تتنفس بروح الله. الآن تقدم بثقة المنتصرين مع إشعياء النبى بثبات و مخافة قائلاً : هئنذا يا رب فإرسلني .   
   

169
المنبر الحر / زيارة النعمة
« في: 18:14 27/05/2018  »
زيارة النعمة
Oliverكتبها
- للرب تدابيره العجيبة,هو صانع الوقت و الأحداث و ضابط الكل.السيد الذى وضع عينيه تجاهنا ليخدمنا نحن الهباء.يعتني بالكل بكثرة مراحمه كمحب للبشر.يقف مقابلنا هذا الجبار المهوب و يستأذن لنسمح له بالدخول إلى حياتنا و لا يقتحمنا و ما نحن إلا غبار و بخار. يدخل مبتهجاً لمن يفتح باب حياته و يرحب بتدخلات الرب العجيبة, بل و يزيد حبه أكثر جداً حين يفتقدنا بزيارات غير متوقعة لم نطلبها لكننا نحتاجها بشدة ,يستجيب لإحتياجنا الصامت و يأتينا في زيارة روحية دسمة يسميها القديسون زيارة نعمة.
- زيارة النعمة هي عمل من أعمال الروح القدس سواء للمؤمنين كما زيارة الرب لإبينا إبراهيم و أمنا سارة و كذلك زكريا الكاهن و أليصابات القديسة  أو حتي غير المؤمنين مثلما حدث مع شاول الطرسوسى,هي نشاط غير عادى للروح القدس يجلب للإنسان حياة أبدية لو إغتنم الفرصة.هي نفخة جديدة تعط إنتعاشة حتي لمن قد هلك كما مع شاول الملك و آخاب الملك.هي مخاطبة مباشرة بين الروح و الكيان الداخلي للإنسان لا يملك أن ينكرها بل يتفاعل معها مستجيباً للغرض من زيارة النعمة دون أن يحتاج أن يرشده أحد.فالروح يرشده.زيارة النعمة هي قنص إلهي لنفس يرغب الله أن تربح سكني الملكوت معه لو تجاوبت. زيارات النعمة هي عمل إستثنائى فوق عمل الروح القدس الساكن فينا.لكي نؤمن أن قدرات الله الذى فينا أكثر مما نسأل أو نفهم.زيارات تهدف خلاصنا و ليكون لنا أفضل وهي أحد الطرق التي يؤكد بها الرب له المجد أنه يريد أن الجميع يخلصون و إلي معرفة الحق يقبلون فيجول و سيظل يجول في زيارات نعمة لا حصر لها و يصنع خيراً.
- لزيارات النعمة صور لا نهائية تعلمناها من الكتاب المقدس و سير القديسين و معاملات الرب للكنيسة عبر التاريخ. قد تأتي زيارة النعمة كرؤية كما حدث مع يوحنا الحبيب.أو بولس الرسول أو بطرس الرسول هذه الرؤي غيرت العالم كله و لم تكتف بالتأثير في الثلاثة القديسين.في الأولي علمتنا سفر النبوة سفر الرؤيا.و في الثانية دخل الأمم في الإيمان و في الثالثة صار رجل كارز لمعظم بلاد العالم القديم..قد تأتي زيارة النعمة من صوت صديق روحي كما كان ناثان البار  لداود النبي و جلبت معها مشاعر توبة لجد المسيح أو روحين من إيليا  النبى لإليشع تلميذه فأكمل قيادة الشعب بقوة عظيمة و كان إناء لله عشرات السنوات يتكلم به و يقود.قد تكون زيارة النعمة حديث مباشر من الله كما كلم يونان النبي  و كذلك حديثه للسامرية و جعلهما كارزين مؤثرين لبلاد كبيرة و عنيدة.و قد تكون مجرد كلمة عابرة كما في حياة أنبا أنطونيوس الذى دخل إلي البرية الجوانية بإرشاد صوت الله بكلمة عابرة من إمرأة و تأسست الرهبنة في البرية بهذه الزيارة .و مثلها فعلت إمرأة أخري بمار إفرام السرياني و تأسست شخصية ما إفرام فصار قيثارة الروح القدس.العجيب أن زيارة النعمة قد تكون ضيقة غير معروف أسبابها ,حالة ظلم  مثل سجب يوسف الصديق أو حالة إضطهاد  مثل عصر دقلديانوس في القديم الذى أفرز قديسين و شهداء نعيش علي شفاعتهم و معونتهم و نتعلم منهم حتي اليوم و كذلك الإضطهاد الحاصل اليوم في الشرق الأوسط بطرق إجرامية أو تكتيكات سياسية عنصرية أو قوانين مقيدة مكبلة أو حالة إختطاف فتاة تجعل كل الشعب منسحق لأجلها منتبه لبناته يعود للخدمة بروح نارية و ليس كالسابق. قد تكون زيارة النعمة معجزة تقود النفس و مَن حولها إلي تغيير كامل في علاقتهم بالله كما حدث مع المولود أعمي و مع إقامة لعازر التي بسبب المعجزة آمن كثيرون و كذلك معجزة نقل المقطم كانت زيارة نعمة كشفت عن قديس مجهول هو سمعان الخراز.قد تكون زيارة النعمة تبكيت مفاجئ و دموع توبة ليست من طبيعة الإنسان كما حدث مع بطرس الرسول بعدما أنكر و هو الرجل الحماسي الذى لم نسمع عنه باكيا أبداً إلا مرة واحدة.قد تكون حالة فرح  تطغى علي النفس تقود للتسبيح و التهليل كما حدث مع مريم النبية و هي لم تكن نبية قبل هذه الزيارة من النعمة لكنها فرحت و تنبأت و قالت نشيد الخيل و ركاب الخيل طرحهما في البحر الأحمر النشيد الذى صار تسبحة للكنيسة حتي اليوم بل في الأبدية نشيد شبيه به سماه الكتاب ترنيمة موسى.على أنه للحقيقة كانت ولادة العذراء مريم هي زيارة نعمة للبشرية إذ جاء معها ملء الزمان و خلصنا مولودها القدوس يسوع.وجود أناس أبرار حولنا هو زيارة نعمة طويلة أو قصيرة الأجل.
- متي أتت زيارة النعمة أسرع للشكر.لا شيء يقود للتسبيح بعمل الثالوث مثل زيارة النعمة.حين تجد عينيك منفتحتين علي معان عميقة في نفس الصلاة التي تكررها كل يوم لا تغادر المعاني .قف قدام الكلمة فهذه زيارة لك.أشكر و تأمل عمق ما إنكشف قصادك.كما فعل الخصى إذ إنكشفت المعاني قدامه بزيارة نعمة بواسطة فيلبس الرسول.إذا رأيت الكتاب المقدس شهوة تغلبك لا تبارحه.قف مقابله و دع روحك تقرأ أو دع روح الله يقرأ له وحيه و هذا هو الأعظم.ستفهم ما لم يأت بخاطرك.و تتعجب كيف إختفت المعاني طيلة هذه السنوات.تغذى تغذى فهذا الدسم لك.لا تترك هذه المائدة.كل منها حتي التخمة و خذ لأسرتك و اصدقاءك.
-جميل أنت يا رب العطايا.أحلي ما سكبته فينا يسكب فينا أحلي ما فينا.روحك الذى سكبته يكشف أحلي أعمالك .يفسر لنا أسرارك.يمنحنا دموع و أفراح و نحن متعزين في الحالتين و شاكرين.يباركنا و كنا نحسب أنفسنا أننا سنجوع في موضع قفر و ليس هناك سوي خمس خبزات لا يشبعون إنسانا واحداً.حلو أنت يا رب بكل الطرق.كل تدابيرك عجيبة.تأخذنا إليك و نحن علي الأرض بعد.تصنع من أجسادنا آلات مقدسة و من أرواحنا أراوحاً كالملائكة مع أننا لسنا سوى حفنة تراب فما أعجبك.

170
المنبر الحر / على صدرك نرتاح
« في: 20:06 23/05/2018  »
على صدرك نرتاح
Oliver كتبها
- إرتاح المرضى لمعجزاتك و إرتاح البسطاء بإهتمامك و إرتاح الجائعين بخبزك و إرتاحت السامرية بحديثك بينما إرتاح يوحنا علي صدرك.هذا الرجل الذى أدرك مخابئ الحب فإتجه نحوها .هناك حين ألقي رأسه لأول مرة شعر بسلام لم يتذوقه كثير من الناس قبلاً.صار صدرك موطنه.بعد عناء اليوم و بغير خجل يخضع رأسه للرأس.يضع رأسه لصدرك  و يتركها فيسرى في كيانه فعل المحبة.
- إبن زبدي و سالومى و أخوه يعقوب الرسول .أسرة بسيطة خرج منها تلميذان عظيمان.لما تتلمذا للمعلم الصالح تغير قلبيهما من إبني الرعد إلي إبني الحب.أحاط المسيح نفسه بدائرة كبيرة من تلاميذه الإثني عشر ثم دائرة أصغر و أكثر خصوصية هي  الثلاثة القديسين بطرس و يوحنا و يعقوب. هؤلاء شهود تجليه و معجزاته التي أخذهم أثناءها .ثم من تلك الدائرة الأصغر كان الحبيب يوحنا الأكثر تناغماً مع حبيبه  الرب يسوع الذى يعرف كيف يدلل الصغار لأنه كان الأصغر بين جميع التلاميذ القديسين.
- يوحنا الحبيب هو يوحنا المطيع الذى أتمم المهام التي كلفه بها مخلصنا و أعد الفصح مع بطرس الرسول. هرب التلاميذ و بقي يوحنا التلميذ الوحيد الذى تبع مخلصنا و وقف بجواره عند الصليب.لقد كان منجذباً بالحب فلم يخاف الخوف الذى طال بقية التلاميذ لهذا كتب عنه يعقوب الكبيرالمحبة تطرد الخوف إلي خارج.
- عاش شبابه مسلوباً من محبته للملك المسيح.كتب الإنجيل في شبابه فكان كالنسر المحلق عالياً يتكلم باللاهوتيات و يدقق في طبيعة المسيح غير المنظورة لأنها كان منها قريباً ,هذا الذى أطال الحب عمره فعاش أكثر من الجميع و في جزيرة بطمس اليونانية إنفتحت السماء قدامه و كتب سفر الرؤيا في شيخوخته فتجدد مثل النسر شبابه .كان الوحيد الذى تنبأ في اسفار العهد الجديد.الوحيد الذى كتب عما سيكون فيما بعد. الوحيد الذى في شيخوخته لم تشيخ محبته بل بقيت علي عنفوانها للملك المسيح فراي ما لم تره عين.
- في كل مرة كان يسند راسه علي صدر المسيح كان يشهد أنه الله.كان يسمع دقات قلب المسيح فيرتاح قلبه.علي صدره يقترب جداً يلتصق بمحب البشر.يتحد فكره بقلب المسيح  فيأخذ فكر المسيح و يشبع القلب مما في قلب مخلصنا.الإتكاء علي صدر المسيح يكشف حب المسيح الذى لم يتذمر من شاب في الثلاثينات برأسه الثقيلة يضعها علي صدر مخلصنا كما جلسا سوياً.لذلك سمي يوحنا نفسه في الإنجيل أنه التلميذ الذى كان يسوع يحبه.لم يقل أنه التلميذ الذى كان يحب يسوع لأن محبة المسيح أعظم و أهم.
- تنيح القديس سنة 98 ميلادية في أفسس .بعدما صارت محبته علامة من علامات محبة المسيح للبشر.فإشتهرت عنه محبة الآخرين و عمل الخير حتي أخذوه شفيع العمل الخيري في بلاد غربية و أخذوه قديس الإسعاف السريع في بلاد كثيرة أيضاً .
- ليس يوحنا العظيم وحده الذي يستطيع أن يتكأ علي صدر مخلصنا.فصدر المسيح يتسع لكل البشرية.لكن لا تقارب بين رأسنا و بين صدر المسيح من دون محبة لبعضنا البعض.الصدر متسع لكن الرأس التي ليس فيها فكر المسيح لا تستطيع أن تتكأ علي صدر المسيح.فلنملأ أفكارنا بالإنجيل لكي نتأهل لصدر الرب.لأنه يعلن اسراره للمتكئين علي صدره.و صدر الرب الأبوي الحنون ينكشف للتائبين.التائبون ينالون حضن المسيح و الغافرين لإخوتهم يتكئون علي صدره.الذى يصلي يصل إلي قلب المسيح و الذى تنهمر دموعه إنسحاقاً يجد صدر المسيح مستعداً ليريحه من أتعابه.هذا الذى علم الأم أن تحمل طفلها إلي صدرها فينعم بالأمان و الحب و يتغذى من صدرها و يسكن مطمئناً.هذا الذى علم المحبين أن في الأحضان الطاهرة النقية مصالحة و تناغم لا تحتاج لكلمات بل ثقة.فهو له المجد صدر الواثقين.لقد كان يوحنا نفسه درساً عملياً يحدث كل يوم دون أن ينطق المسيج بكلمة.كان يقول لكل إنسان أنت أيضاً يوحنا لو أردت.أنت حبيبي.قيمتنا ليس في كوننا نحب يسوع بل في كون يسوع أنه يحبنا.حب يسوع هو القيمة الحقيقية لكل إنسان.فلنتنافس علي صدر المسيح لأنه منبع فرحنا.سبب سلامنا.ففي صدره نختفي من قدام العدو .ليطمئن كل متشكك بأنه التلميذ الذى يحبه يسوع فيزول الشك و تهدأ الأوجاع و ينفتح القلب علي مصدر الرجاء.

171
قدوس الذى صعد لأجلنا
Oliver كتبها
تجسد و تألم ,مات و قام و صعد.هذه كلها أفعال جسدية و المسيح لم يكن يحتاجها بل كلها صارت لأجلنا نحن فقط. يقول :خير لكم أن أنطلق(أصعد) فصعوده خير لنا نحن ,الخير السماوى هو إنسكاب الروح القدس علي المؤمنين. في أول يوم لقيامته من الأموات أرادت المجدلية أن تمسك بقدميه فقال لها لا تلمسيني لأني لم اصعد بعد إلي أبي و أبيكم و إلي إلهي و إلهكم.فذهبت تبشر التلاميذ بأنه قام و بأنه سوف يصعد إلي أبيه و أبينا ,إلهه و إلهنا.هكذا فهموا و هكذا علمونا الآباء الرسل .الآب ليس إله الإبن فهو واحد معه في الجوهر لا يعلو عليه و لا يقِل عنه لكنه إذ يمثلنا قدام أبيه الصالح يتكلم بلساننا و يقول لأبيه إلهى.
- كلما قال المسيح  لأبيه إلهى فهو يقصد تمثيلنا في شخصه القدوس.لما مَثَلَنا علي الصليب نادى أبيه قائلاً :إلهي إلهي لماذا تركتنى  و هو يمثلنا في صعوده و جلوسه في يمين العظمة يقول:إني أصعد إلى  إلهي و إلهكم و. أما هو فلم تخلو منه السماء لاهوتياً المسيح هو القائل:ليس أحد صعد إلي السماء إلا الذى نزل من السماء إبن الإنسان الذى هو في السماء قال أنه في السماء لاهوتياً بينما كان علي الأرض بالجسد.لهذا فالصعود كان جسديا أما لاهوته فلا يصعد أو ينزل بل يملأ الكل. حين نسمع أنه يقول أبي و أبيكم تمتلأ قلوبنا فرحاً لأنه يقصد أن يقول سيكون ما لي لكم.أبي سيصير أبوكم.فماذا ينقصنا و المصالحة قد تمت. لم يعد الآب محتجباً ولا غاضباً بل زال الحجاب و صالحنا في إبنه فصار أبونا كما هو أبيه فلنفرح بالصلح الأبدى.نترنم بإسم الآب و نغني.
- صعود المسيح يعني أموراً كثيرة.أهمها نجاحه في إتمام ما تجسد لأجله و هو مصالحتنا مع الآب و خلاصنا و تعليمنا.كذلك صعوده نموذج نفهم منه كيفية مجيئه الثاني أع1: 11.بالإضافة إلي بدء عمل جديد للمسيح لأجلنا و هو الوساطة الكفارية قدام الآب عب9: 15.في صعوده عمل جديد آخر و هو إعداد مكان لم يكن متاحاً لنا قبل الخلاص يو14 :2.صعود المسيح إنهاء لتنازله و إسترداد لمجده الذى تخلي عنه لأجلنا مت17: 1.صعود المسيح هو صعودنا فيه فنحن حاضرون في السماء في شخص المسيح الذى أخذ بشريتنا.هذا الحضور نيابي لكنه يتحول إلي حضور شخصي حين نتمسك بخلاص المسيح فنصير معه و نكون به قدام الآب بفرح و مسرة.صعود المسيح صاحبه تجلي الطبيعة البشرية و غلبتها علي قوانين الأرض هذا التغير في الهيئة و السلطان هو ما سنناله نحن أيضاً عند إنطلاقنا لنكون مع المسيح.لهذا صعود المسيح تصوير لما سيحدث فينا جسدياً و روحياً.
- بركاات الصعود تشجعنا علي ممارسة الصعود.فالصلاة هي صعود الفكر للإلهيات بالإلهيات.المغفرة هي صعود من مستوي البشر إلي قامة المسيح الغافر الذنوب وحده.محبة الأعداء هي صعود روحي من قلب إنسان إلي قلب الله الذي يريد أن الجميع يخلصون و يطلب الغفران لأعداءه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون.الكرازة هي صعود لإعانة من لا يعرف المسيح هي إعداد مكان للمسيح في قلوب أولئك الذين لا يؤمنون به.الميل الثاني و منح الرداء هو صعود من العمل اللاإرادي بالتغصب إلي العمل الإرادي بالتشوق للبذل كما بذل الإبن نفسه  بإرادته وحده عنا.الصعود هو ترك الفكر مستسلماً قدام كلمة الله فيأخذه إلي منبع الحكمة و يغذيه من الخبز السماوى لا الأرضي.الصعود هو العطاء غير المشروط و غير المحسوب ضمن العشور هذا هو الصعود من الناموس إلي النعمة.الصعود هو كل نمو روحى لذلك كل شجرة لا تصعد تقطع و كل ما تثمر ينقيها لتصير بلا عيب في السماء.الصعود عمل يومي يمارسه الذى يحب الله من كل القلب و الفكر و النفس و المشيئة.
- إلهنا القدوس ربنا يسوع الذى صعد و جلس في يمين العظمة.فيك يرى الأرضيون الآب السماوى.فيك ير الآب كل البشرية و يتحنن.أنت هناك لنا فلنكن هنا لك.لكي ما يصبح لنا من مجدك مجداً و نستبدل الوهن بالعظمة يا ساكناً في يمين العظمة.يا من عدت إلى مجدك فصاحت الملائكة مبارك هو الذى ذبح و مات و هو حي إلي أبد الآبدين.أيها المرتفع على الأرض كلها إرفعنا من كل ما يجذبنا إلي الأرض و إجعلنا إليك وحدك نجرى.خفف أحمال الجسد ليحكمنا روحك القدوس الذى سكبته علينا من علاك.فلنحمل نيرك الهين و حملك الخفيف لكي نتأهل للصعود.حل كل رباطات تشدنا إلي أسفل لنحيا بالحقيقة حرية مجدك كأولاد الله.إجعلنا نامين في كل عمل صالح و ليكن شخصك مثالنا و ملء قامتك شوقنا الكثير.إرفع أفكارنا عن كل شر و شبه شر فنتلذذ بالسمائيات و نحيا كالملائكة و القديسين.يا من بصعودك جعلت جذورنا سماوية و أصلنا إلهي أشبع القلب بفكرك و غذى ذاكرة الروح بغذاءك فننقاد بروحك و تستعلن في داخلنا حلاوة الجلوس عند قدميك, هذه التي إقتنتها العذارى الحكيمات ,فإعطنا سهر النفس و يقظة الروح و تهذيب الجسد, لكي تتصور فينا أيها العالى.وساطتك قدام أبيك الصالح لا غني عنها تسندنا كل حين. مهد الهضاب حتي عندما ننجو من كل المعطلات نجد أحضانك ترشدنا إلى حيث سنسكن إلي أبد الآبدين يا إبن الله الساكن في المجد.

172
نسور الشرق عادت
أهلا شهداء ليبيا
Oliver  كتبها
- تهلل يا مارمرقس.فإلي حضنك عاد أولادك.ذهبوا محملين بهموم الأرض و عادوا متوجين بأكاليل السماء.ذهبوا بسطاء و عادوا حكماء.ذهبوا فقراء و عادوا أغنياء.ذهبوا مجهولين و عادوا كواكب السماء متلألئين.ذهبوا فرادي و عادوا مثل جوقة الميلاد السماوى.ذهبوا سائرون و عادوا طائرون كملائكة الله.ذهبوا ليسددوا مسئولياتهم عن أسر صغيرة فإذا هم عائدون مسئولون عن شفاعة تشمل الأرض كلها.ذهبوا ببذارهم و عادوا بثمارهم.ذهبوا بدموعهم و عادوا بأفراحهم و أفراحنا. ذهبوا سائرين متثاقلين و عادوا متحررين متوجين.تهلل يا مارمرقس.
- تهللي يا كنيسة الشهداء.لم ينقص جيلك عن أجيال القديسين لأن الذى كان يعمل في القديم هو بنفسه الذى يعمل و سيبقي يعمل إلى ما لا نهاية.يصنع لكل جيل شهوده و ها هم شهود هذا الجيل.جوهرة التاج لجيلنا.العقيق الأحمر الذى يزين خاتم العروس هذا الذى ألبسه عريسها فضمته إلى صدرها بحنان و حب.بدم المسيح خطبك.و بدم الشهداء تخطبين وده.فالعرس حب متبادل.و اليوم في كنيستنا الأرثوذكسية عُرس.اليوم نضع في مقدمة الصفوف كواكبنا اللامعة.ننظر إليها بإنبهار ليس لأنه غريب علي أرثوذكسيتنا هذه الشهادة لكن لأنهم صاروا للمسيح منظراً قدام الناس و الملائكة.الأم الولود قطفت ورودها النضرة و قدمت للعالم باقة من زهور الإيمان لعله يسمع ما يقوله الروح للكنائس.
- تهللوا يا شعب المسيح في مصر.تهلل يا بطريركنا الوديع كسيدك.فإن شهادة أولادك الشهداء توضع فى أرباحك أيضاً كمسئول عن هذه الوزنات.فإطمئن لأن رصيد الودعاء كثير و هم يرثون الأرض و السماء.تهللوا يا أساقفة الشهداء لأن الشهداء أصبحوا أساقفتكم.صاروا لكم سنداً في إيبارشياتكم .خذوهم مرشديكم.فإنهم كانوا أبناء و أصبحوا آباء.كانوا يعرفون القليل الآن يعرفون كل شيء.فتهللوا لأنه صار لكم من يساهم في خدمتكم دون مقابل و دون أن يكونوا عبئاً عليكم.
- تهللوا يا كهنة الله.فمن شعبكم صار هؤلاء الأبطال.هم شهود لكم أنكم أحسنتم تسليم الحب و الإيمان.اليوم صار لكم عيد في خدمتكم.اليوم يكتب لكم الرب أنا عارف تعبكم و صبركم.الشهداء يكررون مع الملائكة من أجلكم أكسيوس كما ترنمون للشهداء أيضاً أكسيوس مستحق كل شهيد أن يصير ملكاً في المسيح يسوع.
- تهلل يا شعب المسيح.فأنت أنت أب الشهيد و أمه.الشهداء منكم أنتم.و المجد كما لهم هو لكم.ها هم يقولون لكم نحن أولادكم و أنتم تقولون لهم أنتم فخر الأولاد و الآباء.ها قد صار لكم و منكم أصدقاء سمائيين.تخاطبوا معاً كما شئتم.تشاركوا الأيام و الأحلام.الفخر فخر إيمانكم.أنتم ربيتموهم أطفال و سمنتم إيمانهم حتي ذبحوا للمسيح عند البحر قدام كل الأرض.كل إسم للمجد ينسب لكم يا شعب المسيح.إستمروا في تخريج القديسين فأنتم الكنيسة و جوهرها.أنتم منبر التعليم الأول.أنتم صانع القديسين و الشهداء فإرفعوا رؤوسكم ناحية المذبح و عانقوا أولادكم بالروح و هم جاءوا لكم .
- تهللوا يا شهداءنا الأبرار.اليوم تستلمون خدمتكم.إذا إستقرت رفاتكم في أرض مصر صرتم شركاء المذبح و المنبر و العمل الروحي بكل الصور.مجدكم في شركتكم لنا.أما مكافآتكم فأنتم نلتموها و ستبقون في مجد و مجد إلى الأبد.أما عندنا فكونوا مشغولون بنا حتي نلتقي بكم.لقد سافرتم ليبيا لأجل ذويكم و الآن أنتم في السماء لأجل الجميع.نحن ذويكم و أهلكم كلنا فساهموا في خدمتنا بكل الطرق.
- تهللوا يا شهداء الرب فها قد رأيتم كيف تضاربت ممالك لأجلكم.خضعت القوات الأرضية لكم يا قواتنا السمائية.لم تفلح معاندات الناس في حرماننا منكم و لا حرمانكم من اللقاء مجدداً في الأرض التي إستقيتم منها الإيمان و تعلمتم فيها الثالوث و الحب والأبدية. تصارعت القوي عليكم و أنتم كعادتكم كنتم الغالبين.أظهر الرب رفاتكم دون أن يرغب الناس فصار وجودكم رعب للقتلة.قولوا سلاماً لليبيا مع أن فيها قاتليكم.لأنكم بذرة لعمل إلهي هناك.تهللوا يا من  صرتم نفخة في الفتيلة المدخنة يا من صرتم ترميماً لقصبة مرضوضة.إن حرب السماء لأجل رفاتكم تذكرنا بحرب السماء لأجل رفات موسي النبي يهوذا 23.فإبليس يخشي الأبرار حتي بعد إنتقالهم بل يخشاهم بالأكثر بعد إنتقالهم لأن حرية المجد التي هم فيها لا تسمح لإبليس أن يعوقها.
- تهللى يا كل أم لشهيد و كل زوجة و كل إبن.ستصبحون لنا مقصداً لنتعلم منكم كيف يتأهل الشهيد لمواجهة الموت بصدر أقوي من السلاح.إفرحوا فأنتم أسرة السمائيين.هم يعرفونكم أكثر من الجميع.و كما بذلتم عنهم سيقدمون لكم و أكثر.اليوم يوم فرح لكم و لنا كما للشهداء و مصر كلها.و ستمطر السماء حباً فتتأكدون أن قدومهم من أجل راحتنا.نحن نفتخر بكم أنتم أيضاً لأنكم جزء من الشهداء شركاء فيهم و كما بذلوا هم تبذلون أنتم أيضاً.نحترم ما قدمتموه و أعظم مكافأة هي حب المسيح لكم و عنايته بكم و تخصيص شهيد لكل أسرة.
- أيها الشهيد الجميل الأسمر.شريك كنيستنا الواحدة في مصر و أثيوبيا.صرتم مثل خاتم تجمع العذارى الحكيمات للعريس المسيح.طوباك و لو لم نعرف من أنت.فأعمالك تظهرك.و إصرارك أن تصبح مع أخوتك في الإيمان هو إصرار مشترك لنا أن تصبح مع أخوتك في التكريم و أنت الذى يستحق أن يقول أنا سوداء و جميلة.نعم أنت أبرع من وجوه الناس بنور ملكوت المسيح الذى أشرق في قلبك.تهلل أيها الشهيد الجميل لأننا نحب شقيقتنا الأثيوبية الأرثوذكسية و قد أخذناك منها عربون محبة و أنت بإرادتك إنضممت لنا.
- تهللي يا مصر.فأرض الكاروز لا زالت خصبة.و الكنيسة شرف لك و مسيحيوها هم إكليلك.مذبح الله يقدسك و يطلب مراحم الله ضد كل فساد فيك.تهللي لأن صيتك في السماء أكثر من الأرض.تهللي لأن القديسين لك ثروة ستعرفين مقدارها يوماً بعد يوم.و شهود المسيح إستثمار أبدي ستتعلمينه علي مر الزمان.المسيح أختار من أرضك شهوده و إلى أرضك يعودون فأنت سر الله يا مصر.هم لك رجاء إذا إشتدت الأزمات.لك يا مصر جيوش روحية غير قابلة للهزيمة.فتباهي بمنتصريك و ناصريك.
- يا نسور الشرق من هنا بدأتم و إلى هنا تكملون,رفرفي علي كل الأرجاء ففي سماءنا مساحات فضاء كبيرة لك لتسبحي.عندنا لكم كراسي شاغرة تترجي أن تصيروا فيها مرشدين.يا نسور الشرق أنتم لستم للشرق بل لكل زوايا الأرض الأربعة.
يا إله النسور و نسر النسور.مسيح الشهداء و صانعهم الأوحد.مؤسس الحب بالدم نتهلل بك أكثر من الكل.لأنك لم تبخل علينا بتشجيع أولادك و تثبيتهم رغم صعوبة الصليب.فأنت أشفقت عليهم و علينا لأنه لولا تدخلك معهم لصرنا عاراً في الأرض و السماء.لكنك محب لشعبك و كنيستك.أنت تثبت الإيمان فلا نتزعزع لأنه عضدتنا.المجد لك في كل شيء و بالأكثر في الحفاظ علي إيماننا بك وسط عالم يعوق الإيمان.إستمر يا رب في حبك و عطفك علينا فبدونك لن يبق الإيمان علي الأرض.إجعلنا لك شهودا أو شهداء كما تشاء.فنحن صنعة يديك و لك وحدك ننتمي.إقبلنا و إنتشلنا من بحر العالم كما فعلت مع شهداءك.كما صرت لهم سنداً أنت لنا سنداً.إجمع الكنائس في شخصك.أربطهم معاً في إنجيلك.أغمسهم معهم في حبك.ليكن فينا حب الشهداء لك يا إله النسور.

173
يوميات آدم و حواء في الفردوس
Oliverكتبها
- في الفردوس عاش العاشقان.الحب هناك دائرة مركزها الله .ليس هناك يمين أو يسار في الدوائر. الفرح يعيش مع حواء و آدم و يجد ذاته فيهما. ليس في حواء إلا الحب و ليس في آدم إلا التوحد مع حبيبته. القلب بللورى الطبيعة.النقاوة تعلو ما في أنقى حجارة الماس. أرض الفردوس لم تمسسها الخطية.يعيشان الأيام كالأحلام.يوميات الحبيبين لا تكتب علي الأوراق فهي في أعين الطيور المغردة منطوقة وسط تغريداتها.مكتوبة علي أجمل ورود البستان.حواء مرسومة في عيني آدم و آدم منجذب إلى نفسه في حواء.
- حين لا توجد خطية تصبح الأجساد مجسمات للجمال.تصير حركات الجسد ومضات حب صنعتها يد الرب الخالق.يتذوقان في اللمسات ما في الله من إبهار يتجاوز كل الكلمات.حين تكتسى القلوب بالقداسة الكاملة لا يصبح للعرى معنى.فى الفردوس يسكن صناع الجمال.يعملان فى الأرض بإرتياح بلا جهد.يفترشان الأماكن فتصبح دائرة الإبداع أعظم.تتآلف المشاعر فتجتمع الطبيعة حولهما لتتعلم كل ما يفوق الخيال.ليس في الفردوس تقصير فالورود و الطيور و الحيوان و الملائكة يزينون اللحظات فيجعلون كل أيام الحبيبين أعيادا.
- يوميات آدم لا تستوعبها مفردات الزمن.الضحكات ليست ما نعرفها الآن.الكلمات تأتي لأول مرة كل مرة.لا توجد أخطاء في الفكر و لا يوجد إختلاط في المعانى .كلما تلاقت نظرات الحبيبين على إمتدادها يقف الشعر ليتعلم القصائد.لا حدود للحب في الفردوس.كل تعبيراته ممكنة.كل رواياته حاضرة.الله منبع الحب شريك في كل شيء.يعيشان الحقيقة من منبعها إلى أقصاها و بين بدايتها و آخرها يستمتعان بحياة تخلو من العوائق فلا شيء هنا يحيد عن الحقيقة.يوميات آدم تراها في حواء و يوميات حواء منسكبة من آدم و بين السكيب و السكيب تنسجم الألوان في الحكايات.
- في الفردوس لا موطن غريب و لا فكر غريب مع أن كل شيء دائماً جديد.في الفردوس تتفق الإرادات من غير جهد.النوايا المعلنة مثل النوايا غير المعلنة.يتصالح الباطن و الظاهر من دون تناقض.يقف الحبيبان قدام الله كما يقفا قدام بعضهما البعض.نفس المشاعر باقية ,نفس الأفكار راسخة,نفس الإتحاد غير مهدد.نفس المتعة بغير غياب.نفس الفردوس يغني أغنياته.فإذا إتفق علي هذا حبيبان عاشا الفردوس من جديد .
- آدم لا يتعب هنا.حواء ليس فيها نقيصة.يغلبهما الحب أينما ذهبا.هذا هو الفائز الوحيد في الفردوس.و هذه أحلي هزيمة أن يغلبك الحب.يسيران أينما سارا و يلتقيان حتي لو إختفيا.في الفردوس لا يضيع الأحباء.هذه حقيقة باقية.نعود إليها و ستعود إلينا فالفردوس و إن إختفي عن الأرضيين لكنه مستعلن للمشتاقين للأبدية.آدم يستطيع أن يحكي لنا و سيحكى الكثير و الكثير لأنه عاش الحب قبلاً.

174
المنبر الحر / شبهتك يا حبيبتي
« في: 19:16 09/05/2018  »
شبهتك يا حبيبتي
Oliver كتبها
أيتها الجميلة.بريئة العينين.تسألين عن حبيبك بين السوسن.ها أنا قد جئت حاملاً قنينة ناردين ليس مثله.كانت لتنسكب علي رأسي لكنني سأعطرك بها.أيتها الجميلة بماذا اشبهك؟ يراكي الغرباء غريبة عنهم.تراك الغيورات فتنتقد كل ما فيك.يراك الكارهون خصماً و يراك المتنافسون حكماً أما أنا فلا أري فيك عيباً,كلك جميل مثلى.لأني وضعت عليك ذاتي.كسوتك بي.ثيابي الحمر صبغتك.من روحى أعغطيت لك عمراً لا نهائياً معى.
حبيبتي.كل نسائم الشمال و الجنوب تتلمس منك إنسيابها.هدوء البحر يرمقك بعينيه ليسترضيك.أنا وضعت في عيون اليمام إسمك.في بساتين الزهور رسمك.ملامحك جعلتها عن يمين و يسار السحب.نقية و راقية أنت.من الأرض أخذتك و كسوتك بنفسي و عطرتك.أعدتك إلي الأرض قليلاً حتي يعرفون أنك سمائى من جنبي ولدت و إلي جنبي تسكنين.
يا أجمل ملكات الأرض.في بلاطك يصبح العظماء جنوداً و المتوجات ينذرن أنفسهن لخدمتك.تتلألأ الأرض إذا إبتسمت.يخرج نور من داخلك و يبق داخلك.جعلتك لغزاً في الأرض و سر بين الحكماء مخفي عنهم.لا يعلم الناس عمرك كما أعلم.
شبهتك يا حبيبتي بالسماء لتمتلكي وداعتي.شبهتك بالأرض لتكوني مسكني.شبهتك بالجبال لكي يرسخ حبك و لا يتردد.شبهتك بالأنهار لأن لسانك عذب .شبهتك بالبحار لأن قلبك مثلها متسع .شبهتك بالنور لأن ضياء المسكونة عريسك.شبهتك بالقمر لأن صورتي عليك.شبهتك بالشمي لأنك في برد الأرض دافئة.شبهتك بالنسيم لأنك رقيقة .شبهتك بالبساتين لأنك من نعومة أظافرك قنيتى.شبهتك بالصمت لأن لغات الأرض لا تستطيع وصفك.شبهتك بنفسي و من يعرفني يعرفك.
أيتها الرائعة.تكلمت الأزهار عنك و هي تروج عطرها بين النسائم.تكلمت الطيور عنك لأنك مرتفعة معها تسبحين نحو اللا نهائى.تكلمت الأعماق عنك لأنه لا أول و لا آخر لمحبتي فيك.تكلمت الرياح لأن صوتك أرعدها.جعلت الصلاة فيك تمسك الكون و ما فيه عنك.جعلت الإيمان فيك أعظم من قوة براكين الأعماق و زلالزل البحر الثقيلة.جعلت الخوف يخشاك.جعلتك للبذل آية و للتضحيات معجزة.تاريخك كتابي فأنا منذ أسكنتك عيني لم يجرؤ أحد أن يدنو منك.
حبيبتي.تعال حينما ترينني فاتح أحضاني فأنا لك و أنت لي.إقتربي و خذى أنفاسى فهي روح و حياة.حبيبتي بالنهار و الليل تغيب الشموس و الأقمارو أنت ما تغيبي عني لأنك صرت في القلب باقية ملكة في عرشها.أنا عرشك يا حبيبتي فلا تتملكين من غيري .أنت عروسي فألبسك المطرز بكل ثمار السماء.أسقيتك كرمتي حتي تشبع روحك و تفرح معي.أحبك يا حبيبتي و سأبقي هكذا حتي تخمد رياح الأرض الأربعة.و تسكت أنفاس الشموس كلها.تتفتت الأقمار و أبقي أنا لك شمسك و قمرك و هيكلك إلي الأبد.

175
المنبر الحر / لقاء الحبيبين
« في: 19:16 09/05/2018  »
لقاء الحبيبين
Oliverكتبها

- في أورشليم ينبثق النور من القبور.في أورشليم تنبت التيجان من وسط الأشواك.الَأرز يتودد إلى القيثارات .تتهلل الموتي بهتاف كالأحياء.في أورشليم موت لم تفهمه الأرض بعد و قيامة لم تعرفها الأرض قبلاً .وحدهم الودعاء ينتصرون و الزاهدون يتملكون. السهول تأخذ المارة إلى ما فوق الجبال.في أورشليم يحلو اللقاء.
- تأخذني أورشليم في أحضانها. تعانقني كرومها.تدمع أعين الصفصاف فرحاً.ما هذا يا سكان صهيون.كيف يتحول النسيم حباً و زهور الوادي عشقاً .كيف يصير إنسياب الأردن ترنيمة.تتجدد مثل النسيم أنفاس المجد و قبلات الحياة.في أورشليم تتجلي العروس.
- أقف عند الحصن.أنتظر حلول موكب النور.أشب علي أطراف اصابعي كي ألحق نظرة عينيها.كي اتعرف علي الطالعة من برية سيناء.تسبقها أصوات صنوج حسنة الصوت.ألحان شرقية قديمة.أحتفظ بمكاني قرب الهيكل القديم.أتجه نحو جناح الهيكل و أتصور كيف سيكون قدوم العروس و عريسها.الأطفال و الملائكة يتقدمون.العريس يحبهم و العروس تزغرد فى قلبها.هذا قلب أورشليم.
- للحب نظرات خاصة.مكرسة له.مفردات العشق الإلهي خاصة تعرف اسرارها العروس.تخاطب حبيبها فلا يدرك غيرهما مغزي الكلمات.الحب قدس و العريس قدس أقداس .العريس جالس على عرشه و العروس هيكله و حجاله. لا وصف لجماله. لا تسأل كيف يكون العشق بل حياة تحياه فتدركه إذ لا للكلمات سلطان عليه فتقرأ عنه.الحب غير مكتوب في الكتب.هنا في أورشليم الحب منطلق نحو الزيتون . قادم من أرض يهوذا حيث مهد الحب و عند البستان مرقده و العروس تتأنق بين الورود فعشقها يحذبها من الأرض البعيدة لكي تلاقي حبيبها.ما أجمل أورشليم حين تصبح ملتقي العشاق.
- قادمٌ من أقصى الأرض إلى أقصى الأرض .تتلاقي النظرات و تتعانق.تهمس العروس و تسأل أين يومياتك يا حبيب العمر؟ أين أنا فيك؟ تعجبني كتاباتك فألهث وراء كتبك و أقتنيك .أقرأ فيها إسمى يزدهر قلبي و أجدني مثل وردة تتفتح.آخذ اسرارك و أحتضنك.في عينيك أرقب كل شيء.أعرف من معرفتك فأنبهر.أسأل و في كل إجابة أجد حباً.قصص أورشليم لا تنتهي.البساطة تدركها كلها.
- يجيبها الحبيب حبيبتي أنت.من قبل أن تعرفيني أعرف قلبك و حبك و لهذا أهديتك كتبي قبل أن تعرفينني.صار دمي رخيصاً كي أخطبك.لن آخذك من الناس فخطبتي لك سماوية.الناس فيك مثلك عندي.هم و أنت حبيبتي.جئت لأجمع و سأجمع بالحب المتفرقين.نلتقي عند باب الضأن.هناك تجدينني حاملاً خروف صغير.صوت أفراحك يغلب علي أنينه فيرتاح كلما إلتقينا.
- أحببتك من غير قصيدة.وحدك تعرفين ماذا يعني اللقاء.أتيتك قبل الزمن.سبقته لألقاك .أنت العذراء و المجدلية و السامرية و أسماء كثيرة و منال القلب يعشه هنا.أخذتك في حضني و في حضنى يتوقف الزمن. عناقنا فوق الزمن.غنيت لك بالدم و المعجزات.خطبتك بربيع الزيتون.ألبستك نجوماً علي الرأس.جعلت حلتك سماوية اللون و القلب.وضعت في أصبعك خاتم الملكة التي أحببتها.هنا تجلسين.في حضني.علي ذراعي تستندي.تتغير الأحلام تصحو.قبلاتي بالبراءة تتجمل.تأخذ الأوجاع بعيداً عن دنياك.أخفيت التنهد في مخابئ البرية كي أحرسك من الدموع.هنا طال عمرى لأجلك.كدت أنطلق فبقيت حتي تأخذيني.في حضنك أنا كما أنت.ضفائرك من السرو تعقد خصلاتها.ساقاك أثبت من أرز لبنان.صدرك مثل خورس الأطفال .تتعجب الإبتسامات لأني إليك دفعت فرح العرس.أحببتك في أورشليم و في أورشليم خطبتك.

176
المنبر الحر / قصة حياة لوحة
« في: 18:45 04/05/2018  »

قصة حياة لوحة
Oliver كتبها
اللوحات الرائعة هي إبداع فنان رائع .كل مسيحي هو لوحة إلهية.فإذا تشوهت اللوحة يكف الفنان عن التجول وسط اللوحات الكثيرة و يبدأ العمل في تلك اللوحة التي تشوهت.يبدأ في تثبيت أطرافها فتئن القماشة الملوثة و تشتكى .يمسك مكشطة لكي يزيل تلك الزوائد التي لم يضعها بريشته.هو يعرف كيف يفعل ذلك و يزيل التشوهات.هو يعرف ماذا رسم و ماذا لم يرسم.هو يعرف خرافه أما الغريبة فلا تعرفه.لا يقسو علي قماش اللوحة .طالما تثبتت أطرافها بيد الرسام فلن تتمزق إذا ظل يخدش النتوءات الغريبة حتي تختفي.تثبيت المسامير مؤلم للوحة لكنه طريق الجمال و العودة إلي الصورة البهية.أما المكشطة فهي تزيل الشوائب و التلوث .بعدما تنتهي اللوحة تنظر إلي ما هو مكشوط ما كنت تحسب فقدانه خسارة فإذا هو ربح لأجل معرفة الجمال.تتأكد أنها كانت نفاية و المسيح الرسام الأعظم أنقذك منها.لكن الكشط يتعب اللوحة.قد تتهرأ اللوحة و لا تحتمل أية تحسينات فماذا يفعل الرسام الأعظم؟ يأتي بمواد إضافية من عنده و يعيد صقل القماشة من اسفلها.يأتى بنفس المواد الأصلية.فيرمم ما تصدع.هذه هي الوسائط الروحية..تتقوى القماشة و تتشدد.هذه هي النعمة التي بها يقل الضعيف بطل أنا. ثم يأخذ الفنان ريشته التي هي إنجيله المحيي.ريشته الخشبية كالصليب التي بها أعاد اللوحة إلي مجدها الأول.يعيد صبغ الألوان و هذه هي ثمار التوبة الصبغة الثانية لأن المعمودية هي الصبغة الأولي الروح القدس يقودك إلي الصبغتين.
وقتها لا يكف الفنان عن الرسم.بل و قد يكون إلتصاق اللوحة بيد الفنان  فرصة ليضيف رتوشاً من ملامحه مما لم يكن في اللوحة من قبل.هذه هي المواهب التي يمنحها الرب أثناء الألم مثل الدموع و إنكسار القلب و توقع الأفضل بالرجاء.لا يمكن أن الفنان يمزق لوحة أو يركلها بعيداً لأن كل لوحة تمثل جزءا من حياته قضي وقتا من عمره معها .لا يمكن أن الفنان يهين لوحته حتي لو صارت مشوهة.لا يمزق و لا يرفض قصبة مرضوضة و لا يحتقر فتيلة مدخنة.لا يمسك بالريشة و يشوه اللوحة هنا و هناك فهو كلي الجمال بل من القبح يخلق جمالاً و من الجافي حلاوة.يظل يبدع و يبدع و لا يشتكي من إنحناءة الظهر من أجل اللوحة .
يفك اللوحة من  المسامير التي تشدها و تثبتها.لقد إنتهي التصحيح.يرفع اللوحة من الألم إلي العجب. توقف زمن الأنين لأن اللوحة دخلت في زمن الإبداع و الروعة و الجمال. يقف الفنان يمسك لوحته بيديه بقلبه بلسانه بروحه .يقلبها و يتأملها هنا و هناك فإذ هي في عينيه كاملة .يتركها في الشمس لتجف .فتجف دموع الألم.مع أن الشمس قد لوحت اللوحة.أنا لوحة مشوهة تفاضلت عليها نعمة الله لكي تكون شهادة لبراعته في صناعته الفريدة.مع أنني لست سوي قماشة مهترئة.
ينقل اللوحة من الألم
هكذا . بعد أن تصبح اللوحة كما يحب الفنان .يحملها فتنتقل إلي عالم آخر  و تصير مع بقية اللوحات المكتملة ذاك افضل جداً

177
الكتاب المقدس بين اللفظ و المعني
Oliverكتبها
- كلمة الله حية و فعالة و ثابتة .لا تتغير بتغير الزمان و الظروف .لا تتطور مع التطور اللغوى لكنها تضبط كل تطور و هي ثابتة.يتعثر الإيمان حين تحركه المصالح لا كلمة الله.حين تختلط المكاسب الروحية بمحبة المال وقتها نجد من يبيع الإيمان متصوراً أنه لا يبيع المسيح كيهوذا.يستخدم الكلمات ستاراً لإرضاء الممولين له فيما يعتقد البعض أنه يثير قضايا إيمانية 2تي2: 14.
- لا توجد إشكالية بين اللفظ و المعني حتي نتفلسف نحن.فالمعني وصلنا من الكتاب المقدس محمولاً علي كلمات في الكتاب المقدس فنحن نؤمن بالمعانى بحسب الكلمات التي صيغت بها المعانى.فماذا لو قال أحدهم أننا نؤمن بالمعني دون اللفظ و أن العصمة هي للمعني و لا عصمة للفظ؟ هذا إنسان يريد أن يهدم المعني و اللفظ معاً.هذا يبيع للناس الإلحاد خطوة خطوة فيما يدعى أنه لا ينقض.
- من يريد أن يكتفي الناس بالمعني يكون كمن يدعو كل إنسان ليصيغ لنفسه كتابه المقدس الخاص بألفاظه التي يريدها و يقبلها فيكون عندنا كتب مقدسة بعدد البشر علي الأرض.هذا ما قاله إرميا النبي اما وحي الرب فلا تذكروه بعد لان كلمة كل انسان تكون وحيه اذ قد حرفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهناإر23: 36 . و إذا كان اللفظ غير مهم في الكتاب المقدس عند الوحى الإلهي فلماذا إختتم الكتاب المقدس بتحذير إلهي صارم و واضح من التلاعب بكلمة الله : لاني اشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب: ان كان احد يزيد على هذا، يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. وان كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة، يحذف الله نصيبه من سفر الحياة، ومن المدينة المقدسة، ومن المكتوب في هذا الكتاب.,رؤ22: 19 فإذا كان إضافة حرف أو نقصان حرف يؤدي إلي الهلاك الأبدي فماذا سيكون الحال إذا أضاف الناس كتباً و ألغوا كتابه المقدس بأكمله مدعين أن المعني وحده هو المهم؟
- إذا لم يكن اللفظ له التقديس و العصمة التي تصنع المعني فما قيمة تسمية كلمة الله بالكتاب؟ هل يوجد كتاب يحوي المعني فقط؟ لو الأمر هكذا فسيكون إنسيكلوبيديا تجمع معرفة دون إلتزام بألفاظ.فلماذا يسمي الله كلامه ( كتاب) أكثر من مائة مرة في الكتاب المقدس.فهل تأخذ كتاب و تفرغه من ألفاظه و تضع ألفاظك ثم تسميه كتاب الله؟ هل تستطيع أن تفعل هذا لرواية أو قصة أو شعراً؟ ألا تسمي هذه سرقة أدبية تعرضك للسجن و التعويضات؟ هل تملك أن تغير تصريح لمسئول و تكتفي بالإلتزام بالمعني؟ ألا يقاضيك لو حرفت كلماته و هو إنسان؟ فكم و كم الله له المجد .ألا تعلمون أن الإنحراف هو إستبدال حرف بحرف؟كفى إنحرافاً.2بط3: 16 عيب أن تبيعوا شباب كنائسكم في إطار صفقة فهم يصفقون  لكلماتكم ببساطتهم و نقاوة قلوبهم و لا يدرون أنهم قرابين في اياديكم تسترضون به آلهتكم.تخدعونهم لما تطلبوا منهم أن يرددوا أولاً قانون الإيمان ثم يجلسوا لتقنعونهم أن يخرجوا عن إيمانهم بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله غير الخاضعة للبشر بل نحن نخضع لها.أنتم تروجون لإنحراف جديد أو ربما إنجيل جديد.
- لمن يعتقد أن كلمة الله مجرد معني و الإبقاء علي المعني و إحترام عصمة المعني  دون اللفظ يردد مخالفات العلم الكاذب الإسم1تي6: 20. المعني الذى يقصده الله معني كامل فوق الإدراك.يأخذ كل إنسان جزء منه يتلاءم مع شخصيته و يبقي المعني أعظم من أن نصل إلى كماله لأن كلمة الله هي بذاتها صورة من صور فكر الله و من يعرف فكر الله؟ 1كو2: 16.كما أن ما يفهمه كل إنسان من معاني و ما يميل إليه من معاني يختلف من إنسان لآخر بل نفس الإنسان من موقف لآخر و من مرحلة عمرية لأخري  فهل تبقي كلمة الله لأهواء الناس؟ إذا كان الله يسمح بهذا كان قد سمح بالأولي لكتاب الكتاب المقدس أن يعطهم المعني و يتركهم لألفاظهم.فتكون مهمة الروح القدس أن يلقي في قلوبهم بالمعني و يمضى؟ مع أنه مكتوب أن الكتاب كانوا مسوقين أي طوال الطريق بين المعني و اللفظ و الطريق بين الكاتب و المكتوب لأجلهم كان الروح يهيمن عليهم و يمنحهم الإثنين معاً أي المعني و اللفظ و يقودهم لإختيار و إنتقاء ما يلزم بحسب سلطة الروح القدس دون سلطة الكاتب في شيء.2بط 3: 16من أجل هذا يعلن بولس الرسول قائلاً ( ما أكبر الأحرف التي كتبتها بيدى) غل6: 2.لم يقل المعاني أو المفاهيم أو المضمون أو اي مما تدعون.و لم يدعى بولس الرسول أنه  كتب الأحرف من عقله بل بيده كمن كان يكتب لآخر و ليس من نفسه.
- ألم يلفت نظر أحداً منكم أن مخلصنا الصالح بعدما تجسد و وقف يعلم علي الجبل كان يردد نفس ما هو مكتوب بنفس ألفاظه المكتوبة بها في العهد القديم.كان يقول لهم قيل لكم في القديم أي أن ما كتب في العهد القديم كانت أقوال الله و ليست أقوال كاتب السفر.ألم يشهد الله لأنبياءه حين إقتبس نبواتهم كما هي بنفس ألفاظها؟ ألم ينسب الناموس مرة لموسي و مرة لله لنفهم أن ما كتبه موسي النبي كان بوحي من الله دون تصرف.لماذا لم تكن فرصة للمسيح حين علم أن يقول للناس كما تدعون أنتم و يحذرهم أن لا وحي مقدس للألفاظ بل للمعاني و كان قادر أن يغير الألفاظ و المعاني معاً لو كانت قد إنحرفت كما إنحرفتم؟
- لو تركنا الإيمان المسلم مرة للقديسين (يهوذا1: 3) لكي يصبح عرضة لأختيارات بشرية ظانين أنه سيصير مسلماً ملايين المرات لغير القديسين .فهل حقاً تؤمنون بالكتاب و تؤمنون أن الكتاب مقدس أم تبيعون الوهم للناس؟ أين في الكتاب المقدس كله هذا الفصل بين المعني و اللفظ؟ أم أن أنبياءكم رجلين حصلا علي الدكتوراة؟ ماذا عن العلماء الحقيقيين في الكتاب المقدس منذ مئات القرون و حتي اليوم؟ لماذا لا يعجبكم الإيمان المسلم مرة لنا.كم مرة هوالإيمان عندكم؟هل مع الذى صلب لأجلنا مرة واحدة أم إيمان يسلم كل مرة مع كل منحة و مع كل تمويل و مع كل فكرة غريبة و مع كل شخص إنتهازي.ما أخبار الإيمان الحقيقي عندكم؟
-تقولون النقد لا النقض .الإختلاف في التفسير ليس إختلافاً علي النصوص المقدسة.فكيف تخلطون العنوان بالكذب.الأمر ليس إختلاف في التفسير و لم يحدث أي نقد منكم بل هدم بجهالة.تختلقون عنواناً بينما تهدفون إلي هدم الحقيقة.لقد سمعت لكم كل ما قلتم فلم أجد تفسيراً أي تفسير للكتاب المقدس بل وجدت طعناً و تشكيكاً فما ذنب هؤلاء الذين صدقوا العنوان و جاءوا إليكم فوضعتم في عقولهم بلبلة فكرية لا تبني بل تهدم؟ كيف أخذتم ثقتهم بعيداً عن المسيح و تشكيكاً في كلمته؟ توبوا فإنه قد إقترب صاحب الكتاب المقدس في مجيئه ليدين الأحياء و الأموات بحسب ما قاله في كتابه المقدس بالمعني و اللفظ.سيكشف المتاجرين بالإيمان و بائعى كلمة الله لمن يدفع أكثر.سوف يسألنا عن أمانة التعليم بخضوع كامل لكلمته فهل ستبقون فوق الإنجيل كأنكم تفهمون أكثر منه؟ إنتبهوا و أرفضوا الكاذب.


178
الرحمة و الحق و المحاباة
Oliver كتبها
- ليس عند الله محاباة.لا يجامل أحداً على حساب الحق.للرب التقديس وحده.لا للأشخاص مهما كانت رتبهم.هو له التسبيح وحده بلا خطية.اما الناس كل الناس فلا تخلو من الضعف.الله لا يجامل لكي لا يبقى أحد في الضعف بل ينبه روح الإنسان فتعود و تنجذب للحق و يترك الضعف للضعف .مقاييس الله ثابتة للبر و الصلاح  لا تتزحزح من أجل إنسان أو تتبدل من أجل ملاك لكي يكون لنا الحق الوحيد الذى لا حق سواه.
- المحاباة هى إختلال في ميزان الحق .هي تقدير مسبق للأشخاص يمنع النظر بحيادية و يميل إلى الشخص لا الحق.المحاباة إنحياز للعاطفة لا للروح القدس .المسيح هو المحبة للعالم و هو أيضاً الحق للعالم وكما نحتاج إلى محبة المسيح نحتاج بنفس القدر إلى حق المسيح له المجد.الله لا يتجزأ لا يمكن أن نحب حبه و نتغاضى عن حقه.لا يصلح أن نهمل المسيح الحق لكي نعبد المسيح الحب فهو هو بذاته له المجد حق و محبة. مع أنه لا يوجد من يملك أن يراجع الله فإذا حابى أحداً ليس من يقول له لماذا صنعت هذا للهوان و ذاك للمجد و مع هذا فهو لا يحابي أحد .لا يأخذ بالوجوه لا يجامل و لو رئيس ملائكته إذا سقط.و هو يريد لنا أن نكون مثله.اللحظة التي يتحقق فيها الحق  من ظالم هي نفسها اللحظة التى ينال فيها المظلوم الرحمة.فعودة الحق رحمة للمظلوم و الرحمة لا تتحقق من غير الحق فلو كان عند الله محاباة فلا رحمة و لا حق.
- لنتعلم من جميع صفات الله تبارك اسمه. تقديرنا و محبتنا  للأشخاص و تبجيلنا لهم لا يجب أن تحرمنا من قوتنا في طاعة الحق.لا يجب أن تتلجم ألسنتنا لأن الخطأ صدر ممن نحب بينما تعلو أصواتنا إذا كان أحباءنا متهمين ظلماً.لنكن لله صوتاً و ضميراً فإن صوت الله لا يتلون و لا يتلوى .بل يجب أن تعلو ألسنتنا بالعتاب وقت العتاب و الإشادة وقت المدح.لا نترك أذهاننا تسمع لهذا أو ذاك كأنه ينطق بالمسلمات .كأنه لا يخطئ و لا يمكن أن يسهو.كأنه إله و هو تحت الآلام مثلنا.فليكن فينا فكر الحكمة الذى يسمع و يفرز و يتمسك بالحسن.لا يوجد تعليم فوق المراجعة و لو قاله مشهود عنه بالنعمة و البر.فأخطاء التعليم ليست متوقعة من الأشرار فقط بل ممكن أن تصيب الأخيار و عندنا العلامة أوريجانوس نموذجاً لهذا.بعض الهرطقات تنتشر بالمجاملة لأننا تحرجنا من تصويب التعليم الخاطئ لأن قائله عظيم و مشهور.لكن للعظيم محبة عظيمة و عتاب عظيم يؤدبه.أما أن نترك أنفسنا في صف هذا أو ذاك لنصبح لعبة في أيدى الناس فهذا ضد الحق الذى يريدنا صوتاً له لا لأنفسنا.
- يجب أن تبقي في حياتنا ثوابت إيمانية واضحة غير مرتبكة.حق الإنجيل لا غموض فيه.فهو فيه المحبة و الحق.القوة و الإتضاع.المجد و التوبة.المكافأة و المجازاة.الوداعة و الثبات.لا يوجد في الإنجيل أسرار لا نعرفها فالإنجيل في المسيح مشروح شرحاً كاملاً.لهذا من يهتز عنده هذا الأساس الإيمانى يمل بعيداً عن الحق و دواءه الوحيد العودة إلى حق الإنجيل.إذا كان للألعاب الرياضية قانون لو تجاوزه أحد و هو يلعب يعاقب فكم و كم ينبغي أن نلتزم بقانون الحياة الأبدية كلمة الله المحيية.التعليم ذو العين الواحدة لا يقدم الإنجيل الكامل و التعليم المختلط بالميول الشخصية ليس متزناَ.كذلك التعليم الذى يسرق المنبر لنفسه ليس تعليماً.لنكف أيها الأحباء عن إختلاس المنبر فهو كالمذبح للمسيح وحده.
- لو أننا صرنا كالله لا نحابى سنكون أقوياء. الله خلق الطبيعة بغير محاباة فلو حابي الشمس  درجة لإحترقنا منها و لو حابي الأرض وسعاً ينتهي أمرها.لأن المحاباة هى ضعف و أحياناً خوف.المحاباة قيد علي الضمير تجعل الإنسان عاجزاً عن الحياة بالحق و الخضوع للمسيح الذى يحذر أن من أحب أباً أو أماً أو أو أكثر مني فلا يستحقني.ندين التعليم الخاطئ دون أن نخطئ.نحب الكل و نرفض كل التعاليم الخاطئة .ليس أحد أهم من خلاص نفسى فكيف أضحي بأبديتي لأنني متحرج من مواجهة هذا أو ذاك.لكن ليخجل من يعلم تعليماً يخالف الإيمان المسلم مرة للقديسين فلا يوجد إيمان آخر غير ما تسلمه آباؤنا الرسل .فليكن حبنا في موضعه لأن اي حب يجعل الله ثانياً حب مريض لأنه هو الأول في حياتنا.وقتها تصير المحاباة خطأ و خطية قاتلة.
- أنت يا رب قدوس و حر.لا يوجد قيد عليك و لا فيك.لا تحابى بل تعدل مع الجميع.تفتح قلبك للكل و تعلن حقك للكل.تصنع للأواني مجدها مع أنك عالم بمن سيكون الهوان مصيرها.تجرح كي يبرأ الإنسان من سم الحية و تعصِب كي تبرأ الجروح التي جرحتها بالحب.حبك يمجد حقك و حقك يمجد حبك لأن فيك كل الفضائل تمجد بعضها بعضاً بغير تعارض أو تناقض. لأن كلها كاملة فيك.بتدقيق صنعت الأشياء و بما خلقت لها من قانون تعتنى.لم تخالف قوانينك و أنت خالقها فما أعجبك إله.



179
مقدمة في أثر الفكر العربى علي الشخصية القبطية
Oliver كتبها
- بقاء الكنيسة القبطية بشخصيتها المتفردة في مصر هو من أعظم أعمال الله في الوجود البشرى.ليس بسبب ما تعرضت له الكنيسة من اضطهادات فهذا حدث لكنائس كثيرة.ليس الأقباط وحدهم الذين تعرضوا لمذابح.الكنيسة الروسية و السريانية و الأثيوبية و الأرمينية و اليونانية تعرضت ربما لما هو أفظع. لكن المعجزة التي لا ينكرها أحد هو الشخصية المتفردة للكنيسة القبطية برغم ما عبر عليها من مؤثرات يمكن أن تعصف بأعتي الثقافات قدام تيارات أرادت أن تتسلل إلى كنيستنا القبطية. فبقاء الكنيسة في مصر معجزة و إحتفاظها بشخصية مستقلة معجزة أكبر.إستقلال الثقافة المسيحية في مصر ظل سائداً رغم التضييق في كل شيء.كانت الثقافة محفوظة بالعبادة و لغة الإنجيل و بالطقوس و الأيقونات ثم بالكتابات و الألحان و بممارسة اللغة اليونانية ثم القبطية كان أقباط مصر يصنعون شخصيتهم و يصبغونها بالقداسة الناشئة من العشرة مع الله و الإتكال عليه.
-عاش شعب إسرائيل مستعبداً في أرض مصر لم يمكنه أن يعيش بشخصية مستقلة. تأثر بكثير مما في مصر.لما قتل موسى المصرى هدده عبرانى شاهد الواقعة  بالإبلاغ عنه.مظهراً أن ولاءه لفرعون أقوى من موالاته لموسى المدافع عنه.هذه أسوأ وسائل التشوه الثقافي حين يرتبط الولاء لفرعون و ليس لله. الثقافة المصرية و العبادة المصرية تغلغلت في دهاليز شخصية و ضميرشعب الله.لما تأخر موسى النبى علي الجبل كان أقرب إله فى أذهانهم هو عجل أبيس الذهبى هذا ما صنعه هرون للشعب..لقد عشش أبيس في العقلية الجمعية لشعب الله حتي بعدما عبروا البحر و رأوا عجائب الرب إذ نقرأ عن تذمرهم كثيرا مشتهين الثوم و الكرات و البطيخ الذى في مصر متناسين حلاوة المن و السلوي في أفواههم.هذا هو العائق الثاني أن تبق في ألسنتنا مفاهيم و ألفاظ لا تعكس ما لشعب الله لكنها عبودية الفكرالتي أراد الله لنا أن نتحرر من اسرها فننطلق إلى حرية مجد أولاد الله.
 -الكتابة في زمن موسى النبي و حتي قبله بألف عام كانت تتم على أوراق نبات البردي.كان من الطبيعي و السهل أن يكتب الرب لموسى النبي وصاياه العشرة علي بردية لكنه لم يشأ أن ينظر شعبه المختار إلي الوصايا كأنها إمتداد للوصايا الفرعونية التي كانت تكتب علي البردي فأعطي موسي وصاياه منقوشة على حجر.كأنه يريد لشعبه ثقافة متميزة عن غيره.ليست أحسن و لا أسوأ لكن  متفردة.حديثنا هنا عن الثقافة و ليس عن الوصايا.لهذا لا نجد للكتاب المقدس مخطوطات بردية قبل الميلاد  لكن كلها رقائق جلدية كالتي وجدت في قمران بالأردن1947 و تعود لسنة 150 ق م  و لكن بعد أن ضاع الخوف من تقليد طريقة الكتابة علي البرديات بدأ مؤمنوا العهد الجديد في نسخ الكتاب المقدس على أوراق البردى. لهذا نجد بردية شيستر بيتي في متحف دبلن تحوي معظم العهد الجديد من القرن الثانى.و مثلها بردية بودمر و تحوي إنجيل يوحنا من القرن الثاني أيضاً و النسخة السينائية من القرن الرابع  كذلك النسخة الإسكندرانية المنسوخة بيد المصرية الشريفة تكلا  مكتوبة باليونانية في القرن. بهذا نري التحرر من فكرة الإمتناع عن إستخدام البردي للنصوص المقدسة في العهد الجديد.لقد إحتاجت الثقافة اليهودية ألف عام و أكثر لتتخلص من هذا المنع غير المكتوب.إحتاجت ألف عام للتخلص من ثقافة سائدة لم تكن وصية بشأنها بل إنطباع أو تصور ليس إلا.
- كان آريوس هو أول تهديد حقيقي لتغيير الثقافة القبطية و ليس فقط العقيدة المسيحية القويمة.لأن تحالف آريوس مع البلاط الملكى جعل الشخصية القبطية تحت خطر داهم.لم تكن لآريوس هرطقة فحسب بل صارت هرطقته أداة سياسية إستخدمها أباطرة زمانه لتقسيمات كثيرة و حروب كانت الكنيسة القبطية أكبر ضحاياها و مع هذا ظلت محتفظة بشخصيتها كما إيمانها.
-. عبرت مرحلة آريوس و نسطور و أوطاخي بدءاً من القرن السادس لكن بعد أن زرعوا جذورهم في الصحراء العربية.ثم ظهر الإسلام  مستمدا كثيراً من ثقافته من تلك الجذور. بدأ المسيحيون في الشرق الأوسط يتعرضون لغزو عربى يستهدف ليس أموال البلاد  فقط بل دينها و ثقافتها و لغاتها الأصلية.
 - بعد أن تم إكراه المسيحيين في مصر علي الكتابة باللغة العربية بدأ منحني الثقافة القبطية الخالصة يميل إلى النقصان,حدث هذا بدءاً من القرن الثاني عشر تقريباً .لأن القبطية ظلت متداولة رغم المنع و التحريم حوالي مائتي عام ثم بدأت تتهاوي أمام اللغة العربية بحد السيف و تقلصت تماماً بدءاً من القرن السابع عشر.ثم إنقرضت.و العجيب أن إنهيار اللغة القبطية أمام اللغة العربية لم يتبعه إنهيار الشخصية القبطية أمام الفكر القادم من شبه الجزيرة العربية.بقيت الشخصية القبطية كأحد أعاجيب الزمن.
    - فرض اللغة العربية علي المصريين و جعلها لغة التجارة و لغة الدواوين بالإضافة إلى السيف الجاهز في يد الخلفاء كان سبباً رئيسيا  في عصر الإظلام ايام الخلافة العثمانية  بينما بقيت الثقافة القبطية نوراً وحيداً في الأفق المصرى.لكن تحالف إستثناءات من أساقفة و بطاركة مع الخلفاء كان وصمة عار و مدخل تسربت من خلاله  أفكار ظلامية إلي الشخصية القبطية لم تقضى علي الشخصية القبطية لكنها تركت بعضاً من بصماتها المعيبة عليها.كان هذا هو بداية تشوه ثقافى قبطي و نشكر الله أن هذا التشوه محدود و ملحوظ و يمكن معالجته إذا لم نرهب التغيير .
- نلتقي في مقال تالى عن نقاط سريعة للتشوه الثقافي القبطي بشأن نظرة البعض للمرأة الذى نتج عن تسرب بعض مفاهيم  الفكر العربى بشأن المرأة  ثم  مقال بشأن تشوهات في  تعريف بعض المفاهيم و تسرب بعض الألفاظ  غير المسيحية إلي لسان الكنيسة.
   

180
المنبر الحر / من الضائعون؟
« في: 18:08 19/04/2018  »
من الضائعون؟
Oliver كتبها

- خطفوهم أم ذهبوا بأرجلهم إلى الشباك و أصطادوهم لا يهم السبب لكن النتيجة.نحن قدام نفوس تضيع.الضياع الحقيقي أن يأخذنا الجدل فيمن المخطئ.هل هذه أخطأت أم أبواها حتي حدث ما حدث.و ننقسم إلى دائن و مدين.بينما مجد الله ينتظرنا و ينتظرهن.
- الضياع أن نعتبر أننا في حرب و نهيج البسطاء و نهاجم الضحايا أو المتورطين في المشكلة و نعبئ النفوس و يتطوع البعض للحديث عن السيف و عن الشرف و عن العار و ننسي كلاماً أهم عن العلاج و عن التوبة و عن الصلاة بدموع و لجاجة.
- الضياع ليس فقط ضياع بنات ذهبن بالخديعة بإرادتهن أو رغماً عنهن فلست أعرف شيئاً عن الحقيقة. لكن الضياع  الأخطرأيضاً هو ضياع الرؤية الصحيحة و التصرف الحكيم الذى لا يلهب الدنيا.فالمتابعون ينفعلون و غير العارفين يهيجون و البسطاء يعثرون و القري النائية تدفع ثمن كل هذا  و يحيطها المتطرفون و يبدو المعلقون كالأبطال فهم بعيدون عن كل المآسي و تعاطفهم المصطنع يتحول إلى شتائم و هجوم جارف و تجريح .فهل هذه هي الغيرة في الحسنى؟
- البنات عائدات .هذا قرار إلهي.فالذئاب بعد القيامة لا تأكل الحملان.و الفرائس كلها راجعة محررة بنور المسيح و قوة قيامته.و يبقي السؤال.من نحن بالضبط؟ هل نحزن لأجل نفس تاهت أم  نحزن علي سمعتنا و ذواتنا إذ نعتبر الأمر ثأراً و عاراً.هل نعالج الروحيات بالروحيات أم نفعل ما يفعله الذين بلا مسيح؟ ستعود الفتيات فمتي تعود لنا الحكمة و نعود للحلول الإلهية و التوسل بحرقة قلب قدام من يقدر أن يخلص من فم الأسد.
- تستطيعون أن تعترضوا في كنائسكم .تقفوا إحتجاجاً و مطالبة بكل قوة.لكن كل هذا لابد أن يكون مشمولاً بصلوات و تبكيت كل واحد لنفسه.فلو أراد الله أن يكشف لنا من المتسبب في ضياع هذه النفوس لن يخرج واحد منا بريئاً.فالبعض مسئول بالمشاركة في الضياع و البعض بضياعه هو كقدوة و البعض بضياع محبته لتبحث هذه الصغيرات عن محبة بديلة.البعض مسئول بتقصيره في أعمال المحبة فتلجأ البراعم في جهلها باحثة عن تحقيق ذاتها بجهالة فيتورطن في شباك الأشرار.نحن بكل وضوح توقف أكثرنا عن أعمال الرحمة منذ زمن بعيد.كبارا و صغاراً.نحن في أغلبنا متفرغين لإدانة بعضنا بعضاً و لتقسيم كنائسنا إلي فرق وأحزاب.نحن طردنا بجرأة  من صحن كنائسنا المحبة . وقفنا قدام الله  بصدور عارية من الشفقة و الرحمة لهذا هرب كثيرون  من الكنيسة بسببنا.البعض هرب إلي نفسه و لا يجد من يبكي عليه أو يلتفت إليه أو حتي يعرف أنه منكسر في أحد الزوايا. و البعض هرب إلي كورة بعيدة و صار هدفاً لمن عنده نقص ليلقى عليه بالتهم و يضيف علي يأسه يأساً.علينا أن نجيب لأنفسنا بكل شجاعة عن سؤال : من هم الضائعون بالجقيقة؟
- لن أتكلم عن الفتيات فهن عائدات.لكنني عن الآباء سأتكلم.سأسأل أين الخدمة الفردية و الإفتقاد؟ أين أعمال الرحمة و خدمة السامري؟ سأسأل الآباء الأساقفة سؤالاً وحيداً :هل تعرفون أسماء الرعية؟ سأسأل كل أب و أم.هل أنتم قدوة تقدمون مسيحاً حياً في بيوتكم؟ العيب عيبنا.الذنب ذنبنا.دعوا هؤلاء يمضون.نحن هنا المقصرون.الضياع ليس مقصور عليهم.فالضائعين في الداخل كثيرون.لكن للمسيح في الموت مخارج.هو يقيمنا و يقيم بناته و أولاده.هو يبني الأسر مجدداً.هو يحيي الكنيسة.هو ينبه روح الآباء الأساقفة و الكهنة.هو يصنع من مواقف كهذه شعباً مستعداً.هو يحينا إذا متنا .فالقيامة لنا.الميراث الأبدي لنا.ليس لأننا نستحقه و لا بناتنا تستحقه لكن لأنه أحبنا و غفر لنا و فتح أحضانه لأجلنا و ستبقي مفتوحة ما دمنا هنا نحيا و نتحرك و نوجد.
أغمضوا أعينكم عن أخطاء الناس لتنكشف أخطاءنا فنتضع و نتوب.أخرجوا بأولادكم إلي الحقول و إختلوا بهم كما فعل المسيح مع تلاميذه.هناك تحل البركة و ينمو الحب و تتألق الصداقة.هناك تنظرنا الملائكة و تفتخر ببنوتنا نحن و أولادنا لله.هناك نقف في فرح مرنمين.ها أنا و الأولاد الذين أعطيتني قدامك يا رب.

181
اليد المثقوبة و الجنب المفتوح
Oliverكتبها
- كان مساءُ في العلية .كانت الكنيسة الأولي القطيع الصغير.قديسين و قديسات مجتمعين.يختلفون في إيمانهم و رؤاهم لكنهم جميعاً مصدقين أن الرب قام.الأبواب المغلقة تعني أنهم خائفون يحتاجون إلى سلام المسيح نفسه.ظهر الرب يسوع لهم.لم يقرع الباب و لم يدخل من أبواب العلية.لا يعرف التلاميذ كيف دخل المسيح لكنه فجأة ظهر وسطهم.منحهم ما إحتاجوا إليه.قال لهم سلام لكم.أراهم يديه و جنبه.رأوا و فرحوا. ثم بدأ بينهم حديث القيامة.كيف تري آثار آلام المسيح و تفرح.هذه أحد ثمار القيامة.
- بعدما رأوا يديه و جنبه.فرحوا.لكن توما لم يكن هناك معهم ليفرح معهم, قال التلاميذ لتوما لقد رأينا الرب. كانت وجوههم المنطلقة تنطق بالبهجة.كان توما الرسول يتألم من عدم معاينته ذلك الظهور بينما أخوته يتبارون في شرح حلاوة المسيح القائم من بين الأموات.ما دمنا نري يدين مثقوبتين و جنب مفتوح فالمسيح واضح قدامنا حاضر وسطنا صورته لا تغيب كأنه الآن قدامنا.فأجاب توما إذن أنا أريد أن اري اليد المثقوبة و اضع أصبعي في جنبه .أنا أحتاج فرح القيامة الذى يشفي من أوجاع ما قبل القيامة.طلب توما أن ير اليد المثقوبة و الجنب المفتوح مثلهم..كان إصرار توما مقبول عند المسيح.وصل المسيح كلام توما و أشواقه الناطقة بالحب.أنا أريد أن أدخل بأكملي في جنبه.أنا أريده أن يحتويني.قولوا له أني مريض حباً ليأت و يشفيني.
-ثمانية ايام فصلت بين رغبة توما التي أعلنها و بين ظهور المسيح له ليحقق له شوق قلبه.جاء المسيح في اليوم الثامن.الأبدية هي اليوم الثامن  وقتها سنراه.سيحقق اشواقنا.سيدعونا كما دعا توما بإسمه.له حديث شخصى مع كل منا.ستبدأ أبديتنا بدعوة المسيح و نداءنا بأسماءنا.نقترب إليه و نعاينه.القيامة وحدها أتاحت لنا الأبدية.الخلاص الكامل في يديه و جنبه.سيدعونا و يسأل.هات اصبعك .هات سؤل قلبك.ما تحسبه بعيداً ها هو قدامك.تعال و إلمسني.تعال و اقترب.لم تعد بيننا سماء و أرض فها أنا هنا لك و أنت لي.اليد المثقوبة تنفرد قدامنا.الثقوب تحمل أحرف أسماءنا.رؤية جنب المسيح تعني أن ثوبه لن يخفيه.مجده لن يحجب عنا شخصه.عظمته لن تكون حجاباً بيننا و بينه.هذا الظهور الإلهي هو لنا كما هو لتوما الرسول و بقية التلاميذ.إنه يشرح لنا حقوقنا في المسيح.
- حين تصبح الآلام ذكرى. تري يد الرب و جنبه مفتوحين دون نزيف.فى حالات النمو الروحى يصبح الجنب و اليدين بلا نزيف.في حالات الضعف تري نزيفاً و إكليل شوك كي تستفيق النفس من غفوتها.لكن الجنب في الحالتين مفتوح و اليدين في الحالتين ممدودتان.كأنها رسالة تفتح أبوابها لندخل و نطمئن لمقدارنا عند المسيح.إن لم تعرفي أيتها الجميلة فأبصرى يديه و جنبه فتعرفي أنك عنده أثمن من حياته.وقتها تتركي كل شيء و تتبعينه.
- من لا يفعل حباً ليدخل إلى قلب المسيح يقدم توبة فيدخل جنب المسيح.فالدخول إلي داخل المسيح متاح للجميع.القادرون في نموهم يدخلون من القلب و الصادقون في رجوعهم يدخلون من الجنب.في قلب المسيح منازل كثيرة.
- كانت بين الرب يسوع وتوما الرسول حوارات و اسئلة هامة جداً لخلاصنا .لهذا كان إشتياق الرسول لرؤية المسيح صلاة مقبولة. سند إيمانه و عضده بل أخذ بأصبع توما ليضعها في جنبه.كانت لمسته الحانية تخبر توما بالكثير,ما سمعه توما من يد المسيح و ما قرأه في جنب المسيح و ما شاهده في وجه المسيح هو إنجيل كامل يشرح المسيح. كانت آخر عبارة قيلت لتوما بعدما ظهر الرب قائلاً طوبى للذين آمنوا و لم يروا.عبارة تعني الكثير لكل مسيحى عبر الأجيال .لتكن علاقتنا بالكتاب المقدس كأنما هي حوار إلهي مع النفس.لكي نشعر بالصداقة الشخصية و الدالة الحقيقية مع إبن الله.
- يد الرب المثقوبة هي أعماله كإله متجسد.جنب الرب هو كشف لذاته كأقنوم.شخص الرب هو الإنجيل كله.من لا ير المسيح في العهدين لا يثمر شيئاً.من لا يظهر المسيح له في الإنجيل لا يؤمن بعد.المسيح في الإنجيل يمد اليد المثقوبة و يكشف الجنب المفتوح فمن يريد أعماق الكلمة يتوسل لإبن الله كي يسند إيمانه .يمد يده الليل و النهار حتي يتحنن الرب و يأخذ بيدنا و يضعها في جنبه فندرك ما لم تدركه العيون و لم تسمعه الآذن.توما الرسول سبح فوق الكلمات حتي وصل إلى عمق المسيح فلنغوص نحن أيضاً في الكتاب المقدس و نخرج فائزين باللؤلؤة الثمينة التي هي المسيح وحده.هذه هي الرؤيا.
- العناق بين اليد المثقوبة و الجنب المفتوح هو من أثمار القيامة.حين لا يعد المسيح غريباً عنا.يكشف لنا عن شخصه فنتأكد من حلوله وسطنا و نستمتع بحقيقة عمانوئيل.اليد المثقوبة هي تعاقد أبدي و عهد جديد مختوم بالدم.فمن لا تتوه عيناه عن اليد المثقوبة يصبح الملكوت كائن نشط في قلبه.لنطلب رؤية المسيح في كل ما نفعل و نفكر و نتمني لأن جنبه المفتوح يبقي مفتوحاً لأجلنا.

182
نور في القبر الفارغ- سبت النور
Oliver كتبها
- ليس هو ههنا اليوم لكنه في ذلك الوقت كان في الجحيم.نعم مخلصنا دخل الجحيم بقوة سلطانه فإرتعدت الأبواب .في عالم الروح تكون الأبواب و المتاريس كلمات ليس لها نفس المعني الذى علي الأرض. لكن الحقيقة أن الجحيم هو عالم من الأرواح.و باب الجحيم  ليس مثل الباب الذى يحبس الأجساد لكنه الباب الذى يحبس الأرواح.هو مصنوع من سلطان إلهى.كأنه مجال يمتص كل ما يأتي في مداره.مجال ذو إتجاه واحد .متسع جداً من فوق ضيق من أسفله كالقمع. يقتنص ما يحوم نحوه من أعلي و يرسل ما إقتنصه إلى القاع.يمتص الأرواح فتدخله و تنساق إلى منزلقها.لا تستطيع أن تخرج من هناك.هكذا أتصوره.هناك وقف مخلصنا.قدامه وقفت روحه الإنسانية المتحدة بلاهوته.شيئاً ما عطل قدرة الباب علي الإمتصاص.إنعسكت جاذبيته.أصبح يخرج من فيه و لا يمتص المزيد.إستنار الجحيم من بعد ظلمة.المسيح دخله كأن مجال الجحيم و جاذبيته تعطلت.هذا هو معني الزلزال في الجحيم.هذه هي متاريس الجحيم.القوة اللازمة لإمتصاص الأرواح تفككت.إنحلت قدرة الجحيم.كأن الطاقة الإلهية التي في المسيح عطلت كل قوي الجحيم.فصار بيت الظلمة نوراً و صار بيت الموت أرض للهتاف و الأغاني.يسوع الرب يطوف حول منتظريه فينجذبوا إليه هو.لم تعد لقوى الجحيم سلطان عليهم.هنا الرب يسوع مصدر كل قوة و طاقة .من يأخذ المسيح بالروح القدس يثبت في تلك الطاقة فمتي فارقت روحه الجسد ينجذب إلى من هو ثابت فيه اي المسيح.لا تعد للجحيم قدامه قوة لأن المسيح القائم من الأموات أعظم قوة و إليه يجذبه فتنسد عنه جاذبية الجحيم.لنثبت فى الذى له الغلبة على كل الأكوان إن كانت في القاع كالجحيم أو في الهواء كالأرض أو فوق كالسماء.اليوم تتحرر الأرواح.
- إستنار الجحيم فلا غرابة فالنور اضاء في الظلمة لكن الظلمة هذه المرة أدركته و تبعته حتي تنسمت الحرية. من نفس النور و الإنبهار تخرج ومضة.تخترق المسافات دون أن تخبو.تتنقل كاليمامة من مستويات الأرض السفلي.تحمل رسالة أن النور ممكن.و أن صاحب القبر الفارغ هو نور العالم و هو نور القبر و هو نور البشرية.تقف ومضة النور العجيبة.تكمن في مخبئها  حتي تنسكب صلوات كل مسيحي في الأرض المقدسة.طريق الآلام يسكت.في القبر يوجد حديث روحى بين الأب بطريرك الروم الأرثوذكس و بين صاحب القبر الفارغ.في صحن الكنيسة لقاء بين كل قلب و بين الذى كرز في الجحيم.المشاعر ترتجف .تؤمن أن الذى مات هو حى و نوره لم ينطفئ.قبره يشهد له.ليس المسيحيون مخدوعين في المسيح بل الذين لا يؤمنون بالمسيح هم المخدوعين.النور يشهد للمسيح و لنا.الأفئدة تقف معلقة بين السماء و الأرض.الأنظار تحوم كل الأرجاء لا تدري أين يجب أن تنظر أو تسكن عبراتها.دموع و فرح مختلطين بين الجموع.كل واحد يحمل رسالة في قلبه و تكليفاً من أحباءه بالصلاة لأجله هناك.لأن الرب حتماً يشاركهم زيارتهم طريق الآلام وقبره المقدس و كنيسة قيامته المجيدة.ينسكب الكل.لا صوت يعلو علي صوت الصمت.فالكلمة الآن لنور المسيح.يغمض الناس أعينهم لتخفيف وقع المفاجأة .لا يفتحونها حتي يسمعون للنور صوتاً.كأزيز يطير النور كل الأجواء ثم يخرج البطريرك حاملاً في كل يد 33 شمعة بعمر مخلصنا حتي صلب.
- المسيح دخل الجحيم .غير طبيعة الظلمة بالنور.و هكذا فعل بالشموع التي في أيدى البطريرك.لم يشعلها أحد بل نور المسيح غير ظلمتها إلى نور.و كما في الجحيم كانت الأرواح ممتلئة بالرجاء ,لم تحرق الظلمة قلب المنتظرين علي رجاء لأنهم متأكدون من مجئ مخلصنا.هكذا جعل للنار الخارجة من قبره طبيعة جديدة لا تحرق أحداً .فمن ير النار في الأرض المقدسة يصدق ما حدث أسفل الأسافل في الجحيم.كما خرج المسيح من الجحيم دون سلطان للجحيم عليه كذاك يخرج نوره من غير فعل بشر فلا سلطان لأحد علي نور المسيح الخارج من قبره فهو ليس من صنع البشر بل الله.كما ترنمت الأرواح و هي طالعة من الأسفل ترتفع كسرب الحمام نحو الفردوس .تري كل روح فرحة الروح الأخري فتزداد فرحتها هكذا ينتقل النور من يد ليد و من شمعة لشمعة يصاحب هذا الزغاريد و البهجة فتتضاعف فرحة كل إنسان يتزايد النور و ينتشر حتي تتحول الكنيسة و ما حولها إلى كتلة من نور القبر المقدس.يمسك المسيحيون شموعهم المستنيرة بنور إلهى.يغتسل بالنور كأنهم يتعطرون في وجوههم و أجسادهم دون أن يتضرروا.
- من يفقد المسيح تصبح للنار قوة عليه.لهذا حين تمر 33 دقيقة هي نفس عمر مخلصنا علي الأرض تعود للنار طبيعتها كأنها تحمل نفس الرسالة.إستنيروا بالمسيح ما ما دام نور.أسرعوا فالذين يبكرون إليه يجدون سلاماً و الذين يماطلون و يسوفون تنقضى الدقائق منهم و تعود قوة النار تهيمن عليهم. الشموع تبدأ في الإحتراق و يعود الحذر الطبيعي من النار. كما نتعجب من مصدر النور الناري و من طبيعته التي يبدأ بها نتعجب من عودة النار إلى طبيعتها بعد حين .يا ماسك الشموع إلتهب بالمسيح قبل أن تنتصر عليك طبيعة النار, أصرخ من القلب كما فعلت القديسة مريم القبطية و أطلب إنسانك الجديد كي تسترد كيان المعمودية.حياتنا أقصر من حياة النار فلنسرع بالإلتجاء إلى من أنقذنا من النار و خلص ما قد هلك.
- أكثر من ألف عام و النور ينبثق.قبل أن يتهموننا بصناعة النور بالأجهزة الحديثة.ليس من أجهزة منذ القرن الخامس الميلادي حتى وقت قريب.أجهزتنا الوحيدة إنسكاب القلب و ثقة الإيمان و حنان المسيح علينا و هذه أجهزة حديثة جداً.ليس هناك ما يشككنا في مسيحنا.نعم صلبوه نعم قتلوه و لم يختلط علي أحد الأمر و لا شُبِه لهم.ها هو يشهد لنفسه.يقف ضباط البلدية المسلمون و حامل مفتاح  المدينة المسلم .يقف عوائل اليهود ناظرين ما ينكرونه.ثم يخرجون عارفين أن إله المسيحيين هو الإله الحق و أن الزيف و التدليس ليس لهم وجود في إيمانهم بإبن الله بل الزيف و التدليس فيمن ينكرون.
- يا نور القيامة أشرق في قلوبنا.لا توقفك أعمال الظلمة التي عملناها لأنك من قهر الجحيم مصدر الظلمة فإحرق آثامنا بدمك و ألهب قلوبنا بحبك.لننشغل بفرح قيامتك فنغلب شجون العالم.يا صاحب القبر الخالي عندي لك قلب ينتظرك.هو أفضل من ذلك القبر.لأن عملاً من روحك القدوس قد وضع بصمات إلهية فيه.أسكنه و إملأه بما تشاء من شخصك المجيد.أيها المتلألأ في الجحيم تعال و إظهر في حياتى.إليك يحن رجائى كل يوم.كل يوم.

183
أسبوع الفداء العظيم -12-
حقل الدم و حفل الدم ... الجمعة العظيمة
Oliver كتبها
- الجريمة هى التعدى على الله. و العقوبة هى موتنا . الخلاص هو بموت المسيح و المصالحة تزيل التعدى.إرتكبنا الخطية بالجسد فأصابه العرى.إرتكباها بالنفس فأصابنا الخوف .إرتكبناها بالروح التي إشتهت الألوهية فأصابنا الحرمان من الله و الشقاء في الأرض.لهذا كما إرتكبنا خطيتنا بالجسد و النفس و الروح  فخلاصنا يتحقق أيضاً بالمسيح الذى ظهر في الجسد ليشفينا من الإختباء عن الآب, يكسونا بثوب بره ليزول العرى من علاقتنا بالثالوث.بالمسيح تبدلت  معرفة الشر من شجرة الموت إلى معرفة الآب من شجرة الحياة.أخذنا طبيعة جديدة بدلاً من الفاسدة التى كنا عليها.كلنا متلبسون بالجريمة لكن الإبن ترافع لأجلنا  قدام أبيه الذى يحبنا.دفع الكفالة بحياته و حررنا. أخذ على كتفيه أثقالنا و بهجة خلاصنا تحفزه.إنصهرت محبته عند الجلجثة هذه التي ثبتته في الصليب أكثر من المسامير.الشهود  على خطيتنا هو الكون بأكمله.هكذا صارت السماء و الأرض ضدنا إش 1: 2.وحيث لم يعد هناك فَهمٌ فإخترعنا شهود زور شهدوا ضد الذى أتي لخلاصنا.الذى إكتفي بالصمت تجاه صغائر البشر.القاضى العادل قضى أننا يوم نأكل من تلك الشجرة يسرى علينا حكم الموت.طردنا من حضرة الله  و صرنا تائهين في حقل الدم أكلنا و إبتلعنا الموت بكل أنواعه.لم يأت ببالنا أنه يوجد من يفكر في أبديتنا التي نسيناها الذى يقدر أن يبتلع الموت إلى غلبة.الذى رتب لأجلنا وليمة الجلجثة.
- اليوم يوم دفع الفدية.يوم تبادل الأسرى.أيها الآب السماوى.خذ إبنك الفادى و رد أسرانا من الجحيم.إقبل موت البار لأجل الأثمة كل الأثمة.إبنك القدوس يحمل اللعنة و نحن نمضى بالبركة. إبنك القدوس يأخذ آلامنا و نحن نستريح من التعب و الشقاء . إبنك القدوس يأخذ الموت إلى جسده و نحن نأخذ الحياة الأبدية.يأخذ خطايانا و يمنحنا الغفران. إبنك القدوس يستطيع أن يقوم أما نحن فلا قيامة لنا إلا بقيامته إذن ليموت من يملك القيامة لأجل من ليست لهم قيامة.ليس لأنه مستحق الموت لكن لأنه إختار الحب.
- الموت هو إنفصال الروح عن الجسد.حين نبشر بموت المسيح نؤمن أنه تجسد.أخذ لنفسه من أمه القديسة مريم العذراء إنساناً كاملاً.روح إنسان و جسد إنسان.فإذا نقول أن المسيح مات نقصد أن روحه الإنسانية فارقت جسده الإنسانى كما يحدث لكل إنسان عند موته.لكن لأن المسيح ليس إنساناً فقط بل إلهاً أيضاً قبل كونه إنساناً لذلك بقي لاهوته متحداً بالروح الإنسانية التي ذهبت تخلص الأرواح من الجحيم.و لاهوته ظل متحداً بجسده الإنساني في القبر لذلك لم ير فساداً.نعم مات المسيح حين فارقت روحه البشرية جسده البشري و نعم المسيح حى لأن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة و لا طرفة عين.قدوس الذى مات ,الحى الذى لا يموت.
- فى الصباح كانت محاكمة الصامت قدام الوالى.كان لابد  للكلمة أن يصمت.لأنه لو تكلم ينجو من الموت و نبقي نحن أمواتاً فصمت ليخلصنا بصمته كما يخلصنا بكلامه الحى.سأله بيلاطس أأنت ملك اليهود؟ نظر إليه رؤساء الكهنة بعيون جاحظة.ينتظرونه أن يقول نعم فيتهمونه بأنه يقود إنقلاباً ضد هيرودس الملك.أو يقول لا لست ملك اليهود فيكذب الذين هتفوا له مبارك الملك الآتي بإسم الرب.لهذا لم يجب بشيء.و لما إستفزه بيلاطس بقوله أنظر كم يشهدون عليك؟ لم يبال بالشهود الزور و لم يفضحهم لأنه سترنا.لم يجبه عن أي كلمة.لهذا نجونا.
- وقف يهوذا المغلوب مقابل باب الولاية.يدخل المسيح سائراً وسط الجند و يداه طليقتان.ينتظر التلميذ أن يري العلامة فإذا خرج من الباب موثق اليدين يكون قد أدين و إذا خرج كما دخل يكون للتلميذ مع معلمه شأن آخر.أما المسيح فقد أدين بالصمت لا بالكلام.خرج موثق اليدين.فإنصعق يهوذا و اسرع ليرد ثمن الخيانة لرؤساء الكهنة.الكهنوت الفاسد لا يلتفت لضمير النادم لكنه يتبرأ من أموال هو دفعها للتلميذ مقابل الخيانة.أخذوا من أموال الهيكل ليدفعوا رشوة لتلميذ فاسد ليخون سيده ثم الآن يرفضون أن يعود المال لخزانة الهيكل فذهب يهوذا بندمه و شنق نفسه.أما الكهنة فلم يبالوا بالمشنوق بل إشتروا بنصيب الفضة حقل الدم.و إنهمك رؤساء الكهنة بين حقل الدم و حفل الدم خارجين يطوفون يؤهلون الشعب للهتاف أصلبه أصلبه.يا لقساوة كهنة الهيكل.
- تعرينا بالخطية فتعري البار عنا.لم تنبت الأرض شوكاً و حسكاً إلا بعد أن سقطنا و ها الشوك أخذه علي رأسه و أسميناه نحن إكليلاً و هو كمخراز المقلاع في رأس سيدنا.القصبة التي فقدناها هي سلطاننا على بقية المخلوقات هذه التي وضعوها في يده إستهزاءاً لكنها بالحقيقة إعترافاً بملكوته .حتي الجند  المستهزئين به وصلتهم رسالة الخلاص لما شفي قدامهم أذن العبد التي قطعها سيف بطرس.فكيف جثوا قدامه كإله و هم يقصدون الإستهانة حتي إختلط صياحهم له السلام يا ملك اليهود ببصاقهم عليه؟ هذا كله صار لأنه أخذ صورة عبد و أطاع حتي الموت و ها هو في خطواته الأخيرة لذلك يتجرأون.
-أيها القيرواني المبارك.أخرجك المسيح من حقلك إلى حقله.من ملكك إلى ملكوته.من غير إرادة منك وضع لك تدبير المجد العجيب بإشتراكك في حمل الصليب.كل مسيحي يخدم أو يكرز هو قيرواني يخفف أحمال المسيح و لو لبرهة.ليست قضيتنا أن ننقذ المسيح من شيء بل أن نشترك معه في كل شيء فهو كفيل بنفسه.لذا فعلت حسناً أيها المبارك.فما وقفت تهتف ضد الظلم و تكتف بالكلام بل قمت بالفعل حتى لو كانوا قد سخروك لتسند المسيح بضع خطوات.لم نسمعك نفتخر بعد القيامة أو تدعي بطولة أو تكتب مذكراتك.فكما ظهرت إختفيت و في قلبك تذكار عظيم.ما أجمل أن نفعل مثلك.نقدم ما يلزم عند الضرورة حتي لو في صدارة المشهد كما فعلت مع مخلصنا الصالح ثم نتوارى لنترك الذين إئتمنهم المسيح علي الإنجيل.في الصليب نتعلم متي نظهر و متى نختفي ليبق المسيح وحده و إياه مصلوباً.
- الفاسدون في الهيكل يعايرونك أنك ناقض الهيكل.فالتعييرات لا تخرج من الكاملين.


                                                                                                                                                                                   

184
أسبوع الفداء العظيم -11-
ليلة القوة- ليلة الجمعة العظيمة
Oliver كتبها
- قفي يا نفسى منتبهة فالكلمات لك.قوة محبة المسيح لك .كل حرف مكتوب كالسيف يقطع.المسيح المخلص يكشف دائرة محبته التى  تشمل العالم.تجمع الشبكة كل الأسماك.من غير أسى يكلم تلاميذه أنهم كلهم سيشكون فيه لكنه سيقابلهم كلهم من غير تراجع بعد قيامته.فما يفعله المسيح الآن هو لغفران الخطايا و الشكوك أيضاً و نوم الغفلة.يقوم و يسبقهم إلى الجليل.في لحظات عدم رضاه لا ينفر من تلاميذه لأنه عارف بضعف البشر. لا يهم أن أمتلك حماسة بطرس القديس لأهتف قدامه إن شك فيك الجميع لا أشك أنا. لكن المهم أن أحظى بشفقة المسيح الذى أعطى كل واحد من الإيمان مقداراً.فإهدئى يا نفسي لأن مخلصك يعرف كل شيء.مع المسيح لا يأس أبداً.قفي مع داود مصلية قائلة خلصنى من أعدائى يا الله و من الذين يقومون علىِ أنقذنى.
-هذه الكأس التي لم تعبر عنك.قبلتها بمشيئتك لأن مشيئة الآب هى بذاتها مشيئتك.كانت الكأس ثقيلة.كانت أعين التلاميذ ثقيلة.كنت أنت الوحيد الساهر لأجل خلاصنا.نام التلاميذ كما نام كل البشر إذ بدونك لا رجاء فى شيئ.نحننن لللم نفعل شيئاً لأجللل خلاصنا الذى جزته أنت وحدك و لم يكن أحد معك.حتي سمعان المتحمس جداً نام أيضاً.لأن الروح نشيط أما الجسد فضعيف.حين ننام و المسيح ساهر يوبخنا بسهره.يسهر و لا ينعس و يطلب منا أن نسهر و لو لساعة واحدة.لأنها ساعة للخلاص.يبتعد المسيح عن النيام رمية حجر.فالمسيح في مرمي النائم لو قام.غاب لكن معه الكأس يشربها.فمتي شرب كأس الموت و اللعنة ننال نحن منه كأس خلاصنا و فداءنا و راحتنا.خذى الدرس يا نفسى و لا تنامي كل النوم.
- فى مخاض آلامه لا ينطلي عليه الزيف.ليس المسيح عرضة للخديعة لأنه النور الذى يكشف الظلام.قفي يا نفسي منتبهة في صلاتك ملتهبة في مشاعرك و دققى في كلماتك فترديد الكلام باطلاً لا يسره و القبلة الغاشة مرذولة عنده جداً إلى المنتهى.آلام المسيح تفضح خيانة التلميذ.و لا زالت تكشف لنا سطحية معاناتنا و سذاجة شكاوانا.الكأس الممتلئة مراراً شربها وحده و بقية الكئوس صار مرها حلو من بعد الخلاص.يبدو مسيحنا مستسلماً لأجلنا.يبدو مرحباً بالموت.هنا فقط يكون الموت ربح ما دام هو موت المسيح لأجلنا.موت المسيح غلب موت الخطية.لهذا كالغالب يسأل الذين خرجوا عليه بالعصى و السيوف مَن تطلبون.
- من تطلبون؟سأل المسيح حاملي السيوف و العصى.مرتين سألهم من تطلبون.القوة تخرج من فمه مع الكلمات.سقط المسلحون قدام الوديع .من غير سلاح أسقطهم بقوة كلمته حين قال إسمه.أنا هو.أنا يهوه.يسوع المسيح هو يهوه أمس و اليوم و إلى الأبد.يسوع الناصرى نطق إسمه أنه أهيه فأسقط اليهود على أرضهم.قاموا يلملموا خزيهم و سألهم مرة أخري من تطلبون فأجابوا يسوع الناصرى و لم يسقطوا هذه المرة.المسيح يتحكم في قوته.هي لا  تخرج من فمه إلا بمشيئته.فلنطلب مشيئة المسيح القوية.كانت مشيئته أن يضمن سلامة تلاميذه.أتركوا هؤلاء النيام فأنا أحبهم حتي في غفلتهم.إستيقظ التلميذ الغيور على صوت الجلبة. أيقظ البقية بصياحه.صليل السيوف لعبة القتلة.قام  التلميذ مرتبكاً و إختطف سيف أحدهم و النوم غالبه أطاح من غير قصد يميناً و يساراً فقطع أذن أحدهم.
- قوة محبتك تفوق الوصف.تمد يدك بغير إنتقام و تعيد لعدوك صحته سالماً.التلميذ قطع أذن العبد.أما المسيح فقد رد أذنه إلى موضعها كي تسمع لكرازة التلميذ فيما بعد.لا يمكن أن نقطع أذن الناس فهؤلاء لم يجعلنا المسيح خداماً لنحاربهم بسيوفهم بل نكرز لهم بسيف المسيح أي إنجيله.ليس دور المسيحى أن يقطع الناس بل أن يجمعهم بالمسيح.إن صرنا نقطع أذن المقاومين للمسيح فأذننا أولي بالبتر.لهذا رد المسيح للرجل أذنه لعله يسمع ما يقوله الروح للكنائس.قوة الخدمة هي في التبعية للمسيح .فى السهر معه لأجل خلاص الناس و ليس عقابهم.يا قاطعي الأذن متي ستخدمون من رد أذن العبد إلى موضعها.دعوا سيوفكم فالخدمة هي بالمحبة و عمل الرحمة.لكي نترك الدينونة للديان.لأن اليوم يوم خلاص و ليس هلاك.و أنت أيها العبد ملخس.كيف أكملت سيرك بعدما رد المسيح الشافى أذنك؟ كيف إستكملت السير مع الذين قبضوا عليه؟ هل ستهتف غداً معه أصلبه أصلبه؟ أم سيكون لك شأن مع بقية التلاميذ؟ هل تصدق الآن أن هذا الشافى متهم بإثارة الفتنة و إحداث الشغب في الشعب؟هل تصدق أنه ضد شريعتنا أو شريعته؟
-أنظري يا نفسي و تعلمي. هنا قوة الحق ضد الزور.إتبعي خطوات المخلص.جاءوا بشهود زور ضد البار فهل يصعب علي العالم أن يأتي بشهود زور ضد الخاطئ.كانت تهمة المسيح هى أنه المخلص.قال أنه سيهدم الهيكل و يبنيه في ثلاثة ايام.المتصيدون لا يفهمون قصد المسيح أو يفهمون و يتلاعبون بالكلمات ففى الحالتين هم ملفقون مخادعون.هذه صفات من هم ضد المسيح.فلتبتعدي يا نفسى عن هذه الصفات.لأن تبعية المسيح هي نقاوة و إخلاص.صدق و أمانة.أما رمى التهم لسبب سوء النوايا فهذه صفات صالبى المسيح.أشتاق يا ربى يسوع أن تنظف قلوبنا من سوء النوايا.تعطنا من نقاوتك نقاوة.نكون متشبعين بالمحبة التي لا تظن السوء بل تفرح بالحق.
-ظل يهوذا ههنا.إحترسي يا نفسى.هو يتكلم بالناعمات و يقصد الشر فإنتبهى.فليس كل ما يبدو مستقيماً هو كذلك.يهوذا  الوحيد الذى بقى ساهراً كان هناك يتآمر مع الصالبين.يهيج بقية التلاميذ و يتعلل بالمساكين و فى قلبه قراراً بتسليم رب المساكين.يقول سلام يا معلم و هو قادم للغدر.يضع قبلته و هو يقصد الموت.لذلك يجدر بك أن تقفي في البستان صامتة.إنتظري الرب .سيعود فنظنه البستاني.سيعيد تصحيح القلوب و يربط الكلمات من جديد بحسن النوايا.لا تأخذى عن يهوذا شيئاً بل عن المسيح خذى كل شيء.لا توبخى يهوذا كثيراً لأن ظل يهوذا يمر عليك أنت أيضاً.وبخينني أنا قبل أن تأتى الدينونة الثقيلة.

185
إسبوع الفداء العظيم -10-
Oliver كتبها
خير لنا أن ينطلق.....تأملات فى الجمعة العظيمة
الرب يسوع و قبل أن يعظ أعظم عظة مقروءة و معاشة علي الصليب في كلمات يعلم أنها آخرعظة منطوقة على الأرض قال لتلاميذه القديسين (خير لكم أن أنطلق  لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى ولكن ان ذهبت ارسله اليكم. ) يو16: 7.
- هو مسيح العالم كله.لقد جاء وسط شعبه.إجتمعت اليهودية و إسرائيل علي رفضه.إختار تلاميذ له قليلين جداً.إنكمش تابعوه إلى أضيق حد.مجموعة من التلاميذ مع بعض العذارى و المريمات ثم معجبين لا يجرؤون أن يصرحوا بإعجابهم بشخص الرب يسوع.هكذا إنحصر الناس عن المسيح لكنه يعلم ماذا سيفعل.سيتمم الخلاص  أولاً ثم يرسل روحه القدوس فيتأهل تلاميذه للكرازة للعالم كله.فيصبح لنا نصيب فيه نحن الذين لم نكن في اليهودية و لا إسرائيل و لم نكن شعبه أو خاصته.فإن لم ينطلق المسيح ما صرنا مسيحيين و لا عرفنا المسيح.لهذا خير لنا أن ينطلق فإنطلق و أطلقنا معه إلى الحرية.
- لكي نؤمن أن مسيحنا هو مسيح السماء و الأرض.له في الأرض عمل أي الخلاص و له في السماء عمل أي الشفاعة. كان لابد أنه بعد أن أتمم عمله في الأرض بنجاح أن يبدأ عمله لأجلنا في السماء.هذه الوساطة لخلاصنا بدأت بعد القيامة.من غير الصعود ما كان للوساطة مكان.فالوكيل عن البشر لابد أن يحمل الدين عنهم قبل أن يمثلهم قدام الآب و لهذا أكمل الخلاص بالصعود فكانت أول نتيجة لوساطته هو حلول الروح القدس علي الكنيسة الأولي.منذ ذاك الحين و الروح القدس لم يزل يعمل في الكنيسة و سيبقي إلى كل الآباد يعمل حتي في كنيسة السمائيين في الأبدية.فمسيحنا بوساطته منحنا السبيل الوحيد للإستفادة بالخلاص فانطلق و أرسل روحه القدوس يأخذ مما للإبن و يمنحنا كأبناء علي صورته.
- لكي يعد لنا مكاناً.الأمكنة في الأبدية ليست حيزاً.ليست مسافات أو أبعاد.إنها فوق هذا كله و بعيدة عنها جداً.المكان في الأبدية هو مكان في شخص المسيح.هو إتحاد به.هو مجد لكل نفس فيه.هو شركة فيه لا تنفصم و محبة فيه لا تفتر و عمق فيه لا نهائى.سيعد لكل من يقبل المسيح الإتحاد المناسب لكل فكر روحى و كل قامة و كل جهاد و كل إيمان.هذا الإعداد ليس من طرف المسيح وحده.هو يعدنا نحن أيضاً بعمل الروح القدس فينا.يزيل الشوائب التي تشوش صورته فينا.هذا يفعله لكي نكون كعروس مهيئة لرجلها.فمتي تكلم ربنا عن إعداد الأماكن لا تستثني قلبك .أنت جزء في هذا الإعداد.بل أنت المقصد الوحيد من هذا الإعداد.المنازل في المسيح أمجاد و قامات و ليست قصور كما يشتهي الأرضيون.في بيت الآب مكانة لكل مؤمن.في قلب الآب متسع لكل من فيه صورة الإبن.هذا هو المنزل.حين يقول أن ذاهب لإعداده فهو يعني أنه ذاهب ليتوسط لأجلنا لكي نستحق تلك المنزلة.فبدون المسيح لا إستحقاق.بدون الروح القدس لا إستعداد.بدون الآب لا منازل .لهذا إنطلق الإبن لكي إذا ما انطلقنا بعده نعيش مصيرنا فيه فهو أبديتنا.الذى فيه لا توجد أنصبة مهملة بل مجيدة.
- على الأرض كان الإبن متخلياً عن مجده كإله بل مجده كإنسان و صار كعبد و خادم مع أنه الله كل حين.لم يتخل عن لاهوته بل تخلي عن مجد اللاهوت و تجسد ليس له أين يسند رأسه.للثعالب أوجرة و خالق العصافير ليس له عش.لهذا قال قدام الجميع أنه في هذه الصورة يقول أبى أعظم منى.لكن حين ينطلق ينتهي التخلي و يسترد مجده حينها يقول أنا و الآب واحد.لأننا هنا نؤمن بالمسيح أقنوماً متجسداً.رأينا ناسوته و مع أنه متحد بلاهوته لكننا لم نبصر اللاهوت.لكن حين ينطلق و نحن ننطلق إليه نكون معه و نري لاهوته الذى عشنا علي الأرض نؤمن به و نبشر.ترك مجده في يد أبيه و صلي قائلاً مجدني بالمجد الذى لي من قبل إنشاء العالم.مجده دائم إلا في مرحلة التخلي علي الأرض.كان لابد أن الإبن يسترد مجده فمجده لا يعطيه لآخر.هو باق ينتظره فإذا إنطلق أخذه و جلس على عرشه إلهاً مهوباً .
- إنطلاق إبن الله لأبيه هو بداية الإيمان علي الأرض.هو بدء الإنجيل.هو تأسيس كنيسة المؤمنين.هو ممارسة الأسرار بعمل الروح المحيي.إنطلق المسيح لأجل هذه المكاسب الروحية لأجلنا.صار غير مرئي بالجسد و ترك الطوبي للذين آمنوا و لم يروا.إيماننا مكرم من بعد الصعود.أما قبله فكان اللوم للذين تبعوه لأنهم من يديه أكلوا الخبز و شبعوا ثم تركوه.لا ضرورة للإيمان إذا كان المسيح ظاهر في الجسد لكن الإيمان الحقيقى هو إيماننا بمسيح تجسد و أتمم الفداء و صعد ثم جئنا نحن بعده و آمنا به.لذلك محبوب من الآب جداً من يصدق إبنه و إنجيل إبنه و يؤمن أن صلاته لا تتبخر في الهواء بل كل ما نطلبه بإيمان بإسم الإبن يكون لنا من الآب.علي هذا الإيمان نكافأ و نتكلل.فالفرق بين المنازل الكثيرة هو فرق في الإيمان. كلما ضعف إيماننا يشددنا روح الله فننهض هاتفين هو الرب هو الرب كما قال حبيبه يوحنا.
- للمسيح لغة بشرية تكلمها لما صار في الجسد.لكن بين الأقانيم لغة لاهوتية لا يدركها البشر و لا الملائكة. كانت لغة الثالوث قبل كل لغات الأرض و قبل الخلق.و ستبق هذه اللغة لأنها أحد صفات اللاهوت.حين ينطلق المسيح سينطلق أيضاً من لغات الأرض إلى أصل اللغات أى لغته اللاهوتية .بها يكون الحديث مع الآب و الروح القدس.لعل الإبن كان يحن للتخاطب بتلك اللغة فيصعد إلى جبل الزيتون و يختلي بالآب يتحدث معه بما فوق الأفهام.حين تجسد المسيح كلمنا عنها قليلاً.أخبر الآب قدامنا بلغة البشر أنه نجح في رسالته.أنقذنا من الهاوية.فدانا بدمه.طلب عنا كثيراً.كل هذا بلغتنا نحن.لكن أمور كثيرة لا تصلح لغتنا لتوصيلها للآب.لهذا يحن المسيح إلى أن ينطلق يعود إلى لغته الخاصة مع أبيه و يخبره بما قصرت لغات الأرض عن توصيله.لا يعني هذا أن الإبن عجز عن شيء لكنه يعني أن ما يقال علي الأرض غير ما يقال في سماء السماوات بين الأقانيم.من يعرف لغة الآب إلا الإبن و الروح القدس.يخبر الآب عنا بلغة لا تقدر أفهامنا أن تفهمها و لا آذاننا أن تلتقطها.لابد أن يعود الإبن إلى لغته السمائية.ليخاطب الآب هناك كما إعتادت الأقانيم في الثالوث..لهذا لابد أن ينطلق فخير لنا أن يصبح خلاصنا حديث اللاهوت.
- وجود جسم بشريتنا الذى أخذه المسيح من العذراء القديسة مريم قدام الآب و الروح القدس و قدام الملائكة و السمائيين هو تمثيل لنا في قدس الأقداس السمائية.نحن موجودون هناك لأن المسيح إنطلق بجسمنا إلي هناك.صار الإنسان قدام الآب دوماً في جسد المسيح يسوع.ما دام قد إنطلق فقد صعد جسدنا و إرتفع.لهذا خير لنا أنه إنطلق إذ فيه صرنا سكان السماء بل سماء السموات.ما ترك المسيح جسده علي الأرض بل أخذه و صعد و أصعدنا فيه.و نحن سوف ننطلق منجذبين إليه كما ينجذب الحديد إلى المغناطيس.سيصير المسيح مركز الجاذبية السمائي لكل جسد صار فيه عضواً.فإذا صارت جاذبيتنا به في السماء نعلم أنه خير لنا أنه إنطلق بنا و لنا.

186
أسبوع الفداء العظيم (3)
أورشليم تهلك فلتنتبه الكنائس - يوم ثلاثاء البصخة
Oliverكتبها

- يستكمل الرب إجاباته علي سؤال واحد: أقليلون هم الذين يخلصون؟ فيجيب ليعرف الفاقدون ربحهم في أي خطر يسيرون. من الذين سيموتون في خطاياهم؟ هم الذين لا يقدرون أن يأتوا للمسيح.لماذا؟ لأنهم من أسفل.أفكار و أعمال و أهواء الأسفل تستغرقهم.فلا يقدروا أن يذهبوا إلي فوق حيث المسيح جالس علي العرش.من لا يري المسيح علي الصليب علي الأرض لن يري المسيح جالس علي العرش.إن لم تر المسيح في السماء فأنظره حين يرتفع فوق الصليب.و هو يستكمل مسيرتك نحو السماء.المنشغلين عن المسيح الذين أحنوا ظهورهم و رؤوسهم و أعينهم مستسلمين للمشغوليات فلا وقت ليرفعوا أبصارهم أو يرتفع إيمانهم أن المسيح يستطيع أن يريحهم.هؤلاء قضوا العمر في التنقيب فى التراب و ما صار للمسيح وقت عندهم.كانوا يعيشون في خطاياهم و الآن يموتون في خطاياهم.بين العيش في الخطية و الموت في الخطية الدينونة وحدها.فأسرع للمسيح و أطلب أن يرفعك من العيش في الخطايا فيمنحك من دمه غفران و تتذوق العيش مع الفادى من غير مشاغل.
-أورشليم قلب العالم الروحى علي الأرض.يسبق إسمها العجائب التي صنعت فيها و يروي ترابها الأنبياء الذين بشروا فيها.تموت أورشليم فالمدن أيضاً تموت وتهلك.تهلك الأرضية فتنزل السماوية لنعرف قصد الرب في أورشليم.للمدن خطايا.أورشليم إحترفت قتل الأنبياء.أغلقت أبوابها الإثني عشر قدام أنبياءها و فتحت بطنها لتصبح لهم قبوراً.أورشليم هي كل كنيسة تهمل الأحياء و تكرم الموتي.تغلق الأبواب حتي يموت الفقير في روحه أو جسده فإذا مات تباكت عليه زيفاً.كل كنيسة تشتت خدامها مثل أورشليم قاتلة أنبياءها.الكنيسة التى لا تجمع بل تجمح هى أورشليم المرذولة.أورشليم التي تفتخر بأحجارها و قلوب شعبها متهدمة يزول عنها حتي بناءها.كل من جعلوا أنفسهم في الكنيسة كحجارة أورشليم سيتهدمون بغير اسف فالمدن تموت و الكنيسة المائلة ينشق حجابها ليظهر فسادها قدام الجميع.فلنحترس في كل مدينة لأن المدن تهلك و الكنائس تموت.الذين يهلكون هم أشخاصاً يقول المسيح عنهم : أنا لا أعرف من اين أنتم. و عبارة لا أعرف حين تصدر من فم الرب القدوس تثير العجب.لكنه هنا لا يتكلم عن عدم معرفته بل هو ينفذ ما قاله فيما سبق ( من ينكرني قدام الناس أنكره قدام أبي الذى في السماوات)مت10: 33.إذن من يهلكون هم من ينكرون المسيح.و سوف ينكرهم بقوله لا أعرفكم من اين أنتم.لم أكن أبوكم أو مصدركم و لا طريقكم فمن اين أنتم إلا من طريق شرير لا أعرفه و لا يعرفني.إنكار المسيح ليس الظاهر منه فهو سقطة يسهل التوبة عنها.أما إنكار المسيح الباطني و هو إتكال الإنسان علي نفسه و تجاهل و إستبعاد المسيح من حياته فهذا هو الإنكار الأفدح خسارة و الذى يجب أن ننتبه إليه و نحذر منه و نعود لتسليم حياتنا لروح المسيح و نسير في المسيح نفسه كطريق لخلاصنا وحده.
- - السيد المسيح نور العالم.من يريد أن يري يسوع فليتبع النور.نور المسيح في إنجيله.في قديسيه.فى كنائسه المقدسة غير المشوشة.نور المسيح في معرفة الثالوث الأقدس.في الإنقياد بالروح القدس.فى الإنشغال بالملكوت السماوي و بره.نور المسيح في فكر الأبدية الذى يحتل قلوب المشتاقين.من يعرف الآب يعرف النور.من يعرف الخزانة يعرف كنوزها و من يعرف الآب يعرف خزانة الخلاص و مستودع البر و مصدر النور الأبدي.فلا تكتف بأن الرب هو الله بل تعلم الآب و الإبن و الروح القدس و تعمد بهم كل الوقت في كل الأفعال و الأفكار.فلتكن معموديتك نورك.هي مرة واحدة بالماء و الروح ثم مرات بلا عدد بالنور الذى صار يسكنك الذى هو نعمة الروح القدس.

- من يميزون بين المسيح الحي و المسحاء الكذبة يخلصون.خلف كل بر يبقي عمل المسيح الحي و خلف كل خطية يوجد مسيح كاذب سواء خارجك يخدعك أو داخلك يبرر لك الإثم فتشربه كالماء.قبل مجئ المسيح الحي سنسمع عن حروب و أخبار حروب أما المسيح الكذاب فيجلس في الهيكل في سلام ظاهري و هو صانع تلك الحروب و جالب أخبارها المفزعة أما المسيح الحي فسيفضحه بإعادة الزيتونتين البريتين إيليا و أخنوخ البارين فيطوفون حول الهيكل يكشفون للصغار زيف الكذاب و يكرزون بالمسيح قاهر الموت.فلن نُترك يتامي كما يترك الكذاب تابعيه بل سيبق لنا المسيح ابونا مهما تقلبت الأرض كماخضة .
يجلس المسيح الدجال في الداخل لا يبالي أن في الخارج زلازل و مجاعات و أوبئة فهو دجال خامل لا يفعل سوي الخراب.أما مسيحنا الحي فيستبقي لنا الحياة حتى النهاية.المسيح الدجال رسول موت و ضيق و قتل.يجلس الدجال في الهيكل و الدناسات حوله .فالعفن يصنع الدود و الدجال يصنع الخراب .أي إله هذا الذى عرشه كومة متهدمة و جيف متناثرة و هو يتباهي بالجلوس في صحن هيكل منبوذ أما مسيحنا الإله الحق من الإله الحق فهو قدم جسده حجاباً ندخل منه إلى السماويات بعيداً عن خراب الأرض و هيكلها.و جعل جسده هيكلنا كما جعل أجسادنا هيكله فتبادلنا  الهياكل, ولم نعد فقراء أو عرايا.فمن الثمر نفرز الكاذب من الصادق.و روح التمييز يرشدنا كى  نمتحن الأرواح.ليس في مبتدأ الأوجاع بل من الآن.بهذا الإفراز إفرزوا الكتب و المدائح و القصص و العظات فبعضها طالته أتربة الخراب و لغة العالم و دياناته. كلام المسيح المخلص لا يشبه ذاك الدجال.لا تصدقوا كل تعليم فلإبن الإنسان علامة في السماء و في القلوب.لنعد لكنيستنا الأولي صاحيين لكل تعليم غريب . نضعه قدام مسيحنا فإن بقي كان منه و إن صرخ فهو من روح الشرير.و لنسع إلى وحدانية القلب فلا خصومة لمسيحي ضد مسيحي خصوصاً  أو ضد اي إنسان عموماً.
-الذى يتاجر و يربح يخلص.يأخذ دعوة أبدية لفرح سيدنا.وزناتك هي صوت الروح القدس لك.يدفعك للربح لو خضعت.أما الخاسرون صوت الروح ينتهون إلى التجديف الذى لا يغفر و العائدون لإستخراج وزناتهم الميتة هم اصحاب الساعة الحادية عشرة.إنتبهوا أخيراً و إستجابوا لصوت الخلاص فخلصوا.إذا لم تعرف ما هي وزناتك أو اين هي فإهدأ قليلاً.صلي كأنما لأول مرة تكلم الله.داوم علي قراءة كلمة الله و الكلمات التي تلتصق بقلبك هي وزناتك.إجعلها تجارتك و جاهد فيها لتربح.لأن الذين دفنوا الوزنات هم الذين أغلقوا الكتاب المقدس و أغلقوا عيونهم و أغلقوا قلوبهم و داروا يتسائلون اين هي وزناتنا؟ و هي مدفونة في أفنيتهم.رابح الوزنات إنسان غير منشغل بغيره.يقبل الموت و لا يقبل أن يدين أحداً.أما الذى يدين فهو العبد الكسلان الذى إتهم سيده بأنه إنسان قاس.بينما القساوة هي في الكسل و الموت هو في الإدانة.و حين يأتي إبن الإنسان في مجده سيفرز الذين يرحمون مثله و يستبعد الجداء الذين عاشوا يدينون بعضهم بعضاً و يتناطحون.أرباحنا معلقة في رقاب الفقراء.أرباحنا مع المرضى و المأسورين و التعابي.أرباحنا لا تنهال من السماء فوق رؤوسنا بل هي مطروحة قدامنا في شباك المحتاجين و الأرامل و اليتامى.هي تعطي مجاناً لمن إتسع قلبه بمحبة الجميع.من يفعل هذا يخلص لأن مراحم الرب ستنسكب عليه بغير حساب و من يغلق قلبه عن أخوته و لا يرحم أو يغفر فخلاصه بعيد بعيد.

187
أسبوع الفداء العظيم (2)
من يخلصون و من يهلكون – ليلة ثلاثاء البصخة
Oliver كتبها
. يا رب أقليل هم الذين يخلصون؟ سؤال واحد و إجابات كثيرة.تأخذنا قراءات ليلة الثلاثاء و يومها إلى ذات السؤال و الإجابة.الرب يسوع  خاطبنا بالأمس عن فئات بعينها .سأل عن رأى  الناس فى شخص الرب يسوع.تحدث عن الجنس الشرير و عن لصوص الهيكل و تجارة الرياء في العبادة و فى شجرة التينة.وعد (كل) من يحفظ كلامه المقدس بالنصرة على الموت.كانت عبارات الرب القدوس  عمومية.لا يضع مواصفات أو يستهدف أشخاصاً بعينهم بل يقدم مفاهيم سماوية لتصير منهجاً روحياً لنا.أما اليوم فيتكلم رب المجد عن أشخاص و صفات محددة. كلام الأمس يشرح كلام اليوم. سؤال الأمس : نريد أن نري يسوع أما سؤال اليوم فهو : يا رب أقليل هم الذين يخلصون لو13: 23.كأن السؤالين لنفس الغرض. الأول كيف نري يسوع و الثاني كيف يرانا يسوع.هذا  السؤال إستخدمه الرب يسوع بحكمته دون أن يحدد هل الذين يخلصون قليلون أم كثيرون.الكمال في الأبدية ليس بالأرقام البشرية بل بالأوصاف الإلهية.
- لقد إهتم بالمهددين بالهلاك لأنه لأجل هؤلاء قد مات و قام.أخطر تهديد لخلاص النفس أن يظن أحد أن الإيمان العام لكنيسته أو طائفته يكفيه.دون إيمان خاص و عشرة شخصية.يهلكون الذين يكتفون بأن المسيح أكل قدامهم و شرب.علم في شوارعهم.لكنه لم يدخل بيوتهم و لا قلوبهم و لا خصوصياتهم.فيكون نصيبهم الهلاك مع أنهم بالمسيح يفتخرون باطلاً لأنهم يفتخرون بما لم يعرفون لهذا يسمعون الحكم الحزين إني لا أعرفكم من اين أنتم.فلا نفع نسبهم للأبرار و لا معرفتهم بالأطهار بل هلكوا مع الأشرار.
- الشخص الثاني الذى هلك هو هيرودس.لما طلب التلاميذ من المسيح أن يترك نطاق أورشليم لكي ينجو من بطش هيرودس فإذا به يرد عن هذا الإمبراطور ما هو إلا ثعلب.و أنه جاء ليخرج الشياطين و أعوانه من البشر .يخرج الشياطين من السيادة علي هذا الدهر و يخرج خدام الشياطين من البشر إلى العلن .هيرودس من يملك الدنيا و لا يملك نفسه.هو من يمسك السلطة في يده و يترك نفسه في يد الفريسيين و الكهنة.هيرودس هو من يتجه إلى خارجه و يتناسي داخله.يعيش كإله و هو أقل من عبد  حتى ضربه الدود على عرشه أع12: 23.هيرودس هو كل من يسرق المجد لنفسه بإدانة الناس و لا يعط للرب المجد طالبا منه الرحمة للجميع.
- من لهم الويلات لا يحصلون علي البركات. أخذ الفريسيون عقابهم بفم الديان لكن الفريسية ليست طائفة مندثرة بل مرض متفشي.من يهتمون بالمظاهر و القلب متخم بالقساوة يضيعون خلاصهم بأيديهم.القلب قلبك فإعطه للرب لأنه لن يأخذه قهراً.هو يهذبه من إستبدال شريعته بشريعة أخري مصطنعة.فلا يحسبون للنعنع حساباً و يتجاوزون حكم الله و محبته.من يهون خلاصه هو من يهرب من المتكئات الأولى بكل أنواعها.و من يطيل الطيلسانة هو من تمددت ذاته حتي حجبت السماء و الأرض و لم يعد يري سوي نفسه .من يعوق خلاص الناس بعثراته يهلك قبلهم.و من يقدم الوصايا كلاماً من غير فعل فهي تدينه.من يقع عليه ويلة واحدة كمن وقعت عليه كل الويلات.التوبة الآن أو فقدان الخلاص محتمً.
- الذين يخلصون هم الساهرون.كل واحد في عمله. الإنسان المسافر أعطاهم وزنات و هو عائد بمجد عظيم و سيكون مجيئه الثاني مهيباً.سيحتفظ بناسوته و يبقي إنسان مسافر فيما هو الإله الديان أيضاً. إبن الإنسان أجاب أقليلون هم الذين يخلصون بقوله أنا أقول لكم كيف تخلصون فلا تنشغلوا غير بأنفسكم و خلاصها.خذوا وزناتكم معكم.خذوا أولادكم و أسركم و مخدوميكم فهم تجارتكم.خذوا من الرعاية أرباحاً و من الإفتقاد وزنات مضاعفة.خذوا مسيحنا الطاهر مثالاً فهو رابح النفوس و وزنة واحدة لم تفشل في يده..أوصى البواب بالسهر؟ من هو البواب الساهر إلا ضميرك الصالح.الضمير الساهريجلب السلامة.كل وقت السهر هو رمشة عين قدام الراحة الأبدية.السهر هو وضع الإنجيل ملء السمع و البصر.السهر حالة حب لا تفتر.السهر غيرة علي خلاص الجميع رعاة و رعية.السهر دحض الهراطقة و حفظ الإيمان الذى سلمه الرب يسوع بنفسه للكنيسة.السهر للبواب الذى ينبغي أن يسكن عند شفتينا لكي لا تتسلل لغة العالم إلينا. من يسهر يحتضن ملك الملوك فى مجيئه الثانى.من يسهر بحكمة لا يغلبه موت الخطية .
-أيها القادم بثيابه الحمر.يا حمل الله.إغفر لكل الناس و إرفع فكر الدينونة من أوساطنا.إستبدل القساوة بمحبتك فننال من مجدك مجداً و نفتخر بك.علم جفون القلب اليقظة الدائمة فننتبه لكل فرصة خلاص لنا و لغيرنا.لا يضيع منا أن نفعل حسناً ما دامت الروح في الجسد تسكن.خذ ما نستحقه من ويلات و لعنات علي عاتقك و إمنحنا غفرانك و البركات.لا تحسب لنا خطية لأننا إليك نأسف و نقدم أنفسنا لشخصك توبة حياة.أنت عالم ضعف الإنسان فلتسكب مراحمك بغني لئلا نفتقر.علمنا أن نملك أنفسنا و متي ملكناها نقدمها لك فنطمئن.تحكمنا أنت أفضل من أنفسنا و لك نغني.









188
اسبوع الفداء الأبدي (1)
إثنين البصخة : نريد أن نري يسوع 
         
Oliverكتبها
- جاء يونانيون إلى فيلبس التلميذ الرائع لمخلصنا العظيم و سألوه قائلين يا سيد نريد أن نري يسوع. فذهب فيلبس يشفع لليونانيين عند رب المجد لكي يقبل أن يقابلهم فيرونه و يتقدسون .رؤيا يسوع  هو رجاء البشرية منذ حرمنا منها و إختبئنا منه خلف الشجرة.هذا المسيا الذى إنتظرناه كي نستعيد عشرة الثالوث.كل ما سيحصل في أسبوع الآلام إجابة لطلب الذين طلبوا أن يروا يسوع. نحن أيضاً نريد أن نري يسوع.لهذا سنراه في أسبوع الآلام فهو أسبوع محبة الآب  و بذل الإبن و عمل الروح القدس.في تذكار الآلام سنري يسوع فى كل خطوة  و فعلاً و كلمة يقصد أمراً جوهرياً لخلاصنا.يبني لنا مفهوم الفداء الذى أكمله علي الصليب.تعالوا نري يسوع المخلص بماذا أجاب علي الذين يردون أن يرونه.أجاب عن نفسه أن نراه كحبة الحنطة. و أن نراه إبن الإنسان المتألم و أن نراه قدام التينة المخادعة.
- يسوع حبة الحنطة: كل ما رآه العالم في المسيح له المجد لا يتعدي رؤيته لحبة الحنطة بالقياس بما سنراه في يسوع الممجد في الأبدية.إن كان العالم لا يمكن أن يسع الكتب المكتوبة عن الأشياء التي صنعها يسوع علي الأرض لو كتبت واحدة فواحدة فكم و كم حين نتكلم عن الأمور التي يصنعها يسوع في السماء  للأبدية .حين تنطلق البذرة من حجمها الأرضى إلى  الشجرة في حقيقتها الشامخة. البذرة في حقيقتها النهائية ليست كما ظهر لنا المسيح في الناسوت متخلياً عن مجده بل حين يظهر شخصه الإله المتجسد مصدر المجد لكل الموجودات.و إن كان المسيح بدا لنا عبدأً لكنه سيكون له شأن آخر في يمين العظمة.تستطيع أن تمسك حبة الحنطة في يدك قبل أن تموت تضعها بين اصابعك.هكذا صار المسيح كحبة الحنطة متاحاً للجميع و قريباً من الجميع لكن ما أن تموت حبة الحنطة تصبح باسقة و لا تعد في متناول أيادينا .لا يستطيع أحد أن يحتويها في يده و لا أن يضمها بين اصابعه بل فقط  يأتي إليها و يقبل أن يستظل تحت طرف من أغصانها المتعددة.هكذا سيصبح لنا المسيح في الأبدية مظلة لنا فنخلع بيت خيمتنا الأرضي و نستظل به بيتاً أبدياً لا تقع علينا فيه شمس و لا حر لأن شجرة الحنطة ستحجب كل أنواع المعاناة.سنري يسوع مثل حبة حنطة قبل موتها سنراه في الأعمال الملموسة و بعد صعوده سنراه في أمور عظيمة فوق الحواس لا وصف لها علي الأرض الآن.سنري يسوع في أخوته الأصاغر هنا ثم سنراه أعظم من الملائكة فوق .حبة الحنطة هي بذاتها البذرة كما هي الشجرة و المسيح المتنازل لأجلنا هو بذاته المتعالي علي السموات.لن تبق الحنطة حبة صغيرة لكنها ستضم في طياتها و ظلالها كل الطيور الذين هم الأبرار الذين صاروا كالملائكة يطيرون علي السحاب لملاقاة الرب في الهواء.فلنستعد لنري يسوع ليس كما نتصوره بل كما هو فوق التصور.فأنت فيما تفرك بيدك حبة الحنطة لا تتخيل ضخامتها بعد أن تصير شجرة عظيمة لأنها رمز للمسيح العظيم.فإستعد لتر  مجد المسيح.
ليكن فيك حبة الحنطة فتشبع و هو أيضاً حبة الخردل الذى به تنتقل الجبال.المسيح هو هذا الذى يولد في عالمنا ثم ينمو بنا لنولد في عالمه.
- المسيح إبن الإنسان المتألم: من لا ير المسيح متألماً عن الإنسان لا بر المسيح مطلقاً.من لا يؤمن أنه من نسل الإنسان أتي و أخذ الإنسان إلى النسب الإلهي لا يخلص.نريد أن نري يسوع و بغير الصليب لن نراه .من يرفض الصليب يرفض المسيح.و من يقبل الصليب يشترك في المسيح المتألم.إبن الإنسان دخل فى نسل الإنسان ليسحق رأس الحية فإن آمنت بالإله المولود من العذراء تتأهل لتصير مولوداً من المسيح بالروح القدس.إبن الإنسان هو الذى تألم و مات و إبن الله هو الذى لا يموت .اتحد إلناسوت القابل للموت باللاهوت غير القابل للموت في شخص المسيح و لم يعد فصل بين الناسوت و اللاهوت فيه.فإن نؤمن أنه المتألم إبن الإنسان نؤمن أنه القائم إبن الله. من لا يقبل إنسانية المسيح يصبح غريباً عن الإلهيات.و من لا يقبل لاهوت المسيح يصبح غريباً عن الخلاص.إبن الإنسان مرفوض من الكهنة منبوذ من الفريسيين محبوب منا لأننا نراه مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا و قد قبل الجروح لكي يداوينا و قبل السحق بإرادته وحده لكي يحيينا.فمن إذن غير إبن الإنسان يفدي الإنسان؟
- إبن الإنسان أكثر الألقاب  المحببة لإبن الإنسان التي تجعل المسيح مجرباً كالناس مختبراً حياتنا في كل شيء عدا الخطية.قابلاً لأجلنا كل شيء حتي الموت.ما أفتخر علينا بألقابه المهيبة .كا قال عن نفسه أنه الجبار و لا الديان و لا الخالق و لا أنه الذى صنعنا.بل تركنا نري صفاته بأعماله فيما يردد بتواضعه العجيب عن نفسه أنه إبن الإنسان.ما أجملك يا إبن الإنسان.
- المسيح قدام التينة المخادعة:  بحسب إنجيل مرقس و لوقا الذى يهتم بالترتيب الزمني للأحداث نجد دخول أورشليم ثم   لعن التينة ثم تطهير الهيكل في اليوم التالي ثم المبيت في بيت عنيا عكس الترتيب الموضوعي لإنجيل متي .يتفق معظم المفسرين علي الربط بين الحادثتين .تطهير الهيكل و لعن التينة كأنهما حادثة واحدة.لأن بين تطهير الهيكل و لعن التينة خيطاً واحداً.الرب القائل عن إسرائيل : رأيتُ أباءكم كباكورة على تينة فى أولها" "يوئيل 1: 7. لما تذمرت باكورة التين علي الكرمة فما أنتظر من شوكها عنباً و لا من حسكها تيناً مت7: 16. بنفس الجلدة وقف أيضاً قدام التينة ثم دخل الهيكل و صنع سوطاً كانت الجلدة في كلماته في الحالتين حتي تساءل الفريسيون عن سلطانه.فترك التينة متيبسة في الحال لتجيب للمتسائلين عن سلطانه..كما صفع الشعب الفارغ من الثمر هكذا لعن التينة الفارغة من الثمر.دخل بيته بشهوة أن يجد من يصلي فيستجيب له فلم يجد سوى لصوص.و وقف قدام التينة يشتهي منها ثمراً فلم يجد فيها سوى زيف الأوراق لم تعد إسرائيل باكورة تينة إشتهته نفس الرب ميخا7: 1..في الهيكل كانت الموائد مقلوبة قدام الله فقلبها قدام الباعة.و قدام التينة كانت الأمور مقلوبة فالأوراق لا تزهر أولاً بل الثمر.طرد الباعة و اللصوص من الهيكل لا يغير كثيراً في الهيكل فهو قد خلا من القداسة و رفع الرب رضاه عن البيت و لم يعد ينسبه لنفسه بل لإسرائيل.و لعن الشجرة لتيبس لا يغير من أمرها شيئاً فهي عقيمة مسبقاً.هو فقط جردها من أوراقها لكي لا ينخدع فيها السائرين كما جرد الكهنوت القديم من طقوسه و سلطانه و ذبائحه و هيكله أيضاً لكي لا ينخدع بهم أبناء العهد الجديد.فليس سلطان للذين يخدمون الذبائح القديمة علي مذبح عهد النعمة.المسيح صنع الأمرين معاً,كشف زيف الرمز ( التينة) ثم كشف زيف الأصل ( الهيكل) و كان هذا لأجلنا كي لا يحكم علينا أحد فيما بعد بالناموس بل بإنجيل المسيح.كما وقف المسيح قدام التينة دياناً هكذا وقف فى الهيكل دياناً .لأنه سأل تلاميذه قبلها من يقول الناس إني أنا و ها هو يجيب بنفسه  و بأعماله عن السؤال  إذ أعلن أنه الديان مع إحتفاظه بلقب إبن الإنسان  المسيح له المجد هو الديان سواء بناسوته لأنه يدين الشعوب بالبر الذى عاشه و نصرته علي الخطية فلم يعد للإنسان عذر. أيضا يدين الشعوب بلاهوته لأنه يرحم من يرحم و يترآف علي من يترآف.لكي يحتفظ كل إنسان بمخافة الرب فينجو.
- رأيناك يا ملكنا المخلص. كحبة حنطة ترتفع فوق الصليب و ترتفع بنا من موت الخطية.رأيناك دياناً أيضاً.فأنت إبن الإنسان إبن الإله بغير فارق.جئنا مع اليونانيين نسأل أن نري يسوع و ها أنت يا محبوب البشر لم تبخل علينا برؤياك في أعمق قدراتك و أعز سلطانك فرأينا كل الحب و كل القدرة.و إستمتعنا بك في كل ما فعلت و قلت.نريد أن نراك دواماً بغير إنقطاع كل الآباد.نعم يا حبيب كل نفس تهتف مشتاقة بلسان الكنيسة : نريد أن نري يسوع.

189
المنبر الحر / عين على الملكوت
« في: 19:19 24/03/2018  »
عين على الملكوت
Oliver كتبها
كانت رحلة ذاب القلب فيها شوقاً للملكوت عشنا و رأينا في أناجيل الصوم مداخل الملكوت و مخارجه.دققنا النظر فإذا كلمات الرب تقتادنا برقتها و عذوبتها إلى الملكوت .فى التطويبات تطويب لأنقياء القلب و مكافأة أنهم سيعاينون الله.اليوم يضع الرب فينا عين مخلوقة بيده بها نعاينه كما عاينه المولود أعمى.
-عميان بولادتنا بالجسد.عميان عن الملكوت.لأنه لا يقدر أحد أن يعاين الملكوت إن لم يولد من الملكوت نفسه ,يصبح منه و له.يسجل وقتها فى سفر الأحياء.مع الأبديين لا الفانيين.الجميع أعمى منذ ولادته حتي ينالوا ولادة ثانية.فيما كان الرب مجتاز كانت أسئلة الناس كالسيوف المميتة.بدأت الأسئلة بمن هو الخاطئ حتي ولد أعمي؟  ثم توالت الأسئلة,الجيران سألوا أليس هذا الذى كان جالساً يستعطى؟سألوا كيف حدثت المعجزة؟الفريسيون سألوا كيف أبصر؟و سأل الكهنة من تقول عن هذا الرجل؟. و سألوا أبويه أهذا أبنكما؟بدأت الأسئلة بالتلاميذ عمن الخاطئ و إختمت الأسئلة بالفريسيين عن المسيح هل هو خاطئ؟ أما سؤال المسيح الوحيد للأعمي فكان أتؤمن بإبن الله؟لأن عين المسيح على أبديتنا و ملكوته .ليس لنا سوى المسيح باباً للخلاص و الكمال و هو ملكوتنا بشخصه لذا كان سؤاله بسيطاً و لكنه محيياً مؤثراً فاصلاً.لم يكن كتحقيقات الناس و اسئلتهم التى كانت عن الخاطئ بلا فكرة عن الخلاص.
- أعلن المسيح أنه نور العالم ليكشف عن لاهوته و صنع المعجزة ليمارس  عمل اللهوت بالخلق قدامنا. كما كشف عن شخصه اللاهوتي كشف أيضاً عن المشهد الذى لم يره البشر بأجمعهم.يوم خلق آدم.إنه يعيد تصوير الأمر قدامنا.كمن يقول أنتم صنعة يدى و بَصْمات أصابعى عليكم حق ملكية فأنتم ملكوتي كما أنا ملكوتكم.أخذ من الأرض تراب و من فمه أخذ نسمة و ماءاً معاً.لأنه لما يتفل يخرج الماء و النسمة معاً.هذا ما نفخه في آدم. صنع طيناً و من الطين صنع عيناً فصار نور للعالم كل من أخذ من الرب عينه.
-لأن الرب يتحدث عن بصمات أصابعه فقد أمر الأعمي أن يغتسل في بركة سلوام.هناك بصمات االقدير.لأن هذه البركة أنشأها حزقيا الملك بعدما صدر من الله أمراً أن يشفي من مرض الموت و يطيل عمره خمسة عشر عاماً جديدة حفر خلالها هذه البركة فكانت شفاء من مرض الموت 2مل20:20. ه بأمر إلهي أخبر إشعياء ( المخلص) الملك أنه صدر من مراحم الله أمراً بالحياة.لهذا أمر الأعمي أن يغتسل في بركة المراحم الإلهية التي تطيل عمر الأموات إلى الأبد.فلنغتسل في المسيح لأنه بركة سلوامنا.في دمه نغتسل حتي اليوم الذى فيه نبيض ثيابنا في دم الخروف فتصير ثياب الكاملين.لنذهب صوب بصماته و نغتسل لنبصر حياتنا الأبدية يسوع ربنا.
- لما شفي المفلوج ذهب إلى الهيكل هناك وجده يسوع. لما شفي الأعمي ذهب إلى المجمع هناك وجده يسوع.هو المخلص الذى  ذهب يستصحبهما لطريق الخلاص حتي النهاية و هكذا يجدنا يسوع الباحث عنا ليؤهلنا لملكوته.عينه علينا و قد صنع لنا عين لتكون عليه.لنتبادل التواصل بعيون القلب.بعين من صُنع الرب نبصر الرب.أنقياء القلب هم الذين وجدهم المسيح و وجدوه.هؤلاء يعاينونه. وسؤاله البسيط يسهل لنا ميراث الملكوت.أتؤمن بإبن الله؟ في كل شيء في كل وقت في كل فعل  تؤمن طوباك إن كنت هكذا.
-الذين يفتخرون بموسى لأن الله كلمه لا يدركون أن موسي كان يكلم الله علي جبل التجلي و كان الله المسيح.لامعرفة بالله من غير إبن الله .إستبعاد إبن الله من الإيمان يجلب إستبعاد أي إنسان من سفر الحياة.لأنه ليس بأحد غيره الخلاص و لا الحياة و لا النور.
- كان الرجل يستعطف عيون الناس دون أن يراهم.تركوه للتسول حتي لو كانوا قد منحوه شيئاً.أما عين المسيح البسيطة فلم تمنحه عطية فانية بل باقية.لم يعد التسول منهجه بعد أن أخذ عينيه من المسيح.ذهب لير الهيكل الذى كان يجلس قدامه دون أن يدركه.صارت عيناه مرفوعتين كصلاة حتي وجده يسوع إستجابة لصلاته و أعطاه عين المعرفة الإلهية بمعرفة المسيح.العيون التي تطلب من الناس يحكمها التسول و تجاهل الكثيرين يصيبها. العيون التي تضع علي المسيح بصرها تقودها البنوة و ميراث الخلاص نصيبها. كل من جعل الرب البسيط هدفه يجعل عينيه بسيطة .يستنير الجسد لأن العين علي ملكوت النور الأعظم.ليس إستنارة  لأحد من غير أن تشغله السماء و يشتاق لقيا الثالوث الأقدس.لتكن عينك بسيطة حينما تتركها للمسيح يخلقها لك مجدداً.يستبدل العين الناقمة و العين الناقدة إلى العين الثاقبة لأعماق المحبة الإلهية.أنظر للمسيح و تفرس في جمال الأبدية ينتشر النور في كيانك يزول الضجر و تصحو أشواق الإنسان الفردوسى فيك.عينه عليك فلتكن عينك عليه و تتعانق الأبصار.
- كيف تحتضنك أعين البسطاء فيجدون الطريق نحو بصمات أصابعك الخالقة؟ كيف صرت لقديسيك بركة سلوام فإغتسلوا فيك و نجوا.أطلت أعمار الذين آمنوا بك كل حياتهم لتصير لهم كل حياتك.علمت العميان أن يرونك.وجدتهم حين لم يبصرونك.حنان أنت و رؤوف  تبحث عنا كمن يحتاج إلينا.نريد أن نشبع بك مع أن الجوع إليك يبق قائماً فى الأبدية و هذا سر جمال .أن نصبح بك شباعى و إليك جوعى نتأمل بصمات مراحمك التي قهرت لنا حكم الموت.أنر قلبى لأعرف كيف في كل شيء أنت النور و أنت المراحم و أنت بركة سلوام الحقيقية و أنت الطيب الحلو جمال الأبدية يا يسوع لا سواك.

190
الأم تريزا المصرية  أيقونة في فندق السامرى الصالح
Oliver كتبها
- كيف سمع قلبك رسالة الحب العميق أيتها المباركة.كيف رسمت أناملك إبتسامة جميلة علي وجه فقراء مصر.كيف تعلمت من روح الرجاء زراعة الأمل أفضل أنواع الزراعات فى الأراض البور. تجولين كالمسيح لا يشغلك لون الناس أو عقيدتهم فالحب دينك و قلوب الأطفال ربحك و الرب يرقبك كواحدة من العذراى الحكيمات.تغسلين الأقدام و لا يعرف غسل الأقدام غير من إغتسل قلبه بالشفقة و تحمم أولاً بالنعمة.فتحليت بهما و طفت تغزلين من البائسين ترانيم تمجد الله.
 - الأم ماجى التي إختطفت آلاف الأطفال من وحش الجوع و قسوة المرض و حملتهم مسرعة بهم إلى وصية الإنجيل مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا و صار العطاء مهنتك فإحترفتيها .قدمت قلبك لقلب الله فملأه محبة و جعل قلبك فرعاً لفندق السامري الصالح. إتسع بيت السامري الصالح و صار له ألف بيت.و ألف ألف قلب.أخذوك يا أمنا ماجي قدوة من السماء.تديرين فندق السامري الصالح فصار الآن مائة فندق في مصر للسامرى..تلتئم في حجراته جراح المنبوذين و المهمشين و الذين لم يكن أحد يخدمهم.ما أجملك يا أيقونة العطاء الرقيقة.التي إستئمنها السامري الصالح علي آلاف من المتروكين و ضحايا الطريق.كيف ملأ مصباحك بزيت البهجة ايتها العذراء الحكيمة.كيف وثق بك كما وثقت فيه فإستودعك من النفوس آلاف فلم تجزعى بل تضاعفت محبتك بعدد الآلاف التي تتضاعف طوال الوقت.و علمت العذراى الطريق إلى فندق السامرى كما مشيتيه فإذا هو اقصر وأسهل طريق إلى قلب المسيح.
 - أيتها الأم الصاعدة بمصر من مستنقع التطرف.كسرت اشواكاً لولا محبتك ما إنكسرت.و أخمدت نوايا شريرة لولا خدمتك ما إندحرت.ماذا كان الحال الذى سيصير عليه هؤلاء الذين بلا مأوي لو لم يلمسون محبة المسيح منك؟ كم كان متوقعاً أن يصبحون نقاطاً فاعلة في كل أزمة.لكنك كنت هنا بمسيحك.سبقت الشر بخطوات سريعة من الحب.ذاع صيتك يا تريزة مصر الجميلة.حين ذهبت إلى الحقل غير المخصب و لم تبن علي أساس بناه غيرك.لم تسرقي تعب أحد بل أسست من الحب مدرسة جديدة فتخرجت علي يداكي مئات و صاروا لك أيادِ .تتشابك أياديكم في يد السامري تتلقفون المتعبين.تنفقون من جيب السامري ذاته علي فندقه.أعطاكي دينارين فصاروا في يدك خميرة الملكوت.لم ينقصوا كزيت الأرملة الشونمية.جميلة أنت يا راعوث زماننا إذ طلبت العريس السماوي و تكرست للذى يفتح بابه للعذارى الحكيمات.ها اليوم يكشف لنا الرب واحدة من سبعة آلاف ركبة لم تنحن لبعل المال و لا شهوة تحقيق الذات و لا السعي وراء أحلام الزمان الماضى.ها الرب كشف عن واحدة من شهوده في هذا الجيل يا ماما ماجي.ما أجملك كأحدى مفاجآت السماء التي تبعث فينا الرجاء.
- لقد كسبت مصر بتكريمك و لم تكسبي من مصر بل تركت تكريمك ليصير لها مكسباً و خرجتي أنت متعلقة بعريسك السماوي غير آسفة علي عُمر كل ثانية منه تساوي آلاف الأعمار ممن لا يدركون قلب السامرى. - حين إستصعب المتحزبون تجاهل أمهات مصر المسيحيات كنت أول من إختاروها. أنت أول من تحمل الصليب ليس فقط في عنقها بل في قلبها و ضميرها فصار تكريمك كرازة أيضاً لسيدك و خضعت مصر لتيار الحب الجارف الذى أطاح بكل التحزبات التي عطلت تكريم الأفضل من مسيحياتها و تكرمت معك الأم الرائعة ليندا معلمة الوزراء.الفخر لك يا مصر إن تزينتي بكواكب مسيحية في سماءك.بهن وحدهن يتم وأد الكراهية فالإثنتان كانتا تزرعان الحب في البراعم التي لم تتفتح بعد لذلك لما تفتحت جائت قدامكما و إنحنت تقبل اليدين اللتين علمتا الصغار كيف يكون فيهم قلب الكبار و رقة الأزهار .
- لست اريد أن استفيض في أرقام إنجازاتك و عدد من تعلم الحب و العطاء من حبك و عطاءك.لأن الإثمار في الحب لا يتوقف.يمض الزمن و تسود على من خدمتيهم سلطة الحب.فيبيضون وجه مصر من تراب غبر وجهها الصبوح.علمت الأطفال الحلم و هل تموت الأحلام؟ بالمحبة الإلهية تحول عطاءك إلى الوجه الأبدى.سيظل يلد بنين و بنات طيبوا القلب.لا يكرهون الغير لأنهم تعلموا من ماما ماجي أن الحب هو سر النجاح.و أن للعطاء تأثير يعبر الأزمنة و يمتد حتي بعد أن تتحول العطية إلي ذكرى.
- تظل بصمات الحب ترسم صورة السامري الصالح في القلوب.فيناديه من لا يعرفه متعجباً قائلاً: ما أجملك يا إله ماما ماجي.إذا كانت خادمتك بهذا العبق الأخاذ فكيف تكون رائحتك الزكية أصل كل جمال و مصدر كل إبتسامة. ايها الزارع فوق الصخور و علي الأرض المحجرة و وسط الاشواك و في الأراض الخصبة أيضاً.لم تترك ارضاً إلا و تركت لها بذارك لعلها تتغير قتثمر.لم تترك بذرة إلا و رعيتها لعلها تثمر هذه السنة أو ما يليها.لم تترك ثمرة إلا و ضاعفتها لعلها تشبع أكثر فأكثر فيعرف الكل سخاءك العجيب.هذه لغتك مع تريزا مصر الجميلة.هذه رسالتك وصلتنا مع أيقونة جمال المحبة.هذه آيتك مقروءة من جميع الناس ليس بورق و حبر بل بتعب و صبر ,بلحم و دم ,بحب و نعمة .علمتنا مع ماما ماجي أن سماءك تترقب بذرة حب و تجعل منها شجرة عظيمة .يأتي غيرها و يستظل تحتها و يتتلمذ.أشجار الحب لا تذبل.
 - كنيسةَ أنت يا أمنا ماجي.مذبحك في قلبك.و ذبيحتك هي نفسك تقدمينها بكل رضا مبادلة حب للمسيح.إخترت الإختيار الصائب و عرفتي اين تجدينه.قال أنه في كل واحد من هؤلاء الأصاغر فخدمتيهم كلهم فكلهم هم المسيح عندك.أيتها التاجرة الحكيمة .كل أرباحك في الحقل تنمو. لا زال فى وسطه كنز .فهو المسيح كل ثروتك..وزناتك تأتي بثمار لم تنقص بل تزايدت مائة ضعف.يا تريزة الفقراء صرت درساً للأغنياء لعلهم يستكشفون ما فاتهم من الشراكة مع المسيح المحب.لقد صرت إعلاناً مدفوع الثمن ينادى جيلنا .من يشتري حصة في فندق السامرى؟ فينظرونك و يتأملونك.يشتهون أن يتعلموا حبك.تنطبع إبتسامتك في عيون الكبار كما إنطبعت في قلوب الصغار.يمتدحونك بقلب طاهر يا أيقونة فندق السامرى الصالح.

191
الصليب بين الشفاء و البر
Oliverكتبها
- لكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البٌر، والشفاء في أجنحتها ملاخى 4: 2.في عيد الصليب المجيد.و بين جناحيه في حضن المسيح المصلوب نجد البر كما الشفاء.كثيراً ما نتأمل في الفداء و الكفارة و التبرير الذى صار لنا بالصليب.هذا كله هو الشفاء من الموت الأبدي و من الخطايا بأكملها.لكننا نحتاج أيضاً أن نتأمل البر الذى في الصليب لأنه الجناح الثانى.
- من عند الصليب تنبع الفضائل.من ثقوب يد المخلص تخرج كل الدروس الروحية.من بين ثنايا الشوك على رأسه يسيل دهن البركة و الثمر الروحي.من خلف الطعنة في جنبه تنبثق معالم الأبدية و لغة المحبة.فالمسيح الشافي الفادي هو بذاته المسيح مصدر البر.
- البر هو درجات السلم السمائي.و السلم السمائي هو الصليب.و إبن الإنسان هو الذى صعد علي الصليب و نزل و يعرف الطريق السمائي لأن الطريق هو بذاته المسيح له المجد.أول درجة في بر الصليب هى المحبة.فمن غيرها لا يحسب الصليب فداء و لا يحسب موت المسيح كفارة.بل بالمحبة صار الصليب متحولاً من عقوبة إلي خلاص.فمن يعيد لصليب المسيح إلا الذى تغلبه المحبة.
- الشكر هو الدرجة الثانية في سلم السماء.فالمسيح له العظمة لم يشتكي من شيء و لا من أحد حتي الموت علي الصليب.بل قال لاَ تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الآبِ. يُوجَدُ الَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ مُوسَى، الَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُم يو5: 45. الشكر عكس الشكوى.و من صارت الشكوي وظيفته إلا إبليس المسمي المشتكي علي أولاد الله رو8: 33 و هو المشتكي الذى سيطرح في أتون النار رؤ12: 10 لأنه قضى كل زمانه يشتكي علي إخوتنا بينما المسيح قضى أيامه علي الأرض يحتضن الجميع و لا يتأفف من دناساتنا مهما كانت مقززة. هو الذى في لحظة القبض عليه يشفي أذن الجندي المقطوعة بسيف بطرس.هو الذى لما قال أنا هو سقطوا علي الأرض فإنتظرهم حتي يقومون ليقبضوا عليه ثانية.هو مسيح لا يشتكي.لكي نتعلم أن نشكر حتي في الآلام.البر في شكر الآب الذى صار من أجلنا بالمسيح يسوع.فلنكثر الشكر من عمق القلب إن أردنا أن نعيد العيد الحقيقي للصليب.
- الإيمان هو الدرجة الثالثة في السلم السمائى.حبة الحنطة صعدت علي الصليب بذرة و نزلت من علي الصليب شجرة عظيمة جمعت العالم كله في حضن المسيح.بالإيمان صعد المسيح علي الصليب ليصنع لنا درس الإيمان الأعظم.بالإيمان صارت بعد الصليب قيامة و من غير الإيمان ما كنا نعيش موت المسيح كربح إلا لأن القيامة لازمته.فالذين يعيدون بالصليب هم الذين يعيشونه.يصير الإيمان وجبتهم اليومية.يضعونه في قلوبهم و عقولهم و حواسهم فيبصرون أبعد مما تستطيع يد البشر إذ تمسك يد الرب بهم في إيمانهم به.فتمتد آفاقهم إلى ما لا نهاية.فليس للصليب آخر عند الذين يؤمنون بينما الذين لا غيمان لهم في صليب المسيح يضعون آخرتهم تحت أقدامهم.لذلك يحسبون الصليب جهالة فينقطع حبل الإيمان السري الذى يتغذون من خلاله بالسمائيات.
- صلب اللسان سبق صلب الجسد في المسيح يسوع.صمت فيما كانت كلمة منه تحرره من قبضة قاتليه.صمت حين حاكموه و حين عايروه و حين وضعوه في مفاضلة مع باراباس.صمت حتي بين اللصين و هم يستهزئون به حتي إستفاق أحدهم و صلب لسانه كالمسيح و طلب أن يذكره في ملكوته.صلب اللسان هو المغفرة للآخرين و الإمتناع عن الدينونة.صلب اللسان هو إنكار الأنا كما أخلي المسيح ذاته علي الصليب.كيف سنعيد للصليب إذا إنشغلنا بذواتنا إذا سلب اللسان سلطان الله في الدينونة.عيد الصليب هو صلب اللسان.فينهمك في الغفران للجميع دون شروط.يقول مع المصلوب إغفر لهم يا أبتاه.فلننتبه لهذا البر.أي صلب اللسان.
- الشفقة كانت حاضرة ما دام المسيح حاضرا عند الصليب. ينظر إلى يوحنا و يوصه أن يأخذ أمه عنده.ينظر إلى أمه و يوصها بيوحنا و بنا.ينظر إلى بطرس فيخرج ليبكي و يندم.شفقة المسيح في نظراته كما في كلماته مع اللص التائب .شفقة المسيح حاضرة تغلب الآلام فآلامنا ليست مبرراً للعصبية أو الإنفعال علي الغير.فالمسيح في كل آلامه ظل لطيفاً شفوقاً.نحن في زمن يفتقر لبر الصليب الذى فيه تظهر شفقة المسيح.نحتاج إلى إستبدال الكثير من مفرادات قاموسنا اليومي لتكون متلامسة مع شفقة المسيح علي الصليب.نحتاج لأن نشفق علي المحتاجين بكل نوع و لا نغلق قلوبنا ضد أحد.نشفق علي الصغار و العجائز.على التائهين و غير العارفين.نشفق علي من لا يعتني بهم أحد.هذا هو عيد الصليب عيد الشفقة المسيحية.
كل عيد صليب و أنتم متحررون بصليب المسيح من كل قيد يعطل عن تسلق السلم السمائى.
فليباركنا رب الصليب بالشفاء و البر معاً .لندخل في جناحيه و نتعلم نور النهار و نستدفئ بشمس البر.

192

ملكوت الله للمفلوجين
Oliver كتبها
- ملكوت الله هو بيت حسدا.لأنه ممتلئ مراحم.هو بيت الرحمة الأبدىة كترجمتها العبرية و هو بيت النعمة الأبدية كترجمتها الآرامية.يدخله العمي و العرج و العسم و المفلوجين لأن المدعوين لعشاء عرس إبن الملك لم يكونوا مستحقين لذلك جمعنا المسيح من الطرقات و جعلنا خاصته و نحن هم العشارين و الخطاة و الزواني الذين سبقوا أولاد إبراهيم إلى عشاء الخروف.مت21: 31.
- قصة تاريخ حفر بركة بيت حسدا  رمز يقترب بنا إلى السماوي و يفسر لنا لماذا كانت معظم كلمات المسيح عند شاطئ بيت حسدا يُعبر عن الأبدية لنا و عمل المسيح الديان و الوسيط عنا في اليوم الأخير.كأن للبِركة سر.و للمعجزة معني سماوي.
- حوالى سنة 800 قبل الميلاد كانت بيت حسدا بركة واحدة هى البركة العليا. أقامها فى الأغلب حزقيا ملك يهوذا مع النهضة العمرانية التي تحققت في عهده.إنشقت البحيرة بعدما إنشقت مملكة إسرائيل الموحدة.إنخفضت الأرض و ظهرت البحيرة كما إنخفض مجد مملكة إسرائيل الموحدة و تبدد. ظهرت مملكة يهوذا بعدما إنحسرت مملكة آشور العدو التاريخى لشعب الله.بان جذر يهوذا و إقتربت النبوات.حدث نفس الإنقسام بين الأرض و السماء بعدما كنا مملكة موحدة نحيا في الفردوس الذى إختفي و إنخفضت البشرية إلى الأرض و ضاع مجد الناس. كان سليمان سبب إنقسام المملكة حتى جاء الأعظم من سليمان و أتم المصالحة.كان هذا تاريخ البركة العليا لبحيرة بيت حسدا..ثم ايام سمعان رئيس الكهنة سنة 200 ق م .أنشأ بركة أخري و ضمها للبركة العليا.كان بين البركة العليا و البركة الجديدة كهوف رومانية كثيرة.فغمرت المياه كل الكهوف القديمة الرومانية التي أنشأها الرومان معبداً لإله الحظ فرشونا.ثم جاء الإمبراطور هدريان قبل المسيح بمائة سنة و جعل الكهوف معبداً لإله الشفاء.كانت بالفعل مياه شفاء ليس لأنها معبد لوثن لكن لأن ملاك الله باركها بلمسته.جرت المياه إلى الكهوف من خلال جداولها الخمسة .إتسعت و تعمقت أكثر من 13 متراً.كنا نحن تلك الكهوف الفارغة و ملأنا الروح القدس.لم تنحسر البركة من أتربة الأرض و عواصفها لأن الرب أبقاها رمزاً له.المسيح الذى لم يترك الملكوت  البركة العليا مغلقاً  عنا و محجوب علينا بل فتح لنا بتجسده  إمتداداً للملكوت على الأرض و دخلت محبته الكهوف المنعزلة و صار للرب البركة السفلي كما العليا.إتصل ملكوت الله في السماء بملكوته في القلوب و إتسع الباب ربنا يسوع الينبوع الحى.فصار هو نفسه بِرْكة بيت حسدا الذى فيه نغتسل.هو العميق  الذى لا يدرك البشر عمقه.هذا الذى غمرنوره كهوفنا  المظلمة فأنارها بسكنى الروح القدس و صرنا نروى بماء الشفاء الذى المسيح الأبدى الرب الشافى ليس بالحظ  فرشونا و لا بآلهة الرومان بل بالدم و الصليب.
- عند البركة جلس العميان يرقبون النازل من السماء ليأخذ بيدهم و يخلصهم أما هو فلم يتأخر عنهم بل بالنعمة أبصرهم فأبصروا.العرج أسرعوا  ولم تعد فيهم إعاقة.لأنه أعاد الكمال للغالبين بالإيمان.ففي الملكوت ير الذين كانوا عميان و يصح المرضى , يتمتعون بالكمال و الجمال. كانوا يجلسون ينتظرون ملاكاً فإذا برب الملائكة يظهر و يدين الضعف.العمي و العرج و العسم هؤلاء يشبهون الجالسين عند البركة الذين جمعتهم الملائكة من الطرق ليحضروا عشاء الخروف  لأن المدعوين للعشاء تمنعوا فجاء الغني في الرحمة إلى بيت الرحمة و إفتقدنا.لنكون معه.
- قضى الرجل ثمانية و ثلاثين عاماً من عمره مع المرض.مات مرات كثيرة.رمي نفسه أو ألقاه آخر  فى أعماق البحيرة.راضياً بخطر الموت من أجل الشفاء.من  قبل أن يتجسد المسيح بثلاث سنوات عاش هذا الرجل في موته المزمن.له إسم أنه حى و هو ميت.و إن لم ينتفع من محاولات الموت الكثيرة لكن درساً هاماً رسخ في قلبه. أنه بالموت سيحيا.إرتض الموت وسيلة للشفاء.لأن إنطراح المفلوج فى البركة العميقة هو رضا بالموت من أجل الحياة. لهذا لما قبل المسيح نجا. لأنه ذات الموت من أجل ذات الشفاء.لكنه من الموت الأبدى أنقذنا و إلى الشفاء الأبدى ساقنا غالبين الموت.فما تبقي  لنا سوى السؤال.أتريد أن تبرأ؟ نعم نريد الملكوت و بره لكي نبرأ أبدياً.
- لأن بركة حسدا رمزا للملكوت كان كلام المسيح مع اليهود عن الدينونة.هو سينكر رافضيه قدام ملائكة أبيه.أما الذين قبلوه فسوف يتكئهم في حضنه و يجلسهم علي عرشه لهذا كان رقيقا رحوما مع المفلوج صارماً مع رافضى الرحمة.
- صار الشفاء فى المعجزات الكبيرة يوم سبت.ليس عِنداً في اليهود لكن لأن الأبدية هي سبتنا فهو أراد لنا أن نتذوق طعم السبت من يديه المباركتين.لأننا سنستريح من أتعابنا و يكون سبت الرب حقاً لأجلنا.لذلك كانت هذه هي المعجزة التي أعلن الإبن بعدها مساواته بالآب.سبت المسيح هو سبت الآب و سبتنا هو سبت الثالوث.راحة الأقانيم فينا و راحتنا في أقانيم الله المثلثة.الإبن يعطنا الخلاص و يتوسط لنا عند أبيه.هذا هو عمله في السبت الدائم في ملكوته.مع أنه ليس في الأبدية ايام و لا اسماء كالتي نعرفها.لكن المسيح مانح الحياة للمفلوج أعلن عن لاهوته بعدها لكي إذا ما رأيناه علي عرشه في الأبدية نعرف مقدار خلاصنا و مكانة وسيطنا و حلاوة أبديتنا.فما للشفاء معني إلا إذا كان للمسيح.
- بعدما كان السرير مكاناً للخمول و العجز أو قبر متحرك إنقلب الأمر. حمله الذى شفى فصار السرير وسيلة عمل  لا كسل . وسيلة كرازة.لذلك قال الرب أنا أعمل و أبي يعمل.و المفلوج  صار يعمل ,يحمل سريره.فإحمل ما إستطعت لتشابه مسيحك و أبيه.فملكوت الله للعاملين لا الخاملين.أنظر أين سقطت و إحمل سريرك و قم.
-.نعرف أنه ليست كل الأمراض عقوبة أو تأديب فبعضها  لمجد الرب و إكليل جهاد و إختبار محبة.لكن سرالثمانية و الثلاثون عاماً من التأديب و الموت اليومى يعرفه المسيح و الرجل وحدهما.لم يفضحه و لم يكشفه الرب بل ستره كعادته. صنع المعجزة و إعتزل  ثم إنهى إعتكافه و ذهب ليجد الرجل فوجده في الهيكل ونبهه بوضوح.لا تعد تخطئ ثانية لئلا يكون لك اشر.ما هو الأشر من الموت اليومي إلا الموت الأبدى.حين يغيب المسيح و لا يعود.إذا إعتزل المسيح أحداً و لم يسع ليجده مجدداً. لنحذر يا أخوتى لكي لا نكون ممن يعتزلهم المسيح  هذا هو أشر عقاب.الموت الأبدى.
- فى الهيكل نسمع من فم الرب يفرحنا ها قد برئت.في الهيكل أقداس الرب تصبح أقداسنا.يصير لنا هيكلنا الذى نقضوه و هو أقامه في اليوم الثالث.و نصير نحن هيكله مهما تصدعنا و إنشق حجابنا يعود فيبنينا.لنتمسك بالهيكل فى القلب و فى الكنيسة لأنهما واحد.لنتمسك بالهيكل و بالمسيح لأنهما واحد.لنتمسك بملكوت الله داخلنا و بملكوت السموات لأنهما واحد.لا نسمح لإبليس بمعايرتنا بخطايانا لأن مسيحنا يشفي المفلوجين و يدعوهم لملكوته الممتلئ بمن كانوا مفلوجين و شفاهم.

193
ملكوت السامرية و ملكوت المسيا
Oliverكتبها
- ربنا المحب يعرف أننا فاقدين ملكوته طالما كنا متمسكين بملكوتنا الوهمي.لذا هو ماهر في إستبدال ملكوت الناس بملكوت الله.يعرف أين مداخلنا و مخارجنا فيقتنصنا لأجل خلاصنا.يذهب ليعترض طرقنا التائهة لكي نجده فنجد حياة أبدية.يفعل هذا مع كل أحد.لا يحابي و لا ينس .
- كما ذهب إلى جثسيماني منهكاً و تصبب عرقاً كالدم ثم خرج إلى الصليب نحو الساعة السادسة ليستكمل خلاصنا هكذا اليوم ذهب إلى حافة البئر منهكاً  نحو الساعة السادسة أيضاً كمن يضع عنقه على المقصلة لكي ينذبح فيرش دمه علي البشرية لنشرب و نغتسل و نعيش إلى الأبد.ذهب ليعترض طريق نفساً تاهت حتي عن نفسها.ذهب قبلها.أبعد إثني عشر رجلاً عنها.لأن خجلها  من الجميع كان سيعوق خلاصها. أرسل تلاميذه جميعاً ليبتاعوا طعاماً أما هو فطعامه أن يضمنا إلى ملكوته بعيداً عن حصارنا فى ممالكنا.
ألم يقل بفمه المبارك أنا ذاهب لأعد لكم مكاناً و ها هو ذاهب ليعد لهذه الجميلة مكاناً في ملكوته عند البئر.
- تذكر هذه المرأة جيداً.فنحن نشبهها جداً.هى طويلة ممشوقة القوام.تلف جسمها بوشاح طويل مزركش.عيناها متورمتان.وجهها كله منتفخ كأنه من الطاعون.تسير في الطريق تتلفت كل دقيقة.ترسل نظراتها كل الأرجاء و لا تر شيئاً.نظراتها زائغة فلا تلحق بالأشياء أو الناس و كلما عجزت عن الرؤية رضيت عن المسير ظناً أنه لا يوجد سواها في الطريق إلى البئر.تكاد هذه المرأة أن تصبح عمياء.على وجهها إبتسامة ماتت منذ زمن طويل و بقيت أطلالها.لا تحمل الجرة علي رأسها كما تفعل النسوة في زمانها.بل تحتضنها كتلميذة خارجة من مدرستها.تختفي في الجرة و تختفي الجرة فيها.شيئاً ما ينبعث من وجهها كحرارة الحمى.هكذا أبصرتها.
- كان للمرأة خمسة أزواج.فلننتبه لأنهم ليسوا فقط أزواج بل خمسة مراحل مرت بها السامرية.خمسة حالات عاشتها.الزوج الأول حين عجزت بسبب خجلها أن تقول لا للخطية.فقالت لأتذوق و تذوقت فكان فمها مراً و جوفها حنضلاً.من الزوج الأول فسد ذوقها.ضاعت حاستها الأولى و النفس ماتت,ثم وجدها زوج ثان.تسيد عليها فصارت عبدة.عاشت العبودية بذوقها الفاسد.فكانت العبودية حالتها الثانية و الإرادة ماتت.ثم وجدها زوج ثالث.وجدها بلا إرادة.فأدمنت الشر.تحولت الخطية إلى عادة تشربها كالماء و الضمير مات.و تركها الزوج الثالث حيث لم تعد تحتاج إلى تجربة لتسقط بل هي تبحث عن السقوط بنفسها بسبب الإدمان.ثم جاء زوج رابع.لم تكن المرأة تهمه في شيء.فكان يتجول بها يبيع بها الخطية فالكيان فيها مات و القيمة عندها صارت صفراً..من ذوق فاسد إلى عبدة للشر ثم مدمنة و الآن صارت آلة للخطية لتعثر الأخرين و تبيع تجارتها لحساب إبليس و لا تربح شيئاً.ثم جاء زوج خامس.أما هي فلم تكن هناك.صارت ميتة بجملتها.لا إرادة و لا فكر و لا بصر و لا تذوق .تتحرك الجثث بالخطية.هكذا تتحرك السامرية ميتة.كلها ميتة.جاء زوج سادس لم تسميه زوج لأنها لم تعد تعرف حتي نفسها.تاهت الأعداد و ضاعت السنوات صادقة حين قالت ليس لي زوج لأنها لم تكن تعرف ما لها كذلك لا يعرف الأموات مثلها. الإنسان مخلوق اليوم السادس كامل الموت هكذا صارت السامرية..كل الأزواج ليسوا أزواج.إنها حالات إنحدار و تدهور.هذه مملكتها التي عاشت فيها خجلى.
- لابد أنها ستأت للبئر.ستجد المسيح و يجدها .يبدأ كلامه بلفظ (إعطنى) يعرف اليهود بقيتها يا إبني إعطني قلبك.توجه المسيح مباشرة إلى القلب.إعطني لأشرب ما في قلبك من خطية و أحملها عنك علي الصليب.
-إنتبهت المرأة لفرق اللغة.إستردت البصر و رأت قدامها رجل يهودى.لغته و ملبسه يهودى.و هى لطول الفراق نسيت أن السامريين أيضاً يهود و من شعب الله و رعوية إسرائيل.لكنها الآن تسترد الوعى شيئاً فشيئاً.سألته كيف يطلب منها و هو يهودي و هي يهودية أيضاً لكنها غائبة عن ملكوت الله أجنبية عن بني الملكوت.قال لها الرب لو تعلمين من أنا.هذا هو الملكوت.أن نعرف الثالوث.لو علمنا الإبن لطلبنا منه ماءاً نحيا به إلى الأبد.فتلهفت المرأة لأنها عادت تفكر فمنذ زمن طويل لم تستخدم فكرها الميت.ها البصر يعود و ها الفكر يستنهض مجدداً.كيف يكون لك ماءا بلا دلو أو حبل.حتي أبينا يعقوب كان يحتاج دلو  و حبل ليملأ ماءاً.فإن كنت تستطيع أن تحضر الماء من غير دلو فأنت أعظم من أبينا يعقوب.لقد بدأت تتذكر ألفاظ العظمة و يعقوب و يهودي لقد نشط قاموسها القديم.فطلبت ماء الحياة لكي لا تأت مرة أخرى إلى البئر.
- إذهبي و إدع زوجك.زوجها الأخير كان الموت.فإن قدمته للمسيح عاشت لأنه مات عنا و عنها.فأجابت ليس لي زوج.أنا وصلت لحالة مخيفة من كمال الموت حتي إني لا أعرف من أكون و لا من يكون الذى يعيش معي أو يعيش في داخلي.هنا فرح المخلص.نعم كانت لك خمسة مراحل.كنت أتابعك و أنتظرك للوقت المناسب.كان لك خمسة أزواج.أعرف أن الذى معك الآن ليس معك بالفعل ليس زوجك بالصدق ليس شيئاً لأنك فقدت الأشياء حين فقدت نفسك.هكذا قلت بالصدق.فكان تشجيع المسيح مثل نسمة حياة في روحها فبدأت تنهض الروح و تري المسيح روحياً و ليس إنسانياً تراه نبي لأن روحها أفاقت قليلاً.أرى أنك نبي حسب مقدار بصرى الآن.فجاوبني أين سنسجد هنا أم هناك في السامرة.فأجابها ليستكمل يقظة الروح يا إمرأة الذين يسجدون للآب فبالروح و الحق ينبغي أن يسجدوا. الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا.قامت روح السامرية.
-حين قامت الروح بدأت تبصر الأبدية.رأت الأبدية في المسيا.هو آت و نحن ننتظر مجيئه.أنت المسيا.ما إحتجت أحداً لأسترد الحياة سواك.أخذت ملكوتي الفاسد و وهبتني ملكوتك الحي.صرت متنبهة.الفكر عاد و النفس أفاقت.الإرادة جائتني من بعيد و الرؤية صارت ممكنة.الروح نهضت و الأبدية أخذت موقعها في أشواقي.أنت المسيا.أنت فعلت كل هذا بكلامك معي.كنت تخاطب كياناً ميتاً فعاش و وعياً غائباً فوجد.لهذا لن أختف في الجرة.سأتركها هنا.لقد سترتني فما حاجتي إلي حجر أستتر خلفه.عاد الإثني عشر و تعجبوا.عادوا ليشهدوا كيف يستبدل المسيح ممالكنا الواهية بملكوته الأبدى.فتركت المرأة جرتها لأن أملاكها كانت جرة مشققة لا تضبط ماءاً.اليوم إنفجر داخلها ينبوع الحياة.فهامت تطوف بين السامريين لا تتحدث إلا عن المسيا .الملكوت الحي يغلبها.ها قد وجدنا ملكوت المسيا و مسيا الملكوت.

194
المنبر الحر / المسيح و المرأة
« في: 20:15 08/03/2018  »
المسيح و المرأة
Oliver كتبها
 
- منذ البدء قال الله عن كل ما خلق الله أنه حسن. كانت المرأة السبب الذى بدونه قال عن آدم ليس حسناً أن يكون آدم وحده..فلما خلق حواء قال أنه حسن جداً.كانت حواء الإضافة الحقيقية التي جلبت الحُسن لآدم .فإذا كان الحسن صار بالمرأة فلنكرم التي بها وحدها  صار الرجل حسن جداً.
- المسيح عرف فكر الناس و تنصلها من أخطاءها و إلقاءها علي المرأة عبر العصور.عرف أن هذه هي البداية التي تجلب خطية الرجال بالإستهانة بالمرأة و إتهامها أنها سبب الخطية مع أن آدم كان مسئولاً أن يحذر حواء و لا يشاركها لو أخطأت فما حذر و ما إمتنع عن مشاركة الخطأ فلماذا يظن بعض الرجال أنهم الأبرار.من أجل هذا أوصي الرب الرجل ليكون مسئولاً عن تقدير المرأة و تكريمها.مسيحنا أول مدافع عن حقوق المرأة.حين خلقها مساوية للرجل.بل أن آدم من تراب و هي ليست من التراب مباشرة كآدم.
- لما إنتشر في الفكر اليهودي إعتبار المرأة أقل من الرجل تعمد المسيح رفع هذا الفكر الردئ من تلاميذه.لكي يتأسس العهد الجديد للجميع بالتساوي.فنجده يصنع معجزات كثيرة للرجال في صمت أو حوار قصير بينما حين تكون المعجزة للمرأة نجده يكلمها و يحاورها معطياً لها كرامة الحديث مع الإله حتي تلاميذه كانوا يتعجبون حين وجدوه يحاور السامرية.نجد المسيح يعالج مخاوف المرأة من المجتمع الذكوري.فيشهد لإيمان المرأة الكنعانية قدام اليهود كلهم و ينسب إليها درجة من الإيمان لا توجد في كل شعب إسرائيل.و نجده يرفض أن تشفي المرأة  نازفة الدم من نزيفها سراً بينما تبقي منكسرة من المجتمع فشجعها لتتكلم قدام الجميع و تكشف عن إيمانها أنها لمست ثوب المسيح في الزحام و هو عرفها من وسط الزحام و قدمها بريئة للمجتمع فلا تعد تخجل بل تسير وسط الناس مرفوعة الرأس..هكذا تحنن علي الأرملة و من غير أن تطلب أقام إبنها الوحيد بعد موته.و إمتدح التي أعطت الفلسين و بكت الأغنياء الذين يتفاخرون بعطاياهم حاسبين الجميع أقل منهم و حاسبين المرأة أقل من الجميع .فجعل المرأة المعدمة أرقي من الكل قدامهم لأنها أحبت أكثر من الجميع.كانت  أمه العذراء ملكة قدامه.لا يرد لها طلباً. و هي الرقيقة قليلة الطلبات.لم ينس مسئوليته عنها و هو يموت علي الصليب.كان المسيح  الإله و النبي اليهودي الوحيد الذى له تابعيه من العذراي اللواتي كن ينفقن علي الخدمة من أموالهن.فيما لم نسمع عن نبي كان يسمح للمرأة بهذا القرب. عند ولادته بشر العذراء أولا و بعد قيامته ظهر للمرأة أولاً .في بيت الفريسي إمتدح ساكبة الطيب و الفريسيون يعتبرون المرأة نجاسة؟ و إمتدح غاسلة قدميه بدموعها و لم يقل عنها أنها خاطئة كما قال سمعان الفريسي أيضاً.و التي ضبطت في خطيتها أعطاها سلام و قال لها أنا لا أدينك.كم كان المسيح رقيقاً مع المرأة.
- يحتاج الشباب المسيحي أن يكون هو بطهارته و محبته النقية خط دفاع عن المرأة ضد التحرش.فهذه الخطية بشعة لا يصح أن يفعلها إنسان مسيحي مطلقاً.هي ضد فكر المسيح و سلوكه و وصيته.ليس للمسيحي أن يدين فتاة أو إمرأة لأجل ملبسها أو لغتها فالمسيح لم يدن التي ضبطت في ذات الفعل.نقاوة مصر من التحرش بيد الشباب المسيحى فإذا إمتنع عن مثل هذه الخطية تضمن مصر أن ثلث سكانها علي الأقل يحترم المرأة و يكرمها حتي تتسع دائرة الإحترام و التقدير. من يفعل تلك الخطية في المجتمع الكنسي يضع أبديته في خطر و يضع الكنيسة في وجع.لأنه من المؤسف أن نسمع عن مثل تلك السلوكيات قدام الكنائس و في أفنيتها من شباب مسيحي؟
- الكنيسة يجب أن تتقدم أكثر في مجال تكريم المرأة و إفساح دور أكبر لها.لنتوسع في شموسية المرأة.لنشركها في قيادة الشعب في القداس فهذه ليست بدعة و لا كهنوت.كم من كنائس كانت زوجة الكاهن هي مرتل الكنيسة و من يسلم الألحان فيها فكيف ننكر فضلها.لقد كانت زوجة القمص المتنيح أبونا صرابامون عبده هي التي تسلم الألحان و أنجبت للكنيسة كاهنين و اسقف و كانت لزوجها شريكة خدمة رائعة.كانت مثل مريم أخت موسي النبي مرنمة بديعة. كما كانت المباركة أنجيل مع أبونا القديس بيشوي كامل.فأفسحوا للمرأة مجالات جديدة بعيداً عن الكهنوت فإن تركنا للمرأة ملفات كثيرة في الأحوال الشخصية ستنجز أكثر من غيرها من الرجال .إن كلفنا المرأة بخدمة بيوت الشهداء و تدوين سيرهم ستسبق المؤرخين أنفسهم.إن كلفنا المرأة بإدارة الماليات مع الرجل سنسترجع سيرة العذاري اللواتي كن يدرن أموال الخدمة للمسيح نفسه له المجد.لتأخذ المرأة حقها في علاج حالات الإدمان التي كثرت.لننفق علي تكليف أحداهن من كل كنيسة لتدرس في مجال بعينه تخدم به الكنيسة كأنما هي بعثة داخلية فنجمع بين علمها و روحانيتها و يكون عملها تكريم تستحقه و مسئولية هي بها جديرة.
- في يوم المرأة العالمي نضع أبصارنا علي الكتاب المقدس نتعلم منه عن هذا الإناء الرقيق.نتأمل معاملات المسيح الحانية مع المرأة.نتوسع في تكريم الأم و الزوجة و الخادمة و الأخت و الحبيبة .عند كل رجل إمرأة يضعها في قلبه.هذا هو يومها لتفتش عن حقها في قلبك.في صلواتك.في مسئولياتك عنها.إعتبر قلبها خزانة تدخر فيها لأبديتك.ضع فيها حباً و صبراً و مغفرة و إحتمالاً و فرحاً و إحذر من الإدانة أو الإستهانة فمسيح المرأة إله عادل يقتص لها فهو يعرف أنها إناء رقيق.
- أيتها المرأة التي اليوم يومها.إليك مني كل محبة.أنت قدامي ملكة لهذا العالم.من عندك بدأت حياتي.أحبك يا مصدر الحب الذى تعلمته.كلما أحببتك أحب مسيحك و يرضي عني لأنه يحبك.منك النبيات و المريمات.منك الشهيدات و أمهات الشهداء.يكفي فخراً أن أم النور منك.فكم أبدو ضئيلاً من غير حبك.غريباً من غير حضنك.وحيداً من غير قربك.لهذا أكرمك جداً و أصلي لكي تبقين في الوجود لنا نوراً كمسيحك القدوس


195
شجرة الحياة الحقيقة و الرمز (2)
Oliver كتبها
- شجرة الحياة تربعت وسط جنة آدم.كأنما هي ملكة الأشجار.سبع مرات فى الكتاب المقدس نتعلم شجرة الحياة. لأن كمال التعليم من شجرة الحياة.في جنة عدن كانت في الوسط و في السماء هى في الوسط كذلك .هى باقية فى موطنها لم تزل.لم يكتسحها الطوفان كما فعل في كل أشجار الأرض.هي لم تكن شجرة في الجنة بل كانت  شجرة الحياة أصل الجنة.كانت كل الأشجار تعيش منها.ليست كبقية الأشجار لأنها شجرة ذات قوة إلهية. الأكل مرة واحدة من هذه الشجرة يضمن حياة أبدية.أما بقية الأشجار فكان الأكل منها وجبة يجوع بعدها الإنسان.
- كان الإنسان الأول آدم مخلوقاً ليعيش للأبد لهذا وضعت قدامه شجرة الحياة.لم تغب عنه كي لا يغب عن الأبدية.ما كان ينقصه سوي أن يأكل منها مرة واحدة. ما سمعنا عن وصية لآدم بشأن هذه الشجرة المحيية.لم توجد شروط نعرفها ليأكل منها و لا نهي عن الأكل منها بل كل ما عرفه آدم أن من يأكل هذه الشجرة لا يموت.و من يأكل من الشجرة الأخري يموت. الحياة في شجرة و الموت في الأخري فإختار آدم الموت.و السؤال لماذا لم يأكل منها يحتمل كثير من الآراء.فربما كان هناك وقت محدد ليأكل منها لكنه لم يأت حتي سقط آدم.أو أن آدم كان يحتاج إلى تأهيل ما بالتدريج كي يعرف فعل ثمرة شجرة الحياة.أو لشيء سنعرفه فيما بعد.إذن كانت شجرة الحياة بالتأكيد مميزة عن شجرة الموت.كانت تؤكل كما تؤكل الثمار.و كما لم يصف الكتاب شجرة معرفة الخير و الشر بل تأثير الأكل منها كذلك لم يصف شجرة الحياة بل تاثير الأكل منها.إذن هي شجرة طبيعية الشكل إلهية التأثير أبدية المفعول .
- كانت الشجرة ذات ثمرة تقطف باليد.سهلة المنال قريبة لآدم و حواء.فبعد السقوط وضع الله كاروبيم ليمنع آدم من الإقتراب منها لئلا يأكل منها و هو بخطيته فيعيش إلي الأبد في خطيته.فمن أجل خلاصنا حرمنا من أكل شجرة الحياة حتي خلصنا ثم صار لنا الآن أن نأكل المسيح حياتنا و في الأبدية  من يغلب سيأكل من شجرة حياتنا الأبدية في وسط فردوس الله رؤ22: 14.فلا فرصة إذن لإعتبار الشجرة رمزاً لأن الكاروبيم لا يمنع الرموز بل يمنع آدم من الأكل المادي الحقيقي. الرمز فكرة عقلية و ليست أمراً مادياً  و بالتالي لا يحتاج حراسة ليمنع الناس من الوصول للرمز.بهذا فالشجرة حقيقة لا رمز.و فيما هي حقيقة من غير شك هي أيضاً ترمزللمسيح الذى قال بوضوح عن نفسه له المجد أنه ( الكرمة الحقيقية) و أنه (المن السماوي) و أنه (خبز الحياة) و هذه كلها أمر واحد هو المسيح شبعنا الأبدى.
-وجود الكاروبيم حول شجرة الحياة يؤكد أن هذه الشجرة يحل فيها المسيح و هي عرشه في الفردوس الأرضي .لأننا كلما نقرأ عن الكروبيم نجده في كل مرة مرتبط بعرش الله.وظيفته أن يسبح حول العرش.لذلك يوصف الله أنه الجالس على الكروبيم  2صم6: 2- 2مل 19: 15- 1 أخ 13: 6 – مز99: 1- و ظهر المسيح وسط الكروب شبه يد إنسان حز10: 8 – حز11: 22.هذا يؤكد أن شجرة الحياة كانت مشهداً ملموساً محسوساً لإبن الله.يستمتع به أبوانا قبل السقوط.إلى هناك كان آدم  يقف و يخاطب الله و منها كذلك يسمع الله و يراه أيضاً .لهذا كانت الشجرة للحياة.فهي كنيسة الفردوس و هيكله .كانت قريبة من شجرة الموت لكي يجد عونه سريعاً لينجه من مخاطر شجرة الموت أو معرفة الخير و الشر.فليت آدم كان يسرع إليها هرباً من حديث الحية و مكرها.
-في سفر الرؤيا كل ما هو مفرح لأولاد الله.إذ سيعطهم سلطانا علي شجرة الحياة رؤ22: 14 و السلطان هنا ليس علي المسيح إذ هو صاحب كل سلطان إنما يعني أن أولاد الله مصرح لهم بأن يأكلوا من شجرة الحياة بكل حرية.لا توجد قيود أو موانع.لا كاروبيم بسيف متقلب و لا خوف من خطية.السلطان هنا هو سلطان الأكل من شجرة الحياة و ليس التسلط علي المسيح حاشا.و حيث أن ملكوت الله ليس أكل و شرب فيكون الأكل في الملكوت  هو حالة من الإتحاد بالمسيح كما يفعل الأكل في الجسد .هنا يمكن أن نقول أن هذا الكلام رمزي لأننا نتكلم عن سماء و أبدية و عالم روحي ليس كما كانت الشجرة قديماً في جنة قدام آدم المادي و ليس الروحي و كان آدم يأكل الثمار بالجسد و ليس روحياً.فالشجرة في فردوس الأرض حقيقة و في الملكوت أمر آخر غير شجر الأرض.الرب يعلمنا متي نفهم ما يقول أنه رمز و ما يرويه عن حدث آخر كحقيقة مادية حدثت في الواقع الملموس.
- كان مشهد شجرة الحياة  في الجنة الأرضية يمهد لآدم و بنيه المشهد الأسمي السماوي لنفس الشجرة في الملكوت.كانت إعدادا للنفس البشرية لتصبح نفس ملكوتية,فالشجرة في نفس موقعها في الوسط .و أنهار سمائية حولها كما كانت في الجنة بجوار الأنهار..و كما في الأرض كانت ثمرتها تحيي إلي الأبد هكذا تبقي في السماء لحياة أبدية. و كما كانت فريدة في الجنة ليس مثلها هكذا لا توجد أية اشجار أخري في الملكوت .هي فريدة هناك لأنها كعرش الله ليس مثله. لذلك لا ترسل بذرها مع الريح لتتكرر في أرض أخري.ورقها له نفس مفعول ثمرها.كلاهما شفاء من الخطية.أخذت الأمم ورقها فلما دنت أكثر للمسيح أكلت من الإثني عشر ثمرة و شبعت و إستحقت أبدية ما كانت مستحقة لها بغير المسيح فمدت يدها بالنعمة و قطفت و أكلت و إستمتعت بحياة أبدية رؤ22: 2.
- أين راحت شجرة الحياة؟ هي شجرة حياة فكيف ستموت؟ هي تعطي الحياة فكيف تتلاشي؟ هي تمنح الأبدية فهل تقصفها الطوفان و أعاصيره؟ بل هي في الوسط كمحور إرتكاز و حجر زاوية لا يزول.هي في الأرض أرضية و في السماء سماوية و مفعولها واحد بشقيه المادي و الروحي كأنها مثال لناسوت الإبن و لاهوته و إتحادهما واحد و عملهما واحد و بشخص المسيح المتجسد شحرة الحياة الوحيدة الجنس صارت منها و منه نفس الحياة لنفس الأبدية.المسيح مسئول عن عرشه و هيكله.فلو كانت الشجرة التي في السماء هي نفسها التي كانت في الأرض لن نرتبك.فالمسيح الذى في يمين العظيمة هو بذاته الذى في مزود البقر.إذا كان الإنسان إيليا النبي صعد في مركبة نارية وهو يعيش مع الملائكة  في السماء بعدما كان يقتات من غراب في الأرض فكيف نستبعد أن تكون نفس الشجرة التي كانت في الفردوس الأرضى صارت في الملكوت السماوي.و إن كانت غيرها فالله يحفظ خاصته كما حفظ نوح البار و بنيه من الطوفان فكيف سينسي أن يحفظ شجرة الحياة و إسمها حياة و ليس موت.
- يا شجرة الحياة مسيحنا القدوس.عند شجرة الموت تركناك فأتيت أنت إلي شجرة الموت و صلبت عليها و لم تتركنا.جعلت بالصليب حياة فما عدنا نتحسر علي جنة أرضية بل نشتاق لنخلع خيمتنا و نلبس السمائية.يا كرمة الأبدية الشهى عصير كرمتك دمك غافر الخطايا فإذا ما تقدمنا لنستقيك يا ينبوع الحياة إمح كل خطية و إغرس فينا من بٍرٍك الأقدس.يا شجرة الحياة في عهد الحياة أرسل كاروبيمك ليقدمنا إلي شجرة الحياة فنأكل منها بنهم الجائعين إليك.يا طعامنا الأبدي إعطنا ما طلبت من الآب عنا أن نتحد بالثالوث الأقدس إتحاداً لا ننفرط منه حتي نمجدك من أعمق التماجيد اللائقة بمن أطعمنا جسده و دمه.أيها المن النازل من السماء الصاعد إلي السماء خذنا إلي الوليمة فنأكل مع الضال العجل المسمن و ننسي أيام الخرنوب.يا شجرة الحياة يا شفاء السقماء و غفران الساقطين إعطنا من شجرتك ورقة.تكفنا ورقة واحدة بعدها سنصبح في الشجرة أغصاناً من غير إفتراق.يا شجرة الحياة أرسل ظلك علي الموتي فيقومون.و تخرج عنهم كل الأفكار التي لا تليق بالأحياء فيك.يا مسيحنا الحلو الذى في كل وقت يبذل نفسه لنا فنأكله.ليس علي الصليب وحده و لا حتي علي المذبح فقط بل يبذل نفسه فيصير شجرة حياة للغالبين فيقطفونك و تصير لهم.نشكرك يا مسيحنا الحلو .

196
البشر بين شجرتين (1)
Oliver كتبها
- هذه قصتنا و هذا تاريخنا و هذا مجمل الكتاب المقدس.البشر بين شجرتين.تبدأ مسيرتنا من عند شجرة معرفة الخير و الشر حيث سقطنا و ستنتهي مسيرتنا عند الشجرة الثانية شجرة الحياة.التاريخ هو تلك المسافة بين السقوط و بين الخلاص.وجودنا كذلك يبدأ من شجرة معرفة الخير و الشر. نولد بالخطايا  ثم نعتمد فنخلص من إرثها و ننتمي بكل وسائط الخلاص لشجرة الحياة فننجو.
- ما هي شجرة معرفة الخير و الشر ؟هل هي رمز أم حقيقة؟ أين هي و ما نوع الثمرة لكي لا نزرع مثلها ثانية؟ هل حدث تغيير في تشريح الإنسان لما أكل من تلك الثمرة؟ فصار يري الأشياء مختلفة و يدرك الأمور على نحو آخر؟ ماذا حدث لنا؟
- معرفة الخير و الشر لم تكن إسماً للشجرة التي أكل منها أبوانا بل كانت وظيفة الشجرة.إنها تشبه خاتم الزواج لا يلبسه المتزوج إلا ليعلن للآخرين أنه متزوج فالخاتم هنا له وظيفة اياً كان شكله و قيمته ومادته وعمره.كانت وظيفة الشجرة إختبار المحبة فإما نتمسك بالمحبة فتكون لنا معرفة الخير و نتأهل للأكل من الشجرة الثانية  شجرة الحياة أو نأكل ثمرتها فتكون لنا معرفة الشر و تضيع فرصة الأكل من الشجرة الأهم في الجنة كلها.
- هل كانت شجرة حقيقية أم رمزاً ؟ باليقين كانت شجرة حقيقية و كان لها مكان معلوم (وسط الجنة) و كان لها شكل خاص يميزها  حيث كانت الشجرة الوحيدة التي قيل عنها لا تأكلا منها.فلم يكن هناك صعوبة في التعرف عليها.و حين يقول الرب و من كل شجر الجنة تأكل نعرف أنها مثل كل الشجرالطبيعي  لها ثمر يمكن أكله فلماذا يؤكل كل ثمار الأشجار الأخري و لما يكون الحديث عن شجرة مميزة وسط الشجر يكون الأمر رمزياً ؟ما الصعوبة في تصديق أنه توجد شجرة مميزة لا يجب أكلها وسط الأشجار.و هل وجود شجرة سامة مثلاً في غابة عليها تحذير ممنوع الأكل هو أمر صعب التصديق؟ لقد كانت الشجرة هكذا و التحذير واضح من الله بشأنها ليست لأنها مميتة .
- كل ما فيه الجنة يثبت محبة الله للإنسان.إنما كانت هذه هي الشجرة الوحيدة و الفرصة الوحيدة ليثبت بها الإنسان محبته لله بطاعة وصيته و عدم الأكل منها.سماح الله لإبليس كي يجرب أبوينا كان في داخله فرصة لأبوينا لكي يثبتا محبتهما لله برفض الحديث مع إبليس أو حتي رفض فكرته بعد الحديث لكن فشلنا في إثبات حبنا لله.
- لو لم يكن للشجرة ثمر فماذا أكلت حواء ؟ هل أكلت رمزاً و أعطت زوجها ليشاركها أكل الرمز؟ أم أن الأمر لم يكن فيه أكل البتة؟فإذا لم يأتنا الموت بهذه الثمرة فلماذا قدم المسيح نفسه لنا لنأكله؟ أليست ثمرة مقابل ثمرة؟ و إن لم يأكل أبوانا فماذا حدث بالضبط؟متي كان السقوط إذن و كيف؟ و هل مات المسيح ليفدينا من خطية مجهولة إرتكبها أبوانا ( رمزياً) . لو كانت القصة رمزية فنحن إذن من حقنا أن نعرف ما هي الجريمة التي إعدمنا بسببها من الله العادل؟أم سيتركنا نفهمها رمزياً؟ سنساير القائلين بأن القصة رمزية علي أن يخبرونا ما القصة الحقيقية  التي متنا بسببها؟ فإن أنكرنا صدق الرواية الإلهية فمن نصدق؟
- يقول الرب أن حواء رأت الشجرة جيدة للأكل و ليست فقط صالحة للأكل. شهية للنظر و ليست فقط عادية.يمكن أن تكون شهوة الألوهية قد صورت لهما صورة كاذبة عن الشجرة .نعم يمكن هذا لكنها ستبقي شجرة تضخمت حلاوتها في أعينهما كما يحدث مع أي شهوة. هى كالأشجار بصفاتها مع تحذير ممنوع اللمس أو الأكل لئلا نموت.فأكلنا من الشجرة و سري فينا سم الحية و متنا.
- من الملاحظ أن الله أنبت من كل شجرة كنوعها إلا شجرتين كانتا متفردتين.شجرة معرفة الخير و الشر لم تنبت كنوعها و شجرة الحياة ليس مثلها أيضاً. هذا التميز للشجرتين جعلهما واضحتين وضوح الشمس.من هنا نفهم وصية الرب لموسي النبي ألا يضع سارية (عمود) من شجرة ما بجانب مذبح الرب. الآتي لمذبح الرب(شجرة الحياة) يترك الشجرة القديمة بعيداً.تث21: 16
فإذا سألت و كيف علمت أن شحرة معرفة الخير و الشر فريدة في نوعها أقول لك إسمها وحده يكفي فلم يقل الرب أشجار بل شجرة واحدة منهي عنها إسمها وحدها معرفة الخير و الشر.
- أين ذهبت هذه الشجرة ؟ حين أخفي الرب الجنة عن عيون البشر كانت تلك الشجرة في مكانها في الجنة و أختفت بها الجنة.و حيث أنها شجرة من نوع لا يتكاثر فلم يوجد مثلها لا داخل و لا خارج الجنة فلا حاجة لنا بأن نظن أن الشجرة من نوع ما يجب ألا نزرعه فلم يكن للشجرة مثيل .كانت وحيدة و إختفت وحيدة.لم تثمر الشجرة لكن الخطية هي التي أثمرت موتاً و موتى.
- ما نوع الثمرة التي في الشجرة؟ لم يقل الله كلاماً عن الثمرة لكي لا يضع في أذهان أبوينا شيئاً عن الشجرة إلا الوصية بعدم لمسها أو الأكل منها. الذى تكلم عن الثمرة كان إبليس و من بعد كلامه عن الثمرة إشتهى آدم و حواء أكلها.لهذا لم يقل الله عن الثمر شيئاً لكنه قال أن أكل الثمرة ينتج موتاً بينما إبليس أوهم أبوينا أن أكل الثمرة يجعلهما إلهين.لا الله و لا حتي إبليس ذكرا إسم الثمرة.فكان ما يهم الله هو تحذير آدم و ما يهم إبليس هو إغواء آدم بينما الذين يفكرون فيما لا يهم يسألون عن إسم الثمرة وهي ثمرة غير متكررة في عالمنا.لا توجد بين أشجار الأرض.ليس منها شبيه بعد.هل لو رأينا تحذير عن شجرة سامة سننشغل بما هو نوع السم فيها و نسبة التسمم و مدة سريان السم في الإنسان أم سنتجنبها و نمض عنها؟ ليتنا نسأل بنفس الهمة عن شجرة الحياة.عن ثمرها اين هي و اين نحن منها.هل يمكن أن نقترب منها و نمسها و نأكل منها لنعيش أليس هذا أنفع؟
- هل تغير تشريح الإنسان بعدما أكل من الشجرة؟ روحياً تغير قلب الإنسان و فكره فلم يعد كقلب و فكر الله. إنفصلنا عن الله.أصبح حجاباً بيننا و بينه فإحتجب عنا و إحتجبنا عنه.فقدنا صورة الله ومثاله.تغيرت طبيعة الجسد فصار يدب فيه الفساد و المرض كأعراض مسبقة للموت ثم الموت نفسه ساد علي الجميع.تشريح الإنسان قبل الخطية هو جسد كامل أما بعدها فكل خلايا الجسم لم تعد كاملة كسابق عهدها بل صارالموت يسود عليها .الجسد صار يضعف يمرض يشيخ يموت هذا لم يكن قبل الخطية.النفس صارت قلقة فاقدة السلام و الفرح و الأمان.الروح إنفصلت عن الله فكان إنفصالها هو موتها.كانت الخطية مكتملة الأركان. الموت قاس جداً و يغير تشريح الإنسان كله جسده و روحه و نفسه .الإدمان مثال لذلك .يتغير الإنسان بعد الإدمان كأنه ليس هو.جسده يكاد يتلاشي.يعادى نفسه؟ ير الحياة غير ما كان يراها و يفكر ضد الصواب ,مع الفارق في التشبيه بين خطية آدم و مشكلة الإدمان.
– رب المجد يسوع يعرف و يعلمنا بتأثير الخطية علي الجسد لذلك لما شفي المفلوج قال له لا تعد تخطئ ثانية  لئلا يكون لك أشر.بل سؤال التلاميذ عن المولود أعمي هل هذا أخطأ أم أبواه حتي ولد أعمي يكشف عن معرفة الناس بتأثير الخطية  على الجسد مع أن هذا الأعمي كان لمجد الله.لذلك أجاب المسيح هكذا.لكنه لم ينف أن الخطية تسبب آثار خطيرة علي الجسد.و كان لما يأتيه مرضي بأمراض كثيرة يغفر لهم خطاياهم أولاً لأنها مصدر الفساد للجسد ثم يشفي أمراضهم فيشفي الإنسان كله .
- ما المشكلة لو إفترضنا أن قصة الخطية مجرد أدب روحي يقرب لنا ما حدث من سقوط:
1-المشكلة الأولي أننا سنكذب الله الذى قال لنا أن هذه الحادثة حدثت هكذا و أوحي بها لموسي النبي الذى لم يكن صاحب كلام كشهادته عن نفسه.فإذن ليس الله صاحب القصة و لا موسي النبي صاحب كلام فلمن ننسب هذا الجزء من الكتاب المقدس؟ الله هو الشاهد الوحيد علي ما حدث و أخبرنا به بوحيه المقدس.فهل نقول له لا هذا لم يحدث أنت فقط تبسط لنا القصة.إذن هاتوا يا أصحاب الميثودولوجي  القصة الحقيقية.فإن لم تكن عندكم الحقيقة فلماذا تنكرون أن الحادثة كما علمها لنا الروح القدس هي الحقيقة بعينها و ليس غيرها.هل نصدقكم و نكذب الوحى؟ و لماذا لا تصدقونها كما هي و تضيفون عليها من الرمزيات و الأبعاد الروحية ما ترونه بحكمة.فنحن لسنا ضد الرمزية لكن الرمزية التي تبدل الحقائق ليست رمزية بل لها إسم آخر غير الرمزية.
2-المشكلة الثانية هي لوي التفسير لكي نرضي اذواق البعض.الشجرة حقيقية و الثمرة حقيقية و الموت حقيقي نراه بأعيننا حتي اليوم فمن لا يقتنع هكذا فالعيب ليس في الكتاب المقدس لنغير مقاصده و ندعي عليه ما ليس فيه .
3- لو وافقنا أن الحادثة رمزية.فكيف يتم إعدامنا بسببها و نحن لا نعرف التهمة و تفاصيل الجريمة التي إقترفناها؟هل هذا عدل الله؟
4- لو وافقنا أن القصة رمزية فهل كل جزء أو حادثة يحتار فيها غير المتكلين علي نعمة الروح القدس سيقومون بتحويلها إلي أدب و قصة رمزية؟هل مات المسيح من أجل قصة رمزية؟و ماذا سيتبق في الكتاب المقدس بعد أن نساير هؤلاء الميثودولوجيين.
5- أن حادثة السقوط عقيدة.لولا أننا نؤمن أننا سقطنا لا يمكن أن نؤمن اننا خلصنا.و إن لم يسقط آدم فنحن إذن أبرياء و إن سقط آدم ففيم سقط؟ الإيمان بالخلاص مربوط من الشجرة الأولي حتي الشجرة الثانية.الصليب من جزع الشجرتين.حامل اللعنة و حامل ينبوع الحياة.حامل الخطية و حامل التبرير.حامل الموت و حامل الفداء.إيماننا يبدأ من حالة السقوط و يصل بنا إلى الأبدية في المسيح يسوع .
ما المانع من أن نؤمن بواقعية ما يقوله الكتاب المقدس ثم نبحر في تأملاتنا الرمزية.هل لابد للرمزية أن تبدأ برفض الواقع كما يقدمه الروح القدس لنا لأجل تعليمنا و خلاصنا.الإيمان بما في الكتاب بداية متضعة تؤهل الباحث ليكون مستعداً لقراءة الرموز و لإستنارة أعمق.فلنتفق بقلب واحد أن كتابنا لمقدس خال من اساطير الناس و آداب التاريخ و أنه موحي به من الله و أحداثه صادقة حتي التي لم يصل إليها العلم بعد .كلمة الله لا تزول بينما نظريات كثيرة زالت و ثبت عدم صحتها أما كلام الروح فكل يوم يعلن صحته و يتحدى كل موجات التشكيك .ليصبح دوماً المجد للمسيح و الإستنارة للمتضعين المؤمنين بعمل الروح القدس عبر الأزمان.
لنستكمل بنعمة المسيح الكلام عن حقيقة شجرة الحياة.

197
هل تتغير مشيئة الله
Oliver كتبها
تكثر الأسئلة خصوصاً وقت يقف الإنسان عاجز قدام أزمات الحياة و تجاربها .تقف الأسئلة حائرة هل تتغير مشيئة الله لو طلبنا تغييرها؟ كيف يحاسبنا الله على أمور صنعتها مشيئته لنا؟ و أسئلة أخري تبدو مستقيمة و لكنها ليست أسئلة صحيحة.
لنعرف أن هناك ثلاثة موضوعات تختلط عند الكثيرين.إن تعلمناها نستطيع تصحيح أسئلتنا و نعرف إجاباتها.الأول هو مشيئة الله و الثاني هو سماح الله و الثالث هو علم الله.الكتاب سمي عدم معرفة الإنسان بهذه الأمور غباءاً أف 5: 17.
1- مشيئة الله: هى عنصر في طبيعة الله.فلا يمكن أن يوجد الله من غير إرادة.إرادة الله هي لأن الله قدوس فإرادته هي القداسة 1 تس4: 3  لأن الله صالح دائماً فمشيئته صالحة دائماً رو12: 2 لأن اله مفرح فإرادته مفرحة رو15: 32 لأن الله مخلص فإرادته مخلصة غل1: 4 و لأن الله يغضب من الخطية و يرفض الشر فقد تجسد و إحتمل الهوان من آنية كان يغضب من خطاياها حتي خلصها و حولها إلى آنية للمجد لإن الله ممجد رو9: 22.إذن إرادة الله تعبير واضح عن طبيعة الله و إنعكاس صادق لفكر الله و حيث أن الله لا يتبدل أو يتغير فإن مشيئته هكذا لا تتبدل أو تتغير بل تظل صالحة نقية بارة منذ الأزل و إلى الأبد لأنها شخصية الله له المجد بذاته.و حيث أن مشيئته دائماً للخلاص 1 تى 2: 4 لا يشاء أن يهلك أي إنسان 2 بط3: 9.في مشيئته يقسم لكل واحد ما يلزمه للخلاص 1 كو12: 11.في مشيئته يقيم الأموات و يحييهايو5: 21.في مشيئته يخلص ما قد هلك مت18: 11 - لو 19: 10. فإذا كانت هذه مشيئة الله فما الداع لنطلب تغييرها .تغير مشيئة الله هو تغيير الله نفسه و هذا مستحيل فالثبات في الطبيعة الإلهية أحد أهم صفات الألوهية.لذلك علمنا المسيح أن نصلي قائلين لتكن مشيئتك لأنه لا يوجد أحلي من مشيئة الله و لا غيرها أنسب للحياة علي الأرض و في السماء لهذا نطلب أن مشيئته كما هي تنساب بتلقائية في السماء أن تكون هكذا علي الأرض في حياتنا واضحة و في ضمائرنا صالحة و في إيماننا ثابتة لتحفظنا من كل مشيئة مضادة.أع26: 9.
مشيئة الله منطوقة و مكتوبة و متجسدة في كلامه و إنجيله و في كل أفعال و أقوال السيد المسيح الذى  كان طعامه أن ينفذ مشيئة الآب و من ضمن مهام تجسده أن يعلمنا بوضوح مشيئة الآب لكي نتعرف علي مشيئة الثالوث يو4: 34.
2- سماح الله: الله وهب الناس حرية بها يختارون ما شاءوا.فإن كانت إختياراتهم تتفق مع مشيئة الله فهذه هي حياة القداسة و إذا كانت ضد مشيئة الله و وصاياه فهنا يسمح الله بأن نتصرف كيفما نشاء لأنه لا يسحب منا حريتنا.هنا سماح الله أي عدم تدخله ليحرمنا من حريتنا حتي لو إستخدمناها في الخطأ أو الخطية و في الوقت ذاته يعطنا بروحه القدوس تبكيت علي الخطية لنقوم و نتب يو 16: 8. و إن تبنا يفرح بنا و يفرحنا لو15: 7 و 10.و إن لم نتب تبقي هناك تأديبات تهدف إلى إفاقتنا أو عقوبات تدفعنا للإستغاثة بمراحم الله لو13: 3 و 5.إذن سماح الله هو الذى فيه التأديبات و العقوبات.هو الذى فيه حرية الصواب و الخطأ.و لو تأملنا المرات التي تراجع الله فيها عن  أحكام أصدرها فسوف نجدها كلها مرتبطة بتأديبات أو عقوبات قدم فيها الخطاة صلاة و توبة هؤلاء جعلت الله يغير العقوبات لكنه نفسه لا يتغير.رأيناه يقبل تغيير عقوبة حرق سدوم و عمورة في حواره مع أبينا إبراهيم تك18. و نلاحظ أن أبراهيم هو الذى وضع شرط وجود عدد من الأبرار لم يجدهم في كل مرة لكي يصفح الرب عن سدوم.لكن من الحوار نفهم أن الله مستعد أن يغير عقوباته من أجل الأبرار.كذلك فعل مع أهل نينوي لما تابوا فصفح عنهم حتي إن يونان النبي تضجر من حنان الله و أخذ يجادله في تراجعه عن عقوبة أهل نينوي و يتخذ مراحم الله مبرراً لهروبه من كرازة نينوي قائلاً علمت انك اله رؤوف ورحيم بطيء الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر.يونان4: 1.نادم علي الشر أي مستعد لتغيير العقوبة إذا تاب الإنسان عن شره.فمتي ندم الإنسان عن شره يشاركه الله فيندم عن عقوبته و ندم الله ليس بنفس معني ندم الإنسان لكنه يشاركنا توبتنا لأنه يدفعنا إليها و يشجعنا عليها و يصنعها بنا و فينا فالندم هنا هو الدور الإلهي في توبة الناس.إذن سماح الله و عقوباته مرتبطة بتصرفات البشر.فإن تابوا عاد فرحمهم و إن لم يتوبوا يهلكون.الأمر متوقف علينا في سماح الله لكنه متوقف علي الله حين نتكلم عن مشيئته.السماح غير المشيئة.فالله يسمح بما هو ضد مشيئته كما سمح للإبن الضال أن يأخذ ما ليس من حقه و يبدده في كورة بعيدة.كان لدي أبيه ألف ألف مبرر لرفض طلب الإبن الصغير لكنها الحرية.سلوك الإبن الضال كان ضد مشيئة أبيه الصالح لكنه بسماح منه.لو15.عودة الإبن الضال كان مع مشيئة أبيه الصالح لذلك ركض إليه و قبله فرحاً .لو15: 32.
- هنا يمكن أن نصلي و نطلب تغيير التأديبات و العقوبات و نقدم توبة. لأجل هذا نصوم و نصلي.هنا يصلح أن نتغير فتتغير التأديبات.نرجع إلى الرب فيرجع إلينا و يندم علي الشر أي علي العقوبات يوئيل 2 : 13.زكريا9: 12.هنا نصلي لأجل المنتقلين عن السهوات و الخطايا المستترة التي لم يعرفوها لكي يتوبوا عنها.هنا الصلاة لأجل بعضنا البعض يع5: 16.حيث شركة المحبة  في المسيح لا تنمح بالموت أف6: 18و كصلاة بولس الرسول لأجل المنتقل أنسيفوروس ليجد رحمة قدام الله 2تى 1: 16. الصلاة لأجل المنتقلين لا تفيد الجميع بل فقط الذين لهم سهوات و خطايا مستترة لكن لأننا لسنا نحن الذى نفرز من يستفيدوا ممن لا يستفيدوا فإننا نصلي لأجل المنتقلين جميعها و مشيئة الله تحدد من سيرحم و من لا يرحم رو9: 18.هذا التغيير كله يتم تحت عنوان جميل تم بالمسيح تصليه الكنيسة في القداس الإغريغوري ( انت الذى حولت لي العقوبة خلاصاً) .بالمسيح تتبدل العقوبات لأن حكم الموت تم سداده بموت المسيح فصار المسيح وسيطاً لنا قدام الآب و بكفارة المسيح تتغير كل الأحكام التي تجلبها علينا خطايانا.
3- علم الله: نعم الله يعلم كل شيء.فالوجود كله لا يغيب عن عينيه.لا يوجد ماضى و لا مستقبل قدام الله بل الكل قدامه حاضر.و عبارة يعقوب الرسول أن الله ليس عنده ظل دوران تعني أن لا شيء يمضي من قدام عينيه فيصير ملمحه كالظل أو يتلاشي يع1: 17.علم الله لا يعني أنه يفرض ما يعلمه علينا.فعلم الله لا يسحب حرية الإنسان.لكنه يعلم ما سيفعله الإنسان بحريته و يعينه علي الرجوع و التمسك بالمسيح.فلا يعني أن الله يعلم شيئاً أنه يفرضه علينا لننفذه.فهو يعلم أننا سنعصاه و يشاء أن نخلص و يرسل روحه فيبكت و يعلم و يرشد فهو لا يقف ساكتاً قدام خطايانا بل يقف مخلصاً لنا من خطايانا.لأنه يحبنا أكثر من نفسه.فلا يتحجج إنسان أن الله عارف بكل شيء كأن ذلك عذر للخطية بل يستخدم معرفة الله لصالحه كما فعل بطرس حين قال أنت تعلم يا رب أنا أخطأت و جدفت و سببت و لعنت و أنكرتك أنت تعلم كل هذا و تعلم ايضاً أنني أحبك.فغفر له المسيح خطاياه و صدق منه محبته و اعاده لرتبته كتلميذ.لنأخذ علم الله مصدراً لعلمنا.و سبباً لخلاصنا.فهو العارف بضعف البشر.العارف بتجاربنا .العارف بقوات العدو التي لا نعرفها نحن.علم الله هو لخلاصنا كما مشيئة الله.علم الله ينجينا مما لا نعلمه من الخفيات و الظاهرات.فلنمجد الذى لا يشاء موت الخطاة و يريد أن الجميع يخلصون الذين بعلمه السابق تجسد لأجل خلاصهم و مات.لنمجد الثالوث الذى طعامه هو خلاصنا و شرابه هو فرحنا و سلامه فينا و جماله علينا و نوره ينقينا لأنه إله حنان.

198
ملكوت الله و ممالك زائفة
Oliver كتبها
- اليوم يضع السيد الرب نفسه مثالاً لوصيته التي قالها لمن يريد الملكوت.أن يحمل صليبه ( كل يوم) و يتبعه.فيجد نفسه في ملكوته.هكذا قضى المسيح له المجد وقتاً طويلاً يعظ الجموع علي الجبل .ثم ترك الجبل ليصعد إلى البرية المقابلة ليحمل صليبه عنا و لينفذ الوصية بنفسه.كانت البرية خربة و ليست خالية بل الأشواك تملأها و إبليس يكمن في أركانها فلم يتلكأ بل بخطوات سريعة داسها لتدمي قدميه  قاصداً أن يهزم لنا خصم الملكوت الأول.فلا ملكوت من غير نصرة.إلى البرية ذهب الرب لأجلنا ليبدد العائق الأول للملكوت و هو إبليس ثم سيبدد العائق الثاني على الصليب أى الموت فلا يعد للخطية سلطان و لا لرئيسها  و لا للموت شوكة و لا لجحيمها.ليصبح الطريق إلى الملكوت مضمون في المسيح و نصرته لأجلنا.و الغفران أكيد بدمه المسفوك و الأبدية محققة بقيامته و صعوده و جلوسه و نحن فيه شركاء.ثلاثة تجارب كيف نحيا كيف نصعد و أين سنصعد.
- كيف نحيا: قال المسيح صوموا و ها هو يصوم لنعرف أن الصوم نصرة و ليس سلوكاً يخص البطن و الأطعمة.إنه نصرة على المشتهيات ليتربع الثالوث الأقدس علي رأس  قائمة شهوة قلوبنا.و يصبح عندنا أهم من أنفسنا و أغلي من حياتنا.إذا كان الأكل يحي الجسد فحياتنا في المسيح أهم.إن كان الجسد يحتاج الطعام فحاجتنا إلى الأبدية أولى و أرقى.لذا ذهب المسيح صائماً ليبدل أولوياتنا فنضع الملكوت و بره أولاً وقتها تنحسر عنا قوة إبليس المعاند و يتهاوي.فهو يبدو ضخماً للذين يرون الحياة من خلال بطونهم و يشبعون شهواتهم.و يبدو كالصعلوك قدام المتمسكين بحلاوة الملكوت الواضعين نصرة المسيح هدفاً لهم.فداود النبي هزم هذا الجليات لما تخلي عن ملابس الحرب و إكتفي بالإيمان.ملابس الحرب هي الطعام و الحصوات الخمس هي الإيمان و نحن نتخلي عن الطعام و نتحلي بالإيمان لنغلب جليات هذا الزمان.حصواتنا الخمس هي حواسنا الروحية التي تنمو بالصوم.ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بحب المسيح وإنجيله و التغذى اليومي عليه.الروحانيون ينسون الطعام لأن هذيذهم و تلذذهم في كلمة الرب.ينغمسون في فكر الله فلا يدركون ما الوقت. فى التجربة الأولي شرح المسيح لنا كيف سيعيش الجسد في الملكوت.سيكون طعامه كلمة الله.هكذا فهمنا لكن إبليس لم يفهم.إذ طلب تحويل الحجارة إلى خبز لكن المسيح حول نفسه ليكون هو الخبز الذى نزل من السماء فنأكله ليصعدنا إلى السماء أما الحجارة فستبقي علي حالها ما لم تؤمن بمن يحول الحجارة ليكونوا أولاداً لإبراهيم.
- كيف نصعد؟  في التجربة الثانية كان المسيح يشرح لنا كيف سيصعدنا لملاقاته بينما الشيطان يحاول أن يجعل المسيح يهبط من فوق جناح الهيكل.إنه يكشف كيف أن إبليس خصم الملكوت الأول.لا يرغب لنا صعوداً لكنه لأنه هبط من علوه يريدنا أن نهبط مثله.فالمسيح يفضح لنا أفكاره.يستطيع إبليس أن يأخذ البعض علي جناح الهيكل و يظنون أنهم يرتقون مع أن جناح الهيكل خارج الهيكل حيث لا رفعة و لا قداسة. فلا علو خارج المسيح. لما يصبح الهيكل هو مسيحنا نفسه فلا يمكن لغير المسيح أن يأخذنا لنصعد به لأننا ندخله و يدخلنا و نرتفع به معه.صعود إبليس قصير الأجل و ثقيل علي النفس و آخرته يطلب منا السقوط لنكون أسفل مما بدأنا .صعود المسيح يأخذنا إلى أقصى الصعود حيث لا تدنو منا أي يد تدفعنا إلى أسفل.إنه صعود ثابت يليه جلوس دائم علي عرش المسيح نفسه.لذا فالخاسرون صعودهم هم الذين وضعوا جناح الهيكل مقياساً للإرتفاع كأنه أقصى أمانيهم.بينما صعود المسيح هو ملء المقياس.هو الهيكل ذاته الذى يصعدنا فيه.لم ينشغل المسيح بالرد علي أن الملائكة ستحمله لأنه الهيكل الذى لا يحتاج ملائكة لتحملنا فيه أو تحمله فينا.إنه فقط ينبه لا تجرب الرب إلهك.لا تضعه في مقارنة بين من سيرفعنا أكثر؟ لا توجد مقارنة بين رفعة الشرير و رفعة المسيح.نجاح أبدى  قدام  زهوة تخبو بعد ليلة لا مقارنة.لا تسأل كيف سيصعدنا المسيح لأننا نعيش صعوده بنا كل يوم كل صلاة كل قداس كل كلمة في إنجيله لا يكف عن إصعادنا  نصعد بالتهليل و التسبيح نصعد بالشكر و الإيمان نصعد من غير أن نتهدد بالإرتماء أرضاً كما يفعل إبليس بمن يرفعهم.
- أين سنصعد:  في التجربة الثالثة الحديث المباشر عن الملكوت نفسه.كانت مقارنة واضحة بين ملكوت إبليس و ملكوت الله.أعطيك هذه الممالك فهي ملكوتي إن خررت و سجدت لي كانت هذه محاولة إبليس الساذجة .نعم ساذجة حين تغرى مصدر الغني و صانع الوجود بقليل مما أوجده.محاولة خائبة أن يغريك إبليس لأن فيك ثقة بوفرة غني إبيك السماوى.أما إبليس فيضع شرطاً إن خررت و سجدت لي أما المسيح فيضع وسيلة إن حملت صليبك كل يوم و تبعتني.إبليس يعلم أن السجود له يضيع ملكية كل الممالك.فهو يقدمها كإغراء لكن بالسجود له يعود و يستردها لنفسه فهو كاذب.أما المسيح فيقدم ملكوته و يساعدنا للوصول إليه و يدفع نفسه ثمنا لخطايانا و يسهل طريق التقوي و يشجعنا و يعدنا بميراث أبدى ثم يقول أطلبوا ملكوت الله و بره.لا يسحب ملكوته بل يستحثنا لنعيشه من الآن و يجعله داخلنا. كان رد المسيح في المقارنة بين ملكوت إبليس المتهدم و ملكوت السماوات الأبدي هو أن الملائكة سكان الملكوت جائت لتخدمه فنظرها إبليس و عرف الفرق بين ملكوته الخائب و ملكوت المسيح المشبع بالنورانيين فإندحر.
- لم تكن التجارب سوى دروس لنا عن ملكوت الله.و تنبيه لنا عن عدو الملكوت و خصم كل الكائنات السماوية.فإفرح لو صار إبليس عدوك.إجحد ملكوته فهو سارق ممالك الأرض.كل وعوده كاذبة يقدمها و يسحبها في الوقت ذاته ليبق المخدوعين به علي جهلهم و فقرهم.أما بنو الملكوت فيغتنون بغني المسيح الأبدى.يستمتعون بتحقيق كل وعد قطعه لنا لأنه الأمين في وعوده و كلمته لا ترجع فارغة.يا بنى الملكوت.طوباكم بمسيحكم ,طوباكم بميراثكم,طوباكم بنصرته لكم.طوباكم بخصومة إبليس لكم لأنه من أجل الأبدية العتيدة أن تملكونها يحسدكم.طوباكم في تجاربكم و في غلبتكم.طوباكم في أشواقكم و بركم.طوباكم إذ أدركتكم زيف الممالك الكثيرة و إرتضيتم بالحقيقي. طوباكم لأن شوق قلوبكم لم يكن الصعود على جناح الهيكل بل الإندماج في الهيكل ذاته الرب القدوس. طوباكم إذ صرتم للهيكل الأعظم هياكل يسكنها روح الله الأعظم.طوباكم في محبتكم للملك المسيح.طوباكم في ملكوت الله.

199
المنبر الحر / كنوز السمائيين
« في: 15:58 17/02/2018  »
كنوز السمائيين
Oliverكتبها
- يدخر الحكماء في أوطانهم لأنهم عالمون أن غربتهم مؤقتة.يكنز الأبرار في السماء لأنها مستقرهم الأبدى.أقرب مكان للأبرار هو السماء و أكثرها أماناً ليضعوا فيها مدخراتهم الباقية.المؤتمن الأعظم الذى في يده يضعون رأسمالهم و يأخذون منه الأرباح بوفرة هو المسيح الغني الذى يضيف إلى أملاكك المزيد .لا يكتف بتقديم أرباحاً مضاعفة و لا مئة ضعف بل يجعل الأبدية ربحاً متواصلاً متنامياً لا يقدر بثمن.
- السوس و الصدأ متشابهان.كلاهما يتولد من الركود.يخرجان تلقائياً من نفس المعدن أو الخشب.الهواء الخارجي يسبب الصدأ للمعدن و يحمل البكتيريا للأخشاب فيتولد فيه السوس.كلاهما يعيشان في السكون أي عدم الفعل.أما السرقة فتحدث في الفعل و الفعل هو إعلان الناس بما يجب أن يكون في الخفاء. الركود هو عدم إستثمار الوزنات في محبة المسيح.التفاخر يجعل كنوزك معلنة قدام الشياطين فيسرقون تعبك.حصن كنوزك بالصمت و إسترها بالخفاء.إحذر أيها السماوي من حالة الركود في القلب كما من االتباهى و الشكليات التي تجعل حسد الشياطين ينهبها..السوس و الصدأ يتولدان من ذات المادة نفسها.سوس الذات و صدأها هو كثرة الكلام و الكبرياء معاً.أما السرقة فتحدث للناس بسبب التفاخر الكاذب و التباهى.عبادة الذات صدأ للروح.تجعل القلب يسوس و إن دام السوس يتحول إلى دود لا يموت و يصبح الوجه مطروداً من حضرة الرب.يضيع ما تعبنا في إقتناءه إذا أخبرنا الشياطين اللصوص عنه بالتباهي قدام الناس بأنفسنا.ثم نشتكي الخسارة و نتوجع لسرقة ثمار النعمة منا.
- ضع كنوزك في السماء بالصلاة فتصعد روحك و تتجول في موضع البر بغير حدود.الذين سلموا للثالوث الأقدس حياتهم إطمئنوا علي كنوزهم.تزيد كل يوم نعمة الرب عليهم. بالإيمان تسلم الرب كنوزك يداً بيد.يأخذها و يعطيك من محبته تعويضات لا تزول.الصوم لا يأخذك للسماء لكنه يأخذك للإتضاع الذى يرفع الروح للسماء فخذ من صومك إتضاعاً لتتأهل لكنوز السماء.العين البسيطة هي عين تضع نظراتها في السماء و تتطلع وجه الرب البسيط.العين النيرة هي التي تجد راحتها في حصور الرب و التغذى علي كلماته فيستنير الفكر و الجسد كله.خذ الكلمات تأخذ نوراً لداخلك لا ينطفئ.أما الباحثين فى التراب فينطفئ نورهم و يخسرون.
- خدام السيد الحقيقي يخدمهم المال.خدام المال ينكرهم السيد الحقيقي لأنه لا يقبل شريكاً.إذا حاربتنا الهموم فلنفعل هكذا.نسبح مثل الطيور بالصلاة حتي نجد أنفسنا قدام عرش النعمة فنضع همومنا و أحمالنا فنسمو و نسمو و لا تعد الأحمال عبئاً بل الصليب ربحاً.لأن حمل الهموم لا يقربنا للسماء و لو شبراً  أو ذراعاً واحداً بل يقربنا للموت و الأمراض كثيراً.فالهموم معطل للنمو السمائى.أما محبة المال فهى سد عظيم قدام إنسياب نعمة  الروح القدس في الكيان الداخلى.أما أنت يا إنسان السماء فإترك الهموم لتحلق كالطيور و ترتفع و إنفض عنك سيادة المال عليك و كن له سيداً فينهار الحجاب بينك و بين النعمة.
- أنظر زنابق الحقل التي تنمو بين الحشائش لكنها لا تتأثر بها و لا تأخذ من وصفها أو طبيعتها الجافة شيئاً. الزنابق أزهار برية تحتفظ لنفسها بجمالها و تعلم أنه مؤقت و أنها سريعة الترحال لكنها لا تتنازل عن جمالها و تفردها.نحن مثل الزنابق.لا نشابه العالم نعيش وسط حشائش غريبة بلا ثمر و نعرف أن وجودنا هنا مؤقت و أن الترحال آت بسرعة.لكن لنحتفظ بجمالنا للمسيح دون أن يبهت علينا أهل العالم حشائش الأرض التي للحريق.نحن نعط للعالم طعماً لأننا ملح الأرض.نحن نعط للعالم بصيرة لأننا نور العهالم.نحن نعط للعالم جمالاً لأننا نحن زنابق العالم  هذه التي تجعل له شكلاً بديعاً .لكننا لسنا كالزنابق نزول بين ليلة و صباحها. بل لأجل الملكوت قد خُلقنا. بقاءاً أبدياً  ينتظرنا كما ننتظره.فلسنا نموت و نباد مثل الزنابق.لنا جمال آخر ينتظرنا لكي نرثه.فلنطلب أولاً ملكوت الله و بره و هذا ما خلقنا من أجله و ما رده لنا المسيح بالخلاص بعدما كنا له خاسرون.
- يا كنزى الذى يعوض كل خسائر الأرضيين لك شكر القلب.بك صار لي إرث يوم مت لأجلي تاركاً لي ملكوتك ربحاً.لم أعد فقيراً منذ صرت لي و صرت لك.غناك صار لي فأعيش كمن يملك كل شيء.يوم أخذت مني كل عوز و جدب.في الحقل في وسطه صار لي كنز.أعلم مكانه و معي أدوات التنقيب عنه فما أبسطها.هي محبة تتعمق حتي تصل إلي الكنز,هي إنحناءة إتضاع حتي أقترب للكنز,هي فرح باللقاء حتي أستعد للكنز, ليس من صعوبة لأن إحسانك و سخاءك يسهل طريق التقوي و يمهد البر فنسير نحو الميراث و ندوس الصعاب.يا كنز العالم كله إفتح بصيرة الذين يشتكون الفقر و يشتكون الدنيا فإن الذى لهم هنا و هناك يكفيهم و يزيد.فلنسبح إلهنا السخى لأنه أفاض الكيل جداً.فلنشكر الذى يعط بسخاء و لا يعير.هو كنزنا و أصل الغني كله.


200
المنبر الحر / حلاوة الحب
« في: 20:19 14/02/2018  »
حلاوة الحب
Oliverكتبها
- المسيح هو السر وراء حلاوة الحب.لأن كل حب هو منه.يأتينا بما في المسيح من جمال و رقة و حلاوة. حين نحتفل بالحب فنحن نمجد المسيح اصل الحب و طبيعته و مصدره.الذين يعيشون الحب يتنفسون من أنفاس الله.يتحدثون من لغة الله.يعيشون مع الله.
- يعيد الحب في قلوب تعرف مقداره.تجعله نبضها.ترسم به على الوجه إبتسامة و في اليد كل أعمال المحبة .الأعمال هي هدايا المحبة.فالآب في محبته لنا أهدانا إبنه مخلصاً..تأملوا كيف تتساوى هدايا المحبة مع مقدار المحبة نفسه.لهذا أرسل الآب إبنه المساوي له في الجوهر لكي يعبر عن محبته لنا تعبيرا يليق بمحبة الآب.لكي نتعلم أن أعمال الحب يجب أن تتساوى مع عظمة المحبة التي تحتوينا و تسكننا.
- ليس عيد للحب من غير مغفرة لجميع الأخطاء و الخطايا.فالغفران أعظم هدايا الحب.المصالحة أيضاً هى نموذج الحب الإلهي الذى أحبنا فصالحنا.فإن أحببنا بعضنا بعضاً فلنتصالح.بنفس قلب الحبيب الذى كان يخفق بالحب قبل الجفاء فليحنو نفس القلب للحب بعد الصفاء.فعيد الحب يوم التصالح.إنه ليس فقط يسعد المتصالحين بل يسعد السماء و من فيها و يسعد قلب الله المحب قبل الجميع.
- هذا يوم تأخذ فيه المشاعر حقها المسلوب من تسارع الحياة و تضخم الإنشغالات.ليكن يوم تجد فيه المشاعر وقتاً كافياً و تعبيراً لائقاً لكل ما فيه حب بكل صفاته و أنواعه.ليكن يوم للقلب فيه يستريح و يكشف مكنوناته التى كساها الإزدحام من غباره.
- أقول لكل من أخطأت في حقه إني أحبك و لو صرت خاطئاً.و لمن أخطأ في حقي أقول إني أحبك كأنك لم تخطئ يوماً.أقول لمن لم أعرفهم إني أحببت أن أعرفكم لأني متأكد أنكم تستحقون الحب و أقول لمن أعرف أنني أعرف محبتكم و لكم عندي محبة من غير شروط أو حدود.سأبقي أجد في حبكم كنزى و سندى.لأن الصمود في الحياة منبعه الحب و لأنكم أحببتموني فها أنا على محبتكم أستند و أجد لبقائى سبباً يليق بمحبتكم.لأننا بالحب نطيل أعمار بعضنا بعضاً و بالخصومات نقتلعها قبل أوانها.
- يا كل أعدائنا ليكن هذا اليوم عيد توبتكم فتتذوقون الحب و تعرفون أن العداوة تقتلكم و الحب يحييكم.نحبكم و نحب لكم أن تحبوا.ليس أعظم من الحب هدية نقدمها لكم مع غفران لكل عداوتكم .لقد جربتم العداوة فما وجدتم منها غير الموت للقلب و المشاعر فهل في يوم كهذا تجربون الحب لكي تستلذون بالحياة.
- يا أحبائى من تقرأون هذه الكلمات و غيرها.لأجل محبتكم تتنافس الكلمات كى تجد طريقاً إليكم.تبرز الأفكار الأسمى و التعبيرات الأجمل كي تكون لكم مكافأة محبة.لأن نتاج محبتكم هو الحافز و المكافأة فى كل مقال لذا أحبكم ليس الآن فقط بل فى كل وقت منذ زمن طويل أحبكم و إلى أن نلتقي في الفردوس لنتعلم الحب السمائي سأبقي أحبكم .
- فى يوم كهذا يختار القلب رفيقاً يجد معه معني الحب و يحياه.يجد الكلمات و الأفعال لأجله سهلة و كل المستحيل ممكناً.هذا الرفيق منحة إلهية لكي من خلاله يتجسد الحب على الأرض كما تجسد في المسيح يسوع.فقل لرفيق القلب أحبك.هنا و هناك أحبك.لأن المسافات لا تقتل الحب بل تؤججه.قل لرفيق و رفيقة الحب أنا اليوم أحب الحب الذى قادني إليك و جعل لك وجوداً في حياتي فأضاف للقلب فرح الحب العميق الذى لا تكفه الدنيا لأبادله و ليس في حنايا القلب سواك.لقد أعطاني الرب بك راحة فصرت لي فردوساً مؤقتاً.لهذا يا رفيق القلب و فردوسه أحبك بكل اللغات و بعيداً عن كل اللغات أيضاً.
- يا من لم تتلق هدية من قبل في عيد الحب.يا من لم تفكر أن تحتفل بالحب و تأبي أن يكن للحب عيده.يا من لم تجرب أن تستنير عينيك على أمر جديد لم تختبره من قبل. و لا سمعت عن مصدراً للحب و لا معني.يوم عيد الحب عيدك.أجد هدايا الأرض رخيصة قدام عيناى فأختار لك من السماء هديتي.سأختار قلباً لم تمسه الخطية و سأختار أنشودة لم يعرف أحد أسرارها بعد.سأختار لك بكل مدخراتى لؤلؤة كثيرة الثمن ليست من الأرض بل هي من فوق.هديتي لك يا من لم تعرف هديتي هي المسيح خذه إن كنت لم تعرفه بعد.هديتي هو أقدمها لك بكل فرح و حب فإقبل هديتي و إفتحها فهي لك كما لى.

201
سلسلة آحاد الصوم الكبير
أحد الرفاع : أنت كائن سمائى
- السيد المسيح له المجد في عظته البديعة دستور المسيحية كان محورها ملكوت السموات.فتح فاه المبارك كما فعل مع موسى لكن اليوم يكلمنا وجهاً لوجه قادماً من ملكوته إلى ملكوتنا الواهى.أراد أن يهيئنا للعرس السمائي في كل شيء.بدأ تطويباته لمحبيه و قدم ملكوته محبة لهم.فالتطويبات كالأفعال كالمعجزات كتدبير الخلاص كل شيء ترتب ليؤدى بنا إلى ملكوت السموات.بدأ الرب يسوع بالتطويبات ثم إنتقل بنا إلى التطبيقات.لكي يعدنا له كائنات سمائية.فالإنسان المسيحى كائن سمائى وطنه ملكوت الله.لأن الرب يسوع لأجل كل إنسان تجسد أرضياً لكي  يجعله كائنا سمائيا يعيش الأبدية في ملكوته .
- في مستهل الصوم المقدس نضع نصب أعيننا أننا هذا الكائن السمائى و كل تعاليم الرب يسوع كانت تصل بنا إلى هذا الهدف.يعطنا الرب نعمة التفاعل مع كلماته الذهبية بقلب إنسان الملكوت لكي نتذوق الأبدية علي الأرض فتكون لنا في السماء. إنه صوم لأبانا الذى في السموات لكي نعيش معه في السموات.ستكون سلسلة آحاد هذا الصوم المقدس  كله عن الإنسان السماوي فى كل إنجيل من أناجيل الصوم.
- الصدقة رحمة أرضية تأخذ مقابلها رحمة إلهية.من غير الصدقة لا تكون رحوماً.و ليس رحمة في الدينونة لمن لم يكن رحوماً علي الأرض.الرحمة بالجميع صفة إلهية تقتنيها بالصدقة. طبيعة الله أنه  يرحم الجميع و يطلب منا أن نشاركه هذه الطبيعة لنعيش بها في الأرض و السماء.دعك مما تعطي و إنتبه لما تأخذ.أنت تتحول إلى كائن سمائى بالرحمة.تشابه الله.تقوم بأحد وظائفه.تهتم بمن يهتم بهم الله.تصبح شريكه في الإهتمام.نظيره في الرحمة.مثله في العطاء طبعاً بمقدارك الإنساني البسيط.لكن الروح القدس يكمل الناقص لتكون شبه الله علي صورته و مثاله في الرحمة .هكذا تؤهلنا وصية الصدقة لنأخذ قلب الله الرحوم.الأمر متعلق بنا  أكثر من المحتاجين.نحن نعطي لأننا نحن المحتاجين للرحمة التي في قلب الله.العطاء يمنحنا قلباً سماوياً و هذا القلب السمائى يضخ الفكر و الشعور السمائى في الإنسان الروحانى.لذا فالرحمة تقربنا من الآب الذى في الخفاء,ليصبح في العلن.و كل ما نقدمه سراً نأخذ مكافأته جهراً.اي قدام البشرية كلها في الأبدية.الله مهتم بصناعتنا كائنات سمائية لذا أعطانا الصدقة وسيلة نصبح بها بني الملكوت.
- الصلاة هي فكر سمائى متعلق بالله و بالسماء.القلب الرحوم بدأ يضخ فكراً سمائياً للعقل الروحى.فيجد الإنسان لغة تليق بالله.يدخل مخدعه و يغلق بابه عن لغات الأرض فالصلاة إستبدال لغة أرضية بلغة سمائية.الصلاة إستبدال ذات إنسانية لنأخذ ذات إلهية .نقدم أنفسنا لله لنأخذ الله لأنفسنا.هذا هو الدخول إلى المخدع.الصلاة إتحاد أرضى بحياة سمائية.أنت كائن سمائى يتنفس صلاة يتغذى صلاة يتحدث صلاة يعيش صلاة.هذا كله أمر يخفي عن العقل الإنساني .إنها صلاة تبقي سرية حتي علي الإنسان نفسه.فنحن في الصلاة نلق أنفسنا في لجة المراحم و لا ندري كيف تحملنا المراحم الإلهية علي وجه المياه رغم أثقالنا.إنها تسليم و إرتماء لهذا دخلنا المخدع فمن يدخل المخدع يستعد للإرتماء في حضن المسيح.إنها علاقة سمائية.لهذا لا يستطيع أن يمارسها الكائن الأرضى بل السمائى الذى أخذ من روح الله لغة و ثقة و قوة و اشواق ليعبد إلهاً تراه روحه لا عيناه.تسمعه أذن القلب يقول قد سمعت صلاتك و إستجبت لأنينك و دموعك.بالروح القدس تتوحد لغة الإنسان بلغة الله.و ينتقل فكر الإنسان إلى الله ليتنقي و يستنير.الصلاة حضور بشري قدام اللاهوت و حضور إلهى قدام الناسوت.لذا أدخل لتصلي فأنت تربح معاينة الله بالقلب و أحيانا بالعيان.فتشتاق لتقول يا أبانا الذى في السموات  ليأت ملكوتك.و يكون نصيبى أنت. فتكون لي كما في السماء كذلك علي الأرض.
- الصوم هو ما يضخه القلب الروحي في أعضاء الجسد .الصوم يعطنا شكلين من اشكال الإنسان السمائى.في الصوم الإنقطاعي نشبه سكان الملكوت الذين لا يأكلون و لا يشربون.فالصوم إنتقالنا من حياة أرضية إلى إختبار مؤقت للحياة السمائية حيث يتنزع من الإنسان حاجته إلى غذاء الجسد لأن غذاء الروح كامل.حتي لما ينتهي الصوم الإنقطاعي نأكل ما كان آدم و حواء يأكلونه في الفردوس.من كل اشجار الجنة يأكلان.فأكلهما نباتي و هكذا في وقت الطعام نأكل علي شبه الإنسان الفردوسى الأول.الصوم يأخذنا إلى حياة ما قبل الخطية و ما قبل الشهوة و السقوط.ليرينا كيف كنا معدين لنصبح سكان السماء.هذا الصوم لا يليق به عبوسة و لا يحتاج تفاخر بل يملأ القلب فرح الملكوت لأنه يعيش مثلهم بالصوم.إنه صوم لا يعنيه الناس في شيء بل هو منغمس في كل شيء بجملته ليكون صوماً سمائياً كالذى سنصومه في الملكوت عن الطعام الأرضى لننهمك في كل ما هو للروح.مثل هذا الصوم يأخذنا إلى فوق فنستنير كنتيجة حقيقية لكوننا نعيش بني الملكوت.
- أنتم ورثة الملكوت تمارسون حق الإرث بالصدقة و الصلاة و الصوم علي مثال السمائيين.فالرحمة و الصلاة و الصوم هى حياة السماء و عشرة الرب القدوس الأبدية.لنكن سمائيين يا أخوتي فهذه الوصايا قد وضعت لتصنعنا أبناء السماء.
- إلهنا البديع الرائع.تكلمت لنا كلام الحياة فعشنا بكلامك و تغذت أرواحنا و لم تذبل.على الجبل أخذت الفقراء و الأغنياء و طلبت من الجميع الرحمة لذا فيا نبع الرحمة إملأ قلوبنا من نبعك.فنرحم أخوتنا و أعدائنا أيضاً.علمنا الصوم كالسمائيين.لنعش صوم ما قبل السقوط.فنستمتع بعشرة ما قبل السقوط.لعلنا نراك وجهاً لوجه إن لم يكن الآن ففيما بعد نراك.علم قلوبنا الصلاة.درب مشاعرنا علي الحديث معك من غير لسان.لسنا نحتاج إلى سواك ليغير الفكر إلى فكرك.و يجعل المشيئة بيننا متحدة.يا شوق القلب و فرح الروح نقدم لك الشكر حياة.التسبيح و المجد حالة دائمة تصاحب حديثنا لشخصك العجيب.يا صاعد الجبل ليتكلم إجعل كلماتك كساءاً لإنساننا الداخلي فلا نحيد عنها.إغفر صغائرنا التي تفلت من إنساننا العتيق.لكي نوجد لك قدام العالم و السماء.

202
المنبر الحر / تلميذك أنا
« في: 15:28 10/02/2018  »
تلميذك أنا
Oliver كتبها
- تلميذك أنا أيها القدوس لأنه أى فخر يوصف حين يكون إله الكل معلمي أنا.مع مريم أجلس و أنصت.مع يوحنا ينتقل تعليمك بالنبض من القلب للقلب.مع السامرية أجلس و أتعلم الحوار بصبر و رجاء.مع الزناة و العشارين و الخطاة أجلس لكي أختبر الرحمة و اللطف.أتلصص عند قصر هيرودس لعلي ألتقط تعليماً لمعاملة الملوك و أهل البلاط.أتمشى مع تلميذى عمواس لأرى كيف تتغير الغشاوة إلى إستنارة.أتعلم من تجسدك و صباك من شبابك و نضجك أتعلمك في كل المراحل لأصير بحق تلميذ الإله.غير إني أريد أن أتعلم كيف أحمل الصليب كمغنم.أتسمر معك بفرح.أقتنص خلاصى من كلماتك عند الصليب.أتعشم أن اسمع كاللص اليوم تكون معي في الفردوس.تلمذني في آلامك.دربني في قيامتك.إرفع أفكارى مع صعودك.لتثبت فيك في جلوسك عن يمين العظيمة يا معلمي.
-- تلميذك أنا يا حبيبة الروح.يا جميلة القلب و الوجه و المكانة.يا أم البشرية و أمي.تلميذ حنانك أنا.أخذت من وجودك في الأرض و السماء و ما بينهما دروس لا تحصى.إبنك إكتنز فيك الكثير من معرفة الأبدية و حلاوة الثالوث و أنت لم تبخلي علينا بما عندك.قال لك إبنك يا مريم هوذا إبنك و كان يقصدني.من يومها و أنت مهتمة بكل من وضع نفسه ليكون إبنك.من يومها لم تنقطع دروس الحب الوفير.تلميذ نورانيتك أنهل بعضاً من وداعتك و أتلذذ.أحب حبك يا ذات الرداء الأزرق.تصوبين وجهك كصلاة لأجلي فتنسكب النعمة إذ ليس عندي مبرر لها أو إستحقاق.بل هي من أجل نقاوة قلبك منسكبة .من أجل شفاعتك تأتينا بسخاء.
 تلميذك أنا يا أبي الروحاني.يا من غادرت الأرض بالروح قبل أن تغادرها بالجسد.ألملم فتات خبراتك الوفيرة.أتقوت بها و أسير أربعين يوماً,تلميذك فى صلاتك فأنا في دموعك منسكب.تلميذ إرشاداتك العميقة بكلمات شحيحة لكي أتعلم أنه ليس بالكلمات الكثيرة تصير التلمذة بل بالخطو على آثار الغنم.تلمذك المدين لك في الأرض و السماء.أكتب شهادة لك أنت غير المحتاج لتلمذك لكنك كمعلمي تستحق أن أترجى القدوس كي يعطك إكليلاً خاصاً بتلمذتي.إرتضيت بي .لم تهجوني يوماً و بكيت لخطاياي أكثر مني.
- تلميذك أنا يا أبى.تعلمت منك الصلاة مع أنك لم تكلمني يوما عن الصلاة.كنت أنت صلاة لي.تسبق الشمس في شروقها لتأخذ ركناً متواضعاً و تختفي فيه.صرت أيقونتي الجميلة أراها فأركع متأملاً.تلميذك بالجسد و الروح .لعلك الآن لا تأخذ ركناً بل منزلاً رفيعاً في بيت أبينا السماوي.كنت تسرع إله و تبكر جداً الآن و أنت في حضنه لا تكف عن تعليمي صلاتك.
- تلميذك أنا يا صديقي الوحيد.يا من تجتاز معي كل الظروف من غير شكوى.يا من صرت لي أنا مع أنك أنت أفضل.يا من أنال من خلالك معانى سماوية لا تقدر كلمات الأرض أن تترجمها.أنت لي صورة الله و مثاله فأراك لأرى الله .أي درس أعظم من هذا.أن تكون لي نور و ملح و مدينة علي جبل.يا صديقي يا مدينتي المقدسة أحب فيك و لك كل شيء فما أنا فيه من وفرة تسامحك معي و حلاوة قلبك النقي .قف يا صديقي جبلاً راسخاً في إيمانك لأني قدامه ضئيل يا شبيه سمعان الخراز.ترتدى رداء نومك و أنت تعمل الليل و النهار.تغفو في حضن المسيح فأحبك,تأخذني معك فتكون صداقتنا سمائية ما أجملها.كيف كنت سأتعلم الصداقة إذا لم تكن في حياتي.لهذا أنا تلميذك الصغير.آخذ من صداقتك لأصل إلى صداقة السمائيين.أنت علي أية حال شريكهم.
تلميذكم أنا يا كل من خدمتهم في كل مكان.لا تظنوا أني جئت أعلمكم.أنا قابلتكم كضيف يأخذ من كرم محبتكم.تعلمت و ما زلت أتعلم كلما خدمتكم.لولا إني تلميذكم ما كنت أفرح.لولا أنكم معلمى و مرشدي ما كنت أسعى للخدمة.كنت كلما آتيكم أظل آخذ و أشبع.منكم تأتيني مراحم المسيح و بكم أقرأ رسالة الخلاص لنفسى.شكراً لأنكم إرتضيتم بي تلميذاً.
تلميذكم أنا يا من تقرأون و تعطون من وقتكم لتصوبوا الأفكار و الكلمات و تجملوا المعاني بكلماتكم.أتعلم منكم كيف تكون التلمذة و كيف نربح دروساً من الكلمات القليلة.أنا مدين لكم بكل لحظة تنقونها في مشاركتي فأنتم تعلمونني كيف ينفق الإنسان ذاته لأجل غيره.نعم أنتم درس عظيم لبذل الذات و المحبة المجانية.
شكرا يا من وهبت العهد الجديد معني التلمذة.صنعت تلاميذك مثالاً لكل التلاميذ.لأنه بالتلمذة لك نأخذ الروح القدس و نعمته.نتعلم الآب الصالح الذى لم يره أحد قط.ننتقل من ضجيج الأرض إلى دروس السكون و البهاء الأعظم و القداسة غير الموصوفة.شكراً يا معلم الكل لأنك إرتضيت أن تقبل كل من يأتيك تلميذاً و لا تبخل عليه بأسرار الملكوت.تثق فينا بسرعة و تعطنا علم معرفتك لذلك نسابق الزمن لنأتيك خاشعين عند قدميك ايها الجالس علي العرش .منك وحدك و بكرمك الأزلي يكون لنا النصيب الصالح الأبدي الذى هو شخصك.كن لنا فنكن لك تلاميذاً.

203
المنبر الحر / الموسيقى الأبدية
« في: 18:39 30/01/2018  »
الموسيقى الأبدية
- صوت الثالوث سوف يسمع في الأبدية.سيكون اللحن الأسمي  ينطقه الآب فيشجى الكيان كله.يصنعه الروح القدس فيهيمن على مشاعر الكيان الجديد. يظهر النغم السمائى في الإبن بكل الصور ,سنستمتع بالصوت الإلهي الأعذب مما نعرف أو نفتكر.ستكون نبرات الثالوث موسيقى نحياها و تحيينا. أول موسيقي أبدية نسمعها هى المصاحبة لصوت الآب القائل لكل فائز بخلاصه.أدخل إلى فرح سيدك. في الأفراح موسيقى كما في الأرض كذلك في السماء.هناك في فرح السيد القدوس ستعزف موسيقى لم نعرفها.سوف تسمع النفس و الروح و الأذن ما لم تسمعه من قبل من ألحان سمائية.ستتردد فى الآباد ترنيمة موسى بالخلاص و أرض الميعاد نترنم.لن تمسك مريم وحدها الدف ففى الأبدية سيكون لكل واحد  آلته و موهبته ليكون مؤهلاً يجيد أداء دوره في الجوقة السمائية.و ستبقي الموسيقى أبدية.
- ستكون كلمة الله محركة لكل عازف و مرنم حين تتردد في القلوب كلماته غنوا له اغنية جديدة.احسنوا العزف بهتاف مز33: 3.نفرح بخلاصنا فنعزف بأوتارنا كل ايام حياتنا اي أبديتنا في بيت الرب إش28: 20.للأربعة الحيوانات و الأربعة و العشرون قسيساً قيثارات مدهشة يضبطون هتافنا  على أنغامها .سيكون الحرمان من الموسيقى الأبدية عقاب أبدي للأشرار الذين ترمز إليهم بابل التي قيل عنها , وصوت الضاربين بالقيثارة والمغنين والمزمرين والنافخين بالبوق، لن يسمع فيك في ما بعد رؤ18: 22.الصوت الذى سيملأ أذن الهالكين هو صوت البكاء و الصراخ بينما يملأ كيان المفديين جمال الموسيقى الأبدية.
- الموسيقي الأبدية ليست كالتي نعرفها في الأرض.لكنها تشمل كل شيء.ستعط حلاوة للكلام و للتسبيح .ستكون تنبيهاً لكل جديد في الأبدية.ستجعل الرؤى لذيذة و تدخل بالكيان إلى أعماق الحب المتعاقبة.ستكون الموسيقي مشتركة فى حياة السلام و راحة القلب و الجمال و النعمة.الإله الذى هو أبرع جمالاً من بنى البشر الذى خلق الطيور المغردة  فى الفردوس الأول خلق أيضاً ملائكة مغردة فى الملكوت الأخير. سوف تصاحب الموسيقى أحضان المسيح و صداقات القديسين و حوارات الملائكة.ستخرج الكلمات كالألحان و الأفكار كالنغمات و الأشواق كعزف الماهرين لأن الموسيقى الأبدية خادمة القداسة.
-إذا كان حلول المسيح بالجسد في بطن العذراء قد جعل سلام العذراء مريم لإليصابات يدفع جنينها للركض بإبتهاج  في بطنها فكم و كم ستكون معاينة المسيح مدعاة لتدافع الفرح بغني فتتحرك النفس و الروح إلى ركض الإبتهاج مثل يوحنا.أقام داود فريقاً للغناء في بيت الرب لأنه حاضر طالما كان تابوت العهد هناك 1 أخ6: 31.فكم و كم سيحلو الغناء للرب الكائن معنا وجهاً لوجه في الأبدية . ستكون الموسيقى لغة تنطق بما لا تنطقه الكلمات.سيأخذ كل منا موسيقاه  و سيحمل بإشتياق قيثارته لأن الجمال يشمل الكل هناك.سنمسك بآلات الموسيقي السماوية و تتعلم ايادينا العزف المبهر فتكون ألحاننا منقادة بروح الله تشع منها أنوار التسبيح و تلمع الأنغام كاللآلئ و تصبح أصواتنا ملائكية  فلا يكف الفرح في النفس و فى المكان.تبقي البهجة تحاصر الجميع.تصبح للقلوب أوتاراً عازفة.للألسنة ألحاناً مشتركة يترجمها إيقاع كل أحد حسب مجده و التألق يجمع المحبين .
- جيد أن نتعلم هنا موسيقى الكون.الفرق في النغمات من الأمواج الذاهبة و العائدة.جيد أن نقتني التمييز لأصوات التغريد التي تعكس الجمال و غيرها التي ليس لها من الجمال نصيب.الحكماء هنا تتحول نبضات قلوبهم إلى إيقاع صلاة سرية تخفي حتي عن الإنسان ذاته.تصير مع الدقة و الخفقة أشواق كأنها الأحلام نعيشها و نحن لا ندركها.نتعلم كيف نسمع صوت النسيم. الصوت المنخفض اللطيف الذى فيه ظهر الرب لإيليا النبي لكي نعلم أن الموسيقي و الثيئوفانيا مرتبطان معاً.فرؤية الرب علي أنغام السماء تختلف عما سيشاهده و يسمعه الأشرار من ضجيج و هيجان فيختبئون طالبين الجبال أن تسحقهم.هو10: 8 ,لو 23: 30.
الإتحاد بالألفاظ النقية و النبرات الهادئة يجهز النفس للموسيقى الأبدية.لذلك يعلمنا الوحي أن الإبن لم يكن يصيح و يزعق و لا يسمع أحد في الشوارع صوته.مت12: 19.الجمال فى النبرات يعكس سلام المسيح في القلب أما الإنفلات و الصياح  و الهياج فهو من الشرير. أع17: 13.للجديد نغمة و للعتيق نشاز.ليس أحد يختار ملامح وجهه لكن الموسيقي الساكنة في أعماقك تجعله صبوحاً .الإبتسامة نغم.و الضحكة من تعبيرات المحبة.حتى و لو لا يمكن للأذن أن تسمع صوت الدمع المنسكب فالمسيح له المجد يسمعه و يراه أجمل لحن يعزفه القلب التائب.أيضاً كلمات المغفرة للمسيئين تحول الهياج إلى هدوء كمن يتحكم في إيقاع الآخرين.إعزف بالمغفرة ألحانك السمائية فهي محبوبة.أحبب اصوات الفقراء كما أحبها السامرى الصالح.
-أيها الحبيب الذى عرفته قلوب المساكين و إختبرت صوت أحضانك و سمعت منك نبراتك المحيية فألهبت النفس بالرقص الروحى على عزف الروح القدس فينا لننجو من كل تشوه و قبح.أيها الحلو الذى منه نتعلم و نأخذ الجمال الذى تهرب منه الظلمة وبه  يشع نور الإنسان الداخلى, علمنا صوت النور و نغمات المحبة لنكون مشابهين لصورتك و صوتك و شخصك كله فيرض بنا أبيك الصالح من أجلك يا ثوب البر.علم القلب دقاتك.و إضبط نغماته على كلامك.لكي نصلي دون أن ندري.و نتمم وصيتك بالصلاة كل حين.لأنه علي ألحانك تنتعش النفس و يرتاح الفكر و تهدأ الحواس و ننتقل من منغصات الأرض إلى أفراحك الأبدية فشدد أوتارنا لكي تعط صوتاً شجياً.فإليك نشتاق يا من تمتع الكيان بموسيقاك الأبدية.


204
المنبر الحر / مشتاق إلى النصيبين
« في: 11:47 28/01/2018  »
مشتاق إلى النصيبين
Oliverكتبها
- عجيب و ممجد الله في قديسيه.عجيب هو مشهد إصعاد إيليا النبى إلى السماء.الله منحهم الكثير و وهب لنا بواسطتهم و يمنحنا الكثير و الكثير.فى كل منا صفات كانت لهؤلاء الأنبياء.لنا منهم بعض أجزاء.بعضاً من أشواقهم و أتعابهم و عمل الله معهم.لكن مغبوط هو الذى يأخذ ما هو أكثر مثلما فعل إليشع النبى الذى عاش المشهد العجيب و أخذ منه ما أنفعه. لم يطلب جزءاً من روح إيليا و لا حتي كل روح إيليا النبي الناري بل طلب نصيبين من روحه.ضعفين من كل شيء عاشه إيليا و إختبره في الروح.لم يرد أن يصعد في المركبة مثله بل طلب كتلميذ مبتدئ نصيبين .نحن معك ايها المبارك إليشع النبي نعيش عهد النعمة.زمن الطمع الروحى.نعيش العهد الجديد الذى فيه كل شيء متاح و مباح حتي أن باب السماء قدامنا مفتوح .
- قبل صعود إيليا كان يطوف أماكن متفرقة.ذهب إلى بيت إيل و رآه أنبياء بيت إيل هناك و أخبروا إليشع أنهم يعرفون أن سيده إيليا سوف يؤخذ منه اليوم لكن فاتهم أن يطلبوا لأنفسهم شيئاً. ثم لما ذهب النبيان إلى أريحا حدث معهما نفس الأمر و أخبر أنبياء أريحا إليشع أن سيده إيليا سوف يؤخذ منه اليوم لكنهم ما فكروا في شيء لأنفسهم يأخذونه من هذا الموقف؟ و الغريب أن المشهد تكرر لثالث مرة حين ذهب النبيان إلى الأردن.هنا وقف أنبياء الأردن و أخبروا إليشع أن سيده يؤخذ منه ثم إكتفوا بالوقوف بعيداً و إنتظار عودة إليشع من بعد أن يؤخذ منه إيليا إلى السماء.عرفوا جميعهم الأخبار.أخبرهم روح النبوة أن مشهداً سمائياً سيكون.إكتفوا بالأخبار و ما إقتنصوا الفرصة لأنفسهم.مارسوا النبوة و لم يأخذوا منها الكثير. أما إليشع فقد عاش و عاين و طلب لنفسه نصيبين من روح إيليا فطوبي لمن يقتنص الفرص الروحية و يأخذ من قدوته المسيح له المجد و من شخصه الحاضر في قديسيه ما شاء من أنصبة.
- يحدث ان نتقابل مع أناس هم تجسيد للمحبة الإلهية و صور نقية من صور الحياة مع المسيح فإن قابلت أحدهم أطلب نصيبين من روحهم.من روحهم تطلب نصيبك و ليس من أموالهم أو جمالهم أو مواهبهم.هل تفكر ماذا تفعل بالنصيبين؟ تعيش في الأرض بنصيب كنصيب هؤلاء المباركين و تعيش في السماء بالنصيب الثاني لأن صداقة الأنقياء لا تنقطع و المحبة المباركة لا تسقط.تدوم كما في الحاضر كذلك في الآتى فخذ نصيبين لو أمكنك.إغتنم الفرصة و لا تكتفي مع القديسين بالمشاهدة و المدح مثلما إكتفي الأنبياء في بيت إيل و أريحا و الأردن و ما عرفنا مَن هُم و لا كيف خدموا الله و عاشوا لكنهم كما ظهروا إختفوا.مثل ومض لم يتركوا اثراً.أما إليشع النبي الذى أخذ النصيبين فقد ظهرت عليه ملامح النعمة العظيمة.شهد له هؤلاء الأنبياء المراقبون فور أن شاهدوه عائد فوق النهر و قالوا قد إستقرت روح إيليا علي إليشع. لكل الأحباء أرجو .لا تكن مجرد شاهد لقداسة القديسين بل شريك لهم.لك منهم نصيب و إثنين.خذ ما شئت فالوعد لك أن ما تسأل يُعط لك و يزاد و ما تطلبه تجده و ما تقرع من أجله صدرك تنفتح له الأبواب المغلقة.الفضائل كالأطعمة و كل الوليمة لك  فخذ  ما شئت و تنعم.
- هذه النظرة الروحية تساعدك أن تري كل ما هو فضيلة في الناس كما يرى النحل أين يجد الرحيق.طريقة تجعلك متمسكاً بإتضاعك فمن ير الآخرين خير منه و يشتهي ما فيهم من قداسة لا تقربه روح الكبرياء.لأنه ير نفسه تلميذاً لكل أحد من المشهود لهم بالنمو الروحي كما شهد الأنبياء لإيليا و إليشع بعده.إجمع رحيقك من هؤلاء فتكون قارورتك طيباً كثيرا الثمن, مستعد لأن تسكبه عند قدمي السيد حين يأتي اللقاء و ما أحلاه لقاء فإستعد بأطيابك و خذ  رحيقك ممن تقودك النعمة و تجدهم في طريقك فليس هباءاً و لا مصادفة أنك قابلتهم.و ليس غريب أنهم أحبوك.فالجميع منقاد بتدبير إلهي من أجل الجميع.لكي نذهب إلى السماء ككنيسة واحدة ليس بين أعضاءها غربة.إني أطلب نصيبين من كل أحد يحوي شخصك في داخله أيها الرب يسوع القدوس.
- ما الذى يجعل الشعوب تخسر و تتراجع؟ إنه عدم تقدير القلوب العظيمة فيها إلا بعد أن يفقدوها.أما نحن أولاد الله فنمارس التقدير للأحياء سواء هنا أو في السماء.لا تخجل أن تمتدح الفضيلة و القداسة.لا تتردد في تقدير من يستحق التقدير و لو إحتقره البعض و عايره.إطمئن فستعرف هؤلاء المجهولين و سيرسل لك الله من يشهد لهم قدامك لتعرفهم.هكذا ترسخ المحبة في الأجيال المتعاقبة إن كنا نفتخر بالرب سنصدق أن له شهود عاشوا معنا كانوا بيننا و ربما ما زالوا.لا تدع أحد يجرفك للنظرة السوداء التي تظن أنه ليس للرب أحد في هذا الجيل.ثق أن له سبعة آلاف ركبة تستحق أن نمتدحها و نبحث عنها و متي وجدنا أحدهم نطلب نصيبين من روحه و نتضع أمامه مهما كان يبدو لنا في مظهره و إمكانياته. حتي يكون لنا هذا علينا أن نمارس البحث بجدية عنهم.فليست الأرض من القداسة خالية و لا من النعمة خاوية بل هنا و هناك سنجدهم في حقولهم مثل سمعان  القيروانى أو فى شقوقهم مثل أنبا بولا يركعون مستترين عن عيون الناس مكشوفين للرب.فإحتفظ برجاءك فللرب شهوده في كل زمان.
- أغمض عينيك و فكر لأي فضيلة تشتاق.صلي بعمق و سيرسل لك الرب من ترى فيه الفضيلة حية معاشة  تتلمذ عنده و تتدرج حتي تأخذ منها نصيبك.حين تقرأ سير القديسين لا تنبهر بمعجزاتهم .توقف عن هذه العلاقة المظهرية. إسأل نفسك لو جاء  القديس الآن ههنا ماذا آخذ منه؟ماذا تريد من سير القديسين؟ أليس مكتوب تمثلوا بإيمانهم فكيف ستتمثل بهم إن لم ترفضائلهم كي تقلدهم فيما ذهبوا فيه.أما المعجزات فلن تنفع شيئاً في السماء لن تحتاجها لأنك ستكون كاملا هناك.لكنك إلى البر تحتاج.فإطلب نصيبين للأرض و السماء أما المعجزات فهي نصيب واحد هو الأرض.يا من تكتبون سير القديسين إجعلوها سمائية و ليست مظهرية.فالقداسة أعظم من المعجزات و مريم أخذت النصيب الأعظم من غير معجزة لكنها بالحب السخي للمسيح أخذت نصيبها.
- أيها القدوس العجيب في قديسيه  مشتاق أنا إلى نصيبين.فقد رايت الصاعدين إليك مثل إيليا.ما قدرت أن أحتفظ برداءهم و لا شققت الأردن مثلهم.حين تابعتهم أخذونني بعيدا بعيداً إليك ثم ذهبوا و لكني لست وحدى فها أنت صانع القديسين بنفسك معي.أريد أن أحبك كما أحبك يوحنا و أتحمس لك كما غار عليك بطرس.أريد منك قوة المعمدان و نصيبين من إيليا أيضاً.أريد من نقاوة أمك البتول و إيمان إليصابات .أريد من وداعة يوسف أبيك و رقة سالومي الجميلة.أريد من كل نبي و رسول و خادم شيئاً يجعلني أتلذذ كما تلذذوا بك و أصادقهم بتقدير.أريد أن تفتح عيني فأعرف شهود جيلنا و أتعرف علي الركب المنحنية بغير إختيال.أريد حين أقابلك ألا يصيبني الخجل من تقزمى قدامك و قدام ملائكتك و قديسيك فأسكب من حنانك لتكمل نقائصى.فأنا بدونك لا شيء أبدا.

205
المنبر الحر / نحو فيسبوك أفضل
« في: 18:12 27/01/2018  »
نحو فيسبوك أفضل
Oliverكتبها
لا يوجد أمر بطبيعته خيراً أو شراً.نحن نصنعه هكذا.أو نستخدمه بما يجعله خيراً أو شراً.الفيسبوك أحد أهم منجزات العصر الحديث.جعل الناس متواصلة مع اشخاصاً إفتراضيين و جعلهم أيضاً منشغلين عن التواصل مع أشخاصاً طبيعيين ربما هم الأقرب لهم و الأهم.هكذا يتأرجح هذا الفيسبوك بين كونه ميزة أو عيباً.و لأنه صار جزءاً هاماً لا يمكن إنكاره فيجب أن نتجه ليس لإستبعاده بل لإستعباده لكل ما هو خير و فائدة و بناء.
لما يقول الله أننا نور العالم فهو يقصد أي عالم .الواقعي و الإفتراضى.نحن النور بالمسيح مصدر نورنا.نحن مسئولين عن إنارة العالم و وسائل التواصل الإجتماعي يمكن أن تكون أحد وسائل إنارة العالم بل و أيضاً إستنارتنا بتواصلنا مع آخرين فيهم نور المسيح له المجد.أبصر يوحنا باباً مفتوحاً في السماء.فما أوسع باب السماء لكل الناظرين إلى فوق.إذ ينعكس الباب المفتوح بإتساعه و يشمل كل مداخل الأرض و مخارجها.باب السماء يستوعب كل شيء ليدخل منه و يصبح عملاً سمائياً.المهم أن نتقن إدخال أدوات الأرض و ما فيها لتصبح لمجد الله صاحب الباب المفتوح.لعل بعض الأفكار التالية تلقى الضوء على إستخدام الفيسبوك كأداة نضعها في قبضة الروح القدس فيقدسها و ينقيها و يجعلها صالحة للبناء و سبباً للبركة.
1 – أن يتم إدراجه ضمن المسابقات الكنسية علي كل مستوياتها بدءا من الكنيسة الصغيرة حتي علي مستوي كل الكنائس  و يكافئ من تكون صفحته مصدر للفرح و السلام و الجمال و البناء و الإيجابية بكل صورها الروحية و الإجتماعية و العلمية و الترفيهية.علي أن يكون التقييم ليس علي وقت المسابقة وحده و إلا فسوف يفتعل الكثيرون صفحات لا تعكس سوي رغبتهم في الفوز لكن يجب أن ينسحب التقييم علي سنة سابقة علي التقييم لكي نجعل هذه الميزات المرجحة للفوز ميزات دائمة تحكم سلوك كل صفحة حتي تصبح طبيعة لصاحبها أن يجعل صفحته متميزة كإنسان له تطلعات روحية و مبادئ إنجيلية و إجتماعية و قيمية مستمرة و ليست مرتبطة بالمسابقة في ذاتها لكن المسابقة وسيلة للإعتراف بما يقدمه و تكون المكافآت تطوير مجاني لصفحته أو تحويلها إلى موقع علي الإنترنت  مع مكافآت مادية أو أجهزة كمبيوتر حسب إمكانيات كل جهة .
2-يجب أن تدخل صفحات الفيس بوك مجال الجوائز الإبداعية في مجالات الثقافة فهي إبداع شخصي سواء فيما يكتبه صاحب الصفحة بنفسه أو هي إبداع في إختيارات صاحب الصفحة لما تتضمنه صفحته.هنا و أنتظر من المحبوب نجيب ساويرس أن يضم إلى جوائزه من يجعل صفحته علي الفيس بوك مصدرا للتنوير و إبداعاً خلاقاً تماماً كما نكافئ الرواية و العلم و الكتابة التقليدية.بهذه المكافآت سوف يرتقي الفيسبوك و يتخلص من كثير من التفاهات و السطحية و تحجيم الكذب و التدني في بعض الصفحات.و سوف تكون الجائزة توجيه للقراء لمثل هذه الصفحات التي تستحق المتابعة فننمي الذوق العام و نصنع إتجاهاً إيجابياً و رسالة لكثير من الصفحات.
3- يجب أن تعمل وزارة الثقافة علي تخصيص مسابقات في مجالات بعينها تنشر فقط علي الفيسبوك و تكون جائزتها هي طباعة ما نشر في الصفحات الفائزة أو بعض مما يلائم الطبع علي مستو عام.يجب أن ننظر إلى طرق تحث علي مستويات أفضل يساهم فى تحسين الإنتقاء و النشر لدي الأفراد ليكون الفيسبوك  طاقة تنويرية للمجتمع.خصوصاً و إن الكتابة و التصميمات و غيرها من فنون النشر لا تكلف ما يتكلفه الكتاب التقليدي في الكتابة أو النشر.
4- أن يتم وضع الفيس بوك كأحد التطبيقات العملية للحياة مع المسيح في كل الموضوعات التي تقدم للنشء في مدارس الأحد و سن المراهقة.فالكنيسة التي تستخدم منجزات العصر في الخدمة الروحية أفضل من الكنيسة التي تبدو خائفة من كل جديد.الفيسبوك يمكن أن يكون أداة لخدمة المسيح و لإنشاء كنائس في العالم الإفتراضي.يمكن أن يكون الفيسبوك أرضاً روحية و عملاً بناءاً فقط لنفكر في تطويعه و ليس إنكاره أو مهاجمته.ليكن هذا الفيسبوك محل حوار مجدى بين الخادم و المخدومين ليناقشوا في نور كلمة المسيح كل المشاكل التي تنتج عن الإستخدام غير المناسب للفيس و كل الإيجابيات التي يمكن أن تتحقق من الفيس. سنجد أن أولادنا أكثر مهارة و تفتحاً و نضجاً منا .سنتعلم منهم كيف يكون الأفضل لأنهم الأفضل منا.الدودة و اليقطينة  كان لهما دور في حياة يونان النبي تماماً كالأشياء الكبيرة مثل الحوت و الريح و الشمس الناصعة.فلنتعلم أن الله يعمل بكل شيء زاحف أو طائر بطئ أو سريع صغير أو كبير.ضعوا الفيسبوك محل الدودة و سيعمل بها الله أيضاً.نظموا مسابقات روحية بإستخدام الفيس لكي ننقيه من الإستخدامات غير اللائقة.إجعلوه وسيلة إفتقاد و تواصل بين المخدومين في زمن المشاغل. لعل الله دبر هذه الوسيلة لكي يفتح باباً جديداً للخدمة.

- أيها الرب الضابط الكل علمنا أن نضبط كل ما نستخدمه ليكون مقدساً و مكرساً لمشيئتك الصالحة في كل شيء.لأننا نجد أموراً جديدة ليست هي جديدة عندك.فأنت العارف بكل شيءالمستحق أن نمجدك بكل شيء.قبل أن يتحكم العالم في أفكارنا علمنا أن نتسلط نحن عليه بأفكارك.فأنت صاحب السيادة و قد أعطيتنا حباً و مسئولية  أن نتسلط على الأرض و ما فيها.ليتك تقدس الأرض و الفضاء فينتشر فيهما نورك و حقك.إمنحنا يا رب حكمة تكريس آلات الأرض لحصادك فلأجل هذا قد أرسلتنا و إخترتنا و نحن لك مسبحين  و بك فرحون.إذا كنا نجد أنفسنا صغاراً قدام أموراً أرضية فكم نحن بالحقيقة صغار قدامك و محتاجون أحضانك لئلا نهوى بدونك.علمنا أن نتلاقى بالروح و نتعارف بالحكمة و نتجمع فى حضورك مستنيرين بك إذ نقصدك أنت في كل حب و نريدك أنت فى كل فكرة و نشتاق لوجودك أنت فى كل علاقة فما نحن إلا لك و ما نحن إلا بك لذلك نحبك يا من إكتنزت لنا فيك بدمك أغلى الأثمان و جعلت لنا قيمة تفوق الأرض و ما فيها و أنت أنت صاحب المجد و صانع الخير كله.

206
المنبر الحر / تعزيات مجيئك
« في: 19:32 22/01/2018  »
تعزيات مجيئك
Oliver كتبها
- كلامك آت.كلما إستدرت وجدتك .تنطق الكلمات و تفسرها.ثم تقدم نفسك بكل إتضاع مثالاً لتنفيذها.لهذا أراك في كلماتك.كتابك مرآة تعكس وجهك.تعكس كثيراً من فكرك.نظتك حين تصوبها نحوى تنمحي الأسرار.تصبح نواياك لي مضيئة.مقاصدك معلنة. لا إجتهاد في وجودك و لا تعب فى إقتناءك ما دمت هكذا متضعاً. أنت آت في إنجيلك.تجعله سطوراً من كيانك.فيكون حين نتلذذ به مثل إتحاد لا يوصف بشخصك.
- وجهك آت.فى كل المناطق أراه.في الصحو و المنام يراني وجهك و أراه.كل النور أنت.وجهك آت للبرية و للمراعي.يشرق وجهك في كل الأنحاء فتستنير أو تخجل منك.وجهك لا وجه يشبهه.حين يصعد بالفكر لنتعلمه نجد وجهك نفسه سراً.تخرج الكلمات منه دون أن يتحرك اللسان.تتكلم بعينيك بأنفك بإبتسامتك أو دمعتك تتكلم بوضوح و تقدم مع الكلمات فهماً لمن يسمع فيسمعك.وجهك هذا فيه كل الأشواق منك و منا.
- عملك آت. لا نترنح بعد بل نستفيق فاليد الحانية تربت علي الظهور المنحنية و تقيمها.عملك ليس في وسط السنين وحده بل في أواخر الدهور قائم.عملك يفسر للناس من أنت.يثبت حباً ما يحتاج إلى برهان,عملك يوحد المتباعدين .يصلح المنكسرين بشفاء لا يخضع لقواعد الأرض أو الطب .عملك لأجل الكنيسة يذهلنا,كيف تقوت كل هذه الجموع الجائعة علي الجبل.ثم تقودها قدامك كقطيع صغير و تدلله.عملك لأجل الأوطان مكشوف.ترتب الأحداث كسطور في قصة.فتأتي مشوقة لأنك كاتبها.ننتظر فيها نهايات كثيرة فقصصك ليست مثل كتاباتنا.قصصك متعددة النوايا و النهايات.فنهاية المتعدين ليست كنهاية الصابرين.نهاية المعاندين ليست كنهاية التائبين.نهايات قصصك ليست محتومة كالقدر لأنك تجعل القارئ لها فاعلاً فيها.يقف مع الأحداث أو ضدها.يقترن بأشخاصها أو يتجاهلهم.يخاطب الناس في سطورها بإسمك لعلهم يعتبرون.ما أجمل قصصك التي أصبحنا فيها أحياء نعيشها و أنت تعلنها.
- يدك آتية. مرفوعة بالنصر حاملة للرفش.فيها ثقوب تكفي لمن فاته حب القلوب.فحب الثقوب أيضاً مغفرة.يدك آتية ترفع أثقالاً ظن الناس أنها راسخة .تبدل أحوالاً مل الناس من تكرارها.يدك آتية بجديد.ما ظنه أحد من قبل.آتية من بعيد و قريب كأنها لأجل أحد بعينه آتية و هكذا الأمر لكل أحد.يدك تجد راحتها في أيادينا و نحن في راحة يدك نسكن.يدك آتية مطمئنة و محاربة و غالبة و حانية.
- حبك آت.بعد أن نسيت الأرض طعم الحب.بعدما تشوهت ألفاظ الحب و تزيفت أفعاله .صار ما في الأرض خمر مغشوش مضاف إليه أهواءاً ليست منك.أسماءاً لم تعلمها.حبك آت ليعيد تعليمنا الحب.إنما بالحب وحده يحيا الإنسان ليس علي الأرض فقط بل في السماء إلى الأبد.لهذا حبك آت.لينقذ البشر من قساوة و غشاوة و يتذوق من حبك طعم الحياة.حبك آت لبلاد لم تفتح للحب باباً.و لشعوب تنكر أنك محبة.حبك آت كي يخلص المخدوعين بقوتهم فالنصرة بالحب أعظم و ليس منها خسائر لجميع الأطراف..
- كُلك آت.فلك كلك نشتاق.أنت تعرف هذا لذلك تأت لمنتظريك.كلك آت لأنه ليس إعلان بعد بل لقاء وجهاً وجه.كلك آت كي نحتضنك كما إحتضنتنا من قبل أن نعرفك.كلك جميل لذا تأت كلك لنأخذ جمالاً نحن الذين لم نعرف الجمال من غيرك.كلك آت فليس لنا تعويضات شافية كافية إلا بشخصك الكامل.
- أيها الآت ها أنا لك.مشتاق لك أكثر من معرفتي بنفسي.نسيت الوجوه كي يشرق لي نور وجهك.نسيت الكلام كي آخذ منك ما أقول.نسيت الحياة فلا حياة إلا فيك.أيها الآتى كأنه لي أنا وحدي.تعال لكل شعبك.تعال لكل طالبيك.لكل المشتاقين إليك.تعال أيها الآت ليتأكد الجميع أن مجيئك لنا لا يعني نهايتنا بل بدايتنا.لا يعني موتنا بل حياتنا.لا يعني أن السطر الأخير بدأ لكن السطر الأول بدأ.أيها الآت تعال أمكث معي هنا.لكي أعيد كل شيء في حضورك.أفكر من جديد و أصلي من جديد و أقرأ ما تقول من جديد.تعال فأكن جديداً كما تريدني.مجيئك يحيني و يجددني. تأتي فأسترد كل ما فقدت و أفقد كل ما كان ليس لي.تعال لأعيد صياغة النظرات و الأحلام و أبدأ الأيام.تعال فآخذ منك رسالتي و يرتاح قلبى بعد حرمان. تعال فتتغير الدنيا لي.أفرح كما لم أتذوق فرحاً من قبل.تعال بتعزياتك فما أجمل تعزيات مجيئك.تعال فأسبح دوماً مع القائلين مبارك الآتي بإسم الرب..

207
المنبر الحر / نور أشرق في البرية
« في: 21:26 18/01/2018  »
نور أشرق في البرية
Oliver كتبها

 - سر إختيار البرية للإعلان الإلهي: فى البرية عاش المعمدان .صوت صارخ في البرية. كأنه يعبد بدل شعب إسرائيل الذى خرج من مصر وتذمر في البرية مع أن موسي أخبر بكلام الرب لفرعون بقوله: أطلق شعبي ليعبدوني  في البرية خر7: 16 لكن الشعب خرج و ما عبد. لذلك كان صوت يوحنا صارخ هناك ليفزع الحية أحيل حيوانات البرية تك3: 1.ترأست الحية  على الناس و أفعالها حولت الضمائر إلى حجارة .سكن الناس البرية و سكنت البرية القلوب .صاروا يشبهون ما تعيشه من خواء و قساوة لذلك ذهب  الرب يسوع إليها هناك ليقتنص الناس من أرض التيه المرير.
- - البرية فارغة من الحياة.ترسم لنا صورة الخضوع لقساوة الطبيعة.جاء المعمدان رمزاً نقرأه و نتعلم منه كم قست الأرض  و رئيسها إبليس علي الناس.لهذا كان يوحنا بملبسه و طعامه يمثل ما وصلنا إليه من خضوع لقسوة الطبيعة.يلبس في الصحراء وبر الإبل.يشتعل جسده  بوبر الإبل من آلام الحر و البرد.فالأرض صارت هدامة قتالة كإبليس.لأنها إكتست باللعنة تك3: 17.و الإبل كانت طعاما محرما بالشريعة.فلبس يوحنا وَبَرَها ليذكر البشر بأننا صرنا نعيش متعدين للناموس في الظاهر و الباطن.و علي حقويه منطقة من جلد لأنه يذكرنا بعمل الله لخلاصنا الذى ألبس أبوينا أقمصة من جلد.فالله يعمل في البرية و يحولها مراع خضر.لذا لبس المنطقة فصار يمثل البشر في بريتهم و يمثل الله في خلاصه.يقتات الجراد الذى قدمته البرية للبشر بسخاء. الجراد يأكل خيرات الأرض و يحولها إلي برية.لهذا أكل يوحنا الجراد فصار في جوفه صانع البراري  لأن البرية كانت داخلنا فلم يكن فينا خير أو صلاح. و كما لبس منطقة من جلد ليمثل خلاص الله أيضاً أكل عسلاً برياً ليذكرنا أن الذى يخرج من الآكل أكلا و من الجافي حلاوة هو علي وشك الوصول لأرض المعركة في البرية. كان الجراد في البرية معظم البشر و لكن العسل كان قليلاً لأنه رمز الأنبياء.أكل يوحنا الجراد لأن الضربات لفحت البشرية لفسادها.أكل يوحنا عسلاً برياً لأن الرب لا يترك نفسه بلا شاهد و لا يترك شعبه للجراد.عسل العالم ممزوج بالجراد و عسل المسيح يؤكل بالزبدة أي بالنعمة نقتني حلاوة المسيح في حياتنا..
- كان يوحنا بالجسد في البرية و بالنعمة كائناً سمائياً, كان طعام يوحنا هو ما يجده .لا يد له في الإختيار.هكذا كنا مستعبدين للأرض.أما طعام المسيح فمختلف.إذ كان طعامه  زبداً و عسلاً .إش7: 15.فالزبد منتج من حيوانات الرعي.كذلك لم يكن عسل المسيح برياً بل عسل المراعي فالمسيح أنتج طعامه و لم يدع الطبيعة تتسلط عليه و تقطر عطاءها له. لأنه الراعي الذى  تجسد ليرعي و يقدمنا بالنعمة كالشهد لأبيه الصالح.لقد كانت مشيئة الآب في خلاصنا هي طعام المسيح..
-  - صوت صارخ في البرية يقابله صوت قادم من السماء.بين الصوتين لغة مشتركة.فالمعمدان أناب عن البشر في الشهادة لإبن الله و الآب أناب عن السماء ليشهد لإبنه الوحيد.يوحنا يمثل البشرية التي ذهبت بعيداً و المسيح يسعي وراءنا في البرية يلاطفنا كما قيل : لكن هانذا أتملقها وأذهب بها إلى البرية وألاطفها .. " (هو 2 : 14).المعمدان يكرز و المسيح يخلص.المعمدان وقف علي الشاطئ و المسيح نزل إلى عمق النهر و الأرض و الجحيم و قام و صعد و شهد له الروح القدس بسلام.
- - المعمدان يكرز بالتوبة و المسيح يغفر الخطايا.المعمدان لا يجرؤ أن يحمل حذاء المسيح و المسيح يحمل في يده صولجان الدينونة الرفش الذى يقذف به التبن للمحرقة.المعمدان  نبي عظيم قد شرف جنسنا بلغته الرقيقة المهذبة و تواضعه  قدام أحد الثلاثة أقانيم .من له المسيح كالمعمدان له الروح القدس و الآب.فالثالوث لا ينحسر و لا ينقسم .يوجد بأقانيمه معاً من غير إنفصال أو تداخل.لهذا إستحق المعمدان أن يخاطبه الروح القدس ثم يراه متشكلاً علي هيئة حمامة.إستحق أن يسمع صوت الآب و هو يضع علي رأس الإبن يده.يا صديق الثالوث يا صديق العريس يا صديق الحق و الشجاعة كن صديقي.
- - هتف داود بالوحي قائلاً إقبلوا الإبن لئلا يغضب الرب الآب.فالبشرية كانت تعرف الله و حان الآن أوان أن تعرف ألله بأقانيمه.إقبلوا الإبن أي إقبلوا الثالوث.فعدم الإيمان بالثالوث يغضب الله.نحن في زمن معرفة الثالوث و الحياة بالثالوث و الشهادة للثالوث.فكما شهد الثالوث لنفسه في البرية يجب أن نشهد له لأنه ضمنا لنفسه بالإتحاد به.كل من يؤمن بالله و ينكر الثالوث يقع تحت غضب الرب.
- الآب يشير علي الإبن هذا هو إبني و الروح القدس  يشير علي الإبن هذا هو محبتي و حكمتي و مجدي و الإبن يأخذ كل هذا لنا لكي تصير لشركتنا معه مكاسبها اللا موصوفة.رنمت الأقانيم  نشيدها في البرية عند نهر الأردن لنا لكي نسترد الوجود و الحياة و نستمد الميلاد الفوقاني من هنا من لحظة صعود المسيح من مياه الأردن.فكل معموديات العالم تأخذ من معمودية المسيح و تتحد.
- لنفرح بإعلان الثالوث فما أحوجنا لهذه المعرفة المقربة من طبيعة الله لأنه لما أخذ طبيعتنا أراد لنا أن نفهم طبيعته فأعلن ثالوثه عند النهر لكي مع مياه الأردن يسرى الإيمان و لا يقف.لهذا نأخذ إسم المسيح لنا بالروح و المياه معاً.بالمحبة نتعمق في المعرفة الإلهية.كلما إتضعنا كلما أخذنا موقعاً أكثر قرباً لنتأمل منه في أسرار الثالوث.الثالوث لا يستعلن لأحد إلا بعد قبول المسيح لأن الذين لم يقبلوه هم أبناء الغضب.لهذا أنسكب قدامك يا ثالوثنا الأعظم.أقبلك بأقانيمك الأعظم و الأقدس. أخضع لرئاسة الآب فيك  فيضبطني فيما يضبط الكل,أخضع لمجد الإبن فيك فأنال من حنانه مجداً لأكون إبنا لمجد المسيح.أقبل الروح القدس فيك فيسكنني كما هو بفرح و همة.لأكون منه و به فاعلاً في ملكوتك .آخذك معلَناً يا ثالوثنا الأقدس فأنت إله لا يخفي نفسه عن الصغار.نشتاق نحن الصغار أن نأخذك و تأخذنا.


208
المنبر الحر / نعم تتزعزع الكنائس
« في: 20:36 16/01/2018  »
نعم تتزعزع الكنائس
Oliver كتبها
- وعود الله أكيدة كلها و بعضها مرتبط بشروط لكي يتحقق الوعد .أشهر و أول وصية بشرط هي: أكرم أباك و أمك مقابل وعد أكيد (تطول أيامك على الأرض).خر20: 12.قيلت الآية بأكملها (الشرط و الوعد) مرتين ثم تكررت الآية أكرم أباك و أمك ستة مرات بدون الحاجة إلى تكرار الوعد بعد أن أصبح راسخاً.لكن لا أحد يختلف أن الوعد بطول الأيام موجود طالما كانت الوصية عن إكرام الأب و الأم.حتي لو لم يذكر الوعد في كل مرة أو لم يذكر الشرط في كل مرة.هنا تحقق المفهوم.أي رسوخ المعني بكل أبعاده.تعالوا نتحقق من مفهوم آخر مهم جداً يردده  بعضنا أحيانا بدون تدقيق أو إنتباه لقصد الله في وعده.
 - كلما تعرضت الكنيسة للتجارب نردد كلنا بطرق مختلفة وعود الله المطمئنة الأكيدة مثل أن الكنيسة لا تقوي عليها أبواب الجحيم وأنها لا تتزعزع. و أنها مبنية علي الصخر.لا يمكن أن تضعف أو تفتر أو تنهدم .نشجع بعضنا بوعود الله و نستمد السلام في الأزمات من وعوده هذا ما نفعله و هو ما يعكس ثقة يحبها فينا المسيح و صلاة يتدخل بسببها فقط نحتاج أن ننتبه.هل هذه وعود مطلقة أم مشروطة أيضاً.
- - الوعود للمؤمنين و ليست للحوائط: ليست الكنيسة المبانى التي أبواب الجحيم لا تقوي عليها؟. بل المؤمنون أنفسهم هم المقصودين بهذا الوعد. السيد المسيح له المجد بني كنيسة روحية مؤسسة علي شخصه المجيد, علي صخرة الإيمان به. مثل إيمان بطرس الرسول الذى أعلنه بإرشاد إلهى  أن المسيح هو إبن الله الحى.هذا الإيمان هو الصخرة التي تغلق عنا أبواب الجحيم أو أبواب الموت الأبدي.فلم يكن الكلام عن كنيسة أو كاتدرئية أو دير أو طائفة أو مذهب بل عن نفوس المؤمنين بلاهوت السيد المسيح الإله المتجسد. المباني ليس لها إيمان بل المؤمنين.المباني لا يتعرض إيمانها لغربلة الشيطان بل المؤمنين .الذين مثل بطرس يتعرضون لغربلة الشيطان.فيطلب المسيح من الآب عنا كي لا يفني إيماننا لو22: 31. إذن نفهم من كلام الرب أنه يوجد إحتمال لفناء إيماننا و هو إحتمال لا يوقف حدوثه إلا وساطة الرب يسوع لأجلنا.ننتبه فإيماننا ليس بعيداً عن التجارب و بقاؤه راسخاً يتوقف علي تمسكنا بالمسيح نحن الكنيسة و ليس المبني. المسيح وسيط لأجل المؤمنين بلاهوته أما الكنائس التي لا تؤمن بلاهوته كشهود يهوه و السبتيين فهؤلاء إيمانهم فاني.
-- الكنيسة اللحمية و الكنيسة الحجرية:  لنحترس من الخلط بين الكنيسة الحجرية كمبني و هو مجرد إسم لها يميزها عن غيرها و الكنيسة اللحمية التي هي المؤمنين بالرب يسوع و هو المعني الأصيل الحقيقي الإنجيلي للكنيسة. حين نأخذ الوعد بحفظ الكنيسة كشعب و ننسبه للكنيسة كمبني نكون قد أخطأنا المفهوم و خالفنا قصد الله..فما أكثر مبانى  الكنائس التي قويت عليها أبواب الجحيم و بادت بأكملها من علي كوكب الأرض.فليقل لنا أحد كيف باد هيكل الرب الذى بناه سليمان و الذى جدده حجي النبي ثم هيرودس الملك ؟ ألم يتهاوي و لم يبق حجر علي حجر فيه؟الهيكل ترك الرب و صار مغارة لصوص فتركه الرب للخراب. لماذا قويت أبواب الجحيم علي كنائس الصحراء العربية التي تشمل كل دول الخليج.لأنها ببساطة باعت مسيحها. توجد أديرة في الغرب أشبه بالكانتونات ليس لها إنجيل بل عندها لائحة بشرية من يلتزم بها يبق في الدير و يتزوج كما يشاء و ينجب و يعيش أولاده في نفس الدير المهم ألا يخرج أحد عن هذه اللائحة؟ألا تتزعزع هذه الأديرة؟ بل ستنحل و تتلاشى.فلا يجب أن نكرر باطلاً أن أبواب الجحيم لن تقوي عليها.بل يجب أن نعرف شروط وعد الرب في حفظ نفوسنا ككنيسة و ليس في حفظ المباني الكنسية. سيأت يوم و تذوب محترقة كل مباني الأرض بما فيها الكنائس فليس لنا هنا مدينة باقية.
- كنائس إبن الهلاك: الرب يسوع يحفظ كنيسته أى أولاده من الهلاك لكن من ينفصل عن المسيح و يتغرب عنه حتي النهاية يهلك.لهذا ننتبه لهذه الآية: بقوله له المجد حين كنت معهم في العالم كنت احفظهم في اسمك. الذين اعطيتني حفظتهم، ولم يهلك منهم احد الا ابن الهلاك ليتم الكتاب يو7: 12.إذن هناك من حفظهم في إسمه و هناك من صار إبن للهلاك.هذا ما يقال علي الكنائس أيضاً. مثل كنائس المثليين و كنائس بلا عقيدة تقبل كل الأديان حتي التي تنكر المسيح و كنائس ليست كنائس لكنها تنتحل الإسم وحده. صارت ملايين الكنائس لشهود يهوه التي تنكر لاهوت المسيح فهل هذه تستطيع أن تقول أن أبواب الجحيم لن تقوي عليها؟ بل هي ذاتها صارت أبواباً للجحيم.الذين فيها إما مخدوعون أو متكبرون لا يقبلون الإيمان الصحيح.فلنصلي عنهم  و نخدمهم لأنها مسئولية وضعت علي عاتقنا أن نصير نور العالم.صارت كنائس تسمي نفسها لاطائفية بلا هوية و لا إيمان مع أن الإيمان شرط لإرضاء الله عب11: 6.هذه كلها كنائس  إبن الهلاك .لا يحفظها الرب و يتركها فتتزعزع.لهذا نصلي كي لا نتزعزع.فليس الأمر يحدث تلقائيا من غير دور بشري.كما هو مكتوب : لأنه تعلق بي فأنجيه.أرفعه لأنه عرف إسمى. علينا دور نؤديه و الرب يقوم بمسئوليته عنا أكثر مما نسأل أو نفتكر.
لماذا تتزعزع الكنائس: لو تهاوننا في علاقتنا بالله بالتراخي و البرودة الروحية تتزعزع الكنيسة. أكرر لكم خائفاً نعم تتزعزع  الكنائس التي تتغافل بمؤمنيها و هذا ما حدث في عصور كثيرة سميت بالمظلمة.حدثت في مصر في القرون من الثالث عشر حتي السادس عشر و حدثت في أوروبا في العصور الوسطي و تحدث الآن مجدداً في بلاد نطلق عليها مسيحية و الإلحاد فيها غالب. نقف كثيرا قدام تهديد الرب لكنيسة أفسس بسبب أن قادتها تركوا محبتهم الأولي فيتوعد أن يزحزح أى يهدم منارتها لأن المنارة لو تحركت تنهدم رؤ6.المسيح يتمشي ممسكاً السبعة منارات في يمينه لكنه في لحظة ما قد يقرر أن يزحزح منارة منها لأنها قبلت أن تستغني عنه.إذن تمسكنا بالمحبة الأولي للرب القدوس ينجينا من زحزحة المنارات.فليس الوعد بحفظ المنارات مطلق.تتزحزح المنارات فقط من الإنحراف الجماعي للكنيسة أما الإنحراف الشخصي فله تأديب و عقاب لا يسري علي كل جماعة المؤمنين.يحدث الإنحراف الجماعي بالهرطقات و هو إنحراف الإيمان كما يحدث بالإنقسامات و هو إنحراف المحبة لأن كل مملكة منقسمة علي ذاتها تخرب حتي لو كانت كنيسة.إهربوا من الخصومات لأنها تشق جدار المحبة من أعلاه إلى أدناه.تصالحوا فالإنقسامات كالزلزال تحطم الكنائس.و التحزبات كالطوفان تجرف ثمار النعمة و تدوسها بغير حساب.أحبوا أحبوا الجميع فتنبني الكنيسة كالجبل بغير تهديد.لنعد إلى المحبة الأولي.يوم كان مسيحنا معشوق النفس و الجسد و الروح.إن عدنا عادت كنائسنا سماء.
- نحن.الذين بالروح القدس صرنا هياكل الله و روح الله ساكن فينا 1 كو 3 : 16 لا نتزعزع طالما يسكننا الروح القدس و نسكنه.يقودنا و نتبعه.يمشينا علي مرتفعات فنتهلل تحت يده العالية.لنفرح بوعود الرب يسوع الأمينة الأكيدة لكن لنلتزم أيضاً بما يجب أن نعمله حسب كلمة الرب.ناظرين الذين ظنوا أنهم أولاد إبراهيم كيف لم يستمتعوا بمجد إبراهيم.أما الذين قبلوا المسيح مؤمنين بإسمه جعلهم كنيسة مجيدة بلا عيب فيها أو شبهة ضعف.يا رب الكنيسة و عريسها لنكن جسدك فأنت رأس الجسد .لتكن لنا كل وعودك متكلين ليس علي برنا بل علي وساطتك غير المحدودة قدام أبيك الصالح,


209
توأم الروح داود و يوناثان
Oliver كتبها
- كان شاول الملك يحارب بكل الرجال.أقسم أن لا يمد أحد يده إلى طعام أو شراب حتي ينتقم من أعداءه.كان إبنه يوناثان الحلو يصارع وحده لأجل شعب الرب و معه حامل سلاحه.لم يسمع أن ابيه أقسم ألا يتذوق أحد طعاماً أو يشرب ماءا حتي ينتصر..إنتصر الشعب بيوناثان المتعب الذى صارع وحده و غلب. وجد شهداً مد عصاه و تذوقه فلمعت عيناه الجميلتان. صار يوناثان تحت حكم الموت بأمر أبيه فإفتداه الشعب لأنه أحبه.1صم13: 45.محبوب الشعب هو.يوناثان بالحب إنتصر و بالحب عاش و ملك ليس علي عرش أبيه شاول بل علي قلوب شعب المملكة بأسرها.يوناثان إبن الشهد هو.محبوب المحاربين كما الرعاة.جميلة يا عيني يوناثان أحب عينيك اللتان تشفقان ترحمان.تعرفان أين تجد الشهد و النصرة و أين ينمو الحب و يزدهر.أحب روحك التي تميل لمن يعرف الحب و التسبيح.أحبك كما أحبك داود.يوناثان الحلو في معركته الغالبة رمزاً حياً للمسيح.
- ليس في يوناثان صفات أبيه.خرج يوناثان من أحكام الجسد إلى سلطان روح المحبة.لم يرث من شاول غيظه فهو حامل للحب يرفض الحقد.إبن الملك لا يشته أن يرث عرش أبيه.لهذا تأهل للعرش العلوى.أحبك يا من رفعك الحب على عرش إلهي. ما أن علم يوناثان أن صموئيل النبي مسح داود ملكا بدلا من أبيه.تفوق يوناثان على نزعات الذات فأتقن بذل الذات لهذا لم يغتاظ و لا تذمر.توائم الروح لا تحكمها المكاسب و لا تنهيها الخسائر.لا يتصارعون علي شيء مهما غلا و علا. يوناثان المغلوب من الحب.تأسره وداعة داود. يرفض قساوة أبيه شاول هذه التي  بسببها ناح صموئيل النبي و الرب لم يسمع له 1صم16: 1.
- داود مرنم إسرائيل الحلو.مزماره في يده و مزاميره الموحاة في قلبه, ذهب إلى عدوه يصلي لأجله لأن روح ردئ يتملكه.ما أجملك يا شهي الروح إذ تخصص كلمات الله علي شفتيك لأجل من يريد مصرعك.الحب يغلبك كما فعل بيوناثان لذلك إجتمعت أرواحكما.جمعكما الحب كما جمع روحين لإيليا علي إليشع.بأجمل ما عندك صليت لمن إختصمك أنت هدية لحبيبك يوناثان. يراك و أنت تترنم فتنطبع كلماتك على شفتيه.يأخذ منك و يتكلم و أنت من الله تأخذ و تترنم.صرتما جوقة سمائية و أنتما بالجسد غريبين.تجمعكما و توطد محبتكما أحداث حتي صرتما معاً فوق كل الأحداث زاهدين الأرض بما فيها.1صم16: 23.
- وقف داود بالإيمان وغلب جليات فكأن نصرته مهراً لتوأمه الروحي يوناثان فتعلق به .كلاهما أحب الآخر كنفسه. صارا نموذجاً لمحبة السمائيين.القادم من إنتصار علي الدب ملك الضربات و الأسد ملك القفزات ثم جليات الماهر في الطعنات هو الذى يستطيع أن يتقن الحب.فمن يجتاز المحن يرق قلبه.يرى المحبين مغنمه.يزهد الصراعات و يرتكن بقوة إيمان إلى سلام الله الذى ينسيه الحروب القديمة فلا تعد تذكاراً للموت بل برهاناً للحب.جمعت لغة الحب بين رجلي الله البارين.فقطعا عهداً للحب معاً1صم18: 3.خلع داود جبة الملك و سلاح الملك و منطقته و قوسه و أعطي الكل ليوناثان فورث يوناثان بالحب ما لم يرثه بالجسد من أبيه.فالحب سخاء.
-بالحب  أقسم يوناثان لداود أنه و لا الموت يفرق بينهما. كان القسم صلاة. 1صم20: 3. فالرب بين داود و توأمه يغذيهما بالنعمة و نقاوة الحب.فلما جاء الإختبار للقسم قبل يوناثان تصويب طعنة شاول لقلبه بدلاً من داود 1 صم20: 33.هذا هو الحب نعيشه و يعيشنا.يسكننا فنسكنه و يصير سلاماً. الحب أن تصير ذات غيري ذاتي.فأعيش لها وأكشف لها حبى غير عابىء بما ينتويه شاول و سيفه.فما سمعنا يوماً أن السيف قتل الحب.فيا توأم روحي أحبك حب يوناثان لداود.الطعنات لا تقتل الروح فإطمئن عني.
- دمعت عينا يوناثان لأجل حبيبه داود.لم ينم ليلتين و لم يأكل.1صم20: 35.كيف يرتاح و قلبه يحدثه أن توأمه متعب.إنهما بالحب يعيشا الألم معاً.صارا يتباريان في بذل كل منهما للأخر بغير ملل أو حساب. جاء الغدر و طعن يوناثان و شاول معاً.علم داود فلم يشمت في خصمه , سكب مزموره مرثية لأجل يوناثان و شاول.كانت محبته تأخذه حيث تسكن أعظم الكلمات السمائية.فصار قلب داود حسب قلب الرب أع13: 22.نعم الحب الذى يتساوي فيه شاول خصمه مع يوناثان حبيبه في المرثية شبيه بحب الله لخلاص الجميع.2صم1: 17.لم ينشد داود نشيده فحسب بل أمر شعب يهوذا (شعب المسيح) أن يتعلم نشيد القوس2صم1: 18.إنه نشيد الحب.
-أحبك يا صديق الروح و توأمى.كلما إلتقينا قابلت قلبك.شامخ في الحب أنت.تأخذ أتعابي لك و تفر. و أنا أضع مزاميري لأجل أتعابك كى تزول.يا من تذهب لأجلي  بعيداً ثم تأتيني بقلبك المتسع.صورة المسيح أنت.يوناثان هنا يحب حتي يموت عني.المسيح هنا يُعلم يوناثان و داود الحب قبل و بعد الموت. أنا في الصلاة أذكرك.أخفي عهدي في يدي الله.سأبقي لنسلك في الأرض أخدم.هكذا عهد داود لبني يوناثان.ذلك لأن الحب مثل الميراث لا ينقطع.لهذا لا تقولوا مات داود و لا مات يوناثان فهذه التوائم الروحية لا تموت.المحبون بنقاوة في حياتهما لا يفترقون بالموت.يا بنات أورشليم تجملن بهذا الحب.يا رجال الله خذوا من هؤلاء التوائم رفقاء حياة.لنتعلم كيف صار أنبا بولا للقديس أنطونيوس.كيف صار يوحنا ذهبي الفم و أوليمبياس تلميذته. كيف صار مارمينا للبابا كيرلس. توأمة الروح تغلب المسافات و الأزمنة.صادقوا هؤلاء فالمكسب في الحب ما دام المسيح يضبطه.محبتك لي أعجب من محبة النساء لأنك قلب الرب مشتمل شفقة و إتساعاً.سبقتني نحو المرتفعات و أنا أتبعك.يا إله يوناثان و داود معاً أنشر هذا الحب و هذه الصداقة و هذه التوأمة في جسد كنيستك فتلتئم جروحها.تذوب الذات فيتسلم جيل من جيل شوامخ المحبة.علمنا ألا نخش الحب و إعلانه بل نخش الغدر و خزيانه.صداقاتنا تعاني الندرة و سخاءك يحييها.فإصنع لنا ملايين النماذج من داود و يوناثان.لأن قلة المحبة غربة عنك و عن الكنيسة بمن فيها لكن المحبة تأخذنا حتي نري الملكوت و نتعلم اسراره.لأجل شخصك الكائن في قلب يوحنا الذى تحبه نرجو و نتوسل.نريد روح المحبة  الإلهية يغلب و يزين علاقاتنا بجمال لا يدركه غير الذين يتلذذون بالحب منك و معك و فيك .

210
الأبرار أطفال بيت لحم
Oliver كتبها
 - شهداء بيت لحم العناقيد الأولي في الكرمة الحقيقية ربنا يسوع المسيح.الذين صاروا باكورة.جاءوا كما تطلع أول التباشير في حقل البسطاء.صاروا شهودا من غير كلمة أو معرفة أو كرازة.لقد إختارهم الروح للمسيح فصاروا مدافعين بالدم لا بالكلام.بالحياة القصيرة تحوطوا حول الطفل يسوع كستار .لأنه في كل مرحلة لتجسده و بعد صعوده صار له شهوداً.في أسبوعه الأول صار الشيخ سمعان أول شاهدا له. بعدما رأي الدم النازف بسبب ختان الصبي فكان مشهد خلاص كما الذى علي الصليب .أطلق الرب عبده بسلام و غاب سمعان في سحابة الخلاص في طفولته كان أطفال بيت لحم شهوداً للطفل الإلهي.في عامه الثاني دخل جنود هيرودس كل بيت متسائلين.أين هو المولود ملك اليهود.فصارت كرازة غير مقصودة في كل بيت و مكان تقدم إسم المولود الصغير في بيت لحم إسماً عظيماً مهيباً له مستقبل يخشي منه الملك و جنده. في بداية خدمته أتمم البار المعمدان شهادته.ثم بعد قيامته صار كل تلاميذه شهداء إلا يوحنا الحبيب,سيبقي من جيل إلي جيل يشهد للمسيح بالحياة و الموت من جميع الأعمار في كل أمة و قبيلة و لسان.كان التجسد هو الدرس الأول الإلهي للحب و صار شهداء بيت لحم الدرس الأول البشري للحب و نحن تلاميذ الدرس الأول.
- حين تنبأ إرميا النبي عن شهداء بيت لحم كانت راحيل زوجة يعقوب وسط النبوة.لأن قبرها في بيت لحم.رأت في قبرها الأطفال يذبحون فتألمت و لم تتعزي,ثم سمعت في نهاية النبوة قول الرب (سيعرفونني من صغيرهم إلي كبيرهم لأني أصفح عن إثمهم) إر31:31 فتعزت راحيل.تعزينا معها لأن المسيح قال عنهم (يوجد رجاء لآخرتك) لإر31: 17.صار الرجاء حين رأينا آخرتهم.
- كان أول إحتفال بهؤلاء الأبرار عام 485 في الدولة الرومانية.و لهم تراتيل و مدائح و إبصاليات في الكنائس الكلدانية و السريانية و الأرمينية و اليونانية.تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية يوم 29 ديسمبر 3 طوبة و تحتفل الكنيسة الكاثوليكية قبلها بيوم بعيد شهداء بيت لحم 28 ديسمبر و تسميه عيد الأبرار القديسين.ولا تختلف في أن هؤلاء الأطهار هم الذين رآهم يوحنا الرائي لم يتنجسوا و تأهلوا لمعرفة ترنيمة الخروف رؤ14: 4. حين صار المسيح طفلاً لم يجد حوله أطفالاً بل صراخ و عويل و أمهات مكلومة فحمل الطفل آلامهم وسط الأقمطة.مصلوباً في المزود.البعض يستهدف قتله و البعض مات لأجله و هو يمهد للجميع خلاصه.
- صار جدل في عصور متعددة حول أحقية إعتبار هؤلاء الأطفال المذبوحين شهداءاً.الأول بسبب أنهم لم يعيشوا فضيلة أو إيمان يستشهدون لأجله و الثاني أنهم لم يقدموا أنفسهم بحرية إرادتهم للموت.إستمرت هذه السفسطة طويلاً في عصور تحجرت فيها الأفكار حتي جاء تعريف القديس توما الإكويني للإستشهاد أنه موت لأجل المسيح . التعريف الذى أنهي الجدل.القديس أغسطينوس قال هؤلاء الأطفال لم يموتوا فقط للمسيح بل بدلا من المسيح فكم نعظمهم.من هذين القديسين توما الإكويني و أوغسطينوس نشأ تعبير معمودية الدم.و تعبير آخر و هو المعمودية بالنية.أي أنهم لو عاشوا كانوا سيعتمدون بحسب ما ير الله في نواياهم.
- صار جدل حول أعداد شهداء بيت لحم.يدعي بعض المؤرخين أن شهداء قرية بيت لحم لا يمكن أن يصل عددهم إلي مئة أربعة و أربعون ألفا  من قرية صغيرة كبيت لحم كما نعتقد .لكن بالنظر إلى خوف هيرودس فإنه بالتأكيد وسع رقعة البحث عن الصبي لتشمل مساره من وقت الإكتتاب حتي وقت مجئ المجوس الذين عرف منهم هيرودس بميلاد ملك اليهود.فلا أظن أن الشهداء جميعهم من بيت لحم لكنهم نسبوا إلي بيت لحم لأنهم من أجل المولود في بيت لحم قد ذبحوا.الأهم من هذا أن الوحي سماهم  باكورة لله و للخروف ما يعني أنهم أول شهداء لأنهم باكورة لذلك تسميهم الكنيسة اليونانية في تذاكية أنهم العناقيد الأولي .مما يؤكد أن الكلام هو عنهم و بالتالي العدد المذكور يخصهم.رؤ14: 4. الآن المسيح علي المذبح يفرح برؤية أطفالكم تحيط به و تسبح .ضعوا أطفالكم شمامسة قدام المذبح لأن لمثل هؤلاء تجسد الإبن و ذبح لخلاصنا.
-إن أصعب مشهد أن يموت طفل قدامك و الأصعب منه أن ينذبح بين يديك.من يومها صار تقديم الشهداء يصاحبه صلابة إيمان و شعور يفوق طاقة الإنسان .كان شهداء بيت لحم جرعة إلهية مناعية لنا لإحتمال كل أنواع الظلم و الإضطهادات.لذا يندهش العالم حين يسمع عن أم لشهيد تصلي لأجل قاتل إبنها أو إبنتها.و أب يحتضن قاتل إبنه الوحيد صافحاً عنه.هذه كلها قوة إلهية أخذناها من الروح القدس نتفوق بها علي طاقتنا البشرية و و نكون بنور الروح مدينة موضوعة علي جبل لا يمكن أن تختفي عن الأنظار.فيمجد الناس مسيحناصانع المدن المنيرة و يتعجبون قائلين ما هؤلاء المسيحيين ما طبيعتهم؟ كيف يقابلون الشر بالحب و المغفرة؟ أهؤلاء بشر مثلنا؟ هؤلاء المسيحيون هم  تلاميذ الدرس الأول لشهداء بيت لحم.و دورس كثيرة متواصلة جعلتنا بالمسيح فوق قمة العالم.
- أيها الأبرار الكاملين في الروح صغار السن في الجسد.لم  تلحقوا رؤية المسيح المتضع في المزود لكنكم سبقتم لرؤيته جالساً علي عرشه يمنحكم تيجان النور و أبدية الوجود.إحتفظ لكم ببراءة طفولتكم فصرتم إبتسامة للسمائيين و نفوساً أقرب للملائكة.ترأستم و أنتم الصغار علي القادمين مكسوين بدماء الإستشهاد.صار الأطفال معلمين في طريق لم يخبرهم الكبار بها.أنتم درس للبشرية كي لا تستهين بالطفولة.لأن الرب كرز بطفولتكم قبلما يكرز بشبابه.طوباكم فقد صنع الرب بكم بشارة في كل بيت برغم عويل و نواح الأرضيين.تعزت راحيل و تعزينا لأن يوحنا الرائي قد أخبرنا أنهم في السماء يرتلون.بتوليون هم لم تقربهم أدناس الأرض.عاشوا كاملين في طفولتهم و صاروا كاملين في أبديتهم.طوباكم يا تعلمتم ترنيمة الخروف.لأن ترنيمته الموت عنا و أنتم متم عنه فكنتم في الترنيمة بل أول أبياتها.طوباكم لأن نصيبكم سبق أنصبة الكبار.تدللتم كالأطفال من الطفل الإلهي فرأي أن يميزكم بالسبق و صرتم العناقيد الأولي.حجر الزاوية رأي أن يستخدم الحصى الصغير في بناء شعبه فإختاركم فإذا أنتم اللآلئ التي تزين الأبواب فوق.
أشتاق أن أسكن تحت المذبح . أنتظرك هناك حتي تاتي بحقي ليس من الناس فإنني لهم أغفر و اصلي لكن من إبليس الذى آذاني مثل هيرودس.خذ لي حقي لكن قبل هذا كله خذني لأكون لك من كل إنشغال عنك .الأرض مليئة بنفس عويل بيت لحم مع أنك مولود ليكن للناس المسرة.خذني للمسرة مسرتك.للفرح الذى هو فرحك.للمجد الذى هو فوق.لأكون مع البتوليين أتعلم و أترنم.فإنك يا طفل المزود حبيب الكل الصغار قبل الكبار جميعهم يمجدونك.

211
نعم سنفهم فيما بعد
Oliver كتبها
- السيد المسيح له المجد قال هذه العبارة لسمعان بطرس تلميذه لما خجل من أن يغسل المسيح قدميه أجاب يسوع وقال له:«لست تعلم انت الان ما انا اصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد يو13: 7.و لهدذ الآية معاني جميلة معزية بعضها يتعلق بمراحل ستأت في حياتنا الأرضية سنفهم فيها ما لم نفهمه في وقت سابق و بعضها يتعلق بالأبدية لكنها عبارة مختصرة و جامعة: الأن لا نعرف . بالعقل المتأثر بالأرض لا نعرف لكننا سنفهم فيما بعد حين نقتني السماوي .الرب يسوع وضع المفهوم كاملاً في واحدة من آياته الذهبية.
--عشرة الثالوث ما أحلاها.في البدء كان الثالوث الأقدس وحده قبل كل الخليقة.لم نعرف ماذا كان وقتها و لا كيف.لكننا سنعرف و سنفهم هذا الإله العجيب بأقانيمه الثلاثة.سيحكي لنا كصديق كما يحكي الأب لأبناءه عما كان قبل وجودهم.حين كان وحده حين لم تكن خليقة بل الخالق وحده لا سواه.لا يمكن إقتناء معرفة كهذه علي الأرض لسبب محدودية القلب و العقل الروحي لو8: 10.إنها أعماق يحجبها الجسد الترابى لكننا سنفهمها لما نأخذ الجسد السماوى. سنعرف  لنمجد الله لمن خلق هذه الوردة و هذا الطائر و تلك السمكة و الحيوان حين كان يصنع لنا الخليقة لأجلنا.سيعطنا المعرفة لشخصه هذه التي فقدناها التي بها عرف آدم صوت الرب فإختبأ.لذلك حين نقرأ أننا سنكون ملوكاً و كهنة نطمئن لأن الملوك تعرف أسرار المملكة و الكهنة تعرف أسرار الهيكل أي أن الرب يعدنا أن نعرف اسرار الملكوت.مت13: 11.رؤ5: 10, رؤ1: 6.
-قبل أن يتجسد الله سمعنا و عرفنا عنه أنه يتهلل و يغضب و يرتاح و يرضى و يرفض و هذه كلها نعرف و نفهم معانيها الإنسانية الأرضية.لكننا لا نفهم أبداً معانيها السماوية.كيف يغضب اللاهوت و يفرح و يسخط و يتهلل.هذه كلها طلاسم عندنا سنفهمها فيما بعد حين نصبح شركاء في الطبيعة الإلهية.
 - بالتأكيد كل أحد يفهم من آيات الكتاب المقدس و يعيش منها شيئاً.يأخذ منها لنفسه حياة.يحيا و ينمو ثم يكتشف أن نفس الآية لها معني آخر و دور آخر في علاقته بالله. صار لكل آية و معجزة وموقف بُعداً جديداً لم يلمحه قبل ذلك.صار يفهم فيما بعد أموراً في كلمة الله لم يفهمها فيما قبل.علي الرغم أن شروحات الآباء القديسين الكبار و النساك و فلاحين الكتاب المقدس لهم تفاسير ما أروعها و ما أكثرها لكن كل هذه قال عنها بولس الرسول الآن أعرف بعض المعرفة لكن (حينئذ) أى فيما بعد سأعرف كما عرفت (المعرفة الكاملة).1 كو 13: 12 و 2 كو14: 12.كل تفاسير و دراسات الناس في الكتاب جميلة بمقادير مختلفة لكنها مجتمعة مجرد هامش صغير في الكتاب المفتوح الذى سنأكله في الأبدية.سنتعرف علي قصد الله في كل كلمة و سنتعرف كيف غيرت حياة كل قديس من أبناء الملكوت و سنعرف دور كلمة الله في حياة الملائكة و سنعيشها كالملائكة في السماء .فيما بعد سندرك مفعول كلمة الله على الأرواح الشريرة والخليقة المادية مع أنها زالت.ستنكشف خفايا الكلمات ,نراها وجهاً لوجه فلا يصبح أحدنا عاجز عن الحياة بكلمة الله في الأبدية.ستكون متعة ما مثلها متعة حين نعيش كلمة الله في الأبدية تماماً كما قصد الله  بها في البدء من غير نقص أو ضحولة.
-علي الأرض نعيش و حولنا حروب لا طاقة لنا بها هي حروب أجناد الشر الروحية أف6: 12. و هي حروب في الهواء تجري لأجلنا دون أن ندري عنها شيئاً أف 2:2. لم يصفها أحد و لا تعرف عليها أحد.يرسل الله من أجلنا ملائكته فيحاربون ضد الأرواح فهي حرب أرواح من أجلنا.سنفهم فيما بعد ماذا كان يعترضنا و ماذا كان ينوي إبليس و جنوده ضدنا و سنتعرف ماذا فعلت ملائكة الله لتحفظنا بقوة الله.سنتعرف كيف صار كل هذا فيما بعد و ستكون معرفة كاملة تغذى حاسة التسبيح التي ستنطبع فينا في الملكوت.
- حتي الفضائل روحية و ثمارها .نحن نعرف أدني معرفة ممكنة عنها هنا.تتلخص معرفتنا في النتيجة لكننا نجهل الكيفية.هنا نري ثمر عمل الروح القدس فينا لكن فيما بعد سنفهم كيف صار هذا الثمر.و كيف  يصنعه الثالوث و ينميه. كيف يصير السلام و كيف تعمل النعمة و كيف تمنح المواهب و ما أسرار إختيارات الله.سنعرف كمال الفضيلة و ليس هذا القدر الشحيح الذى نعرفه و نعيشه .لن نعاني من ندرة بل ستكون لنا وفرة الفضائل.سيكون كل إنسان متمتع بكل الفضائل مجتمعة معاً.هذه حالة لا نعرفها و لا نحياها علي الأرض.هذه حياة الكمال نعيشها و نفهمها فيما بعد.2 تى 3: 17.
- نؤمن أن الله أبقي لنا بقية.و أن له في كل مكان و زمان سبعة آلاف ركبة تكرست له لم تنحن للشر.رو11: 4.هذه الشخصيات المستترة حولنا لم ندركها لكننا سنفهم من هم في كل جيل و ماذا فعلوا لكي يبق الإيمان علي الأرض.كيف كانوا حراس المسيح للكنيسة.كيف أقاموا علي أسوارها و نحن في داخل أسوارها لا نر سوي الجدران.إش62: 6.سنكتشف هؤلاء الذين كان لهم فضل في خلاصنا و نحن لم نرهم.سنتعرف علي من صلوا لأجلنا و نحن لم نتقابل معهم في حياتنا الذين بصلواتهم إستضاءت الأرض.هؤلاء أعمدة الإيمان في كل جيل . في معجزة نقل جبل المقطم صامت الكنيسة و صلت ثلاثة ايام فصارت المعجزة. المعجزة الحقيقية ليست نقل الجبل بل هي إكتشاف الكنيسة لواحد من السبعة آلاف ركبة لأنه ما دامت الكنيسة قد عرفته فإن نقل المقطم صار مسألة وقت لا أكثر.فليس النقل صعباً المهم أن يوجد من عنده الإيمان الذى ينقل الجبل فما دام القديس سمعان قد طلع من مكمنه فإن نقل المقطم قادم لا محالة.السماء وحدها هي التي كشفت لنا بواسطة أم النور عن شخصية ناقل الجبال.فى الملكوت سنتعرف علي أعداد لا حصر لها مثل القديس سمعان الخراز.كم سبعة آلاف سنقابل و نستمتع بما فعل الله لأجلهم و ما فعلوه لأجل الله.سنفهم فيما بعد.
-ما دمنا في الأبدية فلا يوجد ماض.كل الأمور حاضرة.كما هي قدام الله معلنة ستكون قدامنا معلنة.لا توجد اسرار في الأبدية فالجميع سيعيش الروح الواحد القلب الواحد الحب الواحد هذه حالة لم يختبرها أحد فيما قبل لكننا سنفهمها لأننا سنعيشها فيما بعد..سيكون عمل الروح القدس في كل إنسان حاضر قدام كل إنسان آخر.النمو هبة للجميع و الشفافية موزعة على الجميع. سنفهم فيما بعد معرفة فورية لعمل الله في كل نفس و روح و جسد.سنر بعضنا البعض نرتقي فيكون مجد   الله علينا مرئياً قدام بعضنا البعض.من يفهم هذا هنا.هذا سنفهمه فيما بعد لهذا نفرح و نشتاق للأبدية حين تنفتح علينا طاقات الغمر الإلهي و نهيم عشقاً للإله الذى أحبنا.


212


شابهنا و ما شابهناه
Oliverكتبها
نتهلل و نتأمل لأن ميلاد مخلصنا هو ميلاد لكل ما هو جديد على البشرية.أحداث الميلاد كالدائرة تراها من أى إتجاه لكن إنعكاسات الرؤية تختلف كلما تجولت عيناك بين أحداث ميلاد الطفل الإلهى.
- مع أنه شابهنا فى كل شيء لكنه أيضاً إختلف عنا في كل شيء .فما فعله و لو كان يشبهنا إلا أن كل أفعال المسيح أبدية.كلها خلاصية.كلها نقية.كلها الأعظم و الأقدس و الأمجد.لهذا حين نتعجب أنه شابهنا نتعجب أيضاً كيف يختلف عنا و مع هذا يشبهنا.
-الطفل الصغير يدير العالم.يحمي خطة خلاصنا.ليس فقط متضعاً لكنه في المزود يدير الأكوان مجتمعة.هو يشبهنا في ناسوته و نحن لا نشبهه في لاهوته.نجلس قدامه عند المزود و هو مغمض العينين صامت لكنه بنفس العينين يدير الأكوان و لا ينام.إنه يحمى خليقته.وديع في المغارة بديع بإستنارة.رغم أنه بدا متخلياً تماماً عن مجده لكنه ما سمح لأحد أن يستهين به.درس ميلاده عميق في الدفاع عن الكرامة الإلهية و أيضاً عن الخليقة الإنسانية.
- ولادته البتولية. من عذراء يولد.ما هو الجنس الذى يولد من عذراء ليس لها رجل؟ هو وحيد الجنس لا يشبهه أحد مع أنه أخذ جنسنا في ناسوته. هذا هو مجده.أن يولد وحده بروحه القدوس.فيكون وحيداً في جنسه.شابهنا في ميلاده و ما شابهناه في تجسده المسيح العجيب في بطن العذراء فى الحمل به متفرداً و فى ميلاده أيضاً و هو يشبهنا.برغم تنازله لأجلنا لكنه أيضاً يحمي مجده و لا يبدده بل فقط يخفيه.ليس إتضاعه هو السبب الوحيد لولادته فى مزود لكن أيضاً تميزه بولادته فى مزود فلا يرتبك أحد في التعرف عليه.فمن هذا الذى ولد في مزود غيره.نعم من أجل تنازله إختار المزود و أيضاً من أجل تميزه عن الجميع إختار المزود و كان يمكنه أن أن يتميز بإختيارات أخري .لكن هذه مشيئته لأجلنا.فهو يحمى إيماننا من الإرتباك بولادته في مزود.
- ولادته المعجزية عالية علي فهم البشر لكن الجميع يصدقها.المنتظرون مثل سمعان و حنة النبية والأنبياء و أيضاً الجاهلون بها مثل المجوس.يصدقها أحباؤه العذراء التي آمنت بما قيل لها من قبل الرب و يوسف البار الذى آمن بحلم. و الأبرار سالومي و أليصابات و زكريا الكاهن و يوحنا الجنين الساجد و الأشرار كذلك يصدقونها مثل إبليس المتحير والعدو المتربص هيرودس.البعيدون ملوك الشرق يصدقون و القريبون الرعاة البسطاء يصدقون.الرجال و النساء و النجوم يصدقون.إتفق الجميع فمن شابهه في إعلان ميلاده.
- لكي يحمي مجد تجسده صارت العذراء تدور على البيوت لعلها تجد لجنينها موضعاً للميلاد.فكأنها تبشر الناس بالتجسد مع أنها لم تقل لأحد أن إبني هو إلهى. لكنها بشارة الميلاد كرزت بها العذراء فى أوجاع حملها و فى قلبها و بطنها المسيح الإبن ناسوتاً و لاهوتاً فهى الأم الوحيدة التى كرزت بعذراويتها لإبنها.الذى لأجل حماية مجده صدر أمر الملك بالإكتتاب فتسجل إسم المسيح فى وثائق التاريخ.كما تسجلت محاكمته أيضاً.هو فى إتضاعه لا ينس مجده و في تنازله لا  يهمل تأكيد حقيقته الإله المتجسد.
- هذا الوديع كان و ما زال جباراً أيضاً.الشيطان يغلق أبواب البيوت كي لا يستقبله أحد و المسيح يختار مغارة حيوانات كي لا يرفضه أحد.هيرودس يريد أن يقتله و المسيح لا يدعه ينتصر.في قدوم المجوس يعلم هيرودس بتجسد إله اليهود و ملكهم.فيكون قد سمع البشارة من غير أن يعترض.ميلاد الملك المسيح كشف شر هيرودس و نواياه.هذا الإله المتضع عادل أيضاً لا يرض عن الشر.لذلك يغير مسار المجوس في عودتهم ليحمهم من شر المخادع فيحترق هيرودس كمداً. المسيح يخلص و هو طفل كما يخلص في كل وقت الراقد فى مزوده  يأمر يوسف في حلم ليأخذ الصبي و أمه و يهرب من الشر.المسيح يدافع عن نفسه و عن أسرته المقدسة و عن البشرية كلها. ينام بريئاً وسط القش لكنه لا يسمح بالشر و الغش.خلاص شعبه عمله الإلهي الذى لا يفرط فيه.فى المزود مهتم بحماية نفسه و عائلته كذلك زائريه.
- فإن سألت لماذا لم يحمي المسيح أطفال بيت لحم و تركهم للذبح؟ فالسؤال مخادع. لأنه لم يتوقف عن حماية البشر و لا فشل فى حمايتهم إن تركهم للإستشهاد.المسيح المتجسد لم يأت ليقيم مملكته على الأرض بل في القلوب بشخصه.هذا ما فعله مع شهداءه.هو أقام في قلوبهم فأقامهم بكراً لشهداء العهد الجديد لذلك رآهم يوحنا الرائي بعددهم لم ينقص منهم واحد يرتلون فى مملكة المسيح.الأرض ليست موطن العدل و لو مات فيها المسيح و قام.فحماية الراعى هدفها ضمان قبولنا في ملكوته و ليس حماية الجسد عصاه التي يرفعها هى لضمان خلاصنا و حماية مصيرنا الأبدى. لذلك لم يمنع هؤلاء الأطفال الأبرياء من حصولهم على الخلاص بالموت و لا منع المجوس  الكبار من حصولهم على الخلاص بالحياة.بالموت و بالحياة يحمى و هو الذى يختار الوسيلة لمن يحميهم لكي يخلصهم.لكنه فى كل وسائله يبدو شجاعاً لا يتوان عن الدفاع عنا.
- إذ كان في القديم له شعب بإسم إسرائيل ففى الجديد له شعب بإسمه شعب المسيح.فى القديم كان المصريون أعداء شعبه و لما تجسد صار المصريون شعباً له و باركهم.فالمصالحة هى سبب تجسده.حين يصالحنا مع أبيه الصالح و مع بعضنا بعضاً نعيش سلامه و بحمايته نستمتع.لذلك هرب إلى مصرليس مثل الهاربين .شابهنا في الهروب لكنه  جاء مصر مخلصاً و شافياً و ما شابهناه في هروبنا. حسناً صنعت لأجلنا يا مخلص العالم.شابهتنا لكي نشابهك فنجحت فى الإنابة عنا إذ شابهتنا بغير نقص لكننا لليوم لم نشابهك .بيننا و بينك كل الفروق مع أنك صالحتنا.بعيدون نحن عن كمالك و جلالك.ليس لاهوتك هو الفرق الوحيد لكنه الأعظم.نحن قدامك صغار يا طفل المزود.لم نفهم كثيراً من اسرارك حتي اليوم.كل يوم نكتشف أننا نجهل الكثير فنعرف و نتيقن أننا حتي لم نصل إلى مسيرة المبتدئين.نقف قدامك معترفين بأنك حققت رسالة خلاصنا بكل معايير النجاح و إذ نجد أنفسنا مقصرين في كل شيء ندنو نحو مزودك و نسجد لإتضاعك و مجدك معترفين بأننا بدونك لا شيء أبداً.


213
الكنيسة و حروب الجيل الرابع و الخامس
Oliverكتبها
- حروب الجيل الرابع و الخامس تتشابه في الهدف فهي لإسقاط المجتمع نفسه و ليس الدولة و النظام فحسب. في حروب الجيل الرابع لا يستخدم العنف كأداة واضحة بينما في حروب الجيل الخامس يستخدم العنف ضمن نفس أدوات حروب الجيل الرابع.هي حروب تستهدف إحتلال العقل  لا الأرض و تفريغ الشخصية من محتوياتها لكي تنساق لآخرين يعملون من خلف الستار لمصالحهم يكشفون عن أنفسهم في النهاية عند تقسيم الغنائم.هذه الحروب كما رأيناها أسقطت دولاًكثيرة. لأنها حروب تبدأ بخلخلة الفرد و الإطاحة بكل ثوابته.ثم بإستخدام وسائل التواصل الإجتماعي التي تحولت إلى وسائل التعبئة الإجتماعية تنتقل بسهولة و بغير تكلفة تذكر من خلخلة الفرد إلى خلخلة المجتمع كله فتسقط اي دولة أو كيان مستهدف.هذا تعريف مبسط للحروب الجديدة لكن ما يهمنا هو علاقتها بحياتنا الروحية و أثرها على علاقتنا بالكنيسة ككيان روحى يضمنا و نضمه يصنعنا و نصنعه طبعاً بعون إلهى واضح.
- تحطيم ثوابتك الروحية و الإيمانية هى الخطوة الأولي في هذه الحرب الحديثة القديمة.على جبل التجربة بدأت و ما زالت مستمرة.تبدأ بتغيير الحجارة لتكون خبزاً.الحجارة هنا هي ثوابتك.و الخبز هو الليونة التي تنهضم و تتفرغ و تختفي.الشيطان يريد أن نستهين بثوابتنا فتكون كالخبز نلوكه و نمضغه و ننساه بعد حين.مع أنه ليس بهذا الخبز المستهدف يحيا الإنسان و لا المجتمع.بل بإحتفاظه بكلمة الله التي هي أثبت الثوابت.لا تدع أحد يستهين بثوابتك أو يسخر منك بسببها فإن لم تجاريه يتهمك بالتخلف و الرجعية.إنه صوت شيطان لا إنسان.خذ كلمة الله تسندك و تنجيك من الحرب في بدايتها.هذه وصية المسيح لنا.
- تحطيم الثوابت يتم بتشويه القيادة الروحية بالخلط بين النقد و التجريح.بين الشجاعة و التبجح.فإن لم يعد لك رمز تقتنيه و قدوة تأخذها يصبح من السهل جداً أخذك في ساحة منفردة لإقتناصك.أما نقد قيادتنا الكنسية فهو بمحبة و إحترام و إتضاع و للبناء فليس أحد فوق النقد علي هذه الأرض.أما الذين خلت عقولهم من الفكر و البدائل فلا تجد عندهم سوى الشتائم و التجريح.إياك أن تظن أن القيادة الروحية هي المستهدفة بل أنت المستهدف نفسك.لقد بدأوا يهزون أحد ثوابتك و هي إحترام و محبة الآباء و الأمهات الروحيين و الجسديين.هنا يمكنك تصنيف المواقع التي تنتحل من المسيحية إسماءها و هي تهدف لإبعاد كل مسيحي و إسقاطه.فلا نتخدع بالأسماء بل راقب اللغة.فلغتهم تظهرهم.هل يقدمون رأياً بناءاً أم فقط تعديات و تطاول يضعونها كذباً تحت بند الغيرة و هي ليست مقدسة.أو التصحيح و هى في ذاتها تحتاج التصحيح قبل غيرها.
- إحترامنا لآباءنا البطريرك و الأساقفة و الكهنة لا يمنع عنا حوارهم و مكاشفتهم بما نظنه.فلا الحقيقة وحدها عندهم و لا عند غيرهم.بل تكتمل الحقيقة بالمحبة و الحوار اللائق. نقدهم بحق البنوة لا يلغ إحترام حق الأبوة.و الذين يتطاولون علي القيادة الكنسية لا يهمهم البابا و الأساقفة في شيء بل يستهدفون كل الكنيسة فلا تصر ألعوبة في يد أحد. أن تصير مشاركاً في كل موضوع كأنما تعرف كل شيء و تعرف أسرار كل جهة و كيان فتعيش وهم المصلح المغوار  فهذا وهم يحطم صاحبه أولاً. إنتبه لا يستدرجك أحدهم  بمعلومات مغلوطة ليشحنك ضد كنيستك و ضد كل ما هو روحي..أنظر فهذه الخطوة هي التي ينقل فيها خلخلتك من الداخل إلى أن تصبح أنت نفسك أداة لخلخلة الكنيسة و تفريغ الآخرين من ثوابتهم.إنه يشحنك فتصير أنت منصة لإطلاق الأكاذيب كالصواريخ و تكون أخطر علي الكنيسة كلما كان صوتك منتشراً و ثقة الناس فيك أقرب.و فيما تتباكي على الذين يصوبون الطلقات علي الكنيسة من الخارج يستخدمونك لتصوب أنت صواريخك الكاذبة من الداخل؟ أنظر ها هم يقدمونك رمزاً للتصحيح بينما أنت تهاجم وجود الرموز في حياتنا.يريدونك أن تهدم الثوابت لإثبات ذاتك فما مكسبك لو هدمت المجتمع؟ هل ستصير ملكاً علي أطلاله؟
- كل واحد يجيد شيئاً بالتأكيد.لكنه لا يجيد كل شيء.فأنظر التجربة الثانية يقدم إبليس للمسيح خلطاً بين حماية الله للإنسان و بين تجربة الإنسان لله.تبدو الكلمات قريبة و التفسير منطقي فلا أحد سينتبه لفروق اللغة و لا نوايا الكلام.إلق بنفسك لأنه مكتوب أنه يرسل ملائكته و يحملونك؟ من قرأ قبل ذلك عبارة إلق بنفسك؟ إنها مدسوسة.نعم وعد الرب بأن يرسل ملائكته ليحفظوننا فلا نسقط في يد الأرواح الشريرة.هنا الخلط فنجد من يهاجم أموراً إدارية بالكنيسة ثم ينزلق للهجوم علي عقيدتها و روحياتها .يبدأ بأكذوبة إلق نفسك و يتمسح بعدها بكلمات روحية من عينة يرسل ملائكته ليحفظونك.ينج الإنسان الذى يميز الفروق الذى يطلب من الله روح التمييز.فإن لم يعجبك تشريع كنسي فلا تهاجم التشريع الإلهي.إن لم تتفق مع قرار كنسي فلا تهاجم الإيمان الكنسى.الخلط حرب مصيرها أن تسقط غير ماسوف عليك.فلا يأخذك أحد إلى حافة الجبل و لا إلى جناح الهيكل فتصير حزباً في الكنيسة و تصير عبئاً علي الكنيسة.فإبليس أخذ المسيح إلى جناح الهيكل لكن المسيح يأخذنا إلى الهيكل كله إلى شخصه المجيد.إنتبه للخلط الذى يهدم الكل.فإن أخذوك علي جناح الهيكل و قدموك مشهوراً في كل وسائل الإعلام فليس هذا هدفهم إنهم سيرمونك من هناك فيحنق الناس علي الهيكل و جناح الهيكل و من بني الهيكل مع أن المشكلة أنك تترك إبليس يستدرجك و لا تكتشف الخلط الذى يمارسه بين إمتداحك كناشط مسيحي و مفكر قبطي و نائب برلمان و أي منصب المهم أنه يستخدمك للسقوط و الإسقاط.
- بدأت حرب الجيل الرابع و الخامس بالرغبة في هدم الثوابت(تحويل الحجارة إلى خبز) ثم بالخلط في الموضوعات(إلق بنفسك -لأنه مكتوب) ثم كشفت عن القناع.أسجد لي...؟ لم يكن هذا الضجيج الذى صار في التجربتين الأولي و الثانية لأنه يرغب في مصلحة المسيح.هو كشف عن القناع.إن خررت و سجدت لي أعطيك ممالك الأرض كلها.كأن ميعاد تقسيم الغنائم قد حان.أعطيك منصب في البرلمان و أحاديث و شهرة في القنوات التليفزيونية و أعطيك عموداً تكتب فيه  بسذاجتك في أشهر الصحف.المهم أسجد لي.إخضع لي.أطعني بدون تفكير لأصير أنا صاحب القول الفصل.هنا يكشف الدافع الأصيل.هنا يعترف أنه لم يرغب في تلميعك بل يرغب في تركيعك.هذا من كان يتواري خلف الستار يبدو بكامل قباحته.يأمر ليطاع.هل صدقت أنك كنت ألعوبته.فلم يكن الأمر إصلاحاً و لا غيرة مقدسة.ها هو قد صار جحوداً و نكراناً حتي للإله و ضياعاً للجميع.أما ربنا يسوع المسيح فهو الذى يقدم للإنسان نفسه فهو الحل الحقيقي  و الإصلاح.للرب إلهك تسجد و إياه وحده تعبد.الإصلاح بالصلاة و الصوم و السجود و التذلل للثالوث الأقدس.الإصلاح بالمحبة و المصالحة و ليس بفقدان النفوس لكسب الفلوس.الإصلاح يبدأ بالنفس لا بالغير.يتم بالحكمة لا بالتهور,يعتمد علي الروح القدس للإفراز و ليس علي الذات للإفراغ.الإصلاح حرب علي إبليس لذلك نطق الرب أمره الخالد إذهب عني يا إبليس.هذا هو الإصلاح أن تنفصل عن الشر و مصدره.تسجد للرب و تكون آلة مقدسة تبني و تثمر لمجد المسيح.
- المسيح فاتح أحضانه و حروب الأجيال كلها لا توقف حنانه فهو الشفيع و المخلص. النصرة في الحرب للرب و شعبه.

214
السوسنة التي صلحت لمملكة
Oliver كتبها

 - سار الحبيب فى الأرض الغريبة. الشوق يغلبه و الشوك يكسو طريقه.خاصمته الأرض في كل الدروب بأشواكها النافذة.خاصمته و تسائلت ماذا بك؟ أينما راح ما وجد خضرة.الآيائل هربت.الصحاري إتسعت حتي الأفق.تلافيف الشعاب أشواك.في الطرق و الشرفات و الأكواخ حتي في القصور.تطل الأشواك بجسارة و تقتحم من غير تأدب ثم تسأل ماذا بك؟ أُدمت قدمي الحبيب.تثقبت من قبل أن توجد مسامير.نَزَفَ على الرمال الكاوية من قبل أن يوجد صليب.لم تحتمله الأرض من قبل أن يتجسد.بين إبر الأشواك لمح سوسنة نابتة.صغيرة العمر.أفسح لها مكاناً بيديه.تمزقت أوتاره لأجلها..لها وحدها صار ينادي حبيبتي حبيبتي . صار يغازلها و يغزل أوصافها. أكثر من العشاق صارت حبيبته.كان يضع فيها الجمال ثم يصفه.فكان الجمال من وضعه و من وصفه.هكذا صارت حبيبته.هكذا صار حبيبها.ثم ماذا؟
- من فوق أرسل عينيه مع نظراته.من حيث جاء ينظرها.سدائل شعرها كالليل.كل الليل يبيت فيها.يطول مع خصلاتها .يلف كما تلفه الريح.حبيبته حبيبتي خاضعة لريح الصحارى و شوق السهاري.في الإزدهار في حضن الحبيب تلألأت عيناها كومضات تخفق و تخبو.ترمش بإنبهار بين الإزدهار و الإنكسار.فالحبيبة مغلوبة و غالبة.عيناها كجمال السلام و حلاوة قسمات الملكات.في عينيها يسكن الملك.كأنما في عينيها عرش.و على الرمش مكتوبة قصائدها.ترمش كمن يعزف ألحان الترحيب.فإقترب الحبيب.
- همس الحبيب كي لا ترتجف.حبيبك أنا.قالها و البرد يخبطه كالسياط و ينزع رداءه كمن يعده للصلب.لا زال الحبيب يهمس في أذني الحبيبة.في قلبها.في وجهها.في حضنها.فتتلقي كلماته كإنسكاب الضوء علي صفحة النهر العتيق و تسرى كما الدنيا بأسرها في عينيه.من إلتماس الدفء تقترب.من قساوة البرد يرتجف.يعط الدفء و في كفيه رعشة و في قلبه خفقة و علي عينيه دمعة و يتصالح.يفتح ذراعيه فيحتضن الحبيبة يشع من صدره محبة غالبة.تأخذ منها و تتصالح.
- السوسنة  تترك الوديان و تصعد.يأخذها العشق للعاشق .يضبط مشيتها فتسير ممشوقة كالمنتصرة.تنتصب مثل رقاب الغزلان.تطفر و تقفز و الحبيب خلفها يدللها كالأطفال.تظهر في الصحاري إخضرارات جديدة تتبع أثر الحبيب.حيثما داس الأرض نبتت الحياة.صعدت الكلمات من اسفل إلى أسمي معانيها.السوسنة تندهش ففى حضن الحبيب تسير و هي لا تغادر المكان.السكون و الترحال معاً في الحبيب.البقاء و الصعود يتحدان.إبتسامة من شفتيها الناضرتين تفلت.تنطق و تسكت .تتحول الكلمات إلى أحضان إلى قبلات إلى السماء و الأرض تطوف.ما أجمل إبتسامتك حبيبتي.ها قد شق الفرح طريقه.من دموع الحبيب تولد الرمان و تفتح القعال و توردت غمازتى خديك يا جميلة الصحاري و سوسنة البرارى.من أنفاس الحبيب طلعت الورود لتتجمع في يد الحبيبة باقة العروس السعيد.حبيبته تلمع في شمسه.حبيبته حبيبتي فأنا أتبع من يحبهم و أحبهم.أنا عاشق السوسنات فى تيه الفيافى.
- قدك يا عروس الأرض أحجار الأكوا على جبال القوقاز.كدموع الأصداف في قاع الخليج.صرت شفافة كاللؤلؤة حين عانقت الحبيب.ماذا أخذ منك و ماذا أعطاك حتي أصبحتِ هكذا نورانية؟ مشتاق إليك لكي أنصهر كما إنصهرت.كي ما أفقد الغيم من أمري و تبق السماء وحدها لى.ليتنا نتغير في الهيئة و نتشكل بشكل الحبيب.نبق فيه معاً حتي لا يقدر صخر الأرض عن أن يفصلنا.الزمان ما الزمان هو خادم لنا و سنتقابل.يأخذ الحبيب من عندي يد و من عندك يد و يضع يديه على القلبين فنتوارى فيه كظهورات الملائكة.هو عرس يُزف الحب فيه على مستقبليه.يربط بين إنهمار النعمة و الخليقة الجديدة.
- قامتك طالت السحب .هامتك سمت لما إنحنت.إرتفعت بإتضاع القلب و كتب الحبيب من حنانه قصة للوجود نتعلمها.وسط الكلمات أسرار المحبة و أشعار الجلال على قمة المريا.ننذبح فننبهر.ما دامت السكين في يد الحبيب فهي لا تجرح و لا تميت.هو يختن القلب بإسمه فنتعزي.و يكتب إسمك فأتعزي.نلت ما نال القلب يوم إنفتح .كالسماء إنفتح.صرت بالإيمان ذاهبة و عائدة في حرية المجد.ما عدت تحتاجين إستئذان الحبيب فهو يشاركك كل شيء و أنت خليلته.يعيش اليوم قبلك ثم يهبك ما عاشه من غير أوجاعه.كالنسر يقتنص ثم يمضغ لصغيره الطعام.صرتي حبيبتي تأكلين من فم النسر.يا صغيرة النسر المدللة.تركضين من صوت النسر.تقفزين علي جناح النسر .لذلك لمست قامتك السحب.سافرت فكل الأرض أرضك.صرتي يا حبيبتي لي شعباً كذا بلداً.حبيبك قسم الميراث قبل الميعاد و وهبك الكنز مهراً.فتزينت بزينة من يد الحبيب.أنا أخذت منه خاتماً ووضعته لأصبعك كي أنتسب للحبيب و الحبيبة
- صورتك المرسومة على وجه القمر مكتملة. لم يغير الرسام لون عينيك.بل رسم الحبيب لك عينين جديدتين بهما ترين ما وراء الزمان و لا تجوعي أو تعطشي.فالسوسنة البرية ما عادت برية.تبناها فلاح السماء الذى رقمك بعينيه من وسط الأشواك.و أشار لي أن أتبعك فتبعتك.لكي أراه يحمم عروسه و يغسل ما لا يليق فيها.ثم يلبسها ثوباً من صنع يديه.ها قد تعلمت غسيل الأرواح معك.ما أجمل السوسنة في الثوب الجديد.حقاً تصلح لمملكة.
- تقف العروس و تبتهج.الفرح تاج في خصلاتها قد تثبت.التهنئات تأت من كل اللغات و الألسنة و القائل لأن صنعة يدي الحبيب قد أبهرت العالم.من هو صديق العروس مثلي فيفرح و يأخذ كل إبتهاج شراب ماء ينبوع الحياة.من يعرف اسرار الحبيبة كما عرفتها.إسمها و وصفها في السابق و الآت .وجهها الطفولى و ملامح نضجها منحوتة في يد علي صخرة و الكلمات تنساب منها مثلما جرت في قادش لأن موسى شاهد على العرس.و صوت يوحنا يدعو في البرية كل المدعوين.

215
يوسف البار حامل الأسرار
Oliver كتبها
- إبن الله صار إبن النجار.إبن الآب صار إبناً ليوسف. كلنا نفتخر أننا أبناء الله ندعي أما هذا البار فله أن يفتخر بأنه أباً لله جسدياً ليس لأنه أنجب المسيح لأنه المولود ليس من مشيئة جسد و لا رجل لكن بشريعة إلهية أخذ يوسف مكانة الأب الجسد.إذ كان اليهود يحتكمون للأنساب و بها يتعارفون صاريوسف البار نسباً للمسيح بغير تنازع. اليهودى يفتخر أنه إبن إبراهيم  و إبن داود  و حين تنفتح عيناه سيفتخر بالمسيح إبن يوسف البار أيضاً.
- ما أعظم برك يا رجل الله. إذ وجدت خطيبتك حبلي فلم يجد الشر طريقاً إلي قلبك.قلت تغفر و تتركها سراً فلا تشهر بها.لأجل برك و لأجل حقك في المعرفة أرسل الله لك معلماً سماوياً يقول أنها حبلي من الروح القدس.صمت الإنجيل عن شرح البقية من كلام الله ليوسف البار.حتماً ما أحد يعرف معني الحبل بالروح القدس.لا قرأناه في القديم و لا سمعنا عنه في التاريخ.حتما كانت العبارة تتطلب شرحاً و تفسيراً.أنصت الشيخ القديس للدرس الإلهي علي لسان الملاك.فتعلم الآب و الإبن و الروح القدس.تعرف علي إمتلاء النعمة و وعود العهد القديم.علم من الملاك  بالتجسد الغير الموصوف و بعظمة العذراء  و نقاوتها.العذراء آمنت بما قيل لها من قبل الرب و يوسف البار أيضاً آمن بما قيل له من قبل الرب من غير مجهود تحولت أفكاره من التخلي إلي التمسك و صار حارساً للميلاد. .صدق أن خطيبته حبلي من الروح القدس .فهم الأسرار و صار فيها شريكاً,يومها أتقن الصمت فعند التجسد تكفي تأملات الصمت و عجائبه.لهذا لم يذكر الإنجيل كلمة واحدة قالها يوسف النجار لكن يوسف البار صار بنفسه آية.
- يوسف المبارك الذى إلى داود يذهب نسله. قدام كل البشرية يلمع إكليل بره. بجوار الكلمة المتجسد يجلس و الصمت ملذته..يسكنه السكون فلا  كلام يسعفه؟ و الناس لو سمعوه لحسبوه فاقد العقل. فالتجسد و قصة هذه العائلة المقدسة أبعد ما يكون عن منطق البشر. أن المسيح مولود سمائي؟ هل يقدر أن يقول للناس أنا أب لإبن سمائي؟ إنسان لم يأت من إنسان إذ ليس من زرع بشر.هو يعرف أنه لم يمس العذراء دائمة البتولية.و أنه لم يكن زوجاً للعذراء مطلقاً بل شريك حياة و مسئول دفعته محبته للبتول بأن يصير حامياً لبتوليتها و حارساً لعذراويتها و مؤمناً بالبشارة التي كللتها.فكيف بعد هذا كله لا يلوذ بالصمت؟ ماذا في قواميس الأرض يفسر أسرار هذه العائلة المقدسة؟ الزوج فيها لم يتزوج و الزوجة فيها باقية عذراء و الإبن فيها مولود من الروح القدس من غير خطية.هذه عائلة لا تعرف الأرض خفاياها و هي عظيمة .من أجل هذا إرتكن الشيخ يوسف القديس فى زاوية المغارة حيث يستطيع أن يرنو للطفل الرضيع بغير إنقطاع  و بسمة الطفل في وجهه تحمله ليطير كل الأفق متوشحاً بسلام لا يوصف. يحبو الشيخ نحو الطفل متهللاً ,يرتكن بجوار المزود تتشابك اصابعه مع أصابع الطفل فيشعر بالخلود ينتقل إليه مثل النسيم.ما حاجة يوسف للشرح هنا يصمت الكلام و قواميس اللغات تعلن إستسلامها.تلبس الحكمة كيان يوسف البار.
- جاء زوار الميلاد و إكتظت المغارة بالملائكة.صار السمائيون جزءاً من الأسرة المقدسة.كان البار يوسف يتمتع بكل العظائم من الملك القابع في المزود و الملائكة الهابطة عليه تُسبحه.كانت زيارات الرعاة و حكايتهم حلقة جديدة في كتابة تاريخ محبة المخلص للبشرية.و عند مجئ المجوس إنفتحت أختام أسرار كثيرة عن محبي يسوع و عن كارهيه أيضاً.كان يوسف البار قد تفرغ لهذا التزاحم العلوي.فالسماء إنتقلت إلي بيته و من بيته المستعار كانت الأرض تدار.بطل النعاس و إحتفي البار بمخلص الناس.
- كان الصبي يكبر و يتقوي و كان يوسف يصغر و يصغر كمن إسترد شبابه.عادت همته فإندفع يعمل بعشق لكي يعول هذا الإله الساكن في حضنه و حضن العذراء.كانت أعمال النجار تخرج كالترانيم.يقدمها من أجله كتسبحة.كانت أجرته ذبيحة يقدمها للطفل بفرح قلبي.حين  كان يخرج ليبتاع خشباً لمتجره كانت تأخذ قلبه غصة علي فراق الصبي المدهش.فيعود مشتاقاً إليه غير عابىء بأثقال ما أشتراه.كان يجد ما يحتاجه سريعاً فمنذ ولادة الطفل لم يعوزهم شيء.كم من حكايات قيلت عن منتجات ورشة يسوع و أبيه يوسف النجار.ستجد بعضها في قصة نجار فوق تلال الناصرة.
- بقدر المجد الذى حاوط البار و العذراء بقدر الإحتقار و الإزدراء من أعداء التجسد.إهانات للطفل بأبويه و إهانات للأبوين بطفلهما.الجميع يحسبونه إبناً بلا أب و يحسبون أبويهما آباء بغير إبن,لكن عمل الإبن رفعهما فوق الضغائن بالنعمة حتي إحتسبا مثل تلك الصغائر شهادة علي عجب التجسد و ليس إحتقاراً أو مهانة فيما بعد.
- كان يوسف أباً أميناً.أخذ الطفل يسوع ليسلمه الشريعة في الهيكل.أخذه في صمت و حيرة.كان يسأل نفسه .أهذا الصبي يحتاج شريعتهم؟ هل آخذه معي؟هل أبقي لأري كيف سيتعلم؟ لست أستطيع البقاء قدام أناس لا يدركون أن إبني أعظم من كل تعاليمهم.سأتركه هناك و أمضي.لن أقدر علي البقاء في الهيكل لأري الشيوخ يستصغرون الصبي.أو ليهينونني بسؤالهم كيف ولد هذا الصبي فقصته معروفة و غير مصدقة يأخذونها وسيلة للتهكم علينا و عليه.أخذه عالماً عظمة معرفته.في الهيكل وضعه قدام الشيوخ و غادر خشية أن يمارسوا علي الطفل إحتقاراتهم.فلأجل أبيه البار يوسف أجاب الطفل علي الشيوخ و لم يسمح لأكبرهم أن يستصغره.إختفي يوسف و أمه عنه و هما يتحرقان لمفارقته.لكن كان في قلب يوسف الشيخ مبرراً ليترك الطفل منفرداً هناك أما العذرا فلأجل وقار يوسف زوجها تبعته تاركة الطفل في أحضان هيكله..ثم لما عادا كانت إجابات الصبي قد ملأت الهيكل و كان إنبهار السامعين يجعلهم يقفون قدام الصبي خجلاً . إطمئن أبواه علي سلامة يسوع من قهر الشيوخ راح قلقهم و سمعا من يسوع الصبي ما يطمئنهم علي نجاحه فيما جاء لأجله.و سمعا كلاماً لاهوتياً ما أعجبه.إذ قال الرب ألستما تعلمان أنه كان ينبغي أن أكون فيما لأبي؟ كأنه يقول كان ينبغي أن أنتصر لشريعة أبي.أعيد تصحيح ما توهموه في شريعة أبي.فيا أبي النجار أنت لم تتركني وحدي لأن أبي السماوى معي و أنا معه.لي أبوان يا أبي.أنت ثانيهما . بعد أن وجده أبواه مرفوع الرأس علي مناقضيه  بعد يومين ,يعلم الشريعة لشيوخ الهيكل المعلمين.  تأبط الشيخ ذراع الصبي  ومضي متعجباً يمارس صمته بجوار الكلمة الذى نطق فبهت الشيوخ في الهيكل.إحتفل الصبي بالعيد بطريقته .لم يقدم ذبيحة كالقادمين للعيد.لم يترحض بالمرحضة مثل داخلي الهيكل بجسارة.كان العيد عند الصبي عيداً للتعليم الإلهي الذى حير من ظنوا أنفسهم حكماء لكن يوسف البار إذ توطنت الحكمة قلبه علم بالروح قدرات الصبي الإلهي.لم يتفاجئ أبواه بإجاباته المدهشة التي قالها الصبي في الهيكل فقد قالها قبلا في البيت لأبويه و هم يحفظونها في صمت لذلك كانت العذراء مصدراً لكتاب الأناجيل الذين كتبوا عن تفاصيل هذه الأعجوبة.لو2 مت13.
 - كأب تأبط ذراع الصبي معلماُ إياه النجارة.في زمن كانت النجارة وحدها تصنع مستلزمات الرعي و الزراعة.متطلبات البيت و الهيكل.في زمن كانت حرفة الحديد منبوذة من اليهود و حرفة النجارة كانت البديل عنها.هكذا إمتهن الصبي من أبيه حرفة تجعل منتجاته تدخل البيوت و الحقول و المراعي.ثم قليلا قليلاً سيدخل بنفسه ليكون الراعي و الفلاح و رب البيت و قدوس الهيكل.كأن يوسف البار أخذ إبنه بالتبني ليوصله إلى جوهر عمله
كان المسيح يكشف نفسه لأبويه شيئاً فشيئاً منذ ميلاده حتي صباه و كان أبوه يحفظ كل ما يتعلمه في قلبه حتى إنتقل أبوه من العالم و إبتدأ المسيح يكشف نفسه للعالم ليعرف الناس ما عرفه النجار قبلهم.
ليس مستبعداً أن المسيح حين كان يعلم بأمثال عن حنان الأب كان يضم يوسف النجار أبيه نموذجاً مبهراً للآباء الأعظم حناناً

216
المنبر الحر / دار الزمن دورته
« في: 12:06 21/12/2017  »
دار الزمن دورته
Oliverكتبها
- ملء الزمان هو مصطلح عجيب تعلمناه من الروح القدس غل4:4.عبارة تحوى في أعماقها أخباراً متواصلة و أحداثاً متعاقبة و تراكماً تاريخياً يتكشف عبر الأزمان.التجسد هو مفتاح سر ملء الزمان. فى ملء الزمان حدثت الولادة الجسدية لإبن الله. بعد أن صارت الأيام حبلي بالنبوات حتي إتخمت عن آخرها صار ملء الزمان شاهداً للتجسد.لنتأمل فنقترب إلى هذه العليقة و نبصر عجباً.
- لما أخطأ أبوانا خرجا من الزمن الإلهي وإلهامه و صارا تحت الزمن الأرضى و أحكامه.عاشت البشرية مع الوعد العجيب: نسل المرأة يسحق رأس الحية.لأنه من نسل المرأة ولد المسيح غالب الحية. ظل الزمان كالبشرية يجتاز مراحل الولادة حتى جاء ملئه.
- كما يحدث للأم الحامل أنها لا تعرف بالحمل في حينه لكنها تشعر بنتائجه سريعاً.هكذا كانت البشرية تجهل معني الوعد الإلهي بالخلاص, ظنت أن الخلاص سيحدث في سنوات قليلة أو في نفس الجيل الذى ولد بعد الخطية حتي أن حواء دعت إسم إبنها قايين أي إقتنيت رجلاً ظناً منها أن نسل المرأة  قايين الرجل هو الذى سيسحق رأس الحية فكان قايين كالحمل الكاذب الذى كشف الزمن زيفه و صدمت حواء في قايين أكثر مما فرحت بولادته.عار قايين القاتل جعل الموت شهوة.لو علمت أم القاتل بما سيحدث من جنينها لتمنت لنفسها العقم لا الأمومة .هذا قايين و نسله أملاً كاذباً من جهلنا ظنناه مخلصاً. دار و توارى من الزمن.
- بدايات البشر كبدايات الحمل.كان الحمل متقلباً معرضاً للخطر و الفشل. الأمل في المولود المنتظر ضعيفاً مع أن الحاجة إليه كانت جادة و حادة.إنتقلنا كما تنتقل الحامل من مشاعر فتاة إلى مشاعر أم.تنسى مراهقتها و تستعد لعالم جديد. إجتزنا نفس هذه التقلبات.بدأنا نري آباء الأجيال الأولي  و هى تعيش البر ثم تنقلب علي البر. و ضاعت البشرية بتوالي السقطات و ضاع حملها و إنتهى حالها بالطوفان.إذ إستنفذت البشرية كل جهدها في إبتكارات للخطية حتي ماتت بالتمام. بل حتي جيل الآباء البطاركة إبراهيم و إسحق و يعقوب تمادى في تقلباته من البر إلى الإنحدار ثم العودة من جديد في مصارعات بين الوجود مع الله و بين العدم.
- إمتد الزمن كما يمتد الحَمْل بالأم و يستقر.يحدث ثبات مع الألم.تأقلمنا مع الوجع. إقتراب الحياة الجديدة يعزى الأم المنتظرة جنينها و يعزي البشر المنتظر مسيحه.هكذا صرنا.كل زمن الأنبياء ثبتت أوجاعنا.تخبطنا كما تتخبط الأم من جنينها.من الداخل من ضمائرنا المهزوزة جائت الركلات.بالإغتراب و إنتفاخ الذات سرنا ببطء مثقلين  بالآثام حبل بنا.كانت الأنبياء تلكز ضمائرنا كي ننتبه.فما إرتحنا و لا أرحناهم.تضخمنا من كثرة النبوات.كل شيء كان ينبهنا أن قدوم الوليد أكيد.و كما يحدث للأم أنها تظن عند شهرها السابع أن مولودها قادم فتكتشف أن شهرين متبقيان لتنتظر من جديد.هذا حدث للبشرية.مسحاء كاذبون إدعوا أن المسيح أتي.و إكتشفنا أنه ليس بعد.حتي غابت النبوات و ما عدنا نسمع أصوات السماء القادمة.تشككت البشرية في قدوم المولود حتي تكاد تصدق أنه مات و لن يولد.حتي أن سمعان الشيخ أراد أن يعدل النبوة فلا عذراء تلد و لا أم تستحق.ففعالجه الله بمزيد من الزمن.يبقي حتى ير المسيح الرب الذى لم يصدق أحداً ولادته.إقترب الجنين من الولادة و إقترب الزمن من ملئه .هدأ الحماس و دار الزمن دورته.
- إمتلأ الزمن بكل شيء. إحتلت النبوات العقل لا القلوب.تواجدت الشخصيات اللازمة لإستقبال المولود.الزمن يسطر تاريخ المجئ الأول و يكتب في كتب الناس أن الله قد ظهر في الجسد.الملائكة نشطت من جديد و إستضاف البشر بعضها بتودد.إتفقت النجوم مع النجم السمائى.ظهر من بقاع الأرض باحثين عن المولود ساروا مع الزمان طريقهم حتي لاحت في سماءهم بشائر مولود المزود.هذا ملء الزمان بكل ما إمتلأ الزمان به.لكن مهما إمتلأ الزمان فقد ظل في فراغه ينتظر الملء الحقيقي الذى هو يسوع الرب المتجسد.تسلم الزمن المولود و سلم نفسه للمولود و تغير الزمن.لأن الزمن وصل إلى ملئه فما عاد يصلح أن يبقي العتيق بل أن يتولد الجديد و يتواري العتيق .المسيح هو ملء الزمان الذى صنع بذاته زمن الحب.زمن النعمة و الأمجاد.كان الزمن خالياً من هذه الإمتلاءات المقدسة فلما جاء ملء الأزمنة يسوع المسيح أضاف كل ملئه إلى ملئنا فإمتلئنا نعمة فوق نعمة و صار الزمن أبدياً .
- هذه قصة الزمن و المولود.كيف عاشت البشرية دورات الزمن .كيف في بطن البشرية إدخر المولود رجاءاً و وجد لنفسه طريقاً.جاء من العذراء التي صارت علامة للزمنين.العتيق و الجديد.هذه صهيون التي تتجدد كل يوم لأن من أحشاءها دخل الزمن و خرجت الأبدية.دخلت النبوات و خرج المسيح.دخلت أشواق الناس و خرجت أشواق الثالوث.دخلت كلمات الناس و خرج الكلمة الذى كل مفرداته إلهية.هذه العذراء باب ملء الزمان الذى صارت كما قالوا عنها المعمل الإلهى.
- من بعد التجسد صار الزمن خادماً بلا سلطان لأن الله الذى علم الزمن أيامه إسترد لنا منه السلطان.نعم مسيحنا و نحن فيه صرنا فوق الزمان.فلتذهب أيام الزمان كما شاءت لأن يومنا في المسيح لا ينقضى.صار الزمن يتودد إلينا كعبد و نتسيده نحن كورثة الأبدية.ما أعجبك يا من أعطيتنا الملء حين تجسدت في ملء الزمان.

217
ثروت باسيلي و جدائل المحبة
Oliver كتبها
- رجل يحبه السمائيون قبل الأرضين لأن المحبة الصادقة التى تظهر في محبة الأخوة تجعل المحبين أصدقاء الملائكة.السماء تفرح بالعطاء ليرفرف علم المحبة  فوق الجميع .هذا ما صنعه المحبوب د ثروت باسيلي.يعرفه الإله الذى علمه من محبته محبة.و أعطي له نعمة العطاء فإكتنز كنوزاً لا تفنى.صار شهيراً عند الناس لكنه صار سخياً في الخفاء لا ترقبه العيون.كثرت أعمال محبته فى زمن ساد فيه الشح و التقتير.كان الرجل توبيخاً لجيل بأكمله لسبب ضعف المحبة و التقصير في حق الفقراء.ما كان يعمل لأجل نفسه و لا قضى العمر يتلذذ بأمواله.بل إستخدم وزنته بتدبير الروح القدس ليكون يداً سخية في الكنيسة و قلباً شفوقاً في زمن القساوة.
- كانت له رؤية سديدة في تأسيس قناة سي تي في.لتكون لسان الكنيسة و أداة للخدمة و التعليم و نشر الكلمة و لم يكن يظهر في قناة تأسست بأمواله و ينفق عليها شهرياً ليسدد خسائرها .كأن القناة ليست له.أسسها و أعطاها مجاناً لأجل المسيح.كل أرباح شركة الأدوية التي يملكها كانت مخصصة لأعمال الرحمة.هكذا هزم الرجل محبة المال التي أسقطت الكثيرين من أغنياء و فقراء.كان يصنع محبة و يستتر. لكن الرب كافأه بإعلان محبته للجميع في وقت مناسب.
- كان صوتاً هادئاً لا يصادم أحداً .في المجلس الملي كان الباقون يقدرونه جداً و لا يتجاوزن رأيه .و مع كونه نائب سابق في مجلس الشعب و وكيل لجنة الصحة و رئيس سابق لشعبة الأدوية بإتحاد الصناعات و وكيل المجلس الملي و صاحب شركة آمون للأدوية لكن هذه المناصب لم تجعله أبداً ير في نفسه أحسن من اي فقير بل يختلي بلقاءهم كمن يجلس مع ملك.يختار منهم موظفيه و يبتكر لهم الوظائف فأشبع كثيرين بحكمته و تواضعه.
- هذا الجيل مدين بالفضل للرجل الذى من عنده بدأت فكرة القنوات القبطية في مصر و العالم.و فيما يستخدم البعض قنواته للتربح كان الدكتور ثروت باسيلي ينفق علي قناته ليربح النفوس للمسيح أما مكاسب الأرض فلم تكن تعنيه و لا تملكه.
- كان يهتم بالفقراء في كنائس لا عدد لها في كل مصر.يرسل مجاناً الأدوية لكل كنيسة و قرية و لكل مريض لا يستطيع الوصول إلى دواءه.لم يكن يتضجر من كثرة الطلبات و لا يتأفف من قيمتها المتزايدة. إذ شارك المرضي في دواءهم أعطاه المسيح أن يختتم حياته بمشاركة المرضى في مرضهم.و إنتقل ذاك الرجل الذى عاش يخدم المرضى حتي صار واحداً منهم يحتمل بشكر و ينتصر علي الألم بالنعمة و الإبتسامة حتي آخر يوم  حتى هدأ القلب و بطلت المحاربات, كم و كم لهذا القلب من تيجان المحبة.
- كان الرجل هدفاً في زمن صوبت ضد أغنياء الأقباط كل السهام فمنهم من غادر الوطن هرباً من الظلم و منهم من فقد أمواله و بدأ من جديد حتي إسترد ما فقد و زاد أكثر و منهم من أربكوه بالتهم الجائرة و الأحكام الظالمة كما حدث مع د ثروت.و العجيب أنهم جميعهم أسخياء في محبتهم و نجوا بطرق معجزية و إنتصروا علي نظام دولة بأكمله أراد إستئصالهم فضاع النظام و ظهرت قوة الرب مع أولاده و هكذا نؤمن من جيل إلي جيل فطوباك يا محبوب هذا الجيل الذى إشتهر بالعطاء لا بالأخذ فصار منبراً للكنيسة .
- ليس مهماً  أن نعرف كم أنفق في بناء الكنائس و الكاتدرائية بالذات  فهي بملايين الملايين.لكن المهم أنه قدم هذا بسخاء من أجل محبته لله .أسقفيات كثيرة خرجت من أزمات مالية ببركة محبته. صوتاً يخرج من مذابح كثيرة  في مصر و خارجها يشهد للرجل أنه محب للقداسة و بيتها.لا يعرف أحد كم أنفق علي طلاب الجامعات المحتاجين لكنهم كثر و يحملون له في القلب سيرة عطرة و صلاة.ليس من يملك أن يعرف كل شيء إلا الرب الذى كان يري في الخفاء أعمالاً تمجده من قلب يعبد بتواضع لا يشتهي شيئاً.
- ما أجمل أن تفعل كهذا البار.تمضى في طريقك لا تنتظر من الناس و لا تنظر إلى الناس بل لتكن عينيك مثل د ثروت الأرخن الذى ما إنقطع قلبه عن الصلاة.ما شغلته الأموال عن التسبيح.صار المال لمجد المسيح و لربح السمائيات لا الأرضيات.طوباك يا رجل فقد تفوقت علي أعدي أعداء البشر .غلبت محبة المال و سكنت قلبك محبة المسيح و محبة الفقراء.طوباك فأنت الآن مع أغنياء الملكوت لأنك كنزت كثيراً في الخفاء.كنت لنا درساً فأحسنت تعليمنا.أسست بناءاً وصلت برأسه إلى السماء لأن أعمال المحبة لا يعلوها بناء.تفرح بك ملائكة الفقراء .مستحق أيها الرجل تكريم الكنيسة .مستحق أن تذكر كما ذكرت ساكبة الطيب.لن تخبو ذكري الصديق بل تدوم.تجدل لنا من الذكريات تعليماً و من ما يكشفه الزمان عنك نغتني.نفرح أننا أبناء جيلك.نلتف حول سيرتك و نتتلمذ.
- جدلت بالمال عطاءك.جدلت بالهدوء تفكيرك.جدلت من رزانتك إرشاداً.جدلت من إستثمارك مذبحاً تقدم عليه تقدماتك بيدين شاكرتين نعمة الرب الغنية.جدلت من السكون أداتك لإحتمال الظلم.جدلت بإبتسامتك صورة تواضع القلب.فأضاءت النعمة جدائلك و زينتك بزينة سماوية لكي يعرف الذى يعطي أنه يأخذ أوفر و الذى ينفق أنه يدخر أكثر و الذى يحتمل أنه يتأهل للأعظم و الذى يعيش أميناً يستحق مسكن الأمناء و يسمع صوت القدوس يفتح قدامه أبوابه و يدعوه بسرور أدخل إلى فرح سيدك.



218
حلاوة شركة آلام المسيح
Oliverكتبها
- الكلمة صار إنساناً و إجتاز كل آلام الإنسان التي سادت عليه بسبب الخطية. المسيح شارك آلام البشر فى شخصه.عبر بآلامنا إلى القيامة فكان الخلاص الذى إفتقدناه عب9: 26.أما الشكر على هذا الخلاص من جهتنا فيكون بالشركة فى آلام المسيح لأجلنا.شركة الآلام هى شكل من أشكال الشكر البشري للخلاص الإلهى.لهذا نفرح بكل ألم من هذا النوع البار.فآلام المسيح لم تكن بسبب خطية إرتكبها بل خطايا حملها عنا.كذلك شركة آلام المسيح لا تكون بسبب خطية نرتكبها بل شهوة محبة نقتنيها للثالوث الأقدس. إختار رب المجد التجسد وسيلة لشركة آلامنا و ما زال يختار أيضاً من يهبهم شركة آلامه لكي يتمجد فيهم.شركة آلام المسيح إختيار إلهى و ليس مجهود بشرى.إن كنت ترغب أن تصير تلميذاً فإعلم أن شركة آلام المسيح إستجابة إلهية تعطيك هذا المقدار من النعمة بسخاء.
- شركة آلام المسيح هى سيادة إلهية على ضعف الجسد.فلا يعود الجسد يتحكم فى مصير الإنسان بضعفه لكن يصبح الروح القدس هو القائد لضعف الجسد و يحول ضعفاته إلى بر بعمل نعمته.لهذا كل ما ينقص منك في الجسد من أجل المسيح يصير لك أضعافاً من المجد بوعد المسيح رب المجد.شركة الآلام هي في المسيح و ليست آلام في المرض أو التعب أو المشاكل.فالمسيح هو الشخص الظاهر في شركة الآلام و ليس الإنسان.بهذا تكون هذه الشركة هى ظهور إلهى للمسيح في شخصك هذه التي عبر عنها بولس الرسول بقوله : إنى حامل في جسدى سمات الرب يسوع غل6: 17.
- من شركة آلام المسيح ينال الإنسان حرية المجد لأنه يتحرر من سلطان الجسد.فليس الضعف البشرى قيد من القيود بل نقطة إنطلاق لما هو أسمى.لهذا إستخدم الرب ضعف بولس الرسول و أكمل بنعمته ما نقص في هذا الرسول البار و لم يكن الضعف  قيداً يمنعه من الإنطلاق للسماء الثالثة بل سبباً من اسباب إنسكاب هذه العطية.2كو12: 9.تكفيك نعمتي ما دمت تشارك آلامي كان هذا صوت الرب ليس لبولس الرسول وحده بل لكل من يفرح بعطية الألم فهي باب الحرية.لذلك نفهم ما قيل أن المسيح تألم خارج الباب أى أنه خرج أو إنطلق من نفسه إلى الآلام .هنا شركة خارج نطاق الجسد مع أنها تتم في الجسد عب13: 12.
- شركة آلام المسيح ليس لها وصف محدد فلكل إنسان صليبه أي شركة آلامه الخاصة به لو9: 23 .يحمل صليبه يتبع المسيح فيجد نفسه يحيا القيامة و يجلس فيه عن يمين العظمة فيصيح ما أجمل أن أنتقل من شركة آلام المسيح إلى شركة الطبيعة الإلهية.2بط1.
- شركة آلام المسيح هى وسيلة إلهية تسهل لنا الهروب من الفساد 2بط1: 3.و التوقف عن خطايا بعينها تستعبد الإنسان 1بط4: 1.فالآلام ليست هزيمة للجسد بل سلاح للجسد و النفس تبطل به الشهوات و الكبرياء .حتى الألم بسبب أخطاءنا ليس شراً بل صوتاً إلهياً يبكتنا و دافعاً للتوبة لكنه ليس براً مثل آلام شركة المسيح.مت27: 19. شركة الآلام هى معلم الطاعة.عب5: 8.ما أحلى إعلان رب المجد أنه قبل أن يتألم على الصليب إشتهي شهوة جارفة أن يأكل الفصح مع تلاميذه.فليكن فينا نفس الشهوة.نأخذ من الجسد المكسور و الدم المسفوك قوة بها يتقدس الألم و يصير للمجد.فلا ندخل ميدان الألم عرايا من بر المسيح بل نأخذ من سر الشركة ما يؤهلنا لشركة آلامه.لو22: 15.
- لا يأخذ أحد موهبة شركة آلام المسيح من غير محبة الجميع.فشركة آلامه تبدأ من شركة آلام الآخرين.من لا يشعر بغيره لا يستحق شركة الآلام المقدسة.لأنها درجة عالية من المحبة ليست منفصلة عن محبة الآخرين حتى الأعداء و الغفران للمسيئين .هنا تبدو الشروط مجتمعة للتأهل لشركة آلام المسيح.كلها تنحصر في المحبة.1كو12: 26.1تس2: 14.

- ربي يسوع المسيح واهب المجد فى شكل الألم.حامل الصليب بالقيامة و الصعود.الذى ليست في لغته هزيمة و لا في نبراته ضعف.تجعل أنين المتألمين تسبحة.تصير صلواتهم شركة سمائية مع الملائكة.ترسم قسماتك في وجوه حاملي الصليب و تظهر بأعاجيبك.لا تنفصل شركة آلامك عن سلامك لا لحظة و لا طرفة عين لهذا يستمتع مشاركوك بظهورك فى حياتهم و يمحجك الناس فيهم.المتألمون يشكرونك بآلامهم و يشكرونك لأجل آلامهم لأنك للمجد أعددتهم.وضعتهم قدامك كأيقونة لأنك قدستهم بشركة آلامك.هم أيضاً يضعونك قدامهم و يتنعمون برؤية وجهك الذي يلتمسونه .المشاركون آلامك صاروا تعزية لنا لهذا نشكرك لأجلهم لأجل تعزياتك.يشكرك المتألمون هؤلاء الذين إخترتهم ليكونوا درساً للحب و مَعلماً للطاعة.كما يظهر وجهك فيهم تظهر وجوههم فيك قدام أبيك الصالح فيأخذون السرور لأنهم شاركوا آلامك.تجعلهم شركاء طبيعتك فما أحلاك.


219
العطية غير المنظورة
Oliver كتبها
- شركة الطبيعة الإلهية هى أعظم عطايا الثالوث الأقدس لنا  و هى  منتهى ثمر الخلاص .أعمق أعماق العطية التى بها نصيرعلى مثال الله فى الأبدية ؟ عطايا الرب أكثرها أبدية و أهمها  العطايا غير المنظورة.نحصد منها و نستمتع بثمارها مع أنها تبقي فوق الإدراك يلزمها الإيمان لتدوم لأنها بلا نهاية.أكثر عطايا الثالوث القدوس المتجددة هي المراحم و الغفران والسلام و هذه أيضاً غير منظورة لكنها لازمة للحياة و البقاء.أوفر عطايا الثالوث  بدأت قبل أن نوجد.حدثت لنا و نحن غير مخلوقين بعد.هذه التي من غيرها ما كنا أو صارت لنا حياة.ظل الثالوث  الأقدس يخلق لنا كوناً نعيش فيه فكان الكون كله  بكل ما فيه موهوب لنا و لأجلنا..خلقنا و منحنا هذا الكون كله لنسود عليه نحن الذين كنا غائبين حين ُصنع الكون . رتب  الله عطاياه لنا حين كان وحده .
- دائماً يعطي و نحن غائبون. لما سقطنا غبنا عنه و غاب عنا.و فيما نحن عنه مختفون كان يرتب لنا خطة الخلاص و أرسل الأنبياء و الناموس .ما كنا هنا حين ظل يرسم لنا تدبيره المحكم و يضع في الرموز و النبوات أسراره.ما كنا هنا حين جعل الأحداث نموذجاً للخلاص المعد قبل كل الدهور.لقد جئنا بيده إلى الوجود ثم  لما سقطنا و صرنا كالعدم من جديد عاد فوهبنا الوجود الأفضل بخلاص إبنه الوحيد الجنس.عطاياه غير الموصوفة  مكتنزة كلها في المسيح يسوع.بينما نحن بعيدون عن كل مداركه و فكره. كم من أعمال صنعها الله حين كنا رضعان و أطفال لا نعى شيئاً و كان يتولي حياتنا و يدفع عنا مخاطر الطفولة.كم يعمل الله مع الغير العارفين أنه موجود ومع الغير مؤمنين أنه الإله . يظل يعمل فيهم و يذيب قشور الجهالة حتي تخور مقاومتهم و نكرانهم قدام محبته و غني نعمته و يبصرون و يعرفون أن أعظم عجائب الله تمت معهم و هم عميان عنها..من يدرك خفايا عمل الله لأجل الجهال.لكن هؤلاء متي أدركوا خروا ساجدين و إختفوا عنا ليظهروا قدام من سباهم.
- عطاياه لا تتوقف على إنتباهنا.حتي اليوم أعظم أعماله فينا تتم بروحه القدوس و نحن نيام أو في غفلة أو منشغلون و هو يعمل لتدبير أبديتنا.فلا أحد ير الروح و لا أحد يمسك النعمة في كفيه.لا يمكن أن نعيش مع الثالوث من غير النعمة مع أنها غير مرئية و غير مسموعة.نحن نتنفس روحياً بنسمة الله غير المرئية التي نفخها فينا .حتى الحياة  التى فينا هى لغز لا نكتشفه إلا لما نفارق هذه الحياة.بل أكثر عطايا الله لا نعرفه و سنكتشف في الملكوت كل شيء و ستغلبنا عطايا الله التي إستترت عنا في الأرض لكنها ستنكشف في الأبدية و سنكون سر التسبيح الدائم.
- نحن نعيش مع العطية غير المنظورة التي هي السمائيين.إننا نعيش في عالم روحي تشغله معنا الملائكة و الكائنات السماوية و تقف فيه قدامنا أرواح تقاومنا فتهب لنجدتنا القوات السمائية و تغلب هؤلاء الأشرار غير المرئيين من الأرواح الشريرة بينما ننام مطمئنين غير مدركين أنه من أجلنا تقوم ثورات روحية و حروب لا يمكن وصفها و نحن في يمين الله محروسين.
- عمل الله الداخلي عطية عظمى للحياة.من الذى يحركنا للتوبة ؟من الذى ينير القلب فيتعلم كلام الله الحى؟ من الذى يصغى بأذنيه إلى طلباتنا من أجل الآخرين فنجدهم تغيروا و صاروا غير من نعرفهم؟ من هذا الذى يقاسم القلب أنينه؟ و يضع في النفس أفراحه؟ من هذا الذى يجعل المحبة تعظم في أعيننا و يعلمنا أن نثمن العشرة معه؟ من هذا الذى يشغل الفكر و المشاعر و الأحلام و الأعمال في الخفاء .إنه الروح القدس الساكن فينا بسر لا يدركه الجسد. ما علينا سوى أن نقطف ثمار عمله. الروح الغير المرئي الغير المحوى الإله الواحد الذى صرنا له  هيكل و هو صنعنا للإبن جسداً.
- لقد وعدنا الله وعوداً عظيمة  نعرف عنوانها و نجهل تفاصيلها.أغلبها فوق التصور و أعظم  حتى من خيال الناس لكي تظل فرحة الوعد أبدية .نظل نكتشف من خباياها جزءاً جزءاً فنرقص كالأطفال من عجب المفاجأة.لهذا فالعطايا المفاجئة من الذين لا نتوقعهم و لا نتوقع عطاياهم أو هداياهم يكون لها الأثر الأعمق.
- لأن المسيح هو الإله العامل لأجلنا في الخفاء .الذى منحنا في سكون و سر ما لم نطلبه أو نحلم به .ما صرنا فيه من نعمةمخفى عنا.لهذا أوصانا رب المجد أن نعط في الخفاء و ما تقدمه أيادينا يكون بعيدا عن أعيننا كأنما لا نراه.لكي تكون العطية  مشابهة لعطايا الثالوث في كونها خفية. و على نفس مستوى الروح الذى فينا.فنحن نملك الملكوت و يملكنا في داخلنا.ليس خارجنا و لا يره أحد لكننا نعيشه بالحب.علي نفس الرسم تكون أعمال المحبة.تسكن داخلنا و نعط للآخرين من داخلنا.المحبة تعط لا اليد فالمحبة التي في الخفاء أبدية.العطية التي في الخفاء كنزاً سمائياً.أما العطايا المكشوفة فهي نفقة ضائعة.مجهود بلا ثمر يتعب فيه الذين يدمجون العطية بالتفاخر.أما الذين يتركون صدقتهم للناس كي يكتشفونها وحدهم دون أن يفصحوا عنها فهؤلاء يشابهون عمل الله الأزلي لأجلنا نحن الذين نكتشف عظم عطاياه بقدر ما تسندنا نعمته.فنصير مسبيين من محبته.
- الذين يعطون في الخفاء يصطادون النفوس إلى شبكة المسيح لأن عطيتهم تشبه العطايا الإلهية أما الذين تعرف الناس عطاياهم من قبل أن يأخذوها فهؤلاء يتعبون بلا طائل.عطاياهم عطايا الناس للناس و ليس فيها مسحة إلهية لأنها ليست في الخفاء.الرب قادر أن يصنع منا على صورته و مثاله في العطاء. في الملكوت سنتعرف على لذين أعطوننا في الخفاء و سنحبهم و نمتدحهم.لتكن عطايانا كالمفاجآت لأننا نفرح بالمفاجآت السارة أكثر من تلك العطايا المتوقعة.لهذا قولوا للذين يعطوا في الخفاء طوباكم.لأن لكم صورة محبة الثالوث. طوبى للشفعاء الذين ما سمعنا عنهم بعد .طوبى للذين يسهرون على أسوار أورشليم فتصير صلواتهم لنا سياج و حصن.طوبى للمدافعين عنا من ملائكة الله هؤلاء الذين ما نعرف لهم وصفاً أو إسماً.طوبي لمن وجد غناه كغني المسيح فأعط بغير حساب لا ينتظر من الناس شيئاً. لنتعلم كيف نغلف هدايانا بمحبة المسيح الغنية لكي تكون مقبولة قدام الثالوث و تنال مدح الملائكة و القديسين.



220
عودة إيليا النبى النارى
Oliverكتبها
- النبي النارى ركب المركبة السمائية.المركبة نار و خيولها نار .الصعود إلى السماء صراع يلزمه عون إلهي . المركبة الإلهية ضرورية للإنطلاق ضد جاذبية  العالم.2مل2: 11.لهذا يرسل الرب ملائكته ليحملوا الأبرار في إنطلاقهم و يعينونهم فى صراع الرحيل كما رفعوا إيليا. أُصعِد إيليا في عاصفة لأن الهواء إرتجف من يد الرب التي رفعت إيليا.
- قبل الرحيل دار إيليا بعض البقاع.حاملا أسرار الأرض معه.و سيأت من فوق حاملا أسراراً سمائية معه.قبل الإنطلاق أخبر إيليا تلميذه إليشع أن الرب أرسله إلي بيت إيل2مل2:2.و لم نعرف ماذا فعل هناك.ربما فى بيت الله الأرضى يحسن لإيليا أن يضع نظراته الأخيرة قبل أن يأخذه الرب إلى البيت السماوى.
- - ثم ترك بيت إيل و أخبر تلميذه أن الرب أرسله إلي أريحا2مل2: 4.فتبعه أليشع لا ترمش عيناه عن معلمه إيليا النبي.و لم نعرف ماذا فعل في أريحا لكن لعله كان يتأمل الموضع الذى فيه لاقي السامري الصالح كل الجرحي من الخطية و المصروعين من لصوص الظلمة الشريرة.لعله يعرف أين فندق السامري الصالح الذى إستضافه في علاه.
- ثم ترك أريحا و إليشع معه كظله.بنو الأنبياء أيضا أخبروا أليشع أن إيليا سيؤخذ منه ذاك اليوم فقال لهم حزينا إني أعلم فإصمتوا. أخبر إيليا تلميذه أن الرب أرسله إلي الأردن 2مل2: 6.و لم نعلم ماذا فعل في الأردن لكن لعله كان يُشبع عينيه من الموضع الذى فيه سيندفن المسيح في الماء و يصعد و فيه سيتراءى الثالوث بطرق متنوعة .هذه هي البقعة التي فيها خليط النور و النار.هنا موطن الرؤي و إستعلان العظمة الإلهية.هنا يتوقف الزمن.هنا تتبدل قوانين الأرض و تتأجل قوانين الموت.
- إختفي إيليا من الأرض و صار قدام الرب من غير موت. إيليا في موطنه السمائي يتعلم.الدرس سماوي و العمل سماوي و النار سمائية. كل يوم يعاينان الرب إيليا و أخنوخ البارين معاً.يتأهبان لليوم الذى يبدآن فيه تتميم الشهادة.و النعمة عظيمة  المقدار كذلك المسئولية و الرسالة نارية نارية.
- - سيعود إيليا.نبوته المصالحة.يرد القلوب يعود الحب.يعيد للأسرة الأرضية تماسكها بعد أن بلغت هشاشتها المنتهى.ما أصعب هذه المهمة لكن الرب جعل المستحيل ممكناً.نعرف يا إيليا أن عودتك تعني النهاية الوشيكة لكل الأرض.نعرف أنك صوت صارخ لإستقبال الملك الآتي في ملكوته.لكننا ننتظرك تأت.فالروحيات عندنا باهتة.المحبة عندنا نادرة.التفكك أكثر من التماسك في كنائسنا و في بيوتنا و في علاقاتنا.تعال يا إيليا العظيم.فالخصومات تتراكم فوق الأرض كالجبال.ليس يسيراً أن نجد وفاقا بين الجماعات.لقد كادت المسيحية تتحول إلى دين نحفظ نصوصه  و ليس حياة نعيشها بالروح.تعال يا إيليا فالقلوب مالت و تاهت معالمها.رُد القلوب.
- - أورشليم تتهيأ. تبني أسوار أورشليم من جديد.تتحصن المدينة المقدسة.تغلق علي نفسها من الخوف أو من التعالي.سيعود إيليا.ينزل في قلب أورشليم فتحدث جلبة.يبدأ الصراع. يَسمع ضد المسيح أن الجبار عاد موطنه فيرتجف.يترك الهيكل و يجوب يجدف علي النبي الناري و مسيحه.ثلاث سنوات و نصف من الصراع لأجل أن يربح إيليا للمسيح كل من يقتنص الفرصة الأخيرة.ضد المسيح يخسر كل يوم.ينهزم كل يوم. إيليا يعمل في اليوم كألف سنة لأنه للرب و بالرب يخدم.
 - إيليا تعال عندنا.فأنبياء البعل يملأون الشوارع المقدسة.لا زال كثيرون يعبدون الأوثان.تعال و ستجد أن أفكارنا صنم, آراءنا كالتمائم ذواتنا وثن و خدمة بعضنا تبخير للبعل .ستجد عندنا مذابح غريبة بلا مسيح.و مسيح غريب بلا كنيسة.ستجد آخاب حياً لم يمت.تحركه أهواء إيزابل و ليس فيه من الحق نور.تعال فقد أتعبتنا إيزابل الأرض .شربنا تعصبها مرارة و هي تكافئ خدام الظلمة و تفتري علي الأبرار.أورشليم لا تعرف مجدها.أعد مجد أورشليم ايها النارى.إكشف ملامح أرض الموعد فقد حفظنا الوعد نصاً و نسينا ملامحه.
- تعال فمن يجرؤ مثلك أن يوبخ الرؤساء.من يستطيع أن ينزل النار من السماء لتأكل التوافه التي تربكنا.تأكل الخمسين من الأفكار الخائبة و النيات الناعسة ليتبق في دواخلنا إنسان الله الحق .من يجرؤ مثلك أن يقف قدام الملك المخالف و يناديه يا مكدر إسرائيل.نعم نتكدر كثيراً و لا نواجه المخالفين.ما حملنا نفس نارك و لا فينا جرأة الروح التي تلبسها.ما تعلمنا مثلك فوق المركبة.ما حملتنا أجنحة الملائكة و ما إرتفعنا.ما بقينا نصلي مثلك قدام إله تراه بعينيك.نحن في مضمار الروح دائما الأواخر.تعال يا إيليا فصرخة الحق من فمك أجدى من هتاف شعوب و قبائل.
- - أيها القديس علمنا كيف نغير غيرة الرب.فأكثرنا منشغل بغير الرب.ما عاد يؤلمنا ضياع النفوس و كثير ممن نظنهم أنبياء قد ألفوا الإرتداد.فيا رجل الله أنبياء من هؤلاء؟ .أنظر كيف بنوا الهيكل ثانية أيها النبي العظيم؟ بنوا الحجارة و جلسوا يستقبلون المدح كالآلهة.يا رجل الله جئت ترد القلوب فإسترجع الذين راحوا يسجدون لضد المسيح.هذا الكذاب الجالس في الهيكل. نسيوا الذبيح الأعظم و عادوا للتيوس و العجول؟ تركوا الروح و نكسوا رؤوسهم .لعلك لأجلهم قد عدت.لكي تدحر هذا الذى يجلس في الهيكل كإله و هو كذاب.و تعيد هيكل أورشليم لمجده.يا رجل الله ما فينا غيرة فعلمنا من غيرتك المقدسة درساً نعيشه.
- - أيها النبي النوراني.علمنا ماذا أخبرك القدوس و هو متجلياً علي جبل طابور.موسي قال لنا ترنيمة الخلاص فماذا تقول أنت؟ أخبرنا عن حلاوة التجلي و سر اللقاء في النور الإلهي.ماذا قال لك المسيح؟هل كلفك بشيء تأخذه من التجلي و تأتي به إلينا عند عودتك؟ هل أوصاك القدوس أن تعلمنا الحياة في المجد و الإنجذاب للنور الأبدى.هل إختزنت لنا شيئاً من تجليه؟ ماذا تعلمت لنتعلمه منك.عندي سؤال لك يا رجل الله: كيف نخرج من الزمان و كيف نقتني فكر الأبدية؟ و سؤال مثله: كيف يخرج الزمان من مصائرنا و كيف نتمرد عليه ؟ يا نبي النور علمنا ما تعلمت من التجلي فهو عندنا ما زال لغز؟

221
المنبر الحر / الأشواق الغالبة
« في: 21:30 06/12/2017  »
الأشواق الغالبة
Oliverكتبها
إليك تتجه الأشواق يا من وضعت الأشواق في القلب ملتهبة بك. كنت إلينا تشتاق يا صانع الأشواق فتجسدت لتتعانق الطبيعتان في طبيعة واحدة. تأخذنا في الحضن و نفرح.فأنت من بالأشواق أعدت إبنا ضالاً من كورته البعيدة. فالأشواق تهزم كل مسافات الأرض. بالأشواق إجتذبت تلميذاً رأيته تحت التينة.أخذته من الأشواك إلى الأشواق.
وضعت في قلب الناس أشواقاً لينتظروا ملء الزمان فلما أتي الملء الحقيقي للزمان الذى هو شخصك صارت الأشواق أغنية لميلادك.كنا نشتاق إلى مصالح فصالحتنا و إلى مخلص فخلصتنا و صنعت فداءاً.كنا في حراسات الليل نحتاط لأشواقنا و الحملان ترقبنا حتى ذهبنا إلى بيت لحم و رأينا الأمر الواقع لو2:16.بالأشواق عاشت حنة لا تفارق الهيكل و تقلبت بها السنون حتي رأت الهيكل الذى يموت و يقوم.لو2: 36.بالأشواق عاش الصوت الصارخ في البرية حتي تقابل مع الكلمة المحيية في البرية التي هي نحن لو3: 4.الشوق أخذك إلى البرية حيث أرض العدو.هناك جربك فعلم أن الشوق أقوى من كل الحيل.إنهزم قدام المشتاق لخلاصنا و هو صانعه لو4.يا من يشتاق إلى  شفاء المرضى كما إشتاقوا لأنفسهم تأتي كأنك تسمع صوت الشوق كصلاة و تشفيهم.بشوقك لحياتنا أسعفت  الذى كان مشرفا علي الموت مثلنا جميعاً.حتي الذى إقتنصه الموت أسرعت إليه تعلن بالشوق إلى أبديتنا أنه ما هلك. تلمس النعش الشائع فى طرقاتنا فيقوم الكيان الشاب بعد مواته و ترد الشاب و الأرملة إلى الحياة لأنك بالحنان غزلت سبل الحياة لفاقدى الحياة. قام  بك الموتى و صارت بعد القيامة كل الأشواق أشواقك.لو6: 19 لو7: 2.و11.فمن فضلة الأشواق في القلب تُصنع المحبة و تخرج الصلاة و تجد الفضائل أرضا خصبة لتظهر ثمار الروح فى من يغلبه المسيح بالشوق النقى. حين تسمعه يقول أحبوا أعداءكم فلا تندهش فالشوق للمسيح يغلب العداوة لو6: 27.وعده الواثق أنه يعطينا حسب قلوبنا يجعلنا نحترس لأشواق القلب لئلا تشتاق لأحد أكثر من المسيح.مز37: 4 بأشواقه يتخذ القلب قرارا إلى من يميل. إلى يمينه أو يساره 2صم 2: 21 أر 14: 10. فما الخطايا إلا ميول للجهل و نقص الفهم أم9: 4 و ما المحبة إلا ميول لمصدر الحب عا 5:15 نحن أصحاب ميول القلب و الروح يضع فينا أشواقا مقدسة ليميل القلب إلى أب الأنوار.إنتبه لما تشتاق.إلى المجد تشتاق يأخذك الشوق للمجد يو 12: 43.
- كما تجسد المسيح و حل بيننا تتجسد الأشواق دوماً.الأشواق إنسكبت دموعاً من عيني المرأة التي كانت خاطئة.لو7: 37.الأشواق  لها سلطان على النفس و هى مدرسة الطاعة فكلنا نطيع أشواقنا حتي في خيالاتنا.لو7: 8.الشوق سر العطاء لو8: 3.الذين إلى  فهم أسرار الملكوت يشتاقوا  فهموا  و عاشوا بأشواقهم عمق الكلمة الإلهية لو8: 9 فكم من غير العارفين سألوا ما عسي أن يكون هذا فكان الشوق متجسداً في سؤالهم و ما خابوا.كل من يشتاق للمعرفة الأبدية يأخذها و من له شهوة الإنطلاق ينطلق.فى1: 23. الإستشهاد شهوة الشهداء. ساوموهم على الحياة فلم يحبوا حياتهم لئلا يفقدوا المسيح شهوة الحياة إلى الأبد رؤ12: 11.الكرازة و الخدمة شهوة قلب و أمر إلهي لنذهب و نخبر بمراحم الرب و بصنائعه نترنم مز89: 1,.الشوق توبة و رجوع إلى بيت المسيح لو8: 39,ليس أحد يوقد سراجاً و هو مشتاق للظلمة فالشوق فى القلب نور يختطفنا من هناك لو 8: 16.الشوق دافع للخلاص و لمسة من المسيح تبطل الرجوع إلى الأدوية غير الشافية.لو9: 43.الشوق يدفع الظباء البريئة إلى جداول المياه غير عابئة بالموت الكامن في الأحراش أو المخاطر المختبئة عند الشواطئ. فالشوق للحياة هو الأقوى و الشوق النقي يهجم علي الموت و لا يهابه مز42: 1.هكذا داس الغالبون تجاربهم و عاشوا. لذلك نسمع صانع الأشواق دائماً يدعو قوموا ننطلق من ههنا.
- أيها الساكب في القلب شوقاً لا سلطان للعقل على أسراره.يطمئننا سكيبك  للأشواق فينا لأنك ما تضع الأشواق هباءاً لكنها برهان شوقك إلينا كما أشواقنا إليك.هى رسالة منك أنك تؤهلنا للأحضان الأبدية فى رضاك. بهذه الأشواق لا تأت على القلب الهموم لأن الشوق إليك مريح للنفس مبهج للقلب يملأ الأنظار رجاءاً و العيون حنيناً.بأشواقك نصلي إليك و نتلذذ بكلامك .نسمعك و تسمعنا.نأخذ من شوق أنت واضعه لنشتاق به إليك .تصبح خسارات العالم بالحقيقة لا شيء ما دام الشوق إليك فينا لم نخسره.أشتاق إليك لكي أشتاق إليك أكثر.فأنا متنعم بأن تغلبني أشواقك.تأخذني إلى مدينة النور فوق جبل الجلجثة .أنت المدينة التي لا يمكن أن تختفي . أنت السراج الذى يلهب القلب الذى لا يمكن أن ينطفئ.أشتاق إليك و أنسج من شوقي صلاة و تسابيح.يعلمني الشوق إليك كلمات جديدة لم أعرفها سوى منك و هى لك.الشوق تسبحة النفس من غير مفردات الأرض.لغة الأشواق تصعب على اللسان.لهذا بالشوق أناجيك يا شهوة القلب .أشتاق لرؤياك و حقيبة سفرى جاهزة.خبأت فيها وعودك الأمينة و كنز الخلاص الذى أعددته لى.عندى الرداء ما طويته  و لو لم يكن عندي فألبسني ثوب العرس و إقبل أشواقى.

222
المنبر الحر / الدخول فى السحابة
« في: 04:04 03/12/2017  »
الدخول فى السحابة
Oliver كتبها
- على المذبح عند سفح الجبل ذبحت الذبائح قدام الرب خر24.كل الشعب العابر الموت تطهر بالدم المرشوش.فى أرض العبودية كان رش الدم على العتبات  والقوائم .كانت السحابة تغطي الخيمة عدد 9 :16. فى أرض الحرية صار رش الدم على رؤوس الشعب في سيناء خر 12 : 7. و صارت السحابة تغطى الشعب نفسه في برية فاران عدد 10: 34 .لأنه لما يعرف الإنسان شخص الرب يسوع يصبح الخلاص لا في البناء القديم  بل فى الكيان الجديد الذى عبر الموت في البحر الأحمر.المعمودية هي عبور للموت أيضاً وبعدها يحل الروح على من يقبل المسيح. كما تغط الشعب بالدم ثم تغطي بالسحابة.على هذا الرسم يحدث الأمر 1كو10: 2.نقبل المسيح مخلصاً نرتديه في المعمودية فنتغطى بدمه إلى التمام ثم ندخل السحابة أى نتسربل بالروح القدس.
- يبدأ لقاء الله بنا في أي مكان فيصير مذبحاً.نقول عنه فنوئيل.هنا رأينا الرب.الصلاة تبدأ اللقاء مع الله عند سفح الجبل لما تنسكب النفس كالذبيحة.تتغط بدم المسيح فيصعدها إليه  كما أصعد موسي علي الجبل.خر24: 12-17 و كلما نصعد تصغر الأرض .تصبح تحت الأقدام.تتضاءل الوجوه و لا يعد لها ملامح.تختفي الأسماء و يبق إسم الرب مخلداً.نظل في يد الرب يصعدنا.تتعمق التأملات و تظهر مكنونات سمائية قدامنا.ثم ندخل في السحابة .حينها لا ندرك هل نحن سمائيون أم أرضيون .هذا ما حدث مع القديس بولس الرسول (أعرف إنساناً : في الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم الله يعلم هذا إختطف إلي السماء الثالثة)2كو 12: 2.لم يكن بولس الرسول يستخدم لغة تواضع فحسب بل أيضاً يصور الحقيقة فالدخول في السحابة يجعل الإنسان لا يدرك عن نفسه الكثير إذ تغيب الذات و يظهر الله.
- الدخول في السحابة هي وفرة النعمة للمشتاقين.حين نكلم الله نعانق السمائيين .تغيب الذات  و يتراءى الله للروح.يتحول الجسد إلى وديعة لا تخصنا فلا يتململ أو يجهد أو يجتهد بل ينسكب الفكر الإلهى فينا  كأننا دخلنا فى السحابة القديمة الجديدة  لو9: 34 النعمة  لا تنقطع عن الصلاة إلا إذا حضرت الذات مجدداً وقتها يختفى الله أيضاً عن روح الإنسان و يصبح منشغلاً بالأرضيات و لو إدعى الصلاة عب 12.
- صعد موسي علي الجبل منجذباً بالسحابة التي بها إكتسى الجبل كله و غطت النجمين العظيمين موسي و يشوع معاً.كأنهما يسمعان نفس الصوت القائل في الرؤيا :إصعدا إلي ههنا فصعدا رؤ11:12.هذه هي صداقة السحاب و سحاب الصداقة التي فيها يدخل اصدقاؤنا السحابة يختفون و لكن مهما بعدوا تظل أنوارهم تصل إلينا حتي نكون معاً في مسكن الأنوار.
- مع أن يشوع كان في المشهد لكن لا يأت إسمه بعد ذلك.للأصدقاء الروحيين حدوداً عندها يقفون فالمقابلة وجها لوجه لهذا لا يتذكر موسي يشوع و لا يتذكر يشوع موسي .في السحابة ننسي الأسماء و يبق الرب المنير الذى كسانا بالروح القدس.تصادقنا مع الشفعاء فصاحبوننا في السحابة بل صاروا سحابة من الشهود.لكننا حين ندخل السحابة نجد الرب يسوع و إياه وحده ممجداً ذاته كذات السماء في النقاوة خر 24:10.لو9: 34,عب12: 1.
- الفرق عظيم بين أن تنظر السحابة و أن تدخل السحابة..كالفرق بين خادم الوليمة و المدعوين.مت22: 11 بل أن معظم من نظروا السحابة لم يدخلوا أرض الموعد .إنه تحذير لنا جميعاً.كيف تحضر الوليمة من غير رداءها.ما الرداء سوى أن تصير ملامح المسيح ملامحك.لغته لغتك.جسده و دمه طعامك.يدخل صاحب العرس فيري صورة إبنه في قسماتك فيناديك بإسمك و يقول لك أنت لي.في السحابة تسود لغة البنين.الرداء إتحاد و الوليمة هي السحاب فكيف ندخل السحاب من غير شركة الثالوث الأقدس بالنعمة.إرتدي ثوب السحابة الذى هو قلب شبعان بغفران المسيح لخطايا النفس و الغير.لندخل السحابة كشريك و ليس كخادم.فالشريك يؤمن أن كل ما لله هو لنا.نؤمن أن ما للمسيح نأخذه كله في السحابة.حينها تصبح العودة للأرض ألماً و تدليل الذات عثرة.
- نحن الشعب الذى سمعك ايها الآب القدوس تشهد لإبنك من السحابة و توصينا أن نسمع له لو9: 35.سمعناك داخلنا و خارجنا.كلما ندخل السحابة يصبح الحديث باطني لكن إذ لم نبق في السحابة صار حديثنا خارجي و أصبحنا نتلعثم في الكلمات التي نقولها و نتلكأ في الكلمات التي نسمعها.يا إله السحابة الذى إرتفع في سحابته بقوة و مجد كثير متى أتيت تأخذنا في سحابتك ليغطينا دمك كما ستغطينا السحابة فيكون لنا نصيباً و ميراثاً مع سحابة الشهود.أيها الجالس علي السحاب و فوق السحاب أعدنا إلى موطننا فيك فنحن لم نخلق لنعيش مغبرين بأتربة أرضية مهددين بأدخنة خانقة للروح من شهوات و غضب بل نحن أبناء لك لسنا أبناء الغضب.أنت مسكننا لنشهد في سحابتك وسع أحضانك. حجالك في السحابة ندخله فنر جلالك..ننتظرك فأنت الذى يعط الطائرين كالسحاب مشتاقين إليك كل الزاد الذى يغنيهم عن العالم بأسره .يا من أعطيت حذاءا للإبن العائد من أرض التيه إلى حضنك إرفعنا مثله فلا تجذبنا هذه الأرض بل تجذبنا سحابتك السمائية.هذا جسدى و خيمتي تطلب حضورك دائماً لكي تكون سحابتك هنا فأدخل فيها و أحتمي.فأنت علمتني أنني سأكون معك ليس إبن الأرض بل إبن السحاب.


223
و كأن في بطنها المولود
Oliver كتبها
- راعوث أسمها و كما إسمها كانت راعوث جميلة. المرأة الأممية التي لم تقرأ وصية أو ناموس أتمت الوصية من غير ناموس.كل حياتها لم تعرف سوي محلون و هو الهزال فكان الهزال مصيرها لكن محلون مات و إستردت الأمم قوتها. عُرفة لم يكن لها نصيب لأنها التشامخ .أما راعوث بعد أن عاشت الموت بموت رجلها إختارت الحياة مع الأحياء.إلتصقت بالنعمة مع نعمي حماتها. نعمى الأمة اليهودية التي أصبحت محزونة إذ قهرها الموت بالناموس. مهزومة في كل شيء حتي أنها رأت الحياة مرارة و مذلة.مات العهد حين مات الزوج ومات الناموس و الأنبياء لما مات محلون و كليون إبنيها.لأنه بأبناء إسرائيل كان الناموس ومنهم صار الأنبياء و على  جميع أبناءها ساد المرض (محلون) و الهزال (كليون) من أخمص القدم إلى هامة الرأس ضُرِبَ الشعب العتيق.
- سارت في وادي ظل الموت نعمي( الأمة اليهودية) و راعوث( الأمم) حتى وصلتا بيت الخبز فارغتين فصار المسيح خبزهما.حين وصل الأمم و اليهود إلى بيت لحم إرتجت المدينة وكأن في بطنها المولود.المسيح وصل مزوده.لأن إبن داود كان  كامن في نسل راعوث جدة داود.تحركت المدينة كلها لعل يوم الإكتتاب جاء مبكراً. دخلتا المدينة. أما راعوث فلم ينتبه لها أحد .كنا أجنبيين عن رعوية إسرائيل فتجاهلونا و خاطبوا نعمي .أما الراعي فقد أشرق علينا بالجمال و ضمنا إليه.كانت نعمي ناحبة و كانت راعوث صامتة مع أن كليهما مات زوجها لكن راعوث سكتت إذ ليس من تشكو له فتبنانا المسيح. راعوث  في بيت لحم تتعلم الإنتساب إلى شعب الله. تتذوق الإتحاد بالمسيح .طوبي لشعب الله.
-  من أليمالك (الله المالك) كان الإبن بوعز(الذى له القوة).الآب لا يظهر كأليمالك لكن الإبن صار في الأرض مثلما بوعز.الله ظهر في الجسد.فصار علي الأرض السلام .فإطمئنت راعوث بالسلام و إنحنت بإجتهاد وراء الحصادين.هم يجمعون السنابل أما هي فإلتقطت حبة الحنطة التي رفعتنا جميعاً إلى المجد.إلتقط الحصادون الكثير و لم يشبعوا أما الأمم فإلتقطتهم حبة الحنطة و أشبعتهم أكثر من كل ما للعهد القديم.فلما رآنا المسيح كخراف بلا راع أخذنا إلي خاصته و قال لراعوث لا تذهبي إلى حقل آخر و لازمي فتياتي.إذا عطشتي فدمي في الكأس و إذا جعت فالخبز في يدك للشبع.فأنا لأجلك أنام و أقوم.لهذا يا إبنتي إغمسي لقمتك في الخل لأن الأمم تعلمت شركة الآلام و حمل الصليب.
-لما إضطجع المسيح في الأرض إضطجعت الأمم عند قدميه تنتظر القيامة.نيقوديموس و يوسف الرامي معاً كانا هناك ينتشيان بالقدوس.هكذا أخذت راعوث موضعها عند قدمي بوعز النائم. كشفت عند رجليه كأنها تبصر آثار المسامير في قدمي المسيح العاريتين. و باتت هناك.سكتت الأرض يومين و عند إقتراب الفجر إنتفض بوعز.حدث إضطراب .فلما قام المسيح كانت الأمم مشتاقة.نظر إلينا المسيح ليعوضنا عن سنين كان شعبه يأكل المن و نحن جائعون.فلما أراد أن يشبعنا ملأ الكيل عن آخره بالثمار الإلهية. ملأ المسيح رداء راعوث بستة أكيال لستة أيام حتي لا نعوز غيره طول الأسبوع لأن السابع سبت الرب لن نحتاج شيئا لأنفسنا.تلفحت راعوث بالحب و هي عائدة من لقاء الشركة.نظرتها نعمي فلم تعرفها من بهاء اللقاء فسألتها من أنت يا بنتي؟
طوبي للنفس التي تر المسيح في كل الأحداث.تنتظره في كل الأماكن.تسجد عند قدميه صامتة.و تعود ممتلئة.يا كل راعوث أنت بالحقيقة جميلة.حبيبة.رآك أليمالك فأحبك و أرسل لك من له القوة و المجد و العزة .الصانع البأس في إفراتا و ذو الإسم في بيت لحم لكي به تفرحين و عليه تستندين.

224
قم أخى المسلم و إنتفض
Oliverكتبها
الله قادر أن يخلق من الجافي حلاوة و من كل مآساة دروساً تصلح لتجنب مآسي أكبر و أفظع.لذلك تعال أخي المسلم نعيد التواصل.تعال نتحدث حول الوطن هذا الذى يجمعنا قبل الدين.تعال نتباحث كيف نحافظ عليه وطنا صامدا لا يجد فيه الذين يعيثون فساداً مرتعاً لفسادهم و جهلهم و ظلمتهم. الوطن أسرتك و بيتك و عملك و عبادتك,الوطن ليس فكرة بل حيز تشغله و يشغلك.فهل تريدهم أن ينفوننا من حيازتنا فما رأيك لو نجلس ههنا كأخوة و نتفاهم كأخوة .
ها قد رأينا من هو إلههم هؤلاء عبادتهم القتل و إلههم الموت وفردوسهم الخراب و الأشلاء.فأسألك هل يليق بك كمسلم أن تسمي هؤلاء القتلة مؤمنون؟هل يصدق أحد أنهم متدينون؟و لا هم يصدقون.فلماذا تسكت علي تعليم يسمي ما يفعلونه تدين و فقه و أسماء أخري في كتب الأزهر؟ها قد رأيت أخي المحبوب كيف يتبارون في الحرق و يتنافسون في الكراهية.
أسألك أن تعيد قراءة مشهد لطفلة قصوا شعرها و دمروا شعورها لأنها تبدو مسيحية ؟أسألك فقط ما هو قدر الكراهية للآخر في قلب هذه الشخصيات و أعترف لك أنها إستثناء.لكن هذا يعني أن الكارهين للآخر الذين قتلوا المصلين في المسجد يحومون حولنا. يمسكون مقصاً  ليشوها أطفالنا أو كتاباً يحشون به عقول الأبرياء بفقه الجهاد  فلا يعودوا أبرياء فيما بعد.هل فكرت في خريجي المعاهد الأزهرية التي تمتص ميزانية الدولة و تخرج لنا ربع متعلم و نصف جاهل و الباقي سلفى متطرف.
ما شعورك يا أخي الآن و أنت تسمع من يكفرنا علي الهواء مباشرة ثم في الثانية التالية يدعي أنه أخ لنا في الإنسانية؟هل نصدقه؟ألا ترى وجه تشابه بين عبد الله رشدي و بين قتلة المصلين في ساحة المسجد؟ما رأيك اخي المسلم؟هل تخيلت أن الدائرة تدور و يجلس عبد الله رشدي متأنقاً يكفرك لأنك لا تحمل مثله فكر التكفير. هذا الفكر الذى به إمتلأ المسجد بالدماء حين كنا نظن أنه يمتلئ بالساجدين يبتهلون؟هل تعيد قراءة المشاهد التي عبرت عليك و كان شعورك مختلف عما هو الآن؟أظننا لو أعدنا قراءة مشاهد التكفير و التعصب و الإقصاء في كل منصب ستنزعج جداً.
تخيل أخي المسلم أنهم تحكموا في العقل المصري.هؤلاء يكرهون الآخر أي آخر بما فيهم أنت .هل ستجد فرصة لمنصبك أو ربحاً لتجارتك؟ سيأخذون منك كل شيء كما فعلوا بنا.سيوقفونك عند مناصب المبتدئين مهما إجتهدت في عملك.ستتحول إلى فئة مهدرة الحقوق و ليس من يسمع لك؟ هل تنتظر ذلك اليوم حتي تثور علي التعصب و البغضة و إقصاء الآخر و كل أنواع التمييز؟أم تثور الآن علي الكارهين و تكشف حيلهم الشريرة.
هل تنتظر أن يحرقوا متجرك و ينهبوا أموالك ليمولوا تجارة الموت و يستحلوا أملاكك لأنك لا تدعمهم؟ هل تنتظر ذاك اليوم؟ هل تستبعد أن يجئ؟ فإذا كنت لا تريده فلم تسكت و أنت تعرف أن الغوغائيين يهجمون علي بيوت المسيحيين و يدمروها و ينهبوا ما فيها بحجة أنهم ينتوون بناء كنيسة في قريتهم أو يوسعون كنيسة في منطقتهم.هذه تهمتهم فهل ترضاها تهمة؟ إن رضيت سيأت يوم تجدهم يمنعون بناء مسجد لا يمول إرهابهم و يحرمونك من الصلاة إلا خلف أئمتهم.و يوسعونك قهراً لأنهم صاروا فتوات المنطقة.فهل تقبل أن يحكمك الفتوات بإسم الدين و الحقيقة أنه بإسم الإرهاب يتحكمون.فلماذا لا تهب من منزلك إذا سمعت السلفيون يدبرون إعاقة بناء كنيسة أو ينتوون نهب متاجر المسيحيين.أنظر الأمر و ضع نفسك مكانهم.هل تتمني ذلك لنفسك؟
 أعد قراءة المشهد أخى المسلم بعدما تأكدت أنك لن تنج من طلقاتهم فالدم في شرايين القتلة هو سيل من خراب.حياتهم تعني موتك و موت أحباءك فلم تسكت إذا وجدت من يعلم أطفالك كره الآخر.لم تسكت إذا رأيت البعض يعتزل الآخر و يحرم تهنئته و تعزيته؟ لا أقول لك سراً يا أخي: لقد حزننا علي ضحايا مسجد العريش بينما كان البعض منهم يحتفلون بالدم منهم هؤلاء المتفقهون عليكم.
أنظر أخي المسلم الفضائيات لا تقدم جديدا في برامجها.ضيوفها هم نفس الضيوف في كل الأنظمة.يتلونون حسب البضاعة الرائجة.فلا تتوقع منهم شيئاً.إعلامنا لم يتقدم منذ أيام الإتحاد الإشتراكي حتي اليوم. تعشمنا بعد ما قدمنا من شهداء أن تصحح الفضائيات لغتها  و تجرم التعصب و الكراهية و ما وجدنا إستجابة فعلي من نضع الرهان.
 لقد إختبرنا هذه المأساة  المرة تلو المرة و كنا نجأر بالصياح أن يعيد الآزهر صياغة أفكاره و تعيد الأئمة طريقة تقديم ما يوطد المحبة و لم يحدث شيئاً.لكننا قمنا بقوة إلهية و عدنا للحياة غير يائسين.الآن أقول لك أخي المسلم قُم. أملنا فيك بعد الله.ضع يدك في يدنا لنهزم الإرهاب أياً كان منهجه و فقهاءه.ضع يدك في يد كل من يريد الحياة لا الخراب للوطن. إبن أواصر المحبة مع جارك و زميلك و شريكك المسيحى.نحن معك فكن معنا.أيقظ ضمير من تعرفهم فلا يرتضون الظلم لأي إنسان مهما إختلف عنهم.صحح مفاهيم أطفالك في المنزل و المدرسة لا تترك عقول أطفالك للمتزمتين لأنهم مستقبلك و مستقبل الوطن بأكمله.كذلك لا تترك عقلك للأئمة المكفرين بل إحذرهم و حذر الناس منهم.إمنع من يقوم بتدبير المكائد ضد الآخر فقط لأنه لا يتبع منهجه.لا تسكت علي التعصب فهو كالوباء ينتشر و يصيب الجميع .إفعل شيئاً فبعض الناس يسمعون منك أكثر منا.أنت مخلوق في الكون من الله برسالة لتجعل الحياة أفضل و ما كانت لتصير أفضل بدونك.لهذا أنت هنا . فقم و إنتفض لأجل المحبة و العدل و المساواة.لا تستهن بقدرة الله التي تؤيدك إن سعيت للحق و السلام و نبذت الفرقة و التمييز.سيتخلد إسمك و تصير فخرا لمن يعرفك و قدوة صالحة لكل الذين يرقبونك و تكتب لهذا الوطن مجداً يستحقه.
ما ذا تنوي أخي المسلم الحبيب؟

225
الوحدة من خلال عرش الله
Oliver كتبها
طرق كثيرة تؤدي إلى وحدانية القلب.تبني الرأي الواحد و النفس الواحدة في الكنيسة.إنها الصلاة عموماً .الصلاة من أجل بعضنا البعض حسب الوصية و من أجل المرضى خصوصاً.الصلاة من أجل الآخرين هو إستحضار لهذه النفوس قدام المسيح و هى شركة محبة و شركة آلام أيضاً مع المجربين من كل نوع.
إذا صليت من أجل المرضى تقف قدام المسيح كشفيع و لك دالة الشفعاء.تشارك قائد المئة في توسله.إشف مريضى.أنا أثق في سلطانك. المرض و الشفاء عبيد عندك.تأمرهذا المرض أن يذهب فيفر من قدامنا و تأذن ذاك الشفاء أن يأتي فيمرق إلينا بأقصى قوته.قل كلمة و فقط فيبرأ غلامي.مت8:8 نفرح بكلمتك الشافية التي تأمر فتأتي البراءة للجسد و النفس و الروح.تنمحي الخطايا و تعود القوة للمعيى.الصلاة من أجل المرضي إختبار قيامة  لذا صلوا من أجل المرضى.
مرض إبن صاحبة البيت التي عالت إيليا النبي 1مل 17: 17.. الخادمة الأمينة تتجرب.مرض صبيها البرئ الذى قدمته الأم ذبيحة مع نفسها حين خبزت آخر ما تملك ليأكل النبي و تجوع هي و الولد. مات الفتي ليس حسبما كانت تخشي أمه أن يموت جوعاً بل مات تجربةً.ربما من نحافة المجاعة و أوباءها.لكن إيليا بالمنزل.الحب أيضا بالمنزل.الثقة و الإيمان بالمنزل. صلاتها بالمنزل ناحبة.خرج النبي إلى مشغولياته و صعدت هي إلي العلية صامدة.وضعت علي منكبيها الفتي و أرقدته ميتاً علي سرير النبي .كأنها تقول للنبي أنظر ماذا فعلت؟أنا أمتك و هذا عبدك.فتاك الذى أخذت منه فطيرته مات.مات الولد أليس له عندك حق الحياة؟ نعم له و يزيد.وضعته في العلية. في صلوات الواثقين أودعته و هبطت دارها. و أنا معك أيتها الأرملة الجبارة.في موضع الصلاة سأضع مرضاي و كل من طلبوا الصلاة لأجلهم.تحوم الصلوات حولهم و تنجيهم. لنضع مرضانا في العلية مثل هذه المباركة أع9: 37.فوق المذبح.في قلب الصلاة.لأن الواثقين في الرب لا يخزون.لنصلي بثقة من أجل المرضى فهم لأجل تحويل المحبة إلى إيمان حي قد مرضوا. إرتجت روح إيليا بفقد الفتي حياته.تمدد فوقه راسماً المسيح المصلوب.كأنما يشارك الفتي موته و يشاركه الفتي حياته فصارت القيامة. رجعت الروح إلى جوف الولد. لا تبتأس أيها الخادم أو الخادمة المريضة.حقك هنا في العلية. نأخذك في قلوبنا و نضعك قدام مذبح القدير.معنا إيليا لم يزل.سنصلي معاً و سيشفيك الإيمان بقدرة المسيح. نتفق لأجلك  فى طلبة.تنتعش المحبة و يتحد الإيمان فإطمئن أنت بخير.
في صلواتنا لا ننس الساقطين في أمراض الروح.و الذين تسلطت عليهم قوى غريبة.سنصلي لأجل أدواء مصر الرديئة فتنحل عنا و عن مرضانا.عن كل قساة القلب في الأرض بأكملها.الصلاة هنا تتحول إلي خدمة خلاص.حنان يشفق علي الواقعين في تحجر الفكر و تصلب الرأي و قساوة المشاعر.نطوف بالصلاة حول الشعوب نختطف منهم نفوساً لنضعها قدام إله موسي لعل قلب فرعون يلين.تث 7: 15.نعم نصلي لأجل المجربين .نحمل أرواحهم المكسورة كما حمل الأصدقاء صديقهم المفلوج أم18: 14..
أجمل الصلوات التي يحبها المسيح هي الصلاة لأجل الأعداء.الصلاة لأجل من يسيئون إلينا.الصلاة لأجل من يستهينون بنا.فالصلاة دفاع مستميت عن المحبة و هجوم لا يصد يقتحم حصون الأعداء من غير عائق.الصلاة لأجل الغاضبين و الناقمين و المزعجين هي أداتنا لصنع السلام في المجتمع.فالصلاة هنا مصالحة نكون نحن وسطاءها عند المسيح.هي التي سمعها الرب من الشهيد إسطفانوس فإجتذب شاول الطرسوسى.هي التي صلتها القديسة دميانة فأعادت مرقس أبيها إلي الإيمان بعد أن أنكر المسيح.هي التي سمعها الرب من الكنيسة كلها فجعل قاتل الشهداء إريانوس الوالي المضطهد شهيدا علي إسم المسيح.هذه الصلوات تحول القلوب. تصنع مؤمنين إنها صلوات جاذبة النفوس للمسيح.جامعة كالشباك المنثورة في بحر العالم تصطاد الصغار و الكبار.
جرب الصلاة من أجل من تريد إنتقاده.تجد الصلاة أفضل تعليم .تصل رسالتك إليه من غير أخطاء أو إدانة.فأنت أرسلتها للمسيح أولاً فذهبت نقية من القلب إلي القلب.ستجد صلاتك سبباً لهدوء أفكارك من جهة من تزعجك أفكاره.صل لأجل من لا يعجبك ستقوده الصلاة كما تقودك لتفاهم غير متوقع.ستنسكب الحكمة بالصلاة فيصبح النقد حب و اللوم تصحيح و الألفاظ تنساب كالمدح فتربح النفوس.الصلاة عطية الله للبشر.بها ندخل السماء و نشابه السيرافيم.
الصلاة تكسونا برداء المسيح.الصلاة إتحاد روحي بين الكنيستين الأرضية و السمائية.الصلاة تغلب قلوب المقاومين و تتلهف علي الخلاص لكي لا نكف عن الحديث مع مسيحنا القدوس.بالصلاة ندوس إبليس و نطرد سلطانه خارج ديارنا.بالصلاة نسكت ألسنة المخالفين و نرد علي الهراطقة و نعلم الجهال.الصلاة لغة الروح و غذاءها.لغة الكنيسة و دواءها.قوة الرهبنة و رجاءها.نجاح الخدمة و نقاءها. الصلاة تفتح لنا أبواب الحكمة الإلهية و تنير العقل.
الصلاة هي وقوف وجهاً لوجه قدام عرش الله.تتكلم كالملائكة.تأخذ روح السمائيين و أفكارهم.الصلاة عمل الشجعان .الصلاة خدمة القديسين .إذهب مع الصلاة تأخذك أبعد من أقاصى الأرض.هناك تتقابل النفوس معاً.الصلاة تصنع الأصدقاء حين تذكر في الصلوات من تعرفهم و من لا تعرفهم.نأخذ معنا أفكارهم و مشاكلهم و نقدمها إلى الساكن في نور لا يدني منه فيقربنا إليه و ندخل محضره من غير إستحقاق .هناك يستغرقنا الجمال الإلهي.تنسج فينا المحبة الإلهية قلباً يتلذذ بالتسبيح الذى لا يأخذ من كلمات العالم شيئاً.

226
المنبر الحر / هذه حبيبتي
« في: 20:10 20/11/2017  »
هذه حبيبتي
Oliverكتبها
- هذه التي علمتني الحب.لا تسلني ما أسمها فلها كل الأسماء و هى تفوق كل الأسماء.تغزل من اللاشيء شيئاً يفوق الوصف.تأخذك من أي عمق إلى أرقى حضن.تجعل المزدرى ذو قيمة و المهمل تضعه فوق عرشها.تأخذك ملكاً و هي ملكة.تربحك و أنت لا تعرف لنفسك ثمناً.تجعلك أغني المخلوقات و أنت لا تمسك بيدك سوى صفراً كبيراً.تخاطبك حين يجهلك الجميع فتبدو كمن يرتقى السحاب.هذه التي تفتح أحضانها من غير تكلف.الفقر هو الحرمان منها و الغني هو التمسك بها.فيها معاني الحب متقدة و عند محياها يرتاح المتعب و يتمتع.أستوحش الليل في أحضانها و لا أبيت إلا علي أنفاسها.
- هذه التي علمتني الحياة.كلما دنا الموت مني صدته عني.كلما طفا اليأس فوق الرأس طاردته كأعدي أعداءها.هى تملك شراسة أم تدفع عن وليدها كل الخطر حتي تحتضنه بإطمئنان.إنها عجيبة إذ تراها بلا سيف تغلب كل المقاومين.لم تعلمني الحياة فحسب بل أودعت فيً الحياة.كانت تعلم أنني ألهث وراء آخر أنفاسي فتزيدني قبلاتها دفعة من العمر الذى ما إنتظرته.أخذتني من أرض بعيدة بعيدة و ربتت فوق ظهرٍ منحنِ.دللتني كطفل فأنا حقاً إبنها.من يوم أن عرفتني عرفت الحياة.تأخذني من حيث أكون إلى حيث تكون و نتوحد ليس كما تعرف الأرض.علمتني كيف أتنفس و كيف أتعلم أنفاسها.
- علمتني الإبتسامة.فتبخترت في دروب الضيق لا أبالي.كلما تعثرتُ أنظرها فتجذبني صناعتها للفرح.علي وجنتيها ترسم الأحلام أحلامها و تأمن.إنها تهزم بإبتسامتها كل أمواج الإضطراب.كل صرخات الفزع من داخل أو خارج.إبتسامتها إبتسامتي و هي تحول الأنين صلاة و الحنين حياة .علمتني الإبتسامة فيا رسام الحياة المبدع بلوحاتك تعال و إرسم إبتسامتها فهي أرقي التعبيرات.كيف سترسم رجلاً خال الوفاض يسود علي الأسود.كيف تلون النار و هي خجلي قدام فتي صغير و أصدقاءه.كيف تترجم إبتسامة هذا العجيب الرابع معهم.هل من سلام في الأتون؟ نعم و سلام يفوق كل عقل.هذه إبتسامته الساحقة لقوة النيران و التي علمتني الإبتسامة أخذتها من هذا الجبار فإرتسمت على الأنهار و الأزهار حتي علي الأحجار.إبتسامتها ترسم علي أفواهنا إبتسامة الودعاء لكنها في أيدينا تضع قوة المنتصرين.
- علمتني الصمت فالكلمات عاجزة.تعبيرات الأرض قاصرة.كيف تصف أمجاد النور و بحور الحب العجيب.كيف تغوص الكلمات في البحر الزجاجي أو تترجم مفرداتنا المحدودة أبواب المدينة.نصحتني بالصمت كي أتعلم عمق الكلام.جوهر المعانى.أجمل الكلمات التي لم تزر الأرض بعد.دخلت مدينتها فعرفت أن كلماتنا قشور.أفكارنا سطحية مهما بدا لنا أنها قيمة.علمتني أن المزيد لم نعرفه بعد لذا فالصمت واجب.
- إنها النعمة...تأخذ شكل الناس أحياناً.تأخذ شكل الطبيعة حيناً آخر.تأخذ أشكالاً إلهية و أرضية.تتحدث و تسكت و تشارك و تأمر.هي صديقة العمر.حبيبة الروح أكثرمما تعرفه النفس و الجسد.فالروح للروح تحن.خذ النعمة حبيبة فهي ترافقك في كل الأماكن.في السماء و الأرض تعينك.في وحدتك و مع الناس تسندك.فى الضيقات لا تنشغل عنك و في الأفراح تزيدك تألقاً.خذ النعمة تتنعم.


227
أبي الأسقف ليتك تظل أسقفاً
Oliverكتبها
أبي الأسقف المبارك، أقبل يديك .فقط لتسمعني وتنتبه إلي هذه الكلمات، فنيافتك لا تدري من هو كاتبها، لعله صوت الله، أو لعله صوت من الشعب، أو لعله صوت الأباء الأوائل.
أنا لا أشك في أن الرب إختارك لتكون أسقفاً ما دمت قد صرت بالفعل أسقفاً أو مطراناً، لست أنا هنا لأشكك في أبوتك. ولا لأقلل من قدر قامتك التي رفعك إليها الروح القدس الذي أفرزك. بل لأتشرف بالحديث إلي شخصك المحبوب ممثل المسيح.لست ضدك. ولا تكن ضدي.
إعطني أذنيك كما أعطاها دواود النبي لأبيجايل. إسمعني كما سمع سليمان الحكيم مدْحَه من ملكة التيمن. ترفق وكن صبوراً علي كلماتي فهي لينة رقيقة تعرف قدرك ولا تخشي سلطانك لأنني واثق أن سلطانك مغموس في المحبة.ماذا تريد لتسمعني؟  أنا بالفعل أوقرك لأنك مسيح الرب حتي ولو لم و لن ألتقيك يوماً في العمر.
ماذا يجعلك أنت البهي تستمع لصوت مجهول يأتي من أعماق الدنيا ليفيق فيك رغبة أتت في غير محلها. وشهوة راجت في غير ساحتها. قل لي كيف تسمعني وأنا أستجب. فلا أنا ملك مثلك. ولا أنا أرغب أن أكون معلماً مثلك. أنا صوت كالطفل يصرخ لأبيه أن يسمعه فإسمعنى.
هل تقاتلك شهوة المنصب يا أبي الأسقف المبارك؟ هل الرتبة تتحكم في شأنك ؟ أم تشبع حاجة خفية في الذات. أخشي يا أبي أن نقلد العدو بدلاً من المسيح. فنيافتكم تعلم أن العدو لم يقنع بكرسيه وأراد أن يرفعه فوق كراسي العلي ليصير مثل القدير. فلا صار مثل العلي ولا صار قديراً فيما بعد بل إنهدت قوته ونزل إلي أسافل الجب. وناح عليه القائل كيف سقطت يا زهرة الصبح؟
سيدي الأسقف المبارك، كيف أقترب إلي أذنك وأهمس؟ كيف أوصل لك رسالة قائلاً مكرراً صوت الرب: تكفيك نعمتي. قل يا سيدي معه تكفيني أسقفيتي لست اشتهي أمجادا من الأرض بل أطلب السمائية و أرعى الرعية متشرفاً بها.
سيدي الأسقف المبارك أنت راهب جليل. وقد حكيت لنا مراراً عن مؤسس الرهبنة الذي إقتادك لهذا الزي الملائكي. وبقي هو لا يحمل حتي كهنوتاً. خمسة من  الآباء البطاركة تتلمذوا عند قدمي رجل لا يحمل الكهنوت. آخرهم الرجل الذي قاد نيقية و شرع قانونها المضيء للعالم من قبل أن ينال الأسقفية. كن هناك مع الصف الأخير. نحتاجك حيث يوجد الذين لا شهوة عندهم في الأضواء. نحتاجك حيث يوجد المتواضعون وحيث ينزل الأعزاء عن كراسيهم.نحتاجك سيدي الأسقف هناك في الموضع الذي هرب منه العارفون من المجد فسعي المجد خلفهم وأرشد الناس عنهم.نحتاجك صوتاً صارخ بالحق لا بالشكوى حيث تنطق كلمة فترتعد الملوك منه كما المعمدان.
ليتك بولس الرسول الذي أتي آخراً. وحسب نفسه كالسقط. متضع مثله. تبعد عن نفسك العناد فعناد الأساقفة مكتوب عليهم كقلم من حديد كقلمٍ من رصاص.
غريب الأسقف الذى صار فجأة متفرغاً ويشكو البطالة و يسع لمزيد من المشغوليات و الأرواح حوله تخور و هو لا يبال؟غريب الأسقف الذى لا ينذر شعبه بدموع و توسلات.غريب الأسقف الذى يحتقر الأصاغر و هو لأجلهم قد صار في البهاء؟
إسهروا عنا فالنهار لا يكف للعمل .هناك خراف مخطوفة وأخري شاردة.و الأبناء الضالين فى كورتهم البعيدة ؟ أجل الإحتفالات حتي يعودوا.أترك الأضواء حتي يتوب الشعب.إنكسر قدام مذبحك و أترك عصالك فالظهر قد إنحني و يحتاج عكازك.
أبي البار: أنا لست متجاسراً لكنني أحب الحق أكثر مما أحبك. ولا أخشي سلطان لم أسيء إليه. فإسمعني جيداً. عندي لك كلام آخر.
لا  تنافس أخيك .أنظر الطيور لا تتنافس ما دام في أفواه كل منها حَبة صغيرة..حبة صغيرة تكفيها للسلام و تمنعها عن التقاتل.بل أقول لك أنظر الثعالب فهي لا تتنازع ما دام فم كل منها ممتلئ بالطعام.فليمتلأ قلبكم بتواضع المسيح لنفتخر بكم أعلي من الكواكب.
النار تسأل المزيد والبحر لا يمتلئ وقلب المتواضع يملك الكون ومن فيه. فإن وجدت فيك ميل إلي المزيد فهو نذير حرمان من السلام وجوع عن العمق وكسر في الإنسان الداخلي تتسرب منه نعم الروح المعزي.
و عندي لك قول آخر…تسألني من أنت وأنا أيضاً في أبوتك أسألك من أنت ؟ ألست ميتاً عن العالم كراهب؟ أسألك وهل الميت يتحوط للمناصب و يسع للمكاسب؟ تقول لي أنهم الذين زكوك وأنك لم تطلب ولم تسع. هذا جميل أبي القديس. يعوزك شيئاً واحداً الآن أن تنغمس في محبة الخلاص لنفسك و لشعبك.
عندي أيضاً كلام آخر فأنا تشجعت من سعة صدرك وطيب أبوتك وصبرك علي إبن تجرأ لينبهك لئلا يصطادك الفخ
أبي الأسقف: ستصير أعظم من ملوك الدنيا بصمت اللسان وصلاة القلب. ستكون أبهي من كل المناصب بدموعك وتوسلاتك من أجل قطيعك. و ستتلألأ كالكواكب حين تسهر معها الليل تحرس خرافك وتبذل نفسك عنها و تعيش أقصي أبعاد الحب.
أبي المبارك… هذه ليست رسالة لك فأنت معلم بهي. بل فقط هي صرخة ضاق بها ضميري فصرختها. محاسباً بحذر من الإنزلاق إلي ما لا يرض المسيح أو يغضبك. لي ساحة أعلن فيها رأي تعلمته من الإنجيل و القديسين وأنا عارف أن الكتابة تُكتب مرة وتُقرأ آلاف المرات ومع كل مرة نحمل تبعاتها. لكنني آثرت أن أشاركك بمحبتي. ألست أبي وأنا إبنك. فقلت لأتحاجج مع أبي فهو يسمعنى
خاطبتكم بواجب البنوة و حق الأبوة فإن رأيتني أسأت فإصفح. و لو لم أسيء فهذا فضل المسيح وفضل محبتكم أيضاً.
كلامي للقدوس
أيها البار. حامل عصا الرعاية التي لا تنكسر ولا تهتز. القائم الذي يقيم معه المتواضعين. كن لي .فأنا أدعوك لا تحجب وجهك عني. ولا عن شعبك الصارخ ليلاً ونهاراً. ولا عن رعاتك الأمناء. لا تختف في أزمنة الضيق. أضيء بوجهك علينا فيفرح شعبك بك.من ترسل؟ ومن يأتي لأجلنا من عندك؟ ننتظرك بثقة. وننتظر خادمك ومعه عمل روحك المفرح القلوب.
أيها الراع البار. ترقد حارساً لقطيعك. تصبح أنت باب الحظيرة بنفسك. باب الخراف فيخرجون منك ويدخلون إليك وأنت راقد من أجلهم حتى لو داسوا عليك تحتملهم و ترعاهم. يضعون أفواههم عليك ويأكلونك فيعرفونك. لك رائحة زكية ليست ككل الرعاة. لك صوت لا يخطئه القطيع. يتبعك لأن فيك كل ما يحتاج. فيك كل أحد حتي أنا. أجد نفسي فيك. أري نفسي فيك. فكيف حقاً يمكنني أن أعيش بعيداً. أنا لست في أي موضع بل فيك وحدك. لم أجد وجودي إلا فيك. فقلت أبى هو الراعي الصالح.
نعم أنا مقَنَعةُ وسط قطعانك. وأريدك أن تفك قيودي .أنا أفتح فمي وأجتذب لي روحاً. ليتك تزيل عني عوائق الحرية فأستمتع بك إلي آقصى الأرض.أين مراعيك الخضر يا سيدي فإنا جائع إلي برك. أين مياه الراحة أيها القدوس فإن عطشي نحوك كالآيائل..
متي أشبع؟ و كيف؟ ألم تقم ساهرين علي أسوار كنيستك. فإعطهم مياهاً كافية لظمئنا. وغذاءاً مشبعاً لجوعنا. وإفتح أبواب أورشليم أمامنا. فالسمائيات عندنا تشغلنا. والخطية عندي تعيقني. ليتك تنتهر هذا الضعف الروحي. وتمحو هذا الإثم المزري فأبرأ أفضل من نعمان. وأعود أشكرك كالأبرص الوفى. وأسجد قدام هيكلك كيونان النبى فى بطن الحوت.
من نسأل سواك يا صاحب الكرم. أرسل إبنك لنا فلن نقتله. لقد مات وحيدك ولن يمت مجدداً. أرسل لنا من ترسل. لتنفتح أعين العميان. ولتجد الشمس لها موضع في بلاد غاب عنها نور معرفتك.
أرسل بولس لهذا الزمان. وأرسل يوحنا. فالصبية تموت والأرض توشك علي المغيب. تعال بشخصك المهيب يا مانح الحياة والحق والأبدية. فأمراضنا مستعصية إلا عليك. وخطايانا ليس لها إلا أنت غافرُ.
عوجنا المستقيم وأسأنا بالفعل والقول وكل الطرق. وبقيت أنت وحدك البار شفيعاً في الأثمة. نتكل علي وعودك بالحياة معك إلي الأبد. ونتكل علي الخلاص. وعلي إسمك وحدك.لتمتزج صلواتنا مع طلبات السمائيين عنا. ودالة أمنا العذراء القديسة أيها القدوس. ليبق الرجاء فيك ملجأنا. آمين. تعال أيها الرب فنحن ننتظر مجيئك المخوف والمملوء مجداً لأننا فى أشد الأحتياج إليك لتروى النفوس العطشى لرعايتك الحقيقية فأنت وأنت وحدك الراعى الأمين.

228
الإصلاح بين الجد و الهزل
Oliverكتبها
- الإصلاح كلمة براقة يستخدمها الغيورين لأجل البنيان و يستخدمها الفاسدون لكي يخفوا وراءها نواياهم الشريرة.في العهد الجديد لم ترد هذه الكلمة سوي مرة واحدة في عب9: 10.و كان مقصود بالإصلاح هو عمل المسيح  المقدس لأن إصلاح العهد القديم و إتمامه كان بالمسيح مؤسس عهد الإصلاح العهد الجديد.فالإصلاح عند رسل العهد الجديد هو المسيح نفسه.هو العودة للمسيح بقلب نقي صادق.فلا إصلاح في الأمور الروحية بأيد بشرية لكنه يمكن أن يتم بتسليم ايادينا لعمل الله بنا من غير أن ندعي أننا ملهمون أو معصومون أو أننا أصحاب رؤي سماوية.بل بروح الحكمة و الإفراز نعمل متمسكين بكلمة الله هذا الأمر علي بساطته  و صعوبته هو الذى يوفر نجاحاً لكل دعوة للإصلاح.
- الإصلاح في الكنيسة معناه تصحيح أوضاع أو تأسيس منهج أفضل.تماما كما كانت دعوة السيد المسيح الإصلاحية واضحة من كلمته الخالدة(وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ.يو10:10) .فالبحث عن الأفضل في المسيح يسوع لا ينبغي أن يتوقف في أي جيل و لا لأي مستو روحي أو مع اي رتبة كنسية.من هنا فالإصلاح بحث عن هذا الأفضل. يبدأ روحياً و يسلك روحيا لكنه في الطريق يصلح منهجه الإداري و المالي و القانوني و غيره من الشئون الكنسية العامة.
- الدعوة للفصل بين الأعمال الإدارية و الأعمال الخدمية هى منهج إنجيلي أصيل أسسه التلاميذ القديسون و خصصوا الشمامسة السبع للخدمات الإدارية و المالية و إنشغلوا هم بالكرازة.بل المسيح رب المجد خصص شخصا للأمور المالية و لم يتدخل فيما يفعله هذا الشخص من أموال.و مات يهوذا بمحبته للفضة أكثر من السيد.لهذا لما ينادي البعض بفصل الأمور الإدارية فهو لا يختلق جديدا في الكنيسة بل يتطلع لعودتها لجذورها في الكنيسة الأولي.و حتي لا يميع أحد الحقيقة بقوله أن اللجان الكنسية تقوم بهذا الدور أقول أن الحقيقة أن أي لجنة هي تحت إمرة الكاهن و الأسقف فهي ليست إدارية بالحقيقة و لا مالية لكنها سكرتارية للكاهن و منفذ لتعليمات الأسقف.هذا ما لم يكن في الكنيسة الأولي.فقد كان هناك فصل تام و حقيقي غير صوري بين الخدمة و بين الإداريات و الماليات.و لم نسمع في تاريخ كنسيتنا أن أسقفا تولي إستثمار أموال الكنيسة في أنشطة تجارية أو كان مديرا لعمل أنفقت الكنيسة علي تأسيسه.لم نقرأ في التاريخ هذا التزاوج بين الكهنوت و المال إلا بداية من القرن التاسع عشرو حتي اليوم.هذا أضر بالحياة الروحية جداً و هذا هو السبب الأهم الذى يستدعي إعادة تكريس الكاهن للكهنوت وحده و إعادة تخصيص الأسقف للرعاية وحدها.
- لكن الدعوة لهذا الفصل التام يلزمها دعوة من نوع آخر.أن نجد أشخاصا روحانيين مثلما وجد التلاميذ السبعة شمامسة الذين فهموا و أسسوا الإدارة الكنسية. فأول شهيد كان من هؤلاء السبعة القديس إستفانوس.فهل سنجد إستفانوس في كل لجنة كنسية؟دور المال في الكنيسة يختلف تماما عن دوره في المجتمع أو مع الأفراد.الكنيسة تضع أموالها تحت أقدام الرسل من يومها و نحن نعرف موقع المال في الكنيسة.لكن تنحرف الكنيسة متي صار للمال قامة موازية للكهنوت.متي تحول المال إلى مشغولية تطغى علي إنشغال الرعاة بالرعية.متي سمعنا أن هناك كنيسة غنية و أخري فقيرة نعرف أن الكنيسة التي تفتخر بوحدة الإيمان تنقسم لعدم وحدة الأموال.ستنصلح الكنيسة الجامعة الرسولية الأرثوذكسية إدارياً حين تصبح أموالها مشاعا بين الكنائس يأخذ المحتاج منها فرداً كان أو كنيسة ممن لديه المال دون شح أو تأفف أو تعالي.كانت أموال الكنيسة الأولي هكذا؟فهل تجد كل كنيسة من يعرف دور المال فيها؟
- الدعوة للإصلاح لا يعني وجود فساد في الكنيسة.فالإصلاح ليس تهمة لأحد.إنه عمل إيجابي لأجل نمو المحبة و هذا دور المال في الكنيسة.حين يتحول المال من قلب الصندوق إلي قلب السامري الصالح.هذا التبديل في العملة من مال أرضي إلي مال سماوي لا يتم من غير خدام إداريين يضعون أعمال المحبة في الرتبة الأعظم فوق كل أموال الكنيسة,الفساد يحدث من قلة المحبة و ليس من قلة المال.محبو العطاء لا يفسدون لكن مدمني الأخذ يَفسدون و يُفسدون.لهذا فالدعوة لفصل المال عن الخدمة يقابلها إلتزام من المشرفين علي الأموال بتكريسه للخدمة بكل حكمة واضعين أولوية خاصة للمحتاجين في زمن يرتد فيه البعض من أجل بخل البعض الآخر.
- الإصلاح لا يعني حاجتنا لثورة علي الكنيسة.إنه بالحقيقة وضع أنفسنا تحت تصرف الكنيسة.هو وضع أفكارا إصلاحية أو تصحيحية للقادة في الكنيسة.الإصلاح ليس تمرداً علي أحد أو منافسة علي إيجاد دوراً للذات.الإصلاح ليس ساحة تجمع المرضي الناقمين علي القيادة الكنسية.إيها الطبيب إشف نفسك هذه صيحة المسيح لو4: 23.فمن العيب أن تكون الدعوة للإصلاح ستاراً لتمرد كامن في الصدور و حنق علي أشخاص بعينها لأن الإصلاح لا يبال بأشخاص مهما كثرت أخطاءهم بل بأوضاع نصححها لأجيال قادمة .أما الأشخاص فسيرحلون و يبق ما هو أفضل دائماً.فليفحص كل أحد نفسه بالحقيقة و الأمانة.هل يريد إصلاحاً أم يتستر خلفه ليداري ميوله كما فعل يهوذا الذى إعترض علي ساكبة الطيب و تعلل بالفقراء مدعياً الإصلاح بينما هو يداري فساده تحت راية الفقراء لذلك كانت المرة الوحيدة التي لم يتكلم فيها المسيح عن الفقراء بل عن نفسه و كأنه يقول ليهوذا سأموت بخيانتك فهل لا تريد حتي تكفيني بهذه الأطياب؟ إنه كشف ليهوذا ليعرف نواياه الشريرة.فلينتبه كل مناد بالإصلاح أن لا يكون فيه طبع يهوذا.مت26
- أيها الرب يسوع.يا من اصلحت طبيعتنا.أعدتنا للحياة من الموت.حملت صليبك و قبلت الموت ثورة منك علي خطايانا و ثورة لناعلي الموت و زرعت فينا الضمير الصالح للحياة الأبدية الذى هو بعمل روحك القدوس ينمو.يا من أصلحت مفاهيم العهد العتيق الذى خلط فيه الناس كلماتك بتعاليمهم .يا من أصلح النوايا و السلوك الداخل و الخارج ليس مثلك مصلحاً.أيها القدوس أصلح كل عيب فينا .أكمل النواقص الكثيرة بكمالك.هل هي كنيستك و ها هو شعبك يصرخون إليك كي تقوم المعوج من الصغير إلي الكبير.ضع مفاهيمك بدلاً من أفكارنا و علمنا أن نتبعك بكل قلوبنا.لكي يصبح الإصلاح فينا طبع و ليس مجرد صيحة نصرخ لها.إجعل إصلاح النفس يشغلنا و فصل القلب عن الخطية شهوتنا.جدد القديم الفاسد و إعطنا الجديد الذى للحياة الأبدية.من يدك نأخذ الأفضل يا رب المجد السخى في الحب.

229
نيافة الأنبا مايكل و تعب السنين
Oliverكتبها
- أبى الحبيب أنبا مايكل أسقف بعض كنائس فرجينيا هذه التي نلت نعمة وتعبت و أسستها. طوباك إذ صرت الخادم العامل مع الله.الذى صار شريكاً في مجمع القديسين.طوباك يا من صرت حيث يكون المسيح حسب قوله حيث أكون أنا هناك يكون خادمي أيضاً.فالمسيح يا سيدي الأسقف  من غير مشاجرة هو حدود إيبارشيتك.هو الرأس الذى منه تأخذ و له تعط.
- أعرف أنك تعتز بتعاليم الرسل و الآباء.لكننا ما نتعلمها أو نعرفها لكي نربح لأنفسنا شيئاً بل لكي نتتلمذ عليها ومنها نتعلم الخضوع لروح الله القدوس أكثر مما للبشر مهما علت رئاستهم.فإعتز يا أبي ما شئت بتك التعاليم لو صارت مدرستك للروحيات و منهجك للتلمذة و حمل الصليب.لا تدع أحداً يا أبي يأخذ من هذه التعاليم أداة للجدل و المشاكسة .علمهم أن ينفضوا عنهم ما يكتنزونه غير عابئ بشيء فكثرة المسئوليات أهلكت الكثيرين كما ديوتريفس.
- أبي المبارك.أعتز بك كما أعتز بكل أسقف في كنيستنا المقدسة.و من محبتي لك أفرح بتذكيرك بسؤال تكرر عشرة مرات في رسالة كورونثوس حين يبدأ بعبارة(ألستم تعلمون؟) عشر مرات يذكر القديس بولس الكبار في الكنيسة بأنهم يعلمون أو ينبغي عليهم أن يكونوا هكذا متعلمين.ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم؟فإن ناداك بولس الرسول قديساً فأنت ضمن من سيدينون العالم 2 كو6: 2.بل ألستم تعلمون أن نفس هؤلاء القديسين سيدينون ملائكة (ساقطين) فبالأولي أمور هذه الحياة 2بط2: 4نعم لقد إعطيت الدينونة لقديسي العلي دانيال7: 22.لهذا لم يسمع أن اسقفاً لجأ إلى محكمة أرضية في شئون رعويته.بل أنت يا أبي القديس تقرأ للكاهن في رسامته تحذيراً ألا يصير خصماً لأحد في طقس رسامته.فكم و كم يجب أن القديسين الأساقفة يصيرون أكثر ربحاً للجميع متجنبين كل خصومة و شبه قطيعة.فقل لا لمن يدع الحق الأرضي يقوده إلى التعدي علي الحق الإلهي.فليس بعد حق المسيح حقاً.
- أبي الحبيب.يوجد في كل مكان من يبيعون أنفسهم لتفتيت الكنيسة.يوجد من يشتاق إلى موجات التهييج و ضربات الإنقسام.يوجد من يصطادك و يصطاد منك فرصته لكي يؤجج فتنة في الكنيسة.فإمنع عن هؤلاء أخبارك.لا تدعهم وسيلة تواصل مع أحد لأنهم وسيلة تناحر مع كل أحد و هم زارعي خصومات.لا تعط أحد شكواك لتنشرها و عندك مذبح ينقل الجبال إذا ما إنجنيت قدامه بتذلل و إنكسار رافضاً المرائين متكلاً بالكمال على من تخدم القادر أن يكشف للحيارى سر تدبيره.لا تعط أحد مستنداتك لنشرها فهم يأخذونها وسيلة لمهاجمة كنيستنا و بطريركنا و مجمعنا بل يا أبي أكثر من ذلك هم يأخذونها وسيلة لجحد المسيح فلا تكن أنت من يعطهم تلك الوسيلة بل أنت من يحرمهم من كل فرصة لخلق التحزبات و زرع الخصومات.عندك يا أبي عمل كبير تؤسسه أهم من تأسيس الكنائس.الآن أسس محبة و إتضاع و تسليم في قلوب شعبك.كن قدوتهم في التخلي.كن مدافعاً عن كنيستك و ليس شاكيا منها مهما تصورت من مظلمة.
- أبي القديس الحبيب أنبا مايكل.أنت تعرف جيداً أن منطوق رسامتك أنك اسقفاً علي (بعض كنائس) فرجينيا و ليس علي فرجينيا.و الرسامة مسجلة صوت و صورة.الكنيسة هي التي نادتك أسقفاً.و لو تمسكت بمنطوق الروح القدس كما تقول فلماذا لم تترك منطوق الروح القدس يسميك أنبا شنودة؟ فهل تختار من المنطوق ما تشاء و تتمسك بما تشاء؟ لا أبي الحبيب.كلك للمسيح.ليس جزءاً منك قد تكرس و صار ملك المسيح بل كل ما فيك.فإترك الروح يسيرك حيث يشاء و ليس حيث تشاء أنت.تذكر أبي القديس أن الكنيسة هي التي صنعتك.هي التي عملت منك راهبا ثم قسا ثم اسقفاً.أنت لم تصنع نفسك شيئاً.الفضل للكنيسة بكل من فيها آباء و شعب.فلا تقف قدام الأم التي ولدتك.التضجر ليس من صفات أولاد المسيح حتي و لو سموه سعياً وراء الحق. كل مسيحي و خصوصا الأسقف  ينبغى أن يرتئي إلي التعقل رو12: 3.لا تغامر يا أبي بالوقوف أمام محكمة أرضية لأنك ستخسر المظهر و الجوهر.
- أبي الحبيب المجتهد في كنيسة المسيح.حين ترهبت تتلمذت علي يد مار إسحق السرياتي أليس كذلك.تتذكر أنه ترك أسقفيته بما فيها و من فيها لأن أثنين رفضا أن يفصل بينهما بالإنجيل. تركهما  و ترك كل الأسقفية و صار عموداً من أعمدة الرهبنة و التعليم الروحي لأنه سعى للتمسك بخلاص نفسه و عًلم العالم كراهب و لم يعرفه أحد كاسقف  نينوى.فيا إبن مار إسحق السرياني تمسك بما فعل أبوك الروحي.دع عنك ما يظنه الناس شأنهم و إنتبه لما هو شأنك.خلاصك مكسب للكنيسة أهم من ألف كنيسة.فتمسك بخلاصك و لا ترخه.الأيام مقصرة كما تعرف.كن لنا مار مايكل أهم من أن تشتهر كأنبا مايكل.فإن إعتنيت بالنفوس كي لا تعثر ستأخذ إكليل الرهبنة و إكليل الأسقفية معاً.ففي هذا تستثمر. في إكليلين.
- نعم تعاليم الآباء تمنع أن تؤخذ من اسقفية أحد و تعط لآخر.لكن في هذا جدل كبير غير محسوم فالله يعرف وحده ما هو لك و ما هو لغيرك.شاء الرب أن تتجرب الكنيسة بهذه الحيرة.فكن أنت بتواضعك من يحمي الكنيسة من البلبلة.كن أنت مخلص النفوس الضعيفة من العثرة.كن قديساً لنا و ليس خصماً ضدنا.فإن تنازلت عما تحسبه لك تكون قد عشت الإنجيل الذى أوصي من له ثوبان بأن يعط من لا ثوب له.كن أنت أول من ينفذ الوصية علي شئون الأسقفية.سيكتب في تاريخك أنك عشت الوصية بكل رتبها.فقدامك التاريخ الروحي فاتح أحضانه فإن شئت تصبح فيه بطلا للإيمان و إن شئت التمسك بما تحسبه لك سيلومك التاريخ كثيراً .
- أبي المبارك. لقد تعبت سنيناً طوال و أيدتك نعمة الله فهذه شهادة تكفيك خذها في حضنك و إيمانك و اشكر عنها و دوام علي جهدك الدؤوب بغير تعثر.أبي : ما نكسبه بالعناد نخسره من الإبتعاد.ما تربحه لنفسك ستفقده من أبناءك الكهنة.إكرم أخيك المتقدم و رئيسك الروحي فيكرمك الجميع و نبتهج.فأنت مكرم بقدر ما تكرم أخوتك. إعط الكرامة لمن له الكرامة تأخذ كرامة أكثر مما تريدها لنفسك.ضع قدامك كل نفس صغيرها و كبيرها في إيبارشيتك.ضعها قدام عينيك.صوب النظر فيهم ستجد قلوب الأطفال و الكبار تستعطفك ألا تكون سببا لوجعهم لأنهم يحبونك جداً و لا يريدون أن يتفرقوا بشأنك.ضعنا قدامك في صلاتك.في كلماتك.في قراراتك.في تصريحاتك.و ستجدهنا جميعاً  من مات المسيح عنا مستحقين أن تتنازل لأجلنا عن كل شيء .نعم كل شيء بغير تخصيص حتى الموت.وقتها ستمتدحك السماء و تشعر الأرض أنها لا تستحقك.فأنظر يا أبي البار... كم من مجد ينتظرك؟


230
طوباهم المتسربلين بالنعمة
Oliverكتبها
النعمة هي الإسم الروحي لكل عطايا الله لنا بداية من نعمة الحياة علي الأرض إلى نعمة الحياة مع الله في الأبدية حيث كل النعم.. النعمة هي التدخل الإلهي في حياة الإنسان. نعمة الله معطاة لكل البشر.محبة الله تجعله شريكاً لنا في الحياة الأرضية بالنعمة و تجعلنا شركاء له في الأبدية. بعد أن خلصنا المسيح له المجد بصلبه و قيامته يتبقي أن نترك أنفسنا لنعمة الله كي نتحصل على كل ما أثمره الخلاص من مكاسب فى الأرض و السماء.لا يمكن لأحد أن تكون له علاقة بالله من غير عمل النعمة في حياته.2كو 3:5
النعمة تشمل الجميع.البعيدين و القريبين من الله.الخطاة و العصاة.فمن غير النعمة لا مغفرة و لا تبرير و لا تجديد.لهذا فكل حلو فينا هو من حلاوة المسيح التي تنتقل إلينا بالنعمة.فلا يفتخر أحد لأن ميزاتنا في الحقيقة هي ميزات وجود روح النعمة العامل فينا.النعمة تجذب الزناة و تؤدب القساة و تترفق بالمنسحقين و تشفق على المرذولين.فأعمال النعمة لا تحصى و طرق تدخلها في حياة الإنسان لا يستوعبها العقل و لا تخضع للمراقبة.أكثر أعمال النعمة باطني في كياننا يؤهل القلب للسلام و يهيئ النفس للمحبة و يجذب الروح للمجد فيعيش الكيان الداخلي حياة الحرية و بغير النعمة تصبح السماء نفسها غير طاهرة قدام الله.أى15: 14.
ما نلناه من شركة مع المسيح في كرازة أو خدمة أو تعليم هو فى ذاته نعمة خاصة 1 كو15: 10و ليس سبباً نترأس به علي الغير.فالمسيح خادم عفيف يغسل الأقدام دون تأفف و من يشاركه يجب أن يكون موضعه تحت الأقدام و ليس علي الرؤوس.بهذا تدوم النعمة و تكسو الخادم فيتألق قدام السمائيين و يلبسه الروح ثوب النعمة فيجد نجاحاً في كل ما تمتد إليه يده و ثمراً لكل البذار.
الأبدية أعظم نعمة ينالها الإنسان رو11: 6.لا دخل لجهاده بالأبدية.فالجهاد عمل محبة للذين علي الأرض و البرهان الأكيد علي الإيمان الحى.يع2: 14-26 أما الأبدية  فهى عمل النعمة للذين في الفردوس أف2: 10 .لا يوجد جهاد علي مقياس المسيح لكن نعمة المسيح الكامنة في سر الخلاص الذى أتممه و يتممه دوماً لنا هو باب الأبدية لا سواه.فإجتهد بقدر محبتك للمسيح لكن الأبدية مكافأة نعمة و ليست إستحقاق جهاد.لأنه لو الجهاد كان سر خلاصنا ما ذهب الآباء إبراهيم و إسحق و يعقوب للجحيم و ما ذهب الأنبياء و الأبرار مثل نوح و موسي و هرون و صموئيل و كل القديسين.هؤلاء إجتهدوا أكثر منا جميعاً لكنهم بقيوا في الجحيم منتظرين عمل الخلاص و نالوه بالنعمة و ليس بالجهاد فلا تتشامخ بالجهاد لأنه لا يؤهلك و لكنك فقط تتخذه وسيلة لتنادي المسيح كحبيب حقيقي و جهادك ترجمة لمحبتك.بدون الجهاد تصبح محبتنا بالكلام و اللسان.1كو1: 31.
أكثر أعمال النعمة تقود للخلاص الأبدي فخذ من النعمة أهم ما تحتاجه 2 بط1: 4..لأن البعض ينشغل بمواهب النعمة و يظنها وسيلة خلاص و هي فقط وسيلة للخدمة.أما الخلاص فهو أن نترك القلب العتيق و نطلب الجديد الذى تقوده النعمة.و من هذا القلب وحده نحب الرب.
الإنجيل بشارة النعمة و المسيح عطية العطايا من الله الآب لنا.بالروح القدس وحده نعيش  العهد الجديد عهد النعمة.و يصبح كل مسيحي منعم عليه كما أنعم الرب علي العذراء القديسة مريم.و تصبح كل نعمة هي من المسيح صارت.النعمة دائماً مجانية لذلك فلا نعمة لكل ما تعطيه بمقابل رو4:4 .النعمة رحمة لا ترتاح مع قساة القلوب.
الأسرار المقدسة هي وسائط نعمة أي أن النعمة هي التي تجعل لها أثراً و ثمراً. إن إمتلأ قلبك شوقاً للأبدية مع المسيح فأطلب النعمة من كل سر لأن النعمة قلب الأسرار.إرتقي من النعم الأرضية إلي النعم السماوية.من النعم المادية إلى الروحية لأن الأبدية كامنة فى كل ما هو روحي.عب9: 14.أف5: 30.بالمعمودية يخلق فينا شريان سماوي يضخ كل النعم الروحية بغير إنقطاع فإحرص علي بقاءه بغير عائق.
أشكر على كل نعمة فلا نخيب من نعمة الله عب12: 14. تنفتح عيناك علي المزيد ليستمر للثالوث حبك.من الإنجيل تعرف النعم السماوية فلا تدع نفسك عطشانة و هو نبع صاف من ينبوع النعم الروح القدس.توجد نفوس تشبعت بالنعمة حتي صارت لنا نعمة نفرح بالتعايش معها و نتأمل محبتها و نشتهي أن نصير مثلها متسربلين بالنعمة.
يا ينبوع النعم
 إلهي الذى كله محبة.أعطى نفسه لنا فأخذنا كل شيء.أشكر شخصك يا أصل كل نعمة.النبع المجانى لكل العطاشى. أسبحك يا ثالوث الحب السخى فى كل عطاياه.بنعمتك أعيش فأشكرك يا سر حياتى.أنت تحمل البشرية في شخصك  و أنا أحمل شخصك فى شخصى أنظروا يا ملائكة الله و قديسيه كم أنا هام عند القدوس جداً مع كونى غير مستحق.أنت وحدك تستطيع أن تفرغني و تملأنى لتصنع فى كل ما يليق بشخصك الحى.ها أنا أرجو و أنتظر لأخلع العتيق و تكون أنت كسائى.فأنت ثوب النعمة الأبدي و ثمن الملكوت السخى و الوسيط الذى فى بنويته البارة نتعلم الآب الضابط الكل الحياة الأبدية لكل من يعرفه.أريد شخصك فأنت النعمة ذاتها.أريد روحك فأحيا بروح النعمة الأزلى.أريد معرفة أبيك الصالح معرفة لا تنقطع أو تتباطئ.أيها الثالوث القدوس أنت البار وحده تأتى إلينا فنختتم حياة الأرض بفرح لقاءك .فتحت لك القلب فتفضل و إفعل ما شئت بى.لأنك رؤوف كثير الرحمة تسرع إلى النجاة و تتمجد.

231
مارمرقس الكاروز و الشهيد نعتذر لك
Oliver كتبها

علمتنا الإنجيل يا كاتب الإنجيل بالروح القدس. يا حامل الجرة الذى صار له المسيح نبعاً. صاحبت السيد الرب كثيراً و غسل أقدامك فتنقيت كالبتول و كرزت لنا بالقداسة. حين إختار المسيح بيتك صارت العلية للمسيح و مسكنك أصبح مسكناً إلهياً .تشارك الرب ,تتحد بجسده في بيتك . من يد مخلصنا الصالح على مائدتك تأكل طعاماً لم يصنعه البشر و تشرب دماءاً ليس لها بين الناس فصيلة.في بيتك حدثت الأعاجيب و تشكل يقين قيامة الرب يسوع  و صار لك أحاديث ما بعد المجد.أخذوك حيث مذبح الأوثان في البوكاليا هناك ذبحوك لكن بدماءك تبددت من كل مصر أوثانها يا شهيد البوكاليا.أيها الأسد الصارخ في البرية في مصر و ليبيا و تونس الثلاثة تنتظر الربيع الروحى.
إختطفوا من تلاميذك كثيرين يا كارز البلاد الشاسعة.ألقوا منهم في النار و القار و الزيت و زاد الإيمان نمواً و ثباتاً. من إنجيلك زهدوا في العالم و ممالكه .عاشوا محبة المسيح بإرشادك فصغرت الكنوز في أعينهم .السواح من تلاميذك.القديسين بك يفتخرون و يعرفون أنك البار و المعلم الروحى.لكن نحن من آلت إليهم أواخر الدهور قد نعسنا .تعال مجدداً أيها الكاروز أيقظ تهاوننا في الإنجيل لنحيا الجوهر و نجحد الرياء.إهتزت موازين الحق  في أيادينا.والأمور الفارغة صارت ألزم من الحياة لدينا.تسرب الجفاف إلى مذابح وضعنا أسفلها الشهداء إلى حين. و المناطق التي بك تدشنت صارت خاوية من إنجيلك.إنكمش الإيمان من بلاد المغرب و فارقتنا همتك .حين القداسة تملكت  أعادوا من البندقية جسدك بالقداسة التي في البابا كيرلس السادس و اليوم حتي أبطالنا الصرعي في ميدان ليبيا لا نعرف متي يعودون.
أيها البطل الذى من ملئه بالروح سد فراغ مصر الروحي.علمنا الثالوث و الوحدانية و أسس مدرسة الفلاسفة الروحانيين.الآن صارت مدارسنا خواء و مناهجنا خواء و الدارسون لا يدركون الكثير من الأعماق.صارت مدرستك وظيفة أيها المكرس .و خريجوها يطلبون الدرجات مثل العالم فتدنت روحياتنا بمـأساوية.
هل لو أيقظك الرب اليوم في مصرنا سنرحب بك؟ أم نضعك في إختبار أولاً لكي نتأكد أنك مثلنا فارغ القلب و سطحي الضمير؟ هل نتركك تخدم أم نطلبك أن تنشغل مثلنا بما ليس للرب.هل نسكت علي زهدك و صراعك ضد الخطية أم نكيل قدامك إتهامات و نضع العراقيل.صدقني يا كاروزنا نحن نحتاجك أكثر من الأجيال الماضية.لكي نسترد المحبة الأولي و نعرف من جديد أين الراعي يرعي و اين الغنم تربض عند الظهيرة.أيها العظيم الأول في مسيحية المصريين نعتذر لك.
يا كاروزنا تعال إلى كنائس ما كانت توجد لولا كرازتك.تأملها فهي لا تشبه شيئاً مما في عهدك.قد بالغنا في الرونق و تركنا الناس مغشي عليها من الغربة.هذه كنائسنا يا مارمرقس فكيف كنت تبني؟ بنينا أفخم المشيدات و أهملنا مذبح البيت فدب الضعف في قلوبنا و مصير أبناءنا مهدد.عليتك عندنا ما تملأ أعيننا.نحن و فخامة الأرض صنوان معاً مع تقاسيم اصحاب المتاحف.كنيستنا صارت متحفاً يعشق التاريخ لكنه لا يصنعه و لا يتبعه و لا يأخذ منه ما ينفعه.تعال يا صاحب البوكاليا لأنك الأب الأصيل و صاحب هذه الأرض الروحية إفرز لنا ما يليق مما لا يليق لأننا تهنا بعيداً بقدر ما جمح الخيال بنا.صرنا نفتخر بكرازتك مع أننا أبطلنا الكرازة من قرون.لا أدري كيف ستلومنا إن تقابلنا.إنني أستح منك.أخجل من إهمالي في الخدمة قدامك.كنت أود أن أصير إبن الكاروز لكن ليس بيني و بينك شبه.خدمتي كالخمر المغشوش.فأين طقسك أيها الناسك.
يا مارمرقس لا تحزن علينا بل صل عنا.فأنت في أرض لا يمسها الحزن.و نحن في أرض نصنع لأنفسنا الكوارث ثم نشتكي. النيل عندنا يبكي في الصباح من القهر و في المساء من هجر المخادع.هكذا صار حالنا فلا تحزن علينا.نحن نستحق ما نحن فيه.لكن رجاءنا في مسيحك هو الأعجوبة التي نقتنيها كل الوقت.الرجاء الذى به نعيد التفكير و الكتابة و القراءة و التلمذة .بالرجاء نعيش و نموت في الصلاة.الرجاء الذى يوقظ حتي الموات في القبور.لا تحزن علينا لأننا فاترون بل إشفع فينا علنا نستيقظ.لا تحزن من بهتان أفكارنا و تشوه يقيننا فالجوهرة لا زالت عندنا في إنجيلك.بالرجاء لن نموت جوعي و في يدنا الزاد الإلهي.بالرجاء لن نبني الشواهق بل نصعد إليها.بالرجاء نعود إلى أصل المحبة و صانعها.بالرجاء يا رجل الله سنقف متذللين لروح الله الذى يكسو العراة و يغني المعدمين و يعط للمعيا قوة.فإشفع فينا لنأخذ ما أخذت.و نفهم ما فهمت.و نتعلم الإنجيل مثلك.نقرأ الأيام و الدهور بين السطور و لا نغفل عن اسرارها.إشفع أيها الرأس الذى للكنيسة بعد المسيح رأسنا..إشفع يا صاحب الإنجيل و معلمه.فنحن في مسيرة كرازتك نستتر.بنعمة المسيح نستند حتي يفتقدنا بإبناء يستحقون أن تلقبهم السماء بأبناء مارمرقس الكاروز العظيم.

232
مشروع قانون( لا تفكر) من إنتاج الأزهر
Oliverكتبها
- عاد إلى مصر رئيس البرلمان د.عبد العال و كتيبته المجاهدة في سبيل الله من الأرض الأمريكية و قد تصدعت رؤوسهم بحقوق الإنسان المهدورة في مصر و لم تفلح مارجريت عازر في تفسير السكوت على مشاكل الأقباط و لم تجد مبرراً لغلق كنائس المنيا و لم يجد أعضاء اللجنة الدينية  الخالية من أي عضو مسيحى ردوداً على عدم وجود حرية دينية في مصر فإنتهي عبد العال و رفاقه إلى نتيجة حتمية وهى التصرف سريعاً لصياغة الكراهية في قانون و إذ عجزوا عن الدفاع عن قانون إزدراء الأسلام يريد المتشددون بالبرلمان  إقرار قانوناً إضافياً ضد إزدراء الرموز التاريخية لكي يتضاعف حائط الصد ضد التنوير. هذا المشروع نقاب يغطى العقل المصري بأمر الأزهر الذى أمر عبد العال بتوزيع مشروع القانون علي اللجان الوهمية بالبرلمان تمهيداً لمناقشة السطر الذى كتبه حمروش.
- عجز الأزهر عن الرد علي أسئلة المجددين و إنتقادات الدارسين عما تحويه السُنة و الأحاديث من تناقضات و تأويلات تؤصل للتيارات الأصولية السلفية مثل داعش و القاعدة لكى تمرح في عالم القتل و الكراهية.ماذا يفعل الأزهر قدام البحيري و جيله؟ماذا سيقول للدكتور أحمد منتصر عن الإعجاز العلمى الوهمي للقرآن.ماذا سيقول ل د.زيدان إذا فضح صلاح الدين الأيوبى و كيف سيرد علي إبراهيم عيسي إذا كشف إجرام عمرو بن العاص.و من أين له بردود علي القمص زكريا و الأخ رشيد و غيرهم فإذا ليس هناك من رد فليلجأ عمر حمروش صوت الأزهر في البرلمان مع الجماعة الإسلامية الموجودة في البرلمان تحت مسمي ( اللجنة الدينية) بتقديم مشروع قانون إزدراء الرموز الإسلامية و التاريخية.هكذا إنبرت لجنة الأزهر بالبرلمان في تأليف قانون ضد الحياة و ضد الفكر و ضد التجديد في مصر و سلام علي تجديد الخطاب الديني؟
- الباحثون يجردون رموز التاريخ الإسلامي و فقهاءه المشاهير من عريهم الفكرى و إنغلاقهم الجاهلي و لا معقولية تفاسيرهم و بشاعة تأويلاتهم ضد المخالفين من أي فئة أو مذهب أو دين. لكن مصير الباحثين السجن بعد مشروع الإزدراء الجديد إذا ما عرضوا رؤيتهم علي العامة.فالبحث بعد القانون سيصير سرياً.إنها صفعة علي وجه كل من ينادي بالإنفتاح أو يشجع علي التفكير أو يستخدم المنطق و العلم في القراءة.و إذا إكتفى الباحث بمعلوماته لنفسه فما قيمة البحث إذن؟أما إذا أراد أن يصل بنتائج بحثه للناس فقدامه القانون كالسيف يمنع التصويب ويذبح الحضارة و يوأد الفن و يضرب السينما.يمنع السجالات العلمية و يحكم  بالحبس علي المذاهب التي لا تر هؤلاء الرموز رموزاً و الذين لا يرون هؤلاء التاريخيين يستحقون الفبركات التي كانت تجمل تاريخهم بالكذب.إنه مشروع قادم من رأس إبن تيمية الدموية أو المنغلق عبد الوهاب تلميذه و من الأزهرثم إلى حمروش.هذا مشروع قانون - لا تفكر- .
- صدر من الأزهر قانون السكوت. ما عاد أحد يستطيع أن يتهم إبن تيمية بالإجرام و لا رجالات الإسلام بالإنحراف.فالمشروع يعصم صلاح الدين من دم المسيحيين في الشرق و يسبغ الألوهية علي رموز التاريخ منذ أحمس و حتي السيسى. يريد الأزهر أن لا نكشف أكاذيب الفقهاء و ضلالت المدلسين و تلاعبات السياسيين لأنهم رموز. مشروع قانون الإزدراء الذى بالتأكيد تريد أن تعرف هنا ملامحه و بنوده؟ أنا لا أناقش هذا لأنه لا ملامح و لا بنود فيه.أنا أعترض علي أصل الفكرة و علي التوجه نفسه.مهما تجملت بنوده كما كانت في قانون إزدراء الأديان.الآن نحن بصدد مشروع تأليه الأشياء مثل الأزهر الذى لابد أن نقول أنه الشريف و إذا إختلفنا علي شرفه ندخل السجن لأنه رمز؟ تسفيه تصرفات الغزاة  ممنوع وضد القانون.القول بأن الإسلام إنتشر بسيف عمرو بن العاص جريمة.تناول الخلفاء و السلاطين و الولاة منذ بدء التاريخ الإسلامي و حتي محمد علي ممنوع علي العامة.النقد القاسى للرؤساء السابقين و الحاليين بما فيهم محمد مرسى ممنوع.ممنوع تسخر من فتاوي برهامي و آمنة نصير و شيوخ الأزهر.ممنوع لأنهم رموز معصومون من النقد و التشهير بحكم مشروع قانون حمروش.ممنوع علي الشيعة أن يخصموا الصحابة من تقديرهم فمصر للسُنة وحدهم و للأزهريين بالتحديد و السلفيين أقرانهم.ممنوع تتكلم أو تكتب أو تؤلف أو تمثل قصة تاريخية إذا كانت لك وجهة نظر غير ما في كتب الحكومة.ممنوع تفكر.ممنوع تستدعي التاريخ لإعادة تصويبه ممنوع إسترجاع أشخاصا مهمشين ليسوا في كتب الحكومة.ممنوع تمزق صورة لزعيم حتي لو محمد مرسى.ممنوع بأمر حمروش و الجماعة الإسلامية بالبرلمان.ها قد صار للشيخ الطيب قانون يحرمنا من نقده و كشف ما يردده من أكاذيب و تقية يوارى بها الحقيقة و يعجز دوماً.نحن يا حمروش بإنتظار مشروع يحرمنا من نقد اللاعبين و المدربين و الصحفيين و الفنانين أليس كلهم رموزاً؟ و سنسمع عن مسجون في إبن تيمية و آخر مسجون في عبد الناصر و ثالث مسجون في عمر عبد الرحمن أو ياسر برهامي و الظواهرى.....ما أغرب قوانينك يا مصر.هذا مشروع يشطب مواد الحرية فى الدستور .
- المشروع هو بضع كلمات غبية يكتب تلميذ الإبتدائى أفضل منها  إنه كتب عنوان المشروع و ترك تفاصيله للائحة التنفيذية .كل ما قاله هو سطر واحد:  يحظر التعرض بالإهانة  للرموز و الشخصيات التاريخية التي هى جزء من تاريخ و وثائق الدولة: إنتهي مشروع حمروش؟ حمروش لم يضع مشروعاً بل نقل للبرلمان أمراً من الأزهر لينقذه من عجزه عن المواجهة مع المفكرين و الباحثين.وضع فقط توجيهاً بتحريم النقد.
 - من الواضح أن التوقيت في تقديم المشروع يستغل إنشغال الشعب في الأحداث الرياضية و منتدي الشباب و خلافات سطحية بشأن التماثيل و الفن .إنه مشروع يتسلل خفية كاللصوص لئلا يلاحظه أو يوأده أحد في مهده.إطمئن يا حمروش سيموت مشروعك فهو ضد حركة الإنسان و ضد التاريخ بزخمه الهادر و ضد الحقيقة.فلا شيء أقوي من الحقيقة و القوانين لا تمنع مياه النهر أن تجرى إلى البحر. أنا مطمئن أن من أطاح بمشروع ضد الكراهية الذى زعم الأزهر أنه سيقدمه سيطيح بهذا المشروع الذى هو ضد الجميع.و سنبق نلفظ الإنغلاقيين من تاريخنا و مجالسنا و حكاياتنا.و سنتناول كل الرموز بكل تشريح.أما الإساءة فهي ليست من طبعنا فلا تزايد علي أحد فما أنت إلا أداة ساذجة للشيخ القابع في أزهره خائفاً من النور لكن النور سيظل يشرق في الظلمة لا تمنعه مشروعات قوانين ضد النور و الحق و الحرية. سلام سلام و لا سلام لمشروعك.

233
وحدة الإستشهاد مع الكنيسة المعمدانية
Oliverكتبها
دخل إبليس كنائس أمريكا من باب الكنيسة المعمدانية كانوا يعتمدون بالماء الآن يعتمدون بالدم.دخل إبليس ليقطف بالموت و المسيح الغالب إختطف النفوس من يده ليكللهم بالحياة.فمع المسيح نعيش النصرة لا سواها. من جيل و إلى جيل ترسل الأرض باقات من أجمل زهورها إلى السماء هكذا اليوم تستقبل الملائكة مع الشهداء باقة جديدة من أجمل قطوف الأرض شهداء الكنيسة المعمدانية أمريكا - تكساس.
الإرهاب يعيش على الكراهية لأنه يستمد وجوده من إبليس القتال منذ البدء.يكره كل من هو مسيحي لأن إبليس ضد المسيح.الإرهاب له وجهان الأول روحي يديره إبليس و الثاني بشري تديره السياسة و المال و التعصب.أما الذى يديره إبليس فلما رأي أن مسيحيي الشرق لا يؤثر في إيمانهم الإستشهاد بل يتقوي فقد أراد أن يجرب مسيحيي الغرب.فإستدار يمارس فيهم القتل.لكنه دائما خاسر في حربه ضد المسيح و ستنمو كنيسة الله في الغرب كما ينمو الإيمان في الشرق.و كما كنا نفتخر بشهداء الكنيسة الأرثوذكسية حان الوقت لنفتخر قدام ملائكة الله بشهداء الكنيسة المعمدانية .و من لا يوحده التعليم توحده الشهادة.فالدم قدام المسيح واحد.و الإستشهاد له معني واحد أن نموت مع المسيح و ها هم 25 شهيداً قدموا حياتهم  و ماتوا مع المسيح و هم مع المسيح الآن أحياء يصلون كما كانوا يصلون في كنيستهم المعمدانية. إفتخري يا كنيسة الله بباكورة شهداءك المعمدانيين .
خمسة و عشرون صوتاً إرتفعوا الآن ينادون العالم الغربي أن يستشعر بالخطر علي أبديته.خمسة و عشرون شفيعاً يشفعون في كنيسة لم تكن تؤمن بالشفاعة.الآن تؤمن لأنها تثق أن الشهداء باقون معنا و دماءهم لا تنسكب هدراً.خمسة و عشرون منهم ثمانية من أسرة واحدة كما تظهر صورهم في الصورة المصاحبة للمقال و هي أسرة هالكومب. صارت أسرة سمائية ما أجملها.لم تفقد أحداً علي الأرض بل كسبت الجميع للملكوت مع المسيح.الكنيسة المعمدانية التي لا تؤمن بمعمودية الأطفال الآن تؤمن لأن الشهداء بينهم أطفال تعمدوا اليوم بالدم.رسالة المسيح ستنكشف و رسالة الشهداء ستبدأ و الكنيسة الأمريكية لن تبق بعيدا عن شقيقاتها في الشرق.يقف أحد أفراد الأسرة طالباً عون المسيح الرب لكي تكتمل حياته بأن يفعل ما عليه فعله ليكون مع المسيح قائلا أنا لست بطلا أنا فقط أتوسل للمسيح أن يعينني.بينما قالت أم قدمت إبنتها لما سألوها كيف ستعيشين مع هذه التجربة فقالت لا أعرف لكنني متأكدة أننا لن نكون كما كنا.كل شيء سيتغير. و تقول أخري عن شابة قدمت شبابها للمسيح أنا لا أعلم أين هي لكنني أعلم أنها مكللة الآن بالأكاليل في السماء مستنيرة بالمجد.هكذا تفعل الشهادة في الأحياء علي الأرض و في الأحياء في الفردوس.نعم هذا القاتل أطلق النار علي كل تكساس.أطلقها علي لغة قديمة و أفكار قديمة.و فتح بطلقاته باباً لأفكار جديدة دون أن يقصد.أصابهم في صميم قلوبهم.فى إيمانهم.أيقظ شيئاً لم يعنى أن يوقظه.أحيا شعورا كان يظن أنه سيموت معه.مات هو و عاشت محبة الله في القلوب.
الآن رسالة إلى شعب المسيح أن يشعر بعضه ببعض.أن يتوحد بالدم.بالألم.بالإستشهاد. فمن لم توحده الحياة يوحده الموت.ليس الموت بسيف الإضطهاد بعيداً عن أحد.لا توجد قدام اي مسيحي عوائق كي يصبح شهيداً أينما عاش و اينما صار.ليس للإستشهاد شعب خاص بل من كل أمة و قبيلة و لسان يوجد شهود (كثيرين). الجميع ينضمون معاً في السماء.في السماء يرنمون نفس الترنيمة.يتقلدون نفس ثياب العرس.يحتضنهم نفس حضن الآب.تفرح بهم جنود السماء .نفس الملكوت نفس الأبدية.الآن يتردد صوت الروح بين الكنائس (إتحدوا يا مسيحي العالم).
يا شعب المسيح في الكنيسة المعمدانية و في كل كنيسة.نحن مسيحيو الشرق نعرف تلك الأحزان جيداً.نحن مختبرين لتلك الأوجاع طويلاً.نزفنا و ننزف نفس الدماء كثيراً.نشعر بما تشعرون بل عندنا خبرة أعمق عن آلامكم.فتعالوا إلينا لستم غرباء بل أحباء لدينا.إسألونا كيف تتفاعلون روحياً مع تلك المواقف.نحن تاريخ طويل مع الإضطهاد و الإستشهاد.نحن قريبون جداً إليكم بالمحية التي في المسيح يسوع.حتي لو كانت المسافات بيننا بعيدة.من لديه تاريخنا الطويل يعرف جيداً كيف يشعر بكم و يعلم أي تعزيات تفتقدون الآن.و يؤمن أن مسيحنا فرح جداً بباقة الشهداء من كنيستكم.فرح جداً بشأن خلاصهم و أبديتهم.و أنتم و نحن نؤمن أن فرح المسيح هو نجاتنا و سر تعزيتنا.تعالوا أيها الأحباء فإننا نفتقدكم كثيراً.و نوصيكم أن يتحول شهداؤكم إلى فخر للإيمان.تاج للكنيسة.تاريخ أصيل عندكم.باب مفتوح للجميع قدم ثمنه هؤلاء الشهداء العظماء.
يا مسيح العالم و مسيح كل شهداء العالم.الحرب حربك و هي ضدك أنت.أما نحن و برغم أننا ساحة الحرب لكننا في يدك أدوات في تستخدمها لمجد إسمك  و مجدنا و نحن بك غالبون.



234
الرد على بيان محافظ سلفى
Oliverكتبها
السيد محافظ المنيا المتعصب.أعرف أن بيانك صدر منذ أيام و نشر بجميع الصحف ردا علي بيان نيافة الأنبا مكاريوس.و لقد رأيت أن أرد علي بيانك برأيي الشخصي الذى لا يمثل الكنيسة و لا أي مسئول فيها لكنه يمثل رأيي فيك و في عبارات بيانك.
أغلقت الكنائس و ظننت أنك أغلقت علينا باب السماء لكننا نراه مفتوحاً دائماً قدامنا و إلى الأبد. بيانك هذا الذى قرأته اليوم و كأني قرأته و سمعته منك مائة مرة من قبل, بعد كل حادثة طائفية فعلمت أنه من كثرة تكرار الكذب ظننت أنها الحقيقة.تتلاعب بالألفاظ و تظن أن  ثقافتنا كثقافتك التي تطمس الحقيقة بكلمات مكشوفة.كلما سمعتك أو شاهدتك أشعر أنك تتعامل مع الكنيسة كعدو و بنفس منطق الخصومة ترتب الأمور ضدها.كم أنت ضئيل فى ظنك أن منصبك كمحافظ يجعلك ذي حيثية تتسلط بها علينا .أنت واهم جداً و ستعرف حجمك سريعاً.بيانك يفضح  نواياك وما في نفسك .بيانك مرتبك متناقض فكيف ظننته إجابة علي بيان المطرانية؟
أولاً: في بيانك أن المحافظة بكل مسئوليها تؤمن بحرية الشعائر الدينية فأقول: باب  واحد مغلق من أبواب كنائسنا يكفي لتكذيبك فما بالك بأربعة كنائس تم غلقها و عشرات الكنائس تم إعاقة فتحها أو الترخيص بها أو حتي بالتحرش بها و مدير أمن المحافظة يعرف كيف يتحرشون بالكنائس. تتكلم عن الحرية؟ منذ متي يؤمن السلفيون بالحرية.لعلك تقصد أن الحرية للدواعش وحدهم.للسلفيين و المتشددين كل الحرية في فرض قرارهم في محافظة إحتلها التشدد و صرت أنت ممثلا لتشددها. و تمارس غطرستك علينا؟ ألعل هذا ما تقصده بحرية الشعائر؟ أنظر أيها البديوى الكلام لا قيمة له قدام الواقع.و الحرية ليست بالبيانات الكاذبة بل بوجودها في الواقع. و مع أنك تتكلم عن حرية دينية لكنك في( ثانياً ) من بيانك الواهي تريد أن تسميها مشاكل (داخلية) و ليست مشاكل (طائفية).حسناً هى مشاكل ليست طائفية فلماذا تمس طائفة بعينها؟أم هي داخلية فليس من حقنا أن نناقشها خارج محافظة المنيا الإرهابية.و إذا كانت الحرية الدينية مسألة داخلية و ليست طائفية فهذا يوضح لنا أنك لا تفهم المسأله حتي و لا تعرف إسمها.
ثانياً: منذ تسلمك المحافظة و أنت تضع تيسير عبادة المسيحيين كأولوية عندك: وددت لو أنك لم تضع تيسير عبادتنا أولوية عندك و كنت تكتفي بعدم تعسيرها.إرفع يدك عن كنائسنا فهذا هو التيسير الذى نريده منك.لسنا نحتاج إليك لكي تيسر لنا شيئاً فأنت بنفسك عقبة قدام التيسير.و هي عقبة ستزول سريعاً و خذها منها بشارة.أنت و المسئولين في المنيا تكذبون حين تتكلمون عن التيسير لأن كنائس متعددة تم إغلاقها دون وجود أي إعتراض أو تهديد من أحد فمن هو الذى ييسر هذا و من هو الذى يضع العقبات؟ أنتم تخترعون العقبات و تبشروننا بالتيسير فكفاكم تدليساً.التيسير أن يتم إستصدار جميع التراخيص المطلوبة بدون أدني إعتراض لأن هذا حق كل مسيحي بالدستور.التيسير أن لا يوجد للدواعش تأثير علي قرارات المسئولين و إلا فهم أيضاً مع الدواعش لو سايروهم.أما خشيتك أن تظهر الدولة كمن تنحاز إلى طرف دون آخر فإطمئن علي الدولة و أنتبه لنفسك فقط.أنت سبب من أسباب هذه النظرة للدولة.قراراتك كوارث تزين التعصب الديني و تفرد مساحة للمتشددين يمارسون فيها سطوتهم.أنت لا تخش علي الدولة بل علي السلفيين أصدقاءك.الدولة مضارة منك أنت وحدك و ليست من مسيحي تم الإعتداء عليه منذ شهور و أنت بصدد طلب أمر بالقبض عليه اليوم ؟ يا رجل كفاك تهريج.المضار هو المسيحي الذى أغلقت كنيسته و الأسقف الذى يدافع عن حقه كمواطن و عن حق شعب إيبارشيته.الذى يضر الدولة هو محافظ مثلك يقدم أسوأ نموذج للرجل الضعيف الذى يرضى السلفيين لكي يبق في منصبه.
ثالثاً:تؤكد علي مكانة الأنبا مكاريوس ثم تطعن في معلوماته و بياناته بشأن الكنائس المغلقة: لعبة قديمة يا رجل.أن تخلط المدح بالتكذيب.أن تمزج بين إدعاء المنطق و بين التهديد.فالقراءة بين السطور أصبحت لعبة يجيدها حتي صغارنا أما أنت فحيلتك ماتت منذ زمن طويل.أما عن المكانة الرفيعة للأنبا مكاريوس فهي ليست محتاجة لشهادة منك و إعترافك بمكانته الرفيعة لن يعفيك من التهم الموجهة إليك. وإدعاءك أن معلوماته مغلوطة تكشف جهلك فعمل الأسقف الوحيد هو معرفته لشعب الكنيسة بكل أموره.فأنت تطعن في صميم مكانته الرفيعة التي إعترفت بها.ثم ما الداعي للتكذيب.هذه هي الكنائس و ها أبوابها مغلقة فمن يكذب إغلاقها فليرينا أبوابها مفتوحة.هكذا بكل يسر مما تدعيه.أما تلاعبك بالألفاظ بقولك أنها منازل بدون ترخيص فأقول لك أن أكثر من نصف كنائس مصر بدون ترخيص.فهل يعني هذا إغلاقها؟أم يعني هذا أنها ليست كنائس فإذا إغلقت نسميها منازل بدون ترخيص؟ و أضيف لك من الشعر بيتاً, أليس تسميتها منازل يعكس مدي كرهك للكنائس؟ أليس إعتبارها منازل بدون ترخيص هو وصمة عار في جبينك لأنك أنت الذى يرفض منح الترخيص؟ معلومات الأنبا مكاريوس صحيحة و يؤيدها الواقع و بيانك كاذب و يفضحه الواقع أيضاً.
إصدار البيانات يعط إنطباعا أن الدولة ضد الكنيسة و الكنيسة ضد الدولة: ألست أنت المتهم يا رجل فكيف تتصور أن تعتبر الأنبا مكاريوس معلوماته مغلوطة بل و أيضا تضيف ضده تهمة أخري و هي تشويه صورة الدولة بالخارج؟و ترويجه للدول المعادية لمصر بأن الدولة تعمل ضد الكنيسة؟ قل لي يا داعشى من هي الدول المعادية لمصر؟ أريد فقط اسماءها حتي بدون تبرير لسبب عداءها؟ثم أريد أن أقول لك أن إنطباع الدولة تعمل ضد الكنيسة إنطباعا سائدا بسبب تصرفاتك و قراراتك لأنك تمثل الدولة مع الأسف.فأنت الذى يشوه مصر في الداخل و الخارج.أما أن تكمل أن الكنيسة ضد الدولة فأنت هنا تؤكد أنك لست سياسياً محنكاً و كيف ستكون.فالكنيسة أكبر منك و لا يمكن أن تضعها فى مأزق مع الدولة بسببك.بل أنا أعتبر هذه العبارة تأليباً ضد الكنيسة.و أنت أصغر من هذا الحجم بكثير.أما خوفك من الإنطباع أن الدولة ضد الكنيسة فحله في يدك أنت.أطلق الشعب يعبد الله بحرية و دعنا و شأننا في عقيدتنا لا شأن لك بكنائسنا و إيماننا.نفذ الدستور و أتركنا في حالنا.وقتها سيسود إنطباعا جديدا أننا في دولة يحترم فيها المحافظ دستور الدولة الذى يمثلها و لا يعتبر نفسه فوق الدستور.ما رأيك في هذا الإنطباع؟ هيا فلتبدأ في تحقيقه و إلا فأنت الذى يتعمد ترويج  و تأكيد ذلك الإنطباع الآخر بأن الدولة تعمل ضد الكنيسة و ضد المسيحيين أفرادا و مسئولين.
رابعاً وخامساً: المحافظة قامت بتلبية 32 طلباً للمطرانيات المختلفة:
طبعاً تعتبرنا سذج و كأننا سنقرأ أن تلبية 32 طلباً معناه منح 32 ترخيصاً بكنيسة مثلاً أو فتح 32 كنيسة جديدة؟ ما هذه الطلبات لكي نعرفها؟ هل تلبية طلب تأمين مكان أحد منجزاتك؟ هل بناء سور لدير هدمته سلطات المحافظة نفسها يعد إنجازاً و تلبية لمطالبنا أم تصحيحاً جزئياً لخطاياك.هل طلب عمل جناز في مكان يعد علامة علي أداءك لدورك؟ هل رصف طريق دير واحد من علامات حياديتك؟ لماذا تظن أننا عبيد إحسانك؟ أو أننا رهن تسامحك الديني؟ نحن أصحاب وطن و أنت مسئول لا عن تلبية 32 طلب بل كل مطلب مشروع لأي مواطن في محافظتك التي شقيت بطريقة تفكيرك السلفي.
 لماذا لم تقل أنه لا يوجد كنيسة جديدة واحدة ضمن هذه الطلبات؟ أم كنت تقصد طلبات و مشاريب في حفل؟كفاك تدليساً يا رجل و إذا كنت تري أن معلوماتك صحيحة فأنشر لنا هذه الطلبات و كيف إستجبت لها كي تسكتنا و تفحمنا بالرد.قل لنا معلوماتك الأكيدة ما دمت تتهم أسقفنا بالجهل بالمعلومات الصحيحة.أنت تتلاعب بالألفاظ ظناً أنه لا أحد يقرأ و يتأكد.لا يا بديوي لسنا أفراداً في بلاط سلطانك.أننا مسيحيون بكل ما تعنيه الكلمة من ثقة و جرأة و ثقافة و حضارة أما أنت فأنت البديوي و نعرفك.
سادساً:المحافظة بها الكنائس و الأديرة العديدة و تحتاج المزيد و يتم زيادة الكنائس بالقري بتوفيق الآراء و تدخل العقلاء مع المعنيين: هل رأيت كم تشعر بالنقمة لأن محافظتك بها الكثير من الكنائس و الأديرة ؟أم أنت تقول هذا علي سبيل التفاخر كأنك بنيتها لنا بأموالك؟ أم أنك تهددنا بأنك ستغلق بعضها لأنها كثيرة علينا؟ خصوصاً و أنا أراك تلمح أنه يوجد 21 كنيسة مقامة بمنزل بدون ترخيص لم يتم إغلاقها بعد؟ فهل تنوي ذلك أم تهددنا بذلك؟
و إذا كنت تقول أن المسيحيين يحتاجون إلي مزيد من كنائس فكيف تعتبر أن الكنائس في هذه الحالة (كثيرة) إذا كانت قليلة و نحتاج المزيد (حسب قولك).تعلم التدقيق في كلماتك كي لا تحسب ضدك.فيما أنت تعترف بأننا نحتاج مزيداً من الكنائس تدين نفسك و تكشف أنك عقبة في تحقيق حاجات المواطنين من دور العبادة.و تقدم الدولة مقصرة في تنفيذ حرية العبادة و تحقيق العدل.ثم تتهم الأنبا مكاريوس بأن بيانه يعط إنطباعاً سيئاً .ها أنت قلت و بفمك حكمت علي نفسك.و إذا أنت قد تركت منصبك العسكري و تدير الآن من محافظتك حرب التصاريح و البيانات فإعلم أنك أصغر من ذلك و أنك لن تصمد طويلاً فأنت أضعف بكثير من شن هذه الحرب علي شعب الله.
و بينما تقول أن محافظتك لن تسمح للقوي المتشددة سواء مسلمة أو مسيحية أن تفرض إراداتها علي الدولة فإن لي هنا نقطتين.الأولي رجاء أن تكشف لنا عن القوي المتشددة المسيحية التي تقصدها؟ أنظر كم أنا مهذب معك؟
الثانية ضع عبارة (تدخل العقلاء لفتح مزيد من الكنائس) مع عبارة( لن تسمح للقوي المتشددة المسلمة أن تفرض إرادتها) و إشرح لي مقصدك.فالعقلاء عندك هم السلفيون.و السلفيون عندنا هم المتشددون.فكيف يتدخل عقلاءك و أنت لن تسمح للمتشددين أن يفرضوا إرادتهم على الدولة ؟ ثم أين هذه الدولة التي ترهن حق مواطنيها بتدخل بعض العقلاء الوسطاء؟ و لماذا لا تنزاح أنت و تترك العقلاء  يحكموننا هؤلاء الذين تشهد أنهم يتعقلهم  يفتحون الكنائس؟
ثم نأت إلى ختامك و هو ختام الثعلب. إذ تقول أنه بالتعاون المخلص الصادق و الحوار الهادئ سيتم حل المشكلات.إذاً إتضح أخيراً أن للمشكلات حل و أنها تحتاج للحوار الهادئ و التعاون فهل بيان المطرانية ذو السطور القليلة هو خروج عن الهدوء أم أنك تلتمس من الأنبا مكاريوس ألا يفضحك و أن الله أمر بالستر؟ هل رفض الأنبا مكاريوس التعاون المخلص و الصادق معك لفتح الكنائس المغلقة إذا كان هذا ما صار فإكشف لنا أسقفنا كيف صار عقبة قدام فتح كنائسنا.هل تكون الدعوة علي صفحات الصحف بالتعاون و بينك و بين الأسقف أمتاراً قليلة في محافظتك؟و إذا قلت أن بيانك رداً علي بيانه فأقول لك لأن كل وعودك ذهبت أدراج الرياح و أن مدير الأمن في محافظتك يلعب بالنار حين يختلق المشاكل ضد الكنائس. هل ببيانك تشهد علينا العالم أنك تمد يد المصالحة و أنك رجل طيب مع أنك تخادع بالكلمات و البيانات و تكشفك الحقيقة علي أرض الواقع.أنظر يا بديوي.العالم يرصد كل شيء.و صدقني العالم الآن لا يقرأ العربية.بل يقرأ الصورة و المشهد و يرصد النتائج.يحصى المجروحين و يضبط الجاني متلبساً .يري أبواب الكنائس المغلقة و وجوه و ذقون المتشددين خلفها و أنت بينهم.لا تدعو إلى تعاون أحد معك بل كن أنت صادقاً و مخلصاً مع نفسك و كفاك تلاعباً بالألفاظ و إحذر ثانية من حرب التصريحات فأنت فيها ضئيل.

235
نجار فوق تلال الناصرة
Oliver كتبها
فى القسم الشمالي لمنطقة الجليل  فى الناصرة التي تعنى الغصن , عاش الفتي  يسوع المسيح الغصن الحى الذى صار أصل الكرمة.كان موقع البيت حيث عاش الصبى موقعاً شاقاً .إضطر الفقر يوسف النجار أن يستأجر هذا المنزل أعلى التل زهيد الثمن فأرباح مهنة النجارة لا تؤهله للسكني بالسهول حيث الحياة  أقل مشقة.
فوق التل لن تستطيع أن تنظر قمة الجبل البعيد.ما دمت فى الناصرة لن ترالجلجثة التي تبعد مائة كيلو من هناك.لكن عيني الصبي ترمق ما خلف المسافات.كان الصبي يسوع سعيداً للغاية بمشاركة أبيه - بالشريعة- و أيضا كان يوسف النجار يلاحظ حلاوة فتاه يسوع.كان  يوسف و هو منهمك في صناعته يناله شعوراً مهيباً و مريحاً  لا تفسير له عند الشيخ المبارك يوسف .كان يجد ورشته كأنها تتسع لتحتضن الجبل كله.كان ير السماء أقرب مما كان يراها من قبل.
- يدخل الصبى ورشة أبيه.يمسك المطرقة بيده الحانية.يمسك الخشب بيده و ينظر لأبيه ليسمع منه ماذا يطلب منه لكي يصنعه.اليوم سيصنع يد للفأس لأحد الجيران.أسمه شمعون النزرتى أي الذى من الناصرة.إنكسرت يد الفأس من شمعون و جرحته بشدة لما طارت راس الفأس في وجهه. فطلب من يوسف أن يصنع يدا جديدة.فلما أمسك الصبي يسوع بالخشبة كان كمن ير شمعون و يعرف إحتياجه بالتدقيق.أخذ يهذب الخشبة لكي لا تجرح يد شمعون. أخذ يشتغل بكل قوته و عرقه يتصبب على الخشبة.  وقتها علمت أن عرقه فوق الجلجثة لم يكن جديدا عليه.ثابر الصبي الجميل على خشبته حتى جعلها ناعمة مثل يده الرقيقة.أدخلها فى رأس الفاس الحديدية فكانت مناسبة جداً.فرح الصبي و هو يعط لأبيه يوسف الفأس بعد إتمامه.أمسك يوسف بالفأس فأحس بقوة ترد إليه  الشباب الذى مضى.تأكد النجار العتيق من جودة أداء الصبى  الجديد.طلب منه أن يذهب بها إلى شمعون قائلاً إعطها له يا إبني و سيعطك بعضاً من ثمار حقله فإحملها عنا أيها المحبوب.أسرع الصبى إلى شمعون بالفأس و عاد حاملاً الكثير بقدر ما إستطاعت يداه  أن تحملا من الثمار و جاء سريعاً.
- مر يوم من ايام ورشة يسوع. لو أنك لازمت الصبي في كل يوم ما كنت تفيق من كثرة الأحاديث عن أعاجيبه.فى كل يوم أعجوبة باكراً اليوم التالي كان شمعون حاملاً الفأس جالساً عند باب الورشة.ينظر إليه يوسف ألعله يطلب شيئاً جديداً؟أم أن الفأس لم تعجبه لكن إبني لم يكن يوماً موضع شكوي من أحد.؟ لكن شمعون أسرع بقوله: مبارك إلهك ايها البار يوسف.مبارك إبنك الحبيب.لقد حدث معي اليوم الكثير و لولا هذه الفأس لكنت الآن ميتاً من لدغة الحية.لقد أنقذني إبنك.بل الأكثر من ذلك أنني كلما عملت بالفأس لا اشعر بالتعب.ما هذه الفأس أيها الشيخ؟ الأرض تستجب لكل ضربة منه.كما بضربة واحدة ماتت الحية؟ الأكثر من ذلك أنها إنزلقت من يدي فلم تصيبني كما يحدث دائماً معي.هذه الفأس ليست كالفئوس. لقد برأت يدي المجروحة وقتما أخذت الفأس في يدى..لقد جئت أطلب منك أن تصنع لي ما تشاء .إصنع لي ما يحلو لك لك من أثاث البيت لكي يكون في بيتي شيئاً من صناعة نفس الأيادي المباركة التي لإبنك.
- ثم نظر للصبي يسوع.عجيب أنت أيها الفتي.أعتذر لك لأنني تهكمت يوماً علي أبيك .كنت مثل الجيران نعايره بك؟نحن نعرف أنك ولدت ولادة غريبة للآن لا أصدقها لكنني اليوم فقط أري فيك ما ليس في كل النجارين لا بل في كل الناس.إقبل أسفي أيها المبارك.إقبل أسفي ايها الشيخ يوسف.و أنت أيها الفتي الذى إتسع قلبه لي: هل يمكنك أن تصنع لي كرسياً أرتاح فيه حين أعود من الحقل.إصنع لي شيئاً بيدك المتمكنة أيها الصبي.
- الصبي لا يتحدث كثيراً في ورشة النجارة.لكنه يتقن ما يعمل .شمعون صار يأتي كل يوم ليحكي يوميات الفأس و معجزات الشفاء التي ينالها هو و أصدقاءه بالجلوس علي الكرسي الذى من صناعة الصبي يسوع.صارت اللورشة ممتلئة بقصص المعجزات التي تحدث من منتجات يسوع.
- كان شمعون يطلب أشياءاً يصنعها النجار العجيب يسوع و أبيه يوسف لأنه يستمتع ببركات و معجزات من كل ما تنتجه يد المبارك.لقد صار شمعون مكتفياً بأن يتبني طلبات الأصدقاء و الجيران التي يحتاجونها و يأتي ليضعها بكل أدب و لطف قدام يسوع الحنون.
- المفرح لي أن شمعون وافق علي أن  يحكي لي يوميات النجار. و لقد وثقت فى شمعون الذى صار لا يطيق فراق الصبي حتي أنه إستأجر فلاحاً ليعمل  لحسابه لأن خيرات الحقل زادت بكثرة و لم يعد يقدر علي ملاحقة البركة في حقله.و لكي يتفرغ شمعون للتأمل في هذا الصبي المدهش.

236
رحلة إلى فندق السامرى
Oliver كتبها
- سألته دامعاً: خذنى إلى حضنك يا أبى فأخذنى إلى فندقه ليعالجني من جراح اللصوص.فعلمت أن للسامري الصالح كنيسة هناك يصب الزيت على الآلام فتبرأ.هناك أودع في حسابي المتهالك رصيداً من دنانيره.لم أعد مديناً فالمدفوع مقدماً لأجلي هو يكفيني.لذلك أحببت كنيسته إذ علمت أنها فندق السامري السخى.إلتقيته لأول مرة و أنا مجروح ثم إلتقيته هناك كل مرة و هو مجروح لأجلي. من فندقه فى سماءه جاء لأجلي و الآن أنا إلى فندقه أى كنيسته السمائية إليه أذهب. لا تبرح من مخيلتي علامات الجراح القديمة في جسدي ثم صار ملمس يديه الحانيتين أكثر أثراً من كل آثار جراحاتي القديمة.لم أعد أرتدى ملابس أريحا الممزقة لأنه بنعمته كساني لم أعد أتأوه فى الأرض مطروحاً بل صرت في حضنه محمولاً.هكذا أذهب لأتعزى.
- أيها المحبوب جداً إلى المخلص لا تذهب وحدك هناك.لتأخذك أذرع السامري إلى الفندق.إركب دابته.فالنعمة إلي بيته تحملك.هو الهدف و هو الوسيلة.ليتبدل ذهنك أنك إلى كنيسة لها حوائط عليها أيقونات  و أنت واقف أو جالس أو نائم.لتتلو بعضاً من الصلوات أو تستمع إليها .الأمر ليس هكذا أبداً و لم يكن هكذا منذ البدء.راجع نفسك و إعلم أنك لا تذهب إلى هذه الكنيسة بل إلى كنيسة السماء تذهب.فالهيكل و البخور و أزياء الملائكة التي يلبسها الشمامسة لا تعني شيئاً إلا إذا كنت تدركها كرموز سمائية.ملابس الكاهن و صلواته في الهيكل لا معني لها لو لم تخاطب السمائى.المذبح نفسه ليس شيئاً إلا إذا كان كالعرش عندك.و الذى تجسد من العذراء هو الذى علي المذبح ليس سواه فإن لم تقبله كالسماء فلن يقبلك.
 أيها النازل من أورشليم لا تذهب إلى الكنيسة كأنها أرضية.كأنها مكان هنا. هى باب السماء كما رآها يعقوب أب الآباء في رؤياه.الكنيسة هى الباب الذى منه تطل على السمائيات و تتمعن.فإحذر أن تذهب من الأرض إلى الأرض بل من الأرض إلى السماء تنطلق و تسندك النعمة و تعرفك كلمة الرب أين أنت .ترشدك الملائكة و تحيط بك القديسون كضيف جديد و زائر أرضى يتمسح فى النعمة ليتذوق طعم الأبدية.فلا تذهب بفكر أرضى إلى الكنيسة و إلا ستعود كما ذهبت و ربما أقل.
- كيف تدخل باب السماء إلا بغفرانك لجميع الذين يسيئون إليك.نعم و بغير شروط.هذا هو منطق السماء لأنك تقترب إلى بابها.فإترك أثقال الآخرين من ضميرك و إغفر فأنت الرابح.فلقاء السامري يداوى جروح و أذى كل لصوص أريحا.
- إلبس ملابس السماء فالأصدقاء هنا فى فندق السامرى روحانيين.يعملون مع المسيح و لا يطلبون منك أجرتهم.مستقبلوك كلهم سمائيون.كأنما أنت ملك بالألحان يأخذونك بغير عناء إلى مواكب الصاعدين.إغمض عينيك عن الوهم لتر الحقيقة.لا تسأل أحداً ماذا تلبس و كيف ستبدو هناك بل إسأل صاحب الفندق الذى إليه يحن قلبك.إنه يقبلك بروحياتك الممزقة و قلبك المنشطر إلى نصفين.لن يفضح عريك الداخلي فلا تضيف إليه المزيد من الفوضى الخارجية  كالمرة الأولى التى رآك فيها السامرى.كأنك تميل إلى ذكريات أريحا الدامية.العريس ينتظرك و في قلبه لك وعوداً لا تخطر ببالنا فإلى قلبه يكون إهتمامنا.لإرضاءه نميل و ننسى الماضى.
ملابس السماء سلام الداخل.إبتسامة الملامح.هدوء الفكر.تكريس العقل للحديث مع الله وحده.ملابس السماء طاعة كاملة لما يقوله الروح للكنائس مثل طاعة الملائكة.ملابس السماء تلبسها بكل كيانك.العين تلبس حكمة الروح.الأذن تكتسى بالكلمة و تتغذى .ملابس السماء هى رداء العرس و بها ندخل من باب السماء أي الكنيسة.حين رآنا السامري جرحى حتي الموت إنشغل بكل حواسه ليخلصنا لنخل إلى فندقه ولننشغل بكل حواسنا به لنحبه كما أحبنا. فى أرضه.فى سماءه وفوق مذبحه.عند المسيح الحشمة للجسد كما للقلب كلاهما لا ينفصلان.و العفة عنده أن تتكلم كالمسيح و ترحم مثله و تحب مثله.
- حصر الفضائل في الجسد هى أبعد ما تكون عن لغة المسيح.لأنه مسيح الإنسان كله داخله و خارجه.مخلص الكيان كله الظاهر و الباطن.فخذ كل الفضائل بجوهرها أما الجسدية فهي القشور وحدها فلا تقبل القشرة من غير الثمرة التي هي عمل الروح فيك.كان الفريسيون يهتمون بالقشور فنالوا الملامة أما المسيح فقد جاء لختان الكيان كله و إستئصال المظاهر الخادعة.إرتدى ملابسك السمائية.أي جهز طلباتك و أشواقك و أفكارك لتقف قدام الذى قال خذوا كلاماً و قفوا قدام الرب.خذ مجمرتك معك أي إلتهاب قلبك بالشكر و إنشغال فكرك بالتسبيح.خذ رداء النعمة فلا تقف عارياً من داخلك بل فى وساطة الروح القدس تحتمى لأنه يئن لأجلك.إخلع نعليك و كل كلام أرضى فهنا تداس كثرة الكلام..فى فندق السامري تتغير العملة و اللغة و الإهتمامات فلماذا نأخذ ضجيج الأرض معك و اللغة هنا سمائية فقط.لماذا ننشغل بأحاديث ستموت هنا .فلنتعلم كلام الروح لأنه اللغة الجديدة التي سنتداولها في الأبدية.لنطرح عنا كل ثرثرة الأرض الفارغة مهما بدت مهمة أو شيقة.
- كيف ستتصرف إذا جاءك ملاك و أخبرك أنه سيأخذك رحلة لتر السماء و الأمجاد؟ هل ستفكر في شيء أم تنغمس مبهوراً في النور؟تنسحب من كل شيء لتتكرس لهذه الرحلة.هل ستسأل ماذا تأخذ و ماذا تلبس و كيف ستتكلم أم أنك بإرتياح قلب سوف تستسلم لقيادة الملاك.أما الأعظم من الملاك فهو الروح القدس الساكن فيك.يأخذك هذه الرحلة كلما تهيأت للقاء العريس في السماء أي الكنيسة كما يراها المسيح.فإنشغل بالمسيح لا بالناس.إستعد للقاء إلهك.هو فاتح أحضانه لك فى كل أحوالك فإستقبل حبيبك بكرامة لائقة.آه لو تنكشف لك أعماق المجد ساعتها ستنته أكثر أسئلتك لأنك ستدرك كيف أننا كنا بالقشور منهمكون مع أننا ذاهبون حيث لا يوجد البرقع بل وجهاً لوجه نعاين الملكوت و البر ذاته.


237
الأنبا إغريغوريوس رجل الرؤى
Oliver كتبها

عيناه ناظرتين دواماً إلى فوق كمن يأخذ المعاني من الرؤي.إذا صلىت معه تشعر أنه يخاطب إلها يراه والسماء قدامه مفتوحة.إذا جلست تتعلم من عظاته تجد نفسك كأنما أنت عند قدمي الآباء الكبار القديسين كيرلس و أغسطينوس و يوحنا الدرجى تتعلم.هذا المبارك نقل إلينا تعليم العصور الدسمة بكلمات تحتاج إلى وعى لإستيعابها و أفكار تحتاج إلى إستنارة روحية.
           -أخذ شهادتي دكتوراه في فلسفة الآداب و علم القبطيات من جامعة مانشيستر فصار هو أحد علماءها عبر عقود .أخذت منه رسائل الدكتوراه و هو يتقدم ليأخذها.كان الطالب الأستاذ.و بقي الأستاذ في بلاد كثيرة يعلم في جامعاتها حتي بعد رتبة الأسقفية التي نالها عام 1967 بيد القديس البابا كيرلس.فصار الأسقف القبطي الوحيد الذى يعلم في جامعات أوروبا المختفة.كان في ذاته سفيراً مشرفاً لمصر و للكنيسة المصرية.كان مدرسة متنقلة يجمع في معرفته كنوزا تفوق ما في الكتب.هذا العملاق الروحى طاف جميع كنائس مصر واحدة فواحدة .الصغيرة و المجهولة و الكبيرة المشهورة.في القري علم كما في المدن.لم يكلفه أحد سوى قناعته بأن الله يعمل به للتنوير الروحي و التعليمي.ففاقت عظاته 8600 عظة . بقي الأنبا إغريغوريوس أول أسقف للدراسات العليا اللاهوتية و البحث العلمي و الثقافة القبطية و ظل كنزاً من كنوز المعرفة في كنيستنا القبطية و لم يشغل  أحد  كرسيه حتي اليوم.
- في زمن كان التعليم شحيحاً و البحث  العلمي متوقفا ًصار المبارك اسقفا لأسقفية غير موجودة في تاريخ الكنيسة كلها.فشعر بالمسئولية الثقيلة لتأسيس أسقفية ذات  دور متفرد و تأثير و برع في الصلاة التي بدونها لا يثمر أحداً.و أعاد الإكليريكية إلى الحياة مع أنها لم تعد تتبعه بمجرد رسامة البابا شنودة أسقفا للتعليم.فصار في كنيستنا مدرستان الأولي الأنبا إغريغوريوس يخاطب ذوى الفكر االعالى و العلم الراسخ و الثانية مدرسة البابا شنودة في تبسيط التعليم و مخاطبة الجميع بلغة لائقة لكل المستويات. و مع أن الرمزين العظيمين إختلفا في الآراء لكن إختلافهم كان شهادة روحية لكل منهما .لم يكن الخلاف مثل إختلافات الصغار بل كما يختلف القديسون معاً.هذا يكمل ذاك لذلك إنتعش التعليم في جميع المستويات.
- كتب كتبا كثيرة فاقت 161 كتاباً  كانت ملهمة للدارسين و شجعهم في دراساتهم بكتابة مقدمات لكتبهم فأضافت قيمة لكل كتاب تزين بإسمه لكن أكثر الكتب مدعاة للجدل كان كتابه عالم الروح.الذى عكس جانبا غامضا في شخصية الرجل.فهو رجل الرؤي في زمن كانت فيه الرؤي عزيزة.
 - أما عن كتاب عالم الروح فبدأ هكذا: كان البعض لا يكتف بما يسمعه من عظاته الطويلة الدسمة بل يتحلقون حوله بعد إنتهاء العظة و يسألونه اسئلة خاصة وصعبة و كانت كثير من الأسئلة حول الأبدية والحياة بعد الموت و ما فيها و عالم الروح  و روح النبوة و مواهب صارت غير معروفة في كنيستنا لعدم ممارستها.كان يشعر أنه يحيي أفكاراً تكاد تندثر و تبحره في المعارف يدله علي أصولها.فتحدث الأسقف النوراني كمن ير السماء مفتوحة.آخذا في كتابه صحبة من مدرسة التعليم الرؤوي مثل القديسين إكليمندس و أغناطيوس .و المعلم الفذ أوريجانوس و كتابات من الكنيسة الروسية و السريانية.كان منفتحاً غير هياباً لما يراه صحيحاً.
- لم يكن ممن يسمحون بنطق كلمة بغير نطقها الصحيح و هو الذى يجيد الكلام بثمان لغات.كان يوقف الكاهن في القداس لكي يصحح ما يصلي به و يشرح الخطأ و الصواب.فهكذا بنفس التدقيق كان يري عالم الأرواح.و لأنه عالم آخر لا نعرف عنه الكثير صار كتابه جدلياً و أثر علي إنتشار بقية كتبه.فخسرنا من علمه الكثير ليتنا لا نكرر أخطاءنا.
- كان الأنبا أغريغوريوس  أب إعتراف نادر الوجود.علمني الكثير و كنت أفتخر بأبوته منذ تعاملت معه.كان يتابع أولاده الروحيين أينما سافروا فلا يشعرون باليتم في زمن كان التواصل فيه عسيراً.بالروح كان ينقاد و يقود و يصل إلى ما لا يستطيع الجسد تحقيقه.لهذا كان حديثه عن عالم الروح تعايشاً حقيقيا أكثر من مؤلفاً أكاديمياً.و لهذه الموهبة إختاره البابا كيرلس رئيساً للجنة تقصي الحقائق التي حققت و أعلنت ظهور القديسة مريم أم الله في كنيستها بالزيتون.
- حدث في السنين العشرة  الاخيرة من عمره أن عقله لفظ كل العلم و نسى الوجود كله و عاش هذه السنوات بعقل آخر بدير القديس مارمينا لم يتركه حتي عامه الأخير ال82 من العمر يوم تنيح فى 22أكتوبر 2001  .عاد للدير و سكنه الدير لا يخرج منه بل يقتات علماً ليس في الكتب..فكان مدرسة للرهبان في نسكه و هو حامل للإسكيم و صار البارع فى الكلام صامتاً فكما تعلمنا من كلامه تعلمنا من صمته.كما أجاد فى شبابه بالعلم العميق أجاد في شيخوخته بالصمت العميق.
الكبار لا تختزلهم المقالات.حياتهم أغزر من الكتب كلها.هؤلاء أرسلهم الله لكي يضعوا بصماتهم فوق الصخور فلا تزول.طوباها الكنيسة التي تجد من هؤلاء الكثيرين.طوباكم أيها الكبار و معكم الطوباوي الأنبا إغريغوريوس و البابا شنودة و الأب متي المسكين.طوباكم كلكم الرب يستخدمكم للعمل السمائى كما كنتم أمناء في القليل على هذه الأرض.
 


238
المنبر الحر / كلمات تستحق البقاء
« في: 19:44 19/10/2017  »


كلمات تستحق البقاء
Oliverكتبها
حين يتحول ضحايانا إلى كلمة تقال في المناسبات.إلى صورة تنتشر من أجل الإشفاق.إلى رثاء يظهر قليلا ثم يضمحل.حين تتحول الأحداث إلى خبر.و المآسى تصبح سطوراً قليلة على إستحياء تنشرها الصحف.حين نستجدى إهتماماً بشهيد لكي يبق في الذاكرة يوماً فأكثر.حينها نعرف أننا بالفعل لا نستحق الحياة.لا نستحق أن نعيش عصر الشهداء الحديث و نحن على هامش الوجود كأننا لسنا هنا. يموت شهداؤنا فنبرع في كتابة الأحداث من كل الزوايا لكننا عند الأحداث لا نتوقف.كأننا نبحث عن مجدنا فى موتهم.كأنهم وسيلة لإستجداء النظر إلينا.و ننتظر من يمتدح دموعنا بينما تسيل الدماء.و يموت السؤال كيف لا نعيش عصر الشهداء كما يليق بأبناء المسيح و تلوح الإجابة الحزينة : ذلك لأننا نجيد الكلام عن الموت أكثر من الحياة.
يتخدر الضمير بعد نشر النعي.كأنما إنتهت مهمتنا لننتظر شهيداً و شهيدة و قصصاً جديدة نعبث فى تفاصيلها دون الوصول إلى قلب الحدث و معجزة الحب المتبادل بين دم فى الأرض ينزف و شهيد في السماء يزف و إلهاً على عرشه يتزحزح قليلاً ليفسح لأحباءه القادمين بثياب حمر لكي يجدوا لهم متسعاً فى عرشه..نترفع عن البحث الروحى مكتفين بالبحث الجنائي.تقف الحكمة خارجاًلأننا نتجني على أنفسنا بالإنشغال بما لا يبنى و تجاهل الحقيقة التي تكتبها الدماء.نريد أن نسجل اسماءنا لا اسماء الشهداء.نحن نبحث عن كبرايائنا وسط القصص المنشورة.بينما نظن أننا نكرمهم و لا ندرى أنهم الحاضرون و نحن الغاثبون.
من يسجل التاريخ اليوم؟هل كتبنا لمن يدون التاريخ كل الحقيقة.هل إندمجت كتاباتنا بالروح فتخرج أقوالنا راقية حتي السماء.هل نحتفظ بسجل الشهداء في قلب الإيمان.هل عندنا أسرارهم.هل نختزن للآتين بعدنا شيئاً من أرباح الشهادة.هل تعلمنا القراءة و الكتابة لنلهو بهما أم نصون بهما تاريخ عمل الروح ايام الأتون.من نحن بالحقيقة؟و من سيكون الجيل الذى سيقرأ كتاباتنا الهشة؟هل ندخر للقادمين بعضاً من تفاهاتنا أم نفيق و نتعلم الكتابة من جديد.
ليتنا نكف عن التحليق بعيداً عن النور كفراشات النار.ليتنا نصحح مسار أفكارنا لنعرف ماذا نقول و ماذا نكتب.لأن دمج الحلو بالملح يفسد الإثنين معاً.فهل نتدرب لكي نجيد فصل المنسيات عن التاريخ العتيد.و نيتبقى لأحفادنا أجمل فى عصرنا.دون أن نشوه الأسماء بالرياء أو بخلط الوهم مع الحقيقة.دعونا لا نعذب الأجيال القادمة إذا ما تأملت تراثنا.ستشتبه أننا كنا مخمورين لا نستيقظ للواقع مرة.ماذا سيحصد الشعب الذى لم يولد بعد إذا جمعنا له كتاباتنا المضطربة و قدمناها له كأنها الحقيقة؟ كيف سيجد فى هذا الخليط السمج شيئاً ذو قيمة؟ كيف سيقرأ شهداءالإيمان فى جنوب البلاد و شمالها .فى ليبيا و العراق و سوريا؟ كيف سيجد حقيقة شهداء الكشح مرتين.كيف سيتذكر شهداء الفكرية و أبو قرقاص و نحن لم نعرف عنهم سوي أنهم قُتلوا؟ ما هو سر ترصد الشيطان لأسقف سيناء و كهنة العريش و شهداءها الراحلون؟ ماذا أضاف شهداء ليبيا للإيمان؟بماذا إستعد شمامسة طنطا للحن السماء. كم نفس إنجذبت للمسيح بسببهم؟ من تابوا و من عادوا و من آمنوا لأجل ثبات إيمانهم.متي نكتب التاريخ الذى يصلح لخلاص الناس .فكل ما نكتبه اليوم يصلح لصفحات الحوادث .أهذا كلام للتاريخ؟
إلحقوا فالأيام مسرعة.أكتبوا الحقيقة قبل أن يموت أبناء و أحفاد الشهداء.خذوا منهم ما عاشوه عنهم.سجلوا الأقوال و التنبؤات التي تفصح لنا عن رجاء يصلح لكي يسندنا مهما تصحرت الأفكار.ليت هناك من يتكرس لأجل إستخلاص الدروس من لحظات الدم و الغدر.ليتنا نسمع عن شمامسة يبدعون فى الحفاظ على نفائسنا التي تركت لنا دروساً لن تنمح حتي لو أهال عليها الجاهلون غبارهم و حتي لو تغافل عنها الساهون بكتاباتهم العقيمة.ليت الأكاديميون يخصصون رسائل الماجيستير و الدكتوراة في مجموعات متنوعة من شهداء عصرنا المزدحم بالدماء.
أما الذين يكتبون من غير وعي أرجو لهم أن يستفيقوا أو ينتظروا قليلاً حتي يتعلموا قيمة الكتابة و مسئوليتها.أما الكنيسة و من فيها فليكن دورهم في تسجيل التاريخ فعالاً و إلا سيهملهم التاريخ أو سيدينهم إن أهملوا الحقيقة و تفرغوا لما ليس له ثمر.
أدعو كل أسرة شهيد أن تكتب ما تراه مثمراً للآخرين و تقدمه إلى إيبارشياتهم لكي يكون لدينا ذخيرة من المعرفة تعولنا إن بدأنا نكتب ما تستحقه الحقيقة.
أما السجل الذى أطمئن إليه فهو سفر الحياة الذى فيه اسماء كل محبي الرب و هو منشغل بتكريمهم الذى هو فوق إدراك الأرضيين.المسيح يسجل كل دمعة و كل أنين و كل وجع و كل نفس تنفسه المتألمون الساكنون في رجاء الأبدية.مسيحنا لا تذهب من ذاكرته إلا خطاينا حين نلجأ إليه.أما كل بر فله عند الرب يسوع ما هو أعظم من الوصف.لنأخذ من سفر الحياة درساًلنا و شهوة نعيشها.نكتب مثل المسيح و نقلد سطوره.نختزن سر الحياة وسط الكلمات فلا ننشغل بالموت أبداً .نعرف كيف أراح المذبوحين و عزاهم بالسماء.كيف تكللوا بيديه و راحت أتعابهم طى النسيان.ليتنا نتعلم من صفحات سفر الحياة كيف نكتب مثلها و نعيش مثلها و نقرأ كما تقرأ السماء.هذه بالحقيقة الكلمات التي تستحق البقاء.فلنلتصق بلغة السماء لنتعلم أن نكتب للأرضيين شيئاً ذو نفع.لكي لا ننساق للفراغ و يضيع العمر فى هباء الثرثرة. 

239
المنبر الحر / هم يعرفون
« في: 19:03 18/10/2017  »
هم يعرفون
Oliver كتبها
قتلوا الأسقف قتلوا الكاهن قتلوا الشعب و بقي الإيمان يربح نفوساً لم يخطر على بالها أنها ستعرف المسيح.يعرفون جميعهم أن الإيمان كالجبل لو أخذوا منه الصخور فلن يتهاوي .يعرفون أن الإيمان كالمحيط لن ينقص بإغتيال بعضاً من قطراته.يعرفون أنهم عاجزون و أنهم أضعف من الكلمة و من المسيح الساكن فينا.يعرفون أن فينا لغز لا يقدرون على حله.يتضايقون أكثر منا حين ينتفضون علينا بالسيف فيجدوننا عكس ما يتوقعون.رجاؤنا لا يموت و إيماننا لا يهتز.لعلهم الآن يندمون علي جهدهم الضائع و حياتهم المفقودة لأجل وهم لن يتحقق بمحو إيمان وعد مسيحنا القدوس أن أبواب الجحيم لن تقدر عليه .
هؤلاء الذين يعرفون كيف يجتذبون المجرمين إلى منابرهم. كيف يعلمونهم أن القتل فضيلة كى لا تضيع حرفتهم هباءاً.علموهم قتلنا فيصيروا  بهذا الدم وحده مجاهدون لا مجرمون و لا فرق بينهم عندنا. كيف تتلمذ المجرمون علي أياديهم.كم صار معلموا الموت جبابرة في غسل العقول و مقتدرون فى الشر.إستطاعوا تطويع عتيدى الإجرام.فتحوا مساجدهم فصارت مدرسة لحصد الدماء..بتعليمهم صار المجرمون مجاهدين يقتلون بعد التأكد من الهوية.مَن هؤلاء الذين يغسلون عقول المجرمين إلا مجرمون أكثر منهم إجراما .قتلوا الضمير قبل أن يقتلوا الناس.هؤلاء لما تسلطوا على منابرهم ترنحت تحت أقدامهم الرؤوس.
 يعرفون أنهم قتلة و أن تلاميذهم قتلة.أحاديثهم أحاديث الجريمة ذاتها.خطبهم  هي خططهم للقتل.لهم سلوكيات العصابة و أخلاقها و يقسمون الأدوار فيما بينهم.هؤلاء يغسلون العقول و أولئك يغسلون معالم الجريمة و غيرهم يغسلون أياديهم من القتل و يبدأون تبرئة المجرمين.إنها أدوار عصابة و قد أتقن كل دوره لسبب تكرار الجريمة.
القادة في مصر يعرفون أن الوطن لن ينج إلا لما يلغ المادة الثانية من الدستور و يفض الإشتباك بين الدين و الدولة و بين الشريعة و القوانين.لن تقم نهضة إلا بعد أن ينحصر دور الدين في علاقة الإنسان بربه فحسب.هذا هو دور المستنيرين أن يكافحوا لكي يترسخ هذا الفصل بإعتباره الحل الوحيد  لنهضة مصر كما نهضت أوروبا بأكملها حين فعلت هذا.ليكن هذا الحل فى  يقين الراغبين في إنعاش مصر من مخالب الموت على يد المتأسلمين و عقيدتهم و مفاهيمهم.لا يجب أن ننهمك في تحليل حادثة بعينها لأن منبع الشر واحد و هو كامن في الخلط بين الدين و الدولة.لا يوجد أشر على الدولة سوى تبنى فرض الدين و لا أسوأ علي الدين سوى  السعى للهيمنة على الدولة.
إلى الذين  يعرفون كل الحقائق الجيد منها و الردئ  نسأل.متي تتحول معرفتكم إلى وسيلة للتغيير لما هو أفضل.متي توقفكم المعرفة عن السير في طريق الموت و إختيارالحياة.متى تستخدمون المعرفة في النهضة و إحياء الوطن .المعرفة وحدها لا تكفي بل التغيير الناتج عن معرفة الواقع هو ما ينفع.فإن تريدون التغيير أنصحكم بأن نسألون الله عنه.
نحن نعرف أن دماءنا غالية على المسيح  هذا الذى خلط دمه بدماءنا.نؤمن بإله قادرلا ينتظر أتباعه كى يدافعون عنه و عن إيمانه و إنجيله.بل هو الذى يدافع عنا و يعمل بنا بغيرتوقف كى يبين لنا عمق محبته و قوة خلاصه و فرح إنتصاره. الروح القدوس الذى في المسيح فينا .الآب الذى هو أب المسيح أبونا نحن أيضاَ.نحن شركاء الثالوث .نحن ورثة الموعد , بني العلي و أبناء الملكوت.نحن نعرف أننا قطيعه و هو مخلصنا و راعينا.
نحن نعرف أن الموت غدراً ليس من مشيئة الله لكنه يسمح به و يحوله إلى مجد.لهذا ننظر إلى الموت بعد أن يتحول إلى مجد.و نتجاوز الغدر فى الأبدية.نعبر الألم بتعزيات الروح المعزي فلا نأخذ الألم من غير تعزيات الروح و نتلذذ بالتعزيات أكثر مما نتأذى من الألم.لقد تأدبنا بمهارة الخلاص و تحلينا بنعمة الإنتصار فصارت لغتنا بوداعتها تغلب فظاظة أهل الشر بعجرفتهم.
سيوفهم لا تقتل الحياة الأبدية. الطلقات لا تخترق إيمان النفس و الروح و الجسد.آه لو تعرفون إيماننا؟ ما أنفقتم العمر هباءاً و لا النفس الوحيدة التي تملكونها صارت فى عتاد الموت محسوبة.التهديدات تسقط تحت أقدام من يطلبون المسيح بقلوبهم فيحل فيهم رئيس السلام.نحن أقوى من الشر و الأشرار لأن مسيحنا غلب كل أنواع الموت و سكب نفسه لأجل الجميع.ماذا لو جربتم أن تطلبوا المسيح فيعرفكم الحياة الأبدية حينها نقول بصدق أنكم تعرفون.



240
أنا المرأة التي أرادوا رجمها

نعم أنا هى تلك المرأة.كنت مثل الهيكل تماماً.أعيش مع التجارة و اللصوص.يذبحون فى الهيكل ثم يخرجون ليذبحونني خارج الهيكل لقد أتفقوا معاً علي الهيكل و علىً أنا أيضاً. حتى أكاد أظن أنهم ذبحوا ذبائحهم نذراً كي يجدونني في إنتظار شهواتهم الجامحة؟ كانوا يخرجون من الهيكل  مثلما أنا خارجة عنه.
يقصدونني حيث مستقرى عند أشجار الزيتون .كم إلتقيت هناك بزوار الهيكل. الفريسيون نادوا بأن الأفاعي تحت أشجار الزيتون فى المدينة المقدسة  نجاسة؟  المزارعون إنتفضوا يقتلون الأفاعي إسترضاءاً للفريسيين أما أفاعي الهيكل الحقيقية فلم يقترب منهم أحد .كل الفريسيون و الكتبة أولاد الأفاعى كما المسيح يصفهم  و صرت أفهم قصده أكثر من كثيرين .كم إلتقيت أنا و الأفاعي  تحت أشجار الزيتون. كنت مسرورة  بقتل الأفاعي حتي ظننت أنهم قتلوها كي يكونوا آمنين حين نختلي هناك في مستقرى فوق الجبل.حيث كنت تحت ظلها أنام و أستريح و أغتنم غنائمى.
كل زبائنى فريسيون.كانوا يلبسون ثوب المعلم حين يقابلونني و سرعان ما يخلعون ثيابهم عند أقدامي..كنا كأنما إتفقنا دون قصد ,لا ألومهم و لا يلومونني فكلانا نعيش موت الخطية .ما كنت أخشاهم حين يعبرون.كنت أقرأ عيونهم و أراهن نفسى من فيهم سيختلي الليلة بالذبيحة. ما عدت أحتاط  منهم فيوم الجريمة يموت الضمير و أنا أموت كل يوم.
كنت سخية و كانوا معي أسخياء.أنا أقدم حياتي لهم و هم أسخياء في كل الوعود التي لم يلتزم بها واحد منهم و لم أبال فكل ما أريده أن أمتلك ما أحتاجه يوم  لا أعد  أبقى مشتهي شهواتهم.وحده كنت أخشاه ذاك اليوم.كنت أخشى يوم يزهد بي الرجال.حتي أنني كنت أقدم نفسى مجاناً كي أطمئن نفسى إنى ما زلت مرغوبة.ما أرهب إقتراب الزانيات من الأربعينات و أنا قاربت على بلوغ نهايتها .
كانت بيوتنا معلومة بالراية التي نعلقها علي أبوابنا.كي لا يتعب الراغبون فى الوصول إلينا. أنا عَلًمت الطائفات أن يطفن بالمدينة ملفوفات براياتهم الحمراء و البيضاء مثل الحجاج حتي يميزهم من فقدوا التمييز بين الأقداس و الخطية.فعند الطواف يبيع كل واحد تجارته.و أنا عند الطواف أموت.
مرت أيام  ولم يطلبني أحد.لم يقرع أبوابي أحد.كأنما أصابتني الكهولة جريت نحو مرآتي نظرت نفسى.ما هذا الجمال؟أنا أبدو أجمل من كلاوديا زوجة بيلاطس الرائعة.إنني أبدو أجمل  من بنت هيروديا رفيقتي ذات يوم.فلماذا لم يقرع أحد بابى؟ هل زهد الرجال فجأة؟هل تابوا ؟لكن من أعرفهم لا يتوبون بل كانوا يعتبرون رفقتى فضيلة. ماذا يحدث في تلك المدينة ؟هل جاءت منافسات جدد أكثر مهارة من مهاراتي؟ فتحت الباب لم أجد أحداً فأخذت رايتي و لففتها حول جسدى العارى و أسرعت الخطى نحو مستقرى تحت أشجار الزيتون.
بقيت كثيراً و الناس يسرعون كمن يجرى من لهيب أضطرم في دياره.كنت أرى الزائرين كالبرق يمرقون و أتعجب لماذا يتهافتون بهذه السرعة و علام يجرون و يتجاهلوننى.حتى مال إلى شاب فلم أنتظر حتي يطلب مني شيئاً.إرتميت في حضنه كالملهوفة و أنا حتي لم اسأل عن إسمه و لم أنظره كي أتبين ملامحه لم أقبض ثمناً فقط كنت أريد أن أعرف هل ما زلت في شوق الرجال.
لا أدري شيئاً بعدها.كنت أسمع اصوات العائدين و الذاهبين و لا أحتاط.فأنا كما حكيت لكم كنت محصنة من تجنيات الفريسين لأنهم رفقاء الليل.لكن العائدون اليوم لم يكونوا مثل الأمس.جاءوا نحو مقرى الذى يعرفونه عن يقين فكم زاروننى هنا.لكن قسماتهم كانت كئيبة.ما إنتبهت لقصدهم هذه المرة.كنت أكرههم و أنا في أحضانهم و هم كذلك يكرهونني.أحدهم أخذ الشاب من حضني.تفرس فى جسدى الذى يعرفه جيداً.نظرت نحو الفريسى حانقة عليه .لقد أفسد إسترضاءى لنفسى.كم كنت استرض الناس أما اليوم فكنت أبحث عن نفسى.كنت أريد أن أطمئنها.جرونني بعنف كالذبيحة نحو مسلخها.فقلت إنها النهاية .يجب أن أعرف إني تجاوزت شهوة الرجال فلم أعد مطلبهم.لكن العجيب أنهم لم يجرونني إلى الحفرة التي يرجمون فيها أعداءهم بتهمة التعدى على الشريعة.لقد أخذونني صوب الهيكل.فى الهيكل لا يوجد رجم أو حجارة.كانت أغصان الزيتون المتساقطة تجرح كل شيء فى. من آلام جرجرتى فوق الحصى و جذوع الأشجار المدببة كنت أظن أني سأموت عارية تغطيني الدماء.وصلت إلى ساحة الهيكل كالذبيحة.تركونى و ذهبوا إلى رجل لا يلبس ثوب الفريسيين.سألوه بقساوة يا معلم موسى يقول أن نرجمها فماذا تقول أنت؟ ما كنت أعرف أن هناك معلم للفريسيين لكنني رأيته اليوم فقط.
لا أدري من غطاني برداءه؟ لا أدري كيف كنت و كيف صرت هنا.كنت و الميت سواء بسواء.و سمعت صوتاً يوقظ الموتى.ما سمعت صوتاً يمنح الرجاء مثل صوت هذا الرجل.لم يكن كالرجال الذين عرفتهم.فى عالمي كله وسط الرجال  لم أر مثل هذا الرجل.أجابهم بوداعة لا تستطيع الأيام كلها أن تخفيها,بقوة لا يمكن لكل أسلحة هيرودس أن تغلبها.من هذا الرجل؟ لم أر مثله.كانت الدماء تحرق عيناي حين تسيل لكنني وسط الدماء رأيت وجهه.أنا ماهرة في قراءة وجوه الرجال لكن هذا الرجل لم أقرأه.لم أستطع أن أقرأه.فيه كل الدنيا.فيه محيط ليس من آخر لآخره.أجابهم الرجل من منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر.من أنت أيها الرجل؟ هل كنت ترقبهم و ترقبنى فعرفت خطاياهم و خطاياي؟أين كنت .هل قبل أن يقتلون الأفاعى أم بعد ذلك؟ هل مسكنك هنا في الهيكل؟ كان الرجل ينحني و يكتب .كنت لا أبالي أنني لا أعرف القراءة حتي اليوم لكنني مستعدة لكي أبيع عمري و أقرأ ما كتب الرجل.ما إستطعت حتي أن أقرأ حرفاً من حروفه.كم أنا جاهلة في كل شيء و أنا الآن اسأل في كل شيء .هذا الرجل هو الوحيد الذى لم أستطع أن أنظر في عينيه.عيناه كاشفتان لكل ما في داخلي.إرحمني أيها الرجل و قل لي من أنت قبل أن أموت.و فيما كانت الأسئلة تحاصرني ترك الرجال حصارى و مضوا.
رأيتني وحدي معه.كنت بالرداء خجلي حتي الموت, أنا التي لم أخجل يوماً من العري.كنت على يقين أنني سأموت فكم ماتت رفيقاتي بالرجم حين تجاوزن الأربعين  من العمر.و أنا اليوم مضبوطة في ذات الفعل كما قالوا.من يستطيع أن يدافع عن إمرأة مضبوطة فى ذات الفعل؟نظرت في قدميه أنا المطروحة بحقارة في أرض الساحة.أمسكني بيديه دون خجل فخجلت من رجل لأول مرة في حياتي.نظر في وجهي فكانت  ساهمتان كالنار تسرى وسط الهشيم.كل شيء تغير في داخلي حين رأيته.ليتني قابلته قبل أن أقابل كل الرجال.سألني أين هم المشتكون عليك؟ .من يستطع أن يجيب هذا الرجل .إن أساطير اليونان لا تجد مثله.و حكايات الرومان لم تعرف شجاعاً كشجاعته.هذا الرجل غلب الجميع من غير سيف أو سلاح.بكلمة فمه ذهب المشتكون بعيداً بعيداً عني .لم أعد أراهم حتي أبعد أفق .هربوا أو أقول لكم  تبخروا تماماً من الهيكل و من حياتى.حين سألني الرجل تحشرج الجواب في فمي كالكلمات في جوف الميت
كانت دموعى تختلط بدمائي .كان حنوناً بكل الحنان الذى في الوجود.أمسك يدى بيديه و أقامني.بصمات يديه لم تنمح من ذاكرتي و من يدي و من عيني.كنت أقبل مكان اصابعه فأجد راحة في قلبي.قال لي أنا لا أدينك فقلت لنفسي أنا لا أريد سوى رضا هذا الرجل.قلت له لا أحد هنا يا سيدلا أحد.الجميع زاغوا و إختفوا عني و عنك.
قال لي لا أدينك. كثيراً ما كنت أتلقي الهدايا النفيسة لكن كلمتين من فمه كانتا أعظم من كل الهدايا.أنا لا أدينك, قالها كمن يجمع كل اللآلئ و يصرها كي لا تنفرط و يقدمها لى بكل سخاء.أنا اسمعها منه كل يوم.ما هذه الكلمة؟ إنها حين تصدر من فمه لا تتلاش أبداً.لقد عشت بها و عاشت كلماته معي .كلمته مثل كيان يحتويني.مثل رفيق لا يختف عني.حين خاطبنى لم أعد أسمع بعدها سوي صوته و تتملكنى كلماته.حين قال أنا لا أدينك أحسست بغطاء من السماء يستر نفسى..يكفيني أن لا تدينني أنت بالذات يا سيدى.لم يعد يهمني أن يدينني أحد ما دمت أنت لا تدينني. من هذا الذى يملك سلطان الدينونة و لا يستخدمه للدينونة بل لنجاتي. أحسست بأنني مكسوة بحنان يغمر الدنيا بأسرها.حين كلمنى زهدت الوجود بأكمله.لم أعد أريد شيئاً لنفسى.قال لي إذهبي فزال الألم من كل كياني.كأنه قال للألم أن يغادرني ويذهب أولاً.ذهبت و أنا ما كنت أريد أن أذهب عنه.لكن كلمته صاحبتي و حتي اليوم تسكن معي و أسكن فيها.قال لي لا تعودي تخطئي.فمرقت كالسهم صوب الراية عند الباب و مزقتها.دعوت الرفيقات ففعلن مثلى.فتحت بابي لكل من يريد أن يأخذ نفس الهدية و يسمع من الفم نفسه عبارة أنا لا أدينك .لا تعودى تخطئي.و تكررت العبارة مع رفيقاتي فكنت أسمعها معهم كما سمعتها لنفسى كل يوم.
سمعت ذات مرة أنهم عيروه بما فعل معي.صرت أنا تعييرات له.و سمعت أنه لم يبال بتعييراتهم.كنت أفتح الباب و أنتظر وحده هذا الذى عرفت أنه المخلص.أنا أعرفه قبل الكثيرين لأنه خلصني أنا.خلصني من كل ما كان يقيدني في داخلي .خلصني من راية كنت أتعلق بها عند الباب.خلصني من البحث الخاطئ عن هدايا الأرض.قال لي لا أدينك و خلصني .عرفت أنهم سيجتمعون اليوم عند الجلجثة و أنه في قصر الولاة يحاكم.لم أندهش فأنا أعرف من هم ولاة هذا الدهر و أعرف الفريسيين و طبعهم.
جريت ألملم رداءى الجديد.وقفت بعيداً عن الهاتفين أصلبه.ما شاركتهم الهتاف لكنني بكيت.كنت متيقنة أنني أحد اسباب موته.عايروه بي و الآن صلبوه لأجلي.كنت أريد أن أعتذر .أن أذهب فوق الصليب و أحل قيود  وضعها الكهنة و الفريسيين في يديه و علي رأسه .كنت أريد أن أختطفه كما فعل بي من أيدى هؤلاء المفترين.كنت أحاول أن أخترق الحشود.كنت أتجه صوب المصلوب.لحظات و أقترب.سأحله و لو صلبوني معه.سأحله لأن القيود قيودي.وصلت إلى المرتفعة في الجلجلة.حتى تساقطت فوق رأسى دماءه.لكن سرعان ما سمعته يصرخ قائلاً: يا أبتاه في يديك أستودع روحي.هزني صراخه قبل أن يهزني زلزال شق الهيكل حيث إلتقيته أول مرة.ما قدرت أن أنقذه و علمت أنه اسرع ليسلم روحه للآب لأن كثيرات مثلي أرادت أن تنقذه من الموت و لكنه كان أسرع من كل الخطاة  إلى الموت فلم يلحقوا به.
رأيته أربعين يوما بعد موت الصليب.رآه جميع الذين قال لهم أنا لا أدينكم.رأته الرفيقات كما رأيته فطفن يبشرن بالذى أنقذ الزناة و الخطاة .ما عدنا نخش يوم يزهد فينا الرجال لأننا صرنا في كل الوجود زاهدين.شغلتنا تسبحة النجاة.تغنينا بالخلاص ليس مثلما يتغني الأبرار.بل مثلما تغنيت أنا المضبوطة في ذات الفعل.     

241
المنبر الحر / زمن الحب المبهر
« في: 19:54 06/10/2017  »
زمن الحب المبهر
Oliver كتبها
مررت بى.تجسدت حتى مت من أجلى .فلما أتيت لى لهذا كانت صنعتك البديعة زمن الحب.كنت لى ملء الزمان و صرت أنا لك ملء الزمان كذلك.ليس فى حبك آخر لهذا ليس بعد حبك شيء.أحببتني بمحبة ليس مثلها فأحببتك بمحبة أخذتها منك.لأنه كيف أحبك بحب خارج عنك؟
مررت بى و أنا لم أكن أعرفك.تقربت مني حتي إلى القلب.دخلت فى الكيان فلم تعد ضيفاً بل مالكاً كل وجودى.كانت أجمل زيارة و لم تنقطع من يومها.و بينما أنت في داخلي أراك خارجي و كلما إفتقدتك خارجاً أجدك داخلي فما أمتعك رب و حبيب.لم يكن مرورك صوبى كالبشر بل كان مزيجاً جديداً لعالمى جعله حلو المذاق.
كلما أحببتك أجد الناس حولى كالفراشات الجميلة.كلما أحببتك تصغر توافه الكلمات و تعلو مشاعر السمائيات.تصبح المغفرة سهلة كنسيم البحر.حلوة كحلوى في يد طفل.أصبح فيك بطلاً في الحب.أتعلم  منك كيف تغزل من الأحداث نعمة.كيف تقود الإختلافات إلى نجاح مبهر.كيف كلما تعقدت الحبائك تجعلها يسيرة.ما أنا حي بدونك.من لا يعرفك حبيبا لا يمكنه أن يعبدك إلها و لا أن يأخذ من يدك خلاصاً.
حينما أرى الناس تعابي أراك مريح التعابي .تظهر لي حاملا أثقال من لم يدعوك بعد كي تريحه .تفحص عن المتذمرين لكي تنفتح أعينهم فيبصرون الذى معهم و يعرفونك مخلصاً,حين أري الناس فرحون أقول حتما أنت مررت هنا.إنك تقتنصهم الآن بإبتسامتك الإلهية غير الموصوفة.تبهت الجموع علي الجبل و تحت الجبل و في كل موضع حتي بعد حدود الأرض.حين ألمس حباً في محبتهم أقول هذا حبيبي فيهم.إنهم قابلوا من قابلني و رأوا من رأيته و أخذوا ما أخذت .إنهم مني و أنا منهم.تجمعني بهم فأتنسم الراحة و تجعلني معهم فأتعلم أكثر عن محبتك.
حين أقول للناس أني أحبهم فأنا أخاطبك أنت.كل مرة أقول حبيبي أقصدك.كلما أرسلت اشواقي فهي إليك و أنت تعلم أنها نحوك.أحبك في كل أحد و بالأخص الذين ذاقوا حلاوتك و عرفوا زمن الحب.أحبك في قلوب المتألمين لأنى فيهم أعرف مخلصى.أحب أن أحبهم لأنك صنعت قلوبهم علي الصليب و هناك أعطيتهم حبك.حين أخاطبهم أكلمك.أحبهم أحبهم أحبهم كالصلاة.كأنها تأملات النساك.كأنها أغنيات ملائكية .أحبهم بقصد و دون قصد.أحبهم معك حين لا تنتظر من الإنسان شيئاً.حين يحلو لك العطاء أما الأخذ فتدعه لنا.حين أقرأ زمن الحب تحتاج عيناى تجديد البصر.لأن ما يبدو صغيراً قبلا صار عملاقاً كالجبل بالحب و ما كان كبيرا قبلاً صار كعصافة الريح و الخيال.إنني أتعلم العهد الجديد.أتسلم النعمة كمبتدئ.أتعرف عليك كأنما تمر الآن.أو حتي الآن لا أعرف كيف يكون الحب.
ما زمن الحب عندك؟ إنه زمنك.دخلت زمني و إختطفتني لزمنك.كان زمنى فمررت بي و صار زمنك.صرت أبدياً أنا أيضاً.بدأت الأبدية بالحب و تبقي بالحب أيضاً.قل للقلوب التي لم تبصرك أنك واقف هنا.لن تعبر حتي يتبعونك.حينها تأخذهم و تمر بهم إلى غيرهم و غيرهم فتصير القلوب أرضاً للحب كما أنت سماء الحب.
مد يمينك لكي تلحق بالذاهبين قبلما يتلاشوا كالبخار.إفرد شبكتك يا صياد الحب و إرفع من في القاع.لينتشر دمك الزكي في الأراضى البور.السامرة عادت لتطردك و كورزين يتبدل قلبها.فمن يلحق بالسامريين أيها السامري الصالح.إلهاً كاذباً ينتحل شخصك البهى و كثيرون فيه ينخدعون فقم كالجبار و إدحره لكي تخلص الشاة العاجزة من أيدى الذئب الخاطف.و هناك من يدعون أنك أرسلتهم و ما أرسلتهم فإعط علي جبهته علامة الكاذبين لأن الجهلاء يصدقونه.يا من مررت في الأوطان إصنع فيهم ما صنعت بي و أكثر.بدل قلوبهم فيجحدون  من يجحدك و يشهدون أن لا حبيب مثلك.يا ساكن السوسن إزرع في بلادنا سوسنتك الغالية.فمن ينالك تصبح له مستقراً.و من تحنو عليه يصير حناناً و لا يعرف إلا الحب.
إنني أتغني كالثمل هذا حبيبي و هذا نصيبي .أدعو الرفقاء كي نتعشى معاً لأن حبيبي عنده شبع الجميع.لا تخاصموه فهو أرق من نسمات الربيع.لا تعاندوه بل أتركوا له قلوبكم و هو يصنع عجباً.لا تضعوا له حساباتاكم فهو فوق كل ما نحسبه.فقط خذوه في حضنكم و ناموا.و حين تستيقظون ستجدونه آخذاً لكم في حضنه و شماله تحت رؤوسكم و يمينه ترسم فيكم فكر الأبدية.
 



242
المنبر الحر / شاهد من قرن عتيق
« في: 18:15 04/10/2017  »
شاهد من قرن عتيق
Oliver كتبها
رأيت كيف ينسجون من الزيف ديناً.لم أكن واقفاً بجوارهم حين تشاوروا كيف يجمعون الكتب في كتاب.فيكون التوحيد للقبائل و ليس للإله.كنت أرقب قساً يحمل في يديه كتباً و يذهب إلى محراب يأخذ معه شاباً يافعاً ليدربه على القراءة و يعلمه لعله يكون رئيساً للقبائل ذات يوم.
كان يشجعه كل يوم لأن الشاب لا قدرة له و لا سعة مدارك .موهبته هى العصبية لقبيلته.يتلذذ بقتل الحيوانات الأليفة.رأيته يتعارك مع صبياناً لأجل أنهم سبوه بنسبه و بأمه.و رددوا شيئاً مثل الرايات الحمر مما جعلوه يستشيط غضباً.
كان الرجل القس كالتاريخ يحكم الشاب كل أيامه.ورقة تلو الورقة.كان قساً نصرانياً  و ليس مسيحياً فالنصرانية كانت واحدة من هرطقات الصحراء الكثيرة.الرجل المهيب لا يؤمن سوى بالإنجيل العبراني و هو كتاب مختلق فيه  بعض من أسفار موسي مع وريقات يحملها من إنجيل متي أضاف عليها و محا منها ما شاء.فتساقطت المعاني و الأهداف من قلب القس و من كتابه .
الناس  تعتكف للتفرد بالمسيح و هو ممن يعتكفون للتفرد بأنفسهم..وجد القس فرصة التحول للأسقفية ليكون رئيساً للجميع هذا الأمر يلزمه توحيد القبائل أولاً ليتعارفوا علي الأسقف و يتفقوا عليه فلا يحدث صراع تستباح فيه الدماء كعادة أهل الصحراء.و لكن القبائل مختلفة العقائد و ربما الآلهة.فليس سوى إرضاء الجميع لكي يوافق على أسقفيته.فليعكف من الآن علي وضع كتاباً يكتب فيه لهذا شيئاً يستهويه و لذاك سطراً يرضيه و لأولئك مدحاً و لأعداء القبائل ذماً و هكذا تفرح القبائل بالمصالحة الكاذبة و أفرح أنا بالأسقفية الواهية .فيكون تلميذى قساً يخلفني و أضمن لقبيلتي شرفاً يفوق القبائل .ظل الشيخ يغني لنفسه شطراً متي أكون شريف الشرفاء.و تعلو قبيلتي هامة الكل.سمعت الرجل يقول هذا فعرفت كيف تُذهب الهرطقات  قلب معتنقيها و يفقدون نعمتهم.
جميع القبائل متناقضة العقائد .كانت القبائل شبه يهودية وشبه مسيحية و بعضها خليط من الأبيونية و كثير من النسطورية و قليل من الأريوسية و كان للصحراء الخالية تأثير كبير علي معتقداتهم ..كان هناك في الصحراء مجمعاً من الهرطقات في أوراق القس.كانت شهوة قلبه أن يصير هؤلاء قوة واحدة و يصير هو محركها.و كان يخجل من إعلان شهوة الرئاسة فأخذ الشاب و أخذ إثنين آخرين إلى الكهف ليتباحثوا في الكتاب الذى هو النص العربي للإنجيل العبراني و اخذ الشاب معه ليعتاد البقاء و التعلم  ليكون وسيلته ؟ ما أسهل أن تخدع العرب.
رأيت الشاب يسمع نصائح الشيخ.سأجعلك قساً يا بني.سأجعلك شريف شرفاء القبيلة بل كل القبائل فقط عليك أن تسمع ما أقول لتصير مثلي رجلاً يكسب الكل بأي طريقة إفعل هكذا يا رجل و تلاقت شهوتان بين شيخ يشتاق الزعامة و بين شاب تستهويه القوة و السيادة و هو مغلوب على أمره ليس قدامه طريق.لكي لا يكتشف أحد حيلتنا دعنا نبدل الأسماء و الأحداث.دعنا نختلق كائنات غير موجودة .دعنا نضع أسماءاً ليست معروفة.لابد أن تظهر عارفاً أكثر مما يعرفون و إطمئن فالناس عندنا لا يقرأون.
بقيت الأيام تجري .و الرجل يتعلم من الشيخ والكتاب المزعوم قادهم لدراسة كتب القبائل.نريد يا ولدي أن نصنع نسخة محفوظة لك و كلما سألك أحد قل الإجابة في النسخة المحفوظة.هذا اللوح في يدى أحفظه لك .لكل قبيلة كتابا و لكل أمة كتابا و لكى تتوحد الشعوب و القبائل هيا نلخص أمهات الكتب و نجمع مبادئها معاً لو كان لها مبادئ.و هكذا إنقضت السنون لم يهدأ فيها الرجلان.
كثرت الكتب في أيديهما. كنت أشفق عليهما من حمل الكتب في قيظ الصحراء.ما أكثر الهرطقات ههنا.كيف نُرض كل هؤلاء؟ لكن  تهون أتعابنا من أجل كرامة قبيلتنا .المبادئ صارت ثقيلة علي الجميع.فبدأ الإنتقاء.كان الشيخ هو وحى الرجل.ينتقي له و يعلمه .هذا الكلام لهؤلاء و ذاك لأولئك لا تخلط بينهما يا ولدي لكنه خلط.لم يكن الرجل بأية حال جديراً بثقة  الوحى أي شيخه القس.
مرت السنوات .أربعة و أربعون عاماً من عمر الرجل و هو يتلقي وحي القس فلما مات القس إنقطع الوحى بموته.و بقي الرجل منفرداً .لا محراب ينفعه و لا كتابه قد إنتهي و لا هو أكمل الدرس كما أراد  ما أوحاه له ورقة التاريخ. نظر إلى الناس ما إسترعوه إهتماماً .قال لهم سأكون قساً لكم فسخروا منه.سأكون قائدكم فتجاهلوه.سأكون زعيمكم فطردوه من بينهم فغادر حانقاً عليهم و هو الذى توهم أنهم له لمنتظرون.
 غالبته الأيام الخوالى حين كان يحرس القوافل من اللصوص نظير أجر.كان يمر بالمدن ير النساء البيض تتلألأ في ناظريه.و الأموال في يديه كثيرة.و هو يعرف اللصوص و يعرفونه فكلهم يحرسون القوافل.و عاد حانقاً إلى حياة المدن و اللصوص.و مثل تاجر أراد أن يجرب نصائح الشيخ العتيق.لأجمع اللصوص و أهتف فيهم.أنا زعيمكم.و عندى كتبكم و لى كتابي .أيما كنتم فلكم في كتابي مكانة.لن أتغافل عنكم لو صرتم البادئون.الغنائم لكم.النساء لنا.الأموال نقتسمها.و ننشر كتابي لعله يستميل آخرون حتي نهيمن بالكتاب و بغير الكتاب علي أولئك الذين رفضوني.اسيوفكم لامعة؟ قالوا لامعة.هيا علي القتال.
هذا هو الرجل الذى عاد موطنه محاطاً باللصوص و طلب منهم أن يقتلوا أهله الذين رفضوه؟ هذا هو الرجل الذى مات وحيه بموت القس. هذا هو الرجل الذى عاش نسطورياً بكتاب  الإنجيل العبراني.هذا هو الرجل الذى لم تكن المقادس تشغله.لكنه لأجل أن ينتقل اللصوص من المدن إلي مقره جعلها للكل أمراً محتوماً.كانت هناك كنيسة قديمة و كان القس يرأسها.كانت أيقونات القديسين و الأنبياء و المسيح و العذراء هناك.أحرق اللصوص كل شيء حين عادوا.
مات الرجل و كتابه لم يكتمل.بين القس و بين الكتاب تشتعل الحروب.و الذى رزقه بالسيف بالسيف يموت.من يصدق نصف أسطورة.من يتبع كتاباً لم يكتمل.من يصدق مؤلفاً كل مؤلفاته مسروقة.تتغير فيه الأسماء  :انما لا يكتشفها أحد.فللكتب لصوص كما للقوافل.تتغير فيه الوعود فللسيف لغة لا تعرف مواعيد السلام.من يصدق أمراً لا فرح فيه أو محبة.من يعتقد في كاتب نسى أن يذكر الأبدية في كتابه.كل ما يعنيه كان نفسه أن يصير مكان الله .
عدت من القرن السادس إلى اليوم.نظرت الأرض كأنما نفس الأرض.القبائل لا زالت مهترئة.تكاثرت و قدرما تكاثرت تفرقت.كل قبيلة تريد أن تكتب كتابها لنفسها و تنشره بإسمها.ما أحد ينظر إلى فوق حين يصلي.الأرض مربضهم و وجهتهم و صلاتهم
كلما صارالمزيد يتداعي قدامي كلما إرتجفت النفس من هول الخداع.و إنجذبت من غير وعي إلى المسيح كطفل يحتمي بأبيه. ما أكثر الأسرار في المحراب.ما أعجب أعمال الله فى ذاك الزمان.كل الأمر بسماح منه.فلا تتذمر بل أطلب أن تكون مع المسيح في الأبدية هذا إنجيلنا .لم أر كتاباً مثله.ما أعجبه.كله صدق و محبة.كله سلام و فرح.كل وعوده سماوية.كله للمجد.يصادقني مع المسيح و أيضا نكون له أبناء.أحبك بنهم يا إنجيل المسيح و بك أتنفس .من أنفاسك أستنشق الحياة و أفيق من إغماءات الخطية.فأنر عيني لأتأمل عجائب من ناموسك.

243
النجاح بين الأبرار و الأشرار
Oliver كتبها
لن أسألك يا ديان الأرض لماذا تنجح طرق الأشرار لأنى رأيتهم ينهمرون كالسيول و ينحدرون كالشلالات.رأيتهم يزهرون أسرع من عليقة يونان و يتبخرون كمن لم يكن سوى خيال.لن أسأل لماذا نجحوا لحيظة لأنى أثق أنك مسيح الحق و كل شيء مكشوف قدام عينيك الفاحصتين.لن أسأل لأنك بنعمة العهد الجديد غيرت قلوباً كانت شريرة مثلما فعلت معنا نحن الأمم الأشرار الذين ما كنا نعرفك لولا فداء محبتك.لذلك فهذا السؤال ربما كان بغير إجابة في القديم أما في تمام النعمة فأنت الإجابة يا سيدى المسيح لك المجد.لهذا الآن لن أتعجل هلاك الأشرار بل أتعجل خلاصهم مشاركأً إرادتك يا من تريد أن الجميع يخلصون مع أن الجميع زاغوا و فسدوا
ليكن لك قلب المسيح.كلما رأيت الأشرار ينجحون أشكر عطف المسيح عليهم و أطلب لهم بركة إسماعيل.صلي لأجلهم كما صلي إبراهيم لأجله قائلاً ليت اسماعيل يعيش أمامك..ثم إركع و صلي لأجلهم لكي تكون لهم بركة إسحق الأهم.بركة إسماعيل كانت إستجابة لصلاة إبينا إبراهيم لأجله و الرب أجابه واما اسماعيل فقد سمعت لك فيه. ها انا اباركه واثمره واكثره كثيرا جدا. اثني عشر رئيسا يلد، واجعله امة كبيرة. هل تظن هذه البركة نافعة للخلاص.الآن تأمل بركة إسحق فهو الوارث وحده .إبن الموعد وحده.الذى رأي له الرب حملاً ينقذه من الموت حين كانت السكين علي رقبته.بركة إسحق التي فيها تباركت جميع قبائل الأرض بالمسيح القادم من نسله.الذى صار معه العهد أبدياً فى السماء و ليس أرضياً كبركة إسماعيل.إفتح كتابك المقدس و تأمل تخوم بركة إسحق لو قدرت أن تحصيها.لن تجد أن إسحق تساءل عن سر بركة إسماعيل لأنه لم يشعر بنقص بل فاضت المحبة له مع الوعد..أطلب لأجلهم فالله لا يشاء هلاكهم.لا تشته نجاحهم بل أشكر الرب عنه لعلهم لا يشكرون فأنت مسئول عن الشكر بدلاً منهم.
نجاح الأشرار جزء من كذبة إختلقها إبليس لكى يهز إيمان أولاد الله.كأن النجاح هو من الشر بينما هو من حنان الله على الأشرار و الأبرار .النجاح فى عهد النعمة هو الخلاص.لهذا من يربح العالم كله دون أن يخلص فقد فشل فشلاً لا يوصف.النجاح أننا بالمسيح أقوى من الفاشل إبليس و من موت الخطية و من كل فخاخ الحية القديمة .هذا كله قد أتممه لنا المخلص و هتف لنجاحه على الصليب (قد أكمل) فهل نجاح الأشرار يماثل هذا النجاح؟ .لذا لنعيد تعريف النجاح و الفشل حتي يتفق مع إرادة الله في حياتنا.لأن ما نحسبه نجاح للأشرار ليس سوى ومضة خيال عبرت هذا الكون و تلاشت.
أما أن ترى ألأشرار كثيرين في العدد فليست هذه غلبة.فهوذا مسيحنا ينادى القطيع - الصغير- لا تخف الآب مسرور بكم و سيعطيكم الملكوت.نؤمن برب الملكوت القائل لنا لا تخافوا و نجحد الهالك المخادع الذي يوهمنا بكثرة العدد أنه الناجح؟
هل ترى طرق الأشرار ناجحة ؟أنظر عاقبتها؟ بل أنظر أين سلام القلب و الفرح بهذا النجاح الوهمي ؟ إنه مفقود فى الداخل.لا متعة أو سلام أو إطمئنان بهذا النجاح.لهذا فى لحظة صار الغني يتوسل إلى لعازر فى حضن إبراهيم و هو الذى فى آخر ليلة حسب نفسه الغني و حسب لعازر كثيرالبلايا.طرق الشر شريرة و لا سلام قال إلهى للأشرار.
إن رؤيتنا الأشرار ناجحين علامة على عدم شبعنا بمحبة المسيح.فالنفس الشبعانة لا يغريها نجاح الأشرار.أما الذي يقضى حياته يصارع فليثق أن المحبوب آت طافراً على التلال فإشتكي له تعبك.لا تشتكي الأشرار.قل له تعبنا الليل كله و أيادينا خاوية و شباكنا خالية.و إسمع ما سيأمر به . صدقه بكل القلب حينها فقط ستر أن فشلك صار نجاحاً عظيماً. جرب الشباك من جديد و ستعجز عن حصد كل النجاح فهو ليس من عندك بل من كلمة الرب فيك.المسيح يُعرف بالإيمان و ليس بعين الجسد.فما أبعده عن الفحص.الحياة مع المسيح غير القراءة عن المسيح.عش معه يومك و ستر أن النجاح في فلسى الأرملة أعظم من كل أموال الأغنياء .
الحياة أيضاً مدرسة إستمع فيها لمن كانوا أشرارا و خلصوا.خذ خبراتهم الجديدة و إيمانهم الصادق و تأمله.لماذا زهدوا فيما كنت تحسبه نجاحاً ذات يوم و تركوه للمسيح.إسأل العشارين الذين تابوا مع زكا و تركوا ما كسبوه بالشر.إسأل الرجال و النساء الذين باعوا أملاكهم و تركوها عند أقدام الرسل .إسأل الملوك و الأميرات الذين تركوا عروشهم و ترهبوا .إسأل موسى النبي لماذا تركت خزائن مصر و عشت ذليلاً مع شعب الله.محبة المال تختفي خلف السؤال لماذا تنجح طرق الأشرار.فالقلب يحن إلى ما يكسبونه.فإنتبه لا تحب العالم لأنها عداوة لله.لا تحب المال سواء أكان في يدك أو في يد الأشرار.إذهب لهؤلاء البائعين كل ما لهم من أجل عظم محبتهم في الملك المسيح..إسألهم كيف عرفوا النجاح الحقيقي و أشكر المسيح على ما منحك إياه دون أن تتعب أو تضحى.إن النجاح و الشكر متلازمين.فإجتهد بالشكر و أشكر كلما إجتهدت و الرب معك.


244
المنبر الحر / الصليب و الكرازة
« في: 19:36 26/09/2017  »
الصليب و الكرازة
Oliver  كتبها
أعلن الله عن قدرته بكل ما خلق قبل الإنسان,قدرة الجمال و التنوع و الدقة و الإبهار و الحكمة.لكن لما صنع الإنسان على صورته و مثاله  أعلن لنا لأول مرة قدرة محبته حين صرنا بصورته و مثاله  مميزين عن الخليقة كلها.
- لذلك في  طيات آية واحدة يوصف الخلاص: الذى وجد في الهيئة كإنسان ( كل ما يخص التجسد ) و أطاع  حتى الموت (كل ما يخص  المحبة المقتدرة) .موت الصليب( كل ما يخص الإنتصار على عقبات الخلاص)  فى2: 8 .و يمضى بنا الروح القدس كالمسيح مع تلميذى عمواس يفسر لنا الأحداث من كل الوحى المكتوب . لا ليحكي لنا  التفاصيل فحسب بل و يسكنها في قلوبنا فتلتهب كما إلتهب قلبى تلميذى عمواس لكي بكل تفاصيل الخلاص يتكون إيمان كل من يقبل المسيح و يتبعه حاملاً الصليب .مع الصليب يحمل المفديون صفات الفادى و يقول الكارزون مع الرسول بولس .لا يحمل أحد على أتعاباً لأنى حامل فى جسدى سمات الرب يسوع  (من البداية بالتجسد حتي النهاية بالإنتصار على الموت).غل 6 : 17
- لا يختلف إثنان من المسيحيين أن الصليب هو أعظم ترجمة لكلمة المحبة و لقوة المحبة.هى ترجمة بالدم.بالموت و بالحياة. هى الترجمة الإلهية الوحيدة المقبولة للمحبة .ليس هذا إستنتاجاً ذهنياً من إنسان بل شهادة الله ذاته له المجد عن أعظم محبة: ليس حب أعظم من هذا أن يضع إنسان نفسه (يموت) لأجل أحباءه.يو15 : 13 .
- لذلك قبل أن يقتادنا الروح في إنجيل يوحنا إلى تفاصيل فصح مخلصنا يضع لها هذا العنوان :أمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ، وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ، إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى .يو13: 1..الروح يعلن لنا سر قبول المسيح لصليب الموت .أنه الحب في أقصى درجاته .المحبة إلى منتهاها.بالصليب صارت كل المحبة مكشوفة  و موصوفة و ممنوحة لنا.و كما يدخل بنا الروح إلى الخلاص هكذا من باب الصليب يدخل الكارزون بقوة محبة المسيح على الصليب. ناظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عرش الله.
- الكارز و الخادم الذى عيناه علي المسيح المستهين بالخزي لا يخزي.الذى يملأ عينيه بمسرة المسيح بالخلاص هو كارز لا يمل و لا يفشل لأن فرح المسيح يقتاده لربح النفوس لحساب الفادى وحده.و كما وجد المسيح مسرته في خلاصنا يجد الكارز مسرته فى حمل صليبه كل يوم و الروح القدس يستخدمه لإقتناص الغنم الشارد.كما أن المحبة و الصليب وجهان لعملة واحدة فالكرازة و الصليب بنفس المحبة هما لنفس العملة.
- إفرح بالصليب و بكل  عيد للصليب وإبتهج بالتأمل فى صليب ربنا يسوع لأنه الدرس الأعظم للبشرية إن أرادت المحبة و الرجاء الأعظم للبشرية إن بحثت عن النصرة و القوة الأعظم للبشرية إن رغبت الخلاص و الحضن الأعظم للبشرية إن إشتاقت إلى المجد.
إلى المصلوب رفعت عيناى
إليك رفعت عيناى يا مصلوب .على الصليب نلتقي.يثقل قدماى خجل الخطية و أنا نحو الجلجثة منحنياً حيث هناك دوائى. نظرتك فإذا كل الأثقال توجعك هذه التي كانت توجعنى.نظرت نفسى و إندهشت فلماذا أنا عاجز هكذا ما دمت تحملنى؟ لماذا لا أطير كالحمام خفيف الحِمل.فأجابتني محبتك أن محبتى هشة ينقصها الصليب .أما محبتك أنت يا ربي يسوع فقد تسمرت بالصليب و لن تنتزع منه إلى الأبد.مهما أحببناك سيظل الصليب فرق المحبة بيننا و بينك.مهما فعلنا و لو كل البر سنظل أقزاماً بجوار صليبك.لذلك نخشع قدامك علي صليبك عالمين أنك المحبة الكاملة و الرجاء الكامل و القدرة الغافرة التي لا تنقص و لا تفتر عن أن تخلص البعيدين و القريبين.نقف طالبين نفس خلاص الصليب و نفس وهج محبته و نفس الغفران الذى صار و يصير دوماً منه.لنسمع نفس الشفاعة تطلب من الآب أن يغفر لنا لأننا لا نعلم ماذا نفعل.
إذا رفعت عيناى إليك يتقطر دمك مسكوباً عنى.أجد طهارتك أقوى من آثامي و جروحك أقدر من جسدى الصحيح ظاهرياً.أجد يداك المقيدتين تحرران أكثر من أيادى الأحرار فى كل الأرض.أجد رأسك المثقوب بالأشواك أكثر حكمة من رؤوس الملوك المكللة بالذهب.أجد جنبك المطعون أكثر حناناً من قلوب الأمهات و حنان العذارى.إذا رفعت عيناي إليك تعلمت دروس الصليب التي لا تنتهي .الآن أفهم كيف لم يريد تلميذك بولس إلا أن يراك وحدك و أنت مصلوب و لا ينشغل عن هذا المشهد حتي الموت.فلهذا إجعل إرادتي منحصرة فى شركة آلامك و نصرة قيامتك و حلاوة مجدك إجعلني مأسوراً فى شخصك المخلص وحدك.
فليكن عيد الصليب لى هو عيد الحرية من الخطية.عيد الإتحاد بجسدك  و دمك المقدمين عني علي الصليب.هو عيد المجد غير المرئى خلف الصليب.هو عيد الحب الذى يخلو من كل تفضيل للنفس مهما كانت المبررات.فليكن عيد صليبك عيد مراحم لكنيستك و شعبك .فليكن عيد كرازة تربح الذين مت من أجلهم سريعاً.فليكن عيد ترفع فيه الأعين نحوك و لا تشبع منك حتى نلتقي .منتظرينك تأتي بنفس المحبة و نفس الغفران مع أنك ستأت للدينونة لكننا بك خلف الصليب نحتمى.
علمنا أن نرى مجدك فوق الصليب.ففى البحر الأحمر إلتهبت أرواح موسي و هرون و مريم فلما عبروا رنموا تسبحة الفصح.و ها هو فصحك أنت البحر الأحمر الذى بلا شطآن.ندخلك و تلهتب قلوبنا بالتسابيح.فلتكن لنا تسبحة قدام صليبك.نراك فيه كما رأتك الملائكة و ليس الذين هتفوا عليك.نراك فيه غالباً و نقول لك القوة و المجد و البركة.نراك فيه محتوياً الوجود كله أنت الذى لا يحتويك عقل البشر من كثرة غني قدرة محبتك.نظل نعدد بركات صليبك و لا ننقطع.الأيل ترى مكاسبها عند جداول المياه و نحن عند جدول الدم المسفوك نرى مكاسبنا.نأخذ الفرح الأبدى من الخلاص غير محدود الزمن.صليبك عيد يعيد الجمال للنفوس و للكنيسة و للعالم فباركنا دوماً بصليبك يا قدوس القديسين.


245
المنبر الحر / كهنة المساجد
« في: 19:51 25/09/2017  »

كهنة المساجد
Oliver كتبها
بناء علاقات محبة بيننا و بين أخوتنا المسلمين في كل المناسبات أمر لا خلاف عليه .لكن المشاركة في إفتتاح مسجد ليس مناسبة إجتماعية و لا لقاءا سياسياً أو شخصياً بل هوعبادة للمسلمين وحدهم ضد مسيحنا و إيماننا.بالتأكيد توجد طرق كثيرة توصل رسالة  محبة لهم من غير أن نحتفل ببناء بيت لضد المسيح.
- حين قرأت خبراً أن القمص يعقوب كاهن كنيسة فى قرية بني بخيت بني سويف قد شارك في إفتتاح المسجد ظننت أنه خبر قديم لأني قرأت مثله منذ فترة.فراجعت ما قرأته سابقاً فإذا البحث يسفر عن سبعة حالات لسبعة كهنة شاركوا في إفتتاح سبعة مساجد.ربما يأسوا أن يظهروا في إفتتاح كنيسة  واجدة مغلقة فذهبوا ليظهروا في مهرجان إفتتاح المساجد؟و ما دام الأمر قد قارب أن يكون معتاداً لذا لابد أن نضع رأياً آخر قدامهم لعلهم يتراجعون.
- حين يغيب الإفرازعن الكاهن  يئن منه الروح بدلاً من أن يئن عنه .تقف النعمة كعذراء بدموعها بعيداً عن هذا الذى لم يفهم كبف أحزن الروح.يصبح الكاهن متقلقلاً كرجل جمع أمتعته ثم نسى إلى أين يمضى.تتعثر النفوس بهؤلاء الكهنة فينحدروا و يأخذون معهم نفوساً سيسأل الله هؤلاء الكهنة كيف صارت و أين سارت.
-المخدوعين من أضواء العالم من الآباءالكهنة أو حتي الآباء الأساقفة يظلم قلبهم و يفارقهم نور المسيح و كل مخافة.تنهار الإيمانيات قدام محبة العالم,فلا تعجب إذا رأيت كاهناً في إفتتاح مسجد فى دكرنس هو القمص روفائيل واصل  فى قرية ميت فارس يدخل المسجد و يسرع لأخذ مكانه  ,يوازي الصف فى صلاة العصر و يقف مشاركاً المسلمين فى جحدهم للمسيح.و يسمع بأذنه أننا الضالين و ربما يقول آمين؟ .يدينكم جميعاً إيليا النبي بقوله : إن كان الرب هو الله فإعبدوه و إن كان البعل فاتبعوه. 1 مل 18 لذا كفاكم أيها المخدوعون سجوداً للبعل..
-لا نتعجب حين يقف القمص مرقص  تواضروس بأسوان بعنجهية كأنه ينطق بالحكمة و هو أبعد ما يكون عنها و يظل ينافق حتي يقول لو ضاع الإسلام ضاعت المسيحية و لو وقع الإسلام ستقع المسيحية .هذا الكاهن لا يعرف الإنجيل و لم يؤمن به و لو عرفه ما تساوي عنده النور و الظلمة.هو تورط بحضوره بروح نفاق لمكان ليس من دوره أن يكون فيه .فظن كأنما نستمد وجودنا من إسلام  النبي الكذاب.هذا الكلام هو عقاب لك لأنك تعرج بين الفرقتين.هذا إنحدار بك و لك و ثق أننا باقون من قبل الإسلام و سنبقي إلى الأبد و سيذهب الإسلام مع الكذاب و يختفي .
- كم يلزمنا الصمت و يجنبنا عثرات الكلام.فلا يصرح كاهن ببولاق الدكرور  فى إفتتاح مسجد فى زنين -بولاق الدكرور الجيزة. أن بناء مسجد فرحة لنا كلنا؟ .كيف يفرح المسيحي ببناء مكان ينكر فيه المسيح و يحتقر فيه الإنجيل و يتهم فيه كل مسيحى بالكفر؟ لا يمكن أن نفرح لهذا .لكن هذا كلام تورط فيه لوجوده في مكان ليس مكانه.
- حتي الإحتفال بترميم مسجد لم يدعه القمص ويصا باقي بالمنوفية يعبر دون أن يغتنم الفرصة و يحضر صلاة العصر أيضا و الخطبة.ما أبدعك قدام إبليس أيها الكاهن.كنت أنتظرك قدام المذبح منكسرا ليكسر الرب شوكة إبليس لكنك ذهبت إلى بيته و إنتشيت بكلامه فكيف صليت قداسا في اليوم التالي؟ بأي قلب؟ هل قلبك الذى كان مبتهج بالمسجد و الصلاة فيه أم بقلب آخر و أيهما المزيف و أيهما الحقيقي؟ أفق أيها الكاهن فلم تعد صغيراً ترض ذاتك بل كبيراً عليك أن تتخلي عن ذاتك و لا ترض غير المسيح.
-كل تبريراتكم لهذا التصرف مرفوضة.كل المكاسب من هذه التصرفات ليست من المسيح فلا نريد أرباح العالم لن اسأل ما موقف اساقفتكم؟ لن اسأل سوي المسيح أن يهديكم ثم ماذا لو سألتكم.هل يجرؤ كاهن منكم أن يحضر إفتتاح كنيسة بروتستاتية أو إنجيلية؟هل تتذكرون يوم إنتفضتم لتدافعوا عن كاهن رفض الصلاة على جثمان مسيحي لأنه ليس أرثوذكسي؟ فلماذا لم تنتفضوا ضد من يحضر صلاة العصر في المسجد؟ و ايهما أكثر رحمة؟أن يصلون في قبر هو المسجد أم يصلون علي متوفي ليس في القبر بعد.
- لو ظننتم أنكم تكسبون الناس بمشاركتهم عبادتهم ضد المسيح فأنتم كلكم خاسرون. كان بنو عالي كهنة قيل عنهم أنهم بني بليعال لم يعرفوا الرب 1 صم 2: 12.واي اتفاق للمسيح مع بليعال.واي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن2كو 6: 15. أليس هذا صوت الروح؟ هل لكم أذن للسمع؟هل تعرفون أن بليعال هو الشرير؟
-هل رأيتم كيف تصبح المساجد مركزاً للقتل؟هل رأيتم رابعة و إعتصامها؟ هل رأيتم مسجد الفتح و الأسلحة المخزنة فيه ؟ هل قرأتم أو رأيتم كيف أنه لا توجد مذبحة للأقباط إلا بعد الصلاة جماعة في المسجد يوم الجمعة  ثم غزو القري المحيطة؟ هل قرأتم أن داعش تستخدم المساجد للسبايا و المخطوفين؟ و قد حررت السلطات الفلبينية ترسيتيو الكاهن الذى إختطفته داعش في جنوب البلاد و كان محبوساً في مسجد لأربعة اشهر؟ هل قرأتم كيف تبرعت أسرة كاهن في فرنسا لبناء مسجد ثم بعد عشرين سنة ذبحوا الكاهن نفسه في مدينة سانت إيتان و عاد القاتل إلى المسجد؟ المسجد بابل فهل تعرفون بابل؟ هل تحتفلون ببابل؟هل تعرفون كم مسجداً يشوش علي الصلاة في الكنائس؟ كم مسجداً تسبب في غلق كنيسة مفتوحة؟كم مسجداً ألغي تصريح بناء كنيسة؟ كم مسجداً صار وكراً للإرهابيين؟ كم مسجداً تخرج منه الدواعش ؟كم مسجداً أخفوا فيه البنات المخطوفات من المسيحيين؟ لا تحتفلوا ببناء المساجد يا كهنة المساجد.


246
المنبر الحر / على الأرض السلام
« في: 23:08 22/09/2017  »
على الأرض السلام
Oliver كتبها
لما صار المسيح  الرب متجسداً على الأرض  منه و به وحده صار علي الأرض السلام.عرف العالم معني السلام لأول مرة بعد أن فقد السلام  منذ الخطية الأولي .لم يعرف العالم ان ملك السلام قد حل بيننا و رأينا مجده لهذا أرسل الآب ملائكته لكي يبشروننا بحلول ملك السلام.لأننا كنا حتي لا ندرك ما هو السلام و لا الفرح و لا المجد.كنا نترنح من فقدان السلام فى أزمنة الجهل أع 17: 30.
فى اليوم العالمى للسلام نتعلم من رب السلام أن السلام صناعة .مسيحنا هو صانع السلام و مانحه. مسيحنا هو سلامنا أف 2 : 14 فمن شخصه ينبع السلام لذلك صنع السلام يبدأ بالمسيح لأنه وحده صانع السلام و بيده تكتمل صناعة السلام و يبدأ منح السلام مجاناً  لذلك هو وحده معطى السلام.أى 25: 2.إش 45: 7 .يو14: 27. و من محبة المسيح له المجد  لأولاده و خدامه أن ناداهم ليكونوا معه و مثله صانعي سلام.و صرنا كلنا مدعوون شركاء للمسيح في صناعة السلام لهذا بالحقيقة طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون.علامة بنوتنا للمسيح تظهر في شركتنا معه في صناعة السلام.
كيف نصنع سلاماً مع المسيح: ككل صناعة لا يمكن أن تصنع منتجاً لا يحتاجه أحد و لا يشتريه أحد؟ فلنبدأ بالتسويق.تسويق سلام المسيح يتم بالكرازة.فبها يصبح الكارزون مندوبي توزيع للمسيح بمنتجاته السمائية.بالكرازة يعرف الناس كل الناس حاجتهم للسلام.خصوصاً في البلاد التي يكثر فيها إستخدام كلمة السلام مفرغة تماماً من محتواها.فهي منتج مقلد ليس عليه علامة الصليب التي تميز بين المزيف و بين الموثوق به.يحتاج السلام كثيراً هؤلاء الذين تحاصرهم المخاوف إذا بحثوا أو سألوا و يرتعبون من النجاسة البدنية كما يرتعبون من التطهير الجسدي و من فتاوي المشايخ,يصلون فلا يجدون سلاماً يصومون فيزداد الغضب معهم يحجون بلا منفعة و يجاهدون بالعنف و الظلم لأن ضمائرهم لم تتذوق سلاماً حتي الآن. ثم تنتهي بهم الحياة بمخاوف من عذاب القبر و الثعبان الأقرع و مع هذا يكررون يوميا مئات المرات سلام  سلام دون أن يعيشوا سلاما مع أحد لأنهم مفتقرين لسلام المسيح لم يتذوقونه.علينا أن نلتفت لهؤلاء الأكثر إفتقاراً للسلام الحقيقي.لهؤلاء نقدم منتجات المسيح المحيية.فإن أخذوها مجاناً سنربح و يربحون و إن رفضوها نأخذ منتجنا و نرحل لآخرين.مت10: 13.
كيف يتم إنتاج السلام؟ العجيب أنه لا يتم إنتاجه من أنفسنا فهو ثمرة من ثمار الروح القدس فينا غل5: 22.فقط دع الروح يجد راحته فيك فتجد راحتك فيه و يثمر فيك ثماره فتشبع أنت أما العالم فينبهر و يئن ليقتن ما إقتنيت و لن يجد. نحن نأخذ السلام مجاناً هين الحمل سهل الهضم محبوب المذاق.يسكن الداخل و يشع علي الخارج.لا يتم صناعة السلام إلا في القلب.يدخل الناس مخادعهم و هناك يقتنونه.أما الذين يريدون أن يصنعوا سلاماً لأنفسهم بأنفسهم خارجاً عن المسيح  فسيجدونه أكثر الصناعات تكلفة في تاريخ البشر و في النهاية لن يحصدون سوى  وهماً و مراً.1 كو14: 33 .الروح ينتج سلامه في القلب الذى يتوب دوماً و لا يترك في قلبه عداوة لله أو للناس.أف2: 15. 2 بط 3: 14. المصالحة هى العمل الأهم لصانعي السلام يصالحون الناس مع الله و مع الناس فطوباهم.
السلام منتج روحاني : كالمسيح قبل التجسد يكون سلام  المسيح منتظر أن يحل بيننا و فينا..لابد أن يتجسد السلام كالمسيح أيضاً فيراه الناس و يشتاقون للخلاص فيجدونه.يلبس السلام جسداً و يراه الناس فيعرفون الفرق بين السلام و بين العدم. تجسد السلام هذه هى مرحلة التغليف.غلف سلام المسيح في إبتسامة توزعها حيثما تسير فالإبتسامة تغلب الموت. .ضع سلام المسيح وسط كلماتك و مشاعرك مع الناس كما وضعه في كلماته فإنبهرت به الجموع.مت7: 28.الغفران للجميع هو تاج السلام و من يقتنيه يصبح ملكاً في المسيح يسوع.فليصبح سلامك تاج لك و به تملك علي قلوب من يعرفونك و من لا يعرفونك.كولوسى3: 15السلام راحة الملامح و هدوء التصرفات.السلام دواء من أمراض الجسد و أتعاب النفس و حيرة الروح.خذه و سيعرف الجميع أن معك منتج السلام الإلهى.أن يظهر سلام الله فيك خير من أن تظهر أنت بغير سلام مهما ظننت أنك قوى.فالقوة في سلامك أقوي من كل قوي العالم و الشيطان معاً.بالسلام يضع أعداءك تحت قدميك 1كو15: 2
نعرف كيف نقتني السلام إذن لكن لنحذر يا أحبائى من كثرة الكلام فهي عدو السلام الأول.بها نفقد أنفسنا و الناس و يتبدل كلام الحكمة بقول الجهل جا 5: 3. لا سلام ينمو إلا في أرض تملأها المحبة.فأعدد قلبك للمحبة و خصوبة النعمة حينئذ ينمو سلامك و لا يذبل.السلام له أعداء فإحرص عليه من أعداء السلام هؤلاء الذين يصنعون الإنشقاقات بين الناس و يختلقون الكذب و يشيعون الإتهامات الباطلة .لا تعطهم سمعك لئلا يتبخر سلامك.أقول لك أمراً هاماً: لا تخلط بين سلام س الله و بين الثقة في وعود الناس أو فى إطمئنانك لممتلكاتك.فى لحظة زالت ممتلكات أيوب البار و بقي سلامه لأنه لم يخلط بين هذه و تلك. السلام و الهموم لا يجتمعان فإختر السلام و دع المسيح يحمل الهموم عنك لأنه يفرح بذلك و لا يتعب مثلنا.تذكر قانونك الذى يحكمك أى كلمة الله فتجد سلاما لا يوصف غل6: 16. بين السلام و بين حياة الشكر صلة روحية يعرفها الروحانيين فداوم علي الشكر تجد السلام و يجدك  كو3: 15.
 - ما أجمل سلام المسيح : سلامه ثابت لا يتحلحل أو يتهاوى , لا يضعف أو يجرفه التيار بل يأخذ كل من في طريقه إلى حيث المسيح جالس فى عرشه .يو14: 27. من يأخذه يدوس الخطية و يدوس الشهوة و يدوس إبليس و جنوده و يعرف أن هؤلاء وحدهم هم خصومه و ليس البشر. سلام ليس من العالم بل من المسيح. ينسب إليه و يؤخذ منه و به نتميز عن صناع السلام الوهمي.لهذا يؤكد لنا بفمه المحيى ليس كما يعطي العالم  أعطيكم أنا.سلامه يفوق العقل لأنه لا يأت بحسابات بشرية بل يأت بإقتناء المسيح مخلصاً في كل شيء.فلا تحسب كيف يقتن الفقراء سلامهم أو كيف يمتلك الرؤساء سلامهم فسلام الله فوق حسباننا.
السلام مجاني من المسيح فقدمه هدية لمن يقابلك فيزيد ما تملكه منه.قل سلاماً لأهل كل بيت قل سلاما في صلاتك لأجل الكنيسة و لأجل المضطربين و المتأزمين.صل لأجل من ثارت عليهم الطبيعة لئلا يفقدوا سلامهم..قل تشجيعا للصغار و الكبار .قل حباً و شعراً راقياً فهذه كلمات السلام و لا تقف خصماً مع أحد ضد أحد لكي لا تفقد مسيحك.أكرز و أخدم بسلام حتي يفارقك العالم بسلام و أما أنت فتصبح مع ملك السلام مستمتعاً بأرض السلام الأبدية .قف بسلام على أرضك فرجاء السلام يرفع المتضعين. لنجتمع في صلواتنا على سلام الجميع لأنه يضمن حلول الله بيننا و حلول البركات السماوية من فوق و من  أسفل. 

 

247
الأبرار يعرفون عن الجحيم
Oliver كتبها 
لو لم يكن هاماً أن نعرف ما هو الجحيم ما كان الروح القدس قد علمنا عنه الكثير.كان سيكتفي بالحديث عن الفردوس و الملكوت و الأمجاد و نبقي بسبب الجهل في خطر  بمصير من لا يقبل المسيح مخلصا و الروح القدس شفيعاً و الخلاص طريقاً وحيداَ للنصرة على الموت و ما بعد الموت.
المرة الوحيدة التي تكلم فيها المسيح عن الجحيم كان يقدم تأكيده للكنيسة أن أبواب الجحيم لن تقو عليها.مت16: 18و لأن شرح و تأكيد وجود العذاب الأبدى هام و مكمل لإيماننا نجد السيد المسيح له المجد  في مواقف و أمثلة أخري يتكلم  عنه و كيف أنه في الأصل معد لإبليس و جنوده مت 25: 41 نقرأ أن الروح النجس كان يلقي فريسته في النار  وفى  الماء ليهلكه لأنه يعرف أن هذه طريقة الهلاك التي تنتظره.مر9: 22.لذلك نسب المسيح الدود و النار إلى إبليس و جنوده  فقال  3 مرات (حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفا) في مر9.
 هناك من يريد أن ينضم لإبليس و جنوده و ينكر المسيح لذلك سينضم هؤلاء معه تحت إسم الأشرار. سماهم يوحنا المعمدان (التبن) لسهولة حرقه  فى النار التى لا تطفئ مت3: 12.و في مثل الحنطة و الزوان قال الرب يسوع أن الأشرار سيحرقون كما يحرق الزوان مت13: 40.و عشرات الآيات تتحدث عن هذه النار و صفات العذاب و أمور أخري مما أثار المتأملين في كلمة الله منذ القديم ليتناولوا موضوع الجحيم و النار و العذاب و هل هي مجرد حالة أم مكان فعلي يسمي الجحيم و كيف و أين يكون و أسئلة عديدة شبيهة.يدخل هذا الموضوع ضمن موضوعات أخري تخص الأبدية يجمعها علم إسمه الإسخاطولوجي أي علم ما يخص الآخرة.
الجميل في لغة المسيح أنه يتكلم بالسلام و لو كان حديثه عن العذاب الأبدي.لا يستخدم لغة الترهيب و التهديد كما يفعل الأشرار بسلطتهم.لكنه يريد أن يخلص حتي ما قد هلك.
الأبدية للجميع: كل البشر مخلوق على صورة الله و مثاله في خلوده أى أبديته.الفرق بين الأبرار و الأشرار هو فى نوع الأبدية التي سيعيشونها لكن كلاهما أبدى. للأبرار الحياة الأبدية و المجد الأبدي و الفرح و النورالأبدي و الخلاص الأبدي .و للأشرار و لإبليس و جنوده نفس الأبدية لكن بغير مجد و لا فرح و لا خلاص و لا نور لذلك تسمي الهلاك الأبدي و العذاب الأبدي و النار الأبدية والظلمة و  الموت الأبدى .و كما أن أمجاد الأبدية مع المسيح بغير حدود أو نهاية هكذا عذاب الإنفصال الأبدي عن المسيح هو ألم بغير حدود أو نهاية.هو موت دائم لأن روح المسيح فارقهم إلى الأبد.
وصف الجحيم :كل ما يخص الأبدية هو فوق العقل الأرضى.حتي لو كان الحديث عن الهلاك الأبدى.فالنار ليست النار التى تعرفها الأرض.هى نار بغير نور؟نار مظلمة؟ حتى أنها سميت سلاسل الظلام 2بط2: 4 مت8: 12 و مت 22 : 13.و هى نار بغير دفء أو حرارة لهذا يصاحبها صرير الأسنان علامة الخوف و البرد معاً.لو13: 28 و رغم عدم وجود النار التي تعرفها الأرض لكن الغنى الغبى لما راح للعذاب الأبدى نادى: يا ابي ابراهيم ارحمني وارسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ويبرد لساني لاني معذب في هذا اللهيب.لو16: 24 و هنا يصف الغني أنه في اللهيب و هي من صفات النار و مع هذا يطلب أن يأتيه لعازر بإصبع مبلل ليبرد لسانه .فهل اللهيب  داخل فم الغني و جسده  أم في خارجه؟فى الأغلب في داخله لأنه لن يدعو لعازر أن يصبح في النار حتي يبلل لسان الغني .هذا المثل يصف الحالة قبل الخلاص و الفرق في المكان الذى يسمي حضن إبراهيم لأرواح الأبرار و الهوة العظيمة لأرواح الأشرار.
كل نار تحتاج إلى مصدر يكفل لها البقاء و عدم الإنحسار.أما النار هذه فهي لا تطفئ؟مر9.ما مصدر النار؟ لم يذكر لنا الوحي المقدس لكن لو إعتبرنا أن الإنفصال عن المسيح هو العذاب الأبدي حسرة الأشرارهي مصدر النار الذى لا ينقطع  فى داخلهم .و يكون الأمر الإلهي للنار أن تبقي دائمة هو السبب الوحيد لبقاءها خارجهم فهي تستمد بقاءها من الأمر الإلهي.
الدود الأبدي فى بحيرة النار: الدود يوجد تلقائياً من التعفن.و الكبريت ينتج تلقائيا من تحلل المواد العضوية أي من التعفن .الأرواح الشريرة و أجساد الأشرار تأكل نفسها كما يأكل الدود الجسد من الداخل.هذا الدود الذى يعيش فى النار التي لا تطفئ ليس الدود الأرضى و لا يحمل صفة من صفاته لكنه يكشف البيئة المعتمة و الدار التى لا تطلع عليها الشمس و القذارة الدائمة   هذا عذاب داخلى يأكل قلب الشرير  دون أن يفنيه.هذه هى البيئة السيئة التى تملأ دار الهلاك الأبدى و إسمه جهنم النار,وجود الدود  في النار دون أن يموت يكشف أن العذاب هو فوق العقل البشرى.الكيان الوحيد الذى في أرض الموت و هو لا يموت هو الدود؟ هذه الحفرة أو الهوة السحيقة الممتلئة بالعفن هي جهنم النار أو بحيرة النار المتقدة بالكبريت  رؤ20 جهنم  أو بالعبرية وادي إبن هنوم لأن هذا الوادي  كان وادى القتل و كان موطنا للنار التي تأكل الذبائح  البشرية لعابدى الأوثان أر7: 32.لم يعش هناك سوى الدود و لم تفح هناك سوى رائحة العفن و الكبريت.
هل جهنم مكان  أم حالة ؟  حسب تعليم الكتاب هو مكان  و حالة معاً. هو مكان لأنه مسكن الأشرار.فهو مكان للأسر الأبدي.ليس للأشرار أن يتمتعوا بحرية مجد أولاد الله رو8: 21 الحرية التي في الفردوس الآن التي ينطبق عليها الوصف - يدخل من المسيح باب الخلاص .يتحرر يدخل و يخرج و يجد مرعى يو10: 9 لهذا تظهر الملائكة و القديسين للبشر لأنهم ليسوا في موضع الأسر.بل في موضع الراحة.أما الذين هم مع إبليس و جنوده ففى القيود الأبدية تحت الظلام (يهوذا:6) مما يجعلهم محاصرين في مكان.و لأنه مكان محكم  لا يستطيع أحد الخروج منه لذلك سمي بالسجن الأبدي مت5: 25.
وساعة موت المسيح عنا نزل إلى الجحيم إلى أقسام الأرض السفلى أي أنه نزل إلى مكان محدد أف4: 9 و كرز للأرواح التي في السجن أي في الجحيم فإذا كان الجحيم و هو مكان إنتظار الأشرار هو سجن فكم سيكون جهنم الذى هو المستقر النهائى للأشرار  إلا سجن أكثر منه ظلاماً و ألماً.1بط3 : 19.
 كما يوجد للأبرار مكان و ليس فقط حالة للمجد.فالملكوت مكان له أبواب و له مواصفات و له درجات و يسكنه الأبرار مع المسيح  إلى الأبد و لا يمكن لأحد أن يدعي أن الملكوت هو حالة سنعيشها دون أن يكون هناك مكان نعيش فيه حالة  المجد.فإذا تكلمنا عن حالة المجد نجد الكتاب يسميه ملكوت الله لأن الثالوث هو محور المجد و أصله.و إذا تكلمنا عن الملكوت كمكان نسميه ملكوت السماوت.و كما نؤمن أن الملكوت حالة و مكان نؤمن أيضاً أن جهنم للأشرار ستكون حالة و مكان كذلك. هى أسوأ حالة تفوق تصور الأشرار أنفسهم و هى مكان مجهز لكى يحبس الأرواح حيث أنه معد لإبليس و جنوده و هم أرواح بلا أجساد.هو حبس قاس لا تقدر سلطة أن تفك قيوده .في يد المسيح مفاتيح الهاوية.طبعا ليست المفاتيح التي نعرفها و لا الأبواب التي نراها فكل ما في الأبدية فوق التخيل حتي الأبدية المظلمة تفوق تصور الإنسان الأرضى.رؤ1: 17.كذلك في جهنم أقسام اي درجات عذاب مختلفة  ما نفهمه من كلام الرب يسوع عن حالات مختلفة من العقاب مت 11: 24- لو10: 12- 16 .هذا أيضاً يؤكد أنه جهنم مكان و حالة.
مقدار خلاصنا: الأبرار يعرفون عن الجحيم و عن جهنم كما يعرفنا صانع الأبرار يسوع المسيح.المعرفة الإيمانية التي بها يكتمل مفهوم الخلاص عندنا و نعرف مقدار أى تقديرنا للخلاص الذى خلصنا به المسيح عب2: 3 .حين نتكلم عن مقدار الخلاص يكون في ذهننا المجد الذى أعده الله لمحبيه ونظل نقرأ و نتأمل  بسلام و إطمئنان كل ما أعلمنا به الروح القدس عن نهاية إبليس و جنوده و نفرح بخلاصنا من الأهوال التي ما عاد لها سلطان علينا  لا الآن و لا بعد موتنا.لهذا نرنم أنشودة المنتصرين بنعمة المسيح أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية.


     


248
كرازة نوح (أنج بنفسك)
Oliver كتبها
- نوح البار كارز عظيم قام بدوره بكل بر و قداسة.مع أنه لم يقنع أحداً.لكن وصفه الوحي المقدس بلسان بطرس الرسول أنه كارز للبر2 بط 2: 1 -6.كيف كرز نوح البار ما نوع كرازته هذه التي يبدو للوهلة الأولي أنها فشلت.و أين البر في كرازته .فقط زوجته و أولاده الثلاثة وزوجاتهن سبعة أنفس صار لهم كارز للبر و هم لا يحتاجون إلى كرازة لأنه يعيش معهم و يرون بره يومياً.هذه هى حسابات الناس و تقييمها لكنها ليست أبداً تقييم الروح القدس للكارز الأمين نوح البار.
- كان عنوان كرازة نوح هو (أنج بنفسك) ليس مطلوبا منك سوى أن تدخل الفلك لتنجو.العجيب أن الله أخبر نوح بعدد من سينجون بأسماءهم  تك 6: 18 أى أن نوح يعلم أن هؤلاء الذين يكرز لهم لن ينج منهم أحد لكنه ظل يكرز كما أمره الرب لم يتراجع. ظل نوح الحكيم يبني الفلك علي الجبل  لكي يكون موقع البناء ذو دلالة مثير لأسئلة كثيرة لعلها تفيق الناس و تجعلهم يهتمون بخلاص نفوسهم.مائة عام من السخرية .مائة عام من إتهام البار بالخرف و أمراض الشيخوخة .مائة عام و لم يحدث الطوفان بعد و مع كل تأخير يظهر نوح البار كأنه يدعي قصة الطوفان.مائة عام يسمع فيها يومياً تهكمات الشباب و البنات و رؤساء القبائل يشددون الناس أنهم باقون و أن الطوفان قصة مختلقة من رجل فقد عقله. مائة عام و الرجل البار لم يرهقه العمل اليومي لبناء الفلك العملاق .هل تحتمل هذا التهكم و الإحتقار مئة عام و رغم هذا تظل تصدق قضاء الله و تصر على إخبار الناس به و تحذيرهم .و تدعوهم ليجدوا مكاناً في الفلك و يتشاركوا في صناعته لعل الطوفان يأتي سريعاً.فى الحقيقة كانت كرازة نوح أصعب كرازة.فهي لم تحمل أخباراً سارة كعادة الكارزين بل تحمل قضاء الله بإفناء الأرض و من فيها و هو قضاء لم يحدث و لم يره أحد من قبل فكيف يتخيلونه و من سيصدقه؟أقول لكم إن نوح لم يفقد عقله لكنه سلم عقله بالتمام لله لأن مهمته تفوق عقل البشر.كما لم يعد للعقل دور إذا ما كان  الطوفان هو المصير. و إذا ما إضطر الكارز البار أن يبني فلك نجاة يسير بالماء و هو فوق الجبل.
- لماذا يبني نوح البار الفلك فوق الجبل؟
لأن نجاتنا  تمت و تتم فوق جبل الجلجثة بالخشبة المقدسة كما نجا نوح و بنيه فوق الجبل بالفلك الخشبى المقدس أيضاً
لأن بناء فلكا فوق الجبل هو ضد المنطق الطبيعي.هو يقول أن هذا الفلك لن يذهب إلى المياه لتحمله لأنه بعيدا فوق الجبل بل ستأتيه المياه لتحمله و ترتفع به من هناك و هذا ما حدث.فموقع بناء الفلك جزء من الكرازة.نحن علينا الدخول للفلك و الله يقوم بالباقي وتأتي مياهه أي إنسكاب روحه و يحملنا للنجاة.هذا هو ما أختبره الثمانية أنفس الذين نجوا.
لكي يكون موضع النجاة عالياً واضحاً سهل الوصول إليه.نعم ما أسهل نجاة من يرغب في الخلاص.
الكرازة دائماً إرتفاع عن فكر الأرض.و إتحاد بفكر السماء.لذلك كان الفلك بتصميمه السمائي هو الأصلح لنجاة الأرضيين فلا نجاة بغير تدبير سمائي و لا نجاح لكرازة بغير أن تتبع خطة الله للخلاص.

-  كان كارزاً ثابت الإيمان واثق في صدق كلمة الله .لقد بني نوح فلكاً عظيماً تبللت أخشابه بدموع الأسى علي المستهزئين و تخلل كل جزء فيه سخرية المشاهدين و المارة.هذه السخرية لم تمنع نوح من البناء العظيم.كان نوح كارز يحمل رجاء أن يدخل الفلك أكبر عدد من الناس فلم يقصر في بناءه كأكبر سفينة في التاريخ.إستهانة الناس بالكارز الحقيقي لن تمنعه من أي عمل عظيم لأجل الخلاص.هنا البر.أن تتمسك برجاءك حتي فيمن يرونك عديم الفهم بمقاييسهم.فالكارزين هذه الأيام ليسوا محل تقدير و لم يكونوا منذ بدء الكرازة.لكن عدم التقدير لم يعوق البناء العظيم.
- هل فشلت كرازة نوح؟ أبداً لم تفشل.كانت مهمته إعلان قضاء الله علي البشر و قد قام بها بغير تردد أو جبن أو تشكك.حتماً قام ضده كثيرون.حتما كذبوه و قاوموه.و ظل علي رسالته الكرازية لم يهادن أحداً و لم يبسط الأمر لأحد لكي يكسبه في صفه بل ظل يقول قول الرب و قراره و وصل صوته إلى كل البشرية.و من بعد إنتهاء الطوفان عاد الكارز يحمل بدء خليقة جديدة و يتلقي تأسيساً للأرض الجديدة. كان أول ما صنعه نوح البار أنه بنى مذبحاً للرب فور خروجه من الفلك.لكي ينتقل الخلاص من الفلك إلى المذبح ثم من المذبح إلى الذبائح التي تقدم عليه ثم من الذبائح إلى الذبيح الأعظم ربنا يسوع علي الصليب.فكان كارزاً للحياة كما كان كارزاً للموت.و من يصبح أميناً في خدمة القضاء يتأهل لخدمة الأخبار السارة.كانت مهمة نوح أن يعرف الهالكين أنهم هالكون و أن هناك فرصة وحيدة للنجاة و هذا ما تم بالفعل.لم يفشل نوح البار لكن القلوب القاسية هي التي فشلت و هلكت.ليس علي الكارز إجبار أحد علي الخلاص بل تقديم العرض الإلهي المجانى للخلاص و ترك الحرية الفردية ليقرر كل أحد ماذا يريد أن يفعل.
على أن كرازة نوح تحولت من الحدث الحاضر إلى نبوة فصارت كرازة نوح وصفاً دقيقاً لما سيحدث في الكرازة عن مجئ إبن الإنسان تماما لما إنتقل حادث بقاء بونان فى بطن الحوت إلى نبوة عن موت المسيح ثلاثة أيام.مت24: 37 و 38.لو17: 26 و 27.
و إنتقل نوح من كارز بفناء العالم لبطل من أبطال الإيمان عب 11: 7. و كما صار الموت بالماء بعيداً عن الفلك صار الخلاص فى الفلك  بالماء أكبر و أشهر رمز للخلاص بالمعمودية 1 بط3 : 20.أنظروا كيف ترفع النعمة شأن الكارز إذا ما أطاع دوره المكلف به فيكون مؤهلاً لكرامات عظيمة.
يا فُلك الكارزين إستجب
أيها الرب إله الكارزين ضع في قلوبهم أن يتبعوك وحدك.لتكن قدامهم المهمة واضحة و بسيطة هذه التي إستئمنتهم عليها.أبطل سخرية الساخرين ممن يكرزون لك.فالفرح الحقيقي لمن يصبر إلى المنتهي فإليك و بك نصبر.علمنا أن نتكلم بنفس نبراتك.إن صرت غاضبا علي الشر ننقل غضبك للناس ليرتعدوا و إن فتحت لهم أبواب الخلاص نملأهم بأخبارك السارة لكي ينجوا.علمنا أن نطيعك في الصعب و السهل.في الموت و الحياة.في كل الأيام و لو لمئة عام دون أن تتزعزع ثقتنا بك بل تتشدد.يا إله نوح البار إعطنا من روحه فننتسب للفلك السماوي الذى هو شخصك بذاته إلهنا يسوع.هذا الهيكل الذى يحتوينا .لأنك قد قطعت عهداً أن لا تفني الأرض فأكثر من حاملي أخبارك السارة.ماء الغضب ينحسر و الناس عطاشى إلى روح المصالحة و نحن في يدك تستخدمنا كما تشاء.لك المجد نأخذه منك لنعطك إياه.لك العظمة نراها فيك و نخشع لها ساجدين.لك المحبة و الحنان  و منها نأخذ و نعطيك محبتنا.نحن منك و لك. صرنا ضمن بنود ميثاقك.خذنا حيثما تريد لكي نخاطب القلوب كما خاطبها عبدك نوح البار.و تكون ترنيمتنا للناس هي أنج بنفسك و ترنيمتنا لك هي أنت الفلك الذى نريد أن ندخله و نبقي فيه.ليتنا نحبك و نثق بك كما صنع هذا البطل و يكون إيمانه درس لنا .فنحن في الإيمان صغار مبتدئين لم نزل.يا فلك الكارزين إستجب .ها نحن نقف قدامك و نكتشف فيك العمق و العلو و الطول و العرض فنعرف أن لكل نفس مكانا في حضنك و بهذا نبشر. أيها الفلك الذى فرد أشرعته فوق الصليب ضُمنا في صدرك و أخبئنا من موت الخطية و إغسلنا بماء الحياة يا ينبوع الحياة.كل نفس عاصية أدكها قبل أن يغلق عليها العصيان.كل إنحراف عن مقاصدك رده مستقيماً فنكون قدامك من غير عيب.الكرازة هي شخصك الذى نرتديه فلا تدعنا من غير الحميم الثاني كل يوم و إقبل أنيننا و توبتنا لكيما نتأهل للحديث بإسمك.أحبك يا رب يا قوتي . 


249
الشيخ و الروهينجا و الجهاد بالكذب
Oliver  كتبها
- قبل كل شيء تحتاج أن تعرف قليلا عن الروهينجا حتي تتعرف على خدعة و كذبة الأزهر.الروهينجا هم  مسلمون لاجئون هاربون من بنجلاديش المسلمة ‘لي ميانمار البوذية الهندوسية الكافرة بنظرهم.جاءوا إلى تلك المنطقة على الحدود بين ميانمار و بنجلاديش و تايلاند .و هم يعيشون في مناطق متلاصقة مع مناطق للبوذيين و الهندوس هناك.كما تعرف أن الإسلام لا يقبل الآخر و يريد الإنفراد بكل شيء بل يتبجح بحقوق ليست حقه. بدأت القصة في أكتوبر الماضى حين كون مسلمو الروهينجا  اللاجئون في إقليم راخن  ميليشات عسكرية و قتلوا 9 من رجال الشرطة ثم إختطفوا سبعة من  أهل المنطقة الأصليين البوذيين و قتلوهم كما تفعل داعش.فبدأت الحكومة تنشر قواتها بكثافة لكي تردع تلك الميليشيات الإرهابية التي يتباكي الأزهر عليها اليوم.و بدأت بنجلاديش تنشر قواتها علي نفس الحدود و هذا ما يريده مسلمو الروهينجا أن تتحول المنطقة إلى خراب و عنف فهذه هي البيئة التي يصلح فيها الجهاد.
 - فى الوقت الذى يقتل فيه مسلمو الروهينجا شرطة ميانمارو يداومون علي الغارات علي مناطق البوذيين و الهندوس يحرقون بيوتهم و يقتلون رجالهم  تتعجب أو لا تتعجب أنهم ببجاحة  يطالبون بالحصول علي جنسية ميانمار و يتباكون إن هاجمهتهم القوات الحكومية لردعهم و طردهم بإعتبارهم لاجئون غير مسالمين لم يأتوا لهذه الدولة بصورة قانونية بل يتعدون علي سكانها ثم يشتكون ظلماً من صنع خيالهم و ردعاً قوياً هو نتيجة لإعتداءاتهم..
- السلطة في ميانمارصرحت أنها بالفعل قتلت بعضاً من الروهينجا حوالي 400 قتيل و جميعهم من الإرهابيين و كلنا نعرف كيف يستثمر الإسلام الإرهاب و كيف يستثمر الإرهاب الإسلام أيضا هذا الرقم الرسمي يرتفع حين يصدر عن الأمم المتحدة فيصبح عدد القتلي ألف قتيل ثم لما يأتي التصريح من وزير خارجية بنجلاديش (التي إتضح أن فيها وزير خارجية) يقول أن القتلي 3 آلاف قتيل وأخيراً  لما يصل الأمر إلى الأزهر يرتفع العدد لزوم الحبكة الدرامية فيصير بالآلاف المؤلفة و يسميها مذبحة و إبادة جماعية  فهذا لزوم التسخين و الأزهر يظن أن أحداً لن يراجع ما يقول أو يبحث عن الحقيقة .فهذه مناسبة يقتنصها الأزهر للتجارة .يختلق معركة جهادية  جديدة لكي يجمع لها التبرعات و الأهم هو إثارة فكرة الجهاد لئلا تموت الفريضة الغائبة و هي ليست غائبة طوال الأربعة عشر قرناً.و ليتها تغب حتى يعم السلام  لكن كيف يسمح المتطرفون بالسلام و مصالحهم تزدهر في الحروب تماما كما تفعل داعش و طالبان  و الأزهر أستاذهم...
- بدأ مسلمو الروهينجا الفرار من الحدود  و هم في الحقيقة عائدون إلى بلدهم الأصلى بنجلاديش و عاد 310 ألف من هذا ما يكذب الأزهر و يسميه الهجرة القسرية و يتناسي الهجرة القسرية لأقباط العريش لكن مسلمو الروهينجا أولي بالمعروف.يمكنك أن تلاحظ من الصورة النصاحبة للمقال أعلام السعودية و تستنتج من نفسك من يقف وراء تمويل القلاقل في تلك المنطقة و يوزع علي هؤلاء المعدمين أسلحة لا يمتلكون ثمن الكرتونة التي تحوى السلاح.و تري أيضاً كيف يشربون السفن آب فوق الكونتينر و كيف تقف قوات الشرطة لتحميهم دون العنف الذى يروجون له.إنها صورة تحكي القصة كلها و الأزهر هو اليد التي تتوسط بين السعودية و بين الروهينجا من أجل هذا يعلو صوت الشيخ و يتكلم بثقة من يستند على خزائن المملكة ناشرة الخراب..
 - الأزهر لا يعترف بسيادة ميانمار و لا حتى بسيادة مصر  فيتدخل ببجاحة  فى شأن دولة تدافع عن مواطنيها علي أرضها و يبدو مغتصباً لسلطة القيادة في مصر و كأنه موكل ليتكلم بإسم مصر و كأننا لسنا دولة لها قيادة رسمية تعبر عن سياستها و مواقفها. يتكلم الأزهر كأنه حامى حمى المسلمين في كل العالم .يصرح الشيخ [ان ما يتعرض له مسلمي الروهينجا لم تر البشرية له مثيلا من قبل و أريد أن أذكر الشيخ بأمثال كثيرة رأت فيه البشرية الفظائع من الإرهاب الإسلامي :
خذ يا شيخ ما حدث في أندونسيا القريبة من ميانمار تجاه المسيحيين حتي تدخل العالم و إنفصل إقليم تيمور الشرقية عن أندونسيا .
- خذ يا شيخ مثلا آخرا للفظائع الإرهابية كالتي حدثت للمسيحيين في جنوب السودان هنا جنبنا و الإبادة التي حصلت حتي تدخل العالم و صار للمسيحيين وطن مستقل هو جنوب السودان و لا زال العبث بأمنه متصل بتشجيع من المخربين في السودان.بل أنت يا شيخ تجاهلت الفواجع التي حدثت لأهل دارفور المسلمين من أصل أفريقي علي يد مسلمين من أصل عربي في السودان؟ هل لم تصلك هذه المآسى و هي لمسلمين من مسلمين في بلد كان يوما بلدنا.
- هل سمعت يا شيخنا أن القيادات الدينية فى ميانمار وقفت ضد نداءاتك لأجل المسلمين هناك و هم مسلمون مثلك.و طلبت منك أن لا تتدخل فيما لا يعنيك؟ هل وصلك هذا يا شيخنا؟
- تتحسر يا شيخنا علي المواثيق الدولية و تقول أنها لم تعد تساوي الحبر الذى كتبت به.أين هذه المواثيق في جرائم الأزهر الذى يقيد الحرية الدينية بإسم الدين و يوزع التهم علي خصومه بإزدراء الأديان و يقف عقبة في طريق قانون دور العبادة الموحد لعدم تساوي دور العبادة المسيحية بتلك الإسلامية.و يستغل بيت العائلة ليكرس الظلم و يوأد العدل و يهضم حق المعتدي عليهم من المسيحيين في داخل مصر (يا شيخ) ليس في ميانمار و إذا قلنا لنحتكم للمواثيق الدولية تنبرى مفزوعاً متبجحاً و متحججاً أن مصر ذات سيادة و نحل مشاكلنا داخلياً .يا شيخ أترك شعب ميانمار يحل مشكلته داخلياً حسب فتاويك التي صارت جزء متزامن مع إعتداءات المتطرفين  الإرهابيين المسلمي على أقباط مصر.يا شيخ....
- و في بيانك  تعط الضوء الأخضر للإرهابيين أن ينقلوا نشاطهم إلى ميانمار كأنك تهدد دولة بالإرهابيين الذين هم طوع أمر الأزهر فتقول أن هذه الجرائم (ضد الروهينجا) من أقوى الأسباب التي تشجع على الإرهاب  و تختتم كلامك من غير شفرة للدعوى و التشجيع علي الخراب حين تقول للروهينجا الذين لا يقرأون العربية :نقول لإخواننا في بورما.. اُصمدوا في وجه هذا العدوان الغاشم.. ونحن معكم ولن نخذلكم.. والله ناصرُكم.. واعلموا أن الله لا يصلح عمل المفسدين، هذا: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.أنا أقول لك أقوي الأسباب التي تشجع علي الإرهاب : إنها أنت وتصريحاتك و  أزهرك الشريف.
- ثم يتحفنا وكيل الأزهر الداعشى شومان بإعتراضه أن تقدم ميانمار مخيمات لسكني اللاجئين و لكنه سيرضى  بطرد شعب ميانمار  بأكمله من وطنه و إحتلال ميانمار بواسطة ميليشات الروهينجا فهكذا يكون الجهاد علي أصوله.لكن لا للمخيمات؟
- ثم يبشرنا اليوم السابع أن الأزهر يقود تحركات دولية لوقف المجازر ضد الروهينجا  و سافر الشيخ الطيب إلي ألمانيا في مؤتمر طرق السلام و كان عليه أن يستغل المؤتمر كما قال ليقود تحركاً دولياً ضد المجازر البشعة لشعب الروهينجا لكن و ليست مفاجأة نجد الشيخ في قمة هدوءه يتحدث عن كل شيء في الحوار بين الأديان و لا يأت بكلمة واحدة عن الروهينجا لأنه يعلم أنها كذبة من صناعته و تروييجه لأجل أغراض خاصة.و أنه لو تحدث عن أكذوبته سيفضحه المجتمعون في التو و سينكشف حجم الأزهر في التحركات الدولية المزعومة.و الحال الآن إما أن يقل لنا الأزهر متى و كيف  يستطيع أن يقود تحركاً دولياً و من هي الدول التي تتحرك بالأزهر و إما أن أقول لك أن الأزهر لا يمتلك شيئاً دولياً سوي عصابات الإرهاب المنتشرة في العالم الآن .هل هذه هي التحرك الدولي الذى سيقوده الأزهر لأني لا أعرف كيانا دولياً يملك الأزهر تحريكه سوى ميليشات القتل هنا و هناك..


250
المنبر الحر / عيد النيروز عقيدة
« في: 15:55 10/09/2017  »
عيد النيروز عقيدة
Oliver كتبها   
- لما يتعانق صليب الناس مع صليب المسيح يأتي عيد النيروز.لما نري الألم مكللاً بالمجد يتلألئ عيد النيروز.لما تتحقق كلمات الرب يسوع أن في العالم سيكون ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم و نعيش هذه الغلبة حينها نعيش  النيروز كمل يليق بأبناء الشهداء أبناء المسيح.لأنه عيد إنتصار الحق على كل باطل.عيد الغلبة الروحية.هو العيد الذى فيه تتصحح رؤيتنا للحياة فنعرف أن الموت ربح كما عرفه القديس بولس و أعلنه لنا بالروح القدس.
- العام الجديد القبطي ليس كمثل سنوات الأرض بل هو عمر المحبة الأرضية للإله السمائى.هو تاريخ لم يكتبه الناس بأعمارهم بل بالإستغناء عن أعمارهم حباً في الذى مات عنا.إنه تبادل العشق الإلهي بعشق إنساني للمسيح.تبدو فيه المحبة قوية كالموت بل أقوي من الموت لأن حياة الشهداء قد تخطت الموت و داسته مع المسيح له المجد.
-النيروز هو باقة جميلة ضفرتها العروس لتقدمها للعريس الأبدى.وضعت فيه كل الأعمار كل الألوان كل الأشكال كل فئات البشر فرادى و جماعات.باقة تأتي من الزمن البعيد و العصر الأول و تظل تتنامي رغم أن حياتها نزعت من الأرض.تتنامي بالروح القدس و تمتد حتي تتلاقي ورود العصور الأولي للمسيحية مع زهور العصر الحديث و شهداء القرن العشرين و الواحد و العشرين .تتعانق زهور عصر دقلديانوس مع ورود المنيا الحمراء .تتعانق القطوف القديمة مع قطفة شهداء ليبيا و تتلون الباقة بكل العصور.تكبر الباقة في يد العروس و ينظرها العريس و يتهلل فهكذا صار عهد الدم مشتركاً.على المذبح تضع العروس باقتها فما بين فوق المذبح و تحت المذبح إلا الحب.دم يقيم المسيحيين و المسيحيون يقيمون وليمة دم المسيح فينهضون و لا يغلبهم النعاس قرب مجئ العريس.تمسك الكنيسة باقتها مفتخرة بجمالها و تمسك الباقة كنيستها متحدة بشفاعتها.إنها السماء على الأرض و أرواح الشهداء يطوفون بروائحهم العطرة يسبغون علي الباقة العتيقة عطر جديد فيستمر شذاها لا يضمحل.يعجب عبيرها الداخلين في الثوب الجديد فيتبررون بدم المسيح حين يجتذبهم دم الشهداء لحب المسيح.
-النيروز هو الحقيقة الدامغة أن الكنيسة ممتدة حتي السماء و أن السماء ممتدة حتي الأرض و أن لا فواصل بيننا و بين الغالبين .هم معنا و نحن معهم.نراهم بسطاء و عمالقة و يروننا أبناءهم مهما ساءت بنا الأحوال.إن دخول الكنيسة السماء يعتمد على دم المسيح وحده و يتألق حين يختلط دم الذين على الأرض بدم الذبيح الأعظم. ينشدون أوصنا يا من في السماء فيستجب في التو و اللحظة و يكونون معه في السماء مكللين بالمجد.شهداء طنطا يرنمون مع شهداء الفيوم و العصور الطويلة بينهما تتلاشى فالشهداء فوق الزمن.لذلك تتحد العروس بالعريس.هى زمنية و هو أبدي لكنه  لأجلها صار أيضاً زمني لكي تسري أبديته فيها صارت الكنيسة أبدية كالأبدى.عروسة كالعريس.مخضبة بالدم كما تخضب على الصليب. . تتحد الكنيسة مع الخلود .تأخذ من المسيح أغلي ما له أي حياته و تقدم للمسيح أغلي ما عندها و هو حياتها من خلال دم الشهداء المسفوك.
-على الكنيسة أن تعود فتقدم مناسباتها بروحانية خالصة و عقيدة ناضجة من غير أن تتحول إلى مهرجانات ضحلة تفقد فيها قيمة و عقيدة كل عيد روحى.أخرجوا كل الحفلات و المهرجانات من عيد النيروز لأن هذا الجيل ليس محتاجاً إليها بل محتاج لإعداد نفسه ذبيحة حية للمسيح سواء بالحياة أو بالموت.أما الإحتفالات الأخري فلنصنع لها عيدا و ليكن إسمه عيد مدارس الأحد أو عيد الخدمة و يكون يوما مثاليا للخدمة و تقام فيه ما تقام من حفلات تخرج و تسليم و تسلم للخدمة .لكن لا تطمسوا قيمة و معني العيد أي عيد بالإحتفالات لئلا نتشابه مع الأعياد القديمة التي كان الشعب يكرم فيها الرب بشفتيه أما قلبه فكان بعيدا.
-اليوم نهنئكم يا شهداء الرب.ليس المنتقلين وحدهم بل من يشهدون لليوم بأعمالهم الصالحة فيتمجد الآب في السموات بسببهم.اليوم نتمسح بكم معتبرين أنفسنا أبناء الشهداء.فقد عشتم بيننا و تعرفون ما نعيشه لهذا نهنئكم أنكم لم تصبحوا مثلنا بل تفوقتم علي الزمن كله و أعراضه المريضة و أخرجكم الفادى من وسط الآتون غالبين.نهنئكم يا أجمل ورود العروس و أحلي عبير يفوح من يدها.نهنئكم علي مسكنكم المؤقت تحت المذبح حتي مسكنكم النهائى فوق العرش.نهنئكم ليس بعام جديد كما هو عندنا بل بعمر جديد كما هو عندكم.نهنئكم لأنكم مكللين و منيرين و نستشفع بكم أن تبدأوا خدمتكم لنا سريعاً.فإعداد أبناء الشهداء يحتاج لخدمة الشهداء.نهنئ أمكم الكنيسة لأنها ترتفع في عيني الرب بكم.تنتصر علي عدو الحب بكم.تستنير و تترفع على الألم حين تصبحون منها قريبين.و نحن منكم قريبون.كل سنة و نحن منكم و أنتم منا.كل سنة و نحن ثابتون في  مسيحنا الذى يحتضنكم و يصبركم حتي يأخذ لكم حق الدم .واثقون نحن أن حقكم حقنا.دمكم دمنا.لم و لن ننفصل.نحن يدان واحدة ترتفع هنا و الأخري تمتد في السماء لكننا في الجسد الواحد  لا نتفارق.أنتم نيروزنا.نحبكم حين تصلون معنا من جيل و إلى جيل و إلى دهر الدهور آمين.   

251
أبونا إبراهيم و تصريحات البابا
Oliver كتبها
- الموضوع شائك لأنه يمس أكثر الشخصيات شعبية  فى الكنيسة و وسط أقباط مصر.يخص قداسة البابا و الآباء الأساقفة و تصريحاتهم كيف نتعامل معها و إذا لم نتفق معها كيف نختلف معها  مع الحفاظ على قيمة و قامة الرتبة الأسقفية و حاملها.
- لا تندهش إذا أخذنا أبونا إبراهيم أب الآباء قياساً نتعلم منه.فهو و إبنه  إسحق و حفيده يعقوب تلقبهم الكنيسة بالآباء البطاركةلأنهم الآباء الكبار لكل الأسباط أى لشعب الله..لا أظن أنه يوجد جيل من الأجيال لم يكرم أبينا إبراهيم فهو إنسان مقدس و مبارك من فم الله له المجد لكن فلنتتبع خطواته لكي تقودنا إلى دروس نتعلمها.لما نتناول شخصية العظيم أب الآباء لا تجعلنا قداسته ننكر أخطاءه أو نتجاهلها فمن إيمانه نتعلم و من اخطاءه أيضاً نتعلم.و لن تجعلنا أخطاؤه نتجرأ عليه أو نهاجمه أو نقلل من شأنه فسيظل هو أب الآباء جميعهم خليل الله إبراهيم شفيعنا.
- حين نتأمل حياة أبينا إبراهيم ينبغي أن نضع فرقاً بين ما كان يفعله تنفيذاً لكلام الله معه و بين ما يقوله أو يفعله من مشورة بشرية له أو لغيره .المشورة الإلهية دائماً تنتهى بالبركة الغير موصوفة و الوعود الإلهية الصادقة حتى لو كانت البداية تلمح للموت وذبح إسحق.  بينما  المشورة البشرية بدأت بإغراء إنجاب النسل و  جلبت عليه و علينا متاعب و دمار  من إسماعيل أب العرب و نسله.أنجبت المشورة البشرية عدواً لإبراهيم من نسل إبراهيم. ففى الأمور الروحية تصبح  المشورة البشرية آلة لصناعة الخسائر.سمع أبرام لسارة و أنجب من هاجر و سمعت سارة لإبرام و كادت تخسره بسبب فرعون و هكذا فالأذن لما تسمع من الناس تنقاد للأرضيات و لما تخضع لله تنجذب للسمائيات.
 - رأى إبراهيم أنه سيكون له خير لو قالت سارة لفرعون أنها أخته و أخفت عنه أنها زوجته.أطاعت سارة و صار لإبراهيم خير أرضى إنحصر في كثرة البهائم.لكن كيف يكون خير للرأس إذا فقد الجسد و للزوج إذا خسر زوجته .هكذا قد يحدث أن يقول البابا تصريحاً يرتجي منه الخير فإذا هو لا خير فيه.لكن كما تدخل الله مع إبينا إبراهيم و رد له سارة يتدخل أيضاً لكنيسته و يجعل الأمور تعمل معاً للخير حسب مشورة الله.العجيب رغم تصريح أبينا إبراهيم الخاطئ و الطاعة  الخاطئة لأمنا سارة نجد أن الله لم يلومهما مطلقاً بل دافع عنهما قدام فرعون و أجبره على إعادة سارة .هو درس لشعب المسيح إذا لم يصادف تصريحاً الخير الذى يرتجي منه فلا نتعجل اللوم لكن لنبق في صف أبينا البطريرك و نبقي علي تقديره و تكريمه هكذا فعل الله  مع إبينا إبراهيم و هكذا نفعل نحن أيضاً. مع أبينا البطريرك تك 12.
- قد يحدث في الكنيسة مثلما حدث بين إبراهيم و إبن أخيه لوط.و السائر مع إبراهيم يخاصم إبراهيم؟تك13: 5.و نسمع تصريحاً ممن يعد إبناً أو أخاً للبابا تفج منه روح المخاصمة.لكن يبقي الله في صف إبراهيم يباركه أينما ذهب و يباركه مهما فعل.فليس علينا أن نصبح طرفي خصومة و نؤجج كل كلمة لتشتعل قلوب البسطاء و ننال الويل لمن نعثرهم بترويج خصوماتنا و نشر أكاذيب و طعن الجسد الواحد ممن يخترعون إنشقاقات و عثرات.أنظروا فإن لوط أيضا محبوب و قد إختار لنفسه سدوم ليتعذب فيها.فلنشفق علي لوط و نحب إبراهيم لأن الله أنقذ الإثنين معاً.بل رأينا ما هو نموذج للحب و المغفرة حين أغارت الملوك علي سدوم و إختطفوا لوط و من معه غضب أبونا إبراهيم لأجله و حارب لأجله و إنتصر له الله المحب للمغفرة.لذلك يحلو لنا أن نعرف أن البابا يجول يصنع خيرا و يصالح  من هاجموه و يمد يد المحبة و المصالحة.و لأن إبراهيم رجل سلام و مغفرة لذلك و هو عائد من الحرب لأجل إبن أخيه تأهل للقاء ملكي صادق ملك أورشليم .لقاء البابا الدائم مع المسيح ملكي صادق الأبدي ينبع من قلب منشغل بالمحبة و الغفران.ثم يشجع الله أبينا إبراهيم قائلاً : لا تخف يا إبرام أنا ترس لك.أجرك كثير جداً.و هو نفس ما سيسمعه البابا و كل أسقف و خادم في المسيح يجعل عمله مغلوباً من المحبة في كل شيء مزيناً بالحكمة و وداعة القلب.
- صوت الله يحذر من يهيج الشعب على أبيه البطريرك .صوت الرب ينبه من يتهم أسقفاً من غير دليل.صوت الرب يجول بيننا أن لا نصنع مكاناً لعدو الخير وسطنا.صوت الرب سيعاقب أيضاً من يختطف من أبناءه بساطتهم و محبتهم لكنيستهم و الآباء الذين فيها.صوت الرب أيضاً يحذر من يغالط كبيراً كان أم صغيراً.الله لا يحابي أحداً.لأن الجميع أخطأوا و أعوزهم مجد الله.فلنعط مجداً لله لكي ننال رضاه.لنجعل المغفرة تسبق أفكار الإدانة و المحبة تغلب نيات الغضب.رمموا الكنيسة بكل عمل إيجابى و لا ننخدع ممن يدس السم في العسل.فالغيرة لا تعني الإتهامات الظالمة و الإستنتاجات التي تؤكد أن نقص المحبة هو الذى يجلب سوء الظن.و لنطلب من إله إبراهيم و إسحق و يعقوب أن يمتعنا بسلامه و يكللنا بروح الحكمة و يملأنا بالنعمة و لنقتن التواضع الذى به نرى الجميع أفضل منا و تختف عن أعيننا ضعفات الغير و ننشغل بالخشبة التى تعمينا التي هي روح الإدانة.
- نصلى لأجلك يا أبينا البابا المحبوب و لأجل جميع أساقفتنا لكي يعمل الرب بكم و ينطق علي أفواهكم من وحى مشورته الصالحة لعمل كل ما هو للمجد و البركة وخلاص النفوس.



252
المنبر الحر / كرازة يونان
« في: 18:53 01/09/2017  »
كرازة يونان
Oliver كتبها
- بدأ  عمل الله في إعداد يونان النبى الكارز منذ زمن طويل.كان فيه يؤهله لعمل عجيب.كان يونان إبن أمتاي نبياً مغموراً و ليس علي شهرة الأنبياء الكبار.بدأ نبوته فى زمن يربعام الثاني في مملكة إسرائيل ذات العشرة أسباط.2 أخ14 .
- كان يونان أميناً في القليل و القليل هنا هو الخدمة النبوية المعتادة التي فيها تكون وظيفة النبي أن يخاطب شعب الله أو الملك الذى يقوده لكي يطيع وصايا الله و يتبع خطواته و هو عمل لا توجد فيه الكثير من المخاطر .فالشعب يعرف قدر النبي حتي و لو عصاه و الملك يخشي النبي حتي لو خالفه.كان الخوف من نصيب من يخالف النبي و ليس النبي نفسه و لكي يتجنب المخالفون الخوف كانوا يصنعون لأنفسهم حاشية من الأنبياء الكذبة كما فعل آخاب الملك  و غيره لأنهم لا ينطقون إلا بما يرضى الملك و شهواته.
- العجيب أن شهرة يونان النبي لم تبدأ في الخدمة بل بدأت في الكرازة .حتي أن الكثيرين لا يعرفون أن يونان بدأ نبوته منذ زمن طويل و أنه خدم شعب الله لكن كل هذا ما كان سوى مقدمة و تدريب عملي للكرازة.لكن لما أرسله الله لشعب غريب  ظن البعض أنه ليس شعبه و لملك غريب ظن البعض أنه لا يعرف الله. إنتقل يونان المجهول إلي يونان المشهور لما أنتقل من الخدمة بين شعبه للكرازة بين غير المؤمنين.و أمره الرب أن يذهب إلى نينوى.هناك كرز و هناك رأى ثمر الكرازة .المعزى أنك في الكرازة تري الثمر و تفرح به أما في الخدمة فتضع البذار و تنسي أين صارت.
- ينفع هذا درساً للكثيرين من الأمناء الذين يندهشون لماذا يبقون في نفس أماكنهم كأنهم لا يتقدمون في النعمة.فتكون الإجابة كن أميناً في الخدمة سيقيمك الرب على كرازة.
- ليس مجالنا هنا كيف كان سلوك يونان النبي و هروبه و تذمره و بقاءه حيا في بطن الحوت بل في يونان الكارز.تأملوا لماذا لما هاجت السفينة كان أول تفكير لمدبر السفينة أن يرموا الأمتعة فتتخفف السفينة.و هكذا رموا أمتعة الكارز لكي يتحقق قول السيد المسيح لتلاميذه في كرازتهم ألا يحملوا معهم شيئاً في الطريق مر6: 8.و هو ما يجعلنا نفهم أيضاً أنه لما صار لليقطينة مكاناً في قلب يونان الكارز أرسل الله من يقتلعها من الأرض كلها و من قلب يونان أيضاً.فالكرازة إتكال كامل على الله و إستسلام إرادى لعمل النعمة و تدابير الخلاص.   
- كان تكليف الله بسيطاً واضحاً.فالكرازة ليست معقدة و لا تنبني علي الأسئلة المتشابكة بل على طاعة كاملة و إنصات رهيف لصوت الروح القدس للكارز.فقط إذهب و أصرخ علي نينوي مخبراً أنها ستنقلب بعد أربعين يوما.لفظ ناد علي نينوي أو أصرخ هو نفسه لفظ (إبكى ) على نينوي.كانت نينوي تتكلم الأشورية و كان النبي إسرائيلياً يتكلم الآرامية.سار النبي الكارز غريباً في أرض غريبة فأثار وجوده فضولاً وأسئلة كانت تمهيداً نافعاً لتحذير الله الذى يحمله الغريب في قلبه. 
- لعل روح الله وهبه الكلام باللغة الأشورية مع أنه لم يكن مطلوباً منه الكلام بل أن ينطق التحذير المختصربإنقلاب المدينة و هلاكها مصحوباً بدموعه على هلاك هذا الشعب.كانت كرازة يونان كرازة دموع.و هي متاحة حتي اليوم لكل من يلتهب قلبه لأجل خلاص العالم.كانت عبارة ناد علي المدينة تساوي عبارة إبكي علي من فيها. و قد شهد يونان بنفسه مشهداً مصغراً لفائدة البكاء قدام الله حين هاجت السفينة و تخلصوا من الأمتعة ثم صرخوا كل واحد لإلهه حتي ألهمهم فكرهم لإلقاء القرعة فوقعت علي يونان و نجا من في السفينة و آمنوا بإله يونان الذى لم يصرخ له يونان بل صرخوا هم قدامه و ذبحوا ذبيحة و نذروا  نذوراً. كان مشهداً يعلم الكارز أن يبكى قدام الله لأن النجاة تأتى وسط دموع الإنسحاق.كان درساً سريعاً في الطريق و طريق الكرازة ملئ بالدروس.
- لم يكن بقاء يونان في بطن السمكة أو الحوت ثلاثة أيام هو أعجب شيء بل أعجب الأحداث هو خلاص أهل نينوي و توبتهم .من الواضح أن يونان نادى علي المدينة بدموعه كما أمره الرب بالضبط.و أن للكلمات الإلهية و لدموع يونان البشرية خليط مقدس في جذب النفوس للتوبة.أعجب ما نقرأه أن الملك الغريب يلبس المسوح أى الخيش بدلاً من ثيابه الملكية.أعجب ما نقرأه أن الملك و ليس يونان النبي هو الذى يأمر بالصوم للجميع و الصراخ قدام الله  .من هو الذى أخبر هذا الملك عن التذلل و المسوح و قوة الصوم و الصلاة و التوبة؟ إن يونان لم يقل سوي أن المدينة ستنقلب لكن النعمة تكلمت في قلوب الجميع في المدينة كلها صغيرا و كبيراً.فبداية العمل للنعمة و بقية العمل للنعمة.و بقي يونان مجرد مراقب لهذا قيل أنه خرج إلى شرقى المدينة و جلس لينظر ما سيحدث و صنع الله له مظلة تكفي ليوم واحد لير ما يحدث للمدينة ثم ينتبه بعد ذلك لما يحدث في قلبه.
الكارز يونان مجرد شاهد يراقب كيف يحول الله النفوس.ليس مطلوباً منه كثرة الكلام بل كثرة المحبة. 

 


253
المنبر الحر / النعمة و الكرازة
« في: 18:16 29/08/2017  »
   
النعمة و الكرازة
Oliver كتبها
ليس بين النعمة و الكرازة اى فاصل أو فرق أو مانع و إلا تبطل الكرازة و يبطل عمل النعمة إذا إنفصلا .النعمة هي التي تغني بها الرسل و المبشرين مرتلين أنا ما أنا بل نعمة الله العاملة معى.النعمة هى التي تقدمك لمجتمع جديد كأنه يعرفك منذ سنين و كأنهم يعرفونك مثلما تعرفهم.فتبدأ الكرازة من غير عبء تحمل مسيحاً سبق فأعد تدبير الخلاص قبل وصولك.
النعمة تأتيك في الكرازة بكل ما تحتاج من مواهب و حكمة و قبول و لغة و تفاهم و تكيف,لا يمكنك أن تقتني شيئاً من هذا كله بهذه السرعة إلا بالنعمة.لذا لا تبحث عن شيء تأخذه في كرازتك سوى النعمة و المحبة.بالنعمة يقتادك الروح القدس و بالمحبة يتصدر الإبن كل المواقف فما حاجتك بعد؟
بالنعمة يتحول كل الكلام.تتحول كل المواقف.تتحول كل المقاصد إلى خلاص المسيح.ليس في الكرازة تحضير للعظة بل تحضير للقلب وحده لكي يمتلئ بشهوة الخلاص لكل أحد.ليست الكرازة درساً في الإنجيل بل حياة منغمسة فيه من الكارز يقدمه بسلوكه و قراءة للمسيح في شخصه,
الكرازة أن تسير كالتائهين فتكتشف أنك في الطريق الصحيح.أن تمضى كجاهل فتتبين أن معرفتك أكثر دقة ممن يعيشون كحكماء.الكرازة ليست شيئأً نصفه علي اوراقنا بل نكتشفه في قلوبنا.ليس للكرازة تعريف باللغات كلها لكن وحدها لغة الروح القدس هي الكرازة.
النعمة تأخذك للكرازة و الكرازة تأخذك للنعمة و تصبح أنت بين ضفتي البحر الزجاجى تتمتع بالسمائيات مجاناً .تأخذ من كل الفضائل كلما إتسع قلبك و تغترف بغير حساب.النعمة تجعلك سمائي بين الأرضيين و أرضي بين السمائيين فتهلل أيها الكارز ليس كل الناس تأهلوا لهذه النعمة و أنت أخذتها أيضاً بعدم إستحقاق فإنهمك في الشكر لأنك هنا.
النعمة تغير الناس و تصبح أنت الكارز ليس أكثر من شاهد على عمل الله و قدرته على تحويل القلوب تجاهه,عليك أن تتأمل و تشكر لأجل خليقة ظلت تئن لإله لم تعرفه و تشتاق إلى راحة لا تدرك مكانها و مصدرها.
لا توجد كرازة إلا إذا أصبحت أنت الكرازة.لا توجد نعمة إلا إذا كنت أنت موطنها.تأخذ منها فتصير نعمة.تأخذ البركات و تكون بركة.الكرازة و الكارز شخص واحد تمتلكهما النعمة.الكنيسة التي لا تكرز تصبح كالمفلوج رغم إيمانه.الخادم الذى لم تشغله روح الكرازة و لو لمرة ليس مؤهلا للخدمة.   



254
حبيب جرجس تلميذ المعمدان
Oliver كتبها
للرب تدبيره في كل جيل.تزدهر قداسته على مختاريه. يشرق نوره و يبدد الظلمة بعمل روحه.يختار من يستنير به و فيه يتمجد.حين يحتشد الجهل و الفراغ فى البرية القاحلة روحياً يستخرج لنا من كنزه يوحنا المعمدان فيجول صوت صارخ في البرية يعد طريق الرب و يدعو غيره للإستعداد معه للخلاص.
كان القديس حبيب جرجس من تلاميذ المعمدان رغم فرق الألفى عام.ليس للزمن سلطان على القداسة و لا تباعد المسافات يعوق التلمذة الروحية.صوب المعمدان ركض القديس. ذهب الحبيب بأشواقه إلى هناك و هناك تتلمذ و من هناك إنطلق.و كما كان  أيام يوحنا إنحراف فى الكهنوت و ظلام  فى القلوب والرئاسة الروحية تائهة مشغولة عن خلاص النفوس كانت الكنيسة  أيام حبيب الحبيب تعانى نفس الظلمة و التفكك.رأى الروح القدس هذا المبارك مشتاقاً لحرية المجد و نور الصلاح فإنغمس فى الصلاح من غير أن يشغله تهجم أو تهكم على الكنيسة و حالها المزرى فى بداية القرن العشرين.بل بقوة و إيجابية أراد أن يمد يده لله ليرمم  به الثغرات و إستخدمه المسيح كبناء حكيم. الله المتحنن لا يترك نفسه بلا شاهد و كان مختاره الشاهد الأمين حبيب جرجس.
لما رأى جفاف الكنيسة من التعليم جال مسترشداً بنعمة إلهية في ربوع مصر صوت صارخ لا يهدأ.يبنى و لا يهدم.ينشئ الجمعيات أينما رحل و كانت يد الرب تنجحه فيما تمتد إليه يد القديس مؤسس جمعيات الوعظ فى جيل غفا فى سبات عميق.
-إذ غلبته لذة التسبيح عكف على تأليف الترانيم لكي تكون ترتيلة في أفواه الشعب قدام الله فيستقبلون الكلمة بفرح.كان يكرر قدام الجموع ما قاله القديس باسيليوس الكبير أن الترنيم هو هدوء النفس و راحة الروح و سلطان السلام .كانت ترانيمه تعكس أشواقه حين يرتل (يا نفس قومى إستيقظى ها قد بدت شمس النهار : و ليلك الماضى إنقضى و النور فى الشرق أنار) و كتب لنصرة الكنيسة منسكباً عنها قائلاً(كنيسة تضمنا يا رب قد أنشأت و بدم العهد الذى سفكت قد أسست: تذكر البيت الذى قديماً  إقتنيت و شعب ميراثك من إياه قد إفتديت) و هو أيضاً مؤلف الترنيمة الشهيرة (كنيستي أرجو لك من عزة الإله خلاص كل الشعب يا سفينة النجاة)و لا زالت ترنيمته الذهبية (إن فادينا دعانا كلنا نحيا به) تتردد حتي اليوم وقت تناول الأسرار.كتب القديس 102 ترنيمة يستطيع الباحث في أعماقها أن يبلور فكر القديس و يتعلم المفاهيم الإنجيلية عن كل مراحل الخلاص و الأسرار و الصلوات و المناسبات المختلفة.كان التعليم عنده كالترنيم و الترنيم عنده كالتعليم .من خلاله سكب الرب في كنيسته شهوة التسبيح و التلمذة و بدأت من جديد إجتماعاتها و قام من جديد تعليمها.نحتاج هذا المقاتل الروحى لجيلنا فننهض لنعيش القداسة .
- القداسة تترسخ فى قلب يشبع من فكر المسيح و يأخذ منه كلام الروح الذى أرشد القديس به  في كتابه (خلاصة الأصول الإيمانية فى معتقدات الكنيسة القبطية ثلاثة أجزاء) ليكون مرجعاً للمبتدئين في الوعظ.كما كتب عن تاريخ الوعظ و أهميته و كتب كذلك كتاباً عن الجوهرة النفيسة فى خطب الكنيسة  لأن الكنيسة كانت قفراً من التعليم. كان رغم ترحاله الدائم منشغلاً بخلاص النفوس  إذ إجتمع الناس من جديد قدام المسيح و إلتهب الفاترون و الباردون من الكبارفبدأ يفكر فى خدمة الشباب ليكونوا مؤهلين للعمل الروحى مع المسيح فأسس الإكليريكية في العصر الحديث و منها تخرج الكثير من  الآباء البطاركة و المطارنة الذين تأثروا بمعلمهم القديس حبيب جرجس و كان المتنيح البابا شنودة من أهمهم و قد أخذ عن معلمه حبيب جرجس الكثير من الصفات و الفكر و التعليم حتي تأليف الترانيم.
- الكبار تعلموا فى الإجتماعات و الشباب تتلمذوا فى الإكليريكية و بقى الإهتمام بالأطفال فألهمه الروح القدس لتأسيس مدارس الأحد.كانت فكرة سمائية نعيش من خلالها حتى اليوم.صارت مدارس الأحد إكليريكية الأطفال و مستقبل الكنيسة التى إنتبهت لهذه الخدمة وتمجد الله فى الأطفال كما في الكبار و الشباب .كل هذا صار لأن رجلاً باراً سلم نفسه للرب ليعمل به.
- تنيح القديس حبيب جرجس فى 21 أغسطس  1951 عن عمر 75 عاماً عشية عيد إنتقال جسد العذراء للسماء و راح يشاركها الفرح السماوى و بعد مرور عشرات الأعوام وجدت الكنيسة جسد هذا القديس كاملاً لم يتحلل مشابهاً لجسد القديسين أنبا بيشوى و أنبا إبرام  فكانت شهادة معجزية تؤكد قداسته .وصار ضمن القديسين الذين تعيد الكنيسة بتذكارهم في السنسكار فى تذكار نياحته.
- أيها الرب القدوس الذى فى كل جيل يقدر أن ينهض القابعين فى سبات عميق.يكلمنا بشخصه المحب لخلاصنا و يرسل لنا من عنده من يستنهض الإرادة و يفيق الناعسين.يا إله القديس حبيب إجعلنا نعيش مثله منشغلين بالخلاص لأنفسنا و للجميع.لأنه لا ربح لنا غيرك .أنت تصيح قدام القبور فيخرج الراقدون كأنهم فى سباق و نحن الآن مثلهم نشتاق لترك قبور الخطية.
من ينير الفكر سواك فيعلم كيف يشترك وفق تدابيرك.ينظر من عينيك و يستكشف المستقبل كالقديس حبيب جرجس و ينحني قدامك سائلاً أن تضع لنا حجر زاوية و تعلمنا البناء لأجل القادمين من شعبك.إعطهم ما أعطيتنا من غنى نعمتك و أكثر.
من يصرف السنين فى هواك و لا يندم حتى يصير عمره محسوب من الأبدية قبل أن يترك هذا العالم.من يأخذ من قلبك نفس محبتك و يجول كالقديس حبيب يصنع خيراً و ينير للعميان بنورك و تضع يدك المحيية في أيادينا فيصير لنا روحاً مثل روحه و تأثيراً لمجد إسمك وحده و يلتهب الغافلون بفكر التوبة و يذكرونك فيكون هؤلاء إكليل لمن خدمهم بإسمك كالقديس حبيب جرجس.
يا إله القديس الحبيب إمنحنا روح القداسة لنتأصل فيك دون أن نتزعزع من رياح الأرض العاتية.ننتظرك كما تنتظرنا و قلوبنا إليك تحن .تلمذنا لأولادك الذين شهدت لهم كعبدك القديس حبيب فنكون تلاميذ لمدرسة الروح القدس الواهب بغنى حياة أبدية لطالبيه.
 

255
جمهورية المنيا الإرهابية
Oliver كتبها
حين تقوم الدولة بصياغة و تطبيق القوانين بمساواة يختفى التصعب أما حين تتحالف السلطة مع الدين تبرز الصراعات من العدم حين يظن مدير أمن المنيا أنه مندوب الإرهابيين في السلطة فيعوق المسيحيين عن صلاتهم لله فلا يظن هذا الشرطى أنه ينجو.حين نجد سبعة كنائس مغلقة بسبب هذا الرجل و أشباهه نعرف أنه وضع في نفسه أن يعوق عبادة المسيحيين لا أن يهتم بالأمن.حين ترفض المحاكم توثيق عقود الزواج المقامة في تلك الكنائس بدعوى أنها كنائس غير مرخصة فهذا تحالف إرهابي بين القضاء و الأمن يستهدف المسيحيين كما يفعل بقية الإرهابيين بالعنف.محافظ المنيا يخضع للمتشددين و يستخدمهم لتنفيذ تعصبه ضدهم حتي يبدو هو بريئا من التعصب بينما هو يكذب كما يتنفس كلما تعلق حديثه بالكنائس.
- حين تعلم أنه توجد في مصر أكثر من ألفين كنيسة مغلقة  لا تندهش كما لا تصدق أيضاً ما يروجه البعض عن حقوق الأقباط فهذا كله للتصدير الخارجى و ليس للإستهلاك المحلى.حين تعرف أنه توجد كنيسة في ملوي مغلقة منذ 34 عاماً لدواع أمنية تتأكد أن الدواعى الأمنية هي نفسها الدواعى الإرهابية. حين تعط الدولة تصريح هدم للكنائس الآيلة للسقوط ثم لا تعط نفس الدولة تصريح بناء لنفس الكنيسة تعرف أنك تعيش في دولة وهابية بالنموذج المصرى.هذا ما جعل المسيحيون يصلون في كنائس آيلة للسقوط أفضل من العجز عن بناءها بعد هدمها.هنا الصلاة فى أخطار في أسفار .
- حين تصدق أن قانون بناء الكنائس كان لبناء الكنائس تكون مخدوعاً فقد كان تقنينا لإيقاف بناءها حسب الواقع الذى يعيشه مسيحيو مصر.كم نبه غيرنا و نبهنا أن هذا القانون فخ تشريعى يلزم أن نتجنبه فلم يتجنبه أحد. فى ظل عدم وجود القانون أغلقت الكنائس و في ظل وجود القانون إستمر إغلاقها و لم تصدر تصاريح بناء كنائس إلا لما يخدم النظام ككنيسة العاصمة الجديدة.الناس نفس الناس التى تمسك بالسلطة الحقيقية أما السلطة الرسمية فهي عاجزة قدامها.
- حين يتم حرق كنيسة في المنيا في الثمانينيات فتغلق حتي الآن ساعتها تعرف أن الحرق لا يستهدف الجدران لكنه يستهدف قلوب الأقباط.و أن التعصب هو الشعلة الدائمة للإرهاب و أن محافظ المنيا و مدير أمنها ممسكين بهذه الشعلة يتسلمونها و يسلمونها من جيل إلى جيل و يخلقون إنتحاريين جدد ينتشرون في البرلمان و الحكومة و الشرطة والقضاء.
- فى المنيا تجد إستراحة للمسنين مغلقة لدواع أمنية فلا تضحك.و حين تجد دير راهبات مغلق لنفس السبب فقل إنها دواع إرهابية و ليست أمنية.حين تجد الدولة فى قرية القايات تستهدف بيت الشمامسة الذى بني في 1999 و أخذ قرار هدم ثم تمتنع الدولة عن التصريح بالبناء لسبب وجود مسجد بجوارها في المنيا فلا تسأل أيهما بني أولاً بل إسأل أيهما يحظى بترحيب الإرهابيين من المسئولين في المنيا.لا تسأل عن سر وجود أربعين مسجد حول بعض الكنائس دون أن يشتكي مسيحى واحد .إرفع قلبك إلى السماء و إنتظر العدل الإلهى.
- حين تتبرع نائبة قبطية لفرش المساجد و لا يقلقها إغلاق الكنائس .حين يخطب قس فى إفتتاح مسجد و يكاد في كلماته أن يشهر إسلامه .حين تعترض نائبة قبطية على مساواة الرجل و المرأة في الميراث بتونس و تقول أنها تعدي على الشرائع السماوية .حين تخرس ألسنة النواب الأقباط جميعهم فلا كلمة أو موقفاً قبالة التعصب ضد الكنائس و ضد من يصلى فيها ,تعرف أن هناك أمر غريب دخل قلوب بعض المسيحيين و أننا نحتاج إلى إيمان حقيقي و ليس كاذباً.
- حين تعرف أن مدينة العدوة بالمنيا لها أسقف و ليس فيها كنيسة فإعلم أنها مأساة تمس الوطن بأكمله.حين تعرف أن سكان بعض القري هناك مضطرون للسفر أكثر من عشرة كيلومترات لكي يصلوا قداساً يحق لك و لهم أن يتألموا على حالهم والأدهى بعد هذا  كله أن يخرج سكان القرى الأخري المتعصبين و يمنعوا هؤلاء الغرباء القادمين من الوصول للقرية الأخرى للصلاة؟ حين تعلم أنهم يتجمعون في بيت يتعلمون فيه كلمة الله تحت التهديد كل لحظة بإقتحام البيت و حرقه بمن فيه و حين تعلم أن 24% من المبانى الخدمية موقوفة فى مصر و حين تعلم أن عدد بؤر التوتر فى المنيا وحدها هو 31% من بؤر التوتر في مصر كلها و بينما تسمع الهمس من المسيحيين متوسلين عاوزين كنيسة تسمع الصراخ و الإنفلات من الهاتفين الإرهابيين في المنيا قائلين مش عاوزين كنيسة. إنتظر الرب لا تضطرب بل إسأل الله العدل و لا تسأل الناس فيما بعد.
- بيان نيافة الأنبا مكاريوس يعكس أن الكيل قد فاض فكلمات البيان الذى أصدره تفضح الجميع بقوله(المنهج هو المنهج، والآلية هي ذات الآلية، وفي كل مرة نُواجَه بنفس السيناريوهات والمبرّرات البغيضة مثل: الوضع محتقن الحالة الأمنية لا تسمح وربما كان ضمير بعض المسئولين هو الذي لا يسمح إن العادة هي ألّا تسمح لنا الأجهزة بالطرق الرسمية بفتح ما هو مغلق، وممنوع كذلك إقامة مبنى جديد أو كنيسة، ولم نعد من سنين نبني كنيسة كاملة (بالقباب والمنائر والصلبان والأجراس). والأماكن التي يدّعي بعض المسئولين أنهم قاموا بتوفيق الأوضاع لها، هي في الواقع أماكن تمارس فيها الشعائر من سنين) .دم شهداء المنيا ما زال يصرخ و الإرهابيون يتمخطرون في شوارعها.
- لما عرض مدير أمن المنيا على الكنيسة تدريب الكشافة لكي يتولوا حماية الكنائس بالمنيا علمنا أن المنيا ستتعرض لهجوم و أن مدير الأمن لا يريد أن يموت أحد من الشرطة بالمصادفة فعرض تدريب غير المختصين من الشباب المسيحي الغيور لكي يكون جميع المستهدفين مسيحيين أو ربما  يأت يوم و ينسب نفس الأمن للكشافة أنهم ميليشيات مسيحية مدربة للعنف فى الأحداث الطائفية.لكن الأنبا مكاريوس رفض الفخ ورفض الفكرة .الرب يحمي شعبه دون حاجة لأمن متواطئ مع الإرهابيين.ثم ماذا نضيف عن سيدة الكرم و عن سجن إبنها و إخلاء سبيل المعتدين عليها .هل في المنيا قانون أم أنها دولة إرهابية مستقلة أخذت الحكم الذاتى للسلفيين بها و الدواعش من مسئوليها.

256
المنبر الحر / خواطر رجل مسافر
« في: 09:49 20/08/2017  »
خواطر رجل مسافر
Oliver كتبها
- وضع الرجل كل ما يحتاج للرحيل.إشترى تذاكر السفر و إستعد لأنه دوماً رحال.سألته الموظفة أين تريد أن تجلس و أنت صاعد فوق السحاب.نظر إليها قائلاً أريد مكاناً أنظر منه الأرض تصغر فى عيناى و السماء تتسع قدامى.كتبت الموظفة طلبته فى سجل الحفظ و أعطته تاريخاً و رقماً و قالت له موظفة الشركة أنه مسموح له بحقيبتين فقط واحدة توزن و الأخري يحملها في يده بالطائرة. هكذا حياتنا .واحدة نتركها في الأرض هى الجسد و الأخري نأخذها حيث لا توجد أثقال أو تعديات.نظر إلى أشياءه  المبعثرة قدامه على الأرض ليفرزها .هذه توضع في الحقيبة التي سيتركها في أرض المطار ليحملها آخرون عنه.آخرون لا يعرفهم سيحملون ثقله.مضطر هو أن يجمع كل ما هو ثقيل و ممنوع حمله على الطائرة و يتركه لهم.كأنهم رسل الكاهن الأعظم حامل خطايا الناس و أثقالهم.لكي يتأهلوا للسفر من غير عائق.
- كان الرجل يسعد كلما تخلص من أشياء يصعب أن يحملها معه.فهو يعلم أن للسفر قواعده التى لا يمكن تجاوزها.وضع كل ممنوعاته علي الأرض و كل مسموحاته حملها في حقيبته الصغيرة ليرتفع بها نحو السماء.ما أصغر مدخراتنا السمائية و ما أكثر أحمالنا الأرضية.بنظرة سريعة تبين له أنه لا يحتاج الكثير ليسافر.كلما خف وزنه كلما تيسرت رحلته.قال في نفسه هكذا المسيح يحمل عني ما يمنع عبورى إلى السماء. يأخذ كل ما هو ثقيل و متعب ليؤهلنى للراحة.إمتلأ قلب الرجل بالحب و إمتلأت حقيبته بهدايا للمحتاجين  يشعرأنه مدين لهم من أجل مسيحهم. كان كلما رأى شيئاً يريد أن يجد له مكاناً في قلبه أو في حقيبته لكي يقدمه مجاناً لمن سيقابلهم في الأرض الجديدة.في الأرض إمتلأت الحقيبة بالأعباء و في السماء إمتلأت الحقيبة بالمحبة.
- أغلقت الطائرة أبوابها تركت مربضها و إنتقلت.دقات التنبيه إنطلقت و تبعها صوت القائد.صوت القائد الذى يعرف الطريق يختلف عن صوت المسافر الذى لا يعرف سوى أن القائد يعرف الطريق.المسافرون جميعاً يثقون فى القائد و ينفذون أوامره.يربطون أحزمتهم فالإنسلاخ عن الأرض يتطلب الإستعداد و تلزمه المشقة.لكن متى إعتدلت الطائرة في مسارها بدأ الراحلون مسيرة الحرية.
- المضيفات يرحبن بالجميع.يمتدحون إختيارهم الصحيح لهذه الطائرة. لا يسألون أحداً إلى أين يذهب أو من اين أتى قض 19: 17. يخاطبون  الجميع  بلطف : نحن هنا مرسلون لخدمتكم أنتم العتيدين أن تصلوا إلى ميناءكم بسلام.يبتسمون كالملائكة يخدمون كالملائكة وجوههم ليس فيها ضيق . هم إعتادوا الهبوط و الصعود لخدمة المسافرين.كانت كلماتهم مطمئنة للجميع . أما الصغار و التعابى فقد ورثوا عناية خاصة.كانت وجوههم منتقاة ليمثلوا وطنهم أفضل تمثيل.
- نسى الرجل حقيبته الخفيفة و فيما بدأت الطائرة تفوق السحب إرتفعت أفكار الرجل عن الأرض إذ إختفت من ناظريه.راح من ذاكرته الناس و الأحداث و إبتدأ ذهنه ينشغل فيما إليه ذاهب.الزمن يتقلب كل الوقت و هو هنا له توقيت آخر.من غير أن يشعر بالجوع جاءه الطعام , من غير أن يحس بالظمأ جاءه الشراب ,من غير ثمن يأتى كل شيء .الحياة في الصعود مجانية .
- تراءت قدامه أيام المسيح على الأرض حين جاء كمسافر في برية ليس له مبيت و نظر إلى نفسه حيث ينتظره البيت و الحب و المجد فخشع قلبه للمخلص قائلاً جعلتني أحيا على الأرض أكثر راحة منك و الآن ترسل لى من يريحني في الطريق إلى راحتك.إر9:2, إر14:8.يا من سلمت الكرم للكرامين و سافرت مت21: 33 لأجلى سافرت لتعد لى مكاناً مر13: 34 أنا آت إليك ساهراً لأنني لا أنام في الطريق.فخذنى فى حضنك إشتقت للنوم على يدك كطفل تهدهدنى و بعد إلى مجد تأخذنى.
- لم يسمع الرجل نداء القائد بالخروج إذ وصلت الطائرة الأرض الجديدة لأنه كان مأخوذ مما يراه فوق السحب.الإطمئنان يشمل الجميع للوصول إلى أرض السلام.ما أجمل أورشليم السمائية.خرج الرجل فلم يحتاج أن يهبط على سلم.كان محمولاً على أيدى القدير .نفس الأب الذى ركض يعانق إبنه الضال كان هناك.لم يدر من ركض لمن, لكنه وجد نفسه في أحضانه.ضاعت اللغة و كل كلماتها.سمع ترنيمة تتصاعد قليلاً قليلاً و كلما تصاعدت كلما تعمق فى أحضان الأب السماوى الذى وعد و كان كعهده صادق الوعد.المنازل قدامه تتلألأ.من مجد إلى مجد يتمشى فوق الدنيا بأسرها.
- كان هذا أعجب سفر سافره الرجل.ليس بين بدايته و منتهاه فرق أو كان الفرق هائلاً ليس يدري لأنه لم يدر به.الأميال كغمضة عين تمضى و غمضة العين لا تحجب الرؤى.ذكريات الرجل مكتوبة فى كتب الراحلين .جميعهم لا يهتمون بالأسماء و الأماكن لكنهم حين تعلموا نسيان ذواتهم وصلوا لمن صار بذاته مِلكاً لهم و مَلكاً عليهم.كل قصصهم مختصرة مع أنها طويلة.كانوا يتناوبون بين هبوط و صعود حتى إختتموا روايتهم بصعود من غير هبوط.فتح الرجل أبواباً كل من فيها عاشوا مسافرين فأحب الترحال من الأرض و مضى.لم يبكه أحد و لن يبكه أحد لأنه سكن مسكن العزاء و من هناك يرسل المخلص للكل عزاءه.



257
مجداً لمن تجلى على تابور

Oliver كتبها
بدأ الرب النوراني عظته على الجبل قائلا أن السراج يوضع علي المنارة و أن المدينة الكائنة علي جبل لا تختف و كأنه يشير إلى تجليه فيما بعد حين يتلألأ السراج و تلمع المدينة السماوية التي هي إلهنا يسوع المسيح وحده.حين يأخذ تلاميذه و يصعد ليس فقط على الجبل بل يصعد حتي إلى مجده السماوى المختفي في شخصه المتجسد.
مسيحنا القدوس تجلى علي جبل تابور و أيضاً تجلي علي جبل الجلجثة. هو نفسه الإله إبن الإله أمساً و اليوم
و إلى الأبد. ضع عينيك على الجبلين فإن تشككت أنه إله فأنظر كيف تغيرت هيئته على جبل تابور و إن تشككت أنه أيضاً إنسان فأنظر كيف تغيرت هيئته على جبل الجلجثة .بين الجبلين يكمن كل إيماننا.فتعالوا ليطوف بنا الروح و نفهم.
قبل التجلى كان الصليب حديثه مع تلاميذه مت16: 21 و قبل الجلجثة كان الصليب أيضاً حديثه قدام تلاميذه مت 26: 1.فالصليب مقدمة للمجد في الجبلين.
المسيح مخلصنا أخذ ثلاثة ليشهدوا تجليه فوق تابور و عند الجلجثة كان ثلاثة من تلاميذه أيضاً ثلاثة يشهدون مجده عند كل جبل.واحد تبعه واقفاً مع المريمات و آخر خرج خارجاً يبكي بمرارة و ثالث راح يائساً ليشنق نفسه .
فيما هو صاعد تابور ليتجلي ساد الصمت مت17: 1و فيما هو صاعد الجلجثة ليتخلى ساد نفس الصمت .
تثقل تلاميذه بالنوم عند جبل تابور لو9 هكذا غلبهم النوم فى بستان الجلجثة مت 26 : 40 و تمجد المسيح وحده في الجبلين.
فوق تابور تغيرت هيئة المسيح صار العؤيس الأبيض كساؤه نور.ثيابه ألمع من الشمس.ما جدوى الشمس هنا.كان البياض معجزياً لم يستطع التلاميذ أن ينظروا إليه .فوق الجلجثة أيضاً تغيرت هيئته. صار العريس الأحمر و أيضا غابت الشمس خجلاً مما صنعه البشر في إلههم.الأبرع جمالاً صار لا جمال له و لا منظر فننظر إليه إش53. و لم يستطع أحد أن ينظر إليه إلا من بعيد .صار كساؤه الدم.أحمر قانى صار كل جسد مخلصنا و عذراء النشيد تلوح من بعيد هاتفة حبيبي أبيض و أحمر.إنه فوق الجبلين معاً ينير بدمه كل الوجود.
على تابور سقط التلاميذ على وجوههم من الخوف لما دخلوا في السحابة إذ ظنوا أنهم سيموتون لو9: 34 .و على الجلجثة إذ بدأت الزلزلة خاف قائد المئة و جنوده مت 27: 54 .خاف القائد و مجد الله لو 23: 47.و رجع الناس قارعين صدورهم معترفين أنه إبن الله.تمجيد الله يبدأ بالمخافة في الجبلين.
عند الجبلين أرواح تحلق.فوق تابور كان موسى بروحه يذكرنا بالفصح العظيم.و إيليا بجسده شاهداً أن للأجساد مجد كالأرواح و جسد مخلصنا المتحد بلاهوته له نفس مجد لاهوته .و على صليب الجلجثة سمعنا إسم إيليا حين ظن الناس أنه ينادى إيليا لما قال إبن الإنسان إلهي إلهي لماذا تركتني و وقفوا متسمرين ينتظرون هل يأتي إيليا و يخلص المسيح؟؟؟ كان إيليا في رأيهم مخلصاً و كان المسيح في رأيهم مستحق الموت وإستدلوا بناموس موسى ليصلبوا إله موسي؟ .كان موسى حاضرا بناموسه الذى إستخدمه القتلة لموت المسيح. لهذا نعرف أن الحديث فوق الجبلين كان واحداً هو أمر خلاصنا للذى تمجد و خلصنا.
على جبل تابور تجلى إلهنا بين شاهدين موسي و إيليا و عند الجلجثة تمجد بين لصين يو19: 18.علي تابور مارس سلطانه فأطلق روح موسى من الجحيم و أنزل إيليا من سماءه وأيضاً عند الجلجلة مارس سلطانه مخاطباً بيلاطس ليفهم أن ليس له أو لغيره سلطان على المسيح وأنه بسلطانه سوف يضع نفسه في يد الآب وقتما يشاء هو.لأنه المسيح صاحب السلطان الذى مات بإرادته.يو19: 11 لنؤمن أنه الأعظم فكان مجده مجد الذى له سلطان على الجميع.مات بسلطانه بين لصين كلنا صرنا لصوص الملكوت و شهدنا مجده.
كما خاطبه الآب و هو متجلي علي جبل تابور قائلاً هذا هو إبني الحبيب الذى به سررت له إسمعوا مت17: 7 خاطبه الآب ثانية قبل الصلب بستة ايام قدام الجمع قائلاً - مجدت و أمجد أيضاً يو12: 28 .لكى نؤمن أن المجد الذى على جبل التجلى هو المجد ذاته على جبل الجمجمة.
حين إستفاق التلاميذ على جبل تابور شهدوا المسيح و موسى و إيليا و أذهلتهم الرؤية فتكلموا من غير تدقيق و سأل بطرس أن يصنعوا ثلاث مظال للمسيح واحدة و لموسى واحدة و لإيليا واحدة و ما كانوا يعلمون ماذا يقولون.و على الجلجثة غفر المسيح للهاتفين اصلبه لأنهم لا يعلمون ماذا يقولون أيضاً و لا ماذا يفعلون لو 23 : 34 .هوذا مسيحنا في مجده يرفق بضعفنا.
فيما التلاميذ يتكلمون على تابور جائت سحابة و ظللتهم وأطلق الرب موسى و إيليا فعادا.موسي عاد مؤقتاً إلى الجحيم و إيليا عاد مؤقتاً إلى الفردوس بقى المسيح وحده و عند الجلجثة حرر المسيح لصين باراباس و اللص التائب فعادا.باراباس عاش مؤقتاً في الأرض و اللص التائب راح إلى الفردوس كذلك. و بقي المجد كله للمسيح وحده.مجد الناس على الأرض مؤقت و مجد المسيح على الأرض و في السماء دائم


258
المنبر الحر / فى بيتنا ملحد
« في: 18:48 17/08/2017  »
فى بيتنا ملحد

- لا يوجد طفل ملحد.لكننا إن أهملناه نصنع منه ملحداً كبيراً ثم نشتكيه.الطفل يجهل أموراً كثيرة  لكن جهله لا يجعله ملحداً إنما إن تركناه لجهله يصبح ملحداً عنيداً.جهل الطفولة يختلف عن جهل الكبار فالطفل الجاهل يستقبل الإجابات و يقبل الإيمان بسهولة لأنه لا يحمل في داخله مقاومة أو قوة مضادة للإيمان.الطفل لا عقيدة له إلا ما يقدمه له المجتمع.بينما الكبير الجاهل الذى قال فى نفسه ليس إله أى صار ملحداً رسخت فيه عقيدة مضادة تحجب عنه قبول الإيمان و تصد محاولات تقديم المسيح له إلهاً و مخلصاً. أول طريق لمقاومة الإلحاد هو الإهتمام الروحى بأطفالنا.و لنشكر الله أن الملحد لا زال في بيتنا لم يغادره بعد.
- الإلحاد ليس فكراً جديداً بل هو حرب  شيطانية روحية قديمة. فالإلحاد عقيدة ضد عقيدة الإيمان.الملحد مع أنه ينكر وجود الله لكنه يصنع من نفسه إلهاً لنفسه فوجود الله عنده هو وجود ذاته التى لا ترض بديلاً عنها.فيما هو ينكر وجود الله يكذب لأنه يقول أنا الله.
- الإلحاد يكثر حيث تكثر العثرات.لذلك ويل لمن يصنعون الملحدين.لا تقدموا للصغار أنفسكم أو غيركم أوخدام المسيح بكل رتبهم أو حتى القديسين كمن لا يخطئون.الكل أخطأ و أعوزه مجد الله. تقديم نماذج من البشر كآلهة لا تخطئ أحد وسائل ترويج الإلحاد.لأن الملحد صدق ذات يوم ما أنهم لا يخطئون ثم وجدهم يخطئون فسقطت الآلهة الكاذبة قدامه و معها تبخر إيمانه بالإله الحقيقى. لهذا أفضل طريقة أن نقدم  الإيمان لأبناءنا و معه نعلمهم أن العشرة الشخصية مع الله هى الإيمان بذاته.فيأخذ من الله ما يعرفه عن الله فلا ينهدم إيمانه.نقدم للأطفال نماذج الذين يخطئون و يتوبون لأنه لا يوجد من لا يخطئ و حياة القداسة ليست عصمة من الخطية بل حصناً من الخطية.
- إزرع كل يوم بذور الحب و السلام و الإيمان و إتركها تنمو فى الجيل الجديد. فالمسيح لما أراد أن يرد بطرس حين أنكره سأله أولاً أتحبني؟ فالمحبة تصنع الإيمان.لا تخجل من تقديم مسيحك للملحد لكن من خلال أعمال محبة حقيقية فهذه ستنتشله من حيرته مع نفسه.إن سألك الملحد ماذا صنعت بإيمانك بالمسيح فقل له المسيح صنع بى إنساناً يحبك و يقبلك كما أنت و جعلنى أنعم بالغفران و أحب المحبة و أشتاق للحياةالأبدية معه.قلها لا تخش أحداً.أترك كلمات الإيمان قدامه و إمض فالكلمة لا ترجع فارغة لأنه  ليس كل ملحد غاضب من  وجود الله بل قد يكون جاهل بوجوده.أو غاضب من إله آخر قدمه الناس بتصوراتهم الجافة. أو لم ير دليلاً على وجوده في حياة الناس حوله أو حياته.
- ليس بيننا و بين الملحدين حرباً بل حواراً متشبع بالحب. حواراً هادئاً طويل البال بشوشاً.فأولادنا الملحدين ليسوا هراطقة و لا منبوذون بل هم أشخاص غلبتهم الذات و خضعوا للفكر البشرى تاركين عمل الروح و صبغة الإيمان.لنبتعد عن محاربتهم و لنقترب إلى محبتهم فالمحبة تغلب.
- لا يقدم الكلمة من لا يعيشها و يعرف أسرارها.فلا تظن أن ترديد الآيات يقنع الملحدين بل التعمق في كلمة الله تجعلك أنت ذاتك جزء من هذه الكلمة الحية الفعالة التي تخترق مفارق النفس و الجسد و الروح.ستصادفك أسئلة من نوع لماذا يموت من أحبهم؟لماذا يولد أطفالاً مشوهة؟ لماذا لا يوجد سلام فى الأرض؟ لماذا و لماذا و لماذا و تقولون أن الله عادل.فإسأل نفسك نفس الأسئلة و إستعد لكي ما يعطيك الروح رداً مناسباً للملحد لأنه ليس كل الملحدين يحتاجون نفس الرد بل لكل واحد سببه الخاص في إلحاده.
- لا تقف عملاقاً قدام أسئلة الملحد بل قف متضعاً.صل قبل أن تجيبه و قل لا أعرف إجابة هذا السؤال  إذا لم تكن تعرف إجابة عميقة قل أنك سوف تبحث و تسأل و تعود إليه.فالملحد دائماً إنسان ذو فكر و صاحب رأى و ذكى .هو فقط جاهل روحياً.فإحترم ذكاءه و جاوب فقط ما تعرفه و إبحث معه عن المزيد  مما لا تعرفه مع تقديم محبة و قبول لشخصه فلا تبدو قدامه كأنك تقلل من شأنه بل إحترمه جداً و إحترم عقله و لا تسخر من كلماته مهما بدت لك غبية.معرفتك بتاريخ الكنيسة و الفلسفات المعادية عند نشئتها و ثبات إيمان شهداءها أحد الشواهد القوية للإيمان الصحيح قدام من ينكر الله.قل له ربما لا أستطيع أن أثبت لك وجود الله لكنني أستطيع أن أثبت لك أن الله الموجود فى حياتى و إيمانى يقدمك لى كإنسان ذو قيمة عظيمة عنده لهذا أنا اسعد بلقاءى معك و أسمعك.
- إلهنا كما هو إله الخلاص و إله السموات و إله المعجزات كذلك هو أيضاً إله المنطق و إله العلم و إله الحكمة و المعرفة.فخذ من العلم و المنطق و الحكمة لأن هذا ليس ضد الإيمان .ملح هذا العلم بالمسيح و عمد هذا المنطق بالروح. و تمنطق بالحكمة الإلهية.فالملمحد يحب الحديث المنطقي و قد يلجأ للعلم لإثبات إلحاده فتسلح أيضاً بالعلم الذى يرد على العلم الآخر الذى ينكر الله.ضع حداً فاصلاً بين أقوال العلماء في علومهم التي هي مرجع علمى و أقوالهم الأخرى في معتقداتهم الشخصية التي ليست مرجعاً لشيء.
- الصلاة من أجل الملحدين هى الحل الأمثل لأن تغيير القلوب و الأذهان عمل إلهى.الصلاة هى حديث غير مباشر يصل إلى قلب الله و منه إلى قلب الملحد فيتأثر أكثر من كل كلمات العالم.و لو كان الأمر بيدي لوضعت صلاة من أجل الملحدين في القداس الإلهى.لكن صلوا لأجل الملحدين فصلواتكم مقبولة و تضرعاتكم  تفرد شبكة الخلاص لتصطاد النفوس الحائرة.
- لا تخلط بين الحديث مع الملحد و الحديث عن الملحد .الأول هو حديث مع من ينكر الله و الثاني هو حديث مع المؤمنين بالله.فلا تعظ عن الإلحاد قدام المؤمنين ساخراً من أفكار الملحدين و معتقداتهم لأن هذا أسوأ ما يمكن أن تفعله  بل عظهم كيف نقدم محبة للملحدين عالماً أنهم يختلفون جداً عما تعرفه.كل ملحد له عالمه الخاص و أسبابه الخاصة التي لن تعرفها إلا بالحديث المباشر بقلب و عقل منفتحين.الصداقة بين الخدام و الملحدين بداية طريق المحبة و الإيمان خصوصاً و أن معظم الملحدين من الشباب.من المهم أن لا نقدم الملحدين للمجتمع كخصوم لأنهم بالفعل ليسوا خصوماً بل ضحايا  تربوية و روحية و فكرية لأخطاء الآخرين.
-أيها القدوس راعى النفوس عند قدميك نحنى هاماتنا خاشعين كى ترحم و تشفق علينا و على كل نفس تعامت عنك.كل أولادك بأسئلتهم الحائرة عن العدل و السلام و السماء تعال إليهم أيها الوديع المتضع و تصادق مع أرواحهم و إجتذبهم بمحبتك فأنت وحدك القادر على خلاص الجميع.نؤمن بك مخلصاً للملحدين قبل المؤمنين.مهتماً بالناكرين كما أنت مهتم بالمنجذبين إليك.لك نحن بحلونا و مُرنا.جدد أذهاننا ليتجدد الكيان كله.أغمس أفكارنا فى دمك المحيى لنؤمن من القلب أن الخلاص منحة منك للبعيدين و القريبين.


259
المنبر الحر / كلام مع المخطوبين
« في: 10:13 13/08/2017  »
كلام مع المخطوبين
Oliverكتبها
- أجمل مشاعر و أرق الأحاسيس تشغل و تشعل القلوب أثناء فترة الخطوبة.فيها يتم وضع أساس البيت الذى يصير فيه الإثنان واحداً.الخطوبة مع جمال مشاعرها ليست الهدف بل الزواج لذلك لابد أن نعيش الخطوبة كوسيلة توصل إلى زواج سعيد.
- الكنيسة على الأرض تعيش فترة الخطوبة.تستمتع بلمسات المسيح عريسها.تعتاد على فكره و تشبع من حبه .لا تنشغل بسواه إلى اليوم الذى يتم فيه الإكليل حينئذ ندخل إلى حجاله و نتمتع بالإتحاد اللانهائى.ما تعيشه الكنيسة الخطوبة روحياً مع المسيح يصلح أن يكون منهجاً لفترة الخطوبة بين كل حبيبين.خطوبتنا للمسيح مبنية على فعل إلهى و إستجابة بشرية.
- الصدق لا يتعارض مع الرومانسية لكن الكذب و الإدعاءات تتعارض.فلا يجب الخلط بين الأمنيات و الواقع.كن واقعياً في الحديث عن شخصك و صفاتك و آمالك و وعودك.فالخداع لا يبن سعادة و لا يدوم أبداً.لا تقدم نفسك كبطل و لا تقدمي نفسك كملاك فكلنا بين ضعف و قوة نتأرجح. من يتعلم أن يعرف نفسه سيتعلم أن يتقبل الآخر.و من يظن نفسه مثالاً فى كل شيء يخطئ كثيرا.ً
- الخلافات هي المرآة التى تكشف كل طرف الآخر ليست الخلافات كراهية بل عجزعن فهم كل طرف للآخر.إنها خلافات كاشفة توجهنا لنفهم بعض أكثر و نعتاد على ما فينا من قوة و ضعف . التفاهم مع وجود إختلاف هو صفة أصيلة للبيت السعيد.فلا تخاف الإختلاف ما دام له إطار من الحب و الإحترام. إعلموا أيها الحبيبان أن الخطوبة ليست صراعاً بين إثنين يحاول كل منهما أن يجعل الآخر نسخة منه.هذه خطوبة عاقر لا يمكن أن تثمر عن زواج سعيد.لا أحد نسخة مكررة في الوجود.فلا تضيع الخطوبة في إستنساخ نفسك و عقلك و فكرك من الطرف الآخر.و لا تضيع الزواج أيضاً فى الإستنساخ.كن نفسك وللآخر حقه أن يكن نفسه أيضاً.أما الحب فيساعد على ترسخ العلاقة رغم  الخلافات.
- - تظهر الحقيقة من ردود الأفعال التلقائية.حينها قف و اسأل هل أستطيع الإستمرار أم أتوقف؟ ضعوا هذه العبارة فى عقولكم أيها المخطوبين: إن ألف فسخ لألف خطوبة أهون بكثير من زواج واحد فاشل.
-أجمل ما في الخطوبة أن يعرف فيه كل طرف الآخر.هذا ما ينبغى أن ينتبه الخطيبان له.البعض يسمح للمشاعر العاطفية  بإبتساماتها و دموعها  أن تبتلع فترة الخطوبة دون أن يعرف كل منهما حقيقة الآخر .هذا البعض يتزوج ظنا أن الزواج كالخطوبة  فيكتشف بمرارة أنها ليست كذلك .أو قد ينشغل البعض فى أعباء تأسيس البيت الجديد مما يجعلهما مثل تاجرين تلاقيا على صفقة فتضيع بهجة الخطوبة و و ينشغلا عن التعرف على حقيقة كل واحد منهما فإذا تزوجا تبدأ الخلافات فور الزواج و تنقضى السنوات الأولي في صراعات  كان يمكن تفاديها لو أن كل طرف إهتم بفهم طبيعة الآخر أثناء الخطوبة و لا يكتف بالحب الرومانسى الذى لا يصلح وحده اساساً الزواج.فإما التعارف أثناء الخطوبة بالرومانسية و إما التعارف أثناء الزواج بالخلافات من غير الرومانسية.
- المسيح يقف خارجاً يتودد يتقرب يقدم نفسه و ينادى و يقرع الباب لكنه لا يقتحم.لا يفرض نفسه.ليس ضيفاً ثقيلاً بل رقيقاً.إنه مثال  لو نقلده نفرح.نعرض محبتنا للآخر دون إكراه أو إغراء بأى نوع.محبة تحترم حدود و حقوق كل طرف.
- الخطوبة هى حالة خروج عن الذات ليكون الإنسان مرتبطاً بالآخرفلم يعد كل طرف مستقلاً كما كان من قبل .الأنانية عدو الخطوبة الأول.فليهتم كل أحد بالآخر و ليس بنفسه هذا هو طريق المحبة و الفرح.فإن أردت أن تبقي كما كنت قبل الخطوبة فلماذا خطبت؟ تنازل عن ذاتك فالمسيح تنازل عن مجده لكي يخطبنا لنفسه. رب المجد يتودد لكنيسته صنعة يديه لنتعلم منه كيف نتقارب.
- الخطوبة فترة جميلة لكنها لا تدوم بالعناد.فلا تتحدى نفسك أو غيرك.إنها أمر لا يشغل الناس كما تظن لكنها تحدد مصير إثنين فقط.فإبتعد عن التحدي.ليكن التحدى الوحيد هو أن تتهيأ بأمانة لتكون زوج و زوجة ناجحين أما أى  تحدى آخر فهو فاشل..
- الخطوبة فترة مشاعر رائعة لكنها مليئة بالمسئوليات و بها يثبت كل طرف جدارته أو عدم جدارته بالطرف الآخر.و يقوم بإثبات تمسكه أو عدم تمسكه بالآخر.الخطوبة تأخذك بأحلامها لتلمس النجوم و قد تأخذك إلى القفار من كثرة الهموم لكن الصلاة تنجيك من هذه المبالغات و تضع يد الله بين أيديكما.فلا تسيرا وحدكما في طريق لم تسيراه من قبل.خذوا معكما أباكم السماوى فتصبح المشقات محتملة و هو يمهد لكم الجبال فتسيرون فوقها من غير يأس أو إستسلام.الحب حقكما عنده إن كان حبكما له  وفىً.النجاح وعده لكما إن كان الإيمان به قوىً.الفرح إكليلاً لكما إن كنتما بالمسيح فرحون.
- أيها العريس السماوى فى يدك نضع شبابنا لكى بك يتبصر و بروحك ينقاد لما فيه مجدك و مشيئتك الصالحة لكل أحد.خذ القلوب الشابة و إملاْها حباً من حبك.و نقاوة من طهارتك.إنتزع الآفات القديمة و إبن لهم بيوتاً من غير سوس يأكلها.علمنا البذل و نسيان الذات لأن ضعفنا يكمن فى ذواتنا.إعطنا ذاتك فننشغل بالأبدية و لا ننشغل عنها.قدس مستقبلنا ليكن لمجدك.من يدك نأخذ الخلاص و الحياة و الرجاء .مد يدك فى كل أحداث أعمارنا على الأرض و إجعلها للخير كعادتك معنا.فنحن منك أتينا و إليك نمضى .ننتظرك هنا فإنتظرنا هناك حين تنتشلنا بنعمتك لنكون فى أرض المجد.

260
المنبر الحر / عذراء الوجود كله
« في: 17:50 10/08/2017  »
عذراء الوجود كله
Oliver    كتبها

- كانت حواء كاملة فى الجنة حتى سقطت أما حواء الثانية العذراء مريم فقد صارت أعظم من الأولى لأن إبنها آدم الثانى هو أعظم من الجميع.خدمت العذراء فى الهيكل حتى تلقت البشارة أنها صارت بنفسها هيكل للرب .الأم الطاهرة هى أول هيكل في العهد الجديد من اللحم و الدم سكن فيه المخلص الذبيح تسعة أشهر.بالروح القدس صارت  العذراء أماً .أم الله هى أيضاً أم البشر حواء الثانية .عذراء النعمة.أم العهد الجديد. عذراء الوجود كله.
- أحب يعقوب راحيل لأنها كانت جميلة فى عيني إسرائيل القديم .عاشت مكرمة فأحب إبنها يوسف جداً.صنع يعقوب أبوه الثوب و ألبسته راحيل أمه الثوب فكان ثوباً للألم.صنع الروح القدس هكذا. حل على العذراء فأخذ من بطنها الثوب لإبنها المحبوب ,لبسه منها ليفدينا.أخذ الجسد و صارت أم الله  المتجسد أعظم من راحيل. تغرب إبنها يوسف فى مصر و أيضاً تغربت العذراء مع إبنها يوسف الحقيقى فى مصر.أحب يعقوب إسرائيل راحيل حتى الموت فإشترى لها قبر فى الرامة.أما العذراء مريم  محبوبة الثالوث فقد صارت أُماً لإسرائيل الجديد يسوع المسيح.جميلة الجميلات أحبها الجميع لأنها المرأة التى فاقت الكل فى فضائلها.ليس لها قبر فى الرامة لأن إبنها القدوس نقل جسدها الطاهر إلى السماء. كانت راحيل تئن للمذبوحين فى بيت لحم لأنها رأت إبن العذراء مذبوحاً على الصليب.لكن راحيل كفت عن البكاء وبعد القيامة لم يعد يسمع النحيب من قبرها .ها هى العذراء فى ملْ الزمان.إبنها خلصنا من الموت. سماء صارت لإبنها و السماء صارت لها من إبنها.عادت راحيل من الموت و قد تعظمت العذراء مريم فى عينيها.إمتدحتها فى الفردوس و تبدلت ترانيمها.
- ملكة التيمن هذه القادمة من أرض بعيدة لكى تنال بعضاً من الحكمة البشرية  من سليمان الملك لتصير بها ملكة عظيمة. ستقوم هذه الملكة لتدين هذا الجيل لأنها أتت من أقاصى الأرض لتسمع حكمة سليمان .هوذا قد أتانا أعظم من سليمان الذى ولد من عذراء هى أعظم من ملكة التيمن مت12: 42.هى تجلس على عرش إبنها فى مجد يفوق كل الملوك و الملكات لأنها إقتنت أقنوم الحكمة ذاته فى بطنها بعد أن حل عليها روح الحكمة .لم تأت من أرض بعيدة بل ذهبت بنا إلى الأرض الجديدة.بولادتها للذى رفع جنسنا إلى السماء.
- كانت إستير إنسانة بسيطة فقيرة أطاعت مردخاى البار وصارت ملكة فارس . أما العذراء فلما أطاعت البشارة من رئيس الملائكة غبريال تأهلت فى التو لتكون أعجوبة الله الذى فيها صار جنيناً و منها ولد كالبشر مع أنه بالروح القدس ولد.صامَت إستير من أجل شعبها و تضرعت حتى إنتزعت خلاصاً للجميع من الموت بأمر الملك  أحشويرش, أما العذراء فكان صومها عن الكلام دائم و كانت تحفظ كل أمورإبنها العجيبة في قلبها حتى إنتزع لنا خلاصاً بدمه القانى حينئذ تكلمت العذراء فكان حديثها إنجيلاً.
- المرأة الشونمية أعدت مكاناً لرجل الله إليشع أي الله يخلص.2مل4.تركت فقرها و حياتها متكلة على إيمان رجل الله ذاته.فلما مات إبنها أقامه الإيمان.أما العذراء فقد صارت هى بذاتها بيت الله.أقام فيها و لما مات أقامها و أقامنا .و صارت المرأة الشونمية مثالاً صغيراً قدام أم النور تعرف منه أن الله يخلص فنادته بإسمه يسوع يسوع لأنه المخلص كما قال لها المبشر.
- كانت أم موسى رمزاً حقيقياً للعذراء مريم.فإبنها موسى هذا المحكوم عليه بالموت في طفولته.المتروك مهدداً من أيدى الجنود الفتاكة. تنقذه إبنة فرعون تتبناه فيصير إبن لإبنة الملك.العذراء أيضاً إبنة لإبن الملك ضابط الكل. تتقدم أم موسى لترضع إبنها كخادمة وهو مخدومها مع أنها أمه .العذراء تفعل هذا بالتمام.تأخذ من الإله لبناً فى صدرها و ترضعه كإبن من لبنها.كانت أم موسى تنادى موسى سيدى مع أنه إبنها و كانت العذراء أيضاً تفعل هكذا و تنادى إبنها سيدى و تناديه ربى و تناديه إبنى.ما أجملها حين تناديه متكللة بالإيمان السمائى. أم موسى تذهب إليه فى قصره مع أنه من أحشاءها خرج. و أم الله تصلى إليه فى سماءه مع أنه من بطنها ولد. و كما تفعل أم موسى تفعل العذراء أيضاً .تقرع البيت قبل الدخول لكي تلتقي بإبنها الملكي النسب حتى إذا وجدته قدامها إحتضنته لأنه إبنها أيضاً.كما أخذت أم موسى أجر رضاعتها كخادمة من الملك هكذا صارت العذراء أمَة الرب التي نالت إكليلاً فريداً لم يناله غيرها بولادتها الإبن الوحيد الجنس.كان قلب أم موسى يعتصر حين تترك طفلها فى أيد غريبة مع أنه إبن الملك كذلك جاز فى قلب العذراء سيف حين تكاثر حوله الأعداء مثل النحل حول الشهد و لكن الشهد صار لها بالخلاص و صار لنا معها و عاد الإبن صحيحاً من الموت فإحتضنته كما إحتضنت سارة إبنها إسحق العائد مع أبيه إبراهيم حياً.و علمت كل الأسرار.
- لما هتف داود بترنيمته قم يا رب إلى راحتك أنت و تابوت (عزك) موضع قدسك مز 132: 8 كان يعرف أن قيامة المسيح يلحقها إرتفاع تابوت الله أى العذراء مريم فهى تابوت العهد موضع قدس الله أى موضع ولادة المسيح .رفع الله تابوته أى أمه إليه لأنها قدس أقداس.ناداها قومى يا حبيبتي يا جميلتي و تعالى فقامت نحوه و ذهبت. هكذا صار لأمه قبر فارغ كما صار له.قبرالمسيح الفارغ  يشهد لقيامته المجيدة و قبر أمه البتول الفارغ يشهد بكرامتها.منها خرج المسيح إلى أرضنا و منه خرجت العذراء إلى سماءه.لم يجلس كملك على الأرض لم يأكل كملك,لم يتعامل كملك,كأن العذراء ولدت عبداً و هو سيد الوجود كله.لهذا توجها بالجلوس فى السماء كملكة عن يمين الملك.لقد تحملت الكثير على الأرض و آمنت بالكثير و كان صمتها من أجل خلاصنا و خلاصها فلما نلناه من إبنها الفادى حان وقت الأكاليل فأخذها لتجلس عن يمينه كقول المرنم مز45: 9.
- كانت فضائل العذراء تحت نقابها أى مختفية عن الناظرين لكن إبنها يعرف.إنه يرى أحشاءها فقد كان فى داخلها و ير أفكارها فقد كانت فى داخله.هى عنده عذراء النشيد فى كامل أوصافها.هى التى يخبرنا عنها بنداءه: ها انت جميلة يا حبيبتي ها انت جميلة عيناك حمامتان من تحت نقابك.و لأنها إقتنت كل الفضائل لهذا يقول عنها : ليس فيك عقيم.شفاعتك حصن إذا ما إستخدمناه يحمينا السيد الذى وصف قامتك عنده كبرج داود المبنى للأسلحة أى المخصص للحماية من عدو الخير و الشفاعة عند إبنها القدوس.يراها كلها جميلة بلا عيب فيها.يدعو الناس ليتأملوا عذراءه المباركة الممتلئة نعمة.هذه التى إمتلكت قلبه كما إمتلك قلبها.ليس حب أعظم من حب العذراء مريم.هذه الجنة المغلقة الينبوع المختوم لكنه ينبوع متدفق مع أنه مختوم.أغراسها فردوس لأن إيمانها صار سبباً للخلاص.كلها أطياب.كلامها طيب.شفاعتها زكية عند الثالوث.محبتها طيب.قداستها فخر الكنائس.هى المنتخبة من عذارى الأرض لتكون الأم البتول.هب عليها الروح القدس فتقطرت أطيابها و ملأت الأرض.صارت بجملتها للحبيب نفساً و جسداً و روحاً فمن يشبهها؟نش4.



261
المنبر الحر / حبيبتي أوليمبياس
« في: 11:24 06/08/2017  »
حبيبتي أوليمبياس
Oliver كتبها
- كنت إبنة أبى المحبوبة.بنت جبل الأوليمب المقدس , هذا معني إسمي أوليمبياس. قد تعتبرني من النبلاء لأنني إبنة سيليسيوس الأنطاكي والى من ولاة القسطنطينية.لكن هذا النبل ليس سبب فرحي.كان لأمي ألكساندرا إرث عظيم هي أيضا و لم يكن الإرث يشغلنى.تزوجت سريعاً جداً و ترملت سريعاً جداَ و صار إنتقال زوجي نبريديوس علامة لي من المسيح أنه يريدني مكرسة له فإمتلأ قلبى بهذه الشهوة المقدسة لأكون للمسيح بالكلية هذا هو فرحى. صرت من أوائل الشماسات بأنطاكية و لم تكن أسبقيتي مدعاة للفخر لكني أريد أن أقول لكم لا شيء هنا أكثر بهجة من أن يتملك محبة الرب يسوع على قلبك فتجد نفسك هائماً بالحب.
- تزوجت جسدياً و ترملت جسدياً لكنني إشتقت أن أتعلم الحب الروحي.و دائماً ما تسائلت .كيف سنتعامل في الأبدية؟كيف يسود الحب كل العلاقات.مع إلهنا الذى هو نبع كل المحبة.مع الملائكة و القديسين.مع سكان السماء من كل الأمم.هل سيكون هناك نوع من الحب الخاص لبعض الرفاق من السمائيين.شغلتني فكرة الحب الروحى النقي على الأرض و فى الكنيسة هذه إشتياقاني,المحبة السماوية.حب خال من أى رغبة أو خطية.حب من أجل الحب من أجل المسيح وحده . كنت أشبينة لكثيرات ممن قبلن الإيمان. كنت أراهن خارجات من أحشاء المعمودية يكسوهن نور إلهى فأقول لنفسى هل أجد حباً روحانياً مرتدياً هذا النور الإلهي.أم أن  هذا الإحساس الروحى يهدد نذر التكريس الذى نذرته؟ كنت مشتاقة لأختبر حب حواء لآدم قبل السقوط.الحب الذى من غير سقوط.كنت أسأل إن كان هذا ممكناً لنا بعد أن فسدت الطبيعة البشرية؟ كانت أسئلتي تملأني ,تشغلني,لكنها تشغلني بحب المسيح الطاهر في كل شيء .صار الفكر يملكنى ثم صار أبي ذهبي الفم بطريركاً لأنطاكية.فكان لى مثل ملاك.
- كان أبى القديس يوحنا ذهبى القلب و الفكر أيضاً.كنت أشبع من كتبه و كان يمنحني الكثير من الخصوصية لأسأله فيما استعصى على فهمي و كانت إجاباته تدخل قلبي من غير إستئذان.كنت اسمعه بقلبي.كنت أسأله بقلبي و كان يجيب أسئلة قلبي بإبتسامة و سلام عميق.كنت أستمتع ليس فقط بإجاباته بل أيضاً بطريقة كلامه.كان كمن يستقبل إرشاداً سمائياً عن كل سؤال فتأتي إجاباته بارعة منظمة مؤيدة بآيات و تفاسير.كان أبي يحب مدرسة أوريجانوس و يستخدم من تفاسيره الكثير.كان قلبه يستريح لأوريجانوس و يراه بريئاً من الإتهامات التى نسبت إليه فجعلتني رحابة صدره عملاقاً قدامي كلما ناقشته.لقد جعلني أبي صديقة لأوريجانوس وأنا لم ألتقيه بعد.تعلمت من أبي أننا نستطيع أن نحب من لم نقابلهم أو نراهم جسدياً.
- سألت أبى كيف نعيش حب حواء و آدم قبل السقوط؟هل كان حب زوجي؟ فأجابني بل كان حب سماوي حيث في السماء لا يزوجون و لا يتزوجون.كان مثل حب الملائكة لبعضهم البعض.كان محبة مستمدة من المسيح بأكملها لهذا لم تكن فيها رغبات أخري.حتى أن الشيطان لم يفكر فى إغراءهم بشهوة جسدية بل بشهوة الألوهية لأن قلبهما كان بأكمله يحب حباً روحياً.مع أن أي شهوة جسدية بينهما لم تكن خطية لكنهما كانا بقلب لا ير سوي الله.
- بعد  زمن من حرمان من إرثى رأي أبواي أن آخذ نصيبي لأنهما تيقنا أنني مغلوبة من حبى للمسيح.فلما صار الإرث في يدي صار عندى أداةَ للحب. بنيت مستشفى كالكنيسة  لكي ينفتح باباً لمحبة المتألمين هكذا حبيبى الحلو ربنا يسوع السامرى الصالح.ثم بنيت ملجاً لأن الرب تبناني أنا أيضاً.كان جمال البنوة لله يحكمنى فكان الملجأ إشتياقاً عندى.ليجد الصغار أبوة و أمومة المسيح. لأقدم المحبة لمن ليس له حبيب و يكون الملجأ صورة أرضية من المحبة المجانية لإلهنا  كلى المحبة يسوع.ثم فكرت فى بناء دير لكنني لم أترهب فيه إذ إغتنيت بالمحبة فلم أميل للتوحد بعيداً عن الناس بل قلت أتوحد مع الله في قلوب الناس.هذه شهوة صعبة التفسير .هذا التوحد عاشه آدم و حواء قبل السقوط بالحب الروحى بينهما.
- أفدوكسيا قررت نفي أبي لأن ذاتها أخذتها بعيداً عن الحق. لكن النفى زاد محبتى للقديس و زاد محبته لى.لأن محبتي لأبي كانت ظاهرة فقد تربصوا بي و به ,صرت لهم هدفاً ينتقمون من أبى خلاله لأن المحبة تصد مؤامراتهم.هذه الآلام كانت حافزاً لى لمزيد من الحب لمسيحي و لأبي .كانت رسائل أبى لي منشغلة بالسمائيات كأنه منفى في بطمس مع يوحنا الحبيب.كان حديثه لى مثل حديث آدم لحواء قبل السقوط.كانت عبارات الحب تفرحني حتي بدأت أخشي لئلا تكون تجربة. و صرت أكتب رسائل و لا أرسلها .كم مرة مزقت رسائلي خوفاً من العثرات.سألت أبي عن ذلك في المنفي فأجابني لا تخافي يا أختي الحبيبة ليس فى قلبي سوي محبة المسيح و بها أخاطبك.فإطمئنيت لأني مهتمة بخلاصى و خلاص أبي و أخشى أن أصير حجر عثرة له. لكن هذا كان ظناً عابراً تجاوزناه.كان النفي مدرسة  النعمة لأبي و لي معه. ما أصدق الحب حين يأخذ لون الدم.تعلمت أنه يمكن مصادقة القديسين ليس لأني في مثل قامتهم لكن لأنني أحب نقاوتهم.
- كان علاقتى بأبى هى مذاقة حية للعشرة السمائية . خاطبني بلغة حب سمائي فأيقنت أنه يريدني أن أعيش ما أشتهيته  فى السماء و إجابة عملية لما سألته عنه. كانت لغتنا تُفسر روحياً فى كل ألفاظها.وحدها الروح ترتقى للحب السمائى و تستوعب الشوق للنقاوة.لم يكن في لغتنا جسديات.لم تكن مشاعر نفسية بل كانت مشاركة للسمائيين فى ترنيماتهم و هم في حب كامل بعضهم لبعض.هذه أعمق التسابيح و أسمى التأملات و أبلغ العبارات و أصدقها حين تخاطب الجالس على العرش فيما يفيض منك و من الآخرين محبة تجعل تسبحة الواحد هى تسبحة الكل ,عمق الواحد هو عمق الجميع ,تأمل الواحد هو فكر الجميع.إنني أطير كالملائكة من حلاوة المحبة للمسيح و للسمائيين و أيضاً لأبى الذهبى.
- بهذا الحب الروحانى نتعلم صداقة السمائيين.نجيد مخاطبة من يميل القلب لرفقته منهم.بل قد يشاء الرب أن يهبنا السمائيات علي الأرض إن صرنا مؤهلين لمثل هذا الحب السمائي .المجدلية و هي تهم أن تمسك بقدمي المسيح القائم من الأموات لم تجد موافقة من المسيح لأن هذا الحب النفسى ليس سمائياً.بل قال لها أن تنتظر ليصعد بها إلى الحب السمائي .ليس الذى يبدأ من عند الأقدام بل من القلب ينبض و من الفكر ينساب بغير جهد.
علمنا أيها الرب يسوع محبة أوليمبياس قديستك.لننشغل بحب روحى يحكم حديثنا مع  كل أحد.علمنا أن نجيد تلك اللغة الزكية المقبولة لكي بها نرنم. الواحد كالجميع يرنم.بها نقتني في كنيستنا القلب الواحد ليس بين المرئيين وحدهم بل أيضاً مع غير المرئيين.و يبقي حديثنا إليك يا محبوبنا هو من كل قلب تملكته محبة الأخوة.

262
أزهر أزهر لماذا تضطهدنى
Oliver كتبها
- وسط الحنطة يطلع الزوان. مع بدء كرازة العهد الجديد بدأت العداوة تتربص بالمؤمنين. بدأ الإيمان برب المجد يسوع فأشهر إبليس سيفه ليقتل الجسد و نشر هلاوس الهراطقة ليقتل الروح .إنتشر الإيمان في الشرق مستنداً على النعمة  مقابل قوة مضادة لإبليس تؤرقه. عداوة إبليس لا تهددنا لأن محبة المسيح تجعلنا معه فى العناية المركزة. وجود الهراطقة كان سبباً لم يقصدوه لتثبيت الإيمان.فالمجامع التي نسجت لنا صيغة الإيمان إنعقدت لنا كما إنعقدت ضدهم. سر قوة مسيحي الشرق أنهم يعيشون وسط زوان مضاد يشكك فى المسيح و الإنجيل و الإيمان. وجدوا كل أحد ضدهم و وجدوا المسيح فرصة النجاة وحده فأمسكوا به و أمسك بهم.
- أشهر عدو للكنيسة  وقت نشأتها هو أشهر رسل العهد الجديد,شاول قبل معرفته بالمسيح هو النسخة الأصلية لما يفعله الأزهر.كان يهودياً يتعلم عند قدمى غمالائيل تعاليم للحفظ و ليست للحياة فتكونت فيه قشور الفضيلة دون جوهرها.هذا التلقين هو منهج الأزهر.تعليم خال من الحياة ينجب موتى.قشور وراء قشور تجعل الفكر مصمتاً كالحجارة و عين القلب لا تبصر.
- كان شاول مؤهلاً أن يكون له دور في التعليم لكنه لم يستخدم ما تعلمه إلا فى تكفير المسيحين و هكذا يفعل الأزهر بشيوخه و كتبه و مناهجه.لم يكن غمالائيل يعلم شاول كيف يكون مشرعاً يحكم الناس و يحكم على الناس  لم يعلمه أن يكون جندياً يقتل الناس  لكن شاول إنجذب للعنف. كرس نفسه للإتلاف و التخريب .الأزهر هكذا يدس أنفه فى التشريع و هو لا يعرف التشريع.يتقمص دور الجندى و يقاتل الفن و الثقافة و الأقباط  بفتاويه ويحتل المترو.يجتمع كباره لأجل حرب الأقصى و الأدني و هو لا يعلم عنهم شيئاً  ,الأزهر لا يقنع بحجمه فهو يريد أن يتمدد على حساب الجميع و يدوس من يحسبهم أعداءه أى الأقباط و المثقفين وأصحاب الفكر المنفتح و الفن و كل ما هو حضارى.
- الأزهر مبناه مسروق من الكنائس القديمة.الأعمدة بنفس حالها و تيجانها تتنفس الفن القبطى القديم. كل تيجان الأزهر ليست ملكه.الأزهر يسرق تيجاننا و كل ما هو قبطى.يسرق تاريخاً لا يملكه.و شهرة لا يستحقها.يسرق أموال الأقباط دافعى الضرائب.يسرق مرسوم الإمارات و ينسبه لنفسه و يقدمه على أنه مشروع الأزهر لقانون مكافحة الكراهية.شاول أيضاً كان لصاً.يسطو على المسيحين و يسرق السلطة ليزهق أرواح المسيحين الأبرياء متكلاً على  رسائل  يحملها من رؤساء الكهنة لتحميه و هو يبطش و ينكل بالمسيحيين.إن شاول كالأزهر يسرقان السلطة.
-شاول كان يطوف مع زمرة من الإرهابيين يجدف ضد المسيح  و المسيحيين بكل حرية  بينما لا يدعهم يفندون إتهاماته الظالمة.و حتي إذا تكلم واحد من المؤمنين يتصيد له ما إستطاع إلى ذلك سبيلا .يفتخر بقدرته على سجن الكثيرين. كل معارفه كانت جهلاً و الجهل صوته عال و  دوماً يدعى أنه مع الحق.الأزهر هذا الشاول الذى يرى نفسه الأعلى و الأحق بعقيدته.ينشر الجهل بإعتباره تعليماً رائعاً؟ يهدد متصوراً أن الأقباط طرف أضعف.شاول و الأزهر يعبدون أنفسهم.يقتنون الجهل كالكنز.يتصيدون لنا.
- حين كان يصادف شاول مسيحياً يتعذب يتلذذ بفرح  بل يساهم فى مضاعفة الآلام.شاول يجلس حارساً لملابس الراجمين لإستفانوس العظيم.شاول يساعد القتلة.و هو راضٍ بقتل الشهيد. صار شاول نهماً للدم فبعد قتل القديس إستفانوس إزداد جشعاً لمزيد من الضحايا.الأزهر راضِ جداً  أيضاًعن قتل أى مسيحى و من بيت العائلة يضاعف الظلم للأبرياء و يقهرهم.يحرس الدواعش و يربيهم في أبنيته.يحامى عن القتلة و يكفر الشهداء ضحايا رعاياه الإرهابيين.شاول و الأزهر يؤمنان بأن الإيمان قتل و الجهاد قتل و يدعيان أنهما في سبيل الله يسعيان .
- شاول كان يظن أنه يضطهد المسيحيين و لم يدرك أنه عدو المسيح له المجد.فصل بين المسيحيين و الله كأنهما خصمين.الأزهر أيضاً يظن أن ليس لنا نصيب في المسيح فى كتبه.يجعلنا خصوماً للمسيح و يتكلم عنا كمن يعرف المسيح أكثر منا؟ يضطهدنا بإبتزاز دائم و يزرع الظلم فى بيت العائلة .الأزهر مثل شاول يصرح أننا لا نعرف الله .إنجيلنا ليس الإنجيل و مسيحنا ليس الإله , يضطهدنا ظناً أنه فى أمان لكنه واهم لأن نور الرب أشرق فمن يستطيع أن يخفيه؟شاول و الأزهر أعداء المسيح.
- فيما كان شاول يجول هنا و هناك يروج لأكاذيبه و إدعاءاته  على أولاد الله أوقفه فى الطريق  صوت الرب غاضباً.كان نور عظيم لكن حتى النور كان لشاول تأديباً. كشف نور الرب لشاول أنه أعمي منذ وقت طويل.منذ بدأ يضطهد شعب المسيح.لأنه بالإضطهاد وقف متجاسراً ضد الله فكل ضربة للكنيسة موجهة للمسيح. الرأس يتقاسم آلام الجسد و المسيح راسنا يصنع الشفاء.شاول شاول لماذا تضطهدنى؟ الأزهر يسمع نفس الصوت أزهر أزهر لماذا تضطهدنى؟ يغشى بصره أيضاً.المسيح ليس متفرجاً على أحوالنا بل مشاركاً حتي لأنفاسنا.إن لم ترجع عن جسارتك قدام الله يقتادونك من يديك كالأعمي كما فعلوا مع شاول.يقتادك نفس رفاق الإرهاب الذين كنت تقودهم.و الضباع ليس لها أصدقاء. تقودك الدواعش فتتألم لأنهم يعرفون أنك أنت الأعمى.أترك شعب الله فلا شأن لك بالكنيسة و شعب المسيح فى اي مكان.صعب عليك أن تصبح فارساً قدام المسيح الغالب الذى خرج لكي يغلب لنا.إتضع و إسأل حنان الله الكاهن الذى يقول لك ماذا ينبغي أن تفعل.
- أطاع شاول فبدأ يتنقى.ذهب إلى حنانيا كما أمر الرب هناك سقطت قشور كثيرة من القلب و قشور قليلة من عينيه و صار شاول البار بلا قشور و ضاعت السطحية و إنزاح عبء الكراهية عن عاتقه و حمله عنه المسيح رب المجد و صنع من شاول إناء للمجد.فهل يا أزهر تنبذ السطحية و تدخل و لو خطوة إلى العمق.تسقط و لو قشرة من القلب من العين من الفكر و تبصر و لو قليلاً.الدعوة من المسيح مخلصنا حاضرة و صوته يحذر أنك تضطهده فهل تسأل عن حنانيا حنان الله.




263
يوسف الصديق فى قصر السيسى
Oliver كتبها
- يخطو شاب يافع عيناه نحو الشرق تسبق خطواته,نضارة وجهه تكشف عن نسبه الرفيع.لا يمسك عصا و لا سيف. يقهر الرمال بإبتسامته.يدوس أرض مصر بهمة كالعاشق المشتاق.يمشى بسرعة ليس فيها تثاقل العبيد فهو ملك و حفيد ملك .هذا القادم من عند العرش إلى عند العرش أيضاً.
ينظر بعيداً و عيناه تختصران الأفق.كل الملامح غريبة ليست مثلما عبر هنا منذ أربعة آلاف سنة .كان وقتها مقيداً كالعبيد و حسرة الخيانة من الإخوة تؤلمه.جاء اليوم مجدداً و مع أن الأرض نفس الأرض لكن كل شيء ما عداها مختلف. أهذه سيناء حين خطوتها؟ أهذه الفرما التي من قبل رأيتها ؟ ما هؤلاء البشر الكثيرين؟ لماذا تزعق الأصوات من المكبرات فوق تلك المبانى؟ من ينادون فوق هذه المبانى الصماء المزعجة؟ أى لغة هذه فى مصر؟ أهذا سوق العبيد الجديد؟ يترقبه الجنود يستوقفونه .لا يجدون في يده أوراق أو هوية.يسألونه بإندهاش كيف أتيت إلى هنا؟هل لديك تصريح بدخول مصر؟ أجابهم فى البدء جئت من غير تصريح ثم صرت أنا الذى أعط تصريحاً بدخولها.يتهكم عليه الجنود, وجهك مصرى لكن قميصك ليس كالقمصان هل أنت مصرى؟ أجابهم أنا حامل أختام مصر و المتصرف في شئونها.فإنبرى جندى ساخر يفتش جلباب الشاب العجيب مبشراً زملاءه ليس بحوزته شيء دعوه فهو بدوى تائه يبدو أن الشمس لحست عقله. ينظر الجندى و يسخر فيلمح في عينيه صرامة مخيفة.يتردد الجندى قليلاً ثم يسأل ما إسمك؟ فيجيب أنا يوسف.وزير وزراء مصر.فيضحك الجميع.ينحني يوسف على رمل الأرض يأخذ قليلا من حباتها.يعطها للجندى.هذه الرمل تعرفني.إسألها.خرجت أصوات ساخرة من الملتفين حول يوسف. و خرجت رعود من وسط حبات الرمل.خاف الجميع و لم يفقد يوسف إبتسامته.يرن جهاز الإستدعاء ومنه يخرج صوت يأمر الجميع بإلتزام الخنادق لخطر وشيك.يجذبون يوسف معهم كي لا يتعرض لخطر لكنه يسحب يده من يد الجندي قائلاً أنجو أنت بنفسك أما أنا فسأكون بخير مهما حصل.
- ترك يوسف حدود سيناء وقرب المدينة سمع خلفه إنفجاراً مهولاً و رأي نيراناً تشتعل و صوت صرخات و تكبيرات .نظر خلفه فوجد وجوهاً شيطانية تتراقص فإلتهبت روحه فى داخله و إنتهرها فسقط مئات القتلى فى العريش كانوا شياطين من البشر.
-إنهمك الجميع في الأحداث و إستمر يوسف فى طريقه.ركب سيارة من سيارات الجيش و أمر السائق أن ينطلق إلى القاهرة.نظر السائق و سأله من أنت؟ أجاب أنا يوسف.يوسف من؟ يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.داس السائق فرامل السيارة بسرعة حتي دون أن يتنحي جانباً.قل لي ثانية من أنت. فكرر يوسف الإسم كما قاله.فأجاب السائق :إسمع أنا مسيحي و أعرف يوسف الصديق الذى له نفس إسمك.نظر إلى القميص و أضاف:وربما نفس قميصك .أجابه هادئاً لهذا إخترتك لأنك تعرفنى سر و لا تخف.
- كان السائق يرتجف فكل الأسئلة تتقافز فى مخيلته كالغزلان فنظر إليه يوسف العجيب قائلا له: يا توني  تسأل فى نفسك إذا كنت أنا يوسف الصديق فلماذا أحتاج إلى سيارة؟الحقيقة يا توني أنا لا أحتاج إلى السيارة بل أحتاج إليك أنت لتشهد بما سأقوله.إحفظ كل ما سأقوله في ذاكرتك .قال هذا و صمت.قال توني في نفسه إنه يعرف إسمي وإطمأن قليلاً لكن جسده يرتعش.السيارة تمرق كالسهم فى الصحراء و يوسف يردد :هذه  السبعة البقرات العجاف.كان توني يعرف حلم فرعون و تفسيره لكنه لم يسأل يوسف عن قصده.
- سأل يوسف سؤالاً لم يخطر ببال توني: لماذا  كان إسم خطيب العذراء يوسف وحين هرب السيد المسيح إلى مصر كان معه يوسف البار؟ أجاب توني و هو مشتت الذهن:لا أعرف.ربما لأنه أخذ الأمر من الله ليأخذ الصبى و أمه و يهرب إلى هنا.لكن لماذا كان أسمه يوسف لا أعرف. قال يوسف : الله يزيد.و ساد الصمت من جديد.و فور أن لمح تونى  كافيتيريا إنحني بعد أن أستأذن  يوسف بطرف عينيه.تلجلج تونى و هو يسأل:هل تأكل أو تشرب شيئاً ...مثلنا؟ فجأة ظهر مذبح بينهما و جائت إلى يوسف تنهيدة من عصر بعيد بعيد  قائلاً مات رئيس الخبازين وأيضا بعد زمن مات رئيس السقاة لكن هذا الخبز و هذه الكأس فى وسط أرض مصر لا يموتان. لم يأكل تونى و ما شرب إذ إختفي كل شيء من قدامهما فجأة كما ظهر.ثم أعطاه يوسف ورقة قديمة  نظر توني فيها و لم يفهم فأجاب يوسف الصديق هذا هو الإصحاح الخمسون من سفر التكوين باللغة العبرية.
- وجد توني نفسه قرب مصر الجديدة و لم يدر كيف و لا ماذا قال يوسف طوال الرحلة لكنه أفاق حين قال يوسف و السيارة تدور في الميدان: هنا كان المصريون يعبدون رع و ظنوا أنه إله الشمس حتى أخبرتهم بإله الكون كله.لكنني أري نفس الأوثان فى المبانى المقببة و روح كذب تسكنها.ما فهم تونى كثيرا ,سأل أيها القديس إلى أين ؟أجاب إلى قصر الرئاسة. تردد تونى قليلا قبل أن يعلن عن مخاوفه.أيها البار أنا ليس مصرحاً لى بأن أكون هنا لا أنا و لا السيارة لكنني أطعتك فإفعل ما أتيت لأجله و أنا مستعد لأى ثمن لطاعتك إذ تكفيني صحبتك السمائية. هل ستأخذني معك فى مقابلتك؟أجاب ستكون بالقرب منى.نزل الإثنان من السيارة و الوقت قارب على الغروب.الظلمة تستعد لكي تكسو مصر .
- إستوقف الحرس الشابين.قال يوسف إذهبوا قولوا للرئيس أن يوسف صاحب القميص جاء.سادت القهقهات كل أفراد الحرس الواقفين و قياداتهم بسبب الكلام و بسبب القميص أيضاً. قطع الضحك تليفون من ديوان الرئاسة و بدأ الجميع يتمسحون بأسف بين يدي يوسف الذى لم يلتفت بل مضى داخلاً و تبعه تونى فى ذهول.
- يوسف البار طمأن توني قائلاً ستبقي هنا لا تخف .أنت شاهدى فحسب ثم عانقه و دخل إلى مكاتب تؤدى إلى مكاتب حتى مكان داخلى إنزوي فيه الرئيس و في يده أوراق.بينما كان توني بالخارج و يداه ضارعتان تكادا تطولان السحاب و عيناه ممتلئان بنور إلهى.حقاً ما أجمل صداقة السمائيين.
- دخل يوسف يلملم قميصه : هل أنت فرعون هذا الزمان؟ ترك الرئيس أوراقه و نظر إلى يوسف بكل إندهاش.من أنت؟ أجاب أنا يوسف الذى كنت أجلس مكانك منذ زمن سحيق.فقال السيسى ليس فى تاريخنا رئيس أسمه يوسف.أجابه ليس في تاريخكم أنتم لكن في تاريخ الحق الإلهى تجدني.سأل الرئيس فجأة وجدت إسمك فى جدولى  و لا يوجد سبب للمقابلة فكيف هذا؟ أجاب إنه إلهى الذى يريد بك خيراً.إسمع لن أبق هنا كثيراً.أترك أوراقك و إسمعني .بفطنة رجل ذكى سأل الرئيس : هل أنت أحد القديسين الذين يظهرون أحيانا و يصنعون معجزات؟ أراك لست من زمننا و لا هيئتك و لا ملابسك و قرأت في يوميات عبد الناصر و مبارك أن قديسين كانوا يزورونه؟أجاب يوسف : كانوا يحذرونهم لئلا يستهينوا بشعب المسيح.فسأل الرئيس أأنت منهم؟ أجاب يوسف نعم و منهم عرفت ما تصنعونه في شعب الله.
- لكنني أكثر الرؤساء تعاطفاً مع الأقباط.ألا يكفي هذا. صار لكنائسهم قانون خاص: صاح يوسف بصوت مخيف: حتى لو هذا صحيح أقول لك هيرودس بني الهيكل و و بحث عن رب الهيكل ليقتله كذلك إبنه هيرودس أيضا صلب المسيح. مسيحنا لا تهمه الأبنية؟ بل يهمه خلاص الجميع؟ فقد الرئيس تماسكه: هل جئت لتقبض روحى أم تنتقم كما فعلتم مع السادات و مرسى؟أجاب لا أقبض أرواح الناس و الله هو الذى إنتقم لشعبه و ليس غيره.لم يأت ميعادك بعد.لكنني جئت لأقول أنه قريب.
- هل إلهكم سيؤدبني كما فعل في الضربات أنا قرأت كتابكم و أحب ما فيه؟ أجابه يوسف بصرامة إذا صدقت نواياك فالله قادر أن ينير قلبك و تعرفه.إسمع .كفي بناء أوثان في مصر.السنين العجاف تحتاج العدل.بالعدل فاض الخير حتى في السبعة عجاف بل و فاضت بالخيرات.الظلم هو سبب فقركم.الحب الصادق دواءكم.هنا دمعت عينا الرئيس :آه تذكرتك أنت يوسف العفيف الذى حكم الرجل الثاني بعد فرعون.نعم أنا هو يوسف هذا.فتودد الرئيس :هل لديك نصيحة ننقذ بها مصر من ضيق حالها؟ أجاب يوسف : سأقول لك و إن لم تفهم ما أقول فإحفظه و سأرسل لك رجلاً من الكنيسة ليفسره لك.
- أنا البرئ الذى سجنوه لأجل وشاية كاذبة فلا تحكموا بالوشايات.الله وضعنى قدام الملك فلم أشته العرش و لا إنخدعت بمن عليه.من لا يترك العرش سيتركه العرش.القضاء يترنح و الحراس خائنون و الكاذبون يدعون الصدق ينشرون الدم لا التقوى فإقتص من أهدابهم.صوت مياه تأتي صوت مياه تذهب و الأرض عند الجسر مشتعلة فلماذا لا تسألون أين البركة.جئتكم بقميصي لأنى أحب أبي الذى أهداني القميص و أمي التي صنعته.فالآن يا حكام مصر أحبوا آباءكم و أكرموا أمهاتكم  . كنتم منهم لكنكم منهم خرجتم و صرتم تابعي الكذاب.إن لم تفيقوا سريعاً تندموا فأتركوا شعب المسيح ينعم بالسلام و إلا يسكن الموت كل الكراسى العالية. حتى أنكم إليهم تتوسلون أن يصلون لأجلكم من لدغ العقارب و لن تشفوا.إحذروا خناجر الطائفين في الشوارع.جئتكم لتصالحوا شعب القدوس و ترون من ينقلب ضده  حين تأكله الأفاعى .في دياركم ترتع الحيات و الرب لا زال قابض رأسها فإنتبهوا. الجزر تغرق فلا تتكلون على غير الرب.بيوتكم ملآنة بالغادرين فإطردوهم لأن رائحة الموت تتصاعد من كل أبنيتكم.عمامات الفريسين قاتلة و وصاياهم كاذبة.الأيام تسرع فإسرعوا و إسألوا كيف تحصل النجاة.الكأس يتخمر لكنني لست رجل الضربات.سأمض الآن فإن تستجب تصبح ذو شأن عظيم و إن تستهن فإله رجل الضربات يعرف كيف يكسر المتكبرين.موسى فى الطريق فإحترسوا و هو يعرف كيف تكون الضربات.يا شعب المسيح: المنافقون يبيدون.خذوا بالإيمان  بالغفران و الصلاة طريقاً.لتكن المحبة الأولى حاضرة دوماً و ليملأكم سلام المسيح.
- خرج يوسف و ترك الرئيس يدون بعضاً مما قال.كان توني بالخارج يتلألأ كالنجوم من صداقة يوسف العظيم.سأل هل قابلت الرئيس؟ أجابه نعم و سأعود ثانية.فيما هما يتكلمان وجد توني نفسه عند باب وحدته فى العريش و لم يكن أحد معه.كان يؤدي نوبة الحراسة النهارية.نظر حوله و فوقه لم يجد أحداً.ظن أنه كان شارد الذهن.البرودة قاسية.وضع يده في جيبه فوجد ورقة أخرجها فوجدها  باللغة العبرية  و هو لا يعرف العبرية لكنه عرف أنها الإصحاح الخمسون من سفر التكوين.



264
القضاء العادل ليس للأقباط
Oliver كتبها
- القضاء حكم على المجنى عليه و ترك الجانى يخرج لسانه لكل من كان ينتظر عدل القانون و قضاء الدولة الشامخ. لكن لا قانون هنا فى مصر بل هنا توصيل الأحكام إلى المنازل لمن يدفع و و لمن يجد منفعة له فى حكم يدوس القانون كله بحذاء قاض لا يجد من يحاسبه و لا يستح أن يكشف عن تعصبه.فهو كالغوغاء الذين يعتدون على الأقباط فى منازلهم و يتلفونها و يحرقونها و يشتتون من فيها.لكنه يفعل ذلك من خلال منصة القضاء.يعتدى على نفس الأقباط للمرة الثانية.يحرق قلوبهم بالظلم.يشتت الأسر بالسجن.يتلف و يدمر بالغرامة التي وصلت إلى مليون جنيه  مطلوبة من رجل كل دخله خمسون جنيها في اليوم إذا وجد عملاُ.
- سيدة الكرم لم تتعرى اليوم بأيدى الغوغاء بل تعرت مصر بأحكام القضاء.صارت الأحكام فضائح متوالية. تبرئة الجناة بعد كل حادث إرهابى ضد الأقباط صار أحد مهام القضاء المصرى.و تقارير طبية مفبركة تجعل كل الجناة مختلين عقلياً و أما المجنى عليهم الأقباط فليلزموا الصمت. القضاء هو الذى يتعاطف مع الإرهابيين و يطيل الأمد فى قضاياهم لعل و عسى تقوم ثورة جديدة و تفكهم من السجون؟ القضاء هو الذى سجن جرجس البارومى في قضية جنسية و هو عاجز طبياً. القضاء هو الذى فك العصابة من على عين العدالة فصارت تتبين ديانة كل شخص و تحكم بما يرضى تطرفها.القضاء الأعور هو الذى حكم على بطرس بطرس غالي بالإعدام في قضية ثبت أنه برئ منها هى تهمة إختلاس ليس من أحكامها الإعدام أبداً لكنه القضاء الأعور مع الوزير المسيحي الوحيد من النظام السابق بينما خرج الجميع أبرياء لأنهم ليسوا مسيحيون .هذا القضاء الأعور يبعث برسالة كل يوم مع كل حكم ظالم أن الأقباط فى مصر من غير حماية قانونية و أن العدل فى القضاء هو للمسلمين وهذا أخطر ما يتجاهله النظام.
- منذ أن ظن القضاة أن لهم دور فى حكم مصر و ليس فى حكم القضاء.من يوم أن صار المستشار الزند متمرداً فى العمل القضائي و كنا سعداء بهذا التمرد على نظام الإخوان لكن بعد أن إستقر النظام لم تهدأ أطماع القضاء بل تفحلت.صاروا يغرسون طريق الشعب بالأشواك بزعم أنهم السلطة التي تحكم السلطات. يتحدون النظام و الشعب الضحية.و لأن النظام مسنود بكثير من المسيحيين فهم يتعمدون ظلم المسيحيين مع سبق الإصرار.
- يجمع المحامون أوراقهم و يقدمون أدلتهم على كذب المدعى.رجل طلق زوجته ثم يتهمها بالزنى بعد ثلاثة أيام من طلاقها. وصلت الجرأة بالمجرم الذى  إعتدى على سيدة الكرم مع رفاقه البلطجية و أحرق بيتها أن يقيم دعوى يتهم إبن سيدة الكرم بالزنا مع طليقته؟ هل هذا تفكير يتفق مع فكر هذا المجرم أم أن خلفه كتيبة تفكر في شيء مختلف . حتماً يوجد من يخطط للدولة كيف تخرج من مأزق سكوتها عن تعرية سيدة الكرم.فإذا أثبتت وقوع الزنا يكون تصرف المجرمين هو من نوع الدفاع عن الشرف و رد الإعتداء بالإعتداء. . لذلك كان هذا الحكم الآثم و بهذا يخرج النظام بمبرر لعدم مساواة هذا الإعتداء بوقائع سابقة للتحرش قامت فيها الدولة و لم تقعد و إعتذر الرئيس بنفسه للمجني عليهن.و إستقبلهن فى مقابلات خاصة.
- يقبضوا على إبن السيدة و يلفقوا له أي تهمة و تبدأ المقايضة تنازل مقابل تنازل.و تم التلفيق .إتهم المجرم طليقته و إبن سيدة الكرم بإرتكاب الزنى. و بسرعة و بدون شهود سوي إبنته 11 عاماً  الشاهد الوحيد التى تم تلقينها ما ستقول و القاضى لم يسجل شهادتها في الأوراق.و الدفاع لم يحضر شهادتها؟ كانت شهادة غير قانونية لقاصر و غير قانونية لسريتها و عدم إدراجها في الأوراق.كما أنها (شهادة ناقصة لو فرض صحتها لأنه حسب الشريعة الإسلامية ينقصها ثلاثة آخرون من الشهود).و الشهادة نفسها ضد تحريات الشرطة التي أثبتت عدم حدوث الجريمة .أما القاضى العار على القضاء فقد ترك الحق بعيداً و أصدر الحكم على البرئ بالسجن و بتعويض مليون جنيه.ببساطة وضع القضاء المجرم معه على المنصة ليحاكم المجني عليه مرتين.الأولى حين سكتت الدولة على تعرية سيدتنا في الكرم و الثانية حين حكموا على إبنها بالسجن و الغرامة المليونية التي لم نسمع عنها من قبل .
- من هذا القاضى الذى يصر على الظلم بدون أدلة؟ هو القاضى المصرى الذى عنده يصبح المجني عليه هو الجانى.فلم نعد نقرأ عن فساد الأحكام إلا من مصر و لا نرى تلفيق التهم إلا في مصر ولا نسمع عن عدم التعقيب على الأحكام إلا فى مصر ليلجموا أفواه الشعب من غير نص يمنع التعقيب علي الأحكام . لا نرى سكوت الدولة على هذه الفضائح إلا فى مصر.ها قد تم إختلاق ورقة للتفاوض مع سيدة الكرم حتي تتنازل و تسكت أو تمضى من مصر بأسرتها كما هرب أطفال المنيا إلى الخارج من ظلم القضاء.
- كيف يجد القبطي حقه كالمسلم.يتقاضى و هو مطمئن أن القانون هو الذى يحكم لا الأهواء.متى تعود العدالة إلى العصابة على عينيها فلا تسأل عن الديانة و لا تحكم عن الهوى و متى يتوقف القضاء الأعور .متى تتم الإطاحة بكل قاض تثبت أحكامه أنه متطرف و إرهابي بدرجة قاضى.إن أقصى خطر هو على الدولة إذا شعر الأقباط أنهم بدون حماية قانونية .لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يحدث إذا صارت الدولة خصماً لربع شعبها بإستخدام قضاء ظالم.هذه الأحكام الظالمة التي تدق على خريطة مصر هنا و هناك هى إنذارات شديدة اللهجة لخطر جسيم.


265
السِفر الصغير لنغلب العالم رؤ10
Oliverكتبها
- تأتى التعزيات قبل البوق الأخير.فلأجل التعزيات خلق الله العالم.يظهر مخلصنا الصالح كملاك  قوى و كان يظهر من قبل كخروف مذبوح.يهيئنا لنراه مكللاً فى المجد.اليوم ليس فيها تنازل بل عظمة و جبروت. لم تعد صورة العبد صورته,ها هو يبدو ملاكاً قوياً لا يتنازل.ثم سيظهر بعد قليل فى مجد لم يبصره أحد منذ تأسيس العالم.هذا الملاك المتسربل بالسحابة و رجلاه كعمودى نارهو الله الذى قاد شعبه للخروج من أرض العبودية بالسحابة و عمود النار.كان إسرائيل يبصر قليلاً من مجد المسيح لكنه لم يدركه. الآن كل الخارجين غالبين من أرض العالم على رأس المسيح قوس قزح,و نحن على رأسه نتكل لأنه قوسه هو عهد الخلاص الذى أقسم به للبشر بعد الطوفان. قوس القزح هو المسيح كالسحابة و عمودى النار.إن المسيح يقدم لنا شرحاً بسيطاً للسِفر. إنه يقول لشعبه أنا سِفرالخروج إلى السماء.
- يضع رجله اليمني علي البحر و اليسري علي الأرض فهذا ما رآه الشعب الخارج من أرض العبودية. إنها خطوة قام بها موسى النبى في القديم إذ بدأ الخطوة الأولى  ليدوس البحر الأحمر و ها هو المسيح موسى الحقيقي يضع قدماً على البحر و الأخرى على اليابسة ليبدأ لنا الخطوة  الأولى والكبرى للخروج من عالم الموت لكي ندخل به قدس أقداسه و ها هو يمد يده لنا بالسِفر الصغير.
- كان آخر ما شهده البشر من المسيح المتنازل هو أنه صرخ بصوت عظيم و أسلم الروح على الصليب.الآن صرخ بنفس الصوت العظيم و لكن العالم كله هو الذى يوشك أن يسلم الروح.صرخ بصوت عظيم لكي نرى ماذا صار بعد صرخته القوية. زمجر الأسد الذى صار حملاً لأجلنا. المخلص الذى صرخ على الصليب بصوت عظيم قائلاً قد أكمل.الآن يقول نفس الكلام.قد أكمل الزمان الآن يبدأ اللازمان و تبدأ الأمجاد.الآن يتم سر الله.
- عندئذ إبتدأت الرعود السبعة تتكلم.أراد يوحنا القديس أن يكتب فصدر الأمر له أن لا يكتب.فكما أن لكتابة الرؤيا رسالة فللإمتناع عن الكتابة رسالة أيضاً.لا تكتب ما تكلمت به الرعود لأن من يأخذ السِفر و يأكله لا حاجة له لرسائل الرعود السبعة فالكلام ليس له.أما السِفر فهو لنا.فلا ننشغل بما لم يكتب لكن بما كتب لأجلنا إذ يكفي لنا للخروج منتصرين من هذا العالم.إختم إذن و لا تكتب أيها الرائي فرسائل الرعود ستذهب لمن ليس السِفر في يده و لا في فمه و لا في جوفه.رسائل الرعود لمن ليست له الوليمة.
- ليس وحده القديس يوحنا أخذ السِفر ليأكله بل كل من يمد يده يأخذ السِفر و يأكله.آكلو السِفر كثيرون كثيرون فى كل جيل.أكله أرميا النبي فوجده للفرح و لبهجة القلب أر15 :16 أمر الرب حزقيال النبي فأكل السِفر ليملأ به جوفه قبل أن يكرز به لكنه كان في فمه كالعسل حلاوة حز3:3.فكل من لا يأكل السِفر لا يتأهل لخدمة الكلمة.أكله أيضاً داود النبى ليتلذذ بالحديث مع الله فأخبرنا بخبراته الروحية الدسمة (ما احلى قولك لحنكي احلى من العسل لفمي) مز119: 103 لا توجد لذة فى الصلاة لمن لا يأكلون السِفر, فلنأكل السِفر الآن لأن الأبدية حديث دائم مع صاحب السِفر.أيضاً الكتاب المقدس هو السِفر الكبير الذى يؤهل الإنسان للسِفر الصغير.
- السِفرالصغير هو صوت الله و نعمة الروح القدس لك. أن مسيح العالم يصير مسيحك و مخلص الكل يصبح مخلصك.السِفر فيه حقوق البنوة للآب التى أخذناها بالروح القدس من الرب يسوع هى وعود الله الخاصة بك و كيف تنالها.السِفر فيه معاملة روحية تناسبك وحدك.كل إنسان له سِفر صغير يخصه.ليست كل الأسفار متطابقة إلا فى الهدف منها و هو خلاصنا و عشرتنا مع المسيح و خروجنا من العالم.السِفر الصغير يترجم كلمة الله للبشرية لتصبح كلمة الله لك وحدك.هو السِفر الذى يشير لكل إنسان ليجد نفسه فى بؤرة إهتمام الثالوث الأقدس. قبول و أكل السِفر أمر جوهرى للأبدية.السِفر أصبع الله الذى يشير لك أين أنت فى فكر الله.ليس مطلوباً أن تقرأ السِفر بل تأكله و هو سيخاطبك من الداخل و ستسمعه و تعرفه.أما كيف تأكله فهذا يحدث فى المعمودية و يحدث فى التوبة و يحدث فى الصلاة وفى سر الشركة و يحدث بإستمرار لذلك يظل طعمه الحلو فى فمك.
- صار السِفر مراً فى جوف يوحنا الحبيب هل سيصير مراً دائماً ؟هل مرارته ستنزع حلاوته من أفواهنا؟ لنلتق بالعريس و نفهم.
- عذراء النشيد تستمع لشهادة عريسها إذ يمتدحها لأنها قطفت بيدها منه المر و الطيب.أكلت من يده الشهد و العسل و شربت من يده الخمر و اللبن لهذا تدعو العروس جميع أصحابها أن يأكلوا و يشربوا معها نش5 :1.لننتبه مع العروس فيصير لنا نفس العريس.لأنها عروس جميلة كعريسها .تدعو الكل للإستمتاع بما فى حبيبها من مر و حلو من صليب و قيامة . الحلو من يده كالمر من يده و بالأثنين يقود للأبدية. السِفر فيه حلو الوعود و فيه مرارة الصراع ضد الخطية .حبيبنا ذاق المر منا لنذوق نحن كل حلو منه. بالموت و الأطياب تأهلنا للحياة مع المسيح القائم بين اليابسة و البحر.نلنا من يده السِفر الذى هو خريطة العبور من هذا العالم.فى السِفر الصغير يمنحنا المسيح سر الخروج المبهج من هذا العالم.نمضى نحوه و فى أفواهنا حلاوة السِفر.نأكله و نتلذذ لكن الإنسان العتيق يئن فيبدأ يحاربنا حتى يموت.
- الذات هى نفسها الإنسان العتيق.نقبل المسيح فتهيج الذات و لا تسكت حتى نخلعها من دواخلنا قبل أن تخلعنا من المسيح.لابد أن تموت الذات,يموت العتيق قبل أن نخرج من العالم.لأنه كما يحمل السِفر الصغير للإنسان الجديد حياة يحمل أيضاً للعتيق موتاً. و كما يزرع السِفرالصغير فى الكيان حلاوة صورة العريس يقطع أيضاً الميول و الأهواء  و الشهوات التي هى مرارة العتيق كو3: 9و10 – أف4: 22و23. هكذا يقف بيننا بولس الرسول ليشرح المعنى..
- لم يشعر بها يوحنا الرائى بالمرارة لما وضع السِفر فى فمه لكنه شعر بها لما إستقر فى جوفه .لأنه بإستقرار السِفر الصغير فى الداخل ينتزع من الميول و الأهواء الجسدية سلطانها على الكيان كله.لهذا لا يمانع الإنسان العتيق أن يكون السِفر الصغير فى أفواهنا كفضيلة شكلية  لكنه متى دخل ليملك على قلوبنا يبدأ معنا الحرب و لا يهدأ. متى إستقر السِفر فى الجوف ضاع سلطان العالم علينا و ساد سلطان المسيح.
- إطمئن يا كل من أكل السِفر الصغير لأنه لن يتذوق الإنسان الجديد أية مرارة بل لما صار السِفر فى الداخل تذوقه العتيق و كان له مرارة.فمن الجوف خرجت المرارة لا من السِفر.إنها مرارة صراع العتيق مع السِفر الصغيرلكنها مرارة مؤقتة تنقطع حين يموت إنسان ما قبل المسيح و يعيش فينا الإنسان الجديد الذى فى كل شيء يسود عليه المسيح رب الأبدية.بالتلذذ بالتسبيح و التأمل تنقطع المرارة . بالخضوع لوصايا الخروج من العالم تنقطع المرارة و يكون إنقطاعها علامة الولادة فى الأبدية.و تبقى حلاوة السِفر لا تنقطع من أفواهنا ليس فى السماء وحدها بل أيضاً هنا على الأرض يبقى طعم السِفر الصغير كالشهد.
- تلذذ بحلاوة السِفر الصغير.فكل ما هو مكتوب فيه لأجلك.كل الوعود لك و ما ليس لك غير مكتوب فيه.إنهض إذن مستمتعاً بحلاوة الحديث مع المسيح و جمال التأمل و شهد الأبدية.يصحبك السِفر الصغيرفلا  تتوه فى العالم إذ تنجذب لصوت المسيح و مشيئته إطمئن, ليس فى السِفر مرارة بل كله حلاوة و مشتهيات وهو أيضاً يتسلط على المرارة و يقطع أصلها.خذ السِفر و كله فهو صغير و ليس عبئاً إلا على من لا يريد المسيح رباً قدوساً قائداً لحياته, أما أنت فخذ من يده السِفر و كُله. دع السِفر يقود حياتك و يوجهك إلى نصيبك الأبدى. إفتح السِفر ففيه سفر الخروج من سلطان العالم إلى حرية مجد أولاد الله. خذ السِفر لأن هذا أمر إلهى لخلاصنا و به تقود أمماً و ممالك للمسيح الرب فيفعلون مثلك و يتركون أنفسهم للمسيح خاضعين لمشيئتة  و سلطانه .مسرعين ليتلذذوا معك يأخذون السفر و يأكلونه بنَهَم.أسرع لتأخذ السِفر و تأكله بكل شهية و فرح.

266
مجدى يعقوب ملك القلوب
Oliver كتبها
- المتضع د مجدى يعقوب هو العملاق الذى تعدى حدود الطب و تخطى إطار الوظيفة كجراح نادر الوجود. أعطى للبشرية دروساً فى الحب دون أن يعظ مثلما كانت القديسة تريزا تفعل ,تكرس قلبها الممتلئ من محبة المسيح  لخدمة الفقراء.هكذا لا زال يفعل إبن النعمة المكرس د .مجدى يعقوب الذى لم يعد محتاجاً إلى مزيد من الألقاب لكي يعرفه العالم.فكل الأوطان تعرفه بعمل الرحمة الذى يستخدم فيه نبوغه و عبقريته و ريادته لطب زراعة القلب والرئتين و الجراحات المعقدة للقلب المفتوح.لقد نال أعظم الألقاب الطبية لكن أعظمها أنه صار سفيراً للمسيح فى عمل الرحمة.يسرع نحو الفقراء فى بلدان لا تحلم بطبيب صغير فإذا بأعظم أطباء العالم د مجدى يأتيها لا ليقوم بعمل محدود بل ليؤسس فى كثير من البلدان النامية  سلسلة الرجاء و هى مراكز دائمة مجانية لعلاج الأطفال المرضى الفقراء تحت إشرافه بأطباء تستند إلى علمه و تتشرف بإسمه لا ليغير القلوب جراحياً فقط بل ليغير مشاعر القلوب أيضاً تجاه أولاد الله.فيكون المدح للمسيح الذى ملأ هذا القديس مواهب و إنفتاح الفكر ما لم يصل إليه أحد من قبله فى مجاله.
- فى العهد الجديد صار للقديس تعريفاً جديداً.فمن يقتني المسيح يصير قديساً و من يصير المسيح مثاله يقتنى صفاته.الله أوصي كونوا رحماء كما أن أباكم هو رحوم لو6: 36 .و أوصى: كونوا قديسين لأنى أنا قدوس 1بط 1: 16. فتعلمنا أن القداسة هى قلب يرحم و الرحمة هى قلب يتقدس.القداسة و الرحمة كالشهيق و الزفير.نستنشق قداسة فتخرج من قلوبنا رحمة.لذلك نعرف أن السير مجدى يعقوب يمتلأ من قداسة المسيح لذلك يعمل أعمال رحمة عجيبة لأن إقتناء الفضيلة بإقتناء مصدرها. ليس فى القداسة ما يشترط القيام بالمعجزات لكن عمل الرحمة شرط من شروط القداسة.من أجل هذا  و من غير أي معجزة صار يوحنا المعمدان ملاك العهد الجديد أعظم من نبي و أعظم مواليد النساء بشهادة مخلصنا الصالح بفمه الطاهر.لذلك ليس مستبعداً أن يشير تاريخ الكنيسة ذات يوم إلى الطبيب البارع مجدى يعقوب أنه قديس الرحمة المصرى القبطى .
- تفرغ العبقرى الوديع الآن للبحث العلمى لأنه يعرف أن كل إكتشاف علمي جديد هو إستثمار للإنسانية كلها و لمستقبل الأجيال في كل العالم.لكي يكون بعدما مارس نبوغه بيده كطبيب فذ  لهذا الجيل يمارس نبوغه بأبحاثه و إكتشافاته ليشفى الأجيال القادمة أيضاً.ينام أربع ساعات يومياً ليستثمر وقته فى الأبحاث .ها هو يتفرغ الآن للإستفادة من التعرف على الخلايا الجزعية التى تقوم بتكويين قلب الجنين ليتم التحكم في هذه الخلايا نفسها قبل أن تتسبب فى ولادة طفل مريض بالقلب.وكذلك الإستفادة من هذه الخلايا لتقوم بتصنيع صمامات جديدة للقلب فى حالة تلفها تمهيداً لصناعة قلب كامل داخل جسم الإنسان من الخلايا الجزعية.هذه الخلايا غير متجددة لكنه الآن يقوم بإستخدام تقنيات لتجديد الخلايا بإستخدام علم الجينات لتصبح متجددة مما يطيل عمر الإنسان و يصحح ما تلف فى جسمه.إن ما يقوم به النابغة مجدي يعقوب أقرب للمعجزات منه للطب.لكنه في صمت يبحث و مع فريقه يتعاون ثم ينسب المجد كله لله فما أجمل هذا الملاك.
- ملاك الرحمة مجدى يعقوب خرج من مصر بعد تخرجه من كلية طب القاهرة  لأن عميد الكلية المتطرف رآه غير مستأهل أن يكون مجرد معيد باحث لدرجة ماجيستير.لكن الموهوب د مجدى وضع نفسه فى يد الحق لا فى يد هذا المتطرف.فأخرج منه كنوزاً ما كان يعرفها فى نفسه و إستخدمه لمجد إسمه.من هو هذا الأستاذ المتطرف الذى رفض تعيين مجدي يعقوب معيداً؟ لا أحد يذكره.و من هو الشاب المرفوض تعيينه ؟كل العالم يذكره و يتسابق لدعوته و الإسترشاد بعبقريته و الإنتفاع بعلمه.هكذا القداسة تبيد أعداءها.تعلو من غير أن تتفاخر.فقد صارت فرحة هذا الملاك مجدى يعقوب أن ير بهجة الشفاء على وجوه المرضى و ذويهم.الذى حين سألوه عن أرفع الأوسمة التي حصل عليها أجاب (وسام شفاء المريض أرفع أوسمتى) لذلك ننحنى لهذا الملاك المفرح القلوب.
- هذا الرجل الذى بهدوء و حكمة جعل الدستور يسمح بزراعة الأعضاء بعدما كان التطرف يقتل المصريين المرضى المحتاجين لزراعة الأعضاء.و كتب بالإشتراك مع د غنيم جراح الكلى العالمى في باب الحقوق و الحريات المادة 61 التبرع بالأنسجة و الأعضاء هبة للحياة.بهذا أغلق جدلاً إستمر قروناً مظلمة كان التطرف يقتل فيها الناس بالسيف أحيانا و بالجهل أغلب الأحيان.
- لقد أسس الدكتور مجدى يعقوب مدرسة جديدة للطب على خلاف عالم تحكمه الرأسمالية التى لا تضع حساباً سوى للمال.أما هذا الرجل فقد سخر كل ما يأتيه من مال للخدمة الطبية الفقراء في تسع دول منها مصر. إن مجرد رؤية هذا الرجل المغروس فى  أصل الرحمة يشع سلاماً فيمن حوله و يطمئن الكثيرين على نجاح ما يعمل.لأن يد الرب مع من يرحم و يشعر بآلام الغير..فالحياة أثمن ما كرس الطبيب النابغة نفسه لها كسفير للمسيح  لتكون حياة أقل ألماً أو أكثر بهجة.ما أجمل أن تكون سلاماً و ينتقل منك الرجاء لمن ضاقت بهم الحال. ما أجمل أن يأخذه شبابنا قدوة.يتعلمون فلسفته قبل علمه.يعرفون أن يكونوا رحماء لأنهم يمثلون إلها رحيماً. يعيشون القداسة لأنهم ينتمون للإله القدوس. و فى غمار مشاغلهم لا يفقدون صفات المسيح الجميلة .هذا ما يمارسه الطبيب الإنسان مجدى يعقوب دون أن يحتاج للكلام.هذا المحبوب هو أحد أعمال الله العجيبة لهذا الجيل الذى عليه أن يصلي و يشكر الله أنه عاصر الرجل مفرح القلوب.



267
المنبر الحر / مترو للمسلمين فقط
« في: 23:17 20/07/2017  »
مترو للمسلمين فقط
Oliver كتبها

لأن إمتاع المواطن السلفي فى كل الأوقات هو مهمة مجمع البحوث ذراع الأزهر في خطف حكم مصر.و دار الإفتاء لذلك تفتق ذهن المجمع المفتى عن إحتلال مترو الأنفاق من خلال وضع أكشاك للفتوي داخل رصيف المحطة و يا لها من غزوة لها دلائلها ألا و هى غزوة المترو.
و قد تكرم السيد محمد عبد الهادى المتحدث الرسمى لهيئة مترو الأنفاق بشرح مدى الإقبال الهائل للمواطنين لزيارة كشك الفتوى. كما أتحفنا الرجل السلفى بأنه ستكون هناك خطبة يومية يسمعها الجميع بالإجبار مهما إختلفت عقيدته أو ديانته أو رغبته عما يريده لنا متروا الأنفاق.و لكي نستوضح الأمر نريد أن نعرف قليل من الإجابات على أسئلة تبدو تافهة و غير هامة لمسئولي مترو الأنفاق التي تنقل أكثر من 3 مليون راكب يومياً.و المتحدث متهلل جداً بالتجربة و يتحدث نيابة عن جميع الركاب أنهم في منتهي السعادة .
- لا أعرف و لا أحد يعرف كيف تم إستطلاع رأي الركاب في اليوم الأول للتجربة و ما مظاهر السعادة التي تفشت بين الركاب بعد فرش الأكشاك؟ و هم حتي لم يسمعوا عن الفكرة من قبل بل تفاجئوا بها ذات ليل بهيم؟ و قد علمنا أن دار الفتوى بالأزهر تعاني من نقص الزبائن لإنصرافهم عنها إلى مساجد السلفيين السخية معهم. فإخترعت كشك الفتاوى كأن ما ينقص الشعب المصري هو مزيد من نشر التطرف و أسلمة المترو.
- تذكرة نقل الراكب تعد بمثابة إتفاق بينه و بين الهيئة بأن تنقله من مكان لآخر نظير رسم فهل فى هذا الإتفاق ما يسمح لمترو الأنفاق أن تنقل الراكب من محطة فى الأرض إلى محطة في الجحيم بفتاويهم و خطبهم المتطرفة؟ هل في الإتفاق أن يفرضوا على الجميع على إختلافاتهم أن يسمعوا خطبة إسلامية لم يذهبوا للمترو لكي يسمعوها بالتأكيد لأن المترو حتى أمس كان على حد علمهم وسيلة مواصلات فإذا به مسجد متنقل؟
- السؤال الأهم: هل المترو للمسلمين فقط؟ هل يحق لوزارة المواصلات أن تتحول لهيئة شرعية ؟ ما هو حق المسيحيين في سماع عظة تخصهم؟هل سيفتح المترو كشك مجاور يسكنه أحد الكهنة لأخذ الإعترافات الملحة؟ لماذا هذه التفاهة فى الأفكار و بدلاً من تحسين الخدمة التي هي وظيفة هيئة المترو يقدم للناس إجباريا ما ليس من شأنه؟كيف وافقت الحكومة خلال وزارتين علي الفكرة وزارة الأوقاف و الأزهر قسم شئون الفتوى مع وزارة المواصلات و هيئة المترو؟ أين الحرية الدينية التى يضعها الدستور ضمن بنوده على سبيل أنها زينة الحياة الدنيا؟ أين حق الإنسان فى إختيار ما يراه و ما يسمعه و ما الخطوة التالية لهذا التصرف غير الدستورى.
- ما دور التوعية الدينية فى السجون التي تضم الإرهابيين؟ أليسوا أولى من ركاب المترو؟ هل نعيش أزمة فتاوى أم أزمة أسلمة العقل المصرى الذى تؤكده هذه الفكرة و هى فكرة ستفشل و سيتم إلغاءها بكل تأكيد و سريعاً جداً .لكنها مؤشر يفصح عن محاولة قلب نظام الفكر فى مصر.و هى أخطر من قلب نظام الحكم.إنها غسيل يومي للأفكار.كان يمكن للمترو أن يكون وسيلة أفضل للتوعية ضد الإرهاب بمنشورات و تنبيهات عامة ليست دينية .كان يمكن أن يسمو بالعقل المصري من خلال الموسيقي النظيفة و الأغاني الوطنية و الأغانى الراقية لكي يغسل العقل المصري من قاذورات أغانى التوكتوك.لكننا نجده يضع يده في يد الإرهاب.
- لما فشلت وزارة الأوقاف فى تخليص المساجد من سيطرة السلفيين إستسلمت و غادرت الساحة و ذهبت لإحتلال مترو الأنفاق؟ ذهبت لتسترزق و تجمع تبرعات للإرهابيين لتكذب فيما تدعيه أنه دور للتوعية الدينية بينما هو إقتسام الكعكة مع السلفيين هذا للمساجد و ذاك للأكشاك و يتم محاصرة المصريين و خصوصاً الأقباط فى الشارع و في المنزل و الآن في المترو.و على المتضرر ألا يركب التوكتوك لأنه أكثر جهلاً من مسئولي المترو و لا يركب الميكروباس لأن شرائط شيوخ السلفيين يتم توزيعها على السائقين مجاناً و يتم صرف مكافأة للسائق الذى يواظب على تشغيل الشرائط ليسمعها الركاب بالإكراه.فلم يعد للمواطن الذى لا يرغب في سماع الخطبة و لا يحتاج لكشك الشيخ إلا أن يعلن تمرده على هذا كله و يذهب ماشيا اينما شاء.
- إن قلب نظام الفكر بدأ منذ زمن طويل.و الإرهاب هو الإبن البكر لأسلمة العقل المصرى.و إن لم تتوقف تغذية هذا الإرهاب بمزيد من الأسلمة فإنه سيطيح بالجميع و قدامنا بلاد لم يقتلها الفقر و لا قتلها المرض بل قتلها الإرهاب فهل نتعظ قبل أن نسمع ذات يوم أن المترو صار للمسلمين فقط.و قبل أن نرى كشك للفتوى قدام كل بيت؟

268
أيوب البار وجراد البوق الخامس رؤ9
Oliver كتبها
- سمح الرب الإله للشيطان أن يجرب إيوب البار.فإذا هو يبدأ ضرباته المتوالية بالتدريج هادفاً إلى القضاء على كمال هذا البار.قضى بضربته الأولى على الأتن ثم فى الضربة الثانية قضى على الغنم التى منها يقدم أيوب ذبائحه اليومية ثم  الضربة الثالثة التى قضى فيها على الجِمال و إذ رأى أمانة أيوب قال فى نفسه أنه يجدف لو أمات أولاده العشرة فقام بضربته الرابعة وقتل جميع أبناءه ولكن أيوب المتمسك بثقته فى الله  إحتفظ بكماله فعاد إبليس مغلوباً بعد الأربعة ضربات و طلب تصريحاً بالضربة  الخامسة والأخيرة ليمد يده إلى جسد ايوب نفسه لأنه قال في نفسه أن كل الضربات السابقة كانت خارجة عن أيوب فاحتملها.كان إبليس يعمل ضد أيوب لكن من بعيد.لم يواجهه أما هذه الضربة الأخيرة  فهى تحد واضح وجهاً لوجه مع أيوب الصديق أو بالأدق مع إله أيوب البار.ضربة إستهدفت حياة ايوب نفسه. هذا شبيه بما سيحدث في البوق الخامس أن الناس سيشتهون الموت و لا يجدونه.ضربة تجعل الموت أهون من الحياة .لكننا رأينا صبر ايوب و علمنا مكافأة الرب لعبده الأمين.أى1و2 
- كانت الأبواق الأربعة الأولى ضربات بدون مواجهة مثل الضربات الأربعة الأولي لأيوب البار(الأتن-الغنم-الإبل-الأبناء). ضربات تفسد البيئة المحيطة بالإنسان (البرد و الدم  و النار و البحر و الأنهار,الكواكب و الشمس و القمر و النجوم) .أما الأبواق الثلاثة الأخيرة فهي كالضربة الأخيرة لأيوب البار مواجهة مباشرة بين البشر و قوات الشر الروحية لهذا سماها الملاك الطائر الويلات.من أجل هذا يراقب الروحانيون الطبيعة و يحتاطون لأبديتهم فالله يخاطبنا بالطبيعة و كلامه عن مبتدأ الأوجاع يؤكد ذلك مت24.
- البوق الخامس  هو الويل الأول, الوحى الإلهي لم يستخدم كلمة ويل في العهد الجديد إلا نادراً .كانت تستخدم للتعبير عن الغضب الإلهي على أشخاص بعينهم (الكتبة و الفريسين- يهوذا- من تأتي من جهته العثرات) أما الويلات الثلاثة القادمة فهى لأول مرة تستخدم ضد كل شعوب الأرض ما عدا المؤمنين بخلاص و قدرة إلهنا.هذه علامة الإرتداد عن الرب أن البشر إستحقوا الويل.  الخلاص قدامهم لكنهم رفضوه..إبليس هو الكوكب الساقط من السماء الذى يظهر في هذا البوق.و مع أن إبليس سقط من السماء قبل خلقة الإنسان لكن محبة الرب لخلاص النفوس كررت قدام الناس على الأرض مشهداً حدث قبل أن يوجدوا.ليروا كيف سقط إبليس من السماء و كيف صارت هيئته الساقطة الكريهة.لعلهم يكفوا عن سقوطهم و يروا نتيجة فقدان المسيح فيتوبون..
- الويل الأول لأن إبليس قد فُك سجنه و تحلل من قيوده .حين يعطه الرب مفتاح بئر الهاوية فهذا يعنى أنه يعطه السماح بالخروج من الهاوية مكان  سجنه منذ هزيمته عند الصليب.إذا كنا نري الملائكة تصحبها البخور و صلوات القديسين فالشيطان يصحبه الجراد و الدخان الخارج من الهاوية يعمي الأبصار و القلوب.الجراد  الطبيعى يموت من الدخان, يأكل الأخضر و يستوطن الأشجار لا يأكل الناس و لا يلدغهم.هذا هو جراد الأرض لكن جراد الهاوية  ليس مثل الجراد الذى نعرفه بل هم جنود إبليس الساقطين مثله .لذلك لم يمسوا النباتات و الأشجار فجراد الهاوية عدو للإنسان وحده .سميت  الشياطين هنا جراداً لأن الجراد يقضي علي الكل الأخضر و اليابس بغير شفقة .إذا أغار على مكان إلتهم كل ما فيه و تركه عارياً  خالياً من الحياة . خرج إبليس و جنوده يريدون أن يفسدوا  كل الناس وأثمارهم لكي يتعروا من كل صلاح و بر حتى يحرموهم من الحياة الأبدية. الدخان المرافق للأرواح الشريرة يجعل العيون تدمع لكنه لا يجعل القلوب تخشع. فدموع الدخان كاذبة و الندم من غير الروح القدس باطل.
- خرج الجراد:ظهر الشر بغير ستار.أخذ إذناً أن يضر الناس دون أن يقتلهم.نفس الإذن الذى أخذه إبليس فى تجربة أيوب الصديق.الرب ضمن للناس الحياة مع أنهم أشرار لعلهم يغتنمون الفرصة و يتوبون. حتي لو طلبوا الموت لن يجدوه لأنه لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع و تحيا نفسه.لذلك كم من مرة يرفض الله طلبة اليائسين إذ يقولون كيونان النبي (موتي خير من حياتى) يونان 4.الجراد الشيطانى وضع سمومه فى دم الناس كما تفعل العقارب إذا لدغت.تشل حركة الإنسان. الجراد الشيطانى إذا وقف  على رأس الإنسان أوقف تفكيره و أفقده إرادته لئلا ينتبه و يتوب هذا سم الأرواح الشريرة لمن لا يحتمون بالمسيح الحى.
- أولاد الله و جراد الهاوية:خيل الحروب سريعة.و إنتشار الخطية مثله.جنود إبليس كالخيول.لا تتراجع بل تندفع نحو الموت دون تردد لأنها لأجل الموت خرجت.أما أولاد الله فيهربون من الموت إلى المسيح.المسيح هو الحياة لنا و هو الموت لجراد الهاوية.أولاد الله لا يسابقون الجراد لأنهم يسيرون فى طريق أخرى كالمجوس الساجدين لملك الملوك حين إبتعدوا عن السير فى طريق هيرودس القاتل.الذى على رؤوس الجراد ليس إكليلاً و الإكليل الذى يلمع فوق رؤوسهم ليس ذهباً.الشيطان يغير شكله إلى شبه ملاك من نور 2 كو11: 14 لكن لا هذا إكليل من ذهب و لا هذا ملاك.هذا خداع الأرواح للأرواح يفلت منه المتضعون.إذا جاء الجراد يتخايل بعظمة كاذبة كأنك ترى رؤيا فإهرب لإسم المسيح تجده يتبدد كالدخان الصاعد من بئر الهاوية.أكاليل الجراد ليست ذهباً لأن الجراد هو الخاسر و هو الخسارة ذاتها فكيف يقتني ذهباً. الذهب عند أولاد الله هو كلمة الخلاص و محبة الأخوة من القلب. الذهب يجمع الأخوة معاً و الدخان يفرق الشعوب.إقتن كلمة الله ذهب المسيح فيضمك في حضنه لأنه الحياة و الخلاص العظيم.
-دائما يغير شكله لأنه قبيح . مرة يجعل الجراد نفسه شبه ملاك بإكليل زائف و مرة يجعل نفسه إنسان بشعر زائف.شعر النساء طويل وإبليس طويل البال لا يهدأ حتي يقضى علي خصمه أو يقضى عليه الخصم.شعر النساء كثيف و حيل إبليس متعددة.ليس الكلام هنا عن مقارنة بين النساء و إبليس لأن النساء هن إناء الله للمجد لكن الوصف يأتي مما يصور الشيطان نفسه كى نحتاط منه و نتحصن بالمسيح يسوع.شعر النساء يظهر جمالها و الجراد القبيح يتجمل بشعر النساء و يجمل أفكاره و مقترحاته  من الخارج و هي كالقبور من الداخل. و كما إستخدم إبليس  حواء ليسقط آدم و إستخدم زوجة ايوب ليسقط ايوب فى التجديف هكذا يبدو الجراد كأن له شعر النساء لكي يستغل عاطفة الرجال فى إسقاطهم.فى العبادة تغطى المرأة شعرها الذى هو مجد المرأة لأنها تستبدل مجدها بمجد المسيح فيختفي شعرها  و يظهر مجد المسيح فيها .كشعر النساء المختفي هكذا الجراد الشيطاني يخفى أكاذيبه و حيله بتبريرات عديدة تنتهى بالهلاك إذ ليس فوق شعر الجراد مجد المسيح بل ظلمة الموت.
 - جراد الهاوية مخرب كجراد الأرض. يعيش ليخرب أي مكان يعيش فيه.ها هو الشيطان يظهرعلى حقيقته وحشاً يكشر عن أنيابه..أسنان الجراد وسيلته الوحيدة للحياة فمتى تهشمت مات. لكن أبو الكذاب ينتحل أسنان الأسود وقد فعل هذا مع أيوب البار الذى وصف زيفه  بإظهار دائرة فكه و اسنانه المرعبة. أى41: 14. ما أجمل تسبيح أيوب البار لله قائلاً : هشمت أضراس الظالم و من بين أسنانه خطفت الفريسة أى29: 17. أولاد الله لا ترعبهم الأسنان الظاهرة و لا الأضراس الخفية لجراد الهاوية بل يتلذذون بدهسه بإسم المسيح و يعظم إنتصارنا بالذى أحبنا.الجراد رغم كل قوته مغلوب كثعبان منزوع السم .
- لإبليس دروع كأنها من حديد  لكنها ليست حديد و هى تتحلل كالماء بإسم المسيح.للجراد دروع تدارى قباحته و ما فى قلبه ضدنا من خصومة و كراهية.مع أن أولاد الله لا يجهلون حيل إبليس و يعرفون تماماً ما في قلبه.الدروع الكاذبة لا تخفى القلوب الفاسدة.
- صوت أجنحتها كصوت مركبات خيل مقاتلة.الصوت زائف.الأجنحة مقصوصة.فقد إبليس مكانه فوق و صار مسكنه الهاوية تحت. الهاوية لا تحتاج أجنحة.فلا تصدق إبليس.إن هاج ألجمه بالصليب و إن خادع إفضحه بالروح القدس .إن صمت إطرده عنك و إن تكلم فإنتهره كما فعل المسيح ربنا.كل المشورات الفاسدة و الكذب الرخيص و الرياء,كل المظاهر الكذابة و الكلمات الملتوية.كل فساد الضمير.هذا هو صوت أجنحة الجراد و أولاد الله بسلطان الله يدوسون الجراد و العقارب و كل قوة العدو.
- هذا المهزوم بصليب ربنا يسوع لن يتجاسر علينا.ألم يتجاسر جليات فهزمه الصبي داود بإسم الرب.فإذا كان جليات مثل إبليس فكلنا داود.إبليس له إسم بالعبرية أبدون أي الخراب و باليونانية إسمه أبوليون أى المهلك .هذه أسماءه لأن ليس كالمسيح يكتبون فوق رأسه عند الصليب بالعبرية و اليونانية و الرومانية هذا هو ملك اليهود .إبليس ليس ملكاً لأحد و لا لشيء هو مخرب الممالك كلها.و نحن معنا رب الجنود فمن علينا. كلمة فمه تخرج كالنار و تحرق أعدائنا. و كما إختفي تماماً يوحنا الرائي وقت هذا البوق سيختفي أولاد الله من قدام أعين إبليس و جراده لأنه لا سلطان على أولاد الله إلا سلطان إبن الله.الجراد ينتشر بسرعة و لكنه يندهس بسرعة أيضاً .الويل فقط لمن يتكل على ذاته و يهاجم الجراد من غير مسيح.الويل لمن ينخدع بمظهر الجراد و يصدق صوته.فلنمتلأ بالروح لأن نور الثالوث الأقدس يسكننا و يقهر ظلمة إبليس و جراد الهاوية.هذا درس البوق الخامس فلنصلي لنفهم البوق السادس.

269
1- الضربات العشر و الأبواق السبعة  و مراحم الله الأبدية
Oliver كتبها
- لما إقترب موسى النبى ليبصر العليقة المشتعلة  سمع صوت الله يأمره أن يخلع نعليه.ليس نعلى القدم وحدهما بل يخلع عنه نعليه أى فكر جسده و مشاعر نفسه.فالجسد و النفس هما ما نلبسهما و يلبساننا .هما صالحان لكى نعرف الأرضيات.أما عند السمائيات فلنخلع النعلين لأن الأمور الفوقية لا تدركها إلا الروح فقط و من ينقاد بالروح القدس يعرف الروحيات.لذا الآن إخلع نعليك .أترك فكر الجسد فلن يسعفنا في شيء ,أترك مشاعر النفس فهي مهتزة بغير جدوي.لنقف بالروح و نتأمل النبوات و الأبواق السبعة.
- بين الضربات العشر و الأبواق السبعة خيط ممتد عبر الزمن يربطهما كأنه من تدبير واحد. قال الله لموسى النبي ان فرعون  لن يطلق شعب الله ليذهب إلى أرض الموعد إلا بأن يمد يده العالية بالضربات  وبعد ذلك يطلقهم خر3: 19. هكذا فى الأيام الأخيرة يتمسك إبليس بسلطانه الوهمي و رئاسته الكاذبة بالأرض لأنه يعلم أنه بعد وقت يسير سيندحر إلى جهنم,إلى الأبد يندحر.لذلك تبدأ ضربات مشابهة لما حدث ايام فرعون . كما كانت الضربات تؤثر فقط على أعداء الله هكذا في الرؤيا ستفعل الضربات و يبقي شعب الله آمنين رغم كل شيء.حتى يأتي الإختطاف.ستكون الضربات لإبليس و من يتبعه و أما شعب المسيح فلهم  خلاص عظيم.
- كانت الضربات  العشر في مصر متلاحقة و الوقت بين الضربة و الأخري كان بضعة أيام.و نفس الصورة نجدها في الرؤيا حيث نري الملائكة السبعة حاملى الأبواق جميعهم مهيئون مستعدون لكي يبوقوا كأنه لن يوجد وقت طويل بين بوق و بوق.
- كعادة المسيح في حنوه نجده لا يسمح لقديسه يوحنا أن يري الأبواق الثلاثة الأولي التي فيها ضربات على الأرض و لم يسمح له أن يفتح عينيه إلا في البوق الرابع فرأي ملاكاً  طائراً في السماءو سمعه.و هذا الحفظ الإلهي ما سيحدث لقديسى الزمان الأخير.
- كانت الضربات على مصر رمزاً للأبواق السبعة.كان برهان موسى أنه نبى الله أن عصاته إبتلعت الحيات و كان برهان المسيح كإبن الله أنه بالصليب إبتلع الموت إلى غلبة.و من الأبواق نعرف أنه سيفتح جهنم لتبتلع إبليس و جنوده إلى الأبد.في الضربات على أرض مصر الماء صار دماً و ماتت الخلائق التي في النهر و في البحر: خر7.يشبه كثيراً ما يخبرنا به البوق الثانى رؤ8 و في الضربات على أرض مصر كان البرد و النار : خر9 مثلما قيل عن البوق الأول نجد البرد و النارو الدم و من البوقين يموت كثير من الناس و هو نفس ما ذكر عن البوق الثالث هذا ما تخبرنا به نبوات الثلاثة أبواق الأولى.قرأنا عن الجراد  الضربة الثامنة و الظلام الضربة التاسعة و هو ما سيحدث عند البوق الخامس مع إختلاف الترتيب فالظلام جاء قبل الجراد.و كما ظهر جيش فرعون قرب النهاية  فها جيش إبليس يطيح مهيجاً الحرب العظيمة قرب النهاية عند البوق السادس.و كما كان موسي ينقل قدميه من اليابسة إلى البحر الأحمر ليعبر بشعب الله إلى أرض الموعد هكذا في البوق السابع نجد مسيح العالم يضع قدميه علي البحر و على اليابسة معلناً النهاية ليختطفنا إلى بحر المجد الأبدى هذا هو الخروج الأخير.
- البوق الأول برد و نار و دم: إذا وجدت النار فلا يمكن أن يوجد البرد بل النار تذهب البرد و تلحس الدم كما كانت تلحس الذبائح أما هذه النار فترفض الذبيحة الأبدية الخروف فصحنا لذلك يبق الدم المرفوض مع النار.أما البرد مع النار و الدم يتعايشون فهذا شكل من أشكال جهنم خر9: 24 .ففى الهاوية نار لا تطفئ و أيضاً صرير الأسنان أي البرد و هناك دود لا يموت أي النار لا تحرقه.إنها نار أبدية.خرج من نفس طبيعتها جزء ليراه الذين طال بهم الزمان و لم يتوبوا.لعلهم يتوبوا و يؤمنوا أن كلمة الله صادقة لأنهم يرون بأعينهم جهنم ماثلة قدامهم كي يصدقوا فها هى نار غير التي يعرفونها و برد لا ينفصل عن النار و دم هو بصمات الخطية على الأرض. و كما حفظ الله في القديم شعبه إسرائيل في أرض جاسان فلم تمسهم الضربة خر 9: 29 هكذا الأبرار الباقين أحياء سيحفظهم لمجد مسيحهم و يزداد يقينهم بكلمة الله و يكونون شهادة حية لأولئك الذين في طريقهم للهلاك.
- البوق الثانى .كيف سقطت أيها الجبل النارى فى البحر.كنت ملتهباً بالروح تقود شعوباً كثيرة.هل عدت لتنظر ذاتك فرأيت نفسك كالجبل و تشامخت؟قلت في نفسك أن العواصف لا تسقط الجبل و تناسيت أن الجبل دخن حين تراءي الرب قريباً منه فكيف ظننت أنك تتحمل  مواهب الروح من غير إتضاع و كيف يسكن المجد مع الكبرياء. ها قد سقطت في البحر كما هلك فرعون بالتشامخ. ثلث البحر صار دماً فإنتشار غرورك أفسد المياه الكثيرة التى هي شعوب كانت تسمعك و تتبعك و نسيت المسيح هدفاً لها. كل من وقع في الثلث الفاسد هلك فيه .الثلث الفاسد أفسد التعليم و الإرشاد فهلكت السفن أى الكنائس التى سقطت فى ذاك الثلث المائت.كل من إستبدل المسيح بإنسان و لو كان جبلاً نارياً و مواهبه متصاعدة سيهلك مع الذى ملأ كذب ذاته ثلث البحر دماً.لكن مجداً لله الذى أبقي الثلثين من البحر من غير شر شاهداً أن الباب لم يزل مفتوحاً و للتوبة زمان إلى النفس الأخير.
- البوق الثالث :سقط كوكب عظيم كان كالمصباح . كوكب لم يأخذ من المسيح نوره بل أخذ نوراً زائفاً من إبليس  الكوكب الساقط قبله الذى كان زهرة بنت الصبح إش14:14.من يأخذ من الساقط يسقط مثله.هذا الكوكب هو تعليم ينادى بالتأله.تماماً كما سقط إبليس الكوكب.إنها ضربة ضد المؤمنين إذ يستجيب بعضهم  لفكر التأله الذى ينادى الكثيرون به البعض يطلبها حرفياً و البعض يمارسها روحياً بتجاهل الله في حياتهم جاعلين ذواتهم إلهاً بديلاَ و معتبرين مالهم هو سماءهم. فخسروا حلاوة الأنهار التي تخرج من بطونهم أى إيمانهم بالمسيح و تسممت أنهارهم بالإفسنتين يو7: 38 سقط الكوكب الذى جعل المادية كالأبدية لتابعيه و أفرغ القلوب من تذوق المسيح الحلو فصارت حياتهم مرة أم 5: 3.ذاقوا الإفسنتين و هم ما كانوا يحتاجون إلا للذى ذاق الإفسنتين علي الصليب من أجلنا لكى نذوق نحن الشهد  مرا 3: 15هؤلاء جعلوا أنفسهم للخسارة  كالجاهل حين قال ليس إله تث 29: 18. و لأن الإفسنتين إذا زاد عن نسبة ضئيلة صار سماً مميتاً هكذا من لا يضع العالم عنده في حجمه الذى يستحقه يشرب من سمومه و يهلك. إر23: 15 لهذا مات كثيرون من الناس ليس لأن الكوكب أى العالم كان له سلطان أقوى منهم لكن لأنهم إنحنوا قدامه و شربوا من مرارته و ظنوا أنهم يرتوون.لكن العظمة لإلهنا الذى أبقي ثلثى الأنهار من غير مرارة.و حفظ الإيمان لكي من يحفظ الإيمان يدوس مرارة العالم.
- البوق الرابع:لما خلق الله الوجود صنع النورين العظيمين الشمس و القمر كما خلق النجوم لتنير السماء قدامنا.و كإله عطوف يعرف أن النهاية قد دنت فها هو يطفئ الأنوار بالتدريج لعلنا ننتبه.ثلث من كل شيء.ثلث الشمس و القمر و النجوم. لكن ثلثين بقيا منيرين .و كما سبق موت المسيح ظلمة هكذا يسبق نهاية العالم ظلمة.لم يعد يبقي إلا ثلاثة أبواق و هم الثلاثة ويلات التي نادى بها الملاك في هذا البوق الرابع.كان دور هذا البوق كرازى.يحذر الأشرار و يبشر الأبرار أن لقاء المجد قريب.ويل لسكان الأرض لكن ليس ويل لمن سكنت الأبدية قلوبهم بدلاً من الأرض.و إرتفعت أعينهم إلى الطائر في السماء فرأوه يطمئنهم أن ما مضى كثير و ما بقي قليل ليتشجعوا لأن روح المسيح يؤازرهم مع كل نفس يتنفسونه.الملاك يقول ويل لكن الأبرار يسمعونها مجداً.تماما كما نادى يونان النبى  أن نينوي ستنقلب فسمعها أهل نينوي أن الله يدعوهم للتوبة.لهذا كان لابد أن نسمع ما يقوله الروح بالروح و ليس بالجسد .نخلع النعلين لندرك ما يقوله الروح للكنائس .
الرب يعط فهماً و خشوعاً لكى نستكمل الأبواق السبعة و نحن بالمسيح فرحون.


270
عجائب الأختام السبعة  و سكوت فى السماء؟ رؤ7و8
Oliverكتبها
- كان كلما فتح الخروف ختماً من الأختام السبعة يسمع يوحنا الرائي صوتاً يدعوه للتقرب و التأمل(هلم و أنظر)  -هلم - هى دعوة للإقتراب من فكر المسيح الذى به وحده يدرك ما يراه من أختام مع أنها مفتوحة و -أنظر- هي دعوة للتأمل أي الإتكال على الروح القدس فى الرؤيا.منذ ألفى عام خرج المسيح له المجد إلى العالم  في معركته الأولي غلب و منح نفسه لنا سر الغلبة على إبليس و صار حصن حماية لمن يقبلوه . الآن  يخرج ثانية في الرؤيا الأخيرة مع الختم الأول يخرج ليدير المعركة الأخيرة ضد نفس العدو بعد أن إنحل من قيوده الغالب بالفداء بإتضاعه خرج في الرؤياغالباً و لكي يغلب بجبروته .خروج المسيح في الختم الأول يجعل المخاوف من الأختام الستة التالية كلا شيء كما  جعل النار كالنسيم حين صار مع الثلاثة فتية فى الأتون. قبل كل الأختام خرج المسيح لما إنفتح الختم الأول خروج من يؤكد لشعبه ها أنا معكم كل الأيامم (و إلي إنقضاء الدهر) و ها هو الإنقضاء يوشك أن يتم..خرج الفارس راكب الفرس الأبيض فما دام جبار البأس قد خرج إلينا لا يهمنا ماذا تحمل بقية الأختام.
- يدرك يوحنا  أن الفرس الأبيض هو فرس المسيح الذى ركبه للمرة الأولى.لأنه على الأرض جاء وديعاً يركب الأتان و الجحش  سواء عند هروبه إلى مصر أو عند دخوله أورشليم الأرضية.فقد إسترد الوديع  مجده و إمتطى فرسه الأبيض.لا تنازل عن المجد فى السماء.الآن ربط يوحنا اللون الأبيض بكل ما هو للمسيح و للمجد. الآن يستوعب يوحنا ما كتبه بنفسه عن الحقول أنها إبيضت للحصاد يو4: 35 أبيضت أى تظللت بمجد المسيح و سيرى هذا الحصاد في الختمين الخامس و السابع يستنيرون من مجد المسيح الكثير و من دمه الأحمر ينالون بياضاً سمائياً.الآن يدرك لماذا البحر الزجاجى قدام العرش أيضاً  أبيض نقي شفاف بللوري لأنه إنسكاب المجد من عرش الله. لذلك رآه أولاً شعره أبيض كالصوف النقى رؤ1: 14 ليتأكد أنه هو نفسه من رآه من قبل متجلياً على جبل طابور و كانت ثيابه سمائية بيضاء كالثلج مت 28: 3 هذا المشهد السماوي لملك المجد النقي هو أحد دلائل المراحم الأبدية التي تحسم نهاية الأوجاع.هذا هو الختم الأجمل الختم الأول.المسيح ملك المجد يعلن عن شخصه.
- عجيب و حنون أمر مخلصنا و مراحمه معنا مؤكدة.فنجده في الختم الأول يمنح يوحنا الحبيب الرؤية و السمع لأنه يستمتع برؤية حبيبه المخلص.أما عند فتح الأختام الثلاثة التالية التي فيها مخاوف و ضربات نجده يكتفي بأن يجعل يوحنا  يسمع فقط عن خروج الملاك المكلف بتنفيذ الضربة دون أن يشاهد شيئاً من آلامها الرهيبة.إنه يشفق علينا.كلنا سنكون مثل يوحنا الرائي لو عشنا ذلك اليوم بنفس إيماننا و محبتنا للمسيح.سنسمع عن الأهوال دون أن نعيشها.ستكون في آذاننا كالأخبار تعبر علينا دون أن تعصف بنا. هكذا الأختام الثانى و الثالث و الرابع لم ير منهم يوحنا شيئاً بل فقط سمع عن تكليف الملاك بما عليه فعله.
- يعود فى الختم الخامس و يعطي الروح ليوحنا أن يري فيري أرواح الشهداء ساكنون فى القدسات تحت المذبح.و هى مشهد عجيب.فالمذبح عليه المسيح كما نعرفه هنا .و الشهداء تحته لأنهم الطغمة الأقرب للمسيح.يوحنا رآى جينها أخوته التلاميذ جميعهم و بولس معهم و بعض الرسل تحت المذبح فإستراحت روحه . رآهم و لا أدري هل تخاطبوا؟ هل سأله السمائيون عن أحوالنا و عن الإيمان علي الأرض؟ تعزى القديس إذ رأى بعضاً ممن خدمهم تحت المذبح .التعزيات تسبق الأوجاع فتصير قدامنا كذكرى. إنظروا حنان الله كيف ينتقي ليوحنا ما يراه و كيف يحجب عنه ما لا يحتمل إذا رآه. هكذا معنا سيتحنن.
- أما الختم السادس فله قسمان فى الجزء الأول الصعب لم يذكر يوحنا أنه رأي و لا سمع.فهو خاص بالزلزلة العظيمة.لعله أحسها فلم يكن محتاج لرؤيتها.لأنه ما زال في الجسد لم يفارقه لكن سلطان الجسد فقط هو الذى تلاشى في الرؤيا.لم ير يوحنا الرائي شيئاً  نت القسم الأول لأحداث الختم السادس .بل إكتفي بوصف بإرشاد الروح القدس لأنه كان مشهداً لا يريد المسيح لحبيبه أن يتألم برؤيته.لكن لما جائت المرحلة الأخري للختم السادس التي فيها أمور معزية يقول يوحنا (رأيت ملائكة) و سمع صوت عظيم ينادي (هذا صوت المسيح) هنا عادت ليوحنا الرؤية لأن المشهد معزي.فها هو يدرك أن شعب المسيح ما أكثره.لذلك أمر المسيح أربعة الملائكة أن يمنعوا الرياح المدمرة من الهبوب حتي يتم ختم عبيد الله علي جباههم فيكونون محصنين مما سيأت على الأرض.
-  لأجلنا كي نخلص و لأجل المختارين كي لا يهلكوا قبض الريح المدمرة حتي يعضد عبيده بقوة خاصة من روحه القدوس بختمهم.لو كنا من المختومين علي جباهنا فلن يأت في عقولنا مخاوف بل تمجيدات. ماذا يخيفنا و الأمر الإلهي واضح .أمسكوا الرياح حتي يتم تحصين شعبي من أى أذى.ما أجمل مراحمك الدائمة الأبدية.رعايتك و إهتمامك في خضم الأحداث المهولة تتلألأ قدامنا  وسط الأوجاع فلا يصيبنا منها شيء بل تكون أفراح مجيئك بالتسابيح شغلنا الشاغل.ها هم المختومين من جميع الأسباط.لم يترك الله نفسه بلا شاهد من كل سبط.يتعامل مع كل نفس و يربح لمن يريدون خلاص نفوسهم لا ينس أحداً.
- بدأ الأمر بعدد محدد من كل سبط ثم بإنهمار النعمة على الأمم جاءوا للمسيح من كل أمة و قبيلة و لسان و شعب فما عادت حتي الملائكة تحصي بالعدد بل يقودها الروح لتختم من يستحق الختم الأبدى.فصار يوحنا يستمتع برؤية المفديين من كل العالم.ها مسيحنا غالب في هؤلاء.كان يناديهم القطيع الصغير بمقاييس الأرض و الآن نشاهدهم بلا حصر في السماء من الكثرة.إطمئنوا مع أن الباب ضيق إلا أن الذي يخلصون أكثر من كل أرقام العالم . حتى أن الأمر تطلب إنتظاراً دام نصف ساعة بتوقيت السماء و هى قد تكون آلاف الأيام عندنا أو مئات الآلاف لا أدرى.لكنها كانت فرصة لمن يشاهد عبيد الله واضعين رؤوسهم و قلوبهم تحت أيدي الملائكة ليختمونهم فيلتهب قلب البعض بالتوبة.و يشتاق البعض لنفس النعمة. كل هؤلاء سيبيضون ثيابهم في دم الخروف.تبييض الثياب أى الأجساد بالإتحاد بدم المسيح  فيغتسل القلب و تغمرنا المراحم الأبدية.ليس من طريق لحبيبي الأبيض راكب الفرس الأبيض إلا أن أقبل حبيبي الأحمر المخضب بالدماء علي الصليب. كثرة المختونين كان بشارة  لغير المختونين لعلهم يسعون فيدركون  ما مات المسيح ليحققه لهم فيكونون كأصحاب الساعة الحادية عشرة.
- مدهشة و محيرة و سمائية هذه العبارة (حدث سكوت في السماء نحو نصف ساعة)رؤ8.لم يكن منذ الأزل سكوت في السماء.فقبل الوجود كان الثالوث يتواصل بلغته اللاهوتية و هو دائما يتواصل دونما إنقطاع و يعلن لنا الكثير مما بين الأقانيم .أما نصف الساعة السكوت فهي إخفاء تام عن كل الوجود بما يرتبه الثالوث الأقدس معلنا إياه مع الأبواق السبعة. سكتت كل السمائيين و سكت يوحنا و هل يجرؤ علي الكلام وسط هذا السكوت.سكتت الأحداث.هذا السكوت فاصل سماوي بين أحداث الأختام السبعة و أحداث الأبواق  السبعة.إذا لم يصدر أمر فلا حركة أو فعل في السماء.فالملائكة هم الفاعلون أمره عند سماع صوت كلمته و ها صوته قد سكن قليلاً و لم يأمرهم إلا بالسكوت.هذا السكون جاء ممن قال (لانه هكذا قال السيد الرب قدوس اسرائيل.بالرجوع والسكون تخلصون.بالهدوء والطمانينة تكون قوتكم.فلم تشاءوا)إش 30: 15.الذى سكن الريح الآن يسكن الملائكة فهم كالريح أيضاً في يده.مر4: 39.هذا سكون للخلاص لمن يريد أن يربح الفرصة الأخيرة .هو سكوت مريح لمن يشاء الخلاص  و مخيف لمن يبدد فرصته الأخيرة.
- كان السكون فرصة جديدة للإستفادة من صبر الله و طول أناته حتي عند النهاية.فنصف ساعة سماوية كافية للغاية لتوبة الملايين و قدامنا اللص الذى تاب في ثوان أو دقائق.و قدامنا فى التاريخ شهداء و قديسين و قديسات كانت اللحظات تكفيهم ليستمتعوا بالخلاص.السماء سكتت نصف ساعة لأول و لآخر مرة في الوجود.هذا هو السكوت السماوي الفريد لكن ما دام سيجتذب نفوساً للغالب فلتسكت السماء.لم يعد هناك كلاماً للتبكيت أو للتعليم فهذا كله إكتمل على الأرض فصمتت السماء لأجل القريبين من الخلاص ليدركوا أن الباب موشك على الإغلاق فيسرعوا حتي ينالوا الجعالة قبل النهاية.
- قد يرانا الله مضبوطين في خطايانا و مع هذا  تسكت السماء خصيصاً لي أو لك فتعال نتشجع و ننطرح قدام راكب الفرس الأبيض.كما إنطرح التلاميذ عند التجلي.فلنعلن له أننا غير مستحقين لكننا غير مستعدين للحياة بدونه في الأبدية. و نحسب سكوت الله ربحاً و طول أناته للخلاص.إذا سكتت السماء عن شر فلا تحسب أنها راضية.هي فقط صابرة لعلنا نستفيق.لقد صمت المسيح له المجد طويلاً عند الصليب لكي يخلصنا و ها هو يسكت السماء كلها لكي يخلصنا أيضاً فالسكوت أحد مراحم الأبدية.
- نصف ساعة من الصمت تساوى ما لا يحصي من فرص الخلاص.فلما كان الإيمان في بدايته قال بولس الرسول هوذا الساعة ساعة خلاص و إذ صار الأمر قارب من النهاية صارت الساعة  نصف ساعة,  نصف ساعة سكوت يرجوالخلاص للكل . الخلاص يكفيه أقل من هذا الوقت لكن سخاء الرب الذى يريد أن الجميع يخلصون يجعله يؤجل الضربات كما أطال أناته قبل الطوفان.فتعالوا لندخل سفينة النجاة مسيحنا القدوس الذى يبحر بنا بسلام إلى المدينة السمائية هناك نرى راكب الفرس الأبيض مبتهجاً بأننا فيه وحده غلبنا و نلنا الأبدية في حضنه.



271
المحتاجون إلى الشفاء شفاهم
Oliverكتبها
حدث شفاء بواسطة انبياء و قديسين لكن شفاءك أنت يا مسيحنا الحلو لا مثيل له.عيناك تبصران أين الداء أما الأنبياء فما كانوا يعلمون ماذا بمرضاهم.كنت ترصد هل يقع الألم فى الجسد أم فى النفس أم في الروح.و من يستطيع أن يرصد تلك المفارق التي بين الجسد و النفس و الروح و من يعرف ما المفاصل التي في النفس أو في الروح عب4: 12 .كانت نظرتك الفاحصة العابرة أكثر دقة من ألف ألف أشعة نعرفها.
- قبل أن تطأ قدماك أرضك و أرضنا كان الشفاء هو أن يتعافي الجسد.أما بك يا مسيحنا الحنون فقد صار الشفاء كاملاً.لم تعد للأمراض المستعصية أو المزمنة قائمة على الأرض.فالشفاء للأحياء كما هو للموتي أيضاً لقد تعدى شفاؤك حدود الأرض و إمتد حتي إلى الجحيم حيث من هناك إسترديت أرواح الموتى و أعدتهم إلى الوجود ما هذا شفاء نعرفه .الشفاء عندك خَلق جديد للكيان كما فعلت مع المولود أعمى و كما فعلت بالخمس خبزات و السمكتين و كما فعلت في عرس قانا الجليل و خلقت من الماء خمراً .لقد تخطيت تعريف الشفاء الأرضي إلى لمسة إلهية تضيف وجوداً لغير الموجود فصار الشفاء كإسترداد الوجود من العدم.
- الشفاء عندك ليس كما كان قديماً للجسد فحسب.أما معك صار شفاء من الوجع و أيضاً من الخطية.صار شفاء و مغفرة. فإذا أنت تكلل عهد النعمة بشفاء الناس من خطاياها و هي التي قصدتك لأجل أجسادها.ها أنت تعط أكثر مما سألك المفلوج و اصدقاؤه.
- الشفاء عندك فريد مثلك.أنت وحدك الذى كان يرى أرواح الشياطين ترتع في أجساد البشر .أنت وحدك قهرتهم و إنتهرتهم.أنت وحدك الذى إستطاع أن يخرج الأرواح النجسة.ما كان يحدث مثل هذا في القديم لو9: 42. حتي أننا نستطيع أن نسمي العهد الجديد عهد النصرة على إبليس وجنوده.عهد ندوس فيه الأرواح الشريرة كالملوك و ندوس العقارب.
- كان عند المرأة نازفة الدم مفهوم خاطئ عن المسيح يمنعها أن تلمسه شخصياً و تكتفي أن تلمس هدب ثوبه لئلا يتنجس من نزيفها.هي تؤمن به حسب معرفتها و هو كشف إيمانها للنور لكي تنمو في إيمانها بعد أن تحنن و شفاها.كان شفاء الناس من الأرواح النجسة و شفاء الأبرص نموذجاً للفداء.فكما لمس المسيح الأبرص فشفى دون أن ينتقل البرص للمسيح.و كما شفي المسيح من الأرواح النجسة دون أن يتنجس المسيح هكذا بالفداء حمل عنا خطايانا دون أن يرتكبها.داس الموت دون أن يسود عليه موتنا.النور حين يشرق على المزبلة يطهرها دون أن يتضرر مما في المزبلة.المسيح حين يأخذ الضال في حضنه ينقله إلى النعمة دون أن يتأثر مما فيه من قذارة. هذا الرجاء مشجع لشفاء الجميع مهما كان بؤسه و مرضه .الشفاء عند المسيح كالفداء و قد أكمله للنهاية بالصليب.أحلى شفاء لإنسان حين ينقله إلى الفداء و تتحول المعجزة إلى حياة جديدة مع المسيح هنا فقط تكون معجزة الشفاء مدخلاً لمعجزة الأبدية.
- الشفاء عندك لم يكن ينتظر سؤالاً بل ينتظر شعور البشر بالحاجة إلي الشفاء.فكنت تشفي المحتاجون إلي الشفاء لأنك في الحقيقة تشفي المحتاجون إلي المسيح.كل من أتي إليه مريضاً نال منه شفاءا لأنه أتي إليه مؤمناً به .
- على أن من أعجب أنواع الشفاء هو بقاء المرض مع زيادة النعمة و الأكاليل حتي يتحول المرض عند البعض إلى سبب قوى لحياة شكرا دائمة و إحساس بالنعمة لا ينقطع.هذا ما أحس به بولس الرسول الذى كان يخدم و هو يتألم حاملاً في جسده سمات الرب يسوع هذا أجمل شفاء أن يتحول الألم إلى سمات الرب يسوع و من ينالها لا يطلب شفاءا منها بل يدخل منها إلى شركة آلام المسيح و ما أعجبها شركة.لذلك لا نتعجب لو سمعنا عن قديسين إقتنوا الألم كالكنز لأنه يدخلهم في شركة آلام المسيح.آلامهم كآلامك صارت وثيقة حب.هذا الشفاء هو إرتفاع  عن سلطان الجسد و آلامه إلى محبة المسيح التي تنسى هؤلاء ما يؤلمهم فتصير آلامهم عظة عن الشكر و صلواتهم الشاكرة تسبيحاً زكياً.هذا التسبيح لا يختبره سوي من تسمو به النعمة من ألم الجسد إلى مجد الروح.هؤلاء لا يطلبوا شفاءا بل مجداً.
أعظم شفاء هو شفاء من هلك بالفعل.ذهب إلى الجحيم و أخفته الظلمة هناك عن الأعين.لكن المسيح رب المجد بدم صليبه صنع فداءا و شفاءاً في آن واحد.شفى هؤلاء الأسري و حررهم من الجحيم و هم في عداد الهالكين.ثم قدم شفاءا مجانياً لكل البشرية هو دمه السكيب ممتد من لحظة الصلب و حتى اليوم لنأخذ منه خلاصاً و غفراناً و حياة أبدية.ما هذا الشفاء الذى يقترن به الحياة الأبدية إلا شفاء المسيح.فليس بعده شفاء.هو منتهي الشفاء و كماله.

272
المنبر الحر / السفر المختوم
« في: 13:20 11/07/2017  »
السفر المختوم
Oliverكتبها
فى سفر الرؤيا رأى يوحنا الجبيب سفراً مختوماً من قدام و من وراء لم يستطع أحد أن يفتحه رؤ5: 1 فما هو هذا السفر.
هو سفر الإرادة الإلهية فى الوجود.فإرادة الله تبدو لنا كثيراً كالأختام التى تقفل على أوامر الملك فلا يفتحها إلا من له تفويض من الملك.هكذا لا يعرف أحد إرادة الله إلا من له نعمة الروح القدس فهى تفويض إلهى توجه من يطبعها إلى إرادة الله في حياته.
إرادة الله تبقي ممتلئة أختاماً حتى بعد أن ينكشف لنا بعضاً منها.فبعض أختامها من وراء لكي تعيننا على إكتشاف ما فعله الله من أجلنا مسبقاً.و بعض أختامها من قدام لكي توجهنا إلى ما يريده الله لأبديتنا.و كل الأختام ستنفتح بعد السكون.حين يصمت الفكر و تسكن المشاعر و لا يكون عند الروح سوى الإنحناء التام قدام عمل الله.ساعتها يفتح لنا المخلص السفر المختوم و يكشف أسراره.


273
حق اللجوء و تفاصيل أخرى
Oliverكتبها
المسيح له المجد هو أول لاجئ في العهد الجديد.هرب من  اليهودية وطنه إلى مصر .من حاكم قاتل للأطفال هرب الطفل يسوع مع أبويه.لكي يسجل فى تاريخنا أن الإله إفتقد مصر شافياً و إليه ترجع. الرب هو مؤسس فكرة اللجوء هرباً من العقوبات  الظالمة و المطاردات.لذلك أمر يشوع بن نون أن ينشئ في إسرائيل مدن الملجأ و هي ستة مدن يفصل نهر الأردن بين كل ثلاثة منها.كانت هذه المدن تستقبل الهاربين من خطر و المتورطين في قضايا دون تعمد.يسكنون لاجئين حتي تأتي سنة اليوبيل أو حتي يموت رئيس الكهنة فيصدر عفو عام للجميع.اللجوء فكرة إلهية للتخفيف عمن ضاق بهم الحال أو صاروا في خطر فى مدنهم.ليس اللجوء خيانة أو خطية و لا هو ضد الإتكال على الله .فالله نفسه كان لاجئاً في أرض مصر.المسيح ملجأ لنا من دور فدور مز46.تث19.لكن لمدن الملجأ معني و رمز روحى أعمق بكثير سيتناوله مقال آخر. هذا المقال لتوضيح المعنى الحقوقى و القانونى للجوء.
أكاذيب عن اللجوء فى الغرب
1- تكثر الإشاعات الكاذبة بأن أحدى السفارات الغربية فتحت باب اللجوء و هذا غير صحيح.لا يوجد لجوء لشخص يعيش فى بلده.لكن مثلاً يستطيع سورى في لبنان أن يتقدم بطلب لجوء فى مكتب الأمم المتحدة بلبنان لكنه لا يستطيع أن يتقدم بطلب لجوء و هو فى سوريا. لهذا أرجو أن لا نصدق مثل هذه الإشاعات الكاذبة التي تدعي أن سفارة أى دولة فتحت باب اللجوء
2- كونك مسيحي تتعرض لإضطهاد عام ليس كافيا لطلب اللجوء.لابد من إثبات أنك تعرضت لمشكلة شخصية بسبب فيه تمييز و تعصب ضدك بغض النظر عن ديانتك.بل لا أقول لك سراً أن بعض الدول كألمانيا و بريطانيا مثلاً تتعاطف أكثر مع المسلمين و البوذيين و المثليين الشواذ من طالبى اللجوء أكثر مما تتعاطف مع المسيحيين.دائماً تحتاج إلى إثبات ما تقول سواء بمستند أو حكم ظالم ضدك أو صور إعتداء علي ممتلكاتك أو تقارير طبية  ذات مصداقية تشهد بالإعتداء عليك أو علي أحد أفراد أسرتك لأسباب عنصرية.لابد من دليل و لا يكفي القول بأنك مسيحي مضطهد.
3- الخوف أن المعلومات عن طلبك للجوء ستصل إلى بلدك الأصلى ليس له مكان .لا يوجد تواصل بأى طريقة بين سلطات تتناول طلبك للجوء و سلطات بلدك الأصلى.لا يحق لأى سلطة أن تكشف عن طلبك أو تتواصل مع سلطات بلدك من أجل التحقق من سبب لجوءك.لكن فى بعض الحالات قد يستدعي الأمر أن يكون هناك تقرير من مخابرات الدولة التي طلبت فيها اللجوء عن شخصيتك إذا كنت بالأهمية التي تستدعى هذا التحرك المكلف لذلك لا يحدث إلا نادراً مع شخصيات بعينها و لا يحدث غالباً مع المسيحيين من الشرق الأوسط أن يحتاج طلبهم لمتابعة مخابراتية.
4- لا يمكن التقدم بطلب لجوء فى دولة ما إلا إذا كنت تحمل تأشيرة إقامة بها وقت تقديم طلب اللجوء.أما فى حالة الوصول لدولة ما بطريقة غير قانونية فيجب أن يسلم الشخص نفسه لأقرب شرطة و هناك يتقدم بطلب لجوء فوراً و إلا يعتبر متسلل مخالف.
فرص نجاح طلب اللجوء
- اللجوء ليس قضية ترفعها قدام محكمة فهذا آخر ما يمكن أن تصل إليه.اللجوء هو طلب تضعه قدام إدارة شئون الهجرة و اللاجئين فى أي دولة غربية أو قدام مكتب الأمم المتحدة لشئون اللاجئين في أي دولة شرقية أو أفريقية .يحدد بعد تقديمك للطلب الذى تملأ النموذج المجانى الخاص به تحديد ميعاد لمقابلة مع كل شخص تقدم بالطلب يزيد عمره عن 18 عاماً.و قد لا يتم مقابلة من يقل عمرهم عن ذلك مطلقاً.لا يحق لمن تقل أعمارهم عن 18 سنة التقدم بطلب لجوء لكن فقط يمكن أن يوجدوا ضمن طلب لجوء ذويهم
- تتم مقابلة طالب اللجوء شخصياً من خلال موظف بشئون اللاجئين و توفر مترجم مجانى للمقابلة.هذه ليست جلسة تحقيق أو إستجواب بل فرصة ذهبية لطالب اللجوء لكي يقدم و يحكي ما يثبت وقوعه ضحية إضطهاد شخصى و عنصرى ضده.تتعدد الأسئلة و تتكرر بأشكال متنوعة ليتم مقارنة الإجابات ببعضها ليظهر توافقها فتزيد مصداقية الطلب و فرص قبوله أو عدم توافقها فتقل مصداقية طالب اللجوء و هذا أكثر الأسباب رفضاً للجوء.لذلك ترتيب الأحداث و تناسقها و إتفاقها مع ما يمكن أن تقدمه من مستندات يدعم مصداقية الطلب.قد يحتاج هذا كله إلى من يساعدك بخبرات قانونية أو تقوم به بنفسك.و كل دولة تكفل لطالبى اللجوء إستشارات قانونية مجانية إذا طلب ذلك.
- فى حالة اللجوء من أسرة كاملة تكون المقابلة مع كل فرد يزيد عمره عن 18 سنة فرصة لموظف اللجوء لكي يقارن إجابات كل شخص على حدة و توافقها مع ما يذكره الآخر من نفس الأسرة.و يزيد من فرص النجاح ما يصدر من مفوضية اللاجئين من تقارير سنوية و من جهات دولية أمريكية و أوروبية عن أحوال حقوق الإنسان فى دول بعينها.كلما كانت التقارير تؤكد وجود حالات عنصرية و تمييز عرقى أو ديني في تلك الدول كلما زادت فرص قبول اللاجئين منها.كما يزيد فرصة قبول الطلب أن تكون هناك طلبات لحالات مماثلة لحالة طالب اللجوء تم قبولها فى نفس البلد أو فى أي بلد غربي آخر  و هذا ما يمكن أن تقدمه مكاتب الإستشارات القانونية المجانية لطالب اللجوء.كذلك كلما تم تدعيم الطلب بتقارير طبية و صور تؤكد مصداقية حالتك الجسدية و النفسية مع ما تسرده من وقائع كلما زادات فرص قبول الطلب.
- عدم قبول طلب اللجوء ليس النهاية.لأنه فى حالة الرفض يمكن أن يقيم قضية أمام محكمة خاصة باللاجئين.لا تأخذ شكل المحاكمات العادية لكنها أقرب لنفس المقابلة مع موظف شئون اللاجئين لكنها مقابلة  فى المحكمة مع شخصية قانونية تماثل القاضى و حكمه يلغي حكم المقابلة الأولى المرفوضة أو يؤكدها.هذا القاضى لا يأخذ فى الإعتبار أى نقاط ضعف أو عدم مصداقية فى المحاولة الأولى بل هو يناقش الأمر بطريقته و لا يلتفت إلى قرار الموظف فى المحاولة الأولى.لذلك قد تزيد فرص النجاح فى المحاولة الثانية إذا أخذ طالب اللجوء خبرة كافية  تتفادى أخطاء المقابلة الأولى و لا تتناقض مع ما سرده فيها من أحداث بصورة مباشرة و دقيقة تؤكد فى كل تفاصيلها أحقية هذا الشخص للحصول على حق اللجوء.و حتى فى حالة رفض الطلب مرة ثانية يحق لطالب اللجوء المحاولة الثالثة و هى الإستئناف  الأخير ضد القرار الثانى فى هذه الحالة تكون القضية قدام قاض أعلى درجة من الأول و تبقي المحكمة بنفس صورتها خاصة باللاجئين و لا تأخذ شكل المحاكمات العادية.بل يكون الإستئناف هدفه إثبات إغفال القاضى الأول تنفيذ بند من بنود إتفاقية الأمم المتحدة أو القانون الدولى ثم المحلى.فإذا لم تتم الموافقة للمرة الثالثة يجب ترحيل طالب اللجوء للدولة التي تقبله و ليس شرطاً إعادته لبلده إذا لم يرض بذلك.لكن لو لم تقبله أي دولة أخري يتم إعادته بلده الأصلى دون إخطار سلطاته بسبب الترحيل إلا كونه لا يحمل تأشيرة تسمح له بالإقامة قانونياً..
- تقل فرص النجاح كلما تأخر فى توقيت تقديم طلب اللجوء فقد يأتى بتأشيرة دراسة أو سياحة أو علاج أو أي سبب آخر و يبقي طويلاً بهذه التاشيرة ثم لما لا يستطيع تجديد إقامته يتقدم بطلب لجوء هنا تكون حيلته مكشوفة و فرص قبول طلبه أقل.لكن لو توفرت معه مستندات أو تقارير تؤكد ما استدعي تأخره فى طلب اللجوء . كأن يصدر ضده حكم غيابي من بلده أو تحدث حادثة إرهابية عنصرية ضد إسرته و تصير عودته لبلده محفوفة بالمخاطر.إذا أثبت ذلك تزيد فرص نجاحه.
- يحكم طلب اللجوء اتفاقية الأمم المتحدة في 28 يوليو 1951 – والمعدلة ببروتوكول 31 يناير 1967 لتشكل الوثيقة الأساسية والعالمية التي تتعلق بوضع اللاجئين وتعكس اهتمام الدول العميق باللاجئين ورغبتها في إنشاء معايير مشتركة لمعاملتهم،لذلك ففى الأغلب لا يحكم طلب اللجوء القانون المحلى للدولة بقدر إلتزامها بتلك الإتفاقيات الأممية.

274
المنبر الحر / إصعد في الروح رؤ4
« في: 18:16 06/07/2017  »
إصعد في الروح رؤ4
Oliver كتبها

أيها الحبيب الرائى يوحنا ,كنت قبلاً فى الروح و رأيت الإله المهوب فإلى أين دعاك لتصعد؟ هل للرؤى درجات أم السكني فى الروح تختلف فى مكانتها و وظائفها؟كنت قبلاً فى الروح فقال لك أكتب للسبع كنائس فكتبت ما قاله السيد.كان الخطاب الأول فى الرؤيا للأساقفة و كنائسهم على الأرض سواء لزمان القديس أو لخدام كل زمان لكن الرؤيا التالية هى للبشر كلهم بغير تحديد هذه درجة أعلى من الإعلانات الإلهية يلزمها عملاً إلهياً ليتحضر القديس يوحنا لتلك الرؤى الأعظم .ها الآن يأمرك الرب أن تصعد فهل تصعد من الكتابة إلى الرؤية بالعين عين الروح.رأيت باباً مفتوحاً فى السماء لكن الوصول إليه يلزمه أمراً إلهياً و رؤية ما داخله تتطلب عملاً إلهياً .السيد لا يرغب أن نبق بغير نمو حتي في الروح.لا يريد ثباتاً لنا فحسب بل إنفتاحاً متوالياً فى عالم الأمجاد.هلم فإصعد لأريك .هذه دعوته لكل من يحب الروح القدس و ينصاع له
لم يصعد القديس يوحنا من ذاته.فهو فى عالم لا يدرى أين يصعد فيه أو كيف ينزل منه.عالم الأرواح ليس مثل أمكنة الجسد.فالصعود يمكن أن يكون فى العمق.فى الدخول إلى حجال الملك.فى الترقى فى الحب الإلهي.فى قدر المعرفة بالأبديات عن إختبار و وداعة.ليس الصعود للأرواح كالصعود للأجساد.لكن حين أمر السيد تلميذه أن يصعد قاده للصعود بالدرجة التى تكفى له كي يري ماذا بداخل الباب المفتوح فى السماء.لأن المسيح له المجد هو الباب المفتوح فى السماء لكل طالبيه.معاينة الإبن تتم بالروح القدس
كنت فى الروح كأن الروح تبادل معك روحك.كان فى الروح هذه هى البداية فى الأبدية فى الفردوس .أخذت من الله روحه و أخذ الرب روحك كي لا تنحجب عنك المعرفة الخالصة عن الأمجاد.كنت فى الروح و ما إكتفيت بل الآن – صرت فى الروح- ما الفرق؟ الفرق فى مقدار معرفة القديس لنفسه.فى البداية كان فى الروح ليتحكم الروح القدس و يقوده .هو فى الروح لكنه يدرى بنفسه و لأنه أطاع و عاش نقياً مستعداً لهذا الإتحاد الروحى اللامرئي فقد حانت لحظة جديدة لترقية أخري في عالم الروح.ها هو قد صار فى الروح.أي نسي نفسه كليةً و كأنه لم يعد ذا جسدٍ أصلاً.الصيرورة فى الروح هو إنفصال تام عن كل ما هو مادى.ستأخذ المعانى و الأسماء و الألوان و الأرقام و الأبعاد و الأشكال معنى مختلف حالما صرت فى الروح.معها ستتعلم لغة الروح.إنها إنخراط فى الأبدية.صرت فى الروح فما عدت نفس الإنسان الذى نعرفه.نفس القلب أو حتى نفس الفضائل.لقد إنتقلت إلى مستوى لا يصله أحد إلا لما يصير فى الروح. حتي الجسد فى وقت ما سيصير فى الروح و يصبح نورانياً ممجداً
لما كان يوحنا الرائي في الروح رأى الباب من بعيد لكنه لما صار فى الروح دخل الباب نفسه و تعايش مع ما يراه كأنه جزء منه و فيه و معه.صار فى الروح أى صار بعضاً من عمل الله فى الأبدية.صار يوحنا فى الروح فلم يعد ينفصل عما يراه و صارت اسئلته بالروح لا بلسان الإنسان.صارت الإجابات تأتيه بالروح فما عادت تنفع كلمات الأرض لتشرحها لكن الروح إحتفظ له بالأسئلة و الإجابات و الرؤي لكي تبقي لنا ليراها كل منا حسب مقدار ما يكون في الروح و حسب نعمة من يصير في الروح
إصعد لترى.فالصعود لازم للرؤية.وقت قيامة مخلصنا رأته المجدلية مرتين رؤية العين الجسدية فلما أرادت أن تلمسه طلب منها أن تنتظر حتى يصعد أكثر فى إيمانها فتراها جالساً على العرش .كان يطلب لها الأفضل و الأسمى.لم تنتبه المجدلية وقتها لقيمة الصعود و لم تدركه لكنها بالتأكيد أدركته فيما بعد.كذلك توما الرسول أراد أن ير رؤية الجسد لكن الذى نال التطويب هو من ير رؤية الروح حين قال مسيحنا الحبيب طوبى للذين آمنوا و لم يروا (رؤية الجسد) و كما صعد رب المجد بجسد بشريتنا و جلس عن يمين أبيه بجسم بشريتنا و به وحده صرنا كلنا مؤهلين للأمجاد هكذا يحتاج الجميع أن يصعد فى المسيح يسوع له المجد.يصعد فى الفكر و الإيمان و المحبة و لا سيما يترك جاذبية الأرض عن ميوله و إشتياقاته ليتيح مكاناً للروح القدس يكون فيه و يصعد به لير ما أعده الله لمحبى إسمه القدوس
ليس للصعود فى الروحيات آخِر أو منتهى.كما أن هناك اللازمن و اللامكان هناك أيضاً اللا حدود لأى مجد لا منتهى فى كل شيء لذلك فالصعود فى الأبدية لازم و أيضاً دائم.تظل من صعود لصعود و من مجد إلى مجد.إنه طبيعة الأبدية أن تظل فى صعود مستمر.فى نمو متتالى.ليس هناك درجة تقف عندها أو تحسب أنك أدركت كل شيء بعدها.فالحياة مع الثالوث الأقدس لا يمكن إجتياز بحورها اللانهائية.لكنك عند كل مرة تُحسب كاملاً بحسب مجدك
حين صار القديس فى الروح صار العرش قدامه فى السماء.مع أنه هو فى السماء أيضاً.هذا يعني أن الصعود لم يصل إلى آخره.لا زال يبصر العرش دون أن يقترب منه.لكنه سيقترب فيما بعد.بدأت كل الأحجار الثمينة تأتي على روحه لكي يصف ما يراه.هذا كاليشب و ذاك كالزمرد و هذا كالعقيق و آخر كالذهب لقد كانت هذه أثمن الأحجار و الأوصاف فما وجد غيرها ليكتبها للأرضيين لكن حين تصير فى الروح لن تر اليشب أو العقيق أو الزمرد و الذهب بل سترى الأوصاف الأبدية التي يضعها الروح لكل ما ترى فى المسيح كما رأى القديس فى الجالس على العرش. و ستتعلم أوصاف الروح الأبدية و مجد السمائيات و ستنسي أحجار الأرض الثمينة فلن تعد ثمينة و لا موجودة فيما بعد بل سترى كم الأبدية ثمينة و كل ما في مسيحنا القدوس أثمن من كل الوجود الذى عرفته و رأيته و إشتهيته من قبل. لذلك يذكرنا يوحنا الرائي أن ما رآه يشبه و يشبه و يشبه لأنه يقوم بالتشبيه لنا بما نعرفه لا بما يعرفه هو حين صار فى الروح.و كما يرصع الذهب بالأحجار الكريمة فتزداد قيمته ها هو المسيح العظيم يرصع الملائكة بوجهه المنير بكل ألوان ثمينة فيأخذون من نوره نوراً و من مجده مجداً و هكذا سيحدث معنا فى السمائيات سيكون المسيح إكليلنا المرصع
كيف نصير فى الروح من دون سبعة أرواح الله أى الروح القدس الكامل العامل فى السبعة مصابيح نار متقدة قدام عرش المسيح.هذا عمل الروح لكي يجعل كل من ينال وساطة المسيح متملكاً فى الروح فيصير في الروح لكي يدرك الجالس على العرش.بل و ينال منه شركة السمائيات.لابد أن نصير جميعاً فى الروح يوماً ما و ما أجمله يوم.أما على الأرض فيمكن أن نتذوق بعضاً من المجد لو كنا فى الروح.يمكن أن ننسى الجسد وقتاً ثم نعود.يمكن كما أمكن القديس بولس أن يقول عن نفسه أفى الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم الله يعلم.هكذا علمنا أن إنطلاق الروح ممكنة.و عودتها مذخرة بخبرات سمائية ممكنة أيضاً لكي نثق أن المسيح كما وعد تلاميذه القديسين أن يجلسوا معه فى عرشه وعد أيضاً التائبين و المستندين عليه و رافضي اليأس و الخطية .للقلوب التي إمتلأت محبة وحناناً .للنفوس العفيفة و لكل من يسعى لينال وعده الأمين.المسيح مات من أجل الكل و هو على عرشه سيهب الذين قبلوه أن يكونوا معه و يصيرهم فى الروح لكي يتنعموا فى الأبدية.هلموا نصعد فى محبتنا للمسيح و للجميع و ثقتنا فى شخصه المبارك و إنقيادنا لروحه القدوس و حبنا للآب فننجو.

275
كنيسة واحدة  صنعها القدوس
Oliverكتبها
السيد المسيح له المجد هو مَثَلُنا و مثالنا.ها هو ينتقي تلاميذه فنتأمله.يجمع المتناقضين و ينشر بينهم المحبة فيبهرون المسكونة.لم يسمح لأحدهم أن يكره الآخر من أجل الفريق  الذى جاء منه و إنتمي إليه قبل أن يتبع المسيح فالتلمذة للرب يسوع صهرتهم فى الفكر الواحد و القلب الواحد فى شخص الرب يسوع المسيح له المجد.
- كانت طائفة الحسديين التي تفرع منها الفريسيون و الغيورين و الكتبة.و هى فئة بدأت روحياً ثم إنحرفت إلى التدين الظاهرى و العمل السياسى و فقدت مصداقيتها لتشبعها بالرياء.من هذه الطائفة  الغيورة العنيفة إختار الرب تلميذه سمعان الغيور القانوى الملقب بنثنائيل الرسول أيضاً. هو من نفس الطبقة التى أخذت الديانة حرفة و تجارة  هذه الفئة هى الوحيدة التى إستحقت الويلات من السيد المسيح و شبعت منه توبيخاً و تأديباً فكان ضدها دواماً لسبب رياءها.لكن المسيح له المجد رغم هذا كله إختار منهم تلميذاً و ملأه بالروح القدس و جعله عظيما مع الإثني عشر الرسل.من نفس طائفة الغيورين كان غمالائيل معلم الناموس معلم بولس الرسول.هذه النموذج يصلح للتقارب مع الكنائس التي يبدو فيها العنصر النفسى و العمل الإجتماعي جلياً.
- كانت طائفة الهيروديسيين منفتحة و مؤيدة للرومان  المحتلين و كان أبرزهم العشارون.كانت فئة مكروهة من الفريسيين  المحافظين جداً و من الغيورين  المتطرفين جداً ضد الرومان.كان الهيرودسيون هم الطبقة الغنية فى الشعب بحكم نفوذها و قربها من البلاط الملكى الذى إستئمنها على جمع الضرائب فكانت وسيلة فى يدهم لإبتزاز الشعب المغلوب على أمره و للإنتقام من الفئات المعارضة مثل الغيورين. يعني كان متى العشار تلمذه فى خصومة سابقة مع سمعان الغيور تلميذه.فكلاهما ينتمي لفريق ضد الآخر بل يقاتله دموياً.و مع أن السيد الرب وقف ضد هيرودس الكبير بالهروب منه عند مولده وضد هيرودس إبنه بالوقوف ضده و وصفه بالثعلب و رفضه لقاءه حين طلب منه ذلك.لكن من طبقة العشارين أنصار هيرودس إختار الرب متى تلميذا له و رسول و ملأه بالروح القدس فكتب أول إنجيل للمسيح.و كذلك خلص زكا العشار و أهل بيته و كان يبيت عند العشارين كثيرا.هذه الفئة التي إختلط فيها الروحيات بالسياسة تصلح أن تكون نموذجاً للتقارب مع الكنائس المنفتحة مع قيادات العالم.
- - كان عامة الشعب من البسطاء الذين يعملون بالفلاحة أو بالصيد بينما الطبقة المتوسطة يعملون بالرعى.ومع أن المسيح له المجد كان ناسوتياً من أفقر الفقراء حيث كان يعمل نجاراً بل مساعد نجار لأبيه و لم يعمل صياداً أو راع غنم لكنه من عامة الشعب إختار أربعة من الصيادين ليمثلوا ثلث التلاميذ (بطرس و أخوه إندراوس- يوحنا) .لو5 و مت4. ألا يصلح هذا نموذجاً للتقارب مع الكنائس الأوروبية و الأفريقية و الآسيوية بسيطة الإيمان.
- عاش الرب يسوع و هو أقنوم الحكمة و المعرفة  بمنتهي البساطة وكان  البسطاء أكثر تلاميذه لكنه رغم ذلك  إختارأيضاً  تلميذاً  مختلف التفكير عن البسطاء ينقاد بالمنطق و العقلانية توما الرسول  .لا يترك الأمور لبساطة التفكير لكن يعتمد على الأدلة و البراهين و هي طريقة تفكير مقتبسة من الحضارة الهلينية فهو قريب إلى الفكر اليوناني عن الفكر اليهودى.ألا يصلح هذا نموذجاً للتقارب مع الكنيسة اليونانية.
- مع أن مسيحنا هو إله البر و القداسة لكنه إختار تلميذاً له هو نموذج للشر و الخيانة.قال فى وصفه أن به شيطان و أنه كان سارقاً و كم سقط فى الإدانة قدام ديان الأرض كلها.إختار يهوذا و هو فى سلوكياته يناقض السيد المسيح في الكثير و الكثير.و أراد له الرب مصيراً سمائياً لكن يهوذا إختار لنفسه مصير الهالكين.مع أن المسيح ضمه إلى نخبة القديسين من تلاميذه الأبرار.هذا النموذج يصلح فقط لنتعلم إحتمال المنحرفين دون أن نتحد معهم.لكن نمنحهم فرصاً ليعرفوا خلاصهم.لهذا زيارة الكنائس المنحرفة جداً ككنائس المثليين و من شابههم يمثل خدمة المسيح ليهوذا حتى آخر فرصة و لا يعني هذا أن كنيستنا تتفق معهم في شيء سوى أنها تخدم خلاصهم لأن مخلصنا الصالح مات لأجلهم هم أيضاً..
- ما معني هذه الإختيارات كلها.المعني أن المسيح يضم أشخاصاً و يقربهم إليه جداً رغم أنه لا يتفق مع مرجعياتهم الفكرية ولا مع توجهاتهم الإجتماعية أو السياسية.لكن المسيح يضع الإختلافات بعيداً و يبني بشخصه المجيد بدايات جديدة و يؤسس فيهم فكراً جديداً بإتحادهم به بالروح القدس.هذا هو نموذج الوحدة الذى صنعه السيد المسيح و منه نتعلم.
- الوحدة بين الكنائس لا تعني التطابق التام في كل شيء.حتي الكنائس الشقيقة لا تتفق معنا في كل شيء.فالتطابق غير وارد حتي بين الأشقاء.فلماذا يظن المعارضون للوحدة بين الكنائس أنه يلزمنا التطابق في كل شيء شرطاً مسبقاً للوحدة.هل كان بين تلاميذ المسيح له المجد تطابق حين إختارهم؟ بل هم ظلوا يتشاجرون حتى قبل الصلب بيومين.يتسائلون من منهم هو الأعظم و يتنافسون على مملكة في أذهانهم لم يختارهم المسيح لأجلها.لكنه إحتمل تصوراتهم الخاطئة حتي صححها.إحتمل ضعفاتهم حتى نالوا قوة من الأعالى.إحتمل عدم إيمانهم حتى إمتلأوا بالروح وجالوا مبشرين بالإيمان.ساعتها لم يقف أحد ليعاير متي أنه كان عشاراً أو ليعاير توما أنه كان عقلانياً أو ليعاير الصيادين أنهم كانوا جهال العالم.لقد إنصهروا في معرفة المسيح الذى أحبهم و جمعهم فى حضنه و إحتمل ما فيهم من نقائص و أسس فيهم و بهم الكنيسة.ألا يصلح هذا نموذجاً للوحدة بين الكنائس.ألا يمكن إعتبار الكنائس مثل التلاميذ قبل أن يتحدوا.قبل أن ينصهروا معاً بكليتهم في المسيح يسوع.لماذا ننتظر الكمال قبل الإتحاد ؟هل نحن كاملون حتي نطلب الكمال في غيرنا؟
- على أن أسوأ الأفكار هى أن يتخيل البعض أننا سنترأس الكنائس الأخري.يريد البعض أن نوجههم و ندير تصرفاتهم بطريقتنا و إلا فلا وحدة؟ مع أن المسيح الإله جمعهم و هم غير مستحقين و إحتملهم و هم غير مدركين و منحهم الفرص و المواهب و هم غير كاملين إلى أن نضجوا و اثمروا بعد الخلاص و حلول الروح القدس عليهم.فلماذا ننظر إلى رؤساء الكنائس الأخري و ننتقد تصرفاتهم الشخصية ؟هل صرنا رؤساء لهم؟ بل يفبرك لهم البعض مشاهد كاذبة ليشهر بهم.ليس هذا فكر المسيح الذى قال لتلاميذه (أنتم جميعاً أخوة)يعني لا رئاسة من أحد على أحد .لا يجب أن ننشغل ماذا يصنع الأفراد من الكنائس الأخري بل ننشغل ماذا سنصنع لهم حتي نتقارب لبعضنا البعض أكثر.عيب علينا أن نوافق من يتهكم و يتجاوز فليس هذا ما يسر المسيح و لا يعكس غيرة إيماننا بل يعكس فكراً خفياً بالتعالى و الزيف.ليتنا نتكلم عن غيرنا بنفس الكرامة التي نريدها لأنفسنا.فوصية الروح أن نقدم بعضنا بعضاً في الكرامة.نحن نكرم الجميع لكن تبقي الكرامة لمن له الكرامة و هذا عمل الله. أما عملنا نحن فهو أن نكرم الجميع.
- نموذج الوحدة فى تلاميذ الرب يسوع هو المقياس الوحيد الصالح لوحدة الكنائس.نسير على مثاله لنصل إلى كماله.
- أيها الراعى الممسك بيديه السبعة كواكب .الذى يتمشى بين السبعة مناير حتي تتوحد.الذى إذا ضل خروف يأتى به و يجمعه مع أخوته. يستقبل الإبن الشارد ليعود إلى نفس البيت و نفس الأب و نفس الوليمة.ما أحوجنا إليك أيها المعلم الصالح ربنا القدوس فتأتى و تصنع لك منزلاً نتحد فيه بك و لا ننفصل أبداً.بالنار الآكلة تصهر الفروق فتبقي القلوب على اصلها متحدة بك.عندك أنت فكر الوحدة جوهرى الطبع لأنك أقنوم متحد في الثالوث.فإعطنا فكرك لكى نتحد على هذا المثال و لا يكن لنا أى إنحراف عن إتحادنا بك.

276
المنبر الحر / رسالة إلى الشهداء
« في: 13:30 01/07/2017  »
رسالة إلى الشهداء
Oliver كتبها
- قد وصلتنا رسالة هابيل البار و صار لزاماً علينا أن نبادلكم رسالة برسالة.فالدم الأبدي الذى يجمعنا هو بقدسه جعل الحوار بين الأرضيين و السمائيين متاحاً.الروح نفس الروح الذى فيكم فينا نحن أيضاً.لذلك أنتم لم تغادروننا.صرنا بكم أقرب للحق .أرواحكم الفردوسية لم تختف عنا. ها هى باكورة عجائب الجبار تستعلن فيكم.أيادى الصلاة بكم طالت السماء و بيننا تسبحة مشتركة للغالب الموت.أيها الأبرار الذين إكتملوا فى مسيحنا القدوس تستكملون لنا نشيد الحب المتبادل.من أراضينا نخاطبكم من صوب الهيكل و المذبح. نبلغكم أن قديسى الجبال و الصحاري المقدسة فى اليونان و روسيا أرسلوا يهنئوننا و يهنئونكم و قد قبلنا منهم تهانيهم.صار سفركم من هنا عيداً.إرتحالكم لا تحكمه الأحزان بل التعزيات.و عندنا أسئلة لكم ترتجى الإجابة.
- قولوا لنا هل إرتدى الجبار ساقى النحاس  و عيني النار أم بعد ننتظر؟ كيف كانت قسماته حين إستقبلكم و كيف صارت قسماتكم أنتم ايضاً.إحكوا لنا كيف هو فرح الرب السماوي بالأبرار و كيف يكون.قولوا لنا هل إستكملتم نفس تسابيحكم التي بداتموها هنا أم صارت لكم تسبحة جديدة؟ هل في عقولكم التسبحة القديمة أم إنفتحت أستارها و من ثمرها ولدت التسبحة الجديدة؟ قولوا لنا كيف تنفتح أستار التسابيح لأننا لا زلنا نُسبح في مرآة فى لغز. قولوا لنا كيف تسبحون وجهاً لوجه.هل أخذتم من تلاميذه تلمذة له كما أخذوا.ماذا قال لكم صفا و توما و أخوتهم.بماذا أخبركم بولس العظيم و أثناسيوس.ماذا عرفتم من مارجرجس و مارمينا ودميانة و المحبوب القمص بيشوي كامل.كيف تقضون اللازمن فى الفردوس.هل يوجد عندكم سمائيين جددا و قدامي أم حين تدخلون مساكن النور تتلاشي الفروق الزمنية و يبدأ الزمن الكامل هناك فلا يتسلط عليكم شيء كأنه سابق عليكم أو جديد عندكم.إحكوا لنا كيف نلتم هذا أيضاً.فالشوق للمعرفة السمائية يملأ القلب شعوراً لا يمكن تسميته و يخطف الفكر حتى يتباطئ في الرجوع عن اشواقه.
- نحن هنا نقضي ايامنا بين الفرح بالضيقة أو تجاوزها بمعونة الروح المعزى.لكن مِن عندنا نُعرفكم أن أم الشهداء أرسخ من الجبال في إيمانها.الشعب يتسابق للمجئ إليكم لأنه يعرف أن التجربة توشك أن تنقضى.أراهم كمن يتسابقون لعل منهم من يدرك ما أدركتموه.مِن هنا نُعرفكم أننا لا نريد معجزات شفاء أو حاجات أرضية.نحن فقط نريد أن نتعلم محبة المسيح التي فيكم.نريدكم أن تردوا لكنيستكم التي ربتكم  عوض ما بذلت لأجلكم لتعيشوا هناك لا هنا. علمونا ما هناك كى لا ننشغل بما هنا.صلوا من أجل إنفتاح قلوبنا لا أبصارنا.من أجل إقتناء الفكر الإلهي و ليس صحة الجسد.متى نراكم نازلون لتعظوا في كنائسنا في صحارينا في أديرتنا .متى تذهبون حيث كنتم تخدمون.نريد عملكم الروحي لا نريد معجزات.خذوا من مسيحنا القدوس  كل ما يمكنكم و تعالوا لنأخذ منكم كما أخذتم.نريد أن تكون صلواتكم قدام سيدنا سبب نهضة روحية للجميع.سبب عودة القتلة و المجرمين و المدلسين إلى حضن التوبة و قبول الإيمان بإبن الله .إبن الله يتحنن و يستخدمكم لأننا في حاجة إلى خدام سمائيين.الحصاد كثير و خدامنا الأرضيين مثقلين أو متثاقلين أما أنتم فكاملين الآن فإنطلقوا إلينا.و سنصلي لأجلكم كي تأخذوا فرصة لخدمتنا فنتبارك و أنتم تتكللون.
- هل تعرفون أننا سبق أن أرسلنا للرب خطاباً عنكم قبل إرتفاعكم إليه.لقد قلنا له أننا لك فإختر من تشاء و أرسله لأجلنا فإختاركم و أرسلكم إلى موطنه السمائي فأنتم إذن لأجلنا ذاهبون.إنظروا كم نهتم بكم و نختفى.لقد صرتم لنا عيداً و تاريخاً فإطلبوا رب المجد أن يعمل بكم معنا.نريد رفقاء سمائيين مثلما نال دانيال صحبة العظيم رئيس الملائكة ميخائيل و نال  طوبيا البار صداقة رئيس الملائكة روفائيل مفرح القلوب و نال القديس تكلاهيمانوت صداقة الشاروبيم  لقد آن لقلوبنا أن تفرح بمسيحنا القدوس و بصحبة خدامه السمائيين.قولوا لمسيحنا أن أخوتكم في الأرض يريدون أن تعود الكنيسة سماءاً يملأها الحب و التصالح.يسكنها الرب بإرتياح و يضع ملائكته فى خدمة شعبه و تكونون أنتم فيها منتشرون للخدمة .قولوا لربنا القدوس أن خدمة الأرضيين لا تكفينا و إفتقاد الأرضيين لا يغنينا عن إفتقادكم فأنتم ترونه وجهاً لوجه.
- أما القدوس إلى أبد الآبدين فها هو معنا.عينه علينا لا تغفل و لا تنعس.يعرف كيف ينظر و يتحنن.يعرف كيف يرهب أعدائنا بعينيه النارية.إله الشهداء إلهنا.ينزل من السماء و يصعد فهو إبن الإنسان الذى لأجلنا ينزل و يصعد.إعلاناته تضعنا مع السمائيين من فرط التعزية.و عمله لأجلنا يسحق القلوب فتتبعه.الكواكب المتشامخة تهرول إليه جاثية و تنتحب عن الزمن الضائع و هو يعوضها عنه.هوذا إله التعويضات معنا فما من خسارة بل سخاءه الوفير ينسكب كالمطر على جبال حرمون.أحضانه المتسعة تفك قيود الأسرى من كل نوع.هوذا قد جاء في القديم و خلصنا و الآن جاء يحرر أسرانا.نراه فنطمئن و نفرح و لا تقع على ألسنتنا لغة العالم اليائسة.فمن لسانه الحلو أخذنا وعوداً وفيرة و هو ماض فى تحقيقها لنتشدد و هو يشجعنا و يرمم الثغرات.مسيحنا معنا فمن علينا.

277
رسالة من هابيل البار
Oliverكتبها
أولاد الله سماء و أما القتلة فهم الأرض القديمة التى ليست تراباً فقط بل بشراً.فاسدون.يبقون فى أسفل أسافلها.الأرض للقتلة و الدم عليها لا يسكت.صارخ صارخ فى جنباتها من الصخور إلى القصور.الصوت يعلو المبانى الشاهقة على قمم الجبال يلوح .تفسير الكلمات صوب خيط الدم فتتبعوه.النسور تنبئكم اين تربض الجثث.الصوت يدعوكم فترقبوا. يشير إليكم أين يتعثر كل قايين. أنظروه و إندهشوا ,العلامة على وجهه تفضحه. أخى كان هو و لم يعد.فقد قسمات البشر و لبس القسوة ثوباً إذ صار الإفتراس لغته. هابيل يدعو حزانى الأرض لا تبتأسوا .هوذا الصوت يسير على الأرض الخضراء و لا ينخدع. الصوت و الدم شاهدان إلهيان على أرض القتلة الأرض القديمة.صوت دمى مع دم كل الشهداء يحتفل قريباً.أنظروا ها هو السيد قد إقترب من كل قايين.تتفتت قوته هذا الذى نحر أخاه.يندب كالكاذبات فى الأسواق.ينادى إلهاً كسر وصيته هل أموت فيجيبه بل تموت.كان أخى قايين يتبجح كل الوقت أما الآن فهو بثقل الدم يترنح.
إجمعوا أحزانكم يا شعب الشهداء فإنها ستنزل على رأس القتلة كالآكام الدهرية.صوت النقمة دنا إلى الباب.الذين شمتوا فى شعب المسيح يأتيهم هوان الكيان كله و لا يفارق.الذين قطعوا صوت التسبيح يتقطعون سريعاً.ترنيمة الملك الداخل أورشليم فى أذنى تطن.ما هذا الجبار القادم بغضب . يا سافكي الدم اطلبوا الجبال تغطيكم و لن تفلح.تمرغوا فى الوحل و لن يهدأ إنتقامه.خرجت الكلمة و لن ترجع.تتحطم كئوس الذين تبادلوا التهانى بموتنا.يا شعب الفادى هوذا المخلص آت و ستبصرونه كالشمس فلا يكذبه و لا أعداؤكم و سيتحول حزنكم إلى فرح.
أيها الشعب الذى صار أيقونة تجهز لزمن الإنتصار.نهاية التجربة تقرع الأبواب و روح الله يشفيكم بالتعزيات.حين ترون ذراع الرب العالية تطيح بمن إستهانوا بشعبه و ظنوا كنيسته نهباً, وقتها تترنمون.أم الشهداء تحضنني و أحضنها .الكأس قارب آخره. على أطراف أصابعكم قفوا و شبوا كمن لا يلمس الأرض , ها هو عند الحافة. أوان الإستجابة مع الفجر يأتى.إجمعوا من الإيمان تيجانكم.قطرات دماءنا ستتلألأ و تشارككم. قليل و تخبركم الأرض أنها  لن تشرب من هذا الجيل ثانية.بصبركم تربحون.
يا قايين أين ظننت أنك تنجو و من أوهمك أنك تتبرأ.تندحر بهيبتك فلا تكون بعد و الرب يغضب على من يندبك.يداك صارعت شعب المسيح إذ ظننت أنه أعزل و الرب حصن له لكنه أوصانا بأن نترك له النقمة و قد دنت.لا تكذب فتقول لا أعرف أين هابيل أخى.أكنت حقاً أخ لى؟ كم كنت أطعمك من قطيعى حتى أنك كنت تنهبنى.كم إحتملت قائلاً إبن أبى أنت و أنت ما ظننت أنى إبن أبيك.جاء اليوم لتعرف من الإبن.ليس أنا الإبن الذى تخشاه بل الإبن الأعظم قادم إليك فأين تمضى.يا من تصفق لقايين هوذا يأت يوم و تتجمد يداك رجفة و هلعاً حين  ترى من ظننته بطلاً و قد سادت النقمة عليه.يا من وافقت أى قايين على سفك دمى و دم الأبرياء أنت قاتل بالفكر فإنجو بنفسك و إعتدل.فالسيف إن جاء لن يتركك كما القتلة.يا من آزرت قايين بآلات الموت هوذا الحكم قد صدر و بنفس الآلات تندحر.كل أموال الموت تتبدد لا مكسب فى الموت يا قايين.أنت خاسر كل شيء و من كل وجه.
إن كنت لا تعرف من أنت فأنظر إسمك مكتوب على رمال ساخنة.مكتوب عند صخور البحر.مكتوب فى كهوف الجبال.مكتوب فى أوراق هذا الزمان من صحف .إسمك معلن فأين تفلت؟أيها القاتل هل ظننت أنك تنجو و تخدع الله؟الصوت و الدم شاهدان يكشفانك.
بلدان القتلة تتفسخ حية كفريسة بين أنياب الضباع.و من آلاتهم تنجو مقادسى.سرو لبنان يشهد لى و عند دار حنانيا يسترح المتعبون.هوذا يجازى الناس و البلدان عن دمائنا.إفرحى يا كنيسة مصر إذ يأتيك مجد مثلما يأت آشور.عند الأردن يبق لى مسكن و من نهر الأردن ترتوى العائدات.كل مدن الدم تترنح.أما دمائنا فستبق لتبنى بلدانا أخرى.لاشيء يتلاشى عندما يأت الجزاء.لا شيء أبداً. قد أخذنا وعداً و الحقول قد أبيضت بالحصاد لكى يبتهج الذين زرعوا بالدموع .حان زمن الفرح بالرب لأنه قريب و نحن أخذنا منع وعداً.أنا هابيل أطمئنكم .من الفردوس أتكلم حيث ليس للقتلة هنا موضع.كل من تخضبوا بالدم  فى الأرض القديمة متسربلين بالنور هنا.سنأت و نحتفل معكم بعيد إنتصار المسيح على كل قايين و أتباعه.موكبنا يتجهز فإستعدوا بالفرح للفرح.

278
لماذا قدم الأزهر مشروع (مع الكراهية)
Oliver كتبها
ما دام الدستور يجعل الإسلام مصدره الرئيسي فلماذا لا يجعل الأزهر من نفسه الحاكم.من هنا قدم الأزهر مشروعه (مع الكراهية) .
- يحاول الرئيس السيسى دفع مصر فى الطريق الصحيح بالأشخاص الخطأ. لا يمكن أن تتحول مصر إلى دولة مدنية بقوانين دينية أو تستنير مصر بأتباع الفكر المتشدد. بين السيسى و الأزهر صراع قوى.و مشروع الأزهر لتقنين الكراهية هو رغبة فى الإنفراد بالسلطة.بعد أن نجح الأزهرفى وأد مشروع قانون الأزهر للنائب محمد أبو حامد الذى أغضب الأزهر حتي ذهب إليه 200 عضو برلمان للإعتذار, لا أعلم عن ماذا.لكن هذا العدد يعكس كم عدد أذرع الأزهر فى البرلمان.
- يظن الناس أن الأزهر قد فكر فى المشروع بينما هو قد إقتبسه بالنص من قانون دولة الإمارات بشأن مكافحة التمييز و الكراهية  المرسوم رقم 2 لسنة 2015  إقتبسها كالغشاش البليد دون خجل و نسبها لنفسه.متغافلاً أن ما يصلح في دولة الإمارات الخالية من التعصب لا يصلح لبلد كمصر تتنفس تعصباً.فجاء مشروعه المنسوخ لكى يرسخ قاعدة قانونية تسمح بالتعصب و تتلون بلون الجانى أو المجنى عليه.كما أن القانون فى الإمارات  قد صدر من قانونيين و لم يكن لأى مؤسسة دينية أثر عليه و لا مرجعية له.و جاء القانون ليتصدى لداعش و أفكارها التكفيرية و ليس ليتصدى للإماراتيين أنفسهم. التقليد الأعمي أرعن.
-تجاهل ناقل نصوص المشروع المزعوم بعض مواد القانون الإماراتى التي تجرم التعدي على قبور الأنبياء كالأضرحة لأن مذهب الأزهر سنى لا يجرم هدم الأضرحة الشيعية كذلك تجاهل تجريم الإعتداء على دور العبادة أو تدنيسها وهى أبلغ صور الكراهية ضد المسيحيين لأنه في هذا لا يبالى.كما إستبدل المادة الخامسة من القانون الإماراتي بمادة 6 التى تجرم التنقيب في كتب التراث فى الإعلام و هى موجهة لإسلام البحيرى.حرية الإبداع بكل الصور متاحة في الإمارات إلا في حالة إزدراء الأديان و ليس الإسلام أما مشروع الأزهر فمنع هذه الحرية بكل البنود.
-النص الإماراتي لم يتعرض لأي خطاب من الخارج بينما أن الأزهر طبعاً يعانى من القنوات المسيحية في الخارج و كذلك المقالات التى تكتب من أقباط الخارج فخصص مادة لتجريمهم هي المادة الخامسة من مشروعه المنسوخ.
- من المضحك أن المادة الثالثة المقترحة من الأزهر تجرم التمييز في المؤسسات التعليمية و هو أي الأزهر من يحرم غير المسلمين من الدراسة في مدارسه و كلياته بأكملها.فهل يطبق هذه المادة التي صنعها بنفسه على نفسه؟و يعتبر نفسه مجرماً؟
-يقول في المادة الرابعة أن البحث في إختلاف العقائد يمكن أن يتم فقط في قاعات البحث العلمي؟و هنا عندي أسئلة ساذجة.و ماذا بعد أن يتخرج باحث في مقارنة الأديان؟أين يقدم علمه و كيف .هل يحتفظ به سراً أم يمارسه كالمهربين؟ ثم أين قاعات البحث العلمي هذه ؟هل يقصد قاعات الأزهر؟ هل يوجد بحث علمي فعلاً في الأزهر؟ أم يوجد وهم علمي.
-الأزهر يريد أن يصبح مرجعاً للفصل فى الأحكام.فيضع مفاهيم دينية فى مشروع (مع الكراهية ).يصبغ القانون بكل ما هو ديني مع أن الدول التي غرست المساواة في مجتمعاتها إستبدلت ما هو ديني بما هو إنسانى طبيعى.فتآلفت قلوب ملايين البشر بغير فرض نصاً دينياً يحكمها بل قانوناً مدنياً يضبطها.
- الأزهر بنى مشروع القانون على أساس خاطئ تماماً .يظن الأزهر أن مشكلتنا أننا نكره الله أو نكره الرسل لذلك أرجو أن يوصل أحد للأزهر أننا نحب الله و أن من يقتلوننا أيضاً يظنون أنهم يحبون الله ويقدمون  بقتلنا خدمة له.فالمشكلة التى يتصدى الأزهر لها بقانونه منبعها أنه توجد كراهية بين الناس والله مع أن الكراهية السائدة هى بين الناس و الناس.لذلك كل نصوص المشروع خاطئة لأنها مبنية على فرضية خاطئة.
- طلبت الرئاسة تقديم مقترح لعلاج الكراهية فأثبت الأزهر أنه يكره الرئاسة.فهو بمقترحه يقول للرئاسة سأكون أنا المرجع الدينى للحكم.مثلما الحال فى إيران.تحكم أنت بالبدلة و أحكم أنا بالعمامة.لهذا جائت النصوص فضفاضة لا حدود و لا ملامح لأى عبارة فيها.لكى يعودوا للأزهر يستوضحون منه كل شيء.الأزهر يقلب نظام الحكم فى مصر بهذا المشروع.
- الأزهر يضع عنواناً لمشروع القانون بعيداً عن مضمون المشروع تماماً.مثلما الحال فى قانون بناء الكنائس.فيضع مشروع الحض على الكراهية و ليس الحد من الكراهية.كل ما يهمه هو العنوان لكي في زياراته الخارجية يتباهى قدام الغرب بأنه وضع قانون لمكافحة الكراهية و الناس عندئذ يمتدحون لأنهم لم يقرأوا ماذا في ثنايا القانون.فكل ما يهمه العنوان الذى به يسوق لوسطية الأزهر الذى لم نعرف له وسطاً حتى اليوم.لذلك و قبل أن يصبح هذا المشروع قانوناً .على كل منظمة قبطية تؤدى دوراً فعالاً و حقيقياً أن تترجم المشروع و تفنده باللغات جميعها و ترسله إلى الأمم المتحدة و منظمات حقوق الإنسان  و وزارات العدل و الخارجية فى جميع الدول فقط لكي يعرفوا أن الأزهر يتلاعب بالعناوين.
- حينما يقدم الأزهر مشروعاً لمكافحة الكراهية فإنه يقدم نفسه كمن يتفوق على أساطين التشريع فى مصر و كأنها خلت من علماء الإجتماع و القانون و الفقه الدستورى الأولى بوضع مشروع قانون كهذا.تصرف الأزهر كمن يملك العلم كله و تجاهل الجميع فإذا به يرسب  بالغش و لا يحصل إلا على صفر كبير سيكون ملتصقاً به حين يثبت أن مشروعه  منقول من مرسوم إماراتى ولا يتفق مع الدستور المصرى و لا يحقق اى غاية سوى أنه لعبة سياسية فى صراع بين الرئاسة و الأزهر.
-القوانين تصدر لأجل حاجة  أو حالة مجتمعية لكنها لابد أن تأخذ فى الإعتبار جذورها و أبعادها و تأخذ وقتاً كافياً لبلورة النصوص المقترحة لعلاجها قانوناً.أما الأزهر فأخذ الموقف فرصة سانحة لكى يطيح و يقيد خصومه و صاغ عليهم مشروع قانون.فتقرأ المواد المقترحة و كأن ما ينقصها فقط هو أن يذكر أن  المادة الخامسة ضد مقالات لأسماء بعينها في شبكات التواصل التي تؤصل أحداث العنف بما يربطها من نصوص و تفسيرات قرآنية. المادة السادسة تخص إسلام البحيري و د سعد الدين الهلالي و الأخوة رشيد و وحيد من قناة الحياة و ربما تضم د خالد منتصر. و أن المادة السابعة تخص كل ما فى القنوات المسيحية من برامج  حول الإسلاميات خصوصاً القمص زكريا و من تخرج من مدرسته.أما المادة العاشرة التي تتكلم عن تطابق هذا القانون مع المعايير الدولية فهي كذبة للتصدير فقط.فالمشروع يؤسس لدولة يحكمها الفقهاء يتم تكفير الأقباط فيها بمواد القانون.
- أخيراً و فيما الأقباط صائمون أرجو أن يكون صومهم و صلواتهم لمدة ثلاثة ايام من أجل إبطال هذا القانون الفاسد فهذا هو سلاحنا ضد كل أخيتوفل.الرب يسمع الرب يرى الرب يستجيب.


279
مشروع الأزهر الإجرامى

Oliver كتبها

إذا أردت أن تقرأ سطراً واحداً و تمضى فإقرأ هذا.قانون الأزهر هوإطلاق الحرية لتكفيرنا و تكميم أفواه المسيحيين وحدهم .و إذا أردت أن تستكمل المقال فتعال نتأمل الفكر الخفى المتغلغل فى مشروع  قانون الأزهر ضد الكراهية.
أكاد أجزم أن من وضع هذه النصوص ليس له علاقة بالقانون بل هو فقيه يلعب بتأويل الكلمات و لا شأن له بالدستور و لم يقرأه.بدايةً نحن لا نأمن الأزهر.لم يكن يوماً موضع ثقتنا.كنا نتوقع هذه الرداءة في مشروعه لكن  كان علينا الإنتظار حتي يظهر المشروع للنور فإذا به ظلام يظهر في الظلام. أن يطرح الأزهر قانون ضد الكراهية فهذه دعابة لأنه يكره الأقباط و يكره المدنية و يكره الفن و يكره التنوير ويكره التفكير و يكره الجميع إلا أنه للحقيقة يحب داعش و لا يكرهها.
التطاول على الذات الإلهية والأنبياء والرسل والكتب السماوية: و هذا بند هلامى يشبه تماماً قانون إزدراء الأديان.و الأزهر لم يخف نواياه فى القانون من أول بند .فهو قانون يتضح منه أن الأزهر لا يجد رداً عنده على ما يطرح للنقاش فى الإسلام و نصوصه و كتبه و تاريخه فرأي أن الأسهل هو تحريم النقاش أو تجريم النقاش.و سيعتبر كل نقاش تطاول.و الأنبياء و الرسل هم كلهم (محمد نبي الإسلام) لأنه الوحيد الذى يحتاج إلى تحصين من النقد و الوحيد المطعون في مصداقيته ونبوته و شخصيته و أقواله .لذا فلا تظن أن نبياً آخر سيكون سبباً لجريمة إلا محمد.
التطاول على الله (مثل ماذا؟) فالله عندنا إله محبوب.نراه صديق العمر.نعامله كأخ وأب و رفيق و إله .نخاطبه و نتأمله و نعاتبه كذلك و نحاججه.فهل هذا مصرح مع إله الإسلام؟هذه جريمة لو قاسها الأزهر على مفهوم إله الإسلام.نحن لا نعبد نفس الإله.لنا إله آخر تجسد لأجلنا و مات.فهل لو قلنا أن إلهنا مات نكون مجرمين بقانون الأزهر؟يستطيع أى مسيحي أن يقف علانية قائلاً يا رب أنا زعلان منك فهل هذا تطاول عند الأزهر؟ هذا هو المسيح يسوع  نعبده لأنه إلهنا  فهل نعد متطاولين علي عيسى القرآن؟ لا يهمنا عيسى هذا في شيء.لا نعرفه و لا نقدسه.نحن نقدس المسيح يسوع فهل نحن مزدرين بعيسى؟ نعم نزدري عيسى القرآن لأنه ليس المسيح الإله المخلص بل هو شخصية أخري ممسوخة تجافى حقيقة مسيحنا القدوس.هو إلهنا و ليس عيسى.
إذن إلهنا ليس إله الإسلام.مسيحنا ليس عيسى الإسلام.كتابنا ضد كتاب الإسلام.فلهذا نحن تلقائياً مدانون بأول مادة من مواد الأزهر.نحن نقرأ فى سفر أيوب أن زوجة أيوب لما رأت ما صار لزوجها قالت له إلعن الله و مت.2أي9 فهل سيقيم الأزهر جريمة تطاول على الذات الإلهية ضد زوجة أيوب البار.و كيف يري موسي و هو يقول لله بكل جرأة و الان ان غفرت خطيتهم و الا فامحني من كتابك الذي كتبت خر32:32.أو يراه يحطم لوحى الشريعة في غضبه ؟هل هذا عند الأزهر تطاول؟ هل يعد أبينا إبراهيم متطاولاً و هو يساوم الله من أجل نجاة سدوم و عمورة الأشرار؟ ما معني التطاول عند الأزهر؟ أليس مهماً أن يشرح لنا التطاول ضد الذات الإلهية؟ و هل الذات الإلهية تحتاج قانون الأزهر ليحميه؟ ما هذا إلا تطاول من الأزهر على الذات الإلهية.
  ما هي الكتب السماوية؟ هل يقر الأزهر بأن الإنجيل و العهد القديم كتبا سماوية؟ سيكون هذا ضد قرآنه.فإذن ما هي الكتب السماوية فى رأيه و الأزهر يقر أن إنجيلنا محرف و العهد القديم كتبا محرفة فهي أيضاً ليست سماوية.إذن التطاول المقصود وحده هو التطاول على القرآن.و نحن نسأله.هل المناقشة حول القرآن تطاول؟ و ما معني جادلوهم بالتى هي أحسن؟إذا لم يكن جدل فلا حوار و إذا صار الحوار مجرماً فأنت يا أزهر أبطلت نصاً قرآنياً بقانونك المدمر.لماذا لا تقدر أن تجادلنا بل أن تمنع الجدل بقانون.
ثم نأتي إلى الطامة الكبرى (أي الكارثة)  و هي محاولة الأزهر تحصين البند الأول من اي مبررات تطعن عليه.على اية حال هذا البند الثانى سيقضى على القانون.لأن القانون فى هذه الحالة سيكون سيفاً على رقاب الفن و الإعلام و الأدب و كل أنواع الثقافة.
لا يجوز مخالفة أحكام القانون بحجة حرية الإبداع والتعبير والإعلام: هنا الأزهر يريد أن يكون القانون سداً منيعاً ضد كل الحريات فيضع نصاً يمنع التحجج بحرية الفكر و التعبير و الإعلام لكي تكون الحرية للسلفيين فى مقاتلتنا لأنهم يتكلمون من القرآن و السنة.الحرية للشيوخ فى إتهامنا بالكفر لأنه هكذا في قرآنهم لكن لا حرية لأحد غيرهم لأنهم يتكلمون من إنسانيتهم و علومهم. و عندى سؤال ساذج.ماذا لو أن عالماً خرج يسخر و يسفه من حديث الذبابة و من التداوي بالبول و أو خرج جيولوجي ينفي وجود أهل الكهف و ذى القرنين.أو عالم فلك إستهزأ بموضوع إنشق القمر هل ستحاكمونه بالعلم أم تجرمون العلم أيضاً بقانون الأزهر؟
على اية حال هذا البند مطعون في مخالفته للدستور المواد 65 و 67 التي تضمن حرية الفكر و التعبير و الإبداع.و سيكون سبباً لإبطاله و لمهاجمته من جميع أطياف الثقافة و الإعلام.لأنه بند بلا معالم يحصن البند الأول الذى هو مثله بلا تعريف محدد.
وقاية المجتمع من محاولات غرس مفاهيم مغلوطة تباعد بين أفراده وتمس حقائق دينهم بما يثير الكراهية
هذه عبارة تصلح لموضوع تعبير في المرحلة الإبتدائية مثلا لكنها لا تصلح نص قانون بأي صورة من الصور مما يؤكد أن واضع هذه العبارات هو فقيه و ليس قانونى.يتكلم كلاماً مرسلاً بغير معالم.ما هي المفاهيم المغلوطة؟ لا إجابة .فلا توجد إشارة لهذه المفاهيم و متي تصبح مغلوطة أو نصف مغلوطة أو مخلوطة بمفاهيم صحيحة و خاطئة معاً .من وضع لأي مجتمع مفاهيم تحكمه بالقانون؟ و ما يحتسبه مجتمع بدوي مفهوم مغلوط يفهمه مجتمع متحضر في مصر كمفهوم صحيح فهل توجد قاعدة تجمع المفاهيم في مصر و تضع علامة صح أمام المفهوم الصحيح و علامة خطأ أمام المفهوم المغلوط؟ ثم هو مغلوط بأي مقياس؟ بماذا سنحدد مدى صحة أو خطأ المفهوم؟ هل هو مفهوم فرد أم جماعة أم طائفة أم ماذا؟ ما المقياس؟من سيحدد المفاهيم؟ و علي أي أساس؟هل سيحددها القرآن مثلاً؟ و عليه يأتي سؤال هام: هل للقرآن مفهوم صحيح لكل شيء حتي نحتكم إليه؟ و ماذا لو كان للإنجيل مفهوم آخر ؟ هل يعد مفهوماً مغلوطاً أن الكذب خطية و هو في القرآن مباح و أن الظلم خطية و هو في القرآن ينصر الظالم ما دام أخيه.هل الزيجات المتعددة لها نفس المفهوم في كل دين؟ و على اي مفهوم سيعتمد المشرع لإعتبار رجل قد أجرم و نشر مفهوما خاطئاً؟
لو صدر هذا المشروع فستمتلئ سجون مصر بالقمع و ستقوم ثورة عارمة على الأزهر نفسه.
تسرى أحكام هذا القانون على كل شخص يرتكب خارج إقليم الدولة فعلًا يجعله فاعلًا أو شريكا فى الجريمة إذا وقع الفعل كله أو بعضه أو أنتج أثره فى إقليم الدولة
أنا أريح الرجل غير المتخصص الذى كتب هذه المادة و أقول له نصاً بديلاً .جهز ورقة و أكتب الآتي: يعاقب كل قبطي في المهجر و تحاكم كل القنوات القبطية لأنها تناقش الدين الإسلامي و تفند أخطاءه .وهذا الحوار يؤثر في مصر و الدول الإسلامية فلهذا وجب الحكم على جميع النشطاء بالإعدام شنقاً و لا نستثني منهم من يكتب مقالات تنتقد الإسلام و لا تحترم نبيه فهؤلاء أيضاً إعدام و لا ننسي أن نضم إليهم من ينقل تويتة أو يعمل شير لأحد البوستات التي تفضح وهابية الأزهر و داعشية شيوخه.و لا ننسي أن نضم بين هؤلاء جميع المحامين الذين يرفعون قضايا ضد سلفيين يخطفون الفتيات و يصرحون بتواطئ شيخ المسجد فهذا أيضا ضد الإسلام.كما نضم إلي هؤلاء أى كاهن أو أسقف يجرؤ أن يرد على موجات التكفير و السب العلني للمسيحيين بالميكروفونات.و لا يعتبر جريمة أن يدعو الإمام على اليهود و المسيحيين حيث أن القرآن أوصى بهذه الكراهية.أليس نصاً للمادة أوضح مما كتبه الشيخ الجليل الذى يريد أن يكمم أفواه العالم كله .أليس فيه وضوحاً عن نص المادة الملتوى و يؤدى لنفس الغرض.
الأزهر و هو يقدم مقترحاً لمشروع ضد الكراهية نجد مواده تفيض بالكراهية و التطرف و التعصب.تم تلفيقها و توفيقها لتكون عصا على رأس كل من يتعرض لمساوئ التطرف و أفكار الإرهاب النابعة من فكر إسلامى و نصوص قرآنية.كنا متأكدين أن الأزهر لا يرمي كتاكيت.لكنه فضح نفسه أكثر مما يتصور.
لا لن نسكت يا أزهر و سترى فشلك و في المقالة التالية أكتب ماذا قصد الأزهر و لماذا الآن يتقدم بهذا المشروع الإجرامى.فإلى لقاء,

280
قصة الكاتب الذى رقد
Oliver كتبها

إستيقظ الكاتب فجراً كأن صوتاً دعاه أن ينتبه فإنتبه. وجد نفسه يتحدث مع الله فترك نفسه تستكمل الحديث دون تدخل منه.يسمع نفسه تقول : معك يا رب ما للأيام حساب.لم يحضر الصباح إلا من نورك و لم يأت المساء دون أن يتكلل بنجومك.كل الأيام عندى كانت مِنحتك.ظللت استمتع بمواهبك الليل و النهار.الليل لك صرت تكلمني و النهار لك صرت أكلمك فحديث العمر أنت.
كل الأفكار كانت تقصدك.كل الأسرار كانت عليك ترتكن. حجر الزاوية أنت لى.بمراحم الصباح سترت ضعفاتى و بمراحم المساء غسلت آثامى.فأنا مولود مراحمك .ثمرة صباحك و مساءك.ليس لجميع خلائقك ما أنعمت علىً من نعمك.ميزتنى لك عجباً و أنا لست إلا بك أتميز.
أراد الكاتب أن يعترف بما فى داخله فإعترف: لم أقِل عن أعتى الخطاة خطية.لم أرتفع عن الذين إلى الهوة إنحدروا.عشت مجتهداً يفشل كثيراً و يصيب قليلاً لكن وجهك كان قدامى كل الأوقات فتتلاشى الخطية بأوجاعها و ألثم من حبك المتجسد ما يحييني.فأرتفع إلى مجد لم يكن هدفى و إلى عمق لم يكن في مخيلتي فأنا ما كنت سوى رجل عند قدميك منطرحُ أرتجى شخصك معى.
كنت أفتح دفترى و العقل خاوٍ فإذا بك تبعث الأفكار تتراقص قدامى كفريق متماسك الأيدى.كنت سخياً على بما أفكر و فيم أفكر.حتى فى ضعفاتي أعطيتني من فكرك لأقوم و قد قمت و سقطت و قمت و سقطت و ها أنا في يديك سواء قمت أو سقطت.لأني من بين السقوط و القيام أشبع من مراحمك و عليها وحدها أستند وأتكل.كم جائتي الكلمات التى حين أقرأها أعرف أنها منك وليست مني.تجمعها أنت لى من حيث لا أعرف و من حيث لا أقصد .تتجمع الكلمات كالقلادات فوق أعناق الكتابة.أقرأها و أتأملك لأنك وحدك أعطيتني إياها و عندك غيرها ما لا يحصى.
و عن عمل الله فى كتاباته قال: كم مرة علمت كم أنا متهاوٍ فسندتني بجرأة و قوة.صرت شجاعاً ايما كان من أكتب ضده أو معه. لولا قوتك ما كنت هكذا متجاسراً.أو صرحت بمن أنتقد.أو أوجعت أعداءك أو حاورت مخاصميك.كم مرة أعطيتني مع الكتابة كل ما يلزم للكتابة .خلقت لى صمتأً أسكنه.و فضاءاً يسبح فيه الفكر بغير حدود.و مكاناً لا يعرفه سواك. تأتني فيه و آتيك فيه و أعيش لك و تعيش معي و كأنه ليس سوانا فى الوجود.لقد قدستنى بوجودك مراراً لا أعرف عددها.بها عشت منشغلاً حتي متي فتحت فاى أجد فمى يكلمك.فى النوم معك أقضى نعاسى و فى الصحو معك أنت إحساسي فأكتب لك كما أكتب بك و لا أدر ماذا فعلت بى يا الله.
كم مرة جعلتنى أكتب في بطمس ثم أخذتني لأكتب فى أورشليم.كم مرة ضغطت الأوجاع على القلم فأنتجت أنت بها من لوحاتك المبهجة.كم مرة كتبت و دماء شهداءك تسقى الكلمات معانيها و كم مرة كتبت و المرارة كانت تسقيها .كم مرة كتبت لك من عوز فى الوقت و الجهد و الأيام فإذا أنت تعطني بسخاء عوض العوز سخاء لا يفرغ.
لم تعلمنى فقط كيف أكتب بل أنت معلم كل كاتب كيف يعيش ما يكتب .كيف تصبح الأفكار جزءاً من شخصه.عضواً فى كيانه.تكون له صديق طوال الحياة و يكون لها أب كلما إحتاجت الكلمات إلى أب.أعطيتني ما يلزمني لأنسكب قدامك بجهلى و تنسكب بنعمتك معرفتك.فإذا ما رأيت نورك القادم يا أب الأنوار أستنير فأنفض الجهل و أستقبل نعمة النور و أسير كالأسير فيه.
إنني أكتب عنك الآن.عن يدك في حياة كاتب.عن صوتك غير المنقطع كمن يمليه .عن فكرك و مراجعتك لتقل لى أكتب هذا و لا تكتب ذاك.أكتب عنك أنك مزقت الكثير مما كتبته و ألغيت الكثير أيضاً لأنه لم يروقك.و أمسكت بيدى تعلمني ألف باء المحبة و السماء.فأخذت حروفك أنت.و جدلتها بيدي المرتعشة.صارت لى صليباً حيناً و تاجاً حيناً آخر.كم كنت تحكمنى و هذا ما يفرحني.
غير أنني أتذكر حزيناً حين كتبت من نفسى فأعجبت كتابتى الناس لكنها لم تروقك.وبخني روحك فإرتضيت و إمتثلت.يومها أعطيتك وعدى أن أتبعك حين أكتب ما دمت تتقدمنى.أنت تنازلت و تقدمتني كثيراً .كنت رغم آثامي أقرأ من عينيك ما تنتقي لي من فكر و تعبير.حتي أنني لا أنس تعبيرات وجهك و تعبيرات صوتك و تعبيرات كلماتك فعشت منذهلاً بكل تعبيراتك.تعلمت منك أدباً سماوياً.
أنا الكاتب الذى رقد هنا.لم يكتب للناس إلا أحبكم و لم يكتب إلا عن محبة الله.أنا أوقع بإسمى أن لغتي كانت مستعارة و أن كلماتي كانت من المسيح مقتبسة.و أن تأملاتى بدأت من حيث لا أعرف و كتبها القلم من غير رأيي.تركت إرثى كله لرجل يكتب مثلى.يعيش مثلى.فنحن توأم عشنا فى أزمنة مختلفة.و أمكنة مختلفة.تركت له ما أملك و هو لم يطلب.لكنني طلبت منه أن يأخذ ما عندى ليكتبه بقلمه. فكما أخذت مجاناً أعطه مجاناً ما أخذت.لأني أعرف أن الكلمات لا تموت.و الكاتب لا يموت.و الفكر لا يموت.فإذا كان الفكر حب فإن المحبة فوق الكل لا تموت.
إنتبه الرجل من حديث نفسه التلقائى مع المسيح.أراد أن يختم ببضع عبارات لعله يضع لنا من خبراته شيئاً .أمسك ورقة و دون كلمات قصيرة قال فيها : لا تفكروا كيف رقد الرجل كيف أو أين عاش.فقد عاش فى دنياه ما هدأ.نبض قلبه كان الحنين للوطن.حيث الرقاد كان حتمياً  لمَعبرِه رقد غير متردد راجياً شوقه فى السماء.أودع نفسه لمن صنعها.و رقد.هذا ليس موت بل حياة.ما كنت أعرفها إلا حين كتبت الآن عنها.هذه وصيتي لكم و حياتى.من رآها فليقل صلاة لهذا الرجل
 وصيتى لمن يكتبون : أقول أتركوا القلم في يد الله يكتب لهم.هذه وحدها الكتابة ذات ثمر.هي قدام الناس كتابة و قدام الكاتب نفسه قراءة يقرأها قبل الناس و يتعلمها فهو لم يكن يعلم عنها الكثير.مع أن الناس ينسبونها إلي كاتبها أما أنت ايها الكاتب فإنسبها غلى الله الذى أودعك الموهبة و ألهمك الفكرة و أغناك فى التعبيرات.فيا كل كاتب إعط فكرك لله يملأه أفكاراً من عنده.إعط لغتك لله و خذ لغته.إعط قلبك لله و خذ منه قلباً آخر جديداً يتسع لكل الناس و القضايا و الأمنيات و يكتب فيجد الجميع راحتهم في قراءة ما يكتب و معايشته كذلك.قال الراجل هذا و طوى قصته فى ورق سماوى اللون أودعه فى يد كاتب صديقه.أغمض عينيه و سافر.


281
الحسبة السياسية قضية و حسابات

Oliver كتبها
- قضايا الحسبة معركة بين طالبى الشهرة سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. الحسبة أصلها الإسلام مصدر التشريع ؟؟ فيه تكليف جميع المسلمين  بالأمر بالمعروف و النهى عن المنكر وبذا تسمح لجميع المسلمين بالحسبة من خلال الأمر و النهى.و تبيح رقابة الجميع علي الجميع مما يخل بالفصل بين السلطات و تداخل الأدوار.و يوجد فى تاريخنا أشخاص لا نعرف لهم دوراً حقيقياً فى المجتمع سوي قضايا الحسبة. يقيمون قضايا علي أشخاص لا تربطهم بهم اي صلة و لم تحدث معهم خصومة مباشرة أو تجاوز ضدهم.إنهم ينتفضون ضد مشهد فى فيلم أو ضد مذيع تفوه بكلمة أو ضد فنان قال تصريحاً أو ضد شيخ أو قس .هم يتصورون أنفسهم حراس الفضيلة و يهرولون إلى الفضائيات و الصحف كى يعلنوا عن أنفسهم فهذا غاية المراد من رب العباد.هم يتاجرون بالقضايا إذا أقاموها و إذا لم يقيموها.يتكسبون من المضى في إجراءاتها أو من الإنسحاب منها سواء كذباً أو صدقاً.
- قضايا الحسبة هى حيلة المعارضة العاجزة التي أفسدت ترسيم الحدود .فالمعارضة وجدت أن قضايا الحسبة اسهل من العمل السياسى فرفع أحدهم قضية حسبة يطالب بإيقاف الإتفاقية و نال الحكم  ثم رفع آخر قضية لإبطال حكم القضية الأولى .تشتت الناس إذ إكتفت المعارضة بحكم محكمة دون عمل حقيقي وطنى يتبصر الناس من خلاله.فيما إكتف أحد أذرع الدولة برفع قضية مماثلة و هكذا صارت الحسبة وسيلة للمعارضة العاجزة و للدولة المتكاسلة و إختفت السياسة خلف الأحكام.لذا وجب إلغاء الحسبة و قضاياها.
- لو رفع أصغر محامي قضية قدام المحكمة الدستورية بشأن قضايا الحسبة فسيكون مصيرها الإلغاء لأنها ببساطة ما هي إلا مادة في قانون العقوبات 178 تتعارض مع مادتين في الدستور 65 و 67 التى لا تجيز رفع قضايا الحسبة إلا للنيابة العامة بينما قانون العقوبات مادة 178 تجيز لأي متضرر من أى شيء منشور أو مذاع أو مكتوب أن يرفع قضية مما يتعارض مع مواد الدستور المذكورة. المادة 178 هلامية المعني فكيف يثبت هؤلاء المدعون أنهم تضرروا من مسلسل أو عظة أو تصريح ؟؟؟؟.
- قضايا الحسبة تفسد المجتمع.تزرع التطرف.تخيف الناس من التنوير و تضع حراساً وهميين للفضيلة.تستنفذ قدرة المحاكم المحدودة هذه القضايا  وسيلة للتغطية على السلفيين و الداعشيين في أسلمة الفكر و السياسة.حتى أن أحد شيوخ التطرف الذى كان صاحب فرقة مسرحية في شبابه قضى بقيةعمره كله في قضايا الحسبة في المحاكم منذ تخرجه حتى موته. الحسبةهى تسلق على أكتاف المسيحيين لراغبى الشهرة من محامى الحسبة المسيحيين .هى مزايدة لكل الجماعات التي يمكن أن يأخذ منها  المحامى متسول الحسبة و الشهرة مكسبه.
- لم تقم الكنيسة فى أي مرة تتعرض فيها لإهانة برفع قضية.إكتفت بالتنبيه و ربما إصدار بيان لأن الكنيسة ليست و لا يجب أن تكون خصماً لأحد فى المجتمع من خلال قضايا حسبة.هى تمثل المسيح الذى يغفر لخصومه.ما عدا لو صدر حكم يمس الشريعة كما صدر ذات مرة حكم بإلزام الكنيسة بإصدار تصريح للطرفين المطلقين للزواج الثانى و هو ما وقفت ضده الكنيسة و ثبت عدم دستوريته لاحقاً.لذلك فكل من يدعى أنه يرفع قضية لإنصاف حق المسيحيين هو مستغل لمشاعر البسطاء و يتكسب لنفسه شهرة و يتقرب لأحد ما من خلال قضايا لم تطلب منه الكنيسة إقامتها.لذا كفوا عن المزايدة فالكنيسة لا تحتاج قضاياكم.لا تتمسحوا بالكنيسة فهى أكبر منكم كلكم.
- مسيحنا الصالح علمنا أن نحمى المجتمع بسلوكنا الذى يكون للعالم نوراً و للأرض ملحاً.لا تحمينا القضايا .القضايا لا تنشر الفضيلة بل تصنع خصومات و تخلق عداوات.لكننا بغفران المسيح الذى نمارسه بدون نفاق  نغير النفوس و نربحها لحساب المسيح له المجد.نأخذ حقنا بغير قضية إذ نكتب بوضوح و صراحة ما هو حق يمتلئ الناس بمحبته و ينير أعين العميان و يطلق الأسرى من قيودهم مهما كانت.مهمتنا أن نوصل المسيح للأجيال التي لم تعاصر المسيح .هذه مسئولية كل مسيحى.فقولوا لمسيحنا القضية قضيتك أنت.الربح لشخص الرب وحده بجذب النفوس لشبكته.لا ننافس المسيح فى أرباحه.قضية المسيح أبدية .الغفران جوهرها.المحبة لغتها.الصليب طريقتها.المجد خاتمتها.الرب آتِ آتِ لمن يدعوه.




282
تيران و صنافير ...قطرية
Oliver كتبها
أنا لا أعلم هل تيران و صنافير مصرية أم سعودية مثل معظم الشعب المصرى. فلا تنتظر من هذا المقال رأياً عن ملكية الجزيرتين و لا ترسيم الحدود.فلا أنا درست جغرافيا و لا ملاحة و لا أعلم عن الوثائق و لا أملك من المعلومات شيئاً.أنا معكم أنتظر الحقيقة.
- نواب مجلس الشعب ثبت أنهم مثل الحكومة لا يملكون شيئاً سوى السلطة.الحكومة وقعت على إتفاقية ترسيم الحدود بالسلطة و أحالت الملف إلى النواب بالسلطة. النواب يتصارعون فى تمثيلية همجية تحت حجة الوطنية. يسبون و يتشاجرون و هم يحتمون بالسلطة و الحصانة. القضاء  دخل الحلبة قبل الجميع ليصارع على سبيل الإنتقام لسبب تعديل قانون السلطات القضائية لأن البرلمان لم يأخذ تعديلات القضاء في قانون السلطات القضائية فى الإعتبار.فدخل  القضاء في القضية  وحكم بمصرية الجزيرتين و هو لم ير وثائق لكنه بإستخدام السلطة وحدها أصدر أحكامه فى جميع الدرجات. نحن أمام صراع السلطات.
- حين تجد الفريق أحمد شفيق يقول مرة أن الجزيرتين مصريتين و يقول مرة أنهما سعوديتان فيكون كمن لم يقل شيئاً بل أمسك بالطرفين .هذا نفس ما فعله فاروق الباز فمرة يقول أن الجزيرتين سعوديتين و مرة يقول أنهما مصريتين جيولوجياً حسب وكالة ناسا.و رغم عدم ثقتى فى علمه لكننى فقط أرصد نفس الموقف لرجلين يقولان الشيء و عكسه.ألم أقل أنهم يقصدون ألا نفهم.
- حسنى مبارك وقع على سعودية الجزيرتين فى إتفاق 1990 و لكنه بالأمس يغسل يده قائلاً ما دامت المحكمة قالت أن الجزر مصرية فلتكن مصرية؟ هذا الإستخفاف بالناس و التاريخ ليس سوى تأكيد للتعتيم.
- شحن الشعب بالكثير من المعلومات المضللة ليس بريئاً.لابد أنه توجد جهة مستفيدة من الصراع و تضخمه لتحقيق مصالحها التي لا تخرج عن الإنفراد بالسلطة و إزاحة النظام الحالى.تيران و صنافير مجرد عنوان يوضع تحته جميع السهام التى تصوب من جهة لجهة لإختبار القوة.إستجلاب أشخاص  غير مؤهلين إلى البرلمان ليتحدثوا كخبراء أحد وسائل التضليل و التظليل على الشعب.
- يبدو أن السلطات بأغلبيتها تقصد أن الشعب لا يفهم.فالكل يعتم على كل شيء.و لكن التهم الآن السائدة تنقسم بين عملاء ضد الوطن ينالون تمويلاً و خونة ضد الوطنية يبيعون الأرض.لا هذا أثبت شيئاً و لا ذاك.
- حين إكتشف البعض ضعف موقفه و قلة حيلته و وهن حجته أراد أن ينقل الصراع من خارج القاعة إلى نقابة الصحفيين.و حين تنظر إلى أسماء المعتصمين هناك ستجدهم نفس أشخاص 25 يناير الصف الأول للإخوان.
- حين تجد قناة الجزيرة تفرد لحمدين صباحى مساحة و هو إخوانى قح حتى لو لبس الليبرالية الزائفة.سلوك يعكس الرغبة الدفينة لقطر للعبث فى أمن مصر.
- الخروج من قضية تيران و صنافير من الوطنية إلى الردح تجعلنا نشك فى وطنية هؤلاء المشاغبين لأنهم لم يعالجوا الأمر من منطلق وطنى بل بسلوك همجى يخفى تحته مكاسب إستدعت منهم هذا الشو الفارغ. إنهم يمثلون سيناريو معد مقدماً من جهة ما.
- الخروج بقضية تيران من البرلمان إلى الشارع يثبت أنه مقصود فهو خروج ليستثمر المعلومات المضللة التي تم ترويجها منذ شهور و إستخدموا أحكام القضاء الكيدية كأدلة على وطنيتهم.بينما لم نسمع عن محكمة داخلية حددت حدود أى دولة فى العالم.فالقاضى ليس في علمه هذه الأمور و لا يمكن أن يوجد تحت يده أسرار و وثائق دولة بأكملها و حتي لو وجدت تحت يده فهو غير مؤهل لقراءتها و فوق هذا كله فالحدود لا يتم تحديدها إلا بين الدول و ليس في محكمة بين أطراف قضية.إذن هذا الخروج إلى الشارع مبيت منذ وقت طويل و قد إستثمروا الخلاف الذى بين القضاء و الحكومة ليبنوا عليه.فإذا حدث هذا الخروج فسيكون الخروج الأخير للإخوان فلا تخرجوا معهم.ولعلكم تلاحظون الآن صمتاً مريباً للسلفيين.
- السيدة هايدى فاروق لم تكن بالمخابرات و ليس لديها وثائق و ليست مختصة بتحديد الحدود جاء بها نواب تكتل 25-30 مدعين أنها خبيرة تعمل بالمخابرات و هى مغالطة و خدعة تكشف أن هناك من يريد أن يكذب على الشعب لغرض ما.كذلك تكشف كيف إستخدموا مغالطات شبيهة للحصول على حكم قضائي بمصرية الجزيرتين.
- هناك من يريد أن يشعل الشارع المصرى المكبل بضغوط الحياة و السياسة و القوانين .هذا الخروج للشارع مدفوع الثمن و يحتاج تمويل.فقد ثبت لنا جميعاً أن الثورات أنواع.ثورات بتمويل من غير تضحيات تجلب أنظمة فاسدة و ثورات بتضحيات من غير تمويل تجلب أنظمة منهكة.هذا حالنا.
- التوتر فى الشارع و تهييج الشعب على النظام سياسة قطرية بإمتياز و قضية ترسيم الحدود وسيلة غنية بالشعارات التي يمكن للتمويل القطرى أن يتخفى وراءه.هذا هو ما ينصب عليه المقال دون التعرض لمصرية و سعودية الجزيرتين .بل أرجو من لا يختص بهذه الشئون العلمية أن يتوقف عن الإنسياق لميول هنا أو هناك.الوطنية شيء و العلوم شيء مختلف.و لولا إحترام العلم ما إستردينا طابا.دعونا نحترم العلم بوثائقه فهو أساس يصلح فيه النقاش أما الوطنية فهى ليست موضعاً للنقاش.
-أن يكتب أحد المسيحيين (ماذا قال المسيح عن تيران و صنافير) هو لغو فارغ و نفاق ظاهر .علينا أن نبتعد عن التفسيرات السياسية للكتاب المقدس.فهو تفسير فريسي للمنفعة و تأويل و لوى عنق الكلام الإلهي الخالد ليكون تحت أمر أحداث سياسية عابرة.هذه مدرسة لتسفيه التفسير و الإدعاءات الكاذبة.ليكن إنجيلنا مقروءاً بروح الله الذى هو فوق الزمان.
-أشكر كل قيادة كنسية ضبطت لسانها و لم تنزلق فى تصريح يمكن أن يُحسب ضد الكنيسة طوال التاريخ.

283
المنبر الحر / أبيجايل العجيبة
« في: 17:57 13/06/2017  »
أبيجايل العجيبة
Oliver كتبها
أبيجايل إبنة الفرح.فرحة أبيها.كل من يتعامل معها يفرح.تنثر سلامأً إذا لم يكن هناك من يسع للسلام.حكمتها تفضح الحماقة.أبيجايل الرقيقة تعرف كيف تحتمل زوجاً لئيماً بل تزود عن حياته و هو لا يدرى . أكثر حماقة نابال هو أنه لا يعرف قيمة أبيجايل زوجته.فينصرف عنها لغنى أملاكه بينما تتصرف الحكيمة بغنى فطنتها.هذه هى الزوجة التى لا يوجد ما يعادلها فى الأرض ذهباً. ظل داود و رجاله يرعى و يحمي أملاك نابال و لم يكن ينتظر أكثر من وجبة تشبع الرجال حين يجز نابال الغنم و يحصد الصوف فيصير فى داره خيراً أكثر .لكن البخل حماقة تصيب أغنياء المال الفقراء فى الحب.التهور جهل يصيب من يتكل على الكثرة لا على الحكمة.لذلك أهاجت حماقة نابال داود و رجاله حتى عزموا على إبادة بيت نابال بأكمله.
من يقف قدام غضب المظلوم إذا إنفجر؟ من يصمد قدام غيظ الأجير إذا نهبوا حقوقه؟ من له قوة فيتصدى قدام هياج البسطاء ضد من يتنكر للحقوق و يتخابث في الحق و يصب لؤمه بحماقة و غطرسة؟ هنا تفشل الجيوش و تنهزم الأعداد الغفيرة لكن أبيجايل بحكمتها أقوى من جيش بألوية.و بمحبتها أطفأت لهيب الإنتقام.هذه أعظم الزوجات التى تتقدم قدام الغضب بالسلام و قدام الإنتقام بالمحبة.
أبيجايل تحسن التوقيت فتذهب لداود قبل أن يأت الإنتقام.و تقدم هدايا الترضية لداود بسخاء فهى لم تتأثر ببخل زوجها.هذه هى المرأة التى سجدت لعدو زوجها.لأنها سجدت لعدو الحماقة فأكرمت الحكمة و أكرمتها الحكمة.كان داود ينتظر شبعاً فحسب فأتت إليه أبيجايل بالشبع الروحى و دروس الإتضاع و المحبة و الحكمة. أبيجايل جميلة متوشحة بالفضائل لهذا صارت فرحة لأبيها السماوى. أبيجايل الجميلة لم تتذمر على نابال البخيل طوال عشرتها  بينما لم يحتمله داود قليلاً.أبيجايل صبورة لم تزل حتى تندحر الحماقة.
أبيجايل الجميلة لم تطلب لنفسها شيئاً بل وضعت هامتها الشامخة قدام عدو زوجها تسترضيه فإستحقت أن تلبس تاج الملكة بعد موت الحماقة مع نابال.هى لم ترض لبرئ أن يتلوث بدماء زوجها اللئيم فكانت تضحى من أجل خلاص داود مثلما تضحي لأجل خلاص زوجها من القتل.صانعو السلام دوماً يضحون بالوقت و الحب و الذات و اللذات لكنهم لا يخسرون أبداً.
أبيجايل لها عينان رائقتان تبصران ما هو بعد الآن.خاطبت داود بإتضاعها قبل كلماتها.خاطبته قبل أن تلتقيه. أعطته تقديراً و هى ما عرفته و لا سمعت عنه بل بجرأة إندفعت وحدها إلى الخلاء الواسع  لتعتن به وقت ضعفه و تهدأه وقت غضبه و تشبعه وقت جوعه.كانت تعامله مثل ملك فسجدت كأنها ترى ما أخفاه عنها داود و صموئيل.من له عيني أبيجايل يبصر الآتى و لا يأسره ما يحدث الآن.من هذا الذى يعرف الناس المجهولين من الجميع و يقدرهم كالعظماء فينال بركة خدمة الغرباء كما أبيجايل.
كثيرات حولنا كأبيجايل مستحقات التكريم.تصنع الخير للغريب كما صنعت.تكرم الطريد.تضع له من المحبة وجبة.تخضع له و هى لا تعرفه من يكون فإذ القدير يرتب لها عوض الخير خيرات و من أعمالها يصنع لها تاج الملكة.هنا أبيجايل .من له فهم فليقتني منها المعرفة و يطرد عن فكره حماقة نابال.كل من تحتوى ضعفات زوجها هى أبيجايل النقية.كل من لا تشارك زوجها فى ضعفاته هى الملكة الحكيمة.كل من تعالج أخطاء زوجها فى سكون هى مستحقة للكرامة.أبيجايل التي لم تشتك زوجاً لا يطاق هى روحاً سمائية.
أبيجايل تكتب أجمل سطور الحياة الروحية.ترسم لوحة للجمال فوق الكلمات.تضع بصمتها فتصير المحبة كالوثيقة من يدها.تنشر السلام و تحتمل.تدافع بجرأة و لا تخش ثمن التضحية. تطوف حول الكثيرين و تكلل أعناقهم بحكمتها.أبيجايل هى أعظم نجاح لمن يعرفها.هى حنان من قلب الحنان.حقاً يا أبيجايل التي أحبها الرب أنت فرحة أبيك السماوى.


284
أشهر كذبة فى تاريخ مصر
Oliver كتبها

إعادة كتابة التاريخ القبطى لم يعد إختياراً.فإنفتاح العلوم و إتساع وسائل البحث وإكتشاف مخطوطات و توفر الكوادر العلمية المؤهلة يجعل من إعادة كتابة التاريخ أمر هام جداً لتصحيح مغالطات و إزالة إلتباسات و وضع أحداث كثيرة في حجمها الحقيقي و فوق هذا كله إظهار الأخطاء متى وجدت.ليكن منهج التاريخ مثل منهج الكتاب المقدس فى سرده لسيرة أى من الأنبياء و الرسل.فهو فيما يتتبع الأحداث لا يهمل الأشخاص الرئيسيين و لا الفرعيين في الحدث لم يهمل شخصية النبى أو التلميذ أو الرسول كما لم يتجاهل أخطاءه و أخطاء من حوله .لم يتجاهل فضائله لكنه لم يقدمها منبهراً بل قدمها كسلوك يعكس صدق محبة للمسيح رغم مشغوليات الخدمة.
مشكلة معظم من كتبوا تاريخنا في القديم أنهم لم يكونوا محايدين تماماً بل  أن تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية لم يكتبه الأرثوذكس بإستثناء يوحنا النيقوسى الذى عاصر غزو العرب لمصر و كتب عن المذابح التي حصلت فيه .ثم لا نجد مؤرخون بعده إلا متأخراً جداً بعد القرن العاشر.مساحة من الجفاف التاريخي صارت فرصة لتلوين الحقائق حسب ميول كاتبها فى الوقت الذى لم يواكبه كتابة التاريخ من قبل أصحابه فى القرون العشرة الأولى.بل أن آخر من أراد إنعاش كتابة تاريخ الكنيسة  كان كتابه مليئاً بالمغالطات التاريخية هذه التي نجد بعضها في السنكسار الذى نقرأه دون مراجعة حتى اليوم و دون توثيق للكثير مما يحتويه...
أشهر كذبة متداولة
لعل أشهر كذبة يتشدق الإسلاميون بها لإثبات سماحة الغزو العربى هى أن عمرو بن العاص أعطي الأمان للبابا بنيامين بعد أن كان هارباً من وجه الإضطهاد البيزنطي .تعالوا نفندها من بطون الكتب الإسلامية حتي من لا يعجبه يرد على كتبه الإسلامية.
جاء عمرو بن العاص على رأس جيش لغزو مصر سنة  639-641 ميلادية المصادر التاريخية الإسلامية أوردت أن عمرو بن العاص تولى مصر فترة أربعة سنوات بعد غزوها ثم لما وصلت أخبار كره المصريين له لقسوته و الحقيقة لإختلاسه الغنائم (كتاب البداية و النهاية لحافظ بن كثير) عزله عثمان و ولى عبد الله بن أبي السرج على الخراج أي الغنائم أصل الخلاف.وعزل عمرو بن العاص عن مصر تماماً و تولى عبد الله ابي السرج الذى دام عشرة سنوات والياً علي مصر فصارت 14 سنة تحت الغزو الإسلامى و لم يتم الإستقرار العسكرى الإسلامى إلا بعد تحطيم و ذبح في الفيوم و في الإسكندرية ثم الصعيد.بينما كان هناك بين الكوفة و المدينة صراع آخر بين الخلفاء  (رضي الله عنهم) .فبعد قتل أبي بكر و عمر بن الخطاب و و عثمان صارت فتنة بين قاتلي عثمان بقيادة علي إبن أبي طالب و بين الراغبين في الإنتقام لمقتل عثمان و على رأسهم معاوية بن أبي سفيان .و مع تصاعد الأحداث إحتاج معاوية لمساعدة الجزار ( و هذا عمل عمرو بن العاص قبل الإسلام) و كان قد نال شهرة واسعة في القتل بعد غزو مصر ثانية و عودته إلى المدينة فقابل معاوية (رضي الله عنه ) و هو يعلم أنه يريد قتل على بن أبي طالب (رضي الله عنه ) فقال عمرو بن العاص (رضي الله عنه) لمعاوية رضى الله عنه  (لا أعطيك من ديني حتى آخذ من دنياك).أي أن عمرو بن العاص يعرض أن يتنازل عن دينه مقابل مكسب لدنياه يأخذه من معاوية بن أبي سفيان فسأله معاوية عن طلبه فقال له إعطني مصر فوعده معاوية بعد قتل على رضي الله عنه و لأن الصحابة لا يثقون في بعضهم بعضاً بسهولة فقد طلب من معاوية أن يكتب هذا الأمر و يحضره شهود فكتب له مصر شرطاً و أودعه شهوداً و بايعه عمرو و هكذا رأينا رضي الله عنهم يقتلون بعضهم بعضاً لأجل المكاسب و الغنائم و المناصب.(موسوعة أعلام الخلفاء ص 95)(تاريخ مصر- ولاة الفتنة الكبرى).إذن نحن أمام رجل مستعد أن يتنازل عن دينه ليأخذ غنائم مصر و يقتل أمير المؤمنين لكي يحقق هدفه حتى أنه حين عاد إلى مصركان أول ما فعله هو قتل محمد (إبن أبي بكر الصديق)  سنة 38 هجرية .كان هذا سلوك الجزار عند دخوله مصر مجدداً فهل نتوقع منه سماحة؟ من كان أولى بسماحة عمرو بن العاص: أمير المؤمنين على و إبن الخليفة أبي بكر أم بابا الأقباط ؟ فإذا كان قد قتل هؤلاء ليغنم بمصر فهل حلت المحبة فجأة في قلب الجزار؟فماذا حدث إذن؟
سر إستبقاء بابوات الإسكندرية أحياء
حين تقرأ سير بابوات الكنيسة من بعد دخول الإسلام مصر لن تجد بطريركاً ضمن أسماء الشهداء و ذلك لأسباب عديدة:
1-كان العرب يجهلون الأعمال الإدارية و يجهلون لغة الأقباط.و كان جمع الجزية يحتاج اللغة القبطية  و النظام الإدارى و كلاهما غير متوفر عند العرب. بالإضافة إلى قلة أعدادهم مقابل إتساع أراضى مصر و تباعدها.فكانت الإستعانة بالبطاركة و نظام الكنيسة الرعوي الذى يشمل كل الأنحاء يسهل لهم ما عجز العرب عنه.
2- بقاء البابا حياً كان وسيلة ضغط على المسيحيين.إذ يكفي القبض عليه و طلب فدية لإطلاق سراحه فيهب المسيحيون من كل مصر يجمعون المال لتحرير البطريرك و هذا ما تقرأه في سير معظم الباباوات فى العصر الإسلامى ال40 و 43و46 و47 و50 و 53 و54و 55.
3- يمكن أن نختصر الأمر في مشهد حصل للبابا ألكسندروس  ال43الذى ذهب يسلم على الوالي الجديد فقبض عليه و سجنه و عذبه حتي يدفع 3000دينار جزية.فلما جاء أحد شمامسة الكنيسة و يدعي جرجس سأل الوالى سؤالاً هاماً ( هل تطلب نفس البطريرك أم المال؟) فأجابه الوالى  المال.فتسلم الشماس البابا و طاف به البلاد يجمع الجزية للوالي.هذه كانت سياسة جميع الولاة ليست عن سماحة بل سياسة ضغط و إبتزاز و إستغلال.و لو عدت لقراءة سير البابوات السابق ذكر ترتيبهم ستجد نفس السياسة (سجن البابا –طلب الفدية-خروج البابا –جمع الفدية) لا توجد سماحة بل عجز عن جمع الجزية بطريقة أخرى.لذلك بقي البابوات أحياء و دعك من قصة أعطاء الأمان للبابا بنيامين أو غيره .فلم يكن أمان في عهود العرب و لا حتي بينهم و بين أنفسهم و لا بين خلفاءهم و لا بين صحابتهم بل كيف سنوفق بين إعطاء الأمان للبطريرك ثم قتل الرهبان و الشعب و سبى النساء في ذات الموقف.هل كانت السماحة حكراً على البابوات ؟ثم لماذا تعذيب البطاركة و سجنهم ما دامت هناك سماحة؟ الأمر لا علاقة له بالسماحة المزعومة بل بقلة حيلة الغزو العربى في جمع الجزية.و لو قرأت نفس سير البطاركة ستجد أن الكنيسة تعرضت لإضطهادات شديدة في عهودهم برغم دفع الجزية .بل من فيض محبة الكنيسة للشعوب المسيحية الأخرى التي أسرها العرب و أتوا بها إلي الإسكندرية كانت الكنيسة رغم آلامها تجمع أموالاً لسداد ثمن الأسري من الرجال و السبايا من النساء و تحررهم و تكرمهم رغم ما تعانيه من ضيقات.
صححوا التاريخ لأننا في زمن التصحيح.أعيدوا كتابة السنكسار بأكثر تدقيق فالأجيال الآن تقرأ وتبحث و لا تكتفى بالسمع و لنا لقاء بنعمة المسيح لنستكمل أسباباً أخرى تتطلب إعادة كتابة تاريخ الكنيسة فى مصر .



285
داعش التى نصفق لها
Oliver كتبها
معظمنا لا يطيق الإرهاب بكل أشكاله.بعيداً عن الأديان يتفق الأسوياء ضد الإرهاب.لكننا ضد الإرهاب الذى نلاحظه و نراه إرهاباً بينما يوجد حولنا إرهاب نصفق له و ندفع مالاً لكي نتابعه و نصنع من صانعيه مشاهير و أبطال و هم قوة داعمة و ناعمة للإرهاب.
- سيطرة بعض الجهلاء على سوق الفن لم يكن صدفة.تحول جزار فجأة  إلى منتج سينيمائى يؤلف و ينتج و يمثل و يخرج أحياناً بأدواته و عقليته البدائية لم يكن عشوائياً.صدارة قلة من غير الدارسين أو المثقفين لمشهد الفن بأشكاله و صوره ليس وليد اللحظة.لكنه أحد الأيادى السوداء التى تجهز مفجرين و إرهابيين و بلطجية ليفتكوا بالسلام و الأمن فى أوطاننا.
- الأفلام التي تدور كلها حول أن السلاح أقوى من القانون و البلطجى أهم من الجميع و تجعل  أصحاب الذقون الغجرية قوة ضد السلطة و قادرة على السيطرة على مجتمع الحارة و الشارع  ثم تجعل الجنس مكافأة البلطجي على فتونته هذه هى نفس فكر داعش لكنها داعش السينيمائية.هذه صورة تضع فى دهاء خميرة الإرهاب فى عقول الطبقات التي تشاهد هذه الأفلام و المسلسلات.
- مع أن داعش تكفر التمثيل و التصوير لكنها تتفنن فى تصوير أعمالها الإجرامية و لديها خبراء فى الإعلام و تسويق الأفكار لذلك كان جديداً أن يتم تسويق داعش بإمكانيات قناة الجزيرة.فهى التى قدمت الإرهاب كأنه فيلم هوليودى بالتصوير و الموسيقى و الإخراج و الرمزيات مع خطاب من ممثل للإرهابيين منتقى بعناية . لذلك ليس مستبعداً أن تكون داعش هى الراعى الأول لأفلام البلطجة و نشر العنف و التحرش و تدنى لغة الشارع.داعش تستغل السينيما و التليفزيون لترويج لغة منحطة تسود الأخلاق العامة و يرتفع منسوب تأثيرها إلى طبقات كانت لها لغة راقية تعكس ثقافتها و علمها.داعش السينيمائية تضع رافضى الإسفاف فى موضع الجامدين فكرياً و تضع مروجى الإسفاف فى مصاف الأبطال.
- كلما شاهدت فيلماً تم إنتاجه خلال العشرة سنين الماضية لا أفهم نصف ما يقولونه مع أنه بالعربية التي أعرفها.يقولون كلاماً منحدر المستوى يتداوله الشباب بتلقائية و يعتبرون من لا يعرفه متخلفاً عن التطور الطبيعي للإسفاف.فإذا حصرت عدد أفلام البلطجة في تلك الفترة ستجد عدداً مهولاً من مصنفات داعش الفنية.ستجد ممثلين لن تراهم في أفلام أخرى.هؤلاء هم عصابة داعش الفنية.سيوفهم تمثيلية و إرهابهم ينسكب بإنسيابية فى عقول شباب لم يعد العنف يؤرقه و لا القانون يردعه.
- داعش فى قلب كل برنامج يتعمد أن يشغل برنامجه بفقرات كلها سلبىة ليخلق إنطباعاً بالإنحدار فى كل شيء و يقدم جميع المسئولين كأنهم فاسدين ليعط مبرراً لأخذ الحق بالذراع.يعيد مشاهد الدم  مراراً حتى يعتاد الناس الدم ويكون كمن يدرب الإرهابيون نفسياً على مشاهد تناثر الدم و الأشلاء فى كل الأنحاء. و يجد فى الوقت نفسه من يعتبره بطلاً لأنه يفضح الجميع و لا ينتبه البعض أن رفض الدم ليس بنشر الدم  و رفض الإرهاب لا يمكن تحقيقه بمساندة داعش و ترويج صورها الدموية . أنها برامج داعشية.
- داعش فى صحف كثيرة.يوجد صراحة صحفيون داعشيون و أيضاً إخوان بل صحف بأكملها يمتلكها الإرهاب معروفة للكل.تتعمد الشماتة بعد كل حادثة إرهابية.و تترك أعمدتها لأفكار داعشية تصول و تجول فيها بكل حرية.الصحف التي تنشر فتاوى برهامي و لو بلهجة تسخر فيها منه هي صحف تتعمد وضع الإرهابيين في العقل الجمعي و تجعل وجودهم أمر معتاد و كلامهم متداول .هؤلاء داعشيون متنكرون ينشرون لداعشيين غير متنكرين. كم رأينا الذئب في ثياب الواعظين.
- مقاومة الإرهاب بالفن و الثقافة لا يعني تقديم الإرهابيين كأبطال فيما عدا المشهد الأخير.و لا يعني تغذية عقول المشاهدين بالسلوك الإرهابى البغيض مع بعض المشاهد الساخنة فهذا و ذاك يغذى الإرهاب و يروج لمعالمه الرئيسية(ذقن و عنف و جنس).
- للفنانين الحقيقيين أقول حاربوا الداعشيين و ألفظوهم من بينكم برغم الإغراءات.و على الدولة أن تنتبه لخطورة سينما وإعلام داعش المستتر و تتعلم كيف توقف الأمريكيون من إنتاج أفلام الويسترن( الكاوبوى) لأنها ساهمت فى نشر العنف.
- للشباب أقول .لا تدفعوا مالاً لتمويل داعش السينيمائية فهؤلاء أيضاً إرهابيون يقتلون أخوتكم الأقباط والجنود و يفجرون الكنائس و الشوارع.لا تمولوا قتلة الوطن و لو لبسوا ثياب الفن كذباً.فالفن نعرفه منذ آلاف السنين لا يروج للموت أو يستعذب الدماء.لا يمكن أن نلعن الإرهاب  من جهة و ندعم أفلامه و إعلامه من جهة أخرى .لا يمكن أن نطلب تجفيف منابع الإرهاب و نحن نغذيه بأموالنا دون أن نقصد. لنحترس فى إنتقاءنا للفن لئلا نكون نحن من يصفق للقتلة و يدعمهم.


286
العيد الجديد لشهداء أقباط العصر الحديث
Oliver كتبها
الروح القدس يقود الكنيسة بسلامه العجيب وقت الأزمات كما  يقودها بنفس النعمة وقت السلام.الروح القدس هيمن بالمحبة على مجمعنا المقدس فخرجت القرارات تاريخية ممزوجة بفكر واحد يعلن الحقائق بثبات و مرونة في الوقت ذاته.على أن أعظم قراراته أن يتم تحديد يوم إستشهاد شهداء ليبيا ليكن يوم عيد الشهداء الأقباط فى التاريخ الحديث.فماذا يعني هذا؟
1-إعتادت الكنيسة منذ قرون أن تقرر أصواماً طارئة فى أزمات عديدة مرت بها ثم ثبتت هذه الأصوام حتي صارت القاعدة أن الأقباط صائمون دائماً إلا قليلا. لا غرابة من كثرة الصوم فى كنيستنا فالصوم إستشهاد جزئى تموت فيه رغبات كثيرة بإختيارنا من أجل محبتنا للمسيح. و الصوم لا يعيش بمفرده بل يتحقق وسط صحبة من الفضائل مجتمعة. لذا فحين نصوم فنحن نعيش أيام ملكوتية حيث لا أكل أو شرب في الملكوت  بل شبع بعشرة المسيح الحبيب و مذاقة الأبدية معه.
- الإستثناء أن تضيف الكنيسة لأيامنا عيداً أو ليس صوماً.فالأعياد مستقرة منذ القرون الأربعة الأولى.فيما عدا عيد النيروز الذى أضيف أواخر القرن السادس لأعياد الكنيسة لكن آخر عيد أضيف في جيلنا هو عيد تجلي السيدة العذراء مريم فى كنيسة العذراء بالزيتون منذ حوالى خمسون سنة.و اليوم اضيف عيد عظيم لأعيادنا و فيه رتبت أم الشهداء عيداً لأولادها الشهداء في جيلنا.فمرحباً بعيد يبلور مجداً صار لهذا الجيل فهذا عيد شهداء جيلنا.
2- قرأنا الأحداث برؤية سياسية مراراً كثيرة.و قرأناها بمنطق إنسانى و حقوقى و برؤية  قانونية للأحداث كجريمة ضد الأقباط.فلما إنسكب الروح بغنى على كنيستنا قرأت لنا الأحداث بروحانية و تبلورت روحانية الإنسكاب بجعل عيد للشهداء يصير بنداً في الألحان و القداس و العظات.روحنة الأحداث عمل إلهي.إستجابة المجمع المقدس له أحد ثمار عمل الروح القدس فى كنيستنا.
3- العيد روحي و المعني روحي و هذا لا ينفي أبداً أنه تأريخ موثق لما يمر به الأقباط.فهو رأي إلهي فى هذا الجيل سيصبح مكتوباً و مستقراً  في كتب الكنيسة و طقسها و ألحانها تشهد فيه كنيستنا بحكمة و جرأة و تعلن ما عبرت به من آلامات و إضطهادات شاهدة أننا جيل الإستشهاد في العصر الحديث.إنها لغة تكريم ستبقي للشهداء و لغة كاشفة لمرارة الأحداث تعلنها للعالم و العيد هو اصبع إتهام للجناة والمتواطئين. و كما نذكر دقلديانوس كمتهم في دماء الشهداء الأولين سيفهم السامعون كل مرة مَن هم المتهمون في دماء الأقباط و حتى لو لم تذكر السير اسماءهم فكل عصر منسوب لقادته.لذلك كان عيد النيروز هو الوحيد الذى تدخل ولاة مسلمين لإيقاف الإحتفال به لأنه رسالة ذات أوجه كثيرة  حدث هذا على فترات أثناء القرون من الثامن إلى العاشر.
4- هذا العيد شهادة لشجاعة بطريركنا و أساقفتنا لأنه وثيقة ضد رغبة كل من يريد أن يطمس الأحداث أو يلبسها ثوباً سياسياً نازعاً من تاريخنا أحداثاً هى بطولات في الإيمان و جولات إنتصرت فيها الكنيسة على كل الظروف فكيف لا تخلدها بالإحتفال الروحى.
5-هذا العيد تعزية حقيقية لكل أهالى الشهداء و تكريم للمعترفين الذين اصيبوا.يوم مهيب سيكون لمسة حانية من أم تعرف أن تشارك أبناءها آلامهم بلغة المسيح.يوم يرفع الروح المعنوية لهذا الجيل. يوم تشجيع سمائى.يوم تكريم الجميع للشهداء.يوم ستبدأ الكنيسة فى رسم أيقوناته سريعا حتي يتم عمل زفة لهؤلاء الشهداء فى كل كنيسة.سيتعاظم هذا اليوم الجميل في قلب الكنيسة يوما فيوم.
6-عيد الشهداء الأقباط فى العصر الحديث سيكون وعاءاً فضفاضاً يتسع لكل الأحداث التى عبرت و ستعبر .إنه مجرد عنوان للشهداء.لن ينفع فيه أن نذكر أسماءاً بعينها.بل أسماء الأحداث بأماكنها فحسب مع عمل كتاب تاريخي مستقل يجمع كل التفاصيل ليكون وثيقة مؤصلة تكتب الحقائق دون تهوين أو تهويل تستعين بلغة روحية تناسب جيلنا و شهداء جيلنا.لا تكتف بكتابة الأحداث بل بشرح الوقائع المحيطة بها و البيئة السائدة في عصرنا من أوائل السبعينات.و يتضمن الكتاب جميع أنواع الإضطهادات و ليس الشهادة فحسب.سواء كانت إضطهادات جماعية سائدة أو فردية فجة مثل صفر الثانوية العامة الشهير و مثل حبس أطفال المنيا و حبس جرجس البارومى و غيرها من أحداث شبيهة.لابد من كتاب يخرج كاتبه عن مؤثرات الأحداث و يحلق بلغة روحية لائقة تجعل القارئ يمجد الله الذى أمسك بيد هذا الجيل حتى النجاة رغم قساوة الأحداث.
7-عيد الشهداء الأقباط يمكن أن يصبح نقطة تلاقى بين الكنائس و عيداً للتعزية المشتركة بينهم فالدماء جمعت الكنائس و توافد رؤساء كنائس العالم  لملاقاة الرئيس و القادة السياسيين لأجل مساندة أخوتهم الأقباط و هو محل تقدير من كنيستنا ما يمكن ان يصبح نقطة إنطلاق للحوار المسكونى واضعين نصب الأعين دماء شهداء الإيمان ليكونوا نبراساً للحوار الروحى و اللقاء الأخوى.
- من دمك الزكي الكريم إمتد دم شهداءك يعانقه.ليصيرا معاً في شريان كنيستك فتنتمى لك و لقديسيك أيضاً.من دمك يصبح لكل مسيحي ثمناً سماوياً و مجداً سماوياً و قصة سماوية.من دمك الزكي يا فادينا العجيب تتفرع كل الأعاجيب و تتفرق و تشمل الكبار و الصغار النساء و الأطفال المعروفين و المجهولين فالدم المرشوش يكسوهم كمظلة و يوحد صورتك فيهم فيكونوا أيقونتك المحببة.من دمك نتعزى و نثبت و ننال غفراناً و من دمائهم نتعلم و نبادلك المحبة و نثبت في إيمانك.
من دمك صار الخلاص من الموت و بدماءهم سينفتح للعميان و الجهال أبواب الخلاص لأنك أعطيت من دمك لدماء شهاداءك عملاً سمائياً يعملونه فهم الآن مثلك مشغولون جداً بخلاصنا و خلاص أعدائنا.
لذلك نقدس دمك الزكى الكريم و نسجد لك يا من بالدم جزت بنا بحور الموت.بالدم صارت أسمائنا قدام ابيك الصالح مستندة على وساطتك.بدمك نلنا روحك القدوس و بروحك القدوس نلنا دمك فالدم جمعنا بالثالوث الذى نقدسه إلى الأبد.

287
السيد المسيح المعلم الأعظم
Oliver كتبها
كثيرون يظنون أن السيد المسيح له المجد تجسد ليخلصنا من الموت و الشيطان فقط بينما أنه كانت هناك أهداف أخرى هامة جداً و كلها مرتبطة بخلاصنا .فالمسيح المخلص جاء أيضاً لنعرف الآب و لننال الروح القدس.جاء ليقدم نفسه الطريق و الحق و الحياة.جاء لنأخذه مثالاً في كل شيء.جاء لتكون لنا حياة و ليكون لنا أفضل.جاء ليكشف حيل إبليس و يتجرب مثلنا لكي  ينتصر لنا . جاء ليؤسس الكنيسة و يصالح الإنسان مع الآب و مع نفسه و مع الآخر و أهداف أخرى كثيرة منها ما نجهله و منها ما نعرفه مثل أنه أيضاً جاء ليغربل التعليم و يكمله و يضع فارقاً بين التعليم الإلهي و وصايا الناس.و فى هذا التصحيح كان له كلاماً نارياً يكشف زيف تعاليم الكتبة و الفريسيين و تضمنت وصاياه أن لا يكن لنا أبا أو سيداً أو معلمين لأن معلمنا واحد المسيح.و قد كتبت عن لا تدعوا لكم أباً ثم مقال آخر عن لا تدعوا لكم سيداً و الآن عن لا تدعوا لكم معلماً.
لماذا المسيح له المجد هو المعلم الواحد
المسيح يعلم بسلطان و ليس كالكتبة مر1: 21.كم من مرة بهتت الجموع من تعليمه مت7: 28 و مت22 :33,مر11: 18 لو4: 32 و كان إخراج الشياطين هو إنفراد للمسيح عن كل التعاليم السابقة حتي تساءل الناس ما هذا التعليم الجديد لأنه بسلطان يأمر حتي الأرواح النجسة فتطيعه مر1: 27.تعليم بسلطان, تعليم جديد, تعليم يخترق النفس و القلب.أيضاً الجديد في تعليم المسيح هو تعليم الأبدية تعليم الملكوت لو21: 7  و هذا ما سمعنا به من قبل.إنه تعليم مختلف عن تعليم جيله و كل الأجيال السابقة.لذلك هذا النوع من التعليم هو للوحيد الجنس يسوع المسيح. من هنا فإن معلمنا الواحد الوحيد الذى إستحق لقب المعلم الصالح لو18:18.العجيب أن التلاميذ و حتى الشعب كانوا كلما إحتاجوا إلي معجزة أو كانوا في ورطة يطلبون الخلاص منها ينادون المسيح بلقب (يا معلم).فعلوا هذا حين هاج البحر و حين ماتت الصبية و حين جاءه أخرس و مواقف كثيرة و كأن التعليم صار بالمعجزات و المعجزات صارت تعليماً هذا إنفراد خاص للمسيح في تعليمه ففي هذه  كلهاهو المعلم الواحد مر4: 38 مر9: 17ولو8: 49  .المجتمع اليهودي  كان عنده فئة من الناس يناديهم معلمين و كان تعليم هؤلاء نابع من ذواتهم. تعليم بشري ناقص يتناقض مع أفعالهم.لذلك نهى السيد المسيح تلاميذه أن يدعوا هؤلاء الكتبة و الفريسيين معلمين بل بالأكثر نهى التلاميذ أن يكون أحدهم معلماً للآخر.لكي يكون الجميع متعلمين من الله يو6: 45.لهذا يقول لهم وأما أنتم فلا تُدعَوا سيدي لأن معلمكم واحد المسيح وأنتم جميعًا إخوة مت23.وأنتم جميعاً أخوة هنا تنفي أن يكون تلميذ ذو مكانة أعلي من تلميذ آخر أو تلميذ معلم لتلميذ.فلم يأخذ التلاميذ التعليم من بعضهم البعض بل من المعلم الواحد الصالح.كلهم أستقوا من نفس النبع من نفس الروح الواحد.
هل منح الكتاب المقدس لقب معلم لغير المسيح؟
نعم بكل تأكيد منح الروح القدس لقب معلم  لأناس كثيرين جداً و ليس فى هذا كلام تناقض مع كلام المسيح لا تدعوا لكم معلماً فلكل كلام رسالة و مغزى فلا نأخذ آيات المسيح بحَرفية بل نفهم مقاصده.ففى سفر الأعمال نر غمالائيل الذى يصفه الكتاب(معلم الناموس)أع5: 34 .ثم بإنتشار الخدمة و الكرازة صار في الكنيسة معلمين أع5: 42.و دعي برنابا و سمعان و لوكيوس معلمون في الكنيسة أع13 : 1 و أقام بولس الرسول في بيت  (معلماً) بكل مجاهرة أع28: 31 .حتى خدام الأطفال تسموا (معلم الأطفال) رو2: 20. و في تقسيم الوظائف الروحية يقول بولس الرسول أم المعلم ففي التعليم رو12: 7. 1كو12: 29 و غل6:6. و التعليم أحد عطايا الروح القدس للكنيسة لذلك أعطي البعض أن يكونوا معلمين أف4: 11.و هؤلاء مكلفين بالتعليم كو1: 28.فليس المعلم صورة و نفوذ لكنه خادم يوصل تعليم المسيح.كو3 : 16.و يجب أن يكون المعلمون فاهمين ما يقولون و ما يقررون 1 تي 1 : 7 أي أن التعليم بحكمة و معرفة و ليس بعشوائية.كذلك يجب أن يلزم التعليم فكر المسيح متجنباً الفكر الذاتي و تعليم الحكايات الشعبية الذى سماه الكتاب - مستحكة مسامعهم (لانه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم 2 تى 4 : 3 ).و التعليم ليس مقصوراً على الرجال.فمن العجائز أيضاً معلمات للصلاح تى2 : 3.لكن لا نشتهي أن نكون معلمين عب5: 12 .يع3: 1.و أخيراً يختتم الكتاب المقدس كلامه عن المعلمين بتحذير عن المعلمين الكذبة 2بط2: 1. إذن يوجد معلمون فى الكنيسة وهو لقب يمنح للمؤهلين للتعليم حسب مواصفات واضحة في الكتاب المقدس و لا تعارض بين هذا و بين كلام المسيح لا تدعون معلماً لأنه كان يقصد أشخاصاً أهمهم الكتبة و الفريسيين و آخرين أيضاً فمن هم؟
من هؤلاء الذين لا يجب أن ندعوهم معلمين
1-المعلمون الكذبة بصفاتهم الثمانية الواردة في رسالة بطرس الثانية إصحاح 2. و صفات أخري في رسالة يهوذا عدد 8-13.
2-الأنبياء الكذبة هم أخطر المروجين للتعاليم الكاذبة مت7: 15-19.
3-المعلمين الذين لم يتتلمذوا و لم يلتصقوا بالكلمة تى1: 9 التلمذة هى بداية المحبة  و الإلتصاق بالكلمة هو إستمرار المحبة الأولى. الذين بدأوا و لم يكملوا ضاع منهم اللقب و لو ناداهم الشعب كله يا معلم يا معلم لأن الرب سحب منهم لقباً لا يستحقونه بل صار لقب بعضهم  الشقى الأعمي و الفقير و البائس و العريان رؤ3: 17 -الذين يعثرون رعيتهم يفقدون القدرة على التعليم الصحيح مهما نالوا من رتب عالية أو شهرة  أو إحتموا بالكهنوت .
4- الذين يعلمون غير ما يعلمنا الكتاب المقدس الذين حرمهم بولس الرسول قائلا لهم (أناثيما) غل1: 8.
لذلك نفتخر بالقديسين الذين علمونا كلمة الله و علمونا الآب و الإبن و الروح القدس .نكرم المعلمين الذين قاوموا التعليم الباطل و البدع.نمتدح جميع الذين حفظوا التعليم الذى تسلموه من رب المجد.نلقبهم بلا تردد أنهم معلموا المسكونة.و لا نحسب هذا تناقض مع قول الرب يسوع لا تُدعَوا معلِّمين لأن معلمكم واحد المسيح.فمن تعليم المسيح ينبع كل تعليم صحيح و من ملئه أخذنا.


288
حيرة عماد جاد وإستقالة نواب الأقباط
Oliver كتبها
-إحتار عماد جاد عضو البرلمان لأن رئيس البرلمان لم يعطه حق الكلمة في وقته فلما سأل عن ضوابط ترتيب الكلمات في البرلمان كان رد د .عبد العال أن ترتيب الكلمات يتم حسب مزاجه.فكتب يسأل ما رأيكم و ماذا يفعل.و أنا هنا أقول رأيى ما دام جاداً فى السؤال و لن يعمل مثل عبد العال و يتصرف حسب مزاجك. سأقول لك رأيى فى جذر المشكلة و ليس فقط فى مزاج عبد العال.
- لمن لا يعرف فإن عدد نواب الأقباط هم 36 نائباً ينوبون عن مناطق تغطي مساحة مصر كلها.و سوف أتناول مواقف سريعة لكنها واضحة قبل أن أقول لك يا عماد ما رأيي.
- أنت يا د عماد و معك ثمانية أقباط آخرين تنوبون عن قطاع جنوب و وسط الصعيد و مع هذا لم نسمع من واحد أو واحدة فيكم أي إعتراض على إختطاف الفتيات بل بكل أسف سمعناك تطمئننا على عودة واحدة فقط أنت تعرف أنها لا زالت محتجزة بأمن الدولة منذ شهور أي أسيرة بلا تهمة لقاصر.و ثبت أنها لم تعد و أنك فبركت الحقيقة و علمت الجريمة و سكتت عليها مع بقية النواب.
- أنت تعلم أن السيدات آمال و فائقة و إيفيلين هن نائبات عن سيناء و القناة و أنه و لا واحدة كان لها صوت أو دور حين تم قتل الأقباط في العريش و سيناء تم تهجير المئات بل الآلاف من الأقباط تهجيراً قسرياً.و سكتت النائبات و كلكم ساكتون حتى الآن.
- أنت تعلم أن شريف نادي عضو المجلس عن ملوى لم يسمع أحد إسمه و لا يعرفه أحد حتى بعد حادث المنيا.
- أنت تعلم أنه عندما حصل حادث البطرسية طافت مارجريت عازر على القنوات القبطية لتنفس عن غضبها أو غضبنا و لم يسمح لها بالكلام في البرلمان و الآن لم يعد يسمح لها أو لكم بالكلام لا في القنوات القبطية و لا فى البرلمان فصار الصمت الرهيب رغم الحوادث البشعة التي لا يقدر عبد العال و من يحركه أن يسكت الضمائر الحية  التي عبرت عن غضبها في العالم كله.
- أنت تعلم و نحن نعلم أنكم ديكور و أن كل المجلس ديكور و أن القوانين تصدر بالتليفون من ديوان رئاسة الجمهورية.
- أنت تعلم أنك و د نادية هنري وصلتم إلى البرلمان عن طريق المصريين الأحرار ثم تحولتم فأسقط الحزب عضويتكما.
- أنت تعلم أن المرة الوحيدة التي إنسحبت فيها  كان أثناء التصويت على قانون الرياضة و ليس قانون بناء الكنائس.
- أنتم لم تناقشوا أى شيء فى البرلمان كنواب أقباط حتي قانون دور العبادة لم تتفوهوا فيه بكلمة و إكتفي النائب سعد فايز أن يخبرنا أن نواب الحكومة يسلقون القانون و إكتفت النائبة نادية هنري أن تخبرنا أنه يجب التصدى للشروط المجحفة في القانون و لم تقل لنا د نادية من يجب أن يتصدى لمن؟ القانون الذى تحول فجأة على مرأى و مسمع منكم جميعاً  ليصبح قانون بناء الكنائس بدلاً من قانون دور العبادة بتعليمات الأزهر الحاكم الشريك في البلاد.قانون الكنائس الذى ناقشته اللجنة الدينية التي لا تضم سوي المتأسلمين و الأزهريين و أما أنتم فإكتفيتم بالنظر إلى الإجراءات الوهمية و أما نحن فإكتفينا بالنظر إلى السماء.و كشفنا للجميع عورات هذا القانون و ها قد ظهر أنه مثل بقية التشكيلات الدستورية المحنطة فى الأدراج.
- الكنائس المغلقة لم تزل مغلقة و تكاد السنة المصرح بها لتوفيق أوضاع الكنائس تنتهي دون نتيجة على الأرض و أنتم صامتون.
- لم تصدر تصاريح بناء كنائس جديدة إلا التي تدخل أصلا في حرم أديرة و كنائس قديمة أو على سبيل الدعاية مثل كاتدرائية العاصمة الجديدة.و لا زالت القرى تئن و كوم لافى في نطاق مسئوليتكم خير شاهد أنكم مثلنا متفرجون. و لولا عدم رغبتى فى تناول الأحداث واحدة فواحدة لكتبت الكثير عن سلبيتكم جميعكم و ليس أنت وحدك.
- أنت تعلم أنكم قبل حصولكم على الحصانة كنتم أكثر شجاعة و كنت متواجداً على الساحة مع سمير غطاس و لكن أين أنتم الآن.لقد تم إحتواءكم و إسكاتكم.حتى أنك أنت الذى يتصل بالقنوات التليفزيونية لكي يدلى برأيه.و إختفى سمير غطاس الذى لا يظهر إلا فى حالة الحديث عن حماس و غزة بينما هو نائب مدينة نصر على ما أتذكر .
- الغريب أن د مني مينا سكتت دهراً ثم طالبت بحرق الكتب المتطرفة قدام البرلمان.كأنها ستقضى على الإرهاب بالإرهاب.
- كنا نأمل فيكم خيراً.كنا نظن أنكم ستكونون صوتاً للحق  لكنكم فى جميع الحوادث الإرهابية صرتم كأنكم مغيبون سواء بإرادتكم أو رغماً عنكم.لم تكونوا ضميراً حياً.لم تغيروا على لحمكم و شعبكم و أخوتكم.لم تلتهبوا في قلوبكم و أنتم تشاهدون دماء شهداء الأقباط تروى الكنائس و الأديرة حتي الرمال.لم نسمع عن غضبكم لإسترجاع المختطفات فى يد أمن الدولة و فى كهوف السلفيين أيضاً.لم نر لكم تحركاً يفسر إحتراق مصانع متتالية كل أصحابها مسيحيون.لم نر لكم موقفاً من التطرف فى التعليم و الإعلام .لم نسمع لكم رداً كنواب عن الأقباط فى مواقف كثيرة للغاية و ضد تصريحات كثيرة للغاية تحرض علينا .لم نجدكم حين بحثنا عنكم.ثم تسأل ماذا تفعل مع عبد العال.
- أقول لكم جميعاً .أكتبوا عريضة إنسحاب مشتركة من البرلمان.هذا هو الموقف الوحيد و الأخير الذى يهز الجميع ليستفيق.أنتم تستفيقون أولاً ثم يستفيق من وضعكم فى خانة المتفرجين.إستقيلوا فخير لكم أن يكون آخر مشهد لكم أن تخرجوا بكرامتكم مرفوعى الرأس محتجين على الظلم و على الصمت و على التهجين السياسى.إستقيلوا لو جرأتم و خذوا صفوف الشعب الجريح.
إستقيلوا كلكم إذ لا كرامة فى صمتكم.لا كرامة فى شكواكم قدامنا.إذا أنتم تطلبون دعمنا فلماذا أنتم باقون فى برلمان تعجزون فيه عن التعبير عنا.إستقيلوا فتخرجوا شرفاء رجالاً و سيدات.لا تظنوا أن شكواكم لنا تبرئكم من الدم فى هذا الزمن العصيب.لا تضيفوا علينا أعباء و لا على الكنيسة.لسنا متفرغون لكم حتى ندعمكم.يكفينا أننا نصبح و نمسى على مشاهد وحشية.عندنا ما يكفينا من الألم .
أما لو ظننت أنك تصدر لنا حيرتك من عبد العال فنكون مسئولين عنك فأنت مخدوع.كونوا رجالاً و إنسحبوا.أكتبوا للعالم وثيقة تشرح مسببات إنسحابكم.أكتبوا للتاريخ أنكم حاولتم و فشلتم و هذا سيحسب لكم.ستكون رسالتكم للجميع أكثر تأثيراً من بقاءكم فى مجلس كهذا طول العمر.لا تعودوا لنا خائبين بل أخرجوا لنا زاهدين فى المنصب منتسبين لشعبكم.سيهتز العالم كله لو فعلتموها.فإما يخافون من إستقالتكم و يعطونكم مساحة للتعبير و العمل بجدية  و تقومون بدوركم كما ينبغى و إما يقبلون إستقالتكم و ينفضحوا قدام العالم و أؤكد لك أنهم لن يقبلونها لأنها ستسقط المجلس كله دستورياً و شعبياً.لكننا لا نريدكم نواباً مهمشين.طلبت رأياً و قد أبديت لك رأيى.
همسة إليك يا الله.
يا إله  يوسف الصديق كيف أخرجته من بئر الخيانة و حياة العبيد إلى رئيس مصر كلها كيف ربيت هذا الشاب الصغير فكان رقيقاً مع الجميع ثم لما جاع شعبه فى إسرائيل لم ينس لحمه و أهله بل فاض بكرم و سخاء مع الجائعين.يا إله موسى العظيم.ماذا علمت هذا الرجل المحارب و ماذا وضعت فى قلبه حتى أنه أبى أن يعيش فى بيت فرعون مفضلاً بالحرى أن يذل مع شعبه .يا إله نحميا النبى لماذا بعد أن وضعته فى البلاط الملكي ملأت قلبه بالحزن على العار الذى أصاب شعبه و أصاب مدينته أورشليم. كيف أخرجته من شوشن القصر إلى المدينة المتهدمة لكى يعيد مجدها.يا إله إستير ماذا علمت هذه الجميلة حتى أنها إنتسبت لشعبك لا للملك مع أنها زوجة الملك.بماذا حركت قلبها ففضلت الموت مع شعبها عن التنعم فى قصر الملك.كيف ربيت هؤلاء فى الإيمان بقوتك و جبروتك فلم يأخذوا من العالم قوة بل من يدك أنت. يا إله دانيال العظيم كيف إنتشلته من جب الأسود إلى منصب الحاكم كيف رفعت الفتية من الأتون إلى دار الولاية و طردت هامان  كاره أولادك من المنصب الرفيع إلى حيث صلبوه غير مأسوف عليه.يا من ترفع الرؤساء و تخفضهم ضع فى قلوبهم أنك ترصد و تصبر و لكنك ستدين كل واحد عن الخفيات و الظاهرات.




289
المنبر الحر / الثأر لشهداءنا
« في: 09:58 27/05/2017  »
الثأر لشهداءنا
Oliver كتبها
الكأس تمتلئ بالدم.القلب يمتلئ بالألم.العقل يمتلئ بالحيرة.الروح تمتلئ بالصبر و الإيمان.و الأرض تمتلئ بالظلم.القوانين تمتلئ بالتعصب.صحراءنا تمتلئ بالقتلة.أراضينا تمتلئ بالكراهية.و نحن من الرب نمتلئ و نطلب منه الثأر لشهداءنا.
قلنا من قبل أننا نصلي لأجل أعداءنا فظن الناس أننا معتوهون.قلنا أننا نحب قاتلينا فقالوا عنا أننا لسنا كالناس يشعرون.و اليوم لن نخاطب الناس.فالأرض حبلى بالمؤامرات.و الكلمات تقع تحت أقدام المتغطرسين.و قد إستهلكنا قدامهم كل التفسيرات.قلنا في قلوبنا لعلهم يفهمون.لعلهم يعرفون أن بقاء النور في مصر يشترط بقاء أصلها أى المسيحيون في مصر.قلنا أن المسيحيين هم الذين يتلذذ أصحاب الشر فى تصويب المدافع فى وجوههم.و البنادق على رؤوسهم.قلنا و قلنا و قال غيرنا و قال و ليس من يسمع.
الآن تسمع أنت يا رب.الآن تقترب إلى أرضنا التي داستها قدميك.الآن ترى و أنت منذ البدء عالم بكل شيء.أنظر فإني إليك أتكلم ليس من أجل أنه ينبغي أن تنظر لي لكن لأن وعودك لي بأن عينيك على من أول السنة إلى آخرها.أنظر فأنا عندي كلام و أنين.
في بلدنا يا رب الناس يسخرون من مظالمنا.لا يحسون بما يعانيه شعبك.أنت طأطأت الأرض من أجل قسوة إستعباد المصريين لشعبك إسرائيل.ها نفس القسوة في نفس الشعب لم تزل  ضد شعبك.نحن فى مصر ليس لنا سوي حق الموت.أخذوا من أولادك كل حقوقهم بالقوانين الملتوية.أخذوا مناصبهم و وظائفهم و تفوق أولادهم .سرقوا تاريخهم و إستحلوا طردهم من بيوتهم.يهجرونهم كالأسري من مكان لآخر.يحكمون عليهم إذا تكلموا و إذا تألموا و إذا ترنموا حتي في بيوتهم.يحكمون عليهم إذا صلوا إليك كما حكموا علي دانيال و هو أسير عند الكلدانيين.في بلدنا يبيدون المسيحيين من المناصب بداءاً من الوزراء  فما دون حتي حراس العقارات.بدأوا حرب تجويع لشعبك.حرقوا مخازن المسيحيين.سرقوا محالهم.خربوا مصانعهم.قاوموا إستثماراتهم. فى بلدنا يا رب تخرج فتياتنا مختبئة.تذهب مدارسها متحسبة لمنتقبة تهاجمها لتقص شعرها.فى بلدنا يا رب نُشتم بسببك و نُقتل بسببك في الشوارع و في الصحف و في الإعلام و في القوانين و في المحاكم.و نباركك أنت ما دمت قد سمحت.
طردوا أولادك من الإعلام و التجمعات و الأحزاب و ألجموهم في البرلمان.الصمت و السكون لسان المسيحيين في مصر لكننا نحوك نتكلم.
أين الإرهابيون القتلة
يا رب في بلدنا يظن الرئيس و تظن الحكومة أننا نتهلل لهجمات جوية ضد الإرهابيين في درنة ليبيا.بينما يوجد إرهابيين بدرجة محافظ فى محافظات كثيرة مثل شمال سيناء و المنيا و كفر الشيخ وبورسعيد و غيرها.الإرهابيون في المصالح الحكومية يغيرون هويات المسيحيين عن قصد و يزيفون أوراقهم دون خوف من عقوبة.الإرهابيون فى جميع مدارسنا بدرجة مدرسون و وكلاء مدارس و مديرون يعيثون في عقول أطفالنا تعصبا و فساداً.الإرهابيون أصحاب شركات كثيرة تمتنع عن توظيف المسيحيين.الإرهابيون أصحاب مدارس خاصة تمتنع عن قبول أطفالنا في مدارسهم.الإرهابيون في الأزهر يتجمعون حول كتبهم المليئة بالكراهية ويروجون أكاذيبهم عن السماحة في نفس الوقت.الإرهابيون في مناهج التعليم التي تبيد مئات السنين من عمر مصر المسيحية و تتجاهلها دون حسيب أو رقيب.الإرهابيون يعلمون أطفالنا دينهم بالإكراه و يمنعنونهم أن يتعلموا مسيحيتهم يا رب.الإرهابيون إستولوا على شاشات التليفزيون و كرسوها لخدمة أفكارهم و مصالحهم و يعتمون على كافة حقوقنا.الإرهابيون ليسوا في درنة وحدها بل فى شوارعنا يهيجون ضد بيت إرتفعت منه الصلاة.و فتاة في شارعها أو تلميذة في مدارسنا بغير حجاب.الإرهابيون يختطفون بناتنا و يحميهم إرهابيون غيرهم في الشرطة.الإرهابيون يخرجون بفتاويهم و كراهيتهم المعلنة من غير قلق من أى حساب.الإرهابيون عندنا لهم أحزاب و قنوات و شركات تمولهم.الإرهابيون عندنا مشاهير من لاعبي كرة و فنانين و مذيعين و صحفيين و كتاب و من يطلقوا عليهم لفظ مفكرين.الإرهابيون ينعتوننا بالكفر فى كتبهم و يتفاخرون بدينهم الذى يكفر أولادك يا رب.الإرهابيون يتسترون على تعذيب أولادك أو حتي قتلهم بالسجون.الإرهابيون يسجنون الأبرياء منهم حتى الأطفال.الإرهابيون عندنا قضاة و رجال شرطة على جميع مستوياتهم. فهل سيطلعون على هؤلاء بطلعات جوية .الإرهابيون ليسوا في درنة وحدها فهم حولنا فى كل مكان.فأنت يا رب تعرف الإرهابيون بأسماءهم حتي المتسترين في مناصب و نفوذ.
السائرون في الطريق
كانوا يترنمون إذ إقتربوا من الدير الذى فيه سيرفعون صلاة من أجل الجميع.كانوا مبتهجين مشحونين بمشاعر تبتعد عن الدنيا بقدرما تقترب من السمائيات و الحنين إليها.كلما غابت عن الأبصار مبانى الأرض كلما غاصت الأفكار فى الروحيات.كانوا مستعدون للرحيل عن الأرض مؤقتاً للإستمتاع بسكون اللقاء مع المسيح دونما مشاغل أو مقاطعة . كانوا مشتاقون للرحيل عن مشاغلهم و إضطراباتهم الكثيرة إلى الواحد.فإذا مشيئة الرب تدبر أمراً يفوق إشتياقاتهم.تدبر رحيلاً دائماً عن كل إضطراب و كراهية و وجع.فالمسيح يعرف أنهم قادمون من شوارع الألم و طرق التعصب و اللاأمان.و قد كان فى إستقبال موكبهم.
حين وقف قدامهم الإرهابيون و الظلمة تعمى أعينهم رفعوا مدافعهم لأن خصومهم ممتلئين نوراً.فالظلمة تعادى النور منذ أن إبتعدت عن النور و صارت ظلمة.نظروا إلى إعلى و هم واقفون على سياراتهم الفارهة فوجدوا مظلة من سلام .لا صراخ بعد و لا أنين.قتلوهم و هم محتضنون بعضهم بعضاً.كمن يحثون و يشجعون بعضهم على التمسك بالإيمان إلى النفس الأخير و قد تمسكوا. أغاظوا القتلة بسلامهم حتى أنهم أحرقوهم بالمتفجرات بعد أن قتلوهم بالرشاشات.بينما الشهداء راحلون إذ لم تعد الأرض قدام أبصارهم فقد إنفتحت السماء و بابها دوماً مفتوح للشهداء.نظر الإرهابيون السماء مفتوحة فهربوا منها إلى الظلمة.
إذا أنت رسمت خريطة الدم في الحوادث الخمسة الأخيرة ستجد صليباً.فمن العريش إلي المنيا و من طنطا إلي الإسكندرية  وأما المرقسية ففي القلب منها .هكذا يرسم المسيحيون صليبهم بالدم و بأرواحهم و أجسادهم.سلام لكم يا من لا نعرف عظمتكم بعد لكننا سنعرف حين نلتقي.سلام يا كل إمرأة و رجل .فتاة و شاب.طفلة و طفل.يا أسرة القديسين سلام.يا أجمل أيقونات الحب سلام.نعم حزاني نحن.نعم نبكيكم و نحن واثقون أنكم الآن في يمين العظمة.نبكي الظلم و الدم و التعصب.لا يأس في دموعنا بل قوة تغلب اليائسين.نحن متعزون جداً و متألمون إلى أقصى الألم.و بين سكون الروح و إعتصار النفس تتلوي صلواتنا قدام مسيح الشهداء.
يا مسيحنا القدوس تقدم لك كنيستنا باقات من النفوس أيها العريس السماوي.مواكب مواكب تسبق موكبك.هكذا علمت و تعلمت.فليكن بابك مفتوح لأنيننا.خذ لنا الثأر بطريقتك السمائية.سنرض لو كان ثأرك أن تنتزع الكراهية من قلوب المصريين.سنفرح لو كان ثأرك أن تبسط إيمانك و إنجيلك على أرض ليبيا.سنفرح لو أن ثأرك يسقط أوثان العالم و يحيي الإيمان في كل مكان.هذا ثأرك و إياه نطلب.

290
الشعب المملوء رجاءاً
Oliver كتبها
يد المسيح التى سمرت على الصليب هي ذاتها اليد التي إنتزعت من الموت مخالبه.اليد المثقوبة هي التي قيدت إبليس و جنوده في الجحيم.اليد التى تألمت هي نفسها التي إرتفعت فى وجه البحر و الريح فأطاعا و هدأ البحر و سكنت الريح و لمست الأعمي و الأبرص و الأصم حتى الموتى فنال الكل شفاء و حياة. اليد المثقوبة وحدها هى التي أقنعت توما أنه السيد الرب وهي ذات اليد التي باركت التلاميذ عند الصعود.ففى يد المسيح يمكننا الرجاء فى كل شيء.
الرجاء فى الأبدية: هذا أعظم رجاء.له نحيا و لأجله نصلي و من خلال هذا الرجاء نؤمن أن مسيحنا إله حقيقي و سيد و ديان.لولا أننا سنبق معه إلى الأبد ما كنا قد أحببنا الأبدية.فالمسيح ربنا هو حلاوة الأبدية و مجد الأبدية و معرفة الأبدية و حياة أبدية للكل.الرجاء في الأبدية ليس للقديسين وحدهم بل لنا نحن الخطاة بالمثل.إذا كان اللص قد نال الأبدية بطلبة من القلب فرجاءنا باق في القلب.إذا كانت المرأة المضبوطة في ذات الفعل قد منحت السلام من الديان فلنا مثلها سلام نحن أيضاً.إذا كان الذى تشكك رغم أنه صنع المعجزات بإسم نفس الإله فتحنن عليه مخلصنا و تعامل مع عقله دون إدانة فلنا سيكون نفس الحنان نفس الإحتمال لنر مجده.إذا كان الذى سب و جدف و لعن و أنكر قد أعاده بمحبته إلي رتبته هذا العظيم بطرس نراه فنقول لأنفسنا لنا في المسيح رجاء ليعيدنا إلى رتبتنا فى الأبدية معه.إذا كان يوجد مبرر لليأس من أنفسنا فإنه بالمسيح يوجد كل الأسباب التي تدعونا للرجاء في الأبدية.
الرجاء فى مصر:نعم هذا الوطن ثمين القيمة عند المسيح.هنا فقط وعد بمذبح في الوسط.لكي يقول أنا حاضر في وسطكم يا شعبي.


291
المنبر الحر / كيف يفكر المسلم
« في: 18:11 22/05/2017  »
كيف يفكر المسلم
Oliver كتبها
لماذا لا يفهمنا المسلم؟ ليس السبب مرتبط بالذكاء مطلقاً لأن منهم عباقرة و كثيرون أذكياء ,الأمر أبعد من الذكاء لأن القدرة على التفكير مرتبطة بأدوات غير الذكاء. التفكير نشاط عقلى لكنه لا يعتمد على العقل وحده بل ينبع من العقل و القلب(المشاعر) و الإيمان (المفاهيم الروحية) و المعرفة ( تراكم الخبرات و الثقافة و العلم ).و لكل إنسان مقدار من هذه كلها. طريقة التفكير هامة جداً لأنها تحدد مدى قرب أو بعد أى إنسان عن الله وعن نفسه و عن الحقيقة و عن الناس.لذلك تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم.
التفكير النقدى للمسلم: ليس مصرحاً للمسلم أن ينقد دينه و الحديث ينصحه ألا يسأل. فماذا تكون النتيجة؟ أنه يستسهل نقد المسيحى و إنجيله .فنقدنا مباح و لا يحتاج لمجهود.فإذا إفترض فى نقده أننا كافرين يصبح كل ما يقوله حلال. هنا المشكلة كمن وقع فى الفخ. لأنهم يعلنون النتيجة أولاً ثم يحاولوا أن يثبتوها. يبدأ المسلم المناقشة بالتكفير ثم يتجه للتفكير فلا يكون للتفكير قيمة بعد التكفير . وقتها يكون التفجير أسهل من التفكير بعد التكفير. يبدأ المسلم بالحكم علينا ثم ينتظر دفاعنا بينما عليه أن يخبرنا أولاً كيف توصل إلى أحكامه قبل أن يسمع منا و إن إستشهد بآياته نعود و نسأل عن إثبات ما جاء فيها. الأدلة المقنعة تؤدى إلى نتيجة مقنعة أما النقد من غير دليل فهو عجز و أكاذيب يمكن للضعفاء إختلاقها ما داموا ليسوا بحاجة إلى إثبات إدعاءاتهم ساعتها يستطيع أى إنسان أن يدعى النبوة أوالألوهية ما دام لن يقدم برهاناً قاطعاً. يحتاج المسلم  منهج الإستدلال و المنطق أكثر من القراءة أو السمع عنا.هذا  التفكير المعكوس نتاج كتبه وخطب شيوخه لذا يجد صعوبة شديدة ليغير طريقة تفكيره و يحتاج صبرنا و إحتمالنا ومحبتنا و صلاتنا.
التفكير المادى: هو إنحصار المعانى فيما هو مادى.لغة كتب الإسلام كلها مادية.فالمكافآت مادية و العبادة كالصلاة و الفروض شكلية و المفاهيم عن الجنة و الآخرة مادية و الحسنات بالعدد و السيئات مثلها.المسلم محاصر بين مادية المعانى و مادية الحياة لذلك يتعثر حين يقرأ فى إنجيلنا أو يسمع عنه.فاللغة مختلفة و تبدو صعبة عليه.فهو يفكر بغير ما نفكر.و يفهم الأمور فى الإيمانيات بغير ما هى عندنا.و حين تتصعب عليه المعاني يفسرها باللغة المادية لذلك تجده ينتقد سفر النشيد و أمثال المسيح و يجد غرابة شديدة فى آيات المحبة و الغفران و الكلمات الرمزية في الكتاب المقدس و ما أكثرها . التفكير المادى يعتم الروح و يمنع إنفتاح القلب.
التفكير الحَرفى: كانت هذه اللغة سائدة في عهد السيد المسيح.كان الكتبة و الفريسيون يستخدمون هذه المدرسة ليفسروا بها الناموس و التعليم و يشرعوا للناس بنفس هذا المنهج الحرفى لذلك كانوا منشغلين بحرفية الوصية فصار السبت عبادة أكثر من عبادة رب السبت.و صار الفهم ضيقاً لمعني الصلاة و القرابين و صارت الرموز كالطلاسم عندهم فمارسوا الطقوس بغير حياة وإنهمكوا فى النص لا فى دلالاته وعاشوا بلغة الحرف حتى ماتت الروح. هذه كانت المدرسة و هذه كانت نهايتها لما تجسد إبن الله المسيح يسوع . تكلم وعلم و عاش ليصحح المفاهيم .أحيا الرموز و حققها فى شخصه. و لأنهم تمسكوا بلغتهم تجدهم أكثر من إصطدم بالمسيح حتى هيجوا عليه الجميع و قتلوه.التفكير الحرفى هو العائق الأكبر فى عدم إقبال المسلم على مناقشة حقيقة التجسد أو التثليث أو الفداء.فهو ينفر منها لأن الإستعانة بمهارات اللغة لا تسعفه على فهمها.بينما يسعفه الإستغناء عن الحرفية و قبول نعمة الروح فتتغير طريقة التفكير و تنفتح طاقات القلب و العقل.
العقل الجمعى: أن تقبل فكرة أو عقيدة لمجرد أن الأغلبية تقبلها لا يسعفك على إثبات الحقيقة.فأغلبية العرب يدخنون فهل هذا يثبت أن التدخين ليس ضاراً بالصحة؟ يجب أن تقف وحدك بعيداً عن العقل الجمعى.السلفية شكل من اشكال الإنسياق خلف العقل الجمعي.فالسلفيون كالإخوان لا قيمة للفرد بل للجماعة.المسلم يجد الإسلام يهتم بالأعداد جداً.يفرح بتزايدها , يختبئ خلفها الفرد و ليحمى ذاته من التغيير.ليس يسيراً أن يتجرأ المسلم و يخرج عن العقل الجمعي.فعلها فرج فودة فقتلوه و إسلام البحيري فسجنوه و لم يناقشه أحد بل كفروه.هذه مشكلة التفكير الجمعى أنها لا تطلق طاقة الفرد و القدرة على الإختلاف.ليت كل مسلم يتعلم أن يبحث الأمر بنفسه.فى إنجيلنا كثيرون خرجوا عن العقل الجمعي فكان خروجهم خلاصاً.عندنا شاول الذى ظهر له المسيح فتجرأ أن يخرج عن طائفة الغيوريين الذين يدافعون عن الناموس بالسيف .عندنا تلاميذ المسيح الذين لم ينضموا للقطاع الأكبر من الشعب و تبعوا المسيح حين لم يكن قد صار معروفاً عند الكثيرين من اليهود.عندنا بعضاً من اليونانيين جاءوا ليتعرفوا على المسيح حين كان من المستبعد على أصحاب الفكر الرفيع و الفلسفة أن يأتوا إلى يهودى و يتعلموا منه شيئاً.العقل الجمعى يخفى أخطاء الفرد لكنه لا يعالجها و لا يدفع ثمنها بل كل واحد يدفع ثمن إنسياقه خلف العدد الغزير من غير تفكير.الوقوف قدام الله فى الدينونة فردي مع أن الدينونة لجميع البشر مما يجعل كل واحد مسئول عن نفسه بلا عذر أو إحتماء بالآخرين.
 هذه كانت ملامح تفكير المسلم فينا.تحكمه أمور لا تحكمنا حين نفكر فى عقيدته أو عبادته.نعم نحن مختلفون جداً ليس لأننا الأفضل لكن لأن الإبن حررنا فصرنا أحراراً. أعظم حرية هى أن تفكر بنفسك فى نفسك و تنتمى إلى ما يملأ القلب سلاماً و راحة.
ايها الإبن الوحيد الجنس الذى وهبنا  النعمة و أودع فينا طاقات كامنة توجهنا نحوك .نشكرك على حرية المجد التى ما عرفنا قدرها إلا لما وجدنا كيف صارت الحياة مع المحرومين منها.نعم لسنا متميزين عن أحد لكنك لصلاحك وحدك سكبت علينا من فيض جودك كل ما نحن فيه من مجد البنوة.إخترتنا و ليس فينا بر أو إستحقاق بل من برك تبررنا و بقداستك تستبدل آثامنا بغفرانك و ظلمتنا بنورك.يا إبن الإنسان إفتقد كل إنسان لكى يتحرك قلبه نحوك و يئن إليك فتسمع و تنزل و تخلص.نؤمن أنك الإله القادر على تغيير الجميع فتعال لكى نتغير كلنا إلى تلك الصورة عينها التى من أجلها أوجدتنا على صورتك و مثالك.إقرع القلوب و الضمائر.أسكت مقاومة الذات لعمل روحك فى كل إنسان و رد لنا القوة الداخلية فيحكم كل منا نفسه و لا يُحكم فيه من أحد. يا مخلص العالم خلص أخوتنا المسلمين.غير أذهانهم إلى فكرك فيتنقي الفكر و كل الكيان معه.إغرس فى قلوبنا لأجلهم حكمة و توج محبتنا لهم بالخلاص الأبدى لأننا لو تنقينا بيدك الطاهرة سنتيقن أننا جميعنا إليك مشتاقون.


292
ابونا مكارى و سيف الإسلام
Oliver كتبها

الإعلام يبحث عن وسيلة للتخفيف عن التكفيريين لأن النقد ضدهم كان موجعاً  فقام بالهجوم على أبونا مكارى يونان. إختاروا أب  كاهن  مؤثر و مشهور لكي يضربوه بالتهم المفبركة و يتمموا المثل إضرب المشهور يخاف السايب.  حسب ظنونهم قالوا فلنتصيد لرجال الدين المسيحيين  كما تصيدوا لشيوخنا .فحتماً سيرد أحدهم على شيوخنا هو أمر سيحدث و سيظل يحدث حينئذ نعاملهم عين بعين و تصريح برد مع تجاهل قاعدة أن البادئ أظلم. 
السيف فى الإسلام
كيف لأبونا مكارى أن ينتقد السيف بينما السيف  سورة قرآنية مليئة بآيات القتل إذا إنسلخت الشهر الحرم. السيف رمز إسلامى مكرم. السيف علم أشهر دولة إسلامية .السيف علم السعودية و السيف علم الإخوان و السيف علم القاعدة و السيف علم داعش فكيف ينتقد ابونا مكاري السيف.كان ينبغي أن يمتدحه .لا يهم أن شهداءنا يذبحون بالسيف حتي لو كان أحدهم جالس في الشارع قدام محله في كرموز. نحن نعرف يا إعلام السيف أنكم تقدسون السيف فلماذا تتألمون من وجع الحقيقة. قولوا لنا هل جاء عمرو بن العاص و عصابته  حاملين  معهم ورود و ياسمين لغزو مصر؟ هل فرضوا على الأقباط قبول الإسلام أو الرش بماء معطر بديلاً  أم كان القتل بديلاً؟ و لو كان القتل بديلاً هل كان بالسيف أم بالسواك؟ هل فرضوا الجزية فقبلها الأقباط عن طيب خاطر و هم ليسوا صاغرون؟ هل كانوا يستمتعون بالقهر و سلب ثرواتهم؟  و كيف سلبوا أملاك و كنائس المسيحيين من غير سيف؟ و كيف قتلوا الرهبان في أديرتهم من غير سيف؟ و كيف حرقت أعظم مكتبة في التاريخ مكتبة الإسكندرية من غير سيف؟ هل كان الأقباط يرقصون من الفرح و هى تحرق على يد الجاهل بن العاص و خليفته المقتول بالسيف أبو بكر؟ قل لي بالمناسبة كيف مات الخلفاء؟ أليس بالسيف؟ كيف قطع محمد رأس رجلاً هجاه بالشعر أليس بالسيف؟ فماذا يضيركم من الحقيقة و نبيكم يقول جعل رزقي تحت ظل رمحى؟هل كان بالرمح يفلح الأرض و يزرع أم يقصف رؤوس أصحاب الأوطان و ينهب.كتاب المغازي يقول عن الإسلام أن عدد الغزوات خمس و عشرين و عدد السرايا أي أكبر من مجرد غزوة – إحتلال- عددهم 75 فيكون هناك مائة غزوة و سرايا هل كانوا بالياسمين أم بالسيوف؟ اقول لكم إسمعوا محمد يقدم الإسلام لعباس (زاد المعاد - الجزء الثالث - ابن قيم الجوزي - الفتح الاعظم) كيف يدعوه
عن أنس بن مالك  في كتاب أحكام القرآن للقرطبى -إسلم قبل أن تضرب عنقك؟ ما رأيكم في هذه الدعوة البريئة للإسلام؟.
 ما رأيكم فى سيفكم دام فضلكم. (لا تسبوا أصحابي فإن أصحابي أسلموا من خوف الله وأسلم الناس من خوف السيف)
ما رأيكم بالمرة أن تشرحوا لنا ("وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها)سورة آل عمران.قل لنا فقط معنى (كُرهاً).
و يقول الترمذى عن حديث(أسلم الناس و آمن عمرو) هذا تنبيه على أنهم أسلموا رهبة وآمن عمرو رغبة ، فإن الإسلام يحتمل أن يشوبه كراهة... هذا ما تقوله المكتبة الإسلامية في تفسيرها للحديث.فقولوا لنا ما معني (يشوبه كراهة) إلا أنه بالسيف و الإكراه.
الأقباط فى مصر كانوا يتحدثون بالقبطية و عمر بن العاص و من معه لا يتحدثون سوى العربية فبأى لغة تفاهموا مع الأقباط حتى أقنعوهم بالإسلام؟ بأي كتاب بشروهم و القرآن لم يكن قد تم تجميعه بعد؟ لا قرآن و لا لغة عند عمرو بن العاص و رجاله.هو قائد حربى و لم يكن متدينا و لو ليوم واحد فليقل لنا أحد بماذا كان يدعو و بأى لغة إلا لغة السيف؟هل ألهمه إلهكم اللغة القبطية حسناً فعل فماذا كتب للأقباط  بالقبطية حتى آمنوا؟ما دليلكم؟ هل نصدق رواياتكم و هى بلا مستند .و معاهداتكم و هى بغير إسم أو توقيع لقبطي؟ قولوا لنا من هم أوائل الذين آمنوا بالإسلام فى مصر ما سيرتهم و تدويناتهم؟ هاتوا مرجعاً واحداً من تلك العصور الغبراء.
لأنكم لا تعرفون الأقباط أعرفكم بهم.هؤلاء هاجوا ضد أحد كهنتهم لأنه علم تعاليم غريبة عن إيمانهم من نفس الإنجيل حتي جمعوا كنائس العالم كله في نيقية  325 م ليردوا على هذا المبتدع آريوس.تحملوا الإضطهاد و الذبح من أتباعه و لم يميلوا إلى كلامه فهل يقبلوا منكم بعد سنوات أضعاف أضعاف ما قاله آريوس فى بدعته هكذا بكل سرور؟ أنتم فى مأزق أيها الناس.
أصل مصر
أبونا مكارى قال و ليس ما قاله جديد أن مصر مسيحية الاصل.أن أجداد المصريين الحاليين هم المسيحيون وأن الذين بقيوا على مسيحيتهم هم الذين نجوا من السيف بالجزية .ما الجديد؟هل تنكرون أن مصرهى قبط و أن الأقباط هم شعب قبط.مشكلتكم أنكم لا تقرأون بل  تسمعون من لا يقرأون و تصدقون أكاذيبهم.كأنكم فجأة سمعتم أن الأقباط وحدهم هم أصل مصر.إقرأوا ما كتبته المؤرخة إديث بيتشر 1897. تقول عن مصر  فى كتابها تاريخ الأمة القبطية(واذا أردت أن تعرف مقدار ما أصابها الآن من الهول والويل والنكد والبلاء من ثقل هذا النير فاعلم أنه لا يوجد بين سكان مصر الذين يبلغون التسعة ملايين من الانفس سوى سبعمائة الف شخص قبطي لا شك ولا ريب في انهم وحدهم سلالة اولئك المصريين القدماء).لو قرأتم أى كتاب لتاريخ  مصرقبل الإسلام لن تجدوا سوى الأقباط. ستجدون شهادات لمؤرخين لا يستطيع أحد أن يشكك فيهم .ستجدون شهادات من علم الإنثربولوجى و علم الجينات التى لا يمكن تزييفها.ثم في العصر الحديث ستجدون شهادات علمية تؤكد أن أصل مصر كامن فى أقباطها.ستجدون شهادات علماء و صحفيين و باحثين بصدق عن الحقيقة .إبحثوا تجدوا.  فإن كوننا أصل مصر لا يستبعدكم من مصر بل يفسر لكم لماذا أنتم بيننا محبوبون.لأنكم أهلنا و أخوتنا و أبناء أجدادنا. ليس عسيراً أن يحبكم أقباط مصر لأنكم منهم.لا أريد أن يتحول المقال إلى التاريخ بل أن يبقى تأكيداً لما قاله القمص مكارى يونان.
القضية
- الأمر بإختصار أنكم فى مأزق.فإذا كانت بضع كلمات تهزكم هزاً فلماذا لم ينتفض أحدكم و يفحمنا بعلمه و أبحاثه. ما قاله أبونا مكارى ليس إلا تاريخاً. هاتوا له تاريخكم و ردوا عليه.فهو لم يسب أحدكم و لا كتابكم و لم يتحدث فى عقيدتكم فهل أصبح يخيفكم حتى الكلام عن تاريخكم؟أقيموا القضية فهى ضدكم.لو كنتم مقتنعين حقاً أرونا ما لديكم و سيكون كشف الحقيقة أكبر خسارة لكم.
-  لو صارت ضد ابونا مكارى قضية فلن تكن بجوار مطرقة القاضى مذكرة قانونية بل ستكون أبحاث تاريخية و كتب لا طعن فى تاريخها و ستمتلئ المنصة بحقائق يعرفها أصغر طفل قبطي و يجهلها أو يكذبها أكبر علماءكم.ستكون المنصة فضيحة لكم و لتاريخكم.ستكون قضية لتنوير مصر كلها بالحقيقة.رغم أنى أعرف أنكم ستخشون الإستمرار فى إجراءاتها.هى أول قضية إزدراء في التاريخ.فلماذا لا تقيموا قضية إزدراء  ليوسف زيدان الذى لقب صلاح الدين الأيوبى  بأنه أحقر الشخصيات في التاريخ بينما هو عندكم بطل و محرر القدس؟ مع أن عمرو بن العاص لا يختلف عن صلاح الدين فى شيء.
- أنتم فقط تريدون التغطية على كلام شيوخكم الداعشيين فمتى تحقق هذا سينتهى كل شيء كأنه لم يكن.و ستبقي الحقيقة تؤرقكم و تزعجكم فتجتمعون ضدها لكن الحق يغلبكم فكم آلة صورت ضدها و لم تنجح و كم لسان قام ضدنا أسكته المسيح الحق المنتصر لأنه القائل «كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي الْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ. هذَا هُوَ مِيرَاثُ عَبِيدِ الرَّبِّ وَبِرُّهُمْ مِنْ عِنْدِي، يَقُولُ الرَّبُّ" إش54: 17
- لا يحتاج أبونا يونان إلا كلمة الله ليرد على إفتراءات الناس.لا تحتاج الكنيسة سوى أن تصلى ليعط الرب كلمة عند إفتتاح الفم. المسيحيون يعرفون كل اليهوذات  مهما تنكروا فى الإعلام و هللوا لسماحة الإسلام وتاجروا بنا على موائد اللئام.فهم ورقة محروقة منذ ظهورها.لا تناصر سوى الكذب.لا تخاطب أحداً سوى من يدفع لهم كما  أخذ يهوذا كيساً من الفضة. ويل ليهوذا و كل يهوذا.
-لا تحتاج مصر إلا إلى الحق فى المجتمع و القانون و الإعلام و الأهم أن يسكن الحق فى القلوب لتبق مصرآمنة بعيداً عن مؤامرات الأشرار.مصر للحق و المحبة .مصر للمسيح غافر الذنوب حتى لأعداءه.مصر للسلام لا لداعش و إعلامها.مصر للنهضة فى الفكر و القلب و الروح.مصر التى أسس الرب لها مذبحاً بوعد فى وسطها.مصر شعبه فكيف لا تكون مصر للمسيح.

293
هل توجد حروب دينية في العهد القديم
Oliver كتبها
من الحروب فى العهد القديم  معان روحية و تعاليم عميقة. من لا يفهمها ينتقدها ظناً أنها لا تتفق مع الله الكلى المحبة و غير المسيحيين يأخذونها مادة للهجوم على إيماننا وتبرير حروب الإسلام لنشر دينهم و يساوون بين حروب العهد القديم وحروبهم.
-أولاً نؤمن أن (كل) الكتاب هو موحى به من الله 2 تى 3 : 16 .و أن كتبة الكتاب المقدس كانوا مسوقين من الروح القدس لذى يقودهم و يحدد ما يكتبونه و ما لا يكتبونه 2 بط 1 :21. ذكر هذه الحروب كان أمراً إلهياً ؟إذ يقول الله لموسى أن يكتب عن هذه الحرب مع عماليق لتكون تذكاراً اى تعليماً روحياً ينفع البشرية خر17: 14.
فى عهد النعمة يمكننا أن نقرأ الحروب القديمة بإعتبارها تصوير للحرب الروحية مع أجناد الشر غير المرئيين أف6: 12 لنعرف منها حيل إبليس  و أفكاره و كذلك لا نجهل حيل الأشرار الذين يريدون لنا أن نقع فى مكيدة الضلال أف4 :14, 2كو 2 :11
حروب في الطريق إلى أرض الموعد
- لما نقرأ عن حرب شعب إسرائيل مع عماليق خر17  نرى كيف أن موسي كان يرفع الخشبة فينتصر الشعب و يخفضها فينكسر الشعب ثم وضعوا تحت ذراعيه حجرين حتي لا يتعب. لنقرأ الحرب بلغة النعمة روحياً : كان الشعب يغلب بالأذرع المفتوحة للمسيح على الصليب. حامل الخشبة سر نصرتنا  و الحجرين (الكتاب المقدس بعهديه) يسندوننا قدام أفكار إبليس. ينكسر عدونا قدام الأذرع المفتوحة للصلاة, المفتوحة للآخرين للمحبة.لأن إبليس الذى يريد أن يتعملق علينا ينهزم بالصلاة و الصوم و ينكسر بالمسيح و صليبه. و تخزيه محبتنا للمسيح و لأخوتنا.هذا ثمر روحي مستفاد من الحرب مع عماليق ينفعنا فى الحروب الروحية.
شعب لم يبدأ حرباً
-.الحرب الأولى  (8 واتى عماليق وحارب اسرائيل في رفيديم) إلى إسرائيل جاء عماليق ليتولى على شعب صار لله و أرض خصصها لهم بوعد فكيف يسكت الله .
الحرب الثانية: ولما سمع الكنعاني ملك عراد الساكن في الجنوب ان اسرائيل جاء في طريق اتاريم حارب اسرائيل وسبى منهم سبيا عد 21: 1. لأن الذى خلص شعبه من من عبوديتهم فى مصرلن يتركهم للأسر؟ لاحظ أن ملك عراد هو الذى جاء من نفسه و حارب إسرائيل. إعترض طريقهم  إلى أرض الموعد و حاربهم.لم يعتد أحد من شعب الله عليه.
الحرب الثالثة: عد 21: 23 فلم يسمح سيحون لاسرائيل بالمرور في تخومه بل جمع سيحون جميع قومه وخرج للقاء اسرائيل الى البرية فاتى الى ياهص وحارب اسرائيل.سيحون أراد أن يعطل وعد الرب لشعبه بالوصول إلى أرض الموعد و سكناها.
الحرب الرابعة: (بقيادة يشوع النبى) اجتمع ملوك الاموريين الخمسة ملك اورشليم وملك حبرون وملك يرموت وملك لخيش وملك عجلون وصعدوا هم وكل جيوشهم ونزلوا على جبعون وحاربوها يش 10: 5. إتفقوا ضد شعب الله و صعدوا للعدوان عليه.فهل يترك الرب شعبه نهباً لمن يتآمرون عليه و هو مسالم.كان سر إنتصار إسرائيل أن الرب حارب عنهم يش 10: 42.
الحرب الخامسة: وقام بالاق بن صفور ملك مواب وحارب اسرائيل يش 24: 9.الرب لا يترك شعبه للعثرة.
الحروب الصغيرة:صارت حروب كثيرة متعددة بعد أن عبر الشعب نهر الأردن.فالحرب بعد المعمودية أسهل مما قبلها لأن الروح القدس يسكنك.المسيح بعد أن خرج من نهر الأردن ذهب ليجرب من إبليس و إنتصر.شعب إسرائيل كان مشهداً حياً.يش24: 11.
فى الطريق إلى أرض الموعد
- الرب هو الذى كان يأمر النبي أن لا يحارب: فقال الرب لي قل لهم لا تصعدوا ولا تحاربوا لاني لست في وسطكم لئلا تنكسروا امام اعدائكم تث 1: 42 أو يأمر أن يحارب : لا تخافوا منهم لان الرب الهكم هو المحارب عنكم. تث 3: 22.
- كان الشعب يسير نحو أرض الموعد و يتطلب طريقه أن يجتاز مدناً فوضع الرب أساس للتصرف.الصلح أولاً : حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح تث 20: 10 و هذا ما فعله الشعب مع المؤابيين و العمونيين تث 2:9 و 19 و حاول أن يعمله مع ملك سيحون لكنه رفض و حاربهم فحاربوه  تث 2 : 26 البلد التى يأمر بالحرب عليها لا يتلف شجرها تث20: 19. المسبيات يصلحن للزواج و لهن حقوق الزوجة حتى لو طلقن تث 21: 10 .
لماذا حدثت إبادة لبعض الشعوب على يد إسرائيل
منذ أن ظهر الرب لأبينا إبراهيم أنبأه عن شعوب ستقف قدام شعب الله.كان هذا قبل 700 سنة من ولادة موسى النبى.كشف الرب لإبراهيم أن ذنب الأموريين لم يكتمل أمامه و هي لغة إلهية تعني أن الرب طويل البال معهم و لا زال باب التوبة مفتوح .تك15. حكي الله لإبراهيم  كل تدبيره لشعبه وما سيحدث له من وقت تغربه حتى يعود ليستوطن أرض الموعد.حكى عمن سيقاومون تدبيره. مما يفسر أن الحروب لم تستهدف شعب الله بقدر ما هى مقاومة لتدابير الله لخلاص للبشرية . الحرب للرب 1صم 17: 47 .الله كشف سنة 2000 قبل الميلاد في حديثه مع أبينا البار إبراهيم.ما سيحدث الذى بدأ يتحقق سنة 1300 ق م تقريباً .نقرأ في الكتاب أن ستة من الشعوب التى قال عنها لإبراهيم  تك 15: 19 و 20 هم أنفسهم الذين أمر الله موسي النبي بإبادتهم  خر 23: 23و 24 .فنفهم من هذا أن تلك الشعوب كانت تستحق الإفناء لكن الرب صبر عليها ثم لما إستنفذت كل الفرص صدر الحكم من القاض العادل بإعدامها و كان منفذ الحكم العادل هو شعب إسرائيل. سبق أن صدر الحكم على مدينتين بكل من فيهما (سدوم و عمورة) بالهلاك لسبب الشر فيهما.و كان المنفذ ملائكة الله .الآن صار لله شعب فى الأرض فأراد أن يستخدمه كما يستخدم الملائكة.لكي كما فى السماء يسمي الرب إله الجنود (رب الصباؤوت) كذلك على الأرض يسمى أيضاً رب الجنود ( شعب إسرائيل) .لهذا فالإبادة كانت قضاء إلهي مؤجل التنفيذ بسبب طول بال إلهنا الذى يعط مئات السنين فرصة لتوبة الشعوب التى لم تتب فأفناها.
نؤمن أن إلهنا الكلي المحبة هو أيضاً كلى العدل.و أن تنفيذ قضاءه لا ينفي عنه محبته للبشر فالحق ليس ضد الحب.
أخيراً : لم تكن هذه الحروب لنشر الإيمان بالله.لم تكن للتعدي بل للدفاع عن أنفسهم.ليست مثل حروب الجهاد في سبيل االإسلام التى تغتصب البشر و الأرض و تُكره الناس بالسيف على إيمان لا معني له إذا كان تحت التهديد. .حروب شعب الله كانت قضاءاً إلهياً مسبقاً منذ مئات السنين كانت نبوات و تحققت.كانت تدبيراً إلهياً بشعب إسرائيل أو بدونه كانت ستتحقق..أما الإعتداء على البلاد الآمنة فلم يحدث من شعب الله أبداً.حتى المدن التي أبادوا شعبها تركوها و لم يأخذوها  ما دامت ليست من أرض الموعد.لأنهم كانوا فقط ينفذون قضاءاً إلهياً.أما حروب الجهاد المخربة فكانت غزواً بشرياً بغيرهدف سوى السلب بإسم الدين. الحروب الجهادية إعتبرت مصر البقرة التي يأخذ الإسلام حليبها حتى تموت جوعاً.أما الرب فأمر شعبه إسرائيل أن يحتفظ بجميل المصريين معهم فقال (لا تكره مصريا لانك كنت نزيلا في ارضه)تث 23 : 7 .
لذلك يحبنا شعب الله و نحبه لأننا مثلهم صرنا شعب الله لما دعانا الرب (مبارك شعبى مصر)إش19: 25  نصلى لك يا رب الجنود أن تفتح قلوب شعبك الأول لكى يتمتعوا بشخصك المخلص يسوع المسيح .و تجعل الكل واحداً.

294
المنبر الحر / المسيح و التكفير
« في: 18:27 16/05/2017  »
المسيح و التكفير
Oliver كتبها
الله لم يأت بأديان لا اليهودية ولا المسيحية. و كلمة دين لم يستخدمها المسيح مطلقاً فالرب يسوع لم يقل جئت لكم بدين و لكنه قال أتيت لتكون لكم حياة يو10:10 . لم يبشر التلاميذ بدين جديد بل بالمسيح مخلصاً و بالثالوث إلهاً.لم ترد فى كتب الآباء الأوائل ولا فى المجامع المسكونية المعتمدة.إن إعتبار المسيحية دين هو فصل المسيح عن الإنجيل و تجعل علاقتنا بالنصوص و ليس بإله النصوص. إعتبار المسيحية ديناً ينتزع منها الحياة و يحولها إلى كتاب علم و كلمات للجدل كما فعل الناموسيون و الفريسيون في الناموس لهذا نر أنه حينما وصف بولس الرسول اليهودية كديانة كان يقصد أنها علم تفوق فيه على أقرانه فى مدرسة المعلم غمالائيل غل1: 14لكنه لما أراد أن يتكلم عن إيمانه قال أنه إسرائيلي أى من شعب الله من سبط بنيامين رو1: 11.
الدين و الإيمان: إذا صار الدين علماً فهو يخاطب العقل وحده أما إذا صار الإيمان حياة فإنه يتغلغل كيان الإنسان كله.قبول المسيح هو اتحويل القلب إلى المسيح و ليس تغيير الهوية إلى مسيحي.إنكار المسيح و ترك محبته هو الخروج عن الإيمان. لهذا حذر الرب بطرس من الإنكارو بعد قيامته المحيدة أعاد بطرس بسؤال وحيد.أتحبني يا بطرس. فلما عاد لمحبته إسترد رتبته.العودة للمسيح بالعودة للمحبة الأولى و ليس بتغيير هويتك القديمة. إيماننا حب متبادل بين المسيح و بيننا.
ليس عندنا كافرون: الدين نصوص مقولبة والإنجيل روح و حياة يو 6: 63 يو6: 68 لذلك الجمع بين المسيحية و اليهودية والإسلام فى سلة واحدة كأديان هو إفتراض خاطئ إذ يحول إيماننا الحى إلى أديان ورقية يحويها كتاب.نعم الإسلام كتاب لهذايمكن أن يكفر أحد بالكتاب لكن الإنجيل حياة فهل سمع أحد عن الكفر بالحياة؟ ليس فى إنجيلنا  كُفر أو كافرون لكن فيه حياة المسيح  للمائتين.إذا إنجيلنا يقول (انت تؤمن ان الله واحد. حسنا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون) يع2: 19. فإذا كان الإنجيل قد وصف الشياطين بأنهم يؤمنون فهل يصف أي بشر بأنهم كافرون؟
عقوبة التجديف فى العهد الجديد: الإنجيل إستكمل العهد القديم وحقق الرموز والنبوات. نفس الفكر من نفس الإله منذ البدء.  و كما يصف  العهد القديم التعدي على الله بالتجديف.فالعهد الجديد يحتفظ بنفس الوصف لكن التجديف في العهد الجديد ليست عقوبته القتل كما في العهد القديم ببساطة لأن كل الموت قد ماته المسيح مخلصنا عوضاً عنا فلم يعد للموت غلبة علينا.. بقي التجديف بنفس معناه لكن العقوبة إنتقلت من علينا إلى المسيح على الصليب.تبرأنا من الموت لا لكي نتمادى فى التجديف لكن لكي نحيا بالمسيح.إذن التجديف فى العهد القديم لم يكن تكفيراً و بالأكثر في العهد الجديد ليس تكفيراً بل صار خطية مغفورة بالتوبة و قبول المخلص حامل خطية العالم كله. هذا هو العهد الجديد إنجيل مسيحنا لا يوجد فيه تكفير أو شبه تكفير.
مات الإله لأجل من جدف على الإله: يا للعجب فالوحيد الذى أتهم بالتجديف في الإنجيل هو رب الإنجيل و واضع الشريعة.غافر خطية التجديف حسبوه مجدفاً.الذى جاء لخلاص المجدفين قتلوه بعقوبة المجدفين.شق رئيس الكهنة ثيابه ليقنع الشعب زوراً بأن المسيح قد جدف فإنشق كل كهنوت العهد القديم وإنفلق مع الهيكل القديم إلى نصفين مت26: 65 جدفوا على الديان و أدانوه بالتجديف.أما هو فبقى صامتاً ليخلص المجدفين.
المزايدات الدينية:الفريسيون إنحرفوا عن الناموس .علموا تعاليمهم .أضافوا على تشريع التجديف تهمة من عندهم هى  التجديف على موسى النبى و و جعلوها مقدًمة على التجديف ضد الله و قتلوا الشهيد إستفانوس بشريعة من تأليفهم أع 6: 11. التكفير الإسلامى أخذ  التفكير الفريسي وإعتبر أن سب الذات المحمدية يتساوى مع سب الذات الإلهية فكلاهما كفر و كلاهما عقوبته القتل بدون فرصة للتوبة حتى لو إعتذر. مساواة موسى بالله كان ضلالاً من الفريسيين و مساواة سب الله مع سب محمد هو ضلال أشد. كل شهدائنا القديسين قتلوا بتهمة التجديف على آلهة الأوثان أو رفض عبادة الملك.و كل شهدائنا في العصور الإسلامية قتلوا بتهمة سب النبى.فالتجديف سيف على من لا سيف له و التكفير سيف ضد الأعزل.نحن ضد سب أى إنسان كذلك الإنجيل و نحن ضد التكفير أيضاً.
كيف تعامل الرب يسوع مع المجدفين: من الملاحظ أن رب المجد يسوع كان يرد على التجديف لو صدر من طبقة العارفين مثل الكتبة و الفريسيين و الطبقات المتعلمة.كما نري - لما شفى المسيح المفلوج المدلي من السقف و غفر خطاياه فكر الكتبة في قلوبهم أن المسيح قد جدف لأنه يغفرالخطايا فكشف ما في قلوبهم لكي يعلموا أنه فاحص القلوب و الكلى يستطيع أن يغفر و يدين.مر2: 6.
-لما أنتقده الكتبة و الفريسيين بأنه يأكل مع العشارين و الخطاة و هو إتهام مقنًع للمسيح بأنه يشاركهم فسادهم.رد الرب بكلماته الخالدة أن الأصحاء لا يحتاجون إلى طبيب بل المرضى مر 2: 17 .- وقف الفريسيون يتصيدون للمسيح هل يشفي اليد اليابسة يوم سبت لكي يشتكوا عليه فوبخهم قائلاً هل يحل فعل الخير في السبت أم فعل الشر (الشر هنا هو التجديف على المسيح) مر3 :4
- و نلاحظ أيضاً أن المسيح له المجد تجاهل مناقشة الجاهلين فى تجديفهم .إكتفى بالمعجزات رداً. دخل ليقيم طليثا قائلاً أنها لم تمت لكنها نائمة. كانت النسوة في مدخل الدار جالسات فضحكوا عليه(إهانة) .لكنه لم يعط إنتباهاً لهم و دخل و أقام الصبية مر 39 : 5
- تجاهل إستخفاف أقاربه وأهل وطنه به. كان رده حرمانهم من مزيد من المعجزات و لم يدخل  معهم في مناظرة مر6: 5
فى الحالتين سواء التجديف على المسيح من عارفين أو جهلاء ما كان يسمح لأحد أن يستدرجه إلى جدل عقيم فكانت عباراته قصيرة في التعليق لكنها خارقة إلى مفاصل النفس و الجسد والروح.على أن أعجب ما أخبرنا به فادينا الحبيب أنه سيغفر كل تجديف موجه إليه شخصياً.كم هو حنون إلهنا الذى نعبده.لا يتصيد لأحد بل يغفر لمن قد ُضبِط في الخطية.
التجديف على الروح القدس:أما التجديف على الروح القدس فهو لا يغفر لا الآن و لا يوم الدينونة.التجديف هنا ليس الإهانة لكن مقاومة عمل الروح القدس الذى عمله أن يأخذ من المسيح و يعطنا يو 16 : 14 . و مقاومة الروح القدس تمنعه أن يهيئ الإنسان للمسيح و تحرمه من مكاسب الخلاص فلا يجد غفراناً لأنه لم يأخذ من الروح خلاص المسيح 1 كو 12 : 3 .هذه الخطية تكتمل بعناد الروح القدس حتى آخر الحياة فيموت الإنسان فاقداً النعمة خاسراً الخلاص لكن ما دام الإنسان حياً يمكنه أن يكف عن عناده و يستجيب قلبه للروح فيجعله آنية للمجد.هذا هو التجديف الوحيد الذى يُهلك.لكنه كما ترون ليس تكفيراً.
لا للتكفير المتوازن:لا تكفير في المسيحية.فكفوا عن قولتكم المخادعة أننا كافرون بدينكم و أنتم كافرون بديننا هذا التوازن الشرير. إطمئنوا أنتم لستم كافرون عندنا.فالشياطين عندنا يؤمنون و يقشعرون فكم بالأولى أنتم . توقفوا إذن عن الكذبة الكبرى التي ترددونها وأنتم مطمئنون لأنكم تعرفون جيداً أننا لا نكفر الناس فتكون النتيجة تكفير من جانب واحد هو أنتم.أنتم لستم كفارعندنا بل فقط تحتاجون إلى المخلص كما نحتاجه.نحن مثل المسيح سنرد على شيوخكم وسنتجاهل السذج. لن يستدرجنا أحد فى جدل لكي يتصيد لنا تفسيركم الذى يبدو متوازن  مرفوض لأنه تخدير للفكر كي نقبل وصفنا بالكافرين.لكننا مؤمنون يا مؤمنين و معادلتكم زائفة.
تكفيرنا بعد تخديرنا: التكفيريون في مصر داعشيون وهابيون لهم قاعدة شعبية من الجهلاء المتطرفين. قلوب و عقول ملايين من الجهلاء مليئة بأفكار داعش منذ الثمانينات قبل مولد داعش. و لهذا السبب ما عاد للأقباط مراكز سيادية و حقوق متساوية في الوطن من قبل داعش. إستحلال الظلم و سلب الحقوق نتاج التكفير فلا تقبلوا التكفير يا مسيحيي الشرق الأوسط و لو غلفوه بأفكار مزخرفة.فالسم فى العسل مميت كالسم من فم الثعبان.سنرد بقوة على التكفير مثل مسيحنا القدوس لأننا نعلم الخطوات التالية .الموت هو الوجه الآخر من التكفير. يكذب الشيوخ بكلام عن المعاملة الحسنة و هم قتلة للنفس و الضمير. يلعبون بالنار و ستحرقهم.
من الرب نطلب:إلهنا الذى لم يقبل تجديف المجدفين لكنه مت لأجلهم تعال سريعاً و كمم أفواه معيريك.إحبسهم فى أيادينا كأسير مختطف من يد الشياطين.لكى بكل قوة يعرفونك يا مسيحنا أنك مهوب على ما يدعون.إعطنا قوة الرد و قلة الكلام.أنر أبصارنا فلا يستدرجنا أحد و أنر أبصارهم فيكفوا عن إصطيادنا.نحن وراءك نسير بقوة الملك و عظمة المنتصرين.لا تغلبنا حكمة العالم لأن حكمة روحك القدوس تحرق الزيف و تفضح الباطل.تجول فى بلاد الشرق و إبحث عن خرافك لأن الكثير منها تائه من التدليس جاهل بحيل إبليس.تعال بنورك أنر القلوب فلا تضع المزدرى مع الثمين في سلة واحدة.بل تفرز بالنعمة كل ما هو حق ليكن لك فيه كل المجد.

.

295
هل يوجد عند اليهود تكفير
Oliver كتبها

إعتادوا عندما يريدوننا أن نقبل تكفيرهم لنا  أن يقولوا بخبث التقية أن التكفير متبادل, ببساطة أنا كافر بعقيدتك و أنت كافر بعقيدتي بهذا يجعلون العالم كله عالم الكفرة فلا يضايقك إذا قلت لك يا كافر. هكذا يتم التدليس على الجريمة. هم يعلمون أنهم يكذبون.
هل يوجد تكفير فى العهد القديم؟
ليس في الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد كلمة أو معني أو فكرة عن التكفير سوى التكفير عن الخطية بذبيحة و ليس تكفير أحداً من الناس.. كانت توجد خطية تسمي التجديف على الله و هى غير التكفير تماماً. فرق عظيم بين التجديف كما وصف فى الكتاب المقدس و بين التكفير.التجديف فى العهد القديم هو إزدراء أو إهانة االله - خر 22: 28 و مز10: 3 عدد 15: 30, تهمة شنيعة عقوبتها الرجم.لا24: 16 التجديف ليس إنعدام الإيمان بل إنعدام المخافة و هذا غير التكفير لأن الذى يهين الله يؤمن ضمناً أنه موجود لكنه يتجاسر على إهانته. اليهودية ليست ديانة في الكتاب المقدس بل هى إنتساب لشعب الله . لا يوجد دين أسمه اليهودية.اليهودية هى مملكة تسمتإسرائيل أي يعقوب أب الأسباط ثم لما إنقسمت المملكة تسمت المملكة الجنوبية بإسم اليهودية لأن أكبر سبط كان بها هو سبط يهوذا ثم تطورت التسمية لأسباب تاريخية  عبر السنين حتى أصبحت تطلق على كل من هو إسرائيلى من جميع الأسباط فيسمون مجازاً اليهود ليس نسباً لدين لكن نسباً لشعب الله.هى جنسية و إيمان فى وقت واحد.بالتالى ليس التجديف إخراجاً من دين لأن اليهودى يبقي يهودي الجنسية  حتى  لو مات مجدفاً. حكم التجديف كان لأجل التذكير بأنه يوجد إله غير أوثان الأمم و له المخافة حتى لو كان غير مرئياً.شعب إسرائيل كان الشعب الوحيد الذى يؤمن بهذا الإله وسط كل شعوب الأرض فما كان يتوقع أن يتجرأ يهودى و يتجاوز فى حق الله و إلا فإنه لا يستحق الحياة مع شعب الله.
إسرائيل هو أول شعب ينتسب للرب . رأى  قدرة وعجائب الله معه.خاض معه في البر و البحر .أكل و شرب من يد الرب. تولى الله حمايته بنفسه بعمود النار و السحابة فليس كثير أن تكون في قلبه مخافة الرب. لم يكن التجديف حرصاً على شريعة وناموس أو شخص موسى لكنه حرص شديد على عدم إغضاب الرب من هذا الشعب لأنه السند الوحيد لإسرائيل لذلك كان تشريع التجديف.
كان التجديف تهمة خاصة باليهود وحدهم.لكن لو دخل غريب بينهم و سب الإله تطبق عليه عقوبة التجديف لا 24: 16.التجديف خطية ضد الله و ليست ضد دين و لا ضد موسى و لا ضد الناموس .لهذا فإن عباد الأوثان من جيران شعب إسرائيل لم يتهم منهم شعب أو أفراد بالتجديف.لم يحدث أن حارب إسرائيل أى شعب لكي يؤمن بناموس موسى.فالإيمان ظل مقصوراً على شعب الله أى شعب إسرائيل.لذلك لم تكن هناك حروب دينية بل حارب شعب الله أى شعب أعاق وصوله إلى أرض الموعد أو هاجمه بعد وصوله إلى أرض الموعد و لم يهاجم أي شعب تركه يعبر بسلام .فلم تكن حروب شعب إسرائيل ضد الكفار لكنها كانت فقط لأجل الوصول إلى أرض إختارها الله لهم موطناً .و بعد أن إستقر الشعب صارت له علاقة نسب و مصاهرة مع شعوب الجوار كما فعل سليمان الحكيم ملك أورشليم.بل يضم الكتاب المقدس شخصيات لم تكن تؤمن بالله قبلاً لكنها آمنت بتجاوبها مع محبة الله لشعبه.فنقرأ سفر راعوث و هى مؤابية التى صارت جدة لداود النبى.و نقرأ كرازة يونان لأهل نينوى و هى مدينة عظيمة أممية من العراق القديم (بابل) .و لم يقل يونان النبى أنهم كفار و لا رفض الله راعوث بل جاء من نسلها.فلم يكن في الفكر اليهودى تكفير و لايوجد تعريف له لكنه كان يعرف معني التجديف و يحذر منه. لأنه يعرف الوصية.يعرف مهابة الله و يخافه.
كان سب غير اليهود لإله اليهود يسمي ( لعن أو تعيير) كما قيل عن جليات الفلسطيني حين لعن إله إسرائيل 1 صم 17: 43 .لذلك قال له داود متسلحاً بإيمانه أنت تاتي الي بسيف وبرمح وبترس.وانا اتي اليك باسم رب الجنود اله صفوف اسرائيل الذين عيرتهم.لم يقل له يا كافر كيف تقول هذا؟ إنه يترك الله يدافع عن نفسه و يترك يده لله لكي يحبس فيها هذا الذى عاير الله.فلم يكن تكفير للشعوب فى العهد القديم حتى لو جاءوا بالسيف.بل كانوا يلجأون لله لكى يدافع عنهم.
 فى المقال التالى سنر هل يوجد فى الإنجيل تكفير لأحد؟ حتى لا ينخدع البسطاء بعبارة أنا كافر بدينك و أنت كافر بديني فيجعلون العالم كله عالم كفرة و هذا هزل مبين.
 إله الكون كله و مخلص كل البشر من جهالاتهم بشخصك المهوب الذى له المخافة و المهابة و السلطان.نقدس إسمك و نصلي لمن لا يعرفون إسمك أن تجتذبهم فى شبكة خلاصك المطروحة على جميع الناس.و نطلب أيضاً أن تغفر لمن يعيرون شعبك و تبطل عنهم هذا الإثم.لأن تعييراتهم هى ضدك فقم إيها الرب و ليتقدس إسمك قدامهم.فيخافونك يا إلهنا و يرتعدون.فالشياطين ترتعد منك فأدخلهم فى مخافتك أو أرعدهم بخوفك.لأننا إليك نلجأ يا حصننا من كل شر.



296
التَّقِيَّةُ دِينِي وَدِينُ آبَائِي
Oliverكتبها
عنوان هذا المقال هو قول لإبن تيمية عن جعفر بن المنصور أنه قال (التَّقِيَّةُ دِينِي وَدِينُ آبَائِي) و التقية – بفتح التاء و كسر القاف هى أن يُظهر الإنسان عكس ما يبطن.بإختصار التقية هى الكذب أو النفاق أو الإدعاء أو التظاهر  بكلام أو مشاعر غير ما فى القلب.
لكننا ننبه من يمارسونها أننا في القرن الحادى و العشرين.لم يعد هناك مكان تمارسون فيه التقية أو تخفون فيه الحقيقة.لا سيما بعد أن فهمنا ما التقية من أبونا زكريا بطرس و الأخ رشيد فإنتبهنا لأمور لم نكن نعرفها و أدركنا أسباب سلوكيات لم نكن نفهمها.كنا نتساءل هل يكذب الشيخ بضمير مستريح؟هل ينافق المتدين؟ أين السماحة و الشعارات التى يتاجرون بها . لماذا تتغير لغتهم حسب نظام الحكم.توقفت الدهشة لما قرأنا فى كتبهم أن للكذب تشريع و رخصة تخدر الضمير لكى بالتقية يدارون على التقية.
و من مشهد حاضر فى الأذهان و هو سباب و تكفير و إزدراء الشيخ سالم لنا و لإيماننا يمكن أن نتبين المعني الحقيقى للتقية.
- سالم هذا بعد أن إرتكب جريمته على الهواء تلقى إتصالاً من الصحفي خالد صلاح لكي يتم إحتواء الأمر فطلب خالد صلاح من سالم أن يعتذر فكرر كلامه ببجاحة و أكد أنه لن يعتذرمبرراً تطرفه بأنه كان يفسر القرآن. متجاهلاً سبنا و الحكم علينا بالكفر و الهلاك فى الدنيا و الآخرة و فساد عقيدتنا و إزدراء العذراء مريم.فلما توالت الإتصالات من عدة قنوات أحس بخطورة تصريحاته فإبتدأ يقول أنا أعتذر (لو) أن تفسيرى أساء للمسيحيين.ثم تدرج الإعتذارفى قناة تالية بأنه يعتذر لأنه (قال عبارات كان ممكن يقولها) لكن بأقل حدة. ثم تقهقرفى قناة أخرى إلي أنه يعتذر للمسيحيين و نسى تبرير كلامه بأنه كان يفسر قرآنه. و لكي تتأكد تقية سالم فإنه في إتصال بالجزيرة مباشر منذ يومين أي بعد الضجة الكبيرة أعاد القول أن عقائدنا فاسدة.ثم لما سمع تصريحات وزير الأوقاف و مجمع البحوث بدأ هو يبحث فى القنوات لكي يتصل و يقول أنه ما كان يجب أن يفسر هكذا و يتعرض لشرائع الآخرين و أنه آسف.ثم رتب له اليوم السابع محكمة صحفية لكي يحكى عن أمجاده و تاريخه و نسي أن تاريخه يشهد بأنه كان يُدعى من خلال الهيئة القبطية الإنجيلية في ندوات في فنادق خمس نجوم (بشهادة الفقيه الدستورى نور فرحات) الذى طالبه برد ما كان يتقاضاه منهم و هو يتكلم عن سماحة الإسلام و إحترام ديانة المسيحيين .نسى سالم أنه الشيخ المعترض على إعتبار عيد الميلاد أجازة رسمية للمسيحيين ايام مبارك لما كان وكيل وزارة الأوقاف ثم  كان يمجد النظام أيام مرسي و يفتخر أيامها أنه إخوانى ثم نسى أنه كان يذهب إلى رابعة مع أولاده و بأنه يدعى أن إعتصام رابعة سلمي .نسى أنه نسى فقال أنه إدعى تصريحاته السابقة لأن أولاده كانوا مهددين.ثم لما إنتشر فيديو المصلين يحتجون علي تكفيره لنا و عدم تهنئتنا و إعتراضهم  عليه إدعى كذباً أنهم إخوان كانوا يريدون إغتياله مع أنهم يهتفون فى وجهه باطل باطل و لم يمسه أحد و لكنها التقية. و لكي تتأكد أن إعتذار سالم كان تقية فإنه في إتصال بالجزيرة مباشر منذ يومين أي بعد الضجة الكبيرة أعاد القول أن عقائدنا فاسدة و كرر تكفيرالمسيحيين و اليهود .
ثم يؤكد الداعية الداعشى بأنه لا يعني بالتكفير إستباحة دم الأقباط ؟مع أنه الشيخ الذى يعرف جيداً أن حكم الكافر فى الإسلام هو القتل و هذا هو سبب عدم تكفير داعش لكي لا يقتل المسلم أخيه المسلم الداعشى يعرف الشيخ ما عقوبة التكفير لكنها التقية التي أصبحنا نعرفها.
- وزير الأوقاف يمارس التقية هو أيضاً.فهو لم يتعرض لتفسير الشيخ و لكنه لام الشيخ لأنه لم يحسن تقدير التوقيت.يعني ممكن يسبنا و يكفرنا لكن فى وقت لاحق.ثم فى مكالمة لعمرو أديب قال أن سالم لم يراع فقه الأولويات.يعني ممكن يسبنا لكن ليس هذا هو الأمر الهام الآن فلندعه إلى حين آخر.ثم ببراعة يدعي أنه لن يرخص للشيخ بالصعود على أي منبر علماً بأنه لا يتحكم في ثلثى مساجد مصر و لا يملك سلطة على معظمها كما أن  سالم لم يكن معه تصريح من الأوقاف اصلاً و هو يخطب سنوات عديدة علناً و معظم الشيوخ لا يحتاجون إلى تصريح منه بل يتحدونه و إسألوا برهامى.ثم فى اليوم التالى يتضامن عبد الله رشدى و هو أحد الداعشيين بالأزهر و يؤكد هذا الولد أن تفسير سالم صحيح و أنه يؤيده ثم ينشر تويتة تقارن بين المسيح عندنا و المسيح عندهم فيمارس وزير الأوقاف التقية من جديد و يصرح بأنه سيحول  رشدى إلى عمل إدارى مؤقتاً لحين التحقيق معه؟ لكن التقية لا تقف هنا.يخرج وكيل الأوقاف الشيخ جابرطايع لكى يهدأ المتطرفين قائلاً أن رشدى تم تحويله لعمل إدارى بسبب مخالفات قديمة  لكن هل تذكرها الوزير أمس؟ كان يظن وزير الأوقاف أننا سنسمع و نبلع كلامه و نسبح بحمده لكننا يا شيخ نعرف ما التقية عندكم الآن.كما أننا لا نعول عليكم كثيراً نحن نريد قانون عادل و مساواة حقيقية في الوطن و لا يهمنا ما تصرحون به.
- مجمع البحوث الإسلامية الذى يمثل الأزهر قال أن سالم يعبر عن رأى شخصي و لا يمثل رأى الأزهر؟ لاحظ أنه لم يعترض على رأى سالم  فلا مانع أن الأشخاص يكفروننا و لكن ليس الهيئات مثل الأزهر؟ يعني حوائط الأزهر لا تكفرنا لكن الأشخاص في الأزهر  مثل سالم و عبد الله رشدى و 60 ألف مدرس بالأزهر ممكن يكفرونا.لهذا يكمل المجمع كلامه بأن الأزهر لا يكفر أحداً لكي يطمئن الدواعش المؤمنين.ثم يهيب (كلمة ليس لها معني) المجمع بالمتحدثين أن يلتزموا بقيم الإسلام و ها هو سالم  طائعاً يلتزم برخصة من رخص الإسلام وقيمه وهى  تكفيرنا ثم الإعتذار بتقية الإسلام .
- وائل الإبراشي يستنطق الشيخ أن يعتذر ليتكفل هو ببقية التقية علينا ثم بعد حوار و جهد يملي عليه كلمة الإعتذار و يوصه أن يكتب بيان إعتذار لكي يمر الأمر بسلام فوعده الشيخ و بدأ وائل يحدثنا أن سالم رجل وسطي و كفاية إنه إعتذر فهل هذا تصريح بالإزدراء ثم الإعتذار؟ و لماذا لم يقبلوا إعتذار أطفال كانوا يزدرون داعش؟و حكموا بحبسهم فهربوا إلى وطن يحمي الأطفال.
- ثم خرجت علينا جبهة مجهولة تسمى الجبهة الوسطية و إدعت أنها تضم بين أعضاءها مسيحيين و أنها تتضامن مع سالم و أشكاله.و أن إتهامه بالإزدراء سيفتح باب الفتن؟ فلماذا لم يفتح إزدراء أطفال المنيا هذا الباب أو إزدراء  فاطمة ناعوت وإسلام البحيرى .لماذا فقط محاسبة سالم على الإزدراء يفتح باب الفتن؟ ثم ما هذه الجبهة الوسطية؟هل هي جبهة النصرة؟من أعضاءها.هل هم تنظيم سرى يرأسه سالم و رشدى؟ نريد أن نعرف ما هذه الجبهة حتي نجابهها أم هى تقية إعلامية لتهديد و تخويف الأقباط؟
- التقية لخداع القاصرات و إختطاف الأحداث فإحذروها.التقية هى الفخ الذى في المادة الثانية بالدستور.لكن لكل تمام رأيت منتهى.
- خلاصة الأمر أن التقية لم يعد لها داع فى زمننا هذا.كونوا أكثر صدقاً مع أنفسكم و مع القيم و الناس حتى تنالوا المدح الذى يستحقه الصادقون.إعلموا أنكم لا تخدعون سوى أنفسكم بهذه التقية.لذلك كفوا عن القبلات الخادعة و التمثيل علينا قدام الشاشات ثم  قتلنا و التمثيل بنا خارج الشاشات.كفوا عن تصريحات أنتم أول من يعرفون أنها تقية أو قولوها بإسمها أنها كذب و نفاق.
- المسيح يخاطب كل العالم مسيحيين و غيرهم.أن يكون كلامه فى أعمالنا واضحاً.لا نقبل الكذب و لا نمارسه بكل أشكاله.و لا نترك الضمير يستريح لخداع أحد بل ينتبه أن الخداع هو من إبليس.لا نكن عثرة للعالم بل نوراً له فيتعلم العالم الصدق و النقاء.لا يخلص الحملان أن يصبحوا ذئاباً بل أن يعيشوا مع الراعى الصالح.
- مسيحنا المحب للجميع لم ينتقد أحداً بقدر إدانته للرياء المتمثل في الكتبة و الفريسيين.مسيحنا المحب للخطاة جميعهم رفض قبلة الخداع من يهوذا الذى خانه موبخاً له قائلاً أبقبلة تسلم إبن الإنسان. مسيحنا هو الذى يُعلم أن لا تخرج من الأفواه كلمة بطالة  و أن الإنسان سيُعط عن كل كلمة  تخرج من الفم حساباً.فالكلام لا يتبخر فى الهواء بل يصل إلى عرش الله و ينتظر يوم الدينونة.مسيحنا يعلمنا الحق لأنه الحق .الحق هو خصم للكذب لذلك يسمي إبليس الكذاب و أبو كل كذاب فلا يسع أحد للكذب بأى مسمى حتى لا يصير إبناً لإبليس.بل يتبع الحق فيكون إبناً للحق الذى هو المسيح  فإسمعوا لمسيحنا الذى مات لأجل خلاص الكل و خلاصكم أيضاً.


297
لا أحد سالم من الشيخ سالم
Oliver كتبها
- من هو الشيخ سالم؟ هو سالم عبد الجليل وكيل سابق لوزارة الأوقاف و كان يقوم بعمل وزير الأوقاف بالنيابة أيام حكم طنطاوى و عنان و كلاهما متطرفين.الأدهى أن سالم هذا كان يتقلد منصب المستشار الديني للمجلس العسكرى مما يفصح عن توجهات طنطاوى و عنان و العصار و يفسر بعضاً من  كواليس مذبحة ماسبيرو؟ هل كانت مهمة هذا الرجل أسلمة الجيش و تغيير العقيدة العسكرية إلي عقيدة إسلامية تعلن الحرب على الكفار؟ و يصيرجيشنا الوطنى المفخرة  أحد ميليشات البغدادى هذا يعرفه سالم الذى ربما بايع البغدادى ؟ من المهم أن نعرف أن سالم ليس مستشاراً دينياً للرئيس بل هو رجل ذاق حلاوة منصب وزارة الأوقاف لفترة و ظهر كثيراً على الشاشات حتى أدمن الأضواء فهو مشتاق لمنصب فلما فاتته المناصب راح بسيف الآيات و الأحاديث يطيح شمالاً و يميناً كطفل يلهو بلعبة خطرة . هذا ما يفعله سالم بجهالة.
- الغيطي مذيع كانت له سقطات و ربما هو الآن يراجع نفسه و يصالح من تهكم و تهجم عليهم و يعود للصف الوطني لذلك كما هاجمته حين سب الأنبا مكاريوس و هجوت أسلوبه في مقال بعنوان (أسئلة إلي الغيطي) الآن يجب أن أمتدح إعتراضه و كشفه هذا الرجل الذى يلعب بنار الفرقة بين الناس.لا أنس أن أمتدح جميع المسلمين المصلين الذين كانوا في المسجد الذى خطب فيه يكفرنا و يستحل دمنا و إحتجوا على كلامه صائحين باطل باطل . أشكرهم و أشكر من يتفق معهم  أن كلام الشيخ سالم باطل باطل.
- بداية و للعلم,ما ردده الشيخ المثير للفتن بشأن العذراء القديسة مريم  سبق أن أصدرته دار الإفتاء المصرية بنفس النص بالفتوى رقم 37869 الصادرة لسنة 2010 أيام الشيخ على جمعة  وعنوانها ” من ازواجه في الجنة ” مستندة إلى أحاديث يضعها الفقهاء تحت بند  الأحاديث ضعيفة الإسناد. ما يهمنا أن المسلمين مساكين فى تصورهم المادى الخاطئ عن الأبدية .فالمتع فيها مادية و الحياة مادية و كأنها تعويض عن الفقر والجوع و العجز الجنسى في الأرض.أو دغدغة لغرائز طبيعية كان على الدين أن يسمو بها لكنه أكد إستمرارها بمفاهيم كاذبة. الأبدية فى القرآن غير واضحة المعالم تماماً كغيرها من المفاهيم, لذلك صار كل من هب و دب يتصور الجنة بعقله كما يشتهيها لنفسه.لكننا نحن المسيحيون يكفينا الرد القاطع من السيد المسيح أنه في ملكوت السموات لا يزوجون و لا يتزوجون.من فم المسيح له المجد نتعلم أنه يوجد ملكوت السموات و فيه لا يوجد زواج. أما عند محمد فتوجد جنة و فيها زواج.إذن محمد يتحدث عن مكان آخرغير ملكوت السموات . أما كل من عاش للمسيح و بالمسيح مثل العذراء القديسة مريم دائمة البتولية فسيكون وطنهم ملكوت السموات و هو مكان بعيد تماماً عن جنة النبي المليئة بالنساء و الحور التى يموت بسببها الداعشيون. جنة محمد هي بذاتها الجنة التي يسكنها الجن المؤمن و هو مختلف عن الجن الكافر إذن فليهنأ النبي بجنته و معه الشيخ سالم و الداعشيون.إنتبهوا يا أصدقائى المسلمين لأبديتكم و لا تصدقوا أنها أكل و شرب و نساء بل ما لم تره عين و لم يخطر على قلب بشر.نعيش فيها بأجسادنا و لا نعيش فيها لأجسادنا.بالجسد السماوى الذى كل ما يشبعه روحى سماوى أزلى.
- ما يقوله الغير مسالم أننا كفرنا ثم إزددنا كفراً هو دعوة تتفق مع بيان داعش منذ يومين على صفحتها بإبتعاد المسلمين عن تجمعات الكفرة المسيحيين.فيا أيها الرجل الداعشى ليس مكانك شاشة التليفزيون بل زنزانة الإرهابيين المقبوض عليهم الضالين.
نحن نعلم أن التكفير عندك أقرب لقلبك من حبل الوريد.فأنت كفرت الأستاذ سيد القمني و تونى خليفة على الهواء.كفرت ملحداً أتيت لتهديه فإذا به سجين بعد الحلقة و تركت أنت حراً للتكفير تزرع إرهابك فى مصر.تعلم أيها الإرهابى أن التكفير يعني إستحلال دمنا و كل ما لنا فلن يخدعنا تجميلك لتكفيرنا بأنك تحبنا في الإنسانية.هل من إنسانية بعد القتل؟ دع لك الإنسانية الدموية الكاذبة البعيدة عن الإنسانية الحقة التي ضاعت منكم يوم قبلتم الإرهاب ديناً.العيب فيمن يمولك و يشترى لك قناة لتنشر فيها فكر داعش و ضلال هتف المصلون ضده  في المسجد باطل باطل.العيب فى قضاء متطرف لا ير ما تفعله إزدراء لكنه ير تمثيلة لأطفال يتهكمون على داعش هو الإزدراء.العيب فى وزارة الداخلية التي كان يجب أن تستاقك من الأستوديو إلى السجن لأنك تصنع إرهابيين على الهواء مباشرة بفتاويك. لو كنت فى بلد تعرف الحقوق لما تركوك تستكمل الجمل التي تخرج كالمتفجرات فى أجسام الأقباط الشهداء.لأغلقوا تلك القناة فور ظهورك فيها.العيب على وطن يتركك تبث السم في عروقه مكتفياً بالمسكنات فيصبح موته مسألة وقت لا أكثر.
- يا سالم الداعشى هل يؤرقك أن كثيرين تنفتح بصيرتهم و يتحققون الفرق بين الظلمة و النور فيتبعون الإله الحقيقي الذى طبيعته المحبة , لا يدعو للقتل و الترهيب بل يمنح سلاماً في النفس و الفكر و القلب سلاماً لا يتزعزع.هل أنت منفعل جداً من الذين يخرجون إلى حق الإنجيل و يقبلون الإيمان بالمسيح الذى تنكره و تهين أمه. هل تهددك مغفرة المسيحييين حتي للدواعش أمثالك برغم تفجيرهم لأخوتنا و هم يمجدون المسيح؟ يبدو يا سالم أنك إحترت في مسيحنا و فينا فلم تجد سوى التكفير رداً و إنتقاماً؟
- يا شيخ داعش, مسيحيو العالم يعرفون أن قرآنك يكفرنا وأنكم لا تملكون تغيير آياته لكنكم تملكون تغيير أنفسكم من أناس يدعمون الإرهاب و القتل إلى أناس يريدون حياة أفضل لأنفسهم و للجميع.يا شيوخ داعش إنشغلوا بالمسلمين أنفسهم., تفرغوا لدينكم و اتركونا لإيماننا فنحن لا نطلب رضاكم عنه و لا رأيكم فيه. نحن أهل سلام فى العالم و لسنا آلة تدمير و قتل.يا سالم الداعشى وأمثاله تتجاهلون الديانات الوثنية و تنهمكون فى تكفيرنا؟ تفضلون مهاجمتنا حتى الدم ثم تتباهون بسماحة الإسلام فمتى رأينا سماحته؟
- كلما كتبت مقالاً لأنتقد شيوخكم أو فكركم الدينى أتلقي إخطارات مبهرة  بقضايا إزدراء ضدى  حتى أظن أن النائب العام يحتاج لغرفة مستقلة لي بجواره.فأين النائب العام من هذا الإزدراء و الإرهاب.ليس من وازع ديني لكن من وازع أمنى للحفاظ على الوطن.
- أما أنت يا مسيح العالم فأنت نور الوجود كله.تشرق فى الظلمة فلا تعد ظلمة إذ تستضيء بك.أشرق على الجالسين فى ظلمة من أى نوع.لكى يتيقنوا أن النور لهم أيضاً و المجد معد و الوليمة, إذ ليس من هو محروم من الخلاص إلا من يحرم نفسه.و أنتِ يا أم النور الحقيقي لا ينفع الذين يتجرأون عليك بحماقة سوى أن تشفعى فيهم قبل أن ينفصلوا عن الحياة.نعتذر لك يا دائمة البتولية إذ لا تعرف بعض العقول قامتك و لا بعض الضمائر سماءك يا من فقتِ الكل ترفقى بالذين هم دون معرفتك.و إشفعى ليحل سلام إبنك على العالم.لأنه إذ يرض عن المسكونة يتوقف نزيف الدم بلمسته.لك نمجد و نسبح يا إلهنا القدوس يسوع البار و نشهد أنك خالق الكل و بمراحمك خلصتنا بالصليب .نؤمن بموتك و نبشر و نعترف بقيامتك و نتهلل و ننتظر مجيئك لترد حق شعبك و تكلل المنتظرين.
 


298
الأسقف الحبيب و المعمودية الواحدة
Oliver كتبها
كما أن المعمودية الواحدة ولادة جديدة للإنسان فهى الأمل لولادة الوحدة بيننا و بين شقيقتنا الكنيسة الكاثوليكية .ليس سر المعمودية موضوعاً للجدل و التناحر.الجميع يعرف ما الفرق بين المعمودية في كنيستنا و المعمودية في الكنيسة الكاثوليكية.يعرفون أن سر الميرون ليس ملازما لسر المعمودية كما هو عندنا.يعرفون أن شرط السن للتعميد هو شرط غير موجود فى كنيستنا.يعرفون أن الإيمان النيقاوى هو الصيغة التى يجب أن تكون صيغة الإيمان لقبول المعمودية .و أن الكنيسة الكاثوليكية لديها صيغة مضاف إليها ما هو غير موجود فى قانون الإيمان المتفق عليه من كنائس العالم في مجمع نيقية.يعرفون أن التغطيس معني عقيدياً أساسيا في المعمودية و قد لا تلتزم به الكنيسة الكاثوليكية في طقسها .كل هذا يمكن التوصل إلى حل بشأنه بالحوار. و رغم هذا فأباؤنا الأساقفة يعرفون أن كثيراً منهم لا يكررون معمودية أي كاثوليكي ينضم لكنيستنا ليتزوج أرثوذكسياً و يعرفون أن الكنيسة عندئذ تكتفي بمنحه سر الميرون و لا تكرر معموديته خصوصاً في بلاد المهجر.ليس هذا أمراً جديداً بل هو متداول منذ حبرية المتنيح البابا  شنودة.
آباؤنا الأساقفة يعرفون كل هذا و يعرفون أن الفروق في سر المعمودية تحديداً يسهل جداً التباحث للتوصل إلى صيغة متفق عليها بين الكنيستين.يعرفون ما وصل إليه الحوار و يعرفون أن الإتفاق كان وشيكاً.و نحن نعرف أن تشدد البعض منهم هو لحفظ الإيمان و مرونة البعض منهم لازم للحوار فلا نحن ضد التمسك بإيماننا و لا ضد المرونة في الحوار.لكننا ضد النغمات الشاذة.
لقد كانت تصريحات نيافة الأنبا أغاثون أسقف مغاغة و العدوة لغة غريبة على مسامعنا و على كنيستنا.مهما خلصت نواياه و برأت مقاصده. ستكون سابقة لأول أسقف يهاجم البطريرك و يتهمه في عصرنا الحالى.ستظل نبرته فى الحديث فى الإعلام و ترويج معلومات لم يثبت صحتها – حتى الآن – نبرة منبوذة تفرق حتى داخل كنيستنا .تصريحه بأنه توجد وثائق بشأن توحيد المعمودية و أن الوثائق لم تعرض على المجمع هو إنشقاق فى اللغة و المحبة و التواصل داخل المجمع.تصريحاته بأن السر بشأن الوثائق دفين بين البابا  و بين الأنبا روفائيل تشوش ضمائرنا.إن كان سر بينهما فكيف علمت به ؟ هل إقتنعت بما نشرته الصحف عن غير المعتبرين أصحاب شأن في الكنيستين؟  تصريحاتك بأنه ليس من حق البابا التوقيع علي الصيغ الإيمانية إلا بعد الرجوع للمجمع صحيحة لكن لما تأتى في معرض كلام فيه إتهام تؤخذ بصيغة التحدى حتى و لو كان بحسن نية.
أبى الأسقف لست أقلل من جهودك التى أعرفها و لا يمكن لخطأ أن يمحو تعبك طوال سنين عامرة بالجهاد الروحى.لست ضدك و لا أحب لأحد أن يكون ضدك فقط أحببت أن أذكرك بأن تصريحاتك هى التي ضد تعبك الذى تتعبه.إتهاماتك هى التى ضدك و ليس أحد آخر.أنت الرجل المبارك الذى يعرف كيف أن كلام الأسقف يجب أن يوزن بميزان الذهب.إذ وضعت شعب أيبارشيتك بين خيارين إما أن يقتنع بما قلت و تتأثر محبته و ثقته بأبينا البطريرك في كنيستنا و إما لا يقتنع بما قلته بشأن الوثائق و تتأثر ثقته و محبته فيك شخصياً فلماذا تعقد الأمور هكذا؟ صرح البابا في زيارته لأحد الكنائس في إيطاليا عكس تصريحاتك فما الموقف الآن؟
أنت اسقف يا أبانا و لست مثلنا إنساناً بسيطاً يحق له التصريح بما فى عقله و قلبه دون حسابات.أنت أسقف و عضو فى المجمع و يحق لك أن تطلب مع آخرين جلسة مجمعية ولو على مستوى مقررى اللجان. تناقشوا فيها ما شئتم بعيداً عن الإعلام.نحن نعرف أنكم تختلفون و تتفقون و تقتلون النقاط بحثا في المجمع فما بالك لجأت إلى الإعلام الذى لا يصبح بديلاً لمناقشاتكم و لا هو منبركم و لا هو فى صالح الكنيسة.مكانكم مجمعكم قولوا فيه ما شئتم و أنتم بالفعل تفعلون هذا فلماذا تسرعت و لم تنتظر.
سأفترض أنه توجد وثائق كانت تنتظر التوقيع .سأفترض أنها لم تعرض على الجميع.سأفترض حتي أنها وقعت بالفعل ثم إختفت ,سأفترض ما شئت أن تفترضه . و بعد كل الإفتراضات الممكنة و غير الممكنة أقول : هل هذا كله لا توجد له وسيلة مجمعية لمناقشته و محاسبة من يتصرف هكذا؟ أنا مثلك أعرف أنه توجد وسائل كثيرة بهذا الشأن.فلماذا تعجلت تصريحاتك؟ أنت الرجل الذى له الكثير من الحنكة و الجهاد الروحى و الثمر منذ كنت خادما بالكويت فلماذا لجأت للكلام العلنى فى شأن لا يجمع القلوب معاً و في وقت تمر فيه كنيستنا بأمواج الإضطهاد و التكفير.
أنا أعرف أن البابا حزين و أن سفره  تاركاً بابا روما في مصر هو سفر الألم من أوضاع كثيرة.فلماذا تزيد أوجاعه و أنت الذى يحمل معه و يشاركه المسئولية.هل صعب عليك أن تتصل به؟ أليس لديك رقمه؟ أما كان يجب أن تفعل هذا و أن تمتنع عن التصريح بأمور لم تثبت بعد. و لو ثبتت فهي تعني خطورة شديدة تستلزم الحرص في معالجتها بطرق تليق بعراقة كنيستنا و أصالتها فى معالجة الأمور التي تحفظ دائماً وحدانية القلب .لقد نشرت مذكرتك الروحية عن المعمودية فى المجامع  و نشكرك على توعيتنا فى إيماننا.كان يجب أن تكتفى بهذا فهى رسالة موجهة يعرفها البابا و الأساقفة جميعاً و كل من يدرك توقيتها و موضوعها و هدفها .فى كل هذا لا يمكن لأحد أن يلومك.لكن اللجوء للإعلام لم يسهم فى تثبيت إيماننا حسبما أردت بل هو بكل أسف و أسى كلام من رتبة كبيرة يمكن أن يستغله عدو الخير فى  زعزعة الثقة فى بطريركنا.هذا لا يثبت لا الإيمان و لا المحبة.و بطريركنا يعرف مثلك شروط المعمودية و كذلك الأنبا روفائيل.
أنت يا اسقف كنيستنا المبارك أخذت معلوماتك من الموقع الخاص بالكنيسة الكاثوليكية و ليس من مصدره المتاح لك كأسقف أكثر مما هو متاح للآخرين.أنت علمتنا الحكمة فى الكلام فكان هذا بالضبط ما تحتاجه في تلك التصريحات الخطيرة.
أرجو لو أن المجمع الذى نيافتكم واحد منه أن تتخذوا قراراً بمنع الجميع من التعامل مع الصحف و وسائل الإعلام و تتفرغوا لما رسمتم من أجله.و ليكن لكل إيبارشية متحدث يراجع ما سيعلنه مع مسئول إعلامي محترف يتحدث بإسم الكنيسة كلها.و لا يعط فرصة لأحد لأن يتصيد الكنيسة .ما رأيكم؟
أخيراً أصلى لمسيح الكنيسة الجامعة الرسولية  لأجل تعضيد كنيستنا و بالروح القدس يؤازر كل عمل و حوار و فكر و محبة تصير إلى الوحدانية .و اصلي لأجل بطريركنا أن يعينه بكل حكمة و قوة.و أصلي لأجل أساقفتنا و لأجلك أبى الأسقف لكي نتجاوز كل ما لا يبنى و نعود للقلب الواحد ننغمس فى ربح النفوس لمجد المسيح الإبن مخلص العالم.


299
المنبر الحر / السيف و أخواته
« في: 13:08 07/05/2017  »
السيف و أخواته
Oliver كتبها
السيف فى الإسلام  آيات فى قرآن يأمر المسلمين بأن يرهبوا عدو الله و يرهبوا أيضاً عدوهم الذى هو الآن كوكب الأرض كله.
السيف فى الإسلام إرهاب إرهاب فى كل صوره من النيل إلى الفرات.
السيف فى الإسلام  كتب تاريخ زائفة تحكى عن مآثر لم تحدث في الإسلام.ثم تفبرك مواقف مسيحية زائفة تجاه الإسلام. الشعب المصرى يتعلم الكذب فى الكتب منذ أن صار التعليم كالماء و الهواء و صار معه الكذب كالماء و الهواء.
السيف فى الإسلام قًطًع من تاريخ مصر خمسمائة عاماً ميلادية لا يعرفها مسلم.
السيف فى الإسلام هو المادة  الثانية فى الدستور التى تقطع رقبة بقية المواد بجعل الإسلام مصدر رئيسى للتشريع.
السيف فى الإسلام هو كل تعنت فى معاملة أى مسيحي فى عمله فى الجهات الحكومية التى صارت أشبه بالمساجد من غير سقف.
السيف فى الإسلام قانون إزدراء يستخدمه قضاة من خريجى الأزهر لإسكات كل صوت يقول غير ما يعجب المسلمون.
السيف فى الإسلام قطع المسيحيين عن دخول جامعة الأزهر بكل كلياتها و معاهد بالآلاف مستحلاً الأموال التى يدفعونها من ضريبتهم كالجزية لتربية إرهابيين يتخرجون من قلاع الإرهاب المسماة جامعة الأزهر أجيال تحمل السيوف ضد مصر.
السيف فى الإسلام كل قناة تسمح بنشر مواد إعلامية  تبتر المواطنة  من جذورها و تزرع التطرف لأصحاب السيوف.
السيف فى الإسلام يقصف الفكر المعتدل فى الصحف بنشر أخبار السلفيين حتى للتعجب فهو نشر مقنع للتعصب.
السيف فى الإسلام كل سلطة متعجرفة تقصف حقوق المسيحيين  وتوقف كنائسهم خوفاً من السلفيين أو مشاركة لسيوفهم.
السيف فى الإسلام هو إطلاق السلفيين و شيوخهم طلقاء و حبس المسيحيين بسبب الإزدراء.
السيف فى الإسلام يقبل الأسلمة و لا يقبل الخروج عن الإسلام. يقتل المرتد و يخطف الفتيات و يغرر بالأحداث,
السيف فى الإسلام كل ميكروفون مسجد يقف خلفه همجى يسب و يدعو على أقباط مصر.فيقطع السلام العام بين الناس.
السيف فى الإسلام هو الذى قطع عن المسيحيين كل مناصب القيادة في جميع المجالات.
السيف لا يشترط أن يكون من المعدن.فقطع الرقاب يحدث من أسلاك حريرية أيضاً و قوانين  و لوائح حريرية تخنق حرية المسيحيين و تعط سلطة لكل مسئول لكي بجرة قلم يعصف بحقوقهم.
السيف فى الإسلام هو كل ذى منصب يعتبر نفسه مسئول مسلم فيخصم من المسيحيين حقوقهم ويتناسى أنه مسئول مصرى.
السيف فى الإسلام منتشر فى كل مكان فلا تقولوا أن الإسلام لم يتنشر بالسيف فالسيف ما زال مرفوعاً فى وجه كل مسيحي .
إن قلتم لم ينتشر بالسيف فإرفعوا السيوف من كل مكان فى مصر و تعالوا للسلام من غير سيف.و إعلموا أن السيف فى الإسلام لا يخيفنا فنحن بمسيحنا أقوى من كل سيف.و عمل الله معنا أثبت أنه لم و لن يتركنا لسيف الإسلام.


300
من قتل الشهيد نبيل صابر
Oliver كتبها
نبيل صابر شهيد ثامن من أقباط العريش قتلوه بالأمس و نال إكليل الشهادة فى اللحظة ذاتها التى نال منه مجرمو داعش المؤمنين حسب رأى الأزهر.لذلك دم نبيل صابر فى رقبة الأزهر بقدر ما هو فى رقبة داعش.
نبيل صابر عاد مضطراً للعريش.ظن أن الدولة قد أعدت عدتها و أخذت الوقت الكاف لها لكى تؤمن منزله و صالون الحلاقة الذى يمتلكه و تؤمنه هو نفسه.صدق نبيل تصريحات المحافظ الذى قال أن ممتلكات الأقباط مصانة و محمية من الشرطة و الجيش.قتلت تصريحات المحافظ نبيل الذى صدق الكلام فوجد الواقع غير الكلام.
نبيل صابر المواطن البسيط الذى لم تتكفل وزيرة التضامن بإيجاد عمل له كما صرحت بأن الوزارة ستعمل على تشغيل و تسكين جميع العائدين و هم مهجرين قسرياً من العريش.دم نبيل صابر فى رقبة وزيرة التضامن التى لم تصدق فى أي من وعودها.
دم الشهيد نبيل صابر فى رقبة الأمن و الجيش.دم نبيل صابر في رقبة الرئيس و الحكومة الذين تركوا علاج مأساة أقباط العريش المهجرين على عاتق الكنيسة برغبة من الدولة فى إستنزاف إمكانياتها فى تسكين و مساعدة و إعاشة 400 أسرة كاملة من كل الوجوه  فإن تمكنت الكنيسة من تجاوز هذه الأزمة  نسبت  الدولة لنفسها الفضل فى ذلك و إن عجزت عن ذلك صنعت شرخاً بين الأقباط و بين كنيستهم .و لكن الله أعان الكنيسة فلم تتكل على ذراع بشر و تحملت مسئولية الجميع بكل أمانة و سخاء.و تملصت الدولة من نبيل صابر و غيره من الحرفيين فإضطر يعود لينال إكليلاً لم يرغب فى الفرار منه.عاد نبيل صابر ليقدم نفسه شهيداً للمسيح.لم يعد فقط ليعمل فهو يعلم جيداً أنه مقتول لا محالة فعاد بطلاً جريئاً يتحدى الموت لكن دمه فى رقاب الكثيرين.
دم نبيل صابر فى رقبة رجال الأعمال المتخاذلين فى مد يد  العون كما يفعلون بكل همة إذا كان المتضررين من دينهم و ينال رضا أزهرهم و أصدقائهم السلفيين.دم نبيل صابر يوبخ كل من خافوا من داعش.دم نبيل صابر سيشهد بكذب الأمن و المحافظ و الحكومة قدام الله. قطرات دم نبيل صابر ستضع  نقطة فاصلة فى هذا الفصل الحزين في تاريخ كنيستنا.
قلنا من قبل أن داعش هم من نفس جيران الأقباط.ربما هم زبائن نبيل صابر فى صالون الحلاقة.ربما نفس الباعة الذى يشترى منهم حاجاته.داعش لم تجد صعوبة لتعرف أن نبيل عاد إلى صالونه لأن الذين يترقبونه هم الأقربون بالمعروف.دم نبيل فى رقبة هؤلاء المخبرين و المتسترين و المنتفعين الذين باعوا نبيل للقتلة.
دم نبيل صابر فى رقبة دول تمول و دول تخطط و دول تستغل دم الأقباط لكى تشعل النار فى مصر.دم نبيل صابر لم يسيل فى صالون الحلاقة فقط بل سيكون علامة على جباه كل القتلة. قتلة داعش الذين يحتضنهم الأزهر.دم نبيل فى رقبة إعلام روج الأكاذيب أن الأقباط فى مصر فى أزهى عصورهم إلا إذا كان يقصد أزهى عصور الإستشهاد.
دم نبيل صابر سيظل صارخ ليس فى العريش فحسب بل فى كل بقعة فى أرض مصر و سيؤرق مضاجع الكاذبين و لن يمر بسكون .دم نبيل صابر فى رقبة كل من ينافق و يصرح بغير الحقيقة من رجال الكنيسة.
دم نبيل صابر سيمر على ضمائرنا ليوجعها لأننا تركناه ليعيش وحده و يموت وحده فلما رأى أنه يعيش كالميت ذهب ليموت كالحى.
نعتذر لك يا شهيد.أهملناك و أنت بيننا و عظمناك لما سال دمك.نعتذر و نرجو أن تصفح و تشفع عنا.نرجو أن لا نترك آخرين للتجاهل كما تركناك إبحثوا كم نبيل صابر آخر قد يضطر للعودة و نحزن علي فقده . أيها الشهيد الشجاع إشفع فى شعب بأكمله تركك للموت رغم ثقتنا أنك حى تشفع فينا.سنطلب لأجلك إله الشهداء ليكللك.أنت أيضاً أطلب عنا لكى لا يفقد أحد إكليله مهما كلفته التضحيات تماماً كما ذهبت للخصم بشجاعة بصدر ممتلئ بالمسيح و الرجاء.طوباك يا شهيد المسيح نبيل صابر الرب معك.

301
ما قبل حوار الأديان
Oliverكتبها
لكل فكر بنيان يتغلغله.مثل العمود الفقرى للإنسان هكذا للفكر نفس العمود الفقرى.هذا ما يسميه الباحثون الأيديولوجية و يقولونها الأكاديميون – فلسفة الكتاب- و يقولونها بالعربية – المنهجية – و هذا المقال يناقش المنهجية  في الإسلام و ليس النصوص فى القرآن.فللنصوص متخصصين أما هنا فالهدف هو إكتشاف بنيان  أو منهجية كتاب هذا الدين. المنهج أن تعرف فكر المؤلف.ما يؤيده و ما يعارضه.ماذا يريد أن يقول و ما يريد أن يصل إليه القارئ.
قبل أن تفكر في التحاور بين الأديان يجب أن تجد أرضاً مشتركة.و لكى تجدها عليك أن تفهم الآخر.ما الفكر الذى يحكمه؟ماذا لديه من ثمار هذا الفكره.هل لديه ما هو واضح مقطوع به لكي تتفق معه و لو على جزء مما يقول. هل ستتحاور مع من ليس عنده سوى أن يتصادم لأن كتابه يأمره بذلك؟  إن بداية المشكلة في منهجية الإسلام .إن المؤلف لا يعرف ماذا يريد.هو مؤلف غير مستقر الفكر.يقول الرأي فتظنه يؤيده ثم يقول عكسه فتظن أنه يعارضه ثم يعود للرأي الأول لتتوه و لا تعرف ماذا في عقل هذا المؤلف.
الفكر فى الإسلام هجومى تصادمي و ليس تصالحى.هو يتصادم حتى مع نفسه.هو يهاجم قطاعات عديدة.يهاجم من يشاركه الرأي لكن لا يشاركه الوسيلة.و يهاجم من يخالفه الرأي حتى لو شاركه الوسيلة.و يهاجم من لا يقبل الرأي أصلاً.و يهاجم من ينتقد الرأي.و يهاجم من ليس رأي مطلقاً.يهاجم من هادنهم في بدايته و يهاجم من قويت شوكته عليهم بعد ذلك؟ يظل يهاجم و يصنع عداوات مع المؤمنين بالمسيح و مع المصدقين بشريعة موسى النبي و مع المرأة و مع من يخرج عن نصرته و مع الأمم الأخري يهاجم حتى الكلب الأسود .بينما تجده يتصالح مع شخص واحد على طول الخط يؤيد ما يؤيده و يعارض ما يعارضه و يتبدل معه كلما تبدل. هذا الشخص الوحيد الذى تصالح معه القرآن و هو محمد رسول و رجل الإسلام الوحيد الذى حاز قبول القرآن.هذا هو العمود الفقرى في فكر القرآن بينما كان يجب أن يكون الله هو الشخصية الرئيسية في كتاب يقول أنه سماوى.
الفكر في القرآن متقطع الأوصال ,لا يمكنك أن تتبع خيطاً إلي نهايته.و لا يوجد فكر يتواصل حتي يتكون رأياً عاماً عنه,ستجد القرآن يأخذ فكرة و يتبناها قليلاً ثم ينقلب عليها أو تنقطع فلا تعود تراها .هذا المؤلف الذى ينسي ما يتحدث عنه ليس لديه شمولية الفكرة.هو يستقطع من هنا و هناك و يجتزئ أحداثاً و يترك بقيتها. القيم في القرآن خالية من معانيها .فهى تارة محبذة و تارة منبوذة و القصص التي في القرآن لا تتفق مع القيم التي يقول البعض أنها في القرآن و الوصايا التي ينادى بها تناقض القيم التي يدعيها. فحتى عن القيم سنعجز عن الحوار. القيم كالقصص كالفكرة  في القرآن لا تكتمل.هذا الفكر المتقلقل لا يساعد أحد على الفهم.قدموا لنا قيمكم يا أخوتنا المسلمين حتى نعرفها فقط كونوا واثقين أنها متفق عليها بينكم.
القرآن أحادى التفكير.أي أن الفكر فيه من رأس صاحبه ليست له مرجعية و لا له مقدمة تفسيرية و لا شهود لأحداثه.حتي لو خالف التفكير العام و التاريخ العام و العلم العام و اللغة العامة.حتي لو خالف الأسماء التي يعرفها الناس و الأماكن التي يعرفها الناس.هو يريد أن يقول عليكم أن تصدقوا فكري و ليس عليكم أن تفكروا بعدى و لا معي و لا قبلي.ليس لكم أن تسألوا.لذلك تجد أسماء أنبياء بنطق  غير ما نعرفه و يضع بينهم أشخاصا غير موجودين في الواقع و أهلا لكهف لا يوجد و رجل بقرنين لا يوجد و سماوات سبع غير موجودة كلها فقط موجودة في رأس صاحبها وحده.يحكي عن دينه دون دليل و يكذب دين الآخرين دون دليل ثم إذا طالبناهم بالمرجعيات أو الدليل طالبونا أن نؤمن بغير تفكير؟
الثقة في مؤلف القرآن  منعدمة لذلك هو يلح على الجميع أن يصدقوه بالترغيب حيناً و بالترهيب في معظم الأحيان .يضع عقوبات على من يكذبه أو يشكك في كلامه أو يخضع المنطق لرواياته.و لكي يبدو صادقاً فهو يكذب ما هو صادق في كتب الآخرين و ربما لما شجع على قتالهم كان يظن أنه يقتل الفكر الآخر مع قتل المكذبين له.و ربما لما غير ما قاله في بداية كتابه كان يسترضي أناس بعينهم لكي يصدقوه  فيكسب قوة تؤيده و يتشجع فيقتل من يكذبه.و لأنه لا يثق في نفسه يمتدح نفسه جداً بينما كان يجب أن ينال المدح ممن يصدق فكره.و لأنه لا يثق في فكره لا يشجع لا علي الحوار و لا الأسئلة. هو مستعد أن يحكي من نفسه عن نفسه و على من يسمعه أن يصدق بدون دليل.و من لا يصدق يقتل و من يصدق و يبدل ما صدقه يقتل .الحوار عنده هو أن تصدق بغير تفكير فكيف سنتحاور و مسيحيتنا تعلمنا  التفكير و حرية  الإيمان  و قيمة الإنسان العظيمة عند خالقه.
لذلك لا نتعجب لو هاجم الإسلام المسيحيين .لا نتعجب لو هاجم المجددين أو المفكرين أو الأدباء أو الفنانين أو الباحثين.فهو منذ نشأته يهاجم الجميع فليس في الأمر جديداً.كما لا نتعجب حين يقف شيخ الأزهر في مؤتمر حوار الأديان  و يهاجم البلدان و التاريخ و المختلفين و المجددين و يزيف الوقائع فهذا ليس غريباً بل متسقاً مع منهج كتابه.فالإسلام هجومى منذ نشأته فهل ننتظر منه مصالحة؟ لو كان لديه مبادئ حوار كنا سنتفهم كيف سنتحاور.لو قدم قيماً و قواسم مشتركة كنا سنكتشف أن هناك شيئاً يجمع الإنسانية في ذلك الكتاب.لو قدم حتى ترحيباً بالحوار بأدب إنساني رفيع كنا نقول هناك رجاء في الحوار.لكنه هاجم الجميع فقط.
إذا حاورت أحد في الإسلام فهذا هجوم على الإسلام له ضريبة يعرفها الناس جميعاً. و إذا هاجمت فكرة فى الإسلام فقد هاجمت نبيهم محمد لأن الإسلام و محمد لا يختلفان في شيء عن بعضهما. الحوار هجوم و كل هجوم إزدراء و كل إزدراء كفر و كل كفر عقوبته القتل.و إن كان للإسلام صدر رحب يسمح بالإختلاف فإسمحوا لى إذن أن أختلف عنكم و معكم و أرونى سماحة الإسلام.إن كان الإسلام يدعو للفكر فجاوبونى بالفكر .إن كان لديكم في كتابكم موضوع مكتمل من غير تناقض فقدموه لكي نفهم ما خفى عنا.إن كان لكتابكم مرجعية سبقته فأخرجوها لنا.إن كان فى قرآنكم قتل و تقطيع أوصال فقولوا لنا أنكم تبشرون الناس بالموت و لا تخدعون أنفسكم بالحديث عن حوار الأديان فليس بين الموت و الحياة حوار.



302
المنبر الحر / إمرأة من سوريا
« في: 22:49 03/05/2017  »
إمرأة من سوريا
Oliver كتبها
إنطاكية و الإسكندرية كنيستان شقيقتان في التاريخ في الإيمان في الآلام في الأوجاع في الدموع و الدم.كانت المذابح تتوالى في جرمانا و الدماء تسيل في البطرسية.و تتفرق الأشلاء و العائلات و البلاد.هذا صليب الشرق يحمله  مسيحيو الشرق أينما راحوا.
جرمانا المدينة التي لا تنام صارت مرتعاً للخفافيش السوداءو إنطفأ شرق دمشق بخراب جرمانا و الغوطة..كان التفجير و الحريق في كل أرجاءها و كانت داعش تبيع اثاثات بيوتهم قدام أعينهم و تأخذ بناتهم ليصيروا عاملات في منازلهم الشريرة و يتكسبون من وراءهم.أخذت إمرأة متلحفة في نقاب لتهرب ببناتها الصغار و زوجها منحني الظهر لا يبارك و لا يلعن بل يدمع حين يفتح عينيه فكل ما حوله يضخ الدموع فى عينيه الحمراويتين من البكاء و عدم النوم و الإجهاد. الشمس الغائبة تظلل ظلامها عليهم ليتخفوا به.المرأة تجري حيناً ثم تقف فجأة حين يشير لها زوجها. الشبيحة يتجولون و البيوت مستباحة بمن فيها و ما فيها.سولافا سابا و زوجها و طفلتيها يتكوران في الأرض تعثرا من الحجارة.وعينا  الرجل الدامع لا تلاحق على مساندتهم و مراقبة الطريق في ذات الوقت.يتركهم يتعثرون مغبرين بالتراب تسندهم الأم المتورمة من كثرة السقطات و البنتين ترتجفان.و رسل الموت في جرمانا يتبخترون مثل جليات فوق التلال.الطلقات تمرق فلا تعرف من أين و إلي أين.عليك أن تجرى ثم تتوقف لعل سعيك يكلل بالنجاح وتصل إلى أرض ما بعد سوق الحمصى فالتلال خلفها أكثر أمناً و إن إمتلأت بالكلاب التي إنسعرت بعد أكل جثث البشرلكنها رغم هذا أرحم من الشبيحة التى تأكل أكباد الأحياء.إقتربت العائلة و هي تنزف في القلب و الوجه .ظهر المدق المتهدم بجوار سور سوق الحمصي.يتأخر زوج سولافا قليلا ليلتقط أنفاسه.و تواصل الأم و هي تختطف طفلتيها المسيرة.يقوم زوجها و ينادي .صوت طلقة يسمع صداها في الخلاء.يجلس الرجل كما وقف منحنياً.يسيل منه ما تبقي من دم.تناديه سولافا فلا يرد.تعود متلهفة فتجد زوجها قد سافر حيث الأمان و السلام.تجره نحو كومة حجارة.تغطيه برداءها.تسأل الطفلتان ماذا حصل.تجيب سولافا أبوكم لا يستطيع المشي الآن.لقد إرتاح قبلنا هيا نكمل.و خرجت سولافا من خلف كومة الحجارة بعد أن وارت زوجها بعض التراب.تواً جائت الطلقات ثانية.سقطت طفلة ثم الأخري .ما هذا الجحيم.صرخت في الخلاء يا رب إرحمنا و كفى.أخذت تقلب في بنتيها.تكاد تجن.كيف تموت الملائكة في جرمانا.تضع الطفلتين بجوار أبويهما.تجلس ناحبة.إذا بقيت سيأت النهار و يسبونها شياطين النصرة.لابد من إستكمال المسير.تسير و لا تدر اين تسير.فات الليل و هي سائرة كالمجنونة تهذى و تبكي و تلطم و تضحك و تصلي هكذا يفعل الهاربون من الجحيم.
وصلت أطراف البلدة.كانت سيارات الجيش السوري تنتظر.سألوها عن إسمها هل أنت سنة أم شيعة؟ قالت أنا سولافا سابا مسيحية و أظهرت لهم صليبا من جلد أعطاها إياه أحد رهبان دير القديس أنطونيوس الكبير بجرمانا.جعلوها تمرق و إستقبلتها خيام الأمم المتحدة علي أطراف دمشق.أعطوها غذاء و كساء و دواء فنامت لا تدر أين نامت.قامت فجراً تدور الخيام لعلها تجد زوجها و طفلتيها.كانت تظن أن موتهم بالأمس كابوس أتاها في نومها.لكن الكابوس الأقسي كان في يقظتها.إنهارت و قضت اليوم تصرخ.كان بجوارها نساء كثيرات مذهولات مثل سولافا.نظرها موظفوا مكتب الأمم المتحدة.وقعت علي ورقة و هي لا تدر ما بها.أخذت بضع دولارات و صرفوها علي أن تعود بعد أسبوعين.مضت سولافا تبحث عن أهل,عن اصدقاء,عن كنيسة.وجدت باب كنيسة مفتوح.دخلت فأعطاها الكاهن طعاماً.سألها عن أسرتها فأجابت دموعها بكل الإجابات.ذهب الكاهن قليلاً و عاد و معه إمرأة كورية.أخذت سولافا إلي غرفة مستقلة و عاونتها علي تهذيب نفسها.إلتقطت لها صورة.و صار لها شهادة مؤقتة بهويتها.و هي لا تعرف ما هويتها الآن.يومين و جاء أتوبيس أقلها حتي تركيا.هناك أخذها مكتب الأمم المتحدة إلى عنبر كبير مثل العنابر في مزارع الحيوانات.قالوا لها أن تركب أول أتوبيس يقف قدام العنبر,ركبت و هي لا تدر شيئاً.كانت الأيام تخطفها من الحياة من الأماكن و الناس.سار الأتوبيس إلى المطار و طارت الطائرة إلي ماليزيا.هبطت سولافا لا تدر كيف تقف علي قدميها من الدوار, لا تدر أين جائت. كان معسكر مؤقت للأمم المتحدة مكتظ بأفراد من بلاد كلها ترفع الآذان و تقيم الفرئض و تطبق الشريعة و تقتل المسيحيين .كان لديها عنوانا و عشرين دولاراً.أخذت العنوان إلي أول شخص قابلته.سولافا لا تتكلم الإنجليزية.الناس هناك يتكلمونها مثل الهندية.أحد السوريين ساعدها.أخذها معه حتي نهاية العنوان.قرعت الباب ففتحت مدرسة فرنسية متزوجة بماليزي.أخذت سولافا في حضنها و العيون دامعة.بقيت ثلاثة أيام ثم تركت البيت بعد أن حاول الماليزي الإعتداء عليها عند منتصف الليل.أعادتها المدرسة الفرنسية إلي الكامب.لم تقل شيئاً.أحد الأفغان عرض عليها الزواج فور رؤيتها.لم يقل لها سوي لا إله إلا الله الله أكبر.و كأنه سيقتل الذبيحة.شيعته بنظرات كالسيف. و فيما هى تبتعد رأت وجوهاً لبعض الشبيحة يطلبون اللجوء أيضاً ؟ ما هذا الكامب المقزز.
ذهبت للموظفة أخذت عنوان كنيسة.أخذتها عائلة لبنانية تخدم في الكامب.كانت لطيفة معها جداً.تسامرت معها.سولافا تتكلم لأول مرة منذ شهر.تحكي الأحداث مثل فيلم معاد.الأسرة اللبنانية سمعت مثله الكثير.أخذتها البيت و أطعمتها.صلت مع سولافا فأحست بالسلام لأول مرة منذ زمان.أكلت الخبز الشامى و الطعام الشامي و عاد الحنين إلى الشام.عيناها هناك.مثبتتان عند الصخور حيث كومة الحجارة فوق أجساد زوجها و الطفلتين.بللت خبزها بالدموع.أخذتها الزوجة فى حضنها و قالت كلاماً معزياً.سولافا عائلتك ليست تحت كومة الحجارة.هى الآن في حضن المسيح.ألسنا كلنا إلى حضنه نشتاق,يدفنوننا في نفس التراب و نذهب إليه.فإجعلي دموعك صلاة.و توشحى بالرجاء.أدارت العائلة تسبحة عتيقة تقول أن الله معنا كانت كلماتها مشجعة و لحنها كنشيد حرب من السماء على جميع الأشرار.تشجعت سولافا تركت المائدة و وقفت قدام صورة للمسيح المصلوب و قالت لها أنا أيضاً أشعر بك لأني مصلوبة هنا.أخذتها العائلة اللبنانية لتعمل معها في مطعم تمتلكه.كانت سولافا تتعزى يوماً بعد يوم.و عمل الله يتضح معها شيئاً فشيئاً.كان يريد أن تتفرغ له فأنقذ أسرتها من الأرض و الهلاك و أرسلها حيث يريدها أن تخدم.إندمجت سولافا في العمل و في المساء تذهب مع العائلة اللبنانية إلى الكامب تلتقط المنتحبين و المنتحبات و تسمع مآسيهم .تترفق بهم و تصلي لهم و معهم.تترقب الشبيحة الذين يتخفون في الكامب و الأفغان الذين يدعون أنهم صاروا مسيحيين لينالوا اللجوء.كانت تَحذر منهم و تُحذر منهم.بدأت السلطات الماليزية تنتبه للمندسين بعدما تعددت حوادث التخريب بسببهم في المناطق المحيطة.
تمر الأيام و الجميع صار ينادي سولافا ماما سولافا.حتي جاء يوم و نودى علي سولافا يهنئونها.تمت الموافقة على لجوءك بإستراليا. الجالسون في الكامب حزنوا لما سمعوا أنهم سيفتقدون سولافا. نظرت سولافا بهدوء و قلبها يصلي ثم أجابت الموظفة السعيدة بالخبرتشكرها قائلة أنا سأبقي هنا حتي يفرغ هذا الكامب من كل من فيه.هل تقبلوا إستضافتي.فجأة دوى التصفيق من كل ناحية.نهضت موظفة الأمم المتحدة تقبل يدها صائحة سولافا أنت هنا الأم تيريزا فكيف لا نفرح ببقاءك.ختمت الموافقة على اللجوء و أودعته في أحد الأدراج.عادت سولافا لأحد المجموعات تفتح الكتاب المقدس و تقرأ وعود الرجاء و الثقة كانت تقرأ (ها أنا معكم كل الأيام و إلي إنقضاء الدهر) و كان الجالسون يرددونها حتي الذين لا ينطقون العربية.عاشت سولافا ستة أعوام هناك ثم رحلت.


303
عودة الملكة المتوجة
Oliver كتبها
العيون متعلقة بها.جمالها فائق يبهر الأنظار منذ كانت طفلة و هى الآن فتاة في الخامسة عشر من عمرها.فقيرة جميلة ملائكية الملامح.بساطتها تضفى عليها شعاع يجذب القلب لكنها كجوهرة وسط كومة من الأتربة..جذابة هذه الجميلة (جافنى) كما اسماها عمها و هو إسم عبرى يعني كرمتى. جلست و حولها فوضى من مصاصات القصب المتناثرة إذ لا فاكهة مجانية مثل القصب في أسوان. هي ستجمع هذا كله و تلقيه فى غرفة الطيور التي تستند على حائطها.ينقر البط في المُصاصات ثم يرفضها.تمضى جافني إلى السطح ليس هناك ما تفعله تظل تتسامر مع بنات الجيران عند السور الذى لم يكتمل بين بيتها و بين الجيران,تقضى جافني الوقت في أحاديث لا عنوان لها و االبعوض يقرص وجهها فوق السطح حتى يجبرها على النزول حيث أمها نائمة تنتظر زرع الكلى على نفقة الدولة. و كاهن القرية لا زال يعمل على إجراءات قرار علاجها. أبوها يعمل في مقهى و حين يعود متأخراً تكون جافني متكومة في سريرها بجوار أختها . أمهما تفترش الأرض لأنها لا تطيق الحر و صوت المروحة الحديدية فى الغرفة الحجرية كأزيز الطائرة يسلب النوم من عينى جافني.فتستكمل الليل مستيقظة في خيالاتها
تتكرر الأيام كالأيام.الجديد أن صديقتها (راوية  بنت حمدان) أصبحت تكثر الحديث عن أخيها (سهيل) العائد من ليبيا بعد تصفية الشركة التي كان يعمل بها.كانت راوية و بنات الجيران الأخريات يتكلمن بغير ضوابط في كل شيء.كان السور المنهدم مكاناً للقاء بنات الجيران الأكبر من عمرها بسنوات  و كانت جافني تسمع كل شيء عن حكايات سوداء تسبق سنها بغير تحفظ
 السور المنهدم بين البيتين كان شاهداً على إختلاط بغير سور. صار سهيل يفتعل أسباباً لكي يصعد السطح و أخته راوية تفتعل أسباباً لكي تتركهما علي السطح وحدهما . تنزل لتتركهما منفردين يتسامران.كانت عيناه تلتهمان جافني  قطعة قطعة و كانت راوية تنقل لها عن أخيها أنه يراها جميلة كالملكات.عالم جافني ضيق للغاية يبدأ من غرفة الطيور في الأسفل إلى السور المكسور في الأعلى.أختها كانت تتجهز للرحيل للكنيسة تستعلم من الكاهن عن الجديد في أخبارعلاج أمها.ضاقت جافنى بالقصب فصعدت إلى السطح نادت راوية أن تصعد فصعد سهيل و في يده كيس من الفول السوداني.و ظلا يتسامران و لم تعد جافني تسأل عن راوية .أعطاها سهيل كيس السوداني ببطء مصطنع و تعمد ملامسة يديها بإبتذال.كان سهيل هو الوحيد الذى لمس يد جافني بعاطفة مفتعلة لم تعترض بل صاحت تدعو راوية للصعود معهما فهى مرتبكة لا تعرف ماذا يجب أن تفعل. و لا حتى تعرف الحب.كانت راوية على السلم تترقب مختبئة كأن المؤامرة متفق عليها مع أخيها.صعدت راوية أخذت جافنى في حضنها كأنها أمها و راحت تحدثها عن أمنيتها فى اليوم الذى تعيش فيه معهم في بيت راوية و تتخلص من الهم الذى يظلل أسرتها فما ذنبها أن أمها قعيدة و أبوها منشغل حتى الفجر و أختها ملازمة لأمها و كاهن القرية لم يستطع أن يستصدر قرار زرع الكلية بعد؟بدأت تتحدث معها عن أسرة بديلة ليس فيها مريضة أو منشغل عنها.ليس فيها أخت لا تكلمها.أسرة تأكل فاكهة غير القصب.و تشتري اللحم مرتين كل أسبوع.جافني تحلم بأن تكون ملكة.وعدها سهيل أن تكون ملكة.لم يكن للدين المختلف بينهما مشكلة.لم تفكر جافني في مسيحيتها أصلاً.كان حديثهما عن قصص حب رآها سهيل في ليبيا.كاذب سهيل هذا فقد كان يبيع الأقباط لداعش في ليبيا و لم يكن له في الحب نصيب لكنه يجيد الكلام في الحب و جافنى حالمة.
ذات مساء تجمعت الفتيات كانت الصبية ذات الخمسة عشر عاماً جالسة عند سورها المهدوم كفريسة مستسلمة للذئب.أما بنات الجيرة فكان الإتفاق على إدعاء أن شبكة زينب بنت الحاج عمر ستتم قريبا و زينب حاضرة فماذا يمنع من بعض الرقص و الغناء مع تصوير الإحتفالية بكاميرات المحمول.ما المانع فكل أهل البيت غائبون.ذهبت أم جافني و أختها إلي الكنيسة .ذهب الأب إلي القهوة ذهبت جافني إلي مصيرها المحتوم . بنات الجيران كاذبات فزينب لن تخطب قريباً لكنه خداع الصبية القاصر بقصة كاذبة.رقصت جافنى بغير خجل.رقصت مع الذئاب.يحاصرن جافني بكاميرات المحمول .دفعاً يدفعونها نحو أركان يملأها القش و روث الأبقار المجفف فوق السطح. التصفيق يعلو و الغناء يصدح  كمن يغطى على جريمة.تنسحب الفتيات واحدة فواحدة . يتقدم سهيل الكامن كالذئب عند السلم ينتظر إشارة من أخته.إنسحبت آخر فتاة بإدعاء أن الليل قد قرب و بالفعل ساد ليل من ظلمة لم تأت من فوق بغياب الشمس بل أتت من الخداع من سهيل الذى دفع الساذجة دفعاً ليقهر نفسها على نفسها و راوية واقفة بغير خجل تشجع أخيها علي تحطيم براءة طفلة قاصر و تصور بالموبايل أحط مشاهد الغدر و جافني تترنح كالسكيرة من صدمة في كل أحد من كل شيء.غابت الشمس و أخذت معها براءة الطفولة و إنحدرت بها خلف الأفق البعيد. اللطم لم يكف جافني حتي نزف أنفها الجميل.كانت تريد أن تقتلع عينيها .تضرب السور برأسها.تحرق الجميع.لكن صوت عودة أمها من الكنيسة أجبر سهيل و راوية إلي القفز في سلم بيتهما.و كان آخر ما سمعته جافني .ما تخافيش يا حبيبتي إنتي بقيتي تبعنا.بكره نقعد و أقول لك تعملي إيه معاهم .بقيت جافني ساكنة كالموتى لا تعلم كيف تلملم أشلاءها .لا تقو قدميها الصغيرتان على الحركة .ثقل الجسم و ثقل السمع و ثقلت الهموم و جاء الغد كأنه جاء بعد ألف عام.صعدت جافني  إلى السور المنهدم شريدة بغير عقل.كانت راوية و سهيل و البنات الأخريات متجمعات.كل واحدة تهنئها بأن سهيل يحبها و هو شاب أصيل لن يتخل عنها.و بمجرد أن يتزوجا لا يمكن أن ير أحد الفيديو الذى تم تصويره لأن سهيل لن يفضح نفسه فإطمئنت الجاهلة لصوت الجيران الغرباء.كانت تخش التصوير الذى حصل أكثر مما حصل لها هى ذاتها..
صعدت بنات الجيران للسطح يهنئونها بزواجها و هى لا تستوعب شيئاً.تسمع من هذه و هذه أن الإسلام يسمح و يعترف بهذا الزواج و يسميه زواج المتعة.سألت جافني بسذاجة هل أصبحت أنا زوجة سهيل؟ أجابت بنات الجيران نعم و من الآن يجب أن تعيشي مع سهيل و سنعمل لك زفة في كل شوارع القرية بعد صلاة الجمعة القادم.فقط إذهبي للكنيسة و تناولي في الصباح حتى لا يشك أحد في هروبك.إستعدى لزفافك بعد الظهر من الجامع و شيخ القرية متكفل بالشربات.إنساقت جافنى بلا عقل.ذهبت و تناولت في الكنيسة منذ شهور لم تدخل الكنيسة فكانت مصدر سعادة للكاهن أن رآها تتقدم للقدسات. أخذت اللقمة وخرجت مسرعة قبل أن ينصرف الجميع.كان توك توك ينتظرها عند الزاوية.كان سهيل و بعض الملثمين فيه.أخذوا جافني ليزفونها.في المسجد كان الشيخ يحتجز المصلين بعد الصلاة لمفاجأة سارة.لقد إهتدت أختنا جافنى بنت سلامة القهوجى و ستتزوج سهيل بن حمدان و من يريد المساهمة في تكاليف زواجها فليقدم التبرعات.و إنهالت التهاني مع التبرعات لأجل زواج القاصر.وقف التوك توك قدام المسجد.بنات القرية يتدافعن و يلبسون جافني نقاب أسود فلا تبدو حتي عيناها.هلل المصلون الله أكبر و لله الحمد.طافت الزفة شوارع القرية و وقفت قدام بيت سلامة .خرجت أخت جافني و لطمت و كذلك أمها.لم يكن سلامة بالمنزل.تلقت الأم ضربات و تلقت أخت جافني تهديدات ووصلت الزفة قدام الكنيسة فإشتعل الهتاف بحرق الصليب.خرج الكاهن يتفاهم مع شيخ الجامع الذى يقود الزفة.نظر الكاهن إلى جافنى التي تناولت منذ قليل حتي لا يشك أحد في نواياها.إتفق الشيخان على تجنيب الكنيسة المشاكل بعد أن قال الكاهن خذوها ما ذنب الكنيسة حتي تتلفوها.و هكذا أنقذ الكاهن الجدران و ضاعت جافنى.
عاد سلامة يلطم الخدود.ذهب إلى الكاهن فنصحة بالذهاب إلى الشرطة.ذهب سلامة إلى الشرطة لم يكتبوا مخضرا بل جعلوه يوقع إقراراً بعدم التعرض لجافني زوجة سهيل و كتبوا إسمها هكذا (جافني سيد العرب الأحمدي) نسبوها لإسم شيخ الجامع.و قدموا لسلامة شهادة ميلاد بالإسم الجديد فهي لم تعد إبنته؟ متى أعدوا شهادة الميلاد هذه ؟ المصائب تتوالى و الكاهن لم يستخرج قرار العلاج لأم جافنى على نفقة الدولة.خرج سلامة كالمقتول من القسم.لطموه على كل ما له على الوجه و النفس و العقل.عاد للكنيسة فكان هناك بعض من الشباب الثائر.كان الكاهن يهدأهم و يعدهم أن سيدنا إتصل بالمحافظ الذى وعد بعودة القاصر..
بعد ساعات جاء ضابط النقطة و معه شرطيان.جلس في غرفة مغلقة مع الكاهن و سلامة.الشباب في الخارج يلعنون شيخ القرية و سهيل و بعض أسماء أخري لا نعرفها.أخرج الضابط موبايله لم يتحدث .أدار التصوير الذى تم لجافني فوق السطح.سأل سلامة هل تريد أن ننشر الفيديو أم تسكت و تبارك لإبنتك زواجها لسهيل.لطم سلامة و صمت الكاهن و خرج الضابط و سكت الشباب و إختفت جافنى.بعد شهورإنتشرت الأخبار أن سهيل عاد إلى ليبيا و أن جافني تزوجت رجلا آخر.ثم جاءت الأخبار أن جافني فى المستشفى لأنها حاولت الإنتحار لما أخذوا طفلها و أنها بهذا ستموت كافرة و العياذ بالله.بعد سنتين تلقي سلامة إتصالا تليفونيا من جافني تسأله أن يسامحها و ترجو مساعدته لتهرب من الجحيم الذى تعيشه من رجل إلى رجل إلى رجل و هى لم تعد تعرف زوجة من هى..
عاد سلامة للمنزل الحزين.لم يكن سوي إبنته بعد وفاة زوجته التي لم تعالج على نفقة الدولة.قال لإبنته المتشحة بالسواد جافنى إتصلت؟ بكت أختها و بكي سلامة و كلاهما لا يدر ماذا يفعل.قرع الباب سيدة تقية من عجائز الكنيسة.جائت لتعزى سلامة.وجدت البكاء يسود.قال سلامة جافني تسأل هل تعود.ماذا أفعل في فضائحها؟ماذا أفعل في الفيديو؟أختها صارت منبوذة من الجميع.حتى الكاهن لم يعد يدخل بيتنا؟ ماذا أفعل يا أم مينا؟أخرجت أم مينا كتابها المقدس و فتحته و قرأت بصوت مرتفع لأن سلامة و أبنته لا يقرآن.  و قرأت له من سفر حزقيال 16 (فمررت بك ورايتك واذ زمنك زمن الحب.فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي. 9 فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءك ومسحتك بالزيت. 10 والبستك مطرزة ونعلتك بالتخس وازرتك بالكتان وكسوتك بزا. 11 وحليتك بالحلي فوضعت اسورة في يديك وطوقا في عنقك. 12 ووضعت خزامة في انفك واقراطا في اذنيك وتاج جمال على راسك. 13 فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان والبز والمطرز.واكلت السميذ والعسل والزيت وجملت جدا جدا فصلحت لمملكة. 14 وخرج لك اسم في الامم لجمالك لانه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب) صلت السيدة الوقورة و صلى سلامة كما لم يصل منذ زمن طويل.خرجت السيدة و خرج معها سلامة و إبنته.بعد سنتين نشرت مجلة الكرازة خبر رسامة مكرسات مع صورة لهن.كانت جافني واحدة منهن ترتدي زي المكرسات و نعمة الله تشع في وجهها.




304
لهذا نصلى ثبته يا رب على كرسيه
Oliverكتبها
السيد المسيح أوصانا أن نصلي لأجل الجميع .لا يوجد من هو ليس محتاج لصلاة الآخرين.فالكنيسة تسند أعضاءها بالصلاة المتبادلة.لكن الصلاة لأجل البابا البطريرك أمر هام للغاية.فإذا تتبعنا أحداث في تاريخ الباباوات في كنيستنا سنتأكد أننا لا نملك ما نقدمه للبابا المحبوب أكثر من الصلاة فهي تنقله ليكون تحت سلطان الروح القدس يقوده و يقود به الكنيسة بحكمة و عدل و نعمة.
للصلاة لأجل قداسة البابا أسباب تعلمناها من التاريخ نتناول بعضها كنماذج مختصرة جداً تجنباً للإطالة.
- - نصلي ثبته علي كرسيه و في فكرنا وعد المسيح لخدامه.من يغلب فسأجعله يجلس معي في عرشي رؤ3: 21 هذا هو الكرسي الأهم الذي نريد كل آباءنا أن يثبتوا عليه و نريد كل خادم و خادمة أن يناله.و كل نفس لها تعب, تغلب في مسيرة حياتها كل العوائق لأجل البابا و للآباء الأساقفة و الخدام بجميع أعمارهم نصلي أن يثبتهم الرب على هذا الكرسي عرش المسيح
- - نصلي لأجل البابا خصيصاً أن يثبته الرب علي كرسيه لأن الثبات على الكرسي يعني ضمناً الثبات على الإيمان الأرثوذكسي هذا الذى فشل بعض البطاركة في الثبات عليه ففقدوا الإيمان و الكرسي تبعاً لذلك.مثل البابا ثاؤفانيوس ال60 في البطاركة الذى رماه الأساقفة في البحر.و البابا فليوثاؤس ال63 الذى لم يحيا كما يليق بالراهب و بالبطريرك فإنتهي نهاية سيئة.و على النقيض نجد آباء بطاركة ثبتوا علي الإيمان المسلم مرة للقديسين و أضافوا ما يفسرو يثري الإيمان فأضاف البابا غبريال ال70 في الإعتراف الأخير في القداس عبارة (و جعله واحداً مع لاهوته) و لما خشى الأساقفة من تفسير العبارة أن الناسوت صار لاهوت تناقش معهم حتي إنتهوا إلي إستكمال العبارة (بغير إمتزاج و لا إختلاط و لا تغيير) أيضاً البابا يؤأنس ال72 أضاف لفظ (المحيى) إلى عبارة (هذا هو الجسد المحيى الذى أخذه من سيدتنا)  و هكذا فالثبات هنا يعني النمو أيضاً لذا نطلب أن يثبته على كرسيه.
- نصلي لأجل البابا أن يثبته علي كرسيه لأن كثير من البابوات قضوا حبريتهم بعيداً عن شعبهم و بعيداً عن كراسيهم و بعيدا عن الكنيسة كلها و الوطن و عاشوا منفيين و حرموا من شعبهم و حرم منهم الشعب كما حدث في معظم حبرية البابا أثناسيوس الرسولي و نحن لا نريد كنيسة يتيمة من باباها و لا بطريرك محروم من شعبه لذلك نصلي أن يثبته الرب على كرسيه.
- تعرض بولس الرسول لمحاربات من بنى جنسه أي من داخل الكنيسة.و كثير من البابوات يتعرضون لهذه المحاربات من الداخل مثلما تعرض البابا خرستوذولوس ال66 لمتاعب من رهبان طامعين في الأسقفية بدون إستحقاق.و بقي 31 سنة يعاني منهم.حتي تآمر بعض الأساقفة لخلعه من الكرسي.كذلك تعرض البابا كيرلس الثانى ال67 لمحاربات أشد و إنشق عليه 47 اسقف و عقدوا مجمعاً لعزله و كان عهده مضطرباً جداً بسبب أسقف يدعي يوحنا بن الظالم. و في عهد آخر تسبب الطمع في البابوية لإنقسام فريقين كل منهما رسم بطريرك للكنيسة فصار لها رأسان البابا غبريال ال77 و البابا يوأنس ال78 في نفس الوقت هذه المحاربات مريرة و تعطل نمو الكنيسة و تبدد المحبة لهذا ظلت الكنيسة في ضيقات لمدة 72 سنة بعد هذا الإنقسام و عانت في عهد البابوات الأربعة التاليين  حتي الباباال82 فلنتجنب هذه الخسائر الجسيمة و نصلي للرب أن يبطل هذه المحاربات و يثبته علي كرسيه.
- يضعف بعض البطاركة قدام بريق المال فالتلميذ العظيم خان سيده من أجل الفضة فلا غرابة أن ينحرف بطريرك مثل البابا شنودة الثاني ال65 و أيضاً البابا كيرلس بن لقلق ال75 وكلاهما باع الرتب الكهنوتية كلها نظير المال و هو ما يسمي بالسيمونية. قيل عنهما أنهما أفسدا الكنيسة ولم يثبتا علي كراسيهما بل هاج ضدهما الشعب و حتي الأساقفة السيمونيين هاجوا و لم يثبت الكرسي و لكي نتجنب فساد كهذا يلزم أن نصلي لأجل البطريرك أن يثبت على كرسيه.
- منذ القديم كان يحدث تدخل و ضغوط من الحاكم بصور كثيرة.فبعض الحكام قبضوا على البطاركة مثل الخليفة (العادل) بن السلار الذى قبض على البابا يوأنس و صلاح الدين الأيوبى الذى عادى البابا مرقس ال73 و ساد حبريته إضطراب سياسي فى البلاد من ثلاثة أطراف (الوزراء-قادة الجيش-حملات الفرنجة) ولا ننسي السادات الذى عادى البابا شنودة الثالث ال117 و من أجل أن لا يصل الإضطراب و الضغوط السياسية  إلى كرسى الإسكندرية نصلي لأجل البابا أن يثبت علي كرسيه.
-- في الثبات على الكرسي فرصة للعمل الروحى العميق مثلما كان القديس العظيم البابا متاؤس الشهير بمتي المسكين البابا ال87 الذى بدأ حبريته بمتاعب لكن بالصلاة تحول الصدام إلى صداقة مع السلطان برقوق و إستخدمها الله لأجل شعبه.هذا البطريرك جعل السياسيين أداة في يد الله دون أن يتعمد فعل ذلك لأنهم بدأوا معه بالصدام.فترسخ بعد نياحة البابا التالي يوأنس ال89 زمان كله سلام إستمر 72 سنة  عكس ال72 سنة التي سادتها المتاعب بعد البطاركة المهملين.لذلك نصلي أن يثبت الرب البابا علي كرسيه أزمنة سلامية هادئة مديدة.ففى هذا نمو و عمق الكنيسة و سلامة شعبها
- الكرسى الذى يجلس عليه بطريركنا المحبوب البابا تواضروس الثاني ال 118جلس عليه قبلاً مارمرقس الرسول الإنجيلى فالثبات علي كرسي مارمرقس يعني الثبات علي كلمة إنجيل الله التي أخذها مارمرقس.الثبات بروح مارمرقس و صلواته يوصلنا للثبات في الإنجيل الذى كتبه.و تكون فرصة للإمتلاء الروحى و الشبع لأن مارمرقس و البطاركة الأبرار الذين جلسوا علي كرسيه لا زالوا يتحملون المسئولية في كنيستنا بالإنجيل و الشفاعة و التعليم الذى تركوه لنا ,هؤلاء الذين بإيمانهم بالمسيح و عمق معرفتهم بالكتاب و نسك حياتهم ثبت كرسي مارمرقس في مكانته السامية بين كنائس العالم.لهذا نصلي أن يثبت البابا على هذه المكانة فالكرسي الخشبي الذى يجلس عليه ليس هو موضوع صلاتنا لكنه الكرسى الروحى و المكانة و التعاليم التي عليها يثبت و نثبت معه .الكرسى الوحيد الذى نترجاه لأنفسنا و لبطريركنا الحبيب هو الشراكة في عرش المسيح.هذا الكرسى السماوى الذى نترجى أن الكل فيه يثبت .عرش المسيح هدية للغالبين .الغالبين ذواتهم الباذلين أنفسهم هؤلاء يثبتون ليس علي كرسى خشبي بل يتربعون في قلب المسيح له المجد و في قلب كل مسيحي من شعب الكنيسة.كرسيكم في قلوبنا يا آباءنا و ها نحن نصلي أن يثبتك الرب هكذا علي كرسيك يا بطريركنا المحبوب البابا تواضروس  أزمنة هادئة سلامية مديدة بشفاعة العذراء أم النور و مارمرقس الإنجيلي كاروز ديارنا المصرية.




305
المنبر الحر / دردشة مع الشباب
« في: 19:55 26/04/2017  »
دردشة مع الشباب
Oliver كتبها
سأخاطبكم بإختصار لأني أعرف أنكم لا تطيقون الكلام الكثير.نعرف أنكم  الحيوية و الجمال و الضحكة الحلوة أينما كنتم فإستمروا هكذا. نعرف أنكم الأمل و العمل و أصحاب الجديد فإستمروا هكذا. نعرف أنكم أخوة الشهداء فليكونوا قدوتكم.
في بيوتكم
إسأل نفسك و إسألي نفسك هل تسلكين مع أبويك كما يحق لإنجيل المسيح؟هل تحبينهم و تحترمونهم؟أم لأنكم تعلمتم أكثر منهم صار البعض يتعالي عليهم؟من أنفق عليكم و علمكم؟هم الآباء الذين لم يجدوا من يعلمهم.فإشكروا الله لأجل آباءكم و إحفظوا جميلهم و لا تظنوا أبداً أن الإبن أفضل من أبيه أو البنت أحسن من أمها.عيشوا كما عاش المسيح بخضوع لأبيه و لم يخجل أن ينادونه إبن النجار.ردوا الجميل بحب و خضوع كما كان سيدنا المسيح يخضع لأبويه بكل حب.كلما تواضعتم كلما إرتفعتم.
مع الأصدقاء
أرجو أن تفكر فى السؤال و تجيبه مع نفسك : هل يليق بشباب المسيح أن يكن فيهم مدمناً أو مدخناً أو صديقاً للمنحرفين؟ هل يليق بشاب أوشابة واعدة أن تحب آخر لا يؤمن بالمسيح الذى مات من أجله أقصد حباً عاطفياً ؟ و هل عند ضد المسيح حب حقيقي ؟  يا أبناء المسيح و أخوة الشهداء هذه علاقات مدمرة ليس لك وحدك بل للجميع و تظل تفرز سمومها وقت طويل. هذه ثنائيات لا تبنى.  معناها أنك مستعد أن تنكر المسيح حتى لو قلت أنك لا يمكن أن تنكره فبطرس قال نفس العبارة ثم أنكر المسيح ثلاث مرات فهل أنت أقوى منه؟ هل أنتم مستعدون للحياة بدون مسيح؟هل تعرفوا كيف ستكون؟ ستكون كل معانى الضياع و الهوان لذلك لتكن صداقاتكم منتقاة بعناية لأن كل صديق سيكون طابقاً في بنيان حياتك فأحسن إختيار من يرسخون فيك النجاح و التميز .الحب المسيحي مشبع و الجمال النقي ممتع.صادقوا إبناء المسيح حاملين نفس إيمان الشهداء فأنتم جيل الشهداء يا أبطال الإيمان.و تخلصوا من علاقات مفسدة حتى لا يصيبكم فسادها.أما الجيرة و الزمالة فلتكن بحرص و حدود أنتم خير من يعرفونها.
فى الكنيسة
أنتم الأقوياء ايها الشباب.أنتم شهداء ماسبيرو ليبيا و البطرسية .شهداء طنطا و الإسكندرية لذلك تحملون مسئولية جميع الفئات.تخدمون بإجتهاد تبتكرون و تبدعون.فيكم المواهب التي لم نألفها.و التميز الذى لم يكن عندنا.ضعوا أنفسكم في يد الكنيسة.تكرسوا خداماً و خادمات بإجتهاد.المسئولية عليكم و أنتم مستقبلنا.جيل من الصغار ينظرون إليكم و ينتظرون أن تمدوا لهم يدا.فمدوا يداً تحمل الإنجيل فيستندون عليكم.قدموا نماذج خدام لا يهدأون حتى يفرحون بالحصاد.بل و تنتظركم مهام جديدة علي كنيستنا بالتبشير في بلاد بعيدة.فإجمعوا كل مواهبكم و إيمانكم في يد المسيح و قولوا له نتبعك فيصنع منكم مبشرين ينيرون العالم.أنتم لستم في الكنيسة بل أنتم الكنيسة ذاتها .تعلموا لغات الدنيا و تعرفوا علي ثقافتها.إقرأوا لأنكم ستقابلون مثقفين كثيرين و عيب عليكم لو لم تباروهم بثقافة مماثلة.لا تعادوا الكتب ففيها أفكار و علوم و عبقريات كثيرة.لا تعاندوا آبائكم الروحيين فالكنيسة ليست بالثورات بل بالمحبة تسير.إنتقوا لأنفسكم لغة لائقة للتسبيح مثل داود الشاب المفرح تعلموا لغة الحكماء فسليمان الملك كان مثلكم شاباً.لا تستصغروا أنفسكم و لو إستهان بكم البعض لأن الصمود من شيم الشباب.الكنيسة كنيستكم فتفرقوا في ربوعها و إخدموا.
في المجتمع
لا يستقطبكم أحد بل عيشوا أحرارا في الفكر و التوجهات.إختاروا ما تشاءوا ثم لا تترددوا في تغيير الإختيارإذا إكتشفتم خطأه.أنتم في مجتمع صار متطرف و ليس علاج التطرف بالتطرف أو العنف بالعنف.لكن علاج كل شيء هو الحكمة و المحبة.خذوا حقوقكم دون أن تفقدوا حق المسيح عليكم.فإن صار الإختيار صعب قفوا في صف المسيح و هو يأخذ لكم حقكم.إستخدموا تمردكم علي الأوضاع بأن تتمردوا علي كل خطية و عادة و إدمان و علاقة غير سوية.فتكونوا نور المجتمع.إجتهدوا و خذوا قدوة من العظماء مجدي يعقوب و هاني عازر و بطرس غالي وهانى رمزي و غيرهم فأنتم لا تقلون عنهم و ستجبرون المجتمع على الإنحناء إحتراماً لكم بالإصرارعلى النجاح رغم العوائق و التحزبات. مصر بلدكم أنتم فأعطوها إنتماءاً لأن المسيح وهبها قيمة و بركة لا تقدر بثمن.
إستثمروا ربع الفرصة فتصبح نصف فرصة ثم فرصة كاملة.لا تيأسوا من عناد الكبار و صراع الصغار فالأمر محسوم لكم في حينه.فقط تمسكوا بالرجاء مع المحاولات المتكررة.أضيفوا لمؤهلاتكم تدريباً و لغات و تكنولوجيا فأنتم تعيشون هذا العالم.
عندى المزيد من الحديث إليكم لأني أحب حديثكم جداً و استمتع و أتعلم منه لكنني وعدتكم ألا أطيل فلهذا أكتفي الآن و نلتقي وجها لوجه لنستكمل طموحاتنا فيكم.الرب يستخدمكم لمجد إسمه القدوس.

306
المنبر الحر / كيف تخطف زوجتك
« في: 18:12 26/04/2017  »
كيف تخطف زوجتك 
                                                         
Oliver كتبها

كتبت عن خطف البنات الآن أكتب عن خطف الزوجات.فالقضية مترابطة و تتشابه في ملامحها.السؤال الهام كيف تخطف زوجتك.و بحسب تعليقات كثيرة أتتني على المقال عن خطف البنات تطلب تخصيص الحديث لأهالينا و أخوتنا بالصعيد و المناطق المنعدمة.هناك تكثر المشاكل من كل نوع.لذلك أركز فى هذه المقالة على تلك الفئات مع أن ظاهرة الهجر ثم الإختفاء لا تقتصر على طبقة بعينها و لا على مستو علمي أو روحى أو مادى.فالجميع تحت الآلام.و البعض هناك لا يعرفون القراءة لكنني أـعشم فيمن يقرأ أن ينقل لهم الأفكار و يضيف عليها من عنده ما يراه ملائماً.
الزوجة المهددة
الزوج المحب ينتبه حتى لنبضات زوجته.ينتبه لإنقطاع إبتسامتها و مرحها.يلفت نظره أنها شاردة الذهن و قد صارت مهملة في بيتها .تقوم بأمور حياتها و زواجها كأنه هم ثقيل.لا يقطع صمتها  الطويل سوى صراخها فى أولادها هذه زوجة تتعرض لهجمة من إبليس.هى مهددة .أما الزوج الحكيم فيأخذها و يلاطفها وحدهما و يعوضها عن إهماله و يغير لغته إلى الحب بكل الصور.لئلا تصبح هذه الزوجة المهددة  مختفية .إذا الإهمال فاض بها و يأست من جميع من في البيت.تصل إلى قناعة أنها تعمل خادمة بدون أجر أو شكر أو تكريم بل هناك تأنيب و تهديد و تقليل من شأنها و إهانة.فضاع إنتماؤها للبيت.لأنها لم تجد فيه نفسها الأنثى الرقيقة.و القلب الحنون الذى حوله تتمركز كل الأسرة بحب و إمتنان.لكن الرجل المشغول عنها لا يفكر بشأنها.هو يدور فى ساقية إنشغالاته مثل الآلة و لا يريد أن يعود إنساناً و أباً و عاشقاً لإمرأته.لقد وضعها بعيداً عن تفكيره و مسئولياته و كأنها زوجة رجل آخر.يعاملها بغير إحترام قدام الجميع ثم يتخيل كذباً أنها تحبه و أنه لا مفر لها سوى أن تحبه و هو مخدوع.فهناك بالخارج أو بالداخل رجل يفهم لغة الحب أكثر منه و هو مستعد لتكميل كل نقص تحتاجه.هو يتغزل فيها في الوقت الذى يظن البعض أن الغزل عيب. يقول لها كلام الحب فى اللحظة التي يظن الزوج أن كلام الحب تفاهة.الغريب يحترمها و الزوج يهينها.الغريب يستأذنها قبل كل مسألة و زوجها يأمرها بكلام فظ يجعل الجبل ينفجر منه.  الغريب رقيق الكلام و المفردات أما الزوج فلا توجد في قواميسه عبارات مثل لو سمحتى أو شكراً أو متأسف. الأحضان عنده حرام و القبلات ليست نوعاً من الأدب. يتزواج فى صمت فلا يتلاقي بينهما سوي الأجساد و يموت الحب.الحب عنده أن يوفر للبيت مستلزماته.الرجل المتحجر قاسى الكلمات هو إنسان ناقص من الحب و الإنسانية و هذا كله ضعف..قل أنه رجل بلا قلب بينما الرجل البديل جاهز للمهمة.فإن لم يجد فرصة له اليوم ربما يجدها غداً أو أى غد آخر ثم نلوم الزوجة و نتهمها بالفاحشة .أنظر كيف جعلتها مهددة يا رجل.أنت تهددها بدلاً من أن تحتويها بالحب .
لغة الكنيسة فى تعليم الحب
كثير من الخدام و الكهنة يحتاجون إلى التعلم قبل التقدم لخدمة الأسرة.فهم يكثرون الوعظ عن الحب الروحى فقط مع أن الحب هو متغلغل في كل الكيان البشرى.في العاطفة و في الفكر و في اللغة و في اللمسات و في اللسان و في الجسد وفي الروح طبعاً و كله حب من المسيح و يمجد المسيح أيضاً.. الحب حياة يجب أن تتغلغل فى كل شيء و كل عمل و كل شخص و كل مكان.هذا هو الحب المسيحي السامي..في الصعيد علموا الأزواج و الزوجات أن الكلام الجميل ليس للمسيح وحده.و أن الإنسكاب ليس للمسيح وحده.بل بين كل زوجين.المسيح  يطلب أن تكون علاقة الزوجين كعلاقة المخلص مع الكنيسة التي إقتناها بدمه.علموا الناس في الصعيد أن الغزل بين الأزواج ليس عيباً.علموهم أن تحجر المشاعر هو العيب.قساوة القلب جريمة.زلات اللسان سيوف قاتلة.علموهم أن ذبح الزوجات يتم بالإهمال فهو قاتل نفس.خذوهم رحلات خاصة و إعطوهم تدريباً أن يجلس كل زوجين معاً و يتذكروا أحلي كلام يمكن أن يأتي بفكرهم.غيروا نظرة الناس في الصعيد عن الحب و الكلام الرقيق و الإحساس المرهف و عبارات التأدب و الملاطفة.إعطوهم عبارات للحب لكي يتعلمونها .علموهم يحتضنوا أولادهم و بناتهم فهذا دواء يرمم كل الشروخ في الأسرة.قولوا لهم أتركوا لأسرتكم ميراثاً هو الحب. أفضل من الأرض و الطين و العقارات.إنفقوا عليهم حباً علموهم كيف ينفقون في الحب.فلتكن رحلات المصايف علاج إستشفائي لعلاقات الأسر و الزوجين.لا تتركوهم حينها للبحر وحده بل قولوا لهم ماذا يقولون قدام البحر من بحور الحب المختلفة.قولوا لهم أن حب المسيح يأتي من حب الزوجة التى أخذها من المسيح.حضن المسيح في حضن الزوجة التي جمعها الرب به لكي تكون واحدا في حضنه.عناق المسيح في عناق الزوجة فتتحد الأنفس و المشاعر.القبلات نعمة من المسيح لكي يصل الحب في أرق صوره. المسيح وهبكم الحب لتستخدمونه بينكما بسخاء فلماذا الشح و أنتم تعرفون أن من يزرع بالشح بالشح يحصد.غيروا لغتكم يا خدام و كهنة الأسرة فتتغير أوضاع كثيرة.أخاطبكم لأني أعلم أن كثير من الذين أقصدهم لا يقرأون و لا يكتبون فإقرأوا لهم.عليكم مهمة إنهاء أميتهم العاطفية.الرجل إذا إستيقظت عاطفته عاد إنساناً و تأهل ليصبح سماوياً فلا مكان في السماء للقساة القلوب و المتحجري المشاعر.
الرجل الغريب
أيتها الزوجة المهددة أقول لك من هو الرجل الغريب لئلا تخدعك حيله و تصدقي حلاوة لسانه غير منتبهة للسم الذى تحت شفتيه.هذا الرجل ليس حقيقياً كما ترينه.لو كانت حقيقته بهذا اللطف و الرقة و الحلاوة فلماذا ترك زوجته و مال عليك. ولماذا يحبك و أنت زوجة و أم؟و لماذا يحبك و هو لا يحب أسرته و أولاده. لو قلتي لي أنه ليس له زوجة أو أولاد أقول لك  حتى و لو كان بغير أسرة فهو يخدعك لأنه يحفظ نفس العبارات و يكررها أمام الكثيرات و الكثيرات مثلك يصدقونه و كلكن مخدوعات.الرجل الغريب يفرش لك الأرض رملاً ثم سيجعلك تسفين هذا الرمل سفاً. قولي لي ماذا يريد منك سوى إذلالك وقتاً ما؟ و ماذا يريد سوي أن تخسري مسيحك و يقبض الثمن.الرجل الغريب حبه غريب ليس من المسيح فهل تسمعي لصوت الغريب و أنت بنت الراعي الصالح.قومي إستيقظي إذهبي و قولي لزوجك أنا أحبك و لكنني حزينة من إهمالك.قولي كل ما تحتاجين منه.قولي ببكاء التائبين و تنهد العائدين .قولي له خذني في حضنك لأني خائفة أن أتبدل من جهتك.أنت زوجي و حبيبي فقل لى أنني زوجتك و حبيبتك.إذا لم يعرف كلام الحب علميه الكلام.إذا لم يعانقك عانقيه أنت و قبليه.علميه الحب الذى تشتاقي أن تجديه فيه.أنت أفضل من يعلم الحب .أنت أكثر دراية بالحب الذى تريدينه فقولي لزوجك ما تريدين.دعيك من عادات و تقاليد المجتمع العقيمة و لا تظني أن طلب الحب عيباً و أن كلام الحب سوء أدب.هذه خزعبلات غريبة عن مسيحيتنا التي تتميز بكل أنواع الحب.لا تسمحي للغريب أن يخاطبك ثانية.لا تتواصلي مع الشيطان لأنك ستنحدرين إلى هوة سحيقة يصعب إنقاذك منها.إغلقي الباب قدام كل الغرباء.لو كان الباب في موقع التواصل الإجتماعي أو باب قدام جيرانك أو باب صديق زوجك أو مدرس أولادك أو عامل في حقلكم أو زميل في العمل أو بأي صفة دخل بيتكم .إغلقي الباب حتي لا يخرج المسيح من قلبك و من بيتك.إغلقي الباب و صلي بدموع معترفة بضعفك و حرمانك قدام المسيح و ثقي أنه لن يسكت بعد الدموع و ستأخذين قلبه.فقط لا تتبعي الغريب لأنه إبن إبليس مهما تنكر لك في صورة ملاك.
أيها الزوج
إخطف أوقاتاً خصصها لزوجتك.فكر فيها و أنت في عملك و حين تعود قل لها أنك كنت مشغولا بها.قل شيئاً و إفعل شيئاً لتثبت أنك محب بالعاطفة و بالقول و بالفعل.إمتدح زوجتك قدام الجميع.فكل مجد تأخذه سيصير من نصيبك لأنها بمجدها كله لك و أنت لها.ليس عيباً أن تتأسف لها عن ماض كنت فيه ملتوياً و مهملاً.إبدأ الآن لا تتوانى لكي تعوضها عن الزمن الفائت.إن لم تعرف ماذا تفعل لتسعدها فالأمر سهل جداً إسألها ماذا تحبى أن أفعل لأسعدك .هل تعلم أن السؤال نفسه يسعدها و ربما تقول لك لا أريد شيئاً لأن سؤالك أظهر نيتك و عاطفتك و هذا ما يسعدها.أيها الزوج كن لزوجتك عاشقاً و صديقاً و أخا و أباً فتشبع كل جوانب حياتها .أنت لست آلة لإنتاج المال.أنت مصدر لإنتاج الحب. فتكلم و إضحك و كل و إشرب معهم. أنت طاقة عاطفة جبارة يتعلم منها جميع من في البيت.أنت أروع مما تخيل عن نفسك.لك قدرات كامنه تنتظر منك أن تستخدمها.فإستخرج الغزل المكتوم و الملاطفات الرقيقة من أعماق نفسك و قُلها بلسانك و ستري عجباً في بيتك.سيحب الجميع أن يتزاحمون حولك.أولادك و بناتك سيقولون اليوم صار لنا أب كالمسيح يحب بكل اللغات.
أيها الرب الحنون
نعرفك أنت الحب و المحب و المحبوب.نعرف أن ما بين الثالوث هو الحب.و ما بين الزوجين تضع الحب بروحك ليجمعهما فيكونا واحداً.على مثال الثالوث زوج و زوجة و روحك بينهما ما أجملك ثالوث .هذا السر الذى لا يجب أن يخمد بل أنت تنشطه في قلب كل زوجين لكي كما أخذوا روح المحبة النشط يتفاعلون معه في كل كلمة و فعل.ضع الرقة فينا بعمل روحك فتصير فينا لغة محبتك.بروحك نأخذ منك اللطف فنتعامل مع الآنية الرقيقة بإنتباه و حرص.إملأ الجميع حباً و رد المتباعدين عنك.يا من جمعت بين الأرضيين و السمائيين إجمع المنفصلين و المتنازعين و المتخاصمين و أزل كل نفور و قساوة و كبرياء ذات فتذوب القلوب من حبك.علمنا أن ننسكب بفرح في الحب.تأخذ قبلاتنا من قبلاتك.و أحضاننا جزء من حضنك.و يحل الفرح بين كل زوجين و يبقي بينهما العُرس حياً حتي النهاية.أحبك يا رب و أحب لأولادك أن يتحدوا بروحك في العاطفة و النفس و الروح أكثر من الجسد.لكي يكون نصيب كل زوجين هو السماء معاً يتمتعون بمجدك الذى لا ينقضى.



307
إخطف بنتك قبل ما يخطفوها منك
Oliver كتبها
المسيح له المجد الراعى الصالح وحده الذى صاح بإنتصار (خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها، فتتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي. أبى الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطفها من يد أبى).
فالخطف منذ القديم سلوك قطاع الطرق و عصابات الغابات و الأحراش.كان الخاطف يكمن لمن يسير في الطريق بلا حماية أو بإهمال أو جهل بوجود الخاطفين.وقتها يصبح فريسة في أيديهم .المسيح لم يدعنا فريسة للخاطف إبليس و جنوده الأشرار بل أخذنا بنفسه و أودعنا في يد الآب بعيداً بعيداً عن كل الخاطفين لذلك يتحدى إبليس من أجلنا قائلاً لا يقدر أحد أن يخطفها من يد أبى.هذا هو مركز الحماية.يد أبى.و هذه أيضاً نصيحة غير مباشرة لكل أب.أن يمسك و يتمسك بيد أولاده و بناته فلا يقدر أحد أن يخطفهم.
إخطف إبنتك
إمسك إبنتك في يدك,بالحب تحاصرها في قلبك,في مشاعرك,في صلاتك,قدام المذبح و بأصوامك و تنهداتك إمسكها.فيدك هى كل ما يمتد منك إليها من حب و حضن و رعاية و تفهم.إخطف قلب إبنتك بأن تملأه عاطفة و رقة .لقد أخذته من المعمودية لابساً المسيح مؤهلاً لكل عمل صالح.فالمهمة سهلة جداً لو أنت تريد أن تقوم بها.إخطف إبنتك فتكون منبهرة بأبوتك و أنت يا أم تكون منبهرة بأمومتك.إخطفوا بناتكم بذكاء و ليس بعنف.إخطفوا مشاعرهم فلا يشعرون بفراغ الحب من البيت.إملأوا بيوتكم محبة صادقة فلا يستطيع الخاطفون أن يخطفوا منكم خرافكم مثلما علمنا المسيح له المجد.تصالحوا من أجل أولادكم لأنه وسط الإنقسامات يتسلل الخاطفون و ينهبون و أنتم منشغلون كل واحد بذاته.إخطفوا بناتكم بوجودكم في البيت معهم وجوداً مفرحاً لهم يجعلهم يحبون هذا البيت و لا يفضلون عنه آخر.إسمعوهم و كلموهم فهم بحاجة لمن يسمع و يتكلم.قولوا لهم  صادقين كلاماً  و مديحاً كالشعر فلا يخطفها أحد منكم بمعسول الغزل الزائف.لأنه لا يهرب من البيت إلا الجائعين فلا تتركوا أولادكم بغير حب دفين و أيضاً مُعلن. بالكلام و المعاملات.
                                                              خطف البنات عند الإرهابيين
إبنتك عند هؤلاء لا تساوي شيئاً.هى فقط سلعة.يتقاسم ثمنها من يبلغ عن الفريسة و من يتتبعها و من يمول إختطافها و شيخ المسجد المجاور و رئيس نقطة الأمن القريب منكم و وكيل النيابة الذى يرفض أن يحرر محضراً بالخطف.يعرف البعض هذا الخطف بعملية نقع الترمس.و تفاصيلها تجدها لو بحثت عنها في الإنترنت.كل هؤلاء يقبضون الثمن ثم يرمونها مهلهلة لأحد الرعايا لإذلالها .تخيل إبنتك و هى فى هوان الذل و إسأل نفسك ماذا يجب أن تفعل الآن.فإبنتك لا زالت في البيت. لم تصبح فى هذا الذل بعد.و لن تصبح إذا أنت كنت لها قلباً متسعاً لكل ميزات و ضعفات هذه المخلوقة الرقيقة العديمة الخبرة.إبنتك عندهم مبلغاً من المال أما عندك فهى كل ما تملك.هى الجمال في البيت و الضحكة فى أفراحك و العاطفة وقت الضغوط و السلام بين دموعك إبنتك روحك تعيش فيك فإختطف روحك قبل أن يخطفوها منك.
البنات قاصرات قاصرات
كل المخطوفات قاصرات حتي لو بلغن عمراً أكبر من العشرينات.هن قاصرات لأن آباءهم ظنوا أن بناتهم لا يحتاجون منهم شيئاً فقد كبرن و صرن مؤهلات للعيش بدون أحضانهم و قبلاتهم و عشرتهم الحلوة.إنتبه يا كل أب و كل أم.فالبنات يعشقن الحب حتي الممات.أمام الحب و العاطفة كلهن قاصرات.فلا تحسب أن لحبك زمن ينقطع بعده فالمحبة بالحقيقة لا تسقط أبداً.كن حبيبها حتي تجد لها حبيباً قدام عينيك.كن صديقها حتي تجد صديق العمر بمعرفتك.كن مادحها و لو أخطأت .إمزج العتاب بالمديح لأن قسوة الزمن على هذه الأجيال تكفى فلا تقسو عليها أبداً.فما صارت إبنة مخطوفة إلا ووراءها قصص من العنف الأسرى.
مَن الضحية؟
أهمس في أذنك أيها الأب.أنت الضحية الأولى لو خطفوا إبنتك.أنت يا كل أم الضحية الأولى لو ضاعت إبنتك.فهل تريدون أن تصيروا ضحايا.شاردين الذهن.تلطمون الخدود بعد الضياع؟ تسيرون فى الشوارع كالمجاذيب؟تسألون حتى الحجر هل رأيتم إبنتي؟كلكم ستصيرون ضحايا .كلكم ستتشتتون و تأخذكم أوجاع الفقدان كالموتى.حين تعلمون من خطف إبنتكم تعجزون عن مواجهته لأن الأمن خلف عصابة الخطف يحصنونه. أما أنت فتقف عاجز أعزل لا يسمعك أحد.يحاول أصدقاؤكم اياماً و يفشلون.تحاول بقية اسرتكم البحث و التقصى ثم ييأسون.و تبقي و الأم وحدكما تتحسرون فلماذا لا تبدأ الآن و إبنتك في البيت تتسول محبتكم و أنتم لا تنتبهون.لا تلم أحداً فالحل في يدكم .لا تلجأ لأحد فالحل أن تسرع و تتغير و تصنع مع إبنتك صداقة و حناناً و إلا  فأنتم ستكونون كلكم الضحايا.
الكنيسة و المخطوفات
خدام و خادمات كل كنيسة عليهم أن يصطادوا بالصنارة.الصنارة تصيد نفساً بعينها.أما الشبكة فتجمع الكثيرين بغير قصد.المؤهلين و المؤهلات للإختطاف عليهم أعراض ظاهرة.الكذب سهل عندهم .الشكوى من الناس كثيرة.الحديث عن الماديات واضح.الميل إلى التحرر من كل ضوابط مكشوف.حديث هؤلاء يكشف عن فقدان القدوة وغياب المسئول عنهم. يشتمون المجتمع و كل كبير و حتي والديهم.ناقمون على غيرهن من البنات بسبب الغيرة.قد تجد فجأة أنهم ينفقون أموالاً لا تتفق مع وضع أسرتهم المالى.هؤلاء لهم مصادر تمويل مثيرة للقلق فإنتبه لهم إين يذهبون و ماذا يأكلون فى الشوارع و كيف يقضون أوقاتهم.كل هذا يساعدك لتعرف أن الفريسة إقتربت من الفخ.فإصطادها و ضعها حيث راع النفوس يرمم ضعفاتها و يسندها فتعود بقوة أعظم.
الحقوقيون
قبل كل شيء لا تتاجروا بالمخطوفات.إن كنتم أمناء على الحقوق ضعوا يدكم في يد الأسرة بدون مقابل و أنتم تعرفون ما أقصد.إستخدموا ما هو متاح لكشف هذه العصابات و هى مكشوفة .فقط إعلنوها للناس و الأمن بوسائلكم الكثيرة.لا تتفقوا مع الأمن ضد أسر المخطوفات و إلا فالويل لكم من الرياء و ما ينتظركم من مصير.كونوا بالحقيقة سنداً للواهنين في أكثر فترة للضعف فى حياتهم.أنيروا شمعة رجاء لتلك الأسر بمحاولاتكم ضد قوات الظلمة فينير لكم الرب طريقاً و يمهد لكم الصعاب.
الأمن
الخطف كله جريمة مهما كان عمر المخطوفة و المختطف.الخطف بالتدليس يتساوي مع الخطف بالإكراه.تدويل قضايا الخطف سيضعكم فى جرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم .من يحمي الخاطفين اليوم سيحاكم غداً بالمشاركة في جريمة خطف.من يعلم متي يأت غداً لكنه سيأتى سريعاً.كل مكسب يأتيكم من عصابات الخطف لن يكفي للدفاع عنكم حين تجدون أنفسكم قدام جريمتكم متهمين.                                                              الراعى الصالح
 أيها الرب الراعى الصالح مخلص النفوس.بناتنا بناتك أولاً و أولادنا أولادك قبلنا.نحن في يمينك محروسين.في يمينك نضع كل نفوس شعبك.في يمينك الحصن و الحماية و الأمان.إرفع الكل من كل وهن و تشتت و جهل.إرفعهم فيتحصنوا فى يد أبيك الصالح و لا يمسهم شر.أنت تر المخطوفة و المخدوع و المتسببين جميعهم فإفعل معنا عجباً . ُرد الجميع يا مخلص العالم.و أعد تأهيلنا لملكوتك.نؤمن أنك أقوى من الشر و الشرير و بك نغلب

308
أقباط المهجر الحقيقة و الوهم
Oliver كتبها
أقباط المهجر هم معظم المهاجرين من مصر.بدءاً من وقت تأميم الممتلكات بعد ثورة يوليو المتأسلمة مروراً بالصدامات التي دفعت القادرين إلى الإبتعاد عن هذا الظلم و التعنت تجاه الأقباط.مع كل صدام أو حادث كبير تهب موجة من موجات الهجرة.كان أكبرها أيام التأميم ثم بعدها أكبر موجة حديثة كانت وقت إعتلاء المتطرفين الإخوان حكم مصر حيث هاجر 100 ألف قبطى دفعة واحدة.لذلك من المهم أن تتمعن فى نفسية هؤلاء المهاجرين.فمنهم من هاجر مجبراً بعد نهب أملاكه.و منهم من هاجر مجبراً بعد تلفيق قضايا للتخلص منه.و منهم من هاجر خوفاً من خطف بناته و منهم من هاجر بسبب سلب حقه أو بسبب ضغوط و فساد مستشري.لذلك فالمهاجرين متشبعون بالمظالم.و قد هاجروا إلى بلاد تحترم إنسانيتهم و حقوقهم كمواطنين يستطيعون فيها أن يهتفوا ضد الظلم الواقع عليهم و على عائلاتهم و كنيستهم بمصر.أقباط المهجر شريحة من الأقباط تضررت أكثر من غيرها بطرق متنوعة.هاجروا و حققوا نجاحات في مجالات متعددة.لكن هذه المقدمة تفسر لماذا أقباط المهجر ثائرون بطبيعتهم.
أقباط المهجر أم مصريين المهجر: أقباط المهجر يحبون هذا اللقب.و لا يريدون تغييره كما ينادى الذين يريدون إخفاء صوت الأقباط أينما كانوا.و إذا أرادوا أن يقولوا مصريين المهجر فنطمئنهم أن أقباط تعني مصريين أيضاً و لا تعني مسيحيين فقط.لكنها تعكس أيضا مسيحتنا التى أخفوا تاريخها و حضارتها و إنجازاتها في مصر و يريدون أن يفعلوا مع أقباط المهجر نفس الأمر.فحذارى من تجهيل الأقباط .ليبق الأقباط أقباطاً .
هل أقباط المهجر يعارضون الكنيسة؟ أقباط المهجر يحبون الكنيسة جداً من قبل أن يتركوا مصر لكن هناك سبب جديد أضيف لهذه المحبة.فالكنيسة هى التي إحتضنت الرعيل الأول و تولت رعايتهم و تسكينهم و توظيفهم و تبنت ظروفهم المعيشية حين جاءوا تلك البلاد مطرودين أو مطاردين من مصر.من هنا نفهم إرتباط و إمتنان هذا الشعب و حبه لكنيسته.لكن هذا الحب و الإمتنان لا يتعارض مع دورهم تجاه إخوتهم في مصر .يكشفون مظالم أخوتنا و أهالينا علانية بدون تجميل فهذا واجب أن نكون صوت لمن لا صوت له و أن نستغل الحرية في خدمة حقوق أخوتنا المسلوبة و نقدم للعالم صورة حقيقة عن أوضاع إخوتنا و مآسيهم.مع إحترام دور الكنيسة في مصر بالتفاهم مع المسئولين في الداخل لكن هذا الدور في الداخل لا يلغى دور أقباط المهجر في الخارج فهذا يقوي ذاك و يعضده و لا يعوقه بل يضع خلفه رأي عام يؤخذ في الإعتبار و الحسابات السياسية الداخلية و الخارجية.لا صراع بين أقباط المهجر و الكنيسة في مصر لأننا جزء من نفس الكنيسة مهما إبتعدنا عن الأرض لكننا لا نبتعد عن الجسد الواحد الذى للكنيسة.
مسئولية أقباط المهجر :أقباط المهجر حين تعييهم الوسائل يتجهون للمؤسسات الدولية لتوثيق المظالم و هذا حق لكل أقلية (حتي لو لم تعترف الدولة بحقهم كأقلية).فإذا توجه البعض للكونجرس أو للأمم المتحدة  يعرض توثيقاً لما يخفيه الإعلام المصري من حقائق لا يكون خائناً فأقباط المهجر حاملين جنسيات بلادهم الجديدة و يتعاملون مع مؤسسات بلادهم كحق من حقوقهم و يعبرون عن مآسي تحدث لأسرهم كواجب عليهم .فليس في الأمر خيانة.إذا أرادت الدولة المصرية تستطيع أن ترد حقوق الأقباط.ردوا بناتنا المختطفات.إلغوا إعتبار الإسلام مصدر للدستور.إفصلوا الدين عن القوانين.أتيحوا جميع المناصب بالتساوى.أتركوا الكنائس تبني بحرية.علموا الشعب في المدارس و في الإعلام تاريخ مصر القبطية و فنونها و حضارتها و علماءها و تاريخ و دور كنيستنا.ساعتها لن يوجد مبرر لكي يلجأ أحد للمؤسسات الدولية و تتجنب مصر الإنتقادات الدائمة من جميع الدول المتقدمة و مؤسسات العالم بشأن حقوق الإنسان و خاصة القبطى.هذه حقائق لا تغفلها حين تريد تقييم دور أقباط المهجر.
 أما الوهم فهو كالأتى :الوهم أن يطالب البعض بدولة مستقلة للأقباط - الوهم أن يظن واحد أنه يمكن أن يكون قائد بمفرده لقضايا الأقباط – الوهم أن يطالب البعض الكنيسة أن تصمت عن الدور السياسي دون أن يقدم بديلاً لها.الوهم أن يتخيل البعض أن الكنيسة بقيادتها تقف ضد صالح الأقباط و تناصر الدولة ضدهم هذه كذبة شائعة الهدف منها التقليل من الكنيسة و إستعداء الشعب علي قياداتها .هذا كله وهم.
- الوهم أن يظن أقباط المهجر أن العمل الفردى يحل قضية مزمنة كقضية الأقباط و حقوقهم.الوهم أن يظن الأقباط أن تلك القنوات التليفزيونية القبطية في الخارج تخدم القضية القبطية.فهو إعلام هاوى قاصر عاجز يكلم نفسه أو يثير المواجع بحديثه للأقباط أنفسهم الموجوعين أو يتاجرو يتكسب بآلامهم.أقباط المهجر في حاجة ماسة لإعادة صياغة دور القنوات المسيحية التي تبث من عندهم.
- الوهم أن يسمي بعض المتسلقين أخوتهم النشطاء الأقباط بأنهم خونة و عملاء فينالون تصفيقاً لثوان معدودات و يخسرون مصداقية لسنين طويلة.هذا ما يسميه الناس شيطنة أقباط المهجر هذه شيطنة وهمية فأقباط المهجر أكثر إخلاصاً مما تستطيع الكلمات وصفه.و الكثير من النشطاء يحققون إنجازات و نجاحات فى صمت و لولاهم ما عرف العالم من هم الأقباط.
- الوهم أن نسكت و لا نأخذ من الأحداث مدخلاً لتكويين كياناً حقيقياً و ليس صورياً  يجمع النشطاء معا كفريق متناغم يتنازل كل فرد منهم عن ذاته لأجل أقباط الداخل الموجوعين الذين يستحقون منا كل التنازلات قدام تضحياتهم التى بها نفتخر قدام مسيحنا القدوس.
- الوهم أن يضع البعض نفسه معارضاً للكنيسة و ينسي أن قضيتنا ليست ضد الكنيسة لكنها ضد الظلم .الوهم أن نكتفي بالكلام و لا نبال بالأفعال,بالإتصالات,بالأبحاث.
- متي ينشئ الأقباط معهد أبحاث إستراتيجية يتبني فحص القضايا بمرجعية علمية قضية قضية .كما صنعت دول متقدمة كثيرة و وجدت حلولا لمشاكل مستعصية من خلال تلك المعاهد.
- الوهم أن يظن كل من له صفحة علي الفيس أنه حر فى الحديث عن كل ما يفهمه و ما لا يفهمه كأنه يدير العالم من صفحته .
- إننا نرجو من الحق أن نعيش الحق و بنوره تزول الأوهام من الأفكار و من القلوب و من الواقع .الرب يبارك أقباط المهجر ببركة أقباط مصر و كنيسة مصر و الشهداء و المعترفين في مصر.و يهبنا في تذكار قيامته أن يقوم لأقباط مصر كياناُ يصنع عملاً ملموساً و يدار بحكمة روحية بغير إنسياق نحو التربح أو الشطط.بل تكون مظالم إخوته نصب عينيه كما وضع نحميا النبي في غربته مظالم أخوته و مدينته نصب عينيه فإستحق أن يبني سور أورشليم.فليجعل الله كل أقباط المهجر بناؤون حكماء لمجد الرب وحده.


309
المنبر الحر / مصر بلا إعلام
« في: 18:09 21/04/2017  »
مصر بلا إعلام
Oliver كتبها
الصحف متسلقة.تمالق كل الأنظمة.إقرأ الأعداد القديمة و سترى أن نفس الذين يدعون الحرية هم الذين ناصروا القمع.الذين يتشدقون بالكرامة كانت أعمدتهم في الأعداد القديمة تمجد الغطرسة.الذين يدعون التجديد هم أنفسهم الذين توشحوا بنقاب التدين لما تسلط الإسلاميون على مصر.صحفنا كلام مكرر.كتاب جرائدنا متلونون و نحن نعرفهم.لا زالت الأعداد القديمة تفضحهم.إذا كان الأمر هكذا فلا تفتخرون بثورة أو تدعون أنكم ناديتم بها.
قنواتنا التليفزيونية هي تليفزيونية تماماً.كل ما فيها تمثيل.نشراتنا تمثيل برامجنا الإخبارية تمثيل .صرخات المذيعين تمثيل.دموع الضيوف تمثيل.فالنص معد مقدماً.و الأسئلة متفق عليها.نحن نعيش تمثيلية كبرى ليس لحلقاتها نهاية بل تعاد كل يوم.
فور وقوع الحادثين ضد الأقباط  بادر اليوم السابع إلى ترويج كذبة و قصة خيالية أن الرائد الركايبي حضن الإنتحارى و كيف أن المسلم حمى الكنيسة بدمه و نحن نقدر الشهيد عماد الركايبي دون الحاجة لإختلاق قصة كاذبة تبخس حق القبطى البطل الأصيل في حماية الكنيسة و تجنيبها مزيد من الدماء هو الشهيد نسيم سعيد المسيحي الذى كان أميناً حتى الموت و الفيديو كذب إعلام مصر الواهى.لو طبقوا القانون تطبيقا صحيحاً فإن مذيعين القنوات في مصر سيطبق عليهم جريمة ترويج الكراهية ضد الأقباط.
الإعلام يستضيف أسر القتلة يتعاطف معهم بغرابة.نفس الإعلام الذى كان يدمع علينا  كالتمساح منذ يومين.يسألون الأسر نفس الأسئلة مع أن القنوات مختلفة.فالأمن هو من وزع عليهم الأسئلة و الكلام و الأدوار.أنت تلتقي بأخت إرهابي و أنت تلتقي بأم إرهابي و أنت تلتقي بأخ لإرهابي و أنت تلتقى بشيخ داعشى وجميع الأسئلة موحدة.و إنهيار أحدهم تمثيلية فجة.و ثبات أهالى الإرهابيين و كذبهم المفضوح يكشف توغل المتطرف فى عقل مصر بأكملها إلا القليل الذى تمرد على الوهابية.
الأمن يوزع لأول مرة هدايا للمصريين .مكافأة سخية لمن يرشد عن القتلة.ثم فى نفس اليوم يقبض علي أحدهم لكي يتسلم أهل الإرهابيين مكافآت القبض على ذويهم. المكافآت من نصيب كل قرى القتلة فهم بأكملهم يعرفون أين يسكن القاتلون.لا تصدق أنهم خائفون بل هم متفقون معاً على قتل الأقباط سواء بالصمت في القرى أو بالكلام في الإعلام أو بالتخاذل في الأمن أو بالتفجيرات في الكنائس أو بالترتيبات و التمويل من المساجد أو بالتدليس من أفراد شرطة و مديري أمن متواطئين و مشجعين على الإرهاب.
الإعلام يتكلم لغة واحدة.يتكلم عن الأقباط لكنه لا يدع الأقباط يتكلمون عن أنفسهم.لذلك لم ينطق الأقباط في مجلس الشعب الذى يفاخر بأكثر من ستين عضو مسيحي كلهم صامتون و إذا أرادوا الكلام يتجهون للقنوات المسيحية فما الفرق بيننا و بينهم إذن؟و لماذا صاروا في البرلمان؟ و أين بطولتك يا د عماد جاد؟ أين شجاعتكم يا نواب الأقباط فى البرلمان؟ أين صوت الأقباط في الإعلام؟
لم ننصدم من تعاطف الإعلام مع أهل الإرهابيين .اللغة واحدة مشتركة بين الإرهاب و الإعلام. لكن فجاجة التبجح صادمة و هى دعاية مجانية للإرهاب.هل تسقط طائرات قطر هداياها على مدينة الإنتاج الإعلامي؟لذلك هاج الإعلام لهدم بيوت الإرهابيين في رفح و صمتوا صمتاً مخزياً حين هجر الأقباط من العريش. صنعوا حملات داعمة لأهالى رأس غارب من السيول و تخاذلوا و لم يبالوا بدعم 400 أسرة هاجرت من العريش بين عشية و ضحاها. لقد فقدوا ما بقى لهم عندنا من رصيد .
كانت محاولة وائل الإبراشي الفاشلة للتشكيك في أن الإنتحاري هو القاتل. أوقف لقطة التفجير مهللاً شوفوا التفجير تم و هذا الرجل لا زال واقفاً و كأن الشعب كله قد داهمه عمي البصر و البصيرة و نسي أن الشرطيات أيضا ظلت واقفة لأن إنتشار شظايا التفجير لا تبدأ فى عشر الثانية التي أوقف فيها اللقطة.لكنها محاولة ساذجة لتبرئة الإرهابي و تشكيك الشعب مقدماً فى شخصيته و كأنه يضلل الأمن لصالح الإرهاب.أو يضللنا و نحن لن نضل يا وائل يا من يستضيف أعداء الكنيسة لينشروا قبحهم علانية.
كان أغرب سؤال من أسامة كمال المذيع لزوجة الإنتحارى :هل تتعاملين مع أقباط؟ هل لا تخشين على نفسك منهم بعد الحادث؟ فقل لنا يا مفلس متى إنتقم الأقباط لأنفسهم؟ متى إعتدى الأقباط على أحدكم أو أحدهم؟ ماذا تريد من سؤال كهذا؟ هل رأيت أهالي الشهداء و الأشخاص المباركين الذين أصيبوا كيف كانوا يصلون من أجل الإرهابيين و يطلبون لهم الغفران هل رأيت كيف ننتقم؟
كان توسل عمرو أديب التمثيلى لتهدئة أخ الإرهابي في  أحد غرف مقر أمن الدولة حيث ظل يتمرمغ في الأرض و يخفي وجهه تمثيلاً.فيسأله عمرو:خايف من مين؟ هل هددك أحد.طيب أحلفي علي المصحف أنه لا أحد أساء إليك؟ فحلف له على المصحف فهدأت خواطر عمرو أديب.و مش بعيد يتبني بنات الإرهابي. ثم اليوم التالي يجمل نفسه و يصف أقباط مصر بأنهم من فولاذ .نعم نحن أقوى من الفولاذ بمسيحنا دون الحاجة لوصفك الذى لن يغير الحقيقة.لا تنس يا عمرو إرهاب قبيلة الأشراف التي رفضت تعيين محافظ قبطي .لا تنس أن إستضافة الأزهريين للتنديد بالحوادث لن يغسل أياديهم من دمائنا لأنهم يقتلوننا بالتكفير و التطاول.
الخطاب الديني لن يتجدد لكن يمكن تحجيمه و إبطال مفعوله على القوانين بإلغاء المرجعية الإسلامية للدستور.لكن بتجديد الخطاب الإعلام يقف نزيف الدم.بمحاكمة  و ردع من يبثون الكراهية و التكفير.فتغيير لغة عشرة أفراد من مشاهير المذيعين أسهل من تغيير آلاف الشيوخ المتطرفين.لأننا نرى بأعيننا تطرف المذيعيين و المذيعات و اسئلتهم الطاعنة في حقوقنا المتواطئة مع الإرهاب في كتمان و نشعر بما يكنونه لنا لأن فينا قلب يعرف الفرق بين الزيف و بين الصدق.يا إعلام مصر تأكدوا أنكم ستعطون حساباً عن كل كلمة تنطقونها فإنتبهوا لقيمة الكلمة.و يا أقباط مصر صلوا لكي يكون فيها إعلاماً حقيقياً.هؤلاء الإعلاميون يحتاجون تجديداً للقلب و العقل و الروح .الرب قادر .الرب يتمجد.


310
قداسة البابا بين الإنتقاد و الإنتقام
Oliver كتبها
قداسة البابا هو الأب الأكبر فى الكنيسة.هو المسئول الأول و يا لها من مسئولية شاقة تئن تحت وطأتها الجبال.يحمل آلام و آمال الكنيسة أفراد و شعب.يتلقى الأوجاع و الطعنات من داخل و من خارج و هو مطالب بالتماسك و التصرف بحكمة و الصمود و الثبات و التفكير في كل صغيرة و كبيرة.فصلوا لأجله لأنه لا يستطيع إنسان مهما بلغت روحانياته أن يحمل هذا العبء إن لم نسنده بصلواتنا جميعا و يعضده الرب بقوة نعمته و روح حكمته.فلا تكفوا عن الصلاة لأجله  قبل أن تطالبوه بشيء لأنه لا يمكن أن يجتاز أى أمر إلا بالصلاة و النعمة.نحن علينا الصلاة و الله يهب النعمة.
كل الضربات تدق على الرأس.البابا هو رأس الكنيسة الأرضى و يوجد من يتفنن فى تحويل كل المتاعب إلى تُهم يتهم بها البابا.و البعض ينفلت لسانه و هو يكتب أو يتكلم.و البعض يتجنى و يفترى و هو لا يعلم.و على البابا أن يظهر محبة من القلب لكل هؤلاء فكيف يتسنى له ذلك من غير صلاة و نعمة.و بالصلاة يبطل الرب إفتراءات البعض و يكشف تجنيهم.و بالنعمة يتجاوز البابا بالكنيسة المواقف المعقدة التي يتشدق البعض بأنه يعرف دهاليزها و هو لا يعرف شيئاً.
البابا في الكنيسة الأرثوذكسية غير معصوم من الخطأ و لا هو فوق النقد لكن  النقد يبنى إذا إستخدم اللغة التي تليق بالأب الأول في الكنيسة . و الكلمات المناسبة لقيمة و مكانة خليفة مارمرقس و قيمة من يمثلهم من شعب و تاريخ و مكانة لكنيستنا الأرثوذكسية.ليكن نقدنا توضيحاً لا تجريحاً.بمحبة و لياقة لأن النقد البناء يساعد البابا و يساعد الكنيسة كلها و يدعم الأفكار البناءة التي تفيد الجميع.أما الجدل العقيم و المطالبات غير المنطقية و الكلام غير المحسوب فهو يصنع إنشقاقات و يخلق عثرات لهذا أدعو من يريد أن ينتقد أن يبني و ينمى و يضع فكره و صلواته و مشاعره مع الكنيسة و لأجل كل من فيها قبل البدء في الكتابة أو الكلام.
نحن نعرف أن لدور البابا الروحى ضوابط و حدود يشاركه فيها المجمع المقدس.و لدوره الوطني أو قل السياسي و هما مختلطان معاً سقف محدد يقتضى حكمة الموازنة بين المطالب و بين الممكن.و إذا كان أصغر قبطي يعرف ما يعانيه الأقباط في مصر فكم يكون الأمر واضح لدى قداسة البابا.لكن هناك تغلغل للدولة فى أمور الكنيسة من خلال قوانين و تشريعات و تحكمات و سياسات و سلطة .هذه المداخل التى تراكمت عبر مائة عام من علاقة الكنيسة بالدولة ليست وليدة اليوم و لا يمكن التهوين منها أو التخلص منها بسهولة كما يظن البعض.لأن الجميع يعرف أن الكنيسة عند الدولة هى ورقة سياسية في العلاقات الخارجية و الداخلية.صحيح أن هذا أمر سيء لكنه موجود و قديم.كل ما يمكننا قوله أنه يلزم أن يكون للكنيسة تأثير بمكانتها على أى قرار.
نحن نعرف أنه يوجد من يحترف التجاوز أو يغلبه الإنفعال و يظن أن كل ما يقوله صحيح و أن كل ما يفعله البابا خاطئ فرفقاً بأنفسكم و بالبابا فهو بشر و ليس إله.و له عندنا حق المحبة و التقدير لكي نعاونه فى خدمة شعبه.
الذين تغلى صدورهم من الضيق يطالبون البابا بإستخدام سياسة الصدام مع دولة رسمية و أخري عميقة متجذرة فى التطرف.و هؤلاء لا يحسبون لشيء بل فقط ينفثون عن غضبهم و ضيقهم من الأحداث.لكن من في موقع مسئولية لا ينقاد بالإنفعالات و لا يصطدم وقت الأزمات.فلا تحسبون كل صمت ضعف.و لا تترقبون ما هو معلن فقط فالكثير من المناقشات غير معلن و الكثير من التفاهمات لا ينشر.و سوف يرى هؤلاء أن الله يعمل مع كل خادم يضعه فى مسئولية الرئاسة الكنسية و نعمته تكمل كل نقص.
فى الأوجاع علينا أن نتحد.لنكن حكماء و نؤجل المجادلات حتى تجف دماء الشهداء و تندمل جراحات المعترفين المصابين.لا يصح أن ينجح الإرهابيون في قتل شعبنا ثم نتركهم ينجحون في سلب الحكمة من صدورنا.فلنغلبهم بإتحادنا بالصلاة و المؤازرة.و تقديم ما يمكننا من دعم لشعب كنيستنا لكى نهون من عبء المسئولية التى لا يتصورها عقل عن ملايين النفوس التي سيطلبها الله من يد البابا.
كل من في منصب قيادى رفيع لا يمكنه أن يرضى الجميع.حتي المسيح له المجد لم يرض الجميع مع أن محبته باقية لتشمل الكل لكن فى كل زمن يوجد مقاومين كما يوجد متسلقين . هذا يدعي أنه مستشار الكنيسة و ذاك محامي الكنيسة و آخر متحدث بالكنيسة و هكذا يصرحون و يؤلبون الشعب و يوجعونه و هم متسلقون فحسب.كما يوجد الخائنون الذين لهم إسم المسيح و هم أموات روحياً لا تشبعهم إلا الأضواء و التليفزيونات يسترسلون فيها في هجوم على كل تصريح و تصرف للبابا و كأنه عدوهم.
كذلك بعض من طوائف أخرى يتجاوزون فى ألفاظهم فلا هم يعبرون عن محبة و لا إنتماء للمسيح بل يشترون شهرة مجانية بمهاجمة البابا و يكشفون عن أحقاد طائفية في الوقت الذى يطلبون فيه الوحدة و هم يشقون الصفوف.
أخيراً أقول نعم نحتلف كثيراً مع  تصريحات أو تصرفات فى الأمور التي تمس علاقة الكنيسة بالدولة.و نرى في هذه العلاقة ثغرات كثيرة و مساوئ يجب أن تعالج.لكن حين نتصدى لهذا كله لا ننسي أننا نكلم بطريرك أعظم كنيسة في العالم.و نخاطب رتبة هى أعلى رتبة كنسية.و نرى أن أفضل حل (نظرياً) هو فصل الكنيسة عن السياسة .لكن هذا عملياً يتطلب بديل غير موجود للدور الوطني و السياسي للقيادة الكنسية.ببساطة قولوا لنا من سيقوم بدور سياسي وطني للأقباط فى وقت ليس لهم مجلس أو كيان أو لوبى يقوم بهذا الدور.فإطلبوا ما شئتم لكن قدموا بديلاً على أرض الواقع قبل أن تتشاحنوا على ما هو واقع.الرب يملأ كل الكنيسة بروح الحكمة من صغيرها إلى كبيرها .يوحد القلوب بالمحبة.و يجعل قلوبنا متسعة لجميع الأفكار.و يهبنا روح الصلاة بعمق و غيرة لأجل خلاص كل إنسان في العالم.و يعطنا فهماً و إشفاقاً و لطفاً نتعامل بهم و نتكلم بهم و نكتب بهم لكى يؤيدنا روح الله بقوته فلا نخزى.الرب يكلل بطريركنا المحبوب بملء النعمة.

311
أموال الزكاة و الإرهاب
Oliver كتبها
يتحصن الأزهر بالكتب.يتحصن الإرهابيون بالأزهر.و الجميع يتحصن بالسنة و القرآن فما من سبيل لتجديد خطاب يستمد مفرداته من كتاب يحث على التكفير و الإرهاب.و يتمسكن الأزهر قدام الشعب المصرى كأنه متمسك بأصول الدين و صحة تأويلاته لكن الأمر أبعد من هذا بكثير.
فى مصر مؤسسة تسمي بيت الزكاة و هي مؤسسة غير حكومية  خاضعة لشيخ الأزهر.هل تعلم ما رصيد مؤسسة الزكاة في مصر أقول لك أن مجموع أموال الزكاة سنة 2011 طبقا لمؤسسة مركز صالح للإقتصاد الإسلامي و هو مركز تابع لجامعة الأزهر .يقول أن أموال الزكاة بصفة عامة 39 مليار سنة 2011 أخذ منها الأزهر 19 مليار و الباقي بين مؤسسات النهب مثل (بنك الطعام و جمعية مصر الخير مع قليل تناله مستشفى السرطان.و النصيب الكبير المجهول تتقاسمه مساجد الإخوان و السلفيين). فإذا علمنا أن نصيب الإخوان 8 مليار سيكون للسلفين مثلهم و أكثر لذلك يزيدون عدد الزوايا كالسرطان و كلما جمعوا أتباعاً جمعوا أموالاً.
كما أعلن د صفوت النحاس الأمين العام لبيت الزكاة  و الصدقات و لاحظ أيضاً أنه (رئيس جهاز التنظيم و الإدارة السابق ) الذي كانت مهمته مراقبة أموال الصناديق الخاصة ضمن مهامه ؟؟ يقول الرجل بعد أن تولي المنصب أن أموال الزكاة هي عشرة مليارات نصيب بيت الزكاة مليار واحد لا غير .هكذا بقدرة قادر إنخسفت الإيرادات عام 2016 بعد أن تولى الرجل منصبه و أترك التفسير لكل من يشاء.
 أن أموال الزكاة تصل إلى 50 مليار جنيه سنوياً.يصل النصيب الأكبر إلى مجلس أمناء الزكاة و يرأسه شيخ الأزهر.يعنى شيخ الأزهر في يده حصيلة  متراكمة تفوق الإحتياطي النقدى المصرى.ويشاركه في إدارة المجلس وزير الأوقاف مع 16 شخص آخر ليس لهم دور محدد. ليس من يراقب هذا الصندوق سوى شيخ الأزهر نفسه؟؟؟ أي أنه بدون رقابة لأن الأزهر جعل للزكاة صندوق خاص هو بيت الزكاة .و تتسائل أين تذهب هذه المبالغ الرهيبة؟ و تتسائل ثانية لماذا يأخذ الأزهر تمويلا من الدولة و هو يملك تلك المليارات المتراكمة؟ في الحقيقة أن معظم هذه الأموال يتم إيداعها البنوك الإسلامية مثل بنك البركة (بنك الأهرام سابقاً) و حين تقرأ موازنة البنك تجد أن الأموال التي تدخل في المضاربة بالبورصات أو من خلال بنوك أخرى يصل إلى 90% من أعمال البنك.و بهذا  فإن شيخ الأزهر هو المضارب الأول في مصر في الوقت الذى يحرم فيه كثير من أعمال البنوك.
من هنا يتبين إصرار الأزهر على وضع مادة تمنع عزل شيخ الأزهر و تجعله الحائز على أموال الزكاة و المتصرف فيها بمنتهى الأريحية و بها صار شيخ الأزهر  رئيساً للمضاربات في مصر مدى حياته و الممول غير المباشر للإرهاب بالكتب التي يطبعها و يوزعها لتغسل أدمغة المصريين.
هل تعرف كم يتكسب الأخوان من  أموال الزكاة التي تقدم لمساجدهم التى يسيطرون عليها إقرأ الرقم و تشجع فهو صادر عن مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود. التي رصدت لأول مرة الحالة الدينية لمصر و قالت في تقريرها أن أموال الزكاة التي تصل ليد الإخوان هى من 7 إلى 9 مليار جنيه سنوياً.الآن نعرف الصراع بين الأوقاف و الإخوان و السلفيين لماذا يريد كل منهم أن يضع يده على المساجد مصدر السبوبة؟كذلك نعرف كم من مقدرات هذا الشعب البسيط في يد الإرهابيين بحجة أن الزكاة فرض.
قد تتسائل و ما علاقة هذا كله بتجديد الخطاب الديني؟أقول لك الرجل لا يهمه خطاب ديني أصلاً فهو بالكتب و التصريحات  الشاذة عن أي إعتدال يغذى و يدغدغ أفكار المتعاطفين مع الإرهاب ليكسب مزيداً من الموالين له و تزيد معهم  أموال الزكاة.فكيف ينتظر منه أحد تجديداً.خذوا منه الأموال و سترون الجديد و الجديد.
الحل الذى يقصقص ريش الإرهاب أن تؤول كل أموال الزكاة إلى الدولة و تخصم من الضريبة المستحقة على المواطنين فنخفف عنهم العبء و نساعدهم على دفع أموال الزكاة على أن يتم صرفها لكل المصريين دون تمييز طالما تحولت إلى أموال عامة و ليس أزهرية.بهذا ستجدون شيخ الأزهر يقول شبيك لبيك تجديد الخطاب الديني بين إيديك.و الأيام بيننا.
هل هناك أشخاصاً وسطاء بين الإرهاب و الزكاة؟ هل تصرف من هذه الأموال على إختراق الشرطة و الإعلام؟
الإنتحاريين لا تعنيهم الجنة و لا الحور كما يروجون بل يأخذون 100 ألف دولار أى 2 مليون جنيه مقابل التفجير تأخذها اسرتهم و يهدد الإنتحارى بأن هناك من يتبعه و سيفجره في حال تردد في تفجير نفسه و سيتابعه ليسلم أهله نصيبهم من دم الأبرياء و من أموال الزكاة التي بغير حساب.
قدامنا مثال محمد بغدادى مفجر مارجرجس طنطا كان شيخ جامع و حصل على 6 ملايين من أهالى القرية ليستخدمهم في الإرهاب و حدث بينه و بين الأوقاف صراع إنتصر فيه و إنفرد بالمسجد و حصيلته من الزكاة و التبرعات ثم إنتهي بالتفجيرات.و كل الخلية التي تكفلت بالتفجيرات المتوالية كانت من قنا من قبيلة الأشراف المتحكمة في مصير قنا و التي هاجت لما تم تعيين محافظ قبطي و منعته من تولى منصبه.الآن يمكن للكل أن يتبين كم أن الإرهاب متجذر في قنا و الصعيد و منه يتربح الإنتحاريون.
وضع صناديق المساجد التي تحت سيطرة الإخوان و السلفيين  تحت سلطة النيابة المالية سيمنع توفير مزيد من المليارات للإخوان و السلفيين الإرهابيين.و سينفضوا أيديهم عن المساجد لأنهم ليسوا أصحاب رسالة دعوية بل أصحاب مصالح تجارية.ساعتها سيتركون الآلاف من المساجد للدولة التي تستطيع تحويلها إلى مدارس تنويرية و مراكز خدمات مجتمعية.لكي يتم تنظيف مصر و عودة وجهها الحضارى الجميل.
 


312
المسيح البستانى الذى قام
Oliver كتبها
حين أختار قبراً يحيطه بستان كان يعني أنه إختار موتاً تعقبه الحياة.تختمه القيامة. هو قام بذاته لأنه القيامة.الحجر تدحرج و تدحرجت كل المفاهيم القديمة تحته و إندثرت.إندهس الضعف و الموت و الشيطان لأن حجر الزاوية قد قام و داس هذا كله.
إذ الإله صار كالبستاني فإن الأرض في يده تصير كالجنة.المسيح قام بالحقيقة قام .كل براهين قيامته لا زالت حية.لقد أبطل رئاسة الشيطان و لا زال الشيطان منزوع الرئاسة. لليوم تنحل الشياطين بإسم المسيح القائم من الأموات. لولا أن مسيحنا قام حقاً  ما خضعت لنا الشياطين.لأن بقيامته صار الكل خاضع له إذ قام و أظهر جبروته .لذلك تخضع لنا الأعداء. الرب يستخدمهم وفق مشيئته لتدبير خلاصنا.يمسك الخصوم أسلحتهم و العجز يملأهم لأن قوة قيامة سيدنا أقوى من أي سلاح و بها نغلب.
قام المسيح لهذا إعتمدنا واثقين أننا دفننا معه و قمنا به. لو لم يقم لكنا ندفن فقط و نحسب كالأموات.لكننا خرجنا من المعمودية لابسين حياة القيامة ثوباً نصارع به قوات الظلمة و نغلب.ها نحن نغلب بالمحبة كما غلب المسيح بالصليب لذلك نؤمن أنه قام.
قام المسيح و برهان قيامته فى أيادينا و قلوبنا.رأيناه وقد إنتزع شوكة الموت التى كانت تؤلمنا فتجرأنا على كل شيء حتى الموت بغير مهابة فكيف كنا نواجه الموت بتلك الجسارة لولا قيامته. صار الموت ذليلاً مهاناً قدام المسيح و كما أهان الموت بالقيامة  نحن نهين الموت و نتحداه.مسيحنا قام و كل مسيحي قام به.كل من يأخذ من المسيح قيامته يصير جباراً.يواجه بقوة و جسارة كل المنغصات و المقاومين .المسيح قام و وهبنا روح القيامة لذلك نحن أقوياء. جبابرة إيمان .أسود و حملان.نخاطر فى كل ساعة لمجد المسيح  لأن قوة قيامته حالةٌ فينا نخاطر و لا نجبن أبدا.ًنقف قدام العالم رافعين الرأس لأن مسيحنا رفع رأسنا بالقيامة.
 المسيح قام لأن الحنطة التي زرعت على الصليب أتت بثمر لا يحصى من الكثرة .ماتت حبة الحنطة و قامت و بان ثمرها فمن يجرؤ على إنكار قيامة ربنا يسوع المسيح.كلنا اليوم ثمار حبة الحنطة التى ماتت و قامت.لولا قيامته ما كان ثمر أو حصاد.
قام المسيح لهذا لم تجد المريمات جسده في القبر بل رأت المسيح كالبستانى.هكذا كان يراه أبوانا في الجنة قبل السقوط. عاد المجد الضائع.القبر فارغ حتى اليوم و تلاميذ المسيح ساروا إلى العالم مبشرين بموته و قيامته .و رغم أكذوبة الكهنة أن تلاميذه سرقوا الجسد لكنهم لم يحاسبوا التلاميذ على تلك السرقة المزعومة بل تركوهم يجولون مبشرين بقيامته فكيف يتزعزع  إيماننا  بقيامة مخلصنا القدوس قاهر الموت.لقد قام حقاً و إلا فسنقول كالمريمات قولوا لنا أين هو جسده فنذهب و نأخذه؟
قام المسيح لهذا بقى الإنجيل و بقى تاثير كل كلمة فيه على البشر.تحققت و تتحقق الوعود التى نطق بها مسيحنا القائم من بين الأموات.كل ما قاله صار و يصير.كل ما نطق به ثبتت و تثبت صحته كل يوم .إنجيل المسيح أهم براهين القيامة الحية و التي ستبقي إلى الأبد لا تختفى.إنجيل المسيح قائم كالمسيح.
قام المسيح و تغير فكر التلاميذ في المسيح من ملك يريدونه أرضياً إلى ملك الملوك السماوى .لم تعد تشغلهم إشتياقات أرضية بل طافوا مبشرين بقوة و فكر غير ما كان فيهم قبل القيامة.كتبوا رسائلهم بالروح القدس ليشهدوا أنهم لم يعودوا يظنوا في المسيح ملكاً أرضياً بل سماوياً.و نحن تبعنا الكلمة و ليس عندنا شوق لمملكة في الأرض.هذا الفكر الجديد و الشوق الجديد برهان القيامة الحية.
قام المسيح و ظهر لتلاميذه مراراً و ظهر لكل جيل و ظهر لنا و سيبقي يظهر فكيف يستطيع أحد أن يشككنا في قيامته.
قام المسيح لهذا يوجد فينا إيمان بالمسيح.وجود الإيمان برهان لقوة القيامة.لأن التلاميذ آمنوا لما رأوا الرب القائم من بين الأموات. كانت قوة قيامته تملكهم و تعضدهم و بقى تأثيرها لكل الأجيال  و سيبقي.فكما كان موت المسيح كفارة للجميع كذلك قيامة المسيح قيامة للجميع إلى الأبد.لهذا نحن الذين آلت إلينا أواخر الدهور نعيش القيامة من غير معاناة لأن روح القيامة يسكننا .المسيح القائم هو لابس للإنسان الجديد الذى نعيش به .قيامة المسيح عندنا ليست حدثاً تاريخياً بل حياة يومية نعيشها تعلن بثبات أن مسيحنا قد قام.
قام المسيح و عند القبر سأل المجدلية لماذا تبكين.الموت تلاشي و الضعف راح و القوة هنا عطية مجانية بقيامة مسيحنا. فلا تبك يا كل مجدلية.تشددوا يا شعب المسيح لأن قيامة مخلصنا أسرت الشيطان, داست الموت ,بددت سلطان الجحيم علينا ,حررتنا من كل عقوبة . بالروح القدس صارلنا كل ما للمسيح القائم.الأبواب صارت كالخيال لم تعد تحجبنا عنه يأتينا القائم من الأموات و يهبنا قوة قيامته  وسلامه الأبدى..الخوف يتبدد.الفرح يسود.قيامة المسيح تفعل هذا و أكثر .
قام المسيح لهذا تظهر لنا أرواح قديسيه و بإسمه نرى آيات و عجائب فكيف يعيش القديسون لو مات مسيحنا و لم يقم؟و كيف تتم العجائب بإسم المسيح إلا إذا كان قد قام و غلب.
إفرحوا بإنتصاركم يا حاملى إسم المسيح لأنكم تحملون قيامته بإسمه.إغلبوا أحزان الموت بالقيامة.أحبوا حياة القيامة في الأرض و في السماء.تهللوا بالمسيح.هوذا حمل الله وسطنا بالقيامة.يعط شعبه مجداً و كرامة.يتوجنا بالقوة.نأخذ من قيامته و نغلب.لا يتقلقل رجاؤنا مدى الأيام.فيه نحصد كل المكاسب.يرد الحق و يشبعنا.المسيح صخرتنا التى إرتفعت فوق الجميع ,تهشم أعدائنا و تسحقهم.المسيح إلهنا قوى و قد أظهر قوته و ترك القبر فارغاً.جبار الجبابرة معنا لأنه قام وجعلنا أبناء القيامة.طوبى للقائمين معه.


313
سبت النور و العجائب و الفرح
Oliver كتبها
اليوم يتعظم جداً هذا الذى نزل إلى الجحيم كمن يصطاد الدرر من أعماق البحر.يرنم ترنيمة العبور الجديد.يسمع القابعون في الأسفل صوته فيبتهجون.الشعب الجالس هناك فى ظلمة أبصر نوراً عظيماً فتبع النور حتى وجد نفسه فى بيت النور السمائى.
الأرواح تتهلل لأن وجه الرب لم يحتجب عنهم.ظلوا يناشدونه المجئ لأنه وعدهم  و ها هو قد جاء و لم يخذلهم.صار فتي الخلاص بين الآباء يترنم و يكرز ليعلمهم التسبحة الجديدة التى لا يعرفها سوى المكتوب إسمه في سفر الحياة. رأوا أسماءهم مكتوبة على صدره فإصطفوا خلفه لا يعرفون الطريق إلى أرض الأحياء و وجدوا الطريق الذى يقودهم.هذا الذى كان راعياً لغنم أبيه لم ينس أيضاً سكان الأسفل بل نزل إليهم و إقتنصهم.فى الأرض يعمل في القبر يعمل في الجحيم يعمل في الفردوس يعمل و في الملكوت يسكن.
المساكن التى لا يسكنها الفرح جاءها مفرح الأرض كلها و صار في الجحيم أهازيج الخلاص.تغيرت كل مفاهيم الجحيم حين وجد الراقدون روح المسيح تختطفهم إلى عالم الأرواح.لأنه بالجسد خلص الأرضيين و بالروح خلص أرواح الراقدين.
الذين ظهروا في المدينة المقدسة كانوا أول الكارزين بمخلصنا المنتصر على الموت.دخلوا بيوت الناس و تكلموا فصارت أورشليم في حيرة عظيمة بشأن هذا الذى مات و دفن و ختموا قبره و حسبوا أنهم تخلصوا منه.و إذا هو يمر بموكبه المبهر لتودع الأرواح أورشليم الأرضية متجهة صوب أورشليم السمائية هناك يدركون الفرق بين الموت و الحياة.
يوم الفرح و العجائب
الأمور العجيبة تتوالى.فهذا سبت العجائب.حين أبصرت الأرواح كل المتاريس القديمة تتهاوى.كل أختام الجحيم تنحل مثل الشمع.المدينة الحصينة سقطت قدام الجبار.لا أدرى كيف تسجن الأرواح ؟  ما نوع الأسوار التى تحتجز الأرواح؟ ما طبيعة المتاريس التي تغلق عليهم؟ سجن الأرواح يفوق خيال الأرضيين و تحرير الأبرار من ذاك السجن المنيع لا تستطيع الكلمات أن تصفه كيف كان أو كيف صار . لا نعرف ما معنى الظلمة عند الأرواح؟ هل كما ندركها بمفرداتنا البسيطة أنها الحرمان من نور المسيح  أم أن للظلمة في الجحيم قساوة أكثر مما يدركه الفكر البسيط؟ شكل الظلمة  أكثر من الشكل كما نتخيله؟ هناك كان للظلمة سلطان أيضاً.يقهر الساكنين فيها. للظلمة آلام أيضاً و نحن لا نعرف كيف تتألم الأرواح. للظلمة تصور غير تصورنا.و رغم كل هذا العالم الغامض الذى لا يدرك بمفرادتنا فإنه إلي تلك الظلمة و هذا السجن جاء المقتحم بغير تردد .آخذاً في يده إبليس و جنوده مقيداً إياهم في تلك الظلمة .أشهر بهم ظافراً كما يرفع الملك الغالب رؤوس أعداءه فوق أسنة الرماح. لهذا إستقبله المنتظرين على رجاء القيامة واثقون أنه وحده الغالب الذى جاء يحررهم من هذا السجن و تلك الظلمة.يومها كان يوم الفرح و العجائب.
سبت الملائكة و الأرواح
إنه سبت الملائكة.سبت الأرواح.كل هذا في السبت الذى لم يعرفه الناموسيين أو الفريسيين و الكتبة.سبت التسبيح و الترحيب بالبشر الغائب عن فردوس الله منذ السقوط.عبر موسى البحر الأحمر هناك سبح تسبحته الخالدة و أيضاً عبر البحر الأسود من الظلمة إلى الفردوس .فصارت لكلمات الروح معنى جديد حين سبح موسي قائلا قطعاً إنقطع ماء البحر و العمق العميق صار مسلكاً . و لم يكن هذه المرة العمق في البحر الأحمر بل في العمق العميق أى الجحيم الذى فيه صار المسيح باباً خرج به المأسورين و مسلكاً لأنه الطريق للخلاص هكذا عبر  موسى و تعلم تسبحته القديمة بمفهوم سمائي جديد.أبونا إبراهيم رأى بعينيه نسله كرمل البحر كوعد الرب.رأى المسيح بعينيه و آمن أن نسله هذا الذى جوله لا يعد من الكثرة  .نزل المسيح إلى البحر العميق و أخرج نسل إبراهيم إلى حضن إبراهيم.الملائكة لا تفارق الموكب.الملائكة بين الجسد في القبر و مع روح المسيح الصاعدة من الجحيم.الموكب مهيب و الحصاد ليس له قياس أو عدد.تتهلل الملائكة .فإذا كانت السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب فكم مقدار فرحها بعودة كل المسبيين من الجحيم؟ لقد كان سبتاً لا يوصف و هو مستمر حتى الآن.لكننا نقف مجدداً عاجزين عن وصف كيف تفرح الأرواح أو ما هى لغة الأرواح مع المسيح الرب و ملائكته. هل كانت كل روح تجد مشاعر الشكر تنساب منها إلى روح المسيح و تسمع منه تطويبها بلغة المسيح .كيف كانت تعبيرات صموئيل و يفتاح و داود و إشعياء و أرميا و سليمان و الأنبياء و كل جبابرة الإيمان عن ما إختزنوه من أشواق للقاء المنتظر.هل قالوا للمسيح كل شيء في لحظة؟ كيف تبادلت الأرواح التهنئة بالنجاة ؟  و كيف تعلمت الصلاة الجديدة لكى تطلب عنا؟ هل إختلفت تسبحة الملائكة لروح المسيح عن تسبحة الأرواح التي تحررت من الجحيم؟ أم توحدت اللغة السمائية؟ هل تتعلم الأرواح لغة السماء وقت إختطافها فلا تحتاج وقتاً أو جهداً لكى تعيش غذاءها الأبدى.إنه يوم عجيب تكثر فيه الأختام لأن أسرار الجحيم و الفردوس و الأرواح لا نعرف عنها الكثير .لهذا نشتاق إلى المسيح مخلص الجميع جسداً و نفساً و روحاً.و نشتاق إلى فردوسه حيث مجتمع الأبرار و المتنعمين.و نترجى أن لا نر الجحيم بظلمته الغامضة المخيفة بل تظل أفكارنا نحو المسيح الجالس في الأعالى .
سبت المصالحة
هذا ليس لقاء الأرواح بالمسيح فحسب بل بأبيه الصالح و الروح القدس.فالأرواح الآن منكشفة للثالوث الأقدس و الثالوث منكشف لها.فهل ركض الآب إليهم و عانقهم؟ كيف كان لقاء الآب مع روح المسيح الإنسانية المتحدة بلاهوته؟ حتماً كانت لغة اللاهوت بأقانيمه تختلف عن لغة جميع الأرواح لأنه رغم حياة المجد التى سننالها يبقي فرقاً بيننا و بين اللاهوت.سنتحد لكن بغير ذوبان في الثالوث .سنتحد في المجد لكن سيظل للكيان الثالوثى مجده الذى لا يعطيه لآخر. لكن لقاء الآب مع روح إبنه كان شبعاً أبدياً لجميع الأرواح.حين إستعلنت قدامهم أسرار الآب و الإبن هذه التي تنبأ الأنبياء عنها دون أن يدركوها و تعلموها دون أن يفهموها و ترجونها دون أن يستوعبونها.ها هم بعين الروح يبصرون أسرار المصالحة.من يجرؤ أن يتكلم عن هذا اللقاء إلا الذين شهدوه فى السماء .الأوائل هناك رأوه و سيعلموه لنا.و سنعيش كأننا رأيناه و نفرح نفس أفراحهم.هكذا نرجو فى المسيح يسوع و هكذا نؤمن و هكذا نحب.



314
مجداً لمن تجلى على الجلجثة
الجمعة العظيمة
Oliver كتبها
مسيحنا القدوس تجلى علي جبل تابور و أيضاً تجلي علي جبل الجلجثة. هو نفسه الإله إبن الإله أمساً و اليوم و إلى الأبد. ضع عينيك على الجبلين فإن تشككت أنه إله فأنظر كيف تغيرت هيئته على جبل تابور و إن تشككت أنه أيضاً إنسان فأنظر كيف تغيرت هيئته على جبل الجلجثة .بين الجبلين يكمن كل إيماننا.فتعالوا ليطوف بنا الروح و نفهم.
قبل التجلى كان الصليب حديثه مع تلاميذه مت16: 21 و قبل الجلجثة كان الصليب أيضاً حديثه قدام تلاميذه مت 26: 1.فالصليب مقدمة للمجد في الجبلين.
المسيح مخلصنا أخذ ثلاثة ليشهدوا تجليه فوق تابور  و عند الجلجثة كان ثلاثة من تلاميذه أيضاً ثلاثة يشهدون مجده عند كل جبل.واحد تبعه واقفاً مع المريمات و آخر خرج خارجاً يبكي بمرارة و ثالث راح يائساً ليشنق نفسه .
فيما هو صاعد تابور ليتجلي ساد الصمت مت17: 1و فيما هو صاعد الجلجثة ليتخلى ساد نفس الصمت .
  تثقل تلاميذه  بالنوم عند جبل تابور لو9 هكذا غلبهم النوم فى  بستان الجلجثة مت 26 : 40 و تمجد المسيح وحده في الجبلين.
 فوق تابور تغيرت هيئة المسيح صار كساؤه نور.ثيابه ألمع من الشمس.ما جدوى الشمس هنا.كان البياض معجزياً  لم يستطع التلاميذ أن ينظروا إليه .فوق الجلجثة أيضاً تغيرت هيئته. و أيضا غابت الشمس خجلاً مما صنعه البشر في إلههم.الأبرع جمالاً صار لا جمال له و لا منظر فننظر إليه إش53. و لم يستطع أحد أن ينظر إليه إلا من بعيد .صار كساؤه الدم.أحمر قانى صار كل جسد مخلصنا و عذراء النشيد تلوح من بعيد هاتفة حبيبي أبيض و أحمر.إنه فوق الجبلين معاً ينير بدمه كل الوجود.
على تابور سقط التلاميذ على وجوههم من الخوف لما دخلوا في السحابة إذ ظنوا أنهم سيموتون لو9: 34 .و على الجلجثة إذ بدأت الزلزلة خاف قائد المئة و جنوده مت 27: 54 .خاف القائد و مجد الله لو 23: 47.و رجع الناس قارعين صدورهم معترفين أنه إبن الله.تمجيد الله يبدأ بالمخافة في الجبلين.
عند الجبلين أرواح تحلق.فوق تابور كان موسى بروحه  يذكرنا بالفصح العظيم.و إيليا بجسده شاهداً أن للأجساد مجد كالأرواح و جسد مخلصنا المتحد بلاهوته له نفس مجد لاهوته .و على صليب الجلجثة سمعنا إسم إيليا حين ظن الناس أنه ينادى إيليا لما قال إبن الإنسان إلهي إلهي لماذا تركتني و وقفوا متسمرين ينتظرون هل يأتي إيليا و يخلص المسيح؟؟؟ كان إيليا في رأيهم مخلصاً و كان المسيح في رأيهم مستحق الموت وإستدلوا بناموس موسى ليصلبوا إله موسي؟  .كان موسى حاضرا بناموسه الذى إستخدمه القتلة لموت المسيح. لهذا نعرف أن الحديث فوق الجبلين كان واحداً هو أمر خلاصنا للذى تمجد و خلصنا.
على جبل تابور تجلى إلهنا بين شاهدين موسي و إيليا  و عند الجلجثة تمجد بين لصين يو19: 18.علي تابور مارس سلطانه فأطلق روح موسى من الجحيم و أنزل إيليا من سماءه  وأيضاً عند الجلجلة مارس سلطانه مخاطباً بيلاطس ليفهم أن ليس له أو لغيره سلطان على المسيح وأنه بسلطانه سوف يضع نفسه في يد الآب وقتما يشاء هو.لأنه المسيح صاحب السلطان الذى مات بإرادته.يو19: 11 لنؤمن أنه الأعظم  فكان مجده مجد الذى له سلطان على الجميع.مات بسلطانه بين لصين كلنا صرنا لصوص الملكوت و شهدنا مجده.
كما خاطبه الآب و هو متجلي علي جبل تابور قائلاً هذا هو إبني الحبيب الذى به سررت له إسمعوا مت17: 7 خاطبه الآب ثانية قبل الصلب بستة ايام  قدام الجمع قائلاً - مجدت و أمجد أيضاً يو12: 28 .لكى نؤمن أن المجد الذى على جبل التجلى هو المجد ذاته على جبل الجمجمة.
حين إستفاق التلاميذ على جبل تابور شهدوا المسيح و موسى و إيليا و أذهلتهم الرؤية فتكلموا من غير تدقيق و سأل بطرس أن يصنعوا ثلاث مظال للمسيح واحدة و لموسى واحدة و لإيليا واحدة و ما كانوا يعلمون ماذا يقولون.و على الجلجثة غفر المسيح للهاتفين اصلبه لأنهم لا يعلمون ماذا يقولون أيضاً و لا ماذا يفعلون لو 23 : 34 .هوذا مسيحنا في مجده يرفق بضعفنا.
فيما التلاميذ يتكلمون  على تابور جائت سحابة و ظللتهم  وأطلق الرب موسى و إيليا فعادا.موسي عاد مؤقتاً إلى الجحيم و إيليا عاد مؤقتاً إلى الفردوس  بقى المسيح وحده و عند الجلجثة  حرر المسيح لصين باراباس و اللص التائب فعادا.باراباس عاش مؤقتاً في الأرض و اللص التائب راح إلى الفردوس كذلك. و بقي المجد كله للمسيح وحده.مجد الناس على الأرض مؤقت و مجد المسيح على الأرض و في السماء دائم.
و أيضاً تجليت بالمجد عند الصليب
وضعوا إكليل شوك على رأسك يا تاج الملوك فلم تتراجع عن خلاصنا.سمروا يديك لم تكف عن محبتنا.سمروا قدميك لم يتوقف حنانك علينا.عيرك اللصان فإحتملت و بحبك ربحت واحداً للخلاص المبهر الذى صنعت.تجليت حين غفرت لمن يقتلونك و إلتمست عذراً لجهلهم  كنت جباراً و أنت تغفر. سمروا فيك كل شيء و أنت تلتفت يميناً و يساراً فتلتقط عيناك عيني بطرس و تجذبه ما هذه العظمة.تصوب بصرك للتلميذ المحبوب و لأمك و توصيهما بالعناية ببعضهما البعض ما هذا الحنان في وقت الموت ظلماً؟ ما هذه القوة التى لا تخمد أو تتراجع.ما هذا التحدى و الإهانة  للموت و أنت من غير سيف.واجهت إمبراطورية بأيد عارية فكم أنت قوي.تحديت فساد الهيكل و قسمته شطرين و أنت على عود الصليب لأنك الإله.أغمضت عيون النجوم و الشمس فإظلمت الأرض و بقيت أنت نورنا.أكملت مهمتك بغير هفوة رغم كل من قاوموك لكنك غلبت يا غالب أعداءك.في الوقت الذى أردته صرخت بصوت عظيم لأن ما تصنعه عظيم.  سلمت للآب روحك ولم يكن لأحد عليك سلطان و لا للموت أيها القادر.إن لم يكن هذا مجد فماذا يكون؟
عند الصليب إجتمع كل القتلة.إبليس و جنوده فى يأسهم يصارعون.و المسيح بجبروته غلبهم جميعاً.كان حول الجمجمة أشلاء كثيرة  و بقايا جنود الظلمة تحترق قدام مسيح العالم كله و قاهر أجناد الشر بقوة محبته لنا و بصليبه .من له عينان فيبصر المملكة التي تهاوت و الرئاسة التي زالت, من له عينان تنكشف قدامها هزيمة إبليس و كل مملكته و ضياع رئاسته.لقد ظن الناس أن رب المجد جاء لأجل أن يغلب لهم خصومهم الرومان لكنه غلب خصمه الشيطان لأن هذا هو سبب هلاكنا و الرب خرج إليه ليغلب و قد غلب الخروف ذئباً ظن نفسه اسدا.فالمجد للخروف المذبوح الذى إشترانا بدمه.
ديان الأرض كلها على الصليب و قد حكم أن الذى يسلمه هو إبن الهلاك.و قد راح لهلاكه كما أمر الديان.الذى على الصليب كلمته نافذة.نظراته نافذة .تلقي الطعنة في جنبه فأخرج نبعاً باقياً كل أجيال الأرض كافياً لخلاصها.الدم سال بإرادته لكي يدفع ثمناً يكفي لتبريرنا.سخى فى جروحه فمن ذا لا يمجده.لنخرج إليه منتشين بإنتصاره العظيم عنا هاتفين لك القوة و المجد و البركة و العزة يا من صارت آلامه عزاء و جروحه دواء و كلامه شفاء و موته رجاء .




315
تأملات في رحلة الأسبوع الأخير
ليلة خميس البصخة ,أنا أضع نفسى لآخذها يو10
Oliver كتبها
الآب إلهنا القدوس يحب يسوع المسيح إبنه الوحيد.يحبه لأنه من نفس جوهر لاهوته.بهاء مجده و رسم جوهره.نفس سلطانه واحد معه بغير بداية أو نهاية. له سلطان للخلاص كما للآب و للروح القدس لهذا يحبه الآب و يحبه الروح القدس لأنه الأقنوم الذى أخذ البنوة من الآب ثم أخذ البنوة من البشر فأخفى مجد بنوته الإلهية و وضع نفسه و تنازل ليتمجد و يمجد البنوة البشرية.كان له سلطان أن لا يتنازل  لكنه فضل أن يتنازل لأجلنا إذ كان إتفاق الأقانيم أن يرسل الآب الإبن و أن يرسل الإبن الروح القدس الذى من عند الآب ينبثق و أن يكتمل خلاصنا بأعمال الثالوث الأقدس.الكلام اللاهوتى يعرفه اليهود و يفهمون منه أن المسيح واحد مع الثالوث فإتهموه بالجنون و بأن به شيطان.ثم قال آخرون هل يقدر شيطان أن يخلق عيني أعمي لأنهم يقصدون الرجل الذى صنع له المسيح عينين.فالخلق يميزه عن الجميع أنبياء و شياطين و بشر.و هذا الأقنوم المميز وضع نفسه كثيراً لأجلنا  فتجرأ العميان أن يتهموا النور بالجنون.فكان إتهامهم هو الجنون ذاته.يو10: 17-20
ساكبة الطيب و سارق الصندوق مر14: 3-11
من يسكب يعطى و من يسرق يأخذ و مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ.ساكبة الطيب إدخرت للفقراء في كل العالم فى شخص المسيح و سكبت الطيب على من إتضع ليتساوى بالعبيد .سارق الصندوق لا يعيش هذا الإتضاع و لا يعرفه .لا ينظر للمسيح نائباً عن أدنياء العالم و أفقرهم بل ينظر إليه كمورد للرزق و لو كان بالسرقة.المرأة أدركت لاهوت المسيح و التلميذ لم يعرف حتي ناسوته لأنها كفنته حياً و التلميذ خانه حياً و ميتاً.ساكبة الطيب رأت المسيح اثمن من كنزها في القارورة فسكبتها فوق رأسه بكل فرح و التلميذ الخائن رأى القارورة أثمن من المسيح مع أنها ليست له.ساكبة الطيب سكبت طيبها و إنسكبت مع طيبها في صمت بينما سارق الصندوق زل بلسانه قدام الجميع سائلاً أن يباع الطيب لا أن يسكب على راس المسيح.ساكبة الطيب تشترى لأجل المسيح ناردين كثير الثمن و سارق الصندوق يبيع المسيح نفسه بغير ثمن.كان راس المسيح عند ساكبة الطيب هو نفس الرأس الذى عليه إستقر الروح القدس مثل حمامة بينما سارق الصندوق رأي رأس المسيح لا تساوي إلا رأس عبد ثلاثون من الفضة. رأت المرأة القديسة أن الطيب سيزيد قيمته لو إنسكب على جسد السيد و رأى الخائن أن هذا إتلاف .و فيما كانت المرأة الوديعة تسكب طيبها كان التذمر يشعل قلب المتآمرين.و كان السارق يعنف الأمينة في قلبها و مشاعرها و مالها.لم يصمت المسيح للخائن بل كشفه قدام ذاته المريضة و لم يصمت قدام المتذمرين عليها بل طوب المرأة أنها فعلت به حسناً ,لهذا تذكر هذه المرأة المبهرة بأجمل الفضائل و توشح بتيجان الجمال و تفوح رائحة أطيابها في كل مكان يكرز فيه بالإنجيل بينما الخائن يأتى ذكره مشيعاً بكل اللعنات لأنه إبن الهلاك كما حكم الديان العادل عليه.ليس دواء للأمانة أكثر من الإنسكاب و العطاء بحب.و ليس طريق للخيانة أشهر من محبة المال فلنكن يا أخوتى مع ساكبة الطيب لا مع سارق الصندوق.
إنتبه لئلا يتوارى عنك المسيح يو 12: 36-43
لم يؤمنوا به مع أنه صنع كل شيء قدامهم.دخلوا مجامعهم ليتواروا عنه لا ليقابلوه.فلما إستنفذوا كل الفرص توارى هو أيضاً عنهم و مضى؟ تحول عنهم و عبر لأنهم تكاسلوا على فراش خطاياهم و لم يفتحوا له قلوبهم.البعض يختفي عن المسيح في الكنائس و البعض يختفي خارجها فآدم إختفى في الجنة و قايين إختفي في الأرض الجميع زاغوا و تواروا حتي ظهر الله في الجسد لكي يرفع كل حجاب بيننا و بينه.فهل نكف عن الإختباء و نخرج إليه كما خرج إلينا من مجده و أتى إلى عالمنا المدنس بالخطايا.فلنتجرأ أن نظهر قدامه بأى حال نحن فيه لأنه يعرف كل شيء و يجدد فينا كل شيء و يغفر لمن يأتيه و لا يتأخر عمن يسأله.فلنحب مجد الله لأن أى مجد غيره باطل كاذب و مفسد.
أنا فى أبى و أبى فيً يو10: 29- 38
المسيح له المجد هو النور الذى سكب النور فينا لنكون نور العالم.هو الإله الذى جعلنا للعالم آلهة أى يظهر فينا المسيح إبن الإنسان.كل من صار إنجيل المسيح يحكمه يستطيع أن يكون نوراً للأرض و به يحكم ضمير العالم.فالمكتوب إن سكن فينا نصير قدام الناس حتى الأعداء مثل الآلهة.يندهشون من قوة فينا تفوق قوة البشر لأن روح الله يسكننا.و صورته تتصدر أى صراعات معنا فيرانا أعداؤنا خارجين من الأتون مثل الآلهة.منتصرين بإبن الإنسان الذى هو إبن الله منذ الأزل.إنه في الآب فإن بقينا فيه نصير في الآب كما هو لأن من له الإبن له الآب أيضاً بالروح القدس.ليكن هذا القبس الإلهي الذى يسكننا ظاهر لنا قدام الشياطين به نغلب و يرتعدون منا مع أنه لا قوة فينا.كلما علمنا مكانتنا و مكاننا عند الآب كلما تنقت أفكارنا و إرتقينا من مجد إلى مجد.
كما قال لى أبى هكذا أتكلم يو12 : 44- 50
لو يحكمنا الآب فى كل شيء سوف نشابه إبنه في صورة المجد.لو يحكمنا إبنه فى كل شيء سوف نكون فى الآب كما أن الإبن في الآب.لو يحكمنا الروح القدس فى كل شيء سنثبت في الآب و الإبن.فلا أبدية من غير إتحاد بالثالوث.لا خلاص بغير الثالوث.من يقبل الإبن يحب إنجيله.من يؤمن بالإبن يسكنه الروح القدس.من يقوده الروح يأتى إلى الآب فرحاً.كلما ساد الفكر أن الثالوث مهتم بنا إلى حد بَذلْ الإبن و سَكبْ الروح لنتصالح مع الآب كلما إنشغلنا بشكر الثالوث و تمجيده.لنقف برهة قبل أن تنفتح أفواهنا و نسأل هل كما يقول الآب نتكلم؟ لأن كل كلمة من فم الآب تجرى مثل الأنهار و تفيض بالسلام و الخيرات و تأت بثمر عظيم مثل شبكة هائلة مطروحة في بحر العالم يكثر صيدها لأن الصيادين رموها معتمدين على كلمة الآب الذى هو مسيحنا القدوس.
 كلامنا يبق هشاً و فراغاً إلى أن يتملح بالروح القدس الذى من عنده نأخذ كلمة الآب و حياة أبدية .فلنمجد الثالوث لأنه يحتضننا بالخلاص و يمنحنا كل البركات حتى الإتحاد به.


316
تأملات في رحلة الأسبوع الأخير
خميس العهد :أين موضع راحتى
Oliver كتبها
سأل المعلم رب البيت قائلاً أين موضع راحتى الذى آكل فيه الفصح مع تلاميذى؟ لو22.هذه هى المرة الوحيدة التى سأل فيها مخلصنا عن موضع راحته لأنه لم تكن راحة لمخلصنا الصالح طوال حياته على الأرض أما الآن فقد جاء أوان الراحة.كيف ستريح السيد؟ أنت بنفسك موضع راحة المسيح.لأنه إتحد بنا لنتحد به و وجد راحته هكذا.أنت صاحب المسكن المريح.أنت رب البيت فتنازل لرب المجد عن بيتك ليرتاح كما تنازل هو عن بيته و مجده بل و حياته ليجد راحة لنا .
إجعل قلبك عُلًيةً كالتي صنع الرب فيها الفصح الأخير.العلية هى إرتفاع عن شهوات الأرض لتشبع من الذى إشتهى خلاصك. إجعل عليتك كبيرة أى إجعل قلبك متسعاً .فالقلوب الكبيرة تليق بعظمة إلهنا يسوع.إفرش عليتك بالمحبة لأنه لا يأت للعلية غير المفروشة بالمحبة.فهذه وحدها ما يريح المسيح أصل المحبة..أحب الجميع فيرتاح السيد في محبتك و ترتاح أنت في محبته.كانت مفارش الموائد طويلة تصل حتي الأرض.تستر ما تحتها.إجعل قلبك يستر أخوتك فتستحق سكنى الإله و يجد فيك راحته أما الذين يدينون الأخوة فهم موضع غضبه.المسيح يراك مدينة فيتجول في أفكارك و يقدسها كما كان يجول يصنع خيراً.أنت موضع العلية. أنت المدينة الكائنة على جبل.المسيح هو الجبل و أنت مدينته.في تفريعات المدينة فضائل متعددة.حكمة تليق بكل من تعاملهم على مختلف رتبهم.هنا يرتاح القدوس حين تفعل مثله خيراً.لذلك العلية كانت في المدينة.
يأتى المسيح مع تلاميذه و يصنع الفصح.فإن كنت أنت البيت يأتي إليك و ملائكته معه و يعلمك المجد.كما أرسل السيد تلميذين من أجل الأتان و الجحش يرسل أيضاً تلميذين من أجل إعداد العلية.فمن هما تلميذيك سوي كلمة الله بعهديه القديم و الجديد فهما اللذان يعلماننا ماذا يصنع الفادى.يفسران لنا أفعاله السمائية.القديم يعرفنا المن الأرضى  و الجديد يعلمنا السماوي .القديم قدم لنا الخبز الأرضى  و الجديد قدم لنا السمائي .القديم جاء لنا بالماء الأرضي و الجديد بالماء و الروح .هذان هما التلميذان اللذين أرسلهما السيد من أجل كل بيت ليصير عُلية يرتاح فيها ساكن الأعالى.
لكي يرتاح المسيح فينا فإنه يغسلنا أولاً لكي نصير على صورته و مثاله.كم يحبنا هذا الإله الوحيد الجنس.الذى تسبحه الملائكة جالس عند قدمى يغسلهما .هذا ما يعجز الفكر عن إحتماله لكنه من أجل إتضاعه الذى فاق فكر البشر وجد مسرة في غسل أقدامنا لكي يضع بيننا و بين العالم حداً.فننتسب إلى المسيح و لا نعد من العالم.و حين يغسلنا تكسونا النقاوة.نطلب منك يا سيدنا الصالح أن تغسلنا فنبيض أكثر من الثلج.نطلب نقاوتك لكى تجد فينا راحتك.نطلب قوة منك بها نغلب الذات و نقبل أن نغسل أرجل أخوتنا.لا نستنكف من أخطاءهم بل نسامحهم بالتمام و لا نعود نذكر ضعفاتهم في قلوبنا.يا من غسلت الأرجل علمنا أن ننحني  قدام أخوتنا و نفرح مثلك بأن يتقدمنا هؤلاء و أولئك و نكتفي بالمتكأ الأخير طالما صار متكئك.
تعالوا يا أخوتي لنتلاقى  فأنا أحبكم مثل سيدى.أفرح بمسامحتكم إذ صار المعلم في بيتى صرت به قادر على غسل أرجلكم.إن لم تأتوا سآتيكم و أترجى لكم بالحب أن يسكنكم أنتم أيضاً و به نتحد معاً و نصير تلاميذه و أبناءه.لكي يكون الحب سهلاً أقدم لكم إعتذاراً عن كل خطأ و خطية.لكي يكون اليوم يوم نقاوة.و القلب مسكن راحة. لأنه كما أوصانا أن نغفر ليغفر لنا أوصانا أن نغسل أرجل بعضنا البعض كما غسل هو أرجلنا و صرنا قدامه طاهرون.و كما قال لتلميذه بطرس الرسول  أن ما يصنعه غير مدرك الآن نؤمن أن ثمار الغفران هو فوق التصور و أن المغسولين بدم الخروف هم أهل لما لم يخطر على قلب بشر .هذا السر العظيم  الجسد والدم يؤهلنا لأسرار أبدية.
يا سيدي القدوس حين تكسر الخبز أرجوك أن تكسر ذاتى قبلها.و حين تقدمه لى جسداً لك قدمنى إلى مراحمك فأكتسى بالنعمة إذ ليس من هو مستأهل لهذا المجد.حين تضع في الكأس ماء أرونى بنعمة روحك القدوس و حين تكمل الكأس خمراً أسقني منها دمك القانى فتنمحى خطاياى.إعط لكل الكنيسة هذا الطعام السماوى لكى به نعيش إلى الأبد و تعيش فينا و ترتاح.
كل شيء قد دفع إليك من أبيك الصالح حتى نحن.و بهذا نفرح و نفتخر أنك صالحتنا بجسدك و دمك.و أننا بالذى بذلته نتأهل لعشرة أبدية مع الثالوث الأقدس.تعال بعشاءك السرى مع أبيك الصالح و إصنع فينا منزلاً لنتعشى معاً و اسكن فيه مرتاحاً و نرتاح معك
هذا العالم الجائع الظمآن يحتاجك.إفتح بصيرة الإنسان ليقبل جسدك و دمك طريقاً للخلاص.الذين ينكرون جسدك و دمك لا يأخذون منك كثيراً لأنك في هذه القدسات تعط نفسك أبدية لنا و ملكوت في داخلنا.إفتح الأبصار فتكف عن المقاومة و تدعوك لتسكن بيوتها.
يا معطياً ذاته لأجلنا
يتعجب الفكر كيف ببساطة الروح يصير الإتحاد بك ممكناً هكذا.يتحول الإنسان إلى لحم من لحمك و عظم من عظامك إذ يسرى دمك فينا و نأكل جسدك غير متشككين فيصير جسدك جسدنا و دمك دمنا ونتميز حتي عن الملائكة بهذا المجد.
ما هذا العجب إذ تختزن الغفران و الحياة الأبدية في جسد و دم لأنه بالحقيقة جسدك أنت و دمك أنت و بالحقيقة أنت طعام الأبدية.متى إتحدنا بك هكذا تصير فينا شركة الطبيعة الإلهية.يصبح أقنوم الإنسان متحداً بالآب بواسطة الإبن و الروح القدس.في كل مرة نتناول من أقداسك نصبح غرباء عن هذا العالم و ننتسب للسمائيين.نرتقى حيث عرش الله و نجلس مع المسيح لأنه قبِل أن يسكننا بجسده و دمه.الغرباء لا يأكلون خبز البنين.لأنهم لا يؤمنون أنك معط ذاتك للبنين فيأكلونك و يحيون.كيف صارت عندهم كلماتك للذكرى و هى للأبدية بغير شك.قل لهم أنك أنت هو هو. صاحب العهد الجديد و أنك صلبت و مت مرة واحدة و بهذه الذبيحة ذاتها نشبع كل مرة على المذبح .الذبيحة واحدة وحيدة  لا نهائية كالسيل المتدفق يروينا بغير إنقطاع من نفس مصدره.لا تكرار للصليب لكن التكرار هو للمحبة التي تجلت في الصليب و ما القدسات إلا المسيح المبذول عنا.لنأكله و ننال  الغفران فهذا وعده غير المشكوك فيه.و ليكن إتحادنا به ممكناً و الثبات فيه يسيراً لأنه بالجسد و الدم يثبت فينا و يسكن فينا و يجدنا موضع راحته.

317
3- تأملات في رحلة الأسبوع الأخير
يوم أربعاء البصخة : المتآمرون و ساكبة الطيب
Oliver كتبها

منذ تجسد رب المجد تجسد الشر أيضاً في قلب المتآمرين.هؤلاء الذين جعلوا أنفسهم مثل الله.ينافسونه في الأوليات و الآخرويات.
اليوم يوم كشف زيف الأباطيل و صانعيها.فليفحص كل منا قلبه لئلا تسكن زواياه بعضاً من نوايا المتآمرين.فتقع عليه اللعنات التي وقعت عليهم و يتخذه الرب خصماً فترحل عنه النعمة إلى الأبد.
المتآمرون الثلاثة  يو 11 :46-57,لو22: 1-6
1-الفريسيون: هؤلاء أول المتآمرون. قلبهم ليس مع المسيح بل ضده.هؤلاء ليسوا فئة فى مجتمع يهودى قديم فحسب بل فئة من البشر لا زالت تتاجر بالمعرفة بالسمائيات و حتى بالإله و بكل ما يقع تحت بصرها تتاجر.يتحول عندها  المسيح أداة للمكسب و مصدراً لأرباح أرضية و ضحية  لزيف تعاليمهم و عثرة لتابعينهم و إنشقاقاً لجسد المسيح بواسطتهم. الفريسيون لا زالوا يقتاتون على أقوات البسطاء يتصدرون الصفوف بالكذب و يزاحمون العابدين الحقيقيين بل يتلفونهم بل يضطهدونهم بل يطردونهم ويذبحون سيدهم كل يوم.المعرفة عندهم من العقل لا من العشرة .التفسير عندهم من الذات التى هجرتها النعمة لذلك تقدم أحجاراً للرجم لا صخرة للثبات.يجعلون أنفسهم مقياساً للضمير و هم لا ضمير حى فيهم.إياكم و الفريسية. .
2- رؤساء الكهنة : كانوا وكلاء الله شيوخ الشعب سفراء تسليم الشريعة.فماذا فعل قيافا و رفقاءه إلا المؤامرة.المسيح يهدد شعبيتهم و هم متمسكون بها حتى الرمق الأخير فماذا يفعلون؟ يقتلون المنافس هذا سلوك الهدامين في بيت الله.يعتبرون الجميع خصوماً و فيما يعلمون الفضيلة يتسترون على جرائم بعضهم البعض. و كما كانت الأعياد وسيلتهم لتعبئة النفوس بالشر.و هى ما زالت تجرى تحت ستار الأنشطة العقيمة الخالية من محبة المسيح.و التفرغ للأضواء لا التفرغ للتضرعات و الإنكسار قدام المسيح.و ماذا جنى بيت الله منذ دخلته أضواء العالم ؟ ما صار فرق بين العالم و البيت حتي غضب المسيح على بيتهم و أنشأ بيتاً لا مكان فيه للمتآمرين و هو جسده الطاهر الذى بذله عنا.فإنظروا يا رؤساء الكهنة كيف لم يلعنكم الرب لسبب الكهنوت لكنه سيهلك المتآمرين و لو كانوا قيافا و حنان.فويل للذى يتآمر على إبن الإنسان لأنه يسلمه للموت كبيلاطس و يخونه كيهوذا فهل لكم بقية؟
3- يهوذا: ليس للخائن نصيب و لو كان هكذا قريب.ليس عند إبن الله محاباة و لا لتلميذ إختاره بنفسه و أعطاه مواهب الشفاء مع رفقاءه و منحه حتى إقامة الموتى مت10: 8.لم يندم المسيح على عطاياه لكن ندم يهوذا يائساً من خيانته و نزع نفسه من أرض الأحياء.ليس فى الخبث باب إلا الذى يوصل للهلاك.و لا للخيانة نهاية إلا عند حقل الدم.من يخون لا يظن أنه ينجو؟ نخون المسيح و نخون إنجيله.نخون كنيسته و نخون إيماننا.نخون حين تقع أموال المسيح في أيادينا.و مواهب روحه في سلطاننا.و ننسب لأنفسنا القرار كأن صاحب السلطان غائب.لا نسلمه القطيع بل نأخذ منه القطيع و ننحيه جانباً.نتبع فكرنا و نتظاهر أننا نتبعه؟يهوذا يسكن بيننا لم يزل.لعله صاحب منصب أو صانع معجزات أو عالم متبحر أو تلميذ شهير.كل هذا يتلاشي بالخيانة فور أن تسرق الصندوق أى قلبك.فإن سرقته من المسيح صرت يهوذا زمانك.و إن أنفقت مشاعرك على ملذاتك كمن بدد خزائن الرب.لا تندم بيأس مثل يهوذا بل إنكسر مثل بطرس .إبك بمرارة فلا جدوى من الهزل و التسويف.فالموت يراقبك ليقتنصك.لو22:1-6
المنسكبون و قارورة الطيب يو12: 1-8, مت26: 3- 16
- أيتها المرأة الجميلة القادمة من أعماق الحب.هذه التي عاينت قيامتين.قيامة أخيها لعازر و قيامة إلهها سيدنا المسيح.فرخصت كل الكنوز في عينيها فإشترت بها طيباً .لم تعد تنتظر عريساً تدهنه أو ملكاً تمسحه بل إلهاً تكفنه بأطياب ثمنها غال المقدار.إن لم يكن عندك طيباً تسكبه فأسكب دموعك و إغسل القدمين اللتين سارتا طويلاً حتى القبر و نادت علينا بصوت عظيم من غياهب الموت قائلاً للكل هلم خارجاً فسمعنا صوت قيامته و قمنا به و قام بنا.إن لم يكن لك دموع فإسكب نفسك كما فعل يوحنا على صدره كل الأيام و لم نقرأ أن يوحنا بكى بل إنسكب بذاته على صدر الحبيب.إختبئ فيه و إسترح فكلما إحتضنته كلما إغتسل قلبك بنقاوته.إن لم يكن لك طيب أو دموع أو حضن تغتسل فيه فلك دم منسكب من المسيح .خذ منه و إسكب خطاياك عند قدميك فحتماً عندنا خطايا.المهم أن تنسكب و تسكب شيئاً.لأن الإنسكاب هو كشف الداخل قدام نور المسيح.و إنحناءة النفس عند القدمين.و نسيان الناس و الدنيا و التركيز على شخص الرب الذي ينتظرك.إذ لا سكيب بغير لقاء منفرد معه.
- من لا ينسكب لا يعرف المسيح حتى لو كان قدامه.حتى لو كان يكلمه وجهاً لوجه.لذلك تكلم يهوذا متأسفاً على فقدان ثلاثمائة دينار ثمن الطيب و لم يتأسف على فقدان حياته.فالحياة لا توازي الفضة عند المتآمرين و الذهب لا يساوى شيئاً عند المنسكبين فمن أنت؟
- أيتها المرأة الرائعة من اين أتيت بهذا الطيب الفريد الوحيد الذى إستحق أن يتطيب المسيح به حياً مفضلاً إياه على أطياب المريمات و هو ميتاً.ما الفرق بين طيب و أطياب؟ عرفتنا الإجابة نشكرك.أنت تقبل الطيب لمن يؤمن أنك حى و لا تقبل أطياباً لمن يرونك ميتاً لأنك حى و إله الأحياء.فطوباك يا مريم يا من عرفت سر القيامة قبل كثيرين و بمحبتك أدركت ما لم يدركه الخائن.
- مسحت قدمي المسيح بشعر رأسها؟ كما قد علمنا الروح القدس: اما المراة ان كانت ترخي شعرها فهو مجد لها 1 كو 11: 15,لهذا كانت مريم  و قد أرخت شعرها لتمسح قدمى معلمنا تضع كل مجد لها تحت قدميه هذا هو الإنسكاب.وضعت شعر رأسها كأنها تقسم في صمت أنه وحده الذى يستطيع أن يغير الشعر الأسود إلى إكليل الأبدية البهى فأخذت مجد عوضاً عن مجد.مت5: 35
- إذ أخذت درس القيامة لنفسها إنسكبت تمسح بشعر رأسها مؤمنة أن شعرة منها لا تهلك لأن المسيح فدانا لو 21: 18.فالسكيب تسليم الذات و تجديد العهد و قوة الإيمان بشخص الرب يسوع فلنطأطئ رؤوسنا عند قدميه و ننسكب.
- سكبت مريم طيبها على رأس المسيح فإنساب حتي قدميه مر14: 3. فإذا بالمطوبة تعلمنا أن نقتنى رأس المسيح و نخفى راسنا أي أفكارنا عند قدميه لأن الذى إقتني فكر المسيح ينكر ذاته تسليماً و إتكالاً و قدمى المسيح تقود المنسكبين في طريقه فإنتبه لقدمي السيد.
أيها الآب مجد إبنك يو12: 27- 36
نعم يا أبانا نطلبك أن تمجد إبنك لأننا نجهل كيف نمجد الأقانيم كما ينبغى.و نطلب من إبنك و روحك أن يمجدانك عوضاً عنا و هكذا نطلب الآب و الإبن ليمجد الروح القدس عوضاً عنا.فمجدك لا تصيغه كلمات في الأرض و لا أفعال فى الأرض و لا قلوب مهما تسامت جداً.أيها الثالوث علمنا لغة المجد لكى نشترك قدر ما يعطنا روحك فى شركة معك و نتبادل اللغات.و نتبادل الذوات و نتبادل المواقع.لك المجد منذ كانت الخليقة بعض من تراب و لك المجد حتى أكملتها.لك المجد فى كل شيء و لك المجد قبل وجود كل الأشياء.لك المجد و أنت في صورة الضعف و لك المجد و أنت في بهاء قوتك.لك المجد من ملائكة المجد و أيضاً لك المجد من الضعفاء الترابيين الذين أنعمت عليهم بصورتك و بنوتك و إسمك و ميراثك فصار المجد لك مجد لنا و صار تمجيدك أنت ربحنا نحن.نمجدك لأنك مستحق كل المجد و لأن هذا فقط ما يمكننا أن نقدمه.مجدك غير موصوف لكنه بالحقيقة مكشوف حتى لخصومك.من لا يمجدك يخونك لأنه يسرق مجدك كما سرق المتآمرون ما ليس لهم.مجدك أنك أعلى من الكل و لكن العجب أنك تنازلت أكثر من الكل ففى مجدك المجد كله معلن و فى إتضاعك المجد كله مستتر لكن المجد باق باق لم و لن يأخذه آخر.
من يمجدك تصعده ليعاينك كى يتعلم لغة المجد و يحيا حرية مجد أولاد الله فالعجيب أن مجدك يفيض على الكل دون أن ينقص أبداً.بقوة لاهوتك جعلت حتى ميتتك مجد لأنك في موتك إخترقت متاريس الجحيم و أصعدت المنتظرين إلى ملكوت المجد فكيف يكون مجد قيامتك؟و مجد صعودك؟و مجد جلوسك عن يمين أبيك؟و كيف بالأكثر سيكون المجد في مجيئك الثانى .إننا لن نحتمل مجدك إلا إذا أعطيتنا نعمة لكى نراك و نعيش .نعيش بغير موت إلى الأبد.أيها الآب الممجد نمجدك .أيها الإبن الممجد نمجدك.أيها الروح القدس الممجد نمجدك.يا أيها الثالوث الأعظم مجداً الأقدس مجداً الأبهى مجداً إقبل تمجيد الصغار الذين لمسهم مجدك فتجرأوا أن يمجدونك بخجل إذ أننا عارفون أن مجدك لا تستوعبه معرفة الناس و لا سبيل إليه بغير أن تتمجد فينا لكي تسمو بالصغار ليكونوا مشابهين لك في المجد بمقدار ما للإنسان و ليس ما للإله الواحد الذى لا يدنو أحد من مجده.

318
تأملات في رحلة الأسبوع الأخير
ليلة أربعاء البصخة  المسيح العريس
Oliver كتبها

ملكوت الله عُرسٌ.عبثاً يحاول البشر إقامة الولائم.فالوليمة الحقيقية وحدها هي وليمة إبن الملك. وحدها الأبدية.بينما ولائمنا وهمية وقتية و فقيرة لا تشبع .المسيح يدعو الجميع للوليمة.و الدسم كله في ذبيحته وحده.هذا الذى هو كفاف البشرية الجائعة و عنها نحر ذاته لكي نشبع منه.ما قبل الجميع الدعوة الأبدية المجانية المشبعة. تهاون الجهلاء و إنصرفوا بينما بحث الغافلون عن شبع في الحقل ولم يجدوا.و آخرون عن شبع في المال ولم يكفهم.فغضب الآب جداً من شعب كان يناديه شعبه . حينئذ ذهبت الدعوة إلى الغنم المشتت الذى لا راع له.عند المفارق وجدنا.كنا نتأرجح بين النور و الظلمة و طالما إعتدنا أن نعرج بين الفرقتين لكنه دعانا و لم ييأس من طبيعتنا المتمردة.لم يشترط شروطاً. دعا الأشرار مع الصالحين ,فقط خذ صورة الإبن و أدخل إلى العُرس.ما أعظم مجانية الخلاص.أما الرجل الذى أراد أن يدخل بغير الوسيط و بغير صورة إبن الملك فكان عقابه القيود الأبدية في الظلمة الخارجية.فليس بأحد غيرالمسيح الخلاص .فخذوا المسيح اليوم لكي تنطبع صورته فيكم بثبات و تستحقون وليمة إبن الملك مت : 22 :1- 14
المسيح هو فلك النجاة مت 24: 36- 51
لأننا لا نعلم متى يأت اليوم فلندخل الآن فلك النجاة و نتمسك بمسيحنا كل لحظة.هذا يكفي لخلاصنا.أما الذين هم خارجاً يتمنون النجاة ويحسبون أنفسهم في مأمن فلن ينقذهم أحد حين يجئ طوفان الكواكب السمائية من فوق  و تنفجر آبار الظلمة من أسفل  فلا يجدون مهرباً.كانوا قدام المسيح و كان حضنه أوسع من باب الفلك و كانت دعوته لأمان و سلام أبدى لكنهم رفضوا.فماذا يحصد زارعو الشوك إلا حسكاً.فلنقطف من كرمتنا عنباً و نترك الشوك لإبليس و جنوده.
الشوك في الولائم الخداعة لذلك قال الرب يأكلون و يشربون و يتزوجون و يزوجون و لم يعلموا المسيح حتي جاء اليوم الأخير.إنهم إنشغلوا بولائم لكنها ليس أبدية و تركوا فلك نجاتهم يتودد إليهم بغير جدوى.كانوا يسهرون لئلا يأت السارق و يسرق تفاهات من أمتعتهم أما لأبديتهم فلم يسهروا بينما يأت يوم الرب كلص و يسرق حياتهم بأكملها.فلنستعد لئلا نشابه هؤلاء المسروقين و نحتفظ بالمسيح كنزنا.فالعبد الذى إستحق ثقة و محبة سيده لما منحه الغفران و الخلاص و الأبدية و البنوة يجب عليه أن يبادل سيده بالحب و الخدمة طول العمر.لا يتوانى و لا يتباطئ بل يسرع في إنقاذ إخوته المتغافلين عن باب الفلك الأبدي ربنا يسوع .فإكرزوا يا شعب الله لأنكم إستؤمنتم على هذه الوكالة.فلا زال باب الفلك مفتوحاً و الطوفان لم يبدأ بعد.و الرجاء بغير مقدار لكل إنسان فتعالوا للنجاة.
ملكوت السموات للعذارى مت 25: 1- 13
وحدهم الذين يتنظرون العريس يستحقون وليمة عُرس إبن الملك.كل من ينتظره تكون نفسه عذراء مخطوبة للمسيح.و التي تنتظر العريس تتزين له حتي تتشرف بإسمه وبالإتحاد به.فتزينوا يا أولاد العريس بالمحبة فهي أحلى ثوب للعرس.بالمحبة إملأوا القلب و الفكر و الفعل.حتي حين يأتى  العريس يجدكم على صورته و مثاله في طبيعته الكاملة المحبة.فيأخذكم معه لتجلسوا في عرشه.
طوباكن أيتها العذراى اللواتى لم يضعن محبة فوق محبة العريس.لم ينمن سوى في حضن العريس.لم يسرن سوي في طاعة العريس.لهذا يأتى العريس و يختطفكن على السحاب و تصرن معه على العرش.
أما الذين صارت قلوبهم بلا محبة صارت أنيتهم بغير زيت فإنطفأ بريقهم و شابهوا إبليس المظلم.لذلك لا يعرفهم العريس و لا يفتح لهم.فاليوم قبل أن تنغلق أبواب الباعة (نعمة الروح القدس) أطلبوا زيتكم فهو مدخر لكم.تصالحوا بسرعة فالزمان قليل لا يسعفكم التأجيل.تسامحوا و إغفروا بعضكم لبعض فهذه هى المحبة التي تنير القلب من بعد الظلمة.لا تؤجلوا مصالحتكم فالعريس في الطريق و أصوات البروق تقترب و من يأت بعد إغلاق باب الفُلك يهلك.و أنتم لم تخلقوا للهلاك بل للأبدية فإنتبهوا يا عذارى المسيح.
و للهالكين ويلٌ مت 23: 29- 36
صَبَر المخلص طوال وقت خدمته.فلم ينطق بالويلات إلا بعد أن إستنفذ الأشرار فرصتهم.كان الكتبة و الفريسيون نخبة المجتمع اليهودى و أقوى نفوذ ديني.كانوا مراكز القوى التي تتحكم في الجميع و كانوا يستبدون بنفوذهم و يحتالون بعلمهم.كان الكتبة يوهمون الشعب بأنهم العارفون بالكتب من كثرة ما يستنسخونه منها.لكنهم بقيوا يقرأون للناس و لا يفعلون بأنفسهم خيراً.و كان الفريسيون يحسبون أنفسهم المشرعون و أصحاب الكلمة النافذة في العبادة فوقفوا قدام خلاص الناس لأن عيونهم لم تكن على الله بل على المكاسب و الظلم و الذات المريضة.و قد سكت عليهم المسيح ثلاث سنوات و يزيد.و هو يعلم أن الهيكل سينقض و لن يبق فيما بعد.فكان لابد من هدم مراكز القوى الشيطانية هذا الهيكل الوهمي الذى يعوق خلاص الناس.فبدأ يكيل لهم الويلات.لقد صدر الحكم بهدمهم مع الهيكل.و لكى يكشف لنا عن صبره عليهم قال لهم أن كل دم يأتي عليكم من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا فهل عاش هؤلاء كل هذه السنين و هل صبر عليهم كل هذه الأجيال ؟ و هل كانوا أيام هابيل حتي يحملون وزر مقتله؟طبعاً لا .لكنهم لم يحزنوا على أولئك الأبرار بل حسبوا مقتلهم إنتصاراً لشريعتهم و تعاليمهم و فريسيتهم لذلك قيل أنهم كانوا يستنكرون القتل بايدي آباءهم بينما يمارسون قتل الأنبياء بأيديهم فيكذبوا أنفسهم و يكشف المسيح أنهم لو كانوا في أيام آباءهم لقتلوا نفس الأنبياء نفس القتل لأولئك الأبرار.أنظروا كيف يغرس الشر شوكه في الجيل التالى.لذلك لا تورثوا أبناءكم الغضب أو الثأر بل أورثوهم المحبة و الغفران.لا تزرعوا في نفوسهم غلاً بل بمحبتكم و تصالحكم نقوا قلوبهم من الخصومات.فيخرج جيل ينبذ الظلم .أما الكتبة و الفريسيون فقد تخرج تلاميذهم من نفس مدرسة الظلم و النفاق و الإستهانة بخلاص النفس لهم و لغيرهم.فإستحقوا الويل كل الويل .
هل تعرف أين المسيح؟يو 11: 55- 57
حين إقترب فصح اليهود كان رؤساء الكهنة يسألون الشعب أين الذبيحة ليكون فصح اليهود مختلفاً منذ صنعوه حين خرجوا من أرض العبودية.كان الكهنة يتساءلون أين المسيح و ليتهم كانوا كالنجم يرشدون أين هو المولود لنسجد له لكنهم يسألون أين هو المسيح لنكم له و نقتله و هكذا كان الفريسيون يفعلون لذلك قال لهم المسيح ويل لكم لأنكم تقتلون مثل آباءكم.
ماذا لو نادانا روح الله في داخلنا و سأل أين المسيح؟ هل سنعرف جواباً؟ أين المسيح في حياتنا؟في لغتنا؟في علاقاتنا؟في معاملاتنا؟فى إيماننا؟فى أعيادنا؟ بل أين المسيح في كنائسنا و خدماتنا و الأغرب حين يلومنا الروح بالسؤال يسألنا اين المسيح في إنجيلنا؟ هل نظن الكتاب المقدس كتاباً للقيم الروحية أم دستوراً لعشرة المسيح .المسيح هو عمود الإيمان و جوهر الإنجيل و الشخصية الرئيسية في كل الكتاب؟أين المسيح في مفاهيمنا و وسط أولادنا بل أين المسيح وسط تسلياتنا و فنوننا و أشعارنا و حضارتنا و ألحاننا؟ أين المسيح سؤالاً لا نستغربه لأن المسيح له المجد قال  ولكن متى جاء ابن الانسان العله يجد الايمان على الارض؟لو 18: 8 .فالسؤال حاضر بقوة في كل زمان.فالبعض يبحثون عن مسيح يقتلونه و البعض يبحث عن مسيح يعبدونه و البعض يبحث عن مسيح يتسلقونه و البعض يبحث عن مسيح هو لهم الكل في الكل فأين المسيح و اين نحن منه؟
هل إذا دخل غريب إلى كنائسنا يجد المسيح؟و إلي إجتماعاتنا و بين ترنيماتنا سيجد المسيح؟ البعض صار يعظ دون أن يذكر المسيح فلمن  و بمن يعظ إذن ؟ هل يجده في سير القديسين أم أننا صرنا نرى قديسين بغير مسيح و كيف هكذا صاروا قديسون ؟ هل يجد المسيح في كتب المعجزات أم يجد شخصيات نستخدمها للدعاية؟ هل يجده في صلواتنا؟ هل يجده في أي مسيحي؟ هل يجد المسيح بيتاً نؤمن أنه فيه ساكن؟قلباً يؤمن أنه له هيكل؟جسداً يعرف أنه له صورة؟خادماً يشعرأنه له سفيراً؟كهنوتاً يخشع له رئيساً؟ الكل يتكلم عن المسيح و قليلون هم الذين يقدمونه شخصياً.فأين المسيح. إبحث عنه فيما هو يبحث عنك و ثق أنه سيجدك قبل أن تجده .
إن أفضل من أجادت معرفته هي عذراء النشيد  التي ذاقت مرارة الحرمان منه وبحثت حتى وجدته  حينها أمسكته بكل كيانها و أدخلته خبأ قلبها هناك ظل كائن فيها و هي تشير تعالوا فقد وجدت المسيا.

319
3- تأملات في رحلة الأسبوع الأخير
يوم ثلاثاء البصخة: الواحد مع الآب سيأخذنا في مجده
Oliver كتبها
المسيح  له المجد هو طريق الأبرار و فيه يسيرون و يكون لهم طريق البر.أما الأشرار فالظلمة طريقهم ثم موطنهم الأبدى .
من يتبع المسيح يرفعه كما إرتفع.من ينكر المسيح يبقي في الأسفل ثم ينزل إلى أسفل الأسافل.هيا نتبع المسيح فلا نموت في خطايانا لأنه يجدد و يغفر و يبرر حتي الفاجر.فلنعتبر ماذا صار للرافضين الخلاص كاليهود إذ بقيوا في خطاياهم و لم يجتنوا من الكرمة الحقيقية و لا حتي حبة عنب واحدة.بل داسوه في المعصرة و لما إجتازها خلصنا نحن الذين قبلوه مؤمنين أنه إبن الله الحى و نلنا دمه مغفرة لخطايانا. ها قدامنا اليهود مثلاً ,حين صلبوه قالوا حقاً كان إبن الله و ظلوا له رافضون فالإيمان باللسان لا يخلص أحداً بل بالمحبة و الفعل.يو8: 21-29 .
أورشليم مت 23: 27 ,24: 2
يا أورشليم يا أورشليم تخرب فيك كل شيء حين قتلت الأنبياء و المرسلين ثم ختمت بجوهرة الآب الذى ظهر في الجسد.فماذا بقي لك اليوم؟ ليس إلا طريق الآلام شاهد عليك.و الجلجلة تدينك كل يوم.و القبر الفارغ يكذب إيمانك الناكر لإبن الله المتجسد.لذلك لا يضمك المسيح تحت جناحيه فيما بعد.لقد إتسع جناحيه ليضم العالم بأسره كي لا تفتخرين بشيء سوي بالموت و الأطلال.لقد لفظك من تحت جناحيه فمن يحميك إذن؟ و أنتم يا ناكرى المسيح من يحميكم إذا لفظكم أنتم أيضاً.ما قيل لأورشليم يقال لكم.بيتكم يترك لكم خراباً.فما الدواء إذن؟أليس أن تقولوا مبارك الآتى بإسم الرب.تؤمنوا به مبارك فوق الكل.مانح الكل كل بركة من السماويات.أورشليم لم تمت بل صارت سمائية.تأتينا منها البركات أبدية لا تضمحل.فأخرجوا من عدم الإيمان و إقبلوا الإبن لئلا يتقد غضب الآب.إقبلوا الإبن فتحيوا فليس بغيره حياة.هو وحده الحجر الأزلي و غيره تسقط جميع الأحجار و لا يبق منها واحداً لا ينقض.إبنوا أنفسكم على حجر الزاوية فلا تتزعزوا يوم الدينونة.
نور العالم نور الحياة  يو8: 12-20

يريدون أن يعرفوا أين أبوك و هم لا يعرفونك؟ يريدون أن يروا الآب و هم لا يسيرون في نور العالم؟يريدون حياة الآب و هم يرفضون نور الحياة ربنا يسوع؟ فكيف يعرفون أبيك؟كاذبون لو قالوا نعبده لأنهم لم يعرفونه.كاذبون لو قالوا نؤمن بإله غير الآب و الإبن و الروح القدس فليس غيره إله واحد.و من لا يعرف الإبن لا يعرف الآب.من لا يعرف الآب يكذب لو قال أعرف الله.من لا يعرف الإبن لا يعرف الملكوت.لأنه لا يعلم من أين جاء و إلي أين عاد الإبن.من لا يعرف الإبن يقع تحت دينونة الإبن و الآب.و من يؤمن بالإبن ينجو من الدينونة.قال هذا يسوع و هو في الخزانة.كأنما يودع لنا الأمانة و الكنز لننهل منه كلما إفتقر إيماننا فيه.نؤمن بك أيها الرب يسوع كنزنا و خزانة الحياة لكل البشرية.و من لا يقبلك يبق فقيراً حتي العدم.
الجالس على جبل الزيتون مت 24: 2- 35
كان المسيح جالس على جبل الزيتون.يعد بركات القيامة و الصعود لمن يؤمن به فهناك ستكون مقابلة التلاميذ بعد القيامة و هناك ستكون بركات الصعود أيضاً بعد أربعين يوما من قيامته.كان منفرداً وقتها يصنع عملاً هاماً لخلاصنا كلما إنفرد بالآب.
جاء تلاميذه يسألون عن علامات النهاية فقال لهم ليس عن النهاية بل عن البداية للنهاية.فللبداية علامات هى الأهم للإستعداد لمجئ الرب و إستقبال المحبوب.أما النهاية فهي للدينونة حيث لا فرصة بعد لأحد ليستعد.هكذا عودنا رب المجد أن يجيبنا عما يفيدنا و ينقذنا من الهلاك .أما بداية الإستعداد فهي ثقتنا في شخص المسيح حتي لا يدعى آخرون أنهم المسيح و نصدقهم.يجب أن نعرف راعينا و نميز صوته عن أولئك الذئاب الخاطفة المرتدية ثوب الرعاة.فإن ميزنا مسيحنا في كل الأوقات لا يخيفنا حروب أو أخبار حروب حينئذ.لا نضطرب حتى.و لو قامت ممالك على ممالك و هاجت حتى الأرض بزلازلها و شح فيها الطعام و زادت أوبئتها فالخلاص متاح لمن يصبر حتى المنتهى.لأن هذا كله ليس المنتهى بعد.بل يكون الوقت مناسباً لشهود المسيح الأوفياء بأن يبدأوا كرازة النهاية التي سماها المسيح بشارة الملكوت لأن الملكوت صار قريباً جداً في المكان و الزمان.و تكون هذه الكرازة شهادة قدام العالم لكي لا يتحجج أحد بجهله أو رفضه للمسيح.الفرصة متاحة حتى الرمق الأخير فلنتب يا أخوتى ما دام في الجسد نفس نتنفسه.
ليفهم القارئ مت 25 :14- 30
إهربوا إلى الجبال.أنظروا إلى الكواكب الروحية و إتبعوها.تمثلوا بالقديسين فهم جبال الرب الثابتة في الإيمان.إهربوا بالتلمذة الروحية و التمثل بإيمان الشفعاء.أتركوا مسطحات اليهودية فالأبدية أعمق من أن ينالها الإيمان الضحل و المحبة السطحية و الأفعال الشكلية.إهربوا للمرتفعات فهي ليست بعيدة عن اليهودية فقط لو تقصدونها تجدونها و الرب يرفعكم كلما أردتم.
الذى إرتفع في المحبة و الإيمان لا ينزل من السطح إلى أسفل.لا تضطرب مثل إضطراب العالم و تفقد ثقتك في الحياة مع المسيح.إبق على السطح و لا تنزل البيت لتأخذ شيئاً من اسفل لأن المسيح ليس في السفل بل في الأعالى. أما الذى في الحقل أى في الخدمة و أماكن الرعاية فلا يتراجع و يبحث عن ثوبه كمن يطلب لنفسه شيئاً بينما النهاية قريبة.إبق في الحقل.فليس في الحقل خوف من الزلازل و المجاعات و الأوبئة.كن منشغلاً بالعطاء فتحصد من الأخذ السماوى.إبق راعياً لا تطلب لنفسك و لو ثوباً هو لك لأن ثوبك سيأتيك في الوليمة ثوب العرس.
إحترسوا يا حاملي الخطايا في قلوبهم كالحبالى.إنتبهوا يا أيها المتمسكين بضعفاتهم مثل المرضعات يمسكن ثقلاً في إيديهم.تنقوا من الداخل و الخارج فالوقت قريب.و داوموا على الصلاة كى لا يكون هروبكم من الهلاك عسيراً كمن يهرب في دروب أورشليم حين يغطيها الشتاء بثلوجه و أوحاله.و لا تركنوا إلى الراحة وقتاً يجب أن تجتهدوا فيه أكثر كي تنالوا نعمة المسيح.فلا تعيشوا كمن يقضى السبت الفريسي.بل إنتبهوا كمن ينتظر الأحد العظيم.و إطمئنوا فالأيام قصيرة كي لا تعثروا.فقط تأكدوا أنكم وراء الراعى الصالح و لم تشكوا في شخصه المبارك.ليس هو في البرية و لا هو في ولائم النخبة و مخادهم.بل هو في قلوبكم و في الإنجيل وعلى مذبحه المقدس جسداً و دماً.هناك تجتمع النسور التي تمثلت بالنسر العظيم الذى بسط جناحيه لشفاء الخطايا.و بعد تلك الأيام تبدأ النهاية و يطمئنكم إبن الإنسان بعلامته من السماء و تبصرونه في مجد عظيم و لا يؤثر فيكم بقية الأحداث لأنه سيجمعكم على السحاب فتكونون مع الآتى على السحاب.
و يظهر عرش إبن الله مت 25 :31-26: 2
حين يتم الخلاص فلا تنازل عن المجد.لا المسيح يتنازل عن مجده و لا أولاده أيضاً يتركون مجدهم.لأن مجدنا في المسيح مجد حى.و الرب يسوع حين يتكلم عن عرش مجده يتكلم في الوقت ذاته عن نفس عرش أولاده لأنهم سيجلسون معه في عرشه:رؤ3: 21
حين يقوم سيقيم معه خرافه.فالقيامة أصلاً وضعت لنا لأنه لا يحتاجها لنفسه إذ هو قائم يشفع فينا قدام الآب لا ينفصل أو ينقطع عنه.يدعو أحباءه مباركين فإبتهجوا يا أحباء المسيح إذ قد صارت بركته بركتكم.كل ما للمسيح صار لكم.لأنكم لما أطعمتم الجوعى كان الطعام يصل إلي فمه فيتقبله أحلي من بخور المذبح.و حين أسقيتم العطاشي كان يرتوي من محبتكم و هو نبع الإرتواء.و حين آويتم الغرباء أسكنتموه في قلوبكم فطوباكم.كل ما فعلتم بالأصاغر كان للمسيح نفسه لأنه تصاغر جداً لأجلنا حتي حسب الأصاغر مثله.لذلك كل من لا يصنع رحمة يرفض المسيح.من يهمل المحتاج ينكر المسيح.من يتغاض عن لحمه يذبح المسيح لهذا قال عن هؤلاء إذهبوا أيها الملاعين إلى النار الأبدية.فلندقق يا أخوتي لئلا نكون قد أكلنا لقمة المحتاجين على مائدة النهم و التلذذ فنحسب ضمن المرذولين و نندم بغير نفع.فلندقق في نصيب الغرباء و العطاشي و المرضي لأن بهذه المحبة يلتئم جسد المسيح الواحد.لذلك من يفصل أعضاء المسيح عنه يفصله المسيح عن نفسه يوم الدينونة و يخيب عن العرش العظيم.
كانت الرحمة ختام أقوال ملك المجد.فلم تنفصل عن العرش.لأنه طوبي للرحماء في ذلك اليوم.لأن ربنا يسوع لأجل رحمته بنا مات عنا و أنبأ تلاميذه أن إبن الإنسان يسلم في الفصح بعد يومين.فلنبدأ فصح الرحمة لكي ننال فصح العرش.

320
3- تأملات في  رحلة الأسبوع الأخير
ليلة ثلاثاء البصخة  باب الملكوت الضيق
Oliver كتبها
يعلمنا السيد أن لا ننشغل سوى بخلاصنا.فلتكن كل أفكارنا و صلواتنا و جهادنا الروحى  متجهة إليه.لأن المسيح هو خلاصنا.
سأله واحد: يا رب أقليل هم الذين يخلصون؟ و ما كان سؤاله مهماً لخلاصه.فعدد الذين يخلصون لا يمثل أهمية إلا إذا كنت من بينهم.إذن فلنجنهد لندخل من الباب الضيق.حتى نحسب بين المفديين.لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله و عرف كل الأعداد و خسر خلاصه؟هذا باطل. فلينتبه كل واحد من اسئلته و أفكاره لئلا يكون منشغلاً بما لا يعنيه.
المسيح له المجد يقدم نفسه كأنه نوح الحقيقي و ملكوته الفوقانى هو الفلك الحقيقي.حين إنتهى نوح من البناء و أدخل جميع المخلوقات و أغلق الباب و بدأ الطوفان ما كان ممكناً أن يفتح الباب مرة أخرى.لذلك سيأتي المتأخرون جداً في فهم محبة المسيح و صليبه و يقرعون الباب فإذا هو مغلق,لا يمكن أن ينفتح بعد.حين يبدأ الطوفان يجتاح من رفضوا دخول الباب الضيق الذى للنجاة.تركوا أنفسهم مستباحين قدام الطوفان فأخذهم إلى البكاء و صرير الأسنان.لو 13: 23-30
إقبلوا الباب الضيق كالمسيح لو 13: 31 -35
جاء الفريسيون المخادعون يطلبون منه أن يخرج من أورشليم لأن هيرودس يريد أن يقتله؟ إنه صوت الشيطان يدعو المسيح للهرب من الصليب.للهرب من أورشليم.للهرب من الباب الضيق.لكن من أورشليم ينفتح الملكوت فكيف يقبل المسيح نصيحة المخادعين.
يعلمنا المعلم الأعظم أن الباب الضيق هو أن لا تبحث عن الراحة المؤقتة.أو النجاة المؤقتة بل عن الراحة  ألأبدية و النجاة الأبدية.لهذا قال لهم إذهبوا قولوا لهذا الثعلب إني لن أخرج بل سأبقي و أعمل حتي النهاية و أقهر إبليس.لعله يقصد إبليس حين قال هذا الثعلب.لأن النصيحة كانت  مكر و خديعة من إبليس لا من الفريسيين و التهديد كان من إبليس لا من هيرودس.و الموت كان الباب الضيق الذى صمم المسيح على الدخول منه لنخلص نحن.فأقتلى يا أورشليم لأن الملكوت صار أورشليم سمائية غير زائفة ليس فيها موت.أما الأرضية فتُترك خراباً و هكذا كل من يسعى للنجاة الأرضية و الراحة الأرضية مهملاً خلاصه تأخذه الأرضيات إلي الخراب و الفناء.
إستعدوا للباب الضيق لو 21: 34-38
تخففوا من أثقال لا نحتاجها في السماء.أتركوا الهموم عند قدمي الفادى.لا تتفرغوا لشهوة البطن و شهوة العيون و تعظم المعيشة فهذه كلها تفنى.لأن يوم الرب يأتي كالفخ لذلك لا ينجو منه سوي المتجردين من الأثقال.الزاهدين من الأحمال الزائدة.لهذا فلنتب يومياً كي لا تتراكم آثامنا و تعرقلنا.و لنطرح همومنا يومياً كي لا تجد فينا مسكناً.الصلاة مفتاح الدخول من الباب الضيق.المحبة لغة التفاهم مع المسيح.الزهد جناح للرشاقة الروحية فتصعد أفكارنا محلقة في الملكوت حتي قبل أن نوجد هناك.و سكان الهيكل يخلصون بالمذبح.
ويلات المخالفين ,فلنخف لأجل خلاصنا لو 11:37-52
صنع الفريسي وليمة و ظن أن السيد يحابي بالوجوه.قدم له الأكل و سبق الأكل دينونته للمسيح الديان فأدانه المسيح كي لا يتجرأ علي سرقة سلطان الله.ما أعجب الفريسى إذ أدان المسيح  لأنه لم يغتسل قبل الأكل .الفريسى قدم وعاء الطعام الخارجى بينما وعاء القلب الداخلى كان مدنساً بالإدانة. فكان عبرة لمن يحب باللسان لا بالقلب.و كان الدرس الهام أن تعط القلب صدقة فيتطهر الجسد كله و أن محبة القلب الخالصة أفضل من كل العطايا المادية .فالمحبة لا تسقط أبداً بينما العطايا المادية فهي تشبه عطايا النعنع و البقول عمرها قصير.
الباب الضيق هو المتكئات الأخيرة.و الهرب بمعرفة من كثرة المدح.الباب الضيق يوصل للملكوت و كثرة النفاق باب الموت.
الباب الضيق أن تحمل عن الناس أثقالهم لأن هذه هى المحبة الباذلة و أن لا تُحمِل الناس شيئاً أى لا تدينهم. الباب الضيق ينقذنا من قتل الروح وأما التهاون في الوصايا فيجعلنا قتلة لأنفسنا و لغيرنا..جميع الأنبياء و الشهداء دخلوا من الباب الضيق فلماذا لا نمشى على آثار الغنم. هناك الراعى و هناك تعرف الخراف صوته و تتبعه حتى إلى الملكوت.
لا تسألوا عن الأزمنة التي في سلطان الله مر 13:32-14 :2
إن معرفة المسيح أهم من معرفة الأوقات.و الإستعداد أهم من التنبؤات.لأن معرفة المسيح تحميك مما لا تعرف.و الإستعداد للأبدية يجعلك متلذذ به.كل الذين أرادوا معرفة الأزمنة فشلوا و عثروا و لم يعرفوا سوى الفخر الكاذب أما الذين إنشغلوا بعشرة المسيح فقد فاض عليهم بسلام و فرح لا ينقطعان حتى وقت الآلام.لذلك تجد هؤلاء يسهرون بغير كلل.ينتبهون لصوت المسيح من وسط كل الأحداث.يعرفون رب البيت و يخدمونه حباً في شخصه لا شهوة في مكسب.الذين يحبون الله لا يخافون من مكر الأعداء لأنهم إستودعوا أنفسهم في يديه.فلنقف قدام الله كجهلاء فيعطنا حكمة.أما الذى يدعي المعرفة فله خزى الوجوه.معرفة المسيح و عشرته هي الأبدية ذاتها.هي الملكوت منذ الآن.هي مذاقة الخلاص السماوى.فلندخل الملكوت من باب محبة المسيح لأنه مفتوح للكل.

321
هل يغسل بيلاطس مصر يده
Oliver كتبها
تتوالى التفجيرات مع التصريحات فكلاهما يقتل..يحكم بيلاطس بالموت و يغسل يده بالماء و كأن الوضوء يبرأه و الماء لا يمحو الجرائم. يموت الجسد تموت النفس لكن لا تموت الروح فبيلاطس مدين مدين ما دام المسيح قد مات و بيلاطس مصر مدين ما دام المسيحي قد مات.بيلاطس لا زال يشهد الفريسيين يحكمون الشعب و لا يكترث ما دام على كرسيه مطمئن.بيلاطس مصر يترك السلفيين و الآزهر يحكمون و لا يكترث ما دام الكرسي آمن.و من أدراهم أنه آمن.فغداً بعد أن يغسل الكل اياديهم تظلم دنياهم و يعرفون أن الذى مات هو إبن الله. سيقرعون صدورهم ندماً و لن ينقذهم الماء الكاذب.
صرح رؤساء الكهنة  بأنه خير أن يموت واحد عن الشعب و تهللوا بموت المسيح.هيجوا الخصوم  لأنهم أيضاً خائفون أن يأخذ المسيح ولاء الشعب منهم.أنظروا كيف تقتل التصريحات.نستقبلكم بالدماء يا قادة الكنائس.
ها نحن لم نستقبلك يا ملك الملوك بأغصان أو نخلع ثيابنا في الطريق لكننا إستقبلناك بدمائنا  و إنخلع شهدائنا من الأرض كلها لإستقبالك فما أعظمه إستقبال.أنظر يا سيدنا الرب من خلع يده أو قدمه ليضعها أمامك من غير إضطرار.إنهم أيضاً يستقبلونك.فخذ سحابتك و تعال سريعاً لأن المر الذى قدمه المجوس  لك قد صار نصيب شعبك .
 أخذ شاول الطرسوسى من رؤساء الكهنة صكاً بالفتك بالمسيحيين فلا يستطيعون مهما غسلوا اياديهم أن يتبرأوا من رأس إستفانوس و لا رأس يعقوب الرسول اللتان قد أطاحت بهما هذه الصكوك.الأزهر يوزع الصكوك مجاناً ثم يكذب و يدين التفجيرات و يدعى التعاطف مع الضحايا المسيحين.كاذبون  و مكشوفون للكل فالأزهر يُعلم المسلمين أن مصرعنا حل لهم.الصك فى قرآنهم.الصك فى السنة و الأحاديث.الصك في كل كتبهم.هاتوا لنا كتاباً عندكم ليس في قلبه صك و سيف و قتل و تفجير و لا تكذبون.فأنتم أسعد الناس بدمائنا لكن الماء لن يغسلكم مهما توضئتم . إغلاق أزهركم أفضل من تجديد خطابكم الذى ليس فيه جديد بل صك قديم قديم.
هل يغسل الماء الدم؟ هل يغسل الماء الأرض.بل الدم يغسل.الدم يهز العروش.يأتى بالأنقياء و يطيح بالظالمين.فإبحثوا من يوزع الصكوك و أطيحوا بهم لأن الكأس قارب على الإمتلاء.
إياكم أن تبرروا الموت ظلماً.يا إعلام مصر أنتم أعظم القنابل التى تنفجر فى المسيحيين.يا قضاة مصر أنتم قنابل تقتل الأقباط بأحكام غادرة كالموت.يا برلمان مصر أنتم في وسطنا قنبلة لا تسعى إلا لغسل الأيادى بقليل من الماء وإستئناف القتل بالتشريعات التى تأتمر بالسلفيين أكثر مما تظهرون.
إياكم أن تبرروا موتنا بأن الوطن كله مستهدف فقولوا ما يراه الله حق لأن كل كلمة سيكون عنها حساباً.فنحن وحدنا مستهدفون كشعب.أما الجيش و الشرطة فهم مستهدفون من أجل زي يلبسونه فإذا خلعوه صاروا آمنين.أما نحن فلن نخلع مسيحنا الذى نلبسه.نحن مستهدفون من أجل زى لا نخلعه و لو بالموت.مسيحنا ثوبنا.ثوب لا يراه القتلة إلا في كنائسنا و بناتنا و بيوتنا فيسعون نحونا و أحزمة الكراهية تحتضنهم و يقتلوننا فإذا الثوب يأخذنا إلى الحياة لا الموت.
إبتعدوا يا محترفى التصريحات لأن من يتسلق على رؤوس شهدائنا ينزل إلى الهاوية و لا يصعد.أتركونا يا خونة الإيمان فنحن نعرف كيف نستقبل الموت رافعين الرأس أما أنتم فقد غابت عنكم الكرامة إذ تسترزقون من دمائنا كالطفيليات يا يهوذات عصرنا.
سنسمع من يفتخر لموتنا.سنشهد من يتباهى أنه الإنتحارى الإسلامى الذى جاهد من أجل حور الجنة.و أنتم يا يهوذات المسيح تنضمون إليهم إذ تربطكم الأضواء كالأحزمة الناسفة و تنفجرون في وجوهنا.فهل تتتوقعون حور جهنم معهم؟
الماء لا يغسل يدك يا بيلاطس مصر.الماء لا يعيد الحقوق بل يعود الحق لما يكون المسيحي كالمسلم في الوطن.فكم رأس تطير كي يعود هذا الحق.ما العدد المطلوب من الضحايا الأقباط حتى يكون للقبطي حقه كاملاً .فالقبطي درجة أولى في الموت فقط.ما عدا ذلك ليس لنا درجة بل تحيط بنا الكراهية في كل المؤسسات.في القوانين و الدستور طالما كانت الشريعة الإسلامية تحكمنا.
الماء لا يخفف العقوبة يا بيلاطس.الأيام مقصرة.إسكبوا الماء على الأرض و لا تغسلوا به أياديكم. إحملوا الحق دون تزييف.
يا من أردتم شيطنة أقباط المهجر ألا تخزيكم دموع الضحايا و ذويهم.ألا تؤثر فيكم دماء الشهداء.يا من نافقتم ماذا ربحتم اليوم.هل يصدقكم أحد.لا تهتفوا باطلاً كما هتف الناس قدام الصليب أصلبه أصلبه لأن المصلوب اليوم أخيك أو أبيك أو أختك فهل ستظل تهتف.إن أقباط المهجر ضمير حى و قلب نابض بالحب لكنيسته شعب المسيح فلا تكذبوا و تتهمونهم بالباطل و تغسلون اياديكم.
يا شعب المسيح في طنطا و كل مصر إرفعوا رؤوسكم و نحن معكم ننظر إلى فوق بدموعنا و أنيننا لكننا لن نفقد سلامنا و ثقتنا في المسيح الذى نعبده.السلام الذى أخذناه لا يستطيع أحد أن ينزعه منا.كنتم ستذهبون إلى أسبوع الآلام فهوذا قد جاء اسبوع الآلام بنفسه لنعيشه حياً بقلب يشارك آلام المسيح أليس هذا ما كنا نشتاق إليه روحياً و ها قد صار وسطنا متجسداً فإفرحوا وسط الدموع.يملكنا السلام حتى في بحيرة الدم.و أعداء المسيح في بحيرة الكبريت .الحق باق .السلام باق.الحب لمسيحنا باق.الصليب ليس أيقونة فحسب بل كنيسة بكل من فيها.الرب بالتعزيات لن يسكت.ثقوا أنه لن يسكت فقط إنتظروا الرب فهو آتٍ سريعاً و أجرته معه.


322
1- تأملات في  رحلة الأسبوع الأخير
ليلة إثنين البصخة بين حبة الحنطة و حبة الخردل
Oliver كتبها
حين جاءه يونانيون يطلبون أن يرونه بدأ الكلام عن حبة الحنطة التي إن ماتت تأتي بثمر كثير من اليونانيين و جميع الأمم  و من اليهود أيضاً  لأن موت المسيح شبكة جامعة لصيد أبدي لا يعد من الكثرة.
يمزج كل الكلام بين الضعف و القوة.يذكر النور و يذكر الظلمة. يطلب النجاة من تلك الساعة فيظن البعض أنه متردد  لكنه يأخذ الفكر إلى الآب فيرد عليه علناً قدام الناس. كالرعد يخاطبه و يشهد بمجده و يسمع القوم شهادة صاحب العرش.أقوى أنت أم ضعيف.لو كنت ضعيفاً ما كنت تعدنا بأن تطرح إبليس خارج العالم مقيداً في الجحيم.لو كنت ضعيفاً فكيف ترتفع عن الأرض و تجذب الجميع.لو كنت قوياً فلماذا تموت. الشياطين فيك إحتارت,اليهود و رؤساؤهم إحتاروا و الشعب حتى تلاميذك قد تعلقوا فى الشك.و لكننا نعلم أنك من أجلنا صرت ضعيفاً و قوياً .يو12: 20-36
من يقول الناس أني أنا لو 9: 18-22
ماذا لوسألنا المسيح اليوم عن نفسه من تظنونه؟ هل هو إله؟نصدقه و نتركه يقود حياتنا.أم خادم يلبي مطالبنا؟أم قوة نلجأ إليها حين نعجز؟أم شخص نلقي عليه التهم في أوقات الفشل؟أم رب نفتخر بإسمه دون أن نعرف عنه الكثير و دون عشرة معه؟أم إسم نتاجر به و نتكسب بينما نخسر أنفسنا؟أم نسرق سلطته و ندين بعضنا البعض؟إنه سؤال الحياة كلها يسأله الليلة من يقول الناس إني أنا؟ أما بطرس فأجاب أنت مسيح الله.مسيح, مخلص, مسيا, إله. و لأنه مسيا فهو مرسل من الآب لقد قال بطرس الكثير في كلمتين.
تستطيع أن تقل له أنا أراك حبيبي .أراك صديقي و إلهي المرهوب أيضاً,أراك مخلصي و غافر ذنوبي.أراك قريباً لى أكثر من نفسى.قل عنه مصالح لك مع الآب.قل أنه شفيعك و واسطتك و وسيطك.قل أنه غناك و أبديتك و حياتك. أغمض عينيك و أرسل قلبك إلى الأعالى ليخبر الملك بما تشعر به.
إبن الإنسان سيسلم إلى الأمم مر 10:32-34
صاعدين إلي أورشليم. بالحيرة و الخوف يتبعون المسيح و لا يمكن أن تتبع السلام و أنت في خوف و حيرة .لكنهم ظنوا أنهم سيفقدون المسيح بموته و يفقد كل واحد مكاسبه التي يترجاها منه. كان الصعود من قبل للترتيل و تقديم الذبائح.الآن يصعد إبن الإنسان للموت.ثم يصعد بالإنسان من الموت.ثم يصعد بنا إلى السماء حيث لا موت.
حبة الخردل مر8: 27-33
بدأت ليلة الإثنين بحبة الحنطة و إختتمت بحبة الخردل حبة الحنطة هي المسيح و حبة الخردل هي أنت فلا تنفصلان.حبة خردل تقهر الشيطان بحبة الحنطة.حبة خردل تنقل الجبال بحبة الحنطة.إيمان بسيط يكفي.مقدار قليل يفعل.الإيمان هو أن تضع ضغفك في قوة المسيح.تضع يدك في يده.تضع قلبك في قلبه.تضع روحك في روحه.الإيمان تكامل بين الإنسان و الله الكامل في ذاته.و من ليس عنده حبة الخردل يفشل قدام الشياطين.لأنه لم يطلب الله و لا وثق في قوته.
تتشابه الحبتان ,حبة الخردل إن ماتت تأتي بثمر كثير تماما مثل حبة الحنطة لأن العبد يشبه سيده.حبة الخردل إن عصرتها أنتجت زيتا فريد الصفات.و إن طحنتها صارت مثل الدواء.في كل أشكالها تقدم فائدة.فهل لنا حبة خردل في أفعالنا.و في إيماننا.حبة الخردل لو امسكتها بيديك لا تستطع اصابعك أن تتملكها.هي تنفلت من بين اصابعك.حبة الخردل الصغيرة تجد لنفسها منفذاً و باباً .فليكن لك المسيح منفذاً و باباً أيضاً.كل ما تفعله حبة الحنطة تفعله حبة الخردل بالإيمان.
حبة الخردل صلاة سريعة.صوم روحاني دسم.كلمة تشجيع عابرة.إبتسامة تنثرها كالورود.مغفرة بغير جهد للمسيئين.حبة الخردل تتدحرج بإستمرار نحو الأرض تنغرس تحت الأقدام  فتعلمنا الإتضاع و غسل الأرجل.هي صغيرة للغاية و صلبة للغاية فلا تظن أن الإتضاع ضعف و التنازل تخاذل فصلابة الخردل في داخله و صلابتك في ثبات ثقتك في المسيح.
إبن الإنسان سيسلم إلى ايدى الناس مت17:19- 23
لم يستطع التلاميذ أن يخرجوا الشياطين لأن إيمانهم بقوة إسم المسيح لم يكمل بعد.سوف يكتمل حين يرونه يسلم إلى أيدى القتلة ثم يقتلونه و بعد ثلاثة ايام يقوم منتصراً قدامهم فيكمل إيمانهم .حينها يصير إبليس ألعوبة في أيدي المؤمنين و ليس العكس.لذلك أوصانا بالصلاة و الصوم فهما مضادان للشياطين.فالشيطان محروم من ذكر إسم المسيح و الإستمتاع بقوته.لأن الصلاة بإسم المسيح تنقل الجبال و تطرح الشياطين منهزمين.أما الصوم فهو إنشغال بالروح عن الجسد و هو عكس ما يريدنا إبليس أن نفعله.لذلك أكثروا زادكم من قوت الروح فإن الجسد لا يموت إن جاع لكن الروح تهلك إن جاعت عن المسيح.فالصوم  عن خبز الأرض صلاة و الصلاة صوم عن فكر الأرض.كلاهما إرتفاع كقيامة إبن الإنسان من رقاد الجسد في القبر.حين تقف قدام إبليس عاجزاً إعرف أنك وقفت وحدك.يلزمك صلاة و صوم لتشبع بروح الله و يسندك إسم المسيح.بدون صلاة تقف بلا سلاح.بدون صوم تقف بلا قوة.فكن ضد إبليس بقوة المسيح في صومك و إسم المسيح في صلاتك و بهذا تغلب.


323
الملك و المملكة الجديدة
      Oliver كتبها
أحد الشعانين .
جاء في صمت ليعلم الملوك كيف يصمتون و تتكلم أفعالهم. لما إقترب الملك. دخل أورشليم ليسمر على عرشه.كان هتاف يتصاعد في الأرجاء و عند زوايا الهيكل تترتب المؤامرات .هذه التي واجهها الرب يسوع بجبروت المخلص.عند أشجار التين قرب بيت العناء أرسل إثنين من تلاميذه إلى بيت الشقاء ليخرجا من هناك بأتان و جحش.كان الرب محتاج إليهما.
كل الكلام عن أورشليم
لما إقترب من أورشليم بدأ مهامه الختامية.إرتجت أورشليم في دخوله كما إرتجت بيت لحم في تجسده. ركب الآتان و هو طفل هارباً من القاتل هيرودس الكبير و الآن يركب الآتان و هو كامل السن قادماً ليواجه القاتل الأول إبليس.
لما إقترب من أورشليم بكي عليها كما كان  أيضاً عند مولده بكاء و عويل بسبب هيرودس الذى قتل أطفال بيت لحم .ناحت راحيل من قبرها و لم يستطع أحد أن يعزيها حتي اليوم.الآن يقترب المخلص ليعزيها فهوذا ينوي أن يموت و يقيم أطفال بيت لحم و يراهم الكثيرون حين يقومون أو حين يموت المخلص. لأن  لحظة موته هى لحظة قيامة المنتظرين على رجاء.
فى أورشليم يستبدل الهيكل بهيكل جسده.في أورشليم يشفى المرضى داخل الهيكل لأول و آخر مرة لأن الهيكل سيزول و يبقي المسيح الذى هو ابدى و فيه تنفتح أعين القلب و تستقيم أرجل المبشرين بالسلام .ليس سلام لأورشليم لأنها لم تعد مدينة سلام .سلامها الزائف ضاع و صار عوضاً عنه سلام المسيح الذى لا يزول.
كان في هيكل أورشليم مرحضة ليغسل فيها الكاهن أوانى الهيكل و يغتسل فيها مقدمو الذبائح أما يسوع مخلصنا الصالح فهوذا يصنع مرحضة روحية يغسل أرجل تلاميذه ليس من أجل وسخ الجسد لكن من أجل إنكسار الروح.لذلك صاروا أنقياء بعد غسلهم.كان اليهود يغتسلون خمس مرات كل يوم و لم ينالوا نقاوة طوال حياتهم.أما المسيح فلما غسل أرجل تلاميذه فقد غسل معها أفكار العظمة فصارت لإتضاع . غسل الشجار الذى حصل بين تلاميذه فصار غسلهم سبب وداعة.لذلك جلسوا يأكلون المن السماوى دون تشكك.
 في هيكل أورشليم و على مذبحها قسط المن الذى تذمر عليه بنو اسرائيل.لذلك في أورشليم صنع المسيح المن السماوي الذى دعاه سر الشكر إذ ليس هناك تذمر على المن السماوى.
في مولده كانت الحيوانات حول المهد.و الآن يطلب أتاناً و جحشاً ليكونا  برفقته في الطريق إلى صلبه. نؤمن بك إلهنا أن المشهد قدامك كان مكتملاً منذ البدء.كنت تعد لصلبك منذ طفولتك؟لأنك من أجل فداءنا خرجت من عند الآب و تجسدت.
قولا أن الرب محتاج إليهما
سيأتي من يسألكما يا تلميذى المسيا .كونوا مستعدين لمجاوبته.سيقول لماذا تحلان الجحش.فقولا إن الرب محتاج إليهما.لولا أننا نعلمك يا مخلصنا تتكلم بالرموز لكنا إندهشنا.لإننا ما رأيناك محتاجاً لشيء. لم تذكر مرة أنك تحتاج شيئاً من أحد.طعامك و أنت جائع كان خلاص الناس.عطشك لم يروه أحد بل قدمت للسامرية  ماءاً و أنت عطشان.رداءاً لم يهبك أحد بل ألقوا عليه قرعة عند صلبك.لم تحمل درهمين للجزية  بل أمرت فإصطاد بطرس سمكة و فتحها فإذا درهمين دفعهما عنه و عنك.و لا كان لك أين تسند رأسك.و في كل هذا لم تقل لأحد أنا محتاج.المرة الوحيدة الذى قلت فيها أنك محتاج كانت من أجل جحش و أتان؟ أهذا كل إحتياجك؟ و هل حقاً إحتجت هذين الحيوانين.لا لم يحتاج المسيح لهما لكونهما حيوانين بل لكونهما رمزين.لا تتعجبوا أنه أختار أجهل الحيوانات لترمزللبشرية لأننا كنا في جهالة لا توصف من غير المسيح.
الرجل صاحب الآتان و الجحش –اليهود و الأمم-
من هذا الرجل؟و لماذا إحتفظ بالآتان مربوطاً و راقب الجحش حتي لا يركبه أحد.إنه يعرف المعلم و المعلم يعرفه.هل صار بينهما إتفاق حتي لا يركب أحد الجحش؟هل قال له أن ما تستطيع أن تعطني ليس إلا أتاناً و جحش.هل كان بينهما كلمة سر إذ يكفه أن يسمع أن الرب محتاج إليهما؟ منذ متى تعرف المسيح رباً يا صاحب؟ و لماذا لم تذهب بنفسك لتقدم له الأتان و الجحش كما إتفقتما معاً؟ هل كنت مكلفاً بمهام أخرى؟ هل كنت تؤدى دوراً من بعيد؟ على أية حال طوباك يا رجل فإننا نعلم  إن للمسيح أسرار و أشخاص لن ندركهم على الأرض لكنهم سيكونون أحد المفاجأت السمائية المبهجة.
في بيت الشقاء بيت عنيا ستجدان  اليهود و الأمم .الرمزان أتاناً و جحش.الأتان مربوطة بكل قيود الناموس.بتعاليم الناس مربوطة. الأتان المروضة المقيدة هى بيت إسرائيل. الجحش يبدو كالحر لكنه ليس حراً بل شارد بغير راع. هو مقيد أيضاً ببقاءه تابعاً لشعب الله لكنه لا ير الله وسطهم. فعاش منفصلاً عن الناموس كالميت.

لذلك لن يسألكما صاحب الحيوانين إلا لما تحلان الجحش.هذه اللحظة مثيرة.فلو حللتما الأتان سيظن الناس أنكما تحتاجان إليه أنتم.لأنه دواب للركوب. لأن اليهود كان شعب الله فلم يكن غريباً أن تطلبهم الأنبياء. لكن لو حللتما الجحش فسيعرف الرجل أن الرب هو الذى يحتاج إليه فهذا الجحش مخصص له.إن هذا الجحش لم يركبه أحد من قبل .لم يسأل عنه أحد البتة.جحش لم يتعلم شيئاً. إستبقاه الرجل لأمر لا يعرفه سوى إثنان.المسيح و هذا الرجل المجهول.هنا إذا سألكما الرجل تقولان له إنه الرب و هو يعرف الرب. بينهما رمز وحدهما يعرفانه
. المخلص الذى سيدخل أورشليم راكباً جحش لم يركبه أحد من قبل.لم يروضه أحد و لم يعلمه أحد ألا يكون هذا رمزاً للأمم. إحتياج المسيح حل الأتان و الجحش من قيودهما..نعم محبة المسيح جعلته محتاج لخلاصنا مع أننا نحن المحتاجون إليه و ها هو قد رضى أن يصير محتاجاً لأجلنا ليحرر اليهود و الأمم.
اليهود و الأمم تشاركا في الإحتفاء بمولده .مريم العذراء و خطيبها يهوديان و الرعاة أيضاً يهود.كذلك شارك الأمم بالمجوس و بالمصريين عند هروبه.هكذا صار عند موته.شيوخ الكهنة و رؤساءهم يهود .الفريسيون و الكتبة يهود.  بيلاطس روماني أممي  و هيرودس نصفه يهودى و نصفه روماني و الجميع إشتركوا في قتله و الجميع مات من أجلهم المسيح لأنه من فرط محبته محتاج إليهما.هو محتاج للسامريين و اليهود و إلى أقصى الأرض.ليس إحتياج ينقصه لكنه إحتياج ينقصنا و هو يعبر عنا بلسانه.
فليقل كل واحد اليوم أن المسيح يحتاجني.أنا مهم عنده.إنه يستصحبني لأكون قدامه في صلبه سواء هتفت أوصنا أو هتفت أصلبه فهو محتاج للإثنين.اليوم إحسبوا الآتان رمزاً للمؤمنين بالمسيح  و الجحش رمزاً لغير المؤمنين و ستسمعون نفس العبارة أن الرب محتاج إليهما.  لقد أخذ الجميع في جسده و الآن يأخذهما في موكبه ليخلص الجميع لأنه هكذا أحب الله العالم.
كانوا يفرشون ثيابهم في  الطريق
هذا المشهد قديم قديم.البعض يضع ثيابه تحت المسيح ليجلس عليها عند ركوبه الجحش.و البعض يضع ثيابه في الطريق عند دخوله الملكى إلى أورشليم.إن أدم و حواء قدمها ثيابهما التي من أوراق التين قبل أن يلبسا الأقمصة التي من الذبيحة.و الناس يفعلون هذا من غير إدراك برمزية التصرف.لا يهم فاليوم يوم الرموز.إنهم يقفون الآن عرايا قدام المسيح .تماما كما وقف أبوانا بعد الخطية.لكنهم لن يختبئوا إلا خلف شجرة الصليب حيث ستنكسب دماءا ثمينة تنسج للجميع ثوب العُرس.
عند منحدر جبل الزيتون بدأ التلاميذ يفرحون
من عند المنحدر سينزل المسيح حتى إلى الجحيم.و إلى هذا المنحدر سيدعوا تلاميذه ليباركهم قبل صعوده.لذلك فللزيتون و جبله قصة راسخة في أذهان تلاميذه, هتف التلاميذ و لم يدركوا وقتها ما يفعلونه  كما هو مكتوب (وهذه الامور لم يفهمها تلاميذه اولا .ولكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا ان هذه كانت مكتوبة عنه وانهم صنعوا هذه له) يو12 . لأنه  بمجرد أن لاح جبل الزيتون و صار بيت عنيا بشقاوته خلفهم إبتدئوا يهتفون مبارك الملك الآتي بإسم الرب.الآن نعرف سبب البهجة التي ملأتهم.و التسبيح الذى بدأ من جمهور التلاميذ.الهيكل قد لاح.و يتصور البعض أن المسيح سيأتى إلى رئيس الكهنة طالباً مسحته مثلما مسح صموئيل النبي داود .ألعل هذا جال بخاطرهم فقالوا أنه الملك الآتي بإسم الرب .لقد قرأوا في عاموس النبي 9 أنه سيقيم مظلة داود الساقطة.و سيعيد ترميم كل ما فيها و يبنيها مثل أيام القدم.فهل جاء أول أيام القدم بدخوله اليوم أورشليم .فلنهتف أنه الملك الآتى بإسم الرب.لأنه سيعيد مجدنا.كما قرأنا عنه أنه إبن داود يعيد لأبيه مملكته الساقطة و مجده الضائع.كان هتافاً بكلمات لم يقصدوا معانيها.بأفعال لم يدركوا رموزها.كان دخول المسيح أورشليم هكذا يزيد الأمر غموضاً عند إبليس الذى يراقب هذا التناقض بين دخول مهيب لملك راكبا على جحش.إبليس سيكون أول الفرحين لو ثبت أنه سيملك مثل داود .إن إبليس لا يخشى الممالك بل يخش صليب المسيح لذلك إستشرى الهتاف بين الجموع حتى صاروا يقطعون اغصان أشجار الزيتون مصدر رزقهم  دون وعى و يلوحون للملك الآتى بإسم الرب,
 كان رؤساء الكهنة مجتمعون ينتظرون قدوم المسيح ليس ليمسحونه ملكاً بل ليصلبونه ملكاً.هنا العرش و هنا السر الذى لم يدركه حتى إبليس لسبب إتضاع المسيح الشديد في دخوله أورشليم  تماماً كما لم يدركه عند مولده في مزود.
يوم تأت ملكاً
دع الحجارة تصرخ.و علمنا صراخ الحجارة.لأن القساوة تجتاح القلوب.و الهاتفون أوصنا لا يقصدون الخلاص.و الصارخون مبارك أنت لا يباركونك.و المدعين أنك الملك الآت بإسم الرب سيقتلونك سريعاً فعلمنا صراخ الحجارة.لعله أصدق من قلوب كثيرة.لعله ألين من قساوة تبلدت بها الحواس و ماتت. ضع في قلوبنا رجاء لنظل نخدم حتى الناس التي تبدو كالحجارة  لأننا نؤمن أنه سيأتى يوما و سوف تصرخ بإسمك فادياً و مخلصاً فلا نفقد الرجاء في أحد .
يا إبن داود نرنم لك معه أنك قوتنا و تسبحتنا و خلاصنا ليس سواك.نريد أورشليم السمائية و ليس خيمة ساقطة لداود .
الذين لا يعرفون الرموز بك و منك  يتعلمون.نعرف اليوم أنك لا تريد أن نخلع قدامك ثيابنا بل أن نخلع عنا العتيق.نعرف أنك أعددت مائدة لنا لنشبع بك و نتنعم في غناك فأنت ملك و نحن بنات و بنين الملك لا نجوع أو نعطش.
يوم تأت ملكاً سيكون الصامتون هالكين و الهاتفون أمين تعال أيها الرب يسوع هم وحدهم المستحقون.فلنلحق و نناديك اليوم قبل الغد و نرحب بقدومك ملكاً لك كل التبجيل و السجود و العظمة و الربوبية.


324
سبت لعازر الصاعد من الجحيم
Oliver كتبها
إنها معجزة تصور علناً ما سيحدث  في الخفاء وقت الفداء.كان لابد من إثباتها لنعرف أن مسيحنا بيده مفاتيح الموت و الحياة.لهذا أطال يوحنا الحبيب في شرح توقيت و مكان و شخصيات المعجزة و وضع لها شهود و براهين لأن التيقن منها يقود إلى قيامة مخلصنا دائساً الموت .بدأت المعجزة في خمسة آيات متواصلة يذكر الوحى الإلهى تفاصيل و اسماء هم شهود حاضرون يؤكدون أن المسيح إله الحياة و قاهر الموت و ماسك في يده مفاتيح الهاوية.كانت أسرة  لعازر  محبوبة مثالاً لمحبة الله للعالم لأن القيامة لا تتم بغير المحبة.كان يسوع يحب مرثا(الأمة اليهودية الخادمة) و أختها (الأمم التي بلا إسم هنا) و لعازر الذى هو جنس البشر .
كان إنسانا مريضاً هو كل إنسان ليس لعازر وحده . الخطية مرض معدى أفسد الجميع أفسد الطبيعة .لذلك لم يكن صدفة أن يقول التوأم (توما) لنذهب نحن أيضاً لنموت معه.لأننا بالحقيقة متنا كلنا حين مات آدم.كنا توأماً في الموت لم ينج من الخطية و لا واحد. آدم لم يمت جسدياً فور سقوطه.هكذا مرض لعازر و لم يمت في التو.تركه المسيح قليلاً لكي يظهر جبروته على الموت.أرسلت الأختان الأمة اليهودية و الأمم يقولان  حبيبك الإنسان مريض لكن المسيح تركه مريضاً يومين ثم ميتاً أربعة ايام ثم أتي لأن البشرية  قد ماتت.و مات عنها المسيح في الساعة السادسة في اليوم السادس و خلصنا بموته.
لنذهب إلى اليهودية
مراراً كثيرة كان يكرر أن ساعته لم تأت بعد لذلك كان لا يسمح بالإمساك به  يو 2: 4 و يو7: 30 ,يو 8 : 20 ,الآن قرر مخلصنا الصالح أن يظهر نفسه علانية.الآن يصرح أنه سيذهب لمن يريدون قتله. الآن أتت ساعة إبن الإنسان يو 13: 1.في اليهودية يتربص كل القتلة.لكن ما دام طريق الخلاص يمر من هناك فإلي هناك يذهب الفادى لأنه يشتهي خلاصنا.
الذهاب إلى اليهودية يعني قبول الصليب و الموت بإرادته وحده و تحقق الفداء.لذلك متى أمكنك الذهاب إلى اليهودية لا تتردد فهناك الصيد الثمين وهناك الإنتصار .وإن كان في اليهودية موت لعازر ففى اليهودية أيضاً  سحق الموت فلا تخش الكرازة فى اليهودية.
مرثا رمزاً (اليهود)
الأحداث رمزية.العبارات رمزية.خلف كل كلمة قصة.حتى الأرقام رمزية.فوراء لعازر كانت تكمن قصص الموت لكل البشر.و كلمات السيد الرب لكل الأطراف تحمل لنا كنز بشارة العهد الجديد كله.القراءة الرمزية لا تعني أن  نتناسى أن مرثا و مريم و لعازر اسرة من القديسين أحبهم المخلص و سكن بيتهم مراراً . إذا قرأت أوصافاً لا تليق لحلاوة مرثا و مريم و لعازر فليس هذا إقلالاً لهؤلاء القديسين لكنها رمزية تعبر عن حال البشر و موتهم .لذلك نأخذ من الرمزية ما يفيدنا و نأخذ من الواقعية ما نؤمن به أيضاً.
مرثا أى (ربة)  وصفت بأنها تهتم بأمور كثيرة هكذا وصفت الأمة اليهودية أيضاً .مرثا آمنت بالمسيح كإنسان مبارك فأكرمته بوليمة من أطعمة الناس.هذا كان إيمان اليهود في المسيح و ما زال حتي اليوم ظانين أنه النبى الإنسان .مرثا قابلت المسيح في الطريق بين البيت و بين القبر.هكذا الأمة اليهودية خرجت من الهيكل و إعترضت طريق المسيح كان خلافها معه بين البيت هل البيت هيكل سليمان أم هيكل المسيح؟ و بين قبر الموت إذ إختلف اليهود على موته و كذبوا قبره .لكن المسيح لم يدع مرثا ميتة في إيمانها إذ أقام إيمانها حتي شهدت أنه المسيح إبن الله الآتى إلى العالم.كذلك شهدت اليهود لاحقاً عند الصليب  بعد موته قائلين حقاً كان هذا إبن الله.المعجزة لم تهدف إلى إقامة لعازر فحسب بل إقامة إيمان ميت أو قاصر عن معرفة حقيقة شخص مسيحنا المتجسد.جاء المسيح ليقيم اليهود من موت إيمانهم.ذهبت مرثا من نفسها لأنها كاليهود مدعوة شعب الله أما مريم فإنتظرت أن يدعوها المعلم لتذهب لأنها رمز للأمم فدعاها و ذهبت. لم يقل الكتاب أن مرثا بكت و هى تخاطب المعلم و هي رمز في ذلك لقساوة اليهود حتي عند الموت.
مريم رمزاً (الأمم)
كانت الأمم في حالة نهم روحى. جوع ليس له نظير إلى إله,إلى حضن يحتوى أوجاعها.كانت الأمم تعيش العصيان و كان إسم مريم يعني (عصيان) أيضاً.فجلس العصيان تحت قدمي المسيح و تحول إلى حمل وديع.أطاعت الأمم ما لم تستطع اليهود أن تفعله.ربحت الأمم النصيب الأوفر إذ لم تنشغل بأحد آخر بعد المسيح.و كما أحب الرب مرثا أحب مريم .و كما أحب الأختين أحب لعازر فهو رجل بشارة.بقيت مريم  جالسة في بيتها لم تنهض لتقابل المسيح كما فعلت مرثا لأنه لم يكن للأمم بيت حتي جاء المسيح و صنع الإنسان هيكلاً.لم يذكر الكتاب إسم مريم حين ذكر البيت بل قال مرثا و أختها و لعازر لأن الأمم (أخت اليهود) ليس لهم سبط و لا إسم كما قيل عنهم خراف مشتتة لا راع لها.إذ كان هذا حال الجميع.إنتظرت مريم في البيت حتي أخبرت اليهود الأمم أن المسيح يدعوكم إليه.هكذا أخبرت مرثا أختها أن المعلم يدعوها.و كما بدأت كرازة الأمم سراً ثم صارت علناً هكذا دعت مرثا أختها سراً حتي قابلته علناً.لم يناقش المسيح مريم في شيء.حين جائت خرت عند قدميه باكية تمثلنا نحن الأمم إذ لم يكن لنا إيمان نناقشه مع المعلم بل كان لنا موت نرتجى الخلاص منه.لو كنت ههنا لم يمت أخى. لو كنت ههنا لم يمت كل الناس.كانت كلمات الأمم دموع.و دموع الأمم صلوات.كنا نقلد عبارات الصلاة التي قالتها مرثا اليهودية.قالتها مرثا بنبرة معتادة و قالتها مريم بدموع منسكبة. بدموع المحرومين من حضن المحبة .دموع الأمم أبكت المسيح فبكي لبكائنا.ها نحن شيئاُ فشيئاً نكتشف قيمتنا في قلب المخلص.
عند القبر بعد ستة ايام
جاء خبر مرض لعازر للمسيح و بقي يومين لم يترك أورشليم.ثم صرح لتلاميذه بعد يومين  أن لعازر قد مات.و لما وصل إلى القبر كان له أربعة ايام ميتاً في القبر فيكون المسيح قد إنتظر ستة ايام  منذ مرض لعازر حتى موته منهم أربعة ايام في القبر حيث وصل في اليوم السادس  الذى كان لخلقة الإنسان و أيضاً كان اليوم السادس لخلاص الإنسان بموت المسيح.لذلك لما إعترض التلاميذ على الذهاب لليهودية خوفاً على المسيح من الرجم أجابهم بكلام يبدو بعيداً عن تعليقهم لكنه في صميم الخلاص إذ اجاب يسوع:«اليست ساعات النهار اثنتي عشرة؟ (عاش آدم نصفها في الجنة و لم يكملها لأنه سقط و عاش له المسيح نصفها الآخر متجسداً).ان كان احد يمشي في النهار لا يعثر لانه ينظر نور هذا العالم،(المسيح جاء و صار لنا النهار الذى فقدناه بالموت و الطريق لنمشى فيه ) 10 ولكن ان كان احد يمشي في الليل يعثر، لان النور ليس فيه». 11( المسيح يتكلم عن الجحيم)  ثم قال لهم:«لعازر حبيبنا قد نام. لكني اذهب لاوقظه».لعازر حبيبنا هى نفسها (هكذا أحب الله العالم حتي بذل إبنه الوحيد) أما قوله أنا أوقظه فهي إعلان عن قدرة المسيح كإله من ذاته و أن مهمته محددة و خطة خلاصه معلنة و قوة قيامته ساكنة فيه  و الموت قدامه كالنوم. أما كلمة لأذهب فلا تفهمها أنه سيذهب إلى قبر لعازر لأن لعازر لم يكن في القبر بل في الجحيم.إن المسيح ذهب أبعد من ذلك جداَ  حتي إلى الجحيم ليوقظ لعازر و كل الراقدين على رجاء القيامة.كان ذهاب المسيح بعيداً بعيداً عن كل تصور.هنا تصريح المسيح عما سيحدث بعد صلبه و موته فهو يقول إن كان لعازر إبن اليوم السادس قد مات فالمسيح مخلص جنس اليوم السادس سيوقظه.إنها معجزة تزيل الحجاب عن الأعين فنرى كما بالنهار ما سيحدث في ليل الجحيم بشروق المسيح له المجد هناك.الآن نعرف لماذا أنتظر ملء الزمان.قيامة المسيح يسوع هى المدخل الحقيقي للنور.
لعازر الكارز
بشارات كثيرة سبقت فأخبرتنا عن تجسد الإبن بإرساله جبرائيل الملاك .و أرسل ملائكته تبشر الرعاة بمولده و بشر المجوس بالنجم السماوي .بشر المعمدان بالذى يجد الروح نازلا و مستقرا عليه.بشر عنه النبى  إشعياء 54 أنه سيصلب قارئاً لنا بعيني النبوة كل تفاصيل الصلب. أما داود الملك فقد بشر بعدم بقاءه طويلا في الجحيم و أن القدوس لن ير فساداً.و سيأت إيليا و أخنوخ يبشران بمجيئه الثاني.أما لعازر فكان كارزاً منفرداً في كرازته. كانت كرازة في الجحيم فيها أخبر الأرواح البارة من آدم إلى آخر من نزل منهم إلي هناك أن الفادى قد قارب على إتمام الفداء. كان المسيح يبيت كثيراً في بيت لعازر المحبوب و ما يدرك أحد أي حديث كان يدور بين المسيح و لعازر حين بات عنده كثيراً.هل كلفه بهذه المهمة؟ هل أخبره أنه سيرسله إلى الجحيم و من الجحيم سيصعده مجدداً ؟ هل وضع في فمه ما هي لغة البشارة في الجحيم؟هل علمه كيف يكرز الأرواح لا الأجساد؟ هل أخبره اين مكان الراقدين على رجاء؟ هل أخبره أن كرازته هناك تستلزم موته ثم طمأنه على قيامته و أن موته لن يشبه موت الهالكين.و شرح له كيف سيكون موته لمجد الرب بالكرازة  في الجحيم . و أن قيامته ذاتها على الأرض ستكون كرازة صامتة أخرى للأرضيين؟ كلنا علمنا أن موت لعازركان لمجد الرب أما لعازر فعاش المجد بنفسه و شهد لمجد الرب في الجحيم..و كرز المسيح أيضاً بإخراج روح لعازر من اسافل الأرض. صرخ المسيح بصوت عظيم كان يأمر متاريس الجحيم أن تنفتح قدام روح لعازر حينئذ سمع كل الراقدين على رجاء القيامة نفس الصوت و عرفوا أن نجاتهم قريبة و أن صعودهم من هناك اوشك على التحقيق.فكانت كرازة لعازر مؤيدة بقيامته من هناك.لهذا لم نسمع لعازر يتكلم بعد قيامته كثيراً.فأربعة ايام من الكرازة للأرواح تكفي لإبقاءه صامتاً عن لغة الأجساد طويلاً طويلاً.
لم يكن صراخ المسيح العظيم كي ينهض لعازر في القبر فهذه اسهل المهام لكنها أمرإلهى وصل إلى الأرض السفلي .لقد كان المسيح الإله يخاطب عالماً آخر.يثبت إتساع سلطانه من السماء إلى الجحيم مروراً بالأرض.كان و هو يصرخ بصوت عظيم يصنع مشهداً سنراه مكرراً فوق الصليب بعد أسبوع فنتذكر قدراته و لا نشك في سلطانه على الموت.كان يخاطب الأرواح الساكنة منذ دهور كأنها حاضرة لم تمت هكذا هو يمهد لهم كرازته التى ستتم بعد الصليب بروحه 1بط 3. بصوته العظيم  كان يخلص روح لعازر من الأسر لكي لا تفتك به أباطرة الموت الجنود الأشرار.كان صوت المسيح الصارخ دليل قوته على الجحيم.برهان سلطانه على العالمين بأسرها.كانت كرازة للأرض و الجحيم قدام السماء.لهذا كان لعازر حبيبه لأنه كارز مبارك هذا الصاعد من الجحيم.فإذا آمنت أن إنساناً أصعده المسيح من الجحيم إلى الأرض فلا عجب أن إبن الإنسان أصعد  ذاته من الأرض إلى كرسيه في أعلى السماويات.
واهب القيامة
يا من وهبت لعازر لغة الأرواح لا يصعب عليك أن تهبنا قوة القيامة فهى اللغة الجديدة التي لم تعرفها الأرواح قبل موتك الخلاصى.أصرخ بصوت عظيم و زلزل ضمائرنا فتذوب المتاريس الصدئة التى تقفل قلوبنا و ينفتح القلب قدامك فتدخل و تشرق بنورك و تصعد بنا من تحت التحت إلى فوق الفوق.وقفت إرادتنا عاجزة أمام الخطية التي تراكمت حتى صارت حجراً عظيماً.لكننا لن نسأل من يدحرج لنا الحجر إذ نؤمن بك يا ربنا يسوع أنك  أنت القيامة و الحياة. نؤمن بصوتك العظيم تشق أحجار الخطية مهما تعاظمت  و تفتتها و تسحقها لأنك صخرة الدهور القائم من بين الأموات.نسألك أن تبيت عندنا و تحلو معك العشرة و نعتاد حديثك عما لا يرى.نتباهى بحبك قدام إبليس فيختف من قدامنا خوفاً من حبك.كما لم يستطع مقاومة لعازر .كان لعازر يسمع صوتك مبتهجاً في الجحيم و إبليس يسمع صوتك مرتجفاً في الجحيم فإجعل إبليس تحت أقدامنا منهزماً بقوة قيامتك فينا. ليكن فينا إيمان القديستين مرثا و مريم لنرتاح في سكناك فينا.علمتنا أن عندك للموت مخارج فضع فينا هذا الرجاء طوال الأيام فلا ننكسر حتى في أقسى التجارب.يا حبيب لعازر و مرثا و مريم يا حبيبنا الرب يسوع القدوس إصنع منا محبوبين لشخصك الإلهى الكلى النقاوة.

325
2- لماذا لا تدعوا لكم سيدا
قال السيد الأعظم يسوع المسيح لتلاميذه: واما انتم فلا تدعوا سيدي لان معلمكم واحد المسيح وانتم جميعا اخوة  مت23: 8. في مقالة سابقة بعنوان(ما أحلاك يا أبى السماوى)  تناولت عبارة لا تدعوا لكم أباً.و اليوم : لا تدعوا أحد سيدى.فلنتفق أولاً أن المسيح له المجد يفسر كلامه بنفسه.فالإنجيل يفسر بالإنجيل.الآيات تفسر بآيات و لا تجتزأ بفكر الله نفهم كلمة الله.بالروح نتعلم كلام الروح القدس.لو سار منطق الكلام حسب ما يفسره البعض بإتخاذ هذه الآية أو جزء من آية لتكون مبرراً لرفض السيادة في الأرض لكان المسيح يقول لا تدعوا سيدى لأن ( سيدكم ) واحد لكنه يقول لا تدعوا سيدى لأن (معلمكم) واحد و هذا يقودنا للمعني التاريخي للآية قبل أن نتعمق في المعني الروحى.
المعنى التاريخى للآية
كانت هناك نخبة تتسيد و تتسلط على المجتمع اليهودي هم (معلمين- كتبة – فريسيين) و لكل فئة من هؤلاء عمل مستقل كانوا يعتبرون مصادر التعليم و المراجع الموثوق فيها عند اليهود و كانوا جميعهم منحرفون .إنتقد المسيح تعاليمهم لأنهم نسبوها زوراً لله مستغلين جهل الناس أولاً و ثقتهم في هؤلاء ثانياً و قال عن تعاليمهم ( تعاليم هى وصايا الناس مت 15: 9) .كان اللقب السائد لهؤلاء هو سيدى سيدى.و كان هؤلاء يستمتعون بالمرور بزهو في الأسواق لكي يناديهم الناس سيدى سيدي مت23: 6 .بعد هذه المقدمة المقصودة من المسيح قال وصيته لتلاميذه :أما أنتم فلا تدعوا سيدى لأن معلمكم واحد المسيح.هنا يفصل المسيح بين تعليم الناس و تعليم المسيح .يوصى تلاميذه أن لا يدعون هؤلاء سيدي و لا يأخذوا منهم تعليماً بل يأخذون تعليم العهد الجديد من مصدره الوحيد ربنا يسوع.هنا بدأ المسيح يصب ويلات على فئة الكتبة و الفريسيين لكى يقضى على سيادتهم لأن من ضمن رسالة المسيح و خلاصه هو تقديم وصاياه الحقيقية و كشف السيادة الزائفة لوصايا الناس.الحديث إذن عن  رفض المسيح لسيادة (المعلمين و الكتبة و الفريسيين) على التلاميذ وعلى مؤمنى العهد الجديد كله فالتعليم الذى يسودنا هو وصايا المسيح و ليست تعاليم الناس .
هل رفض الله في العهد القديم أن يأخذ إنسان لقب السيد
الله هو أول من خوطب بلقب السيد من أبينا إبراهيم تك 15: 2 و أبونا إبراهيم أول من خوطب بلقب سيدي و كانت سارة تناديه (سيدى) تك18: 2 كذلك خاطب بنو حث أبينا إبراهيم بلقب (سيدى) حين طلب منهم قبراً لزوجته سارة.تك23: 6 كذلك كان عبد إبراهيم يخاطب أب الآباء إبراهيم بلقب (سيدى ) تك24: 12 رفقة أيضاُ خاطبت إسحق (سيدى) تك24: 65 و حين بارك إسحق إبنه يعقوب قال له (كن سيداً لأخوتك) تك27: 29 و لننتبه إلى اللقب هنا فإنه سيد لأخوته مع أنه ليس له أخ سوى عيسو.فلهذا كانت النبوة عن أنه سيكون سيداً  لأجيال و ليس فقط لأخيه الوحيد عيسو.بل حين عاد عيسو مكتشفاً خديعة أخيه الذى نال البركة قال له إسحق (إنى قد جعلته سيداً لك) تك27: 37 حتى راحيل خاطبت أبيها لابان بلقب (سيدى) تك31: 35 و يعقوب خاطب أخيه عيسو (سيدى) مع أنه نال في البركة ما يقول كن سيدأً لإخوتك تك32: 18.تك33: 13 و15. و قيل عن يوسف البار أنه كان في بيت (سيده) المصرى تك39: 2 و3.و قيل عن ملك مصر أنه (سيد) تك40: 1و 7 و لما جاء أخوة يوسف إلى مصر و كان يوسف ذو شأن رفيع خاطبه أخوته (سيدى) تك42: 10 نادوه بهذا اللقب 22 مرة و قال يوسف  البار عن نفسه أن الله جعله سيداً لكل مصر تك45 : 9 .ثانى إنسان خاطب الله سيداً كان موسى النبى خر4: 10 و أخذ من الله الشريعة التي لم تمنع أن يخاطب العبيد مالك البيت بلقب سيدى خر21: 4 .يشوع بن نون خاطب موسى النبى بلقب (سيدى)  و كلاهما نبيان عد11: 28 و هكذا خاطب بنى الأسباط موسى بلقب (سيدى) تك32: 25 .نلاحظ أن كل من دعا الرب سيدي جعله الرب سيداً وسط شعبه .و لو تتبعنا العهد القديم يعوزنا الوقت فالأمثلة بالمئات تؤكد أن الله لم يعترض أن يندى الناس أحداً بلقب السيد و مشتقاته في العهد القديم  لأنه إله يفرح بتكريم أولاده و نلاحظ أن معظم من نالوا لقب السيد كانوا رجالاً أتقياء أبرار بشهادة الوحى المقدس.
هل رفض الله في العهد الجديد أن يأخذ إنسان لقب السيد
معظم المخاطبات التي إستخدم فيها لقب سيد بمشتقاته كانت تخص السيد المسيح إبتداءاً بسمعان الشيخ هو أول من خاطب الآب بلقب (سيد) لو 2  و هو يحمل الإبن في الختان  ثم الأبرص هو أول من خاطب المسيح بلقب (يا سيد) مت8: 2. ثم خاطبه التلاميذ في وسط هياج الأمواج و الريح (يا سيد) نجنا مت8:8. و هكذا خاطبه الأعميان مت9: 28.و قال الرب يسوع عن مثل العبد و السيد مت18. المؤسف أن آخر من خاطب المسيح (سيدى) كان يهوذا مت26: 49 . لكن هل إستخدم لقب سيدى بين البشر و هل وافق الله عليه؟ خاطب الجنود هيرودس الملك بلقب (سيد) مت27: 63. و حافظ السجن خاطب بولس و سيلا المسجونين عنده بلقب (سيدىً) أع6: 30 و لم يقل له بولس الرسول أو سيلا أن المسيح يرفض أن يناديه (يا سيد) .و يخاطب بولس الرسول ذوى النفوذ قائلاً (أيها السادة قدموا للعبيد العدل و المساواة كو 4 : 1 .بل بطرس أحد الذين سمعوا المسيح يرفض أن ينادوا أحداً سيداً بالوحي المقدس لما أراد تذكير النساء بالخضوع لأزواجهن ذكر مثلاً هو سارة لأنها لتي كانت تدعو زوجها سيدى1 بط 3: 6.بمعني الإحترام االمتبادل بين الزوجين.و يوحنا الحبيب أجاب سؤال أحد السمائيين في رؤياه قائلاً : يا سيد أنت تعلم رؤ 7: 14.هذا لا يمنع أن الكتاب تكلم عن السادة بلسان التلاميذ بطرس الرسول 1 بط2 :18. كلمة سيد أي من له سلطان و قد كرر الروح القدس هذا اللقب مرات عديدة بعضها وصف الشياطين بالسلاطين أف 6 : 12, كو2: 15.و سمى الرؤساء بالسلاطين و طالبنا أن نخضع لها رو13: 1.و عن الملائكة قال أن رتبهم (سيادات ,رياسات,سلاطين) فأخذت الملائكة أيضاً لقب (سيد – رئيس- سلطان ) .كو1: 16.
الله هو السيد و هو رئيس الإيمان و هو الذى له سلطان على الجميع
.و قد أعطي سلطانا لتلاميذه كما سبق و أعطي آدم و حواء سلطان ليفلحوا الأرض و يتسلطون على ما فيها.فالرب يعط سلطانا لخدامه يستخدمونه لمجد الرب وحده.و سيادة على الشعب كما يسود الراعى على الخراف.ليست سيادة لإثبات الذات لكنها سيادة لإنجاز الخدمة. هذه ألف باء الإدارة. أن المسئولية تقابلها سلطة.فالعيب ليس أن يكون الأسقف أو البطريرك سيداً لكن العيب فقط إذا تم إستخدام السلطان في غير ما خصص لأجله و هو هنا خلاص النفوس فقط.و السيادة و السلطان أخذهما المؤمنون أيضاً و بهما يدوسوا الحيات و العقارب.لو10: 19. فقولوا لمن تشاءوا سيدنا شرط أن تعرفوا أن سيادته ليست مطلقة و أن حياتنا في سلطان المسيح و سيادته لم يعطها للناس.بل فقط وهب البعض كهنوتاً ليقوموا بالرعاية و السلطان ليس من أجل الرعاة بل من أجل الرعية.خلاصة المقال أن مخاطبة الأساقفة و الأب البطريرك بلقب سيدنا ليست متعارضة مع الإنجيل و هو غير ما قصده المسيح حين منع تلاميذه أن يدعوا أحداً من(الكتبة و الفريسين) سيدي.فليس أساقفتنا كتبة أو فريسيين.فإن لم يعجبك لقب سيدنا خاطبه بلقب حضرة أو نيافة الأسقف.و لا تشغل بالك كثيراً إذا لم يريحك اللقب لكن إشغل بالك بماذا قصد المسيح بكلامه في هذا الأمر.
أما للمعترضين على سجدة التكريم (ميطانيا) للأسقف فأقول
: نقرأ أحياناً أنه قوبل أنبياء الله بسجدات تكريم(ميطانيات)  لكننا لا نجده يتكرر في كل المواقف و لم يكن تقليداً في مخاطبة الأنبياء و لم نقرأ عن أمر إلهي أو فكر كنسي أصيل أو عقيدة أرثوذكسية أو تعليم آبائى قديم يربط هذا السجدة  بالكهنوت.فهذا سلوك إجتماعى لا يتعارض مع الأبوة  و التقدير لكنه ليس شرطاً في التعامل مع الأساقفة و البطريرك.إنه عُرف إجتماعي و ليس تقليد كنسي..و هو حديث العهد لا سيما تقبيل الأيادي.فلا مهانة إن فعلتها و لا إستهانة إن لم تفعلها.الأمر مرتبط بتقاليد بيئية و أفكار شخصية و ليس هو عقيدة نختلف عليها و لا جزءاً من إيمان الكنيسة. و هو عرف لا يوجد في كنائس أرثوذكسية كثيرة تشاركنا وحدة الإيمان.و التفسير المتداول أن الكاهن يحمل جسد المسيح لذلك نقبل يده تفسيرا غير صحيح. لأننا جميعاً نتحد بالكمال بجسد المسيح و لا نحمله بين ايادينا .الأمر مرتبط بتقدير أبوة الكاهن و ليس بسبب أنه يحمل المقدسات. فلا يؤخذ هذا تعليماً أو إجباراً للشعب كأن هذه مرجعية لتقبيل أيادي الكهنة.دعوا الأمر حسبما يرتاح كل شخص دون أن يشعر أنه مقصر أو متجاوز إذا لم يقبل يد الكاهن أو الأسقف.لقد عاش الأساقفة قرون طويلة غير متفرغين و كانوا يمارسون وظائفهم في حقولهم و مراعيهم ثم يجتمع الشعب ليلا ليمارس الأسقف سلطة أسقفيته فكان شخصاً لا يختلف عن الناس و لم يكن له حتى زياً مستقلاً خصوصاً في القرون التي سيطر فيها الإسلام على مصر منذ سنة 850 حتي 1800 .حين بدا يُفرض علي الأقباط زياً خاصاً و لما زالت هذه الشروط إحتفظ الأساقفة بالزي ذاته و صارت التواني السوداء مع العمامة هي الزي المعروف.إن الميطانيا الحقيقية هي أن لا تتشامخ على أحد و أن تتضع لكل الناس.هذه التي إن لم تفعلها تخطئ بالحقيقة.
أما الذين يأخذون دعوة المسيح (أن لا ينادى التلاميذ أحدا أبا أو سيدا أو معلماً ) مبرراً لإنكار الكهنوت فهم مدلسون يلوون الآية لتخدم أفكارهم الخاصة و يتجاهلون بقية الكتاب المقدس الذي كما قلنا يفسر نفسه بنفسه. و إلى اللقاء في تفسير لا تدعوا لكم معلماً.
 
 
 


326
المنبر الحر / نعم أنتم الحراس
« في: 20:31 03/04/2017  »
نعم أنتم الحراس
Oliver كتبها
مدينة أورشليم هى الكنيسة. كل النفوس التى مات المسيح لأجلها. و مع أن الرب هو حارسها كما وعد ((سفر إشعياء 27: 3) «أَنَا الرَّبُّ حَارِسُهَا. أَسْقِيهَا كُلَّ لَحْظَةٍ. لِئَلاَّ يُوقَعَ بِهَا أَحْرُسُهَا لَيْلاً وَنَهَارًا) . ليلاً و نهاراً لكنه يفاجئنا أنه أقام أيضاً عليها حراساً بنفس صفاته : على أسوارك يا أورشليم أقمت حراساً لا يسكتون كل النهار و كل الليل على الدوام ,إش 6:62 و إذا ظننا أن هؤلاء الحراس فقط من الملائكة نخطئ.فمن البشر أيضاً أقام الله حراساً للنفوس و للكنيسة أورشليم الجديدة.لذلك كان تبرؤ قايين من أخيه بقوله أحارس أنا لأخى عذر مرفوض.و كذب مفضوح.لم ينقذه من العقوبة.بل صار عبرة للأجيال لكي لا يظن واحد أنه ليس حارساً لأخيه
صفات الحراس: هم فقط لا يسكتون عن الصلاة.سلاحهم الصلاة.لغتهم الصلاة.كلامهم موجه إلى الله ذاته.فهم حراس بالوكالة يستمدون منه الأمان أيضاً مثلنا.لا يهم ما رتبتهم.ما وضعهم الإجتماعى. ما جنسيتهم أو جنسهم.لا يهم أعمارهم.كلهم حراس.الزي الرسمى لهم هو الإلتجاء لله دوماً لأجل صالح الآخرين.إنهم في إلتهاب محبتهم للجميع يتشبهون بسيدهم و يخيفون الشياطين.لذلك قيل أنهم حراس.و يرفعهم الرب فوق الأسوار.أسوار حمايته.ليس لأجل أن يصبحوا رتبة أعظم فهذا لا يشغلهم لكن ليبصروا برؤية أعمق و هذا يشغلهم.فوق الأسوار يتحصن الجميع بالصلاة.هم ليسوا محرومين مما في داخل أورشليم لكنهم مكلفون بالصلاة من أجلها فكأنهم هم الأسوار و المسيح أساس البيت المقدس هل لهذا قال الرب لأرميا ( أجعلك سور نحاس أر 15:20).لقد إلتحموا بمحبتهم في كيان البيت فصاروا جزءاً منه فلا تحسب أنهم فوق الأسوار فحسب بل صاروا أسواراً و حراساً معاً.
في كنيستنا المحتاجون إلى أسوار: صار في الكنيسة في سوريا و العراق و مصر و ليبيا قطاع جديد من المؤمنين هم أسر الشهداء الذين ذاقوا ألم فقد ذويهم في مذابح و تفجيرات و إضطهاد بجميع الصور.قد يحدث أن الجميع يتألم معهم وقت شيوع الأخبار.ثم يخمد الإهتمام و تأخذنا المشاغل و ننساهم.لكن الحراس لا يتخلون عن وظيفتهم كل الوقت.بل يضعون هؤلاء المتألمين في قلب الصلاة.يطلبون عنهم ليلاً و نهاراً.فلا تسكتوا بل صلوا معهم فهؤلاء المتألمين لا يخفت ألمهم مع الزمن.و لا تتوقف معاناتهم مع الزمن بل قد تزيد . هؤلاء المتألمين محتاجون حراساً.الوظائف كثيرة و شاغرة فهل تقبل وظيفة حارس سمائي . لا تسكت في صلاتك وعش شركة آلام المسيح بأن تضع هؤلاء بآلامهم و تعزياتهم قدام العرش الإلهي كما يفعل جنود الملك؟
في كنيستنا مخطوفات و مرتدين: الصلاة تفك القيود.تخرج الشياطين من أفكارهم.تبدد سلطان الشر.لا تسكتوا و لا تدعوا الرب يسكت بل توسلوا إليه دوماً لكي يتمم وعوده و ينقذ الحملان من الذئاب.الصلاة أقوى من سلطة ضابط متعصب و قانون متعصب .الصلاة تستطيع أن تحطم قلاع الإرتداد و تحولها إلى رجسة الخراب.الصلاة تنقذ فتياتنا من أشد القلاع تسليحاً و ترد المرتدين من غيبوبة الإيمان أحياءاً.كونوا لهؤلاء حراساً فهذه وظيفة كل الخدام.الصلاة سلاحهم الأول و الأهم و الأكثر تأثيراً.أكثروا الصلاة و لا تتكاسلوا لكي ننقذ الأسرى المتهمين بتهم ملفقة من سجون الظلم. ألا تكونوا المسئولين عن بقاءهم لو تكاسلتم عن الصلاة بحرارة.لا توجد رتبة من البشر تنقذ الرعية لأن مخلصنا واحد هو المسيح الراعى.أما كل من في الكنيسة فهم فقط الحراس.الصلاة وظيفتهم.بها يغلبون.كونوا جميعاً خدام و خادمات بالصلاة لأجل هذه النفوس.لو كنت أملك رأياً لأضفت في أواشي كنيستنا أوشية لهؤلاء .
لو كنت أملك رأياً لوضعت في أوشية المجمع نصاً يذكر( الشهداء و المعترفين في جيلنا ) فنضمن الصلاة الدائمة و تتعزى النفوس بإضافة لا تخالف الإيمان فالشهداء ذهبوا إلى السماء و المعترفين هم المصابون و أهالى الشهداء .كذلك في أوشية الإجتماعات نذكر الذين (نفتقدهم في إجتماعاتنا) و هم المخطوفين و المرتدين بكل نوع و المحبوسين.إننا نريد أن نعيش حراساً .
تعالوا نصلى معاً لأجل أن نكون حراساً.ثم نصلي لأجل المتألمين و المخطوفين و المرتدين و المحبوسين.واثقين أن صلاتنا أقوى من كل سلاح إذ هى تقدر على الشياطين فكم بالحرى جنوده الأضعف منه.الرب يقبل أن يجعلنا على الأسوار أسواراً فتنمو الكنيسة و تعلو بالصلاة.فلا خلاص للنفوس بغير لجوء لمخلص النفوس.فيا مخلصنا الصالح نضع قدامك هؤلاء جميعاً لكي تتمجد بإنقاذهم كعملك دوماً .نذكر أسماءهم قدام مذبحك و نعترف قائلين نعم يشرفنا أن نكون حراساً و لن نقُل كالهالك قايين: أحارس أنا لأخى.
صلاة الحراس
يا من تحننت و صرت حجر الزاوية ضعنى فوق هذا الحجر لأثبت و لا اسقط.و أكون بك سوراً يا من جعلت من الماء سوراً فإجتاز الشعب بإطمئنان في البحر الأحمر.يا راعى الخراف علمنى أن أبحث معك عن كل خروف ضال كمن يقف على المرصد و يراقب التائهة و الشريدة .علمنى دموع الحب فأبكى بها نهاراً و ليلاً قتلى بنت شعبى.علمنى أن لا يتجزأ حبى أو تصير صلواتى أنانية فأكون بالصلاة ذاكراً للجميع كصموئيل عبدك الذى وجد أنها خطية إذا كف عن الصلاة لأجل الشعب.لا تتركني نخطئ و نتوقف عن ذكر هذه النفوس قدامك.المتألمين في حضنك و المخطوفات و المرتدين في يدك.كل شيء و كل أحد تحت سلطانك.أين سيخفونهم عنك و أنت فاحص عمق كل الأعماق.و من يقدر عليك و أنت جبار الجبابرة.أظهر جبروتك و إنتزع كل الأسرى من يد العدو.إقتحم عرينهم الكاذب و خلص المخطوفين.أبطل سعاية الأشرار و أبطل تلفيقاتهم.تأديباً أدبهم فيعرفون أننا غير متروكين.على السور أطوف و أرى الأوطان تئن.خدامك يحتاجون قوة.و الثغرات في بيتك تطلب الترميم.أنا حارس بعينيك .أنا محصن بروحك.لكنني اسقط بذاتى و تغشانى الظلمة.يبدد الإجهاد بصرى فجدد حياتى لأعود نسراً محلقاً يرقب الأسوار و البيت.ألهبنا حباً لكي ترتعد الشياطين من شعبك و لا تقترب منه.إعطنا لهيب الروح فنكون ناراً قدام إبليس فيعيش الإنهزام و نحن بك نعيش النصرة.إعطنا قلباً يرق للجميع كقلبك.يعتنى بالجميع كشخصك.يا حارس الحراس قم و ليرتفع جلالك و أظهر مجدك.
#Oliver_the_writer

327
الكنيسة بين الإنتقاد و الإفتقاد
Oliver كتبها
الحديث عن كنيسة بحجم عظمة و تاريخ كنيستنا القبطية يجب أن يكون بميزان.من لا يعرف التدقيق فليصمت.من ينتقد فلينتبه لئلا يزرع فى الكرمة أشواكا.ًهذا المقال لأجل أن نقف قليلاً و نلتقط انفاسنا و لا سيما و نحن مقدمون على أسبوع من أعظم تذكارات الحياة المسيحية و علينا أن نتهيأ له لنتفرغ فيه لكل ما هو محبة و فضيلة.
ما أسهل الكلام.ما عليك سوى أن تترك للسانك العنان فينطلق كغزال في صحراء الحروف.و فيما يمرق اللسان أو الغزال بزهو لا يبالى بالتراب الذى تذريه حوافره لكي يخفى نفسه أثناء القفز من هنا و هناك.لا يوقفه سوى بعض المتربصين الأسرع منه و الأقوى منه  يصدمونه و يكسرونه ثم يفترسونه و هكذا لا يجدى التراب نفعاً و لا الكلام المنساب بغير حساب يبنى أحداً.
هناك بعض المحاذير لمن يود أن ينتقد فلا أحد فوق النقد مهما علا شأنه على الأرض.فقط لنتعلم كيف نخاطب كل إنسان كما يليق.
الخلط بين الموضوع و الشخص: إنها آفة الكثيرين.إذا أرادوا أن ينتقدوا لا ينتقدوا التصرف أو التصريح بل يتجاوزا لإنتقاد المسئول فى شخصه فيتحول النقد إلى إهانة و تجريح و نقع و نوقع الآخرين معنا في إدانة لأن البعض يأخذ ما يقرأه دون تشكك فيعثر و يتحمل المتجاوزون عثرات هؤلاء .هذه التي قال الرب أن عقوبتها (الويل) لمن تأتي بسببه العثرات.نقد الموضوع يعط فرصة لتصحيحه أو حتي لتوضيحه أما الإستهانة بشخص فلا يصحح شيئاً بل يقسم الكنيسة إلى شاتمين و مشتومين.كما أن النقد الموضوعى يسمح أن يتحول إلى مدح موضوعى متى تم تصحيح السباب التي دفعت للإنتقاد.و هكذا تبقي المحبة.
الخلط فى اللغة المناسبة:  ليس الكلام عن شخص عادى كالكلام عن كاهن ثم عن أسقف ثم عن البطريرك فلكل رتبة ما يليق بها من لغة.و لو كانت المحبة هي محور لغتنا فلن نحتار في اللغة اللائقة حين ننتقد أي إنسان.لكن لننتبه و نحن نخاطب أو نتكلم عن أو مع كل واحد .نريد أن ننتقد بما يليق له من محبة و إحترام وقتها سيكون للكلام صدى.و نساعده أن يقبل النقد لأنه ير فيه حباً.
الذين يصطادون الكلمات : فى كل الطوائف اشخاص معثرة من مواقف سابقة .يوجد من ذاق مرارات كثيرة من رتب كهنوتية.لكن هذا لا يعني أن نتحين أي مقال ينتقد بمحبة لنحول الكلام إلى دفة العثرات بتعليقات خارجة عن سياق الموضوع و الموضوعية.كما لا يجب أن يستغل غير المعترفين بالكهنوت و لا بالأرثوذكسية مثل تلك المقالات الهادفة للتصحيح ليتباروا في إحتقار الكهنوت بكل رتبه ظناً أن هذا هو هدف المقال.و هنا فلنتعلم جميعاً أن النقد شيء و التجريح شيء آخر.الكلام للبنيان شيء و الكلام للهدم شيء آخر.الذى ينتقد من غيرته شيء و الذى ينتقص بغيظه من الكنيسة الأرثوذكسية شيء آخر.علينا أن نحب الجميع و نحترم الجميع أليس هذا هو الإنجيل الذى يجمعنا و المسيح الواحد الذى يضمنا فكيف نستسهل التقليل من شأن أعظم كنيسة فى الشرق لمجرد أن مقالاً يتعرض لأخطاء أحدهم و هذا يمكن أن يحدث من اي طائفة فهل ستتحول المقالات إلى مشاجرات أم نظل حتي في خلافاتنا نحتفظ بالمحبة.لذا لا تصطادوا الكلمات فهذا عيب في القلب .و لا تسقط عثراتك على جميع القراء فهذا عيب في الضمير.
الذين ينسون المسيح و يتذكرون ذواتهم: يوجد من يكتب لغرض في نفسه.هو لا يريد تصحيح بل تقبيح .يكتب لكي ينفث عن غل كامن في صدره.بينما يجب أن نثور على الخطأ فقط لو تأكدنا أنه خطأ و لا نثور على الخاطئ بل نحتمله و نحبه كما يفعل معنا المسيح.و الذين يكتبون كلامأً كذباً و ينشرون إتهامات كاذبة لن يفلتوا من قرار إلهي بأن نعط حساباً عن كل كلمة بطالة.فلا يحسب هؤلاء أنهم أفلتوا لو تجنوا على أى إسم أو كنيسة أو طائفة.فكل الكذب شر حتى لو كذبنا على إبليس.لا مبرر للتدليس أو التنفيس  بحجة النقد .النقد علم من العلوم له اصول يجب أن تتوفر.عليك أن تكون عارفاً بالأمر و أن تقدم حلولاً بديلة و أن يكون الإنجيل منهجك و المسيح يصاحبك و الروح يسندك و إلا ضاعت أبديتك من أجل إختلاق لا ينطلى على روح الله الفاحص كل القلوب.فهل تريد أن تهلك لأجل مقال زائف؟
الذين يخلطون بين الكنيسة و الأشخاص:الكنيسة هى جميعنا. نحن الذين على الأرض مع بقيتنا التي سبقت إلى الفردوس.ليست الكنيسة شخصاً بشرياً بعينه لكنها جسد المسيح أليس هذا إيماننا جميعاً بحسب المكتوب.فلماذا إذا إنتقدنا يختلط الأمر بين الكنيسة و الأشخاص. دعونا لا نقلل من الكنيسة مهما صدرت من أخطاء لأشخاص فيها فالأشخاص مؤقتون و الكنيسة راسخة على مر العصور لأنها أعضاء المسيح لحمه و عظامه.فلا تتجاوز نقد أى إنسان إلى نقد الجميع فهذا باطل. الكنيسة هى تاريخ و عقيدة و كيان و قديسين و تعاليم و طقوس و أسرار و أديرة و خدمات هذه  الكنيسة  بهذا المعنى لا تخطئ لكن الأشخاص يخطئون و يصيبون لأنهم خدام تحت الضعف . لا أحد معصوم .أما الكنيسة فهى  صرح هائل لا يمكن إختزاله فى شخص مهما كان عظيماً و لا ننتقص من الكنيسة بسبب تصرف شخص مهما حصل فالكنيسة أعظم من الجميع و المسيح هو رأسها و ليس إنسان .أما الكهنة فهم رعاة فى يد المسيح فإذا نعس الرعاة إنتقدوهم ليستفيقوا لكن دون خلط بين الشخص و الكنيسة.أيضاً دون تجاوز لئلا نقف مدانين قدام العرش.إنتقاد الأشخاص في الكنيسة هو نوع من إفتقادهم.لكن إنتقاد الكنيسة ذاتها هو تمرد عليها.لنهدأ و نعرض أفكارنا بصورة بناءة فالكنيسة ليست هذا الكيان الصغير أو حديث العهد بل هى شامخة مثقلة بكثير من المجد قامت بنا و علمتنا الإيمان و كل ما نقوله و نعيشه  أخذناه منها مجانا كالمسيح.هى ربتنا في طريق الحق و ستظل تنمو حتى ننمو فيها و معها.فأحبوا الكنيسة الجامعة الرسولية و إبتعدوا عن كل ما يفرق و يفصلنا عن محبة المسيح.كونوا كما يريدنا الله كنيسة حب و حق تمتد إلى ما هو قدام.


328
7- آحاد الصوم الكبير من جبل العظة إلى جبل الصعود
أحد المولود أعمى يو9  : نور المسيح و أسئلة العالم
Oliver كتبها
بدون سؤال أبرأ الرب المولود أعمي كما بدون سؤال خلق أدم و حواء.فلم يكن للأعمي مكان لعينيه.و لأن العدم لا يطلب شيئاً لذلك لم ينتظر المسيح له المجد سؤالاً من الأعمي لكنه فيما هو متوجه نحوه ليخلق له عينين بدأت تترامى  الأسئلة كالسهام من كل الإتجاهات .من داخل (التلاميذ) و من خارج ( الجيران - الفريسيون) بينما كان سؤال المسيح الوحيد للأعمي ( أتؤمن بإبن الله؟)  و كان سؤال الأعمي اوحيد (من هو يا سيد لأؤمن به)
أسئلة من الداخل
كثيراً ما يحدث داخلنا ما حدث من التلاميذ حين نترك طلب الشفاء و نظل نبحث عن أسباب الضيق. مع أن إلهنا الشافى عنده التفسير و التشخيص و الدواء معاً .سأل التلاميذ من غير أن يطلبوا للأعمي شفاءاً: خطية مَن  جعلت الرجل وُلد أعمى؟ كان سؤالهم وجه قاس من الفكر اليهودي الفريسى الذى يعتبر المرض عقوبة إلهية.ها رب المجد الآن ينير الأفهام  العمياء قبل العيون.و يكشف أن المرض لمجد الله. آلام و ضيقات العهد الجديد ليست عقوبة بل إختبار محبة و فرصة لنعاين مجد الله في الضيقات و يتمجد فينا و نشهد له. لتنفتح الأذهان المظلمة و لنقبل النور الإلهى وقت الألم و الضيقات و ننتظر برجاء أكيد مجد الله.
الآن يشهد التلاميذ:  إننا نرى اليوم ما حدث قديماً في الخلق حيث لم يكن هناك شاهد حين خُلق آدم .اليس لهذا قال المسيح لكي تظهر أعمال الله فيه و كان يقصد أعمال الخلق التي لم تظهر لأحد من قبل.الآن نحن شهود كثيرون على أن المسيح هو الله الخالق. لقد صنع قدامنا ما صنع مع آدم. قال المسيح  أنا النور ثم صنع للأعمي نور . أخذ طيناً و مزجها بماء من فمه و طلى عيني الأعمي و هكذا صارت له عينان. لأنه من التراب خلق عينين كما من تراب خلق آدم.كل شيء به كان و بغيره لم يكن شيء مما كان.لذلك نؤمن و نشهد أنه إبن الله الحى نفس الخالق منذ البدء..
خَلَقَ مادة خمرت الماء فوراً في عرس قانا الجليل يو2.خلق  من الخبز خبزاً كثيراً و من السمك سمكاً كثيراً فى البرية  مرتين حتى شبعت الجموع و فاض عنهم لو 9  ,مت15. كنا نحمل الكسر فى القفف متعحبين لكننا بكل أسف لم نلتفت إليه كخالق بل ظنناه يصنع معجزات كالأنبياء فيما كان يكشف عن  شخصه المجيد كخالق لكي إذا ما صعد على الصليب لا نشك فى أن فداءه كاف لكل البشرية إذ هو فداء إله كامل.فلنعلم أن الإنشغال بالضيقات لا يشفى لكن الإنشغال بالمسيح يشفى الإنسان كله.يجيب الأسئلة داخلنا.
ما أجمل طاعتك أيها المستنير .قال لك إذهب و إغتسل فذهبت و إغتسلت فأبصرت قبل أن تعرفه.من له طاعتك للمسيح يسكنه النور.لا حاجة له لأسئلة سوى أين إبن الله لأؤمن به.ينفتح القلب و دون مقاومة تؤمن بالنعمة.
أسئلة الجيران
كل أسئلة الجيران عن الماضى.فالجيران يعرفون الإنسان العتيق وحده.يسألون أليس هذا الذى كان يتسول؟ كيف إنفتحت عيناه؟ أسئلة الذين لم يفرحوا بشفاءه و لم يهنئونه.لم يتعجبوا من القادر على الخلق و يسبحونه.لم يشتاقوا أن يروا هذا الصانع العجائب و يتبعونه.إنهم فقط يجمعون المعلومات و لا يشاركون الإيمان.يملأون العقل بالأحداث و القلب فارغ.النظر عندهم كالعمى لذا لا يشتاقون للمسيح.لأنهم إذ سألوا أين ذاك الذى شفاك و أجاب لا أعلم لأنه لم يبصره ,بقيوا في أماكنهم لم تتحرك قلوبهم ليبصروا الخالق من العدم .أسئلة الجيران ليست محبوبة للمسيح لأنه جاء ليصير الكل جديداً و يبصر النور.أما أسئلتهم فكانت عن الظلام.
أسئلة الفريسيين
- أسئلة الفريسيين هى تشكيك إبليس في غفران الخطايا و الخلاص و زرع الريبة فى القلوب ليشككهم في شخص المسيح.فلا تدع الفريسيين يدخلون رأسك و لا قلبك و لا تجادلهم كثيراً فإن الحقد يملأهم لأن نفساً تحررت من الظلمة و لم تعد ملكاً لهم.إنها أسئلة الخاسرين.بينما أنت بالمسيح غالب الظلمة و جنودها.إنهم يسألون (كيف أبصرت) و لا يهمهم أنك أبصرت لكنهم كمن يسألون كيف تخلصت من عماك .إننا نريدك أعمي فكيف تفلت من أيادينا. .كيف تحيا في النور والعالم ظلام؟ كيف تعيش حملاً وسط الذئاب؟كيف يسكنك الرجاء و الفرح وسط الضيقات؟كل كيف يسألون عنها خلفها شكوك و حقد. إنها أسئلة إبليس
 - يذهبون إلى أبويه يسألونهما أهذا إبنكما ؟ إنها تشكيك في البنوة.أحقاً أنت إبن الله؟ هذه شكوكهم لأنهم مرفوضون من البنوة ساقطون من رتبهم.نعم هذا هو إبننا و لم يعد إبنكم.نعم هذا إبن المسيح و إبن الكنيسة و لم يبق بعد أعمى.بإسم المسيح ندوسكم.
- ماذا صنع بك؟كيف فتح عينيك؟ إنهم يشككون في الخلاص.في عمل الله معنا.كما أرادوا أن يشتكوا أيوب البار.أمجاناً يتقي أيوب الله؟ إنهم يشتكون أولاد الله كل ساعة و كل يوم بلا جدوى.يهمسون في العقل ماذا صنع لك المسيح كما صاحت إمرأة ايوب في تجاربه كمن تنصحه أن يجدف على الله فماذا إنتفع منه لقد ضاع كل شيء . هكذا تكثر الشكوك في الأزمات.يصطاد إبليس النفوس وقت الضيق لكن المسيح قريب إلينا في ضيقاتنا لكي ينقذنا و نمجده.فإذا سألك أحد في ضيقتك أنظر ماذا فعل لك المسيح قل له :كنت أعمى و الآن أبصر.هل هذا قليل؟من منكم يستطيع أن يفعل هكذا يا زارعى الشكوك؟ من منكم يبصر نور المسيح يا سكان الظلمة.
المستنير يكرز
ألعلكم تريدون أن تصبحوا له تلاميذ؟ كانت هذه دعوة مستترة من المستنير للفريسيين.ما رأيكم أن تكفوا عن أسئلتكم و تصيرون تلاميذه و هو يخبركم بجميع الأسرار.أليس هذا أفضل من سؤال رجل كان أعمي منذ قليل.هذه رسالة الكارز.أن يحيل الأمر للمسيح و يدعو الناس لتبعية المصلوب.ذوقوا و أنظروا ما أطيب الرب.تعالوا لمن يستطيع أن يخلق.هذا هو الذى تسألونني عنه.أنا لست مؤهلا للكلام عنه لكن تعالوا فهو يتكلم عن نفسه.
-أسئلة الجيران و الفريسيين كانت عن الأعمي الذي يستعطي بينما كلام الذى أبصر لم يكن عن العمي و التسول لكنه عن البصيرة و قدرة المسيح.الكارز يخرج من ماضيه و يدخل في المسيح فيبصر و يقود غيره للنور الحقيقي.
-قوة النعمة التي إستمدها من عمل الله معه جعلت هذا الضعيف المرذول من المجتمع يواجه أسئلة صفوة المجتمع بكل قوة و لا يخشاهم.لولا عمل الله مع كل كارز ما تمكن من إجابة أسئلة المتربصين و المتصيدين.حتى أنه لم يعد صغير النفس كما كان و لم تسقطه تعييراتهم حين شتموه أنه بالخطايا ولد بجملته.أى أنهم يفسرون سر ولادته أعمي أنه صار بسبب خطاياه و هذا كان فكر التلاميذ في سؤالهم أيضاً.فلا تخش يا حامل المسيح من يعايرك بماضيك فأنت إبن النور ما دمت لم تعد تلتصق بالظلمة و ما فيها.و لا تظن أن ماضيك يمنعك من الكرازة لكنه يدفعك للكرازة لأنك قاسيت لما كنت أعمي و الآن لا تريد لأحد أن يقاس مثلما قاسيت.
سؤال المخلص الوحيد
أتؤمن بإبن الله؟كان هذا هو سؤال للمسيح الوحيد للأنسان المستنير.هل تؤمن به كإله متجسد و مخلص .هل تؤمن به كراع بحث عنك و شفاك من غير أن تسأل أو تطلب.هل تؤمن أنه مجاناً أعطاك الحرية و البنوة لأنك كنت تستعطي و لا تملك من نفسك شيئاً.هل تؤمن أنك بدونه أعمي و به ترى السمائيات و ما لا يرى.هل تؤمن أنه هو الذى يعط المعيى قوة و لعديم القدرة يكثر شدة.هل تؤمن أنه يسندك قدام كل الأسئلة و يمنحك نعمة و حكمة قدام معايريك و معانديك.إن سؤال رب المجد يحتاج إلى فحص ما بداخلنا لنعرف ما الفرق في أنفسنا حين نكون مع المسيح و حين يختفي من داخلنا المسيح.و يبقي رسالة كل كارز أن يكرر سؤال المسيح لجميع من يكرز لهم .أتؤمن بإبن الله؟
سؤال الرجل المستنير
من هو يا سيد لأؤمن به؟ أنا عرفت لمسته.سمعت صوته.نلت به الشفاء.أبصرت بمشورته.إغتسلت بأمره في بركة السلام.من هو أيضاً أنا مشتاق لأعرف منه بنفسه .أريده أن يجيبني بنفسه عن نفسه لأعرفه و قوة قيامته .أنا لا يكفيني الشفاء أنا أريد المسيح نفسه.من هو يا سيد.سأستجيب فوراً لو عرفت من هو.أنا الآن طيعاً في يده.صوتك كصوته.فيك تأثيره.هو نفس الصوت الذى كلمنى و على عيني طين.الآن اسمعه و أنا مفتوح العينين .فيطمئنه الرب القدوس نعم أنا هو الذى كلمك و الذى يكلمك أيضاً الآن.فسجد له المستنير.هذا هو إلهي فأسجد له.مخلصى فأمجده و رافع رأسى لأكرز له.
لا تكتف بما عرفت عن المسيح فنحن لا نعلم سوى قشور.إغتنم لقاءاتك به في الإنجيل و الصلوات و القداسات و الأصوام وإعرف منه عنه.الطمع في المسيح علامة حب.فليجذبك وراءه و أنت تجذب من تكرز لهم و تتبعونه ليقودكم للأبدية معه.
صلاة لخالق الأعين
هذه العين القديمة لا تراك.كل ما تبصره أرضى.الظلام يمنعها من الرؤية.و نور الأرض لا يسعفها لكي تبصر الأعماق.الآن هات عيناك لى.فأرى ما تراه.و أترك ما لا تراه بإراداتك.أدخل أعماق النور و أنجلى.يجيب النور كل ما يشغل الفكر من خواطر و ألغاز.إخلق فى عينين جديدتين و صوبهما نحوك بغير إنقطاع.فماذا الجديد في الأرض ليشغلني.و لو تجملت الظلمة ستبق ظلمة أما في نورك فتحلو كل الأشياء و الأسماء.فيكون نور كما صار في بدء الخليقة و نرى كل ما صنعت كما رأيته أنه حسن.نريد رؤية جديدة لأنفسنا و لمن حولنا و لكنيستنا و أوطاننا.نريد عيوناً جديدة لأنفسنا و لقاداتنا و شعوبنا.متى يتبدد ظلام الوثنية الذي يهيمن على بلادنا؟إلى متى يحكمنا الفريسيين و يهددون كل من يبصر بالأذى.كيف تدع العميان يقودون شعوبنا و أنت تعرف أنهم إلى حفرة يسقطوننا.أنر أعينهم ليكونوا بنى النور و بنى النهار.الليل طال حتى وجدت الظلمة مكاناً فى كل موقع و رتبة و لغة.صار للظلمة صوت صارخ لأن النور فينا خافت باهت يكاد أن ينزوى.فتعال يا خالق الأعين و صانع النور.إقتحم هذه الظلمات التى صارت كالجحيم.شق الصدور بنورك و إجعل الأفكار منك.فليس مثلك من يقل ليكن نور و يكون نوراً.إسمعنا هذا الأمر في كل دائرة تحيطنا.قل في كنيستك ليكن نور.قل في أوطاننا ليكن نور.قل في قلوبنا ليكن نور.لقد تعبنا من الظلمة و تخبطنا في دائرتها المغلقة.حررنا كما حررت الذين في ظلمة الأسر.حرر الفكر و القلب و الإيمان من قيود الفريسية و تعاليم الناس.نثق أن نورك أقوى من الظلمات الدهرية.يا نور العالم نحن العالم فكن نورنا.يا نور الأبدية نحن الموعودين بأبديتك فكن لنا.يا نور القلب على كل قلب اشرق,يا نور الفكر هنا كل فكر يحتاج إستنارتك.متى يأت اليوم الذى نرنم و نسبح لك و لأبيك الصالح و الروح القدس أيها النور الذى من النور و ابيك أب الأنوار و روحك مصدر النور لكل إنسان . و نمجدك فالبين الظلمة قائلين لك العظمة لأنك أنت هو النور الساكن في نور.

329
6-آحاد الصوم الكبير من جبل العظة إلى جبل الصعود
أحد المخلع   :المسيح و العاجزون
Oliver كتبها
فى أناجيل الصوم نماذج لمتناقضات كثيرة.فى أحد الإستعداد كان نموذج بين المقبول و المرفوض من صوم و صدقة و صلاة. فى أحد التجربة نموذج بين خصمين هما رب المجد و إبليس العدو.في أحد الإبن الضال بين أخين متناقضين مثل يكشف لغة التائب و لغة المتمرد.في أحد السامرية نموذج بين شعبين الخصومة  بينهما  واضحة اليهود و السامريين وأيضاً  جنسين  يحكمهما النفور إذ لم يكن بينهما حواراً صحيحاً هما الرجل و المرأة في المجتمع اليهودى.هذا هو أحد المخلع يقدم مثال لتناقض بين الإنسان و نفسه و خصومة بين الفرد و المجتمع بل بين الإنسان و السماء.في أحد المولود أعمى سنر خصومة بين دوائر منغلقة على نفسها لا تظهر على حقيقتها وسط المجتمع .فى وسط هذه المتناقضات يحل رب المجد و يقدم المسيح المخلص نفسه مصالحاً .يمد يده لجميع الأطراف و يلمس بحنانه الأفراد و الشعوب لأنه جاء وسيطاً لكى يصالح الجميع إلا الشيطان و أتباعه. 
عيد اليهود و عيد الخلاص
كان عيد لليهود لم نعرف إسم العيد فهو سيبقي نكرة لأنه خال من الرحمة. أما يسوع إلهنا فصعد ليصنع العيد الحقيقي لمغفرة الخطايا. كيف يكون عيداً و المرضى و العسم و العرج يتأوهون حولنا لذلك ترك  الرب يسوع العيد لليهود اللاهين أما عيده هو فصار إطلاق المأسورين في حرية. جاء أقنوم الرحمة بيت حسدا بيت الرحمة  ليصنع رحمة. فالرحمة في الأرض مفقودة و النعمة  في السماء غير محدودة .من باب الضأن أول أبواب أورشليم دخل الأول و الآخر.دخل الخروف ليُذبح , دخل من باب الضأن. دخل و هو يترنم بأنشودته الأبدية قائلاً : إني أنا هو باب الخراف.صعد لأورشليم  لكي يصعدنا من هناك إلى شخصه كأورشليم الحقيقية بكل أبوابها فهو  كل أبواب السماء لهذا قال له المجد أنا هو الباب من يدخل بي يخلص .المسيح هو الباب الذي دخل من باب الضأن ليفتح لنا مدخلاً للسماء بجسده فلم تعد أورشليم أحجاراً و اسواراً و أبواباً بل صارت المسيح الحي الذى سنسكن في قلبه إلى الأبد و ندخل من بابه إلى الأبد و نبقى أعضاء متحدين بهيكله الذى هو جسده  و نعيد فيه  و معه إلى الأبد.و هؤلاء العمى و العرج و العسم هم بأنفسهم مدعوين معه أيضاً في الوليمة فأقنوم الرحمة تبقي رحمته لهم أبدية .فلا يظن أحد أنه رفع المفلوج و ترك الباقين لكنه رفعهم جميعاً إلى وليمة أبدية .لو14 :12-14.
المسيح و الملاك
كان الملاك ينزل ثم يصعد تاركاً فرصة لإنسان وحيد كي يُشفى إذا فاز في السباق نحو ماء البركة.كم من مصارعات حدثت على حواف البركة.كان كل يوم يترك عدداً عظيماً من المرضى محزونين الروح لفشلهم في الشفاء مقابل شخص واحد يفرح بشفاءه.لم يمكن لملاك أن يفرح الجميع لأن خلاص البشرية عمل المخلص و ليس من أعمال الملائكة.كان السؤال يبادر أفكار المرضى كل الوقت .لماذا يشفى إنسان واحد فقط؟ أهذه كل قدرات الملائكة؟ لماذا لا تبقي الماء متممة للشفاء طول الوقت و لماذا تزول منها القوة بمجرد أن يلمسها إنسان واحد؟ بقيت الأسئلة عند كل أروقة بيت حسدا الخمسة.كانت أسئلة المرضى و عائلاتهم حائرة.لم يستطع أياً من الفريسيين المتبحرين في الكتب أن يجد تفسيراً .لم يتمكن كاهن أو رئيس كهنة أن يجيب على السؤال , لماذا لا يُشفى الجميع؟ فجاء النسر العظيم  فارداً أجنحة الشفاء متسمراً على الصليب و من جنبه نبع الماء الشافى لأجل الكل فنال حتي الهالكين شفاءاً . أجاب السؤال الذى في قلب كل إنسان و صار لكل واحد أن يقول للمسيح يا شافى الجميع حتى من الموت نعم أريد أن أبرأ.
مع الملاك كان الشفاء للأسرع و مع المسيح كان الشفاء للمُقْعد.مع الملاك كان الشفاء لمن له إنسان و مع المسيح صارت حياة لمن له الإله المتجسد.مع الملاك كان الشفاء على فترات متباعدة و مع المسيح يسكننا روح المسيح على الدوام  و يجدد حياتنا بغفران خطايانا .مع الملاك كان الشفاء بلمسة وحيدة و مع المسيح يكون الشفاء بإتحاد كامل و دائم بشخصه القدوس بجسده و دمه و روحه .
لم ير أحد الملاك بل كانوا يعلمون بحضوره إذا تحركت مياه البركة و أما المسيح فرأيناه بعيوننا و لمسناه و نلمسه و نأكله و نحيا به فلم يعد بعيداً ننتظره يأت من الخارج بل فينا. يسكننا من الداخل.لذلك يمكنني أن أقول أن الملاك لم يعد يحرك مياه البركة منذ ذلك اليوم بل وقف معنا مندهشاً برئيس ملائكة  دحرج الحجر ليكشف لنا أن مسيحنا قد قام ليقيمنا من موت الخطية.
سبت اليهود و سبت المسيح
إبليس أوحى لليهود أن الله يستريح  كما يسترح الناس.كأنه يسكت يوم السبت و لا يدير الكون.فصار السبت عند اليهود سبت شيطاني الفكر, فريسي المقاييس .و من تفسيرات  الكتبة و الفريسيون ولدت كل التعقيدات.فصار الناس يعبدون السبت لا رب السبت.يخدمون السبت لا رب السبت.كأنهم خلقوا من أجل السبت حتي صار السبت عبئاً و ليس عيداً .
إن من أعظم الثورات الروحية التي تغذت على كلمات الرب يسوع هى الثورة على السبت بالمفاهيم الفريسية.التي فيها لا يتحرك الناس و لا يعملون الصلاح و لا يعبدون إله الوصية.لقد جعل إبليس السبت حجراً جاثماً على صدور اليهود.يقيد الحركة و الفعل و الفكر.و ماذا يريد الشيطان غير القيود.و ماذا يفعل المسيح غير تحطيم القيود.لذلك كان يتعمد عمل المعجزات يوم السبت.
كان لمعجزات السبت معنى خاص.بدأ بإخراج الروح النجس يوم السبت مر 1 : 21 فالحرب ليست على السبت كوصية بل السبت كعبودية. أخرج الروح النجس في سبت لينتصر على سبت إبليس و يعلمنا سبت العهد الجديد.ثم شفى حماة سمعان يوم سبت فقامت لتخدم يوم السبت و تفحم الذين يمتنعون عن فعل الخير و هكذا عاد السبت للرب  لعمل الخير و الخدمة مر1: 29
ثم اليوم يشفى المقعد يوم السبت.يو5 .بالتأكيد لو نزل الملاك يوم سبت كان جميع المرضى سيتدافعون و ذويهم نحو البركة متناسين تعاليم الفريسيين عن السبت لأن الشفاء أهم.كان المعني أن الشفاء من الخطية و نتائجها هو السبت الحقيقي .و هذا فعله الرب يسوع.
و كان تعليق الفريسيين هو كيف تحمل السرير يوم السبت و لم يسألوا كيف شفى هذا الرجل بعد 38 عاماً .إن السبت إلهاً عندهم.
ثم كانت إمرأة منحنية الظهر.كان ثقل الناموس على ظهر البشرية فأحناها مثل هذه المرأة و كان السبت أكثر الأثقال التي تفنن الفريسيون في تحويله إلى أثقال جاثمة على الناس.فجاء المسيح و أقام المرأة المنحنية منذ 18 عاماً يوم السبت و سقط ثقل السبت بحسب مفاهيم الناس وإستقام ظهر البشرية المنحنى و صار السبت نقياً في عين الآب بتعاليم المسيح و معجزاته.لو 13
ثم كان الرجل المصاب بالإستسقاء لو 14 .كان يعجز عن الأكل و الشرب بسبب هذا المرض و بسبب تعاليم السبت كان الفريسيون يحرمون أن يذهب الناس ليقطفوا ما يأكلونه .لقد جاعت البشرية بسبب تعاليم الناس بينما سبت المسيح مشبعُ. لهذا شفى ذاك الرجل يوم سبت ليأكل و يشرب و يستريح في سبت المسيح و يشبع بتعليم المسيح رب السبت..
ثم المولود أعمي يو9 كان آخر معجزة يوم السبت لأن سبت الفريسيين أعمي الناس عن مقاصد الله في السبت. المسيح في السبت شفى الأعمي و في السبت كرز في الجحيم و حرر الذين في الظلام ثم صعد بهم إلي نور  العلاء ثم ظهر في الأحد لنا لنعرف السبت الحقيقي اي قيامته المجيدة.و لا أدري هل يعتنق السبتيون اليوم سبت الفريسيين أم سبت المسيح؟ لكن لنا أن نفرح إذ هكذا صار السبت حرية .
المقعد عند البركة و المقعدون في الجحيم على رجاء القيامة
تمر الأيام ويتكرر الفشل و المفلوج يكتفى بمشاهدة الذين يقفزون في البركة كل يوم. كأنه قابع في الجحيم يشهد القادمون من الأرض منزلقين إلى اسفل و لا أحد يخرج من هناك .كان المُقعد يابسا كله, لكن عيناه كانتا ناظرتين إلى فوق. مثل الجالسين على رجاء في اليم العميق.كان المفلوج يشاهد  الشخص الوحيد الذى يخرج من هناك صحيحاً يتقبل التهاني من أسرته و معاونيه . تغرورق عيني المفلوج الجالس وحيداً عند الحافة , متى يكون هذا الواحد الخارج من الأعماق صحيحاً .ها هوذا قد جاء الذى غلب الجحيم و صعد لنا. ماتت أطراف المفلوج الأربعة كما مات البشر في أطراف الأرض الأربعة.كان من ينزل متأخراً إلى البركة مثل النازل إلى الموت. من سيحمل اليابس ليصعد لو تدحرج إلى أسفل؟ كما كان الجحيم يحوي أناس راقدين علي رجاء القيامة و أناس هالكين إلى الأبد هكذا كان في البركة ناجيين و هالكين. كان الرجل يخشى المغامرة إذ ليس له قدرة أن يصعد بنفسه و قد رأي من ماتوا غرقاً في الأعماق.ما كانت لأي إنسان قدرة أن يصعد من الموت إلى الحياة.فالهوة سحيقة و حواسنا الروحية كانت يابسة.كنا فاقدين كل القوة على النجاة مثل المفلوج .كان الرجل يمثلنا.فإستمر رجاؤه لم يمت.لذا لما أتاه المخلص خاطبه سيدي.لأن له سيادة على الكل على الأرض و في الجحيم أيضاً.و إذ جاء المسيح أبطل إرتماء الناس في القاع لأنه رفع الكل معه.سأله المخلص أتريد أن تبراْ و بعجز العاجزين أجاب يا سيد ليس لي أحد فكن لي و لأنك سيد أكون أنا عبدك .العبد لا ينتظر أن يخدمه السيد, لكن سيدنا جاء ليخدم وأجابه قم أحمل سريرك و إمش.فاليوم عيد و مسيرتك وسط الزحام ستكون شهادة لي عن السبت الحقيقي.كل من له رجاء في المسيح يعيش السبت الحقيقي أى القيامة.شفى جسده عند البركة  و شفى روحه عند الهيكل.فعين المسيح تتابع ذوى الرجاء.هناك قابله مجدداً و بشره قائلاً ها قد برأت .إستراح الجسد المنهك و إستراح القلب المثقل بالخطايا.لقد دخل إلى السبت الحقيقي بالبراءة مع تحذير بعدم العودة إلى الخطية.الآن عرفنا أن السبت هو غفران خطايانا فكيف لا يعمل الله يوم السبت؟من يغفر لنا خطايا اليوم و الأسبوع كله.فنستريح في السبت بنوال راحة القلب في المسيح و خلاصنا من كل خطية بدمه وفمه الطاهرين.لذلك إذ إنقاد الرجل للمخلص أراد اليهود أن يقتلوه.فعند باب الخراف تكثر الذبائح.
عند اللقاء
تكثر الأوجاع حول الأرض كما عند بيت حسدا.إضمحلت الرحمة من أرضنا.جاعت النفوس لرب السبت.صار الأسبوع كله سبت عندنا .ليس سبت الرب بل سبت الفريسيين.نتكاسل في المحبة و نتخاذل في الرحمة و نصرخ بأعلى الأصوات أننا نقدس أيامك إنقذنا من أوهامنا.تعال فالأطراف يابسة.الحواس تحجرت.القلوب تقست. بيننا الناس جوعى و مرضى و مظلومين و نحن نبتسم.هل تلين القلوب بمراحمك فنتعلم الرحمة.لأنه طوبي للرحماء إذ ترحمهم بمراحمك. إعطنا اللقاء الذى فيه تنغرس الرحمة في القلب و لا تغادره.يشتملنا الحب من كل وجه و لا نتعرى منه. دع الرحمة تنهمر لأجل دمك السكيب. أنشر المحبة بين أعضاء جسدك فنتحد فيك. لنتغذى من جسدك و دمك طعام الأبدية.لتكن حياتنا روح ترأف بالجميع و محبة  ملتهبة تغلب برود العالم.حول الأرض كل المرضى ينتظرونك.لنا أعوام طويلة .القلب تيبس و الفكر تشبث فى جمود فتعال لنتحرر من أنفسنا و ننطلق فيك و بك.علمنا رجاءك فنرحم حتى الهالكين مثلما رحمتنا.لأن خطر عظيم يهددنا حين نفتقد مراحمك.أنت وحدك تملك عودتنا للحياة الأبدية و مغفرة خطايانا لهذا نطلب الرحمة يا أقنوم الرحمة.     

330
المنبر الحر / عاوزين أميرة
« في: 19:53 25/03/2017  »
عاوزين أميرة
Oliver كتبها
بعد الصلاة  و الإستخارة لإله الجهاد الإسلامى خرج المسلمون مزودين بشحنة الغضب و الإرهاب .هتف المتأسلمون عايزين أميرة.و لمن لا يعرف فأميرة  إسم لشخصية بسيطة طالبة في المرحلة الثانوية  لا يوجد الكثير ليقال عنها سوي أنها بنت مسيحية و لا يوجد دليل واحد يقول أنها تحولت أو أرادت أن تتحول إلى الإسلام .أنا لن أناقش مشكلتها الشخصية لأني لا أعرف عنها شيئاً.لكنني آخذ من ملامح المشكلة ما يصب في إطار أكبر و يكشف مساوئ أكبر.
- يهتف المسلمون عاوزين أميرة ليجعلونها أسيرة.فمنذ متي يوجد في  الإسلام أميرات.كلهن سبايا أو إماء أو ملكات يمين أي أسيرات.فماذا ستصنعون بالأميرات؟ ليس في الإسلام أميرة.فإصمتوا يا من فضحتم الإسلام و نحن لم نكن نعرف فضائحه.الآن إنفضحتم للعالم بأسره و عرف الجميع أنه ليس في الإسلام أميرة بل كل بنت أو إمرأة رهينة حبيسة في يد رجل يعطه الدين حق الإرهاب حتي ضد زوجته..
- لماذا الصمت المتعمد من الأزهر فهو ببيان واضح  كان يمكنه أن يرد على الشائعات لو أراد .كان من الممكن أن يعلن صراحة هل جائت تلك الأميرة إلي الأزهر و أخذت منكم شهادة بإسلامها؟ هل تظهرون لنا دليلاً؟ هل تتجرأون أن تخاطبوا أذيالكم المتجمهرين يهددون الأقباط ليل نهار أم أن هذا التجمهر و الإرهاب هو غاية مرادكم من ربكم؟ و أنكم بصمتكم تغذون هؤلاء الإرهابيين بأكاذيب تدلسون عليها بصمتكم.لكي تظهروا شوكتكم قدام الدولة حتي لا يتحد رئيسها رئيسكم.
- لماذا الصمت المريب من مديرية أمن الأقصر.قولوا لنا هل تواصلتم مع الأزهر و هل أخبركم أن أختهم أميرة صارت مسلمة؟ هل أصدرتم وثيقة مدنية بالهوية الجديدة للأخت أميرة؟ هل زارت أميرة السجل المدني و طلبت منكم وثيقة بالدين الجديد؟ أم صمتكم مقصود لكي تشتعل الدنيا و يتأذى الأقباط طالما هم لم يسلمونكم الأخت أميرة؟ فقط مدير الأمن  أراد بالتليفون أن يكون لجنة لتدخل منزل أميرة و تستكشف بشفافية تامة(إسلامية) هل أميرة مسيحية أم مسلمة؟يعني يأخدوا إعترافها؟ بأى حق؟
- أليس في يد مدير الأمن وثائق؟ أليس لديه تحريات و تواصل مع الأزهر؟ أهذا مدير أمن أم مدير الإرهاب؟ و مدير الأمن لا يعرف أن أميرة في القاهرة و ليست في الأقصر منذ مدة فماذا ستفعل اللجنة داخل منزل أميرة بالأقصر؟ هل سيهددون أسرتها و يرغمونهم أن تكشف لهم أين الأخت أميرة؟ و فيما ينفي نايب البرلمان  بالأقصر الطيبي هذا الإقتراح يؤكد أحد ناشطي حقوق الإنسان  :الأستاذ رأفت سمير صدق الرواية و صدق الكاهن الذى رفض فكرة إستدعاء أميرة.و حسناً فعلوا لأنه حسبما ذكروا إذا دخلت أميرة الأقصر سيتم إختطافها فوراً و لن يحمها أحد بل سيشجعون الإرهابيين الداعشيين الذين حضروا بالفعل بالألاف لمناصرة مشعل الأحداث الإرهابي المجرم  إبراهيم محمد أحمد  الذى يطالب بالأخت أميرة.
- يحضرني عدة أسئلة تخص أخونا المجرم إبراهيم محمد أحمد: كيف أمكنه توفير منشورات فورية لجميع القري تدعوهم للتجمهر في وقت مرتب مسبقاً؟ من هذا الإرهابي و ما قدراته؟ كيف إطمئن أنه سيعيث في الأرض فساداً دون مسائلة. كيف تجرأ بمهاجمة الأقباط و مهاجمة الشرطة التي حضرت في اليوم التالي و أتلفوا ستة سيارات الشرطة؟ من أين أتوا بسيارات تنقل هؤلاء الآلاف ؟كان يوجد كردون خارج قرية لا تعدو بضع كيلومترات فكيف تخطى هؤلاء الآلاف الكردون الأمني( الوهمي).هل كان الكردون الأمني ديكور لكي يظهر أن الدولة تدخلت لكنها الأحداث أثبتت أنه تدخل وهمى عاجز.
هذا الإرهابي إرتكب جرائم تكفي لإيداعه السجن هو و مناصريه سنوات طويلة منها تكدير السلم العام.تهديد الوحدة الوطنية.ترويج إشاعات كاذبة.تشهير بقاصر.إدعاء كاذب بزواجه من بنت لم تتزوجه.تجميع إرهابيين من قرى مختلفة.ما علاقته بالإخواني المرشح السابق الفاشل الذى ينفق على هذه المظاهرات؟ أي شبكة تجمعه مع داعش؟
- بدلاً من أن تكون لمدير الأمن فرصة ليجمع هؤلاء الداعشيين و إكتشاف العناصر التى تجس نبض المسئولين نجده منشغلاً كأنه شيخ قبيلة ليهدأ الإرهابيين.كان مدير الأمن يدير الموقف بالتليفون ؟حيث لا يمثل الأمر له أهمية كبيرة.
- أين دور محافظ الأقصر في أمر ينبئ عن أحداث شبيهة بأحداث العريش.هل ينتظر خراب الأقصر ثم يهل علينا بطلعته البهية ليعلن أن مصر ليس فيها تمييز و لا تهجير و لا خطف فتيات؟ أين أنت يا رجل ؟ هل أنت زميل لهؤلاء الإرهابيين أم يعجبك هتافاتهم و تهديداتهم أم أنه يفرح قلبك أن يعيش الأقباط في رعب فتكون محافظاً لست أقل من محافظ شمال سيناء على مستوى الإنجازات الداعشية.
- كان في الأقصر مجلس الشيوخ الفرنسى لعله سمع بنفسه كيف حال الإسلام من منبعه.كيف حال حقوق الإنسان في مصر ؟كيف حال المضطهدين من الأقباط؟ هل سيطلع من ينكر الفيديوهات المنشورة و التقارير.لعل الهتافات وصلت إلى مسامعهم و التحذيرات من سفارتهم بعدم الإقتراب من المنطقة الملتهبة.و عمار يا مصر بفضل رجال عاهدوا إله الإسلام ألا تفلت أخت من بين أيديهم.
- أين دور أمن الجهات السيادية ؟لا يمكن أن نتجاهل كفاءتها و قدرتها علي الوصول لجميع الحقائق فماذا فعل الأمن الوطني و المخابرات العامة.أو حتي ماذا سيفعل فيما بعد؟ هل سنظل ندور حول نفس الدائرة المفرغة من كل عدل و منطق؟
- نائب الأقصر الطيري يقترح تقديم شكوى قضائية للتحقيق في (إختفاء الأخت أميرة) .....لا تعليق.فهو يظن أن ما يقوله يهدأ النفوس.ثم يقترح أن يختاروا من كل  قبيلة رجلاً.و من كل كبير عيلة شخصاً.لكي يفضوا التجمهر قدام البيوت؟ فما دور رجال الأمن يا عم النايب؟ و هل أنت تعيش عهد القبائل؟ ثم يقول أننا في دولة مؤسسات؟يا عم طيري قل كلام غير كده.
- نريد أن نتعرف و لو من باب الفضول متى يصبح قانون التظاهر سارياً و متي يصبح نائماً؟ نريد إجابة ... هل التجمع بالآلاف و الهتاف قدام بيوت الأقباط ليس تظاهر؟ليس إرهاب؟ فأين مدير الأمن الذى يفترض أن ينفذ قانون التظاهر؟ أين القانون الذى يعاقب ترويج شائعات كاذبة أودت برئيس هيئة الرقابة الإدارية من منصبه؟ أين قانون تكدير السلم العام ليضع هؤلاء الإرهابيين بالسجون.
- ما أخبار إزدراء الأديان أسعد الله مساه؟ فصفحات الإنترنت تعج بإشعال الأحداث في مسألة الأخت أميرة و يأخذونها مناسبة لكي يتهجموا و يتهكموا و يزدروا المسيحية و المسيحيين.و لن أنشر أسماء الصفحات حتي لا تشتهر و تؤدى الغرض منها.
- هل لدى الدولة خطة عامة أو حتي رغبة عامة لمعالجة أحداث كهذه؟ ألم تفكر الدولة منذ أيام (أختنا كاميليا) عن سياسة أزمات لمعالجة تلك المواقف الملتهبة.هل تنوي إصدار قوانين مع نية خالصة بنتفيذها و ذلك بمعاقبة مختطفي البنات.و معاقبة أي مأذون يزوج القاصرات و سحب تصريح التزويج منه مدي الحياة.و معاقبة من يدعي علي قاصر بإشاعة أو يتزوج منها عرفياً و بإبطال أية تعاقدات عرفية للقاصرين؟ هل من قانون يعاقب موظفي السجل المدني علي تغيير الديانة حتى و لو بالخطأ فيكتبون ديانة (قس ) أنه مسلم و يجوز كل المرار لكي يصحح خطأ يبدو غير مقصود لكنه مقصود و قد يموت هذا الرجل و بطاقته أنه مسلم فيحرم أولاده من ميراثهم و يدفن في مقابر المسلمين لأنه لم يعش حتي يصحح ديانته؟ متي نلغي الديانة من جميع المستندات .لقد تجرأت الأردن و ألغت هذا البند منذ سنتين فمتي تفعلها مصر إن أرادت التخلص من مآسي أختنا كاميليا و أختنا أميرة و أي أخت في الطريق.
ثم يحضرني سؤال لأعزائنا المسلمين الإرهابيين منهم و غير الإرهابيين .هل نصبح أخوة إذا غيرتم دياتنا كرهاً؟ منذ متي تكون الأخوة بحد السيف؟  لقد إختبرت كثيراً التعامل مع عائدات من جحيم الأخوات اللائى تم إختطافهن و لم أسمع واحدة منهن أن معاملتكم لهن كانت معاملة أخت.بل دمية أو قطعة رخيصة من اللحم أو أحقر الكائنات.فلا تظنوا أن أحداً يصدق موضوع أختنا هذه فليس عندكم أخوات بل سبايا مثل داعش يتزوجن و يطلقن في ساعة واحدة لكي يستمتع بها آخر و آخر حسب الجدول الزمنى للإغتصاب الذى هو أهم جداول الداعشيين الراغبين في جهاد إغتصاب أخواتهن.
و إلى كل أسرة حافظوا علي أميراتكم.إحتضنوهم فلا يفرغ القلب من حنانكم.لا تنشغلوا عنهم فهم أعظم تيجانكم.دللوهم حتى يصرن ناضجات ناجحات مؤهلات لمجابهة الذئاب.إملأوا بيوتكم صلاة لأجلهن لكي يكون الرب قريب في كل أسرة و رب في كل بيت.
و إلي الكنيسة أقول إفتقدوا الأميرات و عوضوهم عن نقص إهتمام الأسرة بهن.إشغلوهم بخدمة المسيح فيجدوا لأنفسهم دوراً و قيمة.أنت الحضن الأعظم يا كنيسة المسيح و فيك علاج كل تقصير و عند مذبحك دواء كل نقص و إهمال .
أخيراً أقول للأخت أميرة لا تخافى يا إبنتي نحن أيضاً عايزين أميرة في حضن المسيح لن نفرط فيك .ما دمتي تمسكين بمسيحك فهو يمسك يدك و يصونك بقوة تفوق كل قواهم.فقط عيشي معه بأمانة و نقاوة وتوبة و سترين كيف سترفعك يده الحانية.فهو أب الخائفين و حصن المرتعدين وواهب سلاماً للمطاردين.فإفرحى إنتصارك قادم سريعاً و ستظهر حلاوة عشرتك للمسيح و تكون لك خبرة حياة حتي الأبدية.
#Oliver_the_writer








331
5- آحاد الصوم الكبير من جبل العظة إلى جبل الصعود
أحد السامرية :المرأة التي تركت الجرة في يد الخزاف
Oliver كتبها
في البدء كان الخزاف  و إذ كانت البشرية بعد فكرة من أفكاره تلذذ بها. لذا بدأ عمله  كخالق لتكون مستمتعة به و ترى محبته. و في ترتيب خليقته علم الخزاف  الأعظم كل الخزافين طريقة صناعتهم.ترك الطين في المياه وقتاً و بعد أن إختمر الطين جمع اليابسة وحدها و جمع المياه وحدها 2بط 3 :5- 7. فصل بين اليابسة و المياه.ثم خلق الشمس لكى تجف الطين من المياه و بدأ يشكل من الطين صوراً أرادها.ثم أدخلها من جديد إلى النار لتثبت على تشكيلها.فالنار في يد الخزاف بالمقدار.ثم أخرجها ليُجَمِلَها فإذا على الطين صارت صورة الملك فأدخلها في حضنه تستدفئ لكى تبقي على رونقها و تدوم آنية للمجد. ثم لما إنتهي من أول آنية صنع من جانبها يدين لكي تحمل الآنية و تحملها الآنية أيضاً هكذا خلق أبوينا الأولين و هكذا هى صنعة الخزاف الذى مر بالسامرة و جلس على حجر عند بئر يعقوب هناك تركت  له السامرية جرتها ليعيد خلقتها آنية للمجد أما هي فمضت و أخبرت الناس عن إبداعه و براعته.
بئر يعقوب و ينبوع الحياة
السامرة أى مركز الحارس بالعبرية هناك لم يعد يعقوب يخشى عيسو.لأن الحارس الأمين جاء و خلصنا فصار السامرى الصالح لنا. من عند البئر تبقت ثلاثة كيلومترات فقط تفصل بين المسيح و جبل البركات جبل جرزيم لقد إقترب عهد النعمة جداً إذ في ثلاثة أيام يقوم و يمنحنا نفسه مصدر كل بركة.
كان للبئر قصة و كان للينبوع خطة.أما قصة البئر فهي التي حفرها يعقوب ليشرب منه و يسقى قطعانه في شكيم أرض كنعان عند عودته من غربته التي هرب إليها بسبب أخيه عيسو.نصب خيمته هنا و بني مذبحاً للرب و حفر بئراً تك 33: 18 .فكانت قصة البئر قصة عودة من الغربة و مكان مصالحة مع خصمه و بداية جديدة.هنا تحولت القصة إلى رمز حين أتي مسيحنا القدوس ليجلس على نفس البئر ليس هرباً من أحد لكن حباً لكل أحد.ليظهر لنا أن الجالس عند البئر  جاء لكي يعيدنا من الغربة عن الآب و الحياة الجديدة في كنعان السمائية.
في بئر يعقوب الماء عميقة بعيدة لا تطولها الأيدي.يتشاجرون بسببها. لا تجدها إلا لو نظرت إلى أسفل و ألقيت إلى أسفل دلواً مقيداً بحبل.أما الينبوع الحي فهو خبز السماء و هو ماء السماء.يأتي من فوق بغير مشاجرة أو قيود.يفيض بوفرة و يروي الجميع.لا يصلح معه أن  ترفع له دلواً بل أن ترفع له قلبك فيسكب عليك ماءه.
من بئر يعقوب يشرب الناس و البهائم معاً .فمن يهتم بما أسفل يشارك الكائنات غير العاقلة في التدني.لذلك قيل عن موت هؤلاء : لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ جا 3 : 19 .أما ماء الينبوع فهو للناس وحدهم قد جاء.فإبن الإنسان جاء للإنسان. ليس للحيوانات حياة أبدية و لا لمن يعيش مهتما فقط بما لجسده.
السامرية الجميلة
باب الماء جاء يسأل السامرية قائلاً أعطنى لأشرب نح 3 : 26 .نعم كان عطشاناً لخلاصك أيتها النفس المنبوذة فهو جاء يرد لك مجدك.نعم جاء عطشاناً إلى محبتك و هو الذى لا ينقص.إعطوه ليشرب يا كل الخطاة.يا كل الزناة.يا كل الساقطين.أعطوه أنفسكم فهذا ما يروي ظمأه.و هو جاء ليشرب عطشنا و يروي عطشه إلينا.فإعطوه لا تتعجبوا أنه يكلم نفس ساقطة و وجه يخش المواجهة لا تتعجبى يا كل نفس صغيرة إذا رأيتينه يترك الملائكة و يحتضنك أنت.لا تتساءلى و لماذا أنا؟ فهو قد جاء خصيصاً للمرذولين و لك يا سامرية.
كان الخزاف يكلم السامرية  لتصير في يده و يعيد تشكيلها .عند الخزاف الأعظم مهارة صناعة الخلاص الإلهي وصناعة الخزف.ها هي تسأل فيأخذها مثل طين لا جمال فيه.خمسة أزواج ليسوا أزواجها.هذا هو تراب الأرض.حواسه الخمس ميتة.لا روح فيه بعد.كانت الكلمة تخرج من فم المسيح و تخمر الطين.فكانت الأفكار تختمر في عقل السامرية و تتولد من أفكارها أسئلة و أفكاراً جديدة.إنه يكلمنى بلغة رقيقة ما عهدتها من الناس.نعم ايتها الجميلة فهو يعرف ماذا قدرك عنده حتى تدركين أنت قدر المسيح عندك.لا تندهشى فهو ليس يهودى فحسب بل إلهي أيضاً لذلك يكلم السامريين و البعيدين و الساقطين و كل أنواع العطاشى.ها هو يدعو الكل مجاناً.أنا ينبوع ماء الحياة فهلموا أيها العطاشي.فقط تعالوا إشربوا أطلبوا,إقبلوا الإبن ضامن الخلاص.فتعجبت السامرية.
طوباكي لأنك قبلتى العرض السخى و سألتينه أن يعطك الماء فترتاحين من مشاجرات العالم على بئر يعقوب.ها قد وصلت الطين إلى يد الخزاف إذ أعطته نفسها.و ها هو يزيد سخاءه و يطلب أن تعطه زوجها.إذهبى و إدع زوجك.فأنا لكل الساقطين أقدم نفسى.
ليس لى زوج يا سيدى.لقد بدأ الخزاف يعجن الطينة لكى تكون طيعة في تشكيلها.إنه يأخذ السامرية إلي أعلي حيث ينبوع الماء الحي ثم يعيدها لأسفل لتأت بزوجها الذى ليس زوجها.الطين قارب التشكيل.حين يكشف المسيح عن قلبه نحونا ثم يسأل عن قلوبنا نحوه.ساعتها قل الصدق.قل ليس لى زوج.كل ما لى لم يكن منك.أنا أعترف قدامك أن كل ما لى يجب إعادته إليك لتحمله مع اللعنات على الصليب فيصير لي بركة .لم يعد لى زوج منذ خالفت وصاياك.نحن نفوس مهجورة بدونك.و الآن بدأ العُرس فيصير لنا عريس.
أعطت السامرية نفسها ثم إعترفت لكي تعطه زوجها (رمز الجسد) و الآن تعطه إيمانها و تسأله أين نسجد.فيجيبها الأهم كيف نسجد و لمن نسجد.فيصحح السؤال و يقدم الإجابة.لقد صارت الطينة نفساً و جسداً و روحاً حسب فكر الخزاف الأعظم.و لكي يكون للطينة جمال و شكل كان يلزم أن يتكلم  المسيح عن الروح.الله روح.و بالروح القدس تصبح للطينة حياة و صورة الملك.على حواسنا كلها توقيع الخزاف الأعظم.نحن ممهورين بعبارة صُنع علي الصليب.لذلك حين صار المسيح ملكاً للمرأة الجميلة تركت كل شيء تركت الجرة و تبعته.لقد تركت الإناء الظاهرى الترابى و أخذت إناءاَ باطنياً فذهبت السامرية بإنسانها الجديد تكرز لحبيبها.
و هل يكرز الساقطون؟
طوباكي أيتها السامرية التي تشكلت من جديد آنيةَ للمجد إذ لم تحتملى أن تتركي الناس لا يعرفونه كما عرفتينه.نعم كما قلت هو إنسان و هو المسيا.هو الإبن المتجسد.الآن  تتكلمين في اللاهوت يا سامرية القديسين .من علمك هذا إلا الروح الذى يعيد لنا الخلقة الجديدة.ها قد صرتي جريئة أيتها السامرية و قد كنت منذ قليل تأتين إلى البئر متخفية في وقت يخلو من المستهزئين بك.ها قد رد لك مكانتك و صلحت لمملكة.نعم كل المدينة سمعت منك يا ملكة السامرية السمائية.نحن كنا في المدينة و سمعناك تقولين بأعلى صوت تعالوا إلى الخزاف الأعظم.فعرفنا أنه يقبل كرازة التائبين و يكلف المنبوذين بالبشارة بإسمه.و صاحبة الأسئلة الكثيرة صارت تتكلم عن شخص وحيد يجيب على كل الأسئلة.تعالوا يا كل من له سؤال لأنه أجابنى على كل الأسئلة.نعم  للمسيح يكرز الذين لا تتصور أنه يمكن أن يكون لهم قيمة.نعم يكرز الجهلاء متي قابلوا أقنوم الحكمة.نعم يكرز المضطهِدون متى قابلوا يسوع الذي يضطهدونه.نعم يكرز المرفوضين كما كرز اللص على الصليب لأنه سبق و سأل المصلوب واثقاً في ألوهيته أن يذكره حين يأت في ملكوته.نعم يكرز الذين تشبعوا بالخطية فليس بعد الطين إنحدار . قدامنا كارزون كالسامرية لم يطيقوا الإنتظار طويلاً بل إنطلقوا تاركين الجرة عند قدمي المخلص يشكلها مجدداً فيما هم يكرزون بآدم الجديد.فإصنع منا يا خزاف السماء سامريات و سامريين على شبهك.
أتريد الماء الحي ؟أترك الجرة
الجرة القديمة ليست مؤهلة للماء الجديد.الجرة الميتة لا يمكن أن تحتوى الماء الحي.في القلب جرتان.جرة العتيق المشققة التي لا تضبط ماء .و جرة الجديد التي يسكن فيها الروح القدس فتخرج من بطنك أنهار ماء حي من الينبوع الحي.
أتريد الماء فإختر الجرة اللائقة.و ألق بالأخرى عند قدمي السيد.فهو لا يحتاج منك وعاء بل قلب,إن لم تلق بالجرة القديمة تتلاشي منك حتي الجرة الجديدة.فالقلب لا يحمل ظلاماً و نوراً في آن واحد.و قد ألقت السامرية جرتها القديمة فإستحقت أن تكون نفسها وعاءاً للماء الحي.فذهبت و لم تخجل أن تتكلم عن كل ما فعلت و هو كان معلوما للكل.فللجرة الجديدة جرأة في التوبة.جرأة في اللجاجة و الصلاة.جرأة في الإيمان و مجاوبة من يريدون أن يقبلوا المسيح.للجرة الجديدة مهمة تختلف تماماً عن الجرة القديمة.فالقديمة تختزن أشياءاً ليست لها .أزواجاً ليست لها.القديمة تختزن داخلها صراعات الناس بين السامريين و اليهود.الجرة القديمة عنوانها التعصب تبحث عن إرضاء نفسها أما الجديدة فلا تبال بنفسها.تجري السامرية بجرتها الجديدة تكرز دون خجل و تعترف بخطاياها دون خجل و تقدم المسيح اليهودي للسامرين دون خوف .الجرة الجديدة مؤهلة للفَخَار و الجرة القديمة مؤهلة للدمار
إذا تركت جرتك تأخذ غيرها لكن لا يمكنك الجميع بين العتيق و الجديد.فالينبوع الحي لا يسكن جرة مشققة.لكن ينبوع المسيح يسكن القلب الواثق في محبته ليؤهله للبشارة بغير تأخير.لأن محبة المسيح تغلب الماضى و تكسر القيود و تجعل الكل جديداً.أنظروا الخزاف و سبحوه لأنه صنع من الإبن الضال و من السامرية و من جميعنا خليقة جديدة.
خذ جَرًتى
يا باب الماء الحى نح 3 : 26 يا من على الصخرة تجلس.أمامك أدواتنا الساذجة التي لا تجلب ماء إلا بصعوبة ثم به لا نرتوى.يا من جلست هكذا قدامنا و لم تتركنا نضيع كالأيام في البحث الباطل عن ماء لا يروى و شهوة لا تشبع و خطية نتنفسها.أنت قدامى الآن اسبحك لأني عرفت أنك الحي إلي الأبد و كل عطاياك أبدية.الماء أبدى و الخبز أبدى و الخلاص أبدى و المحبة أبدية فلهذا أتيتك أنا الزمني لتجعلني أبدى معك.أيها الخزاف الأعظم خذ جرتى.إملأها بما يحلو لك.فإن لم تصلح فإطحنها و أعد تشكيلها كما تشاء.لا أتأوه لو رأيتك تطرق الجرة لتكسرها و تصحنها لتعود تراباً  لأن الذات تسكن في الجرة القديمة و قد إستعصى عليً غلبتها .لن أتذمر لو مضيت زمناً في النار لتجف طينتى من ماء العالم فأنا مشتاق للثبات لا الميوعة.أنا في يدك مطمئن أنى ساصير شيئاً سأكون شكلاً يشبهك فخذ جرتى.أفرغها من كل ما فيها.أنا كالسامرية لى خمسة حواس خرجت عن تحكمى فلم تعد لى.العين تنظر لذاتها و الأذن تسمع ما يهلكني و اللسان لا يكف عن صنع الشر و اللمسات النقية ضائعة. الآن أضع هذه الأزواج قدامك في الجرة القديمة جدد الحواس و دربها في طريقك.خذ جرتى لأنني لم أعد أمتلكها فهي تمتلكني لذا أنا صرت لها عبداً الآن حررني و خذ جرتي فأكون لك كارزاً.حين تجلس قدامي يا سيدي أتحسر فكل أملاكي جرة مشققة لذا أتركها خجلاً و ما المانع أن أترك لك جرة مشققة فتلاميذك تركوا لك شبكة ممزقة.أنت تقبل كل شيء.إقطع الرباط الذي يمسك الدلو لأنه إعتاد أن ينزل إلي اسفل و إمنحنا الروح القدس رباط الصلح الأبدى الذي يؤهل القلب للسمائيات.لقد عرفنا مكان البئر منذ مولدنا و صرنا نتجه نحوه بكل إجتهاد .الآن نريد أن نعرفك اين تسكن يا ينبوع الحياة و نتبعك .حتي يصير اليبنوع لنا لا بئر يعقوب.إشفعي يا سامرية لأنك أول من شرب الماء الحي.إحكي لنا عن حلاوة السامري الإلهي.يا سامرية كيف أحببت السامرى.إشفعي فينا كى تولد فينا محبة كمحبتك.و نشتاق إلى كرازة ككرازتك.و نشرب من نفس الينبوع لكي نحيا مع المحبوب نحيا إلى الأبد.

332
4 - آحاد الصوم الكبير من جبل العظة إلى جبل الصعود
أحد الإبن الضال : البدايات و النهايات
Oliver كتبها
بدأ مخلصنا الصالح مثاله و ماأروعه مثال.كأنه يتكلم عن تاريخ البشرية.لذا بدأ مثاله بغير مقدمات. المثل بدأ بأب و إبنيه و الخليقة بدأت برب و إبنيه.لم يسبق الحديث عن الأب أحد لأنه ليس لله قبل و لا بعد. بدأ الكلام عن الإبنين كأن ما قبل ذلك غير موجود لأن البشرية كانت عدماً قبل خلقتها.و كانت بداية المثل  كان لإنسان إبنان  تشبه في البدء خلق الله الإنسان خلقهما(إثنين)  ذكرا و أنثى.
كان آدم اكبر من حواء.فجاءت حواء الأصغر طامعة فى الألوهية بخديعة الحية.أخذت الِقسم الذى لم يكن لها و أكلت و تعدت الوصية و أخذ مثلها آدم الأكبر فصارا كلاهما عريانين .سقطت البشرية,إنفصلت عن الآب و خرجت من الجنة هكذا فى المثال أيضاَ فعل الإبن الأصغر و طلب ما لم يكن حقاً له.خرج هو أولاً و فيما بعد خرج أخوه ايضاً و لم يشأ أن يفرح في الوليمة.خرج الإثنان و إنفصلا عن أبيهم. كلاهما عريانان مكشوفان قدام الآب. آدم و حواء أرادا  أن يأخذا (من ) الله  ألوهيته. الإبنان في المثال أرادا أن يأخذا (من) أبيهما ميراثهما و هو حى .لم يحب أحد الآب لشخصه.لم يشبع أحد بعشرته مع الآب.كان أشواقهما تميل إلى ما يأخذونه من مكاسب  مع أنها لا تغني و لا تنفصل عن عشرة الثالوث .ما أشبه البدايات ببعضها.
آدم و حواء و الإبن الأصغر
أخذ الإبن الصغر القِسم الذى له ثم يقول المسيح عنه (جمع الإبن الأصغر كل شيء)..فما الأشياء التي جمعها هذا المسافر بعيداً ألعلها أوراقه.مثلما جمع  آدم و حواء أوراق شجر و صنعا لنفسيهما رداءاً من وهم.هذه هى التي جمعها الإبن.جمع أوهامه و كل ما راود خياله ظناَ منه أنه نافع في غربته و لم يلتفت أن أباه يذبح وليمة في الداخل.كما ذبح منذ القديم و صنع اقمصة من الذبيحة لأبوينا بدلا من رداء أوراق آدم و حواء المهلهلة. كان آخر ما رآه الإبن المسافر خَدَمَ أبيه  و هم يُعدون الوليمة التى إحتقرها و سافر. لم يعانق إبيه أو أخيه حين مضى.لم يقل سلاماً فمن أين يأت السلام لمن ينفصل عن أبيه.لملم حاجياته و مضى كغريب من بيت كان له. ضاع الإبن الأصغر مع أنه أخذ (كل شيء) لذلك سرعان ما قال المسيح عنه أنه أنفق( كل شيء) فلم يتبق له شيء أخذه خلسة من البيت.هل سرق الإبن الأصغر أبيه كما أراد أبوانا أن يسلبا الألوهية بالإحتيال؟كان يتعامل مع ابيه بإستغلال  لمحبته فوجد في غربته من يستغله أيضاً و يبتزه بغير محبة.لذلك لما أراد أبوانا أن يصيرا مثل العلي صارا إلى اسفل و الشيطان بهما يستهزأ.الإبن الأصغر أيضاً وجد  في كورته البعيدة من يسخر منه و يُسَخره.و صادقته الخنازير.
آدم و حواء و الإبن الأكبر
كان آدم و حواء في الجنة و لما أنصتا للحية خرج فكرهما خارج الله و خارج الجنة  يفكران فيما لنفسيهما لا فيما لله .لذلك لم تعد الجنة تشبعهما لأنهما طامعين في المزيد حتي الألوهية. لما صارا في العرى قالا لله أنهما مختبئين خلف الشجرة خوفاً منه بينما لا مخافة بعد .هكذا كان الإبن الأكبر في الجنة (بيت أبيه) و لكن عقله لم يكن فيما لأبيه بل فيما لنفسه. كان مختبئاً في الحقل في الخدمة.و يدعى أنه يعمل لأبيه و يخاف على ما لأبيه لكنه كاذب لأن لغته حين عاد أخوه لم تكن فيها مخافة أو محبة. مثل خدام كثيرين كان يخدم ليس حباً في أبيه لكن لأجل شيئاَ ما في نفسه.هو يريد ميراثه مثل أخيه.لكنه لابس قناع الخدمة.إجتهاده باطل و ضلال و أبوه يعرف أن قلبه بعيد عنه حتي و هو في البيت .ضاعت الأمجاد حين تجاهل الإبن الأكبر أن أبيه وضع في قلبه أن يهبه كل شيء, نفسه ,كل ما له. لذلك كان الأخ الأكبر أتعس الناس لعودة أخيه.لأنه ظن أن المكاسب ستتقسم على إثنين بدلاً من واحد فهو يجهل ما لأبيه .يخدم و الأنانية تملأه.هذه خدمة إبليس.كل مكاسبها له.الأكبر يشتهي أن يصير الحقل له و القطيع له و الولائم له. هو ضائع في الحقل و أخوه ضائع في الكورة البعيدة.كما ضاع أبوانا في الجنة و ضاعا أيضاً في الأرض.و صار آدم في الحقل يشقى دون جدوى.و حواء تلد موتى دون جدوى.و الولائم بعيدة عن أنظار الجميع و بين الناس و السماء حجاب و بين الأخ الأكبر و أبيه و أخيه حجاب. كان اليهود كالأخ الأكبر يخدمون الأرضيات و يخسرون السمائيات و يعادون أخيهم الأصغر (الأمم) فلا أحد يبصر الله.لا أحد يعرف قلب الآب.
عيون الآب
رجع الأصغر إلي نفسه فلم يعد الأصغر.كانت عينا أبوه عليه.ترك البيت و عينه على الطريق.فالطريق هو المسيح.أرسل الآب إلينا الطريق.و عينه على الطريق مثلما عين الطريق على الآب.و لما أراد الفتي أن يعود كان لابد أن يجد الطريق.كان لابد أن يتجسد الإبن و يصير لنا طريق الآب و الخلاص و الوساطة و الحياة الأبدية.فوجد الفتي التائه المسيح.أوقظ بالمحبة إرادته.أعاد الروح القدس إليه الذاكرة السمائية.فتذكر الآب لأنه عاش منه محروماً.و تذكر الإبن حين تذكر الولائم .و تذكر الملائكة حين تذكر العبيد الذين يخدمون في بيت أبيه.كان الثالوث يعمل بأقانيمه عملاً رائعاً.فأرجع آدم و حواء إلى الفردوس بمصالحة بالدم.لذلك كان العجل المسمن هو طريق المتصالحين الوحيد .مذبوح مذبوح و فداءه قد تم فكيف لا يعود الفتي.صار الإبن وليمة أبدية لمن ينوون العودة و عيون الآب تجذبهم إليه.فمن يستطيع أن يدخل إلي الوليمة (المسيح) إن لم يجتذبه الآب.خرج الآب لأننا رأيناه في الإبن خرج للأصغر(الأمم) و عانقهم لأن الأمم لم تعرف عناق الآب من قبل و خرج للأكبر(اليهود)  يسترضيه و لم يعانقهم لأنهم تبجحوا عليه و رفضوا إبنه(العجل المسمن) و من يرفض الإبن يلفظه الآب أيضاً. .صار الآب يلاقينا و يقطع عنا طول المسافة لأنه أرسل لنا طريق الخلاص يسوع القدوس.ركض الآب.بينما لم يركض الفتي.ما أسرع الآب فى شوقه إلينا.الآب أسرع جداً لما جاء ملء الزمان فأرسل إبنه الحبيب و خلصنا.ذبح إبنه لنا و هو المسمن لأنه من البدء هو أقنوم الفداء الذى بقى فى الآب حتى جاء الميعاد ثم صار فى الجسد و حررنا.فعاد الإنسان إلى نفسه.أعاد الآب صورته و مثاله فينا لأن الإبن إنذبح عنا و أهلك الموت الذى أهلك الفتي جوعاَ فإشتكي قائلاً أنا هنا أهلك جوعاً إليك يا من كنت أبى هل ترانى؟ فأعاد له أبوه الحلة الأولى و لبسنا المسيح.عاد الفتى و عانقه أبوه.ما زال الآب أبوه و ما زال العائد إبنه أيضاً .لم يسأله ماذا فعلت لأن العجل المثمن صار يبرر الفاجر و يتصدر للخطاة و الزناة و يبيت في قلوبهم فيعودون مع الفتى بدون مساءلة.عيون الآب رأت الخلاص قد أُكمل فجذبت الفتي للوليمة.لأن الوليمة كان لابد أن تتم أولاً ثم يعود الضال فتمت و عاد.
البدايات و النهايات
كان الإبن الأكبر يرعى القطعان و لم يكن فيهم العجل المسمن فصار تعبه هباءاً.فمن يرفض أخيه يرفض أبيه.أراد الآب أن يصالح البشرية في إبنه و أراد إبنه أن يصالح البشرية معاً فرفض الكثيرون و لا زالت الوليمة مهيئة و الرافضون خارجاً يدعون أنهم يخدمون.بدأ الإبن الأكبر بالخدمة لكنه إنهمك في الطقوس و طلب جدياً بينما الله قدم نفسه ذبيحة ليغنينا عن كل الذبائح.بدأ في البيت و إنتهي خارجاً .إذا خرجت خارجاً فلا فرق إن ذهبت إلى الحقل لتخدم القطيع أو ذهبت إلي الكورة البعيدة لتصادق الحنازير فكلاهما باطل ما دمت قد خرجت عن محبة المسيح.ليس سوى أن يكن المسيح لك بداية و نهاية لأنه الألف و الياء.
الإبن الأصغر بدأ ضالاً و إنتهي في حضن أبيه.فكانت أواخره أفضل من أوائله.فلنكن الأصغر .لنتضع كي نتوب.لنحب كي نعود لأحضان المحب.بدأ الأصغر بالخطية و إنتهي بالحب فكانت أفضل ختام حين أختفي في أحضان أبيه.الحب هو أن تختفي في المسيح.الحب هو أن تعود و فى قلبك عدم الإستحقاق لكن بإيمان أكيد أن المخلص هو الطريق الوحيد للحياة الجديدة .
بينما إنشغل الأكبر بأحلام صغيرة مثل الجدى إنشغل الأصغر برجاء عظيم فالمسيح رجاء للمتضعين و الودعاء.كن الأصغر بإرادتك أو حتي لو جعلوك الأصغر في كل شيء .خاتم جليل في إنتظار أصبعك حين تمد يدك ليده حين تخاطبه و هو منهمك في تنظيف داخلك و خارجك تمهيداً لمجد لا ينقطع مرتباً لأجلك.لا تكن كبيراً فالأكبر ضاع.لم يلبس لا خاتم و لا حلة جديدة و لا حذاء.لم يلبس المسيح لأنه الخاتم و الحلة و الذبيحة.فلا تكن الأكبر.إهرب للنهايات في حضن المسيح و لا ترتبك لو كانت البدايات سيئة للغاية.فهذا المثل يمتدح النهايات المفرحة و لا يحاكم السيرة الأولى.
حديث في حضن الحبيب
ثيابي ممزقة و وجهى ملوث و كل ما فىً أخذته من مراعى الخنازير.في حضنك لم تلتفت إلى رائحتي التى أنتنت مثل لعازر بعد أربعة أيام. لأن رائحتك الذكية ايها الرب يسوع المسيح غلبت رائحتى .في حضنك أعرف أنه لا مرعى الخنازير يخلص و لا مرعي القطيع يخلص فأخي تاه وسط القطيع و أنا تهت وسط الخنازير فعرفت أنه لابد أن أختفي في الوليمة آكل و أشرب و أعانق من صار ذبيحة لى.فليس الخلاص في المرعي بل فيك.و ليست الحياة في ما آخذه لأنفقه بل فيما آخذه لأحبك و أتمسك بك أكثر.عائد أنا من تيه طويل و غربة سادت كل العمر.في حضنك الراحة التى تنسينى كل ما هو وراء.في حضنك تعويضات لا توصف.حين رأيتك تركض نحوى ركض قلبى كما ركض يوحنا في بطن أمه بإبتهاج.كنت أخشي من كل شيء .خفت منك كآدم و إختبأت لكن في حضنك تلاشى الخوف و حل الحب.أوجدتنى و وجدتنى في حضنك.فتيقنت أنني كنت فيك و أنا بعيد فإرتديت حضنك. مددت أصبعي المجروحة من عض الخنازير حين كنت أختطف خرنوبها فإذا بك تضع فوق الجرح خاتم العروس فصرت لك و إختفت كل الجراح.
كنت عارياً مثل أبواى الأولين .فأخذتني إلى الدار الداخلية.حممتني من غير أن تلومنى.لم تسألني عن شيء.بل في حضنك كانت كل الإجابات كنت تردد أحبك أحبك أحبك و كأنني لم أبدد ميراثى.كنت أظنك أنك ستحاسبني فإذا بك تكافئنى .ما هذا الحب.تعالوا يا جميع المتغربين و التائهين و الضالين لأنه قد ظهر مسيحنا في الجسد لا يدين بل يخلص و يكافئ العائدين.حين جعلتني في حضنك صرت جديداً.بدأت أنظر نفسى فيك فلاحظت الشبه القريب.كأنك أخى كأننى إبنك. كنت أقول كأنني كأنني حتي سمعتك تقول لأخي أنني إبناً جديداً.كنت ميتاً و نلت الحياة الجديدة في حضنك.أنا يا أبى لن أغادر حضنك.سأسير و أنت تحتضني و أذهب لأحاول مجدداً مع أخى لعله يدرك حبك و يترك الحقل و يدخل للوليمة.أخى جائع لم يأكل و أنا كنت أهلك جوعاً فخذني في حضنك لأقول لأخى تعال إلي الوليمة.لأقول لمن لا يعرفك أن حضنك كاف لمعرفتك.أنا لم اسمع عن أب مثلك.كنت فتي و الآن قد شخت و لم اسمع أنك تخليت عن أحد إلتمس حبك.لم تصد أحداً أراد أن يعود إلي نفسه .أنظروا يا من ذاقوا الخرنوب.إن نفوسكم في حضنه محفوظة فإن عدتم إلي أنفسكم تجدونها فيه و تأخذون منه النفس الأولى و الإنسان الجديد.أقول لكم حضنه أغلى من النصيب الذى كان لى و تبدد.حضنه أسمى من كل المكاسب.أطلبوه لذاته لأن لذته في بنى البشر فلتكن لذتنا في إبن الإنسان.في حضنه لا يتركك تكمل العبارات التي رتبت أن ترددها قدامه لأن في حضنه لغة أخرى لا تحتاج إلى مفرداتنا.تبدأ الكلمة و ما تكملها لأن الكلمة الأزلى يعطيك لغة جديدة.حضنه يأخذك من النواح إلى التسبيح .حضنه يصعد بك فتكون فيه فوق القمم.في حضنه لا يتوقف الحديث لكن ليس من يترجمه سوى الحب.فإعطني من حضنك كل ما فيك.ما عدت أطلب غيرك.ما عدت أطيق أن أبتعد .ما عدت أفكر في غيرك.في حضنك أكون بعد أن كنت عدماً.في حضنك تكون النهايات أحلى من البدايات.في حضنك أدعو المحرومين من الحب أن يقصدوك.أدعو الذين خلت قلوبهم من المحبة أن يقبلوك.في حضنك أقول لكل الخطاة هناك حضن أبى لا يهمه ماذا أخطأت و كم تهت بعيداً لكنه يركض إليك و يعانقك فتنسي الدنيا و الناس و يبقي لك وحدك حضن المسيح فما أحلاه حضن.y




333
الثورة بالإيمان و الحق
Oliver كتبها
الله يعول الطيور لكنه لا يرمي الطعام في أعشاشها.الله يهتم باسماك البحر لكنه لا يضع الطعام في أفواهها.الخليقة الصامتة إيمانها أفعال و الخليقة الناطقة إيمانها أعمال و أقوال.
إن إختطاف آية من سياقها و توظيفها لتخدم حدثاً معيناً هو خروج عن فكر المسيح.فكلمات الرب يسوع مجتمعة هى رسالة متكاملة واحدة.بشارة و تعليم إلهي واحد.لا يمكن تجزأة الإنجيل إلى آيات مستقلة لكن يمكننا الخروج من الإنجيل بموضوعات متكاملة.فإذا أردت حقاً أن تقتني فكر المسيح فإعلم أن فكر المسيح لا تجمعه آية واحدة و لا توجد آية واحدة تغني عن بقية الآيات في نفس الموضوع.فالكمال الإنجيلي لا يتحقق بآية بل بكل الإنجيل و كل التعليم فى علاقتنا بالله و الناس و علاقتنا بأنفسنا. و هنا سنركز على بعض الآيات التى يكثر إقتطاعها و يحدث أنها تستخدم أحيانا بعيداً عن مقاصد الله التي نعرفها من خلال كل الكتاب المقدس و ليس من آية واحدة نراها كافية لكل المواقف و كل المستويات الروحية و كل درجات الإيمان..
الرب يدافع عنكم و انتم صامتون
نص الآية الصحيح بحسب الكتاب المقدس هو (الرب يقاتل عنكم وانتم تصمتون) و يكثر ترديد الآية بطريقة خاطئة (الرب يدافع – بدلاً من يقاتل) خر14: 14 و الفرق كبير بين يدافع و يقاتل.فالمسيحيون يمكنهم أن يدافعوا عن أنفسهم و عن كنيستهم لكن لما يصل الأمر إلى قتال هنا ينسحب المسيحي الذى لم يوصه المسيح بالقتال و يترك القتال للرب وحده. و هو نفس ما حدث في ظروف هذا الوعد الإلهي.كان موسي النبي مع هرون الكاهن يذهبان ليدافعا عن شعب إسرائيل و عن إيمانهم بالإله الحقيقي قدام فرعون.كانت الضربات أدوات من الله للدفاع عن شعبه و كان موسى النبى ينطق بصوت الحق و تبدأ الضربات بإعلان منه.لكن لما لم يستجب فرعون لكل الضربات و وصلت الأمور إلى طريق مسدود و جاء أوان القتال أمر الرب موسي و هرون أن يتوقفا .دورهما إنتهي و سيبدأ القتال.الحرب للرب و ليست لشعب الرب.أما شعب الرب فيدخل وسط البحر و يشق له الرب طريقاً أما فرعون و جنوده فللرب معهم حرب من دور فدور.هذا هو منهج الكتاب المقدس فلا نخلط بين الدفاع عن الحق و بين القتال.إلهنا يسوع المسيح إمتدح بطرس حين دافع عن إيمانه قائلاً (أنت هو المسيح إبن الله الحى)يو6: 69 لكن لما أراد أن يقاتل بالسيف جنود هيرودس أمره قائلاً (رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ)مت 26: 52. فالقتال عمل إلهى خالص أما الدفاع فهو عمل مشترك بين المؤمنين و الروح القدس الذى يعطهم ما يدافعون به من حكمة و قول و قوة الفعل لذلك يدرس كل الباحثين في العقائد علم (الدفاعيات) أي الردود على التشكيك في الإيمان.
هذه الآية بمنطوقها الخاطئ المنتشر يكثر إستخدامها عند التعرض لأحداث عنف أو أن تتعرض الكنيسة لأزمة.لكن هل حقا يقصد الإنجيل أن نستخدم آية واحدة في جميع الأحداث لتكون منهجاً لنا؟ فإذا كانت تكفي حقاً فلماذا توجد آيات أخري تتبني مواقف و زوايا آخرى لنفس موضوع الآية؟. الرب يقاتل عنكم و أنتم صامتون عبارة إلهية هامة جداً يكتمل معناها حين نضعها بجوار آيات أخرى مثل (لا تخف بل تكلم و لا تسكت لأني أنا معك و لا يقدر أحد أن يقع بك ليؤذيك .هذا أمر إلهي للقديس بولس الرسول أع18: 9 ) هذا الأمر يقول لبولس الرسول دافع عن الإيمان.إكرز و علم إسمي للناس رغم أنه يوجد من يريد أن يوقع بك و يؤذيك.لكن أنت عليك أن تدافع و أنا سأقاتل من يريدون أن يؤذونك فلا تنشغل بهم.الرب وعد أولاده أنهم سيقفوا قدام ولاة و ملوك فى محاكمات (سواء محاكمة الفكر أو الإيمان أو إفتراءات شخصية) لكنه أمرهم بأن لا يهتموا بما يقولون و لا بما يتكلمون لأن لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه لو 12: 11- 12 فليس الصمت حلاً وحيداً قدام الله.ليس لكل المواقف صمت نصمته للرب بل كلاماً مؤيداً من الروح القدس نقوله بثقة و شجاعة ووضوح.و سيدافع عنا الرب أيضا لأنه قال :لا يقع بك أحد ليؤذيك..
هل صيحة بولس الرسول المؤيدة بقوة إلهية قائلاً إلى قيصر أنا رافع دعواى تتعارض مع الرب يقاتل عنكم و أنتم تصمتون ؟ بالتأكيد لا لكنها كانت خطة الرب لوصول المسيحية إلى روما.فهل صمت بولس الرسول و سيلا لما سُجنوا و ضُربوا ظلماً ثم أردوا أن يصرفونهما سراً .لا لم يصمت بولس الرسول (فقال لهم بولس: ضربونا جهرا غير مقضي علينا، ونحن رجلان رومانيان، وألقونا في السجن. أفالآن يطردوننا سرا؟ كلا بل ليأتوا هم أنفسهم ويخرجونا) إذن بولس الرسول لم يصمت .بل إستخدم حق التقاضي أمام قيصر روما أعلى رتبة في الإمبراطورية الرومانية.( فقال بولس: أنا واقف لدى كرسي ولاية قيصر حيث ينبغي أن أحاكم. أنا لم أظلم اليهود بشيء، كما تعلم أنت أيضا جيدا)إذن تبدأ الآية ب (فقال بولس) و لم يصمت ؟ الصمت المقصود هنا ليس دوماً هو صمت اللسان بل هو صوم المسيحي عن الخطية لكي يتدخل الرب في حياته و ينصره على إبليس.لنصمت عن الشر.لكن عن الحق لا نصمت.لذلك رأينا المعمدان الذى أعد للرب شعباً مستعداً يوصف بأنه (صوت صارخ) في البرية و لم يكن (صمت صارخ) في البرية لذلك إستحق من الرب يسوع تكريماً بقوله عنه أنه أعظم من نبي.وكان شجاعاً و تكلم قليلاً قدام هيرودس فكانت عبارته القصيرة( لا يحل لك) حديث الأجيال بينما كلام كثير في مواقف كثيرة كان من الأفضل لأصحابها أن يصمتوا و لم يصمتوا فكان كلامهم كالهواء الملوث لمن يستنشقه.نعم نؤمن أن الرب يقاتل عنا و نحن صامتون و يقاتل عنا و نحن متكلمون بلغة المسيح
من ضربك علي خدك الأيمن فحول له الآخر
لاحظ أن المسيح لم يقل من ضربك على خدك الأيمن حول له( الأيسر) بل حول له الخد( الآخر) . السيد المسيح مصدر التعليم ذاته لم ينفذ هذه الآية حرفياً كما قالها.فهل مطلوب من المسيحيين أن يطبقوها حرفياً؟ لقد لطموا سيدنا على وجهه وقت المحاكمة قدام المجمع.و لم يحول لهم الخد الأيسر لكنه حول الخد الآخر الذى هو كلام الحق و الشهادة عن شخصه المجيد بقوله إذا فعلت ردياً فإشهد على الردى و إذا لم أفعل فلماذا تلطمنى.إذن إلهنا يقصد شيئاً مختلفاَ عن المعنى الحرفى.فأى خدٍ يريدنا أن نحوله؟
إذا وقف أحد يلطم الآخرعلي الخد الإيمن تستدير رأسه بفعل الضربة تجاه الناحية اليمني ساعتهايكون هناك خد آخر مختفى قدام هذا المعتدى.لكن مطلوب من المضروب أن يتيح له الفرصة ليصل إلى الخد المختفى فما هو هذا الخد الآخر المختفى ؟ الخد المختفى هو المسيح .فالإعتداء على أولاد الله يحدث إذا ظن المعتدون أن مسيحنا غائبٌ و أننا أولاد الله متروكين أما نحن المسيحيون فنقدم لهم المسيح المختفي عن أعينهم لعلهم يبصرون و يرجعوا فيشفيهم. نقول بجرأة أن مسيحنا لن يصمت على الظلم و نجاهر بالحق دون خوف.الخد الآخر هو عكس التعدى,هو يعتدي و أنت تغفر.هو يسيء و أنت تحتمل.هو يظلم و نحن نشهد بالحق بأقوى ما هو متاح من سبل.هو يشتم و أنت تبارك. لأن المسيحي يظهر خضوعه للوصية في كل الأوقات فيكون شاهد أمين لربنا يسوع المسيح.أنت تحول خد الحق لا الظلم.خد القوة لا الضعف.خد الشهادة الحية لا الصمت المتخاذل.لكن لا تحول له الخد الأيسر فليس هذا منطوق الآية و لا مقصد المسيح أن تراق كرامة المسيحي و يعيش ذليلاً للناس.إنجيل المسيحية لا يشجع المعتدي على مواصلة إعتداءه و تفشى الظلم. الجبن قلة أو عدم إيمان يحرم صاحبه من الشهادة للحق.
الفرق بين الخضوع و الخنوع
من أرادوا إستعباد المسيحيين أيام بولس الرسول لم يخضع لهم كما يقول في رسالته (ولكن بسبب الاخوة الكذبة المدخلين خفية، الذين دخلوا اختلاسا ليتجسسوا حريتنا التي لنا في المسيح( كي يستعبدونا)، 5 الذين لم نذعن لهم بالخضوع ولا ساعة، ليبقى عندكم (حق الانجيل) لم يخضع لهم .بل حول لهم الخد الآخر(حق الإنجيل).لم يذعن أى لم يستسلم لهم بل قاومهم بجرأة.كل الشهداء لم يخضعوا لمضطهديهم بل تجرأوا عليهم و قاوموهم و ردوا على إفتراءاتهم و لم يسكتوا و لو صار ثمن الكلام حياتهم و هذا ما نقرأه في ردود مارجرجس القوية قدام دقلديانوس و كثيرون من القديسين و القديسات الشهداء لهم نفس الردود.
الخضوع هو للمسيح و للوصية أما الخضوع للناس بسبب الخوف المريض فهو الخنوع . هو إختفاء الله من قدام الأعين فيبدو العدو جباراً مثل جليات و هو الذى سقط في يد الصبى الواثق بالله داود النبي .الصمت الجبان ليس فضيلة بل خطية
أفكار ثورية
الثورة عمل إيجابي يسبق التغيير.تبدأ الثورة الصحيحة بثورة الإنسان على أفعاله التي تنتج توبة.ثم ثورة الإنسان على إبليس بإسم المسيح التي بالنعمة تثمر قوة و إرادة روحية غنية بالحكمة.فالثورة مطلوبة في حياتنا الروحية و النفسية أيضاً. ثورة على الفشل و الإحباط و كل المنغصات الإجتماعية و النفسية التي تحول الإنسان من شخص منتج و مؤثر إلى عبء على نفسه و على المجتمع.
الثورة ضد الظالمين و ضد التهديدات الإرهابية حق مسيحي مصدره الكتاب المقدس.المسيح له المجد رفض الذهاب إلى هيرودس و إنتقده بكل جرأة قائلاً لرسل الملك((إنجيل لوقا 13: 32) «امْضُوا وَقُولُوا لِهذَا الثَّعْلَبِ: هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ، وَأَشْفِي الْيَوْمَ وَغَدًا، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أُكَمَّلُ.) كذلك صيحة المعمدان الثورية ضد نفس الملك قائلاً (لا يحل لك) . كانت ثورة روحية ليوقظ ضمير هيرودس الذى أراد أن يتزوج زوجة أخيه و هو حي.الثورة هدفها إيقاظ الضمير.فكل ما تراه يتفق مع لغة المسيح و إنجيل المسيح تستطيع أن تستخدمه لإيقاظ الضمير سواء الضمير الشخصي أو ضمير المجتمع.
لقد ثار الثلاثة فتية حتى على النار في الأتون بالصلاة و التسبيح .فلتكن الثورة بالشموع بالورود بالصلاة بإحياء إحتفاليات للشهداء يتم تحويلها لرسائل لإيقاظ ضمير القتلة و المجتمع والمسئولين إذا تقاعسوا عن حق الشهداء و المتضررين.الثورة بكتابة و نشر تاريخ و تفاصيل و ضحايا كل حدث كما فعل د وليم ويصا في كتابه القيم عن الكشح.أكتبوا التفاصيل لكي لا ننساها من كثرة الأحداث و كثرة المشاغل و ضعف الذاكرة.إحتفلوا بتذكارات الشهداء بنفس حفاوة جنازاتهم حتي تعيش فينا روحهم و يقوى إيماننا
كل كنيسة مغلقة قفوا قدام أبوابها المغلقة و صلوا صلاة قصيرة كل أحد.و أرسلوا فيديو قصير لينتشر فتكون رسالة لإيقاظ الضمير
كل أم أو اب يتعرض لحادثة إختطاف لإبنته لا يسكت.فلتفتح له الفضائيات برامجها ليكشف للكل مأساته.بشرط الصدق في الرواية
الثورة هي تخصيص برنامج خاص في كل قناة مسيحية ليتلقي و يناقش مشاكل التعصب الطائفى و يتولي توثيقها
أما في حالة وجود أخطاء من شخصيات بالكنيسة فلا تترددوا في كتابة شرح تفصيلي للمشكلة و إرسال نسخة منها لأسقف الإيبارشية و أخري للبابا و ثالثة للمجمع .و هنا أكرر مطلبي بضرورة وجود لجنة رقابية مجمعية تكون مهمتها إفتقاد الإيبارشيات و متابعة خدمة أسقف كل إيبارشية و كتابة تقرير بذلك للبابا و للمجمع.لا نريد ترك أي إيبارشية مستقلة بذاتها كأن كل أسقف هو بطريرك لأسقفيته و هذا ليس له أصل في التاريخ الكنسى و لا في رسائل الكتاب المقدس.
الثورة على مسئول عام يمكن أن يتم بكتابة شكوي لكل جهة رقابية مسئولة حتي لو لم يهتم أحد لكن هذا سوف يعط مؤشرا و إثباتاً أن المسيحيين توقفوا عن الصمت غير الحكيم.إذا إستطعتم التواصل مع قنوات عامة و خصوصا برامج التوك شو فلا تخافوا من إستغلال كافة السبل المتاحة .ستكون كثرة الشكاوي أدلة ستنفع ذات يوم و ستكون لها نتيجة إيجابية في حينه
الرب يقاتل عنكم و أنتم تتكلمون بلغة المسيح و يقاتل عنكم أيضاً و أنتم صامتون حين لا توجد فرصة للكلام
إنشروا فيديوهات تؤيد مظالمكم فوسائل التواصل أقوي من الإعلام الآن و هي متاحة للجميع. تذكروا دائماً أن الثورة المسيحية لا يوجد فيها شتائم أو إساءات.لكنها جرأة وشهادة حق وثقة بقوة المسيح التي تمكننا من الصمود قدام العالم و رؤساءه.
رسالة إلى الآباء و الأمهات
أنتم ولدتم جيلا نصف عمره ثورات.صارت الثورة فكرة راسخة في أذهانهم.جيل أشجع من جيلنا.فدعوهم يشهدون للمسيح.لا يقف خوفكم عائقاً أمام شهادتهم للرب.فقط علموهم أن لا يفقدوا المسيح و هم يدافعون عن إيمانهم بالمسيح.ذكروهم أن الثورة لغة روحية و فعل تباركه السماء .الثورة التي لا تستصحب المسيح معها هى صدام شديد يهدد أبديتنا.خذوا المسيح و ثوروا كيفما شئتم.و أنتم أيها الآباء و الأمهات إفتخروا أن ابنائكم يفعلون ما عجزنا عن فعله.لا تجعلوا الخوف يصطادكم و يذهب بكم بعيداً عن أي ضيقات يمر بها شعب الله.أتركوا أولادكم و بناتكم ينطلقون في طريق الشجاعة المقدسة و الجرأة المباركة و الثورة المملحة بنعمة الروح فهذا الجيل نشر إسم المسيح أفضل منا.هذا الجيل أشجع منا و أفضل منا في وقت كنا نظن أنهم جيل ضاع مع تيارات العالم فإذا برأينا يتهاوي قدام شجاعة إيمانهم .إنه جيل يستحق الإشادة.هو جيل شهداء العمرانية و ليبيا و البطرسية و العريش و غير ذلك كثير
روح الحكمة
يا إلهنا الحى.الظلم يقتل النفس و أنت بالرجاء تحييها.فلا تدع بنيك يتهاوون قدام أثقال العالم.أيها الروح الأقدس في الوجود أعد الحياة للذين إنسحقوا تحت الأقدام و لم يتذكروا أن يطلبوك.يا روح الحكمة علمنا كيف نصمت و كيف نتكلم.إذا كانت الثورة مطلبك فكن للثورة روحها لتقدسها و تثمر بها لمجد شخصك المهوب.يا روح الله من غيرك يرد النعمة للمهزومين و اليائسين.من غيرك يضع في أفواه المدافعين كلمة الحق الغالبة.أنت وحدك تجعل الكلمة أقوى من السيف.أنت وحدك تجعل الحملان أشد بأساً من الذئاب.بك نغلب الوحش و لو بدا لنا كأنه أسد.يا روح المشورة دبر كنيستك بمشورتك الصالحة فنتكل عليك و نسلم أنفسنا لك لا للناس.إذا كانت إرادتنا مسلوبة فإختطفها لك بقوتك و لا تتركنا أسرى هزائمنا بل بنعمتك عوض سنين الخسارة إلى مكاسب أبدية و أمجاد لا نهائية.يا روح الله أسكن فينا بإرتياح فنقاوم بك الظلم و لا نقاومك أنت المحبوب للنفس و الجسد و الروح.أيها الروح القدس الأعظم تعال لتتوسط الكنيسة مهما بدت ضعيفة أو مخترقة من الدخلاء.تعال و أوقظ الأرواح فتدافع عن المظلومين مثلما دافع دانيال النبي عن سوسنة العفيفة.ننتظرك الآن و كل أوان لأنه ليس لنا سواك .نمجدك و نعظمك و نسجد لك أيها الروح القدس المعزى

334
3- آحاد الصوم الكبير من جبل العظة إلى جبل الصعود
أحد التجربة: شهود عند جبل الموت
Oliver كتبها
حين تتبع المسيح تستطيع معه  و به أن ترى الزمان حتي لو مضى أو لو لم يأت بعد. مع المسيح لا يوجد للزمان وجود أو حدود أو سلطان. يصبح الزمان كالريح في يد المسيح يحركها في اي إتجاه كيفما شاء له المجد.
تستطيع أن تتبعه حين تجسد على الأرض.تراه يصنع المعجزات قدامك.ترى كل شيء بنفس أحداثه.ليس لكي تدون إنجيلاً جديداً لكن لكي يكون إنجيله لك إنجيلاً حياً عاينته بنفسك بل أتجرأ و أقول شاركت في أحداثه.حين تعجبت مع المندهشين و سبحت مع الذين مجدوه و أيضا شككت مع المتشككين ثم تقابلت ضمن من قابلوه فأعاد إيمانك. قد ترى صوتك عالياً يقول أوصنا الملك الآت بإسم الرب  وقد ترى نفسك حينها تهتف أصلبه؟ قد تذهب مع المريمات و الظلام باق أو تذهب وحدك فتجد القبر فارغاً.ثم يناديك بإسمك أنه ليس في القبر بل قد قام.فتعال لنعيش هذه الحادثة المهيبة.
لقد خرج السيد من الماء و فوق رأسه حمامة منيرة.الإبن هنا.الروح القدس هنا.الآب هنا.هنا الثالوث معلن.فلمن أعلنه إلا لنا.فإن قلت إنني عاينته فلست أختلف مع كل من قابلوه.فكلهم أيضاً عاينوه و آمنوا فتبعوه.و الآن أتبعه .يخطو نحو الجبل بعيداً عن زحام نهر الأردن. هو ينظرني خلفه.فيفرد جناحيه حماية لي و لكل تابعيه.نتخطى الحجارة التى تملأ السهل بين طريق الأردن و الإتجاه نحو الجبل الصخرى
 حيث لا يوجد طريق بديل يمكن أن نسلكه . جبل قرنطل حبل التجربة هو شديد الإنحدار لكن يدا غير مجهولة عندنا تمسك بنا لنصعد دون أن ننزلق و درساً عظيماً في إنتظارنا.كلما صعدنا خلفه كلما بدت أريحا من الناحية الأخري و صغر في أعيننا نهر الأردن.و معه تصغر معمودية الماء و تكبر معمودية الروح.ألعلنا ذاهبون إلي معمودية أخرى؟؟ من يدري؟ كنا خلفه غير مرئيين أو غير موجودين أو موجودين فيه وحده و له وحده مرئيين لا يهم الأوصاف لكننا كنا هناك.
1 – جلسنا أياماً لا أدرى .شهورا لا أدرى.لكننا لم نر المسيح يأكل أو يشرب أيامها.و من اين الطعام و الشراب هنا.فهذا الجبل للموت فقط.لقد صعد بنا المسيح لجبل الموت.لكننا لم نشعر معه إلا بالحياة و الإنتعاش و القوة.
بدأ العرق يتصبب من وجنة الأبرع جمالاً من بنى البشر.فغطى وجهه عرقاً.لا شيء هنا يحمى من شمس أريحا أو رطوبة الأردن.صوت حفيف كالأفعي.صوت زئير كالأسد.صوت جوارح كثيرة.كطنين الدبابير.ظلام يأتي من أحد أركان العالم.ظلام يصعد من شقوق الصخور.ألمح الثبات في عيني مخلصنا كمن لم يتفاجئ بشيء.مرت لحظات أو ساعات أو أيام لا ندري الزمن هنا لكن بعدها رأينا أقبح كائن قدام أبرع كائن جمالاً.كان جماله يتألق أكثر فأكثر,صوته فيه نفس السلام.نفس الهدوء.لغته لم تتغير قدام الوحش غير المستتر.كان يدور حوله كالتنين.و كان المسيح يتجاهله.كان الوحش يفكر و كان المسيح كاشف لكل شيء فلا حاجة له في أن يرتب ردوداً.كنا نظن أن الوحش يهاجم الفريسة لكننا علمنا أن المسيح بصعوده بنا إلى الجبل تعمد أن يهاجم الوحش .لقد كان يعرف كل شيء.لقد ترك عرقه يتصبب لكي يظهر كمن خارت قواه.مما أوحى للوحش أن يخرج من مخبئه القديم.لكن شيئاً لم يتغير في المسيح.هو بجماله و نعمته و سلامه و قوته.لكن كل هذه أخفاها تحت قطرات العرق و لهثات النفس بتأثير جفاف جبل الموت.
2- رأيت الوحش يتكلم.نعم و يتغير إلى صور متعددة في اسرع من البصر.يبدو كإنسان كملاك كأسد كتنين كهواء يتبخر .له أشكال لم أعرف أن اصفها.و صوته قبيح.يبدو فيه صوته كل ما قلبه من قبح.يأخذ تارة صوت رجل و تارة صوت أنثى.تارة يتوسل و أخرى يهدد.رأيت الوحش فعرفت من هو إبليس.لأنه الوحش الخارج من مخبئه العتيق .من أخرجه و لماذا الآن؟ تدبير الله معلن هنا.
نطق الوحش فعرفنا أنه يقرأ الكتاب المقدس.الذى أدهشنا أنه يتحدث من العهد القديم و من العهد الجديد الذى لم يكن قد كتب بعد.فلقب إبن الله لا يوجد في العهد القديم بل في الجديد وحده .فعلمنا أن الوحش كان متربصاً بالنبوات و بكلمات المسيح و ما قيل عنه في طفولته و صباه و شبابه.بل هو يعرف عنه أكثر مما نعرف .
قال الوحش أن يجعل إبن الله من الحجارة خبزاً .نظر المسيح نحونا نحن المختبئين فيه.و أرسل لنا رسالة من قلبه وصلت قلوبنا كتب فيها: يا أحبائى لا تنظروا إلي الحجارة التي على جبل الموت.فأنا جبل الجياة.أنظرونى لا ترتاعوا.أنا الحجر الذي لا يقصده إبليس.أنا الحجر الذى ؤفضه البناؤون.أنا حجر الزاوية. و الحجر سيتحول حقاً إلى خبز و ستأكلونه أنتم.سيكون حجر الزاوية خبزكم للحياة الأبدية.فإطمئنوا.إبليس يريدني أن أبدل الحجر بحجر.أبدل حجر الحياة بحجر الموت.خبز الموت بخبز الحياة.لكنني منتبه لخلاصكم.أنا لست جائعاً للخبز بل لكم أجوع و أعطش و أصوم و اصلى. لذلك سأرفض أن أحيد عن تدبير أبى لخلاصكم.
ثم سمعناه يقول للوحش  لن أحول هذه الحجارة خبزاً لأنه حجارة ميتة. سأبني أنا حجارة حية.و أكون لها خبزاً فلن تجوع .ليس بالخبز الذى على جبل الموت (هذا) يحيا الإنسان.بل بكل كلمة تخرج من فم الله(جبل الحياة و حجر الزاوية).
لم يفهم الوحش شيئاً لكن رسالة المسيح كانت منكشفة إلي أعماقها في قلوبنا فإنتشينا من تدبيره و مخزون حبه لنا.
2- مرة أخرى يعاود إبليس المحاولة. صمت إبليس حيناً و ظل يدور و يدور.حوله  جنوده الصغائر من نفس شكله و قبحه.مترددون فيما ينوون عليه.لا يدرون هل يستأذنونه أم يختطفونه أو يدفعونه من فوق الجبل أم ماذا. المسيح أُصعد إلى الجبل بإرادته  مت 1: 4 و لا يمكن لإبليس أن يأخذه إلى جناح الهيكل بغير إرادته لكنه لم يتعود أن يستأذن أحد في تجاربه لهذا ندرك كم كان ضئيلاً قدام المسيح برغم شكله المخيف الكاذب .كانت هناك مسافة بين المسيح و الوحش كأن هناك دائرة محرمة لا يستطيع أن يتخطاها إبليس.و نحن كنا في تلك الدائرة.ثم تجرأ إبليس و أقترح علي المسيح أن يرافقه حتي جناح الهيكل الشهق بإرتفاع 36 متراَ .المسافة بين جبل الموت و جناح الهيكل تحتاج ساعات من السير غير تجنب وعورة الطريق و النزول من الجبل .كما سبق أن ذكرت لكم كم هذا الجبل مميت.إنحدار جوانبه تجعله مثل قلعة إما تعيش فوقها منتصراً أو تخور تحتها مهشماً.و إبليس يفهم الجغرافيا و التاريخ أيضاً.لكنه يكذب دائماً.نطق مجدداً بعد وقت صمت طويل حتي ظنناه يائساً فإذا به لا ييأس.طلب من المسيح بصوت يصطنع الخجل و المسكنة هل توافق علي الصعود إلى جناح الهيكل؟ و هو يعرف أن الذي تسلق جبل الموت لن يتصعب تسلق جناح الهيكل. وافق يسوع لأجلنا.سار في المقدمة و نحن في تلابيبه متدثرين. كانت مسافة محتمة تفرق بين مسيرة المسيح بنا  و بين مسيرة إبليس و جنوده .لم يسر طويلاً بل وجدنا المشهد حاضراً فوق جناح الهيكل.هل طار المسيح؟هل إختفي زمن المسيرة من الذاكرة.هل وثب وثبة الظبي الإلهي.ليس عندي تفسير لكننا وجدنا أنفسنا هناك.النظر من فوق إلي أسفل مخيف.يكفي وحده لإصابتك بالغثيان و السقوط دون مجهود فإرتفاع 36 مترا في ذلك الزمان يجعله أكثر رهبة من ناطحات السحاب في زماننا..لكننا أمسكنا بالمسيح بشدة كي لا نسقط.فمهما إرتفعت تمسك به لكي تضمن عدم السقوط.فالسقطة عندئذ مميتة.
 تكلم الشيطان كمن يتجشأ.نظر إلى أسفل.دائماً ينظر إلى اسفل إلى جغرافية المكان الذى يستوطنه و يعرفه شبراً شبراً .إلى أسفل يتكلم .و يجعل تابعيه يقلدونه.فإذا أسفل كله صخور ضخمة منزلقة من القمة متشابكة بفعل أثقالها.قال إن كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل لانه مكتوب: انه يوصي ملائكته بك فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك.لما كتب الوحى الإنجيل وضع نقطتين بين عبارة الشيطان و كلام الله المكتوب.إن كنت إبن الله فإطرح نفسك إلى أسفل لأنه مكتوب::: كانت هذه عبارة إبليس.كل ما يدعو إلى أسفل هو من إبليس.أما هدف  كلام الله المكتوب فكان عن الحجارة التي تعترض السائرين في طريق الرب أو حتي في الطرق الجبلية.الله يحفظ البشر في زمن لم يكن فيه نور أو أحذية واقية.كانت الحجارة تجرح و توقع بالسائرين.فلم يكن الحديث هنا سوي عن حفظ الله للسائرين في طريق حياتهم أو حتي في طرق مدنهم الوعرة.أما علي جبل الموت فلم تكن حجارة.بل صخوراً مميتة.و لم يكن في المنحدر طريقاً للمسير.لقد كان تسلق الجبل أمراً شاقاً مقصوداً من مسيحنا المخلص.
كذب إبليس حين أراد أن يغير الهدف من الآية.كذب إبليس حين أراد أن يغير الوصف الجغرافي للجبل مع أنه قدام أعيننا ليس سوى صخور .الأحجار كانت في السهول وحدها.إنه يكذب و كذبه مفضوع للأعين التي تملأها النعمة.التي تمنحك ألا تنظر إلي اسفل بل تستمد القوة من فوق من صخرة الأبدية يسوع المسيح.كان الهدف للوحش أن يتخلص من المسيح و كان المسيح ينوي التخلص من سلطان الوحش علينا.و مع أن مسيحنا كشف كذب إبليس لكنه لم يقل له أنت كاذب و المكتوب لم يقصد أن نفعل الأمر كما تقول.لقد كان المسيح مختصراً جداً مقلاً في كلماته مع هذا البغيض.فأجابه لا تجرب الرب إلهك. ثم أرسل لنا رسالته الثانية من قلبه إلي قلوبنا.
قال لنا يا أولادي هل فهمتم.لا يستهلككم إبليس في جدل أحمق.هو يريدني أن أنزل إلي أسفل و سأنزل إلي أسفل ليس أسفل الجبل فقط بل إلي أسفل طبقات الأرض كلها.و سآخذ إبليس معى لأقيده هناك. و سأسترد الذين سبقوا فنزلوا إلي الجب.و سأحرر المأسورين من المتاريس الحديدية.أنا لى خطة معه.الآن أقول له لا تجرب الرب إلهك لأنه سيجربني عند الصليب أنا لا أحذره لينتبه لكنني أعلن له ليعرف أن هذا الوديع الجائع هو ذو السلطان الذي سيأخذه و يحبسه في الهاوية فالملوك إذا إنتصروا لا يعودون بغير الغنائم و سيكون إبليس غنيمتى فى الهاوية و المأسورين هناك غنيمتى إلي الفردوس.ساعتها فقط سيعرف ما معني لا تجرب الرب إلهك.أنا يا أولادي أكلمه بلغة المنتصر لأنني الآن أتحداه لكم.أغلبه لكم إطمئنوا .
3- كان بقاء إبليس عند الهيكل مزعجاً له.لم يدم الوقت طويلاً أو هكذا ظننت. فجأة وجدنا أنفسنا نرتفع بالمسيح إلى أعلى قمة على جبل عيبال .لم تكن أريحا وحدها تومض أنوارها من اسفل كانت هناك بقايا تومض من أقصى بُعد حيث جبلين عظيمين هما عيبال و جرزيم.كانت أنظار المسيح نحو عيبال أكثر و لم يلتفت مثيرا إلى جرزيم لأنه ينتوي أن يحمل اللعنة المنطلقة  من جرزيم لكي يحررنا .إختفت أنوار الهيكل لأن القمة هناك أعطت ظهرها للهيكل و حجبت أنواره عنا.لكن ما حاجتنا إلى هيكل و مسيحنا هيكلنا.ما حاجتنا إلى نور و مسيحنا نور العالم.فلنقف إذن على قمة العالم معه.حتي و لو تجولت حولنا أرواحاً حاسدة و يشتكي علينا المشتكي بكذبه و حيله التي إنفضحت.كان إبليس يرقب عيني المسيح فتدور رأسه كمن سقط عليه صخرة.يغمض عيناه ونراه يتقلص و ينصرع في داخله و جنوده يفعلون كذلك أيضاً.ثم تماسك بعد حين و نطق كمن تتحشرج روحه الصاعدة من أنفه قائلاً: «اعطيك هذه جميعها ان خررت وسجدت لي.... المهزوم يطلب من الملك المنتصر أن يخر أولا ثم يسجد ثانياً.يخر أي ينبطح منهزما متوسلاً مغلوباً ثم يسجد خاشعاً خاضعاً ماسوراً.و هذا كله ما كان داخل إبليس نفسه لكنه بتمثيله المتقن أراد أن ينقل هذا الإحساس للمسيح الذي كشفه و فضح كذبه قائلاَ له لآخر مرة : «اذهب يا شيطان! لانه مكتوب: للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد) ثم نظر إلينا و الشيطان يندحر و يتراجع معطياً وجهه للمسيح في تراجعه خوفاً من شيء لا نعرفه.كأنما توقع أن يقضي عليه وقتها .ثم ارسل المسيح لنا رسالته الثالثة من قلبه فوصلت إلي قلوبنا قال فيها: يا أولادى الأحباء.هذا كان رئيس العالم الآن أصبح سخرية المؤمنين بي,ليس رئيس آخر لكم سوى يسوع المسيح رئيس الإيمان و مكمله .أنا كنت أذكر إبليس بأن يعود إلى حجمه و قد عاد.قلت له للرب إلهك و لم يكن يظن أن الرب إلهه فيما سبق منذ أن أراد أن يرفع كرسيه فوق كراسى القدير.قلت له لا تتكبر بل له وحده تسجد.و سيسجد .حين تصرعونه بإسمي سيعلن لكم أنه يسجد لى ليس عن حب و نعمة بل عن قهر و هزيمة.أنا اسلمكم عدواً مقهوراً منذ اليوم.لا تخشون منه ما دمتم ساكنين فىَ و أنا فيكم بروحي القدوس.اليوم تركتكم ترتحلون معي من جبل الموت إلى جبل الحياة.من خبز الموت إلى خبز الحياة.من عبادة الموت إلى عبادة الحياة الأبدية.فهل فرحتم برحلتي أنا أعدكم برحلة أعظم تفوق كل تلك الجبال .حين تصيرون في الأرض الجديدة و السماء الجديدة.عندئذ إختفت كل القباحة من قدام أعيننا و شاهدنا طيوراً سمائية تحوم حول سيدنا و تمجده.

335
أقباط العريش الخارجون من الأتون
Oliver كتبها
ردود أفعال كثيرة تزامنت مع تهجير أقباط العريش يحسن أن نتأملها لكي نقترب من واقع الأحداث وأطرافه الفاعلة و المفعول بها.
1-بداية كان موقف الكنيسة عملي جداً و تحملت الكنيسة العبء كله و كانت متسقة مع الأحداث تعمل دون ضجيج و كان لدور كنيستنا الأرثوذكسية تجاه شعبها أثر كبير في إحتواء كثير من التقصير و التأخير من الدولة .كما كانت الكنيسة الإنجيلية رائعة في مساهماتها و تستحق الإشادة لما قدمته و تقدمه أيضاً.كان للكنيسة شكل جديد في التعامل مع المشكلة بهدوء و نظام دون عشوائية.حتي الإيبارشيات الثلاثة التي إستقبلت المهاجرين الأقباط صار لكل منها متحدث رسمي واحد مكلف بالتعامل مع الميديا و لم يدل أى من الآباء الأساقفة المختصين بأي تصريح مما جنب الكنيسة و الأقباط اى تعليق سلبي أو إيجابي إذ آثرت الكنيسة الفعل لا التصريحات و هذا ما نمتدحه جداً.و بيان الكنيسة كان يحوى عبارات عكست تعايش و تفاعل البابا مع شعبه و كان هادئاً لأن اللغة الإنفعالية لن تفيد لكنه أوصل رسالة أن الأقباط مهجرين و أنهم يطلبون حماية الدولة و أن الكنيسة تترقب ما ستتخذه الدولة من إجراءات.فلم تكن لغة البيان تصادمية لكنها ناصحة رزينة.
2-سكت الإعلام يومين كاملين قبل أن ينطلق متبنياً لغةً واحدة مما يؤكد أنه يعمل بالأوامر.خلال اليومين الأولين  كان الأقباط على مواقع التواصل  هم مصدر الأخبار الوحيد  وأصحاب أول  التحليلات و عنهم نقلت كثير من الصحف العالمية الأخبار.و بمجرد تداول الأخبار دولياً صدرت الأوامر بتناول الأحداث برؤية موحدة  في جميع البرامج رغم إختلاف أشخاصها و ضيوفها .تتلخص في أن الجميع في سيناء في خطر و أن الشهداء من كل الأطراف و أن الدولة لم تأمر الأقباط بترك منازلهم. متجاهلاً عن عمد حقائق كثيرة سيأت شرحها لاحقاً.رغم أن حدثاً بهذه الخطورة يستحق تغيير خرائط كل البرامج لكن الأوامر لم تكن قد صدرت بعد.
3- صمت الرئيس السيسي صمتاً تاماً  مع أن الفرصة كانت سانحة له ليكسب رصيدا شعبيا قبطيا إذا تكلم و طمأن الأقباط أنهم غير متروكين تحت رحمة داعش.و أن الدولة لن تصمت لكنه لم يتكلم سوى في مؤتمر إعداد القادة بعد أسبوع من الحدث و كان تركيزه أننا في حرب يستشهد فيها الجميع فعرفنا من هذا مصدر الأوامر و التصريحات التي إنتجهت نفس الإسطوانة.كما صمت رئيس الوزراء ثلاثة أيام ثم خرج ببيان سقيم ينفي التهم عن الحكومة دون أن يفسر شيئاً أو يقدم شيئاً و إكتفي أنه تكرم بإيفاد وزيرة التضامن غادة والى إلي الإسماعيلية.حيث إستمعت للمهجرين و عرفت مطالبهم و عادت للبحث و التقصي عن صدق رواياتهم من خلال الأجهزة الأمنية حتي لا تتورط في مساعدة أحد المهجرين التاركين كل حياتهم في العريش دون أن يكون له حق في تلك المساعدة.فالبيروقراطية أهم من الناس عندها.
4-لم يتم تقديم أي شقة من وزارة التضامن و لا تم من خلال وزير الإسكان الذى إتصل هاتفيا ببرنامج عمرو أديب و لم يحدث حتي اليوم 1-3-2017 أن أخذت أسرة شقة من الإسكان الحكومى.لم يحدث أن صدرت قرارات رسمية  مكتوبة لجهات عمل المهجرين تمنحهم أجازات مدفوعة الأجر أو تحول مرتباتهم و معاشاتهم لجهات أخرى.و لم يحدث صرف تعويضات مؤقتة فورية  للمتضررين كما يحدث في حوادث أقل فداحة. و لا زالت الكنيسة تدفع كل إيجارات الشقق التي تبرع بها البعض من المحبين المسيحيين وحدهم . و تباهت الوزارة بتسكين المتضررين في شقق (الكنيسة) و نزل الشباب؟ و كلها لا تتبع وزارة التضامن؟
5-لم نر مؤسسة مصر الخير و مؤسسة الزكاة و جمعية الأورمان و بيت الخير في المشهد و لم نر الجمعيات الأهلية  الأخرى التي ميزانياتها مليارات تذهب إلى هناك و لو للتصوير لأن معاداة داعش شيئاً ليس في صالحهم.لئلا يخسرون السبوبة. و لم يتبرع رجل أعمال مسلم واحد في مصر أو الخارج بأي مساعدة لئلا يحسب أنه ضد داعش لذلك لم نر أبو هشيمة يشتر أو يؤسس لهم شققاً
6- لم يخرج حزب النور الإرهابي سوى بسطر وحيد نشره في موقعه علي الفيسبوك يدين فيه و يا للفكاهة (العنف و التكفير)  . و كان للأزهر بياناً بعد ستة أيام كان أفضل ألا ينشره.و كان مفترضاً و هو يغير غيرة شديدة و يرسل المعونات للأخوة في غزة عند الشدائد و في بورما أيضاً أن يكون له دور في إنقاذ إحتياجات أولئك الأقباط لكنه أظهر عداوة مبطنة و سلبية مقَنَعة.
7- تحذلق المذيعون خصوصا عمرو أديب يسألنا ماذا يجب أن نفعل  و كان ينتظر منا كأقباط إجابة(نيابة عن الدولة الصامتة).و صار مطلوب من الضحايا أن يرشدوا الدولة ماذا يجب أن تفعل.و لا يعلم أن الدولة التي لا تعرف ماذا يجب أن تفعل لمواطنين يقتلون علي الهوية لا يصح أن نسميها دولة و أن دور المواطن (أي مواطن)  ليس إرشاد الدولة و قيادتها للحلول بل أن يقوم بإلتزاماته و ينال حقوقه كاملة دون أن تطالبه الدولة بإقتراحات حربية و هو تحت حد السيف. 
8-كان مجلس النواب كعادته مخيباً في أداءه و إكتف بنفي التهجير لكي يكمل تنفيذ الأوامر الصادرة بتوحيد التصريحات .كما صار واضحاً أن اللجنة الدينية في البرلمان هي لجنة إسلامية داعشية لا علاقة لها سوي بالدين الإسلامي .لذلك سافرت بكامل هيئتها إلي بورما لتنقل التعضيد المالى و السياسي  الأزهرى هناك و لم تسافر 100كم حيث الإسماعيلية مرتبكة بالمهَجَرين لأسباب داعشية.
9- لم يتحرك أقباط المهجر و لم نسمع لهم صوتاً فيما عدا الأستاذ مجدي خليل الذى نال القسط الأكبر من التهجم و التهكم و كنت أتمني أن يكون الدور عملي و مؤثر لكن الواقع الذى لا ننكره أنهم لم يفعلوا شيئاً.و قد صدر بيان لاحقاً (أمس) فقط من إتحاد المنظمات القبطية في أوروبا مع أقباط كندا و جاء متأخرا جداً و لم ينشر على نطاق واسع .
10- سرت إشاعة غير صحيحة أن المفوضية السامية للاجئين يمكن أن تقبل تسجيل أسماء المهجرين لقبولهم كلاجئين في دول أخري و من أطلقها لا يعرف أن المفوضية لا يمكن أن تقبل اللاجئ أو تسجل إسمه طالما هو موجود في بلده فلابد من إنتقاله لدولة أخرى لكي يحق له التسجيل و إعتباره ضمن من يحق له اللجوء .
11-الأقباط لا زالوا يهجرون من العريش دون حماية و دون تدخل من الأمن و دون مساعدة .و بيوت و أملاك المهجرين في حكم الضياع لأنهم تركوا بيوتهم بكل ما فيها و لم يحدث أن الأمن إتخذ موقفاً أو أطلق وعداً بحماية أملاكهم من السطو و التدمير و من الوارد أن نسمع قريبا عن حرق ممتلكات أقباط العريش بعد نهب ما يحلو لهم و مالهم مشاع.
12-أكد الهاربون من العريش ما ورد في مقالة سابقة عنهم أن الجناة ليسوا غرباء عن العريش و أنهم معروفون و أن شيوخ القبائل متورطون و ربما يكون المحافظ حرحور هو أيضاً متواطئ لأنه كان سلبيا جداً و كأنه غير متفاجئ بشيء و لم يحرك ساكناً.
13- كان مشهد جنازة الإرهابي عمر عبد الرحمن و حكاية مندوب الرئاسة النصاب و كذلك جنازة والد الإرهابى اللاعب أبو تريكة أكثر تداولاً من أحداث أقباط العريش و إنشغلت و أشغلت الميديا الناس في التافهات ليتناسوا الكوارث علي الحدود.
14- يظن المتحدثون في هذه الأحداث أن الأقباط المدنيين العزل يتساوون مع رجال الجيش و الشرطة متجاهلين أن رجال الجيش و الشرطة مؤهلين و مدربين و مسلحين و وظيفتهم الأساسية هي الحرب مع أولئك المعتدين أما المدنيون في كل العالم فلهم حماية جيشهم و شرطتهم و لا نطالبهم بالإستشهاد أو نساوى شهداء مدنيين بشهداء الجيش و الشرطة ليس لأنه توجد أفضلية لشهداءنا لكن لأن المدنيين يجب أن يكونوا محل رعاية دولتهم بكل قوتها.فالفرق كبير بين الأعزل المدني و بين المسلح المتدرب العسكري.فلم يحدث أن لام الأقباط الدولة عن جنود مسيحيين شهداء لأنهم مع أخوتهم المسلمين في خندق واحد يدافعون عنا و عن الوطن وإستشهاد الجميع أمر وارد  هنا.لكننا من حقنا أن نلوم الدولة بأعلى صوت قائلين لماذا يموت الأقباط (المدنيين) في سيناء.
15-يظن البعض أن التهجير القسرى لا يتم  إلا بأوامر حكومية لذلك حرص الإعلام و المسئولون على نفي دور الدولة  في تهجير أقباط العريش و أصروا على تسميتهم نازحون بإرادتهم.بينما التهجير القسري هو أي تهجير رغماً عن إرادة المواطن سواء تم إرغامه من الدولة أو من جماعات أخري.تقاعس الدولة عن حماية الأقباط هو تهجير قسرى بالإمتناع عن الحماية. و قدامنا ملايين السوريين  نموذجاً حياً هؤلاء لم تطلب منهم دولتهم أن يهاجروا و لكنهم تركوا وطنهم خوفاً لعدم وجود حماية كافية.و حسبوا مهجرين و لاجئين في كل دول العالم لأن الحرب إستهدفت المدنيين.فإستهداف المدنيين من قبل المسلحين دون حماية من الدولة هو تهجير قسرى. التهجير بجلسات عرفية هو تهجير قسرى و التهجير بضغط غير رسمى من اي مسئول شرطي في أي حادث هو تهجير قسرى.التهجير يقع بتقاعس الدولة (تهجير سلبي بالإمتناع). كل الأقباط المهجرين كانوا يبكون رجال و نساء و أطفال يريدون العودة إلي بيوتهم لكنهم لا يستطيعون فكيف لا يكون التهجير قسري إذن؟ لا يحتاج التهجير القسرى لخطاب رسمي من الدولة تأمرهم فيه بالهجرة إذ تكفي أفعال الدولة السلبية لتؤكد أنهم مهجرون قسرياً هذا ما يؤكده د سكولتن أندرو في بحث مقدم  للكونجرس الأمريكي 2016 عن مفاهيم القانون الدولي للتهجير القسرى و النفى.
http://www.aacademica.org/andrew.scholten/9.pdf
إحذروا إله المسيحيين
لن تصمت يا الله لن تصمت.لم تخذلنا يوماً بل جعلت الأحداث كلها للخير حسب مشيئتك الصالحة.إنتبهوا أيها الظالمون لأنه سوف يمد عصاه و يؤدب الذئاب و ينقذ الحملان. أولئك الذين تشردوا حاملين الصليب يراهم كالمعترفين المقربين إلى قلبه .جراحاتهم في جراحاته.آلامهم في آلامه.و سيجعل أيضاً قيامته فيهم و فينا.لم و لن يخذلنا أبداً .رأينا مجده و سنراه كل يوم.و سيقف العالم مندهشاً حين ينتقم الله لدم أتقياءه, الذين فضلوا الموت مع المسيح عن الحياة بغير المسيح. إقرأوا تاريخ إيماننا لتعرفوا كيف لم يحدث في كنيستنا أن صلاة المضطهدين قد ذهبت هباءاً .إسألوا حتي غير المؤمنين عن قوة إلهنا فهم ينسبون إليه إنتقامه لأجلنا. أسرعوا إلى الحق و تقربوا إليه فيرفع غضبه عنكم. لأنه إذا أظهر غيرته على شعبه فلن تحتملون.إني إشفاقاً أشفق عليكم لأنكم لا تدركون غضبته.إنتبهوا فالأرض لن تحتمل قدومه.هو يقلب الجبال إذا ثأر لشعبه.يشق البحار فنجتاز الضيقات و الأعداء يغرقون فيها.ليست لكم نجاة إذا وقفتم شامتين في موت بنيه لأنه لا يرحم الشامتين.سيزأر الأسد و سينكمش المستأسدين كذباً.لن يكن في السماء سبت حتى يرد الحق لشعبه و ينتقم لدماء المذبوحين.سيدوس رؤوس التنانين و يسحق الحيات عنا.و ستبقي فى الكرازة أعمال الله سفر نجاتنا و خلاصنا.رجاؤنا في مسيحنا أقوى رسوخاً من الجبال.ثقتنا أنه يعمل و سيعمل حقيقة نتنفسها تعيش فينا و نعيشها دونما إنقطاع.إحذروا من إله المسيحيين إذا غضب.إرجعوا عن سوءاتكم حتى يرفق بكم و لو قليلاً.أنتم لا تعرفون مَن إلهنا .نحن نعرفه و هو يحرك حتى الآكام الدهرية.إلهنا نار آكلة, أطلبوا منه رحمة و خذوا لأنفسكم مثل القاضى الظالم و إنصفوا المظلومين فهو قادم الآن كالسهم و ليس ما يعوق قدومه.نبهتكم فإنتبهوا لأنه قادم بلهيب نار و و قدامه يتلاشى الأشرار مثل القش, فإن أردتم البقاء فإسترحموه قبل أن يجئ.حين يثور تغلى الأرض دمُ .ردوا الحقوق كى تنجوا من ثورته.فإنه ليس مثل الناس يثور بل هو الجبار  القلبض على الموت و الحياة فكيف لا تخشون إذا وقف مقابلكم.بقيت أيام قليلة فإغتنموها لئلا يكون مجيئه نحوكم نحيباً لم تعرفوه.إنني أحذركم حباً فيكم.إحذروا إله المسيحيين.

336
2- آحاد الصوم الكبير من جبل العظة إلى جبل الصعود
 أحد الكنوز – كنوز المسيحيين
Oliver كتبها
كنزك هو ما يخرج من ملكيتك و ليس ما يدخل إليها.هكذا بدل الرب يسوع مقاييسنا.كنزك يتضخم حين لا يكن في حوزتك.حين تنفقه يصل ليد المسيح.يسبقك و يستوطن السماء. ما نكنزه هنا  هو سبب فقرنا و ليس سبب غنانا.ما نكنزه هو للسارقين و الفساد.لكن ما نعطه ليس قابلاً للسرقة أو الإتلاف.ما نعطه يبقي و ما نتمسك به يفني .هكذا صارت العظة من فم الرب تغير ما يعتقده الناس  ها هو رب المجد يرتقى بالغني من الأرضي إلي السماوى و بالكنوز من التي تفسد إلى غير الفاسدة .المسيح يصعد بنا على جبل العظة بأدوات أعطاها لنا. عرفناها من كلماته المقدسة لكي لا نظن أنه من الصعب الصعود إلى فوق رغم أن هذا ضد الطبيعة الترابية.على الجبل تتصحح لنا مفاهيم الغنى و تنكشف اسباب الفقر و سيطرة اللصوص و الفساد.
ينقب السارقون في الإنسان العتيق
كان في القديم بيوت الناس من طين .و كان اللصوص يجدون سهولة في ثقب الجدار.لعلنا نتذكر أصحاب المفلوج الذين نقبوا السقف بسهولة لكي ينزلوا بصديقهم قدام المسيح.مر 2 :1-12. ما هو البيت الذى من الطين الذي يسهل علي السارقين أن ينقبوه و يتسربوا داخله و يسرقون منه أغلى ملكياتنا.البيت الطيني هو أنا و أنت و كل إنسان .ألسنا من الطين قد جُبلنا؟ البيت الطيني هو الإنسان الترابي و ليس المولود من فوق. و ما الذي ينقب البيت.هو أن يبقي طيناً دون أن يتغطي بحماية تمنع الناقبون عن نقبه. لذلك أمر الرب في القديم أن يتغطي المذبح الخشبى بالذهب. و مع أنه مذبح من خشب خر 30 إلا أن الله يدعوه مذبح الذهب خر 39 نعم لأن الإنسان الترابى إذا إكتسي بالمسيح ينسى ما كان قديماً و ينسب إلى ما صار إليه جديداً .فلا يعود ترابى بل سماوى لأنه قد ولد من السماء بالروح القدس و لبس المسيح السماوى..هذا السماوى لا ينقبه السارقون لأنه ليس من طين بل من الروح القدس قد وُلد. .هكذا يتوقف الناقبون و السارقون قدامنا عاجزين .و لا يعد ظاهراً للناس طين أو تراب بل مسيح و إنجيل حى.و هل هذان يفسدان؟ إنه غير الفاسد.مع أن البيت  فى الأصل طين و الإناء الخزفى في الأصل للهوان لكن وقتما نكتسي بالمسيح يصير الطين إنساناً جديداً  ويصير الإناء للمجد 2 كو 4 : 7.وقتها حتى الثعالب الصغيرة لن تجد منفذاً .الإنسان الجديد غير قابل للنهب أما الإنسان العتيق الترابى فينقبه السارقون و يتسللون بغنيمتهم بكل يسر.
حيث كنزك هناك قلبك
في مثل الغني  لو 16 مع أن الرجل كان غنياً لكنه كان خائفاً من المستقبل و كان يطمئن نفسه  بنفسه كل يوم متكلاَ على كنوزه الوفيرة في مخازنه .لم يكن يدرى أن لا مستقبل له سوى بضع ساعات حتي الليل.حينها مات و ذهب الغني و ذهب غناه كلاهما إلى الضياع فلا علمنا مَن هذا الغني المجهول لكننا علمنا مَن هو لعازر الذى حملته الملائكة.ليس لأنه كان فقيراً لكن لأنه كان على المسيح متكلاً.لذلك إدخر كنزه في قلبه .حيث ذهب الغني ذهب كنزه معه. و حيث إتكل لعازر ذهب أيضاً.فالغني هو  كل من أغلق قلبه عن إخوته و عاش لنفسه . الآن أنت حى بعد.أخوتك يحومون حولك في كل لحظة هؤلاء ضعهم في شبكة محبتك.إقتنص الفرص لتحويل العملة التي تملكها من أرضية إلي سماوية.ففى السماء لا يتداولون سوى الحب.حول كل شيء إلي حب.المال و الصحة و المواهب و النفوذ و السلطة و الفقر و الغني والمعرفة و  اللغة .كل ما يصير حباً يصير كنزاً سماوياً.هذا رصيدك الوحيد المتداول سمائياً المحبة .إلي السماء تسبقك.تسبق  صلاتك أيضاً فتصعد لمصدر الحب فالحب صلاة.. الحب وحده كنزك.متى ملأ الحب قلبك صرت أغنى الناس. أنت غني بمقدار ما تحب و ليس بمقدار ما تجمع.أنت سماوي بقدر ما تتاجر و تربح محبة و نفوس للمسيح .بحب المسيح تتاجر و تستثمر حب الناس للمسيح فيصير لك أكاليلاً و نعمة.مشكلة الغني الغبى لم تكن في كثرة غناه بل في إنعدام محبته.فالفقر فقر محبة و الغني غني محبة.
الكنز و العين
ما هى العين البسيطة إلا عين المسيح . لإنه إذا كانت عينك مسيحاً فجسدك كله يملأه الروح القدس. ما هو القلب المستنير إلا الذى يسكنه الروح القدس. لا يوجد قلب مستنير بغير عين بسيطة لأنه لا يوجد روح بدون مسيح .  .إذا أخذت الكنز السماوى  أى الروح تأخذ معه عيناً سمائية أى المسيح .تنظر للناس كالمسيح.ترى الأحداث بعينيه. تكون عين المسيح وسيلة إتصالك بالناس لذلك لا يصيبك إنذهال أو صدمة و لا زهو أو غرور.فليس في عين المسيح خوف أو تباهى.إذا سمعت المسيح يتكلم عن الجسد النير فهو يتكلم عن عودتنا للإنسان الجديد الذى إقتنيناه من المعمودية.و إذا سمعته يتكلم عن الظلام فهو يقصد الإنسان الطيني الذى لم يلبس المسيح و لم يسكنه روح الله فبقى على هوانه و ظلامه.
الإنسان العتيق يخدم التراب و ينشغل بالأرضيات التي منها أتى و إليها ينتمى.أما الإنسان الجديد فهو منشغل بالله و يتبحر في وصاياه بعشق لمعشوق.العتيق  يحب الأخذ و لا يكتف بشيء مهما أضناه الطمع .الجديد يعط بتلذذ لأنه يقلد سيده. لا يمكن أن تكون الإثنين معاً العتيق و الجديد لأنه ليس لك قلبين بل قلب واحد و هو يحركك..فالإنسان الجديد ينتمي للمسيح و يخدمه أما العتيق فينتمى للترابيات و يخدمها .لذلك يقول السيد الرب أنه لا يمكن لأحد أن يخدم سيدين..يلزمنا أن ننتبه و نسأل أنفسنا.من نحن؟ هل نعيش العتيق أم الجديد؟ و من ثمارهم تعرفونهم.فالعتيق يظلم القلب و العقل و يصد عنك الفضائل و يقسى القلب كالخزف.بينما الجديد يعيش المسيح و مع المسيح كل لحظة لذلك فالحب طبيعته, اللين فطرته,الرحمة منهجه و البر في لغته.تَعرف من أنت إذا عرفت مَن يشغلك.أعتيق أنت أم جديد؟

لا تهتموا بشيء
الأكل و الشرب و اللبس هو للعتيق.الهم هم العتيق.إنه مأخوذ من دنيا أصابها الضيق في كل شيء.الشكوى لغة العتيق.التذمر سلوك العتيق.كل هذه هموماً يحملها العتيق و يريدك أن تحملها له.أما المسيح فيحرر من كل هَم.لأنه صنع فينا إنساناً منتسباً إليه هو إنسان المسيح الكامل. يصير المسيح له متفرغاً.حاملاً لأثقاله.متكفلاً بإحتياجاته.تماما كما تفعل النباتات و الطيور و بقية الخليقة.إنها مرتمية بالكمال إتكالاً على خالقها.أنت مولود المسيح المدلل.يحمل كل ما تحتاجه و ما ستحتاجه على عاتقه.يجعلك لا تستصعب الإتكال عليه لأنك إنسانه الجديد.فالذى يُحَملك الهم عدو بداخلك ينبغي طرده.الذى ينشر فيك الكآبة خصمٌ لا يسعده سلامك فإنتصر عليه بسلام المسيح و رجاء الروح القدس.لا تهتم بما للعتيق بل بما للجديد و الرب سيتولى تجديدك يوما فيوم حتي تصل إلي الكمال.إن للثالوث خطة لتطهيرك و تنقيتك و ترقيتك حتي تتحد به بغير عائق.فأترك ذاتك خارجاً فهى أكثر العوائق تعطيلاً لخطة الثالوث.إنتمى في تصرفاتك لإنجيل المسيح لأنه يصبغك بصبغة السمائيين.آه لو تعلم كم أنت غال على قلبه ؟لكنت لا تتردد لحظة في التمسك به حتي يلوح فجر الأبدية و تكون بركة.
طيور السماء لا تكف عن الصعود و لا تسكن الأرض فكن مثلها.زنابق الحقل لا تباهى أحد بجمالها فكن مثلها.عشب الأرض لا يكف عن النمو فكن مثله.بهذا تصير لك صفات المسيح.سمو و جمال مع إتضاع و كمال دائم  هذا كله يصير لنا بالنمو في المحبة.
أنا لحبيبي و حبيبي لى
يا غِناى و يا غُناى أيها الحبيب الذى حبه لم يدعني معوزاً لأحد غيره.أنت كنزى أنا الفقير لكنني لم أعد فقيراً بعدك.حين وهبتي روحك صار الجود كله يسكنني.و غمرة الإحسانات تشملني. حين صرت لى صارت كل العطايا ملكاً لى.أنا إبن الثالوث.أنا صناعة الله كثير الغني و الكرم.أنا إبن الخزاف الذى يعرف كيف يصنع من الطين أوان للمجد.و يجعل المنازل السمائية تتزين بأولاده .
أنا طير ضعيف الأجنحة فإحملني علي منكبيك أيها النسر العظيم و علمني السباحة نحو العلو.أنا زنبقة قد تنمو اليوم و تدهس غداً لكنني في يدك أحيا مجدداً و لا يتشوه الجمال الذى راح لأنه يعود فيصير على صورتك و جمالك.أنا عشب للدوس .اصير غذاءاً لمن صارت طبيعتهم حيوانية.لكن هذا العشب المأكول يتحول إلى شعب كثير بيدك.و أنت تأكل الذين يأكلونهم .تسترد الحقوق كاملة .و هذا العشب قصير العمر يترنم بالأبدية.فأنا لست عشباً للهلاك .يدوسنى الناس لأجلك و لأجلك أنا أصمت و اشكر و أغفر و أحب.لكن رجاءى فيك لا يخبو يا مانح العشب الضعيف عمراً أبدياً.
جدد فيً قلب كقلبك.لغةً كلغتك.ألبسنى من جديد فأكون جاهزاً بثوب العرس.و حين لا أجد كنوزا تسبقني إليك أجد دمك يفوق كل الكنوز.و تتصدر بشخصك الشفيع محاكمتى قدام الآب و تعلن له أنني مبارك بسببك.و أنني مختار بروحك.و أنني مستحق بغفرانك.و أن الفرح ينتظرنى من جودك و فداءك السخى.لا تتركني وحدى و لا بعد أن اسكن السماء لأني سأبقى مشتاق إلى حب لا أعرفه الآن.و ستتملكني إشتياقات لا أدركها هنا.يا حبيبي ستبقى حبيبي .حتي و أنا في حضنك سأشتاق إليك و لا أشبع.

337
4- سلسلة إصلاح الكنيسة الأرثوذكسية
البعض فارقهم روح الله
      Oliver كتبها 
حين نتكلم عن إصلاح الكنيسة فلا يعني هذا أبداً أنها فاسدة و لكنه يعني أننا نريدها كما يريد لنا رب المجد أن نكون أفضل. كنيستناالأرثوذكسية لها مواقف تاريخية مجيدة في مواجهة المنحرفين اى الهراطقة.و لها أمجاد في تقديم الشهداء للمسيح دون أن تصاب بكسرفي الداخل أو تنحني نفسها قدام الأحزان.في كل ما أصاب الكنيسة من الخارج كانت مواقفها صلبة صلدة ما تراجعت بل صارت إلى قدام بثباتها فى المسيح  رغم كل الأعداء الذين إندحروا.
بقى ما يحدث داخل الكنيسة.و هو خفى عن الكثيرين.المآسى أيضاً تاريخية فيما حدث في أزمنة كثيرة.لكن حديثنا عما هو حادث الآن. كل أيبارشية لها مشاكلها الداخلية الخاصة التي لا يدريها غير ضحايا تلك المشاكل.نعم نفتخر بكنيستنا الأرثوذكسية و بالإنتساب لكرسيها المارمرقسي التليد لكننا نعتز بكنيستنا بحكمة.نفتخر بمسيحها دون تردد أما حين يجىء الحديث عن اشخاص فيجب ألا يسوقنا المدح العشوائي إلى مدح حتي للأخطاء و تبجيل من يرتكبونها بينما الحق أن ننبه من يفعل ذلك بحق البنوة دون تجاوز.  لا نمتدح ما يستذنبه الله و لا نبرر خطأَ يدينه الروح القدس.حتى لا ينحرف  الضمير العام للكنيسة.ينحرف في خفية فلا نلحظه. ويضعف الإيمان ويصبح التعليم ضحلاً من هؤلاء و تميل الكنائس التى لا يرعونها إلى أن تكون  جهة إجتماعية تربوية غير منساقة بالروح القدس.ثم يجذبنا إنحراف الضمير العام إلى سطحية الصلاة و إحتقار السرائر المقدسة.لا تندهشوا فهذا يحدث حالياً في أماكن متفرقة لكنائس أرثوذكسية.لكنه بسبب نعمة الله وحدها  لم يصبح أمراً عاماً بعد و لا نريده أن يكون بل نصلى أن ينمحي من كنيستنا.
كيف ينحرف الضمير العام
لا تندهشوا إذا قلت أن أساس إنحراف الضمير العام هو تغطرس اسقف المكان.حين يتصرف كإله.لا رقيب و لا من يراجعه.لا يجرؤ أحد على شكواه و إن حدث فلا يوجد من يتصدي له. لغته سلطوية.يتكلم بغير محبة بل بالأوامر . يحرم هذا و يوقف ذاك و يمنع هؤلاء و يوقف كل شيء و الجميع يظن أنه بروح الله يسترشد و بروح الله ينقاد لذلك ينتظرون نتائج أفعاله فإذا هي كوارث و يتوقعون الثمر فإذا هو حنضل مثقل بالمرارة .و لا يجد الناس غير الصدام لكن عواقب الصدام بين المجمع و بين أي اسقف مؤسفة و لها نتائج على الكنيسة ككل.تخلق  العثرات و ما  نسميه السجس.أي إرتباك الفكر و عدم تمييز الصائب من الخاطئ.لذلك هي تبقي الخطوة الأخيرة بعد كثير من المحاولات في وقت يريد قداسة البابا تواضروس أن يصحح إنطباعاً ساد الشعب فترة عن محاكمات متعجلة و صورية و نتائجها لا زالت علقماً في إيبارشيات كثيرة.لذلك يصبر البابا لعل المتغطرسين يستردون العمل بروح الله الذى يبدو أنه فارق البعض.
لا تندهشوا إن قلت لكم أن لدينا أساقفة متغطرسين.ليس بسبب خضوع  الشعب لهم لكن لأنهم لم يكونوا أهلاً لهذه الرتبة العظيمة.فغلبتهم عظمة الرتبة و نسبوا العظمة الزائفة لأنفسهم.مثل هؤلاء الأساقفة تجد حولهم جماعة المهللين اصحاب المنافع المقربين.ذلك لأن غطرسة هؤلاء لا تمس المقربين فيرونهم كملائكة الله و يدورون يدافعون عن إتهامات الآخرين ضدهم.مستعجيبين كيف يجرؤ أحد من الشعب أن يتهم ملاك الإيبارشية العامرة؟ للطرفين الحق.فهؤلاء لم يرون من الأسقف ملامة و أولئك لم يجدون من الأسقف سلامة.فيطيح المتغطرس في إنفعالاته بالنفوس التي يضمن أنها لن تفضح غطرسته.المسالمين دائما فريسة المتغطرسين.سواء أكانوا كهنة مغضوب عليهم من اسقف متغطرس أم خدام مغضوب عليهم من كاهن متغطرس .لكن الرأس المريض ينقل عدواه إلي الجسد شئنا أم أبينا.لذلك و لهؤلاء المتغطرسين أكتب.أقول لكم لن تجدوا رحمة في يوم الرحمة لأنكم لا ترحمون.أقول لكم ليس لكم في المسيح نصيب لأنه للودعاء و المتواضعين القلوب وحدهم.لا تدهسوا الضعفاء بسلطتكم مطمئنين أنه ليس من يراجعكم.فتوبوا و إلا سيأتي و يزحزح منارتكم يقول الرب بذاته له المجد.
إن اسماءكم معروفة و اشخاصكم مكشوفة لكن ستر الله حنون.و هو بالستر يحمينا كلنا لكي نعود و نسترضيه.إنما الضحايا يدعون الله من غطرستكم.المعثرون يئنون إلى الله في خجل قائلين إلى متى؟ فلا تظنوا أنكم غير معروفين عند الله أو الناس أو الكنيسة بقيادتها الهادئة.
لما ينحرف الضمير العام يرى الصغار التجاوزات الفجة من الكبار .يقلدون تجاوزاتهم و ييبررون أية أخطاء يفعلونها .و يسرى المرض في الجسد.و كل متغطرس يدوس من يقدر عليه من المساكين .متغافلين أن الرب إله الأصاغر.و سيأتي و أجرته معه و من فمه تخرج نار آكلة و يطلق حكمه المهلك ليكسر شوكة الظالمين اساقفة كانوا أم كهنة أم أفراداً في أي كنيسة.
علاج إنحراف الضمير الكنسي
1- ليس  قداسة البابا وحده يحمل هذا العبء.يجب أن توجد لجنة لمتابعة و رقابة عمل الأساقفة و الكهنة .مالياً و إدارياً و رعوياً.فإستقلال الأسقف التام هو مفسدة تامة.تقوم على إفتراض وهمي أنه رجل يملأ الحب قلبه و الأمانة فيه غير ملتبسة و كأنه يلتهب لهيباً من أجل الرعية بينما قد يكون لا ير الرعية اصلاً إلا كل سنوات متقطعة.فالبعض منهمك في سفريات أكثر مما يبقي في إيبارشيته .هل يستأذن الأسقف أحداً حين يسافر؟  أليس هو عامل بالكنيسة و قائداً فكيف لا يوجد من يأذن له في سفره كي لا تبقي إيبارشيته يتيمة وهو حى.  قد لا يعرف أسماء كهنته أو كنائس إيبارشيته فكم بالأحرى لا يعرف رعيته.و البعض منشغل في أعمال تجارية يظنها خدمة.و ينهمك فيها فتتوه محبته الأولى و وظيفته الرئيسية و يصبح خلاص النفوس شعاراً تذكارياً معلقاَ فوق مكتبه الفخم. فأين في وصية تجليس الأساقفة ما يسمح للأسقف بإنشاء أعمال تجارية؟؟ كل هذا إنحراف.يجب تصحيحه في جميع الإيبارشيات بإسناده لخدام إداريين ماليين شمامسة كما فعل الآباء الرسل فهذا ليس إختراع بل حق الإنجيل الذي إنتزعه بعض الأساقفة إنتزاعاً زاعماً كل منهم  أنه الأمين الوحيد في الإيبارشية و أنه يبني لمستقبل الإيبارشية بينما هو يتبختر في سفرياته لا يحاسبه أحد ماذا أنفق و لماذا يسافر أصلا و يترك رعيته ربما معظم أوقات السنة؟  و يصبح  الكاهن وكيل المطرانية اسقفاً بلا سلطة أو يحابى اصدقاءه الكهنة مستغلاً غياب الأسقف الطائر.هذه إيبارشية مخوخة من الداخل بفعل الإهمال الروحي و كل أموال الدنيا لن تصلح ما فسد من الروحيات فيها.يجب أن تتضمن وصية تجليس الأسقف حرمانه من مزاولة الأنشطة التجارية و لو لصالح الإيبارشية فهذا ليس عمل الأسقف كما علمه الوحى في الرسالة إلي تيموثاؤس الأسقف أو تيطس الرسول.كذلك تقنين سفره .
2- بعض كنائس المهجر جزراً منعزلة.تفتقر التواصل بمحبة. الشعب في بعض كنائسنا يأكل بعضه بعضاً ثم يقف ليصلي قبلوا بعضكم بعضاً بقبلة مقدسة.نتكلم عن إتحاد بين كنائس العالم بينما في كنائس كثيرة  يتصارع الشعب و يتصارع الكهنة و تتغرب المحبة بين الكنائس المتقاربة.فليتنا نبدأ الإتحاد من ههنا.بين بعضنا بعضاً.بين كهنتنا معاً .بين اساقفة لا يحتقرون الأساقفة زملائهم أو أخوتهم الكهنة.بين كنائس تتحد بمحبة سخية.مثل عطاء الكنائس الأولي التي كانت ترسل مع بولس الرسول عطاياها للكنائس الأخري المحتاجة.الآن كنائسنا أنانية.تفكر في نفسها .فنجد كنيسة مرفهة ذات إمكانيات و كنيسة مطحونة بجوارها تئن.ثم نتكلم عن إتحاد كنائس العالم؟ لما تتحد هاتين الكنيستين أولاً.ساعتها نتجرأ و نصلي قدام الله أن يجمعنا مع من لا يعرفونا أو نعرفهم.إذا كنا لا نشفق على أخوتنا في الكنائس المجاورة فكيف سنتحد مع البعيدين؟ نحن واهمون أو كاذبون أو نخدع أنفسنا.
3- كثير من الكنائس الآن تنبثق عنها مؤسسات خيرية.تقوم بأعمال عامة و هي مؤهلة بحكم تكوينها القانوني أن تحصل على منح دولية و محلية و حكومية من جهات متعددة و من أفراد.بعض هذه المؤسسات ناجح للغاية و بعضها لا وجود له إلا في أوراق الترخيص.المؤسسات الناجحة في صراع مع الأسقف أو الكاهن فهو يريد أن يستولي علي دخلها.و المؤسسة بحكم الرقابة عليها لا تستطيع ذلك.فيتحول الصراع إلى أمر شخصي و يعتبر الأسقف ما تفعله إدارة المؤسسات عصيانا لجبروته.فيهاجمها و يتعمد إفشالها و كم من المآسي تصل لقداسة البابا الذى يحتاج صلوات الجميع لكي يجتاز كل هذه العراقيل و يعيد ترتيب العلاقة بين الأساقفة و الكهنة و بين المؤسسات المنبثقة منها.فتكون إدارتها مستقلة فعلياً و ليس شكلياً.و لتفرح الكنيسة بالدور الذى تنجح فيه أي مؤسسة و ترفع يدها عن الخدمات الشبيهة لها فيكون تقسيم أدوار و ليس تقسيم أموال بين الكنيسة و المؤسسة.أما المؤسسات الفاشلة فيجب إما البحث عن خدام مؤهلين نشيطين ذوى خبرة و علاقات تسمح بإنعاش تلك المؤسسات الخيرية و إلا فليعلقوها إلي حين أن يأتي من يعيد نشاطها لمجد خدمة المسيح و شعبه أو المجتمع كله فالمحبة للكل.
4- نريد أن نبحث في تاريخ الكنيسة  و مجامعها أمراً خطيرا.نحن نعرف أن الأساقفة في عصر الرسل لم يكونوا مستقلين.لم يتنصلوا من الرسل بل أن أحدهم (ديوتريفس) لما أراد أن يستقل بذاته تم لومه – على الأقل- و لم تعد خدمته محسوبة بين الرسل.
الآن سؤالى للباحثين و الدارسين وحدهم.هل في اصل سلطان الأسقف أن يمتنع عن تعيين اسقف مساعد له بينما هو مشتت بين أطراف أسقفيته و لا يغطيها بالكامل؟ هل يحق له أن يرفض و لو رسامة خورى إيبسكوبوس ليتولى الأماكن التي لا يستطيع زيارته و خدمتها إلا مرة كل عامين ؟؟؟ هل هذه سلطة الأسقف أم سلطة المجمع؟ و كيف سيعرف المجمع هذا التقصير إلا لو وجدت لجنة مجمعية رقابية تأتي لكل إيبارشية ليست للإحتفالات و التبركات بل لمقابلة الشعب فرداَ فرداَ أو أسرة أسرة و تتقصي الواقع الأليم و تتخذ ما يجب عمله بعد دراسة متأنية.لماذا يتحكم الاسقف في اسقفيته و يمنع الرعية من الخدمة لأنه يرفض أن يكون له مساعد إنها بقية الغطرسة.نعم نعلم أنه لا يحق رسامة اسقف في إيبارشية اسقف لكننا نعرف أنه يمكن رسامة خورى إيبسكوبوس.أي مساعد اسقف .لعله يكون اسقفاً إذا تنيح الأسقف و تم تقسيم إيبارشيته.فكم من إيبارشية إتسعت و صارت أكبر مما بدأت و خرجت عن نطاق إمكانيات الأسقف .لذلك تجد نسبة الطلاق و الخلافات و الصراعات في تلك المناطق المهملة كارثية.فهل يدرك الأسقف المتشبث بالتركة أنها صارت ديناً عليه لن يستطع سداده يوم المحاكمة.الرب يفتح أعين الكل و يرشد قادة الكنيسة بروحه القدوس لكي يجذبوا البعض الذين فارقهم روح الله و نعود فنر فيهم المحبة الأولى و نتوب نحن و هم و تفرح السماء بالجميع.
لأجل المتروكين أصلي
سأقف في الطريق.أنا أتسول إبن داود.أعمتني الخطية.يزجرني تلاميذك كلما رأونني.من يعطف على العميان غيرك.سأبق هنا و أصرخ.بصوتى و صوت بقية الأصاغر.سأصرخ بصوت المجروحين و المداسين بأقدام المتغطرسين.سأصرخ للمتروكين بغير لمسة حب.سأقف في الطريق لأني عارف أنك آتٍ إلي هنا.أنا متيقن أن طريق الأصاغر طريقك.و طريق الخروف الشارد طريقك.و الدرهم المفقود في يدك.أنا أصرخ لك أصرخ إرحمنى.إرحم إخوتى التعابى.إرحم المهملين من الجميع.إرحم من لم يفتقدهم اسقف أو كاهن أو خادم.لو دخلت مخابئهم المقفرة ستجد عجباً يا إبن دواد.لن تجد أبهة و لا أثاث فبيوتهم كمزود.لكنك ستجد قلوبهم أعظم من القصور.ستجد هنا بين هؤلاء الأصاغر إيماناً بك ليس مثله مع أنهم معدمين .أنا سأصرخ بصوت روحك القدوس كي يصل صوتي .أنا أتخفي وسط هؤلاء و أعيش على بركاتهم التي تغدقها عليهم. أريد أن أترك الدنيا بأكملها و أنتظرك معهم حين تمر علينا.سيكون يوماً مشهوداً يوم تأتِ.فتأخذني مع العسم و الجدع و العمى و تضعني على مائدتك و تبدأ الوليمة.فمن هو جوعاناً إلى الوليمة مثلى.من هو عطشان إلى ماءك مثلى.لقد شربت من أعذب مياه الأرض و بقيت عطشاناً .الآن أتلذذ بماء الحياة و أشرب بنهم من طول عطشي.إسق أخوتى معي.هؤلاء مثلى لا يبصرون.أطعمهم بيدك.إننا لم نعد نرغب في الشفاء بل في وجودنا فيك حينها سترفرف أجنحة الشفاء إلى الأبد.سنراك عياناً .طوبى لمن إليك يتسول .يطلب بلهفة المحتاج و صدق المعدم.طوبى لمن تحتسبه من الأصاغر لأنه سيتمجد و ينسى كل أعوازه.لهذا أنا على نفس الطريق اصرخ إرحمنى يا بن داود.






338
1- آحاد الصوم الكبير من جبل العظة إلى جبل الصعود
أحد الإستعداد –الفضائل و الثالوث الأقدس
Oliver كتبها
كل أعمال رب المجد و خدمته و عظاته معجزاته  و حياته حتي صلبه و موته و قيامته كانت تهدف إلى مصالحتنا مع الآب لكى نتأهل و يصعد بنا إلى الأبدية للعشرة و الشركة مع الثالوث الأقدس.و هذه السنة ستتبع  مقالات آسابيع الصوم الكبير  كيف أن المسيح المتجسد  صعد بما لكي يمكننا أن نرى و نتأمل و نتفهم الكثير من قراءات آحاد الصوم المقدس لتسندنا النعمة فنفهم المكتوب في إنجيل أحد الرفاع.مت6:1-18
محبة الآب هدف كل الفضائل
الصدقة في الخفاء لكي يجازينا الآب.أما قدام الناس فليس لها أجر من الآب.هكذا يقدم الإبن أبيه هدفاً لكل فضيلة.فالفضيلة التي ليست لإرضاء قلب الآب لا معني لها و ليست منتسبة للأبدية.من هنا نشفق على من يعيشون بالفضيلة دون أن يتعرفوا على الآب و نرجو أن يرسل لهم الآب من يصالحهم عليه.الأخلاق الطيبة ليست فضيلة سماوية بل سلوك إجتماعى هدفه الرضا عن النفس أو رضا الناس أما الفضيلة فتأخذنا لأعلى لتجعلنا منتسبين للآب بالإبن في الروح القدس.الفضيلة لغة سماوية و طبيعة سماوية أما الأخلاق فتبدأ و تنتهي في الأرض.
الصلاة قدام الآب في الخفاء لها مكافأة أما قدام الناس فلا قيمة لها عند الآب .صارت باطلة.لأن الإبن يسوع لم يأت إلا لنعرف الحياة الأبدية .و ما هي الحياة الأبدية ؟ أن نعرف الآب يو17: 3 .أن يكون لنا علاقة و إتصال بالآب .أما الصلاة قدام الناس فهي إتصال بالناس .فكيف يكون لها أجر و الناس ليس عندها أبدية تمنحها لأحد و لا لنفسها.
الصوم يجب أن يختفي عن الناس و لا يظهر إلا للآب.فالآب هي الذي يجازي علانية.أما الصوم للناس فمصيره الفناء.إنه تعذيب بدني بلا جدوى.مجهود ضائع يتسول مديح من لا يملك المكافأة.
حتي الطلبة الربانية التي علمنا الرب يسوع إياها تبدأ بالمصالحة مع الآب.فنخاطب الآب أبانا نحن الذين كنا  غرباء و أجنبيين و منبوذين من السماء لتجاسرنا على وصية الآب.لكن المسيح في بنوته الإلهية أعطانا بنوة بالنعمة لكي ننادي أبيه كما يناديه هو و نقول مع المسيح للآب يا أبانا الذى في السماوات.و هكذا يدفعنا المسيح إلى المصالحة الأبدية و تذوق عشرة الآب و نحن لا زلنا في الجسد
الروح القدس يعلمنا الفضائل التى تتفق مع مشيئة الآب
الصدقة المرضية هي التي لا يعرف صانعها شماله ما تفعله يمينه.لكن كيف لا يعرف الإنسان ما تفعله يديه إلا إذا كان أحد يمسك يده و يحركها و يوجهها فتصنع الصدقة بإرادة الروح القدس الساكن فيك فلا تكون أنت الفاعل بل المفعول به.و هكذا فالروح القدس يمسك يمينك و يضع فيها صدقة و يمدها للمحتاج و أما أنت فتقف شاهداً مبهوراً متسائلاً من اين هذه المحبة و أنا في الأصل بخيل و أناني.كيف جرؤت على هذه التقدمة و أنا أحسب كل شيء قبل أن أتصرف.لابد أن أحداً آخر في داخلي .لابد أن لي إنسانين.لهذا لا يعرف إنساني الشمالى الظاهر ما يفعله إنساني الداخلى الجديد اليميني الذي ينقاد بالروح القدس.الإنسان الجديد وحده هو الذي صدقته مقبولة أما العتيق فهو يصنع كل شيء قدام الناس فلا أجر له.لذلك لا يعرف شماله ما تفعله يمينه.فالروح القدس وضع حداً بين الجديد و العتيق فينا.لذلك لا تصوت بالبوق فهذا صوت الإنسان العتيق الذى يتغذى على التفاخر .إتبع الروح القدس الهادئ فيقودك بسكون إلى الآب.
في الصلاة الأمر كذلك ايضاً.تدخل مخدعك.و ما هو مخدعك؟ هو الإنسان الداخلى المولود بالروح القدس الذى هو مخدع الروح القدس يسكن فيه و هو أيضاً مخدعك هو المكان المريح لك و لروح الله فيك .هذا الإنسان الجديد يحتاج أن تفصل بينه و بين العتيق فإغلق الباب قدام العتيق لأن كل صلاة العتيق باطلة.لا صلاة مقبولة بغير الإنسان الذي يسكن فيه روح الله الذى يصنع و يرفع و يشارك و يشفع في الصلاة.لذلك صلاة الروح القدس هي لغة الإنسان الجديد قدام الآب,أما العتيق فلا يعاين ملكوت السموات إذ تصده السمائيات عن دخول صوته إلي هناك.لأن صلاة العتيق لا تصل خارج الفم.إذ هي منحصرة في إمكانياته المحدودة القاصرة.
كيف تصلي بالإنسان الجديد؟ إستنجد بالروح القدس.أطلب منه أن ينطق فيك.يشفع و يترجم أناتك إلى لغته الإلهية.لا تصلى لإله يوجد فوق فقط بل لإله يسكن أحشائك.يعمل فيك لتتكلم و لا تسكت.لتعمل بالروح و لا تتوقف.فالصلاة الدائمة هي تواصل مباشر مع الروح الساكن فيك .هكذا تصلي بالإنسان الجديد.حيث تستمتع بوجه الرب بدون مواربة.يصير التسبيح عشقاً و التمجيد شوقاً.الصلاة هى صداقتك مع روح الله فيك.يحركك دوماً.تكلمه في باطنك و تسمعه أيضاً.كن صديق الروح القدس فتعرف مشيئة الله في حياتك هذه هى الصلاة الأعمق.
الروح القدس يعطك الصوم وحده.حين يأمرك المسيح أن تدهن رأسك فهو يأمرك أن تتزين بالروح القدس لأنه المسحة التي بها مسحنا. لما تدهن رأسك أى تجعل الروح القدس يتقدمك. تكسوك النعمة فتكون في التو ظاهراً للآب لأن الروح القدس يقودك. فدهان الرأس هو تكريس الحواس للآب و اي صوم أعمق من هذا.إن إرتقاء الفكر للآب هو ذبيحة أفضل من كل أصوام الجسد.يصل صومك و يسمعه الآب كصلاة في العلاء  و يقبله بشفاعة الروح القدس. لن يدرك الناس أنك صائم بسبب أن ثمار الروح الذي هو الدهن المقدس ثمار خفية تسكنك في الداخل فتتغذي عليها محبتك للآب.و يظنك الناس لا تصوم لأن الصوم عندهم عبء و أثقال.كآبة وجه و ضيق خلق.أهذا صوم يختاره الرب؟ الصوم خفة الروح نحو السمائيات.الصوم رحلة يتدشن فيها الجسد بالروح القدس من جديد.فلا تنس أن تدهن رأسك لأن هذا هو الصوم نفسه.أن يكتسي وجهك بحلاوة الروح القدس و صورة أبناء السماء.هكذا علمنا المسيح أن الصوم بالروح القدس كما الصدقة و الصلاة.
الفضائل شركة مع المسيح
مع كل فضيلة من الثلاثة التي يتكلم عنها ربنا يسوع يكرر عبارة (الحق أقول لكم). كيف صارت تلك  الفضائل سلماً هنا يرتقي بنا المسيح عليها ماسكاً بايادينا لئلا نزل و نعيش كالقدماء الناموسيين.إن عبارة (الحق أقول لكم) تعني خذى مني أنا كيف تعيشون الفضيلة .لأكن ظاهرا لكم فتظهر لكم الفضيلة الحقيقية. الحقيقة  عندى و الأسرار معى .الحق في داخلى و أنا من داخلى أعطيكم
متى تصدقت لا تبوق بالبوق في المجامع و لا في الشوارع.ما هو البوق و لمن يبوق.البوق هو صوت الإنسان العتيق و لسانه العالى.بينما الصدقة حب الإنسان الجديد لمجد المسيح.فلا تدع االجديد يصنع رحمة المسيح ثم تترك العتيق يبددها بدهاءه. أسكت العتيق في الكنيسة و في المجتمع لا تسمح له أن  يلفت الأنظارفهذه هى الإماتة.  لأن الصدقة حب إلهى  تأخذه من شركتك مع أصل الرحمة يسوع المسيح.أما بوق الإنسان الجديد فهو شهادة المسيح عنك قدام الآب.الآن أى  بوق ستختار؟ بوق العتيق أم بوق المسيح؟المسيح يأخذ بيدك يقول لك الصدقة لى.البوق لى و مع أنك أنت تعط مما أخذت منى لكننى أنا أعلن عن محبتك قدام الآب..هنا يأخذ المسيح بيدك قائلاً يا إبنى دعنى أمجدك و أجعلك صانع رحمة مثلى.المسيح يتولى مسئولية تكريمك.أى حديث لك عن نفسك على سبيل الإفتخار يفقدك المجد الأبدى.
حين تصلى من يأخذك إلى زوايا الشوارع إلا الإنسان العتيق يريد أن يضيق عليك . لأنه لا ينظر إلى فوق أبداً أما الجديد فلا يريد أن ينشغل عن شركة المسيح.إنه يدخل مسرعاً بعيداً عن الناس لينفرد بالحبيب .يغلق خلفه كل الأبواب.و يصل إلي المخدع.إغلق الأبواب ليس هربا من الناس بل لكي لا يطاردك العتيق و يفسد حديثك مع حبيبك.فالعتيق لا يصلى بل يتفاخر كالفريسى.العتيق يردد الكلام باطلاً أما الجديد فيصلى و المسيح يبدو له واضحاً.لذلك حين تغلق الأبواب الأرضية ينفتح قدامك باب في السماء.فتنطلق بكل حرية لتشارك الملائكة في سماء المجد.تتكلم مع الثالوث بغير عائق لأن الروح فيك و إسم المسيح وسيط و محبة المسيح تفرز لك لغة السماء عن لغة الأرض.هكذا تصلى. إن لم تحبس العتيق خارج فكرك خارج قلبك خارج إرادتك لا تعرف الوصول إلى المخدع. ستسأل كيف تحبس العتيق؟ قيده بالإتضاع.ألجمه بإنكار ذاتك.تغلب عليه بعدم الإدانة.قدم حباً و عطايا فهذا يحرق العتيق.
المخدع هو النوم مطمئناً في أحضان المسيح.هناك لا تكتفي بالصلاة بل بالهذيذ . تنغلق كل حواس الأرض و تنفتح حواسك الروحية فتنطق كالملائكة و الخروف المذبوح قدامك.تشتاق لمزيد من حديث لا ينطقه لسانك لأن روح الله فيك يتكلم.طوباك إن صليت هكذا.هذه ليست صلاة فحسب بل شركة مع المسيح.
صوم العتيق صوم جسدى.فالعتيق وحده هو الذى يأكل و يشرب و يتلذذ.أما الجديد فغذاءه كالملائكة روحانياً.فإن أنت تريد صوم الملائكة فلا تغذى العتيق .كلما أضعفته كلما تقويت روحياً.لأنه لما يشبع يتمكن منك.يصارعك و يعطلك.لأن العتيق لا يهمه أبديتك بل شهواته.فأنت بالصوم تروضه.ليس هذا هدفاً بل وسيلة لكي تنطلق لغذاءك فليس بالخبز وحده ستحيا بل بكلمة المسيح أو المسيح الكلمة.فالصوم هو إستبدال غذاء أرضى بآخر روحي و ليس إستبدال غذاء حيوانى بآخر نباتى.و من يتغذى بالروح يشترك مع المسيح في غذاءه. الرب في كل مرة يتكلم عن طعام أو شراب يربطه بفضيلة.فطعامه أن يعمل مشيئة أبيه و طعامه أن يعيش بالوصية و طعامه هو خلاصنا الذى إنشغل به عن كل طعام.لذلك فالصوم هو أن نأكل من طعام المسيح و أن نعيش مفهوم الطعام عند المسيح.الصوم أن تدهن وجهك لأنك تلبس المسيح .هذا هو الصوم أن تنظر بعين المسيح و تتكلم بلسانه إدهن وجهك بالمسيح هذا يفعله فيك الروح القدس الذي يعيد لك صورة المسيح هذا هو صومك الذي ينبغي أن تجتهد لتقتنيه إنه شركة إلهية و ليس له علاقة كبيرة بنوع الطعام أكثر مما له علاقة بفهمك لقصد المسيح عن هدف الصوم.
صلاة للثالوث الأقدس
أيها الثالوث الأقدس .لنا زمن لم نرحم كما ترحم.لم نصلى كما صليت.لم نصُم كما ُصمت. لم نختل كما إختليت بالآب. بيننا و بين الوصية هوة كبيرة تملأها بنعمتك و تأخذ بأيادينا فنتخطاها إليك.حينما كنت على الجبل تعظ كنت تعط مع الوصية قوة لتنفيذها لذلك أيها الثالوث أنت واهب القدرة لتميم الوصية فأظهر قدرتك.فإننا بالحقيقة نشتاق إلى أن نعمل الوصية كما تريدها لنا .نود أن نرضيك و لو ليوم و لو للحظة لنستمتع برضاك و أنت تكمل النواقص.نشتاق أن نصوم و نصلي و نرحم بالإنسان الجديد.فالعتيق يطاردنا.و كثيراً ما نفشل في أن ندهن رأسنا بروحك و كثيرا ما نعجز أن نهرب منه و نغلق في وجهه الأبواب و كثيراً ما لا نصل إلى المخدع.فنبقي في الشوارع نصلى لأن العتيق أعاقنا و لن ننتصر عليه بدونك.فيا من خلعته منا في المعمودية و ألبستنا الجديد إعطنا تلك القوة التي نعيش بها خالعين القديم كل الأيام.لأنك أيها الثالوث الأعظم ليس فيك عتيق فأنت جديد كل الأيام.و ستبقي هكذا.
أيها الثالوث الساكن في الرحمة و المحبة تعال خذنا لنسكن معك.و ندعك تجد راحتك فينا فتسكن بروحك و تعمل بغير مقاومة.إجعلنا في ليونة الزيت في يدك لكي نكتسى بالنعمة و تصبح الفضيلة روح فينا و ليست عبئاً علينا.إعطنا أن نتصالح مع وصاياك فنحبها من كل القلب لأنها فيك.تأخذنا إلى طبيعتك فنشبع منك.أيها الثالوث الصائم عن كل شر و شبه شر إجعلنا مثلك صائمين.أيها الثالوث الذي حديثه حلاوة و كله مشتهيات إجعل صلاتنا شهداً نتلذذ به تأخذنا فيها إلى ملكوتك فنتذوق عربون الأبدية .أيها الآب: الإبن فيك بوقاً لنا.فلا حاجة لكل أبواق العالم.أيها الآب :الروح القدس منك دهن لنا لكى لا نعود ننتسب للأرض و من فيها.فأحفظ لنا تلك الوساطة الأبدية بمغفرتك لخطايانا .لك نسجد.بك نفرح.إليك نشتاق.و سنظل هكذا بغير ما نهاية.





339
المنبر الحر / عيد الحب
« في: 23:51 13/02/2017  »
عيد الحب
Oliver كتبها
المسيح حب.الخلاص حب.ما للثالوث نحونا سوى الحب.طبيعة الله حب.و علاقته بنا بالحب و هو أول من يستحق أن نقول له أنا أحبك أيها الرب القدوس أحب كل ما فيك.أحبك أقنوماً أقنوماً و أحبك ثالوثاً واحداً.ليس شيء نبادلك به غير الحب.لأنه من طبيعته نأخذ و إلى شخصك القدوس نقدمه .أنا أحبك فليتني أظل أحبك.
القيمة فيما نعمله لأجل الناس في الحب الذى نحمله لهم. عيدوا للحب بغير تردد. فإن لم يكن للحب عيد فلمن نعيد إذن. تهللوا للحب لأنه يصنع السلام بين الناس.يهدم الفروق بين المختلفين.يجعل القلوب قلب واحد و الأفكار به تتفق.إفرحوا بعيد الحب لأن أصله سماوى و تاجه فوق الصليب يتلألأ. اليوم يا أمي و ابى و أخوتى  في فردوس الله أرسل لكم تهنئتى قائلاً أحبكم. يا من فرقتنا الأيام أحبكم. يا من إغتربتم و إغتربنا أحبكم. الحب عطاء و من يعط حباً يزيد حباً.و من يبخل به يتبدد من عنده.فإعطوا حباً بسخاء و إختاروا من لا يذكرهم أحد.قولوا اليوم للأصاغر نحبكم من كل القلب.قولوا للمنبوذين و أطفال الشوارع نحبكم بصدق و قدموا لهم دليل محبتكم.إذهبوا للمهجورين و المهملين و قولوا لهم حباً.فهكذا يكون عيداً للحب.الوفاء لمن حولكم حب عظيم.أقول لمن علمني شيئاً و لو يسيراً أنا أحبك.أقول لمن إهتم بى و لو مرة أنا لا أنسي محبتك و أنا أحبك.فليكن نشيدنا الحب.لكل زوج و زوجة و إبن و إبنة و خطيب و خطيبته  إصنعوا قصة حب تبدأ اليوم إن لم تكن قد بدأت منذ زمن.أنعشوا الحب الخامل بكلمة أحبك و فعل أحبك و صدق أحبك.فليس مثل الحب تكريم.الحب شريان يجمع الكنيسة في جسد واحد فقبلوا بعضكم بعضاً قبلة حب صادق و تصالحوا.فلتكن قصيدتكم من كلمتين.أنا أحبك.و لهذا أبدأ بنفسي و أقول لكل من يقرأ أنا أحبك.أحبك لأنك تستحق الحب.أحبك لأنه بالحب وحده تحيا فينا محبة المسيح.تنمو كل المشاعر.ترتقي النفس للسماويات حيث مصدر الحب و مانحه.أنا أحبك لكي أصل معك إلى مصدر الحب الإلهي.أنا أحبك  جداً من قلبى .يا من لا أعرفه و لم أقابله أحبك.أيها الغريب و المتألم أحبك.يا كل مظلوم أنا أحبك. يا صغار النفوس أحبكم.يا من يكرهونني أحبكم..إلي كل من يقرأ لى أنا أحبك و من ينتقدني أقول أيضا له أنا أحبك  المسيح علمني أن أحبكم لذلك أحبكم.و أحب كل واحد و واحدة هنا و هناك..للكل في عيد الحب أقول أنا أحبك.

340
النساء في عين المسيح
Oliver كتبها
كثير مما نفعله في علاقاتنا بالجنس الرقيق هو نوع من الرقيق.في الشرق تعد الأنثى رهينة منذ مولدها في يد الأم ثم في يد الأخ الأكبر ثم في يد الأب ثم في يد الزوج الذى حتى لو مات تنتقل الأسيرة رهينة في يد أهل زوجها المتوفى يتحكمون فيها دون أن يهتموا بأي من إحتياجاتها.إنه فقط مرض التسلط.و ليته إقترن بالرحمة لكنه يقترن بالعبودية و تملك هذه النفس التي شاء الله فأوجدها كأنثى.لهذا وجب أن نرى الأنثى بعين المسيح.
أيها الرجال أسألكم هل تؤمنون بمسيحاً نظرياً له تصرفاته التي تخصه أم تؤمنون به إلها و كل ما يصنعه مثالا لنا لنتبع خطواته؟
هل تؤمنون بكلمة الله أنها للخلاص أم هي للتباهى قدام الكتب الأخرى معلنين أن كتابنا المقدس يساوي بين الجنسين بينما لا نساوي نحن المؤمنين بنفس الكتاب.فهل إيماننا أنه كلمة الله للدعاية الخارجية أم للحياة الأبدية؟
هل حقاً تعرفون قدر المرأة عند المسيح؟ هل حقاً يحكم المسيح علاقاتكم بهن أم تحكمكم التقاليد التي من صناعة البشر و التراث الذي معظمه من ديانات وثنية و أرضية.هل تؤمنون بالمسيح يساوي بينكم و بين المرأة أم لا تصدقون هذا عملياً؟
المرأة عند المسيح أول من آمنت به.بما قيل لها عنه .العذراء أم الكل شفيعة الرجال و النساء هي أعظم الكائنات.هل تصدقون أنها أعظم من كل الرجال؟ هذه التي لأجلها وحدها بدأ صنع معجزاته المعلنة في الكتاب و حول الماء إلي خمر لأنه قالت بكل رقة:ليس لهم خمر.دون أن تطلب منه شيئاً.لكن ثقتها في قدرها عنده جعلها تقول للخدام كل ما قاله لكم فإفعلوه.مع أنه لم يعدها بفعل شيء لكنها ثقة المرأة الأم في إبنها القادر على كل شيء و الجزيل في حبه لها.الآن هل تعرفون قدر المرأة عند المسيح .سيقول واحد إنها العذراء و سأجيبه نعم هي أم الكل لكن المسيح حين خاطبها كان يخاطب كل النساء لذلك قال لها (يا إمرأة ) لم تأت ساعتي بعد.و رغم أنه لم يكن يريد أن يعلن عن لاهوته لأن ذلك سيحدث عند الصليب لكنه إكراما لها و لكل نساء الأرض حول الماء إلي خمر.
في هروبه إلى مصر كان معه شيخ عجوز يوسف البار النجار و إمرأتين هما العذراء و سالومي القابلة.فكانت العائلة المقدسة رجلين و إمرأتين أول عائلة فيها المسيح المتجسد.إنها الأم التي تحتضن طفلها.تحمله في مسيرة شاقة ستة اشهر حتي تصل إلي الفرما و تبدأ تجوالها في مصر.هل تستطيعون أيها الرجال أن تحملوا أطفالكم هكذا ستة اشهر متصلة دون شكوى.تري كيف كان المسيح ينظر إلى أمه.هى إستهانت بالمشقات و المعاناة و هو بالمقابل في قمة معاناته على الصليب أوصي يوحنا بأمه فأخذها إلي خاصته.
أيها الرجال الكرام هل تعوقكم مشقة الحياة اليومية عن الإهتمام بزوجاتكم و أمهاتكم؟ هل تظنون أنهم ينتظرون منكم كيساً ممتلئ بالطعام؟ أو يدا تمنح نقوداً؟ هل منح السيد المسيح نقوداً لأحد؟ لكنه منح الحب لكل أحد.قبلاتكم لهن أعظم من كنوز الدنيا.أحضانكم اثمن من الهدايا الثمينة.بقبلة غاشة خان أحد الرجال المسيح.و بقبلات أمينة عند قدميه كسبت أحدي الخاطئات المسيح فهل لكم قبلات النساء الأمينات التي تكسب حباً أم قبلة الغاش التي تخسر الأبدية.
أيها الآباء متى آخر مرة إحتضنت إبنتك و أخبئتها في صدرك.فشعرت أنها في حماية عملاق في الحب .أشبعها حضنك.و طبطبات يدك الحانية علي خديها.كم مرة تدلل بناتك.تهتم بما يريدون و تتوقف عن أن تكون مخيفاً بحجة أن التربية هي أن تهابك كأن هذا سيمنع إنحرافها إن أرادت.بل سيكون هذا مبرراً لإنحرافها إن أرادت.لهذا دعوا الأطفال يأتون إلي عبارة قالها المسيح درساً.حين إحتضن طفلاً كان يوص كل الآباء إحتضنوا أطفالكم.إعطوهم الشعور بالأمان.
أيها الرجال هل أنتم مسيحيون؟تتبعون الإنجيل؟ كيف تقسمون ميراثكم؟ أحسب الإنجيل أم حسب الشريعة الإسلامية؟ كيف تعاملون أخوتكن غير المتزوجات؟ كان للمسيح عذاري يتبعهن و يشتركن في الخدمة ينفقن عليه من أموالهن.لم يجد المسيح حرجاً أن تنفق العذارى عليه أو بالحرى على الخدمة من أموالهن أو من أموال أسرهن التي تركتهن بكل حرية يتبعون مسيحاً يشكك فيه الكثيرون هل تترك بناتك للخدمة منتصرا على تشكيك الناس..كانت العذارى أمينات ينفقن من أموالهن و كان ماسك الصندوق من التلاميذ لصاً.فهل ترون فيهن الأمانة أم هي حصرية علي الرجال؟ لا تحاسبوهن كثيرا ماذا أنفقن فهن أحكم منا في هذه الأمور.
هل تثقون فيهن أنهن يستطعن العيش بعد وفاة الأب أو الزوج بدون تسلطكم أم تحسبون ذلك عيباً .هل يحكم العيب سلوككم أم يحكمه الإنجيل.أطلقوا النساء أحراراً و لا تقيدوهن إلا بالحب.الحب وحده يمسكهن عن الإغتراب ثم الإختفاء ثم الضياع.أما لو بنيتم من البيوت سجوناً و من أوامركم سياجاً فالمرأة أذكي منكم جميعاً فإن لم تطق هذا الأسر ستهجرهكم و لو من ثقب إبرة.
هل سألتم أنفسكم لماذا تتذكر الزوجة أيام خطوبتها ؟ فقط لتنسي ايام زواجها.بعد أن صارت عندكم جسداً بغير مشاعر.آلة بغير حقوق.ملزمة بالعطاء في كل الأوضاع و الظروف كأنها حجر؟ هل تسمون هذا زواج؟ أنتم قدام الله سجانين لا أزواج.قاتلين للنفوس و المشاعر و لستم أبرياء.أنظروا المسيح الذى لم يتزوج حين كلموه عن الطلاق نبه الرجال إلى قساوة قلوبهم و لم يذكر النساء بغير لوم.مت 19: 8 إن القساوة تنتج طلاقاً و لو لم يكن ظاهراً.
يا من تزوجت هل تعرف أن الروح القدس لم يكف يوماً عن أن يجمع بينكما.يذيب الفروق.يسهل التفاهم.ينمي الحب.يضع أرق المشاعر فما عليك إلا أن تستخدم هذه العطايا.أما لأنك توقفت عند يوم الإكليل و ظننت أن ما جمعه الله لا حاجة للزوج أن يفعل معه شيئاً سوي إستعباده فأنت مخطئ في الأية لأن ما جمعه الله ليس أمر و إنتهى بل الله وضع يومها أساسا للحب و سيظل بيمين محبته يعلى البناء فلا تستطع يد إنسان أن تهدمه.لكن لو ظل الاساس بغير بناء فإنه يتهدم بسهولة من أي خلاف.فلا تكفوا عن تنمية الحب بإستخدام المشاعر و الألفاظ الرقيقة و اللمسات الحانية و إلتماس الأعذار هذه كلها بنايات تعلو لا يمكن هدمها.
الروح القدس معلم دائم يومى يتدخل في سرية تامة في داخل القلب يضع القدرة للطرفين علي التفاهم و بناء الثقة و تاسيس حباَ أعمق.يضع أيضاً القدرة على حسن الظن و على المغفرة و عل صنع البدايات الجديدة.هل يا من بدأتم بالروح القدس في زيجتكم لا زلتم تابعين يجمعكم الروح القدس في كل موقف حتي لو إختلفتم.لذلك لا تسيئوا للمرأة فالروح القدس شاهد بينك و بين المرأة هو يقول (من أجل أن الرب هو الشاهد بينك وبين امرأة شبابك التي أنت غدرت بها وهي قرينتك وامرأة عهدك) ملاخى2
الروح القدس يجمعكما و أيضا يشهد ضد من يسء للآخر و من يغدر بالآخر و من يذل الأخر أو يخدع الآخر .أنتم لستم بعيدين عن نظر الله هو معكما يعمل لأجلكما و أيضا يشهد إما لكما أو على من يخطئ رجلاً كان أو إمرأة فلا تستهن بالمرأة لأن لها الروح القدس شاهد.الله الروح سيقف ضدك إن أذللتها لأنك تملك السلطة أو المال أو النفوذ.الله لن يسمح لك أن تحطم فتاته.هو سيلملم جراحاتها و تبقي أنت مجرماً قدام الرب.فهل تفيق و تكف عن إستباحة المرأة قدام الروح القدس.
الأرامل لهن المسيح زوجاً لكنه لم يقل أنه زوجة للأرمل.هو يعلم كيف تقاسى الأرملة في مجتمع ضاعت منه الرحمة.تأكلها عيون الناس و تبتزها الإشاعات.هى حبيسة بين الأنظار تخشي أن تعيش مثل الناس و تنطلق بحرية طبقية النساء.مات زوجها لكن البعض يريدها أن تموت معه كطقوس بعض الهندوس..من هو حضن لأولئك السجينات في عادات الشرق و نظرات الرجال غير الرحومين.الكنيسة هي الحضن.الخدام و الخادمات هم الحضن.التعامل بإحترام و نبل هو الحضن.المسيح لأجل أرملة أقام إبنها ليكون حضن لها.فأقيمي أيتها الكنيسة خداماً يجيدون دور المسيح.مطرسات يعشن لهؤلاء المتعبات.شجعوهن على الخروج لأن دورهن في الحياة لم يمت بموت الزوج.اشغلوهن بالخدمة الروحية و إفتقاد المرضى.فإسعاد الآخرين ينتقل إلى القلب تلقائياً .إجعلوهن محبوبات مكرمات و الصغيرات منهن فليتزوجن دون تأنيب ضمير أو إعتراض من أهل الزوج.فالأرملة ليست صفقة أبدية ملكاً لمن تزوجها بل كيان أعطاه المسيح تجربة ليمتحن صدق محبته.فأشفقوا و كونوا شفوقين لطفاء.
أما المهجورات و الذين خاصمتهن الحياة بزواج غير ناجح فسوف يكون لهن كلام خاص فيما بعد.لكن يبقي لهن الحب حقاً.
يا كل أب لديه بنات إعلم أن وجودهن في بيتك عمرا قصيراً كأنهن ضيوف عندك.كيف تعامل ضيفاتك الجميلات؟ هن لسن عبئاً عليك كما يظن البعض بل بركة لك.سيعودون يسألون عليك .فيما كان يعقوب أب الآباء مهتماً بأولاده فإذا هم يحسدون أصغرهم يوسف .يخطفونه و هو القادم إليهم بخبز,يرمونه في البئر لأنه نال تدليلا من أبيه بقميص جديد.يبيعون أخيهم كاسير.هكذا في غمرة إهتمام يعقوب بأولاده كانت إبنته الوحيدة دينة نهباً لمن خدعها و أذلها حتي الموت .فكانت الإبنة المهملة نصيبها الهوان و تمزقت قطعاً لكل سبط قطعة منها لكي يهب لينتقم.لكن أما كان بالأولى أن تجد في البيت حقها كالأبناء.هل يفيدها الإنتقام في شيء بعد أم ماتت.و حتي لو لم تمت هل عند البنات رغبة في الإنتقام أم رغبة في الإهتمام.فلا تهملوا بناتكم ثم تذهبوا وراء الإنتقام.إعطوهم حباً فتضمنون لهم حياة.إعطوهم إهمالاً و ستجنون معهم الهوان. لو صنعنا هكذا لن نصرخ كثيراً على مخطوفات .لأنهن كن مخطوفات أيضاً وسط أسرتهن لم يلمسهن أحد بحنان.لم يسمعن كلمة تشجيع أو صفح.لم يجرؤن أن يفتربن إليكم لأنكم تعمدتم أن تظهروا لها كالمارد و ليس الأخ و الأب الحنون. إمسك إبنتك في يدك للكنيسة.أدخل معها و تشاركا الجسد و الدم.أتركها بحرية مع صديقاتها لأن هذا هو متعة الشباب.ثم بعد أن تعود تحكي لكم جميعا ما تريد أن تقول.لا تشكوا في كلامها.لا تكذبوها.فهذا سيوقف التواصل.
و أنت يا أخى أنظر كيف تعامل خطيبتك.لماذا لا يكن لأختك حباً عندك أنت أيضاً .أما تستحق منك نفس اللهفة عليها.نفس الرفق بها.نفس الشوق و إمتداح الجمال كما تفعل مع خطيبتك.إنها مثلها لها نفس إحتياج الأنثى فكن مشبعا لها فتصير ملكة في البيت لكي تستحق عريساً كالملك.فكر في هذا الأمر لأنه يضمن لأختك حباً سوياً و يضمن لك أختاً سوية.و يجعلها تثق بمسيحك.
المسيح يشير لنا على التي ضبطت في ذات الفعل.كيف عاملها برقى و إحترام؟ كيف حماها من تربص الفريسيين.كيف جعل أياديهم تلقى الحجارة بعيدا في خجل.كيف قال للرجال أن خطاياكم ليست أهون من خطية هذه المرأة.كيف قال للمرأة أنا أحميك منهم.إذهبى بسلام.السلام هنا حماية أبدية منحت لهذه المرأة.هل تجد المرأة المخطئة حماية من مسيحنا اليوم؟ أم نزيح المسيح و نلقف الحجارة مجدداً و نرجمها؟ كفوا فهذا يغضب المسيح جداً.عالجوا الضعيفات بحب المسيح.و إغفروا لهن بغفران المسيح.لا تعايروا واحدة بماضيها فقد سامح المسيح كل خطاياها حين قال لها و لا أنا أدينك.لا تدينوا هذا أمر سيدنا الملك.
لو تبدل الصراخ بالتفاهم.و العقاب بالتعليم.لو تبدل العراك بالعناق.و الحرن بالحضن.و اللطمة بالقبلة.لو لم تتعود أن تشتر ورداً فقدم إبتسامة.عد إلي إمرأتك و بناتك كمن إفتقد غيابهن طول الوقت.لا تكف عن الضحك معهن و المسامرة.ثم أيضاً الصلاة لأجلهن و الشركة في الروحيات.إنهن يريدون المسيح في البيت فقبل أن تطلب من الأم أن تصبح كالعذراء أطلب من نفسك أن تكون كالمسيح.

341
رسالة إلي النفس الهاربة
Oliver كتبها
يحدث أحياناً أن تجوز على النفس أثقال كثيرة.تتمحور الأفكار في الضيقات.تصغر الدنيا كأن لا منفذ فيها.يتحول الأصدقاء إلى غرباء.و الأحباء كمن لا يعرفونك.تنظر هنا و هناك فلا معين.تبهت في ذاكرتك كلمات الإيمان و الصبر و الرجاء.تصير عندك القدوة خيالات واهية و أشباح.و ترقد فوق بحر من الدموع.لا أحد يبال لا أحد يسأل.تمني النفس بالموت فيبعد الموت أكثر.لا يبق فيك قوة أو إرادة.تزهد الطعام ليس لأنك تصوم و تزهد الشراب ليس لأنك لست عطشانة.أنت نفس قد رسم إبليس حولها كل الدوائر.كي تنحصر فيها و لا تخرج .يغزل من اليأس شرنقة.لا تتحركين إلا فيها.يبحر بك دون أن يكون هناك هدفاً.تأخذك مجاديفه حتي للتجديف .تبكين شقاءك تبكين على نفسك و تظنين ليس من يسمع ليس من يهتم.
أهذا ما أصابك؟ أليس هذا شعورك الآن.أما يعني هذا أنك لا زلت تشعرين.لا زلت تصرخين.لا زلت تبكين.لا زلت تتنفسين.أما يقول هذا أنك لم تموتى بعد.و أن الروح فيك لا زالت تسرى و تحلق و تحملق فى مستقبل ليس بخاطرك الآن.
أيتها النفس الهاربة من نفسها.لن أقول لك تعالى لأنك تظنين أنك ذهبت إلى اللا عودة. لكنني أقول لك سيأتيك اليوم حبيب لا تحسبينه غريباً.سيأتيك و يخترق الدوائر و يفك الشرنقة.لن يستطيع اليأس أن يقف قدامه.لن يستطيع القلب الكئيب أن يقاومه.سيمسح الدموع و يأخذك في حضنه.فتعرفين أنه ما أثمنك عنده.يا كل نفس ذاقت مرارات كثيرة سيأتيكم من يحول مرارتكم إلى شهد.سيأتيكم مخترقاً كل ظلمة داخلكم أو خارجكم.إنتظروه.قد لا يقرع الباب كالمعتاد لكنه سيقتحم كمن يخلص أسيراً من يد العدو.و سيأخذك في حضنه.سيرفعك فوق مخاصميك.سيبهرك بجمال يسكبه عليك فترين كم أنت جميلة و يناديك يا حبيبتي.كم مضى من الوقت لم تسمعى هذا النداء يا حبيبتي.كم من الزمان عبر و القبح يترصدك.الآن سيأتى .ربما يخطو آخر خطواته نحوك.ها هو يقترب.يتأهب.يرفع راية القيامة.يقتحم و يحررك.يا كل نفس بائسة ستسمعين صوته المعزى يطمئنك.لست وحدك.إنه يمشى قبلك كل تجربة تخطو قدماك إليها.إنه يسبقك و لو ذهبت للأتون.إنه جبار لا يخشى الأسود و لا عتاة الإجرام.إنه يجعل كل خصومك كالقشة في فم العصفور.
سيأتى صدقيني و ربما قد أتى.ربما يحملك الآن.يجفف مقلتيك.لا بكاء بعد إلا للتوبة مصحوباً بالرجاء.لا حزن بعد إلا الذى يقودك للمصالحة.لا يأس بعد لأنه قدامك بجبروته فكيف تيأسين و الجبار يسندك.كيف تتحطمين و الحبيب أصلاً خزاف يلملم حطامك و يصنعك آنية للمجد.إنصتى صوته ها هو يقول أنا آت سريعاً.و معه أجرة لك.مكافآته كثيرة.تعالى بسرعة لتنعمي به و بهداياه.
الذى يحبك إله.ليس إنساناً فيندم على وعوده معك.و لا مثل الإنسان يحنث.إنه أمين.هو الذى من الجيفة يصنع شهدأً.هو الذى من الماء يصنع خمراً.هو الذى من الخمر يصنع دمه و يسكبه لك مهر زواج أبدى.هل يعجبك المهر.إنه يقدم حياته لك.بدلاً من الموت الذي في يأسك تمنيتينه و لم يأت.هل تعرفين من منعه من القدوم؟ هو حبيبك لأنه ينوي خلاصك و ليس هلاكك.
ايتها النفس هذه رسالته.هو كتبها.ووضع ختمه عليها.و أدمج الكلمات سراً حتي يستر على ضعفك.و كتب وعوده جهراً ليكشف عن حبه.يا إبنة المسيح تعالى.يا جوهرة السماء تعالى.يا أغلى من عنده تعالى.أحضانه مفتوحة.و هو يسبقك في الطريق للقاءك.ما أجمل لقاء النفس الهاربة حين تعود و تهرب إلى حضن الرب القدوس الذي يعوض عن كل شيء.و ينسى ما فات و يحممنا بدمه فنتغسل .
أيتها الهاربة إليه هو أيضاً قادم لأنك عنده أغلى من الملائكة.أهم من السماء.هو لا يبالى بمجده مثلما يبال بخلاصك.أنظرى كم يتنازل ليسترضيك و هو ليس محتاجاً.أنظرى كيف يلاطفك و لا يدينك.أنظرى كيف يهبك سلاماً و أنت عارية من كل بر.قولى معي يا صانع النفوس رد نفسى إليك.شاركيني هذه الطلبة: أنا لك مهما بعدت عنك فلا تيأس مني و لو يأست منك.خذنى في حضنك فأسترد وجودى.أنا لا أتخيل أي تغيير يمكن أن يحدث لى لكنني أثق أنك ستجددنى.حتي لو كنت أثق بلساني من غير قلبى.أنت تسرب الثقة إلي القلب و إلي الفكر لأكون بالحقيقة لك بكل ما أملك.قولى معى أنا أنتظر حبك أنا المحرومة.أشبعني بك.و ستسمعين ما لا تستطيع الكلمات أن تكتبه.و ستشعرين ما لن يمكنك وصفه.و ستنسين ما مضى كما سينسى لك.و تعودين ملكة جميلة متوجة.

342
لا تصطادوا حمام السلام لا تقصفوا أغصان الزيتون
Oliver كتبها
يغتاظ إبليس من المسيح لأن في مولده صار على الأرض السلام.و عند صعوده ترك لنا سلامه.من وقتها يبغض إبليس كل من يسعى للسلام و المصالحة .يريد أن يقصف أغصان الزيتون و يظل يطارد حمامة السلام .فإن لم يفلح في قتلها فإنه يشيح بعصاه و يبعدها و يقف متباهياً بإنتصارٍ كاذب أنه طرد حمامة السلام.
يغتاظ إبليس من الذين في قلوبهم سلام الروح القدس لأنه يغتاظ من أى ثمر للروح.يغتاظ من سلام أى خدمة لأنه ير في ذلك خطر عليه.يغتاظ من السلام في الأسر و البيوت لأن هذا يعني أنه لن يجد موضعاً له فيها.يغتاظ من السلام بين الأخوة لأنه يرى في ذلك هدماً لمملكته الشريرة.فالفرق بين مملكة المسيح و ممالك إبليس الواهية كبير لكن المحبة و السلام أهم معالمها.
سلام النفس
سلام النفس هو إتفاق بين مشيئة الروح القدس و مشيئة الإنسان .هو وحدة الإتجاه بين توجيهات الروح  القدس مع إتجاهات النفس.سلام  النفس هو عمل إلهى بشرى ينتج عنه مصالحة بين الإنسان و نفسه. و من علامات تلك المصالحة أن تذوب كل عقد الماضى و الذكريات المتحكمة في النفس.لا تميل إلى الصراع بل إلى الهدوء .سلام النفس حين نربح النفوس و نتجنب الخصومة. عندئذ تتحرر النفس منطلقة كحمامة سلام. أما معطلات السلام فأولها الإدانة. ثم إهمال التوبة. عدم ترك الهموم تحت قدمى المسيح يفقدك سلام النفس . الدخول كطرف في الإنقسامات يوقف إتصالك بالسماء و يجعل  الفكر مسرحاً للصراع بين الأرضيات و السمائيات .السلام يجعل الأرضيات أدوات تباركها السماء بينما فقدان السلام يجعل الأرضيات شهوات تفقدنا السلام .
أنظر  ,أنت غصن زيتونة مطعمة من الروح القدس  أن نفسك صناعة إلهية .جسدك مهما كانت مواصفاته هو صورة الله و مثاله.روحك نسمة من روح الله.أنت مخلوق فريد في الكون هذه  هى الحقيقة الثمينة و هي كنزك إن حفظته صار السلام في ملامحك و لغتك و فكرك و قلبك.و إن فقدت هذه الحقيقة صرت خصماً حتي لنفسك.فتقصف الزيتونة دون أن تدرى ثم تدور تتساءل أين راحة القلب؟
سلام الأسرة
غصن الزيتون في البيت هو حلول المسيح قائداً لها.و حمامة السلام هو الذى يتوقف عن  السؤال من يكون رب البيت و تكون المنافسة من يكون خادم البيت.
حمامة السلام يجيد التواصل بين أعضاءالأسرة معتمداً علي الحب الإلهي و الحب الأسرى. حمامة السلام تعيش للأخرين .  ليس هناك ملكية خاصة .غصن الزيتون لا يسمح للغضب أن يجد  له مبيتاً وسط الأسرة.حمامة السلام يقوم بدوره حباً فى بقية الأسرة.ينجح لنفسه و لأسرته.يعمل لنفسه و اسرته.يصلى لنفسه و اسرته. لا يكتمل فرحه أو نجاحه أو تحقيق طموحاته إلا بالأسرة .غصن الزيتون في الأسرة مظلة يأتي إليها بفرح أولئك الذين لوحتهم الشمس.غصن الزيتون شريك آلام.إن عصروه أنتج زيتاً شافياً و إن أكرموه ترعرع حب المسيح في أسرته.
أما الذين يصطادون حمائم السلام الأسرى فهم هؤلاء:  الأنانية و إنقلاب الأدوار .عدم الغفران و العناد.التدخلات الخارجية التي تفسد و لا تبني محبة.عدم الترحيب بالمسيح رباً للأسرة و بإنجيله حاكماً لعلاقات أفراد الأسرة.إستخدام العنف بكافة صوره.معاملة المخطئ كمنبوذ.المحاباة و التدليل و التمييز  أو التعنت و الإهمال.
سلام الكنيسة
حمائم السلام هم الذين يتركون أنفسهم أدوات يستخدمها روح الله للمصالحة.هم الذين ينشرون حب المسيح بأيديهم كما ينثرون الورد على العروسين.هم الذين لا يجدون راحتهم إلا بعد أن يصنعون سلاماً بين المتناحرين.لا يكفون عن الصلاة لأجل السلام و لا يتوقفون عن صنع السلام رغم العداوات.فإن لم يكن سلام في الكنيسة فكيف نسميها أورشليم اي مدينة السلام؟ لا تقتلوا الحمام في الكنيسة.لا تطردوا صانعي السلام لكونهم ودعاء لا يهاجمون أحداً.لا تستأسدوا على أغصان الزيتون لأنها تركت نفسها للدوس حتى تجدون أنتم زيتاً تلين به قلوبكم.إذا رأيتم حمامة وديعة فإصنعوا لها طعاماً لتسكن وسطكم و لا يهجر السلام بيتكم.الذين وضعوا في قلوبهم أن يصطادوا الحمام لن يجدوا الشبع إن ذبحوها. لا تقصفوا أغصان الزيتون لأنك فيما تقصف الغصن تقصف الزيتون أيضاً و تبدد سلام الكنيسة فإحترس لأبديتك فقتل الزيتون مثل صلب المسيح و ذبح الحمام مثل ذبح المسيح لأنه قال من يبغضكم يبغضنى. سيبقي الدم يلطخ اياديهم لأنهم أرادوا أن يصطادوا المسيح بكلمة.
سلام بين النشطاء الأقباط

إجتمعوا أيها النشطاء ليس في منظمة واحدة أو تحت إسم ما بل إجتمعوا على المحبة و السلام.كونوا حمام سلام لا صائدى حمام.لا تلقوا تهماً تجاه بعضكم البعض.فالحمام لا يتشاجر.لا تطعنوا أحد بالخيانة فأغصان الزيتون لا تتشابك.ليس جميع النشطاء حمائم لكن إن كنت تغير غيرة على شعب المسيح فكن أنت حمامة سلام.فالحمامة تطير فوق الأشواك و تحط فوق الأشواك دون أن تخش الجراح .هناك تكتفي بإلتقاط حبة مخفية بين الشوك تبتلعها و تمضى أو تجد قشة بين الأشواك تحملها و تعود تبني بها عشاً و تترك الأشواك.فيا حمائم السلام أتركوا الأشواك لأصحابها و إلتقطوا الحبوب ليتغذى العمل القبطى على السلام.فالمسيح له المجد  وديع و من يعمل معه لا يمكن إلا أن يكون وديعا كالمسيح.لا تسقطوا بعضكم بعضاً فالسماء متسعة للجميع .إنطلقوا كالحمام أثمروا كالزيتون و لا تخسروا أحداً في الطريق.تصالحوا بأن تعيشوا محبة تنسي الخلافات.تنسي الإساءات.تتقن البدايات الجديدة.ساعتها ينطلق بكم المسيح و يتمجد بكم  من أجل شعبه.
من أجل صائدى الحمام و قاصفى أغصان الزيتون نطلب
أيا الرب ملك السلام.يسوع المسيح الذى بمولده صار سلام.و عندما جلبوا له المضبوطة في الخطية أعطاها سلام.و حين هزم الموت و ظهر لتلاميذه القديسين أعطاهم سلام .هذا الذي لا يستطيع العالم أن ينزعه لأنه ثابت فيك ساكن في طبيعتك.إليك نطلب
من أجل الذين يستهينون بالحمام لأنه وديع.و هو محتفظ بوداعته لأن وعدك الأبدى قدامه أن الودعاء يرثون الأرض.لكنهم يرثون أيضاً المر و اللبان كما يرثون الذهب.يرثون الصلب كما يرثون القيامة.فقل للصائدين مهلاً.أنت تحاربون الخصم الخطأ.ليس عدوكم الحمام و لا غصن الزيتون بل عدوكم هو المشتكي.إفتح بصيرة الجميع ليعرف الناس كيف يميزون بين صانع السلام و بين المشتكي الذي هو خصمنا و خصمك.قل لصائدى الحمام إخفضوا سلاحكم فالموت لإبليس و ليس للمسالمين و صانعي المصالحة مع المسيح.
قل لهؤلاء المعاندين لا تتعبوا المصالحين بالعناد بل ليعطكم الرب طيبة القلب بدلاً من قساوته فتستجيبون للمصالحة .حينها يرفرف الروح القدس مبتهجاً فوق كل نفس و كل أسرة و كل كنيسة و كل جماعة للأخوة.الرب أمر بالبركة إذا صارت المحبة بين الأخوة.إنه أمر إلهى فأبشروا أيها الغاضبون إذا تبدل غضبكم بالغفران و تبدل عنادكم بالتواضع و تبدلت التحزبات بالمحبة التي تقبل الجميع.تكلم يا صانع السلام فالأرض مريضة بكل أنواع القلق و التوترات.قل سلاماً لكل بلاد العالم.و لا سيما لتلك البلاد التي ينزف فيها أولادك يومياً.قل لصائدى الحمام أنك لن تقف متفرجاً فإما يكفون عن أن يرفسوا مناخسهم و إما أن تريهم جبروتك فيعرفون أن النسر يحمي الحمام و أن الكرمة تحمي الغصن اللين.
من يغير لغة الخصام.من يضع في القلب فكر المصالحة.من يملأ الفكر حباً و حكمةً.من سواك.فإصنع من خدامك حمام سلام و من آباءنا أغصان زيتون.و من إخوتنا مصالحين يتقنون لغتك.بالسلام يتغير وجه الأرض.السلام يأت و الثمرات السماوية تتبعه فيسكن الروح القدس مستريحاً في قلوبنا دون مقاومة و يرفرف على الأرض مجدداً لكي يحول كل ظلمة إلى نور.فيا نور الأرض أشرق.يا سلام العالم إظهر سلامك.فالقلب مشتاق و النفس تحن و الإرادة تشارك الطلبة و السمائيين عنا يشفعون الكل يقولون يا ملك السلام إعطنا سلامك قرر لنا سلامك.

343
الحجارة الصارخة و الجدران الدامعة
Oliver كتبها
هتف الأطفال مع التلاميذ ببراءة للترحيب بالرب  الداخل إلى أورشليم فإغتاظ الحاقدون من هؤلاء لكن الرب يسوع دافع عنهم قائلين و إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ.و لا زالت الحجارة تصرخ.بل صارت الحجارة تنزف و تتحسر و تبكي دماً و دمعاً .
هذه الحجارة تصرخ
1- يدفع الفقراء من أقواتهم و أعوازهم لبناء مذبح فيأتي الأغنياء ليترأسون عليهم و يستبعدونهم.فتصرخ الحجارة فيهم أنا لا أعرفكم.أنتم لم تلمسونني لم تحملونني علي الأكتاف.أنا لست أنتمى إليكم.أنا حجر لكننى لا أحمل قساوتكم.أنتم الحجر الذى لا يصرخ و أنا هنا أصرخ أنا لا أعرفكم.أنا أنطق بأمر إلهى دعوا من يبني يكرمه البناء و اقيموا البسطاء على الكراسى.
2- يموت البسطاء لأنهم أرادوا أن يكون وسط قريتهم كنيسة.يختلسون الزمن و الناس لكى يكتمل البناء فمتى إكتمل هاج عليهم الهمجيون و قتلوا منهم و اصابوا بعضهم و تدشنت الحجارة بدماء هؤلاء و أؤلئك .ثم يأت أحد الكبار  و يتباهى بدم الشهداء و تغلق الكنيسة سنوات و صراخ الحجارة ينبعث من كل قطعة في الكنيسة.يهتف بإسم الشهيد و المصاب و المشارك بإخلاص في كل عمل و اي عمل. بينما يتوارى الكبار وقتها و لا يظهرون إلا في الموائد.و تبقي الحجارة تشهد جهل الكبار ببطولات الصغار التى بسببها وحدها يترآف الرب على شعبه.و من له فهم فليفهم.
3- كنائس كثيرة تبني في المهجر.و ليتها ما بنيت.فحجارتها تشتكي من الصراعات على كنيسة لم توجد بعد.و يضيع الناس بين أحزابها . تتبخر المحبة كالأثير.و يكتمل البناء ليكتمل الصراع.و تبقي بيوتاً هجرها الحب تحت إسم المسيح.و بإسم المسيح يتقاتلون.و بإسم المسيح يتشاجرون.و بإسم المسيح يطردون بعضاً و يحقرون بعضاً و تبقي الحجارة شاهدة لبيت قيل أنه كنيسة و ليس هو كنيسة لأن المسيح لن يدخلها وسط شجار.و الروح القدس لن يقدسها وسط الإنقسامات.إنها خرائب مزينة.يلزمها حب في القلوب لتنصلح و تتنقى.لا نريد خرائب بإسم المسيح .نريد مذابح تنذبح فيها الذوات و ينسى الكبير مع الصغير من هو و تبقَ محبة المسيح هدفاً  و ملكوت السموات يسكنها .الحجارة في المهجر تصرخ كثيراً .تئن و تتساءل لماذا وضعتمونى سبباً لمشاجراتكم.أنا كنت أود لو أبقي حجراً مداساً في أرصفة الشوارع بدلاً من أن أكون أرضاً تتقاتلون عليها.كفاكم تغييباً بإسمى فأنا لم أطلب أن أوجد وسطكم.أنا أصرخ منكم .دعونى أنطلق من ههنا فأنا أوشك على الضياع.
4- حجارة تصرخ من البذخ و نفوس تئن من الجوع .تشارك الحجارة نفوس المحتاجين و يتجاهل البعض النفوس فتصرخ لهم الحجارة.أنا لا أحتاج زينة .زينتى أن أجد هؤلاء الأصاغرفرحين بوجودى يدخلون مستمتعين بالبركة التي أحضرها معهم  أنا استمتع بأن أحتضنهم أيضاً .هل نقتطع من زينة الحجارة لأنها تصرخ طالبة أن تتجرد من كل زينة لأجل هؤلاء المحتاجين.لا تزينوا الحجارة يا كهنة الحجارة بل زينوا النفوس بالرعاية يا كهنة النفوس.يا اساقفة النفوس هؤلاء هم الكنيسة و يا اساقفة الحجارة ماذا أنتم حاصدون يوم تنهدم الحجارة.كونوا أساقفة للنفوس لعلها تشفع فيكم قدام المخلص فتخلصون بشفاعة هؤلاء البسطاء.أما الحجارة فهي تصرخ  من الظلم و من الجحود و التجاهل.فإختاروا ما شئتم أن تكونوا كهنة حجارة أو كهنة نفوس.أما الحجارة فهي ترفض كهنوتكم فكم و كم يرفضكم المسيح و أما النفوس فتشتاق لمن يرعاها و بواسطتها يرض عنكم المسيح.
5- حجارة أخرى تصرخ نحن صنعناها حجارة من إهمالنا.لم نروها و لم نفلح فيها.لم نعتن بها يوماً .بعدت النفوس عن محبة المسيح و تاهت.ذهبت إلي كورة بعيدة و إستوطنت.و هاج المراؤون عليها.كيف هان عليها أن تنكر المسيح.و هاج المسيح علي هؤلاء و كيف هان عليكم أن تهملوا محبتي و تتناسوا أن تقدموا  لى تلك النفوس التى مت من أجلها محبة فيهم؟ أما أوكلتكم على تلك النفوس؟ أما تسلمتم تلك النفوس خصبة و لينة و طيعة للروح فكيف صارت قاسية؟ ألستم أنتم السبب الأكبر؟ فكيف تقذفونهم بحجارتكم و قساوتكم؟ هل سألتم أنفسكم عن المرتدين متى كانت آخر مرة دخلتم بيوتهم .عن المرضى قبل أن يموتوا متي آخر مرة زرتموهم.عن المنحرفين الآن الذين يأسوا أن يجدوا حضناً بينكم متي آخر مرة إهتممتم بهم.هؤلاء تقسوا بفعل فاعل.إنحرفوا بفعل فاعل.إرتدوا بفعل فاعل.ماتوا بفعل فاعل .و الفاعل أنتم.و الحجارة تشهد عليكم.حين كانوا يصارعون الحياة كنتم أنتم بين حجارة مكيفة وسط جدرانكم المذهبة. حين كانت تطلب حلاً لمشكلتها كنت أنتم منشغلين على موائد الكبار.حين كانت تئن من الوحدة كنتم أنتم تتضاحكون فى نزهاتكم الخلابة.و الآن تتسائلون كيف صارت تلك النفوس حجارة.
هذه الحجارة تصرخ فيكم أنتم القتلة.أنتم الجناة.أنتم المتغافلون.أنتم القساة.هذه الحجارة سيأتي يوماً و تعود إلى آدميتها لكن الخطر عليكم أنتم متى ستعودون؟ بعد كم ضحية ستعودون؟ بعد كم نفس تتوه ؟بعد كم أسرة تتهدم؟ ما هو مداكم في اللامبالاة.أم لا تسمعون صوت الحجارة.
6- حجارة تصرخ هى نفوس لم تجد من يقدم لها المسيح.تشتاق أن نكرز لها.هي تصرخ و تنادى إلها ليس هو الحقيقى و تنتظر منا أن نقدم لهم المخلص الوحيد لجنس البشر.فهل سندعها تصرخ هباءاً هكذا؟ أما تتحنن الكنيسة و ترسل من يعبر إليهم و يعينهم.أما تدمع الأعين على تلك الحجارة الصماء التي تصرخ جهلاً و تتنفس جهلاً و تنتظر من يشق قساوتها بفعل الروح القدس فينقسم حجابها إلي نصفين و تشرق فيها شمس البر بدلاً من العتمة.هذه الحجارة تصرخ هل من يسمع؟ هل من يستعد لخدمتها؟ هل من يشتاق لخلاصها كما يشتاق المسيح للجميع؟ هل نقف لنتقاذفها و نقذفها بعيداً أم نجلس معها و نسمع صراخها لعل الله يصنع منها أولاداً لإبراهيم.أليست هذه أفضل من حجارة نبنيها لجدران واهية.تسألكم حتي الحجارة متى تخدمون الحجارة الحية.
7- الحجارة التي لا تصرخ هم الذين توقفوا عن الصلاة.لم يتشبثوا بالرجاء .ألجمت ألسنتهم.أكتفوا بتأدية الطقوس  بالجسد كأنما هي فرائض و ضاع منها عمل الروح.لا تصرخ على أحد .لا تبكي من القلب.لا تتوسل من أجل الخلاص.نفوس لا تصرخ هي حجارة صامتة حتي لو حملت رتبةً رفيعة. نفوسكم بكماء حتى تنطلق نحو السماء بصلاة دائمة.قلوبكم أحجار حتى تخشع من أجل الأسير و المخطوفة و المنسيين و المحتاجين و المتأزمين و المحرومين.قساوتكم تشهد عليكم حتي تتوقفوا عنها بعمل المحبة و بذل الرخيص و الغالى من أجل كل نفس كأنها الوحيدة التي يتوقف خلاص نفوسكم عليها.
أتركوا مكاتبكم في الكنيسة فالمسيح واقف بعيدا عنها ينتظركم.النفوس الضالة في الشوارع.المنحرفين يشيرون إليكم بخجل من نواصيها.و الهاربون من تخاذلكم في علاج مشاكلهم الأسرية يتمنون و لو كلمة رجاء أن أزمتهم لها نهاية سريعة.أتركوا كراسيكم فهى لجلوس المسيح و ليس لجلوسكم.أما أنتم فإهربوا إلي الكور البعيدة لتجدوا هناك من هربوا بعيدا فتحملونهم بفخر عائدين بهم قائلين ها أنا و الأولاد الذين أعطانيهم الرب.الحجارة في مكاتبكم تطردكم فهي ليست مستقراً لكم.أنتم مذبح متنقل.أنتم مسيح يطوف يصنع خيراً.هل سمعتم عن مسيح يسكن مكتباً مكيفاً؟ هل رأيتمونه ينتظر في بيت.المسيح ليس له بيت فكونوا له بيت و إحملوه كما يحملكم.إنه بالخارج يطوف.إنه على الأبواب يقرع.إنه يزور المرضي و السجناء و المحتاجين.إنه يبعد عن مكاتبكم و يبغضها.فأخرجوا إليه و تصالحوا.الحجارة تصرخ فهل من يسمع.
 يا صخرتى إصنع لنا حجارة
أيها الصخرة التي نزلت نحو جنس البشر لا لتسحقه بل لتسحق الشر.كم مرة أردت أن تجتذب القساة و قد فعلت ذلك كثيرا حتي لان قلب الذي إضطهدك و الذى أنكرك و الذى شك فيك و الذين تركوك و هربوا.أنت إجتذبت القتلة و منحت الزناة توبة و سلام.أنت الذي لما لم يجد بيتاً بات عند العشارين و الخطاة و كسبتهم لملكوت السموات.أيها الصخرة فتت الأحجار. صرنا نظن كل حجر ثميناً فميز لنا بين الثمين و الغث. علمنا من جديد لأن الجهل أصابنا في مقتل.لم نعد نفرق بين الحجارة الصماء و الحجارة الحية.الغشاوة في الأعين و القساوة في القلب فكيف لا تصرخ منا الحجارة.أقول لك إسمع صراخ الحجارة لأجلنا فهذا أفضل من صراخنا لأجلها.إصنع لك من الحجارة خداماً ملتهبون محبةً.ممتلئون غيرةً.مشتاقون لخلاص النفوس منشغلون برسالة الملكوت.إصنع لنا حجارة و هذبها بروحك فتصبح حجارة حية.عندئذ نبصرها فنشهد قائلين يا الله ما أجمل بيتك.لأنهم بيتك.
كل حجر أفلت بعيداً عن البناء السماوي هو في يدك أنت البناء الحكيم و أنت ستضعه حيث يجب أن يكون و ترده إلى موضعه مزيناً بفضائل روحك القدوس.كل حجر تقسي من الإهمال بأي نوع من اي أحد إحمله في حضنك حتي يستدفأ  و يلين بزيت نعمتك و يكون أهلاً لمسكن مصنوع في السماويات.كل حجر أنكر أو إنحرف أو إرتد أو ضاع أو تاه أو نُسي من الجميع فأنت ترقبه.عيناك تلحظه.من التراب تقيمه كما يستخرجون الكنوز.و تجعله تاجاً لرؤوس من يخدمونه.و إكليلاً لمن يتسع قلبه لهم.و سبب خلاص لكثيرين و رجاء لكل الكنيسة في كل العالم.
كل حجر يصرخ علِمه أن يرحب بدخولك أورشليم.لأن الهتاف لأورشليم بدا يتلاشي و صرنا نهتف للعالم.علمنا أن نرحب بك حتي متى حان مجيئك تجد الإيمان على الأرض . تجد نفوساً تصرخ أفضل من الهيكل الذى تهدم . تجد من يخرج إليك كما خرجت إلينا و يقدس إسمك بصلاة من صنعك و يشارك الذين هتفوا قائلاً مبارك الآتى بإسم الرب .



344
رسالة من مخطوف عن شهداء ليبيا
Oliver كتبها
أكتب إليك هذه الرسالة و أنا بين صخرتين  مقيد اليدين و القدمين. سلسلة قبيحة ثقيلة  تلف عنقي كعبيد القرون الوسطي.الناس هنا يعرفونك يا أبى.لقد إختطفونني بسببك.قالوا لو كنت أهمك جداً فلن تصمت و ستدفع الفدية.لكنهم قالوا أنني لست مهماً و أنك لست مهتماً بى.كانوا يتحدثون عنك خائفين و كنت أرقب الرعب حين يذكرون إسمك.
ليس عندهم مبرر لخطفى.فأنا لست مشهوراً و لا مرموقاً و لا أنا غني أو ذو نفوذ فلماذا وضعوا نصب أعينهم علىَ ليخطفونني.
أنا هنا يا أبي أكتب رسالة و لا أعرف لماذا.فهل سأستطيع أن أرسلها؟ و هل سيوصلونها إليك و هم الذين إختطفونني ؟ أنا جائع منذ أيام.منذ أيام لم أشرب أيضاً.لم أنم .كلما رأونني أنعس وخزونني بأسياخ حديدية في صدرى.صدرى يؤلمني يا أبي.هل تعلم أنهم بالأمس ضربونني ضرباً موحشاً على أكتفاى و جعلوني طول النهار كناطورة الكروم  حاملاً أثقالاً أصابتني بالغثيان طوال الوقت.أكتب إليك بيد متورمة.و اصابع مهتزة.لا أعرف كيف أجمع كلمات لأجعلها عبارات.رأسي مشتت.كلماتي متبعثرة.أشعر كأن كل مفاصلى قد غادرت أماكنها.لماذا خطفوني إذا كانوا يقولون أنني لا أهمك.لماذا لا يقتلونني فأستريح.
إني هنا قدام البحر.يأخذونني إليه مرتين يومياً.يغرقون رأسي فيه ثم يجرجرونني من شعري فوق الرمل.و يضعونني وسطهم و يلفون حولي بأعينهم النارية مثل رقصات القبائل آكلة اللحوم.قدامى خيط معلق عليه رداء الإعدام.قد ربطوه بجذع شجرة يابسة قد ماتت ياساً من أن يرويها أحد.هل سأموت مثل شجرة يا أبى؟أنا قد أريد الموت غرقاً أو حرقاً أو قتلاً لكننى لا أريد الموت يأساً.
اليوم أعطونني خبزاً لآكل. هل تعلم يا أبى أنهم لم يطعمونني منذ أيام.كان نصف رغيف محشواً برمل البحر.فأكلته بنهم.كنت أشعر أن رمل البحر نسل إبراهيم الذى وعدت به.فأكلت خبزي و هم يرمقونني بجنون قائلين ما هذا الرجل الذى يستلذ بالرمل.ألعل التعذيب أعطب عقله.
جاءنا رجل يا أبى لم أر مثله.هل هو جليات أم من نسل عماليق.جاء الرجل و لم يتحدث.جلس على صخرة قدامى.نظر في عيني.كم بدا صغيرا في عيني يا أبى.بعد أن أكلت الخبز أحسست أنى أقوى من الصخرة التي تحمل هذا العملاق.لولا أن في كل جزء من جسدى سلسلة لكنت قد إنتفضت و قهرته.كنت أريد فقط أن أخبرك يا أبى أنني لست جباناً.روح القوة يتملكني.لكنني نسيت الألم قدامه.كانوا يندهشون إذ سمعتهم يقولون هؤلاء القوم لا يشعرون بالموت لا يبالون بالأثقال.فعرفت منهم أن مخطوفين آخرين هنا.
كنا نسمع أصوات عن بعضنا البعض لكننا لم نر بعضنا البعض .كانت أنفسانا تسير وحدها لتصل إلى بقية الأسرى .و كانت أنفاسهم تأتيني محملة برجاء لا يوصف.كنا نعزي بعضنا بعض بأنفاس الروح القدس.كانت لغة خفية تجمعنا ليست مثل لغة الأرض.ما كان أحد ير أحداً و أيضاً ما كان أحد يغيب عن أحد.لا يهمني أن أكتب هذه الألغاز فأنت تفهم يا أبى .أنت تعرف ماذا أقول و ماذا أعنى.
منذ أمس لم يعذبونني.منذ أمس لم آخذ أكليلاً.هل خذلتك يا أبى.هل صليت أن تطلقني من أياديهم؟ أم تراني لست أهلاً للمزيد؟
هذه الأرض لا تكفيني .هذا السر لا يرهبني.لكزات عصيانهم صارت عندى أضحوكة.و أثقال كتفي علمتني صليبك.منذ أمس و الفكر لم ينزل إلي الأرض.منذ أمس و أعيننا جميعاً إلي فوق.أفكارنا السماوية شغلتنا عما يرتبون.نحن نعرف أننا غنم تساق للذبح.أكتب إليك يا أبى أنني سعيد بأن أكون مثلك ذبيحة.و هذا الرجل العملاق كان يتحدث كثيراً و لم اسمعه.كنت أفرك الرمال بيدي كأن نبلة داود معى.لكن لم أشتهي أن أنتقم من هذا الهزيل.فالحرب الآن لك.و أنت تهزم من أرسله  ومن خلفه و من خلف خلفه.أنت تهزم الجذور.و هذا المارق ليس سوى أحد المخدوعين.ألبسونني اليوم ثوباً كاحل الزرقة.و أخذوننا لنتنظف.كأنما إلي عرس يجهزوننا.إرتديت بدلتي الزرقاء.هي ليست بدلة يا أبى إنما ثوب كرداء عمال المناجم.لبستها و أحسست أنني سأغوص بها.كانت جديدة فتسائلت : هل سنموت في ثياب زرقاء.السماء جميلة.و الثوب يحتك بكتفي فيقشر الجروح الغائرة.في بطني ثقوب من عصيهم الحديدية.و خلف أذنى آثار حروق لا ألتفت إليها إلا عندما يغمسون رأسي في ماء البحر فيحرقها بشدة.أود أن أحكها لكن يداي مقيدتان.معصمي يكاد يتآكل من ضيق اساور الحديد التي تطبق عليها.أعود فأقول لك أنني أحبك يا أبى.ليس شيء من كل هذا يقلل حبى لك بل يثبت حبى لك.هذا ما لن يفهمه أحد إلا لما يوضع على أكتافه اثقال و في يديه قيود و تخترق السيوف قلبه.ساعتها يعرف كيف يحبك.و تصبح كلمة أحبك صادقة.
الآن تذكرت.أنا أكتب لأقول أن حبى لك يزداد كلما تألق في عيني الصليب.سمعت صليل السلاسل يأتي من بعيد.أنفاسنا تقترب.صارت لغتنا واحدة.أمروننا أن ننحني و نحن سائرين فإنحنينا.هل تعلم يا أبى أننا كنا نراك قدامنا فإنحنينا.ما كنا نبالى بمن ظنوا أنهم للموت يسوقوننا.ما كنا نفكر في الناس أو البحر.أنفسانا تجمعنا.عيوننا ترسل رسائل حب لهؤلاء لكنهم لم يدركون.كنا نتخاطب مع بعضنا لآخر لحظة.كانت لغة لا تحتاج حروف البشر.طال المسير ليس ككل يوم.هل آكل اليوم بركة إبراهيم.هل سيرقصون حولنا كالمجانين لأنهم لا يدركون إلي أي رقى إرتقينا.منحوننا ثياباً برتقالية.هل هذا هو الأرجوان يا ملكنا.
قبل أن أموت يا أبي أحب أن أقول أنك علمتني الحب.كنت لا أعرف أيضاً ما الحياة الآن علمتها. قبل أن يهبط السيف أو الثقل أو الذبح على عنقي أحب أن اشهد أنني لم أر مثلك تحرر من أسر الفكر و سيطرة الأرض علي الحواس و تهب حرية المجد و سلطة للإنسان علي الموت.اشهد أنك علمتني أن أحب أعدائي أنا الذي كنت استصعب أن أحب أقربائى.قبل أن اذهب إليك أريد أن أترك هذه الرسالة لأقول لمن يقرأها.الروح يعمل بالصمت كما يعمل بالكلمة.و طوبي لمن يتحول إختطافهم جسدياً إلي إختطاف روحي؟
طوبى لمن يتذوق حبك مطهياً بنار الصليب.و يتذوق حلاوة شركتك مزينة بتيجان عداوة إبليس.أحبك يا قاهر جليات.اليوم صار لنا نشيد مشترك ننشده لك وسنلحق و نسبحك فيما هم يشحذون خناجرهم. ها قد إرتدينا ثياب موتهم لنتركهم في لهوهم و نشترك في المجد الذى تعلمناه عند شاطئ البحر.رسالتى ليست لها هل خاتمة يا أبى ليست لها خاتمة.
تسبحة الشهداء
كنا واحد فوق العشرين و كان واحد فوقنا لم يختف عن أبصارنا.كان يجمعنا في موضع في حضنه .في الليل يأتون فلا يجدوننا لأن إله النور حاوطنا.في الصبح يأتون فيجدوننا حتي ضاقت صدورهم بأعمالك. عرف كبيرهم أنه سيموت بموتنا فكان يؤجل الذبح مراراً كثيرة.كما أجل فرعون ترك الشعب عند إنتهاء كل ضربة حتي جاء إلى حتفه عند البحر مسرعاً .عند البحر كان مبتدانا.وعنده أيضاً كان منتهاهم. ملاكك يا إلهنا الذى كان يفتقدنا أخبرنا أن دمائنا لن تذوب في البحر.و لن تذوب في الرمل.و لن تذوب في الأرض.بل ستذوب في قلوب كثيرين و تصبح شبكة لصيد النفوس.لم يتركنا في الفخ لأنه ليس من فخ يقدر على بنى العلى.حسد إبليس قدامنا صار كتسلية.نيرانه كنا ندوسها كما ندوس الرمل.الأثقال فوق أكتافنا تكسرت و أما نحن فصرنا أعظم قوة.كنا نصلي و القدير يسمع و ركب أعدائنا ترتعش.خاف القتلة من الأسرى لأن روح الرب وهبنا الحرية.كنا نطوف فوق ليبيا كل يوم مثل النسور و نعود إلي مخابئهم كأننا أسرى.المسيح كان يرينا أين ستبني المذابح و كيف سيصطاد النفوس لذلك حين جاء الذبح كنا مثل الطائرين لم ننشغل بالخناجر.كانت ليبيا مقدسة جين طُفناها.كانت مصر مزينة حين رأيناها.أنوار من كل زاوية تهل.و اصوات فخر تعلو على أصوات النحيب.ما أجمل مذبحك في وسط مصر يا قدوس القديسين.
مات قاتلونا بجملتهم.أما نحن فنلنا أبدية الأحياء.من مخابئ الجبال إلى حضن إبراهيم كانت رحلتنا و الآب سُرَ أن يمنحنا إياها.لا يبتأس أحد في الأرض. لقد عشنا بمسرة و متنا بمسرة .لم يغلبنا إبليس و لا جنوده لأن نار المسيح أفنتهم.تهللوا يا سكان البرارى لأن مجد الرب يشملكم.
صوت إنتقام يأت و لا يبطئ.يبيد الرب المتعاظمين.نسور أخرى تحلق هناك يأخذها المسيح معنا.لأن الشبكة لابد أن تتسع للكل.إذهبوا إلى هناك يا ملائكة الرب إجمعوا الناس إلى محفله.عظامنا ستتكلم و دمائنا ستبشر فالكرازة منذ الآن موت و حياة.
 
 
 


345
من أجل مجد الكهنوت أكتب
- سلسلة إصلاح الكنيسة الأرثوذكسية3-
Oliver كتبها
الحديث شائك و الأمر بالغ الحساسية فالحديث عن الإصلاح في كنيستنا الأرثوذكسية كلام غير مرغوب فيه.و بعض الذين يعتبرون أنفسهم حماة الأرثوذكسية قد لا يعرفون عن الأرثوذكسية كثيراً و يقيسون إيمان الآخرين على مقاييسهم كأنهم خبراء في الإيمان الأرثوذكسي و حماة الكنيسة  و أن كل من يريد إصلاحها لابد أنه  عدو للإيمان  ينبغي قهره أو طرده أو إعتباره غير أرثوذكسي و بذلك يرتاح ضميرهم من التفكير فيما هو افضل لكنيستنا و يهدأون من إجهاد أنفسهم بالتنوير و التطوير.
هذا المقال الثالث في سلسلة الحديث عن الإصلاح خاص بملاحظات عن الكهنوت بلغة ليس فيها تجاوز و محبة ليس فيها شك و نية صافية فيما هو أفضل  نحتاج للتفكير فيها  لكي يبق كهنوتا مستمداً من المسيح رأسا و من كهنوته مباشرة فيحتفظ بهيبته السماوية و مجده و تأثيره الروحى نقي العمل و الصفات كذلك بالتأكيد ينعكس علي كل كاهن و يزينه بمواهب الكهنوت الروحية إن هو يكهن بكهنوت المسيح كما يقوده روح الله القدوس.
ملاحظات ينبغي تداركها
حدود السلطان الكهنوتي: عامة الشعب لا سيما في المناطق الشعبية و القروية بل و بعض المتعلمين  يظن أن السلطان الكهنوتى هو سلطان مطلق أبدى و هذا ما يخالف الإنجيل.فالسلطان زمني مؤقت و ليس أبدى كما أنه محكوم بضوابط لا يتجاوزها لأنه ليس مطلق.هل  قال الإنجيل أن السلطان الكهنوتى  زمني مطلق؟
- كهنوت المسيح هو الكهنوت الأبدي وحده. ملكه وحده هو ملك لا نهاية له مز 145 : 13 هو وحده الكاهن إلي الأبد على طقس ملكي صادق مز 110: 4 المسيح الكاهن الأبدى و رئيس الكهنة عب3  .أما الكهنوت الممنوح للبعض فشأنه مختلف هو ليس أبدى و ليس مطلق  .السؤال ما هي وظيفة الكهنوت الأرضى ؟ الكهنوت له شقان.هو وظيفة و هو سلطان.الكاهن يمارس وظيفة الكهنوت بتقديم الذبيحة و ممارسة الأسرار و رعاية الشعب روحياً و يمارس سلطان الكهنوت بأبوة و حنو في الحل و الربط خاصة في سر الإعتراف و الأمور العقائدية فدور السلطان الكهنوتي محكوم جداً بمهام قليلة و هامة أيضا بينما وظيفة الكهنوت متسعة جداً تتجاوز السلطان الكهنوتي بمراحل. لكن بعض الكهنة يستسحنون إستخدام السلطان أكثر مما يمارسون وظيفة الكهنوت و هذا ما يختاج لإصلاح.لا نخلط بين متي يمارس الوظيفة و متي يمارس السلطان. لأن إستخدام السلطان في غير موضعه هو عدم فهم لدور الكاهن و حدوده.و إستخدام الوظيفة الكهنوتية في أمور تحتاج إلي سلطان الكهنوت هو أيضا إخلالاً بسلطان الكهنوت.في إدارة الكنيسة  و ترتيبات الخدمة لا سلطان كهنوتي بل وظيفة كهنوتية ترعي بأبوة.لما إختلط علي الكهنة و الشعب الفرق بين الوظيفة و السلطان تاه الناس بين ماذا يقبلون ماذا يرفضون و تشككت الضمائر و عثر الكثيرون. سلطان الكاهن في الكنيسة سلطان روحى.فإذا إستبعدنا من دوره المهام المالية و الإدارية و الإجتماعية و السياسية و الإعلامية فإننا نكون قد أعدنا العمل الكهنوتى إلى دوره المنوط به.
- الكهنوت الأرضى ليس لممارسة الأسرار المقدسة في السماء بل فقط في الأرض؟ والسلطان الكهنوتى كذلك خاص بالأرض لأن السمائيين لا يحتاجون  الحل و الربط؟ لذلك  كل السلاطين ستخضع للمسيح و سيسلم المسيح كل الملك( ملك الناس و سلطان الناس)  للآب فيخضع الكل للآب. و بعد ذلك النهاية متى سلم الملك لله الاب متى ابطل كل رياسة وكل سلطان وكل قوة 1 كو 15 : 24 .فسلطان الكهنوت و مهامه المقدسة لن تكون مطلوبة في السماء و سيتسلم الآب هذا السلطان معاداً له لأنه هو مانحه.فلن تعد قيادة أو سلطان أو رئاسة في السماء إلا للثالوث الأقدس.إذن للكهنوت مهمة مؤقتة و الكهنوت زمني.لن يموت القمص في الأرض فيصير قمصا في السماء أو يظل الأسقف أسقفا في السماء و لا البطريرك يبقي بطريركا في السماء .ما يبقي لهم هو البر الذي أخذوه من المسيح  فالكهنوت وظيفة سامية مؤقتة لكنها تبقي وظيفة لا تصاحب الإنسان قدام الله بل يقف قدامه مثل كل البشر بغير وظيفة فقط بما صنعت يداه و ما نطق فاه و ما عاش في قلبه .كذلك ليس سلطانهم مطلقاً و لا حروماتهم مطلقة بل هي تعرض قدام العدل الإلهي المطلق و بحسب الديسقولية فإن كل حكم ظالم بإستخدام السلطان الكهنوتى إنما يعود علي من أصدره لأن الله لا يقبل الظلم و لا الظالمين و لا حتي يدعهم يرثون ملكوت السموات.1كو 6 : 9 .. و في بند الأساقفة  وصفاتهم وواجباتهم وأعمالهم. في الديسقولية مكتوب (أن حكموا على أحد ظلمًا فالحكم يقع عليهم) فإحترسوا من محاكمات سريعة يغلب عليها الإنتقام لا التقويم لأن كل حكم يعود علي الحاكم الظالم و يهلكه.
- التأليه الزائف :  ما دام قد إختلط عند الناس مفهوم الكهنوت المقدس و حدوده فلا غرابة أن نجد البعض و بكل سرور يجعل الكاهن أو الأسقف كمن ينطق  بالوحي المقدس معصوم من الخطأ منزه عن اللوم و العتاب بمحبة.غير مطلوب لفت نظره لنقائص في العمل الروحى  و نكون قد مارسنا عصمة الكهنوت علي خلاف تعليم الكتاب المقدس.و لو كان الكهنة و الأساقفة معصومون فكيف سقط الهراطقة الكهنة مثل آريوس و البطاركة مثل سابيليوس و نسطور و التلميذ الخائن يهوذا الذى كان أرفع رتبة من البطاركة.لا عصمة لأحد علي الأرض ليس هذا إيماناً أرثوذكسياً و الدارسون يفهمون ذلك جيداً..ينبغي أن نمارس هذا الفكر و لا نقوله علي إستحياء و خوف بل بجرأة.و يكون عند الشعب حب و شجاعة و روحانية لكي يستطيع أن يساءل اسقفاً يهمل في رعيته أو كاهنا يخطئ في مهمته. و لا نأخذ ما نسمعه منهم كمسلمات إلهية بل نمتحن الفكر و نتمسك بالحسن. .لا نحاكم الأسقف فهذه مهمة المجمع أنما كرعية من حقنا كأبناء أن نحاور آباءنا و نعاتبهم و ننبههم إلى ما فاتهم من رعايتنا.ليس كمحاكمة لكنه ممارسة لعقيدتنا أن الكهنوت ليس معصوماً.و حاملى سلطان الكهنوت ليسوا آلهة.و إلا فقل لى لمن إذن يقدم  الكاهن  و الأسقف ميطانية في بدء القداس و يقول و لو بصوت منخفض أخطأت سامحوني. فهل هو يجاملنا أم يمارس طقسا خال من الصدق أم يقولها بقلبه مصدقا أنه يخطئ مثلنا؟ لذلك فإقبلوا يا آباءنا الكهنة و الأساقفة لومنا إن حان وقت اللوم و نحن نقوله بمحبة و تقدير .لا تستخدموا سلطانكم في غير موضعه لتحرموننا من مناقشاتكم فليس كل الخدمة اسراراً و ليست كل المتاعب شخصية .ناقشوا الرعية في أمورها العامة فالمسيح لم يستهن بتلاميذه و هو رب المجد ذاته. و على الشعب أن يتأكد أن الكهنة و الأساقفة يخطئون و يتقبل ذلك بحب و مغفرة و يتفاهم معهم بغير تسلط و تطاول و إذا لا نظن أنه يخطئ فإننا نؤلهه و نخون المسيح.إن آفة الكهنة أن يسقطوا في التأليه و جهل البعض بحدود دور الكاهن  يغذى هذا التأليه الكاذب حتي يصدق الكاهن أو الأسقف ذاته و يطيح في الكل غير عابئ بخلاص أحد بل يبطش بالنفوس مسيئاً إستخدام سلطان الكهنوت الذى ليس للبطش بل لإنقاذ النفوس من بطش إبليس.
الإستقالة الكهنوتية بدعة جديدة في الأرثوذكسية : لا يوجد في الأرثوذكسية كاهن مستقيل.و لا إستقالة للأسقف.هذه بدعة جديدة ليس لها أصل في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية. إبتكرها من كان يحاكم اسقف و يخشي غضبة شعبه فقال أنه إستقال لكي لا يقع عليه اللوم.و من هنا بدأت بدعة الإستقالة منذ أن قالوا أن اسقف إيبارشية المحلة إستقال.و لم نسمع عن أسقف إستقال قبل ذلك.كان أن تحاكمونه بشتي الطرق حسب الإنجيل و الديسقولية و التاريخ و حسب ما لديكم من إثباتات تدينه  لو كان يستحق ذلك. أما إختراع أسقف مستقيل فما معناه؟ هل هو لا زال اسقف؟ هل إذا صلي يمارس دوره و رتبته كاسقف؟ هل إستقال من رتبته كأسقف أم من عمله كأسقف؟ هل إستقال فسقط عنه سلطان الكهنوت؟ و هل يسقط الكهنوت بالإستقالة؟ و هل أخذ الكهنوت بإرادة منفردة منه حتي يستقيل بإرادة منفردة منه؟  لماذا نبتكر عُقداً جديدة في الكهنوت؟ إما أسقف أو لا أسقف؟ إما يعاقب أو يعود إلي ديره برتبته إلي حين  و إما يبقي كما هو بغير أن نخترع وضعا جديداً. و هل إستقالة اسقف تخلي كرسيه؟ و كيف نقول أن الكرسي لا يخلو إلا بالوفاة أو بالشلح.أضيفوا إليها الإستقالة و ضعوا لنا مبررات من الإنجيل فإن لم تجدوا في الإنجيل و التاريخ  إستقالة فلا تبتدعوا شيئاً.أصلحوا هذا الأمر فإنه عار علينا أن نخشي الناس و لا نخش الله.
فكر التصيد: هنا نتكلم لصالح الآباء الكهنة و الأساقفة. لأن أحدهم  كا معجباً بالتصيد فنشر في الكنيسة فكراً شاذاً و كأنه رقيب علي كل الاساقفة يسمع الوشايات و يترصد الإتهامات و يستحضر الكاهن أو الأسقف ليستجوبه كمتهم .فأضاف إلي التعليم الخوف بدلاً من الحذر و الإنغلاق بدلاً من التنوير و التصيد بدلاً من المحبة.إنتشر هذا الإثم كالنار في الهشيم و ساد كثير من الكنائس و تربع على رأس بعض الإيبارشيات فصار نقمة علي الكنيسة. حين اصبح الشعب يتصيد للكاهن و الخدام و حتي الاسقف كل كلمة.و جعلهم في خوف و توجس هل ما نقوله سيجتاز أولئك المستمعين المتصيدين أم ننتظر بعد كل عظة لا ئحة تهديدات بتصعيد التهم إلي أعلي رتبة .فما اسهل أن تتهم أحداً ما دام فكر التصيد يحكم في كنيسة. و بهذا يصير التعليم جباناً و التنوير ممنوعاً و التجديد بدعة و البحث الأعمق ضلالاً ثم نتساءل لماذا يتجمد الفكر الأرثوذكسي. لأن بيننا من يتصيد ايها الأحباء و الأسوأ لأن بيننا من يشجع المتصيدين و يستجيب لمكائدهم لغرض في نفسه.فكفوا عن محاكمة الأفكار و حاسبوا فقط على إنحراف العقيدة.دعوا الناس تتأمل و ترنم وتفكر و تبحث و  تتعمق كيفما أعطاها الروح من مواهب.فإذا إنحرف التعليم بوضوح وقفنا بمحبة دون تصعيد قدام هذا الفكر و تحاورنا و ضبطناه من جديد لكي لا تفقد الكنيسة سلامها و قد نكتشف حينها أن هؤلاء علي صواب و أننا بسبب إنغلاقنا نحن المخطئون .
محاكمات وهمية: هل تعرفون ماذا تحصد كنيسة من محاكمة كاهن أو اسقف إنها تتشتت .تنقسم و تتمزق.ثم الأدهي ليس إدانة الأسقف أو الكاهن بل براءته. بعد أن يتم تعذيبه و تعذيب شعبه و كنيسته و أسرته ثم يبرئونه؟ من يعيد إليه الثقة في نفسه و خدمته.من يعيد ثقة الشعب فيه و قد إنقسموا عليه؟ من يعيد إطمئنانه في خدمته و أمانه حيث لا وظيفة له أخرى يمارسها سوى الكهنوت ؟  من يداوي تلك الجراحات حين تبقي الكنيسة تحصد ثمار شكاوي كيدية و تعيش إنقساما طويل المدي و عثرات في أجيال و أجيال فقط لأننا تسرعنا إلي المحاكمة دون أن نعالج بالحب و نغفر و نرحم. و في بند واجبات الأساقفة في الديسقولية ما يؤكد ذلك (أن دان غير الخاطئ أو لم يقبل التائب فقد قتله - أخراجهم من الكنيسة:  عدم التسرع في إخراجهم. لا يخرجونهم إلا بعد أن تعييهم الحيل .السعي في ردهم بعد إخراجهم) .فليكف الأرثوذكسيين عن فكر التصيد لأنه فكر غير أرثوذكسي بل فريسي.
لجنة المصالحات المجمعية: سبق أن ذكرت في مقال آخر أن مجمعنا المقدس يحوي لجان كثيرة منها لجنة المحاكمات الكنسية لكن ليس فيه لجنة المصالحات الكنسية. ليتنا ننتبه أن المصالحة أفصل من المحاكمة.و سلام الله يحل في الكنيسة بالمصالحات أكثر مما بالمحاكمات.و لتكن المحاكمات للهرطقة وحدها.أما جميع أنواع الشكاوي الأخري فلتذهب إلي لجنة المصالحات.نريد أن نلملم جسداً يتمزق.و نرمم هيكلاً يتصدع.هذا يحدث بالمصالحة.روح الله يحل فيجدد الشعب و الكاهن و الأسقف بالمصالحة.و يجعل المحبة هي الحاكم و المُحاكم فننجو من إنقسامات كثيرة.الرب قادر أن يسدد الثغرات الرب يفعل.
لأجل الكهنة أصلى
أيها الكاهن الأعظم.الرب يسوع المسيح الذى من كهنوته كل كهنوت. و من عنده يتوزع  البر و يثمر. كل وزنة ننالها  من نبعك الخصبتضع الطيور الجارحة عليها نصب أعينها . تأتى طيور السماء و تريد أن تلتقطها فتزول.فكف عنا هذه الجوارح التي تفترس البذار و تخطف التيجان آباؤنا كرام لكن بعضهم تاه هدفه و معه تاه شعبك.فأدرك تلك النفوس على وعد أن لا أحد يستطيع أن يخطف من يدك.فأنت كاهننا الأوحد.و هم خدام يأخذون منك بعضا من مجد و بعضا من وزنات لكن تبقي أنت سندنا و سندهم إذا إجتهدوا  باركتهم و إذا أعثروا قومتهم ليقوموا فيكونون بقوة أعظم.
كان ينبغي من فرط النعمة أن تكون دموعهم لأجلنا أنهاراً لكن وخزات إبليس جعلتنا نحن الذين نبكيهم بوجع.فإسمح الآن أيها الكاهن و الذبيح أن تعيد حلة المجد لمن تمزقت حلته.و إكليل البر لمن إختطف إكليله.أعد المحبة ضابطا للكل و اساساً للعمل في كرمك.أوقظ ضمائر المتصيدين لكي ينتبهوا لخلاصهم.و إعط صحوة لمن حاكموا ظلماً فيتراجعوا بإتضاع فتحسب لهم توبة تفرح السمائيين و الأرضيين.رمم ثغرات هياكلك.ضمد إنشقاقات رعيتك.حل بسلامك وسط الصراعات فيفيق كل أحد و يعرف أنه يضارب الهواء بينما يجب أن نصارع إبليس وحده.طمئن البسطاء في كنيستك أنك كاشف لمحبتهم و نواياهم و أنك تعمل بهم عجباً لكي يتشجعوا و يفردوا معك شبكة الخلاص فتجمع كل من في الجانب الأيمن للسفينة.و عزي من ظلمتهم الأحكام بتعويضاتك التي تفوق كل خيال و تتخطي كل رجاء بشرى.إلمس قلوب المعثرين من شعبك و أغرس حباً لشخصك يشغلهم عن عثرات أشخاصهم.قل كلمة في قلب الرؤساء.لتصل إلي مفاصل النفس و الجسد و الروح.قل لهم أنت هو الكاهن الأبدي الكاهن الأعظم الكاهن الأوحد و منك يأخذون فلا جدوى من تأله كاذب بل البر كله في غسيل الأرجل.أبطل شجارات الكبار في الطريق.فإنها تفسد البيت المقدس في النهاية.و تبعثر الرعية.الزمن الضائع من تراكمات الزمان ذهب إليك و أنت تستطيع أن ترده زمناً مثمراً .فلا شيء يفني من قدام عينيك أو يفلت من قدرة يديك أو تجديد روحك القدوس.صلينا لأجلهم فإستجب لصلاتهم لأجلنا.لكي نتوحد قدامك فتفرح بنا و تصير لنا رأساً.لكي نمضي في طريقك بغير تشكك.و تبقي لنا القوة و المجد و النعمة كما هي لك دوماً إلي الأبد.
https://www.facebook.com/Oliver-the-writer


346
يا إله الفُلك لماذا إحترقت كنائس مصر
Oliver كتبها
هذا المقال نشر منذ ثلاث سنوات لكن ربما نحتاج لإسترجاع بعضاً من الأفكار التي وردت فيه.لعل أحدنا له يد في ما حصل.لعله أحد الذين هدموا و أحرقوا و هو لم ينتبه أو لم يتب لما إنتبه.لعل الهدم لا زال يجرى في خفية من الداخل و نتقهقر سراً .
لأن إحتراق  83 كنيسة و منشأة مسيحية في يوم واحد لابد أنها رسالة غير مسبوقة.لم تحدث في أي تاريخ من مسيرة آلام كنيسة المسيح في مصر. لذا تبسيط الأمر أو تجاهله قساوة قلب لا تليق بالإنسان المسيحي.و أن يمر وقت طويل دون أن نتأمل و ندقق أين نحن من مسيح الكنيسة فهذا خطر يتعلق بأبديتنا.
ليس هذا المقال مختصاً بالأسباب السياسية لحرق الكنائس لأن الأسباب الأهم هى الأسباب الإلهية ؟ ما هو غرض الله من السماح بهذه التجربة المؤلمة؟ تري لماذا يسمح الله بتدمير بيته؟ و لكى نتحسس خطانا في فهم هذا الأمر نحتاج أن  نتتبع حوادث شبيهة في الكتاب المقدس.فالله هو هو أمساً و اليوم و إلي الأبد .
البيت الأول بيت النجاة و الحياة
فى بدء الخليقة كان المؤمنون كنيسة و كانت شريعة الله مكتوبة في قلوبهم و ليست خارجهم.لم يكن مبنى هناك و لا أسوار ثم لما إنتشر الشر و قرر الله إفناء الإنسان  بالطوفان عدا نوح البار و أسرته .أمر ببناء أضخم مبني و أعظم ما عرفته البشرية.و كان الفلك أول كنيسة من يبقي فيها يحيا و من يغادرها فالموت خارجها . و برغم  هول الطوفان و آثاره إلا أن الفلك لم يتهدم و لم يندثر حتى اليوم بل تم العثور عليه علي جبل أرارات بتركيا بعد أكثر من 4000 سنة.لقد قرر الله أن يحفظه لأن فيه قدم نوح ذبائح لله فهو بيت الله كما أنه بيت الأبرار الثمانية الذين بقيوا من الجنس البشري..كان الثمانية يعرفون و يؤمنون و يتمسكون بحياتهم و بقاؤهم المتوقف علي وجودهم مع إله الفلك لعل هذا الإيمان يكون تفسيراً لنفهم كيف يسمح الله بتهدم هذه الكنائس دفعة واحدة؟
كنيسة بلا مبنى
كان شعب الله أول جماعة مؤمنين علي وجه الأرض يعيشون حياة مشتركة بقوانبن إلهية و رعاية سماوية و تدبير وقيادة موسي النبي و هارون الكاهن.كان الرب في وسطهم.فكانوا كنيسة بلا مبني  .كنيسة تبدأ حدودها من عند عمود السحاب أمامهم بالنهار يؤكد حضور الله وسط شعبه.و تقف عند عمود النار ليلاً يؤكد نفس الحضور الإلهي.كانت  سيناء البرية  الخاوية من أي عون بشرى هي المسكن الذي فيه الرب يحضر فيشبع كنيسته بغير يد بشرية.و كان العمود الإلهي هوالمذبح السمائي عليه يتراءي الله.و كان إمتداد الشعب في أي مكان هو كرازة صامتة لحضور الله وسط شعبه.و لأنه لم يكن هناك مبني و لا حوائط فلم يوجد ما يهدمه الشر..
ثمار الخبرة الروحية في أول كنيسة في العهد القديم عجيبة.عشرة الرب يومية و التعامل وجهاً لوجه .الشبع فيها لا يأتي من الأرض. فليس في البرية اشجار للمن و السلوى .الثوب الباقى على أجسادهم أربعين سنة دون أن يتهرأ كان معجزة و خبرة شخصية عاشها الجميع يذكرنا بالإنسان الجديد الذى يلبسه المسيحي بالمعمودية. عجيب هذا الثوب الذي كان ينمو كما ينمو  الطفل و البنات و الشبان و المرأة و الشيخ  و هم يلبسونه يحمل  لهم خبرة متصلة مباشرة بالله.هو يشبع و يدفئ و يستر من ينقاد روحياً بعمود النار روح الله القدوس.و الثوب ينمو مع الأجساد ما هذا العجب . و النعال التي كانوا يلبسونها لم تمزقها وعورة الصحراء أربعين سنة.حتي النعال و الثوب حفظهما الله لشعبه فلماذا تهَدَمَ البيت؟
بيت العبادة و الشريعة
ثم بعد أن أعطي الرب الشريعة للإنسان بواسطة موسي النبي كان لابد من الفصل بين ما هو مقدس و ما هو غير مقدس لذلك أمر الرب بإنشاء خيمة الإجتماع لكي تكون موضعاً مقدساً .و لا سيما بعد أن أصبح هناك كهنوت هرون الذي يتولي قيادة عبادة الله.
أعطي الرب لموسي النبي مقاييس و تعليمات محددة ليقيم خيمة الإجتماع كأول مسكن للرب و كانت تسمي المشكن أي المسكن.إنتقل الناس إذن إلي مرحلة التلاقي مع الله في مكان بعد أن كان التلاقي في كل مكان في خيمة الإجتماع كان هناك التلاقي بين المكان و اللامكان.بين الزمن و الأبدية فحضور الله يضفي بعداً أبدياً للوجود الزمني.و بعداً سماوياً للوجود الأرضي.و بعداً روحياً للوجود المادي.هنا تتلاقي الأبعاد حين يتلاقي الله مع الإنسان.هذا ما وصفه بولس الرسول قائلاً لكي تدركوا مع كافة القديسين ما هو الطول و العرض و العلو و العمق.
البيت الثالث بيت القداسة و العظمة الإلهية :
كان فلك نوح هو أول بناء أمر الرب به و أوصي بمقاييسه و تفاصيله كان ذلك قبل حوالي 1500 سنة من بناء خيمة الإجتماع. ثم بعدها ظلت الخيمة حوالي 500 سنة المبني الثاني الذي أوصي الرب ببناءه و حدد تصميماته.ثم بموافقة إلهية تم بناء هيكل الرب ايام سليمان الحكيم بنفس تصميمات خيمة الإجتماع و سمي بإسمه هيكل سليمان.و تم حفظ الخيمة في أحد أروقة الهيكل .ثم بعدها بأكثر من 500 سنة هاجم نبوخذ نصر أورشليم و هدم هيكلها و إختفت الخيمة.فما بقيت الخيمة ولا الهيكل.
كان هدم هيكل سليمان(بالعبرية حوربان) هو أول مرة يتجاسر إنسان و يهدم بيت الرب فلماذا سمح بذلك؟
1-لأن الكهنة إنشغلوا عن العبادة الحقة و طافوا في المرتفعات يرفعون ذبائح غريبة.2مل 22 و 23
2- لأن الشعب ضل: لذا سمح لنا كحسب خطايانا كما هو مكتوب:" من دفع يعقوب إلى السلب وإسرائيل إلى الناهبين؟! أليس الرب الذي أخطأنا إليه، ولم يشاءوا أن يسلكوا في طرقه ولم يسمعوا لشريعته، فسكب عليه حمو غضبه" (أش 24:42،214:11
3- الأكثر خطراً أن أحداً لم يصدق تحذيرات الرب و لا صدق أنه يسلك ضد الرب حتي تمت المأساة و تهدمت المدينة المقدسة ثم الهيكل المقدس و صاروا كلهم اسري لنبوخذ نصر في بابل.هذا نفس ما حدث للشعب قبل الطوفان.
البيت الرابع بيت المخافة و المجد :
بقي بيت الرب خراباً حوالي ستون سنة.ثم بدأ وضع حجر الأساس و أكتفي الشعب بالإحتفال بوضع حجر الأساس ثم بقي هذا الحجر شاهداً علي تراخي الشعب في بناء بيت الرب لمدة ستة عشر سنة مليئة بأعذار متعددة كاذبة منها الفقر و الخوف بينما كانوا منشغلون ببناء بيوتهم المطرزة..لكن بلهيب الروح القدس و بمؤازرة إلهية و توبيخ من الرب علي فم حجي النبي بدأ البناء من جديد.
كان العجيب أن بناء بيت الرب بدأ بخوف من الله.فهل عاد إلينا الخوف المقدس أم سنبقي هكذا في ميوعة روحية.حجي 12:1
و رغم تواضع بيت الرب الجديد إلا أنه من العجيب أن يقول عنه أن مجد البيت الثاني أعظم من الأول لأن الرب لا يبهره المنظر الخارجي فالبيت الثاني سيحل فيه المسيح شخصياً لأنه الكنيسة.
فهل بقي البيت؟ لا لم يصمد طويلاً بل تهدم بعدها علي يد أنطيوخس الرابع اليوناني سنة 170 ق م.لماذا تهدم الهيكل الثاني؟
1-كان لابد أن يحدث الزلزال أي الصدام بين العالم و بين المؤمنين و ينهدم البيت تمهيداً للبيت الحقيقي أي يسوع المسيح في الجسد.مشتهي كل الأمم
2- كان الفساد قد إستشري بين الكهنة و كانت الخطايا ترتكب في بيت الله كما في خارجه.(ملاخي النبي)إحتقروا مائدة الرب و ما أشبه اليوم بالبارحة.
3-إندمج اليهود في سلوك الغرباء و تزاوجوا منهم.و ضاعت سمة أولاد الله. حتي أنه قال عنهم أتعبتم الرب بكلامكم؟ ملا2: 17 .لأنهم برروا شرورهم الكثيرة و إدعوا أن الرب يرضي بها.هي المرةالوحيدة في الكتاب المقدس التي نسمع فيها أن البشر أتعب الرب.
البيت الخامس بيت الصلاة.
بدأ بناء الهيكل مجدداً علي يد هيرودس الملك و أنفق عليه ستة و أربعين سنة من عمره و عمر الشعب.ثم بعد أن أنتهي من بناءه تحول إلي بيت تجارة؟؟؟إلي مغارة لصوص؟ و نزع عنه الرب صفته و دعاه بيتكم قائلاً هوذا بيتكم يترك لكم خراباً لو13 : 31-35 .و ما أسوأه مصير؟ تحقق بيد تيطس الملك الروماني عام 70 ميلادية.
و الآن تعالوا نتفهم لماذا هدمت الكنائس في مصر؟
- من السرد التاريخي السابق نري أنه لم يحدث أن كان هدم بيت الرب في أي عصر علامة علي رضاه.دائماً يكون السبب هو عدم رضا الله علي شعبه.
- لم يسمح الرب بهدم بيته إلا بواسطة أعداء لشعبه.ثم بعد أن يتوب الشعب يستدير سيف الرب لينتقم لشعبه و يعيد هيبة إسمه بينهم.لذلك لا ننشغل الآن بمن هدم الكنائس بل لماذا تهدمت الكنائس.
- قد يقول قائل أن الكنيسة ستستعيد مبانيها و أنا أتفق معه لكن هل هذا يمنع أن نفكر لماذا سمح الرب بهدمها هكذا؟ الفكرة ليست في بناء كنائس بديلة السؤال الأخطر هو لماذا تهدمت هكذا و دفعة واحدة في كل القطر المصري؟ هل كان الرب يعجز عن إعادة بناءها علي طراز أفضل دون أن يسمح بأن تهدم و تخرب و تنهب و تحرق؟ أليس سماحه يحمل لنا رسالة ملخصها أن الرب غاضب من شعبه.لا أقول غاضب علي شعبه بل منهم.لأن ذبيحة الصليب تمنع غضب الرب علينا و لا تمنع أن يغضب الرب منا.
- أنا أري أن كل واحد منا قد ساهم بقدر ما في هدم هذه الكنائس.كل واحد منا كان يمسك حجراً ليرجمها.نحن لسنا الضحايا في هذا الحادث بل نحن الجناة.لقد سبقنا المخربون و أحرقنا كنائسنا من الداخل.أحرقناها بخصومات و تحزبات.أحرقناها بأنواع تجارة و أنشطة مفسدة.أحرقناها بإحتقار مائدة الرب و جعلنا الإهتمام بالمقدسات آخر ما نفكر فيه.و أصبحنا منشغلون بالأكثر ببناء الحوائط و نتباكي علي ترميمها دون أن نتباكي علي ترميم محبتنا للرب التي تهاوت من الضعف.
- كم من الشعب خارج الكنيسة؟ خارج محبتها و إهتمامها؟أقول أنه حتي الله أحياناً يكون واحد من هؤلاء المطرودين من الكنيسة.إحتقار الأصاغر يطرده.القسوة في الكنيسة تطرده.الأنانية و المجاملات و النفاق يطرده.يتحول الداخل إلي قبور بدلاً من أن يكون في الداخل حياة.
- بينما كنا نصيح كيف يهينون رمز الكنيسة و كيف إعتدوا علي الكاتدرائية نجد أنفسنا الآن واقفون كأنما نحن متهللون بهدم كنائسنا نظير تأييد السلطة و الثورة. هان علينا بيت الرب لأنه ليس الكاتدرائية؟ هل هذا سلوك مسيحي؟كيف نوافق عليه؟لا نحن متضررون جداً.نحميا توجع قائلاً هلم نبني سور أورشليم و لا نكون بعد عاراً و نحن فقدنا السور و البناء كله و لا نشعر بالعار بعد؟ المسيح غاضب غاضب غاضب.الإله لا يترك بيته خراباً لأنه سعيد بنا.
-إن لم تكن هذه المأساة كفيلة بإعادة النظر في كل ما نفعله في الكنيسة فلا منفعة إذن من مباني جديدة و سلوكيات قديمة.
- قبل أن نضع حجراً جديداً تعالوا نعود إلي الأساس الذي إبتعدنا عنه الذي عليه ينبني بيت الرب.شخص المسيح و محبة المسيح و محبتنا بعضنا لبعض.اي بناء آخر سيؤول للزوال.
لنكف عن الإفتخار بالحوائط.كما نفعل في حفلاتنا و أفراحنا بل و مآتمنا.لنفتخر بالرب الذي غفر و خلص و ستر الجنس البشري.
تعالوا نكف عن الجريمة التي نمارسها في تباهي عند تقييم خدمات الكهنة و الأساقفة فنفتخر بالكم و بعدد الكنائس التي بنوها و فخامة و إتساع الأبنية .ها هي كلها تهدمت بماذا ستفتخرون اليوم؟بماذا ستمتدحونهم اليوم؟متي يكون فخر الكهنوت هو توبة التائبين و الرحمة بالضعفاء و مصالحة الجميع مع المسيح.
هي فرصة لنعود إلي بساطة الحياة مع المسيح .أنظروا كم هي بسيطة أديرة آباءنا القدامي ندخلها فنخشع و نشعر برهبة اللقاء مع الله.بينما لما ندخل الكنائس المطرزة نبقي منبهرين بجمالها و إتساعها دون أن نشعر برهبة و خشوع قدام الرب..
توبتنا أهم من إعادة بناء الكنائس.الوقت وقت لنتذلل و ننطرح تحت يد الرب المخلصة و نقول له أخطأنا و أثمنا تجاسرنا و أجرمنا في حقك.الخيانة منا و أنت أنت هو المحب برغم كل معاصينا.تعالوا نبكت أنفسنا.نقرع صدورنا.لكي يعبر عنا غضب الرب.
إليك أصرخ
ها قد صرنا في مذلة.دسنا مقدسك قبل أن يدوسه الأعداء.نحن أفسدنا هيكلك.نحن أجرمنا و تعدينا و أثمنا.أنت لم تقصر أبداً.نبهتنا فلم ننتبه.كلمتنا فلم نسمع.قلت تعالوا فأدرنا عنك وجوهنا.وقفنا في ساحات مقدسك نتفاخر بالفاني و الزائل و نسيناك.نعم تجاسرنا علي هيبتك.نعم فقدنا رهبة مقدسك.نعم تسلل الغرباء في إرثنا.اللصوص دخلوا لا لكي يتوبوا بل لكي ينتشر النهب و الظلم و نحن في غفلة.
بروقك ومضت في السماء فلم نتب.أعطيت صوتاً و لم نرجع.صرنا مبشرين في الهواء.و تركنا عملك الحي علي الأرض.أصبحنا نعلم كالفريسيين و نتصرف كالعشارين و القلب تقسي و لم يعد يرحم.
صار الخراب في المقدس لأننا لم نعد نرحم.نتخاصم في بيتك و نرفع ذبيحة ثم نتساءل لماذا لم تسمع.لأننا مكشوفون بأكاذيبنا إنهزمنا.لأننا منتفخون كالفقاعات فشلنا.بعد أن كللتنا بالمجد كللناك بالعار.أَهَنَا إسمك القدوس فتجاسر عليك المقتحمون.سخروا منا لأننا لم نلتجأ إليك من كل القلب.تشجعوا علينا لأننا تركنا طريقك.داسوا مقادسك لأننا سبقناهم و دسناها و لم نتب.
إلي اليوم.إلي اليوم لا نفهم .لا ننتبه.إلي اليوم نمضي كأن لا شيء قد حدث.كأننا لم نهينك و لم ندنس بيتك.كأننا لسنا مذنبين مع أننا مجرمون.إلي اليوم نتهاون و لا نفيق.نثمل من الشر و نترنح كالذاهبين إلي المقصلة.
أشفق يا رب أشفق.إرحم و إغفر.لأنه لهذا الشعب قد كتبت البركة.لأنه لهذا الشعب قد قدست مذبحاً.أنت تكفي لغفران كل الخطايا لذلك أرجوك.في دمك إغسل النجس و الأثيم.في محبتك إفتح عيون هذا الشعب و إجذبه وراءك.في غفرانك إجعل لنا فرصة جديدة.أنت تصفح لنا ذنب مذابحك المهجورة.أنت تغفر لنا أسوارك المتهدمة.أنت تزيل عنا العار بصليبك.
هدموا كنائسك فإصنع لنا غيرها في القلب.ليكن القلب مذبحك.و الشفاه بخور.و اليدين أعمالاً ترضيك.لنكن نحن شركاء الذبيحة بالقلوب المنكسرة.فلنحن رؤوسنا أمامك كالمستعدين للذبح.و نقرع صدورنا أمامك كالنائح علي وحيده.حتي تتراءف و تعود .حتي ترضي.لأنه في رضاك حياة,.

347
معمودية الماء و معمودية النار
Oliver كتبها
الكلمة في الماء و الروح في الهواء و الآب يتكلم من السماء .هذا  إعلان الثالوث الأقدس يعمل عملاً جوهرياً لخلاصنا.
يوحنا المعمدان الرجل النارى كان يعمد بالماء. الرب يسوع الغصن اللين صار يعمد بالروح القدس و نار
معمودية الماء تمسح الجسد من الخارج لكنها لا تغير القلب لا تتغلغل الفكر لا تنقي الروح.لذلك بقيت معمودية يوحنا علي كرامتها عند الشاطئ.أما الرب يسوع العظيم فقد دخل بنا إلى عمق العمق لكي بمعموديته يصبح القلب منبعاً للطهارة. والروح تفيض بالنقاوة والفكر يمتلأ إستنارة.
النار و الماء
النار الآكلة تسكننا الآن.لكنها لا تأكلنا لأننا لم نعد للحريق .إذ لما وضعت الفأس علي أصل الشجرة إستبدل الرب شجرة الموت  المستأصلة بذاته هو شجرة الحياة الأبدية فكانت الكفارة علي الصليب و مات الموت .هذا نفس الموت الذي يموت ثانية في المعمودية.يموت موتنا و نلبس حياة المسيح .ما أعجب هذه المعمودية التي أوصي بها مخلصنا الصالح فيها الماء تسكنه النار .لا تنطفىء النار لأنها سماوية و لا يتبخر الماء لأنه ممسوح بالروح .فالماء ماء حياة و النار نار نجاة. بالماء تتهرأ القساوة وبالنار  تتلاشي الغشاوة  و نلبس الجديد بغير تباطؤ.نحن بالمعمودية أبناء الماء و النار.نقتني الماء للشبع و النار للتوبة.بالماء تسري المحبة للجميع و بالنار المتصاعدة تتجه أشواقنا  إلى فوق للثالوث الأقدس.الماء تعطينا حياة و النار تأخذنا للحياة.ماء المعمودية المسيح الذى يغمرنا من كل جهة فنلبسه كثوب نورانى و نار المعمودية الروح القدس و الآب التي تلهبنا من الداخل و تميت العتيق ثم تستقر فينا بغير رجعة و يسكننا الروح القدس و يهبنا الآب بنوته .ففي المعمودية لا يغيب أقنوم كما لم يغب أقنوم في نهر الأردن. و لا غاب أقنوم في الثالوث منذ الأزل و إلي الأبد .إن معموديتنا صارت كمعمودية المسيح هي أيضاً ثيؤفانيا أي إعلان و ظهور إلهي ليس علي صفحة الأردن بل على طبيعتنا التي كانت قبل المعمودية مائتة ثم قامت بسر عظيم.
يوحنا المعمدان و كارزى هذا الزمان
لم يكن هذا البار العظيم يعرف من هو مخلصنا وسط طابور المنتظرين التغطيس في الأردن.لكن الروح أعطاه علامة لكي يعرفه.الذى تجد الروح نازلاً و مستقراً عليه فهذا هو.و أنت يا كارز هذا الزمان هل تكرز لمن إستقر عليه الروح.هل تقف تنتظره حتى لو كنت في برية ليس فيها من يسمع و يستجب لكرازتك.أنظر و إطمئن.ففيما خرج الكارز إلي البرية و ظن أنه منسياً  ذهب إليه الجميع ثم ذهب إليه المسيح في البرية و أظهر بعظمته تواضعه .و فيما شهد الكارز العظيم يوحنا للمسيح إلها و حملاً يخلص العالم شهد المسيح له المجد ليوحنا أيضاً أنه أعظم من نبى ها أنت مطمئن فالحب بين الكارز و المكروز به حب متبادل.أنت تشهد له و هو يشهد و يؤيدك بنعمته. أنظر المسيح غير مدين لك بشيء.أنت تكرز و تأخذ ما هو أعظم مما تعط.فإستمر لا تبحث عن مكاسب يكفيك أن تأكل الجراد أقصد أن تقضي علي السنين العجاف التي تعيشها النفوس و تجردها من الثمر. خذ هذا الجراد تذكاراً لقلب الكارز النقي الذى يحمل الخطايا ليضعها على رأس الحمل.لباسك الإبرى من وبر الإبل هو صليبك الخشن الذي لا يؤلمك بل يدفئك فدم الصليب هو ألم المجد و مجد الألم .لا تخلع وبر الإبل أيها الكارز فليس لك ما تلبسه سوى الصليب. و لو هددك الجنود كن صوتاً كالأسود.فهم يهربون من الحق لأن زئيرك يكشف زيفهم.أصرخ في برية الناس و نادى لهم بمخلص الكل.لا تتوقف عند تهديدات هيرودس فهو الذي يخشاك.لأن المسيح الذي إعتمد منك صار لك مصيراً,فماذا في يد هيرودس يهددك به إذ المسيح حياتك.فليقطعوا الرأس و ستبقي تتكلم و ترعبهم.فليدفنوا الجسد لكنهم سيظنون أن يوحنا قد قام من الأموات.لن يبق رأسك علي طبق ايها الكارز.لن تصبح ذبيحة إلي الأبد.لأن أطباق الملوك ستنكسر.و رقصات اللاهيات تتحول إلى حشرجات الموت.و كل هيروديا ترمى بإتهامات شيطانية ستنكوى بما رمت.فإبق كارزا و صوتاً للكلمة المتجسد.فهوذا أصوات إنكسار أطباق سالومى في الأسماع.تكلم بجرأة أمام كل سلطة,فالموت ليس لك أنت إبن النار و الماء.الموت لمن لم يلبسوا المسيح.الموت لمن لم يسكنهم روح الحياة.الموت لمن ليسوا أبناء الآب.الموت للسالكين بمشيئة الجسد .فإكرز لا تبال فأنت مؤيد بنار مثل إيليا و ماء مثل السامرية.
ذكريات موتى

أذكر حين جئتك متعرياً من كل بر و فضيلة و قداسة.أذكر أنني خجلت كيف أظهر أمامك خال الوفاض .تسائلت كيف يرقد الموت قدام الحياة على حافة ماء ممتزج بنار.خشيت أن أغرق أو أحترق.لأنني ظننت أن الماء مثلما نعرفه و النار كما ندركها فإذ بالماء ليس كماء الطبيعة و إذ بالنار مستترة بغير لهيب منظور.كانت المعمودية قدامى مثل هوة عظيمة تفصل بين عالمين و إنسانين و طبيعتين.لم تكن مرئية مثل بركة سلوام.و لا كان هناك ملاك أراه بل كاهناً لم أراه.كنت منكمش في ذاتى.مستغرق فى داخلى.كنت ميتاً و يا للغرابة فكنت أخشي الموت ثانية.فكيف يموت الميت مرتين.ثم علمت أن من قام من موته الأول لا يعود للموت عليه سلطان ثانية.أنا لم أكن أفكر في قيامة .كنت مسلوب الإرادة لا أعرف كيف سيكون الأمر.كيف أموت و أعيش في آن واحد.كيف أخلع عتيقاً و ألبس جديداً في آن واحد.كيف آخذ سلطان الطبيعة السماوية و أترك سلطان الطبيعة الأرضية في وقت واحد. قيامة أولى لم تكن تشغلني لأنني لم أكن أعرفها.كما لم يكن يوحنا يعرف المسيح قبل أن ينال علامة.كنت أنتظر علامة .هل الروح سينزل مثل حمامة؟ هل سيستقر علي رأس المسيح الغاطس معى في المعمودية أم يستقر على أنا.أم علينا معاً فأصير إنسان المسيح الذي شابهه في كل شيء في المعمودية. دخلت تحت الماء.ألقتنى يد لم أرها.كمن يحكم بالموت على,غمرتني التيارات .عيناى مغلقتين لكنني أري ما لا يوصف.شيئاً ينسحب من كل الكيان و ثوباً بديلاً تنسجه يد بللورية حسب مقاس جسدى الجديد.تحت الماء سمعت صوتاً ينادي الآب و الإبن و الروح القدس و في كل مرة كانت إستجابة.لبستني البنوة في النداء الأول فلم أعد أخشى الغرق.كسانى النداء الثاني بثوب مبهر كأنني ملاك فلم أعد أرى العرى الذى كنت فيه.و عند النداء الثالث دخل لسان نار بدأ من راسى و طال كل جزء في جسدى ثم إستقر في قلبى.كنت أرى قلبى هو المعمودية ذاتها التي رأيتها قبل أن أهبط فيها.منذ أن دخلنى الروح رأيت كتاباً ناصعاً عليه إسمي بتوقيع مكتوب بالدم تحته إسم يسوع.فتعجبت أهكذا يصبح الإنسان سماوياً ذا ميراث لا يضمحل فقط لأنه قبِلَ أن يؤمن بالثالوث و عمله و سكناه.فتحتُ عيناى فرأيت الناس ليس مثلما رأيتهم قبلاً.إرتديت ملابسى و مضيت من المكان لكن المكان ظل يلازمني حتي اليوم.كلما تضايقت أجده فأرتكن إليه و أستجمع قواى من لهيب يسكنني و شوق يحكمني و مسيح يلبسنى و بنوة تطمئنني .فأسمع صوتاً يرن بجواري و في داخلي بكل رقة و حنو .لا تخف أنت إبن الماء و النار.
#Oliver_the_writer



348


ختان المسيح و ختان الوطن
Oliver كتبها
بدأ طقس الختان بأمر إلهى لأبينا إبراهيم.و ختن إبنه إسحق في اليوم الثامن كما أمره الله تك 211 .كان الأمر غامضا لكن رجلاً باراً مثل أبينا إبراهيم تعلم و مارس الطاعة الكاملة مع الله دون مجادلة. و إستمرت في العهد القديم طقوس و رموز كثيرة.لكن طقساً وحيداً لا يمكن بدونه أن يصير الرجل يهودياً هو الختان.كان غير المختتن يدعى أجنبياً و لا يحق له المشاركة في أي طقس أو عيد يهودي أو تقدمة .بالختان وحده يصير الإنسان من شعب الله و يدعى يهودى من أهل الختان و ينال كل إستحقاقات و وعود و بركات الله التي وعد بها الرب شعبه في القديم.
ثم إنكشف أمر الختان
إنكشف معني الختان جزئياً حين صار روحياً وسيلة خلاص  و فداء من الموت . تعلمنا المعني الجديد من حادثة تعرض لها إبن موسى النبي العظيم خر 4 . إذ كان محكوما عليه بالموت لأنه لم يختتن و جاء الرب ليقتله لكي يعرف موسي أنه لا خلاص بدون سفك دم علمت زوجته صفورة بروح النبوة أن إنقاذ إبنها من الموت لن يكون إلا بسفك دمه رمزياً فأخذت قطعة من حجر مدببة و ختنت إبنها و هي واثقة أن إنتزاع جزءاَ حياً من جسد إبنها سوف يفتديه كله من الموت.بل و يصير عريساً لها بالدم .بالدم صار لها عهداً جديداً مع عريسها و بدم الإبن الرب يسوع المسيح صارعريساً للكنيسة و عهداً جديداً للبشرية كلها. و هي نبوة أن المسيح الذى إنتزعوه من أرض الأحياء بقساوة الحجر ذاته خطب البشرية بسفك دمه و بذل جسده الحى لكي لا يجوز علينا الموت و صار عريساً بدمه للكنيسة كلها .لهذا لما دخل بالطفل يسوع أبواه إلي الهيكل لم يكن فقط ليتمما الناموس بل أيضاً ليتمم المسيح ما هو أعظم من الناموس و ختان الناموس. وإذ إقتطع جسد المسيح و نزف من دمه هتف سمعان الشيخ قائلاً (عيني قد أبصرتا خلاصك) فما الخلاص إلا سفك دم و بذل جسد مخلصنا من أجلنا.هذا ما رآه سمعان الشيخ و تهلل و كان الختان عملاً خلاصياً قدم به المسيح نفسه عهداً جديداً لنا.خر 4 لو2: 30 . ختان المسيح بداية خلاص و عند الصليب وصل بالموت إلي كماله لذا قال قد أكمل و نكس الرأس
 .فالدم المسكوب في ختانه هو بعينه المسكوب علي الصليب و الجسد المبذول في ختانه هو ذات الجسد المبذول علي الصليب أيضاً .من صليب الطفولة إلي كمال الخلاص بقي الفداء هدفاً للتجسد.لذلك يعتبر الختان عندنا مبتدأ الفداء و الصليب تمام الفداء.لكن الختان كطقس ناموسى صاربلا جدوى لأنه بالمعمودية ننال إنسان المسيح الجديد و بالمسحة المقدسة ننال ختان كل الجسد كل الروح كل النفس ننال إنساناً غير قابل للموت.عروس للعريس بدم المسيح و روحه القدوس.
خادم الختان العظيم
 الكنيسة التي إختتنت بالروح القدس صارت عروس لإله الأحياء الذين لا موت فيهم.تعلمت خدمة الختان من المسيح له المجد و من بعده آباءنا الرسل القديسين.الذين كانت خدمتهم من أجل ربح النفوس لخلاص المسيح الكامل.بدأوا بالروح و أكملوا بالروح و صبروا حتي المنتهى فصاروا يجلسون علي كراسي تدين الذين لا زالوا يخدمون الغرلة.الغرلة هي الجزء الغير مقتطع من الإنسان غير المختون.لكنه رمزياً يعني الإنسان غير المستعد للموت مع المسيح.ذاته أهم من خلاصه.لذلك يقول بولس الرسول لكل خادم للختان (ولكنني لست احتسب لشيء، ولا نفسي ثمينة عندي، حتى اتمم بفرح سعيي والخدمة التي اخذتها من الرب يسوع، لاشهد ببشارة نعمة الله اع 20: 24. فليتذكر جميع الخدام بكل رتبهم أن يتوقفوا عن خدمة الغرلة.حيث يقيمون الناس بالشكل و اللون و الغني و الصيت.هذه خدمة تدين الخدام و لا تخلص المخدومين.أما خدمة الختان فهي التي تضع خلاص النفوس فوق كل إهتمام.يموت فيها الخادم حباً و بذلاً و إتضاعاً من أجل كل نفس بغير تفرقة.خدمة الختان هي خدمة تهيئة العروس للعريس.خدمة الختان تضعف في الكنيسة التي تهتم بالأنشطة ,الأنشطة و المهرجانات خدمة الغرلة لا العمل الروحي.خدمة الغرلة تحول الكنيسة إلي هيئة خيرية و خدمة الختان تجعل الكنيسة مصحة سماوية.
يا خدام الرب القدوس إعلموا (إِنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ قَدْ صَارَ خَادِمَ الْخِتَانِ) رو 15: 88 أفعلوا مثله و خلصوا النفوس أو إفعلوا حتي مثل صفورة.أنقذوا النفوس من الموت.صالحوهم علي الرب.حتي لو إضطررتم لإستعمال حجر صوان.
 يا كنيسة المسيح إستيقظي و ألبسي الروح المعطي حياة و رجاء و ليتبع خدامك و كهنتك خادم الختان العظيم .أرتحلي من الكلام إلي الفعل لأن صفورة لم تقل شيئاً بل فعلت ما أنقذ عريسها.شبع الناس كلاماً لكن الآذان لا زالت علي غرلتها.لن يختنها سوى روح الله نستدعيه بالدموع و الإنسحاق و نكف عن الصراعات.يا كنيسة المسيح القلوب مقفلة علي غرلتها و لن تنفتح سوى بالإنسحاق و الإنكسار قدام الرب.لا تقدمي ذبائح بل كوني أنت ذبيحة فلينذبح الخدام و الكهنة و الأساقفة علي مذبح الحب لأن خدمة مثل هذه تقيم الموتى.عودوا يا أساقفتنا الأجلاء إلي إفتقاد الشعب مع الكهنة.فالرئاسة عندكم ليست إلا لختان القلوب .أتركوا كراسيكم و تحلحلوا عن مواطن التكريم فالضائعين سيتسببون في هلاككم.و من يدكم سيطلب السيد نفوس الذين لم تختنونهم روحياً.طوفوا في الشوارع بغير مواكب فلن يضركم أن تموتوا من أجل المسيح.أنتم يا خدام الختان الأتقياء كونوا بلا ثوبين كما أمر السيد .جولوا تصنعون خيراً بغير أن يكون لكم موضع تسندون فيه الراس.فليكن الراس الوحيد مسيحكم الذي تستندون علي صدره و يستند بإرتياح في قلوبكم.يا كنيسة المسيح خدمة الختان تنتظرك. يا خدامنا بهذا فقط تتكللون.أما بالغرلة فلا مصير سوى الهلاك.فإذهبوا لأجل الهالكين.بناتنا كثيرات هناك و رجالنا متزاحمون على طاولة الموت.يتشاجرون على زانية و يتقامرون على التقدمات و هم لا يفيقون من سكرهم فإستيقظوا يا خدام الحياة لا يغلبكم النوم.أسماء المهددين بالموت كثيرة و القائمة السوداء طويلة فكيف يأتيكم النوم؟ كيف تتذوقون اللقمة ؟كيف تجدون وقتاً لتكريم زائف و تمجيد باطل.اليوم يوم بذل و إنسحاق و إماتة.يا خدام الختان تسمنوا بالفضائل لكي تُذبحوا للخلاص.
ختان الوطن
 الوطن الذى لا يختتن تسحقه الأقدام. الوطن الذى ينقاد بالغلف قلوبهم لا ير النور.الوطن الذي لا ينفتح قلبه لكل مواطنيه هو وطن تحكمه الغرلة لا الختان.فليستأصل الغرلة لأن الحياة في بتر الفساد.الحياة في الأوطان كالحياة في الإنسان يلزمها التجديد .تحتاج الأوطان كياناً خالياً من التحزبات و الإنقسامات.كياناً لا أفضلية لأحد فيه علي أحد.كياناً تتكامل أعضاءه على البناء و أما الذين يريدون الهدم فهم الغرلة التى يجب أن تموت.الوطن الذي يختتن ينتسب للحياة لا للموت.يعشق الحياة و يجتهد ويصنعها.فالثقافة و الحضارة و الآداب و التقدم في كل شيء هو صناعة إالحياة.هذا هو ختان الوطن.و إذا كان الختان بالحجرو بالألم ملئ بالمعاناة فليعرف الجميع أن الإنجازات يسبقها الدم و النجاحات تستحق التعب و أن عاقبة الختان حياة و الإستكانة إلي القديم موت حاضر. المواهب و الطاقات غير المستغلة و الأموال غير المستثمرة هي وزنات تدفنها الأوطان ثم تتباكي علي تأخرها وفقرها.هذه سياسات العقل الأغلف. الأراضى غير المستغلة هي أراضي غلفاء لا19: 23 تجعل الوطن مستباحاً للموت.ختان الوطن هو توظيف المستنيرين و دفعهم إلي مراكز القيادة ليصنعوا لوطنهم حضارته الجديثة و إنسانها الجديد.فالأوطان كالإنسان تحتاج الإنسان الجديد.
إليك يا خادم الختان أصلى
 العقل أغلف و القلب أغلف فإفتح الطريق لخلاصى يا خادم الختان.و كما نزعت من الهيكل موائد الصيارفة و أطلقت الطيور الاسيرة هكذا إنزع غرلة القلب و حرر روحى من كل قيد وأطرد عني كل تجارة خاسرة.
يا خادم الختان كن عريس دم لى فلا يموت إبني  الذى هو إنسانى الداخلى في الطريق .يا خادم الختان أنتظر منك حرية الممسوحين بروحك.المختومين بختم سماوى كمقتنيات للملك.يا خادم الختان أزل كل ما يزيد عن حبك في قلبى.يا خادم الختان أزل كل فكر يخرج عن فكرك. يا خادم الختان أشتاق لختان فكرى .يا خادم الختان قل لى كيف يغطي الدم كل الكيان فأصبح مثلك أبيض و أحمر.و لا يفلت عنك بقعة من وجودى إلا و تكون قد سترتها بدمك.فأذهب إليك يا عريس النفس لابساً دمك ثوباً .مستتراً في شخصك وقت الدينونة. يا خادم الختان إنضح على بزفاك أو بحجر صوان أو بصليبك فأطهر و لا تلتفت إلى صرخاتى الكاذبة التي تتملص من تأديباتك.يا خادم الختان أمح كل ماضي الغرلة.فتباد ذكريات الموت.و أعيش ما بعد القيامة إذ بالصليب تختتن إنسانى الجديد و تحفظه مسمراً في ختانك العجيب.يا خادم الختان أصنع منى خادماً للختان أنا أيضاً.يا خادم الختان إجعل كنيستك محتفظة بختانها الروحى فلا تشترك في أعمال الغرلة.يا خادم الختان أنقذ النفوس الغُلف.خذ كل الأسماء المهددة بالعقم و أعمل فيها ختانك فتعود لتنتسب لشخصك دون غيرك و يكون فيها و منها ثمرا عظيماً.أشفق على من مُت عنهم حتى لو عادوا يصلبونك.إفتح العيون الغلفاء و الآذان غير المختونة لأن العالم يحتاج إلي فعل كلمتك.أيقظ الحراس فالذئاب تقترب و النار تدنو و دخان لا أعرف من أين يكسو المسير بين الغرلة و الختان.يا خادم الختان لا تغلق الأبواب الآن فالذين هم خارجاً أكثر ممن يستمتعون بختانك.أتركها هذه السنة و التي تليها و التي بعدها أيضاً لأن القساوة تحتاج طول أناتك لتلين و تستجب.يا خادم الختان أحبك حين تعرف خبايا القلب و تدرك أين تختبئ الغلفة و تستأصلها بروحك القدوس ثم تسكن هناك حيث تجد راحتك فيَ و أجد أنا راحتى فيك إلي الأبد.
#Oliver_the_writer




349
تجديد الخطاب القبطى
Oliver كتبها
الغرض من تجديد الخطاب الديني هو إعادة تقديم الدين مادة لبناء السلام في المجتمع و نبذ التطرف و العنف .تنقية الدين من دعوات متطرفة تستند على آيات و أحاديث
 وتفاسير و روايات متواترة. هذا كله في الدين الإسلامي .لذلك في أوساطنا تتردد عبارات صماء لا يدرك مغزاها من يرددها .هى موجات يتسلقها  المنتفعون لكي يكون لهم من الشيئ و ضده أي مكسب لأن الإنتهازى لا يدع فرصة للمكاسب إلا و ينتهزها.وهكذا صارت عبارة تجديد الخطاب الديني مغنماً جديداً  للإنتهازيين.بدأ مطلب الرئيس السيسي  للأزهرين في عيد مولد نبيهم منذ عامين ثم تكرر النداء بعد عام دون جدوى و ساد كل الصفحات المقروءة و البرامج المسموعة حديث عن التجديد يقابل حيناً بالتهكم و حينا نجد من الأزهر دعوة مناقضة ليست بتجديد الخطاب بل بتجميد الخطاب الديني. ثم جاء دور المزايدين ليضيفوا المؤسسة الكنسية ليكون بها تجديد للخطاب الديني.هذا هو موضوع مقالنا,
جهل هذا الشعار
الذين يضمون الكنيسة مع الأزهر في نداءهم بتجديد الخطاب الديني يكررون سياسة السادات منذ حادث الخانكة الذي كلما حدث إرهاب يجعل الطرفين مشتركين فيه و يضبط أفراداً من المسيحيين مع الإرهابيين المسلمين لكي تبدو أنها مشاجرة بين فريقين و ليس حادثاً إرهابياً.وهذه ظلت السياسة السائدة منذ أيام  النبوى إسماعيل الإخواني وزير الداخلية و حتي عهد قريب,لكن بعض الإعلاميين لا زالوا مصرين علي أن الكنيسة تحتاج إلي تجديد الخطاب الديني يغذيهم بعض المحسوبين مسيحيين و هم أجهل الناس بالمسيحية  و هم حتي لا يعرفون ما هو هذا الخطاب الديني و هل أصلاً يوجد خطاب ديني بالكنيسة؟
حقيقة الأمر
لا يوجد بالكنيسة خطاب ديني لكي نجدده .بل يوجد إرشاد روحي . وعظ و تفسير للإنجيل الذي لا يحتوي علي عبارة واحدة تشجع علي العنف.إنجيلنا كله عن محبة المسيح للعالم . ممتلئ بالمحبة يحوى جميع الفضائل يبني قلباً نقياً خالياً حتي من مخاصمة الأعداء.حقيقة الأمر أن  العقائد و التفاسير تختلف و تتنوع لكنها لا تذهب أبدأ إلي ما يخالف روح المحبة التي تشمل الكتاب المقدس مصدر تعليمنا.ليس عندنا أحاديث مصاحبة للإنجيل تخالف ما في الإنجيل .أما أقوال الآباء فهي أيضا تفسير للإنجيل لا تخرج عنه.و الكثير منها إرشادات في كيفية المسير في الحياة الروحية و الرهبانية.فلن تجد قولاً واحداً يأخذ منهج ضد المحبة لأننا سنتعبره ضد المسيح و هو أصلا غير موجود.فموضوع الخطاب الديني له تعريف مختلف عندنا نحن المسيحيون.الخطاب عندنا هو لتنقية القلب للقاء المسيح في الأبدية .هو للمصالحة مع الجميع في المجتمع.هو لمد جسور المحبة للكل لأن هذه هي العلامة الوحيدة التي يعرف بها العالم أننا تلاميذ المسيح.ليس في خطابنا تعبئة ضد طرف آخر فالكلام عندنا يأخذه كل من يسمعه كرسالة شخصية يتلقاها من المسيح.لا يوجد شحن ضد آخر.لا يوجد تجهيز للإنتقام.ليس عندنا دعوات للجهاد ضد الناس لكن ضد الخطية و ضد إبليس و ضد شهوات الجسد فنحن بدون تجديد خطاب ضد أي إرهاب لأن الإرهاب ضد محبة المسيح و خلاص النفوس..الخطاب عندنا يمس الروح و يربط الفكر بالأبدية و هو في كل هذا منقاداً بروح الله يصنع سلاماً بين الإنسان و نفسه و بين الإنسان و غيره.و يرفض الصراع في كل مستوياته.هذا هو ما نسميه عندنا التعليم الكنسي و ليس الخطاب الكنسي.لأنه ليس خطاب بل تعليم نتعلمه لنحياه.فالكلام لنا هو روح و حياة و ليس تجميع و حشد ضد أحد.
تجديد الخطاب القبطي
هذا شعار كاذب.يبدا بريئاً ثم يظهر علي حقيقته حين نسمع من الأزهر أنه لن يجدد شيئاً إلا بصحبة الكنيسة.يعني يربط تجديد خطابه بتجديد خطاب الكنيسة و بما أنه لا يوجد عندنا أصلا خطاب ديني لذلك سيتقاعس الأزهر بعد أن يضعنا كأننا العقبة التي عطلت تجديد خطابه.لكن الحقيقة هي هذه و سأكتبها بغير تجميل.الإسلام كله إرهابى .الدين و الأحاديث و الأئمة و المفسرين و الأزهر بقادته كلهم إرهابيين.و لا توجد وسيلة لتجديده.فلا يمكن تجديد الشر ليصبح خيراً.و لا تجميل الذئب ليبدو حملاً فليس هناك أمل في أصحاب السيوف أن يصبحوا صناع سلام.لا تكذبوا علي الحقيقة..الحل ليس في تجديد الخطاب بل تحجيم دور الأزهر و تعديل المناهج في التعليم و الجامعات و الإعلام. الحل في دستور مدني و دولة مدنية لا يكون للدين فيها أي دور سوي تكافل إجتماعي . الحل أن ينحصر دور الأزهر في مساجده يشعلها إذا شاء بتعاليمه الإرهابية على أن يقف خارج أبوابها حراس القانون بالمرصاد لكي يجازى كل من يتجرأ علي زعزعة إستقرار الدولة. الحل أن تغلقوا الإعلام في وجه كل رجال الدين مسلمين و مسيحيين. و أن لا يكون لهم وجود في المحافل العامة الرسمية. و لا تنتظروا تعليق أعذاركم علي الكنيسة.فليس في الكنيسة إرهاب.لم يخرج منها من ينسف و من ينتحر أو يفجر و من يقتل و من يحرق.لم يخرج كل قداس أحد مجموعة تدمر مساجد المسلمين.لم يتفق بعض المسيحيين علي تشكيل خلايا إرهابية و ذراع عسكري يؤيده الأزهر سراً و يشجبه علناً.لم يحدث أن ضبطوا مسيحي يحمل خنجراً في كنيسة و لم يحدث أن مسيحي مختل ذهب إلي جامع ليقتل المصلين.فعن أي تجديد خطاب تتحدثون؟ هل التعليم في كنيستنا أفرز إرهابا حتي تحملونه مسئولية الإرهاب بطلبكم الخبيث بتجديد الخطاب الكنسى كأننا طرف في الإعمال الإجرامية.كفاكم تدليساً.
أما التجديد المطلوب فهو هذا
لا يميز التعليم المسيحي سوى المحبة المستمدة من محبة المسيح فإملأوا عظاتكم محبة.قدموا عقيدة مستقيمة بغير هجوم علي من يختلف معنا.قدموا الصحيح من التفاسير و هذا وحده سيكشف المخالفين.لا تعلموا بهجوم على أحد بل بإحتضان لأولئك الذين يحتاجون إلي مزيد من المعرفة و الحكمة و التعليم الذي لن يقبلونه سوى بالمحبة و الوداعة بغير تعالي أو إفتخار لأننا لسنا ملائكة و لا نحن أحسن الناس فلنتضع لكي نربح الآخرين للملكوت لأنه بهذه نستثمر وزناتنا .أما التعصب فلا يصنع أرباحا بل خسائر.
يا طوائف الكنائس المختلفة لا تسخروا من بعضكم البعض.و ما لا يعجبكم عند غيركم لا يجب أن يكون مصدرا لتهكمكم لأنكم بهذا تنالون دينونة.إجعلوا منابركم حضناً يذيب الإختلافات. تجرأوا علي تصحيح ما تكتشفون أنه خطأ.و ستجدون نعمة و ليس ثورة عليكم.المسيح يسند كل من يريد الصلاح.إنتبهوا لألفاظكم التي تستخدمونها في كنائسكم و تأكدوا أنها تليق بأن تكون صوت الروح القدس.لئلا تكونوا صوتاً للغريب.فليبارككم الرب إن كنتم تباركون الكل و تحبون الكل و تربحون الكل.
صلاة من أجل التجديد
يا من يجدد مراحمه كل يوم جددني أنا أيضاً.فالقلب عتيق و الفكر عتيق فهل من قلب جديد و هل تستبدل فكري بفكرك.الروح صارت متهالكة تتهاوى فهل تجدد شبابها كالنسر.أريد أن أتأهل من جديد لكي يسبح شوقى في السمائيات.و تلتصق شهوتي بالروحيات.يا من يجدد الأرض بنسمته أرضي تنتظرك لتجددها.فالثمر متعطل منذ وقت.و أدوات فلاحتي إنكسرت من يدى.كيف أحرث أرضاً بيدٍ يابسة فإعطني يدك لأحرث.ضاعت منى بذور الفضيلة التي كنت أقتنيها كطفل فيا من خرجت لتزرع لا أريد منك بذرة جديدة بل أريد أن تصنعني أنا بذرة في أرضك لأكون من مقتنياتك بغير تراجع.تستطيع لأنك دوماً القادر تستطيع أن تكسيني بالإنسان الجديد.حينها تكون كل تطلعاتى سماء و مجد.تسبيح و حب.سلام و مسرة.فأذهب إليك في كل لحظة و لا أعود.و أعود فيك في كل لحظة و لا أذهب عنك.لأنك لما تكسونى بالجديد تضع في الجديد قلباً لا ينجذب لسواك.لا ينظر إلا لقدام.يمر العتيق قدامه و لا يبال.بل هو فقط ينتظر أرضاً جديدة و سماءاً جديدة.



350
2- المبررات  و الألاعيب في مشروع قانون ترميم الممتلكات المسيحية
Oliver  كتبها
هذا المقال هو إستكمالاً للمقال السابق و يمكن لمن لم يقرأه متابعته من هذا الرابط
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1381983225168460&id=1326669357366514
هل مشروع القانون تدخل أمريكي؟
الحقيقة أنه يتم مناقشة و محاسبة كل ما هو ضد الحريات الدينية في لجنة الحريات الدينية  بالكونجرس منذ أعوام  طويلة و كثيراً ما  يستدعي مسئول مصرى للرد علي ما ورد بالتقرير .لذا موضوع التدخل المزعوم في شئون مصر الداخلية ليس إلا وهم لأن حقوق الإنسان ليست شئوناً داخلية لدولة تتصرف كما يحلو لها مع أقلية هى أصل الوطن كأنهم رهائن في يديها.و الحقيقة الأخرى أن وزير خارجية مصر قابل أعضاء الكونجرس الذين قدموا مشروع القانون و وعدهم يترميم الكنائس و بناء ما تهدم في وقت قصير و بالتالى لا داع للقانون أى أنه طلب مهلة و لم يتهم الكونجرس بالتدخل. بل أكثر من ذلك هو إنصاع لمطالب المشروع حتي قبل أن يصبح قانوناً. لهذا رأينا الرئيس و بدون أن يكون الموقف مناسباً يقدم ا إعتذاراً للأقباط  في جناز شهداء البطرسية يؤكد تقصير الدولة في إستعادة هذه الأبنية المتهدمة و المحترقة ذلك لأنه لم يكن يخاطب الأقباط بل الكونجرس و كرر تقديم تقريرا بما تم إنجازه في كلمته في قداس عيد الميلاد ليؤكد أن الحكومة أوفت ما وعدت به الكونجرس و ليس الأقباط تفاديا لصدور القانون.. و عمل الإعلام بروباجندا للكنيسة البطرسية ليقول للعالم أن الدولة تعيد ما تهدم من ممتلكات المسيحيين في مصر بينما لا زال المسيحيون و المضيفة التي يصلون فيها محترقين معاً في قرية الإسماعيلية وممتلكاتهم البسيطة  مهدومة و محترقة بسبب إشاعة عن سيدة في قرية الكرم وبسبب أولوية المرور في الشارع في طهنا الجبل  و كلها بالمنيا.وبسبب إشاعة عن بناء كنيسة  في قرية صفط الخرسا ببني سويف حدث نفس التخريب و الحال لم يتغيرهناك ؟  لكن إذا حدث و تم بناء ما تهدم و تعويض الخاسرين من اي خسارة  و محاسبة المعتدين بالقانون و مساواة الأقباط في المعاملات على كل المستويات فأنا سأنادى بأعلى صوت :لا نريد قانوناً من الكونجرس.
مبررات أزهرية صاحب نصف القرارات في الدولة
ماذا يقولون عن الأزهر حين يتكاتف مع مسلمين في ميانمار و يدعو العالم بالتدخل من أجل (الروهينجا) و هى أقلية في ميانمار و ليست مسلمة في غالبيتها لكن بعضاً منهم مسلمون و هم لا يقرأون و لا يفهمون ما يقول الأزهر عنهم.لكن الأزهر يعط لنفسه الحق في التدخل في شئون ميانمار و يأخذ معه نواب البرلمان من اللجنة الدينية أو قل (اللجنة الإسلامية في البرلمان)  ويدعو العالم للتدخل أيضاً و إعتبار الروهينجا أقلية  و هنا الأقليات مستحبة للأزهر وهنا تدخل الدول الأخرى مستحب. بينما نفس الأزهر يدعو الأقباط ذميين  و ينفي عنهم صفة الأقلية و يكون  تدخل الكونجرس لمساندتهم بالقانون أمراً مكروهاً. نشر موقع(دويتش فيلله الألمانى) تقريراً بتاريخ 27-07-2016 تحت عنوان - أحداث العنف الطائفي في مصر ـ تقصير في حماية الأقباط؟ و لم يقل أحد أن ألمانيا تتدخل في الشئون الداخلية لمصر و هى بالفعل تتدخل و تعضد الإخوان بمساهمة من ميركل و كذلك فعل أوباما و أنظمة أخرى بتأييد الإخوان حتي اليوم  ولم و لن نسمع من يعترض لأن هذا هو التدخل المحبوب للأزهر أن تنصر أخاك المسلم ظالماً أو مظلوما.رحماك يا أزهرفالنفاق مكشوف.
كلام قانون دولى: معني التدخل في شئون الدول: هو أي تدخل من دولة أخرى أو منظمة دولية : دون سند قانونى مادة 2 فقرة 7 من ميثاق الأمم المتحدة. الفيصل في التدخل هو السند القانونى  و الهدف من عدم التدخل هو حرمان الدول القوية من فرض إرادتها علي دولة ضعيفة كما تفعل أمريكا أوباما هيلارى في سوريا و فرنسا في ليبيا.و على مر التاريخ حتى اليوم لا توجد دولة كبرى تكف عن التدخل  في شئون دول أخرى فهذه طبيعة المصالح التي يعرفها القاصى و الدانى.و الأسباب القانونية جاهزة لتبرير اي موقف لأي دولة كبرى و بمباركة دولية تحت بند (تدابير الأمن الجماعى) بواسطة الأمم المتحدة. فهل يوجد سند قانونى عند الكونجرس .
مبررات قانونية أمريكية الصنع: 1- نعم توجد عدة أسانيد .أولها التدخل من أجل الإنسانية و هو تدخل الدول الكبرى من أجل الحفاظ على البشر و حمايتهم من إنتهاكات حقوق الإنسان.و هذا ما تتيحه الفقرة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة للدول القادرة على التدخل و لو (بشكل فردى).هذه هى الفقرة إعتمدت عليها فرنسا في التدخل الإنسانى في ليبيا  دون قرار أممي . بزعم أن القذافى ضرب شعبه بالقوة المسلحة أو بالطائرات.حينها يحق للدول الكبرى و لو بشكل فردى التدخل المسلح لكن في حالة الأقباط لا يوجد تدخل مسلح و لا يوجد في مشروع القانون أي كلام عن القوة العسكرية  و لا حتي يوجد تدخل سياسى لكنه تدخل إنسانى حقوقى قانونى. في الفصل التاسع المادة 56 من ميثاق الأمم المتحدة يلتزم الدول الأعضاء أن يقوموا منفردين أو مشتركين بالتعاون لكى يشيع إحترام حقوق الإنسان  و الحريات الساسية لجميع البشر  الواردة في المادة 55. حين تقرأ تفسيراً لفقهاء القانون الدولى لهذه المادة سيدهشك أن كل المعترضين عليها هم قانونيون عرب مسلمون بينما فقهاء القانون الأجانب يفسرونها لصالح البشرية دون تعصب.
2- القانون يلزم وزير خارجية أمريكا بتقديم تقرير عن الحريات الدينية في مصر ضمن تقارير عن بلاد عديدة تقدم للكونجرس الأمريكي.فهو  مسائلة من كونجرس أمريكي  إلي وزير خارجيته الأمريكى و لا يخاطب مصر و لا أقباطها و لا قادتها ولا مسئوليها بل فقط يحدد مهمة إلزامية لوزير خارجية ضمن أعماله و يقدم عن هذا التكليف تقريراً سنوياً و السؤال: هل لا يوجد تقرير سنوى يتم تقديمه للجنة الحريات الدينية  بنفس الكونجرس منذ سنوات؟ الإجابة نعم يوجد و يؤخذ هذا التقرير كأساس لتقرير الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان و كذلك المجلس الدولى لحقوق الإنسان.فما الجديد إذن؟  الجديد أن يكون الأمر إلزامى لوزير الخارجية الأمريكي يُسأل عنه قدام تلك اللجنة .فما السبب؟ السبب أن يخرج الأقباط كورقة من المعادلة السياسية و يدخلون المعادلة الحقوقية القانونية فلا يكون  الأمر مرتبطاً بسياسات الوزير بل بماليات الكونجرس.و السؤال الجديد لماذا؟ و الإجابة لتفاقم الوضع الإنسانى للأقباط حسب المعلومات الواردة للكونجرس من مصادر عديدة تتفق على سوء الوضع الإنسانى للأقباط و عدم معاملتهم بمساواة مع غيرهم في الوطن.و السؤال : ما مصلحة الكونجرس في هذا كله؟ الإجابة أن يربط المعونات بالتنمية البشرية و الحقوقية في الدول الممنوحة.و هو حق لأى دولة أو جهة تقدم منحة إذ يكون لها الحق في تحديد أوجه الصرف و مراقبته و تقديم تقرير شامل للجهة المانحة.فالأمر مزيج من حقوق إنسان و أيضا توزيع رشيد لأموال المواطن الأمريكي.فهل هذا أمر جديد؟ الإجابة لا . ليس هناك جديد سوى لأصحاب الحناجر الزاعقة.
مبررات سياسية : أوباما الداعشى يكره المسيحيين مثل داعش تماماً.ليس لأجلهم يريد قانوناً بل هو يعرقل تصحيح علاقات أمريكا مصر في عهد ترامب.يضع عراقيل في كل الإتجاهات.يحرق الأرض التي سيغادرها غير مأسوف عليه. يزرع ألغاماً سياسية ضد روسيا و كوبا و مصر و سوريا و العراق و ليبيا .هو شخص يقوم بتوزيع الشر بالتساوي طالما المتضرر مسيحي.لذلك لم يأت علي باله منذ ثلاثة أعوام منذ حرق و هدم تلك الممتلكات أن يصرح و لو باللوم أو يعرض و لو مساعدة وهمية علي المسيحيين أن يبني أو يساهم في بناء ما تهدم.لأنه هو الذى هدمها و كان يريد أن يمحي جميع المسيحيين من الشرق الأوسط.المبرر هنا لقبول الطلب خبيث. هو بمثل هذا المشروع الذي لن ير النور يثير بلبلة و يبذر محاولة تشق الأقباط ليكون بعضهم مع و بعضهم ضد المشروع و شقاق آخر بين الكنيسة و الدولة فيكسر أعظم قاعدة مؤيدة للسيسي  .ليس في أوباما خير للأقباط لكن الله يستخدم كل الأشياء للخير.
مبررات من قدموا هذا المشروع
لا يمكن سوى أن نقدر الجهد المبذول الذى أمكنه الوصول إلي هذا المستوى من التأثير حتى الوصول إلي الكونجرس .تختلف أو تتفق معهم لك ما تشاء لكن بحيادية أقول أن أي جهد يحقق جزءاً و لو ضئيلاً من الحقوق الضائعة للأقباط يستحق كل الشكر و يؤكد غيرة و إخلاص كل قبطي من أقباط المهجر على الكنيسة و إلتهاب قلوبهم لما يجرى من مظالم  للشعب المسيحي في مصر.على أقباط المهجر أن يبدأوا من هذا المستوى و لا يتراجعوا عنه و للكنيسة في كل الأحوال أن تتخذ ما تراه من مواقف.فنحن نحتاج أقباط المهجر و كذلك نحتاج الكنيسة و قيادتها.ليس هناك فريقين متناقضين بل تعدد للأفكار و تنوع في الأساليب و إختلاف في أدوات الخدمة و كلنا نكمل بعضنا لنكون واحداً . فلنقف مع قيادتنا الكنسية دون أن نخون من يجتهد من أقباط المهجر فهؤلاء يضعون أنفسهم و أولئك يبذلون أنفسهم و الله يكافئ هذا و ذاك.
لماذا رفضت الكنيسة هذا المشروع
- الكنيسة لها منهج لم يتغير منذ مائة عام و هو ألا تكون ورقة للسياسة في أيدى خصوم سياسيين.ليس هذا موقف جديداً أن ترفض هذا المشروع بل موقف قديم جداً. تكررت المحاولات للزج بالكنيسة في السياسة و تكرر رفضها.أما كونها تؤيد النظام فهذا أيضاً منهج قائم حتي منذ أيام الخلافة الإسلامية تأخذه الكنيسة من منطلق كتابى و وطنى و ليس سياسى  و بقيت عليه حتى في عصور كان المسيحيون يذبحون فيها كالخراف.لكن الجديد هنا أن الكنيسة تجتهد لكي يكون تأييدها للنظام بمقابل هو الحق الضائع .و تسعي لتعظيم هذا المقابل من خلال علاقة مستقرة هادئة بعيدة عن التصريحات الإنفعالية .و صارت هناك قناة إتصال مباشرة بين السيسي و بين البابا تواضروس و هو ما لم يكن متاحا منذ أربعين عاماً .صحيح أن الإنجازات ليست علي مستوى التطلعات لكن هذا منطقي جداً أن تراكمات الماضى لن تحل بين ليلة و ضحاها. و هكذا الحال أيضاً في كل أنواع الإنجازات  علي كل المستويات السياسية و الإقتصادية و العلمية و الصحية و الثقافية و الرياضية فجميعها  ليست على مستوي التطلعات  لأن بناء دولة يستغرق زمناً طويلاً.
- كذلك الكنيسة و كل الأقباط لا يطيقون أوباما الداعشى .ليس لأنهم كانوا يتوقعون منه خيرا لم يأت.بل لأنهم لم يكونوا يتوقعون منه شراً أتي و كان من صناعته هو و هيلاري.لذلك بالقطع ترفض الكنيسة أي أمر يأتي أوباما في سياق الحديث عنه.فالقيادة الكنسية تعرف أن تأييد مشروع كهذا يقطع الصلة مع النظام و يضع الأقباط ضمن الخصوم السياسيين و ليس هذا أمرا طيباً أبداً و لا حكمة من اي نوع.لذلك حين ترفض الكنيسة المشروع تقوم بما هو معتدل و تكسب من موقفها أيضاً .و علي أقباط المهجر أن يضيفوا إلي مكاسب أقباط الداخل بطريقتهم الأخري فلا تعارض بين فريق و فريق ما دامت المكاسب تصب في ذات الوعاء أي مسيحى مصر الأنقياء.و نضع الأية (كونوا ودعاء كالحمام حكماء كالحيات) لتفسر الموقفين معاً.
-ثم هناك إحتمال و هو كبير جداً أن يوقف ترامب هذا المشروع لكي لا يصعب مهمة التواصل مع السيسي فماذا سيكون الحال لو أيدت الكنيسة المشروع و خسرت علاقتها بالدولة ثم توقف المشروع في الكونجرس فخسرت ما تتوقعه من المشروع و لا تكون قد طالت هذا أو ذاك؟ هل هذه حكمة. لذلك رفض المشروع من قبل الكنيسة هو الأجدر بالتقدير و الأصوب و الأكثر حكمة.
و أخيراً مبرر من الكتاب المقدس نح2
في مواقف تذكر فيها عبارة حماية الأقباط يقررون علينا حوار يقال أنه دار  بين البابا بطرس الجاولى و بين مندوب قيصر روسيا و خلاصة الحوار رد  البابا (قيصركم يموت و نحن في حماية من لا يموت)  نعم كلنا متأكد  أننا في حماية إلهنا القادر الذى قصد أن يضع الحملان وسط الذئاب لحكمة منه لكي نشهد له و نشكر و نتأمل كيف يرعانا رغم معاكسة الظروف حولنا . .لكن ليكون مفهومنا على الإتكال على الرب مفهوماً متكاملاً فلنقرأ  حدثاً آخر في الكتاب المقدس يخص بناء سور أورشليم.
حدث أن نحميا النبي وهو من يهود المهجر(المسبيين في بابل)  و حامل أثقال أخوته  المحاصرون في وطنهم (يهود مملكة يهوذا)  و بعد أن علم منهم أن سور مدينة الله منهدم و أبوابها محروقة بالنار سكب نفسه بدموع قدام الله في صلاته واثقاً  في يد الرب الذى  يعمل به . و إستغل قربه من الملك  كساقى للملك أرتحشستا ملك بابل و أخبره بحال أورشليم التي إنسكبت دموعه لأجلها فحنن الله قلب الملك .طلب نحميا النبى من الملك أن يزوده بأوامر للمسئولين في المملكة ليأخذ أخشاباً و أدوات يبنى بها السور و  برسائل للملوك الذين سيصادفهم في الطريق حتي لا يعوقون مهمته وإستجاب الملك و سمح له بالعودة مرسلاً من عنده حراساً يحمون نحميا في الطريق و زوده بالرسائل التى طلبها و أمر بمنحه مساعدات لبناء السور و الأبواب و وصل بسلام  مزوداً فوق كل شيء بمعونة إلهية حركت قلب الملوك ليكون كل إالعمل لمجد الله و تم البناء .
فهل كان نحميا النبى  متكلاً علي معونة أرتحشستا و متكلاً على حماية حراس أرتحشستا ؟ بالقطع لا لأنه لما إنتوي أن يعود ليبني السور بدأ فقط بطلب أجازة من العمل ليسافر لفترة ثم يعود فهو كان متكلا علي ذراع الرب . و كانت أعين نحميا النبي مغرورقة في دموعها  قدام الملك مما يعد بمثابة مخالفة تستدعى القتل حسب قوانين زمانه مما يؤكد عدم خوفه من الموت لأنه متكلاً على الله .لكن النعمة التى نالها نحميا  النبى و إنقياده  بروح الله قادته ليطلب  مساعدة الملك الغريب أرتحشستا و يطلب الرسائل من المسئولين ليساعدونه .  و لأنه باراً موهوباً بروح النبوة و متكلأً على يهوه صاحب المدينة المقدسة و صاحب الهيكل و المدبر الوحيد لنحميا النبي ليتمم مشيئته المقدسة.فإنه لم يجد تناقضاً بين الدور الإلهي المحرك للكل و طلب العون من الملك .هذا درس سماوي يعلمنا أن ننسكب مثل نحميا النبي فننال نعمة في عين الله و في أعين المسئولين في كل مكان في العالم و نستخدم كل الوسائل المتاحة التي لا تتعارض مع إيماننا بيد الله العاملة في الكل و المحركة لقلوب الملوك.فالإتكال على الرب لا يمنع من الإستعانة بمن يسير في نفس مسار قيادة الروح القدس.
الرب يعط نعمة لكل مسيحي في كل مكان و قدام كل مسئول  لكي تجد النعمة فيه موضعاً لتسكنه و ينقاد بالروح القدس .الرب يمنح حكمة لآباءنا لكي يرعون الرعية بطهارة و بر.الرب يعط نعمة لأقباط المهجر لكي تكون خدمتهم لمجد الله.بالنعمة نقرأ الأحداث بغير أن نغفل عن يد الله فيها.نعمة الرب تشمل الكل.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1383284361705013&id=1326669357366514


351
  موقف تجاه مشروع قانون أمريكي
Oliver كتبها
كتبت من قبل عن قانون بناء الكنائس مقالاً بعنوان العقد العشرة لقانون العزبى الجديد .يمكنك قراءته هنا https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1372899722743477&id=1326669357366514
لن أكررما ذكرته في المقال السابق فقد أثبتت الأحداث أن قانون بناء الكنائس دعاية سياسية برلمانية و قانون وهمي تجميلي لم يتفق مع الواقع في  شيء.فلم تبن كنيسة بموجبه بل هدم مكانين للصلاة بعدها حتي من قبل أن يصبحا كنيسة بعد  و ذلك حرصاَ علي مشاعر الإرهابيين والأمن و  المحافظ الذي يحقق رغباتهم.و تعرض الغوغاء للمسيحيين في قريتين و هدموا ممتلكات المسيحيين بعدها. ثم ظهرت صور بيت العائلة تفقأ أعين المسيحيين و تخرج لسانها للقانون.و لكي نتأكد من إعجاب الأزهر ببيت العائلة فقد سافر وفد منه ليقترح على ميانمار تنفيذ الفكرة هناك ناقلاً إليهم خبراته الهدامة لكي يعمق جراح الصدامات هناك. الذى قانون بناء قانون بناء الكنائس المعيب جعل بعض النشطاء من خلال منظمة التضامن القبطي يجمعون تأييدات من آلاف المسيحيين في الولايات المتحدة و بدون هذه التوقيعات للآلاف لا يمكن أن تتحول المناشدة إلي طلب بواسطة نائبين من الكونجرس لتقديم مشروع في الكونجرس لمراجعة ترميم الكنائس في مصر التي تأثرت من أحداث 2013 . فلم تكن هذه مجرد فكرة لشخص نستسهل الهجوم عليه بل فكرة أيدها آلاف من المواطنين الذين فقدوا الأمل في قوانين مصرية تنصف مسيحيي مصر.هذا المقال ليس نهاية الحديث لتقييم هذه الفكرة بل هو مقدمة  لمقال آخر تال للحديث عن مشروع القانون و أبعاده السياسية.لهذا أرجو من  القارئ العزيز  أن يحتفظ برأيه لحين عرض الفكرة إلي النهاية ثم بعد ذلك لك ما تشاء.
قبل الخوض في الأمر فإن المشروع لم يقدم للكونجرس بعد و بالتالى لم يناقشه الكونجرس اصلاً و أن كل حملات الإستنكار من شخصيات مكررة  و مقررة علينا هم مجندون ضد حقوق المسيحيين  و حتي لو كانوا يحملون صفة  مسيحيين.هؤلاء لا يدركون أنه لا يوجد مشروع قانون حتي الآن بل فكرة.
ألفت النظر أن الفكرة االمعلنة لا تقتصر علي ترميم الكنائس بل كل الممتلكات التي دمرت أو أتلفت أو أحرقت أو نهبت لأسباب طائفية فقط لأن ملاكها مسيحيون ضع المستشفيات و المدارس و المنازل و المتاحف و الوثائق القبطية في خاطرك وأنت تقرأ كلمة (ممتلكات مسيحية) .فالأمر ليس كنائس فقط كما تروج آلة الإعلام الحكومية في مصر.
إذا أردت أن تعرف حجم فقدان المسيحيين في العالم لوثائقهم و متاحفهم و آثارهم في مصر يلزمك عمل بحث عميق دقيق و ستصعقك النتائج.لتعرف أن تاريخنا يسرق يوما بعد يوم.و أن وثائقنا تباع لمن يريد  .و سيأتي الوقت الذي يتوهم فيه اللصوص أن يسوقوا أكاذيب عن أمجاد كنيستنا  مطمئنين أنهم حجبوا آثارنا و تراثنا  و عتموا علي حضارتنا عارفين أنهم يحجبون وثائقنا التي تفضح أكاذيبهم لكن هيهات فأوهامهم لن تغلب الحقيقة مهما أعدموا أثارنا و مخطوطاتنا.و سنفاجئهم أننا نملك الكثير مما لا يعرفونه ناهيك عن غيماننا الذي هو أعظم من كل الأسانيد و ثقتنا بيد الله معنا.. لن نتفاجأ لو وجدنا ذات يوم  ما متحف قبطى  تمتلكه قطر يعرض أو يبيع آثارنا القبطية أو معرض أثرى في لندن تمتلكه أموالاَ سعودية يبيع وثائق و مخطوطات قبطية نهبها الإخوان بمساعدة طنطاوي و المجلس العسكري الذى دهس شهاداءنا في ماسبيرو.
إذا أردت أن تعرف فقداننا لممتلكاتنا أدخل مدارسنا (التي كانت قبطية) و أنظر من صار يمتلكها و ماذا صار يدرس بها. أدخل إلي المستشفي القبطي و أنظر من له اليد العليا فيها الآن و كيف أنحسرت رسالة هذا المستشفي العظيم.إسأل نفسك و كن شجاعاً كيف تم تمرير قانون بناء الكنائس دون مناقشة (إسأل في هذا النائب د عماد جاد) حينها تتأكد أن النواب الأقباط ديكور للمجلس.
إذهب إلي الأماكن التي تعرضت لهجوم الغوغاء بسبب بناء أو محاولة بناء مكان للصلاة .إسأل أيا منهم هل عوضك أحد ؟ هل تم إعادة بيتك المخرب؟ هل عالجوك جيدا من إصاباتك؟هل تركوك تعود لبيتك؟ هل أنت الآن آمن فيه؟ ماذا تفعل في شتاءك و صيفك و سقف بيتك ما زال منهدماً؟ قبل أن تدافعوا عن الظلم فكروا في الحق.ضعوا أنفسكم مكان هؤلاء و حتي لو ساعدتهم الكنيسة و رجال الخير من المسيحيين فهذا لن يعفى الدولة من مسئوليتها عن حماية متساوية عادلة لكل مواطن على أرضها.إسألوا المتضررين أولاً  ثم قولوا ما شئتم.قولوا عن هذا القانون أنه خيانة و أنه لوبى صهيوني و أنه فتنة لكن ماذا عن الخاسرين في تلك الأحداث هل سيغنون معكم نفس القصيدة؟
أصدق تصريح  الرئيس السيسي أن الدولة قامت في هجالة بترميم الكنائس التي كانت متروكة لكي تقطع علي مشروع القانون الجدوي من صدوره و بهذا يكون قد أثمر قبل صدوره لكن هناك المزيد الخاص بالممتلكات الثقافية و الأثرية و تعويضات الضحايا لم تتخذ فيها اي خطوة.
الذين يهاجمون الفكرة كأنها قانون تم إصداره  لا يقرأون بل يجمعون نقاطاً في تأييد السلطة  و هم مكشوفون للكثيرين و لا يعدلون.و ندعوهم أن يقرأوا  المشروع  و من يجد فيه كلمة كاذبة فليهدمه كما يهدم كل ما هو مسيحي في مصر
http://v1.brotherrachid.com/ar-/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/ArticleID/164
من المهم جداً أن نعرف أيهما أحق بالتأييد الجلسات العرفية التي تشجع الإرهابيين و تقتل القانون أم القانون الذي  يلزم المسئولين بطريقة ما ليعيدوا لكل صاحب حق حقه. الحقوق القانونية في مصر عرجاء لأن القضاء في مصر سلفي الهوي ينظر بعين إلي ما تريده السلطة و بعين أخري إلي ما يرضي السلفيين الإرهابيين ثم يحكم دون قانون. التعاطف مع الإرهاب هوي في قلب القاضي و ليس في القانون لذلك يرتع الإرهابيون في السجون أكثر مما يعيثون ترويعا و إفسادا خارج السجون بدليل أن معظم التهم التي تحاسب عليها قيادات الإخوان الآن هى عن جرائم أرتكبت و هم محصنون في سجونهم؟ نريد قانون يجبر القضاة أن يحكموا بالقانون و ليس بالأهواء.
أنا ضد هذا  المشروع الأمريكي
إلغوا المادة الثانية من الدستور , ضعوا قانون  جديد لبناء كنائس ليس فيه سوي سطر وحيد  هو : .ينطبق علي بناء الكنائس نفس القوانين التى يخضع لها  أي بناء في مصر و لا سلطة لرفض البناء لأي مسئول. إنتهي النص. إذا فتحتم 52 كنيسة مغلقة في مصر بتعليمات أمنية. إذا إلتزمت الدولة قولا و فعلاً  إلتزاماً دائماً بحق المواطنة  مع إلغاء بيت العائلة الذى يكرس الظلم,أقبضوا على من يتعدي علي كنيسة أو منشأة أو ممتلكات لمسيحي و عاقبوه ليكون عبرة . سموا الأحداث باسماءها و لا تلونوا الطائفية بأن الجاني مختل أو عنده قصر نظر.سهلوا لكل مسيحي أن يأخذ حقه دون مجاملة سواء في التعليم او المناصب في كافة المجالات و ليكن معيار الكفاءة هو الفيصل بين المواطنين.أعيدوا آثارنا المسروقة و مخطوطاتنا المنهوبة بيد بعض رؤساء المتحف القبطي و الأثريين العاملين به.عاقبوا المحرضين و المفتيين والمتطرفين الإعلاميين و واضعى المناهج التعليمية  المتطرفة بإستبعادهم من مشاهد الصدارة و مواقع المسئولية .علموا النشء المواطنة السوية التي لا إستعلاء فيها من أحد على أحد.أفصلوا المدرسين و المديرين ورؤساء أقسام الجامعات و العمداء و رؤساء الجامعات الذين ثبت تطرفهم و تعصبهم و عرقلتهم لحقوق المواطن المسيحي.إلغوا خانة الديانة من كل الهويات ما عدا شهادة الميلاد.إلغوا جريمة الإزدراء الديني . حولوا التعليم الأزهرى كله  إلي تعليم عام  مفتوح للجميع خاضع لوزارة التعليم  و التعليم العالى خضوعاً مباشراً وحيداً و لا دور للأزهر في المجتمع سوي في الشئون الدينية و هو نفس ما تطلبونه من الكنيسة و قيادتها.عدلوا قوانين الميراث لمن ولدوا من أبوين مختلفي الديانة.عدلوا قوانين الحضانة لأطفال تلك الأسر. إحتفلوا بكل الأعياد كمناسبة يجتمع عليها الوطن.ساعتها سأشعر أن مصر وطني الذي لم يسرقه أحد و انني مثل كل مصري لي ما له و على ما عليه دون أية تفرقة.ساعتها أقول أنا ضد أى قانون خارجى يخض الأقباط .علماً بأن هذه الشروط ليست سوى حق طبيعي لا تطلب تمييزا أو تفضيلاً بل فقط مساواة و مواطنة.
لكن و الحال علي ما هو عليه فكيف أشجب و أستنكر فكرة مشروع من أي جهة في العالم يطالب بحقوقنا المهدرة. من حقي أن أفكر و أتفهم الفكرة جيداً ثم أقرر أي جانب أقف .يا كل مسئول و كل مسلم قبل أن تتهكم على فكرة مشروع القانون و تعتبر من يؤيده خائناً للوطن ضع نفسك مكاننا.نحن نذبح علي الهوية و نفجر في كنائسنا نحن ننهب و تحرق ديارنا و نرغم لكي نجلس في مجالس عرفية تزيد الألم ألماً و تضغط علي المظلوم و تقهره و تبتزه لكي يلتقطون لهم صورة أنهم نجحوا في وأد الفتنة بينما هم وأدوا الأقباط لا الفتنة. بناتنا تختطف و بعضهن يأخذ صفرا في الثانوية العامة في كل المواد. يحكمون علي أطفالنا بالحبس خمس سنوات بتهمة إزدراء ثم يحكمون علي كاتبة بالحبس ستة شهور مع الإيقاف لنفس التهمة؟ يتركون برهامي و أمثاله  يكفرنا و يسبنا و يشجع على ذبحنا  و يبرأ القتلة و يبيع الفكر الداعشي ليل نهار  و لا يوقفه أو يحاسبه أحد فكن مكاننا يا أخى  المسلم  و قل لنا بالحق ماذا تفعل لو كان المختطف طفلك و المنهدم بيتك و المذبوح أبيك و المحترق موضع عبادتك و خمس مرات في اليوم يسبونك و يكفرونك  في الميكروفونات قل لي ماذا تفعل و من ستؤيد؟
المقال التالى لمناقشة فكرة مشروع القانون من عدة زوايا1- مبررات السياسة الأمريكية 2- مبررات الذين تبنوا المشروع 3- مبررات  الموقف السياسى المصرى 4- مبررات موقف القيادة الكنسية . و مع  كل المبررات فأنا  أميل لتوقع أنه لن يحدث و لن يصدر هذا القانون .لكنني سأكتب ليتفهم البعض الموقف بأكثر عمقاً.
https://www.facebook.com/Oliver-the-writer-1326669357366514/



352
المنبر الحر / الجسد و الحب
« في: 16:03 06/01/2017  »
الجسد و الحب
  Oliver كتبها
خلق الله آدم كاملاً ثم نفخ فيه من روحه فصار آدم بالروح  يحيا و يتحرك و يوجد  . كان آدم إنساناً متحداً بالله  بغير مفارقة منقاداً بجملته  للروح القدس الساكن فيه .لذلك و رغم كونه عاش أيضا بالجسد لكننا لم نقرأ عن الجسديات في الفردوس.المرة الأولى التى ورد فيها الكلام عن الجسد لما خلق الرب حواء من آدم و شعر آدم أنه واحد معها فإبتهج الروح  بهذا الإتحاد و قال أنشودته الروحانية:  لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ويكونان جسدا واحدا.
آدم الأول و الإتحاد
إرتبط ورود كلمة الجسد بالإتحاد( جسداً واحداً)  لأن الإنسان خلق في الأصل ليتحد بالله  و هذا ما نناله الآن بالمسيح يسوع. لذلك إذ سبق أن إتحد آدم بالحياة فكان أول إتحاد بين طبيعتين  هما التراب و الحياة.ثم بسرِ عظيم صار ضلع آدم كياناً كاملاً لحواء  وصار أول إتحاد بين شخصين فعاشت حواء بهذا الضلع في قلبها و عاش آدم بكل حواء في قلبه رغم كونهما كيانين مستقلين .سر الإتحاد بينهما  أنه نبع من مصدر الحب أى روح  المحبة .الروح القدس الذي جمعهما من أول لحظة.
لقد ولدت في آدم محبة جديدة يوم خلقت حواء. إنتقل الحب الإلهي إلى حواء من آدم و إنتقل الحب البشرى من آدم و حواء إلى الله  فالحب ينتشر كالهواء ليس من يمتلكه لنفسه.هو مجاناً للجميع  .لولا الحب الإلهي و حبهما المشترك ما كان يمكن أن يقال أنهما جسداً واحداً.فالجسد و الحب حاضران معاً يضمنان الإتحاد..لأنه ليس إتحاد بغير حب و لا حب  بغير روح الله.
آدم الثانى المتجسد
كما رأينا إتحاد بين طبيعتين و بين شخصين في آدم الآول صار هكذا في آدم الثاني الرب يسوع المسيح. إتحدت طبيعتان ناسوت و لاهوت و شخصان إله و إنسان  في إله واحد بطبيعة فريدة و صار بعد الإتحاد الإله المتجسد  .
آدم الأول إتحد روحياً بحواء و بقي  بعد إتحاده بحواء على نفس طبيعته الأولى لم يمتزج أو يتلاشي في حواء رغم الإتحاد ,هكذا  آدم الثانى بعد الإتحاد بقى كما كان منذ البدء بنفس لاهوته رغم الإتحاد بين الطبيعتين.
 آدم الأول كان جسداً يحتاج إلي الروح و ناله بالنعمة  وآدم الثاني كان روحاً  بالطبيعة يحتاج إلي جسد و أخذه من العذراء مريم لكي يخلص الجسديين من سلطان الجسد.
 الروح القدس حل على حواء فأحبها آدم الأول و صارت له معيناً .الروح القدس حل على العذراء  فأحبها آدم الثانى إبن الله و صارت له أماً .
آدم الآول جسد زمنى محدود  إتحد بالحياة.و آدم الثانى حياة أزلية أبدية لا حدود لها إتحدت بالجسد.
آدم الأول من جنبه خلقت حواء و آدم الثاني من جنبه خلقت الخليقة الجديدة كلها .
آدم الأول مخلوق غير مولود و آدم الثانى مولود غير مخلوق.
 آدم الأول كان وحيدا في جنسه لكن الجنس تكرر بعد ذلك مراراً و تكراراً.آدم الثانى هو الإله المتجسد الوحيد الجنس و سيبقي إلي الأبد وحيد الجنس ليس غيره إله صار جسداً.
كما إتحدت حواء بآدم بعمل الروح إتحدت الكنيسة بالمسيح بعمل الروح نفسه. الآن علمنا لماذا تهلل الروح و قال أنشودته من أجل هذا يترك الرجل أباه و أمه و يلتصق بإمرأته و بالروح يحدث الإتحاد.لقد كان الروح يهلل للكنيسة و المسيح معاً قبل أن تتحقق النبوات.
تجسد الحب
أحب الله العالم فصار الحب جسداً و حل بيننا ينشر الحب .فمن المزود تنبع كل معانى الحب.تجسد الإتضاع في المزود.تجسدت الوداعة في الطفل الإلهي.تجسدت كل نبوات الخلاص في المسيح لأنه الكلمة المتجسد.تجسدت البراءة فعرفنا بلذى ظهر في الجسد ما هو سر التقوى. المزود أعظم من هيكل سليمان لأن المولود فيه لم يربط الشريعة علي يده و لا علي جبهته و لم يضعها كاليهود وشماً أو يتباهى بها على الأمم طقساً بل ربط الشريعة بشخصه فأعاد الروابط المتقطعة بين الوصية و بين الإنسان و بين الإنسان و الآب.بين الأرض و السماء.كان في المزود طفل صغير لكن يده الصغيرة الطفولية قادرة بغير حدود أن تمتد لتصل ما بين الأرض و السماء .يد الرضيع لم ترتكن عن العمل الإلهى بل ظلت تدير الكون.فيما كانت أمه القديسة العذراء تربت على يده النقية كان هو بلاهوته يربت على ظهر المجروحين و صغيري النفوس.كان يمد يده كسلاح قاهر ضد قوات إبليس و هو في المزود مغمض العينين نائم.في تجسده إنتزع من معانى العظمة كل كبرياء و صار تنازله هو العظمة بعينها.تجسد الحب و من يومها لم يعد اي حب مقبولاً قدام الله إلا لو تجسد  في فعل أو فكر أو رجاء.في تجسد الحب يوجد الغفران لبعضنا بعضاً.ليكن السلام حقيقي لأن التجسد صنع أنشودة السلام للأرض ,سلام إلهي من طفل المزود السلام الذى لم و لن يأخذه منا العالم.
لتتجسد الصلاة إلي دموع.الصوم إلى بذل الذات.الخدمة إلى فرح بالصليب.السماء إلي زهد بمقتنيات العالم.لتتجسد رسالة الخلاص إلى كرازة.و محبتنا للآب إلى خدمة غير متخاذلة لكل المحتاجين روحياً و جسدياً.بدون أن تتجسد الفضائل تبقي التقوى صورة و يدفن إنجيلنا و نفقد أرباحنا مثلما فعل العبد الشريرفي وزنته. ليتجسد حبنا للمولود كما تجسد المولود حباً فينا.
صلاة قدام المزود
أخشع قدام مزودك إذ صار سماءاً.عيناى تختلس النظر إلي عينيك فتنكسر.عيناك المنمقتان تخترق كيانى.و ضجيج من أصوات كبرياء يتحطم أسمعها في داخلى.قدام مزودك الصغير يصغر العالم جداً.أخشي أن أحرك يداى نحوك.إذ تبدو قدامى رضيعاً لين العود .غصن رقيق.أتعجب كيف تجرأت الأيادى أن تحملك يا حامل الأكوان. من يلمسك يسرى في كل كيانه نار آكلة تبيد كل القش الواهى المختبئ في أركانه العميقة.و نظرة من عينيك تجعل كل أعمال  الإنسان كصفحة منبسطة ليعيد قراءة الحقيقة التي غفل عنها طويلاً.عند المزود ليس هناك حاجة للهدايا بل حاجة للهداية.لذلك أخشع عند المزود و أعترف للرب الذي  و هو يرضع من أمه يغذيني بمراحم أبدية.أنا أعلم ايها الرضيع أنك تسمعني و تفهمني لأن الحكمة تسكن فيك منذ الأزل.لذا أحتاج مشورتك و اسألك أن تنقذنى من نفسى و من ذاتى و من ضعفات الجسد.أيها الوافد علينا لن تر جديداً لأنك كنت منذ الأزل هناك ترى كل شيء و كل أحد لكنك اليوم عن قرب ترقبنا.أيها الوافد من عرش سماءك المهوب إلي المزود هنا ستسمع كل يوم عن هشاشة الحب الذي ندعيه.و يأتي إلي سمعك الرقيق صوت حطام ذوات تتعارك.و شجار من قلوب تتقسي.كلما تنمو بيننا قليلاً قليلاً مثل البشر ستقترب إلى تجاربنا و تعرفنا بالتجارب.لذا ننتظر منك عوناً جديداً.أيها الطفل المتهلل و هو تارك مجده هل تسعد بني جنسك إذ أخذت إنسانيتك منهم.أيها المبتسم في مزودك بكل النعمة هل ستنتقل إبتسامتك ذاتها من شفتيك إلى شفاهنا.هل تزيح بيدك الصغيرة ستار الإكتئاب عن أولادك و كنيستك.إلتصقت بنا بتجسدك و خير لنا الإلتصاق بك أيها الرب فهل تمنحنا هذا الإلتصاق رغم جفاءنا.
أنظر يا طفل المزود شيئاً آخر أرتجيه .لقد رأيتك تستقبل أناس من أرض بعيدة و أنا الآن أترجى من أجل أناس في أرض بعيدة هل تأتي بهم إلى مزودك فيتغير قلبهم و قلبى و يتوحد حبنا فيك.أؤمن أنك و أنت رضيع قادر أن تعيد الماسورين إلى حرية مجدك و المساكين إلى عظيم رحمتك و المرضى إلى شفاءك المبهر و التعابى إلى راحة لا توجد إلا هنا معك.يا طفل المزود هل يوجد مكان لى بمزودك.أنت تعرفني أنني أصغر من المزود .يداي محدودتان و جسدى ينكمش ليصير علي حقيقته أنه حفنة تراب و نفسي تتضاءل يوما فيوماً و ها قد صرت مثل الخيال فهل يوجد مكان لى بمزودك .ظهرى منحنى من هموم ما كان يحب أن يكون مكانها إلا عند مزودك.كتفاى تؤلمني فلم أعد أحتمل أثقالاً فأنا تعاميت عن دعوتك لأضع أثقالى عليك.هل تسمح لى أن أشاركك مزودك و أتمدد في حضنك.فحضنك الصغير يسع العالم كله و أنا قليل من ذرات الأرض لو فركتها بيدك لن تكبر عن أن تكون سنبلة مطحونة. أيها المولود هل تصنعني حبة حنطة  بدلاً من عيشة الزوان التي أعيشها.أيها الرضيع أفسح لي في مزودك ركناً.لأنه بك وحدك أجد المجد الذى يتخلل قسمات  وجهك العميق و السلام الذي تمنح و الفرح الذي به نفرح . أفسح لى شبراً في مزودك لكي  أرقد هنا  إلي الأبد فهذه شهوتى.
www.facebook.com/Oliver-the-writer







353
المنبر الحر / الراحلون
« في: 14:24 02/01/2017  »
الراحلون
   Oliver كتبها
أيها الراحل بعيداً إني أعلم أن رسالتي ستصلك.فليس في الأرض  زوايا تحجب الكلمة.و لا كل جبال الأرض تخفي الحقيقة.فهذه رسالتي إليك إقرأها متي شئت .إفتح قلبك كلما حادثك الروح. كل رموزها مفتوحة قدامك و الحب يغمرها ليجد طريقه إليك.
أيها الراحلون عن أرضنا.كيف صارت السماء موطنكم.كيف طرتم فوق السحب و حملكم الروح حتي أدركتم و نلتم الميراث.هل صارعتم الأرواح الشريرة في الهواء.هل راودتكم أفكاراً مخيفة عن النهاية.هل كنتم مطمئنون و أنتم ترون السماء تقترب و تقترب كأنه حلم.كيف يكون ما لم يخطر علي بال و ما لم تنظره عين أو تسمع به أذن؟ كيف ينتقل الكيان من الترابي إلي السماوي؟ كيف يرتقى الفكر فوق كل القمم الشامخة.رسالتى إلي أرواحكم تسأل أيها الراحلون في صمت. كيف رأيتم  الروح  يقود إلى ما فوق السحب.كيف يتشكل المصير إذا النعمة صنعته في ما بين الأرض و السماء.كيف تغتسل الروح من سهواتها و النفس من شهواتها و الأفكار من هفواتها.كيف تلبسون ثوب العرس قبل الوليمة.
أيها الراحل من بين الناس ما سرك؟ كيف هكذا  صار أمرك. إختفى الناس من فوق الجبل و بقى وحده المسيح قدامك.كيف إنفطمت عن الجميع و غلبت جاذبية الأرض و رحلت.كيف يصبح الحب أقوى من النار و أغزر من السيول؟ كيف يبيع الراحلون كل شيء بغير ندم.كيف يصير الصليب شهوة و الموت عن العالم نعمة و ضياع كل شيء ربحاً.متى سمعت الصوت القائل إتبعني؟ هل كان في الصوت قوة جعلت الإستغناء عن الأشياء مثل الماء ينساب من بين الأصابع. هل كان الصوت غالب لكل ما في داخلك؟ هل إنهمر على القلب ثقلاً دفعك إلي الخروج و الرحيل.هل أخبرك الصوت أن الحقل الذي في وسطه الكنز ينتظرك هناك في البرية فذهبت تحفر بيديك عملاً و بقلبك صلاة و بمشاعرك هذيذاً حتي وجدت الكنز و وجدك  فأمسكته و لم ترخه.أيها الراحل نحو الصمت من أجل الكلمة, نحو الصلب من أجل المصلوب,الذى إختار الفقر من أجل الغنى و الموت من أجل الحياة الأبدية.ايها الراحل متى تتكلم.متى ندرك كما أدركت أن الغلبة للحب.
أيها الراحل تاركاَ مسئولياتك ..كيف تترك الخراف و ترعى الذئاب. كيف تغادر الأبوة أباً  و الأمومة أماً.كيف تجرأت أن تجلس فوق الناس لا تحت أقدامهم مثل معلمك.كيف هان عليك موت النفوس كأنها ليست من يدك تُطلب؟ أيها الخادم النائم من يسهر على أسوار أورشليم إذن؟ يا من إكتفيت بالكهنوت وظيفة و بالخدمة إسماً و بالكلام صلاة و بالمظاهر نشاطاً متي تفيق و تعمل بالروح لا بالجسد.فكل ما تصنع الآن مولوداً ميتاً كالسقط فهل تخدم الموت أم الحياة.كيف تهمل ينبوعك و تترك المخدومين عطاشي.متى ترجع إلي محبتك الأولى و تنتفض ملتهباً لخلاص النفوس.متي تسترد غيرتك على أبديتهم و شركتك مع السيد و المعلم.حين تفيق من غفلتك ستعود بك نفوس الذين رحلوا مثلك و هجروا الحب.إبك بكاءاً مراً كى تعود كما بدأت.فحنان مسيحنا فوق كل بُعاد.
أيها الراحل إلي كورة بعيدة هل أضناك الحب؟ إلي الفقر و العرى و الجوع تعجلت فهل أجهدك الوفاء حتي تمضي؟هل صدقت الوعود البعيدة و كذبت وعود الحبيب الألصق من الأخ؟ ايها الراحل بعيداً أنظر من في إنتظار سقوطك في الهوة؟ أصوات الهزيمة تتعالى عليك و بكاء من بعيد كمن ينوح على أمه فكيف رحلت؟ ليس الأصدقاء هناك أصدقاء.و لا الشركاء هناك شركاء.بل هم ينتظرون التضحية بك كغنيمة.إذا تعريت يفترسونك بلا شفقة حين يتذوقون لحمك رخيصاً.إذا ذهبت فهم ليسوا في إستقبالك و إذا مضيت فهم ليسوا في وداعك. يستثمرون مالك و يأخذون لأنفسهم الأرباح دونك.  ولما تسألهم يراوغونك و إذا طالبتهم يطاردونك.أيها الراحل إليهم لماذا تسلم  نفسك للذئب فريسة.لماذا تصدقهم و كل وعودهم زائفة.ينهبون نفساً خائفة فلماذا إلي الخوف ترحل.أيها الراحل إلي هناك ,هناك راقب الأيام و أعلم أن في عودتك حضن بإنتظارك و وعد بإنتصارك و حب حتى في إحتضارك.أيها الراحل لا تيأس فأبوك هنا يسمن العجل و ينتظر الذبيحة لأجلك.كلنا هنا سنعيش حين ترجع لأن الحب سينتعش مهما بدا  أنه يخبو. في إنتظارك أفراح الوليمة و أمجاد البنوة و أعاجيب العودة فلا تحمل هماً في رجوعك.لا تجهز كلاماً لتقوله فكل ما فى داخلك مسموع.لن يلومك أحد فعُد.الحب سيغلب الحزن كله. العرس هنا و خاتم الملك  في يد أبيك ينتظر أصبعك الرقيقة.و ثوب الوليمة مصنوع بدقة و مفصل و لائقٌ عليك لأن أبوك يعرف كل أبعادك بالتمام كأنك لم تغب عن عينيه لحظة و الأمر حقاً هكذا..لن يسألك أحد لماذا رحلت لأنه برجوعك يبتهج أبوك الحنون.  هنا حضن أبيك و عناق أبيك و وليمة أبيك فإطمئن. أكتب إليك كشاهد على الحب و أعرف الذين عادوا إذ لم يلومهم قط. عُد فنحن بدونك ناقصون ,أعضاءنا مبتورة فإرجع كي نكتمل.أيها الراحل بعيداً أنت تفهم كل أسرار البيت و تعلم أين يوجد الكنز لقد قال أبوك قدام الجميع كل ما لى هو لك و كان يقصد الجميع أيضاً .
إليك أنا راحل
إليك ترحل نفسي يا قدوس.تنخلع من الأرض و تلتصق بك.تمض إشتياقاتى هناك حيث أنت.أًرحل  من كل شيء من كل أحدٍ حتي من نفسي أرحل لأسجد عند قدميك  مثل ميت فتحييني.أنا قادم إليك من أرض ممتلئة بالأشواك و أنت تلحظ جراحاتي أيها الطبيب الشافى.آتٍ إليك هارباً من ضعفى و تخاذلى و كثرة سقطاتى.ليس في جرابى شيئاً فأنا خال الوفاض.بعثرت كنزى و بددت معيشتى و ها أنا راحل من هذا كله فإستقبلنى بالعناق فأنا إلي صدرك أحن. منذ شبابى و أنا خارجاً أنتحب.آتيك بدموعى فتمسح عيني بنورك.أرحل إليك فارغاً لتملأنى.أهجر الأرض منهزماً لتنصرنى.فأقوى الغالبين أنت و أعظم المحبين أنت و أثمن الكنوز أنت فإليك أهجر الدنيا.
في قلبي آخذ الراحلين إلي الكورة البعيدة.أضع نفوسهم قدامك معي.فإصنع لهم نفس ما تصنع من مراحم لى.و كما تباركني باركهم.فنحن قادمون من بعيد إليك.خسرنا ما أعطيتنا لكن ما عندك لنا أكثر مما تبدد.هؤلاء الملتفين حولى من الكورة البعيدة هم أثمن النفوس و أغلى الناس عندك و عندى لهذا إرتحلنا إليك  معاً لنضع أوزارنا عند قدميك و نسترح فيك.قادمون نحن والتراب يعفر رؤوسنا و يغشى أبصارنا لكننا لا بأعيننا المغلقة و لا بقلوبنا المقفلة  بل بروحك نهتدى ,.نحن راحلون كالمجوس صوبك و نجمك يعرف الطريق. نجئ لمن جاء إلينا في الجسد.نحن قادمون إليك  من الشرق و من الغرب قادمون.ليس بيننا من يعرف الطريق لهذا أتينا إليك.ليس بيننا بار لذلك رحلت النفس عندك.كل الأشواق ضاعت و الآن إنطلقت الأشواق لتشتهيك فهذا أفضل جداً.
 في قلبي حنين إلي الذين سبقوا فرحلوا إليك. عندك الأكاليل وفيرة و لنا  فيك مثلهم نصيب .لذلك  قبل أن تضع فأسك على اصل الشجرة نرحل إليك متوسلين أن تثمر فينا أولاً .نهرب متوسمين في دمك أنه مثل الأبرار تكون عشرتنا معك.و يسطع فى الأرض نورك حتى يخطف الأبصار إلي فوق.و الأفكار إلى سماءك و تستقبل القلوب بفرحٍ حُبكَ المسكوب.

354
المنبر الحر / أنت عبرت من هنا
« في: 17:11 30/12/2016  »
أنت عبرت من هنا
Oliver كتبها

يمضي عام و يأت عام و أنت على مدى الأعوام حب و حضن .كل الأيام جميلة ما دامت يدك ممتدة في كل الأحداث. أبواب مراحمك صارت لنا  أكثر من خطايانا. وتعزياتك كانت و ما زالت أقوى من الآلام.كل تجارب العمر المنقضى كانت شاهداً كيف تعمل يدك بغير قيد أو شرط في الأرض. مراراً كنت تتدخل بشخصك المجيد لتوقفنا عن أن نضيف لخطايانا مزيداً .ها هى آثارك تعلن أنك عبرت من هنا لذلك نحن ما زلنا هنا. الدسم كان نعمتك  الوفيرة و بها إجتزنا الأيام و إجتازتنا و مضت.
لسنا نملك ما يكفى للشكر اللائق بك.فكل لحيظة كنت هنا.لم تتركنا فريسة لأحد.حتي الذين هاجمتهم الذئاب أخذتهم من بين الذئاب ليكونوا وسط الملائكة.أين لي بلسان يتوجك بالشكر لا الشوك. يضع التسبيح بخوراً في مجامر القديسين قدام عرشك.أين لى بنشيد يتغني بك فيتعلمه لسانى لتمجيدك. فتحت عيني فوجدت آثارك فوقى و حولى و أينما سرت و عرفت بك إسمك عمانوئيل. يدك تطوقني كقلادة ثمينة.صوتك سكنني في كل حال.أتنفس بروحك لكي لا أغشي في الطريق.هل من لغة لائقة بشخصك.
ها قد مضت الأحداث و بقيت أنت حبيب ليس سواك.تضاربت أقوال الناس بينما صدقت كل وعودك.صوتك الهادئ وصل كل الأسماع رغم ضجيج البحار و ضوضاء الأرض . كنت موجوداً في الأيام التي إمتلأت بالمرارة فلم تفرغ من حلاوتك لأنك تفيض أيضاً في ذات اللحظة بالنعمة و التعزيات.ظلمة الأرض إنشقت بنورك فلم تعد ظلمة لكل من يملأ بك عينيه.
الأرض مهما فاض البؤس فيها أرضك و أنت شبعها.لأنك بقيت معنا كما بدأت معنا لم تتغير . ثبتت صورتك فينا فلم تؤرقنا كوارث الأرض . وجهك يملأ وجوه الناس.صوتك فى كل الأصوات.نورك يملأ كل الطرق.هذا أنت لمن يراك طريقاَ.
كيف نتذمر و قد أخذنا أكثر مما فقدنا أضعافاً مضاعفة.كيف نتمني أن يعود بنا الزمن و نحن نشتهى أن يمضي بنا إليك.كيف يكون للأنين موضعاً و نحن في حضنك نسكن. هل يحمل الرضعان هَماً؟ و أنت على صدرك تهدهدنا مثلهم و تطعمنا بغذاءك السماوى.نمجدك و نتهلل بلمساتك الحانية التى داوات الجراح و أعادتنا مثلما أعادت الروح إلى العظام فصارت جيشاً عظيماً.
إصنع ما شئت بنا فليس العام الجديد جديداً عليك.نعرف أن لنا فيه مراحمك المتجددة.نعرف أنك  سوف تجدد الذين نشب العتيق فيهم مخالبه لتعيدهم شباباً كالنسور.إفعل خطتك لا تبال بما نريد نحن بل بما تريد أنت لنا.فكل ما عندك حلو. كل ما هو منك لخلاصنا.كل ما تريد لنا هو الأفضل .إفعل مشيئتك لا مشيئتنا.فليست هذه أيامنا بل أيامك أنت . تسيرها حسب إرادتك الصالحة.نحن بك غير خائفين و لا متزعزعين بل مطمئنين لأن سلامك يصاحب إرادتك لنا.فرحك يشمل كل تدابيرك.نعمتك تسكن خطة خلاصك .حضنك مفتوح قدام الكل لا يعبأ بسقطاتنا بل يظهر شوقك لعودتنا.إصنع ما شئت فقد جربنا كل ما شئناه و ندمنا.الآن خذ مكانتك فينا رأساَ مدبراَ و أب معتني و قائد حكيم و إله قادر على كل شيء.
نصلى لأجل أوطاناَ هي لك.نفوساً مت من أجلها. و لأن إرادتك أن يبصر العميان نصلى لأجل العميان حتى يبصرونك. و لأنك أتيت لتكون للكل حياة نصلى لأجل الموتى الذين وعدتهم بالحياة حتى يقابلوك و يقبلوك. و لأنك تعلم أوجاع الرأس نصلى من أجل آباءنا الروحانيين كي ينالوا منك نعمة تفوق مسئوليتهم الجسيمة.
في هذا العام الجديد إعطنا نمواً نتعلم منك ما لم نتعلمه بعد. و نكون قريبين منك كقربك منا.نتعمق فيك و نتعملق فيك.لنراك وجهاَ لوجه بأكثر وضوحاً من ذى قبل. صوتك مسموعاً أكثر مما مضى.العام لن يكن جديداً بغير أن نحبك حباً جديداً و نصنع توبة جديدة و نصلى بفكر جديد و نسترد الإنسان الجديد.كلما أخذنا منك كلما صار العام جديداً لأن كل ما في العالم فساداَ نأخذه و نندم .عطاياك محيية و عطايا العالم قاتلة فكف أيادينا عن أن تمتد لغيرك.و أفكارنا عن أن تتوق سواك.حضنك متسع للكل فخذ معنا أعداءنا إليك .صالح الناس معاً بمعرفتك الحقيقية و محبتك الغامرة.إجعله عاماً للحب السماوى و اللغة السمائية و التسبيح السماوى إجمالاَ إجعله جزءاً من أبديتنا لكي نتذوقك بغير إنقطاع.يا ملك الكل كن ملكاً لى مهما تصاغرت نفسى قدام وصاياك. يا مخلص العالم إفتدى كيانى من تراكمات السنين.لا تترك شعباً أو شخصاً يائساَ يا ينبوع الرجاء.تحنن دوماً لأننا عهدناك السامرى الصالح.كل الرعية رعيتك فإجمع خرافك في حظيرة واحدة.لكي تنظرك الأعين و تسبحك بإندهاش لعظم مجدك.



355
لا تصدقوا كل روح و لا تخشوا النبوات الكاذبة
Oliver كتبها
- قديماً شاعت النبوات الكاذبة ليس فقط في زمننا بل منذ عهد قديم كانت فيه تتجرأ أولئك الأنبياء أن يدخلوا إلي ملوك إسرائيل و ملوك يهوذا أيضاً و يخدعونهم بنبواتهم الكاذبة .لم  يتركهم الله بل سريعاً كان يكشف أولئك الكاذبين و يرسل أنبياءه الأمناء ليفضحوا كذب المدعين. فأرسل إيليا النبي ليكشف زيف أنبياء البعل 1 مل 18 .  كشف كذاباَ آخر هو  صدقيا بن كنعنة الذى كان يتنبأ لصالح يربعام كذباً  1مل 22: 11 . و ضرب ميخا النبي الحقيقي على فمه لأنه تنبأ ضده  و من ثمارهم تعرفونهم 1مل22: 24 مت 7: 15-20  و قد إستخدم الرب إرميا النبى ليفضح كذب حننيا النبي الكذاب  الذى تنبأ بإنتصار آخاب الملك لكنه  هلك في الحرب  كما قال له إرميا النبى مل22:22 إر 28: 15. إثنين آخرين من الأنبياء الكذبة كشف زيفهما إرميا النبي. اخاب بن قولايا و صدقيا بن معسيا اللذين يتنبان لكم بإسمي بالكذب.قتلهما نبوخذراصر ملك بابل قدام الشعب  أر 29: 21 . و من ضمن علامات مبتدأ الأوجاع  إنتشار الأنبياء الكذبة مت 24:24 .و لهذا أوصانا الكتاب قائلاً : أيها الاحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الارواح هل هي من الله؟ لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم 1 يو 4:1.كان و لا زال الأنبياء الكذبة يعملون فرادى و جماعات بروح كذب ليس هو روح الله أبداً. أيضاً الكتب المدسوسة  و المنسوبة لأشخاص قديسين مثل إنجيل برنابا و نبوات الأنبا صموئيل المعترف هي من أنبياء كذبة.
- في العهد الجديد عمل الله دائم و مخاطبته للبشرية لا تنقطع .و النبوات في العهد الجديد موجودة و الأنبياء و النبيات أيضاً .يوحنا المعمدان كان نبى و أعظم من نبى.مت 16 : 14. و في إنسكاب الروح القدس حدث أن تنبأ أبناء و بنات في الشعب أع2: 16-18
و كانت أربع بنات لشخص يدعي فيلبس يتنبأن أع 21: 8. و صار للنبوة في العهد الجديد مواصفات مختلفة عن العهد القديم.ففي القديم كانت النبوة منحصرة في الإخبار بأمور مستقبلية و حوادث محددة كان أهمها النبوات عن شخص الرب يسوع المسيح. أما في العهد الجديد و قد ظهر الله في الجسد صار للنبوات وظيفة أخرى هي بنيان الكنيسة و الوعظ (تفسير و تعليم كلمة الله) و تعزية و تشديد المؤمنين1 كو 14: 3 لهذا وصف الكتاب الرسولين(يهوذا و سيلا) أنهما نبيين حين (وعظا الشعب بكلام كثير و شدداهم)أع15: 32 كذلك نجد آغابوس النبى الذى تنبأ بالقبض على بولس الرسول.أع21: 11.و نلاحظ أن آغابوس لم يستفيض في وصف ما سيحدث لبولس الرسول لأن مهمته هو تنبيه بولس ليستعد و ليس إفزاع الكنيسة بما سيحدث له.لأن النبوة في العهد الجديد هي للتشديد و التعزية و ما هو خال من التعزية خال من الروح القدس المعزى.
روح النبوة عند الأخ هانى
دور موهبة النبوة في الكتاب المقدس نعرف دورالنبوات في العهد الجديد المختلف عن عمل النبوة في العهد القديم.فالهدف الآن بنيان و تعزية و تعليم و تشجيع. و هى عناصر أربعة نحكم بها و نميز الأرواح هل هى من الله. فأما البنيان فهو لا يتم بالتخويف بل بالترغيب في محبة الرب يسوع و العشرة معه.و التعليم يجب أن يستند على الكتاب و لا يخالفه. لأن روح النبوة روح لا يرتبك و لا يخطئ و لا يتراجع  بل يقدم بإستمرار ثمراَ روحىاَ لا بلبلة.أنا أقول بروح الله الساكن فىَ أنني لا أصدق شيئاً  مما تسميها نبوات يا أخى الحبيب . حتى لو حصلت ضيقات للكنيسة فهي معروفة من فم الرب يسوع شخصيا الذي قال في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم  فهذا أمر لا يحتاج مزيدا من النبوات.لكن دعنى ألفت نظرك لنتأمل لغة المسيح في نبواته عن الضيق مرتبط بالغلبة لنا و ليس بالفزع و الترهيب.
إصرارك  على تطعيم تسجيلاتك بنبوات مفزعة و أخبار تشاؤمية  لا يتفق مع عمل الروح القدس المعزي الذى مواهبه للبنء و الرجاء و الفرح للشخص و للكنيسة فهل التعزيات فيك واضحة أيها الأخ الذي يتنبأ. هل لغتك  وقت آلام الكنيسة  حين كنت منشغل بإثبات أنك تنبأت بهذه المجزرة و بشرتنا بالمزيد منها لتغرق مصر بالدم  بسيف طوله مترين يحمله رئيس الملائكة ميخائيل؟ أهذا عمل الله حقاً و تعزياته في الضيقة التي نجتازها؟ أهذا دورك الذى ظننته يخدم النفوس؟ لا يا حبيبي فالله أب حنون يعطف علينا و يتحنن في الضيقات يحملنا و لا يتشفى .يعط غلبة في كل ضيق و منفذ في كل تجربة .ليس روح الله مصدر هذا الإزعاج الذى سببته هذه المكالمة؟
كيف يا أخى تقول ليس المهم أن الله يعزينا لكن المهم أن نفهم لماذا سمح بالألم؟  أنا أريد ان الله يعزينا و لا أريد ان أفهم مصدر الألم أقول كالمرتل  يكفيني أن يجعلني كبهيمة عنده مز73 و عند كثرة همومي في داخلى تعزيات الرب تلذذ نفسي هذه هي النبوة الصادقة مز 94 :19
تقول يا أخى أن المسيح سيرسلك إلى الخارج وقت حدوث هذه الضيقات؟ و هنا أتساءل كأحد الضعفاء الجهلاء, لماذا اشفق عليك المسيح بينما لن نجد لنا شفقة ونحن الأقل منك في الروحيات و القامة و المعرفة؟ لأننا لسنا أصحاب نبوات و رؤي لذا فأنت المؤهل أكثر منا لإجتياز الآلام بنجاح فكيف يتركنا  مسيحك للمذابح و يستبقيك وحدك خارجاً؟ هل تمهد الأرض و العقل لمذابح و تهرب؟ تذكرني بأحداث حصلت قريباً لأشخاص حرقوا الدول و هربوا.
تعجبت لأن المسيح قال لك أن تتكلم من خلال ذلك الموقع  تحديداً علي الإنترنت و ما أعرفه أن مسئولى الموقع هم الذين إتصلوا بك و ليس المسيح الذي  ظهر لك لتتصل بهم.و هم الذين هاتفوك و ليس أنت فكيف فجأة عرفت أن المسيح إختار هذا الموقع بالذات لكي يكون منبرا لنبواتك الجديدة و هنا لا أعترض على الموقع الذى يخدم بطريقته لكنني فقط أضع علامة إستفهام  لكى تدلنى على سر هذا الموقع؟
https://www.youtube.com/watch?v=S9RusyK7k3
 
أسئلة تنتظر إجابات منطقية: بداية فلنتفق أنه لا توجد طائفية في مناقشة الأمر فنحن نبحث عن المصداقية و ليس طائفة ننتصر لها فإذا كنت يا أخى تقول أنك شماس أرثوذكسي  و أب إعترافك هو المتنيح أبونا إبرام الصموئيلى فليكن حديثنا إذن  من خلال عقيدتك و لو تغيرت عقيدتك فأنت حر فقط إخبرنى من أي أرض أنطلق بأسئلتي لأن البعض حيارى في أمرك  في خطابك الموجه للمسيحيين في بلاد الربيع العربى مصر و سوريا  و العراق وحدهم.
في تسجيل من البالتوك بتاريخ 6 مارس 2012 تحكى كيف كنت مسيحيا بالبطاقة (و لم تتقابل مع المسيح) و سافرت السعودية للعمل حيث كما هو متبع و معروف صادروا منك (الكتاب المقدس و الأجبية و كتب روحية) فما الداعى لأخذ تلك الكتب التى لا يقرأها من لم يتقابل مع المسيح ؟ و لا حتي من تقابل مع المسيح لأنه يعرف أنها من الممنوعات بالسعودية.وتقول بمجرد وصولك بحثت عن كنيسة (في السعودية) فلم تجد؟؟ هل تفاجئت أن السعودية لا توجد بها كنيسة؟     
 - تقول أنك خريج أحد كليات القمة (و لم تذكر ما هي) و هذا غير هام و لا مؤشر علي روحياتك لكن السبب في السؤال أنك في تسجيل آخر تقول أنك حصلت علي 55% في ثانوية عامة فكيف دخلت كلية قمة ؟   إحكي لي عن هذه المعجزة.أو قدم لنا ما يثبت صحة كلامك.
- تحكي أنك في أول شهرين إنقلبت بك السيارة عند عودتك من أحد اللقاءات فجاءت إليك هيئة الأمر بالمعروف تكلمك عن الإسلام أثناء الحادث لتعطيك كتيبات عن الإسلام – في الحادثة فهل هذا منطقى؟ هذه الهيئة لا شأن لها بحوادث الطرق لأنها مختصة بتطبيق الشريعة الإسلامية في الشارع فقط. برغم إنقلاب السيارة وأكيد أخذوك المستشفي ليطمئنوا عليك لكنك عدت إلي البيت و جاءك صوت يقول أن دم يسوع يطهر من كل خطية فلبست ملابسك و خرجت من بيتك (بسرعة) أدهشتنى الصحة التي جاءتك بعد الحادث.
 قلت أنك تقابلت مع صديق فلبيني و كلمك عن الرب يسوع ثم قلت (ساعتها ربنا حط علي قلبى أكسر الجوال –لأنه مليان اسماء و علاقات فقام و كسر الموبايل) لماذا لم يحط الرب على قلبك أن تتخلص من الشريحة أسهل و أوفر هل المسيح يكسر أم يصلح؟
مع أنك تفاجأت أن السعودية ليس بها كنائس لكنك بمجرد وصولك إبتدأت تعمل (جروبات) صلاة في شقتك و ليس جروب واحد فقط أسأل  كيف إستطعت دون أن تتقابل مع المسيح أن تجعل في شقتك كنيسة سميتها كنيسة أولاد يسوع و عملت جروبات صلاة ؟
- زاد حنينك للكتاب المقدس فطلبت من أحد أصدقاء المسلمين القادم لعمل عمرة بالسعودية أن يحضر لك كتاب مقدس لأن (المعتمرين مش بيفتشوا في المطار). كيف صدقت  هذه المعلومة الخاطئة و كيف نجح المسلم في إدخال كتاب مقدس؟
قلت أن الكفيل السعودى عرفك بإبنته قاصداً أن تقنعك بالإسلام؟ بينما هذا أمر مخالف لكل ما نعرفه عن  المنطق و الشرع في السعودية و عن السعوديين كلهم فهل من تفسير ؟ كنت و أصدقاؤك تصلون لأجل بنت الكفيل .هي تسألك و أنت تجيبها بعد الحصول على إجابات بإتصالات دولية (لم يذكر بمن) و تقول في نفس اللحظة (أشكر ربنا لأن عندى معلومات كثيرة عن الإسلام) فكيف صارت عندك معلومات عن الإسلام تكفى للرد على خريجة كلية شريعة في السعودية و ليس عندك معرفة بالإنجيل ؟
أراك تردد أن روح الله (تتكلم) مع أن الكل يعرف أن الروح القدس هو الله الذي (يتكلم) و ليس (تتكلم) و تظل تردد تاء التأنيث مع الروح القدس هل لاحظت ذلك؟
 بعد تسعة أشهر صارت إبنة الكفيل مسيحية فعرف بذلك أخوها فقتلها و عرف أبوها فأبلغ السلطات عنك  و قبضوا عليك و حكموا عليكم جميعا بالإعدام فتدخلت السفارة الأمريكية لتنقذك و تركت أصدقاؤك يقتلون.مع أنك لا تحمل الجنسية الأمريكية و الآن ما سر إهتمام السفارة بشأنك؟ما علاقتك بها ؟ ثم وافقت السعودية علي ترحيلك فلماذا لم تأخذك لأمريكا  ما دامت تسعى لإنقاذك كما هو المتبع في تلك الظروف؟ بل تركتك السفارة الأمريكية ليتم ترحيلك إلي مصر؟ 
أمن الدولة  قبض عليك 45 يوم ثم تركك تعود منزلك لكن جاءت أمن الدولة إتصالات من السعودية؟ فقبضوا عليك مرة أخرى و بقيت معتقلاً أكثر من سنتين28 شهر تعرفت فيهم –حسب روايتك- علي الإخوان في المعتقل و عذبوك  ثم خرجت بعين واحدة؟ لكنني أراه سليم العينين و أرجو أن الله يديم عليك الصحة..
www.youtube.com/watch?v=TzIocA0Kx5k
ما سر إغلاق موقعك الذى كنت تستخدمه لنشر نبواتك و تركت عليه رسالة توسلية تقول (انا أغلقت حسابي إلى أن يطلب الرب مني و بوضوح أن أعاود الحديث ثم ترجيت الجميع بإلحاح ان يغلقوا أيّ فيديو لك وأيّ تسجيل صوتي  ولا يستمعوا له (إنظر اللينك المرفق).فهل الروح الذي أعطاك نبواته طلب منا أن لا نسمع لها؟ ولماذا أعطاك هذه التنبؤات إذن؟ ألا تر أن هذا التصرف يثير شكوكاً و بلبلة؟ هل هذا الروح تراجع عن نبوءاته؟ ثم لماذا عدت تتكلم بعد حادث البطرسية ؟هل عاد الروح في كلامه من جديد ؟ كيف نصدق هذه التقلبات؟
http://www.jesusforworld.com/
تعليم جديد
  أنت ترى أن التناول خبز (ينزل) فيه الروح القدس (الصحيح /يحل عليه) و أن سر التناول مرحلة ننتقل منها إلي مرحلة أسمى فيها نشبع روحياً دون الحاجة (للخبز) لأن الخبز للشبع. و هنا أتوقف لأناشد كل من يريد أن يقدم لنا تعليم أو تعريف لمفهوم روحى أن يكتب لنا مصدره من الكتاب المقدس لأننا تعبنا من تعاليم الناس.سر الشكر كما قال عنه المسيح هو (للمغفرة  مت 26: 27 للثبات و الحياة  و القيامة يو 6 : 54 - 57 فما مرجعك أنت أن السر مخصص للشبع بالمسيح ؟
قدمت أمثلة (عن السواح) برهاناً لعدم الحاجة للتناول لمن وصلوا إلى مستويات روحية عالية مثلك.فهل لديك كل سير السواح؟ قدمها لنا لو تكرمت.لأننا نعرف مثلا من سيرة القديسة آناسيمون أنهم يصلون القداس و يتناولون.  و القديسة مريم االسائحة صارت تعترف و تتناول لما أتيحت لها فرصة  من خلال القديس زوسيما القس
الأنبا كاراس يعرف جيداً الكنيسة القبطية التي ترهب فيها و عاش  أكثر من 57 سنة؟ أى  غالبية  حياته . كان أول و آخر سؤال له حين قابله أنبا بموا هو ما حال الولاة و الكنيسة ...فالسواح ليسوا في حالة إستغناء عن  المجتمع و الكنيسة و لا عن جسد المسيح المكسور على المذبح و دمه في الكأس . إنما هم مرتبطون سريا بالكنيسة,
لقد تفاجئت منك يا أخى في نظريتك الروحية الجديدة و هي أن البداية في الحياة الروحية تكون بسر التناول ثم ينمو الناس روحياً حتي يأتي اليوم الذي فيه يستغنوا عن سر التناول و يعيشوا روحياً دون حاجة له و لا للمعمودية.هنا أطلب مساعدتك لتشرح لي هذه الآية: فانكم كلما اكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكاس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء.1 كو 11-26 .لماذا ذكر الوحى أن سر الشكر باق حتي مجئ المسيح الثانى؟ لن يتوقف و لن ننتقل إلي مستوي الإستغناء عنه .ثم  أين نترك المعمودية  و هى ثابتة فينا و ما تفسير هذه الآية :وَأَمَّا أَنْتُمْ فَالْمَسْحَةُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَلاَ حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ، بَلْ كَمَا تُعَلِّمُكُمْ هذِهِ الْمَسْحَةُ عَيْنُهَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ حَقٌ وَلَيْسَتْ كَذِبًا. كَمَا عَلَّمَتْكُمْ تَثْبُتُونَ فِيهِا؟1 يو 2 : 27
قلت إن ربنا عزلك عن الناس لكي تشبع منه و هذا تعريفك للتناول فهل هذا ( التناول بالعزل)  تعريف مستند علي الكتاب المقدس؟
www.youtube.com/watch?v=Tsx1MMAsFDA
قلت أن ذهنك إنفتح و فهمت الكتاب المقدس  من المسيح مباشرة حسناً أخى يبدو أن هناك تعليم جديد عن أيام الخلقة  فمسيحك قال لك غير ما قاله لموسى النبي في سفر التكويين لأنك تقول أن الله خلق آدم أولا ثم خلق الجنة بعد ذلك لكي يريه كم هو يحبه؟ فهل الجنة  خلقت في  اليوم السادس؟ الجنة  كانت أرض و اشجار و طيور وأسماك و  حيوانات خلقت في الأيام السابقة لآدم و ليست شيئاً مميزا لكنها مكاناخاصاً في الأرض  جميلاَ رمزيا لإنفصال البشرية عن العالم في عشرة مغلقة علي البشرية و الله تمهيداً للعشرة الكاملة في الأبدية.ولذلك سميت الجنة الفردوس مثل موضع إنتظار الأبرار الآن  لينتقلوا للملكوت فالكتاب يقول : فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه.ذكرا وانثى خلقهم  وباركهم الله تك 1 :28 ثم لا يذكر الكتاب كلمة خلق بعد ذلك بل يقول  فاكملت السموات والارض وكل جندها. (لأنه بخلق آدم إكتملت كل عناصر الخليقة) فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل.فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل تك 2 هل من دليل على هذا الترتيب الذي تقوله و يناقض الكتاب المقدس بقولك  أن الجنة خلقت بعد آدم ؟
www.youtube.com/watch?v=p_-m6qE0CGY
منهجك في نبواتك
تأتي النبوات مثل البهارات وسط كلام وعظى شائع لكنك تنسبه للمسيح و العذراء قائلاَ المسيح قال لي (ثم تقول كلام وعظى متداول) و في وسط الكلام تقدم ما تسميه نبوات إنحصرت في تفاصيل مذابح هذا منهجك. فهل المسيح يظهر لك ليكرر عظات و تفاسير مكتوبة و موجودة في كل مكان؟نبواتك التى  ذكرتها في تسجيل لم تتفق واحدة منها مع أحداث حدثت في مصر لا في المكان و لا الأشخاص و لا كيفية حدوث الإرهاب و لا في التوقيت  فلماذا بعد حادث البطرسية قلت أنه هو ضمن تنبؤاتك  بينما أن ما ذكرته سابقا كان مختلفاً في كل شيء عما حدث؟ 
كنت تقول أنك قابلت وحكيت للبابا شنودة و الأنبا باخوميوس  و البابا تواضروس و سكرتيره  أبونا أنجيلوس  عن الرؤى و النبوات ثم  تعود فتقول أنك فقط أرسلت خطاباً و لم تقابل أحدا و أنك فقط قابلت سكرتير البابا تواضروس و رفض أن يسمع لك ؟ أخيرا إتضح أنه خطاب فقط و سأتجاهل التناقض و اسالك هل لديك صورة للخطاب الموجه للبطريركين  الذي أرسلته و تنشره  بتاريخه و أحداثه فنصدق؟
ألاحظ أنك تتنبأ من وحى الأحداث و ليس وحى الروح القدس فإذا حصلت حادثة إرهابية تقول لنا أنك سبق أن أنبأت بها فلان و فلان مسبقاً و تذكر أماكن نعرف كلنا أنها دائماَ مستهدفة مثل الكاتدرائية و أديرة وادى النطرون و ضمنها أبو مقار و أماكن ملتهبة منذ سنوات مثل المنيا و أسيوط .أنا أستطيع أن أحلل و أتوقع هكذا بغير رؤي و نيوات بل بمتابعة تحليلية للواقع المعروف للجميع.لماذا حين تستشهد بأحد يدلل على صدقك تستعين بمن تنيح و تقول أنه أب إعترافك أبونا إبرام الصموئيلي ألا يوجد أحد حى وسط تنبؤاتك؟    www.youtube.com/watch?v=r_hZ64eLuSA
تقول أن المسيح  كلفك يبكي و العذرا بتحط علي راسها تراب  هيه جنازة فرعونية؟ وهل هذا سلوك الله له المجد و أم النور كاملة الطهر التى بكيت بقلب يحترق عند الصليب؟ المهم أمرك المسيح أن تسأل البابا شنودة سؤالين الأول : كم عدد الأساقفة الذين يعيشون حياة القداسة و الثاني لماذا لا يعيشون حياة القداسة؟ و هل هذه أسئلة يجيب عنها إنسان أم الله؟ قل لنا أنت عدد الأبرار لأنك مفتوح العينين؟ و قل لنا  سر إنحراف غير الأبرار إن كنت تستطيع أن تعرف خفايا القلوب ؟
www.youtube.com/watch?v=d3F6PBZTFqM / www.youtube.com/watch?v=S9RUsyK7k3Q
www.youtube.com/watch?v=3-T8spmPhQg
كان لدى أضعاف أضعاف ما ذكرت من نقاط و تعليقات لكنني لا أريد أن أرهق القارئ أكثر من ذلك لكنك إذا عدت لتصريحاتك سأعود لتفنيد ما تقول .أخيراً أرجو لك كل نعمة تسندك من اي ضربة و أطمئنك على الكنيسة أنها في يد المسيح مهما إجتازت من آلام  و مهما ظهر فيها أنبياء لم يرسلهم الله هو يسندنا و يقومنا و يبقينا  فيه محصنين بوعده الصادقة لأنه عمانوئيل معنا الآن و إلي إنقضاء الدهر .دمت معافى في الرب


356
المجئ الأول و المجئ الثانى
Oliver كتبها 
المجئ الأول هو مجئ الرب يسوع إلي الأرض بالتجسد من الروح القدس و العذراء مريم.كان مجيئاً للخلاص و لمصالحة البشرية مع الآب. المجئ الثاني لم يحدث بعد و سيكون نهاية العالم  بما و من فيه .هذا المجئ الأخير هو لمكافأة الأبرار و لدينونة للأشرار.
فيما نحتفل بقرب عيد الميلاد أو عيد التجسد الإلهي فلندقق في مجئ السيد المسيح الأول و سنرى ملامح مجيئه الثانى كامنة فيه.
شخصيات تعد البشرية لإستقبال المجئ الإلهى
1- إيليا أو المعمدان : سبق تجسد المسيح أو مجيئه الأول  ظهور شخصيات  بعضها بار و أكثرها شرير لها أدوار تعلن عن شخصية المسيح له المجد. كان المعمدان أشهرهم و أعظمهم بشهادة الرب له أنه أعظم مواليد النساء. يوحنا حين بدأ يكرز بمجئ المسيح أو (ظهوره في الجسد ) للبشرية كان يكرز عن المجيئين عمداً.إذ قال يوحنا للجميع: «انا اعمدكم بماء ولكن ياتي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احل سيور حذائه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار لو 3 : 15-16 و هنا يقصد المعمدان مجئ الرب يسوع الأول الذى فيه يعمد بالروح القدس و بالآب النار الآكلة.لكنه يتحول فجأة بعدها ليتحدث عن المجئ الثانى إذ يقول عن المسيح الإبن (الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح الى مخزنه واما التبن فيحرقه بنار لا تطفا لو 3 : 17 .هنا يتحدث عن إنتقاء الأبرار – القمح- ليسكنوا مخزنه(الملكوت) و يكشف الأشرار(التبن) لينالوا دينونتهم(النار التي لا تطفأ)هذا كله مرتبط بالمجئ الثانى
كما أنه يكرز (بروح إيليا و قوته) لذلك لا نتعجب في بشارة الملاك لأبيه زكريا عن المعمدان أنه يتقدم (أمام المسيح) بروح ايليا وقوته ليرد قلوب الاباء الى الابناء والعصاة الى فكر الابرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا»لو 1 :17  و هى نفس الرسالة المكلف بها إيليا النبي الذي يسبق المجئ الثاني و يكون عودته إلي الأرض للكرازة أحد علامات النهاية. ملا 4 : 5 و رؤ 11: 3-8 .هنا إيليا للمجئ الأول و هناك إيليا للمجئ الثانى  فيهما روح الله الواحد و رسالتهما واحدة .ملاكان يسبقان مجيئين للمسيح.
2-العائلة المقدسة.في مجيء الرب الأول متجسداً كانت العذراء الطاهرة القديسة مريم و خطيبها البار يوسف و القابلة التي تنتظر ولادتك سالومى إبنة خالة العذراء .كانت و لابد أن تكون عائلة مقدسة لأن المسيح من العذراء ولد التي سبق فقدس مستودعها بحلول الروح القدس .كان لابد أن كل من يبصر مجيئه الأول يكون فرحاً به غير عابئ بعدم الراحة التي صارت في مجيئه و الفرار من دار لدار ليصنع من كل دار أفراداً في عائلته المقدسة.و في مجيئه الثاني سيكون للرب عائلته المقدسة.كل من يصنع مشيئته مر3: 35 سيأتي و ملائكته معه2 تس 1 : 7 .ستكون العذارى الحكيمات الخمس مت25  و هن كل النفوس التي إستنفعت من زيت النعمة و إستنارت بكلمة الله حتي يجئ ثانية.سيأتي و معه كل الذين لا يمكن أن يفترقون عنه من البشر الأبرار السمائيين.إنه يأتي في ربوات قديسيه يه 14. هذه العائلة المقدسة التي إنتصرت علي الموت في مجيئه الأول و الثانى أيضاً حيث لا يكون لهم موت بل قيامة رؤ20. طوبي لمن يشابهون العذراء و يمتلئون نعمة.يتكرسون في القلب و الفكر فيصيرون أعضاءاً ثابتة في الجسد بعمل الروح المحيي.طوبي لمن تترقب عيناه لحظة ميلادك مثل سالومي القابلة فتكون الإرادة شبعانة بالرجاء في إنتظار مجيئك الثانى.
3- الوحش أو إبليس: كما يظهر المسيح بوضوح سيكشف الوحش عن نفسه بكل وقاحة و قباحة.في ميلاد المسيح  كان الوحش يعمل من خلال سفك الدم و يقتل كل الأطفال عشماً في قتل المسيح وسطهم و يقود الكهنة للقتل و التلاميذ للإنكار . وفي بداية خدمته أظهر الوحش نفسه في البرية هناك وجهاً لوجه  حيث إقتنصه و إنتهره الرب يسوع غالباً لنا ثم أتمم بالصليب نصرتنا و قبض عليه ألف سنة (بالقياس الإلهي لا البشرى) .و سيظهر الوحش مجدداً لأن الرب سيسمح له بفك قيده و خروجه من سجنه رؤ 12:12 رؤ 13: 18 رؤ 20: 7 و 8.و سيكون عمله نفس سفك الدم و الخراب  و الخداع كما فعل في القديم لأنه هو بنفسه  الحية القديمة.هكذا كان و سيكون الوحش في المجيئين ظاهراً .
4- إستعلان إبن الهلاك: لا يأتي( المسيح)  إن لم يأتِ الارتداد أولًا ويُستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك" (2تس2: 3) في المجيْ الأول كان إبن الهلاك هو يهوذا بكلام الرب يسوع : "الذين أعطيتني حفظتهم، ولم يهلك منهم أحد إلاَّ ابن الهلاك ليتم الكتاب" يو 17: 12 أع1: 20. و سيبقي إنسان الخطية هو كل متجاسر و خائن و مدلس و بائع للمسيح و أيضاً كل يائس أسقط مراحم المسيح من إيمانه سينتشر هذا الإنسان في سلوكيات مجتمعات كثيرة و هذه أحد علامات الإرتداد نفسه أن يكثر اليهوذات قبل المجئ الثاني .
-5- علامة إبن الإنسان: كان الصليب واضحاً فى النبوات و صار إتمامه معلناً في كل أعمال المسيح. ليس للمسيح ما هو أوضح من الصليب  علامة محبة و دليل غفران و وسيلة خلاص و نصرة  تميزه منفرداً عن الكل عب9: 28..يسوع هو الحمل المصلوب في مولده  بأقمطة و المصلوب في شبابه بالمسامير و المصلوب حتي اليوم في إضطهاد أولاده و إستحلال دماءهم.ما أوضح علامة إبن الإنسان. مصلوب في مزود خشبي مصلوب في هروبه  مطارد طيلة أيامه علي الأرض ثم مصلوب علي خشبة الصليب.علامة إبن الإنسان ذاتها ستظهر في السماء قبل المجئ الثاني أيضاً مت24: 30. لأن صليباَ واحداَ يسبق المجيئين.سبق المجئ الأول في النبوات و يسبق المجئ الثاني بظهوره في السماء المهم من سيحمله و يقبله بنفس شهوة المسيح في خلاصنا لو 22: 15.
6- الفلك يشهد بمجئ المسيح: في مجيئه الأول كان نجم في المشرق أرشد المجوس إلي مزوده .الطبيعة شريكة منذ البدء في الشهادة للرب الإله حتي من قبل أن يوجد الإنسان.لذلك نجد حول المزود حيوانات سبقت حضور الرعاة و نجم سبق مجئ الملوك و ملائكة سبقت مجئ سيف هيرودس .في المجئ الثانى (وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم وعلى الارض كرب امم بحيرة. البحر والامواج تضج (لوقا 21: 25).المجئ يصاحبه شهادة الطبيعة و قسوة الإنسان لهذا قيل أن الإرتداد سيحدث أولاً و كم كان إرتداد اليهود عن المسيا الحق إرتداداً خاسراً أضاع أجيالاً كثيرة و سيحدث إرتداد إيجابي بعودة اليهود للإيمان لتكسب أجيال أخري أرباح الخلاص بالمسيح الذي في المجيئين يتصرف مع الإرتداد .في الأول يموت لأجل المرتدين و في الثاني يأتي بمجد ليخلص المنتظرين.2 تس 2 : 8. في مجيئه الأول إنقلبت أورشليم صوب هيرودس و في مجيئه الثاني ستنقلب أورشليم في إتجاه الحق.
صلاة للقادم بمجد عظيم
أيها المولود العظيم الذى لما تلامس مع أرضنا أدمت قدماه و دمعت مقلتاه و عاش كل أنواع الآه و مات متجسداً و هو الإله.كيف نشكرك لمجيئك إلينا. فهدايا المجوس متشحة بالمرار و هدايا الناس مزود في أرض عراء و هدايا الرعاة زيارة سريعة لرؤية طفل عجيب .كل ما قدمناه في مولدك يعبر عن فراغنا و قسوة قلوبنا و الآن نرحب بك بقلب زائف و نحتفل بميلادك بتزكية خداعة كهيرودس.نسأل أين المولود هناك ننصب لك شجرة لم تظللك و أنواراً لمن لا يحتاج من ظلمتنا نوراً.تلاهينا عنك بزيف عيد لم يعد لميلادك بل لألعابنا البالية و هواياتنا التافهة ثم لا زلنا نقف أمام مغارة خالية من ذكرك و شخصك لنلتقط الصور و نمضي بغير أسف علي حال محبتنا المهترئة و عشرتنا المفتقدة لشخصك العظيم لذلك نشكرك لأنك لا زلت تتحملنا كي نتحول إليك و تفتح أبصارنا كي ننظر هذا الأمر العظيم.
أيها القادم ثانية في مجد لا يوصف إملأ قلوبنا برجاء لقاءك.ليكن إشتهاءنا إليك كإشتهاءك إلينا.إرفق بنا نحن غير المستعدين و لا المستحقين فهكذا أنت تطمئننا أنه في ظهورك ستكون علامة إبن الإنسان في السماء.نحن هنا إلي هذا الصليب ننظر و نرتجى به غفرانا و نصرة.جيد أن علامتك باقية لنا ليت قلوبنا تبق لك.ملائكتك محتشدة و الموكب قريب فقل للرعاة أن يسهروا فليس عندنا سواك حمل وحيد للرعاة و الرعية.إجمع فيك الجميع لأن هنا و هناك يدعي كل أحد أنه المسيح .أبطل هذا الإفتخار الكاذب لكي ننشغل بالمحبة النقية و لا يكن بيننا أحد يوصف بإبن الهلاك.
يا من أتيت و تأتي.يا من كنت و يكون و ستبقي كائناً إلي الأبد إياك وحدك ملجأنا.فنحن المغارة الفارغة التي تتمني أن تولد فيها.و نحن الشجرة المورقة بغير ثمر لتصنع منا نخلة تزهو بأثمار روحك القدوس. إملأنا كالعذراء من روحك.علمنا إنتظار مجيئك كسالومي و الفرح بميلادك وسطنا كيوسف البار.إجعل لكل واحد منا في قلبه نجم هو عمل النعمة الذى إليك يقود الكيان.
فليكن شهداء بيت لحم شهود موكبك القادم الذى نصلي أن يكون نصيبنا فيه كنصيبهم.أيها الحمل إصنع منا حملان.أيها الوديع إجعلنا ودعاء.أيها المولود إجعلنا فيك موجودون علي الدوام.لأنه بك يخزى كل هيرودس و لا يجد فينا إتفاق معه.و ينفضح إبن الهلاك و لا تكون صورته فينا بل صورتك أنت أيها القدوس و مثالك هذا الذى فيه تجسدت و منه و به  صرنا نحن من العدم.علم شعبك أن يفرح بميلادك كالسمائيين لا الأرضيين.إشغلنا بتسابيحك فلا يكن للفكر موضع خال منك.لأنه كما جئت إلينا نريد أن نذهب إليك.لنا إشتياق أن ننطلق كما إنطلقت أعضاء عائلتك المقدسة و نصير معك .مزودك أرقى من كراسى الملوك و صليبك أسمى من نجوم السماء و نحن هنا ننتظر مجداً من مجدك.نوراً من نورك.نعمة من روحك.عجباً من ميلادك.قيامة في مجيئك أيها العالى على الكل.






357
مسرح الجريمة العظمى
Oliver كتبها
مسرح قتل السفير الروسى في أنقرة هو مسرح الجريمة العظمى الذي لن يتوقف البحث فيه و تحليله طوال شهور و ربما سنوات و سيشهد خلالها إختفاء شخصيات وإغتيال شخصيات و إنحلال دول و منظمات و تعملق روسى على الساحة.
المسرح
معرض للصور  و الفن الروسى كان في أنقرة الجزء الأوروبى من تركيا.و روسيا من الدول التي لديها الفن التشكيلي  و الأدب و الأفلام و الإعلام و الثقافة و هذه القوى الناعمة المؤثرة جداً  أدوات تستخدمها روسيا بمنهج علمي مدروس للوصول إلى فئات محددة وسط الشعوب لتكون بمثابة ظهير مؤيد لها و داعما للتعاون الإقتصادي و العسكري و هذا هو الهدف الأهم لصناعة الأصدقاء بطريقة روسيا .من هنا نفهم حرص السفير الروسى على حضور هذا المعرض و إلقاء كلمة بعنوان (روسيا في عيون الأتراك) بدأ كلمته بنفسه و إستكملها القاتل بمسدسه.و هكذا وضح للجميع ما هي روسيا في عيون الأتراك ليس بالكلمة وحدها  بل بالرصاص.كان القاتل يقف  علي المسرح بجوار السفير و قدامه نفس ميكروفون مثل الذي يتحدث فيه السفير. و هنا يتبادر بسرعة إلي الذهن أسئلة كثيرة. ما سر وجود مايك آخر قدام القاتل؟ ما الذى أوصله ليكون بجوار السفير كأنه مسئول علي نفس مستوي السفير ممثلا لتركيا؟ هل كان القاتل مكلفا بحراسة السفير أو هكذا ظن السفير ؟ لكن بعد القتل أدركنا سر المايك الثاني قدام القاتل حين  ألقي القاتل خطابه و هو متماسك للغاية علي المسرح.
مشهد خلفى: بعيدا عن أنقرة في نفس الساعة فى  طرابزون شمال تركيا  كان مشهداً في الخلفية و هو إجتماع بين تميم أمير قطر  و أردوغان  في لقاء ثنائي مغلق قيل بعده أن الدولتان إتفقتا على  توقيع 15 إتفاقية تعاون.و ما دامت قطر تتفق علي مشروعات فهي رشوة سياسية لتحقيق أهداف تتفق مع منهج تركيا الإبتزازى المتحد مع الإرهاب.
  القاتل
إن دخول القاتل المعرض حاملاً سلاحاً ينبأ بأن دخوله لم يكن خلسة و لا ضد القانون فالأغلب أنه كان مكلفاً بمهمة بوليسية رسمية للتغطية علي المهمة الحقيقية و هي قتل السفير.
وجود القاتل منفرداً بهذا القرب من السفير يشير إلي ترتيب مقصود و تسهيل متعمد لإخلاء المسرح من الجميع إلا من القاتل و المقتول.طوال الوقت .
القاتل كان يرتدى زياً رسمياً يرتديه قوات المخابرات في كافة الدول و هي البدلة السوداء التي توحي بأن الرجل ذو حيثية تؤهله للوقوف علي خشبة المسرح الرئيسية.
كان القاتل مخفيا لسلاحه في جنبه كما يفعل أي عنصر مخابراتي مما يشير أنه لم يحتاج لإخفاء سلاحه لأن المهمة الشكلية التي دخل بها إلي المعرض تسمح له بحمل السلاح مكشوفاً هكذا.
القاتل لم يستهدف أحد إلا السفير و كان يملك أن يقتل الجميع .لمدة دقيقتين لم يعارضه أحد بعد مصرع السفير.و هذا عمل إحترافى بحت.
القاتل إحتفظ بأعصابه قبل الجريمة و لم يبدو عليه أي توتر قبل إرتكاب جريمته  مما يسمح بالتفكير بأن هذا الرجل سبق له إغتيال ضحايا آخرين ربما لم يكونوا بنفس شهرة السفير الروسى. و أيضاً بعد الجريمة ظل متماسكاً بطريقة تؤكد إحترافيته مما يؤكد قطعياً أنه عنصر مخابراتي مدرب و ليس داعشي مطلقاً.
لم يحاول القاتل الفرار مطلقاً بل بقي علي المسرح منتظراً شيئاً ما متفق عليه.
خطاب القاتل و رسائل إلي المخططين و الممولين
الدواعش يبدأون بصيحات الجهاد و التكبير ثم يقتلون أما في هذه الجريمة فقد بدأ القاتل بالقتل أولاً ثم ألقي بصيحات التكبير بعد ذلك .من الغريب أنه بدأ خطابه بعد إطلاق رصاصتين مباشرتين في صدر السفير و لم ينتظر و لو ثانية واحدة ليستجمع أفكاره فهو يعرف ماذا يفعل و ماذا سيحدث بعد ذلك و ماذا سيقول و كيف سينتهي الأمر و متى .تخيل قاتلاً يخطب بكفاءة بعد قتل سفير منطرحاً بجواره و قدامه صرخات قليلة من الحاضرين .
بدأ القاتل بتكرار عبارة الله أكبر مرتين لكي يعطي لداعش نصيبها في الجريمة.التي لا أراها جريمة جهادية بل جريمة سياسية أراد المخططون أن  ينفذونها ثم يقدمونها هدية إلي داعش حتى يبعدون الأنظار عنهم.و في نفس تبدو داعش كأن لها هذا المستوى من التخطيط و الكفاءة مما يؤهلها لمزيد من التمويل الخليجي و المكرمات الملكية السعودية.
- رسالته إلي السعودية:  نحن الذين بايعوا محمد على الجهاد: من هم (نحن) التي قالها القاتل؟ الإجابة السعودية.لأن الجهاد و المبايعة مصطلحات وهابية الأصل.و لا توجد لها ممارسة غير في السعودية. و نحن : لا تنطبق علي القاتل بل علي المشارك في التمويل .
نلاحظ أن القاتل يتكلم حتي الآن باللغة العربية مما يشير إلي معايشته في مكان عربي وقتاً غير قصير .ربما إشتري من هناك بدلته الأنيقة التي لا تتفق مع لغته و فعلته غير الأنيقة. فهو يرتدي زياً حديثاً و ينتهج سلوكاً غارقاً في الجاهلية
رسالة من المخابرات التركية : بعد ذلك تحول للكلام باللغة التركية. لماذا؟ لأنه يريد أن يعبر عن جميع الأطراف المشاركة في الجريمة و يخاطبهم جميعاً في خطابه الجهورى المحفوظ و المرتب له بكل دقة .فالقاتل لم يكن يفكر في إستجماع الكلمات أو ترتيب الأفكار.لقد كان خطابه محفوظاً و معداً مسبقاً.لهذا تكلم بالتركية ليقول ما حيينا الساعة هو لا يتكلم عن نفسه لأنه يستخدم صيغة الجمع .هنا الكلام بالتركية رسالة من المخابرات التركية إلي المخابرات الأم التي صنعت هؤلاء الإرهابيين.يقول فيها أننا ننفذ إتفاقنا علي قتل السفير نحن الأتراك و السعوديون و القطريون.ثم يعيد لفظة الله أكبر بالعربية و هي نفسها باللغة التركية بنفس المعني.يكررها للتعتيم  علي جريمته السياسية بألفاظ الداعشيين.
- رسالته إلي أوباما و عصابته : ثم يقول القاتل باللغة التركية  لا تنسوا حلب لا تنسوا سوريا؟؟؟ إنها رسالة وداع.فهو ماض بجريمته و يوصى الأجهزة المشاركة في الجريمة أن تستمر في مخططاتها و تمويلها المربح لتركيا بحجة حلب و سوريا. لكن لماذا حلب؟ لأن الإعلام التركى و السعودى و القطرى يقدمون مشاهد تحرير حلب من الإرهابيين علي أنها مذابح دموية للمدنيين.و هذا الرجل يعرف أن هذا المشهد سيخلد في سجل الجرائم العالمية لذلك يستغل الموقف ليصاحب القتل عبارات كاذبة تصدر إلي العالم وهماً أن حلب في مآساة و لا تنسوا سوريا؟؟؟ أي لا تنسوا إتفاقنا على الإطاحة بالأسد و إنشاء خلافة إسلامية تجمع الإرهابيين من كل العالم بديلاً عن سيناء الفكرة التي باءت بالفشل بسقوط الإخوان.فلا تنسوا سوريا يا من وضعتم همكم في تخريبها بحجة الإطاحة بالأسد مع أن الأسد لا يسكن بحلب و لا الرقة.
- رسالته عن الإخوان: القاتل يخطب ( بالتركية ) ما لم تكن بلادنا في أمان فأنتم أيضاً لن تتذوقونه.هذه عبارة من صنع الإخوان مثل التي قالها أحدهم أنه في الساعة التي يتوقف فيها إسقاط مرسي يتوقف أيضا فيها الإرهاب.شرط الإرهاب الوحيد أن يعيش و يبقي و يحكم و يتسلط.فإذا لم تسمحوا لنا بالبقاء لن يكون هناك أمان في بلادكم ( و كان مصاحباً لهذه العبارة حادثتين إرهابيتين في برلين و في بلجيكا و قبلها في الكرك بالأردن و البطرسية في مصر) إنها رسالة من الإخوان المسلمين( أن نكون أو لا تكونوا).
- رسالة للمخابرات التركية : ثم يقول (تراجعوا تراجعوا) فلمن يقولها ؟ هو يقول لمن سيأتي ليقتله إنتظر حتي أنتهي .تراجع .لأنه في الحقيقة لم يكن أحد يتقدم في ذلك الوقت بل الجميع كان مختبئاً لكن بغرابة حيث لا تلاحظ هلعاً من قاتل محترف يلوح بمسدسه عالياً و هو يخطب.فلم يحاول أحد الفرار رغم أن القاعة بها جزء منحني يمكن أن ينسحب منه الحاضرون دون أن يتعرض لهم القاتل. نحن أمام لغز حتي من الحاضرين فهم علي ما يبدو غير متفاجئين في معظمهم.ثم يتابع كلامه (لن أخرج من هذه القاعة إلا ميتاً )؟ و هو هنا يطمئن من يشاركه تنفيذ الجريمة و قتله لإخفاء الأدلة إطمئن أنا لن أهرب سأموت كما إتفقنا مسبقاً هيا إستعدوا لقتلي بينما كان من الممكن أن يظهر لنا قدرته علي الجري السريع مستخدما سلاحه للعبور بين الحاضرين المنكمشين في هدوء . يقولها و هو يدير وجهه بعيدا عن الجمهور و كأنه مطمئن تماماً أن أحداً لن يعترضه أو يغافله.
 رسالة لروسيا و بوتين : ثم تهدأ نبرته لأنه يعرف أنها آخر عبارة يخطب بها علي المسرح إذ يقول (كل من له يد في هذا الظلم سيدفع الحساب؟) الغرب يعرف أن سوريا أفلتت من الفخ و السعودية تتحسر علي ذلك و هذا الظلم من وجهة نظر القاتل هو سقوط وهم دولة الخلافة و من له يد في ذلك هو بوتين و الأسد و مصر و التهديد بدفع الحساب هو مؤشر علي مزيد من الأعمال الإرهابية.
ثم يغلق المسرح و لا نشاهد كيف تم قتل القاتل.مع أنه كان مكشوفاً و من السهل جداً السيطرة عليه.لكن هذا القتل إرث مخابراتي قديم لزيادة غموض الجريمة لأنه هكذا يظن كل قاتل أن جريمته لا يمكن كشفها منذ قايين الذي أنكر معرفته بمكان أخيه رغم أنه كان عائداً من مسرح الجريمة قاتلاً لأخيه البار .ها قد رأينا اليوم صورة مجددة من قتل قايين الذي توالد و إنتشر حتي صارت لقايين ممالك للقتل و أجهزة و خزائن للقتل .و زياً أنيقاً و إعلاماً ينقل جريمته إلي العالم علي الهواء مباشرة.لقد تضخم قايين لكن عين الرب كاشفة.
#Oliver_the_writer



358
ماذا أخذ و ماذا أعطانا الثالوث الأقدس
كتبها Oliver
حين تجسد الرب يسوع الإله أخذ الناسوت الذى للإنسان.الإبن أخذ طبيعتنا الإنسانية و صار فينا و أعطانا أن نصير فيه أعضاءاً.أخذ ميلاداً إنسانياً و بدءاً في الزمان لأنه لاهوتياً منذ الأزل و قبل الزمان.و أعطانا أن نكون معه فوق الزمان. أخذ لقب إبن الإنسان و أعطانا نحن الذين قبلناه أن نصير أبناء الله.أخذ صورتنا و أعاد لنا صورته و مثاله. أخذ ينمو قليلاً قليلاً بشبه البشر و هو الكامل في كل شيء و أعطانا من كماله كمالاً .أخذ في حياته يجرب تجاربنا مع أنه يعرف كل ما فينا من قبل أن نوجد و أعطانا أن نجرب محبته التى لا توصف .أخذ فقرنا و أعطانا الغنى الوفير بالنعمة. أخذ إضطرابنا و تقلقلنا في كل شيء و أعطانا سلامه الذى لا ينزع أبداً. أخذ أوجاعنا و أعطانا شفاءاً و سلاماً. أخذ عبوديتنا و أعطانا سلطانا و حرية. أخذ و يأخذ صلواتنا المتثاقلة و أعطانا من صلاته و وساطته عنا لدى الآب .أخذ الضعف الذى لنا و أعطانا من القوة التي له.أخذ هزائمنا المتوالية من إبليس و أعطانا نصرة لا تنقطع على إبليس بشخصه المجيد. أخذ جسدنا و أعطانا جسده و دمه.الآب أخذ الخروف الضال و أعطانا الحمل الذى بلا عيب.الآب أخذ الإبن الضال و أعطانا الإبن الحقيقي وحده الرب يسوع.الإبن أخذ الخطية التي لنا و أعطانا من البر الذى له.أخذ الموت الذى كان يملكنا و أعطانا القيامة و الحياة و بهما صرنا مؤهلين للأبدية ليس للموت سلطان علينا فيما بعد. الإبن أخذ الآلام و أعطانا المجد .أخذ عملنا الإنسانى و أعطانا الذى له دوراً سماوياً أن نكرز بالملكوت بالإجمال أخذ الترابى و أعطانا شخصه السماوى. الإبن أخذ طبيعتنا إلي أعلى السموات و أعطانا الوجود غير الموصوف في الآب من خلاله.الإبن أخذ روحنا و أعطانا روحه. الروح القدس أخذ العتيق و أعطانا الجديد. الروح القدس أخذ الفانى و أعطانا الباقى. الروح القدس أخذ موتنا مع المسيح في المعمودية و أعطانا حياة المسيح بالسكنى فينا.الروح القدس يأخذ أنيننا و يعطنا صلاة روحية من صنعه..الثالوث الأقدس أخذ إنفصالنا و أعطانا إتحاد و شركة فيه. .الثالوث أخذ الذى لنا من الأرضيين و أعطانا الذى له من السمائيين و صرنا نصاحب الملائكة كالأصدقاء .الثالوث أخذ من أرضنا أسوأ ما فيها و أعطانا السماء و أحلى من فيها المسيح ذاته.
نعم نسبحه و نمجده و نزيد تسبيحاتنا علواً و نمواً الإبن يتوسط و الروح يشفع و الآب يحبنا لكى نشارك الملائكة التسبيح اللائق بكرامة الثالوث و نتأهل لعِشرة الثالوث الأقدس.ما أعظمك أيها الرب الواحد في الثالوث.
#Oliver_the_writer

359
قطع الذيول و سحق الرؤوس
Oliverكتبها
حين نقرأ أن نسل المرأة يسحق رأس الحية نؤمن أن  رب المجد يسوع هو نسل المرأة العذراء مريم الذي سحق إبليس رأس الحية و أباده بموت الصليب.هذا هو المعني الخلاصى الأول للآية. .لكن الآية أيضاً تحوى  وعداً  أبدياً صادقاً لنا  و به نمارس سلطان المسيح على رأس الحية لأننا ذرية الله و أبناء الله نسحق أيضاً رأس الحية.فهذا هو السلطان الذي وهب لنا  أن ندوس الحيات و العقارب و كل قوات العدو.
كلنا نعرف أن الإرهابيين الذين ينفذون إجرامهم بقتل شعب الله ليسوا سوى ذيول  لرؤوس  مملوءة شراً. سواء أكانت الشيطان ذاته أو الأشرار الذين صاروا القرون العشرة في رأس الحية. الكثير يطلبون من الناس أن تمسك رؤوس الإرهاب و ليس أذنابه .إذ قطع الذيول لا  يوقف الرؤوس عن أن  تفرخ أذناباً جدد. و عن الرؤوس يتسائلون هل هم من ذوى الرتب العالية أو النفوذ و القدرة؟ مهلاً مهلاً  إننا لا ننتظر من الناس أياً كانت مناصبهم و سلطاتهم  وعداً لأن لدينا وعد إلهي كاف كامل لا يتبدل بشأن تلك الرأس و قرونها العشرة. الوعد يطمئننا أننا نحن  و ليس أحداً آخر الذين سنسحق الرأس وأننا  نحن و ليس أحداً آخر المختصون بوعد الله  الممنوحون سلطاناً به ندوس كل القرون العشرة التي بالرأس . لذلك ففرحنا بالنصرة حين ندوس رأس الحية.فالنصرة نصرتنا بمسيحنا و ليس بأحد غيره الخلاص.
يقول الرب في الرؤيا: يَكُونَ لَكُمْ ضِيْقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ رؤ 2 : 10 فالضيق عشرة أيام هي محاولات رأس الحية بشتي الطرق أن يلهينا عن وعد الرب أننا سندوسه .ضيق العشرة أيام متنوع  حسب إتجاهات القرون العشرة المراوِغة  لكن هذا كله لن يفلت من تحت أقدامنا نحن الواثقون بغلبة الله فينا لأن بقية الوعد أننا سننال إكليل الحياة إن عشنا أمناء في محبة المسيح.. لن ينجو الرأس من تحت أقدام أولاد الله مهما راوغ و تخفى و تظاهر بالقوة الزائفة و تسلح بكل أسلحة الشر. إننا بهدوء و فرح و ثقة في وعد رب المجد  ننتظر دهس رأس الحية.مسيحنا يعطنا السلطان و الحكمة لنعرف أين يختبأ الرأس و كيف نجده و بإسم الرب يسوع نقهره . و كما ذهب المسيح إلي إبليس في أرضه في البرية ليغلبه هناك و ينتهره .نحن هنا في أرض يظن إبليس أنه رأسها  نتحلى بنفس شجاعة المسيح لأننا منه نستمد القوة و القدرة نمضى للرأس لندوسها . عينا مسيحنا بسلطان عظيم  تراقبان الرأس و القرون بشتى الطرق. ترصد تحركاته و سكناته و تكشف لنا حيله. حين منحنا إلهنا المسيح نفس السلطان أن ندوس الرأس أراد ألا تشغلنا الذيول و الذيول هم الناس الذين يظنون أنهم يضايقوننا بالتهجم علينا و على إيماننا.. نصرتنا بسلطان المسيح تظهر جلية بسحق الرأس و كل القرون  .فيا قرون إبليس إسترجعوا التاريخ و أقرأوا كيف أباد الله أعداء الكنيسة.أما أنت يا رأس الحية فقد ذقت مرارة الهزيمة بموت الصليب بيد المسيح وكم داسك أولاد المسيح في كل الأجيال و الآن أيضاً  ستذوق من هذا الجيل مرارة الإنكسار تحت أقدام شعب المسيح لأن في كل  مسيحي يسرى دم المسيح و في كل مسيحي يسكن روح المسيح الذي به  ستنهزم و تندحر لأن عندنا وعداَ سمائياً أن مصيرك تحت أقدامنا.
#Oliver_the_writer

360
المنبر الحر / سر المسيحيين
« في: 21:06 14/12/2016  »
سر المسيحيين
Oliver كتبها
القتلة حائرون. لا يعرفون سر المسيحيين. يحتارون في معدن هذا الشعب المسيحي الأصيل. فجروا كنائسنا  فزادت ثقتنا بالمسيح.قتلوا شهداءنا فصاروا سمائيين و نقلوا معهم أفكارنا إلي السماء.أصابوا ضحايانا فوجدوا الرجاء مكان الوجع.احرقوا منازلنا فإذ السلام ينتشر في قلوبنا بزيادة. لأنهم لا يعرفون أن لإستشهاد وقود الإيمان.يمضون بخيبة أمل إذ يعجزون بأسلحتهم أن يكسروا نفوسنا.يبصرون الآتون فينا و يشمتون لكنهم لا يبصرون مثلنا رابه شبيه بإبن الله.يتساءلون من هذا الغريب الذي يتمشي بينهم .و ستبقي هكذا أسئلتهم حتي تنفتح أعينهم و يكفوا عن غباء القلب. يعجزون أمامنا لأن المسيح يسندنا بل يحملنا في الضيقات. لا يدركون كيف يتغذى رجاؤنا علي الآلام. لا يفهمون كيف يحتوى المسيحيون  الوجيعة و يبقي في قلوبهم متسعاً لأعداءهم.لا سبيل قدامكم أيها القتلة و الشاتمين لتعرفوا سر المسيحيين إلا بقبول مسيحنا الذي أنتم تضطهدونه.لا طريق يوصلكم لتعرفوا الإجابات علي أسئلتكم الحائرة في أمرنا إلا لما تقبلوا نفس إيماننا  بالمسيح يسوع .ساعتها فقط تكتشفوا ما هو سر صلابة المسيحيين أو ما هو سر غرابة المسيحيين.ساعتها ربما تسبقوننا إلي الفردوس.و الآن هل عرفتم السر .
https://www.facebook.com/Oliver-the-writer-1326669357366514/?ref=aymt_homepage_panel

361
دعونا نتبع المسيح الثائر
Oliver كتبها
سلاماً لقلبك المتوجع و نفسك التي يعتصرها الأنين.سلاماً لعقلك الذي يكاد ينفجر من كثرة الأسئلة التي بلا إجابة .سلاماً لآلامك الجسدية التي تجعلك تجد الموت أهون من حياة كهذه.سلاماً لك و في داخلك ثورة فياضة تدفعك دفعاً للصراخ و الصياح و الأنين .سلام لك. مسيحك معك يثور مثلك. فلنر معاً كيف يثور و كيف نتعلم منه الثورة.
 صوتنا الصارخ يختلف عن بقية الأصوات المزمجرة. صوت المسيحي الصارخ هو صوت إلي الله و لكن الناس أيضاً تسمعه و تهتز من تأثيره فالصوت الذي يرج أبواب السماء يزلزل الضمائر أيضاً . لذلك متى صرخت فإعلم أن صوتك صاعد إلي فوق أولاً  ليستمد قوة تمكنه من إختراق القلوب الحجرية. فإنتبه لا تصرخ هباءاً .
صرخة المسيحي ليست أعصاب متوترة بل روح ملتهبة و قلب معتصر و محبة نازفة و حكمة تنتقي ما يليق من القول و الفعل.صرخاتك جبارة فإستخدمها بقوة الجبار السماوي و ليست بقوة حنجرية قصيرة النفس.
لا ينجرف المسيحي حيث الفوضى.لأن إلهه إله ترتيب ليست عنده عشوائية. لا يقف مع المتزاحمين بغير هدف.لأنه يدرى ماذا يفعل و ليس ممن صلبوا المسيح  بمزاحمتهم الجاهلة فقال عنهم إغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون. لا تصرخ مثل أولئك الجاهلين لئلا تصير في ثورتك ضد المسيح. ثورة المسيحي محتفظة بلغة المسيح في ثورتها. لا أقول المسيحي لا يثور  لأنه بالحقيقة يثور و لكنه يبقي محتفظاً بلغته الراقية و محبته الدافقة .يثور و هو متمسكاً برجاءه. لا تسيطر عليه مفردات اليأس أو الرفض بغير منطق لا ينزلق إلي الإهانات و التجاوزات لأنه مثل يسوع المسيح يطلب التغيير للأفضل.إن أجمل الثورات هي التي تستصحب المسيح ثائراً معك  ضد الظلم و التفرقة و العنف.فإهتف كيفما شئت أيها المسيحي لأن مسيحك يفرح بشجاعتك لكن فقط إياك أن تنسي أن تستصحب مسيحك معك أينما ذهبت و كلما هتفت.
المسيح ثائر حقيقي
من يشبه المسيح هو المسيحي الحقيقي . لا يتسلط عليه شيء. تصرفاته مقصودة و ليست إنفعالية لا إرادية بل هو يحكم نفسه فيما  يحكمه قانون المحبة في كل شيء.يسعي للخير و السلام و يرحب بالعطاء لا الأخذ. يملأ كيله بوفرة و كرم مع الجميع .لا يفرز لنفسه أعداء بل بحكمة الروح القدس يريد و يسعي لكي يربح الجميع.
ثورة المسيح كانت ضد كل أشكال الموت و الضعف و الفساد في الإنسان و في المجتمع و في السلوك و المبادئ.فإنهض يا سفير المسيح و شارك إلهك في مواجهة الموت و الفساد محتفظاً بنفس وداعة المسيح المحب و نفس طريقته في الثورة حتي الصليب فما أجمل أن تبدأ الثورات بيدين مثقوبتين حتي تتصاعد علي الصليب ثم تجني ثمار التضحية الكبري و تهزم المستحيلات كلها و يكون إكليلها القيامة و النهضة. ثورة المسيح بغير خسائر أو إصابات.لكن مكاسبها أبدية لا يمكن حصرها.ثورة المسيح درساً كاملاً ليس فيه شائبة.فإن أردتها ثورة فلتكن مثل مسيحك إتبع خطواته الإصلاحية و أنظر كيف به تجددت الخليقة.تحسنت أوضاع الأرض و شعوبها.إخضع لدستوره الذي وضعه علي الجبل تارة و علي الصليب تارة أخري.هذا هو الدستور العادل الذي يكسب الكل فإسع إليه ليسود.و إبدأ به بنفسك.فلا ثورة ناجحة تبدأ بالآخرين.
المسيحي الحقيقي كالمسيح. يفهم لغة الضعفاء فيرفق بهم. و لغة المحتاجين فيمد إليهم اليد . و لغة المضطربين فينعشهم بالرجاء و السلام. إنه إبن  إله الناقصين. لا يتوقع منهم الكثير بل يساعد و يعضد فيصنع من الضعفاء جيشاً من المؤهلين للعمل. في يده يتحول الخائرين إلي مقاومين. و المهانين إلي أصحاب كرامة. هو يتكلم بصوت كثيرين غير منحصر في نفسه. يري مشاعر الناس كما يسمعهم. يري طموحاتهم كما يري تقصيرهم. يأخذ بيدهم غير مستهين بالناقص أو الضعيف. ينشر الفهم أينما حل . يضع أمام الجميع مائدته .و يفهم لغة الناس.يبسط حماية للذين خارت قواهم و يتكلم بلسانهم بأوفر حكمة.
المسيح هو السياسي الوحيد الذي لم يتلوث بالسياسة. و المسيحي الحقيقي لا يتلوث أيضاً باللغة الهابطة السائدة بل تكون له لغة مسيحه لأنها مبهرة حتي للمعتجرفين فلا تظن أن الثورة تحتاج إلي إنتحال لغة هابطة بل في ثورتك قدم للمجتمع لغة المسيح فينهض بلغتك الجميلة المؤثرة.ليس هذا خيال أو عالم مثالي بل وصية أن لغتك تظهرك و أن لسان المسيح ينطق فيك و أن كلامك يكون مصلحاً بملح فإنتبه لما تهتف و تصرخ و تنادي.
المسيح ثائر بالحق. ينتقد الخطأ فيربح الخاطئ. لا يحتقر الذين يبكتهم. بل في سلامه و وداعته يجعل الأعداء حياري إذ لا يجدون فيه علة واحدة. ما أجمله حين يثور لا يطيح بمن يقدر أن يطيح بهم بل يقودهم بقدرته إلي الحق أو يدعهم يفهمون رسالته حتي لو لم يقبلونها فيكون قد وصلهم صوته الثائر و تتبرأ منهم النعمة . ما أجمل هذا الثائر الإلهي علي خطايا العالم. المسيح يريد التغيير. بل يصنعه. بل يعين الجميع علي مشاركته في تغيير العالم. إنه يعيد العالم إلي رتبته الأولي. حيث يسترد المظلوم حقه المسلوب. و يسترد المكسور كرامته. هنا التغيير الأسمي الذي يصنعه المسيح الثائر . ما أجمل التغيير حين يتم بقلب حانى و نفس تهدف إلي الخلاص و ليس الإنتقام.ما أجمل الثائر و هو يحمل صليباً لا سيفاً فيغلب بصليبه حاملي السيوف.المسيح يريد التغيير من الداخل و من الخارج. من الفروع و من الجذور. لا يكتفي بالقشور بل يصلح القلوب و المشاعر أيضاً. من مثل المسيح يريد تغييراً كهذا؟؟
https://www.facebook.com/Oliver-the-writer-1326669357366514/?ref=aymt_homepage_panel
 

362
2- كتب تاريخ الكنيسة القبطية
Oliver كتبها
بقولنا تاريخ الكنيسة القبطية نقصد الكنيسة كمؤسسة روحية و كيان روحى معنوى أدبي .تاريخها هو تاريخ نشأتها و نموها و و أما كتب تاريخ البطاركة و تاريخ الشعب القبطى فستكون عنه قصاصة أخرى.و أنا أقول قصاصة لأن ما يكتب هنا ما هو إلا عناوين مختصرة لموضوعات متسعة دون الخوض في أية تفاصيل لأجل القراء الذين زهدوا القراءة .
في تاريخ الكنيسة يمكن أن نضم تاريخ المجامع المقدسة لأن بها تحددت بصمات تاريخية إنطبعت علي شخصية الكنيسة القبطية.و حيث أن موضوعنا ليس تفنيد المجامع أو بحث نتائجها لكن كيف جمع كتاب التاريخ هذه الأحداث.موضوعنا منصب علي الكتاب التاريخي الذي سجل ما مرت به الكنيسة و عن هذا نكتب هذه القصاصة الصغيرة.
كتاب التاريخ الوحيد
حين نعلم أن مصدر تاريخنا هو كتاب وحيد كتبه يوسابيوس القيصري و هو اسقف آريوسي ينسبونه خطأً كتلميذ للعلامة أوريجانوس ليهيلوا مزيداً من الإتهامات له . و لو كان أوريجانوس معلمه ما تركه يعتنق الآريوسية .و قد عاش آريوسياً محروماً من مجمع محلى عاقبه علي إعتناقه الأريوسية .لكنه  للحق كان كاتبا تاريخياً  محايدا نزيهاً.إنما إعتماد كنيستنا علي كتاب وحيد و كاتب وحيد للتاريخ  أمر ليس له شبيه في بقية الكنائس الكبري.إننا نستطيع أن نعيد كتابة التاريخ من خلال تتبع سير البطاركة و أحداث مدرسة الإسكندرية و أحداث المجامع كما جائت في كتب الكنائس الشقيقة.و من خلال تتبع سير الأباطرة الرومان حتي القرن الرابع.و من خلال تاريخ الكنائس الأخري و ما سردته ضمناً عن تاريخ كنيستنا في كتبها القديمة.و قد حاول بعض المؤرخين تنفيذ هذا الفكر لكنهم لم ينالوا إستحسان القيادات الكنسية و هكذا أوقفنا مشروع إعادة كتابة التاريخ في مهده.
إن مركز كنيستنا و تأثيرها في العالم قد تأثر سلباً بسبب قلة المراجع التاريخية أو محدوديتها.لقد إكتفينا أن يكتب تاريخنا أسقفاً آريوسياً  من فلسطين رغم كثرة المتمكنين من آباءنا الأوائل الذين أضاعوا علينا معرفة تاريخنا بكتابات قبطية أصيلة.
كنيستنا و مشكلة الترجمة
كان للمجامع يوميات تدون فيها كل كلمة تقال و كل قرار يتخذ و كل حدث يحدث. و كان هناك وصف للبيئة التي عقد فيها المجمع و لموقف الشعب من الأحداث و رأي الكنائس المحلية و للمؤامرات التي حيكت حول كل مجمع من الهراطقة و أعوانهم  بينما إكتفت كنيستنا بخلاصة المجامع و إحتفظت فقط بنسخة من قوانين كل مجمع دون الإلتفات إلي يوميات المجمع و كيف توصل الحاضرون إلي النص النهائي للقانون المجمعي.كنا كنيسة تهتم بالعقيدة وحدها متجاهلة للتاريخ.و ها نحن نهاجم الآن بسبب عدم حصولنا علي وثائق كل مجمع.و يدعي البعض علينا ما ليس في كنيستنا.لكننا نرد عليهم بالمكاتبات و ليس بالوثائق التي لو كانت توفرت لدينا لكنا قد تجنبنا شقاقات تاريخية و خسارات كثيرة لكنائس شقيقة و كنا قد أعدنا الحق لمن له حق علينا و نلنا الحق ممن تجنوا علي حقوقنا  و لكان الحوار الدائر الآن من أجل الوحدة أهون و أجدي لكن بكل رجاء نقول أن النعمة تعمل و تعوض النقائص مع أن هذا لا يغني عن تخصيص باحثين لتجميع تاريخنا المبعثر في كتب الكنائس الأخري و المكتوب بلغات يونانية و روسية و رومانية و سريانية و كان من المفترض أن يكون مكتوباً بالفرعونية و بالقبطية أيضاً .
كنيستنا و تاريخ الرهبنة
كنيستنا روحية و قد إنصب إهتمامها بأقوال آباء الرهبنة و سير الرواد الأوائل .فمن القديس أثناسيوس عرفنا القديس أنطونيوس و منه عرفنا القديس أنبا بولا .لم يكن الهدف من كتاب سيرة أنبا أنطونيوس توثيق الرهبنة بل ترسيخ سيرة قديس عظيم أسس الرهبنة النظامية.و من بعد هذا الكتاب إكتفينا بتسجيل شذرات من أقوال آباء الرهبنة المعروفين من القرنين الرابع و الخامس.حتى جاءنا راهب فرنسي هو القديس يوحنا كاسيان الذي جمع سير الرهبان علي مدي ستة عشر عاماً ظل يطوف فيها البراري العامرة بالأديرة و الرهبان و ترك لنا مجموعة كتب هم 12 كتاباً أو قل مجلداً تم تصنيفها إلي كتابين رئيسيين هما مؤسسات نظام الشركة و كان حديثه فيها منصبا علي الأسس التنظيمية لحياة الرهبنة و كتابه الآخر الرائع  مناظرات يوحنا كاسيان و كان فيه يناقش مفاهيم روحية من خلاصة خبرات آباء الرهبنة. و في مجموعة كتبه  قضي القديس يوحنا كاسيان الكثير يطوف بين الأديرة في كل أرجاء مصر من الإسكندرية حتي طيبة  فيسرد لنا عنها و لولاه ما عرفنا الكثير من تاريخنا الرهباني.مع أنه كان يلزم و لا زال يلزم أن يحتفظ كل دير بسجلات تدون فيها يوميات الدير لتكون تاريخاً موثقاً لا يحتاج إلي إجتهاد للحصول عليه و إستخلاص ما نحتاجه منه من معارف و خبرات و تاريخ للشخصيات و المكان.و هكذا صار لنا مؤرخاً فرنسياً للرهبنة القبطية.في الوقت الذي يجب أن نتدارك من الآن أن يكون في كل دير و أسقفية مؤرخ ماهر أمين يدون يوميات العمل الروحي و الأحداث الهامة و كل ما يجب أن يوفره التاريخ للأجيال القادمة.
الأمر الذي يجب أن نحذره و بشدة هو أن نعتبر أن الأفلام التي يتم إنتاجها تاريخاً معتمداً .فالتاريخ يكتب بحيادية بدون تمثيل و مؤثرات, دون مونتاج و إخراج و خدع ساذجة.التاريخ مهمة ثقيلة يجب أن تتولاها لجنة مجمعية و ليست جهة سينيمائية.التاريخ حق الأجيال القادمة .الذين لا نريد لهم أن يقفوا عاجزين عن فهم الأحداث التي جازت بنا كما نقف نحن الآن غير قادرين عن فهم أمور كثيرة في التاريخ لعدم وجود تأريخ لفترات كثيرة في كنيستنا.
تاريخ علاقة السلطة بالكنيسة
لنا في الكتاب المقدس درساً بليغاً إذ أن أربعة أسفار منها كانت مختصة بعلاقة قادة و أنبياء الشعب الإسرائيلي و الهيكل بالملوك في سفري أخبار أيام أول و ثان و ملوك أول و ثان بالإضافة إلي أسفار تاريخية أخري مختصة بوقائع أو سيرة محددة. و لولا وجود يوميات الملوك ما إستطاع نحميا النبي إستكمال بناء سور أورشليم بعدما إعترض سنبلط و جشم و قورح علي بناء السور بدعوي عدم وجود قرار بذلك ففتشوا في أدراج كورش الملك المنتقل و وجدوا ما يثبت التصريح بل التشجيع ببناء السور و الهيكل نح 1-4. في كل جيل كان للكنيسة علاقة بالسلطة.كانت سلبية غالباً  وإ يجابية أحياناً نادرة .و لم يذكر أحد عن تاريخ هذه العلاقة بشكل منظم  سوي القس منسي يوحنا في كتابه  سنة 1924 عن تاريخ الكنيسة غير أن كتابه عن هذه العلاقة إعتمد فيها علي  ما إستنبطه من مراجع إسلامية أكثر من القبطية (ربما لعدم وجودها) .لكننا لا زلنا نستطيع أن نجد الكثير من هذه الأحداث مدونة في المكتبات الرئاسية بالعراق و أسطنبول وفرنسا و غيرها فنستشف تاريخاً مندثراً و نعرف ما لم نكتشفه بعد .حتي لا نكتفي ببضع أسماء قديسين و معجزة نقل المقطم.فتاريخنا أعظم من مجرد حوادث متفرقة.إننا بحاجة إلي تاريخ متكامل يغطي عمر الكنيسة من ألفي عام لأنها تستحق أن نبذل لأجلها هذا الجهد و نخرج منه بالجدد و العتقاء.
خلاصة الأمر نحن لم نكتب تاريخنا بعد.بل تركنا آخرين يكتبونه.و حان الوقت لنكتبه بأنفسنا بضمير نقي و حيادية و بمنهج علمى.
صلاة
أيها الرب صانع التاريخ و محرك أحداثه.ليس عندك غوامض لأن عيناك فاحصتان منذ الماضي السحيق و حتي الأزل.ليس هناك تاريخ لم تصنعه يداك بالإرادة حيناً و السماح حيناً آخر.لكن كتابك ليس فيه سهو أو ثغرات.و روحك القدوس يلهم المؤمنين بما لم يكونوا علي علم به.في هذا نثق و لأجله ننتظر.ليس لنكتب تاريخ نتشدق به علي آخرين هم أشقاءنا بل فقط لكي نتبصر كيف حفظتنا يداك قبل أن نولد نحن و نتعلم من معاملاتك العجيبة في ذاك الزمان فنتعضد بثقة الآن.لقد علمتنا أن نتذكر المحبة الأولي و نتب.و نحن نرجو منك أن تذكرنا بمحبتك الأولي أيضاً هذه التي صنعتها مع آباءنا و أجدادنا و نحن نجهلها.لقد علمنا بمسار هروبك إلي مصر برؤية سماوية فأكثر لنا رؤاك لكي يستعلن ما قد خفي عنا.هذه الكنيسة أنت أسستها و فيها أحجار روحية لم نعرفها.إكشفها لنا كى نزداد تمسكاً بهذه الصخرة التي بنيت بيدك و حفظتها يمينك عبر الأجيال.فليكن تاريخنا دافعاً لعودة الأشقاء من كل صوب و حدب لكي كما علمتنا نكون كنيسة واحدة وحيدة مقدسة جامعة سماوية.
#Oliver_the_writer



363
1- كتب تاريخ القديسين و الشهداء
Oliver كتبها
كنيستنا صاحبة تاريخ عريق.و هكذا تاريخ الكنائس العتيقة الخمسة الأولي.أنطاكية- الإسكندرية – روما –القسطنطينية-أورشليم-
التاريخ الكنسي يمكن تقسيم عناصره إلي 1- تاريخ الشهداء 2-تاريخ الكنيسة 3- تاريخ البابوات 4- تاريخ الشعب المسيحي5- تاريخ طقسى .و هذه السلسلة قصاصات مختصرة للغاية  ستشمل الخمسة عناصر من التاريخ .
أولاً تاريخ القديسين
حين نقول قديسين نقصد الجنسين قديسين و قديسات شهداء بمختلف أعمارهم و أجناسهم. شهداء المسيح و قديسيه في كنيستنا أعظم و أغزر من أن يجمعهم تاريخ في كتب لكن مع أن التاريخ أيضاً  لدينا حافل بالكثيرين رغم هذا فإن أكثر الشهداء لم يذكرهم تاريخنا.  الكثير من هؤلاء كتبت  سيرته نقية خالصة خالية  من أية شوائب خصوصاً حين تتعلق سير هؤلاء القديسين و الشهداء بالقرون الخمسة الأولي .نظراَ لقرب الزمن ما بين زمنهم و زمن تدوين تاريخهم.أيضاً وجود شهود علي تلك السير في بعض الأحوال.كذلك إشتراك الكراسي الكنسية الكبري في الإعتراف بنفس القديسين .
ثم بدخول الإسلام بدأت سير الشهداء تختفي رويدا رويداً مع أن الإسلام لم يسيطر علي مصر تماماً قبل سنة ألف ميلادية.و مع أن الشهداء في عصر الإسلام كانوا أفرادا و جماعات و يشهد علي ذلك شهداء الفيوم الذين ظهرت رفاتهم لتفصح عن مجازر إسلامية حدثت للرهبان في تلك المناطق.كما لا يمكن أن ننكر أن هدم الأديرة و الكنائس في عصور الخلافات الإسلامية المتعاقبة ما كان يتم دون أن يصاحبه مقتل مسيحيين قرباناً و إرهاباً لتسليم الأديرة و الكنائس التي تم تحويلها عنوة لمساجد يذكر فيها إسم محمد و ينكر فيها إسم المسيح.
ثم بدأت مرحلة إختفاء تام لسير الشهداء مع أن الشهداء كانوا يتساقطون بالسيف و الحرق و التنكيل يومياً بأوامر الولاة و السلاطين.و ظهور أجساد مثل القديس بشنونة و مارجرجس المزاحم و القديس سيدهم بيشاي و أنبا برسوم العريان و القديس أنبا رويس هؤلاء مجرد نماذج لتعكس أحداثاً في أجيالهم و تعصباً مقيتاً وصل إلي حد القتل ثم محو الأدلة بمنع تدوين التاريخ حتي يسهل إنكار الجرائم الوحشية.
ثم ظهر بعد إختراع المطابع مرحلة  إحياء جديدة لكتب القديسين و سير الشهداء لكن بسبب بُعد الزمن بين الكتابة و الحقيقة.و بسبب قلة المراجع أو قل إنعدامها صار لدينا أسماء لقديسين و شهداء لا نعرف  عنهم غير أسماءهم.لا سيرة لهم و لا حتي في السنكسار الذي يكتفي بعبارة ساذجة حين يقول اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار القديس فلان.ثم لا مزيد من تفاصيل أو سيرة عنه.إنه مجرد إسم فقط ليس هذا تاريخ و لا حتي نقطة في كتاب تاريخ الشهداء.إنه عوار تاريخي لا يجب أن يستمر في كنيستنا .فكيف تحتفل الكنيسة بمن لا تعرف غير إسمه؟
ثم حين برز دور إنتشار وسائل الإتصلات و الميديا الحديثة  صار لنا سير شهداء و قديسون  صنعهم الإعلام لم تظهر لهم قداسة حتي الآن.و لا دليل علي صحة ما ورد عنهم .يكتب بعض الآباء أننا لابد أن نصدق ما يكتبه.فلماذا لابد ؟و القداسة ليست صناعة إعلامية بل صناعة الروح القدس.و الرب حين يريد فإنه يشهد للقديس و يسمح له بأعمال تثبت قداسته ليس شرطاً معجزات بل يمكن أن يكون أداة توبة لكثيرين مثل أبونا ميخائيل إبراهيم  أو أداة صالحة سخية لتوصيل المحبة الإلهية للبشر مثلما صار مع القديس أنبا إبرام .أو عمل أعمالاً تبني الكنيسة مثلما فعل الأرشيدياكون حبيب جرجس بتأسيس مدارس الأحد التي صارت مهدا للتعليم المسيحي للنشء .أما أن يجد كل منتقل من أصدقاءه أو من شعب كنيسته من يصنع منه قديساً و يكتب عنه كتاباً سرعان ما يندثر لأن القداسة شهادة إلهية و ليست شهادة إعلامية.و هذا ما جعل الكنيسة تنص علي عدم إضافة أحد إلي قائمة القديسين من غير أن يمضي علي إنتقاله 50 سنة لكي يروح أثر التعاطف الإنساني و التأثر البشري و يكون قد ثبت أن هذا الإنسان قديس أو قديسة أياً كان منصبه و مهما قال عنه الناس.لكن هذا النص لا يجد إحتراماً من الكنائس نفسها.
ثم جاءت مرحلة مزج الفن السينيمائي و المسرحى  بسير القديسين.و إختلط الخيال بالوقائع.و صار القديسون يطيرون في الهواء و تصبح لهم أجنحة.و يمارسون أعمالاً تبدو فكاهية هذا ما ليس من القداسة في شيء.فليس القديس أو القديسة إنساناً خارقا للعادة.بل شخصاً كان قلبه طيعاً لعمل الروح القدس . و إذا إستدعت الضرورة فالرب قادر أن ينقله من مكان لآخر بغير أجنحة و لا بطريقة سينمائية.كما فعل مع فيلبس الرسول و نقله ليقف قدام والي كنداكة و لم ينشغل الكتاب المقدس في كيف نقله بل إكتفي بقوله أن الروح نقله.فالسياحة الروحية ليست من طراز سوبرمان.لأن هذا يقلل من عمل الروح القدس في قديسيه.ذلك لأن من يكتبون هذه السير و من يبلورون تلك الأفلام ليسوا معتمدين علي مراجع روحية و لا علي مصححين لهم رؤي عقيدية ثاقبة كما يفعل المخرجون و كتاب السيناريست في الغرب بل يعتمدون هنا علي إستخدام وسائل بدائية ساذجة و أفكار فلكلورية و يمزجونها بسيرة القديس أو القديسة. و يكتبون سيرة القديس بنفس منطق كتابة ألف ليلة و ليلة فيصبح للفيلم عدة أهداف منها الكوميدي و منه الإبهارو منها تحقيق أرباح و آخرها  سرد حياة القديس بحسب خيالهم و ليس حسب الحقيقة بينما أن القديس نفسه عاش يشهد للمسيح و من يقدم سيرته عليه أن يركز كيف يقدم المسيح الذي شهد له القديس بأعماله و مواقفه و أقواله و كيف يتم التركيز علي هذه الشهادة التي هي سبب تسميته قديس.
إن بيننا و بين سير القديسين مسافة عميقة كبيرة يملأها الغموض و النسيان فنحن لا نجيد إلا بعض السير المعتمدة حتي من كنائس أخري كبري.و فيما عدا بعض أسماء قديسين لدينا مراجع عن سيرهم و هي أسماء قليلة لا يتوفر عندنا سوي مزيج من فبركات قديمة أضيفت لسير القديس  رغم إيماننا بقداسة القديس و القديسة لكن كتابة سيرهم تحتاج إلي مراجعات و تنقيح.هذه الفبركات التي حدثت في عصور الكنيسة المعتمة بدءاً من القرن الثامن و حتي السادس عشر جعلت السير المكتوبة في تلك الأزمنة تحتاج إلي جهد مكثف لتصحيحه و توثيقه و قديسون كثيرون لو بحثنا في مخطوطاتنا لوجدناهم و قد إنهالت عليهم أتربة التاريخ و طمستهم. ربما حان الوقت لظهور سيرهم العطرة لنعرف كيف كان الرب يحفظ أتقياءه و ينفذ وعده بأن له في كل جيل شهود له.
و من المؤسف أننا لا نحتفظ في تاريخنا الحديث بسير القديسين في العصور من الثامن عشر و حتي اليوم.بينما أن هذا هو جزء حي من إيماننا نحتاج إلي توثيقه.ليت هذا الأمر يؤخذ في الحسبان حتي لا نفقد هذه الثروات التي بها يغتني الإيمان الحي.
أيها الرب القدوس علمنا الوفاء لمن كانوا في حياتهم شهود أوفياء لشخصك.و كما أكملتهم في القداسة إصنع معنا هكذا نحن الناقصين.لأن سيرة أولادك تتمحور حول شخصك المجيد و عمل روحك القدوس فيهم لذلك علمنا أن نراك فيهم.و نراهم فيك.فهم أعضاء موكبك في مجيئك الثاني المهوب.و فيهم نجد رجاء لأنفسنا أننا لنا نفس النصيب فيك كما صار لهم يصير لنا.أيها الرب القدوس أنت وحدك صانع القديسين.هم شهدوا لك و أنت شهدت لهم و نحن بك نفرح بهم كما تفرح و معهم نشارك الطلبة لأن أشخاصهم المحبوبة تعط لصلواتنا شركة سمائية في ذلك البخور الذي ملأ مجامر الملائكة السمائيين.لإإسمع لهم عنا و إسمع لنا معهم و إجعلنا معهم أسرة سمائية كنيسة واحدة جسد واحد يبقي فيك إلي الأبد.

https://www.facebook.com/Oliver-the-writer-1326669357366514/


364
المنبر الحر / الألم بوابة المجد
« في: 22:29 22/11/2016  »
الألم بوابة المجد
كتبها Oliver
قبل السقوط كنا في النعمة و النعيم. لم نعرف الألم سوى بالخطية. و كما بالآلام متنا كذلك بآلام الرب القدوس يسوع المسيح خلصنا.الوجع و الشقاء لم يعد عقوبة بعد الخلاص بل ككل الرموز إنتقل ليكون موهبة تصاحب الإيمان بالمسيح و تؤهل الإنسان للشركة في آلام المسيح. لانه قد وهب لكم لاجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط، بل ايضا ان تتالموا لاجله.في 1 : 29
لذلك لما يقول إبن الإنسان أنه ينبغي أن يتألم كثيراً فهو كان يمتص من البشرية كل آلامها  كمن يمص السم من دم إنسان لدغه ثعبان.و يحولها في شخصه إلي طريق للخلاص .لقد صار في المسيح إعادة تشكيل و خلق  ليس فقط للإنسان بل لأمور أخري كثيرة منها الألم..لذلك  قيل عن رب المجد  كان ( ينبغي أن يتألم كثيراً ) أي لابديل آخر سوى الألم لأنه جاء ليحمل عنا آلامنا و أوجاعنا.لأن إزاحة الألم كعقوبة كان حتمياً و تحويله إلي وسيلة للخلاص أصبح موهبة و نعمة. مت16: 21 و مر 8 :13 عب 9: 26
الألم ليس هو الموجع بذاته بل ما يوجعك هو كيف ترى الألم؟ لقد رآه بولس الرسول أنه ملكية خاصة لسمات الرب يسوع غل 6 : 17 و سماها (إماتة الرب يسوع) هي إماتة للذات و في نفس الوقت(حياة الرب يسوع) في الإنسان الجديد.لذلك كانت الآية تحمل المعنيين. حاملين في الجسد كل حين اماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع ايضا في جسدنا2 كو 4: 10. إنه نفس المعني لآية: مع المسيح صلبت لأحيا لا أنا ( إماتة الذات) بل المسيح يحيا فيَ ( حياة يسوع ) غل 2 : 20
في أول مقابلة  للرسول بولس  مع حنانيا الكاهن سمع منه عبارة  قالها الرب  عن بولس و هي تبدو موجعة لكنه رآها وعداً مفرحاً  حين سمع الرب يسوع يقول عنه( سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل إسمى) أع 9 : 16 .هل تلاحظ إستخدام نفس اللفظ ( ينبغي) الذي إستخدمه في التعبير عن آلامه شخصياً .هل تراها كما رآها القديس بولس أنها شركة آلام المسيح و أنها نعمة و بوابة للمجد.ألم تكن هذه العبارة حافزاً لكرازة عظيمة دون أن تعوقه آلام الجسد أو متاعب من الداخل و الخارج.
أيوب البار رأى الألم تزكية أي (شهادة حب)  تتجاوز كل الظروف.َصبرَ الرجل البار و نال مجازاة من الرب و شهادة متبادلة من الفم السماوى.يع4 : 11 ... لذلك ينبهنا بطرس الرسول أن نتعامل مع الألم (حسب مشيئة الله) اذا، الذين يتالمون بحسب مشيئة الله، فليستودعوا انفسهم،(حياة التسليم)  كما لخالق امين،في عمل الخير1 بط 4 : 19 فيكون الألم حافزاً للخير لأنه يجعل النفس منكسرة قدام الله فتنال مواعيد و أمجاد كثيرة .
لكن الألم يهون مهما بدا مريراً لو أصابك.ربما لا تحتمل أن يصيب إبنك أو إبنتك  تتمني أن يكون فيك كل الوجع و لا تسمع آهة واحدة لأحد أحباءك.هل الآن عرفت ألم العذراء عند الصليب.لذلك نذكرها و لسان حالها يقول  (أما العالم فيفرح بالخلاص و أما أحشائي فتلتهب عند صلبوتك يا إبني و إلهي).لكن إنتظر قليلا هنا.فآلام المسيح كانت أيضاً من أجل أمه.و من أجل خطيبها القديس يوسف و من أجل أخوته في الجسد و من أجل أقرباءه. و من أجل العالم كله فالألم رسالة قد تشمل الكثيرين رغم أنها تختص واحداً فقط.آلام أحباءك تعلمك الصلاة .آلام أحباءك تعلمك الرحمة.آلام أحباءك تعلمك الإنكسار قدام المسيح لأجلهم فتصير أنت شفيعاً و ينال هو مشيئة الله للخير هنا و هناك. آلام أحباءك تلين القلب القاسى و تمنحه دموع التوبة و التذلل. الآلام مدرسة تخرج منها جميع الخدام الأمناء و الآباء و الأمهات الأتقياء.الآلام أن تصير في غرفة العناية المركزية السماوية.آلام أحباءك ليست غائبة عن المسيح و هو لم يختارهم عشوائياً.هو يعرف ما يفعل و يقصده تماماً و يستخدمه لمجد إسمه.هو يعرف أن أمجاد الألم لبولس كفيلة بأن يكف عن التضرع من أجل الشفاء.
فيما كان المسيح يشفي نازفة الدم و يكلمها في نفس اللحظة كانت هناك إبنة رئيس المجمع مريضة تحتضر و كان الرجل ينتظر نفس الشفاء لإبنته العاجزة حتي عن الخروج محمولة لتكون قدام المسيح كما إجتهدت نازفة الدم و لمسته. وقف الأب الموجوع يمني نفسه بشفاء إبنته حتي جاء رجل من بيته بالخبر الحزين مع شفقة علي إجهاد المسيح قائلاَ ( قد ماتت إبتك.لا تتعب المعلم) لو8: 49 . وصل الوجع للجميع بموت الصبية. وصل الألم بذروته إلي الصبية فماتت.ما أصعب الموقف علي الأب و علي كل إنسان لكن ليس علي المسيح.و فيما الرجل خائف علي المسيح أن يتعب إذ المسيح يقل لرئيس المجمع لا تخف.و كأنه يقول لنا لا تخافوا علي تعبي.ألقوا كل أتعابكم هنا فأكتافي جاهزة لحملها و قلبى مفتوح لتأخذوا بدلاً منها محبة و راحة لقلوبكم.ثم يُطمئن الرجل.آمن فقط فهي تشفي. لماذا يكلمه عن الإيمان مع أنه قدامه بالعيان؟ لأن الإيمان و الآلام صديقان للبشرية في رحلة الخلاص  يصاحبانك حتي المجد.و كلما زاد ثقل الألم  مع ثقة في المسيح زاد ثقل المجد.و شفيت الإبنة.و قامت و نسى الجميع الوجع.و تحول إلي إنبهار بعمل الله في تلك الأسرة. الله صادق و يعرف ما يفعل و يقصد ما يقول و يفعل ما يعد به.
لا يتحول الألم إلي نعمة بغير الشكر و التسليم.لذلك يبقي المتذمرون في أوجاعهم دون ثمر.و تبقي أسئلتهم الحائرة دون إجابة.فلا تسأل الله لماذا أتألم بل إسأله كيف أتألم حسب مشيئتك.كيف يكون شركة مع المسيح المصلوب .كيف أستثمر الألم لحساب المجد المدخر للمتألمين.إسأله ليس لألمك وحدك بل إسأله كيف تستثمر آلام أحباءك.إبنك إبنتك زوجك زوجتك أو والديك.فالربح في المسيح عائلي.نقتسمه كالميراث.لا تطلب أن ينتقل ألم أحباءك إلي شخصك فالمسيح يختار بعناية ما يفعله.و هو أكثر حناناً من حنانك.
و الآن أكرر هل تري الألم بالروح أم بعين الجسد .أما عين الجسد فلا تبصر الأمجاد .لذلك كان المسيح في كل مرة يذكر أنه سيتألم يذكر أنه سيقوم أيضاً.لأن الألم ليس نهاية إنما المجد نهاية و القيامة  مصيرنا لو كانت مشيئة الله أن يهبنا الألم  فنعيشه كما عاشه رب المجد يسوع و إنتصر الذى  من بوابة الآلام دخل بنا إلي ملكوت الأمجاد .
https://www.facebook.com/Oliver-the-writer-204387890004645/?ref=aymt_homepage_panel


365

دقلديانوس - أوباما – هيلاري
كتبها Oliver
دقلديانوس أشهر من إضطهد المسيحيين منذ عام 284  بل أسس فكر الإضطهاد في الشرق الأوسط. في أوائل حكمه أظهر تعاطفاً كاذباً معهم.ثم كشف عن  وجهه القبيح بعد عامين حين عين مكسميانوس أمبراطوراً للشرق.الذي بدأ أبشع عصور الإضطهاد.أوباما أيضاً جاء إلي القاهرة في أول سنة لحكمه.و قال كلمتين عن الأقباط إحتسبهما الناس تعاطفاً ثم بعد قليل أظهر وجهه القبيح بمحاولته تعيين رؤساء مهمتهم الوحيدة تخريب الدول و القضاء علي الأقليات و أعظمها المسيحيين في الشرق الأوسط. كانت هيلاري لأوباما مثل مكسميان لدقلديانوس.إذ وضعت علي عاتقها تنفيذ خطة تفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين و تحقيق حلم الإرهابيين بإنشاء دولة الخلافة الموحدة .هيلارى التي أطلقت لقب الربيع العربي علي ما هو ليس ربيعاً علي الإطلاق .و لكي لا ننسي شهداءنا نكتب هذا المقال حتى نضع أوباما و هيلاري في مكانهما الطبيعي بجوار دقلديانوس و مكسميانوس و جميع الأباطرة القتلة في عصور الإستشهاد المختلفة. لم يكن الربيع العربي سوى ربيعاً للإرهاب و الإرهابيين وحدهم .كان ربيع يرتدي النقاب و تفوح من فمه رائحة  دولارات البترول مع مزيج من الكراهية لكل ما هو مسيحي. لم يكن إلا ربيعاَ ملطخاَ بدم المسيحيين أينما صاروا .
العالم  يعرف أن المسيحية بدأت من هنا.جذورها متأصلة في الشرق.العقيدة فيه واضحة متجذرة من ميلاد السيد المسيح إلي صعوده و الإيمان المسيحي صنع في الشرق.و أول من دعيوا مسيحيون كانوا  هنا في أنطاكية سوريا.لم يكن المدعو ربيعاَ عربياَ سوي عصر خروج للمسيحيين من أوطانهم.  إنشغلت الأنظمة بالدفاع عن كراسيها و إنشغل الإرهابيون بسفك دم المسيحيين و إنشغل أوباما و هيلاري بجمع الحصاد من دم المسيحيين ليرضي سادته في بلاد الحجاز.
- فى سوريا كشفت السياسة الأمريكية وجهها القبيح بأن دعمت الإرهابيين بالملايين مالاَ و عتاداً و تعامت عن مقتل الآلاف من المسيحيين و لم يهتز لأوباما جفن هو و شركاه الراغبين في إبادة المسيحية من مهد المسيحية.و منذ 2011 لقي ما يزيد عن سبعين ألف مسيحي مصرعه ليس فقط بيد الشبيحة و الإجراميين بل أيضاَ بيد أوباما و هيلاري الذين قبضوا من قطر و السعودية و مولوا و دعموا و خططوا لأولئك القتلة و تغاضوا عن دماء شهداءنا.و رأينا حمص ذات الأغلبية المسيحية فارغة من كل مسيحييها ال160.000 مسيحي لم يبق منهم سوي ألف مسيحي فقط. و وصل عدد الفارين من سوريا قرابة 2 مليون سوري معظمهم مسيحيون بعضهم مات غرقاً أثناء الهرب أو مات غدراً من قطاع الطرق و الناهبين من داعش.لقد كان خروجاً مأساوياَ تاريخياَ. ضع هذه المقارنة مع عصر دقلديانوس الذى تجد فيه  800.000شهيد إنتقلوا من هذا العالم في عصره.
- فى العراق كان الهدف من إنشاء الخلافة الإرهابية في العراق هو إبادة جميع الأقليات لكي تخلو الساحة لهم فيطبقون شرع السيف و شريعة الدم و قانون الغاب. و غاب المنطق عن إدارة أوباما لأنه كيف يمكن لإسلام منقسم أن ينشئ خلافة موحدة؟ لذلك عانت جميع الأقليات و منها المسيحيين الكثير . في الموصل كانوا يكتبون حرف(ن) على الأبواب و يقصدون أن هذا البيت نصراني؟ لكي تستهدفه قوات داعش و لا غرابة  أن إستهداف المسيحيين في العراق بدأ مع دخول أمريكا للعراق.من يومها و الحوادث المتفرقة تتوالي ضد طلبة و أفراد و محلات مملوكة للمسيحيين و المترجمون المسيحيين فى القوات الأمريكية.ثم إحتجاز رهائن و قتلهم في كنيسة سيدة النجاة 2010. ثم خطف مسيحيين و طلب فدية.ثم تصاعد الخراب  في الموصل و سهل نينوى إلي أن تم تدمير جميع ممتلكات المسيحيين و كنائسهم ومزاراتهم و أديرتهم في إقليم كردستان و من  ثم حدث الخروج الكبير لأكثر من مليون مسيحي  سرياني و آشوري و كلداني و أيضاَ من الإيزيدين . في الربيع الكاذب  تناقص عدد مسيحيي العراق من مليون و نصف إلي أقل من نصف مليون يتناقصون يوميا حتي اليوم في العراق. و لا زالت فكرة إقامة إقليم مستقل للمسيحيين في سهل نينوي تحت حماية دولية فكرة تلمع و تخبو وفقاً للظروف المتقلبة.هكذا بسياسة أمريكية فاسدة خسر العراق إرثاَ حضارياَ و منشئاَ ثقافياَ يثرى تاريخه و هو مسيحيو العراق.
- في مصر كما حدث في عصر دقلديانوس كان هناك واليا منافقاً أسمه إريانوس أغلق إنصنا علي المسيحيين و صار يستمتع بتعذيبهم و إذلالهم و هو ما حصل في المنيا من محافظى المنيا و بني سويف  المتتابعين منذ عصر مرسي حتي وقت قريب.و كما إستبعد دقلديانوس المسيحيين من أية مناصب عامة – حسبما أورد يوسابيوس القيصري و ترتليانوس- هكذا حصل في قنا بإستبعاد محافظ قنا المسيحي و إستبعاد الوزراء المسيحيين بل و مديري المدارس و أحياناً المعلمين.و يذكر نفس المؤرخين قائلين عن عصر دقلديانوس  (أن الدهماء و الغوغاء إضطهدوا الكنيسة أشد إضطهاد) ضع هذه العبارة قدام أحداث حرق الكنائس في إمبابة و الصف و المنيا والعياط و أسوان ثم قتل الأقباط في أحداث متفرقة ثم الإجهاز علي 83 كنيسة مرة واحدة. ثم إسأل نفسك عن الدهماء و الغوغاء من يكونون و من سمح لهم بذلك في عهد دقلديانوس أو في عهد أوباما هيلاري.و ستستطيع أن تفهم لماذا منع أوباما جيش مصر من تحطيم داعش التي قتلت واحد و عشرون شهيدا مسيحيا ثم 30 شهيداً أثيوبياً مسيحياً في ليبيا .و الغريب  أنه كان لدقديانوس صديق إسمه جاليريوس أصدر منشورا بحرق الكنائس و الكتب المسيحية و إعتبار المسيحيين خارجين عن القانون (قارن ذلك بأحكام إزدراء الدين الإسلامي). ضع الأزهر مكان إسم جاليريوس.
بقي أن نتذكر أن دقلديانوس و مكسميانوس تركا الحكم معاً في يوم واحد  سنة 205 م تماماً كما سيترك أوباما و هيلاري الحكم في يوم واحد غير مأسوف عليهما.
دقلديانوس و السيطرة علي المنظمات الدولية
كانت المنظمات آنذاك هي رؤساء الطوائف.سيطر دقلديانوس علي اليهود.و عقد صفقة معهم.لهم دينهم مقابل التنكيل بالمسيحيين مع وعود بالدفاع عن القتلة وعلى هذا إتفق الطرفان.كما إتفق أوباما هيلاري مع الإخوان.و من ينكر ذلك ينظر للنتائج و الأحداث.و يفسر لنا لماذا بانكي مون كان يقلق ألف مرة كل يوم إذا تم توجيه اللوم للإخوان و لم يقلق و لو لمرة لحرق المسيحيين و كنائسهم و تفجيرها .من ينتظر العدل من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة عليه أن يسأل نفسه أولاً كيف تم تعيين السعودية عضواً في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة؟ في عهد أوباما.بل حسب تقارير هيومان رايت ووتش و منظمة العفو أفادت أن السعودية أجبرت الأمم المتحدة علي إزالة إسم السعودية من قائمة العار التي تضم الدول التي تقتل المدنيين و الأطفال كما حدث في اليمن .وبينما دعت المنظمتان إلي إيقاف بيع الأسلحة للسعودية فى أوائل 2016 كانت الإستجابة من أوباما  أنه عقد أكبر صفقة بيع اسلحة في التاريخ بقيمة 60 مليار دولار في نفس العام بالإضافة إلي تنفيذ صفقة سبق التعاقد مع الحكومة الكندية عليها بقيمة 15 مليار دولار.فالمنظمات كلها تأتمر بأمر دقلديانوس فلا تنتظر منها عدلاً.
إلي الحق نصلى
الإله الحق ربنا يسوع.فيك وحدك الحق و من ينالك يأخذ الحق كله.زمن الأشرار هو  زمن القتل و النهب و التخريب لأن الفساد قد طغى  و الشر أعمى أبصارهم.أما نحن فنعيش زمن الحب وسط الدم.زمن النعمة وسط الفساد.زمن الرحمة وسط القسوة.زمن العجائب وسط المحن.زمن الإعلانات وسط الأتون.زمن الحق وسط المظالم.نحن نعيش زمنك الذي لا ينقطع تاركين للعالم زمنه و طرقه و فساده.لذلك لم تنحن نفوسنا تحت السيف و لو سقطت رؤوسنا مضرجة في دماءها.لم يلتوى إيماننا بشخصك و لو إمتلأت الأرض بطرق العالم الفانى.أنت حمايتنا و أبديتنا و حقنا الوحيد نأخذه محبتك و نعمتك فيرفعنا من تاريخ فاسد إلي حياة أبدية.و من تضييق كامل إلي حضنك اللانهائي.
وقتها نعرف كيف نسبحك في الأتون و نمجدك في جب الأسود فالأرض بجملتها صارت أتون و بعض الناس فيها صاروا يلتهمون كالأسود لكنك هنا حصن لنا و هناك حضن لنا.لك المجد.
-----------------------------------------------------------------------------------
يمكنك إضافة موقع الكاتب الجديد  إلي قائمتك المفضلة لكي تتاح لك فرصة التواصل و  متابعة  مقالات الكاتب.
https://www.facebook.com/Oliver-the-writer-204387890004645/


366
نظرة روحية لنتيجة الإنتخابات الأمريكية
كتبها Oliver
حين يتجرأ الشر و يعاير من يراهم ضعفاء لا حيلة لهم و يظن جليات فى  نفسه أنه بلا منافس.يجد الرب لنفسه دواد الصبى الصغير في الخبرة و السياسة و يضع في كفته الضعيفة خمسة حصوات لكن الأهم أنه يضع في قلبه شجاعة الأسود و في روحه إيمان لا يتراجع أبداً فيمشي داود و قدامه تعييرات جليات و خلفه تعييرات و إستهزاء حتي من إخوته.و لكن فوقه إلهاً عجيباً  يضع جليات الجبار في يد داود الصغيرة و يرفع راس شعبه الذي كان يظن أنه لا مخلص من جليات.
تعييرات كاذبة
ما أشبه اليوم بالبارحة.حين تعملق الشر و ركب علي أجنحة الإدارة الأمريكية الفاسدة من الداخل.التي وضعت علي عاتقها نشر الإرهاب تحت زعم مقاومته.و وقفت تعاير كل من هو صادق في مقاومة داعش.عايرت روسيا و كادت أن تشتبك معها  فوق سماء حلب لولا الجبن و الخوف من الخسارة.عايرت الأسد و حركت أسطولها لتقضي علي سوريا و ليس الأسد لولا أن الرب كلف روسيا بالتدخل فتجمدت أوصال جليات الزائف الشهير بأوباما.و كما كان آخاب الملك ضعيفاً قدام إيزابل كان هذا المتأسلم ضعيفاً قدام هيلاري كلينتون بل كان دمية في يدها.صنع معها صفقة كما يصنع إبليس مفادها أحكمي العالم و دعي لي عرشي.فكانت صاحبة القرار النافذ في علاقة أمريكا بكل الدول.وكما كانت إيزابل حليفة لأوثان أبيها كانت هيلاري حليفة للإخوان لأن قلبها مخترق من الإخوان من خلال هوما عابدين و شركاها فهي كانت منقسمة علي نفسها .
كان الجميع يتوقع فوزها .كانت محاولة ترامب في بدايتها أشبه بمحاولة داود النبي أن يرتدي ملابس الحرب الثقيلة.فتعثر و لم يتمكن من مجاراة الكبار.حتي أن  أخباربدايات حملة ترامب الإنتخابية كانت تأتي في باب النجوم في الصحف الأمريكية و ليس في باب السياسة. و كما كان يظن جليات أن مهمته هينة و تافهة قدام هذا الصبي هكذا ظنت هيلاري أن مهمتها قدام ترامب فرصة لا تعوض لهزيمة شخص مغمور لا شأن له بالسياسة و لا بالحروب و العلاقات و التوازنات.فقدمت لترامب أفضل فرصة لإقتناصها بسبب الغرور الكاذب و الإستهانة بالخصم.
و فيما ترامب يحاول أن يخطو خطواته الأولى كان مثار سخرية حتي من بعض أعضاء الحزب الجمهوريين الذين كان يجب أن يكونوا داعمين له.هذا حدث أيضاً من إخوة داود الذين إنتهروه لتجرأه بمحاولة الإقتراب من العملاق القابع علي قمة العالم.
يد الرب علي قلب الملك
كانت يد أوباما في يد هيلاري.ليس فقط لأنهما من نفس الحزب الديمقراطي  و لا لأنهما زملاء عمل طويل و لا لأنهما الإثنان جاءا بعد رئاسة الزوج بيل كلينتون بل لأنهما متفقان في الشر.لديهما خطة لتدمير كل ما هو مستقر في بلاد العالم.و في عهدهما إنتشرت المؤامرات في شتي البقاع.إنكسر الكبار قدامهم.و بالزهو الوهمي تعملقت دويلات صغيرة إستناداً عليهم.فرأينا قطر لها تأثير و رأينا الشبيحة يرتعون في سوريا و أنصار بن لادن يتبخترون في بريطانيا و حتي بعد أن كشفت اللثام عن تورط الإخوان بالإرهاب لم تجرؤ أن تستبعد و لا واحد ممن ثبت تورطهم من بلادها لأن الفساد كان من الرأس ذاته.منعت إدارة أوباما جيش مصر من أن يعين ليبيا على إعادة إستقرارها. صنعوا في ليبيا حكومتين تتصارعان علي السلطة.و لولا إمكانيات المخابرات المصرية و قيادة العسكرين المصريين لسقط جيش حفتر و هو ما أراده و فشل فيه الثنائي أوباما –هيلاري.و حين أرادوا القضاء علي حفتر أراد الله أن يصبح وزيراً للدفاع لليبيا كلها.
أرادوا تخريب مصر من جهة الشرق و لكن الرب لم يريد لنا تدميرا ينتويه الأشرار و بتحدي من جيش مصر دخل سيناء عكس رغبة الإرهابي أوباما و بدأ يفرض سيطرته عليها من جديد و سيقضي علي ما تبقي من فلول بيت المقدس قريبا قبل نهاية هذا العام.لأنه إن سقط جليات فر المتحصنون به.وطال الإنكسار كل الأشرار.
و فيما يد أوباما في يد كلينتون إذا بيد الرب تدبر أمرا لم يتوقعه حتي ترامب نفسه.لم يكن أحد يصدق أنه سينتصر لأن إستطلاعات الرأي ال13 التي تمت كانت موجهة من إدارة فاسدة نشرت إنطباعاً أن ترامب من الأشرف له أن ينسحب.حتي تجرأ أوباما في تصريح لم يصدر عن رئيس قبله حين قال لو فاز ترامب لن أخلي البيت الأبيض.فجليات مغرور حتي الثمالة.لكن تدابير الرب تعلو علي خطط الأشرار.حتي السياسيون الخبراء يقولون أن فوز ترامب معجزة.نعم إنه تدبير سماوي .ليس أن ترامب قديساً لكنه أداة إستخدمها الله ليكسر بها فخاخ كثيرة منصوبة في بلاد يدهشك أنها الوحيدة التي يسكن فيها مسيحيون.بينما البلاد الإسلامية تماماً لم يقترب إليها أوباما برغم إقرار الكونجرس بقانون 11-11 الذي يعطي الحق في مقاضاة السعودية و الدول الداعمة للإرهاب الذي حدث في 11/11 في أمريكا.البلاد التي فيها مسيحيون و أقليات مسالمة وحدها مثل لبنان و سوريا و مصر و العراق و نيجيريا و جنوب السودان و أثيوبيا فقط كانت نصب أعين الثنائي أما تونس فلم يهدأ إلا بعد أن سلمها للإخوان و إرتضت.أما ليبيا فلم يكن يعلم أنها أصلا ليست دولة ففشل في السيطرة على القبائل الكبري فيها فلا بقيت شبه دولة و لا عاد هناك توصيف لها لكن ليبيا لم تكن تهم أحد إلا  لأنها في خطتهم كانت مدخلاً لتطويق مصر من السودان و ليبيا و السعودية .و ها قد بقيت الأرض التي باركها المسيح سالمة رغم الثمن الباهظ الذي تدفعه لهذا التماسك.و فشلت الدول الأربعة من كل الجهات الأربعة لأن باباً مفتوحاً قدام شعب مصر في السماء لم يلتفت إليه الأشرار.
ترامب و مصر
كان الإستعلاء يحكم علاقة أوباما بمصر .ليس هكذا سيكون ترامب.فهو ليس داعماً للإرهاب مثل سابقه و منافسه.إنه يرغب في القضاء الحقيقي علي داعش.و هو نفس ما ترغب فيه مصر و سوريا.أما الدول الأخري فهي تتاجر و تتكسب من مواقفها دون أن يهمها خراب و دمار و إبادة للأقليات في تلك الدول التي خططت المخابرات الأمريكية لداعش أن تغزوها و أمدتها قطر بالعتاد و أمدتها السعودية و قطر بالتمويل .كل منابع تمويل الشر ستجف.و ستعود دول الخليج إلي حجمها الحقيقي .فالبترول لم يعد مطلوبا منها كما كان سابقاً.و ستتودد لمصر كي تكون وسيطها و لسانها الجديد و ستعرض خدماتها بغير إحسان أو معايرة لأن  إيران ستحلق فوق رؤوس حكام الخليج كأداة تأديب جديدة في المنطقة.و ستنكمش تركيا وسيختفي أردوغان سريعاَ و  لن يتم ضمها للإتحاد الأوروبي كما أراد المتأسلم أوباما أن يجعلها مدخلاً  لدخول المتشددين و أسلمة أوروبا من خلال إنضمام تركيا الذى كان أوباما يضغط علي الإتحاد الأوروبي لتحقيقه و فشل.لذلك سيخفت نجم ميركل ألمانيا مع إختفاء الثنائي من مسرح السياسة .ترامب لن  يضغط مجددا علي الإتحاد الأوروبي و لن يجبره علي قبول إرهابيين يلبسون ثياب اللاجئين. لن يفعل ذلك.و ستكون مصالحة و إحترام بين الإتحاد الأوروبى  و أمريكا في عهد ترامب.و سيدخل الرئيس المصري السيسي البيت الأبيض زائرا مكرماَ مرغوباَ به.و سيكون هناك تعاون مخابراتي لم يسبق له مثيل بين الدولتين و بسببه ستعود المعونات بغير عوائق لمصر كما ورد في إتفاقية كامب ديفيد.و لأن الدولار إنخفض بسبب إنتخاب ترامب  فإن هذه نجدة سماوية تقلل شيئاً من آثار القرارات الأخيرة بتعويم الجنيه المصري .
تغييرات لا يمكن حصرها بعد رحيل الإدارة الإسلامية للبيت الأبيض.كما قال أحدهم أن هندسة الكون ستتغير بإنتخاب ترامب.و الحقيقة أن هذا يمكن أن يحدث ليس بفضل ترامب بل بيد الله التي علي قلب من يضعون الله في قلوبهم.
صلاة من أجل الإيمان في بلاد يحكمها الأشرار
يا ربنا القدوس يسوع المسيح يا من صليت قبل أن نصلي من أجل الإيمان لكي لا يفني.يا من طمئنتنا أنه لا يمكن أن يفني لأنك أنت صانعه و واهبه و حافظه لأجل مجد إسمك.يا من اسست الإيمان علي صخرة.و ثبت كلمتك عبر الأجيال.فيك وحدك نتحصن. سمعنا  و تعلمنا عن أعمالك الكثير و الآن رأينا بأعيننا.نؤمن بك و نصدق أنك أنت مدبر الخليقة و منقذها حتي من نفسها.أنت مدير الكون بحكمة علوية لا تسمح بالمصادفات أو العشوائية.لذلك يا رب إنقذ شعبك من بلاد وضع إبليس فيها فوضي و عشوائية .إنقذ كل نفس ترصدها إبليس و اشهر سيفه الغدار مقابلها.إنقذ شعبك الطيب في سوريا و العراق و لبنان و مصرو سائر أفريقيا. إنقذ الأفراد و الكنائس و كل الشعوب الطيبة .نج  كل من لا يحمل في قلبه شراً و من لا يضمر لإسمك مقاومة.أعد بناء النفوس التي تهاوت.و القلوب التي إنهزمت من الإرهاب.أخلق إيماناً جديداً في بلاد لم تقبلك بعد.و إفتح الأبواب قدام المبشرين بإسمك وسلامك و خيراتك الأبدية.الذين في قلوبهم قبس من نورك إملأهم نوراً لكي بك يصير لهم تمام الإيمان.العابرين خذ بيهم حتي تصل بهم إلي الشاطئ الأبدي.و الذن خاروا في الطريق تستطيع أن تستردهم كما إسترديت بطرس بعد  أن جدف.بك وحدك ننظر أن اليوم أفضل من الأمس و أن الغد أفضل من اليوم.إعط رجاءا وسط المحن.و إعلن ذاتك و لو كنا في الأتون.من يطفئ لهيب الشر غيرك.من يأتي بالمسبيين سالمين غيرك.من خلف أسوار الضعف و السقوط نناديك بما تبقي فينا من قوة .ننتظرك أن تبني المتهدمة و تعمر الخربة و تدعو التي ليست محبوبة محبوبة و التي ليست مختارة مختارة لأنك ألبست الضال خاتم إبن الملك و كسوت المضبوطة في ذات الفعل بسلامك الأبدي.إفعل ذلك مجدداً مع كل نفس و كنيسة و وطن.لكي يلبس الجميع في وليمتك ثوب بر المسيح.
 
 
 

367
المنبر الحر / عيد ميلاد سعيد
« في: 20:50 08/11/2016  »

عيد ميلاد سعيد
كتبها Oliver
كما الفرق بين السماء و الأرض هكذا الفرق بين أفكار الناس و فكر المسيح. في فكر البعض تنحصر أفراحهم بيوم عيدِ كل عدة أشهر بينما المسيح مستعد أن يجعلنا نعيش أعياداً كثيرة كل لحظة.قد يهتم البعض بمراسم عيد ميلاده و يهييء نفسه و بيته و يدعو أحباءه لأجل عيد ميلاده السنوي .لكن الميلاد عند المسيح  مختلفاً في شكله و مضمونه فالميلاد عند المسيح ليس تاريخاً بل فعلاً.
أعياد ميلاد
ميلاد الخلاص للبشرية التي هتف بعدها الآب لكل إنسان أنت إبني أنا اليوم ولدتك إذ أعاد إلينا البنوة بالمسيح المصلوب.هذا صار ميلاد جديد للوجود .
 الميلاد من الماء و الروح هو أهم ميلاد  لأن به ننال  المخلص و روحه القدوس كما ننال مكاسب الخلاص و بركاته.
التوبة أيضاً هي عيد ميلاد  لذلك قيل عن الإبن الضال  العائد أنه كان ميتاً فعاش  إنه مولود أو مخلوق من جديد بالتوبة حينها أقام أبوه وليمة عظيمة إحتفالاً بميلاد إبنه الجديد و هي وليمة لا زالت علي المذبح تنتظر المولودين بالتوبة.
كل نجاح و إنجاز و نمو في أي مجال هو عيد و ميلاد لأننا ولدنا في المسيح يسوع لأعمال لرجاء حي في قيامة المسيح أي في إنتصارات مستمرة و إنجازات مستمدة من إبن الله الغالب الموت لهذا أنت ولدت و تبقي محتفلاً بميلادك في المسيح يسوع .
كل عمل أو مشروع جديد هو عيد و ميلاد.فالميلاد في فكر المسيح أفعال لا تاريخ.لأن الأفعال تبقي و تدوم معها أفراحها.بينما أفراح المناسبات مرهقة.تستهلك ما قبلها من وقت في الإعداد وتستنفذ  ما بعدها من وقت في إعادة الأمور إلي ما كانت عليه.ثم نكتشف أننا مرهقين من المشغولية و لم نفرح كما ينبغي.أما الميلاد بحسب فكر المسيح لا يمكن أن تعود الأمور إلي ما كانت عليه بل تكون إلي ما صارت إليه .الميلاد عند المسيح غير محدود بالوقت  ولا ينتهى فرحه في التو لأنه عمل يعيش معك و تعيش معه.علي أن أهم عيد ميلاد  ينتظرك و تنتظره هو ميلادنا السماوي.حين نتغير و نتخلص من الترابي و نلبس السماوي نترك الفاسد و نلبس عدم فساد هذا هو الميلاد غير المنقطع.
الأعياد و الحاقدين
في العهد القديم اسس الرب أعياداً لشعبه كي يفرحوا به و لا يغاروا من أعياد الأمم. كانت أفراحهم مستمدة من المناسبة ذاتها.فهذه بعض أعيادهم الكثيرة  (عيد الفصح - عيد الفطير - عيد الخمسين - يوم الكفارة - العيد الأسبوعى - العيد الشهري -عيد التجديد) و لأن الفرحة مستمدة من المناسبة كم من تجاوزات  حصلت و أغضبت الرب في مناسبات كهذه.حتي أنه في العيد الأسبوعي ( السبت) دخل إلي مجمع بالناصرة و بقي يعلم و يكشف عن شخصه  و الجموع منبهرة به ثم إنقلبوا فجأة و أرادوا أن يلقوا به من فوق الجبل لو 4: 16 و البعض لا زال يريد أن يلقي بالمسيح بعيداً عن إحتفالاته حتي و لو رفعه علي جبل. إنه يرفع المسيح علي جبل ليعظ أو يصلي لكن حين يأتي وقت الإحتفالات يريد أن يرمي به من فوق هذا الجبل .ظناً أنه سيعوق إحتفالاته.
لهذا نفهم عمل الشيطان الذي يختار أوقات الأعياد ليضرب ضرباته بأعوانه من الأشرار و يريد أن تنقلب أفراحنا إلي أحزان.إنه يكره أن يري المسيح فوق الجبل.
لا تلق المسيح من فوق الجبل
في عهد النعمة بالمسيح صارت لنا أفراحا دائمة ليست مرتبطة بالمناسبة بل مرتبطة بشخصه له المجد.لهذا يقول بفمه الطاهر: أراكم فتفرح قلوبكم و لا ينزع أحد فرحكم منكم. معاينة المسيح مصدر الفرح الدائم. حضور المسيح سر عزانا و بهجتنا و من يجرؤ أن ينزع المسيح منا ؟ و الأفراح و الأعياد إذا حضرها المسيح تكون سبب نمو في محبته و رقي في أفراحنا  في الفكر و السلوك.لذلك الكنائس العتيقةالأصيلة هى التي تقرن بين أي عيد و بين الصلاة و القداسات ضماناً لحضور الرب يسوع مصدر الفرح فتصبح الأفراح ممتدة  لأنها غير منتسبة للمناسبة بل منتمية للمسيح و أعماله .فإحتفل كيفما شئت و شئتي  بكل حرية و إستمتاع .فقط ليكن في فكرك أن حضور المسيح ضروري ليكون لصاحب العرس الحقيقي مكان و تأثير.و لا تستجب للذين في أفراحك ينصحون بأن تلق المسيح من فوق الجبل ( أو من فوق قمة ترتيباتك) لكي تحتفل بدون مسيح فهو يخدعك و يسرق منك مصدر فرحك الحقيقي. فليكن المسيح المدعو الأول في قائمتك.و يأخذ المتكأ الأول في وليمتك.و إستقبله بحفاوة  لابساً ثياب العرس السمائي.هكذا تفرح و هكذا تتعزي و تهنئتي لك في كل ميلاد و بكل حب أقول عيد ميلاد سعيد.
صلاة المولودين بالروح

حين مُتَ علي الصليب عشت أنا. لأني كنت هالك و الآن أنا بروحك أعيش و أتحرك و أوجد.قطرات من دمك غسلت كياني فصرت طبيعة جديدة .كان مولد عجيب للجميع.من يومها و الموت صار قدامنا واهناً كمن يستجدي. و عدو الخير مغلوباً مثل لص أسير.
 أذكر يوم أن مات العتيق  منى و صرت شريكك في الدفن و بقيامتك كسوتني فصرت شريكك في البنوة.هكذا أخرجوني من الماء لكن روحك بقي لم يخرج و سكن لن يفارقنى إلي الأبد.
أذكر يوم عاد الفكر إلي فكرك.و صارت إشتياقاتي كإشتياقاتك.و رنً صوتك في مسامعي عن قرب.بكيت و خشعت و سمعت منك حنيناً يهاتفني  إبني هذا كان ميتا فعاش.كان ضالاَ فوجد. عدت و تجرأت و مددت يداي إلي الوليمة.أكلت كل الخروف المسمن وحدى.و عشت و ما زلت به أعيش.
أتذكر يوم أن إنفتحت الأعين و القلب.و عاينت ما لم أره من قبل.و عرفت معني المجد و العظمة السمائية فظننت أنني فارقت الحياة لكنني أدركت أنني إلتصقت بالحياة و كان عيد.
كل نظرة منك تلدني كل يوم.نظراتك ألمع من الشمس المشرقة.الشمس تأخذ من أيامنا لكن نظراتك تضيف إلي أعمارنا أعماراً.كل لمسة حب منك ميلاد للرحمة في القلب.كل مغفرة منك ميلاد للخلاص في الكيان.كل سلام منك ميلاد للسكني بين السمائيين.أعيادنا بك لا تنقطع.أفراحنا منك تأتي و بها إليك نأتي.آه لو تفارقني لغة الأرض فأعرف كيف أصف أعيادك.موكبك القادم في إيماني أعلي من كل الأوصاف.كل كلمة خرجت من فمك الطاهر تنهض الموتي من القبور فيستحقون أن يصبحوا خليقة جديدة.
الأعياد لك و الأفراح منك فقف علي الجبل شامخاً و نحن قدامك خاشعون.نعرف أنه لن يزحزحك أحد من فوق القمة لأنك فوق الفوق و تحت التحت و تشمل كل شيء.


368
المنبر الحر / عاجز أنا
« في: 22:50 06/11/2016  »
عاجز أنا
كتبها Oliver

كثيراً ما نلجأ لطلب العون الإلهي لكن  بعد أن  نستنفذ في محاولاتنا كل القدرة البشرية و نعجز. فى حالة العجز يصيب التفكير جمود و شلل و تنحل القوة و ينتاب الإنسان عدم القدرة على فعل أى شيء. مثلما نقف عاجزين قدام موت أحباءنا أو قدام مرض لم تكتشف البشرية أسبابه و لا إكتشفت علاجه.  العجز  حالة تحدث للدول كما تحدث للجماعات و أيضاً للأفراد.و بسبب هذا العجز فقدت أمم كثيرة مجدها و تقدمها و فقدت كائنات و أجناس و جماعات و قبائل  وجودها و إندثرت.و فقدت كنائس تاريخها و تقلصت إلي أبعد مدي.و فقد أناس حياتهم بسبب العجز.فالعجز موت.
و العجز حالة قد تحدث لأقلام الكتاب و أفكار المفكرين و قد تحدث في العلوم فتعجز عن حل المعضلات و إكتشاف أسرار أمراض و تغيرات .كما يحدث العجز أمام قوى الطبيعة و قدام ظواهر نجهل التنبؤ بحدوثها كالزلازل و البراكين و الصواعق الكهربية.و رغم كل هذا ليس كل العجز شر.فمن بطن العجز يولد الإتكال و التسليم لله و ينمو الإيمان. من نفس العجز يولد التحدى و البدايات الجديدة للدول و الكنائس و الأشخاص.كل إنسان يمكنه أن يبدأ بداية جديدة من بعد العجز.العجز أبعد نقطة إلي الوراء لذلك ليس بعد العجز تقهقر. هل عجزت و إستسلمت حتى عجزت أن تذهب للمسيح؟ هو بمحبته يأتيك و يحملك كما فعل مع الخروف العاجز.
الناجون من العجز
أشهر مثال لعجز أمة  في القديم هو عجز شعب إسرائيل المستعبد في مصر.و اشهر موقف للعجز حين وصل هذا الشعب قدام  البحر الأحمر و لم يعد هناك مزيد من أرض يسيرون فيها.و أصوات صهيل جيش فرعون من وراءهم تتردد كضربات القدر.كان حصار الموت بين قوي الطبيعة (البحر) و قوي الشيطان الذي يعمل في الأشرار(فرعون).هذه هي اللحظة التي تدخل فيها الله بنفسه و السر لم يكن في عصا موسى بل في إيمان موسي النبي أما العصا فكانت يد الله التي شقت البحر و تلاشى العجز من شعب يتمشى بين مياه البحر المنشقة كما تمشى الفتية وسط الأتون بحضور إبن الإنسان معهم.و صار الشعب العابر و البحر المنشق أعجوبة واحدة  كما صار الفتية الثلاثة و رابعهم في الأتون أعجوبة يراها العاجزون و ينهضون من جديد.
أشهر مثال لعجز أمة في العصر الحديث هو إستسلام اليابان قدام القنبلة الذرية.لكنهم من رحم العجز نهضوا و صاروا من رواد العالم الحديث في العلم و الإقتصاد و الصناعة.
و قد يكون العجز حال بلاد تعاني عجزأَ إقتصادياً و ما أكثرها.و كلما زاد العجز زادت الحاجة إلي المحبة التي بها يشارك من يملك من لا يملك.و هذا ما نحتاجه في سوريا و العراق و مصر و ليبيا.هذه الدول التي بدون تعاون و مساهمة من القادرين سيجنح العاجزون إلي أميال بعيدة ضد مصالح بلادهم و مجتمعاتهم و حتي عائلاتهم.
من يدحرج لنا الحجر؟
 الإدمان بكل أنواعه عجز جسدي و نفسى . اليأس  أيضاً عجز فكرى و قد قتل يهوذا. الإلحاد عجز إيماني.التوقف عن المحاولة  عجز يقيد الكيان في الإنسان العتيق .العاجز يري مياه البِرْكة راكدة ساكنة و لا يتعلم من الملاك الذي ينزل من فوق  و يحرك الماء الذى كان يعطي درساً للعاجزين قبل أن يعطهم الشفاء .كان الدرس أنه لا مستحيل فما دامت مياه البركة  الراكدة تتحرك فكل عاجز يمكنه أن ينهض بنعمة سماوية تستطيع ما لا نستطيعه نحن.
مفلوج بركة بيت حسدا كان أشهر عاجز. لثمانية و ثلاثين سنة يتجرع  فى كل لحظة مرارة العجز.لهذا جاءه رب المجد يسوع وقبل أن يشفيه  سأله أتريد أن تبرأ..لقد سأله عن الإرادة. فالعجز في الجسد ممكن لكن الإرادة لا تعجز إلا لو أرادها الإنسان عاجزة.الإرادة مثل خادم  يكمن في حجرته ( القلب)  و ينتظر أوامرك إلي حين تستدعيه بنفسك. لهذا مكتوب (يعطيك الرب حسب قلبك) .لأن موطن الإرادة هو القلب.فالإرادة كما قال بولس الرسول حاضرة عنده.كما هي حاضرة عند كل إنسان.تأتمر بأمره.الإرادة كالعبد في داخلك لا يتحرك بغير أمرك و لا يفعل إلا ما تمليه عليه.و حين يقمع الإنسان جسده و يستعبده فهذا يعني أنه يوجه الإرادة التي هي العبد الداخلي توجيهاً يتفق و خلاص النفس و محبة المسيح و شركة الروح.فإذا شعرت بالعجز عليك بالعبد.إستدعه و أأمره أن يسلم نفسه للسيد ليجعله مثمراً فيما هو صالح و إيجابى فهذا العبد لا يملك سوى طاعتك..و المسيح السيد المتضع يستجب لهذا العبد  (إرادتك). يتدخل و يحيى ما قد دفنه العجز و إندثر كما أحيا لعازر. إذن  قم أيها العاجز و قدم العبد  تقدمة للسيد.قدم إرادتك فتأخذ إرادته.فالحب هو إستبدال مشيئة بمشيئة.
شجعوا العاجزين بالحب.فليس مثل الحب قوة.لذلك الحب يشفي الأفراد و الكنائس.و الأنانية تشقي الأفراد و الكنائس أيضاً و الأوطان.من هذا الذي يأتيه السيد و يجده يعيش زمن الحب؟  من هذا الذي يشعر بالضعفاء و العاجزين و يحملهم دون تأفف أو إحتقار.من هذا الذى إمتلأ قلبه بالرحمة فصار يحرك المياه الراكدة للعاجزين. ايتها الكنيسة التي مات المسيح لأجلها إخرجى و إبحثى عن العاجزين و لا تنتظريهم . هم ينتظرون العون أو فقدوا فيه الأمل .لتنفتح مخازن الرحمة فيكي.و يسكنك القلب المتسع فيجد المصدومين و المعثرين و العاجزين و اليائسين مكاناً فى إهتماماتك  و مشاغلك.أيتها الكنيسة غادري الجدران أخرجي علي آثار الغنم لعلك تجدين الشارد و التائه و الضائع و المفقود.
عاجز أنا
عاجز أنا أن أصف ضعفي أو أصف قوتك.عاجز أنا أن أنتهر خطاياى أو أدرك أبعاد محبتك. أيها الرب يسوع الحنون أنا إختبرت العجزبأنواعه لكنني أراك تستطيع كل شيء و بك أستطيع أنا أيضاً كل شيء. إنني عاجز قدامى و قدامك أيها السيد الشافى  لكننى بإرادة متهاوية أتوقع قدومك. أنا لا أنتظر ملاكاً يحرك الماء الراكد.بل أنتظرك مخلصاً ينهض الحب البارد.يحفز إرادة قد تجاوزت حد المحاولات الفاشلة بمراحل .يا من تسألني  أجيبك نعم أنا أريدك.أنا لا أريد أن أبرأ من مرض أو ضيق أنا أريدك أنت بذاتك و راض بأن أبقي كما تريد.أريدك أيها السيد الرائع لأجلي كي أبدأ بك من جديد كأن ما مضي لم يأت بعد.  فالزمان يبدأ من عندك و يعود إليك.فلا خوف من الزمن الضائع.
أوطاننا مثلنا عاجزة.قسمها الشر و فتتها.صارت فريسة وسط ذئاب كثيرة.أيها الحمل الوديع ليس من ينقذ من الذئاب سواك.فأنت الأسد الخارج من سبط يهوذا.رد المحبة لشعوبنا فتعرفك.و لكنائسنا فتتبعك و لكل إنسان فينهض بك. من يلهب المحبة و ينفخ في الفتيلة المدخنة غيرك.لا زلنا في جهلِ نسأل من يدحرج لنا الحجر .علمنا أن نسأل من يدحرج عن قلوبنا الغشاوة فننظر رب القيامة الذي يقيم الجميع من كل عجز و موت.لا زلنا ننتظر إنساناً يلقينا في البركة؟ فيما ينبغي أن نطلب الإله الذي يخفينا في بحر مراحمه. لا زلنا نعجز عن الإستفادة من كنوز شخصك المجيد و نكتفي بالفخر الكاذب أننا أبناءك.لا زلنا نتمرغ في طين الحمأة و الأقداس تحت أقدامنا .لا زلنا كخراف مكممة في حقل خصب.نجلس بجوار الينبوع و نسألك كأنك أنت العطشان قائلين لا دلو لك و البئر عميقة. كم نحن في تيه عظيم و لم ندرك بعد أنك المسيا الحاضر قدامنا.العيون مغلقة و القلوب مثلها مغلقة فمن يفتح الأبواب إلا الذي في يديه مفاتيح ملكوت السموات الذى هو باب الحياة الذى هو أنت يا سيدنا و مخلصنا يسوع.
إقرع علي أبواب كنائسنا.فبعضها مغلق في وجهك و هو يدعى أنه يتعبد لك الليل و النهار.أدخل هناك و أنر بصيرة الكل.لئلا يكون الزمن مهدراَ و التعب بلا ثمر.كنائس كثيرة منشغلة عنك بدلاً من أن تنشغل بك. خرجت خرافها هائمة في طرق و دروب وسط الأشواك.إقتحم هذه الكنائس كما إقتحمت الجحيم.و حول ظلمتها إلي نور.فهي لم تدرك بعد كم هى عاجزة بدونك.كنائس كثيرة وهمية لم تأخذك أساساَ أو طريقاَ.هى بجملتها خروف ضال من يأتي به غيرك.لأجل خطايا القلب و الفكر و الفعل إنطفئت الأشواق لعشرتك.صرنا غرباء عنك و أنت غريب عنا حتي في أورشليم.لم نعد نلقاك فكيف تتركنا هكذا. أخرج من بيتك و عانقنا نحن الضالين.تعال بسرعة لأننا لن نستطيع أن نأتيك وحدنا.تعال و خذنا إليك فنعود. نحيا بك و يموت العجز.



369
التنوير في كنيستنا الجامعة الرسولية
كتبها Oliver
التنوير مهمة رئيسية لعمل الروح القدس فينا.فلا نور إلا أن يكون منبثق من مسيحنا نور العالم.و أي نور بدونه هو نور زائف أو ظلمة مخادعة.و التنوير عمل دائم.لا توجد لحظة يتوقف عندها إنسان و يقول أنا إستنرت و لا جاجة لي إلي تنوير.أو تقف فيه أي كنيسة و تقول أنا مستنيرة و مكتفية بنوري.إذ ليس لعمل الروح القدس في الفرد أو في جماعة المؤمنين معاً  نهاية.الروح القدس  هو الإله غير المحدود و عمله أيضاً غير محدود  ما قبل الزمان و في الزمان و ما بعد الزمان.
و الروح القدس هو الذي وضع لنا السراج.و سراجنا هو الكتاب المقدس.كانت أدوات الروح القدس في وحيه أناس قديسين إنقادوا به و عصمهم من أي خطأ في تلبية ما يريده الوحي الإلهي في كتابه المقدس.فصار لدينا كتاب مقدس معصوم من الخطأ.غير قابل للحذف أو ألإضافة. صار لنا كتاب الحياة الكامل.يصلح للجميع في جميع الأجيال.و هكذا صار الكتاب المقدس نوراً و تنويراً لجميع الأجيال و لكل من يرغب أن يهرب من الظلمة.
عصر النور
كذلك الروح القدس أرشد كثيرين من آباء الكنيسة الأوائل  إلي تفسير ما إستعصي فهمه علي البسطاء إستكمالاً لتثبيت الإيمان في بدايات الكنيسة في العالم أجمع.و حظيت تفسيراتهم علي موافقة  المجامع و علماء و قديسي أزمنتهم حين كانت الكنيسة بالحقيقة واحدة جامعة رسولية.فالروح القدس إستخدم أيضاً آباءنا في التعليم أو في وضع أساس متين من تفسير ما في الكتاب المقدس من تعليم حي أبدي .فالحقيقة أنه لا توجد تعاليم آباء بل يوجد آباء علموا الكتاب المقدس بمهارة و موهبة خاصة و نعمة من الروح القدس.فنحن لا نتبع تعاليم آباء بل نتبع تعاليم المسيح له المجد التي قدمها لنا الآباء مشروحة و مفصلة بعد بحث و حوار مع عظماء المفسرين في أجيالهم.لذلك إن أردنا أن ندقق اللفظ فلا يجب أن نسرف في القول أننا نتبع تعاليم الآباء.لأننا نتبع التعاليم التي إتبعها الآباء أنفسهم و هي تعاليم السيد المسيح الموحي بها بالروح القدس.فليس للآباء تعاليم خارجة عن الكتاب المقدس و إلا لا يمكن أن تسمي تعاليم مسيحية.فالتعليم إلهي سماوي.و ليس إنساني.أما هؤلاء الآباء القديسون فكانوا أدوات طيعة في يد الروح القدس ففاض عليهم بإستنارة جعلتهم متمكنين في فهم اللغة السمائية الكامنة في الكتاب المقدس.لذلك نحن لا نخالف هذه الإستنارات التي إستمرت قرون طويلة حتي إنقسمت الكنيسة و ضاع كثير من التراث المستنير .
عصر الظلمة
من بعد الإنقسامات المتوالية مرض جسد الكنيسة.فالبتر يضعف الجسد كله و قد تعرضت الكنيسة الواحدة إلي بتر متوالى و لا أعرف الآن أي عضو في الكنيسة قد تبقي بغير بتر.لذلك فإستنارة الكنيسة تبدأ بالإلتجاء لصانع الكمال وحده ليعيد للكنيسة كمالها و يزرع أعضاءاً جدداً عوض المبتورة.أو يعيدها كما أعاد أذن عبد رئيس الكهنة إلي مكانها و وظيفتها.و في عصر الإنقسامات لا تسأل عن التعليم.إذ صار التعليم متأرجحاً بين ذات متمردة و مصالح متعددة و نفوس صارت مشردة.
لا نستطيع أن نقول أن التعليم لم يتأثر في كل العالم بأحداث الإنقسامات و التحزبات و إختلاط الكنيسة بالإمبراطوريات و بالأنظمة الحاكمة.لا نستطيع أن نأخذ كل ما هو قديم لمجرد أنه أصبح تاريخ عتيق .فكثير من القديم كان نتاج نفاق تاريخي و صراع سلطوي لا يليق أن نحييه لمجرد أنه عتيق فهو كالإنسان العتيق الذي لا يصلح لشيء سوي للموت و الدفن و النسيان.
الإفراز
أما كيف نفرز بين الدرر الثمينة و بين كتابات قديمة فلا مجال سوي البحث و التنقيب و الترجمة و التحليل و إتباع منهج  روحي علمي يضع علي عاتقه مسئولية جسيمة و هي إستخراج التعاليم الصحيحة من طيات الكتب و المخطوطات و نضعها في نور الكتاب المقدس للحكم عليها دون النظر لإسم كاتبها أولاً حيث أنه في عصور كثيرة حصلت دسائس و مؤامرات حتي أن الخصوم دسوا تعاليم فاسدة و وضعوا أسماء عظيمة كأنهم أصحاب لهذه التعاليم و التفاسير فجعلوا المهمة صعبة لكنها بنعمة المسيح ليست مستحيلة لو تكرس لها رهبان مثقفين و علماء و دارسين من العلمانيين فنستخرج من المخطوطات و الكتب القديمة ما يجب أن نضعه في الإعتبار من تفسير سواء روحي أو عقيدي أو لاهوتي. و يصير إتفاق علي مرجعية هذه التعاليم فتكون حاكمة .
عودة مدرسة الإسكندرية
يجب أن تعود مدرسة الإسكندرية إلي الدير.و هي كانت كذلك في القديم لذلك خرج منها أعظم البطاركة الأوائل.حين تعود إلي الدير حيث يوجد متفرغين للتبحر في الكتاب المقدس و كتب التفاسير التي قدمت لنا الكتاب معاشاً و جعلته مفتوحاً قدام القلب و العقل و الروح. و كل من يلتحق بهذه المدرسة يعيش تلمذة بقدر ما يعيش بحثاً و تعليماً.فالتعليم الشارد يحدث حين لا يتأسس علي تلمذة.لذلك رب المجد تلمذ الرسل و أمرهم بتلمذة جميع الأمم.أما إكليريكياتنا الحالية فهي لا تختلف عن أي مدرسة و تعليم سائد في مصر فهي تلقين و حفظ و نظريات فيخرج منها متخرجون يصيروا كهنة غير مؤهلين لأنهم لم يشبعوا و يتتلمذوا علي روح الكتاب المقدس لكنهم فقط نجحوا في كتب أخري لا تصنع منهم رعاة و آباء. و يصنعوا لنا أجيالاً عميقة في سطحياتها متذبذبة في توجهاتها.حتي أنه يجب أن نلاحق كل متخرج من هذه الإكليريكيات و نعيد تأهيله حتي لو صار كاهنا منذ سنين. يجب إعادة النظر في جميع كليات الإكليريكية ليس في مناهجها بل في نظام و فكر التعليم نفسه.ليست الإكليريكيات هي مدرسة الإسكندرية بل هي أقزام و زوائد قدام هذا الإسم العملاق.
إن الحاجة إلي مدرسة الإسكندرية الحقيقية هي حاجة ماسة .يلزمها فتح الأدراج المغلقة.و العقول المتشبسة.فالتنوير قد يبدو في بدايته مثل معركة بين مدمني الظلام الخائفين من النور و بين الراغبين في الإستنارة الحقيقية حتي لوذابت فيها ذواتهم و سمعتهم و مكاسبهم.فالحقيقة أنه لا يوجد في جيلنا عمالقة كما كان قديماً .و لا لاهوتيين كما رأينا قبل الإنشقاقات.عندنا آباء يخلطون بين الوعظ و التعليم.و لا يفرقون بين التأمل و التفسير.عندنا آباء صنع شهرتهم إعلام العالم و تضخمت آراءهم لأسباب سياسية .أو أن البسطاء نسبوا إليهم الألقاب  الرفيعة التي لا يدركون فحواها.عندنا آباء يتصدرون المشاهد و هم لا يمتلكون أساساً متيناً يؤهلهم لهذه الصدارة. عندنا كهنة و خدام فيهم نفس المآخذ.كذلك كُتاب يحنون إلي تقمص دور العلماء و العارفين دون أن يكون لهم سند من العلم و الدراسة. لذا نحن نريد مدرسة تقدم لنا علماء في الكتاب المقدس و في العقيدة و اللاهوت و الطقس و التاريخ و الترجمات و لا نريد طلبة متخرجين يصيروا كهنة أو رهبانا فاقدين لأساسيات التعليم .ثم يكتبون للشعب كتباً و كتيبات يتم تداولها كأنها هي التعليم  الصحيح فيفسد التعليم الحقيقي بسبب هذه السطحية .
التعليم
إن كلمة التعليم صارت مجالاً خصباً للمشاحنات...نتصارع بسببها و ننقسم بسببها و نهاجم بعضنا البعض بسببها.و قد يسفه البعض البعض الآخر بسببها.و يطول تسفيهنا الكثيرين دونما إحترام و يسير البعض في طريق أدي في عصور مختلفة إلي إحتقار الكهنوت و التمرد عليه.فعلينا أن نتوقف قليلاً و نلتقط أنفاسنا و نتساءل كيف نعالج الأمر دون إخلال و تجاوز.لا من رتبة كنسية و لا من إنسان بسيط و لا من كاتب أو من معلق علي مقال. إننا يجب أن نجد التعليم أولاً .فالبعض يتصارع لأجل تعليم لم يقرأ عنه و لا بحث فيه و لا درسه .البعض يستغل أي نقد علمي ليهاجم الكنيسة التي لا يتفق مع عقيدتها فيكون كمن يرمي جريحا بحجر مخالفاً السامري الصالح.إن أول مهمة و أهم دور يجب أن نلتفت إليه هو أن نجد التعليم المسيحي الموثوق فيه أولاً.نجده متاحاً للجميع.لا نريد أن يفتخر واحد أن فلاناً من الآباء قال ما يؤيد كلامه و نحن لم نقرأ ماذا قال الآباء.وفروا التعليم للشعب.ترجموا كتب الآباء بأمانة كما يحاول جاهدا الأب المبارك علامة العصر الهادئ أبونا تادرس يعقوب ملطي .
حين يكون التعليم موجوداً لجميع الآباء الثقات.حين يكون هناك تحليل و نقد علمي و موضوعي لنقاط الخلاف التي حدثت حتي بين الآباء القدامي .حين تكون لكنيستنا مدرسة علي أعلي مستوي علمي أكاديمي روحي ملتزمة بالتلمذة للمسيح تحت إرشاد المختبرين , ساعتها نسترد الوعي التعليمي.ساعتها نجد مادة نتناقش و نتحاور بشأنها و تكون لذة التحاور حول كلمة الله لذة مشبعة و ليست كما هي الآن صراعاً و شتائماً و إتهامات و تكفيراً في لقاءات تليفزيونية و كتابات علي مواقع التواصل و هذه كلها لا تصلح أن تكون تعليماً.نحن لم نجد التعليم بعد.نحن نعيش بفكر شخصي ثم نتهم بعض الطوائف أنهم يفسرون الكتاب تفسيرا شخصيا .نحن محتاجون للتعليم المسيحي الذي يتلمذنا علي كلمة الروح القدس حين يخرج المعلم عن نفسه.و يصبح التعليم صافياً من الذات.ليس له أغراض سوي خلاص النفس .أما الإفتخار بالتعليم فهو آفة من آفات الذات.تقدم للناس المعلم البشري و يتوارى المعلم الصالح الإلهي. فليس كل من قرأ كتباً للقديس أثناسيوس صار لاهوتياً و لا كل من إقتبس قولا أو قولين صار من الآباء العظام  و ليس كل من كتب عدة كتب صار عالماً فكفي إفتخاراً و علمونا التلمذة بتلمذتكم للمسيح و  وفروا لنا تنويراً نحتاجه في هذا العصر المضطرب.لتعد الكنيسة بمسيحها و عمل الروح القدس فيها سر ثبات الحب في عالم لا يعالج جراحاته سوي المحبة المسيحية.
من أجل سلام الواحدة الوحيدة نطلب
أيها القدوس الذي تجسد مرة واحدة.و مات مرة واحدة.قام و صار في الأعالي و سيبقي كما كان دواماً.الذى من جنبه روى نبتةَ واحدةَ هي كنيسته المقدسة التي إقتناها بدمه.يا خالق العروس الذي أصلحها و جملها لكي تكون فيه ملكة.ها العروس قدامك دائماً. إنضح عليها فتتلاشي كل عيوبها.أردد أعضاءها الناقصة و أجزاءها المبتورة فتكون عروستك الواحدة  الوحيدة علي مثالك  الكامل أيها الواحد وحده الحقيقي.
من جنبك وُلدت و لن تحيا بعيدا عن جنبك الجريح.منه خرجت و إليه تعود حتي تصبح بالحق ملكة.من كل تجاعيد الزمان إمسح وجهها بيدك الحانية فتسترد شبابها.
يتقولون علي عروسك فهل تصمت أيها العريس.إصنع ما شئت لكي تتمم وعدك الذى وعدت و عهدك الذى قطعته لأجلها أنك ستحارب الأباطيل عنها.و تبطل آلات الفساد إن كان فكراً أو فعلاً أو شخصاً. حان أوان تدخلك السريع لأننا ندمي من الداخل و الخارج.نحن المدعوين المشوهين.نحن القطع و العمي و العرج و العسم.فهل نكمل فيك أيها الصالح لنبق في وليمة العُرس.و كيف نبق بدونك.و خطايانا إمتدت آلاف الأعوام.لكن مراحمك فوق الأزمنة كلها .فإرحم عروسك و كل عضو فيها.و نق القلوب من كل شر و شبه شر.فما أحلي أن يقل بك الضعيف بطلٌ أنا .



370
الرهبنة و عالم الرهبنة
كتبها Oliver
الرهبنة إنسلاخ عن العالم و إتحاد بالله  بما يستلزمه هذا الإنسلاخ من معاناة و تجرد و إستغناء و تضحيات.الرهبنة جدار متيناً  ليس في الدير بل في القلب يحول بين الإنسان و محبة العالم بكل ما فيه و يجعل إشتياقاته محصورة في المسيح يسوع المحبوب. أما عالم الرهبنة  فهو مختلف تماماً إذ هو جزء من العالم و قد يتسبب في الإفتراق عن الله و إتحاد مع العالم  لذا ينبغي أن ندرك الفرق بين الرهبنة و عالم الرهبنة لأن الفرق شاسع و مظاهره مختلطة و ملتبسة عند الكثيرين .
ليس هذا المقال عن تاريخ الرهبنة لكن الرهبنة ليست  وليدة العهد الجديد بل هى وليدة محبة غامرة تفيض في القلب  فتقطع عهداً لا ينفصم مع الله في كل العهود.
كانت في بلاد كثيرة كالهند و الصين و قبائل أفريقية ما يشبه الرهبنة في شكلها لكنها رهبنة جسدية.هي فقط عزوبية بلا هدف روحي بل هدفها نفسى عصبي و البعد عن الناس فيها لا يصاحبه رغبة في خلاص النفوس.ليس هناك تلمذة و طاعة للمحبوب السماوي .إنها مجهود بشري بلا ثمر.حتي لو إدعي أصحابه أنهم ينالون قدرات خارقة أو صفاء للنفس أو العقل فهذه كلها يمكن إكتسابها بتمارين رياضية دون حاجة إلي هذا المسخ من الرهبنة.
بينما الرهبنة الروحية في العصور القديمة جعلت البعض يتركون العالم بما و من فيه تفرغاً لمحبة الله دون أن يكون ذلك عن إضطرار في الظروف أو نفور من الناس.
كان هابيل البار أول المتبتلين الذي تمحورت حياته بين محبة الله و عبادته المقبولة و بين محبة أخيه و عدم مقاومة الشر بالشر. حب وعبادة هذه هي الرهبنة.
مثله مثل يوحنا المعمدان و إيليا النبي و من قيل عنهم بنو الأنبياء 2مل 6 الذين أخذوا إذناً من إليشع النبي أن يبنوا لأنفسهم مساكن خاصة يتكرسون فيها لله.
كذلك الثلاثة فتية و دانيال النبي كانوا متبتلين و مكرسين أنفسهم لله.كانت الرهبنة فى ذات الوقت قراراً ذاتياً مصحوباً بتأييدات سماوية  و هذا ما حدث مع كل الشخصيات التي أسماؤها وردت في هذا المقال.
رهبنة العهد الجديد
لم تبدأ الرهبنة بالقديس الأنبا أنطونيوس أب الرهبان لكنها أخذت شكلاً نظامياً من تأسيسه. كان السابقين لرهبنة الأنبا أنطونيوس يمارسون نفس حياة التوحد التي للعهد القديم حتي ترهبن الأنبا أنطونيوس و بدأ مثلهم ثم أرشده الله لتأسيس رهبنة لها نظام ولما كثر تلاميذه تأسست حياة التلمذة  الرهبانية و تطورت المدارس الرهبانية إلي رهبنة الشركة علي يد الأنبا باخوميوس وصارت هناك مدارس رهبانية أخرى متنوعة للأنبا مكاريوس الكبير و القديس الأنبا شنودة لها أنظمة أوضح و قوانين حاكمة . كما كانت هناك جماعات رهبانية متفردة تعيش معاً و كثرت هذه الجماعات في الرهبنة السريانية و في مصر نموذج لها هم الأخوة الطوال تلاميذ القديس يوحنا ذهبي الفم علي أية حال أشكال الرهبنة المتنوعة إتفقت كلها علي مبادئ رئيسية هي
الرهبنة نذر محبة لله لا ينقطع – الرهبنة بدون تلمذة ليست مقبولة حتي المتوحدين بدأوا تلاميذ عند آباء روحيين ثم إنفصلوا عن الجميع بإرشاد دون عناد.حتي الرهبان السواح لهم نظام و مرشدين و تلمذة.
الرهبنة لم تنشغل بأية أعمال تجعل الراهب يفقد هدفه من الرهبنة.فالأعمال بسيطة جداً فقط لكي تحول بين الراهب و بين الشعور بالكسل و الفراغ.كانت الأعمال مثل الغزل اليدوي أو صناعة القفف من نباتات الصحراء المتاحة.أو جمع بعض النباتات الزيتية و إستخراج الزيوت منها بطريقة بدائية أو عمل صلبان من الأخشاب أو الجلود . العمل لم يكن من أجل الثمن بل هدفه الأساسى هو حفظ الراهب عمالاً و ليس بطالاً .كذلك لتنظيم حياته بين قليل من المجهود الإنساني وكثير من العبادة و  العمل الروحي المهم أن الرهبنة حتي في توسعها علي يد القديسين  الأبوين مكاريوس و شنودة صارت لها قوانين و هيكل إداري لكن الأعمال رغم الزيادة العددية  للرهبان لم تختلف عما سبق ذكره لذلك ليس في الأديرة القديمة ما يثبت وجود أعمالاً ضخمة أو مزارع أو أنشطة تستلزم مجهوداً فائقاً لا يتفق مع ما تكرس الراهب لأجله. أضخم ما يمكن أن تجده في آثار أدوات الأديرة هو جرن كبير يستخدم لطحن الحبوب أو حجر كبير يستخدم لطحن النباتات الزيتية و غالباَ كان لصناعة زيت الميرون و مشتقاته.
عالم الرهبنة
أما عالم الرهبنة فهو أمر مختلف جداً عن الرهبنة.هو يتمسح في الرهبنة.و يأخذ من تواجده الجغرافي في محيط الأديرة صفة ليست من الرهبنة أو من حياة القداسة في شيء.لا توجد بركة خاصة لمنتجات الأديرة و لا توجد قداسة لمزروعات الأديرة.هذه كلها تبلي و تفسد شأنها شأن أية منتجتا في اي مكان في العالم. البركة و القداسة هي في الحياة مع الله  هي في المسيح يسوع و ليس في المنتجات مهما كانت مصادرها. هذه الإستثمارات الشاسعة هي أحد أسباب ضعف الحياة الرهبانية في العصر الحديث .هذه هي العالم المحيط بالرهبنة.يخنق الرهبنة قبل الراهب الذي إنضغط وقته الروحي علي حساب التوسع في العمل التجارى..صار سائقاً و مديراً و محاسباً و ميكانيكياً و رئيس عمال أكثر مما صار راهباً.صار معظم وقته مع الناس بينما كان النذر هو محبة الناس و البعد عن كل الناس من أجل فضل معرفة المسيح.لكن الوهم يتسع أن هذه هي الرهبنة.لا أيها الأحباء ليست الرهبنة هي نفسها الإستثمارو لو قام به رهبان.ليست الرهبنة إنغماساً في مشاريع كل عائدها مالي و هو ما يجب أن يبتعد عنه الراهب.ليست الرهبنة مصانع و مذبح و مسلخ و أمور يفقد الفكر بساطته و نقاءه متي كان له دور فيها.
الرهبنة صلاة من أجل العالم.تبتل من أجل المسيح.نسك من أجل شركة الآلام.الرهبنة إتحاد بالله و إنفصال تام عن الناس.الرهبنة طاعة في الروحيات و سلام في القلوب.الرهبنة إستعداد دائم لتبعية المصلوب.و سعى دؤوب لإكتساب ثمار الروح القدس .الرهبنة موت عن العالم و رفض للعودة إليه .و هل يعود الأموات؟
و يبقي السؤال ..هل نغلق أنشطة الأديرة؟ هل نفقد هذه الإستثمارات التي بآلاف الملايين.هل نشرد العاملين بها ؟ هل نتركها حتي تسيطر عليها الدولة و تأخذ عوائدها و هي أصلاً من تبرعات الغلابة.هل تنتظر مصيرها حتي يأتي يوم نسمع عن قانون الأديرة الذي سيسلب الأديرة؟ ماذا نفعل؟
الجدار
1- نصنع جداراً يفصل بين الرهبنة الحقيقية و عالم الرهبنة الزائف. نفصل بين المشروعات و الأديرة.فيكون الرهبان في ديرهم بنفس أعمالهم البسيطة البدائية لأنهم ليسوا متبتلين لكي يستثمروا للشعب مالاً بل خلاصاً.فليكن لكل نشاط إستثماري مجلس إدارة  علمانى كفء متخصص.سوف يستثمر أفضل من جميع الرهبان.و يترك للرهبان مشاغلهم الروحية.و أما العائد  ليكن للدير نصيبه الذي يكفيه منه  ثم للمقر البابوي نصيبه الذي يغطي به مسئولياته الشاسعة.دون إجحاف بحق العاملين فيه .
2- يتم عمل مؤسسة خيرية بإسم الدير صاحب النشاط الإستثماري.لأن القانون يعفي المؤسسات الخيرية من الضرائب و الحجوزات.و بالتالي نضمن أن يكون المشروع وقفاً  علي الدير ذاته لأنه المالك الأصلي للمشروع.و نحصن المشروع من تلاعبات قانونية يمكن أن تجعله تحت سيطرة الدولة بمرتشيها و ناهبيها بحكم القانون الذي يرتبون صدوره في الخفاء.فليكن لكل دير مؤسسته الخيرية و التي من خلالها يضمن رقابته علي مجلس الإدارة الذي يدير المشروع.لكنه لا ينشغل بالأعمال و ليس له شأن بما يحدث داخل كل نشاط و لا هو مسئول عن إدارتها بأي طريقة.فيعود الراهب بسيطاً كما كان.تلميذاً كما يجب أن يكون.بعيداً عن الصرامة و القسوة التي تفرضها أحياناً طبيعة التعامل في ورش الأديرة و مصانعها.و يعود للراهب وقتاً و ذهناً نقياً للصلاة.و يكون مستعداً لنداء الخدمة بقلب تكرس لأعمال إلهية ولم يتلوث بأعمال دنيوية .
الجدار يعود إلي القلب قبل الدير.تهدأ المسئوليات و تتضح لكل راهب فيسأل نفسه كما سألها القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك قائلاً أرساني أرساني تذكر لماذا خرجت ( اي لماذا ترهبنت).
3- فليعد الراهب منهمكاً في درس الكتاب المقدس و إستخراج درره لنا.فلتكن للرهبان أبحاثاً و دراسات تهتم بتنقية الكتب الكنسية و ترشد التعليم الكنسي و تعتني بعلم اللاهوت الذي توقف نموه منذ قرون. فليكن بالرهبان نهضة روحية إن بدأت الرهبنة تنهض و تنفصم عن كل ما هو زائف و دخيل عليها.
فليعد الراهب مرشداً روحياً واعياً بدروب الروحيات .نريد رهبنة نقية حقيقية و هذا يشترط معالجة هذا المزج بين الرهبنة و العالم.و إلا فما الداعي للبقاء في الصحراء؟ما الداعي لصلاة الموتي التي تصلي علي الراهب؟ ما الداعي للقلاية إذا كان الراهب يستخدمها لنومه فقط؟ إن الرهبنة حالياً قليلها خمر و كثيرها ماء.
هوذا الماء فأين الخمر
يا إلهنا الحنون.قدورنا الستة فارغة. أعمال أسبوعنا و شهرنا و سنين حياتنا كلها عبرت مثل وهم,قد إمتلأنا بالفراغ لهذا نحسب أنفسنا ممتلئين و نحن مخدوعون.يا عريس النفوس.لقد دعونا أناس كثيرة إلي العرس.جاءوا إلينا و ليس إليك.حينها إكتشفوا و إكتشفنا أننا ليس لنا خمر.و أننا كالخواء و الهواء.إنهم بالداخل يمنون أنفسهم بالوليمة.ليس عندنا وليمة يا سيد.فخمرنا ماء.و ماؤنا متعكر من تراب القدور الفارغة.و الناس تتوقع مزيداً من البهجة.و ها أنت هنا.أمك الحنونة العذراء ترقبنا و لا تريدنا أن ننفضح.تستدعيك سراً .هل نستدعيك سراً.هل تأتينا سراً و تسكننا سراً و يكون فقط خمرك المعلن هو علامة عملك معنا.أمك الحنون حنونة مثلك.تصلي لأجلنا كي لا ننفضح.تتكلم بلساننا.ليس لهم خمر.في الحقيقة أيتها الأم الحنونة أننا ليس لنا أي شيء.لا بر و لا قداسة و لا محبة و لا رجاء و لا سلام .نحن لنا مظهر التقوى لكننا و التقوى منفصلان.قولي لإبنك ليس لهم شيء فكن لهم يكن عندئذ لهم كل شيء.الخدام في العرس تائهون حائرون.يتجنبون عيون المدعوين.يتجنبون أوامر اصحاب العرس.الخدام عاجزون عن الخدمة لكن العرس قائم.هو موجود فقط لأنك  ربنا يسوع الحاضر فيه.هو موجود بوجودك وحده.و بدونك ليس هذا عرس بل فضيحة و عجز و شح و نقمة.فلا تغادر العرس لأن العروس عروسك أنت.و القدور الفارغة لن تبق فارغة طالما أنت هنا.و إن كنا نطلب خمرا للناس ستعطنا بحنوك خمراً سماوياً .
 
 
 
 


371
وسادة في قلب العاصفة
كتبها Oliver
كان التلاميذ منشغلون بقواربهم العتيقة.كان في قاربهم وسادة و هو ما لم يكن معتاداً عند الصيادين.فلا أحد ينام في القوارب العتيقة لا في إبحارها و لا في إستقرارها.
هذه هي المرة الوحيدة في الكتاب المقدس التي تذكر فيها كلمة(وسادة) و يبدو أن التلاميذ قد احضروها خصيصاً للمعلم فلماذا؟....كان للمسيح متكأ في كل بيت يدخله. و كم قيل عنه أنه إتكأ أي جلس علي وسادة كعادة اليهود.و كان كبير البيت هو الذي يتكأ.و حين يدخل البيت ضيفا مُهٍماً كان يأخذ المتكأ فيغسل له أصحاب البيت قدميه كنوع من الترحيب و التكريم.و هكذا صنعت ساكبات الطيب و الدموع.وسادة القارب  كانت ترحيب و تكريم  و تمييز و إعتبار أن هذا القارب هو بيت التلاميذ  يرحبون فيه بالمعلم العظيم والزائر العجيب. كان هذا ما يجب أن يكون غير أن الأمر في السفينة كان مختلفاً. 
مر وقت إنشغل التلاميذ بالبحر و السفن الصغيرة المرافقة  تاركين المعلم  وحده الذي دعاهم لكي يكونوا صيادى الناس. و صار كبير البيت  في المؤخرة متروكاً فأخذ الوسادة بلا تكريم و جعلها تحت رأسه و إنزوى .حيث لم تعد الوسادة متكأً للسيد.
حين تصبح للمسيح وسادة بلا تكريم و معرفة بغير محبة و صلاة فاقدة الروح و قلب ينقصه الرحمة و مكان بلا مكانة و كنيسة بغير وحدة  و إيمان بدون شركة هنا فقط تبدأ العاصفة.
في العاصفة
نزل نوء ريح في البحيرة .فنزول النوء كان بأمر الرب الذي ظنوه نائماً .أو تركوه بإدعاء أنه نائم.و هو لم يكن .لأن النوء ينزل بزخات من المطر علي ثياب المسيح الخفيفة و من ينعس وسط المطر؟ فالماء يوقظ النائم.أيضاً كان موج  البحر يتصاعد بضربات مخيفة للسفينة  والماء يتراكم حتي يكاد يملأ السفينة  و إذا تراكم الماء فهو ينحدر إلي المؤخرة. فكيف يكون المسيح نائماً .
المطر من فوق والموج من أسفل و لا زال البعض يعتقد أن المسيح نائماً. الريح تشتد و السفينة تتمايل بإضطراب عظيم و تكاد تغرق فهل المسيح  في نعاسِ ثقيل كما يظن البعض؟ كلا. لم يكن المسيح نائماً ناسوتياً و لا هو ينام لاهوتياً. لقد أراد بعد أن علم الجموع  عند الشاطئ أن يقدم درساً عملياً لتلاميذه في البحر .فالدروس عند الشاطئ سهلة.و التعليم بالكلمات ميسور. أما التعليم وسط البحر فهو الأثبت مع أنه الأصعب.المسيح يعلم بالوصايا كما يعلم بالريح و النوء و الموج و المطر. المسيح يعلم بالطبيعة كلها كما فعل قديماً مع يونان النبى..كل ما في وسط البحر صار أداة تعليمية في يد الرب الذي حسبوه نائماً و هو المعلم البارع. هكذا كل ما في تجاربك أدوات يعلم بها الرب قلبك و فكرك و إيمانك.كل ما تحسبه مخاطر للموت تصير في يد المسيح معالم للطريق و الحق و الحياة.كل ما تستصعبه يكون لك ثبات إيمان لا يتزعزع.فقط لا تدع المسيح في المؤخرة.لا تتركه منزوياً في أركان حياتك.المسيح هو الأول.له الصدارة في كل شيء.لكنك لو ظننته نائماً تحسب نفسك وحدك .تبتل ثيابك من دموع الهموم.و تضطرب من رياح بحر العالم .تنظر إلي الناس فى السفن المرافقة فإذا هي لا تقدر أن تعينك فهي في ذات البحر و نفس الإضطراب.فكيف تلتجئ لذراع بشر.و تدع المسيح هناك وحده و تقاوم الصعاب بدونه فتكتشف أخيراً أنك تغرق حينها فقط تسرع و توقظ المعلم.حينها فقط تنسي البحر و الموج و النوء و المطر و إضطراب السفينة و تتجاهل السفن الأخري والناس و من معك و تنظر للمسيح الذي حسبته نائماً عنك و هو لا ينم.فأنظر و إنتظر ما سيفعل لأجلك.
أوقظ المعلم
الثلاثة أناجيل التي ذكرت هذه المعجزة قالت أن الرب نام  نعم المسيح ينام جسدياً لكنه في هذا الموقف لم يكن نائماً كما نفهم النوم الجسدي.النوم هنا يعني التخلي المؤقت.لحيظة الترك التي يشعرها الإنسان حين تتوقف النعمة عنه قليلاً ليدرك ضآلته بدون العون الإلهي.النوم هنا هو طريقة المسيح لتوصيل الدرس الخالد لتلاميذه و ليس نوماً كما ننامه نحن.المسيح نائماً هذا ما ظنه التلاميذ.الحقيقة أن التلاميذ هم الذين ناموا و أراد الرب يسوع أن يوقظهم. مع ظنهم أنه نائم لكنهم لم  يريدوا أن يوقظوه إلا أخيراً.كان الإيمان نائمُ.و الإتكال علي الرب نائم ُ .كانت العيون مشتتة بين الموج و بين النوء.تنظر إلي أسفل فتجد الغرق تنظر إلي فوق فتجد الرياح هائجة تطيح بالأشرعة. هناك ليس ببعيدا سفناً أصغر.تواجه نفس الورطة.كل السفن  كل النفوس تكاد تغرق.لن ينجو سوي من يصرخ للإله الذي صنع هذا البحر و الريح و الموج و النوء. كل من في تجربة تأتيه أفكار أن الرب نام عنه  و يقول مع المرتل قم يا رب لماذا تنام؟ أو نتركه منزوياً في القلب ثم نعاتبه قائلاً لماذا تختفي في أزمنة الضيق؟ نحن من  يجب أن يستيقظ و ينتبه لا الرب.هذه بداية اليقظة.أن تعرف أن مسيحك متروك منك مع أنك لست متروكاً منه.أن تدرك أنك متجاهله بينما عينه عليك فيما تظن أنه نائم و عيناه مغلقتين. لتكن محبته أكثر من محبتك للناس و الأشياء.لا توقظ المعلم أولاً بل إستيقظ أنت أولاً حينها تعرف أن المعلم منتبه جداً لا يحتاج من يوقظه.و أن التجربة هي من تدبيره و أنها لأجل حياة ابدية و ليست للموت.فالإبن الضال حين إستيقظ كان أبوه هناك منتبهاً و عينه عليه خارجاً إلي الطريق ليعانقه.يا كل من في ضيق إستعد لعناق المسيح.إنه خارج من السماء لأجلك.ليكن معك طوال حياتك.
إن أردت أن تتأكد أنه منتبه إليك فالأمر سهل .أصرخ من قلبك لا من فمك.إغلق عينيك عن الناس و إتجه ببصرك نحوه.لا تخش الماء أي الضيقة و لو غمرت حياتك و لو حسبت أن أحداً لا يعاني مثلما تعاني.و كأن التجارب تترصدك أنت وحدك.لا تخش.فالموت و الحياة في يد الله الذي يحسبوه نائماً و ليس في يد الضيقة أو التجربة. ليس الموت في سلطان البحر و الموج .ليس في الريح و النوء  بل في يد المسيح وحده حياتنا. الكنيسة السفينة التي لن تغرق طالما هي تاركة الإتكال علي الناس.لن تغرق و لو إمتلأت بالمياه من الداخل و هاجمتها الريح من الخارج لأن ربها صاحب السلطان.و هو أيضاً داخل كل قلب حتى القلوب التى تتجاهله و لا تقدم له سوي وسادة لينام لأنها قلوب تتكل على نفسها فحسب و تطلب من المسيح أن يقف متفرجاً أو يمض عنها.و يتخدر ضميرها الروحي . الآن و بسرعة حول الوسادة إلي متكأ.و أكرم سيدك.قدم له ما يليق بمكانته.إغسل أقدامه بغسل أقدام أولاده.أي بمغفرة أخطاء الناس نحوك و عدم إدانتهم.ستخرج عندئذ الخشبة من العيون و تبصر السيد جالساً في القلب كأنه علي العرش.لا تنس .إستبدل الوسادة بالمتكأ.فكبير البيت مستحق أن يتصدر مشهد حياتك القصير من أوله إلي آخره.
هدوء عظيم
من موج عظيم إلي هدوء عظيم هذا هو عمل المسيح. من المزبلة إلي العرش يرفعنا السيد تحت البائسين و يجلسنا علي كراسى الرؤساء.فأنظر أي مجد يأتي بعد الإضطراب العظيم.فلا تنخدع بهياج الدنيا لأن مسيحك يأمر فيختفي الهياج.ليس في البحر آثار هكذا أيضاً التجارب .تختفي بلا أثر لكن يضع المسيح فيك آثار محبته.و ما يبقي من التجارب هو  ذكريات للإيمان.
صلاة لأجل السفينة المضطربة
يا عالياً فوق الأعالي كلها.من الأسفل نناديك و أنت هنا أيضاً.سفينتك قد إمتلأت بالمياه من الداخل.كنا نسكنها للنجاة معك الآن ندخلها خائفين من الغرق . لم نعد ننتبه إليك.لم تأخذ مكانتك التي تليق بك في كنيستك و وسط شعبك بعد. لذلك نضطرب.فصوت المياه يزمجر كالأسد و نحن ننهزم من خيالاتنا . مع ضربات الموج نترنح. أرواحنا مصابة بهشاشة المحبة.الربابنة يترنحون مثلنا أيضاً مثلما فعل التلاميذ ذات مرة. الأشرعة تتطاير و تتمزق و نتعري من القداسة.إمتلأت السفينة بأمتعة غريبة حتي لم يعد لك فيها مكان .متي تأتي و تطهر سفينتك؟ نصلي من أجل ربابنة سفينتك.قل لهم أن يستيقظوا فنستيقظ معهم.قوَم ربابنة السفينة لأنهم لك تلاميذ .إسألهم أين متكأك.لقد أعطوك وسادة فإنزويت.لذا نكاد نهلك كلنا. سفينتنا تدور حول نفسها من الموج العاتي.فلا نمو و لا ثبات.سفينتنا مرتعاً للرياح تخترقها أفكار الناس كالغربال.فكيف تبقي ساكتاً ساكناً و فكرك السماوي لا يسكن عروستك.نحن نعلم يقيناً أننا نهمك.و لو لم يهتم تلاميذ هذا الزمان بك فنحن البسطاء الجهلاء محتاجينك أكثر منهم فلا تسكت.
إنتهر الجهل الذي به جعلناك في المؤخرة.إنتهر العمي الذي أصاب قلوبنا فظنناك نائماً عنا لا يهمك أمرنا.إنتهر العيون التي تنحرف عن النظر إليك.و المشاعر الممتلئة بخوف العالم لا مخافتك.إنتهر من تجبر و طمست عيونه القساوة و من نسيك و ظن أن مقود السفينة في يده.خذ من الكل  القيادة و كن لنا الأول .تصدر شعبك كله.إسبق كل نفس قدام أبيك  الصالح  و توسط لأجلنا و الربابنة الذين يرعون أنفسهم أوقظهم لأنهم أخذونا بعيدا بعيداً. أظهر جبروتك فيعود الهدوء العظيم الذي إفتقدناه في كنيستك و يخاف منا الموج و الريح .أغرس في سفينتك ربابنة يرتفع من قلوبهم صوت تسبيحك.
ليس أحد منا علي الشاطئ.كلنا في عمق البحر.كيف نعبر هذا الإضطراب  بدونك. علًم تلاميذ هذا الزمان درسك التليد.قل لمن إستغني عنك  أن سلطانك فوق  كل سلطان.علي الموج و الريح و البحر و الربابنة و علينا لك كل السلطان.نعتذر لك عن أزمنة الضيق التي جلبناها لأنفسنا ثم إشتكيناها لك .نطلب الصفح و المغفرة عمن تاهت مسئوليته من كهنتنا و اساقفتنا الذين تهنا معهم.نعم نحن ليس لنا سواك نبث إليه ما فينا.نفوسنا تأذت جداً و لا تقدر إلا علي محبتهم.لكن الجروح تتعمق و المجاديف تتحطم . النفوس المكسورة تتزايد مع كل ريح تخبطنا.و الغرقى يتضاعفون مع  كل موجة تلطمنا بعنفها.سفينتك مفتقدة لحضنك.شعبك يطلب رحمة منك أنت و لطفاَ من روحك القدوس.فنكف عن صراعاتنا مع الذين فوقنا و الذين تحتنا و نستريح عند قدميك لأننا تعبنا جداً حتى صار التعب عملتنا التي بها نشتري و نبيع في سفينتك.أبطل عن سفينتك الذوات المتناحرة و إستبدلها بالودعاء الذين يرثون الأرض الجديدة معك.يا أب الكل كن عوناً للكل صغيرا و كبيراً فيعود اليمام ليسكن في أرضنا و العصافير البريئة تجد لها عُشاً فيك.السنونة الرقيقة تطمئن.و قلوب الأطفال تعود.لأن الريح و البحر يطيعانك.   

372
المنبر الحر / القمني و مناوراته
« في: 18:41 19/10/2016  »
القمني و مناوراته
كتبها Oliver
سيد القمني مفكر نحترمه.و صولاته و جولاته أنارت بعضاً من العقل الجمعي المصري  و له دور تثقيفي موضع تقديرنا. هو رجل بالإضافة إلي دراسته الجامعية ثقف نفسه بنفسه. كالعقاد و الحكيم.و وسع مداركه بأبحاثه.لذلك حين ننتقده فنحن ننتقد ما ذهب إليه فكره مما نراه خطأً و لا ننزلق إلي مهاترات تمس شخصه الذي هو عندنا بغير تحفظات شخص  كريم و راقٍ و عزيز.
حين قرأت عن دراسات و أبحاث و مؤهلات  الأستاذ سيد القمني و هو ليس دكتوراً و لا يهم أن يكون ففكره أرقي من أساتذة جامعات كثيرة.لكنني فقط أبرر لماذا أقول أستاذ و ليس دكتور.لم أجد في أبحاثه أو دراساته ما يمت بصلة للكتاب المقدس.لا تاريخه و لا جغرافيته و لا منهجه و لا تواتر النبوات فيه و لا مصداقية أحداثه و لا أدلة صدقه المادية و التاريخية و الأثرية فقط رأيت مزيجاً من معلومات جمعها بإتقانه المعروف و قلمه المتفرد فكتب عن قصة الخلق و عن إبراهيم النبي والتاريخ المجهول.لذا فكل مقال له أو تعليق أو نقد في (الكتاب المقدس )لا يعد دراسة أكاديمية  حيث لا يتبع أي منهج علمي و لا يستند علي أية مرجعيات ثقات لكي يبرر لنا آراءه أو شرحه كما فهمه هو.
لذلك فإنني أكاد أجزم أن القمني ليست لديه معرفة علمية كتابية و لا دراسات أكاديمية كتابية.و إلا فعليه أن يذكر أين و متي و ما محصلة هذه الدراسات إن وجدت.و بالتالي سنعتبر كل آراءه التي ذكرها أو سيذكرها مجرد إجتهادات فكرية قاده إليها عقله المستنير في مناحٍ كثيرة -ليس منها الكتاب المقدس – مما ورطه  في آراء و هجوم لم يكن لها أى داع  لكن إن وضعنا موقفه الحرج و القضايا المرفوعة ضده  في الحسبان لأنه يتكلم دون تريث مما يجعله متورطاً دائماً فإننا يمكن أن نتفهم سر هذا الإندفاع نحو مهاجمة الكتاب المقدس و أعتبرها أحد مناوراته.و سيد القمني رجل ذكى يجيد المناورة
أذكر له  رسالة كتبها  لأم النور و نشرها 2002 و قد تسببت في إشاعة إعلان مسيحيته  و هذا ما نفاه سريعاً في حينه .
كذلك مناورته مع تنظيم الجهاد و أنا أتفهم خوفه علي أسرته و علي نفسه  سنة 2005 حين تلقي تهديدات بالقتل وقتها قدم إعتذاراً  للإرهابيين الذين ناضل ليمحُ فكرهم الظلامى و قدم لهم إستتابة و توسل إليهم معتذرا و مقرراً أنه سيتوقف عن الكتابة تماماً و نشر له  البيان  الصحفي المخضرم نبيل شرف الدين.
و أحب أن أعرف الأستاذ سيد القمني بأن كاتب هذه السطور ضمن مائة إسم مستهدفين من تنظيم القاعدة  تلقوا تهديدات مثله أقول هذا حتي لا تظن أنك مكافحاً وحيداً ضد
هؤلاء. http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=468068.0
لكن واحد منا لم يتغير موقفه و لا توقف عن رسالته و لم يقدم إستتابة لتنظيم القاعدة.
-   أما و قد ظننت أنك كما تنتقد كل شيء يحق لك أن تنتقد الكتاب المقدس فأحب مع تقديري لشخصك أن ألفت نظرك أن نقدك الذي تجيده و أمضيت عمرك تكافح في توصيله و صناعة أتباع يؤمنون به لم يكن مصادفة فأنت درست و بحثت و تعمقت في تلك المناحي التي تخص الإسلاميات و تاريخ الأئمة و تاريخ الإسلام عامة و العلمانية أيضاً  لكنك حين تتجه إلي نقد الكتاب المقدس فأنت تقف أمامه عارياً بلا أدوات أو دراسة أو مقدرة .هنا الأمر يختلف.أنظر لما أقول فأنا هنا لست كما إتهمت أحد المعلقين أنهم مثل السلفيين .نحن لا نكفر أحداً مثلهم و لا نرهب أحداً مثلهم و لم نهددك بالقتل مثلهم.نحن فقط نقول لك يحق لك أن تنتقد الكتاب المقدس كيفما تشاء فقط قدم لنا مراجعك العلمية و أدواتك البحثية حتي نحترم ما تصل إليه من نتائج أليس هذا هو المنهج العلمي.
-   أما و قد إتهمت بعضاً مما علقوا علي كلامك أنهم يتعاملون بالإيمان الأهطل و تطلب منهم و هم يلعنوا  معاوية أن يحذفوا البابا بنيامين من البطاركة.فأحب أن اشاركك الرأي أن البابا بنيامين أحد أسباب وجود الإسلام بمصر.ليس لأنه دعا معاوية كما تقول الروايات المغلوطة.لكن لأنه إختبئ في موقف كان يتطلب الشجاعة و المواجهة.و نحن في كنيستنا ننتقد البابا لكن لا نشطبه من سجلات البابوات إلا لو سقط في هرطقة و حكم عليه من مجمع الكنيسة كلها.و أما البابا بنيامين فلم يسقط في هرطقة لكنه سقط في ضعف و تصرف خاطئ خوفاً من الكنيسة البيزنطية و قد إستغل معاوية خوف الأقباط في غزوته.لكن هناك تفاصيل أخري أكثر من ذلك لا داع لها الآن.فقط أردت أو أوضح لك متي نشطب أسم من سجل البابوات.مع ملاحظة أننا لا نلعن معاوية.بل فقط نعتبره قاتل الأقباط و مدمر الوجه الحضاري لمصر.فنحن هنا نصف أفعاله و لا نلعنه لأن إنجيلنا علمنا أن لا نلعن أحداً .
-   و الآن لنأت إلي هجومك علي نبي عظيم هو إشعياء النبي و قد وصفت نبوءاته أنها حاقدة و ضد بلادك(مصر) و أنت تعرف أنها بلادنا (مصر) و قلت أنك ترفض أن واحد مسيحي يفهمك بإيمانه الأهطل. و أنت كمفكر عظيم تؤمن بفكرك و برسالتك فهل يحق لأحد منتقديك أن يقول أن إيمانك بفكرك أهطل؟ و هل هذه لغة رجل بمقدارك يليق به أن يجيد أحلي الألفاظ لكي يقدم نموذجاً للمفكر الذي يرتقي بلغة المجتمع.
-   بعيداً عن هذا أحب أن أعرفك أنني أكاديمي و إيماني ليس إيماناً أهطل لذلك سأرد علي نقدك لإشعياء النبي و نبواته علمياً و أكاديمياً و ليس بكلام روحاني إيماني.فأنت إتهمته أنه في نبواته حاقد علي مصر..فلننظر إلي النبوات التي رأيتها حاقدة علي مصر و تاريخها.كان لإشعياء النبي مهمة شاقة و هي التنبؤ علي الممالك .و قد بدأ نبواته علي مملكة يهوذا و أورشليم في الإصحاح الأول فهل كان حاقداً علي بلاده حيث يعيش و يتعبد و يتنبأ و يوصل رسالة إلهية؟ و ستجده في أربعة إصحاحات كاملة يصف مآسي سيتعرض لها الشعب كنتيجة لبعده عن وصايا الله و تأديبا و إنذاراً لعله يستفيق و يتوب.فهل كان حاقدا علي وطنه كل هذا الحقد أم أنه كان نذيراً لعل النائم يفيق و الساهي ينتبه.هل لما القمني ينتقد الأزهر  و التعليم المنحول و بيوت الثقافة المتخاذلة  و الإعلام المتطرف في مصر يكون حاقداً علي مصر أم أنه ينبه و يحذر و يوعي لعل أحداً يستجب و تتحسن الأوضاع لا أن تسوء إلي ما هو أكثر إنحداراً؟ ما رأيك أستاذ سيد؟
-   في الإصحاح الثامن تبدأ نبوات أصعب علي الجزء الشمالي من إسرائيل أي السامرة لأن إشعياء النبي يعد من الأنبياء القلائل الذين خدموا في الإقليمين الجنوبي ( يهوذا و أورشليم) و الشمالي( السامرة و الجليل) و كليهما مملكة إسرائيل لكنه إنشقت لأسباب تاريخية في عهد رحبعام إبن سليمان بن داود.فهل إشعياء النبي كان حاقداً علي كل إسرائيل جنوبها و شمالها؟ هل هكذا تقرأ الأحداث؟ أم تقرأها من خلال دور النبي أي نبي .إنه رسول يوصل رسالة إلهية قد تكون لفرد أو أفراد كما فعل في الإصحاح السابع أو تكون لأجل شعوب كما في بقية الإصحاحات. دون أن يملك سلطة تغيير بنية هذه النبوة لأنها ليست من عنده و لا يملك سلطة علي كلمة الله أو وحي الله.
-   نأتي إلي تفسير نبوة إشعياء النبي عن مصر و أحب أن أشير أنك تحفظ آية من سفر إشعياء و تفتخر بها دون أن تهاجم إشعياء النبي وربما دون أن تعرف أنه هو الذي سجلها بالوحي في كتابه.إذ قال (مبارك شعبي مصر ) إشعياء  19 : 25 فهل كان إشعياء النبي يجامل المصريين علي حساب الحق؟ أم أنه يتنبأ أن شعب مصر له بركة معلنة من الله بواسطة إشعياء النبي. توجد آيات كثيرة مطمئنة لأجل مصر تنبأ بها إشعياء أنظر إش 19: 1 حين يتنبأ بإبادة أوثان مصر بدخول المسيح فهل هو محب لمصر أم كاره لها؟ و إش 19: 25 الذي يبارك الرب فيه مصر ببركة خاصة يبارك شعبها (مبارك شعبي مصر) و يدعو أهل مصر (شعبي) و هو لقب لم يطلقه الله إلا علي أمتين ( اليهود و المصريين) فهل كان إشعياء النبي وطني جداً كيهودي و كمصري في ذات الوقت في نفس السفر؟ و أما التأديبات التي تنبأ بها علي مصر فهي متعددة لكن إشعياء النبي يعطي بنبوته مفتاح الحل (ويضرب الرب مصر ضاربا فشافيا فيرجعون الى الرب فيستجيب لهم ويشفيهم) إش 19: 22 أي أن كل هذه التأديبات جراحة ماهرة تقوم بها يد الله لتستأصل الداء من الجسد المصري فما داموا سيرجعوا للرب بسبب التأديبات فهو سيستجيب و يشفيهم فهل كان إشعياء النبي مجاملاً أم أن هذا هو منهج سماوي يمارسه مع كل الأفراد و الشعوب لأنه يريد عودتهم إلي ما هو حق و شفاء. كنت أود أن أكتب تفسيرات أكثر و أعمق عن رمزية الآيات التى تذكر فرعون مصر.أو بحر مصر.أو مصر كشعب.فالتفسيرات أكثر مما تستوعبها المقالة و هي ليست هدف المقالة لكن الرد علي هجومك هو الهدف.
-   أذكرك أن الأستاذ توفيق الحكيم حين إستعصت عليه آية في الكتاب المقدس و هي (ما جئت لألقي سلاما بل سيفاً )سأل عنها و قد أجابه البابا شنودة وقتها و السؤال بالإجابة متاحين في مواقع كثيرة.فكان أجدر بك و أنت قامة رفيعة أن تسأل فيما لم تعرفه لا أن تستخدمه وسيلة للهجوم فليس الهجوم نقداً علمياً و لا فكراً حضارياً .الهجوم وسيلة العاجز و ما أظنك هذا العاجز لكنك فقط عجزت أن تأخذ مكان التلميذ و تسأل عما لا تعلم بينما لو فعلت هذا لإزداد قدرك بدلاً من الهجوم الذي أسقط كثيراً من أحباءك في حيرة لكي يجدوا لكبوتك مبرر.
-   ختاماً نحن نحبك و نغفر لك هذه الإساءة.فقط كما إعتذرت للإرهابيين تستطيع أن تعتذر للمحبين لك من المسيحيين .

373
المنبر الحر / يا سيد الأعماق
« في: 18:40 19/10/2016  »
يا سيد الأعماق
كتبها Oliver
تعب التلاميذ الليل كله و لم يصطادوا شيئاً.كافح التلاميذ الليل و البرد و السهر و النوم و الراحة و الريح و كانت النتيجة لا شيء.لم يصطادوا شيئاً. لم يلقوا شباكهم حيث يوجد الصيد؟ مؤلم جداً أن تتعب العمر كله ثم تنظر وراءك فلا تجد صيداً و لا تجد شيئاً .بل تجد أنك تعبت في المكان الخطأ و ألقيت شبكتك في مياه ضحلة فلا صيد بعد لكن خيبة الأمل هذه لها علاج عند المسيح  إذ جاء صوت الرب مرشداً أدخلوا إلي العمق و ألقوا شباككم.
أدخل إلي العمق.فأنت لا زلت علي الشاطئ..أنت في البداية ما زلت .أنت لم تتحرك كثيرا. فقط أمضيت وقتاً طويلاً  قرب الشاطئ دونما حكمة.فأدخل إلي العمق.
ما هو العمق
محبة القريب هي وقوف علي الشاطئ و محبة الأعداء هي دخول إلي العمق. منح الثوب وقوف علي الشاطئ و منح الرداء هو بداية العمق ثم بذل الذات دخول إلي العمق.الميل الأول وقوف عل يالشاطئ و الميل الثاني دخول إلي العمق. الذي يقرض يبدأ المسيرة و الذي لا يطلب الرد يدخل إلي العمق.الخد الأيسر بداية و الخد الآخر هو العمق.إبطال الغضب بداية و إتقان الصالحة عمق .أن تعط شيئاً مهما عظم فهو بداية لكن أن تعط نفسك فهذا هو العمق.أن تساعد الناس بحياتك فهذه بداية أما إن لزم أن تموت من أجلهم فهذا هو العمق...كل رموز العهد القديم كانت تقف بالبشرية علي الشاطئ و أما ملء الزمان و ما صنعه الرب يسوع بالتجسد فهو الذي أخذنا و يأخذنا إلي الأعماق.لأنه أخذ كل الرموز من الشاطئ إلي العمق و أتي بالصيد الوفير.لذا كل ما قيل للقدماء بداية و كل ما قيل برب المجد يسوع هو العمق.
المحبة عمق لأنها تنقل طبيعة الله إلي عالمنا .
الغفران عمق.لأنك تأخذ من الله  قلباً متسعاً و تعط المخطئين سماحاً و صفحاً..
الإيمان عمق لأنه ثقة في غير المدرك و نظر  في غيرالمرئي.
الدموع عمق لأنها تتغلغل في قلب الله و تغلب مراحمه.
الصمت عمق لأنه إنتظار لصوت الله.
 الصبر عمق لأنه توقع ما يأتي من النعمة.هذا كله و غيره أعماق مقدسة لكن كيف السباحة إلي الأعماق؟
كيف نتعمق؟
1-إذا صارت الصلاة كلمات  فأنت في جمود بعد لم تتحرك و لو خطوة هذا هو تكرار الكلام باطلاً.أما إذا صارت  الصلاة مشاعر روحية فها أنت قد بدأت تخطو إلي العمق..الله يستجيب لما في الصلاة من مشاعر.فالكلمات مكررة لكن المشاعر متجددة.هذه الصلاة تنقلك من الأرض إلي أعماق السماء.
صلاة القلب عمق مثلما كانت حنة أم صموئيل تئن بمرارة حتي حسبها عالي الكاهن مخمورة.لكن الله سمع مشاعر المرارة و أعطاها صموئيل الذي معناه الله يسمع.و هكذا سمع قلب الله  قلب حنة و إستجاب لأنينها المر.تماماً كما بكى بطرس بكاءاً بنفس المرارة و أكثر  فوصل بكاء قلبه الصامت إلي قلب المصلوب النازف . لم يقل الكتاب أن بطرس نطق كلمة واحدة بل فقط خرج خارجاً و بكي بكاءاً مراً.هذه المشاعر أدخلته إلي العمق.فالمشاعر و الدموع ما دامت روحية تصير جسوراً تنقلك إلي العمق.الدموع علامة من علامات صلاة القلب.و تفاعل المشاعر مع الكلمات.أما ترديد النصوص  من غير القلب فهو روتينية تجمد الروح و تبطل النمو.
2-لا يوجد عمق من غير سماع صوت الله.صوته أدخل التلاميذ إلي العمق.صوته جمع الصيد و ضاعفه مرات و مرات.صوت الرب ينقي القلب.حين تسمع صوته و تتبعه تصير من خرافه تدخل إلي حظيرته إلي ملكوته فأي عمق بعد ذلك؟ لن تجيد تمييز صوت الرب إلا بتفريغ الأذن من كلام الناس.و تفريغ العقل من التوافه.و تفريغ القلب من لصوص المشاعرمثل الإدانة و كثرة الكلام.إذا فعلت ذلك صار صوت الرب مميزاً واضحاً .لكنك لن تميزه وسط الزحام.يلزمك أن تدخل إلي داخل و تغلق بابك . وقتها تعرف صوته و تتبعه و يقودك إلي ما هو أعمق من معرفتك و خبراتك و علمك و عمرك .وقتها تسبح في أعماق كما كان يونان في بطن الحوت.فإسأل نفسك أين أنت؟
3- تعلم تسليم نفسك للرب.فيتكفل بحملك و يمنطقك لتذهب حيثما يشاء.فى  حياة التسليم تكون أنت مسئولية الرب ذاته له المجد.أما الإعتماد علي النفس دون معونة سماوية فهي تجفف بحر النعم.تجعل الينبوع فارغاً  مثل البئر الذي ألقي فيه أبناء يعقوب أخيهم يوسف.لابد أن تخرج من هذا البئر الفارغ.وتُباع للسائرين.حين تبيع نفسك للمسيح تصل ليس إلي عرش مصر بل إلي عرش الله و تجلس معه هناك.التسليم أن تتنازل عن نفسك لله.تتغاضي عن مشيئتك مقابل الشكر بما يختاره الله لك.تفرح بالألم كما تفرح بالنعم.تشتهي الصليب كما تشتهي المجد.حياة التسليم تبدأ حين تتساوي كل الأمور في عينيك .حين يتساوي أن تكسب أو تخسر الأشياء.تقتنيها أو تفقدها.تنال ما تريد أو يؤخذ منك ما نلته. حين تتجرد من إحساس الملكية الخاصة تكون قد إجتزت إلي عمق عميق.لذلك حين يخاطبنا ملك الملوك قائلاً من يهلك نفسه من أجلي يجدها فإنه يعني أن تقدم نفسك له كأنك مُت عن العالم  لم تعد موجوداً  به بل حياً فقط في المسيح.
4-خدمة الخلاص هي أحد معالم العمق.حين يفتح الرب أبواب الخدمة أمامك إقتنص الفرصة.فالنفوس التي عرض عليك أن تستثمرها بإسمه ليست رخيصة عنده.فهي مدخلك إلي أعماق قلب الله.فأنظر إلي الخدمة هكذا: هي باب قلب الله.شركة في عمله الخلاصى.ترجمة محبة عملية كما أحبنا الرب و صار و هو السيد خادماً بل جاء خصيصاً ليخدمنا.أي عمل يقود النفوس إلي الخلاص هو هبة إلهية لك لتشترك مع الله في عمله.فلا تتوان عن الخدمة.إبذل قصاري جهدك حتي الدم حتي آخر نسمة في فمك.من يتواني عن خدمته يطرد نفسه من حضرة الله.يفعل كما فعل الأخ الأكبر للإبن الضال.طرد نفسه حين توقف عن الخدمة.خرج و ظل خارجاً بينما الأفراح هي في الداخل.في العمق.فهل تفرح بالخدمة لأنها تقوتك روحياً أم تقدمها بتضرر فتكون كريهة قدام الرب.أخدم بقلبك لا بلسانك.أخدم بمحبة لا بتصنع.أخدم بحرارة لا ببرود.فمن يلتهب لخلاص النفوس ليس كمن يؤدى عملاً روتينياً.هل تريد العمق ؟إذن خدمة الخلاص ترحب بك و أنت إستقبلها في قلبك بترحاب و بشاشة.
صلاة من أجل الأعماق
يا سيد الأعماق.للبحر جعلت عمقاً.للأرض جعلت عمقاً .للسماء جعلت عمقاً .إنهم مثلك سيدي .العمق منك صار. يا من أعماقه غير مدركة.يا  سيد الأعماق لا تدعني أربض علي الشاطئ حيث لا صيد.أدخلني إلي العمق حتي و لو هاجت الأمواج.و إضطربت السفينة.لأنه لا سلطان للموت حيث توجد أنت.أدخلني إلي حجالك.هناك أبيت معك إلي الأبد.فأدرك ما كنت أجهله عنك.و تستنير عيني بما كان مختبئاً فيك. يصرخ المتضايقون من عمق ضيقاتهم.يصرخ المتعبون من عمق أتعابهم. يصرخ الأبرار من عمق أشواقهم و محبتهم.أما أنا فأصرخ كي تضعني أولاً في أعماقك حينئذ أكتفي بأنين روحك فىً.و لأنني بعد ألقي شبكتي حيث لا صيد فأنت تقودني إذ أنت العارف أي عمق ينبغي أن أدخله.إني مطمئن لك يا سيدي.فالصيد في يدك و الشبكة في يدك و أنا في يدك و العمق عمقك أنت و ليس سواك فلهذا أطلب عمقك.أسكنني هناك.حينها لا توجد حاجة بعد لكل الموجودات.حين تبقي أنت الشبع بكل وفرة في كل شيء..ها أنا أمامك أدخلني شبكة خلاصك و ضعني في أعماقك لأغتني بزيادة .أنت الؤلؤة الفريدة  التي لم يرها سوي السابحون في أعماقك.يا سيد الأعماق أنزل الذين علي السطح.لكي يكونوا في مجيئك مشتاقين إليك.يا من تغرمت بتكلفة الأعماق في كل الوصايا لا تسمح لي أن أعيش علي هامشها كالواقف قدام باب العُرس دون أن يدخل.يا سيد الأعماق من الأعماق أتيت لنا فإلي الأعماق تأخذنا و نمجدك.


374
المنبر الحر / في سكون الليل
« في: 18:35 18/10/2016  »
في سكون الليل
كتبها Oliver
في صوت النسيم أسمعك.صوت آتٍ من فوق كل الأبعاد.ضوء لا تعرفه الشمس.أنت في الليل كما في النهار نور ُ.تتراءي للقلوب المشتاقة و النفوس الجائعة إليك.
ها أنا أقف علي أطراف اصابعي.أتسمعك.تأتي قريباً.و في يدك كل الحب.و الفرح.و النعمة.و تكسيني.تستجب لأنني طلبتك و لا تتأخر.في الليل لا يعرفني الفراش.بل تعرفك أشواقي.آتٍ أنت فوق الغيم و فوق السحب .تشق الظلمة و تعبر إلينا.أبصر ذراعين مفتوحتين أكبر من الكون كله.
يهرب النوم عني .فأنت السهر و اليقظة.و أنت الشوق و اللهفة.و أنت كل الأعاجيب مجتمعة.
أنتظرك .و أنت كعادتك تأتي .تشعر بك الأجنة في البطون.و أسماك الأعماق.ظاهر أنت و مستعلن خفى و لكن لا تختفي لذلك أراك و تبتهج نفسي.
في سكون الليل يتعلم الليل السكون ليسمع صوتك الحاني.لا أحتاج للإختباء منك كآدم.و لا أهتم بدفع التقصير عن نفسي كحواء.فأنا ما أنا.كل ما في ِ يترقبك معترفاً بالتقصير .لكنه الإشتياق إليك يغلب كل شيء.يا قادماً سريعاً علي السحاب.القلوب التي عاشرتك تدق نبضاتها كالدفوف.تريد أن تترك الصدور و تنطلق لتعانقك.ما أشتاقت لأحد مثلما إليك إشتاقت.ما أحببت أحداً مثلك.كل ما عندي يعرفك.الروح و النفس و الجسد.الذكريات و الحاضر و الآتي.ما حاجتي إلي الأشياء و أنت معي.في سكون الليل تشبعني تملأني فأفيض بك و لا شبع فيك.ما هذا الحب المتدفق منك كسيول الجنوب.و نعمة روحك أحلي علي القلب من نسمات الربيع.أنت يا يسوع كل فصولي.و مواسمي و أيامي.أنت السنين و العمر.ما أجملك.
لماذا أدور أتلمس أشياء الأرض و أنت تعوضني بالسمائيات.لماذا تنحني النفس لتلتقط الأرضيات و أنت تأتيها لتملأها بالأبديات.عجيب أنت في مقايضتك لنا.
تأخذ الضعف لتعطنا القوة.تأخذ الجهل لتعطنا علم معرفتك.تأخذ الوجع و الهموم لتعطنا راحة.بالإجمال أنت تأخذ الموت و تعطنا حياتك.ما أعجبك.أنت ترضي أن تأخذ خسارتنا لنربحك.تتلذذ ببني آدم.ليتنا بك أيضاً نتلذذ.
في الليل بعيداً عن الناس نراك واضحاً.ترسم الفجر للنهار.و بأصبعك تعط للنور إذناَ بالشروق.تكتب للبشر أعمالاً جديدة ليعملونها.لا تدع واحداً يسقط من مراحمك التي تتجدد كل صباح.فها أنا أقع عند قدميك مستعطياً .أنت إلهي الغني الذي يتعطف علي.فإذ بك لا تعطني شيئاً أعظم من أنك تعطني نفسك لنفسي.ذاتك لذاتي.شخصك لشخصي.روحك لروحي.فأسمو بك علي الدنيا.تتضائل الممالك فوق جناج الهيكل.إذ لقياك هي الأعظم.و عطيتك هي الأغني .فأجول كمن أسكره الحب. أقع عند قدميك كميت .و لا أعد أعرف ما الفرق بين الأخذ و العطاء.المدح و الذم.و كأنني لم أكن.
 
في سكون الليل تصمت الدنيا و يبق صوتك.يستمتع به الحالمون بك.يجلسون في محضرك .أنت القصر و الملك.أنت الهيكل و المأدبة.أنت كل شيء لمن يريدك.أنت أغنيتني بك .ما حاجتي بعد.سوي أن أكون معك إلي الأبد.أتغني بحبك .لأحبك أكثر.أتحرر من سجن الأرض و الجسد و الضعف.و أنطلق .إلي حيث لا نهاية للحرية أو للمجد أو للحب أو للحياة معك.كل اللانهائيات فيك.كل ما هو غير محدود أنت تمتلكه.ما فيك أعظم مما يأتي علي بال بشر.هذا الأعظم حبيبي .ماذا أريد أكثر من هذا الشرف.لا يعوزني شيء.
 
حقاً في سكون الليل لا يعوزني شيء."


375
المنبر الحر / لذا أطلب عينيك
« في: 16:45 16/10/2016  »
لذا أطلب عينيك
كتبها Oliver
عيناك يا سيدي رأت جميع ما صنعت لأجلنا أنه حسن.عيناك يا سيدي رأتنا نحن أحسن من كل من صنعت سابقاً.عيناك يا سيدي صممت الجمال و الحسن و الذوق الإلهي في كل ما صنعت.عيناك يا سيدي لم تتطلع في عري أبوينا إذ سقطا بل سترتهما سريعاً بذبيحة.عيناك يا سيدي رأت إبرام أب لجمهور و هو و زوجته عاقرين. عيناك يا سيدي رأت الصراع في بطن رفقة و عرفت أن الكبير سيستعبد للصغير. عيناك يا سيدي رأت أن موسى القاتل هونبياً ليس مثله و هو الذي به ينبغي أن يشق البحر و يضرب الصخرة و يقود الشعب إلي أرض الموعد.عيناك يا سيدي لم تبصر داود في ضعفه بل في حلاوة تراتيله و توبته. عيناك يا سيدي تجاهلت سقطات سليمان و جعلته أحكم بني الأرض. و باني بيتك الأول. عيناك يا سيدي رأت إيليا الخائف المختبئ مستحقاً أن يواجه الملك ثم تصعده هناك في الأعالي حيث تعده لرسالة الأبدية .عيناك يا سيدي رأت السماء بكل بهاءها  ليست أغلي من الأرضيين فتجسدت تاركا مجدك مختبئ هناك. عيناك يا سيدي تبصر الأعماق كما تبصر الأعالي دونما أن تستتر واحدة من قدامهما.. عيناك يا سيدي رأت المزود عرشاً و القش وسادة و حيوانات المزود شهود ميلادك. عيناك يا سيدي أبصرت المكتوب ليس مثلما أبصره القدماء. عيناك يا سيدي رأت الجموع كمن لا راع لهم فصرت لنا راعيا و مخلصا ليس مثلك.عيناك يا سيدي رأت الخمس خبزات كافية و تزيد عن حاجة الخمسة آلاف و من معهم. عيناك يا سيدي رأت ضعيف الإيمان مستحقاً أن يسير علي المياه.عيناك يا سيدي رأت المرأة المضبوطة في ذات الفعل ليست مدينة بل منحتها السلام. عيناك يا سيدي أبصرت السامرية صادقة و المجدلية كارزة  و ساكبة طيب رغم ما فيها.عيناك يا سيدي ميزت نازفة الدم من وسط الزحام و إقتنصت زكا من فوق الشجرة. عيناك يا سيدي أبصرتا الإبن العائد من بعيد قبل أن يصل إلي بيتك فركضت و عانقته. عيناك يا سيدي رقمت أين يوجد الخروف الضال حينئذ حملته علي كتفيك في الصليب.حملته معك بكل فرح هناك أتممت خلاصه.عيناك يا سيدي رأت الشكاك مستحقاً أن يضع يداه في جنبك و يتحسس جروحك. عيناك يا سيدي رأت صليب الموت مشتهي ما دام قرارك أنه طريق خلاصنا. عيناك يا سيدي نبع المجد و قابلة الهوان عنا دون أن تعاقبنا.عيناك يا سيدي لم تخجلا من حمل اللعنة .عيناك يا سيدي تري الضعيف لتكمله بقوتك. عيناك يا سيدي رأت الهاتفين أصلبه مرضي يحتاجون مغفرتك و شفاءك.عيناك يا سيدي رأت دموع بطرس كأنها لم تر إنكاره فأعادته لرتبته.عيناك يا سيدي رأت  المضطهد كنيستك شاول رسولاً فاق الكثيرين .
عيناك يا سيدي تريا الآب كما ترانا.عيناك يا سيدي في السماء ساكنة و في الأرض كائنة..عيناك يا سيدي لا يستتر منها رجاساتنا و لكنك رغم هذا تدعونا أولادك. عيناك يا سيدي فيهما النقاوة و رغم هذا لا تحتقر الدنسين.عيناك يا سيدي حمامتا سلام و لكنك تتدخل لمصالحة المتصارعين.عيناك يا سيدي مسكنا كالبيت.موطنأً للخائفين لأنها عليهم قد وضعت إهتمامها و رعايتها.عيناك يا سيدي لا تعد الأيام بل تصنع لنا الأيام لنحبك فنحيا معك إلي الأبد. من أجل هذا إعطني عينيك.
 


376
المنبر الحر / كيف تقرأ
« في: 16:24 09/10/2016  »
كيف تقرأ
كتبها Oliver
كيف تقرأ المكتوب ؟
هذا السؤال  الهام الذي سأله السيد المسيح له المجد لأحد الفريسيين الذي جاء ليجربه فسأله ماذا أصنع لأرث الحياة الأبدية.أجابه مكتوب في الناموس... كيف تقرأه؟ لو 10: 25 إن المسيح له المجد هنا ينبه هذا المجرب إلي كيفية القراءة الصحيحة.فالطريقة التي نقرأ بها تحدد كيف ستقودنا القراءة و إلي أين.
الخلاف في الكتاب المقدس ليس علي النص لكن علي كيفية قراءة النص. لذلك المسيح ربنا أراد أن ينبهنا إلي ضرورة تعلم القراءة الصحيحة للكتاب المقدس.
.كانت كلمات الله و لا زالت ثابتة لكن الفريسيون قرأوها بمقاصدهم الدنيوية و فسروها لمصالحهم الخاصة فصارت لذلك سميت تعاليمهم تعاليم الناس رغم أنهم إعتمدوا علي ما هو مكتوب.تماماً كالشيطان علي الجبل. و هكذا من يقرأ كلام المسيح  بغير فهم و ينظر بغير روح يتشابه مع أولئك .لأن القراءة ليست النص المكتوب لكنها النص المفهوم من المكتوب.لذلك تكمن الخطورة في كيفية القراءة. إن مختلف الفروقات بين الطوائف أتت من قراءات مختلفة للكتاب المقدس .النص المكتوب هو مزيج من الوحي المقدس  مع لغة الكاتب الذي إستخدمه الله في كتابة السفر.أما القراءة فهي مزيج من النص المكتوب و العقل البشري بحسب  الخبرة و القامة الروحية  و مستوي التعليم و التعلم و أمور أخري هذه التي يمكنها أن تحرف المفهوم السماوي عن القارئ أو إذا كانت مقدسة بالروح يمكنها الوصل إلي أعماق الله. فإن لم نلجأ للروح القدس مصدر النص  بالصلاة و التضرع بإنسحاق و خضوع لفكر الله لا يمكننا أن نقرأ الكتاب قراءة كما يقصدها الله لهذا من المهم أن ننتبه لسؤال رب المجد كيف تقرأ و نستخدم هذا المنهج في أمور كثيرة في حياتنا.
كيف تقرأ المقال؟
البعض لا يقرأ المقال بل يقرأ نوايا الكاتب كأنه مطلع على دواخل الناس.و البعض يحكمه الفضول لمعرفة هوية الكاتب و توجهاته و عقيدته ثم يقرأ المقال و في ذهنه أحكام مسبقة .فتجده لا يقرأ المقال بل يتخذ المقال سلماً ليصعد فوق رأس الكاتب بإتهامات لا دليل عليها سوى في عقل القارئ لأنه لم يتعلم كيف يقرأ .من هنا تأتي تصنيفات البعض عن هذا متآمر و ذاك يدس السم في العسل و عبارات غريبة هي من صنع قارئ  لا يعرف كيف يقرأ . لكن يحق للقارئ أن يكون له حكم علي المقال طالما يعتمد علي ما ورد فيه و ليس ما فهمه منه . نحتاج بعد أن إتسعت مجالات النشر و أتيحت الفرصة للجميع لكي يكتب و يقرأ أيضاً أن نتعلم كيف نقرأ بحيادية دون أحكام مسبقة. و إلا ستكون القراءة مصنعاً لإنتاج كل خطايا الإدانة.فماذا يفيدنا من قراءة كهذه؟
كيف تكتب؟
ما نقوله عن القارئ نقوله للكاتب لأنه قارئ أيضاً.ضع نفسك مكان القارئ.و أكتب بدقة لكي تساعد القارئ علي فهمك بدقة.أكتب بحرص لكي لا يتشكك فيك.أكتب بلغة لائقة راقية خالية من التدنى لكي لا تشوه الكتابة و القراءة معاً.و إبتعد عن الإتهامات التي بغير دليل.و الإشاعات التي تلبسها ثوب الحقائق.فهذه ليست كتابة بل تشويش .
لا تفتخر بنفسك في مقالاتك فهذه أضعف أنواع الكتابات.ليكن كلامك مملحاً بمقاصد روحية و بنعمة من المسيح لأننا يجب أن نكتب كما يليق بنا كمسيحيين يسكننا روح الله.
حتي لو كتبنا في السياسة أو حقوق الإنسان أو القوانين يجب أن ننفرد بلغتنا المسيحية.فهي أسمي لغة .لا تقلد من ليس لهم لغة المسيح فهم مفتقدينها أما أنت فتملكها فلماذا تنحيها جانباً حين تكتب. ستخرج كلماتك مثل كلمات أهل العالم و تتبخر هباءاً كما ستتبخر كلمات العالم كله.أما حين تملحها بالنعمة و تطعمها بفكر المسيح فأنت تضمن لها عمرا طويلاً و اثراً عميقاً.فهل تريد أن تكون هذا الكاتب؟
كيف تكتب شكوي كنسية؟
حتي حين تكتب مقالأً كالشكوي .إتبع نفس إيجابية المسيح و لغته.فالشكوي لا تعني إستباحتك للإتهامات .و لا تعني إلهاء القارئ عن إيجابيات موجودة .و لا تعني أن تنغمس في طرح النقائص دون التفكير في إقتراحات ربما تساهم في الحل و الأهم تقديم نفسك يداً  تساعد للتخلص من هذه النقائص. أسأل نفسك ما هي مساهمتك و دورك في الحل.و لا تحسب أن دورك أن تدبج الشكاوي بل أن تعالج السلبيات . لا تجعل شكواك شخصية بل عن موثقف أو تصرف أةو موضوع. فالشكوي لا تعني رفضك للآخر بل رفضك للسلبيات,فليكن هذا هو تفكيرك و منهج كتاباتك. و تذكر أن الكنيسة ليست الأسقف أو الكاهن وحدهما بل كلنا الكنيسة.و كلنا يجب أن نفعل شيئاً و نقوم بأدوارنا ممتزجة بالصلاة لأجل إصلاح كل عيب. أقول هذا عن الشكاوي التي تقدم في الكنائس لأساقفة كل إيبارشية.و لنأخذ من رسائل الرب يسوع في سفر الرؤيا لأساقفة الكنائس السبع نموذجاً كاملاً لكيفية كتابة شكوي.أما الصراخ و الصوت العالي و التركيز علي السلبيات فهو ينشر دائرة متسعة من الإحباط قد تبقي حتي بعد حل المشكلة لأن الإحباط من الأمراض المزمنة.

كيف تعلق علي مقال؟
التعليق يعكس كيف قرأت المقال.لك كل الحق في الإختلاف في النقد و التفنيد.في الإعتراض و الرفض.لك كل الحق في تجاهل هذا المقال و ذاك الكاتب.لك كل الحقوق في التفكير بحرية و بطريقتك الخاصة و أن تعلق وفقاً لقناعاتك.لكن مرة ثانية إبتعد عن الإتهامات في تعليقك.إبتعد عن التعليق الذي تترك فيه المقال و تهجو الكاتب؟ فليكن تعليقك علي ما قرأت و ليس ما تشعر به تجاه الكاتب.سواء مدحاً أو ذماً. لا تسمح للكلمات أن تخونك و يفلت منك قاموس اللغة المسيحية.و لا تعلق بإنفعال و ضيق فتخرج كلماتك كالمتفجرات.لا تقلل من شأن أحد لأنك في الحقيقة لا تعرف الكاتب أي كاتب,قد تعرف إسمه قد تسمعه و تشاهده يتكلم في أحاديث تليفزيونية أو مداخلات في موضوعات محددة.لكنك لا تعرفه شخصياً فلا تقلل منه.ربما كان غير ما تعتقده .كما أن التعالى علي الآخر هو شر من بنات الكبرياء.
تعليقك قد يكون مكملاً للمقال أو أهم من المقال نفسه لذلك أكتبه بعناية.إستكمل ما رأيته ناقصاً في فكرة المقال.و مع مزيد من التدقيق يمكنك أن تصبح كاتباً ينتظر الناس كتاباتك كما ينتظر الكاتب تعليقاتك. إن التصالح بين الكتابة و القراءة أمر هام.يجعل الفكر هادئ .فلا تكتب تعليقات متوترة بل مصالحة.كن ميالاً لحسن الظن لأن المحبة لا تظن السوء.التعليق هو حوار مكتوب متبادل بين الكاتب و القراء كلهم و ليس المعلق وحده.فضع في إعتبارك أنك أنت أيضاً لك قراء و إحترم قراءك في تعليقاتك.لا تنسي حين تعترض أن تضع بدائل للفكرة.لا تنسي حين تهاجم أن تذكر أسباب هجومك و في كل هذا كن عادلاً منصفاً و مخافة الرب تشملك.لأننا سنعط حساباً عن كل كلمة نقرأها أو نكتبها أو نعلق عليها.
صلاة لأجل القراءة
أيها الرب الكلمة.صارت كلماتك سراجاً لكننا وضعناه تحت مكيال.أنت الآن تتحنن.ترفع المكيال فيظهر سراجك.تكشف المفاهيم فنتعلم القراءة.يا رب لنا زمان طويل  نقرأ و لم نتعلم القراءة كما تقصدها أنت.نحن لا زلنا نحبو و نتهجأ الحروف و لم يكتمل المعني في قلوبنا بعد.من سيعلمنا النطق سواك بروحك الناطق في الأنبياء.إعطنا عينيك لنقرأ بهما.إعطنا فكرك لنفهم به.إعطنا روحك لتنكشف مستورات مقاصدك الإلهية.فلتكن قراءتنا سمائية .كقراءة الملائكة و القديسين.أنر عيون قلوبنا فنقرأ الكلام من أعماقه. نصل إلي مخازن الفهم.و نحتمي في مساكن الحكمة.نريد أن نراك في كل كلمة.نقرأك و نقرأ مثلك و نقرأ معك و تقرأ لنا فيكون لنا هذا الحوار الأبوى الأبدى.
أيها الرب يسوع لو سألتني كيف أقرأ أجيبك أنني علي ما يبدو أنا لم أقرأ بعد . لم أقرأ مطلقاً.و ما مضي من قراءات طول الزمان كان وقت ضائع و لكنك تعوضه و تفهمني فأتعلم  وصاياك.إعطنى صلاة تصل إلي قلبك فيصل بعدها كلامك إلي قلبي.لأن قلبك يحوي كل المكتوب.و من قلبك خرجت كل كلماته.فأسكنني في قلبك لأدخل إلي أعماق و أصل كل كلمة.و إذا كانت خطاياي تعوقنى لكنها لا تعوقك لأنك ماحى الذنوب و صانع العجائب.


377
مؤتمر العقيدة الذي نحتاجه
كتبها Oliver
العالم كله يعرف  أن الله محبة. هذه العبارة  الخالدة السماوية التي صارت عنواناً أبدياً  للمحبة. الله محبة هي العقيدة المسيحية الوحيدة التي لم تتعرض للتشكيك من كل الأديان.
و حين نقول الله محبة نقصد أن اللاهوت محبة.و لا يمكن أن نفصل بين اللاهوت و المحبة لأن المحبة طبيعة الثالوث.و لا يمكن أن نفصل بين العقيدة و المحبة.فاللاهوت عقيدة و المحبة هي طبيعة اللاهوت الذى تتعلق به كل العقيدة.
حين نتكلم عن الثالوث الأقدس نتكلم عن علاقة محبة بين الأقانيم,و عمل محبة تؤديه الأقانيم للبشرية.فالخلق عمل ثالوثي و قد تم بكل المحبة.و رعاية الموجودات كانت عمل ثالوثي و لا تزل قائمة علي المحبة.و الخلاص و الفداء و الكفارة بمعانيهم و وظائفهم المختلفة كانت جميعها إظهار محبة و إستخدام محبة من الأقانيم الثلاثة.
فمحاولة فصل العقيدة عن المحبة هي محاولة غير ما يعلمه الإنجيل.فليست هناك عقيدة بغير محبة.و ليست هناك محبة بغير عقيدة.فنحن نحب الله لأننا نؤمن به و نعتقد بيقين أنه الله نصدق بقلوبنا و أرواحنا هذا الإعتقاد و نعيش في محبته.
الذين يهاجمون الكلام عن المحبة و يفصلونه عن العقيدة يلزمهم أن يعرفوا المحبة الصحيحة و العقيدة الصحيحة أيضاً.
أسرار الكنيسة الأرثوذكسية هي وسائط محبة.نلبس محبة المسيح  في المعمودية.ندهن بمحبة  الروح القدس في الميرون نأكل و نشرب بمحبة المسيح في الفداء  في سر الشكر . المحبة أساس الأسرار الكنسية.أليس مكتوب أن المحبة أساس البنيان؟
المحبة هي المسيح و هي الروح القدس و هي الآب.حين نقول الله محبة لا نميز أقنوم عن آخر في المحبة فطبيعة الأقانيم متحدة في المحبة و بالمحبة.
الشعب المدافع الأول عن العقيدة
يوجد إحساس سائد بأن الكهنة و الأساقفة هم حراس العقيدة. و هو إحساس ليس صحيح علي إطلاقه,فالشعب الأرثوذكسي هو المدافع الأول عن العقيدة.و هو المحافظ الأول علي العقيدة.هو الذي يعيش العقيدة و يمارسها سراً تلو الآخر.يحياها و يحرص أن يسلمها لأولاده بتلقائية حتي دون أن يدرك أنه يسلمهم عقيدة.الشعب هو الذي يصلي التسبحة و يعلم الألحان و بدونه لا توجد ليتورجيا. الشعب هو الذي يدخل في نقاش مع الآخرين أو يتعمد الآخرون إقحامه في نقاش حول العقيدة فنجد عنده ردود لم يقرأها في الكتب بل فقط يقول ما يعيشه من عقيدة. الشعب هو الطفل الذي يعرف أن كنيسته هي تختلف عن غيرها لأنه يتناول هناك و يري كاهن هناك و يري أيقونات و يشتم رائحة بخور و يتبرك برفات قديسين و يتشفع مع الشعب بصديق من سحابة الشهود و بالعذراء مريم.الشعب هو حارس العقيدة.و هو حارس بغير تحضير للدفاع.يرد ببساطة إيمان ما يصون عقيدته من التشكيك.فنحن لم نعرف من هو القديس صموئيل المعترف إلا لأنه مزق طومس لاون و نشر الوعي و هو راهب مغمور حتي صار من حماة الإيمان و نال لقب المعترف.و القديس سمعان الخراز كان مغموراً أكثر منه و بصداقته و شفاعة العذراء تحنن رب المجد علي كنيسته و حماها من الإبادة.و لم نكن نسمع عن هذا العامل البسيط الأجير الذى لم يتلق دروساً عن إيمان مثل حبة الخردل.لكنه في عقيدته فهم الآية كما لم يفهمها الأساقفة و البابا السرياني إبرام بن زرعة.و تمت الآية حرفياً و إنتقل المقطم بهذا الإيمان عند الرجل المغمور.و إختفي القديس بعد المعجزة ليبق مغمورا عند الناس مشهوداً له في التاريخ. بل العظيم القديس أثناسيوس لم يكن سوي شماساً مغموراً حين بدأ الدفاع ضد الأريوسية .أردت هنا أن أؤكد أن العقيدة تعرف الشعب أكثر مما تعرف الأساقفة و الكهنة.و أردت أن أؤكد أنه لم تخرج هرطقة منذ القرن الرابع و ما بعده إلا و كان المهرطق راهباً رئيس دير مثل أوطاخي  أو كاهناً مثل آريوس أو اسقفاً مثل سابيليوس أو بطريركاً مثل نسطور.أما البسطاء فلم يهتزوا بهرطقاتهم حين إهتزت هذه الكواكب و سقطت من السماء.لذلك الشعب هو الذي يدافع عن العقيدة.بلغته الخاصة و يقينه فيما يحياه في الكنيسة.فماذا يعني هذا؟و حتي لو إنحرف بعضاً منهم فهم لا يكونوا مؤثرين مثلما ينحرف كاهن و تتبلبل أفكار الناس بسببه و لدينا أمثلة قديمة و أمثلة حديثة تؤكد ذلك.
أهمية الدفاع الشعبي عن العقيدة
أولاً يعني أن لا يتصور اسقفاً أو كاهناً أنه يملي علي الشعب كيف يدافع و ماذا يجب أن يقول.لغة الإملاءات ليست لغة الإنجيل و لا المسيح.الذي قال أن الروح يعطيكم في تلك الساعة ما تتكلمون به.إن الرد عفوي لكنه سيكون موجهاً بالروح القدس سيأتي في ساعتها .فليس علي الأساقفة و الكهنة أن يستخدموا لغة الإملاءات في العقيدة.فنحن لسنا في فصل للتحفيظ.ليس هذا معناه أن يتوقفوا عن تعليمنا الإيمان و العقيدة بل أن يتوقفوا عن لغة الإملاءات و النظريات التي ليست إنجيلاً.بل يهتموا أن الشعب يتعلم كيف ينقاد بالروح كيف ينصت للروح كيف يترك نفسه للروح القدس يعمل و يتكلم و يحرك كما يشاء.
ثانياً : لغة التهجم و التهكم لا تحافظ علي العقيدة.لأنها ضد العقيدة.عقيدتنا هي المحبة.و كل تفاصيل العقيدة تقدم  في إطار المحبة.الخالية من صناعة أعداء.الخالية من الهجوم.في العقيدة نحن ندافع و لا نهاجم.في المحبة نحن نبادر أي نهاجم أى نبدأ بالمحبة و لا ندافع.لذلك المحبة تأتي أولاً .فمن يحبك يسمع منك.من يحبك يصدقك.من يحبك تخلو من الظنون أفكاره نحوك.أما الذي يسمع كاهن يهجو و يسخر و يهاجم فهو لا يكسب أحداً بل قد يخسر حتي الشعب الذي لا يعجبه لغة الإستعلاء علي أحد مهما إختلفنا معه في العقيدة..
ثالثاَ: نحن لا نتنازل عن عقيدتنا الأرثوذكسية ترضية لأحد.و لا لكي يرضي عنا أحد.نحن متمسكون بأرثوذكسيتنا لكننا مختلفون في طريقة عرض العقيدة في الإجتماعات العامة.العقيدة ممارسة.إهتموا بتقديمها كحياة و ليست علماً من العلوم.أنتم تسمعون قولاً قديماً قيل عن شهداء قرطاجنة(تونس) : المسيحيون يقيمون القداسات و القداسات تقيم المسيحيين. أي أن القداس هو السر الذي يحفظه المسيحيون لأنه يحفظهم مسيحيون بدوره.ممارسة العقيدة أهم من تعليمها نظرياً. إن التعليم النظري يقف عاجزاً عن تفسير لحظات التحول.سواء تحول القرابين إلي قدسات أو تحول المعمد إلي صورة الله و مثاله أو تحول إنسان إلي كاهن أو اسقف أو تحول إثنين إلي واحد في سر الزيجة..كل علوم العقيدة تقف متفرجة قدام هذه التحولات.تتكلم عنها و لا تملك تفسيرها.هي أمور نقبلها بالإيمان من غير فلسفة و فحص.لذلك فالكلام النظري عن العقيدة لا يملك تفسيرا لكل شيء.أما الممارسة فهي تغرس يقيناً داخلياً و تنير خفايا القلب فيفهم بعيدا عن تدخل العقل و بمساندة الروح القدس يدرك ما لا يدرك بالعلوم كلها.لذلك في مؤتمرات العقيدة بدلاً من عرض النظريات عن كتب مغمورة و تفنيدها الأفضل أن يتم تقديم نماذج حياة نعيش العقيدة مثلها.نتمثل بها كما أمر الوحي المقدس.أن ننظر إلي نهاية سيرتهم .لماذا؟ لنتمثل بإيمانهم(عقيدتهم).لقد أفسد الكلام عن العقيدة الممارسة الفعلية للعقيدة.بينما الممارسة الفعلية للعقيدة تقدم تفسيرات عقيدية مذهلة و إسألوا في هذا القديس يوحنا ذهبي الفم و القديس كيرلس الكبير.أما الكلام الكبير عن العقيدة فمن عنده بدأت الإنحرافات.فالعقيدة أبسط حين تخضع للممارسة.و اللغة تقف عاجزة عن المصطلحات الأدق فنجد هذا يأتي بلفظ يوناني و هو لم يدرس اليونانية و آخر يأتي بترجمة إنجليزية و هو لا يجيدها لكنها آفة التعليم النظري.أن يقدم المعلم نفسه كعملاق أكثر مما يقدم العقيدة ذاتها.فماذا يستفيد الشعب من تقمص دور العمالقة؟
رابعاً: العقيدة لا تعلم خارج الكنيسة.فكل وسائل الإيضاح في الكنيسة.يراها الطفل و الشاب و الكهل.فيفهم ما يقوله التعليم.الإنحراف عن العقيدة بدأ حين تحولت القداسات إلي روتينية.لا يفهم أحد و ربما الكاهن نفسه لماذا يتجه هنا أو هناك.لماذا يقدم البخور هكذا لماذا يبدل اللفائف هكذا لماذا يبدأ من إتجاه و ينتهي بآخر في دورات البخور.لماذا يصمت أو يرتفع الصوت؟ الشعب يريد أن يفهم العقيدة من القداس و الكاهن لابد أن يفهم أولاً ماذا يفعل بكل تفاصيل لكل حركة.ساعتها ستكون العقيدة معاشة.و لن تجدي اية تشكيكات معها.الشعب يحتاج أن يفهم القداس و يعيشه.إذا أردتم أن تعرفوا لماذا يتجه بعض الشباب للطوائف الأخري أجيبكم لأنهم لم يفهموا القداس و لا عاشوه لأن الكاهن لا يعيشه بل يردد نصوصه و يؤدي حركاته من غير روح أو فهم.و لعلكم عشتم كيف أن القديس البابا كيرلس السادس عاش القداس فنما الشعب روحياً و تتلمذ علي يديه المئات و الآلاف من الأساقفة و الكهنة فكان القداس اليومي هو وسيلتهم الأصيلة للحفاظ علي العقيدة حية ساكنة في جسد كل أرثوذكسي.
هذا هو مؤتمر العقيدة الذي نحتاجه.

378
المنبر الحر / عودي يا شولميث
« في: 20:43 23/09/2016  »
عودي يا شولميث
كتبها Oliver
شولميث هي الشخصية الرمزية التي تمثل النفس البشرية و الكنيسة في سفر النشيد.و هذا الكلمات تبلور حديث بين المسيح و الكنيسة أو بين المسيح و بينك.أو بين المحبة و المحبة.أي محبة الله و محبة الناس.تذهب كلماته كيفما تشاء و يقودك الروح كيفما يشاء.
عودي يا شولميث.تذكري أن إسمك هو إسمي .أنا صنعتك علي مثالى و دعوتك لي.شولميث و سليمان إسمان بمعني واحد لأني صنعتك سلاماً لنفسك و سلاماً للآخرين.فإبتعدي عن كل إضطراب يا مدينة السلام.
شولميث إني أحبك.بكل ما عندي أحبك.بالغيم و البحر.بالشمس و الظل.بالنسيم و المطر.إني أحبك من قدميك إلي هامتك.ليس فيكي عيب يا شولميث لأن عيني تراكي ملكة.و قلبي يعطيك الحق في الحب و الميراث.فعودي يا شولميث.
شولميث أنا أودعتك في خزائن قلبي فأنت محمية إلهية.شولميث ليس من يَمَسُك هناك و لا من يستطيع أن ينال منك.دعى تعييراتهم تأتي على.دعي ظلمهم يصيبني.دعى تعدياتهم تقع على.أنا هنا لكي أريحك.و أرسم فيكي صورتي.ليس أبرع من صورتى لأهديكي.فلا تحزني منهم يا شولميث.أليس الفنان يحتاج الماء لكي يمزج ألوانه.أما أنا فقد مزجت أطيافك بدمي.فهل مثل حبي يا شولميث.فالآن.ضمى أصابعك,لملمي أطرافك.أسكني من جديد فىً.
شولميث حبيبتي. جدائل سوادك أراها كعينين مكحلتين.دموعك عندي لآلئ.و تنهيداتك أغنياتي.حين تأتيني أكون قد ركضت و سبقتك و عانقتك حتي نصبح واحداً.أنا لا أدينك كالناس يا شولميث .أنا أنقيكي لأنك مني و لي.
شولميث ما هذا الصخب .لماذا تذهب خصلاتك يمينا و يساراً .هل سقط تاجك؟ أنا أعيده.فكونى لي و ليس لغيري.فليس من يحبك مثلي.أنا و الموت تعانقنا ثلاثة أيام من أجلك.فأسكتي الهاتفين هناك لأني غيور.أحبك لنفسي و لنفسي خطبتك.فأسكتي هؤلاء لأني أحبك بغير صخب.
شولميث حبيبتي.رفعتك ليس علي جبال الأوليمب حيث فلاسفة الناس.لكنني رفعتك فوق النجوم.كالملائكة رقيتك.أنت فوق كل إسم مثلي تماماً  فلا تشغلك الأسماء لأنك في مملكتي الملكة المبهرة.دعيكي من هؤلاء المعزون المتعبون أنا أعزيكي.
شولميث حبيبتي.كتبت كلماتي كالأسرار لكنك تقرأينني أكثر من الكلمات.تفهمينني أكثر من التعبيرات.تعرفينني أكثر من كل اللغات لذلك يا شولميث سنتكلم حباً.فهذه لغتي التي أجيدها و سأعلمك اللغة التي أحبها.فتنطقين ليس كالناس.فكل لغات الأرض قاصرة.و كل ألفاظهم ناقصة.أنظرى نحوي أنا حتي لا يختفي صوتي من ذاكرتك.أعيش فيكي يا شولميث .أحبك قبل الزمان و بعد الزمان.عودي يا شولميث.
شولميث الغالية .سأقتنصك من أفواه الصائدين.و أفكك كل فخاخهم.لا تنشغلي أنت إلا بي.دعيني أريكي كيف أحبك و كيف أن حبيبك جبار بأس من أجل حبيبته.تعالي يا شولميث من كل الدروب.أغلقي كل الأبواب.فأنا الطريق و الباب.عودي من التيه يا شولميث فأنا إلي التيه ذهبت لأعيدك.دموعى هناك علامات.و آثار أقدامي منحوتة في صخور التيه لم تزل.و أنا نزلت من الجبل .حتي أجدك فتجدينني.هيا عانقيني يا شولميث.و لا تنتبهي لهذا الغبار الذى عفر رأسك.أنظري نحوي.ها أنا جلبت معي ماءاً للحميم.سأعيدك ملكة لا تتشككي.فقط هيا نخرج معاً من هذا التيه.و نعود يا شولميث.يا حبيبتي.

379
بعدما أصبحت بطريركاً
كتبها Oliver
أبى القديس البطريرك.قبلما أعرف من سيكون بابانا الجديد كتبت مقالاً بعنوان قبل أن تصبح بطريركاً . http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,617823.msg5800924.html#msg5800924
الآن و قد إعتليت السدنة المرقسية فعندي كلاماً جديداً لأقوله لقداستكم بحكم البنوة التي بدونها نفقد مسيحنا  بدونها تفقد الأرثوذكسية أهم أساساتها فالبنوة عمل نعمة إلهي و ممارسة كنسية .لذا بمسيحية أرثوذكسية يكسوها وداعة اللفظ و رقة الكلمات مسنودة ببنوة حقيقية لهذه الكنيسة من غير تشويه أو شطط أتكلم مع أبوتكم غير متغافل عن الفرق بين مكانتكم أنتم أب آباء الكنيسة كلها و بين إنسان مجهول مغمور لا يملك سوي كلمات يقولها لأبيه تسنده ثقته في إتضاعك.و تغمره قناعة أنك ممتلئ محبة فلن يأخذك القصد بعيداً عنها.و قلبك متسع فيستوعب كلمات نفس واهنة تخاطب إيمانك القوي القويم.
أبى الحبيب.أدرك أنك تفتح ملفات تراكمت فوق أرفف العقل الأرثوذكسي و كساها غبار عتيق.أُدرك أن فتح هذه الملفات حتماً سيعفر جبهتك الشامخة بالمسيح.لا بأس فالمسيح له المجد لبس الشوك إكليلاً مغروساً علي رأسه.لذا يا أبي إستمر فيما تفعل.فالوحدة بين الكنائس ستعالج جراح ملايين الملايين.لكنها صليب لا يعرفه سوي من يحمله.و قد يعرفه سمعان القيراواني الذي تشارك لحظات في حمل الصليب.ثم إنسحب ليدع الألم للمسيح وحده.هكذا قد يدع البعض مشاركتك لهذا الحمل الثقيل.و يعودون إلي حقولهم مكتفين بالبيت الضيق و الحقل الضيق و القلب الضيق.
أبى الحبيب .الهياج ضد الوحدة هو إعتراض علي عمل الروح القدس في الكنيسة.و الذات هى أصل كل إنقسام.لذلك من تنتفخ ذاته لا يسعَ و لا يتسع لمشاركتك هذا العمل الجبار. لكن صلوات البسطاء أقوي ممن يحسبون أنفسهم عارفين.لذا نحن البسطاء في كل شيء ندعو معك لمخلصنا أن يلملم شتات شعبه من كل صوب مهما بدت الخلافات و الإختلافات مستحيلة.فالنعمة فيك ظاهرة و يد من السماء تمسك سواعدك.
أبى الحبيب.فيما أنت تريد أن تقنن كل شيء حتي تنتفي الذاتية و تختفي شخصنة الأمور تبقي المحاربات من داخل و خارج لا سيما أولئك الذين إعتادوا أن يعيشوا بغير قانون أو أن يكونوا قانوناً للناس متجاهلين وصايا الإنجيل التي تحثهم عن الإختفاء ليظهر المسيح و يظهر حق الإنجيل و يظهر العمل الرعوي مسنوداً بمحبة غامرة غير متسلطة و لا معجبة بذاتها.جاء وقت كانت العشوائية قانونهم حتي ظنوا أن كلماتهم وحى و أوامرهم سماوية و هم حتي عن أنفسهم و قامتهم الروحية السامية ساهون.
أبي الحبيب.نياتك الطيبة تكشف نقاوة قلبك.لكن بعض من تكلفهم بتنفيذ العمل ليسوا أهلاً للمهمة.لا بأس.يوجد هكذا في كل زمن و خدمة.لكن طالما يوجد راع أمين مثلك فنأمل أن يتم تصحيح هذا المنهج.و عدم تكليف من يثبت أنه لا يلتزم بالمهمة.بل يؤديها بسذاجة تحرج شعب الكنيسة كله و تجلب تقريعات الكثيرين علي الأقباط.نحن سنتحملها عن حب لكن أنت أبي المبارك تعالجها.فلم  يكن في ألسنة تلاميذ المسيح سطحية المعاملات و لا تدني التصريحات.لا أقصد فقط ما يخص موضوع الترحيب بالرئيس لكننى أقصد معهم غير المنتبهين أن الكلمة الآن حين تخرج من الفم يسمعها العالم كله تنتشر بلا توقف.تعبر كل الحدود و تقف قدام كل المستويات فتتباين ردود الأفعال.لذلك قلبك الطيب سيعذر من هاجمك  و يسامح من إعترض بضراوة علي ما قيل من هذا و ذاك و علي الطريقة التي قيل بها الكلام و يتفهم حسن نواياهم و يستر ضعفات أولاده.أبعث يا أبى من هو ممتلئ بر المسيح ليجمع القلوب للمسيح.فهذا عملك يا حبيب المسيح.
 أبى الحبيب نؤمن بشخصك أنك رائع.عميق.منظم الفكر و مدبر.و أن الروح القدس يحثك علي مهام عظيمة و يؤهلك لها.و كلها تحتاج سنوات طويلة لإنجازها و الرب يديمك سنوات و أزمنة عدة سلامية مديدة.فلتكن من مهامك منع كل الأساقفة من الحديث عن أنفسهم أمام الكاميرات و أمام شعب الكنيسة.فليس من حقهم أن يتباهون أنهم يحملون أثقالنا.إذا لم يكونوا أهلاً لذلك فليتركونا نحملها نحن بنعمة المسيح.فالشعب هو الذي يصنع الكنيسة و ليس الأسقف.كفوا عن التفاخر علينا.نحن شعب المسيح قبلما تكونوا أساقفتنا.و سنظل شعب المسيح بعدما تمضون.و ستظل مهمة حمل الإيمان القويم مهمتنا نحن.لو تفضلتم بمشاركتنا هذه المهمة فليكن ذلك عن حب و إتضاع و إحساسا بالجسد الواحد  ومحبة في أبوة صادقة لا تتفاخر بل من يفتخر فليفتخر بالرب.أصمتوا و إنسبوا المجد للمسيح.و لا تتباهوا أنكم تشيلون الشيلة.فهل المسيح غائباً عنكم؟ أم عنا؟ لا يا آبائي.دعوا المسيح يحمل أثقالنا و لا تتعبوا أنفسكم فيما لا تقدرون عليه.نحن ننتظر منكم أن تعملوا عمل المسيح.خلاص النفوس.تتكلمون بوداعته.تتزينون بحكمته.تتأثرون بصمته و كلامه.تدبرون الشعب بالحق.تخاطبون أرواح الناس و لا تشغلوهم بما ليس مهمتكم.هل سيسألكم المسيح لماذا لم ترحبوا بالرئيس أم سيسألكم لماذا لم تبذلوا أنفسكم حتي الدم لخلاص رعيتكم.حتماً حدث إنحراف في الفكر يا أبي.ربما لم يكن مقصوداً لكنه مؤشر علي الإنحراف الذي يحتاج تقويمكم.و تذكيرهم أي شيلة يشيلونها هذه التي رسموا لأجلها.
أبي الحبيب.تنتظرك آلاف الأسر أن تصدر قانون الأحوال الشخصية.فتعيد الروح للكثيرين و تستعيد الكثيرين لمحبة المسيح و محبة الكنيسة.الأمر ليس فقط حل مشاكل أسرية لكنه أيضاً خلاص نفوس يا أبى المبارك.فإلحق بهذه النفوس لئلا تهدر خلاصها يأساً من حل مشاكلها.و لا تسمح يا أبي أن يكون أمرها في يد إنسان مهما كانت سلطته.بل في يد لائحة واضحة تراعى حق الإنجيل و حق الرعية في المسيح .كفانا ترك كل المهمة في يد أسقف أو أكثر مهما برع هذا أو ذاك.فالمنظور الشخصي يبقي هنا متحكماً.نريد تقنيناً يمنع التحيز و يجنب التعنت  و المجاملات و يسمح بحساب من يفعل ذلك.و أنت العالم يا أبي بقوانين الكنيسة فهي كما تعط للأسقف كرامة و مكانة فهي أيضاً تمنعه من التغول و تؤدبه إن تحيز و خالف الحق الإلهي.هل يمكن أن توجد لجنة مراقبة قانونية علي قرارات المجلس الإكليريكي؟ هل يمكن أن يوجد إستئناف؟ هل يمكن أن توجد لجنة متابعة تمنع بقاء الملف سنوات يخفت خلالها وهج العمر و تخمد أثناءها محبة المسيح و تبقي فقط هلاهيل إنسان نال حقه بعد فوات الأوان.حتي صار غير راغب فيه.أنا يا أبي ليس لي مشكلة في هذا الصدد لكنني أخدم البعض منهم و أراهم تتهاوي إيمانياتهم و تخبو محبتهم و يتحولون ناقمين علي كنيسة لم يشعر آباؤها بما يجتازون.مجالس إكليريكية كثيرة تحتمى في سلطة كهنوتية تأمر و تزجر دون أن تحتضن و تربح كل نفس.أنا ما سمعت عن أب يفرط في أولاده قدر بعض آباء كنيستنا المسئولين عن هذه الملفات.إن أفكاراً كثيرة حتماً لديكم و لدي المخلصين من آباءنا تستطيع أن تجعل هذا الملف عملاً روتينياً سهلاً يحسم الحل سريعاً و يبصر كل طرف بموقفه ليهتم بنفسه و من معه و يعرف كيف سيقضي بقية عمره دون أن تضيع الكنيسة سنوات من عمره بغير ثمر.
ما المانع من عمل لجنة قانونية في كل إيبارشية من قانونيين و قضاة سابقين ليحكموا في الشق القانوني للأمر.و معهم مستشارين إجتماعيين ذوي أهلية ليحكموا في الشق الأسري ثم بعد أن يتوصلوا إلي الحكم المناسب يعرض للمجلس الإكليريكي للتصديق و المتابعة الروحية و إعطاء الحل المناسب و التصريح لمن يستحق.مع التأديب لمن أخطأ ليأخذ فرصة مجدداً بعد إثبات توبته فليس في  الإنجيل خطية أبدية و لا عقوبة أبدية إلا التي بلا توبة.فما داموا قد تابوا فليكن هناك مخرج لهؤلاء التائبون كما صنعت الكنيسة أيام الإضطهاد مخرجاً للذين أنكروا الإيمان و أعادتهم للإيمان.أليس هؤلاء أقل جرماُ منهم.فليكن لهم في قلب الكنييسة و قلبك الحنون باباً مفتوحاً إذ تتغني كنيستنا أن التوبة تحول الزاني إلي بتول فهل بعد أن تاب و صار بتولاً تظل الكنيسة تعاقبه و تراه زانياً؟
أبي الحبيب.ثق أننا نفهك أكثر مما يفعل المقربون.ليس لأننا أفضل منهم لكن لأننا بسطاء ليس لدينا نوايا و لا مصالح .فإذا صدر منا عتاب فهو من محبة.و إذا بدا منا إعتراض فهو من بنوتنا لك.
أبى القديس عندي كلاماً كثيراً يزيد عن ذلك لكنني سأؤجله إلي مقال آخر.
لك محبتي من القلب.و ميطانية حب صادقة.لك مع جميع شعبك صلواتنا من أجل مسئوليتك العظيمة.مع ثقة لا تنقطع فيك كحبيب المسيح أنك مسنود بالنعمة رغم كل المعطلات.
صلاتنا إليك اليوم
يا مسيح الكنيسة الحي.جابل النفوس و مخلصها.يسر قلبك هؤلاء الذين بمسرة تركوا كل شيء و تبعوك.حملوا الصليب كمن يحمل جوهرة.يا مفرح تلاميذك بالحصاد الذي أنت صانعه.و بحنوك تضع في شباكهم الممزقة سمكاً وفيراً.كلمتك تجلب الثمر و إتضاعك يجعل أولادك مكرمين.فالمجد و الكرامة لك.لكنك سررت أن تكلل بهما خدامك .لذا بمجدك نتهلل.و لا نحتسب أنفسنا مختلسين.و بالكرامة نجابه الشياطين كملوك.فيندحروا بإسمك العظيم المبارك.حتي يكادوا يروننا كآلهة و ينهزموا سريعاً.يا مسيح القصبة المرضوضة رمم الثغرات سريعاً و إنسج من كل مؤمنيك ثوباً وحيداً فتكون كنيستك كاملة بك.إملأها حباً و إنزع الإنقسامات.حل بذاتك في ذوات الجميع فنذوب فيك حباً و حياة.يا مسيحنا الرب القدوس إعط نعمة لبطريركنا و آباءنا .فيستقيم المعوج و تلتهب النفوس بالكرازة.و تتقافز قلوبنا بإمتلاء السفينة.يا مسيحنا أغفر للكل فهذه مراحمك.أبدية متجددة.

380
نتظاهر بماذا؟ سيادة الرئيس
كتبها Oliver
بمناسبة زيارة الرئيس للولايات المتحدة الأمريكية يقف العاشقون الوطن. في أيديهم ورود . ينتزعون أوراقها واحدة فواحدة.يسألون الوطن أتحبني؟ أم لا تحبني .و معهم  يقف السؤال  نتظاهر...لا نتظاهر...نتظاهر...لا نتظاهر؟
و التظاهر كلمة لها ثلاثة معان .اللغوي و هو ما يعني أن ندعي ما ليس بموجود.والمعني  السياسي أي نجتمع في مظاهرة لنظهر أمام الكاميرات أو الناس و نوجه رسالة نعنيها.و المعني الروحي أي الرياء و النفاق و هو يدخل في إطار الكذب أيضاً.و للسؤال الدائر هل نتظاهر أم لا أضيف سؤالاً آخر.نتظاهر بماذا؟ بأي معني من معاني التظاهر؟لكي نرحب بالسيد الرئيس .
التظاهر اللغوي
الأن أسأل.... هل سنتظاهر بمعني أننا سندعي أشياء ليست فينا؟ سنتظاهر أننا نؤيد؟و أننا نرحب؟ و أننا مع الرئيس قلبا و قالباً .سنتظاهر أن الأقباط راضون و أن قانون بناء الكنائس إنجاز يستحق الشكر عليه؟ سنتظاهر أن سيدة المنيا قد إستردت كرامتها بعد أن تعرت بأيدي غير آدمية؟أم سنشكره لأنه إستبدل محافظ المنيا مؤخراً ضمن بعض المحافظين؟ سنتظاهر أن الكنائس المحترقة قد أعيد بناءها ؟أم سنتظاهر بالفرح الشديد لتعطيل قانون الأحوال الشخصية و التلويح بإصدار قانون الأديرة غير المرغوب فيه و غير المطلوب علي الإطلاق؟
هل نتظاهر أننا سعداء لأن الأقباط صاروا في البرلمان كالخرس أثناء مناقشة قانون بناء كنائسهم؟أم نتظاهر أن حقوق الأقباط في المواطنة لم تخترق بمادة في الدستور شطرها الأزهر إلي نصفين؟
هل نتظاهر أنه تم إغتنام  الفرص الكثيرة لإعادة تسكين الأقباط المستحقين وظائف رفيعة في أماكن يستحقونها حتي نائب رئيس جمهورية؟ هل نتظاهر أن الدولة بكل أجهزتها لا تضع الكنيسة تحت ضغط رهيب لكي تصمت كأنها مقتنعة بما يدور بشأنها؟ هل نتظاهر أن المناهج التعليمية التي تهاجمنا قد تغيرت و أن الحضارة القبطية قد إستعادت مكانتها في العقل المصري و في تاريخ الوطن؟ هل نتظاهر أن الأزهر و مجلسه هم أحباءنا المتعاونون معنا في جلسات الصلح العرفي ؟و نتظاهر أنه لا حاجة لنا للقوانين و القضاء إذا ما تعلق الأمر بمظالم قبطية؟ بم نتظاهر...؟
التظاهر السياسي
التظاهر في الدول النامية لا يعني سوي شيئاً واحداً هو تأييد الرئيس أياً كانت كلماته أو مواقفه أو قراراته.التظاهر في تلك الدول هو تعبئة العقول و قيادتها كالقطيع لكي تٌلتقط الصور و يتم تصديرها إلي من يهمه الأمر.التظاهر كالتجنيد في تلك الدول إجبارى.و الهتاف منصوص عليه مسبقاً.حتي ترتيب الصفوف محسوب.و الخارجين عن النص يعاقبون.
أما التظاهر في الدول الديمقراطية فهو متحرر من كل سلطة بل هو سلطة منفردة .هو نابع من قرار شخصي بتأييد أو رفض.لا يمليه أحد علي أحد.تستطيع أن تتظاهر اليوم مع الشخص و غداً ضده حسب موقفك تجاه أفعاله دون أن يحسب عليك أي مأخذ..يحكمك تقييمك أنت وحدك للأمر. و أيما كان رأيك فأنت فيه حر و صاحب حق.من هنا لا يمكنني أن أشجعك أن تتظاهر أو أن لا تتظاهر.لكنني أشجعك أن تكون حراً قادراً علي التقييم الصحيح للرأي الذي تميل إليه و تتظاهر له.إصنع ما شئت لكن كن نفسك و لا تكن أحداً غيرك.لا تسمح لأحد أن يفكر لك و يضع في قلبك رأياً أنت لم تقرره.فالتظاهر في الغرب وسيلة من وسائل الديمقراطية ينبغي أن نحافظ عليها حتي لا تنتقل إلينا طبيعة مظاهرات الدول النامية.أخرج و إهتف لكن إسأل نفسك هل تعني ما تقول؟و ضميرك يقبله؟ هل تشهد بالحق؟ هل تشجع أو تعترض بمصداقية و بوسيلة تليق بنا كمسيحيين متحضرين.بالمعني السياسي و لأغراض سياسية يمكننا أن نتظاهر.فقط نعرف ماذا نريد أن نتظاهر لأجله أو ضده.
المسيح و المظاهرات
يبدو أن الإمبراطورية الرومانية كانت ديمقراطية حرة بمقاييس زمنها منذ ألفي عام. فالمظاهرات مسموح بها إلا أن تكون ضد الإمبراطور أو من يمثله.لذلك أباد بيلاطس مظاهرة  الجليليين التي قامت ضده لو 13 و خلط دماءهم بذبائحهم. بينما سمحت الإمبراطورية  بالمظاهرات لليهود حسبما يريدون في حدود تقاليد ذاك الزمان. فإستخدم رؤساء الكهنة و الكتبة و الفريسيين و الهيروديسيين هذا الحق و تظاهروا ضد السيد المسيح له المجد  الذي كان معرضاً لمظاهرات سياسية مدفوعة الأجر. و لأنها مظاهرات ليست نابعة من رأي الشعب بل منظمة بواسطة كارهي المسيح  فقد كانت ضد المسيح طوال الوقت. كان الكهنة يريدون أن لا يفقدوا مكانتهم عند الشعب لأنهم تصوروا أن المسيح سيقوض وجودهم و يقضي عليهم بتعاليمه المختلفة عن تعاليمهم. لذا طاردوه بالمظاهرات لو 4: 28.حتي لما راح السامرة و بقي يومان يعلم و يشفي تم ترتيب مظاهرة فخرج نفس الشعب يطالبه أن يخرج من السامرة.كيف تغير الشعب هكذا بسرعة؟ لأن هناك من يحركه...هو شعب مسلوب الرأي و القرار و التفكيرلذا خسر المسيح لكي يرضي آخرين حركوه  ليطرد المسيح  من أرضهم.مرة واحدة تظاهروا أنهم معه في دخوله أورشليم  لأنهم رعبوا منه أن يكون زعيماً و ثائرا ضد الإمبراطورية و ليس فاديا و مخلصاً من الشيطان. لما أخرج لجئون من إنسان و سمح للأرواح الشريرة التي كانت تسكنه أن تنطلق إلي الخنازير فإندفعت إلي الماء و إختنقت هاجت كل المدينة ضده و طردوه من كورة الجرجسيين مت 8.
مرة أرسل المسيح تلاميذه للسامرة لكي يعدوا لقدومه فإذا المدينة تظاهرت ضد قدومه فلم تقبله و لم يدخل الرب يسوع السامرة حينها  و لم يفرض نفسه عليها و لم يقبل رغبة إبني الرعد أن يطلبا أن تنزل نارا من السماء و تأكل المتظاهرين لو 9 :52.
 مصالحهم كانت تحرك مظاهراتهم.لقد إستقبلوه في أورشليم كزعيم لكي يرضي عنهم الزعيم و ليس الفادي.ثم  لما رأوه للصليب حاملاً و للإنسان  فادياً و للبشرية مخلصاً و ضد الموت و إبليس ثائراً و لم تهمه  إمبراطورية الرومان إنقلبوا ضده في أربعة أيام ليهتفوا أصلبه أصلبه.و العجيب أن المسيح في كل  تظاهرة لم ينخدع لا بهتاف له و لا بهتاف ضده. لم يحد عن مهمة خلاصنا و لم يتوقف عن محبتنا نحن المتظاهرين ضده.لم يهاجم رؤساء الكهنة و يفضح مقاومتهم الرخيصة ضده و إستغلال الشعب كوسيلة ضغط يختفون وراءه حتي يظلوا أبرياء قدام الناس لكنهم مدانون قدام الله.
التظاهر بالمعني الروحي مرذول من الرب. أي أن يظهروا غير ما يبطنوا؟ أليس هذا نفس ما يقصده المسيح في وصف خطية الرياء و النفاق ؟ فالترحيب بالمسيح في الهيكل و المجمع كان نفاقاً لأنهم نقموا عليه و أرادوا أن يصطادوه بكلمة و هو هناك. و الترحيب في بيت الفريسي كان نفاقاً و نال عنه التوبيخ من المسيح. بينما الترحيب بالصدق و الحب كان مقبولاً من لعازر و أسرته فكان المسيح محبوباً منهم و مرحبً به بالقلب و الأفعال.كان المرحبون بالمسيح  يؤمنون بما يقول و يتفاعلون مع ما يفعل.فالترحيب عند المسيح له أصول و أهمها محبة صادقة و ثقة بالأفعال.
من هنا نقول رحبوا بالرئيس لكن إهتفوا بمظالمنا.حاسبوه علي دور لم يؤده و أنتم ترحبون به.خاطبوه كرئيس وطالبوه كمواطن مسئول.تحركوا من أنفسكم لو شئتم.و أبقوا في منازلكم لو شئتم  لكن سيبقي للقائمين علي الكنيسة أساقفة و كهنة حساباً إذا لم يراعوا الحق.إذا أنفقوا مال الكنيسة لنقل متظاهرين بالترحيب و ليسوا مرحبين بالحقيقة.فلينتقل المتظاهر علي نفقته فليس من دور الكنيسة أن تدفع نفقة الترحيب  بالرئيس من مال الرب .ليس علي الكنيسة أن تعلم النفاق.و لا أن تشترك في صنع مواقف الأقباط السياسية .فهي في هذا المضمار ساذجة إلي أبعد مدى.و لو تركت السياسة للشعب ستنمو الكنيسة روحياً و يتخلص بعض أساقفتها من زعامة مريضة و حب للأضواء مسموم .الكنيسة تنهض حين تتمسك بما جاء من أجله المسيح.الذي لما قالوا له أن هيرودس يطلب أن يراك لم ينبهر بالطلب لكنه قال امْضُوا وَقُولُوا لِهذَا الثَّعْلَبِ: هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ، وَأَشْفِي الْيَوْمَ وَغَدًا، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أُكَمَّلُ.لو13: 32.ليس في المسيح تظاهر بغير ما في داخله حتي و لو كان هيرودس يتملقه.و ما نعرفه أن هيرودس صلبه لكنه قام في اليوم الثالث فأيهما أقوي.المسيح رافض النفاق أم هيرودس المتملق.المصلوب أم الصالب؟ و يبقي السؤال بماذا نتظاهر و لماذا نتظاهر....

381

3-العقد العشرة لقانون العزبي الجديد
سابقاً (قانون بناء الكنائس)

كتبها Oliver
كلمة "قانون" كلمة معربة يرجع أصلها إلى اللغة اليونانية فهي مأخوذة من الكلمة اليونانية νόμος نوموس ومعناها الأساس الصحيح المستقيم الذي يتوحد عليه الشعب . و هذه موجودة في العبرية (ناموس) و كأن القوانين هي محاكاة للشريعة الإلهية التي تعني الأمر المنضبط الذي يجب أن تسير علي نهجه تصرفات الشعب و تحكم  من خلاله.أما عند العرب فالقانون أداة لإرضاء النظام و والتلاعب بالناس,يبدون فيه مهارتهم في الخداع و التمويه أكثر من مهارتهم في التشريع المستقيم كما تعنيه كلمة قانون.تعالوا لنر كيف إنحرف قانون بناء الكنائس عن الغرض الذي خصص لأجله.و كيف تلاعب به ترزية القوانين و ما هي المخارج التي سيجدونها للهروب من المسائلة.
الوعد المشبوه
ترزي القانون  هنا لم يخف نيته من البداية و نحن نشكر له صدقه معنا.فالقانون له  مقدمة من ثلاثة مواد تسمي مواد الإصدار ثم 9 مواد هي صلب القانون الجديد. في أول مادة من مواد الإصدار و هو يشرع قانون الكنائس و يصف الهدف من هذا القانون إذا به يصدر وعداً غامضاً و كأنه يوجه رسالة لأحد ما قائلاً :علي  أن يصدر بتنظيم أوضاع الأديرة وما تحويه من دور وأماكن عبادة، قانون مستقل. و هكذا وجه الرجل وعداً لم يطلبه أحد.؟ ربما تهديداً للكنيسة حتي تقبل هذا القانون لئلا يصدروا قانون الأديرة . هذا الترزي الناعس قد قدم وعداً من نفسه دون أن يطلبه أحد؟ لا الكنيسة و لا الأقباط و لا حتي الأزهر؟ السلفيون فقط طلبوا.فلمن كان الوعد؟ أظنه للدكتور العوا الذى علم بفطنته أن الأديرة مليئة بالأسلحة؟؟ أو للسلفيين الباحثين عن أختهم كاميليا و أختهم عدلات الأسيرات بالأديرة ..مع أن الترزي نسي أن يقدم وعداً بإصدار لائحة تنفيذية للقانون  تفسر بنوده و توضح غوامضه.هل هذا نص تشريعي؟ أم رجل يخطط للأقباط ما يتصور هو أنه سيربكهم؟ علي أية حال هذا شأن ترزية القوانين و هم يعلمونه أكثر منا.
من يفك عقد القانون
المادة الأولى: المفروض أن هذه المادة  هي للتعريفات فقط  لمن يجهلون  مفهوم هذه المسميات. فالقانون في هذه المادة  يخاطبهم و لا يخاطبنا. يضع التعريفات لإسم كل جزء من المبني (كنيسة- هيكل-صحن الكنيسة-معمودية- بان-منارة إلخ)لكن الترزي أراد للمادة ذيل طويل يمتد كيفما شاءت الظروف و حسب الهوي  فيضيف عبارة تخرج عن هدف المادة.فالمادة هي للتعريفات بالمسميات لكن العبارة الزائدة ليست تعريفاً لمسمي بل سم مدسوس .و هي عبارة تخص إرتفاع المنارة بالذات (وبمراعاة الارتفاع المناسب والتصميم الهندسى) و هي عبارة من العهدة العمرية ألا يعلو بيت مسيحي عن جاره المسلم.  هذه هي العقدة الأولي من سيحدد الإرتفاع ؟ كيف سيراه مناسب؟ و مناسب لإي شيء بالضبط؟ هل يناسب مزاج المسئول؟أم يناسب الظروف ؟أم يناسب المساحة؟أم يناسب ماذا؟ من سيشرح لنا هذه العبارة و من الذي سيحدد المناسب من غير المناسب؟الترزي هنا وضع  مسمار جحا. كى يتوقف البناء علي تحديد الإرتفاع المناسب؟ أو تحديد من الذي سيحدد الإرتفاع المناسب؟ إنها أحجار عثرة في طريق القانون غير الدقيق لأنه يثير البلبلة و يفسر حسب أمزجة المسئولين و توجهاتهم  وعدم صدوره أفضل.
البند 2- ملحق الكنيسة: مبنى للكنيسة  و هنا يضع ترزي القوانين
 العقدة الثانية (يشمل بحسب الاحتياج )على الأماكن اللازمة لإدارة الكنيسة وقيامها بخدماتها الدينية والاجتماعية والثقافية.و نعود و نسأل عن عبارة (بحسب الإحتياج) من الذي سيحدد (الإحتياج) لو كانت الكنيسة لقال المشرع  (حسب التصميم الهندسي المقدم من الكنيسة) لأن التصميم المقدم من الكنيسة يعبر عن إحتياجاتها بالضبط.إذن هو ليس ملزماً هنا بالتصميم حسب رؤية الكنيسة لكن ( حسب الإحتياج) الذي لا نعرف حتي الآن من سيحدده و ما مقاييسه؟ و متي سيحدده؟ هل قبل وضع التصميم أم بعده؟ هل سيسبق وضع التصميمات مفاوضات من مائة جولة أم سيعقب التصميم هذه المفاوضات الماراثونية؟ أم أن المسئول سيجدنا متلهفين لبناء كنيسة فيستغل حاجتنا و يقول  أنتم يهمكم كنيسة تصلوا فيها دعوكم الآن من هذه المرفقات و لنبحث هذا الإحتياج لاحقاً و هو لن يكون مخالفاً للقانون وقتها لأن  ترزي القانون الوهمي لبناء الكنائس  جعل العبارة بلا معالم حتي لا يساءل أحد من المتعنتين؟ من يفسر لنا عبارة حسب الإحتياج و كيف يعرف هذاالإحتياج؟ ما مقاييسه؟ ما مؤشراته؟ هل هو إحتياج حالي أم مستقبلي؟ 
البند 5: مكان صناعة القربان: مكان داخل الكنيسة أو ملحق الكنيسة مجهز لصناعة القربان و هنا يضع الترزي
العقدة الثالثة أن تكون غرفة القربان مستوفاة لكافة الاشتراطات الصحية ومعايير السلامة والأمان على النحو المحدد بالقانون. و هنا أشكر الترزي إياه أنه لم يضف شرط أن تكون غرفة القربان حاصلة علي شهادة الأيزو 9001. و في هذا كرم كبير من سيادته و تسهيل ليس له مثيل. دخلت هنا جهة رقابية جديدة إلي الكنيسة و هي الأمن الصناعي.علماً بأن غرفة القربان ما هي إلا بوتاجاز مثل الموجود في كثير من البيوت لصناعة الخبز.فهي ليست مصنع أو فرن بلدى. غرفة القربان بالقري لا تختلف عن أي فرن منزلي في أي بيت في القرية.فهو مصنوع من الطين و داخله صاج مدور و تحته خشب أو قش يستخدم لتسوية القربان.فهل تخضع أفران المنازل هذه لهيئة الرقابة علي العيش المنزلي؟ ألن تستح هيئة الرقابة و معايير الأمان أن تجمع لجنة من عدة موظفين لكي تري مدي مطابقة هذا الفرن الطيني لمعايير السلامة؟ الواقع أن كنائس القري ستستهل خبز القربان في البيوت مع إحتمال أن تأتي فرق الأمن الصناعي و تعمل كبسة علي البيت الذي خبز القربان؟. نحن لا نخشي الرقابة لكننا إعتدناها أداة للتعطيل و إبتزاز لجمع الرشاوي.. هذا البند  يمكن أن ينطبق فقط علي الكنائس الكبري التي تزيد مساحتها عن ألف متر .أما كنائس القري و المناطق الشعبية فيجب أن تكون معفاة من هذه البند.و أذكر الترزي أن وزارة البترول رفضت إدخال الغاز الطبيعي في هذه المناطق لعدم جدوي مطابقتها لمعايير الأمان. الآن و بقدرة قادر صارت غرفة القربان تحت رقابة نفس المعايير؟ و لكنني أشكرك يا ترزي لأنك لم تضف رقابة وزارة التموين حيث أنك تري القربان خبزاً و بالتالي يكون من مسئولية وزير التموين متابعته فلك الشكر,
البند10:   و نصه يقول أنه مسئول عن التشطيبات الخارحية بالكنيسة أو ملحقاتها.(فقط)
 العقدة الرابعة لكطنه يضبف مسئوليته عن  نفسه الترخيص بالتدعيم و الترميم  و هي أعمال قد تكون داخلية و ضمنها دورات المياه. و هي أعمالاً ليست تعديلاً في المبني بل حفاظاً عليه و تفادياً لمخاطر محتملة به.هنا أعاد الترزي ترميم دورة المياه لسلطة المحافظ.و تركيب جلدة حنفية بترخيص. و تدعيم حامل الأيقونات أو المقصورات أو المزارات التي تحوي رفات قديسين أو توسيعها و كلها أعمال داخلية بترخيص مع أنه يقول في نفس المادة و يا للعجب أنها مسئولة عن التشطيبات الخارجية .فهذا بند مراواغ يضع الشيء و عكسه لكي يجد وسيلة لمن يبرر التعطيل و يوقف الحال.
المادة الثانية: تفيض حقداً و غلاً و هي موضوعة لإرضاء السلفيين و ليس المسيحيين فهي تمنع بناء كنائسهم أكثر مما تسمح و نصها كالآتي: مادة (2) يراعى أن تكون مساحة الكنيسة المطلوب الترخيص ببنائها وملحق الكنيسة على نحو يتناسب مع عدد وحاجة المواطنين المسحيين فى المنطقة التى تقام بها مع مراعاة معدلات النمو السكانى، ويجوز أن تضم الكنيسة أكثر من هيكل أو منبر وأكثر من صحن وقاعة معمودية ومنارة.)
هذه مادة تحوي أربعة عقد حيث أن الترزي تململ من الإكتفاء بعقدة واحدة في كل بند.
العقدة الخامسة البناء مرتبط بتعداد المسيحيين ؟ من لديه تعداد المسيحيين؟ آخر كلام لرئيس التنظيم و الإدارة أن آخر تعداد كان سنة1986  و أنه يتم كل عشرة سنوات و أنهم توقفوا عن إضافة بند الديانة في التعدادات ما بعد 1986أما بعد؟ فهذا يعني رسميا  أنه لا يوجد تعداد في الدولة للمسيحيين .الآن بقدرة قادر سيعرفون عدد المسيحيين ليس في مصر كلها بل في كل شارع و منطقة تابعة لكنيسة يطلبون بناءها؟ ستكون هناك مفاوضات ماراثونية جديدة نتيجة الفرق بين التعداد الذي يدعيه مسئولين في الدولة دون أي دليل و التعدادات التي تملكها الكنيسة بأدلة دامغة لا يمكن التلاعب فيها.فعن أي تعداد سيصدر الترخيص يا حضرة الترزي؟
العقدة السادسة لم نعرف و أظن  أننا لن نعرف ما هي النسبة التي ستكون بين عدد المصلين و بين مساحة الكنيسة؟ هل مثلاً متر صلاة لكل مسيحي بالغ و 50 سم للطفل و 10 سم للرضع لأن أمهم شايلاهم؟  أم بقدر مساحة المصلية التي يستخدمها أخونا المسلم في الجامع أو في الشارع؟ و هل سيضعون في التعداد المسيحيين الذين سافروا مؤقتاً أو دائماً و إحتمال يرجعوا يصلوا في الكنيسة؟  هل سيوضع في المساحة قدرتها علي إستيعاب زوار أثناء حضور جنازات أو أفراح أو حفلات روحية أو نهضات روحية أم ستكون مقصورة علي عدد القاطنين بصفة دائمة وحدهم؟  في الكنيسة مناسبات عديدة لعمل دورات يلف فيها الشمامسة و الكاهن كل الكنيسة فهل سيضعون مساحة لهذه الدورات التي هي جزء من العبادة؟
 العقدة االسابعة من سيكون صاحب الكلمة الفصل بشأن عدد المسيحيين و مساحة الكنيسة؟ هل الإدارة الكنسية؟ أم المحلية؟ و هنا نعود و نكرر.كل العبارات غير الواضحة هي منافذ للتهرب من تطبيق القانون.و مبررات للتعطيل. و يمكن أن يتوقف ترخيص لسنوات للمساومة علي المساحة؟ ثم كيف سيتم إثبات العدد؟و ماذا نفعل حين يتم تهجير المسيحيين قسرياً كما حدث في سيناء؟ هل سيهدمون الكنائس و يقتلون اسقفها و كهنتها كما فعلوا؟
العقدة الثامنة:  إني محتاج إلي أي جهبذ لكي يجيبنى عن سؤال كيف سيعرفون معدل النمو السكاني (في المنطقة وحدها ) كيف سيتنبأون بقدوم سكان جدد أو رحيل سكان مسيحيين؟ كيف سيتنبأون بالحامل إن ولدت أو مات جنينها؟ كيف يتنبأون بإتمام زيجات المخطوبين أو فك خطوباتهم؟ كيف سيعرفون معدل النمو هذا؟. هل سيسألون كل أسرة هل تنوون إنجاب مواليد جدد؟ كم تنوون؟ ثم يضعوا معدل سكاني للمسيحيين؟ و في أي قانون في العالم يوجد مثل هذا البند.
مادة 5: المحافظ يتأكد من إستيفاء كل المستندات اللازمة لكي يقبل طلب الترخيص هذا أمررائع .
العقدة التاسعة  لماذا إذن يحتاج أربعة أشهر لكي يرد علي الطلب مع أنه لم يقبله إلا بعد تأكده أن كل المستندات اللازمة متوفرة و الطلب مستوف كل الشروط؟ ماذا سيبحث المحافظ في أربعة أشهر؟ مع من سيتشاور؟ و ما سبب الرفض إذا كانت كل المستندات مستوفاة؟  و من يحاسبه علي الرفض و التعنت؟هل هي حسب مزاج المحافظ؟ من يحكمها؟إلي ماذا سيحتكم المحافظ ؟ لكن الترزي يعرف الأمر و أسراره فهوذا الأمن الذي طلبت الكنيسة إستبعاده من المعادلة. لديه أربعة أشهر يعد المسيحيين في المنطقة و يتجسس علي الحوامل لمعرفة معدل النمو السكاني لمسيحيين المنطقة. و ينقل إلي المحافظ الخبر اليقين.أن معدل النمو السكاني غير معروف علي وجه الدقة و بالتالي فالتصميم الهندسي  يجب تغييره و تصغيره. و نستمر نتفاوض .حتي ترضي الكنيسة بتحويل شقة حجرتين و صالة إلي كنيسة فتنفرج أسارير المحافظ و هكذا تم تنفيذ قانون بناء الكنائس لهذا لا يحيا الهلال مع الصليب.
العقدة  العاشرة و هى أنه بعد أربعة أشهر سبقتها شهور ماراثونية للتفاوض علي العدد ثم النسبة ثم المساحة ثم قدمت المستندات كاملة و إنتظرت الكنيسة الموافقة أربعة أشهر علي مستندات كاملة إتفقت قبلها علي مكل ما في الطلب مع المحافظ فإذا به يرفضها ؟ في ذات  الوقت ستكون عشرة جوامع و زاوية قد إحتلوا حدود المكان و ما عاد يطابق المواصفات بل علي أهل المنطقة أن يبدأوا من الصفر و يبحثوا عن مكان جديد ثم مفاوضات جديدة ثم طلب جديد و الأفضل أن ينتظروا محافظ جديد يمكن يطلع مش متعصب.
و هكذا لم يمت الخط الهمايوني و لا شروط العزبي العشرة بل مات قانون بناء الكنائس. ويلزمه لائحة تنفيذية  تعيد له الحياة و ترمم ثغراته و توضح العبارات الملتبسة.و تضع  مقاييساً و شروطاً تحكم الوزير و المحافظ في السماح بالترخيص يمكن علي أساسها محاسبة المتعنتين.مع أن القانون يخالف الدستور ببجاحة غير مسبوقة و لهذا حديث آخر.
تتذكرون لما بدأ نحميا النبي بناء سور أورشليم.كان هناك ثلاثة قادة  يستهزأون أحدهم  القائد العربي جشم  العربي.و لا زال جشم العربي يسخر و يستهزأ و يفصل القوانين كما يهوي و لا يدرك قوة الضعفاء حين يسندهم ملك الملوك . ولما أكمل الرب السور غضب العرب نح 4 : 7. هكذا اليوم و غداً يفعل الرب.و الغاضبون منذ زمن. علي السور و الهيكل و المدينة المقدسة كانت لهم صلاة نصليها اليوم مع نحميا النبي: اسمع يا إلهنا، لأننا قد صرنا احتقارا، ورد تعييرهم على رؤوسهم، واجعلهم نهبا في أرض السبي  ولا تستر ذنوبهم ولا تمح خطيتهم من أمامك لأنهم أغضبوك أمام البانين هذا نصيب من يقف في وجه الرب.

382
لا يحيا الهلال مع الصليب
2-حلقات خانقة حول رقبة قانون بناء الكنائس
كتبها Oliver
القانون الإلهي قرر أن النور لا يجتمع مع الظلمة و أن الذين يخدمون المذبح الإلهي لا يمكن أن يشتركوا في ذبائح الأوثان.و بعد صدور قانون هو للمنع أكثر منه للسماح ببناء الكنائس نقول أن القانون المصري أيضاً قد إتفق مع القانون الإلهي و هو ألا يحيا الهلال مع الصليب.
لا يتعايشان معاً.فالزوان لا يعانق الحنطة بل يخنقها..يأتي الحصاد و يفرزه .و لا يبقي هلال بل يمجد صليب المسيح.لقد أثبتت أربعة عشر قرناً أن الهلال يكره الصليب.إن طاله سحقه.و أول أهدافه حين يخرب هو أن يكسر الصليب.و متي حدث هذا ترتفع تكبيرات الهلاليين الذين هم أعداء الصليب.و قد ألفوا شتائمهم الفجة حتي لصقوا بعضها بالصليب.و صرنا نشتم بالصليب.و نضرب بالصليب.و نحمل الصليب  كعقوبة علي أعناقنا حتي إزرقت أعناقنا و صرنا نسمي عضمة زرقا بسبب الصليب المكروه من الجاهلين..و الهلال ليس رمزاً دينياً.فالمسلمون يستخدمونه لحساب الشهور  كأى أمة تستخدم التقويم القمري.لا قدسية للهلال إلا لمن يعبدون القمر. لم تكن في خيام قريش هلالات يعلقونها علي خيمة نبيهم و أصحابه. و كم من مآذن لا تحمل هلالاً لأنه ليس رمز عبادة حتي يقدسه المسلمون أو يغضبوا إن قلنا لا يحيا الهلال مع الصليب.
لقد صار كثير من الأقباط أسري شعارات صماء من كثرة تكرارها لم يعودوا يفكروا فيما وراءها من معاني و مقاصد.بينما الوعي القبطي الذي نسعي إليه يلزمه إعادة تنقية مفاهيمنا و لغتنا مما علق بها من رواسب إسلامية لا تمجد مسيحنا.فلا نكرر يحيا الهلال مع الصليب لأنه لا يحيا القاتل و المقتول معاً.تعالوا نقرأ قانون بناء الكنائس من هذه الزاوية لنري هل يريد الهلال أن يحيا مع الصليب أم يريد أن يذله و يطمره و يحجمه.
قانون تحجيم الصليب
بداية للقانون مقدمة غريبة.وضع فيها الحلقات التي تخنق القانون  فهذا القانون ولد مخنوقاً مشنوقاً ميتاً و صار سطوراً في ورقة لا يمكن تفعيلها لأنها مختنقة بالقوانين المتحكمة في هذه السطور.
الخانقين للقانون هم: 1- الخانق الأول هو  وزير الإسكان و المجتمعات العمرانية الجديدة  و هو ولي النعم وريث الخليفة .حسب ما يراه و يتعطف علينا به في المادة الأولي من المقدمة.بينما كان يجب تخصيص كنيسة تلقائيا في كل حي جديد بغير أية حسابات .و بدون أن تحتاج إلي طلب و ترخيص .تبني مع المباني الجديدة التي   تبني بدون أن يعرفوا من سيسكنها.مثلما تبني المساجد و المدارس و غيرها من المرافق.
2- قانون 119 الخاص بالبناء علي الأراضي الوراعية و هو خانق لكل الكنائس في القري حيث جميعها تقريباً بدون إستثناء ستكون علي أرض زراعية.فهل ينتظر الأقباط تبوير الأراضي لكي يستطيعون  أن يبنون كنيسة و هم واقفون يشاهدون بأم أعينهم هلالاً يعلو وراءه هلال و قدامه هلالين علي نفس الأرض و قدام نفس القانون 119  و ليس من يعترض.فلماذا لا يقبل الهلال أن يحيا مع الصليب؟
3-قانون 117 للآثار و هو خانق لكل الكنائس القديمة و كل المباني الأثرية و ستدخل فيما بعد الأديرة أبضا تحت رحمته.فهو أداة لتوقيف أي أعمال في الكنائس القديمة و معظمها أثرية . و كم عانت كنيسة المعلقة سنوات في ترميمها .وقفت ضدها الآثار سنوات طويلة  برغم صدور التصاريح اللازمة  بل و أحكام قضائية لصالح الترميم  و لم يتم الترميم إلا بعد أطاح الصليب بالنظام و بوزير الآثار و بالقوانين كلها و ظل الصليب يرفض أن يعانق الهلال لأنه يعانق المسيح. في هذه المعاكسات طويلة الأجل تعب جداً  القمص مرقص خليل المحكوم عليه بالإعدام حالياً علامة حب الهلال للصليب.
4-قانون 144 للمبانى غير الآيلة للسقوط.و هو قانون يتحكم في هدم و إعادة بناء الكنيسة لتوسيعها أو نقلها لمكان آخر. بدون موافقة هذا القانون لشروط الهدم لا يتم تفعيل قانون البناء.فهذا القانون أبو 144 وجه يستطيع الإستناد إلي جار للكنيسة يدعي أن منزله سيتعرض للخطر حال الهدم و سيوافقونه حتي لو كان يسكن علي الضفة الأخري من النهر. المهم تعطيل الهدم و البناء و التوسيع.
5-الخانق الرابع هو  قانون الأمن الصناعي و معايير الأمان و هو يدخل الرقابة الصناعية و الأمن الصناعي  و المطافى و الوحدات المحلية للكنيسة لكي تقوم بمهمة جبارة و هي التفتيش الدائم علي البوتاجاز الصغير في غرفة صناعة القربان حتي تضمن سلامتنا طبعاً.مع أننا لم نسمع بحريق في كنيسة بدون أن يكون بفعل الهلاليين.
6- الخانق الخامس هو المحافظ الذى أعطاه القانون الحق في الرفض حتي لو كانت كل المستندات مستوفاة .و سنناقش هذا فيما بعد.فهو هنا ممثل الخليفة الذي مهمته منع توغل الأقباط في الدولة الإسلامية حسب تصريح حزب الظلمة السلفى.و الذي مهمته التأكد من إرتفاع المنارة و الصليب و التأكد من أنهما لن يعلوان المسجد الذي سيقام مقدماً مقابل الكنيسة لكي يوضح كيف أن الهلال يعشق إزعاج الصليب.
7-الخانق المستتر هنا هو إمكانية إضافة أي بند لتلك القوانين المهيمنة  114و119و117وقرارات وزير المجتمعات العمرانية الجديدة و رقابة الأمن الصناعي.ويكون من آثار البند المزيد من التعقيدات لكي يستحيل الحصول علي تصريح و نعود إلي مرحلة اللا قانون.و ستخرج تصريحات بعد أي تعديلات في القوانين المتسلطة علي قانون بناء الكنائس لتقول لا مساس بقانون بناء الكنائس.و فعلاً لن يكون هناك مساس بقانون الكنائس لكن المساس  مدسوس من خلال القوانين المتحكمة في القانون فيكون الخنق مستتر و الموت الصامت كالشنق,
كنت أود أن يشمل الموضوع تفنيد مواد القانون نفسه لكن للتسهيل علي القراء سيكون ذلك في المقال القادم إن شاء الرب و عشنا.
ختاماً هم لا يعرفون أنه كلما تم التضييق علي الكنائس نما الإيمان و إنتشر إسم الله و عاد التائهين إلي حظيرة المسيح و الكنيسة الأولي حين تشتتت صار المشتتون سفراء للمسيح و إنضمت أمم و ممالك للإيمان بالرب يسوع المسيح الذي سيبقي صليبه خفاقاً فهو رمز إنتصار الإبن و سلاحه لقهر إبليس فمن يجرؤ أن يمسه.


383
قانون بناء الكنيسة من الداخل و الخارج
البناء الداخلي : فطام الأقباط و فطام الكنيسة
نحن نولد في الكنيسة بفعل الروح القدس ليس لكي نبقي في الكنيسة وحدها بل أيضاً  لكي ننطلق إلي العالم أجمع. هكذا ولدت الكنيسة  لتنتشر. وجدت لتذهب إلي كل المسكونة و لكي تنتشر الكنيسة و ننطلق نحن للعالم يجب أن ننفطم من الكنيسة ليس أن ننفصل عن الكنيسة لكن أن نأخذ أساسيات الحياة الروحية و نتعلمها من الكنيسة  ثم نمضي بها نجول و نشهد ونعلم ونعود إلي الكنيسة بمؤمنين جدد  نسلمهم إياهم ثم نمضي إلي ساحة الشهادة ليسوع المسيح رب الكنيسة. الإسترخاء في الكنيسة عالة علي الكنيسة و إفتراض أننا نتبارك بوجودنا في الكنيسة دون ما دور أو ضرورة هو إفتراض فريسي يجعل البركة في المكان لا في عمل الله نفسه. هذا كله يحتاج للفطام. فإذا نحن مولودين ننمو.و نكف عن لبن الرضع و نتغذي علي طعام الكاملين .فالفطام أمر إنجيلي و سلوك فطرى .هذا ما نحتاج أن نتفهمه.
آباء الكنيسة و إدارتها يحتاجون أيضاً للفطام.ليس عن إدارة الكنيسة لكن أن ينفطموا عن أدوار ليست أدوارهم.و مسئوليات لم يتكرسوا لكي يقوموا بها.فهذا كله يضر آباء الكنيسة و يفقدهم دورهم الرعوى الروحي أو يؤثر عليه سلباً . نحن حين نطالب الآباء بالعودة إلي الدور الروحي لا نخطئ لأننا نسميهم آباء روحيين و لا نسميهم قادة سياسيين أو مسئوليين وطنيين.
حين تمت سيامة أي أسقف أو كاهن لم تكن في الوصية التي تحدد تكليفات خدمته شيئاً يخص العمل السياسي أو القانوني أو التشريعي.و أما عبارة من فم الكاهن تؤحذ الشريعة فالمقصود منها أن من فم الكاهن نتعلم الشريعة الإلهية و ليست الأرضية .هذا دوره أن يكون كتاباً مقدساً مفتوحاً مقروءاً من الجميع . و لو كانت تعني أن نأخذ تشريعات عالمية أو قانونية من وضعه.لكان رب المجد يسوع هو الأولي في وضع تشريعات أرضية و هو الذي رفض أن يتدخل في قضية تقسيم ميراث.كما رفض أن ينتقد دفع الجزية للوطنيين.لكن لكي لا يعثر أحد .لم ينشغل المسيح بأمور غير الخلاص و الملكوت .فهل ينفطم آباء الكنيسة عن كل ما هو غيرمتعلق بالخلاص و الملكوت.لما طلب المسيح من كل مؤمن أن يعطي ما لقيصر لقيصر و ما لله لله. كان يكلم  للشعب و ليس لالآباء الرسل.هذا أمر مبني علي ثقة المسيح في الإنسان المؤمن أنه منقاد أيضاً بالروح القدس و يستطيع التمييز بين ما لقيصر و ما لله. فالشعب عند المسيح موثوق فيه.و مسنود بثقة المسيح فيه.فهل هو هكذا عند آباء كنيستنا .هل يفطموننا كما فطمنا المسيح له المجد.
لقد اثبتت الأحداث عبر قرن كامل أن تدخل الآباء في السياسة يفسد الروحيات و تهميش الشعب تسبب في خسائر ستحتاج زماناً طويلاً حتي يعود ليأخذ دوره.و تقليص الكنيسة في بعض اسماء أساقفة مع إحترامنا لجميعهم كان ضربة للكنيسة مرة هي ثمار الفردية. المسيح في جميع تعاليمه الخاصة بالقيادة كان يقدم تعاليم جماعية.كان يعود بالفرد لبقية التلاميذ الكنيسة الأولي و كان من الكنيسة كلها يرسل الفرد ثم يكاشفه ليقدم تقريره قدام الجميع.و أما نحن فمنذ قرن كامل نعيش لا ندري ماذا يتم في سرية بين قادة الكنيسة و قادة الدولة و كأنما نحن لسنا المعنيين بكل ما يحدث و نحن الذين ندفع ثمنه و نحن الذين نجني شوكه .
كيف يتم الفطام
1-   نادي إجتماعي :الكنيسة تخشي مظاهرات أقباط المهجر و تريد أن يكون كل شيء تحت سيطرتها.فتكون  النتيجة هي إنفراد الدولة بقادة الكنيسة وحدهم في مواجهة نظام غاشم و سلطة قامعة.و كان الأولي بها أن يكون خلفها قوة جبارة مؤثرة عالمياً هم أقباط المهجر.
لتترك  الكنيسة العمل الإجتماعي  و الثقافي و الوطني و العلمي  للشعب. و علي شعب كل كنيسة في المهجر أن يجتهد لتأسيس نادي إجتماعي يكون هو المكان الذي يعبر عن ما يراه أقباط المهجر في الشئون السياسية و الإجتماعية و القانونية كما في حالتنا هذه.
نادي إجتماعي تنشط فيه ندوات تثقيفية للعمل القبطي و الشأن المصري .تصدر منه مجلات وطنية تحمل رأي الأقباط و صوتهم للمجتمعات التي يعيشون فيها و ترسل رسالة إلي المسئولين في مصر أن هناك من يتابع و يحلل و يقترح.
من النادي الإجتماعي تخرج كل الآراء و المظاهرات و الإحتجاجات إن لزم الأمر دون أن يحسب علي الكنيسة أي مأخذ و علي الكنيسة أن تعود بيت للصلاة فقط.أما النادى سيكون منتدى لترجمة الفكر القبطي الشعبي الوطني السياسي.
ليس من سلطة لأي كاهن أو اسقف علي هذا النادي و ليس لرجال الدين به صلة.فهو خاص بالشعب وحده.يتصرف فيه بإشراف مجلس إدارته مثل أي مؤسسة خيرية إجتماعية في بلاد المهجر. هذا يرفع الحرج عن الكنيسة و يصبح لهذا الشعب صوت يؤازر أخوته في الداخل.هم نحميا للسور المتهدم.
تأسيس مثل هذا النادى لا يكلف أحداً فهو من عضوية الأعضاء.و لتبدأ الفكرة صغيرة ثم تنمو و تأخذ وقتها الذي فيه يتم فطام الشعب و فطام الكنيسة معاً.فلا يتواكل الشعب علي الكنيسة في أمور ليست من إختصاصها و لا تتدخل الكنيسة فيما لا تجيده و النتيجة خسارة من كل ناحية .روحيا و وطنيا و سياسيا و قانونياً.
2-إقتراح يمكن تطبيقه في الداخل: أن يكون للكنيسة مستشارين  علمانيين متخصصين تخضع لهم في الأمور غير الروحية.كما نخضع نحن للكنيسة في الأمور الروحية.و أن تتركهم يديرون كل الملفات التي ليست روحية.و أن يسمحوا لهم بمساحة للتصرف و إتخاذ القرار.و لتكن هذه اللجنة الإستشارية مرؤوسة من المجمع المقدس لكي تأخذ صفة جامعة و عامة.من السهل الضغط علي القيادة الدينية.فأمور كثيرة في يد الدولة .و ها قد صار بناء الكنائس أيضاً في يدها فالدولة لديها أدوات كثيرة تساوم بها و تضغط.و علي الكنيسة أن يكون لها أدوات تساوم بها و تقابل الضغط بضغط. لكننا أصدرنا تصريحاً نارياً في المساء ثم تراجعنا عن كل التعديلات  التي طلبناها في الصباح. بالتأكيد بضغوط منعت حتي أن توجد تصريحات يفهم منها الشعب أين نحن من هذا القانون.النادي الإجتماعي و اللجنة الإستشارية المجمعية هما أدوات لمقابلة الضغط بالضغط.
نريد جماعة متخصصة  لا يهمها سوي  حقوق الشعب القبطي .جماعة لا تصنع إسماً أو مكسباً أو شهرة حتي لا تحتاج إلي إعلان اسماءها .لقد تورطنا كثيرا بسبب المجاملات.و علي الكنيسة التي تعلمنا الإتضاع أن تتضع هي أيضاً و تسمع لأولادها فهم منها و غيورين عليها ربما أكثر من بعض المسئولين فيها.إصنعوا لجنة إستشارية دائمة.تتابع الأوضاع و لا تنتظرها تحدث.تتنبأ بالنتائج و تقدم الحلول و الإقتراحات.عندنا شخصيات رائعة في الداخل و تجاهلها ذنب علي الكنيسة كلها.
ملاحظات علي قانون البناء  الخارجى للكنائس
نأتي للمواد التي في مقدمة القانون
إن وضع قانون بناء الكنائس تحت رحمة عدة قوانين أخري 117 و 119 و 144 حاكمة لقانون بناء الكنائس  يجعل القانون نفسه ملطشة لتلك القوانين الحاكمة.و يستطيع المغرضين و ما أكثرهم وضع بنود قانونية جديدة في القوانين الحاكمة  دون أن يمسوا قانون بناء الكنائس لكن يكون هذا البند عائق محكم يمنع بناء  الكنائس دون أن يدري الشعب به لأن القانون الذي أضيف يخص قوانين أخري من التي يتم تدبيجها حسب الطلب.بينما كان يجب أن يكون القانون حراً من تحكم قوانين أخري فيه.و كان يجب أن توضع البنود المطلوب إتباعها من القوانين الأخري لتكون جزءاً من قانون الكنائس دون أن نحتاج للرجوع لأي قوانين أخري. لكنهم ترزية وقف الحال و مواهبهم.
المادة الأولي .تضم عبارة كانها مادة ستورية جديدة لتقييد بناء الأديرة بقولها  (علي أن يصدر بتنظيم أوضاع الأديرة وما تحويه من دور وأماكن عبادة، قانون مستقل.) هي عبارة تبدو كأنها توصية .و ليست نص قانوني.و هي مدسوسة لكي تضع الدولة يدها علي مصير الأديرة بحكم القانون الذي لم يصدر.علماً بأنه لا توجد مشكلة في موضوع الأديرة. و المشكلة الوحيدة التي حدثت في دير الريان  تم حلها بدون قانون. فما أهمية الوعد بصدور قانون للأديرة علي الرغم من عدم وجود ما يستدعي ذلك؟ هل توجد نية مبيتة لتحجيم الأديرة و تقليص مساحاتها؟ هل هذا مبرر لدخول الدولة الأديرة لتفحصها من الداخل و تسجل ما فيها و تجعل نفسها وصياً علي الأديرة؟ حيث أن الأديرة مبنية من قبل القوانين كلها. إلا الأديرة الحديثة و هي قليلة للغاية .فهل تحشر السلطات نفسها في الأديرة؟ و هل تقنن فيها مشاريعها الإنتاجية؟ و هل ستضع جهات رقابية تتجسس علي الأديرة بحجة متابعة قانونية الأعمال ؟ أمور كثيرة مريبة في هذه العبارة.
المادة الثانية : تضع قانون الكنائس رهينة تحت رحمة قانون  حماية الآثار 117 .و من المعروف أن كل الأديرة أثرية و معظم الكنائس أثرية .و كأن هذه الوصاية لقانون الآثار تجعل قانون بناء الكنائس موجود شكلاً و معطل موضوعاً.تحركه وزارة الآثار التي يحركها الأمن.و هكذا ظل الأمن متحكماً و سيكون أشد تعنتاً مما سبق لإحساسه بإصرار الكنيسة علي إستبعاده.فجاء من خلال ثلاثة منافذ.قانون المجتمعات العمرانية الجديدة.قانون الآثار 117.قانون تنظيم المباني و المنشآت غير الآيلة للسقوط  ق 144  لسنة 2006.و يكون وجود الأمن دائم بحجة تنفيذ تلك القوانين.و تعود المسألة إلي المربع صفر.ثم رابع المنافذ للأمن هو قانون 119 الخاص بالبناء علي الأراضي الزراعية و معظم مباني القري علي أراضي زراعية .
فإذا كانت تلك القوانين مهيمنة علي قانون بناء الكنائس فالسؤال لماذ إذن لم يترك بناء الكنائس للقوانين العادية الخاصة بالبناء و الهدم و يسري عليها ما يسري علي أي بناء لمبني في مصر؟
ما قيمة قانون تحكمه أربعة قوانين  و محافظ أكبر منه نفوذاً يستخدم في تطبيقها الأمن الذي طلبت الكنيسة عدم تدخله في بناء الكنائس؟
و الآن إلي مواد القانون نفسه:
المادة 1: - المادة (1): المفروض أن هذه المادة تضع التعريفات لإسم كل جزء من المبني (كنيسة- هيكل-صجن الكنيسة-معمودية-غرفة قربان-منارة جرس-صليب) فالمفروض أنها تعريفات لكن نجد المادة لا تخرج من غير أن يدس عليها عبارة عن المنارة بالذات (وبمراعاة الارتفاع المناسب والتصميم الهندسى.) و هي عبارة من العهدة العمرية ألا يعلو بيت مسيحي عن جاره المسلم. فمن سيحدد الإرتفاع و كيف سيراه مناسب؟ و مناسب لإي شيء بالضبط؟ هل يناسب مزاج المسئول؟أم يناسب الظروف ؟أم يناسب المساحة؟أم يناسب ماذا؟ من سيشرح لنا هذه العبارة و من الذي سيحدد المناسب من غير المناسب؟ المشكلة في القوانين دائماً أن توجد عبارة غير واضحة المعالم مثل هذه فتكون مثل مسمار جحا. و قد يتوقف البناء علي تحديد الإرتفاع المناسب؟ أو تحديد من الذي سيحدد الإرتفاع المناسب؟ إنها أحجار عثرة في الطريق.
البند 2: 2- ملحق الكنيسة: مبنى للكنيسة (يشمل بحسب الاحتياج )على الأماكن اللازمة لإدارة الكنيسة وقيامها بخدماتها الدينية والاجتماعية والثقافية.
و نعود و نسأل عن عبارة (بحسب الإحتياج) من الذي سيحدد (حسب الإحتياج) هل آباء  الكنيسة؟ ؟ فلو كانوا هم الذين سيحددوا إحتياج الكنيسة لمرفقات أخرى للخدمات فما الداعي لهذه العبارة. كنا نقول (الكنيسة حسب التصميم الهندسي المقدم منها)  دون عبارة حسب الإحتياج هذه .و ماذا لو قال المسئول أنتم يهمكم كنيسة تصلوا فيها دعوكم الآن من هذه المرفقات لأنكم لستم في حاجة إليها إلا بعد أن يوجد الشعب الذي سيحتاج هذه المرفقات؟
البنود 3 و 4 لا توجد فيهما مشاكل.
البند 5: مكان صناعة القربان: مكان داخل الكنيسة أو ملحق الكنيسة مجهز لصناعة القربان ومستوفٍ لكافة الاشتراطات الصحية ومعايير السلامة والأمان على النحو المحدد بالقانون.
دخل هنا جهة رقابية جديدة إلي الكنيسة و هي الأمن الصناعي.علماً بأن غرفة القربان ما هي إلا بوتاجاز مثل الموجود في كثير من البيوت لصناعة الخبز. هذا البند قد يجعل الكنائس خاصة في القري تصنع غرفة للقربان فارغة و تخبز القربان في البيوت تحسباً من أن يأتي أحدهم و يقول أن معدات القربان و محتوياته غير مستوفين شروط الأمن الصناعي.و هل ستأتي فرق الأمن الصناعي تصبح علي القرابني و تتأكد من معايير السلامة بعد كل قداس؟
نحن لا نخشي الرقابة لكن لأننا إعتدنا أن الرقابة علي الكنائس وسيلة للتعطيل من هنا ما كان يجب أن تتعدد هذه الجهات.فلتكن منها موافقة مرة واحدة عند البناء ثم تنتهي علاقة هذه الأجهزة بالكنيسة. و أما معايير الأمن الصناعي فلتحدد زيارة ربع سنوية في وقت ثابت حتي لا تتحول إلي عبء لا داعي له .
البند10: التدعيم و الترميم ليس تعديلاً في المبني.و لا يجب أن يحتاج إلي ترخيص .فهو لا يضيف جديداً بل هو عبارة عن إصلاح .و الكلام عن التشطيبات الخارجية بالكنيسة.فماذا لو أن الترميم و التدعيم من الداخل؟ لماذا يحتاج إلي ترخيص؟ هل هذا تقنين بضرورة الحصول علي ترخيص لإصلاح دورة مياه؟
المادة 2 و هي المادة المشتعلة حقداً و الظاهر فيها محاولة غل يد الكنيسة .
يراعى أن تكون مساحة الكنيسة المطلوب الترخيص ببنائها، وملحق الكنيسة على نحو يتناسب مع عدد وحاجة المواطنين المسيحيين في المنطقة التي تقام بها، مع مراعاة معدلات النمو السكانى
أسئلة كثيرة : من لديه تعداد المسيحيين؟ آخر كلام لرئيس التنظيم و الإدارة أن آخر تعداد كان من حوالي عشرين سنة. يعني رسميا لا يوجد تعداد في الدولة للمسيحيين و هو ما يرددونه كلما سألهم أحد عن عدد رسمي للمسيحيين. الآن بقدرة قادر سيعرفون عدد المسيحيين ليس في مصر كلها بل في كل شارع و منطقة تابعة لكنيسة يطلبون بناءها؟
لم نعرف و أظن لن نعرف ما هي النسبة التي ستكون بين عدد المصلين و بين مساحة الكنيسة؟ هل مثلاً متر صلاة لكل مسيحي؟ و هل سيضعون في التعداد المسيحيين الذين سافروا مؤقتاً أو دائماً و إحتمال يرجعوا يصلوا في الكنيسة؟ من سيحدد عدد المسيحيين و مساحة الكنيسة؟ هل سيأخذون في الإعتبار أن تستقبل الكنيسة مدعوين لأفراح و عزاء أكبر من الأعداد المعتادة. هل سيوضع في الإعتبار الإجتماعت التي تتجمع فيها كنائس علي خط واحد .أو ايام روحية لجميع الشعب .أو ايام النهضات التي يأتي فيها أحياناً متكلمون يجذبون شعباً من كل المناطق. علي أي اساس ستتحدد المساحة. و من سيحددها ؟هل الإدارة الكنسية؟ أم المحلية؟ و هنا نعود و نكرر.كل العبارات غير الواضحة هي منافذ للتهرب من تطبيق القانون.و مبررات للتعطيل. و يمكن أن يتوقف ترخيص لسنوات للمساومة علي المساحة؟ ثم كيف سيتم إثبات العدد؟و ماذا نفعل حين يتم تهجير المسيحيين قسؤياً كما حدث في سيناء؟ هل سيهدمون الكنائس و يقتلون اسقفها و كهنتها كما فعلوا؟
ثم ما مسألة مراعاة النمو السكاني؟ هل سيسألون كل أسرة هل تنوون إنجاب مواليد جدد؟ كم تنوون؟ ثم يضعوا معدل سكاني للمسيحيين؟ طبعاً هم لا يقصدون المعدل السكاني العام الذي فيه مولود كل ثانية.هم يسألون عن معدلاتنا نحن فقط.أريد أن أعرف من أحد الجهابذة وسيلة لقياس معدل النمو السكاني .و لا سيما في المناطق الجديدة حين يمكن أن تستقبل سكاناً لم يأخذهم أحد في الإعتبار.
مادة 5: المحافظ يتأكد من إستيفاء كل المستندات اللازمة لكي يقبل طلب الترخيص هذا أمر رائع. لماذا إذن يحتاج أربعة أشهر لكي يرد علي الطلب مع أنه لم يقبله إلا بعد تأكد أن كل المستندات اللازمة متوفرة و الطلب مستوف كل الشروط؟ ماذا سيبحث المحافظ في أربعة أشهر؟ و مع من سيتشاور؟ و ما سبب الرفض إذا كانت كل المستندات مستوفاة؟ هل هي مسألة بمزاج المحافظ؟ من يحكمها؟إلي ماذا سيحتكم المحافظ ليحدد إن كان يقبل أم يرفض؟ و نعود إلي الأمن الذي طلبت الكنيسة إستبعاده من المعادلة.ها هو لديه أربعة أشهر يعد المسيحيين في المنطقة و يتجسس علي الحوامل لمعرفة معدل النمو السكاني لمسيحيين المنطقة. و ينقل إلي المحافظ الخبر اليقين.أن معدل النمو السكاني أمر غير معرف علي وجه الدقة و بالتالي فالتصميم الهندسي أكبر من عدد المسيحيين حالياً (و مستقبلاً) و يجب تغييره و تصغيره. و نستمر أربعة أشهر غيرها .حتي ترضي الكنيسة بتحويل شقة حجرتين و صالة إلي كنيسة فتنفرج أسارير المحافظ و هكذا تم تنفيذ قانون بناء الكنائس .
المواد الأخري تنظيمية يمكن قبولها . 
أخيراً من سيحاسب المحافظ المتعنت؟ و من سيحاسب الموظف المتعنت و كيف و متي؟ من سيحاكم المتطرفون إن أوقفوا أعمال البناء؟ من يحاكم المعتدون علي الكنائس و سارقي مواد البناء المعدة لها أو إحراق أخشابها؟ ما هي آلية الدفاع عن حق الكنيسة الحاصلة علي ترخيص.
متي تصدر لائحة تكميلية تشرح بالضبط العبارات المطاطية و تمنع تفسيرها علي وجهين.متي تصدر لائحة للمحافظ يمشي علي هداها ليمنح الترخيص أو يرفضه فنعرف ما المقياس الذي يتم به القبول أو الرفض .
علماً بأن القانون غير دستوري و لهذه مقالة أخري و أعتذر عن طول هذا المقال’                                           

384


كتبها Oliver
أن يرشحوك للكهنوت ثم يتخلون عنك فهذه مرارة نفس إختبرها من سبقوك.سأحدثك عن الناس أولاً ثم سأحدثك عن الله في هذه الحادثة التي كسرت نفسك.
التزكيات الأرضية
- هذه حادثة تتكرر مراراً كثيرة يا إبني .لا يعرف فاعلوها كيف أنهم يكسرون نفوساً و يخدعون نفوساً و يثيرون بلبلة وسط الكنيسة. لا تحزن يا إبني لأنهم رشحوك للكهنوت ثم تخلوا عنك.لن تكن هذه المرة الأخيرةً .لأن الذين رشحوك لم يكن فيهم نقاوة قلب تعرف مشيئة الله.و لا هم يهتمون بمن يتعايش مع تزكية هشة لا تقابلها مشيئة إلهية.فيصيبون قلباً كل شهوته أن يتكرس للرب.
- بعض الكهنة يتلاعبون بالخدام.فيجلسون مع هذا ليقنعنونه أنه أكثر من يصلح للكهنوت ثم في اليوم عينه يجلسون مع غيره و يقنعونه بنفس الأمر. يظنون أنهم بذلك يشجعون هؤلاء علي المضي في طريق التقوي بإعتبار أنه مرشح للكهنوت.لكنهم لا يدركون حجم النقمة التي تحاربهم حين يكتشفون هذا التلاعب.هذه متاجرة بالكهنوت يستغلون فيها أن من يجلس معهم يثق بهم و يظنون فيه أنه هو أيضاً يعرف إشتياقاتهم لكنها تسلية غير مقدسة يتسلون بها و لعبة مقيتة قدام الله سيحترق من يلعبها.
- ثم هي تضع في النفوس إستحقاقات زائفة و تضخم ذوات الخدام و حين تحين الفرصة لرسامة كاهن تجد الصراع بين الخدام  أخذ أبعاداً لا تمجد الله و تتمزق الخدمة تمزيقاً و لا يعود هؤلاء  مرة ثانية فريقاً واحد يعمل لأجل المسيح بل قد إنزرع في قلب كل منهم أحقية  وهمية للكهنوت المزمع أن يختارون له كاهناً إستناداً علي وعود من جلس معهم من الكهنة.. ثم بعد أن يتمزق الخدام يتمزق الشعب تعاطفاً بين هذا و ذاك.كل هذه المآساة صنعها كاهن في جلسته الخاصة مع كل خادم قدم له فيها وعوداً كاذبة يتاجر بها لكسب ود هذا الخادم أو غيره أو من حوله.و هو يبذر إنشقاقاً لا محبة.
- و بعض الذين يرشحونك يا إبني لا يملكون قراراً.إنهم فقط يتمنون لك لكنهم يقدمون كلامهم كأنه تزكية حقيقية و هم يعرفون حجمهم الحقيقي و أنهم لا يملكون تزكية شخص للكهنوت..و هم لا يدركون أنهم يهدمون نفوساً فيها رغبة مقدسة أن تصير ملكاً مقدساً للرب.هؤلاء يفقدون مصداقيتهم مع الزمن. هؤلاء يقدمون أنفسهم لا المسيح.يعبرون عن أنفسهم لا عن لغة التكريس السمائية.
- ماذا لو كان بالكنيسة قياساً للرأي فيمن تم تزكيتهم و رسامتهم  بالفعل أظن أن كثيراً من شعب  الكنائس سيتراجعون عن التزكيات التي قدموها لهؤلاء الكهنة حين  توسمت فيهم خداماً أتقياء يرعوا رعية المسيح.
أخشي أن يأتي تقييم التزكية هذا من الجبار الذي وهبكم الكهنوت .و سيسألكم عن كل شخص وثق فيكم و رشحكم للكهنوت.وقتها سيري البعض غضباً إلهياً  آتياً علي هؤلاء الذين يرتدون زي الكهنوت دون أن يمتلأوا بالمسيح الكاهن الأعظم.فيمثلون أنفسهم لا الله.و يمارسون ذواتهم لا الحب.
- و بعض الذين يرشحونك يلعبون بك ورقة ضد ترشيحات كاهن أو كهنة شركاء في الكنيسة.فالنفوس عند هؤلاء ليست ذات قيمة.بل ذواتهم تحركهم.فيريدون أن يكسبوا المعركة ليكون الكاهن الجديد في فريقه و ضد الفريق الآخر.و هكذا تولد في خدمة منقسمة حماك الله منها من قبل أن تكون.هذه ليست كنيسة بل ساحة قتال تتقاتل فيها ذات هذا مع ذات ذاك و لذلك ينشق الحجاب متألماً.
- و قد لا تخلو التزكيات من حسابات بشرية.فيختارون قريباً لهذا أو ذاك.أو يختارون الشخص الغني حتي لا يكون موضع شبهة حين يراه الناس في رغد العيش.و قد ينسحب الجميع من تحمل مسئولية التزكية كأنه يخاف أن يكون مسئولاً عن هذا الإختيار قدام الشعب.و يكون كاهناً سلبياً.  أو قد يختلف الكهنة معاً علي الشخص المزكي فيطلب الأسقف من الجميع أن ينسحبوا من المعركة طالباً أت يتركوا له مهمة الإختيار و يترك الأمر للأسقف فيختار من يعرفه و ليس من يصلح بالضرورة.
- و قد يمارس الأسقف خداع الشعب لكي يجعله يوافق علي كاهن ما يريد رسامته.فيعدهم بأن يجعله منتدباً و ليس مرسوماً علي الكنيسة و إذا لم يثبت أحقيته يعدهم أنه سينقله ثم لما يأتي يوم الرسامة يكتشف الشعب أن المرشح قد تمت رسامته علي مذبحح الكنيسة حتي لا يجوز نقله مهما إعترض الشعب. هذه حكمة بشرية تعطل الحكمة الإلهية و لا تقدم كرامة لمشيئة السماء.
هذه  كلها إحتمالات بشرية  لا تقدس الله سأقول لك ما يراه الله مقدساً حتي تستريح نفسك و ينجبر قلبك.
التكريس الحقيقي
أريدك أن تعرف أولاً أن كل أب و زوج هو كاهن حقيقي في أسرته.يستطيع أن يفعل ما يفعله كاهن الكنيسة. الصلاة بخور و تربية الأولاد ذبيحة حية يقدمها للمسيج و شركته مع زوجته كإتحاد المسيح بالكنيسة.هو هنا لا يلبس زي الكهنوت خارجه بل يعيشه في داخله.يمارس الأبوة التي ربما لا توجد عند بعض الكهنة أو الأساقفة.هذا هو الكاهن الحقيقي الذي يوماً ما سيصير كاهناً سمائياً .
أريدك أن تعرف أن الشوق للتكريس هو ذاته تكريس.فالمسيح لا ينتظر الفعل لو لم يكن في إستطاعتك أن تفعله.بل يري القلب و يكافئ.ألم ير قلب السامرية قلب كارز من قبل أن تتكلم و تكرز؟ .ألم ير قلب المجدلية. قلب خادمة نقية و هي مقيدة بسبعة شياطين ؟ ألم ير قلب بطرس راعياً أميناً حتي  حين جدف فأعاده لأن في قلبه حب ثابت و حنين لخدمة الرب لا يتلاشي.
فأنت مكرس بقدر ما تحب أن تصير مكرساً لا يستطيع الناس أن يمنعوك.فالتكريس شوق للمسيح و للسماء لا سلطة للناس عليه. هو علاقة تواصل و هذيذ بينك و بين حبيبك يسوع لا دخل للبشر في هذه العلاقة. لا يستطيعوا أن يوقفوها أو يمنعوها أو يضعوا لها حداً.و الرب ينمي فيك الشوق.التكريس يا إبني هو إثبات لما في القلب أما الرب فهو لا يريد منك إثبات شوقك له بل الثبات علي هذه الشهوات المقدسة.
و للتكريس عند الرب طرق كثيرة لا تحتاج إلي زي الكهنوت.فسمعان الخراز كان مكرساً و هو يصلح النعال.و المعلم إبراهيم الجوهرى كان مكرساً و هو يدير الخزائن.و الشماس حبيب جرجس كان مكرساً و هو يجول موظفاً مدنياً .و المرتل مفتاح الذي سجل ألحان الكنيسة علي نوتة موسيقية كان مكرساً و هو واقف صامتاً بجوار أشهر مرتلي الكنيسة..التكريس عند الرب هو تخصيص القلب لمحبة المسيح.لا يحتاج هذا إلي زي.بل لا يقدر عليه بعض الكهنة و الأساقفة الذين إنشغلوا عن الرب بسبب خدمات ليست روحية.أما أنت فتستطيع الآن أن تعيش روحياً أكثر مما تتثقل بأعباء الطقس و الإدارة في الكنيسة.طوباك لأنك تستطيع أن تكون متفرغاً لله نفسه.مباشرة.دون وسيط أو مشغولية.
التزكية السمائية
أولاً إياك أن تظن أن الله يختار الأتقياء وحدهم.و أن من لم يختره للكهنوت هو غير الصالح.هذا خطأ يا إبني.فالقديس متياس الرسول كان قدام المسيح حين كان يختار تلاميذه الإثني عشر.و لكنه إختار يهوذا الخائن؟ هل تعرف لماذا؟ لأن الرب أراد أن يخلص يهوذا بالتلمذة و لكن يهوذا لم يستجب.ثم لما إنتهت فرصته أخذ متياس الرسول الرتبة ذاتها من المسيح أيضاً بالروح القدس.
حين إختار الرب شاول الطرسوسي لم يكن هذا الإنسان في افضل حالاته.لكن الرب يختار الضعفاء في كل شيء ليكون المجد و القوة و العظمة له وحده دون الخادم.لذلك بعض الرسامات تدهشك  كيف يختار الرب هذا و هو معروف عنه كل ضعف و قلة معرفة و عدم نشاط و أمور أخري؟ إنها الحكمة السمائية ذاتها التي تختار الجهلاء و المزدرى و غير الموجود.
قد تسأل كيف يسمح الرب لآريوس الهرطوقى  أن يكون كاهناً .أهذا يستحق الكهنوت؟ لا طبعاً فهو ملعون من الكنيسة و ملعونة تعاليمه التي تنكر الإبن.فلماذا أصبح كاهناً ؟ لكي نعرف عمل الله الحقيقي في كنيسته وقت الإنحراف.ونري يده تبقيها علي صخرته. و لكي نعرف قيمة القديس أثناسيوس و خدمته الأمينة. فإذا رأيت من يعلم تعاليم باطلة ثق أن الرب أعد له نجماً عظيماً يكشف ظلمة هذه التعاليم سواء كانت في الوعظ أو التدبير أو الرعاية أو أي نوع من أنواع الخدمة.
التزكية السمائية يا إبنى لا تستطيع الدعايات الأرضية أن تزيلها .أنها مثل طوفان تجتاح كل من يعترضها.لذلك حين إعترض البعض علي تزكية القديس يوحنا ذهبي الفم أطاحت به السماء.و حين أراد البعض طمس تعاليم عظماء في الكنيسة مثل أوريجانوس لم يسمح لهم الله لكنه أرشد من ينقي التعاليم ذاتها من اية شوائب أو نقائص لكن أوريجانوس ظل حتي اليوم يحتار فيه العارفون لماذا؟ لأن أشواقه كانت صادقة و تكريس قلبه كان نقياً و أما تعاليمه فمن يجد فيها خطأ فليصلحه.لكن تزكية السماء ظلت في صفه.و ما يقال عن أوريجانوس يقال عن الأب المبارك متي المسكين.فمن الخسارة البشرية أن نقف قدام التزكية السماوية. ليس هذا دفاعاً عنهم فهم أعظم من أن يحتاجون إلي قزم مثلي يدافع عنهم لكنه فقط وجهة نظر نعرف بها قوة التزكية السمائية و كيف لا يعوقها عائق.
إن تزكية السماء صارت للقديستين بائيسة و تائيسة دون أن يدرك أحد كيف تابتا.إنها تعضيد إلهي ليس للبشر يد فيه.
-إعلم يا إبني أن الكهنوت الأبدى الوحيد هو كهنوت رب المجد يسوع المسيح فهو الكاهن الحقيقي الوحيد الذي يبقي إلي الأبد. ما عداه هو كهنوت مؤقت أرضي ينتهي دوره بحياة الكاهن و يتبقي للكاهن أكليله إن كان  قد قام بما كان المسيح يقوم به و هو علي الأرض. هذا هو الكاهن الأمين الذي يقيمه الرب يسوع علي الكثير مع كل أمناء الأرض أما الآخرين فلهم عقابهم بسبب العثرات. الكهنوت السمائي.هو التزكية الحقيقية.أما الكهنوت الأرضي فهو لخدمة الأرضيين وحدهم و لا يستمر في السماء. ما ننتظره من كهنوت هو أبدي. وعد الرب به قائلاً: رؤ 1: 6وجعلنا ملوكا وكهنة لله ابيه له المجد والسلطان الى ابد الابدين.امين رؤ 5: 10وجعلتنا لالهنا ملوكا وكهنة فسنملك على الارض رؤ 20: 6مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الاولى.هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم بل سيكونون كهنة لله والمسيح وسيملكون معه الف سنة .
إرفع فكرك إلي ما هو سمائي
حبيبي و إبني.لو إمتلأ فكرنا بما في السماء لن نحزن على فقد أرضي حتي و لو كان كهنوت زمني. أما الكهنوت الذي ننتظر تزكية السماء لنا فيه فهو كهنوت المسيح الأبدى.أي تزكية المسيح لكي يكمل نقائصنا فنملك فيه و نصير فيه كهنة لأننا  في السماء سنأخذ المسيح كله .نأخذ منه كل شيء بما في ذلك كهنوته. و هذه المكافأة الأبدية  ليست للرجال فقط بل هي للجميع كل جنس و عمر و لغة و قامة.دون أن ينتقص هو له المجد.هذا الكهنوت سنأخذه ليس عن إستحقاق و لا بتجميع توقيعات من الناس بل فقط بإستجابتنا لإعداد الروح القدس فينا لكي نلبس الكهنوت الأبدى. و أتركك تتخيل ما للكهنوت الأبدي من عظمة و نوارنية و تفكر في وظائف الكهنوت الأبدى.و كيف سيجعلنا متصلين مباشرة دونما إنقطاع بشخص المسيح الحلو.

385
المنبر الحر / زمن الأقليات
« في: 09:54 07/08/2016  »
زمن الأقليات

كتبها Oliver

حين يبدأ الحديث عن الأقليات تختلف ردود الأفعال بحسب موقف كل طرف و مكانه من الأقلية أو الأغلبية.كذلك بحسب مستوي وعيهم بطبيعة و توصيف و مفهوم الأقليات.البعض لا يدرك سوي المدلول السياسي  لمفهوم الأقلية و البعض يجعل المعني محاصراً بالمفهوم الديني للأقلية .للأقليات تعريفات متعددة لكن المقال هنا يركز علي كيف ينظر كل طرف للأقليات .متي يقبلها و يتغني بحقوقها و متي يرفضها بل و يتهم من يدعو لها بالخيانة و بأشياء أخري.
قراءات خاطئة لمفهوم الأقليات
 أولاّ : القراءة السياسية
في الشرق الأوسط الذين يقرأون مفهوم الأقلية بعين سياسية يعتبرونه دعوة لتقسيم البلاد أو لإستعداء الغرب و طلب الحماية الغربية. هذه النظرة تغازل الفكر السلفي الوهابي المتطرف و تريد أن تربح القاعدة العريضة المتطرفة علي حساب قهر الأقباط.
و لا أدري من أين أتت عبقريتهم بهذا الربط بين التدخل الخارجي و بين مفهوم الأقليات.و علي قصر رؤيتهم لا يتورعون عن أن يتهموا من ينادي بحقوق الأقليات  بالخيانة و بإستعداء الغرب علي لأوطان.رغم أننا ببساطة نسألهم.هاتوا لنا حالة واحدة من بلاد الشرق الأوسط تدخل فيها الغرب لحماية أي أقلية؟ أو هاتوا لنا نموذجاً أو دليلاً تثبتون به أنه توجد أقلية طلبت الحماية الأجنبية؟  لقد أبيد الأكراد بالكيماوي في العراق و لم يتدخل الغرب.لقد أبيد الأرمن في بلادهم و علي حدود تركيا بأيدي تركية إسلامية قاتلة و لم يتدخل العالم رغم مصرع أكثر من مليوني شهيد مسيحي أرمني .لقد أبيد االمسيحيون في الرقة في سوريا منذ شهور و فجرت الكنائس و الأديرة و لم يتدخل أحد لحمايتهم .لقد تم سبي اليزيديين و لم يتدخل أحد .لقد حدث و ما زال يحدث  للأقباط  في مصر مذابح و محارق لهم و لكنائسهم و لبيوتهم و نهبوا و هجروا قسرياً و لم يرتفع صوت  الكنيسة أو أحد من النشطاء بطلب الحماية الأجنبية للأقليات.فعن أي حماية يتكلمون؟ و المؤسف أن بعض من يقولون هذا هم أقباط يعتبرون أنفسهم مدافعين عن أقباط مصر لكنهم يكررون كالببغاوات تبريرات إسلامية تتناقض  مع حقوق الأقليات.تهاجمها و تهيج الجهلاء ضدها و تصبغها بسمعة سيئة كما حدث من قبل مع مفاهيم كثيرة منها ( مفهوم حقوق الإنسان – مفهوم الحماية الدولية- و قد كتبت عن ذلك بإستفاضة لإزالة المغالطات التي ينسبها الإسلاميون و حكوماتهم و قياداتهم و إعلامهم ضد هذه المفاهيم.السياسيون يحتفظون بالأقليات  ورقة ضمن أوراق السياسة يلهون بها الغرب و يخدرون بها الشرق و يضيع الأقليات بين الغرب و الشرق.
http://www.christian-dogma.com/t20632-0
https://mechristian.org/2011/07/03/protection/
ثانياّ القراءة الإسلامية لمصطلح حقوق الأقليات
سوف أسرد ما يعجب المسلمون.و لن يتجرأ واحد أو واحدة أن يعترض علي حقوق الأقليات ببساطة لأنها حقوق الأقليات المسلمة في البلاد الغربية و الشرقية .و لن تتفذلك كاتبة و تضع إختياران لا بديل لهما إما حقوق أقليات أو دولة مدنية .و كأن حقوق الأقليات تفرز دولة دينية ثيئوقراطية. إنهم يثبتون كل يوم عدم علم بالمعاني الحقيقية لحقوق الإنسان.و يتاجرون بكلمات يظنونها حقيقية و هي متاجرة رخيصة لو يعلمون.
للإسلام لغتان.يستخدم لغة خاصة حين يتحدث عن الأقليات المسلمة.بينما يستخدم لغة مناقضة تماماً حين يتكلم عن الأقليات المسيحية في البلاد التي تعيش في بلاد أغلبية سكانها مسلمون.
الأقليات المسلمة في الغرب و آسيا و حتي أفريقيا  هي أقليات مهاجرة ليست أبداً أصحاب وطن كالأقليات المسيحية في مصر و الشرق الأوسط.و مع هذا نجد الأقليات المسلمة و ممثليها يتحدثون بلغة لا تخلو من التبجح  فكل الحقوق مطلوبة وكل الحريات ممنوحة و لا يتهمهم أحد بأنهم يقسمون البلاد أو يطلبون حماية السعودية و باكستان و القاعدة و داعش و لا يتهمونهم  بإستعداء أحد علي أحد.حتي أن القرضاوي مفتي الإرهاب ألف كتاباً أسماه (في فقه الأقليات المسلمة) 2001أفتي فيه بالمعاملات الشرعية مع بنوك بلاد الكفار التي يعيش فيها الأقليات المسلمة.كما أفتي عن الديمقراطية و جواز الإنتخابات و أمور أخري كثيرة .بل تأسست مجالس فقهية خاصة للأقليات المسلمة تحكم التشريعات الإسلامية و تقدم الفتاوي و تعين الأقلية المسلمة علي الحياة بالشريعة الإسلامية في بلاد الكفار.
بل تم تأسيس مجلسين واحد في أوروبا من 25 عالما إسلامياً يشرعنون للأقليات في اوروبا طريقة حياتهم و يطالبون بحقوقهم كاملة و بطريقة - حسنة و أنا سيدك- .هذا المجلس إسمه (المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء) ومقره في إيرلندا، ويرأسه الشيخ الإرهابى يوسف القرضاوي.و في أمريكا مجلس آخر يرعي مصالح الأقليات الإسلامية إسمه (المجلس الفقهي لأمريكا الشمالية) ويرأسه الدكتور طه جابر العلواني.
يعيش 400 مليون مسلم في بلاد أغلبيتها غير مسلمة أي كأقليات. بينما يعيش 800 مليون آخرون في بلاد تسمي إسلامية,. الأقليات المسلمة تتوطن في 28 دولة أفريقية و 19 دولة آسيوية و عدد المسلمين في كل أوروبا 15 مليون (بإستبعاد دول الإتحاد السوفيتي الإسلامية السابقة) و عدد المسلمين في أمريكا لا يزيد عن 5 مليون مسلم.لاحظ إن الأعداد معروفة في كل دولة و يزايدون عليها بينما عدد الأقباط مثل سر بناء الأهرامات.
كل تلك البلاد الأفريقية و الآسيوية و الأوروبية و الولايات المتحدة الأمريكية و كندا أعطت صفة الأقلية للمسلمين بالمعني الصحيح الذي يطالب به الأقباط و الذي سنناقشه فيما بعد.لكن صفة الأقلية تعجب المسلمين في تلك البلاد و بدون أن يحاربوا لأجلها منحتهم تلك الدول حماية خاصة لشعائرهم و لغتهم و ثقافاتهم و طرق الزواج و الطلاق و المعاملات الخاضعة لشريعتهم.دون أن يتهمهم أحد بأنهم يريدون الإنفصال عن تلك الدول او يريدون أن يتحكموا في الأغلبية أو يفرضوا عليهم وضعاً خاصاً بهم.أما حين يطالب الأقباط بنفس الحقوق و هم أصحاب الوطن الأصلي فالتهم بالتخوين جاهزة و المستأجرين من الأقباط جاضرون لتأييد المتطرفين الذين يريدون  قهر ثم محو الأقلية من مصر.
النموذج الهندى لمعاملة الأقلية المسلمة
ويهتم بشؤون هذه الأقلية عدة جمعيات؛ أهمها:
- مجلس المشاورة.- الجماعة الإسلامية (الهند).- جمعية علماء الهند.- الجمعية التعليمية الإسلامية لعموم الهند.ولهذه الأقلية جامعات لتدريس العلوم الإسلامية، وأخرى للعلوم المدنية، ومن أهمها:
- جامعة ديوبند.- ندوة العلماء في لكنهو.- مظاهر العلوم.- مدرسة الإصلاح.- الكلية الإسلامية في فانيا آبادي.- الجامعة العثمانية في حيدر آباد.- الجامعة المِلِّية في دِهلي.
أما التعليم الأولي فتهتم بشؤونه مدارس ومكاتب منتشرة في أماكن تواجـد الأقلية،
نماذج للأقليات المسلمة في أوروبا
وفي عام ٢٠٠٣م؛ بلغ عدد الأقلية المسلمة في إيطاليا قرابة المليون مسلم، يعيشون في
استقرار، ويجتهدون في العمل والإنتاج، ويلاقَونَ معاملة حسنة من الشعب الإيطالي  حتى إن بعض الصحف الإيطالية جعلتهم عنوانا: «شكرا للمهاجرين الذين يزيدون عدد سكان  إيطاليا ، وقد زاد عددهم إلى ٧,١ مليوناً في عام ٢٠٠٩م؛ ليشكِّلوا ٣ ٪من سـكان  إيطاليا. و على النهج الإيطالي نفسه تسير إسبانيا الحديثة، في بناء نهضتها على أسس من الحرية و المساواة؛ و تشهد الأقلية المسلمة في إسبانيا حالة من الرضا والقدرة على الالتـزام بتعـاليم الإسـلام وأداء شعائرها بأريحية كاملة.
حتي في أمريكا اللاتينية الفقيرة نسبياً حالة الأقلية المسلمة في البرازيل رائعة حيث يجد أبناء الجالية المسلمة هناك مساحة واسعة من الحرية؛ فلا توجد ضـغوط علـى
ممارسة الشعائر الإسلامية، وتعمل البرازيل على تيسير السبل للأقلية المسلمة للانـدماج في المجتمع.ويظلُّ التواصل والاندماج مواتياً أمام الأقليات المسلمة في كل بلاد قـارة أميركـا اللاتينية؛نختم حديثنا عن الأقليات المسلمة المستقرة في العالم؛
حالة المسلمين في قارة أميركـا الشمالية، وبخاصة أبناء الأقلية المسلمة في كندا والولايات المتحدة الأميركية؛ حيث تحظى الأقلية المسلمة في كندا بفرص واسعة للاندماج في المجتمع الكندي ؛ وذلك لاحتياج الدولة الكندية لمساهمة المهاجرين المسلمين في قطاعات الدولة المختلفة.كذلك بالنسبة لأبناء الأقلية المسلمة في الولايات المتحدة الأميركية؛ حيـث كانـت تحظى بقدر هائل من الفرص والإمكانات؛ لتحقيق الاندماج والتواصل والتعـايش مـع المجتمع الأميركي، وذلك في ظلِّ ما كانت ما تتمتع به الأقلية  من حرية كاملة في أداء شعائر الـدين االإسلامى  - الأقلية المسلمة هناك بلغ عددها ٧ ملايين عام ٢٠٠٧م.
ليست هذه المعلومات من معرفة شخصية.بل هي منتقاة من أوراق بحثية مقدمة لمؤتمر مكة الدولي  الذي يندرج تحت رعاية رابطة العالم الإسلامي –الإدارة العامة للمؤتمرات و المنظمات . لمناقشة أوضاع الأقليات المسلمة. كما أن بعضها مقتبس من كتب تسمي فقه الأقليات عند الإسلام.إذن سنوياً يعقد مؤتمر بمكة يتدارس أوضاع الأقليات المسلمة و يضع الخطط الكفيلة بمضاعفة هذه الأقليات.و لم يعترض أحد علي مؤتمراتهم السنوية كما إعترضوا علي مؤتمر التضامن القبطي أو لقاءات إتحاد منظمات الأقباط بأعضاء الأتحاد الأوروبي .
إنهم يريدون حقوق الأقليات لو كانت لهم.و حقوق الأغلبية لو كانت لهم.فالإسلام لا يهمه الآخر.و المسلمون يريدون أن يتسيدوا العالم بالعدد لا بالحضارة و المعارف.
لم أكتب عن حقوق الأقليات المسيحية .فقط أترككم لتتأملوا كيف أن ميزان الإعلام الإسلامي متطرف و يميل للكفة التي تخدمه وحده و يدوس غيره و يتهمه دون أن يبالي بكذبه و فضائحه. و أسأل سؤال أخير : هل يعترض أحد علي حقوق الأقليات المسلمة ؟؟؟؟؟؟ و لنا لقاء مع حقوق الأقليات المسيحية و كيف لا يتعارض مع الدولة المدنية.... إن أراد الرب و عشنا.
 

386
المنبر الحر / إنقلاب فاطمة ناعوت
« في: 14:10 18/06/2016  »
إنقلاب فاطمة ناعوت
كتبها Oliver
ليس من العدل أن ننسي لفاطمة ناعوت تعاطفها و تصريحاتها و دفاعياتها لأجل الأقباط.ليس من العدل أن ننسي أنها كادت أن تكون قبطية اللغة و الفكر و الهوية.ليس من الإنصاف أن ننسف كل رصيدها عند الأقباط لسبب خلاف قد توجد له مبرراته الشخصية عندها أو السياسية .
كما ليس من العدل أن نقبل من فاطمة تهم تلصقها بأقباط المهجر دونما دليل أو تحديد.
نكن لفاطمة الإحترام و لسبب رصيدها معنا فنحن بهذا الرصيد نتساءل.منذ متي ترين بعض الأقباط يرغبون منك أن تهاجمي الدولة المصرية؟ و كيف و أنت تقولين أنك وصلت إلي النضج السياسي نجدك تخلطين بين عرض قضايا الأقباط و السلوك العنصري الممنهج ضدهم و بين مهاجمة الدولة المصرية؟ هل نقد الأخطاء هجوم علي الدولة؟أم هجوم علي الأخطاء و مرتكبيها و محاولة الحد من هذا الإضطهاد العلني و المستتر الذي تمارسه الكيانات الإرهابية المتسترة وراء وظائفها سواء في المحافظات أو في الشرطة .
 دعيت فاطمة من منظمة التضمن القبطي لحضور مؤتمر أسمه(مستقبل الأقليات في مصر) و السؤال السهل لو كانت فاطمة ناعوت لا تري في مصر أقليات فلماذا حضرت المؤتمر لأن المؤتمر لا يتحدث عن شيء آخر سوي الأقليات؟ لماذا لم تعتذر؟ أم أنها كانت مكلفة بهدم أو إفشال المؤتمر؟ أم وجدت الأقباط فرصة تتسلقين عليها للوصول إلي شيء ما في خاطرك؟ كلها إحتمالات مشروعة و ليست إتهامات بعد.
الأستاذ مجدي خليل شخصية مدققة و واعية جداً و سياسية بحكم التعليم و الممارسة.فكيف لم تديري حواراً معه بإعتباره من دعاك للمؤتمر لتتيقني من هدف المؤتمر و مصداقيته؟ أم أنت أردت مفاجئة الجميع لكي تفعل المفاجأة تأثيرها المنشود كرسالة موجهة لأحد ما في مصر و لسبب ما في مصر.
ها قد إختلفتي معنا في أمر تعتقدين أنه هامشي لكننا نراه جوهري.فعلي أساس إعتبارنا أقلية تنبني بقية حقوقنا في شتي المجالات.لذلك فإنكار أننا أقلية ينسف كل ما نستحقه من حقوق معتمدة بكافة المواثيق و الأعراف الدولية.
و إليك بعض ما كتبته عن الأقليات في العالم دون أن يؤدي ذلك لثورات و فوضي في أي دولة:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=634467.0

نحن نعترف لك بتعقيد موقفك السياسي و الشخصي.و أن بيانك هذا الذي يتهم (بعض ) أقباط المهجر يمثل لنا صناعة شيطان موازي للإخوان الإرهابيين حتي يقال في الإعلام عندنا و عندهم متطرفين.لا سيدتي الفاضلة.ليس في أقباط المهجر من ينتظر تفضلك أن تتكلمي بإسمنا و تهاجمي لنا الدولة المصرية مجاملة منك.و هل قلت حيلتنا؟و هل قصرت عنا لغة الخطابة؟ و هل نجهل نحن طرق الهجوم و الدفاع؟ و لماذا ننيب أحد للحديث بإسمنا مه جزيل إحترامنا لشخصك؟ هل ترينا قليلي الحيلة مثلاً؟
رأيي الشخصي و من الوارد أن يكون خاطئاً أنك تقدمين رشوة سياسية مقابل إنهاء قضيتك بقرار سياسي.رأيي الشخصي أنك تفقدين جمهوراً من الأقباط لن يصدق ما ورد في بيانك.رأيي الشخصي و قد لا يهمك أصلاً هذا الرأي هو أنني أتعاطف مع قضيتك و أختلف مع بيانك.
ما كان يجب أن يكون الأقباط هم الورقة المحروقة التي تقذفين بها في وجه النار خلاصاً بنفسك.
و ما أسهل إضافة كلمة (بعض) قبل أن تقولي أقباط المهجر و كأن لديك فرز يكشف هذا البعض الذي يريدك أن تهاجمي الدولة.و كأن الأقباط يرتضون بتهمتك ما دمت قد أطلقت لفظ (بعض) قبل إطلاق التهمة. نعم لسنا ملائكة لكن عليكي عند الإتهام أن تقدمي دليلاً و إلا فيعود عليك إتهامك و يدينك.
إطمئني يا سيدتي نحن نعرف أن كلمة بعض التي أضفتينها لن تغير المعني و لن تمر ببساطة كما تعتقدين.فليس هناك بعض أو كل من أقباط المهجر يضمرون بدولتهم شراً.و لا ينتوون أن يهاجموا دولتهم لكنهم يشرحون مظالمهم و يفندون مظاهر التعنت الواضح في معاملة الأقباط.إطمئني فإن محافظ المنيا و محافظ بني سويف قد قدما دليلاً يكفي للهجوم علي سياسة الدولة ضد الأقباط أكثر مما يرغب أقباط المهجر.إطمئني فلا حاجة لنا لأحد يستخدمنا ورقة للمساومة أو يضحي بنا كمن يقذف الأمتعة من السفينة الغارقة.
سنبقي نحترمك لكن لن نتوقع منك فكراً كنت تلمحين أنك تمتلكينه و تستخدمينه للدفاع عن الأقليات.
لن أكلمك كثيراً عن الأقليات.أنت مثقفة فإقرأي بنفسك تعريف الأقليات في القانون الدولي و في المواثيق الخاصة بالأمم المتحدة ثم ضعي الأقباط تحت ضوء هذه التعريفات و أحكمي بنفسك هل هم أقلية دينية و مضطهدة أم لا؟ و لو لم تسعفك معرفتك القانونية أشير عليك بأن تطلبي و سأوافيك بما يكفي و يزيد عن إعتبار الأقباط اقلية.و لي سؤال ساذج و سهل.إذا لم يكن الأقباط أقلية فلماذا يقال أن (أغلبية) الشعب المصري مسلم؟ فهل توجد أغلبية دون أقلية ؟
كان يمكنك أن تتجنبي الحديث عن الأقباط كأقلية دون إتهام أقباط المهجر بما يشبه التخوين.كان يمكنك بمزيد من كياستك المعهودة أن تقفي بعيداً عن صناعة عدو جديد للدولة فأقباط المهجر ليسوا هذا العدو.و قد ساهموا بالكثير من التحويلات و الإستثمارات للدول المصرية  التي لا يريدون أن يهاجمونها بل يريدونها عادلة منصفة مساوية للجميع في معاملاتها و علاقتها الرسمية و الشعبية.
أقباط مصر  صبحوا علي مصر و مسوا علي مصر و صيفوا مع مصر و شتوا مع مصر أكثر من العرب مجتمعين.فرفقاً بأقباط المهجر.لا تشيطنوا أقباط المهجر حتي تتوازن معادلة الإجرام مع الإخوان المسلمين لأن الحقيقة أن أقباط المهجر يبنون و الآخرون يهدمون و يتلفون و يحرقون و يسرقون و يدلسون .
و إذا كان ثمن حل قضيتك الشخصية هو هذه الإساءة و الإتهام المجافي للحقيقة فإنني أقول لك بصدق أن مشكلتك لن تحل أبداً حتي تضعي كل كلمة في موضعها الصحيح و تراجعي نفسك و إلا فنسنصدق ساعتها الذين يعتبرونك متمثلة بالحملان و لست حملاً.
قولي لي لماذا تحرق الكنائس هذه الأيام و كأن الفوضي عادت؟ قولي لي لماذا ينهبون الأقباط و كأن الشرطة  قد غابت؟ قولي لي لماذا يسوفون في إصدار قانون بناء الكنائس و كأن الإخوان تحكم؟قولي لي لماذا تخرج ضد كنائسنا المظاهرات و كأننا في غابة؟  قولي لي عن محافظ البيضة المسلوقة و محافظ اللحمة بتوع لفظ الجلالة.أين راحت الجلالة مع الأقباط في المحافظتين؟ و لماذا الآن؟ و هل لما يتم تسليم أربعة آلاف مسجد للسلفيين نتوقع خيراً لأقباط مصر؟ أم أنهم يسلمونهم الأقباط مسلوقين و مذبوحين كالبيضة و اللحمة بتوع لفظ الجلالة ثم بعد ذلك تعترضين أننا أقلية؟ نحن لم نصل إلي مستوي الأقلية بعد لأن الدولة حتي الآن لا تعترف أننا موجودين في التعداد و في القيادات و في الصحف و في الطب و الجيش و الشرطة و الرياضة.
لا زال أمامنا شوطاً نقطعه لكي نصبح أقلية.فنحن لا زلنا عند البعض غير موجودين.
عيب يا أستاذة أن تغمضي عينك عن الحقيقة.إنها إساءة لك و ليس لنا.أما نحن فقد إعتدنا علي هذه السلوكيات.إنها مثل الجلسات اللعينة المسماة كذباً بالصلح.فعنوانها صلحاً و حقيقتها ظلماً و تهجيراً و نكراناً للمظلومين و تشجيعاً للمعتدين و إسم الجلسة صلح.إياك أن تكوني صلحاً بهذا المعني.إياك أن تتظاهري بغير ما تبطني.فاللعب مع حق الأقباط عقابه مر.و الجرح أكثر ضراوة إذا جاء من الأحباء. فإبقي فاطمة التي نعرفها أو تخسرين أكثر مما تتوقعي.
لك تحياتي لو قبلتي تحياتي.

387
المنبر الحر / أسئلة إلي الغيطي
« في: 20:23 01/06/2016  »
أسئلة إلي الغيطي
كتبها Oliver
مسيحيتنا هي تبعيتنا للغة المسيح و حياة المسيح و إنتماءنا هو لشخص المسيح.لذلك لن نتعدى علي مسيحيتنا و ننزلق إلي لغة الغيطي في حديثه عن نيافة الأنبا مكاريوس.لأن لي رسالة أوجهها له.
و الغيطي لمن لا يعرف و ما أكثرهم هو مذيع في قناة لا أعرف إسمها هاجم نيافة الأنبا مكاريوس أسقف المنيا و إتهمه بأنه كذاب و بأنه يستقوي بالخارج و بأن أقباط الخارج(بعضهم) سلفيون .لهذا رأيت أن أنعش ذهن الغيطي ببعض الأسئلة لا أتوقع أن يجيب عليها لكن لعله يأخذ منها أفكاراً تؤرقه أو توقظ ضميره.أو تدفعه للإعتذار و تصحيح الخطأ أو يتجاهلها و يحصد ثمر تجاهلها بيديه.
1 – أراك تكثر ترديد عبارات مثل أنا أدافع عن الأقباط أو أصحابي الأقباط أكثر من المسلمين و هذا الكلام الذي مللناه لو تعرف.فإذا كنت هذا الرجل فهذه قناعاتك و نحن لا نحتاج منك أن تدافع عنا و إذا حصل هذا و أنا لا أتابعك مثل كثيرين فأرجو أن تنشر لنا هذه الحلقات لتؤكد صدقك لكننا لا نريد منك دفاعاً.و إذا دافعت عنا لأن عقيدتك هى الوحدة الوطنية فلماذا تفتخر علينا بما فعلت؟ هل تعتبر عقيدتك الشخصية منحة لنا نحن الأقباط؟ ثم كيف يجتمع معاً حبك لنا و كرهك لأسقفنا؟
2- أنت تكلمت فيما لا دليل عندك عليه.تقول أن الأنبا مكاريوس ( و ليس الأخ مكاريوس) يستقوي بالخارج .حميل .فإما أنك كنت معه و هو يتكلم و يتواصل مع الخارج أو أنت كنت مع هؤلاء الذين في الخارج الذين يتواصلون مع الأنبا مكاريوس فقل لنا أين كنت؟ كيف علمت بأن الأسقف يستقوي بالخارج؟ من قال لك هذا في الأستوديو و أقنعك به و قدم به دليلاً فأعلنت بجرأة أو بإستهانة أن الأنبا مكاريوس يستقوي بالخارج؟ و ما دمت أنت تعرف ذلك فأنا أدعوك أن تقول لنا من هو هذا الذي يستقوي به الأنبا مكاريوس؟ و تتواصل معه في برنامجك و تقول لنا  هذا هو  الرجل أو الجهة أو الدولة التي ستدعم الأنبا مكاريوس من الخارج.فلماذا لم تسعي لهذه الخبطة الصحفية و تكشف لنا الأنبا مكاريوس علي حقيقته؟ أما و أنت لا تملك سوي الإتهام فالعهدة عليك أن تثبته و ليس علينا أن نثبت كذبك.هل سجلت مكالماته؟ لماذا لا تذيع التسريب كما أذيع تسريب مكالمتك التي تفتخر فيها بسرقة مستندات الأمن العام و تتصل بالمرشد لتسلمها له؟ ذيع يا غيطي حتي نقتنع بصدقك.
3- بأي جرأة تخاطب رجل دين بلقب الأخ و أيضاً تعتبر هذا تأدباً منك لأنك كنت تنوي أن تقول كلاماً عيبا.نحسدك علي هذه الأخلاق الرفيعة و أسألك.هل ترضي أن أدعو شيخ الأزهر الأخ الطيب؟أو أقول عنه لولا أدبي لكنت أخاطبه بطريقة أخري؟ و اسألك أيضاً .ما صفتك أنت في الحكم علي أسقف بأنه كذاب حتي دون أن تستضيفه .لو كنت مهني بحق كنت تستضيفه و تكشفه قدام الجميع ساعتها لن تحتاج إلي أن تطلق عليه ألفاظ بل تترك لكل مشاهد أن يقيم الأمر بطريقته دون أن تسيء أنت.لكن لأنك تتهم كذباً فأنت تكتفي بالإتهام ثم تنكمش للدفاع عن نفسك كالفأر المذعور و هذه صفة من لا حجة عنده. و أنا هنا أرجوك أن تصمم علي إتهامك للأنبا مكاريوس بالكذب و تقدم لنا الأدلة ساعتها سنعذرك علي تطاولك لكن لو لم يكن لديك سوي قاموس من الإساءات فأنت بلا حجة و ينقلب الأمر ضدك. إتهامك للأنبا مكاريوس بالكذب يعني أنك إطلعت علي أوراق التحقيق و تأكدت من عدم صدق الوقائع فهل هذا حصل؟ و إذا لم يحصل فما قانونية إتهامك؟
4- لو كانت القناة التي تعمل بها محترمة لكانت قد أوقفتك و قدمت إعتذاراً عن إهانتك لأب من آباء كنيستنا .لأن تطاولك هذا هو أول تطاول في قناة تليفزيونية علي أسقف و هو لا يختلف عما فعله السلفيون الغوغاء بتطاولهم علي البابا الراحل الأنبا شنودة قدام الكاتدرائية فما الفرق بين الغوغائية في الشارع و الغوغائية في التليفزيون إذا مر الأمر هكذا ؟
5- لن أتكلم عن ثقافتك و لا يهمني من أنت لكن قل لي من هم أقباط الخارج؟؟؟ هل تعرفهم؟ هؤلاء الذين قلت أنهم سلفيون .متي رأيتهم يفجرون كالسلفيين؟ متي حرقوا دور العبادة كما فعل السلفيون؟ متي قتلوا الذين إختلفوا عن شيعتهم؟ ما دليلك علينا أننا متطرفين؟ هل لنا إتصال بالمخربين و نسلمهم مستندات رسمية مسروقة مثلاً؟  هذه كذبة أخري في إتهاماتك التي بلا دليل.و أود أن أعرفك أن الأقباط بالخارج هم فئة راقية وطنية و نخبة فكرية لا تنسي وطنها.هي فئة مثقفة ثقافة عالمية و ليست ثقافة الشتائم و الإساءة.هي فئة إذا هاجمت أحداً تقدم دليلاً عليه.و إذا عملت شيئاً تضع مصلحة الجميع نصب عينيها.هي الفئة التي إذا سافرت الخارج تجدها مشرفة لمصر .فالأقباط  في الخارج هم الذين بسببهم يوجد لمصر تقدير في العالم.هم الذين يعرفون لغة التحضر و التدقيق و العلم و قد نحوا جانباً المجادلات التافهة .لا أقول لك أنهم ملائكة لكني أقول أن غالبيتهم من أرقي العقول و النفوس و المواهب فماذا تعرف أنت عن أقباط الخارج؟
6- لو تعرف أنك صرت قزماً قدام الأقباط ما كنت تجرؤ علي قول ما قلته.عندنا يتضاءل من يسيء إلينا.يصغر ثم يضمر و يضمحل. و بما أنك تقول أنك مثقف فأنت تستطيع أن تقرأ عن تاريخ الذين اساءوا للأقباط و تري نهايتهم.و تلاحظ أن نهايتهم جاءت بيد الله لا الناس و تأدبوا و عوقبوا بسرعة فالله لا يتأخر عنا أبداً . إعرف أنك متورط فخذ كلامي تحذيراً يدفعك للعدول عن إساءتك و البحث عن الحق و الحقيقة.
7- و أما أقباط الخارج و أنا منهم فلا يمثل إتهامك لأسقفنا أي قيمة .هو ضجيج ليس إلا.أنا فقط رددت عليك لئلا تظن أنك محق في رأيك.و تكون قد إطلعت علي راي مخالف لعلك تستفيق.
رؤية مختصرة لسلوك الغيطي
- ليست هذه هي المرة الأولي التي يعرون فيها سيداتنا و بناتنا.هم يفعلون ذلك في معظم هجماتهم الغوغائية علي القري .نفس الخطة نفس التكنيك نفس البذاءات نفس الإجرام و التعدي .فقط يخجل الأقباط من نشر هذه الحقيقة لكن و أنا شاهد عيان لبعض هذه الهجمات الغوغائية أؤكد أن تعرية السيدة هو مقصود و مخطط له و ليس عشوائي ومتكرر و الهدف منه تهجير الأقباط من بيوتهم  و إهدار كرامتهم.
- من الواضح أن هناك ضغوطاً علي مدير أمن المنيا و هو أراد الهجوم بدلاً من الدفاع عن نفسه فإستخدم أحد المذيعين لكي يخترع تهمة ضد الأسقف متخيلاً أنه بذلك يثنيه عن كشف تواطئه و تقصيره لكنه بالفعل كشفه و لا سبيل للمداراة. من الواضح أن المذيعين في أغلبهم مجندين لخدمة قيادات في الداخلية و ليس لخدمة مصر.و نحن لا نمانع لو كانوا يعملون لصالح مصر لكن بعض المذيعين  يعملون لصالح ضباط بعينهم نظير التستر علي فضائحهم .
- حيث أن مسار التحقيق هو الذي سيحدد بقاء المحافظ و مدير الأمن و العمدة من عدمه فالجهود لا تهدأ من أجل فبركة الشهود و تلفيق الأحداث و إفساد التحريات لأن تحقيق القضية بحيادية سوف يؤدي بالمحافظ و مدير الأمن إلي الإقالة لذلك يستخدمون كل وسائلهم في المراوغة و تمييع الحقائق.و لا سبيل إلي تحقيق القضية سوي إبعادها عن القضاء العادي  إلي القضاء العسكرى أو إنتداب قاض خاص لهالا يكون لهذه القيادات تأثير عليه.و أن تكون تحت إشراف من لجنة رئاسية.
رجاؤنا هو في الله أن ينصف المظلوم و يرد الحق إلي أصحابه.و يؤدب الظالم ليتوب.نحن نتقدم خطوة بخطوة نحو المواطنة.الطريق يستلزمه جهود و ثمن يكون مراً أحياناً لكن الصليب هو مدخل الإنتصار و التعب يعقبه راحة و الجهاد يلحقه إكليل فنحن لسنا وحدنا و لن نكون.الله معنا.




388
ما أحلاك يا أبى السماوى
كتبها Oliver.
من الجيد أن نعيد البحث و التعمق في كلمة الله لأن فيها دواء يعالج الجروح.و يداوى الإنقسامات التي أتتنا محمولة على أسباب تاريخية صنعتها أشخاصاً لم يكن خلاص الأجيال نصب أعينهم بل ذواتهم و عقدهم أتعبتهم فأتعبونا.
كثيراً ما تثار تساؤلات عن هل يقبل المسيح أن ندعو أحد أباً على الأرض.أو سيداً ؟ أو معلماً؟ و ما المقصود بالقول الإلهي لا تدعوا لكم أبا .. سيداً.. معلماً .. علي الأرض. هذا المقال سيناقش الأبوة و إن شاءت نعمة الله نناقش لا تدعوا سيدى... ثم .. لا تدعوا معلمين.و قد وردت هذه الوصايا في موقف و ظرف واحد.و لم تتكرر في الإنجيل أبداً.
واما انتم فلا تدعوا سيدي لان معلمكم واحد المسيح وانتم جميعا اخوة. ولا تدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد الذي في السماوات. ولا تدعوا معلمين لان معلمكم واحد المسيح. واكبركم يكون خادما لكم. فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع.مت 23 :8-11
من المهم حين نتعرض لفهم القصد الإلهى في أمر ما أن نضع كل ما قيل عنه لكى تتضح لنا المعانى و تكتمل. فلنر ماذا قال الله عن الأبوة و أنواعها .
الأبوة الجسدية
السيد المسيح لم يمنعنا أن ندعو آباءنا الجسدين أباً؟ أليس الرب هو القائل للأبناء : إكرم أباك و أمك  خر20: 12 .أليس الرب هو واضع الشريعة أن من يسب أباه أو أمه أو يضرب أباه أو أمه يقتل قتلاً خر21: 15 أر 32: 18 أم 19: 26 أم 20 : 20 .الواضح أن الرب أمرنا بأن نكرم الأبوة الجسدية و هو شعور فطرى خلقنا به و من الطبيعي أن نمارس الإكرام للأب و الأم.لأنها أول وصية بوعد و لها مكافأة فورية  أف 6 : 2 من الواضح أن الرب يحب ذلك الإكرام و يكافأ عليه .  بل الكتاب يمتدح موسى النبى لأنه أبى أن يدعى إبن لإبنة فرعون معتزاُ بأبيه الجسدى ونسبه و شعبه  المذلول: بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون عب 11: 24،
قالوا عن المسيح له المجد بإستخفاف  مت 13: 55 ويو 6: 42 أليس هذا إبن النجار الذى نحن عارفون بأبيه و أمه و لم يتنصل الرب يسوع من أبيه يوسف النجار الذى ليس هو ابيه في الحقيقة و لا من أمه العذراء مريم التي ولدته جسدياً.بل ظل يكرمهما حتى آخر لحظة على الصليب.
إذن الرب يحب إكرام الأبوة الجسدية وقد عايشها و لم يقلل منها و  لها عنده مكافأة مع وصايا للآباء  و تحذيرات و عقوبات أيضاً في حالة المخالفة.و حتى أبوة الأشرار لها تقدير إن أعطت عطايا جيدة(مت 7: 11): فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ.
و ما دام الرب يأمرنا بإكرام الأبوين و هى الوصية الممتدة في العهدين .فلا يمكن أن نأخذ الأية التي تقول  : ولا تدعوا لكم أبًا على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات" (مت23: 9) بمعناها الحرفى  أو المطلق.لابد أن الرب يقصد منعنا من أمر ما متعلق بالأبوة .لكنه لا يمكن أن يمنعنا عن أن يكون لنا أباً في آية بينما يأمرنا بأن نكرم الأبوة و الأمومة في آيات أخرى.
الأبوة الأدبية و المعنوية
نقرأ في الكتاب المقدس عن ابوة معنوية كما قيل عن يوبال أنه (كان أباً لكل ضارب بالعود و المزمار تك4: 21. و هذه الأبوة الرمزية يمارسها بعض الكبار كأن يتبني فنان كبير أحد الشباب و يعطه إسمه فتكون أبوة معنوية مثل أبوة يوبال. أو نقول عن واحد أنه أب الطب أو ما شابه.هذه الأبوة ترك الكتاب المقدس أمرها ليمارسها كل من وضع الرب في قلبه حباً للأخرين و تشجيعاً للصغار.
الأبوة الروحية
هذه هى الأبوة المختلف عليها و التي يثور بشأنها الجدل. و للحقيقة فإن كثير من الرافضين قبول أبوة الكهنة يأتى رفضهم لسبب عثرات عاشوها و عانوها من  بعض حاملى الكهنوت المفترض أنهم آباء.  ففقدوا إحساسهم بأبوتهم.ببساطة لأنهم لم يجدوها فيهم.لهذا كثير من المنتقدين لأبوة الكهنوت  ليسوا معترضين علي أبوة الكهنوت بقدر ما هم معثرين.و إذ لم يذوقوا طعم هذه الأبوة فأنا ألتمس لهم العذر.لأنهم لو شبعوا بأبوة روحية تعط نموذجاً حياً لأبوة الله ما رفضوها.
الأبوة الروحية  مارسها رجال الله في الكتاب المقدس و إمتدحها الوحى الإلهي في مواقف عديدة.بل الله هو  مصدرها الأول فهو أبونا الروحى السماوى و أيضاً هو الذى أسسها  على الأرض في شخص إبرآم حين أعطاه إسماً جديداً هو إبراهيم أى أب لجمهور و قال له فلا يدعى اسمك بعد ابرام بل يكون اسمك ابراهيم.لاني اجعلك ابا لجمهور من الامم تك 17 : 4 .
ندعوه أبينا  إبراهيم لأن الرب أعطاه هذه الأبوة و جعله  أبا ً لجمهور في وقت لم يكن له إبناً جسدياً واحداً.هذه الأبوة الروحية أخذها من الله كعطية خاصة ميزته عن جميع الآباء .
كيف سنقرأ هذا القَسَمَ الإلهي  إلا لو فهمناه بمعنى الأبوة الروحية " وقال بذاتي اقسمت يقول الرب.اني من اجل انك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك . اباركك مباركة واكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر.ويرث نسلك باب اعدائه." كيف سيصير لأبينا إبراهيم نسل كرمل البحر و نجوم السماء  تك 22 : 16-18 و هو نفس ما قيل لأبينا يعقوب.كيف سيكون يعقوب  أباً لنسل كرمل البحر  و كنجوم السماء إلا لو كانت االأبوة روحية تك 32 : 12 ؟
ظل الناس يفتخرون بأبوة إبراهيم حتي أن يوحنا المعمدان حذرهم من الإستخدام الباطل للأبوة : ولا تفتكروا ان تقولوا في انفسكم: لنا ابراهيم ابا. لاني اقول لكم: ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لابراهيم. مت 3: 9 بالقطع هنا لا يرفض الأبوة لأنه يقول أن الله قادر أن يصنع أولاداً لإبراهيم من الحجارة -أي (الأمم). لكنه يرفض الإتكال على أبوة إبراهيم  دون الله.
بالطبع حين قال الرب لموسي النبى عن هارون أخيه  : وهو يكون لك فما وانت تكون له الها خر 4 : 16 لم يكن يقصد أن موسي سيصير إلهاً لكن أباً روحياً.لهرون و للشعب كله .
لهذا نجد  موقف عجيب لرجل أسمه ميخا يتقابل مع أحد اللاويين فيطلب منه  أن يبقي عنده في البيت قائلا: أقم عندى و كن لى أباً و كاهناً. قض 17 : 10 ثم تحدث أمور أخري تثبت بركة هذا الإنسان فتتسع أبوته و يطلب منه الشعب كله قائلاً نفس العبارة : كن لنا أباً و كاهناً قض 18 : 19 كلنا نشتاق إلى أبوة فيها من أبوة المسيح لنا. .
و في العهد الجديد:
بطرس الرسول في أول عظة في العهد الجديد قال عن داود النبي أنه – رئيس الآباء – أع 2: 29.هنا رئيس الآباء تقصد بها  أبوة روحية و ليست جسدية على الإطلاق لأن داود النبي لم يكن رئيساً سبط و لا كان أباً بين القبائل لكنه أب و معلم للتسبيح و الترتيل و الصلاة .
- بولس الرسول كتب متنبئاً عن ندرة الآباء في العهد الجديد قائلاً - لانه وان كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح لكن ليس اباء كثيرون.لاني انا ولدتكم في المسيح يسوع .بالانجيل1 كو 4: 15, و هو هنا يتكلم عن ولادة روحية  و أبوة روحية ينسبها لنفسه كأب لهم .لأنه ولدهم في المسيح .أظن أن المعمودية تجعل الكنيسة أماً و تجعل الكهنوت أباً .  بولس الرسول دعا كثير من تلاميذه أبناء 1 تي 1 : 2 و تى 1: 4 و2 تى 2 : 1 .و يقول للأسقف تيموثاؤس لا تزجر شيخاً بل عظه كأب.1تى5: 1 و هو بهذا يقرر أبوة الأسقف .و هكذا حصل مع الآباء الرسل.كلهم كانوا يخاطبون تلاميذهم كأبناء و يتعاملون معهم كآباء.
 بل تظل أبوة أبينا إبراهيم ممتدة في العهد الجديد إذ يقول (أبينا إبراهيم )رو 4 :1و 12 . و ذكر لنا ربنا يسوع أن الغني نادى في  الجحيم قائلاً ( يا أبي إبراهيم) لو 16:24و27و30. فإذا كانت قد إمتدت الأبوة الروحية لآباء العهد القديم في عهدنا الجديد فكم بالأولى آباء العهد الجديد أنفسهم.
لهذا كما صار أبونا إبراهيم أب لجمهور فقد صار القديس أنطونيوس أب  لجمهور من الرهبان و هو لا يحمل كهنوت فالأبوة روحية فيه و في القديسين  الآباء الأعمدة باخوميوس و مكاريوس و شنودة رئيس المتوحدين  أبوة روحية لا يمكن إنكارها  وليست بالضرورة مرتبطة بالكهنوت .و كثيراً ما نقرأ في تاريخ الرهبنة عن (أب البرية) و هو الكاهن الذي يرشد و يمارس الأسرار في المجتمع الرهبانى و أشهرهم  الآباء القديسين دانيال و إيسيذوروس و صموئيل المعترف  و زوسيما القس . و الأرشيدياكون حبيب جرجس كان بتولاً لكن أب لجيله و مثله الأرشيدياكون رمسيس نجيب رئيس شمامسة الجيزة.
الأبوة الألهية
عمل أي أبوة أرضية أن تعكس الأبوة الإلهية و إلا تصبح أبوة بلا رصيد سماوى.فالله هو أبونا  إش 8 : 64.و من أبوته تنبع كل أبوة.و العهد الجديد هو العهد الذى عرفنا فيه الآب و صار لنا أباً نناديه في كل صلاة يا أبانا الذى في السموات مت 9: 6.هو الآب الذى يعانق إبنه الضال.هو الآب الذى بذل إبنه الوحيد لأجلنا.هو الآب الذى نريده و يريدنا أن نكون معه في الأبدية و يدعونا  المسيح إليه قائلاً : تعالوا إلى يا مباركى أبي . اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الْآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلَادَ اللّهِ« (1 يوحنا 3:1). المسيحية هى التعليم الوحيد الذى فيه العلاقة بين الخالق و المخلوق تكون بين أب و إبنه.
لمن قال الرب لا تدعوا أباً
1-الخطأ في الخلط ما بين أبوة الله و أبوة الناس .فأبوة الله خاصة بالله لا نمزج بينها و بين أي أبوة أخري كما أخطأ اليهود فنسبوا الفضل لأبوة موسى النبي دون الله فقال لهم يسوع «الحق الحق اقول لكم: ليس موسى اعطاكم الخبز من السماء، بل ابي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء يو 6: 32. لنتحاشى الخلط ما بين السماوى و الأرضي .من هنا لا يجب أن ننسب للأباء ما يخص أبوة الله و أهمها العصمة . فالرب لم يعط لأى أبوة بشرية عصمة و لا لأى إنسان عصمة.أبوة الكهنوت ليست بديلاً عن علاقة مباشرة مع الثالوث الأقدس لكنها وسيلة روحية في طريق خلاصنا. حياتنا و خلاصنا ليس في يد الكاهن مهما علت رتبته بل في يد الله وحده و ما الآباء الكهنة سوى خدام لله يخدمون الله في البشرية .لا يجب أن نأخذ من أبوة الله و ننسبها للكاهن بل نفعل العكس و ننسب كل شيء لمجد الله و حنانه.
2- الله عرفنا كأب و صنعنا كأبناء لنكون كالمسيح فالآب يركز في  شخص المسيح. لان الذين سبق فعرفهم سبق فعيّنهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين رو 8 : 29 و على الشعب أن يركز في شخص المسيح الرب الذي يخدمه الأب الكاهن و الأسقف و البابا.دون أن نركز في الآباء أنفسهم.لنتعامل مع الآباء الروحيين  كسفراء عن المسيح و أي سفير دوره مؤقت ينتهي باللقاء المباشر مع رئيس الرؤساء المسيح ربنا. نأخذ من الصورة الأرضية لنتعايش مع الأصل السماوى.و ليس العكس.لهذا إن إعتمدت علاقتنا مع الأباء الكهنة و الأساقفة على علاقات إجتماعية و عاطفة بشرية فقدنا و فقدوا  الأبوة الروحية التي تحكم علاقتنا بهم.فهم أبواق لأبوة الله. هذا المفهوم هو عمل مشترك بين الكاهن و الشعب.
3-  إن الأبوة لها تكريم و لها حساب أيضاً .مع تكريم الأبوة و الأمومة هناك التحذير واضح و موجود ألا يغيظ الوالدين أبناءهم أف 6 : 4 ,كو3 : 21 . و مع التحذير توجد العقوبة أيضاً كما عوقب عالى الكاهن1 صم 2 :23 .و قال عن أخطاء الآباء :لا يُقتل الاباء عن الاولاد ولا يُقتل الاولاد عن الاباء.كل انسان بخطيته يُقتل تث 24: 16. تث 21 :13و2 مل 14:6 و إر31: 9
فالذي يستغل صفته الكهنوتية ليتعسف أو يتجبر على إنسان أو يهمله دون خوف من مساءلة مثل هذا الكاهن لن يفلت من حساب السماء.و أحياناً العقاب الأرضي قبلها.الله لم يعط لأى أبوة أرضية عصمة. ليس للكهنوت حصانة  من عدل الله. سلطة  الأبوة منحها الله لعمل محبة و من ينحرف عنها ستكون سبب دينونة عليه قدام الأب العادل وحده في كل المسكونة.
4-الأبوة ليست مكسباً يناله الكاهن يوم رسامته بل هى صناعة الروح القدس فيه من خلال أعمال محبة  دائمة تعكس ابوة الله.الأبوة بذرة تنمو و ليست ثمرة تُمنح فجأة.على كل كاهن أن يجتهد فيقتنيها لأنه بدون الأبوة يتقلص دور الكهنوت و كأنه يعود كما في القديم  كهنوت مشغول بالطقوس
أخيراً قبل أن نلوم المعترضين على أبوة الكهنوت نقدم لهم أبوة تداوى جروحهم من الذين جرحوهم فكما في كل مكان و زمان توجد العثرات و ويل لمن تأتي بسببه العثرات.
و على هذا فالمسيح حين قال لا تدعوا لكم أباً على الأرض كان يقصد هذه النماذج التي لا تمثل أبوته.كان يهاحم من يدعى كذباً أنه أب. و كان الرب يسوع الحنون ينبه تلاميذه و شعبه أن لا يكون فيهم أبوة صورية خالية من أبوة الله التى تحتضن الجميع.

389
المنبر الحر / المسيح القيامة
« في: 17:15 30/04/2016  »
المسيح القيامة
Oliver  كتبها
إفرحى أيتها السموات و إبتهجى أيتها الأرض لأن الرب قام.بموته ماتت الرموز.بقيامته إكتملت الحقيقة.نور الشمس زاد سبعة أضعاف  إش 30 :26عوض الظلمة التى سادت من قبل.المسيح قام و نقل البشرية من الأرضى إلى السماوى.أسقط قيود الماضى لما قام الجبار و نفض الموت من عليه كالغبار.مات الموت و تمم السيد الرب القسم الذى أقسمه . رفع يده المثقوبة صائحاً بإنتصار : اني ارفع الى السماء يدي واقول حي انا الى الابد تث 32 :40. كنا نعرف قبر الميت .تمتلئ مدننا بقبور الأموات, لكننا و يا للعجب صار في أرضنا قبر الحى .
فجر الأحد
قبل كوكب الصبح كان ميلاد الإبن الأزلى و قبل كوكب النهار كانت قيامة الإبن المتجسد.قام المسيح فجرا. لأن القيامة هى إشراقة عهد المسيح.عهد القيامة بدأ مع قاهر الموت في أول النهار.هذه هى أعمال أبيه الصالح التى وجب أن يصنعها الإبن.يعملها ما دام نهاراً.لهذا قام كوكب الصبح الحقيقى فجراً.
إن توقيت الفجر يدهشنا...... المريمات ذهبن في الفجر ليجدن المسيح دائساً للموت قاهراً للوحش.  مثلما داريوس الملك ذهب باكراً جداً عند الفجر إلى جب الأسود فوجد دانيال قائماً و الوحوش منكسة الرؤوس.هذا الفجر يشهد للمسيح.دا6: 19.  هوذا هوشع النبي يعلمنا قائلاً (فلنتتبع لنعرف الرب.خروجه يقين كالفجر) هو 6: 3 .لهذا قام في الفجر قبل أن تدرك المريمات الطريق إلى القبر.
في الفجر جاء  الملاكان يعجلان  لوط ليخلص من قبل أن تهلك المدينة لأن من ليس له فجر المسيح يصير نصيبه الظلمة الخارجية.تك19: 15. وأيضاً ظل يعقوب يصارع طوال الليل  لكنه لم ينل البركة و يغلب مع الله إلا في الفجر تك 32: 24 و عند الفجر دار الشعب حول أريحا فسقطت حصون العدو لأن في القيامة تهدمت كل قلاع إبليس يش 6 : 15 لذلك إشعياء النبي يحذر الذين يتبعون إبليس بأنهم - ليس لهم فجر إش 20: 8. كل جهاد الإنسان من غير عطية قيامة المسيح هو تعب ضائع لا ثمر فيه.
مات المسيح يوم الإستعداد و إستراح في السبت في القبر ثم قام بجبروت و قوة فجر الأحد في اليوم الثالث.هذا ما نؤمن به بعيداً عن المجادلات الزمنية.قام باكراً جداً لأنه متعجل أن يريح قلوب محبيه الذين فطر الحزن قلوبهم.بالقيامة تلتئم جروح المجروحين.ليس لإيماننا قوة من غير القيامة فهى النور الذى يبدد كل لحظة ضعف أو يأس حتى كسرة الموت.
الزلزلة
شقشقت الدنيا فإذ الزلزلة تدحرج الحجر لتعلن أن القبر فارغ.و إن الذى دفنه يوسف و نيقوديموس بإكرام ليس هو ههنا لأنه نهض كجبار. و الذين شهدوه يضع نفسه فى يدى الآب شهدوا أنه بالحقيقة إبن الله فكيف يمسكه الموت ؟
لم يكن زلزال القيامة سوى  أحد توابع زلزال الصلب.فالذى شق حجاب الهيكل هو نفسه الذى دحرج الحجر.لم يكن الرب في الزلزلة لأنه قام قبلها.1 مل 19:11. تزلزلت الجبال في موت الرب قض5:5 و تزلزلت البرية في قيامة الرب مز 29: 8 . هذا هو أجمل زلزال عرفته البشرية.هو الزلزال لم يكسر بل أجبر الكسور مز 60: 2 .نعم أنت بالحقيقة هو المكتوب عنه (الذين يرونك يتطلعون اليك يتاملون فيك.اهذا هو الرجل الذي زلزل الارض وزعزع الممالك) إش 14 : 16 . نعم كنا ننتظرك تشق السموات و تزلزل الجبال لكننا ما عرفنا أنك بكل هذه المحبة و الوداعة و الإتضاع حتي في زلزالك.
الأرض عرفت زلازل كثيرة مميتة لكن هذا الزلزال كان مفرحاً به رأينا القبر الفارغ و عرفنا أنك القوى الجبار القاهر في الحروب. لأنه كان لابد أن يسبق قيامتك زلزال كما هو مكتوب حج 2: 7وازلزل كل الامم وياتي مشتهى كل الامم فاملا هذا البيت مجدا قال رب الجنود.....هوذا مشتهى كل الأمم يبدو كالبستانى.
فظنت مريم أنه البستانى
هوذا آدم الثانى يظهر كالبستانى .فردوس الله مفتوح لنا والمسيح  هو بستانى الفردوس الجديد.و هوذا يفتخر بنا و لنا قائلاً قد دخلت جنتى يا أختى العروس نش 5 : 1. هو الذى سيعمل بروحه القدوس حتى يكتمل الحصاد. فى البدء كان الزارع الذى خرج ليزرع و الآن هو البستانى الذى  قام ليحصد. كان لابد أن يظهر كالبستانى لكي يعرف الجميع أن إبن صاحب الكرم قد قام مت 21 : 37 . ظهر كالزارع لأنه قصد أن يزرع شعباً جديداً غير الزرع القديم .شعباً يذكره من أرض بعيدة .يزرعنا نحن الأمم في شخصه.زك 10 : 9.الآن عرفناك نحن الأمم أنك أنت الزارع الزرع الجيد و أنك أنت إبن الله إبن الإنسان أيضاً. مت 13 : 37.ظهر كالبستانى لنعرف أن الذى  زرع في هوان قام في مجد. و الذى زرع جسماً ترابياً  ثلاثة أيام في القبر قام  جسماً روحانياً.الذى زرعناه نحن في فسادنا قام هو في عدم الفساد.1 كو 15 : 43.إذا كان مسيحنا هو الكرمة فهو أيضاً بذاته البستانى الذى يعتنى بالكرمة.لا يوجد من له فضل على المسيح.هو أقام نفسه بنفسه .كما يقيم البستانى الكرمة.مجده من ذاته و ليس من آخر.
لا تلمسينى و وحدانية التعليم
 كثيرون لمسوا المسيح القائم من بين الأموات .  بل أن رب المجد بنفسه  طلب من تلاميذه أن يجسوه و يتحققوا منه إذ الروح ليس له لحم و عظام لو 24 : 39. من بين من لمسوه  كانت المريمتان المجدلية و أم يعقوب و سالومى. فى المرة الأولى التي عاينتا فيها القبر الفارغ  رأتا ملاكاً أخبرهما بقيامة رب المجد ثم ظهر المسيح لهما . كل واحدة لمست السيد . أمسكتا بقدميه و سجدتا له.مت 28 : 9  بعد قليل تشككت مريم المجدلية فيما رأت.عادت وحدها إلى القبر لا يمكن أن نلوم المكرمة مريم المجدلية لأنها حاولت أن تمسك المسيح  عند ظهوره لها بمفردها في المرة الثانية. فأنا أيضاً لو كنت هناك ما إكتفيت بأن أسجد و أمسك قدميه  بل كنت سأرتمى في حضنه كضال عائد إلى أبيه.أليس هذا ما يفعله التائبون؟ لكن يجب أن نفهم قصد الرب يسوع من منعها أن تلمسه مرة ثانية .
كانت مريم المجدلية تحب المسيح (المعلم).فلما ناداها بإسمها نادته بإسمه المحبب لها قائلة رابونى أي يا معلم يو 21: 16 .و هى تهم أن تمسك به كانت كمن يطلب تعليماً .تعليم ما بعد القيامة.لذلك أجابها بحنانه قائلاً .لا تظنى أنني سأصعد دون أن أترك لكم تعليم القيامة.لم أصعد بعد.إذهبى إعلمى أخوتى أن يسبقوني إلى الجليل هناك يروننى.هناك تعليم ما بعد القيامة.فالتعليم بعد القيامة يُعطى للكنيسة و يؤخذ من الكنيسة.التعليم بعد القيامة تعليم جماعى.لهذا ظل الرب يسوع يعلم عن الأمور المختصة بالملكوت في الأربعين يوماً بعد قيامته.لأن رسالة الكنيسة هى ملكوت المسيح أع 1 : 3. و في كل ظهورات المسيح للأفراد لم يعلم بل كان يثبت الإيمان فقط .حتى لما ظهر لتلميذى عمواس لم يعلم تعليماً جديداً بل كان يبين ما كتب عنه في القديم و يفسر لهم النبوات حتى يؤمنوا بالقيامة لو 24.أما تعليم ما بعد القيامة فهو لجسد المسيح كله.أى للكنيسة. هذا ما يفسر لنا كيف أن رب المجد بعد أن ظهر لشاول الطرسوسى ليتوبه أمره أن يذهب إلى الكنيسة في شخص حنانيا الكاهن هناك يتعلم تعليم ما بعد القيامة..ليس لكل فرد تعليمه الخاص بل التعليم واحد للكنيسة الواحدة. حتى لا يظن أحد في نفسه أن التعليم قاصر عليه أو خاص به  بل يبقى التعليم غير مجزئ و المسيح هو المعلم الأعظم و معطى التعليم.إنما الإيمان هو الذى فيه القوى و الضعيف.لهذا من جهة الإيمان نرى المسيح بعد القيامة في ظهوراته للأفراد كان يثبت إيمان الأفراد بطرق متنوعة.
أراهم نفسه حياً ببراهين كثيرة
المسيح قام حقاً قام.هذه هي ركيزة إيمان كل المسيحيين.لولا القيامة ما كان لنا رجاء أو أبدية. بل كل شيء يبطل حتى الإيمان1 كو 15 : 17.لذلك إهتم الرب يسوع بتأكيد حقيقة قيامته بطرق متنوعة و لا زال.أع 1 : 3 .في كل ظهور كان يستخدم برهاناً مختلفاً ليؤكد أنه قام.فلنتأمل براهين المسيح الحية مثلما هو حى.
طريقة كلامه و نبرة صوته : هذه كانت برهان قيامة المسيح للمجدلية. ..لقد تركت مريم المجدلية الجميع و عادت تبكي بمفرها عند القبر.تشعر بوحدة مؤلمة.فكانت طريقة المسيح أن يناديها بإسمها لتعرف أنه  قام و أنه هو الذى يعرفها بإسمها و ما أن ناداها بطريقته الخاصة حتى عرفته و صدقت.فالمسيح حين يناديك بإسمك تتأكد أنه يخاطبك أنت شخصياً.ويعرفك معرفة خاصة. هوذا يناديك بطريقته التي إعتاد أن يخاطبك بها فثق أنه قام و هو كائن معك.يناديك في آية أو عظة أو كتاب فتجد كأنه قيل خصيصاً لك.و أنك أنت المستهدف الوحيد لهذا الكلام.كأنه مختوم بإسمك.مات لأجلك و قام لك أنت شخصياً.
 رؤية و معاينة: ظهر مخلصنا ليعقوب الرسول ظهوراً فردياً ليعده ليكون أول شهيد بين التلاميذ الرسل.فالذى يؤمن بالقيامة يتصدى للموت و يقهره 1 كو 15 الذي يبصر المسيح قائماً يتراءى له الموت كألعوبة.
كذلك كانت المعاينة هي برهان المسيح ليؤكد لتوما الرسول أنه قام و يزيل منه الريبة.هى علاج سريع و تأثيره فورى.ضع أصبعك في جنبى. فوضع و صدق.هذه الثقة السهلة ليست طريقة المسيح طول حياتنا.هى تصلح بداية لكن طوبى للذين آمنوا و لم يروا يو 20 : 29.هذه الرؤى برهان  لإجتذاب النفوس الجديدة لحظيرة الخراف لكن عليهم بعد ذلك أن لا يعتمدوا على الرؤى بل الإيمان.
معجزة: قال بطرس أنا ذاهب أتصيد.فقال البقية و نحن نذهب معك. كان المسيح يتابعهم و هم لا يدركون . فذهب إليهم و ظهر لهم.طلب بلطفه أن يلقوا الشباك على الجانب الأيمن ففعلوا و إجتذبوا صيداً لم تقدر الشباك على وفرته. فصاح حبيبه (هو الرب) يو 21: 7.كانت المعجزة لجماعة.عرفوا بعدها أنه قام.فالمسيح يظهر لك عملك و يثمر بك وسط أسرتك.هذا الصيد الذى صار في الشبكة كان له أثر في إيمان الكثيرين.فالمعجزة ليست رسالة فردية حتى لو بدأت بفرد.لابد أن يطول تأثيرها الكنيسة حتى تكون مثمرة.هذه طريقة المسيح بها يقدم القيامة للمهمومين و الخدام الذين يصيبهم ضعف أو كسرة أو إحباط.
لأن بطرس هو الذى ذهب يتصيد كمن ظن في نفسه أنه فقد مكانته كتلميذ لسبب إنكاره و عاد صياداً للسمك.لكن المسيح إنطلق من المعجزة إلى بطرس فهو المستهدف هنا و أعاده إلى رتبته صياداً للناس و طمأنه أنه معه فى  حياته و حتى فى مماته يو 21 : 19.
الكتاب المقدس و السر: المسيح ظهر لتلميذى عمواس.هذان كانا يقرآن الكتب دون عمق فهم.لذلك وقعا فريسة للشك في قيامة المسيح.فظهر لهما المسيح غريباً ثم إبتدأ يفسر لهما الكتاب واحدة فواحدة.ما أجمل ذاك الدرس ليتنا نعيشه نحن أيضاً و نأخذ من المسيح فهماً و عمقاً.فنعرف أن المسيح مختبئ في النبوات  ظاهر في الإنجيل فنستكمل الفهم بشركة الخبز و تنفتح عيون قلوبنا لندرك الأسرار في الكتب و في الخبز معاً. لأننا لا يمكن أن نفهم دون شركة مع المسيح. نحن نفهم الإنحيل بالتناول و نفهم التناول بالإنجيل كلاهما كلمة الله و بهما نحيا. و كما لا يمكن تصور الكنيسة بدون سر التناول كذلك لا يمكن أيضاً تصور التعليم بدون الكنيسة.  هذا ما يصنعه المسيح ليكشف ذاته للشمامسة و القارئين.للمتأملين و الرهبان.و أيضاً لكل من يقرأ و يريد أن يفهم.
السلطان و البركة  : في ظهوره الأخير أعطى الرب يسوع تلاميذه برهانين جديدين للقيامة هما السلطان الرسولى و البركة.لما كانوا مع المسيح كانوا له تلاميذ يتعلمون منه.الآن تم الفطام و جاء أوان الكرازة ليختبر خدام الملكوت قوة القيامة.أما السلطان  الذى نالوه بحلول الروح القدس فقد أثبت فاعليتة في الوعظ و  شفاء الأمراض و إخراج الشياطين و أيضاً في تأديب حنانيا و سفيرة. و أما البركة فهى برهان اليقين بحضور المسيح معهم كل الأوقات إلى إنقضاء الدهر مت 28: 20. هذا البرهان يستخدمه الرب ليعضد سلطان كهنوته في الكنيسة.و مع غير الإكليروس يستخدم البركة هذا  الشعور الأكيد المحسوس الحقيقي بحضور ربنا يسوع في الحياة الشخصية و في الخدمة .يظهر فيه  الرب القائم من بين الأموات إلهاً متمسكاً بتنفيذ كل وعوده  ليؤكد  لكل إنسان بصورة شخصية أنه  معه و معنا إلى إنقضاء الدهر.نعم معنا ككنيسة و كأفراد و نحن  معه نمجد قيامته المجيدة.قائلين بفخر و فرح المسيح قام بالحقيقة قام.إخرستوس آنيستى آليثوس آنيستى.

----------------------


390
المسيح فصحنا العظيم -6--
باب مفتوح في الجحيم
سبت النور
Oliver كتبها
كان عجيباً أن يرى يوحنا الحبيب باباً مفتوحاً في السماء لكن الأعجب اليوم أن نرى باباً مفتوحاً في الجحيم.من ذا الذى له عينان مفتوحتان فيرى الآتى بثياب من دم و لابس النور في موطن لا نور فيه. من ذا الذي  له فهم الروح القدس لكي يفهم قيامة الأرواح.فليس في السبت إلا أرواح.على الأرض قائمين من رقاد الموت .في الجحيم قائمين من رقاد الأسر .في الفردوس قائمين في موضع الراحة.من يستطيع أن يصف هذه المواكب غير المنظورة.
الموكب الأول :صاعدون من الجحيم
مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ أَفْدِيهِمْ. مِنَ الْمَوْتِ أُخَلِّصُهُمْ. أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ تَخْتَفِي النَّدَامَةُ عَنْ عَيْنَيَّ
إلى من أتوجه و من أسأل؟ هل يسعفني ابى آدم بإجابة شافية أم أنك ممسك بيد آدم الثاني.يا أبي ها أنت قد استنرت من جديد .فهل لك أن تحكى ما دار فى لقاءك مع آدم الثاني أم أنه لابد من الإختبار الشخصي لأفهم ؟ من كان مشتاق للآخر أكثر؟ هل المسيح كان مفتقدك أكثر مما ظننت ؟ كيف تقابلتما من جديد؟ هل له نفس الصوت القديم ؟هل عرفته ؟هل كنت أول من يجيد سماع صوته فإنتفضت لإستقباله و أبطلت الإختباء؟
هل لديك الوقت يا هابيل البار كي تشرح الفرق بين دم و دم؟ الأرض التي فتحت فاها و إبتلعت دمك و الأرض التي أغلقت فاها عن دم المسيح قل لى أيها البار كيف كان الدم؟ كيف إنتقم لك المسيح بالصليب؟
 أيها الكارز البار نوح.لقد عشت الموت في حياتك و عشت الموت في مماتك.الطوفان أهلك البشرية قدامك و رائحة الموت كانت تعم الأرض حولك.خرجت من الفلك فإذ الأرض كالجحيم و خرجت من الأرض فإذا جحيم هناك؟ هل هناك فرق بين جحيم و جحيم يا نبى الله نوح؟ أنت رجل الله الذى بقيت به الحياة على الأرض فكيف تقابلت مع رب الحياة في الجحيم؟ أنت إختبرت حياتين و موتين و جحيمين و إختبرت المسيح .من أدرك خبرة الصليب يعرف قوة القيامة و أنت عشتهما معاً.أطلبك كى تكرز لى.
أيها الجبار إبراهيم لما أتي المسيح إلى الجحيم زائراًهل كان نفس الزائر القديم الذى رأيته في الخيمة قل لي يا أبي العظيم ما الفرق بين زيارة و زيارة ؟ يومها ذبحت له و أكرمته.فكيف أكرمته عند قدومه إلى الجحيم؟ أنا أعرف أنك سمعت المعلم كثيراً و أعرف أن أغلى صوت سمعته حين ناداك إبراهيم إبراهيم لا تمس فتاك فتوقفت عن ذبح إسحق. فهل كان له نفس الصوت؟ لأنه قد إختار فتاه عوضاً عن فتاك.ما الفرق بين فتاك و فتاه يا أبى البار؟ قل لى يا أبى كيف إستقبلت المسيح؟
إسحق الحبيب  بين البطاركة. كيف إستقبلت منقذك من الذبح؟ أنت ماهر في الطاعة فكيف تفسر لنا طاعة المسيح ؟هل كانت طاعتك لأبيك حتي الموت مثل طاعته؟ كيف فرحت و تحقق إسمك يا  إبن الضحك؟
أبى يعقوب إسرائيل.ما أجملك في يديه.هل هو نفس الوجه الذى صارعك حتى الفجر.ها قد أتى الفجر إلى الجحيم فكيف تصفه الآن؟ ما الفرق بين فجر و فجر؟ كنت ترى السلم و الملائكة صاعدة و نازلة عليه لكن الذى نزل إليكم  لم يكن محتاجاً لسلم. فقل لى يا محبوب المسيح كيف صعدتم كالملائكة على سُلَّم المسيح.
أتحير اليوم و من لا يتحير و الرب يسوع في الجحيم.كل النازلين هناك مغلوبين إلا المسيح غالب.كلهم نزلوا بإلزام إلى هناك أما الرب يسوع فنزل بإرادته و سلطانه.نزل إلى الجحيم قاصداً مثل غواص مندفع إلى أعماق  المياه يعرف كيف يجد اللؤلؤ.هناك إقتنص كنوزه المودعة و عاد بزهو من لم يمسكه الجحيم.
الموكب الثانى : من القبور إلى القصور
ليس بين موت المسيح و فعل قيامته  فارق زمنى. بدأت بركات خلاصه فور أن اسلم الروح.ففى اللحظة التي مات فيها نفسها كان يقيم الموتى في الجحيم.فهو ميت عند الأرضيين قائم للأرواح المأسورين.فيما هو قد نكس الرأس أقام كثيراً من الراقدين و ظهروا في أورشليم.كان موكب ليس له مثيل على الأرض.
قصر هيرودس فرعون أورشليم
في قصر فرعون كان ظلام ثلاثة ايام بعدها قتل الإبن البكر.  و في قصر هيرودس كان ظلام ثلاثة ساعات و بعدها قتل الإبن البكر خر 10: 21-29. ثلاثة ايام في مصر حيث صلب ربنا روحياً و ثلاثة ساعات في أورشليم حيث صلب ربنا جسدياً رؤ 11: 8 أطول ظلام دام قدام فرعون أورشليم أيضاً.و ها هو الإبن البكر قد مات وعبر عنا المهلك فإهدأ يا هيرودس لكن هيرودس لا يهدأ .كان القصر كله متوتراً. جاءته الأخبار أبشر منافسك على العرش قد نكس الرأس. قد مات قد مات. فلم تكن البشارة مفرحة لأن الظلام أرعب الجميع و بدد السلام. الظلام أخفى كل شيء على الأرض إلا الأفكار.كان هيرودس يطوف جنبات القصر دونما هدف.لكن أطيافاً من نور تمرق قدام عينيه.تطارده أو تلاحقه أو أصابه جنون هو لا يدرى.ثم فجأة تسمر هيرودس بغير مسامير الصليب و تبلورت الأنوار في أجسام و الأجسام في أنوار و دار حديث عجيب.بين الراقدين من القبور القادمين إلى القصور.
همس هيرودس مرتجفاً كيف دخلتم ههنا؟ يتحسر على نفسه و يتساءل هل جئتم لتقتلونني و تنتقموا منى؟نعم أنا قتلت يوحنا المعمدان من غير سبب هل لهذا قد أتيتم؟ مر 6 : 18 أجابه النور.قال ربنا عنك أنك ثعلب فلا تراوغنا.نحن جئنا لأنه أرسلنا.هو حى بعد و أقامنا بحياته .إرتعد هيرودس أكثر.سألهم,هل أرسلكم ليأخذ العرش؟ أجابوه : خوفك على العرش زائل.كل فكرك و ألاعيبك باطلة كل رسلك كاذبون مر 12 : 13 مسيحنا أرسل إليك يونا إمرأة وكيلك لعلك تتوب فلم تتب لو 8 : 3 سمعت عنه و تشككت في قلبك و لم تتب لو 9: 7.و حينما صار قدامك لم تتب بل طلبت أن يقدم لك شيئاً من عروضه كأنه ساحر و ليس إله لو 23 : 8 ثم إحتقرته و هو الذى ترتعد منه ملوك السماء لو 23 : 11 .هو صالحك مع بيلاطس و أنت لم تتصالح معه لو 23 : 12 .الآن أنت تنقص حتي تتلاشي و هو يزيد إلى الأبد. خاف هيرودس حين سمع رسالة التوبيخ و إرتعب من عبارتها الأخيرة أنه ينقص و المسيح يزيد.كانت تذكره بكلام يوحنا المعمدان الذى يخشاه حتى اليوم. إختفت الأنوار من القصر و بقى الظلام في قلب هيرودس.
ظل هيرودس كفرعون مصر قاسى القلب حتى أنه مد يده على كنيسة المسيح أع 12 : 1.و تجاسر كالفرعون و أشاع أنه إله و لم يعط لله مجده فتم فيه الأمر أنه ينقص حتي يتلاشى و ضربه الدود و صار يأكله حياً حتى مات و صار يأكله ميتاً على عرشه الكاذب.
في قصر الوالى
طار الموكب من قصر هيرودس إلى دار الولاية  هناك  بيلاطس. كان رؤساء الكهنة قد جاءوا  يهنئونه على رضا هيرودس و يمتدحون أنفسهم لأنهم صلبوا المسيح و يطمئنونه من أجل الظلمة التى حدثت. لكنهم ممتلئون رعباً و بيلاطس لا يفيق و قد إنطبعت صورة المسيح أمامه موثقاً مت 27 : 2 لم يبال بنفاق رؤساء الكهنة.فهو لا يصدقهم و لا يحترمهم. يتكلمون معاً فلا يفهم منهم شيئاً . الليل عاد من جديد فلا شمس اليوم.
فجأة وصل الموكب النورانى.وجد بيلاطس دار الولاية قد إستضاءت كالنهار . موكب القديسين أحاط بموكب المنافقين.نظر رؤساء الكهنة بعضهم لبعض لعل أحدهم يفسر الأمر ظنوا أن هذا هجوم سمائى ليسحقهم.بيلاطس  أيضاً ظن أن نهايته قد حانت..إنتظر بيلاطس النورانيين كي يفصحوا عن رسالتهم .
تقدم أحد القديسين فى صمت.أخذ إبريق الماء. من أين جاء به؟ صب الماء.كان نفس الإبريق الذى غسل به بيلاطس يديه .نظر بيلاطس  ليديه و فزع حين رآى يديه تصير كالدم .ظن أن هذا دم الجليليين الذين قتلهم؟ لو 13: 1 .إستمر سكيب الماء في صمت و الأرض غرقت بالدماء.القديسون يقولون شيئاً لم يفهمه رؤساء الكهنة.لعلهم كانوا يسبحون تسبحة باللغة الآرامية القديمة.تشبه تسبحة موسى رؤ 15 : 3 .
كان صمتهم كصمت المسيح.رائحة الدم فاحت في المكان.رؤساء الكهنة تسمروا في الأرض.لا زال الدم يغطى يد بيلاطس و الظلمة من هناك لم تبرح .لم ينطق الموكب كلمة واحدة.و مضى.خرجوا و إظلم الدار من جديد. طار الموكب نحو الهيكل و عيون رؤساء الكهنة زائغة تتابعهم.ألعلهم يهدمون الهيكل؟ لم يدخلوه.وقفوا أمامه يشيرون إلى قطع حجارة فيه.كأنهم يعطونها أرقاماً.و في وقفتهم طار طبق من أطباق صيارفة الهيكل .كان فيه ثلاثون من الفضة.أخذوا الطبق بالفضة.يبدو أن هذه النقود ثمينة.مت 27 : 5 .توجهوا إلى حقل قرب القبور.هناك سكبوا الفضة فخرج دخان و ظهرت كتابة بخط داود مكتوبة( لتصر داره خراباً و لا يسكنها ساكن ) أع 1 : 20.ثم تركوا الحقل و إختفوا.
موكب ثالث يستعد
كانت هناك عذارى قديسات و رجال أبرار يجوبون الطرق المحجرة صعوداً و هبوطاً عند الجلجثة.يتحضرون لدفن المخلص.كان رجلان يسيران حاملين جسد المخلص.كان جمهور من ملائكة السماء يسبحون بروحانية عميقة هاتفين قدوس الله قدوس القوى قدوس الحى الذى لا يموت و سرعان ما شارك يوسف و نيقوديموس موكب الملائكة في تسبيح يسوع.لم يسيرا وحدهما أبداً و لم تفارقهما الملائكة لحظة.كان موكباً يفوق كل المواكب عجباً.كان الجسد فيه رائحة الحياة رغم كل النزيف.لم تكن عظمة مكسورة .لكن القلب كسير و عيني المسيح قد أغمضهما بإرادته.الرجلان لم يدركا المسافة بين الصليب و المغارة حيث قبر الرامى.لم يكن المسيح ثقيلاً أبداً عليهما. لن يكن ثقيلاً أبداً على أى إنسان.ما أجملك يا ربى القدوس بهى و أنت مكسو بالدم.هذا كله لى.مواكبك ستأتي مجدداً معك.و تستقبل الذين يطلبونك.لأنك جئت و طلبتنا لنفسك.خطبتنا اليوم.أنت فرحنا.طوبى لمن نصيبه في موكب الأبدية.يسير مطمئناً تسنده النعمة.طوبى لمن يحمل المسيح في قلبه و يمضى.لا توقفه الدنيا بأسرها.يكون فيه فرح الإنتصار و نور الأبدية .هذا سبت الرب الحقيقي.الذى فيه أعد منازل السكنى الأبدية.و سيظل لنا وعده لأننا مجاناً خلصنا.

 

391
المسيح فصحنا العظيم -4-
خميس العهد – المسيح بين الحب و الخيانة
Oliver كتبها
هذا هو اليوم الذى ينبغي أن يذبح فيه الفصح. قل لنفسك إنتبهى لأن الرب يسوع يفصح عن نفسه اليوم و يحارب عماليق غداً.كسر الرب نفسه  خبزاً لكن الشعب الجائع في البرية ظل جائعاً لرفضه خبز الحياة.قال الرب لا أشاء موت الخاطئ و أعطانا  نفسه جسداً و دماً غفراناً لخطايانا و حياة ابدية لمن يتناول منه.لأن الذى اصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب هو الذى قدم ذاته ذبيحة مقبولة في العلية هناك صار لنا عهداً أبدياً .
سلطان المسيح
عميق كالبحر هو كلام مخلصنا.الحرب علنية و الأسلحة روحية.يظهر سلطانه و قضاءه.و أيضاً يكشف عظمة عمله و محبته..يتكلم  علانية بغير رموز و لا أمثال.لى سلطان أن أضع نفسى و لي سلطان أن آخذها.الجميع يفهم الآن.إبليس و هيرودس و اليهود و نحن أيضاً نفهم أننا قدام صاحب سلطان على نفسه.ليس للموت سلطان عليه حتى يأخذ منه نفسه.ليس لإبليس سلطان عليه حتى يهرع ليلتقط نفسه و يشمت بها  حتى إلى الجحيم كما كان يفعل مع الموتى.ليس لهيرودس و لا بيلاطس سلطان أن يميت المسيح. بل المسيح  وحده يملك أن يضع نفسه و يملك أن يأخذ نفسه وقتما يريد..و بنفس هذا السلطان يضع و يأخذ كل النفوس و الأرواح.ليرتعش إبليس من هذا السلطان.إذ لا يستطيع أن يصمد قدامه.الآب أعطاه الحرية التي سماها يسوع الوصية. المسيح أول من إستخدم حرية مجد أولاد الله. إستخدمها لخلاصنا. ها قد كشر الأسد عن أنيابه و بسلطانه يأخذ الأرواح من الأسر و يضعها في الفردوس.يأخذ إبليس من الحرية و يضعه مقيداً في الجحيم.  فكيف لا ينهار إبليس..
 نفوسنا صارت في يد الكامل المحبة.يهتف بنا في تحدى.لا يقدر أحد أن يخطف هذه النفوس من يد أبى و قال أيضاً لا يستطيع أحد أن يخطفها من يدى. يد الآب هو الإبن و يد الإبن هو الآب. رعاية الإبن هى رعاية الآب .و بذلك نفهم  و نؤمن أن الآب و الإبن واحد . إله واحد. هذا ما لم يتحمله اليهود فأرادوا أن يرجموه لأنه  يجدف .لكنه أتى لنعرفه و نعرف به الآب و الروح القدس.الإبن يكلمنا كلامه ثم يقول كلامى هو كلام أبى. ليس للإبن كلام غير كلام الآب و لا للآب كلام غير كلام الإبن. الكلام واحد لأن الآب و الإبن عندنا  واحد . السلطان واحد.سلطان الآب و الإبن.نحن نفهم وحدة الآقانيم الثلاثة.بالمسيح له المجد عرفنا و سنعرف الثالوث الأعظم.
الآب يقبل أن الإبن يموت وقتما يشاء و يقوم حسب تدبير الخلاص المسبق الذى تم بين الأقانيم .ها المسيح يكشف لنا ما صار من أجلنا في السمائيات بين الآب و الإبن.من يسمع هذا و لا يقشعر من عظمة عمل الأقانيم عنا.و كيف أن الثالوث الأقدس مشغول بخلاصنا فيما كنا منشغلين بأمور أخرى.يا صاحب السلطان على النفوس  نفوسنا تأتمنك و تسكن إليك.ضعها في حضنك.في قلبك ضعها و لا تأخذها من هناك أبداً.هذا رجاؤنا فيك.نحن الذين أعلنت لنا ذراع الرب الإبن الوحيد الجنس.
ساكبة الطيب و الأمانة
أحتار فيك يا ساكبة الطيب. كم من العمر قضيت تختزنين الطيب و تعتقينه حتى يكون ثميناً. كم من المال أنفقتى من أجل قارورة إمتلأت عبر زمان طويل ثم كسرتيها و سكبتيها على رأس يسوع؟ من أخبرك أنه سيأتى متجسداً لتستعدى له بالطيب و تكفنينه حياً؟ هل قرأت النبوات أم أخبرك الروح بنفسه؟ هل رأيت نجم المجوس فإهتديتِ إلى موضعه؟ هل كنت هكذا مكرسة متفرغة للقاءه؟ صحيح أننا لا نعلم عن ماضيك  شيئاً  لكن مدح الرب لك يجعلنا متلهفين للقياك في الفردوس و قارورتك ترشدنا للكثير . لم تكسرى قارورة فحسب بل كسرت زمانك كله على رأس الحبيب. ما أعجبك يا حبيبة المسيح النقية. نحن أيضاً نكرمك و نمدحك و نحبك.يا كاسرة القارورة هل كانت قارورتك محكمة الغلق؟ يبدو كأنك أدخلت المسيح خبأ قلبك  و أغلقتِ الباب و سلمت المفتاح للحبيب .لم يعد للقارورة باب و عريس إلا المسيح فكسرت القارورة يا ساكبة الطيب الرقيقة. كسرتِ القلب لأن القلب المنكسر مقبول للحبيب.. يا لأمانتك يا ساكبة الطيب الجميلة.يا للتعليم العميق الذى علمت  به . كسرت القارورة ففاح الطيب في العهد الجديد كله. ليس من سبيل إلا كسر القارورة. ما رائحة أطيابك يا شولميث. سكبت طيبك لتأخذى طيبه يا أعظم رابحة في بيت الفريسى.قليلون هم الذين يربحون في بيت الفريسي و أنت مشرقة بينهم. فيا مخلصنا الصالح نكسر عند قدميك قلوبنا و هى بالحقيقة مكسورة في أمور كثيرة .نأتيك بقارورة منكسرة قدامك . إصنع فينا ما صنعت بساكبة الطيب.
و لأن الأمانة بالأمانة فإن يسوع الحلو إرتضى بما فعلته المرأة القديسة.فأعطى للطيب رائحة زكية.بالمسيح يسوع صمدت ساكبة الطيب قدام الناقمين.حبه أظهر مكافأته التى كافأها.الرب يحب القلب المنكسر و لا يتركه نهباً للهجوم.الرب يجبرالكسير .الرب يبرأه و يكون له المحامى و القاضى و الشاهد و الشفيع. مِن بَعدك يا مسيحنا المصلوب لا نخشي الإتضاع فهو لن يضيع حقوقنا بل يضمنها. لأنك كنت حماية  لساكبة الطيب من الغاضبين .و الآن أنت تعط نعمة للمتضعين تغلب كل مكيدة. الودعاء يرثون و لا يضيع ميراثهم لكونهم ودعاء.لأن الرب وديع  هو  و منه يتعلمون.
يهوذا و الخيانة
صارت الخيانة يهوذا.ليس كل الكلام اللين فضيلة. ليست كل القُبُلات حُبٌ .كلام الخائن اللين كان نصال .كالسيف كان قاتلاً , قبلاته لدغات العقارب .لم يكن الخل مراً كالمرارة التى صارت من التلميذ الخائن.لم يكن طعن الحربة هو الأول من نوعه. لإن  التلميذ المحتال طعنه بالتآمر.لم يكن هتاف أصلبه اصلبه مؤلماً بقدرألم  يهوذا التلميذ الذى باع سيده .اليهود صلبوا المسيح لكن يهوذا قتله. كالسيف اصاب قلبه في غدر.إننا لا نكرمك يا يهوذا كالغنوسيين بل نقول ما قاله مخلصنا الصالح: الويل لمن به يسلم إبن الإنسان. في العشاء جلس يهوذا كمن يريد أن يغتصب رأس المائدة. بينما يعرف اليهود أنه لا أحد يشارك المعلم الجالس على رأس مائدة الفصح. شارك المسيح في طبقه و إستهان .مد يده و غمس و اليهود لا يغمسون فى طبق السيد الكبير.هكذا يتعلمون الفصح و هكذا يتجاهل يهوذا كل ترتيب.لقد إضطرب بفعل المؤامرة التي يرتكبها.أما المسيح فلكى لا يدعه يتجاوز  التقليد غمس له اللقمة و أعطاه إياها و هو لم يفهم. يوم الفصح كان الناس يأكلون ذبائحهم و يهوذا يفترس المسيح بالمشورة الفاسدة.صارت الخيانة يهوذا.
العلية المفروشة
الرب يسوع أرسل تلميذين لكى يعدا الفصح.كان التلميذان يعرفان فصح الناس لكن السر العظيم سينكشف اليوم و يعرف الجميع فصح المسيح.ذهب التلميذان و هما لا يعلمان أى بيت سيذهبون و عند من سيصنعون الفصح.كان كل شيء مجهولٌ . هذه بداية السر. على كلمة المسيح ذهبا التلميذان. لأن بداية السر ثقة. أن تثق في كلمة الله.حتى إذا ما تأكدت من محبته لا تعود ترتاب بل تتبعه..و عمل الأسرار هو بالإيمان.لذلك وجد التلميذان  الأحوال تماماَ كما ذكرها لهما المسيح.قال لهما سيقابلكما رجل لم يذكر إسمه.عند باب المدينة.المسيح هو المدينة المنيرة الكائنة على جبل قدسه. التي لا يمكن أن تُخفى.عند باب المدينة تقابل الرجل. لابد من مقابلته قبل الفصح.من الذى يقابلنا ليقودنا إلى الفصح الحقيقى؟ من الرجل الذي سبق و رتب العلية للمسيح؟ من الرجل الذى يعرف أن المسيح آت؟ من هذا الرجل المشغول بالماء للغسل و الإرتواء ؟ من هو هذا الذى يقود إلى العلية؟إلى البيت الذى يدخله؟ و يسكنه؟ إلى من يرمز الرجل؟  من الذى يقودنا بالماء بالمعمودية إلا الروح القدس. من غير الروح القدس الذى يغسل الكيان الداخلى و يفرش العلية و يجهز القلب للمؤمن حتى ينال سر الأسرار. هذا الرجل يشير لعمل الروح في قبول الأسرار.لأننا بالمعمودية ندخل العلية.ننضم لكنيسة المسيح نصعد العلية نرتقى عن العالم  و ننمو بالروح نتمتع بالعشاء الربانى و نتحد بالمسيح .مَن غير الروح القدس يجعلنا متحدين بالمسيح..العلية كبيرة و السر الذي يتم فيها عظيم.
غسل الأرجل
علم يسوع أن ساعته قد جاءت.رأى يسوع أن الآب قد دفع كل شيء إلى يديه فقام من العشاء و خلع ثيابه و صب ماء في مغسل و إبتدأ يغسل أرجل تلاميذه.يسأل القلب و العقل معاً لماذا بالتحديد الآن تغسل أرجل التلاميذ. يا رب ما علاقة غسيل الأرجل بأن ساعتك قد جاءت ؟ و ماذا الذى دفعه الآب إلى يديك و هو لم يكن في يديك من قبل؟ لماذا تعمد روحك القدوس أن يذكر لنا أنك قمت من العشاء أولاً .خلعت ثيابك.إئتزرت بمنديل صببت الماء.غسلت الأرجل.ما هذه التفاصيل.هل كانت مهمة جداً.أليست بديهية لمن يغسل الأرجل أن يقوم بها.ما أهميتها على اية حال؟
غسيل الأرجل عمل العبد لا السيد.لكن مخلصنا يسوع أخذ مكان العبد و غسل أرجل التلاميذ. ساعة المسيح جاءت.ساعة بذله لنفسه عنا أن يضع نفسه مكان كل واحد منا..و هى نفسها الساعة التى جاءت حين أخذ يسوع مرة أخرى مكان العبد و مات بدلاً منا على الصليب.لذلك فإن غسيل المسيح لأرجل تلاميذه صليب.
أما الذي لم يكن عند المسيح و صار عنده فهو خطايانا.الآب دفع عليه إثم جميعنا.و المسيح بكل همة أراد أن يخلصنا من آثامنا فإشتهى أن يجوز الموت حباً فينا .لذلك يقول الكتاب ساعتها أنه أحب خاصته الذين في العالم أحبهم حتي النهاية.أنظروا متى أحبنا؟ أحبنا بعد أن وضعت عليه خطايا العالم كله.ما أعجبه توقيت بل ما أعجبها محبة.يا سيدنا الصالح ماذا أعجبك فينا بعد أن حملت شرورنا.أشفقت علينا و الآب نفسه لم يشفق عليك بل بَذَلَكَ لأجلنا.رو8: 32. ليس من وصف لمحبتك.
بعد أن أكلوا .بعد العشاء كان على الأرض ظلمة. بعد أن أكل آدم و حواء أيضاً كانت ظلمة.
هيمنت الخطية على الجميع و الموت يتبعها.لم تسكت يا رب لم تسكت.خلعت ثياب المجد.تركت كرسى السيد و قمت.جئت أرضنا.و إذ وجدتنا عرايا من البر تعريت عنا .خلعت ثيابك لنلبس نحن و نكتسى بالمجد.إئتزت بالمئزرة.تمنطقت لأن حملنا ثقيل.تنازلت أكثر و أبعد مما يتصوره عقل.حتى  إلى الأقدام تنازلت.إلى أكثر الأعضاء إتساخاً . إلى حيث نويت أن تنقى من كل الفساد و التعدى.غسلت الأرجل المتسخة.كلنا هذه الأرجل.كلنا تنجسنا بالخطية.كلنا تغطينا بأقذار العالم و إحتجناك جداً و لا زلنا و سنظل نحتاجك شخصياً دوماً.
العشاء الربانى
بعد أن ميز الرب المخالف و أعد تلاميذه للموهبة العظمى بغسلهم من الخطية. أخذ يسوع خبزاً.لأنه أخذ قبل ذلك جسداً.و ما صار لجسده صار لخبزه.كل الأجيال التي لم تر المسيح في تجسده تعيش الآن تجسده في الخبز و الخمر.كل الأجيال التي لم تشهد المسيح مصلوباً صارت الآن تشهد الجسد مكسوراً  و الدم مسكوباً على المذبح.
كل العهود توضع لها أزمنة لكن السر العظيم عهد جديد لطول الزمان. رآه البعض يقول أنا هو  خبز الحياة أما نحن فأكلناه.إذ المسيح هو الكرمة فقد قدمت الكرمة ذاتها مشروباً في الكاس,نشربه لمغفرة الخطايا.الآن نعرف ما قيل عنك أنك مجروحاً لأجل معاصينا.و أننا بجروحك شفينا.
في الجنة كانت شجرة الحياة و قد إنتقلت الآن إلى هيكل العهد الجديد على مذابحنا  صارت شجرة الحياة تتجسد خبزاً و خمراً صارت.كان مضايقي ينهبون شبعى و الآن رتب الثالوث لى مائدة تجاه وجه مضايقي فآكل و أحيا.بنسلك تتبارك كل قبائل الأرض يا سيدى يسوع المسيح لأنك باركت الخبز و دعوته جسدك لمغفرة الخطايا.و إذ صارت فينا عصارة الكرمة الإلهية لم نعد بعد عطاشي.هذا الخبز لهذا الدم و كلاهما لى أنا الخاطئ فأتنقى و أنال في المسيح ثباتاً. حين قبل الإبن أن يقدم نفسه خبزاً و دماً فإنه جعل العالم كله مذبحاً.لأنه ذبيح العالم حامل خطية العالم.كل ما صار على الصليب يصير على المذبح . المسيح واحد و منه نفس الحياة الأبدية.لذلك الأجساد التي تتناول منهما لا تفنى بل مع قيامة الأجساد تكون علامات الإتحاد بالمسيح ظاهرة فيها.
فرح إبراهيم

إن أول دعوة لأبينا إبراهيم كانت تتضمن أيضاً أول وعد.إذهب من أرضك لأريك أرضي.إذهب من شعبك لأريك شعبي.تمتع أبونا إبراهيم بأعظم رفيق.لذلك إبتهج حين رأى يوم الرب فإذا هو يوم خلاص لا دينونة.و لكونه حبيب الآب فقد زال منه الخوف.آمن إبراهيم فحسب له براً و تهليل .كذلك نؤمن نحن اليوم و نتهلل بالذى حل محل إسحق.أخذ إبراهيم إرادته و محبته و إبنه .صعد على جبل الجلجثة رمزياً.صعد من غير وعد كمن يتمم مهمة لازمة. قال الرب فليذبح الإبن فأطاع و لم يتأخر. ترك الخدم القديم  في الأسفل و صعد بالإبن حياً ليذبح.من هناك عاد الإبن حياً لأن خروفاً من السماء تجسد و إنذبح على الصليب.فتهلل إبراهيم و تعجب.كيف أقسم الرب ليباركه و يبارك نسله و يجعله بركة.أى بركة هذه لإبراهيم إلا المسيح.لذلك إنتظر أبونا البار طويلاً و لما رأى المسيح يجهز خلاصنا رأى و تهلل.أما كيف رأى فهذا ما لا يعلمه أحد.لكن المسيح شهد له أنه رأى و و فرح.يو 8 : 56 . لهذا نحن اليوم نفرح بآلام ربنا يسوع المسيح .نتهلل بجروحه لأنها السبيل الوحيد لخلاصنا.نشكر لموته لأنه أمات الموت.و نأخذ اليوم جسده و دمه بتهليل القلب لأننا ننال ثبات في الأبدية.

لمزيد من مقالات عن خميس العهد :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=663240.0
https://www.facebook.com/thecopts/photos/a.207570105928537.55025.107021102650105/747941425224733/?type=3&theater
http://www.copts-united.com/Article.php?I=2230&A=197796   

392
المسيح فصحنا العظيم -3-
أربعاء البصخة : وليمة العُرس
Oliver كتبها
في مولده كان علي الأرض السلام و في الناس المسرة و في موته صار على الأرض الخلاص و في السماء المسرة.المسيح له المجد قد شمر ذراعيه.مستعد هو ليدفع ثمن طعامنا الأبدى.بعد يومين لا يوضع خروف فصح على المائدة بل على الصليب يرتفع . يصير الخلاص وليمة و الملكوت عُرس
يشبه ملكوت السموات وليمة
كشف المسيح سراً أن  الملكوت كان معداً قبل تأسيس العالم. محبته لنا أزلية.كنا في عقله خليقة تنتظر الأمر كن فتكون.و ما دام الحديث سماوى فلابد من التشبيهات لأن الأرضيين لا يعرفون إلا بالأمثال و الرموز فالملكوت فوق كل اللغات.اللغة الوحيدة التى ينطق بها هناك هى لغة الروح القدس . لغة الله التى بها ندرك ملكوت الله.صغار نحن قدام الملكوت و اسراره
كانت وليمة للعُرس.إبن الملك هو العريس.الوليمة معدة.كل شيء تام و لا ينقص إلا العروس.يدهشنا أن  الوليمة معدة قبل أن توجد العروس؟ لأن الملكوت معد من قبل إنشاء العالم . من قبل أن توجد الكنيسة.
أرسل الرب عبيده لأجل المدعوين. كانوا الآباء البطاركة منذ آدم حتى يعقوب البار هم الخدام الأوائل. لكن البشر كانوا قد إجتمعوا معاً على إرادة فاسدة ترفض الوليمة.ثم أرسل عبيداً آخرين هم الأنبياء القديسين و معهم أرسل وعوداً و أعطاهم بشارة ليعلنوها للأرض كلها.كل أخبارهم مفرحة.الوليمة مستعدة.كل شيء معد و حتى خدامى مذبوحة لأجلكم كى تتيقنوا من صدق وعودى.كل عجولى المعلوفة قد ذبحت في أورشليم تعالوا إلى العُرس.ذهب الأنبياء إلى الذبح و ذهب الشعب إلى  التهاون.و بدأ كل واحد يصنع إلهاً لنفسه.البعض جعل آلهتهم بطونهم و ذهبوا إلى الحقل و البعض  صار يعبد المال و ذهب إلى التجارة. الذين ذهبوا للحقل لم يأكلوا و الذين ذهبوا للتجارة لم يربجوا. بينما هناك الطعام وفير و الخدم مرحبين و الوليمة بقيت بغير حضور. مات هؤلاء جميعهم قدام آلهتهم الزائفة.فلم يكن لهم رجاء قيامة.أخذتهم الجنود السماوية إلى هلاكهم.و بقى العُرس خاوياً من كل المدعوين لأنهم لم يقبلوا هذه الدعوة العظيمة للسكنى مع الله.
 على كرسى العريس جلس يسوع الحلو و كان بجواره كرسى العروس فارغاً و ابوه الملك القدوس ينتظر العروس التى تفوز بإبنه العريس فلم توجد.فماذا فعل أبوه الصالح.أرسله ليختار لنفسه أفضل عروس.فنزل تأنس و تجسد و تجول في كل مدينة و كل قرية يبحث عن عروس.لم يكن يبصر الناس كما نبصرهم.لم يكن يفكر كما نفكر.لم يكن يحس كما نحس. و لا كان يتكلم كما نتكلم.كان حباً مشعاً أينما ذهب لعله يجد من يجتذبها بحبه و تقبل أن تجلس على كرسيه كعروس.أراد أن يجتذب عروسه فماذا صنع؟.
كانت كل الطرق متهدمة فصار لها  الطريق. كانت كل الأبواب مغلقة فكان لها الباب. كان الموت طريق الأرض كلها فأصبح لها الحياة. كانت الظلمة تضرب الأرض كلها  فكان لها النور. كان الظلم ثقيلاً و كان لها الحق.كانت ضالة  فصار لها الراعى . كانت  جائعة فصار لها خبز الحياة. كان مصيرها الأبدى مخيف فصار لها القيامة. لكن العجب بعد كل هذا أن العروس رأته فقالت أصلبه أصلبه دمه علينا و على أولادنأ. أى جحود هذا كان في العروس؟
ماذا فعل الآب لأجل إبنه
أمر عبيده أن يجمعوا غير المدعوين فجمعوا أبراراً و أشرار بغير شروط.العريس ليس له شروط.فقط لتأت العروس و تقبل أن يصيرإبن الآب العريس لها. هو متكفل بكل النفقات حتى الموت موت الصليب.
خرج العبيد إلى مفارق الأرض.جمعوا كل من يرتضى أن يسير معهم و يقبل بالوليمة.كل من فى الأرض كان مرغوباً و لا زال مرحباً به في الوليمة. سار الجميع  مع العبيد إلى الوليمة مشتاقون إلى العريس إلا رجل لم يرض أن يلبس ثياب العُرس. كان يشتهى الوليمة بدون عريس.بينما كان الثوب مجانى.لكن العبيد لم يقاوموه.سار معهم بغير الثياب.وصل إلى الوليمة عارياً.دخل الآب الملك و نظر إلى عروس إبنه.إلى المتكئين في حضن إبنه نظر.كان نور المسيح يكسو وجوههم.إنعكست صورته عليهم و إنطبعت فيهم. فرآهم الآب و سُرَ بهم إلا رجل واحد. هذا هو  الرجل الذى رفض أن يأخذ الإبن. الثوب كان المسيح و الملك لا يقبل إلا من له صورة إبنه.فصار الرجل بغير ثياب العُرس. ألعله يهوذا..الملك حكم عليه فأخذه الخدام وطرحوه في الظلمة خارجاً  و أغلق الباب
يشبه ملكوت السموات عذارى
لأن الإبن عريس فكل النفوس التى يخطبها عذارى.لم يكن قبل العريس  عريسٌ آخر.و النفوس لم يخطبها أحد.لم يتزوجها  أحد و لا طلقت من أحد . كانت نفوس بغير إله.كانت عذارى بغير عريس.
جاءت دعوة لكل العذارى.وجدنا العريس.هوذا مقبل فمن سيخرج للقاءه ؟ من يخرج من ذاته لكي يقابل العريس.من يخرج من إنسانه العتيق ليلبس الجديد.فقالت جميع العذارى سنخرج.خرجت كل العذارى.كان لكل العذارى خروج و ليس لكل العذارى دخول. كان لكل العذارى مصابيح.فالظلمة كانت حاكمة.االقلوب كالأرض كانت معتمة.فأخذت النفوس العذارى المصابيح.و جاء أوان الزيت.لأنه حين تبدأ النفس تسير نحو العريس عليها أولاً أن تقتنى النعمة.إذ لا مصباح بغير زيت لا خلاص بغير النعمة لا عُرس بغير الروح القدس.و إذا أردت مصباحاً يضيء إجعله متحداً بالنور.هذا ما يفهمه كل الناس كل العذارى فخرجن .البعض خرج خارجاً كمن يبحث بعيداً بعيداَ. تاه هناك و ضاع منه الزمن..أما الذين أدركوا معنى الخروج كما ينبغي فهؤلاء خرجوا من الذات و من سلطان الخطية بقبول العطية.هؤلاء بحثوا في داخلهم لأن المسيح في الداخل يسكن.لذلك قال المسيح أن الجاهلات ذهبن إلى الباعة بينما الحكيمات لم يذهبن إلى أحد إلا العريس.
كانت كل القلوب كالأوانى القبيحة و العريس آتِ. و وجب على كل النفوس أن تزين المصابيح. و لما لم يكن في المصابيح زيت إنهمكت الجاهلات في الزينة الخارجية.و هل الزينة الخارجية تضيء المصابيح ؟ لا يوجد بديل للنعمة.وحدها توصلك للعريس السماوى.أما الأمة التى إنهمكت في زينتها الخارجية رفضها.كانت تهتم بغسل الأيادى وشكل الرداء و طول العصائب و كانت تتباهى حتى بالختان و لم يكن في المصباح زيت فإنطفأ سراجها و خرجت إلى الباعة و لا زالت خارجاً لم تعد.فهل تتكحل يا إسرائيل  بكحل العريس و تبصر فيستضيء قلبك و يكون لك في المسيح نصيباً حين يأتى ليأخذ العروس.
عادت العذارى الجاهلات.لم يسعفهن الباعة في الخارج و ضاع الوقت من طول ما طافت الجاهلات على كل الباعة و لم يكن عند بائع واحد زيت.لأن المسيح لم يقل أن الجاهلات وجدن زيتاً لكنه قال أن الجاهلات وجدن باعة و صارت الجاهلات و الباعة معاً خارجاً و لم تدخل إلا الحكيمات.فإما أن تكون لك النعمة و إما تكون صديق الباعة مثل يهوذا. كن حكيماً . إياك أن تشترى من الباعة لأن العريس قال إشترى منى.و هذا كلامه (أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ) رؤ 3 : 18
وليمة و أطياب
الجبار أقام لعازر.فصنعوا بعد القيامة وليمة. و نحن سنحضر بعد القيامة الوليمة. في بيت عنيا  كانت وليمة مرتين  .الأولى في بيت الفريسي القديم هناك سكبت المرأة الطِيب. و الثانية في بيت لعازر الجديد هناك سكبت مريم أخته الطِيب .بين القديم و بين الجديد دفن واحد .موت واحد.طِيب واحد مخلص واحد و ساكبتان للطِيب.واحدة من كنيسة العهد القديم و الثانية من كنيسة العهد الجديد.
قبل المسيح كانت الأطياب للموتى.بعد المسيح صارت الأطياب للأحياء.صار الطِيب لتكفينه و دفنه.فالمسيح  تطيب حياً ,تكفن حياً ,صلب حياً,مات حياً ,قام حياً.
فيما مرثا كانت منهمكة في الخدمة كاليهود إنسكبت مريم تحت قدمى الرب كالأمم.كثرة الجلوس عند رجلى المسيح حّوَّل مريم إلى سكيب فإنسكبت.لأن الشمس تذيب الشمع كذلك الجلوس في حضرة المسيح يذيب القلب.تكون سكيباً .تزول كل مقاومة للحب و الغفران. تروح النفس مع تيار الحب الجارف حيثما يدفعها تستجب.هكذا إنجذبت المرأة الأولى المغمورة و هكذا إنجذبت مريم المشهورة إلى الوليمة.ففى الوليمة سنرى من لم نعرفهم و من نعرفهم و يبقى المسيح عريس الكل.
على الرأس طِيب و غداً إكليل شوك. على القدمين طِيب و غداً مسمار بعنف. يسوع رأى في الطيب حباَ مسكوباَ.يهوذا رأى في الطيب ربحاً مهدراَ.لم يكن يهوذا وحده الخائف على المكسب بل كان إبليس أيضاً يخشى دفن المسيح فنطق بلسان يهوذا و هاجم ساكبات الطيب لكن العريس دافع عن عروسه ضد هجمة يهوذا و إبليس معاً. الرب كافأ ساكبات الطِيب بشركة آلامه فصار تذكاراَ أبدياَ.
أسكب على الرأس أسكب فعلى رأسه وضعت خطايا العالم كله.أسكب على القدمين أسكب فهو لأجل الموت جاء.. إن كان عندك طيباً أسكبه فإن لم يكن عندك طيب أسكب ندمك فإنه يراه مثل الطيب. إن إرتقيت إلى الرأس أسكب. إن لم تصل إلى الرأس اسكب على قدميه.هو مسيح واحد للكاملين و للمبتدئين.يرى في الإثنين حب و يفرح الإثنين بالوليمة. على الرأس ضع حبك لله و عند قدميه ضع حبك للناس.فالناس للمسيح قدمين و المسيح للناس رأساً.فإصنع ما تشاء بالحب.
أنظر إلى قلبك كل يوم.هو الذي فيه يسكن الطيب.الحب يكشف لك إلى أين تمضي.الطيب هو حبك فإسكبه كله.ليس في الحب ما تدخر.أسكبه فإن المسيح منتظر و قد أعد الوليمة .بالحب فدانا و بالحب يقبلنا في وليمة العُرس السماوى.هناك نتكأ على صدره.هناك يتبين لنا الطيب السماوى .هناك ننسكب إلى الأبد و لا يزعجنا صوت مثل صوت يهوذا.بل نسمع صوت العريس يقدمنا إلى أبيه قائلاً ها هى العروس يا أبى السماوى دفعت مهرها بدمى.فيقبلنا أبوه القدوس.و نحيا مع الثالوث في شركة أبدية.

لمزيد من المعانى :مقالات أخرى عن نفس الموضوع 
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=777200.0
http://www.copts-united.com/article.php?I=1872&A=150918



393
المسيح فصحنا العظيم -2-
 ثلاثاء البصخة (المسيح بين يومين)
Oliver كتبها 
الحياة كلها يومان.يوم هنا و يوم هناك.الكتاب كله يأتى بنا من يوم الأرض إلى يوم السماء.الكتاب عهدين .القديم يعلمنا اليوم الأول و هو  الخلاص و الجديد يعلمنا اليوم الثانى و هو  الملكوت . المسيح هو معلم اليومين و العهدين و صانعهما. كلنا نعيش بين اليومين. قراءات ليلة ثلاثاء البصخة كذلك منحصرة بين اليومين.يوم الخلاص و يوم الدينونة.في آلام المسيح و صلبه تكون الرسالة واضحة.لنتبع المصلوب لأنه وسيلة خلاصنا الوحيدة.
يوم المسيح
.يوم المسيح هو خلاصنا اليوم الذي صنعه الرب و شفانا بجراحاته بالصليب. لا موت بعد بل إبتهاج. يقيم معنا في يومنا قليلاً ثم نقيم معه في يومه إلى الأبد. مز 12. لو13
في إتضاعه يقضي المسيح اليوم في الهيكل وفى مجده  يقضي الليل مع الآب على جبل الزيتون .هنا المثال لنتبعه. لنقضى حياتنا معه في الهيكل فنستحق أن نقضي الأبدية  معه فوق  الجبل .جبل الله.الهيكل الذي نقضى فيه حياتنا هو جسدنا و هو المسيح أيضاً و الجبل الذى نقضي فيه الأبدية هو الآب و هو المسيح أيضاً..فلنأخذ معنا قلوبنا و محبتنا و إرادتنا و نصعد فإنه يضعنا هناك في تلذذ قدام أبيه الصالح.ننفرد به و ينفرد بنا.ما أجمل جبل الله. مكلل بالزيتون. نعمة الروح القدس العجيبة.الذين لا يقوون على الوقوف يسندهم  الروح و يرفعهم ليصعدوا إلى قمة المجد متكلين على وساطة الإبن ليكونوا مع الآب.هذا يوم المسيح يزرع فينا البر و ذلك يومنا في المسيح لنحصد ثمرة الحياة .هذا اليوم هو ما نعرفه أما ذاك اليوم الأخير فهو ما نؤمن به .و ما لا ندركه اليوم نفهمه في يوم المسيح.لذلك في اليوم الحاضر نطلبه ليكون لنا و في اليوم الأتى يطلبنا فنكون له . يعطنا نفسه حياة  أبدية فهو الطريق الوحيد الذى به نعبر من الزمن إلى الأبدية.
الباب  لو13
من يجد الباب يمكنه أن يدخل فيه مهما بدا ضيقاً فى أوله .بداية الخلاص أن تجد الباب و هو قريب منك.الباب على بابك يقرع.الباب نفسه هو الذى يأتيك و ما عليك سوى أن تدخله.لن تشعر ساعتها إن كان ضيقاً أم لا لأنك و انت في الباب لا تشغلك الضيقات بل تنعشك بهجة الخلاص و تتلذذ لأنك داخل إلى رحب المراحم. كل الضيقات خارج الباب و أما في داخله فتجد وسع المحبة .لأن الباب هو المسيح ملك البر. من لا يدخل الباب يبقى خارجه.من لا يسمع الآن القرعات على  باب قلبه لا تسمع  فيما بعد قرعاته على باب الرب.لا ينفع أحد لو أكل قدام المسيح لكن ينفع كل أحد لو أكل المسيح نفسه . أخذه لنفسه طعاماً سماوياً .لا ينفع أن تأكل قدام الباب لأن الذين أكلوا قدامه سمعوه منه الحكم يقول إنى لست أعرفكم.لكن ينفع  أن تفتح بابك فيدخل فيك الباب السماوى و يفسح  كيانك للآب  فيأتيك و يجعلك منزلاً للأقانيم. لا ينفع أن تفتخر أن المسيح يعلم في الشوارع فهو لم يأت للشوارع بل لأجلنا.الذين إفتخروا بشوارعهم سمعوا الحكم القاسى إنى لا أعرفكم.فلينتبه كل أحد أن يفتخر بالطريق السماوى لا  بالأماكن و لا بالشوارع .لئلا يندم.في المسيح طريق واحد لا توجد شوارع لكنه قادر أن يجعلك مدينة مقدسة.
وليمة الفريسيين لو 13- لو 11
جاء الفريسيون يطلبون أن يخرج  المسيح من أورشليم بحجة أن هيرودس يريد أن يقتله .منذ متى يحرص الفريسيون على حياة المسيح؟ إنها كلمات إبليس  قائدهم الذي يخشى موت المسيح و يعرف أنه لم يمت نبى خارجاً عن أورشليم. كانت الحرب تتصاعد بين الحمل و بين الثعلب.أذهبوا قولوا للثعلب رئيسكم  إننى أخرج الشياطين من كل الأرض .و لن أخرج من أورشليم.
الفريسيون كاذبون مخادعون لأنهم بعد أيام قليلة صلبوه و قتلوه , لذلك قال و هو يقصدهم, كم مرة أردت أن أجمع بنيك و لم تريدى. كانت هجمات إبليس الشرسة تلوح بقوة و أبواق الحرب على المسيح تتصاعد في كل الأرض  إلا أن الرب يسوع  أراد أن يعط الفريسيين فرصة ليجمعهم كى لا يهلك أحد .أى حب هذا.
دعاه فريسى ليتغدى عنده فإستجاب.دخل و إتكأ.في الموائد يتكأ الفريسي على رأس المائدة .حين تقرأ أن المسيح إتكأ فإعلم أنه أخذ مكان موضع الفريسي و موضع كل خاطئ و جعل الصليب متكئاً ليخلصنا .المسيح لم يغتسل كما الفريسى.فالنقاوة تنبع منه وحده و طهارة الأشياء مأخوذة منه.كان الفريسى يريد شخصاً مغتسلاً ليتغدى معه لكن المسيح جاء ليحمل كل أدناسنا و هو منبع النقاوة.. دمه وحده يغسل  الكنيسة.لكن الفريسى لا يهتم بل يتعجب لأنه لم يغتسل.
مسيحنا الحلو مسيح قوى جرئ.ذهب إلى البرية أرض الخصم و هناك غلب إبليس على الجبل. رد بقوة على تهديد هيرودس بالقتل.الآن أيضاً يجلس في بيت الخصم و يوبخه بالويلات.لم توقفه وليمة الفريسى عن إعلان الحق.وبخ الفرسيين و الكتبة و الناموسيين.وبخ كل  من فى البيت.كل الذين على المائدة.كانت كلماته نارية. يستحق الويلات كل من  يرفض المسيح.كل الويلات للجيل القاتل للمسيح.حتى لو أقام الولائم كلها. و هو لأنه مات عن الكل يحكم عليهم. يأتى يوم المسيح الذي فيه يسترد منهم حق دمه الذي سفكه عنهم دون جدوى.يطلب من ذاك الجيل دمه الذى أراد أن يسترهم و يغسلهم به .وقتهايعرفون معنى العرى و الحرمان و الظلام الأبدى.
دخل المسيح بيت الفريسيين و إتكأ .تكلم قليلاً  و وبخ كثيراً. في بيتهم كان يقدم لهم نفسه  خلاصاً وحيداً أكيداً لكنهم ما قبلوه.لا كلام عن الخلاص في بيت الفريسيين ما داموا يرفضون المسيح.قبول المسيح يأتى أولاً  لأنه ليس بأحد غيره الخلاص.لذلك في بيت الفريسى  كانت المائدة كلمات و  الكلمات ويلات و الويلات مصير أبدى لرافضي المسيح العظيم.
هل يعلم المسيح يوم الدينونة؟
ساعة الدينونة لا يعلمها أحد و يوم  الدينونة مجهول للجميع. العجيب أن إبن الله  يقول أنه لا يعرفها فكيف يكون هذا و هو أقنوم المعرفة و هو الديان نفسه الذي سيدين الجميع.و هو إبن الإنسان الذي مجيئه الثانى سيكون في تلك الساعة  و ستنظره كل عين. الأرضيون و السمائيون و حتى الشياطين ستنظره فكيف لا يعرف الساعة؟
- لقد إستفاض المسيح  في شرح علامات كثيرة عن خراب أورشليم  وعلامات أخرى عن يوم الدينونة فكيف و هو يشرح بتفاصيل كثيرة هكذا ليس يعرف الساعة؟ بل يعرفها ... لأنه فيما يتكلم لم يكن أحد يسمع و يفهم و يقشعر من كلامه أكثر من إبليس  و جنوده.و لأجل الحرب الخفية الدائرة بين المسيح و إبليس و قد إقتربت من نهايتها أراد يسوع أن يخفى لاهوته لئلا يوقف إبليس مؤامرته و يعطل الصليب.لأن إبليس يعرف أن إبن الله هو أقنوم المعرفة و لا يخفى عليه أمر فلابد أنه يعرف بالضرورة موعد الدينونة.لهذا لما سمع إبليس أن الإبن يقول لا أعرف ظن أنه ليس الإبن  فأسرع و أكمل تدبيره الشرير لقتل المسيح و هو ما يتفق مع خطة  المسيح لخلاصنا.لذلك( لا أعرف ) هذه هى التى بها إنخدع إبليس فإقتاده المسيح إلى الجولة الأخيرة على الصليب حينئذ إكتشف أن المسيح يعرف و أنه الله الظاهر في الجسد.
- دون أن نفصل الناسوت عن اللاهوت نؤمن أن المسيح كإنسان ينام و لكن كإله لا ينعس و لا ينام. كإنسان يأكل و يشرب,يجوع و يعطش لكنه كإله لا يحتاج هذا كله. لذلك قال عن نفسه كإنسان لا يعرف الساعة الأخيرة  لكنه كإله يعرفها لأن اللاهوت  كلى المعرفة ليس فيه جهل بأى شيء. يعرف تلك الساعة لكنه لا يريد أن يعلنها . لهذا إن سمعت المسيح يقول لا أعرف لا تظن أنه يجهل شيئاً لكن تيقن أنه لا يعلن كل ما يعرفه.
المسيح بإرادته أخذ صورة العبد. و العبد لا يعرف متى يأتى سيده مت 24 : 50. و المسيح حينما قال لا أعرف كان في صورة العبد.يسلك سلوك الخادم لا السيد.فلما سألوه متى تأتى الساعة أجاب كعبد لا أعرفها.لكنه السيد أيضاً الذى يأتى و يعرف الساعة.هنا لا يعثر فكرك فالمسيح لم يجب بالسيد الذى في شخصه بل بالعبد الذى قبله لأجلنا.ما أعظم تواضعك يا سيدنا.
روح الله يعرف
 روح الله كأقنوم الكلمة يعلم كل شيء لكنه لا يعلن كل شيء بل يعلن القدر الذى يكفى لخلاص البشرية.لإننا لا نقدر على كل المعرفة ما دمنا في الجسد الترابى.لهذا إشتاق القديسون أن ينطلقوا  من الترابى و يلبسوا المسيح السماوى لكي يعرفوه بالكمال كما يعرفهم و تستعلن لهم أسرار محبة الأقانيم.  فى السماء سيبقى الإنجيل . نعيشه  هناك بأعماق أبدية . سنتلذذ بالحب في اللغة  الإلهىة  فنتعلم الإلهيات بغير ستار و تزول عوائق اللغات و الترجمات و ننال إنفتاح عقل و قلب غير موصوفين و ينكشف لنا ما كان خافياً. حينها نعرف أننا كنا بالحقيقة لا نعرف. مع أننا عرفنا بعض المعرفة.بهذا المقياس نستطيع  أن نقول كالمسيح أننا لا نعرف مع أننا نعرف .
 من أجل هذا داوم القديسون على قول – لا أعلم لا أعلم- و هم يعلمون لكن لأنهم ينتظرون المعرفة الكاملة لاسرار ملكوت السموات يحسبون أنفسهم كمن لا يعلمون. فلا تتشكك إذا سمعت المسيح يقول لا أعلم تلك الساعة فهو يعلمها يقيناً كما أنه يقيناً لا يكذًب بل يتكلم بفكره هو و ليس فكرنا نحن.
-يومٌ يأتى بغتةً و يفاجئ الجميع حتى الملائكة و الشياطين. يوم مفاجئ يفوق التصورات و التوقعات حتى للملائكة النورانية فكم  يصعب أن يستوعبه عقل الإنسان الترابى.لذلك لم يسنح لنا أن نعرفه فهو يوم الأبدية و كل ما للأبدية نحياه هنا لا بالمعرفة  بل بالإيمان.
-هل تظن أنه كان يجب أن نعرف ميعاد اليدنونة مهما كان الأمر؟ هل رأيت كيف أن نهاية كل بشر أتت ذات يوم.و أمر الرب الحنون نوحاً لكي  يبنى الفلك و ينذر و يخبر الناس بميعاد الهلاك و بطريقة الهلاك أيضاً فكم من الناس بعد أن عرف بالنهاية كان مهتماً باخلاصه؟ لا أحد في الأرض  لا أحد من كل البشرية؟ سوى ثمانية اشخاص.لا أحد إستفاد من علمه بالنهاية.لأن المعرفة لا تخلص لكن يخلصنا أن نؤمن بأن الرب يبرر الفاجر و نتوب الآن دون أن ننشغل بميعاد الدينونة.
 
نشيد لأورشليم
هوذا النسر فارد جناحيه .كذراعى أم  قد أتاك معانقاً هل من عناق؟ عيناه ثاقبتان تبصرك و تصطادك.لا تهربى من عينيه يا أورشليم. أحجارك يا أورشليم تهوى و هم معها يسقطون . لا تحزنى علي الأحجار فإن حجر الزاوية  مصلوب قدامك .هوذا يطيح بكل الأحجار لتحل المحبة.لا تهتموا بأحجار المدينة المقدسة بل بالهيكل الجديد .الرؤساء فيك يا أورشليم يتوارون خجلاً من السيد.في غفلة الرعاة تصحو الذئاب. و في إنحرافاتهم يهون هلاك  النفوس..من يرتمى في حضن السيد الرب ينجو. دموعه تسيل على الكل. معلم البر يبكى . على قساوة القلوب تسح عيناه. أورشليم حجبت الملك عن الأمم . و بدلاً من أن تكرز للغرباء صارت لهم برقعاً. صوتٌ يأتيك من الشمال.صوتٌ يأتيك من الجنوب. كالماخضة تتوجعين.فكيف لا يحن قلبك على الذين سحقتهم قساوتك. أنظرى خيامك و إكتئبى لأنه لم يعد عيد للسيد أو صلاة..هوذا  بيت حسدا أتخمت بالمفلوجين.مياهها صارت راكدة.لم يعد يأت ملاك و لا نبى.أورشليم يسكنها الوجع  .كالحية تغير جلدها . فتحت قلبها للصيارفة و عن الرحمة أغلقته. يا أورشليم يا أورشليم يا مدينة الله إستيقظى.إفتحى باب الضأن ليدخل خروف الفصح.يأتى و يصير هيكلك.و يجعل البعيدين أحباء. لا ترفضي السيد حين يلبسك رداءاً النقاوة.لا تنتفضي ضده لأنه يجددك.إهدئى و استجيبى فيفرح بك السيد الرب كعروس.. هوذا قد جاءك لئلا تكونين شماتة للغرباء.يجلس معك كطفلة.يبدأ من جديد.خذى لغته, لغة خلاصك.فالكنوز فيه مخبأة.صوت الأبواق آت يا أورشليم .العتيق يمضى الآن و سكيب الخمر يعلن الأفراح. الجديد يتبع السيد. و من فاته الزمان يأخذ عنه أضعافاً.بشارتك يا أورشليم حاضرة.يظهر لك مجد ثم مجد ثم مجدين.تنحل أسئلة المشتكى.يظهر السيد بطلاً.فوق الجبل يتلألأ. يملأ المدينة سلاماً عوض النزاع.أقنوم الحكمة يبيت في شوارعنا.يمسح كل مقابليه بالنعمة.يجتمع الغرباء عند قدميه.يظهر نور عظيم من بستان الله.هذا نشيدى يا أورشليم فإنشديه. 

394
فصحنا العظيم -1- المسيح
إثنين البصخة (الصراع مع الخداع)
Oliver كتبها
بين المسيح و إبليس صراع.حرب بكل الأسلحة الروحية مع عماليق. الشيطان يستميت ليعطل فداءنا بصلب المسيح..كان المسيح يواجه من أجلنا  حرب ظاهرة يقوم بها الناس و معركة  أخرى جبارة  نارية غير مرئية  يقوم بها إبليس و جنوده.معركة أخفيت عن الجنس البشرى  لشراستها و صعوبة فهمها أو تصورها.كشف المسيح بعضاً من جوانبها لذلك نصلى للنجاة من الأعداء الخفيين و الظاهرين.مخلصنا يسوع القدوس ملك مذهل يتخطى العوائق و لو صارت جبالا كما هو مكتوب ذابت الجبال مثل الشمع قدام الرب، قدام سيد الأرض كلها" (مز97: 5) .
خداع فى كل شيء
- الكلمات التى نطقها إبليس على لسان بطرس مخادعة تماماً كالتينة . قال المسيح أنه سيصلب و قال بطرس حاشاك يا رب أن تصلب .كلاماً تحسبه مدح و هو خداع .كان الصوت صوت بطرس والكلام كلام إبليس لكن المسيح لا ينخدع حتى لو إستخدم إبليس صوت أحباء المسيح.
- إبليس وضع التينة  في طريق الصليب لتعطل و تخدع لكن الرب يفضح خداعها و يدينه,يكشفها فتظهر اللعنة.التينة ليست شجرة فحسب بل منهجاً إستخدمه إبليس و كان على الرب أن يضع للخداع حداً لأن إبليس دخل في الحية و خدع جنسنا. أيضاً دخل فى الشجرة و جعلها خديعة.كان اليهود شجرة تين مورقة  بلا ثمر تخدع السائرين في الطريق و كانت الأمم  تينة بغير ثمر و لا أوراق تخدع نفسها و تتخفى فى أديان ليست لله و تتعبد بفجورها .
- في الهيكل كذلك كانت العبادة كالتينة مخادعة.إستطاع إبليس  و جنوده أن يسرقوا الهيكل و العبادة.فكان يجب أن يسترده المسيح من أيدى اللصوص.كانت المشاهد مخادعة.الهيكل مزدحم و الذبائح تملأ الأماكن.لكنها تجارة و ليست تقوى.كانت زيف يجب أن يكشفه المسيح  و قد كشفه فهتفنا عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد .لكى نتيقن أنه ليس غير المسيح مخلصاً و ليس إلا الصليب وسيلة.
كلمات مخادعة
قال صوت بطرس لا تصلب يا رب حاشاك.و ماذا لو لم يصلب يا إبليس؟ كنا نبقى موتى في حوزتك.ليس المسيح من ينخدع بكلمات  تبدو كالشهد بينما سم الأفعى تحت الشفاه مز 140: 3 في  الطريق يتجاسر الصوت الخفى القبيح.تتقد الحرب جداً . ينتهر صوت بطرس المسيح لأنه سيصلب .و لكن المسيح يعرف مع من يتكلم. ينتهره بحسم  قائلاً إذهب عنى يا شيطان إذ لا بديل عن الصليب .كان يقصد أيضاً إذهب عن بطرس يا شيطان فذهب و أفاق بطرس.حينئذ دعاه يسوع مع جميع التلاميذ قائلاً(من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني).و لم يستطع إبليس المتخفى أن يعطل المسيح عن خطة خلاصنا و لا أن يعطل بطرس الرسول عن تبعية المصلوب.
 
تينة  مخادعة   مر 11 :12 - 24
قد قرب خروج المسيح من أرض الشقاء.خرج من عندنا من بيت عنيا أو العناء خرج الرب جائعاً صائماً. لماذا  يا مخلصى قصدت شجرة التين؟ هل يأكل الجوعى تيناً؟؟ أم كنت ترينا كيف تسير بين الحقول تقطف الثمار و تعيش كما كان آدم في الجنة؟ أم كنت تذكرنا يوم إستتر أبوانا بأوراق شجرة لم تستر.هل قصدت شجرة التين أم أنها هى قصدتك؟هل أنت وقفت أمامها أم هى التي وقفت فى طريقك؟ كان الوقت شتاء و البرد قاسياً و كان الناس يعرفون أن الصيف قد قرب إذا رأوا أوراق شجرة التين مت 24 : 34 أما تلك التينة فلم تكن تخضع لقانون الله في الطبيعة أخرجت أوراقها و الشتاء يسود أورشليم بينما أغصانها كانت جافة إذ هى ممتلئة بالمخادع الذي مصيره و مصيرها الحريق.
رأيناك عند التينة صائماً .ثمراً فيها لم تجد . تحكم عليها كى لا ينخدع بها أحد فيما بعد. بالصوم و الصلاة ظهرت يبوستها في الحال كأنما كان بها روح شرير و إنكشف.. قلت للتينة العقيمة كفى خداع. لا يأكل أحد من ثمرك بعد (إلى الأبد ).و هل يبقى التين (إلى الأبد) ؟لا. بل يموت المخادع إلى الأبد .تبطل ثمار خداع إبليس إلى الأبد..أنت يا سيدى إقتربت إليها بنفسك لأنها لا تستطيع أن تقترب إليك.ليس لأنها شجرة لا تمشى  لكن لأنها لعنة  لا تقف أمامك أنت ملك البر ديان الخداع.يبست أصولها لكى لا يجد الشيطان مكاناً له فينا في العهد الجديد. بطل الأصل القديم و مات. ماتت التينة و عاشت الكرمة و صار المسيح طعامنا و خمرنا .
عبادة مخادعة
سبعة ايام ويظهر الهيكل الجديد .ينشق حجاب الهيكل القديم  ثم بعد سبعون سنة يتهدم و يخرب. لا يترك هنا حجر على حجر لا ينقض. لكن مخلصنا الصالح أظهر حرصه على تطهير هيكل إنتهى دوره  لأنها جولة جديدة مع إبليس في الحرب الخفية..هزيمة أخرى يلحقها به.إبليس سرق الهيكل القديم لهذا قال عنه أنه  صار مغارة لصوص وجاء ليسترده.إبليس سرق العبادة و الذبائح و خدع الجميع و المسيح هنا ليكشفه و يهزمه.صاحب البيت جاء يستعيد أمتعته المسروقة من أيدى اللصوص فماذا يفعل؟ يربط القوى بالصليب ثم يسترد كل شيء.و هو الآن يربطه.الصليب بدأ .ليس الصليب مسامير و حربة و شوك على الراس فحسب بل هذا هو الظاهر منه فقط .لكن مع كل هذه الأوجاع حرباً روحية غير مرئية تدور بين المسيح و إبليس.لقد طرده من البرية بالصوم و الصلاة و الآن جاء ليطرده من الهيكل حتى يصعد على الجلجثة ليهيج الشعب ليصلبه .المسيح يقوده إلى هناك ليدوسه و يتركه مقهوراً مداساً لا سلطة له و لا رئاسة  ثم  من فوق قمة الجلجثة يحدره مقيداً في الجحيم.
كل ما له صلة بالذبائح القديمة طرده من الهيكل. طرد الذبائح و بقي هو لأن الذبيحة الوحيدة المقبولة الآن عمانوئيل يقدم نفسه عنا.كل ما يبيعونه و يشترونه لا يمكن أن يُخَلص.فالخلاص ثمنه دم المسيح.لذلك.طرد الصيارفة و صار لنا مجاناً إذ ليس الخلاص بذهب الصيارفة أو فضتهم بل بالدم الزكى الثمين.طرد باعة الحمام و أعطانا الروح القدس الذى رأيناه مثل حمامة وديعة في معموديته.المسيح دخل الهيكل ليطرد الرموز.يبطل القديم بذبيحة نفسه.لهذا وقف إبليس خائباً إذ أصبح بلا غنيمة.وقف أيضاً أصدقاء إبليس الكتبة و رؤساء الكهنة ناقمين إذ ضاعت تجارتهم .
بيته بيت الصلاة.بيته لجميع الأمم.ليس البيت القديم بل الجديد.لأن القديم كان لليهود وحدهم.و الفصح كان مقصوراً عليهم فالهيكل القديم ليس لجميع الأمم بل الجديد وحده.لأن الهيكل الجديد هو جسد ربنا يسوع الذى بذله عن الجميع. جسد بشريتنا الذى أخذه يسوع هو بيت الصلاة  التي بيننا و بين الآب.من يأتى إليه الإبن يصل إلى الآب و من ينفصل عنه لا يفارقه الموت.المسيح بهذه العبارة (بيتي بيت الصلاة يدعى لجميع الأمم ) يضع نفسه بدلاً من الهيكل القديم. و الهيكل لن يصبح بيت إن لم نسكن فيه و يسكن فينا و هو لن يسكن فينا إلا بالفداء و الشيطان يفهم ذلك و يرتجف رعباً.لأن المسيح سيأخذ من لصوص الظلام غنيمتهم أى جميع الأمم فيصبح إبليس  بلا ممالك يفتخر بها فيما بعد.يفقد ملكيته و يتجرد من قوته.
في الإثنين كانوا يشترون الحمل ليبقى تحت الحفظ أربعة أيام ثم يذبح يوم الجمعة .و ها المسيح قد جاء يوم الإثنين و أفسد مكاسب يوم الشراء الكبير و طرد الباعة .أبطل موسم التجارة الذي إنتظروه طوال السنة . جاء المسيح ليعفينا من  إستغلال التجار و الذبائح الموسمية و يعطنا جسده و دمه ذبيحة ابدية. ضاعت على اللصوص فرصتهم  فى تحويل الفصح إلى تجارة..كان تطهير الهيكل سبباً كافياً لصلب المسيح.هذا الذى من أجله تجسد. 
لأن غيرة بيتك اكلتني وتعييرات معيّريك وقعت عليّ مز 69: 9
الغيرة أكلت المسيح على الصليب حتى المنتهى.نار محبته أذابت حيل إبليس . مثل البخار تبددت.غيرة الرب علينا أكلته.كيف نعثر و هو لا يلتهب. غيرته أسقطت الجبابرة . فخاخ خداعاتهم تفسخت.غيرة المسيح لم تكن إلا لنا.و اذا كان المخادع قد سرق العبادة و أبدلها بالتجارة في الهيكل فإن المسيح قد إستبدل الهيكل كله  بما فيه بهيكل جسده. حتى أنه أخذ كل العيوب التى تشوه بها الهيكل فوق رأسه. أخذ التعييرات في شخصه المبارك ليستحضرنا قدام الله الآب بلا لوم كأبناء للمجد.في الهيكل صارت كل التجاوزات  و على المسيح وقعت كل التعييرات لأنه هيكلنا. ما حصل للهيكل طول الزمان وقع علي يسوع في الصليب.عيروه و إستهزءوا لأنه فقط إرتضي أن يأخذ تعييراتنا لنفسه و يردها لنا شركة في محبته.أَمَالَ خَدًه للطم و شبع تعييراً. المسيح  مخلصنا جمع كل التعييرات التى جدف بها إبليس قدام الله بسبب خطاياناووضعها فوق كتفه.. غيرة المسيح دفعته ليأخذ مكاننا.يأخذ جسم بشريتنا.و يعطنا جسم ناسوته المتحد بلاهوته. كان المسيح ينتزع الشر من كل إنسان و من كل سلوك و عقيدة .كان و لا زال ينقى و يعيد كل أحد إلى حياة الكمال.غيرة المسيح إستردت بطرس من الشيطان.غيرة المسيح كشفت كذب التينة.غيرة المسيح تتقد فينا و تحرق كل خطية و تنقينا فنصبح أثمن من الأحجار الكريمة قدام الله الآب. بالمسيح يسوع ننتصر على كل خدع إبليس.


395
المسيح, الملك الذى صار عبداً
أحد الشعانين

Oliverكتبها
المسيح صار جسداً ثم صار عبداً .لم يظهر أبداً كملك سوى اليوم. حتى لما تجلى على جبل طابور لم يره سوى ثلاثة من التلاميذ و أمرهم أن لا يتحدثوا عن تجليه. اليوم فقط يدخل قدام البشرية كملك حتى عندما يُصلب نقول أن الرب قد ملك على الصليب. لهذا ينبغى أن نبتهج  و نسبح المسيح الملك.
المسيح يقترب من أورشليم يبدأ تحقيق الخلاص من بيت فاجى.بيت التينة. أول عهدنا بالتينة كان بعد الخطية و العرى.إلى بيت فاجى  يجتاز قدام التينة التى بلا ثمر لعلها تنتبه و تستقبله و إلا ستصير في الغد لعنة و عاراً.من قبل اللعنة بدأ الخلاص.ها هو مخلصنا الصالح يسوع في الطريق إلى أورشليم كى يلبس آدم و بنيه لباس الخلاص  القميص الذى إرتداه آدم رمزياً حين أحس بالعرى.
أتان و جحش
هاتوا الأتان و الجحش من بيت فاجى , بيت التينة التى لعنت.أخرجوهما فإن الرب محتاج إليهما.إلى  الأتان الكبير والجحش الصغير محتاج.إلى اليهود و الأمم محتاج . كان الأتان و الجحش رمزاً لهما.لأنه قبل الفداء ما كان فرق بين الإنسان و البهيمة .بعد أن فقد الإنسان روح الله صار مجرد نسمة كالبهائم.و في الموت أيضاً يتشابهان .كلاهما يموت. كلاهما يختفى في الظلام.كان الإنسان كالبهائم مربوطاً .سلاسل الخطية  قيدت الكبيرو الصغير و كان الفساد  لجام على فمه يمنعه من الحديث مع السماء.كان إتجاه البشر كالبهائم دائماً إلى أسفل.و كما البهائم لا تستطيع أن تفك نفسها هكذا الإنسان كان يحتاج إلى من يفك القيود جا2  : 18-21
كان للأتان بيت كاليهود و لم يكن الجحش  في البيت بل كان مربوطاً خارجاً كالأمم مر11: 4و5 و مع أنهما حلا الأتان لكن الذين شاهدوهما تعجبوا كيف حلا الجحش؟ إذ لم يكن للأمم رجاء في فكرهم.
يبهرنا الكتاب بقوله أن الذين تقدموا (اليهود) والذين تبعوا (الأمم) قالوا خلصنا مر11: 9
الرب محتاج ؟
كلام الروح يعلن السر.الرب محتاج إليهما. أنا أندهش حتى النهاية من عظمة تعبيراتك يا الله. منذ متى تحتاج يا الله؟ ماذا ينقصك؟ نعرف و نعترف أننا الناقصون لكن روحك يقول أنك أنت المحتاج.فهل إعتبرت أنك ناقص بدوننا و أنك بنا تكتمل؟ هل بتجسدك صرت رأساً تحتاج إلينا جسداً.هل تحتاجنا لكى تبرهن حبك.أم تحتاجنا كى تفرح أبيك القدوس الذى بَذَلَكَ حباً بنا.ماذا تحتاج فينا يا الله؟ و أنت تسدد كل إحتياجات الخليقة.كيف صرت محتاجاً بسببنا؟ أهكذا بدأت الحديث كعبد لكى تدخل أورشليم كملك. في الطريق مع تلاميذه حذرهم يسوع إن قابلكم المشتكى و سألكم من قال لكما هذا قولا له  هو الرب .هو محتاج إليهما.يريد اليهود و الأمم
فرشوا ثيابهم
في البدء ألبس الله آدم و حواء أقمصة لسبب عريهما و لما ظهر الإبن في الجسد يخطو نحو الصليب بثبات خلعوا ثيابهم لأنه سيستر الجميع  بدمه فما الحاجة للأقمصة.خلعوا أقمصتهم و فرشوها ,الثياب لم تعد تستر فليلبسوا المسيح إنسانهم الجديد لأنه يدوس الموت و يكسيهم.. على الأتان فرشوا الثياب و على الجحش فكل اليهود و الأمم قد إنحنوا قدام الملك الراكب الأتان و الجحش.فرشوا ثيابهم في الطريق كأنما يخفون الطريق الأرضي ليظهر الطريق السماوى داخلاً أورشليم كالظافرين.لقد قضى ثلاثة سنين و أكثر يخدم الكل و يرمم كل الثغرات.لم يفوته شيء.لم يفشل و لو مرة فكيف لا يدخل أورشليم منتصراً و كيف لا يفرحون به.لما تركوا أوراق التين  عند بيت فاجى و قاربوا المنحدر لم يخجلوا أن يتعروا قدام المسيح إذ خلعوا ثيابهم كمن يولدوا من جديد, فرشوا تحت السيد  ثيابهم لأنه وعدهم أن يستبدل اللعنة بثوب البر..
قطعوا أغصان الشجر و فرشوها في الطريق
كان كل البشر هذه الأغصان المقطوعة من الكرمة.كلها أغصان لا تستطيع أن تأتى بثمر من ذاتها.إنفصلت و ماتت و كانت تنتظر مصيرها  . يجمعونها و يلقونها فى النار.هذه الأغصان نحن.كنا  كموتى نهتف و نلوح للمسيح الداخل أورشليم .وضعنا الأغصان مفروشة تحت الغصن الحى يسوع لعلها تتطعم به و تحيا من جديد.ما دام الكرام قد أتى فإعطه غصنك  الميت كى ينفخ فيه نسمة حياة.لم يقطع المسيح غصناً بل البشر قطعوا أنفسهم من المسيح ثم فرشوا أغصانهم ظناً أن هذا هو أفضل إستقبال للملك لكنه كان إستقبال المخلص السماوى.لذلك كان الصليب مفروشاً تحت رجليه فكل أغصان البشر صلباناً.لنهتف للداخل أورشليم قائلين أوصنا إصنع لنا فيك أغصاناً جديدة عوض عن التى إنفصلت عنك و ماتت.يدخل الملك بلحن سماوى يرنم :أنا كالكرمة المُنْبِتة النَّعِمَة، وأزهاري ثمار مجد وغنى .سيراخ24 : 1

عند المنحدر فرح التلاميذ و بكى يسوع
عند المنحدر تبدأ الأحداث تُكتب بالذهب. عند المنحدر بدأ التلاميذ يفرحون إذ رأوا ملكهم الوديع يقترب من  الباب الذهبى لأورشليم.هناك دخل ملك السلام أورشليم ليتسلم التاج شوكاً و البرفير القرمزى رداءاً و يحمل الصليب صولجاناً.عند المنحدر يرتضى الإبن أقل الدرجات كى يرفعنا إلي السماويات لهذا يفرحون.عند المنحدر تزداد الخطوات سرعة و يتجمهر الجميع لعلهم يجدون في المملكة الجديدة نصيباً.عند المنحدر  فرح التلاميذ و هتفوا لكن عند المنحدر بكى يسوع لو 19: 41. بالأمس بكى لعازر و اليوم بكى أورشليم  ثم تتوقف رحلة الدموع لتبدأ رحلة الدم. من عند المنحدر ينوى أن ينزل حتى إلى الجحيم بإرادته و يسبى المسبيين و يخرج بهم منتصراً لذلك يهتفون له عند المنحدر..ها أورشليم تكرر جريمتها و هى غافلة عن مصيرها .يهتفون للملك ثم  يتجمهر خدام الكرم ليقتلوا إبن صاحب الكرم فبكى عليهم.لم نر ملكاً يبكى يوم إنتصاره إلا لو كان الملك الوديع يسوع المسيح الحلو.
هوشعنا الملك الآتى بإسم الرب
إرتجت المدينة كلها.صوت الهتاف زلزل أورشليم.هتف الجميع خلصنا هوشعنا لكن في داخل كل واحد خلاص خاص يطلبه لنفسه.
الفريسيون يهتفون خلصنا و هم لا يريدون خلاصه . يعرف السيد أنهم مراؤون يقولون ما لا يقصدون .حتى أن بعضهم يعتقد أن المسيح هو- يهوه الصغير-(ميتاترون) غير مساو للآب.فإن لم يؤمنوا بالمسيح إلهاً واحداً و مساوياً للآب في الجوهر فكيف يطلبون خلاصاً هاتفين أوصنا و هو مكتوب إن لم تؤمنوا به تهلكون.لا ينخدع المسيح بهتافات و لا بصلوات أو حتى صرخات زائفة.
الصدوقيون يهتفون هوشعنا و هم لا يؤمنون بالقيامة فباطل هو هتافهم إذ لم يؤمنوا بالقيامة فكيف يكون خلاص..الهيرودوسيون يهتفون خلصنا ثم يصمتون  على إستحياء إذ لا ملك لهم إلا قيصر لذلك هم لا يشتركون في الهتاف حين يكون مبارك الملك الآتى بإسم الرب فما قيمة الهتاف ب هوشعنا ما داموا لا يرتضون المسيح ملكاً؟
طائفة الغيورين  أيضاً يهتفون خلصنا و هم يريدون الخلاص من الرومان و جزيتهم فماذا لو إستجاب و خلصهم من الرومان ثم بقى الموت يحصدهم؟
التلاميذ هتفوا خلصنا و لم يقصدوا خلاص الرب.كانوا ينتظرون مملكتهم لا ملكوت الله.و أرادوا أن يتقاسموا الكراسى عن يمينه و يساره و تشاجروا من يكون الأعظم حينها.
البعض كان هناك يهتف خلصنا من الفقر أو خلصنا من السلطة الغاشمة أو خلصنا من مشاكل الحياة كلهم هتفوا لغير ما جاء المسيح لأجله.لأنهم لو طلبوا خلاص الرب سيكون لهم خلاص من كل شيء.
إلا الأطفال المباركين. ليس عندهم إشتياق سوى لشخص الرب نفسه.لا يحملون هماً يرتجون منه الخلاص بل يحملون حباً يقبلون به المخلص.إرتاح قلب الرب لهتاف الأطفال لأنهم من قلب نقى يصرخون.بقلب طاهر يطلبون. لذلك إنتهر الذين إنتهروهم.لأنه بقلب أطفال يسر الرب.كثيرون هم الذين يقولون خلصنا و قليلون منهم يقصدون الخلاص الذي من أجله تجسد الرب.فليفتش كل واحد قلبه لأجل أى خلاص يهتف للرب.
ليت لنا يا الله قلب طفل فنهتف به و نصلى  نعيش به فرحك و حبك و أنت تقبلنا بمسرة  حين ندعوك قائلين هوشعنا خلصنا مبارك أنت يا سيدنا الملك المسيح ملك المجد الآتى من عند الآب.

396
سلسلة المسيح في الصوم الكبير
المسيح في سبت لعازر
Oliver كتبها
لعازر محبوب المسيح نعم  و بكل يقين.لكننا لا نعرف ماذا  هذا المحبوب حتى نال لقب (لعازر حبيبنا) إنما الآن نعرف ما فعله  الرب يسوع ليبرهن أن لعازر حبيبه أو كما قال - حبيبنا- أى حبيب الثالوث.  كيف صار لعازر  الإنسان كل إنسان محبوباً بهذا المقدار ؟ الروح القدس يؤكد أن المسيح أحب لعازر حتى أنه بكى عليه ثم أقامه من الموت.الروح يؤكد أنه أحبنا أولاً اكثر من نفسه.
ماذا فعل لعازر لكي يعبر عن حبه لله ؟ إذهب بخيالك ما شئت.إجمع كل التصورات الممكنة و غير الممكنة و إنسبها جميعها للعازر.قل أن لعازر فعل كل هذه التصورات حباً في المسيح.ثم ماذا؟؟؟ ثم مات لعازر و أقامه رب القيامة يسوع.أيهما أحب الثانى  أكثر؟ أيهما فعل أكثر؟ ماذا يستطيع لعازر أن يعطى فداءا عن نفسه قيامة لعازر بعد موته ألزمته أن يلهج بالشكر مع كل نبضة قلب و هذا هو  نفس ما فعله المسيح معنا لهذا دعونا لا نكف عن الشكر لأن الرب أقامنا من موتنا.
هذا المرض للمجد
- الرب يسوع لم يأت  ليخلص فقط  ما سيهلك من الناس بل أيضا ما قد هلك و صار في الجحيم على رجاء القيامة فى الجحيم في ذاك الزمان و على الأرض  في كل الأزمان.بهذا المرض صار للمسيح شهود كثيرون.لهذا كان للمجد.
شهود  على الأرض هم تلاميذ الرب يسوع الذين عاينوه منذ البدء.تابعوا كل شيء بتدقيق.كانوا يبصرون و كان الروح يسجل في ضمائرهم كل كلمة و موقف و فكر.
شاهداً للذين في الجحيم صار لعازر,  إذ مات و نزل إلى الجحيم  صار هناك مبشراً أيضاً للخلاص , لذلك لم يكن مرضه للموت بل لبشارة الراقدين علي رجاء القيامة بالخلاص .نعم كان مرض  لعازرلاجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به.
-  مع الأعمى و مع لعازر أعلن أنه  نور للعالم. لأن كليهما كان في الظلمة.الأعمي  في الظلمة بدون عينان و لعازر في  ظلمة الجحيم . هناك حيث أشرق النور يستدعيه للخروج و لم يعد المرض للموت بل لمجد عظيم.
مع المولود أعمى تمجد و مع الذى مات و أنتن أيضاً تمجد.هنا الرب يصنع خيطاً سرياً بين الضعف و بين المجد  لا يُرى إلا بالإيمان لأنه لما بالصليب تمجد أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة.
- المرض هو الخطية التى تفشت في الطبيعة الفاسدة كما هو مكتوب  (كل الرأس مريض و كل القلب سقيم, من أسفل القدم إلى  الرأس  ليس فيه صحة إش 1: 5. و ها المسيح يخطو خطواته النهائية صوب الصليب لكى يميت موت الخطية  . آخذ أسقامنا و حامل أمراضنا مت 8: 16. فقدت الخطية سلطانها و لم يعد هذا المرض للموت بل للمجد .
دعوناه و هو يأتى عند قبورنا ليواجه الخطية بدلاً منا فهو الغالب. ما دمنا نأخذ من موت المسيح كفارة ومن قيامته نصرة و من صعوده رفعة و من جلوسه عن يمين أبيه مجداً يكون حقاً هذا المرض لمجد الله.
كان يسوع يحب مرثا و أختها و لعازر
حين قال لنذهب إلى اليهودية  (أيضاً)  كان يشير إلى المرات العديدة  التى أراد فيها أن يجمع خراف إسرائيل الضالة لكنها  لم تريد. في البيت كان ثلاثة.لعازر مات مثل آدم و نزل إلي الجحيم .و بقيت الأختان على الأرض كاليهود و الأمم من غير سند. كانت مرثا  كاليهود مرتبكة بخدمة كثيرة لو 10: 38 إنشغلت بها عن الجلوس عند قدمى السيد. مرثا  العهد القديم الممتلئ بالفرائض و الطقوس و تعاليم الناس لهذا عوتبت.كان بيت لعازر كالبشرية التي على الأرض.
عجيب هذا الوحى  المقدس إذ في كل المرات تذكر مرثا أولاً ثم مريم آخراً . في كل مرة تذكر مرثا أنها تخدم و تذكر مريم صامتة تتعلم أو تسكب الطيب . مرثا أولاً لأن الرب أختار أولاً بيت إسرائيل و إذ مرثا منشغلة عن السيد إرتكنت مريم بإتضاع عند قدميه مع الأمم التى أتت في أواخر الدهور, آمنت به  و أبصرت النور . صار لها النصيب الصالح  و فرحت بالذى أحب الجميع .
مرثا مع اليهود جائت . وُصِفت مرثا أنها أخت الميت .الأمة التى نالت الوعد بأن يقوم أخوها و من هو أخوها إلا المسيح الذي صار بكراً بين أخوة كثيرين.. أما مريم فجاءت سراً لتنال سر المسيح  كالأمم. مرثا دعت مريم فأتت لأن مرثا هي كنيسة العهد القديم التي كرزت لكنيسة العهد الجديد  أتينا نحن الأمم للمعلم إذ دعانا. في المكان الذى لاقته مرثا لاقته أيضاً مريم .في المكان الذى لاقاه فيه اليهود لا قيناه نحن الأمم.كان المكان  حزيناً و رائحة الموت في كل إتجاه فوق الجلحثة هناك عند الصيلب .هو وجدنا و نحن وجدناه .هو دعانا فإستجبناه و من يومها إلى الآن نحن ندعوه و هو يستجب.نلنا الطوبى أكثر من الشعب القديم. إنضممنا لمريم التى إختارت الذى إختارنا منذ تأسيس العالم.
خلاص واحد و قيامتان
لو كنت ههنا لم يمت أخى. قالتها مرثا و قالتها مريم أيضاً.لأن فقد المسيح هو الموت . هو الجحيم نفسه.لم يمت لعازر بسبب المرض بل لأنك لم تكن هنا, لم تكن قد تجسدت بعد. متنا بسبب إفتقارنا للخلاص.لا تغب عنا يا مخلصنا الصالح لأننا لا نحتمل فقدانك و لو لحيظة.
من ليست له القيامة الأولى لا نصيب له في الثانية. من ليس له المسيح قيامة ليست له في الأبدية حياة بل موت,.القيامة الأولى إنتقال من موت الخطية إلى الحياة فى المسيح ينالها من آمن كوعد المسيح الصادق( لو مات فسيحيا).بالثبات في القيامة الأولى ننال القيامة الثانية الحياة الأبدية في ملكوت الله.
تكلمت مرثا كاليهود عن القيامة الثانية التي ستتم في اليوم الأخير. لم تفهم اليهود  القيامة الأولى أى الخلاص. .لم تسمع من قبل عن القيامة الأولى التى تتم هنا على الأرض بقيامة المسيح لنعيش القيامة معه.المسيح هو القيامتان  الأولى  و الثانية.إلأن ربنا له المجد  قال أنا هو القيامة و الحياة.
لا نكلل بالقيامة الثانية إن لم نجاهد  بالقيامة الأولى قانونياً. قالت مرثا  (أنا أعلم) قيامة الدينونة و( لم تعلم) أن المسيح  كان يتكلم عن قيامة الحياة التى للأبرار.تشابهت الكلمات لكن الفرق هائل.كانت كلمات اليهود شبيهة بكلمات المسيح لكن فكر اليهود كان منفصلاً عن فكر المسيح . إحتفظوا فقط بالكلمات و فقدوا روح الله.نسبوا تعاليم الناس لفكر الله و تعاليم الله لفكر الناس .هلكوا حين ظنوا أنهم عارفون؟
لكن الرب فى المشهد الحزين لم يعاتب مرثا  علي مفاهيمها اليهودية الخاطئة لأنه مزمع أن يصححها بالصليب. وصيته لمرثا وكل اليهود أن يؤمنوا به .قال مخلصنا لمرثا من آمن بى و لو مات فسيحيا.
بكى يسوع
فى كل حزن للبشرية كان المسيح حاضراً و رجاء الروح شريكاً لدموعنا.تعزياته سبقت آلامنا.بكى يسوع  و إنزعج بالروح لأن بكاءه ليس بكاءاً بشرياً فحسب بل إلهياً أيضاً إذ كان الروح شريكاً في دموعه فلما بكى بالجسد بكى بالروح أيضاً و كما أن دم المسيح كافياً للكفارة عن كل البشرية كذلك دموع يسوع كافية لأجل توبة كل البشرية وفيه نثبت .ليس أن اللاهوت بكى لكنه كان شريكاً في دموع يسوع. البكاء ليس بلغة الأرض بل باللغة السمائية.لذا وقف الوحى عند  عبارة بكى يسوع و لم يصف شيئاً لأن البكاء فوقانى.حين يبكى الله المتجسد فدموعه لا تشبه دموعنا و نزيف عينيه يخلص.و كما خلصنا بالماء الذي تدفق من جنبه مع الدم  كذا بالماء الذى تدفق من عينيه نقوم من كل خطية.نحن أبناء هذه الدموع. الدموع لإقامة لعازر و العرق الممتزج بالدم  لخلاصنا لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة . الدموع التى أقامت لعازر كانت دموع محبة و رحمة ومغفرة لذلك بكاها يسوع لأجل البشرية كلها. رغم أنه بكى لكنه صرخ بصوت عظيم آمراً لعازر أن يقوم فبكاء يسوع ليس مناقضاً لقوة يسوع.فوق الصليب بنفس الصوت العظيم سلم الروح لأبيه  و نكس الراس . المسيح مخلصنا بكى هنا و لم يبكِ فوق الجلجثة رغم بشاعة آلام الصليب حتى لا يظن أحد في المسيح خوف أو ضعف أو أنين أو تردد  بل يعرف الكل أنه بفرح قد جاء وخلصنا.و كما خاطب الآب فوق الصليب خاطب الآب هنا شاكراً.
قيامة لعازر
كان لعازر في القبر و حين سألهم أين وضعتموه أجابوا يا سيد تعال و أنظر.فنظر من السماء فوجدنا موتى بالخطية و الأرض أنتنت لسبب شرورنا.أشفق علينا و جاء متجسداً  وقف قدام موتنا كمحارب شجاع يتحدى سلطة سيد قاس.
عند قبر لعازر حجر.عند قبر المسيح حجر.كان الموت حجر عثرة في طريق الأرض كلها.كانت الأحجار عند كل القبور لكنه أقام من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم. كانت الأحجار كالأختام و قد خرج الغالب ليفك الختوم.أربعة أيام خلف الحجر كان لعازر وحده و الفساد . كنا مثله .أغلق الحجر على الإنسان في الظلمة و كانت لنا جميعاً رائحة الموت و طبيعته.كان الجحيم يضم في جنباته أحلى من فينا.كان لعازر هناك في الجحيم مع الأبرار مثله.وقف يسوع على الأرض قدام اليهود و لم يبصروا في يديه مفاتيح الموت و الهاوية.
كانت يداه تبدوان من غير سُلطة.وجهه مغسول بالدموع.صوته عميق عميق يتغلغل الأرض و الجحيم. يتغلغل أيضاً حتى السماء .صاح بصوت عظيم آمراً  لعازر في الجحيم  فلم تقف ملائكة  السماء في وجه العائد من الموت إلى الأرض. الجحيم و السماء و الأرض ,كل الكون سمع صيحة القيامة. إن صوت المسيح جبار يملأ الكون.لعازر يا كل لعازر هلم خارجاً.قام لعازر مكفناً  و إنزوى الموت خجلاً لأنه بعد قليل يفقد شوكته.
خرج الميت
فى الأرض نعرف كلمات مثل (دخل الميت إلي القبر) لكننا لا نعرف كلمات مثل (خرج الميت من القبر). حين نقرأ- (خرج الميت) يبطل منطق الأرض و يسود حكم السماويات لأنه ليس في كلماتنا قيامة لكن في حياة الروح القدس خرج الميت. بسلطان المسيح على الموت خرج الميت .
رجلاه و يداه مربوطات بأقمطة لكن خرج الميت فكيف خرج؟ وجهه ملفوف بمنديل فكيف رأى؟ ليس من سبيل إلا أن تلبس المسيح و يسكنك الروح القدس او به نحيا و نتحرك و نوجد.هذا هو سر لعازر.
بالمسيح قمنا من الموت و سنقضى ما تبقى لنا من العمر نسمع صوت المسيح يقول حلوه و دعوه يذهب.
في إقامة لعازر أمر الرب الموت و الجحيم و الملائكة و لعازر نفسه فقام.الآن يأمر الرب الكنيسة أن تبدأ مهامها.تحل القائمين من الموت.كل الأربطة في اليدين و الرجلين تحلها. بسلطان المسيح الممنوح لها تدشن الجسد و تقدس الحواس و المنديل الملفوف فوق الوجه تنزعه لكى يبصر لعازر المسيح.لا نحتاج إلى برقع فى العهد الجديد بل ننظره وجهاً لوجه.نعم ننظره و سنراه كما يرانا.و كما إختبر الميت الموت و الجحيم و الظلمة  إختبر القيامة أيضاً و صار الخارج من القبر مؤهلاً لير المسيح و يحيا في النور.
طوبى لليهود الذين آمنوا بالمسيح مع مرثا .طوبى للذين يقبلون المسيح اليوم و كل يوم و إلي الأبد آمين.
-----------
حين تصادق القديسين  و تجلس مع لعازرمحبوب المسيح القائم من الأموات  تتعلم منهم مجد المسيح و هو حديثهم السماوى الوحيد فإسمع منهم. إن لم تعرف كيف تصادقهم فإذهب إلى التائبين و تعلم.فهم الأحجار التى تزحزحت من عند القبور و رأت نور الخلاص.فإن لم تعرف أين يتوبون فإذهب إلى الكنيسة و هناك أنظر الوليمة و شارك.فعندها يتجمع الملائكة و القديسين و من يشارك فيها ينال الحياة.إن أعثرتك الأحجار قف عليها و اصرخ للمسيح.قل له حبيبك الذى تحبه مريض و دواءه الشافى هو  شخصك.لو جئت ههنا لن أموت أبداً.



397
سلسلة المسيح في آحاد الصوم المقدس -7-
المسيح و المولود أعمى يو 9
Oliver كتبها


السيد المسيح له المجد جعل المولود أعمي مثلاً للبشرية المولودة عمياء بالخطية,فالمولود أعمي كان جالساً مستسلماً لعماه , يمد يده لكل إنسان لعله يتعطف عليه. كان البشرضائع كهذا الأعمى  يسير في الظلمة مستسلماً للخطية و سلطانها .و لأنها بشرية عمياء سارت بجهل مع كل من أخذها فهي لا تدر.أخذها إبليس فسارت معه تعبد أوثانه.أخذها العالم فلم تحتج و سلمت له الإرادة .أخذتها الفلسلفات فلم تمانع و سلمت لها الفكر.أخذتها الأنبياء الكذبة فلم ترفض و سلمت لهم القيادة.و لسبب عماها قتلت الأنبياء الحقيقيين و بقيت عمياء كما هى بدونهم.و مضت لاهثة في طريق الموت. لكن لما جاء ملء الزمان تجسد صانعها العارف كم تحتاج إلى أعمالٍ  إلهيةٍ كثيرة كى تعود إلي الوجود.
لا هذا أخطأ و لا أبواه
محبة المسيح و عزمه علي خلاصنا سبب قوله لتلاميذه  (كأنه يقصد كل إنسان) لا هذا  أخطأ  و لا أبواه (آدم و حواء) لأن الخطية صارت بالحقيقة  منعدمة بفعل الصليب الذي أوشك المسيح أن يصلب عليه .نعم بالصليب يتمجد الله في الكل إذ سحق الموت و الفساد.
ينبغي أن أعمل أعمال الذى أرسلنى
آدم أخطأ و فسدت طبيعته و لأننا أبناء ما بعد السقوط  فقد ورثنا الطبيعة الفاسدة . أخطأ أبوانا  و دخلت الخطية إلي العالم . أخطأنا لسبب  فساد الطبيعة و صار الموت نتيجة حتمية للخطية و الفساد معاً و إذ وضع الآب مسئولية خلاصنا علي كتف إبنه تطلب خلاصنا أعمالاً إلهية كثيرة يقوم بها الثالوث القدوس بتناغم و تكامل. فالخلاص مهمة إلهية خالصة لمنفعة إنسانية خالصة.و لأن شفاءنا يلزمه قهر الموت و تجديد الطبيعة لذلك قال مخلصنا  الحنون أنه ينبغي أن يعمل أعمالاً كلفه بها الآب الذى أرسله حباً فينا.أعظم هذه الأعمال أنه أطاع حتي الموت.
ما دمت في العالم فأنا نور العالم
لأن الأعمي يحتاج النور صار لنا  المسيح عيناً نرى به كل ما حجبته الخطية عنا قبل الخلاص. كشف المسيح عن كونه نور العالم لكى كل نفس ترى الوجود بالمسيح. كشف الرب يسوع المسيح سر ولادة الإنسان أعمى.ولد هكذا  لكي يتمجد الله فينا بالصليب لكي ندرك سر محبة الآب.
أحداث المعجزة و صورة رمزية للخلاص
المسيح صور  بمهارة واقع البشرية وعمل الخالق مع صنعة يديه  من خلال هذه المعجزة بكل أشخاصها . أثناء أحداث هذه المعجزة يظهر المسيح و يختفي عدة مرات - و التلاميذ يسألون و يشيرون علي الأعمى – ثم الأعمي  في لقاءه  الأول ثم الثانى مع المسيح –  الجيران و هم نوعان الأول قال هذا هو و الثاني قال أنه يشبهه -ثم اليهود و هم نوعان أيضاً الأول هم الفريسيون  الذين قالوا أن المسيح ليس من الله و الثاني  هم اليهود الذين قالوا كيف يقدر خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات – ثم ابواه –– ثم يظهر المسيح دياناً في نهاية الأمر. كيف نري هذا الأمر يقارب كثيرا تاريخ البشرية .فلننظر و نتأمل.
الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء
إن المعجزة بدأت مع البشرية بعد السقوط .حيث كان قبل السقوط كل شيء مستطاع . قبل السقوط لم تكن المعجزة تسمى معجزة لأنها كانت طبيعية للإنسان البار غير الفاسد قبل الخطية.لكن بمجرد أن أعمت الخطية عين الإنسان  إحتاج إلي المعجزة لأنه ما عاد يبصر المسيح و فقد كل سلطان  .جلس متصوراً أنه منسياً من قبل الله.لكن الله كان مشغولاً جداً بتدبير خلاصنا.جلس الأعمى ككل إنسان خارج الهيكل ما عاد يبصر الهيكل السماوى .مطروداً بإرادته و بغير إرادته.
كان الآباء و الأنبياء القديسين مثل التلاميذ مكتفون برؤية الأعمي.يتساءلون عن سر بليته. من أخطأ؟ الجميع أخطأوا و فسدوا و صاروا بلا أعين.الآباء لا يستطيعون أن يخلقوا فيه عيناه المفقودتان.الخلق أمر لا يستطيعونه. بقى الأعمي أعمى و مضى الآباء ينتظرون.كانت إشارات سمائية تظهر و تختفي في كل جيل تعلن و تؤكد وعد الرب بالخلاص.لذلك كان المسيح في هذه المعجزة يظهر و يختفي مرات متعددة و التلاميذ يراقبون.
كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه
فى التراب نفخ..أرسل روحه علي العذراء. تفل في الأرض .صنع لنفسه جسداً.شابهنا في كل شيء. طلى عينى الأعمي.صارت البشرية لابسة المسيح. الإنسان و هو سائر من أول  باب الهيكل من العهد القديم  و حتى إلي بركة سلوام حيث يستقبل النور  من ملك السلام ما كان يرى إلا بعيني المسيح كان فقط يسير بقوة الكلمة.الأعمي يسير بالطين علي عينيه لا يسنده أحد إلا الوعد . الطلاء صناعة المسيح, على وجهه ,على رأسه ,حتي يصل إلي بِرْكة السلام و إلي السماء .و المفديون أيضاً.المسيح المتجسد  الطلاء الجديد صار يتقدمنا يملك علي رؤوسنا.أصبحنا نسير بعيني المسيح . بنوره نعاين النور.
صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا

ساد الصمت  اللقاء الأول مع الأعمى إلا عبارة واحدة.فالكلمات عند الصليب نادرة..لم يفتح فاه.إنحني إلي الأرض. تحت الصليب إنحنى.ثم إرتفع و رفع التراب في يديه المثقوبتين. جذب إليه الجميع.نفخ روحه و صنع طيناً جديداً.صنع إنساناً جديداً.في صمت أيضاً إستسلم الإنسان ليد الرب لم تكن للأعمى كلمات..ماذا كان بمقدور البشرية أن تقول؟لم يكن لها لغة السماء فسكتت عجزاً و خوفاً و قصوراً.كان اللقاء عمل إلهى و إستسلام بشرى.هذا ما يقود للخلاص.مات المسيح و يبقي أن نستسلم لليد المجروحة تقودنا للنور الأبدى.مضى الإنسان مطيعاً للمسيح فصار بصيرا.ذهب إلي المعمودية .هناك إغتسل. من فوق ولدت له عينان. ما أبهاك أيها المستنير بيد الرب يسوع.
الجيران (لمن من الملائكة قال قط:«انت ابني انا اليوم ولدتك)
الجيران هم الساكنون في بيوت أخرى.و للبشرية جيران.بعضهم ساكنون في مساكن النور الأبدى أي الملائكة القديسون.و البعض الآخر الساكنون في الظلمة و هم الملائكة الأشرار. كان الجيران يرون الأعمى قبل أن يراهم هو.فالملائكة خلقت قبل الإنسان.و الشياطين سقطت قبل الإنسان.و جميعهم كان يرى الإنسان  و يعرفونه منذ ولادته و قد إنقسموا عليه.فالبعض يثق أنه هو  نفس الإنسان لكنه شفى من عماه و موته و فساده.لأن الملائكة شهود للخلاص.و خدام العتيدين أن يرثوا الخلاص.هؤلاء أقروا أن المسيح فدانا و أن الأعمى لم يعد أعمى لأن المسيح قد مات لأجله.أما الشياطين الكاذبون فقالوا ليس هو.هؤلاء هم الجيران الأشرار الذين يحسدوننا لأجل النور الذى اشرق فينا.هؤلاء يبثون أكاذيبهم كأننا لم . كأن المسيح لم يمت.
ما أجمل رد الإنسان علي الجيران إذ قال( إني أنا هو)...تماماً كالمسيح حين يتكلم عن نفسه لأننا في العهد الجديد نتكلم بلسان المسيح لأنه مأكل و مشرب و ملبس حق يسكننا.
الفريسيون و اليهود (لذلك يجب ان نتنبه اكثر الى ما سمعنا لئلا نفوته)
أتى الفريسيون بالأعمى.الذى صار منظراً للناس و الملائكة.سألوه كيف أبصر فأجاب بالمسيح أبصرت.فقالوا هو لا يحفظ السبت.و لم يدركوا كيف تغير السبت إلى أحد القيامة.تشبثوا بالقديم ناكرين الفداء.ظلوا علي عماهم فأبصروا المسيح كخاطئ و هو حامل خطية العالم كله.
اليهود تركوا أنفسهم ضحية للفريسيين .لذا لم يصدقوا أن الأعمى أبصر و أن الخلاص قد تم.عادوا يسألون  أبوى الأعمى.عادوا إلي كتبهم.إلى آباءهم. إلي موسى و الأسفار .الكل ألمح إليه بالنبوات.و من ثمر الخلاص أبصر إبننا. بعد أن قرأوا كل الكتب قالوا عن مسيحنا لا نعلم من أين هو؟ حدث انشقاق بين اليهود و الفريسيين و سيحدث أن يخرج آخرون يقولون كيف يقدر انسان خاطئ ان يعمل مثل هذه الايات.تنفتح أعينهم .يرون فيه البر. يؤمنون به في الأيام ألأخيرة.هؤلاء الأخرون ليسوا مثل الأولين الذين صلبوه. هؤلاء الآخرون سيكونون أولين.و الذى كان أعمى للمسيح.كرز لهم سائلاً هل تريدون أن تصيروا  له تلاميذ ؟ و للآن هذا السؤال العظيم ينتظر الإجابة.
نحن و ابوانا الأولين
يشهد آدم مع حواء أننا أولادهما.يشهدان أننا ورثنا الفساد.إستشرت الخطية في كل حياتنا .ولدنا عميان.هما يعرفان أننا عميان لأنهما إختبرا العمى قبلنا.لكنهما لا يعرفان ماذا حصل معنا.كانا في الجحيم ينتظران علي رجاء القيامة.يشهد الأبوان أن الأعمى إبنهما و لكنهما لا يعرفان كيف أبصر.لم يكون سر المسيح قد إنكشف لهما . لكنهما عرفا فيما بعد.أبوانا الأولين يرون فينا كمالاً .هو كامل السن.هذا الكمال هو المسيح الذى أخذناه.صرنا به كاملين .يجدد كالنسر شبابك.إختفيا الأبوان سريعاً من المشهد لأن المسيح رد آدم و بنيه  إلي الفردوس.تركا الهيكل الأرضي و صار الراقدون أحياء هناك.
هو ات بابناء كثيرين الى المجد
تم الفداء لكن للمسيح أعمال كثيرة يعملها.ما دام نهارا فالثالوث لا يكف عن العمل. للخلاص و الإستنارة.لذلك كان اللقاء ثانية  مع المسيح لسؤال واحد أتؤمن بإبن الله؟ هذا السؤال الأهم في تاريخ البشرية. الدعوة للخلاص. مهمة الكارزين الأسمى. رسالة المسيح للعالم من خلال الكنيسة بكل من إستضاء قلبه و عقله .فليجتهد الكارزون لنفس السؤال لكل نفس . بنفس طريقة المسيح و محبته.أتؤمن بإبن الله؟ فإذا كانت الإجابة بنعم ليصحبها الصلاة و المحبة و السجود. لأن الإيمان بدونهم يصبح كلاماً لا فعلاً.لو لم يصبح الإيمان بالمسيح سلماً نصعد به إلي السماء فما جدواه.
المسيح الديان ستنظر كل عين
يأتى المسيح دياناً مبهراً في أبهى مجد .مرهباً لمن اصر علي العمى.مبهجاً لمن آمن به فأبصر وأطاعه.إذا الخلاص قد تم لم يعد هناك عذراً للعميان. فليسرع كل أحد و يأخذ نور المسيح ليتحول من أعمى إلي كارز.لأن مجيئه قريب و هو القائل ها أنا آت سريعاً.


398
سلسلة المسيح في آحاد الصوم الكبير -6-
المسيح و المفلوج  يو 5
Oliver كتبها

كان لأورشليم سور عظيم و أبواب عشرة تتخلله.واحد فقط من الأبواب العشرة هو الذي تقدس . الذي بناه ألياشيب  الكاهن العظيم نح 3: 1.ألياشيب الذى معناه  من يريده الله .قدس الباب و جعله لدخول الخراف للذبح .(من يريده الله) بني باب الضأن و قدسه . (من يريده الآب) دخل من باب الضأن. الآن أيضاً باب الضأن يتقدس بالحقيقة  بواسطة ربنا يسوع الذبيح الأعظم و الكاهن الذى يريده الآب.
أخذ الباب إسمه من الخروف الداخل منه. أخذت بيت حسدا (بيت الرحمة) إسمها من عمل الشفاء فيها.و أما نحن فقد أخذنا إسمنا من مخلصنا الصالح يسوع المسيح .
عيد اليهود و عيد المسيح
كان عيد لليهود لكنه لم يكن عيدٌ للمسيح و بدونه كيف يصير العيد عيداً ؟ الرب  في غضبه نسب العيد لليهود و ليس لشخصه.لأنهم في العيد نسوا الرب فلم يعد عيداً للرب بل لليهود إش 1 : 14.في العيد أهمل رؤساء الكهنة  عباداتهم و ترك الكتبة  تعاليمهم و تشاوروا معاً كيف سيمسكونه و يقتلونه بعد العيد فأى عيد هذا  - مر 14 :1و2 - ما دام المسيح لم يكن جوهر العيد فإن الأعياد كلها تصبح نكرة.  ها الجميع منهمك في العيد  في القتل بينما المسيح لأجل حياة  يعمل ليصنع  لنا عيداً اأبدياً بالخلاص.
عند بركة بيت حسدا الراقدون يأملون أن يأتي ملاك ويحرك المياه فيشفي أول من يلمس المياه بعده.واحد فقط من بين الآلاف المنطرحين ينال  الشفاء .خلاص الجسد هذا كان إشتياق اليهود.فيما كان الجميع يتوقع ملاكاً أتى رب الملائكة مخلص الجميع . و لما عرفوه صلبوه؟
أتريد أن تبرأ؟
يا مخلصي أنت قد رأيت المفلوج علي حافة البركة حيث كل الراقدين راغبون في الشفاء .من لا يريد أن يبرأ؟ أنه  مثل الجميع يريد أن يبرأ و السنوات الطويلة التى قضاها مطروحاً تعكس قوة رغبته في الشفاء .يا يسوع  لا يخفى عليك عدد محاولاته الفاشلة  و كم مرة نزل قدامه آخر. نظراته و آلامه يقولان أنه يريد أن يبرأ.كل شيء فيه يقول أريد أن أبرأ .هل من مريض عند البركة إلا و يريد أن يبرأ؟ فلماذا كان سؤالك أتريد أن تبرأ؟
أظنك يا سيدي تقصد بسؤالك : أتريد ان تبرأ (بواسطتي )؟ من خلالى أنا؟  لأن البعض ينتظر ملاكاً و البعض يتمنى إنساناً يلقيه في البركة .تضخم عدد المحاولات الفاشلة حتى ثمانية و ثلاثون عاماً دون جدوى؟ الآن أتريد أن تبرأ بيدى؟ أتقبلنى شافياً لك ؟؟ أتريدني مخلصك؟ هل  تريد أن تبرأ هكذا ؟ لأن في الأرض كل الراقدين يريدون أن يبرأوا لكن معظمهم يريدون أن يبرأوا بطرقهم لا طريقي. يريدون شفاء الجسد  فقط  و لأجله  يتسابقون , لكن نفوسهم تبقى معتلة و أرواحهم تظل منهزمة.
من أجل هذا سأل ربنا يسوع ,أتريد أن تبرأ كلياً. إحترس من الشفاء الناقص. شفاء الجسد و لو بمعجزة يصير بلا فائدة لو لم يصحبه صلح مع المسيح.يشفى الجسد و تبقي الروح مريضة . المسيح عنده الشفاء الكامل للجسد و النفس و الروح.لهذا حذر المفلوج قائلاً : ها انت قد برئت، فلا تخطئ ايضا، لئلا يكون لك أشر.
برر المفلوج نفسه بأنه حاول و فشل حيث لم يجد إنساناً يلقه في البركة  مع أن المسيح  لم يسأله لماذا أنت مريض لكن سأله هل تريد أن تبرأ . المسيح لم يأت كى يلوم الخطاة بل يخلصهمُ.إنشغل المفلوج بتبرير المرض و إنشغل أبوانا بتبرير الخطية.حواء تحججت بالحية و آدم تحجج بحواء لكن لم يقل أحد يا رب يسوع المسيح إرحمنى أنا  الخاطئ . المفلوج مَثَلَنا بصدق قدام المسيح الذي جاء ينقذ البشر المنشغل بالتبريرات, الغافل عن مسيحه.
ليس لى إنسان
ليس لى إنسان  ليس عذر بل ذنب. سقطة مهلكة أن ننتظر إنساناً وقتما يجب أن ننتظر إلهاً.ننتظر من يرمينا في البركة حين يجب أن نطلب من ينقذنا من الهوة المظلمة.قضت البشرية ايامها بين نبى و نبى و في النهاية تقتله . تنتظر إنساناً ثم تلعنه . إن طول الزمان الذي إنقضى على البشرية و هي سقيمة بالخطية جعل أنظارنا وأفكارنا أرضية.إشتياقاتنا جسدية. كان المفلوج مطروحاً قدام البشر فاهملوه ثم لما نال الشفاء بدونهم إعترضوا علي شفاءه يوم السبت؟ هؤلاء من كان ينتظر المعونة منهم؟ لم يفرحوا بخلاصه . هذا يحدث لمن ينتظر ذراع بشر.لهذا أنهى المسيح هذا الإتكال علي البشر بسؤاله لكل إنسان : أتريد  خلاصى ؟ أتريد أن تبرأ باليد الإلهية ؟ أنا هنا لأجلك . الإتكال علي البشر  إحتقار المسيح.من يتكل على البشر لا يكرم الإبن لأنه مكتوب : لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب. من لا يكرم الابن لا يكرم الاب الذي ارسله . ليسرع كل واحد قائلاً  نعم يا رب أريد أن أبرأ بواسطتك أنت وحدك. أنت شفاءى التام الأكيد و خلاصى الوحيد.لك الكرامة و المجد لأنك ملك و مخلص و حبيب.
المسيح فى الطبيعة الفاسدة عمل
كما قدم المفلوج صورة واضحة للبشرية العاجزة .بحججها الفارغة.جاء اليهود ليكملوا الصورة البشعة التي تكشف فساد الطبيعة الإنسانية.
  قساوة القلب تغلغلت في أعماق البشر , تصور البعض أنه يفهم الحق أكثر من الحق نفسه. حكم اليهود علي شفاء المفلوج فى السبت بأنه لا يحل. إتهموا كاتب الشريعة بإصبعه أنه لا يعرف الشريعة.  يقاضون المسيح. هكذا القساوة تلد الجسارة الكاذبة. كل هرطقة تبدأ بقساوة القلب . تتجبر و تتجاوز حتى الإفتراء. قال اللَّه عنهم: "رعاة كثيرون أفسدوا كرمي، داسوا نصيبي، جعلوا نصيبي المشتهى برية خربة، جعلوه خرابًا" (إر10:12-11).هؤلاء القساة تركوا الرجل طريحاً دهراً بأكمله ثم لما شفاه المسيح هاجموه و هاجموا الرب شافيه .يريدون أن يطفئوا وهج خلاص هذا الإنسان .يبددون الفرح بالشفاء. المعجزة أوجعت شياطينهم.الطبيعة الفاسدة تستحسن البقاء في الظلمة .تظل ترفض و تسعى لتتخلص من المسيح.طردوا يسوع. لأن النور يوبخ الظلمة بوجوده. لم يفعل اليهود جديداً فالمسيح عاش مطروداً و مطارداً منذ مولده حتي موته بالصليب.أما أولاد الله فقد قبلوه و أسكنوه في أغلي القصور أي قلوبهم .
لماذا تطرد الطبيعة الفاسدة المسيح ثم تسعي لقتله؟ أما كان يكفي انها تجبرت و طردته ؟ لا ,.لأن الشيطان لا يقنع بأي مستوي تنحدر إليه البشرية في خطيتها.إنه يظل يدفع من منحدر إلي منحدر.حتي إلي الهاوية.لأن طرد المسيح يعني إنتقاله ليخلص في مكان آخر أما قتله – حسب تصورهم الفاسد- فيعني القضاء عليه. طردوا الذبيح من باب الضأن.و هو يسعى لخلاص طارديه و صالبيه.
سبت السماء
الذين ظنوا أن السبت في السماء مثل أيامنا علي الأرض لا يدركون أنه لا توجد في السماء ايام. حيث لا دوران و لا ليل  بل نهار دائم  يوم واحد هو الأبدية .مجد لا نهائي.فماذا يكون سبت الرب الذى فيه إستراح.؟
في ستة ايام  خلق الرب الخليقة الأرضية الزمنية .كان تدبيره أن يبقي البشر قليلاً في الأرض ثم ينقلهم بعد أن يطعمهم من شجرة الحياة ليعيشوا معه في السماء إلي الأبد.و كما خلق له في الأرض جنة ,كان يعد له  في السماء مسكناً دعاه (موضع الراحة) راحته فينا و راحتنا فيه.هذا الموضع الذى أقسم للذين يرفضونه أنهم لن يدخلوه.فالسبت إذن في السماء هو لإعداد المساكن الأبدية و ليس للتوقف عن العمل الإلهى . لذلك كانت رسالة الرب يسوع بشأن السبت  أنه جعل من أجل الإنسان . أما الله فيعمل  وقال عن ذلك أنا ماض لأعد لكم مكاناً .كل ما يتم إعداده لنا الآن هو عمل الأعمال الأبدىة  هذا هو سبت السماء.
أما اليهود فقد ظنوا أن السبت للخمول غير مدركين قول المسيح أبى يعمل و أنا أعمل.و حين قال هذا كان يصف أبديتنا معه .لذلك لم يقبل اليهود أن يعادل نفسه بالآب. كعادتهم طلبوا أن يقتلوه و هو للموت قد أتى مهاجماً و ظافراً. فليفتح عيون قلوبهم ليفهموا أن السبت هو الخلاص و ليس نهاية الأسبوع. ولأن كل معجزة شفاء كانت تصاحبها معجزة غفران للخطية و هو نفس ما سيحدث في سبت السماء.لهذا كان ربنا يسوع يشفى في السبت ليعلمنا ما يعمله الآب و الإبن في سبت السماء.في السبت السماوى يكسونا بالغفران الأبدى.
المسيح يعلن ذاته
البعض ظن أن تهديد المسيح  بالقتل سيوقفه عن خطة خلاصنا  لكنه في إيمان بعمله يعلن أنه سيجوز حتي النهاية.الآب أيضاً مصمم .ابى يعمل و أنا أعمل. لا وقت للراحة حتي يستريح الإنسان في المسيح ,ما أعجب إصرارك علي خلاصنا يا سيدنا الصالح.هذا ما تكرر أيضاً عندما خلق عيني الأعمى إذ قال ينبغي أن أعمل أعمال الذى أرسلنى. كن كالمسيح المتمسك برسالته المنشغل بعمله لا توقفه مضايقات البشر بل تكشف تصميمه لكي ينجح فيما أرسل له.
أن ما يفعله المسيح  في الأرض هو نفس ما يفعله الآب يهوه في السماء. المسيح له المجد ينطق بأحد الأسرار العظمي هنا إذ يقول: لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل. الإبن ينظر الآب و يصنع ما يصنعه الآب.نحن في المسيح صرنا قدام سماء مفتوحة.الآب إستعلن لنا في الإبن.ليس حجاب بيننا و بينه. الإبن رسم حى لجوهر الآب.و نحن صورة حية للإبن . الإبن يكشف لنا شركة الثالوث في خلاصنا.الآب منشغل بعمله لأجلنا و الإبن متجسد يخدم قاتليه و الروح القدس ينقل محبة الآب و حياة الإبن و يسكن فينا .الصلح يتم حسب الخطة الإلهية.
و أما أنت يا حبيب المسيح ,إذا وجدت نفسك  وحيداً لا يبالى بك احد. كسيراً من كثرة الهزائم.منطرحاً و ليس فيك قوة.أرفع عيناك و قل يا ربى يسوع  المسيح أريد أن أبرأ . هو يشفيك و أنت تكرمه دائماً بالحب.و تبتهح بخلاص الرب و تكن أنت نفسك عيداً للسماء.

399
5- سلسلة المسيح في آحاد الصوم الكبير
المسيح و السامرية  يو 4
Oliver كتبها
الرب يسوع ترك اليهودية قاصداً الجليل  . المسيح  الأعظم لا يريد للأصغر ( يوحنا المعمدان) أن يختفي لذلك ترك له اليهودية ليستكمل إكليله.لأنه عالم أن المعمدان يجب أن يخدم سريعاً في اليهودية  ثم يمضى شهيداً.الشمس تمضي إلي الجليل لكي يتلألأ القمر في اليهودية.هكذا يرتقي المسيح بخادمه المعمدان ثم يذهب إلي الجليل قاصداً أن يرتقي بخادمته السامرية .
المسيح سلم السماء
المسيح هو السلم السمائى الذي تدرج عليه إيمان السامرية حتي وصل إلى قبول المسيا.
كانت أسئلة السامرية كثيرة بدأت ب: كيف تطلب مني ؟ و إنهالت الأسئلة مثل من أين لك الماء ؟ هل أنت أعظم من أبينا يعقوب؟ أين يكون السجود؟ حتي وصلت إلي (أنا أعلم). إستندت المرأة الخائفة من الناس علي محبة رب الناس حتي تصل إلي ميناء الخلاص.
بدات ب (أنا لا أعلم  كيف أو أين أو من ) فإنكشف قدامها أقنوم المعرفة.في المسيح توجد كل الإجابات.تُقبَل كل الأسئلة. إذا إنطرحنا قدامه بجهلنا يأخذنا إلي الحكمة في شخصه.
الأسئلة كثيرة و الرب طويل البال يرحب بالسؤال تلو السؤال.يصحح السؤال و يجيب علي ما هو هام لخلاص النفس.حتي وصلت إليه النفس فهتفت أنا أعلم أنك مسيا لأنك أخبرتني بكل شيء.
- تدرجت في أسئلتها  من الرفض التام  (كيف تطلب منى ,أنت يهودي و أنا سامرية) إلي الجدل الممكن  ( من أين لك بالماء و ليس لك دلو و البئر عميقة؟ إلى التمني(ألعلك أعظم من أبينا يعقوب إعطنى هذا الماء)  ثم الطلب على إستحياء حين طلبت من السيد بإعتباره العارف بكل الأسرار  أن يحسم الصراع بين اليهود و السامريين بشأن الهيكل المقبول هل هو هيكل أورشليم أم هيكل جرزيم بالسامرة.إلي الكرازة بكل جرأة بالمسيا  الذى إكتشفها و إكتشفته و هو ما لم تحلم به.
من الرفض إلي الكرازة كانت رحلة السامرية و هي كذلك رحلة كل نفس تعرفت علي المسيح و تعلقت به إلي النهاية. اصبحت السامرية كارزة.تركت الجرة . راح العطش.الخائفة من الناس صارت تبشر الناس.عجباً يا صانع النفوس الذى  بخلاصه قام الموتى يبشرون بالأبدية؟ حقاً أنت السلم السمائي.
 - تدرجت رؤيتها للمسيح إذ كان في بداية الحوار  مجرد رجل يهودى في نظرها ثم أصبح سيداً ثم نبياً ثم مسيا و هى علي السلم السمائى ترتقى.
- تدرجت معرفتها  بالمسيح لأنها في بدء الحوار لم تكن تعلم عطية الله و من هو الذي يكلمها.ثم لم تكن تعلم عن أى ماء يتحدث المسيح.ثم لم تكن تعلم لمن تسجد.لكنها في النهاية بدأت تعلم أنه المسيا.حتي أن السامريين  شهدوا قائلين أننا سمعنا و نعلم أن هذا هو بالحقيقة مخلص العالم.
المسيح يأخذنا من جهلنا بالعطية ليقدم لنا شخصه المبارك بطرق متنوعة.و يروي ظمئنا إلي الراحة و السلام فيه ثم يعلمنا بروحه القدوس  كيف نخضع له و نتبعه. و حينما نثق به يدربنا لنشهد له . ساعتها لن نطيق أن نصمت بل بكل قوانا نعلن أنه مخلص نفوسنا الصالح.
إعطينى لأشرب
بدأ الحوار بطلب المسيح من السامرية أن تسقه.فإستصعبت السؤال.لم تري المسيح عطشاناً بل رأته خصماً. كان نظرها منحصر بين (الجنس -و الجنسية- رجلاً- يهودياً). لكن تأنى الرب عليها فتبينت أنها  في حضرة الإله.
لا زال المسيح يجوب العالم.يتجول في الشوارع و الأزقة كغريب  بينما ينتظره البعض متجلياً في مجده. و هو شاء أن يظهر للناس صغيراً غريباً عطشاناً جائعاً مريضاً محبوساً .هذا هو المسيح الذي لم يدركه العالم من شدة تواضعه. إنتبهوا أيها الأحباء حين تسمعون صوتاً يسألكم شيئاً.قولوا في قلوبكم ألعله هو المسيا؟ 
سيأتي يوم يقول  الديان  فيه قدام الجميع كنت عطشاناً, كنت جوعاناً ,كنت مريضاً ,كنت محبوساً,فهل يظل البعض يعامل المسيح حسب جنسه و جنسيته؟ هل يظل البعض يفرز الناس غير عالم أنهم بهذا يستبعدون المسيح من حياتهم.
إن حوار المسيح مع السامرية يكفي ليكون حواره مع البشرية . فلنستعد للأصاغر لأن المسيح شاء أن يتصور فيهم.لم نعد بحاجة إلي نفس الحوار لكي نتأكد أنه المسيا و لا نحتاج إلي دليل يثبت أننا نحن الذين سنشبع إن أطعمناه ,سنرتوى إن سقيناه و سنتحصن إن آويناه.سوف نكتسى إن سترناه و سنشفي إن زرناه و و  سنتحرر إن أتيناه .لم نعد نحتاج نفس أسئلة السامرية حتى نفعل مثلها و نتحول  من الكلام النظرى إلي الحب العملي.
حوار العطاشى
كان في البداية المسيح عطشاناً و المرأة أيضاً.ثم  نعجب أنه في النهاية لا المسيح شرب و لا المرأة أخذت جرة الماء. لقد روى المسيح عطشه بربح النفوس و روت السامرية عطشها بربح المسيح. اللقاء كان من أجل الأبدية و لم يكن ماء البئر إلا مناسبة صنعها  للحوار.كان اللقاء بين عطشانين كلاهما إلي الآخر.إليك أنا أيضاً عطشان يا مخلصى .
لا تبحث للمسيح عن دلو
لا تبحث للمسيح عن دلو لكي يعطك الماء.فهذا عمله هو مروى العطاشي بغير دلو. في العطش أشارت السامرية علي المسيح أن يبحث له عن دلو  و في الجوع  أشار التلاميذ علي المسيح أن يصرف الجموع إلي القرى المحيطة  و الحقول لكي يستريحوا و يجدوا ما يأكلونه و ما كان المسيح محتاجاً لمشورة التلاميذ و لا لمشورة السامرية لأن الجميع  شبعوا و إرتووا لما تركوا الرب يتصرف بمشيئته الخاصة. دع الوسيلة للمسيح ليخلصك. المسيح له المجد لا يحتاج إلى مقترحات. إتكل عليه و ثق به و دعه يدبر الأمور بقدرته.هو القائل (أنا أروي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً) رؤ 21.
ليس لي زوج
لما قال مخلصنا الصالح للسامرية حسناً قلت أنه ليس لك زوج لم يكن يعني فقط حالتها الإجتماعية بل أيضاً حالتها الروحية. هي نفس محتاجة إلي العريس السماوي .النفوس التي ليس لها زوج هي التي تقبل المسيح عريساً لها و تتحد به بالروح القدس.. حسناً لو تخلصت كل نفس من قيودها الخمسة .أزواجها الأرضيين .من الشبكة التي تنسجها  مداخل الجسد الخمسة  حول النفس لتجرها إلي الأرضيات.حسناً لو تخلصت النفس من شباك الحواس الأرضية لكي نتمتع بالحواس الروحية المدربة بعمل الروح فيها.فلتهتف كل نفس اليوم قائلة يا سيد ليس لى زوج.أنا أنتظرك عريس نفسى.أنا أنتظر الإتحاد بك في العرس الأبدى.نعم ليس لى زوج إلا أنت.هذا هو النصيب الصالح الذى إختارته السامرية.هذا ما إستحسنه المسيح أنه ليس لها زوج و هذا ما إستحسنته السامرية أن يصير يسوع عريساً لها.كلنا مدعوون لعرس الخروف.


400
-4-سلسلة المسيح في أناجيل الصوم الكبير
 إبن الله و الإبن الضال لو15
Oliver  كتبها
الإنسان الذى كان له إبنان هو المسيح المتجسد.منذ بدء الخليقة له إبنان.آدم و حواء. ثم إنقسمت البشرية إلي إثنين يهود و أمم.و ظل يسوع المسيح الرب الإنسان يفتح قلبه للإثنين معاً.
الجميع زاغوا و فسدوا
الأصغر طلب نصيبه بالكلام و الأكبر طلب نصيبه بالصمت فقسم (لهما) معيشته. الأصغر طلب أن يصير مثل الله .له مُلكه و سلطته و حريته حسب هواه بعيدا عن أبيه. و الأكبر عاش في البيت كعبد و لم ينعم بميراثه. بدأت الخطية بالأصغر ليس في رتبته أو في بنوته بل في عمره و حكمته و إكتملت الخطية بالأكبر .بدأت الخطية بحواء و إكتملت بآدم. حواء تكلمت مع الحية و سقطت و آدم أخذ الثمرة و أكل .سقط في صمت أيضاً. سقط الأصغر و الأكبر معاً. الأصغر بدد ميراثه و عاش فقيراً و الأكبر رفض ميراثه و عاش فقيراً . أعوزهم مجد الله.فظهر الله في الجسد . المسيح الإنسان الذي كان له إبنان.
المسيح و الإبن الضال
بعد ايام قليلة جمع الأصغر كل شيء, لكي يبدد كل شيء. الإنحدار التام لا يحتاج وقتاً طويلاً.لذلك جمع الإبن الضال سريعا كل مقتنياته ثم زاغ و إختفي, حتي ظهرالله في الجسد.
أنفق الضال  كل ما له و إسترد المسيح كل ما له. جاع الإنسان الضال فجاع المسيح عوضاً عنه.إفتقر الإبن الضال  فإفتقر المسيح عوضاً عنه.لكي نستغني نحن بفقره.مضى الإنسان بعيداً فتجسد المسيح و إقترب. إلتصق الضال بأهل الكورة البعيدة وفسدت طبيعته.فإلتصق الإله بطبيعتنا البشرية و صار الظاهر في الجسد لكي يفك ربط الخطية.ذهب الصغير إلي حقول الشياطين مشتهياً أن  يملأ بطنه من قاذوراتهم  فجاء المسيح  أرضنا ليغلب الشياطين عنا و يهب نفسه شبعاً لمن يريد.. مكرت الشياطين و تلاعبت بالصغير فلم تعطه ما يشتهي حتي يظل كسيراً أسيراً.فالشيطان يتخابث حتي يأتي بالموت أما المسيح فقد أطاع حتي الموت و وهبنا الحياة. عب 2 : 17
حين عاد إلي نفسه عاد معه المسيح.آخذاً صورة عبد لكي يرد للضال البنوة.و حيث لم يكن ممكناً أن يصل صوت الخاطئ للسماء صار المسيح شفيعاً.فهتف الضال في فكره ( أخطأت قدامك), و صعد المسيح به إلي السماء و صار للضال قدام الآب كفارة و وساطة و غفراناً.لذا تجرأ الضال أن يقول (أخطأت في السماء) و ما كان يعرف السماء قبل الفداء. هذه هي المرة الأولي التي جاءت السماء في فكره.بالمسيح جاءت. نظر الإبن الضال إلي الشفيع السائر معه  يعود به إلي أبيه  مضي نشيطاً ما صدق نفسه.
نعمة المسيح
نعمة الله تعمل مع الجميع. بالنعمة ركض الآب خارجاً ليقبل إبنه الضال.بالنعمة خرج الآب خارجاً ليعالح الإبن الأكبر و يعطه نفس الرجاء و الفرح.بالنعمة رجع الأصغر إلي نفسه مشتاقاً إلي رتبته الأولى. شَبَعْ البنوة.كان الله أبوه  لا زال في الذاكرة يسكن ,كانت النعمة تحفظ الذاكرة رغم الفساد في البشرية كلها. صورة المسيح و مثاله ماثلة أمامه.النعمة غلبت ضلال البشرية.بقي الشبع في خبرته. كان بين  الضال و أبيه أسفاراً.بين الإنسان و السماء حجاباً. النعمة رفعت الجائع للخرنوب  إلي السماء ليقول هناك أخطأت يا أبتاه.وصنعت من الضال مشتاقاً إلي بيت الآب.إلي مُصالح .و قد جاء و صالحنا مع أبيه الصالح و شبعنا من نعمته.
العجل المسمن
لماذا جري  الأب خارجاً ليعانق الضال العائد من الموت؟فقط لأنه يرى فينا صورة إبنه يسوع المسيح. الذي سار لنا الطريق و إختصر لنا زمن الضلالة.من سهل لنا طريق التقوى؟ من شفع لنا عند الآب .من هو إلا الإبن الوحيد .قبل أن يعود الإبن الضال  كان العجل المسمن قد سبقه و دخل البيت.كان هناك في حضن أبيه . يسمنه(أي يتأني  حتي يأتي ملء الزمان) .إن إنتظار وقت الذبح كان خطة سماوية.إن قبول الضال مرتبط بالصليب.يموت العجل المسمن ليعيش الضال و يشبع .هذا هو الثمن.إبن مقابل إبن.البار مذبوح بدل الضال. مات المسيح و أمات الموت. إسألوا إبراهيم البار فهو يعرف لمن كانت السكين.إسألوه عن الخروف الذي ذُبح عوضاً عن إسحق من أين جاء و لماذا كان مربوطاً بالشجرة( الصليب) ..فالأمر منذ البدء تفسيره .إبن عوضاً عن إبن.خروف عوضاً عن إسحق .كانت السكين لنا و الموت مصيرنا  لكن الآب سر أن يضعها علي رقبة إبنه .نعم حين قال الأب قدموا العجل المسمن لنأكل( و نفرح)؟ كان وقت ذبح الإبن مسرة الآب أو قل كان خلاص الضال و لو بذبح الإبن مسرة للآب.ليفرح بنا و معنا.
الحُلة الأولى و مكاسب التوبة
ما هي الحلة الأولى إلا صورة إبنه.هذه هي رتبتنا الجديدة. ثوب الُعرس حُلة و خاتماً و حذاء.لا توجد حلة بديلة فالحلة الأولى هي الوحيدة التي يقبلها صاحب الُعرس..هي المسيح  الحُلة التى نلبسها في المعمودية.لا يوجد بغيره خلاص.الحلة الأولي هي المسيح الذي هو منذ البدء..لنأخذه و نلبسه  كساءا أبدياً فيستتر عرينا. ليعيد لنا سلطان البنوة( الخاتم في يده ) و ليرفعنا عن العالم (حذاءاً فى رجليه).
إبنى هذا (كان ميتاً) فعاش و( كان ضالاً) فوجد
إبني هذا كان ميتاً ,كان ضالاً لكن العجل المسمن قد ذبح.فليفرح كل من يأكله و يصير قديساً. تصبح الخطية من الماضى. تنحل و تتلاشى من الوجود.موت المسيح  أبادها , بدأ عهداً جديداً بغير ماض.لم يعد الموت يطاردنا بل نحن نطارده.كنا موتى و الآن عشنا.الآن نتحصن.صار المسيح حصناً من الخطية. حائلاً بين الموت و بيننا.فلم تعد للخطية نصرة و لا للموت سلطان بل لنا نحن.
الإبن الأكبرخارجاً
الصلح تم.فرح الخلاص بالداخل. المائدة ممتلئة و العُرس مستعد أما هو فكان خارجاً.مكتفياً بالعهد القديم. بالحديث مع العبيد(أنبياء العهد القديم) الذين  صاروا ضحية قساوته.تجبر شعب الله علي الله الذى إعتنى به منذ البداية. إسرائيل العنيدة ناقمة علي الأمم.ترفض المسيح مخلص الجميع و تريد إلهاً لها وحدها. الراعى  فاتح باب الحظيرة و هى  لا زالت خارجاً في الحقل. مع أنه قد مات المسيح.و برأ الإنسان من سم الحية لكن الإبن الأكبر ما زال خارجاً .يرفض الشفاء.فاقد الفرح.محتقر المحبة.رافض أخيه.شبعان إدانة. الإبن الأكبر في عينى نفسه لم يعد الأكبر في عينى أبيه.لأجله أيضاً.خرج الآب مستعداً لإحتضانه كما فعل مع أخيه الأصغر.يا للخزى الذي أصاب عقل الشعب العنيد.ما زال الشعب يتمسك بالجِدى رافضاً الخروف المذبوح.الخروف بالداخل لكن إسرائيل يطلب جِدياً.يتمسك بالذبائح القديمة. المائدة ممتدة ملآنة شبع و سرور لكن إسرائيل خارجاً يندب حظه منكفئ علي نفسه.كأنه فقد البصيرة.لم يستطع إسرائيل أن يخاطب أبيه (يا أبى) لأنه لم يقبل العجل المسمن.أغضبه أن أبيه لم يذبح له جدياً؟ فلم يتصالح.بل تجرأ في لغته .وقف أمام الديان يدين أخيه؟ يدين الذين قبلوا المسيح و يعتبرهم مارقين.لغة الإبن الأكبر تحرم أي إنسان من الدخول إلي البيت. قبول العجل المسمن و محبة الأخوة يفرحان الآب و بغيرهما يبقي الكثيرون في حرمان أنفسهم من النعيم و الفرح الأبدى.
كل ما لى هو لك
المجد للثالوث الأقدس  و نحن شركاء في المجد.الثالوث إله واحد و نحن شركاء في الثالوث فى المسيح بالروح القدس .إيماننا لا يتخوف من هواجس الهراطقة بل بثقة نعلن  أن كل ما للمسيح في الثالوث صار لنا من غير أن نصبح آلهة تُعبد.. صرنا شركاء في المحبة.شركاء في الأبدية.في الملكوت.في النورانية.محبة الآب للإبن صارت لنا نحن أيضاً في المسيح يسوع. روح الإبن فينا يسكن و به إتحدنا. من بعد أن ركض الآب إلي الضال و عانقه لم تعد فواصل بين الآب و بيننا. إحتضننا فأخترقتنا أنفاسه وأصبحنا منه و به نعيش. أصبحنا نعيش كمن صاروا خارج الزمن.أصبحنا ننعم بالأحضان الأبوية الأبدية , التي بواسطتها ننال كل النعم التي في المسيح لتكون فينا و لنا. إذا كانت لنا شركة فهي في المسيح.و إذا كان للمسيح شركة بعد الثالوث  فهي فينا.
من يدرك كل ما هو للآب؟  هل له حدود؟ إن – كل ما هو لك -  يا رب فوق التصور. لا يمكن أن ندركه. و مع ذلك سنأخذه أو لنا الحق أن نأخذه. من يفهم قول الأب لإبنه  كل ما لي هو لك؟ من يدرك كل معانيه.الإبن هو كل ما هو للآب.و الآب هو كل ما هو للإبن.و نحن أخذنا نفس الوعد من الآب و الإبن.إنها عبارة لن يكتمل معناها إلا في الأبدية.إنها وعد سيستمر دون توقف.نظل بسببه نأخذ و نأخذ و نأخذ دون إنقطاع لأن ما للآب لا ينتهى و ما للإبن لا يضمحل.سنظل يا رب إلي الوعد نجوع و نتطلع و على الوعد نأخذ و نشبع.


401
دير الريان و هجمة الشيطان
Oliverكتبها
 
ما أصعب الكتابة حين يكون الأمر شائك و الجروح  التى من الداخل هى الأكثر ألماً .ما يحدث بشأن دير الريان هو هجمة شيطانية لا تنكسر إن لم ننكسر قدام المسيح.
لم يكن معظمنا يعرف أو يسمع عن دير أسمه - دير الريان أو الدير المنحوت نسبة إلي التشكيل المعمارى الذي يتكون منه الدير حيث أنه منحوت في الجبل و كذلك القلالى التي يتكون منها الدير.قليلون هم الذين يعرفون أنه دير القديس مكاريوس  حيث أن للقديس مكاريوس أديرة عديدة في الإسقيط.ربما يكون هو مؤسس هذا الدير أو أحد تلاميذه.
الدير أثري  نعم و بكل تأكيد .بل أنه لو بحث علماء الآثار في كل شبر في برارى مصر سيجدون أديرة و قلالي و كنائس أثرية .حتي أن القديس يوحنا كاسيان الذي طاف أديرة مصر في القرن الرابع  و جلس مع رهبانها  ليجمع كلام منفعة لكنيسته في فرنسا .قال عن رحلته أنك لو قطعت الطريق في أول الصحراء حتي آخرها لن ينقطع عن أذنيك اصوات التسبيح التي تصعد من كل مكان في براري مصر.أيضاً ذكر القديس جيروم كلاماً شبيهاً في كتابه تاريخ الرهبان  القرن الخامس.اي أن البراري كانت متصلة ممتلئة بالأديرة و الرهبان و صوت التسبيح ينبعث من كل منطقة فيها ,فلا عجب أن نسمع عن دير أثري منحوت بل العجب لو لم نعرف  أين بقية الأديرة .
رسالة لأخوتى رهبان الدير
يا أحبائى أعرف و تعرفون  أن الرهبنة دعوة و تلمذة و تجرد.فلينظر كل واحد في نفسه و يفتش قلبه و ينتبه لما ينقصه و يسعى كي يستكمله لأن الرهبنة هي سعى نحو كمال المحبة .
يا أحبائى لن تغنيكم رمال الصحراء.دعوا الرمال التى تعفر العيون و تؤزم القلوب و تقزم الضمير.نعم يمكننا أن نأخذ الدنيا  كلها بوضع اليد لكن لا يمكننا أن نمد نفس اليد لنأخذ بها المسيح فالأكف صغيرة عن أن تمسك الإثنين معاً العالم و المسيح -الذى رفض ممالك الأرض-.
أحبائى .في قلوبكم إشتياقات لأنفسكم  .و في قلوبنا إشتياقات لأجلكم .نريد أن نرى فيكم المسيح الذي خرجتم لأجله .نريد أن نرى فيكم المحبة النقية الخالية من المكاسب.نريد أن نرى فيكم محبة الأخوة التي كانت أيام  الآباء القديسين أنطونيوس وبولا و  مقارة و باخوميوس و شنودة و غيرهم.
حيث تملك المحبة القلوب فهناك الدير و الكنيسة و حيث لا محبة فهذه هي الظلمة الخارجية.
أحبائى .ضاع زمن بغير هوية  و الآن فتح قدامكم المسيح الباب.يدعوكم للدخول.من ير أنه مدعو فليقبل و من يرفض سيفشل حتي لو تجمعت فيه قوة جليات.إغتنموا الفرصة لأنها تخص أبديتكم .لنفهم الأمر ليس من حكمة أرضية بل بحكمة المسيح الأبدية .
أحبائى تعالوا نصلى معاً لأجل أن نعود إلي  محبتنا الأولي و ليقل كل منا لنفسه  كما قال القديس أرسانيوس لنفسه – أرساني أرساني تذكر ما خرجت لأجله-
أحبائي من إنسحب من الدنيا بأسرها يسهل عليه الآن أن ينسحب من كل وسائل الإعلام و كما أنتم تعرفون من هم الرهبان  . الرهبان قلوب مفتوحة و قلالى مغلقة.
أحبائى أنتم تعرفون أن القلالى المغلقة لا تنفع بشيء إن لم يصحبها سكون اللسان و تضرع القلب.فليقل كل واحد لنفسه يصمت العاقل في هذا الزمان.
أحبائى الرهبان. تعرفون أن من يخضع للمسيح يخضع كذلك لكنيسة المسيح.فلا خضوع للرأس دون الجسد.
الكنيسة علمتنا المسيح فكيف لا نكرمها.لقد أخذنا المسيح من الكنيسة و سنأخذ الكنيسة للمسيح هذه هي الدورة الدموية التي تسري بين الرأس و الجسد كله . خارج الرأس و الجسد لا يوجد غير المقاومين.
أحبائى يا من تركتم الأرضيات لا تعودوا للأرضيات من خلال محاكم الأرض .مزقوا كل شكاية حتي لا نتشابه مع المشتكى الذي يشتكى أخوتنا.
أحبائى يطلب منا المسيح أن نغسل بعضنا أقدام بعض.و سيأتي خميس الفصح سريعاً فلنستعد له بقلوب غسلتها الدموع.و أيادى تطهرت بالسجود.و أعين إنكسرت قدام الرب لعظم خطاياها.فلنستعد للفصح بالحب.و الذي نسبحه قائلين لك القوة و المجد سيكون عندئذ حاضر بجروحه و يشفينا.و سيرد سمعان إلي رتبته الأولى  و يأخذه ليرع غنمه.  طالما عاد إلي محبته.لننظر مثل بطرس على المصلوب  و نبكي بمرارة قائلين أنت تعلم يا رب كل شيء.أنت تعلم أننا نحبك.نبهتنا و لم ننتبه أن الشيطان طلبنا لكي يغربلنا كالحنطة و لولاك ما بقينا  و لا بقى إيماننا إلي هذه الساعة.
أحبائى إن قيامة المسيح تحدث فينا .تأخذنا من المذلة إلي المجد.تأخذنا من الجلجثة إلي الزيتون.ليعمل الروح القدس فينا قوة قيامة المسيح.سيأتي و يحررنا .لن نرض المذلة فيما بعد.فلنتمنطق الآن و نركع لمن قام.و نسأله أن لا يدعنا مطروحين بين ايدى الناس فالوقوع في يد الله أرحم.دعونا من الناس.لكن الوقوع في يد الله يتطلب إخلاء القلب.فليكن الصوم إخلاء للقلب من التعدى و الهموم .لنتب كي نقوم.
أحبائى أنا أعرف قلب المسيح.و أعرف قلب البابا خادم المسيح.فإذا كانت الدموع تغلب المسيح فالإتضاع يكسب البابا.و هو بصدق يسعى لكسبكم للكنيسة.خذوا رضاه و إمضوا لقلاليكم.و سنصلي معكم كي تشفى المحبة كل الجروح.أنتم تعرفون أن الأبوة مكسب للأبناء.
أحبائى أنتم تعرفون أن السكون يأتي من داخل الفكربإستجابة حية لعمل الروح القدس فينا. و هو لا يأت من الأراضي الشاسعة التي تغلق علينا. أنتم تعرفون أن الغنى هو بمقدار محبة المسيح و ليس بمقدار أملاك الدير.فليملك كل واحد في المسيح فيصير أغني من العالم كله.لننفض عنا هذه الأتربة فلا تعلق برؤوسنا.لكي نستحق تيجان الملكوت.لأن من يتخلى هنا ينال هناك.و ليكن أمر الغني و لعازر مثالاً لنا.
أحبائى .دعوهم يشقون الطريق أفضل من أن ننشق نحن ضد بعضنا البعض.أو ننشق علي كنيستنا و رئاستنا.دعوهم لعلهم  و هم يمهدون الطريق يمهدون بأيديهم مجداً المسيح هكذا أؤمن.فقط قفوا و ستنظروا خلاصه العجيب.لو تمكنت من قلوبنا الطاعة لن يجد فينا إبليس منفذاً.و نحن معاً نخشع و نخضع لملك الملوك يسوع.نخشع و نخضع لبطريركنا ولآباءنا ولشعب الكنيسة كله حتي لا يعثر بسببنا أحد.
أحبائى فلنصلى بحرارة كي يعبر عنا هذه الكأس.


402
المسيح في أناجيل الصوم الكبير-2-
المسيح في أحد الكنوز مت 6 : 19- 33-3
Oliver  كتبها
المسيح كنزنا
لا تكنزوا : كنوز الأرض كثيرة و ضائعة ,كلها تفسد من الداخل  ( السوس أى الضعف البشرى) و من الخارج  ( الصدأ أي المحاربات بأنواعها) .و ربما لا تفسد فحسب بل تضيع تماماً (يسرقها السارقون).
يبدأ السوس من الداخل و ينتشر حتي يقضي علي الجميع.و يبدأ الصدأ من الخارج و ينتشر حتي يهوى الكل.و يسرق السارقون من الداخل و الخارج حتي لا يبق شيء.
أما المسيح له المجد فهو (كنزنا) الوحيد..و حيث يكون  الكنز (المسيح) فليتبعه القلب و يشاركه فيما يصنع و يتمثل به.
إما يسكن المسيح داخلنا فيعظم غِنانا  أو تستولي علي الداخل  الرغبات غير المقدسة(السوس) فيصبح الداخل هشاً و يتهاوى و نفتقر حتي إلي رغيف الخبز.
 إما نلبس صورة المسيح أو يلبسنا هذا الذي خلعناه في المعمودية (الإنسان العتيق أي الصدأ) فنتكلم كالعتيق و نفكر كالعتيق و نعيش كالعتيق  و يتشوه جمالنا.
إما نملك في المسيح  و يملك فينا(بالمحبة) و إما نحب غيره فيأتي السارقون و يسرقون ميراثنا المستباح.ويضيع حق الملكية الأبدي.
 الكنوز الأرضية هي أطايب الملك الأرضي التي رفضها دانيال النبي فنال النجاة.لم يبتلع الأطايب فلم تبتلعه الأسود و إنفتحت قدامه الكنوز السمائية ( الرؤى)
السوس
كل ما يفسد قلبك أو إرادتك أو ميولك  و يجعلك تتهاوي من الداخل مثل عديم أو هزيل الإرادة هو كنز أرضي  صلى و إجتهد لكي تتخلص منه .هو عبء عليك .هذا هو السوس الذي ينخر في كيانك الروحي هذا الفساد قد لا يقضي علي ما هو خارجك فتستمر في صلاتك و صومك و خدمتك حتي و أعمال الرحمة لكن الكنز الداخلي ( محبة المسيح) ضائع فتصير الأعمال الروحية أعباء شكلية بلا قيمة عمرها قصير و  سرعان ما تختفى و بإختفاء المحبة يمكن للفضيلة أن تتحول إلى خطية بسبب الرياء.
الصدأ
كنز أرضي.كل ما يلوثك و  يشوه صورة المسيح فيك كما يفعل الصدأ بالأشياء القيمة. تفقد ثمنك و سر وجودك تترك نفسك  لبرودة المحبة للجميع فيصيب الصدأ قلبك .ليس بينك و بين العالم عازل فيصدأ ضميرك الروحى .حين  لا تستدفئ بالمسيح  يصير كنزك مكشوفاً .يأتى الصدأ بدون ضجيج و أنت لا تشعر به.تتآكل من الخارج بفعل الكبرياء و الإنشغالات.و الباب الصدأ  لا يفتح بسهولة حتى لو سمع قرعات الروح.هذا الخمول و التثاقل علامة الصدأ.يجئ المسيح و يبقي خارج الباب.يرضي أن يلمس بابك الصدئ.تجرحه الشقوق حين يقرع بابك.لكنه مجروح و واقف ينتظر.لا يهمه آلامه بل يهمه مصيرك.

السارقون
يأتى  السارقون إلى  حيث لا يحق لهم الدخول. ينهبون أغلى ما عندك.خلاصك...فإسأل نفسك هل لكنزك أبواب؟ هل أغلقت بابك تجاه اللصوص؟  هل يقف الضمير الروحى كحارس علي ما تفكر و تشعر و تتكلم و تعمل ؟ هل تدقق في شيء؟  هل تلاحظ الثعالب الصغيرة هذه التي تدخل إلي الكرم ,تدوس فضائلك في بداياتها. كل ما هو خارج الحصن تفقده. كل ما هو غير محروس بالروح القدس يسرقه السارقون منك و يفرون.كالإبن الضال الذي صار نهباً للذئاب و تحت رحمة الخنازير . ضيع نصيبه لولا محبة الآب .
نوح البار لم يأخذ في الفلك ذهباً أو فضة لكنه نجا ومن معه في الفلك لأنه أخذ الله و تبع وصاياه.و بدون ذهب أو فضة بقيت الخليقة .
بل إكنزوا: كنوز السماء هي ثمار حلاوة عشرة المسيح و حيث يكون كنزكم(المسيح) يكون قلبكم مسكن المسيح.من يستطيع أن يفسد كنزك و فيك روح الله داخلك ؟ من يستطيع أن يصيبك بالصدأ و أنت لابس المسيح  خارجك ,الذي يحصنك دون أن يعصمك.من يستطيع أن يسرق كنزك و يخطفك من يد الراعي و هو  يتحدى الجميع من أجلك قائلاً لا يستطيع أحد أن يخطفها من يدي فماذا يفعل السارقون الآن سوي الهرب قدامك.
ما دام قلبك حيث كنزك.تكون عينك عين المسيح فيستنير جسدك.السراج يشتعل بفعل ما في داخله من وقود .و العين تتحرك حسب هوي القلب.لذا فالعين البسيطة هي التي تنظر مثل المسيح الساكن في القلب.فيستنير كل الإنسان من داخل و من خارج. يحب و يغفر و لا يدين.و تكون عينك مرآة تعكس المسيح الذي يسكنك.
أما العين الشريرة  فهى تنظر من قلب خال  من المسيح . قلب  أعمي يقود عين عمياء و الإنسان يترنح كله في الظلام.لأنه بلا مسيح ساكن فيه فيسقط و يتجرع الخطية بكل أنواعها و درجاتها...
لا يقدر أحد أن يخدم سيدين
كان العبد عند الرومان ملكاً لسيده.لا يحق له  الذهاب إلي سيد آخر لأنه ليس حراً  إلا لو عتقه سيده.و أما مسيحنا الفادي له المجد هو سيدنا الذى إشترانا بدمه و صرنا ملكاً له.و مع أننا عبيد  للإين  إلا أن الإبن حررنا لكي يكون بقاءنا معه و خضوعنا له و خدمتنا له و تكريس أنفسنا له هو بكامل إرادتنا و بمنتهى الحرية و بدافع الحب. المسيح هو هذا السيد الرقيق الذي لم يستغل ملكيته لنا .ما أجملك يا من ذبحت و إشتريتنا لله الآب بدمك من كل قبيلة و لسان وشعب و أمة .
المسيح له المجد إشترانا .كنا مملوكين لسيد قاس هو إبليس.و سيد آقسى هو الموت.فإشترانا بدمه و أطلقنا أحراراً.مات لأجل أن يخلصنا من قساوة الموت و الظلمة القديمة.نعم المسيح هو الوحيد الذي يستحق أن يدعي سيداً.و يستحق أن نخدمه طوال الحياة.
تبغض و تحب
أنت تحب المسيح إذن عليك أن تعادي أعداءه.إبغض الشيطان و الخطية و العالم أي الفكر الخالى من روح الله..المسيح يريدك أن تأخذ موقفاً .مع من تقف؟من تخدم؟ هل المال سيدك أم أنت سيده؟ كل من يستعبدك هو ضد المسيح.إن كان فكراً أو عادة أو شهوة .كل من يستعبدك هو لص  يأخذك من المسيح دون وجه حق.سواء أكان إنساناً أو إدماناً .

أنظروا طيور السماء
أنظر إلي فوق  و تمني. ألا تشتاق إلي الحرية؟ تكون كالنسر. لك تلك الأجنحة التي بها تسمو فوق الأرض و تتجه نحو الأعلي.أتريد ان تكون مشغولاً بما هو فوق؟ بالمسيح .أتريد أن تتخفف من الأثقال  الخطايا و الهموم؟ المسيح يمكنك من هذه الحرية و هذا الإشتياق.يجعل أجنحته أجنحتك.قوته قوتك.ملكوته ميراثك.و يجدد كالنسر شبابك فتنشغل بما هو فوق و يأتي من هو فوق و يكون فيك.
هو حاضر أمامك. تطرح اثقالك و تحمله داخلك حتي تستطيع الطيران.لا يسمح أن تضع الهموم معه في قلبك .همومك لا تجعل قلبك مسكناً مريحاً للمسيح فإتركها تحت قدميه لكي يسكنك المسيح وحده و يتربع.لا يريدك ان تنشغل بغير فائدة. هل تدع الغد يؤرقك بينما الأبدية في يد سيدك حاضرة.أخرج إلي بستان الكتاب المقدس و تأمل كيف تكفل الله بأولاده في كل شيء.و صار الغد الأبدي لهم دون أن يصيروا هم للغد الأرضي.
زنابق الحقل تنمو
الزنبقة تلبس الجمال.و أنت تلبس المسيح الأبرع جمالاً.المسيح لم يتركك  تشبه العالم كما لم يترك الزنبقة تشبه الطين الذي حولها.المسيح  جملك فصرت الزنبقة  السمائية برغم أنك في الأرض بعد.الزنبقة نبتة برية  صغيرة لم يزرعها الناس و أنت أيضاً صنيعة حميم الميلاد الثاني و مغسول بدم العهد الجديد لم يزرعك الناس و لا صنعوك بل أنت مولود من فوق.فيا زنبقة السماء كيف لا تنمو و أنت في يد الزارع الذي خرج من السماء ليجعلك زرعاً سماوياً و ها قد بدأ بك بذرة .صغير كالزنبقة.جميل لأنه ألبسك البهاء.أنت ممثل الزارع علي الأرض.تعكس مجده الأعظم . تأخذ من مجد الملك.ألا تصدق اي مجد أنت فيه؟ قل لمسيحك زد إيماني.بالإيمان ننمو .
ملكوت الله و بره
المسيح هو الملكوت.الملكوت هو المسيح.بر الملكوت هو بر المسيح.ما تأخذه من المسيح هو الملكوت هو البر.ليس الملكوت مكان كالأماكن التي نعرفها.الملكوت هو كيان المسيح الذي يشمل الجميع في الأبدية.الذي يشمل الكل في الأبدية لذلك دعي المسيح حضن إبراهيم .و كما أن الإبن في حضن أبيه أي في ملكوت أبيه سنكون نحن في حضن الآب و الإبن بالروح القدس .الملكوت هو شركتنا مع الثالوث.ليس الملكوت شيء نراه مستقلاً عن المسيح بل حياة نراها مستمدة من شخص المسيح في الأبدية للأبرار.هذه هي الحياة الأبدية.حياة المسيح الأبدية التي ستشملنا و نعيشها هي الملكوت.
و كما هو مكتوب أطلبوا المسيح مكتوب مثله أطلبوا ملكوت الله و بره .كلاهما واحد .إطمئن.إذا المسيح لك فالملكوت لك.إسمك هناك.في سفر الحياة أى في دم المسيح.كل ما ينبغي أن نفعله هو أن نحافظ على الكنز.إنه اليوم يوم الكنوز.


403
المسيح في أناجيل الصوم الكبير
-1- المسيح في اسبوع الإستعداد
Oliver كتبها

هذه السلسلة من المقالات تهتم بكيف نقرأ و نفهم و نعيش أناجيل آحاد الصوم الكبير من خلال التركيز علي شخص المسيح له المجد و عمله الخلاصي الذي يمكن أن ندركه من خلال هذه الأناجيل فنعيش فكر الخلاص حتي نأتي إلي أسبوع الخلاص أي البصخة  .
1-المسيح الصدقة
ماذا تقول لو رأيت أحد الملوك يتفاخر قدام أحد المتسولين. يعايره بأنه لا يملك شيئاً و لا يساوي شيئاً و أن الملك أعظم منه في كل شيء  أو لا وجه للمقارنة بينهما علي الإطلاق .ماذا كنت تقول لو رأيت هذا المشهد؟ أظنك تنتقد الملك و تتعاطف مع المتسول.
لكن لنفترض المشهد بطريقة أخري.ماذا لو رايت ملكاً وجد أحد المتسولين فإحتضنه و أخذه إلي قصره و إعتني به بنفسه. غسل رجليه و كساه  واشبعه ثم خلع خاتمه و ألبسه إياه و قال له أنت إبنى و أجلسه بجواره.ماذا تقول عن هذا الملك؟ أظنك تمتدح الملك.
لا تصنع صدقتك قدام الناس
المسيح هو الصدقة الحقيقية التي أعطيت لنا من الله الآب. لم تنتظر من الناس أجراً بل من الآب صلحاً. صدقة صارت لنا  لم يتفاخر بها الآب علينا بل سُرَ أن يسحقه بالحزن لأجلنا .فإذا الملك لا يفتخر علي عبيده كيف  يتجرأ عبيده أن يتفاخرون علي بعضهم البعض.
  لا تصنع قدام الناس صدقتك لئلا تعاير الملك.هوذا المسيح صنع قدام الآب صدقته أي خلاصه. كن مثله. إذا كان المسيح غناك ومنه تأخذ و تعطي.فبماذا تفتخر؟ إعط  من مسيحك تغتنى و إحترس لئلا تعط الناس من عندك فتفتقر أكثر.
لا تصوتوا بالبوق
المسيح هو الصدقة التي لا تشبه صدقات المجامع, حيث صدقات الكتبة و الفريسين وسيلتهم للتحكم في الشعب أما المسيح له المجد فهو  العطية  التي بها جعل شعبه ملوكاً و كهنة. من يستخدم الصدقة وسيلة للتحكم في الناس يعود إلي صدقات الفريسيين .
المسيح هو الصدقة التي لم تعرف البشرية مثلها إلا في شخصه.لم تصوت أمامه الأبواق مثلما تفعل مع الملوك.لأن صدقتنا ولد مجهولاً وسط الناس معروفاً من الملائكة .لولا أمه و خطيبها و بعضاً من البسطاء ما أدرك العالم أن الصدقة التي حلت في الأرض هي أعظم عطية في تاريخ البشرية.لذلك يا محبي إسمه, ملككم ليس يرضيه موكب صاخب بل موكب عابد,خاشع,له صفات الملك ذاته.الصوت الذي يرضيه هو أعماق قلبك.من هناك تصرخ و هو من هناك يسمع لأن هناك يسكن روحه.في الأعماق و ليس في الأبواق.
لا تعرف شمالك ما تصنع يمينك
المسيح هو الصدقة التى صارت جسداً.  التي لم يختلط فيها الشمال و اليمين .أي ناسوته و لاهوته.لم يمتزجا لم يتحولا لم يذوبا لكنهما إتحدا في شخص المسيح المعطي . و كما لا يمكن لإنسان أن يخفي عن شماله ما تصنعه يمينه لأن كليهما منضبطين بنفس الرأس .فهو فصل في الفعل بغير إنفصال عن الكيان. في هذا المعني, الشمال تختلف عن  اليمين في  الفعل و في الوظيفة لكنها ليست منفصلة عن كيان المسيح صاحب الشمال و اليمين.فإذا قدمت الشمال ( الناسوت) فداءاً بالموت لا يعرف اليمين (اللاهوت) هذا الموت .لكنه نفس الإله.إله الشمال و اليمين.ناسوت و لاهوت لشخص واحد هو الإبن القدوس. .لا يمكن فصلهما بعد الإتحاد
المسيح هو بنفسه هكذا .فيه الشمال و اليمين.الناسوت و اللاهوت. لم يعرف شماله ما تصنعه يمينه. أي في جميع مشاهد التخلي عن مجده لم يطلب ناسوته مجداً من لاهوته.و لا منع لاهوته تخلى ناسوته.
المسيح له المجد هو هكذا.بالشمال و باليمين.واحد بذراعيه.بناسوته و لاهوته.صار لنا خلاصاً وأعظم عطية.
ابوك الذي في الخفاء
الرب يسوع  المسيح صدقة تكشف للناس عن نفسها. فهو مسيح مجاني.خلاصه مجاني.نعمته مجانية.و الأبدية فيه مجانية إن عشنا نطلبه و نتبعه..الصدقة لو لم تكن مجانية ما تحسب صدقة.لذلك مسيحنا القدوس أعطانا نفسه مجاناً.
المسيح هو الصدقة الوحيدة التي إن نلتها صار الآب أبوك.و صار الروح معزيك و مرشدك.المسيح هو الصدقة الوحيدة الذي إذا أعطيته للآخرين لم ينقص من عندك.و إن أخذته من الآخرين لم يحرم منه من أوصلك به.
إذا كان المسيح صدقة فمن  أو ما هو هذا الآخر في العالم كله  الذي يمكن أن ندعوه صدقة؟
2-المسيح الصلاة
مسيحك هو الصلاة. إذا دخلت مخدعك تجده.و إذا أغلقت بابك (طرحت ذاتك) يفتح بابه ( يقدم نفسه) فالصلاة (ذات مقابل ذات).إعطه نفسك و خذه..يظل أبوك في الخفاء حتي تأخذ المسيح صلاة.حينها تري الآب لأنه فيه.و لا يعد الثالوث القدوس غريبا عنك بل تصبح أنت فيه شريكاً.
و حينما تأخذ المسيح لا تحتاج صلاة الأمم..الأمم يكررون آلهتهم.لأنهم يصنعون لهم الصلاة.أما أنت فالمسيح صلاتك. مسيحنا واحد غير قابل للتكرار.مخلص واحد لا بديل عنه و ليس مثله.هو الكلمة التي تصلي بها للآب.هو الإسم الذي يفتح لك الحصون حتي السماء.هو الصلاة التي تسكن فيها الكنوز.المسيح في فمك في قلبك في لغتك هذه هي الصلاة التي بها يعرفك الآب.لذلك تبقي الأمم التي بدون مسيح تصلي بلا منفعة.تكرر صلواتها و كلها باطلة.المسيح هو الصلاة الوحيدة بين الأرض و بين السماء. و ما عداها هو كثرة كلام مثل صخب يزعج السماء و يغضبها.إحترس من الصلاة بغير المسيح لأنها عمل باطل و  مجهود ضائع.
لا تتشبهوا بالأمم.فهم يرفضون المسيح.لذلك ينكرهم الإبن و لا يعرفهم الآب أما من يأخذ المسيح صلاة له يصبح الآب له عالماً بكل ما يحتاجه.لأن وساطة المسيح جعلته تسبق صلاتك , مصلياً لأجلك,مصاحباً معك ,في الصلاة.هو صانع الصلاة و قابلها.لذلك لا تحتاج أن تطلب من الآب لأن المسيح سبق و طلب عنك لدى أبيه الصالح .أنت لا تحتاج شيئاً لو صار المسيح صلاتك.ما أعظم المسيح الصلاة.
عشرة المسيح هى الصلاة الدائمة.المسيح هو  الطريق الذي يمشي فينا و نمشي فيه حتي إلي السماء.و هل غيره صلاة دائمة؟
الصلاة الملكية
يا ربي يسوع إن أنت صرت لي. أقدر إذن أن أدعو أبيك أبي. الذي في السماء يصير علي الأرض.لأنه من لي في السماء إلا أنت الذي صار لي علي الأرض مخلصاً و في السماء وسيطاً و مُرحِباً.أنت ملكوتي.كما أنت ملكوت الآب.ما أبهاك يا شفيعي الحلو.
أنت خبزى الذي يكفيني.هذا الذي يقوتني إلي الأبد.فليكن لي اليوم.لأن اليوم يوم خلاصك.إن كنت أنت خبزي و شفيعي و وسيطي و مخلصي فلا يتبق لمغفرة خطاياي سوى أن أغفر للجميع مثلك.و كيف أغفر أنا و أنت غافر الذنوب. كنت أظنك تطلب أن نسامح أو نقبل الصفح لكنك تأمر بالمغفرة لأخوتنا؟ و كيف يكون لي هذا و ليس أحد يغفر الخطايا إلا أنت  .ليس إلا أن تأتي بنفسك و تحل في و تملأنى فألبسك لأغفر بك. و أعود أتذكر أن الصلاة ذات عوض ذات. لذا كن ردائي و صلاتي و كياني الداخلي.
أنت مخدعي.فإذا خرجت منه أدخل إلي التجارب.و أنا هنا أريد أن تدخل أنت داخلي.و أخرج أنا خارجى.فلا تصيبني تجارب فقدانك.لأن بقاءك فيَ يعوضني حتي عن فقداني أنا.لكنني لست مؤهلاً لأعيش من غيرك.أنت أيها الرب يسوع بالحقيقة صلاتي.
3-المسيح الصوم
لنقرأ كيف يصف الروح الصوم إش 58 "أليس هذا صوماً اختارهُ حَلَّ قيود الشر. فَكَّ عُقَد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كلّ نيرٍ. أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك. إذا رأيت عرياناً أن تكسوهُ وأن لا تتغاضى عن لحمك" *****أليس هذا وصفاً للمسيح...؟
من حل قيود الشر؟ من فك عقد النير فلم نعد عبيداً بل أحباء؟ من كسر نفسه و صار للجائعين خبزاً؟ من أدخل التائهين (البشرية) بيته (الملكوت) ؟ المسيح وحده كسانا بثوب بره و تشارك معنا في اللحم و الدم و صار بكراً بين إخوة كثيرين... يبدو لنا هنا أن تعريف الصوم هو المسيح....المسيح المحرر من القيود و العقد .المسيح المشبع المحتضن.المسيح الساتر الرحوم.هذا هو الصوم.إلبس المسيح بعمله كما تصفه هذه الآيات. لو كان الصوم هو المسيح فما ينبغي أن تكون يوماً في حياتك غير صائم .. صومنا هو, شبعنا هو.قدسوا صوماً.لأن صومنا هو المسيح..نادوا بإعتكاف لأن الصوم بغير التفرغ للمسيح هو فراغ فراغ.
أما صوم الطعام فما هو إلا القلم الذي به نسطر الصوم الحقيقي.صوم الطعام ليس هو الصوم نفسه لكنه المدخل للصوم.صوم الطعام هو القشرة  فقط التي لابد أن تحوي داخلها ثمرة الصوم الروحي أي المسيح الصوم.
صوم الجسد هو إمتناع عن الخضوع لغير ما هو ضروري لحياة الجسد في الأرض من أجل ما هو ضروري لمجد الجسد في السماء
 صوم الفكر  هو الصمت عن الإنشغالات غير المثمرة  مع إتصال دائم بالسمائيات.
صوم الروح هو إنطلاقها من الدائرة الشخصية للإنسان إلي أن تتصل بمصدرها الوحيد خالق الروح هذا ما يحدث  بالتمثل بالمسيح له المجد في بذل الذات و محبة الأعداء.
صلوا لأجل الجميع و لأجل أن نستكمل هذه السلسلة بنعمة المسيح.



404
و إذا حكمتم بين الناس فأحكموا بالظلم
Oliver كتبها
لم يعد الكذب متاحاً  و لا التعصب مستتراً و لا التدليس ممكناً في زمن تصل فيه المعلومة بالصوت و الصورة إلي العالم في لحظتها. .تنكشف الحقيقة لأنك ببساطة لا تملكها بل هي تملكك شئت أم أبيت.
إذا صارت الأحكام فتنة فما الفرق بين الجهاديين و القضاة؟كلاهما يغتال الأبرياء.
إن مقولة لا تعليق علي أحكام القضاء هي كذبة شائعة الهدف منها الترويج لعصمة القضاة و تحصينهم ضد المساءلة.
لقد وضع القضاة في البلاد الإسلامية و العربية  تشريعات يتلاعبون بها في مصير الدولة. شرعوا القوانين التى بها  يصبحون مراكز تحكم بديلة عن أجهزة الدولة.غيبوا لاقوانين التي لا تأت علي هواهم و فعّلوا القوانين غير الموجودة التي تتفق و أدمغتهم المتطرفة.بينما القانون يجب أن يكون محايدا.و التشريع يجب أن يكون حاكماً و ليس متحكماً أى و القاضي يفصل بين الخصوم دون أن يكون خصماً.يميل إلي الحق دون أن يفكر في أطراف القضية ذاتها.
القانون في مصر لعبة.يستخدمها القضاة لتحقيق رغباتهم.يحكمون بما يشعرون أنه يشفي أمراضهم المجتمعية.و يحقق مصالحهم الوظيفية.و يرضي ميولهم  الفكرية و الدينية و الطائفية بالرشوة و بغيرها.
بعد كل حكم يصدر القاضي حيثيات الحكم ليشرح القوانين التي إعتمد عليها في إصدار الحكم.و أنا يهمني جداً حيثيات الحكم أكثر من الحكم نفسه (الذي حكم علي أطفال بالسجن لأنهم يسخرون من داعش) رغم بشاعته .أريد أن أعرف أي قانون هذا الذي أعطي للقاضي الظالم أحقية سجن هؤلاء الأطفال.قل لنا أي قانون هذا حتي نحرقه و نطالب بشطبه من تاريخ الإنسانية و نرسله إلي الجحيم.أنشروا حيثيات الحكم .
عندنا قضاء إشتراه الأثرياء.عندنا قضاء يحكم حسب الهوى.عندنا قضاء غاب العدل عنه فهل بعد ندعوه قضاء؟
المشكلة أننا لا نكتشف فساد  القضاء إلا بعد أن يمسنا شخصياً.و نهلل له طالما هو مسلط علي من نختلف معهم فنؤيده في حينه. ثم لما يمسنا نحن نهاجمه  لكن ليس كما يجب  لأننا كنا نهلل له في وقت آخر.
أطالب بمحاكمة القاضى
إن تعريف القاضى هو أنه الشخص الذي يترجم القوانين إلي أحكام.
من الممكن أن نطالب بمحاكمة قاضى مرتش أو ذو مصلحة.لكن أين في قانون مصر ما يسمح بمحاكمة قاض يتجاهل القوانين و التشريعات و يحكم حسب الهوى حتي لو لم يرتش.فالرشوة هنا ميول و أغراض.و الفساد هنا هو في هدم العدالة عن قصد.و الضرر هنا هو إستغلال لوظيفة في إهدار الحقوق .
ما هي الوسيلة التي تردع القضاة عن إستخدام سلطتهم في ظلم الناس بهذه الأحكام الفجة التي تثير إشمئزاز العالم كله.هل توجد متابعة لأحكام القضاة المتطرفة.هل يمكن أن يوجد تشريع يلجأ إليه المتقاضون لإثبات خروج هذا القاضي عن القانون خروجاً مقصوداً و تجاهله المتعمد لحق المتقاضين؟ كيف نبكي بعد الأحكام دون أن نفكر في كيفية محاكمة القاضى الذي يحاكم الأفكار و النيات بينما القضاء و القوانين في العالم كله تحاكم الأفعال.
متى يوجد في التشريعات ما يجعل القاضى يفكر ألف مرة قبل أن يخالف القانون متحصناً بكونه القاضي .متي توجد آلية لحساب القضاة المتطرفين في أحكامهم.متي يجد الإنسان البسيط تشريعاً يحميه من القاضى الظالم و يمكنه من حقه حتي لو كان القاضى ضده.
رد القاضي ليس حلاً لأننا لا نتوقع ميوله و فجوره مسبقاً قبل نظر القضية حتي نرده عن نظرها.إننا لا نريد رد القاضى بل ردع القاضى.
كل التشريعات المتاحة هي لمحاسبة القضاة علي سلوكيات شخصية خارج المحاكم.و هيئة التفتيش القضائي مختصة بمحاسبة القضاة عن أي فساد مالي أو أخلاقي أو شخصي أما أنا هنا فأطالب بقانون يحاسبهم عن تطرف أحكامهم و تجاهلهم عمداً لحقوق المتقاضين و تحولهم إلي خصوم في القضية بحكم إنتماءاتهم الفكرية و الدينية و السياسية.
أين التشريع لمحاسبة قاضي محكمة إبتدائية تلغي نسبة كبيرة من أحكامه في الدرجات الأعلي.هل هناك نسبة لأحكامه يمكن الإعتماد عليها في تقييمه .
اين التشريع الذي به يسترد أي طرف في المحكمة حقه حين يهين القاضي أحد أطراف القضية أو يسخر منه بأي نوع أو يتحداه أو يهدده أثناء المحاكمة ؟  و الأهم ! هل من هؤلاء ننتظر حياداً و عدلاً.كيف يمكن مقضاة القضاة؟
هل يمكن أن توجد  فترة إختبارية للقاضى يمكن بعدها إزاحته عن القضاء لو ثبت عدم أهليته للحكم بالقوانين بصورة منطقية صحيحة عادلة؟
هل يمكن إضافة نظام المحلفين للقضاء المصري لكي يكون معبراً عن فئات الشعب بصورة أفضل .كما هو معمول به في الدول المتقدمة؟
دروس لمن يحكمون  بالظلم
قوانين عربية
في ديار بني يعرب يعيش القضاة كالآلهة فأوثان العرب كثيرة.الملوك و الفقهاء و القضاة و أسماء كثيرة كالأوثان.
لذا أيها القاضى الظالم أحكم كيفما تهوى فليس في القانون مساءلة.أعجب لقانون يرفض تطبيق العدالة علي القضاة لكنه يوكل القضاة في تطبيق العدالة.أنت تعرف أيها القاضى المتعصب أنه لا تأديب للقضاة إلا في الجرائم الجنائية و فقط إذا كانت في حالة تلبس.بمعني أنه لا تأديب إلا في الخيال.
فليعبث إذن اي قاض بالمجتمع و سلامته غير هياب من العقاب لأنه لا عقاب للقضاة في قوانين العرب .لا تتعب نفسك ايها القارئ لتجد وسائل حساب للقضاة في القوانين العربية فكلها موجودة لحماية القضاة حتي المجرم منهم..
من ساءل القاضي الذي حكم علي المفكرين؟ من ساءل القاضي الذي فرق بين رجل و زوجته دون إرادتهما أو طلبهما؟ من ساءل القضاة الذي برأوا قتلة شهداء أبو قرقاص و شهداء الكشح و شهداء نجع حمادي و شهداء القيسين و غيرهم؟من ساءل القضاة الذين برأوا المعتدين علي الكنائس و المصلين فيها و وصف الجناة أنهم مرضي غير مسئولين عن أفعالهم؟  من ساءل القاضي الذي حكم علي  رومانى الإنسان البسيط بالمؤبد بتهمة الإغتصاب و لسوء حظ القاضي أثبت الطب الشرعي أن المحكوم عليه غير مؤهل لأي علاقة جنسية لأسباب طبية و لا زال في سجنه بريئاً. من ساءل القاضى الذي حكم علي المعلمة دميانة بالأقصر؟ و  من ساءل القاضي الذي حكم علي أطفال أربعة بتهمة إزدراء داعش و من سيساءل القضاة في بلاد الإسلام إذا تفرغوا لظلم مسيحيي الشرق الأوسط و خصوصا الأقباط؟
قوانين غربية
في الغرب حيث لا خريجو أزهر و لا قضاة متطرفون أو فاسدون  يسود الحياد و للعدل وسائله المتاحة للجميع.
1-في أبريل 2009 قدم القاضى الكندي  بول كسجروف إستقالته بعد أن أوصت لجنة محاسبة القضاة بإستبعاده لأن سلوكه مع أطراف متهمين بالقتل كان يتسم بعدم الحياد
http://www.canadianlawyermag.com/4030/judging-the-judges.html
2- الفقرة 42 من الكود القضائي لسنة 1983 يعطي الحق لأي متهم أن يشتكي القاضي أمام النائب العام و امام المحكمة الإتحادية العليا.
3- قانون المراجعة القضائية لسنة 1977 في أستراليا الذي يميز بين الخطأ القانوني و الخطا غير القانوني (كأن تحكم علي أربعة أطفال يمثلون مشهداً لعدة ثوان فتحكم عليهم بعدة سنوات) .كما ينظم القانون كيفية مقاضاة القاضي في حالة إثبات الإخلال في أداءه اثناء نظر القضية و حتي صدور الحكم.
4- في بريطانيا تستطيع أن تقدم شكوي في القاضي  أمام المحكمة العليا أو الإتصال برئيس المحكمة التي تقع فيها القضية أو الإتصال باللجنة الإستشارية لمنطقة المحاكم أو يمكنك التوجه إلي قضاة محكمة التاج أو قضاة الصلح .يمكنك أن تشتكي القاضي إذا أساء في (سلوكه- لغته- طريقة تواصله مع أطراف القضية) لكنك بالطبع لا تستطيع أن تشتكي بسبب الحكم الصادر في القضية إنما يمكنك إستئناف الحكم.
5- في ألمانيا يحق للمواطن أن يقدم شكوي ضد قاضى أمام اللجنة القضائية العليا و هي لجنة مستقلة لها سلطة أن تقرر تصعيد الإجراءات أو حفظ الشكوي  لجنة لكنها لا تشبه  المجلس الأعلي للقضاء الذي يريد الزند من خلاله أن يطبق الشريعة في مصر.
ختاماً أقول لكل قاض ظالم أن هناك من هو أعلي منك.يلاحظك متأنياً عليك لعلك تفيق و ترجع عن طرقك الشريرة. أحكموا بالعدل أو يأتيكم العدل الحقيقي و يطيح بظلمكم بضربة واحدة.

405
يونان النبى
إنسان الله وسط الصراعات
Oliver كتبها
حين نتأمل في أمر يونان النبى نتعجب من عمل الله في الخدام... هذا النبي العظيم كان يدرك  دور مملكة آشور في تدمير إسرائيل عام 722 ملوك الثاني 15  و كان من الطبيعى  أن يونان النبى مثل كل إسرائيلى يكن الغضب و الكره لآشور و عاصمتها نينوى.
كان يونان النبى يظن في نفسه أنه نبياً لشعب إسرائيل وحدهم.فعاش مخلصاً لرسالته.غيوراً لأمته محباً لوطنه  بطريقة  أعاقت  يونان النبى أن يدرك حكمة الله في تكليفه بالخدمة في أرض غريبة.و للشعب أالذى أذاق وطنه مرارة الأسر و النهب و التدمير حين قامت بابل و آشور ضد إسرائيل.نعم قد نجد في أنفسنا مشاعر وطنية جياشة نبيلة  لكن وطنيتنا ليست علي حساب محبة الله إن تعارضت مع مشيئتة في  حياتنا. محبته ينبغي أن تبقى الأولى و الأهم و الأعظم.لا مفاضلة بين إله و وطن.فالرب إله الأرض كلها.
النبى يقول عن نفسه لمن في السفينة (للعالم) – أنا عبرانى و أتقي الرب- و يذكرنا الوحى الإلهي في رسالة رومية 2 : 17-21 - وأنت يا من تسمي نفسك يهودياً، وتتكل على الشريعة، وتفتخر بالله، وتعرف مشيئته.(مكتفيا بذلك علي سبيل الإفتخار) و هى نفس الحالة التى نظن فيها أن الإيمان الذي يتوقف عند كوننا مسيحيون باللقب يكفي للخلاص.
إن سفر يونان النبى يقدم لنا نموذج لجهاد الإنسان مع نفسه و كيف يتدخل الله ليسندنا حين يحتدم الصراع.
 
صراع أفكار:
 يدرك يونان النبى أن الرب هو إله السماء و البر و البحر ( ثم يأخذ سفينة ليهرب من وجه الرب؟) هذا التناقض في أفكارنا الذي يظهر في الفرق بين ما نعرفه عن الله و بين ما نعمله في معاملاتنا مع الله. يعيش يونان النبى  هذا التناقض، فيما هو يعترف بايمانه ويشهد لربه شهادة نظرية ، لكنه  يتمرد على الله، ويهرب من وجهه. حتى حملته هذه التناقضات على تمني الموت والاستسلام له.
في وسط  الصراع يري يونان النبى الريح الشديدة و يري النوء العظيم (لكن الله يري ليونان النبى الحوت العظيم).يونان النبى يري الموت و الله يري الحياة ليونان.إنه صراع بين الموت و الحياة و الله فيه يغلب .من هنا يبدأ مشهد الصلبوت.من بطن الحوت. في الصراع بين الموت و الحياة.
يأتى وقت تهاجمنا الأفكار تريد أن تطرحنا إلي الهوة السحيقة.(خذوني و أطرحوني إلي البحر).حين نشعر أنه لا جدوى من انفسنا و لا رجاء في ملكوت الله حينها يتدخل الله بسرعة و بقوة ليحول الشك إلي الإيمان.كما فعل مع تلميذه توما.
صراع أدوار:
 صراع الأدوار يبدأ حين يتخلي الإنسان عن دوره. يدرك يونان أنه النبى و يدرك أن البحارة وثنيون.لكن الوثنيون هم الذين نصحوا النبى أن يصلى (قم أصرخ إلي إلهك) في صراعنا مع أنفسنا قد تنقلب الأدوار.و بدلاً من أن نقود العالم ننقاد به و بدلاً من أن تكون مهمتنا توصيل كلمة الله للناس-نضعف- فيتدخل  الرب و يكلمنا بنفسه علي ألسنة الناس.لقد أمر الرب يونان النبى أن( يقوم) و يذهب إلي نينوي فلم يسمع و هنا يأمره ربان السفينة أن( يقوم) و يصلي – في الحقيقة هو صوت الرب يتكرر لأن الربان إستخدم نفس الأمر ( قم) .ثم يكرر الرب الأمر بنفسه ليونان النبى  للمرة الثالثة بعد إنقاذه من الحوت.قم إعتدل .عد إلي دورك و مهمتك و خدمتك و رتبتك.
في صراع الأدوار يتخلي يونان النبى عن دوره كمنقذ و حنان الله يحول الحوت من دوره كمهلك إلي منقذ ليونان النبى.في صراع الأدوار يصنع الشعب صليباً لموت المسيح فيصنع المسيح خلاصاً و حياة بالصليب.لا يمكنك أن تغلب الله في الصراع.فقط إعتدل و عد إلي دورك الصحيح.
الله في حنانه لم يعاتب يونان النبى علي عصيانه.لأنه يدرك ما في دواخلنا من صراع .الفرصة لم تضيع و مراحم الرب تتجدد.
إنكشاف الأسرار:
كان يونان النبى يري البحر و الموج و الريح لكنه لا ير أن في الأعماق أسرار,و أن حوتاً تم تجهيزه لا يتوقعه النبى.في أوقات الضعف تزيد النعمة من عملها لكي لا يهلك الإنسان ليكتشف كيف أنه مسنود علي النعمة فيتمسك بها لهذا يقول يونان النبى في صلاته في بطن الحوت (الذين يراعون اباطيل كاذبة يتركون نعمتهم.) يون 2: 8
بعد أن خرج يونان النبى من بطن الحوت ذهب إلي نينوي و نادى عليها (فابتدا يونان النبى يدخل المدينة مسيرة يوم واحد ونادى وقال بعد اربعين يوما تنقلب نينوى)يون 3 : 4  و كان يتوقع أن تهلك المدينة. حتي شعب المدينة تاب و صلي و صام لكي يموت و هو تائب و لم ينتظر أن يرجع الله عن قراره. لكن من الأسرار التي لا نعرفها أن مراحم الله لها طرق عجيبة.تأخذ شاول الطرسوسى من وسط القتلة لتضعه وسط التلاميذ الرسل.مراحم الله تجعل مناداة يونان النبى بهلاك المدينة هي الطريقة لإنقاذ المدينة.مراحم الله تستخدم أدوات لا نتوقعها لكننا نكتشفها فيما بعد حين تتضح لنا أسرار النعمة. الراقدون حول بركة بيت حسدا لم يتوقعوا شفاءاً إلا من البِركة لكن المسيح له المجد أتي للمريض بالشفاء من غير الِبركة.من شخصه من نعمته من حيث لم يتوقع أحد.
صفح الرب عن أهل نينوى و إغتم يونان النبى و قال فالآن يا رب خذ نفسي مني لان موتي خير من حياتي) يون 4 : 3 و لم يكن يقصد أن موته خير علي الإطلاق.لكنه يقصد أنه يريد أن يموت فينتهي هذا الصراع الذي يعيشه.لكن الرب إستخدم نفس العبارة بطريقة عجيبة. نعم صار موت يونان النبى( نظرياً)  في بطن الحوت ثم نجاته من الموت هو أعظم وجه للشبه بينه و بين المسيح. لم يدرك النبى أن موته سيكون آية ل  («جيل شرير وفاسق يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي. لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال) مت 12 : 40  و سيكون  ترتيلة الكنيسة طوال أيام صوم نينوى (يونان في بطن الحوت كمثال المسيح في القبر ثلاثة أيام). في أسوأ أوقات االيأس لا تكف النعمة عن أن تشرق في الظلمة بنورها. و علم يونان أنه حين ضاقت به الحياة جداً كان قريباً جداً من النجاة.
يونان النبى كان يري اليقطينة مظلة و يري الدودة لعنة.لكنه بعد ذلك أدرك أن اليقطينة و الدودة لم يكونا سوى درساً لمعني أعمق للخلاص.فالرب شرح له علاقة الفرح بالنجاة من الحَر بالفرح بالنجاة من الشر.و أما الدودة التي أرسلها الله فلكي ترفع أي غطاء يحجب الإنسان عن علاقة مباشرة بالسماء.و الصليب الذي كان رمزاً للعنة أصبح مدخلاً بنا إلي الخلاص فور أن عٌلق المسيح عليه. كان يونان عند اليقطينة يعيش رموز الصليب دون أن يدرى.
في أوقات الضعف تنكشف أسرار كثيرة.كما إنكشف لإيليا النبي العظيم أنه يوجد سبعة آلاف ركبة لم تنحن لبعل لا يعرف واحداً منها.في أوقات الضعف أدرك يونان النبى محبة الله للعالم كله لأن العالم كله في ضعف. و أنت أيضاً للنعمة مسار و أسرار معك فكن واثقاً و افرح.


406
المنبر الحر / وحدة صلاة الجناز
« في: 21:37 17/02/2016  »
وحدة صلاة الجناز
Oliver كتبها
ليس هذا مقالاً بل بحثاً و دراسة أكاديمية.فإذا كنت مهتم بالبحث فهذا المقال يهمك.
نعم نؤمن بما تعلمناه أن  الصلاة من أجل الراقدين مرتبطة بعقيدتنا في موت و  قيامة المسيح الديان له كل المجد و في ملكوته الأبدى  .
قانونية الصلاة لأجل الراقدين
الصلاة لأجل الراقدين مارسها القديس بولس الرسول لأجل أنيسيفورس طالباً له رحمة و عزاءاً لأهل بيته 2 تي 4 : 19 ( يوجد من يعارض أن أنيسفوروس لم يكن قد إنتقل في ذاك الوقت) . و للقديس ديوناسيوس تلميذه أقوال عن نفع الصلاة لأجل الراقدين.
المبدأ نفسه موجود في الديسقولية إذ ترد إشارة إلى ذلك في قوانين الآباء الرسل (69:1): " يمكنكم أن تصلوا عن الذين انتقلوا من هذا العالم) هذا القانون الرسولى الموثق أخذ منه الصفي بن العسال ( جامع القوانين) في باب القوانين الجزء الرابع - و الذي كتبه و درسه المتنيح القمص صليب سوريال (أهمية إبن العسال تأتي لكونه المرجع العربي الأهم لتعاليم الآباء في زمن كانت اللغة القبطية فيه في مأزق تاريخي لسبب الغزو العربي). كتب القديس "يوحنا ذهبي الفم" يقول:(لنمد لهم العون ونذكرهم؛ إن كان أبناء أيوب قد تطهروا بذبيحة أبيهم، لم نشك بأن تقدماتنا لأجل الراقدين تجلب لهم بعض التعزية؟.. فلا نتردد إذن في مساعدة الذين رحلوا وتقدمة صلوات لأجلهم)
و تؤمن الكنيسة الأرثوذكسية أن الصلاة من أجل الراقدين  هي صلاة للتعزية و يمكن أن تشفع قدام الله لكي يغفر خطايا المنتقل  اللا إرادية و هفواته. الكنيسة لا تصلي من اجل الراقدين بهدف أن يعدل  الله عن قراره بشان الإنسان المنتقل ، فالله هو القادر اولاً وأخيراً على الحكم بعدل وحق على كل شخص .. هو الديان الوحيد ولكن كنيستنا تؤمن أن الله إله احياء وليس إله اموات " فلا يوجد فصل في المسيحية بين راقد و حي، الكل في كنيسة الله أحياء مصلين من أجل بعضهم لأجل بعض.يع5: 16 لا يوجد في المسيح أمواتاً.فالكل حي في المسيح الحي. . في المسيح لا فرق بين الأحياء والأموات لأن الجميع هم أحياء فيه  . نؤمن أن الذين سبقونا إلي السماء لم ينفصلوا عن شركتنا و إياهم في المسيح. ذلك أن وحدة الشركة في جسد المسيح لا يغلبها الموت (يوحنا 10: 28 – 30؛ رومية 8: 38 – 39
نحن نؤمن في المسيح أن الصبية نائمة و أنها لم تمت لو 8 : 24.و كل نفس في المسيح لا تموت و لأنها حية نستطيع أن نشفع لها و تشفع لنا.لذلك يقول يوحنا ذهبي الفم ( حقاً حين جاء المسيح صار الموت نوماً)
صلاة الجناز من أجل الأحياء
بعد قداس أحد الشعانين تصلي الكنيسة صلاة الجناز.حيث لا يوجد موتي.صلاة جناز للأحياء فقط.تصليها الكنيسة ليكون تركيزها في ألام المسيح و موته لا يقطع هذا التركيز موت إنسان .فبصلاة الجناز العام تكون الكنيسة قد تفرغت بكاملها للتأمل في المسيح المتألم .و هذه الصلاة هي طلبة من أجل الراقدين و من أجل فئات أخري في الشعب.ثم ثلاثة تحاليل يصليها الأب الكاهن.إثنان منهما صلوات خضوع لله من أجل أن يرحمنا والأخير هو حل للإنسان الخاطئ من خطيته و هو ما يسمى (تحليل الإبن).
تصلي الكنيسة صلاة التجنيز و لا تشترط أي حالة للإنسان الذي يصليها.كل من يحضر هذه الصلاة يستفيد من وجوده فيها.صحيح أن الشعب وقتها يكون خارجاً من قداس أحد الشعانين لكن لا يشترط أن جميعهم تناول القدسات و لا أن جميعهم في حالة توبة تستحق أن ينال بسببها بركة التحليل الثالث الذي بسلطان الكهنوت ينال التائب حلاً من خطاياه. الصلاة للجميع دون شروط.و ليس مذكوراً في مقدمة الصلاة أية شروط لحضور هذه الصلاة.
و بمناقشة هذا النص لا نجد في صلاة الجناز أي أمر يمنع غير الأرثوذكسي من الإشتراك في الصلاة و الإستمتاع بما فيها من بركات (سوي التحليل الختامي حيث لا يؤمن البروتستانتي بالكهنوت و لا بسلطانه و بالتالي هو يحرم نفسه من الإستفادة منه و ليست الكنيسة التي تحرمه ).لكن الأهم من مناقشة الشروط هو البحث في أصالة النص.متي بدأت الصلاة به؟ من وضعه؟ و متي؟ و أي مجمع أقره؟ و هكذا فهذا هو الأهم من التشبث بالنص.

أصالة نصوص صلاة الجناز
تكلمنا عن أصالة عقيدة الصلاة من أجل الراقدين.و الأن يلزم أن نناقش أصالة (النصوص )المستخدمة في صلاة الجناز في جميع الكنائس.
في الإنشقاقات التي حدثت بين الكنائس لم يحدث أن كنيسة أبطلت الصلاة من أجل الراقدين.رغم أن مفهوم و هدف الصلاة يختلف عند كل طائفة.فالكاثوليك يصلون من أجل الراقدين لكي يجدوا أكثر راحة في ( المطهر) بينما أن الطوائف البروتستانتية بمختلف تشعباتها تصلي الجناز ليس من أجل الراقدين لكن من أجل أهل الراقدين فقط و لا تؤمن أن للصلاة تنفع الراقدين.و في  بعض الكنائس الغربية تتحول هذه المناسبة إلي إحتفالية بشخصية المنتقل و الحديث عن ذكريات البعض عنه.
أخوتنا البروتستانت لهم وجهات نظر عديدة في أمر الصلاة علي الراقدين و في كتبهم آراء تكاد لا تحسم عقيدة من جهة الصلاة لأجل الراقدين.فمن رأي يري أنه حسب عقيدتهم في سابق تقرير المصير و أن الله يعرف من سيخلص و من سيهلك (هم يتكلمون عن المعرفة  الإلهية و لا يذكرون دور حرية الإنسان في إختيار مصيره) فحسب هذا المعتقد يجدون أن الصلاة من أجل الراقدين لا تغير شيئاً ....ثم يتابعون بقولهم بأنه رغم ذلك توجد فلإنسان فرصة في الإختيار بين أن يذهب مع الملائكة أو مع الشياطين حين تخرج الروح و الصلاة من أجل الإنسان في تلك اللحظة تعينه أن يختار الذهاب مع الملائكة .(كتاب الموت في العالم الجديد عبر الثقافات المتعددة  1492-1800 لمؤلفه إيريك سييمان.حتى أن رئيس اساقفة كانتربري 1937 أعلن أن تذكار الموتى لم يكن في وقت من الأوقات مخالفاً لعقيدة الكنيسة الإنجليزية - كتاب علم اللاهوت القسم الخاص للعلامة القمص  ميخائيل مينا(1883-1956)

و يقول أحد أساقفة روسيا في القرن التاسع عشر (فيلاريت) أن الصلاة لأجل الراقدين تمارس في الكنيسة منذ القدم.و قد ذكر ذلك القديس ذهبي الفم في عظاته و القديس كيرلس الأورشليمي في رسائله و القديس أغريغوريوس اللاهوتي في تأملاته.
يعرف الدارسون أن الصلوات الطقسية  هي التي وردت في كتاب تسميه الكنيسة (كتاب الليتورجيا)أي نصوص الصلوات المتعلقة بالأسرار الكنسية  و هي التي حازت علي إهتمام القديسين في القرون الأولي بداية من الآباء الرسل و خصوصاً القديس يعقوب و مارمرقس مروراً بتلاميذ الرسل مثل ليتورجية القديس إكليمندس ثم بعد ذلك ليتورجيات القديسين ( باسيليوس-أغريغوريوس النيزينزي-سيرابيون و الراعى هرماس وغيرهم من القديسين) يضاف إلي ذلك التقليد الشفاهي أو المتاح في برديات أو  كتب متناثرة.
تركزت كل كتب الليتورجيا في نصوصها علي صلوات الأسرار و خصوصاً سري التناول و المعمودية. و لم يتضمن أي كتاب ليتورجيا قديم علي نص لصلوات الجناز.
و من الوارد أنه لم تكن صلاة محددة للجنازات  و لا حتي فرصة للصلاة في عصور الإستشهاد.لكن  من المحتمل أنه كانت هناك صلوات و طقس لتكريم الشهداء .
إن الغزو الإسلامي  و هجومات البرابرة قمع الكنيسة فكانت كثير من الممارسات الكنسية تتم علي عجل و في مخابئ تحت الأرض  مما لا يسمح بتداول نصوص محددة للصلاة من أجل الراقدين.لكن أوشية الراقدين ( صلاة مختصرة من أجل الراقدين)  كانت جزء من ليتورجيا القداس منذ القرن الرابع. و علي مدار أربعة عشر قرناً لم توجد أية نصوص محددة لصلوات الجناز.
أما أول كتاب وضع نصوصاً لصلوات التجنيز للرتب المختلفة في الكنيسة فهو كتاب الترتيب الطقسى للبابا غبريال الخامس البابا 88 في حبريته 1409-1427) و لم يعرض هذا الكتاب علي مجمع و لا تمت مناقشة نصوصه و لو في مجمع أساقفة الكنيسة ذاتها.و هو يحتوى علي صلوات أخري يلزمها تأصيل و تدقيق.لكن ينسب للبابا غبريال الفضل في وضع الاساس الذي تشتمل عليه صلوات التجنيز حتي يومنا هذا. كما وضع صلوات طقسية لأمور أخري .
و نحن نعرف أن أقدم خولاجي باللغة العربية يضم صلوات القداس كما نعرفها هو الخولاجي الذي طبعه روفائيل الطوخي في روما سنة 1736م و في سنة 1902 طبع القمص عبد المسيح المسعودي الخولاجي و اضاف إليه نصوصاً من كتاب ( الترتيب الطقسي للأنبا غبريال الخامس البابا 88 لسنة 1409- 1427) ثم أضاف من عنده إضافات عدة. و كلامنا هنا عن كتب الليتورجيا الهدف منه التأكيد علي عدم وجود نص محدد لصلاة الجناز,و أن كل ما يتلي من صلوات هو إضافات حديثة لأباء معاصرين عدا ما ذكره البابا غبريال في كتابه.
و برغم النص الوارد في كتاب الترتيب الطقسي  عن صلوات التجنيز فإنه كان يترك مساحة لإضافة صلوات و مرثيات خاصة بحسب ما هو متاح من وقت كما يمكن أن تجده في الكتاب ص 145 و 146)
 رغم الخلاف بين الطوائف في ما يمارسه الأحياء من صلوات و طقوس إلا أنه لا خلاف بينهم علي أهمية و منفعة الصلاة للراقدين عندنا نحن الأرثوذكس و أخوتنا الكاثوليك و منفعة لأخل المنتقل كما عند أخوتنا البروتستانت و تشعباتها ....بل حتي غير المسيحيين أصبحوا يقلدوننا و  يصلون علي أمواتهم.فإن لم تجمعنا صلوات الأحياء فلتجمعنا صلاة الأموات.
صلاة جناز موحدة
من الواضح أن مبدأ الصلاة علي الأموات مقبول لدي غالبية المسيحيين بمختلف طوائفهم.
و من هنا ننطلق.ماذا يمنع أن تتفق الكنائس علي نص صلاة موحدة من أجل الراقدين.لست هنا أنا الذي يضع هذا النص الموحد لكنني أضع فقط الفكرة في يد الله و أيضاً أمام قادة الكنائس الروحيين.
قد يخرج من يقول: و هل سنستخدم البخور في صلواتنا و بعض الكنائس لا تقبل ذلك؟ هل نصلي التحليلات الكهنوتية و بعض الكنائس لا تتفق مع سلطان الكهنوت؟ هل نقول للنفس أن تستريح في المطهر و نحن لا نتفق مع فكرة المطهر؟ هذا يا أخوتى ما يستدعي الحوار.بمحبة و رغبة في الوحدة نستطيع أن نصل إلي إتفاق .لا سيما و أن التعبيرات المستخدمة في صلاة التجنيز يمكن التفاهم بشأنها حيث ثبت أنها ليست موثقة بدرجة يصعب معها تعديل ما يلزم للوصول إلي إتفاق.
قد يقترح أحدهم أن نلغي البخور و التحليل و فكرة المطهر؟ هذا رأى من يريد أن لا نبحث و نصل إلي الأنفع لحياتنا الروحية.هذا رأي يستسهل و يتنازل دون مبرر. لكنني أري الأفضل أن تتجه الكنائس صوب الإنجيل و تعاليم الآباء الرسل لكي تكون الشاهد علي كل كلمة نصلي بها نضع منه أسانيدنا في وقت فيه القلوب منفتحة و الرب متدخل بقوة ليحل وسط جميع مؤمنيه كرأس وحيد لكنيسته.الرغبة المقدسة في حوار متواصل  حتي نتفق بإرشاد الروح القدس على مبدأ إنجيلى عميق يجب أن يسود جميع المؤمنين من جميع كنائس العالم.
قد يقول قائل و ما الداعى لصلاة مشتركة بينما يستطيع كل إنسان أن يصلي في كنيسته كيفما يشاء.لهؤلاء أقول نعم يمكننا ذلك لكن ما المانع من وجود هذه الصلاة كنقطة من نقاط تلاقي بيننا نحن مسيحيو العالم. نريد أن نصنع حلقات مشتركة تقلل الإختلافات و الخلافات. إن صلاة مشتركة كهذه  يمكن أن نصلي بها في حوادث الموت الجماعية .نصلي بها لأسر متعددة الطوائف.نصلي بها في التذكارات المشتركة للشخصيات القبطية العامة.نصلي بها لقادة الكنائس في نياحتهم حيث يكون الحضور من مختلف أنحاء العالم. فلتكن فكرة نحسن دراستها و تحليلها و بلورتها .و هنا أدعو كل صاحب فكر و رأي للمشاركة في نقد علمى أو إضافة علمية لصالح الإيمان المسيحي و الوحدة بين أعضاء جسد المسيح الواحد.




407
الفكر الكنسي المنفتح
Oliverكتبها
الإنفتاح في الكنيسة يختلف تماماً عن الإنفتاح في المجتمع.إنه إنفتاح القلب قبل كل شيء.و مفتاح القلب هو محبة الكل.و مفتاح المحبة هو الإرتباط الحقيقي بالمسيح مع سلام النفس و وداعة الروح.
إن جيلنا مميز ببركات متعددة.فهو الجيل الذي عايش ثلاثة  آباء بطاركة يستخدمهم روح الله لترميم الثغرات في العمل الرعوى.بالحياة التبتلية و الإرتباط بالفكر السماوي كما في عصر قداسة البابا كيرلس.و بالتعليم الغزير و تنوير العقل الروحي كما في عصر قداسة البابا شنودة و الآن في عهد قداسة البابا تاوضروس جاء فكر الإنفتاح علي الجميع ليكسب الجميع للمسيح.و ربح النفوس يلزمه مهارة الروح القدس و إستجابة الفكر الروحي الذي يقود الكنيسة.
إنغلاق و إنشقاق
و الكلام عن الفكر المنفتح في الكنيسة هو كلام جديد علينا .فكنيستنا طوال تاريخها كانت بسبب الغزو الإسلامي تواجه حرب بقاء و ليس إنتشار.و حين تتعرض أي كنيسة للإفناء يكون تركيز الخدمة فيها علي بقاء الإيمان و صموده و يعين الروح القدس الكنيسة و يحصنها ضد الفناء لكن مثل تلك الظروف لا تسمح للكنيسة بأداء أدوار خارجية سواء كرازية أو تنويرية أو مسكونية.و أمامنا كنيسة العراق و سوريا حالياً نموذجاً لتلك الحالة.فلا لوم علي كنيستنا لتقصيرها في شأن الكرازة و التبشير لكن اللوم أن نبقي مرتكنين لهذه العوائق التاريخية..
لم تكن الظروف التي واجهتها الكنيسة المصرية شراً خالصاً لأن هذا التقوقع الذي فرض علي الكنيسة كان من زاوية أخري حماية إلهية للإيمان من كثرة  الإنشقاقات التي حدثت في القرون الوسطي للكنائس المنفتحة علي العالم.هذه الإنشقاقات التي أفرزت الصورة الحالية للإيمان في العالم الغربي.لذلك تلاحظ أن العالم الشرقي ليس فيه نفس هذا المستوي أو الكم من الإنشقاقات كالتي في الكنائس الغربية و ذلك بسبب إنعزال الكنائس الشرقية عن الظروف التي واجهتها  بقية كنائس الغرب منذ القرن الخامس الميلادي .
نحن لا نلوم كنائس الغرب لما وصلوا إليه كما لا نلوم كنيستنا فيما قصرت فيه لأن الرب إستخدم الغرب  بإنشقاقاته في إنتشار الإيمان و إستخدم الشرق بإنغلاقه  في ثبات الإيمان و نقاوته و لا يعنى هذا أن إيماننا هو الكامل و لا يعني أن إيمان الكنائس الغربية هو الكامل  لكن لسنا هنا في معرض تفنيد العقائد أو الجدل الذي لا يبنى وحدة بين الكنائس.و أقول وحدة بين الكنائس و ليس وحدة الكنائس و الفرق عظيم. فالوحدة بين الكنائس هو خلق نقاط مشتركة و الإنطلاق منها إلي مستويات أعظم في الوحدة.فالبداية هي نقاط وحدة بين الكنائس و الهدف الأسمي هو وحدة الكنائس الكاملة كجسد واحد للمسيح.
إذن علينا أن ننظر لبعضنا البعض كأعضاء مكملين في الجسد الواحد.لأننا بدون أخوتنا من جميع الطوائف التي تؤمن بالمسيح و لاهوته لن نصبح جسد كامل للمسيح.
الكنيسة تنفتح كلها و تنغلق كلها.
لا تستطيع سفينة أن تبحر إن لم يكن لها ميناء وصول  تستخدم  كل أدواتها و طاقتها  لتصل إليه.لا يمكن أن تسمح للقوى  المتناقضة أن تقودها  إن عزمت الوصول إلي الإتحاد المنشود. و هذه أصعب خطوة في إنفتاح الكنيسة.أن تضبط البوصلة علي إتجاه  الوحدة و اْن توحد الجهود لتصب جميعها في نفس الإتجاه.و لو تحققت وحدة الرأي و القلب و الهدف فإن الأعاجيب سوف تصحب المؤمنين ليلاً و نهاراً حتي تكون  الآيات هي القاعدة و ليست الإستثناء تماماً كما عاش الشعب في البرية تحت رعاية الرب بالسحابة و العمود و بإستخدام موسي النبي كراع حين كانت الرؤيا للجميع دون أن يظن أحد أنه يعيش مشهداً سماوياً فوق الطبيعة  .حين كان الخبز النازل من السماء يومياً أمراً معتاداً يكاد لا يلفت نظر الشعب لعظمة الأعجوبة.هكذا ستكون كنيسة المسيح إن إستطاعت بمعونة الروح القدس أن تنصهر في فكر واحد رأى واحد و قلب واحد.
الكنيسة تنفتح ككل.ليس البابا وحده المطالب بالإنفتاح و لا الآباء الأساقفة وحدهم أو الكهنة هم المسئولين.الإنفتاح علي الجميع مهمة الجميع خداماً و شعباً .قيادة و مسئولين علي جميع المستويات .لن يمكن للبابا وحده أن يفعل شيئاً إلا إذا خضنا معه خطوة بخطوة فكر الإنفتاح الذي يحصننا فيه الروح القدس فلا نتهاون في الإيمان بل نتفهم محبة الرب و عمله في الجميع ونخضع لضرورة التقارب بين الكل. ليس تهاوناً في أرثوذكسيتنا بل نقبل الحوار علي كل المستويات ليس في القمة وحدها.ساعتها لو قادتنا المحبة المخلصة في هذا الحوار سنصل بغير شك إلي تقارب أفضل و تعايش أكثر قرباً من وصايا الإنجيل الحى.
خطوات الإنفتاح في الكنيسة الإرثوذكسية
1- نبدأ برفض الفكر السلبي الذي يسلب منا محبة الأخوة.مثل فكر رفض الآخر و الحكم المسبق عليه.فالحوار بين الكنائس يثمر محبة و تقارب و تفاهم مشترك ما كان سيوجد لولا أننا سمعنا بعضنا البعض. كل التفاهمات التي نجحت بدأت بسماع بعضنا البعض بقلب ممتلئ محبة.فنحن لا نجري حوار في الإيمانيات بمنطق من يكسب و من يخسر و لا بمنطق من يملك الحقيقة وحده  بل بحكمة الروح القدس و الإنجيل بمحبة خالصة للمسيح و لبعضنا البعض.لهذا فالكف عن رفض الآخر هو الخطوة البدائية للتقارب.و عندى ثقة شخصية أن الإستماع للآخرين بقلب منفتح سيقود كثيرين لقبول ما يرفضه الآن من تفسيرات و عقيدة  ليس عن إضرار بل عن إقتناع و محبة.القلب و الفكر المنفتح  سيعالج جروح ما كان يصح أن تكون بين الأحباء. رفض  الآخر يتوقف حين تتوقف الأحكام المسبقة.ليس في المسيحية تكفير. و لا أتكلم هنا عن من لا يؤمن بالثالوث وبالمسيح كلمة الله المتجسد فهذا قال الكتاب عنه أن من لا يؤمن به يدن .
- أما المسيح  الحلو له المجد فإنه لم يعط أحداً سلطة إستبعاد الآخر( من السماء) مهما تذرع بآيات و أقوال.فالرب وحده قابل الزناة و اللصوص الذين طلبوه وهم و نحن  سارقوا ملكوت محبته. هو صاحب الحق فيمن يدخل ملكوته.بهذا الفكر نستطيع أن نخطو خطوة صغيرة للغاية في مجال إعادة أواصر المحبة و تنقية الفكر العام للكل.
- للشعب القبطي عذراً  في تنشئته علي رفض الطوائف لسبب تاريخي و ليس مسيحي. بعض التعليم الذي إنتشر في القرن التاسع عشر و منتصف القرن العشرين  قدم صورة مغالطة عن الطوائف جعل الرأي العام يكرهها لأنه مزج بينها وبين المستعمر الذي إحتلنا في ذاك الوقت , و لكراهيتنا للمستعمر صرنا نكره الطوائف وقتئذ, و لم يفصل تعليم البعض في ذلك الوقت بين الرأي السياسي في الطوائف و الرأي المسيحي في الطوائف.
ليس هذا الأمر جديد .فيونان النبي بدافع من الحس الوطني رفض في بادئ الأمر أن ينادي علي نينوى عاصمة  المملكة  الأشورية التي دمرت إسرائيل قبل ذلك بثمانين سنة. لكن الله عالج الأمر و أعاد يونان إلي الفكر الروحى الذي به ربح يونان و ربح الرب شعباً لم يكن يعرف شماله من يمينه.فالسماء لا تدار بالوطنية التي يختلف فيها الناس بل بالروح القدس. إن كل الطوائف في مصر مصرية خالصة.و جميعها أرثوذكسية الأصل .لا توجد في مصر عائلة كلها طائفية بل توجد عائلات مشتركة العقائد.فنحن هنا نتكلم عن عائلة المسيح الواحدة.
- هذا التأصيل مهم جداً لتفسير خوفنا من بعضنا البعض و ريبتنا التي بها ننظر لبعضنا البعض.نحن نحتاج إلي البدء من منطلق مسيحي للتقارب  كأخوة في مسيح واحد. لتتظر لبعضنا البعض من خلال المسيح .كمؤمنين بإنجيل واحد .و من هذه الأرضية نتعامل و بالمحبة نتغير و نتفاهم و نتواصل حتي يجذبنا الروح القدس إلي إيمان الكنيسة الأولي غير المنقسمة.نعم مختلفون لكن غير متضادين.إنه تعدد بغير عداوة. ليتنا نرفض الصورة السياسية التي قدمتها الدولة  عن الطوائف و نعود لتعليم الإنجيل الذي يعط حكمة التعامل مع المختلفين .و بالحب ننصح بعضنا البعض و يتسع صدرنا لإحتمال الخلاف دون تكفير أو تخوين.
2- من الرائع أن تبحث الكنائس في حواراتها نقاط الخلاف لتتقارب.لكن ما المانع أيضاً أن تتفق علي صلوات مشتركة تضع لها نصوصاً (لا تتعارض مع العقيدة)  لصنع أرضية مشتركة من التعليم.مثلاً ماذا لو وحدنا صلاة الجناز... و في هذا ستفرد مقالاً مستقلاً سيرد علي كثير من المخاوف من توحيد صلاة الجناز.
 ستكون صلاة الجناز (مثلاً) نموذج لصلاة ليس عليها خلاف يصليها الجميع في كل مكان و تشترك فيها الكنائس معاً حيث أن معظم الشعب الآن يختلط في عائلاته أفراداً من طوائف متعددة و يحضر الصلاة خداماً و كهنة من طوائف متعددة فلو إتفقنا علي نص مشترك يضعه قادة الكنائس نكون قد صنعنا أرضية مشتركة إيجابية تسهم في التخلص من رواسب تاريخية سلبية كثيرة. و ليجمعنا الموت إن لم تجمعنا الحياة.
3-البحث الأكاديمي القبطي يمر بمحنة شديدة.فلا يوجد بمصر معاهد أكاديمية بالمعني العلمي.بل يوجد مدارس تقليدية تلقينية تخرج لنا شخصيات قادرة علي حفظ المعلومات دون بحثها أو تأصيلها أو توثيقها.و كل محاولات الإصلاح لمعاهدنا القبطية كانت معتمدة علي وجهات نظر فردية تعيش و تموت مع الشخص الذي تبناها.
إن تبنى سياسة إحياء البحث الأكاديمي القبطي هو أحد روافد الإنفتاح.فهو الذي سيصنع كوادر مؤهلة لتصحيح كل ما يلزم في تراثنا و تعليمنا وطقوسنا و أيضاً  تعليم الكنائس الأخري التي تحترم البحوث العلمية و تأخذ بها.فلنبدأ في كنيستنا بالبعثات العلمية و نضع لكل مبعوث مهمة خاصة ينفذها للكنيسة داخل خطة جامعة. حتي حين يعود هؤلاء يكونون للكنيسة اللبنة الأولي في تأسيس معهد قبطي عالمي بالمعايير العلمية.أما أن يبقي التعليم اسيراً للتلقين (و الكلام هنا ليس عن التقليد) فإننا بذلك نفقد القدرة علي التواصل مع الآخرين و نضيف لغير القادرين علي الإنفتاح أجيالاً و أجيالا.
4- حيث لم تعد مجامع مسكونية بعد فإن المجامع  المسكونية في عصرنا هذا ستصبح شعبية.. و هي حالة صحية كانت سائدة وقت إتحاد الكنائس في القرون الأربعة الأولي .فعندما عقد مجمع نيقية يصف القديس إغريغوريوس اللاهوتي(329-389) مدينة نيقية  قائلاً :المدينة ملأى بالمناقشات في الساحات العامة كما في الأسواق.عند تقاطع الطرق و في الأزقة الفرعية بياعو العتيق ( أي الروبابيكيا) و الصيارفة و البقالون الكل يتناقشون في حماس فلو طلبت من أحد أن يصرف لك مالاً تراه يتفلسف حول المولود و غير المولود (الرأيين في ولادة المسيح هل هو مولود أم مخلوق) و لو أردت أن تعرف سعر الرغيف سيقول لك أن -الآب أعظم من الإبن- (كان هذا رأي آريوس و أتباعه) و لو سألت هل حمامي جاهز سيجيبك الخادم بأن الإبن مخلوق من العدم (تابع لبدعة آريوس).كان هذا ما يحدث في مجامع البسطاء بجوار مجمع نيقية.
و إنتشار المعلومات و إنفتاح التواصل سيجعل المجامع الحقيقية هي التي بين البسطاء و الشعب و أما الحوارات الرسمية فهي بالتأكيد ستتأثر بهذا التواصل مع ترشيده قدر الإمكان.لذلك لنصنع في تعليم أطفالنا و فتياننا فكراً قادراً علي الحوار.ليس مهاجماً لغيره بل متصلاً به لكي نضمن للمجامع الشعبية نجاحاً في طريق الوحدة.
هؤلاء هم الذين سيحفظون الإيمان.فالكنيسة من هنا لا يصح أن تتعامل مع الشعب كقطيع يساق و لا يعتد بفكره بل كرعية فيها النجباء و المبدعين و العارفين .و عندنا قديسون علمانيين فاقوا البابوات و الأساقفة في أجيالهم.فإنتبهوا للشعب لأن الإيمان الصحيح و الفكر الصحيح ليس حكراً علي القادة .فالشعب هو البطل الذي حارب آريوس و كشف هرطقته .الشعب هو الذي يستشهد بالآلاف و بالملايين حباً في المسيح.الشعب هو الذي ينكوي أيضاً بالخلافات و يتصارع.فلنبذر في أولادنا محبة الغير من أجل المسيح . و للموضوع بقية.




408
الإزدراء حكايات ومظالم
Oliver كتبها
من المعروف أن الدستور هومصدر  القوانين.يعني لا يولد قانون إلا من رحم الدستور.لكن لأننا نعيش غرائب الو طرائف تشريعية فإنه نشرع قوانين لا أصل لها في الدستور.قانون العقوبات سنة 1983 يحكم علي دستور 2015؟؟ المادة واو أس البلاء.هي المادة التي تجرم الإزدراء دون تعريفه و لا تحديده و لا توصيفه.أهو إزدراء و خلاص.....هذا القانون يظلم الشعب لأنه ليس له مصدر بالدستور.هو قانون متسلل لص .لقيط قانونياً .
عندنا دستور  يناقض القوانين  و لكنهما بغرابة متعايشان معاً كالذئب و الحمل. الدستور في نصوصه يطلق حرية العقيدة لكن القوانين الحاكمة تتهمك بالإزدراء إن تركت عقيدة لأخري.الدستور في نصوصه يطلق حرية التعبير والقانون  في نصوص أخري يعاقبك إن عبرت عن رأيك الديني. الدستور في نصوصه يضمن لك ممارسة الفنون كيفما تشاء و بكل أنواعها لكن الطريف المبكي أن القانون  في نصوص أخري يسجنك إن عبرت بالفن بالقصيدة بالرسم بالنحت بالتمثيل عما تراه رايك.إنهم يلعبون بالدستور لعبة الثلاث ورقات.
و كأنما الدستور متدستر لكي يرضي الشعب و القوانين متمرسة لكي ترضي الدكتاتورية و تكرس الظلم.
في الدستور مادة 64 حرية الإعتقاد (مطلقة) و لكن القضاء يحكم بسجن فاطمة ناعوت لأنها تكلمت عن خروف الأضحى  و في مادة 65 حرية الفكر والرأى مكفولة. ولكل إنسان حق التعبيرعن رأيه بالقول، أو بالكتابة، أو بالتصوير، أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر.  و لكن القضاء يتربص بشاعر هو حلمى سالم بسبب فصيدته شرفة ليلي مراد  و في مادة 67 حرية الإبداع الفنى والأدبى مكفولة،و  لكن القضاء يتهم نوال السعداوي و يحكم عليها بسبب كتاباتها . و في مادة 70 حرية الصحافة والطباعة والنشر الورقى والمرئى والمسموع والإلكترونى مكفولة و لكن القضاء يحكم بالسجن علي إسلام البحيري بسبب برنامجه و يهدد سيد القمني  و إبراهيم عيسى كذلك ، بل أن المادة 92 في الدستور تحصن الحريات تحصينا شاملاً حين تنص علي أن الحقوق والحريات اللصيقة بشخص المواطن لا تقبل تعطيلاً ولا انتقاصًا. ولا يجوز لأى قانون ينظم ممارسة الحقوق والحريات أن يقيدها بما يمس أصلها وجوهرها.لكن حتي الفنان الساذج شعبان عبد الرحيم لبس عمامة و قرأ قرآناُ (يعني لم يزدرى) و بعد أن أنهي قراءته قال كعادته (بس خلاص) لكن كيف يسكت الأزهر راعي الإرهاب؟ رفع قضية علي شعبان لأنه قال بس خلاص .لكن سجن إسلام البحيري و هجوم المثقفين علي الأزهر جعله يتنازل عن قضية شعبان لأنه خشي علي نفسه.
الإزدراء في أوروبا
يحاول المسلمون المغتربون  بشتى الصور أن يقننوا الإزدراء ليكون مدخلاً لحماية الإسلام في أوروبا من النقد الكاشف لضعف حجته .فلما أرادوا أن يتقدموا بقانون الإزدراء في هولندا مثلاً تقدم فريق من النواب بإقتراح يمنع تجريم إهانة الذات الإلهية و يتركها للضمير الشخصي و قد تمت الموافقة عليه ليقطع الطريق علي قانون الإزدراء و كانت تبرئة خيرت فيلدز حين شبه القرآن بكتاب كفاحي لهتلر مما  قضي علي أي أمل في قانون إسلامي في هولندا.منذ 2011.
في بريطانيا أقرت قانون منع التعصب أو الحض علي الكراهية في 2006 و في 2008.ألغت قوانين الإزدراء التي لم يعمل بها منذ نصف قرن و في فبراير 2012 تم إكتشاف أن الجهة التي تخاطب البرلمان البريطاني مطالبة بإقرار قانون الإزدراء علي صلة بجماعة الإخوان المصرية.
في الدنمارك قانون للإزدراء لم يعمل به منذ عام 1938
النمسا في عام 2012 أثناء حوار الأديان وقف أوغلو التركي يطالب العالم  الغربي أن تتوسع في توصيف الإزدراء ( يعني أن يتوسع حتي يشمل القرآن وكاتبه محمد و الناس التي تمشي بصحبته و أي زي مكتوب عليه أي حاجة إسلامية.و نسى أوغلو أن يطلب من المجتمعين  العرب أنفسهم أن يحددوا في بلادهم  ماهية جريمة الإزدراء .
الحقيقة المرة
أنا أرحب أن يقف الشيخ في المسجد و يشتمنا بأعلي صوته و يعلي صوت الميكروفون و سأعتبر أن هذا ليس إزدراء . أنا أرحب أن يقف صول في طابور الجيش يشتم العساكر المسيحيين لأنهم مستجدين و لا يمكن يردوا عليه و لن أقول أن هذا إزدراء .أنا أرحب أن يقف مدرس الدين الإسلامي في الفصل و يقول للعيال الصغيرة أنهم علي ضلالة و أن دينهم محرف و أن عيس نبي  و ده برضه مش إزدراء.أرحب أن يمنع الأزهر كل المسيحيين من الدراسة فيه لكي لا  يستفيدوا من الضرائب التي يدفعونها له و لن أعتبر أن هذا إبتزاز و سرقة و جزية مقنعة..أرحب أن تتعمد الجامعات تحديد أيام الإمتحانات سواء يوم عيد لنا أو قبله أو بعده بيوم حتي تنكد علي الطلبة المسيحيين فليس هذا أبدأ إزدراء.أصبر شوية و إقرأ للآخر.
الإزدراء كما يروجون له المشايخ و المحتسبون هو أن تلعن الدين الآخر(جميل).أن تحقر أتباع الدين الآخر (ممتاز).أن تكره الآخر علي ترك دينه أو علي أن يتبع دينك(رائع).الإزدراء معناه أن تسب الآخر في دينه و تنعته بالكفر( ما فيش أحلي من كده).الإزدراء أن تلغي الآخر و لا تعترف بحريته في دينه. (حلو تاهت و لقيناها).
 لو كان إزدراء الأديان هو بهذا المعني فالمجرم الأول الذي يمارس الإزدراء جهاراً نهاراً هو القرآن.إمسكوه و حاكموه.فهو يسب و يحرض و يكره و يحجر علي الآخر و يدعو للقتال و يستبيح  الآخر..المتهم الأول متلبس في ذات الفعل  و الآن هذا بلاغ واضح لأولي الأمر : أيها الأخوة الأفاضل هو  القرآن المتهم الأول فهل ستطبقون عليه قانون الإزدراء؟.
إزدراء بإزدراء القرآن يصفنا بالكفر و نحن سعداء بذلك و لا نعتبره إزدراء و نحن نصف محمد بأنه نبي كاذب و بأن القرآن كتاب شيطاني أليس هذا عدل بيننا.لنتفق علي تقنين هذا الإزدراء .فالمساواة في الإزدراء عدل.
الإزدراء و العرب
للحقيقة كانت توجد قوانين للإزدراء في البلاد الغربية حتي أوائل القرن العشرين.لكنها جميعها إستبدلت بقوانين تجرم العنصرية و الحض علي الكراهية.و حتي حين كانت قوانين الإزدراء موجودة فهي كانت مطبقة بالعدالة بين الجميع دون تحيز أو تخصيص القانون لحماية فئة دون أخري.و صارت الآن قوانين تجريم الكراهية تضمن بالقانون الإطار الأخلاقي في التعاملات في المجتمعات العلمانية.و هي في الأغلب غير مكترثة بأي دين بل بطريقة التعامل و التخاطب اللائقة و المسئولة بين المواطنين.و هنا الجريمة يجب أن تكون مثبتة بنص مكتوب أو مسجل ينم عن الكراهية.فلاسبيل للإدعاءات الباطلة إذن لأن تكلفة الإدعاء الكاذب و تعويضاتها ستكون باهظة علي من يتهم بالزور.أما بلاد العرب و ما أدراك ما العرب ففيها الآتي.
في السودان يكفي أن يتهمك واحد أنك إزدريت الإسلام.فالقانون يقول أن الإزدراء يتم بأي طريقة .لا يتطلب الأمر لجلدك أو سجنك سوي أن يتهمك أحدهم بأنك سبيت الدين أو نظرت لمنقبة نظرة لا تنم علي إرتياحك لملبسها العجيب .(اي طريقة كما يقول القانون) تكفي  في السودان لجلدك و سجنك و إفقارك .
في السعودية الأمر أسهل طالما يجوب في الشوارع جماعة الأمر بالمعروف (حيث لا معروف) هذه الجماعة لها سلطة أن تتهمك بإزدراء الإسلام فقط إذا تجرأت مثلاً  و مشيت في الشارع أثناء مواعيد الصلاة؟؟ هذا إزدراء فإحترس.فعقوبة الإزدراء  تصل إلي ألف جلدة كما فعلوا للشاعر رائف بدوي .
في الكويت التي تتشدق بالحرية في الخليج نجدها تسجن المدون محمد العجمي بتهمة الإزدراء ليس لأنه إنتقد الإسلام لكن فقط لأنه إنتقد السلفيين الذين إبتهجوا بسحب الجنسية عن مواطن كويتي.و صار إنتقاد السلفيين في الكويت يتساوى مع إنتقاد الإسلام و سلام يا عرب.
في بلاد العرب التي إخترعت الإزدراء لا يوجد لديهم توصيف محدد للإزدراء لذلك يمكن أن يسموا اي فعل أنه إزدراء لهذا حاكموا إبراهيم عيسي لأنه إزدري بالسلطانية التي لبسها مرسي في إهداءه شهادة دكتوراه فخرية من أجل عبقريته المشهود لها.و لست أدري هل إزدراء سلطانية مرسى تهز مكانة الإسلام ؟ هل يستند الإسلام علي عمامة شعبان عبد الرحيم و سلطانية مرسى؟
الويل لمن يقع في يد الحسبة...
الغريب في بلاد العرب أن أي إنسان يستطيع أن يفوض نفسه و ينصب نفسه حامي  حمى الإسلام فيرفع ضدك قضية و هو لا يعرفك و لم يقابلك و لم يسمع عنك في حياته.و لا تعلم بأي صفة يقاضيك..لكن القاضى يسمع له و يقضي له و يسجنك بتهمة إتهمك بها هذا الشخص المجهول .هذا ما يسمي بالحسبة و لا أعرف هل تعني أن كل واحد يحسب نفسه موكل عن الإسلام أم هى  حسبة برما التي لا نجد منها مخرجاً.و بهذه الحسبة لدينا سبعة نشطاء أقباط  محكوم عليهم بالإعدام و هم القمص مرقص عزيز و الأساتذة موريس صادق – الذي سحبوا منه الجنسية أيضاً و كذلك د نبيل بسادة و السيدة ناهد متولى و الأستاذ نادر فوزى  ثم نيقولا باسيلى و  المرحوم د عصمت زقلمة بسبب إتهامهم كذباً  بصناعة فيلم  عن نبي المسلمين  مدته عشرة دقائق و يشرفني أنني كنت الأخير بينهم الذي حكم عليه في قضية منفصلة بسبب نفس الفيلم رفعتها ضدي صحفية تسمي شمس يونس  من الأقصر بجريدة صدى البلد  لا أعرفها و لا تعرفني لكن لا يهم فهذه هى  الحسبة و هذا هو الإزدراء. إبتسم فأنت في بلاد العرب.
في بلاد العرب حمل الإنجيل في حقيبتك  إزدراء كما في السعودية.في بلاد العرب حمل الكتب الدينية في المواصلات تبشير و التبشير إزدراء كما في مصر حيث يحاكم  الآن ثلاثة أقباط لأن ( مسلمون مارة في الشارع)  فتشوا حقائبهم فوجدوا فيها بلح ناشف مع نسخ من العظة علي الجبل فإتهموهم بالإزدراء وإستاقوهم إلي قسم الشرطة في 16 يوليو2015  (لاحظ من له سلطة القبض و تسليم المزدري و لاحظ أن الشرطة لم تستاء من تعدى المواطنين المسلمين علي هؤلاء الأقباط و إقتيادهم للشرطة من غير ذي صفة ) إتهموهم لا أدري هل بسبب البلح أم بسبب العظة علي الجبل حيث لم يجدوا الجبل؟
في بلاد العرب يقبضون علي الأطفال بتهمة الإزدراء لأن طفل في منطقة شعبية تبول بجوار سور مدرسة كان مكتوب عليه كلام ديني.في بلاد العرب  في مصر 2015يقبضون علي أربعة  أطفال 15 سنة و مدرسهم بتهمة أنهم سخروا من الطقوس الإسلاميةو الجقيقة أنهم كانوا يسخرون من داعش. (أول مرة أسمع عن طقوس إسلامية) و ذلك بعد العثور علي فيديو مدته 20 ثانية ثانية ثانية؟؟؟  .حدث هذا في المنيا  و إكتشفت بذلك أن الإزدراء بداعش جريمة مهولة في مصر حيث أنه تمثل الإسلام الوسطي.
في بلاد العرب يتهمون ميكي ماوس و شجرة الكريسماس بالإزدراء.و يجرمونهما.لكن للآن لم يستدل علي عنوان ميكي نفسه.
في البلاد الهمجية من أجل رسوم شارل إبدو قتل الهمج 12 إنساناً من أجل رسوم لم يرها أحد.هذا هو الإزدراء الكامل.الهمج يتهم و يحكم و ينفذ الإعدام فوراُ.و الأعجب أن تبادر حكومات هؤلاء القتلة بطلب للأمم المتحدة في يناير 2015 تطلب أن يكون قانون إزدراء الإسلام قانون عالمي...لكي ينفذوا الحسبة في أوروبا و أمريكا كما يفعلونها بالشرق.طبعاً لم يلتفت أحد للطلب و هذا أبلغ تقييم عالمي للإزدراء.
الإزدراء هو ورقة توت يقف خلفها الإسلام الخائف الذي يعتبر اي كلمة أو نظرة أو موقف أو رأي ضده يهدمه.الإسلام يطلب حماية الناس لأنه دين خائف.دعوه وحده لو كنتم واثقين أنه دين سماوى.دعوه يدافع عن نفسه فإذا كان من السماء فلا تخافون عليه  سيثبت دون تدخلكم و إذا لم يكن من الله سيسقط و لا تتأسفون عليه وقتها.و كفانا إزدراء


409
المنبر الحر / الكنيسة في خطر
« في: 21:38 27/01/2016  »

الكنيسة في خطر
  Oliver      كتبها
المسيح له المجد مات لأجل أن يحضر لنفسه كنيسة بلا عيب.بلا إنشقاق.بلا تحزبات.لها رأس واحد هو بذاته الرب يسوع.لكن ما يحدث يشير أن الكنيسة في خطر و لأجل هذا أكتب بمرارة .ليس من أجل أسماء بعينها بل من أجل أن نعي الدلالات التي تصف حالنا و حال كنيستنا.ثلاثة نماذج في هذا المقال تلخص حالنا
الحدث الأول
إنسان مسيحي ترك كنيسته الأرثوذكسية و تزوج في كنيسة طائفة أخري .لا أعرف و لا أريد أن أعرف هل كان مطلق أم أرمل أم ماذا هذا ليس يعنيني في شيء.مات هذا الإنسان.أخذته أسرته و ذهبوا به لكنيسته الأم الأرثوذكسية  ليصلي عليه فما كان من كاهن الكنيسة إلا أنه رفض أن يصلي عليه صلاة الجناز فعادوا بجثمانه خائبين الأمل مكسورين الخاطر في موقف ليس من السهل إستيعابه.ثم طلع علينا كاهن آخر من كنيسته  يقول أنه إتصل بالمطرانية و هناك رفضوا السماح له بصلاة الجناز؟ و إن كنت أشك في هذا التبرير لأن الصلاة علي ميت لا تحتاج إذناً من المطرانية.إنتهي الحدث و نأتي للمؤشرات
 و لنقرأ الحدث بصورة أعمق.- كاذبون إن قلنا أننا أعضاء جسده من لحمه و من عظامه.كاذبون إن قلنا أن فينا محبة المسيح.كاذبون إن علمنا الناس لا تدينوا لكي لا تدانوا.كاذبون في أرثوذكسيتنا.هذا الكاهن الذي تذكر للإنسان الماثل أمامه ميتاً أنه قد ترك الكنيسة الأرثوذكسية فرفض أن يصلي عليه هذا الإنسان الكاهن مريض.لم يغفر.و لا يريد  أن الله يغفر.هذا لا يعرف شيئاً عن المسيح .كل ما يهمه الأرثوذكسية و كأن الأرثوذكسية دين جديد بديل عن الإنجيل...كل ما يهمه التشفي و الإنتقام من شخص مات فقط لأنه ترك كنيسته الأم...... ماذا يفعل هذا الكاهن إذن مع المرتدين؟؟؟ هل يجري خلفهم ليقتلهم؟؟ و أين في الإنجيل ما يقول للكاهن أو للأسقف أن يصلي لهذا و لا يصلي لذاك و ما معني صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم لو إفترضنا أن هذا الشخص أساء إلي الكنيسة بأي طريقة مجرد إفتراض؟؟
 هل كان أحد يطلب منه سر من الأسرار السبعة؟؟ هل الجناز شيئ إلا صلاة للتعزية؟؟ هل توجد شروط للصلاة ؟؟لماذا تصلي أيها الكاهن في القداس من أجل المرتدين و الساقطين و الخطاة.لماذا تصلي من أجل غير المسيحين حين تصلي من أجل السلاطين و الولاة ؟؟؟ لماذا لا تعترض علي هذه الصلوات؟؟؟ سأفترض ان هذا الرجل مطلق أو حتي زانياً أو قاتل.لكنني لا استطيع أن أفترض أنه هالك لأني لا أعلم ماذا في قلبه؟ و أنت . هل إكتشفت مصيره فرفضت الصلاة عليه؟ أنت حقيقة لست معبراً عن كهنوت المسيح  و لست أرثوذكسي السلوك  و لا تعلم عن أبوة الكهنوت شيئاً.أنت مريض في ذاتك.فالأرثوذكسية منهج يحرص علي إستقامة الرأي  بينما أنت فكرك معوج.لقد صرت أيها الإنسان أسوأ مثال للأرثوذكسية.لقد أعثرت الذين قرأوا أو سمعوا عن تصرفك المزعج هذا حين أعطيت مثالاً فجاً عن الفريسية .
لما كان القديس بولس يعظ وقع أفتيخوس أحد اليونانيين غير المؤمنين و مات.صلي عليه القديس و بنعمة الروح القدس أقامه.فماذا كنت تصنع لو كنت هناك؟ هل كنت تتهم القديس بولس بإنحراف العقيدة؟
- هذا الكاهن ما هو إلا  نموذج لكهنة و لأساقفة كثيرون يقفون ضد وحدة كنيسة المسيح.يعطلون المحبة بحجة الحفاظ علي الإيمان؟؟ أي إيمان هذا بدون أعمال...الأعمال التي ينتظرها منا المسيح هي المحبة فقط.محبة ليست للدعاية و لا للتظاهر,محبة صادقة تستوعب الآخر .تحتضن البعيدين و القريبين..هذا الكاهن هو نتاج تعليم شرير يقول أن من يختلف عن عقيدتي ليس أخي و لا نصيب له في المسيح؟ ايها العميان أبصروا.ليست مسيحية هذه من ترفض الآخر.ليست مسيحية هذه أن تتفرغوا لإدانة الناس.ليست مسيحية أن تكتفوا بذواتكم متجاهلين شركة أعضاء المسيح في العالم كله.ليست مسيحية هذه البقاء في أماكنكم  تظنون أنكم تصلون لأجل إنتشار الإنجيل و أنتم لا تقبلون الغير و لا تتحركون خطوة للتقرب إليهم فكيف ينتشر الخبر السار إذن؟
الحدث الثاني
أب كاهن يخدم بروح وغيرة منذ سنوات طويلة  .مع زوجته الخادمة.فيقابله البعض من كنيسته بالإعتراض عليه فقط لأنه متأثر بخدمة و فكر (القس سيرافيم )المعروف بإسم عاطف عزيز.فبدأ المعترضون علي الكاهن يتربصون به و يخنقون هذه الغيرة و يرفضونه و بدأت الشكاوي من المعترضين للأسقف و للبابا .ثم لما يجلس معهم الكاهن لا يجد إتهامات بأي تقصير أو إنحراف في العقيدة.التهمة الوحيدة أن له فكر أبونا سيرافيم .أي عاطف عزيز.فما هو فكر عاطف عزيز هذا. بدون السعي لمناقشته هو بإيجاز التعليم بفكر آبائي لا يتجاهل عمل الروح القدس في الإنسان و في الكنيسة.و بالطبع أنا لا أحكم عليه هنا فأنا ليس عندي تفاصيل فكره و هو أقدر و أجدر مني ليدافع عما يعتنقه .. و لإستكمال المعلومة للقاري أعرفه أن القس سيرافيم تم شلحه من الكهنوت و لهذا هو معروف بإسمه العلماني عاطف عزيز.و لو كنت أعرف سبب شلحه لذكرته هنا للأمانة.
 ليس هذا شأني .فقط شأني أننا صرنا كأرثوذكس نخشي من الكلام أو التعامل أو التفاعل أو الوعظ عن الروح القدس.فهو علي ما يبدو أقنوم للبروتستانت فقط .و كأن ثالوثنا ليس فيه الروح القدس و إن كان فيه إسماً فهو ليس فعلاً و إن كان فيه فعلاً فعلينا أن نتجاهله لئلا نخرج عن ملتنا؟ خلاصة الموقف أنه تم التضييق علي الكاهن حتي إضطر أن يقدم إستقالته من الكهنوت لأنه لا يشعر براحة ضمير عما يجري .
و لنقرأ الحدث بصورة أعمق....فالكاهن لم يقصر في خدمته.لم ينحرف في عقيدته.إذن ما جريمته؟ أظن أن الجريمة أنه أراد أن يخرج من حالة الفكر المعلب إلي الفكر المنفتح.الجريمة أنه أراد أن ينطلق مع المسيح و ليس مع الأسقف .أراد أن يتذوق حرية الإيمان دونما إنحراف.يريد أن يعرف من المسيح بالروح القدس ما هذه الأمور الحادثة في أورشليم؟في النفس البشرية؟في القلوب الحائرة التي لم يفسرها الكلام المحفوظ.فأراد أن يفكر كما فكر آباء الكنيسة الأوائل.حين كان هناك جيل عمالقته كثر لم يقلد أحدهم الآخر و لم يصنع أحدهم شعبه نسخة منه رغم كونهم عمالقة في الروح و في القداسة و في العلم.لكنهم منحوا رعيتهم الفكر المنفتح أكثر مما منحوهم تفسيرا وحيداً للحياة مع المسيح.
هذه جريمة كل من يجدد في الكنيسة.و هذه جريمة كل من يفكر بإنفتاح.التهمة حاضرة.و العقوبة سريعة.و الرأس الطائرة في اليونان تخيف الكهنة في أمريكا و كل مكان.لكن قراءة هذه الإستقالة تحتم علينا أن نطرح اسئلة أخري.
- أين في تاريخ الكنيسة أو كتب الأرثوذكسية ما يقول بإستقاله الأسقف أو الكاهن؟؟ و ما معني أنك كاهن إلي الأبد علي طقس ملكي صادق التي نقولها للأسقف و للبطريرك؟ و لماذا لا نقول له إذن أنت كاهن إلي أن تستقيل علي طقس ملكي صادق؟ أليست الإستقالة عار جديد أصاب الأرثوذكسية.
- لماذا لا ندع الإنفتاح علي الكنائس الآخري يتم بقلب و فكر منفتح.مع تقييم و معالجة ما ينشأ عن هذا الإنفتاح .مع وضع ضوابط و خطوات لهذا الإنفتاح لكي لا يصبح إنفلات إيماني.فقط أريد أن لا نخشي من أن نخطو و لو خطوة تجاه جميع الطوائف.لكي يولد جيل آخر يستطيع أن يقترب أكثر منا و تتحقق وحدة جسد المسيح علي يده.يا أساقفة الأرثوذكسية العميقة حققوا الإطمئنان و الحماية للمجددين في الكنيسة.و لا تجعلوهم مهددين من بعض الذين أغلقوا عقولهم علي أنفسهم لا يعجبهم آخر.لا تتركوا كاهن أو خادم مهدد لأنه فتح كنوزاً أرثوذكسية الأصل مسيحية بالحقيقة أغلق عليها المنغلقون.و عانت من الطمس و  الهجر.ثم أذن الروح المحيي أن تخرج هذه الكنوز من ظلمة الهجر.دعوا الشعب يتذوق من جديد كيف كان المفسرين يختلفون و يتكاملون و يتعاونون لكي يصنعوا من أجيالهم مفخرة للإيمان الصادق .ذابت ذواتهم و بقيت أفكارهم.فإتركوا الذوات عند باب التفكير.لكي تنساقوا بروح الله الذي يجدد و ينمي.
- لماذا نخشي التعليم عن الروح القدس.إن عدم التعليم و التعامل و التفاعل مع الروح القدس هو هرطقة تصل إلي هرطقة إنكار الروح القدس.
الحدث الثالث
الكهنة و الرهبان الذين إمتلأت صفخات الفيس بوك بهم.بعضهم بالفعل لهم صفحات و البعض الآخر إنتحل أناس أسماءهم و صنعوا لهم صفحات و هم غير مسئولين عنها.لكنني أتكلم عن الفئة التي لها بالفعل صفحات علي الفيس و هي فئة غير قليلة.و المؤسف أن بعضهم رهبان و مكرسات.
لا أدري هل لدي هؤلاء الكهنة و الرهبان  فراغ حقيقي حتي يجدون وقتاً يكتبون فيه كلماتهم و عظاتهم في الفيس بوك؟ هل هم يبشرون الناس بالفيس؟ لكنني أجدهم بلا ضوابط.لا قيمة حقيقية لكتاباتهم في الفيس حيث يختلط الصالح بالردئ.و حيث لا إطار يحكم الحديث و لا حدود لي شيء.
و لنقرأ الحدث بصورة أعمق. هؤلاء الرهبان الذين خرجوا علي صفحات الفيس خرجوا من قلاليهم إلي العالم.و خسروا ما هجروا العالم لأجله.بدأوا بالباب الضيق ثم دخلوا أوسع أبواب العالم.فماذا ينتفعوا بإعجاب من هذا و سؤال من ذاك و حديث من هذه و إعتراض من هؤلاء.هل لأجل هذا تموت عن العالم أيها الراهب.أنت مخدوع بهذه الآلة الجديدة و هي ليست لك علي أية حال.دع أحاديث الناس و عد للحديث مع الله الذي مت عن العالم لتعيش معه.
أما أنتم يا كهنة الفيس ... ما يضركم شيئ مثل هذا الفراغ.لو كنتم كهنة بالحقيقة ما كان يتوفر لكم وقت لهذا الهزل.وجودكم في هذا المجال معثر.لا ينفع المسيح في شيء.صوركم التي تتباهون بها و أصواتكم التي تغنون بها القداس علي الفيس ليست سبب خلاص لأحد.المسيح لم يهبكم هذه الموهبة للتفاخر.عودوا إلي المسيح الذي يخسر نفوس بسببكم.لا أريد أن أستفيض في فضائح هنا لكن إحترسوا لأبديتكم.
                                       ختاماً الكنيسة في خطر
في المثال الأول  يتربص الكاهن بالشعب و الكنيسة في خطر  و في المثال الثاني  يتربص الشعب بالكاهن والكنيسة في خطر.وفي المثال الثالث تضيع وظيفة الخادم و هدفه فيصبح هو و الكنيسة في خطر.و هذه مؤشرات علي مآسي كثيرة في كنيستنا الأرثوذكسية تحتم علينا أن ننتبه لنتبصر الطريق  السائرة فيه كنيستنا.الدلالات علي صراع المدارس و الأجيال وسط الأساقفة ليس خافياً علي الشعب لذلك الكنيسة في خطر.عرقلة القرارات الهامة و الحوارات الهامة بسبب الذات تضع الكنيسة في خطر التفكك.صدقوني كنيستنا مهددة ليس في عقيدتها أو رسالتها لكنها مهددة في وجودها بسبب الإنقسامات داخل الكنائس و بين أفراد الشعب.يلزمنا محبة من أعماق القلب بعضنا لبعض  و بهذه المحبة وحدها  يرتفع عنا نير الإنشقاقات المتفشي في كنائسنا.يلزمنا أن نمد يد الترحيب و التفاهم مع كل الطوائف في مصر و خارجها.يلزمنا أن نكتشف أخطاءنا بنفس المهارة التي نكتشف بها أخطاء الطوائف الأخري.يلزمنا صدق أمام فاحص القلوب المتمشي بين المنارات.
كفانا إفتخار كاذب علي الغير.فالحقيقة أننا في الموازين إلي فوق.لنعيد للطقوس حياتها لأن البعض صار يعبد الطقس و ليس إله الطقس.و صار يقدس الصورة و الأيقونة أكثر مما يقدس المسيح في الحياة اليومية.لقد إنحرفنا و يعوزنا أن نتوب .لنعيد تعليم الشعب أن القديسين ليسوا بديلاً عن المسيح.و نعيد للمسيح الصدارة في التفكير و التعليم و العبادة دون إهمال شفاعة القديسين فقط ليكون كل شخص في حجمه و دوره الطبيعي.لنعيد الدور الروحي للكهنوت و نرفع عنه الدور الإداري و الإجتماعي و نلغي منه الدور السياسي.لأنه بتداخل الأدوار صارت الكنيسة في خطر.
و لتكن صلاتنا أن يرد المسيح الكنيسة كعريس يصفح عن عروسه.
 

410
المنبر الحر / و إنفتحت السماء
« في: 20:38 20/01/2016  »
و إنفتحت السماء
Oliver كتبها
نزل المسيح من السماء .و أحاطته يد البشر.لكنه لما صعد إلي السماء لم تطاله يد البشر لهذا أخذ البشر في يده..
وضع  يوحنا المعمدان يده علي المسيح النازل إلي الماء لكن أحداً من البشر لم يستطع أن يضع يده علي  الصاعد من الماء .
حين نزل المسيح متجسداً كانت السماء مغلقة أمامنا و لما مات و قام لأجلنا ثم  صعد إلي السماء فتح لنا السماء طريقاً بجسده.
و في معموديته أيضاً نزل إلي الماء و السماء مغلقة أمامنا  و صعد من الماء فإذا  السموات إنفتحت لنا . فالمعمودية موت و قيامة و صعود.
في صعوده و جلوسه عن يمين أبيه يشفع فينا لأنه الوسيط الوحيد.و أيضاً عند صعوده من الماء كان يصلي و يشفع فينا و بشفاعته رأينا الروح القدس و سمعنا صوت الآب من السماء لو 3: 21
تقديس الطبيعة الجديدة
المواد الأولية التي منها خُلق الإنسان. التراب و الماء.(الطين). أي 33 :6. .أي 10 :9. إش 29: .16. . إش 45: 9. إش 64: 8. يو 9 :  6.  رو 9: 21 و بعد تكويين الإنسان من الطين نفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية.لكن لم يذكر الكتاب وقتها أنها نسمة حياة ( أبدية).بل فقط نسمة حياة.
في نزوله إلي الأرض قدس الأرض( التراب)  بتجسده علي الأرض. و في نزوله إلي  الماء قدس الماء بالمعمودية.و في حلول الروح القدس أعطانا المسيح  الروح القدس الذي هو نسمة الحياة (الأبدية) ليس فقط حياة أرضية.بهذا يكون المسيح قد أعاد تقديس المواد الأولية التي منها صنعنا و اضاف إلينا ما لم نطلبه من البدء  أي سكني الروح القدس فينا.هذا الذي قيل عنه : نعمة فوق نعمة.لذلك فإن من ينال هذا التقديس يصير في المسيح خليقة جديدة.لأنه نال تكويناً جديداً بالروح القدس الذي منحه الرب  يسوع للذين قبلوه.
 اذا ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة.الاشياء العتيقة قد مضت.هوذا الكل قد صار جديدا 2كو 5: 17
الماء لا يصنع طيناً وحده.بل لابد أن يتحد بالتراب أولاً. يدخل الماء إلي بطن التراب فيحوله إلي مادة لينة يمكن تشكيلها..و الروح القدس هو هذا الماء الحي  الذي إن لم يتحد به الإنسان أولاً لا يمكن تشكيله ليكون إنساناً سماوياً يو 7 : 38.إتحد بالماء و بالنار لكي تبقي علي طبيعتك الجديدة.إتحد بالنعمة و بالقوة المخيفة للشياطين فتكون في المسيح خليقة جديدة.

أبناء النار
هذا الخلق الجديد يمنع عودة الإنسان المسيحي ليكون مجرد تراب كما كان من قبل.لذلك يعتمد المسيحي بالروح القدس و نار - مت 3 : 11؟ فما هي النار؟ هي طبيعة الروح القدس نفسه و أيضاً هي أحد وظائف الروح القدس الرئيسية في حياة الإنسان.هي قوة الله التي تدعم الإنسان لئلا يعود إلي طبيعته العتيقة.كما أن الخزاف بعد أن يصنع الخزف من الطين يضعها في النار للإحراق كي لا ترجع طيناً مرة أخري بل تأخذ طبيعة جديدة صلبة قوية.هكذا النار هنا.تصنع من المواد الأولية الهشة إنساناً يصمد ضد الشيطان و العالم و الخطية.بالنار يمكن أن تتحد طبيعتان مختلفتان. كل السبائك يمكنها أن  تتحد بالنار فهكذا نحن المادة الهزيلة يمكن أن نتحد بالمسيح الثمين بنار الروح القدس فنكون سبيكة ذات طبيعة جديدة مختلفة المقدار . لذلك قيل عن الروح القدس (روح الإحراق) إش 4: 4 و بهذه الوظيفة بدأ الروح القدس في تكويين الكنيسة بحلوله علي شكل ألسنة نار و هو باق يعمل نفس العمل مع كل الذين يقبلون المسيح و يعتمدون بإسمه.فنحن أبناء الناركما نحن أبناء المسيح المتضع. إن حلول الروح القدس كألسنة نار تعني أن الروح القدس يعطينا طبيعة من طبيعته.لساناً من ناره.هذا ما نستحقه في المعمودية بقبول الإبن مخلصاً رباً و مسيحاً.أنظر كيف هي عظمة عمل الثالوث معنا.إن النار الإلهية تدمجنا في الثالوث فنصير له شركاء.
المعمودية و تقديس الحواس
يدقق المسيح في ألفاظه و أفكاره دائماً يفسر لنا الرب يسوع كيف يحدث التعدي و القساوة.في مت 15:13 و أع 28 :27. لان قلب هذا الشعب قد غلظ واذانهم قد ثقل سماعها. وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا باذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فاشفيهم. هذا هو موت الحواس  .القلب (غلظ) السمع( ثقل) النظر (عمي) الفهم(مغلق).النتيجة (موت ) الحل ( المسيح).
في المعمودية كان تطبيق لهذا الحل بصورة واضحة هذه هي قيامة الحواس. القلب (ينبغي أن نكمل كل بر) السمع ( صوت  الآب يشهد للإبن من السماء ) النظر (الروح القدس علي هيئة حمامة) الفهم .(رأيت و شهدت يو 1 : 34) الحل (المسيح سيعمدكم بالروح القدس).  النتيجة(حياة أبدية)
صلاة
أيها الثالوث الأقدس حنانك فاض علينا و عظمة عملك فينا غمرتنا.نحن المنبوذين صرنا فيك متحدين.نحن الغرباء أصبحنا معك شركاء.و الطبيعة المائتة صارت أبدية.أيها الثالوث الأعظم كيف ترانا الآن إلا بعيونك الإلهية غير الموصوفة .أيها الآب كسوتنا بالإبن.أيها الإبن ضممتنا بالروح القدس.أيها الروح جذبتنا للمسيح.أيها الثالوث الواحد في اللاهوت الذي يعمل بتناغم بإختلاف وظائفه الإقنومية , ضع في كنيستك هذا اللحن الأبدي.أن تعمل بجميع أعضاءها بمختلف المواهب  بحسب إرشاد الرأس الواحد الذي هو الإبن الوحيد ربنا يسوع.و إنزع من كل كنيسة كل إنقسام و تفكك لكي تسترد طبيعتها النارية فيك.
أقم الحواس من مواتها.فهذه هي المعمودية الدائمة التي وهبتنا إياها.لأنه لا نهضة للكنيسة إن لم تردها إلي معموديتها.أيها النار غير الآكلة.إصنع منا قيمة تصلح لنشر رسالة الخلاص التي لأجلها مات الإبن.فليقف الموت عند حده لأنك تنهض و تفيق الأمم. أرو بماءك عطش النفوس للأبدية.و أشعل بنارك كل ما هو قش و رخيص في قلوبنا لكي تبقي أنت النفيس عندنا.و نعطك المجد و لك نسمع.

411
تجسد المسيح شبكة الخلاص
كتبها Oliver
 
ها قد فرد الصياد شبكته.تاركاً إياها في بحر العالم .من شاء أن ينجو فليترك نفسه ليكون صيد المسيح.ها قد أرسل الآب إبنه إلي العالم.فرأيناه متجسداً.يجمع الكل في تجسده و لا زال يجمعنا.
ما أجمل ميلاد المسيح الذي جمع الأرض و السماء معاً في المسيح
 طبيعة اللاهوت الذي لا يدركه الأرضيون متحداً مع طبيعة الناسوت الذي لم يكن يعرفه السمائيون .
في مولدك العجيب  صارت الملائكة في الأرض و إله السماء في الأرض و إنسان الأرض في المسيح المتجسد. نزلت  نجوم السماء لترشد الأرضيين عن مولد المسيح في الزمان . لقد إجتمعت الأرض بالسماء.
كذلك إجتمع الشرق بالغرب.ففي الميلاد جاء ملوك الشرق أي المجوس إلي المسيح ثم هرب المسيح من الشرق إلي الغرب حيث جاء إلي مصر.ثم عاد بعد موت هيرودس ليسكن في الشرق آخذاً في جسده الشرق و الغرب.فإجتمع الشرق بالغرب في مولده .
في مولدك إجتمعت الملوك أي المجوس مع الرعاة البسطاء. إجتمع رؤساء الكتبة و الكهنة مع هيرودس .في مولد المسيح كان إتحاد بأشكال متعددة.
في ميلادك إجتمعت الطبيعة ( نجم في المشرق) مع الحيوانات(بقر و خراف في المزود) مع البشر الأبرار فكأنما في مولدك تصنع خليقة جديدة نعم في المسيح وحده تتصور كل خليقة جديدة.
في مولدك إجتمع اليهود (العائلة المقدسة) مع الأمم(المجوس) فكان اللقاء الحميم الذي ما كنا نجرؤ حتي أن نشتهيه.لقد إتحدت تحت أقدام المسيح المولود اليهود و الأمم معاً.فيه صار الجميع شركاء في أصل الزيتونة و دسمها.حتي التي كانت أغصان شاردة مثلنا.لما ذهب المسيح إلي مصر كمن يأتي بالقديم و يعود به إلي أورشليم حيث يوجد الإنسان  الجديد كأن المسيح يجمع القديم مع الجديد.
في مولده العجيب إجتمع  الطفل يسوع مع الشيوخ  الأبرار(يوسف البار –حنة النبية و سمعان الشيخ) و الشباب الأبرار(العذراء و  سالومي) و أطفال بيت لجم الأبرار .
في المسيح إجتمع البعيدون ( المجوس ) و القريبون( الرعاة).في المسيح تصنع الأسرة السمائية الجديدة.
في المسيح ترسم الطبيعة الحية بدلاً من تلك الفاسدة التي ماتت.حين إتحد الحي بالمائت صار رجاء للجميع أن يحيا إلي الأبد.ما هو المائت أيها الأحباء إلا الإنسان الضعيف الذي صارت طبيعة المسيح سر قوته.
ثمار التجسد
في الميلاد تتغير لغة الأرض.كما يتغير حالها و أيضاً الساكنين عليها.فالمجد صار ينطلق من الأرض للسماء و هو ما كان محجوباً عن الجميع.لغة المجد صارت متاحة للأرض كما في السماء.لذلك سجدت له أمه و خطيبها و سالومي و سجد له الرعاة و المجوس و.صار للمجد طريقاً.لغة الأرض تدهنت بالمجد.
كما تغير حال الأرض.صار عليها سلام و هي لم تعرف السلام منذ أخطأنا منذ عصينا الوصية  و صارت لنا الأرض لعنة حين تعدينا علي كلمة الله.فلما جاء الكلمة بنفسه عاد السلام للأرض.ليس سلام من الخارج فقط كالذي تتفاخر به بعض البلاد و الممالك بل سلام في النفس و الجسد و الروح .هذا ما لم تكن الأرض تعرفه من قبل.إنه سلام المسيح.و مَن مِن الناس سمع عن سلام المسيح قبل تجسده؟هذا الحال الجديد للأرض أو الحال الجديد للقلب هو ثمرة من ثمار التجسد.
و كما تغيرت لغة الأرض و حال الأرض تغير أيضاً سكان الأرض.إذ  في المسيح المتأنس عاد للإنسان سلطته.ففي سلطة المسيح علي كل شيء نصيب لنا نحن معه في سلطانه علي كل شيء.لا نزاحمه سلطانه و لا نقدر أن نأخذ من سلطانه إلا بقدر ما نترك أنفسنا له و ندعه يعمل بنا و معنا و فينا.فللمسيح المتجسد مجد عظيم و نحن كوننا عاريين من كل مجد ندخل في الإتحاد الذي تم فيه بين طبيعته غير المحدودة و طبيعتنا المنجذبة إليه بالروح القدس.إذ صار إنساناً صرنا نحن في الإله المسيح المولود و سنبقي دواماً فيه بغير إنقطاع ولا تراجع أو إنفصال طالما كنا نشتهي البقاء فيه و نحرص علي ذلك بمعونة سماوية.


صليب في المزود
وكما كان في مولده قطيع صغير يلتف حول مزوده  حولهم دائرة من الذئاب الباحثة عن الحمل لتلتهمه هيرودس و جنده و الكهنة و رؤساءهم و الكتبة و المنجمون.هكذا في الصلب كما في الميلاد نجد جماعة المتربصين بالمسيح..
في مولده عرياناً بأقمطة علي مزوده الخشبي و في صلبه عرياناً مقمطاً ً علي صليبه الخشبي.
في مولده مطارد و في صلبه مضطهد .
في مولده يهرب إلي مصر كأنما يصلب فيها ثم يعود إلي أورشليم فيصلب هناك .مصلوب في مصر و في أورشليم .
في مولده العذراء مرهقة و عند صلبه العذراء منهكة و في قلبها سيف.
في مولده ملوك تخشع و في صلبه ملوك تفزع. في مولده يخشي ملك علي عرشه و في صلبه يخشي ملك علي عرشه.و في الميلاد و الصلب كان الظن و الخوف من صاحب العرش السماوي أن يطمع في العرش الأرضي؟؟ و لم يسمعوا في الحالتين رد المسيح.ففي مولده قال الملاك عنه أن إسمه يسوع لأنه يخلص العالم من الخطية و ليس من أي حكم أو نظام. في صلبه قال بنفسه مملكتي ليست من هذا العالم...و رغم ذلك لا زالت ملوك كثيرة تخشي منه علي عروشها؟؟؟
العذراء الشاهدة
في الحمل به كانت العذراء وحدها تشهد به و تؤمن به فصار لها كقول الملاك و مدحت العذراء مريم لأنها آمنت بما قيل لها من قبل الرب.كانت العذراء تحمل في قلبها أسراراً و إيماناً لم تكن  تتسع له الأرض بعد.
لم يكن إختيارها صدفة و لا مكافأة سريعة لإنسانة بارة بل كان تحقيقاً لنبوات كثيرة .و لما جاء ملء الزمان جاءت معه التي قيل عنها هوذا لعذراء تحبل و تلد إبناً و يدعي أسمه إلها قديراً..لقد إنتظرت السماء مجئ العذراء كما إنتظرت الأرض مجئ المسيح.و هكذا إلي الآن.إنتظر الرب لأن الرب ينتظرك.
كانت الشاهدة الوحيدة للحديث الباطني الذي يدور بينها و بين الإله  الساكن في أحشاءها ينتظر أن يولد  منها إنساناً.و يوجد حديث شبيه يدور بين كل نفس تحمل المسيح داخلها حديث لا تعبر عنه الكلمات.فتكتفي أن تفعل كالعذراء و تحفظ كل الأمور في قلبها.فأنت أيضاً الشاهد الوحيد علي عمل الله معك و فيك.
كانت العذراء الشاهدة الوحيدة علي هؤلاء الذين كانوا يأتون و يخرون أمام طفلها المقمط في المزود.كانت بكل ثقة تعرف أنه ليس فقط طفلاً بل إلهاً قديراً عجيباً مشيراً.و من شهد مثلها هذه الأعاجيب؟
كانت الشاهدة الوحيدة علي رحلة هروبه إلي مصر.طبعاً مع يوسف البار .و كانت تري منه ما يؤكد ثقتها فيه كإله.و ما يؤكد طبيعته العجيبة يسوع المسيح وحيد الجنس.الذي ليس مثل جنسه أحد آخر.
كانت العذراء الشاهدة الوحيدة لإعلان قدرة إبنها الإله الوحيد الجنس حين دار بينها و بين المسيح حديث عجيب قبل تحويل الماء إلي خمر...حين قال لها لم تأت ساعتي بعد.و كأنهما تحدثا فيما قبل عن ساعة الخلاص التي أعدها رب المجد بالفداء.كانت الشاهدة الوحيدة التي تعرف قدرته في عرس قانا الجليل.و ربما كانت تعرف أكثر مما يعرف الجميع عن ساعته التي لم تأت بعد.
و رغم أنه عند صلبه و موته كان محاطاً بالكثيرين لكن العذراء كانت لها لغتها الخاصة و رؤيتها المتفردة كأم المصلوب.كان للعالم في صلب المسيح رأي.و كان للأبرار رأي و للأشرار أيضاً رأي في صلبه أما للعذراء فكان سيف في قلبها فكانت الشاهدة الوحيدة و المشاركة الوحيدة لآلام المسيح من كل قلبها.
لذلك يحق علينا حين نحتفل بميلاد رب المجد أن نمتدح أمه البارة و نتمثل بإيمانها العظيم.


تهنئة

لقد تجسد الله الكلمة لكي يعبر عن محبته للعالم و يخلصه .و حان الآن دورنا أن يتجسد إيماننا في المسيح لكي تصل للعالم رسالة الخلاص.حان دورنا لكي تتجسد محبتنا بعضنا لبعض.فالتجسد ليس حدثاً وقتياً إنتهي لكنه فعل مستمر و سيستمر.لقد صعد المسيح بجسدنا لكي يدخله إلي السماويات لكنه أعطانا روحه هنا لكي ندعو الآخرين كي يتذوقوا مجد المسيح معنا.فالمحبة تتجسد في المصالحة.نصالح بعضنا بعضاً و نصالح الناس مع المسيح.لأجل هذه المعاني و الحقائق السامية أهنئك أنت إبن هذا الميلاد المجيد و إبن بركات التجسد و إبن عمل الروح القدس في الطبيعة البشرية الجديدة.
سلام ميلاد المسيح و فرح الرعاة الذين رأوا نجمه و تهليل المجوس الذين قدموا له الهدايا فليكن معك و فيك و لك مع كل الأسرة و كل من هم حولك.تهنئتي لكم بميلاد مبارك و عام مفرح يكون للمسيح فيه النصيب الأعظم و يكون نصيبكم في المسيح غير محدود.


412
المنبر الحر / أين يولد المسيح؟
« في: 22:00 16/12/2015  »
أين يولد المسيح؟
Oliver كتبها
هيرودس الملك بعد أن جمع كل ذي علم في المملكة.رؤساء كهنة مع علماء . كتبة مع مفسرين ... سألهم سؤالاً واحداً.....أين يولد المسيح؟؟ و كانت الإجابة غامضة عاجزة  قاصرة للغاية.لم تكن كافية ليعرف اين يولد المسيح.قالوا للملك ..  المكتوب.... أنه يولد في بيت لحم.و لم يحددوا له ما هو أكثر...حسناً فعلوا ليس لأجل الحفاظ علي حياة المسيح بل ليبقي السؤال سارياً حتي اليوم ...أين يولد المسيح؟؟؟
(To be born)
لاحظوا أن السؤال في زمن المضارع أين .يولد  ... دائماً ...رغم أن المجوس كانوا قد  قابلوا الملك قبل هذا الإجتماع الكبير و أخبروه أنه ولد بالفعل و أنهم رأوا نجمه و أنهم أتوا ليسجدوا له ... كان الزمن بالنسبة للمجوس زمن ماض و بالنسبة للملك زمن لم يأت بعد.و كأن الزمن  نفسه يصارع نفسه.  ليلفظ آخر أنفاسه و يبدأ الزمن جديداً جديداً بميلاد المسيح.فأين يولد المسيح؟؟؟
أين يولد المسيح؟؟؟ هل يولد بالسعودية؟؟؟ هل يجد هناك و لو بعضاَ من القش...شيئاً ما يستريح فيه.هل يجد هناك ملكاَ يسأل أين يولد المسيح؟؟؟ لا تستبعدوا الأمر.فأعظم من ساهم في بناء بيت الرب في القديم كان كورش الملك.الرجل الوثني الذي أمر ببناء بيت الرب   .و أرسل كل ما يلزم البناء من رجال و مواد و نفقات(سفر عزرا). اليوم ينتظر المسيح بعضاً من القش لكي يولد ...أنظروا كم هو سهل أن يولد المسيح هناك؟؟؟يأت ملك.قلبه قلب شاب.يحمل في داخله أمنية.و في عهده تنسكب مراحم الرب.
أين يولد المسيح في الجزائر في المغرب و تونس .و يبدو للبعض هناك  من أول وهلة أنه طفل مقيد . تقيده القوانين .مولوداً مقيداً بالأقمطة.مولوداً محاصراً ممن حوله.لكنه يستطيع أن يولد في المغرب العربى ,و ما تبدو أنها أقمطة تتحول إلي صليب خلاص.و من رحم القيود تولد النعمة.
أين يولد المسيح بجزر المالديف؟حيث يسجن من يضبط حاملاً الإنجيل..و حيث يسجن من يعلق صليباً...نعم يولد.فالمسيح لا يحتاج إلي قرار ليولد.لا يحتاج إلي كثيرٍ ليولد.يكفيه مزوداً...و قليل ممن يؤمنون به.مزوداً واحداً يصلح للخلاص أكثر من جميع قصور سليمان.مزوداً واحداً في جزر المالديف.يجعل العالم بعدها متجه إليه...يختلف الزمن...يبدأ عهد النعمة.هو يولد و سيظل يولد.لكي يجري كلمته و لا يصدها أحد...
أين يولد المسيح في بلاد الغرب.في أمريكا في كندا في أوروبا.. حيث يجتمع العلماء و الكتبة. يعرفون عنه  أنه يولد في بيت لحم أي بيت الخبز...يعرفون أن الرغيف السماوي يولد في بيت الخبز.  المسيح يولد  فيمن ينتسب إليه. ..يعرفون حدود البلاد و تواريخها لكن ليس للمسيح حدوداً مثلهم.المسيح لا  ينخدع بألقاب الناس, لا ينخدع بالعملة التي يكتبون عليهم أنهم يؤمنون بالرب ثم يتنكرون له و يتركون القدس للكلاب...ليس للمسيح بعد بلد مسيحي كما يشتهي هو.لم يوجد بعد هذا الموطن المريح للمسيح لكي يولد.يا بلاد غشها العالم بفلسفته.فأخذت حرية العالم ديناً, متي يولد المسيح فيك ستعرفين للحرية معني أعمق و للنور وهجاً أعظم.هل يجد المسيح فيكم مجوساً يشيرون للناس عنه؟ يا أقباط مصر.يا أشور العراق.يا سريان الشام.يا رهبان سيبيريا .يا ملوك آثوس .يا محبي المسيح الأحباش و رهبان الهند يا عابري الطريق الجدد   هل تقبلون أن تكونوا مجوساً...المولود لا ينتظر هداياكم بقدر ما ينتظركم أنتم.فهل تقرعون معه الأبواب.إرتدوا ثياب المجوس و غادروا الشرق و أقصدوه.إنفتحوا للجميع فتنقلب الضمائر و تتزلزل كما إنقلبت أورشليم بمجئ المجوس.قولوا للجميع أن الملك قادنا إليكم لكي نقودكم إليه.
أين يولد المسيح؟ هل  باليابان و الهند و الصين,ماليزيا  و بنجلاديش ,أندونيسيا و  الفلبين و هناك نري مزوداً قد أحاطت به الرعاة؟؟؟ هناك تتحطم أوثان العالم كله و يصير الملك للرب و لمسيحه.. هل يولد المسيح وسط نصف هذا العالم...المسيح لا يحتاج الكثير ليولد هناك.فقط عذراء نقية هي النفوس التي تصدقه و تحمله داخلها و تذهب به حيث يشاء و لو إلي المزود.هذه البلاد الفقيرة شعوبها  في كل شيء يمكن أن يصبح رأسمالها الحقيقي هو المسيح فتغتني الشعوب.رأينا نجمه في الفلبين و نريد أن نسجد له في كل شرق آسيا...
من السهل أن يولد المسيح وسط البسطاء الساهرين علي أعمالهم يتناوبون لكي يستريج كل منهم و لو قليلاً.فيا أيها الرعاة.أريحوا بعضكم بعضاً في المسيح كي يقبل منكم أن تلتفوا حول مزوده. إذ لم يوجد حول المزود من يتصارع.من يتنافس.من يتجبر.فالكل حول المزود يحكمه ميلاد المسيح.الكل منجذب ببشارة واحدة.اليوم ولد لنا مخلص هو المسيح الرب.الإتفاق مذهب الرعاة المقبولين عند المزود.
بعيداً عن المزود كان هناك إستعدادات للقتل.كان هيرودس يبحث كيف يتخلص من المولود.بعيد عن المزود تجد الشر يضع خططه.و يتصور أنه أقوي من المزود.غريب أن جيش هيرودس لم يغلب المزود.و أيضاً هيرودس الآخر لم يغلب الصليب و في المشهدين كان المسيح مقمطاً.بعيداً عن المزود تجد المؤامرات موطناً.
أيها الصديق كن نجماً و إرشد الناس للمولود.فإن لم تكن نجماً فكن راعياً .كن عذراء .كن مؤتمناً علي الأسرار كيوسف البار.كوني سالومي .حول المزود يلتف الأبرار.وسط الخراف يولد الذبيح.وسط الأبقار يوجد الراعي.إعلموا أن بعضاً من القش يريح الطفل العجيب يسوع.فكل طلباته بسيطة مثله.لا يطلب منك ما تعجز عن عمله لأنه فيما يسأل هيرودس أين يولد المسيح يكون المسيح بالفعل مولوداً حقيقياً في حياة البسطاء.
فأنت يا من أتقنت الإتضاع في مولدك و أتقنت الحكمة في خدمتك.يا من أنت  للحب مصدراً و للحياة نبعاً.ها إليك يأتي كل قلب يريد الفرح و المجد و السلام الذي في شخصك.يا من أوصلت السماء للأرض و الأرض رفعتها إلي الأعالي في شخصك عندك ننحنى و نشارك الملائكة في تسبيحك.سلام سلام بك يملأ الأراضي الملتهبة.و النفوس الجامحة فيك تستقر.بدونك عالمنا مضطرب  لأنك وحدك  هازم الإرهاب بالحب.و غالب السيف بالنعمة.أنت وحدك تجعل قطاع الطرق صانعي سلام.تعال لأن عندي مزوداً يترجي مولدك.


413


حقاً جاء (قصة روحية)
Oliver كتبها
-1-

أنا إسمي  ماتيكا  . أحب أن أسير في الشوارع الخالية. حيث لا  أتوقع أن أقابل أحداً .الوقت بعد منتصف الليل في المدينة الصغيرة الهادئة و الحرارة تقل عن الصفر, الصقيع ينتشر في كل شيء و علي كل شيء.الرياح الباردة تلفح أوراق الشجر و ترسم علي وجهى  ملامح الزمن البعيد .
أنا  معتاد علي السير في مثل ذلك الوقت لا يمنعني البرد  لأن لي طقسى خاص... في داخلى أعيش عالماً فريداً لا اري فيه أحد و لا يشاركنى فيه أحد. أسير مستمتعاً بالحرية كمن يطير فوق السحاب.كعصفور أسير في قفص بالنهار و منطلق في حرية في الليل هكذا أحب الليل و السهر و السكون.
ليس من المعتاد أن تجد الناس يسيرون في تلك الساعة المتأخرة إلا بعض الذين يمارسون رياضة الجرى  و سيارات شحيحة تمرق بين الحين و الحين ثم تذهب  بعيداً لتختفي في جوف الصمت .
في ثوان معدودة  وجدت شخصاً يقترب منى.ربما كان تائهاً أو محتاجاً لمن يوصله بالسيارة إلي مكان ما.و أنا كنت مستعداً لمساعدةه بكل محبة.
تقدم الغريب بإبتسامة مؤثرة أسرتني في لحظة.قدم نفسه سريعاً قائلاً أنا كيتو و أنت؟قلت ببطء كمن يحاول أن يتذكر إسمه  و أنا إسمي ماتيكا.إبتسم لى كيتو و كأنه في مهمة عاجلة قائلاً هل يمكنك البقاء معي بعض الوقت؟ لم تكن عندى قدرة لأفكر في مغزي السؤال و لا من اين جاء كيتو وكيف و لماذا و لا كان في قدرتى أن أرفض البقاء.كان كيتو يسأل ببساطة لكن بتأثير.أجبته نعم نعم عندي وقت أبقي فيه معك ماذا تريدني أن أفعل.أجابنى كيتو سوف أخبرك كل شيء.هل تريد أن نمشي أم نركب سيارتك؟ ركبنا السيارة.
كيتو: أنا عندي زيارات هامة .أريد أن أقابل أناس كثيرين.إطمئن لن أرهقك معي  و لن أكلفك شيئاً .كل النفقات سأدفعها لك وعليك أن توصلني فقط فإن شئت أن تنتظرني سأعود إليك و إلا فأنا ذاهب لأتمم ما جئت لأفعله.
ماتيكا : أنا سأبقي.سأوصلك و أنتظر .أنا أحب أن أخدم ليس من أجل النفقات  لكن يسعدني أن أقدم محبة.
(نظر إليَ كيتو نظرة مملوءة حباً) إستكملت جملتى سائلاً:.أين تريدني أن أوصلك؟.
أجاب كيتو: أريد أن أذهب إلي شارع  جيرتل... إندهش ماتيكا  .فالشارع سمعته رديئة و يضم علي جانبيه كل النوادي العارية و البيوت الحمراء. لم أتراجع عن قراري.لم أفكر في تقييم كيتو و لا في التفتيش في نواياه.لقد قدمت نفسى للخدمة و ليس من شأنى أن أحاسب من أخدمه أو أدينه.
كنت أقود سيارتى في صمت أخشي أن أسأل شيئاً....قطع كيتو الصمت قائلاً .هل تري الشوارع؟أجبته نعم أراها ليلاً حين تصبح خالية.... كيتو: ليست خالية.حتي لو لم تري أحداً.أنا أريدك أن تسير مفتوح العينين..... رنت عبارة مفتوح العينين في أذنى.و تذكرت ما قرأته عن بلعام بن فغور الرجل مفتوح العينين و عن جيحزي الذي فتح الله عينيه ليري جيش الملائكة.كانت عبارات كيتو  تأتي إلى أذنى  و معها يأتي  إنفتاح علي الكتاب المقدس بأمور لم أعرفها من قبل.فقلت في نفسى لا شأن لي بالرجل أين يذهب و ماذا يفعل.. إذ يكفينى أنه قادني بأسئلته إلي أعماق في كلمة الرب لم يسبق أننى فكرت فيها.يبدو أن مدينتنا فيها جيش من الملائكة.و حتماً بسبب غزو جيش من الشياطين.المعركة في مدينتنا تدور ليلاً و نحن نظن الشوارع خالية,كنت أظن أنني أسير في شوارع خالية بينما أن المعركة محتدمة بين جيشين لم أرهما.
لم أشعر بالوقت حتى وصلت إلي شارع جيرتل و سألت كيتو.. هل تريدني أن أقف هنا؟ أجابنى : إنتظر لو شئت... قلت سأنتظر....و خرج كيتو مرتدياً ملابس شتوية و علي رأسه قبعة رومانية.
لا أدري كم إنتظرت .لكننى لم أتوقف طويلاً.كأنها دقائق و عاد كيتو... كانت في يده أحد بنات الهوي.كانت باكية تنتحب و تشهق  و قد رسمت الدموع لطخات  سوداء من المساحيق الغزيرة التي لونت بها وجهها.
خاطبنى كيتو بهدوءه العميق: سعيد أنك بقيت معي و إنتظرتنى.هل تذهب بي وسط المدينة.قال هذا ثم نظر إلي المرأة التي شاركتنا السيارة قائلاً: سأضعك في الفندق و سوف أرسل من يعتني بك إطمئني و كوني في سلام.بعدها هدأت المرأة و ساد سلام عجيب في المكان أقصد في السيارة. ...هل كانت المرأة أحد قريباته أم إبنته؟
 وصلت بي السيارة وسط المدينة...كان يجب أن أقول أننى قدت السيارة و لكنني لست متأكداً أنني قدت السيارة حتي وسط المدينة.هناك نزل كيتو و في يده المرأة و قد كساها سلام عميق وقد تسربت إبتسامة إلي وجهها الملطخ فكانت مزيج من نور و ظلمة.
إختفي كيتو في مدخل أحد العمارات ثم عاد سريعاً و إختفت المرأة أيضاً. سالني كيتو: هل تذهب بى إلي الكاتدرائية؟ سألته:  أنا أعرف أن هناك كاتدرائية لطائفة الإنجيليين هل تقصد تلك الكاتدرائية؟ نظر إلي دون أن يعلق.... قٌدت السيارة في صمت وكأن عبارتي ضايقته.. لم أفكر في الطريق حتي وصلت. سألني هل تأتي معي؟؟؟ قلت نعم و خرجت مهرولاً من السيارة.كان الوقت ليلاً و حتماً الكاتدرائية مغلقة و لا يوجد بها أحد... فقلت ماذا سيفعل هنا في  الكاتدرائية...لكنه فاجئني بسؤال جديد و هو يسير بقامته الهيفاء : كانت مفاتيح الكاتدرائية معي....أعطيتها لبعض أحبائى و اليوم أغلقوها .أخذوا المفاتيح منى و لا يريدون أن يعيدونها إليً.هل كان من الأفضل أن أحتفظ بالمفاتيح لنفسي؟ لم يكن سؤاله يحتاج إلي إجابتي بل كان يدفعنى دفعاً إلي التفكير في أمور لم تخطر ببالى من قبل.
 و نبينما نقترب من باب الكاتدرائية و أمام الباب أخرج من جيبه رسالة و دفعها بلطف تحت الباب.الآن علمت أن كيتو ليس غريباً عن مدينتنا. أمرني أن أتجه نحو الشرق.
في الطريق كنت منصتاً للصمت.كان في الصمت يدور كل الكلام.
في الطريق إلي الشرق يوجد تقاطع بين شارعين رئيسيين.بينهما جزيرة وسطى يكسوها الجليد.و فجأة  أمام السيارة وجدت رجلاً طويل القامة ليس أقل من مترين و نصف.لم أر إنساناً في مثل طوله...كان مرتدياً سترة جلدية مثل الإنسان البدائي و كانت سترته تغطي فقط صدره.وسترة أخري ممزقة علي حقويه. علي ظهره و عند جنبيه كان يحمل سهاماً كثيرة كتلك التي تستخدم في صيد الحيوانات قديماً.كان الرجل يسير و نظرنى و هو  متجه نحو جنوب بلدتنا.كان الظلام يكسو وجهه.كان وجهه مرعباً و ليس فقط مخيفاً. لقد قرأت للقديس مكاريوس الكبير  أنه رأي الشيطان بهذا المنظر ..الآن أنا أتذكر...أبعدت عيني عن الرجل الظلامى و صليت في قلبي كثيراً حتي إبتعدت عنه.سمعت كيتو يكلمني و لم أتبين ما قاله.كان الخوف متحكم فيَ.و لكن كيتو ردد عبارته: إطمئن لا تخف.فضاع الخوف لكن بعد أن أضاع مني بعض العبارات التي لم أتبينها من كيتو.الآن علمت أن مدينتنا ليست خالية ليلاً.بها أعداء لم أرهم حين كنت أتمشي.
ذهبت نحو الشرق.كنيستنا هناك.وقفت معه في الكنيسة.. كان بابها مفتوحاً و كل مكاتبها الملحقة كانت فوضوية و غير نظيفة.
أخرج كيتو شيئاً من جنبه و ظل يمسح و ينظف مقاعد الكنيسة..و أعاد ترتيبها فصارت رائعة...
وجدت كيتو يفتح بعض الأدراج.يخرج منها أوراقاً كثيرة.أعطاني إياها قائلاً لي إحرقها.دخلت بالأوراق غرفة الحمل المكتوب عليها بيت لحم ..كنت أتحرق لمعرفة ما بالأوراق..ربما لرغبتي في معرفة سر حرق الأوراق.كان بعضها شكاوي الناس في الناس.و البعض الآخر حسابات مالية ..فتحت الفرن و ألقيت الأوراق و إحترقت لكن رائحتها كانت كريهة للغاية قال لي كيتو هل تشم هذه الرائحة؟ ما كانت رائحة أوراق تحترق بل رائحة أجساد تحترق.فقلت نعم اشمها فقال لي هل رأيت الرجل الظلامي الكريه يتجول في الشوارع؟ قلت نعم ..قال  لقد أحرقت الأوراق التي كان يستخدمها ضد أولادى . لعلهم لا  يدينوا بعضهم البعض و هم الآن أبرياء... سر جديد ينقصنا هو سر حرق الأوراق..
بدأت أشعر أن كيتو ليس شخصاً عادياً....و تعجبت كيف أنه كان يملك مفاتيح الكاتدرائية الإنجيلية  و يملك أيضاً مفاتيح كنيستنا فسألته ؟ هل أنت أرثوذكسي؟ أجابني لا .هل أنت إنجيلي؟ أجابني لا...فقلت له لأي طائفة تنتمي و أنت تملك كنيستين؟ قال لي أنا لي كنائس كثيرة .قم ننطلق من ههنا...
 فخرجنا و خرجت مني أفكار كثيرة كنت أظنها صحيحة لوقت قريب.كنت أنتظر منه أن يوجهني للجهة التالية التي يقصدها لكنه فاجئني بطلبه أن أذهب إلي بيتي. فرحت برغبته زيارتي...هل يملك مفاتيح بيتي أنا أيضاً؟؟كنت أظن أنه سيأتي بيتي دقائق قليلة كما فعل عند في كل زياراته السابقة ..كنت أعرف أنه  سيفارقني لكنه لم يفارقني.
سرت به نحو منزلي و أنا في قمة الفرح... كنت في قلبي أشعر بشئْ يلتهب في داخلى.كنت طائراً محلقاً لا يريد أكثر مما هو فيه.... وقفت عند باب عمارتنا..قال لي إنتظر هنا.... ما هذا ؟ هل يزور منزلي و أنا أنتظره بالأسفل...و بقيت أسفل أما هو فدخل عمارتنا و ركب المصعد و صعد...كنت اسكن الطابق السابع لكن كيتو قصد الطابق السادس.نعم أنا أعرف هذه الأسرة .لكنني لم أفكر يوماً في زيارتها .كنت أظن أن كيتو يقصدني بالذهاب إلي بيتي لكنه قصد الطابق الأقل...السادس يذكرني بالإنسان المخلوق في اليوم السادس.و الذي تم خلاصه في اليوم السادس أيضاً.و جاري كان في الطابق السادس. و من عند جارى نزل كيتو و أنا أمام مدخل عمارتنا أندهش و أندهش.كنت أظن أنه سيزورنى...
قال كيتو سأزورك و لكن ليس اليوم.بل حين تأتي كل الأسرة.كانت أسرتي مسافرة.نظرت إليه و أحببته...إنه يعرفني أنا أيضاً و يعرف اسرتى؟؟
ثم قال لي...خذ هذا لك..لقد وعدتك أن أسدد كل النفقات...و أعطاني خطاباً. سألته هل تريدني أن أوصلك لي مكان آخر؟ أجابني نعم أريدك أن توصلني لأماكن كثيرة لكن ليس الآن بعد..سآت سريعاً.أنا الآن ذاهبْ وحدي....سلام... و مضي فجأة مثلما أتي...نظرت حولي فإذا الجليد في كل مكان.و أصوات الطيور تصدح .و الفجر بدأ يشقشق.و أنا متسمر أمام بيتي.في يدي خطاب أحتضنه.. كنت أود أن لا يكون فيه مالاً مطلقاً.بل  رسالة تؤكد أنني بالفعل قابلت كيتو و أنني لم أكن أحلم أو أتخيل.فتحت الخطاب. و يا لسعادتي.. لم يكن فيه مالاً بل رسالة.تفاصيلها كثيرة...سيكون الكلام عنها في مرة قادمة.لأن الزيارة كانت طويلة و عميقة و مؤثرة ....آه لقد تذكرت أنه زار أيضاً أماكن أخرى....سأحكى لكم  لاحقاً أين و ماذا فعل هناك ....لقد تسائلت كثيراً عن سر إسم كيتو حتي عرفت أنه يعني ( المسيح) باللغة الفيتنامية.و إلي الآن يرن صوته في أذنى كأنه لم يفارقني ...كل ليل أعيد تذكر عباراته..و أجد فيها معان جديدة...
 

414
المنبر الحر / الكنائس أيضاً تتوب
« في: 19:42 05/10/2015  »
الكنائس أيضاً تتوب
Oliver كتبها
 
في التاريخ أرصدة  النجاحات و حساب الإخفاقات في التاريخ كل أنواع الدروس. و رغم أهمية التاريخ إلا أن التاريخ الكنسي ليس قيد علينا .ليس للتاريخ قدسية و لا هو منحصر في الإنجازات دون غيرها. لكن له سلطة المعلم..
لقد حفل تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية بالأعاجيب الإيمانية و الشخصيات الفريدة التي كان لها أعظم الأثر ليس في مصر وحدها بل في كل العالم.فالرهبنة المصرية صارت مسلكاً لكل مسيحيي العالم.و الشهداء جعلوا إسم الكنيسة القبطية معروفاً للكل.و المدافعين عن الإيمان لم يكونوا أبطالاً محليين.أثناسيوس و كيرلس و ديسقوروس العظماء يعرفهم العالم.المجامع لم تكن محلية في البدء بل مسكونية أي عالمية.و كان للكنيسة الأرثوذكسية سواء القبطية أو السريانية أو الأرمنيية صولات و جولات مع الهراطقة.
كان عيد القيامة مسئولية مصر التي تحدد تاريخه ليحتفل به العالم أجمع.كانت تعاليم الأنبا شنودة و الأنا أنطونيوس و ابو مقارة تصل إلي أرجاء المسكونة و كان الزوار من أرجاء العالم يأتون ليستفسرون عن أعماقها.كانت كنيستنا مسكونية.و حين كانت بهذا البريق لم نقرأ عنها كثيراً أنها تأزمت أو صار فيها إنشقاقات بل كانت تقفز من مجد إلي مجد.
فقط بدأ منحني التاريخ يتقوقع إلي الداخل و ينكفأ علي نفسه حين بدأت الإنشقاقات بين الكنائس و تبدل الحال من كنائس تجتمع لتناقش الإيمان الواحد و تمارس المحبة الواحدة إلي ملتقيات متفرقة تهجو بعضها بعضاً و يتوه بينها ما هو حق و ما هو متهرأ.
و صار البعض يسجل الهجوم علي الكنائس الأخري بصورة البطولة.و كلما علا الصراخ ظن البعض إليه أنه غيور علي الإيمان و أنه يفحم معارضيه.و صارت كل مجموعة تكلم نفسها و تهجو غيرها و ضاعت المحبة و تمزق الجسد الواحد.
 أصبحت القوانين الكنسية تصدر نكاية في الآخرين بدلاً من أن تكون نبراساً يجمع جسد المسيح.و مع هذا بقي البعض يتفاخر كأن ما يحدث و ما يصدر هو قمة الدفاع عن الإيمان هذه نفس القوانين التي  إحتار المؤرخون و العلماء الآن في تنقيحها و معرفة أيهم الصحيح و أيهم المدسوس حتي أن الصفي بن العسال جامع القوانين الكنسية إحتار هو الآخر و لما ضجر من تنقيح القوانين جمعها في سلة واحدة و صرنا حتي اليوم نبحث عن القوانين الصحيحة منها و الزائفة؟ فالتاريخ كالأمواج تجرف كل شيء الثمين و الهش.
نطق باباوات بالحرم علي بابوات.ثم تراجع بعضهم و إعتبر المحرومين قديسيون كما فعلوا مع البابا يوحنا ذهبي الفم.و أحياناً أوريجانوس.و صار كل بطريرك يخشي أن يتراجع لئلا يثور الشعب عليه.بينما أن الشعوب في القديم كانت تهاب معلميها.لكنه الخوف من لا شيء هو الذي صنع صنم الإنشقاق و صار البعض يعبده و يهلل له.فهل  آن الأوان لنحطم الصنم و نعبد المسيح.
الحوار بين الكنائس
الآن حان وقت التوبة.فالكنائس كالأفراد تتوب أيضاً.و علي بابوات زماننا أن تتوب عن أخطاء البابوات التاريخية .من الثمر نعرف الشجر.و الثمر بين ايادينا  فُرقة و إنشقاق حتماً لم يكن مصدر هذه التحزبات مباركاً مهما شاعت و راجت حولهم القصص.
في سفر الرؤيا يخاطب الروح  القدس الكنائس السبعة.و يكشف ما ينقصها و ينير لها طريق التوية.فالتوبة تبدأ من أسقف الكنيسة.و إذا كان الفرد البسيط يتوب عن أخطاءه الفردية فأسقف الكنيسة يتوب عن شعبه.و عن الأساقفة الذين سبقوه و عن قراراتهم التي خلفت تراكمات كارثية علي مستوي المسكونة.الأسقف أو البابا يتوب أي يصحح ما هو خاطئ لأنه أخذ السلطان من أجل هذه أولاً.
الحوار بين الكنائس لا يخيف سوي من لا يريد أن يتضع. من لا ينوي أن يكسب أخيه.من يقرر مسبقاً أن لا يتنازل.الحوار لا يمكن أن يبدأ بينما البعض يتربص بالبعض.
الحوار محبة.و من يرفض الحوار يرفض المحبة.الصلاة حوار مع الله.و الإنجيل حوار مع الإنسان.نحن نقف بين حوارين إن نجحنا فيهما صرنا في طريق النور.
إنها ليست نصيحة بل أمر سماوي.أن نتصالح أولاً قبل أن نقدم لله قرباناً.و قد أخذنا من التصالح معناه الضيق الصغير أي تصالح شخصين و الآن  حان الوقت الذي فيه نأخذ المعني الأكبر في التصالح  فيكون بين كنائس العالم .
كيف تتصالح الكنائس؟
كان وقت نظن من يهاجم الآخر بطل .الأن وقت نظن من يكسب الآخر أكثر بطولة.كنتم تتباهون في كل كنيسة بأنها تعرف المسيح أفضل.الآن فرصتكم لتظهروا للعالم أن معرفة المسيح تأتي  من خلال محبة الأخوة.كل الأخوة من كل مكان و من كل عقيدة تؤمن بأساسيات الإيمان و بالإنجيل و بالفداء و الأبدية.
- مدارس الأحد هي أول درجة من درجات التصالح.حين يكون التعليم فيها مركزاً علي محبة الجميع .و علي عدم الفرز؟و يكون الخادم نفسه مؤهلاً لهذه المحبة يخلو من التعصب .يعلن الأيمان دون هجوم علي أحد و دون إنتقاص من أحد و دون حتي أن يذكر الآخر بل يركز علي المسيح و الإنجيل.
- التصالح يعلو درجة أخري باللقاءات المشتركة ليس بين القادة بل بين الشعب المختلفي العقائد.فالصلاة المشتركة و الإنجيل المشترك كفيلان بتذويب الصخر.
- التصالح يأتي بتنقية القوانين التي وضعت لغرض في نفس واضعها.علي الكنيسة أي كنيسة أن تراجع نفسها أولاً بأول.فالقوانين و القرارات التي تضعها ليست قيوداً عليها بل فقط أداة تحتاجها و تغيرها أيضاً متي لزم الأمر حسب مستجدات الحياة.
- التصالح لا يمكن أن يتم إلا بإنتخاب شخصيات مرنة تأخذ سلطة كافية للتفاهم مع الكنائس الأخري و لا خوف من ذلك لأن كل الأساقفة يعودون بالنقاط الرئيسية للمجمع المقدس لإعادة مناقشتها كما لا يجب أن يكون عندنا وسواس كأننا نذهب ليخدعنا الآخرون فليست هذه هي الحقيقة لأن الكنائس مشتاقة كلها إلي الرجوع و قد أتعبها الفراق و أنهك الإنشقاق الجميع.
- كنائس المهجر بشعبها و خدامها و كهنتها و أساقفتها عليهم الدور الأكبر في التقارب مع بقية الكنائس .و كان يجب أن يكون الأمر سهل حيث أننا نعيش بينهم و بعض كنائسنا نتقاسمها مع كنائس أخري تختلف عنا في العقيدة و قد تركوا لنا كنائسهم بمحبة مسيحية حقيقية و دون تعصب.الحقيقة التي يجب أن نذكرها أن هناك خوف لدي بعض الأساقفة و الكهنة إذا بادروا أو أظهروا هذا التقارب سيجدون من يشتكيهم و يحبك ضدهم التهم.و لأن الرؤوس الطائرة حولهم كثيرة بسبب هذه التهمة فإنهم يخشون بل يتشددون أكثر من اساقفة مصر و بهذا خسرنا أهم عنصر في التقارب بين الكنائس.و الحل أن يكون هناك قرار محمعي يضع خطوات متفق عليها للتقارب و يحمي من يتبع هذه الخطوات من بطش الذين يظنون أن التشدد فضيلة و أن العدو ليس الشيطان لكنه أخي القابع في الكنيسة المجاورة؟؟؟
- التصالح حرفة مسيحية و فن سماوي فإذا أردنا أن نسير خلفه يجب أن نؤسس صندوقاً للأفكار أي أفكار التقارب.هذا الصندوق يجمع كل ما هو ممكن من شتي بقاع العالم لكي نصيغه بطريقة تحول الأفكار إلي خطط محسوبة و مسارات واقعية.
- التصالح لن يتم بغير الشباب.هم فقط و وحدهم الطاقة المنفذة للتصالح,و عندهم اللغة المطلوبة للتقارب.أما الكبار فيكفيهم أن يصلوا لأجل أن يتمكن الجيل الجديد من إصلاح ما أفسده البعض بالتشدد.لهذا أعطوا الدور الأكبر للشباب و هم سر النجاح.
 
 
 
 

415
المنبر الحر / النيل الأحمر
« في: 16:52 20/04/2015  »
النيل الأحمر
Oliver كتبها
 صار بيننا و بين الحبشة نيل أحمر . كنيسة واحدة حمراء بدم المسيح من الداخل حمراء بدم الشهداء من خارج.علي المذبح دم.تحت المذبح دم.و نحن كم وحدتنا الدماء و كم فرقتنا الأهواء..هذا هو الزق الذي في يد الله.يجمع فيه دماء الشهداء من البلدين .قنينة واحدة تجمعنا .يد الله تحوينا..هي صلبة كالماس.جميلة رغم السواد و الألم. و من لا يوحده الماء توحده الدماء.
داعش صناعة الشيطان,الذي قد يكون منحل من قيوده الآن. يعمل بكل وقاحة و قباحة. لكنه و هو يظن أنه يهدم نجد المسيح له المجد يبني ببقايا العهد الجديد.إفرحوا فوق شلالات نياجرا.إفرحوا فالماء الروحي المنسكب علي رؤوس المفديين أعظم من مياه الأمطار لا تكف عن السقوط.لأن هذا الماء الروحي لا يسقط أبداً.
قتلوا الشهداء في ليبيا فتوحدت أثيوبيا و مصر في الشهادة للمسيح..
من يفك طلاسم هذا الختم.في شمال البحر يلقون المهاجرين المسيحيين في جنوب البحر يذبحونهم ما بالك أيها البحر قد ضقت بهم؟ البحر الأبيض صار أحمراَ.و البحر الأحمر جمع بين الأشقاء.ستشير الدماء وحدها علي القتلة و ستكشف عمن وراءهم.و سيتبين كم من قبلات غاشة تتناثر هنا و هناك. المدن الخمس الغربية ستصبح ست مدن قريباً.ينسكب الدم.يمتد الإيمان.بذور الحق منغمسة علي الأرض الرملية.حبة الحنطة تقوم سريعاً إذ الموت لا يحاصرها.هي مستكينة ثلاثة أيام فقط بعدها يحدث الإبهار حين تتمجد حبة الحنطة تثمر في التربة السمراء.
إتحدت اللغات في المسيح.صار الكلام كالفعل و صار الفعل حديث الدنيا.ليستيقظ الناكرون و يندموا.يأخذون حبات تلك الرمال المقدسة.تتلألأ في أيادي الراغبين في الحق الذين يريدون بهجة الخلاص.النيل يجري من الغرب. النيل يأتي من الجنوب.النيل بيننا يجمع.ما أجمل النيلين.نيل الحياة و نيل الموت فمن كليهما تتولد دروس الأجيال بين حدين, الماء و الدم.
بحر الدم في الشرق الأوسط
داعش تدفع العالم للتوحد ضد الشراسة و التوحش فكيف لا تدفع الكنائس في إتجاه التوحد.إنه أمر غريب أن يتحد الشر ضد المسيحيين و لا تتحد الكنائس ضد الشر.كيف لا نوحد أصوامنا و صلاتنا؟كيف لا نوحد أعيادنا و إتجاهاتنا.عندنا الكثير لنتفق عليه أما الأردياء فينظرون إلي الإختلافات و أما الأسوياء فلا تمنعهم الإختلافات من الوحدة فالوحدة لا تعني التطابق بل التكامل.و وحدة الجسد لا تعني أن يكون كل أعضاءه علي نفس الشاكلة أو الوظيفة.فلنتحد إتحاد جسد المسيح.لن تنجو كنيسة منفردة كما لا ينجو الحمل الشارد.مسيحنا مسيح الجسد الواحد.لقد تقطعنا و تشرذمنا و تمزقنا و إنتقل التشرذم داخل كل كنيسة و كل خدمة .أصبحنا نجتمع لنختلف.نتقابل لنتضاد.ثم نسأل كيف يقتلوننا؟كيف يهجروننا؟كيف يتقصدونا نحن وحدنا.الإجابة لأن الغنم مشتتة.لأن الحملان إنقسمت.لأن الإتجاهات تفرعت.و صارت كل كنيسة تقول مثل إيليا في ضعفه.قتلوا أنبياءك و بقيت أنا وحدي.و تظل إجابة السيد الرب لكل كنيسة كما هي.أنا أبقيت لنفسي  سبعة آلاف ركبة لم تنحن لبعل.أنا الذي يتمشي وسط المنائر السبعة  لكي يجمعها في فلك نجاته.لست الكنيسة الوحيدة له بل أنت عضو من كنيسته.لن تكتمل حياتك بغير أخوتك بقية الكنائس.
لقد ضعف الإيمان في الغرب لسبب إنقسام الكنائس فهل يفيق الشرق ليوقظه.هل تخرج صرخة من شاطئ البحر الجنوبي تقول للمتقوقعين بالشرق  كفاكم إنعزالاً.متنا روحياً و نوشك أن نموت جسدياً فمتي نتحد .ليس في وحدة الكنائس ضعف أو تنازل.بل محبة حقيقية غير غاشة.و إيمان حقيقي بالجسد الواحد و إعتراف حقيقي بالرأس الواحد.لن نهلك بسبب عدم الإتفاق علي شفاعة القديسين بل سنهلك من الغطرسة الزائفة بأن كل ما عندنا صحيح و كل ما عند غيرنا خاطئ.لن نموت لو لم يعترفوا بالأسرار السبعة لكن سنموت لو لم نعترف نحن بحاجتنا إلي محبتهم و خدمتهم و كرازاتهم التي يمكن أن تنعشنا فنلتهب معاً حباً في المسيح ساعتها سيمارسون أسرارنا السبعة بكل سرور ليس عن إضطرار و لا عن جدال بل عن شركة في المحبة و الحياة المسيحية كما يليق.
كلما ناقشت أحداً من الذين لا يعرفون كنيستنا أجده منبهراً بما عندنا من عمق و فكر و تراث و سيرة.أجده يخشع أكثر منا في كنيستنا.أجده يكاد يحسدنا علي ما نحن فيه من عمق و دسم فكيف نتركهم هكذا لا يدرون بهذه المائدة الدسمة من تعاليم و من قديسين و من ممارسات روحية مشبعة.كيف نتقوقع و ندفن وزنتنا؟
ثم ندعي أننا الأفضل؟ لا لسنا الأفضل أبداً و لن نكون أفضل من أحد.نحن بهم و هم بنا سنكون الأفضل هذه هي الطريقة الوحيدة للأفضل.أن نتحد.هذا ما مات المسيح من أجله و قام و أرسل تلاميذه يعلموننا إياه.
و قد يتساءل واحد إذا كنا لن نتازل عن عقيدتنا الأرثوذكسية فكيف نتحد مع الطوائف الأخري؟ الإجابة نتحد في الخدمة.في العمل المشترك.في ليالي تسبيح.في كرازة يجيدونها أكثر منا.في خدمات مرضي يعرفونها أكثر منا.في أنشطة هم فيها بارعون.في مناقشات موضوعات ليست عقيدية .في ندوات و معسكرات شبابية مشتركة.في خدمة الفقراء مشتركين.أليست هذه هي الديانة الطاهرة النقية؟ لم يقل الكتاب أن الديانة الطاهرة هي التمسك بعقيدة( و هذا مطلوب جداً) لكنه قال أن الديانة الطاهرة هي عمل محبة بين الأخوة.
هل نعي الدرس و نبدأ .لقد تأخرت البداية قروناً طويلة فهل ندرك و لو بعضاً مما فاتنا في طريق الوحدة؟ في هذا أطلب.في هذا أتأمل.في هذا أرجو .في هذا أثق.
دعونا نذكر هذه الطلبة التي صلاها الرب يسوع يو 17
ولست اسال من اجل هؤلاء فقط، بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم،  ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني. وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني، ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد. انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد،

416
سبت النور قيامة الأرواح
Oliver كتبها
صرت حراً بين الأموات
تشققت الأرض و صمتت .مات المسيح .صارت ظلمة هنا و نور هناك.هناك بعيد عن الأرض بدأت أحداث عجيبة حيث كانت أرواح الذين إنتظروا علي رجاء هذه اللحظة العجيبة.فالرب يسوع جاء للجميع من علي الأرض و ما تحت الأرض.
كانت أرواح الهابطين إلي الجحيم تنزل مقيدة.تزفها شامتة أرواح شريرة كثيرة.كانت تنزل يصاحبها شيء من الغضب شيء من الخسارة و يحيطها سلطان الموت من كل وجه.
إلا روح الإنسان يسوع المسيح.لم تكن مقيدة.الذي وحده نزل حراً بين الأموات.لأنه مات بإرادته.مات ليس بالخطية بل بالإرادة.كلنا متنا بالخطية و المسيح وحده مات بسلطان نفسه.له سلطان أن يضعها فوضعها و له سلطان أن يأخذها أيضاً و هو أخذها في اليوم الثالث.
كل الأرواح كانت تنحدر إلي الهاوية يقابلها باب يبتلعها ثم ينغلق.كانت الأبواب دهرية.صدأت متاريسها من كثرة الإغلاق.أما روح المسيح فكانت تعبر مدارك الأسفل و الأبواب ترتجف لها. تنفتح من رهبة هذا المقتحم لعالم الظلمة.حتي الظلمة توقفت عن إظلامها .عجزت عن البقاء حتي في الجحيم لأن المسيح أضاء في الظلمة.
افلعلك للاموات تصنع عجائب ام الاخيلة تقوم تمجدك.مز 88: 10
إبراهيم حوله جمهور.إسحق ينظر إلي الحمل البديل.يعقوب يتأمل المشترع.يهوذا يسبح.داود يتعجب لإبنه.سليمان يري عجباً.موسي ينظره بتمهل.ما أجملك وسط قديسيك حتي في الجحيم.الأموات رأوا عجائبك.قاموا بك لأنك إله أحياء.
قامت أخيلتهم.الأرواح التي صمتت علي الرجاء نطقت بعظمة.الذين صبروا إليك إنطلقوا نحوك.هكذا ما خاب رجاء حتي ما قد هلك.فخرج من الجحيم هاتفون لمن لم يتركهم في الهاوية و لم يدعهم يرون فساداً.من الأعماق صرخوا و من الأعماق نجاهم.
كنا نسمعك يا إبن الإنسان أنك جئت تخلص ما قد هلك.كنا نظنك تقصدنا نحن وحدنا.لكنك أيضاً كنت تقصد عالماَ آخر قد هلك و باد جسده و نزلت روحه  إلي الجحيم.ألهذا العمق أنت كنت تقصد حتي إلي الهاوية تعمل.أبهذا الكمال أتممت عملك و لم تفلت الخراف حتى التي صار الجحيم مستقرها...نعم و قامت تمجدك.ما حاجتهم إلي مكان .ما حاجتهم إلي تيجان.ما حاجتهم إلي نعيم.أنت وحدك تكفي.أنت معهم.الأخيلة قامت و إكتفت بك.
اليوم هو يومهم.أو يومك لهم.اليوم صنعت عيدهم.قيامتهم.كان عيدهم بلا فوضي.ليس كالفصح القديم.أنت علمتهم الجديد و بشرت الأرواح بنفسك.
علي الأرض قامت الأجساد.
في الجحيم قامت الأرواح .في الحين صدر تكليف لبعضهم أن لا يذهب إلي الفردوس مباشرة.بل يعود إلي الأرض يبشر بالحقيقة.
في الجحيم قامت الأرواح و علي الأرض قامت الأجساد.صارت القيامة سمة العهد الجديد.
أورشليم الخائفة من الظلمة و الزلزلة صارت موطناً للبشارة الجديدة.كرازة الأرواح.لقد قتلت أورشليم الأنبياء و المرسلين أما الآن فهي تقف أمام هؤلاء القائمين عاجزة .فهؤلاء ليس للموت سلطان عليهم و لا تؤذيهم المؤامرات.لا يؤثر السيف فيهم و لا يجرؤ المخالفون أن يمسوهم.
كانوا كثيرون.مئات, ربما؛ آلاف, ربما؛ و ربما أكثر .إمتلأت بهم أورشليم.خارجون هم من شقوق الأرض بعد الزلزلة.لغتهم قديمة و كرازتهم جديدة.يلبسون النور و يتغطون بنعمة العهد الجديد.يتكلمون كالملائكة.مساكين الروح كانوا و يسيرون كأنهم يطيرون.من هؤلاء الطائرون كحمام في أورشليم.و ليتها آمنت؟التلاميذ و المريمات شاهدوا بعضهم.كلموا بعضهم.سمعوا أن ايد هناك يصنع عجباً.سمعوا أنه ليس خاملاً في القبر.سمعوا أنه سيد علي الجحيم كما هو سيد الأرض أيضاًسمعوا و رأوا و إندهشوا جداً.
لست أظن أن القلم يعرف كيف يكتب ما قالوه.لم يدونه أحد.لم يسجله أحد.لم يذكره لنا أحدهم.فاللغة كانت سماوية لا تكتبها حروفنا القاصرة.لكن كل كلمة كانت محاطة بقوة و نور و تأثير لا يخطئه السمع أو البصر.هذا بالحقيقة يوم الأرواح.



417
المنبر الحر / 3- يوم صلبوا الحق
« في: 13:39 10/04/2015  »
3- يوم صلبوا الحق
  Oliver  كتبها
سأل بيلاطس عن الحق ثم صلبه.سأل الكهنة عن إبن الله ثم قتلوه.هتف الشعب للمبارك الآتي بإسم الرب ثم تركوه منكس الرأس علي الصليب.
أدخلوه قاعة الملك.ألبسوه ثياب الملك.جعلوا في يمينه قضيب الملك.و نادوا عليه يا ملك اليهود.و سجدوا له ثم صلبوه.
إختلط سلامهم بالبصاق.و سجودهم بالإستهزاء. بقضيب المملكة ضربوه..إتضاعه لم يرض غرورهم.و أعماله لم يكونوا بها قانعين.مملكته ليست كالمملكة التي يريدونها فصلبوه.
سمعان القيرواني
ليس من الناس من يختار طريقه.ليس من الناس من يهدي خطواته.إنما من الله يمشي و بالله تعرف خطواته الطريق هكذا سمعان.
كان أفضل ما فعله سمعان أنه لم يشترك في قتل  ملك الملوك بل شاركه في الصلب.لم يهتف ظلماً بل صرخ وجعاً.لم يقسو علي السيد بل سخروه ليخفف عنه.
ذهب سمعان إلي الحقل.هناك وجد حبة الحنطة تموت.فأخذها علي كتفيه فأتت له بثمر كثير.
كان سمعان عوداً يابساً جعلوه مع العود الرطب فأخذ منه حياة أبدية.كل من يلتصق بالعود الرطب يترطب .تسري فيه الحياة من جديد.هذه التي جرت في عروق سمعان فحمل الصليب و نال الفخر الأبدي.
من بعيد من القيروان جاء ليتفقد أخوته في أرض الموعد.فوجدهم يقتلون المعلم و سخروه ليحمل معه الصليب يتمزق قميصه .يتلون تحت الخشبة بدم عجيب.سار خطوات قليلة مع الذي باعوه أخوته و شعبه حتي كاد أن يموت معه.كأن سمعان يحكي قصة  يوسف الصديق و قد خرجت عظامه من أرض مصر حيث صلب ربنا أيضاً.
صلبوا سيدي
في القديم عبر إسرائيل البحر الأحمر.في الجديد عبرنا نحن البحر الأحمر الحقيقي.
ها هو موسي الجديد يرفع عصاه.و فرعون يطارده يائساً.و ستمائة مركبة قد أعدها إبليس.ستمائة هي كل أفعال البشر الباطلة.و إسرائيل وقف أمام البحر شاكياً موسي.لعله قال أصلبه أيضاً. يظن أنه سيهلك.يتذمر علي السيد و السيد يثق في النجاة للجميع.يداه باباً مفتوحاً علي مصراعيه.أكثر من البحر إتسعت أحضانه.أكثر من البحر شملتنا.جزنا به و جاز بنا البحر العميق.و صار الموت مسلكاً داس عليه لنا و نحن دسناه معه.
لم تكن هناك علة يشتكي الشعب بها موسي عند البحر.لأنه كان يشير إلي المصلوب من غير علة.إنه فقط شعب يرفض النجاة.
الفرق بين موسي و المسيح أن موسي قاد الشعب للخلاص لكن المسيح صار لنا الخلاص نفسه.لأن ياه يهوه قوتي و ترنيمتي و قد صار لي خلاصاً إش12: 2 .دخل الشعب البحر لأن يدا الرب إنفتحتا علي الصليب و جعلت المياه تقف من كل جانب.قصار بينهم و بين الموت سداً.لا يستطيع الموت أن يمسهم فيما بعد.و لو كان قد إستجاب لكلامهم و نزل عن الصليب لعاد البحر إلي طبيعته و اهلك الكل كما أهلك فرعون و مركباته.
جند الوالي
جند الوالي وقفوا عند المحاكمة.كالذئاب إذا رأت حملاً.أغراهم وداعته.شجعهم صمته ليتسلوا به.فالبعض يستهين بلطف الله.تيقنوا أن الحمل الوديع لن يقاومهم.فهو ليس مثل باراباس الذي يخشونه.و هو ليس مثل اللصين الذين سيصلبا معه.لهذا تركوا الأشرار في غرفة بعيدة و إصطحبوا الحمل الطيب إلي قاعة الجنود.هناك كل الكتيبة.بعضهم كان نائماً فإنتبه علي صوت ضربات السياط و هي تنزل علي ظهر الحمل.بعضهم كان يأكل فتوقفت اللقمة في حلقه إذ رأي حملاً صامتاً و هو يجلد هذا ما لم يروه من قبل.كان كل المجلودين يعترضون يصرخون يرفعون الصوت مدللين علي براءاتهم أو حتي معترفين بالذنب متوسلين للعفو عنهم.إلا هذا الحمل.
كان الوقت صباحاً و الساعة السادسة قد إقتربت.و لم يكن هناك عمل يشغلهم.فالجنود يعملون ليلاً .و البرد القارس ألزمهم الإيوان حيث يجتمعون.
كانت الدماء تسيل من كل مكان في جسد الحمل الوديع.و لكي يعلن الجند ولاءهم لبيلاطس و هيرودس إستهزءوا بالحمل إسترضاءاً لملكهم.ألبسوه ثوب ملك و أهانوه.و أنت لا تفعل هكذا و تسترضي رئيس هذا العالم.تستهين بالحمل.
الثياب قرمزية.و جسد الحمل قرمزياً.فالدم من داخل و من خارج.و الحمل راض بكل هذا لأجلنا لأنه أحبنا حتي الموت.
الورود التي في صحن دار الولاية كانت حمراء كالدم.جري أحدهم و إقتلعها من الأرض.نزع الورود الرقيقة الناعمة الملمس.و إستبقي الأشواك فقط.لأن حبة الحنطة جائت ليلتلف عليها الشوك لكنه لن يستطع أن يقهر الحنطة.التي تكللت بالشوك.
جعلوا في يده عصا المملكة.قضيب كالذي يمسكه القاضي و الحاكم و الملك.لأن رب المجد هو القاضي و الحاكم و الملك. بسخرية جعلوا القضيب في يده و هم لا يدركون أنه بالحقيقة ملك و أنه ماسك بقضيب الملك منذ البدء.
أخذوا من يده القصبة و ضربوه بها علي رأسه.و كأنه يسلم القصبة من يده إلي رأسه .من الإبن إلي الآب.لأنه مكتوب أنه سيسلم الملك للآب.كو 15: 24
نزعوا عنه الرداء لكي يبصروا كيف هو.حمل الله إنسان حقيقي و إله حقيقي لم يزل.كشفوا جسده قبل أن يجيء زمان ينكر فيه الجاهلون أن المسيح قد تجسد و أنه هو هو بنفسه الذي صلب و الذي مات و الذي قام و صعد ليجلس في يمين العظمة في الأعالي.صلبوه عرياناً فلا عذر لنا إن تشككنا في الخلاص.
عند الجلجثة سقوه خلاً فلم يقبل أن يخففوا آلامه.لكي لا يقال أن المسيح لم يتألم.لكي لا يقال أن صلبه كان وهماً.لقد تألم بكل قسوة لكي يريحنا بكل قوة.
سمروه فصار المسيح ملتصقاً بالصليب.إلي اليوم هو ملتصق بالصليب.إن تقبل المسيح تلتصق بالصليب أيضاً.
اللصان
كلنا نسرق الملكوت.كلنا نأخذ ما ليس هو إستحقاق.كلنا نغتصب الملكوت.كلنا لصوص و لكنه راض بنا.ياخذنا بجواره و هو يصنع لنا طريق الأبدية يشقه بالحجاب.ليس حجاب الهيكل بل حجاب جسده.
إلى اليوم نحن هكذا.لص يطلب من المسيح أن يذكره في ملكوته أو لص ينكره و يعيره لأنه مصلوب دون أن ينتبه لنفسه أنه مصلوب في الوقت نفسه.
الشيطان أراد أن يلهي اللصين عن الخلاص بالإنخراط في جدل عقيم فكانا يشتركان في التعيير و كان المسيح ينظر نحوهما حتي جذبت نظراته أحدهما فتوقف الجدل القاتل و إنتبه للأهم و طلب الخلاص من المصلوب و إعترف به رباً و مخلصاً.
كم من المجادلات لا تزال تدور بين اللصوص.أجدر لها أن تتوقف فنلتفت إلي المسيح له المجد قائلين أذكرنا يا رب متي جئت في ملكوتك.





418
جمعة الفصح الحقيقي
2- باراباس حراً
Oliverكتبها

الثلاثمائة و الثلاثين مت 26: 1 - 14

لما سكبت مريم البارة طيبها تذمر الخائن قائلاً كان يمكن أن يباع هذا الطيب بثلاثمائة دينار.كان لكل شيء عنده سعراً.فلما إنسكب الطِيب خارت قواه إذ خاب أمله في الغني و ذهب يبحث عن مكسباَ بديلاً.كان المسيح هو آخر من يعرفه.كان مطلوباً للموت.الخائن يعرف ذلك جيداً.قال لنفسه لأخرج  بصفقة.ما الفرق بين أن يموت وحده أو يموت و أقبض أنا ثمنه.؟ كانت كل عباراته مكسوة بالشيطان.و لم يعرف أن ثمن خيانة المسيح باهظ.
هو لا يعرف الفرق أنه كالفرق بين الحياة و الهلاك.الفرق بين أن تبيع المسيح و بين أن تشتري منه خلاصك و سلامك و أبديتك. قدم يهوذا عرضه لرؤساء الكهنة : ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم؟ لقد تنازلت طموحاته من ثلاثمائة دينار إلي ثلاثين من الفضة.باع الذهب ليشتري فضة فلا طال الذهب و لا طال الفضة.طمع في الثلاثمائة ففقدها و طمع في الثلاثين فلم تشبعه.هذا إبليس يفعله.يغرينا بثلاثمائة لكي نتبعه ثم يلوح بالثلاثين لأنه كاذب.حينها ننتبه أن ما فقدناه كثير و نندم .لكن الروح فينا يمنع الندم أن يقتلنا كما قتل يهوذا.
إبليس فعل هكذا أيضاً  مع بيلاطس .بدأ بيلاطس مساومته أن يطلق المسيح مجاناً كحسب عادته بإطلاق أسير كل عيد.ثم لما أهاج إبليس الناس عليه قال :أؤدبه و أطلقه...ثم هاج الناس أكثر فقال أجلده...ثم أسلمه ليصلب و هذا ما يهدف إليه إبليس يبدأ بإغراء الوهم بالإطلاق و الحرية و ينتهي بالأسر و الموت. غير أن موت المسيح مختلف..
باراباس حراً مت 27 :15-26
كان باراباس أسيراً .كنا كلنا أسري.و كان باراباس لا ينتظر سوي الموت.و كنا ننتظر معه.كان باراباس مضبوطاً في جرائم كثيرة فتنة و قتل و نحن أيضاً. وقف المسيح و باراباس في نفس المكان لأنه أراد أن يأخذ مكان باراباس. كان باراباس نحن و نحن كنا باراباس.ثم جاء لنا المنقذ.الواثق و كل ما يصنع ينجح فيه. وقف رؤساء الكهنة يهيجون الشعب كي يختاروا أن يطلق بيلاطس باراباس و يصلب المسيح.
لم يطلب باراباس الحياة لأنه لم يفكر فى الحياة بل في الموت.لم يطلب الحرية لأنه لم يكن يتوقعها.كان ينظر للمسيح كشخص عجيب.باراباس رجلاً متمرساً في الشر.يعرف كل أودية الظلام.قطاع الطرق أصدقاءه و القتلة معروفون لديه.لم يكن المسيح ممن رآهم و لا سمع عنهم .لم يكن في زمرة الأشرار الذين يصاحبهم.كيف جاءوا به إلي هنا؟ لو كان قد فعل شراً لكنت قد عرفته.أنا أعرف الأشرار و هذا الرجل بار.لذلك حتماً سوف يختارونه للإطلاق و سأموت أنا؟؟ كان في كل عيد يطلقون أسيراً واحداً و حتماً سيكون يسوع.لكن هذا العيد عجيب.و الأسير لن يكون واحداً.سيطلق الرب كل المأسورين.لأنه جاء لينادي للمأسورين بالإطلاق.لو4 : 18 .لم يكن يتصور باراباس أنه سيكون واحداً من هؤلاء الذي جاء المخلص ليطلقهم إلي حرية مجد أولاد الله.
نبوات لم يقصدها قائلوها
في الإسبوع الأخير فعل الكهنة أموراً هي أقرب للنبوة دون أن يدركوا ما يفعلون.
قال أحدهم أنه خير أن يموت واحد عن الشعب و كانت نبوة من رئيسهم قيافا.يو 18 : 14
لم يكن يعرف قيافا كيف يكون موت المسيح خير و لا كان يقصد قيافا أي خير.لقد إستنطقه الله ما ينفعنا نحن.
تنبأ قيافا أيضاً قائلاً أنتم لا تعرفون شيئاً.....نعم و لا زلنا لم نعرف المسيح كما ينبغي.و لا زال اليهود لا يعرفون عن المسيح شيئاً.
قال الكهنة ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به، فياتي الرومانيون وياخذون موضعنا وامتنا.و قد تركه اليهود و آمنا به نحن و أخذنا موضع شعب الله و أصبحنا نحن خاصته يو 11 : 48 و هم لم يكن يقصدون النبوة.
قالوا عن فضة يهوذا التي أسلم المسيح مقابلها : لا يحل ان نلقيها في الخزانة لانها ثمن دم
نعم كانت ثمن دم.لا نرشه علي قوائم البيت بل نشربه ليعبر عنا المهلك.ثمن أزكي دم و أطهر دم.مت 27 : 6 لا يحل أن نلقي ثمن الخيانة في بيته بل لنطرحها الآن عند قدميه و نعترف و نندم لكي ندخل بيت الأبدية دون خيانة.
رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع على ان يطلبوا باراباس ويهلكوا يسوع لأن موت باراباس لم يكن ينفعنا بشء بل موت المسيح.كانوا يطلبون لنا الخلاص دون أن يفكروا في خلاصهم هم أيضاً.مت 27 : 20
قال رؤساء الكهنة لبيلاطس عن المسيح له المجد: فصرخوا بجملتهم قائلين خذ هذا و اطلق لنا باراباس لو 23 و قد أخذناه نحن و أطلقنا هو من الموت.و أما هم فأخذوا باراباس و ماتوا.إياك أن تختار باراباس و تترك المسيح.
قالوا: خلص اخرين و لم يقدر ان يخلص نفسه ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الان عن الصليب لنؤمن به...و هو حقاً المخلص الذي خلص الجميع غير أن رفضه تخليص نفسه كان هو سر حياتنا الآن.نعم خلص آخرين حتي الذين هتفوا ضده ليُصلب.كان الكهنة يتكلمون عن الخلاص و هم قابعون في الهلاك.
مضي الكهنة وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر فلم تعد عندهم حجة لإنكار قيامته.هم بأنفسهم ختموا قبره و كانوا آخر الشهود علي موته و دفنه لأجلنا.مت 27: 62-66
لقد وصل العهد القديم إلي باب القبر المغلق المختوم و أما باب العهد الجديد فهو مدحرج و قبره مفتوح إذ ليس للموت فيه سلطان و لا القبر فيه نهاية.

419
جمعة البصخة
1- محاكمة خروف الفصح
Oliverكتبها
اليوم تمت المحاكمة و حسمت القضية. كان الآب قاضياً و الموت خصماً و الإبن مدافعاً و الروح القدس يرف علي الظلمة ليحولها نوراً. كان هناك شاهدان هما السماء و الأرض.كان هناك جاني مضبوطاً متلبساً هو الإنسان.
صدر الحكم بموت الإله و حياة الإنسان.هذا لأن الإبن الوحيد الذي في حضن ابيه قبل الموت عنا.
ادخل الى الصخرة و اختبئ في التراب من امام هيبة الرب و من بهاء عظمته إش 2
كان الموت يطاردنا وإبليس يطاردنا والعالم منقلب علينا.كنا نحتاج إلي ملجأ.مخبأ من وجه الشرير.كنا نئن إلي مخلص.لأن مرارة الخطية قد غمرتنا.لم تكن فينا قوة لنهرب و لا حكمة لنجد مفراً.كنا نتعثر الليل و النهار.و فيما قد غلبتنا الظلمة وجدنا صخرة عجيبة نورُ يشرق منها.جنبها مفتوح.قلبها مفتوح.ذراعيها مفتوحتان.بابها مفتوح. صوت حنون يصدر من داخلها يقول أنا الرب و لا مخلص غيري.فدخلنا في الصخرة.أما الرب فتفرغ لدحر المطاردين و قهر الموت. كانت في يده خشبة .كانت سلاحه ضد أعدائنا.و بها غلب.
رؤساء الكهنة و شيوخ الشعب
تشاور رؤساء الكهنة علي من أعطاهم الكهنوت.هنا مثل الكرامين الردياء. تآمر الكرامون فيما بينهم قائلين هذا هو الوارث هلم نقتله فيكون لنا الميراث.و هل يوجد ميراث بدون المسيح.هل يوجد كرم بدون الكرمة الحقيقية.هل يوجد كهنوت بدون معطي الكهنوت؟ ماذا دهاكم ايها الكرامون القتلة حتي ظننتم أنه يوجد ميراث للقاتل؟لو20 .لقد بددتم كل شيء.كان جديراً بكهنوت العهد القديم ان يكون عظيماً مبهراً لكثرة ما فيه من بركات و تواصل مع الله.لكن كل هذا تبدد بيد رؤساء الكهنة و شيوخ الشعب.
أما الكهنة فقد إنتهي الأمر بخراب هيكلهم و تهدم مذبحهم و ضياع كرمتهم.و أما النبلاء شيوخ الشعب فإنتهي بهم الأمر بضياع هيبتهم و مناصبهم إذ حاصرهم العدو و أذلهم تيطس حتي أنهم طبخوا أولادهم و أكلوهم.فما من مكانة بدون المسيح.ما من هيبة و لا سيادة إلا بواسطته لكنهم قتلوه بجهلهم و ما كانوا يدرون أنهم يهدمون أمتهم و مجدهم و كل ما يفتخرون به.
عجباً.يتشاورون للقتل و هم يعلمون ذلك.و يأخذون المسيح إلي دار الولاية.يو 18 و يقفون خارجها رافضين الدخول لئلا يتنجسوا؟؟؟ دار الولاية نجس في يقينهم و مع ذلك يستعينون به في القتل ؟ دار الولاية نجس و هذا لم نقرأه في أي نبوة و لا قاله مرسل من الله.هي تعاليم الناس التي تغش الناس.و رغم هذا يخافون النجاسة  الزائفة و يقبلون القتل الحقيقي؟ تعاليم الناس عندهم أعظم من المحبة فلا بقي طقسهم و لا بقيت المحبة.
لنحترس يا أحباء المسيح لئلا نكون بين هؤلاء.نهدم مجدنا و نبدد ميراثنا حين نسلم فخرنا المسيح.و نترك أهواءنا تعبث بمصيرنا الأبدي.خذوا من هؤلاء مثالاً و تيقظوا.فها المؤامرات قد فشلت.و مشاورات الأردياء لم تسفر عن مكسب.أضاعوا كل مكاسبهم بأيديهم.أما نحن فلنتذلل و نعترف أننا أثمنا و إنكسرنا و نقف هكذا أمامه كما نحن.
بيلاطس يو 18: 28 - 40
خرج بيلاطس من دار الولاية للكهنة الواقفين بالخارج لأنهم رفضوا الدخول إليه خوفاً من أن يتنجسوا؟.كانت الأمم تسترضي اليهود حتي النهاية لكن كل منهم أضاع الآخر.هكذا من يأخذ غير المسيح مرشداً و من يلجأ لمثال دونه.  يسترضي الناس فيفقد تبعيته للمسيح.
تسلم بيلاطس المسيح دون شكاية؟؟ لم تكن هناك إتهامات محددة.فقط هناك رغبة في الدم و القتل.كان بيلاطس مغبوطاً إذ تسلم المسيح.جاءه بيته.لقد دخل المسيح بيت زكا فحدث خلاص لأهل البيت كله.و دخل بيت لعازر تقدس لعازر و أختيه حتي أن المسيح رفض أن يموت لعازر دون أن يشهد بعينيه الفداء علي الصليب فأقامه ليري المجد العظيم علي الجلجثة.كانت هناك فرصة عظيمة يدخل بها بيلاطس دار المجد بدلاً من دار الولاية لأن الماثل بين يديه هو الذي سيقف الجميع بين يديه مطأطئ الرأس مرهوباً.
كانت فرصة لبيلاطس أن يطلق المسيح من دار الولاية و يأمر بعد التعرض له لأنه لا توجد شكاية؟؟؟ليس مضبوطأً في خطأ و ليس من يبكته علي خطية بشهادة أعداءه.
أانت ملك؟
أانت ملك اليهود؟؟؟ كان هذا سؤال بيلاطس.و هو سؤال خبيث.يتضح منه أن بيلاطس يخشي علي المملكة و ليس يخشي الحق.كان سؤاله هل أنت مزمع أن تكون ملكاً عليهم بدلاً مني؟؟؟؟؟ هل أنت ملكهم؟لكن المسيح الحنون طمأنه قائلاً مملكتي ليست من هذا العالم.لا تخف علي مملكة زائفة.أنا أعطيك ملكوتاً ابدياً.كان المسيح يعرض لبيلاطس فرصة ذهبية أن يكسب الأبدي و لا يخشي علي الزمني.
كان يطمأنه أنه لو كان ملكاً بدلاً منه لهؤلاء اليهود فلماذا وقفوا خارجاً يطلبون أن يهدروا دمه؟ لقد ضاع منطق البشر .الخطية جعلت الأذكياء فيهم أكثر حماقة من الجهلاء.الخطية تفعل هذا.تأخذ منك حتي قدرات العقل البشري.
حسناً إطمأن بيلاطس أن المسيح لم يأتي لينافسه علي المملكة.و بقي السؤال هل أنت ملك لأي مملكة أخري سوف تستجد علينا؟ هل أنت ملك لجماعة من الغيورين مثلاً أم أنت ملك للجليليين و بيلاطس يكرههم.هل أنت ملك من اي نوع؟
أنت تقول يا بيلاطس أن هذا المتهم ملك.فيه صفات الملك.و قدرات و ثبات و ثقة الملك و رؤية الملك.أنت قلت لأنه بالحقيقة ملك منذ ولادته.ألم يبشر المجوس أن المولود ملك اليهود.و ملك المجوس الأمم أيضاً.
نعم مولود ملك و ليس كالناس يأخذون المُلك لاحقاً.هو مولود بمملكته.مملكته مولودة معه.ملك أزلي و مملكته أزلية أبدية.
ما هو الحق؟
حيث أنك ملك......و مملكتك حاضرة فيك...فلماذا جئت؟؟؟ماذا تريد هنا؟
جئت لأشهد للحق......لأشهد لأبي و لنفسي .بالأمس أعطي المسيح جسده و دمه قائلاً جسدي مأكل حق و دمي مشرب حق.أنا جئت لأغرس فيكم الحق الأبدي نفسه.
خطر علي بال بيلاطس أن يسأل ما هو الحق.لأن فن الملوك هو الحق.كانت لبيلاطس فرصة أن يكون أعظم من سليمان .ها هو المسيح في داره.و هو يريد أن يحكم و ليس من طريق للحكم أفضل من أن يطلب من ملك الملوك أن يرشده و يملأه بالحكمة و الحق فيكون بيلاطس الأعظم
سأله بيلاطس و ما هو الحق؟؟؟؟ثم تذكر سريعاً جرأة هذا الشخص العجيب.تذكر كيف قال ويلاته للكتبة و الفريسين منذ يومين و الجميع كان في رهبة من هذه الويلات.تذكر كيف رد الرسل الذين أرسلهم هيرودس بكل جرأة محملاً إياهم رسالة ليقولوا أن المسيح يلقبه بالثعلب و يرفض أن يأتيه الآن,
تذكر بيلاطس الكثير من توبيخاته للفريسيين و ردوده المفحمة للكتبة.فخاف أن يسمع عن الحق.خاف أن يسمع عن الحق و الحق ذاته بين يديه.كثيراً ما نخشي النور لأنه يفضح خطايانا التي عملناها في الظلام.فنهرب من الحق و يمضي الحق عنا.لهذا لم ينتظر بيلاطس ليسمع إجابة السؤال.لقد ندم بيلاطس أنه سأل عن الحق.في الحقيقة أنه لا يريد الحق .لا سيما الآن.إنه يريد الكرسي.فليأت الحق لاحقاً.أما الآن فالمنصب أهم.و إسترضاء الناس أهم.و التخلص من المسيح بسرعة أهم لأن وجوده يخلق في بيلاطس تأنيب و تبكيت لا يستطيع أن يفصح عنه.لكن زوجته أفصحت عنه و حذرته منه.فخرج بيلاطس مسرعاً قبل أن يجيبه المسيح عن الحق
ماذا أفعل بيسوع؟
قال لهم بيلاطس فماذا افعل بيسوع .مت27. من المؤسف أن يكون المسيح بين يديك ثم تسأل ماذا أفعل بيسوع؟ هذا سؤال لا زال يسأله كل من ينكر الله.ماذا أفعل بيسوع؟هل تعرف ماذا تفعل بيسوع أم ستكون حائراً به كبيلاطس.الأمر سهل.إقبل يسوع كمخلص يتدخل في كل أمورك.إقبله كملك يتحكم في كل أمورك إقبله كقدوس يقدس كل أمورك.ما كان يليق ببيلاطس أن يسأل سؤالاَ كهذا.فهو يعكس جهلاً و قلة إدراك.أما أنت فيقودك روح الله لتأخذ من يسوع كل شيء.هو لا يريد أن تفعل به بل أن يفعل بك كل ما هو خير و سرور و فضيلة و حق.إن لم تعرف ما تفعله بيسوع إسأل يسوع مثل شاول قائلاً ماذا تريد يا رب أن أعمل؟
السياسة و المسيح
كان يتعشم بيلاطس أن يجد حلاً سياسياً لمسألة سماوية.فلم تجدي نفعاً.كانت حيلته أن يستخدم سلطته في العفو عن أحد المتهمين بمناسبة عيد الفصح. كان يتمني أن يعفو اليهود عن المسيح.لكنه تناسي أن يستخدم نفس هذه السلطة في إبراء المسيح لأنه غير مدين اصلاً.أراد أن يكسب الإثنان اليهود و المسيح فخسر كل شيء.إذ لا يمكن أن تجمع بين الحق و القتل.و لا بين النور و الظلمة .كان ينبغي و لا زال ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس.في الأبدية لا توجد سياسة.في ملكوت السموات لا يوجد سوي الحب و الخضوع لملك واحد وحيد هو يسوع المسيح.أما في السياسة فالملوك لا يخضعون بل يتناحرون و يكيدون و يتآمرون.ليس للسياسة دور في الخلاص.و لا نفعاً في الأبدية.لا تعامل المسيح بالسياسة.بل بالروح تعبده و تقبل ملكوته.


420
خميس العهد و بيت الثالوث
Oliverكتبها
الماء و الفصح و السيف
في اليوم الذي ينبغي فيه أن يذبح الفصح.أرسل معلمنا الصالح بطرس و يوحنا ليعدا الفصح.أخذ بطرس سيفه الصغير و أخذ يوحنا قلبه الكبير.و ذهبا حيث أرسلهم السيد. المسيح يطلب سيفاً و قلباً.أما السيف فلكي يضعه المرء حداً بين الوصية و الخطية و أما القلب فلكي يضعه المرء حباً فيمن وضع نفسه حتي الموت.
السيف واجب لذبح الذبيحة و الماء ضرورية لتطهير من يتقدم للذبيحة.وعلامة بيت الفصح هي الرجل حامل جرة الماء. الفصح و الماء متلازمان. جسد المسيح و دمه  وعمل الروح القدس للتطهير متلازمان أيضاً .
أوصي مسيحنا الحلو التلميذين أن يتبعا الماء و حامل الجرة رمزاً للروح القدس الذي يقودنا للمسيح. حيثما يدخل ندخل وراءه لأنه يدخلنا إلي خباء الثالوث لندرك أعماقه.
لذلك ليس مستغرباً أن الموضع الذي تم فيه الفصح كان هو نفس الموضع الذي حل فيه الروح القدس علي الكنيسة الأولي كألسنة نار.فالآب أرسل الروح القدس هنا و الإبن قدم نفسه ذبيحة هنا.هنا بيت الثالوث.هنا في قلبك أيضاً يا من تأخذ جسد الرب و دمه.
بطرس ذبح ذبيحة الفصح بالسيف فكان عمله مكرماً و في المساء قطع بطرس أذن عبد رئيس الكهنة بنفس السيف فكان مُلاماً.الإنجيل كهذا السيف له وجهان إما أن تحيا به  أو يدينك هذا ما قاله معلمنا.
إنطلق التلميذان لكي يعدا الفصح  ويا للعجب لقد وجدا الأمر كما قال لهما مخلصنا الصالح كان هناك رجل حامل جرة الماء سبق و أعد العلية .و ملأ الماء في جرته.و بقي السؤال....من الذي أعد الفصح؟ هل هما التلميذان أم يسوع الذي رتب الأمر, لأنه لما ذهب التلميذان وجدا كل شيء كما أخبرهما به ؟ هذا ما يحدث كل مرة تتقدم فيها لجسد الرب و دمه.يبدأ الكاهن خدمة إعداد المذبح لكن الحقيقة أن المسيح أعد كل شيء حتي المتناولين من قدساته.لم يجدا التلميذان ما يعداه.فالعلية مهيئة و حامل الجرة يملأ الماء للجميع .كأنهما ذهبا فقط ليكونا شاهدين لعمل المسيح للبشرية فذبحا الفصح القديم و إنتظرا قدوم الفصح الجديد.هذا هو دور الكهنوت الجديد,الكاهن هو الشاهد الأمين الذي ينتظر حضور السيد علي مذبحه. هذا ما  حدث في الفصح.أنت تستعد للذبيحة و لكن الذبيحة هي التي تعدك.لو22.
علية صهيون
كما يقودنا الروح القدس للسمائيات هكذا قادهم حامل الجرة إلي بيت مرتفع عن الأرض هو بيت مريم أم مرقس الرسول الذي صار معروفاً بإسم علية صهيون لأنه قابع علي جبل صهيون.قادهم حامل الجرة إلي المصاعد و أوصلهما إلي فوق لكي يستعدا لما هو أعظم.دخل التلميذان البيت.من الداخل يبدو فقيراً بسيطاً لكنه كالمزود.قيمته في المولود نفسه.هكذا العلية.و هكذا أنا و أنت.قيمتنا في الساكن فينا.في مسيحنا.
للعلية طابقان.إذا وقفت في الطابق العلوي ستنظر أمامك  قبر داود النبي و قبر سليمان أيضاً.يبدو أن المذبوح هنا علي صلة بداود و سليمان؟هو في الحقيقة إبن داود و أعظم من سليمان.هذا البيت يشبه العهد القديم.يأخذك لتصعد فيه إلي العهد الجديد حيث تتقابل مع المسيح تأخذه و تأكله و تشربه.سبع درجات بين الطابقين.سبعة هو رمز عمل الروح القدس في الكنيسة و في أسرارها السبعة.
من شرفة العلية أيضاً يمكنك أن تبصر  جناح أو حجاب الهيكل المرتفع.هذا الذي إنشق نصفين وقت الصلب. قبل أن ينشطر الهيكل القديم و يتحطم.سبق رب المجد و أعطاناً هيكله الحي الذي  ليست فيه ذبائح الناموس .
هيكلاً ليس لكي ندخله إنما لكي يدخلنا و يسكننا و نتحد به.هيكلاً نأكله إذ ليس فيه حجارة القديم.هيكل العهد الجديد حيث يجتمع الثالوث مع الإنسان.من يناله يصير هو أيضاً بيت الثالوث.
غسل الأرجل
في القديم غسل إبراهيم أب الأباء أقدام ضيوفه   فإستحق أن يعلن له الرب عن شخصه إذ كان واحد بينهم.ليس من طريق تكسب به النفوس أروع من غسل الأقدام.لهذا في اليوم نفسه الذي أسس فيه المعلم سر الشكر أسس فيه ايضاً خدمة غسل الأقدام.
طاف كثيرون يعلمون أقوال المسيح و طاف قليلون يعملون بغسل الأقدام مع أن المسيح فعل هذه و تلك.و الذي لا يمكن أن تكسبه بالتعليم تكسبه أفضل بغسل الأقدام.
تشاجر التلاميذ في الطريق متنافسين من منهم يكون الأعظم؟ المسيح طهر تلاميذه من الغضب بغسل أقدامهم.و كلنا نستطيع أن نسلك كما سلك معلمنا.و نطهر الكثيرين من غضبهم بغسل أقدامهم أي بالإتضاع و عدم الملاججة.في المغسل إختفت أقذار الأقدام.و تطهر الجميع لكي يستحق التقدم لسر الأسرار.في المغسل عند قدمي يسوع تعال أنت أيضاً.لا تستح.لأن بطرس لما إستحي كاد أن يحرم نفسه من النصيب مع المسيح.دعه يغسلك.و عنده منشفة ليجفف دمعك.إنسكب إنسكب فهناك تتنقي.إحترس لئلا تقف أمامه كمن لا يحتاج إلي غسل.بينما كلنا في أقذارنا ننتقل من وحل لوحل.قف كالعشار أمامه.و سيغسلك.و يعطك النصيب الصالح تماماً كالذي يأخذه الأبرار.لأنه متي غسلك المسيح تصير عنده نقياً .هنا يبدأ درس الصليب.هنا التخلي الحقيقي عن الذات.هذا حجر الأساس في منهج العهد الجديد.
لا تسأل من اليوم من الأعظم.فالمفاهيم تغيرت.هذا عهد جديد في كل شيء.في خبزه و خمره.في ماءه و روحه.في تعاليمه و أفعاله.هذا عهد غسيل الأرجل.
سر الأسرار
شكر و كسر و أعطي....هذه ثلاثة أفعال تجمع مكاسب العهد الجديد كله.فالشكر هو إعلان الآب بواسطة الإبن.و الكسر هو كل ما صنعه الإبن للبشرية كي يقدمنا للآب متصالحين.و العطاء هو عمل الروح القدس الذي يأخذ مما للمسيح و يعطينا فنقتني حتي شركة الثالوث.
الشكر محا خطية عدم الشبع التي سقط فيها أبوينا في الفردوس.و الكسر محا الموت الذي جلبته علينا الخطية.و العطاء عوضنا عن كل ما فقدناه بالخطية.لهذا شكر و كسر و أعطي.
الشكر للآب و الكسر للإبن و العطاء بالروح القدس.هذا السر هو سر الثالوث.
هو شكر و كسر و أعطي و نحن نأكل و نشرب و نخلص . السر مجاني وميراث الخلاص الأبدي مدفوع مجاني بجسد و دم الفادي.
هذا هو التحقيق لمثل عرس إبن الملك.هنا نفهم ماذا يقصد بأن المائدة معدة.هنا نفهم قصد النبوة – هيأت قدامي مائدة- هنا نفهم لماذا قلب موائد الصيارفة.لأن المائدة جديدة و ما عليها مجاني مع أنه أغلي من كل كنوز العالم.
لما نظر إلي الآب إلي فوق شكر و لما نظر إلي نفسه كسر و لما نظر إلينا أعطي.
بين شكر و أعطي كان كسر الأبن علي الصليب.لأنه الوسيط الوحيد لنا مع الآب.
هذا هو العهد.أن الآب يري دم الإبن فيأمر الموت أن يعبر عنا.هذا هو العهد ليس مكتوباً بورق و حبر.بل بجسد و دم.هذا هو العهد الجديد الذي لا نقرأه بل نأكله و نعيش به.
لذلك أتي معلمنا الصالح ليكون لنا عهده بعد أن أضعنا كل العهود.لكنه أعطانا عهداً يفوق كل ما ضاع منا.نعم أعطانا أن نأكله و نحيا به فكيف يسود الموت علينا و المسيح فينا؟

421
أربعاء البصخة . الأطياب و الذئاب
Oliver  كتبها
هل يأتي إلي العيد؟
كانوا يتسائلون هل يأتي يسوع إلي العيد و كان عليهم أن يصححوا السؤال فيكون هل يأتي العيد إلي يسوع.المسيح جاء ليجلب لنا عيداً أبدياً للخلاص.هو يأتي و معه العيد.تذهب إليه الأعياد لتأخذ منه مناسبتها و قيمتها و طقسها.كانت اسئلة الكهنة قاصرة لذلك تنبأعنهم قيافا رئيسهم قائلاً أنتم لستم تعرفون شيئاً.يو11.
أما أبناء العهد الجديد فإنهم يأتون بكل مناسباتهم للمسيح .يضعونها أمامه في حب لكي يصنعها لهم أعياداً.
يتشاورون للقتل في العيد ثم يحتفلون ؟؟هذا هو فرح العالم.كما يفرح الذئب بالخطف.هكذا من يترك نفسه للذات الأرضية .هو من يتشاور مع أفكاره كيف يقتل نفسه.
قال الكهنة أن الجميع سار وراءه.و قالوا إن تركناه يؤمن به الجميع.و هم كانوا يرتلون بلا فهم أنه سيجمع أبناء الله  المتفرقين إلي واحد...إحذر أن ترتل مثلهم أو تُسبح بغير ذهن.و بدلاً من أن يكون لك لسان الملائكة يكون فيك فكر كهنة الهيكل القديم.
أصدر رؤساء الكهنة أمراً أن من يري المسيح فليدل عليه كي يمسكوه.هذه أوامر الذئاب ضد الحَمَل.أما أنت الآن فلا تعد تخشي أن تدل الجميع علي يسوع.لا تخشي علي يسوع من الموت لأنه مات مرة واحدة و لن يموت ثانية.
لكن إن أردت أن تخفه خبأه في قلبك.فليكن عندك مثل الكنز.فليكن المسيح لك الإنسان الداخلي.الكيان الأصيل.الشخصية الحقيقية .هو مستتر فيك و أنت مستتر فيه.أنت تلبسه و هو يحتويك.
حملان و ذئاب
كيف صار الحمل ذئباً؟ بالإستغناء عن المسيح. كيف صار التلميذ خائناً بالإندماج مع العالم.كيف صار الأمين لصاً؟ بمحبة المال.لهذا لا تكف أيها الحبيب عن الحذر.و لا تستكبر أمام الخطية بل إتضع.حتي إن صرت ذئباً فإعلم أنه للذئاب فرصة كي تعود حملان. أذكر شاول الطرسوسي و تشجع.و اذكر نهاية يهوذا و إتضع.الذئب باع المسيح و الحمل يلتصق به.فهل تبيع أنت أم تشتري.هل تستغني أم تتودد إليه.لما عرض يهوذا أن يسلم المسيح فرح به العالم.و أنت لما تقبل المسيح سيداً علي لغتك و تصرفاتك و أفكارك يضيق بك العالم.إذا فرح العالم بك فإحذر لئلا تكون ذئباً و لست حملاً.
كان الكهنة يريدون قتل المسيح و كانت تنقصهم الخطة.فكانوا يتشاورون كيف نقتله.أما المسيح حمل الله فقد جاء بخطة الخلاص و لم ينقص عنه شيء.
إنتبه! لا تأخذ فضة من العالم.خذ من المسيح فضته.لأن فضة العالم ثمن لبعدك عن المسيح و وصاياه أما فضة المسيح فهي حياة النقاوة و القداسة و المجد و هي الغني الحقيقي.فضة العالم هي كل ما يخطف فكرك بعيداً عن الوصية لكن فضة المسيح هي طريق خلاصك الوحيد.قد يقبل الناس الخطية و يلبسونها ثوب الحرية و يكللونها بالفضة لكن تبقي وصية المسيح هي سر النصرة فلا تعش مهزوماً مثل الخائن.لأنه لما إنبهر بفضة العالم سكنه الشيطان.
حواء الثانية أعظم من الأولي.
حواء الثانية ولدته. شهدت له. كفنته بالطيب. أعدت له الحنوط . أسرعت إلي قبره. عاينت قيامته أولاً و صارت كارزة للكارزين.طوباكي أيتها المرأة.لم تسلكي كالمرأة الأولي.
في بداية خدمته في عرس قانا الجليل نفذ الخمر و دار حديث بين المسيح و حواء الثانية لم يفهمه الخدام حتي قالت لهم كل ما يقوله لكم إفعلوه.وفي ختام خدمته لم يفهم التلاميذ ما يدور بين مريم ساكبة الطيب و المسيح حتي قال لهم أن ما فعلته هذه المرأة لأجل تكفيني.
إثنتان سكبتا الطيب.إمرأة خاطئة نالت الغفران من فم الرب يسوع.و إمرأة بارة هي مريم أخت لعازر نالت التكريم من الرب يسوع و من الإنجيل.
هاتان المرأتان نموذج لكل أم تريد أن تقود أسرتها للمسيح.إما بالتذلل و الصلاة كالمرأة الخاطئة  أو بأعمال المحبة و البر كما كانت ساكبة الطيب.و هما يؤديان لنفس المسيح.هو الذي يحرر المدين بالخمسمائة و يحرر المدين بالخمسين.هو الذي يسامح الكل في موته.
الطيب المسكوب
جاءت التي جمعت الطيب زماناً طويلاً.كانت تشتريه قطرة قطرة لأجل ندرته.تبحث عنه مثل نحلة رشيقة.كانت مريم تجمع البر يوماً فيوماً و كانت رائحة محبتها فواحة. و لما إمتلأ قلبها بالحب كان لابد أن يفيض فسكبته عند الذي ملأها بالحب.لأنه صار لها قنينة كثيرة الثمن.كان قلب مريم من أعظم ما سكبته البشرية علي جسد المسيح.و هي لم تشتريه من الغريب.لقد إقتنت الطيب من كثرة الجلوس عند قدمي مخلصنا.و عندما جاء ليقيم لعازر سجدت عند قدميه أيضاً.من عند قدميه أخذت و عند قدميه سكبت .لا يوجد بر تقف به قدام المسيح إلا البر الذي تأخذه من المسيح.فالطيب منه و له قد إنسكب.
الطيب ليس للبيع
يا من دخل المسيح بيتك و سكن فيك بروحه.إياك أن تبيع طيبك.يا من أخذت الروح لا تفرط في النعمة.فهي أحلي ما فيك.لا تبيع الطيب و لو وعدك الأغنياء بثلاثمائة دينار.و لو هددك الفقراء.فلا يوجد من يستحق أن تسكب عنده حياتك إلا الذي أعطاك الحياة.العالم هو الذئب الذي يغريك بالغِني بالثلاثمائة دينار  أو يهددك بالفقر إن أطعت الوصية و سكبت طيبك. هذا ما نطق به التلاميذ عن عدم معرفة حين تذمروا و قدروا الطيب بثلاثمائة دينار و هو عند المسيح يستحق أكثر بكثير .لكن لما إنسكبت عليهم النعمة كانت مكانة الأموال عندهم تحت الأقدام.و كان الطيب عندهم من دماءهم.
ليس من قيمة للطيب في قنينته.لكنه متي فاح علم الجميع بحلاوته.إجعل محبتك طيباً لا تغلق عليها أو تدخر منها أبداً.أسكبها أسكبها لأنها متي إنتشرت تزيد و تغمر الكل.هذا ما فعلته مريم.سكبت حبها قبل طيبها.فتحت قلبها قبل قنينتها فإستحقت التذكار الأبدي و أنت أيضاً تستحقه إن فعلت هذا.
لم يعرفوا أن المسيح لا يريد مالاً بل إنسكاباً عند قدميه.لهذا لا تبع طيبك.
حين يصبح الحمل في حوزة الذئاب
تضطرب النفس بإرادته.لأن له سلطان علي نفسه ليضعها أي يجعلها تتضع للبشر أو ليرفعها أي لتكون علي مستوي إتحاده باللاهوت.و هو هنا أراد أن يضعها و سمح لها أن تضطرب.إذا ما قرأت أنه يصلي للآب كي ينجيه من هذه الساعة فتذكر أنه أيضاً قال مراراً كثيرة لأجل هذه الساعة قد أتيت و هنا أيضاً قالها.إذا ما سمعته يطلب النجاة من هذه الساعة فإنه يطلب بإسمك أنت.يصلي لأجلنا لا لأجل نفسه.إنه يصلي ليكون موته لنجاتنا.يتكلم بغسم البشر الذي يمثلهم .حتي و إن قال نجني أيها الآب فأنت تعلم أنه يستطيع أن يستدعي ربوات من الملائكة بسلطانه لكن النجاة هنا ليست الفرار من الصليب لكنها الإقرار بالصليب.هو يعلن بأسلوب غير مباشر أنه يعلم بما سيحدث.يجوز المعصرة وحده و معه الآب.سألوه من قبل عن الساعة الأخيرة. و لم تكن إجابته لهم كما يتوقعون.الآن يعلن أنه يعرف ساعته التي فيها يموت و أيضاً التي فيها سيجئ ثانية علي السحاب.
إذا وقعت في يد الذئاب إفعل كالمسيح.إتضع و صلي.هذا هو درسه العميق.و لا تنسي أنه واثق في الآب كن أنت أيضاً واثق.ليس للذئاب سلطان علي الحمل.ربما تنهشه ربما تعقره ربما تأكله لكنه ليس الحمل الذي يتلاشي و ينتهي بل الحمل الذي يقوم من الأموات.هو هنا يقدم صفات الحمل حين يقع في يد الذئاب.يضطرب و يشعر بإقتراب النهاية.يصلي و يطلب النجاة.لا يفقد ثقته أبداً.هل هذه القدوة تكفي ليجتاز كل منا أوجاعه و تجاربه؟نعم تكفي.فكن هذا الحمل.
 

422
المنبر الحر / الإثنين العجيب
« في: 13:11 06/04/2015  »
الإثنين العجيب
Oliverكتبها

جاع صباحاً ؟
قال الكتاب أن المسيح كان عائداً من قرية بيت عنيا إلي أورشليم صباحاَ و كان جائعاً؟
كان عجيباً أن يجوع هكذا في الصباح  مبكراً و هو الذي إعتاد علي الصوم.المرة الوحيدة التي ذكر لنا الوحي أنه جاع كانت في البرية و بعد أن قضي أربعين يوماً دون أن يأكل ثم جاع أخيراً.لكنه اليوم يجوع مبكراً جداً؟؟أحقاً جاع المسيح إلي الطعام؟ لأننا لم نجده يأكل اليوم كله بعد ذلك بل بقي يعلم و كانت أكثر الأيام التي علم فيها و كشف عجائب من مقاصده و من تدابيره للأبدية للجميع.حتي أنه إختتم كلامه في المساء بقوله لأني جعت فلم تطعموني.
لم يكن المسيح محتاجاً لأن يفطر تيناً لكن التينة المزروعة علي الطريق مهمتها إطعام الجميع لأن أشجار الطرق مشاع للكل.كانت الأمة اليهودية شجرة تين برية زرعها الرب لكي يطعم العالم كله بالإيمان من خلالها لكنها تقست و لم تأت بثمر.لهذا قال أن الزارع خرج ليزرع فسقطت منه بذور علي الطريق.كانت التينة بذرة علي طريق الخلاص لكنها لم تثمر شيئاً.كان يقصد أن تثمر و يكون ثمرها مجاناً لكل من يعبر بها و يتعامل مع شعب الله لكن طيور الهواء إلتقطتها و سيطر عليها روح العالم.
الجلجثة و الزيتون
عند دخول الشعب أرض الموعد منذ القديم كان هناك جبلان.جبل جرزيم حيث وقف عليه ستة أسباط يرتلون البركة والآخر جبل عيبال حيث وقف الستة أسباط الأخري يعلنون اللعنات لمن يرفض الوصية تث 27
و كان هناك وادي بين الجبلين يقف فيها الكهنة و معهم تابوت العهد.
المسيح له المجد كان يعيد مشهد دخول أرض الموعد الحقيقي.فكان جبلان.جبل أورشليم هنا حيث تيبست التينة و ماتت باللعنة وحيث صار الهيكل القديم مرفوضاً.و علي أحد قممه جبل الجلجثة حمل يسوع  اللعنة و قبل الموت عليه.و الجبل الآخر ملاصق لبيت عنيا و هو ايضاً جبل الزيتون حيث بارك الرب يسوع تلاميذه قبل صعوده و  كان هناك الوادي بين الجبلين حيث تابوت العهد الحقيقي المسيح له المجد و معه وقف تلاميذه كهنة العهد الجديد.إنه يرسم مشهد دخولنا أرض كنعان السماوية.
لهذا قال السيد لتلاميذه أنهم يستطيعون بالإيمان أن ينقلوا الجبل.... أي ينقلوا الذين تحت اللعنة ليكونوا تحت البركة.ينقلوا جبل عيبال.جبل الجلجثة.و يضعوه مع جبل جرزيم جبل الزيتون لأن ثمر الخلاص هو أيضاً لأجل ما قد هلك.ينقلوا جبل اللعنة و يطرحونه في بحر الدم.فتزول اللعنة كما عبر الملاك المهلك كل بيت إكتست قوائمه بالدم.
ورق فقط !
أنظر تينتك و إحترس لئلا يكون كل ما عندك ورق.أنت تعرف أن أوراق الشجر تحملها الريح بعيداً و لا تكون فيما بعد.أنت تعرف أن الأوراق تتساقط دوماً.أنت تعرف أن الناس لا يأكلون أوراق الشجر بل من الثمر يأكلون.أنت تعرف أن قيمة التينة في ثمرها لا في أوراقها.ليس في شكلها بل في إنتاجها.إنتبه لئلا يستغرقك الخارج و تتغافل عن الداخل فلا يجد المسيح فيك ثمر.
إذا سألتني و كيف تقتني الثمر أقول لك خذ من عصارة الروح القدس.إثبت في الأرض الخصبة أي المسيح ربنا.داوم علي شرب الماء الحي أي كلمة المسيح الحية.إمتص كل إحتياجاتك من الينبوع و لا تأخذ أكثر مما تحتاج.إذا سألتني سأقول لك لا تيأس إن لم تجد ثمراً لكن لا تكتفي بالورق.إجتهد و ستثمر يوماً ما.أطلب ثمر الروح يأتيك في أوانه.و إن أثمرت فلا تفتخر بثمارك لأنك لم تصنعها لنفسك بل أخذتها من عمل الروح الداخلي.
مأساة التينة أنها وقفت علي الطريق تخدع العابرين و توهمهم أنها ستشبعهم و هي فارغة.أما أنت فلا تخدع أحداً و لا تخدع نفسك خذ الشبع من المسيح و ليس من الناس.و إعط الناس من المسيح الذي يعطي الجميع بسخاء.صل لأجلهم ليأخذوا كما تأخذ.و يشبعوا كما تشبع.
تحلوا و تربطوا
 الرب يسوع علم تلاميذه و أعطاهم سلطان لكي يحِلوا و يربطوا.أما هم فلأنهم رأوا المعلم يحل المربوطين و يقيم الساقطين و يشفي المرضي و الموتي لهذا كانوا هم أيضاً يفعلون مثله.كانوا يحلون المقيدين و لكنهم لم يعرفوا كيف يربطون...لم تكن خدمتهم الحقيقية بدأت بعد.كانوا لا زالوا يتدربون.و كان لابد من درس ليفهموا منه كيف يربطوا و يمارسون الدرس عند الضرورة كما مارسوا درس كيف يحِلوا.و كانت الساعة قد إقتربت.و لو كان المسيح علمهم كيف يربطوا مبكراً في أوائل تلمذتهم لكان التلاميذ قد مارسوا هذا السلطان بقسوة.و قد رأينا كيف أنهم كانوا مستعدين أن يطلبوا أن تنزل نار من السماء و تأكل أهل السامرة لأنهم رفضوا المسيح.لو9 :54 .لهذا تأخر درس التينة حتي قرب الصليب.
كان كلامه مع التينة درس للتلاميذ عن مفعول الربط.كيف يبست في الحال.إستجابة فورية للأمر الإلهي. لهذا بعد أن ربط التينة قال لهم إن كان لكم إيمان و لا تشكون تفعلون أمر التينة أي تربطون.لكن هناك ما هو أفضل.أن تنقلوا الذين تحت اللعنة ليكونوا تحت البركة.أن تنقلوا الجبل من فوق رأس الخاطيء و تطرحونه في بحر محبة المسيح.لكن هناك قاعدة واحدة في الحالتين في الحِل و الربط... أن كل شيء تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه.أي أن الحل و الربط ما هما إلا طلبة يصليها الكاهن و لكن تحقيقها يأتي من فوق و ليس من الكاهن.مع وعد سابق من المسيح أنه يستجيب.حسب عدله و حكمه.
هنا مجدداً ينبه الرب يسوع كل الكهنة و الخدام و كل من يظن نفسه تلميذاً ليسوع أن يغفر.إغفروا إن كان لكم علي أحد شيء....إغفروا للناس قبل أن تفكروا في الربط.مر 11 : 25. الرب يسوع هنا يقدم الإطار الصحيح للربط.يقول فيه أن الحل أعظم من الربط.و أن نقل الجبل أعظم من لعن التينة.و أن الربط نهاية خدمة و ليس بدايتها ولا حتي منتصفها.و أن المغفرة مقدمة و واجبة علي الربط.و أن الحل و الربط إستجابة صلاة و ليس تقرير أمر.هكذا قصد المعلم الصالح من أمر التينة.



423
أحد الشعانين
كيف تصبح منتصراً
Oliver كتبها
رواق الأمم
هذا هو اليوم الذي أعلن فيه السيد الرب شيئاً من المجد.سمح لنا أن نعرف كيف تفتخر بمسيحنا و نهتف له بأعلي صوت.علمنا كيف نمشي كالغالبين و نتكلم كالغالبين و نواجه الخصوم غالبين. .هو دائماً غالب.لكنه اليوم يريدنا أن نغلب معه و به و فيه.
دخل أورشليم كثيراً .هذه مدينته و هناك بيته و هيكله.نحن الذين كنا محرومون من أورشليم.ليست السمائية فحسب بل الأرضية أيضاً.كان ينبغي أن ندخل الحظيرة مع بقية الخراف.
كنا نحن الأمم نسير حتي حدود الرواق حتي أنهم اسموا هذا الرواق بإسمنا رواق الأمم.ما كان مسموحاً لنا أن نتخطاه.كان هذا الرواق في جنوب مبني الهيكل علي حدوده الخارجية البعيدة.كان أبعد نقطة عن قدس الأقداس.هو تقريباً علي الطريق.بينما كان اليهود يدخلون من رواق سليمان المواجه مباشرة لباب الهيكل المؤدي لقدس الأقداس.
 لم تكن مصادفة إذن أن الجحش كان مربوطاًعند الباب  خارجاًعلي الطريق مر11:3و علاقة ذلك بالأمم و رواقهم..لكن يسوع الراكب علي الأتان إصطحبه إلي الداخل.وقتها فقط علم التلاميذ سر الرسالة بشأن الجحش إذ قال لهم عنه ( الرب محتاج إليه).
لم تكن مصادفة أن يطلب اليونانيون أن يروا يسوع في هذا اليوم أيضاَ يوم الشعانين.يو12
كان المسيح يمهد لإصطحابنا منذ البداية.لم يذكر الإنجيل عن صباه سوي حادثة.أنه كان يجيب علي أسئلة الشيوخ لقد كان في رواق الأمم جالساً هناك كصبي كان يريد أن يقول للأمم ها أنذا .لكي تعلم الأمم أيضاً أن يسوع جاء و أن لهم فيه نصيب ليستمتعوا به منذ البداية.لو2
 
ما أصعب أن تعيش محروماً. أمامك كل النعم و أنت لا تنال منها سوي حسرة الحرمان.هذا ما نطق به سليمان في نشيده قائلاً لماذا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك...كنا كلنا مقنعين.أفواه مكممة و أعين منغلقة و حرمان و حسرة رغم أننا في نفس الأرض نفس الحقل جوعي لكن الأفواه مكممة..حتي ذوي الإيمان من الأمم كانوا محرومون.كنا كلنا عند حدود رواق الأمم تتيبس أطرافنا و نتسائل ما عسي أن يكون بالداخل.ماذا يحدث هناك؟ كيف تكون الذبيحة و كيف يكون الكهنوت ما طعم الذبيحة و هل تختلف عن بقية اللحوم التي نأكلها.كانت كل الأسئلة تتوقف هناك علي حدود رواق الأمم.
كان اليهودي الأبرص يستطيع أن يدخل حتي العمق عند بوابة نيكانور حيث مدخل السلم ليرتفع و يكشف للكاهن عن شفاءه.و كنا نحن الأمم محرومون.
كنا نسمع عن حجرة الزيوت و حجرة الأخشاب القريبتان من مدخل القدس.ما كنا نجرؤ حتي إلي الوصول إلي حجرة الأخشاب أو الزيوت.أي تدني كنا فيه؟؟
لما كان يفتخر اليهود علينا بما في داخل الهيكل كنا بجهالاتنا نفتخر عليهم بأن رواقنا هو الوحيد ذو الأربعة صفوف من الأعمدة و ليس كبقية الأروقة ذات الصفين من الأعمدة.لأن الأعمدة التي بشرت اليهود ليست ككثرة الأعمدة الرسل التي بشرت لنا.
نعم كنا في جهالة لا نعرف قانينا.ليس أننا كنا فاقدين بشريتنا لكن  كنا فاقدين ما هو أعظم.كنا فاقدين أصلنا السماوي.و قدرتنا حتي علي التوسل إليه.كنا مهانين من اليهود و من أنفسنا فلم تكن لنا قيمة.لكنه اليوم قبل صراخنا حين شاركنا اليهود حتي إلي الداخل صارخين قائلين هوشعنا خلصنا.
إغلب من داخلك
ليست النصرة في ما تحمل من قوة أو سلاح.ليست النصرة فيمن معك مؤيدون و مناصرون.ليست النصرة حتي أن تهتف أنك إنتصرت و تشهد لنفسك.لكن النصرة أن ينتصر المسيح لك.أن تأخذ منه الغلبة.أن تثق أنه غلب العالم لك.
يتضايق الفريسيون من مجد المسيح و من تسابيح الأطفال.نحن الأطفال التي سبحت في دخول الرب الهيكل و قد إستكثر علينا اليهود أن نأخذ من المسيح نصيبنا فيه فإشتكوا ضدنا.لكنك أفحمتهم قائلاً و إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ. نحن أيضاً الحجارة القاسية التي لانت و صرخت بإسمك و قبلتك مخلصاً و فادياً.أخذنا منك نصرتك علي الفريسيين.أخذنا منك غلبتك للموت و لأبليس.أخذنا منك قوة الرفض لمن اراد أن يستحوذ عليك ليس حباً فيك بل رغبة منهم في تحريكك لتحقيق غاياتهم المهينة.لكنك لم تنقاد لهم إنتهرتهم و لم تنتهر الصارخين أوصنا. بل صرت رئيساً و منتقماً.أنت الذي قاد الجميع فتبعك الجميع نحو أورشليم هاتفين أوشعنا خلصنا.
لا موائد في الهيكل بعد اليوم
يدخل المنتصر يجدل سوطاً يسوق الذبائح إلي خارج.ما حاجتنا إليها فيما بعد؟إذا رأيت المسيح يجدل سوطاً فلا تخف.ليس هو الرب العنيف الذي يهين و يؤذي.بل هو الرب الحازم الذي يطهر و يعد لك مكاناً لائقاً لتعبده بالروح.سوط المسيح لا يطردك بل يطرد الأمور التي لم تعد ذات قيمة .سوط المسيح يرهب الشياطين و لكنه يطمئنك و ينقي لك مسكنك الذي هو مسكنه.
هل رأيته يقلب الموائد؟لا تفهم الأمر بالخطأ.هو يقلب موائد لا تقود لخلاصك و يعد مائدة قيل عنها – رتبت قدامي مائدة تجاه مضايقي  مز 23 .هل تظن أنك  بحاجة لمائدة الصيارفة إذا كان المسيح يقدم نفسه لك مجاناً؟الصيارفة يريدون أن يكسبوا منك لكن المسيح يريد لك أن تكسب أنت كل الخلاص منه مجاناً أتظن أن مائدة الصيارفة تعني شيئاً هنا؟ أنت تدفع للصيارفة لكن المسيح يدفع نفسه علي مائدة من صنعه لكي يأكل الجائع مجاناَ و ينال الأبدية أيضاً.كل ما يعطيك إياه الصيارفة تنفقه أما ما يعطيك المسيح فيبقي إلي الأبد.هل حقاً تريد مائدة الصيارفة؟خذ وقتك لتقارن بين موائد الصيارفة حيث الخداع و المساومة و بين مائدة المسيح المأكل الحق و المشرب الحق هكذا بلا مقابل ودون أي نوع من المساومة.
لقد كان الصيارفة ينهبون الناس مستغلين الشعور الديني و ضرورة تقديم الذبائح لكي يكنزوا لنفسهم مكاسب ظلم لكن المسيح خلصك من اللصوص لأنه السامري الصالح و قد دخل منتصراً علي اللصوص.فإسترد خسارتك و تقدم لمائدة المسيح المحيية.أتريد أن تنتصر علي اللصوص؟خذ من المسيح نصرة.أطلب منه أن يزيل الموائد الخداعة التي نصبتها في داخلك عن ضعف أو جهل أو إنحراف.لا تبكي علي هذه الموائد حين تراها مقلوبة.اشكر لأجلها و أتركها و إمض وراء يسوع المخلص و قل له هوشعنا خلصنا.الملك الآتي بإسم الرب.
سعف النخيل و أغصان الزيتون في إستقبال المنتصر.
هذه هي الأشجار القصيرة التي طالتها أيدي الجموع فإنتزعتها من فروعها  لتلوح بها للملك المنتصر و كأن كل واحد منهم يريد أن يشير إلي نفسه لكي يلتفت إليه  الملك و يضمه إلي مملكته.
لم يدرون أنهم فيما ينزعون الأشجار القصيرة يكشفون المكان حتي يبصرونه جلياً حين يأتي مجدداً إلي المكان كي يحاكموه.لكي لا ينكر أحد أنه وقف في المحاكمة بدلاً منا.
إنزع كل ما يحجب المسيح عنك.هذه الإنشغالات تربكك.إقطعها و لوح بها للمسيح كي يأخذك منها و يأخذها عنك.نحن عهد جديد لا يلبس البرقع بل نراه منتصراً وجهاً لوجه.
نزعوا أغصان الزيتون كما فعلت الحمامة التي أرسلها نوح لكي يتأكد أن الطوفان قد إنحسر عن الأرض و أن الحياة تبدأ من جديد.ها هو الزيتون الجديد و نوح الحقيقي داخلاً أورشليم و يوم الجمعة سوف يكون علي فلك النجاة الحقيقي مصلوباً و سينحسر طوفان الموت و سنعبر بالصليب الجحيم كله و ينتهي العقاب.ليست أغصان الزيتون سوي نبوة عن إنقضاء الهلاك .
كانت هناك من بعيد أشجار العرعر و السنط باسقة شامخة متعالية ليس لها نصيب في إستقبال الملك.لذلك كن متضعاً كالغصن لأن للرب يوم علي كل مرتفع و عال.
السعف ثمره التمر و الأغصان ثمرها الزيتون .من له ثمر سيكون في إستقباله.أما أشجار السنط و البلوط رمز القساوة و الكبرياء و كل  من يرتفع فهو بلا ثمر و نصيبه الحريق .إستعد لإستقباله.
 
 
 


424
سبت لعازر و العون الإلهي
Oliver كتبها
لعازر ( يهوه يعين)
يحدث في الطريق أن تأتيك أخبار مؤلمة.مثل (لعازر مات)....لكن من المؤكد أن هناك عون إلهي يقابل هذه الأخبار بقول المسيح له المجد (هلم نوقظه).....
نعم ليست مهمة الخدام إقامة الناس من القبور بل دعوتهم الناس للقيامة قبل أن يصلوا إلي القبور.لأن المسيح يحب الخطاة.و قد جاءه خبر مرض لعازر مقترناً بالحب.حين أرسلت إليه الأختان مريم و مرثا قائلتين( يا سيد هوذا الذي تحبه- مريض) نعم نحن محبوبين في المسيح يسوع برغم أمراضنا علي إختلاف أنواعها.محبوبون حتي و نحن بعد خطاة و قد أحبنا جداً حتي الموت.حتي عندما قال المسيح أن لعازر مات قالها مقترنة بالحب أيضاً..لعازر ( حبيبنا) قد نام..فالمسيح يحب الخاطئ و لو مرض بالخطية و يحبه و لو أغرقته الخطية في كهوفها و أخفته في ظلامها.المسيح لا يري خطايانا بدون حبه.لقد فعل المسيح المعجزة الأعظم ...ربط بين حبه و بين كل ما يحدث لنا..صار يرانا في حبه و صار يقدمنا للآب في محبته.حتي أننا نشتهي ملكوت إبن محبته. المحبة أقوي من الموت هذا كان درس لعازر و درس البشرية كلها.المسيح لا يري نقائصنا بدون معونته بسبب محبته لنا. هو يهوه معين...
صرخة البشرية لو كنت ههنا؟؟؟
لعازر مريض لعازر البشرية المريضة بين العهدين .بين الأختين.بين الناموس و الأمم.بين شعب عاش يسمع الوصية و شعب إنشغل عنها.ليست مريم و مرثا سوي اليهود و الأمم.لكنهما رمز في علاقة البشرية بالوصية. علي سبيل الرمز و ليس التشبيه.الإثنان ضالعتان  في الحزن.الحزن البشري يعمي عيون الإيمان.لذلك قالت الأختان نفس الكلام نفس الشرط.لو كنت ههنا لم يمت أحد....لقد كان المسيح بالفعل هاهنا و لم يبصره أحد.الشك و الخطية و ضعف أو عدم الإيمان وقف عائقاً أمام رؤية المسيح له المجد.
كم مرة نكرر وراء بعضنا البعض حتي ظننا أننا نقول الحقيقة؟كم مرة ذكرنا في أنفسنا خفية أو علانية هذا الشرط..كم مرة قلنا يا سيد لو كنت ههنا؟؟؟؟بينما الحقيقة أنه كان و يكون و سيظل ههنا .المشكلة أنناا أدمنا النظر في الموت فلم نري الحياة.أطلنا الزمن في القبور فلم نر أن يسوع ههنا.تغيير الإتجاه هو الشرط المهم و ليس أن يكون المسيح ههنا هو الشرط لأنه بالفعل ههنا.
لما لم يستطع البشر أن يرتقي ليري المسيح حاضرا في الرموز و النبوات و الأحداث و الشريعة جاء إلينا في الجسد و أبطل كل شك.فلم يعد السؤال قائماً و لم يعد جائزاً لأحد أن يقول يا سيد لو كنت هاهنا و كأنه ليس ههنا.هو بالفعل صار جسداً و حل ههنا و بقي ههنا و عاش و يعيش فينا ههنا .
قبر لعازر و قبر المسيح
ليس قبر لعازر كقبر المسيح.فللمسيح قبر لم يدخله إنسان.لم تدخله رائحة فساد و لا كان نهاية أحد في داخله.كان قبراً منحوتاً في الجبل.لو كان الجبل موت فإن قبر المسيح منتزع من الموت نفسه.
كان قبر المسيح موت و لكن حوله بستان من كل جهة.موت تحيط به الحياة و تشير لمن بداخله.الحياة و الموت يجتمعان في قبر المسيح.
أما قبر لعازر فكان قبراً علي الممر في الطريق إلي المرتفعات.كل ما حوله قبور أيضاً.كان موت الناس سلعة رائجة و الظلمة أحاطتهم من كل ناحية . قبر لعازر أفضل تعبير للموت.كان ركاماً من الحجارة.كأنها رجمة...كالتي يرجمون بها المعاقبون.كانت حجارته مبنيةً ببدائية دون عناية.هكذا كان القبر سهلاً مثل الموت في القديم.
كان تحت سفح الجبل.و كأن الآكام تغطيه و الجبل يسقط عليه.كنا جميعاً هكذا ينتظرنا قبر لعازر.
كان قبر المسيح مختوماً بختم الملك شهادة من الملك الأرضي أن الملك السماوي مات لأجلنا و مات بدلاً منا.
أما قبر لعازر فكان يكفي أن يضعوا علي مدخله حجراً كبيراً كي لا تنهشه حيوانات التل.الحجر عند قبر لعازر لأنهم يخشون الحيوانات أما الحجر عند قبر المسيح لأنهم يخشون قيامته لأنه سبق و قال لهم أنقضوا هذا الهيكل و أنا أقيمه في ثلاثة ايام..
ما جئت لألقي سلاماً
في بداية خدمة المسيح حضر عرس قانا الجليل.لم يكن حضوره مجاملة بل عملاً هاماً و خطوة أولي في الإعلان عن ساعته التي من أجلها جاء ليسفك دمه لأجلنا.هناك أعلن عن نفسه كخالق للخمر.و اليوم أيضاً يأتي إلي مأتم لعازر لا لكي يجامل بل لكي يخطو الخطوة الأخيرة في طريق الفداء.و يعلن عن نفسه كخالق لإنسان من التراب.بل من العفن .
لا يأتي المسيح ليلقي تحية و يقول سلاماً كالعابرين في الطريق.بل جاء ليقدم نفسه ذبيح العالم قدام الآب.المسيح في حضوره يترك اثراً كالسيف في حركته فهو يشطر يميناً و يساراً.لا يمس شيئاً إلا و يترك عليه علامة مروره من هنا.المسيح كالسيف.لا يمر علي إنسان دون أن يترك فيه أثراً.فإذا قال أنه جاء ليلقي سيفاً فهو يقصد أنه جاء ليترك أثراً و علامة لا تنمحي في حياة كل إنسان كما يفعل السيف.
ظنت الأختان أن المسيح جاء ليلقي نظرة علي حبيبه الراقد منذ أربعة أيام.لم تفهم الأختان أن المسيح جاء ليترك سيفاً .و سيضع علامة مروره علي القبر و علي من في القبر و علي الذين وقفوا أمام القبر و علي كل من يقرأ و سيقرأ هذه الحادثة.هذا سيف المسيح.هذا أثر المسيح في كل أمر ندعوه ليشاركنا فيه.
إفعلوا كالأختين مريم و مرثا و إستدعوا المعلم و هو متي جاء يأتي كالسيف فيدخل القلب لا ليميت بل ليحيي.فلا يكون الأمر بعد حضوره كالأمر قبل حضوره.المسيح وحده يصنع الفارق.هو وحده يخترق حتي الحديد. كالسيف يجتاز و لا يعطله شيء.
فرق التوقيت بين المساء و الأرض
المسيح له المجد طمأن مرثا قائلاً سيقوم أخوك.فأجابت قائلة أنا أعلم أنه سيقوم يوم القيامة.
كانت مرثا تعلم أنه سيقوم لعازر يوم القيامة للدينونة.كانت و هي تثق في قيامة الدينونة كمن يحكم علي أخيها بالبقاء في الموت دون أن تدري.أما المسيح له المجد فقد حمل الدينونة عوضاً عن لعازر و عن كل إنسان لذلك لن ينتظر لعازر ليقوم في الدينونة.سيقوم الآن.هذا ما لم يستوعبه أحد .سيقوم الآن لأنه لا شيء من الدينونة الآن علي الذين هم في المسيح يسوع.لأجل هذا أيضاً في اليوم التالي قال يسوع للجميع و بعضهم كان بالأمس أمام قبر لعازر و نظر قيامته قال المسيح - الان دينونة هذا العالم. الان يطرح رئيس هذا العالم خارجا- الدينونة تم سدادها يجب أن نصدق و نقر بهذا.لذلك صار ممكناً للعازر أن يقوم تاركاً العفن و الفساد الذي ضرب جسده.لأن المسيح حمل هذه الدينونة .كل ما نفعله الآن من خطايا مدفوع ثمنها لذلك ترك الخطية أيضاً أصبح ممكناً الآن مهما كانت بشاعتها و شناعتها.
فقط يجب أن نكف عن الخطية و نبادل المسيح حباً بحب بدلاً من حباً بخطية.يجب أن نثق ان المسيح يقصد أنه يريد أن يقيمنا الآن.لا ننتظر يوم القيامة.فالقيامة الآن.التوبة قيامة.و الحب قيامة.و البذل قيامة.و المغفرة للآخرين قيامة.المسيح يقصد القيامة الآن.
البعض لا يدرك التوقيت السماوي في عبارات المسيح السماوية فيفهمها بالتوقيت الأرضي.لذلك يعيد المسيح عباراته لكي يؤكد أنه يقصد الآن.فيكرر لمرثا أنا هو القيامة و الحياة.هل تنتظر القيامة ؟؟هي في المسيح وحده.يوم القيامة أصبح يوم المسيح.كن فيه فتجتاز الدينونة.كن في المسيح فتحتويك قيامته بدلاً من أن يحتويك القبر بدونه.
كل من لا يدرك مواقيت المسيح يحتويه القبر حتي و لو كان يسير علي قدميه بعد.مواقيت المسيح كلها الآن.وعوده تبدأ هنا في التحقق.عباراته تتم هنا أولاً.لا يوجد في الأبدية شيء لا يبدأ هنا أولاً.في المسيح تبدأ الأبدية فينا و يزول سلطان الوقت الأرضي علينا.أي سلطان الأمور الحاضرة.
 

425
الأقباط و فرصة العمر
Oliver  كتبها
مجلس الشعب هو كلمة السر لو أردت أن تحظي بنفوذ لم تستطع أن تحققه و لو في بيتك.و مع أن تشكيل مجلس الشعب  كان للأقباط في كل مرة حدثاً حزيناً لأنها المناسبة التي يعيشون فيها التهميش و التجاهل و يري فيه المرشحون الأقباط قدر التربيطات التي تحاك ضدهم و قدر التعصب المعلن سواء من المرشحين المنافسين أو من بقية عموم غير المسيحيين.فينزوي المرشح القبطي لاعناً هذا التعصب المقيت مكتفياً بالحصول علي عضوية مجلس الحي أو حتي مجلس أي عمارة.
إلا أن اليوم مختلف.فالدستور ينص علي نسبة من المقاعد توزع إجبارياً علي الأقباط تصل إلي 24 مقعداً محتملا.
1-كانت علي القائمة الأكثر تقربا من السلطة للجنزوري أسماء أكثر من أربعين مرشحاً قبطياً في معظم المحافظات منهم عشرون فقط في القاهرة واحد فقط هو القريب من تحقيق النجاح و آخر مثله في المنيا و الباقي سيلعب علي الوقت الإضافي لعل مباركة الكنيسة لترشحه تنفعه و أنا أراها ضده.لكن هناك بعض المظاهر يجب أن نلتفت إليها.
2- كانت قائمة الجنزوري تعتمد علي أصحاب الأموال فكان نصيب الأقباط لا بأس به من فرص النجاح لكن لما ظهر الكارت الجديد اللواء سامح سيف اليزل إعتمدت قائمته علي ذوي النفوذ و ذوي القربي بالسلطة و بهذا ضعفت فرص الكثير من  الأقباط و خرج كثير منهم مبكراً من اللعبة.بل أن بعض من ضمتهم قائمة في حب مصر( قائمة سامح سيف اليزل) يعتبر وجودهم ضريبة دمغة فقط علي طلب القائمة لكي تكون مستوفية للشروط لكنها ضمت أسماء عناصر تم إختيارهم ليكونوا تابعين لأوامر سوف يتلقونها في حينه لذلك لا أندهش لإختيار سيدات علي القائمة فقط لأن أزواجهن من أصحاب النفوذ.و هذا الكارت أخرج كثير من الأسماء التي ترشحت عن طريق غير مباشر من الإيبارشيات.
3- هذا المجلس هو مجلس جديد بأشخاص قديمة.معظم الوجوه الحزبية التي نجحت فيما سبق ستنجح مجدداً ما عدا أحمد عز( لو إستمر في ترشحه - و هذا أشك فيه أيضاً. هو لن ينجح و لو بالإكراه).معني هذا أن أعضاء مجلس الشعب سيكونون من ذوي الخبرة و التربيطات و الإمكانيات و الفساد أيضاً.و وسط هؤلاء سوف يتوه أعضاء الأقباط حديثي العهد باللعبة البرلمانية القذرة.ضمت أسماء الأقباط بعض السيدات و هذه خسارة مسبقة للمقاعد القبطية.حيث يجب أن تكون أسماء القبطيات علي مقاعد المرأة و ليس علي مقاعد الأقباط ليدخل عدد الأقباط كاملاً ثم تضاف إليه القبطيات من خلال مقاعد المرأة فيكون للأقباط كتلة برلمانية لها تأثير واضح لكن ضم السيدات إلي قائمة الأقباط ينتقص من فرص زيادة المقاعد .المشكلة هنا ليست في رأي القبطيات لكن لأنه لم يكن لهن رأي في الموقف فهو مفروض عليهن.إما يقبلوا كما ترشحهن القائمة و إما يخرجوا فإخترن ما هو متاح.
4- سامح سيف اليزل هو مندوب المخابرات الحربية و كذلك الأمن الوطني لذلك فهو نفسه الذي تلقي الأسماء من هذين المصدرين التي أعتمد فيها الأشخاص الذين إختاروا الأقباط علي عنصرين الأول رضا الكنيسة علي هؤلاء الأشخاص و الثاني هو شعبية هؤلاء لكن المؤسف أن الشعبية في الوسط الكنسي  لا تعكس شعبية علي المستوي العام  و كذلك فإن رضا الكنيسة مرتبط بتوقعات من المرشح قد يجد نفسه عاجزاً عن تحقيقها في الواقع لأنه سيتلقي تكليفات ممن قيدوه في القائمة و قيدوه بسياسة القائمة.و بسب هذاالصلة لسامح سيف اليزل بالمخابرات و الأمن الوطني هدد حزب الوفد بمقاطعة الإنتخابات لكن جاءهم تحذير حاد جعلهم يعدلون عن تهديدهم فوراً رغم أنهم أعلنوا ذلك في بيان رسمي من الحزب.مما يعكس أن قائمة سامح سيف اليزل ستكون هي الإسم الجديد للحزب الوطني و لن تختلف عنه في شيء.
5- وجود أعضاء أقباط سيخلق وضعاً جديداً في الكنيسة لأول مرة.ربما سنجد مكتب في كل إيبارشية بجوار مكتب وكيل المطرانية أسمه مكتب نائب الأقباط.هناك سوف يكتشف كل عضو منتخب عن الأقباط أن الشعب القبطي سيتعامل معه علي أنه الحكومة و بديلاً عن الحكومة.فهو صاحب السلطة و الحصانة و يجب أن يكون علي علم بكل شيء و كل شخص وعنده حل لكل مشكلة و إلا سيتلقي لعنات ما كان يتخيلها البعض قد تأتيه من الآباء الكهنة الذين توسموا فيه أملاً أو من الشعب القبطي و نكون بذلك قد أهدرنا طاقة النائب فيما لم ينتخب لأجله.الحل ببساطة أن يكون هناك مكتب خدمي للنائب منفصل عن النائب نفسه.و أن يتفرغ النائب للخدمات العامة الحقيقية مثل تقديم مشاريع القوانين التي يحتاجها الأقباط في تشريعاتهم.و كذلك إعادة وضع الأقباط إلي درجة المواطنة سواء في التشريعات أو في الممارسات العامة أما إستهلاك العضو في الخدمات الفردية فهو إستنزاف لن يطول و سيقضي علي إمكانية إستغلال العضوية للصالح القبطي العام منعاً من أن تتحول العضوية في البرلمان إلي مكتب تسيهلات لن تغير من وضع الأقباط شيئاً.
6- حزب النور هو حزب إنتهازي رخيص يراهن علي الذاكرة الضعيفة للشعب المصري.لكن الشعب القبطي لن ينسي جرائمه.هو و مرشده الإجرامي ياسر برهامي و متحدثه اللعبة الورقية السابق نادر بكار.نحن نتذكر جيداً أن حزب النور هو الغطاء الشكلي لأولاد الإرهابي الشيخ حازم أبو إسماعيل.نتذكر حرق كنائس الصف و إمبابة.نتذكر إعتداءات الإسكندرية و مظاهرات الكاتدرئية.نتذكر شتائمكم للبابا المتنيح و نتذكر جرائمكم في مواد الدستور الملغي 2012.نتذكر ألاعيب برهامي و أكاذيب أعضاء حزب النور في البرلمان المنحل لذلك ليس غريب عليكم اليوم أن تختاروا من الأقباط الذين قبلوا منكم رشوة إنتخابية نصف مليون جنيه لتضعوا أسماءهم علي قوائمكم.و الطيور علي أشكالها تقع.و لن يكون مصير نادر الذي كان رئيس لإئتلاف 15 فرد سموا أنفسهم حركة أقباط 38 سوي نفس مصير نبيل لوقا الذي كان مثار إحتقار الجميع و هو يقفز من إنتهاز لإنتهاز حتي منعه الأقباط من دخول الكنيسة ذات يوم.حزب النور إختار المنشقين علي الكنيسة و سوف يحصد من وراءهم خيبة الأمل.
ضع الإخوان المتسترين وراء حزب النور الإرهابي في نفس السلة.لا تندهش من أحكام البراءة التي ستقرأها هذه الأيام لأعضاء الإخوان فالصفقات الإنتخابية لا زالت لغة السياسة في برلمان مصر.اللعبة نفس اللعبة و أطرافها كما هم دون تغيير سوي ما ندر.
الأسماء القبطية التي قبلت أن تكون علي مائدة اللئام لا تلومن إلا نفسها حين تتلقي لعنات الأقباط و ما أصعبها لعنة فإحترسوا من هؤلاء الذئاب سواء حزب النور الذي لا يعرف النور أو الأقباط الذين باعوا أنفسهم للشيطان المسمي حزب النور.و وجود الأقباط في قائمتهم فرصة جيدة لكي يخسروا بسببهم مقاعد لأن الأقباط ليسوا من السذاجة كي ينتخبوا حزب النور.فأين في كل إيبارشية من نجا من إعتداءاتهم؟ إنهم إرهابيون قتلة  خاطفي الفتيات القبطيات ناهبي متاجر الأقباط و من يؤيدهم يشابههم.أسقطوهم أينما وجدتوهم.
7- الأسماء التي ستنجح بالضرورة لأنه لابد من إنتخاب قبطي علي بعض المقاعد قد تتحول إلي عبء علي الأقباط لو لم يتم تكوين الكتلة القبطية في البرلمان.لن أخوض في التفاصيل هنا لكن يجب أن نضع هذا العنوان في إعتبارنا( الكتلة البرلمانية القبطية).من المهم جداً أن يتحول الأقباط إلي كتلة ذات صوت مسموع حين يتم مناقشة خطوات إسترداد الأقباط حق المواطنة المسلوب و حين يتم مناقشة قوانين خاصة بالأقباط مثل قانون الأحوال الشخصية أو قانون بناء الكنائس.ثم فليتفرق الأعضاء بعد ذلك كما يشاؤون علي بقية الكتل كيفما يتفق و إتجاهاتهم.
8-فرصة العمر ليست في مكاسب خدمية لكن في القدرة علي المساهمة في تنقية القوانين من الشوائب العنصرية و إلغاء النصوص المكرسة للتمييز.فرصة العمر في إعتماد قانون الأحوال الشخصية التي تعبت الكنيسة من وضعه بالأدراج عشرات السنوات.فرصة العمر ليست في فوز قبطي بمنصب لكن في إعادة حق الأقباط في مواطنة غير منتقصة في شيء لا في النصوص و لا في تطبيق النصوص لا في التشريع و لا في الممارسات علي أرض الواقع.هي في الحقيقة فرصة العمر لمصر كي تعود إلي الزمن الجميل وطن فيه الجمال و الحب يخلو من التعصب و يمتلأ بالثقافة و الفن و السلام. 
9- هذا البرلمان سيكون مطبخاً مزدحماً لمشاريع قوانين كثيرة.علي الكنيسة و أقولها علانية لأنه لا يوجد جهة بديلة تستطيع تقديم المساعدة القانونية للعضو حين يشرع في مناقشة القوانين.لكن علي الكنيسة من الآن أن تعد دراسة قانونية من مستشاريها القانونيين تلقي فيها الضوء علي القوانين المكرسة للتمييز و التعديلات  المقترحة عليها لكي يكون عضو البرلمان  القبطي في مجلس الشعب منتبهاً للبعد الأول و هو مصلحة مصر و البعد الثاني إسترداد حق المواطنة للأقباط.
10-هذا البرلمان سيكون رغم أهميته أضعف البرلمانات في مصر و هي فرصة سانحة للتدريب و التعلم سواء للشعب القبطي أو لأعضاء مجلس الشعب من الأقباط.لكن لا تنتظروا منه الكثير لأنه سيولد معاقاً بسبب الصراعات الداخلية و التربيطات التي ستحد من إنطلاق القدرات الشخصية للأعضاء و سيتحولوا بسرعة إلي كائنات مروضة خاملة لكن هذا هو المتاح في سوق السياسة الآن.

في النهاية يبقي الرجاء في إلهنا الذي بعمله وحده جئنا إلي هذا اليوم.هذا اليوم صنْعتُه هو و كل نجاح فيه ينسب إليه فلنفرح به.

426
المنبر الحر / المجوسي التائه
« في: 21:58 01/01/2015  »
المجوسي التائه
Oliver كتبها
القبائل و رؤساءها
كان في المشرق في بلاد فارس قبائل كثيرة.هناك كان شعب إسرائيل مسبياً. كان الفارسيون قد سمعوا أقاويل غريبة من اليهود و أنبياءهم هم يعرفون  دانيال النبي الذي بقي في بلادهم زماناً طويلاً و كذلك كرز لهم  الولاة و الفتية الثلاثة سدراك و ميساك و عبدناجو. كانت الحديث يدور عن إله سيهبط من السماء؟؟ يأتي ملكاً لليهود ويخلصهم ويصاحب مجيئه عجائب كثيرة. سمعوا من تاريخ ملكهم العظيم نبوخذ نصر أن ملاك هذا الإله أقوي من الأسود فكم و كم يكون الإله نفسه.سمعوا أيضاً أن هذا الإله نفسه نزل إلي بلادهم و صار  يتمشي وسط النار. لذا ظلوا يترقبون مجئ النازل من السماء. بإعجوبة.. كانت القبائل متناثرة هنا و هناك و كان رؤساء القبائل يحسبون ملوكاً في زمانهم.
لا تعجب أن بلاد فارس تعرف المسيا و البعض هناك يترقب مجيئه فللمسيح رسل لم نعرفهم و خدام لم نقرأ عنهم و تابعين له نحن نجهلهم.لقد إنشغلنا بالمشاهير و المعروفين لكن المسيح له المجد في مجيئه الأول لم يجد أحداَ من المشاهير في إستقباله.كل مستقبليه كانوا مغمورين حتي العذراء مريم التي ولدته كانت صبية لا يعرفها أحد.و ربما أيضاً في مجيئه الثاني لا يجد المشاهير في إنتظاره لكنه سيفيض مراحمه علي المغمورين و سيجعلهم أيضاً ملوكاً.
ظلت القبائل تتباري في توقع المولود ملك اليهود.و كانت رؤساء القبائل تريد أن تحظي بشرف أول من يعرف هذا الآتي.
إستخدموا كل معارفهم و علومهم  الممتزجة بالسحر و العرافة.قرأوا في كتبهم تاريخ نبوخذ نصر و أحشويرش الملك الذي تزوج من إستير اليهودية.قرأوا تاريخ كورش ملكهم الذي رأي دانيال في أيامه رؤيا .قرأوا في كتبهم أن الإله كائن هبط من السماء و تكلم مع ذاك النبي.حاولوا التعرف علي ملامح المولود فلم يستطع أحد منهم كانت الأوصاف خارجة عن إدراكهم.قرأوا أنه سيهبط لابساً كتان لأنه رئيس كهنة.و متمنطقاً بالذهب لأنه ملك و جسمه كالزبرجد الصلب لأنه سيتحمل آلام لا يطيقها البشر.دانيال 10: 5-7 ظلوا يحملقون في السماء لعل هذا العملاق الجبار يظهر و يكونوا هم في إستقباله. .عرفوا أن المولود سيأتي من السماء لهذا تفرغوا للنظر إلي فوق لعلهم يرونه و هو يهبط عليهم من السماء.
كانت الأساطير تسيطر علي العقول و الأوثان تغذي أوهام و خيالات القبائل.كانوا يتسائلون لماذا يأتي هذا الآتي من فارس؟؟ و كانوا يتفاخرون بهذا الشرف. قرأوا أن دانيال سقط مثل ميت أمامه فخافوا أن يأتيهم و هم غير مستعدين ففكروا كيف يسترضونه.قالوا لأنفسهم لنستقبله بالهدايا حتى لا يؤذينا.فكروا في هداياهم .هذا الذي رآه دانيال عيناه تسكب ناراً.ليس حسناً أن نعد له ذبائح فالنار ستلتهمها و نحن لا نعرف ذبائحه؟ هل نجد له أَمَةْ ..؟لكن هل يرضي النازل من السماء بواحدة من إماء الأرض.نريد له ملكة و لكن كيف ستكون ملكة و نحن لا نعرف أين سيقيم مملكته؟لو عرفنا ما يريده كنا نعد له أضعاف ما يتوقع فمن الحكمة أن نكسب هذا النازل من السماء في صفنا.لكن نعرف من كتاب دانيال أنه كاهن و ملك و سيتحمل الكثير.فلنجعل هدايانا له من نفس ما قرأناه عنه.و حين ينزل علينا سنعرض عليه بيوتنا و أراضينا و نساؤنا و رجالنا و نعرض أن يكون ملكنا و نكون نحن الملوك له خدام.فقط ليأت سريعا و لا يبطئ حتي لا نموت.
إجتمعت القبائل و إنتدبت رجالاً منها أوصتهم  أن ينظروا السماء ليترقبوا و يستقبلوا الآتي النازل من السماء لئلا يهبط و لا يجدهم مستعدين فلا يرضي عنهم؟  صدرت أوامرهم بأن يتم إخبار رؤساء القبائل عن أي كائن غريب أو نور غريب يومض أو يبرق. كانت التكليفات واضحة و الخوف متسلط علي الجميع. و إتفقوا أنه فور نزول الكائن السماوي يذهب الملوك إليه أي رؤساء القبائل يسترضونه و يقدمون له هداياهم و يعرضون عليه التحالف معهم.
كانت الأيام طويلة.و النظر إلي السحب يحنى الرقاب الشديدة.تعب المتوقعون هبوط الكائن السماوي.إختلط الإنتظار بالخوف باليأس بالتعب بالفخر بالتفكير العميق و بالتساؤلات.كان كل شيء يختلط مع كل شيء طالما يفكر الناس في الإله كما يفكرون في البشر.
كانت الليالي الخالية تمر كالدهر و الناظرون إلي السماء يشتاقون إلي النهار كي تستريح رقابهم من الترفع و عيونهم من التحملق.و جاء النهار و ألف ألف نهار و بدأت الحماسة تتراجع و توقف الكثيرون عن إنتظار ملك اليهود و عاد الرؤساء إلي قبائلهم منكسرين يملأهم الخجل أمام شعوبهم التي كانت تمني نفسها بهذا السماوي العجيب.غير أن قليلاَ من  الملوك  ظل ينتظر الكائن السماوي.
ثم جاء النجم
ذات ليلة مثل بقية الليالي الصامتة و الفجر أوشك علي البزوغ و إختفاء النجوم يتوالي  .يسود ظلام  داهم قبل طلوع الشمس..فلا الشمس سطعت بعد و لا القمر باقِ و لا النجوم عادت تتلألأ.السماء تتغطي بظلمتها. و الصقيع يسود الأجسام و لم يعد يتبقي سوي القليل لينكسر الظلام و يطلع كوكب الصبح.الأمل يتلاشي شيئاً فشيئاً كما تلاشي في الليالي السابقة. و المجوس السهاري قرروا أن يلملموا خيمتهم.لكن غياب النجوم كان سريعاً كأنها تهرب أو تتواري بفعل فاعل جعلهم ينتظرون .قال البعض لعلها السحب و قد أخفت عنا النجوم إذ الشتاء يزداد برده ساعة بعد ساعة.ثم فجأة ظهر نجم بعد إختفاء كل النجوم.ألعلها الشمس تقترب؟أم القمر كان متوارياَ خلف السحب؟ ليس هذا نجم لأن النجوم لا تبدأ في الظهور قرب الصباح؟ألعله الإله قد يأتي و يريحنا من عناء الإنتظار؟ هل سيتحول النجم إلي إله؟ أم أن الإله نجم ؟ إنه يقترب...يقترب...يخترق السحب و يظهر أكبر و أكبر..يبدو كأنه؟صرخوا للنجم كي لا يقترب أكثر لئلا يحرقهم.....يبدو كأنه كرة ضوئية ساقطة من فوق قمة جبل دوماوند أعلي جبال فارس.لكن الضوء يقترب دون أن يهوي أو يترنح.كانوا يستهدفون الكائن السماوي و الآن يبدو أن الكائن السماوي يستهدفهم.بدأ الإله النازل من السماء يكشف عن نفسه.النجم لا يشع نوراً فحسب بل بدأ يشع سلاماً أيضاً حتي إستأنس المجوس النجم.ألعله جاء ليقول لنا أننا لم نخطئ حين إنتظرناه طويلاً.ألعل الكائن السماوي أرسله لنا؟ أم هذه أولي بشائر موكبه ؟
بدأت القلوب ترقص فرحاً.و أسئلة كثيرة تلاشت حين إندفع الضوء الصادر من النجم إلي العيون ثم إلي القلوب ثم إلي النفوس.كان نجماً عجيباً...كان يخاطبهم بلغة لا تحتاج إلي مفردات بشرية.ليس عندهم تفسير لكنهم يسمعونه و يفهمونه دون أن يتبادلوا الكلام الذي نعرفه.
ركض الرجال إلي حيث إلتقطوا هداياهم.أسرعوا فكان النجم اسرع منهم.كأنه يعرف اين وضعوا هداياهم؟وقف ينتظرهم حتي أعدوا القوافل.ما كان هناك وقت ليعلن الرجال كل القبائل الشوق إستولي عليهم.و دهشة أعقدت ألسنتهم..أخذوا أمتعتهم و هداياهم و النجم ينتظرهم كأنه صديق؟؟ ما أعجب هؤلاء الرجال...كانوا يجهزون أمتعة رحلة لا يعرفون مسارها؟ كانوا مستعدون لطريق لا يدركون منتهاه؟ و كان النجم ينتظر؟ ما هذا النجم؟ألعله الملاك الذي قرأنا في كتاب دانيال عنه؟قال أسمه جبرائيل؟هل الملائكة نجوم أم أن النجوم تصعد إلي السماء و تبقي هناك كملائكة؟؟؟سكتت الأسئلة خوفاً من النجم (الملاك).لم يمر وقت طويل حتي كانت القافلة معدة و الحقيقة أنها معدة منذ وقت طويل في إنتظار الآتي.
مضت ساعات و النجم يتوقف و يتحرك يتوقف و يتحرك  كأنه يأمرهم. حتي أدركوا أنه يقودهم فتخلوا عن شكوكهم و تبعوه ...
المجوسي التائه
إستيقظت القبائل علي الخبر الذي يأسوا أن يسمعوه.لا تسأل عن الحسرة التي إنتابت أولئك الذين توقفوا عن إنتظار الآتي؟؟ سمعوا أنه هبط من فوق جبل دوماوند كنجم.و أنه أخذ بعض ملوك القبائل الأخري و إختفوا معاَ؟؟ كانت التفسيرات عن إختفاء الملوك متضاربة.هل النجم السماوي يختطف الملوك؟أم هو يخفيهم ليكون هو الملك الأوحد؟ أين ملوكنا؟يا ليت الآتي يكون ملكنا عوضاً عنهم.نحن سننعم بالأمان معه؟ لكنه أخذ ملوكنا و لا نعرف أين هم و لا أين هو؟ يا ليتنا ما يأسنا؟ليتنا كنا نبقي معهم ننتظر فنجده و يجدنا.
قام ملك يرثي لنفسه.يتحسر لائماً نفسه علي توقفه عن إنتظار الإله.لملم أمتعته لم يودع أحداً.أخذ المجوسي القليل من لوازم السفر و الأمنيات في قلبه تحرقه شوقاً أن يجد النجم و المجوس الذين معه .
ظل الرجل يسير كالمشدوه.كأن الخمر قد أذهبت عقله.كانت دموعه تسيل و هو يصرخ.كان ينادي إلهاً لا يعرفه و نجماً لم يره و كان يصيح علي رجال لا يدري أين هم و ماذا جري لهم.كانوا أصدقاءه من ملوك القبائل المتجاورة.
صارت التصورات تقتله.أصبح يري النسور الطائرة فوق جبال زاجروس كأنها كائنات سمائية ثم لما تقترب يكتشف أنه كان واهماً.كان يري كل وميض نجماً و كل نجم إلهاً و لما يمضي الوميض و تختفي النجوم يجلس منكسراً يبكي حاله و تتلاعب به خيالاته.يتمني لو يعرف أين يجد الكوكب السمائي .تمضي به الأيام و حاله يتقلب بين الخيال و بين الجبال .يلوم نفسه لأنه لم يكن طويل البال و لم يصبر إلي النهاية.يجهز أعذاره و إعتذاره لكي إذا ما تقابل مع النازل من السماء يقول له أنت إله و أنا لا أعرفك.لا أعرف كيف أعبدك و لا أدري أين تسكن. أنا ملك و أعرف قدر الملوك لذلك أعرف قدرك.أنا لا أدري ماذا يرضيك إنقذني فأنا هنا في الأرض تائه.لم أعد أعرف الطريق.هل لك طريق خاص بك؟ .كل الطرق أمامي متماثلة.أدور في دائرة و لا أتقدم نحو أي هدف.أنا لا أعرف إلي أين ينبغي أن أمضي لذلك كل خطواتي متثاقلة.أسفار بلا هوية.يا ليتني كنت ساهراً مع من وجدوك أيها النجم أيها الكائن أيها الإله.أم أنك لست الإله ؟لكنك تعرفه و هو أرسلك.
صار الرجل يعبر علي القبائل الكثيرة في طريقه يسأل لعل أحدهم يدله علي الطريق  وكان البعض يراه رجلاً مختل العقل و البعض الآخر يقول هذا الرجل أجرم في أمر و الآلهة تعاقبه و كانوا يتجنبون إستضافته في الطريق.
المجوس في الطريق إلي الطريق
أما الذي ينتظر مثلهم فإنه يستمتع بما تنعموا به.فالنجم يصحبهم كأنه أب.كانوا يتبعون النجم حيناَ و النجم يتبعهم حيناً.كانوا ينعسون فيقف لهم النجم.و لما يستيقظون كانوا يتبعونه بلا كلل.الفرح يحيطهم .ما كانوا يتأملون الطريق التي يمشونها بل ينظرون إلي قدام إلي أين سيقودهم النجم.يمشون  و لا يتعبون.. أمل الوصول إلي حيث الملك المنتظريحصرهم. أحياناً كانوا يشعرون كأن النجم يحملهم إذا تعبوا من السير.ثم لما يستريحوا كانوا يسرعون كمن يحمل النجم علي المضي بسرعة لكي يجدوا غايتهم.كانت كلماتهم قليلة.في البداية كانوا يخشون الكلام ظناً منهم أن النجم لا يحب كلامهم .ثم بدأوا يتكلمون بمنتهي الحذر لئلا يخبر النجم إلهه بما يتكلمون.
كان الناس يقابلون المجوس و يتعجبون علي همتهم.ما كان الناس ينظرون إلي فوق .أكثر الناس الذين قابلوا المجوس لم يبصروا النجم.هكذا الناس حين تنشغل بالناس تخسر الدليل الإلهي.في الطريق لم يتبع المجوس أحد سوي بعض أناس لم يروا النجم لكنهم صدقوا و طوبي للذين آمنوا دون أن يروا.
العجائب التي رآها الرجال كثيرة.و الأحداث تكشف عن عظمة الإله الذي إنقادوا إليه بالنجم و التفاصيل ستجدونها في كتاب أربعة أعوام من العجائب عن يوميات المجوس حين أكتبه.
عودة إلي المجوسي التائه
نام المجوسي سانداَ رأسه علي صخرة.لم يستطع النوم .رأسه تؤرقه.أفكار اليوم كلها حسرة و تأنيب فكيف يجد راحة عند نومه.الأحلام عنده مرتبكة.لا تختلف عما يعانيه من إرتباك في يقظته.قرر الرجل ألا ينام.أليس الملك المنتظر ملكاً لليهود ؟لماذا لا أسأل أحد اليهود عنه.طاف الرجل وسط القري المتناثرة يسأل لعله يجد أحد اليهود .أرشده المارة إلي منطقة تسمي وادي القري حيث يسكن كثير من اليهود.قصد الرجل ذاك الوادي و آماله تدفعه دفعاَ.وجد أحد الرعاة فسأله هل أنت يهودي؟نظر الرجل إلي المجوسي في ريبة قائلاً أنا يهودي ألا تري ثياب اليهود التي ألبسها.كان الرجل مرتدياً ثياباً كالكهنة.سأله مباشرة أنتم تنتظرون ملكاً يأتي من السماء أليس كذلك؟ أجاب اليهودي : تقصد أننا ننتظر المسيا؟كانت أول مرة للمجوسي يسمع فيه أن الملك أسمه مسيا؟؟هكذا ظن الرجل...قال المجوسي هل ملككم أسمه مسيا؟؟؟أجاب الرجل لا بل أسمه يسوع.هذا ما أخبرنا به إشعياء النبي.أما أنه مسيا فهو ممسوح ملكاً.نعم هو مسيا و هو ملك.سأل المجوسي في لهفة كمن إقترب من الحقيقة.قل لي يا رجل أين أجد المسيا الذي تقول عنه؟؟؟نظر اليهودي في دهشة..أنالا أعرف المسيا بل فقط قرأت عنه.لا أعرف أين يولد أو متي؟لا أعرف حتي لو تقابلت معه..أأنت نبي أتيت إلي الوادي لتخبرنا برسالة؟؟ أجاب المجوسي يا رجل أنا لا أفهم ما تقول و لا أنا نبي.أنا تائه أسأل عن ملككم .سمعت أن نجمه ظهر لبعض من ملوكنا ..هل سيولد ملككم هنا في وادي القري؟؟نظر الرجل بغضب و نبرات صوته تعلو...لا يا هذا سيولد المسيح في اليهودية أو أورشليم لست أدري لكنه سيولد في بلادنا القديمة و سيقيم خيمة مملكة داود الساقطة.و حتماً سيجمعنا من الشتات.قبائلنا هنا في تغلب و خيبر و بني النضير و بني قينقاع و غيرها تنتظر أن يأتي المسيا و يستعيدنا إلي مملكة داود.لكن الأخبار عن مجيئه منقطعة منذ ثلاثمائة عاماً.أنت أول من يسألني عنه ..منذ سنوات جاءنا رجل قال أنه المسيا و قد إنكشف كذبه.منذ ذلك الحين و نحن نخجل من سماع أي أخبار عن المسيا لئلا نتورط وراء ملوك مزيفين.....كانت ردود الرجل قاطعة فشكره المجوسي بخيبة أمل و مضي باحثاً عن آخر و آخر و آخر و كل واحد لا يشفي صدره .فالإجابات ملتبسة.و العارفون منهم خائفون و الخاثفون منهم يستعفون و يتجاهلون المجوسي حتي أنهكت قواه و فقد رجاه و كاد ينسي لماذا خرج من البداية.لأن الذين قابلوه نصحوه أن يرجع.الطريق شائك و المصير مجهول و حكايات التائهين لا تنقطع في الوادي.
عرف المجوسي أن آخرين مثله قد جاءوا و قد ذهبوا و لم يفلح أحد في معرفة مصيرهم.و لم يسمعوا أن أحدهم عثر علي الملك في الطريق.
قرر الرجل أن يعود لكنه لم يعد.إلي الآن هو تائه.يراه المارة فيندهشون من ذقنه المتدلية التي قاربت الأرض من طولها.إذا رأيته تظن أنه آدم الأول بل هو آدم الأول الذي أراد أن يعرف أكثر فأكل من الشجرة المحرمة.فلا هو عرف شيئاً و لا إحتفظ بما كان يعرفه فعاش تائهاً كالمجوسي.
بعد سنوات وجدوا المجوسي نائماً  و بجواره ورقة مكتوبة بالفارسية ( لا تصل إلي الملك إلا لو قادك نجمه) أخذوا الورقة , أغلقوا عليه الكهف و كتبوا عنوانه هنا يرقد المجوسي التائه.




427
2- الإصلاح في كنيستنا الأرثوذكسية
Oliverكتبها
كلمة الإصلاح في كنيستنا القبطية تشوبها مخاوف.لأن الكثير لا يراها إلا في ضوء حركة الإصلاحيين في الغرب التي بعدها  إنسلخت عن الكنيسة الكاثوليكية طوائف عديدة.لهذا إرتبطت كلمة الإصلاح عند البعض  بالإنقسام. و صار كل من يدعو للإصلاح داعياً للإنقسام أو هكذا يظن الكثيرون.
لا ليست الرغبة في الإصلاح نية في الإنقسام.بل في أن تضم الكنيسة لحظيرتها نفوساً لم تجد اللغة التي تخاطبها و الفكر الذي يقدم لها المسيح في ضوء معارفها و مداركها.ليس كل إصلاح إنقسام بل بعضه لمٌ للشمل.و هذه المقالات لا تهاجم إرثوذكستنا بل تطلب لها النمو و مزيد من الإستنارة .لا يوجد في هذه المقالات شيء من التسفيه أو التقليل من عقيدتنا الراسخة .لا يوجد فيها هجوم علي مقدسات أو أشخاص لكنها دعوة لكل من هو مؤهل للمشاركة لكي يضع في إعتباره الأجيال القادمة و علاقتها بالممارسات الكنسية دون جمود للفكر و دون خوف من بحث و طرح ما نردده للمناقشة العلمية الروحية المتعمقة.
بإتضاع و روح تقودها المحبة  و الفكر الأرثوذكسي الراغب في الإستنارة و فكر هدفه البناء تناولت في المقال السابق رؤية خاصة عن لإصلاح الكنسي .هذه الرؤية مجرد محاولة للتحفيز علي التفكير بغير تكفير.رؤية ترغب لنفسها و للكنيسة ما هو أفضل و أعمق و أنسب.
لكل إنسان الحق في الإتفاق أو الإختلاف عليها فنحن هنا لسنا في ثورة إصلاحية بل فكرة إصلاحية .و البعض لديه تشكك و خوف من كل فكرة تمس ما يظن أنه لا يُمَس. لهؤلاء أقول أن الكتاب المقدس وحده هو المعصوم.و أن بقية الكتب الروحية  مع كامل تقديرنا و ثقتنا في ضرورتها لكن لا يعيبها أن تخضع للتوثيق و التقنين و التعديل إن وجب.لسنا هنا عبيداً للنصوص لكننا نستخدم أفضلها و أنسبها لكنيستنا .فالكتب وضعت لنا و ليس نحن للكتب. و التفكير في التطوير و إعادة الصياغة ليس إساءة لما هو متداول من كتبنا الكنسية الروحية بل محاولة للتوصل إلي إستفادة أعمق .
المقال السابق تحدث قليلاً عن الدور الكرازي و بعض الكتب الطقسية مثل القطمارس و السنكسارو الآن نستكمل بعضاً آخر من الكتب المستخدمة في الكنيسة.
الأجبية:و هي صلوات السواعي بدءاً من باكر و حتي صلوات نصف الليل.و فيها كل صلاة تتكون من مجموعة منتخبة من المزامير تختتم بنص من الإنجيل ثم ثلاث أو ستة قطع صلوات مختصرة.القطعة الثالثة و السادسة  من كل صلاة فيها تشفع بالعذراء أم النور.
- الأجبية تاريخياً كانت ترتيل للمزامير فقط ثم أضيف لها نصوص الإنجيل ثم القطع فيما بعد تباعاً.و أقوال الآباء الأعمدة منذ القرن الأول  و ما بعده مثل  القديسين إكليمندس و ترتليانوس و هيبوليتس و باسيليوس و يوحنا ذهبي الفم  عن ضرورة الصلاة المنتظمة(صلوات السواعي) متعددة و ثبت صحتها تاريخياً و روحياً في ممارستها.لهذا نحتاج إلي نظرة جديدة تجعل الأجبية مصدراً راقياً للتعمق في عشرة الثالوث.لأنها و بكل تأكيد تحوي الصلوات التي تربي عليها القديسون و شبعت منها النفوس الجائعة للتواصل مع المسيح.و هذا ما يستدعي أهمية التدقيق في هذه الصلوات إذ نلاحظ الآتي:
- من الملاحظ إختلاف بعض نصوص المزامير عن نص الكتاب المقدس و هذا يستدعي المراجعة و حسم الجدل بشأنها.
- عدم ملائمة بعض الألفاظ التي نخاطب بها العذراء مما يثير التشكيك في نفوس الضعفاء .نعم نثق في النية الخالصة البريئة لكاتبي هذه القطع الخاصة بالعذراء.لكن بما أن الأمر يحتاج إلي تفسير للعبارات الواردة فيها فلماذا لا نصيغ عبارات فيها تشفع بالعذراء و تطويب لها دون أن تحتمل اللبس و التشكيك عبارات مبسطة عقيدياً لا تحتاج إلي تفسير المتعمقين؟خصوصاً و إن الذي يصلي هذه العبارة يعد مسئولاً عن اللغة التي في الأجبية  . فهو ليس إنساناً آلياً يردد الكلمات بل هو يبتلع هذه العبارات في كيانه الروحي و يتحدث بها مع الله فتصبح لغته في الصلاة.إعطوا لغة غير ملتبسة لشعب هذا الزمان لكي يصلي بها.لا تستبدلوا عبارات التشفع بطلبات أخري بل إبقوا عليها فنحن في حاجة دائمة إلي صلوات و دالة أم النور في كل صلاة فقط أعيدوا صياغة العبارات لكي تكون واضحة للجميع البسطاء و الفهماء.
- نلاحظ الخوف من مخاطبة أقنوم الروح القدس في الكنيسة الأرثوذكسية.لأن كثيرون كلما تكلموا بإنطلاقة مع أو عن الروح القدس صدرت ضدهم إتهامات بالإنحراف عن الأرثوذكسية و بترهيبهم بالعقوبات الكنسية  لو كانوا كهنة أو رهبان أو مشاهير من الدارسين.هذا الخوف يمكن علاجه من خلال صلوات الأجبية فهي فيما عدا صلاة الساعة الثالثة لا تخاطب الروح القدس الأقنوم.بينما في كل صلاة تحرص علي مخاطبة السيدة العذراء في القطعة الثالثة من كل صلاة.و الأمر هنا ليس منافسة بين العذراء و أقنوم الروح القدس حاشا.لكنها ملاحظة تستدعي الرغبة في إضافة قطعة رابعة يخاطب فيها المصلي الروح القدس من خلال مناسبة ساعة الصلاة.نحتاج أن نخاطب الروح القدس بكلمات تبث في كل أرثوذكسي علاقة قوية بالروح القدس بغير خوف من الحديث مع أو عن الروح القدس.لدرجة أن البعض صار يتساءل سؤالاً يعكس مأساتنا إذ يقول هل من الصحيح أن نصلي للروح القدس؟؟؟؟و كأن الروح القدس ليس الله.لكن هذا نتاج الترهيب الذي أدي إلي عدم معرفة .فشعبنا غالباً لا يسمع و لا يعرف كثيراً عن الروح القدس إلا حين يذهب إلي الطوائف الأخري ساعتها لا نضمن له صحة كل ما يسمعه .فهل هذه هي الأمانة الأرثوذكسية ؟
- لا يمنع الأمر من إضافة صلوات جديدة أكثر عمقاً و ملائمة للمناسبات المختلفة(قبل الإعتراف – بعد الإعتراف- قبل التناول- بعد التناول) كما يمكن تغيير صلوات التحليل و جعلها أكثر عمقاً
الأجبية  أداة روحية هامة جداً ومصدر خصب للتعليم الروحي.و للتثبيت في الإيمان لذلك يجب أن نستخدمها بكفاءة أكبر.
 الخولاجي :و هوكتاب صلوات القداسات حيث أن كنيستنا تتداول الصلاة بقداساتها الثلاثة الموثوق فيها الباسيلي و الإغريغوري و الكيرلسي.و قد تجنبت  الكنيسة حتي الآن الصلاة بنصوص قداسات أخري مثل قداس العذراء مريم و القداس الحبشي .و من يبحث في مخطوطات دير السريان سيجد المزيد من القداسات و كلها تتفق في نصوصها معاً  و تتناغم مع القداسات المعروفة لدينا.لكن المشكلة أنها تحتاج إلي توثيق وإعتماد لكي يمكن إعتبارها قداسات قانونية للكنيسة.
- لعل البحث و التنقيب في بطون مكتباتنا الأثرية يجعلنا نتوصل إلي المزيد من الصلوات الطقسية الرائعة من نفائسنا المهملة  وسط المكتبات فنستزيد منها و بالمراجعة و التقنين يفرز لنا قداسات أخري بجوار قداساتنا الجميلة  أو حتي يفرز لنا صلوات أخري للصلح أو للقسمة أو للتقديسات أو لأي من أقسام القداس الإلهي.و هذا يصب في صالح إثراء حياتنا الروحية و تنشيط و تعميق صلواتنا كما يمكن الإستعانة بصلوات القداس  من الكنائس الشقيقة مما يجعلنا في وحدة معهم  عند حضورنا في القدس الإلهي أثناء القداس. .
- نحتاج إلي إضافة أوشية لوحدة الكنائس فنحن نصلي من أجل كل أحد و كل شيء حتي الزروع و الحيوانات  أثناء القداس و لا نصلي لأجل وحدة الكنائس؟ماذا يمنع من إضافة أوشية لوحدة المؤمنين في العالم كله؟أليس هذا أمر إلهي و رغبة إلهية أن نتحد فيه بواسطة روحه القدوس.علينا أن نصلي في أهم صلواتنا أي القداس من أجل هذه الطلبة الإلهية التي طلبها الإبن عنا أن نكون واحداً مع الثالوث الواحد.
- و في الحديث عن صلوات القداس يحضرني تساؤل.ماذا يمنع أن نصلي قداسات مسائية بجانب القداسات الصباحية ؟ لا يوجد قانون كنسي أو مجمعي يمنع ذلك.بل الأصل أن القداسات تصلي مساءاً(بعد العشاء).و أن القداس صار يصلي  صباحاً بسبب الخوف من هجمات أعداء البيعة أثناء الليل في عصور من الفوضي و الإضطهاد.أما لماذا هذا المطلب ذلك بسبب ظروف الكثيرين في هذا الزمان الذي يعتصر الناس بمتطلباته و علي الكنيسة أن تكون مستعدة لتسند شعبها المثقل بمسئولياته بإتاحة القداس المسائي لمن لا يمكنه حضور القداسات الصباحية و من الطبيعي أن تتم هذه القداسات بنفس شروط و نظام القداس الصباحي فليس في الأمر بدعة  لأن الكنيسة تمارس بالفعل القداسات الليلية في الأعياد الكبيرة . 
علماً بأن كنائس أرثوذكسية شقيقة لنا تصلي القداسات مساءاً كما تصليها صباحاً و كذلك كنائس كاثوليكية شقيقة تفعل نفس الأمر.و هذا التساؤل ليس بدعوة تقليد الآخرين بل لإتاحة الفرصة لأجيال أصبحت منشغلة و نخشي عليها ألا يكون لها بالأسرار المقدسة  صلة و تعايش. كما أن القداسات المسائية تنفع جداً في الكنائس الضيقة برغم عدد شعبها الكبيرة في العدد سواء في مصر أو خارجها علي سبيل المثال   الكنيسة القبطية في الكويت يشترط فيها الآباء أن يكون المتقدم للتناول قد مر عليه شهر بدون تناول وذلك لعدم قدرة كهنتها  علي مناولة العدد الكبير هناك.فهي تنبه علي عدم التناول أسبوعياً؟
هل أتجرأ أيضاً فأقترح وضع ترتيب قداس مختصر للأطفال؟فيه تكون اللغة مناسبة لهم و يكون القداس مقنناً لهم  ليس هو نفس القداس الطويل الذي يصليه الكاهن بسرعة حتي لا يطيل علي الأطفال لكن لنجعل منه نصاً مختصراً  بلغة بسيطة لا تخِل بالترتيب الذي نعرفه في القداس.
أما عن المدائح التي تقال أثناء التوزيع فهذه نؤجل التفكير بشأنها إلي حين نتناول كتب المدائح.و تبقي أيضاً مناقشة بعض التطوير في كتب كنسية أخري أرجو صلواتكم لنتابع هذه السلسلة.
ختاماً إنني أضع هذه الأفكار في يد الله أولاً لكي يتفحصها فإن وافقت مشيئته أجراها بطرقه الحكيمة و إلا فلن يكتب لها وجود. عظمة الروح القدس أنه فاحص القلوب و الكلي وليس هذا فقط بل هو فاحص خريطة النفس و مفاصلها و الروح و كيانها هذا الذي نجهله جميعاً إلا هو له المجد.
و أنا أثق أن الرب قادر أن يشحذ الأفكار بما هو أفضل و أن يكون كل عمل بإسمه و لمجد إسمه وحده له البركة و السلطان و العزة و المجد إلي الأبد آمين



428
1- الإصلاح في كنيستنا الأرثوذكسية
Oliverكتبها

الإصلاح عمل دائم يقوم به الله لإعادة طبيعتنا البشرية لنكون علي صورته و مثاله و يقوم أيضاً به الإنسان بالتوبة بفعل الروح القدس و عمل نعمته.الإصلاح إذن عمل إلهي و هو بالحقيقة من أهم إنجازات الفداء الإلهي.الإصلاح حالة دائمة تصاحب الإنسان الروحي و تصاحب الكنيسة أيضاً.
الإصلاح ليست كلمة غريبة عن الكنيسة الأرثوذكسية. بل من حبنا للإصلاح أطلقنا لقب أبو الإصلاح علي بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية البابا كيرلس الخامس البطريرك 110  و لم نجد في اللقب أمراً غريباً أو متناقضاً مع أرثوذكسيتنا.كان إدخال التعليم في إهتمامات الكنيسة الأرثوذكسية هو أهم علامات الإصلاح عند البابا كيرلس.كذلك شراء مطبعة في زمن تحدت فيه الكنيسة الجهل قبل أن تتحداه الدولة ووضعت علي عاتقها تنوير المجتمع علمياً و ثقافياً.لهذا دعي بطريركنا أب الإصلاح.لأنه أخذ أدوات التطور العلمي في زمنه و جعلها أدوات للخدمة في الكنيسة.
لهذا أتمني أن تقرأ هذه السلسلة من المقالات عن الإصلاح  بالفكر لا العاطفة. الفكر الهادئ الذي  ينشد التصحيح و الإصلاح و التطوير و هذا كله يصب في صالح كنيستنا بغير إستعلاء علي أحد.و الإصلاح المنشود هنا ليس إصلاحاً إدارياً أو شكلياً أو مالياً بل إصلاحاً روحياً حقيقياً.
أسباب الرغبة في الإصلاح
من يرضي عما هو فيه لن توجد عنده رغبة في النمو أو التحسن أو التطور.يجب أن نفرق بين الجمود و بين التمسك بالتسليم.فالجمود أوهن كنائس عظيمة في الغرب و لنا في ذلك دروس كثيرة.و التمسك بالتسليم لا يعني التوقف عن النمو..اللغة تغيرت و البيئة تغيرت و الظروف تغيرت فكيف لا نحتاج للإصلاح.ليس هدماً لما تسلمناه و لكن تكييفاً له مع واقعنا و لغتنا دون أن نفرط في تقليدنا أو تراثنا أو ذخائرنا المتراكمة عبر أجيال الكنيسة الأرثوذكسية. و بقليل من التأمل لبعض النواحي سنكتشف أن العمل علي الإصلاح متسع أمام الجميع ويتسع للجميع. أن الطريق طويل و ما بدأناه بعد.هذه السلسلة ستطرح بعضاً من الأفكار و المقترحات والأسئلة لنعرف الأوجه التي يجب أن نعتني بها للوصول إلي حلول للنقص الذي نعانيه فيها.
1- العمل الكرازي
كيف فقدت كنيستنا الإرثوذكسية دورها في الكرازة؟ و تقلصت تخومها عن أثيوبيا ثم إريتريا ثم أفريقيا ككل؟هل العيب في ظروف فرضت علي الكنيسة التقوقع؟ أم العيب في إلإمكانيات؟ و لماذا فشلت حتي كنائس المهجر المزروعة في المجتمعات الغربية أن تقدم الإيمان الأرثوذكسي لهذه المجتمعات؟هل توجد إشكالية في منهج إعداد الخادم و الكاهن و الراهب و الأسقف؟أم هناك قيود لا نعرفها؟هل سياسة الكنيسة المحلية تعوق العمل الكرازي؟أم أن هناك أمور في تنشئتنا صنعت بيننا و بين الآخرين عوائق من وهم؟ هل نخشي الكرازة أم لا نجيدها أم أننا نخشي نتائج الإنفتاح علي الجميع بسبب الكرازة فيحدث للإرثوذكسية ما حدث للكاثوليكية حين بقيت منغلقة مئات السنينن ثم فتحت الباب للمراجعة فتأثرت سلباً أكثر مما تأثرت إيجاباً؟ ؟ أليست هذه أسئلة تستحق التفكير خاصة أن التعهد الذي يقوله الأسقف وقت رسامته يتعهد فيه بأن يقوم بالعمل الكرازي؟ ماذا لو أردنا أن نقيم الأسقف من خلال العمل الكرازي؟ أين سيكون موقعه بين الكارزين؟و أين الخدام الذين تعدهم الكنيسة لمعاونة الأسقف في العمل الكرازي ؟أليست هذه كلها  و غيرها من التساؤلات في هذا المجال تحتاج إلي تحديد و تجديد و إصلاح وربما تأسيس من جديد في المنهج الذي تقوم عليه الخدمة في الكنيسة و الإتجاهات التي تتبناها.
2- الكتب الطقسية
إن الإتجاه لإستخدام التقنيات الحديثة و البرامج الأليكترونية في كنائسنا بدلاً من الكتب الورقية سيجعل تكاليف تنقيح الكتب الكنسية و تعديل بعضها لا يكلف شيئاً.
لدينا كتب طقسية متعددة تمارس بها الكنيسة صلواتها الليتورجية منها.القطمارس بأنواعه الخمسة- الدفنار-السنكسار-الأبصلمودية- الخولاجي أو صلوات القداسات- -كتاب الصلوات الطقسية كالعماد و بقية الأسرار.بجانب كتاب الألحان(إن وجد). و أيضاً كتب المدائح .ستتناول المقالات تباعاً بعضاً من ملامح الإصلاح المنشودة بشأن هذه الكتب.
بداية يجب أن  نتفق أن الإصلاح لا يعني إتهاماً للكتب الكنسية بشيء ما بقدر الرغبة  في جعلها أكثر ملائمة للغة و سمات العصر الحديث مع تنقيتها و إضافة ما يجعلها أكثر عمقاً و أقرب لغة و تأثيراً و الإستفادة بما توفر لدينا من مراجع تساعد علي إخضاع هذه الكتب للتنقيح و التطوير..علي أن يخضع أي تعديل في هذه الكتب لدراسات علمية و أبحاث لها درجات عليا.و أن يتم مناقشتها بإستفاضة.حيث أن المشكلة في تلك الكتب أنها لم تخضع للبحث و لا للمراجعة منذ مئات السنين.. كما أنها  بإستثناء القطمارس و الخولاجي مجهلة المصادر أو علي الأرجح غير مدققة المصادر.بعضها تم تأليفه أو تجميعه  بواسطة شخص واحد و ربما تاه عنا إسم مؤلفها أو نجهله أو لا نعرف عنه سوي إسمه. .و قد إختلط الأمر علي الناس بين أسقف طبع الكتاب علي نفقة إيبارشيته و بين الكاتب .فأخذ الكتاب مصداقية الأسقف دون أن نعرف مصادره أو نوثق المراجع التي إعتمد عليها المؤلف في كتابه الذي أخذناه بالتسليم أكثر مما هو بالتوثيق.
من رأيي أنه يوجد في الكنيسة جهتان قادرتان علي المراجعة و التصحيح.الأولي هي الرهبان الذين لم ينشغلوا بخدمة في العالم و الأخري هم الدارسون في المعاهد اللاهوتية ذات السمعة و الثقة.و و لا أظن أنه يمكن أداء المراجعة و التصحيح لأي أسقف أو كاهن منشغل بالخدمة لأن الأمر يحتاج إلي تفرغ كامل و عمل دقيق يمكنه من أن يرسم مستقبل التراث الكنسي بتطويره دون أن نفقد هويتناالأرثوذكسية.
دعونا نتناول هذه الكتب واحدة فواحدة لنوضح ماهية الإصلاح الذي ينادي به هذا المقال و بقية المقالات التالية له حتي يكتمل تصور الإصلاح في ذهن من يقرأ ليتمكن من يريد المشاركة بالرأي و المشورة.
- أما عن القطمارس فهو قطع منتخبة من الكتاب المقدس  تتفق مع المناسبات الكنسية بأنواعها الكثيرة لذلك عندنا خمسة كتب للقطمارس  منها السنوي أو للصوم الكبير أو شهر كيهك أو أسبوع الآلام و الخماسين المقدسة. كل كتاب يتفق مع المناسبات التي تعيشها الكنيسة.فقط نحتاج إلي مراجعة إختيار بعض النصوص في القراءات . خصوصاً أن كثير من الأيام تعود فيه قراءات القداس إلي قراءات سابقة فماذا يمنع من وضع قراءات جديدة لتلك الأيام؟
 أما عن قطمارس أسبوع الآلام: يجب التحقق من الميامر الواردة فيه و توثيقها.كما يتطلب الأمر إضافة عظات مؤثرة لآباء كبار  عن كل ساعة من ساعات البصخة.مع تبديل القراءات التي لا تتصل إتصالاً مباشراً واضحاً بأحداث الآلام.كذلك يحتاج الأمر لإعادة صياغة صلوات أبو غلامسيس لكي تتوازي مع قيمة هذا الحدث.و ليس هذا تقليلاً من شأن القراءات الحالية لكن من الممكن جداً وضع قراءات مباشرة و طرح للتفسير أثناء قراءات سفر الرؤيا.خصوصاً و أن الشعب المنهك في أسبوع الآلام و الساهر بعدها ليلة كاملة حتي الصباح يحتاج إلي قراءات واضحة أو مفسرة تبقيه متيقظاً.
كما أن الألحان المتداولة في سبت النور ( و هي محل مراجعة) تتطلب منا إستخدام ما هو مفرح و متناسب مع الحدث.
و ماذا يمنع من إضافة صلوات  جماعية بدلاً من قراءات كثيرة في أسبوع  الآلام  .و لن يحدث تقصير في شيء لو تم التوقف عن تكرار الطلبة في ختام كل ساعة و الإكتفاء بصلاة الصباح مرة و صلاة المساء مرة خصوصاً و أن نفس الشعب هو الحاضر في اليوم ذاته و هو الذي صلي نفس الصلاة فلا ضرورة لتكرارها بل يمكن إستبدالها  بصلوات ختامية جديدة تشبه تحليل كل ساعة لكن صلوات تتفق و أحداث كل ساعة من ساعات البصخة و تختتم بكيرياليسون كالمعتاد.
و مع إفتخارنا بعظمة و روعة الألحان القبطية  إلا أنه يمكن أن نقول أن الألحان الطويلة جداً مثل بيك أثرونوس و تاي شوري و تي شوري الطويلة  التي لا يتقنها سوي بضع أفراد في كل كنيسة يمكن أن تكون إختيارية ويمكن وضع ألحان قبطية أكثر سهولة حديثة.فالألحان ليست كلها تراثية كما نعرف لأن بعضها لم يمر عليه سوي عقود قليلة مع إعترافي بأن بعضها يعود للقرن الثالث و الرابع.لذلك و لمن لا يعرف فالألحان يمكن تأليفها مثل الترانيم و نحن بحاجة ماسة إلي ألحان قبطية حديثة.و هذا لا يعني أننا علي إستعداد للإستغناء عن ألحاننا الرائعة التي هي أحد معالم أرثوذكسيتنا لكنني أفكر في أجيال ستأتي و لها ثقافة لا تتسع لكل ممارساتنا الكنسية بنفس شكلها بل سيطلبون التطوير و إلا سينعزلون عن الكنيسة جيلاً وراء آخر.و ما يحدث من شباب المهجر من تباعد يعد  دلالة موحية بما سيحدث من شباب الكنيسة كلها بمرور الوقت.إننا نحتاج لإجادة قراءة الأجيال القادمة من الآن و الإستعداد لخدمتهم بما يتلائم و ثقافة جيلهم.دون تفريط في شيء من العقيدة و الروحانية.أما الكتب- ما عدا الكتاب المقدس- و القراءات و الصلوات فهي أدوات تواصل مع الله و الناس و هي تتسع لأي تغييريتم بفكر مسيحي روحاني عميق.
- السنكسار: فيه كلام كثير يحتاج إلي تعديل.فيه روايات غير محققة.و فيه بعض السير التي يختلط فيها الفلكلور مع السرد في السنكسار فيجب تنقيحها.
كما يتطلب الأمر  أن يوضع هذا الكتاب تحت منظار البحث و التأكد من مصادره و لا يمنع الأمر من إضافة لقديسين جدد أو قدامي غير معروفين طالما توصل البحث إلي مراجع موثقة بشأنهم.
يجب أن تقدم سير القديسين بإعتناء أكبر.لا يهمنا أنه قام بعمل معجزة لكن يهمنا أن نتعرف علي حياة القداسة في شخصه و كيف كان صورة حية للمسيح.نحتاج إلي إعادة توصيف القديس.ليس هذا الكلام ضد المعجزات فنحن نؤمن بها لأن المسيح وعد أنها تتبع المؤمنين لكن نريد أن نهتم بما هو أفضل.فحياة القداسة أبقي من عمر المعجزة.و الهدف الكتابي من أن نتأمل سير القديسين هو أن نتمثل بإيمانهم و ليس من المهم أن نقلد معجزاتهم.لأن من مشاكل هذا الجيل في تعريف القديس أنه هو الشخص الذي يصنع معجزة؟هذا ليس تعريف الكتاب المقدس.فالقديس هو الذي يعيش حياة القداسة بأي صورة من صورها و تحت أي ظرف من الظروف.هذا التعريف الكتابي يجب أن تتم ترجمته في إعادة صياغة سير القديسين سواء في كتاب السنكسار أو حتي في الكتب الأخري التي تتناول سير القديسين.
يجب إعادة النظر في الصياغة التي تقدم القديس علي أنه سوبر إنسان بينما المسيح له المجد شخصياً و هو الله الظاهر في الجسد و الذي عمل كل أنواع المعجزات لا يقدمه الإنجيل كشخص خارق لكن كإنسان متضع.أما التهويل من قدرات القديس الخارقة فهذا ما  يضع حاجزاً بينه و بين الناس العاديين الذين يستصعبون الوصول إلي قامة هذا القديس الخارق للعادة.بينما القديس شخص جميل بسيط من الداخل تعمق في محبة المسيح حتي لم تعد العوائق تمثل له مشكلة و هذه هي الرسالة التي تصلنا من خلال سيرة كل قديس. الذي يقدم القديس كشخصية يستحيل تكرارها مع الإفراط في سرد المعجزات علي أنها العلامة الوحيدة علي القداسة فهذا ما يحتاج إلي إصلاح. الهدف الأهم الذي يجعلنا ننظر إلي نهاية سيرتهم  هو أن نتمثل بإيمانهم في المسيح يسوع.
أخذت السنكسار كنموذج للكتب المراد إصلاحها و تقنينها.و ما ينطبق عليه ينطبق أيضاً علي جميع كتب الكنيسة.و الإصلاح لا يعني بالضرورة حذف أو تعديل بل يعني أيضاً توثيق و تقنين  سير القديسين كما قد يعني تحسين اللغة و إضافة ما هو أفضل و أعمق فكنيستنا لم تعدم الصلوات العميقة و الشخصيات المباركة التي يمكن أن تضيف للقراءات الكنسية الأفضل و الأعمق.
السنكسار ليس كتاب للتاريخ الكنسي أقصد أنه ليس من الضروري أن نجد فيه كل الأسماء أو الشخصيات التي نعرفها و نسمع عنها.فهو كتاب يقدم نماذج روحية مفيدة في حياتنا المسيحية.لذلك فلنخرج من أفكارنا ضرورة إضافة كل شخصية تنال إعجابنا لتكون ضمن السنكسار مما يجعله كتاباً غير محايد.ليس من المشترط أن يدرج إسم الشخص في السنكسار لكي تعترف به الكنيسة قديساً.فمن الممكن جداً أن تعترف الكنيسة بقداسة شخصية ما دون أن يتتبع ذلك إدراجه في السنكسار و إلا فسيأتي يوم نجد فيه السنكسار أكبر كتب العالم. الإصلاح هنا أن نتعامل مع الهدف الذي من أجله يوجد هذا الكتاب و لا نحمله ما لا يقدر عليه أو نقدر نحن عليه.
سنتابع الحديث عن بقية الكتب في مقالات تالية أرجو صلواتكم.




429
توحيد الأعياد بين كنائس العالم
Oliver كتبها
ماذا لو جاء المسيح اليوم يسأل الكنائس كم روح لكم؟ كم قلب لكم؟ كم رأي لكم؟ كم فكر لكم؟ هل تكون الإجابة لنا يا رب رأي واحد قلب واحد روح واحد فكر واحد نحن كنيسة واحدة لأن للرأس الواحد  جسد واحد و أنت يا رب رأسنا.
كل إنجاز عملاق لابد أن يكون قد إجتاز عوائق عملاقة أيضاً...لكن عظمة توحيد الأعياد بين كنائس العالم سيكون إنجازاً يدفن بين طياته جميع المعارضين له غير المهتمين بما لروح المحبة و القلب الواحد بل مهتمين بذواتهم .مكتفين بعلم ليته يبني و لا ينفخ.
هذه المقالة لكي ترد علي بعض ما يثار من إعتراضات يراها أصحابها تمنع تحقيق هذه الوحدة.هداهم الله.
ما الحكمة من الأعياد؟
إذا كانت الكنيسة و هي علي الأرض تتذوق مذاقة الملكوت فهي بدون الوحدة لا تتذوقها لأن كل ما في الملكوت جماعي.التسبيح و الفرح و السلام و المحبة و كل ما هو أبدي هو جماعي.لا يوجد في الملكوت أمزجة شخصية بل يكون الجميع واحداً متجهاً للآب في الإبن بالروح القدس.بهذه الحكمة نري الأعياد أياماً ملكوتية علي الأرض فنشتاق أكثر إلي الفرح الأبدي.و نتعمق أكثر في جماعية المحبة مع الله و الناس.لذلك كانت الأوامر حاسمة من الله لشعبه في القديم بتحريم أي خروج عن جماعية العبادة أو الإحتفال بالأعياد.لا يمكن فصل الأعياد عن العبادة لأن الأعياد هي فرح بالرب و بعجائبه التي صنعها.فالله هو مصدر العيد و الشخصية الرئيسية فيه.لذا حين نتكلم عن الأعياد فإننا نقصد إجتماع الله مع الناس.لا 23 : 2 من هنا يعد توحيد التواريخ مهمة إيمانية و عمل إلهي لأنه الأصل في الأعياد.علي هذا فالتشبث بالتواريخ الأرضية يبعدنا عن الهدف السماوي لوجود الأعياد.فالعيد هو يوم صنعه الرب لنفرح و نبتهج فيه و ليس عيد صنعه الناس.العيد كالملكوت صناعة إلهية لأجل الإنسان.و ليس صناعة بشرية لأجل الله.و الهدف من الأعياد لن يكتمل ما دامت الكنائس تختلف عليه.
هل توحيد الكنائس يتعارض مع العقيدة الأرثوذكسية؟؟
علينا أن نوضح الحقيقة .العقيدة شيء و توحيد التواريخ أمر آخر لا يتعارض مع أو يمس العقيدة في شيء..فعقيدتنا مستندة علي الإنجيل و ليس علي التواريخ.ستبقي العقيدة ثابتة طالما هي حق.أما تهييج البسطاء بأن تغيير التواريخ هو ضد العقيدة فهذا إستغلال منفر لبساطة شعب الكنيسة.ربط العقيدة بالتواريخ بما يمنع تحقيق الوحدة هو مزج غير أمين.
هل يوجد إرتباط بين العقيدة و التواريخ؟
نعم بكل تأكيد. يوجد إرتباط بين العقيدة و التاريخ و هذا افرتباط ليس بين افيمان و التواريخ.فتحقيق الإرتباط بين حكمة العيد في تاريخِ ما يمكن تحقيقها في تاريخ آخر. يمكن ترتيب نفس الإرتباط بين العقيدة و التواريخ الجديدة الموحدة التي فيها نشعر بالكنيسة الجامعة الواحدة.و نحن نعرف أن التواريخ الحالية هي من وضع أحد البطاركة – البابا ديمتريوس- بتكليف من مجمع نيقية. و ليست وحياً إلهياً لا يجوز الإقتراب منه و سأذكر هنا بعض الأمثلة للتأكيد علي ما أقول:
أعياد تختلف تواريخها مع السنة:
عيد القيامة هو أهم الأعياد و رغم ذلك يتغير تاريخ هذا العيد العظيم سنوياً.و لا يترتب علي ذلك أن عقيدتنا في القيامة تتأثر أو فرحتنا بالقيامة تتغير.فأين المشكلة إذن؟ نحن نحتفل بأعياد البشارة و الميلاد و القيامة معاً كل يوم 29 في الشهر القبطي فهل بهذا الإحتفال الشهري ضرر روحي طبعاً لا لأن أي مناسبة تختص بالمسيح تبني حياتنا الروحية و تنمينا إن عشناها كما يليق بالإنجيل.بل نحن نحتفل بالقيامة كل يوم أحد.فهل الإحتفال الأسبوعي بالقيامة تسبب في التشويش علي إيماننا؟ طبعاً لا بل العكس هو الصحيح.ما المشكلة إذن ما دمنا نحتفل أسبوعياً و شهرياً و سنوياً بالقيامة هل تغيير التاريخ سيلغي إهتمامنا بالقيامة مثلاً أم ما هي المشكلة بالضبط مع هؤلاء أنا لا أعرف .
تواريخ بدء الصوم الكبير و بدء فترة الخماسين تتغير كل سنة و لم تتأثر عقيدتنا في الصوم أو إيماننا في ظهورات المسيح بعد القيامة  بتغير التواريخ فأين المشكلة إذن؟؟؟
يقولون لأن مدة حمل العذراء تسعة اشهر لذلك يجب أن تكون المدة من البشارة إلي الميلاد هي مدة التسعة أشهر.و هذا صحيح واقعياً طبعاً لكن هل نطبق نفس القاعدة الواقعية مع جميع الأعياد؟ هل نحتفل بعيد دخول المسيح الهيكل بعد 12 سنة من عيد البشارة و نحتفل بعرس قانا الجليل بعد 30 سنة من الميلاد و نحتفل بعيد القيامة بعد 33 و 3 أشهر؟
كما أننا نحتفل بعيد الظهور الإلهي ( الغطاس) بعد 12 يوم فقط من عيد ميلاد المسيح فهل إعتمد المسيح بعد 12 يوم من ميلاده؟؟ الكنائس الكاثوليكية تحتفل أيضاً بعيد الظهور الإلهي بعد 12 يوم من عيد الميلاد تأثراً بالتواريخ القبطية القديمة التي حددت هذا اليوم ليتواءم بعده بقية المناسبات و هذا أمر محبوب أن نعيش كل المناسبات العظيمة التي اسسها السيد المسيح له المجد  هذا هو الفكر الذي حدد ميعاد عيد الغطاس.
إذن عيد الميلاد تم تحديده إعتماداً علي الزمن الطبيعي للحمل بعد البشارة بينما عيد الغطاس تحدد بطريقة تسمح بالإحتفال به قبل بدء الصوم الكبير لأن المسيح بعدما إعتمد خرج إلي البرية ليجرب من إبليس حين صام أربعين يوماً.هنا عيد حدده الزمن الطبيعي و عيد آخر حددت له الكنيسة توقيت إفتراضي.
هل نلاحظ إختلاف  الأساس الذي تحدد عليه تاريخ عيد الميلاد عن المنطق الذي تحدد علي أساسه تاريخ عيد الظهور الإلهي و نحن نتفق مع العيدين بغض النظر عن منطقية التواريخ لأننا لا يمكننا أن نجعل كل شيء منطقياً بتقسيم حياة المسيح كلها علي 12 شهر فقط.فما المشكلة إذن؟؟؟
الأمر الأخير هنا أن بعض الأعياد لم يكن لها إحتفال في القرن الأول و بداية الثاني.مثل عيد الميلاد .قد يظهر أن في توقيته خلاف تاريخي بينما الحقيقة أن الخلاف فقط في إحتساب 11 دقيقة نسي العالم حسابها لمدة طويلة حتي صار مجموعها الآن 14 يوماً هي الفرق بين تاريخ توقيت الكنائس الغربية عن الشرقية. ظل هذا التاريخ بهذه الحسبة سائداً حتي 1825ميلادية  و بعد إكتشاف هذه الدقائق المنسية رفضت  الكنائس الشرقية إحتساب الدقائق بأثر رجعي بينما رأت الكنائس الغربية أن تصحيح خطأ إهمال إحتساب الدقائق المنسية يحتم حسابها منذ أول سنة ميلادية... و تم التعديل وفقاً لأساس علمي و قد قبلت الكنيسة القبطية التعديل لكن رفضت تعديل ما مصي من الأيام غير المحتسبة ,نحن هنا لسنا أمام خلاف عقيدي بل خلاف علمي رياضي إحصائي.إذن نحن نحتفل معاً لولا دقائق فصلت بين الكنائس الشرقية و الكنائس الغربية فهل حقاً تستحق الدقائق المنسية هذا الخلاف؟؟
بل أن تجميع الأعياد لم يتم بصورة مرتبة إلا في القرن الثالث.و قبل هذا التوقيت كانت الإحتفالات رمزية جداً و كان يتم تجميع بعض الأعياد ليتم التعييد بمناسباتها معاً مثل الميلاد و الغطاس .و تغيرت و تحددت التواريخ و لم يتغير إيماننا أبداً فما المشكلة إذن ؟؟
التغيير ينفع الإيمان
الكنيسة وضعت أياماً للإحتفال بكل هذه المناسبات الروحية العظيمة من غير فريسية أو حرفية عند وضعها و قد قبل العالم هذه التواريخ و كان يتشارك الجميع فيها فماذا لو تغيرت التواريخ و قبلت الكنائس في العالم المواعيد الجديدة و إحتفلت بها معاً هل هذا ينفع الإيمان أم يضره؟؟؟أم أن التواريخ لطول بقاءها صارت مقدسة أكثر من روح الشركة؟
أسبوع الآلام: معلوم تاريخياً أن الكنيسة القبطية في مدة الثلاثة قرون الأولي تقريباً كانوا يقيمون صلوات أسبوع الآلام مرة واحدة كل 33 سنة. يعني ولد أناس و ماتوا صغاراً و لم يحل في عمرهم أي إحتفال بأسبوع الآلام مطلقاً...حتي جاء البابا ديمتريوس الكرام وجعل صلوات أسبوع الآلام سنوية فهل أضر هذا التغيير بالإيمان أم أفاده؟؟؟ نحن نوافق علي التغيير طالما سيدعم إيماننا و محبتنا للمسيح  أليس كذلك يا حضرات المعترضين و الباحثين .ليت المحبة تحكم أبحاثكم الروحية أكثر من العلم.لا تنازل عن عقيدتنا أبداً لكن المحبة أولي بالإهتمام من التواريخ.و إذا كانت التواريخ في السابق مسكونية فإن الروح المسكونية هي الأهم من التواريخ الآن.
أنا أظن أنه لو وضعنا توحيد الأعياد أو بقاءها كما هي الآن في يد السماء فبكل تأكيد ستختار السماء الوحدة.الوحدة في الفرح و في المناسبة مما يسهل الوصول إلي نقاط أبعد في حياة الشركة و القلب الواحد.دعونا نصلي معاً صلوات الأعياد لعل الرب يرحم العالم.الصلاة الجماعية في كل المسكونة هي وسيلتنا لخروج الشيطان مهزوماً من الكنائس.
الكنيسة الأرثوذكسية  كانت منذ عهد البابا ديمتريوس سبباً رئيسياً في توحيد الأعياد فهل جاء اليوم الذي فيه تستكمل رسالتها في توحيد العالم؟؟؟ حتي لو إستدعي الأمر التنازل عن تاريخ لن يكون هذا صعباً؟؟؟ هل تسير الكنيسة الأرثوذكسية الميل الثاني لشقيقاتها الكنائس الأخري تاركة أصوات المعترضين جانباً ؟ هل نذبح الفرصة المتاحة لجمع جسد المسيح الواحد بسبب تفاسير لا تستند إلي الإنجيل؟حياة الشركة أبدية أما التواريخ فزمنية.و نحن يجب أن نهتم بالأبدي لا بالزمني. نا من أجل أخي في كنيسة أخري أقبل أن أتنازل و أغير ما يمكنني تغييره ليشترك معي و اشترك معه حتي يأتي ميعاد تكتمل فيه حياة الشركة لكننا يجب أن نبدأ و سريعاً قبل أن تموت الفرصة.
بولس الرسول حين كان يتكلم عن الكنيسة الأولي في كورونثوس و فيها يطالب الشعب بأن ينتظر بعضهم بعضاً ليأكلوا لقمة الشركة و لا يكون فيهم كل واحد منفصل عن الآخر إذ يقول بالروح: اذا يا اخوتي حين تجتمعون للاكل انتظروا بعضكم بعضا 1 كو 11 :33 لقد كان يتكلم عن الأكل الذي يأكلونه لا عن العشاء الرباني بل  عن طعام الإحتفال المصاحب لإقامة العشاء الرباني.فهل يختلف الأمر عما يقوله الروح للكنائس اليوم ؟؟ما زالت بعض الكنائس تأكل قبل  أو بعد غيرها أي تعيد قبل أو بعد غيرها...و الآن كلمة الروح هي أثبت من كلام الناس.
بركات وحدة الأعياد:
علي مستوي الأسرة: نعرف أنه لا تخلو أسرة من تنوع طائفي مما يجعل الأعياد أحد أهم المناسبات التي تظهر فيها الفرقة بينما هي في الأصل مناسبة ليجتمع الكل في أفراح العيد الروحية.و قد كان شرط من شروط الفصح.لم يكن لفرد أن يقيم الفصح وحده.نريد فصحنا الجديد بمحبة روح الشركة.
علي مستوي الكنائس: سوف تخرج الأرثوذكسية من المحلية إلي العالمية لكي تقوم بدور كرازي هي فيه مقصرة أكبر تقصير.
- سوف تكون فرصة لمناقشة ما هو أهم من التواريخ للإتحاد الإيمان و القلب الواحد.ساعتها سيكون في الأرض عجباً بنعمة المسيح.و سيكون لتنازل الكنيسة الأرثوذكسية عن بعض التواريخ اثر طيب للكنائس الأخري للتنازل عن معتقدات يمكن التفاهم للوصول إلي إتفاق بشأنها.
 - سيكون الإحتفال بالعيد علي مستوي العالم كرازة في حد ذاته.سيكون ملفتاً لنظر المجتمعات التي تعد المسيحية فيها أقلية و سيكون له مردود إيجابي علي خلاص النفوس.
- ستنحسر بمرور الوقت و الأجيال روح التعصب الطائفي و سنقترب لبعضنا البعض ككنيسة لها مسيح واحد و إنجيل واحد .ستبقي الإختلافات في إطار محبة و مشاركة مما يسهل الطريق للوصول لحياة الشركة.نريد أن تتبدل روح الهجوم علي بعضنا البعض إلي روح التفاهم بمحبة و إتضاع لنصل إلي القلب الواحد.
أخيراً أقول لمن يعترض مستخدماً مرجعياته لرفض الوحدة كن صانع سلام كن أداة للمحبة.نعرف أن الغيرة تحركك لكن الغيرة ليست أهم من روح الشركة.ليستخدم كل أحد مواهبه لخدمة الآخر و ليس نفسه.المسيحية ترك و تخلي كما فعل مخلصنا.فلنترك لأخوتنا مكاناً في قلوبنا و نمد أيادينا بالحب و نقبل بعضنا بعضاً علي مستوي العالم كله.
فليتمجد روح الله صانع الوحدة وحده.و ستتبقي طلبة السيد المسيح عنا قدام الآب السماوي
احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ" يو17 : 11

430

9- تأملات في طريق الآلام
مات الإله فكيف مات؟
جمعة الصلبوت
Oliver كتبها
لا توجد في كتب الآلهة عبارة (مات الاله).قواميس الناس أيضاً لا تحتوي علي موت الآلهة.
هي عبارة عجيبة.يسمعها غير المؤمنين فيتهموننا بالجهل.يسمعها الفلاسفة فيسخرون منا.يسمعها العقلانيون فيرجموننا بالجنون.يسمعها اليهود و قبل أن نكمل العبارة يكونوا قد حكموا علينا بالتجديف.
مات الإله .مات المسيح.أقصر العبارات كلاماً و أطول العبارات أثراً و أعظمها نتيجة.مات المسيح ...لا تسأل كيف مات الإله لأنني أسألك أولاً كيف ولد الإله؟؟؟كيف صار الإله إنساناً .
إسأل مريم أمه كيف صار جنيناً في بطنك بغير زرع بشر؟إسأل رئيس الملائكة كيف ظلل الروح القدس العذراء و حل عليها قوة العلي حتي أصبح الإله جنيناً في البطن بغير مشيئة جسد و لا مشيئة رجل؟
إسأل الرعاة من هذا المولود الذي تسبحه الملائكة؟و لماذا تسبحه الملائكة؟
إسأل هيرودس لماذا إرتجت المدينة عند مولده؟ و ما هي قصة ذاك النجم الذي أرشد المجوس؟
إسأل الشيوخ الذين سمعوا تعليمه و هو لا زال صبي و كيف أجاب أسئلتهم إسألهم أكان المسيح مجرد صبي يجيب أسئلة الشيوخ؟
تسأل كيف مات الإله و كان يجب أن تسأل أولاً كيف أن المسيح كائن قبل إبراهيم؟
قل لي كيف أشبع الآلاف من الجياع بسمكتين فقط؟ثم قال بعدها أنا هو خبز الحياة الذي نزل من السماء؟
إسأل أولاً كيف جعل الماء خمراً أو كيف خلق للمولود أعمي عينين.
إسأل كيف طهر البرص و شفي الحمي بكلمة.إسأل كيف أقام الموتي بأمر منه قبل أن تسأل كيف مات؟
إسأل كيف صار وجهه يلمع أكثر من الشمس علي جبل طابور؟ إسأل أولاً كيف مشي علي المياه بل و أعط الإنسان أن يمشي مثله علي المياه؟
إسأل يوحنا المعمدان لماذا شهد له بأنه حمل الله و كيف سيرفع خطية العالم كله؟
إسأل تلاميذه الأطهار كيف كان يعلم بكل شيء و أن كل شيء مكشوف عنده؟
إسأل قائد المئة عن سلطانه في المعجزات و إسأل الشعب الذي سمع له عن سلطانه في التعليم.
إسأل المرأة الخاطئة و أيضاً التي ضبطت في ذات الفعل و كذلك المقعد كيف غفر لهم خطاياهم ثم شفاهم؟إسألهم بأي سلطان كان يغفر الخطايا؟
إسأل التلاميذ العارفون بالبحر كيف أمر الريح و الأمواج فأطاعا؟لا تنسي أن تسأل الريح و البحر كيف سمع كلمته و صمت؟
إسأل بيلاطس هل أمسك عليه نقص أو وجد فيه عيباً؟بل إسأل الشعب كله هل وجد فيه سبباً ليبكتوه؟هل رأوا فيه خطية؟
إسأل اللص اليمين هل رأيته إلهاً يصلب عنك أم مذنباً يصلب مثلك؟
إسأل لونجينوس الذي طعنه هل يخرج من الموتي دم و ماء إذا طعنهم؟
إسأل لمن غابت الشمس في الظهيرة و حدثت الزلزلة و ماذا قال الشعب الواقف عند الجلجثة وقتها؟
إسأل القائمين من القبور من فتح لهم القبور و من أخرجهم أحياء و بمن كانوا يبشرون وقتها؟
إذا أجبتني علي هذه الأسئلة أجيبك كيف مات الإله ربنا يسوع المسيح مخلص العالم.

لست أجد فيه علةً واحدةً.

لم تكن هذه شهادة بيلاطس وحده لكن كانت آخر شهادة في حق المسيح قبل موته.
لما سألت العذراء كيف يكون لي هذا و أنا لست أعرف رجلاً جاءها الصوت السماوي أن المولود هو الله نفسه جاء بغير مشيئة رجل و لم يسري إليه نقص البشر و لا خطيتهم.
- منذ تجسده تشكك يوسف النجار في سر الحبل به فإذا الإجابة تأتيه في حلم لا تخشي يا يوسف لأن الذي حبل به في العذراء هو من الروح القدس ليس من عيب أو نقص أو شر حاشا بل هو من الروح القدس.ليس هناك علة لا في مريم و لا في الجنين الذي في بطنها
- جائت الملائكة تمجده لأن المولود هو الإله المتجسد الذي لم يكن تجسده نقصاً من إلوهيته بل حباً في ضعفنا لذلك سبحت الملائكة الإله إذ رأوه في طبيعتنا الإنسانية و هم الذين ألفوا تسبيحه في مجده.
- لم يكن في جماله نقص فكان أبرع جمالاً من بني البشر.و هو طفل لم ينقص شيئاً عن كمال الطفولة.و في صباه لم ينقص شيئاً عن كمال الصبا و في نضجهلم ينقص عن كمال البالغين.لقد كان كاملاً طول الوقت فكيف نظن أن فيه علة واحدة؟
- في تعليمه لم توجد علة واحدة فلا الفريسيون المهرة في التعليم وجدوا في تعليمه نقص حتي إحتاروا منه و أرادوا أن يصطادوه بكلمة فلم يستطيعوا.و لا الكهنة وجدوا في تعليمه ما يناقض الشريعة حتي أنهم لم يثبتوا في تهمة واحدة ضده حتي محاكمته الأخيرة.
يعلم الفريسيون أنه ما أخطأ في وصية و يعلم الناموسيون أنه ما خالف الناموس في نقطة أو حرف.يعلم السامريون أنه ما أخطأ في تفسير و لا أجج مخاصمة.يعلم الرومانيون أنه ما جاء بثورة ضدهم و لا حرض علي كراهية.يعلم اليونانيون الحاذقون في الفلسفة أنه بلا عيب و أنه الإله.
شهد له المعمدان تاج العهد القديم أنه حمل الله و هذه الأمة اليهودية تعلم أن من شروط حمل الله أنه يكون بلا عيب....فهوذا منذ البدياة مشهود له أنه بلا عيب.
حتي إبليس لم يستطيع أن يورطه في خطية أو يمسك فيه عيباً فخرج مدحوراً من البرية.
قال بيلاطس لست أجد فيه علة واحدة و صوت إمرأته في أذنه أن المسيح بريئاً.
كانت الشهادة بأن المسيح بريئاً من العيوب هي الصك الذي يجعل المسيح صالحاً كخروف بلا عيب مذبوح لأجلنا إذ قد إستوفي في شخصه شروط الذبيحة المقبولة بغير نقصان.
لذلك شهد أيضاً له اللص قائلاً أما نحن فبعدل جوزينا أما هذا فأي ذنب صنع؟؟؟؟
باراباس
سأل بيلاطس من تريدون أن أطلق لكم ؟ أجاب الجميع باراباس....حسناً أجابوا.لقد إختاروا الإختيار الصحيح.ماذا لو إختاروا أن يموت باراباس و يطلق المسيح؟؟؟؟كنا نهلك جميعاً بخطايانا.فموت باراباس لن ينفعنا بشيء و لن ينفع باراباس نفسه.
حسناً إختاروا موتك أيها الصالح ذلك لو كانوا قد أدركوا أن في موتك حياتنا.
حسنأ إختاروا الموت ليسوع لكي لا نهلك نحن.
ثم سأل بيلاطس و أي شر صنع؟؟؟؟ عجيبة هذه المحاكمة فبيلاطس يقدم يسوع للشعب لكي يحاكمه و الشعب يقدم يسوع لبيلاطس لكي يحاكمه و رؤساء الكهنة يقدمون يسوع لبيلاطس لكي يحاكمه و بيلاطس يعيده لرؤساء الكهنة لكي يحاكمه ثم في النهاية لا يحاكمه أحد لكن بيلاطس و الشعب يأمرون بصلبه؟؟؟و يقررون إطلاق باراباس؟برغم السؤال الدائم حتي اليوم؟؟؟و أي ذنب صنع كي يُصلب؟ و باراباس أي طَيِبٍ صنعَ كي يُطلق؟
لم تكن إجابة علي السؤال بل صراخ إطلق لنا باراباس إطلق لنا باراباس؟و ماذا أفعل بيسوع؟؟؟؟فليصلب؟؟
ينظر باراباس إلي الشعب الهاتف بحياة المجرم السفاح الذي يطلب في الوقت نفسه حياة المسيح البرئ؟ و يشجعون بيلاطس بهتافهم قائلين دمه علينا و علي أولادنا...لا تخش يا بيلاطس نحن نحمل الوزر عنك؟؟؟هذا و المسيح الذي هو بالحقيقة حامل خطايا العالم كله واقف صامت منتظر الذبح و باراباس غير مصدق لما يحدث؟
باراباس غير مقتنع بما يري.لا أحد من الشعب يحبه كي يهتف بإسمه.يسمع إسمه وسط الصراخ و لا يصدق أنهم يهتفون له؟يقول في نفسه.إما أنا أموت و أهلك أو المسيح يموت و أتحرر أنا.ليس هناك إختيار ثالث.لقد وضعنا باراباس في نفس الموقف.كانت أمنية باراباس أن يموت المسيح و نحن أيضاً نشارك باراباس و نعظم موت المسيح غير ناسين أنه أيضاً قام و صعد إلي السموات بنا.لأنه إما أنا أموت أو المسيح يموت و أنا أعيش....ليس من وسيلة أخري سوي موت المسيح كي أعيش أنا.ففي موته خلاصي.
كان باراباس يخشي أن يدافع المسيح عن نفسه و يفلت من الصليب لأن هذا معناه هلاك باراباس.لكن المسيح صمت عند الصليب لكي ننجو نحن في المحاكمة.هذا الصمت الذي أثبت لنا من خلاله أنه لا يشاء موت الخاطئ بل يشاء أن يموت هو عن الخاطئ.لذلك يهتف باراباس اليوم أنا ما عشت لأن الجمع هتف لي لكي يطلقني باراباس .أنا عشت لأن المسيح مات لأجلي.أنا أحيا بمشيئة المسيح اليوم و ليس بمشيئة الجمع.
كانت أمنية باراباس الوحيدة أن يموت المسيح فليس من حل آخر.و نحن أيضاً وجدنا الحل من خطايانا في موت المسيح.باراباس مندهش لأنه حي و مندهش من موت المسيح لأجله .هذا الذي جعل البعض حتي اليوم غير مصدقين لموت الصليب .
هل يدين باراباس بحياته لأحد غير المسيح؟؟نحن أيضاً مدينين بحياتنا للذي فدانا بموته.تري بمن سيفتخر باراباس إلا بالمسيح مخلصه من أوجاع الموت.إنه أول من نفذ الوصية و قال أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به أنا حي إلي اليوم و أفتخر.
باراباس قضي حياته مجرماً قائلاً قاطع طريق.لكن اللحظة التي رأي نفسه يتحرر فيها و المسيح يساق إلي العقاب بدلاً منه هذه اللحظة التي نال فيها حكم البراءة بسبب المسيح كافية لكي ينسي كل الماضي الأثيم.و كل الناس الذين قتلهم بغير ندم.و كل الوجوه البريئة التي إغتالها.لحظة يستبدل بها كل الفزع الذي يملأ ذاكرته.لحظة تكفي ليعيشها كل العمر.
لن يفهم أحد حرية الخلاص مثل باراباس.لا يعرف أحد معني الحرية في المسيح إلا الذي وقف مثل باراباس محكوماً عليه بالموت ثم إنزاح الموت عنه بعمل عجيب و إنتقل ليوضع علي رأس المسيح عوضاً عنه.
لن يفهم أحد مشاعر باراباس إلا الذي ذاق حلاوة مغفرة الخطايا.و سمع من فمه الطاهر إذهب....إنطلق أنا لا أدينك.أنا في الصليب سددت كل الديون.أنت حر من الآن؟تري لو أنك تعيش الحرية من هو الأولي لتعيش معه حريتك سوي المسيح نفسه محرر العبيد.
لن يتذوق أحد فرحة باراباس حين إنطلق مذهولاً و هو يدوس القيود تحت قدميه هذه التي قيدته طول العمر.هذه الفرحة يعرفها التائبون من قلوبهم.يعرفها المتلذذون بالإنجيل.حين تنفك قيود الفكر و تسبح الروح في أعماق الله و أعماق كلامه العجيب.ساعتها ستعرف كيف فرح باراباس لأنك فرحت مثله و ربما أكثر منه.
 
 




431
8- تأملات في طريق الآلام
المسيح بين إبراهيم و يهوذا
خميس العهد
Oliver كتبها
- هذا الذي حارب عماليق وحده.لم يصعد أحد معه.هو وحده إنفرد بالموت و قتله.رفع موسي الحقيقي يداه علي الصليب فإنتصر الشعب الجالس في أسفل.
فيما يهوذا كان منشغل بالهلاك كان أيضاً الأمناء في محبة المسيح منشغلين بالفصح.صاروا يسألون السيد أين تريد أن نرتب للفصح.كانوا مصدقين في قلوبهم أن المسيح هو رب أسرتهم الجديدة لذلك هو سيصنع لهم الفصح.الذين آمنوا بمن يصنع الفصح القديم هم الذين آمنوا أيضاً بأن المسيح هو صانع الفصح الجديد أيضاً.إنه رب العهدين.
حامل الجرة.
أما الملك الخادم فقال لهما إذهبا.من هما اللذان ذهبا ليعدا الفصح القديم؟ كان التلميذان بطرس و يوحنا تلاميذ سابقين للمعمدان خاتم العهد القديم.و كان لابد للعتيق أن يمضي لكي يبدأ الجديد. إنهما مثال الإنسان العتيق.يذهب حيث لا يعلم إلي من هو ذاهب .الإنسان العتيق لا يعلم ما هو للجديد.
يقف الإنسان العتيق عند جرة الماء.ينتهي هناك لنلبس الجديد.ستجد جرة ماء.قولا لحامل الجرة سؤالكم و هو يجيبكم.تماماً كما أرسل المسيح شاول إلي حنانيا ليسأله ماذا يريد الرب أن أفعل؟
ما هي جرة الماء سوي المعمودية التي تؤهل للفصح الجديد.من هو حامل الجرة سوي الخادم الأمين الذي يقتاد النفس بحكمة في التعليم و الوعظ حتي تنفتح أعين القلوب و تتأهل للمعمودية المحيية.
من هو حامل الجرة سوي كهنة الرب الذين يروننا السماء في الأسرار و في الإنجيل.
حامل الجرة يجب أن يرينا العلية.هناك سنلتقي مع المخلص.ما هي العلية إلا السماء.الخدام و الكهنة غير المنشغلين بالسماء هؤلاء يحملون جراراً فارغة كالسامرية.قبل أن تلتقي بالمسيا.
ما أجمل أن يشهد لكم الروح يا حاملي الجرار.حين يقول عنكم( ففعل التلاميذ كما قال لهم يسوع و أعدوا الفصح).....
الإمتحان الأعظم: الرب العالم بضعف البشر عالم أيضاً بقوة إيمانهم و ثقتهم فيه.الرب إمتحن إبراهيم لكي يظهر لنا تفوقه في الإيمان.هو عارف بقلبه و ما فيه.و لكنه ليس لأجل هذا إمتحنه.
إن الرب كان منشغلاً بتقديم الصليب إلي البشرية.يريد أن يقول لنا أنه يوافق علي مبدأ أن يضحي الأب بإبنه من أجل الطاعة و التبرير.فإذا كان إبراهيم الإنسان الضعيف الترابي إستطاع بقوة إيمان أن يقبل أن يقدم إبنه حبيبه وحيده ذبيحة فكيف لا يمكن للآب السماوي أن يفعل هكذا؟إذا لم يتأخر إبراهيم بل قام باكراً جداً ليقدم إبنه فكيف يتأخر علينا الآب السماوي؟؟؟؟
إذا كان إبراهيم قد أخذ الحطب غير مشفق علي إبنه المحبوب فكيف تقف شفقة الآب السماوي علي إبنه في طريق خلاصنا الأبدي؟
إذا كان إبراهيم قد ركب دابته قاصداً أرضاً ليست له.فكيف لا يتجسد الإبن قاصداً أرضاً ليست كالسماء.لكي يخلص شعوباً و أمماً ساقها إبليس كالدواب؟
إذا كان إبراهيم قد إصطحب معه غلامين فكيف لا يصطحب المسيح معه لصين عند صلبه.و كما وقف الغلامين عند سفح الجبل هكذا كانت اليهود  و الأمم مجتمعين اسفل الصليب يهتفون أصلبه؟
فكر العبودية كالغلمان يبقي مع الأتان أما الأبناء وحدهم فيصعدون إلي القمة.فالعبيد يجودون بالأعمال أما الأبناء مثل إسحق فيجودون بالنفس ذاتها و بالحياة.
إذا كان إبراهيم قد وضع علي كتف إبنه إسحق حطب المحرقة فكيف يرفض الآب السماوي أن يضع موت العالم كله علي كتف إبنه ليحمله عوضاً عنا؟
إذا كان إبراهيم قد صعد مع إبنه وحده فوق الجبل و هو عالم أنه سيذبحه فكيف يترك الآب إبنه عند الصليب؟؟؟
إذا كان إبراهيم قد بني مذبحاً للمحرقة و هو عالم أن كل حجر يضعه يقرب من موت إبنه فكيف يتواني الآب السماوي في وضع خطايا العالم كله فوق رأس إبنه ليحمل أثقال البشرية الأثقل من كل الأحجار؟
إذا كان إبراهيم قد أوثق إبنه المحبوب فكيف يضع الآب السماوي فاصلاً بين الموت و بين إبنه؟؟؟بل هو أوثق إبنه جداً بوثيقة الموت الصادرة ضدنا كي بقيامة إبنه نجتاز معه إلي الحرية من كل الأحكام.
إذا كان إبراهيم قد وضع في يده السكين و النار غير متكاسل عن طاعة الرب فكيف يحجب الآب السماوي الموت عن إبنه و هو الذي أعطانا إياه ليموت عوضاً عن موتنا.
و ما السكين إلا الصليب و ما النار إلا حكم الموت هذان كانا في يد الآب و خضع لهما الإبن بغير تردد.
إذا كان إبراهيم قد مد يده علي إبنه ليذبحه فهل محبة الآب السماوي تقصر عن ذبح إبنه لأجل خلاصنا؟؟؟
لم يكن إمتحان لإبراهيم وحده بل هو إمتحان للفكر البشري الذي لا يقبل أن يموت الله لأجل خطايانا .
كيف كان سرور إبراهيم عند عودته بإبنه حياً؟؟؟؟؟ هل يستطيع إنسان أن يتخيله؟ فكيف لا يفرح الآب السماوي بقيامة إبنه الوحيد؟؟؟
كم كان فرح إسحق بطاعة إبيه و بعودته حياً ...لا يفوق فرح إسحق سوي فرح الإبن الوحيد بإنتصاره علي الموت و قيامته من بين الأموات.
إذا كان الرب قد أقسم بذاته ليباركن إبراهيم و يكثر نسله كنجوم السماء فكم يكون القسم لإبنه الوحيد...أليس مكتوباً أنه أقسم و لم يندم أنه يبقي كاهن إلي الأبد علي طقس ملكيصادق...هذا الذي هو أعظم من إبراهيم أبينا.
مديحة غاسل الأرجل
تقال أثناء غسل أرجل الشعب

  الرب يسوع المسيح  فيه تمت المواعيد و من باب الإتضاع  أدخلنا العهد الجديد
 
 خلع عنه ثيابه  و تنازل عن  المجد ..... و إئتزر بالمنشفة  و خدم خدمة العبد.
 
عرشه فوق الكاروب  وجدناه عند الأقدام. يغسلْ أرجل التلاميذ  و ينقيهم بالتمام
 
  إبتدأ غسل الأقدام . لم ينته حتي اليوم   عمله باقي علي الدوام و هو مخلصنا من اللوم
 
   يوحنا مد قدميه للمسيح بإنكسار    ذاتي إنسحقت في يديه فهو المتجلي الجبار
 
يعقوب الكبير أطاع .وضع قدماه في المغسل .غلبه الإتضاع. و المسيح فيه يعمل
 
توما جاء دوره. و إغتسل و هو مذهول . سيدي عند الأقدام .هذا ما فاق العقول
 
متَي  بخطوة سريعة. ترك قدميه ليسوع  عملٌ فوق الطبيعة. جَعَلَ الكبرياء مصروع
 
يعقوب بتثاقل جاء. يملأه الخجلُ الكثير  غسَلَه ملكُ السماء .إنني اليوم أسير
 
إندراوس بدموع .تقدم نحو الينبوع    و قبل منه الغسيل. صرخ إرحمني يا يسوع
 
بطرس رفض الإغتسال. صائحاً هذا عجيب.  فأجابه في الحال. دون الغسل لا نصيب
 
 إنحني برأسه. كي يغسلها الرب فقال.  من إغتسلت قدماه. صار نقياً في الحال
 
نثنائيل بإندهاش. تقدم نحو المسيح.     كان ميتاً فعاش. و إبتدأ عهد التسبيح
 
تداوس أخو يعقوب تقدم و هو مرهوب   السيد صار أجير كي يغسلنا من الذنوب
 
يعقوب ترك قدميه و عقله صار يحتار     يمسك المسيح بيديه و قلبه كلهيب النار
 
فيلبس بقلب كسير تقدم  و هو آسيف     يسوع يا رب التدابير إني أمامك ضعيف
 
يهوذا و هو القاسي تقدم بإجتراء          الشيطان يحركه و رفض كل الدواء
 
كلهم صاروا أنقياء من يد يسوع المسيح  إلا يهوذا فيه الداء مثل عيسو مستبيح
 
يا رب المجد نراك تغسل فينا حتي اليوم   نرجو الأبدية معاك دع لنا الرحمة تدوم
 
يا ربي نبع النقاء يا ربي البار العجيب   يا ربي ملك السماء يا ربي ملك الصليب
 
يا يسوع إغرس فينا أن نصنع كما صنعت   نغسل أرجل بعضنا نتضع كما إتضعت
 
نغفر لمن لنا أساء نغفر نغفر كل يوم         يفرح الآب في السماء و الرحمة لنا تدوم
 
تعالوا يا أحباء نغتسل بإيد يسوع              بالتوبة مع الرجاء هيا نبدأ الرجوع
 
ننحني أمام المسيح و بالنعمة نتسلح            و من القلب نصيح يا يسوع فيك نربح
 
رطبنا بنعمتك حتي لا يجف القلب               و إشبعنا برحمتك فننمو دوماً في الحب
 
مثل أبيجايل آتيك أغسل أقدام عبيدك           يا إبن دواد  رجايا فيك هيا إغسلنا بإيدك-
 
تغسلني أنت فأبيض أكثر حتي من الثلج         نورك نورلكل الأرض نحوك قلوبنا تلجج
 
يا ينبوع ماء الرجاء يا ينبوع كل العزاء      يا ينبوع دائم البقاء إغسلني كما تشاء
 
عند الأرجل بَذَلَ الذات كي نكف عن اللذات في الصليب بذل الحياةْ آية تفوق المعجزات
 
مجدُهُ وقتها إختفي . إتضاعه ظهر عجيب   و القلوب متخوفة من مشهد ليس يغيب
 
نؤمن لا عن إستحقاق بل عن ثقةٍ و إشتياق     إتضاعك زاد و فاق يا من له تجثو الأعناق
 
حُبٌ إلي المنتهي جَعَلَهُ يغسل أقذار               خلص نفسي و سادها المسيح يسوع البار
 
كلُ شيءٍ دُفع إليك ماء المغسل بين يديك         إشفع فينا عند ابيك ظللنا بظل جناحيك
 
 


432
6- يوميات طريق الآلام
يا ساكبات الطيب
Oliverكتبها 
كيف نجمع الطيب؟
يا من طافت تلملم من كل تاجر القليل مع القليل من الطيب حتي صار عندها الكثير.كان كنزها في طيبها.كلما إزداد طيبها إغتنت و هي لا تبالي بفقدان رصيدها الأرضي.
شعور عجيب مسيطر علي فكرها.إنها مسلوبة الإرادة بإرادتها.تركت نفسها بنفسها للحبيب.علمينا يا مريم كيف نجمع الطيب؟ كيف يصبح عند قدمي المسيح كل شيء رخيصاً.كل شيء حتي أنفسنا.لأنني أراك جمعت نفسك مع الطيب و سكبتي نفسك مع الطيب حتي المسيح لم يفصل بينك و بين الطيب.أنت و الطيب واحد.سكيباً واحداً.ممتزجا بصدق و مهارة.
تجار الطيب
تجار الطيب دائماً ليسوا كالمتوقع.الذين يسببون لك الألم هم تجار الطيب.فإن أردت أن تجد سكيباً فها هو حاضر علي موائدهم.لا تدينهم بل بعمق القلب أحببهم لأن الطيب الخالص يأتي من عندهم.تجار الطيب يذنبون إليك و مغفرتك لهم تزيد الطيب في قارورتك.
تجار الطيب هم مرشدوك.الذين لا ينشغلون إلا بتحضير الطيب.هؤلاء هم الحاذقون في التدبير الذين يعلمونك كيف تخلط أذرة التاجر لتصنع طيباً.هذا بعض من ألم و ذاك بعض من فرح و تلك إضافة من صبر و هذه قليل من دموع مختلطة جميعها في محبة.هذا طيب أيضاً.
تاجر الطيب هو الإنجيل.العارف من هو الحبيب و أي شيء يحبه.و الذين يتعمقون في وصايا الإنجيل يشترون طيباً غالي الثمن و تدفع لهم النعمة كل الثمن.في الإنجيل تعرف ذوق حبيبك في الأطياب.ما يعجبه و ما لا يعجبه.فتصير بالإنجيل عارفاً به دون أن تجرحه.الطيب يجب أن يتطابق مع رغبة الحبيب و ليس مع إرادتك أنت وحدك من أجل هذا نخضع للإنجيل لأن فيه رضا المسيح.
تاجر الطيب هو الصليب.تذهب عنده و تنسكب لأنه ما من حب ستجده في العالم أعظم من محبة الله علي الصليب. هذا هو مصدر الأطياب.إذهب عنده و أسكن في صمت.فالحديث هنا لا مجال له.الكلام فوق مستوي الكلام.هل رأيت ساكبات الطيب تتكلم؟ أتعرف لماذا كن صامتات؟ لأن في الصليب يبطل كلام الناس و يبدأ حديث إلهي فوق مستوي الكلام.أتهرب من الصليب ؟كيف تهرب من محبة المسيح؟عد ففي الصليب صنعة الطيب لتاجر ماهر عرف كيف يحفظ رائحته مدي الدهور.
 يا من صبرت حتي صار لديها أجود أنواع الناردين.طافت هنا و هناك لأجل الحبيب.مشغولة هي به إلي المنتهي.من هنا تأخذ طيب. من بابها الضيق تدخل و تدخر ما أخذته من المسيح التاجر الحقيقي للطيب الخالص.
كيف تنسكب
تستطيع أن تأتي من وراءه كما أتت المرأة الخاطئة.منكسر حزين تبلل قدميه بدموع التوبة هذا ما فعله العشار أيضاً في الهيكل.و تستطيع أيضاً أن تأتي من قدامه ممتلئاً بالفرح بمن أقام أخوك من الأموات كما أتت مريم أخت لعازر.
تعال بدموعك كالخاطئة أو بإبتساماتك كمريم.بحزنك و فرحك تعال.فهو جالس علي عرشه.
يمكنك أن تنسكب كالمرأة الخاطئة أمام غافر الذنوب و هو بنفسه الذي إنسكبت قدامه مريم كقاهر الموت.
عند قدميه أم فوق رأسه
المرأة الخاطئة سكبت دموعها علي قدميه.هناك حيث تخترق النفس آثار المسامير.تترنح الخطية عند قدمي المسيح المصلوب.تنفصل عنك و تهرب لأنها تحترق في وجود دم المسيح.أنت عند المسامير تنسكب حسناً تفعل.هذا هو دواءنا الوحيد الشافي لمغفرة خطايانا.هذا هو الموضع الذي تهرب منه الخطية و اليأس و تشرق شمس الرجاء.
أو تنسكب قارورتك فوق رأس المسيح.لأنك ممتلئ مسرة.تتغزل في تاج المسيح.منشغل أنت بمملكته و مجده.أسكب فوق رأسه لأنه من فرط محبته جعل أحباءه يقتربون منه جداً.يسكبون قواريرهم.هؤلاء الذين تكملوا في محبته. الذين يتعجلون لقاء المسيح حتي أنهم لم يطيقوا صبراً للإنطلاق إليه.هؤلاء كانوا ينسكبون كل يوم قبل يوم إنحلالهم من هذا العالم.
كسرت القارورة
هل إنتصرت علي ذاتك فكسرت القارورة بيديك؟ أم إنكسرت القارورة بيد إنسان ؟
هل جرحتك القارورة و هي تنكسر؟حتي أن دمك و دموعك إختلطا معاً كمثلما صارت قطرات عرق المسيح في بستان جثسيماني؟
هل إنفتحت القارورة بيسر لأنك إعتدت علي أن تسكب ذاتك دائماً مثل مريم.هل البذل هو عنوان حياتك مثلها حتي أن سكب القارورة لا يمثل عبئاً عليك؟
إمتلأ البيت برائحة الطيب
ساكبة الطيب بيتها برائحة المسيح.رائحة حياة أبدية.المسيح يطلع من قارورتها و من فمها و من قلبها لأنه يشملها .ساكبي الطيب تفوح منهم رائحة الأبدية.ثيابهم سماوية .يستترون بالنعمة و يفتخرون بالرب.رائحة بيتك تفصح عن قارورتك.لغة بيتك تفصح عما في القارورة.إفتح قارورتك و إمتحن ما فيها.لئلا تكون قد فسدت لقلة الإستعمال.أو يكون ما فيها قد تلاشي بفعل الإهمال.و إعلم أن ساكبات الطيب يستطعن أن يميزن أين يجلس المسيح و حيثما يجلس يكون هذا بيتهن.المسيح و الساكبات لا ينفصلان.
و أنا يا سيدي جئتك ليس بذهب أو مر أو لبان.بل بقلب كسير و دمع كثير أسير مختفياً و متخفياً إلا منك.لا أجرؤ علي أن أرفع عيناي إليك.أنا أنحني عند قدميك.لا أتجرأ أن أغسل قدميك بالدموع كما فعلت ساكبة الطيب.غداً تغسلني فإلي الغد.
 


433

تأملات في طريق الآلام  -5-
وليمة العرس فرح الآب
ليلة أربعاء البصخة
Oliver كتبها

فرح الآب
صنع الآب خلاصاً.هذا هو اليوم الذي صنعه الرب.كان الخلاص عرساً.لأن فيه إسترد الآب الذين كانوا محرومين منه.فيه أتيحت من جديد أن تتكأ البشرية في حضنه.هذا اليوم الذي صار ممكناً فيه أن يتواجد أحباؤه حيث هو في مجده.إن تحرير الأسري عُرس.و قيامة الموتي عُرس.و العثور علي الضال عُرس.لم يكن هناك درهم مفقود بل كانت كل الدراهم مفقودة فكم يكون الفرح إذا وجدها الآب جميعها في إبنه؟ أليس هذا هو أعظم عُرس؟
الإبن وحده هو الذي قام بالعمل  و ليس نحن.الإبن وحده هو الذي مات و فدانا و قام.و هو في أبيه و الروح القدس لم يزل.لذا ينبغي الإحتفال بهذا الإبن الذي أطاع حتي الموت.
إصنعوا وليمة لإبني....إصنعوا تسبحة لإبني.إصنعوا ذبيحة شكر لإبني.إصنعوا أعظم عرس لإبني.اليوم يوم زفاف إبني علي كنيسته التي إقتناها بدمه.اليوم يأخذ إبني عروسه إلي خاصته.اليوم يمتلك إبني عروسه التي إقتناها وغسلها بدمه.سيكون عرس إبني أعظم عرس تراه البشرية.سيستمر طوال الزمان و ما بعد الزمان.إنه عرس الحصاد.إبني يحصد نصرته التي مات لأجلها فأثمرت أبدية للجميع.
اليوم لا أري سوي إبني.اليوم يوم إبني.يوم المسيح.لا يدخل أحد هذا العرس إلا الذي عليه صورة إبني.لا يأكل أحد إلا الذي يأخذ طعامه من يد إبني.أريد أن يحلص الجميع بإبني.إدعوا البشرية كلها يا ملائكتي.قولوا لهم هذا هو اليوم الذي صنعه الرب.الآب يكافيء إبنه.الآب يمجد إبنه تعالوا و شاركونني فرحي بإبني.
المدعوين الأوائل
يتعلل الغافلون.يتحجج الهالكون.هذا بالإستهانة مثل قايين و نسله و ذاك بالإنشغالات مثل البشرية أيام نوح الكارز و ثالث بمحبة المال مثل الأمم قبل المسيح و الباقون كاليهود بقساوتهم ذبحوا الذين يذكرونهم بالوليمة حتي يتخلصوا من صوت الآب الذي يدعونهم مجاناً.لذلك إستشاط الآب غضباً.آمراً بحرق هؤلاء في البحيرة المتقدة بالنار.
أما الباقون الذين إنتهت إليهم أواخر الدهور أي الأمم بعد المسيح الذين في مفارق الطرق الذين هم المساكين و العمي و العرج و العسم.لم يكن واحد منهم مستحق لكنهم بحكمة المتضعين لبسوا الإبن فرآهم الآب و فرح بهم لأجل إبنه.
أما الذي أراد أن يجد لنفسه ثوباً بنفسه ظاناً أنه يستطيع أن يكرم الآب بدون الإبن .الذي لم يقبل في نفسه صورة الإبن فكان نصيبه الطرد إلي الظلمة الخارجية.إذ لا يمكن إرضاء الآب إلا بالمسيح إبنه و قبوله مخلصاً و وسيطاً وحيداً .
الذين يظنون ثوب العرس فضيلة أو عمل أو إجتهاد هؤلاء مخدوعون.فبالمسيح وحده يتزين الداخلون العُرس.فها كل الداخلين عمي و عرج و عسم ولم يكونوا في صف المدعوين الأوائل و ليست لهم إستحقاقات إلا في المسيح الذي فيه تستكمل النفقة التي تؤهلنا للوليمة.هو نفسه الثوب الوحيد المقبول.لذلك مكتوب بأننا سنظهر كما هو.سنكون مثله.لأننا إن صرنا مثله يرضي الآب فيقبلنا في وليمته التي أعدها للإبن.
كل الفضائل و الإجتهادات هي نتاج ثوب العرس و ليست بديل عنه.هي نتاج عشرة المسيح و ليست طريقاً بديلاً عنه.
يا طاحني الرحي مت 40:24
طحان الرحي هم الذين نأكل من طحينهم خبزاً.حتي أنهم يسمون الدقيق طحيناً.إذ ليس كل طاحني الرحي مرفوضون.لكن الذين ربطوا أنفسهم بحجر الرحي هم المرفوضون.الذين أعثروا غيرهم.نفوس كثيرة سحقوها بحجر الإدانة و كانوا أول الراجمين.
واحدة تطحن الرحي فتؤخذ لأنها كانت ساهرة تستخرج من كلمة الله جدداً و عتقاء.
طوبي للتي أُخذت ضمن المدعوين لأنها كانت تهتم بالشبع الحقيقي.
كمثل حجر الرحي هكذا العالم يضيق علينا فيستخرج من البعض أحلي ما فيهم و من البعض الآخر يستخرج تذمراً و شوك لهذا تُترك الأخري.
الذين تمرسوا في السماويات يعرفون كيف يجدون زيتاً في النباتات الجافة فيتطيبون بها وقت العرس.
العريس و العذاري
نعسن كلهن و نمن و العريس قادم.و عندما يفتح فاه يسمع كل من في القبور صوته فتقوم العذاري جميعهن.كل البشرية تقوم.كل البشرية عذاري لأن كلهن محتاج للعريس السماوي.
كلهن عذاري لكن ليست كلهن حكيمات.النعمة تفصل بين الحكيمات و الجاهلات.الذين يستندن علي النعمة أي الزيت يجدون في النعمة باباً مفتوحاً حين يأتي العريس.أما الذين إستندن علي أعمالهن ظانين أن البتولية تكفي و أن الجهاد الظاهر هو الذي يؤهلهم للعرس فأولئك أضعن ميراثهن. غير عالمين أن جهاد الجسد هو نجس قدامه و النعمة وحدها هي التي ترضي العريس.
الذين قضوا حياتهم في تراخي و حين جاء العريس إهتممن بشراء الزيت؟
الزيت اليوم مجاناً.لتتطيب كل عروس.الثوب اليوم مجاناً.لتتزين كل عروس.فهوذا العريس قد أوشك علي المجيء .إن أردت فإشتر منه الآن فهو يبيع مجاناً.تأخذ منه غني و بصيرة و نعمة.
قاتلي رسل العريس و قاتلي العريس
إنتبهوا لئلا يكون في أرضنا رسل العريس قتلي.هل نحن أرض تبتلع دم خدامها.تريد أن تخرس ضمائرها.رسل العريس يوقظوننا علي بشري الوليمة.ينقلون لنا أخبار العرس.إنتبهي يا أرض.إنتبهي يا أرض.إنتبهي يا أرض لئلا تبني لرسل العرس قبوراً.أكرموا خدام العرس فتنالوا رضا العريس.
أما العريس فهو البرئ.لم ترض الأمة اليهودية بالفرح الأبدي مكتفية بأوهام الفريسين.باطل لليهود الزمر و الطبل لأنه حيث لا عريس لا يوجد عرس.و من لا يقبل المسيح لا يجد مسرة.ألم يوصكم الآب عن إبنه له إسمعوا.يا أمة داود ألم يقل دواد إقبلوا الإبن لئلا يغضب الآب.لماذا تتخلصون من المسيح و هو العريس.أي عرس بلا عريس؟أليس يتحول إلي مناحة.أما يعد عاراً إذ يترككم العريس مع الخراب.بمن إذن نحتفل لو لم نقبل المسيح في الحياة ليشغل حتي الثواني فيها.بمن إذن نعيد إذا لم يكن المسيح في صدر إهتماماتنا.جالس كملك في المتكأ الأول.نقدمه علي الجميع سواء أشخاصاً أو أشياءاً.
 


434

يوميات طريق الآلام 2014-4-
المحاكمة  ثلاثاء البصخة
Oliver كتبها
هذا هو اليوم المخيف لكل أعداء المسيح.و لكنه يوم إنتقام لأحباءه و عبيده.يوم المحاكمة مع كل الأرض.الأرض التي رفضت أن ترتقي إلي سماء المجد
علامات سيادة الخطية علي الإنسان
فكر المسيح ضد فكر الظلمة: لا إتصال و لا تفاهم بين فكر المسيح و فكر الخطية.كلاهما لا يقبل الآخر.النور دائماً ضد الظلمة.يتكلم المسيح عن ملكوته فيفهم اليهود شيئاً مختلفاً تماماً.يفهمون أنه سينتحر؟؟؟ يو 8 هم يفكرون من أسفل بينما المسيح يتكلم بفكره السماوي.لأنه من فوق.إن المأساة الحقيقية تكمن في حالة الإصرار علي فهم المسيح مع الرغبة في الإحتفاظ بالخطية ؟؟؟مستحيل.إنه فكر مضاد.لذلك يسقط المستعبدين للخطية في أفكار تبدو ساذجة للآخرين ذلك لأن الفكر مظلم.
إرادة المسيح ضد إرادة الخطية: المسيح يريد أن يجمع أورشليم تحت جناحيه و أورشليم مصرة علي خرابها.لها إرادة مضادة. مت 23المسيح يجمع و هي تتمرد عليه فكيف يجمعها و هو لا يغصب أحداً.الخطية إذا تغلغلت و ترك لها السيادة فإنها تحجب عن الإنسان معرفة إرادة المسيح.و النتيجة الحتمية لهذا الإستسلام للخطية هو الخراب.لابد أن تنفض الإستسلام و تشتكي عجزك.لابد من خطوة و لو ضئيلة لتقول إنني أؤمن فأعن عدم إيماني.لابد أن تصحو إراداتك قبل أن يصحو الإنسان كله.إراداتك أي أن تعط إذناً للمسيح بالتدخل.هو ينتظر إذنك أما تري حرية مجد أعظم من هذه.
إتجاه المسيح ضد إتجاه الخطية: للمسيح إتجاه واضح واحد يسري علي الكل.هو يتجه نحو خلاصنا.محبتنا.أبديتنا.سلامنا.إتجاهه يتفق مع طبيعته.أما إتجاهات الخطية فعلي العكس تماماً.هي إتجاهات ضد الحق فيحابي الإنسان الوجوه.هي إتجاهات ضد المحبة فيظلم الإنسان و يتجبر.إتجاهات الخطية هدامة بينما محبة المسيح تبني و تسند و تنمي.أما الخطية فتخرب و تهد و تنقص من قيمة النفس و تسلبها كل ما هو سلام و فرح.
لذلك ينصح يشوع بن سيراخ  4 أن نأخذ إتجاه الحياة.لا تستحي أن تعترف بخطاياك و لا تغالب مجري النهر أي فيض النعمة و تبكيت الروح القدس داخلك هذا الذي به تصحح إتجاهاتك.
الطريق الوحيد الآمن هو المسيح فلنحيا في نوره: ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة يو8 لا يوجد بديل للمسيح مهما تفنن العالم في إلهاءاته .لا يستطيع العالم أن يصنع لنا مخلصاً آخر. لأن مسيحنا هو المخلص الوحيد الذي أثبت كفاءته و أثبت أنه فوق العالم. لا يستوعبه العالم كله بينما تستوعبه النفس التي تتلذذ به.تشبع به و تستقر.تبعية المسيح هي النجاة من دهاليز العالم المربكة.
أرباح المسيح من وزنات المسيح:مشكلة الرجل الذي أخذ الوزنة أنه ظن أنه يمتلكها فيصنع بها ما يشاء.هو لا يريد أن يكتشف الحقيقة المفرحة.أن طبيعة الوزنة ذاتها أنها مربحة.إنها كالسند المضمون في البورصة.كالسهم الفائز في جميع الحالات.مشكلة العبد الكسلان أنه أيضاً أعمي البصيرة.كان يجب أن يعرف ما عظم الوزنة التي إستلمها من صاحب الكرم.و كيف أنها وزنة رابحة من ذاتها .كل ما كان يجب أن يفعله العبد هو أن يضعها عند الصيارفة.تماماً كما فعل رفقاؤه الحكماء.من هم الصيارفة؟هم أخوتك و الذين حولك من البشر.كل ما يجب أن تفعله أن تحبهم و تغفر لهم.هذه هي الوزنة أي محبة المسيح التي تضعها عندهم.فتكسب للمسيح نفوساً دون جهد.بينما العبد الكسلان ظن نفسه غير مسئول عن غيره فحجب عنهم محبة المسيح فعثروا بسبب غباوته.
يا من دفنت الوزنة جاء اليوم لتحفر بيديك و بقلبك و تستخرجها.إجري بها سريعاً و إلقها وسط الإخوة.قدم محبة بغير فتور.لغلك تعوض زمان الموت حين كنت دافن المحبة أو دافن الوزنة.
يا دافن المحبة هل تظن أنك بمأمن لو أقنعت نفسك أنك لا دخل لك بأحد و لا دخل لأحد بك.هل إستراح ضميرك بهذه الخديعة.قم فالسيد يأمرك أن تأتي له بربح.من اين تربح لو إنعزلت و إنغلقت علي نفسك؟ من اين ستربح و وزنتك مدفونة كالأموات.قم إظهر سلاحك الحقيقي أي محبتك لرب المجد يسوع هذه التي تضعك في مصاف الرابحين.
إقتن غرماءك بالمحبة.إقتن أعداءك بالمغفرة.إقتن أصدقاءك بالبذل.إقتن أولادك بالخدمة.إقتن زوجتك بالقلب المتسع.أرباح كثيرة تقتنيها إذا نقبت و أخرجت وزنتك من التراب.ليس التراب مكاناً للمحبة يا صديقي.التراب يصلح لدفن المشاحنات و ليس لدفن المحبة.في التراب قد تضع نهايات لأشياء ترابية و أما المحبة فلا نهاية لها.

435

يوميات طريق الآلام 2014 -3-
إثنين البصخة. مفاتيح الحياة و الموت
Oliver كتبها
الموت و التينة الملعونة:
عائد جائع من بيت عنيا.عائد منتصر متلهف علي المزيد من الإنجازات قبل موته.هذا هو جوعه و عطشه.أن يعمل و يعمل حتي تنتهي ساعات النهار.
 
في الطريق كانت التينة .مخلصنا الصالح لم يميت التينة.هي من ذاتها  كانت ميتة.كان وقوفها في الطريق خداع. كانت أوراقها خداع .لكن مخلصنا أظهر موتها للجميع كي لا ينخدع بها أحد.إنه يوم إظهار الحقيقة.هذا من أعمال النهار.أما الخداع فمن أعمال الظلمة.و أوراق التينة هي خداع الظلمة.و لأن المسيح له المجد جاء ليمحو الظلمة لذلك أظهر الموت علي التينة.رسم الموت علي الأوراق و الأغصان و الجذوع.فلا ينخدع المارين بالأوراق و لا الجائعين بالأغصان و لا الفلاحين بالجذوع.
لو كانت الأمة اليهودية هي هذه التينة سيظل المعني سارياً.نظر يسوع ألي الأمة اليهودية من بعيد.كما نظر إلي التينة أولاً من بعيد.منذ زمن طويل و المسيح يراعيها لعلها تثمر.يرمقها و يلاطفها.يدللها و يعنفها.منذ زمن بعيد يحاول الرب مع كرمه ثم يتساءل ماذا يصنع لكرمي و أنا لم أصنعه؟
و ها هو يقترب منها جداً.يقول أنه ملك اليهود منذ مولده.يقول لإبنة صهيون إبتهجي فهوذا ملكك يأتيك راكياً علي أتان و جحش إبن أتان. يشهد له المعمدان في البرية. يشهد له موسي و إيليا فوق الجبل.إنه يقترب جداً منك يا تينة الزمان العتيد.يا تينة العهد القديم.إنه مشتاق لأن تتجاوبي مع أعمال محبته.هل هو يقترب بأكثر مما أنت تفعلين.لكنك كالتينة تسمرتي في الأرض.في الطقس.في الرموز.لم ترتقي إلي الإثمار.فهل يمتدح فيك الموت؟ هل يفتخر بذبولك؟ بل و أنت عقيمة تسخرين من كرمته المخصبة؟فماذا لو كنت مثمرة؟ جاء أوان القطاف.في يده منجل ليحصد. بالأمس يحيي لعازر و اليوم يحكم بالموت لمن لها إسم أنها حية و هي ميتة.هذه هي التينة أو الأمة اليهودية أو كل من لا ثمر فيه بل خداع و زيف و تصنع.
خرج من الهيكل بعد أن طرد الباعة فرأي بطرس التينة و قد يبست من اصولها؟؟؟
 
يا إلهي كيف ماتت هكذا؟ كانت تحتاج شهوراً لكي تتيبس أصولها.ما أقوي كلمتك يا سيدنا.كما في قوة و عظمة أقمت لعازر بكلمتك هكذا بقوة و عظمة يبست التين حتي أصولها.
يسوع و هو ينقل لنا هذه القوة و العظمة يعلمنا أن هذه القوة كامنة في الروح الذي فينا.و أننا بكلمة ننقل الجبال و نطرحها في البحر.كان الدرس عجيباً.كيف ننقل الجبال؟ أحقاً يا رب ننقل الجبال؟ نحن الترابيون الضعفاء؟ بل و نحدد للجبال أين تنطرح؟
إذا لم يكن علي الأرض أثقل من الخطية فهذا ما يجب أن ننقله من فوق أعناقنا و نطرحه علي رأس المسيح.
المواجهة بين كهنة الموت و رئيس الحياة
بعد أن طرد الباعة و قلب موائد الصيارفة و أبعد الحمام دخل إلي الهيكل.بكل قوة و شجاعة دخل إلي الهيكل.يرمقه كهنة الموت  و شيوخ الشعب بحقد و كره واضحين.
بأي سلطان تفعل هكذا؟؟؟؟؟ كأنهم يقولون نحن لم نعطك السلطان لكي تقوم بما قمت به.فقل لنا بأي سلطان تفعل هكذا و من أعطاك هذا السلطان ؟؟؟ حسبوا أنفسهم مصدراً يحتاجه المسيح ليأخذ منه السلطان.كهنة الموت لا يفهمون سر الحياة.آه لو كانوا يتضعون.ساعتها كانوا سيتأهلون لسلطان الحياة.ساعتها كانوا سيدركون أنهم أمام رئيس الحياة بشخصه المجيد.لأن رئيس الحياة يعرفه كهنة الحياة.كل من يعيش مع المشيح منقاداً بالنعمة هو مستمتع بسلطان كهنوت رئيس الحياة.إنه مثل سيده ينقل الحياة إلي آخرين.
أما معلمنا الصالح فقد رد السؤال بسؤال.سألهم فعجزوا.دائماً يعجز المتعجرفين عن إجابة أسئلة المسيح.دائماً يفشل المتكبرون في الأسئلة.دائماً يخرس لسان المتكلمين بالعظائم القائلين شفاهنا معنا و ألسنتنا مستعدة لكل شيء لكنهم كالخرس يقفون أمام رئيس الحياة.
سألهم معمودية يوحنا كانت من الله أم من الناس؟ إن قالوا من الله فكيف لا يؤمنون بأن المسيح إبن الله؟ و إن قالوا من ناس فكيف يؤمنون بأن يوحنا نبي عظيم و لا يفعل أو يقول شيئاً من ذاته؟ إنها ورطة يتورطها المغتر وحده.أما المتضع فيسجد للرب شاكراً سائلاً منه الرحمة.
أما الذين أوهموا الناس أن عندهم العلم كله فأجابوا المسيح علي سؤاله قائلين لا نعلم؟؟؟ و هذا الكذب هو الذي جعل الأمة اليهودية متيبسة الأصول.ها هي الأصول تكذب أمام رئيس الحياة.إنها نفس التينة اليابسة مرة أخري.مرة تينة نباتية و مرة تينة إنسانية. لأجل هذا قال لهم يسوع أنا أعرف أبي و لست أكذب مثلكم و أقول عنه لا أعرفه كما كذبتم أنتم بقولكم أنكم لا تعرفون من أين جائت معمودية يوحنا.
صلاة
يا رئيس الحياة.لا تقف أمامي كما وقفت أمام التينة و جازيتها بما فيها.بل كحسب مراحمك عاملني.فأنا لا أوراق و لا ثمر يشغلني.أنا ممتلئ بالفراغ.يعوزني اليوم إمتلاءاً منك.
أسبق اليوم فأطلب منك زيتاً قبل أن يأتي منتصف الليل و يغلق بابك في وجهي.أطلب نعمة و رحمة ما دام بابك مفتوحاً.
إن سألتني معموديتك كانت من السماء أم من الناس سأقول أمام الجميع أنك الله و أنه ليس بأحد غيرك الخلاص.أعترف بك و أعترف لك و أعترف أنك من شهد له الآب و شهد له يوحنا و شهد له جميع الأنبياء فإشهد أنت أيضاً لي عند أبيك.قل عني أنني واحد ممن سفكت عنهم دمك.قل لأبيك أنني من رفقاءك.من تلاميذك.من عبيدك.من خدامك.من الذين غسلتهم من أدناسهم.من الذين فتحت عيونهم فأبصروا من بعد العمي.قل أنني أحد المستظلين بستر جناحيك.قل لأبيك أنني علي حساب دمك أدخل.محمول أنا علي مراحمك.مستور بستر مظلتك.ها أنا أعترف يا سيدي بعظم ما صنعت لأجلي قدام أبيك السماوي.و أعترف لأبيك بعظم محبته لنا بواسطتك. بقي أن أقف أمام باب تعطفك و كلي رجاء فيك.
 

436
الحرب بين مصر و حماس؟
Oliver كتبها
دعونا نصل إلي نهاية التوقعات.و بداية تقسيم المنطقة.لأن زمن المؤامرات قد ولي و فات و الآن يكشف كل لاعب عن وجهه المقيت.فاللعب أصبح علي المكشوف.إقترب وقت حصاد المؤامرات.وقت توزيع أدوار المؤامرات كان مجهولاً خفياً لكن وقت تقسيم الأنصبة يكون علنياً علي رؤوس الأشهاد.
السياسة تبدأ بفكرة خيالية يتم ترويضها و توظيفها لتحقيق مصالح ما لجماعة أو حزب أو دولة ما.و في هذا المقال أترك للخيال السياسي كل الآفاق ليتصور ما يشاء .
الكل يعرف أن الإخوان كانوا فقط أداة يلعب بها الآخرون.و هؤلاء الآخرون هم الولايات المتحدة و فرنسا و المانيا و إنجلترا و إيران و إسرائيل و تركيا.
نموذج قديم لحرب قادمة
حدث كثيراً أن الدول العربية فاض بها الكيل من إرهاب الجماعات الفلسطينية و خروجها الدائم علي القانون فقاومتهم حتي بالسلاح و طردتهم يغر رجعة.حدث هذا في الأردن في لبنان في سوريا و في مصر و في أماكن أخري.إذن ليس غريباً لو سمعنا أن حدثت معركة و تم فيها إنتزاع غزة  من الخاطفة حماس و إعادتها للسلطة الفلسطينية بواسطة الجيش المصري.تعالوا نقرأ هذا النموذج و نقيس عليه.
معركة تل الزعتر نموذجاً لما (قد) يكون  عليه السيناريو الجديد القديم بالمنطقة بإعتبار أنه كان تجربة ناجحة للتخلص من الإرهاب في لبنان..
 تل الزعتر كان مخيماً بدأ ببضع مئات فروا من فلسطين و تجمعوا في مساحة كيلو متر واحد في منطقة بجنوب بيروت تسمي تل الزعتر.هذه المئات بدأت حياتها في تلك المنطقة اللبنانية التي كانت تقطنها أغلبية مسيحية مارونية .و سرعان ما أخذ الفلسطينيون الأمر بفكر توسعي طائفي.فضموا إلي هذه المنطقة الآلاف من المسلمين اللبنانيين ثم مزيد من الفلسطينين حتي أصبحوا أربعون ألف نسمة في منطقة إتسعت إلي ما لا يزيد عن ثلاثة كيلو مترات مربعة.ثم بدأ ينتشر الفكر المتطرف بفعل هؤلاء المتقوقعين حول الهوية الدينية.
كانت هذه الأعداد مغرية لإسرائيل لتستخدمها كمنطقة واقية من هجمات المقاومة اللبنانية التي تتم بسلاح سوري.فكان أن إستخدمت هذا التل لتفكيك بيروت جنوباً و شمالاً.فيسهل عليها إصطياد المهاجمين لها.
و كان ياسر عرفات متفقاً مع الإدارة الإسرائيلية علي إستخدام تل الزعتر درعاً أولياً لإسرائيل.
كانت سوريا مسيطرة علي لبنان و وجدت أن تل الزعتر عائقاً يحول دون تحقيقها حرب إستنزاف تنهك إسرائيل فإتفقت مع الكتائب اللبنانية بقيادة بيير الجميل علي محاصرة التل و طرد الفلسطينين الذين كانوا يعيثون فساداً في كل بيروت و يلقون يومياً ضحاياهم من المارونيين علي أرصفة بيروت .(قارن بما حدث في كنائس مصر)
تم تحقيق الهدف من وجود الفلسطينيين و تم نشر الفكر الطائفي بسببهم تمهيداً لتقسم لبنان إلي دويلات صغيرة كي يمكن إستبعاد أحد جبهات الصراع العربي الإسرائيلي إذاً لم تعد هناك حاجة إلي هؤلاء الفلسطينيين خصوصاً بعد أن إستفحلت قواهم التسليحية حتي أنهم لم يعودوا يخضعوا للقانون اللبناني في شيء.لقد صاروا مارقين علي قانون الدولة التي تأويهم؟
و إسرائيل لم يعد من مصلحتها أن تكون هذه القوة المسلحة بالقرب من أبوابها.
و ياسر عرفات لا يريد هذه القوة الفلسطينية لأنها لم تعد تنسق مع فتح بل كانت تتبني قراراتها و عملياتها العسكرية من نفسها فهي أيضاً مارقة علي فتح؟
و لبنان لا يريد هذه القوة لأنها تهدد سيادته علي أرضه.
و سوريا لا تريد هذه القوة لأنها تتسبب لها في مشاكل عسكرية و تورطها و هي غير المستعدة لحرب مع إسرائيل.
إذن إجتمع الجميع علي مصلحة  و هي إنهاء هذا المخيم بعد أن إستنفذ دوره.  لكن الوحيدون الذين لا يريدون إغلاق هذا المخيم هم الفلسطينيون المارقون من الحركات الفلسطينية المسلحة. 
نهاية القصة أن الكتائب اللبنانية و القوات السورية دكت المخيم الذي كان نقطة إختراق للسيادة اللبنانية و السوري معاً حين كانت سوريا تقاسم لبنان السيادة.و خرج  من تبقي من الفلسطينيين تشيعهم لعنات اللبنانيين الذين قاسوا من هؤلاء الوافدين الذين لم يقدموا إمتناناً للبلد الذي إستضافهم في محنتهم بل باعوه و صاروا عبئاً عليه و تهديداً لأمنه و إنتهاكاً لسيادته.
سيناء و حماس
ليس خافياً علي أحد أن سيناء كانت الملعب الخلفي لحماس و هي الذراع العسكري للإخوان. يعرف الجميع  أن حماس هي الإبنة الكبري لجماعة الإخوان.تأتمر بأمر المرشد قبل الجميع.و تنفذ سياسات التنظيم الدولي بغير مواربة.
كانت سيناء سوق سلاح رائج. من الأسلحة اليدوية حتي صواريخ سام و جراد التي كان يظن من قدموها لحماس أنها ستدافع بها عن فلسطين لكنها أخفتها لتتاجر بها في سيناء؟
 سيناء هذه كانت منطقة منعزلة لا سيادة حقيقية عليها.الأنفاق تخترق بطونها في كل شبر و إتجاه.فتدخل الأسلحة و يتم التسليم و التسلم عبر الأنفاق.كانت سيناء أيضاً سوق تهريب للبشر و البضائع بأرباح خيالية تصب يومياً في جيوب قادة حماس.كانت سيناء مرتعاً يأوي الجماعت الإرهابية فتسكنها آمنة هانئة بغير أن تخشي أحد و لا حتي تحتاج إلي الإختباء و التنكر.بل تعيش و تزهو علانية أنها هناك حرة طليقة.و حماس تربي في هذه الجماعات لتقايض عليها إذا إحتاج الأمر.و تستخدمهم كمرتزقة للحرب لحساب الغير حين اللزوم.
حماس كانت تحتل سيناء إحتلالاً فعلياً بقوة الإرهاب.و قد زرعت لنفسها عيوناً من جميع قبائل سيناء و رصدت أموالاً لشيوخ القبائل فيها لكي تعجز القوات المسلحة المصرية عن إيجاد دعم داخلي لها من شعب سيناء مما يعرقل اية محاولة لتطهير سيناء.
لهذا نري أنه وسط كل ثلاثة يقتلون من الإرهابيين في سيناء يكون واحد منهم حمساوي.و حتي نهاية أكتوبر تم القبض علي أربعمائة تكفيري منهم مائة فلسطيني حمساوي؟
و بين حماس و مصر ثأرمتبادل بسبب القبض علي كثير من قادة تنظيم حماس و إيداعهم السجون المصرية و كلنا نعرف أن إقتحام السجون المصرية وقت الثورة كان بواسطة قوات حماس لتحرير أعضاء حماس و الإخوان ( و هم تنظيم واحد) . الكراهية الآن متبادلة.و دور حماس في قتل الجنود و إختطاف جنود آخرين ليس خافياً علي أحد.و لا زال هناك ضباط مختطفين أحياء لدي حماس و هي تنكر.بينما تحتفظ بهم ليوم أسود سيأتي عليهم حين يتم القضاء علي تنظيمهم بأكمله فتستخدمهم للمقايضة لإنهاء القضاء عليهم أو مبادلة قادتهم بهؤلاء المختطفين.
و ليس غريباً أنه حدث أن دبابات مصرية دخلت قطاع غزة و تمشت خمسة كيلو مترات دون أن يجرؤ أحد علي إعتراضها و عادت وسط تساؤلات عن سر هذا الإستعراض المسلح و مغزاه.كما أن طائرات حربية دخلت إلي هناك و وقتها ابو مازن بأن هذه الطلعة تمت بالتنسيق مع الرئاسة الفلسطينية (ضد حماس).هذه الموجات ليست عشوائية و لا هي مجرد إستعراض.فتحريك القطع في العالم العسكري يتم بحسابات معقدة و يخضع لحساب جميع الإحتمالات.لابد أن هناك هدف وراء هذه التصرفات الذي ربما يكون تلويحاً بما سيكون.و تجربة عملية لما هو مزمع أن يتم لدك حماس علي رؤوس أصحابها.
لابد أن نعرف أنه واحد من أهم أسباب قوة الإخوان هو حماس .هم يستندون عليهم في تنفيذ مخططاتهم التخريبية و تهديد الأمن المصري.و حماس بعد أن أذعنت لإتفاق إيقاف الأعمال العدائية ضد غسرائيل لم تجد مكان تمارس فيه البلجة و الإرهاب سوي مصر عن طريق سيناء و أنفاقها.
و ضعف الإخوان و تقلييم أظافرهم يبدأ من سيناء.من إستبعاد حماس من المعادلة.أمنياً و مخابراتياً و سياسياً و عسكرياً.و هذا ليس بالأمر الهين بل يحتاج جهداً كبيراً و تضحيات تصل إلي تضحيات الحروب الكبري.
و بحسبة بسيطة نظرياً معقدة عملياً أقول أن القضاء علي الإرهاب يعني أولاً القضاء علي حماس و إنهاكها عسكرياً.
ثم يتبادر للأذهان إستفسارات عن موقف القوي المحلية و العالمية من معركة كهذه؟
ما موقف السعودية؟ ستؤيد بشدة لأنها في عداوة مع حماس منذ نشأتها لأنها مارست البلطجة علي العائلة المالكية و أقلقتهم كثيراً في السعودية و كانت هذه القوي مع صدام حين هدد بإجتياح السعودية بعد الكويت.
ما موقف إسرائيل؟ لن تمانع فهي من مصلحتها إضعاف كافة القوي حولها.و القضاء علي حماس يعني عشرون عاماً من الإطمئنان علي أحوال الجبهة الجنوبية الإسرائيلية مما ينعش السياحة أكثر و يصب في صالح إسرائيل من الناحية الإقتصادية و العسكرية ايضاً.
ما موقف أمريكا؟ ما دامت إسرائيل لا تمانع فأمريكا لن تمانع أيضاً .لكن هناك عائق.أن إيران تريد بقاء حماس و أمريكا تريد الصلح مع إيران لتكليفها بمهام كثيرة في المنطقة بعد فشل تركيا و عدم وجود قوة قادرة علي إحداث توازن في الشرق الأوسط.لهذا سيكون موافقة أمريكا مشروط بأن لا يمتد الأمر للقضاء التام علي حماس بل فقط تقليم أظافرها و ردعها.
ما موقف إيران؟ ستعترض.فحماس إخوانية بأموال إيرانية.عسكرية بمخابرات إيرانية.بين حسن نصر الله و بين حماس ود دفين إذ يجمعهما الحاضنة إيران.و سيتكرر وقتها التهديد الدائي لحسن نصر الله كما قال عند إجتياح غسرائيل لغزة بأن حزب الله لن يسمح بالقضاء علي حماس و لكنه فقط عنترية وهمية.لكن ليس هذا كل شيء.إذ يمكن أن يتم المقايضة مع إيران بإعادة العلاقات و وضع حدود لهذه المعركة المحتملة لا تتعداها الأحداث أي الإكتفاء بضربة تأديبية.
ما موقف الإخوان؟ سيعيثون فساداً و يجن جنونهم.لأن القضاء علي حماس فيه إختفاء هذه الجماعة الإرهابية إلي الأبد و إعادتها إلي نقطة الصفر حيث تصبح شراذم إرهابية و بؤر و خلايا سرية مثل المافيا و و ينعدم تأثيرها السياسي و تصبح كاية عصابة مطاردة من المجتمع. الإخوان سيعتبرون الأمر مسألة حياة أو موت و حينها سينسحب الكثير من أعضاء هذه الجماعة من غير القياديين و لن يتبقي سوي المنتفعين اصدقاء القاعدة و الظواهري.
موقف تركيا: سيكون موقفاً دعائياً أكثر منه حقيقياً.مثل محاولتها إرسال سفينة وقت ضرب غزة العام الماضي فكان مصيرها القتل و القبض علي الباقين.تركيا الآن في ورطة و قد تجد حرباً كهذه وسيلة للخروج من الورطة السياسية الداخلية التي تهدد أردوغان.لكن موافقة أمريكا و إسرائيل علي حرب كهذه يشل السياسة التركية فتتخذ مواقف عنترية في الإعلام فقط بلا أي أثر علي الواقع.
موقف الرأي العام المصري: في معظمه سيكون سعيداً طالما كان الضرب و الأسلحة موجهين للإرهابيين دون المدنيين.و علي الحدود دون الدخول في العمق السكاني.و تقديم المعلومات متي تم بإحترافية سوف يستقطب أكبر عدد من المؤيدين سواء في السياسة أو الصحافة أو الإعلام.هؤلاء هم الذين يجب أن تحرص المؤسسة العسكرية علي إقناعهم لأن في إقتناعهم إتجاه سيقود الشارع المصري للتعاطف مع هذه المعركة المصرية التي تخلص مصر من اشخاص ثبت أنهم أعداء لا أصدقاء لمصر و شعبها.
هذه الحرب أمر قابل للنقاش و الإضافة و الإستبعاد لكنه عند السياسيين إحتمال و عند العسكريين أحد الحلول و عند الإخوان هذه هي أم الكوارث.
صلاة العام الجديد
يا من صنعت كل الأيام.كل الأيام تسبحك.النهار و الليل يتسابقان كي ينطرحا في يدك تعمل بهما كما يحلو لك.هذا العمر الذي وهبتنا إياه هو مزيج من حبك و مراحمك و طول أناتك.هذا الزمن سبيكة مزجتها يداك من شفقتك و حنانك.النور فيه نورك.و إختفاء النور فيه هو من سلطانك.
الراحلون إليك تصحبهم قصص الباقين هنا.يحكون لك أنت العارف بالخبايا.يحملون إليك رسائلنا رغم أنك تعلمها من قبل أن نرسلها.الطبيعة تطوي أحد أوراقها فتهبها أنت صفحة جديدة بيضاء تسطر فيها مراحم جديدة و إحسانات تتجدد كل صباح.الناس يبتهلون أو يتهللون أو يتلاهون لكنك تهب الجميع سنة جديدة ليباركونك إسمك فيها لا تحرم أحداً لكونه خاطئ بل تشرق علي الجميع حبك الأبدي.
تمد يداً طالما إمتدت آلاف السنين و لم تكل و لم تزل ممدودة.أيها الرب يسوع الحلو ما أطيب أسمك.أنت أطيب ما في الوجود.و روحك القدوس المعزي هو يقدمنا إليك و يقدمك إلينا.و أبيك الصالح الذي بحبه أرسلك إلينا و بحبك ترسلنا إليه.أيها الثالوث المحيي إبق فينا بغير إنقطاع.ملاشياً كل ما لا يليق فينا.
الأيام تتبعك.تعود إلي مكامن الينبوع الذي منه إنبثقت.هناك لا تختفي الأزمنة.كلها حاضرة عندك بغر إختفاء.تبق كصفحة مبسوطة قدام عينيك.أنت تحفظها لتبارك الصديق و تنتقم لدماء المظلومين.أنت تحفظها يا من لا تنس تعب المحبة.هذه الأيام تمضي عندنا لكنها عندك تستقر.
أيها القدوس الذي لا توصف عظمة قداسته.هب لكل نفس عطشي إليك بعضاً من قداستك.أشبع الجائعين إلي شخصك.أرو العطاشي إلي محبتك.إمسح دموع التائبين ليبدأوا سيرة مقدسة بغير قلب منقسم.
إحفظ العذاري و الأبكار في بتولية محبتك.و قدس حياة الذين في زيجة.أذكر أن لك مذبح في وطننا.نريده أن يكون وطنك يا سيد الأوطان.كن حاضراً وسط الشعوب كلها.فلا يراك أحد غريباً هناك.إفتح أعين القساة القلوب فتصيرهم عجباً يعملون لمجد إسمك .
ليس في الأيام ذخر يغنينا غيرك.ليس هناك آمان و حماية إلا في دمك القاني.ليس لنا رجاء إلا في روحك القدوس روح الرجاء.أما نحن فنحن مثل عصافة ريح تأخذها و تختفي.فلا تقف في المحاكمة مع حفنة طين أعددتها أنت لتصنع منها آنية.لا تقف في الدينونة لتحاكمنا و إلا سنفني.بل أستر بدمك و غطينا بمسحتك.فلتسترنا مراحمك و ليشفع فينا روحك.أمح ذنوبنا الحاضرة و المستأنفة كي نتطهر بشخصك أنت بدمك أنت فنهتف رغم ضعفنا أن أبينا السماوي صنعنا أبطالاً.
يا من أغني الفقراء ها نحن في حاجة إلي غني حكمتك.يا من اشبع الجياع نحن هنا أيضاً نطلب الخبز الأبدي.يا من رفع المتضعين إعطنا سلطان دائماً لندوس الحيات و العقارب و كل ضعف و خطية.يا من وعدنا بالعشرة الأبدية معه نحن لن يهدأ لنا بال إلا لما نجد أنفسنا في حضنك الأبدي بغير حواجز العالم و الجسد و الخطية.طمئننا في ضعفنا أن نصيبنا فيك لن يضمحل.أبق صوتك واضحاً لنا لا يخفيه ضجيج العالم.نحن لا نعرف فادياً و معزياً و حبيباً إلا الثالوث الأقدس.كن لنا في كل الظروف لأننا لك.
 


437
هل يولد اللوبي القبطي؟


Oliver كتبها
آلام الولادة قاسية.و الكيان القبطي يأبي أن يولد طبيعياً.فالولادة متعسرة.لكن كل هذا سيصبح ذكري فور أن يولد هذا الكيان و يخرج جديداً إلي العالم.
أفضل مساعدة لولادة المولود الجديد هي أن تتآزر الأيادي و تشجع الأم التي هي الأقباط في كل مكان أن تضع مولودها الجديد.
بادر الأستاذ حنا حنا القانوني الضليع للدعوة إلي هذا المؤتمر متوسماً أن يضع الجميع أفكارهم حين يتلاقون.و لما إقترب ميعاد المؤتمر ظهرت أفكار جديدة و إنتقادات بناءة يمكن أن  تضع لبنات في أساس إنشاء اللوبي القبطي.من جهتي أنا لا أري الإنتقادات التي قرأتها سلبية بل تصب في صالح العمل و التواصل الدائم و التحضير الذي يأخذ في الإعتبار كل الآراء هو أفضل حوار يرتقي  بنا من مرحلة التفكير المشترك إلي العمل المشترك.حتي و إن بدت متأخرة بعض الشيء.
و مشاركة مني في الحوار الراقي الدائر أضع بعض الأفكار علي طاولة الحوار.مع بعض الملاحظات القابلة للنقاش .
- المزيد من الحوار المجتمعي القبطي خير وسيلة لوضع أساس قوي يحظي بإتفاق الأغلبية القبطية.الوقت المنقضي في التحضير أهم من الوقت المنقضي في المؤتمر ذاته.و الجهود المخلصة التي تبذل في التحضير للمؤتمر أهم مرحلة حتي من المؤتمر ذاته.فهي الضمانة الوحيدة لنجاح المؤتمر.
- ظهرت أسئلة عن كيف يتم إنتخاب الأعضاء و علي أي أساس سيتم إنتخابهم؟ من يمثل من ؟من يرشح من؟ و هي أسئلة كما تري حقيقية لا جدلية.
إذا كنا كما قال أحد الأفاضل لا نضمن حضور بعض أفضل العناصر - دون التقليل من شأن أحد - فما الضمانة لضم هؤلاء الذين لم يحضروا؟ و كيف يتم تجاهل من لم يحضروا في هذا الكيان إذا أردناه كياناً مؤثراً قوياً؟
- تقترحون صندوقاً مالياً للعمل القبطي و هذا كلام رائع لكن الأهم هو في كيفية التنفيذ و قانونية العمل و ضمان نزاهة و شفافية العمل و تحديد أوجه الصرف و القائم علي توجيه هذه التدفقات .دائماً العمل الجماعي يهتم بالتفاصيل و الوضوح للأدوار و للسلطات و الأنشطة .و ليس في هذا كله رفض للفكرة بل تأكيد و إستكمال يحقق لها الوجود الفعلي.
- يتحدثون عن لائحة و هذا كلام واقعي و عملي.فاللائحة تقصي الميول الشخصية و تجعل الكيان مرتبط بالنشاط و ليس بالأشخاص و هذا مهم جداً في عمر المنظمات.فلماذا لا يكون الحديث الآن عن ما هي متطلبات الكيان و بالتالي ما هي اللائحة التي تحقق هذه المتطلبات.
 هناك فرق كبير بين أن تطلب ثورة فيكون لك مطلب واحد و بين أن تنشيء عملاً سياسياً طويل الأجل حينها لا ينفعك المطلب الواحد بل يقيدك و يعيق بقاءك.العمل السياسي أعقد من الثورات.إذ يكفي الثورة أن تقوم بين ليلة و ضحاها أما العمل السياسي فهو جهد تراكمي يأخذ العديد من المتغيرات في حساباته و يتأثر بعوامل داخلية و خارجية و شخصية .
كلامي هنا ليس عن لائحة إنتخاب أشخاص فحسب بل أيضاً عن الممارسة ذاتها.و عن وضع خريطة وظيفية للمناصب.تشرح المواصفات و الدور و السلطة و التفويض و التنسيق مع بقية المناصب.أتكلم أيضاً عن لائحة للأنشطة ذاتها.سواء السياسية أو المالية أو الإعلامية.
- جميل ألا نخسر أحداً في الطريق و لا سيما أنه يوجد وسط الأقباط شخصيات مؤثرة لا نقبل أن نفقد تضامنها .هؤلاء لا يجب أن نقبل إعتذارهم المهذب عن الإنضمام بل أن نناقش معهم سبل و كيفية تواجدهم في الكيان الوليد و إذابة أية عوائق في هذا السبيل.
و أنا هنا أقصد تواجدهم في الكيان القبطي بغض النظر عن حضورهم المؤتمر ذاته.فقد توجد ظروف تمنعهم من الحضور لكن لا يجب أن نقبل أية عوائق تمنعهم من الإنضمام لهذا الكيان خصوصاً الأشخاص الذين ثبت بالفعل نجاحاتهم في دائرة نشاطهم القبطي علي مستوي منظمتهم أو مجالاتهم.
و أما من جهة الحضور فهل من الممكن أن يضمن الفندق الذي يجتمع في الأعضاء أن يوفر فيدوكونفرانس يسمح لمن لم يحضروا بالتواصل كأنهم حاضرون في القاعة ذاتها و بهذا نضمن أكبر تواجد ممكن.كما من الممكن أن يتم إذاعة المؤتمر علي الهواء عبر القنوات القبطية لكي يعلم أقباط الداخل ماذا يتم من أجلهم.
- يتسائل البعض عن من يمكنه تمثيل من؟ و أنا أقول يكفي في المرحلة الأولي أن يكون الإنضمام للمنظمات بأسماءها.فيكون الأمر هو إتحاد عالمي للمنظمات القبطية و عليه فإن كل شخص يتكلم بإسم منظمته حتي يجئ الوقت الذي يمكن فيه للعضو أن يتحدث بإسم الأقباط جميعاً.
من الضروري أن تنضم كافة المنظمات التي لها إسم و نشاط معروف و أيضاً الأشخاص المشهود بتأثيرهم . بعد أن يتم إشهار هذا الإتحاد يصبح له مشروعية منح عضوية و جمع رسوم إشتراك العضوية.و بعد أن يتجمع العدد الكافي لتأسيس جمعية عمومية لهذا الإتحاد ساعتها يتكلمون عن أشخاص يمثلون الأقباط في العالم لكن حتي يأتي هذا الوقت سيبقي هذا الكيان وليداً و هذا ليس عيباً فهي مرحلة ضرورية للنمو حتي يتحقق لوبي يؤثر في القرارات.
- لنا الحق في أن نحلم بكيان قوي يفرض تاثيراً علي كافة الدوائر لكن الحلم وحده لا يحقق هذا التأثير.فمع الحلم مثابرة و تعب و صبر.لا يوجد من ولد عملاقاً.لكن المهم أن يولد و فيه صفات العمالقة.لذا أرجو أن الجميع يتشجع فالأمر يستحق التكاتف.و أجد أن الأستاذ حنا حنا يستحق الإشادة بمبادرته و يحتاج التكاتف معها و تطويرها حتي تولد في إطار الواقع .
- يمكن أيضاً تكليف لجنة بصياغة مشروع لائحة كلُ في مجال تخصصه لائحة قانونية و إجرائية .لائحة إنتخاب.لائحة مالية.لائحة منظمة للعمل أي إدارية.حتي يتم تسهيل مأمورية المؤتمر في إنجاز عمل واضح إذ يصبح دوره هو إعتماد هذه اللائحة بعد طرحها لحوار مجتمعي قبطي.و قبل أن يطرح أحدهم السؤال مَن سيكلف مَن أقول أن المهارة ليست في طرح اسئلة دوارة بل في طرح أفكار بناءة.فليكلف المسئولون عن المؤتمر من يشاؤوا فالمهم ليست الأسماء بل الإنجاز نفسه.
-المؤتمر قد يهدف إلي تحقيق مطلب واحد أو أكثر لكن عند الممارسة سنجد أنه مطلوب منه أن يعلن موقفاً ما من كل حدث يعبر عليه الأقباط.لذا فأنا لست مع تبسيط مخل لأساس العمل و حصره في مطلب واحد بل في تجسيد الحقيقة .الأقباط أمام سؤال تاريخي هو كيف نحصل علي مواطنتنا بغير إنتقاص.و لكنه سؤال يتفرع منه العديد من المواقف و الحسابات.فالحساب في السايسة ليس تماماً مثل الحساب في الدراسة.
نعم نريد المواطنة.و من هذا العنوان يتفرع الآتي:
ما موقفنا من الدستور ؟ من النظام الإنتخابي؟ هل سنضغط لكي يكون لأقباط الخارج ممثل برلماني ؟ ما موقفنا من إنتخابات الرئاسة و سيعتمد طبعاً علي الأسماء التي سوف تطرح حينها.ما دورنا في بناء الكنائس التي تهدمت؟ ما دورنا في القضايا التي لم يجد فيها الأقباط حقوقهم؟ أتري فالأمر سلسلة متوالية من التساؤلات و ستتولد تساؤلات غيرها مجدداً فالأيام حبلي بالأحداث و مع كل حدث تبدأ متوالية جديدة للأسئلة.لذا فالتحدي كبير والعمل لابد أن يتواصل و البحث يحتاج إلي عمق و الكيان يجب أن يضم الجميع و يستفيد من خبرات الجميع و إمكانياتهم..
- إنني أثق في غيرة كل قبطي سواء أكان ناشطاً أو مفكراً أو إنسان بسيط .لأن كل محاولة للإتحاد القبطي هي بلا شك ثمينة المقدار عظيمة المعني فلنكن جميعاً علي مستوي الحلم القبطي.
ضع يدك علينا فنبرأ
ها نحن نمد يداً فمد يدك.تضع يدك علي كل أحد فيبرأ و يتقدس.تمسك بيد الصبية فتقوم من موتها.تلمس نعش الشاب فينهض و تدفعه لأمه.تلمس الأعمي فترد له البصر.تضع أصبعك في أذن الأصم فيسمع.تلمس الأبرص فيشفي.ما حاجتنا إذن إلي آخر سواك.أنت يا يسوع السماء و الأرض هو الضامن لراحتنا و سلامنا و أبديتنا.لكن الأجمل أنك ضامن لوجودنا معك حيث تكون أنت.هذا هو مفتاح رجاءنا و أساس إيماننا أننا بك و لك و فيك نحيا و سنظل نحيا إلي الأبد.
هل نحن نضع في يدك الخميرة الصغيرة التي بك و بها يتخمر العجين كله.تنحل عقد النير حين تمد يدك.ينطلق الأسري أحراراً حين تمد يدك.تهدأ النفس و ترتاح الروح حين تلمسهما بيدك.لأن يدك تدرك الأرواح كما الأجساد.تدرك الأحلام كما الواقع.يدك تصل إلي كل المفترقات.إلي كل التقاطعات.إلي الأزقة و الشوارع إلي القري و المدن و إلي البلاد العظيمة .ما أحوجنا إلي يدك.لتبارك العمل.و تقدس الأفكار.و ترتقي بنا فوق ذواتنا المريضة.ما أجمل أن تبقي يدك في يدنا و لا تفترق حتي إلي الأبد.لكي تظل فينا الحياة و يبقي فينا النور.يا يسوع القدوس إشترك في العمل مع عبيدك.يداً بيد تشترك.لا تترك أحداً منا يعمل وحده أو يفكر وحده أو يقرر وحده.بل كن أنت كعادتك معنا شريك متضامن في كل شيء كشركتك معنا في اللحم و الدم.نحن نشاركك الكاس و الخبز و أنت تشاركنا حتي أنفاسنا و نحن بك مسرورون.

438
الحرب العالمية الثالثة إسلامية إسلامية
Oliver كتبها
قبل أن نخوض في الحرب العالمية الثالثة تعالوا نسترجع معاً كيف بدأت الحروب العالمية.
حرب عالمية أولي بسبب عمل إرهابي:
الإرهاب أشعل الحرب العالمية الأولي التي بدأت إثر إغتيال ملك النمسا علي يد صربي فأعلنت النمسا الحرب علي صربيا  فأعلنت روسيا التعبئة العامة لصد الإعتداء المحتمل علي صربيا فأعلنت ألمانيا الحرب علي روسيا تحالفاً مع النمسا ضد صربيا  و هكذا تحالفت إيطاليا و المجر مع النمسا و تحالفت فرنسا و إنجلترا مع روسيا و إنتشرت مساحات الحرب شرقاً و غرباً و خلفت ملايين القتلي و الجرحي ثم خلفت واقعاً عالمياً جديداً و توزيعاً جديداً للقوي. إذن بالإرهاب تم تدشين الحرب العالمية الأولي.
ثلاثة اسباب رئيسية للحرب العالمية الثانية
1-حروب بلا مبرر أشعلت الحرب العالمية الثانية قامت بلاد عديدة بغزو بعض الدول من جيرانها فاليابان  غزت الصين  و هاجمت  روسيا ومنغوليا .و ألمانيا  غزت النمسا و إستولي المجر علي أراضي من تشيكوسلافيا ثم الطامة الكبري حين غزت ألمانيا بولندا فإستعدت عليها روسيا و من تحالف معها .كما غزت إيطاليا ألبانيا و اثيوبيا .ثم كانت هناك حرب أهلية في أسبانيا كل هذه الحروب التي بلا مبرر كانت في سنة واحدة هي 1938.و ما كان أصعب من هذه السنة إلا السنة  التالية لها و التي كانت ترجمة طبيعية لهذه التوترات فكانت الحرب العالمية الثانية.
2- سياسة الظلم و الإستقواء التي جعلت العالم فريسة للأقوي و كانت الإتفاقيات تعبيراً عن أفكار الدول المنتصرة القوية مقابل إهمال و تجني علي الشعوب الضعيفة و المنهزمة.و هذا ما حدث في إتفاقية فرساي  التي تم بموجبها قهر ألمانيا و تهميشها لكن حين إستردت عافيتها إلإقتصادية و العسكرية هبت لتأخذ بثأرها كذلك حدث في منحة فينا  التي قدمت النمسا لألمانيا و أجزاء من بلدان مجاورة لحلفاء ألمانيا.ثم تغلغلت روسيا في الدول المتاخمة لها و تكون الإتحاد السوفيتي الكبير الذي ضم خمس عشرة دولة ...سياسة الظلم كانت إشارة البدء للحرب العالمية الثانية.
3- وجود شخصيات دموية علي سدة الحكم أمثال هتلر الألماني و موسوليني الإيطالي و فرانكو الديكتاتور الأسباني و الإمبراطور هيروهيتو الذي كان إلهاً لليابانيين بالإضافة إلي تشرشل البريطاني و أليكسيه الثاني ملك روسيا.
لماذا ستكون الحرب القادمة إسلامية
نفس اسباب الحروب السابقة ما زالت كفيلة بإشعال حرب جديدة وقودها الدول الإسلامية
1- البلاد الإسلامية هي بؤر للتوترات و الحروب في العالم:
بعد أن شهد التاريخ الإنساني إستقراراً و إستقلالاً للدول بعد منتصف القرن العشرين لم نسمع عن قلاقل أو توترات سوي في البلاد المسماة إسلامية.
لم تهدأ القوي الإسلامية في الهند إلا بعد أن تقاتلت مع الدولة الأم و إنفصلت تحت إسم باكستان ثم
 لم تهدأ باكستان  الفقيرة بعد الإنفصال بل تناحرت فيها بعض القوي الإسلامية و إنفصلت بدورها عن باكستان تحت إسم بنجلاديش الأفقر من باكستان.و لا زالت تتناحر السودان مع أقاليمها و تشاد أيضاً و مالي بحركاتها المتأسلمة .لا زالت الصومال تنفث إرهاباً حولها و هي بقايا مخلفات القرون السحيقة.لا زال أشاوس نيجيريا بوكو حرام يرعبون المسيحيين هناك و يذبحونهم رغم حصولهم علي حق تطبيق شريعتهم لكنه الإسلام الذي لا يقبل معه شريكاً .يظل يقتل و يقتل حتي آخر نفس. الإسلام ديناً و الإسلام سياسة كلاهما قاتلان للآخر.
2- فكرة الخلافة و الوحدة الإسلامية:.والممارسة لهذا الفكر ليست ممارسة دينية بل سياسية بحتة.فلايضير العالم أن يتحد المسلمون في إنجاز أي تقدم علمي أو مشروع إقتصادي أو حتي رياضي  أو من أي نوع يفيد شعوبها المقهورة و يفيد البشرية لكن و علي حد علمي هذا لم يحدث بتاتاً.فالدول الإسلامية لا تتحد إلا للحروب.
 فكر الوحدة الإسلامية بهذا المعني هو فكر خطير و إجرامي يهدد السلم العالمي  لأنه يعني التكتل ضد الغير تحت مسمي ديني يستقطب البسطاء و يجعلهم وقوداً الحرب و لعل ما قرأته عن شبكة يقين في عنوانها الرئيسي بتاريخ 22 فبراير 2013 يقول (أمة واحدة , راية واحدة , حرب واحدة " فى كافة البلدان الإسلامية تضامناً مع سوريا)هذا العنوان يترجم ما أقصده هنا .الترجمة المعتمدة لفكرة الوحدة الإسلامية هي إنتشار العنف بين البلدان كما ينتشر النار وسط القش.هي وحدة الخراب و الدمار و العنف و الموت.هذا الفكر وحده يكفي لقيام حرب عالمية إسلامية.من يعرف منكم يدلني علي تطبيق آخر لفكرة الوحدة الإسلامية قامت به البلاد الإسلامية.
فكرة الخلافة تعكس سياسة القطيع و لعل الجميع شاهد عقلية القطيع في مظاهرات العنف التي حدثت بسبب رسوم كاريكاتورية لم يتعدي من رآها عشرات من القراء لكن العنف الذي ساد البلدان الإسلامية بسببها خلف عدد من الضحايا يفوق عدد القراء الذين شاهدوا الرسوم .سياسة القطيع لا تختلف عن فكرة الوحدة الإسلامية فهذا تطبيق إجتماعي و ذاك تطبيق سياسي و كلاهما عنيف الشكل دموي الهدف كارثي النتائج.
3- ديكتاتورية الأنظمة الإسلامية :البلاد الإسلامية لا تمارس الديمقراطية.بل تربي في حضاناتها ديكتاتورية إسلامية و تحتفظ لنفسها بحق الإختراع.كل حكامها ديكتاتوريين.كل سلطاتها و رموزها هكذا.الدولة التي تخرج من إطار الديكتاتورية تجد تكتلاً إسلامياً يعيدها إلي صوابها و يفرض عليه ديكتاتورية الإسلام .هذا ما حدث في السودان أيام سوار الذهب الذي لم يجد منفذاً للديمقراطية فسلم السودان للترابي و الإخوان و هذا ما عله طنطاوي و عنان في مصر .و هكذا حدث في موريتانيا و حدث في باكستان.و الآن في تونس.المهم ألا تخرج دولة إلي الديمقراطية لأنها خروج عن الإسلام حيث لا ديمقراطية في الإسلام.هذه النوعية إذن تضمن بقاء شعوب هذه الدول أسيرة بين الحروب الأهلية و إنقلابات السلطة الدموية,حتي يستطيع المتشددون أن يقتنصوا فرصتهم فيعيدوا البلاد إلي القرون الجاهلية كما فعلوا في موريتانيا و الصومال و اليمن و تشاد و مالي .إذن تبقي الديكتاتورية دافعاً لشن حرب شاملة حيث يتفق الحكام في الدول الإسلامية علي وأد أي تنوير و طمس أي حضارة حتي يدين الشعب بدين الجهل و يسهل قيادته بسياسة القطيع.هذا نفس حال ما قبل الحرب العالمية الثانية.
قال شيراك رئيس فرنسا في مذكراته : حكام كثيرون في الدول الإسلامية يحتاجون إلي علاج نفسي.
4- الفراغ الحضاري و الفراغ الفكري هما أعراض المرض العضال الذي يعشش في الجسد الإسلامي..بلاد الإسلام خارج السياق لعدم الأهلية و إنعدام الكفاءة. الدول الإسلامية تسير عكس حركة التاريخ البشري.هي تتجه للخلف في كل شيء عدا المظاهر الخارجية.كل بلاد الإسلام دول مستهلكة للحضارة و ليست منتجة لها.لهذا ستخرج من التاريخ لأنها ضد حركة التاريخ.و كما تنقرض لهجات في المغرب العربي و تنقرض آداب و فنون كما في ليبيا و دول وسط أفريقيا و كما إنقرض البربر  رغم عددهم الجارف سابقاً فقط لأنهم قبائل بلا حضارة هكذا سيحدث للدول الإسلامية.
 البترول صنع ستاراً وهمياً مؤقتاً يخفي تخلف البلدان الإسلامية.صار الغني برقعاً تبرقعت به هذه الدول لكن بإستنفاذ البترول  سيأتي يوم و تنقرض فيه البلدان الإسلامية بصورتها الحالية لأنها في طريق عودتها للحياة كقبائل و لولا البترول لعادت إلي حياة القبيلة منذ مائة سنة و لكن الله يعطي فرصة تلو الأخري لهذه البلدان التي تطيح بكل الفرص .
علي أن  إنقراض الدول لا يتم سوي بعد كوارث عامة.التفكك يتحقق بعد التخلي عن جميع سبل البقاء مع حركة المجتمع.لذا فالكارثة العامة لن تكون سوي حرباً عالمية لأنها اللغة التي يجيدها المسلمون في بلادهم فأنت تستطيع أن تضع عنواناً لبلاد المسلمين يقول إقتل إقتل فأنت هنا في بلد إسلامي.
كيف تكون حرب عالمية  إسلامية بينما الدول الإسلامية متناثرة و لن تتكتل ضد البلاد المتقدمة؟
- الحرب العالمية الإسلامية ستكون حرب إرهاب شامل.لن تأخذ شكل الحروب التقليدية فالبلاد الإسلامية لا تجيد العمل المشترك.لم يدم أي إتحاد بين دولتين في البلاد الإسلامية طويلاً. أن البلاد الإسلامية نَفَسها قصير في العمل المشترك مما لا يؤهلها لحرب جماعية منظمة.
بالإضافة إلي أن الحكام في معظمهم مستعدون لبيع بلادهم في حالة لو تهددت عروشهم في السلطة كما راينا مع مرسي و مع صالح في اليمن و مع البشير في السودان و مع القذافي في تعويضات حادثة لوكيربي و مع حكام قطر و غيرها.فهؤلاء الحكام يفضلون خيانة بلادهم إذا تهدد حكمهم.لذا لن تكون حرب نظامية أي جيوش مشتركة تحارب بل ستكون حرب قبلية ثم إرهابية تتم تحت مظلة تمويلية إسلامية.
- التمويل الإسلامي كارثة كبري و كلكم تعرفون كم أنفق القذافي في نيكاراجوا و بنما و كولومبيا و كم أنفق حكام قطر في مصر و كم أنفق حكام السعودية في الشيشان و أفغانستان و السودان لتطبيق الشريعة و في الصومال أيضاً فتخربت تلك الدول بفعل التمويل الإسلامي.هكذا بنفس التمويل الأسود ستتخرب أمريكا لأنها تتبع أهواء من يدفع و تتغاضي عن أخطاء من تنتفع منه غير مدركة أنها تتقزم مع الوقت و هذا التصاغر سوف يكون دافعاً للمشاركة في حرب شاملة لكي تثبت أنها القوة المسيطرة كما فعل هتلر في الحرب العالمية الثانية.المهم أن التمويل الإسلامي إذا زاد تغلغله في دوائر الحكم كما هو حادث الآن في أمريكا و بريطانيا فإن إنهياراً عالمياً إقتصادياً سيحدث و خراباً مجتمعياً سينتج عنه هذا هو شكل الحرب الشاملة.سيكون خراب بتمويل إسلامي.تفتت بتمويل إسلامي.توترات بتمويل إسلامي هذه هي أداة البلاد الإسلامية لصنع الكوارث.
- أستاذية العالم؟ فكرة إجرامية إستقرت في وجدان البلاد الإسلامية و هي تفوق المسلم علي غيره ليس عن إجتهاد أو إنجاز بل هو فقط لكونه مسلم؟ هذه المضحكات المبكيات أن يعتقد المسلم أنه أفضل الأجناس و من هنا نشأت فكرة أستاذية الإسلام للعالم؟ أي أن الإسلام هو العنصر الأرقي و أنه سيقود العالم و يصبح أستاذ و معلم العالم؟ و أنا أريد فقط أمارة واحدة يستند عليها هؤلاء المدلسون ؟أي دليل يؤكدون به فكرهم بعيداً عن الإستناد إلي أقوال مرسلة مثل إن الدين عند الله الإسلام و مثل أن الإسلام خير أمة أخرجت للناس .أريد دليلاً يستطيع به أي مسلم أن يقود العالم بغير أوهام و إدعاءات باطلة.علي أية حال فكرة أستاذية العالم ستكون بلا شك سبب المحرقة الكبري للدول الإسلامية لأنه لا توجد أستاذية و لا يحزنون.بل يوجد تخلف و جهل و كبرياء زائف يجر شعوب المسلمين إلي عصور حجرية وسط سباق أليكتروني كوني.
-القوة النووية الإسلامية : و مع فكر متغطرس يفضل أن يجوع شعبه لكي يمتلك قنبلة نووية يصبح الخطر جسيم.أن تجد قنبلة نووية في يد شعب جائع.أو قنبلة نوية يتم إدارتها بوساطة جماعة من الملالي في إيران لا يفهمون سوي في توظيف الدين لخدمة بقاءهم في الحكم .أو تجدون قنبلة ذرية في يد حاكم ديكتاتور يتخذ قراراً منفرداً في لحظة جنون و لا يهمه شعبه كما الحال في باكستان المسلمة.  و كاد يصبح هو الحال في العراق االمسلمة لكن تم تدمير مفاعل مفاعل تموز بطائرات فانتوم إسرائليلة عبوراُ من الأجواء السعودية  المسلمة ذهاباً و إياباً دون إعتراض.
من الخطأ جداً و الخطر جداً أن يملك بلد إسلامي قوة تدميرية شاملة.هذه القوة الرهيبة ستكون وبالاً علي شعوبها.و أي محاولة غبية لإستخدام هذه القوة الفتاكة ستكون سبباً كافياً لحرب عالمية إسلامية الوقود و إسلامية السبب.
-  قوي إسلامية إرهابية خارج السيطرة.أقصد جماعة الإخوان و الجماعات التي إنبثقت منها.هذه الجماعات لا يحكمها فكر أو منطق لذا تستطيع أن تتوقع منها أي شيء.هي تشعل البلاد  خراباً حيثما حلت.هي نار خارج السيطرة. و قد رأينا تنظيم القاعدة كنموذج لحرب شاملة من مجرد جماعة إرهابية مارقة. الآن تنظيم القاعدة  الإرهابي السياسي أي الإخوان هو الأكثر خطورة و بالفعل  تغلغلت  الجماعة في أوساط الحكم في بلاد كثيرة  في الشرق الأوسط بل و في أمريكا.
بهذا يكون أمامنا في البلاد الإسلامية حكم رسمي ديكتاتوري و قوة غير رسمية إرهابية هي الإخوان فماذا تنتظرون منها ؟ لذا لن يتم تفادي حرب عالمية سوي بالقضاء التام علي هذه الجماعات الإرهابية و نبذها من دوائر الحكم .لتفادي الحرب العالمية الإسلامية يجب إعادة توجيه التمويل الإسلامي نحو تنمية علمية و ثقافية و مجتمعية.يجب إعادة تربية النشء علي حب الآخرو الإنتماء الإيجابي للحضارات مع تجفيف منابع نشر الجهل أي القنوات الدينية الإسلامية و إعادة توظيفها للعمل التنموي.
- حرب تغيير التركيبة السكانية : أخيراً يجب إيقاف قبول المسلمين في البلاد الغربية و عدم السماح لهم بالحصول علي جنسية هذه البلدان مهما طال بقاءهم فيها لأن هذه السياسة السكانية الإستعمارية هي أحد وسائل الهجوم علي العالم الغربي و يجب تفاديها. الدول العربية تسعي لتفكيك التركيبة السكانية و الثقافية في بلاد الغرب من خلال إغراق هذه الدول بالسكان المسلمين بعد فشل نشر الإسلام بالدعوة وسط الدول الغربية و قد فطنت إسرائيل مبكراً لهذه السياسة فأقامت الجدار العازل و علي كل دول الغرب أن تصنع جداراً عازلاً يحمي الحضارة من التشويه بفعل عناصر تأتي بغرض تغيير التركيبة السكانية.هذه الموجات الإستعمارية السكانية هي حرب عالمية صامتة يجب أن يتم وأدها مبكراً.و هناك الكثير من الدراسات التي تحذر من هذا المد و تتوقع لو إستمر الحال علي هذه الوتيرة فإن بلاد غربية كثيرة ستصبح إسلامية في غضون اربعون سنة ليس أكثر منها فرنسا و ألمانيا و في غضون ستون سنة ستصبح روسيا دولة إسلامية  و كذلك إنجلتراهذا إذا لم توجد حلول تمنع هذا الإنقلاب الناعم في طبيعة هذه الدول.أليس لو حدث هذا تصبح الحرب بالفعل إسلامية إسلامية ؟؟؟؟
                                                  ذي القرون العشرة
بابل تجلس فوق الوحش بقرونه العشرة.بابل حيث كل الرجاسات و الشر.هناك منذ القديم تبلبلت ألسنتها فتفرقت و لم تتحد.هناك تجد إيزابل لنفسها مسكناً يلائمها. ينتقم السيد الرب من بابل وكذا ينتقم ممن يجلس علي الوحش و يجعله متكأً.كل من يظن أن الوحش يسنده سيبيد بقوة الرب القدوس.فالرب ضد الرجاسات و ضد الوحش و تابعيه .
أيتها المرأة إيزابل أم الرجاسات لا تنتظري سوي الخراب.كأسك تقترب إلي قمته.ستشربين من الكأس التي أسقيت منها الأمم.بابل رمز الخصومات و التعالي.بابل أم الزواني .اليوم قريب.تنفك قرون الوحش.تتفتت الأمم.تتنافر كالقرون.تتشدد كالقرون ثم تنكسر.ليس هناك وحش أقوي من الله.ليست هناك قرون تغلبه.هو الغالب الوحش و الغالب لنا علي كل مقاوم و متعال.
كل قرون الشر لا تصمد أمام صليب المسيح.كل قوي الشر تنحل بإسم المسيح.عندنا القوة الغالبة.عندنا المنتصر بإتضاعه.الممجد بمحبته.ليس كالوحش القتال بل هو الرب الصانع سلاماً في كل زمان.
تكتنز الأمم الحمقاء فتتبدد كنوزها.هي لا تعرف الحب فتنهار.من داخلها تتصدع .من خارجها كالقبور.في باطنها يتحرك الشعب كالأموات إذ ليس فيهم نعمة الروح القدس.هذا هو البحر الذي يلفظ أمواته.هذا هو الحريق الذي ينبذ ضحاياه.هذه الأمم آلة تأديب تعيش ثم تزول بعد أن يستخدمها عدل الله.أين موآب.أين آدوم.أين عمون.من مسح دموع المدينتين  سدوم و عمورة.أليس كل من وقف أمام الصخر سحقه.هكذا المسيح جبار و هو متضع.نار آكلة و هو مخلص.كلي القدرة و هو طويل الأناة.نتغني بغناك ايها المسيح القدوس.نسبح فيك لأنك تجسدت و غلبت.نعظمك لأنه لا الوحش و لا قرونه تستطيع أن تمسنا ما دمت أنت ملجأنا و صخرتنا.فيك أبصرنا أيقونة الإنتصار.التنين يفر هارباً من اليمامة.ما أعجبك أيها البارع في الحروب.المخلص في الشدائد.لنا زمان طويل نسير في وادي ظل الموت و لم يمسنا الموت لأنك ينبوع الحياة.لهذا لا نفتر عن أن نحبك و نعظم أسمك و نشكرك.
 
 
   
 

439

الدستور مرآة المجتمع
Oliverكتبها
.
الذين يحاولون الإستناد إلي الدساتير السابقة كمرجع لآراءهم يتجاهلون أو يجهلون حقيقة مهمة جداً و هي أن الدستور هو وليد عصره.هو نتاج مجتمعه.هو مرآة لحاضر الشعوب و مستقبلها ليس لماضيها.و أن ما كان يصلح لدساتير سابقة و يعبر عن إرادة أناس صاروا في ذمة التاريخ ليس بالضرورة يعبر عن حال الأحياء علي أرض مصر حالياً.الذين يريدون أن يضعوا سمات الجاهلية في الدستور يضعون دستوراً للأموات الذين ماتوا منذ زمن بعيد بينما نحن نريد دستوراً للأحياء.
المادة كذا كانت في دستور 23  فلماذا يطالبون بإلغاءها؟ و المادة كذا لم تكن في دستور 71 فلماذا يطالبون بإدراجها  ؟ نسمع كثيراً هذه العبارات و هي تدل علي فقر فكري شديد لا يختلف عن الفقر الإقتصادي الذي نعاني منه
لأننا لو ظللنا نتبع الدساتير السابقة فلا نتوقع خيراً.و إلا لأنه ما حاجة الشعوب إلي تغيير دساتيرها لو كانت ستستند إلي الدساتير السابقة.أنا أفهم أن الدساتير الحالية لبلاد أخري نجح عندها يمكن أن يكون مؤشراً لنا حين نكتب دستوراً جديداً.لكن الدساتير الماضية إنتهي زمنها.
الدستور هو الذراع القانوني للدولة و عليه تستند في قيامها من نكباتها.و أنت حين تستند علي ذراع فإنك تضع كل ثقلك علي هذا المسند و ترتكز عليه لتنهض لذا لابد من التأكد من صلابة هذا الذراع القانوني و صلاحيته لقيادة الدولة و النهوض بها.
معني أن الدستور مرآة للمجتمع
ببساطة معناه أن تضع لجنة الخمسين مشاكل المجتمع الكبري أمام اعينهم ثم يحددوا دور الدولة و دور الفرد في حلها و بعد ذلك تأتي القوانين لتضع تفاصيل هذه العلاقة و تحدد شكل الدور و ما تسميه مخالفة لهذا الدور.هكذا ببساطة شديدة يصبح الدستور أداة لتشكيل مجتمع أفضل .
الدستور كما هو أداة تشريعية فهو أيضاً أداة تشريحية للمجتمع المصري.يشخص أحتياجاته و يبلور طموحاته.
من هنا نحن نرفض أن يتلون الدستور باللون الديني الإسلامي ليس فقط لإختلافنا مع الإسلام لكن أيضاً لأن هذا الفكر الديني الذي يريدون فرضه علينا هو فكر منفصل عن المجتمع و يجعل الدستور كياناً غريباً لا علاقة له بحياتنا الواقعية بل هو فقط صنم يصطدم بنا في كل مجالات الحياة.
لا يمكن أن نضع دستوراً خيالياً يخاطب شعباً آخريعيش في زمن الجاهلية  بل دستوراً يختلط بحياتنا اليومية ليحكم الجميع.
تطبيقات عملية علي الواقع المصري
- هل قرأنا المجتمع المصري جيداً و عرفنا مواطن الخلل فيه؟ لا أعتقد أن هذه مسألة تحتاج إلي بحث مستفيض.هل نعترف بفداحة السلوك العام في الشارع .هل نقر بظاهرة التحرش.ظاهرة العنف.ظاهرة الألفاظ البذيئة.ظاهرة إحتقار المرأة بشكل عام و المرأة غير المحجبة بشكل خاص.هذه السلوكيات المريضة علاجها في الدستور.أن يضمن حرية المرأة و سلامتها في أي مجال أو مكان و أن يعتبر أي معاملة دونية تجاهها تعدي علي الدولة و جريمة لا تسقط بالتقادم.
- هل قرأنا الممارسات الطائفية المعلنة و المستترة.الممنهجة و العشوائية.التي بغطاء قانوني و التي بلا أي غطاء.هذه علاجها في  مادة تجعل هذه الجريمة من الجرائم الكبري التي لا يحق حتي لأطرافها التنازل عنها لأنها تشق المجتمع كله.كما يضمن الدستور حق الجميع  في التقاضي و إعتبار عدم قانونية المجالس العرفية و إيقاف العمل بها سواء بالتراضي أو بالإكراه  لأنها ضد الدستور الذي يكفل حق حماية الدولة للمواطن و لا يجعل حق الحماية يوفره مواطن لمواطن مثله؟ هذه الكفالة هي ضد القوانين مجتمعة يجب أن ينص علي ذلك في الدستور.
- هل قرأنا الواقع المرير في الشارع المصري من مخالفات مرورية و حوادث وصل عدد ضحاياها إلي رقم يقارب شهداء حرب 67 و 73 معاً ؟ هل يحسم الدستور مسئولية الدولة عن نظافة الشارع و نظامه و عدم إشغال الطريق.نعم يستطيع الدستور أن يحسم هذه التجاوزات بأن يجعل المسئولية عن الشارع واحدة من أولي وظائف المجالس المحلية.و أن تكون هذه المسئولية مقياساً يقاس به العمل في هذه المجالس.و هو مقياس واضح للكل لا يمكن إخفاءه أو التلاعب به.فالشارع لن يتحول إلي سلعة خفية.
- في الواقع المصري حاجة شديدة متزايدة للأعمال الخيرية و المساهمات الأهلية لتنمية المجتمع.هذه المساهمات الأهلية لابد من ترجمتها لمستشفيات خيرية و مدارس أهلية  و تعليم للكبار و دورات تدريبية تأهيلية مجانية و ما شابه كل هذا علي أن تكون غير هادفة للربح.هذا التوسع في القطاع الخدمي الخيري لابد أن يضمنه الدستور .بأن يعتبر أي عمل خدمي مضمون محمي و مسنود من الدولة و معفي من أية رسوم طالما كان المشروع الخدمي تحت رقابة تضمن تقديمه للخدمة دون هدف للربح.
- في الواقع المصري الجديد توزيع مختلف للسكان.يوجد ما يزيد عن عشرة ملايين مصري يعيشون خارج مصر.هؤلاء ثروة بشرية و فكرية و إقتصادية وحضارية يجب أن يضمن الدستور لهم حقهم في مصر.سواء بالإنتخاب بغير عوائق أو روتين أو بتعميق الإنتماء للوطن لكي يكونوا ظهيراً وطنياً يسند مصر.ما هي وسيلة الدستور لحماية هذه الثروة العظيمة؟ هل ينص علي إلزام السفارات برعاية المواطنين و خدمتهم و جعل هذه الرعاية الهدف الأول لأي سفارة.هل ينص علي أن إعاقة ممارستهم لحقوقهم الوطنية تعد جريمة خيانة عظمي.نريد أن نمحو فكرة أن السفارة و السفير هو ممثل سياسي لمصر و أن يصبح راعياً للمصريين في بلد السفارة. 
- في الواقع المصري أزمة ضمير.و الكل يعلم أن الدستور لا يوفر الضمير الشخصي لكنه يوفر الضمير العام.أي ضمير جمعي للمصريين.ضمير يجعل المساواة أمراً ملزماً و المواطنة حقاً كاملاً.ليس فقط كافياً أن ينص الدستور علي حق المواطنة و المساواة لأن بلاد الواق واق أيضاً تضع في دستورها نفس العبارات ثم تتعامي عنها بكل بلاهة.نحن نريد دستوراً غليظ العصا مع المجرمين في حق المساواة و المواطنة.مع من يمارس تمييزاً تحت أي ظرف أو مبرر.نريد دستوراً يرهب المسئول و أيضاً المواطن.دستور غير قابل للتلاعب بألفاظه.حاسم بات جريء حتي يأتي اليوم الذي يستعيد المصريون ضميرهم الشخصي.نعم نحن نعاني أزمة في الضمير الفردي و الجمعي معاً لكن إذا كان الدين مسئولاً عن تربية الضمير الشخصي فالدستور مسئول عن تهذيب الضمير الجمعي.ضمير الجهات الإدارية و التعليمية و الخدمية.ضمير الشرطة و الجيش و المحليات.ضمير الحكومة و الإعلام.لو نجح الدستور الجديد في إرغام هؤلاء علي إحترام المساواة و المواطنة في التعامل مع الجميع سوف يتوفر ضميراً نزيهاً تستمد منه مصر واقعاً أفضل.النص علي ممارسة المساواة و ليس فقط أن يكتب أن المصريين متساوون.نريد نصاً يحتمي به المواطن الضعيف أمام أي جهة تتجبر عليه.نصاً يجعل الأقلية في أي مجال لها نفس قدرات و فرص الأغلبية.نصاً لا ينصر أحد علي أحد.لكنه يؤكد مسئوليته علي حماية الضعفاء و الأقليات و قدرته علي إجبار من تسول له نفسه في سلب هذه الحقوق تحت أي مسمي ليتراجع و يخشي عصا القانون.إجعلوا كل الجهات الإدارية جهات خادمة للشعب.فالشعب الذي يعين الرئيس هو أعلي من الرئيس و أهم من الرئيس و من يليه .الفرد هو الأهم و حمايته من تغول السلطات هي الحل الوحيد لإسترداد الكرامة و القيمة الإنسانية المفقودة.
الضمير الصالح
أيها الرب الروح القدس ضمير الروح الحق.الضمير الصالح الذي إنغرس في الأغصان التي تثبتت في الكرمة و تشبثت بالكرمة.أنت بنورك تكسو النفس بهاءاً في الداخل و نعمة في الخارج.حينها تستضيء النفس و تنجذب نحو كل ما هو صالح و مسر و حق .أما الذين حرموا أنفسهم من هذا الضياء ففي الظلمة يمشون و لا يعلمون أنهم في الظلمة.
روحك يا رب الكل يكشف السرائر لمن يهتدي به.تنفك أمامه أختام الحياة.الأبواب المغلقة تنفرج أمامهم فيجدون دواماً بابك المفتوح.
أنت وحدك تعرف كيف تربي إنساننا الداخلي.هذا الضمير الذي بك وحدك يحيا.فيك وحدك يجد غذاءه و قوت يومه.يا زاد الضمير و فرح الداخل.يا صلاح القلب الحقيقي علمنا من رهافة إحساسك و رقة معاملاتك و بر مقاصدك و سلامة سبلك.
أيها الرب المحيي حين تري ضميرنا يموت منك أوقظه.هز كياننا الداخلي كي نفيق.لأنه ما المنفعة إن وقفنا كالأجراس ندعو الناس إلي مسكنك و لا ندخله بكل همة و مهابة.ما جدوي إنسان لا يتملح بملحك.ما قيمة عمل يخلو من مسحتك.هذا كله باطل.و إن إرتفعت اصواتنا بالصراخ لا ننتفع.أنت إذن ترد للضمير حياته حتي بك وحدك يدرك أعماقك.
رد إلي أوطاننا ضميرك الحي حتي قبل كل شيء تعود إليك و تهتدي.رد الضمير للقتلة فيصيروا مغتصبين لملكوتك.رد الضمير للزناة فيستنيروا ببهاءك.رد الضمير للسارقين فيتأهلوا وكلاء علي وزناتك.رد الضمير للخدام فيعودون إلي محبتهم الأولي.رد الضمير للرؤساء فيحكمون بحكمتك و حبك.إن رددت الضمير تعود الروح و ننهض من رقادنا.كذلك بك تنهض الأوطان.
علمنا أن نستشف ضيرك الحي من سحابة الشهود.هؤلاء الذين صاروا بروحك ضميراً للسماء علي أرضنا.
يا ربنا الروح القدس يا ضمير الأرض و السماء كن ضميري في كل حين و لك تخشع النفس و ينحني الكيان

440
الدستور  كلاكيت تاني مرة
Oliver كتبها
يدور الجدل في أوساط الأقباط هنا و هناك حول الدستور.ماذا نريد منه و ماذا نخشي منه؟ يبذل البعض محاولات كثير منها نظرية و بعضها قد يأتي بثمر كثير.
المادة الثانية و المادة 219 تشغل بال الأقباط.تري ما موقفنا أيضاً من الشكل السياسي و الإقتصادي و التنفيذي للدولة المصرية؟ هذا لا ينشغل به الكثيرون.
فهل نجح الآخرون في إلهاءنا بالمادتين إياهم حتي يتسني لهم أن يشكلوا المجتمع حسب تصورهم في غياب تصوراتنا نحن؟ هل غاية المراد من رب العباد أن يلغوا المادتين التان تخصصتا في تكديرنا و أسلمة مصر؟هل لو تحقق هذا الأمر سنصبح من القوم الفائزين؟أم أن الطريق ألف خطوة و يجب أن نمشي الألف خطوة حتي نصل.الدستور هو قمة الهرم القانوني لذا لابد أن يصعد بنا إلي هذه القمة.فإذا أردنا لقمة الهرم أن تتزن يجب أن نضمن لها أن تستند علي بنيان قانوني و إداري و إجتماعي يضمنه الدستور و يحتويه . و هو أي البنيان يحتوي الدستور في طياته و روحه.
الذين لا ينتبهون إلا للنظر في مواد الهوية يعتقدون أن الدستور وثيقة دينية.نعم أتفهم قلق الجميع من هذا لكن عندي يقين أن الشكل الديني للدستور سوف ينهار تلقائياً إذا إنتبهنا و وضعنا نصوصاً بإمكانها أن تنهض بمصر .ساعتها سنقفز خط الفقر سواء الفقر العلمي أو الفكري أو الإقتصادي أو المالي.ساعتها لن يعد الفقراء وقود للمتأسلمين.و لن ينجح الدين الشكلي في إيقاف نهضة المجتمع.علاج مصر في بقية مواد الدستور و ليس في المادتين العقيميتين اللتين تبقيان مصر في قاع الحضارات.
علينا أن ننتبه لبعض الملاحظات الهامة كما يلي
1 – أكتبوا ما تشاؤوا لإرضاء الغرور الديني الكاذب لدي الأغلبية.أكتبوا أن مصر مسلمة و تصلي الخمس فروض و تصوم رمضان  و تحج كل عام لا يهمنا ذلك كله .رغم أن هوية مصر فرعونية قبطية إسلامية لكن لا يهم أكتبوا ما شئتم إنما  بعد ذلك لا تجعلوا من هذا الدين أو غيره مصدراً للتشريع.إعتبروا المادة  وصفاً للأغلبية فحسب.أما حين نتكلم عن التشريع فلا نقول أن للتشريع  مصدر بل نقول أن للتشريع أحكام لا يتعداها و لا يخالفها مثل :
أن يحافظ القانون علي حق المساواة بين جميع المصريين.
أن لا يكون في القانون ما يناقض حق أي مصري في الحقوق الأساسية التي يتمتع بها أي إنسان في الوجود (هذا إذا لم تريدوا أن تذكروا ميثاق الأمم المتحدة الذي بين نصوصه  الحقوق الأساسية للإنسان)
أن يكون القانون خادماً للمواطن و يضمن له كرامته بكل نوع.
و أخيراً أن يكون القانون غير متناقض مع جميع الإتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر.
هل تتجرأون علي إلغاء أن الدين مصدراً للتشريع و تستبدلوا الكلمة بأن الدين مصدراً للضمير.و أن الأحكام العامة و الإتفاقيات الدولية  هي الحدود التي تحكم القوانين.
إبحثوا لنا عن مراجع للدستور لا يختلف عليها الشعب.حضارتنا ثقافتنا طموحاتنا أوجاعنا و إحتياجاتنا مراجع وافية.فليكن واقع حياتنا و آلامنا مرجع للدستور فهو مرآة المجتمع.
2- يريد الجهلاء أن يحتفظوا بمصر جاهلة حتي يضمنوا السيطرة علي الأميين و ما أكثرهم و يجعلونهم أداة يتلاعبون بها في الإنتخابات و الحياة الإجتماعية.و أنا أقول لكم إفعلوا ما تشاؤؤون.أكتبوا أنه يجب أن يكون نصف أعضاء مجلس الشعب من الفلاحين و العمال.إذا أردتم أن تجعلوا ثلاثة أرباع المجلس أو كله عمال و فلاحين فليكن ليست هذه القضية.أكتبوا البند الذي يدغدغ عقول البسطاء لكن أكتبوا بعد ذلك مادة  تفسر من هو العامل و الفلاح.أكتبوا أنه لابد أن يكون عاملاً متعلماً لا يقل عن درجة الجامعية.و هكذا الفلاح.أكتبوا أنه لابد أن يسبق له ممارسة أية أنشطة عامة.و أن يكون قد أنجز أية نجاحات في هذا المجال.و إلا فلا يعتد به كعامل أو فلاح.هكذا يجب أن ترتقي مصر برفع سقف الشروط التي تجيز الترشح في مجلس الشعب لكي نضمن فئة تملك من العلم الأدوات التي تؤهلها لسن التشريعات و محاسبة الحكومات و تمثيل مواطنيها بكفاءة و رقي.و حين يتم تشكيل اللجان في مجلس الشعب ضعوا شروط أكثر من ذلك و إشترطوا أن المسئول في لجنة ما يجب أن يكون حاصلاً علي دراسات عليا في التخصص الذي تمارسه لجنة مجلس الشعب مثل لجنة الموازنة أو التشريع أو الصحة و هكذا.
3- هل نحن دولة إشتراكية أم راسمالية أم بين هذا و ذاك ؟ نحن في الحقيقة ليست لنا هوية.لسنا دولة إشتراكية و لا نحن دولة رأسمالية و لا نحن بين هذا و ذاك.نحن دولة إختلط عليها الأمر و لا تعرف لنفسها عنوان كبير لإقتصادها.
نريد لمصر هوية إقتصادية مانعة للبس.إما ندعم  الأسعار مثل الإشتراكيين و إما نحرر الأسعار مثل الرأسماليين.و لكل طريقة أدوات إقتصادية و سياسات و أنظمة بنكية و مالية و غيرها.فقط حددوا لمصر هوية .هذا أهم من هوية مصر الدينية.لأن الهوية الإقتصادية تؤثر علي الحياة اليومية للمواطن أما الهوية الدينية للدولة فهي هوية خيالية لا تفيد المجتمع بقدر ما تضره. تحديد الهوية الإقتصادية هو العنصر الحاكم الأول لجذب الإستثمارات.
 4 - نحتاج أن يضع الدستور آلية لا تقبل التلاعب يتم بها محاسبة أي مسئول من أصغر تنفيذي حتي الرئيس.يجب أن يكون الدستور ضميراً للشعب.رادعاً لمن لا ضمير له.لست مشغولاً كثيراً بسلطات الرئيس أو رئيس الوزراء بقدر ما أنا  مشغول جداً بمن يستطيع كبح جماح هذه السلطة حين تتجاوز.عشنا طوال السنين الماضية تحت مقصلة الرؤساء و آن الآوان للشعب أن يسترد جميع السلطات.آن الآوان أن تصبح الحكومة و كل من في منصب خادماً للشعب و علي الدستور أن يضمن ذلك.هل يستطيع الدستور أن يضمن آلية ضد الفساد و الديكتاتورية.
5- تبقي النقطة الرابحة في الدستور و هي كيف يكفل الدستور ضمانة تمثيل جميع أطياف الشعب في جميع مستويات الجهاز الإداري و السياسي و التشريعي.هذا البند يقرأه القبطي قراءة خاصة.و يقرأه البهائي بطريقته و الشيعي و المرأة و كل الأقليات في المجتمع.كل هؤلاء ذاقوا مرارة التمييز و يعرفون معني أن تصبح مواطناً تتساوي حقوقك مع حقوق الأغلبية.
نريد أن ينص الدستور علي ضرورة تمثيل جميع فئات المجتمع تمثيلاً نسبياً (مؤقتاً) في الحكومة و المراكز المتخصصة و كل المجالات القيادية . حتي يأتي الوقت الذي يصبح فيه وجود الأقلية في مراكز القيادة أمر تحسمه المواطنة وحدها.في هذا الإطار يطرح الأقباط الكوتة و هي أمر معمول به في بلاد شرقية و غربية و لم تقود أي مجتمع للمشاكل فقط ليصمت المتفذلكون.
سيقول قائل كيف أنكم تنادون بمدنية الدولة ثم تطلبون كوتة علي أساس ديني؟
نحن يا سيدي لا نطلب كوتة علي أساس ديني بل علي أساس أننا أقلية لها الحق في التمثيل لذلك نطلب نفس الحق للبهائي و للشيعي و للمرأة و هؤلاء لا يتفقون معنا علي الدين بل علي كونهم أقليات.أنظروا إلينا من منظور الأقليات و ليس منظوراً دينياً.نحن نطلب للمرأة حق كوتة بإسمها لأنها رغم عددها تعتبر أقلية .الأقلية هنا هي في تواجدها في المراكز الرئيسية و ليس في المجتمع ذاته.هكذا تري أن منظورنا في طلب الكوتة ليس علي أساس ديني مطلقاً .
هل ينص الدستور علي ضرورة ضمان تمثيل جميع قطاعات الشعب و عدم قانونية إغفال تمثيل جميع شرائح المجتمع.
علي أنه تضاف في هذه الجزئية ضمان الدستور للتنوع الحضاري فيعكس شخصية مصر من خلال التراكم الحضاري عبر كل العصور.
6- نريد دستوراً مرناً.يجدد نفسه بنفسه.يسمح بالتعديل و التطوير و التكيف مع الإحتياجات التي تستجد علي المجتمع.لا نريد بقرة مقدسة يستحيل لمسها.نريد دستوراً من أجلنا و ليس دستور يجعلنا خداماً له.نريد أن نعرف كيف ستتم إضافة مادة أو تعديلها أو حذفها دون أن يؤدي ذلك إلي هدم شامل للدستور.وضع دستور جديد يستهلك الكثير من عمر الوطن.هو مقامرة غير مأمونة العواقب.لقد كانت الثورتان في يناير و في يونيو بسبب الدستور.و قد تغرمنا كثيراً في سبيل ذلك.و علينا أن نتعلم كيف نتفادي هذه التكلفة الخطيرة.مرونة الدستور تكفل لنا التأقلم مع كل ما يستحدث في المجتمع دون أن نحتاج إلي ثورة لتغيير الدستور.
عندي الكثير لأقوله و لكني أكتفي اليوم بهذه النقاط
دستور السماء
يا من وضع دستوراً للخليقة قبل كون الإنسان.نظامك لا يبلي أو يصير قديماً.دستورك يحفظ الكواكب و النجوم في مداراتها.دستورك يلجم البحور و يضع حداً للرياح.كلمتك دستور الكون و أوامرك أفضل الأنظمة في الوجود.
ما أجملك إله.في حضنك يجد الجميع مكاناً.لست تقصي أحداً من رعايتك و تحننك.جودك للجميع و محبتك للكل و شمسك لا تحابي الوجوه.أعطيت الوجود مجاناً و ضمنته لنا أيضاً بالخلاص المجاني.دستورك يضمن للخطاة الأبدية إن قبلوا شخصك.و يضمن للأبرار الأبدية إن داموا في حبك. دستورك يجعل الأصاغر أكثر من العظماء في مجدهم.و به تمتدح ذات الفلسين أكثر من الأغنياء.في دستورك لا تنتقم بسلطتك بل تضع نفسك لأجل أحباءك.جمعت بدستورك المهمشين و المرذولين و المنبوذين فصاروا بك في الصدارة فما أعجبك.تهتم بالفرد كما بالجماعة و لا تهمل أحداً.المائة خروف عندك مهمين الضال كما الذين في الحظيرة.
في دستورك لا يضيع أجر أحد و لا ينسي منك أحداً.في دستورك المكافآت و الجزاء.في دستورك تظهر عملك و تطلب منا إيماناً بالأعمال.أنت إله ممتلئ بالحكمة جداً.كل ما تشرعه هو شريعة سوية لا عيب فيها.كلامك هو الحق ذاته.و حقك هو كلمتك ذاته أي إبنك الذي أظهرك لنا لكي به نعرفك أنت الإله الحق من الإله الحق.
بدستورك وحده يسترد المظلوم حقه و المقيد حريته و المحتقر كرامته و يكبر بك الصغار.من يستطيع أن يرسم مصير أمة سواك.من يستطيع أن يكتب مستقبله بدونك.أنت واضع مصير الأمم في كفك و بكلمتك تقوم الممالك و تنقرض.أكتب لمصردستورها بيدك  و إن رفضوك أكتب لنا في قلوبنا دستورك فنحيا.أكتب لمصر حرية حقيقية.أكتب لسوريا خلاصاً و نعمة.أكتب للعراق سلاماً و قوة أكتب للبنان و الأردن كلاماً يجذبهما نحوك.أكتب لبلدان الشرق نمواً في معرفتك .الأمم تضع دساتيرها بينما أنت الذي يضع الأمم كلها و يرفعها لذا أطلبك لأوطاننا.
 
 


441
رؤية روحية
لماذا إحترقت كنائس مصر
Oliver كتبها
هذا المقال  روحي بحت. طويل قليلاً لكن تحملني و إستكمله.
أن تحترق و تدمر أكثر من 83 كنيسة في يوم واحد دون أن نتوقف و نتأمل ماذا يحدث فهذه قساوة قلب لا تليق بالإنسان المسيحي.و أن يمر وقت طويل دون أن نتطرق إلي هذا الحدث الجلل فهذا يؤكد أنه يوجد شيء ما خطأ و خطير في الكنيسة علي مستوي عام..
من المهم أن نتعمق  هنا لندرك ماذا يقصد بنا الله من هذا الحدث.فالأسباب السياسية  لحرق الكنائس معروفة و لكن ما هي الأسباب الأهم أي الأسباب الإلهية ؟ ما هو غرض الله من السماح بهذه التجربة المؤلمة؟ تري لماذا يسمح الله بتدمير بيته؟ لن نفهم الأمر سوي بأن نتتبع حوادث شبيهة في الكتاب المقدس.فالله هو هو أمساً و اليوم و إلي الأبد.
البيت الأول  بيت النجاة و الحياة:
كان المؤمنون في بداية الخليقة فرادي لا تجمعهم حياة مشتركة.و كانت شريعة الله مكتوبة في قلوبهم و ليست خارجهم.ثم لما إنتشر الشر و قرر الله إفناء الإنسان عدا نوح البار و أسرته .أمر ببناء أول مبني ضخم عرفته البشرية.و كان الفلك هو أول شكل رمزي للكنيسة و للحياة مع الله. و برغم الطوفان و آثاره إلا أن الفلك لم يتهدم و لم يندثر بل تم العثور عليه علي جبل أرارات تركيا  بعد أكثر من 4000 سنة.لقد قرر الله أن يحفظه لأن  فيه قدم نوح ذبائح لله فهو بيت الله كما أنه بيت الأبرار الثمانية الذين بقيوا من الجنس البشري.في وقت كان الموت فيه من الخارج يحيطهم من كل الإتجاهات و رغم هذا بقيوا ناجيين و بقي بناء الله صامداً.كان الثمانية يعرفون أن حياتهم و بقاؤهم متوقف علي وجودهم في هذا الفلك  لعل هذا الإيمان يكون  تفسيراً للمعضلة الكبري و هي كيف يسمح الله بتهدم هذه الكنائس دفعة واحدة؟
كنيسة بلا حدود
كانت أول  جماعة مؤمنين علي وجه الأرض بقيادة موسي النبي و هارون الكاهن.كان الرب في وسطهم.يقودهم من دون حاجة إلي مبني .كان عمود السحاب أمامهم بالنهار يؤكد حضور الله وسط شعبه.و عمود النار ليلاً يؤكد نفس الحضور الإلهي.كانت البرية هي المسكن الذي فيه الرب يحضر.و كأن العمود الإلهي كأنه مذبح  سمائي عليه يتراءي الله.و كان إمتداد الشعب هو الحد البشري لمسكن الله أو حضور الله وسط شعبه.لم يكن هناك مبني و لا حوائط.لم يكن هناك ما يهدمه الشر.كانت كنيسة بلا حدود فلم تتعرض أبداً لتخريب الشر.
كانت ثمار الخبرة الروحية في أول كنيسة في العهد القديم عجيبة.خبرة التعامل مع الرب مباشرة .الشبع فيها لا يأتي من الأرض. المن و السلوي لم يكونا من نتاج البرية. و بقاء ثيابهم لا تبلي طوال أربعين سنة بل تنمو مع أجسادهم .كانت معجزة و خبرة شخصية عاشها الطفل و الشيخ.الرجل و المرأة.عاشها الجميع .كانت المياه المرة تتحول إلي حلاوة.كان الرب يتراءي و يتعامل مباشرة مع كل إنسان من موسي النبي حتي أصغر طفل في شعب الرب .
البيت الثاني بيت العبادة و الشريعة:
ثم بعد أن أعطي الرب الشريعة للإنسان بواسطة موسي النبي كان لابد من الفصل بين ما هو مقدس و ما هو غير مقدس لذلك أمر الرب بإنشاء خيمة الإجتماع لكي تكون موضعاً مقدساً .و لا سيما بعد أن أصبح هناك كهنوت هرون الذي يتولي قيادة عبادة الله.
أعطي الرب لموسي النبي مقاييس و تعليمات محددة ليقيم خيمة الإجتماع كأول مسكن للرب و كانت تسمي المشكن أي المسكن.إنتقل الناس إذن إلي مرحلة التلاقي مع الله في مكان بعد أن كان التلاقي في كل مكان في خيمة الإجتماع كان  هناك التلاقي بين المكان و اللامكان.بين الزمن و الأبدية فحضور الله يضفي بعداً أبدياً للوجود الزمني.و بعداً سماوياً للوجود الأرضي.و بعداً روحياً للوجود المادي.هنا تتلاقي الأبعاد حين يتلاقي الله مع الإنسان.هذا ما وصفه بولس الرسول قائلاً لكي تدركوا مع كافة القديسين ما هو الطول و العرض و العلو و العمق.
البيت الثالث بيت القداسة و العظمة الإلهية :
كان فلك نوح هو أول بناء أمر الرب به و أوصي بمقاييسه و تفاصيله كان ذلك قبل حوالي 1500 سنة من بناء خيمة الإجتماع. ثم بعدها ظلت الخيمة حوالي 500 سنة المبني الثاني الذي أوصي الرب ببناءه و حدد تصميماته.ثم بموافقة إلهية تم بناء هيكل الرب ايام سليمان الحكيم  بنفس تصميمات خيمة الإجتماع و سمي بإسمه هيكل سليمان.و تم حفظ الخيمة في أحد أروقة الهيكل .ثم بعدها بأكثر من 500 سنة هاجم نبوخذ نصر أورشليم و هدم هيكلها و إختفت الخيمة.فما بقيت الخيمة ولا الهيكل.
كان هدم هيكل سليمان(بالعبرية حوربان)  هو أول مرة يتجاسر إنسان و يهدم بيت الرب فلماذا سمح بذلك؟
1-لأن الكهنة إنشغلوا عن العبادة الحقة و طافوا في المرتفعات يرفعون ذبائح غريبة.2مل 22 و 23
2- لأن الشعب ضل :لذا سمح لنا كحسب خطايانا كما هو مكتوب:" من دفع يعقوب إلى السلب وإسرائيل إلى الناهبين؟! أليس الرب الذي أخطأنا إليه، ولم يشاءوا أن يسلكوا في طرقه ولم يسمعوا لشريعته، فسكب عليه حمو غضبه" (أش 24:42،214:11
3- الأكثر خطراً أن أحداً لم يصدق تحذيرات الرب و لا صدق أنه يسلك ضد الرب حتي تمت المأساة و تهدمت المدينة المقدسة ثم الهيكل المقدس و صاروا كلهم اسري لنبوخذ نصر في بابل.هذا نفس ما حدث للشعب قبل الطوفان.
البيت الرابع بيت المخافة و المجد :
بقي بيت الرب خراباً  حوالي ستون سنة.ثم بدأ وضع حجر الأساس و أكتفي الشعب بالإحتفال بوضع حجر الأساس ثم بقي هذا الحجر شاهداً علي تراخي الشعب في بناء بيت الرب لمدة ستة عشر سنة مليئة بأعذار متعددة  كاذبة منها الفقر و الخوف بينما كانوا منشغلون ببناء بيوتهم المطرزة..لكن بلهيب الروح القدس و بمؤازرة إلهية و توبيخ من الرب علي فم حجي النبي بدأ البناء من جديد.
كان العجيب أن بناء بيت الرب بدأ بخوف من الله.فهل عاد إلينا الخوف المقدس أم سنبقي هكذا في ميوعة روحية.حجي 12:1
و رغم تواضع بيت الرب الجديد إلا أنه من العجيب أن يقول عنه أن مجد البيت الثاني أعظم من الأول لأن الرب لا يبهره المنظر الخارجي فالبيت الثاني سيحل فيه المسيح شخصياً لأنه الكنيسة.
فهل بقي البيت؟ لا لم يصمد طويلاً بل تهدم بعدها علي يد أنطيوخس الرابع اليوناني سنة 170 ق م.لماذا تهدم الهيكل الثاني؟
1-كان لابد أن يحدث الزلزال أي الصدام بين العالم و بين المؤمنين و ينهدم البيت تمهيداً للبيت الحقيقي أي يسوع المسيح في الجسد.مشتهي كل الأمم
2- كان الفساد قد إستشري بين الكهنة و كانت الخطايا ترتكب في بيت الله كما في خارجه.(ملاخي النبي)إحتقروا مائدة الرب و ما أشبه اليوم بالبارحة.
3-إندمج اليهود في سلوك الغرباء و تزاوجوا منهم.و ضاعت سمة أولاد الله. حتي أنه قال عنهم أتعبتم الرب بكلامكم؟ ملا2: 17 .لأنهم برروا شرورهم الكثيرة و إدعوا أن الرب يرضي بها.هي المرةالوحيدة في الكتاب المقدس التي نسمع فيها أن البشر أتعب الرب.
البيت الخامس بيت الصلاة.
بدأ بناء الهيكل مجدداً علي يد هيرودس الملك و أنفق عليه ستة و  أربعين سنة من عمره و عمر الشعب.ثم بعد أن أنتهي من بناءه تحول إلي بيت تجارة؟؟؟إلي مغارة لصوص؟ و نزع عنه الرب صفته و دعاه بيتكم قائلاً هوذا بيتكم يترك لكم خراباً لو13 : 31-35 .و ما أسوأه مصير؟ تحقق بيد تيطس الملك الروماني عام 70 ميلادية.
و الآن تعالوا نتفهم لماذا هدمت الكنائس في مصر؟
- من السرد التاريخي السابق نري أنه  لم يحدث أن كان هدم بيت الرب في أي عصر  علامة علي رضاه.دائماً يكون السبب هو عدم رضا الله علي شعبه.
- لم يسمح الرب بهدم بيته إلا بواسطة أعداء لشعبه.ثم بعد أن يتوب الشعب يستدير سيف الرب لينتقم لشعبه و يعيد هيبة إسمه بينهم.لذلك لا ننشغل الآن بمن هدم الكنائس بل لماذا تهدمت الكنائس.
- قد يقول قائل أن الكنيسة ستستعيد مبانيها و أنا أتفق معه لكن هل هذا يمنع أن نفكر لماذا سمح الرب بهدمها هكذا؟ الفكرة ليست في بناء كنائس بديلة السؤال الأخطر هو لماذا تهدمت هكذا و دفعة واحدة في كل القطر المصري؟ هل كان الرب يعجز عن إعادة بناءها علي طراز أفضل دون أن يسمح بأن تهدم و تخرب و تنهب و تحرق؟ أليس سماحه يحمل لنا رسالة ملخصها أن الرب غاضب من شعبه.لا أقول غاضب علي شعبه بل منهم.لأن ذبيحة الصليب تمنع غضب الرب علينا و لا تمنع أن يغضب الرب منا.
- أنا أري أن كل واحد منا قد ساهم بقدر ما في هدم هذه الكنائس.كل واحد منا كان يمسك حجراً ليرجمها.نحن لسنا الضحايا في هذا الحادث بل نحن الجناة.لقد سبقنا المخربون و أحرقنا كنائسنا من الداخل.أحرقناها بخصومات و تحزبات.أحرقناها بأنواع تجارة و أنشطة مفسدة.أحرقناها بإحتقار مائدة الرب و جعلنا الإهتمام بالمقدسات آخر ما نفكر فيه.و أصبحنا منشغلون بالأكثر ببناء الحوائط و نتباكي علي ترميمها دون أن نتباكي علي ترميم محبتنا للرب التي تهاوت من الضعف.
- كم من الشعب خارج الكنيسة؟ خارج محبتها و إهتمامها؟أقول أنه حتي الله أحياناً يكون واحد من هؤلاء المطرودين من الكنيسة.إحتقار الأصاغر يطرده.القسوة في الكنيسة تطرده.الأنانية و المجاملات و النفاق يطرده.يتحول الداخل إلي قبور بدلاً من أن يكون في الداخل حياة.
- بينما كنا نصيح كيف يهينون رمز الكنيسة و كيف إعتدوا علي الكاتدرائية نجد أنفسنا الآن واقفون كأنما نحن متهللون بهدم كنائسنا نظير تأييد السلطة و الثورة. هان علينا بيت الرب لأنه ليس الكاتدرائية؟ هل هذا سلوك مسيحي؟كيف نوافق عليه؟لا نحن متضررون جداً.نحميا توجع قائلاً هلم نبني سور أورشليم و لا نكون بعد عاراً و نحن فقدنا السور و البناء كله و لا نشعر بالعار بعد؟ المسيح غاضب غاضب غاضب.الإله لا يترك بيته خراباً لأنه سعيد بنا.
-إن لم تكن هذه المأساة كفيلة بإعادة النظر في كل ما نفعله في الكنيسة فلا منفعة إذن من مباني جديدة و سلوكيات قديمة.
- قبل أن نضع حجراً جديداً تعالوا نعود إلي الأساس  الذي إبتعدنا عنه الذي عليه ينبني بيت الرب.شخص المسيح و محبة المسيح و محبتنا بعضنا لبعض.اي بناء آخر سيؤول للزوال.
لنكف عن الإفتخار بالحوائط.كما نفعل في حفلاتنا و أفراحنا بل و مآتمنا.لنفتخر بالرب الذي غفر و خلص و ستر الجنس البشري.
تعالوا نكف عن  الجريمة التي نمارسها في تباهي عند تقييم خدمات الكهنة و الأساقفة فنفتخر بالكم و بعدد الكنائس التي بنوها  و فخامة و إتساع الأبنية  .ها هي كلها تهدمت بماذا ستفتخرون اليوم؟بماذا ستمتدحونهم اليوم؟متي يكون فخر الكهنوت هو توبة التائبين و الرحمة بالضعفاء و مصالحة الجميع مع المسيح.
هي فرصة لنعود إلي بساطة الحياة مع المسيح .أنظروا كم هي بسيطة أديرة آباءنا القدامي ندخلها فنخشع و نشعر برهبة اللقاء مع الله.بينما لما ندخل الكنائس المطرزة نبقي منبهرين بجمالها و إتساعها دون أن نشعر برهبة و خشوع قدام الرب..
توبتنا أهم من إعادة بناء الكنائس.الوقت وقت لنتذلل و ننطرح تحت يد الرب المخلصة و نقول له أخطأنا و أثمنا تجاسرنا و أجرمنا في حقك.الخيانة منا و أنت أنت هو المحب برغم كل معاصينا.تعالوا نبكت أنفسنا.نقرع صدورنا.لكي يعبر عنا غضب الرب.
إليك أصرخ
ها قد صرنا في مذلة.دسنا مقدسك قبل أن يدوسه الأعداء.نحن أفسدنا هيكلك.نحن أجرمنا و تعدينا و أثمنا.أنت لم تقصر أبداً.نبهتنا فلم ننتبه.كلمتنا فلم نسمع.قلت تعالوا فأدرنا عنك وجوهنا.وقفنا في ساحات مقدسك نتفاخر بالفاني و الزائل و نسيناك.نعم تجاسرنا علي هيبتك.نعم فقدنا رهبة مقدسك.نعم تسلل الغرباء في إرثنا.اللصوص دخلوا لا لكي يتوبوا بل لكي ينتشر النهب و الظلم و نحن في غفلة.
بروقك ومضت في السماء فلم نتب.أعطيت صوتاً و لم نرجع.صرنا مبشرين في الهواء.و تركنا عملك الحي علي الأرض.أصبحنا نعلم كالفريسيين و نتصرف كالعشارين و القلب تقسي و لم يعد يرحم.
صار الخراب في المقدس لأننا لم نعد نرحم.نتخاصم في بيتك و نرفع ذبيحة ثم نتساءل لماذا لم تسمع.لأننا مكشوفون بأكاذيبنا إنهزمنا.لأننا منتفخون كالفقاعات فشلنا.بعد أن كللتنا بالمجد كللناك بالعار.أَهَنَا إسمك القدوس فتجاسر عليك المقتحمون.سخروا منا لأننا لم نلتجأ إليك من كل القلب.تشجعوا علينا لأننا تركنا طريقك.داسوا مقادسك لأننا سبقناهم و دسناها و لم نتب.
إلي اليوم.إلي اليوم لا نفهم .لا ننتبه.إلي اليوم نمضي  كأن لا شيء قد حدث.كأننا لم نهينك و لم ندنس بيتك.كأننا لسنا مذنبين مع أننا مجرمون.إلي اليوم نتهاون و لا نفيق.نثمل من الشر و نترنح كالذاهبين إلي المقصلة.
أشفق يا رب أشفق.إرحم و إغفر.لأنه لهذا الشعب قد كتبت البركة.لأنه لهذا الشعب قد قدست مذبحاً.أنت تكفي لغفران كل الخطايا لذلك أرجوك.في دمك إغسل النجس و الأثيم.في محبتك إفتح عيون هذا الشعب و إجذبه وراءك.في غفرانك إجعل لنا فرصة جديدة.أنت تصفح لنا ذنب مذابحك المهجورة.أنت تغفر لنا أسوارك المتهدمة.أنت تزيل عنا العار بصليبك.
هدموا كنائسك فإصنع لنا غيرها في القلب.ليكن القلب مذبحك.و الشفاه بخور.و اليدين أعمالاً ترضيك.لنكن نحن شركاء الذبيحة بالقلوب المنكسرة.فلنحن رؤوسنا أمامك كالمستعدين للذبح.و نقرع صدورنا أمامك كالنائح علي وحيده.حتي تتراءف و تعود .حتي ترضي.لأنه في رضاك حياة,.
 
 
 
 
 
 

From: Canadian Bible Centre <canadabiblecentre@gmail.com>
To: CanadianBibleCentre . <canadabiblecentre@gmail.com>
Sent: Saturday, 7 September 2013 6:02 PM
Subject: Viva Egypt مدائــح المهجــــر

مدائــح المهجــــر

على غرار شعراء المهجر ، جاء  أقباط مصر بتراثهم وألحانهم الى المهجر ليصيغوها من جديد و يترنموا بها فى موطنهم الجديد. شاهد هذه الترنيمة المشهورة وهى مديح يرنم به أثناء التوزيع فى القداس الألهى.
 
http://youtu.be/ZdptqityloI
 
 لقد أحتفظ أقباط المهجر بلحنها و صاغوا كلماتها من جديد باللغة العربية السهلة و ملؤوها بما استمتعوا به من الكتاب المقدس من معانى الخلاص الذى أنعم به علينا السيد المسيح.
النص الكامل فى الرابط التالى:
http://canadianbiblecentre.blogspot.ca/2013/09/hymn-christ-has-granted-us-salvation.html
 
 
المسيــــــــــــــــــح
أنـــعم لنـــــــا بالخـــــلاص

  كسرت الجسد فى العشاء                         ومزجت الخمر مع الماء
و أعطيته للناس شفـــــــاء                         المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
على المائدة كائن معنـــــا                          عمانؤيل فى وسطنــــــــا
تفسيره اللـــــــــه معنـــــا                           المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
طـــال على الفـــــــــراق                           من زمان وأنا لى اشتيـاق
أن أتناول باستحقـــــــاق                           المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
أنت الخبز الحقيقــــــــى                            أنت رجائى وطريــــــقى
انت نور يهدينــــــــــــى                            المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
هذا هو حمــل اللــــــــه                             على النهر يوحنـــــا رآه
يسفــك دمـه عن الخطـاة                           المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
يوحنـــا رآه فى السمــاء                            خروف يذبح للفــــــــــداء
هو الألـف وهو اليـــــاء                            المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
يعقوب شاف منظر ببهاء                          سلم نازل م السمــــــــــاء
جيت تصالحـنا مع السماء                         المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
هذا هو الأبن الحبيـــــب                            هذا هو الشــافى الطبيـب
مجيئه آت قريـــــــــــب                            المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
عالبركة فى بيت حسدا كان                       خاطئ مريض وبقى له زمان
رحت له منحته غفـــــــــــران           المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
 
مد يدك بالشفـــــــــــــــــــــاء                      على أوجاعى فأبـــــــــــرأ
كما فعلت فى بيت حســــــــدا                     المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
أحمــل سريـــرى و أمشـــى                       وأذكر فادى و أمـــــــــــلى
و أعطى المجـــــــد لألـــــهى                      المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
فك قيــــــودى و ألأغــــــلال                     فأقوم و أرجـــــع فى الحــال
كمــا فعل الأبن الضـــــــــال                      المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
أنا مفلــــوج عايــش بــــآلام                       نفسيى آجيــــــك حواليـك زحام
نزلــونى م السقـــــــف أوام                        المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
اتناشر سنة وأنا فى الآم                            جيت لمسته فى الزحـــــــــام
قوة خرجـــت منــــــه أوام                         المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
سألونى وأنا جسمى ساب                          مين لمس طرف الثيــــاب
قلت مريضة ف عز شباب                        المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
مشيت أميــال للسامريـــه                          أعطيتها أغلى هديــــــــــــة
مـــاء حيــــــــاة أبــــــديــة                         المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
أعرف شيئا واحـــــــــدا                            كنت أعمـــــــى أما الآن
أبصر و أنا جاى من سـلوان                      المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
طردونى خارج المجمـــــــع                       سمعتنى قبل ما أطلــــــــــع
جيت فتحتلى حضن أوسع                         المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
حمل الصليب أنا مش قادر                        و طريق طويـل أنا مش صابر
شـــــــــلته عنى للآخــــــــــر                      المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
القيروانى شاله أمتــــــــــــار                      ما سيبتوش وحــــــده ينهـــار
شلته عنه باقى المشــــــــــوار           المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
جيد أن نكون هنــــــــــــــــا                        فى ظل فادينا و الهنـــــــــا
نورك ســــــــــاطع علينــا                         المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
أسيبك ازاى وأبعد عنــــــك                        كــــلام الحيـــــــاة عنـــــدك
حيـــــــــاتى ألآم بعيـد عنك                        المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
لســــــت بعد من العبيــــــــــــد          بل ابن الميــلاد الجـــــــــديـد
وارث للمجـــــــــد العتيـــــــــد           المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
اديتنى وعــــود ما استاهــــــلها:                  الأعمال اللى أعملــــــــــــها
تعمـــــــلون أعظم منـــــــــــها           المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
مصابيــــحى مليانــــة بالزيت           فى انتظارك لما جيــــــت
والجاهلات كانوا تركوا البيت           المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
تلاحـــظ طرقــــــك عينــــاى                     كلامـــــك ســـراج لقدمــــاى
لا تعــــــود تذكر خطـــــاياى                      المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
جعلت الرب أمامــــــــــــــى                       وفى كل حين عن يمينى
فلا يتزعزع ايمانـــــــــــــى                       المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
ألبس خوذة خلاصـــــــــــى                       ودرع ايمانى على صدرى
و سيف الروح فى جانبــــى                       المسيح أنعم لنا بالخلاص
 
لى اشتهاء فى الانطــــلاق                         ذاك أفضل اشتيـــــــــــاق
طال على الفـــــــــــــراق                          المسيح أنعم لنا بالخلاص

442
المنبر الحر / معادلات سياسية
« في: 00:23 28/08/2013  »
معادلات سياسية
Oliver كتبها

هذا المستنقع المسمي بالشرق الأوسط ما أعقده.
كلما ظننت أن الحسابات فيه أضحت واضحة كلما إستجد جديداً و أسدل ستاراً يخفي المعالم كأنما يوجد من يهمه ألا نفهم و ألا نعرف و ألا نجد لأرجلنا موطئاً .
مصر
هاجت الدنيا علي مصر لأنها أفشلت تعب السنين الذي تعبت و خططت له الولايات المتحدة علي أمل أن تقوم لجماعة الإسلام قائمة.كل أمل الغرب أن تضم جماعة الإخوان كل الجماعات الإرهابية تحت لواءها لكي تكون تحت السيطرة.مقابل أن تقوم جماعة الإخوان بحماية العالم من الجماعات الإرهابية نظير حصولها علي السلطة في البلاد العربية .هذه هي الصفقة التي عرفها القاصي و الداني.
في الوقت ذاته تقوم جماعة الإخوان بتأسيس الخلافة الوهمية الإسلامية لتضمن بقاءها في السلطة.
لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي أمريكا.و يرتب الله لمصر رجلاً يحقق فيه مشيئته بحماية مصر من تغول المتأسلمين المتشددين عليها.و ترتبك الخريطة التي كانت علي وشك أن تنفرد علي طاولة العمليات ليقرأها الجميع مجاناً.
كانت جماعة الإخوان سبباً مهماً من أسباب تأجيل الحرب علي إيران.فهي وكيلة الولايات المتحدة في التفاهم مع إيران بعدما فشلت المفاوضات الرسمية و بقيت الألاعيب الإسلامية.
إيران
و لعلكم تلاحظون أنه منذ جاء الإخوان إلي السلطة لم تأت سيرة إيران و لم يحدث أي مشاكل أو تضييقات جديدة علي إيران.مع أنها هي هي إيران التي تستعد لتصنيع القنبلة النووية.كان الجديد فقط هي ظهور الإخوان لتتولي الملف الإيراني بالنكهة الإسلامية.و هي بالفعل بدأت بزيارات متبادلة.و لعلكم تذكرون أن أول زيارة لمرسي للخارج كانت لإيران.و لكن الآن ضاع الملف و عاد من جديد لمواجهة بين إسرائيل و الغرب من ناحية و بين إيران من الناحية الأخري.
سوريا
كانت جماعة الإخوان سبباً في تأجيل ضرب سوريا حيث أن الجيش الحر و هو جماعة الإخوان يقوم بالحرب بالوكالة.و كانت سياسة النفس الطويل هي المعتمدة.طالما أن الإخوان في مصر يسيطرون علي السلطة.و ربما مؤتمر نصرة سوريا الذي عقده مرسي وسط الإرهابيين أصدقاءه  و وضع متعمداً القتلة في مقدمة الصفوف لكي يرسل رسالة أنه متحكم في الإرهابيين .و أيضاً كعلامة علي التوكيل الرسمي للإخوان بنصرة الشبيحة و البلطجية و الإرهابيين في سوريا لتحطيم الجيش و السلطة في سوريا لكي يتحقق أمل الإخوان  في دولة إسلامية موحدة من المحيط إلي الخليج.
أمريكا تريد ان تؤكد أن خطتها سارية المفعول و أنها لا تزال تحتفظ بما حققته في سوريا.تريد أن تقوم بعمل عسكري ليرفع الروح المعنوية للإخوان المهزومين في مصر و في طريق الهزيمة أيضاً في سوريا و تونس ستسير في نفس الطريق.
و برغم إقتراب أربعة مدمرات من سواحل سوريا إلا أنني اشك شكاً عميقاً في أنها ستبدأ ضربها في الوقت الراهن.و أظن أن تحريك المدمرات الأربعة له علاقة بموقف الإخوان في مصر.
 غير أنه بين ليلة 30 يونيو و ضحاها ضاعت الإخوان و ضاع أمل أمريكا وعادت المباراة إلي نقطة الصفر. ضاع تعب ثلاثون عاماً من التخطيط و التمويل و التدريب و الدعم في الخفاء و العلانية لجماعة الإخوان و أصبح الغرب مكشوفاً في الشرق الأوسط.حين قامت ثورة لم تتوقعها و لم تفعلها أمريكا .

 إضطرت الولايات المتحدة أن تعمل من جديد مباشرة بغير وكيل.ستضرب سوريا ثم ستضرب إيران ضربات منتقاة غير شاملة و لكنها لن تتعجل الضرب بل هي متعجلة للتهديد ثم .. ثم أخيراً تتفرغ لمصر.و ستتخذ من الثورة مبرراً بأنها مسئولة أن تعيد السلطة لأصحابها؟أي السلطة لأصحاب أمريكا و ليس لأصحاب السلطة.و ستحاول أن تفرض  سلطة الإخوان علي مصر و لن تنجح في ذلك.و إن آجلاً أو عاجلاً ستعترف بخطئها السياسي الجسيم بالإعتماد علي قوة مرذولة من شعبها لتحقيق مصالحها.
و ستعود إلي الخطة ب.أي أن تخلق لنفسها رجالاً في السلطة يحققون مصالحها نظير خدمات تؤديها سواء خدمات شخصية لهم أو خدمات عامة لمصر بشرط أن تحقق لها مرادها أي التحكم في الجماعات الإرهابية.و ضمان أمن إسرائيل عسكرياً و إقتصادياً.
 من يريد أن يفهم المعادلات اللوغاريتمية التي تملأ جنبات الشرق الأوسط  عليه أن يدخل المعمل السياسي و يجرب بنفسه.لهذا دخلت ألمانيا و فرنسا و إنجلترا الشرق الأوسط من خلال المفوضية الأوروبية لكي تشتغل بيدها و تجرب في الشرق الأوسط.

ما أكثر المعادلات التي يمكنها أن تعبر عن حال الوطن في الداخل و الخارج. هذا مقال المعادلات السياسية لكي نختصر الكلام فالجميع متشبع بالتحليلات السياسية حتي التخمة لذلك نكتفي بهذه المعادلات.
1 – الإخوان + السلفيين = جماعة ممقوتة لعشرات السنوات المقبلة
2- تركيا - بدون الإنضمام إلي الإتحاد الأوروبي = الإخوان - بدون السلطة و+ بإضافة أمريكا إلي المعادلة = ينتج صراع طويل في الشرق الأوسط تحسمه مصر إذا إستعادت توازنها.
3 – الجيش المصري + الدعم السعودي = الجيش المصري – المعونة الأمريكية
4- مصر بدون الإخوان = قوة دعم هائلة لنصرة بشار الأسد علي الإخوان .
5-الحكومة بدون البرادعي = حكومة بدون نفوذ أمريكي مباشر
6-ضغط تركيا علي مصر ينتج أن مصر توقع علي مسئولية تركيا عن مذابح الأرمن.و تبقي بقية المعادلة ما هو الضغط الذي يؤدي بمصر أن تعترف بمسئوليتها عن مذابح الأقباط؟
7- الإخوان تحت ضغط في سيناء يتحولون من ظاهرة إجرامية إلي بخار أسود.
8-مصر – الإخوان= مصر + سيناء
9-الوضع في سوريا+ المدمرات البحرية الأمريكية – التلويح الروسي بالتدخل = صفر
10-الشرق الأوسط + جماعة الإخوان المسلمين= توترات و حوادث إرهابية لمدة تطول سنوات.
أكتفي بهذه المعادلات و أنتظر منكم بقيتها و الآن لننتقل إلي حياة الروح
وادي ظل الموت
أيها الحياة الأعظم اين يستطيع أن يهرب منك وادي ظل الموت؟ أنت تقتحمه بحياتك فلا يبقي ظل لأنك النور و لا يبقي موت لأنك الحياة.
هذا الشرق الذي منذ أخترت منه شعبك لم يهدأ.قامت ملوك علي الرب و علي مسيحه لكي يقطعوا أصله من أرض الأحياء.و لكنك أنت سحقتهم.طردتهم و أسكنت شعبك.ثم في ملء الزمان تجسدت في الشرق.هناك أيضاً في الشرق سحقت رئيس هذا العالم.و خلصت العالم.
هذا الشرق يحمل كل بصماتك.خطواتك.صوتك يتردد في جنباته.صوتك يسكن الشرق.هنا دست الشياطين.هنا أشبعت الجائعين.هنا أقمت الموتي و هنا علمت المسكونة ثم هنا صلبوك في الشرق.هؤلاء الشرقيون هم قتلة جميع الأنبياء.و لكنك جئت لهم و منهم و بينهم و فديتهم مع الجميع.ألعل وادي ظل الموت هو الشرق الأوسط كله؟ و إن سرت فيه لا أخاف شراً.لأنك له إستجلبت الحياة.
متي يسكت فيه صوت الصراخ؟يشتاق الشرق لسلامك.و أنا من أجله أتوجع.أئن إليك لعلك تستجب و تسكن فيه سلامك.لماذا أسمع صوت الضباع يقترب.هؤلاء الذين ينهشون الفريسة و هي حية.يتصارعون عليها فيمزقونها.لماذا يقطع الدم صوت الأجراس و يرتفع الخراب في مقدسك.لماذا يتلذذ هؤلاء المفترسون بالموت.لماذا يتربص الشر في كل مكمن.ما هذا الوادي المملوء فخاخاً أيها السيد؟ هذا هو وادي الشرق كله.أنت تقود فيه القطيع و تدفع عنه الآكلين.
في الشرق يتجمع غوغاء الشيطان.و في الشرق تقتحم سحابة الشهود وادي ظل الموت.
إليك يا ساكن الشرق و الغرب نطلب .إليك نذل أعناقنا كاليمام لعلك تشفق علي بلداننا.
إليك وحدك نلجأ لأنه واحد هو غالب الموت .أنت يا صانع الوجود.
نشتاق إلي يوم يكون فيه وادي الموت واديك.و يكون فيه ظل الموت ذكري.و يكون فيه الموت تحت أقدامنا.آخر عدو يندحر للشرق هو الموت و أقصي رجاء للشرق هو فيك.
قريب يأتي إيليا .قريبُ يظهر أخنوخ.زيتونتان ترطبان جفاف الشرق و تلين قسوته.قريبٌ عملك.أنت تأتي سريعاً.



443
محكمة الإستئناف الإكليركية
Oliverكتبها


هذا المقال للإجابة علي سؤال مباشر بمنتهي الوضوح: هل يصح تعيين الأنبا بولا عضواً نائباً عن الكنيسة الأرثوذكسية في الجمعية التأسيسية للدستور للمرة الثانية؟
من الواضح أن السؤال ليس له علاقة بأي موضوع روحي أو ديني أو كتابي أو طقسي.إذن لا نتكلم هنا عن أسقفاً بل عن شخصية أرتأت الكنيسة صلاحيتها لتمثيل مطالبها من الدستور.فالحديث هنا عن عمل وطني قانوني بحت.ليس فيه ما يمس الإنجيل و التعليم و الروحانيات.إذن نحن أحرار في النقد و التقييم و إذا لزم الأمر نحن أحرار في الإعتراض الذي نحسبه سيكون إعتراضاً ليس علي كونه أسقفاً بل علي مدي صلاحيته للعمل المطلوب إنجازه.
الأنبا بولا مؤهله العلمي هو بكالوريوس علوم قسم جيولوجيا و ليس في سيرته الذاتية ما يشير إلي كونه درس أي شيء بخلاف علوم الجيولوجيا.و قد كان أسقفاً للقري قبل أن يتم تخصيصه أسقفاً لطنطا و توابعها.
و قد تم إسناد رئاسة المجلس الإكليريكي بالإنابة إليه منذ عام 1989 و ليس في مؤهلاته ما يشير كونه درس أي علم مختص بالعمل القانوني حيث أن المجلس الإكليريكي هو مجلس قانوني مختص بشئون الأحوال الشخصية أي مجال الزواج و الطلاق و بطلان الزواج و ما يستلزم ذلك من معرفة قانونية ليس فقط عند التنفيذ بل أيضاً عند طلب تعديلات للتشريعات المعمول بها و فهم الفقه الذي رتب هذه التشريعات ليتم وضعها في إطارها الصحيح كما قصدها المشرع.
لا يعني هذا أن نيافة الأنبا بولا ليست لديه معرفة قانونية لكن معني هذا أنها معرفة أتت بالممارسة و ليس بالتخصص.و لا يخفي علينا أن جزءاً من التشريع يأتي بسلطان الكهنوت فمن فم الكاهن تطلب الشريعة.لكنها الشريعة المتعلقة بالحياة الأبدية.بما في ذلك شريعة ما يحل لي و ما لا يحل لي في شئون الزواج أو الطلاق . و لا يعني أن من فم الكاهن تطلب الشريعة إلا كونه مسئولاً عن نشر الشريعة السماوية أي ما يرضي الله وما شرعه للبشر لكي تكون إطاراً عاماً يشمل جميع علاقاتهم ليس فقط الزواج و الطلاق بل كل ما يندرج تحت عنوان علاقة الإنسان بالله تبارك أسمه.
إذن لا تعني عبارة من فم الكاهن تطلب الشريعة أنه مؤهلاً للتشريع الأرضي القانوني لأن الشريعة التي تطلب من فم الكاهن هي شريعة الله السماوي و كلمته الأزلية التي لا تتبدل عبر كل زمان و لا تحتاج إلي تعديل أو تطوير أو تغيير.لذا نحن لا نخلط بين الشريعة الإلهية التي نتلقاها من فم الكاهن كصوت الله في حياتنا و بين الشريعة الأرضية التي تخضع للتغيير في كل زمان و حسب تغير موازيين القوي و التفاعلات المجتمعية.نحن الآن نتحدث عن الشريعة الأرضية لا السماوية.
هل نجح نيافة الأنبا بولا في تمثيل الكنيسة في دستور 2012 المشئوم؟
الإجابة بكل الحق لا.لم ينجح لا الأنبا بولا و لا غيره من ممثلي المجتمع المستنيرين.كل الفئات لم تنجح في فرض رؤاها علي هذا الدستور ما عدا التيار الإسلامي المتشدد الذي أخذ بفكر المغالبة لا المشاركة.أي كيف نغلبهم في مواد الدستور و نفرض أفكارنا علي الجميع  و لم يكن التوجه في اللجنة التأسيسية العار برئاسة الغرياني نحو كيف أن للجميع  الحق في إدراج رؤاهم في الدستور بعدالة و نزاهة.
لم يكن العيب في كون الأنبا بولا ممثلاً للكنيسة.كان العيب في كون الغرياني ممثلاً لمصالح ضيقة أطاحت بكل المستقبل الذي كان الجميع يأمله في الدستور الجديد.
لم يكن دستوراً حقيقياً بل لعبة من ألاعيب السياسة القذرة التي مارسها الإخوان في جميع المجالات السياسية و القانونية و الإقتصادية و الإجتماعية في مدة حكمهم الجائرة التي نرجو الله ألا يكون لها رجعة حتي نهاية الأزمنة.
ما مهمة لجنة تعديل الدستور؟
مهمتها بوضوح هي وضع دستور جديد تماماً لمصر.أما تسميتها بلجنة تعديل الدستور و كأن الدستور القديم سيبق مع بعض التعديلات فهذا الإعلان يتم لأغراض سياسية حتي لا يحتسب المجتمع الدولي الثورة التي حدثت إنقلاباً و تعطيلاً للدستور القائم.فالتسمية هنا فرضتها الظروف الدولية التي كان من مصلحتها بقاء الجماعة الإسلامية أداة لهم في تنفيذ مخططات لإضعاف مصر و تركيعها .
و الدولة إذ رأت أن إلغاء دستور 2012 سيقوي من إدعاءات الإخوان علي الثورة أنها إنقلاب لذلك قبلت بتسميتها لجنة تعديل الدستور مع أنها ستضع كل المواد تحت طاولة البحث و التغيير لذلك سيصدر دستوراً جديداً ليس له علاقة بدستور الغرياني .
ما مهمة الأنبا بولا في لجنة تعديل الدستور؟
مهمته تمثيل الكنيسة الأرثوذكسية.و تمثيل الكنيسة شيء و التشريع شيء آخر.فالأنبا بولا مجردناقل لرؤية الكنيسة من المواد المطروحة و المقترحة.أنا أتصور أنه لابد من وجود لجنة داخلية في الكنيسة تضم فقهاء الدستور و القانون و هؤلاء هم الباحثون في دهاليز القوانين و العارفون ببواطن و أعماق التشريعات و هم الذين يقررون ما موقف الكنيسة من كل مادة مقترحة و بعدها يبدأ دور نيافة الأنبا بولا في إعلان موقف الكنيسة من المواد المقترحة أي أنه ليس الشخص الذي يحدد و يفرض فكره بل هو اللسان الناطق برؤية المختصين من الفقهاء الذين يملأون كنيستنا و نفخر بهم.هذه هي مهمته .و لكونه كان المتحدث الرسمي للكنيسة خلال فترة القائمقام الأنبا باخوميوس و خلال مراحل إنتخاب البابا توضروس الثاني فهذا أكسبه حساسية التعامل مع الإعلام مما يؤهله لهذا الدور أيضاً في اللجنة التأسيسية للدستور.
إذن ما سر الإعتراض علي الأنبا بولا ؟
سر الإعتراض أن بعض تصريحاته لم تكن موفقة.و هذه كبوات إعلامية ينبغي أخذها في الحسبان و أن لا تتكرر.علي أن بعض الإعتراضات لم تكن نزيهة لأنها صادرة من بعض الأشخاص الذين يتحاملون علي الكنيسة عامة و علي الأنبا بولا خاصة لكونهم خصوماً للمجلس الإكليريكي و لم تعجبهم بعض قراراته.و بهذه المناسبة أقدم إقتراحاً أرجو أن يحظي بالبحث لدراسة مدي ملائمته لإحتياج شعب الكنيسة.

إقتراح محكمة الإستئناف الإكليريكية

أرجو من الله أن يرشد المجمع المقدس لأن يبحث عن صيغة لتكويين مجلس لإستئناف قرارات المجلس الإكليريكي يتكون من القانونيين وحدهم لبحث هل صدر قرار المجلس الإكليركي صحيحاً و موافقاً لمغزي تشريعات قانون الأحوال الشخصية أم شابه أي عيب من عيوب الإحالة أو التطبيق أو التنفيذ في الإجراءات أو في موضوع القرار نفسه.هذا المجلس الإستئنافي سيضع حداً للجميع الخصوم و أيضاً القائمون بالتنفيذ ليتحركوا في إطاره  و سيكون بمثابة مجلس رقابي علي المجلس الإكليركي. علي أن يكون هذا المجلس مستقلاً تماماً عن المجلس الإكليركي و ليس لأحد سلطة عليه سوي المجمع المقدس بكامل هيئته و هو(أي المجمع المقدس) في سلطته أعلي من سلطة البابا.
و المجلس المقترح ههنا الحق وحده دون غيره في تقرير قبول دعوي الإستئناف أو رفضها و له الحق في كتابة التقارير و تقديمها للمجمع المقدس .و تشمل التقارير مدي كفاءة الأحكام التي صدرت من المجلس الإكليركي .كما يحق لهذا المجلس طلب إستبعاد من يراهم  غير ملائمين لدور المجلس الإكليركي  أو تكرر في قراراتهم شبهة التحيز أو المغالطة أو المجاملة.
هذا المجلس سيريح قلب كثيرين ممن يظنون أن المجلس الإكليركي قد تعنت في حقهم.كما سيريح قلب أعضاء المجلس الإكليركي كلما رأوا أن قراراتهم لم تخالف القانون في جميع مراحل بحث القضايا الخاصة بالأحوال الشخصية.
الخلاصة هل تؤيد تمثيل الأنبا بولا للكنيسة في لجنة تعديل الدستور ؟
الإجابة نعم أؤيد  بشرط أن يكون تمثيله للكنيسة هو إقرار لما ينتهي إليه الفقهاء الدستوريين في الكنيسة بشأن ما يجب أن يكون عليه موقف الكنيسة في مواد الدستور.في هذه الحالة لا توجد مشكلة في أن يمثل الكنيسة شخصية كنسية حتي و لم يكن متخصصاً في الدستور و القانون.
و هذا هو نفس موقف فئات كثيرة في المجتمع لديها دوائر داخلية تبحث الأمر و تقرره ثم يأتي دور ممثلها في لجنة تعديل الدستور لإعلان ما إنتهي إليه البحث.لذا فإختيار نيافة الأنبا بولا ليس بدعة.فقط نضع له المحاذير أن لا يسبق اللجنة المشكلة لبحث المواد و ألا يصرح دون الرجوع إليها أولاً .و أن ينتبه إلي ألاعيب السياسة في أروقة اللجنة التأسيسية.و أن ينقل كافة ما يراه و يسمعه و يلمحه للجنة الدستورية الداخلية للكنيسة لكي تحتاط علماً بما يجري من توجهات و تعطي توصياتها للأسقف لكي يتحرك في دعم التوجهات التي تراها الكنيسة في صالح مصر و صالحها.
 
.
يوم الرب
اليوم يومك يا رب.مثل كل الأيام التي وضعتها لكي نفرح بها.يومك أنت لأنك صانع الأحداث التي فيه.
يومك لأنك عليه تتسلط.لم تدعنا تحت سلطان جائر بل أعلنت بذراعك كيف تشتت المستكبرين بفكر قلوبهم.لقد نقلت إلينا نفس خبرة العذراء في تسبحتها.لذلك نفتخر بيومك الذي صنعت.
يدك معلنة أمام الكل.ليس أحد ينسب لنفسه الفضل في شيء.أنت حررت شعبك.أنت كسرت قيودهم.أنت أعلنت سلطانك و ليس سواك.
ما فضل العصفور حين ينكسر الفخ و ينجو.هل تفتخر العصافير؟بل تطير و تعلن مجدك في كل الأجواء.تسبحك علي الرغم من ضآلتها.و أنت بعظمتك تحب تسبيح العصافير .واحدة منها لا تنساها.ما أجملك حين يتبارك أسمك.به يتبارك يومنا.به يتكرس العمر.به يتقدس كل أحد.هذا اليوم يومك. إفعل بنا فيه ما تشاء.فالوقوع في يدك رحمة.و الوقوع في يد إنسان غضب لا نقدر عليه.
لعل هذا اليوم تتجلي فيه عظمتك في الأقطار التي قاومت إسمك طويلاً.إعطها اليوم راحة فتتذوق نعمتك.هذه البلدان من الغرب إلي الشرق تحتاج إلي معرفتك المخلصة.هذه البلدان يموت الشيخ فيها دون أن يعرف ما هي النعمة.لأجلها نصلي.لأجلها تنكسر نفوسنا أمامك.إعطها مذاقة الملكوت.يومها لن تبرح دار النعمة.بل تبقي هناك في المربض تستمتع بالمراع الخضر مراع الحياة الأبدية.
يومك اليوم.لكي تتكلم في أسماع لم تسمعك من قبل.لكي يبصرك من لم يبصرك من قبل.لكي يعرفك من قالوا في جهلهم ليس إله.اليوم يومك لتصالح و تداوي و تحيي.النفوس بالملايين مقبورة.تعلن عن موتها مبكراً.إعلن أنت عن حياتك فيها سريعاً فيكون بالحقيقة يومك يا رب.يومك حين تعود إليك الشعوب و القبائل و الألسنة.يومك حين يستمتع المحرومون من منازلهم في بيت أبيك.حين تعود أسماء الذين حسبوا غير مستحقين للمائدة المعدة و نقرأهم في سفر الحياة.هذا يومك لكي يعلن إنتصار اللاهوت علي ضعفات الناس.إنتصار مراحم المسيح له المجد علي كل خطية في حياة البشر.اليوم نتلمس كثرة مراحمك علي الذين هم أكثر حاجة إليها مثلي أنا.اليوم يومك و بنعمتك نملأه تسبيحاً و حباً و تسامحاً .اليوم متي صار يومك فإنه يحتسب من أيام الأبدية.يومك لن ينته أبداً هو موجود علي الدوام.يومك هو العمر كله.هو الرجاء كله.هو الأبدية.
 


444
محكمة الإستئناف الإكليركية
Oliverكتبها


هذا المقال للإجابة علي سؤال مباشر بمنتهي الوضوح: هل يصح تعيين الأنبا بولا عضواً نائباً عن الكنيسة الأرثوذكسية في الجمعية التأسيسية للدستور للمرة الثانية؟
من الواضح أن السؤال ليس له علاقة بأي موضوع روحي أو ديني أو كتابي أو طقسي.إذن لا نتكلم هنا عن أسقفاً بل عن شخصية أرتأت الكنيسة صلاحيتها لتمثيل مطالبها من الدستور.فالحديث هنا عن عمل وطني قانوني بحت.ليس فيه ما يمس الإنجيل و التعليم و الروحانيات.إذن نحن أحرار في النقد و التقييم و إذا لزم الأمر نحن أحرار في الإعتراض الذي نحسبه سيكون إعتراضاً ليس علي كونه أسقفاً بل علي مدي صلاحيته للعمل المطلوب إنجازه.
الأنبا بولا مؤهله العلمي هو بكالوريوس علوم قسم جيولوجيا و ليس في سيرته الذاتية ما يشير إلي كونه درس أي شيء بخلاف علوم الجيولوجيا.و قد كان أسقفاً للقري قبل أن يتم تخصيصه أسقفاً لطنطا و توابعها.
و قد تم إسناد رئاسة المجلس الإكليريكي بالإنابة إليه منذ عام 1989 و ليس في مؤهلاته ما يشير كونه درس أي علم مختص بالعمل القانوني حيث أن المجلس الإكليريكي هو مجلس قانوني مختص بشئون الأحوال الشخصية أي مجال الزواج و الطلاق و بطلان الزواج و ما يستلزم ذلك من معرفة قانونية ليس فقط عند التنفيذ بل أيضاً عند طلب تعديلات للتشريعات المعمول بها و فهم الفقه الذي رتب هذه التشريعات ليتم وضعها في إطارها الصحيح كما قصدها المشرع.
لا يعني هذا أن نيافة الأنبا بولا ليست لديه معرفة قانونية لكن معني هذا أنها معرفة أتت بالممارسة و ليس بالتخصص.و لا يخفي علينا أن جزءاً من التشريع يأتي بسلطان الكهنوت فمن فم الكاهن تطلب الشريعة.لكنها الشريعة المتعلقة بالحياة الأبدية.بما في ذلك شريعة ما يحل لي و ما لا يحل لي في شئون الزواج أو الطلاق . و لا يعني أن من فم الكاهن تطلب الشريعة إلا كونه مسئولاً عن نشر الشريعة السماوية أي ما يرضي الله وما شرعه للبشر لكي تكون إطاراً عاماً يشمل جميع علاقاتهم ليس فقط الزواج و الطلاق بل كل ما يندرج تحت عنوان علاقة الإنسان بالله تبارك أسمه.
إذن لا تعني عبارة من فم الكاهن تطلب الشريعة أنه مؤهلاً للتشريع الأرضي القانوني لأن الشريعة التي تطلب من فم الكاهن هي شريعة الله السماوي و كلمته الأزلية التي لا تتبدل عبر كل زمان و لا تحتاج إلي تعديل أو تطوير أو تغيير.لذا نحن لا نخلط بين الشريعة الإلهية التي نتلقاها من فم الكاهن كصوت الله في حياتنا و بين الشريعة الأرضية التي تخضع للتغيير في كل زمان و حسب تغير موازيين القوي و التفاعلات المجتمعية.نحن الآن نتحدث عن الشريعة الأرضية لا السماوية.
هل نجح نيافة الأنبا بولا في تمثيل الكنيسة في دستور 2012 المشئوم؟
الإجابة بكل الحق لا.لم ينجح لا الأنبا بولا و لا غيره من ممثلي المجتمع المستنيرين.كل الفئات لم تنجح في فرض رؤاها علي هذا الدستور ما عدا التيار الإسلامي المتشدد الذي أخذ بفكر المغالبة لا المشاركة.أي كيف نغلبهم في مواد الدستور و نفرض أفكارنا علي الجميع  و لم يكن التوجه في اللجنة التأسيسية العار برئاسة الغرياني نحو كيف أن للجميع  الحق في إدراج رؤاهم في الدستور بعدالة و نزاهة.
لم يكن العيب في كون الأنبا بولا ممثلاً للكنيسة.كان العيب في كون الغرياني ممثلاً لمصالح ضيقة أطاحت بكل المستقبل الذي كان الجميع يأمله في الدستور الجديد.
لم يكن دستوراً حقيقياً بل لعبة من ألاعيب السياسة القذرة التي مارسها الإخوان في جميع المجالات السياسية و القانونية و الإقتصادية و الإجتماعية في مدة حكمهم الجائرة التي نرجو الله ألا يكون لها رجعة حتي نهاية الأزمنة.
ما مهمة لجنة تعديل الدستور؟
مهمتها بوضوح هي وضع دستور جديد تماماً لمصر.أما تسميتها بلجنة تعديل الدستور و كأن الدستور القديم سيبق مع بعض التعديلات فهذا الإعلان يتم لأغراض سياسية حتي لا يحتسب المجتمع الدولي الثورة التي حدثت إنقلاباً و تعطيلاً للدستور القائم.فالتسمية هنا فرضتها الظروف الدولية التي كان من مصلحتها بقاء الجماعة الإسلامية أداة لهم في تنفيذ مخططات لإضعاف مصر و تركيعها .
و الدولة إذ رأت أن إلغاء دستور 2012 سيقوي من إدعاءات الإخوان علي الثورة أنها إنقلاب لذلك قبلت بتسميتها لجنة تعديل الدستور مع أنها ستضع كل المواد تحت طاولة البحث و التغيير لذلك سيصدر دستوراً جديداً ليس له علاقة بدستور الغرياني .
ما مهمة الأنبا بولا في لجنة تعديل الدستور؟
مهمته تمثيل الكنيسة الأرثوذكسية.و تمثيل الكنيسة شيء و التشريع شيء آخر.فالأنبا بولا مجردناقل لرؤية الكنيسة من المواد المطروحة و المقترحة.أنا أتصور أنه لابد من وجود لجنة داخلية في الكنيسة تضم فقهاء الدستور و القانون و هؤلاء هم الباحثون في دهاليز القوانين و العارفون ببواطن و أعماق التشريعات و هم الذين يقررون ما موقف الكنيسة من كل مادة مقترحة و بعدها يبدأ دور نيافة الأنبا بولا في إعلان موقف الكنيسة من المواد المقترحة أي أنه ليس الشخص الذي يحدد و يفرض فكره بل هو اللسان الناطق برؤية المختصين من الفقهاء الذين يملأون كنيستنا و نفخر بهم.هذه هي مهمته .و لكونه كان المتحدث الرسمي للكنيسة خلال فترة القائمقام الأنبا باخوميوس و خلال مراحل إنتخاب البابا توضروس الثاني فهذا أكسبه حساسية التعامل مع الإعلام مما يؤهله لهذا الدور أيضاً في اللجنة التأسيسية للدستور.
إذن ما سر الإعتراض علي الأنبا بولا ؟
سر الإعتراض أن بعض تصريحاته لم تكن موفقة.و هذه كبوات إعلامية ينبغي أخذها في الحسبان و أن لا تتكرر.علي أن بعض الإعتراضات لم تكن نزيهة لأنها صادرة من بعض الأشخاص الذين يتحاملون علي الكنيسة عامة و علي الأنبا بولا خاصة لكونهم خصوماً للمجلس الإكليريكي و لم تعجبهم بعض قراراته.و بهذه المناسبة أقدم إقتراحاً أرجو أن يحظي بالبحث لدراسة مدي ملائمته لإحتياج شعب الكنيسة.

إقتراح محكمة الإستئناف الإكليريكية

أرجو من الله أن يرشد المجمع المقدس لأن يبحث عن صيغة لتكويين مجلس لإستئناف قرارات المجلس الإكليريكي يتكون من القانونيين وحدهم لبحث هل صدر قرار المجلس الإكليركي صحيحاً و موافقاً لمغزي تشريعات قانون الأحوال الشخصية أم شابه أي عيب من عيوب الإحالة أو التطبيق أو التنفيذ في الإجراءات أو في موضوع القرار نفسه.هذا المجلس الإستئنافي سيضع حداً للجميع الخصوم و أيضاً القائمون بالتنفيذ ليتحركوا في إطاره  و سيكون بمثابة مجلس رقابي علي المجلس الإكليركي. علي أن يكون هذا المجلس مستقلاً تماماً عن المجلس الإكليركي و ليس لأحد سلطة عليه سوي المجمع المقدس بكامل هيئته و هو(أي المجمع المقدس) في سلطته أعلي من سلطة البابا.
و المجلس المقترح ههنا الحق وحده دون غيره في تقرير قبول دعوي الإستئناف أو رفضها و له الحق في كتابة التقارير و تقديمها للمجمع المقدس .و تشمل التقارير مدي كفاءة الأحكام التي صدرت من المجلس الإكليركي .كما يحق لهذا المجلس طلب إستبعاد من يراهم  غير ملائمين لدور المجلس الإكليركي  أو تكرر في قراراتهم شبهة التحيز أو المغالطة أو المجاملة.
هذا المجلس سيريح قلب كثيرين ممن يظنون أن المجلس الإكليركي قد تعنت في حقهم.كما سيريح قلب أعضاء المجلس الإكليركي كلما رأوا أن قراراتهم لم تخالف القانون في جميع مراحل بحث القضايا الخاصة بالأحوال الشخصية.
الخلاصة هل تؤيد تمثيل الأنبا بولا للكنيسة في لجنة تعديل الدستور ؟
الإجابة نعم أؤيد  بشرط أن يكون تمثيله للكنيسة هو إقرار لما ينتهي إليه الفقهاء الدستوريين في الكنيسة بشأن ما يجب أن يكون عليه موقف الكنيسة في مواد الدستور.في هذه الحالة لا توجد مشكلة في أن يمثل الكنيسة شخصية كنسية حتي و لم يكن متخصصاً في الدستور و القانون.
و هذا هو نفس موقف فئات كثيرة في المجتمع لديها دوائر داخلية تبحث الأمر و تقرره ثم يأتي دور ممثلها في لجنة تعديل الدستور لإعلان ما إنتهي إليه البحث.لذا فإختيار نيافة الأنبا بولا ليس بدعة.فقط نضع له المحاذير أن لا يسبق اللجنة المشكلة لبحث المواد و ألا يصرح دون الرجوع إليها أولاً .و أن ينتبه إلي ألاعيب السياسة في أروقة اللجنة التأسيسية.و أن ينقل كافة ما يراه و يسمعه و يلمحه للجنة الدستورية الداخلية للكنيسة لكي تحتاط علماً بما يجري من توجهات و تعطي توصياتها للأسقف لكي يتحرك في دعم التوجهات التي تراها الكنيسة في صالح مصر و صالحها.
 
.
يوم الرب
اليوم يومك يا رب.مثل كل الأيام التي وضعتها لكي نفرح بها.يومك أنت لأنك صانع الأحداث التي فيه.
يومك لأنك عليه تتسلط.لم تدعنا تحت سلطان جائر بل أعلنت بذراعك كيف تشتت المستكبرين بفكر قلوبهم.لقد نقلت إلينا نفس خبرة العذراء في تسبحتها.لذلك نفتخر بيومك الذي صنعت.
يدك معلنة أمام الكل.ليس أحد ينسب لنفسه الفضل في شيء.أنت حررت شعبك.أنت كسرت قيودهم.أنت أعلنت سلطانك و ليس سواك.
ما فضل العصفور حين ينكسر الفخ و ينجو.هل تفتخر العصافير؟بل تطير و تعلن مجدك في كل الأجواء.تسبحك علي الرغم من ضآلتها.و أنت بعظمتك تحب تسبيح العصافير .واحدة منها لا تنساها.ما أجملك حين يتبارك أسمك.به يتبارك يومنا.به يتكرس العمر.به يتقدس كل أحد.هذا اليوم يومك. إفعل بنا فيه ما تشاء.فالوقوع في يدك رحمة.و الوقوع في يد إنسان غضب لا نقدر عليه.
لعل هذا اليوم تتجلي فيه عظمتك في الأقطار التي قاومت إسمك طويلاً.إعطها اليوم راحة فتتذوق نعمتك.هذه البلدان من الغرب إلي الشرق تحتاج إلي معرفتك المخلصة.هذه البلدان يموت الشيخ فيها دون أن يعرف ما هي النعمة.لأجلها نصلي.لأجلها تنكسر نفوسنا أمامك.إعطها مذاقة الملكوت.يومها لن تبرح دار النعمة.بل تبقي هناك في المربض تستمتع بالمراع الخضر مراع الحياة الأبدية.
يومك اليوم.لكي تتكلم في أسماع لم تسمعك من قبل.لكي يبصرك من لم يبصرك من قبل.لكي يعرفك من قالوا في جهلهم ليس إله.اليوم يومك لتصالح و تداوي و تحيي.النفوس بالملايين مقبورة.تعلن عن موتها مبكراً.إعلن أنت عن حياتك فيها سريعاً فيكون بالحقيقة يومك يا رب.يومك حين تعود إليك الشعوب و القبائل و الألسنة.يومك حين يستمتع المحرومون من منازلهم في بيت أبيك.حين تعود أسماء الذين حسبوا غير مستحقين للمائدة المعدة و نقرأهم في سفر الحياة.هذا يومك لكي يعلن إنتصار اللاهوت علي ضعفات الناس.إنتصار مراحم المسيح له المجد علي كل خطية في حياة البشر.اليوم نتلمس كثرة مراحمك علي الذين هم أكثر حاجة إليها مثلي أنا.اليوم يومك و بنعمتك نملأه تسبيحاً و حباً و تسامحاً .اليوم متي صار يومك فإنه يحتسب من أيام الأبدية.يومك لن ينته أبداً هو موجود علي الدوام.يومك هو العمر كله.هو الرجاء كله.هو الأبدية.
 


445
هزيمة القرن و توابعها
Oliverكتبها
يسير بيننا الآن بعض من أذناب جماعة مهزومة.فئة تصورت وهماً أنها البطل.هزيمة يوليو للإخوان هي بالحق هزيمة القرن.
هي هزيمة للإخوان كما هي هزيمة لأوباما و سياسته المغذية للإرهاب.هي هزيمة لقطر الهزيلة سياسياً  كما هي هزيمة للمنتظرين غنيمة من يد الإخوان مثل حماس و سودان البشير.
هزيمة يونيو هزيمة القرن لأنها ستبقي الإخوان قرناً بأكمله سيكونون فيه بلا أنياب بلا  أموال.يتسولون من جديد من الصفر.
هزيمة الإخوان في مصر هي هزيمة للإخوان في تونس و في كل الدول العربية و في تركيا التي ستحصد مرارة من هذه الهزيمة.و التنظيم الدولي سيتحمل مشقة الهزيمة.
كانت أمريكا تتعشم أن يكون تنظيم الإخوان هو أداة بديلة تستخدمها في تنفيذ أهدافها في الهيمنة علي مناطق كثيرة في العالم. كان تنظيم الإخوان هو البديل الممكن و النسخة المروضة من تنظيم القاعدة.كانت الولايات المتحدة تخطط للسيطرة علي الشعوب و ليس علي الدول فكان التنظيم الديني هو وسيلتها لتنويم الشعوب تنويماً سياسياً حتي تبث في شرايينه ما تشاء من جينات تعمل فيه فتخرج بعدها شعوباً مهجنة لا خوف منها.ثم فوجئت بفساد خطتها و هزيمة أملها.و كما تبنت أمريكا مهمة القضاء علي تنظيم القاعدة الذي أنشأته فهي ستتبني بنفسها مهمة الإجهاز علي بقايا تنظيم الإخوان الدولي بعد هزيمته المدوية في معقله الرئيسي بمصر. سيتحلل هذا التنظيم في أمريكا سريعاً لأنها لن تسمح بإمتداده .حيث سيصبح التنظيم الدولي للإخوان قمة بلا قاعدة؟ تاج بلا مملكة.لذا ستقوم أمريكا كعادتها بالتخلص منه إذ صار عبئاً عليها و لم يعد من المنتظر أن تستفيد منه فيما بعد و إلي أطول أجل يمكنك أن تتخيله.
هزيمة الإخوان هي هزيمة القرن لأنها فقدت فرص التغذية بأفراد جدد هذه  الكفيلة بإبقاءها.فليس من المحتمل أن ينضم  أفراداً جدد إلي جماعة منبوذة مهزومة.هذه المعاناة في الحصول علي عضو جديد ستتفاقم يوماً بعد يوم.بمعني أن هذه الجماعة ستتآكل.لن يوجد فيها إحلال و لا تغذية.و هذه سنتحدث فيها بالتفصيل.
تجفيف المنابع
يخطئ من يظن أن الإخوان كانوا يأخونون مصر للتمسك بالحكم فحسب.لقد كانوا أيضاً يحاولون أن يضمنوا لجماعتهم عمراً طويلاً و أجيالاً متواصلة .الأمر أكبر من مجرد أخونة.هي سياسة تغيير تركيبة المجتمع المصري أو العبث في مكونات الشخصية المصرية.كما فعل حزب البعث في العراق. لو كان قد قدر لهذا الحكم أن يستمر فلم تكن تستطيع بسهولة أن تجد مصرياً واحداً خالصاً خالياً من تأثيرات الفكر الإخواني  الدموي الفاسد.هذا الفعل هو أخطر علي مصر من مجرد نشر أتباع للإخوان في المناصب المفصلية.من هنا علينا أن نواجه البذور التي زرعها الإخوان في التربة المصرية قبل أن تتجذر و يصبح إقتلاعها بالدم وحده.
لقد قضي الإخوان سنة في الحكم إستهلكوها في وضع بذورهم الحرام في المكون المصري الأصيل.ثم تفننوا في إلهاء الشعب في أزمات مفتعلة واضحة للجميع حتي يستغرقوا فيها سواء بالشكوي أو بالجدل أو بالتذمر أو بالتجاهل بينما كان الإخوان يضعون الجينات الإخوانية لتتغذي و تتكاثر في الشخصية المصرية حتي تبتلعها.ظلوا يفعلون هذا من اليوم الأول في الحكم حتي آخر خطاب لمرسي الذي أمر فيه أن يعين جماعة من شباب الإخوان حول كل محافظ من إياهم و يكون ذلك علي حساب العاملين الذين يتجرأون علي معارضة هذه البذار الحرام.و أمر بفصلهم فوراً في مدة أسبوع واحد.بدون تحقيق أو قانون.إنها لعبة الجينات المدمرة.
البنية التحتية للإخوان
أمثلة للبذار المطلوب القضاء عليها مبكراً:
تم تعيين طلبة بكليات الشرطة و كليات الحربية و معاهد الشرطة و المعاهد الفنية العسكرية دون التقيد بالقواعد المعمول بها.هذه الدفعات هي بذار إخوانية مدسوسة في تلك الأجهزة لكي تنفذ خطة تغلغل الإخوان في شرايين الدولة الرئيسية.
تم تعيين مديري مراكز شباب إخوانية هؤلاء كان و سيبقي دورهم هو تدريب ميليشيات إخوانية و إستغلال هذه المراكز في تجنيد عناصر جديدة تنضم للإخوان.هؤلاء المديرين بذار حرام.
تم تجنيد قيادات شرطية و إعلامية لكي يكونوا عيوناً للإخوان في تلك الأجهزة,صحيح أنه تم تغيير مدير المخابرات العامة و بعض مديري الأمن مثل حسن عبد الرحمن.لكن هناك بالتأكيد رتب أقل درجة من المديرين تم شراءهم و ينبغي أن نكتشفهم بسرعة لأنهم ضد مصر الأصيلة النقية.
في القضاء تم شراء ذمم كثيرة.و لعل بجاتو و طلعت عبد الحميد و الأخوين مكي.و الغرياني نماذج فجة لهؤلاء المطلوب إيداعهم أقفاص التاريخ المحكمة.
في الرياضة لاعبون تم شراءهم و هم فئة لا ثقافة لديهم لكن لديهم جماهيرية يمكن إستخدامها كسلاح مدمر مثل لاعبي الأهلي أبو تريكة و عبد الحفيظ و سيد معوض.و لعل منتخب الساجدين ينبغي أن يعود ليصبح منتخب مصر فحسب.
في الجامعات توجد قيادات مدمرة لمدنية الدولة.في المجالس المحلية أيضاً.في وزارات التموين و الإعلام .هذا الفيروس المنتشر يتطلب كشفه و القضاء عليه.
حزب النور ليس إلا وجهاً آخر للإخوان.لا تأمنوا له.
القضاء علي البنية التحتية للإخوان أهم من القضاء علي جماعة الإخوان نفسها.
أنظر و أتأمل
لي عينان لا تدركانك.أبصر و أندهش.لي زمان أراقبك و أنت فوق فهمي.أراك تجمع القطع الصغيرة.أنا واثق أن الصورة ستكتمل لكنني لا أعرف ماذا ستكون.إنما أنا واثق أنك تصنع التاريخ.واثق أنه لا شيء يحدث بدونك.لا شيء خارج خطتك المخلصة للبشر.أراك كأنما ترسم لنا أفقاً.ترسم أرضاً ثابتة يقف عليها من يدعو بإسمك.أراك تغير الطبيعة لتتلائم مع النظرة السماوية.تغير اللغة لكي نفهم ما هو بعد التاريخ .تغير الأشخاص لكي تزيل أمام طالبيك كل العوائق.أراك تفعل و اسأل و ماذا بعد؟
هل تحفر بركة سلوام من النيل إلي الهيكل.فتنفتح أعين السائرين بين دروب سيناء.هل رتبت نوراً للغارقين في الظلمة و نويت أن تنتشلهم.هل رتبت أيادي المنقذين.هل حددت الأسماء.هل سنعرفها اليوم أم غداً أم ليس بعد؟
أسمع حفيف أجنحة الطيور تخفق كالعابرين في البحر الأحمر.إلي أين يذهبون و من أين يأتون؟ أسمع صوت ترنيمات لم أألفها .لأناس لم أرهم من قبل يترنمون.من هؤلاء و من أين أتوا؟ هل سيأتِ آخرون بعدهم أم ماذا؟ هل سيبقي البحر منشقاً لأجلهم و هل سيبقي عمود السحاب في بلادنا؟ أما زالت تنتظرنا الوعود أم ليس بعد؟
القبور تتفتح.و تظل تتفتح.الخارجون منها ليسوا كالأموات.السائرون يشقون ضوء الفجر.يصنعون من أشعة الشمس أوسمة.من ومضات النجوم تيجان.أبيضُ قلب هذه الأوطان من يعرفها.الغارقون في سر أسرار الليل يبشرون بالنهار.و أنا أتعجب من قوتهم.لماذا تستعصي عليَ ايها الفهم.أين لي بحكمة يا روح الله .اسير أنا كمقنعة بين القطعان.متي أنعم بالحرية.ألم يحن الوقت بعد؟
ها هي الأركان توضع.الأسوار توشك علي التمام.الحدود أُثبتت.أنت تدافع عن الضعفاء في المدينة.المسكين في القرية ينتظرك.يا من تتجول قبل الصبح و بعد الصبح.تصنع من الجافي حلاوة.إني أنتظرك.أراقب لعلي أفهم.أدقق لعلي أبصر.كتبت و كأنني لم أكتب لكنك تفهم ما كتبت و ما لم أكتب.َقِرب السفر و لا تغلقه فعيني كليلة.
أريتني الأرامل النائحات بجوار أسوار متهدمة تتساقط دموعهن كمن يفقد روحه. فهل أري أيضاً السيدات الجالسات علي عروشهن.هل تجدد عمر الشعوب.و تبني أسوارها بغير ندم.
الخبز اليابس و الثوب المتهرئ من طول السفر هل يصبح له عندك نصيب و يأخذ منك وعداً بالتجديد.لقد أقسم يشوع للبائسين بالزيف ألا يضرهم و أنفذ قسمه فهل تقسم أنت للبائسين بالحقيقة كي تحييهم و تنفذ خلاصك.
أوصي عليك أطياب الناردين.أوصي عليك نسمات جبل الزيتون .أوصي عليك قطعان موسي.أوصي عليك شموس النهار.لا تتأخر عليَ لأن النير قد حز عنقي.تأففت حتي من كل جلدي....سآخذ حتماً ثياب الوصية و أستتر بيد السامري الأمين.أعود أنظر و أتأمل .


446
مصر عادت شمسك الذهب
Oliverكتبها
مصر أعظم ما فينا.لذلك تستحق كل ما هو عظيم.نهنئ بعضنا بعضاً.تزغرد النساء كمن يحتفل بعرس إبنه.ترقص الأطفال في عرس مصر.تدمع الأعين و ترتفع الأكف لله شكراً.كنا ممتلئون غيظاً و ضجراً علي ما يحدث .كنا نستيقظ علي يوم جديد و نحن نتوقع إنحداراً جديداً أو كارثة جديدة تسوق مصر كالذبيح إلي القرون الوسطي.
أما اليوم فهو مختلف.فيه رجاء.فيه بسمات أمل كثيرة.فيه إطمئنان بأن مصر في أيدي رجال شرفاء تطمئن لهم  القلوب.لا نتوقع منهم مؤامرات علينا.بل نتكاتف معهم لنزيل التشوهات من كل جسد مصر في كل المجالات.مصر عادت شمسك الذهب .
هل إنتهت الثورة؟
بالقطع لا... لقد حققت الثورة هدفها لكن المباراة لم تنته بعد.سيطرت الثورة علي الخصم.حققت الأهداف.لكن هناك خصوم أخر لا تصلح المظاهرات وحدها لهزيمته.لدينا دولة كبري كانت قد تعاقدت مع الجاسوس الإخواني مرسي لكي يمكنها من تقسيم مصر في عهده و بمساعدته و بقرارات منه.و ها هي أمريكا تخسر عميلها الأول في مصر فهل تسكت؟ بالقطع لن تسكت لكنها أيضاً لن تستطع أن تتجاهل الشعب في مصر.
يقول ألم يكفي أمريكا و لديها ألف موظف مخابراتي في مصر لكي ينقل لأدارتها أن الشعب المصري هو الذي أسقط النظام و أنه ليس إنقلاباً عسكرياً كما تسميه الإدارة الأمريكية؟
نعم يا عزيزي أمريكا تعلم أنه ليس إنقلاباً .لكنها تنتحب علي صيد ثمين كان في يدها بمنتهي الإستسلام ثم فجأة وجدته محاصراً في قفص.و خسرت صيدها و لم تعد مصر للبيع لمن يدفع للجماعة.عادت مصر أعلي من كل الأثمان و أرفع من كل الكنوز.و ضاعت علي أمريكا فرصة عمرها التي لن تتكرر و لو بعد مئات السنين.ضاع مرسي و جماعته الخائنة و ضاعت مصر من يد أمريكا فهذا الذي تراه هو لوعة الخسارة.مرة أخري تفعلها القوات المسلحة الباسلة.تضع ساعة الصفر دون أن يستطيع أحد أن يعرفها رغم أن الثورة كانت مذاعة علي البث المباشر.خدعتها قواتنا المسلحة فلم تستطع أمريكا أن تحمي عميلها الساكن في الإتحادية.و دقت ساعة الصفر بعد أن تم التحكم في كل طرق و شرايين مصر في ثلاث ساعات .في ثلاث ساعات كانت القوات المسلحة تتحكم في مداخل 4673 قرية في 29 محافظة و كل الطرق الكبري و الرئيسية في كل أرجاء مصر و كل المطارات ال29 في كل مصر
كل الكباري كل الممرات الملاحية كل الموانئ البرية و البحرية و الجوية.كل الحدود.
فوق هذا كله سبق الأمر تحرير رفح التي ما كانت مصرية.و تم غلق الأنفاق تمهيدها لدكها الذي بدأ حالياً.و تم تأمين سيناء التي لم تتحكم فيها إدارة مصرية منذ عام 2011.
لقد كان القيام بعمل واسع النطاق كهذا العمل العظيم يستلزم الكثير من التدريب و التخطيط و الجهد و فوق هذا كله يلزمه التمويه و الخداع لأن أعداء الوطن كانوا يسكنون قصر الرئاسة .لقد كانت ملحمة عسكرية بارعة.و نجحت في خداع خصومها في الداخل و الخارج.
لقد كان التمهيد لإعلان إسقاط الإخوان أصعب من حرب أكتوبر بمراحل.و كما كان نصر أكتوبر مخيباً لأعداء مصر كان نصر يوليو له نفس النتيجة علي أعداء مصر.
أمريكا تعلم أنه ليس إنقلاباً.لقد كانت حرباً بكل مفاهيمها .حرباً قضي فيها علي عملاء خونة كانوا سعاة بريد للسفيرة الأمريكية.و لاعقي أحذية للإدارة الأمريكية.فهل تتوقع أن أمريكا يسهل عليها الإعتراف بهزيمتها مخابراتياً بهذه السرعة؟ لا يمكن لعاقل أن يتوقع هذا.سوف تماطل و تماطل و تماطل ثم ترضي بالأمر الواقع بعد مساومات و موائمات.مصر مقبلة علي معركة سياسية مع أمريكا.
ماذا يحدث الآن؟
1- تحدث ضربة تاريخية تصيب البنيان الرئيسي للجماعة :
كانت خطة الإخوان أن يقوموا بعملية كبيرة لتعويض سقوطهم المدوي في سوريا بعد معركة القصير هناك.لكن الضربات توالت من أخبار سيئة للإخوان قادمة من تركيا.فإذا بالإخوان يتساءلون كيف سقط هؤلاء رغم كمية الدعم المتاحة لهم.و فيما هم ينهارون ايدلوجياً إذا بهم يتفاجئون بضربة الشعب المصري و جيشه العظيم الذي قضي علي سرايينهم الإرهابية بتفاصيل سوف يأتي سردها في نقاط تالية.النتيجة الواضحة لنا أن الإخوان فقدوا أكبر قلعة لهم هي في أفريقيا أي  مصر و أكبر قلعة لهم في أوروبا أي تركيا.و سيعودوا شراذم مهمشة مزعجة في كثير من الدول لكنهم لن يصلوا إلي الحكم في أي دولة.

1-   2- تحدث حرب مخابراتية و يتم تنفيذ خطط بديلة.هل سمعتم كلمة نفير التي قالها بديع؟ هذه كلمة سر الإخوان لتنفيذ الخطط البديلة و التي تشمل :
- حرق المستندات التي تدين الإخوان ( لم يتمكنوا من ذلك لسرعة ضبط هذه المستندات في قصر الرئاسة و مكتب هشام قنديل و مقر الإرشاد في المقطم و غيرها)كذلك كان القبض علي الرؤوس المدمرة للإخوان أي بديع و الشاطر و أبو إسماعيل هي ضربة أفقدتهم توازنهم فوراً.
- بدء حرب شوارع لإلهاء الجيش و إظهار الثورة أنها حرب أهلية و ليست مطلباً شعبياً متفق عليه.بدأت هذه الحرب قرب جامعة القاهرة في بين السراياتفما كان من القوات المسلحة إلا أنها أرسلت فرقة 777 قتال و هذه الفرقة هي فرقة الأشباح. لا تتفاهم و لا تقبض علي أحد.هي تسحق خصمها بسهولة و تصرعه بضربة واحدة مهما كان مسلحاً و تمضي في طريقها كأنه لم يحدث شيء.تحتاج عشر دقائق للسيطرة علي مدينة بأكملها.هذه أعظم قوة بشرية في القوات المسلحة و هي مدربة تدريباً فائقاً للغاية و مكلفة جداً.و إرسالها أدي إلي مصرع جميع أعضاء الإخوان الذين كانوا يحملون الأسلحة.تم هذا في أربع دقائق فقط بقوة 777 .و كان هذا إنذاراً شديد اللهجة للإخوان أسكتهم في بقية المحافظات  .هذا هو السبب الأقوي الذي منع حدوث حرب شوارع.و سحبت الإخوان عناصرها بعدها إلا من كان يعمل بدوافع شخصية من نفسه و تم التعامل مع هؤلاء بسهولة بواسطة قوات الداخلية و خصوصاً فرقة مكافحة الإرهاب .و هذا لن يمنع من محاولات خسيسة من الإخوان للقيام بأي أعمال شغب و عنف يستغلونها في تصدير الأمر علي أنه إقتتال داخلي و لن يهدأ لهم بال إلا بعد أن ينجزوا من وجهة نظرهم عملاً عدائياً يخلف عدداً كبيراً من القتلي لكن هذا المشهد سيضع نهايتهم علي أرض الواقع.و سيتم إبادتهم من الحياة السياسية برمتها.
- بدء حملة دعائية لتقديم الثورة للعالم علي أنها إنقلاب عسكري و هذه أيضاً تم إجهاضها بالسيطرة علي جميع القنوات الإخوانية الفضائية.و إيقاف البث للجزيرة مباشر .ففشلت هذه الخطوة .قام بعدها عصام الحداد بالولولة لسيده الأمريكي بنداءات من خلال قناة بي بي سي العربية التي هي مخابراتية بريطانية أن أرسلوا لنا قوات دولية نحن في خطر و مصر في حرب أهلية.و تم التعامل مع هذه النداءات بطريقة سريعة و ذكية ببيانات من شخصيات مسموعة دولياً كالبرادعي و البابا تواضروس و آخرين.و هذه النقطة بالذات تحتاج إلي مزيد من الجهود الكفيلة بتقديم رؤية صحيحة للرأي العام في دول مؤثرة أربعة  هي ألمانيا و فرنسا و إنجلترا مع أمريكا طبعاً
- إذ يتم الآن تشفير بعض رسائل من أفراد كامنة.من ضمنها أيمن نور و ابو ماضي إلي قيادة الجماعة الدولية في واشنطن لبدء حرب سياسية مضادة.هذه الإتصالات تحتاج إلي تعيين سفراء ذوي كفاءات خاصة في الدول المستهدفة في البند 3 هنا.كذلك تعيين وزير خارجية له علاقات سابقة علي تعيينه مع أمريكا.و بدء سياسة إرسال وفود ترسم الصورة بوضوح في هذه الدول.وفود رسمية و وفود شعبية.أحزاب سياسية و شخصيات عامة.العمل المقبل مضني لن يستطيع وزير خارجية مهما كانت كفاءته أن ينجزه بمفرده.
المطلوب من كل مصري ألا يترك الجيش يحارب في المعتركات السياسية فهو غير مؤهل لها.لقد قام الجيش و ثائده السيسي بعمله خير قيام و هو بطل تاريخي سيذكره التاريخ.ينبغي أن نسند الجيش .نقدم ما صنعه لجميع الجهات الدولية علي أنه تلبية لمطالب شعبه بإزاحة نظام خائن مستبد عميل.مطلوب أن نصبر علي وطننا كي يسترد وعيه .يكفينا أنه يسير علي الدرب الصحيح.لكن النتائج الملموسة لن تحدث بنفس سرعة إسقاط النظام.
مطلوب أن نستوعب الإخوان السلميين كرفقاء و مواطنين لهم نفس ما لنا من حقوق و عليهم ما علينا من واجبات.أليس هذا ما كنا نطالب به قبل الثورة لأنفسنا؟
مطلوب أن يتحرك كل أصحاب رؤوس الأموال إلي مصر يستثمرها هناك مطمئناً علي نفسه و علي ماله.
مطلوب أن يعود كل منا بكل نشاط إلي ميدانه يبذل و ينتج لتستعيد مصر عافيتها.
مطلوب أن نضع فرقاً بين المعرفة الوطنية التي بالتأكيد تسكننا جميعاً و المعرفة السياسية و لها معاييرها و دهاليزها التي لا يعرفها الجميع فلنتركها ليقوم بها أهلها وحدهم. لا يدعي غير المتخصص أنه يفهمها.لعبة السياسة هي حرب معلومات و مخابرات و أموال و سلاح و توازنات. الأمر جد معقد في السياسة بشأن مصر.نحن نحتاج إلي أن نبني سياسة من الصفر في الوقت الذي كان يجب فيه أن نقود القارة بأكملها.الوطنية شيء و السياسة أمر آخر .
صلاة الثورة
ها هي يدك يا الله تصنع العجائب.تقدسوا تقدسوا كان نداءك لكي تنزل وسط شعبك .تجتاز في مصر فتقيمها من موتها.هو أنت يا الله الذي أنصت لنداء الملايين.كان كل واحد يتكلم بلغته و أنت سمعت الجميع.حتي الذين لا يعرفون كيف يطلبونك أنت إستجبت لهم.
أنت يا الله صنعت هذا اليوم لنفرح و نبتهج فيه في مصر.أنت الذي في الشدائد تقف منقذاً.في الضيقات تظهر مخلصاً.في الأوجاع تنزل معزياً.أنت الشمس الساطعة حين تكون الغيمة أقوي من طاقتنا.أنت سمحت لشعبك أن يذوق التَرك لحيظة لكي يعرف معني الإلتصاق بك إلي الأبد.
يا إلهي أإلي هذا الحد تحب مصر.أإلي هذا الإتساع  تحتضنها في ضيقتها.تستجب سريعاً ؟ما أعجبك.لم تتأخر علينا.لنا الحق أن نفتخر بك.نفتخر بحبك لهذا الشعب و هذا الوطن.نقولها بثقة أن إلهنا يحب بلدنا مصر .
أيها الرب العظيم بصماتك في هذه الفرحة واضحة لكل ذي عين.يدك إمتدت أمام الجميع.اليوم أخذنا منك شهادة حية بأنك تحب مصر و شعبها.اليوم تأتي إلي مصر ليس هارباً من هيرودس بل مخلصاً لها من أعداء شعبك فيها.ستظل هذه الصفحة مزموراً نرنمه.ستظل هذه الأيام شهادة حية تفتخر بك.سيبقي هذا التاريخ صفحة مضيئة تروي عجائبك.حين مددت يدك لم نجد خطئاً أو تقصيراً.أنت ألهبت الجميع فإتحدوا علي طلب الحرية بك و منك. أنت الذي وضع الحكمة في قلوب رؤساء شعبك فتكلموا بلغة واحدة.أنت جمعت الفرقاء.أنت أنهضت الشباب.أنت شجعت الثكالي و الضعفاء.
أنت ثورتنا الحقيقية ضد كل ما هو ظلم و ما هو خطية.بك نفتخر و نحب و ننمو.أنت بدأت معنا أنت تكمل.و ما دمت مع مصر فحتماً ستجعلها فخر الأمم.نحن ننتظر لها مجداً منك.إصنع اليوم   عجائب و غير قلبها فتجري وراءك.مصر تسقط قشورها و تبصرك.قل لها كلمة.قل لها سلاماً.قل لها أنا هو الرب شافيكِ.يا من زلزل قصورها نؤمن أنك تهز قلوب الغافلين فتقوم مصر بثورة روحية.تنفتح علي حبك.تنصاع لشخصك.تأتمر بأمرك.فتكون مصر شعبك.



447
الكارت الأحمر و ثورة علي الهواء مباشرة
Oliver كتبها

الأحداث تتصاعد بسرعة أسرع من قلم أي كاتب و أسرع من تفكير أي محلل.نحن نلهث وراء الأحداث. أصبحت الكتابة اليوم أشبه بالتعليق علي مباراة تحدث أمامك و تشاهدها.فهذه بإختصار أول ثورة منقولة علي الهواء مباشرة.اللاعبون أمامك.و الهدف واضح.ها هي المباراة تبدأ بلا حكم.فالقانون في أجازة.نسمع عن أحداث شغب.الشرطة مستهلكة في أحداث فرعية.فالخصم يريد أن يلهي الشرطة لكي ينقض علي المعارضة.لهذا نسمع عن سيارة ممتلئة بالأسلحة تدخل من سيناء و القبض علي فلسطيني بالقاهرة و أخبار عن دخول 300 حمساوي من الأنفاق و أخبار عن ضبط زي شرطة و بطاقات رقم قومي مزيفة.الإخوان خصم غير شريف.يضربون في الظلام.يريدون للشرطة أن تنهمك في أمور خارج الملعب الرئيسي لكي تتفرغ الإخوان بأساليبها غير الشرعية في الملعب .
تتقدم المعارضة بهدف.أحرزته بتوحدها رغم محاولات تقسيمها منذ أسبوعين.يشن الإخوان هجوماً  بمظاهرة تحت إسم مناصرة سوريا.تفشل الهجمة و تخرج التصويبة بعيداً عن الهدف.
الحكم يفضح لعبة مناصرة سوريا و يعلن أن النقطة تم سحبها من الإخوان لأنها لم تحرز هدفها من هذه المناصرة. الحكم يصدر بياناً للفريقين لكي يتواصلا و يجدا حلاً لهذا الجيم المعقد ماذا و إلا؟؟المشاهدون يتهكمون .بوتين رئيس روسيا يسخر من مرسي .أحدي مذيعات سوريا مسحت بكرامة مرسي الأرض. آن باترسون تصفق وحدها وسط ذهول المشاهدين.يخرج مشاهد من الصندوق الدولي معلناً إنسحابه من المشهد.تشيعه لعنات فرقة المشاغبين حجازي و الزمر و خميس وعاصم و أذنابهم.
تطلب المعارضة أن يبدأ الجيم من أوله.بينما يتحصن مرسي في منطقة الصندوق.يرفض مرسي أن يعيد ضربة البداية.الشعب يزأر و مرسي يعترض لأن فودة و عاشور و واحد في المعادي يجلسون بين الجماهير.يطلب مرسي إستبعاد الجماهير من الملعب.ترفض المعارضة طلب مرسي.الشعب يزأر و يسخر من مرسي و فريقه.
الفريقان يقفا في دائرة السنتر و الحكم يطلق تحذيره لكليهما.إبتعدوا عن اللعب السلبي .يعاود الفريقان اللعب.
مرسي أطاح بالكرة بعيداً.ذهبت حتي إلي الإمارات. ذهب  بها أبعد مما تحتمل إمكاناته.ذهب بالكرة إلي باترسون فردتها له قائلة لا يمكن أن أقبل اللعب في صفك إذا إستمر الشعب حاضراً في المشهد.فإتجه مرسي صوب جمهوره في قاعة المؤتمرات متسائلاً .ما رأيكم؟ هل شفيق مع الثورة.صاح جمهوره لا لا.ضحك جمهور المعارضة من حوار مرسي الخيالي.كان الرد سريعاً عند وزارة الدفاع.هتف المحتجون للحكم بأن ينصفهم.
 
الحَكَم ينتظر إنتهاء المهلة.المشاهدون يمتنعون عن الحلم.يصممون علي الإنجاز قبل أن يصبح خيالاً .
يطلق الحكم صفارته من أجل هدنة بين الشوطين.
 الإتحاد الدولي للإخوان و هو الكوتش الحقيقي لهم ومقره واشنطن يأمر المدرب المحلي بأن يقوم بتغيير بعض اللاعبين حفاظاً علي سلامتهم في المباريات القادمة ( سيشترك فريق الإخوان في دورة الخاصة تضم مالي و الصومال و أفغانستان و باكستان و غزة)
فيما بين الشوطين تم إحلال قيادات الصف الأول جميعهم بقيادات شابة في الميدان.و قام المدرب الشاطر بسحب بديع و العريان و حجازي و بقية اللاعبين الرئيسيين  من الملعب.و الدفع بشباب الإخوان للمظاهرات كوقود .و رغم أن حزب الوسط لم يتم تسجيله رسمياً في نادي الإخوان إلا أنه تم الدفع به إلي الملعب ليلعب بإسم الإخوان في بورسعيد فألقي أحد لاعبيه قنبلة وسط المتفرجين أدت إلي مقتل أحدهم.مما أدي إلي حرق مقر حزب الوسط في بورسعيد و أصبح ملعب بورسعيد خالياً من الإخوان سواء اللاعبين الأصليين أو الإحتياطيين.
بدأ الشوط الثاني و بدا الإجهاد علي فريق الإخوان .كانوا دائماً يتمارضون و يتساقطون واحداً تلو الآخر.سقط محافظ.ثم سقط وزيران فشلا في إن يجلسا علي كرسيهما.هذا إعلام و ذاك ثقافة.فإضطرت لاعبو الإخوان للنظر إلي المدرجات فلم يجدوا سوي باترسون تلوح لهم أن يتشجعوا.بينما كان صوت جون كيري وزير خارجية أمريكا  يصلهم من بعيد و يبدد إطمئنانهم لباترسون السفيرة.فهذه تصفق لهم و ذاك يحذرهم .   صاح المذيع بعلو صوته. تاه اللاعبون في الملعب .فإنبري مرسي يهدد كل المذيعين و يشهر بإثنين من أصحاب القنوات الفضائية.بهجت و الأمين.
نظر شباب تمرد عجز اللاعبين جميعهم معارضة و إخوان.فقاموا للتسخين.هنا وجدت المعارضة طوق النجاة.أصبح كل عضو من جبهة الإنقاذ ينتظر أن يلمحه أحد أفراد تمرد لكي يطلب منه أن يحل محله.بدا واضحاً أن المعارضة وإن كانت مؤثرة لكن نفسها قصير و المستقبل حتماً للشباب.
سجلت تمرد أول أهدافها و كسبت الشرطة.خصوصاً بعد أن قام حمساوي إخواني يدعي ممتاز دغمش  بقتل أبو شقرة في سيناء. فتخلت الشرطة عن حيادها و أصبحت لأول مرة في فريق المعارضة.
لاحظ الحكم تحركات مريبة لعصابات مسلحة و شخصيات زائفة فأمر الأمن العسكري للتصدي لها و تم القبض علي حمساويين و إخراجهم من الملعب و أستؤنفت المباراة.
 
باقي من الزمن دقائق و الهزيمة قادمة لا محالة لفريق الإخوان و المثير أن الخاسر سيعود إلي دوري الظلام.علي أية حال فليعد الإخوان إلي أنفسهم إن أمكن و إلا فليذهبوا بعيداً جداً إلي حيث لا نراهم .
 
رأي الحكم أحد أفراد الإخوان يخفي شيئاً من خلف ظهره فإستدار و طرحه أرضاً.هذه أول مباراة يصبح فيها الحكم خصماً للرئاسة. قرر الحكم أن يحرس المرمي .القوات المسلحة نزلت الشوارع بدون تعليمات من الرئاسة.هذا الرئيس الذي نوي أن يقيل الحكم السيسي كان جزاءه هذه الضربة الأمنية.الغريب أن الحكم ليس هو من رفع الكارت الأحمر بل الذين كنا نظنهم مجرد متفرجون.... لم يعودوا متفرجون بل أصبحوا أصحاب القرار لذا رفعوا الكارت الأحمر.... كان الجميع يحمل كارتاً أحمر أحمر أحمر. كان الإخوان يستهينون بفريق تمرد و يحتقرون اللعب معه.فإذا بالفريق المغمور يتمرد علي كل شيء و يتحدي كل التوقعات و يفوز بالكأس و يخطف النصر و يخطف معه قلوب كل المصريين. و يترك خلفه خصماً لم يكن شريفاً.
صار كل شيء أحمر.الميادين و الشوارع.الأحمر يغمر مصر.إنه لون الخلاص.مبارك شعبي مصر هذا نصيبكم.
الخلاص في مصر
هنا صلب ربنا.هنا في مصر.بدأ صنع الخشبة.بدأ الظلم هنا أيضاً.بدأت العبودية من هنا.و من هنا خرج صوت الحق.من هنا إرتفع صوت موسي. هنا وجد فرعون نداً له. هنا حيث ذاق فرعون ضربات الله الذي شاء أن ينقذ شعبه.
في مصر تمتلئ القلوب بخبرة عشرة الله.في مصر تنسكب القلوب تذللاً.ترتفع الأكف بالضراعة.في مصر يسطر المصريون تاريخاً في كتاب المحبة.يسجلون فصولاً في كتب القداسة.يزرعون البراري بالدموع.يحصدون في المغاير بالإبتهاج.صوت ترنيمات الله تملأ الأراضي الخاوية.
مصر أضحت قبلة للمحبين.يأتيها الباحثون عن معرفة الروح.السقماء يطلبون من مصر الدواء.مصر ينبوع حب مثل سيدها.طوبي لشعب أحبه الرب و باركه.طوبي لشعب أسس له كنيسة بنفسه.طوبي لأرض داسها السيد و أطعمته.طوبي لنهرها الذي إرتوي منه الطفل يسوع.مصر ليست متروكة بل هي مدللة عند سيدها.غمرها بالقديسين.كللها بظهورات عجيبة لأمه.ليست مصر كبقية البلدان.في مصر شيء لا يمكن وصفه في هذه البقعة المباركة.كأنما هي تاج للبدان.كأنما هي في مقدمة موكب.في مصر بركة لا يمكن وصفها.فيها يد الله.فيها عمل النعمة.هذا هو نتاج عمل الله في البلدان.كل من يتكل علي الرب ينقذه.لا يدع التجربة تفوق طاقة الشعب.هو    ينزل و يخلص.هذا عمله و مشيئته و محبته

448
المنبر الحر / خريطة 30 يونيو
« في: 23:43 20/06/2013  »
خريطة 30 يونيو
Oliver كتبها
- هذه هي خريطة 30 يونيو .نقطة الإنطلاق هي الشعب و نقطة الوصول هي رئيس جديد  .
- 30 يونيو ستكون بداية تصحيح لثورات الربيع الحقيقية في كل البلاد التي سرقها الإخوان.
- سفيرة الولايات المتحدة تدافع عن نفسها و سياستها  في ثوب إخواني.و   ستسقط مع الإخوان.أخشي أن تكون هي من تمول الطرف  الثالث.
- لا يوجد رئيس في التاريخ وقفت ضده  كل مؤسساته مثل هذا المرسي الرئيس  الغريب عن مصر.
- إجتمع مرسي مع خصميه الشيخ الطيب و البابا تواضروس.فكانت فرصة ذهبية لهما لرد الإعتبار.لهذا خرج الخصمان و صرحا بعكس ما طلب منهما مرسي تماماً.أرادوا عزل الطيب و إعتدوا علي الكاتدرائية فكان رد الصفعة مجرد تصريح مقتضب من القيادتين.إنزلوا المظاهرات أنتم أحرار.
- الجيش منع حماس من الدخول لإعانة مرسي وقت المظاهرات فإستعان بالقتلة صفوت حجازي و عاصم و عبد المقصود و أمثالهم و أمدهم بالميكروفونات..
- شفيق قد يعود وقت المظاهرات.
- الإخوان يهربون.لكن الجيش سيقف ضد هروب قياداته .
- الشعب لن يطالب بإنتخابات رئاسية يوم 30 يونيو لكنه سيطالب بالتنحي يوم 1 يوليو.
- بعض الإخوان يسرقون الأكونت الخاص بالكهنة و الأساقفة علي الفيس بوك و ينشرون تنبيهاتهم للشعب بعدم النزول للمظاهرات فلا تصدقوا الأكونتات المزيفة.
- حيث أن الإخوان كاذبون فأنا أتوقع أنه لن توجد أفرادهم في الميادين الهامة بل سيوجد بعض أفرادهم البلطجية خلف الكاميرات فقط يهيجون البسطاء.
- حركة تمرد نجحت في إيقاظ التمرد في قلوب المصريين و توجيهه و تنظيم مساره.لقد أصبح التمرد حالة و ليس حركة.
- ثورة 30 يونيو نجحت قبل أن تبدأ .نجحت في تجميع القوي حول هدف واضح.نجحت في تكويين  ثورة مصرية  بغير هلال أو صليب.نجحت في توحيد رؤية الأزهر و الكنيسة.نجحت في أن تجمع قيادات الإنقاذ خلفهم و نجحت في لم شملهم بعد أن كاد لقاء عمرو موسي و الشاطر أن يشق الصفوف.نجحت في مصالحة الشرطة مع الشعب. الأهم من ذلك أنها نجحت في بث الرعب في قلب النظام و أعوانه .هذه نجاحات و مؤشرات مبدئية إيجابية لنجاح التمرد.
- كان خالد سعيد شخصية مختلف عليها قادت إلي ثورة.و اليوم أبو شقرة شخصية جديدة تؤجج الثورة الجديدة و تجمع الشرطة في صف الشعب لأول مرة منذ عشرات السنين.
- يعقب الثورات تبديل مواقع.لذا سيعود الهاربون الآن إلي مضمار السياسة و سيهرب المسئولون و المنتفعون إلي الخارج و سيكون الشاطر هو رمانة ميزان النظام .إذا سقط في يد الثورة فسينتهي النظام سريعاً.
- أبو شقرة ضحية الإخوان.كان مسئولاً عن حماية كبار الشخصيات فهل أتاح له موقعه معرفة أسرار تجعله خطراً علي الإخوان؟ الثورة ستكشف المزيد عنه و عن المختطفين في سيناء و عن رشاوي دفعت و خطط وضعت من الإخوان لإسقاط مصر و أمنها و بيعها للإنتهازيين .
- المتحولون سيصابون بخيبة أمل .الثورات لا تضحي بأصحاب المبادئ.
- الكنيسة تسير بحكمة حتي الآن.نرجو إبعاد الأساقفة عن الميكروفونات وقت الثورة.
- بقاء مرسي يهدد مستقبل مصر.و بقاء الشعب في الثورة يعيد لمصر مستقبلها.
- ماذا يحدث  لو قامت مصر بعمل إتحاد تكاملي بينها و بين دول حوض النيل؟ أليس هذا حلاً.بدلاً من إعلان الحرب علي الجميع في الخارج  في أفريقيا و في آسيا(سوريا) ثم الحرب علي الداخل أيضاً.العجيب أنه حتي المواطن المصري صار مستهدفاً من الرئاسة....يا للعجب.
-الشعب وقف بجانب المثقفين في أزمتهم مع وزير الثقافة.فهل سيقف المثقفون مع الشعب في أزمتهم مع مرسي أم يبحث كل واحد علي موطئ قدم علي الشاشة؟
- روجوا كلاماً عن الطرف الثالث .الآن علمنا من هو هذا الطرف.بعد ثورة 30 يونيو سنعرف الطرف الثالث بالأسماء.و سينذهل الناس حين يعرفون أن بعض الأسماء ممن ظنوهم أصدقاء و حلفاء ثورة يناير كانوا الطرف الثالث.
- يولد الفن من رحم الثورات.تولد العبقرية من رحم الضرورات.الشعب يكتب التاريخ.و الأذكياء يقرأونه بعبقريه.الريشة تتلون بلون الثورات.القصائد تتشكل بأشكال الثورات.الأفلام كالأقلام صناعة ثورية.الثورات هي القوة الوحيدة القادرة علي إقتلاع الأقنعة من وجوه المتلونين.هي تضع  لنفسها مفرداتها.و تعلم جيلها قاموسه الخاص.الثورة يصنعها الشعب لكي تصنعه.الشعوب نتاج الثورات.الثورات نتاج الشعوب.أنت إبن جيلك.جيلك إبن ثورته.فقم و إجعل من نفسك إبناً شرعياً للثورة.
- التوبة ثورة علي الخطية.العلم ثورة علي الجهل.الفن ثورة علي التبلد.الحب ثورة علي الأنانية.الأدب ثورة علي عقم الفكر.الضحكة ثورة علي الكآبة.الوفاء ثورة علي الجحود.مصر تستحق كل هذه الثورات.
 
يسوع من أحببت وطنك
يا من وطنك هو السماء.حيث لا حدود.ساكن النور.كل المجد يسكن معك.أنت تملكه في ذاتك.لكنك قبلت أن تأتي إلي الأرض.حيث كنت قد حددت لنفسك أرضاً حسب النبوات.تبدأ خلاصك منها.ثم تنتشر إلي أقصي الأرض.لكي تصير كل الأرض لك .كلها موطئ قدميك.
جئت إلي إسرائيل.أحببتها منذ نشأتها؟أحببتها و هي بعد غلاماً.كأنك أحببتها عبر التاريخ.أنت مهدتها لكي تكون لشعبك أرضاً للموعد.أرضاً تقابلك فيه.أرضاً تختبر فيه محبتك.كانت إسرائيل سماءاً أولي روحية.لكن شعبك لم يدرك هذا.
أنت يا من أحببت وطنك.و خضعت لقوانينه. إكتتبت في اليهودية. و هربت إلي مصر حين بدأ إضطهادك مبكراً.ثم عدت  لتبدأ رسالتك لأجل خراف بيت إسرائيل الضالة. و دفعت الجزية مختاراً.و طلبت أن يعط الشعب ما لقيصر لقيصر.
أنت يا من أحببت وطنك.و أخذت تلاميذك في ربوعه.علمتهم أن ينظروا إلي حقوله و يحفظوا موسام الحصاد.علمتهم أن يتعرفوا علي شواطئه و يعرفوا أين يكمن الصيد.علمتهم أنك الزارع في وطنك.الراعي في وطنك.الصياد في وطنك.و أيضاً المعلم العظيم في وطنك.أنت صرت لوطنك ثورة حقيقية تعيد كل الأمور إلي نصابها.أنت الذي أحب جموع وطنه.المرذول و الفقير و المهمل.صرت أنت السامري الصالح لكي تصلح شعبك من بعد الإنقسام.صرت أنت طبيب شعبك و شفيت مرضاهم لكي تصح أجسادهم و يكونوا منتجون.أنت إهتممت بحياتهم علي الأرض و أشبعت جوعهم.أنت أيضاً إهتممت بمصيرهم الأبدي.حتي لما هتف الشعب ضدك أصلبه وجدناك تطلب لأجله و تلتمس العذر له لجهله.ما أحب أحد شعبه مثلما أحببت.ما رأينا مثل هذا قط .كانت هذه شهادة كل فريق يتقابل معك وجهاً لوجه.
أنا أيضاً يا سيدي يسوع المسيح أحب مصر كما تحبها أنت.مصر التي إحتميت فيها.مصر التي بدأ خلاصك فيها قبل العالم.مصر التي باركتها و باركت شعبها.أنا أحبها لكي أكون مثلك أحب وطني.
أصلي لأجل سلامها و سلامتها.لكي تحل أنت في كل شبر فيها.لا تترك ثغرة لأعداء هذا الشعب لأنه متكل عليك.هذه مصر التي تعلمت فيها إسمك.و نلت فيها روحك القدوس.هذه الأرض التي تقابلت معك عليها .هذه بدء محبتي.أول صفحة في كتاب مسيرتي معك.هذه التي سرت فيها أشهدك.رأيت بصماتك هنا و هناك.حتي نبرات الناس فيها و طيبتهم مستمدة منك.عشرة الأصحاب و حلاوة الرفقاء منك أيضاً.علي مذبح مصر تناولت جسدك و دمك فكيف أنساها.و كيف لا تئن أحشائي عليها.إن نسيتك يا مصر تنس يميني.سأظل أصلي لأجلك طالما أحيا.لست فقط وطن بل أنت حضن محبة.أنت فردوس روحاني .أنت يا مصر التردد العميق لتعاليم إنجيل المسيح فكيف أنساك.
لأجل كل حرف تعلمته من إنجيلك في مصر أصلي.أطلب أن تعوض بلدي عوض الآلام راحة.عوض الضيقات سعةً و أماناً.هذب طرقات مصر من اللصوص.و سِر في مقدمة صفوف شعبها كسامري صالح يصالح الجميع.
مصر عندي البطن التي ولدتني لأكون لك.لذا أوصيك بأمي.أنت أحببتها مثلي.عشت في أروقتها طفولتك.أنا أيضاً.أعد لنا هذا الوطن.لكي يكون لك.و نكون نحن جميعاً لك.
مصر هي التي علمتني أن أحبك.كلمتني عنك في أديرتها.خاطبت قلبي في أماكن سبق لك أن وظئتها أقدامك قبلي.اشارت عليك أبنيتها و قبابها.لقد ذكرت أنت في أوراق تاريخها.كانت لك في تاريخها فصلاً مستقلاً تعلمته عنك.البرية في مصر تحمل آثارك.و علي جبالها إسمك منحوت كالصخر.مصر قالت عنك شعراً و مدحاً فأحببتك.مصر رسمت لك صورة بماء شهداءها كلما أبصرتها سجدت خاشعاً لمحبتك.مصر هي مرشدي في الطريق إليك فكيف لا تتوسل روحي  لأجلها.أحبك في مصر.
 


449
إرهاب الإخوان في أفريقيا
Oliver كتبها

بداية إذا أردت أن تكمل قراءة هذا المقال عليك أن تضع فاصلاً بين أزمة المياه  من ناحية و بين صناعة أزمة مع أثيوبيا من ناحية أخري.هذا المقال ليس عن أزمة المياه.لكنه عن أزمة تاريخية بين الإخوان و أفريقيا.
قد يستغرب البعض متسائلاً.و هل للإخوان تاريخ في أفريقيا؟ منذ متي؟ و ما مشكلتهم مع أثيوبيا بعيداً عن أزمة المياه؟ و ماذا غل أيديهم عن أثيوبيا لو أن بينهم و بين أثيوبيا ثأر؟ و إذا كانت هذه هي الحقيقة فلماذا لم يستغل الإخوان سطوهم علي السلطة و ينتقمون لأنفسهم من أثيوبيا؟ هذه التساؤلات مشروعة و هذا المقال يجيب عنها.
تاريخ الإخوان في أفريقيا
1-كان الأزهر يمنح الأفارقة  كثيراً من المنح الدراسية و كان هذا أول مدخل للإخوان لتجنيد بعض الأفارقة.يبدأ التجنيد بإيهام الدارس الأزهري بأنه سيكون مندوب الإسلام في بلده.و عليه أن يظل ذا صلة بهم فهم سيدعمونه حتي بعد أن ينتهي من الدراسة.و هكذا كان الصيد الأفريقي يأتي جاهزاً للقطاف بأيدي الإخوان الذين كان الأزهر حتي الثمانينات يخشاهم. فهم يملأون الأزهر و لعلكم تتذكرون العرض العسكري الذي كشف ميليشياتهم في أروقة الأزهر.
2- بدأت الثورات الأفريقية علي المستعمر تنتشر في الخمسينيات و الستينيات وكان لتأييد جمال عبد الناصر   أثراً فعالاً فهو الذي وجد في هذه الثورات زعامة كان يريدها مستغلاً شخصيته  الكارزمية. و فيما يبدو أن الإخوان معتادون علي التغلغل وسط الثوار أينما كانوا لعلهم يصيبون نصيبهم من السلطة أو المصالح حين يحين تقسيم الغنائم. هنا في عجالة نقول أن الإخوان تغلغلوا في الثورات علي فرنسا في شمال أفريقيا. في خمسينيات القرن الفائت  كان مقر الإخوان في الجزائر و تونس و المغرب و موريتانيا هو المقر الرسمي لجبهة أسماها الإخوان جبهة الدفاع عن شمال أفريقيا.و كان قائد هذه الحركة دائماً هو عضو مجمع اللغة العربية المصري و خريجي الأزهر من طلاب البعثات.في الجزائر كان الشيخ محمد الخضر حسين.في نفس السنة في موريتانيا كان الشيخ عبد الحفيظ الصيفي.و من حركته نشأ تيار الإخوان الإصلاحي.و في السنغال بدأـ حركة عباد الرحمن.و التي أفسدت السنغال لذا لما هرب أمير الجماعة الشيخ محمد حسن الددو إلي موريتانيا أعتقلته السلطات الموريتانية التي قاست من إرهاب الإخوان.
3 - كان إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي في بداية السبعينات حلاً سحرياً لمعضلة الإخوان في أفريقيا و هي تتغلغل بحثاً عن تمويل فالحقيقة التي يجب أن تتضح للبعض هي أن مؤتمر الدول الإسلامية هو الغطاء السياسي للجماعة الإرهابية الدولية المسماة الإخوان المسلمين لذا فهم يتفاخرون دوماً بأنهم تنظيم دولي يضم 57 دولة و هو نفس عدد الدول الأعضاء في مؤتمر الدول الإسلامية.و أيضاً فإن القرضاوي مفسد الثورة هو فقيه هذا المؤتمر و هو كما لا يخفي عليكم أحد فقهاء الإرهاب الإخوان. كما أن الأمين العام هو أكمل أوغلو التركي الذي أفسد تركيا قبل سنوات و سلمها للإخوانجي المتنكر أردوغان الذي كشفته مظاهرات تقسيم .الطريف أن هذا التجمع كان يناقش ظاهرة الكراهية للإسلام؟بينما هو أحد صانعيها.
4- تجرأ الإخوان في الصومال و دخلوها بغير إستئذان سادتهم في أمريكا و إسرائيل فكان جزاءهم القتل و الإبادة .ففي نهاية التسعينات حدثت إضطرابات في الصومال و الفوضي هي البيئة الوحيدة التي ينشط فيها الإخوان.فتسلقوا حركة المعارضة ضد سياد بري الرئيس الصومالي.حيث إتهموه بالشيوعية لكي يسهلوا التخلص منه بإعتباره عدو الإسلام.و كانت صحيفتهم (المسلمون) هي ناقلة الشفرة بين الميليشيات التي إنتشرت تحت إسم المحاكم الإسلامية و عاثت في البلاد فساداً حتي كرهها الصوماليون البسطاء تماماً كما حدث في مصر من كراهية الجميع لهم.
كان دخول الإخوان الصومال أمراً فوضوياً.كان بروفة لإجتياح مصر؟في الصومال فعل الإخوان نفس ما فعلوه في مصر.وضعوا في كل منصب إخوانجي و بدأ الخراب يعم علي اياديهم.
إنتشر الدم في الصومال علي الأرض و في البحر (قرصنة) علي نحو يهدد أمن البحر الأحمر.و قامت أثيوبيا بحرب ضروس قي الأعوام من 2006-2009  كانت حرباً بالإيجار.تمولها الولايات المتحدة و إسرائيل تمويلاً مخابراتياً و عسكرياً و مالياً و سياسياً .و حين نتكلم عن أثيوبيا فنحن نتكلم عن القوة العسكرية الوحيدة التي دحرت الإخوان عسكرياً.أي أن أول منتصر في أفريقيا علي الإخوان كان أثيوبيا.و أول من أسقط حلم الإخوان بسرقة دولة بأكملها كان أثيوبيا.عليكم أن تتذكروا هذا كعنوان للصراع .
5-عليك أن تتخيل كم الكراهية و الخوف من الإخوان الذي زرعته الإخوان بإغتصابها الصومال لعشرة أعوام حتي أخرجتها من سياق التاريخ و الجغرافيا و أعادتها إلي عصور القرصنة.
عليك أن تتخيل مدي كره الشعوب المجاورة لهؤلاء المخربين.هذه الشعوب البسيطة الطيبة.التي ما رأت الدم إلا حين حل الإخوان فيها مدعياً بدعوته للإسلام.هذه الشعوب التي ما عرفت الطائفية إلا حين سمعت لغة الإخوان المثيرة للفرقة بين الجميع.هذه الشعوب التي ما أن دخلت بلداً حتي مزقته و خربته و أفقرته و سرقت مقدراته.
عليك الآن أن تتخيل بعد أن صار الإخوان في الحكم يتحدثون بإسم مصر ماذا سيكون رد فعل الشعوب الأفريقية .الشعوب التي لا تعرف عن الإخوان شيئاً سوي أنهم إرهابيون.و أنهم سبب خراب ثلاثة دول و إقصاءها من المدنية.الصومال.موريتانيا.السودان.
هذه الشعوب تنظر للإخوان بعين و بالعين الأخري تنظر للدول الفاشلة و جميعها فشلت علي يد الإخوان.
عليك أن تتذكر أن الإخوان قاموا بمحاولة إغتيال الرئيس مبارك في أثيوبيا.كان هذا علي يد جماعة مجاهدي الإسلام و هم الذين دعاهم الرئيس منذ يومان و خطبوا في الشعب في حضوره.فهم ذراع الإخوان في الإغتيالات.و عليك أن تتذكر أن اثيوبيا تضررت من هذا الإرهاب الإخواني.
في حادثة الإغتيال كانت الجماعة الإرهابية تستخدم فيلا سودانية للتخفي  كما أن كل الأسلحة المستخدمة في عملية الإغتيال تم تهريبها في حقائب دبلوماسية سودانية  و كانوا يتدربون في مزرعة سودانية ( شوف التكامل الإرهابي علي أرض أثيوبيا بين السودان الإخواني و إخوان مصر الإرهابيين) .
الآن ماذا تتوقع من دول أفريقيا التي تتحكم بمياه النيل أن تفعل بعد أن صار الإرهابيون في أفريقيا مسئولون في مصر بدرجة رئيس ؟
سد النهضة و إتفاقية عنتيبي هذه هي رد الصفعة من أفريقيا للجماعة التي خربت كثيراً من الدول الأفريقية؟ هل هم يساهمون مع الشعب المصري في إظهار فسادهم و جهلهم ؟
أنا أظن أن عودة مياه النيل تبدأ بطرد الإرهابيين الإخوان من الإتحادية.و عودة الدول الأفريقية للتفاهم مع مصر بتقسيم حصص المياه تقسيماً عادلاً لا يمكن أن يحدث و الإخوان في الحكم.
هذه الدول الطيبة رأت الإخوان علي حقيقتها و قاست منهم قبلنا.هذه الدول عرفت أن وجود الإخوان هو العائق الوحيد للعدالة و السلام في البلاد.
هنا يبرز التساؤل لماذا لم ينتقم الإخوان من أثيوبيا بعد أن اصبحوا في السلطة؟
ببساطة لأنهم لا يجرأون علي حرب أثيوبيا.لا المصريون سيتركونهم و لا الجيش سيفعلها و لا القوي الكبري ستسمح بذلك.هؤلاء الإرهابيون مستعدون للظهور بمظهر الخانعين المتسكعين في دروب السياسة بشرط أن يبقوا في الحكم.كما أنهم في الحقيقة لا يأبهون بمصر و لا بمصير شعبها.بل سيفرحون عند كل نكسة و يهللون عند كل أزمة .
البعد الثاني لأزمة الإخوان هو التعصب الديني
أفريقيا كانت مسيحية بأكملها.و كانت الدعوة للإسلام مدخلاً خبيثاً للإخوان.و ها نحن نري مذابح نيجيريا و إجرام جماعة بوكو حرام هل تعلم أن بوكو حرام هي جماعة إخوانية؟ لقد تركت لهم السلطات النيجيرية حق أن يحكموا بشريعتهم في أقاليمهم و لكن هذا ليس ما يريدون.هم يريدون الدم و الخراب.هذا هو البديل الوحيد للإخوان.إما غنائم ينهبونها و إما مذابح يستبيحونها.لقد إرتبط في ذهن المواطن الأفريقي البسيط أن الإخوان قتلة.و هم مسلمون.فصار الأفريقي البسيط يخشي المسلمين بسبب هؤلاء الإرهابيين.بل حتي المواطن التركي المسلم أباً عن جد صار يكره الإخوان.
الإخوان يرون مشكلة المياه مناسبة لإعلان كراهيتهم لكل ما هو غير إخواني و غير مسلم من الأفارقة.و لولا أن أمريكا تلجمهم لأعلنوا أن أثيوبيا دار حرب و عبئوا المجاهدين لأسلمتها بحجة الدفاع عن المياه. لذلك لم يحدث أن رئيس الإخوان طلب الإستعانة بالبابا تاوضروس و له مكانته عند اثيوبيا التي تفوق مكانة جميع الرؤساء ببساطة لأنه لا يفكر في حل القضية بل يفكر فقط  في كيفية إستغلالها لتحقيق مكاسب للإخوان سواء داخلياً أو خارجياً كما حدث في مؤتمر نصرة إرهابي سوريا الذي عقده مرسي و جماعته. كما أن الإخوان لا يلجأون للكنيسة أبداً سوي لحصد أصوات الأٌقباط فيما عدا ذلك يهدمونها و يحاولون إرهاب شعبها و هم واهمون.
الإخوان يكرهون أقباط مصر .و يكرهون أقباط أفريقيا.يريدون التخلص منهم كما يفعلون في نيجيريا. هذه هي سياستهم التي رآها رؤساء أفريقيا رؤي العين ولذلك  الآن هم يتكاتفون ضد الإخوان.و هم يحبون جداً المصريين لكنهم يكرهون جداً الإخوان.لقد قاسوا منهم الويلات كثيراً.
هذه الرؤية تفسر لنا التصريحات العدائية التي أدلي بها الإخوان و من نافقوهم في المؤتمر الوهمي الصبياني الذي فضحنا علي الهواء مباشرة.و هي تصريحات تفضح ما في البطون من نظرة متعصبة متعالية لا يكبح جماحها سوي الخوف من غضب ولية نعمة الإخوان اي أمريكا.
لذلك أنا كمصري قبطي لا أرحب بأي حل عسكري لأن اثيوبيا بلدي الشقيق.و شعبها أخوتي.تشاركنا تاريخنا في المسيح عبر مئات السنين.و لم يشقنا سوي هؤلاء الغرباء.أنا أؤيد أن نتفاهم و متأكد أنه توجد حلول كثيرة لكن حين لا يكون الإخوان في مقعد الرئاسة.
صوت النيل
النيل يحبك يا رب الحياة.لقد تقدس بك و منك.حملك النيل حين لفظتك الأرض هناك.صوت الرب علي النيل يسير المياه فيه فتتحول إلي حب لكل الشعوب.أنت جعلت النيل مائدة يتقاسمها الأخوة.أنت جعلت النيل شرياناً يسير في جسد أفريقيا الطيبة السمراء.يتغذي منه الجميع .كلنا مثلك أطفال هذا النيل.
أنت تدعو ترشيش أن تجتاز الأرض كالنيل.و نحن ندعوك أن تأتينا بالنيل.تصعد مصر كالنيل.و يصعد النيل بمصر.
النيل معلم حياة الشركة التي أنت صانعها.يا من أظهرت عجائبك في نهر الأردن ها أنت أيضاً أظهرتها في نهر النيل.حيثما حللت صارت هناك كنيسة.صار مذبحاً يجري النيل تحته.هكذا صار النيل معمودية. نشكرك أيها الرب علي النيل العظيم.لأننا نراك فيه.لأن من ماءه تطعمنا و تسقينا و منه نتعلم   .لعلك وضعت لنا النيل رمزاً للنهر الذي لا يٌعبَر.لعله رمزاً لبحر الزجاج الذي من خلاله يري المفديون أعداءهم صرعي في الأسفل.هكذا أيضاً ضع أعداءك أعداء الحب و الحياة أسفل هذا النهر .
أنت الذي يحول الطمي إلي خصوبة و يحول الشر إلي خير و يضيء في الظلمة.أنت الذي يجعل النيل حاملاً للبشارة أينما سار.و كأنه سفيراً لك.يا رب النيل إنني أحبك لأجل هذه العطية التي لا تقدر بمقدار.هي تأتينا حسب غناك الدائم.
أدعوك يا رب النهر و البحر.السماء و الأرض أن تجعل النيل سبباً يجمع الشعوب و لا يفرقها.دافعاً لتتوحد نحوك و لا تتفرق عنك.ليس هذا نهر فحسب بل هو أحد بصمات جمالك علي كل أراضينا.هو أحد سكائب نعمتك يتهادي بيننا يتحدث بك.هذا النيل مدرستك التي نتعلم منها.
صورتك علي وجه نيلنا. يجري النيل و يخبر بكرمك و سخاءك المجاني .كل سنة تتجدد مراحمك و تفيض.تبارك لنا النيل و ما حوله.
فوق ماءه نجا موسي من القتل و هو رضيع و سار به النيل كأنه حصناً يسكنه.و ماء النيل رفعت الفأس الغارقة للمرأة الفقيرة بيد يشوع النبي..علي ضفافه بني الرهبان صوامعهم.سار الشهداء بمحاذاته حتي وصلوا إليك.كنائسك عنده تمجدك.و أديرة قديسيك تشهد لك.البسطاء يزرعون و يشكرون.يأكلون من  النيل و يعظمون نعمتك.أما الجهلاء فيغدرون بالنيل.يريدون أن يبددوا الجمال أينما سار بهم.يخفون فضائله عن الشعوب.و يتاجرون بآبارهم المشققة.حسد إبليس يحركهم حتي يضطرب النيل الطيب.فأنت دافع عن البسطاء.يا من حميت النيل آلاف السنين.



450
المستقبل السياسي للأقباط
Oliver كتبها
نريد أن نحسبها صح هذه المرة.نريد أن نعرف أين نضع أقدامنا حتي ندرك علي أي أرض نقف و ما هي الخطوة التالية.
لو سألنا اي قبطي في اي إتجاه ستقف بالتأكيد سيجيبك أنه سيقف في صف حركة تمرد.ليس كرهاً في أحد و لا نكاية في أحد لكن لأنه يعاني مثله مثل كل مصري(عدا سارقي الثورة).
إذن سؤالي ليس في اي جانب سيقف فهذا معروف لنا و لخصومنا قبل أن نعلنه.بل هم يتهمون أن حركة تمرد هي إئتلاف مسيحي كما قالوا بالضبط علي حركة بلاك بلوك.لقد صار وصف أي تمرد أو إعتراض بأنه من تدبير الأقباط لعبة مفضوحة.و الحقيقة أن أي تمرد هو وليد ما يصنعه الإخوان لصوص الثورة و لصوص مصر في كل المجالات.و الذي أريده هنا هو التأكيد أن حركة تمرد هي مصرية مسيحية مسلمة معتدلة.لكنني أرحب بالترويج أن تمرد مسيحية أكثر مما هي معتدلة.أنا أريد الترويج للدور القبطي في حركة تمرد لأن هذا في صالح الأقباط.
السؤال الذي أطرحه هنا هو ما موقف الأقباط بعد 30 يونيو و إذا ما حطت السفينة بعيداً عن قرصنة الإخوان.ماذا لو نجحت تمرد؟ أين سنقف ؟في صف من؟من سيتكلم عنا و يعبر بشكل محترف عنا؟ من سيضع نفسه منا في خندق صانعي السياسة.
لقد قضينا كل عصورنا نتلقي السياسة فمتي نصنعها؟ متي ندخل مطابخ السياسة و نمزجها بطعم أحلامنا.متي يرتفع صوتنا حين ترتفع بقية الأصوات.متي نظهر مع الذين يظهرون؟ و نشاركهم خطوة بخطوة و يداً بيد .
لست أضع رهاني علي اي من الأسماء القديمة.و لا أي من الوجوه المحروقة.أنا أضع رهاني علي وجوه لا أعرفها.أطلب منها من الآن أن تشارك في ترويج تمرد و تعلن أنها ضمن المؤسسين للحركة وجوه تصنع نفسها بنفسها.لا يقدمها أحد بل هي تتقدم من تلقاء نفسها و تتحمل مسئولية جيل من الأقباط و ستنجح .
أنا فقط أضع بعض الأفكار لعلها تؤخذ في الإعتبار حين نحتاجها.
الفكرة الأولي: فككوا كل إئتلافات الأقباط الوهمية.فلا نحن الأقباط نعرفها و لا  غير الأقباط يعرفونها.لقد نشأت في بيئة مسممة يوم كان يبحث كل فصيل عن نصيبه من الكعكة حين ظن بسطاء من الأقباط أنهم مؤهلون للمنافسة علي المكاسب.لكنني أضع فشل السلفيين مع الإخوان دلالة واضحة علي فشل من هم أقل منهم نفوذاً من جميع الفصائل .و يأتي في ذيل الفاشلين  إئتلافات الأقباط التي ولدت و ماتت في ظروف غامضة.لست أعيب عليهم أنهم فشلوا بل أحيي فيهم محاولتهم و إن شابها بعض التشوهات إنما  أريد أن نقرأ الأحداث قراءة صحيحة هذه المرة.
إن تواجد هذه الإئتلافات سيتسبب في تقسيم إتجاهات الأقباط و سيكون من جديد صراع علي الظهور أكثر مما هو صراع من أجل مصالح الأقباط.أفضل شيء تصنعه هذه الإئتلافات هي أن تعلن إنخراطها من الآن في حركة تمرد.
الفكرة الثانية: إلتفوا حول الأسماء غير المحروقة.شجعوا الجدد منهم.إجعلوهم أبطال في قنواتكم القبطية.لمعوهم و قدموهم للشعب.لا تستهينوا بحداثتهم.لقد رأينا جميعاً من كنا نظنهم مخضرمين في السياسة علي الهواء في مؤتمر سد النهضة و هم يهذون بعبارات سوقية و أفكار مهلهلة  مخزية مريضة.
أكاد أجزم أن أي شاب في الشارع يفهم عنهم عشرات المرات.و أنهم لو كانوا قد جمعوا شباب من مقاهي الإنترنت لكانوا قد قدموا آراء تفوق خيالات هؤلاء المدعين الذين صنعوا أسماء من ورق.لذلك علي القنوات القبطية أن تبحث عن هؤلاء و تقدمهم و تلمعهم حتي تلتقطهم بقية القنوات لكي يحسب حضورهم و إنتشارهم حضوراً و إنتشاراً للأقباط في حركة تمرد لأنني علي يقين أن من هذه الحركة سيخرج شيء بل أشياء صالحة.
الفكرة الثالثة:إجادة الكنيسة لتوقيت التصريحات و مستويات الذين يدلون بتصريحاتهم و توزيع أدوارهم هو أمر هام للغاية.نحن نريد أن نكسب مساحة من القطاع العريض من المحتجين.الحذرالشديد من أن تدلوا بتصريح غير محسوب أو مدروس.لأن تصريحاً من هذه النوعية قد يكون نكبة علي حقوق الأقباط لوقت طويل.لا أستطيع أن أطلب من الكنيسة أن تحدد موقفها اليوم لكنني أريدها أن تتابع الأحداث و تقرأها جيداً.تستعين بمن تخصصه السياسة .ثم تستعين بمن تخصصهم الإعلام  مع تسخير القنوات القبطية للترويج لآراء غير رسمية يمكن افستناد إليها في مواقف لاحقة.مع تصريحات حذرة في كل المواقف.لا تقدم تأييد الأقباط بدون مقابل و لا تميل إلي جانب بفجاجة و دون حذر.
لتضع في حساباتها مصير جميع الإحتمالات ليوم 30 يونيو.ماذا لو صار يوماً دموياً عنيفاً أو ماذا لو صار هادئاً أو ماذا لو تطورت الأحداث إلي حرب أهلية بين المصريين و الإخوان.هل تفتح أبوابها للجرحي و تكسب بعمل الرحمة نقاطاً سياسية فضلاً عن المكاسب الروحية.المهم أن يتسع خيال الإدارة الكنسية لجميع التصورات .
لتبتعد عن التصريحات المقولبة. تستعد جيداً لهذا اليوم و تمنع أي تصريحات غير منطلقة من سياسة إعلامية كنسية  تدير هذا المشهد كاملاً بعيداً عن العشوائية.تعط إنطباعاً بأنها في صف الشعب.تحس بما يحسونه.و تطلب حقها في تشكيل مصيره.
الفكرة الرابعة:من المهم أن ندرك ماذا نريد ؟ من المهم أن توجد لدينا أهداف نقيس علي هديها مواقفنا.من المهم أن ندرك ماذا نريد و نؤسس علي هذه الأهداف إرادة و سياسة .علينا أن نضع نصب أعيننا أن السؤال ليس سهلاً.و يحتاج تركيز شديد .أنا أعرف أننا نريد وطناً لا نشعر فيه أننا مختلفون عن غيرنا.نتساوي فيه في كل شيء مع الجميع.أنا أعرف هذه الإجابة. و أعرف أنها ليست إجابة بل هي تسطيح للإجابة.كما أنني  أعرف أنها بقيت مجرد أمنيات ألف و خمسمائة عام و لم تحقق.إذن علينا أن نبحث عن إجابة أخري.مثلاً هل نريد حق الأقليات.هل نريد قوانين خاصة تحمينا في مصرو تضمن كينونتنا كأقلية.هل نريد حق الأقباط في أوقافهم و ضرائبهم لتمول المعاهد الكنسية كما تمول الأزهر. إذا لم تتحقق المساواة في مصر فهل لدينا بدائل نجعلها أهداف .هل لدينا خطوات تضمن سلامة شعبنا حتي تتحقق المواطنة الحلم.أنا مثل باقي الناس أحلم بالمساواة لكنني لا أريد أن أكتفي بالحلم و أري أنه يجب أن توجد بدائل.المطلب هنا أن نضع بدائل و لا نكتفي بالإجابات السهلة التي لم تتحقق خلال 15 قرناً من الزمان.
يا إله العدل أشرق
وسط ظلمات الظلم تشرق.فيكون نورك هو الحق ذاته.من فمك تخرج نسمة حياة فيجد المعدم غير الموجود وجوداً لم يكن يحلم به.إذا ما حل شخصك في وطن سيجد المنسحق إطلاقاً.و يجد الأسير حرية و يجد المظلوم حقه كاملاً أمام عينيه.
أنت يا ربي يسوع هو الفرق الوحيد بين الحق و الظلم.أنت هو الطريق الوحيد للعدل و المساواة.أنت وحدك الذي يجعل فرقاً بين النور و الظلمة.أنت يا ملك الملوك الوحيد الذي يمكنه أن يحيي الشعوب و يبيدها.و ها نحن مثل الموتي في مصر أحيينا.
يا من في القديم تبنيت العبيد و تكفلت بإنقاذ إسرائيل من ظلم المصريين. قدمت نفسك للبشرية كمخلص يشعر بأنين شعبه.أسألك ...ألم يصلك من مصر أنيننا.أم وصلك و أنت لم تنتفض لأجل كثرة آثامنا.منذ متي تأخذ الجهلاء بجهلهم.ها أنا أعرفك في البرية .تذمر عليك إسرائيل فأطعمته.هاج عليك فأسقيته من الصخر.قبلت شفاعة موسي عن شعب قاس غليظ الرقبة.فكيف تأخذنا بسقطاتنا.أليست مصر أيضاً شعبك.لماذا تتحرر الشعوب الكثيرة و يتقيد المصريون.لماذا تتجه الأمم نحو النور الذي منك بينما تغرق مصر في الظلام.أليست وعودك لمصر كثيرة.فكيف تسمح لنيلها أن يجف.و كيف يبقي مذبحك في وسطها و هي تتكسر أمامنا كالفخار.
ليس مثلك يصنع تاريخاً للحق وسط الشعوب.يكسر أعناق المفتخرين علي بسطاء شعبه.ليس مثلك يصنع من بركة سلوام نوراً للأعمي.إصنع لمصرالعمياء  نوراً.و أغسل آثامها في مراحمك.في بحر سلامك طهرها وأخرجها من غربتها عنك لتصل إليك فأنت أرض موعدنا.
لا تقطع عنا رجاؤك لئلا نخيب.أشرق أنت في الظلمة فنستعيد حياتنا.نشتاق إلي ترانيم الغلبة و تسابيح الإنتصار.نشتاق لأن نعيش كالأبطال في نعمتك.كالأطفال في إيمانك.كالأسود في قوتك.نريد أن نختبر عهداً ليس عهد الضعف.نريد أن نعيش زمناً ليس زمن الجهل.هل كثيرة هي طلباتنا ؟و لو كثرت فأنت الغني الذي لا تفرغ خزائنه.الذي قال مهما سألنا يعطينا.و ها نحن نسأل شفاءاً لمصر.و راحة من الضربات.نسأل الفرح لشعبها من جديد.
نسألك يا سيدنا الصالح يا من باركت أرض مصر أن تحمي أرضها من جنود إبليس و خدامه.لا تتركها نهباً للغرباء بل إجعلها غنيمة لك.حصن أنت مذابحها.و أكثر الأيادي المرفوعة تطلب سلامها.نحن نؤمن أننا لن نتلاشي لأنك وسطنا.و كنيستك لن تنقرض لأنك أنت مؤسسها.لكننا في مصر نئن .أنزل و أنقذنا.
 


451
المنبر الحر / ثم قررت ألا أكتب
« في: 14:19 28/05/2013  »
ثم قررت ألا أكتب
Oliverكتبها
يأخذنا التفكير إلي شتي الإتجاهات.يستغرقنا الخيال مع الحقيقة.ثم نستقر علي ما نكتب هذا ما يحدث مع كل من يكتب.هذا هو مقال اليوم.
كانت مسرحية خطف الجنود تشغلني كما شغلت كل مصري حتي تبين لنا أننا كنا نشاهد أحدي مسرحيات المسرح القومي العقيم.وقتها قررت أن أكتب لأبرهن أن خطف الجنود تمثيلية كتبها بديع في أحد أركان المقطم و أنتجها الشاطر و وزع أدوارها هنية علي البر الآخر من غزة.و بعد أن تم إغراق الصحف بالتحليلات قررت ألا أكتب عن هذه المسرحية الفاشلة لأنني لن أضيف جديداً.
ثم أخذني التفكير في الكتابة عن الشخصيات المعتدلة من المثقفين سواء كانوا سياسيون أم صحفيون أم فنانون أم شعراء أو من شخصيات عامة.و حددت أشخاصاً بالإسم و كتبت قليلاً عن كل واحد و واحدة منهم ثم وجدت أن كتابة هذا الموضوع في هذا التوقيت لن يجد له صدي و أن أنسب وقت له هو ما قبل الإنتخابات –أي إنتخابات- لذا قررت ألا أكتب عن هذا الأمر.
ثم حدثت مناوشات بين بعض النشطاء كادت تعكر صفو الروح الجديدة التي ننشدها قبل مؤتمر الأقباط المزمع عقده.فقلت أن أكتب مناشداً من يقوم بتعكير الصفو أن يهدأ قليلاً ريثما نتنسم روح العمل الجماعي.ثم وجدت الأمر يخفت بمرور الوقت فقررت ألا أكتب عن هذا الأمر.
ثم جائني تصور أن أكتب عن سوريا و جرائم الإخوان في سوريا و ماذا سيكون مصير المسيحيون في سوريا بعد المذابح التي يفتخر الإسلاميون هناك بإرتكابها و يمثلون بجثث ضحاياهم بل و يأكلون أكبادها كالضباع المفترسة ثم وجدتني سأحتاج إلي تفاصيل لو سردتها لن يرتاح القارئ الذي يفضل النبذات المختصرة فقررت ألا أكتب عن هذا أيضاً.
ثم قلت لماذا لا أعرض تجربة جنوب السودان و هل تحققت رغبتها في الإستقلال و ما هي توجهات الدولة المسيحية في جنوب السودان و ما هي فرص التلاقي بيننا كأقباط و بين جنوب السودان .الحقيقة كان موضوعاً شائكاً أكثر من كل ما سبق لذلك قلت ليس هذا وقته فالناس تنقطع عنها الكهرباء كل ساعة و تحتاج إلي مقال سريع يستكملونه قبل أن تنقطع الكهرباء عنهم مرة أخري  فقررت ألا أكتب في هذا الأمر.
ثم تفاجئت كما تفاجئ الشعب المصري كله بموافقة مرسي علي مشروع سد النهضة و سألت نفسي هل يملك الرئيس أن يمنح موافقة مصر من نفسه؟ و ماذا بعد أن زاد عدد السدود التي ستبنيها أثيوبيا إلي أربعة ؟ ثم ماذا لو بموافقة مفاجئة شبيهة من مرسي باع سيناء ثم باع قناة السويس ؟ من ينقذنا من مرسي؟
ووجدت أن الناقمين علي خيانة هذا النظام لمصر و المصريين لديهم فصاحة أكثر مني للتعبير عن رفضهم و أن حركة تمرد سوف يكون لها ثمر يوم 30 يونيو فقلت أن أنتظر و أدعو الجميع إلي التمرد أفضل من ان أكتب عن خيانة الإخوان لمصر فهي واضحة للجميع و لا تحتاج إلي مزيد من المقالات لذا قررت ألا أكتب في هذا الأمر.
ثم كانت زيارة قداسة البابا تاوضروس للنمسا فقلت أن أكتب عن تصور جديد للخدمة في المهجر و نظام أكثر عدالة في العلاقة بين الشعب و بين القيادات الدينية ثم قلت في نفسي أن أنتظر قليلاً لعل البابا يلمس هذا الوتر دون ضجيج فإذا لم نقرأ عن ذلك فلنكتب عنه فيما بعد لذا قررت ألا أكتب عن هذا الأمر أيضاً.
و بعد ذلك سألت نفسي عن ماذا أكتب .هل أكتب موضوعاً سياسياً ؟ و تفكرت فوجدت أن مخابرات الدول المختلفة علي أرض مصر (الأمريكية و الموساد و الإيرانية و مخابرات فرنسا و إنجلترا و ألمانيا و حماس و حزب الله و قطر ) كلها تعمل بكل حرية علي أرض مصر أكثر حرية مما تعمل علي أراضي دولهم الخاصة.
هذه القوي هي التي تدير سياسة مصر و أن السياسة الآن ليست علي المكشوف بل هي تدار  في الظلام.و أن أي تحليل سياسي يجب أن يصدر بعد إستقراء معلومات إستخبارية أو بعد جولة مع خفافيش الظلام السياسية مثل الإخوان و إلا فهو تحليل سطحي لا يضيف شيئاً .و حيث أن مصر صارت مرتعاً للمخابرات من كل الدول فقلت لنفسي لا تتكلم عن السياسة .لذا قررت أن لا أكتب و ها أنا لم أكتب......
إليك
إليك يأتي كل عطشان و كل جائع إلي البر.لكي يأخذ منك فيشبهك.يرتدي محبتك فيصير صورتك.يكون فيك و يكون منك.
إليك يأتي الراغبين في عشرتك الأبدية.ليس فقط يزهدون الدنيا بل ينسونها حتي كأنها كانت ظلاً أو سحابة عابرة أو يخاراً قد إضمحل.
إليك يأتي المشتاقون .أنت تشبعهم بملئك.تسقط عنهم أتعاب الجسد.أوجاع النفس.معاناة الروح.فيعيشون ما أنت فيه من قيامة و مجد.و لا يصبح الموت حتي ذكري لأنه لا يوجد فيما بعد و لو كذكري.
إليك يأتي الساقط و الضعيف و المهمل و المجهول فيجد فيك كل الكيان و الوجود و النعمة.فيهتف لك.بطل أنت يا ربي يسوع.أنت منتصر علي ضعفي و سقوطي و عدمي.ما أجمل أن تكون أنت يا سيدي هو أصل وجودي و سر قوتي و محركي إلي الأبدية.
إليك يأتي من ذاق محبتك.يريد أن يخرج من نفسه.يتحرر من كل حجابات الجسد و المادة.لكي ينطلق و يبشر بعظمة حنانك.من ذاق محبتك لا يكف عن طلب المزيد.أنت الخمر الطيب الذي لعرس السماء .من يذوقك يجد أن كل ما عداك هو خمر ردئ.من تذوقك لا يكف عن الإفتخار بك في كل محفل.
إليك يأتي الإنسان و إليك تأتي الشعوب.أنت تهدي الخروف الضال و تهدي الأمم أيضاً إلي الحق.أسألك يا سيدي متي يكون إحتفالنا جماعياً.شعوب أرضنا لها زمن لم تفرح بك.أنت الآن مرغوباً فيك عما قبل.شعوباً كثيرة تحققت من مرارة الحرمان منك فهل ترضي أن تعلن لها ذاتك.
إليك تأتي  أرواح المظلومين و صلوات المقهورين و إحيتاجات المحرومين .إليك تأتي أحاسيس الخائفين و لوعة الأمهات علي بناتهن.إليك ترتفع أدخنة الكنائس المحترقة و القلوب المحترقة معها.
كل الخليقة تئن إليك فأنت راحة الجميع يا ربنا يسوع المسيح 


452

زيارة الفاتيكان رؤية روحية و رؤية سياسية
Oliver كتبها
لم تتخذ الكنيسة الأرثوذكسية خطوة في إتجاه الوحدة منذ خمسة عشر قرناً.لذلك فإن التقييم المؤكد حتي الآن لزيارة قداسة البابا تواضروس هو أنها الخطوة الأولي الحقيقية علي طريق الوحدة.و إن نجاح هذه الخطوة بإستمراريتها.و إن عدم إعتبار هذه الزيارة بأنها تاريخية هو التصرف الصحيح.لا نريدها زيارة تاريخية بل نريدها  زيارة معتادة بين الكنيستين الشقيقتين.نريدها الوضع الطبيعي لكنيستين كل منها له تاريخه الذي لا يمكن التقليل من شأنه.و له بصماته علي الإنسان المسيحي عبر العصور.و له تأثيره علي المجتمعات في كل مكان.لا يمكن أن نعتبر زيارة أخ لأخيه زيارة تاريخية و إلا فإننا ننكر أنهم أخوة.
                                رؤية روحية للزيارة المباركة للفاتيكان
1 – هي إذابة لجبل الجليد .و هي إقتداء حقيقي بروح المحبة.إذ لم يكن ممكناً أن تصبح أن تتحدث كل كنيسة عن الأخري دون أن تلتقي بها و تتحدث إليها مباشرة.لقد كانت العزلة بين الكنيستين إنتحار روحي لكليهما.لأن قطع أواصر التلاقي بينهما يجعل الحديث عن المسيح الواحد و الروح الواحد كلاماً نظرياً خصوصاً علي مستوي القيادات.مما يفرز ضعفاً روحياً.و لعلنا نلاحظ أن الفترة التي أفرزت العلماء الروحيين و عمالقة التفسير و مؤسسي الرهبنة و واضعي الألحان الكنسية و القداسات الإلهية كل هذه الإنجازات العملاقة حدثت في القرون الخمس الأولي حين كانت الكنائس في العالم متحدة.و لما إنقسم جسد المسيح دب الضعف في الجميع دون إستثناء.حتي أننا نعيش علي ذخيرة القرون الخمس الأولي للمسيحية حتي الآن.لقد تضرر كل مسيحي عاش علي هذا الكوكب طوال  ألف و خمسمائة عام من الفرقة بين الكنائس.
2- هذه الزيارة المسيحية بحق ستجعل الحوار المسكوني أكثر يسراً و أقرب إلي النجاح لأنه حين يتلاقي الآباء الروحيون بروح المحبة يجد العلماء و الباحثون مدخلاً للتفاهم علي ما هو ممكن بنفس الروح.و بهذا ننبذ مرحلة حين كان التشامخ و التعالي الزائفين يحكمها.فخسرنا فرص التقارب لأن الذي كان يمثلنا في الحوار المسكوني كان معتداً بذاته.و لم يكن دارساً حقيقياً مؤهلاً للحوار المسكوني لذلك خرجنا من كل الحوارات صفر اليدين بل إنسحبنا من مجلس كنائس الشرق الأوسط لنفس التعالي الذي ما كان يصح أن ينسب إلي الكنيسة الأرثوذكسية المتضعة العميقة في المحبة.و خسرنا كل الحوارات حتي مع شقيقتنا الأرثوذكسية في إثيوبيا.
3 – هذه الزيارة سيكون تاثيرها علي الأوساط الكنسية في العالم كله إيجابياً.و سنجد ترحيباً من كنائس كثيرة إبتعدت عنا خوفاً من كلامنا المرسل الذي يعتبرهم هراطقة و منشقين عن الإيمان بينما كان التلاقي أفضل للتفاهم .من هنا نري ضرورة الكف عن الكلام الفضفاض الذي يجمع بين الهراطقة و بين المختلفين في الإيمان في سلة واحدة.لا يصح أن نتهم من يختلف عن فهمنا للإيمان و الإنجيل بأنه كافر و لن يري ملكوت السموات و أن التعامل مع غير المسيحي أفضل من التعامل معه.هذه العبارات غير الأرثوذكسية و هذه الأفكار شيطانية بالأساس و ليست من الإنجيل و لا من المسيحية في شيء.
4- هذا التلاقي له مردوده الداخلي في كثير من قضايا الأحوال الشخصية المعروضة علي المجلس الإكليريكي.و سوف تسهل من مشاريع زيجات كثيرة كان الإنشقاق بين الكنيستين سبباً في إيقافها.أو سبباً في تغيير الملة  علي سبيل الترضية الشكلية لعدم إيقاف هذه الزيجات.
5- هذه الزيارة الروحية و هي تضع الوحدة بين الكنيستين الشقيقتين نصب أعينها يجب أن يكون  وراءها  برنامجاً طموحاً  يغذي خطوات الوحدة و أهمها :
-  منع غير المتخصصين من إدلاء بتصريحات تتعلق بالحوارات المسكونية أو بالعقائد محل المناقشة لحين الإنتهاء من حسم المناقشات فيها .حتي نهيئ الشعب القبطي لأي جديد يتم إنجازه في الحوار المسكوني.
 - كنيستنا القبطية تعاني من ضمور شديد في المعاهد المسيحية البحثية.و الإكليريكيات التي إتسع إنتشارها هي إكليركيات وهمية لا فرق بينها و بين أي برنامج إعداد خدام تضعه أي كنيسة .مستوي خريجي الإكليريكيات متدني لدرجة تفضح هذه المنشآت و تكشف أنها معاهد صورية.و الحديث عن أسباب هذا التدني في المستوي ليس هذا وقته.إنما من الضروري أن يتم الإهتمام بمعهد الدراسات القبطية أو إحياء إنشاء مكتبة الإسكندرية القبطية و أن نضع بين أيدي الباحثين فيها الموضوعات المتعلقة بالحوارات المسكونية.لئلا يقف ممثل كنيستنا معتمداً علي علمه الشخصي و يصبح الحوار المسكوني مستنداً علي كفاءة المحاور و ليس علي مرجعية الموضوع محل الحوار.إذا لم يكن هناك بحث علمي عميق فإننا سنعود من جديد للمحاور المعتد بذاته و سننغلق علي أنفسنا بسبب هذه النوعية من المحاورين.إن مهمة المحاور فقط هي نقل الفكر الذي سبق بحثه في معاهد البحث و إستقبال الرأي الآخر و إعادته إلي معاهد البحث.أي أن المحاور المسكوني يجب أن يتوقف دوره عند حدود نقل المعلومات و ليس حسم الجدل فيها.يجب أن يترك حسمها لمعاهد البحث ثم المجمع المقدس ثم بعد ذلك المحاور ينقل ما إنتهي إليه الأمر.
- سيكون من العجيب أن نمد ايادينا للوحدة مع الكنائس بينما يوجد بيننا آباء تم حرمهم ظلماً و اساقفة تم تلويك سمعتهم لمجرد أن هؤلاء تجاسروا و تعاملوا بحب مع هذه الكنائس بنظرة مسيحية صادقة سبقت تصرف القيادة الكنسية.أعيدوا إعتبار المظلومين بيننا في الداخل حتي تكون الكنيسة صادقة مع أشقائنا في الخارج.أقول هذا و في ذاكرتي أحد الآباء القساوسة باليونان الذي تم شلحه لأسباب سياسية بين ليلة و ضحاها ؟؟؟ إنني أرجو من الله أن يتمكن قداسة البابا من إعادة محاكمة الكثيرين ممن حوكموا بأساليب أقلها أنها لم تكن محايدة.أصلي أن يحدث هذا الأمر فهو لا ينفصل عن وحدة الكنائس.
رؤية سياسية لزيارة الفاتيكان
.كنيستنا لا يجب أن تشعر بأنها وحيدة.و في أوراق التاريخ كثير من المواقف التي إستعانت فيها الكنائس بأشقاءها من الكنائس الأخري حين هاج العدو عليها و أراد أن يقتنصها.و حيث أنه لا توجد كنيسة لها نفوذ سياسي في كل كنائس العالم سوي كنيسة الفاتيكان لذا كان من الضروري أن يكون لجوء الكنيسة الأرثوذكسية لشقيقتها الكاثوليكية .
لقد أراد النظام السياسي في مصر أن يهيمن علي الكنيسة و لكنه فشل و سيظل يفشل لأنه لا يستوعب النظام القيادي الكنسي.و حيث أن المجتمع الدولي يجب أن ينتفض لإغاثة الأقباط الذين فاق إضطهادهم كل تصور و وصل التعدي عليهم حتي باب بطركهم.و مرت الأحداث دون حساب كالعادة.لذلك كان لابد من مدخل ذكي للمجتمع الدولي لا يستثير الذين يتصيدون للكنيسة .المدخل للمجتمع الدولي يمر عبر بابا روما.أقول في هذا الإطار أنها أبرع إختيار .و أن يكون بابا روما هو أول مكان لوصول بابا الإسكندرية في أول زيارة خارج مصر فهذا يعني الكثير.
و لو أراد أحد أن يقول أن الزيارة روحية بحتة أقول أنا له لا.لو كانت الروحيات هي المقياس الأول لكان من الأولي أن يزور بابا الإسكندرية الكنائس الحبشية و الأرمينية و الهندية و الروسية الأرثوذكسية أولاً ثم بعد ذلك الفاتيكان.لكن الإختيار لم يكن علي أساس روحي فحسب إنما أيضاً له أبعاد أخري لا تتوفر سوي في الفاتيكان كما أشرت .هذا التصور لا يقلل من رغبة كنيستنا في الوحدة .لا يقلل من شوقنا لعودة الأشقاء الرئيسين وسط كنائس العالم.
أرجو ألا يصدق البعض المسرحية المفبركة عن وكالة أنباء (اوروبية) لا نعرف إسمها.أرسلت صحفي ( لا نعرف إسمه) أراد أن يسأل البابا تواضروس عن معاناة الأقباط فإستنكر البابا أنه توجد معاناة للأقباط و طلب من الصحفي أن يزور مصر أولاً ( لكي يري العز الذي يعيش فيه الأقباط) خلاص خلصت حدوتة ما قبل النوم.و كأن الصحفي كان سؤاله الوحيد مباشرة عن معاناة الأقباط.ومن البديهيات أن  من يسأل سؤالاً كهذا يجب أن يكون لديه معرفة ببعض من هذه المعاناة و هو يريد أن يسمع الأمر من أصحابه مباشرة.و من البديهيات أن تنشر الوكالة المزعومة تفاصيل هذا اللقاء المزعوم.لكن لم يحدث هذا و لا ذاك.فالخبر بالونة إختبار عن شيء وحيد .هل ذهب البابا ليناقش معاناة الأقباط مع بابا الفاتيكان؟فإذا نفي البابا المعاناة التي تحدث للأقباط يكون أيضاً مناقضاً لتصريحاته عن الخصوص و الكاتدرائية.و إذا لم ينف ذلك يكون مناقضاً لتصريحاته بأن زيارة الفاتيكان هي زيارة محبة بين كنيستين شقيقتين.إنه سؤال يذكرني بإصطياد اليهود للمسيح هل يجب أن تعطي الجزية لقيصر.
ليس علي الكنيسة سوي أن تنفي صدق الواقعة من الأساس.فلا وكالة أرسلت صحفي و لا صحفي سأل و لا البابا أنكر معاناة الأقباط و كلها فبركة ليجسوا نبض الكنيسة و ليعرفوا توجهات البابا الجديد.إنها مؤشر نعرف منه كيف يقرأ نظام مرسي هذه الزيارة.إنه يقرأها أنها وحدة كنائس (ضد مرسي).يقرأها أنها تمرد ناعم علي حصار الأقباط.يقرأها أنها ورقة تهديد جديدة لنظامه المتهالك.يقرأها بأنها فقدان لورقة كان النظام يظنها لعبة مضمونة في يده و لا يتوقع منها أي مقاومة.علي أية حال دعوه يقرأها كما يشاء
إستجابة لمطالب البعض بعدم إطالة المقال سأكتفي بهذا القدر و الآن لنتجه إلي فوق ..
إلي فوق
يا من صرت فوق الموت.فوق الفساد.و أخذتنا إلي ما هو فوق الضعف.أخذتنا إلي ما هو في العلويات و السمائيات.أحبك.هذه رسالتي إليك من أسفل.أنا القابع تحت الضعف و تحت ضغطة الخطية أرسل إليك نفسي.أرسل إليك حياتي.أرسل إليك كياني.لا أرسل لك كلمة أو صلوة أو رغبة بل أرسل إليك كل وجودي.مشتاقاً فقط لأن أكون معك .فوق حيثما أنت.و أنت حين أخذت طبيعتي أعطيتني طبيعتك.لذلك لا أنحني أمامك بالجسد فحسب بل ينحني أمامك الكيان كله.لأعود فألبسك يا يسوع المسيح .و تكون أنت رداءي الأبدي.أنت ثوب عرسي.أنت خاتم ملكيتي.يا من سكنت الأعالي أسكنني معك.
أيها الجالس علي عرشه لقد وعدتني و أنت الملك الذي لا يرجع في وعوده .وعدتني بأنه حين تجلس علي عرشك ستجلسني أنا أيضاً معك في عرشك.أنا لا أريد أن أكون إلهاً لكنني أريد أن أكون فيك بغير إنقطاع.أريد أن أطمئن ربما للمرة الأولي و إلي الأبد أنني صرت معك كما أنك دوماً معي.
أريد أن أتذوق حلاوة أن أكون فيك.كما تذوقت طعمك الأبدي حين تكون فيَ.أريد أن تصبح مملكتك مملكتي.و أكون أنا الوارث .أسكن كرمتك بغير إنفصال.حتي لا أعرف الفرق بين وجودك و وجودي.لا أريدك أن تسيج حولي بل أن تكون أنت سياجي.لقد وضعت أنت يا يسوع هذه الإشتياقات فيَ فإما أن تحققها لي و إما أن تنزعها عني لأنني مثقل بها.ها أنا منتظرك فلا تبطئ.
 

453

دقت ساعة العمل و مؤتمر الأقباط
Oliver كتبها
أن يقرر الأقباط أن يجتمعوا فهذا أول الغيث.ثم أن يتحدوا فالخير قادم ثم أن يتفقوا علي عمل مشترك مناسب و واقعي فهذا هو الأفضل.
ليس الآن وقتاً لفرض رؤي بل وقتاً لعرض رؤي.يجب أن نسمع بعضنا البعض دون تهجم أو تهكم.لأن لنا زمناً طويلاً أضعناه كان معظمنا يسمع فقط نفسه.و يري فقط رأيه.لذلك أجد واجبي كما أنه واجب علي الجميع أن يقدم ورقة عمل واضحة تقبل النقد كما تقبل المدح.علي أن الأهم من هذا و ذاك أنها تقبل التنفيذ .فالسياسة فن الممكن.و لغتها هي ترجمة للقوي علي الأرض.الواقع الذي يعيشه كل شعب هو بمقدار ما أنجز هذا الشعب من قوة و بمقدار ما إحترف إستغلال قوته لتحقيق مصالحه.لذلك تختلف الخطابة عن السياسة.فالخطابة لغة تخاطب أحلاماَ و تدغدغ المشاعر لكن السياسة تخاطب عقولاً و تترجم نتائج مساومات كل المتصارعين علي الأرض.
من هنا أحب أن أطرح بعض الأفكار.لأن التحضير لمثل هذا المؤتمر لا يقل أهمية عن عقده و نجاح المؤتمر يبدأ بالنجاح في التحضير العلمي له.
 أري أنه من المهم الإتفاق علي بعض الأساسيات مثل
1- المؤتمر في حد ذاته ليس الإنجاز.بل الإنجاز الحقيقي هو في الخروج منه بخطة واقعية قابلة للتنفيذ.لذلك فإن الإسراف في إعتبار المؤتمر بمثابة طوق النجاة ليس تقييماً موضوعياً.فلو لم يتم التحضير الصحيح له و الإتفاق علي ورقة العمل قبل البدء فيه ربما يجعل المؤتمر نفسه ضربة كبيرة للعمل القبطي إذ يكشف لخصومنا كيف أننا لا نخيف أحداً لأننا لا نعرف كيف نتفق أو نخطط خطة واقعية.لذا التعجل في إقامته بدون تحضير علمي سيتسبب في آثار سلبية طويلة المدي.
2- من المهم أن ورقة العمل تحتوي علي كل الأفكار.شريطة أن يقدم كل صاحب فكرة تصوراً لجعلها ممكنة علي أرض الواقع.و إلا فهو يضع العربة أمام الحصان.أو يفرض حالة من التعجيز.
هنا و أقول أن كل شيء ممكن.في السياسة يمكنك أن تجعل الخيال خطة واقعية.فيتحول الخيال إلي حقيقة.و أمامنا فكرة الشرق الأوسط الكبير نموذجاً حياً نعيشه لكيفية الإنتقال من الخيال إلي الواقع.المهم أن توجد خطة و معها قوة ما سواء ناعمة أم خشنة لتنفيذها.
لا يمكن هنا أن  أتغاضي عن رأي من يقولون بالإصرار علي أن كل مصر هي لنا نحن المصريون أقباطاً و مسلمون معتدلون.و لا أُسَفِه أيضاً رأي من ينادون بالتقسيم. مع علمي أنه توجد آراء بين هذين الرأيين .ليس المهم إن كنت مع هذا الرأي أو ذاك لكن لأنني تعلمت في السياسة أنه من الذكاء أن تحمل في جعبتك كل الأوراق.و تساوم بما تستطيع منها.حتي و إن كنت في قرارة نفسك لا تريد احد هذه الأوراق.
نخلص من هذا بالنتيجة الآتية: علي كل صاحب فكرة أن يضع معها تصوراً واضحاً لكيف تتحول هذه الفكرة ورقة للمساومة.أو للضغط أو لأي لعبة من الاعيب السياسة.لا نفقد ورقة من أوراقها.لكن إذا إكتفينا بالفكرة وحدها دون خطة واقعية  فإننا نضع أنفسنا في موقف ضعيف حتي و لو كانت الفكرة طيبة و مستساغة.أو كانت غريبة و مربكة. و من لا يستطيع أن يقنع الأقباط بفكرته عليه أن يسأل نفسه كيف سأقنع غير الأقباط بها؟
3- أن يخرج المؤتمر بكيان قبطي واضح يمثل الأقباط فهذا سيحسب إنجازاً يغير كثيراً من موازين القوي.سيصب في صالح الأقباط و قضيتهم عموماً لكن (دائماً هناك لكن) .
يجب أن يضع الحاضرون في حسبانهم أن هناك نشطاء كثيرون لن يتواجدوا بالمؤتمر.لابد إذن من وسيلة للتواصل مع الجميع.تواصلاً مستمراً يتيح مناقشة كل شيء.
لجنة التواصل هي أهم لجان هذا المؤتمر.لأننا يجب أن نتوقع خروج أصوات قبطية تهاجم المؤتمر و تقلل من أعماله.يجب أن نعترف بأن البعض يتبني نظرية (فيها لاخفيها).فيجب أن نعرف كيف نمتص هذه الصدمات.و نجيد لم الشمل .لذا من أهم أعمال لجنة التواصل و لم اسميها الإتصالات لأن مهمتها أن تصنع توافقاً ما بين المشتركين في المؤتمر و بين غير المتواجدين فيه.بين المتفقين و بين المختلفين.فهي لجنة مصالحة بجانب أنها لجنة تواصل.مع تساؤل هل من الممكن أن يتم   المؤتمر في بعض مناقشاته بالفيدو كونفرانس لكي يتيح فرصة المشاركة مع من لم يتمكنوا من التواجد في المؤتمر لأسباب شتي؟
4- الأقباط لن يجتمعوا لكي يسمعوا أنفسهم فحسب بل لكي يسمعهم الآخرون أليس كذلك؟ لهذا فمن المهم أن يوجد من يجيد الكلام بلسان الأقباط مع الآخرين.هناك من يجيد لغة التعامل مع الإسلاميين و آخر يجيد لغة التعامل مع الرسميين و ثالث يجيد لغة التواصل  مع الأمريكان و رابع يجيد التواصل مع الإتحاد الأوروبي و خامس مع الأمم المتحدة و قنواتها المختلفة و سادس مع القوي الفاعلة غير الرسمية في الأوساط الأمريكية و سابع يجيد الكلام بالقانون و ثامن يعرف كيف يتفاهم مع مع الكنيسة و هكذا فمن المهم أن نجيد إختيار من يمثلنا في كل وسط من الأوساط.لذا بما أنه ليس بيننا سوبرمان يستطيع كل شيء فيجب أن نقسم العمل و نوزع المهام.
ثم بعد ذلك من المهم أن توجد خطة إعلامية و قناة متخصصة تترجم العمل القبطي ليس للدعاية له بل لصناعة رأي عام مؤيد لخطته أياً كانت ماهية هذه الخطة.
5- يجب ان يلتفت البعض إلي نقطة هامة قد لا تلفت النظر و هي أنك تجيد السياسة بقدر ما تفهم مداخل الآخرين و نقاط ضعفهم و تفهم ماذا يريدون منك و ماذا يستطيعون أن يفعلون لك بغير أن يكون ذلك ضد مصالحهم في شيء. إذن بإختصار السياسة هي حرب معلومات.هذا الكلام ليس نظرياً.من هنا يمكننا أن نوصف بعض النشطاء أنهم نظريون. أياديهم تترجم الأفكار علي الورق.و آخرون تنفيذيون أياديهم تترجم الأوراق إلي واقع.
تعالوا لنوصف هؤلاء الذين يمكنهم تنفيذ الأوراق إلي واقع.
هؤلاء لديهم معلومات ربما إستنتاجية أو إستخباراتية أو من معاهد دراسية في أمريكا ممن يقدمون أبحاثهم للسياسيين أو من التواصل مع العارفين بالأسرار أو ...
نحن هنا بحاجة لأشخاص بتعبير السياسة (داهية سياسية)...لا نحتاج إلي أشخاص تخلط المثل الروحية بالعمل الوطني القبطي.و العثور علي هذه الأشخاص و وضعها في مقدمة المشهد هو الصحيح بعينه.
من هنا يجب أن نعرف أن تغلغل البعض في تواصل مع السلطات الرسمية في مصر قد يكون إيجابي للعمل القبطي.وأيضاً الإجتهاد في التواجد في صدارة الإعلام أمر مهم. بالطبع ليس المقصود هنا أن الأقباط يؤسسون فريقاً للتجسس لكن القصد أن نلم بما أمكن من المعلومات التي تكشف لنا إتجاهات لا ندركها من دونها.
و عليه فلا يصح أن نتهم أحدهم بأنه خائن لأنه يضع يده في يد النظام .سيصبح خائناً فقط إذا وضع نفسه ضد مصلحة الأقباط.و كفي.
يجب أن يكون واضحاً أن نجيد توفيرالمعلومات لتكون في يد من يقوم بالمساومات..هذا أمر بديهي في السياسة.و نعرف أن فئة التنفيذيين من النشطاء لا يمكن أن تعمل بإحتقار فئة التنظيرين من النشطاء.أو العكس.في السياسة تستطيع إستغلال كل الطاقات و العلاقات و الوجوه.
ها الصورة بدأت تتضح الآن.المهمة شاقة أليس كذلك.نحن لسنا في مناسبة تكريمية و مكلمة أليس كذلك؟ ها نحن نحتاج لأن نعرف كيف نؤسس الكيان القبطي.لقد إتضح إذن أن الكيان القبطي فيه ما هو معلن و فيه ما هو خفي.و هذا الجزء الخفي ليس ضد وطننا مصر لكنه خفي بمعني أنه هو الذي يصنع السياسة القبطية و يجمع المعلومات لممثلي العمل القبطي و يضع في أياديهم أدوات المساومة.و أن هذا الجزء الخفي هو الجذر غير المرئي الذي يستند عليه الغصن و يستمد منه كل الطاقة و الحياة .
الكيان القبطي ليس مؤسسة خيرية.ليس عملاً روحياً و إن لم يتعارض معه.الكيان القبطي هو عمق تنطلق منه صناعة الدور الوطني القبطي.هو عمل ليس ضد مصر بل يصنع مع المعتدلين المصريين مصراً جديدة نريدها جميعاً.
و عند الحديث عن جمع المعلومات فإننا سنصطدم ببعض النشطاء الذين يعرفون أكثر من غيرهم.و عندهم إعتقاد أنهم جمعوا معلوماتهم بتعب و تكلفة دفعوها من جانبهم و لم يساهم أحد معهم في تحقيق هذه المعلومات.و قد يرفض هؤلاء أن يقدموا هذه المعلومات مجاناً.فليكن.يجب أن نقبل فكرة أن الفاعل مستحق أجرته.و أنه إن تنازل عن أجرته يكون ذلك كرماً منه و ليس رغماً عنه.
6- بكل تأكيد مثل هذا العمل يحتاج كيان مالي مؤسس موازي للكيان السياسي.أما عن كيف يكون هذا الكيان المالي فهناك بدائل :
الأول أن يكون كياناً مستقلاً عن الكيان السياسي و هذا أفضل في رايي.و أن يعتمد في تمويله علي المؤسسات المانحة الأوروبية و الدولية  أكثر مما يعتمد علي التبرعات العشوائية.يتكون هذا الكيان من محترفين لهم معرفة بإدارة المعاهد الخدمية السياسية (علي غرار معهد إبن خلدون د سعد الدين إبراهيم).
و أن تكون هذه المؤسسة علمية مالية .تقوم بالدراسات و الإحصاءات و تقدم التقارير .
الثاني أن يكون بوضوح  مجرد صندوق مالي يتكون من تبرعات و إشتراكات  و هذه فكرة مبسطة لكنني من خلال خبرتي المتواضعة أزعم أنها ستكون مرهقة .ستجعل مسئولي الصندوق في لهاث مستمر بحثاً عن تبرعات حتي لن تكفي لإقامة قناة  فضائية حقوقية محترفة.
الثالث أن نكتفي بتمويل كل حالة علي حدة .بمعني أنه لا يوجد كيان مالي بأي صفة.بل فقط مؤازرة عند كل مؤتمر أو عمل ما.هنا سيصبح العمل القبطي قصير النفس.يعتمد علي الأشخاص و ليس علي المنهجية .و هو أضعف أشكال التمويل.
7- المبالغة في الإعتقاد بأن هذا المؤتمر سيفعل المعجزات يضع المشاركين تحت ضغط ليس هذا إيجابياً.علينا أن نكتفي من هذا المؤتمر بتشكيل التنظيمات الفاعلة فيه.و وضع أوراق عمل متعددة لدراستها و وضع خطة زمنية للإنتهاء من هذه الدراسة ثم ننتظر مؤتمراً تالياً للمناقشات التفصيلية.
نحن لسنا في سباق مع الزمن.فالتنظيم خير ضامن لنجاح أي فكرة.يكفينا أن نجيد إختيار من سيديرون هذه المرحلة.لحين الإنتقال إلي مرحلة تالية يختار فيها آخرون من يديرهم.
لا يهم أن يخرج المؤتمر بقرارات و لا أتوقع ذلك.بل يهم ان يخرج لنا بكيان يجيد تمثيلنا.
لن نخرج من المؤتمر لنصرح لأحد بأن القضية قد حُلت و الأقباط قد نالوا مواطنتهم الكاملة.فالقضية مزمنة و تحتاج إلي النفس الطويل.و المبالغة في تقييم المؤتمر قد يعقبها إنتكاسات ممن تصوروا أنه مؤتمر عالمي. إنه محاولة في الطريق ليس إلا.نريدها محاولة ناجحة.لكن من الأفضل ألا نبالغ في التوقعات.لنضع أهداف للمؤتمر واضحة ثم نقيس عليها أعمال المؤتمر.لنشرح للناس أن هذا ليس مؤتمر سايكس بيكو و أن تقسيم العالم سيكون أحد نتائج هذا المؤتمر.هو فقط حلقة من الإجتهادات سبقتها إجتهادات و ستتبعها إجتهادات.
 الآن تعالوا نستند علي المسيح بهذه الصلاة....
سألتك أن نقوم كما قمت.لك شعبك مصر .و لك مذبحك في وسطها.في وسطها تقيم و نحن عليك نستند.جعلتها لنا أرض موعد.و حفظت لنا وعدك فيها.ستحفظه أيضاً إلي النهاية.من مصر خلَصت إسرائيل و من إسرائيل خلَصت مصر و نحن الآن بين يداك مثل الضحية فإنقذنا.
سألتك مصر أن تقوم بك و لك.سألتك شوارعها و أزقتها.سألك شعبك فيها.و أيضاً الذين لم يسألوك أقمهم لأن مصر بدونك لا قيمة لها.لا طعم فيها .الحلو فيها كالمر.أقمها فتسترد النور.و تسترد الوعي و الحكمة.ليست المظالم في مصر وحدها.فالحملان وسط الذئاب في كل مكان.لعلك ترعي في الوسط.أنت أمرت أن يوضع النور علي المنارة لا تحت مكيال.نحن أيضاً نطلب منك أن تكون أنت معلناً علي منارة مصر.مهما حاول الخائبون أن يخبئوا نورك.نؤمن أنك أنت وطننا و أن الغربة الوحيدة هي التغرب عنك.فكن فينا و نحن فيك لكي نشعر بالأمان و الفرح و السلام.نحن أحوج الناس لك.فأنت حبيب القطيع الصغير.و أنت سر قوة الضعفاء.و سر غني الفقراء.و سر مجد المرذولين و أنت حياة المحسوبين للذبح.
بدونك ستستمر المعاناة و تزيد الإنشقاقات أما حين تكون حاضراً في الوسط.في وسط الأفكار و المشاعر و العمل ساعتها سنري عجباً و ستزول العوائق مثلما إنشق البحر .ساعتها تتنصب أنت ملكاً علي الكل لأن هذا حقك و عملك.و يكون المجد لك أنت.و المدح لك وحدك.لكي نصبح أوتاراً في قيثارتك.تعزف ألحان التسبيح بفرح


454
يوميات البصخة 2012
3- إثنين البصخة
Oliver كتبها
يوم يقلب السيد جميع الموائد
يا سيدي ما بالك غاضب هكذا اليوم.؟ في الصباح تلعن و في المساء تبكي.التينة يبست و الموائد إنقلبت.ماذا بين التينة و الهيكل ماذا أغضبك هكذا من الهيكل و من التينة ؟ماذا بين الصباح و المساء الحزين؟
كان المعلم يسير بمحاذاة جبل الزيتون حيث سيصعد يسوع من هنا بعد قيامته.كانت أشجار الزيتون منتشرة علي مرمي البصر من كل ناحية و كانت هناك شجرة غريبة .إقترب منها المسيح له المجد و التلاميذ مندهشون فحتماً لا يوجد ثمر التين في الشتاء.كما أنهم لم يروه يأكل تيناً من قبل؟كانت شجرة تين مورقة مختبأة وسط الزيتون..ما هذه التينة بين الزيتون؟ هذه التي دخلت خلسة وسط الزيتون كأنما دخل أحد المدعوين لمائدة العريس و ليس عليه ثياب العرس.
هذه الشجرة بأوراقها القديمة منذ سقط آدم خلسة في حياة الإنسان بعد أن خاط أوراقها لتكسوه من عري الخطية.
لقد كان المعلم يطهر الزيتون من التينة ثم يطهر الهيكل من الموائد.الزيتون هو النعمة و التينة هي الغربة عن المسيح.
الرسام يعيد رسم صورته و مثاله
كان المعلم يعيد رسم الصورة التي تشوهت.في البدء كان الفردوس.الأشجار في كل الأنحاء.من هنا و هناك تجد ثمراً.إلا شجرة وحيدة تقف في أحد أركانها.ليس فيها ما يؤكل.
الآن المسيح في جبل الزيتون.كل أشجار الزيتون حوله مثمرة إلا شجرة وحيدة ليس فيها ما يؤكل هذه هي التينة.
كانت شجرة المعرفة من أجل إختبار الحب.و فشل أبوانا في الإختبار .و أكلا من الشجرة.فكانت اللعنة نصيب الأرض.و الشقاء نصيب الإنسان.و الفساد نصيب طبيعتنا.و الموت نتيجة حتمية لهذا الفساد.و عرف آدم قيمة خسارته للبركة و عاش وجع اللعنة.
الآن المسيح يقف أمام الشجرة.كانت شجرة لإختبار الفرق بين اللعنة و البركة.هذه الشجرة عديمة الثمر كانت قيمتها أن نعرف الفرق بين البركة و اللعنة.
تري لو عاد آدم إلي شجرة المعرفة هل يجدها شهية للنظر؟ حتماً زالت منه كل شهوة لهذه المعرفة الباطلة.و التي كانت شهية للنظر صارت يابسة لا جمال فيها و لا منظر.
الآن يقف التلاميذ مندهشون يا سيد هوذا الشجرة التي لعنتها قد يبست؟ لا جمال فيها و لا ثمر.لم يدرك التلاميذ حينها أن السيد يضع بصماته الأخيرة علي صورته و مثاله.
من عند اليابسة نزل المسيح و تلاميذه إلي الوادي متجهين إلي أورشليم.و من عند شجرة المعرفة خرج آدم من الفردوس.
في البدء كان الفردوس و خرج منه آدم مطروداً.فكانت أورشليم فردوساً ثانياً.لا يدخل إليها إلا شعب الله.أرضاً للمواعيد الإلهية كانت أورشليم.و شعب إسرائيل كان نموذجاً مصغراً لعودة البشرية إلي مواعيد الله الأبدية.
الآن يقف يسوع أمام أورشليم .حيث تقف التينة الملعونة قرب أبوابها.يقف المسيح بين اللعنة و بين أورشليم.و دخوله أورشليم يعني موته.فالموت مفتاح أورشليم.إنطلق السيد نحو أورشليم غاضباً.التينة أغضبته.اللعنة ليست لغته.هو فقط كان يعيد مشهداً لم نره  مشهد السقوط .لأننا لم نر الفردوس الأول.كان يبين كيف حل الغضب محل السلام بعد السقوط.و كيف حل العري محل النعمة بعد الخطية.لذلك يبست التينة و تعرت من أوراقها ثمن اللعنة.
موائد الصيارفة المقلوبة
في الهيكل كانت الصيارفة تبدل العملات.بينما الذبيح سيفدينا مجاناً.فما الحاجة إلي موائد الصيارفة.
في الهيكل كان الناس يأتون من جهات شتي.من كل القبائل.كان لابد من تبديل أموالهم بالعملة الوحيدة المسموح بها في الهيكل.شاقل الهيكل.و هو يختلف عن جميع العملات لأن صورة القيصر لم تكن عليه.كانت العملات تحمل صور آلهة أو ملوك كالآلهة.ولأن الهيكل لا تدخله صورة و لا تمثال.كان الحديث دائماً يدور بين زوار الهيكل و مقدمي الذبائح عن أمر الصورة التي علي العملة.كانت الصورة تشغلهم أكثر من الأصل.لكن المسيح أصل كل الصور جاء إلي الهيكل فما الحاجة إلي هذه الموائد.
قلب السيد موائد الصيارفة فلم تعد البشرية تشتري ذبيحة بل أصبحت الذبيحة تشتري البشرية.
قلب السيد الموائد لأن الحاجة إلي مائدة واحدة عليها العجل المسمن.
لماذا طرد باعة الحمام أليس لأنهم يجيدون التلاعب بالفقراء الذين لا يقدرون و لا علي شراء ذبيحة.
كما أنه في المسيح لن يعد هناك فقراء و أغنياء.في المسيح نستغني جميعاً بفقره.و نفتقر جميعاً لغناه.
الذبيحة دخلت الهيكل ثلاثة أيام تحت الحفظ فما الحاجة إلي باعة الحمام.دعوا الحمام ينطلق رمزاً للمصالحة.
كان الصيارفة و الباعة في أروقة الهيكل.لكن الهيكل الحقيقي ليست له أروقة و لا باعة.الهيكل الحقيقي ليس إلا قلب مشاق للمسيح.
لن يبيع لك أحد المسيح.و لن يشتريه لك أحد.أنت تطلبه و هو يأتي مجاناً.ليس لأحد عليه سلطان.
موائد الصيارفة المقلوبة تقدم تحذيراً لمحبي المال المنشغلين به كثيراً.بين محبة المال و بين الخلاص هوة عظيمة لا يستطيع الساكنين أن ينتقلوا بينها إلي أورشليم السمائية.
موائد الصيارفة عليها حسابات كل الدنيا لكن ليس عليها الأغلي من كل الدنيا.
منع الداخلين بأمتعة من دخول الهيكل.فالمسيح في الداخل لا يريد منك شيئاً بل يريدك أنت وحدك.
هل علم الداخلون إلي الهيكل أن رب الهيكل واقف أمامهم بدمه و جسده.آه لو علموا,,, آه لو قبلوه.
الحمام طار.موائد الصيارفة إنقلبت.الحملان هرولت من صوت السوط في يد المعلم.خلا المكان إلا من الحمل الإلهي.هنا يبقي أيام ثلاثة وحده.لابد أن يبقي هنا وحده.حتي لا يختلط حمل الله بحملان الأرض.
لو علم قيافا و حنان  رئيس الكهنة لأمسكا به و اسكناه الهيكل حتي يحين أوان الذبح.لكنهما في أمور كثيرة منشغلين.لو أدركا أن رئيس الكهنة الأعظم في ساحة الهيكل لخرجا مهرولين و سألاه أن يدخل قدس الأقداس وحده فليس سواه يستطيع أن يدخل هناك كل الأيام.لكنهما غافلان إذ خرجا يسألانه بأي سلطان يفعل هكذا؟
من أعطاك هذا السلطان؟ نحن الرؤساء هنا لم نعطك سلطان لتطرد هؤلاء و تقلب موائدهم.فكان أن أجابهم بسؤال عن معمودية يوحنا.
سأله فسألهم.لم يجيبوه فلم يجبهم.لكنه نصحهم أن يفعلوا كإبراهيم.يتهللوا لأن يوم الخلاص قد حان.لمارأي إبراهيم كبشأً مربوطاً في الشجرة عرف أن المسيح سيثبت علي الصليب.فتهلل لأن إبنه إسحق لن يموت.هل تتهللوا يا رؤساء الكهنة لأن أبناؤكم سينجون من الموت بموت المسيح.أم تريدون فقط الحفاظ علي مكاسبكم من الصيارفة و باعة الحمام؟
لما دخل السيد يطهر الهيكل لم يكن لتلاميذه أي دور.فالخلاص شأنه وحده.لقد وقفوا فقط كشهود يرقبون.يسجلون في ذاكرتهم كل الأحداث.ثم يأتي فيما بعد و يفهمون .العجيب أنه دخل أورشليم ففرحت أورشليم لكنه لما دخل الهيكل لم يفرح أحد.
إذا وضعت المسيح في مقارنة مع أي شيء أو أي أحد ستفقد فرحك. كل من في الهيكل فقدوا فرحهم لأنهم أرادوا أن يربحوا خارج الهيكل بدلاً من أن يخلصوا داخل الهيكل.
ها أنا هنا وسط الزحام.كل مرة أمرق بين الزحام و لا أمتلئ.كأنما لا مكان لك هنا. صيحات كثيرة تعلو هنا و هناك لكنها لا تدعوك أنت. ينادون علي أشياء كثيرة لكنهم لا ينادون عليك؟ ليس لك موضع وسط الزحام لذلك كنت تقول لمرثا أن الحاجة إلي واحد.الفكر المزدحم ليس موضعاً للقاء المخلص.
ما هذا الهيكل ؟ كيف لا قدس فيه و لا قدس أقداس.كل ما فيه يبيعون و يشترون.المكاسب لغة الكلام.و الصفقات أهم من الحياة الأبدية فهل هذا هيكل؟
القدس حيث تقف الكهنة لتقدم الذبيحة عن الشعب يمثل  لقاء الله مع الشعوب.قدس الأقداس  حيث يدخله رئيس الكهنة وحده يمثل لقاء الله مع النفس وحدها.اليوم يسألنا معلمنا الصالح هل من قدس عندكم أو قدس أقداس.ما أحوج هيكلنا إلي تطهير .
صلاة في الهيكل
تبدو مغترباً في الهيكل مع أنه هيكلك.تقف مشمراً يداك لتغسل الكيان من داخل.تطرد مني فكر المكاسب الأرضي.ليبقي الربح لي فيك.و تبقي أنت اشهي من المكسب.
هل تدخل قلبي .إمسك سوطاً لا يهم إمسك صليباً لا يهم إمسك زوفاك و أنضح فأطهر.
ما هذه الضوضاء داخلي .أسكت الأصوات المتداخلة .يكفيني أن أسمعك أنت وحدك.الأفكار السماوية محتبسة تريدك أن تحررها.
موائد كثيرة عندي و لم أشبع.عملات كثيرة أقتنيتها و لم أغتني.اليوم صار ربحي أن أخسرهذه كلها و صارت أمنيتي  لو قلبت هذه كلها و أفسحت لنفسك مكاناً في داخلي.
ما هذا المتاع الذي احمله علي عاتقي .هذه الأثقال التي أدمنت نفسي حملها إنحنت تحتها نفسي..
اليوم تمنع عني هذه الأحمال.حررني من كل الأربطة.أريدك أن تصبح انت سيد البيت.لا صورة في داخلي إلا صورتك.
تينتي يابسة لكنك حملت اللعنة و باركتني.ينقصني ثمار روحك.هل تطعمني في الكرمة فأتغذي عليك.لا تدعني عارياً من نعمتك فليس لي ستراً آخر.
بيتك يستنير من جديد بحضورك .لن يبق هكذا مغارة مظلمة.و لا وكراً لأفكار غريبة كاللصوص.سيعود قلبي هيكلك.و أعود أنظرك فيه كيونان.
فليكن القلب مشغولاً بك حتي تفارقه الدنيا.كما أنك مشغول بي أكثر من كل الدنيا.
 
 

455
يوميات البصخة 2013
2- أحد الشعانين
 يوم إشهار الملكوت
Oliver كتبها
معلمنا الصالح يسوع و هو عالم أن الناس ينتظرون ملكاً أمر تلاميذه أن يذهبوا إلي حيث أرشدهم فيعدوا موكب الملك.و كما غير مفاهيم الناس و هو مولود في عرشه الأول علي الأرض (المزود) هكذا أيضاً في ختام حياته علي الأرض بالجسد أراد أن يغير مفاهيم الناس عن عرشه الثاني (الصليب).
حين قال أن إبن الإنسان ينبغي أن يرتفع فهو سيرتفع ليس فوق الصليب فحسب بل في يقين كل مؤمن فيقبل المسيح مخلصاً ليس سواه.
يقولون لك :أين يا سيدي يعدون الفصح؟ فيقول لهم عن آتان و جحش؟
هيرودس بني لنا هيكلاً عظيماً .فيجيب المعلم قائلاً جسدي هو الهيكل الأعظم.
يقولون لك لم تعد نار السماء تنزل و تلحس الذبائح؟ فتجيب قائلاً أنا أرسل لكم الروح القدس ليس في زيارة خاطفة ليلحس ذبائح بل ليبق معكم و فيكم إلي الأبد.
يقولون لك رئيس كهنة هذا الزمان تنبأ أن يموت واحد عن الشعب فماذا يقصد؟
يقول المخلص أنا أحبكم حتي المنتهي حتي الموت .و لم يفهموه بعد.
في موكبك أصوات هتاف.أصوات صراخ.أصوات إبتهال و توسل.الجميع يهتفون خلصنا.هوشعنا.فهل حقاً يقبلون الخلاص؟
كثيرون يهتفون خلصنا و قليلون هم الذين يخلصون بالحقيقة.
راكب الكروب ركب علي آتان؟
عند هيجان هيرودس  الأب وقت مولده ركب علي آتان و هرب من غضب الشرير إلي مصر.و عند هيجان هيرودس الإبن  ركب علي آتان لنهرب نحن من الغضب الآتي.
إخلع قميصك
إذا رأيت موكب المعلم قريباً إخلع قميصك.عرياناً يقف الناس أمامه.كل الذين عاشوا ليس من أجل شهوات الجسد قد خلعوا عنهم رداء الأرض.كل الذين زهدوا في الأرضيات لبسوا الروح و لم يعيشوا حسب الجسد.
إذا سمعت أن الموكب قادم فقل له كلمة وحيدة....قل له خلصنا.....
لا تهتف بغير رجاء.لربما ينزل عن موكبه و يقصد بيتك.هل أعددت البيت؟ لربما يختاره ليعد فيه الفصح؟ هل أعددت البيت؟ لربما يبيت عندك مثلما بات عند زكا فهل أعددت البيت؟
إخلع عنك قميص الزهو و الإفتخار الباطل فأمام موكبه تصطك أسنان الملوك و ترتعش رُكَبْ العظماء.قف عارياً لا يهم.بطرس لما تعري أمامه ستره بمحبته.و يوسف الصديق لما ترك رداءه في يد إمرأة فوطيفار فاض عليه بالبركات.إخلع قميص العار.كل أردية الأرض لا تستر أمام فاحص القلوب.يسترك الدم وحده.يري الدم و يعبر.فلا تتغط بأوراق التين.إخلع رداءك فها هو سيمر نحوك.حتماً سيمر.و ستتلاق عيناه بعينيك.هل أعددت ما ستقوله حينذاك؟ أقول لك ردد كلمة وحيدة.قل له خلصنا.هوشعنا.
اليوم يوم مرور موكب الخلاص أمام بيتك.أمام كل أسرتك.أمام أصدقاء الشارع و العمل .يوم مرور الموكب أمام الجميع.فكل نفس لها فيه نصيب.دعوا الأطفال أيضاً تصرخ هوشعنا يا إبن داود.لا تمنعوا الصغار .المسيح مسيح الجميع.ملك علي الكل.أتي لكل الناس.موكبه اليوم يتلألئ.غداً يلبس الأحمر القاني.فقل له خلصني يا سيد.
إذا رآك الناس عارياً تلهث خلف موكب المعلم الصالح فلا تخجل من عريك ولا تتضايق من تعييراتهم .سيأت سريعاً و ترتمي في حضنه و يخبئك فيه.سيبحثون عنك متسائلين أين هو فتقول لي الحياة هي المسيح و أنا مختبئ فيه.ها قد جاء في موكبه و أخذني إلي حجاله.سترني بستر مظلته.أنا فيه و هو فيً.
أن تخلع قميصك هو أن تعود إلي البداية.كأنك يوم مولدك.تترك مكاسب الدنيا للدنيا.لأنه منذ البدء لم نسمع أن مولوداً حديثاً يشتهي المكاسب أو يطلب سوي حضن أمه.عد إلي حضن مسيحك فاليوم يوم خلاص.
إن خلعت عنك شهوات الباطل يلبسك المسيح تنعمات الأبدية.أنت تخلع العتيق و هو يلبسك الجديد.أنت تخلع الترابي و هو يلبسك بالسماوي.أنت تخلع المهان و هو يلبسك الممجد.أنت تخلع الزائل و هو يلبسك الباقي.أنت تخلع الوقتي و هو يلبسك الأبدي.الحقيقة أنه إن خلعت  أنت عنك فكر الأرض تقتني نصيبك السماوي مع المسيح حين يأت في موكبه.
أنظر أنه أعطي الآتان و الجحش أن يدوسا معه الطبيعة العتيقة قبل أن يدخل المقدس.الثياب التي كان يدوسها السيد هي هذه الطبيعة التي فسدت بالخطية.و قد أعطي اليهود و الأمم أن يخلعوها ليدخلوا معه إلي ملكوته.
التوبة هي أن تخلع رداء الشر.المحبة هي أن تخلع رداء الأنانية.الصبر هي أن تخلع رداء التذمر.البساطة هي أن تخلع رداء التبرم و العبوس.الصمت هو أن تخلع رداء التسيب .
التواضع هو أن تخلع ثوب الكبرياء .السلام هو أن تخلع رداء العنف .إن لم تستطع أن تلبس هذه الثياب السماوية فعلي الأقل إخلع أنت الأرضي و الرب يكسوك بثوب الكاملين لكن إفعل شيئاً . لا تقف في طريق موكبه بغير إستعداد.
ملك ليس كما يظنون
يقف أمامه البعض متسائلين: هل ترد اليوم الملك لإسرائيل؟يبدو عليك أنك قبلت أن تصبح ملكنا.ها أنت لم تزجر الهاتفين.شجعت الصغار علي صراخهم نحوك.بالأمس تركتنا و إختفيت حين كنا نود أن ننصبك ملكاً عند الجبل.فهل إقتنعت اليوم بالمُلك؟
يرد مخلصنا الصالح: أنا الذي أختار الجبل الذي عليه أضع عرشي.أنا لي مملكتي لا آخذ من أحد بل أنا أعطي لكل أحد ما يملك.أنا أختار الساعة التي أظهر فيها للعالم ملكاً و مخلصاً.نعم اليوم أقبل هتافكم.و لو لم تهتفوا لي لكنت أجعل الحجارة تهتف.سأجعل الطبيعة الصماء تنطق بعظمتي لكي تعرفوا أي مخلص أنا.لم يكن الهتاف مسموحاً به اليوم إلا لأقول لأبي ها هم ينتظرونني مخلصاً و شافياً.
ليس الهتاف لأنني قبلت أن أكون ملكاً زمنياً كما تظنون.تركتهم يصيحون أوصنا في الأعالي لتفهموا أنها تعني كن لنا وسيطاً في الأعالي لدي الآب.لأن الأعالي كلها كانت ضدكم.أناصاحب هذه الأعالي و لا أقبل هذا التدني لا اليوم و لا غداً و لا في أي زمن.أنا صاحب المملكة الأبدية لا يمكن أن أقبل مملكة زمنية.مملكتي لا تزول فكيف أقبل الزائلة.
هل تريد المسيح ملكاً يا أخي و يا أختي؟ ملكاً من ذاته أم ملكاً من ُصنعك؟ فاليوم ينتقي بعض الناس ملوكاً من صنعهم ثم يندمون.
عند دخول المسيح العالم في تجسده غير معني العظمة في مولده.و عند خروج المسيح من العالم بالجسد غير معني العظمة في آلامه.في دخوله سكن المزود و في خروجه ركب جحش و آتان .مع  المسيح صار الكل جديداً حتي المعاني.
 إلي أورشليم يدخل.إلي قاتلة الأنبياء و راجمة المرسلين إليها. يدخل لقضاءه.يدخل لموته دخول المنتصر.يدخل بقدمين ثابتتين.يعرف أن الساعة قد إقتربت .اليوم يهتفون له. غداً يهتفون عليه. هم لا يعرفون.هكذا يجعل الجهل بعض الناس يهتفون و هم لا يفهمون.إنهم يصيحون مع الناس.يتجمهرون حول أي قضية.يحشرون أنفسهم وسط المواكب.هم أصوات فحسب.إذا صمت صياحهم تحسبهم أنهم كانوا بخار و إضمحل.
 
 
الرب محتاج إليه
في القرية التي أمامنا ذهبنا حسب مشورتك.كان هناك جحشاً مربوطاً لم يركبه إنسان من قبل.كان قليل المعرفة و عديم الخبرة و القوة.لم يكن أحد يلتفت إليه.هكذا كان حال الأمم.فيا مخلص الأمم اليوم من أفواه هؤلاء الصغار تخرج تسبيحتك.
كيف أتيت إلينا كمحتاج.أحقاً تحتاجنا في شيء؟أو تحتاج أي شيء غيرنا؟هل لديك أي إحتياج و أنت الكامل الغني صاحب الملكوت؟ كيف أفهم أنك محتاج؟كيف أدرك معانيها؟ أهكذا كنت أنا في أشواقك لذة.و في إرادتك خطة.و في محبتك شهوة.و في عملك فعلاً.و في رسمك صورة و مثالاً حتي أنك تجدني مكملاً لعملك محققاً لشهوتك منفذاً لخطتك مستجيباً لآثر صورتك و مثالك.هل تريد الصورة لكي تعيدها للأصل.و تريد المثال لكي تعيده للمصدر.أخذت إحتياجي كأنه إحتياجك و تكلمت بلساني.
فقير من يعتقد أنك تحتاج إليه.خال هو من الفطنة و الذكاء.فأنت يا ربي يسوع هو حاجة الجميع بشراً و ملائكة.أرواحاً و أجساد.
أيها العابر أرضنا كغريب.المتسربل بالسلام.أورشليم تجتذبك كحبيب يشتاق إلي حبيب.هذه المدينة الملآنة من عجائبك.و من الدم ملآنة أيضاً. ها نحن نراك تدخل أورشليم الكوكب السمائي الذي صار كالنار يحرق السمائيين.تدخل المعصرة التي تقطر منها دماً حتي تملأ الكون كله بحبك.
اليوم تتهلل الأشجار و تتراقص الأغصان لأن الكرمة يمر في موكبه و الكرام راض عنه.
يمسك الصديقون بأغصانهم ليطعمها الملك في الزيتونة السماوية.يمسك الصديقون بالسعف حتي لا فرق بين النخلة و الصديق.كلاهما يعلن عن ملكوت الملك الأعظم.
أخلع قميص الجسد لألبس ثوب الروح فاليوم يوم الرب .
يا صاحب الهيكل إجعلني هيكلك. لتكن حوائطه المبطنة  هي ضمير خالص مكسو بالنعمة يسكنني وقلبي مذبحك. صلواتي بخوراً في مجمرتك.و دموعي مرحضة النحاس .يا صاحب الهيكل لا يدخل داخلي سواك يا رئيس الكهنة.فليكن دخولك لسكناك إلي الأبد.و لتكن عينك عليَ بغير إنقطاع.تابوتك الأقدس هو إنجيلك الذي به أحيا و أتنعم.و ها أنا أضع عمودا ياكين و بوعز عند أبواب حواسي هذان هما ميراثي فيك و قوتي منك. هذان هما ملكوتك في الأرض و في السماء جعلتهما نصب عيناي لكي تكون أنت وجهتي وحدك.بالحقيقة أنت شبعي يا مائدة الخبز الحي.قدس أروقتي الخمسة .ما دمت أنا هيكلك فأنت ملكي.أذكرني إذن متي جئت في ملكوتك.
 
 


456
يوميات البصخة 2013
1-السبت و لعازر

Oliver كتبها
عشت علي الأرض تدوس الشر و تقهر الفساد.لذا ليس مستغرباً أنك تقيم الموتي.لأنك أنت الحياة فلا قوة للموت بعد.
في السبت إرتاحت نفسك أن تقيم الناس من الموت.بينما كانوا يظنون أن السبت وضع ليموت الإنسان في سبيله.
كنت تُعلم الناس في البرية أنك أنت خبز الحياة و من يأكلك لا يموت و أيضاً من يؤمن بك لا يموت .كنت تُعلم أنك إله أحياء و ليس إله أموات.و الآن تثبت ذلك. أقمت لعازر فالموت أمامك كلا شيء. الموت أصبحلا يسود علي أولاد الله.. الموت بموتك فقد هيبته.بموتك صار الموت عبداً تحت أقدام  المؤمنين يستخدمونه لمجد إسمك تماماً كالحياة.
بيت لعازر
بيت الفرح و المحبة.بيت السلام و شفاء المرضي.البيت الذي وجد فيه سيدنا الصالح راحته.
ملتقي الذين يريدون أن يشربوا من ينبوع الحياة.كان يسوع هنا.الجدران تعرفه.و أثاث بيتنا المتواضع.لطالما نام هنا علي سريري.و أكل من يد مرثا.كانت تطعمه كالطفل و كنا نحبه.
جيراننا يعرفونه عند قدومه بيتنا.يقفون علي بابي.يقدمون إليه مرضاهم.ما كان يخذل أحداً.لذا كان قدومه عندنا يوم عيد في كل قرية بيت عنيا.كثيراً ما كنت أراه ينظر علي مرمي البصر هناك قرب الوادي حيث قبور الذين ماتوا.ما كنت أفهم سر شروده هكذا.
 
سبت مريم
ارسلت مريم للسيد في رسالة مختصرة: يا سيد هوذا الذي تحبه مريض؟؟؟ ما أضافت كلمة مثل تعال لتشفيه...ثقتك غالية يا مريم.نعم وصلته رسالتك.و لعازر يتوجع في مرضه الأخير.حمي الموت إلتفت حوله.ثقبت كل عظامه.ليس فيه سوي جسد تشبع بالموت من كل ناحية.تلمحه مريم  مترنحاً علي سرير موته و تأتيها أفكار كثيرة.أهكذا يتألم حبيبك يا يسوع؟أما تدرك أوجاعه؟أما تحس بما فيه الآن؟لماذا تتركه في مخاض الموت؟هذه أوجاع سادت علي الجميع يا مريم.كلنا ضربت في أصولنا حمي الموت.و الفساد أحاط كياننا و أوجاع الخطية مثل نار الكي في الداخل و الخارج.
كانت مريم تعرف أن المسيح الرب حبيبهم.لن يسمح لهذا البيت أن يدخله الحزن.لطالما نام المسيح علي نفس سرير لعازر.كأنه كان يقترض الموت منه.كأنه كان يقترض الأمراض و الأوجاع عنه.كان سرير لعازر قبراً للمسيح حيناً و متكأً للمسيح حيناً .إنما الان لعازر ممدداً لا قوة فيه حتي علي التوجع.تنظره مريم و تقول في قلبها حتماً السيد في الطريق .تشدد يا لعازر.قليل و يأتي.لعله الآن في الرواق.لعله يصعد الدرج.لكن حبيبك يا مريم لم يأت.تزجر مريم الأفكار المضادة.تهمس في نفسها لربما إستوقفه الناس في الحي.عند جيراننا مرضي كثيرون.و هم يعرفونه عند قدومه.يهرعون إليه بمرضاهم.لعلهم إستوقفوه و أعاقوه قليلاً.حتماً هو يشفي هناك في القرية عند سفح الجبل.لعله آتٍ.لكن حبيبك يا مريم لم يأتِ؟ يا لخيبة أملك و ثقتك الزائفة فيه هكذا قاتلتها الأفكار الشريرة ما حبيبك من حبيب يا مريم ما حبيبك من حبيب لقد خذلك..
فجأة صاح لعازر صيحة الموت.نظرت مريم عيناه في هلع.صرخت في وجع.مات حبيبك يا يسوع.الذي تحبه مات.إنكسرت علي لعازر مع مرثا.كانتا تودان لو إحتضنا الموت عوضاً عنه.لو أنهما تستطيعان أن تميتا الموت.تقهر هذا الذي قهر أخيهما لعازر.ما إنكسرت نفس مريم مثلما إنكسرت أمام موت أخيها.منذ معرفتهم بيسوع ما إستطاع الحزن أن يدخل دارهم إلا اليوم.دخل الحزن بالموت.كما دخل إلي العالم بالخطية و أفقدنا فرح الفردوس الأول.
سبت مرثا
         
 
تجلس مرثا ساهمة و شرودها لا ينقطع. مرثا تحب  السيد و تعشق خدمته.تكرمه كلما يأت.تظل منشغلة بخدمته.تتساءل في أنينها .أما وصلته الرسالة؟ أرسلنا إليه أن حبيبه مريض.فلم يحضر.لعلهم أخطأوا شخصه و لم يخطروه هو.لكن حبيبنا ليس مثله.كل الناس يقولون عنه لم نر مثل هذا قط.حتماً لم يخطئوه.يبدو أنه يعرف أن لعازر سيموت.لذلك ما جدوي شفاءه؟ لكن أما كان ممكناً أن يأت و يعزينا؟ حتي يحضر جنازته و يشيع حبيبه إلي القبر لأخر مرة.أم أنه لا يريد أن يتنجس بالموت؟ ما أدري...كنا نفتخر به قدام الجميع.نقول أنه يحب بيتنا و يحبنا .يأت عندنا و يبيت.حتي أن الناس كانوا يحملوننا رسائل ننقلها إليه و يستجيب.ماذا أقول الآن و بماذا أفسر تجاهله هكذا؟نظرات الشامتين تحرقنا.و بعض العجائز سمعناهم يعايروننا به.ما أقسي هذه اللحظات.حين تشعر أنك متروك.و لو للحيظة.
مريم كانت تجلس عند قدميه و كان يسمي هذا (النصيب الصالح).و هوذا النصيب الصالح لم يشفع لها ليأت و يشفي أخي؟
أنا كنت أكرمه و أخدمه و كان يسمي هذا ( أمور كثيرة) و هذه الأمور الكثيرة لم تشفع لي و يستجب و يشفي أخي؟
إذن كيف تستجب؟إذا لم تستمع لمن يتكرس لك و لا لمن يخدمك فلمن تسمع؟إذا لم تكرم الذين يكرمونك فمن إذن تكرم؟
غريب أمرك.كنا نظن أننا نفهمك و لكن الموت جعلك عندنا كاللغز.أنت أعمق غموضاً من الموت نفسه. إسمح لي أن أقول أنني غاضبة يا يسوع.
سبت التعزيات الباطلة
يأتي المشيعون غير مصدقين.أهكذا يكون حبيبه يموت مغلوباً سريعاً في شبابه؟ و هو الذي في كل وقت كان يفتخر بحبيبه يسوع؟ أين ذهب حبيبكم يا إبنتي عنيا.أين راح و إنشغل؟ أليس هذا الذي كنتما تبشراننا به؟أليس هذا صانع العجائب في بيتكم؟ مريم......أين الذي كنتي تجلسين عند قدميه ؟لماذا لم يأت و يشفه؟ مرثا... أين الذي كنتي تعدين له مائدة كالملوك و لماذا لم يستجب؟
خيب ظنكم....حبيبكم ذهب.كنتم تقولون عنه لا ينسي و هوذا نسيكم أليس كذلك يا إبنتي العناء و اليتم من بعد موت لعازر؟
كانت الكلمات تنطلق كالسهم تمزق أحشاء الأختين.ما حدث من قبل أن جاء المعزون شامتون هكذا في رثاءهم.
كانت تعييراتهم أثقل من الموت.ليس لدي المحبين تعليقاً إذا خذلهم المحب.يكتفون بالصمت و بالدموع.هكذا كانت تجاوب الأختان.
حملوا النعش.ضاع كل أمل.دقائق و يختفي اللحد في القبر و يطوي لعازر النسيان.ضاع كل أمل يا إبنتي عنيا.ضاع و ليس من رجاء علي الإطلاق.هكذا كانت تقول الأفكار و يقول المشيعون أيضاً.
لو أراد أن يقيمه لكان قد أتي.و لكنه ميت ميت لا محالة .لذا لم يأت.مات لعازر...و وضعوا حجراً ثقيلاً بعده.غاب لعازر عن الدنيا.
بعد أربعة أيام
فاتت أربعة أيام و جاء السبت و إنقطع كل أمل.فالرب لا يعمل يوم السبت هكذا ظن الناس.و هو رب السبت لأنه رب كل الأسبوع أيضاً.
لكن سبتاً جديداً أتي و هم لم يدركونه بعد.لقد أراد المسيح رب السبت أن نحفظ السبت بفكر الأحد.أن نحفظ القديم بفكر الجديد.أن نحفظ النبوات بفكر المسيح.أن نحفظ الذبيحة بفكر النعمة.أن نحفظ الرموز بمشاعر الحقيقة.فنحن مزيج من خميرة عتيقة و عجين جديد.
قابلته مريم.يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي.وجودك ههنا كان يمنع الموت .لا يمكن أن توجد أنت و يوجد الموت معاً.يا سيد أنا أؤمن أنه سيقوم في اليوم الأخير.
لم تكن تعلم مريم أن اليوم الأخير قد جاء.و لا معني لليوم الأخير في حضرة المسيح.ففيه تنتفي الأزمنة.و منه تتشكل الأبدية.لا أخير بعده.هو الأخير بذاته كما أنه الأول.لم تدرك مريم هذا كله كما لم تدرك  أن سيادة الموت علي العالم قد زالت.و أن حبة الحنطة وضعت أقدامها علي أعتاب الصليب .هذا هو الأخير.لذلك ما فهمت مريم.هي ما زالت تتوقع ما قد تم بالفعل.الأمر جد صعب عليك يا مريم.و علي مرثا.و علي المشيعين .و علي الجميع حتي اليوم.
أين وضعتموه
سألهم السيد :أين وضعتموه؟  أنتم وضعتموه بأيديكم لكي لا يخدعكم أحد بأن الذي قام شخص آخر غير لعازر.أين دفنتم أمواتكم؟يسألك السيد حزيناً و دموعه منسكبة عليك.أين دفنت الضمير.اين دفنت نعمتك.أين أطفأت الروح.أين طمرت وزنتك.أين محبتك الأولي؟هل أنت مستعد للإجابة؟؟؟ أنت تجيبه و هو يقيمك.أنت تعترف له و هو يسهل لك طريق التقوي.
كن واثقاً أن المسيح يحبك و أنت في البيت و أنت في القبر و أنت ميت و لو صار لك أربعة أيام.
 
دع خدام يسوع يرفعون الحجر و المسيح يقيمك.دع الكاهن يحلك من أربطتك فأنت قد قمت من الخطية و الأربطة لا تليق بك
لعازر هلم خارجاً
......هذا هو صوت يسوع الإلهي.يستدعيك ليس فقط من الموت ليس فقط من القبر بل أيضاً من الهاوية ذاتها.صوت يسوع رد لعازر من الجحيم.صوت يسوع فتح له متاريس الهاوية.صوت يسوع دخل مسامع حراس الهاوية ففتحوا للعازر لأن سيدهم أمرهم.صوت يسوع ملأ الأرض و ما تحتها و ما فوقها.كانت صيحته هلم خارجاً ترسل أوامر لمن في الجحيم و لمن يحرسونهم و لمن في القبور و لمن في الأرض.صيحة هلم خارجاً ملأت الكون كله.أبعد هذا كله يشككون في لاهوته؟
قام لعازر لابساً أقمطة كمولود جديد.لا يستطيع المشي كمولود جديد.يحتاج من يفك أربطته كمولود جديد.فالتوبة ولادة جديدة.و الإستنارة ولادة جديدة.انت و انا و كلنا لعازر.
                                        حديث أمام قبر لعازر
يا سيد الفكر مريض.القلب مريض.كل الجسد سقيم.هوذا الذي تحبه قد صار نهباً للدوس.ليس فيه صحة.فلو كان مرضي لمجدك فأنا أفرح بمجدك كل الأيام.
أرسلت إليك شفاعات القديسين.يطلبون عني قائلين هوذا حبيبك يدعوك.محتاج إليك.يطلبك.هل وصلتك رسائلي.أنا راقد علي سرير وجعي.و الشامتون خارجاً يستعدون لموتي.كأنما أنت تاركني.لا تعطهم فرصة يشتكون فيها عليَ.
يا سيد نعلم أنك أحببتنا.دموعك أفحمتنا.أرأيت ماذا تصنع بنا الخطية؟ تدخلنا غياهب الجب.و تحبسنا خلف أسوار النسيان.لكنك أنت هناك أيضاً .فليكن روحك القدوس هو صوتك فينا.يستردنا متي تثقلنا بالحجر الضخم.يستدعينا من أبعد مكان.يستحضرنا من جديد لنخرج إليك من ذواتنا.فك عنا هذه الأربطة.كن لنا نصيب مريم.كن لنا مائدة مرثا.كن لنا قيامة لعازر.
ليتهم يبصرونك و يشيرون قائلين أنظروا كم كان يحبه.و تديم قيامتنا من خطايانا و يقولون أنظروا كم ظل يحبه.لأن ديمومة محبتك سر حياتنا.
من بيت عنيا نناديك.من أرض عنيا.أرض الشقاء.و قبور الوادي شهادة علي أعمارنا القليلة.مكتوب علي مداخل أرضنا أننا غنم قد حسبنا للذبح.فماذا نطلب سوي أن نحسب ضمن قطيعك.
الهيكل يسكن مقابل أرضنا و مع ذلك لا زلنا نمرض و نشقي و نموت.نريد هيكلك أنت يسكننا.فحوائط الهيكل تتشقق أما جسدك فمنتصر علي الفساد كله.
كم جئتنا زائراً.نستضيفك لدقائق أو ساعات و تمضي.حينئذ نتحسر علي فقدان النعمة.الآن نريدك دائماً ساكناً الأفكار و المشاعر و الأفعال.هذه هي قيامتك فينا.
لي أختان هما نفسي و روحي.واحدة تتلذذ بالسكون في حضرتك و الأخري منهمكة في أمور كثيرة.و أنا أطلب أن تجمع روحي و نفسي فيك إلي الأبد.
دعني أكون مشهداً لكل من يعرفني.يرون قيامتك فيَ.كما رأونني في موتي يرونني في قيامتي.فيفرح من يريدك.و يخزي من يشمت فيك.دعني أمجدك في كل شيء .فأنا مدين بأنفاسي لك.
حتماً سيأتي اليوم و هو قريب الذي فيه تنادينني بإسمي قائلاً هلم خارجاً. لكي أخرج من كل العالم لأنه قبر لي.سيأتي أوان الميراث سيأتي و لي فيك نصيب.حتماً سيأتي سريعاً.و ها أنا منتظر.


457
الأقباط و المحكمة الجنائية الدولية
Oliver كتبها
بعد كل حادث إرهابي ضد الأقباط يدور الحديث  نفس الأفكارو السيناريو.نفس الأحداث بنفس التفاصيل بنفس النتائج بنفس الألم.
 و بعد كل تسويف و مماطلة للقبض علي المتورطين يظهر السؤال الملح : لماذا لا نلجأ للمحكمة الجنائية الدولية طالما أن القضاء المصري لا ينصف الأقباط و لا يردع المعتدين عليهم.
ينقسم عندئذ الرأي إلي فريقين. الأول الغالب يري أن الحديث عن تدويل القضية ليس في صالح الأقباط علي الأقل في المرحلة الحالية و تدعم الكنيسة هذا الرأي علي إستحياء.و الرأي الآخر و أغلبه من أقباط المهجر يرون أن الكيل فاض و أن إنتظار العدالة من القضاء المصري كإنتظار التين من شجر الشوك أي عديم الأمل. و أن تحريك القضية دولياً هو الحل.
أنا أري أن حادث الخصوص أظهر الكنيسة قوية تعرف ما تريد و بماذا تطالب.و أن لغة التعبير كان بها القوة بما يكفي لإعتبارها تحذر بل تهديد.
من هنا نفهم تصريحات متناثرة من هنا و هناك صرحت بشأن عدم جدوي تدويل القضية.من ضمن هذه التصريحات تصريحاً منسوباً للمستشار محمد الزيدي بمحكمة جنوب القاهرة و (الخبير في المحكمة الدولية ) و التصريح منشور في صحف عديدة نص التصريح يقول بأن الأقباط لا يمكن أن يجدوا طريقاً مع المحكمة الجنائية الدولية إلا بعد تصديق مصر علي المعاهدة ( و هو أمر مستبعد)هذا كان كلام الخبير المزعوم.
علينا أن نقرأ التفاصيل بتدقيق ثم نري كيف يمكن الإستفادة من المحكمة الجنائية الدولية.
أولاً صفة خبير في المحكمة الدولية هي صفة وهمية.لا يوجد وظيفة تسمي خبير في المحكمة الدولية لكن الصحف المصرية كعادتها تضفي شأناً دولياً لمن لا شأن له.كل ما يوجد في هذا الشأن أن يكون الشخص دارس لأحد التخصصات المعروضة علي القضاء الدولي و يتم إختيار المتخصصين لكي يقرروا الشق الفني للقضية.هؤلاء المتخصصون يتم إختيارهم لمرة واحدة.و لا يسمي خبيراً في المحكمة الدولية بل عضواً فنياً منتدباً.هذا من جهة الوظيفة.لأن تشكيل المحكمة كل مرة مرتبط بنوع القضية و ليس تشكيلاً ثابتاً.فقد تكون القضية عسكرية كجرائم الحرب أو إنسانية كالتعذيب أو الإبادة أو التطهير العرقي أو التهجير القسري .و قد تكون إرهاب أو قرصنة  أو إغتيال سياسي كإغتيال الحريري الذي إستمعت فيها المحاكمة الجنائية ل 585 خبيراً و متخصصاً في شئون كثيرة.
.نوع القضية يحدد الخبراء المختصون من الفنيين. .من هنا نعرف أنه لا الزيدي و لا عبيدي خبراء في المحكمة الجنائية.
أصبح الكثيرون يعرفون بأن المحكمة الجنائية الدولية تم تاسيسها بعد إتفاقية روما عام 2002و هي تختص بنظر الجرائم ذات الطابع الدولي .و المتعلقة بجرائم التعذيب و الإبادة الجماعية و الجرائم ضد الإنسانية ( التصفية العرقية و التهجير القسري)
هل وقعت مصر علي إتفاقية روما؟
الإجابة نعم حدث هذا عام 2005.و هناك فرق بين التوقيع و التصديق.يبدأ مفعول الإتفاقية بعد التصديق من مجلس الشعب .إذن وقعت مصر الإتفاقية و هي عضو فيها و لكن لم يتم التصديق من مجلس الشعب لأن نصفه إرهابيون مطلوبون في قضايا إنسانية و إرهاب و يخشون علي أنفسهم من محاكمتهم بالخارج حيث لا قضاء يحمي جرائمهم و يبرأهم و لا شرطة تتستر علي الأدلة بل و تخفيها.لذلك يرفض أعضاء مجلس الشعب التصديق علي الإتفاقية برغم آخر تصريح لمكي وزير العدل عن هذه الإتفاقية بأن مصر لا تتراجع للوراء أي أنها وقعت و سوف يتم التصديق و لن يحدث إلغاء للتوقيع أو تجميده.
هل يحق للأقباط اللجوء إلي المحكمة الجنائية الدولية ؟
لدينا عدة إجابات.
الإجابة الأولي: هي يجوز إذا حصل المدعي العام للمحكمة (لويس مورينو أوكامبو) علي أي تقرير موثق يثبت أن القضية من نوع القضايا المختصة بها المحكمة الجنائية.
و هذا الإحتمال هو ما حصل في محاكمة البشير رئيس السودان.حيث كان هناك تقرير قدمه قاضي سوداني أسمه ( دفع الله الحاج يوسف) رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم دارفور. إعتمد عليه المدعي في القضية بالإضافة إلي خطب الرئيس ذاتها في مواقف أظهرت جرائمه.
الإجابة الثانية :يجوز إذا وافق مجلس الأمن علي طلب أحد أعضاءه أن يحيل القضية إلي المدعي العام ليقرر جدوي الإستمرار فيها من عدمه.و هذا ما حدث مع القذافي و مع تايلور في رواندا و مع رئيس سيراليون و مع يوجوسلافيا في هذه الحالة يتم تشكيل محكمة جنائية خاصة .حيث أن الدول المذكورة لم تكن موقعة و لم تصدق علي الإتفاقية فكان أمر تشكيل محكمة خاصة بقرار من مجلس الأمن حسب الفصل التاسع من ميثاق الأمم المتحدة هو المخرج القانوني لهذه الإشكالية.إذن لو إقتنعت أحد الدول أعضاء مجلس الأمن بقضية الأقباط و طلبت تقريراً يحال إلي المدعي العام حينها يتم تدويل القضية .بالمناسبة أعضاء مجلس الأمن تتكون من 15 دولة منها خمسة أعضاء دائمون(روسيا-الصين-الولايات المتحدة-إنجلترا-فرنسا)بالإضافة إلي إختيار عشرة دول أعضاء تستمر عضويتهم عامين فقط.و الأمل في إستراليا التي ستصبح عضواً عام 2014 في ظل وجود الأنبا سوريال أسقف ملبورن و هو أسقف حكيم وطني جرئ له حمية في الدفاع عن الحق.
الإجابة الثالثة:إذا وقع الضرر علي رعايا لدولة من الدول التي صدقت علي الإتفاقية ففي هذه الحالة يحق للدولة المتضررة أن تطلب محكمة جنائية و لو كان المتهم ليس من دولة عضو مصدق علي الإتفاقية. و لنا في حادثة لوكيربي مثلاً واضحاً.حيث أن الضحايا من دول أوروبية عديدة و كذلك وقع الحادث في إسكتلندا  و هي ولاية بإنجلترا أحد الدول الموقعة علي الإتفاقية.و كان المتهم القذافي و أعوانه في ليبيا التي ليست عضواً في الإتفاقية.
بنفس المقياس لدينا قضية حوكم فيها سبعة أقباط يحملون جنسيات كندا أو أمريكا أو هولندا و هذه دول موقعة و مصدقة علي الإتفاقية.و من هنا يحق لأي من هذه الدول أن تثير القضية بإعتبارها متضررة من ظلم وقع علي أحد مواطنيها بالحكم ظلماً بالإعدام بسبب فيلم 13 دقيقة لا صلة لهم به .و هؤلاء السبعة الأحباء هم : هم الأساتذة : موريس صادق جرجس عبد الشهيد (69 عاما) محامٍ ومؤسس الجمعية القبطية الوطنية، وأبينا القمص مرقص عزيز خليل (67 عاما) -ايليا باسيلي وشهرته "نيقولا باسيلى نيقولا" (55 عاما) و المرحوم  فكرى عبد المسيح زقلمة وشهرته "عصمت زقلمة" (73 عاما) طبيب بشرى و قد تنيح بعد هذا الحكم- نبيل أديب بسادة موسى المنسق الإعلامى للجمعية الوطنية الأميركية- ناهد محمود متولى وشهرتها "فيبى عبد المسيح بوليس صليب"ا هولندا لأستاذ الناشط الحقوقي نادر فريد فوزى نيقولا كندا
هؤلاء جميعاً يحق لهم توكيل محامي دولي بإعتبار جنسياتهم الغربية ليقيم دعوي جنائية أمام المحكمة الدولية.وفقاً لتوصيف حادث لوكيربي و بنفس مقاييسه.
بعد هذه الإجابات الثلاثة تتبقي بعض الملاحظات الهامة
الملاحظة الأولي : أن الوزن السياسي للأقباط لا زال في مرحلة الولادة.يتمخض متعسراً.لكنه سيخرج من شرنقته يوماً بعد يوم.و ما يفعله أقباط الولايات المتحدة و أمريكا و كندا و أوروبا و إستراليا من مظاهرات يضع قضية الأقباط في كفة السياسة الدولية.الإستمرار في هذا النهج سيؤتي ثماره لا تيأسوا فأنتم تنحتون في الصخر لكنكم ستنجحون.
الملاحظة الثانية : أن الكنيسة كقيادة نجحت في إختبار القوة الأول في عهد البابا تواضروس.يتبقي أن ندعم الكنيسة  بالصلاة و الإلتفاف حول البابا حتي يستمر تعبير البابا عن نبض الشعب.و قد كان توجه البابا في هذه الأزمة مؤشر واضح أنه لو تكررت هذه الحوادث فسيكون موقف الكنيسة أكثر حزماً و شدة و قوة من هنا و ستكون التصريحات عن الإضطهاد صريحة و ستتفاعل مع القوي المساندة وستخرج القضية من حيز الكنيسة و الدولة إلي الفضاء السياسي و ستتلقفها أيادي سياسية و تصبح موضع مساومة بين القوي السياسية و ستحتاج الكنيسة إلي فريق إستشاري من السياسين لتقرر في يد من ستضع يدها .
الملاحظة الثالثة : لا توجد لدينا إدارة أزمات .و شعب كالأقباط يتعرض كل يوم لنفس السيناريو عيب عليه ألا يجد وسيلة لتوزيع الأدوار في مثل هذه الحوادث و أن يظل الأمر إجتهادياً و حسب كرم و سخاء الأفراد.
يجب أن تتم توعية الجميع بالداخل و الخارج أن القنوات القبطية و المواقع الألكترونية هي صوت الأقباط المسموع في وسط المجتمع لذا يجب لفت نظر الشعب إلي ضرورة وضع هذه القنوات الإعلامية علي خريطة الخدمات المستحقة للتعضيد.
الملاحظة الرابعة: لدي الكنيسة محامون كبار يتولون قضاياها و قضايا الشعب القبطي و حين يتم الفصل في القضية تنسي القضية و يأخذ المتقاضي الحكم سواء بالسلب أو بالإيجاب و يضعه في أدراجه.و تنسي الكنيسة تأصيل هذه القضايا للرجوع إليها في حينه.من المهم جداً جمع هذه القضايا ميكروفيلم لأنها وثائق قد نحتاجها عند تدويل القضية.هذه القضايا هي تاريخ مكتوب و موثق للأحداث التي تمر بها الكنيسة و شعبها.
الملاحظة الأخيرة : يري البعض أن تدويل القضية هو أمر مستبعد.و لكنني أري و هذا رأيي الخاص أنه لا يوجد مستبعد في السياسة .كل شيء قابل للمقايضة و التفاهم و ما هو صعب في ظروف اليوم قد يكون ممكناً غداً و مطلوباً بعد غد و حقيقة في الأمد القريب....ربما.
ختاماً و أنتم تتابعون قضايا الأقباط  راقبوا ما سيحدث قريباً في النوبة....

كلام فوق السحاب
حين أكلمك لا تحملني الأرض.أتكأ علي السحاب و أحادثك .تنغلق الأرض أمام عيناي و ينفتح لي بابك السماوي.ترفعني لأصل إليك و أصلي إليك.حينها تصغر الدنيا بل تتلاشي من ذاكرتي.كأنما أنا مخلوقاً تواً.هكذا سنلاقيك أيضاً ذات يوم في المجد.هكذا و نحن نصلي سنتحد بك إلي ما لا نهاية.و نبقي هناك في السماء الجديدة حين تزول الأرض.ما أجمل الحياة حين ترفعنا بيدك.و لا يعود للأشياء نفس الثقل.و لا للأحزان نفس النير.حين تنمحي الذكريات ليصبح الفكر مسلوباً لك.
حين تقف الكلمات عند الحد الفاصل بين الأرض و السماء و تصبح لغة الروح هي الناطقة.ما أحلاك يا روح الله لأنك تجعل الخراف ناطقة بلغة الحمل.ما أبهاك يا روح الله لأنك تعط الأرضيين طعام السمائيين.ما أروعك يا روح الله لأنك تكسو المساكين من داخل و من خارج بثياب ورثة الملكوت فتنتعش فيهم أفكار القوة ليتنعموا بالميراث حيث لا نهاية.ما حاجتنا بعدك يا روح الله ما حاجتنا بعدك ؟ لا شيء سواك يغمرنا و يملأنا و يشبعنا فما نحتاج بعدك.
 في الأرض نندهش إذا رأينا الملائكة أما في السماء فسوف  تندهش الملائكة من حبك لنا.سيظلون يسبحون لأنك ذبحت و إشتريتنا نحن و ليس سوانا.سيرون كيف أنك صرت صرحاً شامخاً للضعفاء و المزدرين .سيرون كيف أنك يا مخلص العالم تقبل اللص و السامرية و العشار وسط زمرة رؤساء الملائكة و القوات.ستقف الملائكة طويلاً حتي تستوعب حبك.أما نحن فقد إستوعبنا حبك لمسناه و عشناه و إستندنا عليه في أيام الضعف.و صار زادنا كل لحظة حتي النهاية.
حين أكلمك يسندني الروح بقوة فأتعلم محبة السمائيين.ينطق الروح عني فأفهم ما لم أكن أفهمه.تصبح كلماتك مكتوبة في القلب.تنفتح ختوم لغتك فتنفذ في النفس بلا عوائق.الحديث معك راحة القلب حقاً .ها أنا أذوق حلاوة الأبدية المختفية في الحديث معك .كلما هبطنا إلي الأرض في الصلاة كلما ضاقت الكلمات و صارت الصلاة متضجرة.لذلك ترفعنا فنعود إلي حرية مجد أولاد الله .فنصلي كأنما لا نصلي بل نتنفس بك.شكراً لأنك أعطيتنا من محبتك محبة لكي نحبك بها.و من إسمك قداسة لكي نتزكي بك.نشكرك لأننا نعيش منك و بك و فيك.فأي فخر يزيد علي فخر كوننا أبناءك أيها الإله ضابط الكل.أبناء بالحقيقة لا مجازاً. لنا فيك كل الحقوق فوق ما تدركه أفكار البشر,أرقي من كل خيال و هو الحق نفسه.
عشرة الأبدية تبدأ بصلاة القلب ثم الفكر الثابت في محبة المسيح ثم تسمو بعد ذلك فلا تعد صلاة بل حياة.حين نعيش هذه الحياة نعيش الأبدية.

458
النكسة الإجتماعية لمصر
Oliver كتبها
كسروا مصر فإنكسرت.فككوا شعبها فتفككت.كانوا من زمن طويل ينخرون كالسوس في بنيانها.ينتشرون بخطي بطيء كالعقارب في تجمعاتها و ينفثون سمومهم في شرايينها.ينبحون من جحورهم و زواياهم و يجأرون كالذئاب في شوارعها و أزقتها  فصار العقل المصري مشوشاً .
نثروا الكراهية في كل أطباقهم .و أطعموا أولادهم البغضة و الإزدراء.الكذب دينهم حتي أنهم يفتخرون به كبطولة.إفساد مصر مخططهم و تحطيمها هدفهم.إنهم يكرهون مصر كعقيدة و يعتبرون محبتها شرك بالله.و جهادهم في سبيل المرشد فضيلتهم الوحيدة.
إنكسار مصر بعد نكسة 67 كان أكثر إحتمالاً من هذه النكسة الإجتماعية التي نعيشها.حيث كان الشعب بعد النكسة مكسوراً لكنه غير منقسم.حزيناً لكن لديه خصائص الوطن.
كانت نكسة مصر في 67 عسكرية و لم تكن هزيمة في كل المجالات كما هو حالها الآن.كانت هزيمة عسكرية لكنها أنعشت الفن و الأدب و القصة و السينما و و حدت القوي السياسية خلف قائدها.أما نكسة اليوم فهي في جميع المجالات .حالة من تلاشي الخزين الحضاري لمصر.فماذا سيتبق في مصر لو ضاع.
و كما تهلل الإخوان و سجدوا شكراً لله حين علموا بنكسة 67 هكذا هم الآن يتهللون و يعتبرون كسر مصر عبادة مقبولة.و الجهاد ضد شعبها هو بعينه جهادهم في سبيل إلههم الذي يفرح بخراب الأوطان و كسر الإنسان.
الهزيمة الإجتماعية
هو مصطلح قد يكون جديداً لكنني أعرفه كالآتي: حين يفشل مجتمع في إستيعاب التغيرات التي تواجهه فهو تماماً مثل فشل جيش في مواجهة جيش مقابله فتكون الهزيمة.
في الهزائم العسكرية تفقد الدولة المهزومة أراضيها و سيادتها علي جزء منها أو كلها أما في الهزيمة الإجتماعية فالدولة تفقد كيانها نفسه و تفقد وجودها مثل الإتحاد السوفيتي..فالهزيمة النفسية أزاحت بلاداً كثيرة من الوجود.بينما كانت الهزائم العسكرية حافزاً و تحدياً عادت بعده الدول المهزومة إلي سابق قوتها و حضارتها مثل ألمانيا و اليابان.
مصر فشلت في إستيعاب كم التغيرات التي حدثت فجأة و بلا مقدمات .فشلت فيما نجحت دول أمريكا الجنوبية في إستيعاب ثوراتها و الإنتقال من حكم ديكتاتوري إلي حكم ديمقراطي فأصبحنا نري الأرجنتين و البرازيل و المكسيك نموراً إقتصادية واعدة.بينما تسمرت مصر أمام التغيرات لا تعرف أين تمضي.ذلك كله بسبب أن الإخوان وقفوا أمامها.عصبوا عيناها فلم تعد تري لنفسها طريق خلاص منهم.
لم يعد خافياً أن الإخوان هم الفيروس الذي تستعمله أمريكا لتكسير الجسم المصري و تفتيته إلي دويلات يسهل محوها عند اللزوم.
ليس مثل الإخوان من هم أمهر في فنون التشرذم و التعصب.هم السلاح المناسب لمن يريد أن يخرب وطناً.فهم جماعة لا فكر لهم سوي مصالح سطحية.و نزعاتهم يسهل تغذيتها بالحجج الدينية.يجيدون العمل في الظلام و يفشلون في العمل في النور.هم خفافيش الحضارات.و فئران الخراب.يتغذون علي فتات الأوطان ثم يسهل إصطيادهم و جمعهم كالجرذان.لذلك أوصلت أمريكا هؤلاء المرضي إلي الحكم.
مصر إنهزمت إجتماعياً يوم تركت ثورتها بدون قيادة .يوم تركت ثورتها دون أن تصل بها إلي أهدافها.يوم تركت مولودها مبتسراً لم يكتمل نموه و بدأت أفراحها ثم أفاقت علي فجيعة الإخوان.
مصر إنهزمت إجتماعياً حين ظنت أن النصر في حبس مبارك و في أحكام قضائية تم إبطال مفعولها واحداً تلو الآخر.
مصر إنهزمت إجتماعياً حين قبل الشعب من فئة من أذناب  الظلام و التخلف أن تحكمه بل و ترسم له مصيره و دستوره.
مصر إنهزمت إجتماعياً يوم قبلت أن تري إعلامها يتجرع ضربات البلاغات وحده دون أن يفقه الشعب أن الحرب هي بالأساس ضده هم يريدون إظلام مصر بخنق الإعلام.
مصر إنهزمت إجتماعياً حين فشلت جبهة الإنقاذ في أن تجمع الشعب حول قيادتهم و زرعت الإخوان السيد البدوي رئيس حزب الوفد ليكون جاسوساً عليهم و لقمة في حناجرهم و حجر عثرة لأنه رجل الصفقات القذرة و لا مبدأ له مثلهم.
مصر إنهزمت يوم قبل طنطاوي و عنان و الجيش كله أن يخرجوا من المولد بصفقة الخروج الآمن لهما و ليس الخروج الآمن لمصر كلها.
مصر إنهزمت إجتماعياً حين بدأ تشكيل المئات من الإئتلافات التي لا أرضية لها و التي لا تقوم سوي بالتصريحات الجوفاء بدلاً من أن تجمع شملها في جبهة واحدة أو جبهات قليلة مؤثرة.
مصر إنهزمت إجتماعياً يوم إستبدل المصريون الحوار بالصراخ و الإحتجاجات تلونت بلون الدم.
مصر بكل تأكيد علي موعد مع حرب أهلية.و ليل قصير.سيكون للذئاب فيه غنيمة من الأقباط.
لكن يتبقي السؤال الهام كيف يتفادي الأقباط أن تتحول هذه الهزيمة الإجتماعية إلي هزيمة روحية.

رسالة إلي الكنيسة
أيام نكسة 67 ظهرت أم النور مريم تثبت إيمان الشعب و ترده إلي الفرح الأصيل من جديد.كانت ظهوراتها مزيجاً من الكرازة و البهجة.حتي تلاشت كسرة الحزن من وجوه المصريين.
تعزيات الله في الضيقات تفوق ألم الضيقات نفسه.و منافذ التجارب أوفر من إستحكامات التجارب ذاتها.
الأصل أن المسيح يدعم أولاده في الضيقات و يستخدم الضيقة درباً مستوراً يقود إلي شركة المسيح في الصليب.
لكن يجب أن تستغل الضيقات لعودة النفوس إلي المسيح تحتمي به من كل شر.يجب أن تقودنا الضيقة إلي التوبة كقول بطرس الرسول.و إلا تفوتنا هذه الإنذارات و تدهسنا الضيقات .
حيث أن ثورة الجياع علي الأبواب و قد أطلت علينا بوجهها القبيح علينا أن نتحصن بمحبة بعضنا البعض.علينا أن نتشبع بأحشاء رأفات المسيح.علينا أن نعيش أحزان و إحتياجات الآخرين .
إن قابلنا ثورة الجياع بشدة تيار محبة طاغ ستكون هزيمة إبليس ماحقة.و ستحدث نهضة روحية جبارة لن يستطيع أحد أن يمنعها.
يجب أن نتوقف تماماً عن إقتناء ما لا يلزم سواء كنا أفراداً أم كنائس.لو أن القديس  الأنبا إبرام حياً في الأرض لكان قد أفرغ جميع خزائن الكنيسة في أعمال رحمة و محبة.ما كان يشغل باله ببناء أو توسع أو بهرجة.فالأزمة مستحكمة و مفتاحها الوحيد أن نحب بعضنا بعضاً من قلب صالح نقي.
عند أبناء المسيح رجاء لا يعرفه العالم.لا يستوعبه و لا يجده منطقياً.هو رجاء يفوق كل عقل.يتخطي حسابات المنطق .رجاؤنا في المسيح  هو سلاحنا في الضيقات.هو الذي به تتحول الضيقة إلي نعمة و تلذذ و إختبار محبة و مذاقة شركة آلام المسيح و تلامس مباشر مع الروح الحق المتكلم في قلوبنا بالحق.
لو أن الكنيسة تتقد بنار الروح القدس غيرة علي المحرومين روحياً و جسدياً فهذا يؤهلها لولادة بنين نامين في النعمة مؤهلين لإنارة العالم .
لن أطيل الكلام اليوم لكنني أختصره في رجاء.أن يدخل كل مسيحي إلي مخدعه و يسكب قلبه و يطلب النور في حياته و يطلب أن يعرف ماذا يريد الله منه أن يفعل.ينسكب و ينسكب حتي ينال إستجابته.
إنسكاب
ها أنا أدخل مخدعي.هنا في داخلي من مفاصل نفسي و جسدي و روحي أطلبك.كن محركي.أنت اليوم هدفي و طلبتي.أنت إشتياقي و رغبتي.يا حياتي اليوم و غداً و إلي الأبد يا يسوع مخلصي و ربي و ملكي و حبيبي.
أسمع إنذاراتك و أخشي أن أكون مرفوضاً.أعرف أنني لا أستحق شيئاً .لا نعمتك و لا خلاصك و لا إسمك و لا أبديتك و لكنني أعيش في إستحقاقاتك أنت لا أنا.أنا أعيش منك و فيك .أتواري فيك متي حاكمني عدلك.أستتر بروحك فيشفع لي.أنا أسكنك كما تسكنني لأنني لا أعرف ملجاً سواك.
إنني أفرح بأن العالم يبغضني .أفرح بالضيقات و الأتعاب.أفرح أيضاً بالتعزيات و السلام و النعمة.أنا أفرح بكل ما يجوز علي نفسي من تيارات و لجج.لأنه هناك في الداخل أجدك تسكنني و تجعل كل مر حلو لي.
ها أنا أري و أفهم.أسمع صوتك و أعرفه.أتبعك و أمسك بثوبك .أرجوك أن توقف نزيف الدم.
في الضيق علمني أن أغسل أقدام جميع أخوتي و أفرح بنقاوتهم و نموهم في محبتك.
لتكن هذه الضيقة ريشة في يديك تعيدنا بها لترسمنا من جديد علي صورتك و مثالك.
لتتحول الضيقة إلي متعة و بركة حياة شركة معك.فلنحمل صليبك بفرح نحن غير المستحقين أن نحبك.
حول قلوبنا إلي المحبة فنتوقف عن إدانة بعضنا البعض.نجد لذة في مغفرة خطايا الآخرين لأنه من خلال ذلك نمارس الغفران الذي هو من صميم أعمالك و قد إستئمنتنا عليه.هذا الذي لأجله قلت أننا آلهة.
لم يكن الآتون محرقة للثلاث فتية بل كان محرقة لأعداءهم الأشداء هكذا نؤمن و هكذا نتوقع بالرجاء لذلك لا نخش بل بك نثق كل الثقة.
ما أجمل أن أجدني متروكاً من الكل إلا أنت.مجهولاً عند الكل إلا أنت.صغيراً عند الكل إلا أنت.ما أجملك أنت فأنت تعوض الكل.و أنت الكل في الكل.من يعرفك لا ينقص.لا يصغر.لا يتلاشي.فكن لي .أنت وجودي الوحيد.أنت الوجود الحقيقي.و هذا التخلي من الكل نعمة منك لكي تصبح أنت لي الكل في الكل.ضع هذا الفكر في قلبي و في قلب كل نفس تتمسك بك.فأنت قوتنا لا سواك.
أخطأت إليك بالفعل و بالقول و بالفكر لكنني لا أعرف غافراً للذنوب سواك.لا أعرف مخلصاً إلا أنت.لا أعرف قلباً يحب عودتي غيرك.لا أعرف رباً دونك.فلتكن الضيقات توبة لي.عودة لشبابي فيك.و إنطلاقة حب .و أساس محبة.و بداية عشرة أبدية.و إرتباط بك لا ينفصل.لذلك أنسكب عند قدميك كمريم.ليس عندي طيب لأسكبه .عندي نفسي أسكبها.أفتح قلبي و أسكبها.لكي أسر قلبك الذي طالما ناداني طويلاً قائلاً يا إبني إعطني قلبك.









459
المسئولية الكرازية للكنيسة الأرثوذكسية
2- البشارة المفرحة
Oliverكتبها
كان الجزء الأول من هذا المقال بعنوان التعليم الأرثوذكسي .و ها قد أتينا للجزء الثاني من موضوعنا عن الكرازة في الكنيسة الأرثوذكسية.
لا أظن أنه توجد حاجة لإثبات ضرورة الكرازة في الكنيسة أي كنيسة.فالمعلم الصالح قبل صعوده أصدر تكليفاً وحيداً واضحاً لتلاميذه القديسين  و هو تكليف مستمر ما دامت هناك حياة و كنيسة و رعاة. و ما دام يوجد غير مؤمنين.و هو التكليف الوحيد الذي حرص علي توضيحه.( إذهبوا- إكرزوا- تلمذوا- عمدوا بإسم الآب و الإبن و الروح القدس).
و كأن كل الإعداد الذي تم في ثلاثة سنيين و نصف  مدة خدمة المسيح علي الأرض كان هدفه إعداد تلاميذ كارزين.
ثم أعطاهم السيد الرب روحه القدس الذي فيه كل قوة الكرازة و التأثير و التغيير.كما أعطاهم أدوات الكرازة ( الايات و العجائب و المواهب و الألسنة  و الحكمة و سر الشركة)
كما أعطاهم الحوافز و الدوافع المشجعة للمضي قدماً في وصية الكرازة  رغم المشقات التي تزين طريق البشارة حتي و لو بلون الدم. ضمن هذه الحوافز الروحية :
1- الوجود مع المسيح  (حيث أكون أنا يكون خادمي أيضاً)يو 12 : 26
 2- السلطان و المجد ( و أنتم الذين تبعتمونني تجلسون علي إثني عشر كرسياً و تدينون أسباط إسرائيل) مت 19 : 28
3- الشركة مع الثالوث و هو أعمق دافع هو هذا (يكونون واحداً مع المسيح في الآب و الروح القدس كما طلب المسيح من الآب في بستان جثسيماني)لذا مضوا في شركة الروح و كانت صفة الشركة واضحة للغاية في الكنيسة الأولي.يو 17: 21
4- ميراث أبدي للرعاة الأمناء و الكارزين بالمسيح الذي يحب أن يلقبه بطرس الرسول برئيس الرعاة.1 بط 5 : 4
لذا من الجدل الفارغ أن نناقش هل يجب أن تقوم الكنيسة بالكرازة؟ فالأمر لا يتطلب حتي التفكير في هل نكرز أم لا بل يتطلب التفكير في كيف ننفذ تكليف الكرازة الذي أوصي به مخلصنا الصالح قبل صعوده إلي السماء؟ماذا يلزمنا لنكرز؟
الكرازة ليست أمراً إختيارياً. الكنيسة الأرثوذكسية توصف دوماً بأنها أم ولود.و لن تكن أماً ولوداً سوي بتلمذة بنيناً جدداً و تعميد دائم لمن يقبل المسيح و بغير ذلك تكون أم عاقر.
هل الكرازة عمل الرعاة وحدهم؟
بكل تأكيد الإجابة لا.... الكرازة هي إنعكاس إيمان المسيحي الحق علي المجتمع.و عبارة (جالوا مبشرين بالكلمة) كانت تنطبق علي كل إنسان في الكنيسة الأولي.رعاة و رعية.و عبارة أنتم نور العالم تخص جميع المؤمنين دون تصنيفات.
لذا فإن إنتباه الأرثوذكس (رعاة و رعية) لهذه المسئولية المكلف بها كل مسيحي هو أمر يتطلب تعليماً أرثوذكسياً من منطلق جديد.
                                  حال الكرازة في الكنيسة الأرثوذكسية
كانت الكنيسة الأرثوذكسية منارة للعالم كله بآباءها القديسين.ببطاركتها العمالقة في القرون الستة الأولي.برهبانها الأفذاذ في الروحيات و التدبير.بمكتبتها بالإسكندرية المنارة التي أضاءت المسكونة.بعلماءها في الكتاب المقدس و اللاهوتيات الذين قادوا المجامع المسكونية.ثم ماذا؟
ثم أضحت تتغذي علي هذا الخزين الروحي الدسم دون أن تنتج جديداُ إلا فيما ندر.و إنسحب دورها المسكوني شيئاً فشيئاً بعد توالي الإنشقاقات بين كراسي العالم الكبري  منذ أواخر القرن الخامس.
و دخلت لعنة الإسلام التي حجبت نور مصر علي العالم في كافة المجالات الحضارية و الروحية و حجبت معها دور الكنيسة الأرثوذكسية المسكوني.
و إنحسر بالتدريج كل ما كان يميز الكنيسة الأرثوذكسية و يؤهلها لقيادة العالم الروحي.
و توالت عصور مظلمة في الكنيسة الأرثوذكسية.و أخطر ما فيها صراعات الرئاسة منذ القرن العاشر حتي الرابع عشر.هذه الحقبة الشقية أفرزت كنيسة هشة من الداخل .كل إشتياقاتها أن تقيم قداس بعيداً عن هجمات العرب و البرابرة.كان هذا العصر إعلاناً رسمياً بإغلاق مدرسة التعليم الأرثوذكسي و الذي أصبح ساري المفعول منذ القرن الرابع عشر و حتي يومنا هذا.كان هذا مروراً سريعأ لتاريخ الكرازة في الكنيسة الأرثوذكسية.فماذ أفرزت هذه الحقبة؟
1 – أفرزت حالة إنسحاب متواصل للدور المسكوني للكنيسة و بالتالي لم يعد هناك مجال للحديث عن الكرازة المسكونية.
2 – أفرزت تقوقعاً و عدم تطور للطقس و الألحان و عدم تواكب مع التطور البشري و الثقافي.
3 – أفرزت ضعفاً رهبانياً شديداً و هو سر هشاشة الكنيسة من رأسها.
4 – بتطور الضعف ظهرت طوائف متنوعة لم تكن الطوائف إضافة في الكرازة بل فقط تغيير المؤمنين بالفعل من طائفة إلي غيرها من الطوائف المستحدثة.فكان مشهداً مثيراً يعكس و لا يزال يعكس قصور كبير في مفهوم الكرازة لدي جميع الطوائف في مصر.
5 – بظهور الطوائف ظهر التعليم الأرثوذكسي حساساً للغاية .الرعاة خائفون من الوقوع في معتقدات غير أرثوذكسية .خائفون من الحديث عن الروح القدس.خائفون من إستخدام المواهب. خائفون   من قياداتهم الدينية  و من إتهامات المتشددين منهم .خائفون من محاكمات كنسية لم تراع حق المسيح بل تميل حسب الهوي.فأصبح المعلمون يتبنون تعليماً إنسحابياً يميل إلي عزل الأرثوذكس بعيداً عن الطوائف الأخري.و إستمر الأمر حتي صار هناك حاجزاً نفسياً بين المسيحيين و المسيحيين يحتاج الكثير من الجهد و التواصل لتعويض تباعد المؤمنين بالمسيح في مربعات طائفية لا تتلاقي .في جو مثل هذا لا يصلح أن تسأل هل يمكن أن نكرز بالمسيح؟
6 – بالتوسع في إنشاء كنائس في المهجر كان العشم أن تقوم الكنيسة الأرثوذكسية بدورها المفتقد في التبشير لكن ( و يا للأسف) أصبحت كنائس المهجر مجرد تجمعات قبطية تتخللها قداسات و صلوات .نسخة متقدمة من تقوقع الأرثوذكس في مصر.لا إمتداد للخارج رغم عدم وجود قيود علي الإطلاق للتبشير .لكن الأقباط أخذوا ميراثهم من التقوقع و هاجروا به و لا زالوا محتفظين بهذه الميول الإنسحابية و هي ميول تتناقض مع الإنتشار في العالم لجذب نفوس للمسيح.
كانت كنائس المهجر و لا زالت شكلاً لا يعكس دوراً كرازياً بل خوفاً كرازياً.أقول هذا ليس لتقييم خدمة كنائس المهجر ككل لكنني فقط أركز علي دورها الكرازي المفقود. 
7- فقدت الكنيسة الأرثوذكسية المعني و المغزي الرئيسي للتكريس و هو توفير كارز متفرغ.و تحول التكريس في الكنيسة إلي فرصة  عمل و لقمة عيش و أصبح المكرس في الكنيسة هو سائق أوتوبيس الكنيسة أو سائق الأسقف أو مشرفة حضانة الكنيسة أو موظف عيادة الكنيسة أو عضو لجنة  أو خادمة أخوة الرب.و صار التكريس هدفاً .و صرنا نسمع عن مكرسين دون أن نسمع عن كارزين مكرسين.
هذه الفئة الجامدة تحتاج تصحيح مسارها.إذ هي عائق للمواهب التي تظهر في الكنيسة و تعتبرها تهديداً للقمة عيشها.
إعادة التكريس الروحي يعيد هيبة الكنيسة الأرثوذكسية و يحيي دورها الكرازي.
كيف تستعيد الكنيسة الأرثوذكسية مسئوليتها عن الكرازة و التبشير.
1 – لابد من وضع التطوير علي مائدة البحث في المجمع المقدس.فالتطوير ليس تنازلاً عن معتقداتنا الأرثوذكسية.لكنه إضافة تراكمية يجب أن تتوفر من جيل إلي جيل.
يجب أن نشعر أن ثقافة الكنيسة القبطية و موسيقاها و ألحانها و مدائحها لا جديد فيها منذ عشرة قرون؟ هذا مؤشر خطير يعكس إنفصال الكنيسة عن الواقع الحضاري.خصوصاً لو علمنا أن الألحان القديمة كانت إنعكاس لثقافة الجيل الذي إعتمد هذه الألحان و المدائح و التسابيح.
ما هو رصيد الجيل الحالي في الكنيسة؟ إن توقف الكنيسة عن التطور يقف كعائق عن دورها الكرازي بين أجيال هذا الزمان.إنني أشهد بكل حيادية أن الطوائف الأخري كانت أكثر توائماً مع التطور الحضاري لذلك فهي تمتد ( و هذا نمتدحه)  في الوقت الذي تنحسر فيه الكنيسة الأرثوذكسية ( و هذا نتأسف له).
عندي أدلة قوية عن إرتباط الكنيسة في القرون الأولي بالواقع الحضاري الذي عاشته.و مع ذلك لم تتنازل عن عقيدتها.فما المشكلة إذن؟ ألا يوجد موهوبون في كنيستنا يضعون إبداعاتهم رهناً للخدمة.فنقدم إنطباعاً أن الكنيسة تفهم لغة هذا الجيل؟
2 – تغيير مفهوم القيادة الكنسية ككل.و العودة إلي الأبوة بدلاً من الرئاسة.فيخدم الخدام  بحرية غير خائفين ممن يتصيدون الأخطاء. الذين لا يخطئون هم فقط الذين لا يعملون شيئاً.أعيدوا الثقة لكل خادم و أمين خدمة و كاهن.دعوهم يتفاعلوا بطريقتهم بإرشاد الروح القدس دون وصاية منكم.ثم بعد كل فترة إجتمعوا و تدارسوا بروح المحبة و الأبوة و قدموا ما يلزم من إرشادات لما هو أفضل.لكن كفوا عن صناعة جيل خائف منكم؟. تجبرونه أن يستكين للحصول علي رضا قيادته.فيخسر حرية مجد أولاد الله بسببكم.خدمة الخائف لا توصل أحد للمسيح.
لما أخطأ القديس بطرس في موضوع الختان لم تقم له محاكمة و لم يدن رغم أنه كان ملوماً .الأخطاء قد تعكس نشاطاً روحياً و طاقة و ليست بالضرورة تعكس إنحرافاً و هرطقة. لغة الحرومات ليست لغة المسيح
3 – المصالحة الحقيقية و التلاقي بين الطوائف أمراً لازماً و حتمياً بدونها لا يوجد مجال للحديث عن التبشير.تصافوا من قلب طاهر بشدة.أطلبوا الروح القدس أن يجعل الإختلافات العقائدية مجالاً للحوار و التواصل و ليست عوائق عن التواصل.تشاركوا في العمل فمسيحنا واحد.لا تهاجموا بعضكم بعضاً .المساحة التي يمكن فيها المشاركة في الخدمة كبيرة بما لا يقاس فلماذا تصبح الكنيسة الأرثوذكسية متضيقة في أحشاءها؟ مما تخاف؟
4- الخروج من عباءة سلطة الدولة.لا يهمنا رضا المسئولين بل المسيح.لا تعملوا حساباً لأحد بل المسيح.لا تخضع كنيستنا لأحد بل للمسيح.بهذا نكرز.أما الإستكانة للنظام فهو تخلي بكامل الإرادة عن فعالية الروح القدس فينا.و هو سبب للكثير من الضمور الروحي الذي أصاب الكنيسة.لا نريد معاداة أحد لكن إذا وضعت الكنيسة بين إختيارين فعليها أن تطيع الله لا الناس.ليس شكلياً بل روحياً.يجب أن تنقاد الكنيسة بالروح القدس لأنها تخسر قيادة الروح إذا ما خضعت لقيادة أهل العالم.
طالما تحاول الكنيسة إرضاء النظام فهي خاسرة خاسرة.تخسر رضا المسيح .تخسر عمل الروح القدس بين المؤمنين.كما تخسر رضا المسئولين إذ يجدونها ضعيفة لا يخشي منها.أما الكنيسة الجبارة بالروح القدس فهي التي يعمل لها الجميع حساباً و يخشون بأسها.
الخضوع للأنظمة البشرية عائق عن الكرازة.لأنه دعوة للتقوقع و فقدان لروح الله المسئول عن الكرازة.
5- إعادة الروح للبحث العلمي الكنسي في كافة المعاهد و فروعها.و إعادة تاسيس الإكليريكيات علي أسس علمية.و تحويل الإكليريكيات الضعيفة المستوي إلي معاهد للدورات التدريبية لإعداد خدام كارزين مؤهلين لمخاطبة هذا الجيل.إنفاق الكنيسة علي تطوير المعاهد الدينية أهم من إنفاقها علي بناء كنائس يخدمها غير المؤهلين.مع الأسف لا يوجد في الكنيسة القبطية مؤسسة تعليمية تحظي بإحترام أي دولة متقدمة في العالم.و أصبحت كراسي القبطيات في الدول الغربية أهم جداً من معهد قبطي بأكمله داخل مصر القبطية.المعاهد القبطية غير معترف بمستواها التعليمي و البحثي.هل تعيدوا مجد مكتبة الإسكندرية؟
6 – منهج مدارس الأحد في كل إيبارشية هو الأساس الذي تتكون عليه شخصية الإنسان المسيحي.فإهتموا بتنشئة جيل يحب من يختلف عنه.يجيد الحوار و التواصل.لا يهاجم أو ينتقد بسخرية بل يطرح رأياً و يسمع الرأي الآخر.ربوا أولادنا و أحفادنا علي الجرأة و إعلان إيمانهم بالمسيح.نحن نموت علي أية حال فلنمت و نحن نشهد للمسيح بدلاً من أن نموت غدراً دون رسالة.منهج التربية الكنسية هو مدخل الكنيسة لتأهيل كارزين.يجب أن لا يترك تحديد هذا المنهج لأفراد غير مؤهلين يجمعون بعضاً من القصص و يضيعون علي الكنيسة فرصة تنشئة جيل قوي في إيمانياته .جرئ في شهادته.يعرف أن يقدم المسيح دون تردد.
7- الخدام علي جميع المستويات تحتاج إعادة تأهيل.تحتاج مناهج تنتزع من نفوسهم النزعة الهجومية علي الآخر سواء مع طائفة مختلفة أو دين آخر.يتعلموا فيهاإقتناء فكر يتسع للإختلافات.لا يستدرجه الجدل الفارغ بل يتعلم صيد النفوس .يتعلمون التصرف بمرونة دون تزمت.مع إقتناء حب غني يلمس قلوب الجميع.
سيبقي المشهد الروحي جامداً حتي يتصادق كل خادم مع الروح القدس فيقتاده إلي مرعي خصب يثمر منه و من كل من يتقابل معه ثمار لملكوت السموات.
سيبقي مستقبل الكنيسة علي المحك حتي تستفيق و لا تكتفي بممارسة الطقوس كوظيفة روتينية بل تمتد إلي عمق الحياة الروحية و تمارس كل خدماتها بروحانية دون فريسية.
ستبقي الكرازة مهمشة حتي تنتبه الكنيسة إلي ضرورة تغيير فكرها و تصوراتها و لا تكتف بالحديث الداخلي  بين من هم داخلها بل تتجه أيضاً لمن هم خارجاً.
حاضرنا قصر كثيراً في حق الجميع.فلنسع لتعويض تقصيرنا في مستقبل أولادنا و الأجيال التالية.فلنهتم بأن نترك لهم أرضية من السعي نحو نشر ملكوت السموات.لنقدم المسيح واضحاً للمجتمع لئلا يتساوي عند الناس النور مع الظلام.و نكف عن التفاخر علي بعضنا البعض.و التباهي بتراث عتيق لم نضف إليه شيئاً و لا حتي عشنا ما فيه من شبع.
إذا إبتدأت الكنيسة مسئولية الكرازة ستكون كنيسة مخيفة لأعداءها.جبارة بعمل الروح القدس فيها.و سيتحول فيها الكارزون أبطالاً لمصارعة ضد المسيح.
هذا هو الطريق للكرازة و من لديه طريق آخر فليدلنا عليه.
 
صرخة كارز
يا سيدي الذي أبشر به تكلم دوماً في قلبي لأعرف ماذا ينبغي أن أقول .بروحك القدوس وجه دفتي إلي حيث تري لي أن أتوجه. يا سيدي ضع في فمي قولك و إملأ قلبي بحبك لأكون سفيرك أينما سرت.
يا ملكي الذي أشتاق أن يكون ملكاً علي كل القلوب.أصلي من أجل الذين هم خارجاً.أنت عندك وسائلك الكافية ليدخل أولئك إلي حظيرتك.
يا روح الله من يمهد الأرض المتحجرة و يقيم   من الحجارة أولاداً لإبراهيم سواك.ها أنا أزرع و أروي و أنت تنمي.حتي حين أنعس أنا أجدك تنمي أيضاً.أرسل إلي الأرض قلوباً منشغلة بعملك.مكرسة لملكوتك.يتذوق بهم الناس طعم السماء و الأبدية.
يا قدوس القديسين أرسلني لأذهب أينما تشاء.لأنني أفرح بخدمتك .إجعلني ذبيحة مرفوعة علي مذبح رضاك فها أنا أتمشي بين الألم و المجد.
ضع في يدي بذور محبتك.و أخرج معي كل الطرق.فأنثرها شمالاً و يميناً و تكون كل الثمار من نصيبك لأنها عمل يديك.لكن أهلني لأكون زارعاً لملكوت السموات.و لأكون فاعلاً عند حصادك.
ليس مثلك له مخارج في كل شيء.ليس مثلك مختبر للإنسان في كل صوره و ظروفه.تصل إلي كل نفس و لو تحصنت بأشد صور العناد.أنت أول مسئول عن خلاص هؤلاء و بدونك تصبح كل حيل الإنسان سراب.
إنني أحملك داخلي فإحملني داخلك.في سفر حياتك أسماء كثيرة.دعني أهتم ببعضها.فخلاصي مرتبط بخلاصهم.لأني أنا سفيرك في كل وقت أبلغهم حبك الأبدي فأعني.لست كارزاً إلا بك و لك و فيك.إجعل مسيرة حياتي تعبير حب بسيط لشخصك اللانهائي.و لتكن كل كلمة و فعل مملحة بروحك علي الدوام .
 
 
 
 
 


460
المسئولية الكرازية للكنيسة الأرثوذكسية
1- التعليم الأرثوذكسي
Oliver كتبها
بعيداً عن السياسة حيث المقاييس عالمية و الحسابات وفقاً للمصالح يبقي للكنيسة القبطية دوراً كبيراً يستحق إهتماماً كبيراً إذ هو وصية إلهية من الوصايا القليلة التي حرص المسيح له المجد عليها ضمن وصايا ما بعد القيامة.ألا و هو الكرازة.
و مع بداية حبرية البابا تاوضروس الثاني الذي بوداعة و هدوء يتحسس صوت الله في خضم الضوضاء التي تمر بها البلاد و المنطقة.نجد أن دور الأقباط لا يجب أن ينحصر في الشئون السياسية و ينسوا مستقبل كنيستهم الروحي الذي فيه أبديتهم أيضاً.
لسنا هنا بصدد حساب كنيستنا فنحن لها مدينون .لكننا بصدد دعم دورها الروحي الذي يتركز في البشارة.بشارة للبعيدين و تعليم للمؤمنين بكل صور التعليم ( القدوة و التفسير و الوعظ و الإرشاد الروحي والبحث الأكاديمي و العمل الفردي و غيره)
و لتسهيل البحث تم  تقسيم المقال علي جزئين الأول يخص التعليم داخل الكنيسة الأرثوذكسية و الآخر سيكون عن الدور الكرازي للذين هم خارج المسيح.
أولاً التعليم الأرثوذكسي
التعليم الأرثوذكسي يرتبط  جداً بشخصية السيد المسيح وفقاً لأعماله و أقواله في الكتاب المقدس.لا يوجد من يحكم التعليم الأرثوذكسي قدر ما يحكمه الكتاب المقدس.فالكتاب المقدس ليس مرجعاً فحسب بل هو نبعاً يغذي كل الأفكار و التعاليم و الطقوس و الأسرار و الألحان و المفاهيم الأرثوذكسية و لو ضعف عند الأرثوذكس هذا الإرتباط الكتابي تحولت الممارسات إلي عبء ديني و فريسية و تدهورت روحياتها و تعثرت.
-التعليم الأرثوذكسي أو التقليدي بصفة عامة يتميز بالمرجعية الآبائية.و التغذي علي التفاسير القيمة لمشاهير المعلمين في الكنيسة خصوصاً في القرون الخمسة الأولي. حيث الوجبة روحية مثمرة أعمق من التشبيهات المستحدثة.
-التعليم الأرثوذكسي يمزج اللاهوتيات بالروحيات و الطقوس بالمعايشة الروحانية .
-التعليم الأرثوذكسي يبعد عن التنظير الشخصي و ينتسب للمبادئ و ليس الأفراد.فليس في التعليم الأرثوذكسي خبرة فردية تقدم كنموذج  عام بل يأخذ المعلم خبراته و يضعها في قالب عام و يقدمها ممزوجة بخبرات آخرين معها.فالتعليم الأرثوذكسي ليس تعليماً فردياً و لا فيه مدارس خاصة بل تعليماً جماعياً بخبرات جماعية.
-التعليم الأرثوذكسي يخاطب الروح و القلب أكثر من العقل.هنا التعليم مصدره الروح القدس الذي يخاطب داخل الإنسان.أما التغذية بالمعارف و المعلومات فليس هذا هو منهج الأرثوذكسية.
-التعليم الأرثوذكسي يضبط الوعظ و التفسير و يقننه .فلا تفسير شخصي.و لا رأي فردي يعد تعليماً.هذه الآراء تجد لنفسها مكاناً تحت بند التأملات و ليس التعليم.أما التعليم فيجب أن يلتزم بتفاسير الآباء و يسير في إتجاهها مع إضافة الخبرات المعاشة.
-التعليم الأرثوذكسي لا يستمد تاثيره من الواعظ أو المفسر بل من الروح القدس الذي يخاطب الكنيسة بكل الصور.فلا أفضلية للمعلم.و الشهرة تتجه عكسياً ضد الثمر.
- التعليم الأرثوذكسي لا ينفصل عن أعمال المحبة.لكنه منفصل تماماً عن الأنشطة  أي المشروعات الإجتماعية أو المدرسية أو الطبية.ليس في هذا أي علاقة بينه و بين التعليم الأرثوذكسي. بل هو عملياً يتسبب في إضعاف الدور الروحي للكنيسة.و الحل  ليس في إهمال هذه المشروعات الخدمية المفيدة للمجتمع العام بل هو في الفصل التام بين إدارة هذه الأنشطة و بين العمل الروحي و عدم التصريح مطلقاً لأي خادم بأي رتبة كهنوتية كانت  بأن   ينشغل بهذه الأنشطة.فليس هذا ما أقيموا لأجله.
- التعليم الأرثوذكسي لا ينفصل عن الإرشاد الروحي و التلمذة.فهو ليس تعليم منابر بقدر ما هو تسليم فكراً روحياً معاشاً من خلال تعامل مباشر بين مثلث أضلاعه الروح القدس والمرشد الروحي والمتدرب الروحي أي التلميذ المتعلم.و من هذا المثلث تأسست الرهبنة كتعليم أرثوذكسي معاش.هذا المثلث المقدس هو مقياس عمق الرهبنة.إن إبتعد أحد أطرافه ضعفت الرهبنة و تعثرت و إن تماسك المثلث هذا إنتعشت الرهبنة بمقياس العمق و ليس الإنتشار.
- التعليم الأرثوذكسي لديه أدوات يتميز بها منها الأسرار المقدسة و الطقوس و الألحان و الأيقونات و الرهبنة و جميعها وسائط روحية لو مورست بعمق ستكون وسائل تعليم تنطبع في النفس و الروح قبل أن تمارس بالجسد.


                                                    هل هذه التعاليم أرثوذكسية؟
- التعليم الذي يتجه للشخصنة و التسطيح أويحاول ربط التعليم بالأحداث الجارية و تطويع النبوات لتتوائم مع مسار الأحداث هو منهج تعليمي فاشل غير أرثوذكسي.
- التعليم الذي يخلط بين التأمل و التفسير هو تعليم محفوف بالمخاطر.و يضع عثرة أمام الغير متعمقين فيظنوا التأمل الشخصي تعليماً مسلماً به و ما هو إلا أفكار روحية مفيدة لكنها لا ترقي لمستوي تسليمها كتفسير عام تعتقده الكنيسة.
- حشو عقول الخدام الجدد بالمعلومات و القصص و الألحان  دون ترجمة هذه المعرفة إلي علاقة روحية مع المسيح بالروح القدس . إعداد خادم روحياً ليس بحشو معلومات في راسه يمتحنها ثم يتخلص منها أو ينساها مثل أي منهج عقيم.و بعدها يتبقي لنا خادم أجوف فارغ من كل عمق. هذا الأجوف هو من يتولي تربية الأجيال الجديدة فماذا ننتظر لمستقبل الكنيسة من مثل هؤلاء.

- الإرثوذكسية ليست مفردات و مصطلحات نحشو بها التعليم لكي نصدق أنه أرثوذكسي. و لكي يرضي عنه المتفذلكون أياً كانت رتبهم الكهنوتية.الأرثوذكسية منهج و إتجاه تفكير روحي دسم . لذا أصبح البعض يخشي أن يتصيد له المتربصون ألفاظاً وسط كلماته فإنزوي يختبئ في التعليم السطحي نجاة بنفسه منهم.هذا التعليم الخائف لا يفرز إيماناً راسخاً و لا عقيدة ثابتة. و هذا التربص من البعض ليس سلوكاً مسيحياً مطلقاً.
علي الكنيسة أن تتيقن  من رسوخ علاقة  خاصة عميقة مع المسيح للخدام الجدد و الكهنة الجدد. لا تكتفي بمنهج سطحي نمطي تمتحن فيه الدارسين ليتخرج جيلاً جاهلاً بالروحيات .فالمعلومات وحدها فريسية حقيقية تضرب جذور الكنيسة بتخريج أجيال من الخدام الواهين غير الدارسين و لا الفاهمين لعمق الكتاب المقدس و معايشته كما فعل الآباء القديسون.
العيب ليس في منهج إعداد الخدام وحده.و لا في مناهج الإكليريكيات الساذجة وحدها.المأساة الحقيقية هي في الآباء الكهنة فاقدي القدرة علي التعليم و التلمذة.هؤلاء هم الذين يخرجون لنا خداماً جدد مثلهم.فهم الإعاقة الحقيقية في التعليم الأرثوذكسي الذي يجب أن يعاد بناءه بالإختيار الصحيح غير المجامل للآباء الكهنة و الأساقفة و أساتذة الإكليريكيات و البحث العلمي.
إذا راجعنا عظات القديس أثناسيوس و القديس أنطونيوس و القديس مكاريوس و فليكسينوس و ذهبي الفم و غيرهم فلن نجدها بهذه الفريسية الجوفاء .سنجدها أرثوذكسية التعليم دون حاجة لإظهارها أرثوذكسية بحشوها ببعض المفردات التي تستجدي رضا البعض عن أرثوذكسيتها. .
- إنحراف كبير عن الأرثوذكسية هو العقوبات العلنية و العقوبات الجماعية.أما العقوبات العلنية فهو مثل نقد علني من اسقف لكاهن أو لأسقف غيره.أو إستخدام المنابر للهجوم علي الآخر ممن لا نفهم منه بعض مما يقول أو يفعل.هذا هو المعني الحقيقي للإدانة و هو مميت.هذا التعليم هو نوع من التشهير و هو ليس روحياً علي الإطلاق.
أما عن العقوبات الجماعية فهي أحد نتائج التشهير.إذ ينتج عنه تخوف من التعامل مع أحد الذين تم التشهير بهم دون سند حقيقي و التوقف عن التعلم منه.فيحدث تحقير لهؤلاء بحجة أن الأسقف فلان هاجمه و الأسقف علان حكم علي ما يقوله أنه غير أرثوذكسي.فتنقسم الكنيسة .
أو يحدث عقوبة جماعية من جماعة ضد فرد لأنه منبوذ و غير مرضي عنه  من أحد أصحاب الحظوة و السلطان؟ فيشعر هذا المفرز - بغير جريمة - بأنه مباع من كنيسته التي كانت يوماً ما أمه.و يسقط في صغر النفس و تضيع نفوساً كثيرة بسبب العقوبات الجماعية.
كلا النوعان من العقوبات لا يبني.و هو منهج غريب علي الأرثوذكسية.
ماذا تحتاج كنيستنا الأرثوذكسية؟
- تحتاج إلي إعادة دور المرشد الروحي ( غير أب الإعتراف) لكي يعوض الخبرات الناقصة بشدة عند كثير من آباء الإعتراف.و بالتالي نحتاج إلي التدقيق في السماح للكاهن بأن يأخذ إعترافات حتي نتيقن من تأهيله لهذا العمل الروحي الهام.
- تحتاج إلي بناء منهج جديد للتعليم الإكليريكي يبني الخادم روحياً .مع إلغاء الإكليريكية المسائية حيث أنها مجرد حشو معلومات و توزيع شهادات ليس إلا.و هي تعليم كاذب لا يخاطب سوي الخارج دون العمق.
- تكويين هيئة مجمعية رقابية علي مناهج المعاهد الإكليريكية المنتشرة تضمن توافر أسس تكوين خادم روحي سوي.
- من الضروري إعادة إحياء منهج التسليم في معظم دروس الإكليركية .و إشراك رهبان متفرغين للبحث في التعليم الإكليريكي.علي الرهبنة أن تتولي نفس دور مكتبة الإسكندرية القديم في دعم الكنيسة في التعليم و المنهج الروحي و تخريج الخدام الروحيين.
- النظر بعين الإهتمام إلي معهد الدراسات القبطية الخالي من الدراسات الحقيقية.و لو إضطر الأمر إلي إستيراد مشرفين أجانب لإعادة هيكلة المعهد الذي هو إسم ليس علي ما يسمي.
- إجبار الآباء الكهنة علي البحث الدائم في تعاليم الكتاب المقدس و تفاسيرها الآبائية و ذلك بتكليفهم بأبحاث حقيقية عميقة تجبر بعضهم علي القراءة و التعلم و تدارك ما فاتهم لكي يكونوا مفلحين في الكتاب المقدس كما فهمه القديسون.حتي لا يكتفوا بممارسة الكهنوت كوظيفة دون الدخول في العمق الروحي الذي يؤهلهم لهذه الوظيفة.
- تغيير مناهج التربية الكنسية لتعتمد علي الجانب التطبيقي للكتاب المقدس و ليس الشق المعرفي.و تدريب الخدام الجدد علي كيفية ترجمة التعليم المبسط إلي تداريب روحية تقوي صلة المخدوم بالله و تضع لحياته أساساً روحياً ثابتاً.
- الكف عن المهرجان السنوي الذي يؤصل فكرة مسابقات حشو العقول.و قد تحول إلي منافسات ليس لها سند في الفكر الأرثوذكسي.و الأصل أن يكون التنافس في البذل و خدمة الآخرين.و ليس في تفوق كنيسة علي كنيسة و أيبارشية علي إيبارشية؟
لم أقرأ عن هذا في تاريخ الكنيسة و لا في تعاليم الآباء مطلقاً.
حولوا المهرجان إلي مجموعات تنزل قري معدمة لتنظفها و تخدم الفقراء فيها و تصلح مرافقها بسواعد الشباب و تطبب مرضاهم .حولوا المهرجان إلي سلوك محبة و ليس معلومات عن المحبة. هذه هي المسيحية الحقيقية و الخدمة الإيجابية.
علي أقباط المهجر أن يستعدوا للخدمة الروحية في مصر.ينزلوا ليخدموا بروحهم المريحة.و ينقلوا لهم محبة أخوتهم خارج مصر.و يساهموا فيما يستطيعونه.في هذا نتنافس.

كانت هذه مساجلة سريعة تخص التعليم داخل الكنيسة الأرثوذكسية و يتبقي الحديث عن الدور الكرازي للكنيسة الأرثوذكسية مع غير المؤمنين.
و يتبقي لنا في المسيح هذا الرجاء
أيها الرب الروح القدس الذي يجدد الأحشاء.ننتظرك تجدد أحشاء كنيستنا.تضع فيها قلباً جديداً يشبع بك.لا يلهيه عن قيادتك أي معرفة جوفاء باطلة.بل منك يأخذ العلم و بك يحيا و يتحرك دوماً في إتجاه قيادتك.
أيها الرب الروح القدس أنعش كنيستك بالزيتون الذي هو النفوس التي تشبعت بزيت نعتمتك فتأهلت بك لتنقل منك النعمة إلي من يقبلها.
أيها الرب القدوس الروح الذي فيه تتحرر الأفكار كما في السماء.منك نطلب تعليماً مغذياً دسماً .عظ في داخلنا.و تكلم في قلوبنا .
يا روح الله القدوس أنت الذي أوحيت بكلام الحياة فكن أنت مفسر الوحي الحقيقي.إذا ملنا عن مفاهيمك فلتبكتنا و إذا خضع لك إنساننا الداخلي فأنت يا روح المجد تنقلنا من مجد إلي مجد وأنت يا روح الحب تنمينا من حب إلي حب أعمق.
يا روح الرب  لنا زمن لا نعرف كيف نطأطئ الرأس لك .لا نعرف كيف نسجد بك.كيف نصلي بك.كيف نحب بك.لنا زمن لا تحسبه من أعمارنا.و الآن حان زمن الحب.فتحنن و شاركنا كل أفعال الروح.كل وظائف النفس.و بك يا قدوس يتقدس الجسد.
أيها الرب الذي عمل في آبائنا القديسين لا تكف عن العمل معنا حتي و نحن غير أمناء.نحن معترفين بخطايانا بكل الصور.لكنك رب التوبة أيضاً و روح التوبة الحقيقية.أنت تصنع منا خليقة جديدة كأنها لم تخطئ بغفرانك الأبدي.
يا محول الزناة إلي بتولين.و القتلة إلي زاهدين.و الضعفاء إلي أبطال.و القصبة المرضوضة إلي صولجان ملك.ها نحن خزف بين يديك فإصنع منا ما يترائي لك.
يا رب كل نفس و رب الكنيسة أيضاً.ننتظرك تفتح أعين كل قلب فيها.الكبير و الصغير لكي يكون لك فيها شعباً مستعداً.ننتظرك يا من لا تبطيء.ننتظرك و أنت داخلنا.ننتظرك و أنت قدوس في الآب و الإبن.يا روح الله.

461
المنبر الحر / أين أنت يا يوحنا
« في: 16:07 20/01/2013  »
أين أنت يا يوحنا
Oliver كتبها
يا إبن أليصابات العاقر ما أحوجنا إليك الصوت الصارخ إبن زكريا الصامت تعال. يا صرخة الحق وسط مجتمع يلتحف بالظلم, أين أنت؟
أين أنت؟ تدخل إلي مضاجع الذين نام ضميرهم أو مات.فتصرخ فيهم لا يحل لك.لعل صرختك توقظ الموتي.
من مثلك يأتيه  من ينوون شراء ضميره, فيجدونه سداً  منيعاً عليهم يعلنون أمامه فشلهم وتوبتهم.
صوتاً كالسيف يدخل أعماقهم و لا يخرج سوي بعد أن يهذب وحشية المتسلطين و يهدي إنحرافات المتدينين.
زاهد أنت في كل شيء مكتفياً بالله.طعامك برياً و ثوبك بَرياً يا ساكن البرية تسكنك البرية أنت أيضاً.
علمت الأجيال درساً .يمكنك أن تغوي زاهداً يعيش في البرية لكن لا يمكنك أن تغوي زاهداً تعيش فيه البرية.
الذين عاشوا لأنفسهم هم في ثياب ناعمة الآن و لا نعرف ماذا سيلبسون حين تتعري الأعمال.
لماذا إذا خرج إليك الجميع يجدونك نفس الشخص.نفس اللغة و القوة.نفس الثقة و الإيمان.لا تتلون بكثرة المريدين.لا تغير جلدك الذي لوحته شمس البرية.أنت أنت لم تنافق سلطة و لم تخش إنساناً.أين نحن منك.ليتنا نثبت في الحق.
لو جئت اليوم ستجد نفس الناس.نفس التلون و النفاق.نفس الظلم و الإنحراف.لا ينقصنا سوي حضورك في ضمير المجتمع و صوتك يوقظ المستسلمين.هل تأت؟
يا إبن زكريا و أليصابات البارين.لم يربيك والداك  بل أنت تربية الملائكة.كنت ٌتعَد في فصل إعداد خدمة إلهي.إنفرد بك الله نفسه و أخبرك بإعلان ثالوثه.لذا ليس بين مواليد النساء من هو أعظم منك.
أيها الثائر علي كل ما هو فاسد.كل ما هو ردئ.كل ما هو غير لائق.تعال اليوم مر في شوارعنا لأنك ستري من هذا الكثير.لكنك تملك صوتك.هذا الذي به إرتجت المملكة.هذا الصوت الذي لم تستطع قوة أن تسكته و لا الموت.
هيروديا و سالومي
سالومي ترقص حتي اليوم.تتلون كي تخدع .تتلوي كالحية.ثم تطلب رأس الأبرار.سالومي في كل منطقة في بلادنا العربية.في الوزارات ترقص. في القضاء ترقص. في الساحات ترقص. وسط كراسي السلطات ترقص.سالومي ترقص في مجالس الشعب و الشوري.ليس لها عمل سوي أن تتكسب من تلونها.و أمها تطلب رأس الأبرار.
سالومي تحتفل بميلاد السلطة كل يوم.تدعي إدعاءات كاذبة و تقيم حفلاً كاذباً .كل أفراح سالومي زائفة يعقبها الموت..و تفرح بالشر لا بالخير.و  بعد الرقص تبدأ طلباتها المميتة.سالومي ترقص في نعومة الحية و تطلب الثمن في قساوة القتلة.
هيروديا أمها لا زالت في بيوتنا يا يوحنا.تتودد إلي السلطة.حتي إذا وصلت إلي رأس المخدع  طلبت رأس الأبرار.تستخدم جمال إبنتها الزائف.و شعاراتها الكاذبة.
هيروديا تتحالف علي سرير الشر مع أكبر سلطة في المملكة.فالسلطات الشريرة تنام في حضن هيروديا.تنام علي مضطجع المكاسب الفاسدة.
كل رؤساءنا في بلادنا العربية ينامون مع هيروديا في سرير واحد.و ينجبون أولاد زني.و قوانين زني, و أحكام زني.ثم يندمون في النهاية حين يثور الشعب بلا جدوي.
كل رؤساءنا يحبون هيروديا و إبنتها .يحتفون بالتفاهة و الرقص.يرون نصف سالومي المتلوي.و هم مستعدون أن يدفعوا و لو نصف المملكة لأجلها.النصف للنصف.هذه قسمتهم.
في بلاد الإسلام يحبسون الثوار و يطلقون الراقصات.ثم يتباكون علي الفضيلة كذباً.
هيروديا و سالومي مثل الأحزاب الإسلامية تسعي للمكسب السريع و تنتهز فرصة تحالفها مع السلطة و تطلب حالاً رأس يوحنا قبل أن تفقد علاقتها غير الشرعية مع السلطة.
من هيروديا سوي الأحزاب المتسلقة.و من إبنتها سوي المتلونون ينافقون كل سلطة.
هيروديا تحتل بلادنا العربية بلا جيش.بلا قوة.بل بإستسلام قادتنا تعربد هيروديا و إبنتها. تدخل هيروديا و إبنتها قصر الملك بلا حساب.و هي الخائنة لرفيق العمر و شريك الحياة.
علي طبق
علي طبق تطلب رأس يوحنا.ما كان أحد يحسب أن رأس يوحنا طعاماً في طبق.لكن الظالمون لا يستريحون سوي بعد أن يتأكدوا من موت صوت الله الذي يؤرقهم.
علي طبق لأن رأس القديسين شهي عند القتلة السلفيين.و قهر الأبرياء لذيذ في أفواه الإخوان.لذا كل بلادنا العربية تقتل علي طبق.
سالومي مستعدة للرقص و هيروديا مستعدة بالطبق و رؤساءنا مستعدون لسداد الثمن للراقصات و المتلونين و لو طلبوا منهم أغلي ما في الوطن..
بالسيف تحكم بلادنا العربية و بالسيف تؤخذ.
علي طبق يقدمون الضحية للراقصة و أمها.ففي بلادنا العربية الإسلامية يعتبرون الراقصة أهم من الوطن كله لذا هم مستعدون للتنازل و لو عن نصف الوطن لأجل الراقصة سواء كانت في غزة أم جنوب لبنان أم في أفغانستان أوبغداد أو في أي مكان تطلبه الراقصة.فالطبق حاضر و السيف حاضر و قتل الأبرياء لعبة للسيف و التهمة لا شيء.
علي طبق يطلبون رأس يوحنا غير عالمين أن هذا الطبق يدور يدور و يأتي عليهم يوماً يجدون فيه رؤوسهم الطائرة.
الطبق هو شهوة البطن أو شهوة الحكم أو شهوة الجسد حيث هذه لغة الفاسدين.فإحذروا أطباق إبليس.لأن هيرودس ظن أنه قد تخلص من عدوه علي طبق فإذا بالطبق يطارده حتي الموت .
علي المخدع أقسم هيرودس أن يهدي رأس يوحنا علي طبق و علي مخدعه أنتن هيرودس و مات.
معمودية يوحنا
القاتل يحمل في يده سيفاً و الثائر يحمل في يده قضية.فقضية يوحنا أن يعد للرب شعباً مستعداً .مستعداً لكل ما هو بر و صلاح و حق و حب.مستعداً للتضحية بشهواته أموالاً كانت أم رغبات أم سلطة أم مكسب من أي نوع.
يوحنا الثائر يريد أن يوزع زهده علي جميع الثوار لكي يصبحوا مثله أصحاب قضية لا أصحاب مكسب.يحملون رسالة لا طبقاً.فأصحاب الطبق حتي التاريخ رذلهم و إحتقرهم.
معمودية يوحنا هي تغيير السلوك حتي يستعد القلب لمن يغير الطبيعة ذاتها.
من يستعد هو من يعدل إتجاهاته لتكن بوصلته متجهة إلي الملكوت في هذا يجد الروح فيه مسكناً مستعداً فيجعله شعلة تلهب كل من حوله و يصبح بنفسه أفقاً روحياً و عالَماً سمائياً يضم إليه طيور السماء التي تحوم أفكارها في السمائيات و تحلق رغباتها في كل ما هو إلهي.
معموديتك يا يوحنا جعلت الأردن شهي عند التائبين .حتي إذا ما جاء المسيح الذي هو أردن الخلاص كله صار لنا فيه غسيلاً أبدياً من خطايانا و إكتسينا بدمه و روحه فينا.فصرنا مثل الأردن ينابيع ماء حي.أنهار كثيرة متدفقة .أنهار حب و صلح و سلام و فرح و قوة و حق.
معموديتك يا يوحنا لا يلزمها سوي ماء.فما أسهل أن تحصل علي التوبة.دمعتان علي الوجنتين و قلب ينبذ الشر و في هذا تعمل النعمة جداً.
الثالوث الأعظم في المعمودية
روح الرب نزل و إستقر علي الأرض أولاً في المسيح ثم فيمن قبلوا المسيح.
نزل السيد في الماء فجاء العبد يسكب فوق رأسه ليعمده و إذ صعد من الماء سجد العبد يوحنا للسيد المسيح.
حل يوحنا سيور حذاء سيده قبل نزوله في الماء لأن هذه هي خدمة العبد لسيده.لم يكن أحد قد تجاسر أن يقترب من السيد كل هذا القرب حتي قدميه لذا صاح يوحنا أنا لست أهلاً أن أحل سيور حذاءه.
كان هناك لقاءاً سابقاً بين الملاك يوحنا و بين رئيس الملائكة الرب يسوع .حين أعلمه بالروح أن الذي يأتي بعده كان قبله.و حين أخبره أن الذي يجد الروح القدس نازلاً و مستقراً عليه هو هو.كان لقاءاً غير موصوف بلغة البشر.هل في الجسد أم خارج الجسد لا أحد يعلم الله يعلم.
الآب أعلن الإبن .و الإبن أعلن الآب .و الروح القدس أعلن الآب و الإبن فهذا هو عيد الإعلان الإلهي.
الذي هو فوق الكل نزل علي الأرض.ثم نزل في المعمودية تحت المياه ثم نزل تحت الصليب ثم نزل إلي الجحيم ثم قام و صعد بنا و أجلسنا معه في السماويات.
الروح اشار علي المسيح و إلي اليوم يوجه أنظارنا نحوه.فمعمودية المسيح خالدة.و عمل الثالوث أبدي و نحن في النهاية من يحصد المكاسب.
الآب كلم إبنه بعد خصومة مع البشر.لأن إبنه الوحيد هو البِكرُ الذي سر قلب الآب.و من خلاله فرح الرب بالكثيرين .
يوحنا يا شاهد الثالوث ما أروعك.تنحني إجلالاً لرهبة الثالوث و نحن معك.علمتنا الآب و الإبن و الروح القدس يا زاهد البرية قليل الكلام عظيم التأثير.
يا يسوع المسيح المتضع ما أعجبك.تعط دوراً للصغار و أنت غير محتاج إلي أحد أو شيء.تسمح لإنسان أن يعمدك.هو يشهد لك و أنت بإتضاعك تشهد له أنه أعظم مواليد النساء.
مكسب الإنسان ليس أن يشهد للرب فقط بل أن يأت اليوم الذي يشهد له الرب أن طرقه مستقيمة قدام عينيه.يشهد له الرب أمام ملائكته و ربوات قديسيه.
لا تكفوا عن الشهادة للرب حتي يشهد لكم يا أبطال الرب.لتتصاعد همتكم من تل إلي جبل إلي قمة حتي رأس الجبل تعلنون مجد الرب حتي يتحنن و يشهد لكم في مجده و مجد أبيه الصالح.
يا روح الله الصانع فينا طبيعة جديدة إصنع لبلادنا شخصية جديدة ترضيك.إصنع لشعوبنا طبيعة جديدة رقيقة تربح قبولك و تترنم به.
يا روح الله إغسل أنهار بلادنا.بحميم الماء الثاني حتي كل من يشرب منها لا يعطش إلي الأبد.
يا روح الله الأعظم .إغسل الضمائر الملوثة.و حطم الأطباق التي يضعون عليها رؤوس المظلومين.و أقم من قتلوا بسيف القهر و التعصب و التمييز و المحاباة فأنت صانع الكل جديداً.يا روح الله أسكن في بلادنا فتخرج منها الأرواح الشريرة التي وجدت فيها مسكناً.
يا روح الله يا روح النور أشرق لعل شعبنا يفيق من سباته و يجري نحوك.اشرق فتتبدد ظلمة صنعها أعداؤك.أشرق فليس سوي من يشرق في الظلمة و يقهرها.يا روح الله أنصت يا روح الله إستجب آمين.



 


 

462
مع الأقليات ذاك أفضل جداً
Oliver كتبها

نعم الأقباط أقلية. و الإعتراف بأنهم أقلية هو مدخل يمكنهم من  تحقيق حقوقهم كمواطنين مصريين كاملي المواطنة. و إعتبارهم أقلية هي الوسيلة الأكثر واقعية لنوال حقوق الأقباط المهدرة و المنسية و التي وضعت أنظمة الحكم المتعاقبة كل همها في كيفية إنكارها مستخدمة الأكاذيب و العنف و القهر و التعصب وطرقاً أخري متنوعة لإذلال الأقباط .
الأقليات هم أكثر من يتم إستغلالهم.تارة من الأغلبية و تارة من المعارضة.الأقليات هم لعبة السياسة المفضلة و ضحيتها أيضاً.نعرف أن مصر منقسمة.و نعرف أن مجتمعنا المصري صار آلاف من المجتمعات.أصبحت المذاهب شتي و التشتت يحكم الواقع المصري.فما هو الحل؟
لقد كتبت من قبل عن مجلس الأقليات المصري. http://www.freecopts.net/forum/showthread.php?t=43803
و شرحت كيف سيكون هذا المجلس وسيلة الحصول علي مواطنة كاملة.و لا بأس من إعادة الشرح و إضافة المزيد من الأفكار.
ذكرت من قبل النموذج الإيطالي و النموذج الهندي .لنأخذ اليوم نموذجاً أكثر قرباً و مناسبة للواقع المصري.
وزيرالإدماج في الدانمرك:
في الدانمرك وزير يسمي وزير الإدماج يعبر عن كل إحتياجات الأقليات.يتحرك وفقاً لسياسة واضحة مستقلة تضعها الأقليات من خلال الأمانة العامة لمجلس الأقليات في الدنمرك.هذا الوزير هو همزة الوصل بين كل السلطات و بين الأقليات.و هو القناة الشرعية التي يصل من خلالها صوت و مطالب الأقليات في كل الحراك المجتمعي و السياسي في الدولة.
مجلس الأقليات الدنمركي :
 تم تشكيله سنة 1999 و يتكون من 14 عضواً من مختلف الأقليات في الدنمرك .هذا المجلس هو الذي يدير كل شئون الأقليات في الدنمرك .يتحدث بإسمهم و ينال فرصاً كاملة في المجتمع الدنمركي.محافظاً علي الخصوصية التي تميز كل أقلية حتي لا تذوب و تتلاشي في حالة تجاهل الدولة لهذه الأقليات.و التي تعتبرها الدنمرك كنزاً يضمن ثراء و تنوع الحضارة الدنمركية.
ظهر مجلس الأقليات كمحاولة من الدولة لتنشيط دور وزارة الإدماج التي تهتم بدمج كل العناصر المتنوعة و الأعراق لتتكامل في المجتمع الدنمركي و مجلس الإدماج يمثل صوت الأقليات في المجالس المحلية (البلديات).و يمثل تواجد الأقليات الفعال الحقيقي عند وضع كافة السياسات العامة و الخاصة (و ليس مثل الدستور المطبوخ تحت السلم)
بدأ ظهور مجلس الأقليات في الدنمرك كهيئة تطوعية تضع يدها في يد وزارة الإدماج.و تعمل جنباً إلي جنب معها لتحقيق مجتمع متحضر تتساوي فيه الحقوق بين الجميع دون تهميش لفئة بسبب دينها أو لغتها أو عرقها أو أي سبب آخر.
لمجلس الأقليات الدنمركي أمانة تتكلم بإسم الأقلية و تعرض مشاكلها الخاصة و تجد آذاناً مصغية من جميع المسئولين.و الملفت للنظر أن مجلس الأقليات الدنمركي بدأ عمله الجاد بزيارة ال30 مجلس محلي للإدماج في الدنمرك.و شارك في أنشطتهم و وضع ملاحظاته الجادة علي أعمالهم بما يدعم  حقوق الأقليات في الدنمرك.(هذه الزيارات تمثل قراءة للوضع الحقيقي للأقليات في جميع أنحاء الدنمرك)
ما هي حقوق الأقليات
لنسترشد بحقوق الأقليات في إتفاقية حقوق الإنسان في الإتحاد الأوروبي:
المادة 14 في الإتفاقية تنص علي أن المساواة  و الحرية للأقليات هي حقوق اساسية تكفلها وثيقة حقوق الإنسان الأوروبية.كما تضمن عدم التعامل بعنصرية بسبب الجنس أو العرق أو اللغة أو الدين أو التوجهات السياسية أو كونهم ينتسبون لأقلية .و هذا البند ليس مستقلاً بذاته بل يعمل جنباً إلي جنب مع أي مادة داعمة للحقوق في هذا الميثاق.
و قد عرفت التعصب أو العنصرية بوضوح كالآتي: هي أن يعامل شخص بطريقة أقل إحتراماً و قيمة مما يعامل بها الآخرين.كما أنها التعامل بطريقة تختلف عن التعامل مع الباقين.
يا ريت يزورونا يشوفوا القضاء المصري الذي يحكم علي الهوية.و يبرئ قتلة الأقباط .و يحكم بالإعدام في ست ساعات علي وزير لأنه قبطي بتهمة بيع لوحات سيارة؟ييجوا يشوفوا تجاهل القضاء لمذبحة القديسين و مذابح غيرها كثيرة....يجوا يتعلموا من النظام المصري ما معني التعصب علي أصوله.
و تضيف المادة أنه إذا نالت الأقليات تمييزاً إيجابياً يساعدها علي الإنخراط في العملية الديمقراطية فهذا لا يعط الأغلبية حق الشكوي بالتمييز ضدها.لأن هذه الإجراءات مطلوبة لإدماج الأقليات في المكون المجتمعي.(يعني لو تم تخصيص مقاعد لأقلية أو كوتة في مجلس الشعب أو نسبة في التشكيل الوزاري هذا ما يعد تمييزاً إيجابياً) فلا تأخذ الأغلبية هذه القرارات كمبرر للشكوي من التمييز ضدها.
يعرف المادة 10 حرية التعبير بأنها حرية إختيار لغتك و مسئولية الدولة الحفاظ عليها.
يعني الآثار القبطية و الكتب القبطية المسروقة من المتحف القبطي و من الأديرة لابد أن ترد و تقوم الدولة بترميم المخطوطات تحت إشراف الأقلية .و تساهم في نشر لغة الأقلية بين أفرادها أي أفراد الأقليات.
المادة 2 من الإتفاق البروتوكولي تقول أن الدولة التي لا توفر كتباً تعليمية للأقليات باللغة الخاصة بها
تعد متعدية لحقوق الأقليات.
هذا البند كاف لكي يتم الحكم علي كل وزراء التعليم الواطي و العالي في مصر.
المادة 9 الخاصة بالحرية الدينية تنص علي الآتي: أن الدولة ملزمة بإتاحة الفرصة للأقليات للإعلان عن دينها بالدرجة الكافية التي تسمح للأقليات بتداول أمورها الدينية و التي توفر المعرفة الدينية لها.
يعني ما نسمعش عن القبض علي مجموعة  من المسيحين بحجة ان لديها كتب دينية تستعد لترويجها.أو نسمع عن القبض علي أسرة سمحت بتحويل بيتها إلي قاعة لتلقي الدروس الدينية.
المادة 11 من البروتوكول تقول أن تهميش الأقليات من العملية السياسية هي تعدي صارخ علي الديمقراطية.
أعتقد أن تهميش الأقباط  واضح وكاف لإثبات أنه لا توجد بمصر ديمقراطية منذ أواسط القرن الخامس الميلادي
كما أن البند 3 من هذه المادة يؤكد علي حق الأقلية في ممارسة حياتها بطريقتها و ثقافتها و عاداتها الخاصة بها.
يعني ما فيش حجاب للقبطيات و ما فيش قبض علي مسيحي مسكوه بياكل في الشارع في شهر رمضان.كمان ما فيش منع إستيراد و تربية الخنازير .
 و البند 8 يقول عن حق الأقلية في خصوصية ولو إستدعي الأمر أن تكون لها مجتمعاتها الخاصة.و بسبب هذه المادة رفع اشخاصاً من شمال إيطاليا قضايا أمام المحكمة الأوروبية و حكمت لهم بهذا الحق.
سؤال : ما أهمية أن يصبح الأقباط أقلية ؟
لابد أن نعرف أن إعلان حقوق الأقليات صادر من الأمم المتحدة في 18-12-1992 .و لابد أن نعرف أن إستقلال كوسوفو عن صربيا كان معتمداً علي الإعتراف بأن كوسوفو أقلية.و يحق لها تقرير مصيرها.و كان هذا هو نص الرأي الإستشاري للمحكمة الجنائية الدولية بشأن إعلان كوسوفو إستقلالها عن صربيا من طرف واحد.منذ ذلك الحكم صار إعتبار فئة أنها أقلية في بلد ما يعد ربحاً لهذه الفئة و وضعاً يسمح لها بالتعامل مع السلطات في الدولة بمنطق المساواة و ليس بمنطق الضعفاء.
اهمية أن يعترف بالأقباط كأقلية هو فك القيود عن الأقليات كلها في مصر.و إنتزاع الحقوق التي ثبت أنها تضيع إذا لم يكن وراءها مطالب (قوي) يسنده المجتمع الدولي.
و هل أقصد إنفصال الأقباط عن مصر بنفس الطريقة إذا تم إعتبارهم أقلية؟
لا لست أدعو لإنفصال أو تقسيم و لم أقصد ذلك .لكن كونك تملك قرارك بيدك في مصر هذا هو ما يجعل الحكام يضعون في إعتبارهم حقوقك و إلا فقدوا عنصراً ظنوا أنهم يبيدونه أو يهمشونه أو يذلونه أو يلعبون به كورقة سياسية.لعلهم يبصرون جنوب السودان و يتعظون.
كون الأقباط يصبحون أقلية هذا يترتب عليه أن إعلان حقوق الأقليات الدولي يضع المجتمع الدولي أمام مسئوليته عن هذه الأقلية ..و يجعل الأمم المتحدة ملزمة بحماية حقوقهم.كما يترتب عليه إمتيازات عديدة من الجهات الدولية مثل اليونيسيف لحماية التراث الخاص بالأقليات و آثارها و لغاتها و حضارتها.كذلك تستحق الأقليات منحاً دولية للنهوض بها تمنحها العديد من الجهات الدولية .كما تضع –و هذا هو الأهم- كافة المتاعب التي تتعرض لها هذه الأقليات تحت المجهر الدولي .لأن مثل الأنظمة المتعصبة المتشددة في البلاد العربية و الإسلامية لا تأبه سوي بعصا المجتمع الدولي.
القصة طويلة طويلة لا يمكن شرح خطواتها بالتفصيل لكنني ذكرت بدايتها و نهايتها فقط.
هل تتهرب الدول العربية من إلتزامها بحقوق الأقليات؟
بالتأكيد الدول العربية عدوة المساواة إنها أنظمة تتعامل مع شعوبها بمنطق المستعمر .أنظمة تعادي شعوبها و تبتزهم.لو عرفت أن ميثاق دول الجامعة العربية المادة 27 لسنة1994 كان ينص علي حقوق الأقليات و بمجرد أن تم التلويح بحقوق الأقليات من أقباط المهجر تعمدت مصر في عهد الأمين العام للجامعة العربية المصري أحمد عصمت عبد المجيد تغيير نص هذه المادة و جعلها (أن الدول العربية تهتم بالتنمية المستدامة و الحكم الصالح و التنمية الإنسانية بمفهومها الشامل)....و هكذا قضت علي نص حقوق الأقليات ...لذا فهي أنظمة تتعمد الأكاذيب في الفعل و تراوغ في نصوصها  و قوانينها بما يسمح لها بالتلاعب بفئات شعوبها المتضررة.
إنها دول مخادعة تربط بين قضايا الأقليات و تفكيك الأرض و الهوية لكي تضفي صفة الخيانة علي كل من يطالب بحق الأقليات.و لكن قضايا الأقباط بعيدة كل البعد عن الخيانة.المساواة مطلبنا هو الحق و الخيانة طبع يخص من يبخس هذا الحق و ليس الأقباط أبداً.
الخلاصة
أعيد و أكرر حاجة الأقباط في مصر لإكتساب صفة الأقلية.لأن هذا هو الوضع الصادق لوصفهم.كما أعرف أن المتشدقين بالوطنية سيجأرون بأن الأقباط مواطنون مثلهم مثل غيرهم و أنهم ليسوا أقلية.و لكن هؤلاء كاذبون.فلا المعاملة التي نلقاها مثل غيرنا و لا حقوق لنا عند القضاء و في بقية الأماكن السيادية.فالحقيقة أن العلماء الجهابذة يبحثون و يبحثون و في نهاية بحثهم العميق وجدوا أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم هو كفر ما بعده كفر فعن أي مساواة يتكلمون؟
أعيد و أكرر أن حقوق الأقليات اسهل السبل للوصول إلي حقوق المواطنة في مصر.لأن النية لإستجابة لمطالبنا و حقوقنا غير موجودة علي الإطلاق.إنهم يذيبون العنصر القبطي وسط أشلاء الفوضي. إنهم يشترطون التنازل عن هويتنا القبطية لكي تصبح معيداً أو أستاذاً أو عضواً بالشوري أو الشعب أو حتي مديراً لمستشفي الخانكة أو بأي قيادة؟
إنهم يتعمدون تجاهل حضارتنا و لغتنا و أعيادنا و عاداتنا و يسرقون آثارنا فمن هم الذين نطالبهم بحق المواطنة؟ ها نحن نقدم لهم الحل.لسنا دعاة تقسيم مصر .نحن ندعو للحصول علي حق الأقليات كما يعرفه إعلان حقوق الإنسان و ميثاق الأمم المتحدة.أو كما تشرحه إتفاقية الإتحاد الأوروبي.
الحل في الأزمة المصرية
نحن نرحب بأن يكون في أول وزارة تالية وزيراً للإدماج.يختص بكل ما يهم الأقليات النوبية و القبطية و السيناوية و البدوية .و يكون ممثلاً لسياسات تضعها أمانة الأقليات العامة.التي تضم ممثلين لكل أقلية.و التي تضع السياسة التي تحكم عمل وزير الإدماج.أو قل وزير الأقليات .لو حصل هذا سترتاح مصر من مخاطر التقسيم.و سيهدأ الجميع حيث حصلوا علي فرصاً متساوية للتعبير عن حقوقهم بل و تقريرها بأنفسهم.
نرحب بكوتة للأقباط في كل المجالس المحلية و الشوري و الشعب علي أن يتم إنتخابهم و ليس تعيينهم.
نرحب بأن يكون مسئولاً للأقليات في كل إدارة تعليمية يتأكد من عدم تهميش الأقباط و جميع الأقليات في الكتب التعليمية و المناهج العلمية.
نرحب بأن يكون هناك مستشاراً للرئيس بشأن  كل أقلية.
نرحب بأن تكون هناك محكمة لحقوق الإنسان في مصر تختص بمنازعات تندرج تحت حقوق الإنسان تسمح لأي إنسان أن يلجأ إليها في حالة تعرضه لأي معاملة عنصرية أو متحيزة أو متعصبة بأي شكل كان سواء شخصاً أو جماعة أو منظمة مدنية أو دينية.
الحل في أزمة مصر هو في إيقاف اللعب بورقة الأقليات و لن يتم هذا سوي بأن تتاح للأقليات مشاركة حقيقية في تقرير مصير هذا الوطن.
نهضة هذا الوطن الحقيقية ليست في نهضة مرسي بل نهضة حقوق الإنسان و لا سيما حقوق الأقليات.
Oliver Victor@facebook.com
 
مع المسيح ذاك أفضل جداً
معك يا ملك الملوك تصبح كل نفس أفضل جداً.معك تصبح الجماعات و الكنائس أفضل جداً .ذلك لأنك جئت لتكون لنا حياة و لنكون أفضل جداً.
معك يصبح القطيع الصغير مطمئن و حاله أفضل جداً مما لو كان جيشاً كبيراً.معك الأقليات أفضل جداً من الأغلبية لأنها محتمية فيك و أنت تجعل الذين معها من غير المرئيين أكثر من الذين عليها من المرئيين .
معك يصبح الضعيف بطلاً .أليس هذا أفضل جداً. أنت مكسب الجميع يا ربي يسوع المسيح. أنت تغير كل موازيين القوي.من يصبح معك يربح الكل و من يخسرك يخسر كل شيء.
معك صار إسرائيل أقوي من البحر الأحمر بكل لججه.و معك صار إيمان الكنيسة القبطية أقوي من جبل المقطم بكل صخوره.
بغيرك تاه الآباء و معك صار إبراهيم أباً للآباء.
معك صار شهداء المذبح في بغداد أقوي من قاتليهم.و صارت ترانيم بيروت أكثر مهابة من اسلحة المارقين.معك تكتب مراكش تاريخاً جديداً أعجب مما نعرفه.و تتصدي بك سوريا لقوي الظلام.
صرت مع إيليا فصعد إلي السماء قاهراً جاذبية الأرض هذا الذي قبلها كان خائفاً حين كان وحده مختبئاً من إمرأة في الكرمل.
بغيرك تيبس مستودعات الأمومة و لكن معك تصبح العذراء أماً و تحتفظ بعذراويتها.
معك تصبح أقدام المبشرين بالسلام أكثر أثراً من الهاتفين بالسيف.و تصبح أصوات المصالحين مدوية أكثر من الراكعين علي نرجسيتهم.
ما أجملك عمانوئيل و أنت معنا.لذا أريدك معي و أريدني معك لأن معك أفضل جداً ...................
 
 
 


463
المنبر الحر / المجوسي الأخير
« في: 21:25 30/12/2012  »
المجوسي الأخير
Oliverكتبها
نظر الرجل حوله .لم يجد أحداً .إنطلق في طريقه و مضي.تعمد ألا يسأل أحداً و ألا يسأله أحد عن وجهته.قدماه تتركان آثار رجل مجهد.يعرج قليلاً في مشيته تسنده عصاه.ترسم   إثر خطواته علامات واضحة من الأوجاع.
نظر الرجل إلي السماء كأنما يقرأ خريطة الطريق.لم يكن هناك نجم يرشده.لقد إختفت النجوم منذ ألفي عام.حتي السماء لم تعد صافية ليري فيها أي نجم.
صلي الرجل طالباً أن يجد الباب مفتوحاً. لست أدري أي باب يقصد هذا الرجل.لكنني أراقبه لأسجل رحلته.شيئاً ما يجذبني إلي الرجل.ربما صمته؟ ربما عيناه الغائرتان  المنغلقتان كمن يمسك صيداً يخشي أن يفر منه؟ ربما لأنه لا يبدو مثلنا.هذا رجل من الشرق.يلبس ثوباً إندثر من أحياءنا.يلف رقبته بشريط عريض من الكتان.و حول عصاه كتابات من لغة قديمة. يحمل كتاباً  و كلما أجهده المسير يفتحه و يتكأ عليه.يرمق بعينيه بعض الكلمات و يمضي كمن عاد إليه شبابه فينطلق مسرعاً و أنا أتبعه جاهداً.
يقف الرجل فجأة.تبدو علي قسماته علامات الدهش.لعله يبصر شيئاً ما لا أبصره أنا.يجيب علي سؤال لم أسمعه و لم أر أحداً سأله.ينطق بصوت أسمعه بوضوح.ها هو يقول.نعم يا سيدي و أنا أرجوك أن تشفع لعلي أجد الباب مفتوحاً.ها قد تركت خيمتي و لن أعود؟أعرف أن ثلاثتكم ههنا.تعرفون الطريق و ليس مثلي.أنا معكم الآن.لم أعد في خيمتي.
ما كنت أظن أن أناساً لا زالت تحيا في خيام.لكن هذا الرجل العجيب يقول أنه ترك خيمته؟ربما قصد أنه ترك جسده ليصير في الروح؟ربما.
دقائق و أبصرت رجالاً و نساءاً ,شعباً كثيراً خارج من كل الأنحاء.يحمل الصغار منهم و الكبار عصا صغيرة.فقط عصا.تخرج من عصاهم بروق .يهتفون ترنية أشبه بترنيمة مريم النبية أخت موسي.هل هذا خروج آخر ؟خروج جديد؟مَن هؤلاء و لماذا يخرجون من مصر؟و إلي أين يتوجهون؟ كلهم يحملون عصياناً كعصا موسي؟ تشير عصواتهم أنهم نحو الشرق متجهون.ليس في سيمائهم ملامح اليهود.
كانوا ينشدون نشيداً عميقاً.و من ترنيمتهم يبدو الصبر و النغم الحزين.
مضت ساعات طوال كان الشعب يتقارب كمثل العظام التي رآها يشوع حتي صار كجيش عظيم جداً جداً.هذا الشعب يذكرني بإسرائيل عند خروجهم .شعب يتصرف كشعب الله في كل شيء.في الفرقة و الوحدة.في الموت و الحياة.
نظر الرجل نحوي قائلاً أتري؟ الموت عندهم ليس كما تعرفه.و لا الضعف كالذي تفهمه. حتي لو لم يبق فيهم روح.و لو صاروا عظاماً فحسب فلا تفقد رجاءك فيهم.سيهُب الروح عليهم و به يتنسمون حياة جديدة.يتحولون من موت إلي حياة.من وهن إلي جبروت.من عظم هش إلي جيش رهيب. ثم ختم حديثه إليً قائلاً : يا إبني أنت لا تعرف سر الأشياء.هؤلاء مسيحيو الشرق.
نظرت في كل الأنحاء فلم أبصر أحداً .إبتسم الرجل المجهد فجأة؟لعل أحد أجاب مطلبه؟ أنا في الحقيقة لم أبصر شيئاً.
فجأة قذف الرجل عصاه.دارت بعيداً.رسمت فوق الرمل شيئاً مخيفاً.أدرت رأسي لكي لا أبصر العصا.
كنت أود أن أحمل عصا و أتبعهم.وجوههم تنبأ عن وعود مفرحة.ليس هناك فيهم ملل الطريق.آه...تذكرت أنني كنت أحمل مفكرةً في حقيبتي.بل نسيت الآن حتي أين حقيبتي.كانت ذاكرة تجمع قصص الطريق و أسماء الرواد الأوائل.بها حكايات و عِشرة.بها عمالقة فارقونني لكن بصماتهم في الذاكرة في حقيبتي الضائعة.مفكرتي بها كل أشكال الخطوط.المستقيمة و المائلة و المتعرجة .بها الخطوط السوداء و البيضاء و الحمراء و كل ألوان الذكريات.كنت أود أن أحمل مفكرتي عند خروجي.لعلي أقابل الطفل العجيب و أضعها بين يديه.آه ...الآن فهمت.هذا الرجل متجه صوب الطفل .إنه لا يعرف أين المغارة.و هذا الجمهور أيضاً مثله.كلهم خارجون إلي الطفل.كلهم تاركون إلي أرض الطفل.الموعد الذي صار من الآب للأرض.ما سر الثلاثة رجال إذن؟
سألت الرجل و قد إنتابتني إنفتاحة عقل و إبتدأت الأحداث تتكشف أمام عيني.
هل أنتم ذاهبون للطفل؟قال نعم.قلت و هؤلاء أيضاً ؟ قال نعم. قلت و أين ذهبوا؟ قال إلي الأرض البعيدة.حيث أرض الطفل.قلت و لماذا يحملون عصا فحسب.قال ليختبروا إختبار موسي كل واحد بنفسه.خرجوا مثل موسي لم يحمل إلا عصاه.منذ مولد المسيح لم تعد العصا لموسي وحده.لذا يحمل كل واحد عصاه و يختبر إنفتاح الأفق و إنشقاق البحر و قيامة العظام.قلت و كيف هي عصواتهم منيرة هكذا؟ قال لأن هذه فيها أفكار الإنسان.بحسب دواخلهم تصير عصاهم .بإيمانهم تصبح العصا نجماً أو مناً أو سيفاً أو قلماً .كل ما فيهم في العصا.
و ماذا ستقدمون للطفل يا سيدي؟ قال سيقدم كل واحد هديته كما يشاء.لقد إتفقنا جميعاً أن نقدم للطفل هديته.قديماً قدم الكبار ذهباً و لباناً و مراً.الآن نحن نقدم صبراً و عمراً و وطناً فالطفل لم يزل يقبل الهدايا.لم يزل يرشد زواره.لم يزل ينير الطريق لقاصديه.
قلت للرجل ضاعت مفكرتي.لم أعد أعرف شيئاً.قال لي هون علي نفسك فالطفل يعرف كل شيء و قد أنساك الدنيا حتي ترثه.
قلت و من هناك يتبقي في الشرق؟ قال قليلون و لكنهم يكفون ليصيروا شهوداً؟ قلت و هكذا ترك الباقون مصرو لبنان؟قال بل تركتهم مصرو لبنان .أنظر؟؟؟ نبهني أمره بأن أنظر فوجدت موضع كل الذين خرجوا من الشرق شاغراً لا يستطيع أحد أن يملأه سوي الخارج منه.كان هناك وميض ينبعث من كل المواضع.
قلت للرجل أليسوا عائدون بعد زيارة الطفل؟ قال بشجون ....يا إبني نحن سائرون في طريق راحيل حتي نصل أفراته.قلت أعند قبر راحيل ذاهبون؟ قال نعم.
فهناك للأسباط يعقوب أباً و أما أسباط مصر و الشرق  أو أقباط مصر و الشرق فيعقوبها هو المسيح.و إليه تذهب.لذا تري هؤلاء إليه ذاهبون.
إضطربت من إجابته.حين عرفت أن هؤلاء ماضون بلا عودة.نظرت إلي مصر من جديد..رأيت أرضها تنفرك مثل السنبلة في يد الفلاح.إلي أجزاء عديدة تفتت.
سألته أتعرف يا سيدي ماذا بعد؟ قال أعرف.قلت ماذا إذن؟ هل تتلاشي السنبلة؟ قال لا.بل يفتقدها طفل المزود بعد زمان تأديبها. و تكون كحبة الخردل في ثمارها.قلت و لماذا يهجرها أسباطها؟ قال هم أيضاً يفتديهم الرب و يتأدبون.إذ صنعوا في أرض العبودية أصناماً و عبدوها.قلت لا سيدي .مسيحيو الشرق لم يعبدوا أصناماً ...قال بل عبدوا.البعض صنع من نفسه آلهة و البعض عبدوها و هذا و ذاك يخرجوا منها تأديباً و لكن الرب لن يفنيهم.قلت و من تبقوا فيها؟ قال كخميرة مقدسة يكونون و يختمر بهم العجين كله.قلت آمين.
ثم تداركت قائلاً و ماذا ستقول للطفل حين تحضره؟ قال سأتأكد مع رفقائي أن كل الخراف حاضرون أمامه لم يضل منهم واحد.
دارت بي رأسي كمن يترنح .فإذا بثلاثة من الملوك مهيبو المنظر قد ظهروا.كانوا حاملين ذهباً و لباناً و مراً .لم يجد أحد صعوبة في التعرف عليهم.
تقدم حامل الذهب و وجهه نحو الجمهور الخارج من بغداد و الشرق قائلاً: كل من يحمل ذهباً فليرفعه إليَ ههنا.....كرر الملك تنبيهه...هل لديكم ذهب ؟؟؟ قال البعض نعم...تقدموا في خجل و ألقوا ببضع من الحلي الضئيلة في صندوق الرجل.و البعض ألقوا قطرات دماء تناثرت بين المذابح.كان مشهدهم أليماً.
تقدم حامل اللبان و وجهه نحو الجمهور الخارج من لبنان و الشرق قائلاً: كل من عنده لبان فليأت به إلي ههنا....كرر الرجل تنبيهه.....هل لديكم لبان؟؟؟؟قال البعض نعم....تقدموا في حجل و ألقوا بعضاً من بخور الصلاة في صندوق اللبان عند قدمي الرجل.كان لبان البعض مختلطاً بقطرات من الدموع .و كان مشهدهم مهيباً.
تقدم المجوسي الثالث و وجهه نحو الجمهور الخارج من مصر و الشرق قائلاً : كل من عنده مر فليأت به إلي ههنا...تردد الشعب.كرر الرجل تنبيهه...هل عندكم مر؟؟؟؟ قال الجميع بأعلي صوت نعم ...تدافعوا ليلقوا بالمر في صندوق المر ....كان أكبر صندوق..... ألقي مسيحيو الشرق كل مراراتهم فيه.لم يفرق واحد بين المر و بين المرارة. كانوا في بغداد يتوجعون و في لبنان يتألمون و في مصر يدخرون المر ليحنطوا موتاهم....لا حاجة إليه بعد فالمسيح سيمنحهم حياته الأبدية و لا حاجة للحنوط فيما بعد.
وقفت لأتأمل ماذا بعد؟؟ إختفي الثلاثة حاملي الذهب و اللبان و المر...و إختفي الشعب.. و بقيت أنا و الرجل وحدنا...
سألته و ماذا بعد يا سيدي ؟أنا ما زلت أحمل بعضاً من هداياي فماذا أفعل...فتح الرجل يده.كان فيها مثل بللورة صغيرة لم أرها من قبل.كنت كلما أضع فيها شيئاً تتسع و يختفي الشيء.وضعت فيها اشياءاً كثيرة.كلاماً و مشاعر و حكايات.وضعت اياماً و أياما.وضعت أيضاً سكوتاً و ضعفاً و قوة.وضعت خجلاً و خزياً و جرأة.كانت البلورة تسع كل شيء.إتسعت لكل قصة حياتي.
أخذت قراراً أخيراً ....قلت أضع نفسي في البللورة.حتي لو كان ذلك يعني أنني آخذ نفسي من نفسي و أهديها للطفل يسوع.حتي و لو كان ذلك يعني موتي في يديه.قلت في نفسي قبل أن تفارقني نفسي ,روحه فيَ يكفيني.و إنتزعت نفسي من نفسي و أودعتها في البللورة و أوصيت الرجل أن يذهب عني سريعاً لئلا أتراجع .قلت له إمض بسرعة.خذ البللورة للطفل..حين تجد مزوده ضعها إلي جواره في صمت..هو يعرف كل شيء..أسجد له و ضعها بين يديه .ضع رأسي عنده...أنا لن أقابل غيرك حتي غروبي....أنت المجوسي الأخير الذي أعرفه.و مضيت عنه مسرعاً ....مضيت لا أدري إلي أين.
عدت باكياً.....ملأني طريق العودة بترانيم الريح و الأشجار. بجمال الصمت و رهبة السكون.كانت الدموع تتدحرج علي وجنتيَ.ذكرت اللؤلؤة في يد المجوسي الأخيرو أنا  أسمع من بعيد أجراس العام الجديد.....وإنتبهت.إنبعثت الألعاب النارية من بعيد فتسائلت هل بدأ مسيحيو الشرق الرحيل؟؟؟
بين خشبة المزود و خشبة الصليب
يا رجل الله.الأخ الأكبر.البكر الذي للخليقة الجديدة.يسوع آدم الحقيقي.ليس الذي منه ولد الناس مطرودين من الفردوس بل الذي فيه نجلس في السماويات في يمين العظمة.
يا مولود المرأة الشبعان آلاماً منذ مولده.فيما إبتهج الجميع بقدومه.أنت تتجرد برداً و فقراً و نحن نكتسي بدفء زائف.أنت تربض كالخروف بين القطيع و نحن نتباهي بتيجاننا الكاذبة .أنت إبن اله من نور الآب و نحن بكذبنا نختال كأنصاف الآلهة.
يا مولود المرأة ها قد جعلت الزمن في جعبتك.نزلت إلينا فصار الزمن زمنك.لتصعدنا إليك و تصير أبديتك أبديتنا.
أمك العذراء تنظر و تصمت.يجول في قلبها كل مسالك النور.لأنها إكتست بكل النعمة من الداخل.فإذ الكلام صار مقصراً صمتت هي.
يوسف البار عرف فيك معني الأزلية والأبدية و كل المعاني السماوية.فإنبهر بمولود خطيبته و لم تعد الدنيا تسَعهُ.
الرعاة تجمعوا بأثوابهم البالية أمام طفلاً مقمطاً فكانوا كما يكون الخراف أمام الراعي.هؤلاء سمعوا ترنيمة الملائكة و رددوها من الحقل حتي خشبة المزود كالقيرواني و ترنيمته حتي خشبة الصليب.
المجوس يرتدون ثياب ملوك.الرعاة يرتدون ثوب العمال.العذراء تلتحف بالنور و يوسف مثلها.و الطفل العجيب عارياً إلا من لفائف.لكن سياجاً من السمائيين يلتف حوله.
النجم الذي أرشد المجوس ظل باقياً عند المغارة لا يريد أن يبرح مكانه. الملائكة أيضاً تستدير حول المزود كالسماء.فعند مولد المخلص أبهرتنا السماء بكائناتها و كواكبها.و عند موته تجللت السماء بظلمة و هربت الكواكب من المشهد.
هيرودس الكاره يشهد أن الطفل غالب.غلب الطفل هيرودس في مولده و غلب هيرودس في صلبه.
و أنا أيضاً أستدفئ بالصبح الذي إنبلج وسط الظلمة و بنعمته أسكن.
يا طفل المزود ولدت هارباً من قصور الملوك و عند النهاية حاكموك سكان القصور و قضوا بموتك.
ملك علي خشبة المزود ملك علي خشبة الصليب .لقد غيرت معني الملك و المملكة.








464
ثورة المزود علي ظلم القصور
Oliver كتبها
مزيج من المشاعر الروحية و الثورية تتملكنا نحن المصريون و ترسم مدخلاً جديداً للتأمل في ميلاد رب المجد يسوع كثائر و قائد لثوار و لثورات بقيت تفاعلاتها و ستبقي ما دامت علي الأرض الحياة .
المشهد القديم:كانت روما جمهورية بدأت التحول إلي إمبراطورية منذ تولي يوليوس قيصر الحكم و إنفراده بالقرار و تقلده جميع السلطات ليكون أول ديكتاتور عالمي ثم علي يده تحولت جمهورية روما إلي إمبراطورية عام 44 ق م. غزت العالم كله بعد حروب مع بقايا المملكة اليونانية.و بدأت توطيد توسعاتها بالذات في الشرق الأوسط لكي تسيطر علي النقل   البحري الذي كان سبباً في تفوق اليونان فوضعت قواتها بكل ثقلها في تلك المنطقة للإجهاز علي المملكة اليونانية..و بعد الإنتصارات المتتالية إشتهرت بإسم الإمبراطورية التي لا تقهر.و في أكثر ولايات تلك الإمبراطورية الشرسة... وُلِد يسوع؟
ولادة تتحدي الإمبراطورية:لا يستطع إنسان أن يختار موضع ميلاده و لا زمن ميلاده.لذا فلا بطولة في موضع الميلاد أو زمنه.إلا المسيح له المجد.فهو المولود بإرادته.إختار المكان و الزمان وحده.لم يفرض عليه شيء.لذا فهو الذي تعمد أن يولد ولادة تتحدي الإمبراطورية الرومانية من جهة المكان و الزمان.
لماذا إخترت يا يسوع الثائر أن تولد في ظرف كهذه؟ حيث لا قوة معارضة تساندك ضد هذه الإمبراطورية.ولدت لتغلب القوة العالمية الوحيدة المسيطرة علي العالم.روما إختارت مركز العالم القديم إسرائيل لتفرض سلطتها و أنت إخترت نفس المكان لتولد فيه و لتنشر من إسرائيل غلبتك علي العالم؟
ولادتك كانت ساعة الصفر للإنطلاق ضد كل قوي الشر في العالم؟ تغلبها وحدك ؟ لا تحتاج لمن يعضدك؟ بلا جيش تهزم أعتي جيوش التاريخ. بلا سلاح تملك قلوب من في وجهك أشهروا السلاح..بلا فلسفة تقنع الفلاسفة و تشبع نهمهم للحكمة الحقيقية .بلا غني تعط للدنيا بأسرها أعظم الكنوز. وتغلب العنف بغير عنف. هذا كله سر منحصر في شخص مولود المزود إبن العذراء .المولود بطلاً لكل التاريخ بأصعب و أعقد تحدياته. هكذا قيل عنك خرج غالباً و لكي يغلب .
كان هيرودس  حاكم روما و من خلاله تتحكم في منطقة الشرق الأوسط.عقدت الإمبراطورية إتفاقاً غير مكتوب مع رجال الدين في إسرائيل. تركت بموجبه لكهنة إسرائيل التشريع الديني مقابل أن تتحكم الإمبراطورية في موارد البلاد و تجبي الضرائب لمصلحة روما.كانت خلاصة التعاقد بين روما و هيرودس.فليحكموا شعبهم كيفما أرادوا علي ألا يمسوا مصالحنا أو الجزية.ما أشبه اليوم بالبارحة.
كانت التهمة التي لا تسامح فيها أن يقف إنسان ضد قيصر.كانت التهمة العظمي أن يلقب إنسان بلقب ملك.فهذا يعني ضمناً إنقلاباً علي الملك الذي عينه إمبراطور روما.من هنا نفهم الأمر الذي أصدره هيرودس بعد لقاءه مع المجوس.
شعاع بين المزود و بين الثورة
كانت النبوات تنبأ عن مولد الملك في بيت لحم أرض يهوذا.لكن التطورات التاريخية علي الأرض سارت نحو الأصعب بتسلط روما علي العالم كله
سياسياً :  إختيارالسيد المسيح  مكان تجسده كان أول تحدي للإمبراطورية الرومانية.فالمسيح له المجد لم يتفاجئ بالوضع السياسي و الدولي في زمن تجسده.بل بعناية شديدة وجد أن هذا الوضع كله في ذاك التوقيت هو ملء الزمان .أي أفضل توقيت علي الرغم من أن كل القوي في العالم كانت تحت سيطرة إمبراطورية قوية تدعم ملوكها بما فيهم هيرودس فمولد المسيح في هذه الظروف كان تحدي مقصود لإمبراطورية لم يتحداها أحد و عاش.
إجتماعياً : كانت الحياة صعبة يوم مولد الثائر الأعظم.شعب إسرائيل يئن من ظلم جباة الضرائب.حكم روما لم يكن يضيره أن يجمع جباة الضرائب فوق طاقة الشعب.و لو لأربع أضعاف.فهم لا يدفعون أجراً لجابي الضرائب بل يدعونهم يجمعون لأنفسهم ما شاءوا طالما أرسلوا إلي روما نسبتها في الجزية..لذا يختارون هؤلاء الجباة من أكثر   الشخصيات المشهور عنها إجرامها.لكي يخيفوا بهم الشعب.يمكن أن نسميهم فتوات ذاك العصر.و كانوا لهذا السبب أكثر المكروهين.و كانوا قريبي الشبه من الإخوان المسلمين و الإخوان الحازمون.
- كان المجتمع منقسم إلي عشرات التقسيمات.اليهود ضد السامريين.الهيروديسيون ضد الغيورين.الكتبة ضد الفريسين.و هما معاً ضد الشعب.الكهنة أيضاً ضد الوطنيين.و يعاملون الشعب بقسوة.الرومان ضد اليهود.حتي في النخبة الحاكمة كانت توجد إنقسامات بين التقسيم الرباعي لمملكة إسرائيل الذي قام به الرومان.ما أحوج البشر للمسيح في عصر الإنقسامات. و ما أشبه تلك الإنقسامات بما نحن عليه الآن.
دينياً : كانت الحياة الدينية أكثر تعقيداً.فهناك الفريسيون الأشبه بالمفتي في كل شارع و كل منطقة و كل مجمع.لا يمكن أن تتم زيجة أو تعاقد تجاري أو حتي دعوة عشاء من غير أن تحوز بموافقة هذا الفريسي.فهو كبير المتكأ و كبير الأسرة و كبير الحي .و ويل لمن يعادي الفريسيين.أوأصحاب فتاوي ذاك الزمان.
و كانت هناك فئة الكتبة.أصحاب تفسير الكتب.هم منافسين للفريسين و يقاتلون بعضهم بعضاً.لكنهم المتعلمين الذين يحوزون  إحترام البعض .بينما الفريسين مكروهين لسبب تطفلهم و تدخلهم في كل شيء حتي خصوصيات أي أسرة.كان الكتبة يقدمون التبريرات لمن يدفع.هم اصحاب التفاسير السياسية.هم المنظرين للنخبة.قل مثلاً أنهم يشبهون حسان و العوا و حجازي و غيرهم.تخيل أن الكتبة كانوا علي هذا الشبه في الوقت الذي ولد فيه المسيح.
الثوار : كانت هناك فئة من الثوريين.ممتلئين غيرة.هم ضد روما.ضد هيرودس الذي يرضي روما لا شعبه. و قد سقط بعضهم في محاولة قمع الثورة و خلط هيرودس دمهم بذبائحهم. كان الغيورين ضد من يوالي هيرودس الذين تسموا هيرودوسيين.الغيورين لمصلحة الشعب لكن لا يسندهم الشعب..لم يكن يمشي واحد منهم دون سلاح.أو إثنين.مرة سأل يسوع من ليس عنده سيف فليبع ثوبه و ليشتر سيفاً.فقال تلاميذه و هم غير مدركين لما قصده المسيح .ها هوذا سيفان؟ فقال لهم يكفي....أي يكفي ما قلته الآن و ستفهمون فيما بعد أنني قصدت بالسيف أنه كلمة الروح القدس و ليس سيفاً للقتال.لكن السؤال من أين أتي السيفان؟ حتماً كان السيفان ملكاً لسمعان الغيورالذي صار أحد تلاميذ الثائر الأعظم يسوع....يسوع الثائر الذي لم يسمح بإستخدام السيف و لا مرة حتي ساعة القبض عليه.
الأهم هو ما فعله يسوع إذ جمع فريق عمل من كل الفئات.و إستطاع أن يجعلهم عينة من أفضل  مجتمع أسسه قائد الثورات بنفسه.فها هو يجمع في شبكته متي جابي الضرائب المكروه مع سمعان الغيور الذي يستحل قتل جباة الضرائب.يجمع بطرس و يعقوب و إندراوس من أفقر مستوي مع يوحنا صاحب راس المال.يجمع العقلاني توما مع المتعاطف دائماً يوحنا.يجمع الدبلوماسي فيليبس و نثنائيل مع المندفع العصبي بطرس.
جمع قائد الثورات كل هؤلاء في تناغم مستحيل ليقدم درساً تاريخياً في كيفية القيادة.لعل هؤلاء هم أول جبهة للإنقاذ بقيادة المخلص وحده يسوع المسيح.
المرأة : كانت المرأة في ذاك الزمان هي أضعف فئات المجتمع.كانت قليلة الحقوق.محكوم عليها دوماً من الفريسيين.لا صوت لها في أي شيء.لا رأي لها .لا يقيم المجتمع اليهودي لها وزناً .لقد سار اليهود خلف الفريسين و خلف تعاليم الكتبة حتي مالت أفكارهم بعيداً جداً عن تعاليم الروح القدس الصحيحة.و إنساق المجتمع خلف آراء الكتبة و الفريسين و داسوا بأقدامهم كثيراً من وصايا الكتاب و صارت تعاليم الكتبة أهم و أكثر شيوعاً.و كانت المرأة أحد ضحايا هذا الإنحراف في التعليم.لذا كان من الضروري الثورة علي تعاليم الكتبة و الفريسين.
كان الدرس مهماً في عظته علي الجبل.كان الهدف هو :ضع أساساً صحيحاً لتبني بناءاً مستقراً.كانت تعاليم المسيح ثورة ضد كل الأفكار المنحرفة.ثورة لم تدفع أحداً لحرب أهلية بل دفعت الجميع إلي التصالح.
يوسف النجار : وجب علينا أن نتخيل عذراء حامل..تسكن كخطيبة في بيت خطيبها حيث لم يتم الزفاف العلني بعد؟ ما هذه التجربة التي تجربتها العذراء.كيف ستواجه يوسف خطيبها؟ و هو إن تسامح معها كيف سيواجه المجتمع؟ و ماذا سيقولون لفريسي العائلة و الشارع و الحي؟كيف سيفسرون له هذا الحمل؟ الأمر ليس في يد يوسف البار وحده.لذلك حتي و هو قد سامحها بعدما سادت عليه الظنون نراه يريد تخليتها سراً.إنه يريد التخلص من مواجهة الفريسيين و كبير الاسرة .ربما سيقول لهم أنها هربت أو إختفت أو سافرت مكاناً ما أو أي شيء لا يورطه و يضعه تحت مقصلة الفريسين.
كان الحلم الذي رآه يوسف بمثابة طمأنة ليوسف.لذلك قيل له في الحلم ( لا تخف أن تأخذ إمرأتك لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس.
لا تخف من الفريسي الذي سيواجهك بالتهم.لا تخف من أسرتك .لا تخف من كهنة الهيكل.قائد الثورات مسئول عن تصحيح المفاهيم عند كل هؤلاء.لا تخف لو إستؤمنت علي ميلاد الثورة.فأنت قائد أعظم فترة إنتقالية في التاريخ يا يوسف البار.
لا تخف يا كل شاهد أمين كيوسف البار فمهما كثر الفريسيون حولك لن يستطع واحد منهم أن يقع بك ليؤذيك.
العذراء:حتي في الحمل بك يا يسوع كنت ثائراً تريد أن تعيد للمرأة مكانتها فأصبحت بك العذراء مصدراً للتعليم لا الفريسيين.تقف بوداعتها فتنعقد ألسنة المتشككين.تقوي إيمان يوسف العميق البار فيتبع العذراء و لا يتركها.صارت العذراء الصغيرة تقود الشيخ يوسف البار.هكذا فيك يستعيد الشباب دوره.و العذاري ينلن جرأة لم تكن عندهن.
و أنت في البطن جعلت العذراء أقوي من المجتمع كله.أقوي حتي من قوانين الطبيعة .جعلت العذراء أماً و هي عذراء.سيد أنت.و جعلتها سيدة معك.و مهما إستفاض اللسان لن يوفِ أمك ما تستحق من الكرامة و المجد.
الطبيعة : ولد يسوع و يوم ولد تغير كل شي في إسرائيل.حتي الطقس. ثم بعدها تغير مسار النجوم.إنقلبت المدينة بدخول الغرباء من المشرق.حدث إضطراب في القصر إذ سُمِع أن مولوداً ملكاً علي مقربة من هنا.هيرودس إستدعي المجوس لكنه  في غطرسته لم يتبعهم.و لو تبعهم لعرف من هو الملك الحقيقي الذي خشي مولده و هو طفل.هذا الطفل الذي به بدأ  التاريخ أهم فصوله .
ثورة الرضيع: لم تعرف إسرائيل من قبل أن رضيعاً هدد عرش الملك.حتي أن هيرودس أصدر أوامره بقتل جميع الرضعان؟ هل خشي الملك من ثورة الرضع؟هكذا ملوك الأرض يجلسون علي عروش واهية ينخرها السوس.كراسيهم متهالكة.عند مولد الحق يرتعدون.في كبرياءهم يهددون الجميع ولكن مولد طفل المزود يرهبهم كالأتون.كأنما يجلسون علي عروش من قش. منذ مولدك و أنت رضيع تخشاك الملوك؟ تحرك ضدك الجيوش و تفشل؟ تطاردك فما تهمتك؟رضيع أنت فبأي شيء سيتهمونك؟ هكذا شيم  الثوار.مخيفون للملوك إن ساروا في الحق.يطاردونهم من شارع إلي شارع يريدون أن يوأدوا ثورتهم فما ينجح الظالمون.و إن تركوا عويل و بكاء في الأزقة.و إن صارت راحيل تصرخ و لا تريد أن تتعزي.يكبر هؤلاء حتي يصبحوا المائة و أربعة و أربعين ألف بتوليين علي كراسيهم السماوية.هؤلاء الذين ملكوا فيما فقد الملوك الذين قتلوهم عروشهم.
يفشل مطارديهم.و تنكسر الجيوش أمامهم بغير سلاح.ثائر فيما أنت هارب.يبحثون في كل مكان عن المولود الثائر.الجميع يبحثون.و في قلب كل منهم أشواق مختلفة.الرعاة يريدون أن يرون من ترنمت بإسمه الملائكة.المجوس يريدون أن يبصروا من غَيَر مسار النجوم.يوسف يركع متأملاً لمن غير قواعد الطبيعة و ولد من غير زرع بشر.الملائكة تحوم حول المزود لأنه عرش الملك العظيم.هيرودس يرسل جنوده تطوف الشوارع و الأزقة تسأل أين الثائر الذي هدد عرش الملك؟ هيرودس قلق علي كرسيه لأن رضيعاً جالساً في حجر أمه يشع من وجهه نور يهدد بوداعته عرش روما؟
من سمَاك ملك اليهود فيما أنت لم تزل راضع ثدي أمك؟ كيف أخفت الشرق كله ؟ لم أسمع أنك أظهرت جبروتاً أو أعلنت سرك لأحد؟ كيف جعلت بلاداً كانت واثقة بقوتها تبيت منزعجة بسببك؟كيف أَرقت مضاجع الولاة؟ سارت الجنود تبحث وراءك بلا هدف و لا ملامح.تقتل الجميع علي الهوية.هذا رضيع فإقتلوه لعله هو المسيا؟ هكذا في كل الثورات.يقتل القاتلون علي الهوية.أنت عنواناً يصلح لكل الثورات يا سيدي.
يخشي الطغاة الثورة و هي رضيع.يريدون أن يوأدونها مبكراً.لكنهم في كل حقب التاريخ يفشلون.لأن كبرياءهم لا يدعهم يبصرون الحقيقة بل هم منحصرون في ذواتهم.
تسبحة المجوس
ها أنا أسمعهم يسبحون.يقولون كنا نقول قد رأينا نجمه و الآن نقول قد رأينا شخصه.أخذ من أيادينا هداياه و نحن مأخوذون منه.أبصرنا الذي يبصر الأسرار في القلوب.رأينا العينين اللتان  تخترقان أسرار الكون.كنا نظن أننا نقرأ الفلك و نعرف أسرار مسارات الكواكب لكن الطفل الذي سجدنا له يعرف كل شيءو قد كشف لنا جهلنا.كنا نقول رأينا نجمه لكننا عرفنا اليوم أن كل النجوم له.عقولنا أخذتها الدهشة فلا تعيبوا علينا لو خرجت كلماتنا بغير تنسيق. الطفل الراقد وسط القش أخذ هدايانا و أعطانا نفسه.أمه  طاهرة كالسماء و خطيبها بار ليس مثله و مولودهما عجيب.
ما كنا نعرف أنه يدخر لنا شرف إعلانه للإمم.كنا نحسب أنفسنا ملوكاً للشرق لكن يسوع هو الملك وحده.لقد تركنا عروشنا له ليجلس عليها و يهدي الأمم.تركنا أفراته و ما تركناه عقولنا هناك لم تزل.قلوبنا مختطفة مذهولون منه و به.تملكنا أفكار ليست من عندنا بل من عند المولود العظيم.
نسير وسط الدروب.نبصر دماء الأطفال  المتناثرة.كلهم يحبونك.هؤلاء قدموا لك أيضاً هداياهم.النجم قادنا في المجيء و الملاك قادنا عند الرجوع .لم نعد ننظر إلي فوق بل نحو بيت لحم.نسمع ترانيم ممتزجة بالدموع.نسمع ملائكة و صيحات أمهات ثكلي. صوت أقدام الجنود و صوت تسبيح من الأعالي يمتزجان معاً في آذاننا.ما هذا الذي نسمع.هذا هو الذهب الممزوج بالمر.كنا نحمله له و هو يحملنا الآن.هذا الملك الرضيع مخيف الملوك.روما ترتعد من مولد رضيع في مزود؟ سنقول لأهالينا عنه و نعرف شعوبنا به.من مثله مولود من فوق؟
نطير كأننا سائرون.و نسير كأننا طائرون.ما هذا أيها الطفل العظيم هل هكذا تقود من يعرفك؟ تجعل له جناحان كالحمام و لمن يحبك تجعل الجبال سهلاً و الطرق الوعرة تتمهد تحت قدميه؟ بعظمة المولود نتغني و وجهه يشع سلاماً.
كانت النجوم شغلتنا .الآن صانع النجوم شاغلنا.رفعتنا إلي فوق حين سجدنا لك.أتيناك من بعيد لنعرف أنك كنت هناك .رأينا نجمك تحت الزمن أنت الذي فوق الزمن.لماذا لا تسكت راحيل و تقف لتسبحك.أكشف عن عينيها لتبصر أطفالها علي عروشهم.لتقف راحيل بالدف مع مريم.و يتوكأ إسرائيل علي عصاك.اليوم تجتمع أمم لم تعرفك لتشارك إسرائيل الإيمان.ليعرف كل أحد أنك لأجله تجسدت.رئيس الأرواح صار جسداً و رأيناه في مزود.
سمعان يسمع الصوت يهتف جاء الرضيع يا ساكن الهيكل ها قد رايت و آمنت.طوبي للذين آمنوا و لم يروا.
حنة أيتها النبية الزاهدة .ها قد حملته يداك مثل العذراء.و تسبحتك له مثل ملائكة المجد.
قولي أيتها العذراء كيف صنع الرضيع قوة بذراعه؟ كيف شتت الرضيع فكر المستكبرين؟
تكلم يا يوسف و لا تخف فأنت الشاهد الأمين فإشهد لنا بما رأيت و علمت.
نحن المجوس كنا ملوك حتي سجدنا له و عرفنا من يجب أن نترك تحت قدميه كل الممالك و العروش.رأيناه مقمطاً كاللفافة التي تكفن بها.مضطجعاً مثلما أضطجعه نيقوديموس و الرامي في قبر يوسف.إذا قالوا لنا مات علي خشبة فنحن نصدقهم لأننا رأيناه مولوداً علي خشبة أيضاً.ها الكواكب تتبعه في مولده و عند موته.عرفنا لغة الحب فيه.و ذقنا منه السلام نعم لك المجد يا طفل إسرائيل الوحيد.يا مخلص الكل بإتضاعك العجيب.

                                                                                                                         

تهنئة خاصة: من عمق القلب وبأصدق المشاعر أقدم لشعب المسيح في كل مكان أطيب التهاني بميلاد رب المجد و أصلي أن يكون سلامه و فرحه في قلوبنا .لنمجد الرب معاً في الأرض مثل مجده في الأعالي.


465
من إعلان لإعلان يا قلبي لا تحزن
Oliverكتبها
إنتظرنا أن يفعل شيئاً.أن يتراجع و يستجب لإرادة الشعب لكنه أبي.ليس من أدبيات الإخوان أن يسمعوا سوي لأنفسهم.لذلك حتي في الحوار الوهمي الذي إستمر ساعات لم يأت بجديد لأنه كان حوار بين السلفيين و الإخوان و بين الرئيس.ما جدوي حوار يكلم فيه الإنسان نفسه؟
كنت أنتظر إعلاناً يقول أن جميع ما سبق من إعلانات لاغية.ما صعوبة نطق جملة كهذه؟هل تحتاج إلي جهابذة من أساطين الدستور ليكتبونها؟ هل تحتاج إلي متخصصين في فقه القانون؟
الجميع كان في أزمة و كنت أظن أن مرسي و جماعته يريدون أن يخرجوا منها و أنه ينقصهم من يرمي لهم بطوق النجاة.الآن تأكدت بالدليل أن هذا الرئيس يريد أن تعم الفوضي مصر.يريد أن نتورط في حرب أهلية.تدخل في أثناءها كتائب القسام و تغتال رموز المعارضة و تستبيح الدم المصري في شوارعها حتي يتسني لمرسي أن يقدم هديته  المجانية لحماس.هديته التي هي سيناء الغالية علينا نحن فقط و ليس علي مرسي و جماعته.
هذا الرجل ليس مصرياً.هذه الجماعة ليست مصرية الهوية.هي خائنة لمصالح مصر و شعبها.هي خائنة تقف حائلاً أمام تقدم مصر و مستقبلها.هذه الجماعة تدار من أعداء مصر.تدار ممن يتربصون لمصر و يتآمرون علي شعبها و يدبرون ضدها علناً الشر و العنف.
ليس هذا الرئيس و لا جماعته يجري في عروقهم دم مصري .هم لا يحملون جيناتها الطيبة المحبة بل يحملون جينات العنف و التخريب و الدموية.و ماذا بعد
لماذا التحجج بضرورة طرح المسودة للإستفتاء ؟
يقولون الإعلان الدستوري السابق يقر بهذا أي بطرح المسودة للإستفتاء خلال 15 يوماً .فلماذا نتمسك بهذا الإعلان السابق ؟و لماذا لا يصدر إعلان بإلغاءه؟ما الضرورة؟
لماذا نصرف الملايين في مسودة فاشلة؟ لماذا يريد الإخوان أن ينتزعوا موافقة صورية من الشعب علي مسودة الدستور إن لم يكن ذلك سرقة بالإكراه.
رئيس خائن يريد أن يستغفل شعبه فهل هذا نصب علني علي الطريقة الشرعية للنصب ؟
هل أخذ مرسي رشوة بالملايين لتمرير مسودة الدستور و لا يهون عليه أن يردها لصاحبها ( قطر و شركاه) في حالة فشله في تفويت الدستور.
الدستور الذي يطبخ في الظلام يقود للظلام.و يرسي أساليب عصابة الإخوان في الكذب الرخيص.
عصابة الإخوان تسلقت الحكم لكنها لم تخرج من شرنقة العمل السري.لذا تدير مصر بطريقة اللصوص.هذه أول دولة تديرها عصابة و تجعلها دولة سرية.
ماذا بعد الإعلان الجديد؟
فشل الإعلان في إقصاء القضاة من المعارضة  برغم أنه أزال التحصين لقراراته المستقبلية لكن التحصين لقراراته الماضية بقي كما هو.
وحيث أن مسودة الدستور لا زالت تقيد عملهم و تعتدي علي دورهم كرمانة ميزان بين السلطات و الأفراد.لذلك لن ينجح إعلان مرسي الأخير في شق صف الشعب.و سيبقي الشعب بقضاته ضميراً يرفض قهر الإخوان.
لا شيئ يوحي بأن يعود الهدوء ربوع مصر.لا شيئ يوحي بأن الرئاسة تريد الخروج من عباءة الإخوان.لا شيئ يوحي بأن الحوار معهم يجدي شيئاً.فماذا بعد؟
لقد أجبرونا علي أن نسمي ما يقوم به الشعب المصري بالمقاومة و كأننا محتلين.نعم مصر محتلة من جماعة تعادي مصر بإسم الإسلام.
لابد أن نقوم بأعمال المقاومة ضد هذه الجماعة.المقاومة السلمية.العصيان المدني.الإضراب العام.لابد من عمل مخطط علي المستوي الخارجي.لأن أعداء مصر يقبعون في مكاتب الخارجية في واشنطن.و يجلسون علي المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.
لابد من تقديم صورة واقعية عن الوضع الحالي لدوائر صناعة القرار في الإتحاد الأوروبي و الأمم المتحدة.لابد من التأثير علي الميديا الأمريكية بأي طريقة و بأقصي سرعة ممكنة.
إن الإخوان  ينفذون تعليمات من البيت الأبيض و لذلك يستقوون القلب علي الشعب المصري.هم يبيعون سيناء للأمريكان مقابل بقاءهم في الحكم.و أمريكا تدعم وجودهم حتي تنال ما تبغاه ثم بعد ذلك تزيحهم .هؤلاء يعيشون بدعم أمريكي.و هي التي تحمي فسادهم حتي يتحقق الحصول علي سيناء مجاناً و ترحيل الصداع الحمساوي بعيداً عن إسرائيل ليبتلي بهم شعب مصرإلي الأبد .هذا ما يشجع مرسي علي عناده.فهو يعلم أنه باق طالما بقيت سيناء متاحة للبيع.و يريد مرسي أن يحصد للإخوان  مكاسب تبقيهم علي الساحة بعد بيع سيناء من هنا نفهم إصراره علي الإستفتاء.
بالدستور المقترح يملك مرسي أن يأخون كل المؤسسات.يملك أصوات مجلس الشعب و الشوري.يملك رئاسة أجهزة الدولة الرقابية و المحاسبية التي ستمرر الصفقات و تداري علي الفساد.يملك مرسي بالمشروع إياه أن يجعل مصر بلداً منتقباً لا يري تحت أقدامه.
لذلك فمعركة شعب مصر الحقيقية هي مع الدستور.إذا أفشل الشعب هذا الإستفتاء و مشروعه سوف يتمكن من إفشال أخونة الدولة.و سيتمكن من إفشال خطة بيع مصر.
إذن مختصر الكلام هو إفشال مشروع الدستور بأي طريقة ممكنة.و هذا الهدف لا يحتاج إلي عنف بل تخطيط.يحتاج إلي توعية للشعب بمخاطر المواد الدستورية المفخخة.يحتاج إلي نضال و إلتفاف من الشعب حول جبهة الإنقاذ لكي يدعم نفسه بقيادة تعلن عن مطالبه و تبلور خطوات مقاومة حتي لو إستدعي الأمر أن يسد الطريق بالمظاهرات علي كل لجان التصويت علي مشروع الدستور الفاسد.
المواد الدستورية المفخخة
أعضاء التأسيسية كالإنتحاريين.فخخوا الدستور و أرادوا أن يفجروا مصر.وضعوا نصوصاً كالألغام و إستغلوا صمت المصريين و طيبتهم.لكنهم لا يعرفون هذا الشعب متي غضب.كثرت ضحاياهم فيما هم يختالون كالطووايس ينتظرون سقوط مصر كغنيمة لجماعة اللصوص.عبثاً ينتظرون.فشعب مصر الواعي لا يضاهيه شعب في الصبر و التحضر.و لا تشوبه سوي هذه الجماعة التي تبدو كالندوب في وجه مصر الضحوك.و زوالها قريب.
تعالوا نستطلع بعض الفخاخ لنحترس من هذا الدستور الملغم.
المادة الأولي الشعب المصري يعتز بإنتماءه لدول حوض النيل و لدول أفريقيا و آسيا و لكنه لا يعتز بحضارته الفرعونية .
المادة 4 تجبر غير المسلمين علي تمويل الأزهر   
المادة 6 تجعل المصريين أعضاءاً في الجبهة السلفية لكي يتعلموا منطق ( الشوري).
المادة 18 مكتوبة خصيصاً لمنح قطر عقد إمتياز قناة السويس (بعد موافقة مجلس قندهار)
المادة 32 لا تمنع سحب الجنسية من المصريين بينما تعطها للفلسطينيين بموجب المادة 145.                                                                           
المادة 148 تمنع حل مجلس النواب في حالة إعلان الطوارئ.. فلو تسبب المجلس نفسه في فوضي بسبب أي تشريع ترتب عليه فرض حالة الطوارئ يعجز الشعب عن حل المجلس الذي تسبب في إضطراب الوطن.هذا هو الدستور.
المادة 42 لا تمنع التهجير القسري (داخل) البلاد.
المادة 6 تسمح بقيام أحزاب دينية.
المادة 73 تمنع تجارة الجنس لكنها لا تمنع الرق.
أي مادة تعطي الرئيس حق تعيين أو إقالة هي مادة مفخخة لأنها تجعل الرئيس متحكماً و ديكتاتورياً.
أي مادة تجعل لمجلس الشعب سلطة التلاعب في حدود مصر مثل المادة 145
المادة 126 توجب(إستقالة) الوزير الذي يفقد الثقة من البرلمان.الدستور هنا يقول إستقالة و ليس إقالة؟فماذا لو لم يستقيل الوزير؟
المادة 2 تعطي للأزهر سلطة فوق سلطة المحكمة الدستورية في المادة رقم 175ا
المادة 10 مع أي مادة يذكر فيها عبارة أن الدولة و (المجتمع) يحافظان علي كذا و كذا هذه مواد تقنن إنشاء هيئة النهي عن المعروف و الأمر بالمنكر .فتفويض المجتمع للحفاظ علي الأخلاق معناه صراحة إنشاء هذه الجماعات الإجرامية الدموية لقهر الشعب المصري. المادة 219 تؤكد ذلك.
المادة 70 تتكلم عن الطفل دون أن تحدد سن الطفولة لتسمح ضمناً بزواج الأطفال .
توجد مواد كثيرة نصفها الثاني ينسف نصفها الأول.مثل المواد47 و51 و 81 .
توجد مواد متناقضة مع بعضها مثل المادتين 2 مع 175 أو المادتين   43 مع44 أو المادتين 4 مع 74
هذا المشروع يقيد عمل المحكمة الدستورية العليا و يمنعها من نقض أي قانون يصدر بطريق غير دستوري طالما صدر لأنه يجعل الرقابة سابقة و ليست لاحقة علي القوانين.كما يجعل المحكمة تنتظر راي الأزهر و الفقهاء قبل أن تحكم بدستورية أو عدم دستورية بعض القوانين.فصار الفقهاء محكمة دستورية قائمة بذاتها.
و أخيراً فهذه المسودة فاسدة.و إصرار الرئاسة علي تمريرها مشبوهاً.و طريقة إدارتها و سيناريو الأحداث داخل الجمعية التأسيسية يشير إلي عوار خطير في التشكيل و الممارسات و يجعل أصل هذا المشروع مطعون فيه مهما حاول مرسي تحصينه فشعب مصر قادر بإرادته علي إختراق كل التحصينات التي تعطل حريته و تعرقل مساره.
الشعب المصري دفع ثمناً باهظاً لينال حريته و لن يكسره إرادة عصابة تسلقت الحكم من وجوه تتجه نحو واشنطن و يدير ظهرها لمصر و شعبها.
سوف تعود الجماعة الإرهابية و أعضاء جمعيتها التأسيسية إلي حجمها الطبيعي و إلي موطنها الأصلي في سجون مصر.و سوف تتنسم مصر نسيم الحرية و كرامة و تنال دستوراً يستحقه شعبها العظيم.
 
إله النقمات يشرق
يا إله النقمات أشرق.فأعداء مصر يحيطون بها .هم كالسوس في داخلها.شعلة من نار وسط احراشها يتصايحون كالضباع و نفوس شعبها تئن نحوك.يا إله النقمات لا تدعنا ننتظر طويلاً فقد حاصر اللصوص شعبك و طالبوا بنفسه غنيمة.و أنت لن تدعهم حسب وعدك.
إتحد الأشرار عليها كأشواك البرية.يوخزون بعضهم بعضاً أما شعبك فتحمله إلي الراحة و تعزيه.
من أين نسترد مجد مصر إلا منك يا سيد المجد.بك تتحرر الشعوب.بك يعرفون الحق و الحق يحررهم.عليك يتوكأ الضعفان فينالون قوة و يسابقون الخيل.
أرنا عملك يا الله مع من يدعون الكذب صدقاً و الصدق كذباً.لأن روحك يمتحن أنفاس البشر و أفكارها.
مبرئ المذنب مكروه عندك و مذنب البرئ يضع رأسه تحت القضاء .فالآن ليحمي قولك علي من يريدون هلاك شعبك و لتظهر وسطهم فيرتاع أعداءك.
الأبرياء يقضون بالشوارع و القتلة هانئين في بيوتهم لذا لن يهدأ عدلك حتي يرد الحق لقاصديك لأن صوت البغاة يعوي و صوت دماء المظلومين صارخ إليك فإستجب.
يا من في يده حياة الجميع لا تدع روح الظالم تحتقر البرئ و لا روح البرئ تنكسر من الفجار.بل بقوة حقك تنصف المساكين تنزل الأعزاء من الكراسي و ترفع المتضعين.
القتلة يتباهون بسيوفهم.يختالون كجليات أمام شعبك.يعايرونك قائلين من ينقذهم من أيدينا فقل كلمة.يا إله النقمات قد سمعنا كلامهم و تعييراتهم و كذبهم و الآن فلنسمع كلمتك.
أنطق قوتك فيستد كل فم تجرأ علي شعبك. و يبرأ داء التعابي .قل كلمة لتسود كلمتك علي الكل.طأطأ السماوات و تعال سريعاً لأن ما يحدث في الأرض تعافه نفسك .
الأشرار يرسمون أوطاناً بالدم . يتعدون حدودك.يكتبون علي القضاء عوجاً.يلتفون علي الحكم و علي الحق.فأين دانيال المملوء بالروح القدس لكي يخزي شيوخ الرشوة و يقوم المعوجين.أين المعمدان يصرخ فيهم أن يصنعوا طرقاً مستقيمة؟أن يردوا الرشوة .أن يستعدوا للخلاص و إلا فإن الفأس قد وضعت علي أصل الشجرة.و ستنقطع من جذورها.من جذورها تحترق و لا تبق.أنت تعرف جذور الشر وتدرك من أين تمتلأ آبارهم بالمرارة.
أما نحن فنطمع في حبك كثيراً حتي أننا لا نطلب فقط خلاصاً بل نطلب أن تتنقي أرضنا من كل شر.نطلب أن تصير الآبار المشققة ينابيعاً حلوة المذاق. نطلب راحة  لشعبك و راحة في أرضنا . سلاماً من كل جهة و فرح لجميع الشعب.لا يمكن أن نبتهج إن لم تظهر.لا نجد راحة إن لم تأت و يكون وجودك مفحماً لمن أنكروك.لا نريد نجماً أو مجوساً بل نريدك أنت.فأنت فرح القلب.و راحة النفس و عزاء الروح.
 
 
 
 


466
الحكم بإعدام نشطاء أقباط
Oliver كتبها
وسط الأحداث المتلاحقة .رغم اللحظات العصيبة التي تمر بها مصر.رغم إنتفاضة القضاء ضد مرسي.لا زال البعض يجامل مرسي.و أسوأ المجاملات هي تلك التي تكون علي حساب الآخرين.و أخطر المجاملات هي تلك التي تحدث من القضاء.و أغبي ما يحدث أن يكون الإسترضاء بذبح الأبرياء. يتم تقديم سبعة من نشطاء الأقباط قرابين إسترضاء للإله الكاذب مرسي.
سبعة نشطاء سيسطر التاريخ أسماءهم ليس لأنه تم إعدامهم لا قدر الله.لكن لأنه تم الحكم عليهم بالإعدام بطريقة تشبه المحاكم الرومانية.هذا الرجل ضد أمتنا إقتلوه.هذه صيحة رومانية قديمة.أحياها السلفيون و الإخوان.و صارت مذهبهم .إقتلوهم وعلقوهم علي الأبواب.كما قال أحدهم بالأمس.
هذا أمجد يوم في تاريخ هؤلاء النشطاء الأحباء الأحياء رغم حكم الإعدام الجاهل
تلقيت منهم رسائلهم و فيها يسخرون و يتندرون علي القضاء الأعمي عن الحق.ليس فيهم من أهابه الحكم.و ليس فيهم من تأثر أو حزن.كلهم سعداء بالتضحية.سعداء بأن القضاء يفضح نفسه بأحكامه.سعداء بأنهم  يعيشون و شعارهم منذ اللحظة.كمائتين و ها نحن نحيا.
نعود للفيلم
كتبت عنه من قبل في مقال بعنوان – للمسلمين فقط – و هو منشور في مواقع كثيرة و يمكن لمن يريد الرجوع إليه.
 قلت أن الفيلم غير مسئ بل هو الحقيقة بعينها كما في بطون الكتب الإسلامية المعتبرة عندهم.لا يوجد فيه إدعاء. هذا الفيلم لم يؤلفه سوي أعاظم كاتبي سيرة محمد  بأنفسهم عن روايات الصحابة.هذه الدقائق الثلاثة عشر من صنع محمد رسول المسلمين و ليست من صنع أي كاتب سيناريو أو مؤلف. هذه الدقائق بكل تفاصيلها و بأكثر منها هي وقائع متفق عليها في كتب السيرة  لولا أن الفيلم لم يتطرق لكل التفاصيل و ما أكثرها و ما أكثر المخازي فيها.
فما تهمة النشطاء إذن؟ و نحن لم نسمع عن واحد منهم من قبل أنه مؤلف أفلام أو مخرج أو منتج أو حتي متفرج؟
ما إسم التهمة التي تودي بسبعة من الأسماء اللامعة في سماء العمل الوطني و القبطي؟
لا علاقة لهم بفيلم.و ما أكثر الأفلام الشبيهة .ليس لهم أي تعامل بالوسط الفني أو السينمائي من بعيد أو قريب.
فهذا القمص المبارك الأب الوقور مرقس عزيز صوته يدوي بالحق لكنه لا يعبأ بفيلم ثلاثة عشرة دقيقة حتي يتهم به؟ هل هي تصفية مقصودة؟نعم بكل تأكيد.يريدون أن يعدموا أول أب كاهن فضح الوزراء في أوج عظمتهم و قاوم التعديات حين كانت المقاومة مسلكاً يوصف بالتهور.حين دافع عن آثار الكنيسة ضد وزير الثقافة و أمام مبارك حين لم يكن أحداً يجرؤ أن يختلف معه.
صرت علامة يا ابونا مرقس بإعتبارك أول أب كاهن يحكم بإعدامه في العصر الحديث.و ستعيش طويلاً أكثر من كل أعداءك.
و هذا محامي قدير .كانت مهمته قبل خروجه من مصر هي دعم المظلومين.و توثيق مظالم الأقباط.لم يتاجر بآلامهم و لم يتكسب شيئاً بل أنفق علمه و جهده و وقته لأجلهم و قد عرفته في مصر و دخلت بيته منذ عشرات السنين .
صحيح أن مطالبته بتقسيم مصر عليها بعض الملاحظات و تحتاج إلي المزيد من البحث و الدراسة لإقرارها كسياسة يتفق عليها الأغلبية.لكنه صاحب فكر و رأي و من حقه أن يدعو لما يشاء و يجتهد في المسار الذي يراه مجدياً من وجهة نظره. و لا يمكن أن تكون عقوبة الرأي هي الذبح لأن موريس صادق الذي ساند مظلومين كثر قد صادف ظلماً كبيراً في حياته.فهو أول من يتم سحب جنسيته منذ عقود .هو رجل حكم عليه القضاء بالإعدام مرتين .الأولي حين صار بلا هوية مع أنه مصري حتي النخاع و الثانية حين ربطوا بقدرة قادر و دون أي دليل بين الفيلم و بين إسم موريس صادق فقط ليشعلوا نار الكراهية ضد جميع الأقباط علي إعتبار أن موريس شخص مختلف عليه .و نحن يمكننا أن نختلف عليه و معه و ضده لكن لا يمكننا التفريط في شخصه.فهو ككل الأقباط في أعيننا و يستحق حماية و تعضيد الجميع .و موريس صادق كل تهمته أنه أرسل إيميل لأصدقاءه باللينك الخاص باليوتيوب لكي يشاهد من لم يعرف اللينك هذا الفيلم الذي أكرر أنه غير مسيء.هل إرسال لينك بالإيميل عقوبته الإعدام ؟
و هذا مفكر و قلم جرئ عرفته من كتاباته.لم أتشرف بمقابلته لكنني استطيع أن أميز كتاباته و مفرداته حتي لو لم يضع إسمه عليها.فطريقته المميزة المتفردة في الجرأة و الوضوح تجعل كل من يتعامل معه يقدر فكره و يحترمه سواء إتفقت أو إختلفت معه.
الأستاذ نادر شكري ناشط قبطي صميم .لا يلين في صلابة رأيه طالما ينبع رأيه من قناعاته.هو جرئ لدرجة أنه لو شارك في الفيلم بأي طريقة لكان قد أخطر الجميع في حينه و قبل أن تصبح قضية و لا يتراجع .لكن الحقيقة  أنه غير معني بالفيلم و لا ما فيه و لا المجهول الذي صنعه.
الحقيقة أن جرمه في جرأته.و تهمته في صلابته.فهو مطلوب لأنه قوي و جرئ و مثل هذا الحكم بالإعدام  يتهاوي  تحت أقدام الأقوياء .فعش مكرماً يا صديقي لقد صرت مع السبعة كالمعترفين.
و الرابع هو الدكتور فكري عبد المسيح زقلمة. و رغم أنني يشرفني معرفته لكنني لا أعرف عنه الكثير لأكتب فيه .إنما أعرف أنه يؤيد فكرة موريس صادق  و يلقب نفسه رئيساً للدولة القبطية .لا يهم هنا فله الحق فيما يؤيد أو يدعي .لكن الملاحظ أن التهمة في الأصل كانت عن الفيلم الغير مسئ.فكيف يتضمن الحكم كلاماً عن التقسيم؟لم تكن التهمة عن التقسيم.فهل القضاء يبحث في تاريخ المتهم و يحل لنفسه محاكمته فيما يشاء؟ هذه واحدة
السيد حامد و ناصر العسقلاني المحاميان بلجنة ( الحريات) و سلام الله علي الحريات في مصر.هذان المحاميان إتهما النشطاء السبعة.و إستندوا فقط لمداخلة تليفونية بين الأستاذ  فكري زقلمة و قناة الطريق ليؤكدا من خلالها نية فكري زقلمة في تقسيم مصر.و القضاء أصبح يعاقب علي النيات.خصوصاً لو كانت نية رجل قبطي لم نسمع شيئاً يشينه طوال العمر.هذه ثانية.
ليت القضية كانت عن التقسيم لكي نفضح من يقسم مصر بالفعل و قد كتبت بالتفصيل عن هذا في مقال ( دور الإخوان في تقسيم البلدان).
إن قلنا القضية عن التقسيم أقول أن الأستاذ نادر شكري ليس من مؤيديها.و أن تيري جونز لا يعرف شيئاً عن مصر أصلاً .و إن قلنا بل هي قضية عن الفيلم أقول أن جميعهم لا علاقة له بالفيلم من قريب أو بعيد.
القضية بصراحة هي عن لا شيء.فقط تقديم رؤوس بعض الأقباط قرابيناً للغوغاء و المتأسلمين.لعلهم يهدأون.و مجاملة لمرسي لعله يختص القاضي بمكرمة من مكارم الخليفة.
د نبيل بسادة هو رجل إكتوي بمظالم أمن الدولة فهرب بحياته لاجئاً إلي الولايات المتحدة.يتكلم بتلقائية و بساطة و يلقب نفسه متحدثاً بإسم الدولة القبطية .فليكن.ليس هذا شأننا الآن.إنما الآن لدينا ثلاثة متهمين تهمتهم الترويج لتقسيم مصر.يعني تهمة غير موضوع الفيلم.فكيف يقال أنهم متهمون بصناعة الفيلم؟هل هم يقصدون فيلم التقسيم؟ فهو فيلم حتي الآن.لا توجد أفعال صدرت من أصحابها تطالها القوانين.كل ما يروجون له هو فكرة نظرية لم يحدث أي فعل لها في الواقع فتبقي في حيز الأفكار و النيات التي لا يعاقب عليها القانون المصري.فمن جهة الأفكار توجد نفس الفكرة عند أهالي النوبة و أهالي سيناء و أهالي قرية في كفر الشيخ أعلنت إستقلالها...و لم يعدم أحد؟
أما إيليا باسيلي فهو الرجل اللغز.بداية أرادت بعض الصحف دس إسماً جديداً بين هؤلاء الأفاضل السبعة فإخترعت أن إيليا هذا هو نجل د ثروت باسيلي .بينما هذا ليس صحيحاً علي الإطلاق.فنجل د ثروت هو د إيليا ثروت باسيلي و هو رجل أعمال و أيضاً المدير التنفيذي لقناة أغابي.يعيش في مصر و له أعمال محبة مشهود بها مثل أبيه د ثروت.
أما إيليا باسيلي فهو سجين أمريكي من أصل مصري.له مشكلة  قانونية لا تخصنا هنا.لكن يخصنا أن نعرف ما هو الدليل علي أنه منتج الفيلم أو مخرجه أو أي شيء في الفيلم؟ متي ظهرت عليه أعراض الفن السينمائي؟ ما تاريخه الفني؟ ماذا أخرج أو أنتج أو ألف من قبل؟ أو حتي ماذا كتب ؟ ما هو أي مقال كتبه يستشف منه أنه مهتم بالمسائل الجدلية و اللاهوت المقارن و الفروق بين الأديان؟
لماذا ينتج فيلم ثلاثة عشرة دقيقة؟ليعرضه علي اليوتيوب؟ما مكسبه و هو المدان بسبب علاقته بالبنوك؟ لا يوجد منطق نستند عليه حين نحلل شخصية الرجل.فلا هو معروف بالتردد علي كنيسة و لا هو مهموم بالعمل العام.ليس هو وطني و لا نعرف عن دور له في الشئون القبطية؟ كيف إنقلب فجأة ليكون منتجاً لفيلم ديني يتكلم عن محمد.أين قرأ المراجع التي تحدثت عنها دقائق الفيلم؟ نحن نتحدث عن رجل غامض كل تاريخه في المسألة القبطية عبارة عن تهمة بإنتاج فيلم؟ما دليل اي إنسان و ليست فقط المحكمة عن علاقة هذا الرجل بالفيلم.ثم ما دليل اي واحد عن علاقة هذا ( المنتج المزعوم) ببقية النشطاء.و بعضهم في كندا أو السويد حيث من المستحيل أن يقابلونه لأنه محدد الإقامة و من المستحيل أن يتعاملوا مع شخص لا يعرفه أحد .و لا توجد فكرة أو عمل يربطهم معاً؟
بل أن بسام أبو شريف مستشار ياسر عرفات السابق يدعي أن نتينياهو شارك في تمويل الفيلم؟ أنا أقدر تكلفة الفيلم ب 500 دولار لا غير فكم دفع نتينياهو؟و قال شريف ابو بسام في ندوة أقيمت بأريحا منذ شهرين أن باسيلي إسرائيلي  أمريكي لا علاقة له بالفن و لا السينما.أنا بالمناسبة لا أعرف سوي أنه أمريكي.هذا الخبر منشور في جريدة عرب 48.
ما علاقة هذا المتهم بأبونا مرقس عزيز؟ بالأستاذ موريس صادق؟د فكري زقلمة؟ بالأستاذ نادر شكري  .د نبيل بسادة .ما هي أدلة القضاء الذي حكم بأقصي عقوبة في تاريخ القضاء ؟ما أدلتهم المثبته لتعامل هذه المجموعة معاً ؟ما أدلتهم في التنسيق و توزيع الأدوار و التكاليف؟ما أدلتهم  و هم جميعاً في الخارج حيث يستحيل علي الشرطة المصرية عمل اية تحريات فكيف صيغ الإتهام؟ من قام بالتحريات و كيف و متي و أين؟ و إلا فهذا أول حكم بالإعدام لا يطلب تحريات....
و حتي لو تجمعت كل الدلائل في أيديهم فمنذ متي يكون فيلماً سينمائياً سبباً في حكم إعدام لسبعة من الأقباط من المتصدرين للعمل الوطني القبطي.
أما تيري جونز الذي كتبت ضده حين قرر حرق القرآن اليوم أحييه لأنه شاركنا مظالم القضاء.أعرف أنه يتندر الآن بهذا الخبل القضائي لكننا في هذا المشهد الذي جمعه مع نشطاء الأقباط يستحق أن نحييه و نقول له أنت من اليوم منا.فقط لتكن لك طريقة التعبير الملائمة لطبيعتنا و ثقافتنا و سنكون قد كسبنا مدافعاً رفيع الشأن في الساحة الدولية.
الأحباء السبعة هذا الحكم هو وسام علي صدوركم .تتقدموننا  لأجله.و نحن نقدم لكم الشكر و نفتخر بكم.و نعرف أنه حكم علينا جميعاً.يريدون إخافتنا و هم لا يعرفون طريقاً لإسكاتنا سوي القتل.و أنا  أعرف شعور الفخر و القوة الذي ينتابكم اليوم لأنني مثل بعضكم تشرفت بأن يكون إسمي ضمن المطلوب إعدامهم بيد تنظيم القاعدة منذ عامين .و لا إختلاف كبير.فالقاعدة تربعت اليوم علي عرش القضاء و حكمت بقوانين بن لادن و الملا عمر.هذا هو التفسير الحقيقي للحكم الفضيحة الذي سيتم إلغاءه من أول إستئناف.
و بعد
هذا الحكم محاولة يائسة لإلهاء الشعب الثائر ضد الإسلام الفاشيستي لمرسي و عصابته.
هذا الحكم محاولة فاشلة لترهيب الأقباط و لا سيما النشطاء منهم.
هذا الحكم تهديد للكنيسة بألا يتم إستثناء الكهنوت حين يتعرضون للنشطاء و بالحكم علي القمص مرقس الذي هو أول كاهن في العصر الحديث يحكم عليه بالإعدام حيث يظنون بذلك أنهم يسكتون الآباء الكهنة الشجعان.
هذا الحكم هو ضد نشطاء يعيشون جميعهم خارج مصر فتكون الرسالة أن النظام يلاحق معارضيه حتي و لو خارج مصر .و يرسل رسالة تخويف  لجميع النشطاء.لكن رد فعل النشطاء حيالها سيكون وضع هذا الحكم تحت الأقدام فهذا مكانه الطبيعي .و هذا موقعه في التاريخ .
هذا الحكم سيزيدنا تلاحم و محبة و تكاتف و سيوحد صفوفنا.هذا الحكم يجمع النشطاء معاً كهنة و خداماً .فنصبح كنيسة قوية و شعباً قوياً في عقيدته  و إيمانه.
هذا الحكم يفتح أعين البعض عن تضحيات الأقباط من الداخل و الخارج و أن النشطاء ليسوا جماعة مرفهة تلعب باصابعها علي أزرار الكمبيوتر بل هم معاً مع الجميع مستهدفين من الظالمين و المتعصبين و القضاء المهين.
أحييكم و أدعوكم معي لتكريم هؤلاء السبعة الأفاضل .
هيا نصلي.

أحبك يا رب يا قوتي.أحبك حين أراك ترفض الظلم و تكسر الظالمين.تحطم الفخ و تنقذ العصفور المسكين.فيشعر العصفور الهزيل بقوتك و يمتطي السحاب كالنسر.لقد صار العصفور صديقاً للملك. لم تعد العصافير نكرة.و لا القطيع الصغير صار مجهولاً.
يتصايح الغافلون عنك بينما الواثقون فيك هادئون.يبصرهم أعدائهم فيرتعبون.ليس سيف في أياديهم لا و لا عصا لكنهم ذاقوا عشرتك . إتكلوا عليك لأنك جلبت  لهم أماناً من قدرتك و زينتهم بحمايتك.
في وسط حصنك يقل الضعيف بطل أنا.في حضنك يرتاح المتعب .يستند عليك آمناً و عينك لا تغفل عنه.
ملائكتك يملأون الطرقات.ملائكتك يشغلون الساحات.ملائكتك تحيط بخائفيك و تنجيهم.فمن علينا و أنت معنا.نسبحك مع ملائكتك قائلين له القوة  لك الغلبة لك العظمة و لك نحن.
يا قدوس الأرض و السماء.سامع صيحات الهائجين.قامت ملوك الأرض علي الرب و علي مسيحه.لكنك ستظهر بهؤلاء عجائبك.تفتح أعينهم فيدركون الهوة التي يسيرون نحوها.من يعيش التوبة تجعله ملكاً.و المتمسكين بالغدر تقتصهم كالعشب.رهيبة هي أحكامك ليست كأحكام الناس.إن وضعت يدك علي ظلمهم ينسحقون كالتراب في يدي الخزاف.تلوكهم بأسنانك مثل اللبان فيسخر الساخرون منهم و يحتقرون زيفهم.صليبك يجعلهم يحترقون كالدخان.يتبعثرون كحبات الخردل و يتضائلون جداً.
يا قدوس الحق و العدل و الحرية.أسمعهم صوتك ليعرفوا أن ما يدعونه ما هو إلا وهم.أرعد  مقابلهم بحقك .فأنا أعرف أنك جبار بأس.صبرت عليهم يا رب.صبرت عليهم فإستهانوا.اليوم تقوم و تخزيهم.أنت تعرف و أنت  تخرج إليهم عيناك ناراً وبقدمي النحاس تدوسهم فتفنيهم.
يا خارجاً لتغلب.خذ مصر في طريقك.مر في شوارعها منتصراً.أنت تعرف أزقتها.لك مع نيلها تاريخاً.لقد تلوث نيلها.نقي قلب مصر.روحاً في باطني يقول أنك آتٍ.أنك قريب من وطني.ستمد يدك فتعيد بهجته.و ترد السلام لشعبه الطيب.
يا خارجاً لتغلب .إغلب لمصر.نق ضميرها فتبتهج بروحك.أسكن في حناياها لأن في كل مكان لك فيها شهوداً. الساجدون لك لأجلها.من يصلي لمصر كي لا تموت.لا تدع الصبية تموت.مصر إبنتك.شعبها شعبك.كم عانقك شهداؤها حباً.و المعترفون فيها وقفوا لك يهتفون.قل للصبية قومي.فتقوم مصر.و تأكل من يدك بركات السماء.و يطلق إسمك عليها.فتكون مصر للمسيح.
يا لاجئاً لمصر.مصر تلجأ إليك.لنتقابل.حيث صلبت فيها.صلبك قساوة الفراعنة و عابدي أوثانها.تعال فتهتز هذه التي ظنت أنها قلاع تستعصي علي السقوط.
يا من لا تعوقه الأبواب المغلقة إقتحم قلب مصر.ففيها نسمة من روحك لا يمكن أن تضمحل.غيرتك عليها صنعت فيها شهداء و قديسين مكرمين.فأنظر اليوم قضيتها.و أحكم فيها لنفسك.قل لنا مصر بلدي فنرتاح إذ صارت لك.و نسجد لك علي ترابها.ندخل معابدها و نسبحك.يجتمع الأطفال و يترنمون ترنيمة الغالب.يشهد لها صانعي الدفوف أنها أغنت صناعتهم.لأن الشعب يرنم بها و يشكر محبتك.صليت لأمجدك و أعود لأصلي .فاليوم يوم مجدك.نبصر عجائبك فيكف تنهد التعابي.تعود البسمة لفتياتها.و النساء يخبزن فطير الفصح.و يخرجن بالدفوف للقاء العريس.لأن الرب قد خطب لنفسه مصر.شعبها يتبع العريس.يوقد العذاري مصابيحهن.زيت مصر وفير.و الروح القدس فيها لا ينطفئ.فرح الرب يحيط بها.يجمع الفرقاء في حضنه فيعرف الغرباء طعم المحبة.يا رب مصر, لك نحن.


467
المنبر الحر / غلطة الشاطر
« في: 18:03 27/11/2012  »
غلطة الشاطر
   Oliver كتبها

خيرت الشاطر هو الحاكم الفعلي لمصر.هو الملقن خلف الستار لمرسي الحاكم الصوري لمصر .هو المسئول عن العلاقات الدولية الشاسعة لتنظيم الإخوان الدولي.
هو المسئول السياسي للجناح العسكري.يصدر له الأوامر بالتحرك و يستعين في قيادة الجناح العسكري ببعض رجال المخابرات المصرية و السودانية و السعودية.
هو المسئول المالي عن الإخوان.في أرصدته تصب جميع التبرعات التي ينصب الإخوان علي البسطاء بإسم إغاثة المستضعفين في الأرض.
لذلك خيرت الشاطر أكثر نفوذاً و أهمية و تأثير و قوة من جميع قيادات الإخوان بما فيهم المرشد نفسه أو مرسي نفسه.
هو الرجل الذي يتلقي التعليمات من قطر و مدير مخابراتها و يقوم بتنفيذها بمرسي الحاكم الصوري لمصر.
علينا الإقتراب من شخصية هذا الرجل أكثر إذا ما أردنا توقع الأحداث أو قراءاتها طالما كان الأمر متعلقاً بالإخوان.
جيش الإخوان
ليس سراً بل الجميع يعلمون أن للجماعة الإسلامية جناح عسكري .لكن الأخطر من ذلك هو    ما يلي:
بدأ طنطاوي بالعملية نسر لتطهير سيناء من الإرهابيين لكن خيرت الشاطر عاجله بضربة إستباقية بالإطاحة به مع عنان نظير إيقاف العملية .لماذا؟ بكل وضوح لأن الشاطر يريد أن يقضي علي الجيش المصري و ليس الإرهابيين.لذلك أطاح بقادة المخابرات أيضاً و عين مديراص للمخابرات أقسم أن يكون ملتزماً بالولاء لمرسي و ليس لمصر؟
خيرت الشاطر يريد أن يشكل جيش إسلامي رسمي للجماعة.يسلحه بكل الأسلحة المتاحة في الجيش.في الوقت نفسه يتعمد أن يفعل كل ما من شأنه أن يقود الجيش إلي الإنهيار.حتي يسهل عليه أخونته.هذه هي خطة الشاطر علي المدي المتوسط و البعيد .فماذا عن المدي القريب؟ خيرت الشاطر يعاني صعوبات تسليح جناحه العسكري لذلك يريد أن يصل بالإخوان إلي جيش معلن معترف به يسهل تسليحه و يكون هو جيش الإخوان و ليس جيش مصر.
خيرت الشاطر يتعمد أن يظهر الجيش المصري في صورة المهتز حتي يوصل المسئولين العسكريين الأمريكان إلي قناعة أن الجيش المصري يحتاج إلي إعادة هيكلة.فيعطون له الضوء الأخضر للقيام بذلك و تكون هذه هي الفرصة لتسريح كل من لا يعتنق الدين الإخواني.و يصبح للإخوان جيشاً رسمياً مسلحاً بأحدث الأسلحة يهيمن عليه الإخوان و يأتمرون بأوامر قاداته .و بذلك يكون قد حقق الكثير من الأهداف نذكر بعضها:
1- يصبح من المستحيل زحزحة الإخوان من السلطة لعشرات السنين القادمة.
2- يستخدم الإخوان هذه القوة لتحقيق طموحاتهم الخاصة بالسيطرة علي دول الخليج أو بالحري خزائن دول الخليج.فالإخوان مثل كل اللصوص لا يكفون عن الرغبة في المزيد .
3- يبدأ حلمهم التوسعي لتحقيق الخلافة الإسلامية بإجتياح السودان و بعض الدول الأفريقية المجاورة (تشاد- مالي –النيجر- رواندا) و ترك الفلسطينيون يرتعون في مصر أينما و كيفما يحلو لهم.
4- يلغي كل المعاهدات الدولية و تصبح مصر الإخوان دولة مارقة و مصدر قلق في المنطقة  حيث تشمي الإخوان هذه المماراست في أدبياتها  الجهاد الإسلامي حيث الفكر الخلافي دائماً يحلل لنفسه التدخل في شئون كل الدول و يعتبر نفسه مسئولاً عنها حتي لو رفضت هذا التدخل تماماً كما يحدث مع سوريا. لذلك لن نستغرب إن تم توريط مصر في حروب لا شأن لنا بها.
5- خيرت الشاطر يعرف أن وجود جناح عسكري سري هو نقطة ضعف تهدد تعامل الغرب معه لذلك فالحل هو تحويل هذا الجناح السري العسكري ليكون العمود الفقري لجيش الإخوان الرسمي.و يقود إعادة هيكلة الجيش.و يتفادي إنتقادات الدول الغربية التي توجه إليهم  في اللقاءات الثنائية بسبب هذا الجناح الإرهابي مطلق السراح. و لا أستبعد إعتبار هذا الجناح ضمن الجماعات الإرهابية العالمية  قريباً و ساعتها سيعلن الإخوان كذباً كعادتهم أن هذا الجناح لا يمثلهم .
6- حيث أن أسلمة الجيش و أخونته يوفر للإخوان بديلاً ممكناً للسيطرة علي الأمن الداخلي مما يتيح لهم الفرصة لأسلمة الأصعب أي وزارة الداخلية.حيث يقدر قوامها بكافة ا‘ضاءها من قوات و موظفين حوالي خمسة مليون شخص.و هو عبء كبير علي الإخوان إحتواء هذا الكم الهائل .فتكون اسلمة الجيش خطوة توفر أداة قوية مسلحة تستخدم لقهر الداخلية في الخطوة التالية.إنه فكر شيطاني.علينا أن نتنبه له.
محاولات توريط الجيش
لعل الجميع يلاحظ التصريحات التي  تسربت عن إرسال قوة عسكرية من مصر إلي سوريا لمساعدة إخوان سوريا ضد نظام بشار لكن   لم تنل الاخوان ضوءاً يسمح بذلك من القادة في الولايات المتحدة و لا من فرنسا.
و نلاحظ الإصرار علي محاولة توريط و جرجرة الجيش إلي حرب مع إسرائيل من خلال تفجيرات سيناء ثم محاولات حماس لجرجرة الجيش إلي حرب بسبب غزة .كما يمارس مرسي سياسة إتخاذ قرارات مستفزة و فوضوية مقصودة لعل الجيش يتورط في صدام مع الشعب بسببها.بداية من إعادة مجلس الشعب المنحل إلي الإعدام الدستوري و ليس الإعلان الدستوري الذي اصدره.كلها قرارات طائشة لعلها تتسبب في ورطة بين الجيش و الشعب.كما لا ننسي الصدام الذي حدث بين الجيش و الشرطة في قسم ثاني القاهرة الجديدة و لم تتدخل الدولة في الصدام و لم تعلق علي تجمهر سرية  شرطة عسكرية مركزية ضد قسم شرطة و كأن الحدث تم في أحدي مجاهل أفريقيا.إنها سياسة مقصودة أن يثير الإنشقاق بين الجيش و بين الجميع بأي طريقة ليهدم الجيش فهو العنصر الوحيد الذي لا يمكن للجماعة أن تأمن منه .و الحل هو أخونة هذا الجيش بأسرع ما يمكن لتتم إدارته كما يديرون الإرهابيين في سيناء. و ليصبح الشعب المصري أسيراً للإرهاب الإخواني و جيشه الدموي الذي إن تحقق علي أرض الواقع سيكون الشعب المصري هو الضحية الأولي لهذا الجيش الإسلامي المارق.و سيكون الأقباط و الأقليات أول أهدافهم المريضة.
هدم الجيش المصري أمر مقصود و مستهدف من الإخوان لتعيد بناء جيش إخواني علي أساس عقيدة إخوانية في الجهاد .
منذ سقوط مبارك و الإخوان يبتكرون ورطة تلو الأخري لجرجرة الجيش إلي نهايته بشن حرب غير متكافئة مع إسرائيل.و لعل تعيين شاب ضعيف الخبرة و الشخصية الفريق السيسي هو أحد مظاهر تعمد إضعاف الجيش.
- يستطيع الجميع ملاحظة أن مرسي لم يتحدث عن الجيش المصري و لم يحضر حتي جنازة شهداءه.فالإخوان هم قاتلي جنود الجيش .و الخطة كانت عسكرية من داخل الجيش ضد الجيش.و التفجيرات المتوالية تثبت أن هناك معلومات تتسرب من الداخل.و إنقلاب السيارات الخاصة بالجيش و مصرع الجنود و تفجيرات السيارات الأخري يثبت أن هناك معلومات لدي الإرهابيين الإخوان في سيناء من داخل الجيش.كل هذا يؤكد أن هناك مؤامرة ضد الجيش المصري من الإخوان.
- آخر الأخبار تعلن أن خطة حرق مقارات الإخوان تمت بوساطة أحد أعضاء الجهات السيادية و هو لفظ يقال علي المخابرات العامة.إنها خطة نشر الفوضي.
كان مرسي يستطيع منذ أن اصدر إعلانه الفاشل و قوبل بالسخط و المعارضة القوية أن يسحبه أو يقول أنه تحت الدراسة أو شيء مما يبرر به الإخوان خيبتهم.لكنه يريد أن يتصاعد الغضب و يريد أن تنتشر الإضطرابات.لعله يورط الجميع في الفوضي و يخرج هو بمصر جريحة تلملم اشلاءها تحت حراب الإخوان.
لو تبقي الإخوان في السلطة فلن يكون الإعلان الدستوري آخر كوارثهم و محاولاتهم لنشر الفوضي في مصر بل سيكون دائماً ما هو أكثر غباءاً و شراسة من القرارات حتي تقتصهم ثورة الشعب من جذورهم.
الإخوان والمافيا
http://www.youtube.com/watch?v=LbB18kShmxA
يمكنك مشاهدة الفيديو في هذا اللينك قبل إستكمال قراءة هذا المقال لتتأكد مما  تقرأه هنا.هذا اللقاء مع خيرت الشاطر كان عام 2005 أي قبل الإنقلاب الإخواني بثمان سنوات.إستمع إلي الألفاظ لتعرف من أين يستقي مرسي خطاباته و تصريحاته.إستمع للكلام الوهمي عن النهضة لتعرف من الذي يبيع الوهم للمصريين.و تذكر دائماً أن هذه التصريحات من ثماني سنوات وتذكر أيضاً أن هذا نفس العقل الذي يحكم الإخوان و يقود الرئاسة المصرية و ستعرف أن الحال نفس الحال.
التنظيم الدولي للمافيا الإسلامية
المافيا تنظيم إجرامي دولي أي يشمل عدة دول .له تخصصات إجرامية حتي أن له أكاديمته لتعليم الإجرام.له في كل أنواع التجارة غير المشروعة.و الأعمال القذرة من إغتيالات و قتل نظير أجر.يؤثر علي أنظمة حكم و يسيطر علي بعض الحكام.يمسك علي الحكام نقائصم و يبتزهم بها لتحقيق مصالحهم و التغاضي عن جرائمهم.شبكاتهم معقدة تحتاج إلي سنوات من خبراء متخصصين لكي يفككوا شبكاتهم البشرية و التكنولوجية.و لكي يتوصلوا إلي الرؤوس الحقيقية المتحكمة في المافيا.
- قد تظنون أن هذه أوصاف المافيا وحدها.هي أيضاً بكل تأكيد أوصاف جماعة الإخوان المسلمين.و الشاطر أحد قادتها المعلنين لكن هناك أيضاً عملاء لهذه الجماعة من كل مخابرات العالم.يعملون لحسابها و يخططون لتشكيلاتها و يجملون سمعتها و يغسلون أدمغة الشعوب لتتقبلها.جماعة الإخوان هي أعرق منظمة إجرامية إسلامية و أكثرهم ثراءاً.و أشك أن هناك عملاء  لهم تم شراءهم و زرعهم في الإدارة الأمريكية  و الإنجليزية للعمل لحسابهم.
- لا تستغربوا.فإن المخابرات الأمريكية في بحثها بعد أحداث سبتمبر تبين لها أن مجلس العلاقات الأمريكي الإسلامي  ( كير) له دور ما في هذه الجريمة الشنعاء فتم إدراجه بإعتباره شريك (غير متهم) في القضية.كما أثبت دوره في أكبر عملية غسل أموال مرسلة إلي (حماس) أي إلي الإخوان .
- كان عميش مسئول الإتصالات في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية هو أكثر الرجال لقاءاً بالمسئولين الأمريكان  بول مونتيرو في 2008 و أماندا براون حتي كشفت المخابرات الأمريكية هذا الرجل و علاقاته بحماس(الإخوان) و تم إستبعاده من اللقاءات مع المسئولين و من المجلس نفسه.في زيارة مرسي إلي الولايات المتحدة الشهرين الماضيين قابل عميش مرسي و نشر صورة المقابلة في صفحة كاملة تحت عنوان زعيم الإخوان المصرية.
تم القبض علي لؤي صافي الفلسطيني المدير التنفيذي السابق لمجلس العلاقات الإسلامي الأمريكية بعد أن تم ضبط مكالمة له مع أحد قيادات حماس يقول لهم فيها تعلموا الجهاد و يشجعهم علي الهجمات الإنتحارية.
 - مجلس الشئون الإسلامية العامة (إمباك) له صلات وثيقة جداً بأوباما.و قد زار المراياتي (رئيس المجلس) البيت الأبيض ست مرات بين عامي 2009-2011 و زار المجلس كله البيت الأبيض 11 مرة في نفس الفترة و عضو المجلس من الطرف الأمريكي هاريس تارين زار البيت الأبيض 24 مرة في ثلاث سنوات.مع بداية فترة  أوباما الرئاسية الأولي.
- عضو المجلس الأمريكي  (بوتل) إنتقد المخابرات الأمريكية لأنها تترقب أنصار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (أحمد جبريل) و إعتبر ذلك إعاقة للنشطاء؟
- سجلات البيت الأبيض تفصح عن الكثير.و سجلات زواره تكشف عن أسرار العلاقات الأمريكية بالإخوان.و إسألوا مونتيرو بول المدير المساعد للبيت الأبيض.و آماندا بروان المديرة المساعدة .و لمزيد من المعلومات يمكنك الرجوع إلي كتاب المافيا الإسلامية للكاتبين بول دافيد و بول سبيري و الكاتبان من قسم التحقيقات الخاصة في القوات الجوية.الكتاب نشر عام 2009 باللغة الإنجليزية  و فيه يكشف عن الخطط السرية لأسلمة أمريكا  و يكتب بالتفصيل عن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) و دورها كمنظمة دولية تخريبية..
- الحملة العسكرية الأخيرة  لإقتصاص إرهاب الإخوان في غزة كان بعد أن ظهر أن أوباما يدعم إسرائيل كلامياً بينما  يدعم الإخوان فعلياً بصمته عليهم في غزة و مصر.فكانت الضربة التي أعادت كل واحد إلي حجمه الطبيعي.

الشاطر هو حلقة الوصل الوحيدة بين القادة المعلنين في الإخوان و العملاء المتسترين و ما أكثرهم في بلاد كثيرة.من هنا تأتي أهمية هذا الرجل و خطورته.و لعل هذا ما دفع عمر سليمان مدير المخابرات السابق لأن يقول أن الصندوق الأسود للإخوان سوف ينفتح إذا ما إقترب منه أحد.فما كان أن توفي في ظروف غامضة و بسرعة غريبة.لكنني متأكد أن الصندوق الأسود له مفاتيح أخري مع شخصيات كثيرة و أفضل أوقات إستخدام هذه المفاتيح هي وقت الإختلاف.من هنا نقرأ  بإهتمام ما يكتبه و يصرح به القيادي السابق بالإخوان (الخرباوي) .علي أية حال لقد أخطأ الشاطر حين فكر في ترشيح نفسه للرئاسة.و أظنه سيخطئ كثيراً و يتكرر خطأه.و لست أعتقد أن غلطة الشاطر بألف.لكن غلطة الشاطر ككل أعضاء المافيا.غلطة ثمنها الحياة.

و الآن لنرتحل حيث ملك السلام.


أيها الرب القدوس.أرضك سلاماً.كلماتك سلاماً.وجودك وسطنا يشع سلاماً.سلامك يجعلنا هادئين رغم أمواج العالم المتلاطمة.سلامك فينا بروح السلام.روحك القدوس.ملكنا أنت.ملك السلام.
كلمة تنطقها بفمك الطاهر فتقضي علي كل المؤامرات.تقول لنا سلاماً أترك لكم فيكون سلامك أقوي من نار الحاقدين و صياح الغوغاء.
شرور إبليس جالبة للحزن و سلامك منبع الأفراح.تعالوا يا كل العطاشي و الجياع و تذوقوا سلام المسيح فتعيشوا الأبدية وأنتم ما تزالوا علي الأرض .
قصر الغني مضطرب و لعازر علي الأبواب يجلس كالملك لأن سلام الرب أشبعه.
كل الأبدية سلام لذلك نشتاق إليها .هي راحة من كل غضب و قلق. سلامك الذي يفوق كل عقل.يجعل إتهامات الناس عندي كلا شيء.و ينير عيناي فأبصر الأشياء المريرة و هي تعمل معاً للخير فما أعجبك.
سلامك حصناً لنا في الضيقات .يبصرنا أعداؤنا فيغتاظون.يحترقون كالدخان لأنك سيجت بسلامك بيوتنا و نفوسنا و حياتنا.
هذا السلام الذي لا يفهمه إلا الساكن فيهم روحك.العارفون إسمك ملك السلام.الذين في الحرب يرفعون أعينهم نحوك و ينتظرون تعزياتك و يتلذذون.
السلام الذي لا يعرف لغته من يترك عقله للخصومة.و يبيت الغيظ في قلبه.و تتركه الشمس غاضباً يميل للإنتقام.فيأكل نفسه بنفسه كالنار.بينما يبقي الذين حل سلامك عليهم مثل الفتية الذين لم تمس النار ثيابهم و لا حتي إنطبعت رائحتها عليهم.
من هم هؤلاء الفتية إلا الذين عاشوا الحب فإقتنوا سلام الرب و لم يدعوا إدانة علي أفواههم.و لا حقداً في دواخلهم.هؤلاء يتمشون في الأتون .و النار كل النار خارجهم.الغيظ و الكره خارجهم.لم يجد له مدخلاً إلي قلوبهم.و لا حتي أجسادهم أي  ثوبهم.لم يحترقوا بالنار لأنهم لم يسمحوا لقلبهم أن تشتعل فيه نزعة الإنتقام.
ما أجمل السلام و المبشرين بالسلام.يملأون الشعب فرحاً.صوتهم كالملائكة يحملون بشري.أقدامهم كطفل يخفق القلب له.يحتضنهم المسيح فيبرأون.من هذا نتعلم.ممن يملك السلام علي عقله و قلبه و روحه.أما الصاخبون فهم يحفرون لأنفسهم قبوراً بأياديهم.يذوبون كالملح إذا سقط عليه المطر.لا تكن منهم يا إبن المسيح لأنه خلقك لتكن سالماً سالماً و تربح الملكوت .كن في موطن السلام تشبع سلاماً .و في أماكن الصخب عاراً.أمد يدي إليك يا سيدي فمد لي يد سالت منها الدماء ليمنحني السلام.و تكتب عهداً بها علي قلبي و روحي فأكون لك لا للعدو.
 
اين أباطرة الرومان و أين غارات العرب و البرابرة .راحت جميعها و بقي سلام الرب الأقوي من جيوش العالم.لذلك أفتخر بسلامك.لأنك تكلمت من أجلنا بالسلام.إذا كان السلام هنا ممتعاً ففي السماء كم يكون؟ أبصر الأعداء تحت أقدامنا هنا فكم و كم إذ ترفعنا إليك في السماء؟ يظهر سلامك وسط التجارب كقوس قزح في وسط السيول. بك نرتفع  كمن يقف علي التل.تصغر العداوات أمام ناظريه.فيثمن الحب.و لا يشتهي في الوجود إلا شخصك.ما أروعك يا ملك السلام.

468
الأقليات و الدستور و الإعلان  الإنتحاري الدستوري
Oliverكتبها
فرصة الذهبية لأي وطن كتابة دستور جديد. لأن ذلك يمكنه من كتابة واقعه كأقرب ما يكون آخذاً المستجدات التي تمت في إعتباره .و يستكشف تطلعات شعب ربما لم يكن موجوداً أيام كتابة دستوره القديم و يبلور حاضره و مستقبله إلي نصوص دستورية تكون حاكماً للسياسات التي تحقق تطلعات مواطنيه.
هذه الضوضاء التي تسبب فيها مرسي بإعلانه الفاشل كان الغرض الأصلي منها إنهاء الدستور الذي تريد جماعة الإخوان إملاءه بأي صورة و لو بالقوة و العنف و هذا ما يمكن أن يحدث بكل أسف.
بداية يجب أن يكون واضحاً أن كتابة دستور هو أمر من أسهل الأمور و لا يحتاج سوي بضع ساعات لو كان من يكتبونه أشخاص يترفعون عن التحيز و لا يتطلعون سوي إلي مصلحة الوطن و مستقبله.يستطيع أي مثقف صياغة دستور بجميع مواده لأن معظم دساتير العالم متفقة في مقاصدها.كل ما في الأمر أن واضعي الدستور يعالجون من خلال مواد الدستور خصوصية الدولة و طبيعتها و يبلورون تاريخها في أسطر قليلة.
من هنا نعرف أن هذا السجال الحادث منذ ستة اشهر في تشريح جثة مصر بايدي أعضاء تأسيسية لا يعرف معظمهم ما معني النص الدستوري لهو دليل علي إنحدار مصر إلي خيام البدو.يريد فقه الصحراء أن يختطفها إلي كهوفه.
لذا كان إنسحاب الكنيسة من الدستور هو الوضع الوحيد المناسب ليمنحنا فرصة كبيرة للإستعداد لما هو قادم.و الكنيسة بعد أن خرجت من جلسات الدستور الفضيحة قد تثقلت بخبرات التعامل مع الفصائل السياسية التي تسطر دستور الوطن.و قد خبرت ألاعيبه.و أذاقته أيضاً لوعة عدم الحصول علي ما رموا إليه من تكبيل الكنيسة و جميع الأقليات بمواد دستورية تعيد مصر إلي القرون الوسطي.و قد فهم الجميع درساً واضحاً هادئاً و هو أن المسيحيين لن يستسلموا لأهواء الإخوان الشوفينية.و بان واضحاً أن إنسحاب الكنيسة هو إنفراط العقد الذي كانت تجمعه.فرأينا بعدها إنسحاب كل القوي المدنية و حتي إنسحاب المتمسكين بالشهرة مثل عمرو موسي و فاروق جويدة.
في الأوطان التي تحترم مواطنيها تجعل للأقليات وضعاً خاصاً لا يميزه عن غيره من مواطنين  في الحقوق أو الواجبات لكنه يضع في إعتباره تمايز هذه الأقلية .يخاطبها بما بلغتها الخاصة.يحترم كونها مغايرة للأغلبية.و يفتخر بثقافتها و عاداتها و عقائدها لأن في هذا كله الحفاظ علي التنوع التراثي للوطن و حماية جزء راسخ من شخصية الوطن و عدم ترك ثغرة كبيرة في تركيبة الوطن يسقط منها الوطن و يفقد إستقراره و يهتز بناءه .
في الحفاظ علي الأقليات قياماً حقيقياً  عملياً لدور الوطن تجاه كل مواطنيه بغير ربط ذلك بهوية دينية أو لغوية أو جنسية أو عرقية..
 تعالوا نتتبع وضع الأقليات في بعض الدساتير لعل هذا يوفر لنا معياراً واضحاً لما يجب أن يكون عليه الأمر في دستور مصر.سأكتفي بالحقوق السياسية كنموذج للمقارنة و هي التي تتحدث عن حق المواطن الشخصي و القانوني و كل أنواع الحريات.
كمبدأ صحيح في النقد نقول أن الأفضل هو تساوي جميع المواطنين أمام الواجبات و الحقوق.ساعتها لن يحتاج الأمر إلي معاملة خاصة للأقليات.لكن إذا كانت الإختلافات أكبر من أن يستوعبها النص و إذا كانت الديمقراطية تتعثر في طريقها  هنا يلزم المشرع أن يضع المواد التي تحمي الأقليات.
علي هذا الأساس نري أن ألمانيا و أسبانيا (كمثالين) قد إختارا الطريق الأسهل و هو تساوي المواطنين في الجقوق و الواجبات في كل نصوص الدستور و لم يأخذ بالشمال ما يعطه باليمين كما يفعل اللإخوان في دستورهم.فيضعون مادة ديكورية تقول بتساوي الحقوق و الواجبات ثم يلغمون بقية المواد بعبارة (بما لا يخالف الشريعة الإسلامية) و بذلك يخرج كل من هو غير مسلم من المساواة في الحقوق و الواجبات.
الأقليات في الدستور الألماني:
بداية تجعل المادة الرابعة في الدستور حرية العقيدة و الضمير و الإيمان حريات لا تمس.و بهذا ينظر الدستور إلي جميع مواطنيه بنفس المستوي و لهم عنده حرية كاملة لا تمس.و يجعل في المادة 9 حرية جميع الألمان في تكويين جمعيات أو روابط.و يجعل في المادة 16 حظر سحب الجنسية. و في المادة 116 يضع نصاً يجبر المسئولين برد الجنسية لمن سحبت منه الجنسية في فترة سابقة في تاريخ ألمانيا (حدث فيها هذا السحب بعد الحروب العالمية ).
في المادة 21 يعتبر الدستور أن أي حزب يهدف إلي المساس بالنظام الديمقراطي الحرأو إزالته أو تهديد كيان الدولة يعد حزباً مخالفاً للدستور و للمحكمة الدستورية القرار في هذا الشأن . ما اشبه هذه الأوصاف بالإخوان و السلفيين.
في المادة 33 تتساوي حقوق المواطنة و واجباتها لأي فرد ألماني في أية ولاية.و لا يجوز إلحاق أي نوع من الأذي لأي مواطن بسبب إنتماءه أو عدم إنتماءه لدين أو لفسلفة حياتية مدنية.المادة137 تنص بصراحة أنه لا توجد للدولة كنيسة.إنتهي النص.بمعني أن الدولة لا تتبني عقيدة أو طائفة أو كنيسة ما. النشيد الوطني له نص دستوري يقرر ضرورة ترديد المقطع الثالث من النشيد الذي يقول (الوحدة و الحق و الحرية للوطن الألماني)
لقد عاني الألمان من الإنقسام و جاء الدستور ليوحد الأمة الألمانية العظيمة و كان النشيد ترجمة لذلك.
تعليق : وضوح المواد الدستورية بشأن الحريات الساسية و الحقوق لا يدع ثغرة للتلاعب بهذ الحقوق أو لربطها بأي شرط أو لتخصيصها لفئة دون أخري.الدستور الألماني مدرسة لكتابة المواد الدستورية الواضحة التي لا تقبل التلاعب.
الدستور الأسباني يجمل الأمر في مادتين الأولي :
كرامة الإنسان و كل الحقوق التي تحفظ هذه الكرامة و تصونها و إحترام القانون و حقوق الآخرين هي حجر الأساس للنظام السياسي و السلام الإجتماعي.
2- المبادئ المتعلقة بالحقوق السياسية و الحريات التي عرفها الدستورستفسر بما ينسجم مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و المعاهدات الدولية التي وقعتها أسبانيا بخصوص هذه المسائل.
تعليق : أسبانيا أراحت نفسها و أراحت مواطنيها بإعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية  مرجعية وحيدة لكل الحريات و حقوق الإنسان في أسبانيا...كما أنها تجعل نص الدستور هو المسئول عن التوافق مع إعلان حقوق الإنسان العالمي و ليس العكس. هل هذا أمر صعب؟أي أنه إذا إختلف التفسير بين النص الدستوري و أحد مواد إعلان حقوق الإنسان  العالمي يؤخذ تفسير الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و لا يؤخذ تفسير النص الدستوري الأسباني ...الأسبان وطن يحترم الإنسان.....
في (نيبال ) و هي دولة صغيرة للغاية  مثل الكهف يحيط بها جبال الهملايا بين الهند و الصين  من كل الإتجاهات .نشأت بعد ثورة علي ملكها في 2007 وتحولت لأحدث الجمهوريات في العالم. الآن تصنع دستورها.تري ماذا كتبت عن الأقليات في دستورها ...(نيبال) كتبت تقول أن حقوق الاقليات فيها هي الأكثر محمية و لحقوق الإنسان فيها الأسبقية في الدستور.إنتهي... لا تعليق.هذا دستور كهوف نيبال فأين نحن منها؟
في الهند : تنص المادة 30 في دستور الهند علي أنه للأقليات الحق في تعليم مستقل تديره الأقلية و لها مؤسساتها المستقلة التي يحرم التدخل الحكومي فيها.بينما تنص المادة 19 علي أن كل الحقوق لكل الهنود و كل الواجبات علي كل الهنود. هل هذا نص يحتاج عباقرة لتقليده؟ لدينا هنود كثيرون يعملون في صناعة الذهب بالإسماعيلية فليستوردوا منهم هندي واحد يضع الدستور بدلاً من ذقون الإسلاميين.
في صربيا التي تتميز بالتنوع حيث أن بها 19 عرق مختلف.و يعيش 15% من سكانها كأقليات.قاموا بتطوير دستورهم عام 2006 لضمان حماية الأقليات حيث نص الدستور علي المساواة الكاملة بين جميع المواطنين .و حظر التحيز و التعصب و حق كل فرد في كل الحقوق بما في ذلك حقه أن يكون مختلفاً و في ذات الوقت يحمي الدستور حق الإختلاف و يحمي المواطنين المختلفين في أعراقهم و دينهم و لغاتهم.كما أعطي للأقليات حق الحكم الذاتي إن أرادوه.كما أعطي لجميع الأقليات حق إستعمال لغاتهم و إعتبار كل لغاتهم لغات رسمية لصربيا.و يعوزنا وقت للحديث عن حقوقهم التعليمية و الثقافية التي لا تقل عن حق أي مواطن أوروبي  يسكن بلداً عريقاً في الديمقراطية.
و الآن تعالوا إلي دستور باكستان الصادر عام 1998 لتعرفوا من أين جاءنا هذا الوباء الدستوري المتفشي.
المادة الأولي : السيادة لله علي الكون.. و كأن الشعب يعبد الأصنام و يحتاج إلي أن يعرف من له السيادة علي الكون ما هذا إلا تصدير للمواد الدينية في صورة يلصقون بها إسم الله ليمنعوا البسطاء من الإعتراض عليها و إلا فالتكفير مصيرهم و الرجم نهايتهم...
هنا الكوميديا السوداء . المادة التالية أن الدستور الباكستاني يوجب أن تتحقق (مبادئ) الحرية و العدالة و المساواة و التسامح (علي النحو الذي بينه الإسلام)؟؟؟ و لك الحق أن تتصور حقوق الإنسان كما ينادي بها اسامة بن لادن و الظواهري و الملا عمر.
 أما عن الأقليات فيقول:
يجب أن تتاح مخصصات (كافية) لحماية المصالح (المشروعة) للأقليات .و لك أن تحذر و تفزر ما هي المخصصات الكافية وما هي  المصالح المشروعة و غير المشروعة  و من يحددها ...هذا دستور باكستان فلا تحزن.إنه نوع من المراوغة التي تمكن النظام من التلاعب بالأقليات.
 الأكثر كارثية حين يأتي الدستور في مادة توضيحية ليقول بالنص  أن حقوق المواطن الباكستاني يقصد بها المواطن المسلم  .الدستور يقول هذا..و يفسرون ذلك علي أن باكستان دولة مسلمة يجب أن توفر حقوق المسلمين فيها و قولوا سلاماً علي ديمقراطية الإسلام.
و لا زالت الأقلية الأرمينية تصارع مع الجمهورية التركية لتسترد جزءاً من حقوقها المغتصبة علي يد حزب الحرية و التنمية .. و تم تعيين لجنة سميت بالمصالحة البرلمانية الدستورية لمهمة صياغة دستور جديد للبلاد تتنسم فيه الأقليات نسيم المساواة (لعل هذا يؤهل تركيا للإتحاد الأوروبي) و إن كنت أستبعد ذلك.
كانت هذه جولة سريعة في بعض الدساتير لنتبصر عما نتكلم حين نضع دستوراً جديداً.
 حين قامت الثورة و سقطت الداخلية تكونت لجان شعبية لمراقبة الأمن في كل شارع.و حين يكتب الدستور يجب أن تتكون لجان شعبية لمراقبة الجمعية التأسيسية لأنها أمن الوطن لسنين طوال أو عقود.
الإعلان الدستوري الجديد
الإعلان الدستوري ببساطة هو حالة لص يريد أن يتخلص من الشرطي.فالإعلان يؤهل مرسي ليكون صاحب الكلمة الوحيدة في حياة المصريين.و يلغي بجرة قلم سلطة رئيسية في البلاد و هي السلطة القضائية.و يلغي حكم قضائي بعدم مشروعية عزل النائب العام و يلغي كل أحكام القضاء التي صدرت ضد متهمين.و يلغي أحكام البراءة النهائية التي صدرت في حق متهمين.
الإعلان الدستوري يعلن الحرب الأهلية في مصر بقرار رسمي.لأنه يجعل الإخوانجي رجل فوق الدولة.الإعلان الدستوري يؤصل إنفراد الإخوان و السلفيين بالدستور و ينتقم من القوي المدنية و الكنيسة لإنسحابهم و يحصن الجمعية التأسيسية الفاشلة من الحل.فتكون مقترحات الدستور بمثابة إشعال فتنة وطنية .هذا الرجل يضع نهاية الإخوان و ليس فقط نهايته بيده.هذا الرجل لا يعرف معني الحكم من أصله.هذا ليس رجل دولة مطلقاً حتي و لو نال تأييد هيلاري كلينتون في زيارتها الأخيرة.هذا رجل يعامل خاطفي مصر كأصدقاء و يعامل شعب مصر كأعداء.
و ماذا بعد الإعلان الإنتحاري لمرسي
لدينا عدة إحتمالات لن تخرج عنها الأحداث المتوقعة:
الأولي أن تخرج ثورة جديدة و يهرب مرسي إلي قطر.
الثانية أن يعلن مرسي سحب إعلانه الدستوري الغبي
الثالثة أن يحدث إنقلاب عسكري يطيح بمرسي و عصابته
الرابعة أن تصدر المحكمة الدستورية العليا قراراً بعزله و يصبح فاقد الشرعية و تكون هذه شرارة صراع دموي بين الإخوان و بين شعب مصر.
الأخير أن يتولي الله أمر مرسي بمعرفته.
أنا لست خائفاً علي مصر بل أثق أنها ستتعافي و سيحدث هذا سريعاً.بل أشكر مرسي هذا الحاكم الصوري لمصر.لأنه إستطاع أن يجمع كل المختلفين ضده بإعلانه الأخير الخاسر.لقد حقق بإعلانه إنجازاً للقوي المدنية و للقضاة و للجميع إذ صاروا يداً احدة ضده.يتبقي أن نعرف موقف الجيش و هو مفتاح الحل.فإذا لم يتراجع مرسي اليوم عن إعلانه الفاشل فأتوقع إنقلاباً عسكرياً وشيكاً.
سوف تنتحب الإخوان قريباً و لن تهنأ بحكم مصر و ستندب وامرساه.و الآن لنذهب إلي من يستطيع أن يخلص مصر.
مخلص مصر
زادت الأوثان في أرضنا يا الله.و ها هو هيرودس من جديد يطل بعظمة جوفاء علينا.يريدنا أن نذبح للوحش.و لكنك يا حمل الله وحدك إلهنا.تضرب هيرودس فينتن و هو علي عرشه.و يصير مثلاً بين المغرورين.
زادت الأوثان في أرضنا يا الله.تتمشي بيننا كالآلهة.و نحن نعرف أنه لا رب سواك.أنت قابض الكل في يدك لأنك ضابط الكل.نريد أن تتمشي أنت علي أرضنا.فترتجف أوثان هذا العصر.الحكام و الأحكام في يدك أنت تقضي فيها.
قل سلاماً لبلدي فهي بلدك.مصرنا تفتقدك.تفتقد الحب و الحق و الحرية.و مساكنك فيها تذوب ألماً.من لنا غيرك فنلجأ و من هو حصن سوالك فنحتمي به.
أهربوا إهربوا يا سارقي الشعوب.إختفوا يا من تتلذذون بلحم شعبي.لأن قضاءاً حاسماً يأتي عليكم.يقتص من أجسادكم المكتزة بالشحوم..في غضب الرب يقيم شعباً مقهوراً .يرفع رؤوس المنكسرين لأن هذه قوة روحه القدوس.
بين روافد النيل يزرع الزارع نبتة.يأكل حصادها بغير هم و قلق.لأن سلام الرب يحل في مصر.تخرج منها الثعابين و الجرذان.و يتبقي الحب.يثمر و ينتعش.
علي أرضك يا مصر نبصر الله.علي أرضك يتمجد إسمه.علي أرضك ينبثق نوره و علي أرضك بركات يده القوية.
في سماءك يلمع ظهوراً .يلوح بيده لمصر يهتف لهم إطمئنوا إطمئنوا فالقضية في يد المسيح و هو يحسمها.ما أنت ببعيد يا رب.أذنك تسمع الأنين الذي لا صوت له.كل ما في باطني يتحول من أنين إلي تسبيح لأن الرب أصلح داخلي.كل ما في باطني يسبح أسمه القدوس.
تأتي العذراء من جديد نحونا.تشفع  فينا أمام إبنها مخلص مصر.يهتف لها الشعب كله.فتتلاشي الخصومات بين الناس.تتقارب الشعوب بشفاعتك يا أم الكنيسة كلها.يا أم المسيح القدوس فليكن نصيبنا كبير من شفاعاتك.لأن مصر تحبك.و أنت صنعت فيها و لها تاريخاً لن ينمحي.
مصر ولدت يوم وطئت قدمي إبنك أرضها.تاريخها الجديد كان بهروبه إليها.و الآن تعالي إلينا بإبنك.فيتحول اللصوص إلي زاهدين.و ترتسم علامات الفرح بين الفقراء.تملأ جنبات كنيستك زغاريد التعابي و المتألمين لأنهم ينسون أتعابهم حين يفتقدهم الروح المعزي.مصر تتخمض بك من جديد يا روح الله.لإاصنع لنا بك مصراً جديدة.يحل عليها رضاك.نمشي فيها مفتخرين بك.تسقط عنها كل الأوثان.و يتبقي شخصك متجلياً في مجده فيرجع إليك المصريون.و يبنون مذبحاً لك في قلوبهم.في وسطهم تكون الحمل الذي خلص مصر.و لك يسبحون.






469
الشعب يريد زيارة القدس
Oliverكتبها
أخاطبك يا كنيستي بدالة البنين.خاضعاً لرأسك المسيح له المجد..إقرأي رسالتي بعين الأبوة أكتب لك ليس ضد أحد بل لتبيان أمر صار من المشكوك وضوحه.و لقد سبق أن كتبت مقالاً بعنوان زيارة أوروشليم بين المتجادلين قدمت فيه نفس الرأي مع إختلاف المنهج التحليلي .
مدخل سياسي لمناقشة زيارة الأراضي المقدسة:
المراقبون للموقف السياسي يلاحظون أن الحكم الإسلامي يستخدم لغة قبلية في التعامل مع مسيحي مصر.و اللغة القبلية هي لغة الكثرة و القوة الغاشمة و العنف.لغة (البلطجة )أيضاً و هذا مصطلح جديد يدخل في مفردات السياسة بعد بزوغ كوكب الإخوان المظلم.
البلطجة الإخوانية عبارة عن قرارات يصدرها فرد و تدافع عنها الجماعة.و هي الهرم المقلوب للديمقراطية.فالصواب أن الديمقراطية هي قرارات تصدرها الجماعة و يدافع عنها النظام.أما بين القبائل فالأمر مختلف.القرار يصدره شيخ القبيلة  الفرد (خيرت الشاطر) و يدافع عنه النظام(مرسي و جماعته).
حصاد التهديدات العجيب
الدستور شرنقة كادت تلتف حول رقبة الأقباط.و نشكر جداً الله الذي أنقذ الكنيسة من هذه الورطة أيضاً قداسة البابا تاوضروس الذي حسم الجدل بقوة ناعمة غير مثيرة للجدل .
الدستور كان فخاً رمي ٌطعماً هو المادة الثالثة ليبتلعه الأقباط ثم يتقيئوه مع 231 مادة يتذيل معظمها الختم الإسلامي إن صراحة أو ضمناً.
لقد أثبت النظام أنه يتعامل بلغة القبيلة.حتي في دستور لا يصلح إلا بالتوافق.لكن النظام كان يلوح بتهديدات خفية للكنيسة بوضع أموالها تحت الرقابة.و هو ما صدقه مندوبو الكنائس في الجمعية التأسيسية فخافوا و وافقوا علي مسودة المواد الدستورية باللغم الإسلامي. وافقوا و خرج الأنبا بولا ليقنعنا أنه حقق إنجازاً بإصدار المادة الثالثة.بينما كانت بمنطوقها ضمن المادة الثانية في دستور 71 .فهو لم يفعل شيئاً بل توهم ذلك.أو أرادنا أن نتوهم ذلك.أو هو لا يعرف أنه واهم و هذا هو الأدهي .و هذا مؤشر واضح علي ضرورة إستبعاد رجال الدين من الجمعية التأسيسية علي أن يمثل الكنيسة من له خبرة دستورية و سياسية ومجتمعية.و ليس رتبة كهنوتية مع إحترامنا للجميع.فقط أردت أن أقول أن النظام عامل الكنيسة بالتهديدات.و ربما كانت هناك ضغوط بطرق أخري.
- كما أثني علي قرار البابا تاوضروس بالإستغناء عن السكرتارية السابقة .هذا القرار بالإستغناء عن السكرتارية أفقد النظام أوراقاً كان يستخدمها لصالحه و ليس لصالح الكنيسة. لا داع للتفاصيل هنا  كانت هذه الإيجابية الثانية التي ساهمت في وضوح موقف الكنيسة تجاه الأحداث.
- كما كان جيداً أن تنسحب الكنيسة قبل القوي المدنية التي إنسحبت بعدها.لكي يظهر للجميع أن الكنيسة سيدة قراراتها.و هذا يعط ثقلاً مطلوباً في التاسيسية الجديدة التي ستتشكل حتماً بعد حل هذه الجمعية التأسيسية المريضة و المضروبة بداء عضال أسمه  أغلبية الإخوان و السلفيين.
- إيجابية أخري هي تسمية الأشياء بمسمياتها دون تورية.فقداسة البابا أعلن أن هناك أحداث ليس لها إسم آخر سوي أنها إضطهاد.هذا هو التصريح الأول عن الإضطهاد الذي نسمعه من الكنيسة منذ زمن طويل.و تواكب للكنيسة مع الحقائق و تسمية الأحداث بمسمياتها هو توجه سيحصد الكثير من المكاسب الروحية في شعب الكنيسة و أيضاً في علاقات الكنيسة الداخلية مع النظام و علاقاتها الدولية علي كافة المستويات.
- و بالطبع فإن إنسحاب الكنيسة قضي علي أي أمل لإصدار الدستور و لا تصدقوا القول بأن الدستور سيصدر بدون الكنيسة.كما لا تصدقوا تهديد المتخلفين السلفيين بأنه إن لم تتراجع الكنيسة عن إنسحابها سيتم إلغاء المادة الثالثة.فهذا كله هراء .هو كلام اشخاص من العصور الوسطي مكانهم الرمضاء أمام الخيمة وقت القيلولة بينما ينتظرون بول البعير ليتجرعونه.
و نحن لا يهمنا مادة تخصنا في الدستور أياً كانت بل يهمنا أن يكون متضمناً الحقوق علي أساس المواطنة و ليس الدين.لأن الدستور الديني يلغي مفعول أي مادة مدنية.
- إيجابية أخري هي تصريح  قداسة البابا بأن الكنيسة لن تتدخل في السياسة كما ورد في قناة صدي البلد.من هنا ألتقط الحديث عن زيارة القدس.
زيارة أورشليم
التصريح الوحيد الذي بكل وضوح أراه غير موفق هو أن البابا لن يدخل القدس إلا و يده في يد شيخ الأزهر (ما ينفعش مفتي الجمهورية يا سيدنا؟) مفتي الجمهورية الذي زار أورشليم و لم تنهد الدنيا علي رأسه.بل إبتلع الناس الزيارة و تناسوها.فلماذا لم تقل سنزور أورشليم لأن لنا فيها شعباً مسيحياً نشاركه.و لنا فيها مقدسات نملكها.و لنا فيها رعية نرعاها.و فوق هذا كله لنا فيها أشواق للتلامس مع الأماكن التي تقدست بحياة السيد المسيح فيها و التي بكل تأكيد تحتفظ بأنفاسه فيها و ببركات عظيمة و خاصة فيها .
ثم إذا كان قداسة البابا هنا يتكلم عن نفسه فهذا حقه هو حر يزور القدس أو يمتنع و نحن أيضاً لنا نفس الحق في قراراتنا بزيارة أورشليم أو بإمتناعنا  و نحن لا نريد أن نمتنع عن الزيارة بل نتمناها جداً و دائماً.
ما نطلبه من قداسة البابا أن لا يضيف ثقلاً علي ضمائرنا إذا أصدر قراراً بمنعنا.و نعيد القول أن قراراً كهذا يعد مخالفاً لتعاليم المسيح و يعد مخالفاً أيضاً لمبادئ قوانين الكنيسة و التي هي لحماية العقيدة و ليست لحماية أخوتنا المسلمين الذين غزوا أوروشليم  ثم باعوها لإسرائيل و الآن هم يتعمدون ضياعها و يتباكون عليها بدموع كاذبة لكي يجدوا سبوبة يسترزقون من التسول بإسمها و تجييش الإرهابيين بإسمها و إلهاء الشعوب بإسمها.و يوم تقع أورشليم في اياديهم ستكون المقدسات تحت أقدامهم .
الكنيسة  التي تنتظر حتي تتحرر أورشليم من إسرائيل هي كنيسة مخدوعة لأن النبوات في سفر الرؤيا تشهد أن أورشليم ستبقي بنفس إسمها و باليهود فيها و سيكون هناك دور مؤثر لهم ضمن علامات نهاية الأزمنة.فهل ننتظر تحريراً وهمياً يتعارض مع ما نؤمن به في الكتاب المقدس؟ إن عبارة تحرير القدس (أورشليم) عبارة صادمة و ضد نبوات الكتاب المقدس .
نعيد السؤال ,لماذا لا يدخل البابا أورشليم القدس إلا و يده في يد شيخ الأزهر؟ هل تجامل شيخ الأزهر علي حسابنا؟ ليست هذه هي وصية المسيح.محاباة الوجوه.
و ماذا لو أن شيخ الأزهر لا يريد أن يزور القدس؟و شيخ الأزهر لن يخسر شيئاً لو لم يزر القدس؟ بينما أن أورشليم ( و ليست القدس) هي مزارنا نحن.نحتاجها لتثبيت عقيدتنا في المسيح.و لنوال بركات نعرف أن قداستكم أدري منا بها و هي لا تتوفر سوي في أورشليم.
أخيراً أقول أننا نلقب أراضي أورشليم بالأراضي المقدسة.كلها مقدسة .فهل يراها المسلمون كذلك؟ إسأل أي مسلم هل تعتبر طريق الآلام  و جبل الجلجثة مكاناً مقدساً سيقول لك أنك كافر لأن المسيح عندهم لم يتألم و لم يصلب.ففي يد من سندخل أورشليم؟
أخيراً أقول هنا أن زيارة أورشليم ليست محتاجة إلي قرار أو تصريح من الكنيسة.لأنها عمل روحي شخصي ليس للكنيسة رأي في تقريره .بل يعود لكل إنسان.تماماً كما نختار بحريتنا الشخصية الذهاب لزيارة دير أو أي مكان روحي.لذا لا ننتظر من الكنيسة قراراً أو تصريحاً بالزيارة بل فقط إلغاء عقوبة لا تتفق مع قوانين الكنيسة صدرت في وقت ما حسب حسابات رأتها الكنيسة الأفضل لأبناءها رغم إختلافنا علي ذلك.
نريد أن نري أورشليم
كانت زيارة أورشليم حدثاً طبيعياً يتم دون ضوضاء أو تعليق لأنه أمر يخص علاقة الإنسان المسيحي بأورشليم و أحداثها و بإلإيمان المسيحي.لم يكن للكنيسة شأن بها سلباً أو إيجاباً حتي  بدأت الأزمة بتصريح من قداسة البابا شنودة المتنيح في أحد زياراته لأمريكا عام 2003.كان البابا مهتماً بتهيئة الأجواء كعادته لزيارة الرئيس المصري للبيت الأبيض.و كان مهتماً أيضاً بإعلان رأيه بأسلوبه الحكيم الذي يفهم من بين طياته عدم رضاه علي زيارة السادات للقدس و التطبيع معها و معاهدة كامب ديفيد لأسباب ليس هذا مجالها.فكان التصريح عقبة أمام البابا لم يمكنه التراجع عنه رغم مواتاة ظروف كثيرة تستدعي ذلك.و قد ساهم الإعلام المصري في غلق خط الرجعة في هذا التصريح و كانوا يتعمدون إبرازه بطريقة لا تدع فرصة للتراجع عنه.فأضاف الإعلام في مزايدة مغرضة السيناريوهات التي أوصلت الكنيسة لإستصدار قرارا من المجمع (قرار و ليس قانون) بمنع زيارة أورشليم  بل و حرمان من يخالف هذه التعليمات من التناول .
قرار مجمع يعكس خللاً كبيراً في توجه الكنيسة التي كان يجب أن تشجع علي زيارة الأراضي المقدسة و أن تقدم هذا الفكر بمعزل عن إستغلاله في أغراض سياسية و تحويله إلي ورقة ضغط في سياسة التطبيع.فكرة بدأت بتصريح و إنتهت بتحويل الأقباط أنفسهم  إلي ورقة يلعب بها النظام المصري في سياسته مع إسرائيل. ليست هذه التفصيلات لمحاكمة قرار للبابا بل للإستفادة من نتائجه و تعديل ما يلزم فيه.
هذا ما يحاوله النظام الحالي مع البابا تاوضروس.يرسل له القنوات التليفزيونية ليستجوبوه و يعرفوا نواياه و توجهاته.أو يستنطقوه تصريحاً فيضخمونه و يكون عائقاً لا ينفع التراجع عنه. لذا أتمني أن يكتفي قداسة البابا ببيان يصدره وقت اللزوم.دون الإنزلاق في دوامة اللقاءات الصحفية.فالبيان يتم إعداده بروية و يتم مراجعته و التدقيق فيه لذا ففرصة الأخطاء فيه نادرة أو منعدمة.لكن لنعود إلي موضوعنا .
قانونية القرار بمنع الأقباط من زيارة أورشليم
ما الفرق بين القرار المجمعي و القانون المجمعي؟
المادة 8 من الفصل الثالث من لائجة المجمع المقدس  تقول أن المجمع يسن قوانين الكنسية فيما يخص الإيمان الأرثوذكسي  إذا وجدت ضرورة تستدعي ذلك..
بينما المادة 12 من نفس الفصل تقول أن قرارات المجمع نهائية ( و كان يقصد أحكام المجمع و ليس قراراتها)لأنه لا يوجد شيء اسمه قرار نهائي بل حكم نهائي. و لا يعاد النظر فيه إلا من المجمع.و لأنه يقصد أحكام و ليس قرارات ساق  لنا مثلاً بخاطئ تاب عن هرطقته و ثبتت توبته فيعيد المجمع النظر في الحكم الصادر ضده.
في الأصل أن المجمع يصدر قوانين و ليست قرارات.القوانين هي ما تخص العقيدة.حتي الحرومات و الأحكام تسمي في تقليد الكنيسة بالقانون.و لا تسمي قراراً.
كل المجامع المسكونية كانت تصدر قوانيناً و لم تصدر قراراً واحداً.و أسمتها قوانيناً و لم تسمها قرارات.و كثيراً ما نسمع عبارة قوانين مجمع نيقية أو أفسس أو القسطنطينية.
أما القرارات فهي مسألة إدارية .أو تنظيمية لا علاقة لها بالعقيدة.ترسيم الأسقف أو تنصيب البطريرك  قرار و ليس قانون.الإعتراف بدير جديد يعد قراراً و ليس قانون. إعادة ترسيم حدود لإيبارشية كذلك إنشاء أسقفيات جديدة يعد قراراً و هكذا يسير الأمر.أما الغريب في منع الأقباط من زيارة أورشليم فقد سماه المجمع قراراً بينما هو ليس شأناً إدارياً مطلقاً لأنه لا يخص الكهنوت أو إدارة الكنائس أو الأديرة.كما لم يمكن جعله قانوناً يحكم الأقباط لأنه لا يمس العقيدة و الإيمان.و علي هذا فمنع الأقباط لا يصلح قانوناً مجمعياً لعدم إرتباطه بالإيمان. و لا يصلح قراراً مجمعياً لعدم إرتباطه بالأعمال الإدارية.
كان يجب أن يتوقف  المنع عند إعتباره فكرة أو رأياً مجمعياً  أو حتي نصحاً دون أن يصاحبه حرم أو عقوبة لمن يخالفه.لأنه ليس قانون.
مصاحبة قرارمنع الزيارة  بعقوبة لمن  يكسر القرار يحوله إلي قانون كنسي و يدخله دائرة الإيمانيات بينما ليس هو مخالفاً للإيمان في شيء إنما علي العكس يثبته.
القرارات المجمعية لا يتبع عدم تنفيذها عقوبات.مثلاً لو قرر المجمع أن ينعقد في يوم معين و لم يحضر أحد الأساقفة و لم يعتذر لا يمكن أن توقع عليه عقوبة .لأن القرار بإنعقاد المجمع ليس قانوناً تم كسره.أما مخالفة قوانين المجمع فيعقبها محاسبة و حكم أي قانون.
من هنا نفهم أن المجمع لا يصدر قرارات ملزمة للشعب.بل يسن قوانين لتوضيح الإيمان الأرثوذكسي و حمايته من أي إنحرافات و هذه القوانين بالطبع ملزمة للجميع رعاة و رعية.أما القرارات فليست موجهة للشعب.بل موجهة لجهة خاضعة للكنيسة إدارياً دير أو كنيسة أو أسقفية أو لجنة كنسية أو مجلس إكليريكي.
أما الأصوام الطارئة فيصدر بها إعلاناً ليس قراراً أو قانوناً.
إذن قرار منع الأقباط من زيارة أورشليم لم يستوف الشكل الصحيح قانوناً بحسب لائحة المجمع المقدس.و بالتالي فهو قرار غير مكتمل في قانونيته ليس من جهة إصداره لكن في صياغته و متن النص نفسه و عنوانه و هذا يبطله.
ملاحظة إعتراضية:
لعل من الأمور الجديرة بالتطوير لائحة المجمع المقدس .التي تحتاج إلي تدقيق أكثر في الصياغة و في المجالات التي تختص بها القوانين لا سيما و أن أوضاعاً جديدة طرأت علي الكنيسة خلال نصف قرن تستحق أن يعاد النظر في هذه اللائحة أقصد لائحة المجمع و ليس لائحة إختيار البطريريك التي إتفق علي تغييرها..كما أود أن يبحث و يقنن المجمع في لائحته المطلوب تطويرها موضوع إستقالة الأسقف أو الكاهن.ما قانونيتها في الكنيسة الأرثوذكسية؟ لأنني لم أسمع عن إستقالة أسقف سوي في عهدنا هذا .و هو أمر شاذ عن تقاليد الكنيسة.و الأدهي إعتبار كرسيه أنه شاغر.فتكون الإستقالة بمثابة حكم بالموت علي الأسقف؟بينما أن قوانين كنيستنا أيضاً تمنع رسامة أسقف علي أسقفية إلا بعد إنتقال أسقفها أو تجريده من أسقفيته لأسباب تتعلق بالإيمان و العقيدة فقط.فهل إستقالة أسقف تتفق مع قوانين الكنيسة ؟أقول بضمير مستريح أن الإستقالة تصرف شاذ عن تقاليد الكنيسة و نتائجه لا تتفق مع قوانينها.لذا وجب الإلتفات لهذا الأمر عند تطوير اللائحة المجمعية.
كما يجب التفرقة الواضحة بين القانون الكنسي و القرار الكنسي في اللائحة المطلوبة.و إعادة صياغة المواد بشكل إحترافي.
 .
أسئلة حول زيارة أورشليم و السياسة
( هذا القرار) يعد من جهة الإنجيل قراراً مخالفاً.و أنا متأكد أن كل أساقفة كنيستنا يعرفون الإنجيل أفضل مني آلاف المرات لكنني فقط أحتفظ لنفسي بحق طرح الأسئلة أمامهم كتلميذ أمام معلمه و أنتظر إجاباتهم.
سؤال : هل يقول الإنجيل أن إسرائيل (كدولة) ستزول من المنطقة كما يريد العرب المسلمون؟
سؤال:هل يقول الإنجيل بفناء اليهود (كشعب)كما ينادي المتأسلمون؟
سؤال: هل لليهود دور بارز في علامات نهاية الأزمنة و هل لأورشليم أيضاً دور؟
سؤال: هل سيعود الزيتونتان البريتان (إيليا و أخنوخ ) من مكان إختطافهما  إلي أورشليم ( و ليس القدس) أم إلي مكان آخر؟
هل سيستشهدان علي أسوار أورشليم ( و ليس القدس) أم سيستشهدان في بلد آخر؟
هل سيحدث أن يعود كثيرون من الأمة اليهودية ببشارة إيليا و أخنوخ إلي الإيمان بالمسيح ؟
هل إجابات هذه الأسئلة ستنتهي بنا إلي قناعة أن إسرائيل باقية حتي نهاية الدهور و إذا كانت هذه هي الإجابة فهل تطلب الكنيسة منا أن ننتظر حتي نهاية الدهور لكي نزور أورشليم؟
و عندي أسئلة أخري:
سؤال:هل زيارة أورشليم بما تحمل من عبق روحي أصيل هي مخالفة للإنجيل؟أم متفقة معه؟فإن كانت مخالفة لروح الإنجيل قولوا لنا كيف؟و إن لم يهتم الإنجيل بموضوع زيارة الأماكن المقدسة و بالأخص أورشليم فليقولوا أين حذرنا الإنجيل من زيارة أورشليم.؟ و إن إهتم الكتاب المقدس باورشليم علي وجه الخصوص فليشرحوا لنا الهدف من ذلك؟
هل القديسة مريم القبطية شخصية تأثرت روحيا من زيارة أورشليم  و تحولت سيرتها بالكامل أم أن هناك رأي آخر؟ و هل تعددت زيارة نساك و مشاهير الرهبنة و القديسين إلي الأراضي المقدسة أورشليم؟هل كان هذا الحجيج جماعياً أيام عمالقة الإيمان في تاريخ كنيستنا؟ هل منع أحدهم الشعب من زيارة أورشليم؟  هل كانت زياراتهم تنفيذاً لقول الراعي في سفر النشيد أخرجي علي آثار الغنم و إرع جداءك عند الظهيرة.
و عندي سؤال لمن يقول أن الزيارة مفيدة و مشبعة روحياً لكن عندنا أماكن مقدسة تؤدي إلي نفس التاثير .
لماذا يوجد بين اسقفيات كنيستنا الأرثوذكسية  مطرانية  للقدس و ما تزال؟.مع أنني مٌصر علي تسميتها بمطرانية أورشليم  و تسميتها بالمدينة العظمي حتي و إن أغضبت هذه التسمية النظام الحاكم.فإسمها أورشليم من لسان المسيح له المجد شخصياً .
لا تقل لي  أنه توجد مطرانية لنا في أورشليم لكي ترعي الأماكن المملوكة لنا هناك  فالأسقف ليس أسقفاً علي مباني بل علي شعب.فهل لدينا شعب في إسرائيل؟أم أن الأسقفية كانت مختصة برعاية زوار أورشليم؟
و لماذا يرقي من يتم إختياره لمطرانية أورشليم إلي درجة مطران مباشرة جتي دون أن يلقب بأسقف,ما سر تميز هذه المطرانية من وجهة نظر الكنيسة حتي أنها جعلت راعيها مطراناً مباشرة وقت رسامته؟  و هو الوحيد الذي يرسم مباشرة علي درجة مطران دون أن يكون اسقفاً .هل للأراضي المقدسة قيمة خاصة تضفيها علي مطران هذه الإيبارشية؟و تعطه مهاماً خاصة بسببها.؟
لماذا توجد إضافات خاصة في صلوات البصخة إذا كانت تصلي في أورشليم...؟و من سيصلي هناك؟هل المطران وحده ؟
و سؤال آخر:هل حصل أن أي  كنيسة  في العالم  بمن فيهم كرسي أنطاكية أي سوريا التي فقدت الجولان و لا زالت محتلة هل منعت كنيسة أنطاكية( سوريا)  رعاياها من زيارة أورشليم؟
هل تتساوي بركة أي مكان في أديرتنا المقدسة مع بركة و تأثير الأراضي المقدسة في أورشليم؟
أؤمن أننا نتقدس كل يوم من المسيح علي المذبح و أؤمن أيضاً أن زيارتنا لأورشليم أو عدم زيارتنا لن يمنع خلاصنا لأنه الخلاص غير المرتبط بأرض مهما كانت مقدسة بل بشخص المسيح المخلص له كل المجد .لكنني أتحدث عن أورشليم كأحد وسائط النعمة .كعطية متاحة ما يجب أن نفقدها طالما الفرصة ممكنة.كإشتياق داعب الزهاد و النساك و ساكني البراري الذين ما كانوا ينشغلون بأحد غير المسيح. كحلم يداعب أحلامنا و يقظتنا .ما من أحد زار أورشليم و عاد فارغاً.
لذلك نريد أن نري أورشليم.لأننا نحبها .ليس من منظور سياسي و كأنه تحدي لأحد أو تطبيع مع إسرائيل  لكن من منظور إنجيلي بحت لأنه وسيلة روحية لإنعاش الروح و تثبيت الإيمان و ذكري تنطبع في النفس و لا تنمحي. لأن مخلصنا عاش و مات و قام و صعد هناك في أورشليم و سنعيش الأبدية معه في أورشليم السمائية.
إذا كنا نريد أن نفصل الدين عن السياسة حسب طلب الكثيرين من الكنيسة  فأول ما يجب أن نفصله هو مسألة زيارة أورشليم.يجب أن تخرج من نطاق السياسة بأكملها.فنحن لا نزور أورشليم لنهتف تحيا إسرائيل بل لنتبارك بالمسيح له المجد و بآثار آلامه المقدسة المجيدة.و نصرخ هناك و نتضرع لأجل خطايانا.
إفصلوا هذا المجال عن السياسة.لا شأن لنا برأي الآخرين في عقيدتنا و مقدساتنا.يجب أن يحكمنا فكر المسيح في الأمور الروحية.و ليس فكر السياسة.تحكمنا المكاسب الروحية من الزيارة المقدسة و ليس توازنات القوي السياسية.إننا نريد أن نري أورشليم.نزورها بضمير مستريح.يكسب بركة الأماكن المقدسة و لا يخسر رضا الكنيسة.فنحن لسنا في صراع مع كنيستنا.نريدها فقط أن تحكم في الأمور روحياً.و لا تبال بالمهاجمين الذين لن يرضيهم شيئاً و هم أحرص الناس علي حرماننا من حقوقنا حتي الروحية.فلا ترضوا الناس لأنكم لستم عبيداً للناس بل ينبغي أن يطاع الله أكثر.
أخيراً أقول هنا أن زيارة أورشليم ليست محتاجة إلي قرار أو تصريح من الكنيسة.لأنها عمل روحي شخصي ليس للكنيسة رأي في تقريره .بل يعود لرغبة شخصية لكل إنسان.تماماً كما نختار بحريتنا الشخصية الذهاب لزيارة دير أو أي مكان روحي.لذا لا ننتظر من الكنيسة قراراً أو تصريحاً بالزيارة بل فقط إلغاء عقوبة  صدرت لا تتفق مع قوانين الكنيسة في وقت ما وفقاً  لحسابات رأتها الكنيسة  وقتها الأفضل لأبناءها (رغم إختلافنا علي ذلك).ثم بعد إلغاء هذا القرار تتركه الكنيسة ليقرره كل إنسان لنفسه لأن هذا حقه وحده.
و الآن تعالوا لنسبح مخلص أورشليم
تسبحة مخلص أورشليم
داود الملك أخذ أتراس الذهب التي كانت علي  أعداءه عبيد هدد و أتي بها إلي أورشليم لتكون علي راس من يستحقها يسوع المسيح ملك اورشليم الحقيقي.جاء المرنم جاثياً قائلاً إن أرجعني الرب إلي أورشليم فإني أعبد الرب.هذا هو الرب مخلص أورشليم الذي إشتاق مرنم إسرائيل الحلو أن يسكن معه.2صم 8 : 7
سألوا صيبا :اين يقيم سيدك؟فأجاب (صيبا) هوذا هو مقيم في أورشليم .لأن يسوع هناك أقام قرن الخلاص .2صم 16 :3
 هذه هي المدينة العظيمة التي أغضبت الرب فبسط الملاك يده ليهلكها لكن مخلصنا الصالح أمره قائلاً (كفي رد يدك) فسكت الملاك حتي جاء من يصالح أورشليم مع الآب 2صم   16 :24  ....
جاءت ملكة التيمن بهدايا من ذهب و أحجار كريمة إلي أورشليم حيث سليمان العظيم  و جاءت نفوس من كل العالم  ربحت الخلاص إلي أورشليم إلي مسيح المجد سليمان الحقيقي.أربعون سنة ملك سليمان هناك و إلي الأبد يملك المسيح هناك.
 من يبن لنا بيتاً لنسكن في أورشليم نتفرس جمال حبيبنا يسوع.1مل36:2من أورشليم تخرج البقية غيرة رب الجنود تصنع هذا 2مل19 : 31 من أورشليم يخرج تلاميذ الملك إلينا ليعطروننا بطيب الخلاص فنكون فيك حتي حين يغلبنا عبق مقادسك في أورشليم تصيرالفضة في أعيننا مثل الحجارة مل 10 :27
لأجل أورشليم لم تتمزق المملكة.و لأجل أورشليم يغفر السيد ذنوباً جمة.1مل11 :3
نقطع خشباً من لبنان. 2أخ 2: 16 نجمع لآلئ الأعماق .نأخذ ثياب العرس.نصعد بها إلي أورشليم. هناك نقدمها لملك الملوك جاثيين له في خضوع.هو الإله الذي في أورشليم عز1 : 3 .في أورشليم تدمع أعيننا فرحاً .لا ينقطع التسبيح لأن مجد الرب قد تعالي جداً .نسير فوق جبالها فنلقاه.عند دروبها اصوات معجزات و أصوات هاتفة هو الرب هو الرب.
وسط العالم كله لم يطلب الرب بيتاً بل في أورشليم وحدها دون ممالك الأرض طلب بيته عز 2:1 فلنذهب إلي هناك مرنمين ترانيم المصاعد للرب. في البيت الذي إختاره لنفسه و حل عليه بمجده.لأننا مثل ذاك البيت قد دعي أسمه علينا و قدسنا.
فتشن بيوتكن أيتها العذاري.قمن يا سيدات الأرض و أنقبن.كل الفتيان و الشبان يتلفحوا بالهمة .يسألكم الرب اليوم هل عندكم شيئاً لأورشليم ؟عز7: 15 من هيكلك فوق أورشليم لك تقدم الملوك هداياها مز68 :29 .قولوا للمسبيين تعالوا إجتمعوا في أورشليم لأن محرر الماسورين يسكن فيها و قد صنع لنفسه بيتاً فوق الجلجثة.
أسوار أورشليم رممت و الثغور إنسدت ليس لأن نحميا قد بناها بل لأن مخلصها صار في وسطها علي خشبة.نح4 :7 .أخرجوا إلي الجبل بأغصان زيتون أخرجوا.بأغصان آس و نخيل أخرجوا لا تصنعوا مظالاً لأن سحابة الرب في أورشليم و نورها يدفئكم.نح8:15
الرب سكن في أورشليم و يسكن في سكانها .فليفرح الأولاد و النساء.و ينعم الرجال بالمسرة و يسمع فرح أورشليم عن بٌعد.لأنه من هناك يسطع نور ينير وجوهنا حتي النهاية.نح  43:12 لكي يحدث في صهيون بإسم الرب و بتسبيحه في أورشليم مز102: 21....هناك نرنم معاً مبارك الرب من صهيون الساكن في أورشليم مز 135 : 21
 طلبت يهوديت أن يغفر الرب آثام الشعب لكي تأخذهم جميعاً إلي أورشليم و يصيروا قطيع الرب .هذا ما نطلبه نفسه من غافر الآثام بدم صليبه لكي نتأهل لأورشليم السمائية و نفرح أيضاً بأورشليم الأرضية المقدسة.يهو15:11
من هن بنات أورشليم اللائي خاطبتهن عذراء النشيد لكي لا يوقظن أو ينبهن الحبيب نش 8 : 4.من هن بنات أورشليم سوي النفوس التي تخففت من أثقالها لتستعد للعريس.بنات أورشليم اللواتي يتعشمن أن يكنْ العريس نصيباً لهن.فإنتظَروه في مسكنه.يتفرعون للهذيذ صار التسبيح عملهن كالملائكة.أحبتك العذاري يا مخلص أورشليم و العالم.من أورشليم صارت القضية و من أورشليم النجاة هذا ما ناداه النبي بروح القضاء و روح الإحراق إش:4:4 .لذا لن أنس أورشليم مدي الأيام.لأن الذي يترك في أورشليم يسمي قدوساً و يكتب للحياة إش4 :3 .نطلبك يا سينا الصالح حامي عن أورشليم.أنت عفوت عن إثمها .قم و حصنها.فلتجعلنا لها مبشرين بالسلام و الخيرات إش 40: 9 . نهتف لها إلبسي عزك يا صهيون.لأن ملكك قد عفا عنك.إرتضاك مفخرةً للشعوب.أما أنا فقلبي يئن شوقاً نحوك.فيك بصمات الإله.علي أرضك أقرأ كل حياته.أحتضن هواءاً من زفيره وهناك أيضاً تدخل أذني صرخات وجعه.أستقبل قبره برجفة و اسجد علي جبل الزيتون مقابله.نوره يكسو وجهي و قلبي هناك يتطهر مثل مريم القبطية.أحبك أحبك يا رب و مخلص و ملك أورشليم.
HH


470
المنبر الحر / التقسيم و سنينه (1)
« في: 21:26 02/11/2012  »
التقسيم و سنينه (1)
 كتبها  Oliver 
لم تتمني دولة مستقرة أن تتقسم ففكرة التقسيم تنشأ بسبب عدم الإستقرار. و الدول مثل الناس تنضج و تشيب و تموت لذلك تتقسم الدول المضطربة بينما تنمو الدول المستقرة في نفس الوقت.
في دراسة للباحث بروفيسور بنجامين بريدجمان من جامعة لويزيانا عام 2003 توصل إلي
التقسيم هو نهاية صراع أعراق أو أديان أو أجناس .و هو تقسيم للموارد قبل أن يصبح تقسيماً للوطن.و هذا ما يؤدي إلي صراع علي من يغلب أي يستطيع إستغلال التقسيم لصالحه.
أي تقسيم يؤدي في بدايته إلي إنسحاب رؤوس الأموال و الخوف من الإستثمار و مشاكل فنية و إدارية معقدة.للغاية فليس التقسيم نهاية المطاف أو حسم الصراع.بل أن ترديد أخبار عن تقسيم محتمل هو في ذاته تهديد للإستثمار الأجنبي و تردد بيوت المال في الإقراض ( و لعلنا نلاحظ هذا التردد حالياً ) كما أنه يبعث برسائل عدم إستقرار لجميع الذين يتعاملون مع دولة مهددة بالتقسيم.فما بالك لو أنه توجد منطقة بأكملها تضم دول كثيرة كلها مهددة بالتقسيم؟
أقول لو أن التقسيم  تم كما هو مخطط له فإن الناتج لن يكون فقط دولاً جديدة بل سيتشكل عالماً جديداً  بأكمله و ستتغير كل الموازين  و الخرائط السياسية و الإقتصادية و الجيوبوليتيكية ( الجغرافيا السياسية).
لو علمت كل دولة ما لسلامها لحرصت بكل ما تملك علي وحدة شعبها بتنوعه العرقي الديني الطبقي .
السلام في الدول ذات الأعراق المتعددة يتوقف علي مقدار ما تقوم به الأغلبية من إحتواء للأقلية بمعني تبني حاجاتها..و ينتشر في ربوعها الإستقرار بقدر ما تكون هويتها معبرة عن جميع السكان فيها.

لذلك يتم تصنيف الدول ذات الأعراق المتعددة كدول أفقر  و أقل دخلاً من الدول ذات العرق الواحد.و هي عرضة أكثر للحروب و أخطار الحروب من الدول ذات العرق الواحد.كما أن إحتمالات قيام حرب أهلية تزيد جداً في حدتها عند الدول ذات الأعراق المتعددة و تقل عند الدول ذات العرق الواحد.
لذلك يعد التقسيم (إن كان ممكناً) عنصراً في مصلحة الدول التي لم تستطع أن تتوافق مع جميع أعراقها.
في وقت الحرب الباردة إنقسمت ألمانيا إلي دولتين و هكذا كوريا . و في وقت السلم و الإستقرار  توحدت ألمانيا. في الوقت الذي إنقسم فيه السودان المضطرب  إلي دولتين شمالاً و جنوباً نجد أن أوروبا الموحدة قد نمت و ضمت دولاً جديدة .
الدول التي إنقسمت أشهرها في العصر الحديث هو الإتحاد السوفيتي و إنقسم إلي 15 دولة مستقلة و يوجوسلافيا إنقسمت إلي 5 دول مستقلة و السودان إلي دولتين و جزر الأنتيل إلي 5 جزر مستقلة و تشيكوسلوفاكيا إلي دولتين هذه الإنقسامات أولها عام 1991 و آخرها جنوب السودان 2011
و كان قد سبق هذه الدول تقسيم شبه القارة الهندية التي إنقسمت إلي 4 دول
في الحديث عن تقسيم الدول أرغب في تقديم معني صحيح عن التقسيم و أنواعه و تواريخه و عناصره كما سبق و قدمت المفهوم الواضح عن الحماية الدولية
و حين أتعرض لهذا الموضوع شديد التعقيد و الحساسية لا أجعل رأيي الشخصي طرفاً فيه بل أقدم المفهوم بحيادية و موضوعية دون أن أقدمه شهياً لمن يريد التقسيم أو عصياً لمن لا يريد التقسيم. ثم إن إحتمل الأمر سأقدم رأيي  في النهاية مستنداً علي ما أعرفه و ما أقرأه من الأحداث.
أسباب تقسيم الدول
اسباب تقسيم أي دولة متشعبة مركبة ليس من السهل تحديد سبباً وحيداً كأنه الحاسم و لكن الأسباب متداخلة معاً و معقدة و إن كان التمييز بين مواطني الدولة الواحدة هو العامل الأكثر تأثيراً في إنقسام الدول. أهم عناصر التمييز تظهر في :
1- التركيب الإثنوجرافي (أي القوميات) هو العنصر الأهم في الإستقرار أو الإضطراب داخل الدولة الواحدة فعدم المساواة  بين القوميات داخل الوطن الواحد يخلق توترات دائمة و ميل طبيعي إلي التقسيم أو الإنفراد بالوطن و من أشهر الدول التي إنقسمت بسبب عدم إستيعاب تنوع القوميات فيها هو الإتحاد السوفيتي .كما أنه إقليم الباسك و إقليم كتالونيا يوشكان علي الإستقلال عن اسبانيا بسبب التنوع القومي .
2-  كما أن عنصر الدين قد قسم دولة عظيمة كالهند إلي قسم مسلم هو باكستان و الآخر هندوسي مع  ديانات أخري بالهند.الديانات في الهند متعددة لكنها ليست متصارعة مثل الإسلام الذي لا يقبل الآخر
3- كذلك اللغة  أدت إلي إنقسام أوطان مثل السودان الذي إنقسم جنوبه الذي يتحدث بلغاته الأفريقية (تهوك ناعت – نهونجشانج) أحياناً كل هذا بجوار الإنجليزية  أما  شماله فهو يتكلم العربية كالعادة بلا شريك آخر حتي في اللغة.
4- و أحياناً تعدد الأجناس يكون مؤثر في تفكيك الدولة أو هشاشتها و هذا ما حدث في الدولة العباسية التي تفوق فيها الجنس العربي علي الفُرس  و إستأثر بالسلطات مما أدي إلي تفاقم المظالم و إنهيار الدولة بل قد يؤدي الصراع بين الأجناس إلي إختفاء أجناس بأكملها مثل جنس نياندرتال و إنسان بكين و إنسان جاوة.
و بنظرة سريعة علي الواقع المصري سنقرأ أن مصر بها تنوع قومي ( فرعوني قبطي  - – أفريقي في النوبة –عربي مختلط في الدلتا – عربي بدوي في سيناء و الواحات و مرسي مطروح.
 و بها تنوع ديني : مسيحي – مسلم – يهودي  و هذه الفروقات لم يتم إستيعابها تحت مظلة المساواة و لهذا لا يخلو تاريخ مصر من ثورات و قلاقل إثنية أو عرقية  في دورة شبه ثابتة تتكرر تقريباً كل خمسون عاماً و ينتج عنها جيل جديد من المعبرين عن الطرف المنتصر في كل ثورة. و بسبب عدم المساواة هاجر العنصر المصري اليهودي و إستوطن بإسرائيل منذ خمسينات القرن الماضي . و فقدت مصر عنصراً وطنياً بسبب غباء السياسة و التطرف الديني .و الآن تعيد نفس الكرة مع الأقباط.
علي أن التقسيم بين الأديان يتشعب بدوره إلي تقسيم بين الطوائف مثل التمييز بين  السنة و الشيعة في مصر مع تجاهل و تعنت ضد البهائيين و القرآنيين و الصوفيين.
5- أسباب سياسية عسكرية .كأن يكون من للدول الكبري ذات النفوذ السياسي و الإقتصادي مصالح تتحقق من خلال تشجيع دولة ما علي الإنقسام إذا كان ذلك يتيح للدولة الكبري تحقيق مصالحها . و تحت هذا النوع  من التقسيم نستطيع أن نضع تقسيم كوريا عن الصين  قديماً حين أجبرت إمبراطورية اليابان التوسعية  دولة كوريا أن تنقسم عن الصين و ذلك عام 1894  و حديثاً في أفريقيا تقسيم أثيوبيا إلي دولتين هما إثيوبيا و إريتريا سنة 1993.
و من دروس التاريخ يتلاحظ أن التقسيم دائما مفروش بالدم و يسبقه توترات و عنف و هذا ما حدث في شبه القارة الهندية و تيمور الشرقية في إنقسامها عن أندونيسيا و جنوب السودان في إنقسامها عن السودان. و في اليمن حين إنقسمت إلي جنوبي و شمالي .و في تقسيم إثيوبيا و صربيا و تيمور الشرقية.
لكن لم يحدث هذا في الإتحاد السوفيتي لأن كل الدول إرتضت العودة إلي حدود ما قبل الإتحاد كما أن للإتحاد السوفيتي  كفاءة توزيع خاص للموارد جعل من الممكن التقسيم دون حروب.كما أن الحرب الباردة كانت قد أسفرت عن إنهاك كل إقتصاديات الإتحاد السوفيتي مما إستبعد معه شبح الحرب.
تصنيف النظم السياسية حسب التقسيم الجغرافي للسلطة
أنواع الدول:
إن فقهاء القانون والسياسة اتبعوا مناهج متعددة في تقسيم الدول وذلك تبعا لطبيعة اختصاصاتهم واهتماماتهم والزاوية التي ينظرون منها إلى الدولة
من حيث السيادة :  تنقسم الدول إلي  دول كاملة السيادة ، وأخرى ناقصة السيادة
من حيث الشكل : دولة بسيطة و دولة مركبة .
أولا  الدولة البسيطة
هي التي تنفرد بإدارة شؤونها الداخلية والخارجية سلطة واحدة  مثل فرنسا ، الأردن ، لبنان
فالسيادة في مثل هذه الدول غير مجزأة تمارسها سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة كما هو مبين في دستورها الواحد الذي يطبق على كافة أنحاء إقليم الدولة
• وحدة الدولة تتجسد من خلال (دستور واحد ينظمها -سلطة تشريعية واحدة - السلطة التنفيذية واحدة- السلطة القضائية واحدة)
 وهذا وتبقى الدولة الموحدة بسيطة إذا بقيت تتصف بوحدة السلطات و مركزيتها. بغض النظر عن طبيعة نظام الحكم فيها فقد تكون : ملكية كالأردن والسعودية ، أو جمهورية كمصر ولبنان ، وقد تكون مطلقة دكتاتورية أو مقيدة ديمقراطية مثل دول الخليج و سلطنة بروناي.
المركزية الإدارية في الدولة الموحدة
ويقصد بالمركزية الإدارية قصر الوظيفة الإدارية في الدولة على ممثلي الحكومة المركزية في العاصمة  وهم الوزراء دون مشاركة ما من هيئات أخرى.
- اللامركزية الإدارية
 تعني تقاسم  الوظيفة الإدارية بين الحكومة المركزية وبين هيئات أخرى محلية أو مصلحيه تباشر اختصاصات محددة بقدر من الاستقلال تحت رقابة ووصاية الحكومة المركزية  و هذا هو نوع التقسيم المحتمل في مصر.

 ثانيا - الدولة المركبة

و تتألف الدولة المركبة من دولتين ، او مجموعة دول اتحدت لتحقيق أهداف مشتركة ، فتوزع سلطات الحكم فيها على الدول المكونة لها تبعا لطبيعة ونوع الاتحاد الذي يربط بينها
تنقسم  أنواع الدول المركبة إلى
1- الاتحاد الشخصي
وهو عبارة عن اتحاد بين دولتين او اكثر تحت عرش واحد ، لكن تحتفظ كل دولة بسيادتها الكاملة وتنظيمها الداخلي المستقل وبالتالي فمظاهر الاتحاد هنا لا تتجسد الا في شخص الدولة فقط . فرئيس الدولة هو المظهر الوحيد والمميز للاتحاد الشخصي ، الامر الذي يجعله اتحادا عرضيا وموقوتا يزول وينتهي بمجرد اختلاف رئيس الدولة  تماماً مثل المملكة المتحدة و أستراليا و نيوزيلندا و جميعهم تحت تاج الملكة أليزابيث فهي ملكة هذه الدول رغم أن الدول ذاتها منفصلة عن بعضها البعض في الإدارة و الملكية و الجنسية و الحدود.
الدول المشتركة في الاتحاد الشخصي تبقى متمتعة بكامل سيادتها الداخلية والخارجية ، فانه يترتب على ذلك
1- -احتفاظ كل دولة بشخصيتها الدولية وانفرادها برسم سياستها الخارجية
2- تعد الحرب بين دول الاتحاد الشخصي حربا دولية
3- ان التصرفات التي تقوم بها أحد دول الاتحاد الشخصي إنما تنصرف نتائجها إلى هذه الدولة فقط وليس إلى الاتحاد
4 - يعتبر رعايا كل دولة أجانب بالنسبة لرعايا الدولة الأخرى
5- لا يلزم في الاتحاد تشابه نظم الحكم للدول المكونة له
2-  الاتحاد الحقيقي  الفعلي :
يقوم بين دولتين او اكثر ، وتخضع كل الدول فيه لرئيس واحد مع اندماجها بشخصية دولة واحدة ، تمارس الشؤون الخارجية  وتبقى كل دولة في الاتحاد محتفظة بدستورها وأنظمتها الداخلية
يترتب على الاندماج في الاتحاد الحقيقي  فقدان الدولة لشخصيتها الخارجية
1-     توحيد السياسة الخارجية والتمثيل الدبلوماسي
2-     تعتبر الحرب التي تقوم بين الدول الأعضاء حربا أهلية
و يعتبر إقليم مصر و السودان أيام كانت مصر مملكة مثالاً للإتحاد الفعلي .

3-      الاتحاد الاستقلالي الكونفدرالي
ينشأ من اتفاق دولتين او اكثر في معاهدة دولية على تكوين الاتحاد أو الانضمام إليه مع الاحتفاظ كل دولة باستقلالها الخارجي وسيادتها الداخلية
صك الاتحاد او المعاهدة والاتفاقية هي الأساس في الاتحاد الاستقلالي
مثل إتحاد مصر و سوريا  أيام عبد الناصر.
في هذا الاتحاد تبقى كل دولة متمتعة بسيادتها الداخلية ومحتفظة بشخصيتها الدولية
رعايا كل دولة من الاتحاد يبقون محتفظون بجنسيتهم الخاصة
العلاقة بين الدول مجرد ارتباط تعاهدي
حق الانفصال عن الاتحاد ممنوح للدول الأعضاء تقرره حسب ما تراه مناسبا ومتماشيا مع مصالحها الوطنية

4-      الاتحاد  الكونفدرالي
الاتحـاد الكـونفدرالي هو عبارة عن رابطة أعضاؤها دول مستقلة ذات سيادة، بمعنى أن دولتين أو أكثر تدخل معاً في اتفاق بقصد توحيد الجهود السياسية أوالاقتصادية او الاجتماعية أوالعسكرية تحقيقاً للمصالح المشتركة، وبقصد التعاون فيما بينها للمحافظة على استقلالها و يمنع الحروب بينها ولتنسيق خطط الدفاع عن مصالحها المشتركة في المجال الدولي. و غالباً ما يتم تشكيل هيئة سياسية عليا في شكل مؤتمر أو جمعية عمومية أو مجلس يشرف على تنفيذ الأهداف المشتركة بين الدول الأعضاء. و أهم نموذج لهذا الإتحاد هو دول الإتحاد الأوروبي.
كما من أمثلة هذا الاتحاد: الاتحاد الاستقلالي الكونفدرالي السويسري الذي اقيم سنة 1815 م وانتهى سنة 1848، وهو تاريخ قيام الاتحاد الفيدرالي السويسري الحالي. وكذلك الاتحاد الكونفدرالي الالماني الذي اقيم سنة 1815، وانتهى سنة 1866، اتحاد الدول العربية الذي قام سنة 1958 بين الجمهورية العربية المتحدة و المملكة المتوكلية اليمنية، و كان هذا الاتحاد مفتوحاً للدول العربية التي تريد الانضمام اليه.
في الاتحاد الكونفدرالي، تتمتع كل دولة من دول الاتحاد بسيادتها الكاملة و تحتفظ بشخصيتها الدولية. وليس للاتحاد نفسه ممثلون دبلوماسيون لدى الدول الاخرى. ولدول الاتحاد ان تعقد المعاهدات مع الدول الأخرى بشرط الا تتعارض مع مصالح اعضائه. والحرب التي تقع بين احدى الدول الداخلة في الاتحاد و دولة أجنبية لا تلزم الاتحاد و لا يكون مسؤولاً عن نتائجها. وفيما يخص الشأن الداخلي، تحتفظ الدول الداخلة في الاتحاد الكونفدرالي بنظام حكمها السياسي الذي قد يختلف عن نظم الحكم في الدول الأعضاء. وأيضاً تحتفظ بجنسيتها الخاصة بها و المستقلة عن غيرها، والتي تحدد علاقاتها القانونية برعاياها وبالاجانب بحيث يكون رعايا الدول الاخرى الاعضاء اجانب بالنسبة اليها
الإتحاد الفدرالي:
في هذا الاتحاد تكون السلطات مقسمة دستورياً بين حكومة مركزية وحدات حكومية أصغر مثل الأقاليم، الولايات. ويقوم هذا الاتحاد إما بين عدة دول، تتنازل كل منها بمقتضى الدستور الاتحادي عن سياستها الخارجية وعن بعض سلطاتها الداخلية للكيان القانوني الجديد (الدولة الاتحادية) أو بين عدد من الاقاليم تتخذ منه نظاماً سياسياً لها. ما يعني أن الدول الاعضاء تفقد شخصياتها الدولية، وتكون إما على شكل ولايات أو اقاليم. ويخول الدستور الاتحادي الدولة الاتحادية سلطة مباشرة على مواطن هذه الدويلات أوالاقاليم او الولايات.
الاتحاد الفيدرالي ليس اتحاداً مثل الكونفدرالي، يخضع فقط للاتفاقات المعقودة بين الدول المتفقة بل انه يخضع للقانون الدستوري ايضاً، فالعلاقة بين الدولة الاتحادية الفيدرالية وولاياتها أو اقاليمها أو دويلاتها هي علاقات قانون داخلي تخضع للدستور ويقوم الاتحاد الفيدرالي على اساس توزيع مظاهر السلطة الداخلية بين الحكومة الاتحادية من ناحية وحكومات الاقاليم من ناحية اخرى. ومن أمثلة هذ الاتحاد: الولايات المتحدة الامريكية، المانيا الاتحادية، الإمارات العربية المتحدة .
وفي هذا الاتحاد، يحق للدولة المركزية وحدها الدخول في علاقات دولية. و تكون وحدها عضواً في المنظمات الدولية. ولها وحدها حق ابرام المعاهدات (عرفت هذه القاعدة عدة استثناءات) كما لها وحدها حق التمثيل الدبلوماسي. ولها وحدها حق تقرير الحرب والسلم. ويتمتع جميع مواطني الأقاليم بجنسية موحدة (جنسية الدولة الاتحادية). ويرأس الدولة الاتحادية شخص واحد هو رئيس الدولة الاتحادية .
وفيما يخص المجال الداخلي، فهناك دستور مركزي موحد. وتوجد هيئة تشريعية مركزية موحدة (البرلمان الاتحادي). وكذلك هيئة تنفيذية مركزية موحدة (حكومة). وهيئة قضائية مركزية موحدة.
يختلف توزيع الاختصاصات من دولة اتحادية الى أخرى بحسب ظروف كل دولة و كيفية نشوءها. فالدولة الاتحادية التي تنشأ نتيجة تفكيك دولة بسيطة الى أقاليم تسعى الى تقوية صلاحية الدولة الاتحادية على حساب الاقاليم وفي الدولة الاتحادية التي تنشأ من انضمام عدد من الدول تسعى لتقوية صلاحية الأقاليم على حساب الدولة الاتحادية.


-التمييز بين الاتحاد المركزي الفدرالي والاتحاد الاستقلالي الكونفدرالي

الاتحاد المركزي الفدرالي

 الإتحاد الفدرالي ينشأ من خلال عمل قانوني داخلي وهو الدستور الاتحادي
تمارس السلطات الاتحادية اختصاصاتها على الأفراد مباشرة
الانفصال مرفوض
جنسية الشعب واحدة
إذا قامت حرب بين إقليمين في الاتحاد فهي حرب أهلية
مزايا و عيوب هذا الإتحاد
مزايا الاتحاد المركزي الفدرالي
1 - نظام الاتحاد المركزي قادر على توحيد دول ذات نظم متغايرة ومتباينة في دولة واحدة قوية
2 - يعمل على التوفيق بين مزايا الدولة الموحدة ومزايا الدولة المركبة
3 - يعتبر حقلا واسعا للتجارب في الأنظمة السياسية
عيوب الاتحاد المركزي الفدرالي
1- ان ازدواجية السلطات العامة سيؤدي إلى نفقات مالية كبيرة
2- يؤدي هذا النظام إلى تفتيت الوحدة الوطنية
3- ان تعدد السلطات واختلاف التشريعات كثيرا ما يسبب منازعات ومشاكل
 صفات الاتحاد الاستقلالي الكونفدرالي علي مثال )الإتحاد الأوروبي)
يستمد وجوده من معاهدة تتم بين الدول الأعضاء
تتولى الاختصاصات وتحقيق الأهداف هيئة مشتركة ، ممثلين عن دول الأعضاء
الانفصال حق مقرر لكل دولة فيه
لكل شعب جنسية في الاتحاد حسب دولتهم
إذا قامت حرب بين دولتين في الاتحاد فهي حرب دولية
عيوب الإتحاد الإستقلالي الكونفدرالي :
قد يحدث إنتقاص في إستقلالية البلد نتيجة إلتزاماته تجاه الدول الشريكة معه في الإتحاد .مثلاً إختفت عملات كل دول الإتحاد الأوروبي نتيجة خضوعهم لعملة جديدة هي اليورو.و ما ترتب علي ذلك من تغييرات جذرية في السياسات المالية و النقدية و الإقتصادية.
قد تتحمل دولة عبء دولة أخري شريكة لها كما تحملت ألمانيا  و فرنسا أعباء سقوط إقتصاد اليونان و البرتغال ثم اسبانيا .و كما تحملت الدول صاحبة الإقتصاد الأقوي أعباء دول أوروبا الشرقية الضعيفة إقتصادياً وقت دخولها الإتحاد الأوروبي.
قد تصبح الدولة مضطرة إلي تبني مواقف سياسية لم تكن ترضي بها إلا بسبب وجودها ضمن هذا الإتحاد  و تصبح الحركة السياسية أكثر قيوداً و أقل حرية من بعد الإتحاد.
الحكم الذاتي :
يظهر هذا المفهوم في ميثاق الأمم المتحدة مادة 73 و 76 .
و هذا المفهوم ترجمة لتعبير حق تقرير المصير الذي بدأ إنتشاره بعد إنشاء عصبة الأمم . و من المثير أن الأمم المتحدة تملك حق توقيع إتفاقية مع قومية أو جنس ليكونوا متمتعين بالحكم الذاتي ..حتي لو لم توافق الجهة صاحبة السلطة الأصلية عليها أي علي الإقليم طالب الحكم الذاتي.  بمعني أن الأمم المتحدة لها صلاحية الموافقة علي تقرير مصير فئة من الشعب أو عرق أو جنس حتي لو لم توافق الدولة التي يعيش فيها هذا الجنس أو العرق علي منحهم حق تقرير المصير أي أن الأمم المتحدة قد تكون الطرف الثاني الذي يتعاقد معه شعب ما لينال حق تقرير مصيره برغم رفض الدولة الأصلية التي يريد هذا الشعب الإنفصال عنه.أو طلب حق تقرير المصير بعيداً عنه
و يشترط في المنطقة التي تطلب حكماً ذاتياً أن يتوفر فيها ما يلي : –
-         ضرورة توفر سلطة تشريعية في الإقليم يتولى سن القوانين سلطة منتخبة بطريقة ديمقراطية ،
 
-  توفر سلطة تنفيذية بأن يتم اختيار أعضاء هذه السلطة  بموافقة الشعب.
-  سلطة قضائية يناط بها تطبيق القانون واختيار القضاة والمحاكم.
-    أن يتم إختيار هذه السلطات دون ضغوط خارجية أو داخلية.( من الدولة الأم)
    قبل ذاك كله ينبغي أن تتوفر أرض يمارس عليها الإقليم حكمه الذاتي .
الفدرالية تعد شكلا متقدما من أشكال الحكم الذاتي (اللامركزية)، الذي يُعرف بأنه نظام سياسي وإداري واقتصادي، يحصل فيه إقليم من دولة على صلاحيات واسعة لتدبير شؤونه، بما في ذلك انتخاب الحاكم والتمثيل في مجلس منتخب؛ يضمن مصالح الأقاليم على قاعدة متساوية. مثل الحكم الذاتي للأكراد في العراق . و يكاد أكراد سوريا يفعلون نفس الشيء و قد أعلنوا إستقلالهم من طرف واحد من عفرين  كما أنه يوجد  في أسبانيا  أكبر عدد من الأقاليم المتمتعة بالحكم  الذاتي  إذ فيها 17 إقليم يتمتعون بالحكم الذاتي .أشهرهم إقليم كتالونيا و إقليم الباسك..
و الحديث عن الحكم الذاتي له حنين يداعب الأقليات دائماً .يرون فيه حلاً لتغول الأغلبية علي حقوقهم. و يرون فيه أملاً لرفع الظلم عنهم.و يرون فيه تحرراً من قيود تضعها علي عاتقهم السلطات المنحازة سواء السياسية أو الإدارية أو القضائية.
غير أن التجهيز لأرضية هذا الحل يتطلب عملاً شاقاً و إعداد طويل الأجل  .فالجلاد لا يسلم بسهولة لضحيته.و طالما يمسك  الجلاد بسيفه فهو يعيش دور الأقوي و يظن في نفسه القدرة حتي و لو كان واهماً .و حتي تستطيع الأقلية إعادته لحقيقة حجمه عليها أن تبذل الجهود السياسية و الوطنية عمراً طويلاً .
كيف يتجهز شعب للحكم الذاتي

أولاً: لابد من خلق جيل متشبع بالفكرة.أقصد فكرة الحكم الذاتي . أي أن تنتشر شعبية هذا الرأي في جيل جديد و لا تصبح فكرة الحكم الذاتي فكرة فردية أو فكرة قلة من الناس بل تأخذ جميع الإتجاهات في إنتشارها لتصنع جيلاً من الذين يستطيعون أن يتبنوا الجهاد  السلمي الوطني في سبيل هذا الحكم الذاتي .
إن الإنتقال من حالة مطلب فرد إلي حالة مطلب شعب يتطلب مجهودات هائلة من التوعية و التنوير و نشر الفكر الوطني و معالجة الأزمات المتلاحقة بطرق تجعل من السهل كسب شعبية لفكرة الحكم الذاتي و ليس كسب شعبية شخصية.
ثانياً :لابد من بناء كوادر متسلسلة من الكفاءات الوطنية تستطيع أن تصل إلي دوائر صناعة القرار و تصبح طرفاً فاعلاً فيها.هذه الكوادر هي عناصر فكرية سلمية تشق طريقها في كل الأصعدة لتجد موضعاً لها تستطيع منه التأثير علي صناعة القرار أو حتي الحد من سلبيات القرارات تجاه الأقلية.
ثالثاً :حيث أن التاريخ و الواقع يقولان أن تحقيق الحكم الذاتي لا يمكن أن يتم دون الإستعانة بدول كبري ذات مصلحة في تحقيق هذا الوضع المستقل لذا وجب بناء جسور تواصل مع هذه الدول من خلال خطة مدروسة في جميع مراحلها و رفض العشوائية و التصريحات العنترية التي تعوق دون تدفق الفكرة إلي الدوائر الدولية.يجب أن تنساب الفكرة بسلاسة دون تعبيرات فجة تصنع للمسيرة أعداء و هي في أمس الحاجة لتقليص أعداءها و زيادة رصيد أصدقاءها.إن الحصول علي تأييد دولي  و أممي للفكرة هما الجناحان اللازمان  للتحلق به في أرض الواقع. وإن السياسة الخارجية للفكرة هي العمود الفقري لأي حالة حكم ذاتي تحققت منذ بداية القرن العشرين.
رابعاً :ترتيب البيت من الداخل: فأي تقدم لا يتحقق سوي من فريق عمل .لا ينجح أبداً الذين تفرقت مجهوداتهم في تخوين بعضهم البعض.و لا يتحقق حكم ذاتي تحت أي شكل بينما طالبي هذا الحكم لا يستطيعون أن يتحكموا في نياتهم فكيف يحكمون شعبهم؟ لولا إتحاد الوطنين في كل دولة ما إستطاعت أن تستقل.لذا فالوحدة و العمل كفريق ليس شكلاً تجميلياً بل هو روح العمل الوطني.لذا يموت العمل الوطني بين الأفراد و يعيش فقط بين الجماعات.العمل الوطني كائن أسري و ليس كائن فردي.الإتحاد علي مستوي القيادة يفرز طاقة هائلة لدي المستويات الأقل في هذا التسلسل الوطني.و التنافر بين القيادة يمزق الشعب كله.لذا لا أمل في مستقبل شعب إن لم تتوحد نيات القادة و تتناسق مجهوداتهم.و يتعاون الجميع لمصلحة الجميع.
خامساً :التأهل للتعامل مع المشاكل التي تبدأ بعد تقرير المصير مثل :
مشكلة الشخصية الدولية إذ لا توجد شخصية دولية للأقاليم ذات الحكم الذاتي بل تظل مجرد تابع للسلطة المركزية .مشكلة الموارد الطبيعية و تقاسمها.مشكلة توزيع الصلاحيات و تقاسمها.المسائل الأمنية.السياسات الإقتصادية و المالية التي تخضع لها الأقاليم ذات الحكم الذاتي و التي قد لا يلائمها الكثير من هذه السياسات.
إذن يحتاج الأمر إلي توقع مسبق لهذه الإحتياجات و توفر خطط واقعية للتعامل معها.و إلا يتبع حق تقرير المصير حالة من الفوضي الداخلية قد تصل إلي حرب أهلية.و هذا ما حدث في فلسطين بعد إعلانها دولة مستقلة.
آليات الحكم الذاتي
هي المجالات التي تمارس من خلالها سلطة الحكم الذاتي.و التي تظهر فيها شخصية الإقليم المتفردة.
1-العلاقة بين المركز والإقليم : حيث يقوم بناء الدولة بشكل أساسي على طريقة الفيدرالية من حيث آليات التطبيق , ويمكن لأي محافظة أن تشكل إقليما فيدراليا كجزء أساسي من الحالة الفيدرالية كما هو مطبق في كندا حيث يتمتع إقليم كيبك بالحكم الذاتي و آلية التطبيق هي الفيدرالية.
2-استغلال الموارد الطبيعية: من حق الإقليم استغلال و استثمار موارده الطبيعية بالشكل الذي يراه مناسبا و ذلك ضمن إستراتيجية العامة للدولة الاتحادية .
3- توزيع الصلاحيات: يحق للإقليم تشكيل برلمان خاص به و حكومة محلية ومؤسسات متكاملة التنفيذية والتشريعية لها كامل الصلاحيات ما عدا السياسة الخارجية والدفاع و العملة الرسمية و السياسة الاقتصادية العامة للدولة.
4-الأمن: يقتصر مهمة الإقليم على تامين الامن في الإقليم معتمدا في ذلك على قوة شرطة محلية تابعة لإقليم.
5- استخدام اللغة: يحق للإقليم المستقل ذاتياً أم يعتمد لغته الخاصة بالإضافة إلي أي لغة أخري يراها مناسبة .
6-حرية المعتقد:علي هيئات الحكم الذاتي احترام و حماية الأديان و ضمان نشاطاتها و طقوسها وفقا لقانون الإقليم . كما يجب فصل الدين عن الدولة.
7- العادات والتقاليد القومية: التعايش مع القوميات .ونشر ثقافة حقوق الإنسان و التسامح و المحبة بين شعوب الإقليم.
8- الإدارة: يقوم الإقليم بإعادة توزيع أراضيه بحسب التركيبة الديموجرافية الجديدة .و يحق له إبعاد غير المرغوب فيهم من قوميات تم الإستقالا عنها و منها.علي أن تقوم الدولة المركزية بتوطين المبعدين في أقليم خاضعة لها.
9- التعليم : يكون التعليم وفقاً لسياسة تعليمة يضعها الإقليم لنفسه.



تاريخ مصر و أنواع التقسيمد
 هل كانت مصر مستقلة و موحدة عبر كل عصورها ؟ تعالوا لنري
عند النظر إلي أنواع التقسيم بين الدول نجدها كالأتي
التابع و المتبوع
تقسيم الدولة إلي قسمين قسم كامل السيادة ( دولة قائدة أو متبوعة) و آخر منقوص السيادة (دولة تابعة)
لا يملك القسم منقوص السيادة إعلان الحرب أو عقد معاهدات مع الدول أو إلغاء معاهدات أو إقامة سفارات أو تحديد السياسة الخارجية فهذا كله من إختصاص الدولة المتبوعة أما الدولة ناقصة السيدة فهي دولة تابعة
و قد عاشت مصر هذا التقسيم المهين طوال أربعمائة سنة ظلت فيه تابعة للدولة العثمانية الإسلامية و وافق كل حكام مصر طوال أربعة قرون علي أن تبق مصر (شبه دولة ) تصدر لها القرارات من الباب العالي ( الآستانة) و ما علي مصر إلا الخضوع و الطاعة حتي في إرسال الجزية إلي تركيا العثمانية و هكذا نري أن أطول فترة إحتلال لمصر كانت إحتلالاً إسلامياً قضي علي التطور الحضاري و جر كل المنطقة العربية إلي التراجع الحضاري

بعد أربعة قرون من التقسيم بين التابع و المتبوع ظهر تقسيم جديد هو التابع و المنتدب
مصر بين رحي الإنتداب و الإحتلال
الدولة التي تحتل الآخري هي  الدولة المنتدبة و الدولة التي تم إحتلالها تسمي ( تحت الإنتداب)
و لا يسمح للدول التي تحت الإنتداب أن تشن حرباً لكن لها الإستقلالية في كل شئونها الداخلية أي أن هذا التقسيم أرحم كثيراً من التقسيم أيام الدولة العثمانية لأنه يسمح بالحرية الشخصية و الإستقلال القانوني الداخلي بينما لم يكن ذلك مسموحاً به تحت الإحتلال الإسلامي العثماني بل كان هذا الإحتلال أكثر عدلاً في شئون الأقليات من تعنت الأغلبية في مصر
حتي أن الدول التي كانت تحت الإحتلال العثماني نالت إمتيازاً لها بعد تخلصها من الإحتلال العثماني. بإحتسابها دولاً مستقلة ( بما في ذلك الدول التي لم تسع للإستقلال) علي أن تسترشد في شئونها بالدول التي وضعت تحت إنتدابها و كأن الدول الأوروبية المستعمرة قد صارت إشبيناً للإستقلال تأخذ بيد الدولة الوليدة حتي يكتمل نضجها و تصبح قادرة علي إدارة شئونها بدون وصاية .ثم تتركها مستقلة بعد أن تضعها علي أول طريق الإستقلال.
أي أن مصر كانت تحت التقسيم بين الأعوام من 1914 حتي عام 1922  و هو نفس العام الذي حصل فيه زوال الدولة العثمانية  و إنعدام وجودها القانوني و قامت الدولة التركية علي أنقاض الدولة العثمانية التي راح سلطانها يتقلص حتي صارت حدودها كما هي عليه اليوم بإستثناء التعدي علي دولة أرمينيا المسيحية و إستقطاع جزءاً منها محتل بتركيا حتي اليوم
بإنتهاء الحرب العالمية الثانية تم إلغاء الإنتداب لتغير موازيين القوي العالمية  و أصبح الإعتراف ضمنياً بإستقلال الدول التي كانت تحت الإنتداب
فهل إستقلت مصر ؟
في ضوء المعاهدات نستشف حقيقة الإستقلال.
مرحلة المعاهدات

في الأصل أن المعاهدة هي إلتقاء الإرادة بين الدول علي أمر ما هو موضوع المعاهدةهذه المعاهدة يجب بالتأكيد أن تنتج آثاراً لها و تضع إطاراً لحدود التعامل حسب نصوص المعاهدة.
هل كسبت مصر شيئاً من معاهدة تأجير قناة السويس للإنجليز؟
لم تكن هذه معاهدة بمقدار ما كانت فرضاً بالقوة لتحقيق مصلحة إنجلترا و لا سيما في أجواء الحربين العالميتين.كانت قناة السويس هي الترجمة الحقيقة لوضع مصر آنذاك.فقد كانت قناة السويس شركة مساهمة .من يملك الشركة ( مصر ) و من يديرها ( إنجلترا) فلم تكن هذه معاهدة بل صيغة مهذبة للسيادة علي مصر .أو هي حرية مشروطة بالسماح لإنجلترا بالتحكم في الممر المصري الأعظم في العالم.لا نستطيع أن نقول أن مصر كانت مستقلة و لا كانت محتلة.فهي مستقلة الأرض محتلة السيادة و القرار.و هذا هو الوضع الحالي أيضاً بشأن إتفاقية كامب ديفيد.إذ إهتم السادات بتحقيق الإنسحاب من الأرض لكي يرضي الشعب و لكن السيادة المنقوصة علي الأرض لا تعني الحرية و لا الإستقلال.
فإذا كان دخول دبابة علي أرضك يستلزم إذناً من دولة أخري فهذا لا يعني سوي أنك غير مستقل.
إذن الحقيقة أن مصر ليست مستقلة بعد حتي اليوم.فما الداعي للتشدق بعبارات جوفاء كأن تقسيم مصر هو أمر جديد ؟ و كأن الداعين للتقسيم هم أول من يفسخوا أوصال الوطن؟ يا أعزائي مصر منذ أن غادرت الحضارة الفرعونية و هي منقسمة الأوصال .فاقدة السيادة. و بعض من شعبها يجد لذة في أن ينتسب إلي غزة لا القاهرة. و أن القدس هي عاصمة مصر و ليست قاهرة الأهرامات. الذين قَبلتهم تجاه حماس و ظهورهم تجاه شعوبهم. البعض من شعبها يبيع مصر بإسم الإسلام .و يري ولاءه للسعودية و قطر هو غاية المراد من رب العباد.
عمن تبحثون في التقسيم و هو ينخر كالسوس يوماً بعد يوم.
مصر لم تستقل بعد.و لطالما كان هؤلاء الخونة علي سدة الحكم الذين يهتفون لغزة بدلاً من مصر .
مصر منقسمة بين وطنيين و خونة. بين إسلاميين و أحراراً. بين عبيد الليرات و الدراهم و بين من يحفرون الصخر لكي يصنعوا من مصر وطناً حقيقياً.بين شرفاء و مزيفين.مصر بين شقي الرحي لم تتنسم أنفاسها لتنهض بعد.
لقد كتبت و كررت مراراً أن التقسيم صناعة إخوانية و سياسة إخوانية و هدف إخواني و نتيجة ممارسات إخوانية ,.و أن التقسيم يلاحق الدول التي تركت مصائرها في يد الإخوان.و أنه لم تقم أمة من كبوتها إلا إذا إستطاعت ان تستبعد هؤلاء الخونة الأدعياء من منافذ صنع القرار.
فليس الأقباط هم الداعون إلي التقسيم بل الإخوان .هم المجني عليهم في التقسيم و ليسوا الجناة. إذا إنقسمت مصر فسيكون الإخوان هم الآلة الوحيدة التي تفسخ أوصال هذا الوطن.و لن يكن للأقباط دور حقيقي في التقسيم بل سيكونون مفعول به و ليسوا طرفاً فاعلاً .
من يريد تقسيم مصر ؟ أعيد ما سبق أن ذكرته في لقاءا ت مذاعة و في مقالات منشورة لأهمية أن يكون الموضوع هنا متسق و متكامل.
أولاً من يريد التقسيم
يمكنكم الرجوع إلي المقال الذي ناقش هذه الجزئية بإستفاضة بعنوان دور الإخوان في تقسيم البلدان
http://www.copts-united.com/Arabic2011/Article.php?I=1251&A=65796
http://www.freecopts.net/arabic/articles/view/19760
هل هناك أرضية متوفرة تسمح بالتقسيم في مصر
بملء الفم أقول نعم .مصر تضع بسياساتها الخرقاء و بتجاهلها الحاد المتعمد لفئات من المصريين أساساً للتقسيم و لن يصبح التقسيم في حد ذاته هو السؤال فأنا أراه  مسألة وقت بل سيصبح السؤال هو كيف سيحدث هذا التقسيم و هل سيكون دينياً أم عرقياً أم كلاهما. و هل سيتم سلمياً أم عنيفاً أم كلاهما. و هل سيكون بدعم خارجي أم داخلي أم كلاهما.
في مصر يتم الآن رسم خريطة جديدة تقسم فيها القوي البشرية إلي أديان .و تقسم فيها القرارات لخدمة مذاهب دينية بعينها.و تقسم فيها الموارد و الإمتيازات لتكون موجهة لفئات بعينها .هذا هو التقسيم الفعلي و يتبقي فقط التقسيم الجغرافي الذي يليه.
في مصر خريطة مرسومة للأعراق.فهذا نوبي و هذا بدوي و ذاك صعيدي و آخر للدلتا .و هكذا تتقسم مصر عرقياً .
التعامل بهذه الخرائط عند إصدار أية قرارات يكرس حالة التقسيم.حتي القضاء اليوم في مصر ينظر إلي عرق المتهم و ديانته ثم يصدر الحكم.فالقضاء في مصر يكرس التقسيم.التعليم أيضاً و التعيين مثله.الجيش يكرس التقسيم و الإعلام مثله .
بيئة مصر تكرس التقسيم أكثر مما توحد المصريين.و مؤخراً السياسة الخرقاء هي أكثر الأسافي و النوائب التي حلت بمصر منذ قيام الحضارة الفرعونية.
معركة الدستور
أن معركة الدستور هي بذرة من بذار التقسيم و بداية لإنشقاق كبير في المجتمع.معركة الدستور  قد تكون المدخل الأول للتصعيد الدولي و من ثم التدخل الدولي ..  ربما لا يحسم الدستور من داخل مصر بل قد يحتاج الأمر تصعيد علي مستوي دولي و قد يتطور التصعيد إلي فرض مواد دستورية بأيدي خارجية فتكون مصر مستعمرة من خلال الدستور.
وفقاً لقراءتي الخاصة أشك أن مواد الدستور ستكون مواد مصرية خالصة.و مسودة الدستور التي تعتبر النيل ثروة مائية رئيسية و تتجاهل أن قناة السويس له نفس الأهمية .قد يكون بند كهذا مادة موضوعة بأيدي قطرية تتعشم في أن تحصل علي إمتياز حق إنتفاع  قناة السويس لتنتزع  سيادة مصر بحكم الدستور.
المادة الثانية للدستور هي مادة بأيدي سعودية وهابية و ليست مصرية.و هي المادة التي تؤسلم الوطن.و تتجاهل بقية الأديان .ليضمن الوهابييون أن هناك دولة مؤسلمة علي حدودهم ترسخ إستخدامهم الدين في قمع شعوبهم المقهورة برغم الغني الفاحش.
رد النصوص إلي جنسية واضعيها يحتاج إلي دراسة مفصلة  ليس هنا موضعها .لكن مختصرها أن الدستور لن يكون مصرياً و لا لأجل مصر إذا إستمر بهذا الشكل الذي قدمته مسودة الدستور المخزية.بل سيكون إستعماراً دستورياً.و تفتيتاً لمصر بنصوص دستورية غير مصرية . الدستور سيكون أداة تقسيم مصر إن لم يكن دستوراً مدنياً مرجعيته المواثيق الدولية و إعلان حقوق الإنسان الدولي.
كيف يمكن تأجيل تقسيم مصر لأبعد أجل ممكن؟
تكلمت من قبل عن ضرورة تشكيل مجلس للأقليات يدير الشئون الخاصة بكل أقلية في الأمور التي تتفرد بها الأقلية وحدها.و هو أمر يفيد جداً في إمتصاص التوترات الحاصلة
قلت وقتها أن مجلس الأقليات سيكون بمثابة المجلس الشرعي السياسي المجتمعي القانوني الذي يكفل تمثيل الأقباط في كافة أوجه الشئون الحياتية فيما عدا الدينية بالطبع الذي يمثل الأقباط فيه كنيستهم بإدارتها الكهنوتية.
ثم أضيف اليوم أنه يجب و فوراُ تعيين وزير في كل حكومة يسمي وزير الشئون القبطية .تكون كل مسائل الأقلية القبطية من وظيفته.له سلطة مطلقة في أي مجال يختص بالأقباط وحدهم. و يكون ممثلاً لهم و له حق الفيتو علي أي قرار يضر بمصالحهم.
له ميزانية لتنمية التجمعات القبطية الخاصة.و يختص بتقنين المناهج التعليمية الخاصة بالأقباط أو الجزء الذي يمسهم في المناهج العامة الأخري.
له وحده سلطة منح تراخيص الكنائس و الأديرة.و له وحده سلطة إقرار تغيير البيانات في الهويات الشخصية و التصديق علي شهادات تغيير الدين أو الملة.
له سلطة مراقبة تعيين الأقباط في الوزارات و المعاهد العلمية المختلفة.له سلطة رصد و تقرير حالة و طلب محاسبة محاسبة المسئولين الأقل من وزير في حالة إذا تعنتوا ضد قبطي.له أن يمثل ألأقباط في المجالات السياسية فقط دون الدينية.و نكون بذلك قد أرحنا الكنيسة من تثقلها بالدور السياسي الذي يفرض عليها أحياناً
أما في حالة تجاهل الأقباط كما هو حادث الآن فلا يلوم الأقباط أحد إذا هم إبتدئوا يفكرون بجدية في مصيرهم بعيداً عن تسلط الأغلبية المسلمة.لا يلومهم أحد إذا تخطوا الحدود بشكاواهم و طلبوا دعماً خارجياً لمظالمهم. و إتفقوا مع غير المصريين ضد مصريين يكرهون الأقباط.لا يلوم أحد الأقباط إذا وافقوا علي الإنسلاخ من هذه الشرنقة التي تحيط بهم مئات السنين.و وجدوا سلامهم و أمنهم في وجود حدود تفصل ما بينهم و بين أعداءهم الذين إعتبروا الأقباط عدواً ساذجاً و صيداً سهلاً و هدفاً ينشبون فيه سهامهم.
ليس التقسيم بعيد عن أفكار الأقباط لكنهم مشهورون بالصبر و الإحتمال .فلا تراهنوا علي صبرهم لأنهم أقوياء و ليسوا جبناء.ردوا حقوقهم إذا أردتم الخير لأنفسكم .لا تستقووا عليهم لأن الذي فيهم أقوي من الذي فيكم. لا تخدعكم سلطاتكم و لا إمكانياتكم فهم أغنياء في القوة عادلين في السيرة حكماء في التصرف و إذا غضبوا فهم أيضاً كالأسود.
و إذا كان التقسيم أمر لا مقر منه فالسؤال هو كيف تتقسم مصر ؟
لو حدث تقسيم في مصر فهو لن يبدأ بالأقباط و لن يحدث للأقباط أولاً .
لو تقسمت مصر فسيكون البدو هم أول من ينقسموا عنها بمساعدة حماس  الإخوانية الإرهابية . ثم يتبعهم النوبيين بمساعدة دولية بقيادة أمريكا و إنجلترا و إسرائيل  ثم يليهم الأقباط .ساعتها لن يستطيع أحد أن يقول أن الأقباط قسموا مصر لأن الحقيقة التي إستقرت علي مدي الأجيال أن الأقباط أحرص علي  وحدة مصر من بقية الأعراق الأخري التي تعيش فيها .
أين يحتمل أن يوجد التجمع القبطي أو الدولة القبطية .
لا أعرف .... لكنني متأكد أنها لن تكون بالقاهرة الكبري و لا بالإسكندرية .فيتبقي لدينا إحتمالان . الأول هو تخوم النوبة و حتي أسيوط.مروراً بالسويس و البحر الأحمر .فيكون خليج العقبة هو منفذ الدولة الوحيد علي العالم الخارجي.
و تكون قناة السويس محل صراع طويل الأجل حتي يحسم.
تبعاً لتخطيط برنارد لويس فهو يضع الدولة القبطية جنوب بني سويف حتي حدود دولة النوبة الكبري المزمعة و التي هي جنوب مصر و شمال السودان في تجزئة جديدة للسودان و مصر.
لكن في موضوع مشتبك جداً و في منتهي التعقيد مثل موضوع التقسيم  لا يوجد إطار واضح يمكن التنبؤ به فهو خاضع لتفاعلات من قوي داخلية و خارجية و نفوذ و قوي ضغط و تدخلات و تشابكات معقدة من المصالح المتضاربة.
كل ما يمكن القول به هنا هو مجرد أفكار معلنة و ليست بالضرورة الوقائع التي ستحدث علي الأرض.
يتبقي الحديث عن مصر علي باب التقسيم و هذا نرجأه إلي مقال آخر

و الآن نسند أفكارنا عند متكأ الراحة بعيداً عن فكر الإنقسامات.
حين وطئت أقدام السيد في مصر تهاوت أوثان العبيد.فعند قدومه ترتجف كل الأوثان.صنماً كانت أم بشراً.لأن نور الرب يزد الشمس ضياءاً و هو أيضاً يفضح الظلمة.
تأتي الأيام حبالي بالأحداث لكن وعود الرب حاضرة كل الأيام.يثبت قوته علي كل الأحداث.و يعطي للذين يثقون به سلطة لا تنغلب.
اليوم رأيت حبة الخردل.كم هي صغيرة.من صغرها عجزت أن أمسكها بين أصابعي.أهذا هو المقدار الذي يكفي من الإيمان لينقل الجبال؟ أهكذا أنت تهون علينا يا  رب .إيمان مثل حبة خردل فقط. فإن لم يكن عندنا مثل حبة خردل فماذا يتبقي عندنا بعد؟ حبة خردل واحدة و ننقل كل جبال مصر؟
عميق أنت تخفف الحمل عنا و تحررنا من النير.أنت الذي لم يطيق أن يري شعبه تحت السخرة في مصر.لم يقبل أن يشربوا كأس الظلم حتي الثمالة .بل طأطأ السموات و نزل.أظهر قوته برعدة.فصار الخوف ملازماً لمن أساءوا إلي شعبه.و نام شعبه مطمئناً.
يا من بيده تاريخ الأمم.تقرر مصيرها. صفحات حياتها بيدك.تحييها و تفنيها .تعبر عليك كظل.إن أردت لا تكون فيما بعد.تجعلها كقصة.تتحاكي بها الأجيال التي تأتي.يقولون عنها هكذا صنع الرب و هكذا أراد.
ليس أمة لم تكن تحت سلطانك.ليس شعب إلا و أنت حاكمه.حتي المتمردين عليك تحكمهم.و إن إستنفذوا كل عملك معهم تغلق عليهم في اللٌجة.تطبق عليهم بأضابير الظلام.لا يسمع منهم و لا عنهم فيما بعد لأن الرب قد إنهي إفتخارهم.
هكذا تكتب تاريخ الشعوب.أنت أول من يكتب تاريخهم و آخر من يكتب.لا تترك أحداً يزيف التاريخ.فأنت صانع كرة الأرض و صانع دورانها.و ما بين الأرض و دورانها تصنع أيامها و أحداثها و تضع علي جدارها بصمة يدك.و تختم علي مقاديرها .و تعرف أسرارها.
يجتمع الرؤساء علي مسيحك فلا يكون نصيبهم سوي الإحتقار.تستهزئ بهم و هم في كبريائهم يتمشون.حتي يأتي قضاؤهم كالبرق.وقتها يتمرغ المفتخرون بين الدود.و لا يبصرون أصابعهم في الظمة الخارجية..
من يميل ليبيت وسط ديارنا .هو الغريب الصانع خلاصه في أورشليم.يميل عندنا و نتعشي.يكشف عن يداه المثقوبتان.يقسم الخبز و يشبعنا.فنخرج نهتف له مراراً.يتعجبون من جسارتنا.لا يعلمون أننا رأيناه.و سمعناه.و لمسته أيدينا.لذلك لا يهمنا إن إنقلبت الأمم.إن أخذت أطراف مصر في مخاض كالوالدة.
لا نخشي إنقلاب السدود.أو نقل الحدود.لا نخشي تهديدات الفارغين .يقسمون علينا و نحن لا نأبه.
يأتون من بعيد ليسألوننا بدهشة قائلين أين هم أعدائكم إذ هم ليسوا بموجودين.قد ذهبوا إلي الفناء و صاروا عبرة.
أنت يا رب جعلت أعدائنا يلتمسون رضانا.لأنك لم تقبل أن يستهين أحد بأولادك.أنت يا رب فخرنا و قد أكرمتنا جداً بين الشعوب.صنعت لنا تاريخاً مجيداً يسبحك.جعلت قلوبنا تفرح بملكوتك أكثر من كل شيء.
أنت أسقطت أفخر مجدهم.و هدمت أوثانهم فإرتجفوا كالغارقين.إجتمعوا علينا فشتتهم حتي جالوا يعترفون بأنك حامينا.و يخشون بأسك.
أنت عرفت مؤامراتهم .فضحت خزيهم.صاروا ساقطين في الوحل.و ضاع فخرهم.جعلتهم تحت أقدامنا سريعاً فيما كنا نظنك نائماً.إنتهرتهم و أرحتنا.لذلك نسبحك جداً.نرفع إسمك بإفتخار .يضيء عملك معنا أكثر من الشمس.نمجدك و سنظل نمجدك.يا رافع الأمم للقاءك.



471
المنبر الحر / حواجز من ورق
« في: 19:02 28/10/2012  »
حواجز من ورق
Oliver كتبها
أحد أصدقائي الأحباء أرسل لي الفيديو الخاص بمهرجان (إحسبها صح) الذي أقامته الكنيسة الإنجيلية و شاركت  فيه أيضاً الكنيسة الأرثوذكسية  بعظة ألقاها أبونا القس إندراوس إسكندر كاهن كنيسة العذراء  بدمنهور.
و سألني صديقي المحبوب عن رأيي في هذا التصرف أي في مشاركة القس الأرثوذكسي في مهرجان إنجيلي .مما أثار في داخلي أفكاراً كثيرة .فتركت الرسالة ليومين ثم عاودت قراءة التساؤل من جديد .و أرسلت له ردي كما رأيته و قلت له أنه رأياً شخصياً بحتاً .و سأذكره لكم في نهاية المقال لكن تساؤله جعلني منشغلاً بأفكار كثيرة  فقلت أشارككم  فيها بإعتباركم أحبائي عبر القلم .
الفكرة الأولي
حين نتتبع تاريخ الطوائف الحديثة .الإنجيلية و البروتستانتية و غيرها.نجد أنها بدأت مع عصر النهضة الأوروبية أي منذ أربعة قرون.في العصر الذي بدأ فيه الإهتمام بقيمة الإنسان و حقوقه .
و جميعنا يعرف أن هذه الطوائف جميعها ولدت في حضانة النهضة الأوروبية.و إنتقلت إلينا عبر الإحتلال  في القرنين الماضيين . إنتقلت إلينا العقيدة الإنجيلية و البروتستانتية من خلال عقلية أوروبية متفتحة في وقت كان العقل العربي ( و لا يزال) متخلفاً .
أنا هنا أتكلم عن العقل الأوروبي و ليس عن العقائد.
المهم أن أسلوب التفكير الأوروبي إنتقل من خلال التبشير .فإمتزجت العقيدة الإنجيلية و البروتستانتية بمكونات العقل الأوروبي.
في الوقت الذي حافظت الكنيسة الأرثوذكسية علي عقيدتها من خلال ( النسك و الشهادة و التعليم و التقليد و الطقوس).
 و لأن  العقائد الغربية  وفدت علينا بالعقل الأوروبي.لذا نجد الفكر البروتستاني و الإنجيلي يهتم بالصفات الشخصية .و الثقة بالنفس .و الرجاء و الإستبشار و الميل إلي الفرح.و الإهتمام بالجانب النفسي في معظم المعاملات الروحية.و أهمية العلاقات الشخصية و التحرر الفكري و الميل إلي البحث .
بينما الفكر الأرثوذكسي متأثراً بالنسك و التمسك بالعقيدة حتي الموت معتمداً علي إرث تاريخي و عقيدي .هذا الإرث تسبب في تكويين شخصية تميل إلي إنكار النفس.و الزهد في الأرضيات .و تستخدم الحزن الروحي كثيراً في مسيرتها الروحية ربما أكثر من الأفراح.و ليس هذا عيباً .فكل عقل هو نتاج بيئته.و بهذه المعطيات قدمت كنيستنا الأرثوذكسية العمالقة من المفسرين و المفكرين و المعلمين و القديسين المتأثرين بالمنهج الفكري القبطي المصري الشرق أوسطي.
و مع أنني لا أري خلافاً بين الشخصيتين.أو بين الفكرين.لكنني أري إختلاف العقلين.عقل يميل لإستخدام نصفه الأيمن و عقل يميل لإستخدام نصفه الأيسر.و كلاهما كما نري نفس العقل.لكن المكونات المؤثرة في تكويين أسلوب التفكير مختلفة.
معني هذا أن الخلاف بين الطوائف يحتوي في جزء منه علي الخلاف بين طريقة التفكير الأوروبية و طريقة التفكير الشرقية  .هذا الخلاف بين العقليتين يضيف بعداً أكبر للخلاف بين العقائد .
و إذا إستطعنا الفصل بين خلافات  طريقة التفكير و إستبعدنا أثرها علي العقائد الغربية الوافدة علينا سيتبقي لنا بعضاً من المفاهيم الروحية و التفاسير الإنجيلية يسهل التفاهم جداً بشأنها و الوقوف علي أرضية ثابتة من الإتفاقات الكثيرة بين أعضاء جسد المسيح الواحد. حتي لو لم يحدث هذا التوافق سنكون قد إستبعدنا جزءاً من الإختلاف.
أردت أن أقول أن بعضاً  و ليس كلاً من الإختلافات بين الطوائف ترجع إلي جذور مكونات العقلية التي تبشر بهذه العقائد.و ليست إختلافات عقيدية في الأصل بل فكرية.مع إعترافي بوجود إختلافات عقيدية بالقطع  و إلا ما كانت تسمي طوائف.لكنني أود أن أستبعد الجزء النفسي العقلي و النهج الفكري لأستوضح حجم الخلافات الحقيقي.و حتماً سنجده أقل مما نتخيل و سيسهل علي المتحاورين في مجالس الكنائس التوصل إلي توافق أكبر.و وحدة أقرب مما نتصور.
الفكرة الثانية
صناعة الحواجز النفسية هي أحد فنون إبليس التي يستخدمها لتقسيم جسد المسيح.و هو ماهر فيها جداً لأنه زاراع الإنشقاقات و الخصومات بين الناس هذا إسمه و هذا وصف دقيق لشخصية إبليس.فبهذا الإنقسامات تتقوي مملكته و بالمحبة تتقوض مملكته.لذلك نجده قد إستخدمها ( الإنشقاقات) كثيراً في الكتاب المقدس.و بين الشعوب.فكانت سبباً في حروب كثيرة خلفت مرارات و عٌقد بين قطاعات في الشعب ضد قطاعات أخري من نفس الشعب.
بين الأسباط صنع حواجز وهمية و تقسمت المملكة و تهاوت و ضاع مجدها.
بين اليهود في الجنوب و السامريين ( و هم يهود أيضاً ) في الشمال صنع حواجز جعلت اليهود لا يعاملون السامريين .
بين طوائف الشعب نفسه صنع حواجز .فكانت هناك طوائف منبوذة مثل العشارين.و طوائف تثير الفرقة مثل الفريسيين.و طوائف تقدم التعليم حسب الهوي مثل الكتبة.و طوائف تعد من أعداء الوطن مثل الهيروديسين و العشارين.و طوائف تحرض علي أعداء الوطن مثل الغيورين وكل هذه الحواجز  صناعة شيطانية.
 المسيح له المجد تمكن من التعامل مع كل هذه الفئات بنجاح بنفس مقدار المحبة للجميع .لم يرهن عقله لأحد.
فالتلاميذ كانوا مندهشين لأنه يتكلم مع إمرأة سامرية بينما هو يخطط للمبيت في السامرة ليردها إليه بأكملها.هنا المسيح له المجد يرفض أن تٌفرض عليه عقد الناس النفسية.بل يفرض هو عليهم منهجه السوي في حب و قبول الجميع ليس نظرياً بل عملياً و واقعياً .هذا هو الدرس.الذي كرره بالمبيت عند العشارين و الزناة و الخطاة و التعامل مع الجميع دون إدانة مسبقة.ثم موته من أجل بشرية لا تطيق بعضها بعضاً لعل موته يقودها إلي المحبة الحقيقية.
إذن علينا أن نفرق بين الخلافات العقيدية و بين الحواجز الشيطانية.فالخلافات محلها الحوار و الصلاة لأجل إستنارة العقل.و الإتضاع الذي يسمع الآخر بقلبه قبل أذنيه.الخلافات يمكن حلها بالصلاة و الحوار و التقارب.
أما الحواجز الشيطانية فهي لعنة.هي رسالة كراهية يجول إبليس لينشرها بين الناس . و لنا سلطان أن  ندوس عليها .بسلطان الروح القدس المعطي للمؤمنين.هذه الحواجز يجب أن نسعي لهدمها و عدم تعليتها يوماً فيوم.
لو إستطعنا إستبعاد الحواجز الشيطانية فسيتبقي بعض الخلافات التي لن تفسد المحبة أو تمنعها.و التي مع محاولات مخلصة و أمينة و خاضعة لروح المسيح ستصل بنعمة الروح إلي حلول و إتفاق.
الفكرة الثالثة
توجد مشكلة تبدو واضحة عند البعض من  أصحاب العلم الغزير.أن إندماجاً يحدث بين علمهم و بين ذواتهم.فيرفض هؤلاء أي إعتراض علي ما يتصورونه صحيحاً.لأنهم يتصورون أن الإعتراض علي آراءهم ينتقص من كيانهم و يهدد ذواتهم المريضة. و يعد طعناً في كفاءاتهم المتفردة. فهؤلاء ينطبق عليهم قول الكتاب المقدس أنهم يكرزون بأنفسهم و ليس بالمسيح يسوع رباً و مسيحاً 2 كو 4 : 15 ...حقاً يكرزون بأنفسهم فيختلقون إنشقاقات في الكنيسة الواحدة.لأن الإنشقاقات دائماً تصاحب المعلمين الكذبة (أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ خِلاَفًا لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ.)" (رومية 16 : 17).لذلك مثل هؤلاء يقسمون جسد الكنيسة فيما يظنون أنهم يدافعون عن وحدته.حيثما تجدهم تجد إنشقاقات.هؤلاء ليسوا سفراء عن المسيح بل ممثلين لأبليس.
فماذا لو كف هؤلاء عن الكرازة بأنفسهم؟ ستكون الوحدة في الكنيسة أكثر من الإنشقاقات.
 
طبعاً ليس كل أصحاب العلم هكذا.لأن فيهم المتضع أكثر من البسطاء .لا تكتشف ما فيهم من كنوز و معرفة إلا لو أتيحت لك فرصة ذهبية تجمعك بهم.و تخرج من لقاءهم مبهوتاً و نادماً أنك تأخرت جداً في إكتشاف هذه الشخصيات المبهرة دون أضواء أو ترويج للذات.
إذن يجب علي القيادات في كل طائفة أن تفرز هؤلاء الذين يكرزون بأنفسهم. و ليعرفوا أنه  ليس في الهجوم علي الآخرين من فوق المنابر أية شجاعة.المنبر الذي يهاجم هو منبر ضعيف روحياً.بينما تقديم العقيدة دون هجوم علامة ثقة و ثبات إيمان .لا تجعلك تصنع خصومات..
مع تأكيدنا علي أن هناك فرق بين الذات المريضة و بين التمسك بثوابت الإيمان .فالتمسك بالإيمان فضيلة أما الإعتداد بالذات في صورة التقوي فهو كرازة نفسية تثير الفرقة.
فإذا إستبعدنا الذوات المريضة سيتبقي لنا كماً  أقل من الخلافات و رغبة أعمق في وحدة الإيمان.و بيئة مقدسة معطرة بالمحبة تجمع و لا تفرق.
الفكرة الرابعة
عبر الإنترنت صار هناك ما يمكن أن نسميه  الهجرة الفكرية. و هي أن تعيش بمنهج فكري متأثر بما إنفتح عليه عقلك عبر الإنترنت.و يحدث ما أسميه تلاقي النفوس.
و قد تكتمل الهجرة العقلية إلي هجرة جسدية . لكن  في الحالتين الهجرة العقلية أو الهجرة الجسدية تتقابل و تتفاعل مع غرباء في كل شيء. و العجيب أنك لا تستطيع أن تتهم أحداً بأنه منحرف العقيدة حتي لو كنت تملك ملايين الأدلة بشأنها.فهو حر في عقيدته.و لا ينتظر منك أن تعطه صكاً بصحة عقيدته.إنه شخصية مستقلة غير معتمدة علي أحد في تكويين قناعاته.فكيف ستتعامل مع مثل هذه الشخصيات؟ هل تتجاهلها بينما وضعك المسيح في طريقها؟و ماذا ستفعل لو كانت هذه الشخصية هي إبنك و إبنتك الذين ولدوا في المهجر؟ أو هاجروا أطفالاً و تكونت شخصيتهم في المهجر؟ هل تنفض يدك منهم و تقول ما فعلت إثماً؟
 هل تتقوقع؟ لو تقوقعت في المهجر لن تستطيع أن تعيش.فماذا أنت فاعل ؟ حتماً ستحاول تقبل هذه الشخصيات كجزء من الحياة اليومية.و الغريب أن تكتشف إنك تستطيع أن تفعل هذا بسهولة. حسناً فلماذا إذن لا تبدأ من الآن.حتي لو لم تهاجر.لماذا لا تبدأ بقبول الجميع الذين لا تكتمل حياتك إلا بوجودهم فيها.و لا يكتمل جسد المسيح إلا بتبادل المحبة علي أساس المسيح من خلال الكتاب المقدس.
هل يمكنك أن تكون مع المختلفين في العقيدة هو نفس الشخص حين تكون مع المتفقين معك في العقيدة؟ فلا تتحول من شخص حنون إلي شخص آخر هجومي؟ و من شخص خدوم و إجتماعي إلي شخص صامت و إنسحابي  يميل لإنهاء المقابلة بأسرع ما يمكن لكي يغرب بوجهه عن هذا المختلف معه؟
هل تري المسيح  يبدل شخصيته حين يجلس مع العشارين أو حين يرد علي الكتبة و الفريسين أو حين يحادث تلميذه يوحنا و هو متكأ علي صدره ؟أما تري منهجه واضحاً المحبة أولاً ثم بعد ذلك يسهل كل شيء.و إذا لم تثمر المحبة فإن العيب سيكون لمن لم يقبل المحبة و ليس من المسيح له المجد.
لكن من الملاحظ أن البعض مشحون بالرفض للآخر.و عنده أحكاماً مسبقة قبل أن تسوقه الأقدار للتعامل مع من يختلف عنه. هو ليس عن إقتناع يمتنع عن الآخر بل ربما عن خوف؟أو جهل؟أو تحريض؟أو عدم ثقة في عقيدته؟أو عن أمراضه الشخصية التي تدفعه للإنسحاب من التفاعل مع الغير.أو عن خيالات يتخيلها في الغير من وحي ما سمعه أو  أسباباً غيرها كثيرة.
أردت أن أقول هنا أن كثيراً من خلافاتنا مع الآخر هي نتاج أمراض شخصية .و نتاج تعاليم خاطئة تربي البعض عليها حتي أنه أعتبر أن التنازل عنها هو تنازل عن عقيدته.بينما هناك فرق بين أن يتنازل عن تصورات خاطئة و بين أن يتنازل عن عقيدة صحيحة إنجيلية لا لبس فيها.هنا يتفاقم الجفاء .لأن إمتناعنا عن الآخر نكسوه بمصطلحات دينية لكنها ليست مفردات المسيح أو منهجه.
مع أن كثيراً مما تربينا عليه إكتشفنا حين كبرنا أنه كان خطأً.و إمتنعنا أن نربي أولادنا بنفس الأخطاء لئلا يتورطوا فيما تورطنا فيه .
فلماذا ننقل الجفاء بين بعضنا البعض من جيل إلي جيل؟ حتي أن البعض  يتعامل مع المختلفين معنا في العقيدة كمن يمسك طرفاً من أسلاك كهربائية عارية؟و كأنه سيموت بمجرد التعامل مع هؤلاء؟ و في كل هذا يظن في نفسه بطلاً من أبطال الإيمان و شهيد في سبيل العقيدة الصحيحة.
أنت تستطيع أن تسيطر علي نفسك.و علي عقلك.لقد نضجت بما يكفي لتفكر .و تبحث.و تغربل ما تعلمته.لعل بعضه لم يكن صحيحاً.أو أن لديك قناعات خاطئة عن الغير؟
أعد ترتيب بيتك الداخلي.فهناك تستقر مكنونات النفس و أسرارها.و هناك مكامن الطاقات الجبارة التي لم تستخدم منها و لو جزءاً ضئيلاً.فقط حاول.و ستنجح.لأن الروح داخلك ممتلئ بأعاجيب لم تتلامس معها بعد.
المشكلة أنك لم تعرف نفسك جيداً في الوقت الذي تريد أن تقوم بتقييم الآخرين سواء عن أفكارهم أو عقائدهم.أليس بالأولي تعرف نفسك أولاً لئلا تفحم كل المخالفين معك في كل العالم  و تخسر نفسك.
لو ذابت هذه الشحوم الفكرية ستنشط المحبة في القلب.و إذا ملكت المحبة فيك تستطيع أن تقدم ما تعتقده للآخر دون أن تخسره.بل ستكون عندئذ رابحاً للنفوس حكيم.
خلاصة هذه الفكرة أن لا نمزج بين تصوراتنا عن الغير و بين عقيدة الغير.فيتضخم الخلاف.فلنحجم الفارق و نجعله عند حده الأدني إن لم نستطع أن نلغيه.
--------------------------
الفكرة الأخيرة
هي أمنية أن تتفق كل الكنائس علي ميثاق محبة حقيقي .تتعهد فيه بعدم الإساءة للآخر في عظاتها أو منشوراتها أو قنواتها .و يلتزم به كافة المنابر.و تخطط في هذا  الميثاق للقاءات تجمع الشعب معاً .تتكلم في موضوعات ليس عليها خلاف.و لقاءات تتبادل الخدام .و أن نحصر الكلام في الفروقات العقيدية في قاعات البحث أو بين خدام مؤهلين للتطرق في هذه الموضوعات دون تجريح أو تقليل لأحد.علي أن يتضمن الميثاق تعهداً بعدم إستغلال أية أنشطة أو لقاءات أو مناسبات لخطف أعضاء من طائفة إلي طائفة.تماماً كما تفعل كل الكنائس في مصر بمنع تغيير الملة كمبرر للطلاق.فليكن هذا منهجاً.
أن تضع الكنائس  معاً خطة للخدمات المشتركة مثل (علاج الإدمان- خدمة المرضي-خدمة المحتاجين-خدمات صحية-خدمات تثقيفية-مصايف-معارض منتجات)
الحقيقة أن كل الخدمات ممكن أن تكون مشتركة دائماً بإستثناء الخدمات التي يدخل فيها التعليم مثل مدارس الأحد و الإجتماعات الروحية و الخدمات الطقسية.فهذه لا يمكن إلا أن تكون محصورة في نطاق كل طائفة.أما خدمات المحبة الإجتماعية الآخري فيمكن تشكيل لجنة من خدام الطوائف لتخطيطها و لإدارتها دون أن تتخطي هذا الإطار أو تتعدي علي الترتيبات المستقرة في كل طائفة. لتكون هذه اللجنة بذرة تعاون علي مستوي الشعب حتي لا يكون التلاقي بين القيادات فقط.فالقيادات تتلاقي منذ عشرات السنين دون أن ينتج عن هذا التلاقي أي وحدة.نريد للتلاقي أن يصبح علي مستوي الخدام و الشعب .
و نحن في المهجر نري هذه المشاركات و التعاون بين جميع الكنائس فليس ما أقوله غريباً لكننا نريده أيضاً في الداخل.لكي نغلب مكائد إبليس.
هذه الفكرة ليست من أجل أن نتوقف عن إثراء شعب كنيستنا بالكنوز التي في الكنيسة الأرثوذكسية و التي يشهد بها العالم كله.هي فكرة غرضها الإنفتاح علي الكل و محاولة لربح النفوس.
كما أنها  ليست دعوة ليكون الجميع معاً  تحت شعار لا طائفي .بل ليكون الجميع تحت شعار فليجعلنا المسيح واحداً.وليحتفظ من يشاء بما يشاء من عقيدة يريدها لنفسه أما نحن فأرثوذكسيتنا عزيزة علينا جداً و هي غنية من الإنجيل و المسيح الذي يشغل أساس إيمانها.فهذا المقال ليس دعوة للتنازل عن أرثوذكسيتك بل إنفتاحاً علي الكل.
 نمد يداً للجميع و هذا الشعار لا يبرر تخلينا عن أرثوذكسيتنا بكل ما فيها من خصوصية .بل يجعلنا نحملها في قلوبنا و نحن نتلاقي بمحبة قبول لأخوتنا في المسيح.
ربما أنها فكرة مثيرة للجدل.ربما تكون جيدة أو غير جيدة.ربما يختلف عليها الناس فهذا حقهم.لكنها فكرة واتتني و أردت أن أشارككم .
---------------------
 بعد هذه الأفكار أرسلت لصديقي المحبوب رداً علي سؤاله .بأن تواجد آباء كهنة أرثوذكسيين مع أخوته الإنجيليين في لقاء عام هو ترجمة صحيحة للإرثوذكسية.التي تندمج مع الآخر دون أن تفقد خواصها التي تتفرد بها.
التلاقي علي مستويات كهذه يقدم جيلاً خالياً من الخوف من الآخر المختلف معه في العقيدة.و إن كنت أعرف أن البعض منطلقاً من حبه المفرط لأرثوذكسيته قد يعتبر هذا الأمر تنازلاً عن العقيدة بينما في الحقيقة هو تمسكاً بتعاليم المسيح .و تقلداً بالآباء الرسل.الذين جالوا في خدمة محبة يقابلون الفكر بالفكر.و التعليم بالتعليم و يصححون ما هو مغلوط.دون أن يفقدوا فكر المسيح الذي غرسه فيهم بالروح القدس.و دون أن تنتقص محبتهم للغير .و التي كانت تتجلي بالذات مع المختلفين معهم بل و مع مضطهديهم.
لقد فهمت الكنيسة الأولي  درساً عظيماً حين سأل التلاميذ  المسيح عن تصرف تصرفوه دون الرجوع إليه .فسأله يوحنا قائلاً  يا معلم رأينا واحداً يخرج الشياطين بإسمك و هو ليس يتبعنا ( فمنعناه لأنه ليس يتبعنا ؟) فأجابهم أقنوم المحبة  و الحكمة قائلاً (لا تمنعوه.لأنه ليس أحد يصنع قوة بإسمي و يستطيع أن يقول علي شراً ....مر 9 :38
هل نسمع المسيح :هذا ليس يتبعنا و لكن لا تمنعوه.أي إقبلوه.لعله يتبع المسيح و نحن لا ندري.
الآن نحتاج إلي تحويل الأفكار إلي صلاة
أيها القدوس الذي فيه كل كنوز العلم.ماذا لو صمتت القلوب أمامك لتتكلم أنت.و تشير علي ما فينا من خبايا النقص و الضعف و الجهل.و تنتزع بزوفاك هذه الشوائب و تنقينا.
ماذا لو عشنا نسلمك أمرنا .لقد قضينا عمراً طويلاً و إستهلكنا كل مجاديفنا دون أن نصل للشاطيء.فهوذا الآن وقتاً مقبولاً نسلمك فيه كل شيء.كل شيء دون إستثناء.و نقف لنراقب عملك العجيب.
أيها الرأس الذي للجسد.المخلص الذي للكنيسة.رأسها الوحيد.متي تلملم أعضاء هذا الجسد.تركبه بتوافقك المدهش.فتكتمل صورتك في الأرض.و يصير أيضاً جسدك الوحيد الذي للرأس الوحيد.
ينادي الجميع بإسمك.يصلي الجميع إليك.يحملون فخراً بإنتسابهم إليك .يتباهون بنعمك.و مع ذلك فهم متفرقون؟ متي تجمعهم.لقد خرجت لتجمع المتفرقين إلي واحد. هذا عملك أنت .روحك يصنع هذا برفق.و يحقق طلبتك التي طلبتها من الآب.أن نكون كلنا واحداً معك و فيك.فيا من خلق صورته المبهرة منذ البدء.هذه التي بها رأي آدم حواء نظيراً له و علم  أنها منه .فأحبها كنفسه.هذا ما أردت أن تعيدنا إليه بالخلاص و بروحك القدوس.
علمنا أن نري الآخرين أنهم منا.و أننا منهم. و نحبهم كأنفسنا.
يا إلهي  لا تدع تعاليم البشر تسوق خرافك إلي صراعات.فالخراف يجب أن تظل خرافاً لكي تبقي قطيعك.لأنك لا ترعي الذئاب بل الخراف.فأحفظنا في وداعتك.
يا من علمت اللص اليمين أنه سيدخل اليوم الفردوس لا الملكوت.و صححت مفهومه و أنت علي خشبة الصليب .الآن و أنت علي عرش مجدك في سماء السموات صحح مفاهيم من لا يتفق علمهم مع معرفتك.و إحفظ نصيبهم في الفردوس هم أيضاً.
إن لم نحب بعضنا بعضاً نصبح مطرودين من حضرتك.إن لم نترجم حبك إلي حقيقة سنظل واهمين غافلين عن خلاصنا.حتي و لو حوينا كل جبال العلم و تلال المعرفة في قلوبنا.ستبقي معرفة الحب أعظم منها و أسمي.و ستبقي طلبتك عنا لكي نكون واحداً هي أمل الحياة هنا و كل الحياة هناك.
دمك القاني كما يغسل الخطايا كذلك يمحو كل عوائق تقف في طريق المحبة.و يزيل كل حواجز إبليس الوهمية.لأنه متخصص في أن يجعل الجبال سهلاً و يجعل مسالكاً في الطرق الوعرة.فمن غيرك نريده جميعنا.كل العيون تتجه نحوك.نعم نحوك أعيننا.
أنت الذي جمع كل النفسيات علي إختلافها في بوتقة محبتك فشهدوا لك و فتنوا المسكونة.أنت الذي ضم إلي أيقونة تلاميذه هذا المختلف عنهم بتأثير تعاليم خاطئة جعلته أسيراً للعداوة.اليوم نريد منك أن تصنع  الملايين مثل هذا الصياد بولس رسولك.اليوم نريدك أن تفرح قلب كنيستك بعودة أبناءها الذين تغربوا عنها.
خارج حظيرتك كثير من الخراف .و داخل حظيرتك كثير من الإنشقاقات.داوي الداخل و الخارج يا ماهراً في ربح النفوس.
علمنا أن لا نتباهي بتفوقنا علي الآخر بل نتباهي بمحبته كمحبة النفس.بل نتباهي بمحبتك لنا كلنا.
لقد نجحت يا مخلصنا الصالح يسوع في أن تجمع بين الأرضيين و السمائيين و جعلت الإثنين واحداً أفلا تجمع الأرضيين مع الأرضيين و تجعلهم أيضاً واحداً.
هل حقاً كنيستك سماءاً.لا خصومات فيها أو تحزب؟ نريد منك هذه الكنيسة.و نريد للذين يصنعون الشقاقات أن تبطل مشورتهم.لكي يخزي إبليس .و تكون لك الغلبة و المجد.
يا من زين الإنسانبالكيان الواحد و علمنا وحدة الثالوث أسبغ علي كل الطوائف وحدة معرفتك.و أزل ما يخالف مشيئتك بينها.و إعط إتضاعاً للكل فيسمع بعضهم بعضاً من قلب تملح بكل النعمة.و يصير سلاماً للبعيدين و القريبين.
 
 
 


472
قبل أن تصبح بطريركاً
Oliver كتبها
لأنني أحبك أباً أحترم حق أبوتك و أناديك مقرباً في قلبي .أشاركك أمنياتي فيك.فأنت الأب الذي أخترته لنفسي.حقاً ما أجمل أن تختار أباك.
سيأتيك الكثيرون يهنئونك.
إغلق أذنك عن مديحهم.ليبك داخلك يا أبي لأن المسئولية أثقل من الجبال .و أنواء الرعاية أكثر هولاً من أمواج  البحار.إبك في داخلك يا أبي و أنا سأبكي معك و عليك.
سيأتيك الكثيرون و عند قدميك ينطرحون.
 طوال النهار تسمعهم يقولون ها ميطانية يا سيدنا حاللنا .و أنت مطالب أن تقوم بمثلها في صلواتك ليلاً بنفس المقدار تحني الركب حتي ترتعش من الوهن فهل بمثل المنحنين في حضرتك ستفرح إنهم يحملونك ديناً ستسدده في الليل حين يستريح الناس و تتعب أنت في ميطانياتك؟ إبك أفضل يا أبي. فأنت مطالب بالكثير.
سيأتيك الكثيرون يتقربون يا أبي .
يبتكرون فيك أفضالاً.يزيدون في ألحان الكنيسة التي تمتدحك كرئيس الآباء.إسمع هذا كله يا أبي لأنه أمر يصدر إليك من الرعية أن يكون فيك كل ما يمتدحونه من فضائل في حديثهم أو ألحانهم.هم لا يمتدحونك بالحقيقة بل يذكرونك بالوصية التي عليك تنفيذها. أنظر أي عبء يحملك مادحوك؟ فإبك يا أبي و لا تظن المدح حق بل إلتزام.
ستضيء وجهك أضواء الشهرة .
هذه الآلة المرعبة في يد إبليس. إهرب منها كما من حية يا أبي إهرب منها.و لينير وجهك نور الرب لا الناس.كل ضوء من أضواء الشهرة يغربك عن نور المسيح.إهرب يا أبي و إلجأ للمسيح.لا تفرح بأضواء زائفة و لقطات سرعان ما ينساها الناس.إذهب إلي مذبحك هناك يضيء الرب بنوره علي قلبك.فتستضيء من الداخل و الخارج.أما الناس يا أبي فأنوارهم خارجية سطحية منطفئة من الداخل.لا تضيء القلب.بهجة للنظر و عاقبتها الموت.لا تدع أضواء الناس تغمرك لئلا تخسر نور المسيح.أنت يا أبي إبن المسيح تأخذ من نوره و تنير به شعبك.و رعيتك التي إئتمنك السيد الرب عليها.
كل أضواء العالم ظلام يا أبي يظلم العقل عن السماويات.و يقسي القلب فتٌنتزع منه الرحمة.هذا ما تفعله الشهرة الزائفة بين الناس.ما نحن يا أبي الذين نأخذ من العالم نوراً بل هو يأخذ منا أليس كذلك يا أبي؟ فإعط للعالم نوراً يا نور العالم و لا تأخذ منه شيئاً .
سيطلبونك في المحافل.
و يرفعونك علي المنابر.ليس أنت يا أبي من يرفعون بل المسيح الذي فيك.أنت تعرف هذا قطعاً .و لن تسرق مجد المسيح أليس كذلك يا أبي .فأنت أمين لا تأخذ ما ليس لك.فإن رفعوك أنت فأنظر إلي فوق و قدم المجد للعلي و سبح القدير.لئلا نكون كنبوخذ نصر الذي أخذ المجد لنفسه.أنت تعرف هذا يا أبي فلا تدعهم يؤلهونك.لأنهم يريدون هلاكك و أنت لنا وسيلة خلاص.قل كالملاك ليوحنا الحبيب.أنما أنا عبد معك.لا تنس هذا أنت عبد معنا يا أبي المبارك.أنت عبد حتي و نحن ندعوك سيدنا.أنت عبد لا تنسي و أنت علي المنابر و في المتكئات الأولي عبدٌ.في المحافل أفسح مكاناً للمسيح بجوارك.فلينشغل الناس بخدمتك فيما أنت منشغل بالمسيح الذي يسكن فيك و معك و إلي جوارك.المحافل للمسيح يا أبي و ليست لك.فإياك أن تجلس بعيداً عن المسيح.خذه معك أينما تكون.
يا جالساً علي عرش مارمرقس سلام لك.
و شفقتي عليك.فأنت تجلس مكان الأسد الذي إفترس أوثان مصر.أنت جالس علي كرسي الرجل حامل جرة الماء الذي أعد الفصح للسيد.
أنت جالس علي كرسي من جلس في بيته السيد الرب و خدمه.
أنت جالس علي كرسي مِن مجد.من نور.من دم.من إضطهادات.من وجع و حروب.من وخزات من داخل و سهام من خارج.أنت جالس علي كرسي كَتَب التاريخ.و صنع القديسين و محق المهرطقين .أنت جالس حيث جلس أثناسيوس و غلب العالم.أنت جالس حيث جلس بطرس و إختتم عصر الشهداء .أنت جالس حيث جلس ديمتريوس القديس الذي علم المسكونة.أنت جالس مكان الأطهار و الأبرار.أنت جالس حيث جلس البار البابا كيرلس.أنت جالس حيث جلس ذهبي فم هذا العصر البابا شنودة.أنت جالس علي حمل ثقيل ثقيل .لقد أخذت مكاناَ أعظم من عروش الملوك يا أبي.فإحترس أن لا تكون مستعداً لتتمثل بإيمانهم.
كلما جلست علي الكرسي سيصفق الشعب و تزغرد النساء و يفرح الأطفال و ترنم الشمامسة أما أنت فأقرأ الدروس المكتوبة علي هذا الكرسي.و أطلب صلوات من سبقوك لكي تجتاز هذه المحنة.دعهم يفرحون و يصفقون أما أنت فلتنشغل بصحبة العظماء الذين إستحقوا هذا الكرسي.قل لنفسك أنا آخرهم.لأنك بالحقيقة آخرهم.هذا الكرسي يا أبي مركبة نار فإحترس لئلا تكون غير مستعد.من يجلس هنا يشتعل بالروح القدس و ينشغل بالسمائيات مثل إيليا.فهل تفعل هكذا يا أبي ؟أشفق عليك من الجلوس علي هذا الكرسي.
ستأتيك مكاتبات و إتصالات
 تزعج القلب الفارغ.أما قلبك يا أبي فممتلئ إيماناً أليس كذلك.و إلا لو كان الرأس مريض فكيف حال الجسد يكون؟فلتكن صحيحاً في النفس و الجسد و الروح.دع كل المشاغل الورقية و إهتم بمشاغل الرعية.دع الأوراق لمن يعشقها و إلتفت أنت للنفوس.لو شغلتك الأوراق سيأتيك إبليس بالملايين منها.و لو شغلتك الأحجار ستكثر الأحجار.و لو شغلتك الأسفار ستزيد الأسفار ثم ماذا يا أبي ثم ماذا؟أنت أب للكرمة التي تحتاج ماء النعمة و روح الحق و خلاص الرب.و ليس في هذا كله أوراق أو أسفار أو أحجار.دع بيت الرب للبنائين و أخدم أنت رب البيت.
سيأتيك أيضاً حاسدون
في ثياب المادحين.يريدون أن يخطفوا نصيبك السماوي.و يعددون مناقبك.و يرفعون ميزان أعمالك كأنما أنت الأعظم وسط الجميع.مقياسهم الأعداد و ليس الأعماق.سيطرحون قضيتهم بمكر .يمدحونك لكي يسلبوا إكليلك.يعددون مناقبك لكي تذهب عنك قوتك.أما أنت فإبك علي النفوس التي خارج الحظيرة .وقل الرب لم يكذب حين أعلمنا  أن الحصاد كثير كثير و ما يفعله الأبرار قليل جداً .إذن لا تصدق الأعداد.فالذين خارج الحظيرة كثيرون يا أبي أكثر ممن بالداخل.فأي فخر به نفتخر؟و أي نجاح و هؤلاء في طريق الهلاك سائرون؟ كلما عددوا أعمالك إبك علي الذين هم خارج.لتكن عيناك علي الغنمة المريضة و الشاردة و الضالة.لأن سيدنا الصالح لم يفتخر بالتسعة و التسعين بل ذهب في طريق الواحد.لا تفتخر إذن بالكثرة و لا بالقلة .تذكر أن الحصاد كثير و ما حصدته قليلاً جداً .ما أري منصبك يا أبي إلا عبئاً مهولاً من كثرة الشاردين.
فجأة ستجد العواصف قد هاجت.
و الأمواج تكاد تمزق السفينة .و يبدو الرب كأنه نائم.فإجمع الربابنة و إقذف بالأمتعة إلي خارج.و قف خال اليدين غير منشغل بآخر  أمام الرب و إركع خاشعاً مع الشعب كله و نادي بصوت أسيف من العمق قائلاً إستيقظ يا رب لماذا تنام.و كلما إنطرحنا معاً أمام مخلصنا كلما أسرعت النجاة إلينا و هدأ البحر.و تصير لنا ذكري من ذكريات النعمة.و مجد عظيم.فنبتدأ نلهج بالتسبيح قائلين من مثل إلهنا الساكن في الأعالي الناظر إلي المتواضعين.نهتف كموسي و نرقص كمريم و نمسك بالدف معها لأن الرب صنع لنا خلاصاً و أسمه عجيب.يأتي داود فيشاركنا الترنم, و آساف يقود الجوقة.و يفرح الشعب .
تأتي أعياد الرب.
ما دامت قلوب الرعية نحوه.ها أنت يا أبي مسئول عن هذا أيضاً.تقدم قلوب الرعية علي مذبحك.تنكسر لأجلهم .تنذبح في صلاتك .تعيش ألم الجميع لأنك أب للكل.فليتسع قلبك إذن.فالأعياد لا تفارق القلوب المتسعة أما القلوب الضيقة فتتضايق جداً.
تأتي أعياد و أعاجيب الرب تنهمر في خدمتك لتصطبغ بصبغة الروح في كل شيء, ما دمت أنت الناري في صلاته ,الواثق في إيمانه, المحب في قلبه ,الراعي لرعيته بغير تأفف أو تذمر أو محاباة.تأتي أعاجيب الرب بصلاتك.و يعرف الشعب المسيح العامل في الكنيسة بالروح القدس.و أما غير ذلك فيقف الراع كحجر عثرة بين الرب و بين الشعب.
الشعب مشتاق إلي السمائيات يا أبي.
هزه كلام الروح الذي سمعه و يريد أن يري.يأتيك مثل ملكة التيمن إلي سليمان.يأتيك الشعب سائلاَ الرب.فهل أنت موسي؟ فتقول لهم اليوم عمل بي الرب و غداً سيعمل بكم في وسطكم عجائبه.هل أنت يشوع فتقول قفوا و أنظروا خلاص الرب؟ هل أنت إيليا فتقول حي هو الرب الذي أنا واقف أمامه؟ هل أنت أحد الفتية الثلاثة المسبحين في أتون النار فيرون معك شبيه بإبن الإنسان؟ هل أنت دانيال ؟ تهتف عش أيها الملك إلهي أرسل ملاكه و سد أفواه الأسود, هل أنت  يفتاح و شمشون و أبطال الإيمان فتنقهر علي يديك الممالك و تنكسر أسنة الأشرار؟ هل أنت المعمدان  فتعد للرب شعباً مستعداً ؟.أنظر كم أنت مطالب؟ مطالب أن تكون كل هؤلاء الأنبياء و القديسين تقوم بدورهم في جيلك  .تري فيك الكرمة صورة الكرام.الشعب مشتاق إلي السمائيات يا أبي فإحترس من مشغوليات الأرض.
للرب صيد وفير في مصر و العالم.
هل أخذت من الرب سنارة الروح,و شبكة الخلاص,هل إستنارت عيناك بالطريق و حفظته في قلبك .تستطيع أن تصفه للجميع.تقول مع الإثني عشر رسولاً أعرفه و قوة قيامته و شركة آلامه متشبهاً بموته؟
للرب قلوب عطشي للخلاص.ترجو الباب.آذانها تطأطأت للروح القدس مستعدة لتصغ و تستجيب.للرب صيد فهل تذهب إلي الجانب الأيمن  وتقذف بالشبكة إلي العمق.
ظل الرب يزيل غشاوة الكثيرين بالتعليم و الآن أوان الصيد .تدخل النفوس إلي الفلك.حتي التي كانت محتسبة نجسة.صار لها نصيب.فهل أنت مستعد لصيد وفير؟ قل لبطرس أن يخلع ثوبه .يحصد بيدين عاريتين إلا من اللجوء للرب.يخلع ثوباً و يقف أمام الرب مجرداً كأنما يولد من جديد كل يوم.عارياً يموت في الخدمة و يعود إلي عمق الأرض.قل لأخوتك أن يعاونونك.و يخلعوا أرديتهم.ليعودوا كما في الأول.الشباك تحتاج كل الأيادي لئلا تتمزق.
قل لكل أخ من أخوتك أن يمسك الشبكة برفق لا عنف.يجذب الجميع في نفس الإتجاه و إلا تتخرق الشبكة.قل لأخوتك أن يعزفوا نفس لحن المحبة.كل علي قيثاره.فتخرج أغنية ملائكية.لا يتعاظم واحد من الصيادين علي الآخر لأن الجميع عمل بنفس المقدار.و الفضل للرب الذي علي كلمته ألقيت الشبكة.
يا أبي .كلما أتاني الليل أشفق عليك.
هل ستبقي ساهراً.في مصر نهار و في المهجر ليل و أنت مسئول بالنهار و الليل .أي حمل ثقيل إرتضيت أن تحمل علي منكبيك؟إبق ساهراً فهذا نصيب الملائكة.إبق ساهراً لأن الحراس علي الأسوار يسهرون.إبق ساهراً لئلا تأتي الذئاب و تخطف الخراف.إبق ساهراً فنحن لا نعلم الساعة التي يأتي فيها إبن الإنسان و يطلب من يدك كل نفس.....ألمي عليك .وجعي لأجلك لا ينقطع.أنت صرت بطريركاً .لا تحل لك الراحة.كأنما صرت َظَهراً للأوجاع. و مقلة للمدامع.تصوم العمر كله.و تأتيك الأفراح شحيحة.صرت ِقبلةَ للتعب. يأتيك  الألم وفيراً الليل و النهار.أشفق عليك.
يا أبي يعزيك أنك لست وحدك.
المسيح هو المسئول الأول و الأخير.إنما أنت هنا تجربة لنفسك.تعرف بالدموع مسالك النفس و خباياها.الروح القدس يكشف لك أسرار الحكمة.تصير صلاتك مستجابة.الروح يعط نعمة لك فتكون حلواً مثل يوناثان و عذباً كداود.يكلمك الرب وجهاً لوجه فيصير النِير هيناً و الحِمل خفيفاً.تأخذ من الرب أضعاف أضعاف ما كنت تأخذ.يجعلك غصناً حياً و يزيل جفاف النفس عنك. يهتف من يراك ما أروعك يا مسيح العالم لأنه يري فيك صورة المسيح الحي.لست وحدك يا أبي.كل سحابة الشهود تسندك و تسند أخوتك.لقد قسموا أنفسهم لمعونتكم .يسعون كمنتصرين من أجل المجاهدين. لست وحدك فالرب يجعل شعبه يحبك.كما فعل بعد موت موسي.فأحبوا يشوع و أطاعوه كما مع موسي.نحن شعب طيب يا أبي البطريرك.شعب يحب راعيه الروحي أكثر حتي من أبيه الجسدي.شعب يراك عظيماً في عينيه حتي و لو كانت له مطالب أو متاعب.ستكون النعمة في صفك.و تصنع لك اصدقاء.تربحهم للمسيح الحي.سنحبك كما سيحبك المسيح و يقودك لتقودنا.لست وحدك و لن تكون وحدك بعد اليوم.
هذا أيضاً نشيدي
أسمع أصواتاً من وسط البلدان.البحر الأبيض يصير أحمراً و في الأحمر شعب كثير.المضايق تقترب.و ريح الجنوب تهب علي مصر.تسمع بغداد صوتاً عالياً فترتعد.و من لبنان يسمع صوت الدفوف.أورشليم تحن إلي أرضها.تفتح قلبها للعابرين.ذهبي الفم في إنطاكية يتأمل في الإلهيات فترنم الإسكندرية,و صلاة مارمرقص تجذب صيداً حتي عبر البحر. الحبشة تفتح حدودها للرب.و الشعوب السوداء محبوبة .أسمع صوت لرؤساء.يبكون كالخاشعين.تتعجب الأرض من توبتهم.يقولون لعله اليوم الأخير؟ في قلب الرب عمل عجيب إن أخبرنا به لا نصدق.لذلك يفعله فنؤمن.لأنه يرينا إيمانه بأعماله .الغرب ينجذب في شباك الشرق.إلي الرب ينجذب يا صيادي الرب. بين طيات الكلام يختفي التاريخ, بين الأحداث يظهر.
يعوزنا قلباً واحداً فنكون نبعاً للشعوب العطشي.تتأملنا البراري و تندهش .تقول كيف قويتم علي جميع آلاتنا.إنما ربكم هو الله و ليس البعل.يمسكون أنبياء البعل .يهدمون السواري.يبنون بإثني عشر حجراً مذبحاً للرب لا فٌرقة فيه.كل الأسباط معاً علي المذبح.
هذا أنتم يا كل محبي الرب.هذا أنتم.و الملك الجالس علي كرسي مارمرقص مثل فهد البراري يقتنص للرب.فليستعد كل صياد بسنارته و يسهر الليل كله.
و أما المرنمون فنصيبهم المتكآت الأولي.و عذاري يتبعهن.ترسم الدماء صورة المسيح في مصر.و حين يظهر تختفي الدماء.و تحل البركات.و يعرف الشكر ألسنتنا.
صوت يأتي .يزلزل البرية.يعيد التسابيح .يأخذ الوجع ساكني البرية .و يفرح ساكني الشقوق.يعبدون و يتذللون فتكف الضربات.ساكني البرية يرجعون فيرجع الرب أيضاً.
ما أنت ببعيد يا الله ما أنت بعيد.وسط الجماعة أراك.تباركك الألسنة.تمجدت في الغرباء فقال أولادك لك المجد.إستترت في الضيقات و أنت الذي رتب النعم العظيمة.تشكرك أنفس الذين يعرفون سرك.و العذاري تعرفك جداً.يكتب كرسي مارمرقس كتاباً جديداً.يملك الناس يوماً أما الرب فيملك إلي الأبد.هكذا أنا أنشد و أترنم.أتعلم الدف من مريم.و أغني مع دبورة.فتح الرب لجة الأعماق و أخرجنا سالمين.فكيف لا نهلل للرب لأنه ملك علي خشبة.
وجهك يا الله كل السماءوجهك يا الله نور بدل النهار.وجهك يا الله يقتحم الجاحدين فيكف الجهال عن جهالاتهم.تزيد التسابيح للرب  تنهمر من القلوب كالمطر.لأنه يخلص بالقليل و بالكثير,يكتب النجاة لشعبه.طوباكي يا مصر.طوبي للأرض التي وطئتها أقدام السيد.فعرفت أن ترفض الشر و تختار الحب.طوبي لشعب إجتاز الليل الكالح و في بيته نور.طوبي لشعب رفض أن يتنعم في قصور الملوك و سر أن يتذلل مع المسيح .طوبي للأطفال و الأبرار.طوبي للعذاري و الرجال .طوبي للأمهات اللائي ولدن بنيناً للملكوت.أرسلن وديعتهن معطرة بالناردين.
هذا نشيدي يا ندي الليل.هذا نشيدي يا نسيم الصباح.لأن محبة الرب ترتقي بالنفس أعلي من الجبال.و تكشف للنفس تواضعها فتنكسر.هذا نشيدي, فمي يردده ,و قلبي به يلهج.أعود أسبحك يا الله فأشبع من جوعي.أمجدك فأرتوي. زهدت نفسي الطعام و الشراب مثل الفتية لأن عشرتك أعظم يا إبن الإنسان.
تجثو عباراتي أمامك.تنحني روحي.نفسي أيضاً إليك تتهدج. تراك في كل مكان.تتبعك .نفسي مريضة حباً.....................

 




473
الدستور أو ( الخيمة الرمضانية)
بقية الباب الأول ( الدولة و المجتمع)

Oliver كتبها
في المقال السابق بعنوان الدستور ما له و ما عليه بحثنا المواد العشرة الأولي.و أوضحنا كيف أن هذا الدستور ديني حتي النخاع.أشبه بالخيمة الرمضانية يمتزج تحتها الإحتفاليات مع أمسية دينية و يرتفع بين جنباتها أصوات من الضحك و الخدع.كانوا يتهمون الكنيسة زوراً و ظلماُ بأنها دولة داخل الدولة.بينما في هذا الدستور الأسود ينصون علناً بأن الأزهر دولة فوق الدولة و ليس فقط داخل الدولة.هذا العبث المسمي بمسودة الدستور أظهرت فقر واضعيه . و جهل و عدم تخصص مندوبي الكنيسة بجميع طوائفهم  في هذه التأسيسية التي ستنحل بكل تأكيد.
و الآن لنستكمل الدراسة .
المادة 12: إنشاء الرتب المدنية محظور:
التعليق : هذه المادة تمنع أي شخص أن يدعي أن له رتبة و هو مدني أي غير عسكري.و هذا يعني أن كل رتب الشرطة غير دستورية لأن الشرطة جهة مدنية نظامية.
لا أدري سر إهتمام الدستور بمنع الرتب ؟ هي موجودة في الحياة في كل نواحيها.في كل الدول.ما دام الشخص مؤهل و حامل للرتبة بأحقية فما المشكلة؟أنا أعرف أن هذا النص قديم و حتي كان في الدستور السابق لسنة 71 و لكنه لم يمنع الرتب رغم أنه ينص علي المنع.فلماذا نضع نصوصاً في الدستور نعرف أننا لن نطبقها عمداً؟ هل توجد نصوص ديكور ؟ مثل المادة الثالثة التي تقول أن المسيحيين محكومين بشرائعهم بينما أن الدستور كله محكوم بالشريعة الإسلامية ؟ إذن قل ديكور و لا تقل دستور..
المادة 13: يهدف الاقتصاد الوطنى إلى تحقيق التنمية المستديمة المتوازنة ، وحماية الإنتاج وزيادة الدخل، وكفالة العدالة الاجتماعية والتكافل والرفاه ، والمحافظة على حقوق العاملين وضمان عدالة التوزيع، ورفع مستوى المعيشة، والقضاء على الفقر والبطالة، وزيادة فرص العمل، والمشاركة بين رأس المال والعمل فى تحمل تكاليف التنمية، والاقتسام العادل لعوائدها، وربط الأجر بالإنتاج، وتقريب الفوارق بين الدخول بوضع حد أقصى وضمان حد أدنى للأجور بما يكفل حياة كريمة لكل مواطن.
التعليق :تعد مادة جيدة .غير أن تحديد حد أقصي للأجور هو أمر يتعارض مع الإقتصاديات الحرة.أنا أعرف أن تحديد حد أدني للأجور هو أمر سليم يضمن الحد الأدني لمستوي المعيشة و يمنع إحتكار أصحاب رؤوس الأموال  للقوي البشرية و خصوصاً عند مستوياتها الأضعف  .لكن تحديد حد أقصي للدخل سيحعل هذه المادة تصادمية مع أصحاب الكفاءات الخاصة. وسيجعل مهمة البعض هو خلق ثغرات في القانون ليسمي أي دخل إضافي عن الحد الأقصي بأي تسمية وهمية ليتجاوز الحد الأقصي المسموح به دون أن يخالف الدستور.فلماذا هذا الحد الأقصي .
ثم الدستور لم يحدد هنا هل  هو يقصد الأجور للعاملين بقطاع الدولة و القطاع العام أم الأجور بصفة عامة بما فيها القطاع الخاص؟ و هل يحق للدولة أن تتحكم في القطاع الخاص من خلال هذا البند؟ يجب تحديد المقصود.كما سبق أن قلنا أن من صفات الدساتير الناجحة وضوح المقاصد القانونية و تحديد المفاهيم بدقة.قد يقول قائل بل الدستور يقصد القطاع العام و الدواوين الحكومية لكن يبقي ما يقوله مجرد إجتهاد ما كان له داع لو كان النص واضحاً محدداً.
المادة 14   : الزراعة مقوم أساسى للاقتصاد الوطنى، وتلتزم الدولة بحماية الرقعة الزراعية وزيادتها وتنمية المحاصيل والأصناف النباتية والسلالات الحيوانية والثروة السمكية وحمايتها، وتحقيق الاكتفاء الذاتى منها، وتوفير متطلبات الإنتاج الزراعى وحسن إدارته وتسويقه ، ودعم الصناعات الزراعية والحرفيةوينظم القانون استخدام أراضى الدولة بما يحقق العدالة الاجتماعية ، ويحمى الفلاح والعامل الزراعى من الاستغلال. .
التعليق :الجزء الأول من المادة جيد . لكن بدلاً من إعتبار الزراعة مقوم أساسي للإقتصاد فلتكن الزراعة أحد المقومات الأساسية للإقتصاد. لأن النهضة تعني أن لا يعتمد الإقتصاد علي مقوم بعينه بل مجمع مقومات متنوعة.
حتي كلمة ( و دعم الصناعات الزراعية و الحرفية) و هو جزء مضحك.فالمادة تتكلم عن النشاط الزراعي ثم تنقلب إلي النشاط الصناعي في آخرها.يبدو أن من وضعها يظن أنه ما دام يقول عن النشاط أنه (صناعات زراعية ) ستصبح ضمن النشاط الزراعي.بينما هي خرجت من النشاط الزراعي إلي الصناعي حتي و لو إعتمدت علي منتجات زراعية .فهل لو كنا نقوم بالغزل و النسيج من القطن نعتبر هذا نشاط زراعي؟ يجب دعمه؟أليس نشاطاً صناعياً صرفاً؟
ثم أن وضع كلمة دعم في الدستور لصناعات معينة سيكون عقبة أمام تحرير هذه الصناعات من هيمنة الدولة أو من تخصيصها.و يضع مسئولية إقتصادية و عبئاً لا تتحمله ميزانية الدولة الهشة.
يجب أن تخرج هذه الكلمة من الدستور و يكون مكانها تشجيع و ليس دعم.فالتشجيع يمكن أن يتم بحوافز تصديرية أو ضريبية أو تسهيلات جمركية للآلات الداخلة في هذه الصناعات أما الدعم فيكلف الدولة من مالها لدعم الطاقة و الخامات و المستلزمات الداخلة في هذه الصناعات.و هي إلتزامات طويلة الأجل مرهقة جداً مالياً.يبدو أن واضعي الدستور يغازلون الفقراء بكلمة ( دعم) بينما يكون الثمن فادحاُ و الدولة اصلاً تتنصل من الدعم الآن.
المادة15  كل الثروات الطبيعية ملك للشعب، وعوائدها حق له، تلتزم الدولة بالحفاظ عليها وحسن استغلالها دون إخلال بمقتضيات الدفاع والاقتصاد الوطنى، ومراعاة حقوق الأجيال القادمة فيها ؛ وكل مال لا مالك له يؤول لملكية الدولة ولا يجوز منح التزامات أو امتيازات باستغلال أراضى الدولة أو أى من مواردها الطبيعية أو المرافق العامة إلا بقانون.
التعليق : هذا المنطوق للمادة منطوق إسلامي .في قوانين دول البترول .يضعونها ليبررون تقاسمهم للدخل الفادح الذي يصب في أرصدتهم. فهم شركاء الدولة في ما يدره كل بئر من آبار البترول. .أما في الجمهوريات فالثروات ليست ملكاً للشعب بل للدولة.لو كانت ملكاً للشعب فيحق له المطالبة بنصيبه فيها و التصرف فيه كما يشاء وفقاً لنص المادة مما يذكرنا بفيلم ( أنا عايز حقي ) .
الصحيح أنه ملكاً للدولة تديرها بأقصي كفاءة و عدالة لمصلحة الشعب.لكنها ليست ملكاً للشعب .أما لو قال قائل أن بقية المادة تشرح ذلك و أن الدولة و ليس الشعب هي التي تقوم بإستغلال الثروات نقول إذن مسألة أن الثروات ملكاً للشعب عبارة لا لزوم لها.و تكون مادة دستورية متناقضة في نصفها الأول الثروة ملكاً للشعب و في نصفها الثاني الثروة ملكاً للدولة.حتي أنه يقول ( أراضي الدولة- موارد الدولة الطبيعية)
أليست هذه ثروات الدولة فكيف يقول أنها ملكاً للشعب.
هذه العبارة (ملكاً للشعب) مثل كلمة (دعم) كلاهما لدغدغة البسطاء و إستغلال ضعفهم التعليمي و الثقافي لكسب تأييدهم لدستور أعوج .
أما عبارة أن كل مال لا مالك له يؤول لملكية الدولة فهي غامضة.هل تعني أن الدولة ترث من لا وارث له؟ و ماذا لو أوصي بغير ذلك؟ ماذا لو أوصي بأملاكه لجهة خيرية أو دينية؟ و هؤلاء ليسوا ورثة له فهل نص هذه المادة سيمنع هذا التصرف و يبطله؟ نريد تفسيراً .
أما مسألة منح الإمتيازات أو الإلتزامات بقانون فهو مخيف.إذ يسهل منح إمتياز لقناة السويس إذا صدر قانون من مجلس الشعب في حالة مغالبة تيار الإخوان فيه .لذلك من الضروري أن يوجد نص دستوري يحمي قناة السويس بالذات من أية إمتيازات أو إلتزامات للغير .فإذا كانت الدولة تضع المادة 20  في مسودة الدستور لكي تحمي الجمعيات التعاونية ألم يكن بالأولي أن تضع مادة دستورية حازمة واضحة  تحمي قناة السويس من التلاعب؟
مادة (16)
نهر النيل وموارد المياه الجوفية ثروة وطنية، يحظر تحويلها إلى ملكية خاصة، وتلتزم الدولة بالحفاظ عليها وتنميتها وحمايتها ، ومنع الاعتداء عليها. وينظم القانون وسائل الانتفاع بها.
التعليق :مادة خاصة بنهر النيل و هو يستحق ذلك جداً.و حيث أنه يحظر تحويل النيل إلي ملكية عامة فنريد أن نحرر النيل من الإشغالات التي تقوم بها الكازينوهات و المراكب النيلية التي تحتكر رؤية النيل وحدها و تحجب رؤيته عن بقية الشعب.
كما نسي المشرعون في التأسيسية المباركة  النظر في أراضي طرح النهر و المادة ( سهيت عنها) و هذه الأراضي كنز لا يقدر بثمن يمكن أن يعيد للنيل وجهه الحقيقي .
هل تستطيع هذه المادة إزالة التعديات علي النيل بإقامة مساجد و زوايا علي أراضي طرح النهر؟ أشك .
علي أن الأهم من ذلك كله أن الدستور تذكر أن عندنا نيل و نسي أن عندنا قناة السويس .فهل تجاهلها لعل مرسي يأجرها مفروش لقطر؟ لماذا تغافل ؟هل نفترض حسن النية إذن هم غافلون .أو سوء النية إذن هم متآمرون ؟و لا بلاش نفترض و شوفوا حد غيركم يكتب دستور يليق بمصر.
مادة (17)
تلتزم الدولة بحماية شواطئها وبحارها وبحيراتها، وصيانة الآثار والمحميات الطبيعية، وإزالة ما يقع عليها من تعديات .
التعليق : كنت أود أن اصدق هذه المادة لكن كيف ستحمي مصر شواطئها و هي لم تتفق بعد علي ترسيم حدودها البحرية ؟ هناك تسع دول تشترك في الخطوط البحرية  ( و ليست الحدود الشاطئية) مع مصر لم تقم مصر بترسيم حدودها مع أياً منها.و بسبب التأخر في ترسيم  الحدود يتم إستغلال الثروات الطبيعية المملوكة لمصر عبر هذه الحدود لأننا لا نعرف بعد عند أي حدود نلتزم بالدفاع عن شواطئنا كما تدعي المادة ( النظرية) و ليست الحامية لمصر.
إن فكرة الدفاع عن الدولة يبدأ عند شواطئها فكرة بدائية عقيمة عفا عليها الزمن.فالدفاع يبدأ عند خطوطها داخل المياه.الخطوط الإكتوارية .في أعماق البحر.فيما بعد النطاق الإقليمي للبحر.نرجو ان يستعين هؤلاء التأسيسيين بأحد المتخصصين في علوم المساحة البحرية ليشرح لهم هذه الأبعاد.
الصحيح أن تقول المادة تلتزم الدولة بحماية حدودها براً و بحراً و جواً.كذلك تلتزم بالحفاظ علي ثرواتها المائية .و آثارها و محمياتها بكافة أنواعها..
أما عبارة (صيانة الآثار) : فهي مهزلة لأنها تعني أن الدولة غير ملتزمة بحماية الآثار بل فقط القيام بأعمال الصيانة أي الترميم ؟ أهذا كلام يصح أن يصدر عن جماعة تضع مصر مستقبلها رهينة في أياديها؟ حرام عليكم.أم أنتم تعتبرونها أصنام الكفار و دوركم أن ترمموا ما سيحطمه السلفيون؟
مادة (18)
تكفل الدولة الأشكال المختلفة للملكية المشروعة بأنواعها العامة والتعاونية والخاصة والوقف ، وتحميها، وفقا لما ينظمه القانون .
التعليق :
نريد أن تضيف المادة أن الدولة مسئولة عن حماية الأملاك الخاصة و لو كانت ( كنائس) و حماية الأملاك الخاصة و لو كانت محال لأقباط و بيوت لأقباط حتي لو كانوا يسكنون دهشور أو العامرية أو حتي رفح
مادة (19) للأموال العامة حرمة، وحمايتها واجب وطنى على كل من الدولة والمجتمع
التعليق :موافقين .إنتوا تحموا الأموال الخاصة و إحنا نحمي الأموال العامة. موافقين.
 المادة 20 : ترعى الدولة التعاونيات بكل صورها، وتدعمها، وتكفل استقلالها، وتنظم الصناعات الحرفية وتشجعها بما يؤدى إلى تطوير الإنتاج وزيادة الدخل .
التعليق :ترعي الدولة التعاونيات هذه مآساة.إذ أن كل الجمعيات التعاونية التي ترعاها الدولة خاسرة فاشلة أو مغلقة حالياً أو موقوفة بسب الفساد فيها.ثم كيف سترعاها و تكفل إستقلالها في الوقت نفسه؟ إما أن تكون الجمعيات مستقلة فلا تتدخل الدولة فيها بحجة الرعاية و إما أن لا تكون مستقلة و تبقي فاسدة كما هو الحال عليه الآن.
أنا أري أنه يكفي أن تلزم الدولة هذه الجمعيات بأن تخضع للرقابة الإدارية و أن تتركها تتبع النقابات .أو الجهات المدنية .أما تدخل الدولة فيها فهو أفضل دافع لنشر الفساد.
أما أن الدولة ستنظم الصناعت الحرفية فهذا أيضاً مشكوك فيه.ربما القصد أن الدولة ستأخذ نصيبها منه بالضرائب و هذا يكفي أما أن تنظم الدولة صناعة حرفية ؟ و الحرفية تعني أنها صناعات فنية فردية أو ذات أعداد صغيرة.فما حاجتها للدولة؟ ثم هاتوا لنا من التاريخ عن صناعة حرفية نظمتها الدولة؟
المادة 21 : للعاملين نصيب فى إدارة المشروعات وفى أرباحها، ويلتزمون بتنمية الإنتاج والمحافظة على أدواته وتنفيذ خطته فى وحداتهم الإنتاجية وفقا لما ينظمه القانون ، ويكون تمثيلهم بنسبة خمسين بالمائة فى عضوية مجالس إدارة وحدات القطاع العام المنتخبة، وبنسبة ثمانين بالمائة فى عضوية مجالس إدارة الجمعيات التعاونية الزراعية والصناعية.
التعليق : أن يكون للعاملين نصيبهم في الأرباح فهذا حقهم . رغم أن هذه المادة أشبه بالإتحاد الإشتراكي .بل هي تعيده علي مستوي الصناعة.هي تقنن إرغام المصانع بالقطاع العام علي إختيار خمسين بالمائة من العمال الذين في معظمهم أميين أو ذوي مستوي تعليمي منخفض لكي بقدرة قادر يصبحون في مجالس إدارة الشركة القطاع العام ثم نتساءل لماذا يخسر القطاع العام؟ أو يصبحوا ثمانين بالمئة في الجمعيات التعاونية ثم نتساءل لماذا تفلس ؟لماذا لا نضع الرجل المناسب في المكان المناسب و يكون هذا منهج الدستور دون إنحياز لفئة .
هذه هي المادة الثالثة التي ستستخدمها الجمعية التأسيسية ( التي ستنحل) لمحاولة كسب تأييد العمال لهذا الدستور الذي إهتم بتحديد نسبة العمال في الإدارة و لكنه لم يفكر في تحديد نسبة العمال من الأرباح. و كأنه مستعد فقط لإحتواء العمال و ليس لضمان مكاسبهم و هو الأهم.هذه المادة هي ثالث مادة متوالية تتبع سياسة الضحك علي البسطاء .هي ثالث مادة دعائية أكثر منها دستورية.
المادة 22: يشترك المنتفعون بمشروعات الخدمات ذات النفع العام فى إدارتها والرقابة عليها، وفقا لما ينظمه القانون.
التعليق : أن يكون للمنتفع دور رقابي فهذا مخالف لأبسط قواعد الرقابة.يجب أن يكون الرقيب محايداً مستقلاً لا صلة له بالشأن محل الرقابة.لدي الدولة أجهزة رقابية تصلح للرقابة علي الخدمات العامة مثل الأجهزة المدنية و إتحادات التعاونيات و الغرف الصناعية و التجارية و النقابات و روابط العاملين و غيرها مما يكفي للدور الرقابي في المؤسسات الخدمية الصغيرة .لكنها ستضمن رقابة أكثر فعالية و أقل فساداً.
هذه رابع مادة تتودد للعمال و تستجدي موافقتهم علي دستور سيمحقه القانونيون بجرة قلم.
مادة (23) الملكية الخاصة مصونة ، وتؤدى وظيفتها الاجتماعية فى خدمة الاقتصاد الوطنى دون انحراف أو استغلال أو احتكار، ولا يجوز فرض الحراسة عليها إلا فى الأحوال المبينة فى القانون وبحكم قضائى، ولا تنزع إلا للمنفعة العامة ومقابل تعويض عادل يدفع مقدما، وحق الإرث فيها مكفول ، وذلك كله وفقا لما ينظمه القانون .
التعليق :يبدو أن المشرع هنا يقصد الكلام عن القطاع الخاص لكن سهي عليه أن يذكر ذلك. الدستور لا ينفع فيه سهي عليه. فالكلام  هكذا عن الملكية الخاصة عموماً يهدد كل أنواع الملكيات.يعني كل شخص يمتلك أي شيء و لا يخدم به الإقتصاد الوطني  يقع تحت طائلة هذه المادة .لذا يجب علي المشرع أن يحدد نوع الملكيات الخاصة هنا و هو يقصد الصناعات التي يقوم بها القطاع الخاص.و إلا ستتداخل الملكيات كلها في بعضها و تتهدد الملكيات الخاصة و بالتالي تهرب رؤوس الأموال من مصر ( أكثر مما هي عليه الآن)
يجب طمأنة أصحاب الملكيات الخاصة .هذا بند يهدد رؤوس الأموال كلها.كذلك يجب أن يحدد في هذا النص أن نزع الملكية للمنفعة العامة يجب أن يتم تعويضه بحسب القيمة السوقية بتقدير لجنة محايدة  و ليس بحسب التقدير الحكومي.
مادة (24)  تلتزم الدولة بإحياء نظام الوقف الخيرى وتشجيعه .وينظم القانون الأوقاف ، ويحدد طريقة إنشاء الوقف وإدارة الموجودات الموقوفة، واستثمارها وتوزيع عوائدها على مستحقيها وفقا لشروط الواقفين.
ألم أقل لكم أنها أمسية رمضانية أو خيمة رمضانية .تحيي فيها الدولة الوقف الخيري.( أو الحفل الخيري)
ما دخل الدولة باوقاف الخيرية ؟ و كيف ستحييها؟ و كيف ستشجع عليه و هي في المادة السابقة تستولي علي أملاك من ليس لهم ورثة؟ ‘نها تدفع بأصحاب الأملاك للتصرف في أملاكهم بعيداً عن الدولة التي تريد أن تقاسمهم الميراث أو تستولي عليه ثم في المادة التالية تقول أنه تشجع الأوقاف الخيرية و تحييها؟ أقصد و تميتها و ليس تحييها.
أفضل إحياء للأوقاف الخيرية أن ترفع الدولة يدها عنها. و أن تعفيها من كافة الرسوم و الضرائب كما في الدول التي تفهم معني كلمة وقف خيري و عمل خيري .يجب أن ينص الدستور علي عكس هذه المادة أي أن يجعل الدولة ضامنة للوقف لأصحابه و ليس متصرفة فيه أو تضع يدها عليه بأي شكل أو حجة أو سند في القانون.أعيدوا أوقاف الكنيسة و لا تمارسوا  السرقة الحكومية.
ثم لا القانون لا يجب أن يتدخل في النشاط الإستثماري للأوقاف.بل يتخير أصحابها هذا النشاط فهو ملكهم و قد أصبح ملكية خاصة بهم . فإذا كانت المادة السابقة تقول أن الملكية الخاصة مصونة فكيف تأتي المادة التالية و تقول أن الدولة تحدد طريقة إنشاء الوقف و إستثماره و توزيع عوائده؟ ماذا تبقي لأصحاب الوقف ليفعلونه؟ فقط يجب أن يقفوا ليشاهدوا الدولة و هي تسلبهم الوقف وتشاركهم فيه و يصفقون لها؟
مادة (25) يقوم نظام الضرائب والتكاليف العامة على العدالة الاجتماعية، وأداؤها واجب ، ولا يكون فرضها ، ولا إلغاؤها ولا الإعفاء منها ولا تكليف أحد بأداء غير ذلك منها إلا فى حدود القانون.
التعليق :كان يجب علي المشرع أن يفصل بين النظام الضريبي و ليس (نظام الضرائب)
 و بين التكاليف العامة.فالتكاليف يدخل من ضمنها تأدية الخدمة العسكرية و الخدمة العامة و التكليف للأطباء و المهن المشابهة .و هي لا تدخل في نطاق العدالة الإجتماعية بل الواجبات و الحقوق.أما النظام الضريبي فهو
مادة (26)
لا يجوز التأميم إلا لاعتبارات الصالح العام ، وبقانون، ومقابل تعويض عادل.
التعليق : هذه العبارة خطيرة.و تسمح بإستيلاء الدولة علي أملاك الغير .هي مادة تنزع ملكية الفرد و الأموال الخاصة في لحظة أن يقرر أحدهم إفقار إنسان.فمثلاً لو سيطر الإسلاميون علي البرلمان سوف يؤممون شركات ساويرس بأي حجة.سيقولون أن شركات الإتصال أسرار دولة لا يجب أن تكون تحت سلطة فرد خاص.سيقولون أن شركات المقاولات شركات تبني في مناطق عسكرية و لا يجوز أن تكون في سلطة شخص.سيجدون ببساطة أسباباً و لا يهم أن تكون جادة أو تافهة.المهم أن يسلبوا أي ممتلكات من يد الأقباط و لا سيما أثرياءهم.
للبسطاء نقول أن التأميم لا يحدث سوي للشركات الضخمة.أما الأملاك الصغيرة فيقال عنها (نزع الملكية لمنفعة العامة و هي المذكورة في المادتين 18 و 23.) أي أن الدولة هنا بهذا الدستور تهدد الملكيات الصغيرة في المادة 23 و الملكيات الكبيرة في المادة 26. لا نجد مادة تقول أن الدولة تشجع الإستثمار,
هذا الدستور يعيد الإتحاد الإشتراكي في زي إسلامي.خيمة رمضانية لا يوجد فيها أثرياء إلا الذين ترضي الدولة عنهم أما من تغضب عليهم فالتأميم مصيرهم و نزع الملكية أنياباً تفترسهم.
مادة (27)
المصادرة العامة للأموال محظورة . ولا تجوز المصادرة الخاصة إلا بحكم قضائى.
التعليق : قد يقرأ البسطاء هذه المادة فيفهمون منها أن الدولة لن تصادر أية أموال لأن المصادرة محظورة في نصف المادة الأول لكنها ممكنة في نصفها الثاني ؟
.لكن لنفهم أولاً معني المصادرة : المصادرة تعني سلب أموال تم الحكم بأنها ليست أحقية لمن يمتلكها و إضافة هذه الأموال إلي أرصدة الدولة.و هذه الأموال يجب قبل أن يتم مصادرتها أن تجد قانوناً عادل تخضع لأحكامه.
أما و قد تم تلغيم الدستور بأربعة مواد تسمح بسلب الملكية فالقانون سيصبح مجرد غطاءاً يبيح للدولة إستخدام قنواتها القضائية للسيطرة علي رجال الأعمال.تماماً كما حدث في مشكلة البيع الجبري لأسهم موبينيل ضد ساويرس قبل أن يلوح بإستخدام التحكيم الدولي.و كما فعل في قضيته مع الجزائر أيضاً بخصوص شركة الإتصالات ( جازي) .إن مصادرة الأموال وفقاً للقانون أمرأ منطقياً يتيح للدولة إسترداد أموالاً تخصها تم الإستيلاء عليها دون وجه حق.علي شرط أن يكون القانون عادلاً و من يطبقه يطبقه بعدالة و حيادية. أما في الدول المتخلفة أمثال مصر فالقانون المصري ليس هو الأعدل لذلك تنص معظم المشاركات في التعاقدات الضخمة علي الإحتكام إلي المحكمة التجارية الدولية و هذا إعتراف ضمني بعدم كفاءة القوانين المصرية أو عدم عدالتها.
,و لعل المشهد الأخير لمحاكمة فتحي سرور يوضح ما أقوله هنا . فبعد حكم البراءة لصالحه من موقعة الجمل أخرج له الكسب غير المشروع قضية تبقيه في السجن . و أين كان قبل حكم البراءة؟ هل إكتشف بعد سنتين أنه كسب كسباً غير مشروع؟ أما يوضح هذا أن الدولة تستخدم القانون حين تريد و تتغافل عنه حين تريد و أن القانون هو أداة إرهابية في يد الدولة ضد رؤوس الأموال الخاصة.
إذن يجب أن تنص المادة علي حق الدولة في المصادرة إذا سلب أحد الأشخاص مالاً هو في أصله حق الدولة فتكون الدولة قد إستردت حقها و هذا منطقي و طبيعي .أما مصادرة الأموال الخاصة التي لم تكن ذات يوم ملكية عامة فهو بند تحيط به الشكوك و المخاوف و ينفر أصحاب الأموال من الإستثمار الذي تغافل الدستور عن ذكره في هذا الباب بأكمله.و لا يجب أن يكون محل مصادرة .بل محله هو التعويضات و الغرامات التي يسددها رأس المال الخاص في حالة تعديه علي حق الدولة . أما المصادرة فغير جائزة,
ختاما ً هذا الدستور يصلح لإحياء نظام الإتحاد الإشتراكي الذي أفقر كل الدول التي إنتهجته حتي الإتحاد السوفيتي الذي إخترعه ثم لم يتقدم إلا لما إستغني عنه.
كان هذا هو مجرد تعليقات سريعة علي باب الدولة و المجتمع .لكن الكلام عن إطار الدستور و مشتملاته ككل يحتاج إلي ما هو أكثر من عدة مقالات.
إبن الإنسان
يمشي علي المياه كما علي الأرض.ينتهر الريح الغاضب فينكمش إلي مخابئه.يصعد و ينزل لأنه الطريق.له سلطان علي الموت و الحياة.و علي نفسه له كل السلطان.ليس مثله.
معه مفاتيح الهاوية.فهو الديان.و معه مفاتيح الملكوت فهو  يعطي المجازاة.يشفي بسلطانه لأنه الطبيب.يغفر بسلطانه لأنه الله ماحي الذنوب.
يعرف ما في الأعماق .و يهذب نفوس البشر.يهتم بالداخل كما بالخارج أيضاً.كله محبة من داخل و خارج.في محبته يسكن العدل مطمئناً و في عدله تسكن المحبة مطمئنة.
له تسجد الملائكة فوق .و له يسجد البشر تحت.و أمامه تقشعر الشياطين تحت التحت.
يغفر حتي  حين يعجز البشر عن المغفرة حتي لأنفسهم.و يدين حين يتجبر الإنسان و ينكر سلطة إبن الإنسان عليه.
إبن الإنسان هو الذي صنع الإنسان و هو دائماً يعيد تشكيله .فأجمل ما يحدث للإنسان هو أن يصبح علي صورة إبن الإنسان.
أجمل ما يحصل للنفس البشرية أن تشترك في كل ما يحبه إبن الإنسان.أروع اللحظات حين يعيش البشر مع إبن الإنسان دون إنقطاع أو تشويش أو جهالة.
إبن الإنسان يعرف كيف يعيد الإنسان جميلاً بهياً كاملاً قديساً حتي و لو فسد إناؤه و تحطم كيانه و ضاعت بهجته لأن إبن الإنسان هو خالق الإنسان.
في كل مكان في الأرض يوجد طريق لإبن الإنسان.يوجد طريق إلي الأبدية يوجد طريق للسماء.فإبن الإنسان صانع هذه الأرض لمجد إسمه .
كل ما في يد إبن الإنسان لا يفسد و كل ما بيد الإنسان يفسد.
كل من في يد إبن الإنسان لا يموت و كل إنسان ليس في يد إبن الإنسان يموت و يهلك.
لا قانون يصلح للإنسان سوي قانون المحبة الذي صنعه إبن الإنسان أما أي قانون سواه فلن يسفر عن حياة بل موت.
يا إبن الإنسان الرب يسوع المسيح القدوس .كن في داخلي ملكاً.كن في كلامي نعمة.كن في نظراتي نقاوة.كن في تصرفاتي قداسة.كن في معاملاتي حباً .كن في ضعفاتي سنداً.كن في أفراحي مسرةً . و في أحزاني توبةً.كن في نجاحاتي مجداً و في فشلي تعزية.حين تكون لي يكون لي كل شيء.و كيف يبقي لي شيء بدونك.
أحبك .أنا أكتٌبها علي الأوراق و الأفعال و الأقوال.و حين أعجز أكتب أنت لي أحبك.
كنت أود أن أجمع لك أجمل ما في الكون باقة أقدمها.لكن ما عندي باقات من الخطايا و الضعفات و الجهالات و السهوات.خذها عني فأستريح.و أتلذذ بحضنك يا إبن الإنسان.




474
الدستور ما له و ما عليه (2)
Oliver كتبها
( الباب الأول الدولة و المجتمع)
كانت المقالة السابقة عن قراءة في مسودة الدستور باب الحقوق و الواجبات العامة و اليوم نستكمل نصف الباب الأول ( الدولة و المجتمع ) علي أن نستكمل الباقي في مقالات تالية .
المادة الأولي : جمهورية مصر العربية دولة مستقلة ذات سيادة ....و هي موحدة لا تقبل التجزئة .و نظامها ديمقراطي .
تعليق: هل مصر عربية فقط؟ أم مصر قبطية أيضاً .فرعونية أيضاً .لماذا نصر علي نسب مصر للعرب و هم حتي يتبرأون من مصر.لماذا لا نكتفي بأنها جمهورية مصر.
و منذ متي يقولون عنها أنها لا تقبل التجزئة ؟؟؟ هل هناك دولة تكتب في دستورها أنها تقبل التجزئة؟؟؟ أم هم يظنون بهذا أن يقطعوا الطريق علي فكرة أي محاولة للتقسيم و لو الكونفدرالي ....؟ و هل مجرد كتابة أن مصر لا تقبل التجزئة سوف يحمي مصر من التقسيم لو إضطر الأمر ذلك؟ أم هم يضعون هذا البند كأحد العقبات التي يتحججون بها إذا ضغطت القوي الدولية علي مصر لأجل وضع أكثر عدالة للنوبة و لأهالي سيناء و للأقباط.
ألا يعكس هذا شعوراً قوياً و مخاوف حقيقية لدي النظام المصري بقرب تقسيم مصر؟
أما عبارة و (نظامها ديمقراطي) فهي خاطئة في الصياغة.فالنظام في الدستور يعني الأجهزة الإدارية كما أن النظام يتغير لكن الأساسيات لا تتغير فلنقل أن الدستور يضمن الديمقراطية مثلاً أو أن الديمقراطية أساس للحكم  .أو أن  ( جمهورية مصر.... تقوم علي أساس ديمقراطي)
المادة الثانية الدائمة إثارة للمتاعب و التمييز :الإسلام دين الدولة؟ و اللغة العربية لغتها الرسمية .و مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع .
الفخ الأول : أن للدولة دين ... و هو أمر مضحك.تماماً كما نقول النيل الباسم.فهل يتبسم النيل ؟ و هل تدين الدولة بدين؟ أليس الأصح أن نقول أن غالبية الشعب يدينون بالإسلام و ليس دين الدولة الإسلام.أو حتي لا يهم أن نقول شيئاً عن الأديان فليس الدستور هو الذي يصف للناس ديناً رسمياً يفضلونه أو يتبعونه.
الفخ الثاني و لماذا تكون اللغة العربية وحدها لغة مصر الرسمية. و ما مشكلة مصر مع اللغة القبطية  لغة الصلاة لأكثر من خمسة عشر مليوناً من المصريين ؟لماذا لا تسعي لإحياءها و فيها تراث مصر و كنوزها؟ و ما مشكلتها مع اللغة النوبية ؟ أليسوا  خمسة مليون مصري لهم لغتان ( الفاديجي و الماتوكي) أليست لغات يتداولها  5مليون في 232 قرية  في النوبة  فهل نتجاهلهم و في لغتهم عبق التاريخ الفرعوني كله. .
الدول عديمة الحضارة تتمسح في أي بقعة جغرافية تصبغ عليها صبغة الحضارة بينما مصر أم الحضارة تتجاهل أعظم حضارة في التاريخ و تنسب نفسها لعصر واحد فقدت فيه كل حضارتها و لم يضف إليها سوي بعضاً من الشعر الجاهلي مع قليل من الوصفات الجاهلية العربية؟ أهذه مصر ؟ لماذ يصرون علي تجريدها من حضارتها في هذا الدستور و كل دستور يضعه المتأسلمين ؟
ثم ثالثة الأثافي أو المصائب و هو إعتبار الدين الإسلامي المصدر الرئيسي للتشريع .
و هو بند لم يتداركه الأقباط الذين فرحوا بإضافة المادة الثالثة التي تقول: أن مبادئ المصدر الرئيسي للتشريعات للمسيحيين و اليهود التي تنظم و تحكم أحوالهم الشخصية و شئونهم الدينية و قيادتهم الروحية .
لقد جربنا سنوات طوال هذا البند و ثبت فشله .فلا هو جعل مصر إسلامية و لا هو أعطي غير المسلمين حقوقهم.لماذا نعيد التجارب الفاشلة؟
قد يظن البعض أن المادة الثالثة إنتصار للأقباط و أنا أقول أنها تخدير للأقباط و محاولة ماكرة لكسب تاييدهم للدستور المفخخ.فالمادة الثانية سوف تجعل المادة الثالثة مجرد ديكور دستوري.فقط بند تستخدمه الدولة للترويج بأن هناك مساواة للأقباط مع المسلمين. و تتفاخر به في المحافل التي تهاجم مصر لإنحطاط مستوي حقوق الإنسان فيها. و سيبقي التطبيق الواقعي أن المادة الثانية هي المصدر الرئيسي للتشريعات .فيحكمنا دستور إسلامي في الميراث و يحرم التبني  و ينظم الطلاق و الزواج المدني .و النفقة .و حقوق الأطفال . و أسلمة القصر. و التسنين لأجل التبكير بالتزويج.و كل هذا لن تنظمه المادة الثالثة للأقباط بل يخضعون فيه للمادة الثانية الإسلامية.سوف يتم بالمادة الثانية خطف البنات و أسلمتها .خداع الزوجات و أسلمتها .إجبار الأطفال علي الإسلام تطبيقاً للمادة الثانية طالما أن أحد الأبوين أسلم.تطبيق حد الردة علي المسلم الذي يتنصر .
ليست المادة الثالثة حلاً للمادة الثانية إنما محلل للمادة الثانية .
الحل : أن تكون المادة هكذا :  التشريع مصدره القوانين و المواثيق الدولية دون إنحياز لدين أو لفئة  مع إلغاء المادتين الثانية و الثالثة و الرابعة.هذا البند وحده لو طبق سيضمن لمصر نهضة حقيقية و ليس نهضة مرسي.
المادة الرابعة مأساة دستورية جديدة : و أستطيع أن أراهن أن هذه المادة وضعت مقابل الموافقة من الأزهر علي المادة الثااثة.الأزهر يقايض الأقباط علي المادة الثالثة فيؤيدهم فيها ضد السلفيين و الإخوان مقابل أن يؤيد الأقباط المادة الرابعة ضد الإخوان.
مصالح بين الأطراف و ليس وضع دستور ينهض بمصر.لقد ولد هذا الدستور ميتاً و لن يستمر حتي لو تم الإستفتاء عليه.لقد ولد معيباً و سيموت سريعاً إن قدر له الولادة أصلاً و التي أشك جداً أنها ستتم .
نص المادة الكارثية : الأزهر هيئة مستقلة و يختص وحده بالقيام علي كافة شئونه.(هذا حقه طبعاً) تبدأ الكارثة من هنا : مجاله الأمة الإسلامية و العالم كله ؟؟؟؟و يتولي نشر علوم الدين و الدعوة الإسلامية ؟
 و تكفل الدولة الإعتمادات المالية لتحقيق أغراضه و يؤخذ رأي هيئة كبار العلماء في الأمور المتعلقة بالشريعة الإسلامية ؟؟؟؟؟؟؟؟
خمسة فخاخ في هذه المادة الكارثية و التي ستجر مصر إلي نزاعات دولية و إقليمية و تفتت الوحدة الوطنية أكثر مما هي مفتتة الآن.
الفخ الأول :مجال الأزهر الأمة الإسلامية و العالم أجمع : الهيئة التي تكرس لأجلها الطاقات المصرية بدلاً من أن تتكرس هي لخدمة مصر .المهم أن الأزهر سينشغل بالعالم أجمع .و لا أدري ما سر رغبة الأزهر في التوسع و الطموح .هل فعلاً سيمتد إلي العالم كله؟ لو قال أحد أن الغرض الدعوة أعود فأسأل و لماذا يكون الأزهر مسئولاً عن الأمة ( الإسلامية) ..هل سيدعو المسلمين إلي الإسلام؟؟؟ ما دور الأزهر في البلاد الإسلامية بطبيعتها.أم هو توسع لمجرد إثبات المنافسة أسوة بالكرازة المرقسية؟ أنا لم أسمع عن مؤسسة ممتدة في العالم كله سوي الأمم المتحدة.فهل يريد الأزهر أن ينافس الأمم المتحدة كذلك؟ علي أنني أعود فأسأل .إذا كان هذا الطموح لدي الأزهر مشروعاً (ربما) فهل أكون أنا كقبطي مسئولاً عن تسديد نفقات هذا الطموح؟ و تكريس الإعتمادات من الدولة ( أي من المواطنين جميعاً أقباطاً و مسلمين ) لتحقيق طموحات الأزهر ؟
و لماذا لا يتساوي هذا الوضع مع مؤسسات الدين المسيحي ...أليست المساواة  أساس الدستور .
 الفخ الثاني : و تكفل الدولة الإعتمادات المالية.يعني الأزهر يخطط و يتوسع و ينتشر و نحن ندفع .كل الدولة جيوبها مفتوحة حتي تتحقق للأزهر أغراضه ( و الله أعلم بهذه الأغراض)؟ ما ذنبي أنا أن أمول دين غير ديني . و مؤسسة لا تخدمني ؟ و فئة تنبذني و تعتبرني كافراً .ما مسئوليتي عنها؟ لماذا أدفع من جيبي للرجل الذي يسبني في ميكروفوناته خمس مرات في اليوم و أحياناً في التروايح؟هل يدفع مسلم مليماً للكنيسة؟ هل أنا مسئول عن تمويل مدارس يحرمون أبنائي الدخول إليها.ثم يتخرج منها الدارسون نصف جهلة و يأخذون مواقع يعجز المتفوقون عن الوصول إليها ؟ هل أدفع من جيبي لأكرس حالة التمييز ضدي ؟ ما هذا الجبروت يا أزهر .
الفخ الثالث :يتولي الأزهر نشر العلوم الإسلامية و الدعوة الإسلامية.طبعاً نشر العلوم يتم بين المسلمين و نشر الدعوة يتم بين غير المسلمين. يعني الأقباط يدفعوا للأزهر لكي يؤسلم المسيحيين.ثم يحرم الدستور الدعوة إلي المسيحية  و يسميها إزدراء لأن الإسلام الدين الرسمي للدولة و واقعياً هو الدين الوحيد بالدولة.
الفخ الرابع : تخصص الإعتمادات اللازمة لتحقيق ( أغراضه ) أي أغراض الأزهر.
أنا أعرف أن الأزهر و غيره من المؤسسات التي تمولها الدولة تكون لتحقيق أغراض الدولة.لكنني لأول مرة أسمع أن الدولة تسعي لتحقيق أغراض الأزهر ؟ كلنا نعمل و نسترزق لأجل الأزهر ؟أوكازيون دستوري ....ما هذا الهراء.ما شأننا إن يحقق الأزهر أغراضه. ثم أنا لا أعرف أغراضه ؟ فهل غرضه أن يتفوق علي مؤسسات إسلامية بالخليج ؟ و ما شأني أنا بهذه المنافسة . من يدلنا علي أغراض الأزهر له مكافأة كبيرة .لماذا أكون مسئولاً عن أغراض مجموعة من العلماء يكفرونني صباحاً و مساءاً ؟ لماذا أنفق من مالي علي مؤسسة تريد أن تسلبني ديني لأن عملها هو الدعوة الإسلامية ؟ ما هذا الجبروت الدستوري و الطموح الذاتي الذي يشعل قلب الأزهر؟
الفخ الخامس :يؤخذ رأي هيئة كبار  علماء الأزهر في الأمور المتعلقة بالشريعة الإسلامية
و الحقيقة أن أي خلاف في الأحكام القضائية و ما أكثرها  سيكون المرجع فيها هيئة كبار علماء الأزهر.إذاً أصبح الدستور رهينة في يد هيئة كبار علماء الأزهر.أنا هنا أصيح بأعلي صوتي قائلاً أن الدستور تم إختطافه و سجنه بمؤسسة الأزهر .
المادة الخامسة : السيادة للشعب يمارسها ويحميها، ويصون الوحدة الوطنية، وهو مصدر السلطات، وذلك كله على الوجه المبين فى الدستور.
و هي مادة أيضاً مخادعة .فالجزء الأخير منها يشجب الجزء الأول فيها.
إذا كانت السيادة للشعب فالدستور يقول أن السيادة للشريعة الإسلامية .و إذا كان الشعب مصدر السلطات فالشريعة مصدر القوانين التي ستحكم السلطات و بالتالي فالسيادة ليست للشعب بل للشريعة الإسلامية .هي عبارات رنانة تخدع البسطاء لكن الشعب أكثر ذكاءاً من واضعي هذه المواد المفخخة.
المادة السادسة : يقوم النظام الديمقراطى على مبادئ الشورى، والمواطنة التى تسوى بين كل مواطنيها فى الحقوق والواجبات، والتعددية السياسية والحزبية، وسيادة القانون ، واحترام حقوق الإنسان ، وكفالة الحقوق والحريات ، والتداول السلمى للسلطة، والفصل بين السلطات والتوازن بينها ، وذلك كله على الوجه المبين فى الدستور.
لماذا لا يقول المبادئ الديمقراطية فهي كلمة يعرفها العالم كله أما ( الشوري ) فهي لفظ إسلامي له معني ديني بحت و ليس سياسي أو قانوني .إذن الصحيح أن يقول يقوم النظام علي المبادئ الديمقراطية.
أريدك أن تلاحظ الفرق بين كلمة ( تسوي ) و كلمة تساوي .المادة هنا تقول أن المواطنة تسوي ( أي تقوم بالتسوية أي التراضي بين المواطنين و لا تعني ( المساواة ) لأن الفعل من المساواة هو تساوي و ليس تسوي .فهذه اللفظة ليست خطأ مطبعياً بل لفظ مقصود للإيحاء بأن المواطنة مساواة و في الحقيقة أن التسوية أو التفاهمات التي ستتم بين المواطنين ( كالأحكام العرفية) هي التسوية المقصودة هنا .
إنها خديعة و عمل غير أخلاقي .
ثم العبارة التي تفخخ كل النصوص بأنها ستكون علي النحو المبين بالدستور تعني علي النحو المبين في المادة الثانية فقط ففيها ينحصر الدستور.و قد سبق توضيح معناها في المواد السابقة.
و بقية أخري مخادعة: ولا يجوز قيام أحزاب سياسية على أساس التفرقة بين المواطنين بسبب الجنس أو الأصل أو الدين.
من يقرأها بسرعة يظن أنها تقصد لا أحزاب تقوم علي أساس ديني ....الكارثة أن نص المادة يكرس قيام الأحزاب علي أساس ديني .هو فقط يمنع أن ينص ميثاق الحزب علي وجود تفرقة .و من هو الحزب الذي سيكتب في ميثاقه أنه يفرق بين المواطنين ؟ إذاً هذا التحذير المنصوص عليه في المادة تحذيراً شكلياً و الصحيح هنا أن المادة تقنن تأسيس الأحزاب علي أساس ديني و هو خراب مستعجل لمصر .
عيب علي واضعي النصوص أن يراوغوا هكذا في نصوص تشكل مستقبل مصر.
لا أدري هل هو وضع نصوص أم وضع لصوص ؟
و إليك مادة مخادعة جديدة  : يقوم المجتمع المصرى على العدل والمساواة والحرية والتراحم والتكافل الاجتماعى والتضامن بين أفراده فى حماية الأنفس والأعراض والأموال، وتحقيق حد الكفاية لجميع المواطنين .
كنت أود أن يقول الدستور أن الدولة هي المسئولة و ليس المجتمع عن تحقيق العدل و المساواة .أما  بقية الديباجة فمكانها الدين و ليس الدستور.لكن أن يجعل الدستور المجتمع هو المسئول و يخلي مسئولية الدولة و مسئولية الدستور نفسه عن تحقيق هذه المساواة فهذا نوع من التدليس علي المواطنين. يعني ببساطة أنا و أنت المسئولين عن تحقيق العدل بيننا و ليست مؤسسات الدولة و الدستور الذي يحكمنا. فالمبدأ هنا ضمناً هو لا مساواة بالدستور بل المواطنين يتصرفوا مع بعض و الدستور كتر خيره يوصيهم بالمودة و التراحم و التضامن و الذي منه.أهذا دستور ؟؟؟؟؟؟
و المجتمع ( و ليست مؤسسات الدولة) هي المسئولة عن حماية الأنفس و الأعراض و الأموال.طبعاً مؤسسات الدولة مشغولة بأمور أخري لا نعرفها فهي تخلصت من المواطنين بهذه المادة الموبوءة.
المادة 8 : تضمن الدولة الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين دون تمييز
الدولة هنا تضمن الأمن فقط و ليست حماية الأموال و الأعراض و الأنفس ...فقط أمن الرئيس و مقارات الإخوان.و الطمأنينة ( لا تعريف للطمأنينة علي المستوي القانوني ) .ثم ما دخل الأمن هنا بإضافة عبارة ليس هذا موضعها تتحدث عن تكافؤ الفرص.تكافؤ الفرص في ماذا؟ عبارة ناقصة .يستطيع أي منا أن يتخيل لها بقية لكن المشكلة أننا لا نعرف ماذا في ذهن المشرع.و من ميزات الدساتير القوية أنها واضحة.مكتملة المفاهيم.السؤال هنا لماذا بعد أن جعل الدستور المجتمع مسئولاً عن الحماية جعل الدولة مسئولة عن الأمن؟ لماذا لا تكون الدولة مسئولة عن الحماية أيضاً للأنفس و الأعراض و الأموال؟ ما هذا الإختزال للدولة؟و تحميل المجتمع مسئولية أكبر و أخطر؟ هل ستعود المجالس العرفية و القبلية لتحكم مصر و يسميها الدستور ( المجتمع) ؟ أشك في مقاصد المشرعين هنا...
أما إذا قال أحدهم أن الأمن هو الحماية فنسأله من جديد و لماذا التكرار ؟
المادة 9 : الأسرة أساس المجتمع ، قوامها الدين والأخلاق والوطنية .

وتحرص الدولة والمجتمع على الطابع الأصيل للأسرة المصرية، وعلى تماسكها واستقرارها ، وحماية تقاليدها وقيمها الخلقية .
الصحيح هو : الدولة تحمي الأسرة .أما عبارة ( الطابع الأصيل للأسرة المصرية) فتصلح في موضوع تعبير سنة رابعة إبتدائي و ليس دستور مصر.لأنه لا يوجد طابع أصيل نعرفه عن الأسرة المصرية.و الأسرة وحدة بشرية تتطور و تتغير و تتكيف دائماً.فإذا أراد المشرع أن يشرح فليقل أن الدولة تحمي الأسرة و تشجع علي تماسكها و تدعم المؤسسات التي تقوم بالواجب التربوي و التعليمي و التثقيفي و التوعية اللازمة تجاهها.يجب أن يوضح الدستور فيم تهتم الدولة في المجال الأسري دون عبارات طنانة لا معني لها.و هذه نفس مشكلة المادة التالية .
مادة 10 : تلتزم الدولة والمجتمع برعاية الأخلاق والآداب العامة وحمايتها، والتمكين للتقاليد المصرية الأصيلة، ومراعاة المستوى الرفيع للتربية والقيم الدينية والوطنية والحقائق العلمية، والثقافة العربية والتراث التاريخى والحضارى للشعب، وذلك وفقا لما ينظمه القانون
ما هو المستوي الرفيع للتربية الذي يقصده الدستور ؟و ما معني أن الدستور يراعي الحقائق العلمية ؟؟ ماذا سيفعل بالتحديد؟ ما هذه العبارات غير المتناسقة التي لا يجمعها معاً سوي حرف العطف ( الواو) ؟
كان يمكن أن تختزل المادة 9 و 10 معاً .لكن السؤال هنا .لماذا تلتزم الدولة بالثقافة العربية دون ( القبطية – النوبية – الفرعونية) لماذا تكريس الدولة طاقاتها لخدمة بند دون غيره.و كأنها في كل بند تصر أن تذكرنا أنها دولة إسلامية تشجب كل ما عداها؟أما مسألة موضوع التراث التاريخي و الحضاري ( للشعب) و الحقيقة أنه ( لمصر) و ليس للشعب.فلا يجوز مثلاً أن أقول أن الأهرامات تراث للشعب بل تراث مصر .لا أدري ماذا ينوون من تغيير هذه الأبجديات في وضع الدساتير ؟ثم ما معني أن التراث وفقاً لما ينظمه القانون؟؟ هل سيحدد لنا القانون تراثنا؟ هل سيعيد لنا كشفه؟ أم أن التراث كما هو و مهمة القانون فقط حماية التراث أو الإرث الحضاري لمصر.إذاَ الصحيح أن يقول ( علي أن تسن القوانين  لحماية التراث )
مادة 11: تحمى الدولة الوحدة الثقافية والحضارية واللغوية للمجتمع المصرى، وتعمل على تعريب العلوم والمعارف.
من جديد يذكرنا المشرع أن مصر عربية فقط.إذ ينادي في الدستور بتعريب العلوم؟؟؟ ما هذا الهزل؟ كيف سيعربون الطب و الكيمياء و الفيزياء أو حتي علوم النباتات و البحار؟ هل مهمتنا التعريب أم التقدم لمجاراة العالم في أبحاثه و علومه.أيريد الدستور أن يلهينا في التعريب فيصبح الطبيب و المهندس و الكيميائي منتج محلي غير قابل للتطور أو التصدير؟ يريدون أن يوهمون الناس بأننا نتعلم و الحقيقة أن التعريب يبعد الناس عن مصادر العلوم المتقدمة و جميعها بغير إستثناء باللغات الأجنبية.
بدلاً من أن يشجع علي الترجمة و هي غير التعريب تماماً.التعريب أي دراسة العلوم باللغة العربية أما الترجمة فهي تحويل كتب أجنبية إلي عربية.التعريب يبقي المعرفة عند حدود الفكر العربي  وأما الترجمة فهي إنطلاقة للفكر العالمي و نهضة حقيقية.الترجمة تشجع علي دراسات اللغات الأجنبية و توسع من العارفين لها أما التعريب فهو يقلل من الإطلاع و يقلص من العارفين بلغات العالم .التعريب ضد التطور و الترجمة تشجع علي نقل التطور,بين التعريب و الترجمة يكتب المشرعون نصوص الدستور المخادعة .يدغدغون مشاعر البسطاء بأن كل شيء سيصبح سهلاً بالعربي  لكن الصعب هو أن يجاري الإنسان العربي الثقافة و العلم العالمي. العالم ينفتح و التعريب إنغلاقة بينما الترجمة إنفتاح علي العالم.لا تخدعوا الناس .ثم بعد سنوات قليلة يكتشف الناس أننا نبعد شيئاً فشيئاً عن العالم و ننكمش في ذواتنا .و نحترف الجهل؟

في سكون الليل
في صوت النسيم أسمعك.صوت آتٍ من فوق كل الأبعاد.ضوء لا تعرفه الشمس.أنت في الليل كما في النهار نور ُ.تتراءي للقلوب المشتاقة و النفوس الجائعة إليك.
ها أنا أقف علي أطراف اصابعي.أتسمعك.تأتي قريباً.و في يدك كل الحب.و الفرح.و النعمة.و تكسيني.تستجب لأنني طلبتك و لا تتأخر.في الليل لا يعرفني الفراش.بل تعرفك أشواقي.آتٍ أنت فوق الغيم و فوق السحب .تشق الظلمة و تعبر إلينا.أبصر ذراعين مفتوحتين أكبر من الكون كله.
يهرب النوم عني .فأنت السهر و اليقظة.و أنت الشوق و اللهفة.و أنت كل الأعاجيب مجتمعة.
أنتظرك .و أنت كعادتك تأتي .تشعر بك الأجنة في البطون.و أسماك الأعماق.ظاهر أنت و مستعلن لا تختفي لذلك أراك و تبتهج نفسي.
في سكون الليل يتعلم الليل السكون ليسمع صوتك الحاني.لا أحتاج للإختباء منك كآدم.و لا أهتم بدفع التقصير عن نفسي كحواء.فأنا ما أنا.كل ما في ِ يترقبك معترفاً بالتقصير .لكنه الإشتياق إليك يغلب كل شيء.يا قادماً سريعاً علي السحاب.القلوب التي عاشرتك تدق نبضاتها كالدفوف.تريد أن تترك الصدور و تنطلق لتعانقك.ما أشتقت لأحد مثلما إليك إشتقت.ما أحببت أحداً مثلك.كل ما عندي يعرفك.الروح و النفس و الجسد.الذكريات و الحاضر و الآتي.ما حاجتي إلي الأشياء و أنت معي.في سكون الليل تشبعني تملأني فأفيض بك و لا شبع فيك.ما هذا الحب المتدفق منك كسيول الجنوب.و نعمة روحك أحلي علي القلب من نسمات الربيع.أنت يا يسوع كل فصولي.و مواسمي و أيامي.أنت السنين و العمر.ما أجملك.
لماذا أدور أتلمس أشياء الأرض و أنت تعوضني بالسمائيات.لماذا تنحني النفس لتلتقط الأرضيات و أنت تأتيها لتملأها بالأبديات.عجيب أنت في مقايضتك لنا.
تأخذ الضعف لتعطنا القوة.تأخذ الجهل لتعطنا علم معرفتك.تأخذ الوجع و الهموم لتعطنا راحة.بالإجمال أنت تأخذ الموت و تعطنا حياتك.ما أعجبك.أنت ترضي أن تأخذ خسارتنا لنربحك.تتلذذ ببني آدم.ليتنا بك أيضاً نتلذذ.
في الليل بعيداً عن الناس نراك واضحاً.ترسم الفجر للنهار.و بأصبعك تعط للنور إذناَ بالشروق.تكتب للبشر أعمالاً جديدة ليعملونها.لا تدع واحداً يسقط من مراحمك التي تتجدد كل صباح.فها أنا أقع عند قدميك كمتسول .أنت إلهي الغني الذي يتعطف علي.فإذ بك لا تعطني شيئاً أعظم من أنك تعطني نفسك لنفسي.ذاتك لذاتي.شخصك لشخصي.روحك لروحي.فأسمو بك علي الدنيا.تتضائل الممالك فوق جناج الهيكل.إذ لقياك هي الأعظم.و عطيتك هي الأغني .فأجول كمن أسكره الحب. أقع عند قدميك كميت .و لا أعد أعرف ما الفرق بين الأخذ و العطاء.المدح و الذم.و كأنني لم أكن.
في سكون الليل تصمت الدنيا و يبق صوتك.يستمتع به الحالمون بك.يجلسون في محضرك .أنت القصر و الملك.أنت الهيكل و المأدبة.أنت كل شيء لمن يريدك.أنت أغنيتني بك .ما حاجتي بعد.سوي أن أكون معك إلي الأبد.أتغني بحبك .لأحبك أكثر.أتحرر من سجن الأرض و الجسد و الضعف.و أنطلق .إلي حيث لا نهاية للحرية أو للمجد أو للحب أو للحياة معك.كل اللانهائيات فيك.كل ما هو غير محدود أنت تمتلكه.ما فيك أعظم مما يأتي علي بال بشر.هذا الأعظم حبيبي .ماذا أريد أكثر من هذا الشرف.لا يعوزني شيء.
حقاً في سكون الليل لا يعوزني شيء.
 

475
قراءة في مسودة الدستور
Oliver كتبها
أولاً : باب الحقوق و الواجبات العامة
قراءة الدستور في بلاد الدنيا  المستنيرة يقودك إلي حلم هذه الدولة  في مستقبل أفضل .بينما قراءة مسودة الدستور المصري تفرض عليك الإقتراب بحذر كمن يمشي علي الأشواك أو الألغام. . و يا لها من مسودة للدستور . اليوم نقرأ باب الحقوق و الواجبات العامة علي أن نستكمل بقية الأبواب في مقالات لاحقة.
خلاصة هذا النقد أن حقوق الطفل و المرأة و الأقباط منقوصة للغاية بحسب هذه المسودة .يبدو أن طريق الديمقراطية و المواطنة  الكاملة طويل طويل. و أن علينا أن لا نكل من العمل الجاد لأجل نوال حق المواطنة الغير منقوصة.

1 – مادة 1 :
الكرامة الإنسانية حق لكل مواطن، يكفل المجتمع والدولة إحترامها وحمايتها، ولا يجوز بحال إزداء أو إهانة أى مواطن.
 ما معني كلمة المجتمع في هذه المادة. و ما معني كلمة إزدراء و هل هي فخ إذ يكفي أن يهتف مواطن صارخاً بأعلي صوته إلحقوني إزدروني؟فتكون صرخته إتهاماً بنص الدستور.
 المعروف أن الدستور يفسر نفسه بنفسه  و لا يحتاج إلي من يفسر لنا ماذا يعني الدستور فيما عدا المقاصد القانونية فيه و التي يفسرها لنا قضاة المحكمة الدستورية وحدهم. إلا فكيف يستفتي عليه إذا لم ندري مفهوم  الألفاظ.ما تعريف إزدراء مواطن؟ أو حتي ما تعريف مواطن؟ بإعتبار أن إزدراء لا تعريف لها.
قد يرد أحدهم أن القانون هو المسئول عن توضيح معني الإزدراء و ليس الدستور .فنرد أن الدستور لا يمكنه أن يقنن جريمة ما لم يوضح الفعل فيها.فهو لا يمكن أن يضع كلمة الإزدراء ثم يكلف القانونيين لوضع تصور عن ماهية الإزدراء .ثم ما هي حكاية الإزدراء المنتشرة في البلد ؟كله إزدراء إزدراء ما فيش حاجة تاني .كرهتونا في الإزدراء.
2-المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم فى ذلك بسبب الجنس، أو الأصل، أو (العرق)، أو اللغة، أو الدين، أو العقيدة، أو الرأى، أو الوضع الاجتماعى، أو الإعاقة.
صياغة العبارة الصحيحة  :المواطنون أمام القانون و ليس لدي القانون  فالمواطنون ليسوا ملكاً للقانون و لكنهم يخضعون أمام القانون.و كان يكفي القول أنهم متساوون أمام القانون بدون أي تمييزعلي الإطلاق أو لأي سبب.لأن الصياغة هنا قد تعني أنه يجوز التمييز للأسباب التي لم ترد في نص المادة.فمثلاً يجوز التمييز لحاملي الجنسيتين أو الوظيفة أو الشهادة العلمية أو حاملي جوائز معينة. و سنغلق الباب بدلاً من إفتحه بالقول أنه يمتنع التمييز نهائياً بكافة أشكاله.
وردت عبارة لكل من يعتقل حق التظلم  .فهل وضع الدستور لتقنين الإعتقال و وضع شروطه ؟ و كيف يتفق هذا مع أول المادة التي تقول أن الحرية الشخصية مصونة لا تمس؟
المادة 6 للمنازل حرمة، فلا يجوز دخولها ولا تفتيشها ولا مراقبتها إلا فى الأحوال المبينة فى القانون، و هي  منقولة من نص الدستور ( العماني ) مادة 29 بنفس النص و لفظ كلمة (حرمة) ما معني حرمة ؟ و لماذا لا يقال أن الخصوصية الشخصية مصانة بقوة القانون.أما كلمة حرمة فلها صبغة و معني ديني قد لا يكون هو نفسه المعني القانوني.
5-مادة 8 قالت أن الدولة تكفل حرية الإعتقاد و بناء دور العبادة علي النحو الذي ينظمه القانون ....... و هذا فخ.فالقانون لا يسمح بهذه الحرية.لماذا لا تكون حرية بناء دور العبادة لجميع الأديان دون تمييز.بدلاً من عبارة ينظمه القانون و التي تعني في الحالة القبطية  يمنعه القانون و لا ينظمه.و عبارة ينظمه القانون موضوعة من أجل المسيحيين فقط .حيث لا يهم القانون بناء المساجد .
المواد من 9-13 مجموعة مواد حذفت (لا أعرف من أين حذفت) و هي تخص حرية الصحافة و النشر و الرأي و إصدار الصحف و لا بأس بها
المادة 14 :  حرية التنقل والإقامة والهجرة مكفولة، فلا يجوز إبعاد أى مواطن عن إقليم الدولة، أو منعه من مغادرتها أو العودة إليها، ولا أن تفرض عليه الإقامة الجبرية إلا بأمر قضائى مسبب ولمدة محددة
و هي مادة مخادعة.لم تذكر التهجير القسري من إقليم إلي إقليم آخر في الدولة.بل قالت بمنع الإبعاد عن إقليم الدولة و هو ما يعرف بالنفي .معني ذلك أن التهجير القسري غير ممنوع بنص الدستور.هذه مادة غبية لا قيمة لها إن لم تنص علي منع التهجير القسري .
المادة 16 - تمنح الدولة حق الالتجاء السياسى لكل أجنبى بسبب حرمانه فى بلادة من الحقوق والحريات التى يكفلها هذا الدستور، ويحظر تسليم اللاجئين السياسين، ( وذلك كله وفقا لما ينظمة القانون).
كلمة الإلتجاء ركيكة  و لم يسمع بها أحد من قبل  و الصحيح لجوء .كما لا يشترط أن يكون اللجوء سياسياً .فاللجوء هو حق حماية تعطه الدولة لمواطن من دولة أخري لا يجد فيها أي في دولته الأم حقوقه المتعارف عليها دولياً .و كلمة لجوء سياسي ليست كلمة في القانون الدولي لكن يوجد لجوء فقط .لأن مبررات اللجوء متعددة لا حصر لها.
7- مادة 17 : للمواطن حق تنظيم الإجتماعات العامة و  المواكب ؟ ما معني المواكب ؟هل هو موكب الرئيس مثلاً ؟أنا لا أعرف مواكب غيره.كان ناقص يقول و حق تنظيم الكرنفالات و الألعاب البهلوانية ؟؟؟؟
ثم يقول مظاهرات سلمية و يكونوا غير حاملين سلاحاً ؟؟؟ ما هي سلمية أنتوا مش واخدين بالكو؟؟؟يبقي طبيعي غير حاملين سلاح .يعني إضافة تسمي تحصيل حاصل و هو عيب في الصياغة.
8- مادة 19 : للمواطنين حق تكوين الجمعيات والأحزاب بمجرد الإخطار (ما دامت الغايات مشروعة والوسائل سلمية)، وتكون لها الشخصية الاعتبارية، ولا يجوز حلها أو حل مجالس إدارتها إلا بحكم قضائى
طبعاً مادة مهتم بها التيار الإسلامي جداً.لذلك يتم تحقيقها بالإخطار . بالتليفون ممكن .آلو أنا عملت جمعية خيرية و من حقي أقبل تبرعات من أمير قطر و يقفل السكة.
لأنها مادة بها يجمعون التبرعات و يغسلون الأموال و يتلقون الهبات و المنح نظير خدماتهم للأمراء و الملوك العرب. و تشبهها المادةالتالية لها.لدرجة تسخير الدولة لخدمة أعضاء الجمعيات التعاونية  بنص المادة رفع مستوى الكفاية بين أعضائها والدفاع عن حقوقهم.لكن الغريب أن كلمة ديمقراطية أتت لأول مرة في هذه المادة حين يقول أن الجمعيات تتأسس علي أسس ديمقراطية .و هذا كلام إنشائي .فما هي الأسس الديمقراطية في الدستور .الصحيح أن أي جماعة تتأسس علي صحيح القانون.أما القول  علي أسس ديمقراطية فهذا كلام صحفي و ليس دستور.
9- مادة 20 : حرية الحصول علي المعلومات مكفولة ( بشرط عدم المساس بالأمن القومي للبلاد ) و بهذا لا يوجد حق حصول علي  معلومات لأن الحجة مكتوبة في الدستور و المبرر جاهز لحجب المعلومات و خصوصاً تعداد الأقباط.و الصحيح أن يقال حرية المعلومات فيما عدا ما يندرج تحت بند أسرار الدولة  العليا.
10- المادة23 فخ كبير إذ في عبارة مقتضبة تقول أن حماية الوحدة الوطنية و الأمن القومي واجب الدولة و المجتمع............
واجب الدولة هذا صحيح .لكن واجب المجتمع يقودنا لسؤال .من هو المجتمع الذي يكرره الدستور عمال علي بطال .يجب أن يحدد .فليقل واجب كل مصري.واجب المؤسسات المدنية .واجب يتقاسمه كل الأجهزة الإعلامية و السياسية و الدينية و الإجتماعية .فليعرف ماهية المجتمع لأن الكلمات الفضفاضة لا تصنع دساتيراً قوية .أنا مثلاً لست مجتمعاً بل فرداً  فهل لا يوجد إلتزام علي بالحفاظ علي الوحدة الوطنية؟
المواد من 24-28 جيدة جداً و خصوصاً ما يختص بالبيئة و مد التعليم الإلزامي إن أمكن.
مادة 29 : يحظر الرق؟؟ حسن جداً ... و هي المرة الأولي التي يتجرأ فيها الليبراليين علي الإسلاميين في الجمعية التأسيسية للدستور.مع أن الشريعة الإسلامية لا تحظر الرق.لكن حسناً أنهم لم يتركوهم يقروا الرق أيضاً.
كنت أود أن تذكر المادة أن العمل القسري ممنوع و كذلك التهجير القسري ؟
المادة 30-32 تتعلق بالصحة و هي مواد جيدة جداً و إن كنت أود أن  تفتح الباب  لحرية حق التبرع. و كذلك وضع سبل مقاومة إحتكار الدواء.
- مادة 33 وتكفل الدولة إتاحة الوظائف العامة للمواطنين على أساس الجدارة، دون محاباة أو وساطة،
السؤال هنا كيف ؟ و لماذا تلتزم الدولة بتوفير وظائف ( عامة) و هو لفظ لا ينطبق علي القطاع الخاص أي أن الدستور بهذا النص يعيد التعيينات الإجبارية للخريجين و يكدس دواوين الوزارات بمن لا عمل لهم و يحمل الدولة عبئاً فوق ما تطيق ميزانيتها .فكيف تضمن توفير وظائف عامة و هي لا تستطيع تسديد مرتبات الوظائف الحالية ؟
و أن يكون الأساس الجدارة .لا داعي لإضافة (دون محاباة أو وساطة) في الدستور فهي عيب و عار .و تقدم مصر دولة تحتاج إلي دستور يمنع الوساطة و المحاباة. فليكن الأساس الجدارة و هذا في ذاته يمنع المحاباة .
المادة35الإجرامية
12- المادة35 الإجرامية  تشرح لنا لماذا تم إحتجاز الطفلين بتهمة إزدراء الأديان و تقنن لنا هذا الإحتجاز و تضمن لمصر صداعاً أزلياً يدوم ما دام هذا الدستور الفاشل موجود. لقد إخترعوا قصة هذين الطفلين المختلقة لتمرير مادة ستجعل كل طفل مسيحي يخشي أن يدق صليب علي يده أو يحمل في حقيبته إنجيلاً أو كتاباً دينياً , هذا النص الإجرامي الذي يسمح بإحتجاز الأطفال لا يعني بالوحدة الوطنية .بل يهدمها منذ الطفولة  بتهديد الأطفال بالمحاكمة حيث الإحتجاز مقدمة لأي قضية. فلا يوجد في دساتير الدول التي تعرف حق الطفل ما يسمي بإحتجاز الأطفال ؟ و لكي يدلس الدستور علينا يقول علي أن يتم إحتجازهم لمدة محددة و في أماكن تتناسب مع أعمارهم .علي إعتبار أن الزنازين في مصر درجات و بها كافة المتطلبات و الأقسام مليئة بالغرف الخالية .... علي من تكذبون .إحتجاز الأطفال و لو لثانية واحدة جريمة إنسانية و ليس نصاً دستورياً .هذا النص يوحي بالتوسع في الإتهامات حتي تطول الأطفال.
مادة 36 : تلتزم الدولة باتخاذ كافة التدابير التى ترسخ مساواة المرأة مع الرجل .مقدمة طيبة و تحتها الفخ من جديد .إذ تقول المادةناسفة كل مساواة قائلة (دون إخلال بأحكام الشريعة الإسلامية)...فلو طبقنا الشريعة الإسلامية في المساواة لن توجد مساواة. و لن يصبح للمرأة الحق في أي منصب تدير الرجال من خلاله .و لا حتي تستطيع أن تستخرج رخصة قيادة.قولوها صريحة أنكم لا تستطيعون أن تساووا بين الرجل و المرأة .فهذه هي الشريعة.
ثم تذكر المادةذاتها أنها تكفل للمرأة عدة حقوق منها حق الإرث ؟؟؟؟؟ و الحقيقة أن حق الإرث لا تكفله الدولة لأحد.بل فقط تأخذ نصيبها منه.هي لا تعطي هنا أو تكفل بل تشارك المرأة في الإرث من خلال ضريبة التركات.
المادة37 : تكشف لنا عن سطحية واضعي هذه المواد.ففي مط لا لزوم له تستفيض المادةفي شرح فوائد الإبتكار و فاعليته.و كان يكفي القول أن الدولة ملتزمة بالحفاظ علي حقوق الإبتكار و الإختراع . و أما الكلام عن التراث الثقافي الوطني فلم تكن هذه المادة مجالاً له بل أدخلت عليه هذه العبارة دون إنسجام مع بقية المادة.يبدو أن إثنين إختلفوا علي عبارات معينة و لكي يراضوا الأثنين و ضعوا عباراتهم بجوار بعض حتي و إن لم يكن التوفيق ممكناً بينهما. و تعمل علي نشر الخدمات الثقافية و الإجتماعية .و هذه عبارة أخري أدخلت دون إنسجام في المادة.من طبيعة مواد الدستور أن ينحصر الكلام في كل بند عن مفهوم مستقل و لا تجمع مادة واحدة عدة مجالات غير مترابطة.لأن هذا سيخلق لنا قوانين مليئة بالثغرات من خلال عدم الترابط في الرباط الأصلي للقانون أي مادة الدستور.
المادة40 و هي مادة فكاهية علي ما أظن : إذ يقول واضعوها الحياة الآمنة حق لكل إنسان، تكفله الدولة لكل مقيم على أراضيها، (توفر الوسائل القانونية اللازمة لحمايته مما يهدده من ظواهر إجرامية)، وتكفل حصول المستحقين على تعويض عادل فى حالات القتل، أو العجز الناشئ عن الجريمة، وذلك على الوجه الذى يبينه القانون.
يكفي القول بأن الدولة تضمن الأمان لكل من يعيش علي أرضها. دون إضافة .أما المضحك هنا فهو عبارة و تكفل حصول المستحقين علي تعويض عادل في حالات القتل ؟؟؟ هل هذه مادة دستورية. يعني الدولة تطمئن شعبها أن المقتول سيحصل علي دية .فإطمئنوا علي أمنكم؟
مادة 41 لجسد الإنسان، (ومكوناته)، حرمة، ويحظر الاتجار بأعضائه، ولا يجوز أن تجرى عليه التجارب الطبية أو العلمية بغير رضاه الحر الموثق.
أنا أعرف جسد الإنسان لكن ( و مكوناته ) لا أعرفها .....فهل هناك مكونات غير الجسد؟ كما أن المشرعين هنا كانوا جبناء إذ خافوا من أن يذكروا حق التبرع بينما في المادةالسابقة إهتموا بحق التعويض. فهل ليس من حق الإنسان أن يتبرع بأعضاءه .المادة كما أقرأها تحتمل وجهين و هذا النوع من المواد يشكل عقدة أمام التشريع القانوني .و ستؤؤل بسببه قضايا كثيرة ليحكم في مدي دستوريتها.
مادة 42 جيدة .
نقاطاً أغفلها الدستور :
يجب أن توضع أحكام الجنسية في باب الحقوق و الحريات و كنا نود أن تنص علي حظر سحب جنسية أي مصري .

هذه نظرة سريعة في باب الحقوق و الحريات و الواجبات العامة .نلتقي في بقية أبواب الدستور.
======================================
و الآن لنذهب إلي صاحب الباب المفتوح:
-------------------------------------------------------------------

أيها القدوس الحق.كل الحق. بالحق يتكلم و يفعل .بالحق نحبك.و إبنك الحق الذي أرسلته.يسوع الذي به النعمة و الحق صارا.
عندك العدل كله.ليس مجتزئاً بل كامل ككل صفاتك.كل ما فيك عادل و حق.فنهتف خاشعين لك مستحق و عادل لأنك بالحقيقة مستحق و عادل.
ليس عندك محاباة. للكل نصيب فيك دون نقصان.مُتَ يا سيدنا الصالح لأجل الواحد  و لأجل البشرية كلها.فكان موتك شبكة تلملم المتفرقين.و تجمع الكل نحو الجلجثة.
بين  يديك المفتوحتين يجتمع كل العالم الحاضر.بل وتجذب المفديين في السماء معناا.فنكون كلنا حاضرين فيك .في السماء.نتساوي في فرص النجاة بالدم ونتساوي في  الأبدية.لكنك في عدلك يختلف نجم عن نجم في المجد.
كوب ماء لا يضيع أجره .كسرة خبز لا تنساها.مَن قَبِل تلميذاً فله أجر تلميذ و من قَبِل نبياً فله أجر نبي .لا يضيع شيء من أمامك.عيناك تحفظان و تكتبان في سفر الحياة .ليس بحسب إجتهاداتنا الشخصية بل بمقدار ما نطلب من مراحمك.بوفرة غناك  نستحق خلاصك.لأن من يأخذ من الخلاص تضاعف له البركات و من لا يأخذ من الخلاص فالذي عنده يؤخذ منه و يضيع.
سيدنا الصالح.كل البشرية تجتهد في التشريع.تريد أن تقلدك أيها المشرع الأعظم.فيا من وهبت في القديم موسي أن يحمل شريعتك للشعب القابع أسفل الجبل نريدك الآن أن تنير أذهان واضعي التشريع الأرضي لكي لا يكون فيه فخاخاً لشعبك.بل من كل فخ تنجينا.
تريدك النفوس التي ذاقت الظلم.تريدك الشعوب التي عانت إستبداد العالم و قسوته.تشتاق إليك نفوس التعابي .تحن إلي حريتك كل نفوس الأسري.ترتفع إليك أيدي المحبوسين ظلماً لتخرج من قيودها إلي بابك المفتوح .تئن إليك نفوس أهاليهم.آناتهم صاعدة إلي فوق.تخترق كل الأحجبة و تصلك نارية.علي عرشك تستقر مظالمنا .و عند قدميك تنسكب ضيقاتنا.
دماء الشهداء تصعد إليك كبخور و أنت تجعلها في مجامرك السمائية.تسألك و نسألك معها .حتي متي يا سيد لا تنتقم؟ متي نري الحق في الأرض.مصر  التي داستها قدماك الطاهرتان تدوس الحق بقوانين الأرض  الظالمة . فإلي متي أيها الحق .متي تبيت الحمائم علي جدران أولادك.و اليمامة تستريح من دورانها.
أيها الحق أين حق الأطفال.أين حق بناتك و الأمهات الثكلي.أيها الحق أين حق كنيستك و شعبك الذي في حلقه مرارة و في ذكري شهداءه ألم .
داسوا أولادك فقم أيها الرب و لتتبدد جميع أعداءك و ليهرب من قدام شعبك كل مبغضي إسمك القدوس.
رأيناك مذبوحاً في مصر و الآن نراك قائماً في وسطها فلا تتزعزع. المجد لك.


476
المنبر الحر / للكرمة حق الرد
« في: 21:29 01/10/2012  »
للكرمة حق الرد
Oliver  كتبها

من الكرمة إلي إبني الغالي
إبني الغالي .قرأت دموعك وسط دموعي المنسابة.أحسست بغُصة قلبك تؤلمني بأكثر مما تؤلمك.لم أنساك و لا يمكنني أن أنساك.فأنا أنت.أنا أنت و هم و هن و كلكم أنا.لا يوجد لي وجود بغيركم.أنتم أنا.
حزين أنت و حزينة أنا.فأنا يا إبني لا يمكنني أن تكون لي مشاعر غير مشاعرك .و لا أحس إلا بما تحسه أنت .أما قلت لك أنا أنت و أنت أنا.
إبني الغالي.أعرف أنك إنصدمت في أولادي الكبار.أعرف أنك عثرت من عثراتهم.أعرف أن صوت شجارهم يأتيك ممزقاً قلبك كالسيوف و يمزق قلبي أنا معك.أعرف ذلك.
أعرف أنك لم تجد راحة في أقوالهم و لا أفعالهم.حسناً يا إبني .أنصحك الآن إحتملهم كما أحتملهم أنا.هم ذاهبون و أنا باقية.كن صبوراً .و إن عز الصبر عندك فليكن الرجاء ملجأك.كلهم ذاهبون يا إبني كلهم ذاهبون.
أنين و حنين
هل تتنكر لأمك لأن بعضاً من صغارها قد أغضبك؟ ليس هذا يا إبني حق الأمومة.إذا رأيتني ضعفت فلا تتخل عني؟ أنا قوية متي كنت قوياً في رجاؤك. سأنهض يا إبني سأنهض و أنفض هذا الغبار الذي وصفتني به.أعذرك في وصفك و أعذرك في حزنك لكنني سأبقي أمك و لي قلب يرق دواماً لك.أنا موجودة فيك قلباً و جسداً.لا يمكن أن تحبني بأكثر ما أحبك.فأنا لحبي شقان الواحد أرضي و الآخر سماوي و أنا أحبك حُبَيْن .أما حبك لي فلا زال علي حباً واحداً.لن تفوقني حباً و رغم ذلك أنا أتفهم مقصدك .
الكرمة و الذئاب
إسمعني يا إبني.ذات يوم رأي بعض الذئاب فريسة وديعة تتمشي آمنة بين الحقول.فإتفقوا عليها لكن لأنهم ذئاباً إختلفوا معاً علي أنصبتهم و نجوت أنا.فماذا يا إبن قلبي هل تدعني و تكتفي بدموعك تنساب علي كأنني تلاشيت من واقعك و أصبحت ذكري؟
 يظن الذئاب أنني فريسة فإطمئن لست أنا الفريسة بل هم يظنون.لقد عبرت علي كثير من سنين الظلمة.لست أتذكر كم من السنين عبر لكنني أتذكر جيداً أنني قضيتهم في حضن الفادي.لست أتذكر الظلمة بل أضع أمام عيني عجائب مخلصي معي .إفعل أنت هكذا يا إبني و تذكر يد المخلص الرفيعة.
أنا الوديعة لكن لست أنا الفريسة. لأن كل من حاوطني ليأكلني فاجأته عجائب القدير فإنحني تحت يده نادماً في توبة  أو نائحاً في نقمة.
فلترمقني قليلاً و ستري بنفسك كيف أن راعي الرعاة لا يكف عن رعايتي.لن تنتظر طويلاً .سيشرق الصبح .السحابة الآن كما تراها قدر كف اليد لا تستر أحداً . لكن الفيض سينهمر علي كل الأرض بركات و خيرات.
لا يعوزني شيء حقاً يا إبني أنا لا يعوزني شيء.لذلك لا أنتظر كثيراً أو قليلاً من أولادي .فأنا منذ حداثتي مجروحة بأيدي أحبائي مثل صخرتي مؤسسي.
سيكتشف الطامعون في أنني لا يعوزني شيء.لست أنقص بدونهم و لا أزيد أيضاً كل خيراتي من حبيبي .هو يكفيني.لقد جعلني سماءاً فهل تعوزني الأرض و ما فيها.ليتك تنظر هكذا أنت كما أنظر.ثبت عيناك إلي حيثما لا عثرة و لا هَم أو صراع.ثبت عيناك حيث الكل سلام و وداعة و حب.ثبت عيناك إلي حيث تزداد المحبة تألقاً و لا تنقص .ثبت عيناك نحو المسيح المريح .هؤلاء الذين يتصارعون لا يثبتون أعينهم إلي فوق.فلا تصارع أحداً لئلا تفقد كنزك.
مسئولية المؤمنين
تسألني هل أستسلم ؟ و هل إستسلمت أنا يا إبني .أنا أنهيك عن الصراع و ليس عن الجهاد.جاهد مثلي يا إبني .لكن جاهد لتكسب المسيح و ليس لتكسب أنت.أما الذين يصارعون بعضهم البعض فهؤلاء باحثون عن مكاسب ضد المسيح.لقد إئتمن المسيح بعضاً من عبيده و أقامهم حراساً علي أسواري .كل أسلحتهم صلاة و دموع و عرق .و بهم أنا أفتخر .فهل أنت منهم.لا يلزمك منصباً لأفتخر بك و لا زياً لكي تصبح حارساً .لا يلزمك معرفة الناس و لا الشهرة.فحراسي الحقيقيون لا يعرفهم الناس بل يعرفهم قائدهم و ربهم الفادي العظيم.
جاهد و إعلن أمانتك أمام الكل و أمامي و أمام مخلصنا الصالح ثم ثق أن صوتك صعد إلي فوق.و سيستجيب لك يا إبني صدقني سيستجيب .أنا أعرف المسيح جداً و أعرف أنه لن يخيب رجاء البنين فيه.
التأديب قادم
هل تظنني أدع هؤلاء دون تأديب .أنا أمهم و سأؤدبهم.كل من تجاسر سأؤدبه.كل من لم يطع تعاليم رسل إلهي و  مسيحي سأؤدبه.كل من يتفاخر متعظماً متعاجباً علي شعبي سأؤدبه.كل من يستغلني لأصغر أنا و يكبر هو سأؤدبه.كل من يحصد المكاسب من خسارتي سأؤدبه.كل من يستغل مكانته فيَ للطمع سأؤدبه.ليس عندي محاباة يا ولدي لست أنا أم ظالمة .سيبقي جميع أولادي تحت التأديب لأن هذا عملي أنا الأم التي ربت البنين .أنا نشأتهم و ليسوا هم.أنا أعطيتهم ما وصلوا إليه و الجميع أخذوا مني و أنا آخذ من مخلصي.و مخلصي أعطاني السلطان علي أولادي.ليسوا هم أعظم .ليسوا هم أكثر مني مجداً.كل سلطان أولادي هو من أجلي .أنا لي سلطان عليهم .و سأؤدبهم.
ألا تعرف يا إبني أن لي أولاد كثر في السماء.ينتظرون مني إشارة فيأتي العون .يرمقون دموعي و يتحفزون .لكنني أخذت من قلب المسيح رحمة و بها أصبر علي هؤلاء الأرضيين.
الكنيسة السمائية
لا تنظر لأولادي الأرضيين يا إبني .فأولادي الحقيقيين سمائيون.إنظر لمن أتمموا سيرتهم و تشجع.هؤلاء بهم أنا أفتخر .مسيحي فيهم واضح تراهم كأنك تري المسيح.هؤلاء ذخيرتي في شدائدي.لذلك أنا أنتظر.
إفعل مثلي يا إبني .أنظر للكنيسة السمائية فيرتاح قلبك.ستجد بينهم ثمار الروح الحقيقي بغير غش.
أنا أمك الكنيسة .ليسوا هؤلاء الذن أعثروك هم الكنيسة .بل هم فقط بعض أولادي.فلا تنظر لي كما تنظر إلي ملكة تجردت من مجدها.فأنا بكل مجدي لم أزل.لأنني في المسيح يسوع.قم يا بني و إنضم للرُكَب الخاشعة.كن حارساً لأمك بالصلاة و الإنسحاق.
إنتبهوا يا أساقفة هذا الزمان
و أنتم يا بني الذين أعثر صيتهم الصغار فيَ.لا تنخدعوا في أنفسكم. أنا ولدتكم و ليس أنتم. أنا ربيتكم .و علمتكم الثالوث الأقدس. لم تتعلموا سوي لأنني أقتني معرفة القدوس و قد منحتكم معارفي. فأنا لست محتاجة إليكم.أنتم المحتاجون إلي رضاي و حضني.لقد ربيتكم علي مذبحي.و غذيتكم من طعامي.حاوطتكم كرضيع بين يدي من ولدته.و جعلت جسدي ستاراً لكم.و في حضن المسيح إحتضنتكم.ما صنعتموني أنتم بل المسيح ولا بنيتموني أنتم بل المسيح.لا فخر لأحدكم علي .أنتم تأخذون من المجد الذي آخذه من المسيح مجدي.كونوا متأدبون و إتضعوا أمام البطن الذي ولدكم.و الثديين اللذان أرضعانكم.لماذا تجرحونني كصبيان تتشاجرون معاً. كفوا عن أفعال الصغار .ليس لكم عندي شيء سوي أن تأخذوا ركناً في محرابي للتوبة.لست آذن لكم بالمزيد من العثرات.بل آأمركم بالسكون و الإتضاع.فأنا مثل سيدكم لا أقبل التشامخ و المجد الباطل. تاريخي سيتجاهلكم و لن تأت سيرتكم في كتبي.إقضوا أيامكم في خشية و لياليكم في الهذيذ ليصفح الرب عنكم.
 إحترسوا من غضبي فإنه كالعلقم.و من رفضي فإنه أثقل من الجبال.إحترسوا يا أساقفة هذا الزمان.و تعلموا من بنيَ في السماء.
و أعود إليك
ليس لي ملجأ إلا أنت.صباي قد ولي.و شبابي غاب منذ سنين.و أتي ختام زماني فأتيت إليك.
لا أريد أن تعوضني في الأرض فأنا أريدك أنت لي في السماء.
متي وقفت أمامك فليسترني عملك علي الصليب و يغطيني دمك الزكي.
إذا ناديني فليكن إسمي أنني عبدك.أرجوك لا تنطق إسمي إلا منتسباً إليك.لا تحاكمني دون وساطة إسمك.
سآتيك لألتقي بك وجهاً لوجه و أرجو أن أبقي هكذا إلي الأبد وجهاً لوجه.فأنا طلبت وجهك .أبديتي تصبح الأسعد في الوجود حين تتثبت عيناي علي عينيك.و تري الأبدية منهما.
سأعود إليك .مشتاق أنا للعودة سريعاً.فقد طالت بي الدنيا و ما لذذتني.اللذة الذي ذقتها فيك أسرتني.لذلك مشتاق أنا أن أعود إليك.الروح التي في داخلي من روحك.و في كل لحظة تحن إليك.أنت من الداخل تجذبني إليك.في تكويني حنين إليك لا أملك أن أقاومه.فكيف أشبع الحنين إلا بعودتي إليك.
مشتاق أن أنضم لكنيسة السماء و أكون حارساً لأمي من هناك.أقف علي أعلي أسوارها .فإن أسوارها تمتد حتي عندك.إجعلني هناك من أجلها.فأنا أحببت كرمتك.أحببتها حتي يكاد قلبي ينخلع لأجلها.إرتخت مفاصلي خوفاً عليها.فهل تطمئنني.لقد خاطبتني عن مجدك و مجدها.لهذا أشتاق إلي الرحيل إلي هناك.ماذا في الأرض حلو إلا أنت و من في السماء سواك.
حية هي نفسي حين تملكها.حية هي كنيستك حين تحرسها.فلتكن كلمتك لي للحياة و تبق لنا وعودك للكنيسة بالنجاة.
 
 

477
المنبر الحر / كرمَتُكَ يا مولاي
« في: 21:06 27/09/2012  »
كرمَتُكَ يا مولاي
Oliver كتبها

لا أحتاج إلي مقدمات لأكلمك
.لإنك انت يا كنيستي أمي . فيك أري المسيح الذي اشاركه و يشاركني.فيك أسمع صوت المحبوب لأبيه.فيك أتنعم بقديسي كل العصور.فيك أرتاح من صخب العالم و ما فيه.
لكنني حزين منك فإسمعيني كإبن مع أمه.كمحب مع من يرتاح إليه قلبه.
لماذا أشعر أحياناً أنك لا تفهمينني.أخاطبك فلا أسمع منك سوي الصمت؟ أنتظر أن تنتفضي لأجل مظالمي فأجدك ساهية كأنما لا أهمك في شيء.
هل أنا لا أفهمك أم أنت لا تفهمينني؟
لماذا إذا ذكرتك بكلماتك أشحت الوجه عني .كأنما أنا أتهمك بما لا يجب. قلت لي منذ صغري أنك أنت الرسولية .و أنت الآبائية.فإفتخرت بك و عرفت عظمتك.ثم لما أتي الآوان كي أذكرك بقوانين الرسولية أسمع منك كلاماً جديداً لم أسمعه منذ صغري؟ أراك تتنكرين لما علمتينني إياه؟ هل أنت أمي أم أنا أخطأت في القصد؟
لماذا تصرين علي أن ما قاله الآباء فيك لم يعد هو قانونك؟ و أنك أصبحت تتبعين قوانيناً جديدة علي الآباء أنفسهم؟
يا رسولية ...يا رسولية ...لو إبتعدت أكثر من ذلك ستغرقين في بحور الناس.سيدفعك كل ذي مصلحة إلي إتجاه و تفقدين أساسك المتين.
أعتب عليك فلا تصدينني .فأنا كما تعرفينني أحبك .أنت معشوقتي و أنيستي و شريكتي.أنت أمي و حياتي فيك و خلاصي. أنا لا أستغني عنك و لو إستغنيتي أنت عني. أنا أري نفسي في جنباتك.و أتنسم من نسائمك.أنت جنتي و فردوسي. فلا تقسين عليَ.عودي كما أعرفك.آبائية.رسولية.لا يجد فيك عدوك منفذاً يخترقك منه.عودي صامدة بالحق صادمة للطامعين فيك.
ثم عندي عتابٌ آخر :
لماذا و أنت صاحبة التاريخ ترفضين أن تكتبي تاريخاً لهذا الزمان.لماذا تكتفين بالسير خلف الهاتفين ضدك؟و تدعمين الذين يحاربون شعبك؟ أنا لا أفهمك.أليس من حقي أن أفهمك؟ أم أنا رخيص عندك؟
كيف و أنت بنت الغالي الرب يسوع تظنين أنني رخيص و أنا ثمني دم المسيح مؤسسك.لماذا تقفين في وجه أولادك الصارخين لأجل شعبك؟ لماذا تقاومين الأبطال الذين يقدمون أنفسهم ذبيحة علي مذبح المحبة لأجل مستقبل أولادك في مصر؟ لماذا تتحدين مشاعر أولادك الذين يخرجون ليعلنوا للعالم حقيقة آلامك؟
هل إستعذبت الإضطهاد ؟ألا تشفقين علي الضعفاء أم كل بنيك أقوياء لا يخورون؟ لماذا تقفين في وجه بنيك و تأخذين صف أعداءك؟ أبناؤك يقتلون في كل مدينة و قرية و أنت تخرجين دون دعوة علي مائدة المضايقين؟
هل يرتاح ضميرك حين تتحدين مشاعر المقهورين من بنيك؟ هل يفرح قلبك حين يراك بنوك جالسة مبتهجة علي مائدة اللئام؟
كيف تفسرين أفعالك؟ أنا أسألك ؟ أليس من حقي أن أفهم؟ هل أنت أمي الحنونة التي عبرت بأبناءها بحر الآلامات .أم أنت التي ساهمت في إضافة الآلام لبنيها؟
بطرس خاتم الشهداء العظيم في البطاركة سأل الرب لأجل الضعفاء في شعبه لكي يتوقف الإضطهاد و أنت سائرة لا يهمك أن يتوقف الإضطهاد؟ هل أنت الكنيسة التي عرفت فيها الحق كما عرفت فيها الحب.
ألا من صوت يدعو للحق فيك؟ ألا من صوت يئن للمظالم؟ لماذا تجعليننا مقنعين وسط قطعان أصحابك؟نغلق الفم و نحزن لأن كنيستنا تخشي السلطان؟ أهذه أنت التي أعرفها في المسيح ليس من يغلبها؟
لماذا تخذلين أبناءك؟ هل تفرحين إذا رأيت بنوك الأضعف أمام من يضطهدهم؟ لماذا تكتمين فم أبناءك الذين خرجوا ليهتفوا ضد خصومهم؟
لماذا لا تأخذين جرعة من الشجاعة و تجاوبينني ؟ هل أنت ضعيفة أم أنهم ضبطوك في مأزق و يبتزونك بنا حتي أصبحت التضحية بنا مقبولة عندك؟
أنا مندهش منك يا أمي فلم أسمع عن أم سلمت أبناءها للموت.
ربما أنا لا أعرف فهل ليس من حقي أن أعرف ؟ تكلمي و كوني جريئة ؟ و إلا فأنت لست من أعرفها .
و عندي عتابٌ أخير :
كيف أصبح العالم فيك ؟و إنهدم سورك؟ ها أنا أسمع لغتك كلغتهم.كان يجب أن لغتك تظهرك .لكن لغتك إختفت و ظهرت لغتهم.لغة العالم.
لماذا أعجبتك عباراتهم فأصبحت تكررين ما يفعله العالم.تكلمين بنيك بألفاظ غريبة.إختلطت عندك المفاهيم. كنا نسمع عن مؤامرات العالم و تناحرات العالم و تناقضات العالم أصبحنا نسمع هذا فيك أيضاً فلماذا؟
من يبني سورك و لا نعود بعد عاراً.من يعيدك للغتك.من ينقيك من مفاهيم العالم؟ من يمحو من ساحتك المؤامرات و المناحرات و المتناقضات.
من يعيدك نقية كالشمس.حزين أنا عليك حتي الموت.ليتني مت أنا قبلك.فأنا أحبك أكثر مما تحبينني.كان يجب أن تحبينني أنت أكثر.
أين سورك يا كنيستي ؟أين الفارق الذي يجعلك جزءاً من السماء لا الأرض.أين البعد السماوي في منهجك و واقعك .لماذا لم يعد وجهك مميزاً ؟ كنت غير كل الوجوه.كنت شفوقة حنونة باسمة.و الآن قد تغبرت بالتراب و إكفهر وجهك.
من أسقطك؟ لماذا إرتضيت بالهوان؟ قومي من جديد فالذي فيك أقوي من الذي في العالم. جددي عهدك .و إحضني أولادك.صالحي الذين أبعدينهم .و كفي عن خطيتك بالإنقسام.توبي كما نتوب نحن.و إطلبي قلباً جديداً كما تطلبين عنا.
إن لم تضعين حدوداً بينك و بين العالم يبتلعك العالم.هو يجيد الشر فلا تخرجي إليه.إجعلينه يصارعك علي أرضك فتجذبينه بذراع قوية هي يد الرب.علي أرضك يهوي كل الخصوم و علي أرضهم أنت تهوين.إحترسي لئلا يأتي الآتي الذي لا يبطئ و يطلب الحصاد .إحترسي لئلا يكون نصيبك مع النائحين .عودي لمجدك قبل أن يغلق باب الأمجاد.
يا آباء الكنيسة .صلوا لأجل أن تعود إليكم الأبوة الحقانية. صلوا لكي يرجع إليكم قلب اللحم فتبكون من أجل توبتنا.و تشعرون بآلامنا.و تشجعوا فينا صغار النفوس.و تمتدحوا الأبطال.

يا آباء الكنيسة أدخلوا إلي محاجئ الصخر و إحتموا من دناسة العالم.إعطوا لنا مثالاً حقيقياً نتوسمه فيكم.
لسنا نوقركم خوفاً من مناصبكم بل نحن نريد أن تنالوا أبديتكم و لا تفقدونها بسبب هذه المناصب التي صارت عبئاً علي البعض منكم.
كفوا عن الكلام مع العالم و تكلموا من أجلنا مع الله.
يا آباء الكنيسة البلوي المحرقة تدق طبولها.فكيف لا تنتبهوا و تتكرسوا للصلاة و الصوم عنا من قلب طاهر لا يسعي للمكسب الباطل.
يا آباء الكنيسة نحن في تعب بسببكم .نعاني بسببكم و لكننا مع ذلك لا زلنا نحبكم لأننا نحب الخلاص للجميع مثل سيدنا.
يا آباء الكنيسة لا تفرحوا بتأليه البعض لكم فأنتم عبيد عبيد لا تختالوا.
كان يجب أن تكون هذه رسالتكم لنا لكنها أصبحت رسالتنا لكم .
عندي عتاب كثير لأنني عندي حب كثير و لا أريد أن أفقده.فقومي يا كنيسة المسيح. أنفضي ترابك.بسيف الروح تعبرين ظلمة هذا الدهر.لكي نسلم الجيل الآتي بعدنا إيماناً غير منحرف في الفكر أو الفعل.
قومي لأن مواليداً جدد يسألوننا الطريق و هو الآن متعوج.نريد ان نجاوبهم فقومي لكي نقول لهم إذهبوا إلي أمنا الكنيسة فتعلمكم.قومي و تسلمي مسئوليتك فالنوم طال.و الوهم بأننا الأفضل قد إنقشع و بانت الحقيقة أننا في وهم كبير. و أن الأفضل أن نتوب جميعنا.
أعتب عليك متعشماً أن تفهمي عتابي و إلا فلن تكوني أمي.
أطلب راحة لك و أنت سبب تعبي.أطلب النعمة لك و الحرب شديدة عليَ أنا.لكنك أغلي عندي من نفسي .و سأحبك و لو لم تحبينني.و سأصلي لأجلك و لو إنشغلتي أنت عني بأمور كثيرة.سأدافع عنك حتي و أنت لا تدافعي عني و لا تتركين من يرغب أن يدافع عني.سأظل أحترم تاريخك و لو شوهتي اتريخي و جعلت جيلي أضعف الأجيال .سأذود عنك حباً في فاديك .و سأحتمل ضعفاتك فأنت أمي.

بين الكرمة و الكرام
أيها الرب القادر.الذي صنع الكنيسة.و جعلها رحم الأبدية.نولد منها سمائيين .و ننال الطبيعة الجديدة من روحك خلالها.
الذي بمراحمه جمع السمائيين مع الأرضيين في أقداسها.و علي مذبحها يقدم ذاته بكل حب.الذي جعل كنيسته أرضاً للخلاص.فهي بالحقيقة الأرض الجديدة.التي لا يطلع فيها شوك الخطية بل يُستأصل.
أيها الرب الراع إرع كنيستك.إفتقد كرمتك.هذه التي غرستها لتثمر أثماراً تليق بالتوبة.فليكن لنا فيها توبة.
أيها القدوس الذي قدس الكنيسة و إرتضاها أن تكون جسده و هو رأس لها.هذه التي لا يمكن أن تنحرف و أنت رأسها بل تنحرف إن صارت بلا رأس.لذا إفتقدنا و عين للكنيسة راعياً باراً يفتقد الغنم و يسقي ظمآها.
و أما الرعاة القساة فأنت تلين قلوبهم.و تؤدبهم .و تشفيهم. فنري فيهم عمل روحك و نخاف.
أيها الكرام الحقيقي أشكو لك كرمتك.أحبها فتضايقني .أحترمها فتستهين بي.أضع نفسي عنها فتحتقر محبتي.ماذا أفعل إذن.قلت أدعوك كي تحنن قلبها و تسترد روحها و تعود لي حضناً يا كَرَام الكرمة.
إنني مريض بحبي للكرمة .و لا أطلب أن تشفني بل أن تشفها لتسري فيها حياتك و أشرب أنا.
إنني مقيد بمحبتها منحصر فيها .و لا أطلب أن  تحررني منها بل أن تحررها فأنطلق منها إليك.
فك قيودنا معاً فنعيش لك.فأنت دائماً الكرام و حتماً ستبقي هي دائماً كرمتك المشتهاة.



478
مشروع للوحدة القبطية
Oliver  كتبها
1- لجنة المصالحة القبطية
ليس جديداً الكتابة في هذا الموضوع و لست وحدي المنشغل به.لقد سبقني العديد من الأفاضل النشطاء و قدم البعض أفكاراً طيبة ربما تحتاج إلي وقت لنري صداها.
أكتب هذا الموضوع إستجابة لشيخنا الفاضل الأستاذ حنا حنا الذي طلب مني هذا المشروع كورقة عمل تقدم في المؤتمر القبطي المزمع عقده في واشنطن.
إلي أن يأتي اليوم الذي  لا نتوقف فيه  عند مستوي مشروع للوحدة القبطية و نتخطاه إلي فعل الوحدة القبطي.
بداية يجب قبل الدخول في المشروع المقترح أن ندخل منطقة شائكة و هي منطقة الخلافات الشخصية .و يجب أن ننقي هذه الخلافات من الجانب الشخصي و نبقي فقط علي الخلاف في الأفكار و السياسات.
يجب أن نعترف أن العائق الرئيسي في وحدة عمل الأقباط هو الخلافات الشخصية.و الأحكام المسبقة التي نطلقها و بمرور الوقت تكتسب مصداقية و تتضخم حتي يعتبر البعض هذه الأحكام أنها بديهية بينما هي أفكار شخص عن شخص آخر.
يجب أن نعترف أن لدينا شخصيات ناجحة رائدة في مجالها الحقوقي.و لكن تبقي هذه الشخصيات  محدودة في إنفرادها و عزلتها عن العمل الجماعي.
يجب أن نعترف أننا نحتاج إلي مصالحة مسيحية بين بعض الشخصيات و كلما تأخر عقد هذه المصالحة كلما تعثر العمل القبطي و كلما إندثر الفكر الجماعي.
يجب أن أكتب و بالأسماء أننا نحتاج إلي مصالحة بين مجموعة أقباط كندا و بين الأستاذ النشيط جداً مجدي خليل.يجب أن لا ننزع من أحد إنجازاته لأننا إختلفنا معه.هذا الرجل أحني أمامه رأسي تقديراً لكنني أريده في الوقت ذاته أن يقبل العمل الجماعي .أعرف أنه متميز و جبار في العمل الفردي و طاقاته بناءة و مثمرة لكن إذا تحولت إلي ركن في العمل الجماعي ستكون أفضل جداً.
يجب أن نعترف بوجود شرخ عميق بين الأستاذ مايكل منير و بين الكثير من النشطاء.يجب أن يفسر الأستاذ مايكل منير بعضاً من التصرفات و العلاقات التي تحيط شخصيته بإلتباسات كثيرة .ربما لو فسرها لأزال من الوسط عائقاً كبيراً للتعاون فهو قيمة كبيرة لا يصح أن نخسرها.كما لا يسهل أن نقبلها قبل تفسير بعض التحولات في مواقفه .
يجب أن نعترف أن هناك مجموعة من النشطاء و علي رأسهم المستشار الأستاذ موريس صادق  يروجون لفكرة تقسيم مصر و هذه الفكرة أدت إلي تقسيم النشطاء قبل تقسيم مصر.أنا هنا لا أعترض عليها و لا أوافق عليها .لكن أي فكرة كبيرة كهذه لو لم تقدم للجميع لتحليلها قبل تقديمها للدعاية و النشر ستكون مصدراً للمتاعب للجميع.
مثل هذه الأفكار أدت إلي إستبعاد مجموعة المؤيدين لها من التواصل مع الرافضين لها.يجب أن نعترف بخطأ الطريقة التي بدأت بها الفكرة .يجب أيضاً أن نسمع لبعضنا البعض دون إستهانة أو تقليل.يجب أن لا ينسحب رفضنا للفكرة إلي رفضنا لصاحب الفكرة. يجب أن نعترف بأن ما نرفضه الآن ليس حتمياً أن نظل نرفضه إلي الأبد و أن ما نقبله الآن يجوز أن نرفضه في وقت آخر و في ظروف أخري .فنحن لسنا عبيداً لأفكارنا بل نستخدمها للأفضل دائماً.يجب أن نعرف أنه ليست كل الفكرة مرفوضة و ليست كل الفكرة مقبولة إذ يمكن أن نجد بنوداً تستحق المناقشة و أخري نراها مرفوضة .في السياسة ليس هناك شيئاً كله سيئاً أو كله مثالياً لا توجد  فكرة كاملة. في السياسة لا يوجد شر مطلق و لا يوجد كذلك خير مطلق.السياسة كالدواء لابد لها من آثار جانبية بهذه الأساسيات نستطيع أن نتحاور و أن نحترم أفكار بعضنا البعض .
يجب أن نعترف أيضاً أن هناك بعض الشخصيات التي ليست واضحة للباقين .تارة نجدها منطقية في تصريحاتها و تارة نجد التصريحات حادة و غير منسجمة مع الفكر العام  . ربما يكون العيب في ناقل التصريحات أو ناشرها لكن هذا إذا مر بدون تصحيح يكرس تناقضاً في الأفكار و يكون فكرة خاطئة عن صاحب التصريحات هذا الكلام أقصد به الأستاذ نجيب جبرائيل و هو أيضاً شخصية رائعة و طاقة لا يستهان بها و أنجز كثير من المواقف يستحق عنها الإشادة .كما ينطبق هذا الوصف علي الأستاذ كمال زاخر و المحامي  ممدوح رمزي والناشط ممدوح نخلة و الأستاذ نادر شكري . هؤلاءجميعاً شخصيات لها تأثيرها و لها فعاليتها و لا يمكن خصمهم من العمل القبطي العام  لكن مع تقديري لهم جميعاً يجب أن يتواصلوا مع بقية النشطاء و يتشاركون الرأي قبل التعرض في الإعلام لأي مشكلة قبطية عامة حتي يكون التصريح منهم  يعبر عنا و يمثلنا معاً .نحن لا نريد أن نستبعد أحداً من الساحة لكن نريد أن يجتمع الكل و لو فكرياً حتي إذا أدلي واحد بتصريح يكون معبراً عن الفريق و لا يصنع شرخاً يدخل من خلاله من يريد أن يصطاد الأقباط في فخاخه.
يجب أن نعترف أن البعض في كندا يختلف مع البعض في الولايات المتحدة و أن البعض في أوروبا يقف وحده مكتفياً بذاته.لئلا يحتسب أنه مع ذاك ضد هذا أو هذا ضد ذاك.بالإختلافات صارت الإستقلالية في العمل القبطي أحد الفضائل.بينما أن العمل في الأصل جماعي .لكن لقد إحتار البعض إلي أي فريق يميل و مع من يتشارك و هو يري صداماً بين الأخوة.هؤلاء الواقفون علي الحياد هم أصلح الشخصيات للقيام بالتوفيق بين الجميع.بدلاً من أن يصبحوا فريقاً ثالثاً.
يجب أن نعترف أن القنوات المسيحية الحرة ( الطريق  الكرمة,الحقيقة,الرجاء, الشفاء ,الحياة). و ليست الرسمية مثل ( أغابي و سي تي في و سات7) هذه القنوات الحرة في معظمها تعتمد علي مجموعة قليلة العدد جداً من الأشخاص .تتكلم أحياناً بعفوية و أحياناً بعشوائية ( بإستثناء قناتي الحياة و الكرمة) هذه القنوات يجب أن تتصل بالعمل الجماعي مقابل أن يمدها العمل الجماعي بالأفكار و الأنشطة و الأخبار و يثريها .يجب أن يتوقف فيها البرامج العشوائية التي تزرع إنقسامات دون قصد.يجب أن يتوقف فيها الهجوم من البعض علي البعض.و يحل محله المشاركة بين الجميع.
يجب أن نعترف بأن المواقع القبطية المتواجدة بالإنترنت تتنازعها توجهات مختلفة .فقط تحتاج إلي بعض الحرص في إدارة النشر بها لكي لا تكون مواقع متناقضة.يحتاج الأمر إلي إتحاد في الأهداف العامة .إتفاق عبر ميثاق شرف للمواقع و القنوات المسيحية لكي لا تستخدم في صراعات شخصية تطيح بها و بنا بعيداً عن الهدف .
يجب أن نعترف بأن بعض الإكليروس من الكهنة و الأساقفة هم أحد أهم العوائق في سبيل العمل الجماعي و يرون ما يصنعونه ضد العمل الوطني القبطي كأنه دفاع عن الكنيسة و أنهم الأصوب في رؤيتهم في أهمية كسب المسئولين بالداخل علي حساب تخويين الأقباط بالخارج .نضع بالأسماء لكي لا ندفن رؤوسنا في الرمل.أولهم القمص صليب متي ساويرس و الأساقفة الأنبا أرميا و الأنبا يوأنس ثم الأنبا كيرلس و الأنبا موسي.هؤلاء و من يسلك سلوكهم يقفون سداً منيعاً ضد توحد العمل القبطي  و يعوقون إجتماع الرأي بشقهم الصفوف من خلال أماكنهم الوظيفية و نفوذهم و إستغلال تقدير الشعب لكهنوتهم.يجب أن نجد طريقة لتحييد مثل هؤلاء الأشخاص مع الإحتفاظ بتقديرنا للكهنوت الذي يحملونه.
يجب أن نعترف أنه يوجد بعضاً من الأقباط يكتبون فيما لا يفهمون و يصرون في مداخلاتهم المتنوعة بالبرامج أن يزعقوا في الجميع و يولولون و يصدرون الإحباط للشعب القبطي بكتاباتهم و مداخلاتهم.هم معقدون نفسياً و يعكسون عقدهم تحت عنوان نشطاء الأقباط.هؤلاء يجب فرزهم و عدم إتاحة الفرصة لهم سواء في المواقع التي تنشر المقالات أو في القنوات التي تسمح بالمداخلات.حتي يأتي اليوم الذي يكفون فيه عن تشاؤمهم و يصبحوا عادلين في طرحهم لأي قضية .لا نريدهم متفائلين بل نريدهم أسوياء .لا يبالغون في شيء.يقدمون مع المشكلة إقتراحاً أو تفسيراً .يتوقفون عن الولولة و يبدأون في البناء و ليس الهدم.
لن أذكر أسماءاً لهذه الفئات رغبة مني في أن يعدلوا عن مواقفهم فيصبحوا عناصر مثمرة في الكرمة.
بداية العلاج
1- إننا في الطريق إلي الوحدة نحتاج إلي صلاة جماعية .نصلي بإتفاق في وقت موحد .نطلب من الرب أن يزيل العوائق و يسهل لنا طريق الوحدة.لأننا بدون صلاة لن نقدر و لا علي فعل شيء واحد.فالعمل القبطي يجب أن يصطبغ بروح المسيح و فكر المسيح و عمل المسيح و هذا كله لن يحصل بدون صلاة.
ليكن للوحدة القبطية مكاناً في صلواتنا و أصوامنا و قداساتنا .ليكن لهذا الفكر أهمية روحية قبل أن نعتبره عملاً وطنياً .لن نصطاد شيئاً بدون معونة سمائية و لن نأخذ معونة بدون أن نطلبها.فلنطلب معاً وحدة القلب و الفكر و الهدف. نصلي لكي نتخلص من الإنقسامات التي تشوه العمل القبطي.و إلا فسوف ننحدر نم سيء لأسوأ.
2- لمثل هذه الموضوعات الشائكة و الخلافات الشخصية في معظمها يلزم تشكيل لجنة مصالحة للأقباط .مهمتها الوحيدة إذابة الخلافات بين الجميع و فتح صفحة جديدة من المحبة و التعاون و العمل الجماعي . و أري (من وجهة نظري الشخصية ) أن تتكون من الأسماء التي لا جدال عليها و التي تتمتع بإحترام الكل    و هذه الأسماء :الأب القمص مرقص عزيز  د سليم نجيب .الأستاذ حنا حنا .الأستاذ لطيف شاكر.الأستاذ وحيد حسب الله .د مدحت قلادة  د ميشيل فهمي  الأستاذ نادر شكري  . هم أو غيرهم من هو كفؤ لهذا العمل .
يمكن أن تصبح مهمة هذه اللجنة دائمة للتدخل في حالة حدوث أية خلافات شخصية أو سوء تفاهم.
3- ليس ممكناً المضي و لو خطوة واحدة في طريق الوحدة و العمل المشترك ما لم ننبذ الفرقة و نقبل المصالحة و إلا ستبقي الأفكار أسيرة للإنقسامات و ستنتهي حينما تبدأ.
4- العمل القبطي الجماعي سوف يكتسب قوة و رسوخاً إذا إستطاع أن يمد جسور التعاون مع المسيحيين في سوريا و لبنان و السودان و العراق .
5- النقاط السابقة ليس فيها أي نية للتعرض لأحد و لا إتهام أحد و لا التقليل من شأن أحد بل بتقدير للجميع مع ملاحظات أوردتها لتوضيح العوائق الشخصية أو النفسية التي تعوق العمل الجماعي.
سيتبع هذا المقال إستكمالاً لمشروع وحدة العمل القبطي الوطني.أما الآن فلنا لقاء مع السماء.
 
أيها الواحد وحده المحبة.الذي طلب لأجلنا الوحدة معه في أبيه الصالح.أيها القدوس وحده الذي يريدنا معه وحده .الذي مات ليجمع كل المتفرقين إلي واحد.و بعد موته لم يعد أحداً وحيداً لأنه عمانوئيل الذي صار مع الكل.أيها المسيح الإبن الوحيد الذي صار أخاً للكل لكي به تتم المصالحة مع الآب القدوس.الذي فيه وحده صرنا مجتمعين معاً حتي في السمائيات.الذي في محبته قدم نفسه للكل .لم ينس أحداً.مات لأجل الجميع لكي يربح الجميع.لذلك لا يقبل أن يخسر أحداً .بل يترأف و يشفق و يتحنن حتي يأتي بالبعيدين مع القريبين إلي حظيرة الخراف دون أن يفقد أحداً.
من غيرك أيها الرب يسوع له مع كل واحد طريقاً .يدخل إليه و يتعشي معه و يجعل معه عشرة و صحبة.من مثلك يفعل اليوم مجدداً نفس الفعل .يجلس مع المتفرقين و يصلحهم.يظهر ذاته  للسائرين بعيداً و يجذبهم.من مثلك يرد بطرس إلي أخوته.و يرد توما إلي الإيمان المشترك للإخوة القديسين.و يشفي الجسد الواحد من الإنقسامات.
تعال أيها الرب يسوع و كرر عملك العجيب لكي لا يوجد بيننا مرفوضاً أو مستبعداً .إملأ القلوب محبة فنغفر لبعضنا البعض دون ملامة.محبتك هي الدواء الوحيد الذي يشفينا من الإنقسامات.و المغفرة هي رابحة نفوس المتناقضين.
في إسمك تذوب كل الفوارق .في شخصك تتساوي كل الرؤوس.و إلي شبكتك يسرع الصيد الصغير و الكبير .ليتنا يا رب نتسابق لتقديم بعضنا البعض علي أنفسنا.و نسرع إلي إعطاء الآخرين الكرامة قبلنا.و نفرح بالمجد لهم قبل أن يكون لنا.ليتنا نتعلم منك هذه الصفة .أن نسعي لإراحة الآخرين قبل راحتنا.و أن نكسب الجميع و لا يصبح لدينا أي إتفاق ضد بعضنا البعض.بل يكون إتفاقنا هو علي المحبة .و سعينا هو ما للغير .و إلا فما نحن أولادك و لا فينا روح المحبة.
ايها المحبوب يسوع دعنا نكرمك دعنا نشهد لك بأنك الصالح وحده.دعنا نسجد لشخصك بغير إدعاء أو تظاهر بل من القلب نخدمك و من الأعماق نمجدك و بكل الحب نسبح أسمك و نلجأ إليك و معك إلي الآب  لكي تضم الجميع في ملكوتك إلي الأبد آمين.


479
الإخوان و الخيانة تاريخ واحد

Oliver كتبها
 
في المقال السابق إستعرضنا دور الإخوان الرئيسي في تقسيم الأوطان و إثارة القلاقل في البلاد المستقرة.تعالوا  اليوم نستعرض تاريخ الإخوان مع الخيانة أو قل تاريخ الخيانة مع الإخوان .فكلاهما واحد و بيننا و بينهم الأدلة و البراهين .
هذا التنظيم يسير على مخططات سريّة  حتي حين صار علي قمة السلطة تجده لا زال يعمل سراً .هذه السرية هنا هي أغرب ما تجده في أنظمة الحكم.تنظيم يحكم البلد علناً لكنه ينتهج سياسات سرية .ألأنهم يعرفون أن بقاءهم في الحكم هو مسألة وقت و سيتم التخلص منهم لذلك يستبقون سياساتهم السرية حتي إذا خرجوا من الحكم يستمرون في مخططاتهم السرية كما إعتادوا ؟ أم هم لا يجيدون العمل في النور؟ أم كلاهما معاً؟
علامات سرية السياسات:
1- هل يعلم أحد في مصر ماذا يدور في سيناء ؟ هل أعلنوا تفاصيل ؟ كل يومين يقولون أنهم قتلوا عدداً من المجهولين؟ هل كل القتلي مجهولين؟ كيف؟ ما تفاصيل ما يحدث في سيناء ؟ التفاصيل الحقيقية هي أن حماس تحتل سيناء .و أن الإخوان سعداء بذلك .و هم يقومون بالخيانة منذ تاريخ طويل هم يريدون أن يغلوا الجيش المصري في سيناء أي يقيدونهم و يطلبون نمهم الدفاع عن سيناء ؟ يسربون الخطط إلي حماس و يصرحون لنا بأن الجيش المصري يقوم بالعملية نسر بنجاح؟ إن أغرب المشاهد اليوم أن الإخوان يديرون لمصر حرباً ضد الإخوان أي إخوان مصر ضد إخوان حماس و هذا مشهد هزلي لا مثيل له و كل ما يعلن فيه غير حقيقي .
2- كل عدة أيام يقوم المدعو هشام قنديل رئيس وزراء مصر في غفلتها الحالية .يصرح بأنه سيبني مليون شقة و سوف يعمر سيناء بمليون ساكن و سوف و سوف لكنه لا يقل أبداً كيف ؟ كل الوزراء يقدمون وعوداً لكن أحداً لا يشرح كيف ؟ ما سياساته؟ ما خطته؟ كل الوعود التي بلا سياسة معلنة و بلا خطة هي كذب و خداع .هي خيانة للشعب .
المسألة بصراحة أن أحداً لا يعرف السياسات .و أن التصريحات هي إملاءات من تنظيم سري يريد أن يخدر الشعب .حكومة تحكم علناً لكن بتعليمات من تنظيم سري موازي ؟ و هذا التنظيم السري الموازي يعمل في الظلام حيث يسهل دبج سيناريوهات الخيانة و الإغتيالات و إختلاق الأكاذيب و الشائعات .
تنظيم من أبرز سماته التستّر والتكتّم والتلوّن والمداهنة واعتبار الغاية تبرّر الوسيلة وقد دوّن بعضاً من تلك الحقائق علي عشماوي في كتابه ((التاريخ السري للإخوان المسلمين)) وكان هذا الرجل من كبار رجالات الإخوان.
أنظر كيف عرف حسن البنا جماعته لتري كيف أنه يريد أن يجمع كل شيء حتي المتناقضات تحت لواء هذه الجماعة .و هو تعريف يؤكد نية التكويش و المراوغة منذ  ولادة هذه الجماعة اللقيطة.
يقول مؤسس الجماعة حسن البنا بأنها ((دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية)) (مجموعة رسائله ص156- 157) !!
أليست هذه أول كذبة بدأت مع بداية تأسيس الجماعة و هي تدعي بأنها جماعة (كل الناس) (كل الطوائف) (كل الثقافات) ( كل شيء) و كأنها فردوس الإنسانية بينما هي في الواقع جحيماً فكرياً لجماعة متشددة لا تقبل سوي المتشددين .تحتقر العلم وتنحر الثقافة و تذبح المثقفين  وتهاجم  الفن و تكفر الأدب .ترفض السلفية و تهدم أضرحة الصوفية و تعتبرهم ألد منافسيها..فالطبع يغلبهم و الغدر مذهبهم و التسلق منهجهم.
دعمهم الملك فاروق بقوة فكان نصيبه منهم النكران و الغدر بيد حماعة العسكر.و فقدت مصر بعده أحلي أيامها بمجرد أن تفاقم خطرهم فأعلن الملك حظر هذه الجماعة فما كان من الجماعة سوي أنها بدأت عصر الإغتيالات بقتل النقراشي رئيس الوزراء .فقام  سلاح الملك في المقابل بإغتيال حسن البنا .
كان تنظيم الخلايا السرية للإخوان يعتمد علي تدريب العناصر الإخوانية ثم تركها لتنضم إلي التنظيمات المتواجدة في الشارع لكي يضمن الإخوان تغلغل عناصرها في كافة التنظيمات فطبيعة الإخوان أنهم منتشرون في الساحة السياسية دون إنتماء حقيقي لأي تنظيم ينضمون إليه بالفعل بل إنتماءهم للإخوان الذين ينكرون إنضمامهم إليه شكلاً.
ما معني الخيانة إذن إن لم تكن سوي أنك لا تنتمي للفئة التي تعمل معها بل تستغلها لإنتماءات أخري خفية تعمل في الظل.
عجبت لمن كان شعارهم في الإنتخابات ( صوتك أمانة و بيعه خيانة ؟؟ ) بينما هم وحدهم الذين سعوا و يسعوا دائماً لشراء الأصوات و ممارسة هذه الخيانة؟؟
مشهد من إخوان اليمن:
الشيعة و خيانة الإخوان: من المعروف أن مذهب الإخوان هو السنية المتشددة و تريد أن تنشر الفكر السني أينما حلت .و من المعروف أنهم يطلقون علي  الشيعة  لقب ( سبابين أمهات المؤمنين و الصحابة و الخلفاء الراشدين ما عدا علي ). لكن و لأن الإخوان جماعة متسلقة فقد بدأت التقرب إلي الشيعة لما قام الحوثيون في اليمن بثورتهم و هم شيعة ضد النظام اليمني السني  علي عبد الله صالح 2010 -2011 قامت جماعة الإخوان بتأييد جماعة الحوثيين الشيعية ضد النظام السني لكي تنجح الثورة ثم تتسلقها هي بقدرة قادر كما إعتادت..حتي لما قامت السعودية السنية الوهابية بضرب الحوثيين أصدر عصام العريان أحد أبرز الإخوان في مصر  بياناً ضد السعودية يتوسل في إلي خادم الحرميين أن يكف عن ضرب الحوثيين الشيعة؟؟؟ ثم لما فر الحوثيون إلي حدود إيران و إبتدأت إيران الشيعية ضربهم لم تحرك الجماعة ساكناً بل صمتت بحجة حقن الدماء بين المسلمين ؟
إذا أردتم معرفة السبب ذلك لأن إيران تشتري للإخوان في مصر الأسلحة و تغسل لهم الأموال لذا يمكن أن يصمتوا لإيران مهما فعلت بالحوثيين ..هم يريدون أن يكسبوا نقاطاً لعل الثورة تنجح في اليمن و يتسلقونها.
المشهد 2 علي أرض اليمن :
إختلف أحد أعضاء الإخوان اليمنيين معهم و هو الشيخ عبد السلام البحري و كان قائداً للفرق القبلية المقاتلة و إنحرف عن مبادئ الإخوان المسلمين المصريين و لم ينتهج العنف حسبما أراد المصريون فكان أن قتلوا إبنه الأكبر مصطفي .لأن الشيخ البحري كشف عن وثائق وقعها الإخوان مع إسرائيل و موجودة في قبرص و الدنمارك و هولندا لتحقيق مصالح أمريكا ( الشيطان الأكبر) و إسرائيل ؟؟؟؟ خيانات و إغتيالات من أجل تزييف الحقيقة....
 مشهد3 من إخوان السودان:
الإخوان المسلمين و اليهود : طبعاً إذا سألت أي إخوانجي عن اليهود سوف يلعن لك سيرتهم و يقول فيهم أقذع الشتائم و سيجدها مناسبة لكي يسب إسرائيل و من والاها و سوف يذكر لنا الكلام الفارغ عن خرافة القردة و الخنازير؟ لكن لأن الكذب و الخيانة متلازمان تعالوا نتعرف عبر هذا المشهد علي أخلاق الإخوان و خيانتهم.
في مارس سنة 1985 تمت أسلمة السودان السعيد  و قوانينها علي يد  الإخوانجي الفقيه المصري سليم العوا بالإشتراك مع الترابي و رئيس قضاة السودان خلف الله الرشيد  .و تشكلت حكومة إخوانية سميت ( النميري الترابي) و كان نائب النميري هو الإخوانجي عمر محمد الطيب .
إتفق النظام ( النميري الترابي) سراً مع إسرائيل و أثيوبيا علي تهريب اليهود الأثيوبيين( الفلاشا) عبر أراضي السودان إلي إسرائيل ؟؟؟؟ تمت العملية بترتيب من السفارة الأمريكية بالخرطوم . قام وقتها أعضاء الحكومة الإخوانية ( عثمان السيد فضل السيد ) بتهريب اليهود بإتفاق مسبق مع الأمريكان و إسرائيل و في الوقت الذي كان النميري ينفي فيه علمه بالعملية التي سميت في السودان( فضيحة القرن) كان في نفس الوقت جريدة تصدر في فولتا مور أقصي غرب الولايات المتحدة تنشر إعلاناً يطلب فيه التبرع ليهود الفلاشا قبل أن تتم عملية التهريب ؟ كانت العلمية أن يتم إسقاط اليهود في منطقة القضارف بشرق السودان .و تمت بنجاح وسط إنكار الحكومة الإخوانية السودانية بعلمها بالأمر أو بأن اليهود الأثيوبيين ( الفلاشا) مروا إلي إسرائيل عبر السودان أصلاً . ثم ما أن مضت أيام و هدأت الأحوال بدأ تهريب الفوج الثاني من الفلاشا من منطقة بشرق السودان تسمي سبأ . و بعد إستكمال التهريب لليهود الأثيوبيين  قامت مسرحية هزلية في السودان بمحاكمة ضد المتواطئين بالتهريب و تم تنفيذ الحدود الإسلامية و إعدام بعض الأشخاص الذين ليس لهم في الأمر يد.و عاش الإخوان منفذي عملية تهريب اليهود الأثيوبيين  إلي أثيوبيا .و أنا سعيد بهروب الفلاشا أي اليهود الأثيوبيين جداً لكنني فقط أكشف لكم خيانة و كذب الإخوان عبر التاريخ بإدعاءهم أنهم يكرهون إسرائيل و يحاربونها بينما هم يقومون بتصدير المواطنين إليها و يحرسون العملية لئلا تفشل و يتضرروا بل يقول عنهم الشيخ الغزالي في كتابه (من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي المعاصر) أن المنظمات الصهيونية  إخترقت تنظيم الإخوان  .و داروا علي فضيحة القرن؟
مذكرات  محمد عمر الطيب نائب رئيس السودان وقت التهريب هو مصدر المشهد السابق
و يقول عنهم الشيخ أحمد محمد شاكر و هو فقيه في بداية القرن التاسع عشر أن الإخوان المسلمين جماعة قلبت الدعوة الإسلامية إلي أعمال إجرامية هدامة.و هو أول من صنفهم بالإرهاب و بأنهم خوارج.
مشهد 4 من أمريكا :
 
في كتاب «الن جيران» عن المخابرات المركزية الاميركية  يذكر أن الاخوان المسلمين كانوا ورقة دائمة في يد المخابرات الأميركية ، وهم سلاح ممتاز تستخدمه بعض الدول الغربية التي رأت منذ سنة 1940 ان هذه الحركة هي حاجز متين ضد النفوذ الشيوعي والتغلغل السوفياتي،. كما كان «كلود جوليان» يعطي مثالاً جيداً عن المهام الذي استخدم فيها الاخوان عندما يقول: «في سنة 1965 وبالتواطؤ مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية نظمت جماعة الاخوان المسلمين المحافظة جداً، مؤامرة واسعة، للاطاحة بالنظام الناصري، الا أن المسؤولين الرئيسيين عنها اعتقلوا.
 
يا أعزائي إن كراهية الإخوان المسلمين لإسرائيل و أمريكا ما هي إلا كراهية مصطنعة و تمثيلية لا تمت للحقيقة بصلة.هي مجرد إدعاء تسترزق عليه جماعة الإخوان من أصحاب الجيوب المنتفخة و العقول الفارغة.
مشهد 5 من سوريا:
ها هي الإخوان تنضم للدول الداعية لضرب الجيش السوري .و برغم التجاوزات التي تحدث من الجيش السوري إلا إنها تتم  في إطار الدفاع عن الشرعية .لكن ها الإخوان المسلمين يدعون لضرب إخوانهم المسلمين في سوريا ؟؟؟؟ لماذا إذن كانوا يتباكون علي ضرب الجيش العراقي و يجمعون بإسمه التبرعات لإنقاذ أخوتهم المسلمين في العراق ؟ بينما يدعون لضرب أخوتهم المسلمين في سوريا ؟؟؟؟ و ها الرئيس الوليد مرسي يقول كأنه قوة عظمي أنه آن الأوان لنظام بشار أن ينتهي ؟ و كأنه يعط إشارة البدء للغوغائية في سوريا كما فعلها الإخوان في مصر؟
في السادس من مايو 2012 في مقال لرويترز نقرأ
في صمت، تقوم جماعة الإخوان المسلمين بتمويل الجيش السوري الحر المنشق المتمركز في تركيا، كما تقوم بتحويل مكثف للأموال داخل سوريا لإعادة إنشاء قاعدتها الشعبية بين المزارعين البسطاء والطبقة المتوسطة السورية..
في حين لم توضح رويترز في مقالها عن كيفية أو من وراء إعادة بعث تنظيم الإخوان المسلمين السوري، فإن مقالة النيويوركر في عام 2007 توضح ذلك.. تحت عنوان “إعادة التوجيه” للكاتب سيمور هيرش، حيث يوضح أن عملية التمويل والدعم تمت عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل الذين دعموا الاخوان عبر السعودية حتى لا يفسدوا مصداقية “الحركة الإسلامية”.. كشف سيمور هيرش أيضا عن أن أعضاء من فصيل سعد الحريري ومن بعده بقيادة فؤاد السنيورة كانوا هم حلقة الوصل بين الولايات المتحدة وتنظيم الإخوان السوري. كما وثق سيمور هيرش، أن أعضاء فصيل سعد الحريري قد التقوا ديك تشيني في واشنطن مؤكدين على ضرورة استخدام الإخوان المسلمين في أي تحرك ضد النظام الحاكم في سوريا
حين لم تكن الجماعة المحظورة في السلطة لم تأت سيرة الرئيس بشار الأسد علي لسان أحدهم ..لم تذكر كلمة واحدة ضد بشار .لكن بمجرد أن جلس عضو الإخوان علي كرسي مصر بدأنا نسمع عن الإدانة  و التحريض ضد الأسد ؟ فقط هذا الأسبوع؟بينما الأحداث توشك علي إتمام سنة كاملة لم نسمع فيها إدانة الجماعة إياهم... إنهم متسلقون .
هذه بالحقيقة أخطر و أضخم جماعة إرهابية علي وجه الأرض.فالإخوان تنظيم لعوب يستمد نموه من بث أفكاره و معتقداته وسط طيات الدين .حتي جعل الإخوان أنفسهم كأنهم مذهب ديني جديد.و لا أستبعد أن يصبحوا طائفة دينية هذا القرن .و سنقرأ عن مسلم سني و آخر شيعي و ثالث إخواني و كأنهم دين مستقل.  
---------------------------------------------------------------------------------
عندي الكثير من مشاهد الخيانة في مناطق شتي لكنني أفضل أن أذهب الآن إلي حيث يرتاح القلب تحت قدمي مخلصنا الصالح يسوع:
لأجل سادة هذا الدهر نطلب
أيها السيد الذي لم تكن فيه أبداً صفات سادة هذا الدهر.أنت الرب النقي في كل ما تصنعه يداك الكريمتان.أنت سيد بإتضاعك و ليس بتعاليك.أنت سيد بأمانتك و ليس بإستغلال رفعة قوتك.أنت سيد القلوب و العقول و لست مثل سادة هذا الزمان الذين هم عبيد للكراسي.
أنت سيد لم يصنع أبداً مؤامرة.و لم يحتاج إلي من يسنده أو يسانده بل أنت سيد متحرر من الجميع مكتفياً بذاتك.أنت الإله من الإله, الحياة من الحياة, الحق من الحق ,النور من النور.
من مثلك؟ لو كان سادة هذا الدهر مثلك لأصبحت الأرض فردوساً.لو كانوا مثلك لكانوا من جديد  يستحضرونك في أشخاصهم تعيش بيننا. لو كان سادة هذا الدهر فيهم محبتك و حكمتك و طول أناتك و إشتياقك إلي أن تخدم الضعيف و المكسور و المظلوم لو كان فيهم البذل الذي فيك و الحنان يملأك و الصبر و الرجاء يكللان عملك مع الشعب.لو كان فيهم رقة إحساسك و شهوة قلبك إلي سلام النفس و الروح و الجسد. لو كانت فيهم النعمة التي فيك لجعلوا ملكوتك ينتشر بقوة.و بقيوا هم يكتفون برضاك.
يا سادة هذا الدهر أبصروا معنا إلهاً عجيباً يحول الشعوب كما الأفراد إلي ما فيه خلاص نفوسهم.أفتحوا عيونكم و أبصروا فها هوذا قريباً سيأتي و يأخذ كراسيكم و يطلب حساباً عن كل ما فعلتموه.
إنتبهوا و إحترسوا .من يظلم فليكف عن ظلمه, و من يسلب فليتوقف و يرد ما يسلبه .من يخطف فلينتبه, لأن الأسد يزمجر في عرينه, و هوذا مزمع أن ينقض علي السالبين و الخاطفين و الظالمين.
يا سادة هذا الدهر لماذا لا تصالحون السيد الأعظم و هو يجعلكم أسياداً إلي الأبد تملكون معه في ملكوته.يا سادة هذا الدهر حضن المسيح يكفيكم فلا تترددوا في الإفصاح عن ضعفاتكم أمامه و طلب مراحمه.قولوا له نريدك و هو لا يريد أكثر من هذا .هو يتكفل بكل شيء متي إنطرحتم أمامه تطلبونه.
يا سادة هذا الدهر الكراسي التي تجلسون عليها رسمة من الخيال.وهم من الأوهام.ليس فيها شبع و لا سلام.ليست باقية يا أحبائي ليست باقية .فأطلبوا الباقية فإنها لأجلكم لو طلبتم.
يا كل من يظن أنه سيد, كن للمسيح عبداً يجعلك سيداً, أما لو تركت المسيح فستبقي أقل من العبد فأيهم تريد لنفسك.
يا سادة هذا الدهر ذوقوا و أنظروا ما أطيب الرب يسوع المسيح الذي يفتح ذراعيه لكم.
هذا زمان الحصاد و المنجل قد إستيقظ.ها هو قادم .يجمع الحنطة و الزوان.فلا الحنطة تبقي و لا الزوان.فإلي أي متكأً تستندون.الشبكة قد إعدت و سوف تجمع الكل .فإهرعوا إليه لكي تشفوا.هو دواء لكل الأمراض.هو راحة لكل الأتعاب .هو عون لكل الضعفات.هو حكيم لكل الأزمات .هو طبيب لكل الأوجاع.هو غني لكل الإحتياجات.هو مخلص لكل العالم.
يا سادة هذا الدهر إن إستجبتم تنقذون أنفسكم و إن تشامختم علي السيد الرب فإعلموا أن له يوم علي كل مرتفع و عال.هو يهدم تشامخ الإنسان.و أمامه ترتعد هذه السلاطين الواهية.
يا سادة هذا الدهر إلهنا جبار.و كل أسلحتكم أمامه ينثرها كما ينثر الريح أوراق الشجر في الخريف.كل قوتكم تصير لكم مرارة لأنكم بسببها تتحسرون.خافوا المسيح فإن سلطانه سلطان أبدي و ملكوته ما لن يزول.هو رب الأرباب و ملك الملوك و أنتم أمامه كالعشب اليابس.  توبوا لأن زمان التوبة قصير و قد أوشك علي النهاية.
 
 

480
دور الإخوان في تقسيم البلدان
Oliver كتبها
الشرق الأوسط الآن يتم رسم حدوده الجديدة .الحدود لم تعد جغرافية بل عرقية.هكذا يمكن أن تقرأ مستقبل هذه المنطقة و هكذا يمكن أن تتعرف علي التركيبة السكانية لكل منطقة جديدة. سوف تتسمي الدول بأعراقها و ربما بدياناتها .و لن تصمد الحدود الجغرافية الحالية طويلاً. حين ينفتح بطن الشرق الأوسط ستخرج أجنة كثيرة دنت علي الولادة. و سيكون تداعي السعودية و تقسيمها هو العنصر الأكثر وضوحاً في بلورة الشرق الجديد.فالتقسيم قادم لا محالة و أنا لا أقصد هنا دولة بعينها أو مصر بالتحديد لكنني أقصد نقاطاً كثيرة تحت المجهر منها السعودية ( نعم السعودية) و منها الجزائر و السودان و ليبيا  بالإضافة إلي مصر طبعاً.
لن تعد هناك دولة كبيرة في المنطقة ..لماذا ؟؟ لأن الدول التي كان من الممكن أن تكون كبيرة قد أضاعت الفرصة تلو الأخري حتي تضاءلت و صارت أشبه بتجمعات القبائل .و هذا بسبب عناصر الفساد و التعصب و حب السلطة التي تحكمت في هذه الدول لعقود طويلة .كان المجتمع الدولي حينئذ يكفيه أن تكون هذه الدول هادئة و ليست مثيرة للمتاعب.فماذا و قد أصبحت تغلي بمن و بما فيها و أصبحت تصدر المتاعب و المشاكل عبر حدودها . ثم و هذا هو الأهم أن بترولها قد بدأ مرحلة النفاذ .ما الداعي للصبر علي هؤلاء المشاغبين الذين لم يسعوا لإكتساب  صفات الدولة العصرية في أي وقت.
لقد بدأ يتم تقسيم الشرق الأوسط الجديد رسمياً  علي أساس عرقي عقائدي طالما أن هذا الشرق الأوسط المنكوب بالإخوان المسلمين لا يقبل الآخر و لا يطيق التنوع العرقي أو الديني.
كيف يتم رسم الشرق الأوسط عبر جغرافية الأعراق و ليس جغرافية المكان؟
الإجابة بكل وضوح و بكل بساطة تكمن في مصطلح وحيد هو ( الإخوان المسلمين) نعم هم الأداة التي رأت فيها الولايات المتحدة أنها أداة منتشرة و متغلغلة في كافة دول الشرق و علي كافة المستويات فيها فلماذا لا يكونوا السكين المستخدمة لتقطيع أوصال الشرق الأوسط الجغرافي و تحديد خريطة الشرق الأوسط العرقي الجديد.
ثم أن التقسيم هو من طبائع الإخوان .فهم دائماً ما يميلون للتقوقع. نعم هم ينتشرون و يتناثرون لكنهم أيضاً منغلقون علي أنفسهم أو قل مكتفون بأنفسهم .و لعلكم تذكرون فتاوي إعتبار أن المسلم الإخواني إن تزوج بمسلمة غير إخوانية يعد كافراً .و أن الإخوان هم وحدهم المسلمون.
هذه السيكلوجية المسلمة ملائمة لتكون السكين الحاد الذي يقطع الشرق الأوسط إلي شرائح حسب العرق و الدين.من هنا نفهم نفي الإخوان أن لديهم نية تصدير الثورة للخليج ثم لسوريا . و نفهم الرحلة التي بدأ بها مرسي زياراته بزيارة السعودية.
لكن تعالوا لنسترجع بعض السيناريوهات القديمة لعل فيها كشف لطبيعة الإخوان في كثير من البلدان.
دائماً يبدأ الإخوان أي مهمة يتكفلون بها بإدعاء التهم و إلقاءها علي الغير و هي التهم التي هي في نفس الوقت مهامهم التي يتولون تنفيذها. و ها هم يتهمون الأقباط بأنهم يسعون إلي تقسيم مصر ؟ أقول لكم متي سمعتم هذه الإتهامات إعلموا أن الإخوان أنفسهم يعقدون صفقة لتقسيم مصر.فكل تهمة يتهمون بها المسيحيين دائماً ما تكون غطاءاً يدارون به نفس ما يتهموننا به  و النتائج كاشفة للمستور.من الثمرة نعرف الشجرة.و من التهمة نعرف الخطة أي خطة الإخوان في التقسيم.
كي يغطون علي نواياهم يتهمون البعض منا برغبته في تقسيم مصر. بينما التقسيم هو من صنع أيديهم. نواياهم واضحة في مواقف شبيهة و بلاد أخري لعبوا فيها الدور الأساسي لتقسيم البلاد .تعالوا نري لكي نعرف من هو الساعي لتقسيم مصر .
.و فيم هم يستنكرالإخوان  أن يشارك أقباط الخارج إخوتهم في مشاكلهم في مصر تراهم الآن يتبجحون بالدفاع عن المسلمين في بورما .إنه إنفصام حاد في الشخصية الإسلامية .
بطولات الإخوان في تقسيم البلدان
يستخدمون المفردات نفس المفردات كتلك التي إستخدموها في الشيشان ثم صارت الشيشان مأوي الإرهابيين منهم . ثم إستخدموها في أفغانستان فصارت أفغانستان مأوي الإرهاب في العالم كله .ثم إستخدموها في السودان بواسطة شيخ الإخوان الترابي  فأغرقوه في الأزمات و المجاعات و هو سلة الغذاء الغنية.ثم تسببوا بسياساتهم الحمقاء بتطبيق الشريعة الإسلامية  التي أدت إلي  تقسيم السودان شمالاً و جنوباً في حين كان من الممكن بمزيد من المساواة أن يحتفظ السودان بجنوبه في إتحاد كونفيدرالي .لكن ماذا تقول عن التعصب الذي يرفض أن يكون في السودان جماعة من المسيحيين الذين لا يصوموا رمضان و لا يتنجسوا إن أكلوا لحم الخنزير أو عبر عليهم ظل كلب أسود. و هكذا صارت بضغوط دولية بقيادة الولايات المتحدة دولة المسيحيين في حنوب السودان.
نفس المصطلحات الخرقاء في تيمور الشرقية .ظلم و قهر و تجويع لإقليم غني بثرواته الطبيعية لكنه من وجهة نظر المسلمين في أندونيسيا أنه إقليم للمسيحيين الكفرة الذين يلزم  تجويعهم حتي يفنوا . فقام سكان الشرق الأندونسيين المسلمين بحرب أهلية هي في الحقيقة إعتداء من طرف واحد ضد شعب أعزل في الغرب أي تيمور الشرقية لا يزيد عن نصف مليون مسيحي تجمعوا في هذه الجزيرة لكن المجتمع الدولي بقيادة أستراليا لم يتح فرصة إفناء مسيحييي تيمور الشرقية .و حدث التقسيم بضغوط دولية كبيرة .و صارت دولة المسيحيين في تيمور الشرقية.و دفع البنك الدولي فاتورة كبيرة ( 42 مليار دولار) لإعانة أندونيسيا مقابل السماح بالإستفتاء علي الإنفصال و قد كان.
 الإخوان المسلمين في نيجيريا أسموا أنفسهم ( جماعة بوكو حرام) لاحظ أنهم إختاروا إسم الجماعة إياهم  و أعلنوا في الأقاليم الشمالية في نيجيريا تطبيق الشريعة فكانت ترجمة هذا التطبيق هو حرق المسيحيين في بوكو حرام في نيجيريا و إحراق الكنائس ؟؟؟؟ ألا يوجد تطبيق آخر للشريعة يا أخواننا المسلمين؟ أهذا هو التطبيق الوحيد الذي تنادون به و تسعون إليه ؟ يا له من تطبيق غبي. و تسعي نيجيريا الآن لوقف نشاط جماعة الإخوان المسلمين في بوكو حرام كحل وحيد لإطفاء المدن الملتهبة هناك كاتسينا و جوس و ميدجوري لأن كل ما يجري هناك حرام في حرام بفعل الجماعة الإرهابية المسماة الإخوان المسلمين الدولية.
جماعة أبو سياف  الإرهابية الفليبينية .هي جماعة الإخوان المسلمين فرع الفلبين .و هي سبب التوترات الدائمة في الإقليم الجنوبي للفلبين (مندناو)و هدفها المعلن الوحيد هو تقسيم الفلبين إلي قطاع مسيحي شمالي و إنفصال  إقليم مينداناو لتصبح دولة إسلامية جنوباً . هل من جديد؟ علي أنه من المضحك أن معظم مساجد جماعة أبو سياف تسمي مسجد ( السلام)؟؟؟ و أي سلام هذا... و من المعروف أن سفير السعودية في الفلبين هو أحد الممولين الرئيسين لحركة أبو سياف و كان كذلك القذافي .تماماً كما تمول الآن السعودية جماعة الإخوان فهل من جديد؟؟؟؟
نفس التنكر للغير و الإستعلاء عليه هو ما يحدث في الجزائر ضد الأمازيغ . ثم هذا التنطع النادر لجماعة الدعوة و القتال وهي جماعة بدأت بالدعوة إلي تعريب الجزائر و إنتهت بالدعوة إلي العنف المسلح و القتل و أسمت نفسها جماعة الدعوة و القتال ؟؟؟ هذا هو أسمها و هي التي تقوم بإختطاف الأجانب الذين يعملون بقطاع البترول  و تقوم بعمليات قتل عابرة للحدود بين موريتانيا و الجزائر و ليبيا و النيجر و مالي و تشاد.إنها ثورة الدم لجماعة الإخوان في الصحراء الأفريقية الكبري   ألا يعني هذا الأمر شيئاً
أظنه يعني تغييراً سريعاً في الحدود هناك.
نفس رفض الآخر هو ما يحدث في لبنان التي يحتل جنوبها حزب الله  بقيادة حسن نصر الله  و له فيها جيشه الخاص الذي يرفض تسليم أسلحته للجيش اللبناني بل يتقوقع في الجنوب لأنه لا يرضي أن يعيش في شمالها مع المسيحيين تحت سماء واحدة.
العراق لم يتقسم بفعل الحرب عليه بل بفعل الجماعت الإسلامية و الأفكار الجهادية لدي الذين تولوا القيادة بعد صدام فإنفصلت أقاليم متعددة بحكم ذاتي مع صلة واهية بالوطن الأم العراق.هذا ما صنعته الأفكار التحريضية التي جعلت أقليم كردستان لا ينعم بالسلام إلا بعد إنفصاله عن الحكومة المركزية .
سوريا تشتعل بأيدي عصابات الإخوان في حلب. بينما لا تشتعل الثورة في أماكن سوريا الأخري .رأيناهم يقتلون الجنود السوريين بدم بارد و يلقونهم من فوق الكباري مثل المخلفات؟ تري في كل النشرات من يقبض علي السلاح و ذقنه الطويلة تسبق سلاحه المشهر.هؤلاء الذين أشعلوا كنيسة فرد الأمن السوري بقسوة عليهم فلم يعجبهم الرد و طاحوا يشعلون الحرائق.
ليس في سوريا ثورة بل عصابة الإخوان تجرب قدرها في سوريا لعلها تفلح فيما أفلح فيه إخوان مصر.لكن ليس في سوريا حماس.فهناك الجميع تحت قبضة الأمن. و لا زال القانون السوري يمنع الإنتساب إلي هذه الجماعة المفسدة أي الإخوان المسلمين  . لعل ما نفع سوريا في أزمتها الحالية هو أن الجيش السوري لم يتم إختراقه بأعضاء الإخوان حيث أنه لا يمكن  لشخص أن يصير ضابطاً بالجيش السوري لو لم يكن بعثياً . لذلك لم يخترق الجيش و هذا سر هوجة الإخوان المسلمين في سوريا علي الجيش.أما في مصر فقد إشتري الإخوان الجيش و النقابات و الوزراء و الإعلام  و الأمن  و قتل من رفض أن يبيع الوطن مثل اللواء  شرطة محمد البطران.
هم الإخوان نذير الخراب في الأوطان.
الدولة الفلسطينية الوليدة الجديدة لم تنعم طويلاً بوحدتها .بمجرد أن بدأت تلوح فلسطين الجديدة سرعان ما جاء بشير الخراب أي جماعة الإخوان المسلمين فرع غزة  ( حماس) و بسرعة هائلة ظهرت بركاتها في تقسيم فلسطين الوليدة إلي بلدين .هل ينكر الإخوان هذا ؟ أليس التقسيم بفعلهم وحدهم دون شريك؟ ما أتعس الدول المنكوبة بهذه الجماعة.
و كما يفعل الإخوان في مصر إذ يتفق لصوص الإخوان مع إخوان حماس و يبيعون لهم البنزين المصري المسروق هكذا يفعل أيضاً إخوان بوكو حرام بنيجيريا يسرقون النفط و يبيعونه في النيجر لحساب الإخوان.ها هي تجارة جديدة تصب في أرصدتهم البنكية أي تجارة النفط المسروق.ما أغرب هؤلاء الإخوان. ثم عندي إستفسار أريد أن يفسره لي أحد ..إذا كان الإخوان تنظيماً دولياً فكيف يتم التنسيق بين أعضاءه في مختلف الدول؟ و كيف لا يعقدون إجتماعت تنسيقية إلا إذا كانوا يجتمعون كاللصوص و يتقاسمون الغنائم و الهبات البترولية كاللصوص و يستولون علي خيرات شرفاء البلاد كاللصوص .هؤلاء الإخوان ينبغي أن يوضعوا تحت مجهر الإرهاب لكي تتكشف الخفيات من تمويل و خيانات للأوطان  و صفقات يبيعون فيها حدود البلاد لمن يدفع لهم.
 
ما يحدث الآن في بورما هو نوع من الفوضي التي تظهر فيها دائماً براعة  المسلمين فهم أساتذة الفوضي يتمردون علي القوانين التي تنفذ علي الجميع.لا إنجاب لأكثر من طفلين و إلا فالطفل الزائد لا يحق له التعليم المجاني أو المواد التموينية المدعمة . هذا القانون ينطبق علي الجميع بكل أعراقهم ودياناتهم في بورما كما في أقاليم الصين المسلمة مثل تركستان الشرقية ( شينجيانج) الذي يحاول فيه المسلمون الإنفصال عن الصين فقط ليتمتعوا بالإنجاب بلا ضوابط. و الهند  و كوريا و غيرهم بسبب تفاقم السكان فكيف يقبل هذا المسلمون  الذين لا يفلحوا إلا في الإنجاب .وكيف يسكتون أمام هذه القوانين  مثل التي تمنع تعدد الزوجات في بورما لكن هذا لا يرضي المسلمين فكيف لا يتمردوا؟ بينما هؤلاء المتمردون نازحون  ولاجئون نزحوا من بنجلاديش المسلمة   التي كانت جزءاً من باكستان المسلمة و إنفصلت عنها و باكستان كانت ذات يوم جزءاً من جزءاً من الهند وإنفصل عنها .
نعود لمشكلة بورما . الذين يدعون بأنهم مضطهدون في بورما  لا يحملون جنسيتها فهم لاجئون لكنهم توالدوا و تكاثروا حتي ظنوا أنفسهم دولة مستقلة في بورما و يريدون الإستقلال الآن .هذه هي حسبة بورما التي يجأر الإخوان المسلمين في مصر بالشكوي لأجلهم بينما بكل برود أعصاب و قسوة و غباوة يحرقون منازل الأقباط في دهشور و يحرقون كنيستهم و يدمرونها و ينهبون محال الأقباط  و يهجرون الأقباط منها و يطلبون نقل راعي الكنيسة من كنيسته و هو سيناريو يتكرر مئات المرات كل مرة في قرية أو منطقة شعبية لم نكن نعرف أين توجد علي الخريطة  لولا ما تعرضت له ممن يسمون أنفسهم ....الإخوان ؟ هكذا بعد أن جعلوا مصر إمارة إسلامية ترفض الآخر يدعون  أن التقسيم هو خطة شيطانية من وضع الإمبريالية العالمية  و بتنفيذ أقباط المهجر؟ بينما أن تقسيم الشرق الأوسط كله سيتم علي أيديهم هم .ثم سيجلسون بعد أن يتمموا هذه الصفقات سينفضون أيديهم المليئة بالظلم و الدم و النهب و يجلسوا يتباكون علي ما كان و ما صار للبلدان .و سيكون التخلص منهم بعد أداء المهمة البغيضة فيعرفون أنهم كانوا مجرد أداة لا تحمل قيمة أو فائدة لأحد و سينتهون كما بدأوا .كانت ذواتهم آلهتهم و ستضيع ذواتهم المتعالية  كل ما جنوه .
و ليت الأمر توقف عند هذا الخراب بل يتعداه إلي تصعيد من لا يفهمون لكي يصبحوا في موقع القيادة و يتحكمون في مصائر شعوبهم و هم أي الإخوان أجهل الكوادر المتواجدة علي الساحة في كل المجالات .إنهم ينخرون البلاد من القلب .لذلك يرقص الشامتون طرباً متي ترأس أحد أعضاء الإخوان منصباً هاماً .فهذا يعني أن تصبح البلاد منهزمة وحدها دون حاجة إلي تدخل خارجي.يكفي أن يترأس اإخوان وطناً فيدمره بوضع الشخص غير المناسب في مكان القيادة.
لا أدري لماذا لا تستقبل السعودية حامية الإسلام هؤلاء اللاجئيين في بورما بدلاً من بورما البوذية الكافرة؟ و لماذا لا يستقبلون شعب تركستان المسلم بدلاً من الصين؟ و لماذا لا يستقبلون الفلسطينيين الذين ضاقت بهم حدودهم طالما أن المملكة حامية حمي المسجد الأقصي أيضاً ؟و لماذا و لماذا و مائة و ألف لماذا؟ لكنه الكذب السياسي.يدعون الأخوة لكنهم لا يقومون بأي سلوك أخوي حتي نحو إخوتهم في الإسلام.
صدقونني لو تتبعنا التاريخ الإسلامي منذ عصر الخلفاء غير الراشدين و حتي اليوم ستجدون أن تقسيم  البلاد صناعة إسلامية بحتة
و هم في غفلتهم الحضارية يقعون تحت يد ( نظرية القاتل الإقتصادي) و هذه النظرية  يبدأ مفعولها حين تبدأ  الدول الحديثة التقسيم بالإقتراض المالي بشروط تجعل سداد الدين شبه مستحيل  و الدول المقرضة تعلم أن الدين لن يسدد لأنها تريد أن تضع هذه الدول موضع المضطر الذي يقبل الصعب..و حينما تعجز هذه الدول عن السداد يتم إعادة جدولة الديون بمعدل فائدة متراكم مع شروط مثل تنفيذ سياسة معينة تخدم الدول المقرضة .و السماح بقواعد عسكرية أو ببيع البترول لهذه الدول بسعر بخس ( كما كان في بيع الغاز المصري لإسرائيل) و بتأييد الدول المقرضة في أي تصويت دولي ..
هذا هو مصير أي دولة تسمح بتواجد هذه الجماعة علي أرضها.الجوع و الفوضي في شوارعها .و الديون  و الدموع و الدماء يلونون حاضرها و ها الإخوان في مصر يضعون اللبنة الأولي لقتل الإقتصاد المصري  و التعجيل بإشهار إفلاسه بالإقتراض المبالغ في فائدته بينما لو أفرجت جماعة الإخوان عن عشر ما تملك لأكتفت مصر إقتصادياً و قامت من كبوتها لكن الإخوان مهمتهم التقسيم و الدول المقرضة مهمتها تعجيز الدول بعد التقسيم فيصبح دائماً و لأبعد مدي تحت هيمنة هذه الدول المتقدمة التي لحسن حظها لا يوجد لديها فرع لجماعة الإخوان المسلمين الدولية.
و الآن نأتي إلي ما راحة النفس.
لا يعرف الغادرون إطمئناناً لكن المسالمون يعيشون سلامك.يتسلط الأعداء علي خصوم أولادك حتي يفنون بعضهم بعضاً و ينام أحباؤك مطمئنون. أنت ترسم خطة نجاة عبيدك من مؤامرات أعداءهم .يجز الأعداء علي أسنانهم و يندحرون أما بنوك فيعتزون بالقوة من جيل فجيل.ما أعظمك يا رب الضعفاء و الأقليات .ما أعذب محبتك و أغزر حنانك علي الذين ليس لهم أحد سواك.
أنت تضع التخوم إلي حيث تستحق الشعوب. و الذين يشمخون بقلوبهم ينقرضون.لا ينجي بابل أبراجها و لا تنقذهم مشورة إيزابل بل ينجي الإنسان تمسكه بالمسيح الرب و هو المخلص الوحيد  .يتفق الأشرار علي الرب و علي مسيحه لكنه برجزه يقلب موائدهم و يفسد طريقهم الشرير و يحفظ طالبيه سالمين سالمين.
ليس العصفور ينجي نفسه من الفخ بل الرب.حينئذ ينطلق العصفور مسبحاً القدير.لذلك يا ربنا القدوس نطرح أنفسنا بكل قوة و بكل ضعف عند قدميك و نعترف أننا أخطأنا و أثمنا لذلك إرتفع علينا أعداؤنا لنرجع إليك لتحيينا و شعبك يفرح بك.
ليس جديداً أن يحيط الذئاب بالجملان لكن الجديد أنك تصنع من الذئاب قلباً جديداً فيكون كالحمل عندك.
لست أطلب نقمة  لأعداءنا و إلا فأنا أول من يستحقها بل أطلب نعمة لنا و لهم لعلهم يبصرون جراحاتك و تميل قلوبهم نحوك و يقبلونك مخلصاً و يتركون فسادهم إلي الحياة الأبدية في شخصك المهوب.
ليتك تقف في طريقهم كما صنعت مع شاول و توقف شرورهم و تستميلهم في طريقك المحيي.ليس من يستعصي علي عمل نعمتك فأشفق يا سيد و تحنن يا معلم و أقم الموتي فالأوطان تنتحب.
يا منقذ إسرائيل من يد عيسو أخيه الآن أيضاً تنقذنا ممن يدعي الإخوة.إنتشل المساكين من أنياب الأسود .و ليكن الخائنين لشعوبهم خائبين و ليكونوا كلا شيء أمامك فتقتحمهم.و لبنيك تعط حكمة  و يدوسون مؤامرات الخبثاء.
يا إبن العلي ها الأتون قد أعد و أولادك مقيدون بظلم الأرض ننتظر مجيئك العاجل فتعال أيها الرب يسوع لأننا بك وحدك نضمن أن شعرة من رؤوسنا لا تسقط بدون إذنك.حياتنا في قبضة يمينك و ليس من يستطيع أن يختطفنا من يدك.يا راعي النفوس و أسقفها تحنن فالخراف تعرفك أنت الباب وحدك و لا حياة بعيداً عنك.
 أحنينا رؤوسنا أمام مجدك المهوب .نحفظ أسماء الذين أنقذتهم من وادي ظل الموت و نعرف كم أنت عالٍ .نسمع صوت الملائكة و نأكل خبز الملائكة فكيف نخشي شرور الأرض.أنما نخشاك أنت المستحق السجود و المخافة و السلطان و العزة إلي الأبد آمين.
 
 
 
 

481
شهر للإخوان في قصر السلطان
Oliverكتبها
آه لو صح
لو صح ما يفكر فيه البعض أن مصر ستكون مركزاً لتجميع المجاهدين الإسلاميين و لهذا رحبت أمريكا بحكم الإخوان كي يستقبلوا الإرهابيين المبعدين من كافة البلاد المسالمة.
لو صح أن أمريكا سوف تستخدم هؤلاء الذين تسيطر عليهم فزاعة للدول الأخري البترولية لكي يرضخوا لتحقيق مصالحها بأبخس السعار.لذلك كان تصريح مرسي لطمأنة الخليج هو ( لا لتصدير الثورة للخليج) و هو ما يعكس مخاوف الخليج . بل زيارة غامضة من أقارب الأسد بشار الأسد للقاهرة لزيارة مرسي توضح أن هناك صفقة تعني  أنه لا لتصدير الثورة لسوريا أيضاً .
لو صح أن المجاهدين سيكونون نواة للشرق الأوسط الإسلامي .حيث تتجمع الدول المتخلفة معاً  في حزام إخواني مربع الشكل و مريع الشكل أيضاً.  لكي تلهث هذه الدول الإخوانية المتخلفة  وراء منتجات العالم المفكر.و تخنع لأجلما تجد لقمة العيش.
لو صح أن تجميع المجاهدين في مصر ليكونوا ذريعة للدول ذات المصلحة في غزو مصر كما كان مجاهدي طالبان سبباً لغزو أفغانستان. وهذا  لوأد أي أمل يمكن أن يلوح لها لكي تتقدم.فتقبع في ذيل التاريخ لمئات الأعوام مما يحقق صالح و أمان إسرائيل .
تماماً كما أوعزت وزيرة خارجية أمريكا قبل حرب الخليج ضد العراق و شجعت صدام     ليغزو الكويت ثم هبت ضد العراق لنفس السبب.
لو صح أن هناك مخطط تدفع نفقاته السعودية و قطر لكي يخرب الإخوان مصر فلا تنتقل شرارة الثورة إلي الدول البترولية .نظير رشاوي إعتاد الإخوان إستجدائها من الغير.
لو صح أن الإخوان نالوا تأييد أمريكا لكي بهم تضمن أمريكا بقاء مصر منزوعة الروح مشتتة القوي فتذبل الطفرة الوطنية التي إشتعلت بالثورة الحديثة وتمنع أن تتصاعد الثورة المصرية لتكون ثورة حضارية صناعية زراعية إدارية فما  وجدت أسهل من تولية أناس لا يرون مصر وطنهم .و لا يعنيهم المستقبل في شيء فهم أسري ما سلف.و يتشدقون بأنهم سلفيون.فيجرون مصر إلي السلف البائد.لذلك تؤيد الخراب لمصر الممثل في الإخوان المسلمين.
لو صح أن هيلاري كلينتون جاءت لتضع الخطوات التنفيذية للصفقة .فلا نتعجب إن وجدنا أمريكا المتشدقة بالديمقراطية هي التي تضع الأغلال في يد مصر بتأييد الإخوان الذين ما سمعوا و لا عرفوا عن الديمقراطية طوال تاريخهم.و لعل طلب الحزب الجمهوري بالتحقق من شخصية هوما عابدين للتأكد ما إذا كانت هي الوسيط بين هيلاري كلينتون و الإخوان و عما إذا كانت سبباً لميل الخارجية الأمريكية للإخوان بشكل علني فج  لم يسبق حدوثه في تاريخ أمريكا.
لو صح كل هذا فسنري تأييد غير مسبوق لكل تصريحات هذا المدعو مرسي .و سنري إغداق من دول الخليج لكنه رصيد  مضاف إلي جماعة الإخوان و ليس إلي مصر.
لو صح هذا فأبشر بثورة مكملة لن تتأخر كثيراً و لكنها ستكون دموية هذه المرة لأنها ستصبح صراعاً بين حماس الإرهابية الممترسة بكل أنواع الأسلحة في مصر  و بين شرفاء مصر غير المسلحين.
هنية قادم بوفد من مائة شخصية ؟ أنا لا أعرف أن هناك مئة سياسي في فلسطين كلها.لكنني أعرف أنها ملآي بالإرهابيين مثل هنية و الوفد المرافق له.
لعله أتي هذا الإرهابي لكي ينقل خبراته في كيفية تطفيش المسيحيين من البلد كما فعلت حماس في غزة. أو ليستكمل مسلسل سرقة محلات الصاغة المسيحيين في مصر و هو المسلسل الذي زاد معدل حدوثه مؤخراً .
يقولون أنه يجب الإستفتاء علي حكم المحكمة الدستورية بإبطال مجلس الشعب؟ و لو كان هناك ساذج لم يدرس حتي سنة أولي قانون لقال لهم لا يوجد إستفتاء علي حكم محكمة هي الأعلي في البلاد أو حتي حكم أصغر محكمة. لا يوجد إستفتاء علي هل ننفذ الحكم أم لا لأن إحتمال عدم التنفيذ هو جريمة كاملة الأركان.
لا يوجد إستفتاء علي قرار جعل المجلس في حكم كأن لم يكن .البطلان هو عودة للعدم.فهل سيستفتون الشعب علي ما أصبح بحكم القانون منعدماً أي غير موجود.
عجباً أليس سلطان رئيس المحكمة الدستورية السابق هو نفسه رئيس لجنة الإنتخابات التي أتت بمرسي ؟ كيف يشككون في المحكمة متي إختلفوا معها و يرحبون بها حين أتت بهؤلاء المسوخ ليجلسوا علي كرسي محمد علي صانع النهضة.
قراءات الأفكار القادمة من قصر الرئاسة تبين ضحولة المستشارين ( لو صح أن هناك مستشارين)
مطعم  و مصطبة مرسي
مرسي لا زال غير مصدق نفسه أنه الرئيس و هذه كارثة.فهو لا زال يتخاطب و يتعامل كمناضل ضد النظام .يرفض النظام و يتعامل مثل صاحب المحل. يعين من يشاء و يفصل من يشاء. يضع أسعار كيفما شاء فهو صاحب المطعم.يبعثر الوعود  يساراً و يميناً بغير حساب كمن يملك التركة أو التكية العثمانية و كأن كل الأمور في سيطرته وحده بينما أن مقياس  ( مبادرة مرسي)  يقول أنه لم ينفذ حتي وعداً واحداً من وعوده ال17 و قيل ال69 و الله أعلم.
لقد كان قرار عودة برلمان الندامة هو أحد نتائج سياسة المصطبة و سياسة صاحب المطعم الذي شار عليه أصحابه في مجلس شوري الجماعة  فما طلع الصبح إلا و قد أعلنه ه و فضح به نفسه و فضح أصحاب المصطبة التي يجلس عليها مرسي ليلاً مع مسشاريه الجهال.
و فيما يظن أن حكم مصر مثل إدارة مطعم يظن أيضاً  أن الأوامر الرئاسية ستحل مشكلات مصر.بينما مصر لا تحتاج إلي أوامر بل إلي نظام يقود الأشخاص و ليس أشخاصاً يقودون النظام.فالفرق عظيم .يظن أنه بالأمر سيعطي لهذا و ذاك و سيحل مشكلة نقابة و سيوفر سيولة و يقلل التضخم و هذه كله عملية إجرائية طويلة و سياسات مالية معقدة محسوبة تنتج حل هذه الأزمات و ليست مجرد أوامر.
الأوامر تصنع الأشخاص المتسلطين .و تجعل الحلول فردية. و تخلق الديكتاتور أما السياسات فهي تصنع فريق عمل متخصص لديه خطة و أهداف ليحققها.
نحن نريد ديمقراطية النظام و ليس ديمقراطية الأشخاص. ديمقراطية النظام راسخة مستقرة طويلة الأجل.بينما ديمقراطية الأشخاص إنفعالية محدودة التأثير قصيرة العمر مرتبطة بالمزاج الشخصي.
مصر منذ بدأت عهد الجمهورية الأول  عام 56 تتأرجح بين الأشخاص.فالترمومتر الديمقراطي عندها لا زال وفقاً لما يسمح به الحاكم و ليست وفقاً لما يسمح به القانون.مصر لم تذق أبداً طعم الديمقراطية .فليس للديمقراطية وجود إلا بتساوي الأشخاص و ليس بمنح الحاكم ميزة تحديد مساحة الديمقراطية الممنوحة للشعب.
الإخوان يخاطبون الأقباط من منطق ديمقراطية الأشخاص ليجعلوا الأقباط عبيد إحسان للأشخاص و لا يريدون أن يطبقوا أبداً ديمقراطية النظام بل يجعلوا النظام كلا شيء عندهم.يقاومون وضع دستور فيه تتساوي الحقوق و الواجبات تحت زعم أنهم كمسلمين مستوصون بالقبط خيراً ؟ و أنه أيام عمر و غيره من الخلفاء (المقتولين بيد الشعب ) كانت توجد ديمقراطية ؟ إنها ديمقراطية الأشخاص الزائفة.بل و الكاذبة تاريخياً أيضاً .
الدستور الذي يضع مادة يتوقف تحقيقها علي فهم الأشخاص هو دستور مضلل .فمثلاً التفكير في وضع المبادئ الإسلامية ( كما يفهمها الأزهر) هو وضع يجعل الديمقراطية توجد بالمقدار الذي يفهمه الأزهر أو يسمح به.و بهذا تكون الديمقراطية رهناً بالأزهر و ليس بالقانون.هذا أيضاً باطل.
الأزهر يجعل نفسه بذلك سلطة تفوق سلطة الدستور (و بحكم الدستور) و تطلعات شيخ الأزهر تهدد الديمقراطية الوليدة التي تسعي للوجود دون جدوي.
لا توجد في أي دساتير ديمقراطية مرجعيات للأشخاص. و لا لجهة ما إلا القانون العام نفسه.لذا فالمرجعية لا يجب أن تكون للأزهر و لا غيره. يجب أن يكون الدستور واضحاً لا يحتاج إلي مرجعية تفسره بل يفسر نفسه بنفسه و إلا لا يمكن أن نعتبره دستور لأنه لا زال ينتظر من يقول لنا ماذا تعني مواد الدستور .فيتغير التفسير حسب الزمان و الأشخاص .ليس هذا دستور بل محاولة للإلتفاف حول وجود دستور. 
لا زال مرسي لا يفهم الفرق بين ديمقراطية النظام و ديمقراطية الأشخاص.أرجو أن يفهمه أحد.
 
إعطني عينيك
أيها السيد الذي عظمته تفوق كل عظمة.و مجده فوق كل مجد.تتجلي أعمالك في كل صباح و مساء.تبهر الكون بعجائب قدرتك.يا من يقف النور تحت قدميك خجلاً من نورك غير الموصوف.يا من تصيح نحوه الملائكة قدوس قدوس قدوس و هي مطأطأة الرأس من هيبتك.
نفسي تتحير من محبتك.أانت العظيم المهوب في سماءك ترتضي أن ترحم هذا الكائن الأرضي الذي هو نفخة.محبتك للبشر غير مدركة و لا يبررها سوي أنها محبتك.هذه التي بها تري الضعيف بطلاً و المنسحق قوياً و المصلوب محبوباً.
عين محبتك تغفر الأخطاء و الذنوب.تري القليل كأنه كثير.و تشفق علي من يتلمسك و لو من بعيد.عينك تبصر التائب بتولاً .و المجاهد في طريقك تبصره ملكاً.
عينك تفحص فينا لعلها تجد شيئاً تمتدحه.عينك تتأني علينا حتي تستنير عقولنا و تتوبنا.
عينك تخترقان الظلام لكي تنتشلنا منه و تأتي بنا إلي النور.عينك تتحنن أكثر من الأم. وتعتني أكثر من الأب .عيناك  تعرف المواجع فينا قبل أن نتعرف نحن عليها.
سيدي الرب القدوس يسوع .أريد منك عينيك. أبصر بهما.لأجد نفسي متطلعاً للبر كغنيمة.و أكون بسيطاً مثلك.إعطني عيناك لأري بهم أخوتي بمحبة . و أري بهم أعدائي و أنتظر توبتهم و خلاصهم.إعطني عينيك لأتحقق من فعل روحك القدوس و لا أتغافل عنه.
إعطني عينيك لأسامح الجميع و أجد لهم مبرراً يشفع لهم. إعطني عينيك أقرأ بهما كلمتك المحيية فأتعرف علي ما في الأعماق و أتلذذ .
إعطني عينيك الثابتتان نحو السمائيات و الأبدية حتي لا يشغلني العالم الفاني.
إعطني عينيك فلا أيأس إذا تراكمت الحروب و إنتشبت سهام إبليس في جسدي المرهق.
إعطني عينيك فأنا لا أعرف الدنيا بدونهما. إعطني عينيك فأري ما رأيته أنت حين خلقته و وجدته  أنه حسن .أريد أن أري بك .بعينيك .أريد أن تكون نظراتي من نظراتك.أريد عينيك لأسهر بهما علي خلاص نفسي.إعطني عينيك يا من أعطيتني جسدك و دمك لأحيا بهما و أنال الغفران.
إنني منتظرك .أريد عينيك.
 


482
العدوان الثلاثي
أمريكا-إسرائيل-الإخوان
Oliver كتبها

لا يوجد ما ينكره أحد هنا.أمريكا منذ ترأس أوباما تميل بكل قوة إلي القوي الإسلامية لأنها منظمة و يمكن الإعتماد عليها لأسباب كثيرة.
فهي خائنة بطبعها .لا يوجد عندها أي وطنية بل هي تتنكر للوطنية.كما أنها لا تجد مشكلة في تقلباتها فهي بطبيعتها إنتهازية.فوق هذا و ذاك فهي قوي يمكن شراءها بأبخس الأثمان.يكفي أن تغري بعضها بالجنسية أو بمنصب مؤقت في جهة ما أو بالتغاضي عن جرائم في حقها أو ما شابه.
المعتدي الأول: أمريكا
منذ خطاب أوباما في القاهرة الذي كان بمثابة الضوء الأخضر لخطة إختطاف الشرق الأوسط و ليست خطة الشرق الأوسط الكبير كما روج البعض.فخطة الشرق الأوسط الكبير كانت تفترض تجمع دول الشرق الأوسط في إطار يضم معه إسرائيل بما يطمئن إسرائيل و يوفر أمنها .أما خطة إختطاف الشرق الأوسط و هي الحقيقة هنا فهي تعتمد علي الإطاحة بالنظم ثم تصعيد القوي الإسلامية المدينة بالوجود لإسرائيل و أمريكا. و يكونوا هؤلاء الحلفاء الحقيقين لإسرائيل و أمريكا و الخط الخلفي لهما في أزمات الشرق الأوسط .فيكون هذا خير إعداد للحرب ضد إيران التي من أجلها يبذل هذا الجهد الكبير.و ذلك إسكات هذا المستنقع المضطرب المسمي الشرق الأوسط إلي أبعد مدي.
و حتي لو لم تتم حرب إيران إسرائيل أمريكا  فوجود هذه القوي التي هي قوي صوتية لا تهتم بالأوطان بل بالمكاسب .فتكون قد ضمنت أمريكا أن حليفتها إسرائيل في أمان لعهود قادمة .حيث ستصبح هذه الدول الإسلامية راديكالية  لا خوف منها .الفساد هو نظامها السائد الوحيدو التخلف هو علامتها المسجلة .و يتسع الفارق الحضاري أكثر مما هو حادث الآن .و تضمن أمريكا أمن إسرائيل العلمي و الإقتصادي و العسكري دون أن تتغرم شيئاً من إقتصادها المنهك جداً .
مصر تلعب البوكر
أنا كنت مثل معظم من لا يعرفون إلي أين تتجه الأحداث.فكل الأوراق متشابكة و كل الشخصيات مبهمة .كنا كمن يراهن علي طاولة قمار. و كانت كل الأوراق مختبئة. كمثل البوكر كنا نجلس في دائرة لا يوجد فيها متقدم أو متأخر. الكل حولها يجهل الأوراق. كنا نظن أننا نلعب بالأوراق فتبين لنا أن الأوراق تلعب بنا. تماماً مثل البوكر.تظهر ورقة فتحرقها ورقة أخري أقوي منها.ظهر البرادعي ثم إختفي حين ظهر زويل ثم إختفي ثم ظهر خيرت الشاطر ثم أختفي فظهرت ورقة عمر سليمان ثم إختفي فظهرت ورقة أحمد شفيق ثم إختفت فظهرت أضعف الحلقات أي مرسي .حين إختفي الحديث عن المجلس العسكري.
مصر تلعب البوكر.و آه لو تدرون .فالمقامرة هنا خاسرة.الرابح الوحيد هو صاحب الملهي الذي يلعبون فيه.فهو يأخذ نسبته من الجميع  ممن يكسب و ممن يخسر.هو يكسب بينما حتي الكسبان يخرج خسران في النهاية.فإغراء المكسب هو بداية الخسارة. و لا يوجد من يقنع علي طاولة البوكر.كانت المكاسب كلها لأمريكا ثم لإسرائيل مع بعض المكاسب الشكلية للإخوان. و كما يحدث في البوكر أن تجد رجلاً يلعب لصالح رجل آخر يدفع له و يحصد المكسب منه نظير عمولة تافهة.
المعتدي الثاني : إسرائيل
كانت قطر هي مندوب اللاعب الحقيقي الذي لم يظهر علي طاولة الأحداث.صدر لها التوكيل باللعب منذ أن رفضت أن تغلق مكتبها التجاري الذي يعمل أعمال (سفارة كاملة)لقطر في إسرائيل.في الوقت الذي طالبت الدول العربية في آخر قمة لها أن توقف التطبيع مع إسرائيل و تحرم الشركات من التعامل مع إسرائيل.بما في ذلك شركات الغاز.بينما قطر تبيع الغاز لإسرائيل في الوقت الذي لم تعرض بيعه لمصر في أزمة العام الماضي.
قطر كانت و لا زالت هي الثغرة التي من خلالها تنفذ جميع شركات دبي في تعاملها مع إسرائيل تحت وساطة المكتب التجاري القطري هناك.
هذه هي عمولة الوسيط  بجوار العمولة التجارية نالت عمولة أدبية لم تكن الأجدر بها حين حظيت قطر بحق تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2020.و هي أحقية غريبة لبلد تعداده ثلث مليون إنسان. أي عدد من يذهب لإستاد القاهرة في المباريات الساخنة. كانت المكافأة لقطر بمثابة طًعم يجعلها رهينة السمع و الطاعة علي الأقل حتي ذاك التاريخ. فلعبت بكفاءة دور العميل الوسيط الذي يتباري بأوراق اللاعب الحقيقي ( أمريكا) . لا جديد إذا قلنا عن الرشاوي الإنتخابية فهي جميعها قطرية سعودية الصنع إخوانية التنفيذ .و هذا سر عدم كشف التمويل الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين .
المحايدون
كأي عملية حربية نجد أن ثورات الربيع العربي كانت ترجمة للعدوان الثلاثي .و كما يحدث في الحروب أنه قبل أن تبدأ حرب تسعي الأطراف المتحاربة لضم الحلفاء و من لا يقبل أن يصير حليفاً يكفي أن يكون محايداً . و هكذا تم تحييد الأردن قبل العدوان الثلاثي .كيف تم هذا؟
ظهرت قبل ثورات الربيع فكرة بين دول الخليج و هي فكرة الخليج الكبير .و كانت تعتمد علي ضم الأردن و ( المغرب) في دول الخليج؟
لم يكن الأمر مجرد إسماً تناله الأردن أو كرسياً لها بين كراسي القادة المهرجين في مجلس التعاون الخليجي .بل يعني هذا مكافأة للأردن علي تحييدها .فتضمن أن عمالتها العائدة من  السعودية و سوريا و لبنان تجد لها بديلاً في دول الخليج.كما تضمن لعملتها الجيدة أن تتبدل إذا ما تمت خطة مجلس التعاون الخليجي في توحيد دول الخليج بما في ذلك توحيد العملة علي غرار منطقة اليورو حيث ستكون منطقة ( الدرهم).
كما سيضمن الأردن مسئولية دول الخليج عن إقتصادها المحدود .و يعد منفذاً أقرب لكل دول الخليج مع إسرائيل. و هذا يتنافي بالطبع مع مصلحة قطر.هنا نفهم التنافس بين قطر و الأردن .لذلك حاولت قطر شراء الإخوان في الأردن ليقوموا بما قاموا به في مصر و ليبيا و تونس و لا زالوا يحاولون القيام به مع سوريا.
بالفعل قامت إنتفاضات و توترات تمت السيطرة عليها بصعوبة و أقيلت الحكومة و أستبدلت الوزارات و تمت السيطرة  بمنتهي الصعوبة علي الموقف بعد شهور ليست بالقليلة.هكذا تم تحييد الأردن.و لا زالت ورقة إنضمام الأردن مجلس دول الخليج يتشابه مع حالة إنضمام تركيا منطقة اليورو. كلاهما لا زالا علي الحياد.
و كما تم تحييد الأردن في العدوان تم أيضاً تحييد القوة الإسلامية الأعظم في المنطقة أي تركيا.و كانت ورقة الإنضمام  لليورو و التلويح بها من بعيد تداعب خيال الأتراك الذين ضاقت بهم بلدهم التاريخي.فظهر أردوغان في القاهرة و أستقبله الإخوان في المطار إستقبال الفاتحين .لكنه لأنه لاعب وسيط و ليس رئيسي لم يستطع أن يرض الأخوان و تحدث عن دولة مدنية ( لأنه يخاطب دول الإتحاد الأوروبي بطريقة غير مباشرة)
فإنصرف عنه الإخوان .و هم لا يعلمون أنه ورقة تم تحييدها .حتي خرج الإخوان بعدها ينادون بأن مصر دولة إسلامية ليست علي النظام التركي و لا الإيراني بل بشكل جديد ( لا أعرفه و ربما هم أيضاً لا يعرفونه) أسموه  النظام الإسلامي المصري.لعلهم ينتظرون التعليمات لكي يتعرفوا علي ماهية النظام الإسلامي المصري ؟
الحراس
في لعبة البوكر يجلس المتبارون.بينما يقف هناك ليس بعيداً عنهم بعضاً من المراقبين.هؤلاء مهمتهم أن يلتزم المتبارون بقواعد اللعبة دون تجاوزات.و في حالة التجاوزات يقف هؤلاء المراقبين و يكشرون عن عضلاتهم القوية الكفيلة بردع من يحاول الغش.من هم هؤلاء البلطجية اللابسين أرقي الأزياء.سوي حركة حماس.فهي ذراع إسرائيل ( لا تستغربوا الوصف) حماس هي الوسيط بين إخوان مصر و إسرائيل.حماس هي المراقب البلطجي الذي يقف في إنتظار إشارة من مدير الملهي لكي يبدأ تأديب كل لاعب يخرج عن دوره المرسوم.و هو أيضاً ينقل لمديره ( إسرائيل) كل صغيرة و كبيرة عن ( الإخوان) و مدي إلتزامهم بقواعد اللعبة.
حماس وافقت علي كل شروط إسرائيل .فهي تلعب لصالحها علي جبهتين الآن ( مصر و سوريا ) بينما تقوم في هدوء و بطء علي إقامة فرع جديد للإخوان المسلمين في لبنان .لكي تجره إلي الكفة الأثقل حالياً .أي أسلمة لبنان .
لا داع للخوض في خيانات حماس فهي منهجهم الوحيد لكن القصص المتعلقة بها معقدة بعض الشي و ستبعدنا عن موضوعنا هنا.
لكن لا يستطيع أحد أن ينكر أن إقتحام السجون و حرق الأقسام هو عمل تخطيط من الإخوان المسلمين بمصر و تنفيذ بالتعاون مع كتائب القسام الغزاوية.
السؤال الأخطر هنا هو ما مصلحة حماس في دعم الإخوان المسلمين في مصر ( دعنا من سوريا الآن) ؟
هل نعدل السؤال قائلين : ما مصلحة إسرائيل في دعم الإخوان ؟
حيث أن لإسرائيل مصلحة فحماس هي إسرائيل .فقط تختلف الأقنعة.
كما قلنا أن قطر تلعب بإسم أمريكا هكذا حماس تلعب بإسم إسرائيل؟
تريد حماس أن تجد لها متنفساً فهي تختنق في غزة.و النظام المصري السابق كان يحظر عليهم الدخول أو الخروج.فهي محاصرة من الجهات الأربعة.لذلك تريد أن تمتد إلي سيناء.و نصبح نحن في دوامة جديدة تشبه مشكلة حلايب و شلاتين علي حدود السودان .
حماس تتبني مخطط يجعل دول الشام القديمة( الأردن – سوريا – لبنان) هي دولة كبيرة إخوانية يذوب فيها الفلسطينيون. فتنتهي ما تسمي المشكلة الفلسطينية إلي غير رجعة.هذا هو دور حماس في سواحل الشام. حماس التي لم تجد دولة تقبلها و تأويها سوي سوريا ها هي الآن تنظم الهجمات علي سوريا لكي تنشر الفوضي كما فعلتها في مصر.
و فيما تنشغل حماس الآن بالموقف المصري و السوري . تعمل هناك في جنوب لبنان كتائب حزب الله علي أسلمة لبنان و إحياء شعبة الإخوان المسلمين في لبنان. كلهم يا عزيزي يلعبون بأوراق لا يملكونها.
المعتدي الثالث :الإخوان
تعرفون الإخوان أكثر من كل شيء هنا.كلنا نعرفهم.هم بائعون لكل شيء لأجل مكاسبهم و يركبون كل موجة ليصلوا بهذا الوطن إلي الخراب.
تجربة الصومال و السودان و موريتانيا نماذج لأخونة الدول ثم خرابها سريعاً.غير أن الأخونة في تلك الدول لم تصطدم بشيء يعطلها.فالسودان إستبعد الجنوب لكي يقبل المجتمع الدولي أسلمة الشمال .و حدث ذلك بسرعة و تبعه خراب السودان علي يد حسن الترابي و البشير.كذلك كانت المحاكم الإسلامية في الصومال هي ذراع الإخوان.كما في موريتانيا.لكن هذه النماذج الثلاثة تختلف عن حالة مصر في أن العنصر الرافض للأخونة في مصر هو في كل شارع و مؤسسة و جامعة .ليسوا منفصلين عن الدولة كما في حالة السودان شمالها و جنوبها.
في كل وسائل الإعلام و دهاليز السياسة في كل سلطة من السلطات التشريعية و التنفيذية و القضائية و الصحافة تجد هناك من لا يؤيد أخونة الدولة.لذلك فالصراع في مصر سيكون مريراً.من شارع لشارع.و بين المؤسسات و بعضها البعض.و بين السلطات و بعضها البعض.و بين الجيش و السلطة المدنية.
أخونة مصر ليست سهلة حتي لو بدا ذلك الإنتصار في الرئاسة لمرسي كأنه بداية الأخونة. هو فقط بداية الإعتداء.
مرسي ليس فقط رئيساً الآن بل هو الشرارة التي ستشعل الصراع بين الإخوان و بين الأقباط و العلمانيين و الليبراليين .
مرسي سيصبح نجادي آخر مكروهاً علي المستوي الشعبي .لا يتحرك من تلقاء نفسه.فهو محاصر من رفقاءه أكثر من حصاره من أعداءه.
فكل من أيده و أنفق عليه ينتظر مكافأته.و كل من أوصله الكرسي ينتظر تحقيق مكاسبه.و سيظل مرسي يدفع هذه الفواتير ليضمن بقاءه.لكن ما سيدفعه لحلفاءه سيتسبب في رحيله سريعاً.
فهو ليس لاعباً أصيلاً .بل هو فقط مشاغباً تم إستئجاره من أصحاب اللعبة.و قد إختاروه لأنه الأسهل لهم في السيطرة عليه.
الإعتداء علي مصر بواسطة الإخوان سيبدأ مع الدستور.و سيتسبب الفكر الإخواني في صراعات مفتوحة مع القضاء و الجيش.و قد يطيح به الجيش في حالة أن أصر علي الظن بأنه رئيس فوق الجيش.و سيكون الإنقلاب العسكري في هذه الحالة لا مفر منه.و سيتبعه صراع طويل بين ميليشيات الإخوان المسلحة و أربابها في حركة حماس و بين القوي العسكرية و الأقباط .لماذا الأقباط ؟ ليس لأنهم سيشتركون في المقاومة المسلحة .بل لأن الإخوان يعرفون أنهم القوة الناعمة التي ستطيح بألإخوان في أية إنتخابات نزيهة ( لو حصل ).و سيكون إرهاب الأقباط هو أول عمل عسكري لميليشيات الإخوان.
المعتدي الثالث الإخوان هو في حالة سكون الآن و ترقب ليقيس مدي جدية الجيش في الإعلان الدستوي المكمل.و في حالة إلغاءه سيبدأ الصراع علناً.و في حالة بقاءه سيبدأ الصراع خفياً و سيتوقف في حالة عقد صفقات كالعادة.أما في الصراع العلني فإنه سيتطور حتي الإنقلاب العسكري و تصفية القادة الإسلاميين.
هذه هي أطراف العدوان الثلاثي الجديد.و إن كان العدوان القديم في 56 كان بسبب تأميم القناة فإن قناة السويس ستطون عنصراً مؤثراً في نقطة الصفر لبدء الصراع.و أي مساس بها سوف يجلب الفوضي في كل مصر.و ربما يجلب قوات أجنبية في مصر.
حمي الله مصر من كل معتد.
لنصلي من أجل مصر
أيها الرب القدوس.الذي أحب هذه الأرض و إختارها لتكون مسكناً أولياً لشعبه .و منها دعا إبنه البكر .و إليها أتي من وجه الشرير هيرودس.و فيها أقام سنيناً هادمأ أوثانها.مؤسساً لنفسه مذبحاً في قلبها.
أيها الرب الذي فيها ظهر لموسي نبيه المحبوب.و جعل العليقة بقعة مقدسة علي جبالها.أيها الرب الذي أرسل إليها يوسف فأداراها بحكمتك السمائية. و في مصر جعل إفرايم و منسي سبطين كبقية شعب إسرائيل.هؤلاء المولودين من مصرية.فأصبح لمصر في الأسباط نصيباً.
أيها الرب القادر أن تجعل مصر التي تطلبك سالمة سالمة.من أعداءها تحفظها. و ترسم لها بين مجرات الدنيا طريقاً لخلاص من فيها.
هؤلاء الذين يسمون أنفسهم الإخوان متي تجعلهم ينتبسون إليك أيها الأخ الأعظم.ألست بكراً بين أخوة كثيرين.فكن لهم أيضاً بكراً .فهم معصوبي الأعين.مكاسب الأرض أعمت قلوبهم لكنك فاحص القلوب و تجتذبهم.
لماذا إرتجت الأمم و تفكرت الشعوب بالباطل بينما أنت فاتح ذراعيك بالحب ليتوحد الجميع في حبك.لماذا تبدو الأشرار مزهرة و هي كالعشب بينما أن ينبوعك فياض ليثمروا ثلاثين و ستين  حتي إلي المائة.
من يبشر بالسلام لمصر ؟ أين أقدام المبشرين بالخيرات.هكذا تسأل نفسي و فيك تثق.نعم أخطأنا و أثمنا و جرينا وراء شهواتنا و الآن نحصد ما زرعنا لكنك أيضاً رؤوف و ترحم متي عدنا إليك و إسترحمناك. ها نحن نعترف .و نخشع لك.أمام الدنيا نقول لك أننا أخطأنا لكننا نريد أن نعود إليك.و أنت أيضاً تريد أن تعود كل مصر إليك.بل كل العالم.فهل تعيدها .هل تسمع مصر صوتك من جديد.و تري عجائب خلاصك فيها. لسنا من أجل ضربات جديدة لأعداءنا نطلب. و لا من أجل إنتقام و قضاء نتضرع بل من أجل أن تصنع ملايين مثل شاول .و ملايين مثل موسي حبيبك  و يوسف الصديق.نريد أن تعود ثروة مصر من القداسة و البر.نريد أن تغتني مصر من حكمتك الطاهرة المترفقة .نريد أن تدشن مصر فتصير كلها مذبحاً .و تكون أنت السيد الرب لها .
ما نطلبه كثير علينا لكنه سهل عندك.أنت لا تتعب في الحب بل لأن المحبة طبيعتك فأنت بكل يسر تحبنا.و لأجل محبتك نتجرأ و نطلب حتي للأعداء. هل نراك سريعاً ؟هل تأتي و تستجب؟ نؤمن بك نعم نؤمن و نصدق .و ستستجب آمين.



483
زيارة أورشليم و السياسة
Oliver كتبه
ا
في مقالي السابق كتبت عن زيارة أورشليم بين المتجادلين .كان المقال عن الجانب الروحي و التاريخي لقرار منع زيارة أورشليم  و اليوم أتناولها من الجانب السياسي .
حقاً أنا مستعد اليوم لتلقي كافة أنواع اللعنات و الإتهامات.فقط إستمر في القراءة ثم قل ما شئت
 
حين نتكلم عن زيارة أورشليم من منطلق علاقتها بالسياسة نجد لزاماً علينا أن نخوض في علاقة الكنيسة بالنظام الحاكم .
بداية نعرف أنه لخصوصية طريقة الحكم في مصر نجد أن النظام الحاكم في مصر هو غير مصر الدولة.النظام الحاكم هو مجموعة قليلة من الأشخاص الذين يمكنهم إتخاذ القرار و تغيير مسار الأحداث. أما الدولة فهي جهات رسمية و مؤسسات و جماعات مختلفة التوجهات.و هي عادة تأخذ الشكل البيروقراطي في التعامل.و دائماً ما تميل حسب أهواء شلة  النظام المسيطرة.
و حين نتكلم عن علاقة الكنيسة بالدولة يجب أن نفرق بين علاقة الكنيسة بالنظام الحاكم و علاقة الكنيسة بالدولة في شكلها الرسمي الروتيني.
علاقة الكنيسة بالنظام الحاكم ( المجموعة المسيطرة علي القرار) حين  تري السلطات تختزل في أشخاص يمكنك أن تجد دولة تدار بالتليفون.
مقدمة لابد منها:
في النظم الديمقراطية تجد أن النظام الحاكم هو مؤسسة ضمن مؤسسات الدولة يتفاعل معها و يتأثر بها و يؤثر فيها.أما في الأنظمة القمعية فالنظام شيء و الدولة شيئاً آخر مختلفاً وبعيداً عنه.هكذا الحال في مصر.قلة من المتسلطين أصحاب السلطة و هم شلة النظام الحاكم ( مبارك و أعوانه) .ثم نجد الدولة الرسمية .مؤسسات وهمية الشكل و التنظيم لا تملك من أمر نفسها شيئاً .لا تجيد سوي التطبيل لكل تصريح يصدر من الشلة الحاكمة.و كل قراراتها روتينية يمكن إلغاءها بجرة قلم من مبارك و أعوانه حتي و لو كان حكماً قضائياً نهائياً. و كما نفهم (عبارة) مبارك التي كان يتعامل بها مع كل المؤسسات حين قال ( خليهم يتسلوا) فكان كل عمل المؤسسات تسلية و شغل فراغ.
الآن نستطيع أن نطرح شكل علاقة الكنيسة بالعنصرين ( النظام الحاكم ثم الدولة الرسمية الشكلية)
كانت علاقة الكنيسة بالنظام الحاكم علاقة مريضة.دخلها سوس من خيانة البعض للكنيسة.و عمله كعين من عيون الدولة ينقل الأخبار و الأفكار و المناقشات بما فيها مناقشات المجمع المقدس.فصارت الكنيسة مكشوفة عن آخرها للدولة تعرف عنها و منها و بها كل صغيرة و كبيرة.مما إضطر قيادة البابا للكنيسة أن تكون شبه خانعة للنظام بسبب هذه الخيانات المتوالية.
كانت علاقة الكنيسة و النظام علاقة واهية علي الرغم مما يبدو للعيان.فالكنيسة صارت بين فكي الخضوع التام أو الإعتراض غير المحسوب العواقب.و قد إختارت البديل الأول. فصارت الكنيسة بوقاً للنظام.إنشغلت بمباركة الخطوات و مباركة الرحلات الرئاسية و تأييد التصريحات الرسمية .فكان هذا هو الدور المطلوب منها .و سنفسر خبث هذا الضغط الذي دفع القيادة الكنسية أن تكون تحت إمرة النظام يستعملها كأحد الأوراق التي تضمن له من المصالح الكثير و الكثير.كانت البرقيات بالتهنئة  أو بالتعزية هي غاية المراد من رب العباد بل أهم من أي حدث عند قادة الكنيسة.حتي أننا رأينا الأنبا يوأنس في أكثر المشاهد مرارة في جناز شهداء مذبحة الإسكندرية يقف في مقدمة كلمته ليشكر الرئيس الذي أرسل برقية تعزية؟؟ حتي هتف  الحاضرون المتألمون ضده و لم يستكمل كلمته. هكذا تصور البعض أن تكرار إسم الرئيس في خطبهم أهم من تكرار إسم المسيح .
أما علاقة الكنيسة بالدولة الرسمية فكان أكثر مرونة و قوة .علي الرغم من خضوعه أيضاً.لكنها كانت تتجرأ أحياناً علي الإعتراض الذي يقف فقط علي الإعتراض الإعلامي و الصحفي.فكانت الكنيسة تعترض علي برنامج إعلامي أو مقالة أو صحفي أو حتي حكم قضائي  و لعل حكم المحكمة الدستورية كان أحد النماذج علي إعتراض الكنيسة و علاقتها بالدولة الرسمية.كانت تعترض إعتراضاً مستأنساً لم يعد من طبيعتها بعد ترويضها من النظام.كانت إعتراضاتها مصحوبة بإلتماس من الرئيس .و كأننا لا يمكننا الإعتراض دون رضاه؟ و كم كان هذا الرئيس ضعيفاً لو وجد معترضين أقوياء.
السياسة الخبيثة مع قيادة الكنيسة
لكي نتأكد من صدق هذا التحليل علينا أن نتتبع مسار الأحداث و نسترجع بعضاً منه سريعاً.فالرئيس مبارك طوق كل المؤسسات الرسمية.مجلس شعب و شوري و نقابات و جامعات وحتي الأندية الجماهيرية.صارت كل هذه مجرد أبواق تبارك و تبايع و تؤيد.فإذا أبدي الرئيس إحتجاجاً ضد أي دولة تخرج هذه الأبواق لكي تشجب و تحتج و تتشنج .كل المؤسسات تم ترويضها و حتي القضائية تم التلاعب بها و طيها تحت سلطة الشلة الحاكمة. أما المنظمات و المؤسسات المدنية فقد وضعت تحت رقابة مخابراتية حتي إنسحب العاملون منها خوفاً علي أنفسهم .بينما إرتضي الباقون أن تكون تقارير مؤسساتهم المدنية نسخة من التقارير الحكومية تبارك و تشهد بالزور للنظام و إنجازاته في الحياة المدنية.كما إعتاد المجلس القومي لحقوق الإنسان أن يسجل في تقاريره.
بقيت الكنيسة المنبر الوحيد الذي يُخشي منه.ليس لأنها تؤثر في ربع سكان مصر غير المهاجرين بل لأنها قد تكون المنفذ الوحيد للشعب المصري للوصول إلي الرأي العام العالمي بعيداً عن قبضة مبارك.
و أيضاً كان النظام يخشي أن تصبح الكنيسة بديلاً للمؤسسات المدنية في الدفاع عن حقوق الإنسان و هو المعيار الأهم الذي يثير الرأي العام العالمي . فماذا فعل النظام بكل خبث؟؟؟؟
الكنيسة فريسة الخبث السياسي
دخلت الكنيسة فخ خبث السياسة تحت زعم الوطنية و تقرباً للنظام عساها أن تكسب رضاه أو تكسب من رضاه. كانت صور لقاء الرئيس مبارك أو إتصالاته التليفونية و برقياته هي أهم أخبار الكنيسة.و كان هذا إستدراجاً منظماً مقصوداً.فرح به الأساقفة الذين لم يقابلهم في حياتهم شخصاً سياسياً و لم يروه سوي في الصور و الصحف.فكانوا سذج سياسياً و فريسة سهلة للصيد الإعلامي.و إنبهروا بأضواء القنوات التليفزيونية و صار إستقبال كبار الشخصيات أكثر حدوثاً من إستقبال شعب الكنيسة  . لقد تم دفع القنوات و الصحفيين لتطويق الكنيسة إعلامياً و إخراجها عن لغتها الروحية. صارت الكنيسة قبلة الإعلاميين لتسمع رأيها في كل الأحداث. بينما كان رأيها في كل الأحداث هو رأياً مروضاً يحابي المسئولين .و يتمسح في رضاهم.لم يكن لرأيها أهمية بل كان ترويضها هو الأهم لدي النظام.
من جهة أخري نعرف أن قداسة البابا شنودة المتنيح كان من الرافضين إتفاقية كامب ديفيد إحتجاجاً علي معاملة السادات للبابا في أواخر عهد السادات و نكاية فيه لأنه خطط لإصدار (قانون الردة).
والذي يعرف قداسة البابا جيداً يعرف عنه أنه لا يتراجع عن رأيه. و له مطلق الحق فهو رأياً شخصياً يخصه.لكن المشكلة أن الرفض للإتفاقية تطور.بل أن النظام في مصر ورط الكنيسة في قرار التطبيع بحجة أن الشعب لا يريد التطبيع و ها الكنيسة نموذجاً برفضها منع الزيارة .و صارت الكنيسة تتحمل وزر منع التطبيع بدلاً من النظام ؟؟؟؟ بدأت التصريحات  منذ أن ظهرت بشاير برفض كامب ديفيد تتستر بالوطنية و حب فلسطين حتي أن الكنيسة وضعت شرطاً مستحيلاً لقبول الإتفاقية و هو أن تعود فلسطين لأهلها.و ندخل القدس تحت حكم الفلسطينيين.كانت هذه العبارات من صنع عبد الناصر و تستخدم لتهييج النعرة الوطنية و إلهاب الحماس لكن الكنيسة إستخدمتها دون هدف فتورطت بها. لأن الحقيقة أن الشرط المستحيل تحقق. و فلسطين صارت لها دولة ( بل دولتان) و لم تعد هناك حجة للإمتناع عن زيارة أورشليم.
كانت الكاتدرائية قبلة لياسر عرفات في كل زيارة لمصر ( أسبوعياً) و كانت التصريحات المؤيدة لفلسطين تنهمر بعد كل زيارة.كان الغرض من الزيارة الأسبوعية هو تقييد الكنيسة بتصريحاتها التي تصب في صالح النظام المصري الذي يساوم علي تصريحات الكنيسة مع إسرائيل.
صارت الكنيسة تتكلم بلغة النظام.فتسمي أورشليم بالقدس . و تمتنع عن زيارتها. و تسمي مطران أورشليم بمطران القدس .لئلا يحتسب إسمه إعترافاً بإسرائيل ؟
تطورات التسعينات:
ثم حدث بعد إتفاقية أوسلو أن إعترفت فلسطين بإسرائيل .بينما كانت الكنيسة تقف عند سياسة الثمانينات التي تنكر وجود إسرائيل. المشكلة أن الكنيسة إتبعت المواقف الثابتة بينما السياسة هي فن تغيير المواقف لتحقيق المصالح.و لأنها لا تملك الخبرة السياسية فقد أصرت علي ثوابتها السياسية و لأن العالم كله يتغير لذا ظهرت الكنيسة  متخلفة عن الركب.و تركها الجميع بمن فيهم الذين وقفت بجوارهم ( الفلسطينيين) و حرمت شعبها من زيارة أورشليم بسببهم. لقد إنتهجت الكنيسة السياسة بمنطق روحاني و هو الثبات .بينما أن السياسة في جوهرها هو مهارة التعامل مع المتغيرات.فلا طالت الكنيسة روحانياتها التي كانت قبل الإنخراط في السياسة و لا هي نجحت في السياسة التي دخلتها بفعل فاعل.
إصطاد الإعلام هذا الموقف و ضخمه.
لقد تم إستدراج البابا شنودة في أحاديث صحفية كثيرة.لم يكن الهدف منها سوي أن يعلن رأيه في القضية الفلسطينية و أحداثها المثيرة دائماً .و هذا كله يجبر البابا علي إنتهاج موقف لا فكاك منه .و هو تأييد الفلسطينيين.الذين هم في الحقيقة لا يريدون دولة و لا يحزنون.فهم سعداء بدون دولة .أغنياء بدون دولة.و هم فرقاء و خصوم إذا صارت لهم دولة لأن كل جماعة فيهم مرآة لقوي سياسية تغتني من بقاء فلسطين تحت بند المشاكل المستعصية.
و بعد إعلان دولة فلسطين إخترعت الكنيسة بنداً جديداً لإستمرار حرمان الأقباط من زيارة أورشليم و هو أننا لن ندخل (القدس)سوي و يدنا في يد إخوتنا المسلمين. كان الإعلام حريصاً علي تكرار هذه العبارات و الإشادة بها لكي تكون قيوداً علي قادة الكنيسة لا يتراجعون عنها.هذه هي التصريحات التي جعلها الإعلام تابوهات مقيدة للحريات.علي أنه في أواخر أيامنا حدث ما هو غير متوقع مطلقاً. و زار شيخ أخوتنا المسلمين القدس و يده ليست في يدنا.و سقطت أحد التابوهات بيد مفتي الديار المصرية.فماذا ستفعل الكنيسة الآن.هل تصر علي أن لا تدخل أورشليم سوي و يدنا في يد أي أحد آخر ؟
النتيجة النهائية: صارت الكنيسة ضد إسرائيل . و مع الفلسطينيين . و ما كنا نريد أن نكون مع و لا ضد أحد.لكن الكنيسة بقرارها خسرت تواجدها علي الساحة الدولية بخصومتها دون داع لإسرائيل.و بالتالي صارت ضد الرأي العام العالمي المؤيد لإسرائيل و هذا ما كان النظام المصري يريده.أن يعزل الكنيسة عن الساحة الدولية .فينفرد بإفتراس أقباط مصر.دون أن يخشي رد فعل عالمي. و من هنا نستوعب كيف أن العالم لم يتعاطف مع الأقباط سنوات طوال رغم ما يتعرضون له من مآسي.و لهذا نجد اليوم أن المجهود شاق و العمل المطلوب متراكم.لكي تستعيد الكنيسة تواجدها الحقيقي علي المستوي الدولي.ليس سياسياً فقط بل مسكونياً أيضاً.فتقدموا علي هذا الرسم و بادروا بالتعاون معاً علي تحقيق عودة الكنيسة إلي ريادتها الروحية و دورها كضمير للشعب و ليس كمتحدث بإسم النظام.
لعبة القدس
هل المصلحة أن تصير أورشليم تحت حكم الفلسطينيين لكي نزورها؟ تعالوا لنري الإجابة .
السياسة و أورشليم
 
تعاظمت وتضاءلت المكانة الدينية للقدس (أورشليم) لدى المسلمين تاريخيا وفقا للظروف السياسية. فالمسلمون كانوا يهتمون ويركزون على المدينة عندما كانت تخدم حاجاتهم وكانوا يهملونها ويتجاهلونها عندما كانت لا تخدم هذه الحاجات،حدث هذا عبر 14 قرناً .
 
ظل هذا التناقض أ و التعارض واضحا على وجه الخصوص خلال القرن الماضي. كان إستدعاء الغضب لأجل أورشليم حسب الطلب. في الفترة من 1917 إلى 1948 وقت الإنتداب البريطاني كان هذا الإستدعاء حاضراً فثارت النعرة الوطنية بإستغلال العنصر الديني بينما غابت مشاعر الغضب من أجل القدس (أورشليم) خلال 400 عاما من الاحتلال العثماني.فالقدس لم تخطر علي بال أحد  من سكانها الفلسطينيين طوال أربعة قرون. هذه التي نطالب أن ندخلها تحت حكم الفلسطينيين؟
 حتي الفترة من 1948 إلي 1967 وقت الإنتداب الأردني لحكم مدينة الأسوار نجد أن العرب تجاهلوها وأهملوها بصورة كبيرة ،. على سبيل المثل، لم تكن الإذاعة الأردنية تنقل صلاة الجمعة من المسجد الأقصى وإنما من مسجد صغير في عمان.
القدس هذه الأكذوبة التي يرددها العرب و أنها لب المشكلة .المفاجأة أنه لم يأت ذكر مدينة القدس (أورشليم) في وثيقة تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، الميثاق الوطني الفلسطيني الذي صدر عام  1948 . لا أدري كيف إنطلت الحيلة علي الكنيسة فإنخدعت بتجارة الفلسطينيين بالقدس و إنجرفت تؤيدهم .فالقدس مباعة بيد الفلسطينيين أراضي و مقدسات 
قطعة قطعة باعوها و إغتنوا .و اليوم يكلفون العالم لكي يستردونها ؟؟؟ أي كذب هذا؟
لم ينشط اهتمام المسلمين بالمدينة إلا مع الغزو الإسرائيلي للقدس (أورشليم) عام 1967، عندئذ أصبحت القدس (أورشليم) المسألة الأساسية في السياسة العربية، تعمل على توحيد الأطراف المتصارعة والمتشاكسة. في عام 1968، قامت منظمة التحرير الفلسطينية بتعديل ميثاقها بحيث ينص على أن القدس (أورشليم) هي "مقر منظمة التحرير الفلطينية." وأعلن ملك السعودية أن المدينة من الناحية الدينية هي "مثل أو لها نفس مكانة" مكة.).
و نحن لا زلنا نصر علي عدم زيارة أورشليم ....
الأكذوبة الكبري العم سالم و ليس العم سام
مع عام 1990 وصل الاهتمام والتركيز الإسلامي إلى درجة لاعقلانية جعلت العرب الفلسطينيين يبدلون الاحتفاء بالقدس (أورشليم) وتمجيدها إلى إنكار الأهمية الدينية و التاريخية للقدس (أورشليم) عند اليهود. قامت المؤسسات العربية الفلسطينية بتمويل سعودي  بإستخدام العلماء -الوهميين حيث لا علماء عند العرب - ورجال الدين والسياسين  بالترويج لهذا الإدعاء الكاذب الناكر لأهمية أورشليم و قاموا بإصدار الكثير من التلفيقات والاختلاقات، والتزييف، والخيال، بمحو كل الصلات والروابط اليهودية بأرض إسرائيل مستبدلا إياها بصلة فلسطينية-عربية وهمية.
الكذبة المضحكة:
يدعي العرب الفلسطينيون أن الكنعانيين هم الذين بنوا معبد سليمان، وأن العبرانيين القدماء كانوا قبائل بدوية، وأن الكتاب المقدس جاء من الجزيرة العربية، وأن المعبد اليهودي كان في نابلس أو ربما بيت لحم، وأن الوجود اليهودي في فلسطين انتهى عام 70 ميلاديا، وأن يهود اليوم هم من نسل الأتراك الخزر. لقد اختلق ياسر عرفات نفسه ملكا كنعانيا لا وجود له أسماه سالم، وتحدث بأسلوب يحرك ويثير المشاعر عن هذا "الجد" الخيالي للعرب الفلسطينين
 
تلخص بالستينيان ميديا واتش هذه العملية: بتحويل الكنعانيين والإسرائيلين إلى عرب ويهودية إسرائيل القديمة إلى الإسلام، تقوم السلطة الفلسطينية "بأخذ التاريخ اليهودي الحقيقي، الموثق بآلاف السنين من الكتابات والأدبيات المتصلة، وحذف كلمة" يهودي" واستبدالها بكلمة عربي
والدلالة السياسية واضحة: لا حق لليهود في القدس (أورشليم). الأمر تكشفه رايات وشعارات الشارع "القدس عربية." اليهود غير مرغوب بهم
يذهب البروفيسور إسحاق ريتير من الجامعة العبرية إلى أن هناك ثلاثة أحداث أساسية قد قامت بتحويل الأسطورة المليئة بالأهواء الذاتية إلى ايديولوجية (عقيدة) رسمية
 1-واقعة المخلصين لجبل المعبد في أكتوبر 1990 حيث قامت جماعة يهودية بمحاولة فاشلة لوضع حجر الأساس للمعبد الثالث مما أدى إلى قيام المسلمين بأعمال شغب فقد فيها 17 مشاغب حياتهم. أدى هذا الحادث إلى زيادة مخاوف العرب الفلسطينين من تدمير الأماكن المقدسة الإسلامية، وإلى الحث على العمل من أجل إثبات أن القدس (أورشليم) كانت دائما مدينة مسلمة وعربية فلسطينية.
2-اتفاق أوسلو في سبتمبر 1993 حيث وضعت القدس (أورشليم)، ولأول مرة، على مائدة التفاوض. واستجاب العرب الفلسطينين بمحاولة التشكيك في الصلات والروابط اليهودية بالمدينة.
3-شهدت قمة كامب دافيد في يوليو 2000، ومرة أخرى لأول مرة، الحكومة الإسرائيلية تطالب بالسيادة على أجزاء من جبل المعبد. وكما عبر عنها دينيس روس، وهو دبلوماسي أمريكي حضر القمة، وبقسوة فإن عرفات "لم يقدم على الإطلاق أي فكرة جوهرية، ولا حتى فكرة واحدة" في المحادثات. ولكنه "عرض فكرة جديدة واحدة وهي أن المعبد لم يكن في القدس (أورشليم) وإنما في نابلس." وبهذا أصبح التاريخ الكاذب للقدس هو السياسة الرسمية للسلطة الفلسطينية
إن للإنكار العربي الفلسطيني للصلة اليهودية بالقدس (أورشليم) نتيجتين
 الأولى أنه يوحي بأن الاهتمام العربي الفسلطيني بالقدس (أورشليم) الوقود الذاتي للمشكلة الذي قد يستمر ذاتيا بغض النظر عن السياسات،. يبدو أن القدس (أورشليم) قد تحولت إلى اهتمام ومصلحة للمسلمين لهما صفة الثبات والبقاء،مما يجعل المسلمون يصدقون كذبتهم بأنهم يستحقوا أورشليم.
ثانيا: هذا الإنكار يقلل وبشكل شديد إمكانية الحل الدبلوماسي. إن التاريخ الزائف بوضوح الذي يتبناه العرب و الفلسطينيون إنما يبعد وينفر الطرف الإسرائيلي في المحادثات لأنه يضع الأساس للإدعاء بالحقوق الوحيدة على كامل المدينة. كنتيجة لذلك فإن مفاوضات المستقبل بخصوص القدس (أورشليم) مكتوب عليها أن تكون أكثر إنفعالية، وبعيدة عن الطريق الصحيح، وأكثر صعوبة من المفاوضات السابقة
التكلفة السياسية لمسألة زيارة القدس
1- مالذي يمكن عمله؟ مسيحيو لبنان خسروا السلطة لأنهم أدمجوا الكثير من المسلمين و بالتالي أصبحوا نسبة صغيرة من سكان البلد ليحكموه. و إذ نتذكر هذا الدرس، نعرف أن الأقليات التي تتنازل دون مقابل هي أقلية مهددة بإنقراض الحقوق يوماً فيوم.
2- السياسة فن التعامل بمهارة مع المتغيرات و إستخلاص المصالح منها قدر الإمكان. أما القرارات الثابتة فلا مكان لها . لا توجد ثوابت في السياسة. فهي فن المتغيرو ليس الثابت. أعني أن صدور قرار منع الزيارة قد يكون صالحاً و ناجحاً لمرحلة ما و لكنه لا يمكن أن يصبح قراراً سياسياً صالحاً و نافعاً في كل الأوقات.فالقرارات السياسية ليست نصوصاً مقدسة.
التغيير في القرار لا يعني أننا لم نعد نحب مصر. لأنه لا يجب الربط بين مصر و بين سلوك ديني و معتقد و فكر روحي و عاطفة روحية . هنا و أسأل ... أليست إيران ضد السعودية علي طول الخط. لكن الإيرانيون يأتون و يحجون إلي مكة دون أن يحسب ذلك أنهم ضد مصلحة بلدهم. هل لو حدثت أزمة بين مصر و السعودية سيتوقف المصريون عن الحج؟ فإذا كانت الإجابة لا فلماذا يرفض أحد أن نزور نحن مقدساتنا.
3- رفض الزيارة يخدم مشروع حماس.و يضر بصالح فلسطين .يؤيد ضمناً موقف حماس ضد فتح.و يشجع الإنفصاليين عن بقية فلسطين.حماس تنفذ أجندة الإخوان لأنها فرع للإخوان بإعتراف قائدها عباس هنية و خالد مشعل.
و الإخوان يريدون التضييق علي الأقباط في كل المجالات بما فيها زيارة أورشليم . لأنهم ضد ما يشبع الأقباط وجدانياً و يوطد عاطفتهم الروحية و يثبت عقيدتهم الدينية.
4- إستمرار القرار و هو قرار و ليس حكماً عقيدياً.لن يجلب سوي تمرد و إنشقاق في الكنيسة. و ترك الأمر للأساقفة قد يحدث بلبلة. فهذا الأسقف يوافق علي الزيارة و الآخر لا يوافق. و يبقي الشعب متحيراً . يذكرني هذا الموقف بما كانت عليه الكنيسة ذات يوم لما كان بعض الأساقفة يبيحون أكل السمك في الأربع و الجمعة و البعض الآخر لا يسمحون . و كانت بلبلة حسمها فيما بعد المجمع المقدس بتوحيد الرأي بعدم أكل السمك في الأصوام السيدية و منها الأربع و الجمعة.
5- إباحة الزيارة يمكنها أن تكون ورقة للتفاوض بشأن دير السلطان .و الكف عن التصريحات بشأن أية مواقف تحدث في إسرائيل أو فلسطين أمر ضروري. لا يجب أن نغذي الكراهية تقليداً للمسلمين لأنهم في كراهيتهم لليهود يتبعون دينهم . أما إنجيلنا فلا يوجد فيه يهودي أو أممي. نحن لسنا ضد أحد بحكم الإنجيل. فلماذا نصنع عداوات سياسية دون مصلحة.
6- كل قادة الإخوان يقابلون الإسرائيلين. و المشايخ مثل القرضاوي و مفتي الديار قابلوا الإسرائيلين. و عندهم مبررات لما فعلوا. و نحن أيضاً عندنا دوافع لزيارة الأراضي المقدسة و هي مبرر كاف لنا.نحن لا نزور إسرائيل الحكومة و النظام  بل نزور الأماكن التي تقدست  بالمسيح.
6- الحمساويين يهجرون المسيحين من فلسطين  لذا يدعو سليم الزعنون  رئيس المجلس الوطني الفلسطيني للتوقف عن التهجير .فإن توقفنا عن زيارة أورشليم سيأتي زمن تنقلع المسيحية من أرض المسيحية. و لا يبق في أورشليم سوي يهوداً و مسلمون.و يبق فقط بعض رجال الدين للتحسر علي مدينة كان يملأها المؤمنين ثم صارت كعذراء مهجورة.
7- منظمة فتح تشجع الأقباط علي زيارة أورشليم. و منظمة حماس الإرهابية تشجع الأقباط علي عدم الزيارة .لأنها تمارس تعصباً مقيتاً ضد المسيحيين .و قامت بتفريغ غزة من المسيحيين.فهل نحن مع منظمة حماس الإرهابية الإخوانية أم ضدها؟
كلام كثير يمكن أن يقال هنا و يفضح أعمال الإخوان في غزة و خيانتهم لمصر كلها .لعلنا نكتب في هذا أيضاً.
الوقوع في يد الله
الناس لا يرحمون أما أنت فترحم.إذا تاب الخطاة لا يصدقونهم بل يظلوا يعايرونهم بخطاياهم أما أنت فتأتي للخطاة و تتوبهم .ما أقسي أن نصبح أسري في يد الناس أي أناس.ما أصعب أن تتركنا في يد إنسان. بل نقع في يدك و لا نقع في يد إنسان.
إليك يا من لا تدين روحك الإنسان فيما بعد.تتباطئ عن هلاكه .تأتي حتي للهالكين و تخلصهم.أما الناس فتهلك بعضها بعضاً.تدين و تحكم و هي لا تملك.فكيف لو ملكت و تسلطت.
إليك أرتجي.فإلي مخارج النفس ضاقت نفسي.و إلي بداية الأبدية تشتاق.تعال سريعاً لإانت مشتهي النفس.
تتستر الناس في التظاهر بالبر و الدعوة للحق.بينما أنت الحق الذي لم يكلفهم بشيء.يقضون علينا كأنما هم قد كلفوا بذلك.و أنت أنت الذي قال لنا أنتم أنتم أحبائي.
إكشف لكل واحد بره الذاتي الغاش.فيذوب خجلاً أمامك و يطأطئ النفس و ينكسر فترحمه.و لا يعود يدين الغير بعد.
إكشف للمختالين ضعفهم.فيعودون إلي حجمهم الحقيقي و يعرفون أن الإنسان نفخة.
إكشف للمتجبرين كسورهم.فيتوقفوا عن الظلم.و يعرفون أن هناك متسلط علي الجميع.و يسبحون القدير.
لا تترك الناس للناس يا رب الناس.فقلوبنا ليست رحيمة.و نفوسنا مريضة.و القساوة منهجنا.و المحبة أبعد ما تكون عنا.
بل كن أنت بيننا.تقرب بين الجميع و تزيل الغشاوة.تبدل القلوب و المشاعر.و توقظ الموتي
علمنا أن نعبد الواحد.لا يتأله بيننا أحد.ليس معصوم سواك.ليس محبوب أكثر منك.أنت الباقي لنا بعد الكل.فإليك نرتجي أن نبقي لك.أغفر للجميع فيبدأ من جديد في دالة حب و صدق.و أستر علي الضعفاء ليتشجعوا و ينهضوا بيدك الحانية.
ليس سواك سند.لا يوجد معين يحيي الموتي مثلك.لهذا أدعوك أن أقع في يدك و لا أقع في يد إنسان.


484
زيارة أورشليم  بين المتجادلين

Oliver كتبها

الحديث عن زيارة القدس هو حديث ذي جذور متعلقة بالإيمان و بالكتاب المقدس و بالتاريخ و بالسياسة أيضاً
بداية أسجل تصحيحاً  لخطأٍ شائع حيث يتداول البعض عبارة  زيارة (القدس) و هي النطق العربي لكلمة عبرية تعني قداش و معناها المقدس أو قدوس أو قدس.و لكننا لسنا نزور القدس ليس إعتراضاً علي كونه من المقدسات بل ببساطة لأن القدس و قدس الأقداس قد زالا .فالقدس الآن غير موجود و لو كان موجوداً لزرناه و تباركنا به أيضاً  بإعتباره شهد تعليم مخلصنا في صباه
 القدس كما هو معروف كان جزء من الهيكل هو و قدس الأقداس  و نحن لا نزور الهيكل و لا القدس القديم و لا قدس الأقداس حيث لم يعد كل هذا موجوداً نحن نتبارك بزيارة أورشليم حيث قدم  مخلصنا الفداء. نتبارك بالسير في طريق الآلام فينطبع في أذهاننا ما قدمه لأجلنا من عظم صنيعه
نزور الأماكن المقدسة التي تطهرت بحياة السيد المسيح . تماماً كما تطهرت أماكن في مصر بزيارة العائلة المقدسة .نزور طريق الآلام .الجلجثة .القبر المقدس و أماكن شهدت ظهورات مخلصنا بعد قيامته. و أماكن غيرها شهدت مولده و معجزاته. و كذلك أماكن تباركت بقديسين و قديسات و بالسيدة العذراء مريم .هذا كله ليس القدس.نحن نزور أورشليم لا نزور القدس فلا قدس في أورشليم الآن بعد قول مخلصنا  عنه : حين ترون رجسة الخراب في المكان المقدس أي القدس فليفهم القارئ.مت 24: 15
أما لو كان قصد القائلين أن القدس هو ما قدمه المسيح أي ذبيحة نفسه فهذا صحيح و نتفق معه و لكننا  لا نستطيع أن نقول أننا نزور المسيح في أورشليم ؟ فالمسيح في الكون بأسره.و نحن لا نزور المسيح مطلقاً بل هو له المجد قد يزورنا زيارة نعمة.
لا يجب أن نخلط  بين إسم المكان ( القدس) و صفة ذبيحة الآلام ( المسيح  القدوس)
 قبر المسيح و جلجثة المسيح و طريق الآلام و موضع قيامة و صعود المسيح جميعها في أورشليم . فلنقل إذن أننا نزور أورشليم بكل ما يحمل الإسم من تاريخ و أحداث و عبق مقدس. أما القدس فهو لفظ عربي لا يعكس كل هذا
و علي هذا فمن الأدق أن ندعو مطراننا بمطران أورشليم و ليس مطران القدس
أولاً لأنه مطران المدينة المقدسة التي لا يصح تجاهل إسمها 
 ثانياً لأن القدس المتعارف عليه هو قدس هيكل أورشليم و المطران لا يخدم هذا القدس العتيق بل مذبح الرب الجديد.فلا يجوز أن يلقب بمطران القدس حتي لو كان وفقاً للتسمية القاصرة العربية الإسلامية لمدينة أورشليم.
أورشليم و الهيكل
لم يستطع أي مفسر أو مؤرخ أن يفصل بين أورشليم و بين هيكلها.حتي لم يعد يستطع أحد أن يفسر هل أورشليم هي التي أعطت للهيكل عبق تاريخه أم أن الهيكل هو الذي أعطي أورشليم رونقها أم إمتزجا معاً يعبران الأحداث التاريخية معاً. يسقطان معاً في الأسر و يتحرران معاً و يعودان معاً إلي الوجود. يزدهر الهيكل و تحل فيه بركة الرب فتزدهر كل أورشليم معه. أو يتواري الهيكل خلف عصيان الشعب و الكهنة فيذبل مجد أورشليم حتي جاء اليوم الذي بكي فيه السيد علي أورشليم و علي ما سيحصل لها.و طالب بنات أورشليم أن يبكين علي أنفسهن أيضاً.
لقد سجل الهيكل تاريخ شعب إسرائيل و عاش الأحداث كإنسان يمشي وسطهم حتي تكاد تشعر بنبض الهيكل يدق مثل قلب اليهودي في أورشليم.و تستطيع أن تتبع كل تاريخ إسرائيل إذا تتبعت تاريخ الهيكل أو تاريخ أورشليم.فأورشليم و الهيكل هما شريانان في قلب إسرائيل.و قلب كل يهودي يغذيانه بالفخر حيناً و يصيبانه بالشجن أحياناً أخري.
كانت أورشليم بأسوارها و أبوابها دائرة التواصل بين اليهودي و بين الله و ملهم الروحيات و محور النبوات.
كل أورشليم كانت مقدسة.حتي في مزامير داود النبي إمتزج البكاء عليها بالبكاء علي حاله البائس في هروبه من وجه شاول الملك.
إختلط التعبير عن أورشليم بإختزالها في الهيكل أحياناً أو بالحديث عن جبالها بأسماءها و أهمها جبل صهيون أحياناً أخري.
لقد كان بين أورشليم و كل يهودي مصيراً مشتركاً – و لا يزال -
تاريخ زيارة أورشليم و الهيكل في المسيحية
يبدأ الإنجيل يقدم لنا شخص  السيد المسيح له المجد في طفولته في يومه الثامن يدخل الهيكل للختان.  ثم يصمت  الكتاب فلا يذكر شيئاً عن صباه سوي حادثة وحيدة و هي زيارة الهيكل و إختفاءه عن أبويه. و يعلق الإنجيل قائلاً و كان أبواه يذهبان به كل سنة إلي أورشليم.لقد كانت زيارة أورشليم محببة في قلب أبويه كما في قلبه منذ طفولته.
يسافران من الناصرة إلي أورشليم كل سنة في العيد و يزوران الهيكل لو 2
 حتي أن الإنجيل ببشائره الأربعة  كان حريصاً علي أن يذكر زيارة المسيح للهيكل في كل عيد.و أيضاً دخوله الملكي  لأورشليم
و تحتفل الكنيسة  الأرثوذكسية بعيد دخول السيد المسيح الهيكل لأول مرة و هو عيد سيدي صغير و هو عيد ختان المسيح.
كما نحتفل بعيد دخول المسيح أورشليم  لآخر مرة و هو عيد سيدي كبير أحد الشعانين.
ذكر إسم أورشليم 881  في الكتاب المقدس غير أسماءها الأخري منها 141 مرة في العهد الجديد
أول مرة ذكر فيها الإسم كان مقترناً بالبركة و بالخبز و الخمر و بملك أورشليم و آخرها هو تسمية السماء نفسها بأورشليم السمائية.رؤ21 :10 أو كما سماها بولس الرسول أورشليم العليا . الحرة.غل4 عب 12 و كذلك سميت السماء جبل صهيون و هو أهم جبال أورشليم التي بني عليها الهيكل
و أورشليم تدعي أيضاً حفصيبة و هو إسم عبري في سفر إشعياء النبي معناه  سروري بها أي الرب مسرور بأورشليم
و تدعي أورشليم صهيون أيضاً و ذكرت بهذا الإسم أكثر من 900 مرة في الكتاب المقدس.أي أن أورشليم ذكرت حوالي 2000 مرة بأسماءها المتعددة. و هو أكثر مكان يتكرر ذكره في الكتاب المقدس لا نستطيع أن نمحيه إرضاءاً لنزعة إسلامية تريد أسلمة البلدان و الأسماء .
لا يمكن أن نغير إسم أورشليم و لو تغيرت جميع أسماء البلدان فلأورشليم نصيب في الفكر المسيحي لا يمكن أن يكتمل إيماننا بدونه.و لا يمكن إرضاء الناس و محاباتها بتغيير أورشليم إلي القدس .
أورشليم في الإيمان المسيحي :
في أورشليم حصل الفداء فكان بداية العهد الجديد فيها. و في أورشليم ستبدأ معالم النهاية حسب تعليم الإنجيل في سفر الرؤيا.في أورشليم سيظهر النبي الكذاب, و الوحش.و إليها سيعود النبيان إيليا و أخنوخ لكي يحاربا الوحش. و علي أسوار أورشليم ستعلق جثتيهما ثلاثة أيام  و ستشهد أورشليم قيامة النبيين بعد موتهما بثلاثة أيام. فنحن يجب أن نتعلق و نراقب أورشليم روحياً كل أيام حياتنا.مصير البشرية كله سيتأثر بأورشليم و ما يحدث فيها أو حولها.فلا ينبغي أن يغيب عن فكر المسيحي أجواء أورشليم .و ما محاولة تغيير إسمها إلي القدس إلا محاولة شريرة لتضليل الفكر المسيحي .ستبقي أورشليم بإسمها لن تتغير لأن الكتاب تنبأ بذلك و ستبقي حتي السماء تسمي أورشليم السمائية .
أورشليم و مصر بين العداء و المحبة
العلاقة بين المصريين واورشليم علاقة جوار شهدت عداوات أكثر مما شهدت سلاماً.كانت تجاور مصر و إسرائيل صورة رمزية للشر الملازم للخير .و الحروب الموجهة للأبرار.
و كانت حصيلة مصر في الكتاب المقدس الكثير من الغضب و اللعنات و رمزاً للقساوة و التجبر حتي قيل عن مصر ( حيث صلب المسيح  ربنا أيضاً ) و كأن قساوة المصريين مع شعب إسرائيل كانت موجهة للرب نفسه فكأنه صلب عنهم في مصر و عاش آلامهم و ذلهم
بينما كانت البركات في الوقت ذاته متحالفة مع إسرائيل
لكن شفقة الرب رحمتنا .و خلاصه أنقذنا من العداوة
يعد الحديث في الكتاب المقدس عن مصر و إسرائيل حديثاً عن المحبة و العداوة أو مقارنة إلهية بين اللعنة و البركة متمثلة في ما كان بين مصر و إسرائيل في القديم.
 هذه العلاقة تغيرت تماماً بعد ميلاد ملك السلام السيد المسيح له كل المجد حيث بدل هذه العلاقة من العداء إلى المحبة بهروبه من الناصرة إلي مصر.و سكناه بمصر.
و لأنه أيضاً أسس عهد المحبة و المصالحة بين الجميع.فلم يعد يسمي الكتاب أي أعداء في العهد الجديد سوي الخطية و إبليس و شهوات العالم.و هكذا  بالخلاص أزيل إسم مصر من قائمة العداوة بل أزيلت كل البلدان من قائمة العداوة. و صار الجميع للمسيح.
لقد صار بالخلاص صلحاً سماوياً بين إسرائيل و مصر قبل أن تكون معاهدة كامب ديفيد.إذ أنه مكتوب و تكون سكة بين مصر و إسرائيل لمن تبقي من شعب إسرائيل.كما تنبأ أيضاً إشعياء أن يكون للرب مذبح في وسط أرض مصر تماماً كما كان للرب مذبح في وسط إسرائيل و إرتبط تاريخ إسرائيل بمذبحهم.
و لعبارة يكون للرب مذبحاً في وسط أرض مصر معني عظيم للغاية . نفهم المعني  روحياً و تاريخياً هكذا.
كما إرتبط تاريخ إسرائيل بالمذبح في وسطها  أي بهيكل أورشليم سيرتبط أيضاً تاريخ مصر بالمذبح في وسطها أي الكنيسة أي شعب المسيح في مصر.
إن تاريخ مصر أيضاً سوف يرتبط بمذبح الرب في وسطها ليس من جهة المكان بل من جهة القيمة .و هكذا حدث و صار تاريخ مصر إلي اليوم هو كشف حساب عما حدث لكنيسة المسيح في مصر أي لشعب المسيح في مصر. 
تاريخ الكنيسة هو قلب مصر و فيه تسكن روحها.تاريخ الكنيسة هو تاريخ مصر نفسه .هو قلب التاريخ و حياته
بعد إتمام الفداء تحولت كل الرموز المقدسة و كل البركات وكل الوعود المقدسة من أورشليم الرمز إلي الكنيسة الحية .حتي أسماء أورشليم صارت هي ذاتها أسماء الكنيسة .فندعو الكنيسة صهيون و أورشليم و بيت الرب حتي لفظ كنيسة مشتق من كلمة كنيس هو لفظ عبري يطلق علي هيكل أورشليم و يعني جماعة المؤمنين  نفس معني و نطق  كلمة كنيسة.فالمسيحية ليست ديناً جديداً بل إستكمالاً لما بدأه الرب مع شعب إسرائيل.فكيف ننسي هذا.
لقد إختلط التاريخ و توحد بفعل الخلاص. و لم يعد هناك مبرراً لأي عداوة.فلنفهم الأمور هنا روحياً و ليس سياسياً .و سيأتي مناقشة الأمر سياسياً في المقال التالي
تحقيق النبوات بالصلح بين مصر و إسرائيل
 ظهر التحول في علاقة أورشليم بمصر يوم حلول الروح القدس علي التلاميذ و وجود مصريين آنذاك يسمعون البشارة بلغتهم الفرعونية في قلب أورشليم  يوم حلول الروح القدس علي التلاميذ  سفر الأعمال 2: 1- 14 .. حيث كان فيما بين الحاضرين من الأمم المصريون والليبيون والقيروانون الذين قبلوا الإيمان المسيحى وأعتمدوا بإسم الرب يسوع المسيح . من الواضح أن هؤلاء المصريون كانت لهم جالية كبيرة بحيث أنه كان لهم مجمع خاص بهم ( أعمال الرسل 6: 9-  10)
لم يتم فرز المصريين رغم العداوات القديمة.لم يتم تهميشهم رغم فداحة خسائر شعب إسرائيل في مصر و فداحة خسائر المصريين بسبب تجبرهم علي شعب إسرائيل. لقد إنمحت الصورة القديمة للعداوة بين الشعوب. و هذا ما نفهمه من عبارة الكتاب عن 14 جنس جمعهم الروح القدس في إيمان واحد يوم الخمسين و تعمدوا بمعمودية واحدة. لقد تمت المصالحة للشعوب في الفداء تماماً كما تمت المصالحة للأفراد.
نعم تحققت المصالحة سريعاً بفعل الروح القدس
 
في أورشليم نري ضمن عمالقة  الإيمان المصري أبولوس الأسكندرى سفر الأعمال :  " أبولوس إسكندرى الحبشى , رجل فصيح مقتدر فى الكتب , كان هذا خبيراً فى طريق الرب , وكان وهو حار بالروح يتكلم ويعلم بتدقيق فيما يختص بالرب ( أع 18: 24- 25 ) كان أبولوس مبشراً وسط الجبابرة الإثني عشر .و وصف بأنه خبيراً و فصيحاً و مقتدراً و يعلم بتدقيق  و هؤلاء الذين تعلموا منه صاروا الجيل الأول من المصريين فى أورشليم مدينة الملك العظيم المقدسة.
لم يتجاهل الروح القدس مصر يوم تأسيس الكنيسة.و نحن لا يصح أن نتجاهل شعب بأكمله أقصد إسرائيل.بل نتبادل التقدير و المحبة.
و السلام علي إسرائيل
فى سنة 70 ميلادية خربت اورشليم على يد القائد الرومانى تيطس , وجاء هادريان إلى أورشليم وقام ببناء مدينة رومانية على أنقاض أورشليم , وبنى معبد لزيوس على موضع الجلجثة , وأختفت المقدسات المسيحية وتراجعت أمام الوثنية وإن لم يكن هناك ما يحفز الأقباط على زيارة أورشليم عندئذ إلا انها ظلت وجداناً مقدساً هائماٌ فى قلوب الأقباط. و لا زالت حنيناً دافقاً في قلب كل مسيحي.
 
وفى القرن الرابع الميلادى كان هناك تحول مفاجئ حينما أكتشفت الملكة هيلانة خشبة الصليب المقدسة فقامت ببناء كنيسة القيامة المقدسة سنة 325 م , ويذكر التاريخ أن كل من بطريرك أنطاكية والقسطنطينية والبابا القبطى أثناسيوس الرسولى قد شاركا فى تدشين كنيسة القديمة ولعل فى هذا إشارة على الوجود المصرى القبطى فى أورشليم فى أعلى درجاته.
 
وحدث تطور كبير لم يكن متوقعاً فقد بدأ المسيحيون فى التوافد على هذه المدينة من جميع أنحاء العالم القديم , ولكن كان غالبيتهم من رهبان مصر الأقباط وهناك وثائق ومؤرخون أكدوا هذا التواجد بل قد ذكروا أن بعض الأحباش الأقباط كانوا يرتحلون سيراً على الأقدام من بلادهم لزيارة اورشليم ويمرون فى طريقهم علي مصر يقضون فيها زماناً لزيارة كنائسها وأديرتها ..
تمّ تكريس كنيسة القيامة سنة ثلاثمائةٍ وستّ وثلاثين، وتوجّه الأساقفة، الذين كانوا يحضّرون مَجمعًا محلّيًا في صور، إلى أورشليم للمشاركة في حفل تكريسها الذي أُعلِنَت فيه قدسية كنسية القيامة و القبر المقدّس
 
ضمن سِيَر المشاهير زوار أورشليم  أربعة رهبان أقباط  سكنوا أورشليم أطلق عليهم المؤرخون أسم الإخوة الطوال وكان ذلك سنة 382 م  و هم من المدافعين عن القديس أوريجانوس.
أشهر القديسات اللواتي إرتبطت توبتهن بزيارة أورشليم هي القديسة مريم القبطية و نعلم أنها كانت خاطئة ورافقت الأقباط الزائرين لأورشليم الراحلين عن طريق البحر لإغوائهم وعندما حاولت دخول كنيسة القيامة منعتها قوة  إلهية من الدخول إلي الكنيسة و تجمدت قدماها و لم تتمكن من الحركة إلا لما نذرت نفسها  لحياة  التوبة و الطهارة وذلك سنة 382 ونستدل من هذه السيرة أن عدد  الزوار الأقباط لهذه المدينة كان كبيراً جداً هذا غير عدد الزوار الأقباط لأورشليم عن طرق القوافل البرية , وقد بنيت كنيسة لهذه القديسة القبطية ملاصقة لكنيسة القيامة فى نفس المكان التى لجأت فيه باكية حزينة وتائبة
 
استمر تدفق الأقباط فى أفواج فى أعداد تقدر بالألاف  لزيارة أورشليم فى خلال القرنين الخامس والسادس الميلادى وفى هذه القرون بنى الأقباط الكثير من الكنائس والأديرة لهم فى أورشليم والأماكن المقدسة الأخرى لأستيعاب هذه الأعداد الهائلة من الأقباط الزوار
 
ذكرت كتب رحالة كثيراً عن كنيسة القيامة و زوارها
و للروم الأرثوذكس و للأرمن الأرثوذكس كنائس و مساكن في أورشليم أمّا الأقباط الأرثوذكس، فلهم مكانة ثانوية في كنيسة القيامة يؤدّون صلواتهم في موضع صغيرٍ بنوه ملاصقًا للقبر المقدس، سنة ألف وخمسمائة وأربعين، ثمّ  إحترق في نفس حريق سنة 1808
ولا شك في أن أعظم احتفالات كنيسة القيامة عند جميع الطوائف المسيحية هي احتفالات الأسبوع المقدس والفصح، التي تتمّ في أقدس مكانٍ مسيحيٍ في أورشليم.
من الإحتلال العربى الإسلامى لأورشليم وحتى القرن الحادى عشر
فى عام 637 م سلم صفرونيس بطريرك الروم الأرثوذكس (الكنيسة الملكية) فى أورشليم عمر بن الخطاب مفتاح المدينة بعد ان حاصر العرب المسلمين المدينة لمدة شهر
وهناك فجوة كبيرة سقطت من التاريخ نتيجة للأضطهادات الشديدة للأقباط قدرت بقرون حتى القرن التاسع حيث أنشأ النبراوى مقارة كنيسة مصرية بأورشليم عرفت باسم كنيسة " المجدلانية" وكان ذلك فى عهد البابا القبطى الأنبا يعقوب البطريرك رقم 50 وذلك سنة ( 809 - 829 م ) .
وأستمرت زيارات الأقباط للأماكن المقدسة فى اورشليم ولكن قلت أعدادهم كثيراً عما قبل
وفى القرن 11 أصدر الخليفة الفاطمى الشيعى المسلم الحاكم بأمر الله أمراً بهدم كنيسة القيامة فبكى مسيحيو الشرق والغرب وقام بإضطهاد الأقباط فى مصر إضطهاداً شديداً وامر بقتل كتبتهم وأمر بهدم كل الكنائس فى بلاد خلافته فهدموا 30 ألف كنيسة لم يقبل المسيحيون فى الغرب هذا الإضطهادات الإسلامية ضد المسيحيين الشرقيين وبدأ التخطيط لتحرير اورشليم بالحرب التى أطلق عليها المسلمون الحرب الصليبية لأنهم أتخذوا الصليب شعاراً لهم. و من الإسم نعرف كيف يستهزأ المسلملمون بالصليب.
وفى عام 1027 م أحتل الغرب أورشليم وتحسنت الأحوال لجميع المسيحيين ما عدا الأقباط لأن مسيحيو الغرب أعتبروا الأقباط من الهراطقة مما ادى إلى حزن شديد للأقباط والسودانيين والأحباش
وفى أواخر القرن الحادى عشر أستولى الأتراك السلاجقة على أورشليم وبالتحديد فى عام 1076 م.حينها  بنى قبطى  يدعي منصور التلباني كنيسة هناك وارسل للبطريرك القبطي  بأن يرسل اسقفاً ليدشنها
وفى القرن الثالث عشر 1249 ك تم أستكمال بناء كنيسة القيامة بعد أن كانت تصدعت وأدى هذا إلى زيادة عدد زوارها بدرجة كبيرة.
الأقباط ما بين (مسيحي الغرب) والإسلام
 تسلط الغرب على أورشليم وما حولها فى عام 1099 م وأسسوا مملكة لاتينية عاصمتها اورشليم وعلى ذلك أنسحب بطريرك الروم الأرثوذكس إلى كنيسة القسطنطينية , وأبعد عن  المدينة المقدسة بالرغم من أشتراكهم فى الحرب معهم ضد السلوجوقيين المسلمين , كما أبعدوا من كنيسة القيامة كهنة الكنائس الشرقية الذين يقومون بالخدمة فيها وطردوا الأقباط والسريان.
تلاحظون هنا ان الأقباط لم يكسبوا في السياسة جولة واحدة لا بالتحالف مع سياسة الغرب و لا بالتحالف مع سياسة العرب. 
وقام الغرب بمنع زوار أورشليم من الأقباط من زيارة أورشليم أو حتى الإقتراب من المدينة
وذكر المؤرخ ابو المكارم سعد الله بن جرجس بن مسعود : " أن الأقباط حرموا من زيارة القبر المقدس إلى أن أستولى عليها صلاح الدين الأيوبى 1187م وملك أخوه العادل من بعده على مصر ثم الملك الكامل أبنه وعاد وفتح كنيسة القيامة لزيارة الأقباط .. وفى هذا قال المستشرق رينو أن صلاح الدين إهتم بالتسامح مع الأقباط وكان عددهم كبيراً فى ذلك الوقت
ومنذ عهد صلاح الدين الأيوبى بدأ الأقباط فى الإتجاه إلى زيادة أملاكهم وكثرت اعدادهم هناك 
+ كان يقوم برعاية الأقباط فى أورشليم مطران تابع لبطريرك أنطاكية وكذلك إدارة أملاكهم هناك. وكان من عادة مطران دمياط أن يذهب إلى القدس فى أعياد الميلاد والقيامة والعنصرة لقيادة الأقباط الصلاة فى هذه المواسم المقدسة
+ وقام البابا كيرلس الثالث المعروف بأبن لقلق ( 1235 - 1242 ) بأرسال رسالة رعوية إلى شعبه من الأقباط في دمشق مما يدل على أن الأقباط كان لهم جالية كبيرة فى الشام - لما كانت أورشليم جزء من بلاد الشام -
وهو أول من سام مطراناً قبطياً لأورشليم والساحل والشام لرعاية الجالية القبطية هناك وكنائسهم وكان أسمه الأنبا باسيليوس ولم يكن عمل مطران أورشليم رعاية الأقباط  لكن خدمة أبناء الكنيسة القادمين من السودان والحبشة وتقديم مساعدات لهم وتزايد أعداد زوار المقدسات الدينية المسيحية الموجودة فى هذه البقعة المقدسة وأستقرت الخدمة هناك فى القرون التالية حتى إستيلاء العثمانيين علي أورشليم
الأقباط فى أورشليم بعد الإحتلال العثمانى الإسلامى للقدس
 أستولى العثمانيون على مدينة القدس سنة 1517 م , وألتهم اللاتين مكانة الأرثوذكس في أورشليم
و مع إستمرار الإحتلال العثمانى إستمرت المعاناة و تبدل الإحتلال العثماني بالإنتداب البريطاني .و صار الأقباط مهمشين بفعل السياسة عن أورشليم و مقدساتها.
ثم صارت لإسرائيل دولة معترف بها من كل دول العالم الآن بما فيها فلسطين و كل الدول الإسلامية ما عدا إيران.و صار متاحاً للجميع أن يزوروا أورشليم من جديد .
لقد شرحت في هذا الجزء الأول دون الدخول في تفاصيل كثيرة  التصور الإنجيلي لزيارة أورشليم  و أهمية أورشليم في الفكر المسيحي.
نكتفي بهذا القدر من الروحيات و التاريخ و نذهب للسياسة و دهاليزها بشأن زيارة أورشليم و إسرائيل بين الدين و الدولة  فإلي اللقاء في المقال التالي
إن نسيتك يا أورشليم تنسي يميني
أحبك يا رب أورشليم.مدينة السلام السمائية.لأنك رغبت في تقديم قصة حبك وسط أجواء أورشليم المقدسة لكن أورشليم قتلتك كما قتلت الأنبياء .
بينما سطور حبك ظلت و ستظل مكتوبة هناك.علي جدار طريق الآلام رأيت بصماتك.دمك يجعل الأرض تنطق شعراً.و الجدران تغني.
علي الصفصاف أسمع ترانيمك.أحب أورشليم لأنك أحببتها.هي مدينتك أيها الملك العظيم.و وعودك لها لا تسقط.
هناك قطعانك.كل بيت في أورشليم شهد لك.تعرفك أورشليم في ضعفك و تعرفك أيضاً في قوتك.تشهد لموتك و تشهد لقيامتك.أحب أورشليم الشاهدة الأمينة.
أورشليم عروس تعرف عريسها.و هي متهيأة له .مستعدة لزفافها.سيأتي أصدقاء أورشليم و يزفونها. سيأتي إيليا و أخنوخ البارين.
تنطق أورشليم بقوة علي جميع أعداءها لأن الرب أحاطها في حضنه.كما ظهر فيها في مولده يظل يظهر فيها بعجائبه.فكيف أنساك يا أورشليم.
أنت يا أورشليم معلمتي.كيف أنسي من علمني الآب و الإبن و الروح القدس.بنوك عرفونني الخلاص فكيف أنساك.أنت الدرس الأول في عمري. و إليك إشتياقي الأخير يا سماوية.
لن يغير الباهتون إسمك.فإسمك من إسم سيدك.مدينته أنت لأنك مدينة ملك السلام.أحبك بجبالك.بتلالك.بسهولك.لأن للمسيح في كل شبر فيك صنيعاً عجيباً.
بيوتك عُلية .و مداخلك نبوات عميقة.حصونك كحصون النفس.صوت الرب في أورشليم لا يصمت.هناك بدأت قصة دعوة الإنسان للصلح.منذ أمر الرب إبراهيم أن يترك أرضه و عشيرته و يذهب إلي هناك.
إلي هناك قلبي يحن.إلي هناك تذهب مشاعري.إذا راودني صليبك أذهب إلي أورشليم.إذا  حن قلبي لشفقتك أتبعك إلي أورشليم. إذا رغبت أن أفهم الكلمة جلست في هيكلك و أصغت إلي تعاليم فينذهل فكري مع الذين بهتوا من تعاليمك في الهيكل.
إذا سقطت في كل فضائح الجسد و النفس و الروح أتبعك إلي أورشليم طالباً أن تصنع من قلبي الحجر إبناً لإبراهيم.إبناً لشخصك المجيد.
ماذا ينقصني و ليس في أورشليم؟ كل أورشليم مزينة كعروس.تتهيأ لعريسها. فأنا أحب أورشليم لأجلك.أورشليم علمتني حبك.
لا تتركوا أورشليم للغرباء لأن حاميها رب الجنود.لن يعط القدس للكلاب.و لا الدرر للخنازير.هذا قوله و هذه إرادته.
صلوا فيقيم الرب من إسرائيل شعباً عظيماً يمجد إسمه. صلوا و لا تربط ألسنتكم وصايا الناس بل وصايا الرب.
ستعود أورشليم فردوساً روحياً كما عدنا إلي الفردوس السمائي بفعل الخلاص المجيد.
 


485
أبي الأسقف ليتك تظل أسقفاً
Oliver كتبها
أبي الأسقف المبارك.أقبل يديك .و مستعد أن أقبل قدميك بكل سرور.فقط لتسمعني و تنتبه إلي هذه الكلمات.فنيافتك لا تدري من هو كاتبها .لعله صوت الله.أو لعله صوت من الشعب.أو لعله صوت الأباء الأوائل.
أنا لا أشك في أن الرب إختارك لتكون أسقفاً ما دمت قد صرت بالفعل أسقفاً أو مطراناً.لست أنا هنا لأشكك في أبوتك.و لا لأقلل من قدر قامتك التي رفعك إليها الروح القدس الذي أفرزك.بل لأتشرف بالحديث إلي شخصك المحبوب ممثل المسيح.
لست ضدك.و لا تكن ضدي.
إعطني آذانك كما أعطاها دواود النبي لأبيجايل. إسمعني كما سمع سليمان الحكيم مدْحَه من ملكة التيمن.ترفق و كن صبوراً علي كلماتي فهي لينة رفيقة تعرف قدرك و لا تخشي سلطانك لأنني واثق أن سلطانك مغموس في المحبة إلي آخره.
ماذا تريد لتسمعني؟ ميطانية؟ ها ميطانيات كثر في أيام الخماسين لعلك تتأكد من توقيري لك.... ؟؟أنا بالفعل أوقرك لأنك مسيح الرب حتي و لو لم ألتقيك يوماً في العمر.
ماذا يجعلك أنت البهي تستمع لصوت مجهول يأتي من أعماق الدنيا ليفيق فيك رغبة أتت في غير محلها.و شهوة راجت في غير ساحتها.قل لي كيف تسمعني و أنا أستجب. فلا أنا ملك مثلك .و لا أنا أرغب أن أكون معلماً مثلك. أنا صوت كالطفل يصرخ لأبيه أن يسمعه.
هل تقاتلك شهوة البطريركية يا أبي الأسقف المبارك؟؟؟ .هل ستعليك البطريركية شأناً ؟ أم تشبع حاجة خفية في الذات.أخشي يا أبي أن نقلد العدو بدلاً من المسيح. فنيافتكم تعلم أن العدو لم يقنع بكرسيه و أراد أن يرفعه فوق كراسي العلي ليصير مثل القدير. فلا صار مثل العلي و لا صار قديراً فيما بعد بل إنهدت قوته و نزل إلي أسافل الجب.
و ناح عليه القائل كيف سقطت يا زهرة الصبح؟
سيدي الأسقف المبارك, كيف أقترب إلي أذنك و أهمس .كيف أوصل لك رسالة قائلاً مكرراً صوت الرب .تكفيك نعمتي. قل يا سيدي معه تكفيني أسقفيتي..
سل الذين رغبوا في البطريركية و هم اساقفة.سلهم يقولون لك أنهم لم يتباركوا من المنصب بل ندموا.سل الكتب التي تحكي عن الباباوات 113و114و115
قل لي يا أبي الأسقف القديس .هل تؤمن بقوانين مجمع نيقية التي منعت الأسقف من التنقل لرغبة في أسقفية أعظم؟ و هل البطريركية سوي أسقفية أعظم؟
قل لي يا أبي المبارك .هل تُعلمنا تعاليم الآباء؟ هل تقرأها أولاً ؟ هل تُعلم ما أوصت به؟ و كيف حذرت من تنصيب أسقفاً ليكون بطريركاً ؟؟؟
أسمعك تقول أنك تعرفها و تعرف كل ما بها أفضل مني ...نعم أوافقك . فكيف تفسر لي محظوراتها بتنصيب الأسقف ليكون بطريركاً ؟
أسمعك تتهمني بالجهل و التجاوز...نعم لك الحق لإنك الأكثر علماً و أنا هنا أعترف لك علناً بذلك.أعرف أيضاً أن البعض من الأساقفة صاروا بطاركة. و أن هذا الأمر تكرر عشرة مرات.
تسألني هل البابا شنودة كان قديساً و تنصب بينما كان أسقفاً قبلاً ؟ نعم يا سيدي أعرف. و أعرف أيضاً أن البابا لم يقل أن هذا الوضع هو المعتاد في تاريخ كنيستنا. و أشاركك الإعتراف بقداسة البابا شنودة مع أن الوقت مبكر جداً للتصريح بذلك كما علمني البابا شنودة نفسه أن التقديس و إعلان قداسة أحد المؤمنين لا يكون إلا بعد مرور خمسون سنة و بعد أن يحصل إجماع و دلائل علي قداسته. لا أعني طبعاً أنني أتوقع غير كونه قديساً . بل أنا فقط أكرر ما أعرفه عن تعاليم الكنيسة أليس كذلك سيدي المبجل؟
أجيبك أن البابا شنودة مختار من الله.و أنه جاء بتدبير إلهي و ليس بفضل اللائحة. تماماً كما صار بولس  رسولاً و كارزاً بإختيار المسيح له المجد و ليس بسبب أن التلاميذ إختاروه.
يا سيدي الأسقف هل أنت بولس الرسول؟ ليتك. نعم نحتاجك مثل بولس... و لكن قل لي يا سيدي القديس هل لا تكفيك الأسقفية لتكون مثل بولس في إختيار الله له؟ و لماذا لم تظهر قدرات بولس و غيرته فيما قبل علي شخصك السامي.هل لن تظهر سوي و أنت علي عرش مارمرقس؟؟؟ لا أظن سيدي فبولس كان متقداً غيرة حتي قبل أن يكون رسولاً و بقي أوفر غيرة بعد أن صار رسولاً .
سيدي الأسقف المبارك  أنت راهب جليل.و قد حكيت لنا مراراً عن مؤسس الرهبنة الذي إقتادك لهذا الزي الملائكي.و بقي هو لا يحمل حتي كهنوتاً .و لكن البطاركة تتلمذت علي يديه.خمسة من البطاركة صاروا عند قدمي رجل لا يحمل الكهنوت. آخرهم الرجل الذي قاد نيقية و شرع قانونها المضيء للعالم.و الذي أصدر خامس قوانينها بمنع الأسقف من التنقل من أسقفيته.
أبي القديس.كن هناك .نحتاجك حيث يوجد الذين لا شهوة عندهم في الأضواء.و لا نقص عندهم في منصب أسقفيتهم.
نحتاجك حيث يوجد المتواضعون و حيث ينزل الأعزاء عن كراسيهم.
نحتاجك سيدي الأسقف هناك في الموضع الذي هرب منه العارفون من المجد فسعي المجد خلفهم و أرشد الناس عنهم.
نحتاجك حيث تنطق كلمة فترتعد الملوك ككلمة المعمدان.
ليتك بولس الذي أتي آخراً .و حسب نفسه كالسقط.كن أنت متضع مثله. لا تعاند فعناد الأساقفة مكتوب عليهم كقلم من حديد كقلمٍ من رصاص.
لا نريد أن نري بيننا ديوتريفوس أبي الأسقف لأنه يريد أن يكون أولاً و يجول في المدن كرئيس.بينما مدينتك تنتظرك أسقفاً مقيماً و راعياً  لا يغيب عن رعيته.
تقول لي أنك سترعي شعبك مع البابوية ؟؟ كيف إذن ظننت أنك مقترن بأسقفيتك كعذراء مخطوبة تنتظر زفافها؟ هل ستزف إلي عروس أخري ؟ قل لي كيف و ما شريعتها؟ من فمك تطلب الشريعة و ها أنا أطلبها ...قل لي ما شريعتها . و من أي كتاب نتعلمها ؟
أبي الأسقف .أتري أسقف الإسكندرية أخوك؟ أهو أخوك ؟ أم أنك لست حارس لأخيك؟ أكرر قولي عليك هل أسقف الإسكندرية أخوك... و هل أنت تشتهي إمرأة أخيك  أقصد اسقفية أخيك ؟؟؟؟ أما يقف المعمدان حائلاً بينك و بينها ؟ تذكر له قوله فلن أذكره لك لأنني لا أملك أن أقوله لك .من فمك الحل سيدي.
أبي البار .ماذا لو رآك شعبك و أنت تتناحر علي المنصب مع الآخرين .أنت الذي كنت تتحجج بثقل المسئوليات و تشعب الإهتمامات ؟؟؟ هل صارت فجأة المسئوليات خفيفة و الإهتمامات هينة حتي أنك تسعي للبطريركية لتشغل ما يتبقي عندك من فراغ؟؟؟؟
هل صرت فجأة متفرغاً و تشكو البطالة؟؟؟ فعلام كان التحجج القديم بعظم المهام؟ و أين كان نشاطك وقتئذ؟ هل أتممت السعي وسط شعبك لتسعي نحو المزيد من المهام؟ هل إفتقدتهم واحداً فواحداً و تبقي لديك الوفير الذي لا تجد له مسلكاً لتبذله سوي السعي نحو الأسقفية؟
هل أنذرت شعبك يومياً بدموع و توسلات؟
ما أروعك لو فعلت . ما أعجبك لو كنت تري المهام ضئيلة عليك فقط لو كانت هذه هي الحقيقة و لم يتدخل المخالف و يضخم ذاتك.
أبي البار الأسقف أو المطران.لا تحتقر أحد الأصاغر الذين أوصاك المعلم أن تحبهم.و تسمع لهم و لو كان صوتهم طفولياً غير صاخب.
هل يكفيك النهار للعمل؟ هل يكفيك الليل للسهر؟ أليست هناك خراف مخطوفة؟و أخري شاردة؟ قبل أن تنعس و تطلب المزيد يسألك أحد الأصاغر قائلاً
هل عاد كل الأبناء الضالين من كورتهم البعيدة ؟ إن كانوا قد عادوا فأنت رجل كامل تستحق كل الأكاليل. و أما إن لم يعودوا بعد فكيف ستذهب لتنوح علي ميت غيرك و أنت فاقد أبناءك و لم يرجعوا؟ هل ستقيم راعياً لغنمك و تذهب أنت تحرس غنم غيرك؟؟و كيف إذن تبق أمانتك قائمة؟ و لماذا لا تترك التسعة و التسعين و تبحث عن أسقفيتك.
أبي البار.أنا لست متجاسراً لكنني أحب الحق أكثر مما أحبك.و لا أخشي سلطان لم أسيء إليه.فإسمعني جيداً.عندي لك كلام آخر.
كيف تنافس أخوك في منصب أنت تملكه ؟ألست أسقفاً ؟و تعرف أن البابا أيضاً أسقفاً ؟ فعلام تتنافسون؟ أنظر الطيور لا تتنافس ما دام في أفواه كل منها حَبة صغيرة.
بل أقول لك أنظر الثعالب فهي لا تتنازع ما دام  فم كل منها ممتلئ بالطعام.
أما يمتلئ فمكم بتواضع المسيح فنفتخر بكم أعلي من الكواكب.
النار تسأل المزيد و البحر لا يمتلئ و قلب المتواضع يملك الكون و من فيه.فإن وجدت فيك ميل إلي المزيد فهو نذير حرمان من السلام و جوع عن العمق و كسر في الإنسان الداخلي تتسرب منه نعم الروح المعزي.
 
و عندي لك قول آخر...تسألني من أنت و أنا أيضاً في أبوتك أسألك من أنت ؟ ألست ميتاً عن العالم كراهب؟ أسألك و هل الميت يشتهي منصباً جديداً ؟؟؟
تجيبني أليس الراهب غير الأسقف أيضاً محسوباً ميتاً  و لكنه يستطيع الترشح للبطريركية ؟ أقول لك نعم هو .و لكنني في خماسين القيامة أتذكر أن الرب أقام الراقدين ليكرزوا في أورشليم و ليظهروا لكثيرين. و ها أنت سبقت فأقامك ملك القيامة من موتك  لتكون له صوتاً .و سوف يقيم أخيك ليكون لك أخاً .و أنا لم أسمع عن الذين قاموا ليبشروا بالمسيح أن أحدهم نافس الآخر علي مكان أو مجد.لقد قاموا و ظهروا و لكن أحداً لم يذكر لنا و لو إسماً واحداً منهم و لا أين أقاموا و لا أين ذهبوا . لماذا يا سيدي ؟ لأن القائمين لا يحتاجون للشهرة بل يحتاجها الذين هم تحت نير.فإن كنت قائماً فإختفي و دع الكرامة تبحث عنك.
تقول لي أنهم الذين زكوك و أنك لم تطلب و لم تسع ....هذا جميل أبي القديس . يعوزك شيئاً واحداً الآن. أن تعتذر كما فعلها أباءنا المباركين الذين يخشون علي أبديتهم أكثر مما يسعون لشيء.أمامك الأسقفان الطاهران الأنبا مكاريوس و الأنبا موسي .هذان فضلا سلام القلب علي المنصب مع أنهما أكفأ و أكثر و ليس أقل براً منك.
عندي أيضاً كلام آخر فأنا تشجعت من سعة صدرك و طيب أبوتك و صبرك علي إبن تجرأ لينبهك لئلا يصطادك الفخ.
 
تقول لي اللائحة تسمح لك أليس كذلك ؟ و أنا أقول لك ماذا لو القانون يسمح لرجل أن يقتل و ينال البراءة . هل يبرئه الرب؟ هل المشكلة في توافق القانون أم طاعة الرب ؟ أم تستغل ثغرات اللائحة؟ إذن فكيف تقوم المستغلين ؟و ستعد بتغيير اللائحة ؟ أليس هذا إعترافاً بخطأها و إلا فلماذا تعد بتغييرها كشرط للترشح ؟ أم تتسلق علي اللائحة لتصل إلي مكمن الشهوة. ثم تبدو بريئاً لنطيعك؟
لماذا لا تحكم أنت بضميرك دون لائحة؟ فضميرك المنقاد بالروح القدس أثمن من كل اللوائح و القوانين. فأنت مدافع عن حق الرب أيها البار و لست مدافعاً عن لائحة وضعها رجال ذوي أغراض.
أبي القديس الأسقف .ستصير أعظم من بطاركة الدنيا بصمت اللسان و صلاة القلب.و ستكون أبهي من كل المناصب بدموعك و توسلاتك من أجل قطيعك. و ستتلألأ كالكواكب حين تسهر معها الليل تحرس خرافك و تبذل نفسك عنها فهذا أقصي الحب.
أبي المبارك .هذه ليست رسالة لك فأنت معلم بهي.بل فقط هي صرخة ضاق بها ضميري فصرختها.محاسباً بحذر من الإنزلاق إلي ما لا يرض المسيح أو يغضبك  .لي ساحة أعلن فيها رأي تعلمته من الأباء القديسون و مجامعهم و من حرومات الآباء الأوائل فقلت لنفسي قلها فهذا موضعها و أوانها. فكتبت و أنا عارف أن الكتابة تكتب مرة و تقرأ آلاف المرات و مع كل مرة نحمل تبعاتها. لكنني آثرت أن أشاركك بمحبتي . ألست أبي و أنا إبنك. فقلت لأتحاجج مع أبي فهو يسمعني .
أبي البار لا أخفيك سراً أنك لو صممت و ترشحت و تم إختيارك من الرب فإنني سأكون من أوائل من يخضعون لك و يفرحون بك و يبجلونك كما ينبغي. لست معترضاً عليك بل أطالب فقط بالحق .لست أريدك أن تبدو مخطئاً في نظر أحد لكنني هكذا تعلمت و هكذا أفعل.و هذا ما نتعلمه منكم أن نحب و نحترم و نتفاهم. سأكون منشغلاً بتقديمك عند الذين لا يعرفونك فلا تبال .لست أنا في محضر المعترضين عليك بل المطالبين بما تعلمته  من الآباء القديسين و منكم.فالآن إفعل ما شئت فأنت الأسقف .
و لو رأيتني أسأت فإصفح.و لو أنني لم أسيء فهذا فضل المسيح و فضل محبتكم أيضاً هذا واجب البنوة.ولأنني أراك مسيح الرب أنت.أقول أخطأت حاللني لأنني رأيت هكذا ما يجب أن أفعله و ما يجب أن أقوله و لك تكريمي و حبي و حب كل شعبك .لك فوق الكل محبة الله الآب و نعمة الإبن الوحيد و شركة الروح القدس.
 
كلامي للقدوس
أيها البار.حامل عصا الرعاية التي لا تنكسر و لا تهتز.القائم الذي يقيم معه المتواضعين.كن لي .فأنا أدعوك لا تحجب وجهك عني. و لا عن شعبك الصارخ ليلاً و نهاراً. و لا عن رعاتك الأمناء.لا تختفي في أزمنة الضيق. أضيء بوجهك علينا فيفرح شعبك بك.
من ترسل ؟و من يأتي لأجلنا من عندك؟ ننتظرك بثقة.و ننتظر رسولك و معه عمل روحك المفرح القلوب.
أيها الراع .ترقد حارساً لقطيعك.تصبح أنت باب الحظيرة بنفسك.باب الخراف فيخرجون منك و يدخلون إليك و أنت راقد من أجلهم.يضعون أفواههم عليك و يأكلونك فيعرفونك.لك رائحة زكية ليست ككل الرعاة.لك صوت لا يخطئه القطيع.يتبعك لأنك فيك كل ما يحتاج.فيك كل أحد حتي أنا. أجد نفسي فيك.أري نفسي فيك.فكيف حقاً يمكنني أن أعيش بعيداً.أنا لست في أي موضع بل فيك وحدك. لم أجد وجودي إلا فيك.فقلت هو الراعي الصالح.
نعم أنا مقَنَعةُ وسط قطعانك.و أريدك أن تفك قيودي .أنا أفتح فمي و أجتذب لي روحاً.ليتك تزيل عني عوائق الحرية فأستمتع بك إلي آخر الكون كله.
أين مراعيك الخضر يا سيدي فإنني جائع إلي برك .أين مياه الراحة أيها القدوس فإن عطشي كالآيائل.
متي أشبع؟ و كيف؟ ألم تقم ساهرين علي أسوار كنيستك.فإعطهم مياهاً كافية لظمئنا.و غذاءاً مشبعاً لجوعنا.و إفتح أبواب أورشليم أمامنا.فالسمائية عندنا تشغلنا .و الخطية عندي تعيقني.ليتك تنتهر هذا الضعف الروحي.و تمحو هذا الإثم المزري فأبرأ أفضل من نعمان .و أعود أشكرك كالأبرص.و أسجد قدام هيكلك كيونان.
من نسأل سواك يا صاحب الكرم.أرسل إبنك لنا فلن نقتله.لقد مات وحيدك و لن يمت مجدداً.أرسل لنا من ترسل.لتنفتح أعين العميان.و لتجد الشمس لها موضع في بلاد غاب عنها نور معرفتك.
أرسل بولس لهذا الزمان.و أرسل يوحنا. فالصبية تموت و الأرض توشك علي المغيب.بل تعال أنت يا مانح الحياة و الحق و الأبدية.فأمراضنا مستعصية إلا عليك.و خطايانا ليس لها إلا أنت غافرُ.
عوجنا المستقيم و أسأنا بالفعل و القول و كل الطرق.و بقيت أنت وحدك البار شفيعاً في الأثمة. نتكل علي وعودك بالحياة معك إلي الأبد.و نتكل علي الخلاص .و علي إسمك وحدك.و لتمتزج صلواتنا مع طلبات السمائيين عنا.و دالة أمك أيها القدوس.ليبق الرجاء فيك ملجأنا.آمين.
 


486
إنتخاب البطريرك
من يريد أن يكون أولاً ؟
Oliver كتبها
لن تتوه منا الألفاظ .بل ستبقي أداة طيعة لنعبر بها عن موضوعنا الشائك دون أن ننجرف لتجريح أحد أو لتهييج أحد.
ليست مسيحيتنا عقل جامد بل مسيحية الفكر الإنجيلي الثري الذي يشجع علي  الحوار و الآراء التعددية و حق الجميع في التفكير و التنوير .
ليست مسيحيتنا جماعة منغلقة علي ذاتها بل شعب منفتح حتي أفق السموات.
البطريرك ليس بابا الأساقفة بل الشعب.فليس للأساقفة بابا لأنهم و البابا رتبة كهنوتية واحدة.فإذا كان البطريرك هو بابا الشعب فلا يمكن تجاهل الشعب عند إختياره.
لا أنادي بإلغاء القرعة الهيكلية لأننا لا يمكن أن  ننادي بإلغاء إختيار الله للراعي بطريقته السماوية التي مارسها الجميع في كل الأجيال بدءاً من الآباء الرسل القديسون عند إختيار متياس الرسول .لكننى أنادي بعدم إلغاء الشعب و التعامل معه بسلطة في غير موضعها.
ولا يمكن  إعتبار لائحة إختيار البطريرك شأناً كهنوتياً خالصاً . فهذا ليس ما يعلمه آباء الكنيسة القدامي و لا المجامع سواء المسكونية أو المكانية.و لا حتي الآباء البطاركة الأوائل و الذين أتوا بعدهم و حتي العصر الحديث.
إذا كنا نقول عن الدستور الوطني أنه لابد أن يوضع ممثلاً لجميع الفئات فبالأحري يكون الأمر عند محاكم القديسين.
فلنبدأ بالحديث عن بند اللائحة الباب الثالث الخاص بالناخبين أي الذين لهم حق إنتخاب البابا.
الناخبون
و تنص اللائحة علي الآتي:
فى انتخاب البطريرك
 النــاخــبون
 مادة 8 : يعد بديوان البطريركية جدول لقيد أسماء الناخبين، ويشترط فى الناخب أن يكون مصرياً قبطياً أرثوذكسيا، وأن يكون معروفاً بصادق إيمانه واتصاله المستمر بالكنيسة، وألاَّ يكون قد سبق الحكم عليه فى جناية أو جنحة ماسة بالشرف
بالإضافة إلى ما تقدم فإنه يشترط فيمن يقيد بجدول الناخبين من الأراخنة:
أ ـ أن يكون قد بلغ من العمر خمسة وثلاثين سنة ميلادية على الأقل فى تاريخ خلو الكرسى البطريركى.
ب ـ أن يكون حاصلاً على شهادة دراسية عالية أو أن يكون موظفاً حالياً أو سابقاً فى الحكومة المصرية والهيئات ولا يقل مرتبه عن أربعمائة وثمانون جنيهاً سنوياً، أو موظفاً بأحد المصارف أو الشركات أو المحال التجارية أو ما يماثلها ولا يقل مرتبه عن ستمائة جنيه سنوياً، أو يكون ممن يدفعين ضرائب لا تقل عن مائة جنيه سنوياً ويشترط فى الحالة الأخيرة أن يكون الناخب ممن يجيدون القراءة والكتابة.
ج ـ أن يتم اختياره بمعرفة إحدى الجهات الموكول إليها ذلك فى المادة التالية وبالطريقة التى تحددها لجنة الترشيح.
مادة9: تقوم بتحرير جدول الناخبين لجنة تؤلف من ثلاثة من رجال الدين واثنين من أعضاء المجلس الملِّى العام أو نوابه الحاليين أو السابقين، ويختار القائمقام البطريرك أعضاء اللجنة وتكون رئاستها لأعلى رجال الدين من أعضائها رتبة أو لأقدمهم رسامة.
وتقوم هذه اللجنة طبقاً للبيانات الكتابية التى تتلقاها بقيد أسماء الناخبين من الفئات الآتية
المطارنة والأساقفة ورؤساء الأديرة ووكلائها وأمنائها
تعليق : لا خلاف علي أن  الفئات المذكورة  أنها جديرة بالإشتراك في إنتخاب البطريركو لكنني أراها مشرفة علي الإنتخاب و ليست مساهمة في ممارسته حيث أن الأساقفة ليس لهم بابا يختارونه .بل الشعب .فليدعوا للشعب إختيار البابا و ليكتفوا هم برقابة  الإنتخابات و الإشراف عليها . كما أن البند الذي يسمح بترشيح أساقفة للبابوية و هو بند مخالف للقوانين .لكن كلامنا هما مركز علي أن ترشيح الأساقفة و في نفس الوقت إعطاء الأساقفة حق الإنتخاب هما أمران متعارضان و يسمحان علي أهون الظنون  بالتربيطات أو علي أسوأ الظن بالتلاعب أيضاً.
أعضاء المجلس الروحى بالقاهرة ووكلاء المطرانيات ووكلاء الشريعة فى المدن والبنادر.
أربعة وعشرون كاهناً من كهنة القاهرة وسبعة من كهنة الإسكندرية
  تعليق :لا خلاف هنا
الوزراء الأقباط الحاليون والسابقون، وأعضاء مجلس الأمة الحاليون من الأقباط
أعضاء ونواب المجلس الملِّى العام الحاليون والسابقون
تعليق هذا البند مرفوض شكلاً و موضوعاً .شكلاً لأنه نوع من محاباة أصحاب الشهرة و موضوعاً لأنه مدخلاً مقلقاً يتيح التدخل و الضغوط  من أية قوي خارجية في زمن نري فيه لقب الوزير لا يعط إلا لمن يجيد ممالأة النظام و تنفيذ رغباته. فلماذا الوزراء و بنفس المنطق لماذا أعضاء مجلس الشعب الذين يتم إختيارهم من النظام و تعيينهم بواسطته فيبقوا مجاملين النظام منفذين لرغباته دون أي وازع روحي يردعهم.فهل لمجرد إختيار أحد المنافقين مثل نبيل بباوي كعضو برلمان  يجعله مؤهلاً لإنتخاب البطريرك.؟
أما أعضاء المجلس الملي فأري أن يشترط فيهم أكبر أعضاء المجلس الملي سناً.حتي نتفادي وقوعهم تحت ضغط أم محاباتهم لأحد.و لا يجب أن نقبل جميع أعضاء المجلس الملي حتي لا تكون المجالس الملية تحت سلطة الأسقف يوجه أصواتها لمن يرغب .فلنكتف بخمسة منهم و هم الأكبر سناً .
 
أثنان وسبعون من أراخنة مدينة القاهرة، وأربعة وعشرين من أراخنة مدينة الإسكندرية تختارهم لجنة الترشيح.
تعليق أما الأراخنة (و هم كبار شعب الكنيسة و المشهود بتقواهم).فلا يجب أن يكونوا أعضاء من المجلس الملي.و إلا صار لهم صوتان مرة لأنهم أعضاء المجلس و مرة لأنهم أراخنة مختارين.
 
اثنا عشر من أراخنة كل أبروشية فى الجهات الأخرى تختارهم لجنة برياسة مطران أو أسقف الأبروشية وعضوية خمسة من الأراخنة الذين يختارهم المطران أو الأسقف المذكور لهذا الغرض
تعليق يجب أن يتم إختيار الأراخنة بواسطة شعب الكنائس و لا سيما من خلال إجتماع الخدام بكل كنيسة مما يسمح للجميع بصورة غير مباشرة بالمشاركة أما إذا تسبب هذا في إرباك و خلافات فليترك الأمر للبحث أو مبدئياً توضع شروط للخدام الذين سيحق لهم ترشيح أراخنة و يتم فيما بعد إنتخاب خمسة من الأراخنة المرشحين من كل كنيسة ليمثلوا الإيبارشية علي مستوي الكرازة علي أن يتم إنتخابهم بواسطة الآباء الكهنة. و لا يترك كل شيء لسلطة الأسقف فهو الذي يختار الأراخنة ثم يختار أعضاء المجلس الملي ثم يختار و يختار و يختار و لا يدع الشعب يختار أحداً ...هذه وصاية غير مقبولة في أمر يخص الجميع أكثر مما يخص الأسقف
أصحاب الصحف ورؤساء تحريرها ومحررو الصحف اليومية من الأقباط بشرط أن يكونوا أعضاء فى نقابة الصحفيين
تعليق مع كامل إحترامي لجميع أصحاب الصحف القبطية و هم واحد فقط . و تقديري لجميع الزملاء الصحفيين لكنني لا أقتنع بوجود أي مبرر لتمييز أصحاب الصحف القبطية و محرروا الصحف من الأقباط فيصبح لهم الحق في إختيار البابا. هذا هو الباب الثاني المفتوح لتدخل الدولة في وقت لا يوجد فيه صحفي قبطي مشهود بقدرته علي أن يبقي نزيه الضمير عف القلم إيجابي التوجه تجاه الكنيسة وسط مناخ فاسد يجعل الصحفي يكتب بأمر  و توجيه سياسي .هل هؤلاء لهم الحق في إختيار البابا؟ بأي حق يتميزون؟ و ما مبرر الصحفيين سواء أكانوا مقيدون أو غير مقيدين بالنقابة؟ أقول لولا أنني أعرف قليلون جداً  من هؤلاء الصحفيين فقط أثق في أنهم مؤهلين  لإنتخاب رتبة عظيمة كهذه لقلت أن الجميع غير مؤهلين لمثل هذه المهمة.
و لماذا لا يكون الأطباء أو الصيادلة أو المحامون أو المهندسون أو أو أو ؟؟؟
هل الوظيفة تؤهل لإختيار البابا؟ هذه محاباة لا مبرر لها. و إلا فليختاروا من كل فئة
 
اين هؤلاء في الناخبين؟
أين الإكليركيون؟ أين رؤساء الشمامسة في القطر كله؟ أين المكرسون و المكرسات؟ أين أساتذة المعاهد القبطية المختلفة و مديروها و أين أساتذة و مؤسسي العلوم القبطية في جامعات العالم ؟ أين مشرفي بيوت الشباب في جميع الإيبارشيات ؟  أين الحاصلون علي شهادات عليا من المعاهد  القبطية سواء داخل أو خارج مصر؟ أين الخدام الذين تزيد خبرة خدمتهم علي ثلاثون سنة في سجلات كنائسهم؟ أين مرتلي الكنائس ؟ أين القانونيون وسط هؤلاء ؟ أين أهالي الشهداء الذين تنطبق عليهم بعض الشروط المؤهلة للإنتخاب ؟ أين أصحاب المواقع القبطية الألكترونية ؟ أين الحقوقيون الأقباط ؟ أين أقباط المهجر أليسوا ضمن الرعية و لهم حق الإختيار.
أليس هؤلاء أولي من الصحفيين و محررو الصحف اليومية علي الأقل لا توجد طريقة لتوجيه أصواتهم و لا للضغط عليهم و لا مصالح لهم عند أحد.
بل أدعو أن يتم إختيار خمسة من كل الكراسي البطريركية التي تشاركنا نفس الإيمان  الإيمان الأرثوذكسي متطابق بين هذه الكنائس 
, الكنيسة السريانية الأرثوذكسي , الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية الكنيسة القبطية
كنيسة التوحيد الأثيوبية الأرثوذكسية , كنيسة التوحيد الإريترية الأرثوذكسية
و أي كنيسة أخري أرثوذكسية في العالم لها نفس العقيدة. لإختيار البابا كوجه من أوجه شركة الكنيسة الواحدة.علي أن يتم التعامل بالمثل مع هذه الكراسي البطريركية حين تختار البطريرك الجديد في كنائسها.
ملاحظات حول الذين لهم حق الترشيح
 
 
ملاحظات حول الذين لهم حق الترشيح
نص اللائحة فى الترشيح للكرسى البطريركى
 مادة2 : يشترط فيمن يرشح للكرسى البطريركى
أ ـ أن يكون مصرياً قبطياً أرثوذكسيا
تعليق مع أن هذا النص يبدو منطقياً حيث أن منصب البطريرك منصباً روحياً و أيضاً منصباً يمثل مصر في المحافل الروحية و المجالات الدينية فمن المنطقي أن يكون موجوداً .لكن لماذا نقبل أن يوجد أساقفة أقباط ليسوا مصريين كأساقفة فرنسيين أو أستراليين أو أمريكان أو سودانيين أو أثيوبيين و أريتريين وغيرهم .ما الفرق في الرتبة بين الأسقف و البطريرك؟
أظن أن شرط أن يكون أرثوذكسياً يعرف القبطية و يجيدها.شرطاً كافياً .فالأنجيل لم يفرز أحداً بسبب الجنسية. فهوذا تيموثاؤس الرسول يوناني بالإضافة لكونه يهودياً.و بولس الرسول روماني بالإضافة لكونه يهودياً. و تاريخ بطاركة كنيستنا يشمل بابوات سريان
و أنا حين أدعو لإلغاء شرط أن يكون مصرياً أعرف أنه في جميع الأحوال سيكون مصرياً و لن يكون أجنبياً .لكن من فكر مسيحي أدعو لإلغاء هذا اللفظ حيث أن إيماننا الأرثوذكسي المشترك يتيح للجميع ( ما داموا في الكنيسة المرقسية) أن تتساوي الفرص امامهم دون النظر إلي الجنسية .
كان البابا داميانوس ال35 أنطاكي الأصل.البابا إبرام إبن زرعة كان سريانياً.
بل حدث أن أقباطاً مصريون كانوا بابوات للسريان أيضاً مثل  البابا بولس الثاني الأسود 550 –575
بل عندنا دير السريان و كل من يترهب فيه نطلق عليه لفظ سرياني.حتي و هو مصري الأصل.مع أن أسمه دير السيدة العذراء
و كان العلامة القديس إيسيذوروس سرياني الأصل و رسم رئيساً لدير البراموس 1867- 1942 ثم عينه البابا السرياني نائباً بابوياً له في مصر في نفس الوقت لرئاسته دير البراموس.
الخلاصة أن الجنسية لا تعوق رئاسة الكنيسة بل العقيدة و الإلمام بقوانين الكنيسة و اللغة القبطية تبدو شروطاً كافية و مقبولة.
ب ـ  أن يكون من طغمة الرهبنة المتبتلين الذين لم يسبق لهم الزواج سواء كان مطراناً أو أسقفا أو راهباً، وأن تتوافر فيه جميع الشروط المقررة فى القوانين والقواعد والتقاليد الكنسية
تعليق شرط الرهبنة هو نص صريح من نصوص مجمع نيقية لإختيار البطريرك و الأسقف و لا يمكن مخالفته و المناداة بترشح علمانيين متزوجين هي مخالفة لتعاليم و قوانين الطنيسة . و التحجج بأن بعض البطاركة كانوا متزوجون مردود عليه بأن القوانين المسكونية قررت التوقف عن إختيار المتزوجين ليكونوا أساقفة. و إشترطت التبتل . و أن إختار واحد أو إثنين من البابوات من المتزوجين كان أمرأً إستثنائياً لا يمكن إعتباره قاعدة تبيح إلغاء قوانين مسكونية و حرومات آبائية.
تابع نص اللائحة : سواء كان مطراناً أو أسقفا 
أن يكون المرشح أسقفاً فهذا لا يتفق لا مع تاريخ الكنيسة و لا مع قوانين مجمع نيقية و لا حتي حرومات البابوات السابقين .
الكنيسة التي تنادي بشريعة الزوجة الواحدة هي نفسها التي تنادي بشريعة الأسقفية الواحدة.
و الكنيسة التي تنادي بلا طلاق إلا لعلة الزنا تنادي بأنه لا تغيير للأسقف إلا في حالة الهرطقة.
الذي يطمع في أسقفية الإسكندرية من الأساقفة هو أسقف لا يقنع بأبروشيته.و هذا ما يتعارض مع القانون الخامس لمجمع نيقية.
إذا كانت اللائحة تمكن الأسقف أن يكون بطريركاً فهذا غير شرعي لأنه يمكن بالتالي للأسقف أن يأخذ أسقفية أخيه .
الأسقف الذي ينظر إلي أسقفية أخري كمن يشتهي إمرأة أخيه.فليقف أمامه المعمدان صائحاً بصوت عظيم لا يحل لك.
الأسقف الذي يتقدم للبطريركية هو الذي يريد لإيبارشية الإسكندرية أن تبقي يتيمة بلا أسقف لأنه لا يمكن أن يكون اسقفاً لأسقفيتين.
الأسقف تمت رسامته و لا يمكن أن تعاد رسامته ليكون بطريركاً فالبطريرك اسقف هو أيضاً و لكنه يتقدم علي إخوته الأساقفة و هم جميعاً متساوون معه في رتبته .
و تبقي ملاحظة و هي مهمة : ما تعريف الأسقف العام؟ هو رأس بلا جسد أو أسقف بلا شعب.أسقف لم يزكيه أحد. فكيف يترشح أسقف لم يزكيه أحد لكي يصبح بطريركاً لكل أحد ؟؟؟
  علي أن رتبة الأسقف العام هي مثار جدل في القرن العشرين كله.بل تتداخل رتبة الأسقف العام مع وصف البطريرك في عمومية الخدمة.و الحل هو تكليف الأساقفة العموميين بأبروشيات خالية لإنهاء هذا اللقب الغريب عن الأسقفية
كما أن تعيين سكرتارية البابا أساقفة ليس وضعاً معروفاً .و لا محبذاً و لم يتم تداوله فيمت سبق و لا سيما برسامة عدة أساقفة سكرتارية في عهد واحد.
هل هذا خلاف علي حبرية البابا شنودة. أقول لا بكل وضوح و بكل تأكيد.فهو قديس و معلم و راع فذ تاريخي بمعني الكلمة. و لكن هذا لا يمنع أن نقول رأينا في لائحة يضعها البشر لتحكم إختياراتهم.
و ليس كون البابا أسقفاً يمنعنا من قبول بابويته أو التشكيك فيها.فهو إختيار إلهي و لكن ليس الفضل للائحة بل لله الذي أختاره لنا. وقبولنا لإختيار الله لراعينا لا يعني أن تظل اللائحة تحكمنا طالما جاء المبارك البابا شنودة من خلالها . بل لنقل كان إختيار الرب للبابا شنودة برغم اللائحة. و لا نقل جاءت اللائحة بالبابا شنودة.
و من المثير أنه جاءتنا أخبار أن أسماء الأساقفة من الشخصيات المثيرة للجدل بشأن ترشحها قد قررت الترشح بالفعل .ضاربة بسلام الكنيسة عرض الحائط .و معرضة لوحدة الكنيسة للخطر. ليت الرب يتدخل بطريقته و يجنب الكنيسة كل إنشقاق و توتر.و ليتهم يقدمون نموذجاً لعد الأنانية و الزهد في المناصب و يتراجعون و إلا فهم سيكونون نموذجاً لمخالفة روح الوداعة .
 
بعض بنود هذه اللائحة هي نتيجة خلافات سياسية بين الدولة و الكنيسة ظهرت في القرن العشرين.حين بدأت السياسة تزحف نحو الكنيسة و تتدخل فيها.
الخلاصة أنه ينبغي أن يتم تغيير لائحة الإنتخاب و هذا التغيير  أمر حتمي.فهي ليست أمراً إلهياً  بل عملاً ليس له سوي أن يلتزم  فيه بإحترام قوانين آباءنا القديسين و قادة كنيستنا الأوائل.و أن يعود الآباء الأساقفة إلي أسقفياتهم غير طامعين في مناصب جديدة .فيكفيهم أن يكونوا أمناء فيما دعيوا إليه.
 
يتبقي أن هناك أربعة مواد تنظم مواعيد الترشح و إعلان أسماء المؤشحين و عددهم و مواعيد الإنتخاب .
ليست لنا في كل هذه الإجراءات أية معارضة .مشكلتنا مع مخالفة نصوص و قوانين المجامع المسكونية و الآباء و ليست لنا معارضة شخصية لأحد. و سنكون أول الخاضعين لمن يختاره الرب راعياً لنا و سنقدم له إحترامنا و محبتنا لا شك في ذلك و هو سلوك كل من يريد الخير للكنيسة . فالنقد هنا بناء و لا يهاجم أو يتعدي  بل يوضح و يضع علامة في الطريق ضمن محاولات من كثيرين و إجتهادات تتم الآن في الخفاء و العلانية لأشخاص يريدون فعلاً سلام الكنيسة و يفاوضون البعض من الأساقفة لكي يساهمون معهم في الإلتزام بتعاليم الكنيسة و مجامعها.
نتابع هذا المقال بمقال آخر عن القرعة الهيكلية و ماذا تحتاج الكنيسة من بطريركها الجديد و ماذا نتمني أن يكون عليه موقف الكنيسة من الدولة في المرحلة المقبلة.و موقفنا من البابا الجديد لو جاء مخالفاً لنصوص المجامع.
 
الرب يرشد الجميع لما فيه إرضاء حقيقي لشخصه المجيد و لنجلس الآن هنا في مرعاه الخضر و نربض.
 
يا راعي الرعاة الأعظم. أنت تستطيع أن تري لنفسك من يضع يده في يدك ليرع شعبك بإستقامة و بر.
من يري و يعرف القادم من بعيد سواك.من هذا يضع اليد علي البطريرك سواك.من يناديه بإسمه قائلاً قد إخترتك و ايدتك و أعنتك بيمين بري سوي أنت يا سيدي الإله القدوس يسوع.
من يعرف إحتياجاتنا سواك.و من يرسل لنا معيناً سواك.أرسل إلينا و أعنا يا مخلص .فالشعب قد تواضع جداً أمامك.أرهقته الأحزان و تذلل تحت يدك العالية.
من وسط الكرمة يخرج نبتاً سماوياً.جذوره عندك و أنت أنميته و وضعته في زق عندك حتي هذا الزمان لترسله ليصبح زهرة للكرمة.و شفيعاً لها عندك.
من وسط كرمتك يا مصر يشرق نجماً متلألأً يدعوه السيد الرب أنت إبني أنا اليوم ولدتك.
وسط الآباء يكون قلباً و وسط الأبناء يكون حباً لأنك أنت تقيمه سيداً لأخوته و عظيماً بين شعبه.
تتعالي في مشيئتك و تتنازل وتعلنها لنا. نلجأ إليك و نتكل عليك.سلمنا فإحملنا.
من يهدأ مشاجرات تلاميذك في الطريق.و لماذا تسكت عليهم طوال الطريق حتي إذا إنفردت بهم سألتهم بماذا كنتم تتكالمون.ليت المتكلمون بهذا الفكر الباحثين عمن يكون أولاً يخجلون و يطأطأون الرأس .و يسمعونك تنصحهم بغسل الأقدام و ليس البحث عن العرش.
نصلي مع العذراء لترفع المتضعين و تنزل الأعزاء عن الكراسي.
ويل للجسد الذي يكون الرأس فيه مصدراً للأوجاع.إحمنا من أوجاع الرأس. و الذين يشتهون أن يكونوا رأساً يشتهون أن يمتلئوا وجعاً.
 إستجبنا أنت يا سيدي لأننا بسطاء أمامك لا حيلة لنا .
فليكن فخر لكل من يتكل عليك. و خزي لكل من يتعالي.
نقرع بابك.أدخل بيتنا.و أنظر يا مسيحنا بين قطيعك من يصلح أن يكون مسيحك. و متي إخترته فلتملأه بمواهب الروح القدس جميعها و ليكن صوتك بيننا .
أشبع شعبك فيفرح بعد حزن.و عوضه فلا يعيش اليتم.فأنت غني في عظائمك.سخي في عطاياك.لا تفتقر أبداً.و شهودك ما أكثرهم و أنت وحدك تعرفهم.
رؤوسنا خاشعة أمام شخصك المهوب.تنتظر تحننك.فتحنن.
 


487
لغة الإنتصار لغة القيامة
Oliverكتبها
أحد القيامة المجيدة
اليوم توضع نهاية للهزيمة.نهاية للإنكسار.نهاية لكل سلطة زائفة تسلطت علينا.اليوم يعلن المسيح له المجد أنه المنتصر.لن يتواضع بعد.بل سيظهر مخيفاً للشياطين.لن يتطاول عليه التافهون.لن يعيرونه لأنه أراد أن يتخلي.لن يصمدوا أمام حجة القيامة.لذلك سيرتكب التافهون أفعال الهزيمة و ينتحلون الكذب.ينكرون قوة القيامة لكنها تخرق أعينهم.
ينكرون نصرة المسيح لكنه منتصر إلي الأبد.
لا يقبل التشكيك في قوته فيما بعد. لا يقبل التشكيك في محبته و يرد علي بطرس. ولا يقبل التشكيك في شخصه فيرد علي توما. لا يقبل التشكيك في قدرته فيقهر كل الأبواب المغلقة. لا يقبل التشكيك في سلطته فيظهر وقتما شاء و يختفي بإرادته وحده.
الملك المنتصر يفرض شروطه.و يجني كل المكاسب.لغة الإنتصار لغته الوحيدة.هو يملي علينا أن نقبله كملك.لا مزود بعد.لا بقر حوله .عادت الملائكة تخدمه.يبقي ملكاً.ليس هناك من يجرؤ أن يطارده أو يصطاده بكلمة.صار الصيد صنعته هو.لذلك يخلق من الناس صيادين العهد الجديد.أنت تعمل في أرض المنتصرين.لا تبتأس.
لست مطروداً بعد و لا مداناً.أنت حر.حررتك قيامته من كل الديون.
رفعتك القيامة كثيراً عن قبور الأموات.و شهود لاقيامة يبرهنون علي قوة حجة القيامة أمام الموت.
يطوفون حولنا .أرواح من سحابة الشهود.تعلن حلاوة إنتصار الملك.تعلن أرباح الملكوت و الوعد بالميراث الأكيد.
الإنتصار أن تعد الحنوط و ترجع بها دون أن تستخدمها.فكل ما أعددنه هو لأنفسهن و ليس للقائم من الموت.
الإنتصار أن تعرف أين الجليل.هناك حيث كان يتطاول الجهلاء أنه جليلي .سيتمني الجميع اليوم أن يصيروا جليليون.
الإنتصار أن تميز بين البستاني و بين المسيح.فالأول يرهقه العمل و الثاني المسيح  القائم و الرهبة النابعة من جسده تهزم الموت و تزيح الحجر كمن يدفع قشة.
الإنتصار أن لا تشك إذا رأيت المسيح طافياً علي الماء دون أن تغمره.الإنتصار أن تتعلم أن تطفو معه في الضيقات و تدعه يهزم لك قوانين الطبيعة البشرية الضعيفة.
الإنتصار أن تتعرف عليه إذا رأيته في أورشليم أو إذا رأيته خارج أورشليم مع تليميذي عمواس.فالنصرة اليوم تشمل الكل.و الثمن يكفي للجميع.و المنازل معه لا حصر لها.كل البيوت تنتظرك و أحضانه مفتوحة.ليس مصلوباً فيما بعد لكن آثار جراحاته باقية كأنها بصمة العهد.
الإنتصار أن تسمعه يناديك بإسمك فتميز صوته و تقترب إليه و تلتصق به.هنا تتأكد أن الإنتصار ينتقل منه إليك أو قل أن الإنتصار أصلاً من أجلك.هنا كل إمتيازات المنتصرين تحل فيك بالروح القدس.هنا تتعرف علي عالم المجد في ضخص المسيح الذي يناديك كما نادي مريم فأجابت رابوني.
لغتك تظهرك .ليست لغة بطرس قبل القيامة التي بها أنكر بل لغته بعد القيامة التي بها بشر.لغتك تميزك هل أنت تعرف الملك المنتصر؟ هل تشبهه في لغة المنتصرين. هل توبخ الخطية كي لا تشمت بك. كما وبخ القائم من الأموات  غلبة الهاوية و عيرالموت لأجلك.
لا يظهر المنتصر لكل أحد بل فقط لمن يرغب الإنتصار و يفرح بالقيامة و يشتهي الأبدية.فليتنا ننزع من داخلنا كل ما يعوق شهوة الحب و يعطل فعل القيامة و يمنع لغة النصرة.
المسيح الممجد بقيامته أزاح كل العوائق و لم تعد حجة للنفس كي تتخاذل.ليس هناك مبرر لأي يأس أو نفس منحنية.فأحزاننا حملها و أوجاعنا دفنها في قبر و قام بنا من كل وجع و حزن .
فلنحزن كالمنتصرين إذن.فهم في أحزانهم لا ييأسون. و إذا توجعنا فليكن فينا سر الغلبة الذي يجعل توجعنا أكاليلاً تزين نصرتنا.
بالشكر تتحول الآلام إلي أكاليل.و بالتسبيح تتحول الأحزان إلي فخر بالمسيح.
لن نطلب الحي بين القبور .ليست القبور مكاناً للملك المنتصر. بل هي مكان المهزوم.هناك ينقهر إبليس.يصبه الخزي الأبدي .يفقد سلطانه.و لا يعد رئيساً بعد.
عند القبور نجاسة و شهوات شريرة ليس فيها المسيح. دعونا نمضي من هناك تاركين الشر للشرير منشغلين نحن بمجد المسيح  فلنترك كل موضع لا يمجد ملكنا.
فلنصمت كالمنتصرين الذين يدركون ضعف خصمهم و يوقنون بأن الإنتصار هو مآلهم.و أن قهر إبليس و جنوده  قد تم و رؤية ذلك بالعيان هي مسألة وقت لا أكثر.
المنتصرين لا ترهبهم صيحات المهزومين الزائفة. و لا يخشون ضربات في الهواء. لأن المنتصر ضربته قاتلة .يعرف كيف يقطع رأس الحية .لا يضارب الهواء و لا يستنزف تعبه باطلاً. عالم بمن آمنت و رأيته قائم  و أوقن أنه قادر أن يحفظ نفسي في موكب المنتصرين.
إسبقوني إلي الجليل
من يستطيع أن يسبقك ؟ أنت الذي تقدمت الموكب .باكورة القائمين أنت.لماذا تطلب أن نسبق إلي الجليل ؟ هل حقاً سنسبقك أم سنلحقك أم سنذهب معك؟
كيف يسبق الجسدانيون من إنتصر علي الموت الذي لا تقف الأبواب المغلقة حائلاً دون دخوله منها؟
كيف يسبقك المتعب و المتشكك و المنهار .كيف تسبقك العذاري اللواتي لم يذقن طعم النوم منذ ليلتين.كيف تسبقك أمك التي جاز في نفسها سيف حين رأتك تنسكب علي الصليب؟
كيف نسبقك و نحن لا ندري كيف نلحقك بعد؟
هي قوة القيامة التي سرت في أجساد من يحب المسيح.فيركضون و لا يتعبون.لذلك ركض التلميذان إلي القبر .و لم يعجز بطرس الشبير عن اللحاق بيوحنا الشاب.
قوة القيامة التي أذهبت مريم المجدلية في ثوان من البستان إلي العلية.و أعادت التليمذين في ثوان من العلية إلي البستان.
قوة القيامة تجعلك أقوي من الجسد.أسرع من الزمن.تصعد الجليل كأنك تطير.مرفوع أنت علي الأذرع الأبدية.أذرع من غلب الموت بذراعيه العاريتين.
قوة القيامة تجعلك بشوقك للمسيح تسبق المسيح.و تجلك بثقتك في نصرته تعمل أعمالاً أعظم مما صنع في الجسد.أنظر إلي أي مقدار نقلتنا القيامة.
ليتني أسبقك إلي النفوس التي لم تعرفك و أدعوك إليها فتكسوها بثوب المنتصرين.ليتني أسبقك إلي بلاد لم تتطهر بإسمك بعد عندئذ تظهر أنت تشمر عن ساعدك و تعمل بكل قوة.
ليتني أسبقك إلي أماكن تحتاج من يعد الطريق أمامك.و نفوس تحتاج من يهيئ لك لتملكها.
كل الكارزين يسبقون المسيح إلي الجليل و هو يتبعهم.بل أقول هو يسبقهم فيضع فيهم الشوق لخلاص الكل و هم يسبقونه ليقدمونه للناس.
لا أدري من يسبق من.لا أدري لا أدري أن المسيح  له المجد أعطانا إمتيازات قيادة العالم.و ربح النفوس لمجد إسمه.هكذا نسبقه و يسبقنا.
من عمق قلبي أهنئ الجميع بعيد قيامة رب المجد راجياً للكل أن يشبعوا من مخلصنا دون إنقطاع و إلي الأبد.
 
 


488
هذا هو السبت الذي أنت ربه
Oliverكتبها
سبت النور 2012
يسوع المسيح هو مخلصنا. في الأرض يخلص و في السماء يخلص و في الجحيم أيضاً يخلص.
نزل إلي أقسام الأرض السفلي.لأنه قبل أن ينزل .ليس فقط حتي موت الصليب بل أيضاً إلي الجحيم لكي يفتدي أحباءه.
في الجحيم أقسام مختلفة.كان الأبرار مجتمعون معاً في حضن إبراهيم.
كانوا في الظلمة لكن رجاؤهم في المسيح لم ينقطع.في كل وقت كان يردد الأنبياء نبواتهم عنه.
آدم ينتظر نسل المرأة.حواء أيضاً تنتظر.يردد هوشع ترنيمته فيسبحون معه قائلين : «مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ أَفْدِيهِمْ. مِنَ الْمَوْتِ أُخَلِّصُهُمْ. أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ تَخْتَفِي النَّدَامَةُ عَنْ عَيْنَيَّ هو 13 :14»
 صموئيل المهوب يجيبه 1صم 2 : 6 الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ.
يحتفظ مرنم إسرائيل الحلو بقيثارته.يغني للرب في أرض السكوت  مز 94
إشعياء اللابس الروح يهتف بكل قلبه 28: 18 و يمحى عهدكم مع الموت و لا يثبت ميثاقكم مع الهاوية السوط الجارف اذا عبر تكونون له للدوس.
يشوع إبن سيراخ يعيد نبوته قائلاً : 28
الموت به موت قاس والجحيم انفع منه. لكنه لا يتسلط على الاتقياء ولا هم يحترقون بلهيبه بل الذين يتركون الرب يقعون تحت سلطانه فيشتعل فيهم ولا ينطفئ يطلق عليهم كالاسد ويفترسهم كالنمر.
 
حزقيال يعزي رجال البر هناك .يناديهم أنهم أشجار عدن؟ مع أن آدم نفسه مطروداً من جنة عدن؟ هل تم الصلح أيها النبي الجبار؟
يغني حزقيال ترنيمتة : مِنْ صَوْتِ سُقُوطِهِ أَرْجَفْتُ الأُمَمَ عِنْدَ إِنْزَالِي إِيَّاهُ إِلَى الْهَاوِيَةِ مَعَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ، فَتَتَعَزَّى فِي الأَرْضِ السُّفْلَى كُلُّ أَشْجَارِ عَدْنٍ، مُخْتَارُ لُبْنَانَ وَخِيَارُهُ كُلُّ شَارِبَةٍ مَاءً حزقيال 31: 16
اليوم تفقد ( هايس)- الهاوية- غلبتها. تنفتح أعين الذين كانوا في الظلمة منذ زمان.يرون النور و يبتهجون. ينطق إشعياء عنهم و يرنم قائلاً إش 42 :7 لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس الماسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة.
جاء الذي ينادي للمأسورين بالعتق
الجحيم يهتز.أرواح الأشرار تتحسر.أما أرواح الأبرار فتهتف للإله الحي.ما كان ممكناً فيما سبق أن تكرر كلمة - الحي – في الهاوية لأنها وطن الموت.
ما كان يعرف أحد هناك كيف يكون النور.و لا رآه.كانت إشراقتهم في داخلهم.يؤمنون بمجيئه و يتوقعونه بالصبر.لم يروه من قبل.هتفوا له كثيراً.كمن ينادي بطلاً لم يظهر بعد.مخلصاً يعرفون أوصافه لكنهم لم يلمسونه بعد.
كان المسيح صورة رسمها كل منهم في يقينه.يشتاقون إليه كعطشان في أرض الظمأ.
سمعوا صوت متاريس تزمجر.و الأبواب الدهرية تتهاوي.صراخ من قاع الهاوية و تهليل إبراهيم من فوق.
ظن الأشرار أن لهيب الدنيا يخرقهم. و فرح الأبرار إذ رأوا الرب.
ما كان للفرح سبباً هناك.لكن المسيح حل في الجحيم و صار فرح المنتظرين.الفرح الوحيد هناك.
نظروا إليه و عرفوه.و المسيح كان يعرفهم بأسماءهم.و لما حل بينهم بروحه إلتفوا جميعاً حوله كالنحل حول ملكتهم.
عيونهم رأته.لقاؤهم به لقاء المنتصر.كان موكبهم طويلاً.لاقتهم ملائكة كثيرة في الطريق.كانوا صاعدون إلي الفردوس بثياب مثل البرق.ما إنتبه أحد إلي ثيابه.كانوا متعلقين بالمسيح فأخذتهم الدهشة.
تغيروا في لحظة.إشتموا عبير الحرية.و أدركت عيونهم نور الرب.
تبعوه بإرتياح.لم ينتظر طويلاً في الجحيم.
نزل و صعد.نزل محرر المأسورين.فلما تآلفوا معاً صعد بهم لتوه.
نظر الأشرار و تحسروا.تمنوا لو تحرروا.لكن الأسر للشر غير التسليم للرب.و الإتكال علي المسيح يحرر من كل الأوجاع.
المسيح يفرد ذراعيه فيحتوي الجميع.يجدوا أنفسهم في حضنه كالأطفال.ضاع وجع الشيخوخة و تجدد شبابهم.إنفتحت طاقات السماء فيهم .فأدركوا أسراراً ما أدركوها من قبل.
القديسات و القديسون إمتلأوا بالفرح.نسيوا في لحظة كل أوجاع الهاوية و ظلمتها.راحت ذاكرة الموت من عقولهم.و إنغرست في أرواحهم ذاكرة الأبدية.إبتدأت عيونهم تري غير المرئي.و تسمع كلام الأرواح.
نظر الأبرار و الحب يسري بينهم.كمن يهنئون بعضهم بعضاً.
عشرة الهاوية دامت قصيراً.و عشرة الأبدية لن تنتهي.
ما أبهاك يا سيدي.تنير كل ظلمة.فليكن سبتاً تخشع في كل الخليقة و تستنير بك.فليختبرك كل من إختبر الظلام ليعرف عظمتك.فليجربك كل من هوي .و إعلن للغرباء عن شخصك. فاليوم يراك المنفيون بعيداً.
هو سبت للرب.أنت صنعته لأبيك.فصار أعظم سبت يفرح به.نعم هو أنت إبن الإنسان و رب السبت أيضاً.هذا هو السبت الذي أنت ربه.
 
 
 

489
المسيح بين  حقلين
 حقل القيرواني و حقل الفخاري

جمعة الآلام 2012
Oliverكتبها
حقل الفخاري
من له نصيب الجلجثة يعيش مفدياً و من ليس له نصيب يذهب إلي حقل الفخاري مقبرة الغرباء و يبقي منبوذاً.
ندم يهوذا و وبخ جميع رؤساء الكهنة .كان يتكلم كضائع .يفقد كل بريقه.كتاجر خسر كل شيء حتي نفسه.
مع التلاميذ مفاتيح الملكوت أما هو فمعه مفتاح الصندوق الذي كان أهم عنده من مفاتيح الملكوت فأغلق أمامه الباب و لم يجد من يفتح له.
 ندم يهوذا أكثر من بطرس لكن ندمه كان يأساً فخنق نفسه.
بنو إسرائيل ثمنوا المثمن .و وجدوه لا يستحق سوي ثلاثين من الفضة؟ نم هم بنو إسرائيل الذين خانوا معلمهم إلا الكهنة المخادعين و رؤساءهم الفاسدين.
يهوذا ترك كهنوته و لاذ بكهنوت الذبائح الحيوانية فهلك هو و من معه.
كانوا جميعهم خارج الفُلك.ليتهم صعدوا إلي الجلجال.لأن سفينة النجاة منصوبة هناك.
يهوذا نزل إلي سفح وادي هنوم بينما كان يجب أن يصعد إلي موضع الجمجمة لينجو.دائماً أنت المخالف .شابهت إبليس يا يهوذا.إبليس يقود الناس لأسفل .لذلك وبخ المسيح هؤلاء قائلاً أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق.
ألم تسمعه يا خائن و هو يقول أن إبن الإنسان سوف يُسلَم إلي أيدي الكهنة و الشعب.فلماذا عرضت أنت أن تسلمه ما دام سيسلم بدونك؟ أم قلت في نفسك أن تكسب الفضة لا المسيح؟
ضاع منك ثمن الطيب الذي سكبته المرأة بحبها العميق.ثلاثمائة دينار أحرقت قلبك المشتعل بشهوة الفضة و الغني.
ملعونة هي الفضة التي بسببها نبيع المسيح.كل ما في الدنيا يصبح موطنه مقبرة الغرباء.بع كل مالك و إصعد الجلجثة.
إبحث في قلبك و فتش جيداً .هل هناك ثلاثين من الفضة مختبأة فيه؟ أو ثلاثمائة دينار تتحسر علي ضياعها و هي طيب مسكوب علي رأس سيدنا.
فالناس بين ثلاثين من الفضة يملكونها متذمرين و بين ثلاثمائة لا يملكونها متحسرين.
الناس السالكين كيهوذا يرون ما عندهم ثلاثين و ما عند الآخرين ثلاثمائة فتبقي الغيرة في قلوبهم تأكلهم.و ما عادوا يجدون متعة لا في الثلاثين و لا في الثلاثمائة.
أما أنت فلا تسر في طريق يهوذا.فإنه يسعي في سباق نحو الموت. و لما وجد أن الله يتأني شنق نفسه لأنه متعجل هلاكه.لا تتعجل هلاكك بل تعجل توبتك.
خلط يهوذا بين الإشفاق علي النفس و بين التوبة.أصيب بصدمة في طموحاته  و لكنه لم يصب بثورة علي أخطاءه.ذهب لفضح الكهنة و لكنه لم يفكر في التوبة فمات.
لا تشفق علي نفسك بل قدمها كما هي في حضرة المسيح و هو ينجيك من كل عيوبها. لا تدع نفسك مصدوماً بكثرة الهزائم لأن المصلوب قادر أن يعوضك مائة ضعف كوعده الصادق .بل قادر أن يخلق لك عينان جديدتان تري بهما الحياة بعين المسيح الذي يلبسك ثوب البر و يسترك.
 
بطرس ينزوي باكياً
كان شتاء في الدنيا كلها.بينما صدر الحبيب يغلي بالحب و هم يجرونه بمهانة إلي بيت رئيس الكهنة .الذبيحة تسير إلي رئيس الكهنة فيرفعها علي الصليب .هوذا قد صار الصليب مذبحاً للعهد الجديد.
ذهب بطرس في برودته يصطلي.يستدفئ من خارجه. و في داخله مرارة .هذا مثله الأعلي أسيراً.و بعد قليل سيلفظ أنفاسه بأيديهم.جلس بطرس في صحن دار رئيس الكهنة. و في الداخل يذبح الذبيح بأمر الناموس.
تماماً كما يذهب البعض إلي فناء الكنيسة و يبقي خارجها بينما المسيح صانع وليمة في الداخل و يطلب المدعوين.
دنت منه جارية.تكلمه .لماذ تدع الجواري يستجوبونك.منذ متي يتسلط الجواري علي الأحرار؟ منذ تركوا المعلم في الداخل و بحثوا عن الدفء بعيداً عنه.
من هي الجارية سوي العالم الذي يمثل دور الصديق .يدنو منك لتسمعه و هو يريد أن يحاكمك و يبعدك عن خلاصك.
متي رأيت العالم يصادقك فإعلم أنه سيورطك.يتركك حتي يقترب منك جداً ساعتها يفاجئك بالسؤال.أنت كنت مع يسوع الجليلي؟ فتضطرب.لأنك كنت مع الجليلي و لكنك لم تبق معه بعد. العالم يؤنبك علي الأيام التي قضيتها مع يسوع الجليلي.
أما بطرس فأنكر .لست أدري ما تقولين؟ الجارية صارت سيدة .تحاكم الذي صار عبداً للعالم.ما هي الجارية سوي العالم الذي يجب أن يبقي موضع العبد.نستخدمه و لا يملكنا.
ماذا ورط بطرس سوي البحث عن الدفء خارج المسيح.يا بنات أورشليم ضعوا حبكم في حضن المسيح.لا تبحثوا عن دفء المشاعر في غيابه.هو يرعاكم كأمه التي لم ينسها رغم آلامه.يا بنات أورشليم لا تدعن العبيد يستجوبونكم .لا تجلسن بعيداً عن محضر المسيح.فهناك يتحينون الفرص و يصطادون حتي التلاميذ.
خرج بطرس من صحن الدار إلي الدهليز .ها هو قد إبتعد خطوة أخري عن المسيح.كان في صحن الدار .الفناء الواسع.كان واسعاً في بدايته. و الآن كشف عن حقيقته. لقد قاده الباب الواسع إلي الدهليز.و جاءته جارية أخري .
من هي الجارية الأخري التي رأته فذهبت لتهيج الناس عليه قائلة هذا أيضاً كان مع يسوع الناصري.
هذه هي إبليس.صانع التجارب بالشرور.هذه هي المشتكي.الذي يثير العالم و الناس ضد أولاد الله فقط لأنهم كانوا مع يسوع الناصري.
تبدد من بطرس العقل الروحي.فأقسم بالله أنه لا يعرف الله.و أنكر بقسم أنه لا يعرف الرجل.
بقيت في بطرس عبارات روحية تخرج بعفوية.فكشفت عن مسيرته مع المخلص.و بينت  تاريخه.لما أقسم  أنه لا يعرف الرجل كان إسم الله يخرج من فمه عن عشق .لم يكن كالكتبة و الفريسين.لم يكن نطقه للإسم بطريقتهم و لهجتهم. فكشفت لغته عن صداقته مع المسيح و عرفوه من كلامه.
أنظر كيف أن العالم يكره حتي لغة كلام المسيح.يدينون أولاد الله علي وداعتهم لأنهم ليسوا كالكتبة.
إكليل الشوك
قبل السقوط و قبل خلقة آدم كان الرب يأمر الأرض لتنبت شجراً يعط ثمراً كجنسه لم يخلق الله شوكاً إلا بعد سقوط آدم.لما لعنت الأرض أنبتت شوكاً و حسكاً.و صار الشوك و اللعنة قصة واحدة.
لما ضفروا إكليل الشوك ليضعوه علي رأسه فهم قد جعلوا من اللعنة إكليلاً له. فحمل اللعنة عنا.
ما كانوا يودون إلا أن يؤذوا رأسه البديع لكنه يقصد أن ينقينا من اللعنة .
كانوا يقولون السلام لملك اليهود بينما هو ملك كل الممالك.ملك الملوك بممالكهم.
خرج لابساً الإرجوان و حاملاً إكليل الشوك.لم نر ملكاً مثلك يقبل أن يحمل اللعنة و يرتدي في نفس الوقت ثوب الملوك.
لأنك لما إرتضيت أن تحمل اللعنة لم تفقد إلوهيتك و جبروتك .
هزل القضاء البشري
قال بيلاطس لست أجد فيه علة واحدة .ثم قال خذوه و أصلبوه؟ لا أعرف أحداً حكموا ببراءته و بإعدامه في نفس اللحظة سواك يا سيدي.
طالما حملت الشوك فإن قضية الموت محسومة.
ما سمعنا أن محكوماً عليه يقبض علي قصبة. و يبقي في يمينه صولجان القضاء؟ يحمل الإدانة بسلطته.مدين من عدله.هم يضعون الشوك و هو يضع الحكم. لأنه لأجل هذا أتي إبن الإنسان.
أخذوا القصبة من يده و ضربوه بها علي رأسه.لكي يغرسوا إكليل اللعنة .ما يعرفون أن الحكم حكمه.و أن قضاء الآب قد إرتض هذا.أخذوا القصبة من يده و أعطوه صليباً .فصار الصليب هو قضاء العهد الجديد.به يملك المسيح علينا.
هم ما أدركوا كل هذا. كانوا يتصرفون بهمجية .و كانوا ينفذون خطة الخلاص بكل دقائقها.
متي هاجت الدنيا عليك فإعلم أن خطة خلاصك معدة.لا شيء يحدث خارجها.أنت في يمين الحق.يحكم عليك بالصولجان أو بالصليب لا يهم. ما دامت نهايتك أنك ستخلص به و ستقوم معه.
يكتبون قضيته أنه مات لأنه ملك.فالعالم هو عالم الجواري و العبيد.ليس للملك مكان فيه أين يسند رأسه.
صار الملكوت تهمة.و المُلك سبباً للموت؟ يكفي أن تتبع الملك لتصير مكروهاً في العالم.
تشير عليك الجواري أنك تلميذ ذاك و كأنك مجرم. و يرفضون حتي أن ينطقوا إسم ذاك الذي هو ملك الملوك.فلا تستحي نم إبن الإنسان لئلا يستحي بك في مجيئه مع ربوات قديسيه.
قضاء الأرض يظلم الأبرياء .قضاء بيلاطس ينصف الظالمين.يسلم البرئ لأيدي القتلة.لأنه مكتوب أن كل الأرض مملوءة إختطافاً.
الموتي يتشامخون علي رئيس الحياة.يجلس الفاسدون علي المنصة و قاضي القضاة واقف ذليل.
لن ينصلح قضاء الأرض سوي يوم الدينونة.حين يجلس قاضي القضاة الأعظم علي عرشه المهوب و يدين المسكونة بالعدل.و يلبس المدانون ثياب اللعنة مثل يهوذا.
سمعان القيرواني

سمعان أيها الرجل البار.ها هو يخرج مهرولاً قبل أن يحين السبت .يترك الحقل لأن حقلاً جديداً سيصير حقله.سوف يملك مع المسيح علي نفس الخشبة.
كان سمعان مرهقاً من عناء يوم طويل.فهو عمل لأجل الجمعة و السبت معاً لأنه لن يروي و لن يسقي غداً نفس الأرض.كان سمعان يعمل ما دام نهاراً .لقد شابه سيده.
ترك الحقل بعد أن تركه الحقل و قد إستنفذ قواه.
كان سمعان مولوداً في الشتات.بعيداً عن الهيكل و أورشليم.هناك علي ساحل القيروان بتونس تماماً مثل مرقس.ثم عاد لما أعاد هيرودس ترميم الهيكل.عاد فرأي الهيكل وبقي هناك.كان إشتياقه للهيكل نقياً فإستحق أن يري الهيكل الجديد الذي هو المسيح المتجسد.
رآه الجند رجلاً لوحته شمس النهار.فقالوا هو عبد؟ الشعب الخارج من سخرة المصريين صار يسخر بعضه البعض.و كأن العبودية سرت في دماءهم و  سارت معهم في البرية و دخلت معهم أرض الموعد؟ فلم تعد أرضاً للموعد.لذلك اليوم ينشق فخرها و تصير خراباً.اليوم لا تعد تعرف ما لسلامها.اليوم تتبدل أرض الميعاد بأرض جديدة.
كان سمعان يسير كالعبد من شدة تعبه.منحنياً ككل البشرية.شمس التجارب غيرت بشرته للسواد.لكنه صار جميلاً في عين العريس فجاء إليه حتي الصليب و دفع مهره .
- كان المسيح أيضاً منهكاً.تنزف جبهة قاضي القضاة من إكليل اللعنة.نظر سمعان منظراً غريباً.لم يكن كما نظر موسي في القديم حين رأي العليقة مشتعلة بالنار. بل المسيح مشتعل بالشوك.فمال سمعان.ليبصر هذا المنظر العجيب.
كيف يلبس المحكوم عليه ثياب ملك.و كيف يتفق أن النار و العليقة يبقيان معاً. تتقد النار و العليقة لا تحترق.
كيف يحمل صليباً و يلبس الإرجوان؟ كيف يتكلل بالشوك و علي الصليب عنوانه أنه ملك اليهود.
قال سمعان في قلبه آه من الشعب الذي يصلب ملكه. و يقتل أحلي ما فيه.
أخذوا سمعان و هو لا يدري سر هذا العنف معه.فلا هو مدين و لا هو هاتف بصلبه.هو في الطريق بين الحقل و البيت.و كان ماراً بالجلجثة و يعرف أن حمحمة آدم في مكان ما هنا.و يتمني أن يري آدم فإستحق أن يري آدم الثاني.
أخذوا سمعان.رفعوا الصليب عن المسيح.ربما يبلع ريقه و يتبلج.
كانت نساء هناك أشجع من كل الرجال.كن ينحن عليه.عذاري أورشليم تبكي و سمعان لا يدري القضية.ينظر إلي المسيح .كل أسئلة الدنيا تدور في عقله.
يتساءل. لماذا أنا هنا؟ و لماذا هو هنا؟ لماذا نصلب الملك و ننوح عليه؟ ما سمعت عنه شراً فماذا حصل.منذ أيام سمعت عنه أنه أقام لعازر.فهل قتلوه لأنه يقيم الموتي؟
أخشي أننا نصلب الملك و ننوح عليه. نقول أننا نحبه بألسنتنا و لكن أفعالنا متناقضة. لم يدري سمعان بنفسه إلا أنه وجد نفسه فجأة يتعثر تحت الصليب.
ما هذا الثقلالذي تحمله يا سيدي المسيح القوي .لماذا كل هذا ؟ فكر سمعان في نفسه هل سأموت اليوم ؟لكنني كنت في الحقل؟ هل العمل اليوم يستوجب الموت؟ ينظر إليه المسيح.لا يا سمعان البار.سأموت عوضاً عنك.لن تموت.
يقع سمعان تحت الصليب.يجري خلفه المسيح.يرفع سمعان.و يرفع الصليب.
ما هذا الجبروت أيها الفادي.كان المسيح يكلم بنات أورشليم لكن سمعان كان قابعاً تحت ثقل الخشبة.لم يدري شيئاً و لم يسمع شيئاً.
يركله الجند ليبتعد عن المشهد.يقف سمعان كمن يحتضر.أنفاسه متقطعة.يستمر المسيح إلي المنتهي لنخلص.يحبنا حتي المنتهي أيضاً.
شيئاً جديداً قد صار يملأ عقل سمعان.و رائحة الحياة تستولي عليه.كان تعب الحقل مؤلماً أما الآن فقد صار تعل الصليب مدهشاً.
ما هذا التعب ؟ليس كأتعاب العالم.ليس كتعب الحقل.أكتافي متهرأة من الخشبة لكن فرحاً عظيماً يغمرني.أن تصبح تحت الصليب فهذا يعني أنك الأكثر قرباً من المصلوب.
الآن علمت لماذا كان يقول لتلاميذه الذي يحبني يحمل صليبه و يتبعني.هو يريدنا أن نقترب و ليس نتعذب.يريد أن يوحد اللغة بيننا.ليست لغة الألم بل لغة البذل و الحب.
لم يستطع أن يبتعد سمعان .لم يرجع إلي بيته و لا إلي حقله.باع كل شيء. و ظل يتبعه.كان الناس فيما بعد يرون رجلاً مذهولاً بالحب.عيناه مثبتتان نحو الجلجثة فكانوا يعرفون أنه هو. سمعان القيرواني.و يتمنون أن يختبروا ما إختبره .
ليتني سمعان.
الوحيد مصلوباً

الآن يعرف إبراهيم لماذا ناداه الرب قائلاً خذ إبنك وحيدك حبيبك الذي تحبه و قدمه لي محرقة. إذ لم يكن الوحيد سوي إبن الإنسان.
كان نوح يبني الفلك فوق الجبل و لم يكن يدري أنه يشير إلي المسيح فوق الجلجثة.فهو سفينة النجاة.
كان نوح يتحمل تعييرات المعيرين إشارة لما سيحصل مع المسيح الفادي الوحيد.كم مرة كانوا يستهزئون بنوح حين يرونه حاملاً خشبة ليبني الفلك؟
من يريد أن يري نوح الحقيقي راس الخليقة الجديدة فليصعد.هلم فأريك.هذا هو نداء الروح لمن يريد.هو حامل الخشبة الآن و قد أتمم بناء الفلك الأبدي.
كان في الفلك الحيوانات الطاهرة و غير الطاهرة أنما في المسيح يصيرالكل طاهر.
شر الخليقة دمره الطوفان و شر البشرية غفره الصليب.
ظهر قوس قزح عالياً في السماء عهداً بين الله و الناس بعد الطوفان و اليوم نبصر قوس القزح أي الصليب  أعلي الجلجثة عهداً يمحو كل خطية و يطهر كل إثم .
إذا إهتزت الأرض.و إظلمت السماء و سمعت رعد عظيم فلا ترتعد.
قل حقاً هو إبن الله.الوحيد كإسحق.رأس الخليقة كآدم.سفينة الخلاص كفلك نوح. قل هو هيكل سليمان الحقيقي غير المتزعزع.قل هو تابوت العهد الذي يتقدمنا.قل هو عصا موسي الذي يشق غمار الظلمة .قل هو الصخرة التي نشرب منها ماء الحياة.قل هو يوسف الذي باعوه  اليهود أخوته فإشتراه الأمم ملكاً لهم.قل هو داود الذي غلب شاول بالبر و المغفرة.قل هو الحبل القرمزي الذي علقته راحاب فأرشدنا إلي إلي الفردوس .قل هو بوعز فخر راعوث الموآبية.
قل هو نوح حامل الخشبة.هو إسحق علي مذبح المحرقة.هو باب  حزقيال الشرقي الذي تخرج منه المياه الطاهرة.
قل هو قرن المذبح الذي من يتعلق به ينجو.
قل ما شئت .فكل الأشخاص إلي المسيح يشيرون. و كل الرموز .لكي يبقي هو الوحيد في المجد.فخر الرسل.جوهرة التاج .كلمة الآب الذي صار بيننا و رأينا مجده مجد إبن وحيد لأبيه.
أريدك أن تكون إلهاً وحيداً لي يا ربي يسوع المسيح. لا يزاحمك منافس في أشواقي. و لا شريك في أمنياتي.
وحيداً لي في الضيقات فلا أتكل علي ذراع بشر. وحيداً لي في أفراحي فتتقدس بك.وحيداً لي في بيتك فأخدم لأمجدك وحدك.وحيداً لي في بيتي فنكون كلنا لك.
وحيداً لي في فكري فأسير بفكرك.وحيداُ لي في لغتي فأتكلم بلسانك.كن لي بطيبك الخالص وحيد العنصر.فلا يتشوش ضميري و لا أتفرق بين رأيين.
وحيد أنت في المعصرة لأجلي ليتني أنا أيضاً أكون إبنك وحيدك وتقبلني.
كل التائبين يجدون فيك طريقاً إلي الآب فيراهم مثل إبنه الوحيد.فالمرور من خلالك يكسونا بصورتك و مثالك صورة الإبن الوحيد .
أيها المصلوب الوحيد في ولادته و في موته.الوحيد في صلبه و الوحيد في قيامته.الوحيد في صعوده و الوحيد في جلوسه عن يمين الآب.كن الوحيد الملك علي حياتنا لأنك بالحقيقة الملك الأعظم.
 
 
 

490
نهر الماء الطاهر
خميس العهد2012
Oliverكتبها

إلهنا و إلههم
كل آلهة الأمم آلهة جائعة تطلب ذبائح.أما إلهنا السخي فهو يعطي نفسه ذبيحة.
كل آلهة الأمم فقيرة أما أنت  يا يسوع القدوس فتفتح خزائن حبك و تعرض عطاياك بالمجان.
لا يوجد إله يقدم نفسه لعبيده إلا أنت يا مسيح الكل.فكل إله غيرك ينتظر من الناس عطاياهم و أما أنت فعطاياك حاضرة للجميع حتي حياتك تقدمها مجاناً لنا.
آلهة الناس تفرح بعيوديتهم أما أنت فتفرح بتحويل عبوديتنا إلي بنوية.
آلهة الناس تتعالي عليهم و أنت تتنازل لأجلنا حتي إلي الموت .
آلهة الناس تنتظر من كهنتها أن تحبُك عنها الأساطير الكاذبة و الخوارق الوهمية أما أنت فلما أتيت نراك أخفيت ذاتك .تسترت في جسم بشريتنا و لما أردت أن تصبح لنا وليمة نراك أخفيت نفسك في الخبز و الخمر.مع أنك عجيب و قادر علي كل شيء.
إبراهيم و إسحق
اليوم توضع السكين علي رأس إسحق الحقيقي .اليوم يظهر لإبراهيم ما هي المحرقة التي يراها الرب لنفسه.
لا تضع سكيناً علي رأسك أيها الإنسان الضعيف فالمسيح ذبح عنا.
ما هي السكين التي بها ينتحر الناس سوي الخطية.ضع سكينتك علي رأس المسيح.فهو يموت مرة واحدة و يقوم.
إبراهيم أخذ الحطب.و شققه حتي يصبح كالصليب.فالصليب كان خطة إلهية قديمة.إبراهيم سار بإسحق ثلاثة أيام حتي يعود بإبنه و اليوم بقيت ثلاثة أيام لكي يعود بنا إبن الله للفردوس.
أخذ إبراهيم السكين و النار.لقد كان ينوي أن يصنع من إسحق فصحاً كاملاً.يشوي جنبيه.غير مدرك أن الجند الرومان سيطعنوه .فيحترق بالرمح عوضاً عن النار.
أبراهيم و إسحق و النار ذهبوا معاً.ليكونوا رمزاً لخلاصنا الذي تم بالآب و الإبن و النار أي الروح القدس.
لم ينطق إسحق طوال الطريق .صعد صامتاً أمام الذي يجزه. لم يفتح فاه.كان عنده سؤالاً واحداً إذ قال يا أبتاه أين المحرقة؟ هل أنا المحرقة؟ بمثل هذا القول طلب إبن الله من أبيه قائلاً يا أبتاه إن أمكن أن تعبر عني هذه الكأس و لكن لتكن إرادتك.
هكذا أيضاً خضع إسحق لإرادة أبيه.حتي وضعه أبيه علي المذبح.الآب هو الذي بذل إبنه الوحيد و هو الذي وضعه علي الصليب  .ليس يهوذا ذو فضل و لا اليهود المتآمرين و لا الرومان بل الآب بقصده التام صنع لنا فصحاً أبدياً.
حسناً أبي إبراهيم أنك لم تشفق علي إبنك. هكذا لم يشفق الآب علي إبنه بل علينا نحن.حتي بذله غفراناً عن خطايانا.
اليوم يقول الآب بأعلي صوته أنا أحبكم. اليوم يقول الإبن بأعمق حبه أنا أحبكم.
علي جبل أورشليم في العلية يؤسس فصحاً  أبدياً و غداً علي أعلي جبل الجلجثة يصنع الخلاص .و يوثق عهده بالدم .يكتب وثيقة الحب الأبدي . و يدفع مهر العروس.فيصير منذ هذه اللحظة كل شيء مجاناً حتي الأبدية.
بين الفصح في العلية و بين الفصح في الجلجثة رابط وحيد.فالموت نفس الموت.و الدم نفس الدم. و الجسد نفس الجسد.نحن بين فصحاً علي الجلجثة كالينبوع. و فصحاً في العلية يملأ الكأس من هذا الينبوع من نفس دم المسيح النازف علي الصليب . و يملأ الصحفة من نفس جسد المسيح المصلوب علي الصليب.
تستطيع أن تتساءل أما كان يجب أن ينتظر المسيح حتي يموت ثم بعد ذلك يؤسس الفصح فيكون تقديمه جسده و دمه قد تم بالفعل .تستطيع أن تقترح شيئاً كهذا و لا تكون قد تجاوزت.
نعم يمكنك ان تظن أن هذا منطقياً .لكن سر العشاء الرباني كان يجب أن يحل محل الفصح الرمزي اليهودي. لذلك تم في نفس يوم فصح اليهود.لذلك قال معلمنا إصنعوا هذا لذكري .هذا أي فصح العهد الجديد و ليس ذاك أي فصح القديم.
كما أنه ليس فقط فصح بل أيضاً عهداً جديدا و كأي وثيقة تُكتب أولاً ثم توثق .فالمسيح صنع الوثيقة يوم الخميس و وثقها بدمه يوم الجمعة.
علي أننا يمكن أن نفهمها بالرمز أيضاً. ففي اللحظة التي تلقي فيها إبراهيم الأمر بتقديم إبنه.إعتبر إبنه أنه قد مات.و لا ينقص سوي التنفيذ .و بمجرد أن أطاع إسحق و خرج معه فيعد إسحق قد مات حتي لو يتم التنفيذ.كل ما يتبقي مسألة ساعات أو ثلاثة أيام ليصلا إلي الجبل و يصعد المسيح في إسحق علي الجبل هناك يكون محرقة .
هكذا كان يجب أن يقدم  المسيح نفسه لنا فنقبله بنفس إيمان أبينا إبراهيم.
كل من يتناولون جسد و دم المسيح بإيمان إبراهيم ينجون من الموت.
أما الذين لا يدركون الأسرار فيبقون مع الغلامين تحت سفح الجبل.يحرسون الآتان.اي يفهمون الحسيات فقط.أما أنت فترتقي مع إسحق و إبراهيم.تصعد حيث يصعد الفاهمون. و تنير كالجلد في السماء.تشرب لنفسك دم الحياة و تأكل جسد الحياة. واثقاً من خلاله أنك تشترك في العهد و تستفيد من وصية الموصي. و ميراث الفائزين.
كل من يطيع كإسحق يصير بركة.كل من يطيع كإبراهيم يكثر كالنجوم.
نزل الجبابرة من علي جبل المريا و عاد إبراهيم مع الغلمان و إبنه إلي بئر سبع أي بئر الشبع.و كل من يقتات علي الخبز السماوي يشبع أيضاً.
إشبعوا بالجسد و الدم لأنه غذاءاً سماوياً ليس مثله في الأرض.
رؤيا حزقيال عن باب المشرق حز 47
ثم حملني الروح و أدخلني من باب البيت. حين لم يكن ممكناً فيما سبق أن أكون أبداً في البيت. كنت قبلاً في أرض تنبت شوكاً و حسكاً.لكن الروح أدخلني لأنه يأخذ مما صنعه المسيح عني و يعطيني.
إذا ماء خارج من المشرق.من البيت يخرج.و ما البيت إلا المسيح.الذي بواسطته و بوساطته يرسل الآب لنا الروح  القدس .
كان الماء منحدراً من الجانب الأيمن.من الجنب المطعون ينحدر .من هناك كان الرحم السماوي الذي ولدنا.
كان الماء ينهمر.إلي الركبة ينهمر.حتي يقود القدمين في الطريق.ثم إلي الحقوين ينهمر.حتي يصبح العزم و الإرادة خاضعين للمسيح.ثم إلي العنق ينهمر ثم فوق الرأس فنظن أن المياه ستغرقنا لكن مياه الرب تحملنا فنسير كمن لا يبذل مجهوداً ليسير.
طالما تسير في إتجاه المياه فأنت لا تتعب.و كل من يسير حسب إرادة الروح القدس يستريح مطمئناً.
ذهبت المياه إلي كل الأراضي.كل النفوس.إلي بلاد العرب .بني إسماعيل أيضاً .ذهبت للمرفوضين.المياه تطهر الجميع.خلاص المسيح خلاصاً كونياً.للعالم كله.و لكنه عند المرفوضين يتودد أيضاً.يبذل وقتاً ليفتحوا له باباً فيغمرهم.
لذلك غسل السيد أقدام تلاميذه بالنهر الطاهر.في يديه نبع النقاوة.لذلك أخذ خبزاً علي يديه الطاهرتين.فمياه النهر تأتي بهما.
العلية
سأله التلاميذ أين نعد لك الفصح؟ فإذا السيد يفاجئهم أنه قد أعد كل شيء.الآتان ينتظركم و رجلاً حاملاً جرة ينتظركم و العلية تنتظركم مفروشة و مهيئة.
عند العلية لا يتطلب الأمر سوي أن تأتي برغبة عميقة للحرية نم كل القيود و للإتحاد بمحرر العبيد.
عند العلية لا تنشغل بالأتان ( الجسد) و لا بالمكان ( أين نعد الفصح) بل بالمسيح و معه تصنع صلحاً.
حين يتقدم لغسل رجليك فلا ترفض.حين يكشف لك عن قذارة العالم التي لصقت بك فلا تستح.لا يهم ماذا سيصنع بك لأنه سيطهرك و يخلق منك بيتاً جديداً .
لا تنشغل بيهوذا فهو موجود في كل كنيسة و كل مجتمع .تفضحه نقاوة الأنقياء دون أن يتكلموا.تكشفه دماء المسيح الزكية و تتثاقل عليه الحياة حتي يختنق بإرادته.لا تنشغل بيهوذا في الكنيسة بل بالمسيح.
حين يقول السيد الرب واحداً منكم سيسلمني إفحص نفسك لئلا تكون أنت مسلمه.
و حين يريد أن يغسلك أنظر إلي عينيه .و استمتع بلمسة يديه و هو ينقيك.فليجفف بالمنشفة دموع توبتك.لأنه مستعد أن يحييك إن أردت.
بعد اللقمة يصبح المسيح داخلك أما الخائنين فتنزع منهم اللقمة و يحل فيهم الشيطان كيهوذا . لا تنكر جسد الرب و دمه لئلا تصير مبغوضاً.
خذ نصيبك من المسيح .لأنه أعطي كل واحد قسماً منه. فأنت يد المسيح و آخر صوت المسيح و ثالث قلب المسيح و رابع حضن المسيح .و إسأل نفسك من أنا في المسيح.ما دوري معه.و كن إناءاً مختاراً لأنك متي إحتوي جسدك جسد مخلصنا فقد صرت حقلاً حاملاً الكنز الأبدي فلا تستهن بحداثتك بل إنطلق كالجبابرة في الأرض. و إصنع بالمسيح عجباً لمجد الآب. فقط إعلم أولاً أنك عضو في المسيح و أنك آلة بر تعمل صنعته و إسأله لتعرف دورك .قل له مع بولس ماذا تريد يا رب أن أفعل.
اليوم يوم خلاص .و لنا أن نفرح به.فإبراهيم أراد أن يري هذا اليوم الذي فيه يعرف من هو المحرقة الذي يفتدي إبنه إسحق من الموت.اليوم يعرف إبراهيم و نعرف نحن الذبيح السماوي.
فلنرقص فرحاً للرب و نبتهج به كمن يزف العروس.فلنشكر من أسس سر الشكر.
 
 

491
يوم الدخول إلي الأعماق
أربعاء البصخة 2012

Oliver كتبها
فحملني الروح إلي الدار الداخلية حز 43
كنا جميعاً نقف خارجاً. منذ آدم نقف خارجاً .منذ طردنا من الفردوس .منذ وقف كاروب يحرس المداخل و يمنعنا.منذ إختبأ آدم خلف الشجرة و إختبأت حواء خلف آدم خلف أوراق التين .وقفنا جميعاً خارجاً.و لذلك خرج لنا إبن الله خرج إلي العالم لندخل نحن إلي السماويات.
صنع لإسرائيل بيت إيل فدخل إسرائيل بيت إيل و أثم بداخله.
  . أخرجه من مصر فدخل إلي التذمر.
 أخرجه من العطش فصنع لنفسه عجلاً ليعبده.
وضع لإسرائيل ناموساً فصنع إسرائيل لنفسه ناموساً خارجاً عا 4
ما هو ناموس الخارج إلا أن تخشي الناس و لا تخشي الله. أن تطيع المخاوف البشرية .أن تهتم بالمظاهر الجسدية لا بالروحيات.ناموس الخارج يمكن أن يكون جميلاً كالقبور من الخارج لكنه يستحيل أن يكون جميلاً من الداخل بل كالقبور مملوءاً نتن و دنس.
مشكلة إسرائيل أن داخله ميت.كان الداخل فارغاً و لم يرجع إلي الرب.
خرج الروح النقي من النفس فدخلت المياه  الفاسدة إلي العمق و أغرقتنا الضيقات.
بينما نفس المسيح له سلطان عليها .لا يضعها سواه و لا يملأها سواه ولا يأخذها سواه.
أما نحن فكنا ندور في الفراغ.يقتلنا الجدل .ندمن الثرثرة و لا نثمر.هكذا الخارجين عنك يظنون أنهم أحياء يتكلمون بينما هم أموات يثرثرون.
ثم يتساءل الفارغون بين بعضهم البعض قائلين لماذا تسمعون له؟ يو 10
بيت الأبرص بيت الطهارة
دخل المسيح بيت الأبرص .فأصبح بيت الطهارة.فخرك يا سمعان أن بيتك صار سماء حين دخله مخلصنا.و في بيتك يتوب التائبون و ينالوا رحمة.
ما دام المسيح في داخلك سينكشف يهوذامر 14 و يتضح فساد النيات الملتوية.
من يمتلئ داخله بالمسيح يصبح بقعة سماوية علي الأرض تتظلل عندها النفوس المتعبة و تجد سلاماً.
في بيت الأبرص جلس مسيح العالم.فأصبح بيت الأبرص أشهر من بيوت الملوك.هكذا من يقتني المسيح في أعماقه يصبح ملكاً و إبن ملك.
دخلت المرأة قلب المسيح قبل أن تصل إلي بيت سمعان الأبرص.و دخل المسيح قلبها فإبتاعت بكل ما تملك طيباً خالصاً. لأنها تعلم أن السيد لا يحب الغش. و هو يريد النقاوة. لذا أتت بطيبها تنسكب معه ليملأ داخلها نقاوة.مر 14
قالوا لها أتلفتِ الطيب فقال المسيح أنتم لستم أهلاً للمجد مثلها.
كل الممتلئين بالمسيح يتعرضون للجوارح فتنهشهم.يزمجر الأسد عليهم كفريسة عا 3 .
اليوم يختفي المسيح عن المهتمين بالظاهر و بالقشور غير مبالين بالداخل.يتواري عنهم و يمضي لأنهم يحبون الظلمة الخارجية و ليس نور العالم  يو 12 .
آمن الكثيرون و لكن لسبب الفريسين خافوا أن يعلنوا مسيحهم لئلا يصيروا خارج المجمع.يو 12 : 42 .خافوا أن يصيروا خارج المجمع فصاروا خارج المسيح.أحبوا مجد الناس.فخسروا مجد الله. كل من يعتني بالخارج دون نقاوة القلب يخسر مجد الله.كل من يخشي أن يخرج خارجاً من الناس يبقي خارجاً عن المسيح.
يغضب الرب بشدة علي المرائين.ذوي اللغات الملتوية.و النصائح المدمرة.ذوي الخبث و الرأيين.الذين يحابون و لا موضع للحق في حضنهم.حز20
يغضب الرب اليوم و يلعن هذا الخارج.أما أبناء الملكوت فيهربون إلي أعماق الله لكي يصبح الروح القدس في أعماقهم روحاً نشطاً مؤثراً عمالاً.
أخرج خارجاً و إبك بكاءاً مراً مع بطرس.أخرج خارجاً و لا تقف في كل الدائرة.أخرج و حطم روتين حياتك الذي يسرق أيام عمرك دون أن تلاحظ.
أخرج قبل أن تصير مطروداً بغير إرادتك.أخرج من لغة الأرض.و أمنيات الأرض.أخرج من ثقل الأرض. و أدخل إلي إشتياقات السماء.أدخل إلي فرح سيدك من الآن. إفرح بالمسيح و بإنجيله و وصاياه.. إفرح بصليبه و بقوته و عجائب قدرته.إفرح بإنتصارك فيه .إفرح حتي بدموعك.فهي الطيب الذي به تطيب المسيح الذي في داخلك.
لا تنتظر اليوم الذي يختفي عنك المسيح فيه. لا تدعه يتواري عنك .لا تدعه يحجب وجهه عنك.قل له وجهك يا رب ألتمس لا تحجب وجهك عني. قل له وجهك يسير أمامي. تري وجهه. تري ملامح الرضا عليه. تسمع بماذا يتكلم.و تراه و هو يسمعك و تحفظ كل هذا في الداخل أي في قلبك.
 
اليمامة و السنونة و عصفورة الحقل عرفت ميعاد دخولها إر 8 : فهل نتعلم من طيور السماء.هؤلاء هم القديسون الذي باعوا كل ما عندهم و إشتروا حقلاً لأن في داخله كنزاً يفوق اللآلئ.
لنسأل نفوسنا اليوم هل ناموس الرب لنا؟ لأنه كثيراً ما نظن أن ناموس الرب لغيرنا و أما نحن فلا حاجة لنا إلي ناموس؟
نور العالم
متي يشرق النور فهو يتغلغل في داخل الظلام و يخترق كل ما فيه.فالمسيح إذن لأنه نور ينبغي أن تدعه يدخل القلب و يخترق الحجب التي فيك.ضع يدك بيده.ضع أصبعه علي أماكن الوجع عندك.قل له أخطاء النفس و الجسد و الروح.قل له ماذا أصابك.فالنور هو شعاع المسيح الفاحص للمكنونات.
لا تتغني بالنور و هو خارجاً و لا تسبح المسيح باللسان وحده.تستطيع أن تتغني بالنور إذا إستنرت به.أما المفتخرون بإسمه دون أن يعطونه القلب فهم مخادعون.
العمق العميق صار مسلكاً فهل هو مسلكك أنت أيضاً .
اليوم يدعوك المسيح مع أبينا  إبراهيم أن تخرج من أرضك التي تظن أنها أرضك؟ من عشيرتك و تقاليد الناس.إلي أرض تدخلهاسيريك إياها فيما بعد هذه التي لا يدخلها سوي الذين إقتنوا المسيح بالإيمان العامل بالمحبة.
نور العالم أنت لو سرت حاملاً المسيح وسط الناس في كل مكان توجد فيه.
نور العالم كإستراحة المحارب تكون أنت فيهدأ عندك المضطربين و يجدون سلاماً.
آه يا سيدي .أنت في داخلي كنزي.أخاف عليك لو تواريت.أخاف أن تسرقك مني جهالات النفس و إنحرافات الفكر.
لا تكن فقط في داخلي بل كن أنت داخلي نفسه.كن الداخل.كن العمق.كن مسكني و أنا مسكنك.تدخل إلي و تتعشي و أنا معك.
كنت في أمك العذراء فصارت جميع الأجيال تطوبها .فكن داخلي مولوداً و مصلوباً و قائماً و حياً بروحك القدوس .
كنت في إيمان الأنبياء فكن جوهر إيماني.لا تتركني أحتفظ بإيماناً شكلياً يكرر النصوص الدينية و يتسلي بالمعرفة  بل كن إيماني الذي أرتكن عليه في كل نفس أتنفسه. و كل خطوة أخطوها.
خلاصي و مجدي أنت مز61. سر إبتسامتي.و مصدر قوتي.كيف لا أتكل عليك.
بك أحيا و أتحرك و أوجد فكيف أحيا بدونك و أنت لي الحياة.
كن داخلي حين أصلي فتكون صلاتي من داخلي من القلب.لأن كل صلوات اللسان مكروهة.
كن داخلي حين تقع عيناي علي كلماتك حينئذ تشير لي بسهم المحبة عما هو مختبئ داخلها من الكنوز. فعين الناس لا تقرأ لغة السماء. و عين المسيح تفحص الأعماق لذلك دعني أستعين بعينك حين أقرأ كلامك و أستعين بقوتك لأنفذه.
 

492
بين الزيتون و الهيكل
إثنين البصخة 2012

Oliver كتبها
في الصباح تتراءي في الهيكل في المساء تبقي في حضن أبيك في الزيتون
مشتاق أنت لمجدك.
بين الخلوة و بين الخدمة أتممت عملك علي الأرض. بين الآب و بين الناس كانت وساطتك.
أراك تشفع فينا في المساء عند حلول الظلام علي البشرية تخلو أنت بالآب و تتوسط. و في الصباح ترسل نورك علينا لكي نعرف الأب.
تأخذ من الآب و يأخذ منك الآب.فأنت في الآب و الآب فيك.تأخذ من الناس أسوأ ما فيها لتنقيها و تأخذ من الآب أحلي ما فيه لتخلصنا.
علي جبل الزيتون تخلص و فوق الجلجثة تخلص.و يبقي الهيكل شاهداً بين هذا و ذاك.
تضع علامات في الطريق كي لا ينكر أحد صنعتك المدهشة للخلاص. فهذه تينة ملعونة و تلك أطياب تكفنك و أنت حي . هذا فصح للعهد الجديد ترسمه بجسدك و دمك.ثم عرقك ينساب في البستان و يترك آثاراً لا تنمحي بين الآب و بين الناس.ثم ذاك حجاب هيكل منقسم.وشمس النهار ترسل ظلاماً؟
من يستطيع أن يتجاسر و ينكر عملك الكفاري سوي الذين لا يبصرون و لا يسمعون و لا يفهمون؟
في الهيكل تصيح .ما الداعي للذبائح؟ فلتقلب موائد الصيارفة لأن هيكل العهد الجديد لا يشترونه بفضة أو ذهب بل بدم الإله الحي يسوع المسيح المتجسد.
أكلتك غيرة البيت.فتجسدت لتصنع لك بيتاً جديداً في قلوبنا غير قابل للتهدم.
 فلتطرد البقر و الغنم من هنا لأن ذبيحتك قد إعدت و وليمتك للجميع مجاناً.
بيت أبيك نحن. هذا ما عدت إلي الزيتون لتقوله عنا للآب.
سألوك عن سلطانك؟ المرؤوس يسأل الرئيس عن سلطانه؟ رؤساء الكهنة يسألون واهب الكهنوت ما سلطانك؟ لا بأس  فهم لم يذهبوا معك إلي الزيتون و لم يسمعوك تناجي الآب .و بالآب لك كل سلطان.لقد دفع إليك كل السلطان.لم يروك و أنت تأخذ لأن عيونهم قد ختمت عليها رأس الحية فصاروا يعرفون سلطاناً آخر و يخضعون له دونك.
سألك الناس ألعلك أعظم من أبينا إبراهيم؟ و لكنهم يقولون أبينا إبراهيم (الذي مات) ؟و الأنبياء ( قد ماتوا أيضاً) ليتهم الآن يكملون السؤال و يسألونك قائلين و هل أنت لا تموت؟ و يسألون أيضاً قائلين سمعنا تلميذك بطرس يقول عنك أنك أنت إبن الله الحي فهل ستظل حياً إلي الأبد؟ ليتهم أكملوا السؤال و قالوا هل لو وثقنا فيك سنكون بمأمن من الموت معك؟ ليتهم سألوك قائلين مع بولس من ينقذنا من جسد هذا الموت؟ ليتهم يسألونك مع أيوب قائلين هل من مصالح بيننا و بين الآب؟ ليتهم سمعوا عند الزيتون .
لو سمعوك لكانوا قد عرفوا بأي سلطان تفعل و بأي سلطان تتكلم.و بأي سلطان تخدم.لو ذهبوا في المساء خلفك عند الزيتون لراحت منهم كل الأسئلة و ضاعت كل الإستفسارات.
لكنهم عادوا إلي الهيكل القديم.و بدأت الصيارفة تلملم موائدها مجدداً .و نسي الناس أمر التينة التي لعنتها .و بددوا فرص خلاصهم.
من أين أنتم؟
من أين أنتم؟  لو 13 كان هذا سؤال رب البيت للقادمين متأخرين بعد أن أغلق الباب.
هل أنتم من الهيكل القديم؟ من عند أسئلة الموتي؟ أم من الذين ذهبوا معي إلي جبل الزيتون حيث يتعرفون و يتصالحون مع الآب؟
من أين أنتم ؟ هل يستطيع أحد أن يجيب؟ لا يكفي أن المسيح كان في شوارعكم يعلم .أو كان في كنائسكم .أو كان في كل مقتنياتكم .لا يكفيه إلا أن يكون في داخلكم لكي يكون ملكوت الله داخلكم.
لا يكفي أن تقولوا أكلنا قدامك و شربنا؟ لا يكفي ممارسة الطقوس.لا يكفي الصوم و الإحتفال بالأعياد.لا يكفي التناول كقوم عادة.كمن يأكل و يشرب دينونة لنفسه.
المخلص يريدنا أن نتبعه إلي الزيتون.ثم إلي الجلجثة ثم إلي الزيتون. و نبقي هناك قليلاً ثم ننتشر لنبشر بخلاصه.فلتصعد إليه كل القبائل.كل الشعوب.
من أين أنتم ؟ هل ترانا مستعدين للإجابة عن هذا السؤال اليوم؟
المجد بين الزيتون و الهيكل
هذا مخلصنا يسوع المسيح يعلن للجميع .أبي هو يمجدني..... لذلك هو يذهب للزيتون.الأب وحده هو الذي يعلم عظمة الإبن و يمجده . و الإبن وحده هو الذي يرضي الآب و يمجده.الآب يمجد الإبن و الإبن يمجد الآب.لذلك يذهب المسيح إلي الزيتون. فالعمل الخلاصي سيتم من خلال المجد.لذلك يقول الكتاب أن يسوع لم يكن قد مُجِد بعد.
لا يتم الخلاص عند الجلجثة وحدها بل أيضاً عند الزيتون.
الحياة مع المسيح تحتاج الجبلين.الجلجثة و الزيتون. لا تقف علي واحد و تترك الآخر.فلا صليب بغير مجد و لا تجلي بغير ألم.لا موت بغير قيامة و لا قيامة بغير صعود و حلول للروح القدس. خذ المسيح كله.بكل مراحل الخلاص التي رسمها.
لا تقل أن الزيتون مرتفع عليك و أن الجلجلثة صعبة عليك. فكل جبل و كل تلٍ ينخفض و الطرق الوعرة تصير لك سهلاً .فقط إلجأ للمسيح فيأخذ بضعفك و يضع فيك قوته.لا تقف تحت التل و تتصاغر نفسك.فهو الذي يرفع المتضعين.
إتبعه عند هيكله الجديد .أي جسده المحيي.إتبعه إلي الزيتون فهو الوسيط الوحيد بين الآب و بين الناس و هو يتوسط لك.
لا تخلص إلا لو غادرت الهيكل المتصدع القديم.لا تخلص إلا لو خلعت القديم و لبست الجديد.
التينة لا زالت ملعونة.لكي يدرك الجميع أن الذي يخلص يستطيع أيضاً أن يدين و الذي يبارك يستطيع أيضاً أن يلعن .
و مجد الهيكل القديم المستباح يناشدك أن تلوذ بالهيكل الذي يبقي إلي الأبد. الحياة الوحيدة المتاحة هي  في مخلصنا.هو يجعل الكل جديداً.
من أين أنتم؟ أمن الزيتون؟ أم من الهيكل القديم .تغلبكم العادات و آراء الناس.تمارسون الروحيات كالكتبة و الفريسين؟ أم تهتفون أنكم تتبعون الإله الحي و تتعلمون لعة الكلام السماوي.الترنيمة الجديدة.كل ما في السماء ترانيم.لأن كل اللغة هناك نشوة و فرحاً و نغماً يخترق الكيان كله.هذه لغة التخاطب مع الآب.
فلنذهب إلي الخلوة في الزيتون و نتعلمها.فلنسهر علي أنفسنا و نحترس لنتعلمها.
فلنصمت عن الكلام قليلاً و نتعلمها.ما أحوجنا إلي الزيتون و لغة الآب.
 

493
سبت المسيح أم سبت لعازر
بصخة 2012
Oliver كتبها
بين الموت و الحياة
يعبر الموت كل الضعفاء لكنه يقف كعبد أمام سيده المسيح.يدوس الموت كل البشر لكنه يقف مستئذناً  مخلصنا الصالح الذي  يستطيع أن يردعه.
لعازر – نام - مثل لعازر – مات - عند قاهر الموت.فما الموت إلا نوم . و ما النوم إلا موت.هكذا الموت كالحياة في يد مخلصنا .
أدهش الكلام كل الملائكة حين قال مخلصنا ( لأني لم أكن هناك لتؤمنوا) أحقاً لم تكن هناك يا سيدنا الصالح؟ فكيف إذن مات لعازر؟ ألم تكن مع حبيبك عند موته؟ ألم يستأذنك الموت في قديسك؟ربما لم تكن هناك بالجسد ؟ لكنك مالئ الكل بلاهوتك و رغم هذا لم تضع هناك حاجزاً بين الموت و لعازر. بل سمحت للموت أن يتوغل  لكي تظهر قوتك. نعم لم تكن هناك تعني أنك لم تكن هناك لتمنع الموت بل لتسمح له. لم تضع عائقاً يعطل فعل الموت بل عن رضا قد أذنت للموت راضياً بفعله لكي تظهر شدة حياتك في المائتين.
مات لعازر .فكل القديسين يموتون. مات حبيبك لأنك لا تمنع الموت عن أحباءك. بل تجعل الموت ينقلهم إلي حضنك. الموت خادمك تصنع به كما تصنع بالحياة.تجعله للخير كما تجعل النسمة في أفواهنا. ما الموت سوي رحلة تكريم لأتقياءك.موكب تشريف لخائفيك.حفل إستقبال ملوكي لأحباءك.ما الموت عندك؟ لقد جعلتنا نحب الموت لأجلك كما نحب الحياة معك. لقد تصادقنا مع الموت.حين أفقدته عنفوانه.و روضته كحمل عند أقدام بني الملكوت.كم لعازر يموت و هو بشوش .كم لعازر يري الموت ليس كما يراه الهالكين.
لعازر رأي الموت بلا شوكة.بلا سلطان.لعازر وجد أن الموت ليس الخاتمة.ليس أبداً نهاية حياة. فها هو يموت ليس كما يموت الهالكون. يموت و هو لا زال يسمع صوت مخلصنا.
اليوم نفهم سؤال مخلصنا : هل أعوزكم شيء؟ لا يا رب لم يعوزنا شيء.أخذنا منك الحياة غير ناقصة. بل ممتلئة حتي إلي الأبدية. أخذنا و فاض فيضاً وفيراً. أخذنا و رأينا و لمسنا و عشنا من العظائم و العجائب ما زاد عن خيال كل الناس. لا يا سيدنا الجزيل العطاء لم يعوزنا شيء.
لعازر حبيبنا
يدهشنا قولك يا معلمنا القدوس يسوع. لعازر حبيبنا ؟ هل هو حبيب الثالوث لذا قلت حبيبنا و ليس حبيبك فقط؟ نعم هو هكذا . لأنه بدون نسمة الروح القدوس .بدون أمر الآب .بدون وساطة الإبن لم يكن ممكناً أن يقوم لعازر. السر في قيامة لعازر هو في هذه الكلمة فقط ( لعازر حبيبنا) حب الثالوث الأقدس هو سر حياة كل البشر. و رضا الثالوث الأقدس و عمل الثالوث معاً هو السبيل الوحيد للقيامة. لعازر حبيبنا ...... ما أكرمك أيها القديس محبوب الثالوث.و ما أعظم عمل الثالوث في المائتين.
لعازر حبيبنا أيضاً تعني أنه حب المسيح يدفع كل أولاده للتوحد في نفس الحب. هو المحب الحقيقي الذي من نبع محبته يفيض الحب و يشمل كل أولاده معاً. نعم بهذا يعرف العالم أننا تلاميذك. إن أحببنا بعضنا بعضاَ لأن هذا يعني أن إلتصاقنا بنبع الحب هو إتحاداً حقيقياً .لا يستطيع أولاد المسيح أن يدعون أولاده لو لم يكن الحب هو لغتهم الوحيدة معاً.لهذا يقول مخلصنا أن لعازر ( حبيبنا) كلنا . فطالما أن المسيح يحبه علينا أن نحبه. إننا نقلد معلمنا في محبته لأتقياءه.
أم لعازر حبيبنا تعني أنه ضمن تلاميذك و خدامك. فتتكلم عنه ضمن التلاميذ .كأن حبيبنا تعني أنه حبيبكم أيها التلاميذ.لأنك أنت الذي بتواضعك سألت بطرس قائلاً أتحبنى ؟ لكي تجعل منه راعياً و خادماً ...لعازر حبيبنا أصبحت تساوي لعازر خادمك و لأنه حبيبك  فهو شريك في الخدمة و البشارة. هو شاهد أمين لعمل مخلصنا الصالح و سلطان لاهوته. هو حبيبكم أيها التلاميذ لأنه الوحيد الذي أقامه المسيح ليبشر .فنحن لم نسمع عن إبن الأرملة بعد إقامته. و لم نسمع عن الصبية طابيثا. و لم نسمع أن أحداً مات ثم قام ليبشر سوي لعازر لذا هو حبيبنا. و سوف يتبع تلمذته كثير من الراقدين الذين سيقومون وقت موت مخلصنا يوم جمعة الصلبوت. هؤلاء سيظهرون لكثيرين متحدثين عن عمل الإبن الذي خلص العالم. هكذا صار لعازر بكراً للمبشرين بقوة القيامة بين التلاميذ.
لذلك لعازر هو حبيب التلاميذ أيضاً. فهو الوحيد معهم الذي لديه خبرة الموت و خبرة القيامة معاً. هو الوحيد الذي عرف معني الإنسان الجديد قبل بولس الرسول. هو الوحيد الذي فهم ما هي متاريس الموت و ما هي مخارج الحياة أيضاً و رآهما بعينيه مثل الشمس.
لعازر حبيبنا. نعم حبيبنا نحن أيضاً لأن فيه رأينا كيف تستطيع المحبة أن تقيم الأموات. كيف تستطيع المحبة أن تغلب حتي قوة الموت القاهرة. كيف تستطيع المحبة أن تفك كل الأربطة و القيود التي تتحدي المسيحي ذو الإيمان الحي.
لكني أذهب لأوقظه؟؟ لنذهب إليه...
و من يذهب إلي القبر بجرأة سواك؟ و من يتساوي عنده الموت و الحياة سواك؟ من يستطيع أن يفعل شيئاً في هذا المصاب الأليم غيرك... حسناً أنت الذي أتي إلينا. ذهبت إلي الميت الذي هو الإنسان. ذهبت لأن أباك السماوي سٌر أن يرسلك لأجلنا.
يحتاج الأمر دوماً إلي تدخلك يا سيدنا الصالح يسوع.إذهب أنت لتوقظه .يا لتواضعك .لم تقل أنك ذاهب لتقيمه لكي لا تظهر بطلاً و أنت صانع الأبطال.لم تقل أنك ذاهب لتعيد له الحياة لكي لا يندهش السائرون حولك و يتعجبون منك؟ حتي ساروا يتضاحكون معاً قائلين هيا نذهب لنموت معه؟ غير مدركين أن الذي يسير معه يصبح أقوي من الموت و أقوي من الهاوية .ألم يحكي أن أخنوخ سار معه و لم يمت لأن الله إختطفه.ما بالك يا توما إذن لم تنتبه لما قاله المعلم السماوي.؟
تعالوا لنذهب إليه .... ليس إلي لعازر بل إلي مخلص لعازر و مخلص كل ذي جسد. تعالوا نسير معه لنقوم من موت الخطية.تعالوا نرافق القيامة و الحياة فلا يكن للموت الثاني نصيب فينا.نعم من يسير معه و لو سقط فسيقيمه. لأنه الثاني لكل واحد.و الرفيق السائر مع كل نفس يهبها نسمة الوجود.تعالوا نذهب معه حيثما سار نسير و لو إلي وادي ظل الموت حيث قبر لعازر.
السؤال بين الموكبين
كانت هناك مسيرة جنائزية تحيط بمرثا و مريم .مشيعون و معزون و نادبون.و كانت هناك مسيرة صامتة يقودها رب المجد يحيط به تلاميذه حائرون ماذا سيقولون و كيف سيتقابلون مع شقيقتي صديقهم لعازر.
موكب السائرين لتهدئة الحزاني و موكب المخلص مقابله يعرف أن في يده فرحاً حقيقياً يهبه لأحباءه.
رأيتك تدخل وادي ظل الموت بيدين عاريتين.أليس هذا هو أيضاً مشهد الغالبين.لم تكن نجاسة الموت حائلاً بينك و بين أحباءك.
نعم الآن نعرف ما معني الحب حتي الموت. أو الحب رغم الموت.
طرحت سؤالك لتفصل بين الموكبين و تعط فرصة لمريم و مرثا للإنضمام إلي موكب المنتصرين..... أتؤمنين بإبن الله؟
 
 
لماذا لم يصلي المسيح
أتؤمنين بأنني الله؟ لأنها قالت له أنا أؤمن أن ما تطلبه من الله يعطيك الله إياه .و هي لا تعلم أنها بقولها هذا تفصل بينه و بين لاهوته. فأجابها أنا هو الله. أنا هو الحياة. أنا هو القيامة . أنا الذي يجب أن تؤمنين به .أتؤمنين بهذا؟
لذا أيضاً قال لها الممجد .. سيقوم أخوك.. و لم يقل أنه سيطلب لأجله ليقوم... و لذلك لم يصل لأجله ليقوم بل بالأمر أقامه.
مرثا لم تكن تنظر إلي المسيح المحيي بل إلي أخيها الميت منذ أربعة أيام.
منذ صارت الأرض مات أخي. كنا في الفردوس  مخلوقين لحياة أبدية و الآن نحن في أرض المطرودين من الفردوس. نحن في أرض الموت .هنا مات الجميع منذ أيام أربعة.في أربع جهات الأرض.
خُلق الإنسان في اليوم السادس. وكان قبلها بأربعة أيام  للخلق خَلق الله الجلد.و فصل بين الجلد الذي فوق السماء و الجلد الذي تحت السماء.
ثم في الطوفان إستخدم الله هذا الجلد الذي فوق السماء  (جلد اليوم الثاني) و فتح طاقات السماء ليبيد الإنسان ( مخلوق اليوم السادس) بسبب الشر الذي صار في الأرض.
لذلك لم ير الله الجلد أنه حسن و لم يقل عن خلقة اليوم الثاني أنه حسن ليس لأنه سيء بل لأنه يعلم أن هذا الجلد سيبيد الإنسان و هو لا يشاء موت الخاطئ بل قيامته من الموت و حياته حياة أبدية.
من اليوم الثاني إلي السادس  في أيام الخلقة أربعة أيام. و قد مات الإنسان بسبب الشر منذ أربعة أيام. لقد أنتن.
لم يكن الأمر يحتاج لصلاة ليقوم الإنسان بل يحتاج لخلاص من الموت ممن له سلطان علي الموت.لذا تحدث المسيح مع مرثا عن نفسه أنه الحياة.
طوباكي يا مرثا لأنك فهمت قصد مخلصنا و أجبت قائلة نعم يا سيد أنا قد آمنت أنك أنت المسيح إبن الله الآتي إلي العالم.
الآن فهمت مرثا أنه المخلص من الموت. و أنه لأجل كل لعازر قد أتي . و أنه لأجل كل البشرية التي أحبها حتي الموت قد أتي.
البسطاء يفهمون اللاهوت بسرعة بينما يعثر المتحذلقون بفلسفاتهم الفارغة.
قصد المسيح أن يجيب مرثا عن لاهوته ثم قصد أن يجيب مريم عن ناسوته لأنها لما سألته بنفس عبارات أختها مرثا لم يجب بنفس الإجابة بل إنزعج بالروح و إضطرب. ثم أيضاً إنزعج في نفسه . فكشف عن ناسوت كامل جسد و نفس و روح . و لاهوت كامل يهب الحياة بمجرد كلمة.
و هكذا أفصح المسيح عن شخصه .هو الحياة و هو الإنسان معاً. هو الإله و هو الصديق الحبيب .هو المسيا و هو المشارك في ضعف البشر.
أين وضعتموه؟؟؟؟
أين تضع الميت؟؟ أتظن أن هذا سؤال؟ هل لو سألك شخص أين نضع الميت ستجيبه أم ستظن أنه يهذر ؟ خاصة و أن السؤال ليس أين القبر بل أين وضعتموه.
لم يكن السؤال أين لعازر فالذي سيقيم لعازر لن يصعب عليه أن يعرف قبره.حتي أن القبر لا يبعد سوي خمسون متراً عن بيت لعازر.
لم يكن السؤال أين وضعتموه حرفياً. بل أين مكان الإنسان عندكم. أهو أغلي المخلوقات و أحبها عند المسيح أم هو المحكوم عليه بالهلاك لإرضاء عدل الله.
أين تضع الخاطئين في فكرك؟ في قلبك؟ في ضميرك؟ هل تضعهم تحتك و تعلو عليهم شامخاً بأنك بار؟ أم تضعهم في صلاتك و مشاعرك و خدمتك لكي يتشاركون في ميراث الملكوت.
أين تضع الساقطين و اليائسين و الجاهلين و المتلفين؟ هل تخلصت منهم و وضعتهم في قبر الضمير ظاناً منك أنهم لم تعد لهم فرصة للحياة الأبدية؟ هل فارقتهم و عدت أنت منزلك أي حياتك الخاصة تتباهي بأنك فارقت هؤلاء ؟ لو سألك المسيح اليوم أين وضعتموه فماذا تري ستكون إجابتك؟
لعازر هلم خارجاً
صرخ بصوت عظيم ............... صرخ سيدنا بصوت عظيم. لينادي لعازر هلم خارجاً ثم بعدها بأسبوع علي الصليب صرخ بصوت عظيم أيضاً قائلاً يا أبتاه في يديك أستودع روحي
مات المسيح و قام لعازر.هذا هو الثمن. هذا هو السبت الحقيقي.
لعازر أنت و أنا و كل الناس.  يصرخ فينا و لأجلنا دم المسيح .ينادينا أن نخرج.
و يبقي السؤال...هلم خارجاً من ماذا يا رب؟ من القبر؟ من الخطية؟ من محبة الأرضيات؟ من دائرة التعدي؟ أم من ذواتنا نخرج؟ أم من كل شيء عداك.
أيادينا مربوطة و أقدامنا و أفواهنا مكممة. سنخرج إليك بقيودنا. و يبقي أنك كما تقيمنا أيضاً تفك أربطتنا. لأننا متكلين عليك في كل شيء.
متي أخرجتني يا رب صاحبني حيثما شئت أن تسيرني. متي أخرجتني فلأكن لك.أنت عمري الجديد .و حياتي الحقيقية.أنت مالكي و ملكي.
 
 
 


494
عزوا عزوا شعبي يقول الرب
Oliverكتبها
كما كان الرب مع موسي صار مع يشوع. و كما كان مع القديس البابا كيرلس صار مع القديس البابا شنودة.و سيكون مع من ستختاره المشيئة الإلهية ليجلس علي كرسي الكاروز مرقس الرسول.
لا تبتأسوا. مخازن الرب ممتلئة.بها الجديرون بإستلام عصا الرعاية كاللآلئ تبرق فضائلهم و هم كثر.و هو الرب القدوس راعي الرعاة .لن يدع عصا الرعاية تنكسر في يد البشر.
لا تنزعجوا و لا تصدقوا كلام البشر عن الكنيسة بل صدقوا وعد المسيح أنه لن يدع أبواب الجحيم تقوي عليها.
لن يتركنا يتامي لأن هذا وعده.فلا تعيشوا كاليتامي لأن لنا آباء كثيرون.يوجد في عصرنا قديسون أكثر من عشرة أبرار كالذين إشترط الله وجودهم في حواره مع أبينا إبراهيم.كشرط للصفح عن سدوم و عمورة. يوجد عشرات الأبرار و مئات القديسين. جيلنا مبارك لأن الرب لا يترك نفسه بلا شاهد في كل جيل.فلا تظنوا أن الكنيسة الغنية قد إفتقرت.
يوجد سبعة آلاف ركبة لم تنحن للبعل.هذا هو الخبر الذي لم يعرفه النبي العظيم إيليا.الرجل الذي يري السماء بوجه مكشوف.الذي بصلاة تمطر السماء و بصلاته تتوقف.و مع ذلك لم يتعرف علي واحد من السبعة آلاف ركبة مقدسة خاضعة خاشعة لرب الجنود.
كنيستنا بها أيضاً سبعة آلاف ركبة لم تنحن للبعل.بل تقدست حياتها بالركوع و السجود مثل الملائكة.
كنيستنا ذات قلب واسع مشتملة بالفضائل.مثل ملكة غنية موشاة بالجواهر.مثل تاجر ماهر لا يخسر بل يستثمر أمواله بإستمرار حيث لا ينقب السارقون و يسرقون.حيث لا يخسر هذا التاجر أبداً أملاكه.كنيستنا تاجر يستثمر وزناته في مزيد من الأرصدة السماوية التي هي كنزها.
يا كنيستي الحزينة أحترم دموعك الصادقة علي راعيك المثلث الطوبي .المكتسي بالمجد الآن.القديس الذي عاني كالرسل.و خدم كالتلاميذ.و علم كالأباء الأوائل .الذي تكلل بحكمة الروح القدس .و تزين بمحبة القديسين.صبر مثل أيوب .ممتلئاً بالرجاء كإستفانوس .أحترم أحزانك لكن إحزني كالأقوياء في الرجاء. أحترم دموعك لكن إبك كالغالبين. أحترم مرارة حلقك لكن تألمي كالمتكلين علي الرب.
سوف تشرق الشمس ستبقي مشرقة .سيبق الصباح و النهار و النور. لأن شمس البر لا تغيب.لن تغيب أبداً.و ستهرب الوحوش المتخفية في الظلام.و تفر من جبابرة الإيمان.المتوكلين علي إسم الرب يسوع القدوس.
 
لا زال في الجعبة الروحية الكثيرين القائلين مثل المسيح مخلصهم أنا عطشان لهؤلاء.الراغبين في خلاص الكل.المستعدون بفرح لترك كل شيء و تبعية الرب القدوس.
لا زال في الكنيسة من يجيب الرب حين يسأله أتحبني ؟ إرع خرافي... و سيقول له بفرح هئنذا ذا يا رب فإرسلني. و سيرسله و سنستقبله بنفس الحب و التقدير و الرفعة و الخضوع .و سيمسح الرب كل دمعة.و يحل بالسلام وسط شعبه و غنم رعيته.
الكنيسة الصامدة عبر القرون ستبقي بصخر الدهور صامدة .لا تنهزم.و إن بقيت تسير في وادي ظل الموت.
لست أرثيك يا معلم الأجيال الذهبي.فكيف أرثي من لإستقبلته الملائكة بموكب كالملوك.كيف أرثي من حملت الملائكة روحه كمن يحمل أغلي الدرر. لست أرثي البطل القوي.لست أرثي الراسخ في الرجاء و الإيمان و المحبة.لست أرثي المنتصر .لست أرثي العظيم في الأحبار.لست أرثي حافظ الإيمان المستقيم.لست أرثي راعي الخراف الأمين.لست أرثي لسان العطر .لست أرثي قيثارة الروح القدس.لست أرثي الشامخ بين النساك. لست أرثي العلم بين المتوحدين. لست أرثي الذهبي بين المعلمين.لست أرثي المتلألئ بين المدافعين.لست أرثي الأمين بين القديسين. لست أرثس الحكيم بين المرشدين و المدبر بين القادة الروحيين. لست أرثيك بل أفتخر بك
قوموا يا شعب المسيح. أنفضوا غبار كآبة النفس فلا تلبسكم.إحترزوا من الحزن الذي لا يمجد الرب.إبكوا للرب لكي يختار راعياً حسب مشيئته الصالحة. و أنتم يا رجال الصلاة .يا حراس أورشليم لا تسكتوا و لا تدعوه يسكت.
تمنطقوا بالقوة لأنه عظيم هو خلاصنا و عظيم هو مخلصنا. نادوه  في الضعف قائلين  لك القوة و المجد و السلطان
قولوا له إظهر بأسك في الضيقات و عجائبك الكثيرة يا ذو القدرة.
شددوا بعضكم بعضاً كالسمائيين. تذكروا ما فعله رئيس الملائكة ميخائيل حين جاء ليعين الملاك الذي أرسله الرب لدانيال النبي.إفعلوا أنتم هكذا و شددوا بعضكم بعضاً.
إخلعوا عنكم أي رداء للكآبة .فلنفرح فرح السماء بعودة أحد سكانها لبيته بسلام. خدم الرب قليلاً في الأرض و الآن يخدم إلي الأبد كالملائكة فلنتهلل به شفيعاً و مسبحاً .
اليوم يحتضنه بفرح مارمرقس الرسول و العظماء مثل إكليمندس و ديسقوروس و أوريجانوس و أنطونيوس و أثناسيوس وكيرلس و العظماء في القديسين. اليوم يشهد الإبن لمن شهد له في الأرض.إفرحوا يا بني الرب لأن أحدنا في حضرته.بل كلنا في حضرته.
إفرحوا لأن اليوم هو يوم الأكاليل.
 منذ سنوات وضع الأساقفة إكليل البطريركية أما اليوم فيضع رب المجد بنفسه عياناً وجهاً لوجه إكليل البر و إكليل النصرة.
منذ سنوات جلس البار علي كرسي مارمرقس. أما اليوم فيجلس في عرش المسيح  مع الغالبين.
منذ سنوات زفته ألحان الأرض و الأراخنة أما اليوم فتزفه الملائكة .
منذ سنوات كانوا يدعونه أباً لجماعة من المؤمنين بإسم الرب يسوع أما اليوم فقد صار شفيعاً لكل الأمم أمام ملك الملوك.
منذ سنوات كان يقابل الناس و يجيب أسئلتهم أما اليوم فيقابل إله الناس الذي يجيب سؤل قلبه.
منذ سنوات كان يعلم بصوته . أما الآن فقد دخل القدس السمائي و صار مشتملاً بالعلم كله.
منذ سنوات كان يطوف هنا و هناك تتعبه المحاربات و تزعجه الأخبار. و تؤلمه الضيقات و تشغله المسئوليات أما الآن فينال راحة عوضاً عن التعب و أفراحاً عوضاً عن الألم و سلاماً عوضاً عن الضيق.و لا ينشغل بعد سوي بالحب الأبدي في المسيح يسوع.
 منذ سنوات كانت كتبه تجهده.و عظاته تتوالي عبر الأثير.أما اليوم فصلواته تعيننا أكثر و حياته صارت كتاباً مفتوحاً يشغل المسيح جوهره.
منذ سنوات كان الجميع يأتون ليصغوا إلي حكمة الرب الناطقة علي شفتيه و اليوم يقف ليصغ و يدرك اللغة السمائية و يتعلم  ترنيمة موسي التي للغالبين.
منذ سنوات كان هدفاً يتربص به أعداء المسيح و اليوم يجلس علي كرسيه ليضع الرب أعداءه تحت قدميه.
منذ سنوات كان الكثيرون يهرولون حوله هذا ينافق و ذاك يناور و تلك تزغرد و أخري تصيح و كانت ضوضاء  من كل ناحية و اليوم يجلس متوشح بالمجد في وسط العجب السمائي لا يعطله أحد عن الهذيذ السمائي و لا يقاطعه صوت من هنا أو هناك. فالخروف وسط العرش يسيج حول أحباءه بالمجد و الكرامة. فلا يصل إليه أولئك الذين كانوا يعطلون و لا ينجزون. يعرقلون و لا يعملون. هؤلاء قد تم إستبعادهم تماماً و خلت الساحة من كل ضعف و قلق و تشويش . و صار للرب الأمر كله.و صار للرب أيضاً حصاداً جديداً يقدمه له خادمه   قداسة البابا فيدعوه المسيح نعماً ايها العبد الصالح كنت أميناً في القليل فأقيمك علي الكثير 
إهتفوا بفرح قائلين للرب في يديك نستودع روح أبينا البار أنبا شنودة.
إهتفوا بشكر أنه أوصل سفينة حياته بسلام إلي البر السمائي برغم الأمواج الأرضية الهائجة.
إهتفوا بثقة أن الذي عمل به سيعمل إلي الأبد من أجل خلاص الكل.
إهتفوا بقوة لأننا لنا شفعاء عاشرناهم في الأرض و الآن هم مع المسيح في السماء يطلبون عنا.
إهتفوا بقلوبكم. بدموعكم. بصلواتكم.برجاءكم.بصمتكم. بكلامكم.إهتفوا مسبحين ملك الملوك لأنه بالموت و بالمجد قد تمجد.
هاتوا شفاه التسبيح معكم.رافضين اليأس و التذمر و الأنين.رافضين إنحناء النفس .مستندين علي الأذرع الأبدية.صاعدين مصاعد القديسين.
هاتوا أذرع ممدودة .تطلب غني المسيح الذي للقديسين.هاتوا كلاماً لائقاً نقوله في حضرة مخلصنا الصالح يسوع.
خذوا لكم  صبراً و محبة و إحتمالاً و حكمة و نعمة من الذي يعط بسخاء و لا يعير.
فليختر الرب له راعياً صالحاً يرعي كنيسته
أمس كان يقود الكنيسة بالروح القدس و اليوم يصلي ليختار الرب راعياً لها. لم تنته مهمته بعد بل ستدوم ما دامت الكنيسة. سيبقي ليصلي و يشفع في الرعاة و الرعية.
إن لم تعرفي أيتها الجميله فأخرجي علي آثار الغنم. و ستوصلك الآثار إلي الراعي الصالح.
و الغنم تعرف الراعي الصالح و تحبه و تطيعه بينما لا تسمع للغريب.من يحب الكنيسة فليطلب بعمق قلبه أن يختار الرب راعياً و لا يدع البشر يختارون .
فليختار الرب ملكاً تنصبه الملوك التي ملكت في المسيح مثل آباءنا البطاركة و فخرهم القديس البابا شنودة.
دعوكم من أقاويل الناس فالكنيسة كنيسة المسيح لن يتركها نهباً للشائعات.دعوكم من ترديد أكاذيب الأشرار الذين لا يريدون لنا خيراً إرفعوا قلوبكم إلي الرب و قولوا إختر أنت يا رب من تشاء ليجلس راعياً محبوباً بطهارة و بر علي كرسي جلس عليه العظيم مارمرقس.
من خلف الضأن يأتي بالمرنم. من خلف الضأن يظهر راع إسرائيل الجديد.كان راعياً لغنم أبيه و اليوم سيكون راعياً لغنم رب أبيه .
من بين بساتين الأزهار يظهر نجم يعقوب.يلوح شامخاً كالسرو .يهتز للرب فرحاً يعشق تسبيحات الملك.
صلوا ليحل الرب بنوره في قلوب الأساقفة فيكونوا قلباً واحداً و نفساً واحدة كالرسل.صلوا لكي يدحروا حب الرئاسة و يخشعوا للمسيح في إتضاع. صلوا لكي يصمت فكر البشر و يملك فكر المسيح.
باركوا الرب باركوا لكي يتعلم هذا الجيل درساً في الحب و الأمانة و إنكار الذات.
إنصتوا لصوت الروح لأنه يقود كنيسته و يزف العروس للعريس.
تأملوا كيف يموت الأبرار و ترنموا قائلين كريم في عينيك يا رب موت قديسيك. و إهتفوا مع القيثارة لتمُت نفسي موت الأبرار و لتصر آخرتي كآخرتهم.
من يمشي أمامنا يا رب غير وجهك.من يتقدمنا لنعرف الطريق سواك. يا راسم طرق الموت و الحياة. يا كاشف قلوب الأنقياء كالسماء. من يخبرنا بخبرك.أليس أنت و لا سواك. فلا تحجب وجهك عنا.متضرعين نحوك بكل ما فينا من رجاء و أنين معاً.بكل ثقة و تخشع معاً بكل قوة و ضعف معاً.
هات سماءك و أسكن معنا.لأنك لست ببعيد عن هنا.أنت في القلوب و في الهياكل. أنت في النفوس و في الأرواح مسكنك.إسند يداي موسي لأنهما قد إرتخيا.أرسل يشوع سريعاً .حجر معونتك هو.فنعبر نحو الشاطئ.حتي ترسو مراسينا علي شاطئ الحب.و نسكن فيك.نسكن إلي الأبد.
 
                   
 
 
 

495
المنبر الحر / مصر بتتقسم بينا
« في: 12:12 11/03/2012  »
مصر بتتقسم بينا
Oliver كتبها
تفقد الثورة معناها حين يتبدل الحال من صراع بين الشعب و الظلم إلي صراع بين الشعب و الإسلام السياسي أو الإنتهازية السياسية  . عند هذا التحول تبدأ نقطة الإنكسار.
حين يتحول الإختلاف بين الرؤي السياسية إلي إختلافات جذرية علي الهوية هنا يصبح الإنقسام هو الأقرب إلي الواقع من التوافق.
من الطبيعي أن تجد خلافات في التوجهات السياسية في كل مكان في العالم.لكن حين يصبح الإختلاف دائراً حول أن نكون أو لا نكون لا يمكن أن نسمي هكذا خلاف.قل هو إنقسام.
كيف نقرأ سيناريو الإنقسام؟
الصراعات علي الدولة من الداخل:
الدول لا تنقسم في أيام أو شهور.لكن لو عششت في دهاليزها خلافات جذرية جوهرية أي علي الدستور و علي النظام الرئيسي و شكل الدولة ساعتها يكون الإنقسام مسألة وقت ليس إلا.
أصبح الواقع المصري لا يوجد فيه  و لو إطار عام للدولة تتفق عليه كل القوي. أي حد أدني للإتفاق .كل شيء مختلف عليه. ليس هناك حتي إتفاق علي أن توجد دولة؟؟؟ ربما يريدها البعض قبائل أو عشائر أو يريدها البعض ميليشيات أو يريدها البعض جيتوهات.و البعض يريد دولة وسط هذه الدوامات.
2- حين تنشأ في الدولة كيانات حاكمة غير رسمية تسيطر علي مصيرها دون المؤسسات الرسمية .ساعتها لا تتوقع بقاء الدولة لو لم تتغلب علي الكيانات غير الرسمية التي تنازعها السلطة
مثال : هذا ما يحدث بين جماعة الإخوان و بين مؤسسات الدولة.
 فالجماعة الآن تحكم مصر من خلف ستار.تعقد الصفقات مع الجيش.لكم الرئاسة و لنا الحكومة و المؤسسات.هكذا هي الصفقة.ثم كالعادة يساومون علي منصب مستحدث لعلهم يضعون غصة في حلق الرئيس العسكري المتوقع.فيساومون الآن علي منصب نائب الرئيس لأنه كان خارج الصفقة. هذا هو المقصود بالصراع المتسبب في الإنقسام.
صراع ليس الشعب فيه سوي متفرج.مهما إدعي البعض بوجود إستفتاءات أو إعلانات أو إنتخابات .ببساطة لأنه لا يمكن أن تكون هذه الممارسات حقيقية في غياب المؤسسات الرسمية مثل السلطة و القضاء النزيه المنعدمان في مصر لذلك كل تلك المسميات التي يصدعنا بها إعلام الدول الفاشل هي محض هراء.
2- خلق شراذم سياسية هلامية :
التشرذم السياسي هو تنازع متعمد بين القوي المعلنة و القوي الخفية. كل حزب هو (قوة سياسية معلنة) و كل تكتل أو إئتلاف هو ( قوة سياسية خفية) حتي لو كنت تعرف أسماء أعضاء هذا الإئتلاف أو المجموعة المعارضة.
مثال : حزب الحرية تحركه قوي خفية هي جماعة الإخوان و تعارضه قوة سياسية خفية أخري هي إئتلاف شباب الجماعة.
كذلك خرج إئتلاف شباب السلفيين من عباءة حزب النور وأصبحنا نري حزباً بلا سياسة يعارضه سياسة بلا حزب .
و أيضاً أصبح حزب الوفد عنصراً قاسماً للأحزاب الليبرالية. إذ لا يعرف أحد أين يقف هذا الحزب؟ هل هو ليبرالي أم سلفي أم إسلامي أم حتي ملكي أم ماذا؟ إنه يقفز و يتلون مع كل تصريح و مع كل موقف أو حول أي إسم.
و لدينا أسماء كثيرة من الإئتلافات لا تعرف من هم و لا من مع من و من ضد من و لا أعتقد أنهم هم أنفسهم يعرفون عن بعضهم البعض أو يعرفون ما هي توجهاتهم علي أرض الواقع. هذه الكارثة السياسية تخنق الدولة .كل واحد يلعب في ملعبه الخاص كأنما قد إنفرد بالوطن... هذا هو مؤشر تقسيم الأوطان.
كل قوة سياسية خفية لا نعني بها قوة تحت الأرض مجهولة الأسماء بل قوة فوق الأرض مجهولة الخطة و التوجهات. قوة تراها في الإعلام و لا تعرف أين خطتها و لا برنامجها .
و بهذا التعريف أقول أن حزب الحرية لا زال قوة سياسية غير رسمية لأننا لا نقرأ له خطة أو برنامج و ينطبق هذا أيضاً طبعاً علي حزب النور و الأصالة حيث لا خطة و لا برنامج و لا سياسة و لا أي شيء يمت بصلة بنشاط الأحزاب لكن للحق هم يحملون الإسم فقط.
نحن أمام إنفصام شخصية سياسي بالدرجة الأولي. نحن نقرأ تصريحات لشخصيات خارج الأحزاب لكن الأحزاب تعتبرها موقفاً لها. بينما نسمع أعضاء الحزب في تصريحاتهم و نقرأ بعدها من أحد الأشخاص من خارج الحزب يقول أن تصريحات زميلهم لا تمثل سوي رأياً شخصياً و هو يمثل نفسه؟ هذا الصراع بين المرشد و أعضاء حزب الحرية في تصريحات عديدة تكشف لنا ما معني القوي السياسية الخفية و الأخري السياسية المعلنة
خطورة القوي السياسية الخفية
هي قوي غير رسمية تتحكم في الدولة الرسمية.ساعتها أنت تتابع مثلاً مجلس شعب لا يتحكم لأنه قوة رسمية بينما يتحرك من خلال قوي غير رسمية مثل الجيش و جماعة الإخوان. إذن أنت أمام مجلس شعب وهمي. و الذي يضع القوانين هم أشخاص غير الذين يزعمون أنهم نواباً للشعب ( رغم عدم إعترافي بمشروعيتهم في غالبيتهم)
إذن القوانين هنا هي لخدمة القوي غير الرسمية و ليست لخدمة الشعب. تخيل لو أن الشريان الرئيسي للقلب (قلب الوطن) يغذي خارج ( جسم الوطن) و لذلك يصب دماءه خارج الجسم. فكل القوانين التي تصدر سوف تكون صناعة خارجية.ليست من صنع الشعب . حتي الدستور و مع ذلك سيطالبون الشعب بالإستفتاء علي دستور تضعه القوي السياسية الخفية. فيدلي الشعب برأيه في دستور لا يعرف الشعب من وضعه؟ و ما توجهاتهم؟
إذا وضعت القوي الخفية دستور البلاد فستكون هذه شرارة الإنقسام التي ستبدأ سريعاً و لكنها لن تنتهي سوي بتفتيت مصر.فحذار من صناعة الدستور تحت السلم.لأن الدول التي تضع الدساتير مثل اللصوص ليس لها مكان وسط الكيانات الباقية.
3 – الأمر الثالث و الخطير الذي يقسم البلاد هو إنعدام ولاء القوي الحاسمة للقرار. و هذا الولاء المنعدم هو نتاج عصر طويل من الفساد و السعي وراء المصالح الشخصية. كما أنه نتاج عصر من إنعدام الرقابة و المحاسبة .فأفرز قططاً سمان. بل قل أفرز أسوداً سمان لا هم لها سوي التهليب من أي مصدر و علي حساب أي شيء.
كما أن إنعدام الولاء له سبب خطير أيضاً عند البعض و هو تنازع الولاء عندهم بين الدين و الوطن و إعتبار أن الولاء للوطن هو علي حساب الدين .نحن أمام سلفية تعتبر أن نقض الوطن جزء من الجهاد الديني و تتوقعون أن تبقي مصر وسط معاول الهدم التي تنقض علي رؤوسها من أمثال هؤلاء؟  فإذا أضحت هذه الفئة هي المتحكمة في مقادير البلاد فلا تتوقع بقاء مثل هذا الوطن متماسكاً بل سيتفتت كما هو نتيجة الفساد الذي فتت وطن ضخم بحجم الإتحاد السوفيتي.
هذا هو الإمبراطورية الوحيدة التي تفتت من دون حرب خارجية.و لا غزو و لا حتي ثورة .لأن عوامل الإنقسام كانت تعمل في جذور الوطن حتي إنهار من نخر السوس الداخلي.
تعالوا نفحص السوس تحت المجهر و نعرف ماذا ينخر في أساس الوطن المصري
أولاً : تعاظم وهمي للدور المصري في العراق و فلسطين و السودان و أفغانستان و معارك مفتعلة للسياسة الخارجية دون نتائج .هذه الأنشطة ليست علامة دائمة علي تنامي الدور المصري بل كان توسعاً وهمياً لسياسة لا تقف علي أرض صلبة فما كان أن هوت السياسة المصرية و لم يعد أي تصريح مصري يمثل قيمة علي الصعيد السياسي الدولي أو حتي الإقليمي.و اصبحت قادة الدول تزور مصر بأدني الدرجات الدبلوماسية و تقابل شخصيات ليست في مراكز القيادة .و كأن مصر بإعتراف الدول (غير المباشر) أصبحت دولة بلا قيادة و بلا سياسة.هذا هو الإنهيار السياسي نتيجة التضخم غير الحقيقي الذي هوي لأنه لا يعتمد علي نفوذ يحرك السياسة و لا قوة إقتصادية تجبر الآخرين علي تنفيذ ما تريد.لقد إنهارت السياسة المصرية و تستطيع أن تكتشف ذلك بنظرة سريعة علي تصريحات دول بحجم كينيا و بورندي و أوغندا و غيرها ضد مصر فتعرف كيف أصبحت تقديرات الآخرين لمصر السياسية. و هكذا تنقسم مصر السياسية و تخرب.
ثانياً : فساد القضاء و الأجهزة الرقابية أقنع كل مصري أن مصر دولة ليس لها قوانين. و أن كل مواطن يجب أن يستخدم طريقته الخاصة لتحقيق مطالبه و قدرته الخاصة للحفاظ علي نفسه و أملاكه. هذا الفساد كان يقول كل يوم لكل مصري أننا لا نعيش في وطن. فكيف الآن لا ينقسم الوطن. لقد صار القضاء معول هدم رئيسي في تفتيت ولاء المصريين لمصر. لأنه لم يساند سوي السلطة و لم يحكم سوي بالرشوة لأصحاب النفوذ. و قضايا الفتنة الطائفية و العبارات و الأراضي خير دليل حتي قضية التمويل الوهمي قصفت بما تبقي من قناعة عند البعض في وجود قضاء من أصله.
حين تصبح القوة الشخصية هي وسيلتك للوصول إلي حقك فأنت تلغي الوطن. و القانون. و الهيئات الرسمية. و الأحهزة الرقابية . أنت تصبح بدلاً من المحكمة و الشرطي و المؤسسات فعن أي وطن يتحدثون؟
هذا سقطت مصر القانونية الإدارية كما سقطت مصر السياسية.
هكذا أصبحت الدول تخشي أن توقع إتفاقاً مع مصر حول أي قرض أو تعاقد طويل المدي.... و كأن البلاد تتوقع أن تنمحي مصر من الخريطة ذات يوم فتضيع حقوق هذه الدول لدي دولة كان أسمها مصر.
نم هنا نفهم كيف يتعثر وصول المنح و القروض هذه الأيام لمصر و كيف يتحفز كل مستثمر لمقاضاة مصر في التحكيم الدولي بمجرد أي إستفزاز مصري يمس مصالحه. فهنا قضاء لا يثق فيه أحد سواء في الداخل أو في الخارج. و دولة بلا قضاء تفقد أهم دعائم إعتبارها دولة.
ثالثاً : مصر أصبحت دولة لا يفيد فيها الإصلاح .لا يمكن إصلاحها.بل فقط تغييرها.إنما إصلاح ثوب قديم برقعة جديدة لن يفيد. لن يتحمل القديم النسيج الجديد فيتفتت و يصير الخرق أردأ.مصر تهرأت.و محاولة الإبقاء علي القديم مع ترقيع جديد في الأشخاص و المؤسسات هو ضحك علي الناس. بداية الحفاظ علي مصر هو الرغبة في الجديد و التخلص من القديم كله. بدون ذلك فلينتظر المتابعون أخبار إنقسام مصر سريعاً. لأن إصلاحاً وهمياً لا يعني أنه الإصلاح الحقيقي المنشود حقيقيةً. و تغيير العنوان لن يصلح من لغة الخطاب.فليكفوا عن إرتداء الأقنعة .
لذا كل من يريدون أن ينتهجوا سياسة الترقيع يضيعون مصر.كل من يريدون الإبقاء علي القديم يقسمون مصر بأقصي قوة بأقصي سرعة.
مصر أصبحت لعبة في أيدي هواة و ليس محترفي السياسة و الإقتصاد و التجارة و القانون و الرياضة و الفنون . و كل من لم يتخصص لا يمكنه أن يجد علاجاً حقيقياً لأصل المرض. بل هو ينهمك في مداواة أعراض المرض دون علاج سببه الحقيقي .
مصر تحتاج إنشاءاً حضارياً جديداً يقوم علي رغبة في النهضة يتم إسنادها إلي متخصصين في كل مجال . هذه هي صناعة الأمم أما غير ذلك فقل علي مصر السلام.
رابعاً : إن أهم ما أجهز علي مصر هو أنها تبنت قضية فلسطين. فلا تم حلها و لا إستطاعت مصر أن تخرج سالمة من مستنقع هذه القضية العفنة. فنحن فيها ندافع عن شعب لا يريد وطناً .فالفلسطينيين منهمكون في حياتهم بدوننا و لا يريدون تدخلنا و يكرهوننا أكثر مما يكرهون إسرائيل. و حين سقطت الشرطة كانت قوات حماس تقتحم سجون مصر و تثير الزوابع و لا زالت في كل مكان و لا سيما سيناء.
و كما أجهزت أفغانستان و الشيشان علي الإتحاد السوفيتي أجهزت فلسطين علي مصر.
من لا يعرف أن فلسطين بوضعها الحالي هي أقصي ما يتمناه الفلسطينيون.
يتسولون علي أطلاله و يتربحون من المساعدات  للجهاد الوهمي بينما هم غير مسئولين عن شيء.يثيرون الزوابع لإبتزاز كل القوي مثلما يفعل قطاع الطرق . و هذا ما ساهمت مصر في تخريجه. ثم إنقلبوا عليها .أصبحت مصر مسئولة عن كل ضجيج يؤرق إسرائيل بسبب الفلسطينيين. و اصبح تدخلها شرطاً لرضاء أمريكا عليها. من قادنا إلي هذا الوضع المزري. و لماذا لم نفعل كما فعلت الأردن.و نغسل أيدينا من فلسطين .لقد صارت لهم دولة فتقاتلوا عليها .فماذا نريد منهم. و إلي متي إستنفاذ القوي السياسية و الإقتصادية  المصرية لحل مشكلة لا يريد أحد أن يحلها و لا حتي أصحابها. أليس هذا من نوع الإلهاء السياسي الداخلي و الخارجي...يدفع ثمنه الشعب نظير مصلحة و بقاء من يجلس علي الكرسي بحجة أنه حامي إسرائيل و المتحدث بإسمها عند الفلسطينيين.
هكذا يفعل الفلسطينيون منذ قديم الزمان. يخربون الأوطان و يشتتون البلدان و هم المقضي عليهم بالتشتت عبر الأزمان.
سنستكمل مشهد تقسيم مصر ليس بسبب دعوة أحد لتقسيمها بل كنتيجة حتمية لنخر السوس في أصولها و تنقيب اللصوص تحت دعائمها .و لنا لقاء آخر.
أما الآن فحان لقاؤنا مع راحة القلب.
 
أيها السيد الذي دعي العبيد ليصيروا سادة.أيها الملك الذي أعطي الأجراء حق الميراث.أيها العظيم الذي صنع وليمة لمن لا موطن له.و وهب روح البنوة للغرباء فصار لهم الحق في الحرية فيدخلون و يخرجون و يجدون مرعي.
أيها القدوس الذي قبل أن يساكنه الوضعاء.و أكل مع الزناة و العشارين فتجرأوا و نالوا الخلاص. ايها السماوي الذي أحب الأرضيين حتي المنتهي و هو في سماءه لا ينقصه شيء.أيها العالي عن الأوصاف الذي أتي لمن ليست لهم سوي أوصاف الضعف و النقص و الزلل من كل نوع.
بماذا نصف محبتك أنت الذي هو وطن لكل المفديين.أنت الأذن التي تسمع أنيننا عن قرب و نثق أنك ترتب لنا الخير.بماذا نصف صبرك علينا و أنت الجبار.بماذا نصف طيبتك و أنت المرهوب.بماذا نصف توضعك و أنت المسبح من تاج الخلائق. أقول لك يا مخلصنا الصالح يسوع إنني أرهف السمع. و اسمع حفيفاً خفيفاً لعله أنت.فتأتي و أرتمي حيناً علي صدرك لأنني متعب جداً.أرهقتني الدنيا بما فيها و الخطية و الضعف الساكن في جسدي.
أريد أن أجد راحتي و أنت راحتي.فيا من تركت مجد السماء لأجلي تعالي و إحتضني لأنني مشتاق لأبديتك.و أعلم أنك تغفر و ها أنا لا أكتم عنك خطيتي فأقبلني و طهرني بعمل روحك القدوس.
ضمني إلي المدعوين لعشاء الخروف.المقبولين في مراحمك.الناطقين بتسبيحك كالملائكة.المترنمين بشكرك كالملوك.العارفين بعجائبك كالأنبياء.المختبرين قوتك كالواثقين.المترجين مجدك كالمعينين منذ البدء.هكذا يعرفك القديسون و يعيشونك و أنا أريد أن أعيش معك مثلهم.ليس لأنني مستحق بل لأنني أثق في جودك و كرمك و جزيل مراحمك.
فليكن نورك مرشدي.و صوتك معلمي. و كلامك غذائي.و خلاصك ذخيرتي.و إسمك سلاحي.و شخصك ملجأي.فلأكن لك كما أنك لي.
 

496
مصر بين التقزيم و التقسيم
Oliver كتبها

لا أنت هنا لتتسلي بالقراءة و لا أنا أتسلي بالكتابة.فما أسطره هنا هو حروف من وجع.و أنا أري وطني ينحسر يندهس يتمزق .ثم يتقسم.....لا أظن أننا نفرح بإنحسار مصر.و لا بإنكسار مصر.لا نفرح بتقزيمها و لا بتقسيمها.و لكننا نري و كأنها نعجة تساق إلي الذبح.لا تقاوم .مصر لا تقاوم التقزيم و لا التقسيم. بل بكل همة سوداوية يتنطع المتخلفون بأنهم يشكلون واقع مصر الجديدة.و ما أسوأه واقع.
يظنون أنهم يفهمون ما يقومون به من أدوار دون أن يدركوا ماذا بعد... يظنون أن الدجاجة ستبيض ذهباً حتي لو ذبحوها. لكن الدجاجة تكاد تموت في أيديهم . و هي تنزف و توشك علي النهاية فيما هم ينتظرون الذهب  حيث لا ذهب..
مسرحية ذبح مصر
الفصل الأول
بلغة المسرح نستطيع أن نتخيل الأحداث.
صوت داخلي يهتف من ميدان التحرير يسقط يسقط حكم مبارك.بينما المخرج و هو هنا أكثر من مخرج .يشير لبعض من الكومبارس الذين يرتدون نفس الزي.مثل حروب البسوس.يخرجون كمن يقاتل الكفار.يتبعون الهاتفين من ميدان التحرير .و بينهم مسافة. لقد أمرهم المخرج أن يحتفظوا دائماً بمسافة بينهم و بين ميدان التحرير ؟ حتي يستطيع أن يشاهد المشهد بوضوح. لا يريد أن تختلط علي الهتافات و لا الأشخاص. فيصبح الهاتفون في التحرير في الصفوف الأمامية. و بينهم و بين الصفوف الملتحية بعض الضحايا و دماء علي المشهد. لا توجد ضحايا بين الملتحين حتي لا تتسخ جلاليبهم البيضاء المقزمة.
لا يوجد هتاف للملتحين سوي الجيش و الشعب إيد واحدة....بعدها بقليل  يصبح الهتاف  الجيش و الإخوان إيد واحدة....
علي جنبات المسرح يقف عدة أشخاص يلبسون الزي العسكري و قد أحاط كل أربعة بأحد قيادات الملتحين فهؤلاء يقفون مع القرضاوي و أولئك مع العوا و مجموعة أخري مع المدعو حسان و الرابعة مع بديع .من بعيد يقف بعض المشايخ ينتظرون و لو إيماءة من العسكر حتي يلحقون بنصيبهم من رضا العسكر. فتجد بعض المشايخ واقفون بجوار بعض يعرضون خدماتهم مجاناً لعلهم يوفقون. أري منهم صفوت حجازي و الشحات .بينما يجري بعيداً الأزهري و غنيم حانقين لرفض أي إستعانة بهم .
يشير مساعد المخرج ( إضاءة) فتغمر المسرح نار تأكل  نار في أطفيح نار في إمبابة نار في ماسيبرو نار في المجمع العلمي.يهتف المخرج ( كفاية) فيظن المشاهدون أنه يقصد كفي ناراً بينما هو يقصد أن يتجه الحريق إلي حركة كفاية . فتبتدأ حرب التشهير .و التحقير .ثم التهديد  و تتزايد حلقة الرياء المستعرة بعد أن يسمع السلفيون و الإخوان  أن المخرج متلذذ بهذه اللغة. فيخرج البرادعي من علي خشبة المسرح غاضباً بعد أن تحالف بعض من رفقاءه مع العسكر . و إنكشف عمرو موسي و رقص الملتحون فرحاً  و هو الذي ضحي بنفسه و طالب بأن يأخذون حقهم في العمل السياسي و لكن هكذا دائماً تدور الدوائر. من بعيد ينظر  أبوإسماعيل إلي المخرج يتمني و لو إبتسامة رضا  و هو التائه بين الجلباب و البدلة و لكنه لم ينل سوي بعض تصفيق من بعض السلفيين.
ينادي أحد مساعدي المجلس العسكري ( أكشن) فتبدأ فرقعات جوفاء.جواسيس ليسوا جواسيس.هجوم علي حركة 6 أبريل.وعود براقة تخبو منزوية تلعق جراحها .قوانين دور العبادة تختنق من الحسرة . و قوانين الأحوال الشخصية للمسيحيين أثر بعد عين.
هذا الرجل متهم في 4 مليارات هاربة.
(أكشن) يكرر مساعد آخر يدعي رضا محمود حافظ و الذي ستضيع سيناء علي يده لو بقي طويلاً علي المسرح.فتبدأ تفجيرات خطوط الغاز ثم تفجيرات قسم العريش ثم تفجيرات خطف الضباط ثم خطف السياح الصينيين ثم خطف سائحتين أمريكيتين.
هذا الأكشن الإجرامي علي يد رجل فاقد البعد الإستراتيجي لسيناء و كل مؤهلاته أنه يرأس سلاح الطيران خلفاً للمخلوع.
صوت الراوي من الداخل و يدعي محمد حسين طنطاوي .تسمع همهمة قبل أن يبدأ حديثه. صوت إستئذانه لسامي عنانم يأتي في الميكروفون الداخلي . هل تعجبك هذه يا سامي ؟ يسأل طنطاوي فيقول له سامي دعني أسأل لك المخرج . واضح أن المخرج يتكلم بلغة إنجليزية بلكنة أمريكية.التي لا يفهمها طنطاوي .يأتي تصريح بالإشارة لطنطاوي لكي يخرج علي المسرح فيقول كلاماً ينتظر الجمهور كلاماً غيره. يأتي الكلام غير مرتب. يبدو أن طنطاوي لا يحفظ دوره. يدخل و يخرج يدخل و يخرج مرات عديدة و في كل مرة لا يصفق الجمهور و لا يفهم من طنطاوي شيئاً.
هذا الدور أكبر من إمكانيات طنطاوي و لكن الإتفاق دائماً أن يتسيد المشهد الأقل كفاءة حتي لا يطالب المنتج بأجرٍ أعلي.
بعد قليل تعزف موسيقي حزينة في السويس و الإسكندرية و قرب محمد محمود بالقاهرة . ثم تخرج فرقة كئيبة ترقص شيئاً قريب الشبه بعبدة الشيطان .فيصفق لها طنطاوي وحده .و ينظر الملتحون إليهم في زهو كأنهم يفهمون و هم لا يفهمون.
ينتهي الفصل الأول .تعود جوقة المتظاهرين بميدان التحرير إلي المسرح و يكررون الهتاف نفسه مع تغيير بعض الأسماء كي تسقط و تسقط و لكنها لا تسقط بعد.
الفصل الثاني
تقزيم مصر
التقزيم أي تستنفذ طاقة وطن بأكمله في (لا شيء).أن تختزل الناس في إسم.و الرياضة في لاعب و الفن في فنان و السياسة في زعيم.ثم تصحو علي الكارثة أن الوطن ليس وطناً للحياة بل وطناً للبيع
يقف المخرج بين الملتحين يختار الملامح الأشد قساوة و الأكثر غباوة .نعم أنت  .فيخرج ليتكلم كأنه يتجشأ .يصب كيلاً من القاذورات من فمه في صورة فتاوي. فلتتغطي التماثيل أو تتحطم. الفن حرام و الرياضة حرام و السياحة حرام و الأقباط كافرون  نعم لا تقول ما هو أكثر. أنت لا تفهم في السياسة . أنا لم أختارك للسياسة لذلك يسقط الشحات في الإنتخابات. ليس دوره تحت قبة البرلمان بل قبة أحد زوايا الجهل و التخلف.
المخرج يقول له أن دورك هو تسخين التصفيق كلما فتر الهاتفون من أصحاب الذقون الغبراء و العقول السوداء.
يتطلع أحدهم في مكر و دهاء. يتساءل أمام المخرج . و أنا أين النص الذي سأحفظه ؟ ما هو دوري سيادة المخرج الأعظم؟ ماذا أقول يا باشا؟؟
 فيجيبه . لا تقول شيئاً يا سعد. و بناءاً عليه فأنت دورك هو إشاعة الفوضي في البرلمان بسبب خوفك من اللحي و جهلك بالأخرين و رفضك للجميع. دورك أن تشتت الجهود إن وجدت. كلما وجدت ضغوطاً شكل لجنة. أنت تعرف الحل. تستطيع أن تصرخ في النواب .تعاملهم كتلاميذ في فصل المشاغبين. لكن إياك أن تقسو. دعهم يهدرون الوقت أولاً ثم تدخل كرجل حكيم كان يستكشف الأمور. دائما يا كتاتني إهدر الوقت في إستكشاف الأمور.تكلم كثيراً كلما كان الأمر تافهاً أما إن كانت هناك جدية لا سمح الله فأترك النواب الملتحين يثيرون شغباً و يكون دورك التهدئة بين الأولاد.
عندما يستجوبون وزيراً دعهم يتعاركون مع بعضهم البعض ثم بعد أن ينال الجميع من  الجميع قدم الوزير إلي المنصة .و إذا تاه منك الموقف فقل آية  عنكم آيات كثيرة و أحاديث بها المتناقضات أو قل لندع وقتا للوزير ليصلح شأن وزارته و إلا أقلناه.

ثم يخرج طنطاوي بعدك  قائلاً البرلمان لا يملك سلطة الإقالة. يقولها وهو يبصم علي قوانين لم تدخل مجلس الشعب. فيصدرها بعد تكويين المجلس ثم يعلن عنها في جريدة الوقائع بتاريخ سابق علي إصدار القوانين .طنطاوي لا يعمل حسب النص لأنه لا يحفظ النصوص و لا القوانين . بل تأتيه تعليمات المخرج عن طريق سامي عنان . و يخشي طنطاوي أن يصاب سامي عنان مصاباً أليماً مع أنه فعلاً يريد أن ينفرد بدور البطل لكنه لا يحفظ اللغة مثله.
في حضور طنطاوي تصدر القوانين مثل اللصوص .خلسة لا يعرفها أحد و لا يشعر سوي بالجريمة بعد وقوعها.فهكذا يفعل المتآمرون علي الأوطان. يخدرون الشعوب و يسرقون مستقبلهم.

الكتاتني يتملق الجنزوري لأن طنطاوي أوصي به خيراً .
نشرة الأخبار تنبعث من أحد أجهزة التليفزيون أعلي خشبة المسرح.
يقف التعليم علي باب التسول.و مصر خلفه تتسول .و تتراجع الحضارة علي يد من ينشرون التخلف.في الإعلام .   يهتف محمد صلاح من اليوم السابع أنه باع الجريدة بأعمدتها بأعلي الأثمان. و قبض الثمن من السعودية. كل محرر له راتبان.الأول من الجريدة . و الراتب الثاني يقبضونه من محمد حسان ( مندوب السعودية) الذي يزعم أنه يستطيع أن يجمع أضعاف مبلغ المعونة في 24 ساعة؟؟؟؟؟؟ و لا أدري ما هذا الرجل الخارق الذي يستطيع أن يفعل ما تعجز دول بكل أجهزتها عن فعله...إلا لو كان الأمر بسهولة هو أن السعودية ستدفع لحسان لتشتري مصر بأكملها. فيبيع من لا يملك لمن لا ينبغي أن يملك.علي أية حال لقد أعلن الأزهر تأييده للحملة المزعومة لكي يربح نصيبه لو حدثت و يربح نقاطاً لتأييده للسلفية لو لم تحدث.
محمد عبد القدوس هو حلقة الإتصال بين الإخوان و بين الصحفين .هكذا يصرح المخرج.و هكذا يشترون المصري اليوم.
يقف أحد المتفرجين و يهتف من داخل قتعة المسرح الفسيحة قائلاً :
حسان هذا أكذوبة. فلو كان يستطيع أن يجمع المليارات في ليلة واحدة فماذا يمنعه من البدء في ذلك؟؟؟ و لماذا  يشترط أن ترفض مصر المعونة؟؟؟ فليجمع ما يشاء و إن أتت المعونة فليكن دخلاً إضافياً و إن لم تأت فلدينا البديل؟ أما و إن حسان هذا ( الشيء) يشترط علي مصر أن تتنازل عن المعونة فهو بمكر يورط مصر في صدام مسلح مع إسرائيل و الذين يشغلونه من خلف الستار يعرفون أن الإستغناء عن المعونة يعد بمثابة إعلان حرب ضمنياً ضد إسرائيل. و هو ما تريده السعودية لهدم مصر غير المستعدة لأي حروب خارجية . تريد السعودية أن تضيع مصر و يتفرق دماء المصريين علي الحدود.و هذا يوفر للسعودية عشرات السنين تتنفسها إلي أن تقوم لمصر قائمة من جديد.
ثم أن المعونة ليست فقط أموالاً بل أسلحة و هو ما لا يمكن أن تستغني عنه مصر .و إلا تتحول أسلحة الجيش إلي خردة خلال بضع سنوات .
ينظر المخرج إلي حسان و يقول .... (ستوب) لا خروج عن النص هنا. الكل يعمل حسب أوامري. فيتوقف حسان عن كذبته العالمية ....
ينبري العوا عائداً من مؤتمره إنجلترا مهاناً مطروداً حيث هتف ثوار الصف الأمامي ضده كاشفين أنه متواطئ .نعم هو ممثل المؤتمر الإسلامي الذي وضع خطة حقيقية للتخلص من الأقليات المسيحية في البلاد الإسلامية خلال 10 سنوات . بتمويل من السعودية و قطر .و مشايخ البترول في الكويت و البحرين.
يستدعيه المخرج ؟ قف علي خشبة المسرح... إعلن بأقوي صوت أن مصر إسلامية...يتعجب العوا من المخرج غير المسلم. لا يدرك مغزي الدعوة الإسلامية لأن المخرج نفسه يكره هذه الدعوة. يقترب إليه المخرج قائلاً ... أنت تغذي الإعلام الإسلامي بتصريحاتك الجوفاء. فدورك هنا إعلامي ليس إلا... دعك من المؤتمرات الشعبية لأنها ستفضحك.
تكفيك الكاميرا و الأضواء مثل حبيبك عمرو موسي. ليس لكما سوي أن تملأون الهواء كلاماً و أحشروا بين كل عبارة و عبارة كلمة إسلامية. ليس لك أن تقول ما هو أكثر و إياك و الحديث عن العسكر لأنهم أصحاب النص الأصلي في الرواية.
أنت هنا مجرد صدي صوت لأصحاب اللحي الطويلة و العقول القصيرة.أنت هنا مخدر للعقل المصري.
يأتي صوت شاشة التليفزيون من أحد جنبات المسرح حيث يعرض كلاماً لأحد نواب الليبراليين يقول بإختصار. التعليم في مصر يتسول و مصر تتسول من خلفه. لقد سمعت نفس التصريح منذ دقائق في قناة أخري؟؟؟؟؟؟
يغلق المخرج التليفزيون. و يهتف ...و الآن إلي مشهد تقزيم مصر .
كيف يحصل التقزيم
التقزيم في السياسة أن تتصدر قطر إجتماعات العرب. و تقوم بقيادة مفاوضات بشأن سوريا.دولة كل مواطنيها ثلث مليون مواطن تريد أن تحكم مصر ؟؟؟؟
السعودية ترفض تسديد المنح لمصر فكلما أفلست مصر كلما كان أفضل . فلتتقزم مصر لكي تظن السعودية أنها شيئاً .فليحكم البترول أفضل من العقول. و ليملأ البترول ضمائر الملتحين في مصر أفضل من أن يصبح لمصر جيشاً يخيف السعودية دواماً .أو كياناً يزاحم السياسة السعودية العقيمة في كل المحافل.
حتي أمريكا أفسدت مبارك و أبناءه و تسترت علي جرائم غسيل أموال إرتكبوها .و هي تستغل هذا الوهن في القيادة المصرية لكي يتم إخضاع مصر لأوامرها. حتي سويسرا أخفت جرائمهم و لم تكشف عنها سوي مؤخراً .
الآن أتذكر لما ذا توقف مبارك عن زيارة البيت الأبيض أربع سنوات . لقد كان يقابله الرئيس  الأمريكي مقابلة الشرطي للص.  حتي أن الكونجرس أمر بأن تخضع أموال المعونة للإشراف المباشر الأمريكي عام 2009 إمعاناً في عدم الثقة في قيادات مصر بدءاً من الرئيس مروراً بالوزراء ثم المحافظين فكيف لا تتقزم مصر.إذا صار كل مسئوليها مجرمون؟
تقزيم مصر بدأ بتخلف التعليم في مصر و تبعه تخلف الإعلام في مصر . في المدارس منهجاً يبعث علي كراهية العلم و في البيوت منهجاً يبعث علي كراهية مصر.هكذا تم حصار المصريين.فسادُ في البر و البحر و الجو .فساد علي كل المستويات. تقزيم مصر تم بإفساد قيادات مصر.تسوست أعمدتها فكيف لا تنهار.
التقزيم يكون بالضغط المالي و السياسي و الإعلامي.و مصر تتعرض لهذا العدوان الثلاثي.
التقزيم أن ينحسر دور قطاعات عريضة من مصر.الأقباط أولهم و المرأة أيضاً.الأدباء و الفنانين.العلماء و المتخصصين.إذا إختفي هؤلاء من الساحة تقزمت مصر.
من الأسهل علي أمريكا أن تنتشر الديكتاتورية في بلاد الأغلبية الإسلامية . لأن السيطرة علي مجموعة الأشخاص المتحكمين في البلاد  الإسلامية أسهل من السيطرة علي آلاف الأشخاص صناع القرار في البلاد الديمقراطية.
لذلك تشجع أمريكا الديكتاتورية إلي أن يخرج الديكتاتور عن طوعها عندئذ تقبض عليه مثل نورييجا .أو ميليسوفيتش  بتهمة الديكتاتورية ذاتها.و لكنه ما دام مطيعاً فهي مسئولة عن حمايته و التغطية علي جرائمه مثل معظم الحكام العرب إن لم يكن كلهم. ثم إن خلع ديكتاتور من الحكم هو شعاراً مقبولاً لدي الرأي العام الأمريكي يتم إستغلاله عند اللزوم.
تقزيم الفن المصري بدأ منذ سنوات دون أن ينتبه السياسيون بإعتباره شأناً فنياً خالصاً .بينما كان أحد حلقات تقزيم مصر من خلال شراء  كل منتجات التاريخ السينمائي  ثم دفنها في الأرشيف لمصلحة أصحابها و هم أثرياء سعوديون.و في المقابل ترويج و إغراق للمسلسلات السورية و التركية مع إنحسار مريب للطلب علي المسلسلات المصرية.و لذلك لا تستغرب إذا عرفت أن الأموال التي تمول الأعمال الفنية السورية كلها سعودية و كويتية.
المخرج يطلب من(اللبيس ) أن يلبس أحد العسكر ثياب الديكتاتور و الذي يقوم بمهام اللبيس هنا هو (حزب الوفد) . في المسرح  يجرب اللبيس الملابس علي الممثلين و في السياسة يجرب اللبيس الممثلين علي الملابس. لذلك فهو حزب اللبيس . دائماً لا يعرف المقاس لكنه يظل يجرب.
المهم أنه يقوم بدوره يأخذ الديكتاتور من المخرج و يكسوه بثياب من العصور الغابرة. و يقدمه إلي صف الملتحين و يأمر الموسيقي بالتطبيل و الكورالات بالغناء بأغنية يعيش الزعيم  يعيش الزعيم مع أن البلاد الإسلامية لا يعيش فيها أي زعيم بل يموت مغتالاً. حتي زعيم الفن حبسوه لكي لا يصبح هناك أي زعيم من أي نوع.
مذاخلة فجائية : يغمز المخرج برموشه لأحد المناضلين الأقباط فيصيح أن الأقباط يرفضون الكوتة في المجالس .و أنا أري الأقباط إذا رفضوا الكوتة سيطفحون الكوتة. لأن المواطنة لن تأتي سوي بالتدريج. فهل تكف أيها المناضل عن الفكر المثالي و تتبني الفكر السياسي ما دمت تريد أن تلعب علي المسرح.لذلك أطالب بكوتة للأقباط في كل المجالس فأنا لا يهمني تحت أي مسمي يدخلون بل يهمني أنهم يكونوا متواجدون يمارسون مهمتهم في التعبير الحقيقي عن قطاع عريض من مصر أسمه الأقباط.
يغمز المخرج لأحد الأشخاص و هو محامي تحت الطلب.فيقدم عريضة دعوي ضد نشطاء الأقباط و منهم الكهنة .و يرسل قصاصة ورق معه للنائب العام .فيستدعي نجيب جبرائيل و مايكل منير و أبونا متياس و أبونا فيلوباتير . فقط ليخطرهم أنهم تحت تهديد .و لتكون إجراءات سير القضية الوهمية هي ورقة إبتزاز للأقباط و نشطاؤهم.فليتركوا شهداء ماسبيرو لخالقهم و ليتركوا السلطة للمخرج و يصمتوا .ماذا و إلا ؟؟؟؟ ثم يفرج عنهم جميعاً بدون ضمان أو كفالة مما يهدم القضية و يكشف زيفها....
تقف مجموعة من شباب الأقباط علي مقربة تهتف : ملعون هذا يا قضاء الممثلين أو يا ممثلين القضاء.ملعون الحكم بأن تنفصل إبنة عن أمها لأنهم رفضت أن تعيش مسلمة.ملعون الحكم بتهجير الأقباط من العامرية تمهيداً لتهجيرهم من كل الأماكن.
رحماك أيها المخرج.فلنعد للتقزيم
التقزيم هنا أي ان يختصر الشعب كله في شخص أو عدة اشخاص. لذلك حرص المؤلف علي تسمية المجلس العسكري (بالجيش) و تسمية الوزراء (بالدولة) و تسمية المشير (برمز مصر) . إنها حفنة من الإختصارات الكريهة التي تختزل الجميع في الشخص و هذا ليس صحيحاً في البلاد الديمقراطية .... إنهم يقزمون مصر حين يخلقون دعاية جوفاء لأبطال من هواء.فيشطبون علي ملايين المصريين الذين يفهمون و يحبون مصر أكثر من المخرج و الممثلين و المؤلفين و كل من علي خشبة المسرح.
عفواً إذا تهت معي وسط أحداث المسرحية.فهذه هي مسرحية الفوضي الخلاقة يا سيدتي و يا سيدي.
لقاؤنا بمشيئة الرب قريباً مع الفصل الثالث و الأهم و هو تقسيم مصر كيف متي أين  و من يقسم و ماذا نفعل . و مصير الأقباط .إنه فصل مصير مصر؟  فلنتابع.
و الآن فلنرتكن إلي موضع الراحة.
حين ترتدي الأرض ثياب الربيع .تكتسي بالفيروز.تحتضن الرجاء في إشتياق.تنظر إلي فوق و تسألك راحة.
يا راحة الأرض المتعبة.أسمك عجيب.مريح القلوب يا ربنا يسوع. لأن متابعة مظالم الأرض منهكة.لذلك نرفع أعيننا إلي فوق حيث لا مظالم.لا مكائد أو تظاهر.كل ما هو فيك حقيقي أيها الرب الممجد. محبتك حقيقية لا شك فيها. خلاصك أكيد لا لبس فيه.عونك بالحقيقة متاح لا تردد فيه.رغبتك في تمتعنا بالخلاص مؤكدة لا تلون فيها.
أنت الصدق كله.أنت الحق كله.أنت الحب كله.أنت الخلاص كله.فكن لنا.نريدك أنت.
لكنك أيضاً بعظمة صنيعك تستطيع أن تطوع الأحداث لمشيئتك.فلا تكون بمشيئة رجال يدبرونها و لا ضحايا يعانون منها بل تتحول فيك إلي ما هو خير و فرح و سلام.
نحن نؤمن أنك أنت مدبر الكون و الأوطان و ليس البشر مهما يتصنعون من مكر و دهاء.
دعهم ينفقون أموالهم في الهباء حتي يعتازون من جديد لشخصك الغني.
دعهم يتأكدون من فشل ذكاءهم المريض في تغذية الكون بالبشر.لأنك أنت هنا سيد الكون.
دعهم يرفضون إيمانك ليعرفوا معني الفشل فينتبهون.ليتهم يفعلون و يرجعون.
دعهم يتحدون كالأشواك فيوخزون أحدهم الآخر .و يكونون في الحقيقة في نيران الذات المحرقة.حتي يأتي اليوم فيتضعون مثل نبوخذ نصر و يرفعون أعينهم إلي القدير و يسبحون عوضاً عن عبادة الذات.و يمجدونك عوضاً عن الفخر الكاذب بما لا يملكون.
اليوم صلاتي لأجل الأشرار .إفتح لهم أبواب معرفتك.و يكون الأدب مرشداً لهم للخلاص.اليوم صلاتي لأجل الكارهين الحب مثل فرعون.أرسل لهم موبخاً و هادياً مثل موسي.فلتكن كنيستك صوتك للعالم.لعل هناك من يستجب.
اليوم صلاتي لأجل السياسيين.يتكلون علي حساباتهم.فيأتيهم الخراب من حيث لا ينتظرون.لكنك لا ترفض القصبة المرضوضة و الفتيلة المدخنة.فلتكن يدك عليهم للنجاة.
الصغار في البلدان ينتحبون .كن فرحهم و لا تتأخر.لأجل الصغار أصلي .لأ جل العاجزين عن الفعل .الممنوعين من الكلام.ارسل حكمتك فيهم كوعدك فيتغير بهم هذا الجيل.
من ينتصر ينتصر بالرب .من ينجح فبالنعمة.من ينكسر فلأن الذات ضد المسيح.فأجمع يا مسيح الآب هذه الخراف.من هنا و من هناك.إلي حظيرة واحدة.و إبق كما أنت بالحنان راعيها.

497
مجلس الشعب (غير) المصري
Oliver كتبها

 

صعب عليك أن تثق في وطنية شخص يعتبر الماليزي أو الأندونيسي أقرب إليه من المصري ...صعب عليك أن تصدق فريقاً يسب مصر علي لسان رئيسه كأنما هي سقط متاع عنده. هكذا أعلن رئيسهم و مرشدهم الذي يتبعون همساته و إشاراته كأنما كلامه منزل ... أعلنوا ولاءهم للغرباء عن مصر لأنهم يتفقوا مع تصوراتهم الدينية .... و أنكروا حق المصري في بلده  فكيف نثق بهم؟؟؟
هل أصبحوا فجأة يحبون مصر؟؟؟ و يحترمونها؟؟؟أشك جداً في ذلك
بدأ مجلس الشعب (غير المصري ) جلساته.. ليس هذا مجلسنا الموقر و لا هو المعبر عن نبض الشعب كما أنه ليس عين الشعب التي تراقب بقية السلطات..
لا أقول هذا حقداً علي من نجحوا في البرلمان لأنني لم أكن أحد المرشحين. و لا أقول ذلك كرهاً فيمن نجحوا لأنني لا أحمل كراهية لأحد. لكنني أقول هذا تتبعاً لمصادر التمويل ...التي تثير أسئلة كثيرة هي موضوع مقالنا هذا
تري لماذا دفعت قطر ما يزيد عن مليار جنيه لتمويل السلفيين؟ و لماذا دفعت السعودية مليار و نصف للإخوان لتمويل حملاتهم و لشراء الأصوات و ما بينهما.
هل هي مساعدات لوجه الله و لبشاشة وجوه أعضاء السلفيين و الإخوان السمحاء؟ هل تثقلت قلوبهم بهذه التبرعات كأعمال خيرية؟؟ و هل هكذا ينفق السياسيون أموالهم؟؟ أليس بالتأكيد أن هناك قصد وراء هذا الإنفاق البذخ للإخوان و السلفيين .مع بخلٍ متعمد في تقديم منحاً أقل قيمة وعدت نفس الدول بتقديمها لمصر الرسمية و ليست الإخوانية؟
هل هي عطفاً علي فقراء الناخبين؟ هل السعودية و قطر تشفق علي عزيز قوم ذل؟؟ بالطبع لا.. لو كانت كل منهما تريد العون فلماذا لم يسددوا المنح التي وعدوا بها ( كذباً) وقت زيارة الطنطاوي للبلدين .. فهل كانت دعاية كاذبة لنتائج زيارة طنطاوي بعد تسلم السلطة مباشرة؟ أم كانت وعوداً حقيقية معلنة بشروط خفية غير معلنة؟؟ ما هي الشروط يا تري إن وجدت؟ علي أية حال سواء أكانت صفقة فاشلة لم تنفذ أو كانت وهماً فستبقي أسئلة أخري .
لماذا تغرمت الدولتان أربعة مليارات جنيهاً لتمويل الإخوان و السلفيين؟
هل هناك قصد من وراء السبيل؟ بكل تأكيد ... فما هو القصد ....و كيف سيتم تحقيقه؟ و من سيتكفل بتحقيقه؟ و إلي أي مدي تستطيع المعارضة الوقوف أمام هذا التيار؟ و هل سيتفق الإخوان و السلفيين ؟ متي؟ و متي يختلفا؟هذه نقاط هذا المقال أطرحها و ليس شرطاً أن نجد إجابات شافية لها بل يكفي أن نترقب الأحداث من خلال هذه النقاط لنستوعب أكثر ما يحدث أمامنا علي مسرح مجلس الشعب ( ربما الشعب السعودي أو القطري ).
تعرفون أن القرضاوي  القابع في قطر يعد الأب الروحي لجماعة الإخوان.بينما المرشد العام هو الأب المشرع لقرارات الإخوان .
من جهة التوجهات الإستراتيجية للجماعة ( لا تصدق أنها حزب فالأحزاب بدعة من بدع الديمقراطية)ستكون الخطوط العريضة لسياسات الإخوان نابعة من تكليفات قطرية من خلال القرضاوي .
فلا تتابعوا مجلس الشعب من مصر ....تابعوه أفضل علي قناة الجزيرة....من حيث يتلقون الأخبار و التكليفات. تابعوه مع ميول تصريحات القرضاوي ....
ما مصلحة قطر ؟ وماذا تريد قطر من مصر؟
إن أول شيء تريده قطر من مصر هو الإعتراف بقطر كقوة سياسية فعالة ذات ثقل.... هكذا دائماً تشعر الدول الصغري بالدونية ( تماماً كالأفراد) لهذا فهي تريد أن تنتزع من مصر ليس مكانها بل إعترافاً فقط بتعاظم التأثير القطري ...
المشكلة أن قطر خلطت بين الإمكانيات المالية و بين الإمكانيات السياسية...لقد ظنت أنها كما إشترت لاعبين أبطال عالميين و جنستهم بجنسيتها تستطيع أن تدفع من أموالها للخصوم في قضايا مختلفة سياسية ليتصالحوا بعد إسترضاءهم بالأموال و الوعود
فتبدو قطر أنها دولة تلعب سياسة و تحل مشاكل و تؤثر في الأحداث مثل الدول الكبري...مشكلة نفسية ستكلفهم الكثير دون أن يحقق لهم هذا الكثير ما يرغبونه في ترأس السياسة العربية ( العقيمة أصلاً)
ماذا تريد قطر من المتأسلمين و كيف ستتلاعب بهم ....
أقول مبدأً خطيراً .. إن عضو مجلس الشعب الذي إرتشي من قطر  قبل أن يبدأ عضويته في البرلمان  و وافق علي رشوة ناخبيه كجزء من الرشوة التي نفحته إياها بلاد ترغب في إحتلال الضمير المصري و هو أخطر من إحتلال التراب المصري. ... هذا العضو المزعوم أصبحت عضويته متوقفة المفعول . و أصبح مديناً لمن أوصلوه للكرسي ...مكسب قطر الأول أنها أبطلت مفعول الأعضاء قبل أن يمارسوا مهامهم ..أي أنه ضمنت مجلس شعب  أغلبيته متخاذل منكسر العين مطأطئ الرأس  ينتظر التعليمات و لا يقوم بالفعل بل برد الفعل..
هل تظن أن أحدهم يستطيع أن يستجوب وزيراً إلا إذا كانت سياسته لا تروق لقطر ؟ هل تظن أن أحدهم يستطيع أن يقف في وجه مستثمر قطري أو ممثل للأموال القطرية في شراء أصول مصر من أي نوع؟
ماذا تريد قطر أيضاً ؟؟
قطر تريد أن تقلد النهضة التي حدثت في الإمارات العربية و لكنها تميل إلي تحقيقها في السياسة و ليس في العمران و الإقتصاد.
تريد أن تتزعم منطقة الخليج لعل هذا يقيها خطر إيران. و القاعدة  العسكرية الأمريكية في قطر تعط لها إحساساً زائفاً بالقوة و الإطمئنان.لذا فهي تنشط بهذا الإحساس الزائف و تظن أنه حقيقة. لذا تريد أن تثبت لأمريكا أن قطر تستطيع أن تكون لاعباً أمريكياً نشطاً وكيلاً عنها في المنطقة .لكن تغير ميزان القوي بعد الحرب الإيرانية الأمريكية الإسرائيلية التي هي علي وشك الحدوث سوف يرد قطر إلي قيمتها الحقيقية مجرد إمارة صغيرة و دورها يشبه حجمها.كما أن ثقلها السياسي لا ينبع من قدرة حقيقية في المعالجة و التواصل مع الأطراف بقدر ما يعتمد علي سخاء التمويل .
و العائق الذي يقف أمام أي دولة عربية لكي تلعب دوراً هاماً في السياسة هو مصر... إذا همشوها كما حدث أيام جبهة الرفض اليت تبناها صدام .حينئذ تكبر الدول في عيني نفسها.لذا تهدف قطر للزج بنفسها في كل المحافل كمنافس لمصر. و تريد أن تتوغل في دهاليز السياسة المصرية لتكبيلها لعل هذا يحقق لها نقطة إنطلاق في سياستها. و أسهل الطرق لتكبيل السياسة المصرية هي شراء مجلس الشعب المصري الذي سيكون عائقاً لسياسة مصر الخارجية مما يتيح الفرصة لسياسة قطر أن تنمو و تتوغل في المحافل المختلفة.
لذا سوف تلاحظون تراجع السياسة المصرية في دول أوروبا و أمريكا مقابل نشاط غير ذي قيمة في العلاقات العربية التي ليست موضع منافسة مع أحد. و سوف تسمعون كثيراً من التصريحات و الرحلات  عن ليبيا و العراق و السودان و اليمن و لكنكم ستشهدون إنفصالاً مريعاً عن التواصل مع أوروبا و أمريكا. و لعل الأسافين قد بدأ دقها في نعش السياسة المصرية الأمريكية بتهليل من السلفيين و الإخوان بعد إحتجاز فريق عمل في حقوق الإنسان من المعهد الأمريكي الديمقراطي. كما سبق منذ فترة إدعاء أن أمريكياً كان يتجسس في ميدان التحرير و يلتقط صور وسط الملايين الجارفة من البشر؟؟؟؟ و بعد تهديدات تليفزيونية من القضاء الوهمي المصري و السياسة الفارغة المصرية تم الإفراج عنه ..و هكذا هذه الأحداث التافهة القيمة لكنها مقصودة لعرقلة العلاقات المصرية الأمريكية الأوروبية مما يخدم الدور القطري و السعودي.
بينما لم يجرؤ هذا القضاء الفاشل في التحقيق في مصادر التمويل السلفي و الإخواني حتي الآن رغم أن كل المشاهد كانت مسجلة صوت و صورة؟
السعودية و مجلس الشعب
ما هي مصالح السعودية و كيف ستتوغل السعودية في مجلس الشعب الذي دفعت هي تكاليفه . فهو مجلس السعودية تمويلياً حيث أنها لا تملك مجلساً في السعودية ذاتها.
ستجد أعضاء مجلس الإخوان السعودي يولولون إذا ما قامت حكومة نيجيريا بمقاومة جماعة أبوكو حرام المتطرفة التي أحرقت المسيحيين في كنائسهم و هم يصلون.
ستجدهم يناشدون التدخل المصري في الفلبين لأن الفلبين تقاوم جماعة أبو سياف الإرهابية المتأسلمة .
ستجد أعضاء هذا المجلس المزيف دائمي الترحال إلي السعودية بمبرر( العمرة أو الحج) و الحقيقة أنهم يواظبون علي تلقي التعليمات في كيفية أسلمة مصر شكلاً و إلهاء مصر موضوعاً.
ستجدهم يناقشون الفصل في الكليات بين الجنسين فتقوم مظاهرات هنا و هناك ثم يتراجعون. ثم يقترحون تدريس العلوم القرآنية في المدارس فتقوم المظاهرات ثم يتراجعون . و يحاولون التدخل في السينما و المسرح فتقوم ضجة و يتراجعون ثم يتحاورون لأجل تقنين رفع الجلسات أثناء مواقيت الصلاة لكي يصلي الأعضاء جماعة  ثم يقررون إلغاء عيد الحب و يجرموه  ثم يجتمعون لتحطيم قوانين الطفل و قوانين المرأة و قوانين كانت شاهداً علي مدنية مصر فينتشر الجدل و هذا غاية المراد من رب العباد.
المهم هو أن تحافظ السعودية علي هذه الضبابية التي تكتنف الحياة المصرية و تجعل هذا المجلس حجر عثرة ضد قيام مصر من عثرتها.
هكذا يشغلون الشعب المصري دون أن ينجزوا شيئاً من المهام التي يجب أن يقوم بها عضو مجلس الشعب المصري لكنهم  أعضاء  مجلس لشعوب أخري غير مصر.
ستجدهم يريدون تشتيت العقل المصري و السياسة المصرية بإفتعال أزمات غير حقيقية. لأن الفكر الوهابي يقوم أساساً علي إلهاء الناس .سواء بالدعوة إلي  الجهاد في مناطق بعيدة عن التماس مع السياسة المصرية . أو إختلاق أزمات في المناطق القريبة منها. أو تطاولات و تجاوزات علي الليبراليين الأقلية في المجلس. لذا سنسمع عن أزمات من تصريح فارغ تفوه به أحدهم ثم يأتي آخر و ينفيه و يأتي ثالث و يعدله و هكذا سيتلاعبون بالشعب.
ماذا تريد السعودية ؟
 السعودية دولة قمعية تتخذ الدين غطاءاً للفساد فيها و الظلم و القمع. و من مصلحتها أن تكون جارتها التي تورد لها 2 مليون عامل سنوياً أن تكون دولة لشعبها نفس مواصفات الشعب السعودي المقهور بإسم الدين.فهي تخشي أن تنهض مصر فيتأثر الشعب السعودي المغلق عليه بالمتاريس الحديدية.لذا تنفق بسخاء لكي تتجنب شرارة الثورة.فهكذا فعلت  حين وأدت الثورة في البحرين و في اليمن.هي تريد أن تسبح في منطقة قمعية دكتاتورية لا قيمة للعقل فيها.يكفي تغييب الناس بإسم الدين.هذه هي المصلحة السعودية الوهابية الفاسدة.
السياسة و الهندسة
نحن أمام معادلة هندسية سياسية واضحة تقول ...إذا كانت القوي الحاكمة للواقع المصري هي ثلاثة أبعاد في شكل مثلث .الشعب هو قاعدة المثلث و المجلس العسكري و التيارات الإسلامية هما ضلعي المثلث .فالمعادلة تقول أنه بقدر ما يقترب الضلعان إلي قمة السلطة بقدر ما يتباعد الضلعان (العسكر و الإخوان) عن الشعب. و بقدر ما يزيد إتساع القاعدة يزيد معه بالتبعية إلتصاق المصالح للجالسن علي القمة أي العسكر و التيارات الإسلامية.
و هذا الإنفصال عن الشعب قد بدأ قبل أن يبدأ هذا المجلس.لأن أعضاؤه( في معظمهم) لم يأتوا لا من الشعب و لا من أجل الشعب..
هذا الإنفصال تبلور في موقف خطير إرتكبه المجلس العسكري بالتعاون مع الأزهر الذي و يا للغرابة هرول مسرعاً إلي المجلس حاملاً قانونه الجديد و لم يقدمه إلي مجلس الشعب الذي يقولون أنه منتخب؟؟؟ و يا للغرابة أنه بعد إنعقاد أول جلسة في مجلس الشعب هذا نجد المجلس العسكري يصدر قانون الأزهر الجديد ... أصدر القانون بدلاً من مجلس الشعب الذي ليس له عمل سوي إصدار القوانين ....أصدر المجلس العسكري القانون لاغياً مهمة البرلمان الذي يفتخر المجلس العسكري أنه أشرف علي ( نزاهة) إنتخاباته؟؟؟
  شاهد علي الإنفصال عن الشعب  ( قانون الأزهر)
أول عمل قام به المجلس العسكري بعد تشكيل مجلس الشعب هو إلغاء دور مجلس الشعب... و تقف علي مقربة منه شبهات كثيرة حول شيخ الأزهر و مدي تغلغله في الحياة السياسية بدون مبرر.و إستفادته من قربه من المجلس العسكري في تمرير قانون بعيداً عن رقابة مجلس الشعب..الذي يستطيع أصغر محامي في مصر أن يطعن علي هذا القانون الجديد بعدم دستوريته... لكن المهم هنا إيضاح أن ضلعي المثلث الصاعدين إلي القمة  يتلاعبون بالشعب ( قاعدة المثلث) و قد إنفصلوا عنه بالقدر الذي يحقق لهم إنفرادهم بالسلطة متجاهلين مؤسسات الدولة التي صدعوننا بأنها يجب أن توجد و لما وجدت (شكلياً) كانوا هم أول من يتجاهلون وجودها.
كما يكشف هذا التصرف عن ملامح أخري خطيرة و هو أن الأزهر جهة تابعة للحكم تبارك قرارات النظام و لا يعنيها سوي أن تستفيد من هذا الدور لتحقيق أغراض قيادة الأزهر الشخصية غير عابئة بدور الأزهر الرئيسي و هو نشر الوسطية ( التي لا أعرفها).
ملاحظات ختامية
- لا أعرف معني أنه لا دين في السياسة بينما لا يوجد الآن من يمارس سياسة سوي رجال الدين؟ حتي الذين كنا نعرفهم كرجال سياسة أصبحوا يتكلمون كالفقهاء ... فهل يخاطب هذا الكلام أناساً من كوكب آخر.
- كذلك هذا التصرف يكشف عن حجم التباعد الفكري بين الأزهر و بين الإخوان حتي أنه أصدر قانونه دون العرض علي الإخوان و هم المهيمنون علي المجلس؟ فقولوا لي كيف سيقف الأزهر ضد الأفكار المتطرفة إذا كان يخشي علي نفسه فأصدر قانونه في الخفاء سرقة كاللصوص.كيف يتوقع البعض دوراً تثقيفياً أو تنويرياً للأزهر إذا بدا هكذا مرتعباً من أول جولة فأصدر بالتواطئ مع المجلس العسكري قانونه الذي يحقق لشيخ الأزهر بقاءه مدي الحياة في منصبه .
- تري لماذا لم يصدر المجلس العسكري قانون دور العبادة  و قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين ما دام هكذا قادراً بين ليلة و ضحاها علي الموافقة علي قانون الأزهر في خفية؟
أم أنه ترك الأمر لمجلس المتأسلمين  الذين بالقطع لن يقرروا القانون .لكي يدق أسفيناً جديداً بين الأقباط و مجلس الشعب المزعوم؟ أم أنه يلاعبنا و هو في الحقيقة لا يفهم حتي أصول اللعبة السياسية......لذا ستأتي نهايته قريباً بيد الشعب المصري الحقيقي في الشوارع المصرية .
- أشفق من كل قلبي علي أعضاء مجلس الشعب الأوفياء من التيارات الليبرالية و المدنية الذين كتب عليهم أن يجابهوا ليس فقط زملاء لهم في المجلس بل أشخاصاً صاروا مندوبين عن دول أخري أحتلت و يا للأسف مكان المشرع المصري. لذا علي الليبراليين أن يفسروا العبارات التي يصرح بها المتأسلمين تحت القبة. فهذه من أجل السعودية و تلك من أجل قطر و ثالثة لأجل الكويت و رابعة لأجل الظواهري بتظيم القاعدة و هكذا يردون التصريحات إلي مصدرها و يتعاملون معها علي هذا الأساس و يكشفون دون خوف هذه الإزدواجية في الإنتماء ( هذا لو وجد لدي هؤلاء المتأسلمين إنتماءاً مصرياً)
أعتقد أننا سنعود مرة ثانية لمجلس الشعب هذا ....فقط بعد أن نعرف عن أي شعب ينوب هؤلاء الأعضاء؟
و الآن دعونا نستند في وادي الراحة.
حافظ الأمانة
يا حافظ الأمانة ما أعجبك حتي أنك كشفت لنا حقد الجبابرة منذ القديم.حين إلتف السمائيون حولك يسبحونك.جاء إبليس بوجهه المنفر. و أنت علمت أنه أتي يستصدر منك قراراً.و سمحت له بالمثول أمامك. جاء يطلب أن يجرب عبدك أيوب.هكذا كان إبليس مكشوف الوجه و هكذا أولاد إبليس أيضاً لا يخجلون لأنهم خلعوا رداء النعمة و تعروا من البنوة السماوية.
كان سماحك لإبليس بتجربة البار أيوب قمة العدل.حيث أنك أيضاً سيجت حول أيوب قبل أن تسمح بتجربته.سمحت لإبليس بالقرار و لكنك حميت عبدك من نتائج هذا السماح المؤلم.
هكذا اليوم عندنا يحدث يا رب.يدخل أولاد إبليس مكشوفي الوجوه.لا يخجلون من إعلان كراهيتهم لك و لنا. بل و للإنسانية جميعها.
و ها أنت قد اذنت لهم بالدخول .و إستصدروا منك قراراً بتجربتنا. و لكنك سيجت حولنا و ستظل درعنا الواقية في كل مكان و زمان.
منذ مولدك كان هناك ملكاً خبيثاً يريد موتك.تقابل مع زائريك الملوك القادمين من بعيد يرغب في خداعهم.لكنك كنت هناك لترشدهم فعادوا من طريق أخري. بعيداً عن الخداع و الخيانة.هكذا تستطيع أن تجنب بنيك شرور الخداع و الخيانة.
حين جاءت الساعة و قد أخذت قراراً أبدياً بخلاصنا علي حساب حياتك.قبلها كان هناك رجل يحوم حولك طوال الأسبوع الأخير.يرمقك بعيناه الزائغتان.لعله يستنطقك فتقول شيئاً.و أنت حذرته مراراً من الخيانة.حتي لما إستنفذ كل فرصته أذنت له أن يعمل ما يريد و بأقصي سرعة.فالخيانة تؤلمك جداً.و عدم الولاء يحزن قلبك.هكذا كنت مشغولاً بخلاصنا و متألماً من خيانة بعضنا كيهوذا .
اليوم يجتمع بنوك فأفرز من بينهم الخائن .وبخه ما دام أوان التوبة.حتي إذا عاد يصير بالحقيقة إبناً لك لا خوف منه.
أفرز الذين يدعون الإيمان بك .لكي يعرفوا هل هم حقاً مؤمنون؟ أفرز الذين يعملون بإسمك لأن بعضهم يحتاج تبكيتك و بشدة لئلا تضيع بسببه الخراف.
أفرز الذين أخذوا صفة المدافعين عن شعبك. لأن فيهم من يدافع فقط عن مصالحه .
هؤلاء المفروزين عن قطيعك المبعدين لأنهم ليسوا أوفياء قم بعملك فيهم لكي تستكمل نواقصهم و تعيدهم بقوة أعظم.فتكون توبتهم مكسباً لأنفسهم و للكنيسة.
اليوم نصلي لأجل الخائنين لتجعلهم مثل بطرس.اليوم نطلب لأجل المتلفين ليكونوا نصيبك مثل بولس .
لقد أرهقت الخيانة شعبك .بل كل الشعوب. حتي فقد الكثيرون الثقة في الجميع.لكنك تستطيع معالجة الكل.الشعوب و الخائنين معاً.
ما أعجبك أيها القدوس إذ أنت تتمسك بأمانتك دواماً.تشرق بمحبتك فوق أرض لا يكف من عليها عن خيانتك؟ لكن محبتك أبدية.أقوي حتي من الخيانة.لذلك حولت الخائنين إلي قديسين.و لذلك نجرؤ نحن الخائنين لمحبتك علي  الإعتراف بذنوبنا و الإعتذار عنها و طلب الصفح و توقع مغفرتك.كلنا أمامك مقصرون فأكمل ضعفنا بقوتك. فنصير أمناء.

498


القضاء المصري يختطف القاصرات
Oliver كتبها





فيما كنت أعد دراسة عن تاريخ الحرائق في الحكم الإسلامي فوجئت بخبر في الصحف عن قرار أحد وكلاء نيابة بولاق الدكرور بإيداع طفلة مختطفة  من المنيا تم إرغامها علي الإسلام لتبق في دور رعاية تحت حراسة مشددة و عدم تسليمها لأسرتها .فإضطررت أن أكتب تعليقاً علي هذه الجريمة .
لم يكن هذا هو القرار الأول المتعلق بهذه القضايا . فقد سبق أن النائب العام نفسه قرر إيداع فتاتين من المنيا  الشقيقتان ( نانسي و كريستين) دور رعاية و عدم تسليمهما لذويهم فأرسي بذلك مرجعاً يناقض الدستور و القوانين المصرية و الدولية.
يومها تظاهر 15 محامياً  من المتطرفين يطالبون بعدم تسليم الطفلتين الشقيقتين إلي أسرتهما ؟؟؟فرضخ القضاء الفاسد لمطالب البلطجية.
بل سبق أحد وكلاء النيابة في كرداسة و سلم الطفلة مروة نسيم فريج عام 2004 إلي مختطفها؟
بل كان هناك نشاطاً كاملاً لإختطاف القاصرات بين أحد وكلاء النيابة  و بين جمعية تسمي ( الجمعية الشرعية بعين شمس) و قامت بإختطاف القاصرات إعتماداً علي حماية  وكيل نيابة و شرطة متواطئة.
بل تتعجب إذا عرفت أن النيابة تحتجز آباء  القاصرات المختطفات حتي يتوقفوا عن البحث عن فلذاتهن المختطفات. قضاء أزكمت رائحته العفنة أنوف كل الشعب و ليس الأقباط وحدهم.
لا أنسي ما قاله وكيل نيابة لإبنتين قاصرتين من ديروط ( صبورة زكي خلة و أمل فوزي متياس ) حين قرروا أمام وكيل النيابة بالتغرير بهم و برغبتهم في العودة لأسرتيهما فقال وكيل النيابة قولته الخالدة لا فض فوه ( ترجعوا إزاي ؟ هو لعب عيال؟) و راحت البنات. و إتضح إنه لعب كبار من ضمنهم وكلاء نيابة.
سهل للوحوش أن يصطادوا  طفلة لأن توريط طفلة  في أي أزمة من أي نوع لا يتطلب جهداً من معتادي الإجرام. سهل لقساة القلوب أن يؤثروا  علي الأطفال سواء عاطفياً أو نفسياً أو جسدياً لإنعدام خبرتها و عدم نضجها .نفهم هذا و نعرف دهاليزه جيداً عبر تاريخ حزين طويل من الصراع بين الحملان و الذئاب.
 لكن الأصعب هنا  أن تقوم الدولة بإستكمال الجريمة. و أن تقنن الجريمة و تؤكد عليها فتظهر أنها شريكة للبلطجية و مخالفي القانون و مختطفي الأطفال.
إيداع فتاة دور الرعاية لإشهارها إسلامها و هي قاصر يعد جريمة إختطاف تقوم بها الدولة بأجهزتها .و جريمة إحتجاز قسري و هي أحد الجرائم ضد الإنسانية. و تعد أيضاً جريمة تعدي علي قوانين الأمومة و الطفولة الدولية التي وقعت عليها مصر. و تعد جريمة إحتجاز طفلة في دور رعاية مخصص للأحداث المرتكبين للجرائم و ذلك دون أن ترتكب ما يعاقب عليه القانون بالإحتجاز.
 إيداعها أي دور رعاية بعيداً عن أمها و أبوها و أسرتها  تحت أي مبرر هو تشجيع لإختطاف الأطفال المسيحيات و إرغامهن علي إشهار الإسلام و هن قصر لا يملكن من أنفسهن قرار تغيير العقيدة و لا يدركن ما يحصل معهن  ما دامت الدولة تؤكد رضاها عما حصل معهن بالمخالفة للقانون.
ما هو القانون الذي إستندت إليه نيابة بولاق الدكرور لكي تأمر بإيداع الطفلة بعيداً عن أبيها الذي تعهد برعايتها و الحفاظ علي سلامتها.
هل دخل وكيل النيابة قلب الأب و عرف أنه لن يتعهد إبنته كما يجب فأمر بإختطاف إبنته منه بسلطة النيابة .؟
هل دخل قلب الأم و وجد أنها لا تصلح أن تكون أماً فحرمها من إبنتها صاحبة الخمسة عشر ربيعاً ؟
مع الأخذ في الإعتبار أن فتيات قاصرات كثيرات تم إختطافهن و تم إعادتهن من جديد إلي أهاليهم و لم نسمع أن أحداً من أهل الفتيات تعرض لأي نوع من الإنتقام من ذويه.
هم لا يعرفون معني التوبة و الرعاية الروحية في المسيحية التي لا تنتقم من مخطئ بل تسعي لإعادته تماماً كما يشاء الله رجوع الخاطئ عن خطأه و ليس هلاكه.
من علم وكيل النيابة هذا القانون . أو لنقل من أعطاه أن يختطف الأطفال بسلطة القانون.
و ما هو معتقد الطفلة في الوقت الحالي ؟ هي مسيحية لأن القانون يمنع تغيير عقيدتها إذا كانت قاصر فعلي أي أساس يودعها وكيل النيابة دار رعاية إسلامية؟
هل وكيل النيابة البلطجي خاطف الأطفال يساهم من خلال نفوذه في فرض الإسلام علي الأطفال المسيحيات المختطفات؟هل إرتشي من الخاطفين ليشاركهم الجريمة؟
كيف لا يحقق في جريمة و يتابع مرتكبها الذي أدلي والد القاصر بإسمه ؟
لماذا تصمت وزارة العدل علي هؤلاء الوكلاء الذين يسنون أحكاماً من تعصبهم .
و سلام علي  القوانين الدولية
مع تأكدي من معرفة معظم القراء بالقانون الدولي للطفولة و الأمومة لكن للتذكير أعيد بعض البنود التي وردت في ميثاق الأمم المتحدة عن  حقوق الطفل في 20 نوفمبر 1959 و سأركز علي البنود التي تصف حالتنا هذه :
 1 – البند رقم 2 في الميثاق أن يكون للطفل حق التمتع بوقاية خاصة حتى ينشأ من النواحي البدنية والروحية والاجتماعية على نحو طبيعي.
و ليس هناك شيء طبيعي أكثر من نشئة الطفل وسط أسرته و أي وضع مخالف يعد وضعاً علي نحو غير طبيعي بالمخالفة لقانون الطفولة الدولي.
2- البند رقم 8 - وقاية الطفل من كافة ضروب الإهمال والقسوة والاستغلال
و الآن نحن نري الطفلة تعاني من إستغلال هذا الهمجي الذي إختطفها لسذاجة سنها و نقلها عنوة  من المنيا ثم هذا الآخر الذي إحتجزها في بيته بالجيزة ثم  الثالث وكيل النيابة الذي أمر بإحتجازها في دور رعاية بعيداً عن أسرتها ... إن لم تكن هذه هي معاني الإهمال و القسوة و الإستغلال علي الترتيب  فإبحثوا لنا عن معني آخر .
3- المادة رقم 9 و هي : لا يجوز إخضاع أي طفل للاعتقال التعسفي أو الحجز أو الإبعاد).
و ها هي إبنتنا تعاني الإبعاد عن أسرتها و حجزها بما يعني عدم حرية التنقل بوضعها تحت حراسة مشددة ؟؟؟؟ و إعتقالها تعسفياً كأمر واقع لإحتجازها و منعها من التحرك...
بينما تتجه الدول ( حتي النامية منها) لتنمية رعاية الطفل و تقليل تعرضه لضغوط الحياة نجد في مصر من يشارك خاطفي الأطفال و يبرأ فعلتهم و يساهم معهم في إحتجاز الرهينة ؟
قضيتنا الآن ليس تغيير ديانة لأن هذا مخالف تماماً حتي للقوانين المصرية و لتوصيات الأزهر.
 و لا ينفع تغيير ديانة قاصر إلا بالتبعية ( أي أن يغير أحد الوالدين ديانته و تكون إبنته بصحبته و يطلب بنفسه تغيير ديانتها بإعتباره ولي أمرها ) و مع أنه تصرف مرفوض في رأينا لكنه أيضاً غير متوفر في حالتنا هذه.
قضيتنا هنا هي هذه الجريمة التي قام بها وكيل النيابة بتقنين حالة إختطاف طفلة و إحتجازها (بالخديعة) و الإحتجاز القسري الذي لا يشترط أن يتم بالقوة بل يعد إحتجازاً و لو تم بالخديعة.
قضيتنا أن القانون أصبح مجرماً. و وكيل النيابة أصبح خاطفاً.
غير أن سؤالاً يبقي غصة في الحلق ....ماذا كان موقف وكيل النيابة من المختطفين؟ لعله إبتسم في وجوههم القاسية مداعباً متسائلاً ماذا تريدون أن أفعل لكم؟ فقالوا نريد الفريسة حتي نقبض الثمن .فقال إذن سأستبقي لكم الفريسة حتي تتخطي السن .إطمئنوا سأتعاون معكم .فشكروه و أجزلوا العطاء و خرجوا يقتسمون الغنائم ثمناً للضحية .و ليذهب العدل القضائي إلي أقرب مقبرة .و يداس من أحقر الأقدام.
ملاحظات ذات صلة
كيف تقرأ أن المتشددين و بالأخص السلفيين سوف يحرسون الكنائس في إحتفالات الأقباط؟ و هم الذين يختطفون الأطفال بمعاونة القضاء الشريك في الجريمة.
كيف تقرأ موقف وزارة العدل من إقرار قانون دور العبادة في ضور قرارات وزارة العدل بحرمان آباء و أمهات من أطفالهن المغرر بهن .
 كيف تقرأ خبر أن وزارة العدل لا زالت تدرس و تبحث و تتمعن في قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين و هي التي لا تدرس و لا تتمعن و لا تبحث في القانون حين تقرر هدم الأسر المسيحية و حرمانهم من أطفالهن المخطوفات.فالقرار عندها جاهز لا يحتاج سوي إلي وكيل نيابة متعصب يقرر تسليم القاصر إلي المختطفين بأسلوب غير مباشر من خلال الإيداع في دور رعاية إسلامية تحت حماية مشددة ؟ يحمون الفريسة لصالح الوحوش و يمنعون الضحية من حقها الطبيعي في الحياة مع أسرتها.
.كيف أقرأ أن إئتلاف حقوق الطفل يرحب بالقرارات القضائية بالإفراج عن أطفال كانوا متهمين في أحداث مجلس الوزراء ثم  أقرأ عبارات فخمة من النوع الآتي (وشدد الائتلاف المصرى لحقوق الطفل فى بيانه، على تمسكه الكامل باستمرار التنسيق والتعاون مع المجلس القومى للطفولة والأمومة، وكافة الجهات المعنية الأهلية والحكومية والدولية، دعماً لحماية حقوق أطفال مصر والدفاع عنها) يا لها من صيحات بطولية .....
 ثم لا أسمع سوي الصمت من هذا الإئتلاف تجاه طفلة ذنبها الوحيد أن رجلاً إستغل براءتها و أراد التأثير عليها لتغير دينها .
كيف تقرأ أخبار  أن وزارة العدل تبحث تقارير لجان تقصي الحقائق التي شكلتها لتسكيت الرأي العام .... من كثرة اللجان نسيت عددها لكنني أتذكر لجان تقصي الحقائق عن العمرانية و القديسين و الماريناب و ماسبيرو و أطفيح و إمبابة و أشياءاً أخري ..لا أعرف كيف يقرأون في وزارة الظلم ( العدل سابقاً)  كيف يقرأون التقارير؟ هذا إن قرأوا.
كيف تقرأ أخبار جمعية الأمر بالمعروف ثم تضرب أخماساً في أسداس ..أين وزارة العدل من كتائب الإنتقام الطليقة ؟؟؟ ما سمعنا واحداً منهم . واحد فقط  من هذه الوزارة الميتة الضمير يقول أن هذه الجماعة تضرب بكل القوانين عرض الحائط .يحيل القضية للتحقيق ؟ يطلب تحريات الشرطة عنها؟ يقول أي شيء له صلة بالدفاع عن قوانين الدولة التي تداس بأحذية هؤلاء المجرمين . و لم لا . إذا كان وكيل النيابة هو يضرب بكل القوانين عرض الحائط فماذا نتوقع من موقف وزارة العدل ( المزعومة) من الجماعة الإرهابية السلفية رغم الإنكار.
إذا قرأت أن وزير العدل سيطرح قانوناً يحارب الفساد هل تصدقه؟ أم تسأل نفسك قائلاً و من سيحارب الفساد في القضاء المصري؟
أخيراً
أقول لكل محامي نزيه شريف يري نفسه مسئولاً عن هذه النفوس أن يرفع قضية ضد وكيل النيابة هذا يتهمه بإستغلال السلطة ضد صحيح القانون. و أن يكون قناة تواصل بين المراكز الحقوقية و بين هذه الأسرة.
و أذكر هنا بإشادة إتحاد  المحامين خدام راية الإمام المهدي العراقي الشقيق الذي وضع كل إمكانياته لخدمة قضايا القاصرات القبطيات .و من ضمن هؤلاء المحامين العظام القاضي جعفر الموسوي و القاضي منير حداد.لعله صوت الضمير قادماُ من بلاد الرافدين.
أقول لكل أب و أم مكلومين في فلذة أكبادهم .لا تيأسوا.مع صلاتكم و أصوامكم لأجل الحمل المختطف لا تيأسوا. إملأوا الدنيا ضجيجاً لا تخافوا. قولوا لكل من يسمعكم لا تترددوا.أنشروا مظلمتكم بلا خجل. أكتبوا إلي كل من تجدونه مستعداً أن ينشر أحزانكم علي العالم. إلجأوا إلي كل القنوات كل الأساقفة و البابا  .كل من يقبل أن يساعدكم في إسترداد طفلتكم. أكتبوا إلي مواقع حقوق الإنسان الدولية و لا سيما اليونسكو و منظمة العفو الدولية و كلها منظمات سهل الوصول إليها.
لا تفتر عزيمتكم .أنا أعرف أن كارثة كهذه تجعلكم خائري القوي.مترنحين كالسكاري.لكن الرب يعضد ضعفكم و يسندكم.فلا تستسلموا. و حتي لو كان هنالك تقصيراً من طرفكم فلا تجلدوا أنفسكم لأن العلاج ليس بالنواح علي ما مضي بل بالتفكير فيما يجب أن تفعلوه لعلاج أخطاءكم.إقرأوا هذا يا خدام الشباب و علموه.كونوا فريقاً لخدمة هذه الأسر المكلومة فهي تحتاج إلي سند نفسي و قانوني و روحي أكثر من أي وقت مضي.
و إلي كل من لديه بنات قاصرات أقول .لا تكونوا عناصر طاردة لبناتكم بل قلوباُ حانية و أصدقاء حميمين لبناتكم.تكلموا معهن و إحتملوا أخطائهن و عالجوها كمن يقيم غصناً طيباً رقيقاً .بناتكن ضيوف في بيوتكن و سيرتبطوا سريعاً برفيق الحياة فعاملوهن بالرقة كأنما تعاملون ضيوفاً أحباء مرحبين بمناقشتهن في أي ظرف .تجاوبوا مع مطالبهن فالزمن غير الزمن.إقبلوا النقاش معهن في أي موضوع و لا تصدوهن.فأنتم الصدر الحنون الذي إذا غاب عنهم طافوا يتسولونه في أي مكان و مع أي شخص مما يجعلهم فريسة سهلة الإصطياد.
إحترسوا لئلا تكون بناتكم منبوذة في الأسرة . أو تعاني من تفضيل أخوتها عنها.هذه جريمة بشعة لا تقل عن القتل.حذار من هذا التحيز ضدها.حذار من إعتبارها غير مرغوب فيها.
لا تحاصروا فتياتكم و تظنوا فيهم الظنون بل ضعوا ثقتكم فيهن لأن الثقة فيهم مكسب و الظن فيهن ضياع. أصبروا علي أخطائهن لأننا آباء و أمهات مسئولين عن تربيتهن بالحب و الصبر و نحن لسنا قضاة لتعذيبهن و عقابهن.فإبتعدوا عن العنف معهن و إلي الأبد.
صلوا لكي يشترك الرب في تربية أبناءكم.لأننا سنرث معهم الملكوت متي كنا أمناء في تربيتهن.

سؤال خطر في بالي : أين أنت المدعو البطريرك الوهمي  ميشيل ماكس هل أطاحت الثورة الإلهية  بك  ؟ ليتك تتب حيث أنت.

ثم في وادي الراحة نستمتع بلقاء الحبيب:
أيها الآب السماوي .عينك ترمقنا .ترانا حين لا نراك.صوتك يدخل داخلنا.بين العظم و بين اللحم.تتكلم فتسمعك القلوب.تأثيرك علينا كالشمس و القمر.الليل و النهار نحن عملك.
نراك في إبنك السماوي.يسترضيك عنا .فهو القدوس الذي أعماله جميعها لائقة و فائقة.دائماً إبنك القدوس يكلمنا عنك.و يكلمك عنا. يقودنا نحوك.يجمع كل الخراف و يقدمها لك مثل ربح.هذا البار يسوع الذي أرسلته ليجذبنا إليك هو يجملنا فنصلح لمملكة.
رأيناك فيه.أنت أيضاً ترانا فيه.تسمعنا به.تقبلنا بقبوله.
أيها الآب الممجد.تشتاق إليك النفوس خارج الحظيرة و داخلها.ليتك تدعوها مباركة فتتبارك.تدعوها بأسماءها فتعرف أسماءها منك.لأنها حتي الآن تجهل نفسها.و لا تعرف حتي ما إسمها.هذه الخراف الشاردة ليست شاردة عن رعايتك و إهتمامك.
أيها الآب أنت تعرف  لوعة أب فقد إبنته.لأنك الأبوة الإلهية.أنت تعرف إبنة فقدت أباها لأن فيك الإبن.فلا تسكت.يعتدون علي الأمومة التي نالت منك سمواً فلا تسكت عن المعتدين. إبنك أشفق علي الأمهات حين أشفق علي أرملة نايين و أقام إبنها .أقم بناتنا منتصرات و ردهم من دهاليز الذئاب..
أيها الآب تكلم في إبنك علي الجنوب و الشمال.لملم الشتات.رمم الأسوار المنهدمة لأن أورشليم تنتظرك.ليرن صوتك السماوي أن عينك علي مصر. و من مصر دعوت إبنك و كل الأبناء أيضاً و البنات .
هناك أيضاً أدخل و حرر المأسورين لأنك جبار و ليس من يقف مقابلك.تدعو المتاريس فتنحل من قدومك.اليوم تدخل إلي متاريس مصر,و العراق و لبنان و كل بلادك.هذه التي صدأت بكثرة القسوة.صوتك يزلزل هذه القلوب القفر.فنسمع عن نهضة لمجد إسمك.
أيها الآب مريح التعابي أرح قلوب المتألمين و المظلومين.لأنك الحق و ميراث الملكوتك لنا وعدك فأسمعنا صوت إبنك الحلو يدعو تعالوا إليً يا مباركي أبي.فنأتي إليك فيه و به و معه.إغتربنا عنك و إشتقنا إليك . ننتظر عودتنا لك فنجد راحة.

499
المنبر الحر / ثورة جديدة قادمة
« في: 19:46 12/01/2012  »
ثورة جديدة قادمة

Oliver كتبها
 
نفس الظروف, نفس المظالم ,نفس السياسات, نفس القهر, نفس القضاء الفاسد ,نفس الإعلام المغيب بفعل فاعل,نفس التعامي عن حق الشعب ,.نفس التعالي علي الشعب,نفس الإضطهادات للأقباط و بقية الفئات, فكيف لا تكون ثورة قادمة؟؟؟؟؟
قل لي ماذا تغير منذ عام ؟
ربما أسماء... ربما ألفاظ جديدة و مصطلحات تم تعليبها من مفرمة الثورة. ربما ظهرت شخصيات أشبه بالأورام السرطانية المنتشرة التي سميت بالمجلس العسكري.
نفس التغابي ( إدعاء الغباء ) سواء غباء المجلس العسكري أو إفتراض غباء الشعب.
نفس ترويض القوي السياسية و تحديد أدوارها مسبقاً.
نفس الحكومة التي بلا خطة بلا نظرة واضحة بلا سياسة بل فقط الخضوع للأوامر العليا.
نفس القهر للأقباط و الأقليات نفس الإجرام الممهور بالتجاهل التام من المسئولين  . نفس الترهيب للكنيسة و إستغلالها.
نفس الفساد و التهرب من المحاسبة و إدعاء البطولات الزائفة.
نفس أقلام الصحافة الخائبة .نفس التملق الإعلامي.نفس التخديم الساذج من شخصيات عامة لصالح النظام.سواء كان التخديم من الكنيسة أو من الأزهر.
نفس التزوير الإنتخابي. ليس تزوير الأوراق فحسب بل تزوير النتائج و تزوير القضاء و تزوير اللجنة العليا للإنتخابات.
إذن كيف لا تكون ثورة؟؟ بعد أن تذوق المصريون حلاوة التعبير عن أنفسهم دون الإستعانة بصديق.
كيف لا تكون ثورة و المجلس يبيع مصر كل يوم للسعودية حيناً و لقطر حيناً و للتيارات المتشددة حيناً . يبيعها دون ضمير و كأنه يبيع ورثاً ورثه عن أبيه مبارك. حتي أصبحت السعودية و قطر ليستا في حاجة لتقديم مساعدات ثمناً لمصالحها لأن الإخوان و السلفيين قبضوا منهم الثمن  نيابة عن الدولة و لا يهم أن تتحرق مصر بعد ذلك أو تفلس.
كيف لا تكون ثورة و النظام العسكري الذي لا نظام له  يدعي أن كل شيء علي ما يرام تماماً كما يحدث فيما سبق رغم فوضي التشريعات و فوضي المسئوليات و فوضي الإقتصاد و فوضي الأمن  فما الجديد إذن؟
كيف لا تكون ثورة و المجلس يتفاوض علي الخروج الآمن من السلطة و هو إعتراف غير مباشر بأنهم مدانون و فاسدون يخشون الحساب .. خروج آمن يروج له الفاشلون مقدماً أبو الفتوح و العوا ...خروج آمن للفاسدين و لكنه ليس آمناً لمصر.
كيف لا تكون ثورة و الثوار يتعرضون للحبس بأمر مباشر من أي مقدم في الشئون القانونية في القوات المسلحة. دون أدلة .دون تقاضي. فقط كما يذلون العساكر في الجيش يذلون المدنيين أيضاً .
بإختصار كيف لا تكون ثورة إذا لم يتحقق شيئاً من الثورة.
مقدمات مريبة
أنظر...متي رأيت تلالاً من التصريحات تتحدث عن تمجيد ثورة لم تتم بعد . و تتفق علي روح الثورة من أشخاص هم الأبعد عن روح الثورة سواء الكنيسة أم الأزهر . فإعلم أن ترتيبات تتم في الخفاء لوأد الثورة المقبلة و لن تستطيع.
إذا ما قرأت أن اللواء عثمان ( مدير الشئون المعنوية) يقول أن 3 إحتفاليات ستقام بمناسبة الثورة يوم 25 المقبل ...الأولي بميدان التحرير ( و كأنه هو الذي سيقيم الإحتفال) بينما أن الشعب لن يحتفل بالثورة بل سيستكمل الثورة .و يقول أن الجيش و الشرطة لن يشاركا في هذا الإحتفال .... و منذ متي شارك هؤلاء في الثورة بل هم أعدي أعداء الثورة.
ثم إحتفالية بروتوكولية ( مجرد منظر رسمي و صور للإعلام و الدعاية)
ثم إحتفالية غنائية ربما ستكون تواشيح و دعاء بالقضاء علي الثورة و الثوار.
متي قرأت تصريحاً كهذا فإعلم أن الجيش و الشرطة يتنصلان مقدماً من أحداث جسام تهدد الثوار في ذلك اليوم.
متي قرأت هذا التصريح فإعلم أن الجيش يريد أن يصدر ترويجاً زائفاً أن الشعب يحتفل و أن الجيش يحتفل و أن الثورة تمت بسلام و أن الشعب راض عن الوضع فإهدأوا يا أولي الألباب و يا كل من يستدعي روح الثورة.
متي صاحبَ هذا التصريح تصريحاً من السلفي عاصم عبد الماجد أن السلفيين سوف يتولون منع البلطجية عندئذ تفهم أن السلفيين هم البلطجية الذين يعتدون علي الثوار في الميدان و هذا ثمن صفقة نجاحهم في البرلمان و لابد أن يدفعوه نقداً للمجلسي العسكري الذي وكلهم لوأد الثورة بالقوة و إخلاء ميدان التحرير باللباس الشرعي الذي يرتديه السلفيين تحت شعار الأمر بالمعروف و القتل هنا معروف .
حين يصرح أبو بركة القيادي الإخواني أن الإخوان سيشاركون في الميدان و أنهم لن يسمحوا بالهتاف ضد المجلس العسكري فإعلم أن الميدان سيكتسي باللون الأحمر بأياديهم الملطخة بالإغتيالات عبر تاريخ الإخوان.
حين يقبل قداسة البابا أن يذهب إلي الأزهر و هو الذي يتحرك بصعوبة بالغة فقط ليؤيد الأزهر و كلاهما يؤيد المجلس  تحت شعار ما سمعناه من قبل (لقاء إستعادة روح الثورة) فهل إجتمعوا ليحضروا لنا روح الثورة ثم يخنقوها أو يصرفوها بعيداً عن مصر التي يأبي النظام أن يتخلي عن مخالبه المنتشبة في كل مكان فيها ؟
إذا رأيت ذلك فإعلم أن كماشة  المجلس تطوق الثورة من كل الإتجاهات و هي بصدد خنق الثورة مما يخلق ثورات و ليس مجرد ثورة واحدة.
إذا رأيت الكتلة المصرية تنسحب من الترشح لمجلس الشوري فإعلم أنه إعتراضاً واضحاً علي التزوير في إنتخابات البرلمان و أن هذا الإعتراض رسالة يفهمها العالم جيداً و ستؤثر علي شكل المجلس العسكري المتهاوي أصلاً .
متي قرأت أن 35 قيادة إعلامية ستتغير و الآن فقط فإعلم أنهم يسترضون الثوار بأي شكل دون المساس بكراسيهم هم. يضحون بأي مستوي عدا التضحية بالكراسي و السلطة التي يخبئون خلفها فسادهم و ظلمهم .
إذا رأيت ممثل النيابة في محاكمة مبارك يترافع بكلام مرسل أجوف قرأه من موضوع تعبير كتبه أحد تلاميذ إبتدائي ثم يشتكي الآن و الآن فقط أن الأجهزة السيادية لم تساعده في الحصول علي أية أدلة و أنه أوجد بنفسه أدلة الإدعاء ضد مبارك ( طبعاً الأدلة عبارة عن شوية فيدويهات يوتيوب من النت) و شوية كلام من قصاصات الصحف . مع كلمة من ده علي كلمة من التاني و كأنها محاكمة بجد ... هذا القضاء المسخرة .
 حينها تعرف أنه ليس مبارك وحده الذي يمثل دور المريض بل كل المحكمة تمثل علي الناس و الشعب يفهم ذلك جيداً .
حين يتم تسريع الجلسات لكي ينتهي الفيلم سريعاً حسب طلب المشاهدين .و يمتلئ الكلام بالتهريج و الطرائف فإعلم أننا علي مشارف ستعصف بجميع الممثلين من علي خشبة المسرح لأن هذه المحكمة التمثيلية مقيتة مملة و معادة.
هذه هي المقدمات المريبة و جميعها سلبية .
مقدمات إيجابية تصنع الثورة
- في وجود شخصيات مخلصة لم تتاجر بالثورة و بأدوارها و تضحياتها عليك أن تتوقع الأفضل دائماً . نبلاء مثل البرادعي  و نجيب ساويرس و الأسواني و نبيل شرف الدين و أحمد حرارة و إبراهيم عيسي و جلال عامر  و جورجيت القليني و دينا عبد الرجمن.
في وجود شعب لم تنطلي عليه كل محاولات غسيل المخ التي قام بها دعاة الفضائيات . و المبشرين بجنة الإخوان و السلفيين الذين لم يكن لهم شاغل سوي الكراسي.و لا سيما الأقباط الذين صاروا رقماً مؤثراً في أي معادلة سياسية قادمة بعد خروجهم من عباءة الكنيسة و تحركهم بحرية .
في وجود برامج تستحق الإحترام يقدمها يسري فودة و المرح باسم يوسف و أحياناً أحمد المسلماني . في وجود حركة 6 إبريل التي لم تتلوث .في وجود الجبهة الوطنية للتغيير .
في محاولات مترددة من أيمن نور. و ومضات تذوب و تنبعث من جديد
في وجود أهالي السويس الذين وجدوا قتلة الثوار يخرجون معززين مكرمين  بالقضاء الفاشل في مصر الذي يبرئ المذنب و يذنب مينا نبيل  لن يجد هؤلاء سوي إبقاء الثورة علي المحك حتي تندمل جراحاتهم.و هم الذين وعدوا بالثأر لذويهم بأنفسهم و إن كنت أري أن الثأر الحقيقي هو تحرير مصر من الفساد .
في فشل المنشقين علي الثورة مثل الهامشي ( عكاشة) و رجل السيديهات ( مرتضي منصور... أود لو أنه تشطر و أخرج لنا سي دي عن إنتهاكات الإنتخابات فيكون أفيد سي دي يمكن أن يلوح به بدلاً من سيديهات تافهة لا تخدم مصر و لكن كل هذه مؤشرات  نعرف منها أن العقل المصري لا زال يفكر و ينتقي ( نوعاً ما).
في إنكار السلفيين بإنتساب جماعة الأمر و النهي لحزبهم . هذه الجماعة الغبراء الهلامية  و لكن تبرأهم منها و (هي أقصي طموحاتهم) علامة علي معرفة قدرهم الحقيقي في الشارع.
و في تصريح الإخوان أن الفن حلال ( بإذن الله) ترضية . و في تصريحاتهم أن رجال السياحة يجب أن يشاركوا في وضع الدستور مؤشراً جديداً علي أن الواقع السياسي يختلف عن الدعاية الإنتخابية المليئة بالمبالغات الكاذبة.
 
ملاحظات أخيرة
هل تصدق أن المجلس العسكري لا يصدق أنه ستقوم ثورة في مصر يوم 25 يناير المقبل؟
سيتفاجئ كما تفاجئ كل الظالمين علي عروشهم.سيتفاجئ رغم أن كل الخطوات تتم تحت أعين و بصر الجميع.
هل تعرف أن الثوار أخذوا خبرات كافية لسيناريوهات الثورة
هل تعرف أن شخصيات كبيرة ستقود الثورة القادمة و تملأ الثغرات السابقة حين لم تكن للثورة قيادة.
هل تعرف أن الثورة ستكون شاملة جارفة منتشرة أكبر من قدرات أي مقاومة لوقفها.
هل تعرف أن الثورة ستكتمل لأن الشعب لن يدع ثورته مجرد قشور بل ستنفذ حتي أعماق مصر في كل الجسد المصري.
هل تعرف أن تصريحات الكنيسة و الأزهر لن تبدل شيئاً من السيل الجارف للثورة.
 
هل تعرف أن هذا الشعب العظيم يحب السلام و الأمان و هو مفتقدهما. و لذلك لن يلجئ الثوار كما نعرفهم إلي أي أعمال عنف. بدأـ الثورة سلمية و ستبقي سلمية و أي محاولة لتلطيخها بيد المندسين هذه المرة لن تفلت من الشعب فإحذروا غضب المصريين الحقيقيين الذين لا ينتظرون المواد التموينية في ميدان التحرير بل ينتظرون الحق و العدالة و الحرية.
أما بعد هذا فلننتقل إلي وادي السلام
كم تمشيت في الطريق .كان الخطر يلوح من هنا و هناك. و كانت يداك المثقوبتان حائلاً بين الخطر و بيني. فمشيت في سلام. حتي إبتدئ المراقبون ينظرون و يتعجبون.كيف تحفظ عبدك سالماً سالماً.
كم إجتزت البحار و هاجت الأمواج .لا أخفي عليك أنني ظننت أحياناً أنك علي وسادتك لا يهمك أمري. أنا أخطأت فإغفر لي ظنوني.لأنك حين دعوتك لم تتوان.حين صرخت إنتشلتني.أمرت الأمواج بسلطان فهدأت .هدأت الحروب و المنازعات و غيرة الحاقدين .و بقيت واقفاً بجواري فلم تلطمني الأمواج .بدوت أنا عملاقاً بينما أن الحقيقة هو أنت. أنت هو الجبار و أنا كنت في ظلك أحتمي فبدوت كبيراً في ظلك.
كم مرة أٌغلقتْ الأبواب.و إنتظرت النهايات البائسة.لكنك أنت أتيت بدلاً من النهايات.و فتحت لي بابك.و صرت بروحك القوة لي.روح النجاح و النصح.فتغيرت النهايات البائسة و صارت بدايات مقدسة.كأنما أنت صنعت لي حياة أخري و أخري و أخري . كم مرة كنت أموت و أعيش بعظمة قيامتك.
يا قدوس كل الكون.تقدس في شعبك مصر.لكي يستعلن شخصك في كل نجاح فتتقدس النجاحات بيمينك.فلتكن لك القيادة و يتبعك الشعب.فيتخلص الفاسدون من فسادهم و تبقي أنت كالأبدية مصيرهم.
بسلامك سيج حول الثائرين لأجل الحب و الخير و الحق لأن هذا ما أتيت لتعمله معنا.لسنا شيئاً إذا لم تكن في صفنا بعونك.و لن نصطد شيئاً سوي شباكاً خالية إلا من الحسرة و التعب إن لم تقل كلمة بركة و سلام و عليها نتكل.
قل كلمة فتبرأ مصر.قل كلمة فعلي كلامك نلقي الثورة.نتبعك فيكون لنا مجازاة الأوفياء.
يا من إخترت الغيور ليكون من تلاميذك إغرس فينا الغيرة في الحسني .لنكون أبناءك أيها  المبارك الرب يسوع.أحببت أورشليم و مصر فأمزج بين مصر و المقدسات .و إصنع طريقاً للسلام في مصر حتي آخر الدنيا.
مصر مذبحك و شعبك كانت ملاذك  في القديم و اليوم أنت ملاذها.
أنت أغنية مصر المحبوبة .أنت نشيد إنتصارها الحقيقي.أنت نورها و حياتها الجديدة.أنت أيضاً إلهها و مخلصها .ليت مصر تتحول بأكملها إلي الملكوت.نعم نؤمن أنك أنت القادر علي كل شيء .


500
الجهل بالمعروف و النهل من السعودية  و الضحية مصر
Oliver كتبها

لما صارت مصر مطية يركبها الجهلاء.و صار مجلس الشعب أعضاؤه سفهاء.و أصبحت اللحي مقياس للبلهاء.و إختفي العقلاء.ظهرت علي النت صفحة غريبة الأطوار.تقول بكل جرأة أنا السعودية. أنا السلفية. أنا الجهل القادم نحوكم. و عنوان الصفحة جماعة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. و هي جماعة موجودة في السعودية بحكم الشريعة.تفرض علي الناس في الشارع ما تشاء بإسم الشريعة. و لا يعترضها أحد و لا يستطيع أن يعارضها لو أراد. فهي أقوي من الشرطة و تخضع لملك السعودية مباشرة.مثلاً تسير في الشارع مع أختك فتجد هذه الهيئة تستوضح منك من هذه التي تسير معك؟ ما قرابتها لك؟ و لو لم تثبت أنها أختك فيا ويلك. و إذا كانت غير منقبة كما يرضي عضو هذه الجماعة الإرهابية المسماة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فالويل لك أنت أيضاً. تضرب بالعصا كالخروف في الشارع دون محكمة دون قانون دون إعتراض دون أي حماية و لا تدخل من أحد. رأي هذا الرجل فيك هو القانون . هو يحكم و يقرر في ثانية من أنت هل يراك مذنباً أم بريئاً .
مشهد معتاد أن تشاهد رجلاً يُضرب في الشارع في السعودية. الرجال كلهم يُضربون في السعودية طالما كانوا فقراء . أما الكبار فلا حرج عليهم و لا نهي و لا معروف.النساء كلهن إماء في السعودية طالما لا يعرفن أحد من علية القوم.و هم يريدون أن يصدروا لنا هذا التحجر الغبي و التصحر العقلي بإسم الشريعة.
المرأة و الجماعة:
المملكة السعودية هي مملكة الجهل لا يغرنك المباني و السيارات و أرصدة البنوك فهذا يمكن أن تجده أيضاً في حظائر البهائم .مقياس الحضارة مختلف عن الإمكانيات التي لا يد لك في وجودها أو عدم وجودها.الحضارة تقاس بما فعلت  و صنعت و أبدعت و ليس بما إمتلكت.
 حين يسود الجهل تكون المرأة الضحية الأسهل لأنها الأضعف. و أول من يظلم لأنها كسيرة  و أول من يستعبد لأنها منقادة .و لا يسمحون لها أن تقود و لو دراجة.
هذه الصحراء العقلية تريد أن تبث سمومها في مصر. لذا فقد أنشأت علي سبيل جس النبض هذا الموقع المريب لكي تقيس رد الفعل.
بداية لا يمكن أن تجد هذه الفكرة قبولاً من المجتمع المصري. فهذه الأفكار تصلح مع المغيبيين عن الحضارة في السعودية الذين لا يملكون أن يعترضوا و إلا فالتكفير مثبت و الحكم بالرجم جاهز . و جماعة الجهل بالمعروف مستعدة لتلفيق أي تهمة و ليس من يعترض و لا شيخ القضاة حيث لا يوجد قضاء حقيقي في مملكة الجهل المسماة السعودية بل يوجد مصاطب للتحكيم بالدية و العرف و إعتدي و إدفع لا يهم.
 وهذه الأفكار المعلبة من أزمنة الجاهلية  لا تصلح مع مجتمع يفيض بالعباقرة و المتعلمين في مصر  حتي لو كانت نسبة الأمية فيه تصل إلي خمس عدد السكان لأن ثقافة الأميين في مصر تفوق علم المتعلمين في السعودية .
هذه فكرة تصلح للمجرمين في السعودية الذين يكلفونهم بضرب الرجال و رجم النساء. أما في مصر فأنا علي يقين أن من يمس إمرأة ستنصب عليه عقوبات الشعب بأسره. و ستنصب اللعنات عليه من كل الجهات و لن يفلت من أيدي المنتقمين. و المرأة التي إعتدي عليها العسكر خير شاهد لرد الفعل الشعبي المتوقع في حالة تجرأ أحدهم و جاهر بهذه الجماعة البغيضة .فعن أي هيئة تتكلمون أيها الجهلاء. عودوا إلي كهوفكم أو إلي السعودية مثواكم . أو عودوا إلي رشدكم و اعتذروا.تأكدوا أنكم لن تصبحوا يوماً أولي الأمر منا .نجوم السماء أقرب لكم .
من الواضح أن بلاد الخليج قد غيرت دينها إلي الإسلام و لكنها لم تغير سلوكيات الجاهلية.لقد أطالوا اللحي وقصروا العقول.و لا زالوا يمارسون جهالاتهم القديمة في العصور الحديثة.
كانت المرأة توئد في الرمال و إلي الآن لا زالت توئد في البيت .هي مدفونة بالحياة كما كانوا يفعلون في الجاهلية.
و لا أدري ما سر إهتمام السلفيين بتكميم المرأة ثم تنقيبها ثم دفنها خلف النقاب و خلف الأبواب .ما سر إهتمامهم و عراكهم ضد المرأة و هي المسالمة الرقيقة التي تتحمل رذالاتهم في صمت؟ ما سر العداوة بين السلفي و المرأة؟ كيف يعامل هذا السلفي إمرأته و أخته و إبنته  و أمه ؟
نطاق إهتمامات جماعة الجهل :
تجد هذه الهيئة واقفة عند مدارس البنات و لا تقف مطلقاُ عند مدارس البنين.هذه الهيئة تحرم عمل المرأة .تمنع خروجها بمفردها.تمنع حتي البنات الصغار من الرياضة . تمنع الفن و الرسم . تدخل الفنادق بحثاً عن زجاجات الخمور . تصادرها و تجلد صاحب الفندق و تجلد من يضبطونه يحتسي الخمور .و لا تجلد الأجانب طبعاً خوفاً من جنسياتهم الغربية .بل يجلدون المصريين فقط و إن أمكن الليبيين و اليمنيين و السوريين و لكن ليس الخليجيين حيث  لا فضل لخليجي علي خليجي .
هذه الهيئة ليست مجرد مجموعة أفراد لكنها تصدير للحكم الطالباني الأفغاني و الإيراني و الوهابي في صورة جماعة الجهل بالعروف و النهل من السعودية التي تمول هؤلاء الشواذ عن الحضارة.و الضحية مصر و خصوصاً المرأة المصرية فإنتبهوا.
إستمعوا إلي الأميرة إبنة الملك سعود تفضح الهيئة التي أنشأها والدها الملك سعود......تقول أن هذه الهيئة هي خراب و دمار للمجتمع.
 http://www.egycopt.com/vb/t52616.html
كم كان غبياً أن يضعوا وردة مكان صورة إمرأة رشحوها في الإنتخابات رغماً عنهم. كم كان علامة واضحة علي كم إحتقارهم للمرأة و و إعتبارها عورة في المجتمع و الحقيقة أنهم هم العورة التي في مصر و التي يجب أن تتداري بعيداً عنا بأكبر مسافة ممكنة.ليتهم يهاجرون إلي بلاد الحجاز مشتاههم ..ليتهم يفعلونها.
لكن يبقي السؤال لماذا الأمر بالمعروف لا يوجه سوي للمرأة و النهي عن المنكر لا يعاقب سوي المرأة؟ ما الذي يجعل هؤلاء يعادون أكثر من نصف المجتمع؟ ما مكسبهم من قهر المرأة؟
لا إجابة سوي أن شهواتهم المريضة التي تحركهم هي التي تدفعها للإنجذاب و الإنشغال بالمرأة و هي ما يشغل أفكارهم لذا فقط يدعون أن هذا نطاق عملهم و الحقيقة أنه نطاق شهواتهم المريضة.
أي معروف يملكه  هذا السلفي المريض خريج السجون و نحن لا نملكه؟ أي سلوك يريد فرضه علي المجتمع و هو أصلاً سيء السلوك و عتيد الإجرام؟
أهذه هي الشرطة الإسلامية كما ترونها  يا قاع الفكر أهل جماعة الجهل؟؟؟؟
و بعد .........
ما خطورة مثل هذا الإجرام المسمي بجماعة الأمر و النهي :
1-هذه الجماعة المجرمة هي إلغاء لكل القوانين. و تسليم عصا القضاء إلي أفراد يحتاجون مستشفي نفسي تعالج الكبت و الجهل و رفض الآخر المتمكن في عقولهم و قلوبهم.
2- هذه الجماعة المجرمة هي إستسلام للغوغاء و ترك البلد للرعاع ليحكموا مصر
3- هذه الجماعة الإجرامية هي التي ستتولي الإعتداء علي الأقباط و ستخترع حجة في كل مرة تبرر فجورها. مرة تقول أن قبطي نشر رسوم مسيئة و مرة ستقول أن رجلاً سب الدين و تارة تقول أن شخصاً رفض أن يكون مسلماً و بهذا جاز عليه القصاص و تارة تقول أن بنتاً أسلمت و أهلها يرفضون تسليمها لهم بحجة أنها طفلة في الحادية عشر من عمرها لذلك يهدر دمهم .و هكذا ستتنوع الأسباب طالما هذا الإجرام المسمي بجماعة النهي و الأمر يعيثون فساداً و يتحينون الفرصة لممارسة إجرامهم .
4- هذه الجماعة إمتداد لتنظيم القاعدة و حليف له. سوف تتبني هذه الجماعة أي حالة تعدي علي كنيسة كأنها أحد إنجازاتها لأن القاعدة السعودية التمويلية تقول ( إعتدي علي قبطي تستحق الريالات .إحرق تكسب . إخرب تنال هدايانا. مكافآتنا حاضرة مقابل إجرامك  )
5- هذه  الجماعة هي السعودية التي تريد أن تحكم مصر . السعودية  التي قالت في بدء الثورة أنها ستمنح مصر المليارات و كعادة هؤلاء المتسولون القدامي لحسوا وعودهم لأن المجلس لم ينفذ رغباتهم في وقف محاكمة عميلهم حسني مبارك.السعودية الدولة التي تكره القضاء و مع ذلك تريد أن يطبق الناس منهجها في حكم البلاد.غريب أمر هؤلاء المعتوهين.
6- هذه الجماعة هي السلفية في أقذر صورها. و قد كشرت عن أنيابها و كشفت حقيقتها التي لم تكن محتاجة لكشفها. فالحقيقة معروفة و الجرائم مثبتة و أفكار و فتاوي العنف لم تسكت منذ إندلاع الثورة. هذه الجماعة هي بعينها حزب النور. حتي لو أنكروا صلتهم بها. منذ متي نصدقهم؟ هم كاذبون مهما أنكروا. و هذه أفكارهم مهما نفوا صلة هذه الجماعة العنيفة بهم.
7- هذه الجماعة يجب أن يقضي عليها في مهدها .يجب أن لا نسكت أو نستهين بخطر وجودها أو نفترض أنها مجرد موقع وهمي. الحقيقة أنها جماعة تعكس عقيدة ملايين من المسلمين المتأثرين بالفكر الوهابي . و ستجد إنتشاراً سريعاً لو وجدت الفرصة سانحة و لو أغمضنا العين عن حقيقتها أو إستبعدنا  من أفكارنا أنها موجودة علي الساحة.
ماذا يجب أن نفعل:
1- يجب أن يتكاتف الجميع لإيضاح خطورة هذه الجماعة و الجماعات المشابهة. لا تستهينوا بهذه الشرر فالنار العظيمة تأتي منها. قوموا ضدها علانية  لكي لا تجد الساحة خالية مستعدة لإستقبالها.
2- يجب أن يحرك أحد المحامين دعوي ضد هذا الموقع . لنتبين من يقف وراءه و ستنكشف ساعتها حقائق كثيرة عن حزب الظلمة الذي يلقب نفسه بحزب النور.
3- يجب أن يعرف هؤلاء حدودهم.نحن لسنا شعب من النعاج مثل السعودية. نحن حضارة شامخة تحتل عقل كل مصري و تجعله متميزاً عن هؤلاء الهوامش في سجل الحضارة.
لا تسكتوا اليوم حتي تنجوا من جهلهم غداً. فلا يفل الحديد إلا الحديد.
ثم مع الأفضل نلتقي .
ها هم يا رب. فريسيو هذا العصر.يعرضون عصائبهم و يطيلون لحاهم حتي تعشعش في طياتها أفكار إبليس.يتنادون في الأسواق هناك حيث جعلوا الدين تجارة. متي تأتي لتقلب موائدهم .بقساوة قلوبهم صاروا يتلذذون بالخراب  و عند وقوعنا في التجارب يشمتون. فإعلن ذاتك لئلا يألفوا الشر.لئلا يتفكروا فينا أننا متروكين. لئلا يدوسوا مقادسك و يتباهون
لن تسكت. أنا أعرف أنك لن تسكت. فأنت غيور علي شعبك أكثر مما نعتني بأنفسنا. أنت مدافع عن مقدسك سواء كان إنساناً أم مكاناً . أنت تحرس مسحاءك و لن يقدر أحد أن يقع بهم ليؤذيهم.
قم كما قمت في القديم ضدهم و خطبت فيهم بالويلات.لعلهم يرتعدوا فيرتدعوا.
لأنهم إستحلوا دماءنا و أعراضنا و بقيت لنا أنت ننتظر ردك عليهم لأنك ملجأنا و ليس غيرك.
ميراثك الذي تعبت فيه مهدد من الذئاب.إنتفض و إقتنصم أيها الأسد.هم في المنخفض و أما أنت فأنت فوق التلال تأتي راكضاً .متخطياً فوقهم كفريسة.
تتلألأ إنتصاراتك فنرفع رؤوسنا.ننتشي بمسيحنا لأنه لا ينكسر. يقتحم لإقتحاماً و لا يتراجع. يكسر نبالهم و قسيهم فنشرب من الوادي آمنين.
دعونا نمجد الرب . لأنه بالمجد قد تمجد. داس ركاب الخيل بنفخة فمه .جعل قاع البحر مثواهم.هناك قرب شبه الجزيرة باتوا مداسين باللعنة.فلينتشر إنتصارك في الشرق و الغرب.ليستعلن إسمك عند من لا يظن أنك موجود.
لتنزع القساوة من قلوبهم كما ينتزع الشص من فم السمكة. و لتقلع الغشاوة من عيونهم كما يحصدون اللآلئ . فليجرحهم حبك ليستفيقوا.أنت الحل الوحيد عندنا.أنت دواءنا الشافي من مرارة المعتدين.و أنت دواء المعتدين للشفاء من أنفسهم السقيمة.
قم يا رب . يا الله إرفع يدك. لا تنس المساكين. إليك يسلم المسكين أمره.




صفحات: [1] 2