ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: سمير يوسف عسكر في 02:33 03/12/2017

العنوان: أين المسلمون من وجوب شرع الجزيّة في القرآن؟
أرسل بواسطة: سمير يوسف عسكر في 02:33 03/12/2017
كثر الحديث عن حكم الجزيّة او عقد الذمّة في السنوات الأخيرة، وأضحت على خانة الاقصاء وحقوق المواطنة في العيش، فالذي يدفع الجزيّة ليس مواطناً اصيلاً. جاء في سورة التوبة آية 29 (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون). وهي الآية القرآنية الوحيدة التي تحدثت عن الجزية. فسرّت الآية واجمع على  تفسيرها، ابن كثير والطبري والقرطبي: الآية أول الامر بقتال أهل الكتاب بعدما تمهدت أمور المشركين ودخل الناس في دين الله افواجاً واستقامت العرب أمر الله ورسوله بقتال اهل الكتابين اليهود والنصارى وكان ذلك في سنة 9، ولهذا تجهز الرسول لقتال الروم وأعدّ للمقاتلة ومعه نحو 30 ألف وتجلّف البعض من اهل المدينة ومن حولها من المنافقين وغيرهم وكان ذلك في عام جَدّب ووقت قيت وحَر وخرج رسول الله لقتال الروم فبلغ تبوك (غزوة) فنزل بها وأقام بها نحو 20 يوماً ثم استخار الله بالرجوع فرجع وذلك لضيق وضعف الناس. وقد استدل بهذه الآية من يرى انه لا تؤخذ الجزية إلا من اهل الكتاب أو من أسباهم كالمجوس. وقد اختلف العلماء فيمن تؤخذ منه الجزية. قال مذهب الشافعي واحمد في المشهور عنه: لا تقبل الجزية إلا من اهل الكتاب خاصة عرباً كانوا او اعجمياً لهذه الآية، فتوجب الحكم إليهم دون سواهم، لقوله (فاقتلوهم حيث وجدتموهم؛ التوبة 5). ولم يقل: (حتى يعطوا الجزية).  فقال أبو حنيفة: (بل تؤخذ من جميع الاعاجم سواء كانوا من اهل الكتاب او من المشركين ولا تؤخذ من العرب إلا من اهل الكتاب. كذلك مذهب مالك: بل يجوز ان تُضرب الجزية على جميع الكفار من كتابيّ ومجوسيّ ووثنيّ وجميع اجناس الشرك والجحد عربياً او اعجمياً او تغلبياً او قريشياً كائناً من كان، إلاّ المرتد. وقال الاوزاعي: تؤخذ الجزية من كل عابد وثن او نار او جاحد ومكذب. وقال الرازي: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم.) وهي أول سورة نزلت في القتال بالمدينة، حتى نزلت سورة براءة (التوبة: فاقتلوا المشركون حيث وجدتموهم؛ التوبة 5). ولِمآخذ هذه المذاهب وَذِكر أدلتها مكان غير هذا والله اعلم. وقوله (حتى يعطوا الجزية) أي إن لم يسلموا (عن يدٍ) أي عن قهر لهم وغلبة (وهم صاغرون) أي ذليلون حقيرون مهانون. كما جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة قال: (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطرّوهم الى أضيقه). وردت الجزية في هذه الآية مُحلاّة بالألف واللم، وهذا يدل على انها معروفةٌ في الكتاب ومعرّفٌ بأحكامها. في كتاب (العناية شرح الهداية) وهو من الكتب الفقهية الحنفية المعتبرة: (والجزية اسم لِما يؤخذ من اهل الذمة، إنما سميت بها لأنها تجزي عن الذّميّ. أي تقضي وتكفي عن القتل، فإنه إذا قبلها سقط عنه القتل. والجزية كما اقرّها الفقهاء، (حسب مفهومهم) لا تؤخذ فقط ممن شاركوا بالحرب بل تؤخذ من ذراريهم واحفادهم ما بقوا على دينهم. وهذا متعارض مع قاعدة قرآنية هامة في الجزاء، ألا وهي عقاب المذنب وحده فقط كما تقررّ في سورة يوسف وفي سورة فاطر آية 18؛ (أفَمَن زُين له سوء عمله فرأه حسناً فإن الله يُضِل من يشاءُ ويهدي من يشاءُ). يختلط على كثير من الناس مفهوم الجزية التي هي جزاء العدوان وبين مفهوم المساهمة المالية التي يدفعها غير المسلم الى دولته. والحق ان القرآن لا يفرق بين المسلم وغيره بخصوص ما يدفع الى الدولة (كما ورد في سورة التوبة آية 103؛ خُذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصَلِ عليهم ان صلواتك سَكَنُ لّهم والله سميع عليم). علاقة الرسول بالناس من غير المسلمين لم تكن علاقة مبنية على التوتر والمناكفة بل كانت على قدم المساواة، ومن الأدلة على ذلك الوثيقة التي وضحت علاقة المسلمين بغيرهم بعد هجرة الرسول للمدينة، كانت نصوص الوثيقة شاهداً على رغبة الرسول بالعيش المشترك. ومما ورد في الوثيقة: (لليهود دينهم والمسلمين دينهم.... الخ). وان يهود بني عوف أمد مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، وان ليهود بني النجار وبني الحارث وبني ساعدة وبني جُشم وبني الاوس وبني تغلبه مثل ما ليهود بني عوف (المصدر: سيرة ابن هشام 503/1). قال القرطبي: (الجزية تؤخذ من المقاتلين وهم الذين يقاتلون دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم. بينما جاء في تفسير البغوي: (اهل الكتاب يؤمنون بالله واليوم الآخر؟) وقيل: (لا يؤمنون كإيمان المؤمنين). فإنهم إذا قالوا عزيز ابن الله والمسيح ابن الله، لا يكون ذلك إيماناً بالله. لقد اختلف العلماء في مقدار الجزية الواجبة، الله لم يذكر في كتاب القرآن مقدار الجزية وذلك لعدم ذكرها في الآية القرآنية.  فالطبري قال: أقله دينار وأكثر لا حد له. وعندما صالح الرسول اهل البحرين على الجزية قال الشافعي: دينار على الغني والفقير. وعندما بعث الرسول معاذ الى اليمن قال الشافعي: وإن صولحوا على أكثر من دينار جاز. وقال المالكي: وجبت بدلاً عن القتل بسبب الكفر. وقالت الحنفية انما وجبت بدلاً عن النصر والجهاد، حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون بالإسلام. اما شروط الجزية فهي مجموعة من الشروط وضعها الفقهاء التي يجب ان يتصف بها الذميّ لإدائها، وكان هناك خلاف ايضاً في بعضهما في مواضيع الذكور والبلوغ، فالمقاتلة مفاعلة من القتال تستدعي اهلّية القتال من الجانبين فيقتضي ذلك وجوبها على من يقاتل دون من ليس اهلاً للقتال كالنساء والذرية وغيرهم. وموضوع آخر هو العقل والحرية أي لا تؤخذ الجزية من العبيد سواء كان العبد مملوكاً لمسلم او كافر. والخلاف الآخر هو المقدرة المالية ألاّ يكون من الرهبان المنقطعين للعبادة من الصوامع، وان لا يكون من الفلاحين والحراثين الذين لا يقاتلون. اما أنواع الجزية: ذكر ابن رشد في كتابه (حول الفقه المقارن بداية المجتهد)، ان الجزية هي في 3 أصناف: جزية عنويه (في الحرب)، وجزية صلحيه (بغير حرب)، وجزية عُشرية اجمعوا عليه الفقهاء، انه ليس على اهل الذمة عُشر ولا زكاة في أموالهم. فهناك فرق بين الجزية والزكاة. ان الجزية كانت مقررة قبل الإسلام (زمن الامبراطوريات والسلاطين) وكان أول من سن الجزية من الفرس كسرى ن نشوان، حيث انها رتب أصولها وجعلت طبقات. (المصدر: روضة الطالبين وعمدة المفتين ج11+ الجهاد في الإسلام كيف نفهمه؟ / محمد سعيد البوطي+ آثار الحرب في الفقه الإسلامي/ الزحلي). تلك هي التشريعات القرآنية والتي لها درجات 3 في: الأوامر والقواعد والمقاصد. لقد رأينا في احكام الجزية بُعد هذه التعليلات عن الواقع. الجزيّة لم تُشرع لحقن الدماء فكأن الدماء مستباحة وتفدي بالمال. فمن أين جيء بمثل هذه التعليلات؟ لكل انسان حريته في معتقده ومذهبه، فلا يجوز الاعتداء على ذميّ وله حق الملكية المطلقة حسب شريعته. لقد أسقط الخلفاء الجزية عندما شارك الكتابيون بالدفاع عن الدولة الإسلامية. فمسألة الجزية ليست سائبة هكذا فهي أسقطت، بل لا معنى لها في حال السلم وهو الأصل في العلاقات الدولية في الفقه الإسلامي. والقرآن دعي اهل الكتاب الى الحوار الحر، الحوار القائم على الدليل والاقناع الفكري (قُل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؛ سورة النمل اية 64). هذه الدعوات تنطوي على بُعد إنساني باعتباره جوهر العقل. والحوار رديف الحرية، وبهذا يخلق القرآن جواً ساخناً بالفكر. وهنا يمكن ان يتجدد ويتخلّق باستمرار كما جاء في سورة ال عمران آية 64 (قُل يا أيها الكتاب تعالوا الى الكلمة سواء بيننا وبينكم).
                                         الباحث/ ســــمير عســــكر 

العنوان: رد: أين المسلمون من وجوب شرع الجزيّة في القرآن؟
أرسل بواسطة: كنعان شماس في 20:25 03/12/2017
كلمة ذمي  كلمة قبيحـــــة جدا واولى بالقبـــر من النشر  وقطعا من  يحلم بها  وبالجزية سينتهي  مثبـــــورا تحت  مقصلة شــــريعة حقوق الانسان العالمية قريبا والمفروض  اي  انسان  نبيل يشــــمئز من  لفظ هاتين الكلمتين(ذمي وجزية