عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - جونسـون سياويش ايو

صفحات: [1]
1

نص وتفاصيل اسباب استقالتي من منصب وزيرالنقل والاتصالات في حكومة اقليم
كوردستان

الجزء الثالث والاخير
  بتاريخ ) 30/7/2014 ( قبل ثلاث ايام من سقوط مدينة سنجار بيد مجموعات داعش الارهابية، اراد السيد ) فلاديمير ميلادينوف ( الممثل الخاص للسيد ) بان كي مون ( الامين العام للامم المتحدة في العراق اللقاء بممثلي شعبنا والذي ضم رجال الدين وممثلي البرلمان وممثل الاحزاب السياسية لشعبنا وممثلي مؤسسات المجتمع المدني وكنت انا ايضا حاضرا في ذلك اللقاء، وكان السيد ميلادينوف قلقا للغاية وقال لنا بانني التقيت بكم باعتباركم ممثلي الشعب المسيحي في العراق لاستمع منكم الى مقترحاتكم وارائكم في سبيل انقاذ سهل نينوى كي لا تسقط بايدي ارهابي داعش، وبدانا في مناقشة الامور المتعلقة بهذه الاحداث قدمنا  له مقترحاتنا وارائنا، وبعد ان سمع مقترحاتنا قال لنا اذا حدثت هجرة جماعية ورحل شعبكم من منطقة سهل نينوى، عليكم اذاً ان تنسوا سهل نينوى، وقال ايضاً عليكم ان تقلقوا من سقوط سهل نينوى بيد داعش, لانه في حال سقوطها ... هذا يعني بداية نهاية وجود المسيحي في العراق.
جميعنا فوجئنا بهذا الكلام الغريب ، وانني رأيته يتكلم معنا وكأنه يشم رائحة مؤامرة ومخطط كبير لتهجير شعبنا من سهل نينوى، لذلك انا منذ ذلك اليوم اصبحت اكثر قلقاً على مصير شعبنا في هذه المناطق التاريخية .
  خلال تلك الفترة التي سبقت عملية الانسحاب كانت قطعات قوات البيشمركة  للمرة الثانية المرابطة على طول خطوط التماس في جبهات القتال متماسكة وقوية، وكانت صامدة تماماً حتى كنت اتابع اوضاعها باستمرار من خلال ممثلينا في سهل نينوى، ولكن في ليلة يوم (6/8/2014) سمعت من ان قوات البشمركة قد انسحبت بالكامل بشكل مفاجئ من تلكيف وباطنايا وتللسقف وتركوا المنطقة اي بعد ثلاثة أيام من انسحاب قوات البيشمركة من منطقة سنجار، اتصلت على الفور باحد اصدقاءنا والذي كان يشغل منصب كادر متقدم في فرع نينوى للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وسألته هل هذا الخبر الذي سمعته صحيح؟، قال نعم هو كذلك، قلت له اريد منك ان تفهمني هل ان قوات البيشمركة لم تستطيع الصمود امام هجوم لارهابي داعش واضطررتم الى انسحاب؟، قال كلا لم يحدث اي هجوم على جبهات القتال وان قوات البيشمركة كانت قوية وصامدة، ولم يكن يوجد اي احساس باي شكل من الاشكال بالضعف او خلل في اي من هذه الجبهات التي انسحبت منها هذه القوات، قلت له اذا لماذا تركوا مصير المنطقة بيد ارهابيي داعش، فقال لي هذا الانسحاب المفاجئ لقوات البيشمركة من سهل نينوى الشمالي تم بناءاً على اوامر من القيادة.
انا بدوري اتصلت على الفور بممثلي شعبنا في سهل نينوى الجنوبي وطلبت منهم ان يلتقوا المسؤولين العسكريين لقوات البيشمركة المرابطة على جبهات القتال في تلك المناطق، وبالفعل في صباح يوم التالي زار وفد من بخديدا وبرطلة والتقوا بالمسؤلين بارزين في هاتين الجبهتين، وهم بدورهم اعطو الضمانات والاطمأنان لممثلي شعبنا بانهم مسيطرون على الوضع وقالوا لا تقلقوا ابداً الا اذا شاهدتم جثثنا ونحن مستشهدين في جبهات القتال، حينها تفكرون بالرحيل والهجرة نحو مناطق امنة، ولم تمضي الا ساعات قليلة وبداءت قوات البيشمركة تنسحب من مناطق سهل نينوى الجنوبي، وتأكدت من بعض المصادر الموثوقة بان هذا الانسحاب ايضاً جاء بناءاً على اوامر صدرت من قيادة الاقليم، وبالفعل انسحبت هذه القوات واعادت تمركزها من جديد على خطوط منطقة الخازر التي اشرنا اليها اثناء الانسحاب الاول يوم سقوط مدينة الموصل.
  بذلك تم تهجير ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وباقي المكونات القومية والدينية الاخرى من معظم مناطق سهل نينوى قسراً من جراء انسحاب قوات البيشمركة بصورة مفاجئة بناءاً على اوامر صدرت من قيادة الاقليم، باستثناء مدينة القوش باعتقادي لضمان عدم انقطاع الطريق الدولي لمرور الشاحنات الكبيرة من تركيا الى اربيل والذي يمر بموازات مدينة القوش.
ولم تمض سوى ساعات قليلة حتى بدأت قوات داعش الارهابية استلام مواقع قوات البيشمركة التي انسحبت منها بدون قتال، هذه العملية كانت شبيهة الى حد كبير بعملية ( التسليم والاستلام ) التي جرت  من وراء الكواليس.
انا بأعتقادي حتى حملة جمع الاسلحة من المواطنين التي قامت بها قوات الاسايش في سهل نينوى كانت مرتبطة بهذه الاحداث.
    تحركت على الفور باتجاه الامم المتحدة في بغداد واربيل لانشاء مخيمين لابناء شعبنا احدهم في اربيل والاخر في دهوك، طبعاً بعد اعلام السيد نيجيرفان بارزاني بالأمر من خلال سكرتيره الشخصي لانه كان حينها خارج الاقليم، وبالفعل اتصلت هاتفياً على الفور بالسيد (جورجي بوستن) نائب ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق، وفي نفس اليوم نسقت مع المسؤول المكتب الاقليمي للامم المتحدة في شمال العراق السيد (سوكول كوندي) واتفقنا على اجراء لقاء بيننا في اليوم التالي، وطلبت من هيئة الامم المتحدة في بغداد توفير الدعم الكامل لانشاء مخيمين خاصين لشعبنا في اربيل ودهوك، وان السيد بوستن سألني ان كان بمقدوري ان انسق مع الحكومة العراقية في بغداد لتقدم الدعم اللازم لهم وذلك لوجود ضغط كبير على الامم المتحدة بسبب هجرة الاخوة الايزيديين, وبناءاً على طلبه اتصلت يالسيد كوركيس باكوس الذي كان يشغل منصب المستشار السياسي للسيد نوري المالكي واخبرته بالموضوع, وبعد دقائق معدودة خابرني السيد باكوس وقال لي باني نسقت مع السيد بوستن حيال هذا الموضوع, ومن ثم اخبرني السيد جورجي بوستن بموافقته المبدئية لانشاء مخيمين لابناء شعبنا, ولكن طلب مني كتابة مذكرة رسمية موقعة باسمي شخصياً تتضمن الامور التالية :
1. تحديد موقع المخيمين على ان يكونا بعيدتان عن مخاطر داعش .
2. استحصال موافقات رسمية من جهات حكومية .
3. تحديد عدد العوائل لكل مخيم .
4. الاحتياجات الضرورية لكل مخيم .
ونحن بدورنا اكملنا كل الاجراءات المطلوبة في اربيل ودهوك لانشاء مخيمين خاصين لشعبنا فيهما. وكنت على قناعة تامة بان هذا التحرك اذ نفذ على الارض سنتمكن من انقاذ شعبنا من كل الظروف الصعبة المرتقبة ونفشل كل المخططات الرامية لتهجير شعبنا نحو دول المهجر، وبعد ذلك التقيت بالسيد سوكول كوندي المسؤول الاقليمي للامم المتحدة في اقليم كوردستان وسلمته المذكرة بناءاً على طلب السيد جورجي بوستن وهو بالمقابل طلب مني بان اختار عدد من الاسماء من ابناء شعبنا لتشكيل لجنتين خاصتين بابناء شعبنا احداهما لمحافظة اربيل والاخرى لمحافظة دهوك، ولكن للاسف الشديد كل هذه المحاولات بائت بالفشل لاسباب غير معروفة.
  لذلك كل الامور الخفية اصبحت تنكشف امامي يوماً بعد اخر، وان اللعبة  الدولية الاقليمية التي كانت تمارس من وراء الكواليس باتت واضحة كوضوح الشمس، لذلك فكرت بان اعمل اي شيء يحدث ضجة عالمية ويكون له رد فعل دولي تجاه ما يتعرض اليه شعبنا من سياسات تعسفية من جراء مؤامرات ومخططات دول الجوار لتهجير شعبنا من العراق واقليم كوردستان.
 لذلك فكرت ملياً بهذا الموضوع وقلت لنفسي في ظل هذه الظروف ليس امامنا الا ان نقوم بتنظيم مسيرة جماهيرة كبرى امام القنصلية الامريكية لاجراء ضغط دولي على مجلس الامن والمجتمع الدولي وطلبت من بعض الاخوة من سهل نينوى بان يذهبوا الى المطران بطرس موشى راعي كنيسة السريان الكاثوليك في سهل نينوى  لاقناعه لتنظيم هذه المسيرة، في المساء التقيت بهم قالوا بان سيادة المطران لم يهتم كثيراً بهذا الموضوع، لذلك اضطررت ان اذهب بنفسي والتقيت به وكان معي بعض من الوجهاء والمسؤولين من سهل نينوى وكان ايضا المطران جرجيس القس موسى حاضراً هناك وقلت له لماذا ترفض فكرة اجراء مسيرة جماهيرية للضغط على المجتمع الدولي، قال انا لم ارفض الفكرة ولكني اتصلت بالمطران مار بشار وردة وطلبت منه ان يستحصل الموافقات الرسمية القانونية لاجراء تلك المسيرة وكان رد المطران بشار وردة بان الاسايش ترفض اجراء اي مسيرة جماهيرية، فقلت له سنكتب الان طلب رسمي موقع باسمك شخصياً ونحن بدورنا سنعمل على استحصال الموافقات الرسمية والقانونية من محافظة اربيل, وبالفعل كتبنا نص الطلب وايضا مسودة المذكرة التي ستقدم للمسؤولين في القنصلية الامريكية وكتبنا شعارات خاصة للمسيرة، وفي اليوم التالي استحصلنا على الموافقة الرسمية من محافظ اربيل وحضرنا كل الترتيبات الضرورية من الشعارات واللافتات و المذكرة وغيرها من الامور.
في اليوم الذي ستنطلق به المسيرة السلمية وانا واقف امام الباب الرئيسي لكنيسة مار يوسف في عنكاوا بهدف متابعة ترتيبات المسيرة, حيث كان الاف من ابناء شعبنا المهجر قسراً واقفاً امام الكنيسة، فوجئت بضابط امن ( اسايش ) ويقول السيد جونسون مدير اسايش عنكاوا يريد ان يتكلم معك وقلت حسناً وانا اتكلم معه ( باعتباره صديقي اعرفه تماماً ) من خلال الموبايل قال لي بانهم قرروا تاجيل هذه المسيرة ليوم اخر، قلت له خير هل هناك خطر امني او عندكم معلومات امنية خطيرة تتخوفون من عمل ارهابي، قال كلا لان مسيرة اهالي اربيل (مسيرة الشكر للحكومة الامريكية) قد وصلت بالقرب من القنصلية الامريكية، وانا تفاجئت من جديد بهذه الامور الصعبة والحساسة التي امر بها منذ يوم سقوط مدينة موصل, قلت له وانا اتكلم معه بانفعال وبصوت عالي بخصوص اي مسيرة تتكلم، قال لي اهالي اربيل يتوجهون الان الى القنصلية الامريكية لتقديم الشكر للحكومة الامريكية لانقاذهم لمدينة اربيل من هجمة داعش، فقلت له مسيرة شعبنا ستنطلق الان لانهم حصلوا على الموافقات الرسمية وبتوقيع السيد نوزاد هادي محافظ اربيل، قال لي نوزاد هادي طلب مني شخصياً ان اعمل المستحيل في سبيل الغاء او تأجيل مسيرة المهجرين من ابناء شعبنا وهو بنفسه الذي وقع على مسيرة اهالي اربيل، قلت ليس بمقدور اي شخص الغاء او تاجيل هذه المسيرة, وقلت له انا سابلغ المشرفين على المسيرة بان يتحركوا بسرعة ليتحرك هذا الحشد الكبير الذي كان واقفاُ امام الكنيسة وكان يقدر بالالاف، كانوا واقفين تحت حرارة الشمس المحرقة منذ اكثر من ساعة وهم بانتظار الانطلاق نحو مبنى القنصلية، قال لي مدير اسايش عنكاوا كيف ستتحركون وان مسيرة اهالي اربيل قد وصلت الان امام مبنى القنصلية.
   اصبحت متأكداً بأن هدف من تنظيم مسيرة باسم اهالي اربيل كانت اساسا لافشال مسيرة شعبنا حيث انطلقت في نفس الزمان وفي نفس المكان ونفس الجهة المقصودة الا وهي القنصلية الامريكية، لان تخفيف معاناة شعبنا وايجاد حلول جذرية لهم كانت تصب بالضد من كل تحركات التي كانت تجري من وراء الكواليس. فكرت كثيراً حيال الموضوع وقلت لنفسي بكل الاحوال اذا توجهت مسيرة شعبنا تجاه الباب الرئيسي للقنصلية الامريكية ستختلط حشودنا الجماهيرية بمسيرة اهالي اربيل، وان كانت اعدادهم بمئات الاشخاص حينها سيصبحون الاف الاشخاص وسيضيع كل جهدنا هدراً وستفشل هذه المحاولة المهمة لشعبنا، لذلك طلبت من منظمي المسيرة بان يتوجهوا بالحشود الجماهيرية لشعبنا نحو الباب الامامي (الفرعي) للقنصلية الامريكية لانني تاكدت من ان حشود مسيرة اربيل قد وصلوا فعلاً الى الباب الرئيسي للقنصلية الامريكية، بالفعل انطلقت مسيرة شعبنا رغم كل العراقيل والصعوبات التي وضعوها في سبيل افشالها، وتجمع الحشود امام الباب الثاني الفرعي للقنصلية الامريكية وفي نفس الوقت كانت هناك مسيرة اخرى لاهالي اربيل واقفين امام الباب الرئيسي للقنصلية، حيث استقبل اهالي اربيل من قبل مسؤولين بارزين في القنصلية الامريكية وتعاملوا معهم باحترام كبير وتم استقبالهم بحفاوة وبحرارة كبيرة بعكس مسيرة شعبنا التي تم اهمالها.
 بعد ان سمعت بالشيء المخزي الذي حدث توجهت بعد عدة ايام الى القنصلية الامريكية والتقيت بالسيد القنصل العام الامريكي وبحضور جميع مسؤولي لجان القنصلية وقلت لهم انكم اهنتم شعبنا المهجر قسراً بهذا التصرف الغير لائق، قال السيد القنصل صدقني بان محافظة اربيل قد اخبرتنا بان مسيرة كبيرة لاهالي اربيل ستنطلق من مدينة اربيل الى القنصلية لتقديم الشكر للحكومة الامريكية، ولم نكن نعلم بان مسيرتين ستنطلقان في نفس الوقت نحو القنصلية احداهما لتقديم الشكر والثانية للاستنكار، فقلت له محافظ اربيل بنفسه قد وقع على مسيرة شعبنا واعطى اجازة رسمية لمسيرة واحدة فقط قبل عدة ايام، اما مسيرة اهالي اربيل كانت مصطنعة لافشال مسيرة شعبنا، لذلك طلبت من القنصل الامريكي ان  يقدمو الاعتذار باسم القنصلية الامريكية, وبالفعل بعد عدة ايام قدموا الاعتذار.
  كل هذه الامور بالاضافة لامور ثانوية اخرى حصلت خلال تلك الفترة المشؤومة، فكرت وقلت لنفسي كيف يعقل ان استمر بممارسة مهامي ونشاطاتي كوزير في حكومة اقليم كوردستان في ظل هذه المواقف السلبية، فقلت لنفسي ان استمريت بمهامي كوزير في حكومة اقليم كوردستان فانا ساعتبر نفسي خائناً امام الرب وامام شعبي، وان استمراري في الوزارة معناه وضعت مصالحي الشخصية مقابل دماء ومعاناة وآلام ابناء شعبنا المهجر قسراً.
 لذلك قررت بان اقدم استقالتي من منصبي كوزير لنقل والاتصالات في حكومة اقليم كوردستان، ووضعت مصيري ومصير عائلتي في المجهول.
   خلال فترة تقديمي الاستقالة ولحد يوم قبولها بشكل رسمي، حصلت عدة مبادرات في سبيل ان اسحب الاستقالة والعودة لمزاولة عملي بشكل طبيعي في الوزارة  كما كان في السابق، ومنها مبادرة التي طرحها مباشرة بعدما التقيت بقداسة البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان  الارثوذكس في العالم وغبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك الكنيسة الانطاكية للسريان الكاثوليك في العالم، عندما طرحوا علي مبادرة مفادها ارسال مذكرة موقعة من جميع بطاركة كنائس شعبنا  الى السيد نيجيرفان بارزاني يطالبونه فيها برفض الاستقالة التي قدمتها لسيادته، وكان ردي على سيادتهما طبعاً بعد ان شكرتهم لاهتمامهم الكبير بموضوع الاستقالة, اذا كان السيد نيجيرفان غير مهتم بهذا الموضوع ولا يستطيع ان يخصص حتى خمسة دقائق من وقته ليلتقي بممثل شعبنا في حكومة اقليم كوردستان ويسمع من احد وزراءه عن الاسباب الحقيقية وتفاصيل الاستقالة، لذلك لا اريد مزاولة مهامي من جديد حتى اذا رفض الاستقالة، وساصر على اللقاء به كشرطي الوحيد  للرجوع الى الوزارة. ولكن اللقاء لم يحصل .......

وشكراً


رابط الجزئين الاول والثاني:
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,989036.0.html
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,989321.0.html

المبعوث الأممي: توقيت سقوط الموصل كان معروفا في 2013
أكد المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف أن إسرائيل والدول العربية المعتدلة توصلت إلى رؤية مشتركة واضحة للتحديات الإقليمية، لكن ذلك لا يكفي لمواجهتها.
وذكر ملادينوف في مقابلة نشرتها جريدة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية اليوم الثلاثاء أن دول المنطقة لم تدرك حتى الآونة الأخيرة ضرورة الوقوف إلى جانب الاعتدال ومحاربة التطرف، وتابع: "لو حدث ذلك في وقت أبكر، لما شهدنا انهيار دول وظهور داعش".
وشدد المبعوث الأممي على أنه كان من الواضح تماما للأمم المتحدة حتى في عام 2013 وأوائل عام 2014 أن تنظيم "داعش" سيستولي على أراض في العراق.
وأوضح ملادينوف أن توقيت سقوط مدينة الموصل في أيدي الإرهابيين كان معروفا  للمنظمة العالمية من قبل، وذلك يعني أن هذا الأمر لم يكن مفاجئا بالنسبة للأطراف الإقليمية، غير أن الاهتمام الإقليمي بالتصدي لهذا الخطر كان "قريبا من الصفر".
وأشار المسؤول الأممي إلى أن سبب الأحداث المأساوية في سوريا والعراق يكمن في حرمان مواطنين من حقوقهم وتهميشهم وعزلهم عن إدارة دولتهم، معيدا إلى الأذهان الاحتجاجات التي شهدتها الرمادي في أواخر عام 2013، حيث كان المواطنون يطالبون بتحسين الظروف المعيشية.
وأكد ملادينوف أن السلطات العراقية قمعت هذه الاحتجاجات بدلا من حل المشكلة، وفي غضون الأشهر الستة المقبلة وصل "داعش" إلى المنطقة وتغيرت الأجندة جذريا.
وحذر المبعوث من الخطر الهائل الناجم الآن عن "دول منهارة وتنظيمات "انتحارية" تخضع لتدخلات خارجية وأجندات راديكالية".
وشدد ملادينوف على الأهمية القصوى لاستعادة استقرار ووحدة الدولة السورية على أساس تشكيل حكومة مختارة من قبل شعبها، قائلا إن تواجد قوات أجنبية في سوريا قرب حدود إسرائيل الشمالية يشكل خطرا كبيرا، سواء كانت قوات لأي دولة أو فصائل غير حكومية مثل "حزب الله" اللبناني.

وأشار المبعوث الأممي أيضا إلى أهمية حل القضية الفلسطينية لكونها مسألة حساسة بالنسبة للعالم العربي بأكمله، موضحا أن إسرائيل لن تنجح دون ذلك في إقامة جسور مع دول المنطقة لمواجهة التحديات القائمة.

المصدر: جيروزاليم بوست
ادناه رابط الخبر:
https://arabic.rt.com/middle_east/911178-الأمم-المتحدة-سقوط-الموصل-اهتام-منع/

ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق ورئيس منظمة يونامي يلتقيان بعدد من احزاب ومؤسسات شعبنا ورجال دين في عنكاوا

عشتارتيفي كوم- خاص/
التقى الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف ومسؤول بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي)  سوكول كوندي بعدد من الاحزاب ومؤسسات شعبنا وعدد من رجال دين.
وجرى خلال اللقاء الذي عقد في جمعية الثقافة الكلدانية بعنكاوا اليوم الخميس 31/7/2014 التباحث حول كيفية معالجة اوضاع المسيحيين النازحين من محافظة الموصل وكيفية مساعدة الامم المتحدة لهم انسانيا.
وطلب ميلادينوف خلال اللقاء تشكيل لجنة خاصة لتقوم بالتنسيق مع الامم المتحدة واللاجئين المسيحيين وتعمل على تقديم طلبات وحاجات اللاجئين لتهيئتها من قبل الامم المتحدة.
هذا وحضر اللقاء جونسون سياويش مساعد رئيس المجلس الشعبي وزير النقل والاتصالات في حكومة اقليم كوردستان والمطران مار نيقوديموس متي شرف راعي ابرشية الموصل وكردستان للسريان الارثوذكس وكمال يلدا وسرود سليم عضوا برلمان اقليم كوردستان وروميو هكاري السكرتير العام لحزب بيث نهرين الديمقراطي والاب ايشا داود راعي كنيسة مار يوخنا بعنكاوا وروند بولس رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان وعدد من ممثلي الشباب في عنكاوا.

https://www.ishtartv.com/viewarticle,55298.html

فيديو.. تظاهرة حاشدة في عنكاوا للمهجرين من ابناء شعبنا امام القنصلية الامريكية يطالبون خلالها بحماية دولية لسهل نينوى

عشتارتيفي كوم- خاص/

انطلقت في بلدة عنكاوا صباح الاثنين مسيرة جماهيرية كبرى نظمتها العوائل المسيحية النازحة من بغديدا قره قوش وبرطلة وكرمليس وابتدات المسيرة من امام كنيسة مار يوسف في عنكاوا منطلقة باتجاه القنصلية الاميريكية في اربيل ، وحمل المشاركون في المسيرة لافتات كتب عليها اين الضمير العالمي والحرمات تنتهك ، نطالب بحماية دولية في سهل نينوى ، نطالب بتحرير مناطقنا كما تدعو الى السلام ونبذ الطائفية ولحب الانسانية والوطن ، وشارك في المسيرة التي استمرت حتى مقر القنصلية الاميريكية في اربيل سيادة المطران مار يوحنا بطرس موشي رئيس ابرشية الموصل للسريان الكاثوليك وسيادة المطران مار باسيليوس جرجيس القس موسى المعاون البطريركي ، هذا وحضر هذه المسيرة ممثلون عن احزاب ومؤسسات شعبنا في بلدة عنكاوا وخلال المسيرة القى الاب عمانوئيل كلو كلمة تضمنت مطاليب المشاركين في المسيرة وكان ابرزها تحرير المناطق المحتلة وإعادة النازحين الى بلداتهم واعتبار مناطق سهل نينوى وسنجار مناطق منكوبة وعلى المجتمع الدولي تقديم المساعدات الانسانية لها وتأمين الحماية لها وتعويض المتضررين لما فقدوه من ممتلكات وبيوت تعود اليهم.

لمشاهدة المسيرة انقر على الرابط ادناه:

https://ishtartv.com/viewarticle,55524.html

http://ishtartv.com/viewvideo,1213,tv.html

https://ishtartv.com/viewarticle,55524.html




2

نص وتفاصيل اسباب استقالتي من منصب وزيرالنقل والاتصالات في حكومة اقليم
كوردستان

الجزء الثاني
  مجمل التفاصيل التي لم أتطرق إليها في نص الاستقالة التي قدمتها بتاريخ (13/8/2014) الى السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان والتي اكتفيت بالإشارة إليها بكتابة  عبارة (لأسباب أخرى), هي كالآتي :
  بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق في عام 2011، قررت أغلب الكتل السياسية سواء كانت في العراق أو إقليم كوردستان فك تحالفاتها القديمة لاعتقادها بان الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الغربية الأخرى لم يعد لهم تأثيرا كبيرا على العراق والمنطقة من جراء هذا الانسحاب المفاجئ، وبدأت على الفور بعقد تحالفات جديدة مع بعض دول الجوار الإسلامية خصوصا إيران وتركيا بهدف تقوية نفوذها وبسط سيطرتها على الساحة العراقية. ولم تمض إلا سنوات قليلة بدأت تلك الأحزاب والكتل السياسية بعقد صفقاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية مع تلك الدول الجارة للعراق والطامعين بخيراته وثرواته حتى في أرضه، عند ذلك أضحت الحكومات الثلاث في العراق (الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كوردستان في اربيل والحكومة المحلية في الموصل) خاضعة بشكل او بأخر للهيمنة والسيطرة الدولتين ايران وتركيا. وفي نفس الوقت حصلت تحالفات اقليمية غريبة ومشبوهة في المنطقة تقودها بعض دول الجوار السنية بحجة مواجهة المد الايراني في المنطقة، وانضوت تحت لوائها من وراء الكواليس منظمات ومجموعات اسلامية ارهابية متطرفة وعلى رأسها تنظيم داعش الارهابي. وبذلك أصبح مصير شعبنا ومستقبل وجوده في العراق وإقليم كوردستان في خطر كبير وفق هذه المعادلات والمتغيرات الجديدة.
  في يوم ( 9-10/6/2014 ) حدث زلزال كبير في مدينة الموصل عندما هاجم مئات من عناصر تنظيم (داعش) الذين جاءوا من دول أجنبية عدة بدعم وإسناد مباشر من دول الجوار العراقي الراعية للمنظمات الإرهابية وخصوصاً الدولة التركية وبأعتقادي وبالتنسيق المباشر مع جمهورية ايران الاسلامية، لتنهار القطعات الأمنية من مختلف الصنوف والتي كانت تقدر بعشرات الآلاف من الجيش والشرطة الاتحادية والمحلية والأمن والاستخبارات والتي كان بحوزتها كل أنواع الأسلحة الثقيلة المتطورة بل وحتى الطائرات المروحية، ولم تمض إلا ساعات قليلة لتهتز دول العالم اجمع بخبر سيطرة داعش على كامل مدينة الموصل مع انقضاء ساعات الليل، لتحل الفاجعة الكبرى على ثاني اكبر مدن العراق بعد ان سلمت رسمياً من وراء اللكواليس بيد تنظيم داعش الارهايي, حدث كل ذلك بإشراف تلك الدول الراعية لهذا التحالف الجديد, وبتغطية مباشرة من الحكومة المحلية في محافظة نينوى, وبتستر واضح من الحكومة العراقية في بغداد، وان المتهمين الرئيسيين في سقوط مدينة الموصل وأجزاء كبيرة من محافظة نينوى تم تشخيصهم في التقرير النهائي الذي صدر عن لجنة تقصي الحقائق لسقوط مدينة الموصل والتي تشكلت من قبل مجلس النواب العراقي.
  في الحال انهالت علي عشرات المكالمات الهاتفية من بعض اعضاء المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري وممثلي شعبنا في سهل نينوى الجنوبي ( بخديدا - برطله - كرمليس ) ومن بعض احزاب ومؤسسات شعبنا  ومن بعض رجال الدين الأفاضل و بعض الضباط في قوات الحراسات الخاصة التابعة لشعبنا, بحكم علاقتي المتميزة وتواصلي المستمر مع الجميع طوال الفترة الماضية، وهم جميعا يضعوني أمام موقف صعب وحساس وأمام مسؤولية تاريخيه في غاية الخطورة وهم ينتظرون مني الجواب على سؤال صعب مفاده ماذا نفعل هل نبقى أم  نغادر منطقة سهل نينوى بالكامل؟.. ليس بسبب احتلال إرهابيي داعش لمدينة الموصل بل بسبب الانسحاب الكامل والمفاجئ لقوات البيشمركة التابعة لاقليم كوردستان من مناطق سهل نينوى الجنوبي وتمركزهم الجديد في منطقة الخازر المحاذية لسهل نينوى بالتزامن المباشر مع سقوط مدينة الموصل اي (نفس توقيت سقوط مدينة الموصل)، بأعتقادي فان ذلك المخطط الاقليمي الاسلامي الخبيث لم يكن ينتهي بسقوط مدينة الموصل فحسب بل كان يقضي يسقوط مجمل الاقضية والنواحي التابعة لمحاقظة نينوى ومن ضمنها منطقة سهل نينوى, وارتكاب كوارث بشعة بحق ابناء شعبنا الساكنين فيها. وبذلك الانسحاب المفاجئ لقوات البيشمركة قد وضعوا مستقبل ومصير سهل نينوى في خطر كبير لان مهمة حماية هذه المناطق كانت على عاتق قوات البيشمركة بناءاً على الاتفاقية الامنية والعسكرية التي جرت بين حكومتي العراق الاتحادي واقليم كردستان برعاية الولايات المتحده الامريكية منذ سقوط النظام البائد بعد عام 2003.
انا بدوري اتخذت موقفاً جريئاً وحساساً عندما طلبت من الجميع التريث والصبر والانتظار لحد مساء يوم التالي اي يوم الاول لسقوط مدينة الموصل، ووعدت الجميع بأنني ساعمل قصار جهدي لأعادة قوات البيشمركة الى مواقعها السابقة. وتحركنا على الفور نحوا قيادة الاقليم ولكننا فوجئنا بالرد الغير مقنع لقيادة الاقليم مفاده بأن قوات البيشمركة ليس بوسعها واستطاعتها ان تعود من جديد الى مواقعها السابقة التي انسحبت منها اي مناطق سهل نينوى لخوفها من أن تصطدم بالقوات العراقية التي كان يقودها انذاك السيد نوري المالكي، وانا بدوري اصطدمت بهذا القرار الغريب الغير المقنع والبعيد عن الواقع, لان قوات البيشمركة لن تقوم باحتلال مناطق جديدة كانت خارجة عن سيطرتها في السابق بل ستعود الى مواقعها القديمة التي ترابطت بها طوال السنوات الماضية، وأن فرضية اصطدامها بالجيش العراقي لم تكن صحيحة تماما، فبدأت ملامح الخوف والقلق تساورني عندما تفاجئت بهذا الرد المشكوك بأمره، حينها قلت لنفسي يجب ان اتحرك لوحدي وبالسرعة الممكنة والا سيتعرض شعبنا في سهل نينوى الى خطر كبير ولربما قد تحدث كارثه حقيقية عندما تهاجم قوات داعش الارهابية منطقة سهل نينوى بشكل مفاجئ.
 لذلك تحركت باتجاه مصادر القرار الامريكي في واشنطن من خلال اصدقاءنا في الولايات المتحدة الامريكية التي كنا معا في التنسيق والتواصل المستمر، وشرحت لهم خطورة الموقف وطلبت منهم ان يخاطبوا الادارة الامريكية ووزارة الخارجيه واصدقائنا في الكونغرس الامريكي الذين كانت تربطنا بهم علاقات متينه بعد زيارتنا الى واشنطن ولقاءنا بهم مرتين, وأن يبلغو الجميع بأسمي شخصيا بان يمارسو كل انواع الضغط على قيادة اقليم كردستان لأعادة قوات البيشمركة من جديد الى مواقعها السابقه، وقلت لهم انني طلبت من الجميع في سهل نينوى التريث وبالانتظار لحد مساء يوم غد اي اليوم الاول لسقوط مدينة الموصل.
في صباح يوم الاول من سقوط مدينة الموصل ( 10/6/2014 ),  وفي حدود الساعة التاسعه صباحا تلقيت مكالمة طارئه من القنصلية الامريكية وطلبوا مني ان يلتقوا معي وبالسرعة الممكنة، وبالفعل بعد ساعتين التقيت بالوفد الامريكي في مقر المجلس الشعبي في عينكاوا وابلغوني بأن الوفد الامريكي برئاسة السيد )بريد ماكورك الذي كان انذاك يشغل منصب مساعد وزير الخارجية الامريكية والذي اصبح فيما بعد الممثل الشخصي للسيد اوباما وكذلك اصبح ايضاً ممثلاً شخصياً للسيد ترامب في الحرب على داعش) سيلتقي بقيادة الاقليم في الساعة الثالثة بعد الظهر، وبناءا على توجيه وطلب وزارة الخارجية الامريكية لوفدها المتواجد في الاقليم ان يلتقي بالسيد جونسون سياويش قبل ان يعقد لقائه مع قادة الاقليم بهدف استلام فحوى الرسالة التي اراد سياويش ايصالها للحكومة الامريكية، وانا بدوري اخبرتهم بالتطورات الجديدة التي حصلت من جراء الانسحاب المفاجئ لقوات البيشمركة من منطقة سهل نينوى الجنوبي ووضحت لهم من خلال خارطة سهل نينوى المناطق التي كانت تحت سيطرت قوات البيشمركة منذ سقوط النظام عام 2003 ولحد يوم امس يوم سقوط مدينة الموصل ليلة ( 9/ 6/ 2014 ) واخبرتهم بانني طلبت من مسؤولي شعبنا في منطقة سهل نينوى الصبر والانتظار لحد مساء هذا اليوم، لذالك فأنا اطلب منكم بان تمارس الحكومة الامريكية كل انواع الضغط على رئاسة اقليم كوردستان للعدول عن قرارها القاضي بانسحاب قوات البيشمركة من منطقة سهل نينوى واعادة هذه القوات من جديد الى مواقعها السابقة.
  بعد الساعة الرابعة عصرا تلقيت اشارات ايجابية بخصوص الموضوع, وكنت قد وضعت المرحوم انور هدايا ممثل شعبنا في مجلس محافظة نينوى وعدد من ممثلي شعبنا وعدد من ضباط الحراسات الخاصة لشعبنا في الصورة, وانا انتظر لحظة اخباري بوصول قوات البيشمركة الى مواقعها السابقة.
بالفعل قبل الساعة الخامسة من مساء نفس اليوم اي اليوم الاول من سقوط مدينة الموصل تم اعادة قوات كبيرة من البيشمركة مدعومة بالاسلحة الثقيلة والمدرعات والدبابات واخذت تتمركز من جديد في مواقعها السابقة في منطقة سهل نينوى. بالفعل حققنا معجزة كبيرة وتمكنا من افشال مخطط اقليمي اسلامي خطير، هدفه كان توجيه ضربة قاضية لوجود كلدان السريان الاشوريين في منطقة سهل نينوى, وافراغ العراق واقليم كوردستان بالكامل من هذا المكون الاساسي والاصيل.
بالفعل في يوم التالي سقطت كل المناطق المحاذية لمدينة الموصل بعد ان انهار الجيش العراقي بالكامل في هذه المناطق وبقيت منطقة سهل نينوى صامدة بفضل جهود الحكومة الامريكية التي ارغمت قيادة اقليم كوردستان بان تعود بقوات البيشمركة من جديد الى منطقة سهل نينوى.
   بعد ذلك تعرضت منطقة سهل نينوى فيما بعد الى مشكلة الخدمات الاساسية بعد ان قطع ارهابيي داعش التيار الكهربائي وشبكة مياه الشرب وجميع انواع المحروقات عن المنطقة وبهذه الخطوة اللاانسانية التي اقدم عليها تنظيم داعش الارهابي فان شعبنا بات يعيش في ازمة حقيقية وخصوصا كانت في فترة حرارة الصيف العالية، لذلك تحركت على الفور تجاه رجال الدين الافاضل ومؤسسات شعبنا القومية وطلبت منهم ان يكتبوا عن تفاصيل واحتياجات المنطقة وكيفية ايصال الطاقة الكهربائية وعدد الابار الارتوازية التي تحتاجها كل مدينة وعن السعة التي تحتاجها كل مدينة من المحروقات لغرض تشغيل المولدات الاهلية التي احيانا تكون بديلة للطاقة الكهربائية الوطنية اثناء قطعها. وبالفعل باتت المذكرات جاهزة، وفي اول اجتماع لمجلس الوزراء في الكابينة الوزارية الجديدة طرحت هذا الموضوع وخطورة الوضع الذي بات يمر به شعبنا وانه اصبح عرضة للإصابة بالأوبئة والأمراض المعدية بسبب انعدام مياه الشرب النظيفة وبسبب الحر الشديد وعدم توفر كل انواع الخدمات الاخرى وسلمت المذكرات على الفور الى السيد نيجيرفان بارزاني وكانت تحمل كل التفاصيل لغرض ايجاد السبل الكفيلة لحل هذه المشاكل مؤقتاً التي عصفت بالمنطقة من جراء احتلالها من قبل ارهابيي داعش، وان السيد نيجيرفان بارزاني قد قرر على الفور تشكيل لجنة عليا تضم كل من السادة الوزراء (وزير الطاقة ووزير البلديات ووزير الكهرباء ) وطلب منهم المباشرة باعمال اللجنة فوراً، ووافق سيادته على مقترح وزير الطاقة بتشغيل محطة (كلك الكهربائية) التي كانت متروكة ومهملة منذ فترة وقال بانها لا تحتاج الا الى صيانة بسيطة لغرض اعادة تشغيلها من جديد، وقال بانها تكفي لسد الحاجة وتوفير الطاقة الكهربائية لمنطقة سهل نينوى الجنوبي.
لكن للاسف الشديد لم تتحرك حكومة الاقليم واللجنة الوزارية العليا التي تشكلت في اجتماع مجلس الوزراء لتخيف هذه المعاناة، واصبح ذلك القرار مجرد حبر على ورق لانه لم ينفذ حسب ما كان مقرر ، بذلك بقيت اوضاع شعبنا وبقية المكونات الاخرى تعاني من انعدام كل انواع الخدمات الاساسية، حتى ان مدينة تللسقف التي تكن تبعد عن شبكة كهرباء الرئيسية للاقليم الا لمسافة قصيرة لم يصلها التيار الكهربائي, وكذلك لباقي المدن والقصبات الاخرى، ولم يتقدموا ايضاً باي خطوة ايجابية باتجاه حل مشكلة انقطاع المياه او تزويد المنطقة بالمحروقات الا بشكل فردي، بل اخذت بعض المنظمات الخيرية والانسانية وبعض المؤسسات الدولية وبجهود شخصية من ابناء المنطقة لحفر بعض الابار الارتوازية لتأمين مياه الشرب للمواطنين .
انتهى الجزء الثاني ويتبعه الجزء الثالث والاخير
رابط الجزء الاول:
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=989036.0



3
نص وتفاصيل اسباب استقالتي من منصب وزيرالنقل والاتصالات في حكومة اقليم كوردستان
بعد انتظار طويل وبمناسبة الذكرى السادسة الأليمة للمؤامرة الدولية والاقليمية القذرة التي تم افشالها في نفس يوم سقوط مدينة الموصل في ليلة 10/6/2014 والجرائم البشعة التي ارتكبت ضد ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري, بعدما اجتاحت قوات داعش الارهابية معظم مناطق شعبنا التأريخية بسهل نينوى في مطلع شهر آب عام 2014, مباشرة بعد انسحاب قوات البيشمركة والزيرفاني منها. قررت أن أنشر نسخة الاستقالة من منصب الوزير التي قدمتها الى السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان العراق بتاريخ ) 13/8/2014 (, والتي تضمنت بعض الاسباب التي ذكرتها بأختصار في حينها, ونشر كل تفاصيلها الدقيقة والموثوقة, وكذلك قررت أن اكشف عن ألاسباب الفعلية الاخرى التي لم اتطرق اليها في نص الاستقالة بل اكتفيت بالإشارة إليها بكتابة عبارة (الأسباب أخرى) وذلك لخطورة وحساسية تلك المرحلة الصعبة والمصيرية.
 جونسون سياويش ايو
 الوزير السابق والمستقيل من حكومة اقليم كوردستان     

السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان
م / استقالة
تحية واحترام ....
    مشاركة مع آلام ومآسي ومعاناة مهجري شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بعد أن تم تهجيرهم من مدن وقصبات سهل نينوى وتوجههم صوب أقليم كوردستان والبالغ تعدادهم اكثر من (120) الف نسمة من ابناء شعبنا ، والذين يعيشون الآن في ظروف يومية صعبة من المستحيل ان يقضوا حياتهم في هذا الجو الحار وقيض الصيف وهم يفترشون الشوارع والحدائق العامة بدون مأوى ولم تصلهم المساعدات الأنسانية اللازمة لحد هذه اللحظة . بسبب إنسحاب قوات البيشمركة من جميع مناطق سهل نينوى وتشرد أبناء شعبنا من جراء هذا الإنسحاب ، والآن هذه المناطق اصبحت واقعة تحت سيطرة أرهابيي داعش . وبسبب هذه الظروف الصعبة والمأساوية فإن شعبنا في العراق واقليم كوردستان لا يفكر بأي شيء سوى الهجرة الى الخارج وترك الوطن ، وهذا يضع مصير ومستقبل شعبنا في خطر كبير ومخيف .
    لهذه الأسباب ولأسباب أخرى قررت الإستقالة من منصبي كوزير النقل والاتصالات في حكومة اقليم كوردستان لأنه ليس بمقدوري ان أقوم بأداء واجباتي اليومية في الوزارة في الوقت الذي افكاري ومشاعري مشغولة بهذه الظروف .
   اطلب الأعتذار من سيادتكم لإتخاذي هذا القرارالصعب في الوقت الحاضر وخاصة وأن اقليم كوردستان يواجه هذه الظروف الحساسة ويقف في مواجهة الإرهابيين .

مع إحترامي وتقديري لكم


جونسون سياويش ايو
وزير النقل والاتصالات
 

4


مستقبل العراق
بين الشباب المنتفض ونظام الاسلام السياسي وشرق الاوسط الجديد


الجزء الثاني والاخير

دراسة من اعداد
جونسون سياويش ايو

 اوراق الضغط الامريكية على النظام العراقي الحالي

  اما الاوراق المؤثرة التي باتت امريكا بالفعل تستخدمها ضد الحكومة العراقية او بالاحرى ضد المنظومة العراقية الحالية وهي كما يلي:
- اعلان الحرب الخفية ضد النظام العراقي ومنها حرب نفسية واعلامية مستخدمين القنوات الفضائية التابعة لها او لحلفاءها لنشر تقارير اعلامية تكشف من خلالها حجم الفساد المستشري في العراق بنشر وثائق مختلفة لمسؤولين بارزين في الحكومة العراقية, وكذلك نشر الوثائق الاستخباراتية التي تؤكد عمالة بعض رموز النظام للحكومة الايرانية، والهدف الرئيسي من هذه الاساليب لتأجيج الشارع العراقي لينتفض على النظام العراقي.
- ظهور تحركات داعش الارهابية في بعض المناطق التي تحكمها قوات عسكرية عراقية او ميلشيات الحشد الشعبي او قوات البشمركة بشن هجمات خاطفة لبعض القواعد والمعسكرات التابعة للحكومة العراقية او اقليم كوردستان، وهذه المناورات هي رسائل تهديد مبطنة للحكومتين العراق الاتحادي واقليم كوردستان مفادها بان تهديدات الداعش على اراضيكم ومدنكم مازالت قائمة.
- الحرب الاقتصادية ومنها التهديد الحكومة الامريكية بإنهاء إعفاء العراق من موضوع تعامله في شراء الكهرباء والغاز الإيراني، مروراً بوقف بيعه قطع الغيار والذخيرة للجيش العراقي الذي تبلغ أسلحته الأمريكية منها نحو 70 بالمئة من ترسانته العامة، بما في ذلك مقاتلات «أف 16»، كما يُتوقع أن يتم فرض عقوبات اقتصادية صارمة ضد حكومة العراقية, ومن ثم التهديد الامريكي المبطن بفرض العقوبات الاقتصادية على قطاع المصرفي العراقي وبالاخص البنك المركزي العراقي وبنوك اهلية خاصة سواء التابعة او القريبة من ميلشيات الحشد الشعبي, وتجميد الاموال العراقية المودعة في البنوك الامريكية, واستنزاف الاقتصاد العراقي المثقل بالديون الخارجية والداخلية من خلال شل الحياة العامة بانفجار الشارع العراقي وتجدد اندلاع انتفاضة عارمة تشمل كل المدن الشيعية, وتقليص حركة الاستيراد والتصدير من الدول المجاورة من جراء قطع الطرق الدولية الرئيسية والموانئ البحرية اثناء اندلاع المظاهرات.
- تاجيج الشارع ضد الرجال الدين الشيعة والحوزة العلمية الشيعية والمؤسسات الاسلامية التي كان يستخدمها النظام الايراني للتأثير على الشارع العراقي واسكات صوته طيلة السنوات الماضية, ببث ملفات فساد كثيرة تخص الوقف الشيعي والحوزة العلمية والرجال الدين الشيعة من خلال القنوات الفضائية التابعة لها.
- التهديد الامريكي الخفي للطبقة الحاكمة في كل مناسبة واخرى بكشف ارصدتهم المالية المودعة في البنوك العالمية وحجم عقاراتهم الفاخرة خارج العراق وامكانية تجميدها ومصادرتها.
- تدويل ملف العراق في مجلس الامن الدولي وادخاله تحت طائلة البند السابع, هذا التهديد المبطن يتم اثارته في كل مناسبة واخرى من خلال المحللين السياسين او من بعض السياسين المقريبين من الحكومة الامريكية, واذا تم ادخال العراق تحت طائلة البند السابع سيكون بالامكان محاكمة جميع رموز النظام دولياً بتهم مختلفة ومنها تهمة الفساد او قتل المتظاهرين واختطافهم او العمالة لدول اجنبية والخ.
بالفعل استخدمت امريكا بعض من اوراقها بهدف تأجيج الشارع العراقي ضد رموز السلطة, في  مطلع تشرين الاول اندلعت ثورة شبابية عارمة للمرة الثانية في بغداد العاصمة وفي بقية المحافظات جنوب العراق احتجاجاً على سوء الخدمات العامة وتردي الاوضاع الاقتصادية وحالة الفقر المنتشر في المجتمع العراقي, وتفشي حالة الفساد الاداري والمالي والسياسي في سائر المؤسسات الحكومية، وانتشار البطالة لدى جميع فئات الشعب العراقي وخصوصاً لدى فئة الشباب، وحدد المنتفضين سقف مطاليبهم باستقالة حكومة السيد عادل عبد المهدي، وتشكيل حكومة وطنية انتقالية تخلوا بشكل كامل من الحزبين والسياسين وكل الذين تولوا مناصب عليا في الدولة منذ عام 2003  ولحد يومنا هذا، واجراء تعديلات كثيرة في قانون انتخابات مجلس النواب العراقي وقانون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ومن ثم اجراء انتخابات مبكرة. وندد المنتفضين خلال هذه التظاهرات بالتدخل الايراني السافر في الشؤون الداخلية للعراق واحرقوا القنصلية الايرانية في مدينة كربلاء ومن ثم قاموا باحراق القنصلية الايرانية في مدينة النجف لثلاث مرات وكذلك احرقوا مرقد محمد باقر الحكيم، وحاول المنتفضون للوصول لمرات عديدة الى منطقة الخضراء لحرق السفارة الايرانية لكنهم لم يتمكنوا باختراق الحواجز الكونكريتية المتينة والمحصنة التي وضعتها القوات العراقية على الجسور التي تؤدي بالدخول الى المنطقة الخضراء.
  ان النظام الايراني امر المنظومة العراقية بافشال تحركات الشارع العراقي المنتفض واستخدام كل وسائل الضغط الممكنة بهدف القضاء على هذه الثورة التي باتت تهدد عروش الطبقة الفاسدة الموالية لايران، لذلك فان القوات الامنية وميليشيات الحشد الشعبي التي سميت بالطرف الثالث واجهت هذ الانتفاضة الجماهيرية بعنف شديد والرصاص الحي سواء بالاسلحة الخفيفة او بالقناصات المخفية في البنايات المحيطة بالمتظاهرين بالاضافة الى القنابل الغاز المسيل للدموع ذات الحجم الكبير، والتي اوقعت اكثر من 600 شهيد من المتظاهرين واصابة اكثر من 25 الف جريح ومن بينهم 3000 حالة اعاقة دائمية. واكثر حالات العنف التي استخدمت ضد المتظاهرين كانت في مدينتي الناصرية والنجف، حيث ارتكبت القوات الامنية وميليشيات الحشد الشعبي مذبحة مروعة في مدينة ذي قار سقط من جراءها عشرات الشهداء جميعهم من الشباب الثائر ضد النظام العراقي الحالي.

ثلاث اقطاب فاعلة في الساحة العراقية الملتهبة
  في ظل تصارع وتيرة الحرب بالوكالة الجارية في العراق والحرب المباشرة المندلعة بين امريكا وايران في المنطقة، فان الامور تسير باتجاه اطالة امد الفوضى العارمة التي حدثت في العراق وتميل الاحداث الداخلية بتازم اكثر مع اصرار الجانبين الايراني والامريكي لتصفية حساباتهم الخاصة داخل الاراضي العراقية, وكذلك اصرار الشارع الشبابي العراقي المنتفض على اسقاط نظام الحكم الحالي، بالمقابل فان ايران تصر بان تتحدى امريكا والمنتفضين العراقيين معاً لانقاذ اتباعها وحلفاءها في العراق، في نفس الوقت تحاول فرض بعض الضغوطات على الحكومة العراقية لاجراء بعض الحلول الترقيعية الوقتية في سبيل اخماد نار الثورة واقناع وتهدئة المنتفضين. اما الجانب الامريكي فهو يتحرك باتجاه تصعيد الموقف مع الجانبين الايراني والعراقي خاصة بعد ان قرر مجلس النواب العراقي على إنهاء التفويض الممنوح لقوات التحالف في العراق, وابلاغ الحكومة العراقية بإنهاء التواجد العسكري الأمريكي في البلاد, وتأتي هذه التطورات بعد عملية الإغتيال التي نفذتها القوات الأمريكية في مطار بغداد ضد قائد قيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني, ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس, وفي نفس الوقت تتحرك امريكا باتجاه تصعيد الموقف وتأجيج الشارع المنتفض لاطالة الازمة التي باتت تتجه نحو المجهول.

لذلك فان الساحة العراقية الساخنة فيها تحركات لثلاث اقطاب تختلف عن بعضها البعض من حيث المبادئ الاساسية وتحركاتها المكوكية في حالة الصراع الجاري في العراق.
- القطب الاول يمثل صرخة الشارع العراقي المنتفض الذي يتحرك بحماس كبير وبشكل عفوي وبعيد عن توجهات الاحزاب والتيارات السياسية، لان هذه الانتفاضة الشبابية ولدت من رحم المعانات الشعب العراقي، وهم يجاهدون ويضحون بحياتهم في سبيل اسقاط العملية السياسية برمتها واحداث تغير في منظومة الحكم العراقي الحالي وانهاء دور ايران في قيادة العراق نحو الهاوية، ومن ثم اعادة بناء الهيكل السياسي العراقي بمعاير وطنية جديدة وتشكيل حكومة وطنية ديمقراطية مدنية مستقرة بعيدة عن المحاصصة الطائفية والحزبية الضيقة والتبعية للدول الاجنبية.
- القطب الثاني فيمثل اعضاء منظومة العراق الحالية المدعومة من النظام الايراني وحزب الله البناني، فان اصحاب هذ القطب الذي كان يقوده الجنرال قاسم السليماني قراره بات مؤكداً بان العملية السياسية يجب ان تستمر بقيادة النظام الحالي المتمثل بالاحزاب والكتل السياسية الرئيسية الشيعية والسنية والكردية المتنفذة الموجودة في السلطة حالياً, بالاضافة الى الميليشيات الشيعية التابعة لفيلق القدس الايراني. فهم عازمون لانهاء هذه الانتفاضة والقضاء عليها مستخدمين كل اساليب العنف وسفك الدماء مقابل اجراء بعض الحلول الترقيعية ودفع بعض الرموز الثانوية الصغيرة من فئات الصف الثالث سواء كانوا وزراء او اعضاء مجلس النواب او بعض المحافظين وبعض اعضاء مجلس المحافظة والمدراء العامون ككبش فداء وتقديمهم لمحاكم بتهم الفساد. لان ايران تدرك جيداً بان الانصياع الى مطاليب الشارع العراقي معناه نهاية الثورة الشيعية الايرانية, وخسارة ايران لبقرة الحلوب التي تعتبرها المتنفس الوحيد لكسر قيود الحصار الاقتصادي الصارم المفروض عليها من امريكا، ناهيك عن استخدام عملاءها وبعض المؤسسات المصرفية والبنكية العراقية سواء كانت حكومية او اهلية لتهريب عملة الدولار الى ايران وعمليات غسيل الاموال وتبيضها في الاسواق العالمية، وايضاً لكون العراق بات يمثل جسراً جوياً  نحو سوريا ولبنان, وكذلك لان العراق هو امتداد عقائدي طائفي مهم  لايران لوجود العتبات المقدسة والمزارات الشيعية في النجف وكربلاء, ناهيك عن اهمية العراق الذي يعتبر سوق كبير لتصريف وتصدير المنتجات الايرانية اليها.
ان نظام الايراني على يقين تام بانه في حالة الارضاخ والاذعان لمطالب الشباب الثائر فان عملاءه وحلفاءه من رموز النظام العراقي البارزين المتورطين بقضايا الفساد والمعروفين بحيتان الفساد وقادتهم العسكرين البارزين في صفوف الحشد الشعبي سيتم محاسبتهم ومحاكمتهم، ومن ثم مصادرة جميع اموالهم المنقولة وغير المنقولة، وسيكون مصيرهم كمصير اعضاء النظام البعثي البائد.
- القطب الثالث يمثل امريكا وحلفاءها في المنطقة اسرائيل وبعض دول الخليج العربي، فان اصحاب هذا القطب سيمضيان قدماً لتأجيج الشارع العراقي المنتفض، وتستخدم كل الوسائل الكفيلة لتوسيع هوة الخلاف بين المنتفضين والمنظومة العراقية واسيادهم في ايران, وتستخدم عملاءهم وجميع وسائل الاعلام التابعة لهما والشبكة العنكبوتية لوسائل التواصل الاجتماعي لزيادة الحقد والكراهية تجاه النظام الايراني ورجال الدين وقادة الاحزاب الاسلامية العراقية من الطائفة الشيعية، وستعمل امريكا باظهار نفسها بانها لن تتخلى عن المنتفضين من خلال عملياتها العسكرية ضد المواقع العسكرية للحشد الشعبي, وفي اصدار بيانات وتصريحات مسؤولين بارزين في الحكومة الامريكية ابتداءاً من رئيس الامريكي ونائبه ووزير الخارجية والمتحدثين الرسميين لهما، لتشجيع الشباب المنتفض بهدف زيادة معنوياتهم والصمود امام القوة المفرطة التي تستخدما القوات الامنية وميليشيات الحشد الشعبي وانصار المنظومة العراقية ضدهم.

تورط المنظومة العراقية الحالية بالفخ الامريكي
  تورط اعضاء المنظومة العراقية الحالية بالفخ الامريكي عندما هيأة لهم الاجواء المناسبة واعطتهم الضوء الاخضر والحرية المطلقة لتصرف باموال الشعب العراقي وثرواته الطبيعية كيفما شاءوا، بهدف اغراقهم في مستنقع الفساد, بعد ذلك قررت امريكا سحب قواتها العسكرية من العراق لايقاعهم في وحل العمالة لدول الجوار الاسلامية الشيعية والسنية, وان غاية الحكومة الامريكية بنهج هذه السياسة الهدامة كان لنسف الاقتصاد العراقي وتدميره, وشل قدرات العراق الاقتصادية والسياسية والعسكرية، ومن ثم  لاستخدام ملفات فساد قادة العراق واقليم كوردستان و وارصدتهم الخيالية المودعة في بنوك دول الاجنبية واموالهم التي صرفت في دول مختلفة لشراء العقارات ..الخ, تستخدمها امريكا كاوراق الضغط ضدهم لكسب تأييدهم بهدف تمرير مشروعهم التقسيمي في العراق.
 فان هذه الطبقة الفاسدة التي تسلمت مقاليد الحكم في العراق منذ يوم سقوط نظام البائد لحد يومنا هذا, فشلت في ادارة العراق بشكل صحيح، ولم تستطيع ان توفر الخدمات الضرورية لا بل حتى ابسط المقومات الاساسية للمواطن العراقي ليعيش حياة طبيعية كريمة، وذلك من جراء حالة الفساد المستشري في جميع مؤسسات الحكومية في العراق بعد أن اصبحت ظاهرة الفساد تمثل العقيدة المقدسة للكتل السياسية والاحزاب الرئيسية الحاكمة في العراق.

النتيجة والخلاصة

ارتباط الاحداث الجارية في العراق ولبنان وسوريا بمشروع الشرق الاوسط الجديد

بات مؤكداً بان ما يجري في العراق ولبنان وكذلك في سوريا مرتبط  بمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يتبناه التيار المحافظ المتنفذ داخل الحزب الجمهوري الامريكي وحزب المحافظين البريطاني, هذا المشروع الذي قطع اشواطاً كبيرة وكثيرة في السنوات السابقة عبر مراحل مختلفة, وفي المرحلة الحالية ستشهد منطقة الشرق الاوسط  تطورات كثيرة وصعبة للغاية, ومنها تحرك امريكا لاضعاف او انهاء دور الميلشيات الشيعية الموالية لايران في الدول الثلاثة (العراق وسوريا ولبنان) من خلال  سياستها التصعيدية ضد مناطق النفوذ الايرانية في الشرق الاوسط , وذلك بتأجيج الشارع المنتفض واطالة امد حالة غير مستقرة التي يمر بها العراق ولبنان, لخلق حالة من الفوضى العارمة في العاصمتين بغداد وبيروت وباقي المدن العراقية واللبنانية الاخرى التي اندلعت فيها الانتفاضة الجماهيرية, وممارسة الضغوطات الاقتصادية على الدول الثلاثة, وتوجيه ضربات جوية وصاروخية موجعة على مقرات الميليشيات الشيعية في الدول الثلاثة, وتقديم المزيد من التنازلات للجانب الروسي في سوريا مقابل انهاء الدور الايراني العسكري في هذا البلد.
  ان هدف الولايات المتحدة الامريكية الاساسي في العراق ولبنان في هذه المرحلة يكمن في استنزاف اقتصادهما الهش المكبل بالديون الداخلية والخارجية, وذلك لتعميق ازماتهما السياسية والاقتصادية وتصعيد من حالة الصراع الطائفي والعرقي داخل المجتمع العراقي ولبناني, لزيادة حالة الكساد الاقتصادي والتضخم المالي داخل المؤسسات المصرفية العراقية واللبنانية الغارقة اصلاً في الفساد المالي والاداري, لايصال الدولتين الى حالة الركود الاقتصادي الحاد, وغلق جميع ابواب الانفراج الداخلي والخارجي المتاحة امام الحكومتين العراقية واللبنانية من جراء الضغوطات الامريكية الخانقة عليهما. وكل هذه الامور الخطيرة ستؤدي في نهاية المطاف الى عجز الحكومتين على توفير متطلبات الحياة الطبيعية للشعبين والى تدهور الوضع المعيشي للمواطنيين, ومن ثم الى تفاقم الاوضاع الاقتصادية السيئة اصلا, وارتفاع في اسعار المواد الغذائية والاساسية الاخرى لتصل الى حد الغليان, ناهيك عن ارتفاع معدلات البطالة في البلدين وخصوصاً بين فئة الشباب, ومن ثم حدوث حالة من الارباك لدى المواطنين وخصوصاً لدى الطبقة الفقيرة.
من جراء هذه الظروف المصطنعة غير الطبيعية في البلدين, سيزداد حقد وكراهية الشعبين العراقي واللبناني تجاه الاحزاب والكتل السياسية المتنفذة والميلشيات الشيعية فيهما الموالية لايران, وتدفع المنتفضين نحو ممارسة اعمال العنف بمهاجمة واحراق معظم المكاتب والمقار السياسية والعسكرية التابعة لهما في العراق, ومن ثم طردها بشكل نهائي من اغلب المدن الشيعية, ومهاجمة مقرات التابعة للحزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية من بيروت من قبل القوات الامريكية والاسرائيلية او الاسرائيلية لوحدها, وكل ذلك سيؤدي في نهاية المطاف لزعزعة الوضع القائم وادخال البلدين في نفقين مظلمين, حينها يكون بمقدور امريكا ان تنفذ عملية تقليم الاظافر الايرانية في العراق ولبنان بسهولة,  وتستطيع ان تنفذ مشروعها الكبير في الشرق الاوسط, المتمثل بمشروع صفقة القرن المتعلق بحل المشكلة الفلسطينية الاسرائيلية على اساس الدولة الاسرائيلية الواحدة، وبالسيادة الاسرائلية المطلقة على مدينة القدس وضم مساحات كبيرة من الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية للسيادة الاسرائيلية كما حدث في هضبة الجولان.
 اما الشق السياسي الثاني من مشروع صفقة القرن المتمثل بتطبيع العلاقات الطبيعية بين اسرائيل وبعض دول العربية وخصوصاً دول الخليج العربي بات يجري بوتيرة متسارعة بعيدة عن الانظار من خلال اللقاءات السرية الجارية بين الجانبين برعاية امريكية, والتي بداءت تظهر الى العلن في مناسبات عدة, وقد تتمخض هذه التحركات مباشرة الى اقامة العلاقات الدبلوماسية بين اسرائيل وبعض الدول العربية الاخرى في المستقبل.
   لكن في نفس الوقت فان النظام الاسلامي الايراني قد وضع اذرعه العسكرية في المنطقة المتمثلة بحزب الله البناني وميليشياته الشيعية في العراق وسوريا واليمن في حالة الاستنفار الكامل لفتح جبهة عريضة ضد القواعد العسكرية الامريكية ومؤسساتها الدبلوماسية في العراق والمنطقة وربما ضد حلفاءها وخصوصاً اسرائيل والمملكة العربية السعودية في الجولة الثانية من الحرب الايرانية الامريكية الوشيكة الوقوع بعد ان انتهت الجولة الاولى من جراء اغتيال الجنرال قاسم السليماني من قبل السلاح الجوي الامريكي, وقيام ايران بقصف قاعدة العين الاسد العسكرية الامريكية في الانبار وقاعدتي اربيل وحرير في اقليم كوردستان, لخلق عراقيل كثيرة امام امريكا وحلفاءها التقليدين لافشال مشروع الشرق الاوسط الجديد.
  باعتقادي ان الدور الامريكي وحلفاءها في الفترة القادمة سيكون ايضاً تاجيج الشارع السني ضد مليشيات الحشد الشعبي المنتشرة في جميع المناطق والمدن السنية للتخلص منها وخصوصاً في المحافظات نينوى والانبار وصلاح الدين، لان امريكا تتحرك منذ اشهر عدة لطرد الميليشيات الشيعية من من هذه المناطق, ولكن نفوذ النظام الايراني القوي في العراق حال دون تنفيذ هذا الامر، وان تعيين السيد نجم الجبوري محافظ نينوى بهذا التوقيت بالذات باعتقادي لتنفيذ هذه المهمة لكونه قريب جداً من الجانب الامريكي.
وباعتقادي ايضاً فان بعض الدول العربية ستعمل لاعداد خطة محكمة لاعادة التنظيم البيت السني المتشتت بهدف تطبيق مشروع جون بايدن لتقسيم العراق الى عدة مناطق فدرالية, واقامة الفدرالية السنية على غرار الفدرالية الكوردية.
اما الجانب الكردي سيضطر للتخلي عن سياساته التحالفية مع ايران, ويعيد حساباته من جديد تجاه السياسة الامريكية في العراق والمنطقة وخاصة بعد اكتمال التحالف الامريكي والبريطاني على اثر فوز حزب المحافظين البريطاني بالاغلبية المريحة من المقاعد في مجلس العموم البريطاني، وبالتالي ازالة كل العوائق التي كانت تقف بوجه السيدين دونالد ترامب وبوريس جونسون لقيادة هذا التحالف المهم من جديد لتنفيذ مشروعهم الجديد القديم في الشرق الاوسط.
هذه التغيرات ستنعكس ايضاً ايجاباً حيال مستقبل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق وخصوصاً في منطقة سهل نينوى, حيث ستحاول الحكومة الامريكية باعادة إعمار منطقة سهل نينوى مباشرة بعد انسحاب ميلشيات الحشد الشعبي من هذه المناطق, ويتم ايضاً اعادة الانتشار للقوات الامريكية في بعض المناطق من سهل نينوى من جديد, وبحسب معلوماتي فان السيد مايكل بينس نائب رئيس الامريكي سيشرف شخصياً على عملية تنفيذ هذا المشروع.
 لذلك فان احزابنا السياسية عليها ان تتحرك في هذه المرحلة بحكمة وعقلانية لتستثمر وتستغل هذه المتغيرات السياسية الحاصلة في العراق والمنطقة لصالح شعبنا لوضع اللبنة الاولى لتأسيس كيان خاص له, والاستفادة من هذه الفرصة الثمينة, لان مهمة انقاذ شعبنا من الحالة المزرية الصعبة التي يمر بها تقع على عاتق احزابنا السياسية, وذلك بابعاد شعبنا من هيمنة وغطرسة بعض الكتل والاحزاب الرئيسية الكردية والشيعية التي كانت وما زالت تحاول ان تغتصب اراضي شعبنا التاريخية من خلال عمليات التغير الديمغرافي والتجاوز على الاراضي والقرى والقصبات التابعة لشعبنا, وبناء مجمعات سكنية في بعضها, ناهيك عن مخططاتهما المستمرة والمنتظمة والمنظمة لمصادرة المقاعد البرلمانية المخصصة لشعبنا في العراق واقليم كوردستان, ومن ثم مصادرة قرارات شعبنا المستقلة بتدخلهما السافر في شؤون بيتنا الداخلي بانشاء كياناتهما الدخيلة على امتنا. 
 مع تصاعد حدة التوترات السياسية والعسكرية والاقتصادية والامنية والعرقية والطائفية في العراق ولبنان وسوريا, فان هذه الدول التي بنتها بريطانيا وفرنسا كأبراج من الورق باتت تقترب كثيراً من الانهيار والانقسام, وان الخريطة السياسية للشرق الاوسط الجديد التي تنوي امريكا رسمها، ستكون بديلة للخريطة التي وضعتها بريطانيا وفرنسا قبل 100عام على اثر اتفاقية سايكس - بيكو في عام 1916, وعلى اثرها ستنقسم دول المنطقة الى دويلات عدة وتظهر دول صغيرة جديدة على اساس عرقي وطائفي, لذلك فان الشرق الاوسط  الذي كنا نعرفه سينتهي الى غير رجعة, وان الواقع المأساوي الحالي لبعض دول المنطقة سيزداد سوءاً يوماً بعد اخر لحين اكتمال هذا المشروع.

والرب يوفق الجميع

رابط الجزء الاول:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=963081.0

روابط اخرى:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=954754.0
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=939636.0
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=875099.0
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=875380.0
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=841235.0





5

مستقبل العراق
بين الشباب المنتفض ونظام الاسلام السياسي وشرق الاوسط الجديد


الجزء الاول

دراسة من اعداد
جونسون سياويش ايو


تأسيس نظام العراقي الجديد من خلف دبابات الامريكية والمباركة الإيرانية

  كشف الحاكم المدني السابق في العراق السيد بول بريمر في مذكراته القصة الحقيقية التالية: عندما عقدت اول اجتماع مع قادة العراق كنت خائفا وقلقا وكنت جالسا على حافة الكرسي..توقعت ان يلوموني ويسألوني لماذا اوصلنا (اي القوات الامريكية) البلد (العراق) الى هذا الحد من الدمار والخراب ولكن فوجئت بسؤالهم عن رواتبهم وامتيازاتهم، واذا بهم يسألونني (اين رواتبنا ومستحقاتنا) ؟، حينها اتكأت وارتحت على الكرسي وقلت ان هؤلاء لا يمثلون الشعب ولا يستحقون ان يمثلوه.
عندما احتلت القوات الامريكية العراق عام 2003، فان اعضاء المنظومة العراقية الحالية (قادة المعارضة العراقية السابقين) من المكونات الثلاثة الرئيسية دخلوا الاراضي العراقية من خلف الدبابات الامريكية وبمباركة الإيرانية, اصبحوا يتولون المناصب العليا في العراق على اساس المحاصصة الطائفية والقومية وتقاسموا المناصب السيادية والحكومية الاخرى فيما بينهم طبعاً بالرعاية الامريكية والايرانية المشتركة, وان هذه الوجوه التقليدية باتت تدور نفسها في كل عملية انتخابية مزورة وفي كل جولة تشكيل الحكومة الجديدة منذ 2003 ولحد يومنا هذا, وسارعوا اعضاء نظام الحكم العراقي الجديد على الفور بتطبيق مبدأ (أحل الله الغنائم لهذه الأمة، ولم يحلّها للأمم السابقة), لذلك اصبح العراق بأرضه وثرواته ومقدراته وكل ما موجود في خزائن النظام السابق كغنائم الحرب لقادة العراق الجدد الذين تصرفوا كمحتلين لبلدهم، لكن هذه الأموال والثروات لم يتم تقسيمها على خمسة كما كان قادة المسلمين يتبعونها في حروبهم السابقة بل قسموها فيما بينهم ولَم يكن لله ولا رسولهم ولليتامى والمساكين وابن السبيل حصة لهم كما كانت متبعة وفق قواعد الحروب الاسلامية، بل الغنائم أصبحت تقسم وفق المعاير الجديدة الشخصية والحزبية الضيقة والطائفية، وكان حصة الاسد لهذه الغنائم تذهب لقادة ورؤساء الأحزاب والكتل السياسية من هم في الصف الاول، ومن ثم قيادة الأحزاب من الدرجة الاولى، ولم يكتفوا بذلك بل باشروا بالمنافذ الحدودية البرية والبحرية ومديريات الكمارك الموجودة فيها التي قسمت بين الكتل والاحزاب الرئيسية المتنفذة, احتكروا هذه المنافذ لتجارة المواد الفاسدة وغير صالحة للحياة البشرية واستيراد المواد المحظورة والمسرطنة وادوية فاسدة ومواد نافذة الصلاحية من خلال شركاتهم الاستيراد والتصدير السيئة الصيت متخطين الرسومات الكمركية والرقابة النوعية, وقسموا الوزارات ومؤسسات الدولة فيما بينهم ايضا على نفس المعاير ونهبوا اموال ومكاسب وامتيازات هذه الوزارات بابرام عقود وهمية لمشاريع مبهمة وخيالية شملت كل الوزارات, وعينوا مئات الالاف من كوادرهم الحزبية في الوظائف الحكومية وعشرات الالاف الاخرين باسماء وهمية، واعطوا الشرعية القانونية لميليشياتهم المسلحة بتسمية الحشد الشعبي بفتوة المرجعية واصدار قانون خاص من مجلس النواب العراقي والخ.
فهذه الطبقة المتنفذة التي كان اغلبهم من متوسطي الدخل حتى طبقة الاغنياء منهم، أصبحوا اليوم يمتلكون مليارات الدولارات التي هربت الى دول اجنبية مختلفة عن طريق عمليات غسيل وتبيض الاموال، وودعت هذه الاموال المسروقة في بنوك ومصارف دول مختلفة, واشتروا عقارات فاخرة وأسسوا شركات مختلفة الاصناف واستثمروا مشاريع تقدر بعشرات المليارات من الدولار في مختلف دول العالم, وهؤلاء تغيرت نفسياتهم وطباعهم وتصرفاتهم وحياتهم بل حتى بطونهم لم تعد كما كانت في السابق ايام نضالهم في المعارضة العراقية بل اصبحت مشبعة ومملوءة، حتى انهم لم يعد ينفعون للشعب العراقي المسكين المثقل بهمومه ومشاكله من جراء سياساتهم الفاشلة التي ينطبق عليهم المقولة التي أطلقها علي ابن ابي طالب عندما قال (لا تطلبوا الحاجات من بطون جاعت ثم شبعت فالخير فيها دخيل، بل أطلبوا الحاجات من بطون شبعت ثم جاعت فالخير فيها أصيل).

فتح منافذ العراق لدول الجوار الاسلامية
  من الأمور الخطيرة التي نفذها قادة العراق الجديد بما فيهم عشاق دول الجوار الاسلامية وهم طبعا الذين امتلأت جيبوبهم وزادت أرصدتهم بعد عام 2003 بشكل مفاجئ, وفي سبيل ان يصبحوا اكثر قوة ونفوذا تحركوا نحو دول الجوار للحصول على ثروات خيالية اكثر بطرق سهلة غير مشروعة مخترقين سيادة الدولة وهيبتها, حتى وصل الامر بهم بان يصبحوا ادوات رخيصة بيد هذه الدول ليفتحوا لهم منافذ الحدود ليكون لهم مطلق الحرية بإدخال الارهابين ومنظماتهم الإرهابية ومختلف انواع الأسلحة سواء كانت الخفيفة او الثقيلة وذلك عبر المنافذ التابعة للحكومة العراقية مع ايران وسوريا وكذلك منافذ تركيا والاردن المرتبطة بالمعارضة السورية التي كانت لهم حدود مفتوحة وجيوب سرية مع المناطق السنية في العراق, ليتمكوا بخلق بيئة حاضنة للارهابيين ولمنظماتهم الارهابية. وجميع الدول السنية والشيعية المجاورة للعراق قد شاركت في هذه المهمة القذرة، فان الدول السنية استغلت الأحزاب والكتل السنية العراقية بذريعة مجابهة النفوذ الإيراني في العراق والشام، اما ايران وسوريا فإنهما استغلت الأحزاب والكتل السياسية الشيعية في سبيل ابعاد العراق من مخاطر الدول السنية. وأصبح الفريقين يؤسسان لمنظمات وميليشيات ومجموعات مسلحة ارهابية خطيرة بالأفكار السلفية والاخوانية والتشيعية ومن ابرزها القاعدة وجبهة النصرة وحزب الله العراقي والنجباء وعصائب اهل الحق لتنتشر في مناطق والمدن العراقية المختلفة لتستخدمها ضد مصالح ونفوذ الدول الاخرى، وكل ذلك كان يتم امام مرأى القوات الامريكية بل احيانا بمباركتها.

تحول العراق الى جسر بري وجوي بين ايران وسوريا وحزب الله اللبناني
  جعلت ايران من الاراضي العراقية واجواءها الجوية جسور تستغلها لارسال من خلالها شحنات من الاسلحة الثقيلة والعتاد والصواريخ المختلفة الاحجام الى النظام السوري وحزب الله البناني, وان الميلشيات الشيعية في العراق باتت اذرع الايران العسكرية في العراق التي حاولت مراراً ان تستخدمهم لتنفيذ هجمات صاروخية ضد القوات الامريكية وحلفاءها ومصالحها في العراق والمنطقة, ولكن التهديد الامريكي ارغمهم الى التريث والانتظار لحين اشعال فتيل جولة الحرب المرتقبة بين امريكا وحلفاءها وايران واذرعها, وان الصواريخ الايرانية وبعض الصواريخ للملشيات الحشد الشعبي التي سقطت على القواعد الامريكية في العراق هي بمثابة  اشعال شرارة فتيل هذه الحرب المرتقبة.

سرقة المساعدات الدولية والاموال المخصصة للنازحين
  حتى وصل الامر بقادة المنظومة العراقية بسرقة الاموال التي خصصتها الحكومة العراقية او منحتها الدول الاجنبية كمساعدات انسانية للنازحين العراقيين الهاربين من جحيم الدولة الاسلامية (داعش)، ومن بين المبالغ المسروقة مبلغ (مليار وسبعمائة مليون) دولار منحتها الحكومة الامريكية عام 2014 كمساعدات انسانية، ومن جراء هذا العمل المشين بحسب صحيفة واشنطن بوست، وصف الرئيس الامريكي السيد دونالد ترامب المسؤولين العراقيين الذين التقاهم في البيت الابيض بأنهم "مجموعة لصوص" لم يسبق له أن التقى مثلهم على الاطلاق. تصريحات ترامب نقلها مسؤول امريكي سابق بعد لقاء جمع الرئيس الامريكي بوفد من الحكومة العراقية برئاسة السيد حيدر العبادي في البيت الابيض في اذار 2017، هذا ما نقلته صحيفة واشنطن بوست عن المسؤول الامريكي أن ترامب اشار مازحا بعد لقائه المسؤولين العراقيين بالقول إنهم "مجموعة من أبرع اللصوص والتي لم يسبق أن التقيت بمثلهما.

تسليم العراق على طبق من الذهب للذئب الايراني والتيس التركي
  يروي العميد الركن عبد المنعم المصرف والباحث الأكاديمي الدكتور محمد رشيد الفيل: (في يوم 1 تشرين الثاني عام 1951 القى نوري السعيد محاضرة في كلية الأركان، وبعد انتهاء المحاضرة تجمع حوله عدد من الضباط وعاتبوه على تمسكه بالعلاقة مع بريطانيا فقال (الإنجليز بعيدين 10 الاف كيلومتر وامبراطوريتهم ايلة للزوال.. بيان واحد ممكن اطلعهم بس احنا (اي العراق) محاطين بتيس تركيا وذيب إيران هذوله الواحد منهم اذا طب للعراق ما يطلع بعد 400 سنة.. التيس اذا نوكله يجوز ويحل من عدنا بس الذيب حتى لو توكله يعضك).
بعد انسحاب القوات الامريكية عام 2011 قرر الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما تسليم دولة العراق الجديد على طبق من الذهب الى (الذئب الايراني و التيس التركي) اي ادخال هذا البلد في نفق مظلم بعد ان انحرف من مساره الحقيقي ليتجه نحو الهاوية بدخوله في مرحلة جديدة في غاية الخطورة، واصبحت العراق بارضه وثرواته وكل مقدراته ومياهه وكل ما موجود في باطن ارضه مختطفاً من قبل الدولتين ايران وتركيا, وعلى اثر ذلك التحول المفاجئ فان النظام الديمقراطي الاتحادي المزيف الذي تبنته الولايات المتحدة الامريكية في بغداد بات يتحول شيئاً فشيئاً الى نظام الحكم الاسلامي الدكتاتوري مرتبط بالمرجعية الشيعية في النجف والقم شبيه بنظام الفقيه الايراني.
 اما المناطق السنية فقد اصبحت تتلون وتتاثر بافكار نظام الحكم الاخواني والسلفي المدعوم من قطر والسعودية و تركيا الذين كان لهم الدور المحوري التخريبي في المناطق السنية.
كذلك الحال بخصوص اقليم كوردستان الذي اصبح موضوع استقلاله السياسي على المحك من جراء سياسات النفطية المستقلة التي تبناها منذ مطلع عام 2014, وضخ نفطه الخام عبر خط انابيب جديدة الى ميناء جيهان التركي بمعزل عن بغداد, بموجب الاتفاقية النفطية المشتركة التي جرت بين تركيا واقليم كوردستان, وبالمقابل فان الحكومة العراقية السابقة برئاسة السيد نوري المالكي قامت بقطع حصة اقليم كوردستان من موازنة الدولة من جراء هذا القرار.
ايضاً كان لتوغل الجيش التركي في مناطق  عديدة من الاقليم وانشاء عدة قواعد عسكرية فيها سبب اخر لتزايد تأثير التركي على القرار السياسي في اقليم كوردستان, وقد اقر القيادي البارز في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ادهم بارزاني بالاحتلال التركي لاراضي اقليم كوردستان لكن بشكل هادئ وليس بالعنف بحسب قوله.
ناهيك عن الدور الايراني الكبير في اقليم كوردستان في ظل سياسات توازن القوى التي كان الاقليم ينتهجها حيال الدولتين التين استغلت ضعف الاقليم اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً في نشر فكر الاسلامي المتطرف والسياسي في عدة مناطقه, حتى ان المجتمع الكوردستاني في بعض الاقضية والنواحي يكاد ان يكون من المجتمعات المغلقة امام الحريات العامة والحياة المعاصرة الطبيعية لولا سطوة وقوة القوات الامنية ومؤسساتها الاستخباراتية المنشرة في جميع مناطق اقليم كوردستان.

كلدان سريان الاشوريين والنقاط الالتقاء بين الدولتين ايران وتركيا
  على رغم وجود خلافات وصراعات بين الدولتين حول ملفات كثيرة، لكن بعض الامور اصبحت دوافع لوجود تفاهمات والتنسيق المشترك بين الدولتين وخصوصاً من الجوانب الاقتصادية, ونشر الفكر ااسلام المتطرف والسياسي ليس في الدول الاسلامية فحسب بل في العالم الاجمع، ومن ابرز النقاط التقاء بين الدولتين هي ازالة وجود شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من موطن اجداده بيت نهرين (العراق الحالي) وتهجيره وقلع جذوره من اراضيه التأريخية وخصوصاً من منطقة سهل نينوى, وان الوثائق الاستخباراتية الايرانية المسربة والتي نشرته الصحف الامريكية  في الاونة الاخيرة تؤكد مدى حجم التنسيق التركي الايراني حيال مواضيع مشتركة كثيرة التي اتفق عليها الطرفان في مطلع عام 2014، اي قبل احتلال الدولة الاسلامية (داعش) لمدينة الموصل ومنطقة سنجار والمذابح التي ارتكبت بحق الاخوة الايزيدين وكوارث التي كان ينوي الطرفين لالحاقها بحق ابناء شعبنا في منطقة سهل نينوى بهدف تنفيذ مخططهما لافراغ العراق من المسيحيين بشكل كامل لولا التدخل الامريكي المباشر لافشال هذا المخطط في الدقائق الاخيرة.

تحول العراق الى حواضن للارهابين وساحات لتصفية الحسابات دول الجوار الاسلامية
  ان نظرة النظامين (الفقيه الشيعي والاخواني والسلفي السني) هو معادي لنظام الحكم الديمقراطي، لان ما تركز عليه النظامين هو تهيئة الاجواء لمعارك طائفية ومذهبية ودينية بدلاً من معارك الحداثة والتنمية والديمقراطية. وبالفعل اصبح العراق معقلاً لمنظماتهم وميلشياتهم الارهابية الاسلامية السنية اكثر عنفاً ووحشيةً ومنها دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام, ومنظمات ارهابية وميليشيات مسلحة شيعية ومنها حزب الله العراقي وعصائب اهل الحق، وانشؤوا ساحات قتال مفتوحة لحروب داخلية وخارجية ومجازر كارثية بغية خلق مجتمع متخلف يحمل افكار اسلامية متطرفة عقيمة تكون مبنية على اسس الجهاد و القتال حتى الموت في سبيل محاربة بعضهم البعض لاختلافات مذهبية، ومحاربة الشعوب الاخرى الغير الاسلامية ومنه شعبنا الكلداني السرياني الاشوري, مستغلين مئات الالاف من الشباب السنة والشيعة العاطلين عن العمل ليتم تجنيدهم لجهاد في صفوف هذه المنظمات الارهابية.

اختلاف سياسة الامريكية تجاه العراق مع وصول ادارة ترامب في الحكم
  لكن مع وصول السيد دونالد ترامب ونائبه السيد مايكل بينس على سدة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية وبرفقة فريق متكامل من الصقور المحافظين الانجيليين الجمهوريين الذين يمثلون الحكومة العميقة التي تعمل في الخفاء لتحقيق اهدافهم المرسومة وفق روؤيتهم الدينية الخالصة المبنية على اساس نبؤات الكتاب المقدس التي اشرنا اليها في مقالاتنا السابقة, (روابط المقالات السابقة موجودة في نهاية الدراسة) اختلفت القواعد والاسس التي تعاملت بها امريكا مع الدول العربية والاسلامية وبالاخص مع العراق التي صرفت ترليونات الدولارات اثناء تحريرها من بطش النظام الدكتاتوري البائد والتي استشهد من جراءها العشرات من الجنود الامريكين بالاضافة الى الاف الاخرين من الجرحى.
فان فترة شهرها العسل التي كانت جارية بين امريكا وايران حيال قضايا تخص العراق قد انتهت والى الابد, وان حالة الحيادية التي كانت الحكومات العراقية المتعاقبة تنتهجها تجاه الدولتين امريكا وايران ايضاً قد ولت والى الابد, وان عملية تشكيل الحكومات السابقة التي كانت تجري من خلال المرجعية الدينية في النجف بالتنسيق بين الطرفين امريكا وايران وتراضي الجانبين التركي والسعودي انتهت ايضاً. فان الادارة الامريكية الجديدة قد خيرت حكومتي العراق الاتحادية واقليم كوردستان ان تختار بينها وبين ايران, فان طريقة اللعب على الحبلين لم تعد لها وجود في قاموس السياسة الامريكية الجديدة, وبذلك وضعت النظام العراقي الحالي امام خيار صعب، اما ان يتخلى عن الهيمنة الايرانية السياسية والاقتصادية والامنية ويتخلص من النفوذ الايراني في العراق التي تمتلك اوراق ضغط كثيرة على النظام، او تتحدى امريكا التي تمتلك ايضاً اوراق ضغط اقوى بكثير عليه.

 اوراق الضغط الايراني على النظام العراقي الحالي

  رغم تهديدات المباشرة او رسائل تهديدات المبطنة التي وجهتها الادارة الامريكية برئاسة السيد ترامب الى اعضاء المنظومة العراقية الحالية بجميع مكوناته الرئيسية ( الشيعة والكرد والسنة) الا انهم كانوا مرغمين ان يبقوا في الاحضان الايرانية الدافئة لانهم لم يكن بمقدورهم ان يتخلصوا من الميليشيات الايرانية سواء المنخرطة في صفوف الحشد الشعبي او التي هي خارجة عنه, والتي اصبحت اقوى بكثير من الجيش العراقي من حيث التسليح والتجهيز العسكري والمعنوي وخاصة وان عقيدتهم القتالية ليست الوطنية بل هي الطائفية والدينية بالامتياز, واصبحت هذه الميليشيات تنتشر في سائر المدن العراقية سواء كانت الشيعية اوالسنية, وليس بمقدور هذه الكتل والاحزاب الحاكمة ان تفك عقدة تحالفاتها الصميمية والمصيرية التي تربط بين الاطراف السنية والكردية مع الاطراف الشيعية المتنفذة المرتبطة بالنظام الايراني لان موازين القوى السياسية والعسكرية والمالية باتت تحت نفوذها بعد احداث عام 2014.
بذلك فان مصير حكومة اقليم كوردستان التي تورطت بالديون الخارجية والمشاكل المالية ورواتب الموظفين من جراء قرار اقليم كوردستان للاستقلال الاقتصادي بتصدير النفط الخام الى الاسواق العالمية بعيدة عن وزارة النفط العراقية، والنتائج السلبية التي تمخضت من جراء عملية الاستفتاء السكاني التي اجراها الاقليم لانفصاله عن العراق, ونتيجة لذلك وقع الاقليم في ازمة مالية خانقة لذلك اضطر بان يتنازل للنظام الايراني والحكومة الشيعية الموالية له مقابل صرف جزءاً كبيراً لرواتب موظفي الاقليم من دون ان يسلم الاقليم عائداته النفطية الى الحكومة الاتحادية.
اما القيادة السنية التي تورطت اغلب رموزها بملفات الفساد واضطرت ان تتبع سياسات النظام الايراني وتخضع لاملاءاته مقابل غلق هذه الملفات، اما البعض الاخرمن الرموز السنية في سبيل الحصول على مناصب رفيعة في الحكومة العراقية تنازلت للنظام الايراني واصبحت جزاءاً من المنظومة الموالية لها, بعد حصلوا على الضوء الاخضر التركي والقطري, هناك القلة القليلة احتفظت باستقلاليتهم السياسية او موالون للخط الامريكي السعودي.
لا ننسى بان هذا التحالف المتين الموجود بين القطبين الكردي والسني مع القطب الشيعي جاء بمباركة من الحكومتين الايرانية والتركية بحكم المصالح المشتركة المرتبطة بينهما في العراق وخصوصاً بعد ان قررت الحكومتين الايرانية والتركية بتحدي السياسات الامريكية الاسرائيلية الخليجية في المنطقة والمتمثلة بمشروع صفقة القرن التي اصبحت بوابة رئيسية التي تضع من خلالها ملامح خارطة الشرق الاوسط الجديد.
  لذلك فان جولات الجنرال قاسم السليماني الاخيرة كانت قد تمخضت بالاتفاق الثلاثي الشيعي والسني والكردي بالدفاع المستميت عن نظام الحكم الحالي وعدم التخلي عن السيد عادل عبد المهدي الذي كان يمثل شماعة المنظومة العراقية الحالية, لانها ادركت جيداً بمجرد استقالة الحكومة الحالية فان النظام العراقي برمته سيكون في خطر كبير, لان مطالب الشارع العراقي المنتفض لن تتوقف الى حد اسقاط حكومة عبدالمهدي فقط لان سقف مطاليبها واضحة كوضوح الشمس الا وهي زوال النظام العراقي الحالي باكمله، وهذا الذي حصل بالفعل. وهناك اسباب اخرى اجبرت الكيانات واحزاب السلطة الحالية بالتمسك بالنظام الحالي وهي خوفها من ان تخرج الامور من سيطرتها وخاصة عندما تباشر مفوضية الانتخابات المستقلة بمهامها بعيدة عن هيمنتها, اي وفق مخرجات الشباب العراقي المنتفض وتفرض ارادتهم على الانتخابات الجديدة ويتم سحب البساط من تحت اقدام اعضاء النظام الحالي وتفقد امكانياتهم وكل اساليبهم الملتوية التي كانت تستخدمها لتغير بوصلة الاتجاه في مجلس النواب العراقي في كل مرة لصالح هذه الفئة القديمة الجديدة من خلال التلاعب بنتائج الانتخابات, وتبديل الصناديق الانتخابية, وتزوير العملية الانتخابية, بالاظافة الى استخدام المال الحرام المسروق, واتباع سياسات الترهيب وتخويف المواطن العادي, كل هذه الاساليب كانت لسرقة اصوات الشعب العراقي لصالح اعضاء المنظومة الحالية, ولعل السبب الرئيسي لمواقف الكتل السياسية المتنفذة والحاكمة في العراق الاتحادي من الشارع العراقي المنتفض وهي مخاوفها من فتح جميع ملفات الفساد الي تورطت بها اغلب اعضاء النظام الحكم في العراق الجديد ومن ثم تقديمهم للعدالة ومحاكمتهم واسترجاع جميع الاموال المسروقة والتي تقدر بمئات المليارات من الدولارات.

والرب يوفق الجميع
انتهى الجزء الاول ويتبعه الجزء الثاني والاخير


6
مستقبل شعبنا في الشرق الاوسط الجديد في ظل صفقة القرن والترسانة الامريكية الضخمة

بقلم: جونسون سياويش ايو

  تترقب دول العالم اجمع ساعة الصفر التي تعلن عنها الادارة الامريكية  توجيه الضربة العسكرية الموجعة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي تعتبرها راعي الارهاب الاكبر وتمثل بنظرها أخطر دولة على المصالح الامريكية وحلفاءها في المنطقة وعلى الامن والاستقرار العالميين، خاصة بعد ان اوعز الرئيس الامريكي السيد (دونالد ترمب) الى وزارة الدفاع بارسال ترسانة عسكرية ضخمة الى الخليج العربي والمناطق القريبة منها للتصدي للخطر الايراني وردع نفوذها المتصاعد في المنطقة.
    اذا نظرنا الى كل هذا التحشد العسكري في منطقة الخليج من زاوية واحدة او من الناحية العسكرية نستنتج بان تغيير نظام الحكم الفقيه الايراني والقضاء على وكلاءها التقليدين في دول المنطقة والمتمثلة بحزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية المسلحة الموالية لايران في سوريا والعراق بات وشيكاً وارغام الحوثيين بقطع كل اشكال الارتباط  مع  ايران بات حتمياً.
   لكن لو نظرنا من الزواية الاخرى او بالاحرى من الناحية الجيوستراتيجية وفق المخطط اليمين المسيحي المتطرف في امريكا وبريطانيا المتمثل بعقيدة الكنيستين الانجيلية والبروتستانتية ومعهما ايضاً اليمين اليهودي المتطرف في اسرائيل، سنرجع من جديد ونربط الاحداث الحالية الجارية في منطقة الشرق الاوسط  بامور روحانية مرتبطة بنبؤات الكتاب المقدس التي اشرنا اليها في مقالاتنا السابقة (روابط موجودة في نهاية المقال).
  فان التحرك العسكري الامريكي الحالي وما سبقتها من الخطوات تتمثل بالعقوبات الاقتصادية الصارمة ليس بحق النظام الايراني فحسب بل ايضاً بحق الدولة الفلسطينية (السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية و حركة حماس الاسلامية في قطاع غزة) وايضاً على دولة تركيا التي مارست بحقها ضغوطات سياسية واقتصادية صارمة منذ ان وصل السيد دونالد ترمب على سدة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية، بالاضافة  للحروب النفسية التي شنتها امريكا على الدول الثلاث المذكورة اي (ايران وتركيا وفلسطين) الدول التي تقف بالضد من المخططات الامريكية البريطانية الاسرائيلية في المنطقة، وكل هذه التحركات بالاضافة الى سلسلة من القرارات المهمة التي اتخذتها الادارة الامريكية في واشنطن ومن ابرزها (الاعتراف بمدينة القدس العاصمة الابدية لاسرائيل وقرار نقل السفارة الامريكية في اسرائيل الى مدينة القدس والاعتراف بالسيادة الاسرائيلية الكاملة على هضبة الجولان السورية) هذا ناهيك عن جملة من الاجراءات الامريكية الاخرى التي شجعت التوسع الاستيطاني الاسرائيلي في القدس الشرقية والضفة الغربية. وكل هذه التحركات تتزامن تماماً مع مخططات اليمين الاسرائيلي الهادف للسيطرة والاستحواذ على مدينة القدس وضمها لدولة اسرائيل وفق مشروع ("القدس لعام 2020) الذي وضعته الحكومة الاسرائيلية، وهي خطة عشرية يهودية متوسطة الأجل، تتعلق بالبنية التحتية والاقتصادية والاستيطانية والأمنية، والشؤون الدينية والصحية والتعليمية والسكانية والجغرافية والسياحية والخدمية العامة... وغيرها؛ مرسومة رسمياً بشأن مدينة القدس، أُعلنت رسمياً في عام 2009، وبدأ تنفيذها فعلياً منذ عام 2010 وتنتهي في عام 2020، وعملية تنفيذه سيتم من خلال مشروع (صفقة القرن) الذي بات ينتظر اللمسات الأخيرة لتعلن عنه الادارة الامريكية وفق خطتها للسلام بين الدول العربية واسرائيل وحل المشكلة الفلسطينية في ضل تأييد معظم الدول العربية والرفض الثلاثي (الايراني والتركي والسلطة الفلسطينية)، الدول الثلاث التي تمكنت الادارة الامريكية ان تحتويها وتشل قدراتها بالعقوبات الاقتصادية والخطوات الاخرى التي اشرنا اليها اعلاه تحسباً من ان تتخذ اي خطوات استباقية عسكرية لافشال مشروع (صفقة القرن) والذي سيعلن عن تفاصيله قبل او في المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده  في دولة البحرين في شهر تموز القادم بين الدول العربية واسرائيل لحل المشكلة الفلسطينية بحسب ما اعلنته الادارة الامريكية. وبموجبه سيتم ضم مدينة القدس بكاملها (الشرقية والغربية) للسيادة الاسرائيلية بالاضافة الى ضم اجزاء واسعة من الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية التي تتواجد عليها المستوطنات اليهودية او اجزاء اخرى منها تخطط اسرائيل لبناء مستوطنات جديدة عليها.
   لذلك فان الصراع الخفي الجاري بين ايران وتركيا من جهة وامريكا من جهة اخرى سببه الوحيد هو مخطط الشرق الاوسط الجديد وان  مشروع صفقة القرن هو المدخل العريض الذي ستبدا امريكا وحلفائها  من خلاله تنفيذ جميع مخططاتهم، لذلك فان تركيا ستضطر في نهاية المطاف ان تختار حالة الصمت والسكوت بدلاً من المواجهة مع امريكا بسبب المشاكل السياسية والاقتصادية السيئة التي تمر بها في الوقت الراهن وتزايد الضغوطات الامريكية عليها والتي ستزداد اكثر في الفترة القادمة اذا استمرت بسياساتها المعادية لمشروع صفقة القرن، وان الخطوة المرتقبة التي ستتخذها الادارة الامريكية ضد تركيا وهي ادراج التنظيم العالمي للاخوان المسلمين وجميع المؤسسات التابعة لها كجماعات ارهابية.
   فان ايران ستفعل المستحيل لابعاد اراضيها عن ساحات الحرب وخاصة بعد محاولتها جر وكلاءها في لبنان وسوريا والعراق الى اتون هذه الحرب بالوكالة عنها وذلك بشن ضربات صاروخية على القوات الامريكية المرابطة في الخليج وقواعدها وسفاراتها وقنصلياتها ومصالحها المنتشرة في العراق ودول الخليج وكذلك على الدول الحليفة لامريكا وخصوصاَ اسرائيل، وحاولت ايضاً استخدام الحوثيين لزعزعة الامن والاستقرار في الخليج لرفع اسعار النفط واحداث فوضى في اسواق النفط العالمية، كل ذلك بهدف افشال مشروع صفقة القرن.
  اما امريكا فقد تمكنت من افشال المخطط الايراني بعد ان وجهت رسالة تهديد الى الحكومة الايرانية من خلال بعض الدول الوسيطة مفادها اذا ما حاول اي طرف من الاطراف المحسوبة عليها بالتحرك لتعكير صفوة الاجواء المهيئة لتمرير هذا المشروع او حاولت افشاله بتوجيه صواريخها نحو اهداف امريكية او حلفاءها فان الرد الامريكي الحاسم والعنيف سيكون بالدرجة الاولى داخل العمق الايراني بتوجيه ضربة عسكرية موجعة للاهداف الايرانية (مواقع عسكرية ومنشأة نووية واجهزة امنية) بمختلف الاسلحة الهجومية المنتشرة في المنطقة، اما الدول التي ستنطلق من اراضيها صواريخ ايرانية على قواعدها ومصالحها وحلفائها وخاصة من الدول الثلاث لبنان والعراق وسوريا التي هي بالاساس داخلة ضمن مخطط مشروع الشرق الاوسط الجديد، فانها ستقوم بشن ضربات صاروخية وجوية موجعة كرد فعل ضدها، وباعتقادي فان امريكا ستمارس ضغوطات كبيرة على حكومات تلك الدول الثلاث لانهاء وجود الميليشيات الشيعية المسلحة فيها، وان هذه الدول ان لم تستطع احتواء هذه الميلشيات والسيطرة عليها وعلى صواريخها الايرانية واسلحتها الثقيلة فانها ستكون اكثر الدول الخاسرة من جراء هذه الحرب وستدخل في نفق مظلم بعد ان ينتشر الفوضى فيها، وستعمل امريكا باتخاذ اجراءات مختلفة ضدها بغية اضعافها ومن ثم تمزيقها  وتقسيمها الى دويلات قومية وطائفية صغيرة.
   لكن بتصوري فان امريكا تحاول ان تمرر مشروع صفقة القرن من دون اية عراقيل وبعيدة عن اي مواجهة عسكرية سواء مع ايران او وكلاءها في المنطقة، رغبة منها بتأجيل هذه المواجهة الحتمية الى مرحلة قادمة. وايضاً ايران التي اخذت الانذار الامريكي بمحمل الجد ستحاول ان تقبل بامر الواقع وترضى بتمرير مشروع صفقة القرن بعد ان تم محاصرتها عسكرياً واقتصادياً وكذلك الحال بخصوص وكلاءها في المنطقة، فان السيد خامنئي مضطر بان يتجرع السم من جديد بصمته وسكوته على تمرير مشروع صفقة القرن، كما تجرع  السيد خميني السم بقبوله لوقف اطلاق النار اثناء الحرب العراقية الايرانية.
  لذلك فان مشروع صفقة القرن سيمرر سواءاً تحركت ايران ووكلاءها في المنطقة ضد المشروع او سكتت عنه. وبعد تمرير مشروع صفقة القرن فان بعض المناطق في الشرق الاوسط ستكون اكثر ملتهبة وستدخل في صراعات وحروب مختلفة تماماً عن المراحل السابقة, وان المنطقة برمتها ستشهد تغيرات جذرية مرتقبة والتي ستنعكس ايجاباً حيال مستقبل وجود ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطق تواجده التاريخية على رغم الحالة المأساوية والصعبة التي يمر بها في الوقت الراهن في ضل تناقص مخيف لتعداده في العراق واقليم كوردستان من جراء المخططات الخبيثة التي نفذتها المنظمات اليهودية المعادية لمشروع الشرق الاوسط الجديد وايضاً الدول الاسلامية السنية والشيعية والجهات السياسية الداخلية التابعة لها او خاضعة لسياساتها الخبيثة حيال شعبنا بالاضافة الى مجموعاتها الارهابية المختلفة كمنظمة داعش والقاعدة والنصرة الارهابية وميليشياتها المسلحة، وان جميع هذه الجهات المذكورة عملت بمخططات منظمة ومنتظمة لقلع جذور شعبنا من اعماق اراضيه التأريخية السحيقة والسيطرة عليها وارغامه على ترك الوطن والهجرة الى انحاء دول العالم خوفاً من ان تتحقق النبؤات الموجودة في العهد القديم والتي تشير بشكل واضح الى نهوض امتنا ودخولها من جديد في الساحة الدولية ككيان جديد في منطقة الشرق الاوسط.
  حيث ستقوم الحكومة الامريكية في المرحلة الاولى بتطبيق المشروع الذي اقره الكونغرس الامريكي وصادق عليه الرئيس دونالد ترمب والذي هو بالاساس انشاء كيان خاص لشعبنا في مناطقه التاريخية بغطاء مشروع الابادة الجماعية، وفق القرار (HR390) والذي أقر بأن الجرائم المرتكبة من قبل عصابات داعش الإرهابية ضد المسيحيين والايزيديين في العراق وسوريا "إبادة جماعية"، متضمنا تعهدا من الحكومة الأمريكية في تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لهم لإعادة إعمار مناطقهم المحررة. وفي نظري فان الحكومة الامريكية ستقوم بتنفيذ هذا القرار عملياً في مناطق سهل نينوى مباشرة بعد الانسحاب المرتقب لفصائل الحشد الشعبي منها، علماً بان قرار الانسحاب لهذه القوات قد اتخذ رسمياً من قبل رئيس الوزراء العراقي السيد عادل عبد المهدي، وان هذه الخطوة ستكون بمثابة اللبنة الاولى وكاسأس قوي ومتين لشعبنا ليكون له الدور الفعال في المستقبل.....
والرب يوفق الجميع

الرابط الاول :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=875099.0
الرابط الثاني :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=875380.0
الرابط الثالث :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=841235.0





7
    مصادر القرار العالمي وإسرائيل .. من أين يستمدون  قوتهم؟
ما هي مخططاتهم في الشرق الأوسط؟ وأين موقع شعبنا في المعادلات الجديدة؟
الجزء الثاني والأخير

بقلم: جونسون سياويش ايو
jhonson_syawesh@hotmail.com
لمن يرغب الاطلاع على الجزء الأول من مقالنا الرابط أدناه.
    لست هنا بصدد مناقشة النبوءات الموجودة في الكتاب المقدس والتي ركزت عليها في هذا المقال، لأنني اعرف مسبقاً بان رأي الكثير من أبناء شعبنا وخصوصاً المهتمين منهم بالشأن القومي والسياسي واغلبهم يعتقدون بان اللوبي اليهودي هو وراء كل ما يحصل اليوم من أحداث في الشرق الأوسط، وان اليهود اليوم باتوا يسيطرون على القرار العالمي لتأثيراتهم وسيطرتهم على الاقتصاد العالمي ووسائل الإعلام العالمية، وان مستقبل شعبنا سيكون وخيماً لكره الشعب اليهودي الشديد لشعبنا لأسباب تاريخية معروف، وان رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة الجمهوريين منهم كانوا وما زالوا يتحركون وفق الرؤية اليهودية، وان كل ما موجود في العهد القديم ومن ضمنها أسفار الأنبياء المقدسة التي تطرقنا إليها والموجودة في الكتاب المقدس قد كتبها اليهود أنفسهم وليس لها أية صلة بقوة الرب، وان مصادر القرار العالمي تتمثل باللوبي اليهودي الذي يتحرك في الخفاء ومن وراء الكواليس.
   ولكن حقيقة الأمر ليست كذلك، لان اليهود أصبحوا مضطرين ليتحالفوا مع التيار المسيحي المحافظ المرتبط بالكنيسة البروتستانتية وشقيقتها الإنجيلية وجميع الفروع التي تتبع عقائدهما, وهو اليوم يمثل أصحاب القرار العالمي، وان الإسرائيليين اليوم أصبحوا جزء من هذا التيار للأسباب التي ذكرناها، وان دعم مصادر القرار العالمي الحالي اللامحدود للشعب الإسرائيلي هو مرتبط بأحداث الأيام الأخيرة وفق النبوءات أعلاه، وأنهم  يدركون تماماً بان قيام دولة إسرائيل لن تتحقق من دون رجوع الشعب الإسرائيلي الى ارض الميعاد (إسرائيل) التي خرج منها منذ مئات السنين، وان النبوءات الأخرى المنتظرة لن تتحقق أيضا من دون قيام دولة إسرائيل وان العودة الثانية لسيدنا المسيح لن تتم ما لم تنفذ كل النبوءات التي تخص أحداث الأيام الأخيرة، وبالأخص إعادة بناء هيكل الرب المقدس على جبل الهيكل الذي أصبح اليوم كلياً تحت السيادة الإسرائيلية بعد القرار الأخير الذي اتخذته الحكومة الأمريكية باعتبار القدس العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، ناهيك عن ان أصحاب هذه العقيدة يؤمنون بان الشعب الإسرائيلي هو شعب الله المختار واحد الشعوب الثلاثة الذين باركهم الرب, والذين سيعتنقون الديانة المسيحية مع المجيء الثاني لسيدنا المسيح.
  ان أصحاب القرار العالمي يعتبرون الفكر المسيحي والكتاب المقدس الأساس في جميع تحركاتهم, وان نظرتهم تجاه الشعب اليهودي تغيرت جذرياً, لان الكنيسة البروتستانتية والإنجيلية المكملة لها وجميع فروعها الحالية يعتبروا العهدين القديم والجديد الأساس اللاهوتي لإيمانهم المسيحي وان عهدي الكتاب المقدس لا يفرقان ولا يفترقان في تقديس هيكل الرب أو الهيكل المقدس, وهم يؤمنون إيمانا راسخاً بان جميع النبوءات المذكورة  في العهد القديم عن أحداث الأيام الأخيرة وكذلك المذكورة في رؤيا القديس يوحنا في العهد الجديد يجب ان تطبق حرفياً وعملياً على ارض الواقع بقدرة الرب من خلال أصحاب القرار العالمي وليس بقوة اللوبي اليهودي, وقد برزت هذه الأفكار في الكنيستين أو لدى المؤمنين الموحدين بفكر واحد في الكنيستين منذ بداية الحركة الإصلاحية التي أطلقها مؤسس الكنيسة البروتستانتية (القس الألماني مارتن لوثر) والذي أسس فيما بعد كنيسة جديدة وهي الكنيسة البروتستانتية.
  ومن ابرز النبوءات التي يعتبرونها مفروضة عليهم من الرب ويجب تنفيذها هي ما يلي:
- عودة الإسرائيليين المتشتتين في العالم الى ارض الميعاد إسرائيل.
- قيام دولة إسرائيل والتي نفذت عام (1948) .
- الاعتراف بمدينة القدس كعاصمة أبدية لدولة إسرائيل، وقد تم تنفيذه قبل أيام وتحديداً بتاريخ (14/5/2018).
- إعادة بناء الهيكل المقدس المعروف بهيكل سليمان.
- حدوث المعركة العالمية الأخيرة والمعروفة بمعركة (هرمجدون).
- توسيع حدود دولة إسرائيل من نهر الفرات الى نهر النيل (مشروع إسرائيل الكبرى).
   انا شخصياً أؤمن بهذه النبوءات ومتأكد بان جميعها ستطبق على ارض الواقع وكذلك أؤمن بان الله مثلما تكلم وانزل الوحي والروح القدس على الأنبياء وتلاميذ سيدنا المسيح والكثير من المؤمنين الصالحين، هكذا يفعل اليوم وينزل الوحي الإلهي على زعماء العالم والمتنفذين في مصادر القرار العالمي وآخرون يعملون في الظل ويهيئون مسرح الأحداث لتنفيذ كل شيء ذكر وكتب في الكتاب المقدس بحذافيره  وكما ذكره أنبياء الله.
  نعم كل شيء تحقق كان بقدرة الرب وقوته، لكن الوعد أو العهد الذي قطعه الرب للشعب اليهودي كان من المستحيل ان يتحقق بهذه السرعة وينفذ على ارض الواقع لولا الدور المحوري الكبير الذي لعبته بريطانيا العظمى وحلفاؤها الذين كانوا مصدر القرار العالمي آنذاك، وفي نفس الوقت لما كان بمقدور بريطانيا وحلفاؤها لوحدهم ان ينفذوا هذا القرار الإلهي لولا الجهود الكبيرة التي بذلتها بعض الشخصيات وأصحاب النفوذ من الشعب اليهودي آنذاك وتحركاتهم تجاه مصادر القرار العالمي من خلال بعض الشخصيات المتنفذة في بريطانيا وفي بعض الدول العظمى الأخرى، وخاصة وان الشعب اليهودي حينها كان يعيش في أصعب ظروفه وهو يتعرض لأبشع المظالم والاضطهاد و الانتهاكات بعد ان تشتت بين دول العالم اجمع. لذلك فان التحركات المكثفة التي قام بها الشعب اليهودي بقيادة الناشط القومي اليهودي (ثيودور هرتزل) باتجاهات مختلفة كانت الركيزة الأساسية لإنشاء كيانهم القومي على أراضيهم التاريخية. 
    حيث قام السيد( ثيودور هرتزل ) بخطوات مدروسة ومنظمة ومنتظمة في سبيل إنقاذ الشعب اليهودي من الحالة المأساوية التي كان يعيش في ظلها منذ مطلع القرن التاسع عشر خاصة بعدما ظهرت موجات جديدة من الحقد والكراهية تجاه الشعب اليهودي في بعض الدول الأوروبية، وكذلك في سبيل تحقيق حلمهم بإنشاء كيان قومي يهودي على الأراضي الإسرائيلية. في البداية تحرك هرتزل نحو المؤسسات والشخصيات اليهودية المؤثرة في دول أوروبية بعد ان وُجِهَت إليهم دعوة لحضور أعمال مؤتمر قومي يهودي بمدينة ( بازل) السويسرية، وبالفعل تم تلبيه دعوته وعقد ممثلو الشعب اليهودي أول مؤتمر قومي موسع عام(1897)، وانتخب ثيودور هيرتزل رئيساً للمؤتمر، ثم رئيساً للمنظمة الصهيونية التي أعلن المؤتمر عن تكوينها بغية تشكيل كيان سياسي يهودي مستقل في الأراضي الإسرائيلية التاريخية، ومن ثم حاول إقناع الشعب اليهودي المتشتت في دول العالم اجمع بان الحل الوحيد لخلاصهم يتمثل بوحدة خطابهم القومي والسياسي والتحرك نحو المجتمع الدولي لكسب تأييد الدول العظمى من خلال بعض المتنفذين الأوربيين الداعمين لقيام الدولة الإسرائيلية المعاصرة وخصوصاً الذين يعتبرون العهد القديم والنبوءات المتعلقة بأحداث الأيام الأخيرة هي مشيئة الرب ويؤمنون بتطبيقها على ارض الواقع.
   وكان هدف هرتزل الثاني هو ترقية هذا الكيان المستقل وتحويله فيما بعد إلي دولة يهودية مستقلة على أراضيهم التاريخية التي لم يكونوا يشكلون فيها آنذاك الأغلبية السكانية بسبب الحروب والصراعات وعمليات التهجير التي أرغمتهم على ترك أراضيهم التاريخية عبر مراحل زمنية مختلفة نحو دول العالم المختلفة. 
   ان هذه التحركات التي بدأ بها هرتزل كانت بمثابة نقطة تحول مهمة نحو تحقيق أهداف الحركة الإسرائيلية، والتي بدأت بانطلاقة قومية وسياسية وحدوية شاملة  لتكسب عطف معظم اليهود وموافقة وتأييد اغلب المؤسسات اليهودية المنتشرة في جميع دول العالم لتتحول الفكرة المطروحة من عقيدة سياسية إلي إنشاء كيان قومي سياسي مستقل يضمن للإسرائيليين الاستقلالية في قراراتهم التي كانت تصادر من قبل الآخرين.
   ان الشعب الإسرائيلي أعطى لنفسه الأحقية بهذه التحركات التي انطلقت مباشرة بعد انتهاء أعمال مؤتمرهم العالمي الموسع بمدينة بازل بسويسرا والتي استمرت لسنوات طويلة، وتوجت هذه الخطوة التاريخية وهذه التحركات بوثيقة إعلان قيام دولة إسرائيل التي أعلن عنها  في (14/ 5/ 1948 )  وإعلان ديفيد بن غوريون الرئيس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية ومدير الوكالة اليهودية قيام الدولة الإسرائيلية وعودة الشعب اليهودي إلى أرضه التاريخية.
  وشملت هذه الوثيقة عدة تعليلات ومبررات لإقامة دولة إسرائيل منها:
المبرر التاريخي : وهو صلة الشعب اليهودي بأرض إسرائيل كونها أرض الآباء والأجداد سابقاً فبرر ذلك بعبارة  “لقد نشأ الشعب اليهودي في ارض إسرائيل".
المبرر الطبيعي:  وهو أحقية الشعب اليهودي بأن يكون له وطن مستقل مثل باقي شعوب العالم التي تحظى بوطن لها فكانت عبارة " انه لمن الحق الطبيعي للأمة اليهودية لأن تكون أمة في دولتها ذات السيادة مثلها في ذلك مثل سائر أمم العالم".
المبرر القضائي/ الرسمي: كل المستندات الرسمية التي تثبت أحقية الشعب اليهودي في إقامة وطن في ارض فلسطين وأن يكون له وطن مستقل ويشمل ذلك وعد بلفور وقرار هيئة الجمعية العمومية للأمم المتحدة فكانت عبارة "وقد تم الاعتراف في هذا الحق في وعد بلفور في اليوم الثاني من شهر تشرين الثاني عام 1917 ’’.
    بعدما بادرت بإثارة هذه المواضيع الخطيرة والحساسة، أود ان أطرح بعض الأسئلة التي اعتبرها في غاية الأهمية... أين سيكون موقع شعبنا في الخارطة السياسية الجديدة ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد؟
    عندما ننظر الى الواقع الحالي والمراحل المختلفة التي مر بها شعبنا الكلداني السرياني الآشوري والمرحلة الصعبة التي يعيش في ظلها الآن سواء كان في الوطن الأم أو في دول المهجر، ألا تنطبق وتتشابه كثيراً بالظروف الصعبة التي مر بها الشعب اليهودي والتي تطرقنا إليها؟.. وان المقومات والركائز التي اعتمد عليها الشعب اليهودي لنهوضه الثاني.. أليست نفسها التي تتوفر أمام شعبنا لينهض من جديد؟.. لكن الشيء الوحيد الذي يفقده شعبنا بالمقارنة بالشعب اليهودي هي الإرادة القومية الحقيقية الصادقة البعيدة عن الأنانية والمصالح الشخصية والحزبية الضيقة المقيتة.
  هل سنبقى ننتظر دائماً وأبدا الرحمة من حكومتي العراق الاتحادي وإقليم كوردستان، ونقبل دائماً وابدأ بقدرنا المجهول والمرهون بقراراتهم المصيرية التي تخرج من غرفهم المغلقة وما علينا إلا الطاعة والتنفيذ لأننا في حساباتهم أقلية صغيرة؟.. والاسوء من ذلك ان نكون مرغمين ومضطرين أيضا للقبول بكل القرارات التي تصدر عن مجالس المحافظات والمحافظين والاقضية والنواحي التي باتت تسيطر وتشرف على معظم مناطق تواجد شعبنا، ونبقى دائماً مهمشين قومياً وسياسياً في مصادر القرار العراقي وإقليم كوردستان؟.. وهل سنترك مستقبل أطفالنا وأجيالنا القادمة بيد الأحزاب المتنفذة والكتل السياسية الرئيسية المتفذة في مناطق شعبنا التاريخية وهم مستمرون في مخططاتهم الرامية لإحداث المزيد من التغييرات الديموغرافية فيها والتجاوز على قرانا وقصباتنا وأراضينا التاريخية؟.. وماذا سيكون مصير هذه الأراضي بعد عشرين أو ثلاثين سنة أخرى؟
  منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما وممثلي شعبنا وبعض أحزابنا السياسية تصرخ وتتباكى على الانتهاكات والتجاوزات الحاصلة بحق شعبنا، وأصدرت المئات من بيانات الشجب والاستنكار ونظمت مئات المسيرات والمظاهرات... ماذا تحقق لشعبنا غير المزيد من المعاناة والماَسي، وهل بات بمقدور شعبنا ان يتحمل خمس وعشرون سنة أخرى ونحن نبدأ من جديد بالتباكي والصراخ بأعلى صوتنا من دون أية منفعة أو فائدة وماذا سيحل بمصيرنا بعد عشرات السنيين الأخرى؟ فان لم نستطع ان نضع في الأمس واليوم حداً للتدخلات السافرة من خارج بيتنا القومي في شؤون شعبنا الداخلية فكيف سيكون حال شعبنا بعد عشرين أو ثلاثين سنة أخرى؟ .. والنتائج الانتخابات السابقة والحالية غير مثال على ذلك.
   لذلك باعتقادي لم يبق أمامنا خيار آخر لنقرر مصيرنا. إما القبول بالأمر الواقع المفروض علينا والخضوع لاملاءات الأحزاب والكتل الكبيرة والعيش لفترة وقتية في وطننا الأم (بيت نهرين) ولا أقول لعشرين سنة أخرى بل لأبالغ قليلاً وأقول لخمسين سنة أخرى، حينها ماذا سيكون مصير شعبنا الذي هو صاحب الدار والأرض في هذا الوطن الذي سيكون حينها مجرد ضيف على أراضيه المغتصبة؟
   أو نضمن مستقبل زاهر لشعبنا ليس لمئات السنين وإنما الى الأبد بالتحرك نحو مصادر القرار العالمي والمطالبة بتنفيذ حقوقنا القومية المشروعة والمتمثلة بإنشاء كياننا القومي ذات إرادة مستقلة على أراضي شعبنا التاريخية داخل الاراضي العراقية والمتمثل باستحداث محافظة لشعبنا بالصيغة التي أقرتها أحزابنا السياسية المنضوية في تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية والتي جاءت كما يلي: ( المطالبة باستحداث محافظة لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري في سهل نينوى, بحيث يشكل فيها الأغلبية السكانية بالمشاركة مع المكونات القومية والدينية الأخرى المتواجدة هناك). وهذه الخطوة الجبارة لن تتحقق ان لم نتحرك بنفس المسار الذي انطلق به الشعب اليهودي ونستفيد من تجربتهم الفريدة من نوعها، وخصوصاً وان شعبنا يمتلك جميع المبررات والمقومات الأساسية الضرورية التي اعتمد عليها الشعب الإسرائيلي لنهوضه الجديد وهي كما يلي:
- المبرر القومي:  لأننا شعب واحد وقومية واحدة بغض النظر عن تسميات شعبنا المختلفة من الكلدانية والسريانية والآشورية لا بل حتى المارونية.
- المبرر التاريخي : لان جميع أراضي شعبنا المتبقية والمتجاوز عليها هي من بقايا المملكة الآشورية.
 - المبرر الطبيعي:  لان شعبنا هو المالك الحقيقي والشرعي لهذه الأراضي باعتباره هو حفيد الشعب الآشوري البابلي الذي يمتد جذوره لأعماق هذه الأراضي منذ آلاف السنين، ومن الطبيعي ان ينال جميع حقوقه القومية المشروعة حاله حال جميع المكونات القومية الأخرى للشعب العراقي.
  - المبرر الديني:  لان الكتاب المقدس يخبرنا بان شعبنا هو شعب الله الثاني الذي باركه الرب الى جانب الشعبين الإسرائيلي والمصري، وان الرب يخبرنا بقيامة امتنا من جديد قبل ان تبدأ أحداث الأيام الأخيرة.
 - المبرر القانوني الرسمي:  فان قادة شعبنا وعلى رأسهم الشهيدين (مار بنيامين شمعون وأغا بطرس وقادة شعبنا الآخرين) قد تحركوا بخطوات سياسية ودبلوماسية مدروسة لإقرار حقنا القومي الطبيعي والتاريخي في إقامة كياننا السياسي والقومي ذات الإرادة المستقلة ضمن الدولة العراقية وعلى أراضنا التاريخية قبل وبعد تأسيس الدولة العراقية عام  (1921) ، وشاركوا في جميع المؤتمرات الدولية التي عقدت آنذاك،  وكذلك في الاجتماعات التي كانت تنظمها الهيئة العامة لعصبة الأمم، واليوم يمتلك شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الأحقية في التحرك القانوني نحو الهيئة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لفتح ملفات تخص مطالب شعبنا القومية من جديد باعتبارها استمرارية لعصبة الأمم السابقة.
- المبرر الديموغرافي: لان شعبنا كان يشكل الأغلبية الساحقة في مناطق شعبنا التاريخية بحسب إحصائيات عام (1957). 
    لذلك آن الأوان أن نتحرك بنفس الخطوات التي تحرك بها الشعب اليهودي والمتمثلة بوحدة خطابنا القومي والسياسي والتحرك نحو المجتمع الدولي لكسب تأييد الدول العظمى من خلال بعض المتنفذين في مصادر القرار العالمي وخصوصاً الذين يعتبرون العهد القديم والنبوءات المتعلقة بأحداث الأيام الأخيرة هي مشيئة الرب ويؤمنون بتطبيقها على ارض الواقع.

والرب يوفق الجميع

رابط الجزء الاول:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=875099.0

أهم المصادر المعتمدة:
- الكتاب المقدس
- مصدر خاص موثوق
- كتاب النبوءة والسياسة
- كتاب يد الله
- بعض المواقع الالكترونية

ملاحظة:  المقالة المنشورة بجزأيها الأول والثاني تعبر عن وجهة نظري الشخصية.




8

   
مصادر القرار العالمي وإسرائيل .. من أين يستمدون  قوتهم؟
ما هي مخططاتهم في الشرق الأوسط؟ وأين موقع شعبنا في المعادلات الجديدة؟
الجزء الاول

بقلم: جونسون سياويش ايو
jhonson_syawesh@hotmail.com
    لم يصدق جاك شيراك أذنه عندما اتصل به جورج بوش الابن قبل الحرب على العراق لإقناعه بالتراجع عن معارضته الشرسة للحرب عليه مؤكداً له ( ان هذه الحرب تستهدف القضاء على ( جوج وماجوج ) اللذان يعملان على تشكيل جيش إسلامي من المتطرفين في الشرق الأوسط لتدمير إسرائيل والغرب الذي يساندها معتبراً ان هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي استهدفت نيويورك و واشنطن هي بداية لهذه الحرب المدمرة ).
  وكان الرئيس بوش هو نفسه الذي أعلم الرئيس شيراك بالهاتف قبل شهر من دخول القوات الأمريكية الى بغداد عندما كان بوش يحاول إقناع شيراك بالانضمام للحلف الغربي للقتال في العراق، ولكن الرئيس شيراك لم يصدق أذنيه وهو يسمع صوت بوش في الهاتف يقول له بالضبط ( انه تلقى وحياً من السماء لإعلان الحرب على العراق لأن جوج وماجوج انبعثا في الشرق الأوسط للقضاء على الغرب المسيحي! وأضاف بوش: ان هذا يعني لنبوءة الكتاب المقدس حول جوج وماجوج بصدد التحقيق هناك ).
  هذه الأسرار المهمة قد كشف عنها الصحفي الفرنسي جان كلود موريس، مدير تحرير الصحيفة الأسبوعية الأكثر رواجا "جورنال دوديمانش"، في كتابه (لو كررت ذلك على مسامعي فلن أصدقه) أن رئيس شيراك شعر بالفزع عندما حدثه بوش عن جوج وماجوج لتبرير الحرب على العراق فبادر باستدعاء مجموعة من أقرب مستشاريه لجمع كل المعلومات المتاحة عن جوج وماجوج الذين تحدث عنهما بوش في المكالمة الهاتفية.
   ويشير ايضاً الكاتب الصحفي الامريكي بوب ودورد في كتابه (بوش في الحرب - Bush at War) الصادر في عام (2002) الى قصة طريفة تكشف عن جانب من جدلية الدين والسياسة في تفكير الرئيس بوش الابن. فقد روى بوش للكاتب في احدى مقابلاته معه أثناء اعداد الكتاب قصة لقائه الأول مع رئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم (19/6/2001). يقول بوش ( دخل الرئيس بوتين وجلس... وحضر المترجمان.. وأراد بوتين أن يبدأ الكلام, لكني بادرته بالقول: السيد الرئيس .. دعني أبدأ بالاشارة الى أمر لفت انتباهي, وهو ان والدتك أعطتك صليباً, وأنكم باركتم ذلك الصليب في اسرائيل الارض المقدسة. قال بوتين صحيح. فقلت له هذا الأمر يثير عجبي, لأنك كنت شيوعياً وضابطاً في (الكي جي بي) ومع ذلك كنت راغباً في حمل الصليب, ان هذا الأمر بالنسبة لي يحمل من المعنى أكثر مما تحمله مجلدات. ثم يضيف الرئيس بوش .. وبدأ بوتين يتحدث عن ديون روسيا ... ولكني كنت مهتماً أكثر بمعرفة هذا الرجل (بوتين) الذي علي أن أتعامل معه, ولهذا أردت التأكد من صحة قصة الصليب.
  لم يكن الرئيس الأمريكي بوش الابن (حاشاه) شخصاً مختلاً عقلياً كي يؤمن بالخرافات وهو رئيس لأعظم دولة في العالم مثلما توهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك آنذاك, لأنه لم يكن أول رئيس يطلق مثل هذه التصريحات الحساسة وينطق بمثل هذه الكلمات المهمة التي يشير إليها الكتاب المقدس, بل سبقه في ذلك رؤساء آخرون للولايات المتحدة الأمريكية. حيث كان الرئيس الأسبق ( رونالد ريغان ) من اشد المؤمنين بالكتاب المقدس ونبوءات العهد القديم, حيث كان يعتقد بان جميع هذه النبوءات يجب ان تتحقق قبل وقوع معركة هرمجدون (هرمجدون ... كلمة عبرية تعني جبل أو هضبة مجدو والتي تقع على بعد 90 كلم شمال القدس و 30 كلم جنوب غرب مدينة حيفا في اسرائيل, وهي المنطقة التي ستندلع فيها الحرب العالمية الأخيرة بين قوتي الخير والشر بحسب نبوءات الكتاب المقدس ) وان الرئيس ريغان كان مؤمناً أيضا بان قيام دولة إسرائيل عام (1948) كان تحقيقاً لإرادة الرب التي هي ضمن هذه النبوءات, وتطرق الرئيس ريغان خمس مرات عن معركة هرمجدون أبان فترة حكمه التي استمرت لثماني سنوات (1981 - 1989) .
  واليوم أيضا الرئيس الأمريكي الحالي ( دونالد ترامب ) يتحرك بنفس الاتجاه ولعل القرار الذي اتخذه بخصوص نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى مدينة أورشليم ( القدس ) كان قراراً مهماً ليس بسبب نقل السفارة الأمريكية الى مدينة القدس فحسب بل لان مدينة القدس ستصبح رسمياً عاصمة للدولة الإسرائيلية بعد غياب طويل دام لأكثر من (2000) سنة كما اخبرنا به الكتاب المقدس, علماً بان هذا القرار لم يصدر من البيت الأبيض, بل تم إصداره رسميا كقرار ملزم من قبل الكونغرس الأمريكي منذ العام (1995) وهو ينص على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس, والاعتراف بمدينة القدس عاصمة للدولة الإسرائيلية.
 ومع دخول هذا القرار حيز التنفيذ بتاريخ (15/5/2018) فان منطقة الشرق الأوسط ستدخل في أزمات جديدة ويتحول مسار الصراعات الجارية في المنطقة باتجاهات أخرى أكثر تعقيداً وخطورة من الفترات السابقة، وان القوى العظمى الرئيسية المؤثرة على مصادر القرار العالمي ستهيئ مسرح الأحداث الملتهبة في الفترة القادمة وسط سخونة الصراعات الدولية والطائفية والدينية والعرقية والمعارك الجديدة المرتقبة في منطقة الشرق الأوسط لحين تحقيق الحدث التاريخي الذي تنبأ به الكتاب المقدس بحدوثه وتنفيذه على ارض الواقع, ألا وهو إعادة بناء الهيكل المقدس والمعروف ب(هيكل سليمان)، وان المكان الذي تم تحديده لبناء الهيكل هو نفس المكان الذي بني عليه المسجد الأقصى, أي في المكان الذي شيد عليه الهيكلان السابقان, لا يمكن التنبؤ بالفترة الزمنية المنتظرة لتحقيق هذه النبوءة ولكن الاحداث المتسارعة التي بدأت في سوريا لن تتوقف ما لم تتحقق كل هذ النبوءات, حتى ان توقفت لفترة معينة فان فتيل الحرب والصراع ستشتعل فيها من جديد. وبحسب اعتقاد أصحاب هذه العقيدة فان العالم بعد هذه الخطوة (اي بعد اعادة بناء الهيكل المقدس) سيدخل في الحقبة الأخيرة التي ستندلع فيها حروب مدمرة كارثية والتي ستستمر لمدة سبع سنوات متتالية, وسيشارك في هذه الحروب الملايين من المقاتلين الذي سيعبرون نهر الفرات والذي ستقع بقربه معارك كبيرة لتتوجه في نهاية المطاف نحو دولة إسرائيل بهدف القضاء عليها وهناك سيشتعل فتيل الحرب العالمية الأخيرة والتي تم ذكرها في بعض الأسفار من العهد القديم والتي أطلق عليها القديس يوحنا في سفر الرؤيا (معركة هرمجدون), وان اليوم الذي ستندلع فيه هذه الحرب قد أسماه القديس يوحنا ب(اليوم العظيم, يوم الله القدير) لان سيدنا المسيح سيتدخل في هذه المعركة بهدف القضاء على قوات الشر, ومذ ذاك اليوم فان العالم سيخلو بشكل نهائي من الأشرار بعد مجيء سيدنا المسيح الثاني.
   وأدناه بعض من الآيات المقدسة (اردت نشرها بتفاصيلها كما هي موجودة في الكتاب المقدس وان كانت مطولة بعض الشئ, ليكون بمقدور المهتمين بالشأن القومي والسياسي من ابناء شعبنا الاطلاع عليها) حيث كتبها أنبياء الرب في الكتاب المقدس, جميعها مرتبطة كلياً بأحداث الشرق الأوسط  والتي اشرنا إليها أعلاه:
- سفر حزقيال: الإصحاح (34).
9فَلِذلِكَ أَيُّهَا الرُّعَاةُ اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ: 10هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَى الرُّعَاةِ وَأَطْلُبُ غَنَمِي مِنْ يَدِهِمْ، وَأَكُفُّهُمْ عَنْ رَعْيِ الْغَنَمِ، وَلاَ يَرْعَى الرُّعَاةُ أَنْفُسَهُمْ بَعْدُ، فَأُخَلِّصُ غَنَمِي مِنْ أَفْوَاهِهِمْ فَلاَ تَكُونُ لَهُمْ مَأْكَلاً. 11لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَسْأَلُ عَنْ غَنَمِي وَأَفْتَقِدُهَا. 12كَمَا يَفْتَقِدُ الرَّاعِي قَطِيعَهُ يَوْمَ يَكُونُ فِي وَسْطِ غَنَمِهِ الْمُشَتَّتَةِ، هكَذَا أَفْتَقِدُ غَنَمِي وَأُخَلِّصُهَا مِنْ جَمِيعِ الأَمَاكِنِ الَّتِي تَشَتَّتَتْ إِلَيْهَا فِي يَوْمِ الْغَيْمِ وَالضَّبَابِ. 13وَأُخْرِجُهَا مِنَ الشُّعُوبِ وَأَجْمَعُهَا مِنَ الأَرَاضِي، وَآتِي بِهَا إِلَى أَرْضِهَا وَأَرْعَاهَا عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ وَفِي الأَوْدِيَةِ وَفِي جَمِيعِ مَسَاكِنِ الأَرْضِ. 14أَرْعَاهَا فِي مَرْعًى جَيِّدٍ، وَيَكُونُ مَرَاحُهَا عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ الْعَالِيَةِ. هُنَالِكَ تَرْبُضُ فِي مَرَاحٍ حَسَنٍ، وَفِي مَرْعًى دَسِمٍ يَرْعَوْنَ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ.
- سفر تكوين: الإصحاح (15).
18فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا قَائِلاً: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ. 19الْقِينِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ وَالْقَدْمُونِيِّينَ 20وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ 21وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ ».
- سفر يَشُوع :الإصحاح (1).
1وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ مُوسَى عَبْدِ الرَّبِّ أَنَّ الرَّبَّ كَلَّمَ يَشُوعَ بْنِ نُونٍ خَادِمَ مُوسَى قَائِلاً: 2«مُوسَى عَبْدِي قَدْ مَاتَ. فَالآنَ قُمُِ اعْبُرْ هذَا الأُرْدُنَّ أَنْتَ وَكُلُّ هذَا الشَّعْبِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لَهُمْ أَيْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. 3كُلَّ مَوْضِعٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ لَكُمْ أَعْطَيْتُهُ، كَمَا كَلَّمْتُ مُوسَى. 4مِنَ الْبَرِّيَّةِ وَلُبْنَانَ هذَا إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ، جَمِيعِ أَرْضِ الْحِثِّيِّينَ، وَإِلَى الْبَحْرِ الْكَبِيرِ نَحْوَ مَغْرِبِ الشَّمْسِ يَكُونُ تُخْمُكُمْ. 
- حزقيال: الإصحاح (37).
21وَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا آخُذُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ الَّتِي ذَهَبُوا إِلَيْهَا، وَأَجْمَعُهُمْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، وَآتِي بِهِمْ إِلَى أَرْضِهِمْ، 22وَأُصَيِّرُهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً فِي الأَرْضِ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ، وَمَلِكٌ وَاحِدٌ يَكُونُ مَلِكًا عَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ، وَلاَ يَكُونُونَ بَعْدُ أُمَّتَيْنِ، وَلاَ يَنْقَسِمُونَ بَعْدُ إِلَى مَمْلَكَتَيْنِ.
- سفر حزقيال: الإصحاح (43).
1ثُمَّ ذَهَبَ بِي إِلَى الْبَابِ، الْبَابِ الْمُتَّجِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ. 2وَإِذَا بِمَجْدِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ جَاءَ مِنْ طَرِيقِ الشَّرْقِ وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ، وَالأَرْضُ أَضَاءَتْ مِنْ مَجْدِهِ. 3وَالْمَنْظَرُ كَالْمَنْظَرِ الَّذِي رَأَيْتُهُ لَمَّا جِئْتُ لأُخْرِبَ الْمَدِينَةَ، وَالْمَنَاظِرُ كَالْمَنْظَرِ الَّذِي رَأَيْتُ عِنْدَ نَهْرِ خَابُورَ، فَخَرَرْتُ عَلَى وَجْهِي. 4فَجَاءَ مَجْدُ الرَّبِّ إِلَى الْبَيْتِ مِنْ طَرِيقِ الْبَابِ الْمُتَّجِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ. 5فَحَمَلَنِي رُوحٌ وَأَتَى بِي إِلَى الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ، وَإِذَا بِمَجْدِ الرَّبِّ قَدْ مَلأَ الْبَيْتَ، 6وَسَمِعْتُهُ يُكَلِّمُنِي مِنَ الْبَيْتِ، وَكَانَ رَجُلٌ وَاقِفًا عِنْدِي.
7وَقَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، هذَا مَكَانُ كُرْسِيِّي وَمَكَانُ بَاطِنِ قَدَمَيَّ حَيْثُ أَسْكُنُ فِي وَسْطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يُنَجِّسُ بَعْدُ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ اسْمِي الْقُدُّوسَ، لاَ هُمْ وَلاَ مُلُوكُهُمْ، لاَ بِزِنَاهُمْ وَلاَ بِجُثَثِ مُلُوكِهِمْ فِي مُرْتَفَعَاتِهِمْ. 8بِجَعْلِهِمْ عَتَبَتَهُمْ لَدَى عَتَبَتِي، وَقَوَائِمَهُمْ لَدَى قَوَائِمِي، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ حَائِطٌ، فَنَجَّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ بِرَجَاسَاتِهِمِ الَّتِي فَعَلُوهَا، فَأَفْنَيْتُهُمْ بِغَضَبِي. 9فَلْيُبْعِدُوا عَنِّي الآنَ زِنَاهُمْ وَجُثَثَ مُلُوكِهِمْ فَأَسْكُنَ فِي وَسْطِهِمْ إِلَى الأَبَدِ.
- سفر اشعيا: الإصحاح (17).
1وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ دِمَشْقَ: هُوَذَا دِمَشْقُ تُزَالُ مِنْ بَيْنِ الْمُدُنِ وَتَكُونُ رُجْمَةَ رَدْمٍ. 2مُدُنُ عَرُوعِيرَ مَتْرُوكَةٌ. تَكُونُ لِلْقُطْعَانِ، فَتَرْبِضُ وَلَيْسَ مَنْ يُخِيفُ. 3وَيَزُولُ الْحِصْنُ مِنْ أَفْرَايِمَ وَالْمُلْكُ مِنْ دِمَشْقَ وَبَقِيَّةِ أَرَامَ. فَتَصِيرُ كَمَجْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ.
- سفر عاموس:الإصحاح (1).
3هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ دِمَشْقَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ دَاسُوا جِلْعَادَ بِنَوَارِجَ مِنْ حَدِيدٍ. 4فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى بَيْتِ حَزَائِيلَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بَنْهَدَدَ. 5وَأُكَسِّرُ مِغْلاَقَ دِمَشْقَ، وَأَقْطَعُ السَّاكِنَ مِنْ بُقْعَةِ آوَنَ، وَمَاسِكَ الْقَضِيبِ مِنْ بَيْتِ عَدْنٍ، وَيُسْبَى شَعْبُ أَرَامَ إِلَى قِيرَ، قَالَ الرَّبُّ».
سفر ارميا: الإصحاح (49).
23عَنْ دِمَشْقَ: «خَزِيَتْ حَمَاةُ وَأَرْفَادُ. قَدْ ذَابُوا لأَنَّهُمْ قَدْ سَمِعُوا خَبَرًا رَدِيئًا. فِي الْبَحْرِ اضْطِرَابٌ لاَ يَسْتَطِيعُ الْهُدُوءَ. 24ارْتَخَتْ دِمَشْقُ وَالْتَفَتَتْ لِلْهَرَبِ. أَمْسَكَتْهَا الرِّعْدَةُ، وَأَخَذَهَا الضِّيقُ وَالأَوْجَاعُ كَمَاخِضٍ. 25كَيْفَ لَمْ تُتْرَكِ الْمَدِينَةُ الشَّهِيرَةُ، قَرْيَةُ فَرَحِي؟ 26لِذلِكَ تَسْقُطُ شُبَّانُهَا فِي شَوَارِعِهَا، وَتَهْلِكُ كُلُّ رِجَالِ الْحَرْبِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. 27وَأُشْعِلُ نَارًا فِي سُورِ دِمَشْقَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بَنْهَدَدَ.
- سفر زكريا: الإصحاح (11).
1اِفْتَحْ أَبْوَابَكَ يَا لُبْنَانُ، فَتَأْكُلَ النَّارُ أَرْزَكَ. 2وَلْوِلْ يَا سَرْوُ، لأَنَّ الأَرْزَ سَقَطَ، لأَنَّ الأَعِزَّاءَ قَدْ خَرِبُوا. وَلْوِلْ يَا بَلُّوطَ بَاشَانَ، لأَنَّ الْوَعْرَ الْمَنِيعَ قَدْ هَبَطَ. 3صَوْتُ وَلْوَلَةِ الرُّعَاةِ، لأَنَّ فَخْرَهُمْ خَرِبَ. صَوْتُ زَمْجَرَةِ الأَشْبَالِ، لأَنَّ كِبْرِيَاءَ الأُرْدُنِّ خَرِبَتْ.
- سفر حزقيال: الإصحاح (38).
18وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَوْمَ مَجِيءِ جُوجٍ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أَنَّ غَضَبِي يَصْعَدُ فِي أَنْفِي. 19وَفِي غَيْرَتِي، فِي نَارِ سَخَطِي تَكَلَّمْتُ، أَنَّهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ رَعْشٌ عَظِيمٌ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 20فَتَرْعَشُ أَمَامِي سَمَكُ الْبَحْرِ وَطُيُورُ السَّمَاءِ وَوُحُوشُ الْحَقْلِ وَالدَّابَّاتُ الَّتِي تَدُبُّ عَلَى الأَرْضِ، وَكُلُّ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، وَتَنْدَكُّ الْجِبَالُ وَتَسْقُطُ الْمَعَاقِلُ وَتَسْقُطُ كُلُّ الأَسْوَارِ إِلَى الأَرْضِ. 21وَأَسْتَدْعِي السَّيْفَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ جِبَالِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَيَكُونُ سَيْفُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى أَخِيهِ. 22وَأُعَاقِبُهُ بِالْوَبَإِ وَبِالدَّمِ، وَأُمْطِرُ عَلَيْهِ وَعَلَى جَيْشِهِ وَعَلَى الشُّعُوبِ الْكَثِيرَةِ الَّذِينَ مَعَهُ مَطَرًا جَارِفًا وَحِجَارَةَ بَرَدٍ عَظِيمَةً وَنَارًا وَكِبْرِيتًا. 23فَأَتَعَظَّمُ وَأَتَقَدَّسُ وَأُعْرَفُ فِي عُيُونِ أُمَمٍ كَثِيرَةٍ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.
- سفر حزقيال: الإصحاح (39).
1«وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، تَنَبَّأْ عَلَى جُوجٍ وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَيْكَ يَا جُوجُ رَئِيسُ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ. 2وَأَرُدُّكَ وَأَقُودُكَ وَأُصْعِدُكَ مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ وَآتِي بِكَ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ. 3وَأَضْرِبُ قَوْسَكَ مِنْ يَدِكَ الْيُسْرَى، وَأُسْقِطُ سِهَامَكَ مِنْ يَدِكَ الْيُمْنَى. 4فَتَسْقُطُ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ أَنْتَ وَكُلُّ جَيْشِكَ وَالشُّعُوبُ الَّذِينَ مَعَكَ. أَبْذُلُكَ مَأْكَلاً لِلطُّيُورِ الْكَاسِرَةِ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ وَلِوُحُوشِ الْحَقْلِ. 5عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ تَسْقُطُ، لأَنِّي تَكَلَّمْتُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 6وَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى مَاجُوجَ وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِي الْجَزَائِرِ آمِنِينَ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. 7وَأُعَرِّفُ بِاسْمِي الْمُقَدَّسِ فِي وَسْطِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، وَلاَ أَدَعُ اسْمِي الْمُقَدَّسَ يُنَجَّسُ بَعْدُ، فَتَعْلَمُ الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ.
- سفر حزقيال: الإصحاح (39).
8«هَا هُوَ قَدْ أَتَى وَصَارَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ عَنْهُ. 9وَيَخْرُجُ سُكَّانُ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ وَيُشْعِلُونَ وَيُحْرِقُونَ السِّلاَحَ وَالْمَجَانَّ وَالأَتْرَاسَ وَالْقِسِيَّ وَالسِّهَامَ وَالْحِرَابَ وَالرِّمَاحَ، وَيُوقِدُونَ بِهَا النَّارَ سَبْعَ سِنِينَ. 10فَلاَ يَأْخُذُونَ مِنَ الْحَقْلِ عُودًا، وَلاَ يَحْتَطِبُونَ مِنَ الْوُعُورِ، لأَنَّهُمْ يُحْرِقُونَ السِّلاَحَ بِالنَّارِ، وَيَنْهَبُونَ الَّذِينَ نَهَبُوهُمْ، وَيَسْلُبُونَ الَّذِينَ سَلَبُوهُمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 11وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، أَنِّي أُعْطِي جُوجًا مَوْضِعًا هُنَاكَ لِلْقَبْرِ فِي إِسْرَائِيلَ، وَوَادِي عَبَارِيمَ بِشَرْقِيِّ الْبَحْرِ، فَيَسُدُّ نَفَسَ الْعَابِرِينَ. وَهُنَاكَ يَدْفِنُونَ جُوجًا وَجُمْهُورَهُ كُلَّهُ، وَيُسَمُّونَهُ: وَادِيَ جُمْهُورِ جُوجٍ. 
- سفر حزقيال:الإصحاح (39).
17«وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: قُلْ لِطَائِرِ كُلِّ جَنَاحٍ، وَلِكُلِّ وُحُوشِ الْبَرِّ: اجْتَمِعُوا، وَتَعَالَوْا، احْتَشِدُوا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، إِلَى ذَبِيحَتِي الَّتِي أَنَا ذَابِحُهَا لَكُمْ، ذَبِيحَةً عَظِيمَةً عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ، لِتَأْكُلُوا لَحْمًا وَتَشْرَبُوا دَمًا. 18تَأْكُلُونَ لَحْمَ الْجَبَابِرَةِ وَتَشْرَبُونَ دَمَ رُؤَسَاءِ الأَرْضِ. كِبَاشٌ وَحُمْلاَنٌ وَأَعْتِدَةٌ وَثِيرَانٌ كُلُّهَا مِنْ مُسَمَّنَاتِ بَاشَانَ. 19وَتَأْكُلُونَ الشَّحْمَ إِلَى الشَّبَعِ، وَتَشْرَبُونَ الدَّمَ إِلَى السُّكْرِ مِنْ ذَبِيحَتِي الَّتِي ذَبَحْتُهَا لَكُمْ. 20فَتَشْبَعُونَ عَلَى مَائِدَتِي مِنَ الْخَيْلِ وَالْمَرْكَبَاتِ وَالْجَبَابِرَةِ وَكُلِّ رِجَالِ الْحَرْبِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 21وَأَجْعَلُ مَجْدِي فِي الأُمَمِ، وَجَمِيعُ الأُمَمِ يَرَوْنَ حُكْمِي الَّذِي أَجْرَيْتُهُ، وَيَدِي الَّتِي جَعَلْتُهَا عَلَيْهِمْ،
- رؤيا يوحنا: الإصحاح (9).
13ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ السَّادِسُ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا وَاحِدًا مِنْ أَرْبَعَةِ قُرُونِ مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ اللهِ، 14قَائِلاً لِلْمَلاَكِ السَّادِسِ الَّذِي مَعَهُ الْبُوقُ:«فُكَّ الأَرْبَعَةَ الْمَلاَئِكَةَ الْمُقَيَّدِينَ عِنْدَ النَّهْرِ الْعَظِيمِ الْفُرَاتِ». 15فَانْفَكَّ الأَرْبَعَةُ الْمَلاَئِكَةُ الْمُعَدُّونَ لِلسَّاعَةِ وَالْيَوْمِ وَالشَّهْرِ وَالسَّنَةِ، لِكَيْ يَقْتُلُوا ثُلْثَ النَّاسِ. 16وَعَدَدُ جُيُوشِ الْفُرْسَانِ مِئَتَا أَلْفِ أَلْفٍ وَأَنَا سَمِعْتُ عَدَدَهُمْ. 17وَهكَذَا رَأَيْتُ الْخَيْلَ فِي الرُّؤْيَا وَالْجَالِسِينَ عَلَيْهَا، لَهُمْ دُرُوعٌ نَارِيَّةٌ وَأَسْمَانْجُونِيَّةٌ وَكِبْرِيتِيَّةٌ، وَرُؤُوسُ الْخَيْلِ كَرُؤُوسِ الأُسُودِ، وَمِنْ أَفْوَاهِهَا يَخْرُجُ نَارٌ وَدُخَانٌ وَكِبْرِيتٌ. 18مِنْ هذِهِ الثَّلاَثَةِ قُتِلَ ثُلْثُ النَّاسِ، مِنَ النَّارِ وَالدُّخَانِ وَالْكِبْرِيتِ الْخَارِجَةِ مِنْ أَفْوَاهِهَا، 19فَإِنَّ سُلْطَانَهَا هُوَ فِي أَفْوَاهِهَا وَفِي أَذْنَابِهَا، لأَنَّ أَذْنَابَهَا شِبْهُ الْحَيَّاتِ، وَلَهَا رُؤُوسٌ وَبِهَا تَضُرُّ.
- رؤيا يوحنا: الإصحاح (16).
12ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ السَّادِسُ جَامَهُ عَلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ الْفُرَاتِ، فَنَشِفَ مَاؤُهُ لِكَيْ يُعَدَّ طَرِيقُ الْمُلُوكِ الَّذِينَ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ. 13وَرَأَيْتُ مِنْ فَمِ التِّنِّينِ، وَمِنْ فَمِ الْوَحْشِ، وَمِنْ فَمِ النَّبِيِّ الْكَذَّابِ، ثَلاَثَةَ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ شِبْهَ ضَفَادِعَ، 14فَإِنَّهُمْ أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ صَانِعَةٌ آيَاتٍ، تَخْرُجُ عَلَى مُلُوكِ الْعَالَمِ وَكُلِّ الْمَسْكُونَةِ، لِتَجْمَعَهُمْ لِقِتَالِ ذلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، يَوْمِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 15«هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ! طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ لِئَّلاَ يَمْشِيَ عُرْيَانًا فَيَرَوْا عُرْيَتَهُ». 16فَجَمَعَهُمْ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى بِالْعِبْرَانِيَّةِ «هَرْمَجَدُّونَ».
- رؤيا يوحنا: الإصحاح (19).
11ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. 12وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِّلاَ هُوَ. 13وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ». 14وَالأَجْنَادُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ عَلَى خَيْل بِيضٍ، لاَبِسِينَ بَزًّا أَبْيَضَ وَنَقِيًّا. 15وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 16وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ:«مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ».
- رؤيا يوحنا: الإصحاح (19).
19وَرَأَيْتُ الْوَحْشَ وَمُلُوكَ الأَرْضِ وَأَجْنَادَهُمْ مُجْتَمِعِينَ لِيَصْنَعُوا حَرْبًا مَعَ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ وَمَعَ جُنْدِهِ. 20فَقُبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَالنَّبِيِّ الْكَذَّابِ مَعَهُ، الصَّانِعِ قُدَّامَهُ الآيَاتِ الَّتِي بِهَا أَضَلَّ الَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ. وَطُرِحَ الاثْنَانِ حَيَّيْنِ إِلَى بُحَيْرَةِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ بِالْكِبْرِيتِ. 21وَالْبَاقُونَ قُتِلُوا بِسَيْفِ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ الْخَارِجِ مِنْ فَمِهِ، وَجَمِيعُ الطُّيُورِ شَبِعَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ.
- سفر اَلْمَزْمُورُ :(2)
1لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ، وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ فِي الْبَاطِلِ؟ 2قَامَ مُلُوكُ الأَرْضِ، وَتَآمَرَ الرُّؤَسَاءُ مَعًا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ، قَائِلِينَ: 3«لِنَقْطَعْ قُيُودَهُمَا، وَلْنَطْرَحْ عَنَّا رُبُطَهُمَا».
- سفر صفنيا: الإصحاح (1).
14« قَرِيبٌ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمِ. قَرِيبٌ وَسَرِيعٌ جِدًّا. صَوْتُ يَوْمِ الرّبِّ. يَصْرُخُ حِينَئِذٍ الْجَبَّارُ مُرًّا. 15ذلِكَ الْيَوْمُ يَوْمُ سَخَطٍ، يَوْمُ ضِيق وَشِدَّةٍ، يَوْمُ خَرَابٍ وَدَمَارٍ، يَوْمُ ظَلاَمٍ وَقَتَامٍ، يَوْمُ سَحَابٍ وَضَبَابٍ. 16يَوْمُ بُوق وَهُتَافٍ علَى الْمُدُنِ الْمُحَصَّنَةِ وَعَلَى الشُّرُفِ الرَّفِيعَةِ. 17وَأُضَايِقُ النَّاسَ فَيَمْشُونَ كَالْعُمْيِ، لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَى الرَّبِّ، فَيُسْفَحُ دَمُهُمْ كَالتُّرَابِ وَلَحْمُهُمْ كَالْجِلَّةِ. 18لاَ فِضَّتُهُمْ وَلاَ ذَهَبُهُمْ يَسْتَطِيعُ إِنْقَاذَهُمْ في يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ، بَلْ بِنَارِ غَيْرَتِهِ تُؤْكَلُ الأَرْضُ كُلُّهَا، لأَنَّهُ يَصْنَعُ فَنَاءً بَاغِتًا لِكُلِّ سُكَّانِ الأَرْضِ».
- سفر صفنيا: الإصحاح (3).
8«لِذلِكَ فَانْتَظِرُونِي، يَقُولُ الرَّبُّ، إِلَى يَوْمِ أَقُومُ إِلَى السَّلْبِ، لأَنَّ حُكْمِي هُوَ بِجَمْعِ الأُمَمِ وَحَشْرِ الْمَمَالِكِ، لأَصُبَّ عَلَيْهِمْ سَخَطِي، كُلَّ حُمُوِّ غَضَبِي. لأَنَّهُ بِنَارِ غَيْرَتِي تُؤْكَلُ كُلُّ الأَرْضِ. 9لأَنِّي حِينَئِذٍ أُحَوِّلُ الشُّعُوبَ إِلَى شَفَةٍ نَقِيَّةٍ، لِيَدْعُوا كُلُّهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ، لِيَعْبُدُوهُ بِكَتِفٍ وَاحِدَةٍ.
سفر ارميا: الإصحاح (25).
32هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هُوَذَا الشَّرُّ يَخْرُجُ مِنْ أُمَّةٍ إِلَى أُمَّةٍ، وَيَنْهَضُ نَوْءٌ عَظِيمٌ مِنْ أَطْرَافِ الأَرْضِ. 33وَتَكُونُ قَتْلَى الرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاءِ الأَرْضِ. لاَ يُنْدَبُونَ وَلاَ يُضَمُّونَ وَلاَ يُدْفَنُونَ. يَكُونُونَ دِمْنَةً عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ».
- سفر اشعيا:الإصحاح (17).
12آهِ! ضَجِيجُ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ تَضِجُّ كَضَجِيجِ الْبَحْرِ، وَهَدِيرِ قَبَائِلَ تَهْدِرُ كَهَدِيرِ مِيَاهٍ غَزِيرَةٍ. 13قَبَائِلُ تَهْدِرُ كَهَدِيرِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. وَلكِنَّهُ يَنْتَهِرُهَا فَتَهْرُبُ بَعِيدًا، وَتُطْرَدُ كَعُصَافَةِ الْجِبَالِ أَمَامَ الرِّيحِ، وَكَالْجُلِّ أَمَامَ الزَّوْبَعَةِ. 14فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ إِذَا رُعْبٌ. قَبْلَ الصُّبْحِ لَيْسُوا هُمْ. هذَا نَصِيبُ نَاهِبِينَا وَحَظُّ سَالِبِينَا.
- سفر زكريا: الإصحاح (12).
9وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنِّي أَلْتَمِسُ هَلاَكَ كُلِّ الأُمَمِ الآتِينَ عَلَى أُورُشَلِيمَ.
10«وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ. 11فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَعْظُمُ النَّوْحُ فِي أُورُشَلِيمَ كَنَوْحِ هَدَدْرِمُّونَ فِي بُقْعَةِ مَجِدُّونَ.
- سفر زكريا:الإصحاح (14).
1هُوَذَا يَوْمٌ لِلرَّبِّ يَأْتِي فَيُقْسَمُ سَلَبُكِ فِي وَسَطِكِ. 2وَأَجْمَعُ كُلَّ الأُمَمِ عَلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمُحَارَبَةِ، فَتُؤْخَذُ الْمَدِينَةُ، وَتُنْهَبُ الْبُيُوتُ، وَتُفْضَحُ النِّسَاءُ، وَيَخْرُجُ نِصْفُ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّبْيِ، وَبَقِيَّةُ الشَّعْبِ لاَ تُقْطَعُ مِنَ الْمَدِينَةِ.3فَيَخْرُجُ الرَّبُّ وَيُحَارِبُ تِلْكَ الأُمَمَ كَمَا فِي يَوْمِ حَرْبِهِ، يَوْمَ الْقِتَالِ. 4وَتَقِفُ قَدَمَاهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ الَّذِي قُدَّامَ أُورُشَلِيمَ مِنَ الشَّرْقِ، فَيَنْشَقُّ جَبَلُ الزَّيْتُونِ مِنْ وَسَطِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ وَنَحْوَ الْغَرْبِ وَادِيًا عَظِيمًا جِدًّا، وَيَنْتَقِلُ نِصْفُ الْجَبَلِ نَحْوَ الشِّمَالِ، وَنِصْفُهُ نَحْوَ الْجَنُوبِ.
 - سفر زكريا:الإصحاح (14).
12وَهذِهِ تَكُونُ الضَّرْبَةُ الَّتِي يَضْرِبُ بِهَا الرَّبُّ كُلَّ الشُّعُوبِ الَّذِينَ تَجَنَّدُوا عَلَى أُورُشَلِيمَ. لَحْمُهُمْ يَذُوبُ وَهُمْ وَاقِفُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ، وَعُيُونُهُمْ تَذُوبُ فِي أَوْقَابِهَا، وَلِسَانُهُمْ يَذُوبُ فِي فَمِهِمْ. 13وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ اضْطِرَابًا عَظِيمًا مِنَ الرَّبِّ يَحْدُثُ فِيهِمْ، فَيُمْسِكُ الرَّجُلُ بِيَدِ قَرِيبِهِ وَتَعْلُو يَدُهُ عَلَى يَدِ قَرِيبِهِ.
- سفر مزمور:الإصحاح (83).
1اَلَّلهُمَّ، لاَ تَصْمُتْ. لاَ تَسْكُتْ وَلاَ تَهْدَأْ يَا اَللهُ. 2فَهُوَذَا أَعْدَاؤُكَ يَعِجُّونَ، وَمُبْغِضُوكَ قَدْ رَفَعُوا الرَّأْسَ. 3عَلَى شَعْبِكَ مَكَرُوا مُؤَامَرَةً، وَتَشَاوَرُوا عَلَى أَحْمِيَائِكَ. 4قَالُوا: «هَلُمَّ نُبِدْهُمْ مِنْ بَيْنِ الشُّعُوبِ، وَلاَ يُذْكَرُ اسْمُ إِسْرَائِيلَ بَعْدُ».
سفر يوئيل: الإصحاح (2).
1اِضْرِبُوا بِالْبُوقِ فِي صِهْيَوْنَ. صَوِّتُوا فِي جَبَلِ قُدْسِي! لِيَرْتَعِدْ جَمِيعُ سُكَّانِ الأَرْضِ لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَادِمٌ، لأَنَّهُ قَرِيبٌ: 2يَوْمُ ظَلاَمٍ وَقَتَامٍ، يَوْمُ غَيْمٍ وَضَبَابٍ، مِثْلَ الْفَجْرِ مُمْتَدًّا عَلَى الْجِبَالِ. شَعْبٌ كَثِيرٌ وَقَوِيٌّ لَمْ يَكُنْ نَظِيرُهُ مُنْذُ الأَزَلِ، وَلاَ يَكُونُ أَيْضًا بَعْدَهُ إِلَى سِنِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 3قُدَّامَهُ نَارٌ تَأْكُلُ، وَخَلْفَهُ لَهِيبٌ يَحْرِقُ. الأَرْضُ قُدَّامَهُ كَجَنَّةِ عَدْنٍ وَخَلْفَهُ قَفْرٌ خَرِبٌ، وَلاَ تَكُونُ مِنْهُ نَجَاةٌ.
- سفر دانيال: الإصحاح (2). 
44وَفِي أَيَّامِ هؤُلاَءِ الْمُلُوكِ، يُقِيمُ إِلهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَدًا، وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ، وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هذِهِ الْمَمَالِكِ، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. 45لأَنَّكَ رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ جَبَل لاَ بِيَدَيْنِ، فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ. اَللهُ الْعَظِيمُ قَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ مَا سَيَأْتِي بَعْدَ هذَا. اَلْحُلْمُ حَقٌّ وَتَعْبِيرُهُ يَقِينٌ».
- إنجيل متى:الإصحاح (24).
37وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 38لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، 39وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ.
  وفي المقالة الأخيرة التي نشرتها قبل عام من الان والتي كانت بعنوان (بلا قيود) اين موقع شعبنا في المعادلات الدولية والمتغيرات السياسية التي ستحدث في منطقة الشرق الاوسط؟. ذكرت فيها   ( بان جميع الأحداث التي وقعت في منطقة الشرق الأوسط في الماضي والتي تحصل اليوم والمرتقبة في المستقبل كتبت فصولها قبل آلاف السنين وورد ذكرها في الكتاب المقدس ). وقلت أيضا ( بأن منطقة الشرق الأوسط باتت تتحول بشكل فعلي الى ساحة لصراعات دولية وإقليمية واسعة والتي ستحدث فيها تغييرات كبيرة، وبالفعل بدأت ملامح هذه التغيرات تظهر على ارض الواقع وأخذت تتجسد شياً فشياً وستبرز نتائجها بوضوح أكثر في الفترة القادمة مباشرة بعد انتهاء تحرير مدن: الموصل والرقة وتلعفر والحويجة ومنطقة سنجار من قبضة عصابات داعش الإرهابية بشكل كامل )، ولم اقل حينها بتحرير العراق وسوريا بالكامل من عصابات داعش الإرهابية لان نهاية داعش في العراق مرهونة بالتطورات السياسية التي ستحصل في الدولتين, وان نتائج النتخابات البرلمانية التي جرت قبل يومين في عموم العراق ومن ثم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة , هل ستشكل وفق رؤية الايرانية ام الامريكية؟ فان هذين الحدثين سيحددان مصير العراق لمرحلة القصيرة القادمة, وفي كل الأحوال فان دول الشرق الأوسط وخصوصاً سوريا ولبنان ستدخلان عاجلاً ام اجلاً  في مرحلة جديدة في ظل هذه الأحداث الدموية المتسارعة التي بدأت بالفعل في المنطقة بعد ان اعلن السيد ترمب قراره بالغاء الاتفاق النووي مع ايران وقرر ايضاً تفعيل العقوبات الاقتصادية على ايران, وكذلك بعد قيام اسرائيل بشن هجمات داخل اراضي سوريا والتي اعلنت بانها ضربت معظم البنية التحتية العسكرية لايران والتي جاءت رداً على قصف قوات ايرانية لصواريخ على مواقع اسرائيلية داخل مرتفعات جولان, وكذلك بعدما يتم افتتاح السفارة الامريكية في القدس غداً, وفي نهاية المطاف فان الدولتين سوريا ولبنان وكذلك العراق ستنقسم اراضيهما وستتحولان الى دول صغيرة وفق الخارطة السياسية الجديدة المرسومة لمنطقة الشرق الأوسط والمبنية على أسس قومية وطائفية والتي ستنفذ على ارض الواقع مع  تسارع الاحداث في سوريا, وهذه التقسيمات الجديدة مرتبطة كلياً بالاحداث المرتقبة التي اشرنا اليها اعلاه, نعم هذا الذي يخبرنا به الكتاب المقدس, وان شعبنا الكلداني السرياني الآشوري سيكون له حصة من هذا التقسيم لو تحرك بحكمة وعقلانية باتجاه مصادر القرار العالمي .....
والرب يوفق الجميع
انتهى الجزء الاول ويتبعه الجزء الثاني والاخير

9
أيها الحاقدون ، شـعبنا أقوى مـن مخططاتكم الهشـة !


    جونسون سياويش
     كان شعبنا الكلداني السرياني الآشوري تواقـاً لمعرفة النتائج النهائية التي ستتمخض عنها عملية تصويت الكتل السياسية في مجلس النواب العراقي التي حددت مسبقاً يوم الاثنين   3/11/2008 لحسـم الموضوع الذي بات معقداً وشائكاً لبعض هذه الكتل (كونها لا تؤمن بحقوق القوميات الصغيرة والأقليات الأخرى)   ، ولم يدم هـذا الانتظار طويلاً لأن أعضاء المجلس قد صوتوا بالفعل لاختيار مقترح واحد من بين ثلاثة إقتـراحات مقدمة إلى طاولتهم  للبـت فـي أحـدها    . .

       وقد حصل المقترح الثاني على (106) أصوات من مجموع (150) صوتاً  ،  اما المقترح الأول الذي كان مقدماً من قبل السيد استيفان ديمستورا ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق فلم يحصل إلاّ على (51) صوتا ، وبناءاً على النتيجـة النهائية لعملية التصويت الاخيرة  ، فانـه جـرى تخصيص  ثلاثة مقاعد فقط لشـعبنا للمحافظات الثلاث نينوى وبغداد والبصرة اي أن مقـعدا واحـدا  لكل محافظة  .

   وعلى الرغم من أن هذا القرار كان مجحفاً إلى حـد الإهانـة بحق ابناء شعبنا ،  إلاّ أنه كان حدثاً في  غاية الاهمية ودرسـا بليـغا ، لأن شعبنا من خلال هذا القرار تمكن من أكتشاف حقيقة ماكان يجري وراء الكواليس طيلة السنوات الماضية من محاولات التهميش والاستخفاف به من قبل بعض الاطراف السياسية الرئيسية في العراق ، لذلك لم يكن بمقدور رؤساء تلك الكتل الذين حكموا العراق وتسلموا مناصب رفيعة في الدولة العراقية بعـد سقـوط  النظام العراقي المبـاد ولحد الآن حتـى النطـق بالإسـم القـومي لشعبنا   في خطاباتهم ولقاءاتهم ، بل أن شعبنا كان منسياً بالنسبة لهم ، وان اضطروا احياناً لذكر اسمه فانهم يكتفـون بتسميـته الشعب المسيحي  ،  وحتى الكتلة السياسية التي حصدت اكثـر من نصف اصوات شعبنا في الانتخابات الماضية في عموم العراق وقفت ضد تطلعاته  عندما اصطفت إلى جانب الكتل السياسية الاخرى التي رفضت مقترح ديمستورا. .

    وعند تحليلنا لهـذا الحدث بدقة وإمعـان ، نصـل في غالب الأحيـان إلى استنتاجات بأن هذه الخطوة لربما قد تكون مؤامرة حقيقية ضد شعبنا الكلداني السرياني الآشوري لتقـليص دوره وتهميشـه وإبعاده عن العملية السياسية الحقيقية التي تجري لتحديـد مسـتقبل  العراق الجديد .

   نعم ،  لقـد خسـر  شعبنا الكثير من جراء صدور هذا القرار المجحف بحقـه ،  إلاّ أنـه  بالمقابل ربـح فائـدة آخرى  وهـي تكاتـفه مع بعضه البعض وزيـادة تمسكه   بمشروع الحكم الذاتي ، لأن غالبية ابناء شعبنا ومعظـم  مؤسساته واحزابه قد توصل إلى قناعة تامة بأن وجودنا القومي فعـلا مرهون بتحقيق الحكم الذاتي . . نعم قبلنا التنازل عن حقنا عندما اعلنا  موافقتنا المبدئيـة على ثلاثة مقاعد لكل مـن محافظـتي بغداد والموصل والتي اصبحت فيما بعد مقعدا لكل منهما ، ولكن موافقـتنا تلك كانت نابعة من إيماننا المطلق بأن إقرار نظام الكوتا لشعبنا بسبعة مقاعد في هذه المحافظات الثلاث ليس إلاّ مكسباً معنوياً راهنـا فقط  ، لأننا نعلم مسبقاً بأن ما يحدث في مجلس  النواب العراقي حاليـا سيحدث غداً وبعـده في مجلس محافظة نينوى ، إذ كمـا كـان  صوت ممثلي شعبنا في مجلس النواب العراقي مهملأ  ومهمشا ، فـإن صوت ممثلي شعبنا في باقي  المجالس أو مؤسسات الدولة العراقية الأخرى لـن يكـون بأفضـل منـه . .

      وعليه فان الصوت الوحيد الذي ستكون له آذان صاغية تستمع له وتلبـي صـداه ،  هو صوت شعبنا  الذي سينطلق مدويـا  من برلمانه وأعضائه الذيـن ينتـخبهم شـعبنا بإرادتـه وقنـاعته ، وذلـك  عندما يكون لنا برلماننا الخاص بنـا  ولن نتوسل بأحد ايّـاً كان لكي يمنحـنا  مقعدا أو مقعدين بل وحتى عشرة مقاعد إذا بـدا سـخيا معـنا ، لأن شعبنا أدرك اخيراً بأنه حتى لو كان لديه عشـرة ممثلين في مجلس النواب و سـتة آخـرين  في مجلس كل محافظة ، فـإنه عندما تتوحد الكتل المتطرفة قومياً ودينياً ضد تطلعاته وتوجهاته ، كما حصل في مجلس النواب العراقي قبل  أيـام عـدة , فإن صوتنا حينها يكون هبـاء  لا يعني شيئا ،  لأنه سـيظل رهـن إرادة الآخـرين في كل عملية تصويت تجري ، وبالمحصلـة  سنكون مـن الخاسرين كلمـا شـاءوا هـم ذلـك .

   ولكن للأسف الشديد ، وعلى رغم تكاتف شعبنا الكبير وتعاطفـه مع بعضه بعضا و تعاضـده  مع مشروعه القومي المتمثل بالحكم الذاتي ، إلاّ أن الجزء القليل منـه مازال يفكـر في ظل هذه الظروف والاوقات العصيبة باسـتغـلال هـذه الاحداث لتنفيذ مخططات لئيمـة  لأفشال هذا المشروع  مستعينا بقسـم مـن المتعصبين قومياً أو المتطرفين دينياً مـن خـلال الهمس في آذانهم بمعلومات ملفقة وبعيدة عن الواقع ، بهـدف التأثير بهم وإدخالهم في تحركاته التآمرية ضد مشروع الحكم الذاتي بذريعـة ارتباط المشروع بأجندة كردية أو محاولة من القائمين عليه لضمّ سهل نينوى إلى كوردستان العراق ، على رغم  التأكيـد المتواصل للأوفيـاء مـن شـعبنا بأن مشروع الحكم  الذاتي الذي تـمت المطالبـة  به مـن قبـل الغالبيـة العظمى مـن شـعبنا ،  ليس تطبيقاً لأجندات أخرى بل أنـه مشروع قومي نابع من إيمان مطلق وحقيقي لفئـة مـن المخلصين والمؤمنين باهداف شعبهم القومية ومسـتقبله الشـامخ الكريـم  , ولم يعـلن أحـد منـهم يوماً بأن الحكم الذاتي الذي يسـعى إليـه ينبـغي ان يرتبط باقليم كوردستان ، بل أن نهجهـم المعلن منذ البداية ولحد الآن هو أن شعبنا ( الكلداني السـرياني الآشـوري ) المشـمول بـه ، هـو الفيصل القاطع في أمـر قضيـته المصيـرية هـذه ،  لأنه الوحيد صـاحب الحـق الذي سيقرر مصير منطقة الحكم الذاتي أو مكان وجـوده وارتباطه وكـل شـؤونه الأخـرى .  .

     وكمـا قلنا مراراً وتكراراً بأن مشروع الحكم الذاتي الذي نطالب به مع شـعبنا ،  لا يقتصر على منطقة سهل نينوى وإنما يشـمل أيضـا  مناطق شعبنا التاريخية التي يقطنها  في الوقت الراهن , مرتبطة مع بعضها البعض في سهل نينوى ومحافظة دهوك التي يشكل فيها ابناء شعبنا الغالبيـة السـكانيـة  , وهـذا الموضوع المهم كان من ابرز النقاط التي حملتها وثيقة دهوك التاريخية  التي أعلـنها المجلس الشـعبي الكلداني السـرياني الآشـوري في مسـيراته الجماهيريـة التي أكـدت إرادتـه على المـلأ  ،  بل حتى الدعوات التي صدرت من بعض ممثلي شعبنا في مجلس النواب العراقي  والتي طالبت بمقاطعة انتخابات مجالس المحافظات بعد قرار مجلس النواب المجحف قد تدخل ضمن هذه المخططات  . .  لـذا يسـتوجب علينا في حقيقة الامرأن نتأمل قليلآ في هذه الدعوات والجهة التي صدرت عنها ونغوص في تفاصيل نظام الكوتا (التمثيل النسبي) لنجد بأنه وإن كان عدد المقاعد المخصصة لكل محافظة مقعدا واحدا فأن علينا ان نتوخى الحذر إزاء اي قرار ستتخذه الكتل السياسية التي ستشارك في  انتخابات مجالس المحافظات القادمة. .

      وينبغي ان نعرف بان الذي سيشغل هذا المقعد سيكون حينها ( بالمنظور العـام )  ممثلا حقيقيـا لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري في مجلس المحافظة التي انتخب فيها ,  وهـو الذي سـيبـت بكل شيء يتعلق بشعبنا من خلال تحويله مباشـرة إلى ذلك الشـخص ( الممثـل ) ليعطي رأيه الأخير بخصوصه ، حيـث المهم أنه سيمثل شعبنا من وجهة  النظر القانونية والرسـمية  ولا يحق لأي طرف أيّـا كان ان يتدخل في شؤوننا الداخلية ،  ناهيك عن ان ذلك الممثل قد تكون لـه صلاحياته بمثابة امتلاكه حق النقض (فيتو) حول كل ما يتعلق بشعبنا في حدود إدارة المحافظة التي يمثلها .  .  ولـذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو : أليس لهذا الموضوع الخطير ارتباطا وثيقا بالدعوات التي صدرت عن الذين يقفون بالضد من مشروع الحكم الذاتي لشعبنا بأعلانهم مقاطعة الانتخابات ودعوتهم للجميع بتـلبية هذه الدعوة   ؟ لأن كل شـئ محتـمل في هـذه الأيام ، ولـذا   حين ندرك تماماً بأن اشخاصا عديدين مرتبطين باجندات معادية لشعبنا قد يحاولون الوصول الى هذا المنصب لغايات اخرى ومرامـي هي في جعبـتهم  ، أو لربما بأن الذين يدعـون إلى المقاطعة قـد لا يقدمون على ذلك , مـا يمكـن اعتبار هذه الحالة جزءا لا يتجزء من المؤامرة الخطيرة التي باتت تنجـلي معالمها بوضوح اكثر يوماً بعد آخر؟ ولكنـها في كل الأحوال هشـة وشـعبنـا أقـوى وأصـلب منـها بكثـيـر وكثيـر .

    علمـا أن المقصـود بهـذا ليس أولئك الكتاب الخيـرين الذين دعـوا إلى مقاطعة إنتخابات مجالس المحافظات  نتيجـة الغضب والإنفعـال الشـديد لديـهم  الذي سـببه السـخط على الظلم العنصري من الحاقدين على شـعبنا في مجلس النواب  . . فشـتان بيـن قصـد هؤلاء الكتاب النجباء ومخططات أولئك المرائـين الذين يظهرون خلاف مـا في باطنـهم  مـن غِـل وحقـد كامـن .

   وكل من يتابع مواقع شعبنا الالكترونية ووسائل الاعلام العالمية المختلفة سواء كانت المرئية  أوالمسموعة او المقروءة ، سيلاحظ بأن قسـما من الاخوة الذيـن لايلائمهم الحكم الذاتي أو لايريدون التفاهـم الموضوعي في شـأن أسـسه وأطـر تحقيـقه وضرورتـه المسـتقبلية لصيانة وجود شـعبنا في أرضـه التأريخية ودياره التي يعتـز بـها ، قـد  سـلكوا سـبيل  التصعيد من وتيرة تهجمهم الاعمى على مشروع الحكم الذاتي والسـاعين إلى  تحقيـقه  باستخدام اساليب مسيئة ومهينة مبتعدين كل البعد عن اصول التنافس السياسي وحرية الرأي ، وهـم  بهذا الأسلوب الغير حضاري قد نشـروا القضـايا  الخاصـة  لبيتنا الكبير إلى كل شعوب العالم وألحقـوا الإهانة  بشعبهم  وقضيته القومية بوقوفـهم  علناً ضد تطلعات شعبهم وحقوقهِ القومية  امام عدسات كاميرات الفضائيات الاجنبية والعربية واقلام وكالات الانباء العالمية المختلفة ، حتى وصل الامر بهؤلاء الاخوة إلى درجة لم يعد يهمهم شيئا في هذا الوطن لطالما باتت فكرة الحكم الذاتي موجودة فعلياً على ارض الوطن   .  .

     لذلك فان الدور القومي والسياسي لهؤلاء الأخـوة في الوقت الراهن بات مقتصرا على مراقبة الوضع العراقي عن كثب منتظرين بفارغ الصبر لموقف معين او تصريح خاص لأيّـاً كان ،  المهم عنـدهم ان يكون مضادا لمشروع الحكم الذاتي من أجـل أن يستغلوه كذريعة لهم في حملتهم المستمرة ضد هذا المشروع القومي  ، بل حتى الاحداث المأساوية في مدينة الموصل ،  فان هؤلاء الاخوة قد دخلوا في هذا الموضوع من خلال هذه الزاوية الضيقة مستغلين مواقع حلفائهم القوميين القدامى والجدد ليبرموا معهم اتفاقات سرية ويزودونهم بمعلومات ملفقة وبعيدة عن الواقع لزيادة تأجيج مشاعرهم العنصرية والقومية البائسـة  والإدلاء  بتصريحات جارحة تطعن شعبنا وتطلعاته القومية بالصميم ، ثـمّ  يستغلون هذه التصريحات كوقود لماكنتهم الدعائية  في محاولـة  زرع الخوف والهلع في نفوس مئات الآلاف من أبناء شعبنا المؤيدين والمطالبين بمشروع الحكم الذاتي سواء كانوا في الوطن او في المهجر، ظنّـاً منهم أنـهم  قد يتمكنون من خلال هذا الحلف الجديد الخاسر مسبقاً ان يؤثروا على رأي الشارع الكلداني السرياني الآشوري الذي كان واضحاً كوضوح الشمس في مسيرة دهوك الكبرى ،  فهذه اللعبة الجديدة ستكون الأخيرة  لأنـها لـن تنطلـي على شـعبنا الواعي لمـا يحيـط بـه ، وسيخسر اللاعبون القدامى هذه المرة أيضا كما خسـروا في السابق في لعباتهم المبنية على الحقد والكراهية وشـرور شـق الصفوف  .

   وإزاء مـا اتضـح  ، نستطيع القول ايضا بأنه حتى التهم المبيـتة  التي وجهت إلى الاخوة الكرد حيال الجرائم التي اقترفت بحق شعبنا في مدينة الموصل  ،  صدرت من اشـخاص  ينتمون الى هذا الحلف الجديد السـئ الصيـت ، ولكن مما لا شك فيه أن هؤلاء الاخوة قد اخطأوا في حساباتهم مرة أخرى   ،  لأن الوضع هذه المرة يختلف تماماً  ،  فان الذي يدفع ثمن هذه الاخطاء ليس ابناء شعبنا كما في كل مرة بل هم انفسهم يتحملون مسؤولية اخطائهم الجديدة ، لان القيادة السياسية في اقليم كوردستان العراق لم تعد تتعامل مع شعبنا من خلال فصيل واحد ، فقـد ولّـى زمن الممثل الوحيد والشرعي لشعبنا  وإلى الابد , لذا فان شعبنا لا يتحمل اخطاء ايّـاً كان ، فأصـبح  كل من يرتكب خطأ فهو وحـده  الذي سيجني آثاره السلبية . . وكان الأجدر بهؤلاء المتمرسين في العملية السياسية لعقود من الزمن أن ينتظروا نتائج التحقيق التي ستعلنها  اللجنة الوزارية المكلفة من قبل دولة رئيس وزراء العراقي قبل إدلائهم باي تصريحات وثـم نفيها لمرات متكررة  ،   لأن ما فعلوه الآن قبل نتائج التحقيق يدخل في باب الكراهية السياسية .

    وليعلم هؤلاء الاخوة بأن مشروع الحكم الذاتي بات  مطلباً جماهيرياً وهـدفا ملحاً من العسـير عليهم محاولة طمسه او محوه من قلوب وضمائرشعبنا او زرع الخوف في نفوس الجماهير التي تسانده وتطالب به ،  ومن يحاول تسويق هذه الافكار إلى ابناء شعبنا سيكون اكثر انعزالاً لدى جماهير شعبنا الذي اختار قراره بملئ إرادته القوية ,  وان المسيرات الجماهيرية التي طافت شوارع سهل نينوى  وقادها المجلس الشعبي قد ايقظت الرأي العام العالمي تجاه قضايا شعبنا المصيرية وكانت بحد ذاتها ضغطا فعليا على الكتل السياسية الحقيقية كي تفكر بجدية بان شعبنا مازال متواجدا على ارض ابائه واجداده وأنه مصرّ على نيـل  جميع حقوقه القومية ، كما إن مسيرة دهوك الكبرى والحشود الجماهيرية الغفيـرة  التي قدرت بأكثر من (20000) شخص هزت مشاعر واحاسيس الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي ودفعته للتفكير، من جانبـه ايضا جدياًً بحقوق هذا الشعب المسالم الذي ذاق انواع المآسي والمظالم على ايدي كـل الانظمة العراقية التي تعاقبـت على سدة الحكم منذ يوم تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ولحد يومنا هذا .

      إن ثقة شـعبنا وتكاتفه مع المجلس الشـعبي ، اصبحت اقوى بكثير من السابق وخصوصاً بعدما رفع المجلس  رزمة من مطاليب شعبنا القومية إلى القيادات العليا في الحكومتين العراقية واقليم كوردستان ومن ضمنها موضوع التجاوزات على قرى ابناء شعبنا ، وإن مطالبة المجلس الشعبي من رئاسة الحكومة العراقية بتخصيص ميزانية خاصة لرفع التجاوزات الحاصلة على المدن والقصبات والقرى التابعة لابناء شعبنا, كانت خطوة تاريخية وقد دخلت صفحات تاريخ شعبنا المعاصر, ومنذ يوم تأسيسه باشر المجلس الشعبي جاهداً في سبيل إعادة هذا الحق لاصحابه الشرعيين ومن دون إثـارة  هـذا الموضوع عبـر وسائل الإعلام العالمية المختلفة ، وبخطوات حكيمة اعـادت  فعليا عـددا من القرى المتجاوز عليها لاصحابها الشرعيين ومنها في قروله وفيشخابور وأقرت رفع التجاوز الحاصـل على قـرى أخـرى  والتي سـتتم  عملية إعادتها الى سكانها الاصليين في غضون الايام القادمة  ،  ويسعى  المجلس  كذلك مـن أجـل  حل المشكلة ذاتها في مناطق اكثر تعقـيداً بطرق سـلمية وبحكمة .

jhonson_syawesh@hotmail.com


10
لحظات جميلة وفريدة من نوعها بصحبة الفنان الكبير ايوان اغاسي



جونسون سياويش ايو
Jhonson_syawesh@hotmail.com

   قبل أيام قليلة وأنا أقود السيارة- مغادراً مدينة دهوك إلى مدينة اربيل، فسلكت لوحدي طريق بعشيقة- برطلة. حين وصلت إلى مفرق القوش- باعدري وفي طريقي إلى مفرقي عين سفني وبعشيقة إذ بفكري يشرد برهة وأنا انظر إلى السهول والاراضي المنبسطة يتخللها أحيانا هضاب وتلال توازي طرفي الطريق  الذي يقطع قلب سهل نينوى ويمر بمساحات واسعة من الآراضي الخصبة،  أترنم على أنغام وأغاني الفنان الكبير  ايوان اغاسي. وقلت في نفسي لو تحقق مشروع الحكم الذاتي الذي نسعى إليه في مناطق تواجدنا التاريخية، ومن ضمنها هذه المساحات الشاسعة التي اقطعها وانا في طريقي إلى اربيل ومناطق أخرى. حينها ستعود لشعبنا الهيبة والمكانة اللائقة وكينونته التي فقدها منذ آلاف السنين. عندها سيعيش أبناء شعبنا مرفوعي الرأس في العراق الجديد، حالهم حال جميع مكونات الشعب العراقي الآخرى، وسيكون لهم كيان قانوني معترف به وطنياً، وسيحظى باهتمام دولي كبير، وتكون له ميزانية خاصة ومنح ومساعدات دولية...الخ.
   وأنا في طريقي حيث الجو جميل وهادئ والطريق غير مزدحم بالسيارات، دفعني المطرب القدير ايوان اغاسي لأعيش لحظات فريدة لم اشهدها طراً بأغانيه القومية الحماسية وانا لوحدي، غمرني إحساس منعش ودافئ وكأنني بالفعل دخلت منطقة الحكم الذاتي، وأنا أنظر إلى هذه السهول  المنبسطة وكانها في خيالي معمرة بآلاف من العمارات والشقق السكنية والمدارس والجامعات والمعاهد المتنوعة، والمقرات لأحزابنا السياسية والمراكز التجارية والاسواق الضخمة والمساكن العصرية الجميلة والمؤسسات الرياضية والثقافية، مزخرفة بالألواح  والنقوش الآشورية والبابلية، وكنائس ومزارات ضخمة وملاعب دولية لكرة القدم والالعاب الرياضية الاخرى المختلفة والغابات الجميلة والحدائق والمتنزهات الترفيهية ومراكز الشرطة والأمن الداخلي، والمصانع والمشاريع الانتاجية الضخمة، والآلاف من أبناء شعبنا منتشرين هنا وهناك، المئات منهم يدخلون محطات الميترو عبر الانفاق ومئات آخرين يمرون من أمامي وهم جالسون في قطارات متوجهين نحو العاصمة بغداد وعواصم الأقاليم العراقية والدول الأخرى. وأنا أنظر من حولي من هنا وهناك لأجد طائرات تهبط وتعلو فوق مدارج المطار، اقترب منها لأجد قطعة كبيرة وعليها سهم يؤشر إلى طريق المطار الدولي. وأطلقت العنان لخيالي ليرى أبراج عالية لقناة عشتار الفضائية ولفضائيات أخرى تابعة لشعبنا. ومع وصولي إلى مناطق جديدة وأنا أنظر إلى مساحات أخرى فيها بنايتي البرلمان  ومجلس الوزراء يرفف عليهما علمنا القومي وبنايات أخرى لوزارات الحكم الذاتي المختلفة.
   وانا في طريقي إلى اربيل ومازال ايوان اغاسي يدفعني باستمرار في ظل هذه اللحظات الجميلة في غمرة من الأمل والسعادة وأنا اتجول بكل حرية في منطقة نحكمها بأنفسنا. وبالصدفة قمت بتبديل (CD) بآخر من دون أن انظر لمحتواه لاصطدم بأغنية حماسية آخرى لأيوان آغاسي يقول فيها (يا خيلواتي طوري ملكي طباري هلون ارئاتن قاتن مرمخلة ئاتن....)، وهذه الكلمات الجميلة ارجعتني من جديد إلى الواقع القائم المؤلم الذي نعيشه عندما وقع مسمعي جملة من ايوان اغاسي وهو يطالب الدول العظمى وملوكها ورؤسائها أن يعيدوا الينا أراضينا لنرفع عليها علمنا القومي. حينها وأنا أنظر إلى هذه المناطق الخالية وعيوني مملوئة بالدموع...
   وسألت نفسي يا رب لماذا يحاول البعض أن يضيع علينا هذه الفرصة الثمينة التي سنحت لنا؟. ويبعدوننا من أن نحقق لانفسنا هذا الحق المشروع. لماذا هذا الإصرار؟ لماذا يقف طموحنا عند حدٍ معين ولا يستمر مع عجلة الزمن ؟ هل هذا الكرسي اليتيم المهمش الذي يعتبرونه انجاز قومي هو اثمن من أن يكون لنا مئات الكراسي في برلمان خاص وعشرات المقاعد في مجلس الوزراء الخاص بنا وعشرات الحقائب الوزارية. حينها نظرت من جديد حولي وشاهدت كل هذه المساحات الخالية وقلت لنفسي أيهما احسن أن توزع هذه المساحات على ابناء شعبنا والشعوب المتآخية معنا بقرارات صادرة من حكومتنا المحلية أو توزع على الشعوب الآخرى التي باتت تزحف نحو هذه المناطق بكثافة يومياً بقرارات مفروضة علينا. قلت لنفسي اللوم لا يعود لهؤلاء بل إلى بعض من أبناء شعبنا الذين يقدمون الدعم والاسناد للذين يحاولون ليلاً ونهاراً تحطيم آمال وأماني هذا الشعب ليبقى على ما هو عليه الآن، مهمش ومهمل في كل المعادلات السياسية التي تجري في بغداد  وعواصم عديدة من دول العالم لبناء عراق جديد نكون فيه كما نحن الآن منقسمين على انفسنا وضعفاء وآلة بأيدي القوى والتكتلات الكبرى  التي تحكم العراق الآن وفي المستقبل أيضاً.

11
المنبر الحر / الفرصة الأخيرة
« في: 21:35 02/06/2008  »
الفرصة الأخيرة


جونسون سياويش ايو
Jhonson_syawesh@hotmail.com
      
   لم يعد خافياً على أحد،  أن كل ما يجري على صعيد ساحتنا القومية من المستجدات السياسية  الجديدة في غاية الأهمية. والكل بات يدرك تماماً بأن تحركات البعض سواءً كانت علنية أو من وراء الستار، والتي تقف بالضد من مشروع الحكم الذاتي الذي أعلنه رابي سركيس آغاجان وتبناه فيما بعد المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري المنبثق عن مؤتمرعنكاوا الشعبي وكذلك الأحزاب السبعة المتمثلة في المجلس في الوطن وعدد من احزابنا ومؤسساتنا القومية في المهجر. المعارضون لهذا المشروع يبررون موقفهم بحجج واهية ووهمية بعيدة عن الواقع. ومدى تأثير مثل تلك الحجج على جماهير شعبنا إلا إنها في المحصلة النهائية ليست إلا عرقلة للمسيرة النضالية الجديدة التي بدأت في الوطن بعد أن رفعت من سقف مطالب شعبنا من الإدارة المحلية إلى الحكم الذاتي. إن طروحات وآراء المعارضين للحكم الذاتي باتت متخبطة ومثيرة للجدل: فأحياناً يدعون بأن الحكم الذاتي هو مشروع عنصري وطائفي يهدف إلى تمزيق وحدة وسلامة الأراضي العراقية وأحيان اخرى يقولون بأن هذا المشروع هو مخطط كردي الهدف من ورائه توسيع الرقعة الجغرافية لإقليم كوردستان العراق، وآخر  تصريحاتهم كانت بأنه مخطط من خارج العراق، أي مخطط أجنبي. فكل هذه الحجج المتناقضة مع بعضها البعض جعلت من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري سواء كان في الوطن أو في المهجر أن يشكك في نوايا هؤلاء الذين بات همم الوحيد العمل على إفشال هذا المشروع القومي. وإن اصر هؤلاء المعارضين على مواقفهم  المتصلبة تجاه هذا المشروع القومي دون أن يقدموا مشاريع بديلة له، فلربما يذهب تفكير البعض من أبناء شعبنا إلى أبعد التصورات ويشكك في نواياهم خصوصاً وإن المنطقة تشهد تحركات مكثفة من جهات متطرفة قومياً ودينياً ومن بعض الدول المجاورة التي تتدخل بشكل مباشر في شؤون العراق الداخلية لتوسع نفوذها في مناطق متفرقة من العراق ومن ضمنها مناطق تواجدنا التاريخية. فأن كان مشروع الحكم الذاتي الذي نطالب به هو تطبيق لإجندة كردية كما يدعون، فليطالبوا إذا بكل جرئة وشجاعة حكم ذاتي مرتبط بالحكومة الاتحادية بدلاً من أن يطلقوا تصريحات مفادها  التلاعب بعواطف وأحاسيس شعبنا وزرع الخوف في نفوسهم.
   ولكن كل هذا الكلام ليس مهماً وما يهمنا في الوقت الراهن هو فيما لو لم يتحقق هذا المشروع القومي أو بالأحرى فيما لو فشل هذا المشروع وخصوصاً بعد أن أصبح مشروعاً جماهيرياً ينادي به جماهير شعبنا في الوطن والمهجر لا سامح الله. ماذا سيكون رد هؤلاء  الذين تحركوا ليلاً  ونهاراً ضد هذا المشروع ؟  كيف سيكون موقفهم أمام مئات الآلاف من أبناء شعبنا الذين ينادوا بهذا المشروع ؟ كيف سيواجهون تاريخ شعبنا المعاصر؟ لماذا لا نفكر قليلاً بالمساحات الشاسعة للأراضي التي كنا نملكها أبان فترة الأمبراطوريتين الآشورية والبابلية ونسأل انفسنا أين هي الآن؟ ومن الذي يسكنها في الوقت الراهن ؟ وما هو مصيرها الآن ؟
   وهل بأمكان مطالبتها أو استعادتها من جديد؟  والآن ما تبقى لنا من الأراضي في الوقت الراهن هي  المناطق التاريخية التي مازال شعبنا يقطنها في الوقت الراهن و التي ترتبط مع بعضها البعض جغرافياً وديموغرافياً  والتي تقع في منطقتي سهل نينوى وجزء من محافظة دهوك. وإن هذه المنطقة في ظل الظروف السياسية الغير مستقرة التي يشهدها الوطن في الوقت الراهن مازلنا نلاحظ حدوث تغييرات ديموغرافية بشكل غير اعتيادي في بعض هذه المناطق وتحديداً في منطقة سهل نينوى، وهذا التغيير مستمر يومياً بحيث لو ابعدت إدارة هذه المنطقة عن مؤسسات شعبنا مباشرة وأقصد بمؤسسات الحكم الذاتي خلال السنوات القليلة الآخرى فأن هذه المنطقة ستتغير معالمها الديموغرافية بشكل كبير وخصوصاً وإن هناك تحركات مبرمجة ومخطط لها مسبقاً لتوزيع أراضي سكنية لقوميات وطوائف أخرى. وإن قرار توزيع (4000) قطعة سكنية في سهل نينوى مازال سارياً رغم تجميده. فإذا ما فشل مشروع الحكم الذاتي ووزعت هذه الأراضي السكنية على أبناء الطوائف الأخرى التي باتت تزحف بشكل غير اعتيادي على هذه المناطق ووزعت أراضي آخرى في مناطق آخرى متفرقة في سهل نينوى حينها لا منصب المحافظ ولا القائممقام ولا مدير الناحية ولا مدير أي دائرة  حكومية سيكون من نصيب شعبنا، وان مصير منطقة سهل نينوى سيكون كمصير بابل واور ونينوى، حينها ماذا سيكون موقف هؤلاء الذين كانوا وراء إفشال مشروع الحكم الذاتي أمام جماهير شعبنا.
    في حقيقة الأمر بات عراق اليوم يشهد تنافساً حاداً بين القوميات  والطوائف الكبيرة أما القوميات الصغيرة التي تناثر أبناؤها هنا وهناك لن يبقى لها أي وجود فعلي وحقيقي لا في مؤسسات الدولة الرسمية ولا في أي معادلة سياسية تجري في العراق مستقبلاً، ولا التغييرات التي نطالب بها في الدستورين العراقي والكوردستاني ستنفذ بصورة فعلية فيما لو فشل مشروع الحكم الذاتي. ان هؤلاء الذين باتت أصواتهم غير مسموعة سيكون حينها دورهم مهمشاً كما كان في مجلس النواب العراقي وفي برلمان كوردستان عندما قسم شعبنا إلى قوميتين (الآشورية و الكلدانية).
    اذا أنظروا قليلاً إلى الوراء وتذكروا أنفسكم كيف كنتم في التسعينيات من القرن الماضي وأين أنتم الآن وأين ستكونون في المستقبل ؟ فهذه هي فرصتنا الوحيدة المتبقية وليس أمامنا المجال الكافي لنؤجل هذا الموضوع المهم لأشهر ولسنوات طويلة ونُدخِل انفسنا في صراعات بيزنطية لا تخدم قضيتنا القومية، فلنوحد ولو لمرة واحدة خطابنا القومي والسياسي. ولتكن خطواتكم تجاه مشروع الحكم الذاتي بالصيغة التي تقررونها بدلاً من أن تحاربوا هذا المشروع القومي.
   مرة أخرى أناشدكم بأن تنضموا إلى صف جماهير شعبنا التي تطالب بالحكم الذاتي لانها في الحقيقة فرصتنا الذهبية الأخيرة وإن ضياعها معناه التحطيم النفسي  والمعنوي لشعبنا وإنهاء دوره الفعلي من الوجود الحقيقي وسيكون مصيره كمصير سائر المسيحيين في دول المشرق. فأن قرارنا بأيدينا إما أن نقر بأن نكون شركاء في الوطن أو ضيوف فيه فأي شعب فقد أراضيه سيفقد عبر الزمن وجوده وهويته القومية أيضاً، حينها فأن المسؤولية التاريخية ستقع على عاتق هؤلاء اللذين كانوا وراء فشل الحكم الذاتي. وعلى الرغم من هذه المخاوف إلا إن أملنا كبير بأن هذا الحلم بات أقرب كثيراً إلى التحقيق، أكثر من أي وقت آخر، وكلما وحدنا جهودنا كلما زاد نفوذنا وزادت قوتنا وأصبح مستقبلنا أكثر ضماناً.

12
    ((رد على تصريحات السيد يونادم كنا))


جونسون سياوش

منذ اطلاعي على التصريح الذي صدر عن رابي سركيس اغا جان من خلال موقع (عنكاوا كوم) بخصوص تثبيت حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الدستور العراقي وانا انتظر الرد الذي سيصدرمن السيد يونادم كنا لانني كنت متاكدا من رده السريع لكوني اعرف تماما انطباعاته واعرف الاساليب التي يستخدمها ليدافع عن اخطائه ولابراز قوته ولاظهار نفسه كبطل قومي من دون اي منافس وخصوصا عندما تنكشف قدراته الحقيقية وبالمقابل تظهر قدرات فائقة لمناضل اخر لم يضع نفسه يوما منافسا لاحد ولكن خدماته الجليلة ومواقفه القومية ونضاله الدوؤب تجذب اليه انظار جماهير شعبنا في الوطن والمهجر .

 و بحكم امتلاكي للمعلومات الكافية  بخصوص اعمال لجنة مراجعة الدستور  والتي خصصت اربعة اضابير خاصة لجمع كل المقترحات والتوصيات التي تقدمها اليها اعضاء والكتل البرلمانية والاطراف السياسية بغية جمعها واتخاذها كمرجع لتعديل وصياغة مشروع الدستور العراقي الدائم ، لذا اسمح لنفسي بان ارد على تصريحات التي صدرت عن السيد يونادم يوسف كنا من خلال موقع (نركال كيت) والمتعلقة بحقوق شعبنا المقدمة لهذه اللجنة .

    ومع اقتراب الساعات الاخيرة على الموعد النهائي الذي حددته لجنة صياغة الدستور فان رابي سركيس اغا جان كما في كل مرة قد وصل ومعه مقترحات وتوصيات كمطاليب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ليقدمها رسميا الى اللجنة المذكورة كأول طرف يمثل شعبنا يتصل بهذه اللجنة لتضاف لائحته رسميا الى الاضابير الاربعة المخصصة لهذا الغرض والتي كانت لحد هذه اللحظة خالية تماما من اي مطاليب وتوصيات ومقترحات تتعلق بحقوق شعبنا القومية ، لذلك فيما لو لم يكن رابي سركيس اغا جان قد وصل في الوقت المحدد لكان موضوع شق صفنا القومي قد تم امراره بكل سهولة دون اي معارض وهذا ما يؤكده السيد يونادم كنا نفسه من خلال تصريحاته حين يقول ( قد لايكون هذا كل ما نريده من الديباجة لكن اشكال التسمية الغير الموحدة جعلنا نكتفي بهذا القدر ، فعندما يذكر العرب والكرد والتركمان كان من المفروض ان يذكر اسمنا القومي فليس من المنطق ان تذكر ثلاث تسميات لثلاث قوميات مقابل ثلاث تسميات لابناء شعبنا ) اي ما يقصده السيد يونادم بقوله هذا هو ان شعبنا لايمتلك لحد الان تسمية موحدة فمن الافضل له ان يتم تقسيمه كما هو الوارد الان في مسودة الدستور اي ( الكلداني والاشوري ) من دون اي تغير ، في حين ان الحركة الديمقراطية الاشورية نفسها تستخدم في ادبياتها الحزبية تسمية مركبة وليست تسمية موحدة واحدة الاوهي كلدواشوري السرياني وهذا تاكيد يرجعنا من جديد الى الاتفاق الذي تم بين السيدين عبدالاحد افرام المعروف بتطرفه كلدانيا ويونادم كنا والمعروف بتطرفه اشوريا ودليل على ذلك بقاء اسم الحركة التي يتراسها لحد الان باسم الحركة الديمقراطية الاشورية وليست كلدو اشورية السريانية التسمية التي يتعاملون بها رسميا ، ذلك الاتفاق الذي اشار اليه السيد جميل روفائيل من خلال مكالمته الهاتفية التي اجراها مع السيد يونادم  والتي تم نشرها في موقع عنكاوا كوم واكد ذلك الشي ايضا في احدى مقالاته التي جائت بعنوان( سؤال الى يونادم كنا ينتظر توضيحا ) والتي نشرت ايضا في عنكاوا كوم والسؤال هو ( حدثني مصدر مطلع موثوق لدي شخصيا اثناء وجودي في العراق في اذار الماضي بحصول اتفاق بين السيدين يونادم كنا – عضو لجنة تعديل الدستور العراقي و عبد الاحد افرام – عضو مراقب في اللجنة بعدم اثارة اي طلب لدى اللجنة لاجراء التعديل بما ورد بخصوص المجال القومي لشعبنا في الدستور العراقي(, الكلدان والاشورين ,) في المادة الدستورية الخاصة بذلك) اي ان صيغة الاتفاق بين السيدين تقضي لابقاء التسمية المجزئة لشعبنا على حالها ( الكلداني و الاشوري) دون اي تغير.

     والشي الاخر الاكثر استغرابا هو عندما يقول السيد يونادم في احدى فقراته(ولكني اتفق مع ما ذهب اليه في تصريحه (اي تصريح رابي سركيس) بانه يوجد تراجع حول مسالة دارت في الحلقة المصغرة المكونة من خمس اعضاء من ممثلي الكتل السياسية، ولم يعرض على لجنة تعديل الدستور الكاملة وحال عرضه فنحن سنرفضه بقوة ) في حين يعلم تماما بان لجنة مراجعة الدستور قد انهت اعمالها وقدمت مشروع المعدل الكامل الى رئيس البرلمان العراقي فهل من الحكمة ان يستخدم  سكرتير فصيل سياسي لغة الارقام عندما يقول الحلقة المصغرة والمكونة من خمسة اعضاء من ممثلي الكتل السياسية وهو يعلم جيدا بان كل عضو يمثل كتلة برلمانية معينة وكل كتلة تمتلك عشرات الاعضاء في البرلمان وخصوصا ان خمسة اعضاء يمثلون الغالبية العظمى في البرلمان العراقي فهؤلاء هم الذين عدلوا الدستور العراقي وقدموه الى  رئيس البرلمان و( السيد كنا لايدري بشي ) .

     وفي فقرة اخرى يقول (ما ذكر في موقع عنكاوا لم يكن دقيقا، وعلى ما يبدو ان السيد سركيس اعتمد على احد اعضاء اللجنة والذي يمثل الاخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني) بهذا القول فان السيد يونادم يبرر لنفسه بان يبتعد عن الغلطة التأريخية التي اقترفها وخصوصا سكوته وعدم تحركه ازاء موضوع وحدة شعبنا الذي اصبح اليوم يمثل له( الخط الاحمر) فليس بمقدور احد كان ان يتجاوز هذا الخط لان شعبنا من اقصى الى اقصاه سوف يتصدى له وبكل ما يملك من الوسائل للدفاع عن وجوده القومي ، وان الزيارة المفاجئة التي قام بها السيد كنا الى اعضاء لجنة صياغة الدستور بعد تصريحات رابي سركيس اغا جان مباشرة وكان يلمح اليهم بالرد القاسي على تصريحات رابي سركيس ولكن اعضاء اللجنة قد اكدوا له بان رده لن يجدي نفعا لان الطرف الوحيد الذي التقى بنا وقدم مقترحاته وتوصياته هو السيد سركيس اغا جان وقالو له حرفيا باننا سوف نتعامل رسميا فقط مع هذه التوصيات والمقترحات الموجودة في اضابيرنا الاربعة وان اي تغير يخص شعبكم سيتم من خلالها لاننا بدأنا بدراستها فعليا وسنتاخذ اجرائاتنا بخصوصها قريبا .

وانني امتلك معلومات موثوقة ودقيقة بان رابي سركيس لم يعتمد على عضو واحد الذي حدده السيد يونادم ممثل عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني بل ان مناقشاته واتصالاته ومعلوماته الدقيقة قد تمت مع جميع اعضاء هذه اللجنة بعد ان اجتمع معهم وانني امتلك معلومات بان  رابي سركيس قد التقط صورا مع بعض اعضاء الكتل الاربعة الاخرى الغير الكردية مباشرة بعد انتهاء مناقشاتهم .

    فالسؤال الذي اعتبره في غاية الاهمية هو لماذا لم يتعارض السيد يونادم كنا على المشروع الذي قدمته لجنة صياغة الدستور قبل ان تكتمل المدة التي حددتها اللجنة المذكورة لتقديم المقترحات والتوصيات لاعادة صياغة الدستور العراقي والتي كانت لغاية نهاية يوم 22/5/2007 فاذن لماذا لم يعترض السيد يونادم الا بعدما قدم رابي سركيس مقترحاته وتوصياته الى اللجنة؟

     وعنما يقول السيد كنا (وقد قدمنا هذه التعديلات الى رئاسة لجنة التعديلات الدستورية وتم قبولها ) وبهذا القول يحاول السيد يونادم هنا ايضا ان يقتبس مكتسبات رابي سركيس لنفسه لانه بالاصل لم يقدم اي تعديلات او توصيات لا هو ولا غيره الى اللجنة المذكورة , اذن كيف سمح لنفسه بان ياخذ جهد غيره؟

    وعندما ياتي ويتطرق الى موضوع اخر الا وهو الحكم الذاتي ويقول (فالتصريح يشير مرة اخرى للحكم الذاتي للكلدان السريان الاشوريين فهو بهذا يخرج عن السياقات القانونية فاعتماد الحقوق في المنطقة على اساس العرق والدين سيؤدي الى تمزيق وحدة الشعب العراقي الساكن في تلك المناطق )

فهنا ايضا اطرح سؤالا وجيها للسيد يونادم لماذا الشعوب العراقية الاخرى لها الشرعية القانونية بان تمتلك اقليم خاصة بها ولكن يحرم علينا هذا الحق وخصوصا وان الاقليم الموجود حاليا او الاقاليم المطروحة مستقبلا في العراق للكرد كانت او للعرب ام للسنة كانت ام للشيعة فهي جميعها مبنية اما على اساس عرقي او ديني وفي داخل حدود كل هذه الاقاليم يوجد خليط من مختلف القوميات والاديان الاخرى فهي لم تؤدي الى تمزيق وحدة الشعب العراقي فاذن لماذا عندما نطالب بالحكم الذاتي وليس باقليم فدرالي نتهم انفسنا بالعنصرية في حين الشعوب العراقية الاخرى تحاول كسب الوقت لتوسع حدود اقاليمها جغرافيا. فان الشعوب المتاخية معنا في مناطقنا التاريخية ستكون حالها حال الشعوب الاخرى الموجودة في الاقاليم الاخرى متمتعة بكامل حقوقها وواجباتها وخير مثال على ذلك حقوق شعبنا في اقليم كوردستان .وسؤالي الاخير فهل يجوز ان اتهمكم انتم في قيادة الحركة الديمقرطية الاشورية بانكم لمجرد مشاركتكم في المؤوسسات الرسمية للفدرالية الكوردستانية قد اقدمتم على السير باتجاه العنصرية والتعصب القومي.........................؟؟؟؟؟؟؟؟

 

13

               
احزابنا السياسية بين تناقضات افكار الديموقراطية و الدكتاتورية
[/color]



جونسون سياوش

منذ ان انفردت الولايات المتحدة الامريكية بزعامة العالم على اثر انهيار الاتحاد السوفيتي وكتلتها الاشتراكية وهي تحاول نشر افكارها وادبياتها السياسية في شتى انحاء العالم و ابرز ما تحاول نشره هو نظامها الديمقراطي المبني على اساس الحكم الجماعي المتمثل بمشاركة الشعب في ادارة شؤون الدولة من خلال مؤسسات منتخبة التي يتم اختيار اعضاءها عن طريق الصناديق الانتخابية . ولكن بعض الانظمة الدكتاتورية  التي ما زالت باقية في عالمنا اليوم تحاول هي الاخرى ان تنشر افكارها  من خلال نظامها الدكتاتوري المبني على اساس الحكم الفردي المتمثل بحصر جميع مؤسسات الدولة الرسمية بيد شخص واحد والذي يفرض ارادته بالقوة على شعبه وذلك باستخدام اساليب القمع و استبداد والعنف والسفك الدماء في سبيل بسط سيطرته الكاملة ونفوذه المطلق على سائر البلاد  .وبما ان النظام الديمقراطي اصبح اليوم اكثر تقبلا ويحترم بشكل واسع في اغلب بلدان العالم فان معظم الدول  الدكتاتورية تحاول دائما اضفاء صفة ديمقراطية على بلدانها وانظمتها وتحاول اظهار نفسها بمظهر الديمقراطية امام الشعوب العالم من خلال عمليات انتخابية شكلية وصورية او من خلال عمليات مبايعة شعب لرئيس الدولة .
وفي بعض البلدان يمكن ملاحظة كلا النهجيين اي الديمقراطي والدكتاتوري فيهما في ان واحد وذلك من خلال السياسات التناقضية التي تتبعها تياراتها السياسية . وهذا التناقض موجود ايضا لدى اغلب فصائلنا الكلدانية السريانية الاشورية التي تتبنى النهج الديمقراطي وتقبل بالتعددية الحزبية وتحترم المبادى العامة لحقوق الانسان وتقبل بافكار وانتقادات الاخرين وتقر ايضا بان كل ما يصدر عنها من قرارات ومواقف تكون باغلبية اعضاءها القيادية  وتتبنى مبدأ نبذ الطائفية ونزعة العشائرية والمصالح الشخصية والعائلية و.....الخ . وكل ذلك نراه موثق رسميا في نظامها الداخلي ومنهاجها السياسي و لكن ما يطبق على ارض الواقع او من خلف الكواليس او في اجتماعاتها التنظيمية عكس ذلك تماما . فان شعبنا لم يكن يعرف مفهوم العشائرية الا من خلال بعض فصائلنا السياسية ولم يكن يعرف مفهوم الطائفية والعنصرية الا من خلال افعال بعض احزابنا السياسية ولم يكن المصالح الذاتية والشخصية الا من خلال بعض قياداتنا السياسية ولم يكن يعلم الانانية والحقد والكراهية تجاه اخوانهم الاخرين الا من خلال اجتماعات تنظيمية لبعض احزابنا السياسية تلك الاحزاب المناضلة التي تاسست لتدافع عن حقوقنا القومية المغتصبة قد وقعت تحت سيطرة افكار شخص واحد الذي يقود حزبه منفردا كما يقود الدكتاتور نظاما دكتاتوريا ويستخدم اقرباءه والمقربين منه لتولي مناصب الدولة السيادية والحساسة ويستولون على واردات الدولة المالية  وهم ايضا يستخدمون اقاربهم والمقربين منهم لتسلم المناصب الحساسة في الحزب وكل من يعارض سياساتهم الدكتاتورية سوف يتهم بالخيانة العضمى و يحاربونه الى ان يضطر بان يترك صفوف حزبه او حركته ويتم فصله من الحزب ويملؤن اماكنهم الفارغة بأناس لا توجد في حساباتهم السياسية الا كلمة نعم و الطاعة العمياوية . والشئ الذي بات يقلقنا من هذه المقارنات هو ان مصير كل دكتاتور غالبا ما قاد بلاده نحو المأسي والخراب والدمار وكان سببا في اشعال الحروب والمنازعات والانشقاقات والخلافات نتيجة لاطماعه الشخصية ولاظهار نفسه كبطل قومي او زعيم تاريخي والامثلة على الهؤلاء كثيرة ولا نريد ان يكون مثالنا الدكتاتور العراق صدام حسين لاننا لا نحبذ ان نقارنه باي شخص ينتمي الى امتنا . ولعل خوفنا يزداد اكثر عندما يكون مصير امتنا و شعبنا بيد هؤلاء الرؤوساء الباقون على رأس حزبهم لسنوات او لعقود من الزمن او الى اخر ايام عمرهم ولو كان بمقدورهم ان يضيفوا في نظامهم الداخلي ما طبق في بعض الدول الدكتاتورية بخصوص الخلافة لحاولوا تهيئة ابنائهم او اشقائهم لتولي منصب سكرتير عام الحزب او الحركة ومن يعلم ربما قد فكروا بالموضوع بجدية او اخذوا استعداداتهم المستقبلية  . في كل مؤتمر الحزب او كونفراس الحزب يعين سكرتير السابق من جديد لمنصب السكرتير العام الحزب وعندما نوجه سؤالا الى احد قيادي الحزب سبب ذلك فان رده سيكون اما انه هو الاجدر واكثر قدرة على قيادة الحزب او ان اعضاء المؤتمر جميعهم وبتصفيق تم اختيارة لمنصب سكرتير الحزب او لم يكن له اي منافس . ونتيجة لهذا الاسلوب المتبع في اغلب فصائلنا السياسية فان عشرات الكوادر القيادية والتنظيمية يتركون صفوف احزابنا بعد حين واخر وان اغلبهم هم اكثر اشخاصا كفاءة وقدرة واخلاصا على قيادة الحزب ولتولي مناصب رفيعة داخل مؤسسات الدولة الرسمية .
بل حتى قراراتهم المصيرية و مواقفهم حيال بعض القضايا المهمة باتت من شأن الهؤلاء في حين نعرف بانه من احد الشروط الديمقراطية هو ان قرار الذي يصدر من اي جهة تؤمن بالنهج الديمقراطي ينبغي ان يكون قرارا جماعيا ويحظى بموافقة الاكثرية لكن  للاسف الشديد هذا الشرط لا يتوفر بتاتا في اغلب فصائلنا السياسية ولعل خطورة مثل هذه القرارات الفردية هي انها قد تغير مسار عملنا السياسي باتجاه خاطئ كما حدث في عقد تسعينات من القرن الماضي المنصرم وخصوصا مع اشتداد المنافسة الحزبية بين الفصيلين الكوردستانيين  pdk و puk تلك السياسة التي انحازت الى احد الاطراف قد اضرت بقضيتنا القومية كثيرا ومخلفات تلك السياسة ما زالت باقية ولحد يومنا هذا , بالاضافة الى عشرات القرارات الفردية الاخرى التي صدرت في السابق كانت سلبية تجاه قضيتنا القومية . وما نلاحظه اليوم من مواقف معارضة من قبل قلة من احزابنا السياسية  تجاه مشروع حكم الذاتي المزمع اقامته في سهل نينوى يصب في هذا الاتجاه ايضا .وهناك بعض الحالات السلبية الاخرى صدرت عن بعض احزابنا الا انني اكتفي بهذا القدر لانني اعتقد ان الشي الذي اردت ايصاله الى جماهير شعبنا قد وصل بالفعل من دون ان اتهم جميع احزابنا السياسية بهذة السلبيات والاحزاب التي قصدتها بالفعل اتهامي لهم كان موجها الى روؤسائهم فقط  لذلك اطلب الاعتذار من كل اعضاء هذه الفصائل لانني قد اسأت الى احزابهم في حين اعرف معاناة اغلبهم .
ونتيجة لهذه السلبيات فان العلاقات الصميمية التي كانت موجودة بين احزابنا السياسية و جماهير شعبنا قد قلت كثيرا وكادت ان تؤثر على موقع شعبنا لدى الشعوب العراقية الاخرى وعلى مستقبل وجودنا القومي وخصوصا في ظل الظروف المأساوية التي يمر بها شعبنا في اغلب المناطق العراقية ولكن هذا الفراغ الواسع والمؤثر قد عوض بفضل جهود رابي سركيس اغاجان و مؤسساتنا الدينية والقومية. ولكن هذا شي ليس حلا لانه في الواقع ينبغي ان تكون مشاركة احزابنا السياسية في قيادة شعبنا بفعالية كبيرة وهؤلاء القادة المقتدرون سيكونوا اكثر قوة وتاثيرا فيما لو وجدت الى جانبهم احزاب وتنظيمات قوية وفعالة وفي هذه الحالة سيخرج شعبنا منتصرا ويحقق مكاسب واحدة تلوا الاخرى ابتداءأ من مشروع الحكم الذاتي و انتهاءأ بمشاريع قومية اخرى في المستقبل . ولتحقيق هذة الغاية فان احزابنا التي ما زالت تمتلك المقومات اللازمة كي تستمر في نضالها كفصيل سياسي فعال ينبغي ان تعيد النظر الى هيكليتها الحزبية وفي نهجها السياسي وفي قراراتها المصيرية وان تستفيد من الطاقات الهائلة الموجودة داخل تنضيماتها الحزبية قبل ان تخسرها هي الاخرى . اما الاحزاب التي اضطر بان اسميها بالاحزاب الصغيرة عليها اما ان تنظم الى الاحزاب الاخرى اكبر منها حجما او ان تحل نفسها كي لا نخسر من جراء تحركاتها المشبوهه ومن بياناتها وخطاباتها وانتقاداتها  اكثر.  وان لم يتحقق هذيين الامرين فان مصداقية احزابنا في شارعنا الكلداني السرياني الاشوري يكون اكثر سوءا في الايام القادمة وهي بدورها ينبغي ان تقبل بالواقع الجديد وان لا تلوم و تنتقد و توجه اتهامات مغرضة للذين يقدمون خدمات جليلة لقضيتنا القومية  ويكافحوا في سبيل ايصال قضيتنا القومية الى بر الامان بمساندة جماهير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري .[/b][/font][/size]

14
                             
اهم احداث شعبنا في عام 2006
[/color]


جونسون سياوش

     لم يبقى امامنا الا ايام قليلة لنودع عام ميلادي اخر (2006) و نحتفل بقدوم عام جديد (2007) لتضاف احداث جديدة الى جانب احداث الاعوام السابقة في الصفحات تاريخنا المعاصر سواء كانت احداث اليمة و مأساوية او احداث سارة و مفرحة . وهذه الاحداث و هي كما يلي :
تعرض ابناء شعبنا خلال عام 2006 في بغداد العاصمة وفي بعض المدن العراقية الاخرى الى الموجات العنف والاعتداءات والى العمليات الاغتيالات المنظمة والاعمال الارهابية والتي استشهد من جرائها العشرات من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري و اخرهم كان الشهيد( ايشوع مجيد هدايا) رئيس حركة تجمع السريان المستقل .
تعرضت عدد من الكنائس العائدة لابناء شعبنا في بعض المدن العراقية خلال عام 2006 لاعمال الارهابية و الهدف منها هو زرع الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي المتكون من القوميات و الاديان المختلفة . وللغرض نفسه تعرض عدد من الرجال الدين الافاضل الى عمليات الخطف والاغتيال والتي استشهد نتيجة هذه الاعمال البربرية الوحشية عددا من الكهنة الافاضل .
نزوح الاف من ابناء شعبنا من بغداد العاصمة و من بعض المدن العراقيةخلال عام 2006 باتجاه مناطق متفرقة اكثر امنا و استقرارا و خصوصا الى المدن التابعة لاقليم كوردستان ومناطق التابعة لسهل نينوى نتيجة لاعمال الارهابية  البربرية التي تعرض لها ابناء شعبنا في مناطق سكناهم الاصلية التي ولدوا و ترعرعوا و عاشوا فيها منذ الالاف السنين . كما هاجر الالاف الاخر باتجاه الدول المجاورة ومنها الى مختلف الدول العالم .
يستمر رابي سركيس اغاجان (حامورابي قرن الحادي والعشرين ) خلال عام 2006 بحملاته الاعمارية ومساعيه الانسانية الهادفة الى اعمار معظم القرى التابعة لابناء شعبنا التي دمرها النظام الدكتاتوري البائد خلال فترات حكمه وكذلك في نشاطاته القومية الرامية الى لم شمل بيتنا القومي وفي تحركاته السياسية مع الفصائل العراقية و الكوردستانية بهدف الوصول الى كل حقوقنا القومية في ارض اجدادنا العراق .
في 1 نيسان 2006 اقامت قناة عشتار الفضائية في مدينة عنكاوه احتفالا جماهيريا بهيجا و حاشدا في الهواء الطلق احياه الفنان الكبير جوني طليا و ذلك بمناسبة عيد الرأس السنة البابلية الاشورية الجديدة 6756 .
خطى رابي سركيس اغاجان بخطوات تأريخية بعد ان طالب على ضمان حق شعبنا في الحكم الذاتي ضمن مناطقه التأريخية في سهل نينوى وتثبيت ذلك في دستور اقليم كوردستان رسميا . كما طالب ايضا بضرورة توحيد شعبنا في دستور المذكور من خلال التسمية (الكلدانية السريانية الاشورية) بدلا من الكلداني والاشوري التي استخدمت رسميا في كلا الدستوريين العراقي والكردستاني .
 في 1 اب 2006 قام قداسة البطريرك مار عمانوئيل الثلث دلي بطريرك بابل على الكلدان في العالم بتقلد رابي سركيس اغاجان وسام القائد والفارس برتبة القديس غريغوريوس الكبير التي منحها له الحبر الاعظم بابا بيندكتس السادس عشر و ذلك تقديرا لاعماله الاعمارية والخدمية الجليلة التي يقدمها لابناء شعبه .
تحت شعار (لغة قومية واحدة وموحدة ) انعقد المؤتمرالثاني للغة السريانية في مدينة عنكاوه للفترة من31 اب ولغاية 2ايلول 2006 وذلك في جمعية الثقافة الكلدانية وبحضور السادة وزير الثقافة و وزير السياحة و الاثار ووزير الاقليم لشؤون مؤسسات المجتمع المدني و شخصيات بارزة و السادة المطارنة الاجلاء والكهنة الافاضل وممثلي عدد من الاحزاب والمؤسسات القومية لشعبنا فضلا عن نخبة من المهتمين باللغة السريانية . و اختتم اعمال المؤتمرباصدار بيان ختامي وعدد من التوصيات المتعلقة بالغة السريانية .
 في6 تشرين الاول 2006  منح قداسة مار اغناطيوس زكا عيواص بطريرك انطاكيا وسائر المشرق الرئيس الاعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم وسام مار اغناطيوس النوراني برتبة كومندور لرابي سركيس اغاجان لاهتمامه البالغ بابناء شعبه في الوطن .
 10 -  برعاية السيد فلك الدين كاكائي وزير الثقافة في اقليم  كوردستان . افتتح في         12 تشرين الاول 2006 المؤتمر الثالث للادب السرياني وذلك في قاعة ميديا في مدينة اربيل وحضر الجلسة الافتتاحية عدد من الوزراء حكومة اقليم كوردستان وممثلي التنظيمات  السياسية و الاتحادات الثقافية في اربيل ودهوك والموصل وبغداد وكركوك وجمهور غفير من ابناء شعبنا .
 11 – بتاريخ 13 تشرين الاول 2006 منح قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بطريرك الكنيسة الشرقية الاشورية في العالم لرابي سركيس اغاجان وسامابدرجة المهندس الناجح والمدالية البطريركية وذلك لاعماله الخيرة والانسانية والاعمارية التي حققها لابناء شعبنا .
  12- في 17 تشرين الاول 2006 اقيم بمدينة عنكاوه احتفالا بهيجا بمناسبة الذكرى الثلاثين لرسامة قداسة مار دنخا الرابع بطريركا للكنيسة الشرقية الاشورية في العالم و بحضور عدد من المطارنة و الاساقفة و الاباء الافاضل من الطوائف المختلفة والشخصيات البارزة ويتقدمهم رابي سركيس اغاجان وممثلوا فصائلنا السياسية و مؤسساتنا القومية و جمهور غفير من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري .
 13- انعقد في 5 تشرين الثاني 2006 بمدينة ستوكهولم السويدية مؤتمر دعم مطالب شعبنا القومية دستوريا بما فيها الحكم الذاتي في مناطقه التاريخية في سهل نينوى و بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والثقافية من ابناء شعبنا . واختتم اعمال المؤتمر بنجاح وبتوجيه نداء الى احزابنا القومية باتخاذ مواقف واضحة بخصوص مسألة تقسيم شعبنا الى قوميتين وبان تتحرك تستجيب لنبض الشارع ومطالب اغلبية ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن و المهجر .
14-   في يوم 6تشرين الثاني 2006 وفي احتفال حضره جمع غفير من ابناء شعبنا في ولاية شيكاغو الامريكية وبمناسبة الذكرى السنوية (89) لتأسيس الجمعية الاشورية الامريكية . وبهذه المناسبة انتخبت الجمعية رابي سركيس اغاجان كرجل السنة 2006 لاخلاصه و حبه لشعبه  وطنه .
15-   في 10 تشرين الثاني 2006 وقعت اغلبية احزابنا و مؤسساتنا السياسية و القومية العاملة في الوطن على مذكرة مشتركة تخص مسودة دستور اقليم كوردستان و التي تضمنت جملة من المطالب ومن ابرزها اقامة نظام للحكم الذاتي لشعبنا ضمن مناطقه التأريخية في سهل نينوى .[/b][/font][/size]

15
مشروع حكم الذاتي بين اغلبية مؤيدة  و اقلية معارضة
[/color]

جونسون سياوش

     منذ ان خطى رابي سركيس اغاجان (حامورابي قرن الحادي و العشرين ) بخطوته التاريخية الجديدة بعد ان طالب باقامة منطقة للحكم الذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية في سهل نينوى واقلام المثقفين والتصريحات السياسيين من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بداءت تملئ صفحات مواقعنا الكترونية وصفحات بعض صحفنا بكلمات واسطر جميلة تعبر عن فرحتهم وبهجتهم وكذلك عن تأييدهم المطلق لاقامة مثل هذا المشروع الضخم , هذا ناهيك عن المواقف المئات بل ألالاف من ابناء شعبنا المؤيدة لهذا المشروع التاريخي وذلك من خلال اللقاءات المستمرة التي تجريها معهم قناة عشتار الفضائية سواء كانوا في الوطن او في المهجر .
    ولكن الى جانب هذا التأيد الواسع ايضا نجد قلة من ابناء شعبنا يعارضون  هذه الفكرة و اغلبهم  تابعين اومحسوبين على عدد من احزابنا السياسية والتي تقوم بدورها باثارة بعض المواضيع الحساسة من خلال مواقعها الكترونية هدفهم كما يبدو هو افشال هذا المشروع مستخدمين بعض الحجج بعيدة عن الواقع كموقفهم الرافض لهذا الحلم الذي سيتحقق قريبا انشألله . وبالرغم من ان الهؤلاء المعارضين ليسوا الا اقلية قليلة لدى ابناء شعبنا الا ان مواقفهم هذه تعتبر في غاية الاهمية لاننا لو رجعنا قليلا الى الوراء سنجد بان مثل هذه المواقف كانت السبب في الضياع كل الفرص الذهبية التي سنحت لنا سابقا .
     ولاهمية هذه المواقف ينبغي ان نتعرف على الهؤلاء المعارضين كي يتسنى لجماهير شعبنا التعرف عليهم وعلى اهدافهم . فبعضهم ينظر الى مجمل الامور من زاوية ضيقة ويعتبرون مصلحتهم الحزبية و الشخصية فوق كل المصالح العامة فهم دائما و ابدا (لطالما هم باقون في قيادة تنضيماتهم ) سيعارضون كل المشاريع القومية ان لم يكونوا هم المؤسسيين والقياديين لها ولكن ان كانوا هم الذين يقودونها فانهم سيعتبرونها مشاريع قومية نبيلة لها مكاسب كبيرة لمستقبل شعبنا ولكن ان قام بعض الا خر او الاطراف الاخرى بهذه المهمة فهم بنظرهم عملاء ومشاريعهم سيعتبرونها مؤمرات من صنع الاطراف الخارجية ومن ثم سيحاولون بتأجيج المشاعر المواطنين واحاسيسهم كي يصطفوا الى جانبهم كمعارضين لهذه المشاريع وحتى وان كانت الفكرة قيام دولة قومية مستقلة فهم سيعارضونها وبكل ما يملكون من القوة وباستخدام كل الوسائل المتوفرة لديهم كما هو حالهم اليوم فانهم الان يعرقلون الية تنفيذ مشروع الحكم الذاتي الذي سيوصلنا الى بر الامان مستقبلا .
     والبعض الاخر المعروف بحقدهم وكراهيتهم حيال اخوانهم الاخرين من تسميات اخرى سواء كانوا من شق الاشوري او الكلداني فهم دائما يستفزون الاخرين بفرضهم تسميتهم عليهم بالقوة باستخدام اساليب الاستفزازية لاهانتهم  فهم يحاولون دوما زرع بذور الانشقاق داخل جسم قضيتنا القومية لان تطرفهم يقودهم لمثل هذه الاساليب بل حتى وجود او ولادة البعض منهم كان لتحقيق هذه الغاية فهم ضد فكرة التسمية المركبة التي تجمعنا جميعا تحت سقف القومية الواحدة بدلا من القوميتين او ثلاث ومن ثم يعارضون مشروع الحكم الذاتي لان اساس الذي يبني عليه هذا المشروع هو تحت خيمة هذه التسمية الوحيدة التي تجمعنا جميعا في الوقت الراهن وان مخطط و منفذ هذا المشروع هو الذي رفع واو العطف بين تسميات شعبنا لاعتبارات المصلحة القومية  ولانه شخص واعي معتدل ويجيد التصرف والمتطرفون لايقبلون بهذه الافكارلانها بتصورهم لا تخدم قضيتنا القومية.
     ايضا هناك البعض يحملون افكار متطرفة وحاقدة اتجاه اخوانهم الكرد الذين  عاشوا معنا لمئات السنيين في السراء و الضراء جنبا الى جنب فهولاء يحاولون دائما ان يعيدوا الى اذهان ابناء شعبنا كل الاحداث المأساوية التي حدثت بين الشعبين قبل عهود من الزمن والتي كانت من صنع الاجنبي اونتيجة لاخطاء سياسية مارستها بعض فصائلنا السياسية في السنوات السابقة , وان المواقف والاحداث  الايجابية والمبنية على اساس التعاون والتعايش المشترك التي حدثت بين الشعبين طيلة السنوات الماضية والى يومنا هذا يحاولون حذفها ومحوها  من الوجود وكانها لم تحدث اطلاقا فان الهولاء الاشخاص يقدمون من خلال ادبياتهم وافكارهم وكتاباتهم ان يطعنوا باخواننا الكرد وبالقياداتهم الحكيمة ويجعلون احيانا من مشكلة بسيطة ازمة كبيرة  لانهم تولدت في ذاتهم افكار وطروحات غير واقعية لا تخدم المصالح العليا لشعبهم وينظرون الى الحياة نظرة بعيدة عن الواقع لا تنسجم والضروف القائمة التي نعيش في ظلها ويتعاملون مع جيرانهم بنظرة الحقد والكراهية التي غرزت في افكارهم من خلال البعض الذين تاجرو بها طيلة السنوات الماضية لكسب المزيد من الاموال على حساب مصلحتنا القومية العليا . فان اصحاب هذا التيار ينظرون الى هذا المشروع القومي الرائع بنظرتهم الحاقدة اتجاه اخوانهم الكرد ويعارضونه لمجرد انه ضمن حدود اقليم كوردستان .   
      فاذا نظرنا بدقة الى مجريات الاحداث الحالية وقارناها بمجريات الاحداث السابقة التي حدثت قبل عدة سنوات فاننا سنجد بان الوسيلة الوحيدة التي ينبغي على الكل اتباعها في خطواته المستقبلية القادمة هي ان يساندوا هذا المشروع التاريخي المهم لاننا صحيح نمتلك كل المقومات القومية واننا اثبتنا للعالم اجمع باننا ابناء قومية حية وجدت على تراب هذا الوطن قبل الاف السنين واننا اصحاب اصليين لهذا الوطن ولكن بالرغم من كل ذلك ينقصنا ارضا تأريخية تجمعنا فيها جميعنا كباقي القوميات العراقية الاخرى وبهذه الخطوة سنكون قد قطعنا شوطا مهما في مسيرتنا القومية كمرحلة اولى وان المراحل الاخرى القادمة ستكون اسهل كثيرا من المرحلة الحالية لان انطلاقنا هذه المرة سيكون من داخل بيتنا القومي . لذا ينبغي على الكل اما ان يساند هذا المشروع القومي او ينتظر الى ما يحمله لنا المستقبل من المفاجئات السارة. لان الوصول الى هذا الهدف المنشود هو مكسب قومي لنا جميعا ا ما الفشل لا سامح الله فان ضرره سيلحق بنا جميعا وهذا الفشل هذه المرة سيكون ماساويا و اثاره تكون رهيبة بحيث تطال مجمل المسائل المتعلقة بقضيتنا القومية و خصوصا وان جزء كبير من ابناء شعبنا ما زال يعيش تحت رحمة مجموعات ارهابية التي تحاول ان ترغمنا على ان نترك وطننا واراضينا التاريخية . فاما ان نستيقض يوما ونجد هذا الحلم الذي يسعى الى تحقيقه رابي سركيس اغاجان واصبح حقيقة واقعية حينها سيكون ملجأ لكل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ليعيشوا في ظل حكمنا الذاتي او نستيقض يوما وننتظر اسوء ايامنا من جديد حيث الفشل الذي كان دوما يلاحقنا قد يصبح هذه المرة ايضا من نصيبنا ونستعد مرغمين على ان نشد رحالنا وننفذ مطلب هؤلاء الارهابيون ونترك اعز شئ نعتز به الا وهو الوطن برحلة مأساوية جديدة .[/b]

صفحات: [1]