عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - Michael Cipi

صفحات: [1] 2
1
في الإعادة إفادة

متى يقـرر المطارنة الكلـدان الشجعان ، إزاحة إكـلـيريكي من كـنيسة الكـلـدان ؟

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني 
يستـقي الإنسان معـلوماته بالـبحـث أو الإستماع أو نـتيجة لـتـراكم الخـبرة ، وقـد يكـون إيحاءً من الخالـق وفي كـل الأحـوال يصبح شخـصية مؤهـلة لخـدمة الغـير عـن طريق إرشاد التائهـين وإبـداء الـنـصح للعاجـزين وتوضيح المسار للسالكـين الزائغـين دون أن يـحـسب نـفـسه بالضرورة من بـين المستـشارين .
ذكـرتُ في العـنـوان كلمة شجعان عـن قـصد لـتـشمل فـقـط مَن يتمتع بتلك الصفة من بـين المطارنة الكلـدان ، وللأمانة كان مطران كـركـوك لـويس ساكـو شجاعاً حـين إستـطاع أن يخـدع ويجـرّ وراءه كـتلة مطارنة الشمال معـظمهم يحـملـون ــ دكـتـوراه ــ وذلك عـن حجج تافهة بكـل معـنى الكلمة ، وللأسف إقـتـنـعـوا بها في حـينها والأيام أثـبتت تفاهـتها . وبالمناسبة كـنتُ قـد كـلمتُ أسقـفاً بشأنها ووعـدته بأن الأيام ستـثـبتُ لهم سخافـتها وفعلاً هـكـذا كانـت نـتـيجـتها واليوم يتـذكـر كلامي ... بالإضافة إلى أن تلك المفاهـيم إستـطعـتُ إيصالها إلى الـﭘتـرك لـويس عـن طريق صديق ، ونـظراً لرصانـتها ، فـهـو أيضاً إتـضحـت له وتأكـد لاحـقاً من صحـتها وفـطارة تلك الإدعاءات وسـذاجـتها .
تـفـيـد معـلـوماتي العامة أن الإكـلـيريكي بكافة درجاته يُـزاح من الكـنيسة الكاثـوليكـية ــ بمعـنى يُـطـرَد ــ في حالـتـين :
(1) إذا يتـزوّج بعـد رسامته الكهـنوتية ((2)) إذا يجـحـد بإيمانه بـبدع تخالـف أصول الـدين فـيكـون مُهَـرطِقاً .
فالنـقـطة (1) الزواج هـو مشروع إجـتماعي يربـط ذكـر بأنـثى يـباركه الناس وتـتـرتب عـليهما حـقـوق وواجـبات مشروعة وهـذا الزواج يكـون عـلـنياً مألـوفاً في المجـتـمعات . أما الزواج السري كما يحـدث ويعـرفه الجـميع ، فـمهما كان مخـفـياً فإن رائحة أغـلب حالاته تـفـوح بصورة أو بأخـرى ( ﭬـيـديـو ... شـهـود ... حـديث الـناس ) وفي النهاية يشـمّها الكـثيرون فـتـتـداولها الأفـواه بصوت خافـت ، أو تـبقى في طي الكـتمان . إن الشأن العـلماني في هـذا الحـقـل متروك للسلطات العـلمانية .
أما في الشأن الكـنـسي فـقـد قـرأتُ عـن إكـليريكي عـبـقـري علّامة ذائع الصيت إنـتـقـل إلى ربه ، وسألـتُ عـنه المعـجـبـيـن به :
ما مصير الـدار التي كان يمتـلكها بإسمه في شارع فـلسطـين / بغـداد ؟؟؟ فـلم يتجـرّأ أحـد عـلى الإجابة إمّا لـفـضاحة الأمر أو لعـدم المعـرفة ! ............. والـيوم تـوجـد حالات مماثـلة وبأشكال متـنوعة ليست أموراً مخـفـية ولكـنها محـصورة وموثـقة بـين أصحاب السلطة الكـنسية يسكـتـون عـليها لأسباب يمكـن تعـليلها ومشابهـتـها ــ كـمثال ــ بما نطق بها (( النائب الـﭘـرلماني مشعان الجـبـوري )) حـين إعـتـرف بلسانه وشهـد عـلى نـفـسه في الـقـناة الفـضائية قائلاً : أنا آخـذ رشـوة ، والحاكم يسمعه دون أن يتجـرّأ عـلى مقاضاته !!! لماذا ؟؟ أتـرك الجـواب البسيط للقارىء اللبـيـب وتكـفـيه الإشارة .... ولا نـنسى مقـولة المطران شـلـيـمون وردوني للـﭘـتـرك لـويس : ((( لـيش مـنـو منـكم ما  كِـن باق ))) ؟؟ .   
أما الـنـقـطة ((2)) أتساءل : كـيـف يتعامل المطارنة الكلـدان بحـق كاهـن مهـرطق جاحـد بالإيمان ؟
نـفـتـرض أنا إكـلـيريكي (( وما أحلاها لـو كـنتُ )) ومعـروف في مجـتـمعي بأني كاثـوليكي ، متـوقع مني بل يجـب أن أؤمن بأسس الإيمان المسيحي المألـوفة في الكـنيسة الكاثـوليكـية . أقـول نـفـتـرض أن الظروف شاءت أن أكـون مرشـد الأخـوية المريمـية أو الشباب المسيحي مما يتـطـلـب مني الإلـتـزام الكامل بما تملـيه التعاليم اللاهـوتية . فإذا تمردتُ عـلى تلك الأسس والتعاليم الكاثـوليكـية وكما يلي :
أولاً : يتميـز الـديـن المسيحي بأعـجـوبة فـريـدة وهي ولادة المسيح من عـذراء ــ بتـول ــ والتي كان النبي إشعـياء قـد تـنبأ عـنها ، ولا غـيـره في التأريخ وُلِـد بالطريقة العجائـبـية تلك . فإذا نـكـرتُ بتـوليتها وقـلتُ أن المقـصود بها أمر معـنـوي وليست حـقـيقة مادية ! فإن ذلك يعـتـبر جـحـوداً في الإيمان ونكـراناً لأساس المسيحـية وهـدماً لـبنيانها . فـماذا سيكـون موقـف الأساقـفة الكاثـوليك الكـلـدان مني ؟ هـل أحـتـفـل بالـقـداس أو أشارك فـيه ,,,,, وأنا إكـلـيريكي مرسـوم ؟؟؟؟؟ .
ثانياً : إن المسيح وهـو عـلى الصلـيـب وعـد اللص الـذي آمن به بقـوله : (( الحـق أقـول لك ، إنك الـيـوم تكـون معي في الـفـردوس )) وهـذا هـو رجاء كـل مسيحي ، فإذا نـكـرتُ وجـود هـكـذا ملكـوت أبَـدي بعـد الموت أكـون قـد جـحـدتُ بالإيمان المسيحي . فـماذا سيكـون موقـف الأساقـفة الكاثـوليك الكـلـدان مني ,,,,, وأنا إكـلـيريكي مرسـوم ؟؟؟؟؟ .
ثالثاً : شاءت العادة أن تـصوّر لـنا مغارة بـيت لحم كمأوى للحـيـوانات ، فإذا قـلتُ أني أعـتـقـد أن يسوع المسيح أرقى من أن يولـد بـين الحـيـوانات وروائحها الـقـذرة ( فلا بـيت لحم ولا حـيـوانات ) أكـون قـد جـحـدتُ بمفاهـيم الإيمان . فـماذا سيكـون موقـف الأساقـفة الكاثـوليك الكـلـدان مني ,,,,, وأنا إكـلـيريكي مرسـوم ؟؟؟؟؟ .
رابعاً : يقـول مار يوحـنا أن المسيح هـو كـلمة الله ...... ولكـني لو إدّعـيـتُ أن تلك الكلمة التي قالها مار يوحـنا ليست المسيح لـوحـده ،  وإنما يقـصد بها كـل شخـص ممكـن أن يكـون كـلمة الله ، أكـون قـد جـحـدتُ بالإيمان . فـماذا سيكـون موقـف الأساقـفة الكاثـوليك الكـلـدان مني ,,,,, وأنا إكـلـيريكي مرسـوم ؟؟؟؟؟ .
خامساً : نـقـرأ في الإنجـيل أن الجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله ، ولكـن المسيح هـو الـوحـيـد غـير الخاطىء ولـذلك قال : مَن يُـبـكــّـتـني عـلى خـطيئة . فـهـو ــ كإنـسان ــ شخـص متكامل من جـميع الـنـواحي . طيب ، فإذا قـلتُ عـن نـفـسي أني أكـثر بشاشة من يسوع أو أكـثر محـبة أو أكـثـر لـطـفاً ، أكـون قـد تجاوزتُ عـليه وجـحـدتُ بإيمانـنا وبنـظـرتـنا إلى يسوع . فـماذا سيكـون موقـف الأساقـفة الكاثـوليك الكـلـدان مني ,,,,, وأنا إكـلـيريكي مرسـوم ؟؟؟؟؟ .
سادساً : أنـتـظر الجـواب من أسـقـف كـلـداني كاثـولـيكي شـجاع ، لا من غـيـره ... دام الجـميع بخـير .

2
إدارتك فاشـلة بالـدلـيل يا ﭘـطـركـنا لـويس الجـليل وهـذه بعـض الـتـفاصيل

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ

31/1/2013 – 31/1/2019 https://saint-adday.com/?p=28241

حـضرة الـﭘـطرك لـويس يقـول في رسالته إلى أبناء الكـنيسة عـن الذكـرى السادسة لـﭘـطـركـيته ((( أنا شخـص واضح في أفكاري وإخـتياراتي ))) …. كان يُـفـتـرض به أن يمتـلك الشجاعة الكافـية للإعـتـراف بـواقعه الـذي يُخـفـيه ، فـتـفـكـيره لـيس مكـشوفاً ولا إخـتـياره معـروفاً

وأحـب أن أشير إلى نـقـطة ملـفـتة للـنـظر من تجـربتي وهي ، أنّ كـل كاهـن يـريـد أن يصبح أسـقـفاً ــ طبعاً إلّا ما نـدر ــ ولهـذا نـراهم يخافـون مرافـقة ناقـدٍ ويتجـنـبـون كاتباً ، خـوفاً من الـﭘـطرك لأنهم يـرَونه بُـعـبُعاً مخـيـفا ، وهـو فـعلاً كـذلك ، فـقـد فاق جـميع مسؤولي كـنيستـنا الكلـدانية إنـتـقاماً …. وأكـثرهم غـموضا ، وعـن المصداقـية إبتعاداً ، وبطرق شـتى للمسلمين تملـقاً دون أن يكـون ملـزَماً ، وفي الـنـتـيجة لم يحـصل منهم للمسيحـيـيـن شيئاً … إنهاّ حـقـيـقـته منـذ طـفـولته تبلـورت ، وفي كِـبَـره تكاملـت ، ومع الـﭘـطاركة الـذين عاصرهم ترسّخـت ، وها هي شخـصيته التي أمامـنا إحـتـقـنـت … متسمة بتـسلـّـطية مجهـولة الهـوية والـولاء ، متـذبـذبة الرأي والإنـتماء ، بالإضافة إلى أنانية ورياء ، نراها فـيه الـيـوم بجلاء … فـماذا لـو كان حادّ الـبـصَـرَين طـويل الساقـين عـريض المنكـبَـيـن يسكـن المنـطقة الخـضراء ؟… ومع الأسف أقـولها عـلى الهـواء ، أين أبناء الجـبال الشماء والسفـوح الفـيحاء ، مطارنـتـنا الكـلـدان الـنـبهاء وهم للمسيح خـلـفاء ! كـيـف يقـبلـون أن يفـرض هـكـذا ﭘـطرك شخـصيته الهـشة عـلـيهم بإستـقـواء ؟ لسنا نـطالـبهم بتعـنـت أو مجابهة ولا إقـصاء ، وإنما إلـتـزام المنـطـق أقـوى من كـل إستـرضاء . فـهـل نعـلــّـمكـم فـن ( الإستـكـفاء والإنـكـفاء ) ؟

أمثـلة عـلى فـشل إدارته والمطارنة صامتين

الـﭘـطرك لـويس العالي الإحـتـرام ، يـوقـف المرحوم الكاهـن صلاح خـدور بـبـيان منـشور 2014 ويرجّعه شـفـوياً قائلاً له ( روح قـدّس …. وكأنه ﮔاعـد بـﭼايخانة بعـد الــفـطـور ) ثم يحـيله عـلى الـتـقاعـد بـبـيان مبتـور 2018 … ثم بلا إعلان ! يعـيّـنه مرة أخـرى 2019 مساعـداً لكاهـن بسـرور … وذلك عـنـد رسامة الأسـقـفـين الأخـيرَين بحـبـور … (( شـنـو يا عـزيزي الـﭘـطرك ، أنت صاحي لـو سكـران ؟ وإلاّ هـل تـلـعـب خـتــّـيلان أم دعابل مع الخلاّن )) ؟…. وهـنا نـتساءل مع القارىء ، هل حـضرته واضح الإدارة أم مراوغ بجـدارة ؟ والجـواب عـلى سؤالـنا سهـلٌ لا يتـطـلب ذكاءاً ولا شطارة

الـﭘـطرك لـويس الكـثير الـوقار ، دافع عـن مهـزلة الكاهـن الكـلـداني نياز تـوما غافـر خـطايا المـذنبـين بكـل عـفـوية ، حـرقاً في منـقـلة فحـم قـرَوية ، أثـناء الـقـداس وأمام الناس بروح رياضية ، ونحـن في عـصر المركـبات الـفـضائية ( كانت جـدّتي تملك منـقـلة مثـلها في عـصر قـبل المحـراث والـﭘـوشـية ) ، وﭼـمالة الحاضرين كـشخة أفـنـدية ، والـنـسوان المعـطـرات في معاصِمهـنّ أساور ذهـبـية !! فهـل حـضرة البطرك واضح في تـبـريـره تلك المسرحـية ، أم أنه لا يَعي إستهـزاء الكاهـن بالـقـيَم الكـنسية بأسالـيـب دَرويشية ؟ ومن أجـل الـنـقاش إسمحـوا لـنا بإفـتـراضية : لـو أن ــ الأبـوَين نـوئيل وﭘـيتـر ــ يحـرقان خـطايا الـناس عـلى مـدفأة نـفـطية ، ماذا يكـتب عـنهما حـقـداً ونـفاقاً اللـوﮔـيـة ؟ ها … وينهم خـفافـيش الليل ، وين صاروا بالنهار الحَـبَـربشية ؟ يعـني ماذا كان سيصدر يعـني … عـن لـويس الـﭘـطرك يعـني … في موقع الـﭘـطركـية ؟

 ماذا عـن الأب ﭘـيـتـر ؟

تـلـبـية لـرغـبة صاحـب السمو و ((( السعادة ـ وما أدراك ما السعادة ))) ﭘـطـركـنا العـزيـز لـويس

سافـر الأب ﭘـيـتـر إلى العـراق لـمقابلـته ولـتـقـديم إعـتـذاره ، آملاً أنْ يُـنـفــّـس عـما هـو محـتـقـن ومكـبـوت في قـلـب ﭘـطركه عـسى أنْ يُـدخِـل الـفـرحة في كـبـده ، ثم من أجـل إيجاد صيغة من الـتـفاهم بما يُـزيل سـوء الـظن الحاصل عـنـده ، ويحـذف إسمه من قائمة مُسَـوّداته … إلاّ أنّ الـﭘـطرك الرحـيم من جانبه العـقـيم بقي مصراً عـلى رأيه الرميم متهما الأب ﭘـيـتـر بأنه واقـف إلى جانب الـمطران سـرهـد ، فأجابه الأب بأن المسألة ليست سـرهـد وإنما هي حـق محـدد ! . وهـنا إنـزعـج جـناب الـﭘـطرك الـذي تجاهـل الـوضع الإجـتماعي للأب ﭘـيـتـر ككاهـن متـزوج وعائـلته متـربـية ومستـقـرة في أميركا ،وقال له دون أن يهـضم كلامه : ((روح إلى البصرة )) !!! …. وهـنا نـتـساءل : هـل حـضرة عـمّـنا الـﭘـطرك كان عـلى وعـيهِ حـين قال للأب ﭘـيـتـر ((روح إلى البصرة )) !!! ؟ هـل فـكــّـر قـبل أن يتـكـلم ؟ لـقـد أثـبتَ غـموضه وغـرابة أطـواره ، فـشله وتعجـرفه ،مضايقـته لكل كاهـن يـرفـض السجـود له ….. أو ، ألله يعـلم ما في قـلبه ، فـربما الـﭘـطرك يـبخـل عـلى الأب ﭘـيـتـر زواجه ؟

وبشأن الأب أيـوب هاكـم القـصة

الـﭘـطرك لـويس العـزيـز كـلـّـم الأب أيـوب بالتلـفـون وقال له ( روح تـزوّج ) … طيب ، بشرفـكم هل أنّ عـبارته هـذه رصينة سـليمة ، وتوجـيهاته بليغة حـكـيمة وهـو قائـد كـنيسة عـريقة قـديمة ؟ لـقـد شجـعـني إلى أنْ أسأل في مقال سابق : لماذا الـﭘـطرك لا يتـزوّج ؟ وعـهـد في ذمتي أنا أكـون من بـين المشّاية له

القـصة بما فـيها ، حـين تـزايـدت شعـبـية الأب أيـوب إلى 120 عائلة مستـقـلة ( وليس فـرد ) وعـلمَتْ روما بتـطـور الأحـداث سـلـبـياً ، رغـبَـتْ في إحـتـواء الموقـف حـرصاً عـلى وحـدة كـنيستـنا الكـلـدانية (( تـصوّروا .. روما اللاكـلـدانية حـريصة عـلى كـنيستـنا ..! والـﭘـطـرك المـدّعي بالكـلـدانية لا يهـمه تمزق كـنيستـنا )) فـكـتـبتْ إلى المطران شـلـيطا أن يفاتح الأب أيـوب للإلـتحاق هـو ورعـيته بالكـنيسة الكـلـدانية ويخـدم فـيها ، فـوافـق الأب فـوراً . ولأجـل هـذا دعاه المطران شليطا فحـضر إلى الكـنيسة ، وبعـد الـقـداس أعـلن المطران عـن الحـدث المفـرح بتـفاصيله مصرّحاً بأن الأب أيـوب وافـق على طاعـته للمطران ولـلـﭘـطرك وللـﭘاﭘا ولكافة الـقـوانين الكـنسية ويلتحـق بكـنيستـنا كاهـناُ يخـدم فـيها ، فـتـصاعـدت الهلاهـل مع الـتـصفـيق ( إذن المشكـلة محـلـولة بمبادرة من روما ) ، روما التي يـطيعها ساكـو

ولكـن في الـيوم التالي ، الـﭘـطرك لـويس العاقـل صاحـب الرحـمة ، أبلغَ المطران بأن لا يـقـبـل الأب أيـوب في كـنيسته ! فـما كان من شـليطا المطران ــ ﮔـلـبه ﮔـلـب السـمـﭼـة ــ إلّا تجاهـل تـوجـيهات روما ، وخـضع بخـنـوع لـلـﭘـطرك التابع لـروما ! أليس من حـقـنا الـقـول أنّ مطراناً كـهـذا ضعـيـف الشخـصية ولا يـدرك مكانـته الأسـقـقـية ! عـلماً أنـنا لا نـنـطـق عـن الهـوى بل نـنـقـل الخـبر الـرصين ، أكــّـدَه بالـﭬـيـديـو المطران شـليطا المسكـين ، وعـنـد جُـهـيـنة الخـبر الـيـقـيـن

إنّ غـموضاً يكـتـنـف الـﭘـطرك لـويس والجهة التي تسانـده ؟ فأين وضوح أفـكاره وإخـتـياراته ؟ وماذا عـن النائمين متملـقـيه ؟ فـلينهـضوا للـدفاع عـنه ولا يتـركـوه… فالصديق وقـت الضيق ، إسعـفـوه

ونستمر في الأمثـلة

ما هـو الإجـراء الـذي قام به الـﭘـطرك لـويس مع الكاهـن ــ الـقـمارﭼـي ــ الـذي خـسر أموال الناس المؤمّـنة عـنـده ؟ هـل طرده من الكـنيسة ؟ هـل أحاله عـلى الـتـقاعـد ؟ هـل قال له روح تـزوّج ؟ هـل عـوّض أصحاب الأمانات المتبخـرة ؟ أم ماذا ؟ فـهـل وجـهُـك واضح يا عـزيزي الـﭘـطرك لـويس ، أم تغـطـّـيه بـبـرقع من إستـبرق نـفـيس ؟

الـكاردينال لـويس يعامل مطارنـته وكـهـنـته هـدماً هـدماً ، فـتارة يرى كاهـنا كـفـوءاً تحـتاجه مؤسسته ، فـينـقـله إلى أبرشية ليست بحاجة إلى كـفاءته (( ألـيس هـذا تخـريـباً متعـمّـداً في وضح الـنهار ؟ )) الأب لـيـون فادي مثالاً !!! وتارة أخـرى يـبخـل عـلى مطران ناجـح في أبرشيته والرعـية سعـيـدة معه ، فـينـقـله جـزافاً ــ أو تـلـبـية ؟؟؟ !!! كـل الحـﭼـي ما ينـحـﭼـي ــ لـيأتي بمطران آخـر بـديلاً عـنه ، وأبناء الكـنيسة لا يرتاحـون له ولا هـو سعـيـد معهم ، مسبـباً إحـباطاً للجانبَـين (( هـدم متعـمّـد لـتمزيق نسيج الكـنيسة الكـلـدانية )) !! أليس ذلك فـشلاً ذريعاً لإدارة الـﭘـطرك ؟ وكل ذلك إشباعاً لأوهامه وأحلام يقـظـته لـيُـقـنِـع نـفـسه بأنه قـويّ ، تعـويضاً عـن نـقـص يشعـر به …. وهـنا نسأله : هـل هـذا هـو معـنى التجـدد ؟ هـل هـذه أصالتـك ؟ أبهـذه الطريقة تـوحّـد ؟ الجـواب كلاّ ّ لأن هـذه الشعارات سـبـقـك الخـميني إليها بسنـتين ــ الأصالة والتجـدّد والوحـدة ؟ التي كـتـبتُ في حـينها مقالاً عـنها ، مع الـروابـط

وأضاف الـﭘـطرك في رسالته (( أرفـض المساومة وان يشتريني احـد )) …. فـنـقـول له

إذا كـنـتَ تـرفـض المساومة ، ما الـداعي لـتـشكـر المطران إبراهـيم إبراهـيم بالإسم منـفـرداً وبشكـل خاص في لحـظة إعلان إسمك ﭘـطركاً ؟ ((( وإذا كان المطارنة إنـتخـبـوكَ بنسبة عالـية كما إدّعـيـتَ !!! ))) فـلماذا لم تـشـكـرهم جـميعـهم وتمـرَر عـلينا الـخـدعة … لا من شاف ولا من دري ، وأبـوك ألله يـرحـمه ؟ عـلماً أنـكم قـبل ليلة أوَيتم إلى الـفِـراش والمطارنة غـير متـفـقـين !! إذن ما الـذي جـرى خـلـف الكـواليس في ــ ثـنائـيّات ــ والباقـين هـنيئـين في أحلام سماويات ؟

أراك من جـماعة ــ الـدولمة ، يَـﭘْـرَخ ــ حـشوتها مجـهـولة ملـفـوفة ، أشـبَـهُـها بعـلـبة منـزوفة ، حـيلـتها معـروفة ! وعلاقة ربطـتـك فـيها مألـوفة … ولستَ مثـل شـرائح لحـم ــ الـتـكّة ــ عـلى الـفحـم مكـشوفة

طيب ، أنت تكـلمتَ عـن حـملة تـنـظـيف الكـنيسة ، فـهـل طهـّـرتَ فـكـرك من مخالـفـتك وصية المسيح في أن تحـب أعـداءك ( إنْ كان لك أعـداء ! ) ؟ بل أنت تكـره المخـلـصين الأصلاء أصحاب المبادىء النبلاء ، لكـونهم ليسوا من تيارك ولا يسجـدون لك صيفاً ولا شـتاء ؟

شيئاً واحـداً يخـصك نعـتـرفه لك ، وهـو وعـدك بأن تكـون طيـباً !….. نعـم ونعـم ، إنـك كـنتَ ولا تـزال طيـباً مع المسلمين ، فـقـد صمتَ رمضان ، طلبتَ منهم في قـداسنا الإلهي قـراءة سورة فاتحة القـرآن ، وأذّن المؤذّن في باحة الـديـر بأمان ، قـرأتَ سورة فاتحـتهم في يوم الشهـيـد منـكــّـساً رأسـك بحـنان ….. أعـجَـبـتَ بالآيات القـرآنية ووصفـتها بالـبـديعة بإحـسان ، كما تـتجـنب تعـلـيق ــ صورة صليـب المسيح ــ في مضيـفـك أمام زائريك لإرضائهم لأنهم ( ما صلـبـوه … وهم الأعـلـون )

كل ذلك لأنك تـقـول (( إلهـك وإلهـهم واحـد )) … في حـين ولمعـلـوماتـك فإن الرئيس السابق لأعـلى محكمة في الفاتيكان الكاردينال ريمـونـد لـيـو بـورك يقـول : المسلمون والمسيحـيون لا يعـبدون ــ اللّه نفسه

فأي منـكما صادق ، أنت أم هـو ؟

ولكـنـك لم تكـن طيـباً مع أبناء جـلـدتك وأتباع دينـك لأن ( أعـداء الإنـسان أهـل بـيته ) ، ألست غامضاً يا ﭘـطركـنا السعـيـد ؟ فأيّ وضوح فـيك يا صنـديـد ؟ ………

3
قـراءات مفـيـدة ، تعـقـيـباً عـلى ما نـقـرأه مستحـدثأً
(( الـرحـمة خـير من الـذبـيحة .. رد عـلى مقال : الطاعة خـير من الـذبـيحة ))

بتأريخ 12 كانون الأول 2014 كـتب الأخ نبـيل جـميل سـليمان في الـفـيسبوك : ترقـبوا مقالتي الجـديدة  " الطاعة خـير من الذبـيحة ".... سِـفـر (1) صموئيل الإصحاح 15 والعـدد 22   .فعـقـبتُ عـليه قائلاً : تعـليقي عـليها جاهـز قـبل أن تـنـشـرها ..... قال : فـليكـن !
قـلـتُ : ولكـن لم تسألـني كـيف هـيأتُ التعـليق وأنت بعـدك لم تـنـشر مقالتك ؟ قال : لأنك في قـلبي .. وأنا في قـلبك ... تـناغم أرواح ....
وفي الـيوم التالي نـشـر مقاله فعلاً ... وللمعـلومة فـقـط إنّ عـنـوانه وردَ في نسخة الكـتاب المقـدس الـتي بحـوزتي ، آية بصيغة : هـوَ ذا الإستماع أفـضل من الـذبـيحة ، ولا مشكـلة في الصيغة الأولى .
وبدلاً من رد قـصير أكـتبه تحـت مقاله ، فـضَّلتُ مقالاً مستـقلاً أكـتبه بعـنـوان ــ الرحـمة خـير من الـذبـيحة ــ مشتـق من آية في سِـفـر هـوشع 6:6 والـذي أعاد ذكـره الإنجـيلي متى في الإصحاح 9 عـدد 13 أريـد رحـمة لا ذبـيحة .
ليست الـذبـيحة معـضلة سـواءاً كانت حـراماً للـشبعانين البطرانين أو حلالاً للجائعـين المحـرومين .. إنما مشكـلة الـبـشر هي الطاعة والرحـمة والتـفاضل بـينهما في وقـت الأزمة .. فإذا كانت الطاعة تـقـدَّم للـسـيد إذلالاً ، فإنّ سـيـد آخـر يعـطي الرحـمة إجلالاً ! وهـذا هـو الفـرق بـين مَن يريـد الأخـذ ، وآخـر يفـضل العـطاء ! .
إنَّ ديمومة الحـياة لا تـتحـقـق فـقـط بنسغ نازل ملتهـب من شمسـنا ! ما لم يتـواصل في تماس مع النـسغ الرطب الصاعـد بحـيـوية من تربتـنا لتـكـتمل دورة البناء بحـكـمة خالقـنا ، ولكـل منهما حِـمْله ووظيفـته يشتـركان سـوية لـتستمر النـسَمة في شـجـرتـنا ........
في كـل الأحـوال الطاعة والحـرية في صراع

https://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=1027909.0

********************
الـﭘـطـرك لـويس الهُـمام يحـب الظهـور والـتـسـلـط والإنـتـقام / الحـلـقة الثالثة
https://nadibabil.com/2017/03/02/

4
مع السيد بنيامين حـداد وتجاهـله أصله الكـلـداني بتـعـمّـد
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
قـرأتُ مقالاً في صفحة الأستاذ Benjamin Haddad يعـتـز به ، نـقـله عـن كاتب آخـر آثـوري ، مما شجّـعـني إلى كـتابة مقالي هـذا موَجّـهاً إليه بالـدرجة الأولى . وبالمناسبة الأستاذ  Benjamin Haddad الألـقـوشي يـدّعي بأنه بعـيـد عـن التـلـويح بالمشاعـر الـقـومية لكـنه يُـمَـجّـد الآثوريـيـن ولا ذِكـر للـكـلـدان في كـتاباته ، وهـو حـر . وإذا شعـر بالإنـزعاج من مقالي فأنا أعـتـذر .
مقـدمة :
[[  لقـد شـنّ الملك تغـلات بلاصر حـملات عـسكـرية عـلى بابل ( 731 ق. م ) ، ( 728 ق. م ) ورحّـل مِن سكـّانها الكلدانيّـين ( 155 ألف فـرد ) أسرى حرب إلى دياره وسار عـلى خُـطاه الملك سرجـون الذي قام بحـملة ضد الكلدان ( 710ق.م ) فـرحّل ( 16490 فـرد ) منهم أسرى أيضاً . وفي سنة (707ق.م ) أسَـرَ الملك نفسه ( 90800  فـرد ) تلتها حـملة أخـرى وأسر( 20800 فـرد ) من الكـلدان كما تـُـثـبت الألواح الطينية في المتحـف البريطاني . وهـناك سبب آخـر أدى إلى إنـتـشار الشعـب الكلداني في المناطق الشمالية ألا وهـو سقـوط الإمبراطورية الآشورية عـلى يد الكـلدانيـين سنة ( 625 ق.م ) ، فالدولة المنـتصرة تبعـث بجـيوشها وإداريّـيها لبسط نفـوذها وتـنـفـيذ قـوانينها وهـيمنة حُـكـْمها عـلى أرض الإمبراطورية ــ المنكـسِرة ــ مما جـعـل الكـلدانيون ينـتقـلون ويلتقـون أبناء جـلدتهم وينـتشرون في شمال العـراق ]] .......... كما أنّ الملك سـنحاريب يَـسـبي ( 208  ألف ) من الكـلـدان إلى أراضي الإمبراطورية الآشـورية .
والآن مع الأستاذ العـزيز :
كـيف يمكـن الجـزم بأن الآشوريين هـم الذين سكـنوا ألقـوش للمرة الأولى ؟ ولماذا لا يكـون الكـلدانيّـون الأسرى ؟ هـل مِن مانع ؟ ولطالما أن النبي ناحـوم يهـوديّ من عائلة تـنبع من اليهـود الذين أسِـروا وعاشوا سنيناً طويلة مع الكـلدانيّـين وتآلفـوا معهـم وتعـلـّـموا عاداتهـم وتقاليدهـم ، فـهُـم أقـرب إليهم مِـن أن يكـونوا مع الآشوريين ، وهـل مِـن غـرابة إذا عـبد الكـلدان الوثـنيّون الإله مردوخ أم سـين أو صاد ؟ عـلماً أن آشور ( الثورالمجـنـّـح إله الآشوريّـين ) يعـني ــ ثور ــ باللغة البابلية ! ثم آمن الجـميع بالمسيح فـصاروا مسيحـيّـين . كم كان بودّي أن تبـيِّـن لنا مصير الأسرى الكـلدان المشار إليهم  .
ونـضيف  :
ليس ممكـناً لأحـد ( مِن أية قـومية كانت ) أن يدّعي قائلاً : أنا نقي من أب نقي عِرقاً ومِن أم صافـية جـذراً ومِن قـوم لم تـَـشـُـبْه شائبة أصلاً ، وإنّ حـواسي الخـمسة لا تلتقـط ولا تحـسّ إلّا ما هـو لأبناء جـلدتي مِن قـوميّـتي ، لأن مثـل هـذا الإدّعاء مخالف للواقـع الملموس والمنظور ، فـما الذي بقي يا تُـرى ؟ بقي لدينا هـذا التراث الخالد الذي ورثـناه مِن أجـدادنا مطـرّزاً بلغـتـنا الجـميلة مضافاً إليه مشاعـر الفـرد الجـيّاشـة ( وهي الأهـم في يومنا هـذا ) التي تجـعـله يرفـع صَوته قائلاً : أنا أنـتمي إلى هـذه القـومية  .
هـؤلاء هـم الكـلدان في ( ألقـوش ، زاخـو، تلكـيف ، أومْرا ، يردا ، شـيّوز ، دهـوك ، بطنايا ، شقـلاوه ، عـنكاوه ، بيدارو ، داؤودية ، برطلة ، بيرسـﭭـي ، كـرملش ، مَـنـﮔـيش ، وفي كل زاوية من بلاد بـيث نهـرين وخارجه ) ، جاؤوا من أور وبابل إلى شمال بـيث نهـرين . ولكي نكـون نـُجـباء نقـول بوضوح وصفاء إنّ الكـداني الذي لا يشعـر بالإنـتماء لا يُطلب منه الولاء لهـذه القـومية المعـطاء .
فـخـرنا :
ألقـوش ماسَة الدهـر وماؤه العـذبُ ، قـلعة فـيها الشجاعة والصُـلـْـبُ ، مركـز يشعّ منه الإيمان والحـبُّ ، هي الشـُعـراء والأدبُ ، يليق بها الإسم الرفـيع واللقـبُ ،  فهي مركـز ثـقـل الأمة والعـجـبُ ، والكـلـدان شعـبها الطـيْـبُ ، ومَن لا تــُسِـرُّه كـلماتـنا فـليكـتب ما يكـتبُ  .
ألقـوش درّة الـزمان وعـصيره النخـبُ ، منارة فـيها الـبـهاء والذهـب ، بـؤرة تـشـعّ منها لهـفات الشوق والرحـب ، هي العـلم والتأريخ والنجـبُ ، يليق بها الـتعـظـيم الـبـديع والرتب ، فهي نـواة الأمة والنسـبُ ، والكـلـدان شعـبها الخـصبُ ، ومَن لا تــُـسِـرُّه كـلماتـنا فـلـيـلهـث ويلهـث  .

https://www.youtube.com/watch?v=UxCm8c4sH8o

5
مصير جـثة الإنسان والعـصر الحـديث
بقـلم : مايكل سـيـﭘـي / سـدني ــ
نحـن الشـرقـيـون ورثـنا عادات وتـقالـيـد عـن أجـدادنا منـذ سنين طـويلة لا تـبـدو لها معاني منـطـقـية في عـصرنا الـيـوم ولا يـزال أغـلـبنا متمسـكاً بها .
وبـفـضل وعـينا وتـطـورنا ، أدركـنا أن الـزهـرة العـطرة مصيرها الـذبـول ، وجـسم الإنـسان ينـتهي إلى القـبر داخـل التراب ، وعـليه ماذا سأرى لو ذهـبتُ إلى قـبر والـدي أو جـدتي وأمعـنـتُ الـنـظر عـليها ؟ بل وحـتى لو نـبـشـتُ التراب وحـفـرتُ الأعـماق ! ماذا سأكـتـشـف ؟ سأرى قـطعاً من عـظام متعـفـنة لـونها  تـرابي لا أكـثر ؟ ومعها رائحة مقـززة .
ثم لـنـتـساءل : هـل الهـنـود فـقـدوا عاطـفـتهم وشوقـهم ومحـبـتهم وإحـتـرامهم لأحـبائهم حـين يحـرقـون جـثـث موتاهم كـتـقـلـيـد عـنـدهم ؟ وينـثـرون رمادها هـنا وهـناك ؟ ...... حـبـذا لـو نـتعامل مع رفاة أعـزائـنا الموتى بعـقـلية متـفـتحة وعـلمية عـصرية (( وحـتى بإيمان مسيحي قـويم )) ، فـنحـن من التراب وإلى التراب نعـود ، بمعـنى لا يـبقى لـنا شيء ، أما الإحـتـفاظ بـذكـرياتهم ، فلا يكـون عـن طريق حـفـرة مستـطيلة ، بل حـين نشتاق إليهم فـهـناك صوَرهم تعَـبّـر عـنهم فـنـتخـيّـلهم أمامنا أحـياءً ، أفـضل من تـراب وقـطع متـناثـرة لا ترسم لـنا ملامحهم ولا مواصفاتهم . 
من جانب إيجابيّ آخـر ... حـين تستهـلك ماكـنة أو جهاز لا تستحـق التـصليح ، لم تعـد فـيها فائـدة فـنـقـرر رميها مع القاذورات ونـفـكـر قـليلاً ، قـد يكـون فـيها جـزء سـليم يمكـن الإستـفادة منه كـقـطعة غـيار لماكـنة مشابهة عاطلة بحاجة إلى ذلك الـجـزء السليم ، فـنعـمد إلى فـصله والإحـتـفاظ به ثم نرمي بقايا الماكـنة العاطلة .
وهـكـذا في عـصرنا الحـديث ، قـد يصيب كـلية الإنسان أو كـبده أو أي جـزء من جـسمه عـطلاً ، سيموت إن لم تستـبـدل بجـزء آخـرمماثل سليم ! وفي ذات الـوقـت يصادف أن شـخـصاً آخـر أوشك عـلى مفارقة حـياته أو مات قـبل دقائق ، فـما المانع من أن يُـسـتـفاد من أعـضاء جسمه ( الفاني مصيره التراب ) لإحـياء شخـص ثاني بحاجة إلى (( عـضو مماثل لإدامة حـياته )) ؟ ...... ولـذلك وُضِـعَـت برامج ــ لـمَن يـرغـب ــ للـتـبرّع بأعـضاء جـسمه عـنـد مفارقة حـياته لم يعـد بحاجة إليها ، ولكـنها تـفـيـد غـيره .   
ومع تـطـور هـكـذا أفـكار (( الإنسان مصيره تراب )) صار الـبعـض يتبـرع بالجـثة الكاملة عـنـد مفارقـته الحـياة ، لفائـدة المرضى أو حـتى كـوسيلة إيضاح لطلاب كـلية الطب ؟ وهـو مخـيّـر (1) بإسترجاع بقايا الجـثة (2) حَـرقها وإستلام رمادها (3) أو الجامعة تـدفـن الرماد .... عـلماً أن الكـنيسة الكاثـولكـية / روما ، لا تمانع حـرق الجـثة .
أنا شخـصياً أقـدمتُ عـلى هـكـذا خـطوة وقـدّمتُ تـبرعي بجـثـتي إلى جامعة سـدني يتصرفـون بها عـنـد مفارقـتي الحـياة وفـق الحاجة ، وزوّدوني بهـوية رسمية دالة عـليها .
   2982 UTS
BODY DONATION PROGRAM
DONOR CARD.   Cipi Michael

6
أوّل رفـضٍ كاثوليكي أمينٍ يُعـلن في الشرق الأوسط
مُصلّين من أجل أن نسمع نظيره ونـشهـد من كافّة كـنائسنا الكاثوليكـية (( وبخاصّة من مطارنة الكـنيسة الكـلـدانية الكاثوليكـية )) دون إنـتـظار المهـرطـق ﭘـتـركـهم لويس ساكـو ... وليس كما نـراهم وسط صمتٍ لا يطمئن المؤمنين حـتّى الساعة!!!
في حـين نـرى كـنيسة مصر الكاثوليكـية ترفـض وثيقة تبريك الثـنائي المَثـليّ خارج الإحـتـفال الليتورجي ، متمسّكةً بتعـليم الكـنيسة الدائم ! هللويا !

رسالة (( رومية : 1 )) .....
 26 لذلك أسلمهم الله إلى أهواء الهوان ، لأن إناثهم إستبدلن الإستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة
27 وكذلك الذكور أيضا تاركـين استعمال الأنثى الطبيعي، إشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض، فاعلين الفحشاء (( ذكورا بذكور )) ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق
28 وكما لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم، أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق
29 مملوئين من كل إثم وزنا وشر وطمع وخبث، مشحونين حسدا وقتلا وخصاما ومكرا وسوءا
30 نمامين مفترين، مبغضين لله، ثالبين متعظمين مدعين، مبتدعين شرورا، غير طائعين للوالدين
31 بلا فهم ولا عهد ولا حنو ولا رضى ولا رحمة
32 الذين إذ عرفوا حكم الله أن الذين يعملون مثل هذه يستوجبون الموت، لا يفعلونها فقط، بل أيضا يسرون بالذين يعملون ...........................................

7
ردّ عـلى ردّ السـيـد نافع إلياس تـوسا الموقـر
بـقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
مقـدمة :
السيد نافع إلياس تـوسا كـتب ردّه المرقـم ــ  76 ــ بإسـهاب عـلى المقال المُعـنـوَن :
(( البابا رفـض إسـتـقـبال وزيرة مرافـقة لـرئيس العـراق " المسكـنة والإعـتـذار " ))
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1048739.0.html

مِن جانبي خـمّـنـته يقـرأ دون تركـيز ويعـلـق دون تمحـيص . ويـبـدو أنه لم يقـرأ تـوجـيهات مار ﭘـولس ــ العـلماني ــ في رسالته إلى أهـل غلاطـية ( 3 : 28 ) حـيث يقـول : " ليس يوناني ولا يهـودي ، ليس عـبـد ولا حُـر ، ليس ذكـر وأنـثى ، لأنكم جـميعاً واحـد في المسيح " ..... وفي ذات الوقـت وبّـخ مار ﭘـطرس عـلناً لأنه كان يستحـق اللـوم ، دون أنْ يُـعـير أهـمية كـونه رئيس التلاميـذ ، ولا عـن مفاتيح الملكـوت السماوي التي بـيـده .
أما من جانبه فالأخ لـويس الـﭘـتـرك العـراقي والعالمي الإكـلـيريكي يقـول : (( نحـن لسنا عـبـيـد الله بل أبناءه )) !! ...... إذن نحـن سـواسية أمام الله .
***********
السـيـد نافع المحـتـرم :
(1) أنت لستَ راضياً حـين ألـفـظ ــ ﭘـترك ــ عِـوضاً عـن "غـبطة الـﭘاطـريرك " .... فأقـول لك : كان المفـروض بك أن تعاتـب صاحـب الشأن قـبل معاتبتي ... تـفـضل وإسمع بأذنك :
في الـدقـيقة 2:40 الأخ لـويس ساكـو أبو اليعـني والهـيك ، ينـطـق بلسانه كـلمة ( ﭘـَـترك ) ولا يقـول ( ﭘاطريرك) فـلماذا لا تـنـبّهه ؟
https://www.youtube.com/watch?v=fJrCl67GJeQ
وكـذلك المطران باسل ينـطـقـها (  ﭘَـطـرك وليس ﭘاطـريرك ) فـهـل يمكـنـك تـنـبـيهه ؟    https://www.youtube.com/watch?v=Fntm6qJd6gc
(2) إذا قـلتَ أنهم نخـبة أو ما شابه ذلك ، وتـتـطـلـب منا الطاعة لهم ، فـما رأيك بقـوله :
(( لم تبـقَ في الكـنيسة عـقـلـية نخـبة تملك السلطة والـبـقـية تـطـيعها … ))  ؟
أنا لا أعـرف كـيـف تـفـهم كـلمة ( الطاعة ) ، ولكـني أنا أفـهم أنّ الطاعة العـمياء لم تعُـد موجـودة ! ولا يخـصني أنّ هـناك بعـض المثـقـفـين السـذج  يطيعـون مع طأطأة الرأس ، دلالة عـلى إبـتـذالهم لشخـصيتهم .
(3) وقـد قال الأخ ساكـو لويس أيضاً : (( إن رئيس الكـنيسة ليس سـلطاناً )) .
(4) نأتي إلى نـصيحـتك لي أن أكـون مؤدباً ؟؟  ......... طيب ، ما رأيك لو أنا قـلـتُ لك : (( إذا ما تـقـتـنع ، روح إنـقـلـع )) .. ؟؟؟؟؟ قـل لي بكـل شـجاعة  ، هـل سـتـعـتـبرني مؤدباً أم أدبـسـس ؟؟؟؟؟ طبعاً عـنـدي غاية من سؤالي ، ستـعـرفها حـين أقـرأ جـوابك في ردّك الـقادم عـليّ .
وسـيـدك ساكـو ينـصحـنا قائلاً : (( ليس بوَسع إنسان مسؤول وشريف أنْ يكـتـم كـلمته لأنَّ الصَّمت مَـوت لـلـذات وللآخـر )) !!!!!!!!!!! .
(5)  قـد تـتـساءل ، ما هـو دَورنا أو علاقـتـنا في شـؤون رجال الـدين ؟
إسمع الجـواب من لسان سـيـدك ساكـو في الـدقـيقة 35 : 22 (( الجـميع شـركاء في الكـنيسة ولكل واحـد دَور ، ولا يوجـد دَور فـوق أدوار ... مضيفاً :  أنا رجـل دين ولكـن ممكـن عـلماني كـثير أمور يفـهمها أكـثر مني ))   
 https://www.youtube.com/watch?v=AzP5gS6qhvc
(6) وبمناسبة اللقاء الثالث لكهـنة العـراق الكـلـدان حول " الـتـنـشئة المستـدامة " في عـينكاوا بتأريخ  23 ــ 25 / 1 / 2017  ... قال : (( من المؤكـد يوجـد بـينـنا عـلمانيون كـثـر مُبـدعـون وبديعـون ، أتمنى ألا يُغـيِّـب دورهم أو يقـصيهم )) .
(7) أقـول لك ، نحـن لا نـدين أحـداً لأنـنا لسنا نـقـدمه إلى المحـكـمة ، وإنما إسمح لي بنـصيحة لك أنْ تعـيـد قـراءة ردّك ــ بـينـك وبـين نـفـسك مرة أخـرى ــ وتـناقـشه ... فـيأتيك الجـواب من لسان الأخ لويس حـين يقـول : (( لا خـوف مِن كـشف مواطن الخلل و" نـشر الغسيل " بحجة أنه يكـشف ويعـرّف ويشوّه ، بل عـلى العكس ، نـشره ينـشّط الذاكـرة ويـدفع إلى توعـية أكـبر بالمسؤولية ويمهّـد سـبـيل البحـثً عـن حـلول )) ....... هل تعـتـرض عـلى كلامه ؟؟؟؟
 (8) إن الكـنيسة هي جـمع من المؤمنين ، لم يـبـنِـها كاهـن أو ﭘـترك من جـيـوبهم ! وإنما المؤمنين هـم الـذين يـبنـونها ... وإذا عـنـد إعـتـراض إسمع مقـولته :
الكـنيسة : بـيتُ الكُـلّ وللكُـلّ       http://saint-adday.com/?p=16032
(9) ما رأيك بقوله ( ليس كـل قـديم شـريفاً ) !! .. مستهـزئاً بالشمامسة ذوي الأصوات الشجـية قائلاً عـنهم (( يعـلـعـلـون )) ! وبـذلك هـدم تـراثـنا وصار قـداسـنا عـديم الطعم والرائحة .....  إسمعه في الـدقـيقة 4:10   
https://www.youtube.com/watch?v=v6ur4EQ0vrs&t=288s
(10) أخـيراً ، أنا بإنـتـظار ردّك الجـديـد ... إنْ كان عـنـدك رد .... دمتَ بخـير

8

إلى الإخـوة الأسأقـفة الكلـدان المُوَقـرين فاقـدي الشجاعة
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
مطارنـتـنا الكلـدان : إنّ جـميعـكم شـباباً وكـهـولاً أجلّاء أينما تكـونون ، دون أن نسأل كـيف تم إخـتـياركم أساقـفة ، ولكـن لعِـلمِكم فـقـط ، أنّ مِن بـينكم كاهـناً كان يتـفاخـر بإبتعاده عـن الكـنيسة الكـلـدانية ، واليوم نـراه أسـقـفاً كـلـدانياً ! وهـذا هـو شأن بعـض رجال الـدين لا يستحـون .
الـيـوم أنـتم وكلاء يسوع المسيح الرب ، الـذي قال عـن نـفـسه جاء لـيَخـدِم لا لـيُخـدَم ، فـكم بالأحـرى تكـونـون أنـتم خـدَماً لأبناء الله ، بتـوصية من ربّـكم الـذي تـقـتـدون به ، فلا سادة ولا عـبـيـد بعـد اليوم بل إخـوة . قـولـوها بشجاعة عـلناً في كـرازاتكم ولن تـفـقـدوا مناصبكم بل يـزداد إحـتـرامنا لتـواضعكم لأنكم أؤتُـمِنـتم عـلى هـدف سامي ــ بإخـتياركم الشخـصي ــ هـو إيصال رسالة المسيح إلى جـميع الأمم وأنـتم أكـفّاء لها ، فـكـونوا عـنـد حـسن ظـنـنا بكم وأنـتم مُـكـرّمون .
إبتـدأتْ المسيحـية بعـد قـيامة المسيح بإنـتـشار رسُـله تلاميـذه وحـمْـلِـهم رسالة التـبشير إلى الخـلـيقة كـلها حـيثما أمكـنهم الوصول بتعَـبـِهم وكـدّهم بلا مقابل أجـرة نـقـدية (( كما أشار مار ﭘـولس في رسالته الأولى إلى أهـل تسالـونيكي الإصحاح الثاني 9 )) كل ذلك إيماناً وحُـبّاً بـربّهم يسوع ولم يضعـوا تاجاً عـلى رؤوسهم للإستعلاء ولا خاتماً في أصبعهم لإستعـباد الـبُـسطاء ! فـتاج المسيح كان أشـواكاً ولم يُـقـبّـل أحـد يـده إطلاقاً !!!!!!!! .
وتفاوتـت درجة إستـقـبال الأمم لتلاميـذه وتـقـبُّـل رسالتهم ممّا أدّى إلى تـباين نهاية نشاطهم الشخـصي ، فـمنهم مَن نال الإستحـسان والترحـيب ، ومنهم مَن إسـتُـشهـِد وآخـر نُـفِيَ وثالث تـقـدّم به العـمر حـتى وافـته المنيّة وهـكـذا إنـتـقـلـوا جـميعهم بـفـرح غامر إلى الحـياة الأبـدية التي وعـدهم بها المسيح .
وبمرور الأيام ظهـرَت الحاجة إلى بعـض الإستـقـرار المحـلي لمواصلة الـوعـظ وديمومة الإرشاد للمؤمنين ــ كلٌ جـماعة في بـيـئـتها ــ فـكانت التجـمّعات الأولى بـيـتـية محـدودة بإدارة بسيطة ، إزدهـرَت يوماً بعـد يوم نـتيجة إقـبال المؤمنين ، فـتحَـوّل مكان حـضورهم إلى قاعة كـبـيـرة والتي نسميها الـيـوم ( كـنيسة ــ كـنْـشا ) كـلمة كلـدانية تعـني : مَجـمَع ، تجَـمّع ، جـماعة … وعـنـدها دعَـت الحاجة إلى مسؤوليات إدارية أوسع ذات رُتـب متـدرّجة (( درجة = درغا …….. لا تعـني قـداسة لأن الرب هـو الـقـدّوس لـوحـده )) …. فـمثـلما نـرى في المؤسّسات العـلمانية الـدرجات الوظيـفـية : كاتب ، ملاحـظ ، رئيس ملاحـظين ، مدير … وعـلى غـرارها درجات الإكـلـيريكي ( كاهـن ، أسـقـف ، ﭘاطريرك ، ﭘاﭘا ) .
وكـما نعـرف الـيـوم أن القائمين عـلى إدارة المؤسّسات العـلمانية وتـوجـيهها ، يتباينـون في درجة عـملهم وحـماسهم وكـفاءتهم بل وإخلاصهم في واجـبهم ، فإنّ ذلك ينـطـبق عـلى الرتب الكـنسية : كاهـن درغه بسيط ، أسـقـف درغه وسط ، ﭘاطريرك درغه عالي ، ﭘاﭘا درغه أعـلى ، هـذا من ناحـية الـدرجات الإدارية ولا علاقة لها بالـقـداسة بل الله يعـرف ما في الـقـلـوب …. وفي الوقـت ذاته هـناك من بـينهم المتحـمس والمنـدفع والمتكاسل والخامل ، والكـتاب المقـدس يقـرّ بأنّ الجـميع أخـطأوا وأعـوَزهم مجـد الله .
وتجـدر الإشارة وأنـتم تعـلـمون أنّ سَهـوَ الجـنـدي ليس خـطيراً بمستـوى زيغان الـقائـد العـسكـري ، وهـكـذا فإنّ زلـّـة المؤمن الساذج ليست جـسيمة بمستـوى خـطأ الرئيس الكـنسي القائـد ، فالمطلـوب منكم أنـتم الأساقـفة القادة الوكلاء ، أخـذ الحـذر والإعـتـبار في وعـظكم وقـراراتكم وكـتاباتكم وحـتى في تأمّلاتكم الشخـصية ، وإلّا فإنّ أيّ إلـتواء أو إنزلاق يـبـدو فـيكم ، أو قـرار سـلبي يصدر عـنكم ــ لا سمح الله ــ فإنّ أقلام الكـتاب الشرفاء الواعـين تـكـون بالمرصاد لكم ــ ليس تجاوزاً عـليكم ــ ….. بل منـطـلـقـين من :
(1) غـيرة بـيت الرب تـثـيرهم (2) الـنـفاق بَعـيـدٌ عـنهم والتمـلـّـق ليس في جـيناتهم . (3) لا يستعـطـفـون الناس بل الله !! لا يطلـبـون رضى الناس بل الله ! وإلّا لن يكـونـوا من أتباع المسيح . (4) ليست مصالحهم الشخـصية من أولـويّاتهم ، سـواءاً مادية كانت أم معـنـوية ، بل الإيمان والضمير والأخلاق هي المبادىء الأساسية عـنـد أولـئك الكُـتــّـاب الشرفاء .
لا شـك تعـترفـون فـيما بـينكم بالإنحـرافات الطارئة والتجاوزات الغـريـبة الظاهـرة في ممارسات وقـرارات القائمين عـلى إدارة كـنيستـنا الكـلـدانية اليوم ! إلّا أنّ ما يـدعـونا إلى الـدهـشة هـو صمتُـكم دون ردّة فـعـل عـقلانية من جانبكم وأنـتم قادة وكلاء مسيحكم ! فـما هي أعـذاركم ومار بولس يقـول : مَن يفـصلني عـن المسيح ؟ أشِـدة أم ضيق أم إضطهاد أم جـوع أم عُـريٌ أم خـطر أم سـيف ؟ ……….
من جانب آخـر ، لا محاباة عـنـد الله ولم يـرد في نهج المسيح مفهـوم ــ حُـكم الأغـلـبـية ــ ولا العـولمة ولا عـبارة سياق تأريخي !! وإلّا سـنـسأل (( هـل إنـدثـر المسيح ولم يعُـد قائـماً الـيـوم كي نـتـرك كـلماته ؟ إن المسيح هـو السياق التأريخي بـذاته وإلى الأبـد )) فكـيـف تعـتـمـدون في كـل شيء عـلى مبـدأ التـصويت الغـدّار والـوهـمي ؟ في حـين أنّ المنـطـق الإيماني العـقلاني الأزلي ، أقـوى من التـصويت العـلماني الفاني ؟ … تـذكـّـروا !! أنّ رؤساءَ تـسـلـّـطوا ورحـلـوا ، والمتـسلـّـط الـيـوم سيرحـل غـداً ، إذن مِـمّ تـتـوجّـسون ؟ كـونـوا عـنـد حُـسـن ظن المسيح بكم ، فإن صَعُـبَ عـلـيكم الإقـتـداء بـربّـكم ، أتـركـوا مواقـعكم وإستـقـيـلـوا من مناصبكم ورؤوسكم مرفـوعة .

9
لا تـشـك ُ للناس شـيئاً أنت مُـذنِـبه ، إنّ الثعالبَ ما زالت تجاوره
[/
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
بتأريخ  2 نـوفـمبر 2023 نـشر موقع عـنـكاوا مقالاً منقـولاً غـريـباً في فحـواه بعـنـوان :
( البطرك لويس ساكو : حـركة بابليون ليست مسيحـية ولا تمثل المسيحـيـين ولا الكلدان )
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1048296.0
مقـدمة :  أنا شماس غـير مرسوم خـدمتُ في كـنيسة ألـقـوش منـذ 1959 ثم في مدن و دول متـنـوعة ولا أرغـب الإنـتماء إلى أي تـكـتـل كما لا أطمح إلى الرئاسة . فـفي الستينات رفـضتُ رئاسة الأخـوية المريمية / ألـقـوش ، مثـلما أرفـض الرسامة الشماسية (( معـروضة لي في بغـداد 1968 المرحـوم القس فـيليب هيلاي ، وفي أثـينا 1997 المطران إبراهـيم إبراهـيم ، وفي سـدني مرتين / المطران جـبرائيل كساب )) لأنها في رأيي مسؤولية قـد لا أفي حـقها .
ومع إحـتـرامي لكافة التـنـظيمات أنا أميل إلى الإستـقلالية ، فـلستُ منـتمياً إلى بابليون ولا ساكـويّـون ولا يَعـنـيّـون ولا هـيـكـيّـون ، وإنما أتابع كـتابات العـديـدين وأستمع إلى كلام الكـثيرين .... أما فـيما يخـص المقال المذكـور في أعلاه أقـول :
أولاً : إنّ كلام الـﭘـتـرك لويس يـدل عـلى جهـله بهـوية جماعة ــ بابليون ــ إنْ كانـوا مسيحـيـيـن أم بوذيـيـن أم هـنـدوس ، إنه فاقـد الـتركـيز ويشوّه صورة كـل مَن لا يمشي عـلى خُـطاه المنحـرفة وينـتـقـص ممّن يعارض أهـواءه المقـرفة ويعاني من عـقـدة الـنـقـص الكاسفة . المعـروف أنّ أربعة منهم ألـقـوشـيون كلـدانيون مسيحـيـون أصلاء لم يهـرطـقـوا ضد عـقـيـدتـنا المسيحـية ، وخامسهم عـضو في ــ بابليون ــ مسيحي مرفـوع الرأس . أعـرف المرحـوم ــ سالم ــ والـدهم وأنا طفـل في كـركـوك ( فـترة الخـمسينات الماضية ) كما أعـرف المرحـومة والـدتهم في ألـقـوش وهي أخـت معـلمي في المرحـلة الإبتـدائية الأستاذ أبـلـحّـد بتـو . وبالمناسبة نـفـتـرض أنّ شـخـصاً زار ( حائـط المَـبـكى ) فـهـذا لا يعـني صار يهـودياً ، فالـﭘاﭘا فـرانسيس حـين زاره يوماً ، لم يعـلـق عـليه أحـد ..... وأيضاً إقـرأ :
المدبر البطريركي للكلدان يزور رئيس الكنيسة الإنجيلية والأسقفية الإنجليكانية - الكنيسة الكاثوليكية بمصر (catholic-eg.com)
إن جـماعة ــ بابلـيـون رفـعـوا لافـتة ــ المسيح عـلى الصليب ــ في مسيرة عامة تحَـدّياً !! وليس مثل الـمُـرائي لـويس (( الغـيـر شـكـل ، أبـو الــ يعـني و هـيـك )) المتـمـلـق الرخـيص الهادف إلى كـسب عـطـف ناكـري ألـوهـية المسيح ... إن أعـضاء بابليون يحـضرون الـقـداس ونراهم في وسائل الإعلام محـظوظين بإحـتـرام رؤساء الـدين المسيحـيّـين بالإضافة إلى آخـرين ... لكـن الأخ لويس ساكـو الـﭘـتـرك العـراقي والعالمي ينـسـف المبادىء المسيحـية ، بل أن مسيحـيته مشكـوك فـيها ولا يُـشـرّفـنا ، لأنه مهـرطـق بـدليل :   
يـوصينا أن نـصوم صوم رمضان !!   https://saint-adday.com/?p=13320
 ويطالـب السلطات الحـكـومية بتـبني التسمية الإسلامية ــ أهـل الكـتاب ــ بدلاً من كلمة ( المسيحـيـين ) وله فـيها مآرب أخـرى لا يـفـقـهها إلّا المتبحـرون بالعـلم !! ويفـتـخـر بإله ماكـر ينكـر صَـلـب المسيح !! إنه معـجـبٌ بآيات بـديعة دون أن يقـرأ : ( مَن يـبتغي غـير الإسلام ديناً لـن يُـقـبَـل منه ) ( متعـوهـنّ وأعـطوهـنّ أجـورهـنّ ) ( و إمـرأة مـؤمنة إنْ وهـبَـت نـفـسها ) !! ويتجـنب وضع صورة المسيح المصلوب في قاعـة الضيافة كي لا ينحـرج أمام ضيوفه القائـلـين ( وما قـتـلـوه وما صلـبوه ) !! ويعـتـقـد أن بتـولية مريم العـذراء أم المسيح هي معـنـوية وليست مادية ، ولم يستـطع أن يُـجـيب عـلى سـؤالي ( مَن الـذي فـضّ بَـكـ .... تها ؟؟؟؟؟ ) !! كما ينكـر وعـد المسيح للص اليمين فـوق الجـلـجلة بقـوله لا يوجـد ملكـوت سماوي !! وينـكـر شـرف قـديسي الكـنيسة القـدامى ومنجـزاتهم بقـوله ليس كـل قـديم شـريفاً !! جـعـل قـداسـنا الكلـداني هجـيناً بتـطعـيمه بعـبارات من هـنا وهـناك ، وبإلغائه فـرص إبـداع المرنم والكاهـن بالمقامات فـيه ، متجاهلاً المزمور ــ زمار لـمَـريا بْـقـيـثاريـ وَوْ خِـنّاريـ ــ فـضاعـت طلاوته وجاذبـيته !! وللتخـريب ينـقـل الأساتـذة الأكـفاء من السيمنير إلى أماكـن بعـيـدة كي يُـبـرّر تخـرّج كهـنة غـير أكـفاء !! ويخـون تـوصية المسيح فـيرفـض تعـميـذ مَن يطلب منه تعـميـذه !! بالإضافة إلى قـوله أنّ المسيحي الـذي يرغـب في تـرك مسيحـيته وإعـتـناق دين آخـر هـو حـر ( والـﭘـتـرك لا يتجـرّأ أن يُـطبّـق المبدأ ذاته عـلى الآخـرين لخـوفه منهم ) !!
 جاء في المقال المذكـور والمنـشور في عـنكاوا قـوله : (( إني لا أجامل أحـداً ، ولا آخـذ أموالاً من أحد ، ولا أتلقى تعـليمات من أحـد ولا أخاف أحـداً . ما أقـوله نابع من إيماني وقـناعـتي في قـول الحـقـيقة الذي أعـدّه واجـباً دينياً وأخلاقـياً )) ـــــ ...
إنه ليس صادقاً في كلامه بل بالعـكس تماماً ، يخاف ويجامل ويقـبض ! وإلّا من أين له تكـلـفة سـفـراته بالـدرجة الأولى ؟ . إنّه ينـفـذ تعـلـيمات موجّهة إليه بهـدف هـدم إيمانـنا !! . 
ثانياً : إن أعـضاء ــ بابليون ــ أصلاء يـفـتخـرون بإسمهم التأريخي الأصيل ( بابل ) أمام الجـميع .... أما الأخ ساكـو ينـسـف أصالة كـنيستـنا بـدليل :
إدّعى أنّ شعاره ــ الأصالة ــ !! فأين كانت أصالته حـين حـذف كـلمة ( بابل ) الأصيلة مِن إسم كـنيستـنا العـريقة وكأنه هـو مالكها ؟ !! وفي فـرنسا قال أن لغـتـنا ــ كــ ... ــ ولم يكـملها بسـبـب إمتعاضه من كـلمة كـلـدانية !! وسـبق أن صرّح في إذاعة (SBS ) وهـو أسـقـف كـركـوك بأنه يحـتاج إلى إخـتـصاصيّـيـن ليجـدوا له إسماً قـومياً ، فكان ردّ المطران إبراهـيم إبراهـيم عـليه كافـياً لـيُـخـجله !! إستمع إليه في الـدقـيقة 2:11 
    https://www.youtube.com/watch?v=vMlljwVkue0&t=180s

ثالثاً : يتهم ــ البابليون ــ بشأن محـرقة الحـمدانية ،  فـنـقـول له : هـناك محـكمة تحـقـيق وطنية ، فإن لم تـصل إلى نـتيجة تـقـنعـك ، إذهـب إلى حـيث يسـكـنـون وأطـرق مطرقـتـك عـلى الطاولة وإقـرأ حـكـمـك عـليهم ... وإلّا ، سـلّم الأمر بـيـد ربك بـدون شخـبطاط  .
رابعاً : يتهم ــ بابليون ــ بنشر أكاذيب في إدّعاء لـقاء الـﭘاﭘا فـرانسيس .
فـنـقـول له : هـذا موقع ﭭاتيكاني ينـشر الخـبر كما يلي : فـلماذا لا تـكـذبه ؟؟
https://www.pillarcatholic.com/p/militia-leader-who-clashed-with-iraqi?fbclid=IwAR052gQZ2W5SnGeokU-VqqvkR4VxgaZiO2EyfPcGzR_OUk2ei0RdI58xbD4
The Vatican confirmed Sept. 12 that Rayan al-Kildani — who the head of the Chaldean Catholic Church blames for sabotaging Church-state relations in Iraq — met with the pope at last Wednesday’s general audience in St. Peter’s Square and engaged in a brief exchange of words.
الترجـمة : أكـد الـﭭاتيكان في 12 أيلول أن ريان الكلـداني الـذي يتهمه رئيس الكـنيسة الكلـدانية الكاثـوليكـية بتخـريب العلاقات بـيين الكـنيسة والـدولة في العـراق ، إلتقى بالـﭘاﭘا في الجـلسة العامة يوم الأربعاء الماضي في ساحة الـقـديس ﭘـطرس وتبادلا الحـديث لـفـتـرة وجـيزة . 
وإسمح لي بإضافة : أنـت قـررتَ عـلـناً بأنك سـتـتـقاعـد ( تسجـيل الـﭭـيـديـو موجـود ) ثم تـنـكـر كلامك عـلـناً ، إذاً !! نسألك : ما هـو تـقـيـيمك لشخـصيتك المتـذبـذبة ؟؟ 
خامساً : أما عـن قـوله ((  كل هذه الأعـمال تهـدف الى تـرويع المسيحـيـين وتهجـيرهم للإستيلاء عـلى ممتلكاتهم . )) ... حـقاً نـراه ساذجاً ! ظـناً منه أنـنا نائمون فـنـقـول له :
إن أقـوالك وأفعالك التي أنت مكـلـف بها ! تهـدف إلى تـخـويف المسيحـيـيـن والإيحاء إليهم بأن مصيرهم الهـجـرة ، وعـلـيهم التخـطيط للمغادرة ... تـذكــّـر ماذا كانت غايتك من تصريحـك السابق بأن (( ثمان كـنائس أغـلـقـت في بغـداد )) !! غايـتك إيصال رسالة إليهم بضرورة تـرك البلاد لأن الكـثيرين هاجـروا .
طبعاً لا تـنـسَ أن أحـد أساقـفـتك الكلـدان صرّح ــ قـبل داعـش ــ بأن أربع كـنائس في أبرشـيته أغـلـقـت أيضاً ، وهـذه تـصب في الهـدف نفـسه .
سادساً : إنـك تُعـبّـر عـن شعـورك بالـنـقـص فـتـذكـُــرُ في أكـثـر من مناسبة أنك مرجـعـية عالمية مرّيخـية ! ونسألك من أين أتـيتَ بكـلمة مرجعـية في كـنائسـنا ؟ وسـبق أن إستخـدمـتَ كـلمة ــ زكاة ــ وهي غـير موجـودة من قاموس كـنائسـنا .... ومَن يـدري قـد يأتي يوم بإعـتـبارك عالمي ، فـتـصدر أمراً بـتغـيّـر عـبارة ( بإسم الآب والإبن ... ) وتجـعـل الـبـديل
عـنها عـبارة (( لا إله إلّا الله ... )) ؟ منـطـلـقاً من أنّ إلهـك وإلههم واحـد .
نـرجع ونـقـول : أين مطارنة الشمال والجـنـوب والشرق والغـرب ؟؟ 


10
الحـلـقة السابعة ــ ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة في بغـداد
4 نـوفـمبر 2013
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

كانت بداياتي في كـنيسة العائلة المقـدسة / شـارع الروّاف / البتـاويّـين في نهاية الستينات وهـناك إلتـقـيتُ الأب المرحـوم فـيليب هـيلاي فـتـذكـّـرتـُه وتـذكـّـرَني . كان يطيب لي خـدمة القـدّاس معه لِـما يملكه من قابلية موسيقـية رائعة ومعـرفة عـلمية بالمقامات ولكـني أيضاً كـنت أستمتع بخـدمة القـدّاس مع أيّ كاهـن آخـر في تلك الكـنيسة ، لأن الأب فـيليب كان يرافـق الجـوقة عـنـد هـيكـل الكـنيسة / الطابق الثاني ويتابع فـقـرات القـدّاس الخاصة بالشمّاس موسيقـياً بالأوكـورديون ( دون مرافـقة إيقاع الطـبول ! ) والأكـثر من ذلك ولموهـبته الفـنية هـذه فـقـد كان يعـرف مناوراة الشماس بالألحان فـيتـقـدّمني في عـزفه وكأنه يعـلم ما سأقـوله في منحـنيات المقام . أما بشأن الترانيم ( وأياً كانت ) كـنا نـتـناوب أبـياتها : الشماس من جهة والجـوقة مع جمع المؤمنين من جهة أخـرى ( وكأنـنا ﮔـودا عـلايا و ﮔـودا خـتايا ) وبمرافـقة الموسيقى . إن الكاهـن والشماس كانا يمثـّـلان هـيكل البناء الصوتي للقـدّاس أما الجـوقة والمؤمنين فـكانوا مرافـقـين ، حـقاً كان جـواً ملائكـياً يُخـيّم عـلى الكـنيسة حـسبما كان يقـوله لي الأب فـليب نفـسه . كـنت أبدأ بالمقام بعـد قـراءة الإنجـيل وأخـتار الترنيمة المناسبة له بنـفـسي والجـمهـور يتـناوب فـيتـولد توافـقاً في أذن السامع دون نشاز ... وليس مثلما يحـدث اليوم في أكـثر كـنائسنا  .
ملاحـظة لا بـد منها : كانت الموسيقى بآلاتها المتـنـوّعة ترافـق الصلوات في المعابـد الـوثـنية منـذ الـقِـدَم ، وهي شيء رائع داخـل الكـنيسة أيضاً ، فـفي الغـرب يُستـخـدَم الـﭘـيانو الكـنسي ، وفي كـنائـسنا الشرقـية نرى الـصـنوج مع الأجـراس منـذ زمن طويل ولا يزال ، فهي تـضيف أجـواءاً رومانسية تمتـزج مع الروحانية لـتسمو بنـفـس الإنسان إلى الأجـواء الملائـكـية أثـناء التـرانيم ، ولكـنها إذا إبتــُـذِلـتْ في طريقة عـزفها ، وفي وقـت ليس أوانها ، تـفـقـد رونـقـها وقـيمتها ! وفي أيامنا الحاضرة نرى الأورگ في الكـنائس وبعـض الأحـيان الساكـسيفـون أيـضاً مع العـود ـ الناي  ....
وفي كـنيستـنا يُـعـزَف عـلى الأورگ بمصاحـبة ــ الإيقاع بـشـدة صوت واضحة ــ تـقـلل من القـيمة الروحـية للموسيقى المرافـقة للصلاة فـتـبـدو وكأنـنا في قاعة حـفـلة من نوع آخـر لأن الإيقاع يحـرك أجـزاء جـسم الإنسان بصورة إيحائية .... هـذا من جانب ، وهـناك جانب آخـر لا يقـل أهـمية عـن الأول وهـو أن مراحـل القـداس عـديـدة أهـمها تـحـول الخـبز إلى جـسـد المسيح وهـكـذا الخـمر إلى دم المسيح كما في خـميس الفـصح / العـشاء الأخـير ، والـقـداس هـو إحـياء لـتلك الـذكـرى التي أوصانا بها الرب يسوع . في هـذه المرحـلة يتـطـلب أن يسود الصمت والسكـون في هـيكـل الكـنيسة ، ومن دواعي الخـشوع نرى المؤمنين يتهـيأون فـيسجـدون مع إنحـناءة الرأس بعـفـوية لا تـصَـنّـعـية ، وعـنـدها يتـلـو الكاهـن الكلام الجـوهـري !! وهـنا فإن الأجـراس تـرنّ لتـنبه المؤمنين إلى أن حـدثاً مهماً قـد حـدثَ . ولكـن عازف الموسيقى يـبـدو أنه لا يعـرف قـيمة هـذه الأمور لأنه شاب ! ... فلا يتـرك الكاهـن يصلي لـوحـده في نـطـقه للكلام الجـوهـري بل يـبقى يرافـقه مع دنـدناته مما يجـعـل المؤمن السامع يتيه في تخـيلاته ، وبـدلاً من أنْ يـركــِّـز عـلى كلام الكاهـن فإنه ينـتـقـل إلى أجـواء أخـرى خارجة عـن الكـنيسة وبحـسب ما توحي له تلك المنحـنيات الموسيقـية  .
وكم نـبَّـهـنا الكـهـنة وبعـض الشمامسة في كـنيستـنا فأيـدوا الفـكـرة !! ولكـن يـبـدو أنَّ أحـداً لا يتـجـرّأ عـلى إتخاذ ما يلـزم وكأنهم لا يملكـون حـق تـصحـيح المسارات الزائغة  .
الأب فـيليـب هـيلاي يُشـجّـع زواج المُحـبّـين  :
في سنة من سنوات نهاية الستـّـينات حـضرتُ قـداساً للمرحـوم الأب فـيليـب ومما قاله في وعـظه : ( إندهـشـتُ وتألـّـمْـتُ حـين سمعـْـتُ أنّ فـتاة مسيحـية تركـتْ بـيت والدها وإلتحـقـتْ بشاب غـير مسيحي والسبـب هـو أهـلها الذين رفـضوا زواجها من شاب مسيحي ! ) .
لقـد خـطب الأب خـطاباً حـماسياً بـين الحاضرين ونـدّد بكـل والـدَين يقـفان حـجـرة عـثرة في طريق زواج إبنـتهـما ومحـذراً لهم حـين قال : ( كل فـتى وفـتاة يحـبّان بعـضهـما البعـض فـليأتـيا عـندي وأنا أباركهـما وأعـطي لهـما شهادة زواج )  .

توقـعات الأب فـيليـب للكـنيسة في بعـض الدول  :
في أحـد خـطابات المرحـوم الأب فـليـب في مطلع السبعـينات تطرّق إلى موقـع الكـنيسة في المجـتمع وقال : لا تـتوهّـموا وتـظـنوا أنّ الكـنيسة ضعـيفة بل إنها قـوية في كل زمان ومكان ، وإذا كـنـتم تعـتـقـدون أن دَورها قـد إضمحـلّ في بعـض الأماكـن من العالم فإن المستـقـبل سيشهـد لها إنـتصاراً هـناك ، وستـتـذكـّـرون كلامي يوماً ( وهـذا الذي حـصل فـعـلاً في 1989 ) .
بكاء أمام صورة العـذراء :
في أحـد الأيام من تلك الفـترة كـنت راجـعاً مع صديق من الجامعة فـمرَرنا من ساحة الميدان بـبغـداد ودخـلنا كـنيسة مريم العـذراء للأرمن ( كـنيسة قـديمة ) لزيارتها ، فـشاهـدتُ إمرأة مسلمة تقـف أمام صورة لمريم العـذراء وتـبكي بكاءاً حاراً بصوت خافـت والدموع تـنهـمر من عـينيها ، تألـّـمْـتُ لها كـثيراً ولم تكـن لدي الشجاعة أن أسألها ما الذي حـلّ بها .
العـطلة أقـضيها في ألقـوش  :
وخـلال سنوات الدراسة في بغـداد كـنت أسافـر إلى ألقـوش في فـترات الأعـياد والعـطـل الصيفـية والربيعـية ومما لا شك فـيه أن الكـنيسة كانت هاجـسي فـلابد أن أتهـيأ لها قـبل السفـر ، فـكـنت أطلب كـتاب الرسائل أو القـراءة ( شليحا أو قـريانا ) باللغة الكـلدانية الفـصحى من الأب فـيليب ليوم الجـمعة فـقـط فآخـذه إلى بـيت عـمي المرحـوم جـرجـيس خـندي - في بغـداد - وأقـرأ أمامه كـل جـملة فـيفـسّرها لي بلغـتـنا المحـكـية وهـكـذا كـنت أتعـلـّـمه عـن ظهـر قـلب لأكـون جاهـزاً لقـراءته حـين أتواجـد في ألقـوش إلّا أنه لم يكـن هـناك تواصلٌ ولا ممارسة ، فـما أتعـلـّمه اليوم أنساه بعـد أيام أو أسابـيع .
وفي إحـدى السنين من أواخـر الستينات سافـرتُ صباح يوم جـمعة الآلام متوجّـهاً إلى ألقـوش وكل أملي أن أحـضر طقـوس هـذا اليوم الحـزين في كـنيستـنا إبتـداءاً من تفـسير آلام المسيح بكل مراحـلها وللإستماع أو للمشاركة في ( سْـليق لـَـصْـليوا أوْ مارا دْ ورْياثا ... ) و إنزال المصلوب من الصليب ثم موكـب قـبر المسيح ( يا مَرْيَمْ بْـثولـْـتا شورَيْـوَتْ زخـْما ..... ) وما أنْ وصَـلـَـتْ بنا الحافـلة إلى البلدة ألقـوش حـتى أخـذتُ حـقـيـبتي وركـضتُ بها ورميتُـها في البـيت مستمرّاً وبنفـس السرعة إلى الكـنيسة متأكـّـداً مع نفـسي أن فـصولاً كـثيرة تكـون قـد فاتـتـني فـدخـلتُ الهـيكل المكـتضّ بالمؤمنين فـتسلـّـلـْـتُ حـتى وصلتُ مدرّجاته الأمامية ، وإذا بموكـب جـنازة المصلوب قـد إبتـدأ لتـوّه يتـقـدّمه رتل الشمامسة في حـلـّـتهم البـيضاء والمرسومون منهم حـول عـنـقـهم ( وورارا أسْـوَد ) وشموعـهم بأياديهم ويتـناوبون الترانيم الحـزينة مع الكهـنة والمطران ، وهـناك لمَحَـتــْـني عـينا المطران عـبد الأحـد صنا من بين الحاضرين فأشـّـر إلي بالإنخـراط في صفـوف الشمامسة ، فأشـّـرْتُ له بدَوري موحِـياً له بأنـني لستُ مرتـدياً رداء الشماس فـقال لي : ( لا كـْهـيما ، أورْ وْ مورْ خا قالا = لا يهـم ، أدخـل وقــُـل لحـناً ) فـكان كما أراد .
فـراسة الكاهـن والطبـيب  :
في إحـدى العـطل الصيفـية وأنا في ألقـوش ( 1970 أو 1971 ) كـنت في بناية مار ميخا مع الأب يوحـنان نـتمشى سوية في أروقـته جـيئة وذهاباً نـتجاذب أطراف الحـديث من هـنا وهـناك و نـتـناقـش في شؤون الكـنيسة والحـياة ، ولما كـنت من النوع الذي يريد معـرفة الحـقـيقة من أهـلها كي أصِـلُ إلى قـناعة ذاتية وليس قـبول المَشاهـد الغامضة عـلى عـلاّتها ، فـقـد وضعـتُ نفـسي في موقـع الباحـث عـن الإيمان نـدّاً له في حِـواري معه فـشعـرتُ بأنه إستـفـزّ وإستـثارتْ أعـصابه وإنفـعـل بعـض الشيء ولكـنه أخـفى إنفعاله عـني ثم سألني : أتـؤمن بالمسيح ؟ قـلتُ : ( إن المسيح حـقـيقة واقـعة ... ولا شك في ذلك ولـكـن مثـلي يريد أن يفـتح مـمرّاً في الـتـضاريس المتـعـرّجة سواءاً أكان نفـقاً أم جـسراً ، طويلاً أم قـصيراً يربط بـين إيماني وعـلميّـتي ) ! فإنشرح لجـوابي وقال : إن تلك المَهَـمّة أسهـل عـلى أمثالك من غـيرك ، ثم قادنا نقاشـنا إلى أن أقـول له أنّ الدخـول إلى أعـماق فـكـر الإنسان ليس بالأمر الهـيّن ، فـقال لي : إن الكاهـن أو الطبـيـب ذوي الخـبرة يُمكـنهـما قـراءة فـكـر الإنسان من النظر إلى عـيونه ! .
تحـليلي لكـلامه :
إن الكاهـن كـثير الإحـتكاك بالناس بكـلّ تـنوّعاتهم والتحـدّث إليهـم كما أنه يتعـرف على مشاكلهم وسلوكهم سواءاً بالإصغاء المباشر إليهم أو عـن طريق منبر الإعـتراف والإستماع إلى صوتهم الصريح النابع من قـلوبهم ، وهـنا يأتي دَوره في ملاحـظة خـطوط إنفـعالات الوجه وحـركات العـيون ليُـكـوّن منها خارطة تصبح عـنده دليلاً يقـوده إلى المواقـع المجـهـولة من فـكـر الشخـص الذي سيقابله غـداً ، ويتسلـّـل إلى أزقــّـته وثـناياه بعـد أن يكـون قـد حـصل عـلى المفاتيح السرية (Code Number ) لكـل حـركة من العـيون أو عـضلات الوجه مهـما كانت ضئيلة . ولكـن أين كـهـنة اليوم من كـل ذلك ؟ إن وعـظهـم البسيط - الذي لم يـعُـد يُـشْـبع خـيالنا ولا طـموحـنا بل ولا جـوعـنا - يكـتبونه عـلى الورقة ويقـرأونه في القـداس كالمذيع أمام المؤمنين بعـد الإنجـيل وهُـم اللذين درسوا الفـلسفة واللاهـوت وحـصلوا عـلى أعـلى الشهادات ، إن أكـثرهم عاجـزين عـن قـراءة أفـكارهـم الذاتية فـهـل يمكـنهم قـراءة أفـكار غـيرهـم ؟؟.


11
يا خائن الأهـل والـبـيت

مايكل سـيـبي  / سـدني
لتـنـشـيـط الـذاكـرة !!!!!
******************

إلعَـقْ جـراحَـك طـُـهْـراً كـنتَ أم قـذِرا
                     واجـمع رُفاتَــكَ حـياً كـنتَ أم نـَحَـرا

جـفـّـتْ شـفاهُـكَ قـيظاً كان أم مَطـَـرا
                     يا خائن الأهـلِ والـبـيتِ يا وعِـــــــرا

كم شـفـّةٍ نَطـَـقـَـت بالروح نـفـديــــــكَ
                     واسـتُــرخِـصَ الـدّمُ أنهاراً لكم نـُــذُرا

كـم من براءةِ طـفـلٍ عـدَّدْتـَها جُـرْماً
                     تَباً لـطاغـيةٍ قـد أعـدَمَ الـــــــــــبَـرَرَه

إقـطعْ لسانَـكَ واسـتـكـفـر بما نطـقَ
                     إجـلـدْ مُـتُـونَـكَ واستبشرْ فـقـد خَطـَـرا

قــد قـلتَ أنك تأبى أن تَـرى الجُـبُـنَ
                     ويلٌ لكـــــــــــلِ جـبانٍ للـفـرِّ إنـتـبرا

إن الترابَ نظـيـفٌ والأرضَ قد خَضِـرَت
                     عــــار إذا دُنِـسَـتْ أعـشابُـنا وثَــرى

فـَـلـْـتَــنـْـزِفَـنَّ دمَ الـذلِّ الأثـــيمِ إذا
                     ما سـالَ عـن عَـفِـنٍ وَلـَّى بلا كـَـفـَـرا

12
تـعـلـيقي المنـطـقي محـذوف
في المقال الـذي عـنـوانه :
(( الصديق العـزيز الأستاذ شوكت توسا المحـترم  )).... للكاتب : داود بـرنـو
كـتـبتُ تعـلـيقي (( بمثابة إستـفـسار )) عـن الـنـقـطة (7) الواردة في المقال والتي تـنص كما يلي :
((  7- بالنسبة الى دخولي السلك العسكري،تم من خلال القائمة الكردية.  ))
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1048029.0.html
 وقـلتُ : .......
 ( ماذا عـن لـواء 24 الـبـطل ) ؟؟؟
فـلماذا حُـذفَ ؟؟؟
هـل في ذلك إنـتـقاص أو إهانة أو أي شيء سـلـبي ؟
فإن كـنا نـتـجـنـب الحـق ، فـبـمَـن نـتـشـبّـث ؟؟؟

13
ما أحـلى الإنـسان حـين يتـنـبّأ فـتـتـحـقـق نـبـوءَته وهـو ليس نـبـّـياً !!!!!!! 
 
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي ــ سـدني / 18 / 9 / 2023

 في حـزيران 2017 كـتـبـتُ مقالاً بعـنـوان   (( نـبـوّة إشعـياء الـنبي صادقة والــﭘــطـرك ساكـو لا يـفـهـمها )) .... جاء فـيه :
 
 نحـن نـسألك : ماذا يعـني مقـرّك الصيفي ــ تـتـصـيّـف  ــ في أربـيل وإبن الإنـسان ليس له أين يُسـنِـدُ رأسه ؟ أم أنـك تـُـنـَـظـّم مقـدماً خارطة طريق لمستـقـبـلـك المرسـوم لك ؟ والـذي سـبق أنْ نـوّهـتُ عـنه في مقال !!!!! …. وماذا يعـني أخـذك عـلى عاتـقـك مسؤولية تعـمير قـرانا في شمال العـراق وأنت لا تعـرف شيئاً عـن الصبغ والـلبخ ، ولا الإقـتـصاد والحـساب ولا هـندسة البناء ؟ هـل هـذا حـوار أيـضاً ؟ .

والـيـوم ، تـرى بعـينيك وأنت تـثـوّلها ، أربع كـنائس قـد أغـلـقـتْ أبـوابها في الموصل ــ قـبل مجيء داعـش ! ــ … وهـكـذا في بغـداد حـيث لا داعـش ولا حانش ، لكـن ثمان كـنائس أغـلـقـتْ أبوابها وأنت نـشرتَـها لاحـقاً في موقـعـك ، أراها رسالة لغاية في نـفـس يعـقـوبـك ( يا حـيـف عـلى العـميان الأكاديميّـيـن البُـسطاء ) ! ناهـيك عـن الـتـقـلـص والإنكـماش في كـركـوك والـبـصرة ، والمستـقـبل سـيُريك ( ليس الأكـثر ) بل الأسـوأ في جـميع العـراق .

وكـتـبـتُ :
يقـول النبي  :

(( الـثـور يعـرف قانيه والحـمار معـلـفَ صاحـبه ، أما إسرائيل لا يعـرف ، شعـبي لا يفهم …. كـل الرأس مريض وكـل القـلـب سـقـيم من أسفـل الـقـدم إلى الرأس …… بلادكم خَـرِبة ، مـدنـكم مُحـرَقة بالنار ، أرضكم تأكـلها غـرَباء قـدّامكم …. لولا أن رب الجـنـود أبقى لـنا بقـية صغـيـرة لـصِرنا مثل سـدوم وشابهـنا عـمورة )) ……

ثم يواصل إشعـياء نـبـوءته قائلاً  :

(( البخـور مَكـرَهة لي .. وحـين تبسُطـون أيـديَكم أستـر عـيني عـنكم ، وإنْ كـثــّـرتم الصّلاة لا أسمع )) .

14
المنبر الحر / إسمع Abu ( Cian )
« في: 05:45 12/09/2023  »

إسمع أبـو ( سـيان )
ستأتـيك مكالمة من قـريـب لك ، بشأن ردودك القـذرة عـلى مقالاتي و ردودي ،
وبعـدها أنـتـظـرك أمام القـراء : فإن ردعـتَ نـفـسَـك بنـفـسِـك ، سأقـول (( عـفى الله عـما سـلـف )) .... وإن كـررتَ قـذارتـكَ بشأني ... سأكـتـب عـنـك بإسمك الصريح وإنـتمائـك السياسي بما لا تـرتـضيه لـنـفـسِك . وقـد أُعـذِرَ مَن أنـذر .

15
وذكــّـر السـيـد القائـد الأسـتـرالي أبـو الـدكـتـوراه !! إن تـنـفـعه الـذكـرى .

مواقـف الحـياة صارت تجارب شخـصية قـد تـفـيـد بعـضاً من أبناء الجالية
الحـلقة الثانية
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 9 / 9 / 2015

إقـرأوا عـن الصعاليك في التأريخ تـرَونهم ثعالبَ خـبثاء ، وفي أيامنا الحالية تلاحـظون أمثالهم جـبناء يعـملـون في الخـفاء ، قـدرتهم الـتـلـَــوّنية فاقـت الحـرباء ، يُعـميهُم الحـسـد وتـدوّخهم الغـَـيـرة الحـمقاء ، فلا يطـيقـون رؤية مَن يـتميَّـز حـتى إذا إحـتـذى نعالاً خـرقاء ، إنهم مرضى لا يُـشـفـيهم الله حـتى يَـشـفـوا أنـفـسهم الصفـراء .. هـؤلاء لا يمتـنعـوا عـن تـناسي طـقـوس أو إهمال تـقـلـيـد ( يثـولـوها ) ، ليس إلّا بخلاً بمَن يـفـوقـونهم ! فـيُحـرَمون كي لا يـتمـيَّـزوا عـنهم .. ألستم تـرَون فـيهم نـذالة وحـقارة ؟ أم إنه سقـوط أخلاقيّ قـبل أن يكـون دناءة وقـذارة ... لـذلك فإنّ مَن يهـمه الأمر من فـوق الـمنارة ، عـليه أن يرسم ستـراتيجـية بعـيـدة عـن أنـظار أولاد الحارة ، ويكـون ذكـياً في ردع أولـئـك بجـدارة ، قـبل أنْ تـفـوح ريحـتهم الـنـتـنة في الـدارة ، وإلّا ... لا عـتاب لـو فاجأهم مُـطهِّـر برذاذه المعَـقـِم دون إنـذار أو إشارة .
******************
بعـد أكـثر من ثلاثين عاماً من تـناولي القـربان المقـدس للمرة الأولى ، حان موعـد الـتـناول لـثلاثة من أولادي في بغـداد/ الـدورة / الميكانيك / حي آسيا ، والفارق بـين أعـمارهم سنة واحـدة ، إستـفـسرتُ من اللجـنة المعـنـية لـتسجـيلهم فـقـيل لي يُـشتـرط بالمتـناول أن يكـون قـد أنهى الصف الخامس الإبتـدائي منـطلـقـين من أنّ الطالب قـبل هـذه المرحـلة لا يتمكـن من الـقـراءة عـلماً أني تـناولت في كـركـوك حـين أنهـيتُ الصف الثالث الإبتـدائي وكـنتُ متمكـناً من قـراءة الكـتيـب المخـصص لـتلك المناسبة وبكـفاءة  .
إنّ هـذا الشرط ( الناجح من الخامس الإبتـدائي ) متـوفـر في إبني الأكـبر ، إلّا أني فـضلتُ تأجـيله سنة واحـدة كي تـشاركه أخـته ، بل ومعهم ــ الثالث ــ أيضاً في آنِ واحـد فـيكـونـون قـد أنهـوا مرحـلة السادس والخامس ( والرابع ) عـلى التـوالي  ! .
وفي العام اللاحـق كـلـمتُ أعـضاء اللجـنة مرة ثانية فـقـبـِلـوا إثـنين منهم ورفـضوا الثالث بحجة أنه ليس مستـوفـيا الشرط ! ناقـشتهم عـن الحـكمة وراء ( النجاح من الصف الخامس ) قالـوا كي يتمكـن من قـراءة كـتيـب الصلوات والأناشيـد المخـصص لـلمناسبة .... قـلت لهم أني أجّـلـتُ إبني الأكـبر سنة واحـدة كي يحـتـفـلوا ثلاثـتهم سوية وإلّا سألغي مشاركـتهم جـميعاً ... وإذا كانت حجـتكم قـراءة الكـتـيب ! طيب إمتحـنـوه ثم قـرروا ... فإمتحـنـوه وقـرروا قـبـوله وإحـتـفـلـوا سـوية في يوم واحـد .. إذن العـبرة المنـطقـية في الـقـبـول هي التمكـن من القـراءة وليست في أمر لا يخـص اللجـنة المحـروسة إطلاقاً ...
ما علاقـتهم بـدوام سنة كاملة في الصف الخامس الإبتـدائي ( مساء كـل يوم ثلاثاء ! ) ؟ هـل نمنع أطفالـنا اللاجـئـين من تـناول القـربان المقـدس وهم ينـتـظرون سنيناً في بـلـدان الإنـتـظار المؤقـت ؟ أنا عـلــَّـمْت أطفالـنا لخـمس دورات سنـوية متـتالية في أثينا / اليونان 1992 ــ 1997 صلوات وتـراتيل والإعـتراف وخـدموا الـقـداس الإحـتـفالي بكـفاءة والـﭬـيـديوات تـشهـد .... راجـعـوا عـقـولكم .
البعـض يتـفـنَّـن في إبتـكار طرق التـقـرّب من صاحـب الشأن حـديث العهـد (( يـرَونه خاماً ليس مِن جـماعة وِلــْـد الـﮔـْـرَيّة ، فـيتـصوّرونه بَعـدَه ما متعَـرّف عـلى أخـَـيـّـه )) يـوهـمونه فـيعـرضون أمامه دستـوراً مبتـوراً متـضمناً بنـوداً سخـيفة بحجج فـطيرة تحـدّ من تـكافـؤ فـرص المواطنة ، وينافـقـون عـلـنية بـولاء فارغ ساذج لمن تـقـمّص الأبّهة العـفـنة ... أما صاحـب الشأن المشار إليه ، فإنه ينـطلق من براءته فـيحـسبهم مخـلصين لـدائـرته فـيأخـذ برأيهم وهـنا يكـمن الخـطر وعـليه الحـذر ، فإن عـبَـرَت هـذه الـفـنـون الشيطانية في المرة الأولى دون ناطر رقـيـب ، فإن تكـرارها ستـواجَه بناظر حـسيـب .... وما ظلمناهـم ولكـن .....
******************
في نهاية الثمانينات أو مطلع الـتـسعـينات وفي ذات الكـنيسة ( مار يعـقـوب ) كـنتُ أخـدم القـداس يوماً ، طلـبتُ من مراهـقة ذات الـ 16 أو 17 سـنة (( قائـدة الجـوقة )) إسمها هـنـد وأنا بعـمر أبـيها ، أن تخـتار نـشيـداً أثـناء الـقـداس منسجـماً مع المقام ، وليس عـشوائياً نـشازاً في آذان المؤمنين الكـرام ، وخـيّـرتها بـين ثلاثة تـرانيم مألـوفة في كـتيـبات الجـوقة ويجـيـدون تـرتيلها ... فـكان جـوابها لي : إحـنا ما نـسَـوّي بكـيـفـك !! فـسكـتُ محـتـرماً نـفـسي دون أن ألاسـنها فـتـتجاوز عـليّ ، لا بقـدرتها ولكـن بفـضل الـذي يجـيـز السلطة لها !!!!! قـلتُ مع نـفـسي أن كـنيستـنا في إنحـدار طالما هـذه الـبسبوسة تـتحـكـم في الـقـداس وما أدراك مَن يقـف وراء الـبسبوسة ! .....
الخلاصة  :
عـلى المـدير العام في الـدائـرة !! أن يكـون حازماً من جهة ، ومن جهة أخـرى يُـنهي تمرّد الـفـئات وعـصيان الجـماعات حـين يمتـنعـون عـن تـنـفـيـذ التوجـيهات ( وطرُق الحـزم كـثيرة ومتـنـوعة ) وإلّا فالمياه الـدوّارة في البحـر جارفة لا محالة .... والله الساتـر . 
ولـيـتـذكــَّـر خلاصة ( الحـلـقة الأولى ) الماضية .... التي جاء فـيها  :
عـلى القائـد الحـكـيم الرزن مهما كان قـوي الشخـصية ، أن يردع الوقحـين النمامين المنافـقـيـن في أول موقـف معـهم لأن ذلك سيكـون مقـياساً لشخـصيته عـنـدهم ، بل عـليه أن لا ينـتـظر وإنما يخـلـق موقـفاً وهـمياً ليعَـبِّـر فـيه عـن قـوة شخـصيته فـيهابـونه ، وإلّا سيأخـذون بـوشه مـدى عـمره ... وتجارب الحـياة ستـثـبت ذلك لكـل قائـد ، نعـم ستـثـبت ذلك لكـل قائـد .... والله المعـين .
******************
نـقـطة أخـيرة قـبل الخـتام .... قـبل سـنـوات ، كاهـن في إحـدى الكـنائس الأسترالية سأل صديقاً لي وكلاهـما أحـياء يُـرزقـون : ماذا تعـرف عـن مايكـل سـيـﭘـي ؟ أفـحـمه صديقي بجـواب مخـتـصر جـداً وقال : لا يمكـن شِـراؤه ! .... نعـمة الرب مع الجـميع . 

16
ردّي الثالـث إلى القس الموقـر ﭘـيـتـر لورنس عـن جـوابه لسؤالي الـثالـث
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ   
مقـدّمة : حـين كـتـبتُ مقالي (( أسـئـلة إلى اللاهـوتـيّـين ، إكـلـيروس وعـلمانيـيـن)) https://kaldaya.me/2023/04/24/23206  وفـيه إستـفـساراتي اللاهـوتية الأربعة ، ذكـرتُ فـيه أمنـيـتي : (( من ذوي الكـفاءات ــ إكـليروس أو عـلمانيـين ــ أن يتـفـضلوا بتوضيحها ، بالـدليل وليس بـرأيهم الشـخـصي ، وأنا شاكـر لهم مقـدّماً )) ..........
*************
فأنا لستُ أنـتـظر رأياً شخـصياً من أيّ كان ! سـواءاً من إكـلـيركي مثل الـﭘاﭘا أو من عـلماني متـضلـّـع في اللاهـوت ، وإنما أريـد الجـواب دليلاً موثـقاً من الكـتاب المقـدس ( أو من أي مصدر غـيـره ، مقـدساً وليس شـخـصياً .. ) . أما إذا صار الـتـوضيح إجـتهاداً شخـصياً ، فـتـلك مسألة أخـرى .
من جانبي أعـزّز إجـتهادي ورأيي الشخـصي بتخـويل من رئيس الكـنيسة الأرضي ! إقـرأ
:
(1) قـول الـﭘاﭘا فـرانسيس : ( إن الأساقـفة لا يعـرفـون كـل شيء ) ... مـضيفاً (  السينودس ليس ﭘَـرلمانا يشرّع قانونا ) ...
(2) كلام الأخ الـﭘـتـرك لـويس إبن المرحـوم روفائيل (( من المؤكـد يوجـد بـينـنا عـلمانيون كـُـثـر مبدعـون وبديعـون ، أتمنى ألّا يُغَـيّـب دورَهم أو يُـقـصيهم )) ! ... إقـرأه في نهاية مقاله عـلى الـرابـط :      http://saint-adday.com/?p=16032
(3) وفي هـذا الـرابـط ، الـدقـيقة 35:35 يقـول : (( لا تـوجـد أدوار فـوق أدوار .. أنا رجـل دين ولكـن ممكـن عـلماني كـثير أمور يفـهمها أكـثر مني ))  :
https://www.youtube.com/watch?v=AzP5gS6qhvc
(4) والدستور العـقائـدي في الكـنيسة رقم37 ينـصّ : ( " يتوجّه المجمع المسكـوني الـﭭاتيكاني الثاني إلى الرعاة المكـرّسين بأن عـليهم : " أن يفـقهـوا كـرامة العـلمانيـين ومسؤولياتهم في الكـنيسة ويشجّـعـوها . وليأخـذوا عـن رضى بآرائهم الفـطـنة ، ويكـلّـفـوهم بثـقة بمهام في خـدمة الكـنيسة ، تاركـين لهم حـرية العـمل ومجاله ، وليشجعـوهم في أن يُـبادروا من تلقاء أنفسهم إلى العـمل " )) ...  . ... إنـتهى .
*********************
تعـلـيقي : ................... كـتـب القس ﭘـيـتـر الموقـر ما يلي :
(( أعـلـن البابا بـيوس التاسع عـقـيدة الحـبل بلا دنس في 8 ديسمبر 1854م أي منذ 165عام و“ إكـراما للثالوث الأقـدس ، وإحـتراما وتكـريما للعـذراء مريم ، وإرتـفاعا للإيمان الكاثوليكي ، وتـنمية وإزدهاراً للـديانة المسيحـية ، نعـلن ونلـفـظ أنه تعـليم موحى به من الله ، ذلك الذي يعـلم أن كلية الطوبى مريم ، حُـفـظت معـصومة من كل دنس الخطيئة الأصلية ، منذ أول لحظة من الحـبل بها ، بنعـمة خاصة وإمتياز من الله الـقـدير ، ونظرا إلى إستحقاقات يسوع المسيح فادي الجنس البشري ، وعـلى كل المؤمنين أن يؤمنوا بذلك بثبات وعـلى الدوام” )) .
فأقـول للقس المحـتـرم : هـذا كلام شخـصي للـﭘاﭘا .. إن إكـرامه لمريم العـذراء لا جـدال فـيه ونابع من محـبته وإكـرامه لها ، فأنا وأنت وآخـرين كـمسيحـيـيـن ، نُـقِـرّه بكـل وقار لأنـنا نعـتـزّ بأم ربنا يسوع المسيح . متـذكـّـرين قـولها : ( تـبـتهج روحي بالله مخـلـّـصي ) ... بمعـنى هي فـخـورة بالله مخـلـّـصها ، مثـلما نحـن نـفـتخـر به أيضاً لأنه مخـلـّـصنا جـميعاً . 
ولكـن ، ألم تـقـرأ : أن الجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله ؟؟ بمعـنى حـتى إذا لم يعـملـوا في حـياتهم الأرضية خـطيئة ، فإنّ الخـطيئة الأصلية لهم بالمرصاد !! فـكـيـف عـرفَ الـﭘاﭘا أن الله حـفـظها من دنس الخـطيئة الأصلية التي تـشمل كـل الـبشر !! ؟
إنّ كلام الـﭘاﭘا هـو رأيه الشخـصي وليس صادراً عـن مصدر خارج محـدوديته المخـلـوقة !!! وهـو ليس مخـوّلاً لصياغة عـقـيـدة مسيحـية لاهـوتية غـير مؤشـر عـليها في الكـتاب المقـدس !!!... وهـنا من حـقـنا أن نـسأل : ما هـو الـدليل عـلى أنه موحى إليه شخـصياً من الله ؟ فإذا إدّعى أي رجـل دين أنّ الله أوحى إليه بـكـذا وكـذا ؟ هـل نأخـذ بكلامه ؟ .
والرسول ﭘـولس يوصي في رسالته إلى غلاطية 1 : 8 ويقـول : (( إنْ بـشّـرناكم نحـن أو ملاك من السماء بغَـيـر ما بـشّـرناكم ، فـلـيكـن " أناثـيما " )) .
يضيف القس ﭘـيـتـر الموقـر : (( الحـبل بلا دنس أصلي هي عـقـيدة إيمانية أعـلـنـتها الكـنيسة في القرن التاسع عشر عـلى يد البابا بـيـوس التاسع ، بعـد جدالات لاهوتية عـنيفة في الكـنيسة منهم مَن يَـقـبَل ومنهم مَن يرفـض هـذه العـقـيدة )) .
فأقـول : (1) أين كان رجال الكـنيسة طيلة 19 قـرناً إبتـداءً بالـﭘاﭘَـوات وإلى غـيرهم من لاهـوتـيّـين أصحاب الأكاديميات ؟ هـل كانـوا قـليلي الـفهم أم ضعـيفي الإيمان ولم يفـطـنوا إلى هـذه العـقـيـدة ؟ (2) وإذا كانت المسألة تكـريم أم الرب المسيح ، وأنت تـقـول : أنّ الـبعـض رفـضها بجـدالات عـنيفة ؟ هـل رفـضوها عـناداً منهم أم كُـرهاً بالـﭘاﭘا ؟ .   
أما بشأن الـنبي إيشعـياء أقـول : نعـم هـو تـكـلـم قـبل مئات السنين عـن ( عـذراء وإبنها ! ) ... (( والإرادة الإلهـية شاءت أن تكـون مريم هي تلك العـذراء التي تـنـبّأ عـنها إيشعـياء )) ... وعـليه لمّا حان الموعـد الإلهي في ملء الـزمان جاءها الملاك المُـبشر ، وسمعـت كلامه فـجأة ! فإستـفـسَرتْ بإخـتـصار ثم عـبّـرَتْ عـن طاعـتها وقالت : ها أنا أمة للرب ... وفي قـولها (( الله مخـلـصي )) تعـتـرف بأنه سـيخـلّـصها كأيّ مخـلـوق بحاجة إلى خلاص .
بالمناسبة ، سـبق أن وعـظ أسـقـفـنا السابق / سـدني ، وأنا حاضر في القـداس وقال :
نحـن لا نعـبـد مريم العـذراء ، وإنما نـكـرمها !!!!!! 
فـما هـو مصير الـدنس الأصلي يا تـرى ؟ ...... أنا أسأل كي أفهم ولا أكـون مؤمناً أعـمى .
https://kaldaya.me/2023/05/28/23418?fbclid=IwAR0N7p2X9mZWAR3bJCMxxWr0TJHzyapv6KYBbIlfGmc0YBJuauQdcrP-k_8

17
( تـعـزيتي الخاصة إلى عائـلة المرحـومة نجـيـبة ) أم جـيرمان في سـدني
أعَــزي عائلة المرحـومة ( نجـيـبة ) أم الأخ جـيرمان المتـوفـية في سـدني (((  من أصدقاء العائـلة في كـركـوك أيام زمان  ))) ، حـيث أقـيم الـقـداس عـلى نيـتـها ،  ... صباح يوم الجـمعة 26 / 5 / 2023 الساعة التاسعة وفي قـداس كـنيسة مار تـوما / سـدني ، وبالمناسـبة سألـني رئيس الشمامسة مشـكـوراً ( عـبـد الله الـنـوفـلي ، أخـو المطران حـبـيـب الـنـوفـلي ) : هـل تـقـرأ الرسالة ؟ قـلتُ : نعـم ..... هـل تـريـد أن تخـدم الـقـداس ؟
قـلتُ : كـلّا
لأني سـببـق أن قـلتُ له : لا تـضع إسمي في جـدول الخـدمة لأني لا أخـدم الـقـداس الساكـوي !!!!!! المهم قـرأتُ الرسالة في قـداس المرحـومة .... ثم طلـبـوا مني مرافـقـتهم إلى المقابر مع الجـنازة وفي سيارة الكـنيسة ومعـنا القس يوسـف لازكـين !! ... في المقابـر طـلـبـوا مني !!! فـقـرأتُ الصلاة الخاصة بالـمـتـوفـية عـلى قـبـرها .. طبعا بحـضور القس يوسف لازكـين  ... ثم رجـعـنا إلى الكـنيسة في سيارة الكـنيسة ومعـنا القس يوسـف أيضاً
نـطـلب من الرب أن يــقـبلها في ملكـوته السماوي الـذي وعـدنا به الرب يسوع المسيح .

ملاحـظة : هــناك كاهـن في كـنيسة كلـدانية يخـدم فـيها ويـؤدي كافة واجـباته عـدا الـقـداس !! ويـقـول (( لـن أقـدّس بهـذا الـقـداس الساكـوي المشـوّه )) وبـعِـلم أسـقـفه  والأسـقـف لا يمنعـه ولا يضغـط عـليه ....

مع الأسـف عـلى الأغـبـياء مروّجـي الـدعايات الكاذبة بـدون مستحاة ، ولا يستـحـون عـلى شـيـباتهم حـين يـمـدحـون ناكـر وعـد المسيح

**************


18
تعـلـيقي عـلى مقال المطران باوَي سـورو الموقـر بتأريخ 12 آيار 2023 عـنوانه ؟
بـقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
إنّ الأخ باوَي سـورو المطران المتـقاعـد ، رغـم أنه لم يعُـد بحاجة إلى ملاطـفة فلان ولا إلى مغازلة علّان ! نـراه فجاة يـرتـدي رداءاً لا يناسبه ، ناسـياً معاناته الماضية من إعـتـراضات إبن إصطبلاني عـلى قـبـوله في كـنيستـنا الكـلـدانية بحجج فـطيرة فاهـية نابعة عـن مخـططاته المخـفـية وعـفـونة عـقـدته الطـفـولية . وقـد كـتـبتُ مقالات بشأنها أفـقـدته صوابه فأرّقـته وحـيَـرته ، وحـيّـرَت الجـماعة من مناهـضي مار باوَي نـفـسه حـتى إضطروا إلى تـرك الكـتابة عـن معاداتهم لإخـتياراته وكـرههم لشخـصه . 
ويأتي الـيـوم أسقـفـنا العـزيز باوَي بتأريخ 12/ مايو / 2023 فـيـذكـر إسم لـويس ساكـو الـﭘَـتـرَك إبن روفائيل بكـلمة ــ أبـينا ــ دون أن يكـون أبـيه !! فأقـول له : 

(1) في عـنـوان مقالك هي مبتـدأ ، فـتـكـون مرفـوعة ــ أبـونا ــ .

 (2) تـذكـّـر تـوصية المسيح في إنجـيل متى 23 : 8 ــ 11 القائل أنّ أباكم واحـد في السماء ولا تـدعـوا لكم أباً عـلى الأرض ، فلا هـو أبـينا ولا عـمّـنا .
 (3) إنّ تـزكـيتك له تعـني إرضاءه عـلى حـساب إرضاء الله !! وهـنا أذكـّـرك بما قـلـته في مطلع كـلمتـك أثـناء حـفـل تـوديعـك في نادي ( Cultural Club ) / سـدني 2006 ، هـل تـتـذكـّـر ماذا قـلـتَ ؟
 (4) سـؤالي لحـضرتك : هـل تـزكـّـيه لإعـتـقاده أنّ العـذراء مريم أم المسيح ليست بتـولاً بمعـناها المادي ؟ وهـل إستـفـسرتَ منه مثـلما أنا سألته ــ مَن فـضّ بكارتها ــ ؟
 (5) هـل تـزكـّـيه حـين ينـكـر وعـدَ المسيح للص اليمين فـوق الجـلجـلة ؟
 (6) هـل تـباركه حـين يـدعـو المسلمين إلى قـراءة سـورة الفاتحة ( أثـناء إقامته الـقـداس الإلهي وبعـد قانـون الإيمان ) وهي مَـسَـبّة لـنا نحـن المسحـيّـيـن ويعـتـبرونـنا ــ ضالـّـين ــ ؟
 (7) هل تـؤيـده حـين يُـعَـلـّـم أطفالـنا القـرآن في المدرسة الأهـلية التابعة للكـنيسة / كـركـوك ؟
 (8) هـل تـزكـّـيه حـين يصف الملائكة حـول المـذبح المقـدس أثـناء إقامة الـقـداس قائلاً (( شـكـو عـنـدنا ، حـديقة حـيـوانات ... يغـطـون أسـفـلم ؟ وإسأله ما معـنى أسـفـلم بلهجـته الإصطبلانية المصلاوية )) ؟
(9) هل تـؤيـده حـين يسرق شعارات الخـميني ويـدّعـيها لـنـفـسه ( الأصلة ، الوحـدة ، التجـدّد ) ؟ ثم إسأله : لماذا ألغى اللجـنة التي عـيّـنها بنـفـسه لـدراستها برئاسة الأخ يوسـف تـوما أسـقـف كـركـوك .... عِـلماً أنّ الـبعـض سـبـق وأن تمـلـّـق للمرحـوم صدام حـين شـكـلـوا لجـنة لـدراسة أفـكاره ؟
 (10) هـل تـقـبل أن يلغي كـلمة ــ بابل ــ من إسم كـنيستـنا العـريقة لأسباب خـفـيّة ( معـروفة ) !! ؟
 (11) هـل تـقـبل به أن يكـون هـو الكـلمة في إنجـيل يـوحـنا ، وكأنه كان عـنـد الله منـذ الـبـدء ؟
 (12) هـل تـزكـّـيه حـين يـشـوّه قـداسـنا الإلهي التراثي فـيحـذف ويضيف ويُـبـدّل عـلى هـواهُ ، مع تـقـلـّـباته وتـناقـضاته في تـصريحاته عـلى مدى سـنـيـن طـويلة ؟
(13) هـل تـزكـّـيه حـين يهـدم أديرتـنا وكـنائسـنا التأريخـية مهما كانت تبريراته ؟
 (14) هـل تـراه نـزيهاً عـنـد (( سـكـوته )) عـلى كلام الأسـقـف وردوني في جـلسة مطرانية سـدني 2013 حـين قال له ــ لـيش ، منـو منـكم ما  كِـن باق ــ ؟

فأقـول للمطران الموقـر باوَي سـورو  حـضرتـك ذكـرتّ :
(( أنـك تـضمّ صوتـك مع الكـثيرين وخاصة الأساقـفة ( الشمالـيـون !! ) وشخـصيات من العـرب والأكـراد الـذين أخـذوا موقـفاً مشرّفاً من الأخ ــ أبـيـنا ــ بخـصوص الحـملات الإعلامة ضده )) ...
حـلـو ، ولكـن المفـروض قـبل ذلك أن تـسأل : هـل سانـدك أولـئـك ( الشمالـيون ) في قـضيتـك العادلة حـين كان ــ أبـينا ــ يعارض قـبـولك في كـنيستـنا الكـلـدانية ويعـرقـل موضوعـك ؟ ... إلّا بعـد أن وضع بعـض الخـيّـرين ! قـشر موز تحـت قـدَمَـيه فإنـزلـق خانعاً مخـدوعاً فإضطـر إلى قـبـولك ! ؟ هـل نسيتَ (( صيغة كـتاب قـبولك !! )) الـذي أرسله ــ أبـيـنا ــ إلى الـﭘاﭘا ، مما إضطـر الـﭘاﭘا إلى منحـك لـقـب أسـقـف ((  Forasiana)) شـرفاً وهي أبرشة تأريخـية خالية من المسيحـيـيـن حالياً ؟ .     
وتـقـول :
 (( أبناء الكـنيسة من واجـبهم إكـرام أولـيائهم وــ أبـيـنا ــ الـﭘَـتـرَك )) ...
رائع ولكـني أسألـك : لماذا مار ﭘـولس لم يُـكـرِم مار ﭘـطرس الـذي بـيـده مفاتيح ملكـوت السماوات ، بل لماذا ؟ وبّخه عـلـناً !!!!!! .
ثم جاء في مقالك : (( نـقـف اليوم جـميعـنا مع و حـول غـبطة ــ أبـينا ــ الكـلي الطـوبى معـلـنين ثـقـتـنا الشخـصية الكاملة به وبقـراراته الإدارية .... صدقاً صرّح الأخ باسل يلـدو المعاون أنّ ــ أبـيـنا ــ ليس بحاجة إلى تـزكـية ، لأنه مُـزَكـّى أصلاً )) .
وهـنا يـسُـرّني أن أقـول :
(1) إنّ الكـلمتين ــ مع وحـول ــ غـيـر كافـيـتـين ! كان الأجـدر أن تكـملها بالصورة التالية (( مع وحـول ومن الجـهات الأربع وبإتجاه الـفـضاء وباطـن الأرض )) ؟ 
(2) هـل فعلاً أن ــ أبـينا ــ هـو كـلي الطوبى ونحـن لا نعـلم به ؟ هـل هـو بمستـوى نـزاهة ونـقاوة المسيح الـذي قال : ( مَن يُـبَـكـّـتـني عـلى خـطيئة ) ؟ ألم تـقـرأ في الكـتاب المقـدس أن الجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله ؟
(3) هـل فـعلاً تـثـق بقـراراته الإدارية ؟ هـل كان أمره الإداري حـكـيماً وعادلاً بـنـقـلك مِن سان ديـيـﮕـو / أميركا إلى كـنـدا ؟ وأنت تـدري أنّ هـذا التعـيـيـن أصلاً ، لم يأتِ أوتوماتيكـياً ! بل لأسباب أنت تعـرفـها !!... مع ذلك ، لا تعاتـبه بل أتـركه كما تـقـول المرحـومة لميعة تـوفـيق (( أتـركـك للـزمن يتحاسَـب وياك )) ! . 
(4) أما بشأن تـصريح الأخ المعاون باسل يلـدو الأسـقـف ، فـهـناك مـثـل ألـقـوشي يناسـبه ، لا تخـلـيـني أذكـره  ..... ودمتَ مع أبـيـنا بخـير .
https://chaldeanpatriarchate.com/2023/05/12/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%88-%D8%A3%D8%B6%D9%8F%D9%85-%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%8A-%D9%85%D8%B9-%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3

19
ردّي الثاني إلى القس الموقـر ﭘـيـتـر لورنس عـن رَدِّهِ عـلى سـؤالي الثاني
بقـلم : مايكـل ســيـﭘـي / سـدني ــ

يـقـول الـقـس ﭘـيـتـر عـن سؤالي الثاني بشأن مار تـوما والمجـدلية :
(( توما الذي *خارج جماعة الرسل هـو ليس مار توما **ضمن جماعة الرسل )) ..
https://kaldaya.me/2023/05/18/23414
فأقـول : إن أي شخـص ينـتمي إلى جـماعة يُحـسَـب عـليهم ، مما يتـطـلـب منه أخلاقـياً الإلـتـزام ، وإلّا سـتـكـون بـينهم جـدالات وخـتام . إن معـنى الكلام في أعلاه هـو أنّ مار تـوما كان غـير مؤمن فـصار مؤمناً مع جـماعة التلاميـذ ، وهـذه نـتـيجة منـطـقـية تحـدث لغـيـره أيضاً .
وإذا كانت تلك الـنـتـيجة دافعاً للمسيح كي يسمح لمار توما الشـكـوك أن يلمس جـروحه ، فـكم بالأحـرى يُـفـتـرَض أن يسمح للمجـدلية أن تلمسه ، وهي المؤمنة به أصلاً ؟
أما قـول الـقـس المحـتـرم : (( لا توجـد أي إشارة على أن مار توما قـد لمس جـراح الرب ، بل يكـتـفي بقـوله ــ ربي وإلهي ــ )) ! ...
أجـيـبه وأقـول : لا بأس ، ولكـنـنا نـقـول أنّ مار تـوما رغـم تـشـكـيكه بالمسيح ، فإن المسيح وافـق عـلى طـلبه مباشرة وبـدون تأخـير ( دون التـكـلم عـن عـدم صعـوده إلى السماء )! بمعـنى أكـرَمه حـين لـبّى طلـبه فـدعاه ليلمس جـروحه ، سـواءاً لمسه فـعـلـياً أم لا !! ... ولكـن الموقـف مع مريم المجـدلية يخـتـلـف ، فحـين صاح بإسمها ــ مريم ــ ! عـرفـته ولم تـشـكـك به ، ولم تـطـلـب أن تلمسه ! ومع ذلك حـذّرها ومنعها ! مـبـرراً ذلك بأنه ( لم يصعـد إلى السماء بعـدُ ) ! ومَن يـدري بمريم ! ربما أرادت الإقـتـراب منه للإرتماء عـلى قـدَمَـيه إيماناً به وتعَـبّـداً له وإعـجاباً بقـيامته ! كـيـف لا والرب حـقاً قـد قام من الـقـبـر ( عِـلماً في الحالـتين ــ مار تـوما والمجـدلية ــ لم يكـن المسيح قـد صعـد إلى السماء بعـدُ ) ! وهـذه هي نـقـطة التساؤل عـن الإخـتلاف في تعامل المسيح مع الإثـنين .
ويقـول حـضرة الـقـس أيضاً : ( الرب يسوع المسيح قـد مجـد ، أي يسوع المسيح قـبل الموت هو ((( ليس ))) يسوع المسيح بعـد الموت ــ كجسد من لحم ودم ــ  ) ....
فأنا أسأله : أي نـوع من يسوع المسيح صار بعـد الموت حـين تـقـول ((( ليس ))) ؟ أليس هـو المسيح نـفـسه ؟ ما الـذي حـدث لجـسده ــ لحـماً ودَماً ــ بعـد موته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
الآن إسمحـوا لي بملاحـظة جـديرة : أنا أفـهم كـلمة ــ مُـجِّـدَ أو مُـمَـجّـد ــ بمعـنى مُـنـزّه أو  ذو رفـعة وعـظـَـمة وإحـتـرام فائـق وغـيرها من صفات الـتـكـريم ، فـيتـصف المسيح بكـل هـذه الصفات . طيب ثم ماذا ؟ هـل هـذه أفـقـدته صفاته الجـسـدية عـنـد قـيامته ؟ ..... والمسيح يقـول في إنجـيل لوقا الإصحاح 24 : 39 ــ 43
(( أنـظروا يـدي ورجـلي : إني أنا هـو ، جـسّـوني وأنـظروا ، فإن الروح ليس له لحـم وعـظام كما تـرَونَ لي . وحـين قال هـذا ، أراهم يـديه ورجـليه . وبـينما هم غـير مصدّقـين من الـفـرح ومتعـجّـبـون ، قال لهم : أعـنـدكم هـهـنا طعام ؟ فـناولـوه جـزءاً من سمك مشوي وشيئاً من شـهـد العـسل ، فأخـذ وأكـل قـدّامهم )) .
وأضيف : أليس واضحاً بالإنجـيل أن المسيح (( إحـتـفـظ بجـسده لحـم و دَم ، عـلى الصليـب وبعـد قـيامته )) ؟ وبسبـب ذلك فـرح التلاميـذ وتعـجّـبـوا ! بمعـنى هـو المسيح ذاته الـذي تعاملَ معهم كإنـسان ( قـبل وبعـد الموت ) ، وليس كما يقـول الـقـس ﭘـيـتـر بأنّه ((( ليس ))) ! . 
وبشأن المحـور الثاني :
 يُـضيف القس الموقـر :(( آثار المسامير والجـنب المفـتوح ليست دليلاً عـلى قـيامة يسوع المسيح . إنها تعَـبّـر عـن قـضية يسوع المسيح الكاملة في مشروعه الخلاصي وهي : (الله) الآب السماوي . وهذه الـقـضية ماتت مع شخـص يسوع عـلى الصليب ، لكـنها أحـيَـت وإنـتعـشت من جـديد بالـقـيامة )) .
فأقـول : إنّ الموت هـو إنـقـطاع الـتـنـفـس وهـو أمر طبـيعي ، ولكـن هـل أنّ ثلاثة أيام في الـقـبـر تجـعـل الأعـضاء تـمحى كـوجـود ؟؟؟؟ وفي حالة المسيح ، هـل فُـنِـيَـتْ الأعـضاء في الـقـبر وغابـت عـن الـوجـود ؟ هـل هـذا معـقـول ؟...
إذا كانت المسامير والجـنب المفـتـوح قـد ظهـرت في جـسمه المصلـوب عـلى الصليب ، ثم ظهـرت منـتعـشة بعـد القـيامة ؟ فـكـيـف تكـون تلك المسامير ــ تحـديـداً ــ مُـعَـبّـرة عـن قـضية ماتت ثم أحـيَـت مجـدداً بإنـتعاش ؟ 
في الحـقـيقة لـو  يسألـنا أحـد : ( ما طـول مـدة بقاء القـضية ميّـتة ) ؟ ماذا سـيكـون جـوابنا ؟
إنه كلام غـير متـرابط !! كـيـف يمكـن أنْ (( لا تكـون ولكـنها تكـون )) ؟ ... فالمسامـير والجـنب المفـتـوح هي مسَـبّـبات الموت ولكـنها بقـيـت ظاهـرة عـنـد القـيامة .  فإنْ لم يكـن ظهـورها دليلاً عـلى قـيامة المسيح ، هـل أنّ إخـتـفاءها يكـون هـو الـدليل ؟ . إنه كلام بعـيـد عـن المنـطـق وغـيـر معـقـول ؟ .... آملاً مستـقـبلاً أن أقـرأ كـتابات الموقـر الـقـس ﭘـيـتـر لورنس مع شـكـري له .

20
تـنـويه : إن مقالي السابق في موقع عـنـكاوا     https://kaldaya.me/2023/04/24/23206

والقس ﭘـيـتـر لـورنس ردّ عـليه يمكـن قـراءته عـلى الرابـط    https://kaldaya.me/2023/05/01/23259       وهـذه إجابتي له :
*************************

شُـكـري وإحـترامي الفائـق للقس الموقـر ﭘـيـتـر لورنس لـرَدِّهِ عـلى مقالي
بقـلم : مايكـل ســيـﭘـي / سـدني ــ

مقـدمة :
في مطلع عام 2010 كـنتُ أعـمل خارج أستراليا وأستمع إلى أغـنية فـيروز ( جاءت معـذبَـتي في غَـيهـب الغـسـق ) ... فـكـتـبتُ أبـياتاً شعـرية تـوازيها ومن بـينها : (( مَن يمش ِ في الليل لا يخـشى مِن القـمر )) .
 
في مقالي المشار إليه بشأن إستـفـساراتي عـمّا وردَ في الإنجـيل ، قـلتُ :   
(( كان أجـدادنا بُسطاء مطيعـين دون تعـمّـق في التـفـكـير ... لكـن إنسانـنا الحالي يسمع ويرى ، يحـسّ ويفـكـر ، يقـرأ ويـبحـث ... قـد يخـطأ وغـيره يصحّـح له ، وحـين غـيره يخـطأ فهـو يصحّـح له ... كل ذلك يـدلّ عـلى مسيرتـنا بإتجاه الكـمال الـذي دعانا إليه الرب المسيح ... فـنرى طفـلنا اليوم يتعامل مع التـكـنـولوجـيا )) ....

نعـم بفـضل هـذه التكـنـولـوجـيا ، لم تعُـد معـلـومات الإخـتـصاص حـصراً للمتخـصّـصين (( وعـنـد ﮔـوﮔـل الخـبر الـيـقـين )) ! . فالخالـق وهـبَـنا عـقلاً ، والرسول ﭘـولس وصف أجـسادنا هـياكل الروح الـقـدس فإمتلأنا ثـقة ً! كما أنّ المسيح أكـّـدها قـبله قائلاً : (( لا تهـتـمُّـوا كـيـف أو بماذا تَـردُّونَ ، ولا بما تـقـولونَ ، فإِنَّ الـرُّوح الـقـدس سـيـلَـقِّـنُـكـم في تـلـك الساعة عَـيـنِـها ما يجـبُ أَنْ تـقـولوا )) ... فإذا كان الروح الـقـدس الساكـن فـينا نحـن المؤمنين يُـلَـقِّـنُـنا ! هـل هـناك مَن يتحَـدّاه متباهـياً بـفهـمه أكـثر منا ؟ ومتـفاخـراً بأولـويّـته عـلـينا ؟ .
إنّ الرسـول ﭘـولس العـلماني ، لم يكـن ضمن مجـموعة الرسل تلاميـذ المسيح ولكـنه كان أكـثر ذكاءاً من مار ﭘـطـرس رئيسهم (( الـذي بـيـده مفاتـيح ملكـوت السماوات !! )) بل حـين تـطـلـّـب الأمر وبّـخه عـلـناً . ولا نـنسى قـوله : (( إن بشرناكم نحـن أو ملاك من السماء بغـير ما بشرناكم فـليكـن ــ أناثيما ــ )) غلاطية 1 : 8   

أولاً : الفـلسفة هي حـب الحـكمة ( معـلومات ) ، والعِـلـْم أيضاً هـو ( معـلـومات ) والفـرق بـينهما : (1) أن نهج الفـلسفة وأدواتها هـو التـفـكـيـر فـقـط دون إستخـدام أجهـزة مخـتـبرية ، لـذا يكـون تعـبـيـر ــ فـلسفة الأديان ــ لائـقاً في بحـوث التأريخ والجغـرافـية وغـيرها المتعـلـقة بالـدين . (2) أما كـلمة ( عِـلـْـم ) عـموماً ! فإن نهجه يتمثـل في تجارب مادية تـتـمخـض عـنها معـلـومات ونـتائج حـسابـية ، تـوضع بصورة قـوانين ونـظـريات عـلمية مثل القـوانين الـفـيزيائية والكـيميائية . وعـليه فإن مصطلح ( عِـلم الأديان ) ليس رصيناً مناسباً في حـوارات عـن اللاهـوت الـذي لا يمكـن وضعه في أنبوبة إخـتـبار وإجـراء البحـوث عـليه .
ثانياً : إن المواضيع الواردة في الكـتب المقـدسة ، تأريخـية كانت أم جـغـرافـية وأهـدافها ، كـتـبها أناس الله ، لا من إجـتهادهم الشخـصي بل مسوقـين من الروح الـقـدس الـذي لا يتأثـر بظروف بـيـئـية ــ حاشاه أن يخـطأ ــ ولا يُـسبّـب تـناقـضات أو إخـتلافات فـيها ، فـما حاجـتـنا إلى تجـزئـتها وتـقـسيمها لفـهـمها ؟ .
وإفـتـراضاً ! إذا إخـتـلـفـت الفـكـرة الأساسـية لموضوع واحـد أو قـضية واحـدة ، في ثلاثة نـصوص كـتابـية وتـنـوّعَـت تـفاسيرها و( مُـرشِـدها واحـد هـو الروح الـقـدس !) فإن ذلك يُـمَـثـل تـناقـضاً صريحاً يـزعـزع الـثـقة بتلك الفـكـرة ومصدرها .
 
الآن مع إجابة القس المحـتـرم والموجّهة إلى مقالي بشأن يسوع ويوحـنا المعـمذان فـكـتـبَ : ( أنّ قـضية يسوع في إنجـيل مرقـس هي ــ إبن الله ــ ومسيرته إلى الصلـيـب )
https://kaldaya.me/2023/05/01/23259 

فأقـول :
ألـيست عـبارة ( إبن الله ومسيرته إلى الصليب ) أكـثر مدعاة للإنـدهاش لكـونها لاهـوتية صِرفة ، لا مادية وبعـيـدة عـن مستـوى الإدراك والتحـسّـس الـبشـري ( الله الآب سماوي ... والإبن المصلـوب أرضي !) ، وبالتالي يُـفـتـرض أن يكـون الإنجـيلي مرقـس هـو الـذي يشكـك بشخـص المسيح ! بعـكس رأي القس فـيه : ((( هـو لا يحـتاج أن يشكـك  بشخـص يسوع ))) ! ...
أما موضوع ( نـسَـب المسيح ) في إنجـيل متى ، هـو أقـرب إلى الـذهـن البشري لكـونه جـسـديّ متسلسل سهـل الإدراك ، فـيكـون أبعـد من أن يصل إلى مستـوى الشك به ! بعـكس رأي القس فـيه : ((( أن متى يحـتاج أن يشكـك بشخـصية يسوع المسيح ))) ! ...

وفي إنجـيل لـوقا ، المسيح هـو ( إبن العـليّ ) ، أليس هـو التعـبـيـر ذاته الـذي جاء في إنجـيل مرقس ( إبن الله ) ؟ أين الإخـتلاف بين الله والعـليّ ؟ وما الغاية من هـذه المقارنة ؟ .
ومع ذلك حـين يكـون الروح الـقـدس هـو المُـوَجّه والمُـرشِـد ، ألا يمكـنه الإيحاء إلى مار يوحـنا ويُـعـلِـمه بأن يسوع هـو المسيح ذاته مثـلما عـرفه عـنـد العـماذ ؟ فـيـنـتـفي الـدافع إلى الـتـشكـك فـيه ، ولا حاجة للإستـفـسار منه إنْ كان هـو المسيح المنـتـظر أم لا ! إذن لماذا تـشكـك ؟.
وكما يقـولـون باللهـجة الآثـورية (( ليه مَـسْـو خـيالي = لا يُـشـبـِع مُخـيّـلـتي )) فهـذا المشهـد فعلاً لا يُـشبـِع مُخـيّـلـتي ... وأنا بإنـتـظار كـتابات القس الموقـر مع الشكـر .   

ملاحـظة : سـبق أن كـتـبتُ للأخ لويس ساكـو الـﭘَـتـرك : أنك تكـتـب عـبارات غامضة كي توحي لـنا بأنكم الأعـلـَـون تـفـهـمون ، ونحـن القاصرون .

21
أسـئـلة إلى اللاهـوتـيّـين ، إكـلـيروس وعـلمانيـيـن
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ــ
الله خالق الحـياة منح للحـيـوان ( النملة وإلى الفـيل ) قـدَراً من الـتـفـكـيـر ولكـنه كـرّمَ الإنـسان بالـنـطـق إضافة إلى التـفـكـيـر الراقي ممّا جـعـل العـلماء والمفـكـرين في عـصرنا الحـديـث يُـمَـيّـزونه بقـَـولهم : ((( الإنـسان حـيـوان ناطـق ))) .
كان أجـدادنا بُسطاء مطيعـين دون تعـمّـق في التـفـكـير بمجـريات الحـياة ، لكـن إنسانـنا الحالي يسمع ويرى ، يحـسّ ويفـكـر ، يقـرأ ويـبحـث ، يسأل ويناقـش ، يَـقـبل ويـرفـض ، ولا غـرابة حـين يجابه ويعارض ، يؤيّـد ويصحّـح ، إنّ الله هـو الـذي زوّده بهـذه الـقـدرات . فـنراه يقـرأ كـتـباً فـلسفـية ، تأريخـية ، دينية ، عـلمية ، أدبـية ، ويناقـشها بقابلية . قـد يخـطأ وغـيره يصحّـح له ، وحـين غـيره يخـطأ فهـو يصحّـح له ، وهـذا أحـد أسباب إعادة تـنـقـيح الكـتـب عـلى إخـتلاف أنـواعها ، والـدينية من بـينها (( (( عـنـدي نسخة من الإنجـيل ــ منـقحة ــ أهـداها لي المرحـوم القس إسـطيفات كـﮀّـو 1979  وهـو من الأقارب))
 1979
)) ذكـرتُها في مقال سابق . كل ذلك يـدلّ عـلى مسيرتـنا بإتجاه الكـمال الـذي دعانا إليه الرب المسيح حـين قال : كـونـوا كاملـين كما أنّ أباكم السماوي هـو كامل ، فـنرى طفـلنا اليوم يتعامل مع التـكـنـولوجـيا .
إن اللاهـوت ليس عِـلماً مخـتـبرياً فلا يخـضع للمقايـيس الفـيزيائية بل هـو فـكـر منـطـقي إجـتهادي ، وإذا كان في السابق متـداولاً بـين الإكـلـيروس حـصراً ــ مثـلما كانـت قـراءة الإنجـيل في الماضي محـصورة لهم وليس لغـيـرهم ــ فإنه اليوم مُـتاح للجـميع ، بل ويوجـد مَن لم يحـضر محاضرة واحـدة في اللاهـوت لكـن الله وهـبَه عـقلاً يُـمَـكــّـنه من المشاركة في الحـوار بشأنه ، ممّا يُـبـهـِـرالمخـتـصّـين الحاصلـين عـلى مؤهلات أكاديمية .
الـيوم كـثــُـرَ عـدد الواعـين من أبناء الكـنيسة قـُـرّاء الكـتب المقـدسة ويثـير عـنـدهم إستـفـسارات عـمّا يصادفـونه فـيها من غـوامض فـيطرحـون أسئـلتهم مباشرة وجهاً لـوجه عـلى المتضلـّـعـين أو عَـبرَ وسائل الإعلام ، منـتـظرين الجـواب بهـدف زيادة فهـمهم وإيمانهم ، لكـن مع الأسف فإن بعـض الإكـلـيروس يكـونـون حجـرَ عـثرة أمامهم ، ويعـتـبرونهم صغاراً غـير مؤمنين ، فـيتراجع العـديـد منهم عـن عـرض أسئـلـتهم ويـبقى الغامض غامضاَ عـنـدهم ، والرب يقـول : (( خـير له لو طـوّق عـنـقه بحـجـر رحى وطُـرح في البحـر ، من أنْ يُعـثِـرَ أحـد هـؤلاء الصغار )) لوقا 17 : 2  .
من خـبـرتي الشخـصية لاحـظـتُ كـلما أعـيـد قـراءة الكـتاب المقـدس يزداد تعـمّـقي فـيه وفي ذات الوقـت أصادف آيات لا أفهـمها ، مما يـدعـوني إلى البحـث والإستـفـسار عـن معانيها . فإسمحـوا لي بأن أذكـرَ بعـضها متمنياً من ذوي الكـفاءات إكـلـيروس أو عـلمانيـيـن أن يتـفـضلوا بتـوضيحها بالـدليل وليس بـرأيهم الشـخـصي ، وأنا شاكـر لهم مقـدّماً .

(1) : ( يوحـنا المعـمـذان والمسيح
(( جاء يسوع من إقـليم الجـليل إلى نهـر الأردن ، لأنه أراد أن يُعـمّـذه يوحـنا . ولكـن يوحـنا حاول منعه وقال : أنا أحـتاج أن تعـمّـذني ، فـلماذا تأتي إليّ ؟ . ولمّا إعـتـمذ جـميع الشعـب إعـتـمذ يسوع أيضاً . وإذ كان يُـصَـلي إنـفـتحـت السماء ، ونـزل عـليه الروح الـقـدس بهـيئة حـمامة . وكان صوت من السماء قائلاً : أنت إبني الحـبـيـب ، بك سُـررتُ )) . مرقس 1: 9ــ11 ، لوقا 3 : 21ــ22   
(( أما يوحـنا فـلما سمع في السجـن بأعـمال المسيح ، أرسل إثـنين من تلاميـذه ، وقال له : هل أنت هـو الآتي أم نـنـتـظر غـيره ؟ )) . متى 11 : 2ــ3   
السـؤال : إنّ مار يوحـنا قـبل أن يـدخل السجـن كان قـد عـرف المسيح حـين عـمّـذه ، فـلماذا بعـد ذلك يشك فـيه مستـفـسراً عـنه إنْ كان هـو المسيح أم ينـتـظـر غـيره ؟ .

(2) : مار توما الشكـوك ، ومريم المجـدلية
مار تـوما الشـكـوك ، سمعَ عـن المسيح القائم من القـبر ، فجاء لـيلمس جـراحه بـيـده كي يؤمن ... فـقال له المسيح : (( هات إصبعـك وأنظر يدي ، وهات يدك وضعها في جـنبي ولا تكـن غـير مؤمنٍ بل مؤمناً )) .... السؤال هـو : لماذا المسيح يسمح لمار توما أن يلمس جـنـبَه دون أنْ يسمح لمريم المجـدلية أن تلمسه ؟ وفي الحالـتـين لم يكـن قـد صعـد إلى السماء بعـدُ ؟ .

(3) : مريم العـذراء
إيشعـياء تـنـبّـأ : (( ها هي العـذراء تحـبَـل وتـلـد إبناً وتـدعـو إسمه عـمانوئيل )) ..... وواضح قـوله عـذراء ــ واحـدة ــ وليس غـيرها .
لو نستـفـسر عـن فـتاة ولتكـن ( قـريـبتـك مثلاً ) : مَن التي حـملـتْ ــ بها ــ ؟ سـتـقـول : إن والـدتها هي التي حـملت بها ..........فأقـول لك : جـوابك صحـيح   
والآن السـؤال : ما معـنى ((( المحـبـول ــ بها ــ بلا دنس أصلي ))) ؟
إنـتـبه إلى كـلمة ــ بها ــ ! مؤنـثة ... والمسيح هـو مُـذكــّـر ، فـليس هـو المقـصود .
 
(4) : مـصطلح ( أبونا ، ســيـدنا )
إنجـيل متى 23 : 8 ــ 11 (( وأما أنـتم فلا تـدعـوا سـيـدي ، لأن معـلمكم واحـد المسيح ... ولا تـدعـوا لكم أباً عـلى الأرض لأن أباكم واحـد الـذي في السماوات ... ولا تـدعـوا معـلمين لأن معـلمكم واحـد المسيح ... وأكـبركم يكـون خادماً لكم )) .
سـؤالـنا : ما معـنى هـا المقـطع من الإنجـيل ؟ ولماذا يتجـنب رجال الـدين قـراءته ؟

***********************



22
إلى الأخ ﮔـورﮔـيس أوراها منـصور الموقـر
أكـتب مقالي القـصير هـذا ويحـمل إسمك ، وذلك بسبب حـذف فـرصة ــ الرد ــ في مقالي ، وأعـتـقـد جاء الحـذف من إدارة الموقع
أخي العـزيز
نعـم كـنتُ غائـباً .... وحـين أعـود فإن مبادئي لـن تـتـغـّـيـر ، هـذا من جـهة ، ومن جـهة أخـرى أنا لستُ سـياـيساً كي أكـتب عـن روسيا وأوكـرانيا ، ولا عـن الأحـداث العالمية لأنـني لستُ خـبـيراً في الشـؤون الـدولية . بل أنا منـذ طـفـولتي في الكـنيسة فأكـون أقـرب إلى جـدرانها وإلى ما في داخـلها .. مع الشكـر لك 

23
أميل نـونا الأسـقـف يـنـكـث وعـدَه ويتجاهـل مَن يحـتـرمُه
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ــ
مـنـذ صغـرنا تعَـلـّـمنا حِـكَـماً عـديـدة ومنها : ( أرأ بـكـْـنـوشْـتا و بَـرناشا بـلـْـوِشْـتا = الأرض بالجـماعة والإنسان بالمَلـْـبَـس ) بمعـنى أن الأرض تكـتـسب كـيـنـونـتها حـين يسكـنها الـبشر والإنسان بهـنـدامه ... وقـيل أيضاً : ( ﭙَـرديسا د لا ناش لا كـْـمَـبِأيا = الفـردوس بـدون بشـر غـير مرغـوبة ) وعـليه فـمتعة الإنسان تكـون عـنـد إحـتكاكه بالآخـرين ومنها تأتي التجارب مع الكـثيرين ، وقـد لا يكـفي ذلك للتميـيـز بـين الصالحـين والطالحـين إلّا بخِـبرة أخـرى مكـمّـلة لها وهي ــ معاشـرة ــ المقـرّبـيـن ! لـذا يسألـون : ( هـل جـرّبـتَ فلاناً ) ؟ نـقـول نعـم .. فـيتـبعه السؤال الحاد : هـل عاشـرته ؟ نـقـول : لا ... فـيـقـولـون : ( إذن أنتَ لم تُجَـرّبه ) أي لم تخـتـبـرهُ ولم تـدخـل إلى أعـماقه . فالتجـربة المؤقـتة سـطحـية أما المعاشرة عـميقة .
يقـول الأخ لـويس الـﭙَـتـرك ساكـو : (( نـنـشر الغـسيل لتـنـشيط الـذاكـرة ... لَـيْسَ بِوَسْعِ إنْسانٍ مَسْؤولٍ وَشَـريفٍ أنْ يَكْـتُـمَ كَـلِـمَـتَهُ لِأنَّ الصَّـمْتَ مَوْتٌ لِـلـذاتِ وَلِلآخَـر )) .
وعـليه لكي أكـون أنا شـريفاً لـن أكـتم كـلمتي ولا تموت ذاتي ( وأنـشّـط ذاكـرتي وأقـول ) :
أنا شماس غـير مرسوم بارز في الكـنيسة منـذ طـفـولتي ! غادرتُ بلـدتي ألـقـوش في عام 1966 للإلتحاق بالجامعة ، ولم يكـن الأخ أميل نـونا الأسـقـف قـد تـبَـلـوَر جـنيناً في رحـم أمه الموقـرة ، بمعـنى لم أكـن أعـرفه إطلاقاً ، ثم عـلِـمتُ أنه كاهـن وبعـدها درس في روما ثم أسـقـف في الموصل وسائح في أستراليا ، فـكـتـبتُ عـنه ومدحـته بقـصائـد عـديـدة ، وصرتُ عـريف الحـفـل أقـيمَ له أكـثر من مرة وأنا شماس غـير مرسوم .
ومن مصادري الخاصة عـلمتُ بتعـيـيـنه أسـقـفاً في أستراليا قـبل نـشر خـبره ! فكـتـبتُ مقالات عـديـدة دون ذكـر إسمه لكي أنـوّر الطريق أمامه ولا تعـثـر قـدمه ، ومع الأسف لم يكـتـرث لها تـكـبّـراً منه !! وكل ذلك كان إفـتخاري بإبن بلـدتي ألـقـوش وأنا شماس غـير مرسوم .
وتعـبـيـراً عـن إعـتـزازنا الفائق به ( نحـن مجـموعة أصدقاء ) خـطّطنا لمشروع التـقـريـر الكلـداني في أستراليا وأجّـلناه إلى حـين قـدومه كي يكـون الإحـتـفال بحـضوره ، مما تـطـلـّـبَ منا أن نـلـتـقـيه مرّات عـديـدة ، فأظهـرَ أمامنا فـرحـته ولهـفـته وتـشجـيعه مادياً ومعـنـوياً .
وبنياتـنا الصافـية ومحـبتـنا لأبناء قـومنا ، أقـدَمنا عـلى خـطوة إيجابـية أخـرى إحـتـراماً لممثـلي شعـبنا الكلـداني لكافة البلـدات ( الجـمعـيات الإجـتماعـية الكلـدانية ) فـدعَـوناهم إلى إجـتماع بحـضور الأسـقـف وأبلغـناهم عـن موضوع التـقـرير عـسى أن تكـون لـديهم مشاركة ( نـشاط أو أفـكار ) ولم نـتـوقع أنّ مِن بـيـنهم بُخلاء مخـرّبـين خِـفـية لمعاكـسة مشروعـنا الـقـومي ، مستغـلـّـين رخاوة ــ ﭼـبـيـر الـﮕـوم الأسـقـف ــ فاقـد الشجاعة ( ستأتي مقالات بشأنه ) ....... حـقاً إنّ الـقـصبة المرضوضة لا تـصلح للـتـوَكــّـؤ عـليها لأنها تُـحـبـط آمال صاحـبها ، شأنها شأن التخـتة ﭼُـرّك !!!.
كـيـف نـكـث أميل الأسـقـف وعـدَه ولم يحـتـرم كـلمته ؟
أولاً : كـلـّـمتُه عـن تـذمّـر الناس من غلاء أجـرة الأسـقـف السابق عـنـد مشاركـته مراسيم بـوراخا العـرسان ، مما يجـعـل الـبعـض يكـتـفي بكاهـن واحـد فـقـط (( ولا يخـصنا كم يـنـفـقـون لحـفلاتهم )) . فـقال لي أميل بلسانه وعـلى مسمع أذنيّ وجهاً لـوجه : حـين أكـون في الكـنيسة أثـناء هـكـذا مناسبات ، وحـتى إذا لا يـدعـوني فأنا سأشارك مجاناً !!!!
والآن نستـفـسر : هـل يوصي إدارة الكـنيسة بأن لا تـسـتـوفي أيّ أجـر عـن مشاركـته بوراخا العـرسان ؟ ............ وللعِـلم إن القائمين عـلى كـنيستـنا / سدني ، رفـضوا تعـميـذ طـفـل لشماس مرسوم إلّا بعـد أن يـدفع 100 $ ، فحـفـزني إلى التساؤل :   
إنّ مار يوحـنا المعـمـذان عـمّـذ يسوع المسيح في نهـر الأردن ، هـل أخـذ أجـرَته من مريم أم المسيح أو من مار يوسـف مُـرَبّـيه ؟ .
ثانياً : عـنـد مطلع تعـيـيـنه في أستراليا وعـظ أثـناء الـقـداس بحـضوري وقال : سـأزور أبناء الكـنيسة كافة مـبـتـدئاً من الساكـنين بعـيـداً ... ولكـن سـنيناً مضت ولم يَـفِ بـوعـده ؟..... وأنّ أحـد المؤمنين قال له : أنـت لم تـزرنا يوماً في دارنا ! ردّ عـليه أميل الأسـقـف : إنـك لم تخابرني ! .... لكـن المسيح هـو الـذي يـبادر ويـطرق الباب ويُسمع صوته فـيُـفـتح له ! هـل الراعي الصالح ينـتـظر من خـروفه أن يناديه ( باع ) كي يـردّ عـليه .... ( ماع ) ؟ .
وقـد أخـبرني صديق آخـر ( بتـوثيق ! ) أن أميل قال في وعـظه : نحـن نكـتـفي بـ 99 خـروفاً ولا نـبحـث عـن الخـروف الضائع ! وهـنا نسأله هـل يقـتـدي بأقـوال المسيح ويأخـذ بإرشاداته حـين يتـرك الـ 99 ويـبحـث عـن الضائع ؟ أم يتبع الأخ لويس ساكـو الـﭙَـتـرَك الـذي قال أنا أكـثر لطافة من يسوع ! ؟؟.... وسـيـدة أخـرى قالت للأسـقـف الموقـر أميل : يا سـيـدنا ، أنت لا تـضحـك كي نـضحـك معـك ولا تـبـكي كي نبكي معـك .
يقـول الـﭙاﭙا فـرانسيس : نحـن متساوون ، وعـنـدما يعـتـقـد أحـد الأطراف أنّه أهـمّ من الآخـرين ويرفع أنـفه قـليلاً ، فإنّه يُخـطِئ .
ثالـثاً : أثـناء أحـد لقاءاتـنا معه بشأن تـقـريرنا الكلـداني طلبـنا منه أنْ لا يُـبـعِـد ــ فلان ــ وإنما يجـعـله قـريـباً ، ربما يحـتاجه يوماً !!  فـقال أميل الأسـقـف لـنا : (( لالالالا ـ لا تـقـرّبـوا هـذا الفلان من الكـنيسة أبـداً أبـداً )) . ولما دارت الأيام صار هـذا الـ ــ فلان ــ هـو القائـد الـذي يقـود أميل ويوجّهه ويأخـذه إلى حـيث يشاء . فـهـل هـو الحـجـر الـذي قال عـنه يسوع ( رفـضه البناؤون وصار رأس الزاوية ) ؟ .
رابعاً : مـن مقـررات السنهادس 2015 ، أن الشماس قارىء الرسالة أو القـريانا في الـقـداس ليس ضرورياً أنْ يمشي أمام المذبح لـيَـصِل إلى المحـتـفـل بالقـداس ويُـقـبّـل أصابع يـده . ولما رجع الأخ أميل نونا من العـراق ذكـرتُ له ذلك ، فـقال : صحـيح ، ولكـن إذا كان المحـتـفـل بالقـداس أسـقـفاً فإن الشماس القارىء يجـب أن يأتي ويُـقـبّـل يـده ! . والغـريب في الأمر أنّ الأسـقـف نـفـسه ــ بعـد مـدة ــ أفـتى بأنْ لا حاجة لقارىء القـريانا أن يعـمل ذلك ، وإنما فـقـط قارىء الرسالة يجـب أن يأتي ويُـقـبّـل الـيـد . حـقاً فـتاوي إرتجالـية مُضحِـكة :
(1) ما الفـرق بـين القـس والأسـقـف عـنـدما يُـقـيمان القـداس الـذي هـو تـذكار العـشاء الأخـير للرب يسوع مع تلاميـذه ؟ (2) لماذا قارىء القـريانا معـفيّ من الـبـوسة ( القُـبلة ) أما قارىء الرسالة لا يُـعـفى ؟ (3) هـل كان تلاميـذ المسيح يُـقـبّـلـون يـده ؟ أم العـكس ، فالمسيح هـو الـذي إنحـنى وغـسل أرجـلهم ! (4) وإسمحـوا بسؤال : رجـل الـدين بكافة درجاته ــ درغه ــ ليس مقـدساً لأن الجـميع أخـطأوا وأعـوَزَهم نعـمة الله ... طيب ، أين تـواضعه حـين يَستعـبـِد الشماس لينحـني أمامه ؟ وإذا كانت الـقـبلة ضرورة مُـلِـحّة إحـتـراماً ، فـلماذا لا تكـون عـلى كـتـف الكاهـن أو عـلى جـبـينه ، وقـوفاً لا إنحـناءً ؟ .. ومَن أراد تـوضيحاً لكلامي أرجـوه أن يستمع إلى كـرازة المطران إبراهـيم إبراهـيم عـلى الرابط الآتي وخاصة من الـدقـيقة 2:40     
     https://www.youtube.com/watch?v=oyNbbUKMV3Y
خامساً : في سـدني عـنـدنا شاب كـلـداني ذو منـصب مُـقـرَّب من الـدوائر الحـكـومية ــ المانِحة ــ والتي تـتعامل مع الوافـدين الجُـدد ، إستـطاع أن يحـصل عـلى مِنح ٍ عـديـدة (( عـشرات وعـشرات الآلاف من الـدولارات نـقـداً !!! )) لأعـمال الترميم والصيانة والتأثيث لكـنائسنا الكلـدانية في سـدني وبـدون مساءلة عـن كـيـفـية الصرف !! . هـذا الشاب ألـّـفَ كـتاباً يتـضمن إرشادات مفـيـدة للمهاجـرين واللاجـئـين في أستراليا ، وحـدّد موعـداً لحـفـل تـوقـيع كـتابه وأبلغَ رجال الـدين المسؤولين في كـنيستـنا الكلـدانية بالإضافة إلى جـمعـياتـنا الإجـتماعـية الكلـدانية ، هـذا عـدا المسؤولين الحـكـوميّـين والمنـظمات الإجـتـماعـية للجاليات الأخـرى ، عِـلماً أن (1) المشاركة مجانية (2) نسخة مجانية من الكـتاب لجـميع الحاضرين .
وفي موعـد الإحـتـفال حـضر مسؤولون حـكـوميّـون + منـدوبـون من منـظمات الجاليات الأخـرى  ..... أما عـن جاليتـنا الكـلـدانية الواسعة ، حـضر ممثـلـو جـمعـية ألـقـوش وجـمعـية كـرملش فـقـط وفـقـط . لكـن الغـريـب أن أميل نـونا الأسـقـف الموقـر لم يحـضر ، ولم يـبعـث أحـداً نـيابة عـنه متجاهلاً جـهـود الشاب مؤلـف الكـتاب الـذي سانـد الكـنيسة مالياً .
سادساً : سـبق أن كـتـبتُ حـول طلب الأسقـف أميل من أبناء الكـنيسة المشاركة في تـظاهـرة عامة إعـتـراضاً عـلى قـرارات الحـكـومة لـفـرض قـوانين ضد مبادىء الكـنيسة ... لـبّـينا طـلبه نحـن بضعة شمامسة بعـدد أصابع الـيـد الواحـدة ، وعـدد شمامستـنا يـفـوق المائة ما عـدا الشماسات !!!!! وهـو لم يحـضر لأنه ( بشهادة سكـرتيرته ) كان مستـلـقـياً عـلى أريكة في مكـتـبه ، ولم يـبعـث كاهـناً ممثلاً عـنه ، ولا أحـداً من متـمـلـّـقـيه . فـنسأله : هـل الحـكـومة تسمعـني أنا الإنـسان البسيط المتـظاهـر ، أم الأسـقـف وعـرقـﭼـينـته الحـمراء فـوق رأسه والصليب الـذهـبي يتـدلى عـلى صدره ؟ .

24

الرجاء ... إسمعـوه في آخـر ثـواني

https://www.facebook.com/SameemBalius/videos/566328258636269

25
الحـلـقة الثالـثة ــ الجـمعـيات الكلـدانية الشعـبـية في المهـجـر إلى أين ؟

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
إنّ مَن يَـطلب إعـفاءه من منـصب رفـيع مُـتاح أمامه ليتـسنّمه وهـو كُـفءٌ له ، يـزداد إحـتـرامُه عـنـد مجـتـمعه لتـواضعه . وهـنا يطيـب الـقـول أنّ عـلى الشخـص الغـيـر كـفـوء الإبتعاد عـن منـصب أو وظيفة ليس أهلاً لها ، كي لا يظهـر عـجـزه فـيها . 
تَـعـلـّـمْـنا عـلـوماً من تجارب أساتـذتـنا ، وحِـكَـماً مِن خـبرات أجـدادنا ، وبفـضلهم إمتلكـنا العِـلمَ والحِـكـمة ، وواجـبنا الـيوم إيصال الأفـكار السـليمة إلى أبنائـنا ، فـنـقـول :
ليس من الـذوق ولا المنطـق ولا الأخلاق ، تـقـديم فـواكه كالـتـفاح والـﭘـرتـقال سـوية مع العـدس والباقلاء عـلى مائـدة لإكـرام ضيوفـنا لأن ذلك إستهـزاء بهم وعـدم إحـتـرامنا لهم ! ... والفـريق الرياضي المنهـمك في تـدريـباته لا يتـدخـل في محاضرات أستاذ يشرح قـوانين ــ كِـﭘْـلَـر ــ للمجـموعة الشمسية ... وبالـقـياس ذاته لا يوضع طير الكـناري المُحِـب الحـنـون مع طائـر الوطـواط الـلّـبـون في مجال واحـد مفـتـون ... وهـذا يقـودنا إلى أنّ عـضواً سياسياً في الـﭘَـرلمان يطمح إلى بناء مملكـته عـلى الأرض الجـدباء ، لا علاقة له ( مهـنياً ) بكاهـن يُـبَـشّر بالمسيح مملكـته السماء ، خاصة وأنّ ربّه قـد نـبّهه أنْ لا يخـدم سـيّـدَين ــ الله والمال ــ ، كما أنّ مسؤوله الكـنسي أوصاه أن لا يُجـزّىء كـهـنـوته بعـد أنْ نـذر نـفـسه لِـمَهـمّة سامية .
وإذا إدّعى أحـد أن حـياة البشر تغـيّـرت والأنشطة الإجـتماعـية تـفـرّعـت وتـداخـلـت ، نـقـول لا بأس ! ولكـن في كـل حـقـل عـملٍ أو نـشاط فـكـريّ تـوجـد شـغـيلة متخـصصة ، وقـد قـرأنا في مرحـلة الـدراسة المثل الإنـﮕـلـيزي ــEvery body’s business is no body’s business  ــ ، فالطبـيـب لا يتـدخـل في شـؤون ميكانيكي الـقـطارات ، والمحامي والمزارع والخـفاف لا يتـدخـلون في شؤون الإكـلـيريكي اللاهـوتية ، عـلماً أن هـناك مِن بَـين العـلمانيّـيـن ذوي كـفاءة تـفـوق الإكـليريكي ( أنا أتـكلم بإثبات ! ) وأتحـدّاه بمناقـشة : ــ1ــ ما معـنى المحـبـول بها بلا دنس . ــ2ــ ما معـنى مُـمجّـد . ــ3ــ هـل في الملكـوت الأبـدي تـوجـد أجـساد فـقـط أم أرواح فـقـط أم كـليهما ؟  ) ... لأن إجاباتهم سـتـورّطهم .
فالجـمعـيات العـلمانية الكلـدانية حـين تُـنـظّم سـفـرات عائلية إلى منـتـزهات أو شـواطىء بحـرية ، أو تـدعـو الجـماهـير إلى قاعة لإقامة إحـتـفالات قـومية ، لا تُـطـرح خلالها قـضايا لاهـوتية ولا تعـليمات كـنسية ولا سياسية ، بل دنيـوية تـتـضمّن فعاليات ترفـيهـية أو إحـياء المشاعـر الـقـومية الكـلـدانية .
ولهـذا فـمن الخـطأ إعـتـبار ــ ربطة الـﭘَـتـرك لويس ــ قـومية ! وإنما هي كـنسية سياسية (( إقـرأ نـظامها الـداخـلي )) بـدليل لها مرشـد روحي شأنها شأن الأخـوية المريمية ، ورئيسها سياسي مخالـفاً لـبـنـودها ، لـذا لا يليق بها التحالـف أو التراصف مع الجـمعـيات العائلية .
وقـد كـتـبتُ عـدة مقالات حـلـلتُ فـيها نـظامها الـداخـلي ، وبـيّـنـتُ بالـدليل والبرهان أنها كـنسية سياسية وليست كما يـدّعـون بها ، وإذا شـكّ أحـد في كلامي سأعـيد نـشر تلك المقالات .
وعـليه لا حاجة إلى إحـراج رجـل الـدين ولا الإستـئـذان منه ولا تكـلـيفه بالتخـطيط لهكـذا جـمعـيات عائلية أنـشطتها ترفـيهـية شعـبـية ، وإذا شاء تغـيـيـر أجـوائه الشخـصية يمكـنه الحـضور إليها كأحـد أبناء الجالية .
ومن جانب آخـر حـين يُـقـدّم منـتـسـبو جالـيتـنا طلباً إلى مؤسسات الـدولة للحـصول عـلى وظيفة ، فإن ذلك ليس موضوعاً يخـص الـمـذبح المقـدس ولا وصايا الله العـشر ولا طلب الغـفـران من الله ....... فـما علاقة الأسـقـف في هـكـذا طلب ؟ مثـلما ليس للعـلماني رأي في رسامة مطران أو كاهـن ، كما لا يُـسمح له الـتـدخـل في مقـررات السنهادُس . ولكـن مع الأسـف وكما ذكـرتُ في مقال سابق أنّ هـدف رجـل الـدين ــ كـل الأديان ــ هـو : (1) الهـيـمنة عـلى المثـقـفـين ذوي العـقـول المُغـيّـبة .... و(2) جـمع المال .
فـلـنـنـتـقـل إلى فـقـرة أخـرى : لو إفـترضنا أنّ مسؤولاً كـنسياً إلتـقى وزير الخارجـية ، فـقـد يكـون هـدفه أمراً خارجـياً لا يخـص أبناء الله ولا يتـدخـلون فـيه ، وإذا زار وزيـرَ التربـية يمكـن الـقـول بأنه يناقـشه في قـضية تعـليمية تخـص الكـنيسة ....... ولكـن إذا هـذا الكاهـن أو الأسـقـف يلتـقي وزير الأسلحة والـدبّابات فـما هي حجـته ؟ وخاصة إذا كانت أنـثى ! لأن الكـنيسة ليست بحاجة إلى راجـمات قـذائـف ولا كـلاشينكـوفات ، إذن ما الـذي ورّطه فـيها ؟ الجـواب كما جاء في مقال سابق : (( ينخـدع في هـكـذا زيارة التي ليس له فـيها ــ ناقة ولا جـمل ولا خـفاش ! ــ ولا تـفـيـده كأسـقـف ، ولا تـفـيـد الكـنيسة ولا مذبحها المقـدّس ولا المؤمنين ولا الموتى ، ولكـنه ينجـرف وراء مَـن يَـنـوي تحـقـيق مآربه الشخـصية فـيستخـدمه كـعـبـد لمرافـقـته !! دون أن يشعـر بأنه سـيـد وشخـصية كـنسية أكاديمة رفـيعة ! )) يا حـيـف عـلى أكاديمية الـدكـتـوكـتوكـتوراه ... منين أجـيـب إحساس لِـلّي ما يحـس .
ملاحـظة : في عام 2011 وأنا في زيارة رسمية خارج الـوطـن !! إستغـلّ أحـدهم طيـبتي فخـدعـني كي أرافـقه ، ولكـنه إستخـدمني لتحـقـيق حـلمه ( وأنا ليس لي فـيه ناقة ولا جـمل ، لا من بعـيـد ولا من قـريـب ) فحـقـق مأربه بنجاح عـلى حسابي .

26
الحـلـقة الثانية ــ الجـمعـيات الكلـدانية الشعـبـية في المهـجـر إلى أين ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 
سـؤال : نـفـتـرض أن رصيد جـمعـية كلـدانية بعـد عـشر سنـين سيصبح ( 100 ألـف ، أو  200 ألـف دولار ) فـماذا سـتـفـعـل به ؟ إن نشاطاتها لا تـتـطـلـب هـكـذا مبلغ . نحـن بحاجة إلى تـنـشـيـط الشعـور الـقـومي الكلـداني عـنـد شـبابنا وأطـفالـنا ، إنه أفـضل من رصيد مليون دولار . فأين كـلـدانية الهـيئة الإدارية للجـمعـية التي تسمي نـفـسها (( كـلـدانية )) ؟ 
*************
أمثـلة لقـصص غـريـبة واقعـية في حـياة الجـمعـيات الكلـدانية :
أولاً : ناشط كلـداني عـرضَ عـلى جـمعـيته إقامة حـفـلة (( للأطفال فـقـط )) عـلى حـسابه الخاص ، لا بإسمه بل بإسم الجـمعـية : ( إيجار القاعة وتـزيـيـنها + مأكـولات ومنعِـشات + الهـدايا + أية أمور أخـرى تـتعـلـق بحـفـلة الأطفال .. عـدا الغـرامات إذا حـدثـت ) وطلب منها تخـمين الكـلـفة ، لكـن السيد الرئيس إمتـنع دون ذكـر الأسباب . فإتجه الناشط إلى جـمعـية كـلـدانية أخـرى وعـرض عـليهم الـفـكـرة فـرحّـبـوا بها ، وخـمّـنـوا الكلـفة بـ ( 1200 ) دولار ، فـسـلـّـم لهم المبلغ نـقـداً مع  100 دولار إضافـية وأقامـوا حـفـلـتـين للأطفال بـدلاً من واحـدة وبإسم جـمعـيتهم ... فـما هـو تـفـسير إمتـناع رئيس الجـمعـية الأولى ؟ .     
ثانياً : في يوم مضى ، وبـدون إستـشارة الأعـضاء ولا اللجـنة الإستـشارية ، تـبـرّع رئيس جـمعـية كلـدانية من رصيدها بمبلغ 500 دولار لأسـقـف غـريـب ــ لا كلداني ــ كان زائراً من أبرشية كلـدانية . وبعـد سنين جاء كاهـن كلـداني زائـر معـروف لـدى الجـمعـية ذاتها ( ليس عـنـده وارد مالي لأسباب خاصة ) . فإقـترح أحـد الناشطين أن تُـقـدّم هـدية مساعـدة لهـذا الكاهـن من رصيد الجـمعـية ، فـرُفِـض الإقـتـراح قائلين : لا تـفـتح لـنا باباً من هـذا الـنـوع ! ... هل لاحـظتم فـرق التعامل مع الأسقـف اللاكلـداني الغـريـب والكاهـن الكلـداني الـقـريـب؟     
ثالثاً : حـين سُجّـلـتْ إحـدى الجـمعـيات رسمياً وعـلناً ، أراد ناشط من المنـتـمين إليها ، الإطلاع عـلى وثيقة تسجـيلها فـطلبها من السكـرتير ولاحـظ خـطأ في تـرجمة إسمها ولا يـدل عـليها ، فإتـصل أولاً بالجهة المعـنية وأفادته بأن الخـطأ يمكـن تـصحـيحه بـ ( 70 ) دولار وعـلى عـضو الإرتباط للجـمعـية أن يتابعه . المهم هـذا الناشط حـضر إجـتماعاً للهـيـئة الإدارية وطرحَ موضوع ــ الترجـمة الخـطأ ــ موضحاً أنّ الحـل بسيط جـداً ! فـقالـوا سنـنـظـر في الموضوع . فـما هـو أصل الموضوع ؟ إن الجـمعـية تجاهـلتْ الشـباب الكـلـدان الجامعـيّـين المتمكــّـنـين باللغة الإنـﮕـلـيزية ، وإلـتجأت إلى شخـص ــ لا كـلـداني ــ لهـذا العـمل ((الشاق)) الـذي تعـمّـد وتـرجـمها بصيغة لا تـدل عـلى إسمها المعـروف ! وبقي الخـطأ حـتى اليوم . لكـن الملـفِـت للـنـظر أنّ الهـيئة الإدارية عاتـبت سكـرتيرها عـن سـماحِه للناشط الإطلاع عـلى وثيقة التسجـيل الرسمية وكأنها (( سـرية لا يحـق لأحـد الإطلاع عـليها )) .
رابعاً : في سـنة ما ، أقام الأسـقـف حـفـلة جـمع تبرعات وفـرض عـلى كل جـمعـية عـشرة مقاعـد بمبلغ ( 1000 ) دولار . إن الهـيئة الإدارية لم تـتـصل بالأعـضاء دافعي الإشتـراك ، وإنما إستمتعَـت لـوحـدها بالحـفـلة من رصيد الجـمعـية وكأنه ــ مُـلـكاً لها ــ ، كان المفـروض أن يتـفـقـوا مع الأعـضاء المنـتمين إليها . أما إذا أراد أحـد الأثـرياء ومن جـيـبه الخاص أن يتـبـرّع للأسـقـف ( إبن بلـدته أو آخـر غـيره ) فهـذا شأنه الشخـصي ولا أحـد يتـدخـل فـيه .
خامساً : في يوم ما ، شاء بعـض الكلـدان إستـضافة سياسي كـلـداني من العـراق ، والسفارة تـتحـمّـل كافة التكالـيف منـذ إنـطلاقه من العـراق وإقامته وحـتى مغادرته إلى العـراق . ولما عُـرض الموضوع عـلى الهـيئة الإدارية الكلـدانية ، ردّ السيد الرئيس قائلاً : (( نحـن لا نـتـدخـل في السياسة )) فألغـيَـت تلك الإستـضافة .... ولكـن بعـد مدة فإن ــ السيد الرئيس نـفـسه ــ حـضر حـفلاً أقامه حـزب سياسي عـراقي دعاية له للمشاركة في الإنـتخابات العـراقـية ! ولما ذكـّـروا الرئيس بتـصرّفه المتـناقـض أجاب بسـذاجة قائلاً : (( حـين يـدعـوني أحـد إلى حـفـلة زواج إبنه فأنا أحـضر )) ! وكأنّ حـفـلة حـزب سياسي هي حـفـلة زواج .   
سادساً
: إحـدى الجـمعـيات الكـلـدانية دعـت أعـضاءها إلى إجـتماع لطرح إقـتـراحات والإتـفاق عـليها بالتـصويت الـديمقـراطي . وقـبل أن يـبـدأ السكـرتير بالكلام ، فإن أحـد الناشـطين هـمس لـزميله الجالس بجانبه في ذلك اللـقاء وقال : (( سـتلاحـظ الحاضرين يـوافـقـون عـلى جـميع الإقـتـراحات مهما كانت وبـدون إعـتـراض !)) إستغـرب الزميل ولم يقـتـنع وقال : هـذا مستحـيل ... ردّ عـليه الـناشط : إنـتـظر وسترى .   
بـدأ السكـرتير يعـرض إقـتراحاته : (أ) نـرغـب في عـمل نـشرة شهـرية عـن أخـبار جـماعـتـنا ونـوزعها لعـوائـلـنا فـماذا تـقـولون يا إخـوان ؟ الإخـوان رفعـوا أصابعهم تأيـيـداً (ب) نخـصص يوماً واحـداً في الأسبوع لـلـقاء عـوائـلـنا ونجـري لعـبة ترفـيهـية مثل الـدنـبلة أو ــ Raffle Ticket ــ فـماذا تـقـولـون يا إخـوان ؟ الإخـوان رفعـوا أصابعهم تأيـيـداً (ج) نخـتار أشخاصاً مستـشارين لمسانـدة الهـيئة الإدارية في إتخاذ القـرارات عـنـد الحاجة ، فـماذا تـقـولـون يا إخـوان ؟ الإخـوان رفعـوا أصابعهم تأيـيـداً. (د) ...  وهـكـذا .
فإستغـرب الزميل وسأل عـن السبب ! فـقال له الناشط : إنهم لا يعـتـرضون كي لا أحـد يسألهم : لماذا وكـيـف ومتى وأين ووووو ، لأنهم ليسوا بمستـوى الحـوار ، فأفـضل جـواب هـو : مْـوافـج !!!!!!! فلا أحـد يناقـشهم . وأخـيراً لم تُـنـفّـذ تلك الإقـتـراحات رغـم الموافـقات .
سابعاً
: بعـد إنـتهاء السنة المالية دعـت الهـيئة الإدارية إلى إجـتماع لإنتخاب هـيئة جـديـدة وفـق القانون ، وكما هـو مألـوف في الأنظمة الـديمقـراطية يطمح المرشح إلى كـسب الأصوات فـيُعـلِـن برنامجه العـملي مسبقاً وعـلى ضوئه يُـنـتخَـب ( فـيطـبّـق برنامجه ) . وأثـناء الإجـتماع سألـوا الحـضور : مَن منكم يرغـب في تـرشيح إسمه ؟ فـقام أحـد الـنـشطاء الكلـدان وقـدّم إقـتـراحاً عادياً وقال : نطلـب ممّن يرغـب في تـرشيح إسمه أن يُعـلِـن برنامجه ! ... ولكـن قـبل أن يتكـلم أحـد من بـين الحـضور ، قام إثـنان من وُجَهاء الـقـوم فـوراً وقالـوا له : لالا ، لا نـريـد ذلك ! والحاضرون سكـتـوا لأنهم ليسوا واعـين بمستـوى الإقـتراح ، والناشـط سكـت أيضاً ! وبالتالي لم يُـرشح أحـد إسمه إما بسبـب ــ الـتواضع أو العجـز ــ مما جـعـل الحاضرين يخـتارون أسماءً إستـناداً إلى العلاقات ، وأجـري عـليهم التـصويت وفاز مَن كانـت له صداقات دون الإعـتماد عـلى الكـفاءات . 
وهـنا يحـلـو السؤال : لماذا رُفِـض إقـتـراح الناشط ؟ الجـواب : كي لا يُحـرَج الشخـص الـذي ينـوي تـرشيح نـفـسه لأنه عاجـز وبدون برنامج ، وإنما هي شكـليات وتباهي بالمنصب وكأنه سـيصبح قائـداً عاماً للـقـوات المسلحة ، ولـو سألـوه : لماذا صرتَ رئيساً أو عـضواً وأنت لم تعـمل شيئا مميّـزاً ؟؟ سـيُجـيب : ( أنا شخـصياً لم أرغـب بالمنصب ولكـنهم إنـتخـبوني ) .
ثامناً : في إجـتماع الإنـتخابات بعـد أنْ تـشكـّـلت الهـيئة الإدارية ، صاح أحـد قادتها فجأة دون أن يحـتـرم الحاضرين ، وقال : أنا أعـيّـن فلان وفلان وفلان مستـشارين ! أما الحاضرون إنـدهـشوا من هـذا الـتـصرّف الغـريـب ولكـنهم لـزموا الصمت ، لأن الثلاثة ( فلان وفلان وفلان ) هم أصدقاء مقـرّبـون ، فالأخلاق والكـياسة لا تسمح بالإعـتـراض عـليهم ... فـنـقـول للهـيئة الإدارية الصامتة عـلى هـذا التـصرّف : ما هـكـذا تـورد الإبل يا جـماعة الخـير .
تاسعاً : في إحـدى السفـرات إلى منـتـزه ، وقـبل الـدخـول إليه قام بعـض الأعـضاء بمخالـفة قانـونية ( كـسر أقـفال الـبـوّابة مرتـين ) ! مما أدى إلى تغـريم الجـمعـية آلاف الـدولارات دفـعـوها ولم يـصرّحـوا بها . من جانب آخـر كانـت الجـمعـية قـد إشـتـرتْ عـلى حـساب رصيدها 14 بـدلة ملابس تـراثية للإحـتـفالات قـبل أكـثر من 25 سنة ، بمعـنى هي مُـلـك جـميع الأعـضاء ! إخـتـفـتْ بـين هـذا وذاك من الأصدقاء الحـميمين . وبسبب العلاقات الشخـصية فلا أحـد يسأل عـنها حـتى اليوم . كـل الأمور مخـفـية ومخـفـية ومخـفـية .
عاشراً : دعـت الهـيئة الإدارية لجـمعـية كلـدانية إلى إنـتخاب هـيئة إدارية جـديـدة في لقاء مخـتـصر وقـصير ، وقال السيد الرئيس ( إنـنا تعـبنا ) ونريـد هـيئة جـديـدة ، فـتـقـدّم عـدد من الشبّان وأعـلـنـوا أنـفـسهم هـيئة إدارية وبـدأوا مباشرة بجـمع الإشتـراكات بـدون سؤال ولا جـواب ! ولا ترشيح ولا إنـتخاب ولا جـمع أصوات ولا قـراءة مَحـضر الإجـتماع السابق ، ولا تـقـرير مالي ، ولا نـفـقات ، ولا يُـعـرَف رصيد الجـمعـية ... والأعـضاء لا يعـرفـون كم هُـدِرَت من أموال الجـمعـية ، ولماذا ! وما سبب الـتـبـذير ، ولا ولا ولا .
حادي عـشر : جـمعـية تحـمل إسماً تـراثـياً مشهـوراً ، دعـت هـيـئـتها الإدارية ( أشخاصاً للإجـتماع بهم وإستـشارتهم ) في دار السيد الرئيس دون أن يعـرفـوا الهـدف . فكان الموضوع تغـيـير إسم الجـمعـية ــ بلا سبب وجـيه ــ . دار الحـوار بـين السكـرتير والمدعـوّين الـذين رفـضوا الـتغـيـيـر وخاصة الناشط الـذي ردّ عـلى كافة الحجج وفـنـّـدَها ! ورغم ذلك فإنّ الهـيئة طلبت التـصويت عـلى الـفـكـرة ، فجاءت الـنـتيجة بقاء إسم الجـمعـية كما هـو ، ثم غادر الأشخاص المستـشارون المدعـوّون . أما رجال الهـيئة الإدارية أصحاب الـدعـوة شعـروا بالإحـباط والفشل فـقالـوا فـيما بـينهم : (( إن جـماعة المدعـوّين تآمـروا عـلينا )) .   
ثاني عـشر :  ( وجهة نـظـر خاصة ) ... لا شك أنّ أصحاب (business  ) والمشاريع التجارية مثل المتاجـر والمكاتب وقاعات الإحـتـفالات ... يعـتـمـدون في رزقهم عـلى الله أولاً ثم عـلى الـزبائن ويهـدفـون إلى كـسب ودّ الجـميع . من جانب آخـر إن رصيد الجـمعـيات العـلمانية الكلـدانية هـو مُـلك الأعـضاء وليس مُـلكاً شخـصياً لهـيئاتها الإدارية . فإذا كان صاحـب الـ (business  ) رئيساً أو من بـين جـماعة الهـيئة الإدارية في تـلك الجـمعـية وطلب منه القائـد الفلاني دعـماً مادياً ، فـسيضطر إلى إرضائه بتـلـبـية طلبه عـلى حساب إشتـراكات المنـتـمين إلـيها ، وذلك تحـسّـباً من أن يتخـذ هـذا الزعـيم موقـفاً سـلـبـياً (عاجلاً أم آجلاً) من مشروعه التجاري فـيـؤثـر عـلى رزقه . فـما هـو الحـل ؟
الحـل هـو أن ينأى بنـفـسه عـن أي (( منـصب )) في الجـمعـية ، فلا يكـون مسؤولاً عـن التـصرّف في أموالٍ ليست له شخـصياً وبالتالي لا يـؤاخـذ عـليه لو لم يُـلـبّ طلب السيد القائـد.   


27
الحـلـقة الأولى ــ الجـمعـيات الكلـدانية الشعـبـية في المهـجـر إلى أين ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
إنّ كـتاباتـنا ليست تـباهـياً أمام الـقـرّاء ولا طموحاً بمنـصب ولا طمعاً بمكـرَمة أو إنـتـظاراً لكـلمة ( بـراﭭـو ) ، فـقـد  تجاوزناها كـلها منـذ زمن ، ولكـنـنا نعـرض الـنيّات الصافـية للـفاعـلين ، مع تأمّلاتهم للصالح العام ونـتائجها عـلى مَـرّ الأيام . فالأفـكار تُـصقـل بإحـتكاكها مع بعـضها وباب الحـوار مفـتـوح لِـمَن يرغـب في مناقـشتها ( كـتابة أو مواجهة ) . فـمَن يراها إيجابـية يستمتع بها ، ومَن يظـنها غـير ذلك يمرّ مرور الكـرام عـليها . وما يَـردُ في هـذا المقال ، ليس عـن جـمعـية محـدّدة ولا في دولة معـيّـنة أو بـلـدة معـروفة ، وإنما أزهار نجـمعها من بساتينها في مزهـرية ، نبتهج بها وقـد نستـفـيـد منها .
إن الهجـرة بعـثـرتْ أبناء الوطن الواحـد بل وأفـراد العائلة نـفـسها ، وأنّ إخـتلاف نمط الحـياة في البـلـد الجـديـد عـمّا هـو في الوطن الأم ، جعـلهم يفـكـرون في أية وسيلة متاحة لِـلـمّ الشمل وتـقـريـب اللحـمة المتباعـدة بقـدر الإمكان وإعادة التـواصل بعـد إنـقـطاعه ، فـتـبـلـورت عـنـدهم فكـرة ( جـمعـية ) لأنها تجـمع ، كل ذلك لأجـل حـياة سعـيدة مشـتركة .
ولما كانت شعـوب بلـدان الهجـرة متـنـوّعة ، فإن حـكـوماتها تـسمح لكل منها بتأسيس تـنـظيماتها الإجـتماعـية ذات ــ هـيئة إدارية وفـق أسس قانونية ــ لمواصلة الحـياة فـيما بـين أعـضائها مع إحـتـرام حـقـوق غـيرها ، كما تـشجّع أنـشطتها وتـدعـمها مادياً لتـطـويرها . لـذلك إنـطلـق بعـض الكلـدان الغـيـورين إلى تأسيس جـمعـية واحـدة للجالية الكـلـدانية تجـمعهم في مناسبات شـتى لغايات تـرفـيهـية ولـتـقـوية روابطها الإجـتماعـية .
إنّ عـملية نـقـد ــ السلـبـيات ــ في أية منـظمة ، ليست إنـتـقاصاً من أحـد وإنما فائـدة للعاملين فـيها من أجـل تجاوزها ثم تـطـويرها . وذكـرنا فـيما مضى أنّ شعـبنا المثـقـف ورث عـن أجـداده الأميّـيـن ( الطاعة العـمياء لـرجـل الـدين ) ولا يجـرؤ عـلى التخـلـص من هـذا الشعـور ! بل ويتخـوّف من كـلمة ــ درغا ــ ويجهـل معـناها بأنها ( درجة أو رتـبة ) وليست قـداسة . وبسبـب هـذا الـمستـوى الثـقافي الساذج ، إرتـضوا أن يكـون رجـل الـدين ــ رئيساً فخـرياً ــ لجـمعـيتهم العـلمانية الكلـدانية ( إحـتـراماً أو تـمـلـّـقاً ) وكأنها أخـوية كـنسية مريمية . 
وبمرور الأيام لاحـظوا أن هـذا الرئيس الـفخـري يهـوى الهـيمنة وفـرض الأوامر ... (( ولكي لا يُجـزّىء كـهـنـوته )) أعـفيَ عـن الرئاسة الفخـرية . إلّا أن ردّة فِـعـلِه جاءت غـير سـليمة حـيث زرع الـتـفـرقة بـين أبناء الكـنيسة ــ فـرّق تـسـد ــ بتـشجـيعهم عـلى تأسيس جـمعـية مستـقـلة لكل بلـدة ، فـكـثُـرَت الجـمعـيات وتـبعـثـرَت الـنـشاطات ..... مثال : جـمعـية طوكـيو الكلـدانية لجـماعة طوكـيو ، جـمعـية بورما الكلـدانية للجـماعة القادمين من بورما ، جـمعـية مدغـشـقـر الكلـدانية للكلـدان المهاجـرين إلى تلك الجـزيرة ! وهـكـذا صارت كـل جـمعـية تـفـكـر في تمجـيـد ذاتها وليس الإفـتخار بالشعـب الكلـداني عامة ! .
وبالمناسبة ، في أحـد الأيام وبتـوجـيه من الأسـقـف لغاية في نـفـس يعـقـوب ! شكـّـلـوا بما سـمّـوه ظاهـرياً ( إتحاد الجـمعـيات الكلـدانية ، طبعاً العائلية ) وبحـضور رؤسائها ، لكـن غايتها كانـت شـريرة بـدليل أن حـزباً سياسياً معـروفاً إنخـرط معها !!! ولما سُـئِـلَ رئيس إحـدى الجـمعـيات كـيـف وافـقـتم عـلى ذلك ؟؟ قال : صوّتـنا عـلى الموضوع والأغـلـبـية وافـقـت ! فـقال له ناشط كلـداني : ليست كـل الأمور تـقـرر بالتـصويت ، المنـطق أقـوى من التـصويت ، فالحـزب السياسي يكـون مع السياسيّـيـن ، والجـمعـيات العـلمانية مع أصنافها .
وجـديـر بالـذكـر أن تلك الجـمعـيات قـبل تسجـيلها ( لم تـفـرض إشتـراكات سنـوية ) وإنما كان رصيدها ــ البسيط ــ يُجـمَع من أجـور موقـف السيارات عـنـد السفـرات ، ومن أنـشطة التسلية مثل الـدنبلة وغـيرها . وحـين سجّـلوها رسمياً عـند الـدوائر الحكـومية صارت ( العـضوية إشـتراكاً سـنوياً ) والهـيئة الإدارية تُـنـتخَـب بأصوات العلاقات وليس الكـفاءات وــ أغـلبها ــ عاجـزة عـن إستـثمار الـفـرص الحكـومية المجانية لصالح أعـضائها ، وغـير قادرة عـلى تـنـظيم أعـمالها ولا تسجـل مَحاضر إجـتماعاتها ولا تحـتـفـظ بملـف لمتابعـتها ......
والحـق يُـقال !!! فـقـد دُعِي ناشـط كلداني من جـمعـية كلـدانية لا أبالية من هـذه الناحـية ! إلى إجـتماع للهـيئة الإدارية لجـمعـية أخـرى كلـدانية رائعة ، فإنـبهـر من كـفاءة إدارتها وتعـجّـب من دقة تـنـظيمها وتـرتيب سـجلّاتها وإحـتـرام أعـضائها عـنـد مناقـشة حـيـثياتها ، وكـلها موثـقة ومحـفـوظة في مـلـف باللغة العـربـية والإنـﮕـليزية عـنـد سـكـرتيرها ، وكانت جـلستهم أشـبه بالـﭘـرلمان أو مجـلس الـبـلـدية الرسمي . حـبـذا لو أن باقي الهـيئات الإدارية للجـمعـيات الكلـدانية تحـذو حـذوها في نـظامها .
تعـلـيق :
إحـدى الجـمعـيات الكلـدانية وقـبل تسجـيلها ، أقامت عـلى حـساب رصيدها البسيط ومجاناً (1) حـفـلة للأطفال (2) حـفـلة للشباب من كِلا الجـنسَـين (3) سـفـرة للكـبار إلى دير للأقـباط !! أما بعـد تسجـيلها صار الإشتـراك فـرضاً عـلى الأعـضاء فإزداد رصيد الجـمعـية ، ولكـنها لم تـقـدّم لهم نـشاطاً واحـداً مجاناً وإنما صار التباهي بالرصيد لا غـير . وحـسب عِـلمي الأكـيـد أنّ أحـد أعـضائها ــ ناشط كـلـداني ــ تـوقـف عـن دفع الإشتـراك لجـمعـية بـلـدته ! ولكي لا يُـتهَـم بالـبُخـل قال لرئيسها : أنا مستعـد أن أجـلـب صنـدوق مشروبات سعـره أغـلى من قـيمة الإشتـراك ونستمتع بها سوية مع هـيئـتكم الإدارية .
إنـتـظِـروا الحـلـقة الثانية : أمثـلة لقـصص غـريـبة واقعـية في حـياة الجـمعـيات الكلـدانية



28
بـيان حـول التجاوز المريـب عـلى تسـميَـتي بابل / كـلـدان
تجَـمّع الناشطين الكـلـدان في الوطن الأم والعالم

يمر الكلدان (سكان العراق الأصليين) اليوم بأوقات عـصيـبة جـرّاء تقاطع أهـدافهم الستراتيجـية الشرعـية مع أجـنـدات الرئاسات الدينية والعـلـمانية . لذلك يهمنا أن نؤكـد بأننا نحـترم مكانة مَن يحـترمون تأريخ وتراث أمتـنا الكلدانية وبُـناه الروحـية والمادية ، لكـن موقـفـنا المبدئي ممّا حـصل ويحـصل في الوطن الأم وإنعكاسته السلبـية عـلى الكـلـدان كأمة قـومية تـتجاوز حـدود الإنـتماء الـديني والطائـفي ، يتطلب منا وقـفة شجاعة . ذلك أن السكـوت عـن الطروحات والممارسات الكارثية لكِـلـتا الرئاستين العـلمانية والـدينية هيَ دونما جـدال مؤشر (موت سريري) مبدئياً وقانونياً ، وأخلاقـيا ً.

لذلك فإننا ندعـو مَن يؤمن بما يرد بهـذا البـيان مِن ثوابت ، يُـعـدُّ التجاوز عـليها بمثابة تجاوزٍ لكل الخطوط الحمراء ، بأنه قـد آن الأوان لوضع النقاط عـلى الحـروف ، وأنه ينبغي عـلينا تعـديل المسيرة الكارثية لمَن ينـفـردون بناصية الـقـرار دونما إكـتراث لتأريخـنا وقِـيَـمنا الروحـية والإجـتماعـية . نهـيب بكم إضافة أسمائكم إلى قائمة الناشطين الكـلـدان ، الذين يشجـبون كافة الـقـرارات الكارثية المستـفـردة بمصير الأمة الكلدانية . بـدورنا نـتعهـد للكـلـدان في الوطن الأم والعالم بأن نواصل الـنشاط الـتـنويري مِن أجل فـضح كافة الممارسات التي تـتجاوز عـلى الكلدان جملة وتـفـصيلاً ، ومنها ما نـدينه هـنا وبشدة كما يلي :
-  رفع إسم (بابل) من عـنوان الكـنيسة الكـلـدانية الكاثوليكـية . نطالب الرئاسة الـدينية القادمة إلى إستعادة إسمنا التأريخي ( كـنيسة بابل عـلى الكلدان في العالم ) . ذلك أن بابل في عـيون محـبّـيها وردة ، وفي عـيون الحاقـدين عـليها شوكة . عـلماً بأن (بابل) ستبقى دائماً وأبـداً في قـلوبنا وعـقـولنا (وثاق الأرض والسماء) ، عاصمة العالم الـقـديم وزهـو فخـر الكـلـدان .

-  أنّ من الحكمة ودرءاً للـفـتـنة ، عـدم المساس بإسمنا الـقـومي (الكلداني) ، ذلك أن أي مساس من هذا النوع هو خط أحمر ، وويل لمن يمس إسمنا الكلداني ، لأنـنا سنصب عـليه وعـلى مَن يسكـتون عـن هـذا الفعل المشين جامَ غـضبنا ولعـناتِـنا كما سنعـمل وفـقاً للـقانون إلى عـزلهم مِن حـياة شعـبنا ، مثلما سنعـمل عـلى فـضح تأريخهم المشين .

-  إن العـمل الـقـومي هـو من شأن العـلمانيـين ونحـن أدرى بمَن يعـمل مِن أجل الكـلـدان ، ومَن يعـمل مِن أجل المكاسب الدنيوية والجاه والسلطة (من ثمارهم تعـرفـونهم) . لذلك نؤكـد للجميع بأنه سيكـون لنا وفـقاً للمعايـير الحضارية والقانونية مواقـف سـتـزلزل الأرض تحـت أقـدام المسيئـين للكـلـدان ، ولات ساعة منـدم .

-  أخـيراً ، نحـن نـثـمّن بكـل تأكـيد مباركة رجال الدين ونـثمن دعـمهم بصفـتهم الشخـصية كأفـراد كـلـدان قـومياً ، لكـنـنا لا نقـبل تـدخلهم في تسيـير دفة الأمة الكـلـدانية . " مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّـمْعِ فَـلْـيَسْمَعْ ." مت 11: 15

كُـتِـب هـذا البـيان في ديترويت بتأريخ العشرين من شهـر أيلول 2022 م
الموافـق للعشرين من شهـر أيلول 7320 ك
للأمة الكلدانية بإخلاص
لـمُـوقـعـيـنا :
أبلحـد أفـرام ساوا ، مثـقـف كـلـداني وكاتب ومؤرخ
سام يونو ، ناشط كلداني
د. كـوركـيس مردو ، كاتب ومؤرخ
طلال يلـدو ، كاتب وناشط كلداني
ﭘـﻮل ماني ، ناشط كلداني
يوسف يوحانا ، كاتب وناشط كلداني
د. عامر حـنا فـتوحي ، فـنان تـشكـيلي ومؤرخ


إنـتباهة :
سيتم نشر البـيان باللغة الكلدانية لـمَن يرغـب بـقِـراءته بلغـتـنا الأم ، وسيتم إضافة إسم الموقع للـبـيان لاحـقاً .
لإضافة أسمائكم إلى قائمة الموقعـين مِن قِـبَـل الناشطين الكلدان المعـنـيّـين بنشر البـيان ، يرجى الكـتابة إلى العـنوان الإلكـتروني التالي             chaldean.nation4ever@gmail.com
 
الأعـزاء جميعاً ...
الهـدف من نشر البيان هو جمع التواقـيع وليس كـتابة التعليقات . مَن يؤمن بالتسمية الـقـومية الكلدانية ويؤمن بالإنـتماء الحضاري البابلي زهـو فخـر الكلدان ، نرجو منه بكل محـبة أن يضيف بشجاعة إسمه من خلال الكـتابة عـلى عـنوان الرابط في أسفـل البيان . أما مَن لا يؤمن بالهـدف من البيان فهـذه قـناعـته ، ولكـن نرجـو من الجميع أن لا يضيعـوا جهـدنا ويشتـتوا الغاية من نشر البيان وهي جمع الأسماء المؤيدة للبيان . أما أن تضيفـوا أو لا تضيفـوا أسماءكم حسب . أرجو من مسؤولي الصفحة حـذف كافة التعـليقات (سلبـية كانت أم إيجابية) والتركـيز عـلى جمع التواقـيع حسب .
للأمة الكلدانية بإخلاص / د. عامر حـنا فـتوحي


29
مبادئنا الكاثوليكـية في خـطـر عـنـد المقارنة بـين ما جاء به 
( باباي الـقـديم 551 ــ 628 ميلادية ولويس ساكـو الجـديـد 1948 ــ ؟)

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ   
 
نـشر الـﭘَـترك ساكـو في موقعه الإلكـتروني مقالاً بعـنوان : ( لقب مريم أم المسيح وأم الله في فـكـر باباي الكبـير ) يمكـن قـراءته عـلى الرابط .................. وجاء فـيه :
 https://saint-adday.com/?p=50624 
 
بتـولية مريم   
لا يختلف شرح ( باباي ) لبتولية مريم عـن تفسير مَن سـبقـوه كأفـرام ونرساي ، سوى أنه لا يذكـر الحَـمل عن طريق السماع ـ الأذن ـ . يقـول ( باباي ) : " بإرادة الآب والروح القدس وبتواضع مدهش ومذهل لا مثيل له ، تجسَّـد [الكلمة] وتأنّـس من الروح الـقـدس ومن مريم البتول " ... أعـني أخذ منها إنساناً كاملاً ، حُـبـِلَ به من الروح القـدس من دون زواج ، وتجسَّـد بحسب نظام طبيعـته الإنسانيّة ، دون أن تُحَـلّ بكارتُها وتفسد الأختام الطبـيعـيّة التي تؤكـد طهارتها النقـيّة… كانت العـذراء الطوباويّة من ذرّيّة داؤد وإبراهيم وعشيرتهما . ويعـود يؤكـد هذه المعـطيات : فـما أن غادرها الملاك جبرائيل ، حتّى سارت الطوباويّة مريم بتأثير إلهي [ لزيارة اليصابات نسيـبتها ]  لكي تعـلم وتفهم أنّ هذه الأمور المدهشة قـد بدأت تـتحـقّـق ، وأنّ الجـنين الذي أخـذ من طبـيعـتها بدأ يتكـوّن … وإنْ كان بدون زواج ، فهـو إبن الله بحسب كلمة الملاك ............... إنـتهى   
  ******************
والآن لنا إسـتـفـسار من الـﭘَـتـرك لـويس :   
إن ( باباي ... قـبل أكـثر من ألـف وخـمسمئة سـنة ) شـرح بتـولية مريم أم المسيح بعـبارات هي أساس عـقـيـدتـنا المسيحـية اليوم ، ولكـنك للأسف لم تـذكـر في مقالك ما تـؤمن به كمسؤول كـنسي ولم تـناقـشه بالتأيـيـد أو عكـسه ، وإكـتـفـيتَ بتـدوينه فـلـفـتَ إنـتـباهـنا إلى ما يلي : 
(1) حُـبـِلَ به من الروح القدس من دون زواج 
(2) دون أن تُحـلّ بكارتُها وتفسد الأختام الطبيعـيّة التي تؤكـد طهارتها النقـيّة 
(3) الجـنين الذي أخـذ من طبـيعـتها بـدأ يتكـوّن ، وإن كان بدون زواج 


هـذا هـو مفهـوم بتـوليه مريم إجـتماعـياً ودينياً ولغـوياً عـنـد الـقـدماء دلالة عـلى معـناه المادّي ، والأكـثر من ذلك ثـبـوتهم عـلى إيمانهم ! ولكـنـك أنت في عـصر الحـداثة والتجـدّد نـشرتَ إعـتـقادك المناقـض والهـدّام لإيمانـنا في كـتابك ( آباؤك السريان ) عـن مريم العـذراء وقـلـتَ فـيه رأيك : ((( أنهم لا يقـصدون المفـهـوم المادّي الضيّـق ، بل يشيرون إلى المفهـوم الروحي العـميق والخـصب ... مريم بكـر في قـلبها ))) ؟ إن إعـتـقادك يعـني أنّ بتـولية مريم ليست مادّية ، ومعـناه أنّ كـل شيء تـمّ عـلى السرير ! وبالتالي يعـني أنّ بكارتها غـير مصانة ؟ وطالما أنـت ذكـرتَ كـلمة ( بكارتها ) فـنحـن يسـرّنا أنْ تخـبرنا مَن الـذي فـضّ بكارتها ؟   
تُـرى كـيـف تـوفـقُ بـين كلام الـقـدماء  مثل ــ باباي ــ وأنت القائل عـنهم ( ليس كـل قـديم شـريف ... وبـين إعـتـقادك بالحـديث الـناسـف لـشـرف بتـولية مريم أم المسيح يسوع ) ؟ ....
والشاهـد عـلى إعـتـقادك موجـود عـلى هـذه الصفحة من كـتابكَ : 
   
إنْ إدّعـيـتَ بأنك تـنـقـل الكلام نقلاً ! فإنك تـستخـدم كـلمة (( بإعـتـقادي )) لـذا فإنّ كل ما يأتي بعـدها هـو إعـتـقادك كـﭘـتـرك ساكـو . لأنه متى كان آباؤك السريان يعـتـقـدون بعـذرية فـيزياوية ؟ أكـرّر إنه إعـتـقادك الشخـصي . وباللغة العـربـية نـفهـمه ــ نـشـوزاً ــ عـن تعاليمنا الكاثوليكـية وربما لا توجـد هـكـذا عـقـيدة لأية كـنيسة أخـرى رسـولية أو غـير رسـولية ! وبالـنـتيجة تكـون أنت أحـد المجـتهـدين ... ( ثم إسـتـناداً إلى إنـتمائـنا إلى الكـنيسة التي ترأسها حـضرتـك ، نكـون نحـن مطالـَـبـين بالإلـتـزام بهـذا الإعـتـقاد كأساس لإيمانـنا ) . 
لهـذا أرى نـفـسي كأحـد المنـتمين إلى الكـنيسة الكـلـدانية الكاثوليكـية ، أحـتاج إلى توضيح وموقـف مبدئي ، ليس مِن سيادتـك فـحـسب بل ومن السادة أعـضاء السنهادوس الذين يجـتمعـون برئاستك ( ويتبعـون ما تؤمن به قانوناً وروتينياً ) خاصة نراهم ساكـتين . 
فـسـؤالـنا لك حـول إعـتـقادك :   
حـين لا يقـصدون بـبتـولية مريم العـذراء ( المفـهـوم المادّي الضيّـق . بل روحـياً ومعـنـوياً ) فهـذا معـناه أنها قـد حُـلـّـت بكارتها وفـسـدت أخـتامها الطبـيعـية وخـسرَتْ طهارتها ؟ ثم ترجع في مقالك الحالي تـشهـد عـكس ذلك . تُـرى هـل تراجـعـتَ عـن إعـتـقادك المادّي الضيّـق 
المنـشور في كـتابك ؟ وإذا كـنـتَ قـد نـدمـتَ عـليه ، ألا يتطـلـب منك أن تعـيـد طبع كـتاب ــ آباؤك السريان ــ لتـصحّـح رأيك الناسف لبتـولية مريم ، وتعـتـرف فـيه عـن خـطئـك ؟ 
من جانب آخـر ، جاء في مقالك عـن ( باباي ) قـوله : " تجسَّـد [الكلمة] وتأنّس من الروح القدس ومن مريم البتول " ...... ولا شك كـلـنا نعـرف أن الكلمة هي يـسوع المولـود من مريم ....... طيب ، ولكـنـك قـلـتَ في إحـدى كـرازاتـك أنّ الكلمة هي يسوع المسيح : والكلمة هي أنا وأنـتَ وأنـتِ  !!! لاحـظ  في الـدقـيقة 3:03   
https://www.youtube.com/watch?v=OEEXGy1ohQA 
هـل أنا وأنتَ وأنتِ تجسّـدنا  من الروح الـقـدس لكي نكـون كـلمة ؟ وهل أنا وأنتَ وأنتِ وُلِـدنا من بتـول ؟ 
https://saint-adday.com/?p=50624
 
لهـذا نـقـول أنّ لـدينا في كـنيستـنا الكـلـدانية أساقـفة متخـصصين في اللاهـوت والفلسفة والتأريخ الكـنسي مطلـوب منهم ( أن يحـفـظـوا إيماننا ) ، نـنـتظر من حـضراتهم تـنويرنا بما يؤكـد ويثـبّـت إيماننا الذي توارثـناه من آبائـنا الـقـديسين ، وربطه مع ما أوردنا في أعلاه مشكـورين ، أو تكـونون جميعكم مسؤولـين أمام الله والإنسان بقـبولكم به ، والذي سيكـون سـبـباً في إنحـراف مؤمنين من كـنيستـنا نحـو الإلحاد أو إلى تعاليم أخـرى غـريـبة . 
 
 

30
الحـلـقة الأولى ــ الأسـقـف أميل نـونا في أسـتراليا قال ولم يثـبـت عـلى قـوله     
بـقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
كـثيرون يمتـلكـون مناصب وثـروات وأحـترمهم ، وأنا أرى نـفـسي متمـيّـزاً ، ليس بصفة أسـتاذ ولا متعالي عـلى غـيري إطلاقاً ، وإنما واثـقاً من نـفـسي وأحـب الجـميع دون أن أضع في جـيـبي شـيئاً ولم أطلـب لـذاتي أمراً . 
يـسـرّني إستـذكار صوَر الماضي لمقارنـتها بالحاضر ومنها نُخـمّـن تـوقعاتـنا لخـدمة أبناء جالـيتـنا مستـقـبلاً . إنّ الكـتاب المقـدّس يـدعـونا إلى إحـترام القائـد في الآية ــ لا تـشـتم رئيس شعـبك ــ وفي الـوقـت نـفـسه يـدعـو الرؤساء إلى خـدمة أبناء شعـبهم فـيـقـول : ( مَـن كان منكم عـظـيماً ، فـلـيكـن لكم خادماً ) ، ( إن إبن الإنسان لم يأتِ لـيُخـدَم بل لـيَخـدِم ولـيـبـذل نـفـسه فِـدية عـن كـثيرين ) .
قـبل إقـرار السنهادس ، تـوقـعـتُ بحَـدَسي الشخـصي أنّ الأسـقـف أميل نـونا سـيأتي إلى أستراليا ، ثم وصلـني خـبر تعـيـيـنه قـبل نـشره في وسائل الإعلام ! فكـتـبتُ ست مقالات عـنه ، تـنير الطريق أمامه ، واضعاً إيّاه في الصورة كي لا تعـثـر قـدماه . قـرأها ، وبسبـب شعـوره بالعـظمة تجاهـلها لأنه يـصعـب عـليه الإنحـناء قـليلاً عـن عـرشه للإسـتـفادة منها ، متـناسيا (( الله الـذي أخـلى ذاته آخـذاً صورة عـبـد !!! )) ويا حـيـف عـلى المتـكـبّـرين بعـباءة المتـواضعـين . حـقاً قال المرحـوم المطران أبلحـد صـنا : (( إن قـلـوبنا نحـن رجال الـدين أكـثـر سـواداً من ملابسنا )) .
حـين كانت شـتلات أسـقـفـنا في حـديقـتـنا الأسـترالية يانعة ظهـرَتْ أمامنا رائعة ، ممّا دفـعـني وبكل فخـر إلى المبالغة في وصفه : نجـماً قـطبـياً ، بُـلبلاً ، أقحـواناً ، قـمراً ، لـؤلـؤة بـين أصداف المحار . ولكـن عـدوّاً خـبـيثاً زرع زؤاناً في تـربتها ــ عـلـناً ــ ومضى متباهـياً ! والأسـقـف تجاهـلَ كلام يسوع عـن زارع الـزؤان وتـركه ، فجاءت هـذه السلسلة من المقالات عـنه ، آملاً منها أن تستـنهـضَ ذاكـرته ويستـرجع حِـرصَه ويعـمل بحـكـمته .
في بـداية تعـيـينه أسـقـفاً في أبرشية أسـتراليا كـنـتُ قـريـباً منه كأحـد أبناء الكـنيسة ، أحاوره بأمور ذات صِلة بالمؤمنين أبناء الله ، ليكـون قائـداً ناجحاً نـتباهى به في المجـتمع الأسـتـرالي عامة ، كـمسيحـيّـين أولاً وكـلـدانيّـين ثانياً ، ثم ألـقـوشـيّـيـن كـنـتيجة طبـيعـية أخـيراً . كان يستمع ويتعامل معي بإيجابـية في إتخاذ أي قـرار يخـدم أهـداف الكـنيسة ولصالح المؤمنين ... وبعـد ذلك يـبـدو أنّ أمراً ما ، قـد تغـيّـر مما جعـل الأسـقـف يسـتـمع مطـيعاً إلى مَن يمكـنهم السيطرة عـلى قـراراته 100% ويقـودونه سـواءاً من الـذين حـوله أو سادة أعـلى منه .
حـواري معه :
أبلغـته عـن ظاهـرة غـريـبة ليست من أسس عـقـيـدتـنا المسيحـية ولا نهجها ، حُـشِـرَت عـمـداً في كـنيستـنا وهـو يجهـل معـناها ، عـلماً أن الـذين يُـمثــّـلـون أمامه بأنهم مخـلـصون له ( بـدءاً من شماسه المرسـوم فـصاعـداً ) لم ينـبّـهـوه ! كي تـبقى الأخـطاء معـلـقة في أبرشـيـته إهانة لشخـصه كأسـقـف .
ولمّا فـسّرتها له إقـتـنع فكان ردّه إيجابـياً وأوصى بإزالـتها والجـميع اليوم يشهـدون حـذفها ! . بالإضافة إلى ممارسة فـنية أخـرى لم تكـن لائـقة كـنسياً ، وذات تأثير سـلـبيّ إجـتماعـياً ، فأمر بإيقافها فـوراً .
هـكـذا تكـون صفات الـقائـد الناجح الـذي يعـطي أذناً صاغـية إلى الآراء الـبنّاءة لـذوي النيات المخـلصة بعـيـدة عـن مَصالح شخـصية ... وليس كما إنخـدع وأقـدَمَ عـلى زيارة ليس له فـيها ــ ناقة ولا جـمل ــ ولا تـفـيـده كأسـقـف ، ولا تـفـيـد الكـنيسة ولا المؤمنين ، ولكـنه إنجـرف وراء مَـن ( يستخـدمه لتحـقـيق مآربه ، كـشخـصية كـنسية رفـيعة تـرافـقه ) ! ....
وهكـذا حـين نـفّـذ طلب الخـبثاء الـبُخلاء الـذين أقـنعـوه كـشخـص ساذج ــ وهـو دكـتـوراه ــ بأن لا يُـدرَج إسم الشماس الغـير مرسوم ضمن جـدول القـراءات في الـقـداس .... متـناسياً تأريخ الكـنيسة عامة ، وبـلـدته ألـقـوش خاصة . 
من جانب آخـر ، لـنـرى كـيـف يتـنـصّل عـن وعـوده التي قـطعها عـلى نـفـسه خلال محاوراتي معه في أولى أيامه بالمنصب الجـديـد . إنّ بعـض أصحاب العـرس لا يكـتـفـون بكاهـن واحـد لإقامة المراسيم (( وكأنّ العـملية شاقة بحاجة إلى خـبَـراء )) بل يسـرّهم التباهي أمام الناس بمشاركة الأسـقـف في طـقـوس الـ ــ بـوراخا ــ ولكـنهم يتـذمّـرون من أجـرته الشخـصية الباهـضة والمفـروضة مقـدّماً ، عِـلماً :
(1) أن كافة نـفـقات الحـياة لرجـل الـدين + راتبه الشهـري كـمصروف في الجـيـب وحـتى بعـد إستـقالته وأطال الله بعـمره ، هي من خـزينة الكـنيسة ، وبالتالي نـقـول له : (2) أنت صورة للمسيح فإن كـنـتَ صادقاً إقـتـفِ آثار المسيح . (3) أخـذتَ مجاناً فإعـطِ مجاناً (4) لا تعـبـد الله والمال (5) لستَ بحاجة شخـصية إلى نـقـود إضافـية ... طالما قـرأتَ (1) !.
كـنـتُ قـد تـطـرّقـتُ في إحـدى حـواراتـنا مع الأسـقـف أميل إلى هـكـذا موضوع ، فـقال لي :
حـين أكـون متـفـرغاً في هـكـذا مناسبات ( مراسيم الزواج ــ بوراخا ) فأنا سأشاركها مجاناً سـواءاً أكـون مـدعـواً أم لا !  وكما كـتـبتُ في المقال السابق (( إنّ نسمات الصباح جـرفـت أقـواله مع الرياح ))  فالأيام جعـلته غـيرَ وفيّ لكلامه ، واليوم مقـدّماً تُـفـرَض أجـور مشاركـته ، لن تـقـنِع الناس مهما تكـون حجـته .
وقـد يقـول بعـض المنافـقـين الفارغـين : لماذا يصرف أهـل العـرس آلاف الدولارات ولكـنهم يستكـثرون هـذه الأجـور للأسـقـف ؟ .... فـلـيسمحـوا لي بكـلمة عامة بهـذا الشأن :
أولاً : إقـرأوا الـنـقاط الخـمس في أعلاه .
ثانياً : قـد يكـون لي وللـناس ، شأن آخـر يخـدمنا حـسب قـناعاتـنا الشخـصية ، وليس لـيُـضيف الأسـقـف رقـماً أعـلى في حـساباته المصرفـية ، ولا حاجة لـيُـبـرّر مضايقـته لهم إنْ لم تكـن من عـمق إرادتهم (( أي بـدون تـسعـيـرة )) .
ثالثاً : نـفـترض أني أعـمل بجُهـد مُضني خـطير وبمـدخـول عالِ ، وكـلما أستـلم مُرتّـبي أسـتمتع بحـرقه في الـنار ولا أعـطي دولاراً لـفـقـير ، وأحـرم نـفسي عـن التمتع بالغـذاء والملبس والتباهي .. إنه أمرٌ يخـصني لـوحـدي ، ولـيُعـلـّـق الناس عـليّ ما يحـلـو لهم : ( سـذاجة ، بُـخـل ، قـتـر ، مرض .... ) فأنا أمارس حُـريتي وفـق منـظاري الشخـصي ومُـحَـرّكاً يـدايَ يميناً وشمالاً ــ دون أن أمسّ أنـفَ غـيري ــ وعـليه لا يحـق لأحـد محاسـبتي .
*************
***************
بتأيخ 15  آب 2022 بعـثـتُ هـذا المقال إلى المطارنة الكلـدان ، وبتأريخ 25  آب 2022 قـرر السنهادس قـراره الظالم والمجـحـف بحـق أبرشيات الخارج :
مجانية الخدمة في كل أبرشيات العراق وتحديد رواتب الأساقفة والكهنة

إعلام البطريركية
قرر آباء السينودس في جلستهم المنعقدة مساء الثلاثاء 23 آب 2022 تعميم مجانية خدمة الأسرار في كل أبرشيات العراق (ما عدا حَسَنة القداس التي تدخل صندوق الأبرشية).
كذلك حدّد آباء السينودس رواتب الاكليروس في كافة أبرشيات العراق كما يأتي: الراتب الشهري للبطريرك والأساقفة مليون وستة مائة ألف دينار عراقي أي ما يعادل 1,050$ (ألف وخمسون دولار أمريكي). وراتب الكاهن مليون ومائتان وخمسون ألف دينار عراقي أي نحو 850$ (ثمانمائة وخمسون دولار أمريكي)، وذلك إعتباراً من الأول من شهر أيلول 2022.

مجانية الخدمة في كل أبرشيات العراق وتحديد رواتب الأساقفة والكهنة – البطريركية الكلدانية (saint-adday.com)


31
البطريركـية تستـنكـر إسـتخـدام الرموز الدينية المسيحـية في غـير مكانها
بـقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
آمنا بالله ، أنا أؤيـده ، وفي الـوقـت نـفـسه أسأله :
(1) ما حاجـتـك إلى إستـخـدام العـلم العـراقي فـوق المـذبح المقـدس وأثـناء الـقـداس ؟؟؟؟ وأنت تعـلم إنه رمز وطـني لا علاقة له بالإيمان المسيحي أو الـدين أو الصلاة أو الـقـداس عامة ؟
(2) كـيـف تـدعـو المسلمين إلى قـراءة سـورة الفاتحة بعـد قانـون الإيمان في الـقـداس الإلهي الـذي هـو ذكـرى العـشاء الأخـيـر ؟ ... (( وأنت تعـلم يقـيناً إنها إهانة للمسيحـيـين بتـفـسير الشيوخ المسلمين )) ؟
(3) كـيـف تـقـرّر وتـنـفّـذ تـدريس الـقـرآن لأطـفالـنا المسيحـيـيـن في مـدرستـك الأهـلية (( مريم أنا )) التابعة لكـنيسة الكلـدان / كـركـوك  ؟
(4) لماذا لم تـنـتـقـد الأسـقـف سعـد في أوربا حـيـن هـلـهـل ورقـص بالعـلم العـراقي أمام الـمـذبح داخـل كـنيسته في أوربا ؟
وكـيـف وكـيـف وكـيـف ... سلسلة لا تـنـتـهي !!!!
فـهـل ذلك حلال عـلـيـك وحـرام عـلـيهم ؟ ... لا أنـتـظر جـواباُ من البطركـية ... ولكـني أنـتـظر الجـواب من مـؤيـديها ، ودام الجـميع بخـير
**********

ملاحـظة : يـؤسـفـني أني لا أجـيـد نـشر الصور المناسِـبة لهـذا المقال ... ومَن يـريـدها يمكـنه مشاهـدتها في موقع آخـر

32
مَن يسـتحـق أن يكـون بطركاً للكـنيسة الكـلـدانية
كـتابة : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
 
أتـذكــّـر عـندما فـرغ الكـرسي الرسولي بإنـتـقال الـقـديس يوحـنا بولس الثاني إلى الحـياة الأبدية ، سُـئِـلَ أحـد الكهـنة إن كان يُـفـترض أن يكـون البابا الجـديد أحـد الكـرادلة ؟ أجاب حسب معـلـوماته بأنه ليس ضروري أن يكـون البابا كاردينالاً لكي يتم ترشيحه وإنـتخابه وترقـيته إلى البابوية ، بل يمكـن أن يكـون أحـد المؤمنين الذين يتمتعـون بالصفات الروحـية والإدارية تـؤهله لهـذا المنصب ، حـتى وإنْ كان بدون رتبة كـنسية ، غـير العـماذ بإسم الآب والإبن والروح الـقـدس .
 
والشيء بالشيء يُـذكـر ، بعـد إعلان الـﭘـتـرك ساكـو تـرك منصبه عـنـد وصوله سن الخامسة والسبعـين (( وهـو لا يشمله قانـون العـمـر للـتـقاعـد )) ، بالإضافة إلى إخـتلاف الآراء حول سبب وتـوقـيت وكـيـفـية الإستـقالة وموقـف أتباع الكـنيسة مِن هـذا الحـدث . 
http://kaldaya.me/2022/07/24/21964
من الطبـيعي أن تكـثر وتخـتـلف الآراء حـول مَن سيكـون الـبـديل الذي يتمكـن مِن تحَـمّل المسؤولية الكـبـيرة الملقاة عـلى عاتق مَن سيشغـل المنصب ، ولإهـتمامنا بالموضوع نـتـناسى دَور وتـدخّـل الروح الـقـدس في عـملية الإخـتيار ونصبح أصحاب الـقـرار الذي لا يُـناقَـش (وأنا منهم طبعاً) ، فـنـقـدّم إقـتراحاتـنا وآراءنا ومرشحـينا متصوّرين أو منـتـظرين من السنهادُس أن يطـبّـقه حـرفـياً (وهـذا غـير ممكـن طبعاً) .
 
ومع معـرفـتـنا بمحـدودية دورنا في إخـتيار المرشح للبطركـية ( بعـكس الأقـباط ) إلّا أنه لا بأس أن نساهم في الـتـفـكـيـر ونـقـدّم ما نراه يخـدم مستـقـبل كـنيستـنا لغـيرتـنا عـليها .
تـقـريـباً معـظم السادة الأساقـفة في الكـنيسة الكـلـدانية الكاثوليكـية الحالـيّـين (عـدا الذين دخـلـوا السبعـينات من عـمرهم الطويل) هم شباب لم يتـقـدموا بالعـمر ولا يميّـزهم عـن بعـضهم غـير بناء شخـصيتهم وعلاقاتهم الإدارية ، لهـذا نـرى أن تلك الصفات موجـودة عـنـد بعـض الكهـنة من أبناء الكـنيسة تـؤهـلهم للمنافسة عـلى هـذا المنصب الذي سيشغـر قـريـباً ، فـما المانع من أن يرشح السنهادُس كاهـناً متمكـناً يتمتع بتـلك الصفات ــ حـتى إذا ليس أسـقـفاً حالياً ــ ليكـون الباطريرك الجـديد ؟ عِـلماً أن هكـذا إجـراء قـد حـدث وتـمّ مثله عَـبر تأريخ كـنيستـنا حـيث تـمّـت رسامة راهـب ، وآخـر عـلماني ! كـباطريرك .
 
بالإضافة إلى الـقـوانين الكـنسية التي تحـدد واجـبات البطريرك ولجهـلـنا لحـد اللحـظة شخـصية البطرك الجـديـد ، لا تـُـمنع تمنياتـنا أن يتمتع بالصفات التالية : 
1ــ أن يكـون ملـمّاً بالتراث الكـنسي المهـدد بالإنـدثار ويشجع عـلى تطبـيـقه كأساس وليس كـمصدر ثانـوي .
2ــ وأن يكـون مفهـومه للتجـدد مبنياً عـلى الأسس التي تركها لنا الآباء الـقـديسون عـبر ألفي سنة ، وليس الإجـتهاد بما يراه شخـصياً ومحـو أو الإبتعاد عـن الـتـراث . 
3ــ يعـطي ذوي الإخـتـصاص فـرصة لممارسة خـبراتهم في إتخاذ أي قـرار وليس الهـيمنة الكـلية بإستخـدام سلطة الكـرسي لإتخاذ تلك القـرارات .
4ــ يكـون الأب الروحي للجميع دون تميـيز ليحـتـضنهم بتلك الأبـوّة .
5ــ أن يكـون صارماً مع مَن يحاول الإبتعاد عـن التعاليم الكاثوليكـية بإجـتهادات شخـصية .
6ــ أن تكـون نـشاطاته الروحـية أكـثر من تـدخلاته السياسية .
7ــ أن يفـتح باب واسعاً للكهـنة الذين إبتعـدوا أو اُبعِـدوا عـن الخـدمة في كـنيستـنا لأسبابٍ ــ إن لم تكـن جـرائم ــ ضمن الـقـوانين الكـنسية ( طبعاً ) .
8ــ أن يمنع تـداخـل الخـدمات وتـقـديم الخُـطَب من داخل هـياكـل كـنائسنا مِن قِـبَـل منـتمين إلى أديان أخـرى وإحـترام خـصوصياتـنا .
9ــ أن تجـرد من ذاته وَيخـدم ، ولا يكـون هـدفه الأساسي أن يُـخـدَم .
يـبـدو لـنا ( إذا حـصلت هـكـذا رسامة ) ستـكـون منـطـقـية ( ضمن القانـون الكـنسي ) فـقـد حـصلتْ في تأريخ كـنيستـنا عـنـد الضرورة ــ فـتـتـطـلـب شيئاً من التـواضع الـذي يحـمله السادة الأساقـفة مع ثـقـتهم بمَن سـينال الدرجة الأسـقـفـية وتـفـضيلهم إياه عـلى أنـفـسهم (( ولهـذا السبب أقـول مقـدّماً أن هـكـذا إقـتـراح بعـيـد عـن واقـعـهم الحالي )) ومع ذلك نـقـول أنّ ما هـو صعـب عـنـدنا كـبشر فإنه مستـطاع بنعـمة الروح الـقـدس .   
تـرى ! هـل سـيـفـلح السنهادُس القادم ( بأساقـفـته ) فـيخـتارون الرجـل المناسب في المكان المناسب ؟ أم أن الرياح التي تهـبّ ستجـعـل السنابل الممتـلـئة تـنحـني ، وحـرارة الشمس الحارقة تُـذبـِل الورود وعـطـرها يُـهـدَر ؟ .   
 


33
الحـلـقة الخامسة ــ إجابات الأسـقـف أميل عـن أسئلة الحاضرين عاجـزة متهـرّبة في محاضرته الثانية بتأريخ  1 آيار 2015
 
بـقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ   
السؤال السابع : ما هي الشريعة التي أعـطاها الله لموسى ؟ .
جـواب الأسـقـف : يمكـنـنا الـقـول أنها تمثـل جـميع الـتـعـلـيمات التي جاءت بعـد الـوصايا وهي مبنـيّة عـلى أساسها . وحـتى في الكـنيسة تـوجـد تعـليمات مثل وصايا الكـنيسة لـتـنـظيم الحـياة . الله لا يعـطي شـريعة بل كـلمة ، أما تـنـظـيمنا فـنحـن نُـخـرجه من الكلمة فـيصبح ناموساً أو شـريعة .
نـقـول له : أليست كـلمات الله ( لا تـقـتـل ، لا تـزنِ ، لا ، لا ، لا ...  ) تعـليمات تـنـظم حـياة الـبشـر ؟ هـل فـيها صح وخـطأ ؟ حـين وجّهها الله لموسى أليست شريعة مُـلـزمة ؟ ومع ذلك سـنجاملك مـؤقـتاً ونـقـول :
إن الشريعة والـتعـلـيمات الـبـشـرية فـيها الصح والخـطأ ، وتأريخ الكـنيسة الكاثـولـيكـية زاخـر بها ! ولأنّ أبناء الله الـيـوم لـيسوا بُـسـطاء كأجـدادهم ، بل تـراهم أكـثر ثـقافة من رجـل الـدين وفي إخـتـصاصه الكـهـنوتي ، فـعـليه أن يغـيّـر نمط كـرازته ، وتعاد صياغة الـقـوانين الكـنسية بما يناسب وعي المؤمنين .
السؤال الثامن : (1) عـنـدي أخ في الإنسانية وغـير مسيحي ، ألا يستـحـق الخلاص ؟ وأيضاً هـناك واحـد ملـتـزم بـدينه ، ولكـنه يتصرّف بأفـضل من المسيحي ، فـهـل يتساوى مع المسيحي ؟   
جـواب الأسـقـف :  لا أدري لماذا نحـن المسيحـيـون نهـتـم بخلاص الآخـرين بعـد الموت وليس هـنا عـلى الأرض ! الخلاص بعـد الموت هـو 100% من شأن الله وليس شأني ولا شأن أي شـخـص !
لاحـظنا الأسـقـف يتهـرّبَ عـن الإجابة بحـجة أن الله هـو مقـرر مصير الميّـت ، فـنـقـول له : إذن لا تـتـدخـل في شـؤون الله ، ولا تبـيع لـنا ــ ﭭـيـزا ــ الـقـداس الأبـدي بآلاف الـدولارات كـواسطة من أجـل موتى غادرونا قـبل 20 أو 50 سـنة لـيعـبـروا الحـدود ويـدخـلـوا ملكـوت الله " وأنـت لا تـضمن لهم ذلك ولا لأقاربـك " ؟ !! ثم نسأل : إذا كانـوا موتانا طيلة عـشرات السـنـين مجـهـولي المصير ، ماذا يـبقى منهم حـين يأتيهم الإسعاف للـدخـول إلى الملكـوت ؟ هـل عـنـدك جـواب ؟ .   
(2) إذا كان هـذا الأخ الغـير مسيحي معي في العـمل ، هـل أحـمل خـطيئة لـو أنا لم أبـشّـره بالمسيحـية ، أم أن أعـمالي كافـية لأمثـل مسيحـيتي أمامه ؟
جـواب الأسـقـف : الأعـمال وطريقة التعامل تجعـل الإنسان مبشّـراً وليس بالضرورة بالـنقاش أو بالطـلـب المباشـر ، وأن أجـعـله يعـرف مَن هـو إلهي من خلال شـخـصي !  إنه هـدف حُـبّي والله قـد باركه فيّ .
فـنسأل الأسـقـف : هـل الـتـبشير الـذي أوصى به المسيح ، يكـون بالأعـمال أم بالـوعـظ والكلام ؟ وهـل مار ﭘـولس بـشّـر بالأفـعال أم بالكـرازة ؟ ... وإذا كانت أعـمالنا كافـية لـتـبـشير المسلم أو الـبوذي ! فأكـيـد نحـن المسيحـيّـون نكـتـفي بأعـمالك كأسـقـف ، ولا حاجة إلى كـرازتـك في الكـنيسة ! .   
السؤال التاسع : قـلـتَ أن الله هـو خاص لـنا نحـن المسيحـيـين ، فـهـل إلهـنا هـذا ، هـو إله المورمون أو الإنجـيليـيـن أو السبتـيـيـن والباقـين ؟   
جـواب الأسـقـف : ألله هـو لكـل مَن يـؤمن بالمسيح ويعـيش كما هـو المسيح ، ولكـن هـناك تـساؤلات ( أيّ مسيح ) ؟؟ إذا أنا آمنـتُ بالمسيح وأقـبل بالإجـهاض وزواج المثـلـيـيـن فأي مسيحي سأكـون ؟ .
يا حـضرة الأسـقـف : أنا شخـصياً سألـتُ قـدوتـنا حـضرة الـﭘـتـرك لـويس وبالإيميل عـن الـمَـثـلـيـيـن فأجاب بالإيميل ــ  إن السبب هـو جـينات ــ ! وأكـدها بلسانه في مناسبة أخـرى ، وعـنـدي تسجـيله بالـﭭـيـديـو ! 
بطريرك الكلدان لويس روفائيل ساكو يقول أن علاقة المثليين شيء طبيعي - YouTube
بمعـنى هي متأصّـلة بالجـسم مِن الخـلـق ، وكلامه هـذا ذكـرتُـه في مقال سابق ، والآن أسألك : إذا إفـتـرضنا أنّ مسيحـياً مَـثـلـياً  يؤمن بالمسيح ، وتـصريح الـﭘـتـرك يـبـرّر حالـته ، هـل عـنـدك جـرأة لـتعـتـرض عـليه ؟ أم تـطيعه قائلاً : شـبّـيك لـبّـيـك أنا عـبـد بـيـن إيـديك ؟ .
السؤال العاشـر : ( 1:20:03 ) ... (1) حـين تـقـرر المحـكـمة الكـنسية بُـطلان الـزواج ، بمعـنى لم يكـن هـناك عـهـد أو رابـط ... تــُـرى ، حـين ينجـبـون أطفالاً هـل يكـونون شـرعـيـيـن أم غـير شـرعـيـيـن ؟
جـواب الأسـقـف : قـلتُ تـنـحـصر الأسـئلة في موضوع المحاضرة ( الوصايا ) ، ومع ذلك الأطفال شـرعـيـون لأن العـهـد كان مبنياً عـلى أسس سـلـيمة ، وبعـد ذلك إكـتـشـفـوا أنه كان هـناك خـلل !! وما عـدا ذلك فالمحاكم المدنية هي التي سـتـتحـكـم في مصير الأطفال .   
ولكـن يا أسـقـفـنا ، بإعـترافـك تـقـول أنّ الخـلـل في عـقـد الزواج يُـكـتـشف لاحـقاً ، بمعـنى كان مخـفـياً عـنـد إقامة المراسيم ( بوراخا ) أي لم يكـن معـروفاً عـنـد تـوقـيع العـهـد ! وعـليه إنّ عـهـداً كـهـذا يكـون مبـنـياً عـلى الـباطل أساساً ! وكـل ما يُـبنى عـلى باطل هـو باطل ؟ وبالنـتـيجة فالأطـفال باطـلـون ؟ فـما رأيـك ؟ .
(2) أنت تعـتـرف بأنّ الخلاص بعـد الموت يصبح بـيـد الله ! فـنسألكَ ما فائـدة الـقـداس الأبـدي للميّـت بسعـر 5000 دولار ؟ .
** وهـنا صار الأسـقـف في موقـف محـرج وحاول جـعـله نكـته وقال : قـداسـنا ليس بخـمسة آلاف بل يمكـن أن يكـون بعـشرة آلاف ... أما الحاضرون المثـقـفـون ضحـكـوا تـمـلــّـقاً له ورياءاً أمامه !! 
والـﭘاﭘا فـرانسيس يـقـول : (( قـد يسألني أحـدكم “ ولكـن يا أبتي ، كم يتـوجـب عـلي أن أدفع لك يُـكـر إسمي ؟ " ــ لا شيء أبـداً ! ــ  هـل تـفـهـمون هـذا ؟ لأن الـقـدّاس لا سعـر له . الـقـداس هـو تـضحـية المسيح وهـو مجاني والـفـداء مجّاني )) .
ثم أضاف الأسـقـف أميل : نعـم إنه شأن الله ولكـن هـناك في مفـهـوم الكـنيسة ، شـركة الـقـديسين وموجـود في نهاية قانـون الإيمان نـقـول ((( وبشركة الـقـديسين ))) !!!
يا أخي الأسـقـف : حـضرتـك تخـتـلـق مصطلحات غـريـبة ! فـقانـون الإيمان الـذي نـردّده أثـناء الـقـداس ، ومنـذ تـناولي الأول وحـتى الـيـوم لا تـوجـد فـيه عـبارة ــ شركة الـقـديسين ــ !! فـمن أين جـئـتَ بها ؟ . إقـرأ بنـفـسك قانـون الإيمان الكاثـوليكي !
                     قانون الإيمان الكاثوليكي (jesuswl.com)
ثـم ، ما علاقة الـقـديسين وشِـركـتهم السماوية ، بقـداس أبـدي ثـمنه آلاف من الـدولارات الأرضية ؟ . وهـل الله يتعامل بالرشاوي والواسـطات ؟
ثم صرّح : الأحـياء والأموات جـميعهم قـديسين بجـسد ودم المسيح ، لهـذا السبب توجـد علاقة بـيني وبـين الميّـت لا تـنـقـطع بالموت ! أنا أصلي له وهـو يصلي لي  حـتى بعـد 20 أو 50 سـنة .. أنا أصلي له كي يُـدخِـله الله في ملكـوته ولكي أكـون أنا من الآن ضمن تلك الأبـدية التي أؤمن بأن الميّـت هـو فـيها .
وفي هـذا الـتـصريح تـورّط لأنه (1) نسيَ جـوابه السابق عـن السؤال الثامن حـين قال : (( لا أدري لماذا نحـن المسيحـيـيـن نهـتـم بخلاص الآخـرين بعـد الموت وليس هـنا عـلى الأرض ! الخلاص بعـد الموت هـو 100% من شأن الله وليس شأني ولا شأن أي شـخـص ! )) بمعـنى موضوع الأموات لا يخـصنا !
(2) نسأله : إذا كـنا جـميعـنا قـديسين بجـسـد ودم المسيح ، فـما حاجـتـنا إلى قـداس أبـدي بخـمسة آلاف دولار ؟ ولا حـتى الـقـداس الـيـومي بعـشرة دولارات ؟ . فـيا عـزيزي ، أنت الـيـوم لستَ تـتـكـلم مع جـدتي ولا مع إبن عـم خال جـدي ! أنـت تخاطب مؤمنين متـفـتحـيـن بـدون دكـتـوراه ! .
(3) ونـنـصح الأسـقـف المُـبـجّـل أميل : طالما مصيـر المـيّـت لا يـزال مجـهـولاً ، إذن أتـركه بعـد موته لـيخـلــّـص نـفـسه بنـفـسه أينما يكـون ، بـدلاً من أن يصلي لـنا ونحـن أحـياء عـلى الأرض ! ... ثم ، إن الله هـو إله الأحـياء وليس الأموات ، نعـم هـو إله أحـياء لـيـقـيمهم حـسب إيمانهم وسلـوكهم وإلـتـزاماتهم عـلى الأرض ويـرضى عـنهم ويستحـقـون الخلاص ! أما عـنـد موتهم سـيواجـهـون الإحـتمال التالي :
إن كانـوا غـير مؤمنين وتـصرّفاتهم سـيـئة فـسوف لـن يـرضى الله عـنهم ولا يستحـقـون الخلاص ، ويكـون قـطار الـنـدم والتـوبة والإعـتـراف والغـفـران قـد فاتهم ، وبالتالي لا تـنـفـعـهم صَلاتـنا ، لأن لا محاباة عـنـد الله الـذي هـو مقـرر مصيرهم . فـفي كـل الأحـوال لا فائـدة من الـقـداس الأبـدي الغالي الـثمن ولا العادي رخـيص الثمن !! فـهـل رجال الـدين يعـبـدون سـيّـدَين : الله والمال ؟؟ .
ورُبّ مؤمن بسيط يسأل : ما مصير الـفـقـير الـذي يموت ولا يملك خـمسة آلاف دولار ؟ هـل يتـركه الله يحـتـرق إلى ما لا نهاية ؟ وأنت كأسـقـف قـد نـذرتَ نـفـسك لخلاص الـنـفـوس ، ألا يحـنّ قـلـبـك عـليه فـتـقـيم الـقـداس مجاناً له ؟ مثـلما المسيح خـلــّـصـك مجاناً عـلى الصـلـيـب بـدمه ؟ فـما الـذي ستخـسره إذا أقـمـتَ قـدّاسك يـومياً عـن نية جـميع الموتى بـدون إسـتـثـناء من أجـل خلاصهم وبـدون ذكـر أسمائهم لأن الله يعـرفهم ؟ فلا آلاف الـدولارات ولا هم يحـزنـون .... ؟
آخـر سـؤال : هـل يمكـن أن نسأل ، مَن خـلـق الله ؟   
أجاب الأسـقـف قائلاً : يمكـن ، ولكـن هـذا ليس ضمن موضوع محاضرتـنا ، سـؤالك فـلسفي وليس ديني . هـناك كـثير من الأسـرار لا نعـرفـها ، وإذا إستـطعـنا يوما أن نعـرف ما هـو الله 100% ، عـنـدئـذ لـن يكـون هـناك إله لأنه سيكـون مِـثـلي ومِـثـلك .
وهـنا يقـصد الأسـقـف ، إذا عـرفـنا ما هـو الله فإنـنا سـنـكـون مثله ! ولكـنـنا نسأل الأسـقـف : المسيح قال (( مَن رآني فـقـد رأى الآب )) بمعـنى عـرفـنا الله من خلال المسيح ! فـهـل صرنا مثل الله ؟ . أنت تـشبه الـﭘـتـرك ساكـو الـذي قال : إن الكـلمة في إنجـيل يوحـنا هـي أنا وأنـتَ وأنـتِ !
أقـول للأسـقـف أميل :: أرجـو أن لا تـستـنـسخ تـناقـض الـﭘـتـرك لويس ساكـو القائل :
(( أنا أفـهم ما أكـتـب ، لكـن ليس بالضرورة أن يفـهـمه الآخـرون )) ثم يرجع ويقـول :
(( فلا بـد لي أن أعـبّـر لهم بـوضوح عـمّا أريـد إيصاله إليهم بمفـردات بسيطة واضحة ومفـهـومة ))
************
ومضة للـذكـرى :
كان لي حـوار سـابـق مشـوّق وشـخـصيّ مع الأسـقـف أميل نـونا إبّان أيامه الأولى من أسـقـفـيته في أستراليا ، تـطـرقـتُ معه إلى موضوع يهـمه كأسـقـف ، فـوعـد لي مباشـرة وبكـل فـخـر عـن مبادرة شهـمة ومشجـعة ــ للعـرسان ــ سـيتـبـنّاها شـخـصياً !! إلّا أنّ نسمات الصباح جـرفـتها مع الرياح .
وقـريـباً سأطرح فـكـرة تـوازي محاضراته وتـصب في مجـرى مبادرته ذاتها وبإدارته ، تكـون لصالح مستـقـبَـل شبابـنا من كلا الجـنسَـين ، ولكـني أتـنـبّـأ مقـدّماً بأن حـضرته سـيتجاهـلها لسبـبـين (1) أتركه للقارىء لـيُخـمّـنه (2) الـقائـد الشرقي ــ المدني والعـسكـري والكـنسي ــ يرفـض أي مقـترح ما لَـمْ يكـن نابعاً منه كي تـسجّـل بـراءة الإخـتـراع بإسمه وينال ميـدالـيّـته ! وعـنـدي أدلة مماثـلة منـشورة سابقاً مع ــ سـعادة ــ لـويس الـﭘـتـرك أيضاً ، والـذي صرّح قائلاً ( سأترك منـصبي بعـز وكـرامة ) ! .
 

34
الحـلـقة الرابعة ــ إجابات الأسـقـف أميل عـن أسئلة الحاضرين عاجـزة متهـرّبة في محاضرته الثانية بتأريخ  1 آيار 2015
 
بـقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ   

ملاحـظة : نـظـراً لطول المقال ، وضعـته في حـلـقـتـيـن . والحـلـقة الخامسة ستكـون عـن باقي الأسـئـلة .
إن مقالاتي في الـفـتـرة الأخـيـرة والناقـدة لإبن بلـدتي الأسـقـف أميل نـونا ، تأتي نـتيجة فـتـواه اللامنـطـقـية واللاقانـونية عـن شماس الكـنيسة (( الغـيـر مرسـوم )) التي أفـتى بها دون تمحـيص أو تأمّـل مع الـذات ، ولا إستـفـسار من ذوي المعـلومات أو مواجهة الشخـصيات ، ولا أدري كـيـف وهـو دكـتـوراه أقـرّها ، ولا أعـرف أيّ صعـلـوك أقـنعه بشأنها ، عِـلماً لا يـوجـد أسـقـف أو كاهـن مقـتـنع بها ، ولا هي واردة إطلاقاً في الكـنيسة الكـلـدانية ولا في تأريخها ، في الـوقـت الـذي يسمح للـنـسـوان بـدلاً من الشمامسة بالصعـود إلى مذبح الكـنيسة والـقـراءة فـيها ! مخالـفاً الإنجـيـل :
(1) المسيح إكـتـفى بـ 12 تـلـمـيـذ دون أنـثى رغـم أنهـنّ كـثيرات ، ومهما قال عـن مريم أخـت مرتا والأخـريات الخادمات ، إلّا أنهـنّ لم يكـنّ من بـين الإثـني عـشر ولا في تـوصيات .
(2) مار ﭘـولس أوصى قائلاً : [ لـستُ آذن للمرأة أن تُـعـلـّـم ولا تـتـسـلـط عـلى الرجـل بل تكـون في سـكـوت .... لـتـصمت نـساؤكم في الكـنائس ] ! . وإذا قال الأسـقـف أن تلـك خـرافات أيام زمان قـبل 2000 سنة ، فإنه سيـقـرأ ردّنا عـليه . 
وقـد تكـون فـتـواه هـذه عـن الشماس (( الغـيـر مرسـوم )) جاءت عـن طمع وتـلـهّـفٍ لكـلمة ــ بـراﭭـو ــ يسمعها من حـثالات عاجـزين متـمـلـّـقـين لـئـيمين وكأنهم يمنحـوه بها دكـتـوراه ثانية ؟ يا حـيـف عـلى ألـقـوشي لا يـقـتـدي بعـظماء ألـقـوش السابقـين الخالـدين .    
أقـولها بصدق ومع الأسـف إنه دكـتـوراه متعـلــّـم نعـم ، ولكـنه بـدون حـكـمة :
(1) لأنّ لآلـئه تـنجـرف بإتجاه رغـوة الـقـش والـنُـتَـف إلى الجُـرف ، وفي الـوقـت ذاته يتصوّر نـفـسه إلهاً ثانياً بعـد الخالـق ! بـدليل لا كاهـن يناقـشه ، ونـقـيـب الشمامسة لا يعارضه ، وكـيـف يعارضه وهـو الـذي دون إنـتخاب عـيّـنه ؟؟ !!
(2) إنه ينخـدع بـمَن يقـول له ــ ألله يـقـوّيك ــ وينـفـض الغـبار عـن كـتـفه ! دون أن يعـلم أن الشاعـر الشريف الرضي يقـول :
 إذا أنت فـتـشـتَ الـقـلـوبَ وجـدتها ــ قـلـوبَ الأعادي في جُـسوم الأصادق ... لـن أذكـر أسماء الـبـشـر كي لا يُعـاتــَـب الأغـر !
(3) رغـم أنه يتابع ويقـرأ مقالاتي عـلى مـدى سـنيـن ! فإنه يخـفـق في تحـلـيل ومعـرفة ــ كـُــنـْـه ــ الكاتب الغـير مرسـوم وهـمّـته .
(4) يتجاهـل مقالاتي السِت المعـبّـرة عـن إعـتـزازي به ــ شخـصياً ــ كانـت غايتها لصالحه ، لإنارة الـدرب له قـبل إعلانه أسـقـقاً لأستراليا وأنا عـلى عِـلمٍ بتعـيـيـنه من قـنـواتي الخاصة !
(5) لا يـمـيّـز بـين الكـرَم الأخلاقي والكـرَم الـزائـف  ، متـناسـياً مواقـفي ومشاعـري الإيجابـية تجاهه قـبل وبعـد أسـقـفـيّـته وبإعـتراف أقـرب أقاربه ، وكـلها [ موثـقة ] !
وأخـيـراً (6) فاته المثل : يابـو بـِشْـت بـيش بْـلـَــشِـتْ .     
الآن جاء دَور أسـئـلة الحاضرين ، وهـذا قـسم منها وإجاباته عـليها ( 59:06 ) :
السؤال الأول : إستـناداً إلى الوصية ، يفـتـرَض منع تعـلـيق الصوَر والتماثيل في الكـنيسة والبـيـت .
جـواب الأسـقـف : لا نـزال غـير واصلين إلى هـذه الـفـقـرة في محاضرتـنا ....
تـعـلـيـقـنا : رغـم رفـضه الإجابة لكـنه ضحـك ... والحاضرون ضحـكـوا معه دون سبب للضحـك وبهـذا بانَ رُخـص معـدنهـم الباطني ! فـذكــّـروني بمهـرجان مربـد الشعـري 1971 حـين تـقـدّمَ الشاعـر التـونسي ( المنـصف المزغـني ) وقـرأ قـصيـدته ، يمكـنكم سماع مطـلـَـعِـها عـلى هـذا الـرابط :
(((  خروف دخل البرلمان قال : "ماع" .. فجاء الصدى إجماع - YouTube )))
السؤال الثاني : أنت قـلـتَ ليس الكـل أولاد الله وواجـبنا أن نجعـلهم أولاد الله ، فـكـيف أرى رئيس طائـفـتي وهـو نبراس لي وأنا أتبعه ، يُـقـبّـل كـتاب الـقـرآن وينادي إنـنا واحـد وأنّ إلهـنا واحـد ونحـن إخـوة ؟ .
جـواب الأسـقـف : وأنا أيضاً يمكـنـني أن أقـبّـل أي كـتاب أريـده ، فـحـين أقـبّـل الإنجـيل ، إنه أوراق لا تعـوّض عـن إلهي ، ويمكـنـني أن أقـبّـل القـرآن أو كـتاب الـبـوذا ... أنا لا أقارن الإنجـيل بالقـرآن ، ولكـن يمكـنـني تـقـبـيله وليس مشكـلة ... نحـن إخـوة في الإنسانية لا بالمفـهـوم الـديني ! ولكـن فـقـط كـمسيحـيـيـن نحـن إخـوة ، هـو إله واحـد ، نعـم إنه إلهـنا من جانبنا (( وهـنا فـلـتَ من لسانه سـهـواً دون أن ينـتبه حـين قال عـن المسلمين 1:01:33 ! إلهكم هـو إلهـنا إله واحـد  وأنـتم هـدف رسالـتـنا )) . نحـن الشرقـيـون حـسّاسين لهـذه المسألة ولكـن الحـضارة الغـربـية أو الجـنوبـية لا يهـتـمـون بها . 
ولكـن يا عـزيزي الأسـقـف ، ألم تسمع تـصريح سـيـدك الـﭘـتـرك لـويس حـين قال : (( أنا وكـل الأساقـفة إنـبـطحـنا وخـلــّـوا الإنجـيل عـلى ظهـرنا حـتى يـقـولون لـنا ، ما نحـمل غـير الإنجـيل عـلى ظهـرنا )) وعـنـدي الـﭭـيـديـو ؟؟ !! ... أنت كأسـقـف لا يمكـنـك إنـتـقاده بل تـبـرّر زيغانه عـلى حـساب الحـق ، حـفاظاً عـلى ــ سعادتك ــ متجاهلاً إرضاء الله ! لـذا من حـقـك أن تكـون مطيعاً له ، ملاطـفاً معه ، حـذراً منه .
ونسألـك : ماذا سـتـكـون نـظرة المسلم إلـيك حـين يراك تُـقـبّـل الـقـرآن ؟ هـل تـعـتـقـد سـيُـقـبّـل الإنجـيل مثلك ؟ وإذا قـلـتَ لسنا بحاجة إلى تـقـبـيله إنجـيلـنا ، سأقـول لك ( وهـل هـو بحاجة إلى تـقـبـيـلك قـرآنه ) ؟ من جانب آخـر ، ما رأيك بكاهـن كـلـداني ذو مكانة مرموقة في إحـدى الأبرشيات الكلـدانية المنـتـشـرة في العالم ، قال في وعـظه بعـد قـراءة الإنجـيل : إن المسلم الـذي هـو ــ خـوش ولـد ــ يـدخـل الملكـوت السماوي ! ... فـنسألك : هـل تـكـلم الكاهـن من إجـتهاده الشخـصي أم بتـوجـيه من الأعـلى منه ؟ وهـل أنت مسيحي كـلـداني تـناقـض كلامه أم هـو يناقـض تـوَجّـهاتـك ؟ .
السؤال الثالث : (1) المسيح يحـب الجـميع ، فـلماذا أغـرق جـميع الـناس في قـصة الطـوفان ؟
الأسـقـف لم يُـجـب ، بل قال : ( حـين نأتي إلى موضوع الطوفان نـتـكلم عـن ذلك ) ... 
(2) لماذا الله يحـب الـبعـض ويكـره آخـرين ؟ فـفي قـصة موسى لماذا غـرق الكـثيرون ؟
رد عـليه الأسـقـف : ( لأنهم عـملـوا مخالـفة ، ومَن يعـمل شـراً ينال عـقابه ، وهـذا هـو غـضب الله ) ... ونحـن نسأل الأسـقـف : هـل نسيتَ قـولك إن غـضب الله هـو محـبة ؟ فـكـيـف صار عـقاباً غـرقاً ؟ هـذا تـناقـض في تـصريحـك !!...
(3) لـوط نجا فـلماذا الآخـرين إشتعـلـت النار بهم ! . إن جـواب الأسـقـف عـلى هـذا السؤال (3) غـير واضح في الـﭭـيـديـو المسجّـل ، لكـن الحاضرين ضحـكـوا ولم أعـرف سبب ضحـكهم ( 1:05:03 ) ! .
السؤال الرابع : الله ليس خاصاً لجـماعة معـينة وإنما هـو ــ شامل لخـصوصية ــ فالوصايا هي تهـذيـب وجـواب ، وكل مَن يـدخـل إلى هـذه المـدرسة التهـذيـبـية حـتى من غـير ديانات يصبح جـواباً لله الشامل لجـميعـنا ضمن تلك الخـصوصية . لأن المسيح قال لليهـود : [ لا تـقـولـوا أنـتم أولاد إبراهـيم ] فالله يمكـنه أن يُـقـيم من هـذه الحجارة أولاداً لإبراهـيم .
جـواب الأسـقـف : أنت تستخـدم كـلمات غـير مترابطة مع بعـضها ، أنا لم أستخـدم كـلمة ــ شامل ــ أبـداً ، ثم أنا لم أفـهم ( شامل وشامل للخـصوصية ) وليس فـيها معـنى . والله يقـول : كل واحـد يعـيش بهـذه الـوصايا يـصبح شعـبا لي خاصاً بي .
يا حـبـيـبي الأسـقـف ويا عـزيزي : هـل محاضرتـك مفـهـومة ؟ فـمثـلما لم تـفـهم عـبارة ( شامل وشامل للخـصوصية ) .. فـنحـن أيضاً لم نـفهم عـبارتـك ( شـخـصية غـير مشـخـّـصة ) .
السؤال الخامس : هل يمكـن تـوضيح عـبارة ( ألله خـلـق له شعـبا ، ولا يكـتـرث بالشعـوب الأخـرى إنْ كان لها إله آخـر  أم  لا ) ؟
جـواب الأسـقـف : الله يقـول لشعـبه ( أنا كـلـي لك فأنت مَن تكـون ؟ فـلكي تكـون من خاصتي ، عـليك أن تـلـتـزم بهـذه الكلمات ــ الوصايا ــ فأكـون إلهاً لك وتصبح مـكـرّساً لي ) .
سـؤالـنا لحـضرة الأسـقـف : طالما الـوصايا ليست إلـزامية فـلماذا يطلـب الله الإلـتـزام بها ؟ ومن جانب آخـر ، كـيـف الله لا يكـتـرث بالشعـوب الأخـرى وهـو خالـقـها ؟ ولماذا خـلـقـها ؟ .
السؤال السادس : (1) أنت ركــّـزتَ عـلى العـهـد ، هـل أنـت مُخـوّل لـنـقـض العـهـد ؟
جـواب الأسـقـف : نعـم ، وذلك حـين لا تـلـتـزم بأحـد بنـود العـهـد ، أو يكـون لك إله آخـر فإنك تـكـون قـد نـقـضـتَ العـهـد ..... إذا لم يلتـزم بالعـهـد فلا وجـود للعـهـد . الشعـب الإسرائيلي لم يلـتـزم بالعـهـد خلال مسيرته لكـن الله لم يتـركه ! يغـضب الله ولكـن يُـبـقـيه . 
سـؤالـنا لسيادة الأسـقـف : ما فائـدة إرتـباط الشعـب الإسرائيلي بخالـقه إذا كان لا يلـتـزم بكـلماته ؟ ..... وكـيـف يغـضب الله عـلى الشعـب الإسرائيلي لكـنه يُـبـقـيه ولا يـفـنيه ، لماذا ؟ هـل عـطـفاً عـليه ؟ وسـبق أن قـلـتَ أنه يعاقـبه !! تـذكــّـر قـتـل إثـني عـشر ألـفاً رجالاً ونساءاً في ــ عاي ــ !!!! فـعـن أي عـهـد تـتـكـلـم ؟ ألـيس في كلامك تـناقـض في تـناقـض ؟ .   
(2) هـل يمكـنـك حـل عَـقـد الـزواج ؟
جـواب الأسـقـف : لا أحـد يستـطيع حـله حـين يكـون مبنياً عـلى أسس صحـيحة ، ولا يوجـد طلاق في المسيحـية بل ( بُـطلان الـزواج ) . الطلاق معـناه أن شيئاً حـدث بعـد إبرام العـهـد وهـذا غـير موجـود ، أما الـبُـطلان هـو أن هـذا العـهـد مبني عـلى أسس باطلة لـذلك لا يوجـد عـهـد .
تعـلـيـقـنا : نـرى ستـراتيجـيّـتـك تخالـف تـصريح الـﭘـتـرك ساكـو ومداخـلـته في السينودس من أجـل العائلة حـين قال في روما 2014 : (( أعـتـقـد أن هـناك خـلل في المحاكم الكـنسية ، فالـبطلان هـو طلاق مع اللعـب بالألـفاظ )) ... فـيا أسـقـفـنا الموقـر ، طالما الرئيس الأعـلى سـاكـو يقـول أنّ ــ الـبُـطلان هـو طلاق ــ ! فـلماذا تخالـف تـصريحه من جـهة ، ومن جـهة أخـرى تـتجـنــّـب الـرد عـلـيه ؟ .... إقـرأ الـرابـط :

بطلان الزواج طلاق بالرغم من اختلاف التعبير – البطريركية الكلدانية (saint-adday.com)

سـؤال خاص ومهم نـطـرحه للسيد الأسـقـف : هـل تـؤدي الكـنيسة الكاثـولـيـكـية الكـلـدانية مراسيم الـزواج ( بـوراخا ) لـعـروس دون موافـقة أهـلها ؟ .... سـؤالي مرتـبـط بـوقائع تخـصّـك شخـصياً أنت بالـذات !!


 


35
الحـلـقة الثالثة ــ تـناقـضات وغـمـوضيات الأسـقـف أميل نـونا
في محاضرته الثانية بتأريخ  1 آيار 2015

بـقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ

إنّ أبسـط مـدرّس ــ وأنا أحـدهم ــ يقـدّم محاضرته لطلابه إرتجالـياً وليس كـمذيع يقـرأ أخـباراً ... أتعـجّـب من محاضرة الـدكـتـور الأسـقـف أميل نـونا جالساً عـلى كـرسي وكل كـلمة أو عـبارة ينـطـقها يـقـرأها مكـتـوبة عـلى ورقة أمامه ، وحـتى كـرازته في الـقـداس يقـرأها قـراءة ! فأين إستـثـماره لـدكـتـوراهه ؟ ولـذلك أتحـدّاه أن يلقي محاضرته كأسـتاذ يتمشى أمام السـبـورة في القاعة الـدراسية ! ناهـيك عـن شـغـفه بتـكـرار كلامه الـمُـمِل مثـنى وثلاث ورُباع ، وسُـباع دون إشباع ... مع ضغـطه المشـدّد عـلى الحـرف الأخـير لمعـظم الكـلمات بإيقاع ، كأنه ملـتاع بإبـداع ، مـقـلـّـد المـذياع . فأتساءل : أهـذه نـتائج تحـصيله الأكاديمي الـمُشاع ؟ وأنا متأكـد 100% لـو أنّ شماساً مرسـوماً أم غـيـر مرسوم ! يـقـرأ ــ الرسالة أو الـقـريانا ــ في الـقـداس بتلك الـنبرة بإقـتـناع ، فالأسـقـف أميل سـيُـفـسّـر قـراءته بأنها إسـتهـزاء وليست إمراع ، ويـصدر فـتـواه بإنـذاره ويأمره بالإنصياع . تـبّـاً للجـبناء هـزّازي الـذيـول المتملـقـين بالإجـماع .
كانت مدة المحاضرة الثانية (( 1:25:41 )) وإذا وضعـناها في مصفاة لـفـرز الكلام المكـرر فـيها ، سـوف لـن تـزيـد عـن (( 30 )) دقـيقة ... فـهـل في الإعادة والإعادة والإعادة ، إفادة وإفادة وإفادة ؟... عــفى الله عـمّا سـلـف من هَـدر الـبَـرادة ... في الخِـراطة .
أنا أكـتـب ما وردَ في محاضرته الموثـقة بالـﭭـيـديـو
نـراه تارة يتـكـلم عـن إلـتـزامات الإنسان تجاه الله وتجاه الـقـريـب ، وتارة أخـرى يـقـول أن الإنسان حـر منـذ أن خـلـقه الله وغـير مُجـبَـر عـلى الإلـتـزام  ! ثم الله نـفـسه يـرجع ويسأل الإنسان قائلاً ( مَن أنـتَ ، أنت هـو ذلك الـذي يلـتـزم بالكلمات العـشر ) ! .. فـصرنا في حـيرة من أمرنا ، هـل نلـتـزم بـوصايا الله أوامراً ، أم خـلـقـَـنا بتـصميمه وهـنـدسته أحـراراً ؟ فـمثلاً لـو أنا سـرقـتُ هل سيحاسبني الله وهـو مانح الحـرية لي ؟ وإذا كان ينـوي محاسـبتي فـلماذا بَـنى الحـرية في تـركـيـبتي الـفـكـرية والـنـفـسية حـين خـلـقـني ؟ وإذا أحـد قال أنّ الله أراد أنْ يجـرّب ! سأردّ عـليه (1) الكـتاب المقـدس يقـول : ــ ألله غـير مجـرّب بالشرور ، لا يجـرّب أحـداً ــ (2) أم أنّ الله لا يعـرف ماذا سـيخـتار الإنسان ؟ (3) وهـل من المنـطـق الـقـول أنّ الله يحـفـر حـفـرة لمخـلـوقه للإيقاع به ؟... إن كلام الأسـقـف مُـحـيّـر فـعـلاً .   
عـجـيـب ... المنـطـق الإجـتـماعي يقـول أن الأدنى منـصباً هـو الـذي يأتي إلى الأرفع مكانة ويقـدّم نـفـسه ، ويسأل ، ويطلـب ، وإلى آخـره .... فـكـيـف ألله بعـظمته ومجـهـوليته يقـدّم نـفـسه لمخـلـوقه الإنسان إلـبسيط  ، ويـبـرم معه معاهـدة كأنهما متساويان في كـفـتي ميزان ؟ . وإذا كان الله مجـهـولاً كـيـف يـصرّح للإنسان قائلاً ــ أنا فلان ــ ؟ ومن جـهة أخـرى يقـول الأسـقـف (( إن الله مجـهـول إخـتار الإنسان لأنه بحاجة إلى الإنسان !!!! )) مما يـدعـونا إلى تساؤلات : (1) ألله أزليّ قـبل بـداية الكـون ، فـما هي حاجـته إلى إنـسان ؟ (2) الله هـو خالـق الإنسان ، فـما حاجـته إلى عـقـد معاهـدة بـينهما ؟ (3) كـيـف سـيـقـبل الإنسان معاهـدة مع مجـهـول ؟..... إن كلام حـضرة الأسـقـف مبهـم غـيـر متـرابـط ، قـد يكـون متعـمّـداً في ــ نسج عـبارات غامضة غـير مفـهـومة ــ كي نـتـصوّر أن سيادته أرفع مستـوى منا ، والعِـلة فـينا نحـن بُـلهاء لا نـفـهم ....  مع الأسـف هـذا تعـليم مسيحي في آخـر الأزمنة .
يقـول : أن الله جاء لجـماعة معـيّـنة فـحـرّرها ، ولكـن لا يعـني أنه لا يحـب الآخـرين ! بل نحـن الجـماعة المعـيّـنة ! واجـبنا أن نحـرّر أولـئـك الآخـرين ! ....
عـجـيـب أمور غـريـب قـضية ! أولاً : الله خالـق الجـميع فـلماذا يخـلـق مجـموعـتين مخـتـلـفـتـين متـناقـضتين ! محـرّرة وغـيـر محـرّرة ؟ ثانياً : كـيـف نحـن نـصبح بمرتـبة ( ألله ) ويمكـنـنا أن نحـرر غـيرنا مثـلما الله حـررنا ؟ أقـسِـم بكـل المقـدسات !! لـو أن أحـداً نـطـق بهـكـذا تعـليم في سـنـوات الستينات والسبعـينات من الـقـرن الماضي بحـضور الأسـقـف أميل ، لكان الأسـقـف يـتـهـمه (1) بالشـيوعـية والإلحاد (2) يصبح منـبـوذاً في الكـنيسة (3) يلجأ إلى الإخـتـفاء والهـروب ، وإلّا إذا عـرفـتْ به أجـهـزة مخابرات الـدولة فإنّ مصيره السجـن مـنـتـظراً الحـساب في أحـواض الـتـيزاب ... حـقاً هـذا تعـليم مسيحي غـريب .   
يقـول الأسـقـف أميل : (( إن إيمانـنا بالأساس لم يكـن تـوحـيـدياً ــ ومعـناه لم يكـن إلهاً واحـداً للجـميع ــ ... وإنما كان خـصوصياً يخـص جـماعة محـددة هـو الشعـب الإسرائيلي فـيكـون إلهاً خاصاً لهم ... وبعـد السبي البابلي ، وفي بابل أعـلـن الشعـب الإسرائيلي إعـتـرافه بالإله الواحـد ، ولكـن دون أن يـنـكـروا وجـود آلهة أخـرى .... والـيـوم تـوجـد آلهة كـثيرة !!! )) .
فـنسأل : ما هـو الإله الـواحـد ومَن خـلـق الآلهة الأخـرى ؟ لـقـد تِـهـنا ولم نعُـد نـميّـز دربَـنا !! هـل بإمكانـنا أنْ نـقـول أنّ الـفـضل في تحـوّل فـكـر الـيـهـود إلى التـوحـيـد والإعـتـراف بالإله الواحـد يعـود لـثـقافة الـبابليـيـن الوثـنـية ! طالما إعـتـرفـوا بالإله الواحـد في بابل ؟؟ .... كم أنـتم عـظماء يا كـلـدان ! .
ويضيف : 
(( إن ألله حـين يقـول وصيته ــ لا يكـن لك إله غـيـري ــ ... ليس يأمرنا !! وإنما فـقـط يقـول : ليس لك إله آخـر غـيري .. !!! )) .

فـنسأل : مَن خـوّل الأسـقـف أميل تحـويل عـبارة : (( لا يكـن لك )) لـتـصبح : (( لـيس لك )) ؟ ... لـو أنا أقـول هـكـذا كلام ، هـل سـيـقـبله مني ؟
ويقـول : (( في الـديانات الـقـديمة كانت هـناك قـوى طبـيعـية مثل : الشمس ، القـمر ، البحـر ، وكـل واحـد منها كان يُـمثـل إلهاً ، أما نحـن كان إلهـنا متـسامياً ذي علاقة معـنا " شخـصية غـيـر مشخـّـصة " ولم يكـن بإمكانـنا أن نمسكه )) .
ونسأل : ما هي عـبارة " شـخـصية غـيـر مشخّـصة " ؟ هـل لستُ أفـهـمها لأني لا أحـمل دكـتـوراه ! ؟ .
ويقـول : (( ليس جـيـداً أن نـمسح الإخـتـلافات بـين الـناس ... وليس صحـيحاً الـقـول أنـنا جـميعـنا إخـوة ، وإنما دَورنا هـو أن نجـعـلهم إخـوة لـنا )) .
نسأل الأسـقـف الشجاع : لماذا لا تُـناقـش سـيـدك الـﭘتـرك لـويس حـين قال ( إلهـنا وإلههم واحـد ) ؟ وأرجـو أن لا تـتـشـبّـث بالـقـول أنّ قـصد الـﭘتـرك هـو أن خالـقـنا واحـد ! كلّا ، بـدليل إفـتخاره بالآيات الـبـديعة !!!!! فـهـل هي بـديعة في نـظـرك أيها الأسـقـف المحـتـرم ؟ وهـل تخاف من مناقـشة الـﭘتـرك ؟ .
ويقـول : (( أن معـنى الغـضب في الكـتاب المقـدس هـو " الغـيـرة " إنه تعـبـيـر عـن حـب الله لشعـبه ، فلا يتحـمّـل أن يكـون هـناك إله آخـر )) .... ثم يرجع ويقـول (( أن الإنسان حـر الـتـصرّف ، فإذا أخـطأ ينال عـقابه ، وهـذا هـو غـضب الله !! )) ....
إذن في مفـهـوم الأسـقـف : الغـضب = محـبة تارة ......  = عـقاباً تارة أخـرى . 
حـقاً حـيّـرَنا هـذا الأسـقـف ، فـمن جهة يقـول أن غـضب الله هـو حـب الله لشعـبه ، ثم يقـول هـو عـقاب الله لشعـبه ، ثم يرجع ويقـول إنه ليس قـصاصاً !! .. لم نعـد نـفـهم هـل أن الله محـبة أم إنـتـقام أم قـصاص ؟ . والآن يحـق لـنا أن نسأل : هـل نـقـتـدي بالله ونعَـبّـر عـن محـبتـنا للـناس بأسـلـوب الـغـضب ؟ .
فـيا حـضرة الأسـقـف ، كـيـف تـقـول هـذا الكلام ؟ لأنـنا لو نـتـبعـك ونُـسايـر نهـجـك وتـفـسيرك ، فإنه سيقـودنا إلى الـكـفـر ، نعـم سنـكـفـر ونـقـول إن هـذه أنانية !!! مـثـلما لـو أنت تـقـول لـنا ( لا أريـدكم أن تحـتـرموا أسـقـفاً آخـر غـيري ) فإنـنا سنـصـفـك بالـ ــ أناني ــ بإمتـياز !!! .
ويقـول الأسـقـف : (( إنّ ألله يـبكي عـلى الإنسان الخاطىء )) ...
ونحـن نـقـول للأسـقـف : ( حـين خـلـق الله الإنسانَ حـراً ، ألم يتـوقع أن يُـخـطىء هـذا الإنسان وهـو مِن صُـنع يـديه ؟ فـلماذا يـبكي عـليه ؟ ) .
ويواصل قائلاً : (( إذا الإنسان لا يعـمل وفـق إنـسانيته ، فـهـذا يعـني أن الله فاشل )) .....
فـنحـن نسأل : وهـل هـذه مسؤولية الإنسان يا صاحـب السيادة ؟ كان بإمكان الله أن يصمّـمه بحـيث لا يخـطأ ولا ينحـرف ، فلا يحـتاج إلى الـبـكاء !! أليس الله هـو السبب حـين خـلـقه بهـكـذا هـنـدسة عـضوية تكـنـولـوجـية تـتـمـتـع بالحـرية ؟ ثم أنت منـصـبـك هـو وكـيل الله ، كـيـف يهـون عـلـيـك وتجـرأ عـلى وصفه بالـفاشـل ؟ حـتى إذا كـنـتَ تـفـتـرض ذلك إفـتـراضاً ؟ .
ثم الآية : ( لا يمكـنـك أن تخـدم سـيّـدَين ، الله والمال ) يفـسرها الأسـقـف مـشـبّـهاً ( الله والمال ) بإلهَـين إثـنين ! ومحاولاً إبعاد موضوع ــ المال ــ عـن تـفـكـير المـؤمن فـيعـتـبـره إلهاً ! ويوحي بأنّ رجـل الـدين لا يـطمع بالمال .. وهـنا يحـلـو السؤال : عـنـد مراسيم الزواج ــ بوراخا ــ فإن أجـرة مشاركـتـك غالـية وبمئات الـدولارات ، أما أجـرة الكاهـن الـبـسيط فـهي عـشرات الـدولارات !! فـما الـفـرق بـين صلاتـيكـما ؟ هل أنت الأسـقـف تـبـذل مجـهـوداً أكـبـر فـتـتـعَـب ؟ أم أنّ صلاتـك تـقـوّي الإشـتـياق ! بـين العـروسَـيـن ؟ وما تـفـسيرك لـقـول المسيح : أخـذتم مجاناً أعـطـوا مجاناً ؟ أنا لا أريـد الـتـطـرق إلى جـوانب مادية أخـرى التي تجـرى في الكـنيسة (( مخالـفة لـقـرارات السنهادس الكلـداني الموثـقة والمنـشـورة !! )) . 
ويحاول الأسـقـف مقارنة خـصوصية ( الله بالإنسان ) ولا ثالث بـينهما ... مع خـصوصية العـهـد بـين ( الزوج والزوجة ) دون مشاركة عـنصر ثالث بـينهـما .
فـيضيف قائلاً : هـذه الخـصوصية بين الزوجـين ليست إعجاب أحـدهما بالآخـر ، كما أن الحـب بـينهما ليس إلـتـقاءً بـين إثـنين ، وإنما هـو إخـتـيار وحـرية ! وكـل واحـد يقـول للآخـر ( أنا إخـتـرتـك ) .
طـيـب ، وليسمح لـنا حـضرة الأسـقـف : (1) ماذا تـقـول عـن رجـل من رجال الله ! تـزوّج من فـتاة دون أن يخـتار أحـدهـما الآخـر بل كان خـدعة دون إرادتهما ! وأنـجـبا ؟ والـقـصة واردة بـوضوح في الكـتاب الـمـقـدس (2) إذا كانت العلاقة بين الإنسان والله هي كالعلاقة بـين الـزوجـين ، ثم تـرَمّـل الزوج وإخـتار زوجة أخـرى ، كـيـف سـتـقارن حالة الله مع شعـبه بهـكـذا موقـف ؟ . يا أخي : الشاعـر يقـول ( قـدّر لـرجـلِـك قـبل الخـطـو موضِعَـها ـــ فـمَن علا زلـقاً عَـن غـرّة زلـَجا ) ، كـن حـذراً ولا تـنـزلـق ، وإسأل ( المخـلـصين لك ) أهـل العِـلم إنْ كـنـت لا تعـلم .... وإلى الحـلـقة القادمة مع أسـئـلة الحاضرين وإجابات حـضرة الأسـقـف .

36
الحـلـقة الثانية ــ أميل نـونا الأسـقـف المرسـوم يقـول أن الوصايا العـشر ليست قـوانين إجـبارية
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 
مـدة المحاضرة 55 دقـيـقة ، ولـو حـذفـنا منها الكلام المـكـرر ، تـنـكـمش إلى 25 دقـيـقة !.
يـواصل الأسـقـف أميل نـونا محاضرته قائلاً : إذا سألـنا أحـدهم ما هي هـذه العَـشرة ؟ ســيُـجـيـب مباشرة ( ﭘُـﮔـدانِ = وصايا ) لكـن في الحـقـيقة لا تـوجـد ــ وصايا ــ في الكـتاب المقـدس وإنما تـوجـد ( كـلمات ) وهي ليست أوامرَ ولا إجـبارية وليست قانـوناً ، وهي غـيـر ضرورية !! وإنما هي بُـشـرى الله لشعـبه ، هي وثـيـقة عـهـد وَقــّـعا عـليها الطـرفان أحـدهما فـوق والآخـر تحـت !.....
والأسـقـف يقـصد أن الوصايا هي مثـل أية معاهـدة بـين دولـتـين أو جـهـتـين وتـوَقـّـعان عـلـيها .
ويـستمر الأسـقـف في كلامه :
قـبل عـقـود من السنين ظهـرت أفـكار مفادها أنه لم يَـعُـد هـناك داعي للـتـكـلم عـن (( وصايا )) أو أوامر ، ولا تـتـطلـب إصدار تـوجـيهات للإنسان أنْ يعـمل كـذا ولازم يـفـعـل كـذا ! وإنما المهم هي ــ المحـبة ــ !! وحـتى في تـفـكـيـر كـثيرين منا نـقـول أن أهم شيء هي المحـبة !! . ولكـن في عـقـيـدتـنا لـو ركــّـزنا فـقـط عـلى المحـبة فإنـنا سـنسمّـيها (( مـبـتـذلة )) !!! بمعـنى عـقـيـدة بـدون طعـم ! مثـل رواية رومـيـو و جـولـيـت لا يوجـد فـيها غـيـر العاطـفة . لـذا ليست كافـية أن تكـون فـقـط المحـبة بـين الله والـبـشـر بل يجـب أن يكـون هـناك إلـتـزامات تـربـط الله بشعـبه والشعـب بإلهه مثل : (( أنت لا يجـوز أن تـقـتـل ، لا يجـوز أن تـزنـــــــــــي ... )) .
في قاموس الأسـقـف أميل ، الإلـتـزام ــ ليس إلـزامياً ــ وهـذه طـفـرة فـكـرية ولـغـوية غـريـبة ومُـدهِـشـة !! ولا يـدري بأنّ مصطـلح ــ إلـتـزام ــ هـو (( واجـب ثابت يستـلـزم من الشخـص الـقـيام به والمداومة عـليه )) ، والآن نسأله : إذا شـخـص إشـتـهى وأجاز لـنـفـسه أن يقـتـل ويـزني ... ونـفــّـذ !! هـل يحـتاج أن يعـتـرف بـذلك عـنـد الأسـقـف لـيـنال الغـفـران ؟ .
والأسـقـف يحـلل قائلاً :
إن كـلمات الله ليست قانـوناً لأن القانـون مغـلـق ، أما الكـلمة ( كـلمات ) هي منـفـتحة تـتـضمّـن حـواراً ، أي أن الله يُـكـلــّـم شعـبه ويُخـيّـره ويمنحه الإعـتـبار وحـرية الإخـتـيار ... وهـذه الكـلمات نابعة من الأعـلى وليست من الأسفـل ... وبها خـلـق الله كـياناً ، أي خـلـق طرفاً آخـراً وتـكـوّن شعـب إسرائيل . والله بهـذه الكلمات يُـقـدّم نـفـسه لمخـلـوقه ، فـيكـون مع شعـبه حـيثما يكـون ، والشعـب يكـون معه بهـذه الشروط ــ الكـلـمات ــ التي هي إلتـزامات بـينهـما . وشعـب الله بـدَوره يصبح خلّاقاً أيضاً ! وليس فـقـط مستـلم قـوانين لـيطيعها .
نسأل حـضرة الأسـقـف : إذا كانـت إلـتـزامات الله تجاه شعـبه هي نـصائحه الـمكـتـوبة : (( أنت لا يجـوز أن تـقـتـل ، لا يجـوز أن تـزنـــــــــــي ... )) .... طـيـب ، فـبالمقابـل ما هـو إلـتـزام الشعـب تجاه الله ؟ أين هـو مكـتـوب هـذا الإلـتـزام ؟؟  نـريـده مكـتـوباً !!  هـل تـدلــّــنا عـليه رجاءاً ؟ .
(( لـقـد حـيّـرَنا هـذا الأسـقـف ، كـيـف  الشعـب المخـلـوق يضاهي الله خالـقه ويعامله كأنه يساويه وكلاهما بالمرتـبة ذاتها !! .! فـمن جـهة يقـول أن الوصايا هي إلـتـزامات بـيـنهما ، ثم يقـول ليست أوامر !! ... وأنّ هـذه الوصايا ــ الكلمات ــ قادمة من الله للبـشـر وليس العـكس ! إذن أين الـتـكافـؤ في المعاهـدة إذا كانت من طـرف واحـد ؟ وما الحاجة إلى رد فـعـل من الطرف الآخـر ــ الـبـشر ــ إذا كان مُـخـيّـراً ؟ ))

ومع هـذا السياق يضيـف الأسـقـف :
موسى سأل الله : مَن أنتَ ؟ فأجابه بالعـبري : أنا ــ يهـوه ــ ... إن الـذي يعـرف اللغة الكلـدانية جـيـداً فإنها تعـني ( هـْـواHWA    = يَـكـون = يُـكـَــوّن ) . وهـذه الحـروف الأربعة ( يـ  هـ  و  ه )  ليست كـلمة وإنما تـركـيـبة يمكـن تـفـسيرها بالعـربي : ((( ذلك الـذي يعـمل لـيَـكـون ... أو  ذلك الـذي موجـود ... أو  ذلك الـذي هـو أنا ... أو  أنا الـذي هـو أنا ))) أي إنـني أنا أكـون معـك ، أي حـيثما تحـتاج سأكـون معـك ، أي أنا أربـط وجـودي معـك يا شـعـبي ، أي أنا أبقى معـك ، إنّ إسمي هـو فـعـل وهـو صفة ، حـتى إلـوهـيّـتي هي في خـدمتـك .... وكأنه يقـول لشعـبه : تحَـرّك ، تحَـرّر فأنا أكـون معـك ولا يتـطـلـب أن يكـون لك إله آخـر ، وأنا لستُ أجـبرك في ذلك وإنما أنت حـر ...
ألله يقـول لموسى : إنّ ــ يهـوه ــ ليس إسمي ، ولا تـطـلـبْ مني إسمي إ لأني لو أعـطيتـك إيّاه فإنـك سـتـسيطر عـليّ ، وأصبحُ تحـت يـدك !!! ... ويضيف : أنـنا الـيـوم نعـطي إسمنا بسهـولة ولكـن لم يكـن هـكـذا في الحـضارات الـقـديمة لأن الإسم كان يُـعـطي دليلاً عـلى شـخـصية الإنـسان .
وهـنا نسأل الأسـقـف : كـيـف تـقـبل أن نعـبـد مجـهـولاً ؟ كـيـف نـقـبل ونـوقـّع معاهـدة مع مجـهـول ؟
نـرجع إلى الوصايا فـيقـول الأسـقـف أميل :
إن الوصايا في الكـتاب المقـدس ليس فـيها صيغة الجـزم بل صيغة المضارع ! هـل لاحـظـتم عـلى الشاشة الوصية عـن الزنى كـيـف كـتبناها بالياء ؟ لا تـزنـــــي ( ي ) ! فـعـل مضارع معـناه الآن ، وليس فـعـل أمر ... وحـين يقـول : لا تـصنع لك تمثالاً ، معـناها أن الله يقـول لشعـبه : أنـتم الآن لستم تعـملـون تمثالاً ! (( وليس أمر : لا تعـملـوا تمثالاً )) لأنّ الـفـعـل المضارع يحـث عـلى العـمل ، أما الـفـعـل الأمر يُـوَلــّـد تمرّداً وعـصياناً ضد الـطرف الـذي يأمر ، حـتى إذا كان محـبـوباً .

وهـنا نسأل حـضرة الأسـقـف المرسـوم : حـين تُـربّي الأم إبنها وتـوجّهه قائـلة له ( لا تـفعـل كـذا .... ) هـل تعـني إنه حُـر الإلـتـزام بتـوجـيهها ؟ أم إنه إذا لم يلـتـزم فالعـقـوبة تـنـتـظـره ؟؟؟    
ويضيف الأسـقـف :
إن كـلمات الله ليست صادرة عـن مَـلِـكٍ يُـكـلــّـم شـعـبه ولا قـوانين من حاكم ، وإنما هي كـلمات ــ بَـدو ــ أصحاب الخِـيَـم في الصحـراء !! شـبـيهة برب الأسرة ينـصح أولاده بعـد رجـوعـهم من المرعى ويقـول لهم نحـن عائلة ( لا تـزنـــــي ) ، وليس يقـول : (( إنـتـبهـوا ، في قانـونـنا لا يـوجـد زنى )) !! وعـليه فالأولاد يسمعـون كلام أبـيهم كإرشادات وليست أوامر . فـمنـذ الـبـدء كانت الـفـكـرة أن الله يمنح الـنعـمة مجاناً لشعـبه وبالمقابل فالشعـب يلتـزم بنـصائحه ، وإذا فـهـناها كأوامر فإنـنا نـكـون غـيـر فاهـمين لمعاني هـذه الكـلمات ( الـوصايا ) .
في سـفـر التـكـوين يقـول الله : (( بك تـتـبارك الأمم )) فإلهـنا ليس إله جـميع الـناس ، بل نحـن نكـون أولاد الله وسنبقى إلى الأبـد أولاد الله . في الـبـداية كان إسرائيل هـو شعـب الله المخـتار إلى يوم مجيء المسيح ، ولكـن منـذ ذلك الـيـوم ليس الجـميع أولاد الله ، وإنما نحـن فـقـط أصبحـنا ــ شعـب إسرائيل الجـديـد ــ أولاد الله وشُـرَكاءه !! ومسؤولـيتـنا ورسالـتـنا هي الـتـبشير لـنجـعـل الآخـرين أولاد الله مثـلـنا من خلال نموذج حـياتـنا ، وهـذه المسؤولية جـعـلـتـنا نُـقـتــَـل ونُحارَب ونُـهَـجّـر مِن قِـبَـل آخـرين !!!!.
وهـنا نلاحـظ الأسـقـف يناقـض كلام سـيـده الـﭘَـتـرك لـويس الـذي يقـول (( إلهـنا وإلهـهم واحـد )) وأتحـدّاه أن يـردّ عـليه . وأنا أسأله : أي منـكما صادق وأي هـو منافـق ؟ .
ويقـول : يجـب أن نـنـتـبه إلى أنّ إلـتـزامنا بهـذه الكلمات ــ الوصايا أو الـنـصائح أو الشريعة ــ ليس إرضاءً لله كي يقـتـرب منا . فـمبـدئـياً الله هـو لـنا وأعـطانا الـنعـمة ، ثم تأتي إلتـزاماتـنا التي تكـون بمثابة جـوابنا له . وليست كـقـوانين حـمورابي التي تُـنـظـّـم حـياة الشعـب والتي ليست ــ عـهـداً ــ بـينهما ، لـذلك فإن حـمورابي لا يجـعـل شعـبه شـركاءَ له . 
تعـلـيـقـنا :
إن مفـهـوم (( عـهـد )) هـو إلـتـزام ( فـحـينما يخـطب رئيس الـدولة ويقـول : عـهـد في ذمتي أن أعـمل كـذا ) فإنه يعـطي كلام شـرف أمام الشعـب . كـما أنّ كـلمة معاهـدة هي إتـفاقـية مُـلـزمة بـين طرفـين متـوازنين ، لا رئيس ولا مرؤوس ، لا قـوي ولا ضعـيـف بل ( متعادلين إجـتماعـياً أو قانـونياً ) يلتـزمان بـبـنـودها ، مثل : معاهـدة بـين دولتين ، عـهـد زواج بـين رجـل وإمرأة ، عـقـد إيجار دار بـين المؤجّـر والمستأجـر ، وإذا أخـلّ أحـد الطرفـين بتـلك الـبـنـود فإنه يُـعـرّض نـفـسه إلى المتابعة القانـونية لـينال جـزاءه ..... وهـنا نسأل : هـل أن الله وشعـبه متعادلان إجـتماعـياً وقانـونياً وقـدرة ! حـتى نـفـسّـر وصاياه بأنها معاهـدة بـيـنهما ؟ وهـل يحـق للشعـب أن يـرفـض بنـود تلك المعاهـدة متى شاء ؟ . فـيا أسـقـفـنا لـقـد طـلـّـعـتـنا من طـورنا !
.
تـنـبـيه لـصالح أسـقـفـنا العـزيـز : في موقع (( عـنكاوا . كـوم ) كـتـبتُ التعـلـيق الآتي :

***************
لماذا ؟؟ ...
سـؤال منـطـقيّ :
في مقالاتي بشأن الـﭘَـتـرك لـويس ، كان ينـبـري العـديـدون مستـميتـين للـرد الفارغ ، دفاعاً عـنه
لكـن في مقالاتي بشأن الأسـقـف أميل إخـتـفـوا جـميع أولـئـك الخـفافـيش
لماذا ؟؟؟ ..
فـلـيـفـهم الأسـقـف العـبـرة والحـكـمة من ذلك ... والله يحـب الفاهـمين .


37
الحـلـقة الأولى ــ أميل نـونا الأسـقـف المرسـوم ، تعـلـيمه ينسـف وَصايا الله 
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
مدخـل إلى تـعـلـيم الأسـقـف :
(1) إذا وردَت تـوجـيهات في خـطاب لـرئيس الـدولة أو تعـلـيمات من وزيـر الـداخـلـية إلى أبناء شعـبه ، هـل يستـوجـب الإلـتـزام بها ، أم تعـتـبَـر كـلمات للعـرض وللإستهلاك المحـلي فـقـط ؟ . إن الجـواب عـلى هـكـذا سـؤال يعـرفه الجـميع منـطـقـيّاً ولا يحـتاج إلى بـذل مجـهـود فـكـري لإدراكه .
(2) ولـو أنّ وزير المواصلات أو مدير الشرطة يحـذّر إبنه من تجاوز السرعة المسموح بها عـنـد قـيادته سيارته في الشارع ، كأنْ يـقـول له ــ لا تُـسـرِع يا إبني ــ والكاميرا تسجّـل المخالـفات ، هـل نـفـسّـر تحـذيـره بأنه إخـتـياريّ ، أم إجـباريّ ؟ (( لا شـك إنه إجـباري لمصلحة الجـميع ومصلحـته )) ، ويجـب أنْ لا نـفـهم من تحـذيره لإبنه في تلك اللحـظات بأن معـناه ــ لـيس يُـسرع ــ ! كما ليس يمـدحه عـلى قـيادته الهادئة لسيارته ! وإنما يُـنهـيه عـن السرعة دائمياً بصورة أمـر !!! ونحـوياً حـرف ( لا ) يفـيـد الـنهي . 
وعـلى المنـوال نـفـسه حـين أقـود سيارتي ، لـن أكـون حـراً في تجاوزي السرعة المحـدّدة في الشارع ، وإنما يعـتـبروني مخالـفاً لإرشادات مـديـرية المرور وأوامرها ، والـنـتـيجة عـقـوبة قانـونية .
(3) ذكـرتُ ذلك من أجـل أن أسأل سـؤالاً سـاذجاً : هـل وصايا الله إلـزامية أم إخـتيارية ؟ هـل تـركــُـها يُـعـتـبَـر خـطـيئة أم حـرية ؟ وخاصة أن الله يستخـدم حـرف ((( لا ))) للـنهـي بقـوله : لا تـفـعـل كـذا ، لا تـعـمل كـذا .
وبهـذا الشأن نـشر سيادة المطران باسل يلـدو في صفـحـته الـفـيسبوك مقالاً بعـنـوان : (( وصايا الله العشر ، نحـن اليوم بحاجة إليها )) وقال فـيه : ــ إن هـدف وصية الله هي أن تحـررنا من كل إرتباط خاطئ ــ . إن تـفـكـيـر المطران باسل ناعـمٌ رقـيـقٌ . فـكـتـبتُ له سـؤالاً لم يجـرأ للإجابة عـليه ! ....
ثم نـشر مقاله في موقع الـﭘـتـركـية الكـلـدانية وقال فـيه : (( ألله أوصى الإنسان أن لا ينحـرف عـنه ويقـيم له آلهة أخـرى بديلة )) ... أنا شخـصياً لا أتّـهـم المطران باسل بأنه يُـلـيّـن أو يخـفـف من جـدّية وصية الله للإنسان ، فـقـد يكـون منـطـلـقاً من نـيّة سليمة ولكـن تـفـسيره جاء بهـذه الصيغة السطـحـية والـمُـبـهـمة .
ولمّا كـرّرتُ وكـتـبـتُ تعـلـيقي عـليه ، تخـوّف الموقع الـﭘـتـركي من نـشره وكان كما يلي :
((( هـل أن هـذه الوصايا هي أوامر يجـب الإلـتـزام بها ، أم هي من الحـسَـنات والأفـضل أن نلـتـزم بها ؟؟ وأنا هـنا لستُ أسـتهـزىء ))) ...                https://saint-adday.com/?p=18519

مـتـن المقال عـن تعـلـيم الأسـقـف أميل / سـدني :

نـتابع محاضرة الأسـقـف الموقـر أميل بتأريخ 12 نيسان 2015 في قاعة كـنيسة مار توما / سـدني والـذي إعـتاد عـلى نهـجه المغـرَم به والـمُـمِل وهـو : إعادة وتـكـرار ، إعادة وتـكـرار ، إعادة وتـكـرار ، سـواءاً كانت كـلمات أو عـبارات إلى درجة تُـزعـج السامع ، وكـذلك تـشـديـده بإلحاح مُـلـفِـت للـنـظـر عـلى الحـرف الأخـير من كـلمات كـثيرة يُـقـرف أذن السامع مثل :  حّ  نّ  مّ  خّ  تّ  ، دونما حاجة إليها ....... :

https://drive.google.com/file/d/1xcVnPhkAqXV-1psDOcWPZpfTmKM-qgWP/view?fbclid=IwAR3VxuMsOpEOtZ4nhqD6MuDRAGgXnqDottmKBQemyt7g2fTJNISzCQpC9LI

بـدأ كلامه قائلاً أنّ من بـين واجـبات الأسـقـف ــ رسالة الـتعـليـم حـول الإيمان ــ مضيفاً : (( أن الإيمان المسيحي ليس فـقـط العلاقة بـين الإنسان وربه ، وليس يخـص الروحانيات فـقـط ، وإنما يهـتم بكافة جـوانب الحـياة ، السياسية والإقـتـصادية والإجـتماعـية وكـل شيء في الحـياة )) ... إنّ هـكـذا تـصريح نسـتـشـف منه أنّ طـموح الأسـقـف أميل هـو بناء مملكـتِه عـلى أرض هـذا العالم سياسياً وإقـتـصادياً وإجـتماعـياً ! وبهـذا يناقـض كلام المسيح القائل :   
إن مملكـتي ليست من هـذا العالم ... أطـلـبـوا أولاً ملكـوت الله ... لا تـهـتـمـوا للـغـد ... لا تهـتـموا لحـياتـكم بما تأكـلـون وبما تـشربـون... لا تـقـدرون أنْ تخـدمـوا الله والمال .   
ويقـول : نبـدأ محاضرتـنا بما نسميه أساس العـهـد ( قـول ) بـين الله والإنـسان الوصايا العـشر وهي أساس حـياتـنا أيضاً (( سنأتي إلى موضوع العـهـد في الحـلـقة الثانية )) .
ثم يواصل كلامه قائلاً : حـين نـتـكلم عـن ــ لا تـقـتـل ــ ما هـو العـنـف ما هـو الـقـتـل ؟ وحـين نـتـكلم عـن ( لا تـزني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟  لا تـزنِ ! ) ما هي العلاقة بـين الرجـل والمرأة ؟ وحـين نـتـكلم عـن ــ أكـرم أباك وأمـك ــ ما هـو الموضوع ؟ وكـيـف نعـيش هـذه ــ الكـلمات ــ الوصايا في حـياتـنا العائـلية . وهي موجـودة في مكانين من الكـتاب المقـدس ( سِـفـر الخـروج = مَـﭘْـقانا ... و ... تـثـنية الإشـتـراع = تِـنْـيَـن ناموسا ) .
أودّ أنْ ألـفِـتُ نـظـر الأسـقـف المحـتـرم إلى أنّ كاتب سِـفـر ــ تـثـنية الإشـتـراع ــ يستخـدم فـعـل ( أمَـرَكَ ) في الوصية الرابعة بمعـنى (( يأمر )) . إذن ، هـو إجـبار وليس إخـتـيار ! ويـؤكـدها الأسـقـف في الـدقـيـقة 11:37 قائلاً بالكـلـداني (( كْـآمـيـرُخ )) = بالعـربي ( يأمُـرُكَ ) .   
ويـوضّح في محاضرته أن هـذه الوصايا جـرى عـليها تغـيـيـر من حـيـث الترتيـب والإضافة ، بل والتلاعـب أيضاً في الـنـص مِن قِـبَـل الـقـديس الـفلاني ، فـيا تـرى هـل يحـق لأحـد أن يُغـيّـر نـصوصَ الكـتاب المقـدس ؟ فأين الروح الـقـدس ؟ وإذا قـلـتَ أن فلان مخـوّل من الروح الـقـدس أو مِن غـيـره ، سأقـول لك أنـني أنا أيضاً مخـوّلٌ ! بـدَلـيل !! إنـني هـيـكل الروح الـقـدس وهـو ساكـن فيّ بتخـويل من مار ﭘـولس ! وضميري هـو صوت الله في داخـلي يُخـوّلـني أيضاً !! هـل تعارضه ؟ .
من جانب آخـر إنّ الأسـقـف أميل يُـبَـرّر العـدد ( عـشرة ) للـوصايا من إجـتـهاده الشخـصي ويُـنـسِـبها إلى عـدد الأصابع العـشرة في يـد الإنـسان .... ولكـن لي إجـتهادي الشخـصي وأقـول أن هـذا العـدد منـسوب إلى خالـق الكـون الـذي خـلـق الأرقام العـشرية ( بعـد العـشرة يأتي : أحـد عـشر ، إثـنا عـشر ... وهـكـذا واحـد وعـشرون ، إثـنان وعـشرون ... ) !! فأيّ الإجـتهادَين أقـوى ؟ إجـتهاد المرسـوم أم إجـتهاد الغـيـر مرسـوم ؟ .
وَليسمح لي الأسـقـف الموقـر وأفـتـرض : لو أنّ عـدد أصابع يـد الإنسان ( إثـنا عـشـر ) مثلاً ، هـل كان الله يكـتـب وصيّـتـين أخـريَـيـن كأن يقـول : (11) لا تـقـطع الطريق أمام صاحـبـك  (12) لا تـضع السُـم في أكـل رفـيـقـك ؟ . وأتـوقع لو حـصل ذلك فإنك سـتـضـطـر إلى تـبـريـرها وتـقـول : أن سبـب 12 وصية هـو عـدد تلاميـذ المسيح 12 ؟
بإخـتـصار إن الأسـقـف المرسـوم أميل وتـفـسيره للرقـم عـشرة لعـدد وصايا الله هـو رأيه ولا ضرر فـيه ولكـن عـليه أن يكـون منـطـقـياً مُـحِـبّاً متـواضعاً مع غـيـره ، ولا أنانياً مع آخـر الغـير مرسـوم ! دون أن ينـزلـق وراء الأنانيـيـن والبخـيـلـين الفارغـين ، وكـقائـد نـزيه وعـقـلاني يُـفـتـرض به أن يقـبل الإجـتهاد المنـطـقي لكـل شخـص كـفـوء حـتى إذا كان بـدون رتـبة ومنـصـب ، فـما هـو رأيك يا حـضرة الأسـقـف ؟ .
وإلى الحـلـقة الثانية .

38

الحـلـقة الرابعة ــ الشماس الـذي لا يـقـبل الرسامة ، يُـوَضّح النهجَ التكـراري المقـرف المألـوف في وعـظ الأسـقـف أميل نـونا المعـروف
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ   
https://www.facebook.com/stthomasdiocese/videos/230888855890931/
 
كـرازة الأسقـف أميل نـونا العالي الإحـتـرام ، بالكلـدانية الـدارجة بتأريخ March 27  2022 الأحـد الخامس من الصوم . يمكـن متابعـتها بالـﭭـيـديـو من الـدقـيقة ( 4:55 إلى 17:11 ) ... أو قـراءة الـنَـص الملحـق بالمقال . وهـذا تعـلـيـقي عـلـيه : 
الكـلمات المكـررة :  45 بْـﮕـو ... 24 نظافة و طهارة صَـﭘـوي ... 23 ماي ... 17 صهـيا ... 11  دِيّح ... 11 طاوا بشطو ... 7 إلّـد .... وغـيرها
إعـتاد الأسـقـف أميل نـونا عـلى تـكـرار عـباراته عـدداً غـير منـطـقـي من المرات وكأنّ المقابل أبلهٌ أثـوَلٌ ضعـيـفُ الإستيعاب لا يفهم كلامَه ! ولا أدري ما حاجـته إلى كـل ذلك ، والسامع ينـزعـج من هـذا التـكـرار الـزلل إلى درجة الـمَلـل . هـذا عـدا إستخـدامه كلمات عـربـية غـير ضرورية ضمن الكـلـدانية .... أمثـلة عـن التـكـرار فـيقـول : 
(( بْـﮕاوَح مارَن كـْـمَحـكِ ، إلّـد ماي د خاي ، د ياولّي آوو ، وإلّـد صيهْـوا د بَرناشا ، إلّـد ماي ، ميلِ أذ صيهْـوا دِ كـْـمَحـكِ مارَن إلّيح بْأذ إينـﮕاليّـون (نّ) ، ما كـْـقاصِد بْـﮕـو ماي د ياولّي آوو ، ديلِ مّحـكـوي مارَن إلّـد ماي ، وْ آوو بـد ياوِل ماي ، وْ أوا  د آثِ لْــﮕـيـبـِح بـِد شاقِـل وْ بـِد شاتِ ماي )) !!! ... 
((  وْ مِندي دِ طـْلاثا دِ كـْـرَمزي ماي إلّيح (حّ) ، ﭘـِصخـوثا د لا كـْـخَـلْصا بـِد خازخلا بْـﮕـو أبَـدينايوثا دِيّان ، من دَها كِـمْشَريا وْ بْأبَـدينايوثا بـِد كـَـمْلا ، بَـدَم كـُـد كـْـدارخ ماي مْـقـودشِ كـُـد كـْـأورخ لإيتا ، شوراي د إيتا وْ كـْـدارخ ماي مْـقـودشِ وْ كـْـصيرخ شوحا ، أو كـْـمَـﭘـِلْخِخْـلي ماي بْـﮕـو روس عـلاي بْـﮕـو ﭘَـشوطِ د عَـنـّـيـذا دِيّان  أو بَـروكِ د بـيثا أو بْـدُكانِ كـبـيـرِ بْـعِـدّانِ كـْـمَـﭘـِلـْخِخ ماي بْـﮕـو هـيمانوثا دِيّان )) ... 
وكأنّ الرب يسوع إبتـلى عـلى نـفـسه ــ حاشاه ــ حـين تـكـلم عـن العـطشان والماء . وما علاقة الماء بالأبـدية (( أبـدينايوثا )) والـﭘـتـرَك لـويس ساكـو !! يُـصرّح بعـدم وجـود ملكـوت سـماوي بعـد الموت !! فـنسأل الأسـقـف الموقـر : هـل لـديك الشجاعة لـلـردّ عـليه ؟ أم أنـك قادرٌ عـلى الغـيـر مرسوم وتـتـصوّر أنه عـلى ﮔـَـد إيـدَك ؟ ولا أريـد أن أذكـر المثـل الـذي ينـطـبـق عـليك !! 
أخي : إنّ المسيح في كلامه عـن العـطش والماء لم يقـصد (( أبـدينايـوثا )) ولا (( مَـنـظـوفِ )) ولا (( طـهـورِ )) ولا (( صَـﭘـوي )) !! وإنما شيئاً آخـراً يُـفـتـرض أن تعـرفه ولكـن تاهَ فـكـرك عـنه ، ولا علاقة له بالماء (  H2o  ) إطلاقاً ! لأن رش الماء المعـطـّـر في قاعات الـتجـمّع سـواءاً للعِـبادة أو غـيـرها ، كان ممارسة قـديمة وثـنية بابلـية ذات علاقة بالـكـياسة الإجـتماعـية وإحـتـرام الآخـر ! ... شـلـونـك بـيها ؟ .
أما تـكـرار الأسـقـف عـن الـنـظافة والطهـور ، فـحـدّث ولا حـرج ، فـيـقـول :   
(( ماي رَمْـزيوا إلّـد طـَـهَـرتا ، يعـني طـَهـور د بَـرناشا )) ...   
(( ويوا خا رمزا خا طـَخـسا ، إلّـد طـَهـور د بَـرناشا ، إلّـد مَـنـظـوفِ د بَرناشا )) ... 
(( خا نيشانيلِ خا رمزيلِ خا عَـلاميلِ د ﭘـيشـيـوا مْطـوهْـرِ بـْﮕـو أني ماي ، لكـن مارَن بْـﮕـو ! كـُـديلِ مَحـكـوي إلّـد ماي بْـﮕـو أذ إينـﮕاليّـون ، ليلِ بـِقـصادا مَـنـظـوفِ د بَراي ! تطهـير خارجي ، ليلِ بـِقـصادا بْـﮕـو خا د ﭘايش مُـنِـظـْـفا مْـبَـراي )) ... 
(( هـيمانوثا دِيّان (نّ) ليلا خْـذا عـملية صَـﭘـويِ ، ليلا خـذا عـملية د مَـنـظـوفِ ، ليلا خـذا عـملية تـطهـير (رّ) تا أغلاط وْ رذائل وْ شولانِ لا طاوا د بَـرناشا ، يعـني هـيمانوثان ليلا عـملية تـنـظـيف ، ليلا خا مَـنـظِـف وْ مْـطاهِـر ، مَـنـظـوفِ وْ طَهـورِ تـطهـير (رّ)  )) ... 
(( كـُـلّاح عـملية د مَـنـظـوفـيلا )) ... 
(( هـيمانوثا دِيّان ، ليلا آي علامة أنو أخـني ووخ مْـطـَـهـورِ ﮔـْـيانان ، ووخ مَـنـظـوفِ ﮔـْـيانان )) ... 
************
وهـنا نسأل حـضرة الأسـقـف : ما هـذه المصطـلحات التالية وأنت تـعَـرّبُـها وتـرادفها ؟ ::
نيشانيلِ ، رمزيلِ ، عَـلاميلِ !!!!! ... ﭘَـرصوﭘا دِيّـح شخـص دِيّـح !!!!! ... بْـﮕـو عَـتـقـتا بْـﮕـو عـهـد القـديم !!!!! ... طهَـرتا ، يعـني طـَـهـورِ !!!!! ... ليلِ بـِقـصادا مَـنظـوفِ د بَـراي ، تطهـيـر خارجي !!!!! ... ليلا خـذا عـملية د مَـنـظـوفِ ، ليلا خـذا عـملية تـطهـيـر !!!!! ... كـْـشامِل خاي د بَرناشا كـُـلّي بـْﮕـو كـُـل جـوانب دِيّـح ، بْـﮕـو كـُـل أبعاد دِيّـح !!!!! ... ﭘـيـشِـخ رابِ بْـﮕـو شولطانوثا دِيّان ، وْ سلطة دِيّان !!!!! ... دَمرخ بـِـﭘْـشيطـوثا ، بّساطة !!!!! ... إمتلاك ، خا هَـوَس إمتلاك ، دِ مِمتـَـلكِـخ ، خا هَـوّس الشهـرة ، د ﭘـيشِخ مشهـورين
فـيا جـناب الأسـقـف المرسوم المحـتـرم : 
( شـنو طهَـرتا ! وشـنـو طـَـهـورِ ) ؟ وما الـفـرق بـيـن ( إمتلاك ! و مِـمـتَـلـكِـخ ) ؟ ثم ( هـل الترجـمة من الكلداني إلى العـربي حلال لك أنـت المرسـوم ، وحـرام لغـيـرك اللا مرسوم ) ؟ 
عـلى كـل حال ، أتـرك للقارىء متابعة الوعـظ ( بقـراءة الملحـق مع هـذا المقال ، أو بمشاهـدة الـﭭـيـديـو ) لأنـني ملـلـتُ من كـتابة أمثـلة التكـرارات .
وخـتاماً ، تـذكـّـرتُ كـنيستـنا قـبل أن تـصبح أبـرشـية ، وعَـظ الكاهـن للأطفال في قـداس التـناول فـقال : كـيـذوتُـن أخـتُـن إديو قايـيـووتُـن ( Happy  ) ؟ (   Because ) (  Jesus  ) وولِ أويـرا لـ (  Heart  ) دِيّـوخُـن ؟ ......... وكان الله يحـب الواعـظـين العـصريّـين .





39
الحـلـقة الثالـثة ــ الشماس الغـير مرسوم ينـصح أميل نـونا الـدكـتـور الأسـقـف المرسوم 

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 



لـفـتة نـظـر !! إن حـروفاً مثل ــ ف ، ث ــ الآتية في نهاية بعـض الكلمات تـتـشابه نبرتها في الأذن ، وأحـياناً يخـلـط الأمر عـنـد المتـلـقي ويصعـب عـليه التميـيـز بـينهما بالسمع ، ما لم يـنـظر إلى شَـفَـتَي ناطـقها ، بـدليل نلاحـظ أطفالاً يلـفـظون ( فلّاجة ) ! بـدلاً من ( ثلّاجة ) حـيث إعـتمـدوا عـلى صوت مَن نطـق أمامهم إسمها دون الـنـظر إلى شـفـتـيه فـتوهّـموا بـين الـ ( ف ، ث ) !.... وأيضاً نلاحـظ بعـضهم حـين يشكـرون باللغة الإنـﮕـليزية يـقـولـون ( فانـك يو ) بـدلاً من ( ثانـك يو ) !. ومع الأسف أنا لاحـظـتُ موظفـين أصدقاء يُـودّعـون زملاءهم بعـبارة (( ثـيمان الله )) !! بـدلاً من عـبارة ( فـيـمان الله = في أمان الله ) . 

والشيء ذاته حـدث للحَـرفـين : ن ، م في اللغة الكلـدانية . مثلاً كـلمة ( كـُـلـْـخُـن : حـروفها الكلـدانية كـ لـ كـ ن ، معـناها العـربي = كُـلـّـكُـم ) نلاحـظ في نهايتها (حـرف ن الكلـداني ! أصبح م العـربي !) . إنّ هـذا الخـلـط اللغـوي قـديم الجـذور تأريخـياً سبـبه ــ السمع ــ فإستــُـبـدِل الحـرف الكلـداني ن بالحـرف العـربي م ــ سَهـواً و تـوَهّـماً ــ  لـذلك نسمع اللبنانيـين يقـولـون ( نحـبكـن ، بـدلاً مِن : نحـبكم ) .

إنّ مذيع الأخـبار العـربـية في الـراديو ( لا نـرى شـفـتيه ! ) يُـركــّـز لـفـظه عـلى مخارج بعـض الكلمات فـيُـشـدّدها كأنه يضغـط ــ الحـرف الأخـير فـيها ــ لإيصالها إلى آذانـنا بـدقة وإزالة الخـلـط عـنا . أما المذيع التلـفـزيوني ليس بحاجة إلى هـكـذا ممارسة لأنـنا نرى شـفـتيه ! فـنميّـز (( الحـرفـين  ن ، م ... كـذلك ف ، ث )) حـين ينـطـقها ، رغـم أن بعـضهم يُـقـلـد المذيع الراديـوي . وتجـدر الإشارة إلى أنّ المتـكـلم بأية لغة أخـرى مثـل : الكلـدانية ، الإنـﮕـلـيزية ، الآثـورية ، الهـنـدية ، الصينية .. لا علاقة له بهذا الإرباك والإشكال إطلاقاً

وعـلى المنـوال نـفـسه ، التلسـقـفي والألقـوشي والتلكـيفي والعـنكاوي والـدهـوكي والآثـوري ، إذا كان في محاضرة أمام الطلاب ، وَعـظٍ داخـل الكـنيسة ، خـطاب جـماهـيري ، نلاحـظهم لا يحـتاجـون إلى تـشديـد نـطـقهم عـلى الحـرف الأخـير في أية كلمة من خـطابهم لأن الحاضرين يـرَون شـفاه المتكـلم فلا يتوهـمون بـين الحـروف . 

ما الـذي دعاني إلى كـتابة هـذه الفـقـرات في أعلاه ، الخاصة بتـشديـد النـطـق عـلى الحـرف الأخـيـر في نهاية الكلمة وإبرازه بصوت نـشاز ومسموع ؟   

المشكـلة هي عـنـد الأسـقـف أميل نـونا حـين يعـِظ في الكـنيسة مواجهاً الحاضرين ويـرَونَ شـفـتـيه ! وهـو ينـظر إلى ورقة أمامه لأنه ــ ومع الأسـف ــ لا يمكـنه أن يعـِـظ حـتى جـملة واحـدة إرتجالـياً !!!


إنه في وعـظه بلغـته الكلـدانية ينهج نهـجَ المذيع العـربي في الراديو وينـطـق الحـرف الأخـير في بعـض الكلمات مشـدّداً عـليه دونما حاجة إلى ذلك . وسـواءاً يحـس أم لا يحـس ، فإن صوتاً نـشازاً يصدره ويصل إلى أذن السامع فـينـزعج منه ، والأسـقـف أميل لا يـدري بأنّ المتملـقـين له ينـتـقـدونه سـلـبـياً خـلـف ظهـره وبإستـهـزاء !! إنهم مخادعـون لا يريـدون مصلحـته ، فلا يصارحـونه لتـنـبـيهه وجهاً لـوجه خـوفاً من أنْ يخـسروا رضاه عـنهم . ولكـنهم مثـلما وصف الـﭘـتـرك لويس بعـضاً من متملـقـيه بأنهم ــ أصحاب الوجـهَـين ــ . 

مثال : في وعـظ مسجـل بالـﭭـيـديـو للأسـقـف أميل ( الأحـد الأول من الصوم 27 شـباط 2022 ) نلاحـظ ما يلي : في الـدقـيقة 00.9 ينـطـق كـلمة ( إنـﮔالـيّـون ) كاملة ومفـهـومة وكافـية !! ولكـنه ينهـيها بـ ( نّ ) مشدّدة بصورة مثيرة مقـززة ، ويكـررها في الـدقـيقة 0.20 وكأنه يُخـرجها من أنـفه مع زفـيره .... وفي الـدقـيقة 0.40 كـلمة ( واضحـين ) ينهـيها أيضاً بـ ( نّ ) المشـدّدة .... وفي الـدقـيقة 2.08 كـلمة ( دِيّـح ) ينهـيها بالضغـط عـلى حـرف ( حّ ) في بلعـومه وهـو ليس بحاجة إليه ... وفي الـدقـيقة 7.52 ينـطـق كـلمة ( فـيسبوك ) ينهـيها بتـشـديـده عـلى حـرف ( كّ ) في نهاية سـقـف فـمه ... ولا أدري ما هي الضرورة إلى كـل هـذا الـنـشاز والـقـرف في اللـفـظ ، والناس يتـذمرون من طريقة الـنـطـق هـذه ، والغـير متـداولة في لغـتـنا الكلـدانية الدارجة ولا الفـصحى ! ولكـنهم ساكـتـون عـلى مضض لأنّ في رأيهم الساذج عـنـده ــ درغا ــ متـصوّرين أن معـناها ( قـداسة ) وهم يجـهـلـون أن معـناها = درجة .     

هـناك مشكـلة أخـرى وهي (( التـكـرار )) تكـرار العـبارة ... الـدال عـلى الفـراغ الفـكـري !!! والـدليل : كـرازته في الأحـد الخامس من الصوم ....... وإلى الحـلـقة المقـبلة 

St Thomas The Apostle Chaldean & Assyrian Catholic Diocese of AUS & NZ - Home | Facebook

 أو

St Thomas The Apostle Chaldean & Assyrian Catholic Diocese of AUS & NZ


 27 March 2022

 الأحـد الخامس من الصوم
إنـزل كـثيرا بعـد أن تـفـتـح الموقع

************
H,
 https://www.facebook.com/stthomasdiocese/videos/679422729926064 

40
الحـلـقة الثانية ــ شماس غـير مرسوم ينـصح أميل نـونا الـدكـتـور الأسـقـف المرسوم

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني



ومضة في طريق الأسـقـف أميل نـونا عـسى أن تـدلّه عـلى العـثـرات لـيتجـنـب المطبّات :

حـين أنـشر مقالاً رصيناً وموثـقاً عـن الـﭘـترك لويس ، تـتساقـط عـليه تعـلـيقات فـطيرة للمنافـقـين وردود هـزيلة للـذيول المتملـقـين وكما وصفهم الـﭘـترك ذاته (( إنهم أصحاب الوجهَـيـن )) . إنها دَيـدَن الفارغـين العاجـزين أمثال ﮔـورﮔـيسها ، عَـبـدالأحّـدها ، أوديشها يوخـنّانها ، والأخـرى نسيتُ إسمها ، وغـيـرهم العـديـدين الـدجالـين ــ جُهلاء بلباس المتعـلـمين ــ يَسبَحـون في بحـر أعـمق من قامتهم ، ومياهه الـدوّارة تأخـذهم إلى حـيث يتـيهـون ويـبحـثـون عـن قـشّة عـسى أن تـقـودهم إلى شاطىء آمن فلا يجـِدون لأنهم بالباطل يتمسّـكـون . ولكـن الغـريـب أنّ مقالاتي بشأن الأسـقـف أميل الألـقـوشي ! عـكـستْ شـخـصيتهم وبانَ باطنهم ، فجـميع أولـئـك الخـفافـيش صامتـون كأنهم نائمون لا يقـرأون !!! مما يتـطلـب أنْ يسأل الأسقـف نـفـسه : أين غـيرتهم عـليه كأسـقـف (( مثـلما يفـعـلـون لـﭘـتركهم )) ؟ أين حـرصهم عـليه كـقائـد كـنسي مثـلما يناضلـون من أجـل سـيّـده الـﭘـترك ؟ هـل تأكــّـد الآن أنهم وشاة قـذرون نمّامون ؟ هـل عـرف نـفـسه كـيف ينـقاد لتوجـيهات الخـبـيثـين ؟ فـلـيجـرّب ويسألهم عـن موقـفهم من مقالاتي بشأنه وإخلاصهم له ، سـيـرى تـلـكــّـؤهم وتهـرّبهم منه . وعـليه أقـول له : هـل وصلـَـتْ إليك الفـكـرة لتأخـذ عِـبرة من كـلماتي الخـيّـرة فـتـصبح لك خـبرة ؟ أم تبقى منجـرفاً وراء شـلة تـرميك في حـفـرة وتـئـنّ من حـيرة ؟ وهـل تـرضى لـنـفـسك أن تكـون مقـيـداً بإملاءاتهم الـزنِخة وتـنـزلـق تحـت أوامرهم الوسخة ؟ أم تـتحـرر وأنت صاحـب إرادة حـرة ؟ أوصيك بـتـذكــّـر كلام المسيح : إنْ عـرفـتم الحـق فالحـق يحـرّركم ....   

إسمح لي أن أدخـل في موضوع القـراءات : 

في ألـقـوش بلـدتي وأنا سكـنتُ فـيها طـفـولتي وشبابي ، كان في الكـنيسة كـتاب الرسائل والقـريانا والإنجـيل باللغة الكلـدانية الفـصحى ــ ﮔـوشـما ــ والشمامسة ( المرسومون والغـير مرسومين ) والكهـنة والمطران يتـرجـمونها آنياً وفـورياً عـنـد قـراءتها وبتـصرّف شخـصي محافـظين عـلى المعـنى ، ولم نسمع من مسؤول كـنسي أن إعـتـرض عـلى ذلك يوماً . وأنا شخـصيا كـنتُ أتهـيأ للقـراءة عـنـد المرحـوم الشماس سـليمان مقـدسي قـبل يوم وأقـرأ المطلـوب مني في القـداس ، فأين المشكـلة ؟ . وسـبق أن كـتـبتُ في مقال : عـنـدي نسخة من ( الإنجـيل / إعادة تـرجـمة من الأصل اليوناني / تـنـقـيح الأستاذ بطرس البستاني / طبعة كاثوليكـية خامسة / 1979 ) ....... لاحـظ : إعادة تـرجـمة ، تـنـقـيح ، طبعة كاثـوليكـية … إذن كم بالأحـرى الـدعـوة إلى تجـديـد الـقـوانين الموضوعة الـقـديمة ؟

فـيا حـضرة أميل نـونا الأسـقـف ، إذا كان إنجـيل ربك تُعاد تـرجـمته وتـنـقـيحه وطبعه مِن قِـبَـل عـلماني ، هـل تـرى مانعاً من أن يشمل ذلك رسالة مار ﭘـولس تلمـيـذ ربك ؟ . وكما ذكـرتُ سابقاً أنّ المطران جـبرائيل كساب إعـتـرف بغـموض عـبارات وردتْ في كـتـب الرسائل والقـريانا المترجَـمة إلى اللهجة الكلـدانية المحـكـية ! والموجـودة في كـنيستك ، ولما كـتـبتُ عـنها ، بادرتَ أنت وأوصيتَ بإعادة طباعـتها فإزدادت سلـبـيّاتها ! وكـنتَ ذكـياً حـين لم تكـتب فـيها عـبارة ( بإذن الرؤساء !!! ) لماذا ؟ لكي لا تـتحـمّل مسؤولية تكـرار الغـموض والأخـطاء الواردة فـيها حـين تُـكـتـشـف مستـقـبلاً . فـهـل عـرفـتَ الآن لماذا طلبتُ نسخة الكـتاب المقـدس ــ الكاثـوليكـية ــ من نـقـيب الشمامسة في الكـنيسة ؟ كـنـتُ أعـتـمـد عـليها وأعـيـد صياغة الرسالة أو القـريانا دون تـقـديم أو تأخـير ، ولا حـذف ولا إضافة ، فـتـصل واضحة ومفهـومة إلى أذن السامع ، ويشهـد عـليها الـنـزيهـون اللابخـيلون ... أنا أتـكـلم بتوثـيق ، مثلاً كـلمة ( SAWAD ) لا يفهـمها غالـبـية الحاضرين في الكـنيسة فـهـل تـرى مشكـلة في إيضاحها لهم ؟ ولأنـني أحـتـرمك أقـول لك : كـن إيجابـياً ومنطـقـياً في تـفـكـيرك قـبل إتخاذ قـراراتك اللامنطقـية فـتـكـبر في عـيون الناس .     

إنـتـظرونا في حـلـقات قادمة

41
الحـلـقة الأولى ــ شماس غـير مرسوم ينـصح المـطـران أميل نـونا المرسوم
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
مقـدمة من أجـل القارىء :
 قـبل كـورونا الملعـونة ، نـشر الأسـقـف الدكـتور أميل نـونا وكـيل الله بكل أمانة ، فـتـواه المقـصودة والمَهـينة ! يأمر فـيها كل شماس الغـير مرسوم أن لا يقـرأ أي شيء في الـقـداس ! فـسؤالـنا المباشـر : متى إكـتـشـفـتَ أنّ الرسامة هي أحـد شروط خـدمة الـقـداس الإلهي والمشاركة في قـراءات الصلاة ؟ . ومَن يـدري ربما سيصدر يوماً ــ مرسـوماً أميلياً ــ بـدعـم من المنـظمة العالمية ! يلغي معـموذية أي شماس غـير مرسوم . إن فـتـواه الشخـصية هـذه منافـية لكـل الإرشادات الإنجـيلية والـقـيَم الإجـتـماعـية والأعـراف التأريخـية في الكـنيسة الكلـدانية التي يخـدم فـيها عـشرات بل مئات الشمامسة الغـير مرسـومين ، والكاهـن نـفـسه لم يـبـدأ خـدمته وهـو مرسوم من بطـن أمه ! وأنا شخـصياً خـدمتُ لأكـثر من نـصف قـرن ــ بـدون رسامة ــ وبإعـجاب المطارنة والكهـنة وشهادة الناس تـكـفـيني !! ومعي شمامسة غـير مرسومين الكـثيرين الكـثيرين وهُـم أحـياء يُـرزقـون في أبرشيات كلـدانية عالمية عـديـدة ولم تحـصل زوبعة ولا حـرائق ولا فـيضانات ولا هـزة أرضية ، فلا أدري ما الـذي دفع بالمطران أميل وهـو لا يزال عـلى وعـيه الفكـري (( ولم يـدخـل بعـدُ في مرحـلة الشيخـوخة !)) لينـشر فـتـواه الرخـيصة هـذه ، التي تـنـمّ عـن حـقـد عـلى كل شماس قادر بارز أصيل . 
لماذا أكـتـب ؟ في يوم ما ، عاتـبني صديق لعـدم تـنبـيهي له أثـناء سـياقـته السيارة عـن علامة تحـذير للسوّاق في الشارع ، ورغـم أنها مسؤوليته ! لكـني تعـلمتُ منه درساً أن أنـبّه كـل مَن يخـطأ ولا يُـركــّـز في عـمله . فـلـو لا محـبتي لشخـص المطران وهـو القـدوة ، لكـنـتُ أخـفـيتُ عـنه سلبـياته وتـناقـضاته لـيـبقى متـلـبّـساً بها وتظهـر عالقة فـيه فـيتـشفّى به الأنـذال ويشمتُ الكارهـون ويستهـزىء النمّامون ... ولكـن أجـدادنا الأصلاء قالـوا ( مَن حَـبّـك لاشاك ) بمعـنى يثيرك الشخـص ويضايقـك بهـدف الـتـودّد والتـقـرّب إليك ، والمثـل الشعـبي : لا تـمشي ورا إللي يضحـكـك إمشي ورا إللي يـبَـﭽّـيك ، وعـليه كان المفـروض بالسيد الأسـقـف أميل وهـو حامل دكـتـوراه أن لا يأبه بالـرخـيصين المنافـقـين أمامه وأن يرفـض المتمـلـقـين له ( في الـوجه مرايا ، وفي الـﮔــُـفا سـلّاية ) وأن لا يعـمل بتوجـيهاتهم الـدنيئة والمشينة ، وعـوضاً عـن ذلك يتـقـرب إلى المخـلـصين إليه بطريقة ذكـية يخـتارها .
يسرّني الإستـشهاد بأدلة ، فـبتأريخ 17 حـزيران 2001 قال القس لويس ساكـو : ( ليس بوسع إنسان مسؤول وشريف أن يكـتم كـلمته لأن الصمت موت لـلذات وللآخـر )) ... إذن لكـونـنا أشـرافاً غـيـر صامتـيـن لـن نكـتم كـلمتـنا بل نـقـولها مباشـرة للمطران أميل :
هـنيئاً لك دكـتـوراهك التي لا تخـصنا ، أوصيك بقـراءة تـصريح ثانٍ لسـيدك لويس الـﭘـترك حـيث يقـول : ( لم يعـد في الكنيسة نخـبة والـبـقـية تـطـيعها ) ! ويضيف ( هـناك أمور يعـرفها العـلماني أكـثر مني ) . والـﭘاﭘا فـرانسيس يقـول عـنكم : (أنـتم لستم أمراء ، والأساقـفة لا يعـرفـون كـل شيء ) ... والآن جاء دَوري لأقـول لك (( منـصبك هـو خـدمة بروح المحـبة المسيحـية ، لا بالتعالي والهـيمنة الـدكـتاتـورية ... ثم أنت لستَ منـزهاً عـن الخـطأ ، لأن الكـتاب المقـدس يقـول : الجـميع أخـطأوا وأعـوَزهم  مجـد الله )) .
وإنـتبه إلى قـول مار ﭘـولس  (( إنْ كـنتَ أنتَ قـد قـُـطِعـتَ من شجـرة حـسب الطبـيعة وطـُـعّـمـتَ بخلاف الطبـيعة في شجـرة جـيـدة ، فـكم بالحَـريّ يُـطعّـم هـؤلاء الـذين هم حـسب الطبـيعة في شجـرتهم الخاصة )) ؟.... حاول أن تحـلـل هـذا الكلام ثم قارنه بما كـتـبتُه لك في مقال سابق : إني شماس قـبل أن تحـبل بك والـدتك الوقـورة ، هـل عـرفـتَ الآن طبـيعة شجـرتي الخاصة يا حـضرة المطران ؟؟ و(( إحـنا وُلـْـد الـﮔـْـرَيّة ، واحـد يعـرف أخـيّه )) ! فأنت تـتـرجم عـلـنـياً وتمثـل عـملياً قـول المسيح : إنّ أعـداء الإنسان أهـل بـيته ؟ ....
أنت ألـقـوشي فإنْ كان الشماس الألقـوشي ــ الغـير مرسوم ــ لا يروق لك أن يقـرأ في الـقـداس ( رغـم معـرفـتـك بكـفاءته ) وقـد سحـبتَ عـن صدره الميـدالـيات وأنـزلـتَ من رأسه الـتـيجان الـذهـبـيات فـتركـَـته العاشـقات المعـجـبات وخـسر تـرفـيعات مناصب السماوات ! ... طيـب ، لماذا كان يروق لك ويفـرحـون أهـلك إلى درجة الإعجاب حـيـن يمدحـك بأشعار ومقالات لإعلاء شأنـك في مناسبات وضّحـتُها لك بمقالاتي السابقات ؟ وإذا كانت فـتـواك الفاهـية والعـشوائية قانـونية ومنطـقـية عـن الألـقـوشي ( شماس غـيـر مرسوم ) ، كان عـليك أن تعـلنها منـذ الـبـداية حـين قـرأ رسالة أول قـداس لك بأوّل عـيـد في أستراليا !! وكان المفـروض أن ترفـض تعـظيمه لك وهـو ألـقـوشي ــ شماس غـير مرسوم ــ لكـنك بالعـكس كـنـتَ تـتباهى بإنـتعاشاتك الآنية وتـتكـبّـر أمام الجالية حـباً بالظهـور لمصالحـك الـذاتية ، فـيا تُـرى هـل أنت مزدوج الشخـصية أم فاقـد لهـويتك الذاتية ؟ . 
لـقـد نُـقِـلَ إليّ عـن سـيـدة قالت لك : أنت لا تـضحـك كي نـضحـك معـك ، ولا تبكي كي نبكي معـك !! إذن ماذا أنـتَ ؟ . إن كلام السيدة ليس هـباءاً بل مذكـور في رؤيا يوحـنا 3 : 15 ــ 16 (( أنا عارف أنـك لستَ بارداً ولا حاراً ، لـيتـك كـنـتَ بارداً أو حاراً ... هـكـذا لأنـك فاتـر ولستَ بارداً ولا حاراً ، أنا مزمع أن أتـقـيّأك من فـمي )) ... فإذا دوّخـتـك هـذه الآية يمكـنـك التـفاهم مع يوحـنا الرائي في الإنجـيل .
دعـنا نـتـرك الغـير مرسوم ونـنـتـقـل إلى المرسوم !! :
في قـداس عـيـد الشمامسة ــ 2022 ــ وقـراءة الإنجـيل بلغات متـنـوعة ، جاء دَور شماس ألـقـوشي (( مرســــــــــوم ــ مثـلما أنت تـريـد )) وقـرأ الإنجـيل ــ بلغة أنت تجهـلها ــ بصوته الرخـيم أعـجـب الحاضرين ... ولكـنـك في كـرازتـك قـلـلـتَ من شأنه وتجاهـلـتَ قـيمة أدائه ونكـرتَ عـذوبة صوته قائلاً : ليس ضرورياً رخامة صوت الشماس وروعـته ولا حُـسن أدائه !!! وكـرّرت هـذه العـبارة وكـرّرتَ وكـرّرتَ وكـرّرتَ إلى درجة الملـل !!! يا أخي أنت حـيّـرتـنا ، فلا الشماس الألقـوشي المرسوم يَسلم منك ولا الشماس الغـير مرسوم ، فهل تـكـره الألـقـوشيّـيـن إلى هـذه الـدرجة مثل الـﭘـترك لويس الـذي قال لهم ((( لماذا تـرفـضون بـيع أملاكـكم للغـير ))) ؟ وفي حـينها ردّ عـليه المرحـوم حـبـيـب تـومي ردّاً مناسباً .
أراك أسقـفاً ، وفـقـط عـن نـفـسك راضياً ، ولتوجـيهات ضعـفاء الـنـفـوس مطيعاً خائـفاً ! ووراء إيحاءاتهم منزلِـقاً ، وأنت المطران إبن ألـقـوش ــ يمّا د مثـواثا ــ حـتى جـعـلـتَـها  ( متـسـوّلة رخـيصة في عـيـون حـثالات من بعـض المثـواثا ) مع إحـتـرامي لكل البلـدات .
إنك تـتجـنـّـب الـردّ عـلى المنافـقـين الـبُخلاء وتـقـتـنع بسمومهم النكـباء فـتجـرعها غــير مُـبالٍ بآثارها الهـدّامة ولا تـفـكـر بنـقاء ، وهذا ضعـف في شخـصيتك عـنـد قـبـولها وأنت مطران ودكـتور . وإلّا ، هـل أنّ السبب هـو بُخـلك لوجـود أحـد أبناء الكـنيسة ــ ألـقـوشي ــ متمكـن أكـثر من حـنجـرتك وأبـرز أداءً منـك ؟ وهل هكـذا عـلـّـمـك مسيحـك ومنـصبك ودكـتـوراهـك ؟ أم أنـك تـساير جـناب ﭘَـتـركك لـويس الـذي أوّن قـداسه الساكـوي فألغى كـل فـرص الإبـداع فـيه كي لا يتـفـوّق شماس عـليه ؟ وبـذلك ينـطـبـق عـليكم قـول الشاعـر : لا يسلم الشرف الرفـيع من الأذى ...!
أخي : نحـن نـتعـلم من كل إنسان صالح ، سواءاً كان أميّاً من ذوي الخـبرة أم متعـلماً أم قائـداً أم دكـتـوراهاً ! إنهم قـدوات لـنا جـميعاً ، نـقـتـفي آثارهم بقـدر ما تـبصر عـيـونـنا نـوراً ، مع الـثـبات عـلى أخلاقـنا ومبادئـنا شـرفاً .
والآن إسمح لي أن أنـقـلك إلى فـقـرة أخـرى .. حـبـذا لو تـراجع تسجـيلات كـرازاتـك لـتسمعـها وتـصفـن أمامها مُـركــّـزاً عـليها وتـلـفـت إنـتباهـك إلى بعـض نـقاط ضعـفـكَ فـيها :
(1) إنك تكـرّر عـباراتـك مثـنى وثلاث وأربع ، وما مَلـكَـتْ شـفـتيك من مراوغات ! هل تملأ بها فـراغـك أم ليس غـيرها عـندك ؟ إنـك تـسبّـب إزعاجاً وضجـراً في سامعـيك . وكـمثال عـلى ذلك راجع كـرازتـك في الأحـد الخامس من الصوم (( قال التطهـير وحـكى التـنـظـيـف )) وتعـيـدها وتعـيـدها وتعـيـدها !!! فـيا عـزيزي ، إحـنا عـرفـنا وملـّـينا .
(2) إقـرأ إرشادات مار ﭘـولس القائل :
(( أنت بلا عـذر أيها الإنـسان كـل مَن يـدين ! لأنك في ما تـدين غـيـرك تحـكم عـلى نـفـسك ، لأنك أنت الـذي تـتـديّـن تـفـعـل تلك الأمور بعـينها )) ... وأنت أثـناء كـرازاتـك تـذكـُـر كلمات بسيطة ومفهـومة بلغـتـنا الكلـدانية الـدارجة ، ومع ذلك كعادتـك تلحـقـها مباشرة بترجـمة عـربـية ، مثلاً تـقـول : حَـخـّـمثا = حـكـمة ، إيلانا = شجـرة ، إيـذعـثا = معـرفة ، وقـس عـلى ذلك . أعـتـرف أنك حـسناً تـفعـل ، وأنا أتبع أسـلـوبك عـنـد قـراءتي رسالة أو قـريانا ، فأحـياناً أضطـر إلى تـرجمة كـلمة (( محـلية ضيقة غـير مفهـومة ! )) لـزيادة فهم الحاضرين مثلما أنت الـقـدوة تـفـعـل ، فهـل تـرى في ذلك خـطأً وأنا أمشي عـلى خـطاك ؟ وإذا قـلـتَ أنك مطران مُخـوّل ، أما الألقـوشي ( الشماس الغـير مرسوم ) ليس مسموحاً له ذلك ، أستحـلـفـك وأنت القائـد الضرورة !! هل وردَ هـكـذا بنـد في الـقـوانين الكـنسية ؟ أم هي عـقـدة نـقـص والتمـيّـز بالظهـور ؟ دعـني أحاورك بإعـتـبارك صاحـب دكـتـوراه عائلية ، هـل تـقـبل بـرب أسرة ينصح أولاده بتجـنّـب المحـرّمات لكـنه هـو يمارس الممنـوعات ؟..... إن المتـنـبّي الشاعـر يقـول : لا تـنهَ عـن خُـلـقٍ وتأتيَ مثـله ... وتكـملته جارحة !!...   
ولكـن للأسـف أنت مغـمّض وغـير منـتـبه !! ومستـشاريك الأشرار لا يريـدون لك الخـير فـيوقـعـونـك في مطـبّات وحُـفـر أنت في غِـنى عـنها . وعـتاب آخـر عـلى كـهـنـتـك ونـقـيـب الشمامسة ، الساكـتين ، أما أنا من سـبـيكة أخـرى أريـد لشخـصك الخـير بـدليل بعـد إستلامك الأبرشية وجّهـتـك تـوجـيهَـين إثـنين فأخـذتَ بهما إعـترافاً منك بأنهما لصالح الكـنيسة والمؤمنين ، وإذا نسَـيتَ سأذكــّـرك بهما مع الـبرهان !!. وإلى الحـلـقة القادمة 

42

المُحـبَـط نـفـسياً نمـدحه ونـشجـعه ، والكـئيـب نغـيّـر أجـواءه ونسعِـده 

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ


الإحـباط : هـو الشعـور بالفـشل والـتـدني ، يلحـقه الحـزن واليأس ، ثم الهـزيمة من الواقع .

الكآبة : هي إنكـسار الـنـفـس مع الإحساس بالضيق والوهـن ، فـيـقـود إلى العـزلة .

وهاتان الحالـتان ، نـتاج فـشل الفـرد في الوصول إلى هـدفه وعـدم تحـقـيقه الأماني التي في باله وذلك بسبـب عـوائق أو ظروف معاكسة متـوقعة أو مفاجـئة ...

 وعـنها قال المتـنبي :      ما كـلّ ما يتمنى المرء يـدركه ... تأتي الرياح بما لا تـشتهي السـفـنُ


مَن يكـونوا هـؤلاء ؟ قـد يكـون طفلاً مدللاً أهـملـته أمه لسبـب ما ... شخـصاً مُـبدعاً لم يُـكـرّم بما يستحـقه ... فـتاة ريفـية جـميلة إنـتـقـلـت إلى الحـضَر ولم يحالـفها الحـظ بما تـتـمناه ... شابة حـسناء تـرمّـلت في عـزّ شـبابها في مجـتـمع ضيق لا يعـرف قـيمتها ... شاباً بنى آماله عـلى بطاقة يانـصيـب ولم يحـصلها ... إمرأة ثـكـلى فـقـدت إبنها ... قائـداً منـتـصراً في الحـرب خُـيّـبَت آماله ولم يحـصل عـلى تـرقـية ... طالباً في مدرسة لم يحـصل عـلى درجة تُـرضي والـديه ..... وقـس عـلى لك .


كـيـف نـتعامل مع الأفـراد المحـبَـطـين والكـئيـبـين ؟


إن تـوصية مار ﭘـولس في رسالته إلى رومية (( إفـرحـوا مع الـفـرحـين وأبكـوا مع الباكـين )) هي المشاركة في المشاعـر فـتـزيـد الـفـرحة عـنـد الـفـرحـين وتمـتـص بعـض الألم والحـزن من الحـزين . إن مشاركـتـنا بمشاعـرنا مع الآخـرين تـقـوّي الأواصر وتـزيد المحـبة ، كما تخـلـق الراحة والـقـناعة عـنـدهم . ولا نـنسى أن عـملية الـمـدح لها تأثير قـويّ يتـرك مفـعـوله الإيجابيّ في نـفـسية الشخـص .


إن هـذه الأفـكار والتحـليلات هي نـتاج تجارب شخـصية مـرّ بها أغـلـبنا أو سمعها وقـرأها في وسائل الإعلام . فالأم الثكـلى مثلاً يمكـنـنا مواساتها بكـلمات هادئة كأن نـقـول لها : يا أمّاه ! أنتِ لستِ الوحـيـدة فـنحـن حـزانى معـكِ وكـثيرون مثلكِ فـقـدوا أعـزاءهم ، فلا مـردّ لإرادة الله ، لأنه هـو الـذي أعـطى وهـو الـذي يأخـذ ، والحـزن الـدائم لـن يأتي بنـتيجة وإنما يضركِ أيضاً ..... 

والطالب الـذي كان مستـواه الإمتحاني مثلاّ 60 %  يمكـن تـشجـيعه بالقـول إن نـتـيجـته لا بأس بها فالكـثيرون يتمنـون مثـلها ، ولكـن بالمثابرة والتـركـيـز ستـتحـسن درجاتـك حـتماً .

والشابة الريفـية أو الأرملة الوحـدانية في مجـتمع ضيق يمكـن زرع الـثـقة في نـفـسها لتـقـوية شخـصيتها  ، مع مواصلة الحـديث معها بأنها فاتـنة جـذابة ولا تـزال في ريعان شـبابها وسيأتيها الرزق الحلال ، فكـثير من الشباب يتمنـون مثلها لـبـراءتها وطيـبتها وبساطـتها .


ولا نستغـرب من كلمات الإطراء والغـزل للجـميلات !!! أليس الأنبـياء كـتـبـوا أسفار العـهـد الـقـديم مسوقـين من الروح الـقـدس ؟ فها هـو سليمان كـتب سـفـر نـشيـد الأنـشاد ، يقـول فـيه : 

( أنـتِ جـميلة حـبـيـبتي قامتـك شـبـيهة بالنخـلة ، حُـبّـكِ أطيـب من الخـمر شـفـتاكِ تـقـطران عـسلاً ، ما أجـمل خـدّيكِ بسُموط ، وعـيناكِ حـمامتان ، وثـدياكِ كـخـشـفـتي ظبـية تـوأمَين يـرعـيان بـين السوسن )

وإذا قـال المفـسّرون أن المقـصود بتلك الآيات هـو كـذا وكـذا ، نـقـول لهم : طالما نحـن هـياكل الروح الـقـدس فإنه يقـودنا إلى أنْ نـقـول كلاماً حـلـواً وغـزلياً ونـقـصد به كـيـت وكـيـت / هل مِن مانع ؟ .


ومن تجاربي الشخـصية :

1ــ  في منـتـصف السبعـينات من القـرن الماضي وأنا مدرس أعـزب في معـهـد المعـلمات / محافـظة واسط / كـوت ، وأثـناء الإستـراحة طلبتُ من العاملة سُـكــّـر لزيادة حلاء الشاي ، فـقالت إحـدى المدرسات ( غـنـوجة وجـميلة ) : أستاذ ، إحـنا النـسوان ما نحـتاج شكـر زيادة لأنـنا حـلـوات !!! ... فـسؤالي الآن ، هـل أتهـمها بأنها تغازلـني ؟ . 

2ــ صادف أن إنـقـطعـت الكهـرباء في الصف فـقالت لي إحـدى الطالبات شقـراء عـيـونها زرقاء : أستاذ ، (( ما نحـتاج كهـرباء لأن إحـنا الضوا ))  = نحـن الضوء !!! ... فـهـل أقـول أن نياتها شـريرة ؟ .

3ــ كـثيراً ما نـصادف نساءاً أثـناء زياراتـنا العائلية أو سـفـراتـنا الإجـتـماعـية ، فـتحـلـو الأجـواء مع تجاذبات الكلام ، فـنـكـيل المدح والإطراء لطـفـلة كـتـكـوتة أو شابة تـسريحـتها رائعة أو إمرأة أنيقة القـوام ، فـنـبدي إعـجابنا بها عـلـناً وبحـضور الكـثيرين . ... فهل فـيها ضرر ؟ .   

4 ــ في إحـدى محاضرات الـﭘاﭘا شـنـودا ، شكـت إمرأة عـن عـدم إكـتـراث زوجها بها ، فأجابها مبتـسماً : 

قـبل وصوله من العـمل ، تأنّـقي مع قـليل من المكـياج وإلبسي فـستاناً جـذاباً ....  فهل كان سيء الـنية ؟ . 


قـرأتُ في موقع إلكـتـروني عـن كـيـفـية مخاطبة فـتاة كأن نـقـول لها

تألقي يا جـميلـتي فالكلمات يا سيدتي تعجـز عـن وصف جمالكِ الباهـر ، فأنـوثـتكِ طاغـية تـملأ  الـنـفـس بعـطـركِ الـفـوّاح تـثـير كـل ساهـر ......... أو : 

مدللتي ، أنت الحسناء ، بحـمرة ثـغـركِ ، بـرَشّة عـطركِ ، بتصفـيفة شعـركِ ، بكحـل عـينيكِ ، بفـتـنة قـوامكِ . تعـطّري تأنّـقي تجَـمّلي ، دعي الورود من جمالكِ تـذبل ، والـقـمر من فـتـنـتكِ يتأمّل ، دعـيني أغـرق بكِ ، فالموت بكِ حـياة أخـرى .


وفي موقع آخـر

أنـت جميلة أجمل من أن يتـشـوّه مزاجـكِ لسبب عابـر يتسبب فـيه كائن مغـفـل لا يـدركُ كم أنتِ جـميلة .
  وماذا نـقـول عـن الـمـدح ؟ قـرأتُ عـن فـوائـده ما يلي 

المدح في حـدود المعـقـول هـو دافع للممدوح يـزيـده إنجازاً وعـطاءاً . فـمثلاً حـين يفـعـل شخـص شـيئاً ويتعـب فـيه وينجـزه ، إذا إخـتـرع عالم إخـتـراعاً جـديداً ، إذا عالج طبـيب حالة مستعـصية ، إذا كسب محامي قـضية صعـبة ، إذا فعـل أي شخص شيئاً مفـيـداً ولم يـعِـرهُ أحـد إهـتماماً ولم يُشعِـره أحـد بأنه قام بإنجاز ( ولم يمدحه أحـد لِـما قام به ) فسوف يتخاذل ويُـحـبَـط ويشعـر بأن فعـلته لا قـيمة لها . ... لـذا عـنـدما ينجـز أي شخص شيئاً متميـزاً يجـب أن يتلـقى الشكـرَ الجـزيل والمـدحَ المحـمود كي لا يكـتـئب .

وهـناك إحـتـمال نادر عـن ضرر المدح عـلى الشخـص الممدوح :

أن هذا المدح قـد يجعـله يحـسّ بالكُـبر أو الإعجاب بالنفس ثم يشعـر بأنه أفـضل من الناس وله فـضل عـليهم ، وبعـد ذلك ، إما يتجـبّر عـليهم لإعـتـقاده برُقِـيّه عـليهم أو يتراخى حـيث يشعـر بأنه يفعـل أكـثر من طاقـته وقـد يصل به الحال إلى الشعـور بالكمال .

43
الحـلـقة الثالثة ــ الـﭘـتـرك لـويس يلغي رمزنا الكلـداني ويتـذمّـر عاجـزاً أمام العـلمانيـيـن
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
http://kaldaya.me/2022/01/13/20741

44
في ذكـرى ميلاد جـليل الأمم المسيح يسوع


مايكل سـيـﭙـي /  سـدني

بلغـتْ الفلسفة اليونانية أوجّها في عهـد أرسطو وسـقـراط وأفلاطون قـبل ما يزيد على أربعة قـرون من بدء التأريخ الميلادي ، تلك الفـلسفة التي لا يزال يدرسها فـطاحل المعـرفة والمنطق إلى يومنا هـذا ومعها كان الإغـريق يصنعـون لهم آلهة يعـبدونها في حـين كانت أقـوام أخرى تسجـد للنار كالفرس ، أما أقـوام أخـرى فآلهتهم كانت البقـر أو التـنين ...

 لكـن شعـب بيث نهـرين كان منهـمكاً بالعـلوم الصرفة وبناء القـوة العسكـرية وسن القوانين إضافة إلى عـبادة الأوثان ومع تلك الأنواع من العـبادات كان شعـب الله المنحـدر من الآباء الأوائل الكـلدانيّي الأصل إبراهيم وإسحق ويعـقـوب يؤمنون بالله الواحد إضافة إلى إعـتـزازهم وتـشـبثهم بأصولهم القومية وجـذور أجـدادهم المتغـلغـلة في أرض الرافـدين ، وإستطاع بعـض قادتهم الملتهـبـين حـماسا وحـبا لقـوميتهم توحـيد جـموعهم والحـفاظ على هـويتهم بعـد هجـرتهم إلى ديار بعـيدة ، وفي جانب آخر كان أنبـياؤهم المنبثـقـون من بين صفـوفهم يؤمّـلونهم بخلاص قريب من التـشرد والعـبودية للأجـنبي وبمجيء ملك مخلـِّـص وهُم ينتظرونه بفارغ الصبـر .

وفي ملء الزمان حـيث الفلسفة منـتعـشة في مكان ، والجـيوش مدججة بالسلاح في مكان آخر في حـين العِـلم متـقـدم عـند شعـوب أخـرى ، كان المذود المتواضع في بيت لحم محل ولادة طفل ليكـون أول فـدائي في العالم الذي أهـرق دمه فـدية من أجل محـبـيه ، ذلك هـو الرب يسوع المسيح ملك الملوك الذي ليست مملكـته على الأرض الفانية ، ورب الأرباب الذي لم يضع على كـتـفه رتبة يفـتخـر بها ولكـن قادة وملوكا خـرّوا له ساجـدين ، لم يوفـر لنفسه مالا ولا إحـتفـظ بإسمه أملاكا ولكـن أصحاب المال والأساطيل إنهاروا أمام تواضعه الذي جعـله فخـرا للأجـيال مدى الحياة . 

إن أباطرة وعـظماء ، قادة وأمراء ، ملوكا ورؤساء لم يستطيعـوا وضع سنين عـمرهم على قارعة الطريق ولكـن الإبن الوحـيد ، الفادي الفريد ـ قسم تأريخ البشرية والكـون إلى نصفـين ــ قـبل وبعـد ميلاده . يسوع المسيح هـذا إخـتار تلاميذه من بسطاء القوم ليُخجلَ بهم الحكماء ، أرسلهم رسلا وشهداء له بين البشر، فـتركـوا نزعاتهم الذاتية ، أموالهم الشخـصية ، روابطهم العاطفـية ، مواقعهم الإجـتماعـية ، دوافعهم النفسية ، مكـنوناتهم الداخـلية ، ليحـملوا الصليب ويتبعـوا ربهم بمحض إرادتهم غـير مجـبَـرين ولا خائـفـين لأنهم قـبـِلوا الدعـوة ونذروا أنفسهم لها . واليوم نحـن مقـبلون على توديع السنة الـواحـدة والعـشرين من الألـفـية الثالثة للميلاد المجـيد ، وفي المسكـونة معـلمون كـثيرون نذروا أنفسهم للسير وراء المسيح تلبـية لـندائه ونشر تعاليمه (ليكـونوا تلاميذه) يريدهم الرب أن يكـونوا قـدوة لنا نحن العـلمانيـين المتعـلمين ، نتوقع منهم أن يتوشحـوا بوشاح البساطة كالمسيح وينكـروا ذاتهم مثل المسيح ، يحـبون القريب (وإن كان عَـدُوا) كما فعل المسيح ، لا يـبنون لهم خـزائن على الأرض كي نرى فـيهم صورة المسيح ، يؤدون طـقوسهم ومتطلبات خـدمة الرعـية بدون مقابل كما عمل المسيح ، لا بل يعـطون معادنهم وأوراقهم الخـضراء والحـمراء لغـيرهم (مجانا أخـذتم مجانا أعـطوا) فعـندئـذ يتميز الطالب عـن المعـلم ، والجـندي عـن القائد ، والعـلماني المتهافـت وراء هـذه الحياة الفانية عـن الإكـليروس الذي يتـقـدمنا إلى الحـياة الأبدية ، يحرمون أنفسهم من ملذات الدنيا كما كان المسيح ويتركـوها لنا نحن قـليلي الإيمان ، يتـنازلون عن الألقاب والرتب بتواضع لنجـري وراءها نحـن المتكـبرون ، يمتـنعـون عـن الجلوس في صدارة الديوان ليفرغ لنا نحـن الذين نحـب الظهـور، وبهـذا نعـرفهم أنهم تلاميذ الرب يسوع وهم الذين نذروا أنفسهم لحمل صليـبه ورفع مشعـله بمحـض إرادتهم ، عـسى أن نـتـشجع لنسلك خـطاهم ، ويكـونوا مِلحا لمائدتـنا الفاهـية ، وإن لم يتميزوا عـنا بتلك الصفات فلا فـرق بـينـنا وبـينهم وسنكـون جـميعـنا عـلمانيـين كـنسيـين وقادة روحـيـين دنيويـين ، ونصبح كـلنا راع وكـلنا مسؤولين عـن رعـيتـنا وحـينئـذ سيمكـننا الحـصول عـلى إجازة مشروع إقـتصادي لبناء بـيت للعـبادة نعـمل فـيه كمالكـين أو موظـفـين ونكـون قـد بعـنا المسيح ودمه وإستـلمنا دولارات رواتبنا كـتـحـصيل حاصل . 

45
الـرحـمة خـير من الـذبـيحة .. رد عـلى مقال : الطاعة خـير من الـذبـيحة
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي : سـدني
بتأريخ 12 كانـون الأول 2014 قـرأتُ عـنـواناً لكاتب (( ترقـبوا مقالتي الجـديدة  " الطاعة خـير من الذبـيحة " )) .... سِـفـر (1) صموئيل الإصحاح 15 والعـدد 22   . فعـقـبتُ عـليه قائلاً : تعـليقي عـليه جاهـز قـبل أن يُـنـشَـر ..... قال الكاتب : فـليكـن !
قـلـتُ : ولكـن لم تسألـني كـيف هـيأتُ التعـليق وأنت بعـدك لم تـنـشر مقالتك ؟ قال : لأنك في قـلبي .. وأنا في قـلبك ... تـناغم أرواح ....
وفي الـيوم التالي نـشـر مقاله فعلاً ... وللمعـلومة فـقـط إنّ عـنـوانه وردَ في نسخة الكـتاب المقـدس الـتي بحـوزتي ، آية بصيغة : (( هـوَ ذا الإستماع أفـضل من الـذبـيحة )) .. ولا مشكـلة في الصيغة الأولى .
وبدلاً من رد قـصير أكـتبه تحـت مقاله ، فـضَّلتُ مقالاً مستـقلاً أكـتبه بعـنـوان ـ الرحـمة خـير من الـذبـيحة ـ مشتـق من آية في سِـفـر هـوشع 6:6 والـذي أعاد ذكـره الإنجـيلي متى في الإصحاح 9 عـدد 13 أريـد رحـمة لا ذبـيحة .
******************
ليست الـذبـيحة معـضلة سـواءاً كانت حـراماً للـشبعانين البطرانين ، أو حلالاً للجائعـين المحـرومين .. إنما مشكـلة الـبـشر هي الطاعة والرحـمة والتـفاضل بـينهما في وقـت الأزمة ..
فإذا كانت الطاعة تـقـدَّم للـسـيد إذلالاً ، فإنّ سـيـداً آخـراً يعـطي الرحـمة إجلالاً ! وهـذا هـو الفـرق بـين مَن يريـد الأخـذ ، وآخـر يفـضل العـطاء ! .
إنَّ ديمومة الحـياة لا تـتحـقـق فـقـط بنسغ نازل ملتهـب من شمسـنا ! ما لم يتـواصل في تماس مع النـسغ الرطب الصاعـد بحـيـوية من تربتـنا لتـكـتمل دورة البناء بحـكـمة خالقـنا ، ولكـل منهما حِـمْله ووظيفـته يشتـركان سـوية لـتستمر النـسَمة في شـجـرتـنا ........
تـخـتـلف قابليات الناس وثـقافاتهم ويتباين حـماسهم فـنميز القادر عـلى إرتـقاء شجـرة باسـقة وآخـر يزحـف عـلى أرض مستـوية ...
وهـناك مَن يولـد في غابة أشجارها مثمرة غـذاؤه وافـر ... وآخـر يرى الـنور في أرض قاحـلة تـتعِـبُه حـتى يسـد رمقه وخـبزه نادر ، وليس لـنا القـول سـوى أنَّ هـذا حـظه عاثر .
إنّ هـذا التـفاوت الحاد في ظروف الأفـراد يفـرز عـنـدهم الإقـدام والتـراجع ، الرفاهـية والفـقـر ، النـشاط والكـسل إبّان المحـن خاصة في هـذا العـصر ، فـتبرز المناصِب والطبقات بـين أبناء البشر !
وجـماح الإستعلاء والعـدوان موجـود عـنـد الجـميع بـدون حـصر ، ولا يكـبحه إلاً لِجام تربـية الـدار والأخلاق المكـتسبة من الجار ، فـتحافـظ عـلى السليم وتـرمِّم الرميم من الأمر .
بعـيـداً عـن الـدكـتاتـورية والعـنجهـية والإرهاب .. الطاعة ليست طأطأة الرأس بخـنوع أمام مَن يَـنهى عـن خـلق ويأتي مثـله ، ولا هي سَمْعٌ وإنحـناءة ذليلة صاغـرة لـنرجـسيّ زائغ مساره .....
وإذا كـنا جـميعـنا ، المتعـلم والأمي قـد تـشبَّعـنا من طاعة كلاسيكـية مُـذلة بلا حـدود وقـيـود ( نـفـذ ولا تـناقـش ) فإنّ ثـقافـتـنا العـصرية قـلـبتْ الموازين والقـناعات فـنـبـذتها وتغـير مفهـومها في عـدة مجالات ، حتى لـدى القـيادات وعـنـدنا أمثـلة وإثباتات !
إنّ مذبحة معـسكـر ( سْـﭘايكـر ) المؤلمة المفاجـئة والطارئة عـلى ساحة الوطـن لم تكـن متوقعة في الأحلام ولا تأتي عـلى بال منـتجي الأفلام ، إلاّ أنّ الطاعة النظامية العـمياء ـ الروتينية ـ كانت أحـد أسبابها ...
وهـذه جعـلتْ ــ عـلى الأقـل ــ الإنـسان العـراقي يعـيـد الـنـظر في أعـراف مألوفة لـتـتـبـلـور إلى معاني جـديـدة مغايرة لمفاهـيمها الـموروثة .... 
وبـذات النهج يمكـن القـول أنّ الأمس ولّى حـين لم يكـن يُـسمح للفـتيات بالإقـتـراب إلى المـذبح بل يُـمنعـن عـن الكلام في الكـنيسة فـيـطِعـن ( تـوصيات ﭘـولس الرسـول ) !
أما اليوم جـئـن يطلبن الإقـتـراب والإنـتـساب أيضاً حـتى صِرنَ شماسات فـوق المـذبح ينافـسن الشمامسة الرجال ، وتهـميشهم قادم غـداً لا محال ،
ولا نستغـرب بعـد غـد أن يكـون لـنا مطرانة وﭘـطريركة فـنـطيعـها ونـقـبِّـل أناملها الناعِـمة الـنـضـرة وأظافـرها الملونة العـطرة ! وعـليه فـقـد أسـدِل الستار عـلى مفـهـوم الطاعة الـقـديم ليحـل بـدله معـنى جـديـد ....
******************
الطاعة في الكـتاب المقـدس ، وعـنـد آباء الكـنيسة ؟
نبحـث في رسائل ﭘـولـس الرسول فـنـقـرأ عـن معارضته لمار ﭘـطرس ويقـول : (( قاومته وجهاً لوجه لأنه كان يستحـق اللـوم )) إذن مار ﭘـولـس لم يـطِع خـليفة المسيح بل وقاومه أيضاً ...
مضيفاً في رسالته وهـو يكـلم الجـمع : (( لو كـنتُ إلى اليوم أتـوَخـّى رِضا الناس ، لـَما كـنتُ عـبـداً للمسيح )) ومار ﭘـولـس لم يسعَ إلى الفـوز بكـلمة عـفـرم الرخـيصة .... ليحـصلها من مبتـذل رخـيص !!...
ثم يخـتـتم ويقـول : (( فـليكـن لكـل إمرىءٍ رأيه إذا كان عـلى يقـين منه )) فـمار ﭘـولـس يمنح لـنا حُـرية الـتعـبـيـر وتلك هي قـمة الـديمقـراطية ، ولم يقـل ـــ  أنا أستمع إليكم ولكـن في الأخـير رأيي هـو السائـد  ـــ  كما يفـعـل بعـض المتـسلطين الفارغـين ...
ولكـن مع الأسف ويا حـيف عـلى الحاشية ... المثـقـفـين ، أصنام مْحَـرَّكة وتـلـبَـس ثـياب !..
إذن الكـتاب المقـدس وقـبل 2000 سنة لم يقـبل بالطاعة العـمياء ، ولا بفـرض الرأي بعـنجهـية ظلماء وإنما يعـطينا حـرية إبـداء الرأي ومقاومة المخـطىء ، فـما بالـنا الآن في القـرن الحادي والعـشرين ؟ أين أكاديمياتـكم وأربـطة أحـذيتـكم اللماعة يا رفاق !.
ومع الكـتاب المقـدس ، هـو ذا قـداسة الـﭘاﭘا يطالبنا الـيوم بأن : نـثور ونمشي عـكـس الـتيار وضد ثـقافة المؤقـت ...... وينـبَّهـنا إلى مسألة مهمة قائلاً :
نجـد في زمنـنا العـديد من الأصنام والعـديد من عـبدة الأصنام ، وبهـذا أظهروا غـباءهم بإستـبـدال مجـد الله الخالـد بصور وتماثيل (( بشخـصياتهم وأفكارهم ورفاهـيّـتهم )) .
أما غـبطة الـﭘاطريرك ساكـو ومنـذ إعـتلائه السـدة الـﭘاطريركـية قال : أريد ان أوحّـد لا أقسّم ، وأن أجمع وأقـرّب (( ولا أوقِـف أحـداً )) ........ لم تبقَ في الكـنيسة عـقـلية نخـبة تملك السلطة (( والبقـية تـطـيعـها )) ! .
إذن ما الحـل ؟
لا أحـد يمكـنه أن يـزيـد ذراعاً عـلى طوله .... فالـبـديل هـو الحـوار بمودّة وليس بإستغلال السلطة وإساءة إستخـدامها ... المحـبة تـشع الرحـمة التي تـقـود إلى طاعة عـفـوية تلقائية دون أن تـكـون أمراً سـلطوياً ،
 لـذا فالـذبـيحة لا تـشفي جـرحاً وإنما الرحـمة تـنـقـذ جـريحاً وتغـمِر صاحـبها فـرحاً .... والآن نحـن أمام آيتين كلاهـما من العـهـد الـقـديم  :
(1) أريـد رحـمة لا ذبـيحة !! .... (2) الطاعة خـير من الذبـيحة .... والـبشـير متى في العـهـد الجـديـد يـذكـر الأولى فـقـط !! ولا يـذكـر الثانية وهـذه قـفـزة نـوعـية ...... . فأي منهما نـفـضل : الرحـمة أم الطاعة ؟ .

46
وذكــّـرهم إنْ نـفـعـتـهـم الـذكـرى !!!!!!!!!

 مطـرانـنا الجـديـد إلى أستـراليا لا نعـرفه .. لكـنه قادمٌ ــ الحـلقة السادسة

 بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 26 نـوفـمبر 2014

سـيـدنا العـزيـز

(1) ـ حـين قـدِم راعي أبرشيتـنا الحالي سيادة المطران جـبرائيل كـساب إلى أستراليا في 10 تـشرين الثاني 2006 ... بـدأ بزيارة الشمامسة في دورهم ثم واصل زياراته بـيوت العائلات ... 

وحـين زارنا برفـقة الشماسَـين ( لويس وجـورج )، سألته سؤالاً ساذجاً بسيطا جـدا ، فـعـرف قـصدي ! فأجاب بطريقة ذكـية قائلاً :

 إسأل الشماس لـويس ( رحـمه الله ) عـن إجـراءاتـنا ... وهـو يؤشـر إليه   

 

وخلاصة الموضوع أن أمراً كان معـروضاً في أبرشيتـنا يمثـل خـطأ ( في المعـتـقـد الكاثـوليكي ) عالجه المطران فـوراً دون تأخـير حـتى وإنْ كـلـف بعـضاً من المال ، فـسيادته تـرك بصمته منـذ مطلع عـهـده الجـديـد ، وشكـرا له .

اليوم .... وحـين تأتينا بخـير وسلام وعـلى كـل الرحـب والسعة ، ستـتعـرّف أو سنعـرّفـك عـلى خـطأ أو أكـثر و( إنْ تـطـلب النـقاش ) سنـناقـشها معـك بالـدلائل والمنـطق لتـصحـيحها ، كي تـتـرك بصماتك عـلى أبرشيتـنا في عـهـد مطرانها الثاني سيادتـك ويحـسب لك إنجازاً . 

وعـنـدها لن نكـون في حاجة إلى الكـتابة عـنه ، هـكـذا هي مسيرة الحـياة نـصيـب ونخـطىء فـنـصحِّـح ، وكـل خـطأ يمكـن تـصحـيحه حـتى إذا كان كـونـكـريتياً مسلحاً بالفـولاذ ويكـلف مالاً ، فـنحـن لسنا نـزيهـين ولا كاملين وكـلنا خـطأة إلاّ الرب يسوع .

 

(2) ـ منـذ القِـدَم نسمع كـليشة أنّ الشمامسة زينة المـذبح ، ورغـم أن دَورهم صار ثانـوياً في العـصر الحـديث حـيث إحـتـلت جـوقة الفـتـيات محـلهم وأخـذت أدوارهم ، بل نخـمن للمستـقـبل لن تكـون الكـنيسة في حاجة إلـيهم ، 

ومع ذلك يمكـنـك أنْ تـنـظر اليوم إلى كـل واحـد منهم كـعـنـصر مكـمّـل للآخـر يمثـلون قلادة جـميلة تـفـتخـر بها كـمجـموعة كـنسية مهـيـبة ، إذا إقـتـطعـت فـصوصاً من العـقـد يصبح نـشازاً مبتـوراً !! .

مار ﭘـولس يقـول أن لكـل منا موهـبة منحه الله إياها ... وخـبرتـنا الإجـتماعـية عـلـَّـمتـنا أنّ مَن يحـتـفـظ بمهارة أو فـن أو مقـدرة أو موهـبة لـنـفـسه فـقـط ، دون أن يفـيـد منها غـيره ، 

فإن أقـل ما يُـقال عـنه هـو ( بخـيل ، أناني .... ) لا يريـد الخـير لغـيره ، والغاية هي تـشـويه صورته ... 

ولكـنه إذا أراد إنْ يستـثمرها ــ و ﭼـمالة مجاناً ــ فإن هـناك مَن يتهمه بأنه يـبحـث عـن الشهـرة ( شـوهارا ) وحـب الظهـور ، 

وغايتهم الكامنة هي إحـباط حـماسه ، فالشخـص صار بـين نارَين ... 

إذن سيادتـك ستـكـون أمام هـذين المشهـدَين ، فـهـل ستخـتار أحـدهما أم سيكـون لك رأيك الحـر وتـرضي الجـميع ؟


(3) ـ قـرأتُ العـبارة التالية في إرشاد كـنسي رسمي : (( محـبِّـذ أن يرتل من له صوت جـميل الصلوات وليس المناداة )) 

فـهـل ستأخـد به أم تعـطي أذنـيك لأنانيّـين أصحاب إجازات يحجـبـون مشاركات الغـير بحجج فـطيرة كي يضمنـوا لهم فـرص الظهـور أمام الناس ؟ 

أنا أشـبِّـههم بآمر الكـلية العـسكـرية أيام زمان لم يكـن طويلاً ! وعـليه كان يرفـض قـبول أي طالب أطول منه ... وباقي القـصة عـليك .


أحـداث ذات مغـزى:

(أ) : حادث سيارة في بغـداد أدّى إلى كـسور في أطراف شاب .. كان عـمه طبـيب أخـصائي الكـسور ! لم يستـطع هـو وزملاؤه الإخـتـصاصيّـون من معالجـته طيلة ثلاثة أشهـر في المستـشفى بالطرق الدراسية الأكاديمية.. 

فـنـصحه قـريب لي ، بأخـذه إلى رجـل شعـبي من عامة الناس في ألقـوش من عائلة ـ يقـونـدا ـ كي يعالجه ... وهـكـذا بـزيارة واحـدة أتم العـمل وأرشـدهم إلى كـيفـية متابعـته دونما حاجة إلى معاناة السفـر لزيارة ثانية ، وكانـت النـتـيجة نجاحاً باهـراً وخـيراً وافـراً

 

(ب) : في معسكـر ــ كـركـوك 1973 ــ أنا فـيه ، سأل الآمر عـن حاجـته الآنية إلى جـنـدي خـبـير بميكانيك السيارات لمعالجة خـلل في عـجـلة الجـيش ، فـقام أحـدهم وقال أنا ميكانيكي ... فسأله الآمر : 

من أين لك الخـبرة ؟ قال : إنها مهـنة العائلة متـوارثة أباً عـن جـد ، وعـنـدنا ورشة واسعة ... وهـنا إنـبرى العـنـصر المتـذبـذب اللوﮔـي رأس عـرفاء الـوحـدة وقال للآمر : 

سيدي ، هـذا لا ينـفـع لأنه لم يـدخـل دورة آليات الجـيش ، وليست لـدية إجازة ممارسة مهـنة وفـق السياقات العـسكـرية !!!!!!!! فأهـملـوا الجـنـدي ... ولما لم يتمكـن الآلـيّـون خـريجـو دورات العـسكـر من معالجة الموقـف ، 

إضطروا فإستـدعَـوا الجـنـدي المشار إليه فأنجـز المطلوب بجـدارة وهـو لا يحـمل إجازة .

 

أوردتُ هـذين المثالين ، ممَهـداً الأرض لك فأضعـك في الصورة وتـكـون عـلى دراية ، وتـتحـسّب فـيما لو واجـهـتَ موقـفاً أو مشهـداً مماثلاً ، فالعـبرة ليست بمَن عـنـده إجازة ولا بالتملـق أمامك ، 

ولكـن العـبرة بمَن ترى فـيه الكـفاءة العـملية والـنـظرية حـتى إذا ليس عـنـده ذيل للهـز ..... نحـن بإنـتـظارك

47
متى يقـرر المطارنة الكلـدان الشجعان ، إزاحة إكـلـيريكي من كـنيسة الكـلـدان ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني  ــ

يستـقي الإنسان معـلوماته بالـبحـث أو الإستماع أو نـتيجة لـتـراكم الخـبرة ، وقـد يكـون إيحاءً من الخالـق وفي كـل الأحـوال يصبح شخـصية مؤهـلة لخـدمة الغـير عـن طريق إرشاد التائهـين وإبـداء الـنـصح للعاجـزين وتوضيح المسار للسالكـين الزائغـين دون أن يـحـسب نـفـسه بالضرورة من بـين المستـشارين .
ذكـرتُ في العـنـوان كلمة شجعان عـن قـصد لـتـشمل فـقـط مَن يتمتع بتلك الصفة من بـين المطارنة الكلـدان ، وللأمانة كان مطران كـركـوك لـويس ساكـو شجاعاً حـين إستـطاع أن يخـدع ويجـرّ وراءه كـتلة مطارنة الشمال معـظمهم يحـملـون ــ دكـتـوراه ــ وذلك عـن حجج تافهة بكـل معـنى الكلمة ، وللأسف إقـتـنـعـوا بها في حـينها والأيام أثـبتت تفاهـتها . وبالمناسبة كـنتُ قـد كـلمتُ أسقـفاً بشأنها ووعـدته بأن الأيام ستـثـبتُ لهم سخافـتها وفعلاً هـكـذا كانـت نـتـيجـتها واليوم يتـذكـر كلامي ... بالإضافة إلى أن تلك المفاهـيم إستـطعـتُ إيصالها إلى الـﭘتـرك لـويس عـن طريق صديق ، ونـظراً لرصانـتها ، فـهـو أيضاً إتـضحـت له وتأكـد لاحـقاً من صحـتها وفـطارة تلك الإدعاءات وسـذاجـتها . 
تـفـيـد معـلـوماتي العامة أن الإكـلـيريكي بكافة درجاته يُـزاح من الكـنيسة الكاثـوليكـية ــ بمعـنى يُـطـرَد ــ في حالـتـين : (1) إذا يتـزوّج بعـد رسامته الكهـنوتية ((2)) إذا يجـحـد بإيمانه بـبدع تخالـف أصول الـدين فـيكـون مُهَـرطِقاً .
فالنـقـطة (1) الزواج هـو مشروع إجـتماعي يربـط ذكـر بأنـثى يـباركه الناس وتـتـرتب عـليهما حـقـوق وواجـبات مشروعة وهـذا الزواج يكـون عـلـنياً مألـوفاً في المجـتـمعات . أما الزواج السري كما يحـدث ويعـرفه الجـميع ، فـمهما كان مخـفـياً فإن رائحة أغـلب حالاته تـفـوح بصورة أو بأخـرى ( ﭬـيـديـو ... شـهـود ... حـديث الـناس ) وفي النهاية يشـمّها الكـثيرون فـتـتـداولها الأفـواه بصوت خافـت ، أو تـبقى في طي الكـتمان . إن الشأن العـلماني في هـذا الحـقـل متروك للسلطات العـلمانية .
أما في الشأن الكـنـسي فـقـد قـرأتُ عـن إكـليريكي عـبـقـري علّامة ذائع الصيت إنـتـقـل إلى ربه ، وسألـتُ عـنه المعـجـبـيـن به :
ما مصير الـدار التي كان يمتـلكها بإسمه في شارع فـلسطـين / بغـداد ؟؟؟ فـلم يتجـرّأ أحـد عـلى الإجابة إمّا لـفـضاحة الأمر أو لعـدم المعـرفة ! ............. والـيوم تـوجـد حالات مماثـلة وبأشكال متـنوعة ليست أموراً مخـفـية ولكـنها محـصورة وموثـقة بـين أصحاب السلطة الكـنسية يسكـتـون عـليها لأسباب يمكـن تعـليلها ومشابهـتـها ــ كـمثال ــ بما نطق بها (( النائب الـﭘـرلماني مشعان الجـبـوري )) حـين إعـتـرف بلسانه وشهـد عـلى نـفـسه في الـقـناة الفـضائية قائلاً : أنا آخـذ رشـوة ، والحاكم يسمعه دون أن يتجـرّأ عـلى مقاضاته !!! لماذا ؟؟ أتـرك الجـواب البسيط للقارىء اللبـيـب وتكـفـيه الإشارة .... ولا نـنسى مقـولة المطران شـلـيـمون وردوني للـﭘـتـرك لـويس : ((( لـيش مـنـو منـكم ما  كِـن باق ))) ؟؟ .   
أما الـنـقـطة ((2)) أتساءل : كـيـف يتعامل المطارنة الكلـدان بحـق كاهـن مهـرطق جاحـد بالإيمان ؟
نـفـتـرض أنا إكـلـيريكي (( وما أحلاها لـو كـنتُ )) ومعـروف في مجـتـمعي بأني كاثـوليكي ، متـوقع مني بل يجـب أن أؤمن بأسس الإيمان المسيحي المألـوفة في الكـنيسة الكاثـوليكـية . أقـول نـفـتـرض أن الظروف شاءت أن أكـون مرشـد الأخـوية المريمـية أو الشباب المسيحي مما يتـطـلـب مني الإلـتـزام الكامل بما تملـيه التعاليم اللاهـوتية . فإذا تمردتُ عـلى تلك الأسس والتعاليم الكاثـوليكـية وكما يلي :
أولاً : يتميـز الـديـن المسيحي بأعـجـوبة فـريـدة وهي ولادة المسيح من عـذراء ــ بتـول ــ والتي كان النبي إشعـياء قـد تـنبأ عـنها ، ولا غـيـره في التأريخ وُلِـد بالطريقة العجائـبـية تلك . فإذا نـكـرتُ بتـوليتها وقـلتُ أن المقـصود بها أمر معـنـوي وليست حـقـيقة مادية ! فإن ذلك يعـتـبر جـحـوداً في الإيمان ونكـراناً لأساس المسيحـية وهـدماً لـبنيانها . فـماذا سيكـون موقـف الأساقـفة الكاثـوليك الكـلـدان مني ؟ هـل أحـتـفـل بالـقـداس أو أشارك فـيه ,,,,, وأنا إكـلـيريكي مرسـوم ؟؟؟؟؟ .
ثانياً : إن المسيح وهـو عـلى الصلـيـب وعـد اللص الـذي آمن به بقـوله : (( الحـق أقـول لك ، إنك الـيـوم تكـون معي في الـفـردوس )) وهـذا هـو رجاء كـل مسيحي ، فإذا نـكـرتُ وجـود هـكـذا ملكـوت أبَـدي بعـد الموت أكـون قـد جـحـدتُ بالإيمان المسيحي . فـماذا سيكـون موقـف الأساقـفة الكاثـوليك الكـلـدان مني ,,,,, وأنا إكـلـيريكي مرسـوم ؟؟؟؟؟ .
ثالثاً : شاءت العادة أن تـصوّر لـنا مغارة بـيت لحم كمأوى للحـيـوانات ، فإذا قـلتُ أني أعـتـقـد أن يسوع المسيح أرقى من أن يولـد بـين الحـيـوانات وروائحها الـقـذرة ( فلا بـيت لحم ولا حـيـوانات ) أكـون قـد جـحـدتُ بمفاهـيم الإيمان . فـماذا سيكـون موقـف الأساقـفة الكاثـوليك الكـلـدان مني ,,,,, وأنا إكـلـيريكي مرسـوم ؟؟؟؟؟ .
رابعاً : يقـول مار يوحـنا أن المسيح هـو كـلمة الله ...... ولكـني لو إدّعـيـتُ أن تلك الكلمة التي قالها مار يوحـنا ليست المسيح لـوحـده ،  وإنما يقـصد بها كـل شخـص ممكـن أن يكـون كـلمة الله ، أكـون قـد جـحـدتُ بالإيمان . فـماذا سيكـون موقـف الأساقـفة الكاثـوليك الكـلـدان مني ,,,,, وأنا إكـلـيريكي مرسـوم ؟؟؟؟؟ .
خامساً : نـقـرأ في الإنجـيل أن الجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله ، ولكـن المسيح هـو الـوحـيـد غـير الخاطىء ولـذلك قال : مَن يُـبـكــّـتـني عـلى خـطيئة . فـهـو ــ كإنـسان ــ شخـص متكامل من جـميع الـنـواحي . طيب ، فإذا قـلتُ عـن نـفـسي أني أكـثر بشاشة من يسوع أو أكـثر محـبة أو أكـثـر لـطـفاً ، أكـون قـد تجاوزتُ عـليه وجـحـدتُ بإيمانـنا وبنـظـرتـنا إلى يسوع . فـماذا سيكـون موقـف الأساقـفة الكاثـوليك الكـلـدان مني ,,,,, وأنا إكـلـيريكي مرسـوم ؟؟؟؟؟ .
سادساً : أنـتـظر الجـواب من أسـقـف كـلـداني كاثـولـيكي شـجاع ، لا من غـيـره ... دام الجـميع بخـير .

48
رد عـلى مقال الأخ وردا إسـحاق الموقـر

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
 
أخي وردا إسحاق المحـتـرم
أشـكـرك عـلى مقالك وأنت تـذكـر هاتين الآيتين :
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1026384.0
أولاً
: (( أن كل ما تربطونه على الأرض يكـون مربوطاً في السماء . وكل ما تحـلونه على الأرض يكـون محلولاً في السماء )) ... متى 18 : 18
حـبـذا لو تـقـرأ الآيات قـبلها وبعـدها   15 ... إلى ... 20  وهي كما يلي :
15 ــ وإن أخـطأ إليك أخوك فإذهـب وعاتبه بينك وبينه وحـدكما . إن سمع منك فـقـد ربحـت أخاك . 16 ــ وإن لم يسمع ، فخـذ معـك أيضا واحـدا أو إثـنين ، لكي تـقـوم كل كلمة عـلى فـم شاهـدَين أو ثلاثة . 17 ــ وإن لم يسمع منهم فـقـل للكـنيسة . وإن لم يسمع من الكـنيسة فـليكـن عـندك كالوثـني والعشار .18 ــ الحق أقـول لكم : ]كل ما تربطونه عـلى الأرض يكـون مربوطا في السماء ، وكل ما تحـلونه عـلى الأرض يكـون محـلولا في السماء . 19 ــ وأقـول لكم أيضا : إن إتـفـق إثـنان منكم عـلى الأرض في أي شيء يطلبانه فإنه يكـون لهما مِن قِـبَل أبي الذي في السماوات . 20 ــ لأنه حـيثما إجـتمع إثـنان أو ثلاثة بإسمي فهناك أكـون في وسطهم .

تلاحـظ المسيح يوصي بثلاثة تـوجـيهات
(1) كـيـفـية حـل الخلاف بــيـنـك وبـيـن أخـيك (2) موضوع الحـل والـربـط (3) إجـتماع بـيـن إثـنين أو أكـثر بإسم المسيح وحـضوره بـيـنهم .
وتـتـصف هـذه التـوجـيهات بأن المسيح قالها في نـفـس المكان ، لأنه لم يتـنـقـل ! ... وفي نـفـس الـوقـت ، لأنه لم يؤجـل !! ... ولـلجـماعة نـفـسها ، لأنه لم يغـيّـرها بآخـرين !!! ... ((( ولا مانع من أن تـسمي تلك الجـماعة أياً كـنـت تعـتـقـدها ، ولكـنها جـماعة واحـدة !!!! ))) .
المطلـوب منـك أن تـسمي تلك الجـماعة مَن تكـون ، وسيكـون لي تعـقـيـب عـلى جـوابـك .
******
ثانياً : والأروع أنـك تـذكـر الآية :
(( مَن يسمع لكم ، يسمع لي . ومَن يرفـضكم يرفـضني . ومَن يرفـضني يرفـض الذي أرسلـني )) ... لـوقا 10 :16 
سـؤالي لحـضرتـك : هـل نسمع كـل ما يقـوله الكاهـن بالشأن الـديني ؟ أم يحـق لـنا رفـضه ؟
وعـنـدئـذ سيكـون لي ردّ أيضاً عـلى إجابتـك .
ودمت سعـيـداً

49
قائـدنا الشرقي ( سياسي ، ديني ، عـسـكـري ، إجـتماعي ) لا يقـتـنع بالديمقـراطية

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ   
أجـدد هـذا المقال بسبب ما نلاحـظه في بعـض المؤسـسات من ديمقـراطية مشـوّهة وتـصويت ديمقـراطيّ زائـف لا ينـتـبه إليه الكـثيرون ، وذلك عـن طريق إخـتـيار ــ وتعـيـيـن ــ مصوّتـين مضموني الأصوات مقـدماً لـصالح السيد القائـد (( شـاؤوا أم أبَـوا )) ! فـيـقـرر ما يشاء ــ يحـذف ، يضيف ، يـبتـكـر ، يشـوّه ....... ــ ثم بـديمقـراطيته الـفـردية المبرمجة مسبقاً يطـلب الـتـصويت كي يكـسب شـرعـيته ويقـول : أني لم أقـرر بـرأي الفـردي وإنما جـماعـياً بالتـصويت الـديمقـراطي .
 ****************
قـرأتُ عـلى أحـد جـدران بناية حـكـومية في أثينا عـبارة ( الـديمقـراطية بـدأت عـنـدنا منـذ 2500 عام ! ) إلّا أني سمعـتُ من أحـدهم لاحـقاً أن الديمقـراطية ــ حُـكم الشعـب ــ كانـت تمارَس عـنـدنا قـبل ذلك الوقـت دون أن نسميها ، عِـلماً أنّ الملوك والأمراء والأباطرة والرؤساء وجـميع القادة سياسيّـين أو دينـيّـين يمثـلون شعـوبهم ترهـيـباً أو ترغـيـباً وليس إنـتخاباً مرغـوباً ، بل وخـدعة أيـضاً مما جـعـل تلك الشعـوب تخـضع لـنير عـبودية الفـرد الواحـد عـلناً أو مبطناً .
إن أسالـيـب القـمع والإذلال التي مارسها أولـئك القادة ضد شعـوبهم حـفـزتْ أشخاصاً مفـكـرين كالفلاسفة والعـلماء والمصلحـين إلى رفـض الخـنوع فـنشروا الوعي في مجـتمعاتهم وكان البعـض منهم ضحـية فـكـره ودعـوته وفي النهاية أثمرتْ جهـودُهم حـين نهـض الشعـب وأحـدث تغـيـيـرات جـذرية في دسـتـور بلاده فـلجـمتْ سـلطة الفـرد بمقـدار كـبـير وكانت النهـضة الأورﭘـية خـير مثال عـلى ذلك .
إن أولـئك الفلاسفة المصلحـين وعـلماء الـنـفـس الـقـديرين وضعـوا الأسس الفعالة لـتربـية شعـوبهم وتـدريـبهم عـملياً عـلى مبادىء عـصرية وأوصوا بأن يتم تعـليمها لأبنائهم منـذ نعـومة أظفارهم بطرق محـبَّـبة فـتـنـمو عـنـدهم مع كـبرهم لتـصبح نهجاً غـريـزياً في حـياتهم .
ومع هـذه المفاهـيم الضرورية لأبناء شعـبنا برزتْ بعـض من تـنـظيماتـنا الكـلـدانية حاملة الإسم الديمقـراطي أسـوة بكـثير من الأحـزاب في المعـمورة كـلها ، والبعـض الآخـر تـنهج ذات المبـدأ دون أن تسمي إسمها بالديمقـراطية ، وعـلى هـذا الأساس إنعـقـد المؤتمر القـومي الكـلـداني العام في مشيـﮔان / ديترويت 2013 ، وفي إحـدى جـلسات اليوم الثاني له تـطـرق أحـد المشاركـين في حـديثه إلى الديمقـراطية في حـياتـنا ، فـشئـتُ أنْ أعـقـب عـلى حـديثه وقـلتُ :

إنَّ قائـدنا الشرقي ينادي بالديمقـراطية ولكـنه لا يقـبل بها ! والسبب يعـود إلى جـذور تربـيته المغـروزة فـي أعـماق نـفـسيته منـذ مرحـلة طفـولته والتي أنبتـتْ عـنـده التـزمُّـت والأنانية وحـب الـذات فـقـيَّـدتْ عـقـله وجـعـلته يعـتـقـد بأنه إذا ضمَّ أصابع كـفـه أصبح الهـواء الجـوي الـذي نـتـنـفـسه جـميعـنا ، مُـلكاً له ! بعـكس الإنسان الغـربي الـذي يتـقـبل كـلمة الـديمقـراطية بكـل رحابة صدر وسلاسة دون أن يشعـر بالغـبن أو الفـشل أو الإنـتـكاسة أو التراجع .
فـفي المجـتـمعات الغـربـية نلاحـظ نماذج اللعـب المتـنـوعة في رياض الأطفال متاحة لجـميعهم ولا يحـق لطفـل أياً كان أن يستحـوذ عـليها لـوحـده بل يتـناوب جـميع الأطفال عـليها ، فإذا تمتع طـفـل بإحـداها لـدقائق معـينة فإن المعـلمة أو المرشـدة تـوصيه بأن يتـركها لـيُـعـطي الـفـرصة لـطـفـل آخـر كي يلعـب بها ، فـتصبح هـذه الممارسة عادة ثم عِـرفاً إجـتماعـياً ولهـذا فـقـد شاعـت بـين الأطفال عـبارة ( it is my turn =  إنه دَوري ) أي أن فـترة إستحـقاق الطفـل الأول من التمتع باللعـبة ينـتهي فـيحـين الـدَّور للطفـل الآخـر وهـكـذا ينمو ذلك الشعـور عـنـدهم مع نموّهم وحـتى الكِـبر ، عـنـدئـذ يصبحـون مستعـدين لـتـقـبـُّـل فـكـرة تبادل الأدوار السياسية والإجـتـماعـية ومنح الفـرص ومشاركة الغـير وتكافـؤ الفـرص ونبـذ الأنانية وعـدم وضع اللاصق عـلى الكـرسي ، ولا الإستحـواذ عـليه ولا عـلى القِـدر المملوء بالبرغـل ..... .
أما الطفـل الشرقي فإن بـدايات التربـية التي يتلقاها من أبـيه أو أمه تخـتلف ، فالأم مثلاً تعـطي لعـبة لإبنها وتوصيه بأن يحافـظ عـليها ولا يعـرِّضها للكـسر أو الـتـشويه أو الفـقـدان وقـد توجِّهه فلا يسلمها بـيـد أحـد غـيره ، مما يجعـله حـريصاً عـليها ومحافـظاً لها من الكـسر أو الضياع فـيمسكها بـين يـديه ولا يشارك بها غـيره خـوفاً من فـقـدانها أو تحـطمها وبالتالي قـد لا يحـصل عـلى غـيرها وهـكـذا يصبح أنانياً رغـماً عـنه . إن هـذا الشعـور يكـبر عـنـده مع كـبره بمرور السنين فـيرفـض مشاركة الغـير بكل ما يملكه ... ومن جانب آخـر فإن مفـكـرينا الشرقـيّـين زادوا الطين بلة حـين أفـتـوا بحِكـَـم تؤيـد نـتائج تلك الممارسات الخاطئة فـقالوا (( الإنسان حـريص عـلى ما مُـنح )) فـيستحـوذ عـليه ولن يفـرط به إلّا بالموت .
وعـليه فإن غـريـزة رفـض الديمقـراطية والحـداثة لـدى قائـدنا الشرقي تكـون قـد بـدأتْ منـذ أيام طفـولته دون أن يعـلم ، ويعـكـسها في كـبره بصور عـديـدة مثل : لا يسـلـِّـم منـصبه لغـيره في كـل الظروف ومنها فـشله في إدارة تـنـظيمه أو خـسارته في الإنـتخابات ويرفـض مبـدأ ( التجـديـد بالـدماء الشابة ) بل وحـتى أن البعـض لا يتـنحَّى عـن منـصبه المتهـرىء حـتى إذا كان يعـلم أنه غـير مرغـوب به فـيرتـدي قـميص الـدكـتاتـورية .
ما هي الأساليـب التي يتـبعها الـدكـتاتـور للـتـشبُّـث بكـرسـيّه ؟

1ــ  يتخـلص من كـل كادر مثـقـف من أعـضاء جـمعـيته أو تـنـظيمه ، ومِمن يمتلك بعـض القـوة الجـماهـيرية خـوفاً من تـزايـدها فـيصبح خـطراً عـلى كـرسيه .
2 ــ  يتمسك بالأعـضاء أشباه المثـقـفـين أو الأميّـين الـذين لا يمكـنهم منافـسة السيد القائـد الأوحـد حـفـظه الله في أية عـملية إنـتخابـية حـتى لو طـُـلِـبَ منهم ذلك .
3 ــ يتجـنب إصطحاب أي عـضو من حـزبه معه عـنـد زيارته المسؤولين في دوائـر الـدولة كي لا تـتوفـر فـرصة التعـرّف عـليهم وبالتالي لن تـبنى علاقات بـينهم ، فـيـبقى هـو المعـروف عـلى الـنـطاق الرسمي .
4 ــ يتـظاهـر بأنه هـو الحـريص عـلى مبادىء حـزبه وخـدمة جـماهـيره ولا يوجـد أفـضل منه ، بل ويلـقي اللوم عـلى غـيره .
5 ــ  يُـنسِـب كـل إنـتـكاساته إلى غـيره كي يـبقى إسـمه براقاً وأسماء غـيره مشوَّهة .
6 ــ  يستغـل ذوي النـفـوس الضعـيفة عـن طريق إلقاء ( عـظم أمامهم ) ليصبحـوا له عـيوناً وآذاناً في المجـتمع كي يتعـرف عـلى كـل مَن يتـذمَّـر أو يشكـو من ممارساته الدكـتاتورية فـيعالجهم بصمت .
7 ــ  يعـمل جاهـداً فـيُهيء إبنه لإستلام السلطة في الـدولة أو القـيادة في التـنـظيم كي تحـتـكـر داخـل عائلته ولا تـنـتـقـل إلى عائلة أخـرى .
والآن نـتـساءل : هـل عـنـدنا قادة دكـتاتوريون ؟ هـل عـنـدنا قادة إلتـصقـوا بكـراسيهم سنيناً طـويلة رغـم فـشلهم ؟ هـل عـنـدنا قادة أنانيون ؟ هـل عـنـدنا تـنـظيمات فـيها كـوادر كـفـوءة بحـيث يمكـنهم أن يتبادلوا أدوار القـيادة مع بعـضهم ؟ ..... الجـواب عـنـد القادة أنـفـسهم .
وأخـيراً وكـمثال نـذكـره ، فـقـد شهـدتْ أستراليا إنـتخابات فـدرالية في السابع من سبتمبر  2013 وكانت دعايات المنافـسة القانونية شـديدة بـين الحـزبـين الكـبـيرين والأحـزاب الأخـرى ، وحـين ظهـرت النـتائج الأولية والحاسمة لصالح أحـد المرشحـين الرئيسيّـين ، ظهـر المرشح الخاسر عـلى شاشة التلفـزيون مهـنـئاً بكل فـرح المرشح الفائـز المنافـس له ، وأضاف قائلاً : أنـني سأترك قـيادة الحـزب كي يتـولى غـيري أمرَه فلا بـد من التجـديـد ....... . فـهـل عـنـدنا قائـد شرقي بهـذه الروحـية ، أم لا يوجـد مخـلص للشعـب سِـواه ؟؟؟؟؟؟

50
لا يوضع الفارغ في الميــــــــــــزان

مايـكـل سـيـبي / سـدني

لـن أجـيـبَ الفاهي من الخــــــــــلّان     فالفاهي لا يُـطـَــيـّـِـبُ ديـــــــــــواني
لأنـه 
لا يـوضـع الفارغ في الميــــــــــزان     لا تــُـزرع الأشـــــــواك في البسـتان

لا يســتحـقّ الـردَّ مَن قـــــد هـَـــوى     في مسـتـنـقـعات الجـهـل والأحـضان

لا تســـــــألوا المصابَ بالـنـســــيان     إســــــــــألوا أهـل العِـلـم ِ يا إخـواني
أوَ لـيـسَ
كـيـف الغـرابُ يسـأل الباشـــــــــــقَ     بـين الغـــــــــــزال والماعـز شــتــّان

أجـدادنا ذخـرٌ  وفـخـرٌ لـنـــــــــــــــا     فـنحـن نـَـســــــــــرٌ في السـماء الآن

مـذهـبنا منـذ فـــــــــــجـر المشـرق     بـربِّــــنا وربُّ الــﭬـاتـيـــــــــــــــــكان

والـ ــ أوشـــعـنا ــ لـيسـت لأيٍّ كان     بل إنـــــــــــــــــــــها لخالـق الأكـوان

هـذا هـو ( بَــر صَــبّاعي ) يـشـهـدُ     مـضحــيــــــــــــــاً دوماً دون حـسبان

أربـعــون ســـــنة نــُــضــطــهَـــــدُ     للحـــــــق وحُـبّـه الـربــــــــــــــــــاني

وتـشهـد الـ ــ حُـذرا ــ لنا رمشـُــنا     في مســـــــــــــــاء الجـمـعـة ، كـلّ آن

الكـلـدان يرفـعـون الأصــــــــــــبعَ     بالـثـقة بالإعــــــــــــــــــجاب بالإيـمان

نحـن هــنا في الماضي مِن أزمان     و ســنـبـقى رغـم غـدر الـعــــــــــدوان

الأســـــــــــــــــد الـبابـلـي ها هـنا     رديـفـه هـو  لـدى الجـيــــــــــــــران

نحـن هـنا في بابل الكـلــــــــــدان     و ســنـبـقى حـتى العالــَـــــــــــم الـثاني
الخاتمة
فإن كــُــــــــــــنـّا لا نـليـق بـكــُـمُ     أتـركـونا أتـركـونا  إخـــــــــــــــــــواني

51
أكـتـب بالـنيابة عـن ــ مؤمن يـردّ عـلى مقال الأستاذ الـموقـر ليون برخـو

مساء الـبارحة رافـقـتُ مؤمناً من كـنيستـنا الكـلـدانية وطلـب مني مساعـدته في ــ تـنـقـيـح ــ ثم نـشر ردّه هـذا ، عـلى مقال الكاتب لـيـون بـرخـو المعـنـون :
(( الأساقـفة الكلدان : الرجاء إيقاف تغـريب وتعـريب وتـشـويه لغة وتراث وثـقافة وطقس وفـنون ــ هـوية ــ الشعـب الكلداني وكـنيسته الكلدانية الكاثوليكـية )) فـيـقـول :


https://www.facebook.com/patriarchatechaldean/videos/804174290281051


إن المتابع يـرى نـداءك هـذا ليس الأول في هـذا المجال ، لطالما  طالبتم بمقال مستـقـل أو من خلال تعـليقاتكم على مقالات أخرى وتستغـلون أية فـرصة لطرح رجاءاتكم التي وردت في المقال , وأنا أشـد يدي بـيـدكم وأكـررها على المسؤولين عسى أن تصل وتـثـير الإهـتمام الكافي والمناسب .
***********************
 
إن ما لـفـت إنـتباهي من الجلسة الإفـتـتاحـية هـو تعـليق غـبطة الباطريرك ساكو خلال قـراءته لبيان الإفـتـتاح حـين عـلق خارجاً عـن النص قائلاً:
((( أن واحـد يقـول (بالأحـرى الكـثيرون يقـولون) أن هـذا التجـديد مؤقـت وبعـد تغـيـير البطرك سوف تُعاد إلى أصولها كما كانت ))) .... في الـدقـيقة 11:54 
وأردف قائلاً: أليست كل هذه التغـيـيرات تأتي من خلال السنهادوس وجـميع الأساقـفة يوافـقـون عـليها ؟ وإن كانت مُقـتـرحة من واحـد ؟ .......  ( يقـصد أنها مقـتـرَحة منه البطرك نـفـسه ) ؟
 
تعـليقي :
يـبدو أن صوت المؤمنين قـد وصل إلى غـبطته وهـو صوت صادر من أساقـفة وكـثـير من الكهنة والشمامسة والمؤمنين ، حـيث أبـدى (البطرك) إهـتمامه وخـصص له هامش من بـيانه الإفـتـتاحي . ولكـن من نبرة صوت غـبطته نلاحظ أن الأمر مقـرر ونهائي ولا تـوجـد فـرصة للـنـقاش داخـل السنهادوس ، وكل ما يُطرح (ومعـظمها مِن قِـبَـل غـبطته) لا يُـناقـش إطلاقاً ، بل يُطرح للتصويت وبـدون نقاش (( والـويـل لـمَن لا يـصوّت لصالح غـبطته !!! )) .
وإلّا نـتساءل : ألَم يعـترض ولا واحـد من الأساقـفة عـلى هذه الـتغـيـيرات التي مسَّـت مشاعـر معـظم المؤمنين ؟ وكـيف لم تـمـس أصحاب السيادة الأساقـفة .... (( هـذا عـلى إفـتـراض أنهم يشعـرون بالسيادة وليس بالعـبـودية لغـبطته !!!!!!! )) .
لم نسمع يوماً أن أحـداً من الأساقـفة قـد إعـترض عـلى أي مقـترح قـدّمه غـبطته خلال السنهادوسات وهـذا أمرٌ غـريـب  ... بل سمعـنا من داخـل السنهادوس أن الأساقـفة يـوقـّـعـون جـماعـياً وبـدون إعـتـراض . فإما أن كل السادة الأساقـفة ليسوا بالإمكانيات الـثـقافـية الليتورجـيا المناسبة لـتكـون لهم رؤيتهم المستـقـلة المخـتـلـفة !! أو أن غـبطته وصلَ إلى درجة العِـلـم ما لم يصله غـيره وعـليهم السمع والطاعة بخـنـوع وصمت ! مثـلما يكـون الفـرق بـين تلميـذ المرحـلة الإبتـدائية ومعـلمه . وهـناك صورة سابقة معـبّـرة جـداً لغـبطـته ويـديه إلى الـوراء ورأسه إلى الأعـلى ، أما الأساقـفة واقـفـين عـلى جانـبَي منـضدة الإجـتماع منـكـسي الرأس ــ نعـم منـكـسي الرأس ــ وأترك تـفـسيرها للـقـراء الأعـزاء .

 الصورة ! 
ولكـون الـواقع غـير ذلك ، فـلم يـبـقَ لهم خـيار غـير الإنـتظار إلى تغـيـير البطرك ، بـبطرك آخـر له إهـتمام بالأصالة فعـلـياً وليس شعارات .. فـهـو سيتـولى اِعادة الـقـداس والصلاة والتراتيل واللغة والطقـوس إلى أصالتها كـما كانت قـبل تسنم غـبطة ساكـو للسدة البطركـية ، وعـندها ستستـنشـق كـنيستـنا الكـلدانية شهـيق الهـواء الصافي ، كما إسـتلمته من أصولها وقـديسيها بالإضافة إلى إبقاء نقائها من الشوائب والدواخل التي شوهـت صورتها وأضاعت أصالـتها .
إنّ سبب الإنـتظار إلى بـطركٍ جـديـد ــ وليس طرح فـكـرة تغـيـيره الآن ــ يـبـدو واضحاً في عـيون الأساقـفة وخاصة الذين عـليهم الخـنـوع ! لماذا ؟ لأن الأكـثرية هم أساقفة جُـدد مَـديـنـون لـفـضل غـبطته في ترقـيتهم ( فإنهم يشكــّـون في إستحـقاقهم مِن بـين كـهـنة آخـرين زملائهم أكـثر كـفاءة منهم ) وهـذا الـفـضل يجـب أن يدفعـوا ثمنه لغـبطته ولا لغـيره . إنّ خلاصة كـل ذلك تـصبّ عـنـدهم في كـلمة ــ  مـوافـج ــ عـلى إقـتـراحات البطرك بدون قـراءة مضمونها . 
وفي الحـقـيقة فإن صوت الأساقـفة يعـلو بعـد مغادرتهم السنهادوس فـيعكسونه عـلى الكهـنة والشمامسة والمؤمنين من خلال الـتـذمُّـر وعـدم الإقـتـناع بأيٍ من هذه التغـيـيرات ، وذلك ممّا نـراه عـنـدهم من رفـض الإلـتـزام في الكـثـير منها من خلال تجاهـلهم لها ، سـواءاً من الكـنائس التي يسيطر عـليها الأسقـف بصورة كاملة أو الخـورنات التي تحظى بإستـقلالية نسبـية من الأسقـف والأمثلة كـثيرة . كما إعـترف غـبطته في الإجتماع ذاته حـيث قال متـوجـعاً : ((( إقـتـرحـتُ ــ لاحـظه يقـول إقـتـرحـتُ ــ إقـتراحات لتطبّـق في كل الكـنائس ولكـنهم لم يطبقـوها )) .... الـدقـيقة 9:20 
ولو أراد أحـد التأكـد ، يمكـنه إرسال نموذج للإسـتـفـتاء إلى الكـنائس ( بإدارة أسـقـف مستـقـل وأحـد المعاونين للبطرك ... بشرط غـياب أسـقـف الأبرشية !!! ) ويتم جـمع آراء المؤمنين من مخـتـلف مناصبهم الكـنسية والـدنيوية ، لـيردّوا عـلى أسئلة متعـلقة بمواقـف الكـنيسة خلال فـترة إستلام غـبطة ساكـو البطركـية ، وإن كانوا يتـقـبلون هذه التغـيـيرات أَم لا !.
 

52
الـقِـيَـم المسيحـية تـتـلألأ بـين بُـؤَر الشـرِّ والظـلامية
 بقـلم : مايكل سيـﭘـي / أيام زمان عَـبر البحار ... 2009
إن غـياب الضمير الإنساني في موقع عـملي السابق مُـتَمثــِّـلاً بتجاهـل كـفاءتي وإخلاصي ، بالإضافة إلى نسج البعـض مِن إداريّـيهِ خـِرَقاً بالية مِن خـلف الكـواليس ، لحـجـب نور مَن يحـمل بـيـَـدَيه الفـوانيس ، وسلوكهم الـتافه عـلى مسرح العـمل في إبعاد صوت الحـق الذي يزأر ويؤرق ليلـَهم الخـسيس ، ورغـم مشاعـري الحـميمة الصادقة التي فاقـتْ تمَـلــُّـق رفاقَ الأزقــّة والدهاليز ، أقـول إنَّ كـلَّ ذلك دعاني إلى تـَـذمُّـري من ذلك الواقع الرخـيص ، فـهجـرته بإخـتياري الحُـرّ والموثـق بالإيميل في مطلع عام 2008   وليس مِن قِـبَـل الإدارة كما روّج السيـد النائـب الموقـر للـبعـض خارج أستراليا ! وبـدون خجـل !! حـقاً قـيل : إنْ كـنـت لا تـستحي إفعـل ما تـشاء .
ولكـنَّ الشـكـر للرب مانح الحـياة الذي فـتح أمامي باباً آخـراً دون تأخـير حـين قادتـني الأيام إلى العـمل في إحـدى القارات عَـبر البحار ( أشهـراً تعادل سنيناً ) فـإستمتعـتُ بالسياحة الكـثير وعـلـَّـمَـتـني الأيام أكـثر وإخـتبرتُ الحـياة الأكـثر ، وهـناك شاءت متـطلـبات العـمل أن أكـون قـريـباً من جـماعات ( الإرهابـيّـين ! ) في إحـدى الـدول من تلك البقاع .
وأثـناء أحـد اللقاءات رغـبتُ أن أحـدّثهم بما يجـول في خاطري ويخـتـلج في صـدري بطريقة رشيقة سَـلِسة لا تـثيرهـم ، فـكـلـّـمْـتهم باللغة التي يستـسيغـونها بأسلوب إجـتماعيِّ وتربويِّ شَـيّـق كي يستمعـوا إليَّ بإنـتباه وقـلتُ لهم : أنا كـنتُ من روّاد الأفلام الهـنـدية في أواخـر الستينات وأوائل السبعـينات من القـرن الماضي
 ( فـعـلـّـق أحـدهم فـوراً  قائلاً : يـبـدو أنك رومانسيٌّ أستاذ ) !
وأنا لا زلتُ أواصل حـديثي قـلـتُ : وفي أحـد الأفلام منها ، غـنى الممثل أغـنية باللغة الإنـﮔـليزية ، تأثـرتُ برومانسية لحـنها وعـمق معانيها فـحـفـظـتها فـوراً لبساطة كـلماتها وهي :
Come shake my hand  …….   تعالَ وصافـحـني
And  love  each other  ……   ولنحـبّ بعـضنا بعـضاً
Let us feel happiness  …….  دعـنا نـشعـر بالسعادة
In this world together ……..  في هـذا العالم سـويّة
This is the only truth ……..  هـذه هي الحـقـيقة الوحـيـدة
Remember my brother …….  تـذَكـَّـر يا أخي
 فـنادى أحـدهم من مكانه ممَّن أعـجـبته وتأثـر بها أيضاً وقال برزانة وذكاء الواعي : ( أستاذ ، لقـد وصَـلـَـتْ الرسالة ) ! ثم قـلتُ لهم : الأغـنية إنـتهـتْ ولكـن إسمحـوا لي أن أعَـلـِّـقَ عـليها بعـض الشيء …. طبعاً سادَ السكـوتُ بـينهم شـوقاً ليستمعـوا إليّ فـربما عـنـدي المزيـد ، وأردَفـتُ :
نحـن جـميعـنا خـليقة الله ، خـَـلـَـقــَـنا عـراة في هـذا العالـَم ، فـترعـرعـنا وكـبـِرنا وعـمِلنا وبَـنـَـينا وعـمَّـرنا ووَفـَّـرنا وأنجَـبْـنا ، ومهـما طالَ عـمْـرُنا فإنـنا كـلنا متجـهـون نحـو خـط نهايتـنا ، عـنـدئـذ لن نأخـذ معـنا ……. فـقاطعـني أحـدهـم معـلـقاً مباشرة وقال : ( سِوى الكـَـفـَـن ) . وأضفـتُ :
إنـنا سوف نـترك كل شيء ونغادر هـذه الأرض دون أن نأخـذ معـنا شيئاً مما كـسَـبناه ووفـَّـرناه في هـذه الدنيا ، وبإخـتصار : لـقـد جـئـنا إلى العالـَم عـراة ً ونغادره عـراة ً . إذن ، لِـمَ كل هـذا العـراك ، القـتال ، الصراع ، الـذبح ، الحـقـد ، الكـراهـية ، الإنـتـقام ، الإنحـراف ، السرقة ، الإغـتصاب ، الإخـتطاف والسطو ، في العالـَم ؟ …..
( فـنادى أحـدهـم من مكانه وقال : أستاذ ، هـل أنـتَ مَسيحِي ؟ ) وهـنا بـيت القـصيـد في مقالي !
فـقـلتُ له : نعـم إنـني مسيحيٌّ ( فـقال : يظهر عـليك ذلك )  وأكـملتُ قائلاً : أنا مسيحيٌّ من العـراق والآن أسترالي الجـنسية …..  ثم خـتمتُ كلاميَ قائلاً لهم : ثِـقـوا ــ وأنـتم تعـلـَـمون ــ إنَّ كـل مَن عـلى هـذه الأرض فانٍ ولا يـبقى إلاّ وجه خالقِها ، وما عـلينا إلاّ أن نـُـبْـقيَ إسمَـنا مرفـوعاً ومتجـسِّداً في أعـمالـنا الجـليلة وذكـرياتـنا الجـميلة .
تـُرى ، ما الذي قـلتــُه لـذلك المستمع إلى حـديثي ليكـتـشفَ مسيحـيَّـتي ؟ لـَمْ يكـن يعـرف إسمي ، ولا معـتـقـدي ولم أذكـر له شيئاً مِن الإنجـيل أو آياته ، ولا قـدّيسيه المؤمنين به أو رُسُـلِه ، ولم أصف له الـدير ورُهـبانه . ولكـنـني إخـتــَصَرتُ موعـظة يسوع عـلى الجـبل وتعاليمه ، رسائل مار ﭘـولص الرسول وأفـكاره ، نـذور الراهـب وصومعـته ، وعـظ الكاهـن وكـنيسته ، الفادي الذي حَـمَـلَ الصليـب طائعاً قـبل أنْ يحـمله وغـفـرانه لأعـدائه ! وكـذلك عَـرَضتُ مسيرة 2000  سنة من تاريخ المُـخـَـلـِّـص وقـيامته ، الطريق والحـق والحـياة وكلامه العـذب الذي كـلـَّـمَـنا به  ، دماء الشهـداء من أجـل الإيمان بالرب وأقـواله ، نور العالـَم الذي تـَـنـَـوَّرْنا به .
عَـبَّـرتُ عـن كـل ذلك بالكـلمات المضيئة لتلك الأغـنية البسيطة والناطقة بالمبادئ المسيحـية المُجَـسِّدة لـ ( الله محـبَّة ) دون ذكـر إسم المسيح ! …. المسيحـية المُحِـبَّة التي تحُـلَّ مَحَـلّ حـقـد المنـتـقـمين لتـنير دروب التائهـين ، الهادئة لـتـُـريح أعـصاب المنـفـعـلين ، المُسالِمة لتـُـقـَـوِّم سلوك العُـدوانيّـين ، الكـريمة لتـشرح قـلوبَ اللئـيمين ، المليئة بـدعَـوات الخـير لتـزرع الرجاءَ والأمل في نفـوس بني البشر اليائـسين ، العـذبة المُـنعِـشة المُـفـرحة عسى أن تـُـغـيَّـر بعـضاً مِن سلوك الحاقـدين .
تلك هي الكـلمات المتلألـئة بإشعاعاتها لا يُحـجَـب بريقـُها مهـما وُضِعَـتْ الحـواجـز حـولـَها ، ولا يُـبْـطـَـل نبضُها مهـما عُـزلـَـتْ شرايـينها ، ولا ينـقـطع صوتـُها مهـما إبتعـدتْ وأُبْـعِـدَتْ الآذان السامعة لها .
ومما لا شـكّ فـيه أنَّ مستمعيَ المشار إليه سرعان ما أثمرَتْ فـيه كـلماتي وجَـعـلـَـته يستعـرض تعاليمَه الهـدّامة مع نفـسه ،  ويستـذكـر ممارساتِه السلبـيّة في قـلبه ، ويتخـيَّـل خـطـطه الشرّيرة أمامه ، وبضمير ! صَحا فـجأة في داخـله ، ليقارن بـينهما ويفـصح عـن خـلاصة إستـنـتاجاته وهي أنَّ ماء الحـياة ينبع فعلاً من ينبوع الحـياة ، ومَن يشرب منه يرتوي ، فـترتسم ملامح إنـتعاشه عـلى وجهه ، ويُسـتـدلّ عـليها من أقـواله وأفـكاره المسيحـية وأفـعاله …
وبـذلك نكـون قـد تـلـمَـذنا الأممَ ــ في عـقـر دارهم ــ دون أن نرتـديَ جُـبَّة ولا سـوتانة ولا نحـمل صولجاناً ، ودون أن نقـفَ خـلف منبـرٍ وعـيونـنا تـحَـمـلق راسمة منحـنياتٍ يميناً ويساراً لإستـطلاع الجالسين أمامنا …….. فلا قـرأنا قانـون الإيمان ولا طلـبنا قـراءة سـورة الفاتحة من (( الضالـين )) .
نعـمْ ، كـَـمْ طـوَّقـَـتْ الأصفاد زنود المؤمنين الأحـرار فـكانـت طريق المسيحـية مَرْويٌّة بـدماء الشهـداء الأبرار ، ولكـن كـلمة الحـياة خالـدة منـيرة تـقـضُّ مضاجـع الحـمقى الدائرين في رديء المـدار ، وأبواب الجـحـيم لن تـقـوى عـليها بل تبقى القِـيَـمُ المسيحـية تـتلألأ في بؤر الظلام والأشرار ، عـسى أن تـُـنير عـقـول القابعـين في دنيء الأطـوار ، فـتـقـود العُـتاة العابثـين بتعاليم السماء ، إلى شاطئ الأمان والرفاء . إنهم فعلاً تـُعَـساء ، نـتألـّم لهم وعـلى حالهم نحـزن ونـُـواسيهم بالرثاء ، وعـلى طبق ذهـبي قـدَّمنا لهم الـدواء ، فـهـل عـنـدهم إستعـداد للشِـفاء ؟ .

53
الحـلـقة الرابعة ــ مراسلاتي مع الـﭘَـتـرَك لـويس 

قـد تـزوّد المطران إيميل نـونا الموقـر خـبـرة الـمتاريس

 

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ

في مطلع عام 2013 جاءني إلى داري صديق حـميم مخـلص يحـتـرمني ويريـد مصلحـتي ، أفادني بمعـلـومة مُـلـفـقة ( سمعها من شخـص منافـق ) لم أصدقّها وشكـرته . 

ما هي ؟ إن الـﭘَـتـرَك لـويس طلب من المطران جـبرائيل كـساب أن يمنع ــ الكاتب الـذي يكـتب عـنه ــ من الـدخـول إلى الكـنيسة !!! لكـن المطران جـبرائيل رفـض تـوصية الـﭘَـتـرَك لـويس ! بمعـنى تحـدّاه وأهـمل طـلـبه ! ...........

وهـنا يحـلـو التعـلـيق ! :

أولاً : أنا متأكـد من أن الـﭘَـتـرَك ــ رغـم موقـفي مـنه ــ لا ينـزل إلى هـكـذا درجة من الـرداءة ، ولسانه لا يـبـتـذل تـصريحاً بهـذه الـدناءة ، ومكانـته لا تسمح له تـرويج هـذا الـنـوع من البضاعة ، وفي الـوقـت ذاته لا يـزجّ المطران في مُشكِـلٍ بهـذه الـبشاعة ....... المهم إن المعـلـومة مخـتـلـَـقة لغاية فـرّاعة .

ثانياً : ومع ذلك لـو إفـتـرضنا ــ أكـرر إذا إفـتـرضنا ــ أنّ المعـلـومة صحـيحة فإن المطران لا يـورّط نـفسه في مأزق مجـهـول العـواقـب !!!.

ثالـثاً : إنْ كان بعـض المتخـلـفـين أهـل الكـهـوف يتـصوّرون أنّ أستراليا (( غابة ، أكـواخ ، سـيوف ، خـيَم ، عـشائر ، فـرسان ، عـنـتر ، فـوضى )) يحـكـمه قـره قـوش عـنـجهي .... فإنهم واهـمون .

المهم قـلتُ لصديقي بكـل ثـقة

إسمعـني !! حـين تـصبح بناية الكـنيسة ــ أرضاً وجـدراناً ــ مُـلكاً صِرفاً مسجـلة بالـطاﭘـو بإسم المطران أو غـيـره ، عـنـدئـذ يمكـنه الـتـصرّف بها كـيـفـما يشاء . 

أنا من جانبي وبكل بـرودة كـتـبت رسالة بالإيميل إلى الـﭘَـتـرَك لويس حـول هـذه المعـلـومة الـفـطيرة المـلـفـّـقة عـنه لـيكـون عـلى عِـلم ، ولمعـرفة رأيه بها ، وبعـد ذلك أتصرّف وفـق ما يتـطلب الموقـف آنياً . 

From: michaelcipi@hotmail.com 

To: Louis.......@yahoo.com 

Sent: Saturday, 30 March 2013       12:44 

Subject: 

(( سـيـدنا المحـتـرم : تـطـرَّق إلى مسامعـنا أنـكم قـد أوصيتم بأن يُـمنع الـكاتب الـفلاني من الـدخـول إلى الـكـنيسة لأنه كـتب عـنـكم ، وفي ذات الـوقـت كان هـناك مَن إعـتـرض عـليكم ولم يأخـذ بتـوصيتـكم ! ولكي لا نخـفي شيئاً فـنحـن شخـصياً لـسـنا سـذجاً كي نـصـدِّق هـكـذا أقاويل الـتي يـروّجها الخائـفـون ، بل ربما ينـوَون من ورائها غايات أخـرى غـير سـليمة !!!! وأنـتم أرفع من هـكـذا مستـوى )) .

******** 

فأجابني غـبطته برسالة فـورية وخلال فـتـرة قـصيرة وفي سبت الـنـور ، أنـقـل في أدناه قـسماً منها : 

From : louis sako (Louis........@yahoo.com) 

To: michael cipi 

Date: 30/03/2013 

09:55:14 +0000 

أخي العـزيز مايكل 

(( عـيد قـيامة لك ولـذويك وخـصوصاً أنت في حج إلى الأماكـن المقـدسة . ...... ولست بسذاجة ... لم أمنع أحـدا كان مخـتـلفا معي ولا مَن ينـتـقـدني ، مِن دخـول الكـنيسة .. أنا أكـبر من هـذا .. أقـبل أي إنـتـقاد وإقـتراح لكـن ينبغي ألا يتخـطى اللياقة ، إطمئن وأتمنى ألّا تسمع لهـذا و ذاك ...  مرة أخـرى قـيامة مجـيـدة )).......... البطريرك  لويس ساكـو

وكان لا بـد لي من الإجابة فـكـتـبتُ له : 

From: michaelcipi@hotmail.com 

To: Louis.......@yahoo.com 

Subject: RE: 

Date: Sat, 30 March 2013         21:22:02 +1100 

(( سـيـدنا ... شـكـراً عـلى الإجابة السريعة ، ومن الـمؤكـد أن لغـبـطـتـكم أولـويّاتـكم ونحـتـرمها مع خالص أمنياتـنا لكم )) ........ مايكـل سـيـﭘـي


لـديّ مراسلات أخـرى معه ، كان في بعـضها منـطقيّ الـتـفـكـير ، شملـتْ مواضيع ليست ضمن محـتـوى هـذا المقال ، لـذلك لا داعي لـذكـرها . 

كـل ذلك حـصل ... (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) !!!.


***************

إن تحـلـيلي الشخـصي لـتـلك الـمعـلـومة الفارغة هـو ــ أن الملـفـّـق الأول ناقـل المعـلـومة لصديقي ــ يـريـد أن يتـرك إنـطباعاً جـميلاً في نـفـسي عـن المطران جـبرائيل كـساب بأنه يـقـف إلى جانبي مدافـعاً عـني ، ولا يعـرف أن الـوُدّية ــ الميانة ــ  كانـت تجـمعـني مع المطران جـبرائيل ، فـما من يوم زرته إلّا وأدخـلـني ( لا إلى صالة الضيافة ) وإنما إلى داخـل مكـتبه ويجـري بـينـنا حـديث لطـيـف وتـبادل آراء ، وزارنا في دارنا برفـقة شمامسة عـدة مرات ، كما طلب مني مرافـقـته لـزيارة عائلة في مناسبة عـزاء ... وعـليه لم يكـن بحاجة إلى نسج تلك الـقـصة الرخـيصة .

ملاحـظة : في السنهادس الكلـداني الـذي ناقـشوا فـيه قـضية سيادة المطران باوَي سـورو ، وحـين إسـتـعـدّ سيادة المطران جـبرائيل كساب للسفـر ، زوّدتُه بمقالات فـيها دفاع يـدعـم الحـوار والـنـقاش والـحجج الـدامغة لصالح مار باوَي ، وقـلـتُ له أن يقـرأها بتـركـيـز وهـو في الطائـرة ، فأخـذها بكـل فـرح ! ... ومن المؤكـد أنها ساعـدَته في الـنـقاش ، وأخـيـراً كانت الـنـتـيجة قـبـول مار باوَي في كـنيستـنا الكـلـدانية .

(( وحـﭼـي بـيـناتـنا أتـكـلم بـرموز : عـنـد الحافة الفاصلة والعـتـلة أفـقـية !!! وُضِعَ قـشر موز تحـت قـدم ساكـو الـﭘَـتـرَك ولم يستـطع تجاوزه ، مما إضطـره إلى الصمت والـقـبـول بـدون إعـتـراض ... وهـذه نـتـركها للمستـقـبل )) .       

وخـتاماً ، نـشرتُ للقارىء مراسلتي هـذه مع الـﭘَـتـرَك لـويس لغاية في نـفـسي ! تـنـويهاً مسبقاً وتـذكـيـراً بـعـرقـلة نشاطنا المحـليّ في كـنيستـنا قـبل سنين !!! لأعَـرّف القارىء أن الـﭘَـتـرَك لـويس وبمنـصبه الكـنسي لم يكـن هـو العـثـرة في طريق ذلك الـنـشاط ، سآتي إليه لاحـقاً في سلسلة مقالات أخـرى قادمة ! ...

الحـلـقة الخامسة : لماذا أكـرر عـبارة ( وأنا شماس غـيـر مرسـوم ) في المقالات إلى المطران إيميل نـونا الموقـر   

54
لماذا أكـتـب مقالات عـن المطران إيميل الموقـر ؟
الحـلـقة الثانية
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
منـذ بـداية خـدمتي للـقـداس في ألـقـوش صرتُ ألـفـتُ نـظـر المرحـوم المطران أبلحـد صنا الـذي قال لي :
(1) في فـتـرة صلاتي التأملية الصامتة أثـناء الـقـداس ، تعال وإقـتـربْ من الـمـذبح وــ دَنـدِنْ ــ بصوت خافـت بالمقام الـذي أنت بـدأته كي يـتـواصل في أذني ولا أنساه ... (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) !!!.
(2) في أحـد الأيام كـنـتُ أخـدم الـقـداس الصباحي معه ، حانـت فـتـرة تـناول الـقـربان المقـدس ، بـدأتُ بتـرتيلة (( مْـلِـبّي كــْـنـوءا مِشـتاقـوثا = من قـلبي ينبع الإشتياق )) بإيقاع موزون وصوت جَـهـوَري مما شـجّع النـساء ــ العـجائـز ــ فـبـدأنَ مشاركـتي في التـرنيم ويُـرتــّـلـنَ معي عـن بُـعـد ، فـتـوقـف المطران وطلب منهـنّ السكـوت قائلاً : شـووقـولِ د آمر لخـوذِح = دعـوه يرنم لـوحـده ! ... (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) !!!.
(3) في ليلة عـيـد الميلاد لسنة 1965 دعانا المطران نحـن أعـضاء الأخـوية مع بعـض الشمامسة إلى مقـره ــ قـوناخ ــ في أمسية قـصيرة تـضمّـنـت فعاليات بسيطة وحـصلتُ عـلى كـتاب الصلـوات الطـقـسية ــ حُـذرا الجـزء الثالث ــ هـدية منه ولا زلـتُ محـتـفِـظاً به ... ((((  وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) !!!
(4) في إحـدى السنين وأنا طالب جامعي في بغـداد سافـرت إلى ألـقـوش صباح يوم جـمعة الآلام وكُـلي أمل أن أصل عـصراً للمشاركة في طقـوس موكـب تابـوت المسيح داخـل الكـنيسة ، وما أن وصلتُ أسرعـتُ إلـيها ودخـلـتُ فكان موكـب الشمامسة قـد باشر مسيرته وفاتت عـليَ فـرصة المشاركة وبـقـيتُ واقـفاً مع الواقـفـين بجانب الموكـب . وهـنا لمَحَـتْـني عَـينا المطران فأشّـر عـليّ للإنخـراط في الموكـب ، فأشرتُ عـلى ملابسي لأقـول له أني لستُ مرتـدياً رداء الشماس ! فأشّـر عـلى فـمه وعـليّ ثانية بما معـناه ــ أدخـل في موكـب الشمامسة ورنّـم ــ فـدخـلـتُ ورتّـلـتُ (( قـريلِ يا بابي ، ﮔـياني كِـمْـساﭘـن ، بْـدِيّـوخ إيـداثا = صاح يا أبي ، أسـلـّم نـفـسي ، بـيـديك )) ... (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) !!!.

مع الكـهـنة :
في تلك الـفـتـرة إنـتـقـل رئيس أخـويتـنا إلى بغـداد ، ولما كـنـتُ أنا الأكـبر عـمرا ودراسة وبارزاً كـنسياً ، طلب مني المرحـومان الكاهـنان ( يوحـنا ﭼـولاغ ، هـرمز صنا ) أن أكـون رئيسا بديلاً عـنه فإعـتـذرتُ لهما عـن قـبـول الرئاسة وإنـتخـبنا غـيـره .
في أحـد الأيام ونحـن في صلاة الصباح ، إسـتعـد المرحـوم القس يوسف تـوماس لإقامة قـداس ، والمعـروف عـن صوته كان ناعـماً محـدود الـطـبقة ، فأشـر إليّ المرحـوم القس يوحـنان ﭼـولاغ للحاق به لخـدمة الـقـداس معه ، وقال لي مازحاً : (( خـنـوقلا بَـلـوتـِح = إخـنـق بلعـومه )) لأنه يعـرف أن بإمكاني رفع درجة صوتي عالـياً بما لا يمكـن للقـس مجاراتي (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) !!!.   
في الـيـونان / أثـينا
وصلتُ مع عائلتي إلى أثينا في مطلع تـشرين الثاني  1992 وسكـنا في دير الأم تـيريزا وتعـرّفـنا عـلى كاهـن لـبناني ــ الأب مكاريوس ــ كان يحـتـفـل بالـقـداس للعـراقـيـيـن مساء كـل يوم أحـد حـسب الطـقـس الـبـيـزنطي وتعـلـّـمته نـصوصاً وألحاناً 100% ولما إنـتهـت مهـمته غادر إلى لـبنان . وفي منـطقة ــ آخـرنـون ــ كاتـدرائية كـنيسة يونانية كاثـوليكـية ، كان الكاهـن اليوناني يقـدس بلغـته اليونانية وحـسب الطقـس البـيـزنـطي ونحـن نشاركه بالعـربي والكلـداني . وبناءاً عـلى طلـبه مراراً ، كـنـتُ أقـرأ الإنجـيل وأقـدّم الكِـرازة ، وأحـياناً أقـف بجـواره عـنـد المـذبح وأشاركه بالصلاة ــ بالكـلـداني ــ ، وأقـدّم معه الـقـربان المقـدس للمؤمنين ... (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) .
ومحـبة بأطـفالـنا العـراقـيّـيـن في أثينا أخـذتُ عـلى عاتـقي تعـليمهم وتهـيـئـتهم لـلتـناول الأول عـلى مدى خـمس سنين 1992 ــ 1997 أعـلـّـمهم : ( أوليات التعـليم المسيحي + نـبـذة عـن العـهـد الـقـديم + نـبـذة عـن العـهـد الجـديـد + طريقة الإعـتـراف بالخـطايا أمام الكاهـن + المشاركة في صلوات الـقـداس نـقـيمه في الكاتـدرائية وبحـضور المطران الـيوناني ) ... (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) .
وجـدير بالـذكـر أنّ المطران الـيوناني الكاثـوليكي ( أنارﮔـيـروس ) إستغـرب مِن بقائي سنيناً في اليونان ولما شرحـتُ له الموقـف عـرض عـليّ أولاً الرسامة الكـهـنوتية لخـدمة العـراقـيـيـن في أثـينا قائلاً : سأتابع مراجـعـكم الكـنسية بهـذا الشأن ( طبعاً رفـضتُ ) ثم حاول مساعـدتي في موضوع الهجـرة وحـصل عـلى وعـد من قـنـصل الهجـرة الأسـترالي لمقابلتي ، وتأكـدتُ ذلك من ــ كاميليا ــ سكـرتيرة السفارة ولكـنها بكل صلافة حـدّدت موعـداً بعـيـداً مما جـعـلـني أفـقـد الأمل وأخـطط لمغادرة الـيونان 1997 فـطلـبتُ من الشمامسة ( بعـضهم دارسين في السيمنير ) أن يأخـذوا عـلى عاتـقهم مسؤولية الـتـناول الأول للأطفال فإعـتـذروا ! . لم أرغـب في تـركهم فأجّـلـتُ سـفـري إلى ما بعـد الإحـتـفال بالـتـناول ، ولما عـلِمـتُ أن سيادة المطران إبراهـيم قادم إلى أثـينا مع الكاهـنين كـمال بـيـداويـذ و فـيـليـب نجـم ، حـدّدتُ يوم الإحـتـفال ليكـون مطرانـنا الكلـداني هـو المحـتـفـل في الـقـداس ( فـلـقّـنـتُ الأطفال خـدمة الـقـداس الكلـداني الإحـتـفالي الأصيل بكامله وبمفـردهم ــ عـددهم 41 ــ دون مشاركة الحاضرين ) وعـنـدي الـﭬـيـديـو ... وكانت الـفـرصة مناسبة ، فـرسم المطران بعـض الشمامسة ، أما أنا إعـتـذرتُ ولم أرغـب بالرسامة .
في عام 2015 رآني مطران كـلـداني بارز في مطار سـدني ، هـمَسَ لي قائلاً : (( لا كـزدإن إلـّـوخ = ما أخاف عـلـيك )) !! وبعـدها سافـرتُ فحـضرتُ الـمؤتمر الكلـداني / ديتـرويـت الـذي خـتمناه بـقـداس أقامه سيادة المطران إبراهـيم الـذي طلب مني خـدمة الـقـداس الإحـتـفالي معه ... (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) فـقـلتُ له : إنـنا جـميعـنا حاضرون ولا أريـد أن أكـون منـفـردا بل الأفـضل أن نخـدم سـوية فـلم يعـتـرض . ولما حان موعـد تـناول القـربان وأنا واقـف بجانب المـذبح مع الأب نـوئيل ﮔـورﮔـيس والشماس مؤيـد هـيـلـو ، أشار إليّ أن أرنم تـرتيلة : سْـراﭘـي د نـورا وَذ روحا = سرافـيم (ملائكة ) النار والـروح ، فأديتها ...(((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) .
وفي فـتـرة خـدمة سيادة المطران جـبرائيل كـساب في أستراليا رسم وجـبـتـين من الشمامسة . في الـوجـبة الأولى إتـصلـوا بي هاتـفـيا وسألـوني عـن رغـبتي في الـرسامة فـقـلتُ لا أرغـب .... وفي المرة الثانية جاء إلى دارنا وسألـني عـن سبب رفـضي الرسامة ، فـقـلتُ : أرى نـفـسي غـير مستحـق ، فأجابني بتـواضع : ومَن منا مستحـق !!!! .
ملاحـظة تـرفـيهـية : في غـرفة الشمامسة سألـني أحـدهم لماذا تـرفـض الرسامة ؟ فأجاب عـني مباشرة أحـد الشمامسة المرسومين وقال : (( وما الـذي نعـمله نحـن المرسومون كي يعـمله هـو إذا رُسِـمَ ؟ .... كما سألـني الـمرحـوم الشماس لـويس منـصور عـن سبب رفـضي الرسامة ، فـقـلتُ له : أنا لا أرفـض الرسامة ولكـن عـنـدي شـرط ! قال : وما هـو ؟ قـلـتُ وأنا أمزح : أن تكـون لي فـرصة الرسامة الأسـقـفـية  !! فـقال : هـذا لا يجـوز ، فـقـلتُ له : كـيـف لا يجـوز ؟ إقـرأ رسالة ﭘـولس الرسـول الأولى إلى تيماثيوس : (( يكـون الأسـقـف بعـلَ إمرأة واحـدة )) وأنا عـنـدي زوجة واحـدة ، فـما المانع ؟ فـقال مبتـسماً : نعـم بهـذا عـنـدك حـق .

الحـلـقة الثالثة ، يقـول أحـد المطربـين : ( آه من غـيـرة الرجال ) ... بعـض أشباه الرجال ــ المرسومين ــ ومواقـفهم الـدنيئة الحاقـدة من ((( شماس غـير مرسوم ))) .

55
ما الـذي دعاني إلى كـتابة مقالات عـن المطران إيميل الموقـر
الحـلـقة الأولى
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 
المقـدمة : إذا إقـتـرب شخـص معـصوب العـيـنين من لـوحة واسعة وعـلى بُـعـد بضعة سـنـتـمترات عـنها وعـليها صورة كـبـيـرة ، ثم فـتح عـينيه فإنه لـن يـرى منها سوى بقـعة صغـيرة لا تعـني له شيئاً ، وكـلما رجع إلى الخـلـف مُـبتعِـداُ عـنها تـبـدأ تـتـضح له معالمها . وهـكـذا حـين أذكـر لأولادي نـصوص الأمثال الألـقـوشـية أو غـيـرها تـكـون غامضة لهم فأرجع إلى خـلـفـيتها وأحـكي عـن منبع نـشوئها فـيـفهـمونها . 
العِـبـرة : حـين أتـكـلم عـن واقـعي الحالي كـشماس غـير مرسـوم ، قـد يـبـدو غامضاً لكـثيرين ، مما يتـطلـب الرجـوع إلى الماضي والتـكـلم عـن بـدايات خـدمتي في الكـنيسة وأنا بعـمر عـشر سـنـوات متـنـقـلاً بـين محـطاتها حـتى الـيـوم ، فـتكـون الصورة جـلـيّة لمَن يهـمه أمرها .
وُلِـدتُ في كـركـوك وتـناولـتُ القـربان المقـدس بعـد إنهائي الصف الثالث الإبتـدائي ، وبعـد أشهـر قـليلة ( 1958 ) إنـتـقـلـنا إلى ألـقـوش / مدرسة العـزة للـبنين ــ في السوق ــ وأنا في الصف الرابع الإبتـدائي . ولما نجـحـتُ إلى الصف الخامس نُـقِـل عـدد من الطلاب وأنا من ضمنهم إلى مدرسة ألـقـوش الأولى للبـنين ، مار ميخا ، بالقـرب من الكـنيسة . وفي هـذه المرحـلة ( 1959 ) كان معـلم التربـية الـفـنية الموسيقار ــ حـكـمـت زيـباري ــ يـدعـوني عـنـد السبورة في بـداية الـدرس لأنـشـد للـزعـيم عـبـد الكـريم قاسم وهـو يعـزف عـلى الأوكـورديـون :: 
عـبـد الكـريم كـل الـقـلـوب تهـواك ... عـبـد الكـريم ربّ العـباد يـرعاك 
إحـنا وياك ... كـلـنا فِـداك ... نحـمي حِـماك ... عـبـد الكـريم

وفي موكـب درب الصلـيـب داخـل الكـنيسة ( 1959 ) شاركـت فـيه لأول مرة حاملاً بـيـدي الشمع الكـبـيـر ، واقـفاً عـنـد الجانب الأيسر للصلـيـب ومرنماً بصوتي المنـفـرد مع اللحـن ( شـلاما إلاّخ مريم ملـيـثا نَـعـمِــ = السلام عـلـيك يا مريم الممتـلـئة نعـمة ... 14 مرحلة ) حـسب نـظام الكـنيسة في تلك الأيام ، فلاحـظـتُ من بـين الـواقـفـيـن أستاذي المرحـوم جـرجـيس زرا يُعـبّـر عـن إعجابه بصوتي ... كانت هـذه بـدايتي في الكـنيسة وأنا طـفـل شماس (((( غـيـر مرسـوم )))) !!!! . ومن غـرائب الأمور ! بعـد سـتـين سـنة تـصبح صفة (((( غـيـر مرسوم )))) مشكـلة عـويصة في نـظـر صاحـب السلطة إبن جـلـدتي ، لتجـعـله واحـداً مِن أهـل الـبـيـت الـذين قال عـنهم المسيح ( متى 10: 36 ) .   
في الصف الثاني المتـوسـط إنخـرطـتُ في أخـوية الجـيش المريمي ، وفي السنة التالية تعـلـّـمتُ فـقـط ــ حـروف ــ اللغة الكلـدانية ، ثم كـتـبـتُ نـص القـداس ( بالأحـمر والأزرق ... الكاهـن والشماس ) بخـط يـدي بالـﮔـرشـوني وبـدأتُ أخـدم الـقـداس وأنا في مرحـلة المراهـقة ــ كـنـتُ أطلب من غـيـري أن يـقـرأ الرسالة ــ لسبب سأذكـره بعـد قـلـيل !!! وفي هـذه المرحـلة بـرزتُ بصوتي بـين زملائي الشمامسة من فـئة عـمري وأصبحـتُ معـروفاً عـنـد روّاد الكـنيسة وغـيـرهم . و(( نـقلاً عـن الـدكـتـور أمير هـيـلـو )) فإن الأستاذ ــ عـبـد جـبرائيل رزوقي ــ كان واقـفاً في ساحة الكـنيسة يوم الأحـد يسمعـني أخـدم الـقـداس وأنا شماس مراهـق (((( غـيـر مرسـوم أيضاً )))) !!!! وقال : إن صوت هـذا الشماس يشبه الأورغـن ! وفي العـطلة الصيفـية كـنتُ أحـضر دورات تعـلـّـم اللغة الكلـدانية في ساحة الكـنيسة مع أطفال المرحـلة الأولى وخلال أيام ينـقـلـونـني إلى المرحـلة التالية لأني أتعـلـّـم بسرعة ، وفي نهاية المطاف تعـلـّـمتُ قـراءتها وكـتابتها .
إشـتـقـتُ إلى قـراءة الرسالة في قـداس الأيام والآحاد وأنا متـمكـن من الـلحـن الخاص بهما إلاّ أني واجـهـتُ مشكـلة !!! وهي أن كـتب الرسائل والـقـراءات والإنجـيل ( المعـتـمدة في الكـنيسة منـذ الـقِـدَم ) مكـتـوبة باللغة الكـلـدانية الفـصحى ــ ﮔـوشـما ــ وشمامسة ألـقـوش عـلى عِـلم بـذلك ، والـمطلـوب من ( الكاهـن والشماس ) أن يتـرجـمها مباشرة عـنـد قـراءتها في الـقـداس ، تـرجـمة فـورية إلى اللهـجة المحـكـية ! وأنا لا أجـيـد الترجـمة ، فـما العـمل ؟ .
كـنـتُ أستغـلّ يوم الجـمعة ، آخـذ كـتاب الرسائل وأذهـب عـنـد المرحـوم الشماس المتـمكــّـن جـداً والبصير ( سليمان مَـقـدسي ) أقـرأ الجـملة أمامه فـيـتـرجـمها لي وأحـفـظها عـن ظهـر قـلـب وهـكـذا باقي نـصوص الرسالة ، ثم أعـيـدها له من الأول ويصحح لي أخـطائي ، وكـل ذلك شـفـهـياً ــ لا كـتابة ــ إلى أن أتعـلـّم تـرجـمة الرسالة كاملة فأكـون جاهـزاً لـقـراءتها في الـقـداس ، وبهـذا تـحَـسّـن مستـوايَ بعـض الشيء وأنا (((( شماس غـيـر مرسـوم )))) !!! .
في صيف ( 1963 ) وأنا إبن 14 عام سافـرتُ إلى كـركـوك مسقـط رأسي وذهـبتُ في يوم الأحـد إلى كـنيسة مار يوسف ــ تـناولي الأول فـيها ــ ودخـلـتُ عـنـد المـذبح لخـدمة الـقـداس بكـل عـفـوية وأنا غـريـب دون أن أسأل أحـد ولم يمانعـني ساعـور ولا عارضني شماس ، أخـذتُ كـتاب الرسائل بالعـربي وخـدمتُ الـقـداس مع الكاهـن الـذي ركــّـز عـلى نـطقي للصلـوات !! (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) وفي الخـتام كـعادتـنا في ألـقـوش ساعـدتُه في طي بـدلته فـسألـني بالعـربي :
هـل أنت ألـقـوشي ؟..... نعـم
هـل أنت أحـد تلاميـذ القـس يوحـنان ﭼـولاغ ؟..... نعـم
ماذا تعـمل في كـركـوك ؟ ..... جـئتُ لـزيارة أخـتي
هـل يمكـنـك أن تأتي هـنا بعـد فـطـورك ؟ ..... نعـم
وبإعـتـباره كاهـن لـبّـيـتُ طلبه دون تـردّد ولا إستـفـسار ، ولما حـضرتُ شاهـدتُه داخـل الهـيكـل ومعه شاب يساعـده في نـصب المايكـروفـون ومسجـل ضخم ذي بكـرتـين وأسلاك منـتـشرة عـلى الأرض وقال لي : سنـسجّـل بعـض التـراتيل بصوتـك ، وهـكـذا كان ثم غادرتُ المكان دون أن أسأله عـن إسمه (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) !!! وبعـد رجـوعي إلى ألـقـوش نسيتُ الموضوع .
مرّت أعـوام وتخـرجـتُ من المرحـلة الإعـدادية في ألـقـوش ، وفي فـتـرة الجامعة كـنتُ أخـدم القـداس في كـنيسة العائلة المقـدسة / البتاويـيـن وشاهـدتُ ذلك الكاهـن ( فـعـلمتُ إنه المرحـوم فـيـلـيـب هـيلاي !! ) وطلـب مني أن أشارك بعـض الشباب الشمامسة للرسامة فـرفـضتُ ! . ثم أنهـيتُ الجامعة والخـدمة العـسكـرية الإلـزامية وتعـيّـنـتُ مدرساً في الكـوت ، وفي إحـدى سفـراتي الأسبوعـية إلى بغـداد ( حـوالي 1976 ) زرتُ الأب فـيليب فـقال لي : تعال وإسمع بعـض التراتيل ، ولما سمعـتها لم أعـرف مُرنمها وقـلـتُ له : إنه يشبه صوت فـيـروز ! فـضحـك ، وقـلتُ له : لم أقـل فـيروز وإنما يشبه صوت فـيروز .. فـقال لي : إنه صوتـك قـبل سـنـوات هل نسيت ؟ . وطـيلة فـتـرة وجـودي في بغـداد كـنتُ أخـدم الـقـداس في كـنيسة العائـلة المقـدسة / البتاويـيـن ــ كـنيسة الثالـوث الأقـدس / الحـبـيـبـية ــ كـنيسة مار يعـقـوب أسـقـف نصيـبـين / حي آسـيا ، دورة ... (((( وأنا شماس غـيـر مرسـوم )))) .
الحـلـقة الـثانية ... تعامل المطارنة والكـهـنة معي وأنا ... (((( شماس غـيـر مرسـوم )))) .

56
الـمطران إيميل وقـبلة يهـوذا في جـمعة الآلام 2 نـسان 2021 
الحـلـقة الـرابعة   
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 


المطران إيميل يحاول تـفـسير تـصرّف يهـوذا الـذي سـلـّـمَ المسيح للجـنـود الرومانيـيـن بقـبلة الخـيانة فـيقـول : كانت الصورة المرتسمة في ذهـن يهـوذا عـن المسيح ، هي ــ الـقائـد ــ الـذي سـيحـرر البلـد من الإستعـمار الروماني ، وذلك (1) دفاعاً عـن إيمانه اليهـودي ! (2) إحـتـمال كان يهـوذا منـتمياً إلى فـئة الغـيـورين الـثـورية الـذين يأملـون بقائـد يحـررهم من الإستعـمار الروماني ! (3) ظنّ أولـئـك الغـيـورون الـثـوريـون ــ وليس كـل الـيـهـود ــ أن المسيح بتعاليمه الرائعة يشكـل خـطراً !... 
فـنعـلـّـق بما يلي :
أولاً : إن إنـتماء يهـوذا إلى مجـموعة تلاميـذ المسيح لم يكـن تكـلـيفاً من أحـد ولا مُجـبَـراً من آخـر وإنما كان برغـبته الـذاتـية .
ثانياً : إن المسيح لم يناهـض ولم يعاكس الـدين اليهـودي ولم يَـنـقـضْ الناموس بل جاء مكـملاً له بـدليل كلامه (( ما جـئـتُ لأنـقـض بل للأكـمل ... )) مع عـبارته المـتّـزنة (( قـيل لكم ... أما أنا فأقـول ... )) ، مثال : قـيل لكم ــ تحـب قـريـبك وتبغـض عـدوّك ــ أما أنا فأقـول (( أحـبّـوا أعـداءكم ... )) ، وعـليه ليس لـيهـوذا أيّ مـبـرر يجعـله يـدافع عـن إيمانه اليهـودي ، كـما لم يفـكـر أن يكـون عـدوّاً للمسيح .
ثالثاً : إن يهـوذا لم يكـن عـضواً في الأجهـزة الأمنية اليهـودية ( مثل شاؤول ــ مار ﭘـولس ) ولم تـظهـر عـليه شكـوك ولم يُـبـدِ تحـرّكات مشبوهة تـوحي بأنه يـرصد المسيح أو يـراقـبه للـوشاية به طـيلة السـنـوات الثلاث العـلـنية الأخـيـرة ، بل كان بمثابة أميناً لصنـدوق مجـموعة تلاميـذ المسيح .   
رابعاً : ليس هـناك دليل عـلى ثـورية يهـوذا ولا إنـتـمائه إلى جـماعة ثـورية متـطرفة ، فلا أدري من أيّ مصدر إستـقى المطران هـذا الإحـتـمال .
خامساً : طالما المسيح أكـد وقال أنّ مملكـتي ــ ليست من هـذا العالم ــ ، فـسـؤالـنا لسيادة المطران :
ما علاقة رسالته السماوية بالرومانيّـيـن لتكـون خـطراً عـلـيهم ؟ وإذا إفـتـرضنا أن المسيح كان ــ ضد أو مع ــ تحـريـر الوطن من الإستعـمار الروماني ، أين تكـمن خـطـورته في هـذا الشأن ؟ إنهم لم يلاحـقـوه يـوماً ، ولا هـو هـددهم مرة ؟ بـدليل كان المسيح في نـظـرهم مواطناً عادياً ، ودفع ضريـبة الـدرهـمَـين للجـباة الـرومانيـيـن بحـسن نية ( وهـو مِن بـين الـبـنين الأحـرار ) ، كما أنّ هـيرودس كان من المعـجـبـيـن به ! وﭘـيلاطس إعـتـرف بـبـراءته قـبل غـسله يـديه من مسؤولية صلبه ، فأين خـطـورته عـلى المستعـمر الروماني ؟ . هـذا عـدا أن المسيح لم ينافـس ولم يجامل جـماعة الغـيـورين في آمالهم ، فـلماذا يظنـون فـيه تلك الظـنـون السلـبـية ؟ إنما اليهـود كانـوا يتملـقـون للغـزاة الرومانيّـين بقـولهم ( ليس لـنا ملك إلّا قـيصر !! ) ..... إقـرأ (( لـوقا ، إصحاح 23 ، العـدد 8 )) .   
سادساً : وبعـد أن إتُهـِمَ المسيح ظـلماً !! سـلـّـمَه يهـوذا ، ونـدم ( حـيث لا يـفـيـد الـنـدم ) !!! ولهـذا رَدّ الثلاثين من الفـضة إلى رؤساء الكهـنة والشيوخ قائلا : قـد أخـطأتُ إذ سلمتُ دما بريئاً . وطرح الـفـضة في الهـيكل وإنصرف ثم خـنـق نفسه . 
أنا لا أريـد أن أكـون مؤمناً تـقـلـيـدياً أعـمى مثـل أجـدادنا قـبل مئات السنين ، بل (1) أنا أسـتـرشـد بالروح الـقـدس الساكـن فيّ لأنـنا هـياكل الله وروح الله يسكـن فـيـنا (2) أنا أستخـدم عـقـلي الـذي هـو ــ هـدية الخالـق لي ــ  (3) أنا أفـتـش الكـتب كما أوصى المسيح ... لـذا عـلى الـواعـظ أن يتحـسّـب مستـوى ثـقافة مستمعـيه من المؤمنين في الـقـرن الواحـد والعـشرين ، وأقـول :
إن يهـوذا كان رفـيقاً للمسيح كـباقي الـرسـل ، وأميناً للصنـدوق ، وعـلى عِـلم بستـراتيجـية المسيح الأبـدية ... إلاّ أنه في اللحـظات الأخـيـرة خان ثم نـدم وإعـتـرف بخـطئه وعاقـب نـفـسه بنـفـسه ! ... فلا دافعَ عـن الإيمان اليهـودي ولا إحـتـفـظ بالفـضة ، بالإضافة إلى أن يسوع باحـر الـقـلـوب ! فـلماذا لم يوقـفه عـنـد حـده منـذ الـيوم الأول ، مثـلما وبّخ مار ﭘـطرس قائلاً له ــ إبتعـد عـني يا شيطان ــ ؟. 
إذا أجاب أحـد عـلى أسـئـلـتـنا بشأن خـيانة يهـوذا قائلاً : ( أراد الله أن يجـربه ! ) نـقـول له : الله لا يجـرب أحـداً ... وإذا آخـر قال أن الشيطان هـو الـذي جـربه ، سـنـقـول له : إن يسوع أخـرجَ الشياطـين من إنسان فـكان بإمكانه إبعاد الشيطان عـن يهـوذا .     
الخلاصة : إن سيادة المطران لم يكـن موفـقاً في تحـلـيل سـلـوك يهـوذا ، وأن الأسباب التي ذكـرها عـن خـيانة يهـوذا بقـبلته الغادرة ، غـيـر صائبة . ولكـنـنا نحـن يمكـنـنا أن نجـتـهـد منـطـقـياً ونـقـول : أن السبب كان الطمع المادي الـفـوري ( الـفـضة ) ، وربما كان يأمل بالحـصول عـلى ( منـصب ) لاحـقاً ، مستغلاً حـقـد رجال الـدين رؤساء الهـيـكل عـلى المسيح ... إلّا أنّه ــ وبعـد فـوات الأوان ــ وبّخه ضميره فـنـدم وخـنـق نـفـسه . ..... والـيـوم نـرى الكـثـيرين يتـقـرّبـون من الـرؤساء عـن طريق إبتـذال مصطلحات التـمـلـّـق ( منـوّر ومعـطـّـر ومطـوّر ) ، كل لغايته : من أجـل الـتـسـلق ، أو للـمرافـقة والتباهي ، أو لإلـتـقاط صورة ، أو للحـصول عـلى مقـعـد مجاور !.... والسيد الرئيس يتخـتخ !!! .   
ويـواصل المطران إجـتهاده في كـرازته قائلاً : كان بإمكان المسيح أن يطلب من ألله أن يـبعـث له 12 فـيالق عـسكـرية لـتـنـقـذه من الصلب ، ولكـنه (( وحـسب كلام المطران ، لم يفـعـل كي لا يتأذى اليهـود وﭘـيلاطس وغـيرهم )) ... وهـنا يأتي السؤال المنـطقي لـيفـرض نـفـسه : هـل كان الله حـريصاً عـلى الـيـهـود ومعهم ﭘـيلاطس كي ينـقـذهم ؟ إن الله سـبـق أن أذى وقـتـل جـميع أهـل (( عاي )) إثـني عـشر ألـفاً من رجال ونـساء ... إقـرأ يشوع 8 ، فـما المانع من أن يـؤذي ويـقـتـل شـلة من الحاقـدين والإنـتهازيـيـن المَـصلحـيّـيـن ومعهم ﭘـيلاطس ، وهم يصلـبـون المسيح ؟ بل كان بإمكانه أن يقـول كـلمة واحـدة ــ كُـن فـيكـون ــ وهـو القادر عـلى كـل شيء ؟.
إن حـضرة المطران الموقـر خـتم كـرازته ولم نسمع منه ... لماذا سمعان الـقـيـرواني حـمل الصلـيـب عـوضاً عـن المسيح في طريقه إلى الجـلـجـلة ؟... ولا عـن تعـزيته لـبنات أورشلـيم الباكـيات ... ولا عـن هـروب التلاميـذ وكـيـف جَـبُـنَ مار ﭘـطرس أمام إمرأة حـين نكـر معـرفـته بسيده المسيح ... ولا عـن إكـليل الشوك ولا المسامير المغـروزة في جـسد المسيح  ... فـهـل كانت جـمعة آلام ، أم جـمعة إتهام إرضاءً لصاحـب ستـراتيجـية الإنـتـقام ؟.
فـلـيكـن سلام المسيح لجـميعـنا وقـلـوبنا بـوئام ، ونحـن نـؤمن بمَن منح لـنا السلام . 
******************
ملاحـظة : إرتأيـتُ تغـيـيـر عـنـوان هـذه الحـلـقة الرابعة فـصارت كما هي الآن

57
ميكـياﭬـيـلي وكـرازة المطران الموقـر في جـمعة الآلام 2 نـسان 2021
الحـلـقة الثالثة
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
الميكـياﭬـيـلية حـسب تعـريـف قاموس أوكـسفـورد الإنـﮔـلـيزي هي : (( تـوظيـف الإزدواجـية والمكـر ــ  الخـداع ــ في الكـفاءة السياسية أو في السلـوك العام )) . وقال نـيـكـولـو مكـياﭬـيـلي : (( نـظـراً لأن الحـب والخـوف لا يمكـن أن يتـواجـدا معاً ــ وإذا كان يجـب عـلـينا أن نخـتار بـينهما ــ فـسيكـون الخـوف أكـثـر من الحـب ... إنه أكـثر أماناً !! )) .....  وبهـذا شاع المبـدأ : الغاية تـبـرّر الوسيلة .   
أما بحسب قاموس " مريام ويـبستر " فإن كلمة (مكـياﭬـيلية) تـدل عـلى النظرية السياسية التي تـقـول : (( إن السياسة غـير أخلاقـية ، وأن أية وسيلة ــ مهما كانت غـيـر مرتـبطة بالأخلاق أو النزاهة ــ يمكـن تـبريرها من أجل الوصول إلى السلطة )) ..... إذن حـقاً قالـوا أن السياسة مُـفـسِـدة لكـل شيء ، وعـليه فـبحـسب القامـوس ، تكـون كل كـلمة في السياسة نابعة مِن فـكـر فاسـد .
تـواصلاً مع كـرازة المطران في الحـلـقة الأولى والثانية حـول الغاية والوسيلة ، نسأل الـمخـتـصين أكاديمياً وأصحاب المناصب أيضاً :   
إذا أردتم إصلاح الكـنيسة كغاية حـسنة ــ طـوتا ــ وتـطـلــّـبَ منكم قـول الحـق كـوَسيلة لتحـقـيق تلك الغاية ... أليس هـذا النهـج ضمن المقايـيـس الميكـياﭬـيـلية (( Machiavellianism )) ، بمعـنى ألـيست الغاية تـبـرّر الوسـيلة ؟ وهـل نحـتاج شهادة أكاديمية للإجابة عـلى هـكـذا سـؤال ؟ أليس المسيح هـو الحـق ؟ أليس المسيح يوصي بإصلاح المخـطىء ، بل وتـوبـيخه أيضاً ؟ فـما هـو الضرر في قـول الحـق إذا كانـت الغاية إصلاحاً ــ طـوتا ــ ؟ . فـمثلاً الـﭘـتـرَك نـفـسه مارس هـذا الـنهج بإستخـدامه كـلمات سـوقـية غـير لائـقة إجـتماعـياً بل تحـريضية ضد رفاقه ، لا تـلـيق برجـل دين منـصبه ﭘـتـرَك !! لأجـل غاية في نـفـسه يعـتـبرها إصلاحـية ، فـلماذا لم تـنـتـقـدوه في كـرازاتكم ؟ .     
فحـين تعـتـبرون تلك وسيلة مبـرّرة لغاية في نـفـس الـﭘـتـرَك وهـو حُـر ، أليس المقـياس نـفـسه لكل كاتب حُـر يكـتب مقالاً موثـقاً وسيلـته أدلة ، وغايته إصلاح الكـنيسة ؟ هـل في ذلك إشكال ؟ .
تـذكــّـروا ! في عام 2013 كان بعـض المطارنة أعـضاءً في لجـنة خاصة مارسـوا التحـقـيق ــ وسيلة قانـونية مقـبـولة ــ غايتها كـشف إنحـرافات وإصلاح الكـنيسة ( طوتا ) ... ألم يكـن نهـج أعـضاء تلك اللجـنة ميكـياﭬـيلـياً ؟ ألم يتـشـبّـثـوا بالغاية لـتـبـريـر وسيلتهم !! فهـل نـرفـض سـلـوكهم ؟ خاصة وقـد إكـتـشـفـوا سرقات ومخالـفات قانـونية في أبرشـيـتي بصرة وبغـداد ، بمعـنى خـرجـوا بنـتيجة مثمرة ! فإن كان تـطهـيـر الكـنيسة هـدفاً شـريراً ، كـيـف قـبـِلـوا عـلى أنـفـسهم وسيلة ــ التحـقـيق ــ الشرعـية ؟ أو العـكس : كـيـف يستخـدمون وسيلة قـذرة لغاية إصلاحـية طـوتا ؟ و الـﭘـتـرَك لـويس روفائيل نـشر بـياناً بشأنها وفـضح الأول والتالي .
وهـذه أمثـلة عـلى مبـدأ (( الغاية تـبـرّر الـوسيلة )) ، إحـكـموا عـليها بأنـفـسكم :
عـنـد إطـفاء الحـرائق ، لا بـد وأن سمعـتم بـ ( طريقة الحـرق المعاكـس ) مظهـرها وسيلة تخـريـبـية لأنها إشعال الأرض عـمـداً ولكـن غايتها إصلاحـية هي خـلـق منـطقة محـروقة في طريق الـنار ، تمنع إنـتـقالها إلى أماكـن أوسع حـتى إنـطـفائها ، فالنـتـيجة إيجابـية طوتا ! أليس هـذا أسـلـوب ميكـياﭬـيـلي مقـبـول ، والغاية إيجابـية بـرّرت تلك الوسيلة التـدميرية ؟ .... وعـملاً بالمبـدأ ذاته فالمريض بمرض مُـعـدي يُـعـزل ( والعـزل هـو وسيلة حـرمان وإعـتـداء وتجاوز عـلى حـريته ) ولكـنه لغاية حـسنة طوتا هي وقاية الـبـشر من إنـتـقال العـدوى إليهم ، فـلـلـضرورة أحـكام . 
وبشأن اللجـنة بالـذات ، ما رأي أعـضائها حـين قال ــ المطران وردوني للـﭘـتـرك لـويس 2013 في سدني ــ عـبارته الشهـيـرة : لـيش مـنـو منـكـم ما  كِـن باق ؟ = مَن منكم لم يسرق ؟ إنه إستخـدم وسيلة نـقـد تـشهـيرية تـوبـيخـية ولكـنها رائعة للوصول إلى هـدف إصلاحي ... فـهـل نعـتـبر نهـجه عـدوانياً منـبـوذاً ؟ ... خاصة أن الـﭘَـتـرك  لم يـردّ عـليه بكـلمة ! وأعـضاء اللجـنة في صمت ! فـما رأي سيادة المطران إيميل ؟ ... (( أشـبّـه الحادثة بمقابلة النائـب مشعان الجـبـوري في إحـدى الـفـضائيات ! وهـو يعـتـرف بمخالـفـته القانـونية وإستلامه رشاوي عـلـناً ولا يستـطيع الحاكم إتهامه ومحاكـمته )) .
إن السادة المطارنة يَـقـبَـلـون الـتـوقـيع عـلى الـقـرارات المزاجـية بتـصويت فارغ المعـنى دون إعـتراضات فـضاعـت الوسيلة والغاية ؟ سألـتُ أحـدهم (( كـيـف تـقـبـلـون بكـل الـقـرارات الساكـوية ؟ أجاب : ما فائـدة إعـتـراض صوتين مقابل  17مؤيـدين )) ! ويعـجـزون عـن الإستعانة بالـمنـطق في الـنـقاشات .   
 وللأمانة أقـول : أنّ مطراناً من العـراق سـبق أن قال للـﭘـتـرَك بإحـتـرام وكـياسة : (( أنت تـظهـر كـثـيراً في وسائل الإعلام ، وتـنـسى ماذا قـلـتَ الـبارحة ... وعـليه فالناس تـرصدك وتكـتـب عـنـك ! )) .... ومطران آخـر خارج العـراق ، كان أيام زمان يتحـدى ولكـنه تـراجع عـن تحـدّيه مع الأسـف .
هـمسة :
أنا شخـصياً ممكـن أناغي طفلاً وأدلـّـله وأشجعه وأقـبّـله من رأسه وأعـطي له بسكـت أو ﭼـوكـلـيـت ، وفي الـوقـت ذاته أحـتـرم الإنسان عامة والشخـص المسؤول خاصة ، بـدءاً من أبسط وظيفة إلى رئيس الـدولة ، ولكـني ــ أكـرر ولكـني ــ لا ولن أتملق لأحـد ذي منـصب أو جاه أو أية صفة يحـملها ، نعـم أحـتـرمه بدون أن أكـذب عـليه بكـلمة منـوّر ورائع ومصطلحات تملـقـية !! ... أما بعـض ضعـفاء الـنـفـوس عـشاق الصفـوف الأمامية المنافـقـين يظـنـون أنهم يعـظـّـمـونه ولكـنهم ــ كـتحـصيل حاصل ــ يُخـفِـضون قـيمته في عـيـون الـناس ، والـنـتـيجة تكـون مَـضَـرّة له إن كان يـدري أم لا يـدري .
وتـصحّ عـليهم الحـكـمة القائـلة : إذا جاءك المنافـقـون قالـوا : نـشهـد بأنـك رسـول الله والله يعـلم أنـك لـرسـوله ... (( والله يشـهـد إن المنافـقـيـن لكاذبـون )) .
قـبل صدور خـبر تعـيـيـن المطران إيميل في أبرشية أستراليا ــ من روما ــ وأنا عـلى عِـلم بـذلك ، نـشرتُ خـمس مقالات تـنـير الـدرب أمامه وتـسهّـل الأمر له . وعـنـد إلتحاقه بأبرشيته صرّح بأنه بحاجة إلى فـتـرة من الزمن تـتـيح له التعـرّف والإلمام بالوضع العام ( وهـذا منـطـق سـليم وجـيـد ) ...
ولكـني أقـول له يا صاحـبنا ويا عـزيزنا : أنـتَ قـرأتَ تلك المقالات الخـمس ( تـوضيحـية ــ رمزية ــ موجّـهة خـصيصاً إليك و وضعَـتـكَ في الصورة ) مهّـدَتْ لك الأرضية وجـعـلـتـك مُـلِـمّاً بالوضع العام وعـرّفـتـك بالأحـوال كي لا تـتـفاجأ عـنـد وصولك ؟؟؟ ألم يكـن المفـروض بك أن تسأل عـنها عـنـد قـدومك فـتخـتـصر الزمن لـتستـثـمرها لصالحـك ؟ ولكـنـك لم تـفـعـلها (( تعالـياً وتـكـبّـراً منـك )) !. 
عـزيزي ، الـتعالي عـلـيمَن ، عـلـيـنا ؟ والـتـكـبّـر مِن أجـل مَن ؟ وإحـنا كـلـنا ولـْـد الـﮔــْـرَيّة ، واحـد يعـرف أخَـيّـه ؟؟ وقـد فاتـك كلام المسيح عـن نـفـسه حـين قال : (( لماذا تـدعـوني صالحاً ؟ ليس أحـد صالحاً إلاّ واحـد وهـو الله )) .
عـلى كـل حال لا يسعـنا إلاّ أن نـقـول : أنـت حـر وبارك الله بك وله في خـلـقه شـؤون . ونـقـولها بكـل صدقٍ ، نحـن تهـمنا مصلحة القائـد ( أياً كان ) ، فـحـبـذا لو يتأمل هـذه الأبـيات الشعـرية الشعـبـية عـسى أن تـثـيره أحاسيسه لفائـدته وينـتـبه لـنـفـسه :
مـو كُـلـمَـن مشى وَيّـاك صاحـب ... وَلا كُـلـمَـن دَﮔـْـلـَـك صَـدره ﮔـَـدهـه
مَرّات البشر تحـﭼـيلـَـك هْـوايْ ... وْ ذِكـْـرى مْن الصدﮒ ما تِلـﮔـه عِـدهه
تَـره لـْـبـيـهُـم وِفا كُـلـّـش قـلـيلـين ... وْعـلى ﮔــَـدّ الأصابـع صار عَـدهه
هْـوايا قـل سـعـر الـوفا ... مِن كِـثـرَت الـبـيّاعة

يُـرويك من طـرف اللسان حلاوة .... ويـروغ عـنـك كما يـروغ الـثـعـلـبُ

الحـلـقة الرابعة ... كـسر وصايا الله وغـيرها

58
تـفاصيل أخـرى حـول كـرازة الـمطران إميل نـونا في جـمعة الآلام 2 نـسان 2021
الحـلـقة الثانية
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
في جـمعة الآلام المشار إليها ، تخـطـّى سيادة المطران إيميل كـل محـطات يسوع مُـدشّـناً كلامه فجأة بخـيانة يهـوذا ! واصفاً الموقـف بسـؤال : هـل يمكـن أن نـنـتهج سـلـوكاً أو وسيلة ظاهـرها جـميل من أجـل غاية شـريرة ؟ وأتى بمثال : قـبلة يهـوذا كانت وسيلة تُـعَـبّـر عـن ( محـبة ) ولكـن غايتها ( شـرٌ ) إيعاز إلى الجـنـود الرومانيـيـن لإلـقاء الـقـبض عـلى يسوع ، وأضاف مثالاً آخـراً بالفـكـرة ذاتها ولكـن معاكـس الإتجاه ــ أن نعـمل شـراً بحجة المحـبة ــ قائلاً : هـل من الصحـيح أن نـسرق لمساعـدة الـفـقـير ؟. 
ثم صار يُـواصل كـرازته بصورة قـد تـبـدو غـير منـطقـية لكـثيرين حـول (( قـول الحـق كـوسيلة ... لـتـبـرير غاية هي في نـظـره شـريرة )) !!... وإنه منـزعـج ممّن يطالـب بقـول الحـق لتحـقـيق مطلب قـذر (( دون أن يـذكـر لـنا مثالاً )) وكأنّ هـناك مَن طالبه بشهادة حـق للـوصول إلى هـدف غـير شـريف ....
ثم يتساءل : هـل يجـوز أن نكـذب من أجـل حـل مشكـلة ؟ هـل نسلك طريقاً مرفـوضاً من أجـل الوصول إلى الخـير ؟ وهـل نكـسر وصايا الله من أجـل غاية طوتا (( أو بمعـنى آخـر : هل يمكـن أن نعـمل حـسنة عـلى حـساب كـسر وصايا الله ؟ )) أم الأصح أنْ نسلك طريقاً مستـقـيماً للوصول إلى ــ طـوتا ــ حـسَـنة ؟
جـواب سريع لسيادة المطران : نعم ، مرات ومرات كـذبنا عـلى الطـفـل لغاية تـربـوية ، هـل تـريـدنا أن نـقـول له الحـقـيقة حـين كان يسألـنا (( مِن أين جاء أخي المولـود حـديثاً ؟ أو ماذا تعـمل القابلة المأذونة عـنـدنا ؟ )) نعم إن غايتـنا الـتـربـوية هي التي تـبـرّر وسيلـتـنا في الـكـذب .
ومثال آخـر : أنا كـذبتُ في شهادتي أمام الآمر العـسكـري في جـبهة الحـرب 1983 ( لصالح جـنـدي مسلم ) حـيث أنـقـذته من الإعـدام ، وإذا كانت شهادتي خـطيئة فلا يـدينـني أحـد سـوى الله حـيث سأتـفاهم معه في يوم الـقـيامة .
لـقـد أعـجـبـني تعـبـيـر المطران (( كـسر وصايا الله )) ويمكـن الكـتابة عـنه مقالة مـدهـشة ومثيرة وموثـقة !! . 
ويقـول : (( إن إفـتـخارنا بالمسيح لا يعـني شيئا ، ما لم نعِـش المسيح في كل لحـظة من حـياتـنا بأنه ذلك المسيح المملـوء محـبة ورحـمة )) . وهـذا كلام رائع لا شائـبة فـيه ونـتساءل : نعـرف أن الكاهـن هـو قـدوة ، هـل في كافة جـوانب حـياته يعـيش حـياة المسيح ؟ قـل لـنا واحـدة منها وسيأيك الرد المناسب .
أما في الـدقـيقة 57:40 يقـول : (( إذا أنا أردتُ الـيـوم أن أصلح الكـنيسة وأقـول أن الكـنيسة فاسـدة ، لا يوجـد أي سبب ليكـون ذلك غاية ــ كما نسمع ــ ، لا يوجـد أي مبرّر لإهانة كـرامة شخـص لإصلاح الكـنيسة ، ولا أن أكـتب عـنه وأهـينه وأفـضحه ... ولهـذا فالمسيحـية لا تعـتـرف بالمـبـدأ ( الغاية تـبـرّر الوسيلة )) . .... لالالالا ، إن هـذا الكلام نـتحـفـظ عـليه بأدلة من فـم الـﭘـتـرَك وستأتـيك لاحـقاً !!!
ولـذلك أنا شخـصيا أقـول إنه في تساؤله وإنـتـقاده ، يقـصد قائـداً مهماً ذا مكانة وسلطة وفاقـد المحـبة والرحـمة من قـلبه !! إلاّ أنه ــ المطران ــ لا يـرغـب في الإفـصاح عـن إسم ذلك المسؤول وإلّا سيدفع الثمن غالياً ، لهـذا رأيته يصول ويجـول في مسألة لم تكـن منـطـقـية حـتى بالـنـيابة عـنه ولكـنها في ذهـنه ويعاني منها ، ويمكـن أن يقع في هـكـذا موقـف أي منا عـنـدما يحاول أن يعـرض ما يصعـب عـرضه ! ولكـن هـذا ما لا نـتـوقعه من واعـظ بمستـوى خـلـيفة المسيح ــ مطران يحـمل عـلى صدره الصليب ــ الـذي نـنـتـظر منه الصراحة والجـرأة والـثـقة بالـنـفـس بما يريـد طرحه ، حـتى إذا كان لا يُسعِـد شخـصاً ما ... الصلـيـب يُـعـلــّـمنا جـميعـنا أن نـقـول : ((( مَن سـيفـصلـنا عـن محـبة المسيح ؟ أشـدة أم ضيق أم إضطهاد أم جـوع أم عُـري أم خـطر أم سـيـف ؟ ))) .
إن المسيح عـلـّـمَـنا قائلاً : (( إنْ عـرفـتم الحـق فالحـق يحـرركم )) ، نعـم إنّ الكُـتــّـاب الأحـرار شجعان يفعـلون ذلك لأنهم عـرفـوا الحـق فالحـق حـرّرهم ( إنها تـوصية المسيح ). والـﭘـتـرك لويس يـؤيـد قائلاً : (( 1 )) ليس بوَسع إنسان مسؤول وشريف أنْ يكـتـم كـلمته لأنَّ الصَّمت مَوت لـلـذات وللآخـر (( 2 )) نـنـشر الغـسيل لـتـنـشيط الـذاكـرة ............ فـيا سيادة المطران : هـل الكُـتــّـاب الأحـرار مخـطـئـون ؟
إسمحـوا لي بفـكـرة : نـفـتـرض أنّ الـبعـض إتـفـقـوا عـلى عـمل شعـبي لهـدف معـيّـن وكما يلي ...
(1) الوسيلة
: بـيع حـلـويات في ساحة الكـنيسة .. (2) الغاية : جـمع أموال لسد نـفـقات الكـنيسة .
ظاهـرياً ، كلاهـما إيجابـيّـتـين فالغاية تـبـرّر الوسيلة ولا شائـبة عـلـيهما ، وليسوا يعـتـدون عـلى أحـد ولا يضرّون آخـر وأن الـمطران ــ الـواعـظ المشار إليه ــ لا يعارض هـذا العـمل من حـيث المـبـدأ ، لأن هـكـذا عـمل يُـمارَس أمامه ، إذن هـو يقـبل بمبـدأ ( الغاية تـبـرّر الوسيلة ) ؟؟ ولكـن عـنـد المقارنة بالمسيح فإن قـدوتـنا ليس الواعـظ (( مع كامل إحـتـرامي له )) ولا الـزعـيم الـفلاني أياً كان ، بل إنه المسيح الـذي حاربَ هـذا العـمل معـتـمـداً عـلى الكـتاب المقـدس ، وإعـتـبرَ تلك الـوسيلة التجارية مرفـوضة ، حـتى إذا كانت تهـدف ــ طـوتا ــ لـفائـدة الكـنيسة  ، إقـرأ ( يوحـنا 2 : 14 ــ 16 ) ... غـيـرة بـيـتـك أكـلـتـني لأنه للصلاة لا للتجارة !! فالـواعـظ هـنا يسمح ( بـوسيلة يـرفـضها المسيح ) ولكـنه بـرأيه يـبـرّرها بإعـتـبارها ــ غاية طـوتا ــ هي مصلحة الكـنيسة ، فـلماذا لغـيـره يرفـضها ؟ ...... ما هـكـذا تـورَد الإبلُ يا صاحـب السيادة ، لـذا نـقـف بإستغـراب وإنـدهاش !!
كـلـنا نعـلم أن الكـنيسة بحاجة إلى دعـم مالي ، ولكـن طـريقة إستحـصاله يجـب أن تكـون بما يليق بمؤسسة المسيح وليس إعـتـبار الغاية تـبـرّر أية وسيلة كانت ، وإلاّ لكانت التجارة بالممنـوعات تـشـكــّـل وارداً لكل المؤسسات .
فـهـنالك ممارسات قـد لا تـناسب كـنيسة الرب يسوع المسيح مثـل : بـيـنـﮔـو ، اليانـصيب ، دلّالية منافـسات ومزايـدات الـتـبرّع للكـنيسة وغـيرها ... بل يجـب أن تكـون ــ لا حـباً بالظهـور ــ بل ذاتية عـفـوية نابعة من إيمان المؤمن وليس بطريقة فـذلكـية وإستغلال الولاء الساذج الموروث من الأجـداد . وإذا كانت هـذه الطريقة الـذاتية العـفـوية غـيـر مثـمرة ، فـلها أسبابها يتطلــّـب مناقـشـتها .... وأقـولها مقـدماً : إن مسؤول أية كـنيسة لا يقـبل مناقـشة الأسباب لأنها لـن تكـون في صالحه .
أنا لستُ أعارض ولا أؤيـد ، كما لستُ أدين أحـداً ... ولكـني أسـتـنـد إلى كلام المسيح قـدوتـنا ، وأعـرض تـناقـض الـواعـظ بـين (( نـظـرية كـرازته  والـتـطـبـيـق في عـمله )) .   
بإخـتـصار ، لـو يـبقى سيادة المطران في منأى عـن مُحـبّي المقاعـد الأمامية ، والأنانيّـيـن الغـيـورين ، ويتجـنّـب إصدار فـتاوي مُستـفِـزّة قـبل دراستها ، وعـن مواضيع شائكة هـو في غـنى عـنها ، سـيكـون الأفـضل له كي لا يُـمهّـد الـفـرصة لكـتابة هـكـذا سلسلة من المقالات ( رغـم أنها ناقـدة لصالحه ) . وإذا قال قائل : لماذا لم تـواجهه مباشرة ؟ فجـوابي جاهـز .
وإلى الحـلـقة الثالثة ...  ميكـياﭬـيـلي وكـرازة المطران الموقـر في جـمعة الآلام 2 نـسان 2021 

59
الإرتجالية والقـراءة في كـرازة الـمطران إيميل نـونا في جـمعة الآلام 2 نـسان 2021
الحـلـقة الأولى

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

مقـدّمة لا بـد منها ... تعـبـيـراً عـن مشاعـري
:
بتأريخ 16 تـشرين الثاني 1990 نـشرتُ المقال التالي :
المـطـران أمـيل نـونا نجـم قـطـبيّ كـلـدانيّ يسـطع في سـماء ألقـوش الكـلـدانية
بتأريخ 4 آب 2003 زار سيادة المطران إيميل نـونا سـدني وهـو كاهـن يـدرس في روما ، إستـقـبلناه في المطار ومنها إلى قاعة للإحـتـفال بالمناسبة ، قـرأتُ له قـصيدة مطلعها :
من روما وهل سـدني بشـينا .... قاشـــــــا إميل شمعـون نونا
شـديل جـونـقا بـﮕـو شـنـّـيه ح .... كـلايـق دقاريل أبـــــــــونا

وبعـد أيام شـرفـنا في دارنا
وبتأريخ 26 آيار 2012 زار سدني ثانية وهـو مطران ، إلـتـقـيته عـلى إنـفـراد لأمر خاص ، ثم جـماعـياً مع إخـوة ألـقـوشـيـيـن وغـيرهم ...... وفي تلك الزيارة وبتأريخ 3 حـزيران إلـتـقـيناه داخـل قاعة لانـتانا في نـدوة ، قـدّمته للحـضور وكـنتُ محاوره جالساً بجانبه عـلى المنـصة .
في آيار 2013 رافـق البطرك في زيارته إلى أستـراليا وإلـتـقـينا به ... وحـينها سافـرتُ إلى أميركا لحـضور المؤتمر الكـلـداني في ديتـرويت .
في فـتـرة إنعـقاد السنهادُس 24ــ 27 حـزيران 2014 تم إنـتخابه مطراناً إلى أستراليا ( عـلمتُ ذلك من مصادر ﭬاتيكانية ) فـكـتـبتُ له خـمس مقالات رمزية ــ دون ذكـر إسمه ــ وضعـته في الصورة ليكـون عـلى إطلاع عام حـول أبرشيته الجـديـدة .
بتأريخ 15 كانـون الثاني 2015 أعـلِـن خـبر تعـيـينه مطراناً لأبرشية مار توما الرسول الكـلـدانية في أستراليا ونـيوزيلانـد . وقـبل نـشر الخـبر عـلمتُ بـذلك ، فـمزحـتُ مع أهـله وقـلتُ : سنـنـقـله إلى سدني .
بتأريخ 3 آذار 2015 وصل إلى مطار سـدني فإستـقـبلـناه بحـفاوة ، ثم في القاعة وكـنـتُ عـريف الحـفـل
وقـرأتُ له قـصيدة مطلعها :
بشــينا بـﮔـو رَعـيا مكــّــيخا .... مـطـران إميل نـونا بـريخـــــــا
كـول حُـبان طالـوخ شْـﭘـيخا .... بمَـرعـيثـوخ بـد هاوت ﭘْـصيخا

وبعـد أربعة أيام تم تـنـصيـبه رسمياً في كـنيسة مار تـوما الرسـول .
إنّ الأيامَ مواسمُ دوّارة ... هـل الإنـسان أيامه مواسمُ !! ؟؟
*******************
سـبـق أن كـتـبـتُ في مقال ، ما يلي ... أخي الإكـلـيـريكي :
أنا أحـتـرمك وأرجـو أن تأخـذ بنـظـر الإعـتـبار أنـك أنت الـيـوم تـتعامل مع الطبـيب الـذي يعالج مرضك ، وهـو ( إبن الفلاح ، أيام زمان  جـدّك ) ... كـذلك تـتـعامل مع المحامي الـذي يـدافع عـنـك في المحـكمة وهـو ( إبن الراعي ، أيام زمان أبو جـدّك ) ... ومع المحاسب والمـدرس والمهـنـدس ، وعـليه لتـكـن كـرازتـك بمستـوى الـيـوم وليس بمستـوى جـدك قـبل 200 سنة .

بـبالغ الأسـف أقـول عـموماً : رغـم تـوفـر البعـثات العـلمية والـمتابعات الشخـصية ، وسهـولة تـناقـل المعـلـومات بفـضل الـتكـنـولـوجـيا الـﮔـوﮔـلـيّة ( Google ) ، أرى بعـض الإكـلـيـروس ــ رغـم ثـقـتي بإمكانياتهم ــ تصعـب عـليهم الـيـوم إرتجالـية الخِـطابة والمحاضرات مهما كان تحـصيلهم مِن أكاديميات ، ولا أدري إنْ كان سبـب هـذه الظاهـرة تجـنباً للهـفـوات والإنـزلاقات الناتجة عـن فـقـدان الـثـقة بالـنـفس أم زخـم الـتـناقـضات وتـداخـل الإجـتهادات ؟ وهـكـذا يـضمنون صمت المساءلة والعـتابات . 
وقـد تكـون إرضاءً للمسؤولين الكـنسـيّـيـن الـذين يـرأسـونهم فـينجـون من محاسبتهم ، وربما من عـقـوباتهم التي قـد تـصل إلى حـرمانهم مستـقـبلاً مـن أية تـرقـية يستحـقـونها بكـفاءتهم ( بسبب هـفـوة في الكـرازة ) ، فـبعـض الرؤساء يتـصرفـون كما جاء في لـوقا 7 : 8 مع الفارق (  يقـول لأحـدهم إذهـبْ فـيـذهـب ، ولآخـر تعال فـيأتي ، ولعـبـده إفـعـل هـذا فـيـفـعـل  ) ... أو ربما الواعـظ يتجـنـب الإرتجالية درءاً لإنـتـقادات المتابعـين السامعـين ــ الواعـين ــ الـذين يركــّـزون عـلى ما ينـطـق به كـل حـين . 
والآن أسأل : لو أن المـدرس يُـدرّس داخـل الصف بطريقة القـراءة من الكـتاب ، ماذا سيقـولـون عـنه الطلاب ؟ .
ورغـم كـل ذلك إذا أراد أن ينجح فـيـما يكـتبه ، عـليه ــ كما أفـعـل أنا ــ أن يعـيـد الـنـظر في تلك الكـتابة عـشرات المرات واضعاً نـفـسه كـمستمع ناقـداً لأفكار كـرازته بنـفـسه ! حـتى تـتـكامل ويقـتـنع بها لـتـظهـر بشكـل إلـقاء وليس مقال في جـريـدة ، ومن الضروري أن يكـون مؤمناً بما سيأتي به .
ومضة من خـبرة الـتـدريس :
إحـدى طالباتي في معـهـد المعـلمات / كـوت / سبعـينات الـقـرن الماضي ، حـدثـتـني وهي متـذمرة من مدرس ليس بإمكانه إيصال الـمادة العـلمية إلـيهـنّ وقالت : (( إن المـدرس الـذي لم يستـوعـب مادته لـنـفـسه ، لا يمكـنه إيصالها لـطـلـبته )) .... بمعـنى عـلى الواعـظ أن يكـون مـلِـمّاً ومقـتـنعاً بما يعـظ به ، لأن ذلك ينعـكس عـلى نبرة صوته وتجعّـدات وجهه وبناء كـلمات جُـمَـله وطريقة إلـقائه ، والأهم أن لا يستـهـين بمستـوى رؤية الحاضرين مستمعـيه ! ويتحـسّـب إهـتمامهم بكـل ما ينـطـق به . فـلقـد ولـّـتْ أيام خـراف الـقـطيع حـين كان الراعي يقـول ( باع ) فـتـردّد بعـده ( ماع ) .... والـﭘـتـرَك لـويس يقـول : لم تعـد في الكـنيسة نخـبة والـبـقـية تـطيعها .
عـنـد كـرازته سيادة المطران في جـمعة الآلام 2 نـيسان 2021 إستغـرق في جـولـته الأولى  16 دقـيقة ، والثانية  20:30 دقـيقة .... المجـموع = 36:30 دقـيقة ، تـضمـنـت معـلـومات روتينية مسموعة من رجال الكـنيسة كـثيرين بمخـتــلـف مستـوياتهم ، كان بالإمكان إخـتـصارها بما لا يزيـد عـن 7 دقائق أو أقـل بحـيـث تـتـضمن كـل ما جاء فـيها من أفـكار مـفـيـدة للمؤمن ! أما لماذا وكـيـف ؟ أتـرك ذلك لمَن يهـمه الأمر ويتأمّل فـيه .   
حـيث إبتـدأ كـرازته برسمِه علامة الصلـيـب عـلى وجهه ثم باشـرَ بقـراءتها كـل كـلمة وجـملة مِن عـلى ورقة مكـتـوبة أمامه .
المهم لكـل فـعـل رد فـعـل وهـذه الكـرازة نـقـلـتـني إلى ماضي الـذكـريات ، حـيث كان الكاهـن البسيط المرسـوم حـديثاً ( أمثال : يوحـنان ﭼـولاغ ، فـيليب هـيلاي ... وغـيرهم في الزمن الجـميل ) يفـسرون آلام المسيح إرتجالـياً في ــ ثلاث جـولات وليس إثـنـتين ، وبـيـنها إستراحة يصدح صوت الشماس بلحـن حـزين : سْـلـيـق لــَـصْـلـيـوا أو  مارا د بـرياثا = تـسـلــّـق إلى الصلـيب ربّ الكـون ــ وبحـماس يُـلهـب مشاعـر المؤمنين في الجـمعة العـظيمة متأثـرين بحـزن صادق لوصف حالة المسيح (( ولم يكـن الواعـظ يشـتـت إنـتـباههم إلى مواضيع بعـيـدة عـن تلك الآلام )) بل يـبـدأ من النبوءات الخاصة بولادته حـتى دفـنه ، مُـركّـزاً عـلى آلامه لأن المناسبة هي جـمعة آلام .... وليست جـمعة إتهام ولا إستحـكام ، ولم يفـكـروا بالإنـتـقام .   
وأقـول للأمانة والحـق ، الـيـوم عـنـدنا كـهـنة كـلـدان ــ شـباب وشـيّاب ــ لا يحـملـون أية شهادة أكاديمية بعـد السيمنير ، يرتجـلـون وعـظهم ومحاضرتهم بشجاعة وحـماس ، كأنّ لسان حالهم يقـول : نحـن هـيـكل الله وروح الله يسكـن فـينا ، لـنا الإيمان والكِـتاب وتقالـيـد الكـنيسة المتـوارثة ، ولا نكـتـرث بالإبـداعات المستـجـدّة الـدخـيلة المرتجـلة من أي كان ، ومَن يـرى فـينا إعـوجاجاً فـليـنـشره .
إن حـياة الرب يسوع حافـلة بمحـطات تسـبـق إعلان رسالته ومواجهـته رؤساء الهـيكـل ومحاربتهم له ، إنها نـقلات تستحـق المرور عـنـدها ولـو بإخـتـصار ، مثل :
الـتـنـبّـؤ بولادته العجـيـبة (إيشعـياء) ، خـتانه ( سمعان لمريم : يجـوز في نـفـسكِ سـيـف ) ، هـجـرته إلى مصر ( خـوفاً ) ، جـلـوسه وسـط المعـلمين في الهـيـكـل وهـو إبن 12 سنة ، عـماذه ، حـضوره عـرس قانا ( أول أعـجـوبة ) ، معارضته للمبـيعات في ساحة الهـيكـل ( إستخـدامه السـوط ) ، التجـلـي ، تـوصيته لـنا أن لا نـدعـوا لـنا أباً عـلى الأرض ولا سـيـداً ــ متى 23 : 8 ، 9 ــ ( فالأبـوّة والسيادة للـرب ) .
الحـلـقة الثانية ... تـفاصيل أخـرى عـن الكـرازة في المقال القادم

60
مقال تمهـيـدي لمقالات قادمة عـن كـرازة جـمعة الآلام 2 نيسان 2021
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
ليس الإنسان مثالياً ولكـنها تـوصية المسيح أن يجاهـد كي يكـون كاملاً مثل الله . وليس إنـتـقاصاً من أي مرجَع ( ديني ، سياسي ، إجـتماعي ... ) حـين يتعـلـّـم بكـل تـواضع من شخـص بسيط . فـقـد تـبنّى لـويس الـﭘـتـرَك الكـثـير من كـتاباتـنا في كـرازاته وكـتاباته ( موثـقة ) وهـذا هـو الهـدف من كـتاباتـنا وكـتابات الخـيّـرين . وجـميعـنا يمكـنـنا أن نـتعـلـّـم من بعـضنا الآخـر .   
عـنـد ولادتـنا ، جـميعـنا إتخـذنا ديانة من العائلة التي تـربّـينا فـيها ، فـلـو كان ﭘاﭘا الـﭬاتيكان وُلِـد في عائلة بـوذية ، لكان اليوم بوذياً . وكـلـنا نجهـل ساعة عـماذنا لأن عـمرنا كان أشهـراً ، كما تـناولـنا القـربان المقـدس ونحـن أطفال لم نـفـهم اللاهـوت والمسيح والإنجـيل ، ولكـن بعـد نضوجـنا عـرفـنا حـقـيقة المسيح من مصادر متـنـوعة بالإضافة إلى إجـتهادنا الشخـصي ، فالمسيح لـنا ونحـن للمسيح وبـينـنا علاقة شخـصية لا تـتـطـلـب وساطة ولا كـفالة أي مخـلـوق (( وقـد قالها المطران أن بـينـنا والمسيح علاقة شخـصية )) .
فـنحـن هـيـكل الله وروحه يسكـن فـينا وبهـذا صرنا أولاده ، أوَليس من واجـبنا أن نـتخـذ المسيح قـدوتـنا وفخـراً لـنا ؟  مَن سـيفـصلـنا عـن محـبة المسيح ؟

في يوم مضى دُعيَ كاهـن ماروني لـيُـتـحِـفـنا بمحاضرة لاهـوتية في قاعة كـنيستـنا وعـندما خـتمها كانت هـناك فـرصة لأسئـلة الحاضرين فـكـنتُ أول مَن طرح عـليه سـؤالاً منـطـقـياً عـن أمر مهم يخـص الإنسان والمسيح ، فـتـفاجأ وتهـرّب ولم يُـجـب وهـو محـسوب من الرائعـين ! ربما كان يستـخـف بالحاضرين ويتـصوّرهم من نـوع المتـملـقـين القائـلين (( منـوّر  أبـونا )) فـيتخـدّر ويـرتخي ، ولم يَـدرِ  بأنْ ــ مو كُـل مـدَعـبَـل جـوز ــ  طبعاً عـنـدي تجارب من هـذا النمـط مع غـيره ، ممكـن أن أذكـرها مستـقـبلاً . 
حـين قال المسيح ( أنا هـو الطريق والحـق والحـياة ) لم يقـلها لـفـئة محـددة وإنما لكـل مَن يؤمن به . كما أن وصاياه وتـوجـيهاته هي لجـميعـنا نحـن المؤمنين به ، سـواءاً إجـتمع عـلـناً مع آلاف من الـناس في موعـظته عـلى الجـبل ، أو بتحـفـّـظ وسـرّية مع مجـموعة في العـلـية بسبب ظروف آنية حـين إقـتـربـتْ ساعـته ( لم يستـطع أن يجـتمع مع آلاف من الـبـشر ) . فـكـلـنا تلامـذته نـنـشر رسالة الإنجـيل دون فـرز أو تـقـسيم محـتـواها عـلى هـيئة حـصص وإخـتـصاصات لصالح الـبعـض ــ هـذا لـنا وتلك لكم ــ ..... وجـميعـنا واحـد في المسيح ، وليس كل من يقـول يا رب يا رب يدخـل ملكـوت السماوات ، وخـير شاهـد ، قـداديس الـﭘـتـرَك لـويس ! من كاﭘـيلـته أيام كـورونا عَـبـر الـفـيسبوك ، وكـلٌ يـبارك خـبز الـبـيت في داره بنـفـسه وهـو يستمع إلى الـقـداس !. وللتأكـيـد فـلـيـقـرأ كـل واحـد ويسـتـفـيد ( يوحـنا 1:12 ) .. ( متى 18 : 15 ــ 20 ) .. ( غلاطية 3 : 28 ) .. ( كـورنـثـوس 3 : 16 )
ومَن يُـفـكــّـر ويُـوجّه عـكـس ذلك فـهـو يهـدم المسيحـية لغايات مكـلـّـف بها مهما كان عـمره أو رتبته أو منـصبه ، وهـذه المعاكـسة (( إنْ حـدثـتْ )) ليست طارئة وإنما تأتي أوامر من جهات مخـفـية مُخـرّبة ــ بعِـلمه أو بـدون عـلمه ــ وقـد وضّحـتُها في مقال بتأريخ 22 نيسان 2018 !! حـقاً قال المسيح : يأتـوكم بثـياب الحُـملان ولكـنهم من داخـل ذئاب خاطـفة ! .
إسمحـوا لي في إعادة بعـض الأقـوال لأنها ( تـنـشّـط الـذاكـرة حـسب رأي الـﭘـتـرَك ) :
 بتأريخ 3 تـموز 2013 نـشر ساكـو الـﭘـتـرَك رسالة إلى الإكـليروس الكـلداني بعـد تـصحـيح رسالته الأولى وجاء فـيها :

((  بعـض الكهنة شـكــَّـلـوا إمبراطوريات لهم في خـورناتهم وشوّهـوا صورة كهـنوتهم ورسالتهم : منهم مَن سافـر من دون رخصة أسقـفهِ ، وقـدم  طلباً للجـوء السياسي ، وآخـر ترك كـنيسته وإنضم إلى كـنيسة أخرى ، ومنهم مَن لا يقـدس ولا يصلي إلّا في الآحاد أو السبـوت ؟ ومنهم من لا يعـظ ، وإذا فعـل فـوعـظـته عـبارة عـن رزالات أو طلب نقـود ؟ وهـناك تصرفات لا أود ان أفـصح عـنها )) ! ... إنـتهى .

وفي 10 آب 2013 عـنـد لـقائه مع كهـنة بغـداد ، قـال لهم :

(( عـلينا أن نخـرج من الروتين ونعـيد النظر في عـملنا وإلـتـزامنا الكـنسي .. التأكـيـد عـلى قـرار مجّانية منح الأسرار المقـدسة ( العـماذ ، الإكليل ، الجـناز ) و ( الشهادات الكـنسية ) مقابل بركة زكاة يهـبها المؤمنون لرعـيتهم كلّ سنة وبكلّ حـرّية )) !... إنـتهى .

مع تحـفـّـظي عـلى كـلمة ((( زكاة ))) الإسلامية !!!!!!!!!!!!!!!!!!! أسـألكم يا سادة :
هـل إلـتـزمتم بتـوجـيهات المرجع الأعـلى ؟؟ هـل تمنحـون الأسـرار مجاناً ، أم الـدفع مقـدماً ؟؟؟ ...
هـل تـدرون ؟  هـناك كاهـن كـلـداني يطـلب ــ 1500  دولار ــ لمراسيم الـزواج ( بـوراخا ) التي تستغـرق نـصف ساعة ( موثـقة ) !! ... شـكـو عـنـدك ؟ تجـفـيـت مكـينة سـيارة ؟ .
المسيح رئيس السلام نـبّه الشعـبَ اليهـودي وحَـذرهم من زيغان رؤساء الهـيكـل مُحـبّي السلطة والمال ، فإذا سألـنا : مَن هم إولـئـك الـذين قال عـنهم ( إسمعـوا كلامهم ولا تـفـعـلـوا أعـمالهم ) ؟ الجـواب : إنما يقـصد كـل مَن يتـظاهـر بحـمله رسالة الله ويستغـل موقـعه لأهـوائه ويضعـف أمام متملـقـيه ، ويظهـر ضعـفه في غـرابة فـتاويه ، ولكـن ماذا نعـمل حـين نسمعـهم يكـرزون ضد وصايا الرب ؟ هـل نـسمع كلامهم أم لا ؟ . لنـتـرك أعـمالهم حالـياً إلى مناسبة أخـرى .
تـفـضـلـوا هـذه أمثلة لكلامهم : عـدد من الإكـلـيـريكـيّـيـن وبعـد قـراءة الإنجـيل قالـوا :
(1) يكـفـيـنا 99 خـروفاً ولا نبحـث عـن الخـروف الضال ! ... تـرى ! هـل نسمع كلامهم ونـنـبـذ كلام المسيح ؟  ...... 
(2) من أقـوال المرجَع الكـنسي الكـلـداني الـﭘـتـرَك أمام المؤمنين في ألمانيا :
نحـن فاسـدين !!! وإللي ما يعـجـبـو يشوفـلـو غـيـرنا  ... بمعـنى الملح فاسـد فـماذا نعـمل به ؟ هـل هـكـذا يجـمع ﭘـطرس إخـوته ؟ . 
(3) في كـرازاته من كاﭘـيـلته في أيام كـورونا ، قال :
لا يوجـد ملكـوت سماوي بعـد الموت !!! ... هـل كان المسيح يخـدع اللص اليمين ؟؟ وما الغاية من إسـتـيفاء ثمن الـقـداس ؟ ولماذا نـصلي عـلى الميت بعـد أن أكـلـته الـديـدان في الـقـبـر ؟ ..
(4) أنا أكـثر لطافة من يسوع !!! ... إذن ، طالما هـناك مَن هـو أنـقى من المسيح !! هـل نـشكّ في كلامه حـين قال : مَن منـكم يُـبـكــّـتـني عـلى خـطيئة ؟ 
(5) الكـلمة في إنجـيل يوحـنا هي أنا وأنـتَ وأنـتِ !!! ... إنّ الكلمة تجـسدت في المسيح ، هـل أن الكـلمة تجـسّـدت فـي الـﭘـتـرَك ؟ هـل كان هـناك أشخاص رجال ونـساء يـرافـقـون الله منـذ الـبـدء ؟ .

61
ما المشكـلة في أن يكـون الكـلـداني كـلـداني إسمه ، وغـيره بالإسم الـذي يُـسِـرّه ونحـتـرمه ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 
مقـدماً أقـول : أنـظر إلى عـنـوان هـذا المقال ، أنا أحـتـرم حـرية وإخـتـيارات الجـميع ولا نخـلـق حـواجـز نـفـسية بـينـنا عـلى الساحة التي نعـيش فـوقها ودون تـزمّـت ، طالما الإنسان حـريص عـلى ما مُنِح ، وجـميعـنا في غـنى عـن المنافـسة والصراع مع بعـضنا ، وإلّا قـد نخـسر ولكـنـنا لـن نـربح إطلاقاً .
يتيه فـكـر الإنـسان حـين ينـتهج الـفـلـسفة بهـدف الـتـباهي بمصطلحات مموّهة ويـتـظاهـر بأنه مثـقـف فـوق المستـوى الـثـقافي للقارىء والمستـمع ، ولسنا بحاجة إلى الـولـوج في أزقـتها بل نـتحاور بكـلمات بـسيطة حـيث تـتـوضح المعـلـومة أكـثـر (( كما نلاحـظ ذلك في أقـوال المسيح الـبسيطة .... أحـبّـوا أعـداءكم ... مَن كان منكم بلا خـطيئة فـلـيرمها أولاً بحجـر )) . وقـد ذكـرتُ هـذه الـفـكـرة في مقال لي وقـرأه ــ المَـرجع ــ وإستـفاد منه وصرتُ أسـتاذه ، فـكـتبها في مقاله من بَعـدي كأنها فـكـرته ... ولكـني لم أتجاهـل الأمر بل ذكــّـرته في مقال لاحـق بأنه إستـنـسخها مني ! كان الأولى به ( للأمانة الأدبـية ) أن يعـتـرف ويـشـير إليّ ولكـن هـيهات كـيـف يتـنازل عـن عـرشه ! وأيضاً كان قـد كـرّر هـكـذا محاولة في موضوع إدعاءات الشعارات الثلاث ، ولما كـتـبتُ عـنها مقالاً بأنها ــ موثـقة قـبله ــ وليست من عـنـده ، ألغى اللجـنة التي خـصصها لـدراستها .
المهم نـدخـل إلى موضوعـنا رويـداً رويـداً ... أعـرف عائـلة فـيها أخـوَين ( ﭘـطـرس ، ﭘـولس .. ) حـين تـنادي الأم أحـدهـما تـقـول : ﭘـولس أين أنـتَ ؟ وليس ــ ﭘـولـﭘـطـرس ــ ... وحـين تحـتاج الآخـر تـناديه : ﭘـطـرس تعال ! وليس (( ﭘـطـرﭘـولس )) وهـكـذا الأقارب والأصدقاء ، فلا تـدمج الإسمَـين مع بعـضهـما ، وهـذا أمر طبـيعي دون أيّ إشكال ، إنه منـطق بـديهي يعـرفه الـسُـذج قـبل الأذكـياء ، والأميّـيـن قـبل الأكاديميّـين ، ولا يحـتاج إلى إيضاحات ومحاضرات وإجـتهادات وفـلـسـفات فـلماذا نخـلـق لأنـفـسنا معـضلات ؟
كـيـف عـرفـتُ أنا وكـيـف أدركـتَ أنتَ وأنـتِ وذاك وتلك بأن إسمنا ( كـلـدان ) ؟ ما الـذي دعانا أن نـقـول نحـن كـلـدان ؟ ما الـدافع الـدي حـفـزنا إلى الكـتابة في إستمارة الإحـصاء بأنـنا كـلـدان ... بغـض الـنـظر عـن ستـراتيجـية السلطة الحاكـمة التي ليس بمقـدورنا أن نـتحـدّاها ؟ . 
جـميعـنا ( نحـن الكـلـدان ) وقـبل دخـولـنا المدرسة أو الكـنيسة ، سمعـنا من والـدَيـنا أنـنا كـلـدان ... وَوالـدَينا سـمِعا من والـدَيهما والأجـداد أنهم كـلـدان دون فـحـص الـ ( DNA ) لهم ، وهـكـذا كـل جـيل ورث من الجـيل الـذي سـبقه حـتى عـمق التأريخ فـعـرفـوا بأنهم كـلـدان ، فـلِـمَ الحـيرة ، وما حاجـتـنا إلى خـلـق إسم جـديـد لـنا ؟ وهـكـذا كـل واحـد يعـتـز بإسمه الـذي ورثه ، ثم حـين تكـون نياتـنا سـليمة ما حاجـتـنا إلى منافـسة بعـضنا الـبعـض الآخـر ؟ . إنّ الـذي يشعـر بأصالته وواثـق من نـفـسه ، ما هي حاجـته إلى إزاحة الإسم الفلاني غـيره ، أو رفعه أو جـرّه وكـسره أو دفـعه أو بَـرمه ــ فـتـلِه ــ أو دمجه بحـروف أخـرى مخـتـرعاً إسماً غـريـباً غـير مطروق تأريخـياً ؟ ... وإلّا فالإنـتهازي المتـلـوّن الرخـيص لا يمتـنع من أن يضحّي بمبادئه ويهـز ذيله لمواصلة إستلام أرباحه ! . 
إن أول مَن عـلـمني الحـروف الكـلـدانية في مرحـلة الـدراسة المتـوسطة ، كان زميلي شماساً  يفـتخـر بلغـته الكلدانية وبخـدمته ووالـده للـقـداس الكـلـداني ، واليـوم هـو يـتـنـكــّـر لـقـوميته الكـلـدانية وينادي بإنـتمائه إلى غـيـرها لحاجـته الشخـصية ، نعم إنها حـريته ولكـنه نـكـر أصالته . وفي يوم من أيام السنين الماضية ( بعـد 2003 ) شاهـدتُ عـلى شاشة قـناة فـضائية شـخـصاً كـلـدانيا من عائـلة تعـتـز بكـلـدانيتها ومن بلـدة كـلـدانية شعـبها كـلـداني ، سمعـته وهـو يقـول : المجـد لأبـينا الـمرحـوم ملاّ مصطفى الـبرزاني ونـفـتخـر بكـردستان وألله يطـوّل عُـمـر فلان وعلان . لماذا قال ذلك وهـو ليس كـردياً ؟ لأن كـردستان خـصصت له راتـباً تـقاعـدياً ، إذن المسألة إنـتـفاع شخـصي ومن أجـله باع أصالـته .
وهـكـذا أعـرف العـديـدين ينهـجـون الـنهج ذاته ، إما مضطرّين خـوفاً عـلى مصالحـهم هـنا وهـناك ! أو ضماناً لمدخـولاتهم المادية المؤقـتة !! والأكـثر عـيـباً أن هـؤلاء مراوغـون يلعـبـون عـلى حـبـلـين أمام المَراجع السـذج حاملي الـدكـتـوراه . هـؤلاء المَراجع ذوو المناصب الرفـيعة يقـبـلـون عـلى أنـفـسهم الخـضوع لإملاءات أولـئك المخادعـين ــ مستـشاريهم ــ ويعـملـون بما يُـملـون عـليهم لإصدار فـتاوي سـخـيفة !! . حـقاً إن مستـوى الـزعـيم يُـعـرَف من خلال الجـماعة التي يتـزعّـمها .... وتـصح الحـكـمة الـقائـلة :: قـل لي مَن هـم أصدقاؤك ، أقـول لك مَن أنـتَ .
إنّ هـؤلاء نـراهم أمامنا بلباس الحـملان ويقـولـون لغـتـنا ــ كلـدانية ــ لكـسب ودّنا ، أما عـنـد غـيرنا تصبح لغـتهم سـريانية لـديمومة محـصولهم ... كـذلك أمامنا يقـولـون أنـنا كـلـدان ، ولكـن لأجـل الإستمرار في جـني الـفـوائـد الفانية ينـتهـجـون ويُسايـرون المشكـوك بأمرهم والمدفـوعـين من جهات مخـفـية فـيصرحـون بأنـنا شعـب واحـد تحـت إسم مُركــّـب ومبتـكــَـر ــ كـلـدوآشور ــ بكـل إنـتهازية ، عـلماً أن مفـعـوله قـد إنـتهى حـين رفـضه المرحـوم الـﭘاطريرك عـمانـوئيل دلي ( موثـقة ) وإكـتـشف النـوايا السيئة الهـدّامة للمنادي بها الـذي يعـني بها : الكـلـدان الآشـوريّـيـن ! أي الكـلـدان الـذين هم أصلاً آشـوريـون !!! ولهـذا أتحـدى المستـفـيـد المنادي بها الـيـوم أن يقـول ((( نحـن آشـوكـلـدان ))) ! .

 
 

62
ذكـريات عـن الشـماس ودرجات الشماسية في ألـقـوش

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
بتأريخ  26 شـباط 2021 إستمعـتُ إلى قـناة الـقـيامة الـفـضائية / برنامج خـدّام الـرب فحـفـزني إلى إستـرجاع ذكـريات ماضية وأقـول :
أتـذكـر مرحـلة الـدراسة الإبتـدائية / ألـقـوش ، كان حـضور الـقـداس الصباحي في الكـنيسة إلـزامياً بتـوجـيه من الكاهـن معـلم التـربـية الـدينية ، أما في المرحـلة المتـوسـطة فـقـد كـبرنا بعـض الشيء فإنـتمينا إلى الإخـوية المريمية ــ الجـيش المريمي ــ وفي تلك الأثـناء تعـلـّـمتُ خـدمة الـقـداس بكـتابته عـلى صفحات دفـتـر جـيـب بخـط يـدي بالـﮔـرشـوني ثم تعـلـمـتُ اللغة الكـلـدانية وأنا في الصف الـثالث المتـوسـط .
كـنـتُ مع مجـموعة من الشمامسة اليافـعـين غـير مرسومين أمثال ( عـزيز حـنا رزوقي ، عـزيز ﮔـوريال أودو ، يوسف صادق شكـوانا ، المرحـوم صباح صادق سورو ، ﭘـيّـوس دارهم خـلـف بناية الكـنيسة وآخـرين يؤسفـني لست أتـذكـر أسماءهم ) أصواتـنا جـيـدة وكـفاءتـنا مقـبـولة عـند الكـهـنة والمؤمنين وفي الوقـت ذاته كان عـنـدنا شمامسة عـريقـين مرسومين رسائـلـيّـيـن (هـوﭘَـثـيّـقـنا) مضطلعـين باللغة الكـلـدانية وبالطقـس الكـلـداني ــ طخـسا ــ وبالألحان أمثال : إلياس ملـوكا ، ﭘـولس قاشا ، متيكا حجّي ، هـرمز كادو ، زورا جـبـو لاوو ، ثم إيليا سـﮔـماني وكـثيرين غابـوا عـن بالي ــ وإنْ لم أكـن مخـطئاً ــ لم يكـن عـنـدنا شمامسة بـدرجة ( إيـونـﮔـيلايا .. إنجـيـلي ) وأيضاً حـسب عـلمي وخـدمتي في كـنائس بغـداد في مرحـلة الستينات حـتى مطلع التسعـينات لم يكـن هـناك شماس مرسوم بتلك الرتبة التـكـريمية المرموقة .   
 
وفي السياق ذاته يسرني إعادة بعـض ذكـريات أثـينا في أواسط تسعـينات الـقـرن الماضي ، حـين عـلـّـمـتُ ولـوحـدي خـمس دورات لأطـفال الـتـناول الأول ( بكـل متـطلـباته : التعـليم المسيحي ، الإعـتـراف ) مع تـلـقـيـنهم نصوص الـقـداس الإحـتـفالي الكلـداني فـخـدموه لـوحـدهم بكـفاءة . ونـظـراً لعـدم وجـود كاهـن ثابت للجالـية العـراقـية في تلك الأيام ، كـنـتُ أحـياناً أتـواجـد في كـنيسة ــ آخـرنـون ــ فأقـرأ الإنجـيل في الـقـداس ، وكم من مرة طـلـب مني كاهـن الكـنيسة الأب سـتـيفانـوس الـيـوناني أن أقـدّم الكـرازة أيضاً عـن الإنجـيل بالإضافة إلى مرافـقـتي سكـرتير المطران الأب أثاناسـيـوس عـنـد المـذبح والمشاركة بصوتي بعـض الصلـوات الكلـدانية الخاصة بالمـؤمنين وأحـياناً بالعـربي ، وأردد بعـض صلـواته الخاصة به بالكلـداني رغـم تـنـبـيهي له بأنها تخـصه مثل (( يا  إيه مار بخـول يَـومين )) فكان يقـول : أنا الـذي أطـلب منـك ذلك ...  أما بعـض الشمامسة وخاصة الـدارسين في السيمنـير يتـصوّرون أني أخـدع الكاهـن لـعـدم معـرفـته باللغة الكـلـدانية .
وأذكـر موقـفاً عـنـد قـراءتي الإنجـيل كـنـتُ أبـدأ بعـبارة (( شـلاما عـمخـون )) فـتـثـور ثائـرتهم ويعارضوني بحـجة أنّ ذلك السلام يخـص الكاهـن وإني أتجاوز عـليه مما إضطررتُ إلى نـقـل إحـتجاجـهم له ، فـطـلب أن أجـمعهم بعـد الـقـداس ، ولما حـضروا قال لهم :
حـين تـواجـهـون أشخاصاً كـيـف تـبـدأون الحـديث معـهم ؟ قالـوا : نحـيّـيهم ( نـسلـّـم عـلـيهم ) فـقال : إذن أين الإشكال حـين يأتي الشماس مايكـل ويـواجـهكم لـقـراءة الإنجـيل فـيُـسلـّـم عـلـيكم ؟ هـل تـريـدونه أن يتجاهـلكم ؟ ثم أنا الـذي أطـلـب منه ذلك !! ؟ فـسـكـتـوا
إنّ غايتي من كـل ذلك هي : أن الرسامة وإنْ كانت فخـراً ومسؤولية ، لكـنـنا أدينا الـواجـب بـدون تـكـريمها لـنا لأن المـبـدأ هـو (1)  الحـماس النابع من الإيمان !!!! (2) الشعـور بالكـفاءة !!! (3) الـتـلـهـف إلى المشاركة !! (4) عـدم حـرمان الناس من موهـبتـنا التي منحها الله لـنا ! ، عـلماً أنـنا نجـد الـيـوم في كـنيستـنا الكـلـدانية شمامسة مرسومين ( هـوﭘَـثـيَـقـنا ــ رسائـلي ) لا يجـيـدون لغـتـنا ولا يعـرفـون الطـقـسا ، ولا عـنـدهم إلمام بخـدمة الـقـداس إطلاقا ، ولا عـنـدهم ثـقافة إنجـيلية وإنما ( مسيحـيـون ) فـقـط . 

إن تـقـديم أية خـدمة في الكـنيسة هـو واجـب إنساني منـذ بـدء المسيحـية ، أما ــ درجات ــ الرسامة الشماسية فإنها  لم تكـن هـكـذا في بـداية الـبشارة ، بمعـنى في زمن الرسول ﭘـولس لم يكـن هـناك مصطلح هـوﭘَـثـيّـقـنا وغـيره وإنما شُـرّعَـت هـذه الـدرجات لاحـقاً .

هـمسة في آذان بعـض مطارنـتـنا الكـلـدان الأكاديميـيـن الشباب :
إعـتـزّوا برأيكم المستـقـل بجـرأة كي تـظـهـروا أنـكم أحـرارٌ قـبل أن تـنجـرفـوا وتعـطـوا آذانكم صاغـية إلى ضعـفاء الـنـفـوس الغـيـورين المتملـقـين فـيجـبرونكم عـلـى نـشر تـصريحات غـير منـطـقـية عـلى لـوحة الإعلانات ، تـتـرك إنـطباعاً عـنـكم ، ويشـوّه شخـصيتـكم ومكانـتها ، وأنـتم فـوق ذلك المستـوى ... فأقـول :
قـبل أن تـلـدكم أمهاتـكم كان في كـنيستـنا شمامسة يافـعـين أكـفاء دون رسامة ! والـيـوم نـراهم يتمتعـون بالكـفاءة ذاتها بل وأفـضل !! ولا يـزالـون غـير مرسومين !!! فـهـل الله يـرفـض خـدمتهم ؟ . إقـرأوا رسالة ﭘـولس الرسول الأولى إلى أهـل كـورنـثـوس الإصحاح 12 عـسى أن تستـفـيـقـوا وتستـفـيـدوا منها وأنـتم قادة أبرشيات ، فالمرء يُـكـرَم أو يُهان عـنـد الإمتحانات . 
رأيي الشخـصي :
كـتب مار ﭘـولس إلى أهـل رومية : ( الجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله ) وهـذا يعـني أني أنا وأنت والكاهـن ورئيس الأبرشية والـﭘاﭘا لسنا منـزهـين عـن الخـطأ مع الإنـتباه إلى أنـنا كـلـنا واحـد في المسيح ، وكما قال الـﭘاﭘا فـرانسيس بتأريخ 11 شـباط 2016 عـنـد زيارته بازيليك الـقـديسة مريم الكـبرى للصلاة أمام أيقـونة العـذراء مريم كعادته عـشيّة زياراته الرسوليّة : (( ينبغي عـلينا أن نعالج الأمراض التي يتعـرّض لها رجال الـدين ــ جـميعـنا قـد نصاب بها ــ وبالتالي ينبغي عـلينا أن نـفهم أنـنا لسنا أمراء ، ولسنا أسياد ، وإنما نحـن خـدّام للناس .........)) .

إن هـذه الأفـكار هي التي حـفـزت سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم إلى إلقاء كـرازته المثيرة وإنـتـقاده المؤمنين السـذّج والمثـقـفـين حـين يعـبـدون شخـص المطران
          https://www.youtube.com/watch?v=oyNbbUKMV3Y&t=124s

فـكـتـبتُ عـنها ثلاث مقالات يمكـن الإطلاع عـليها :

http://kaldaya.me/2018/03/07/9271          الـحـلـقة الأولى
 
http://kaldaya.me/2018/03/18/9377          الـحـلـقة الثانية 

http://kaldaya.me/2018/04/04/9575         الـحـلـقة الثالـثة

وإسمحـوا لي بفـقـرة أخـرى وهي العـماذ .. الـﭘاﭘا فـرانسيس يقـول : ((( ليس العـماذ هـو الطريق الـوحـيـد لـدخـول ملكـوت السماوات ))  .. وكاهـن كلـداني يقـول في كـرازته : (( إن المسلم الـذي هـو خـوش ولـد يـدخـل ملكـوت السماوات )) ... إذن ما الـداعي إلى أن نكـون مسيحـيّـيـن ؟ إن أفكاراً كـتلك هي موجّـهة مِن قِـبَـل جهات مخـفـية هـدفها هـدم المسيحـية لأنها منافـية لـلـنـصوص الإنجـيلية ! ولهـذا قال المسيح : ولكـن متى جاء إبن الإنـسان ، ألعـلـّـه يجـد الإيمان عـلى الأرض ؟؟

أتـذكـر في دروس الـتـربـية الـدينية / المرحـلة الإبتـدائية / مدرسة العـزة للـبنين / ومدرسة ألـقـوش الأولى للـبنين / كان معـلمنا المرحـوم الأب هـرمز صنا يـوزّع ملـزمات لكـل تـلـميـذ مطبوعة بجـهاز الـرونـيو / كـمصدر نـقـرأه للإمتحان ، تعَـلــّـمنا منه ( وليس من إجـتهادي الشخـصي ) أنـنا جـميعـنا يمكـنـنا أن نعـمّـذ غـيـرنا في ظروف معـيـنة وليس فـقـط الكاهـن .... بل وفي ظروف خاصة ــ نادرة ــ يمكـن إعـتـبار الشخـص معـمّـذاً من ذاته بـدون عـملـية العـماذ الميكانيكـية أي بـدون ماء وصلاة وقـد وضحـتُ ذلك في إحـدى مقالاتي .
وبالمناسبة ، في سنة 1963 حـملتُ ــ بصفة أشـبـيـن ــ طفلاً نسطورياً وتعـمـذ في كـنيسة المسيح ولم يـفـرض الكاهـن أو المطران أن يكـون الإشبـين  نسطورياً ! لأن رسـل المسيح لم يكـونـوا مَـذهـبـيّـين !! وهـل إعـتـمـدنا عـلى الأشـبـيـن لـيُـثـقـفـنا بمسيحـيتـنا ؟؟؟؟؟؟ شأنه شأن إشـبـين العـرّيس ( قـريـوا !! ) كان له دور في الأزمنة المتخـلـفة ...  أما الـيـوم هـل ــ للـقـريـوا الموقـر ــ دَورٌ يؤديه مع العـرّيس ؟؟؟ أم أن العـريس هـو الـذي يعـلـّـم الإشـبـيـن ؟ أتـركـوا القـوانين الـقـديمة الموضوعة في زمن التـخـلـّـف . 
كـتـبتُ كـل هـذا لتـصحـيح بعـض الـفـتاوي الغـريـبة لـبعـض كـنائسـنا الكـلـدانية ، ونسأل : أليست كـنيستـنا بحاجة إلى صرخات تُـعـيـد الـنـظر في فـتاوينا وتُـسعِـدُ المسيح في مجـتمعاتـنا ؟ . 

الـنـقـطة الأخـرى :

نحـن لا نجـتـهـد وإنما تـيماثـيـوس في رسالته الأولى 2 : 11ــ12 يوصي قائلاً :
(( لـتـتعـلم المرأة بسكـوت فى كل خـضوع . ولكـن لست آذن للمرأة أن تُـعَـلم ولا تـتـسلط عـلى الرجل بل تكـون فى سكـوت )) . إن الله يحـدد أدوارا مخـتـلـفه للنساء والرجال فى الكـنيسة نـتـيجة الطريقة التى خلق الله بها الإنسان . كما أن الله ومن خلال كـتابات الرسول ﭘـولس يحـظـر عـلى النساء أن يخـدمنَ كمعـلمين روحـيـين للرجال.  أما إذا كان قادة الكـنيسة الـيـوم لا يقـبـلـون أو لا يعـتـرفـون بتـلك التعـلـيمات فـلـماذا لا يعـلـنـوها عـلى الملأ فـربما سنستـفـيـد من فـلسفاتهم .

وأستـغـل الفـرصة لأقـول
: نحـن تهـمـنا كـنائسـنا الكـلـدانية ، لماذا لا تكـون فـيها ستـراتيجـية منـفـتحة موحـدة وتـعـلـن ميزانيتها للمؤمنين ؟ لماذا تكـون المعـلـومات سـرية عـنـد السيد الرئيس وهـو الـذي نـذر نـفـسه للخـدمة ونبـذ ماديات الحـياة (( وربما يعـرف بها بعـض الـذيول الـدائـرين في فـلكه )) وبالتالي يتـصرفـون بها دون عِـلم أبناء الـرعـية ..... عـلماً أن في مرحـلة قـبل أسـقـفـية كـنيستـنا الكـلـدانية ( أستراليا ) كـتـب البعـض تـقـريرا عـن هـكـذا موضوع إلى رئيس الأساقـفة الكاثـوليك في أستراليا الكاردينال جـورج ﭘـيل الـذي إستـدعى كاهـن الكـنيسة وأخـبره بالتـقـرير مع تـوصيته له !! فـما كان من الكاهـن ــ في الأسبوع التالي ــ إلاّ أن نـشر ثلاثة أرقام يتيمة لا غـيـرها وهي : الوارد (( فـقـط في الحـساب المصرفي للكـنيسة !!!!! )) ، الصادر ، الباقي .... ولم نـفـهم منها شـيئا ، ولا عـرفـنا أين صُـرفـت الـفـلـوس !!!!!! .
وأخـيـراً : لا شك ، الكـنيسة بحاجة إلى المادة ، مثـلما العـلمانـيـون الفـقـراء بحاجة إليها أيضاً . فالأفـضل للمانحـين والخـيّـرين أن يقـدّمـوا عـطاءاتهم لكـل جانب بصورة مستـقـلة ، خـوفاً من أن تـذهـب (( حـصة الكـهـنة إلى الفـقـراء العـلمانيـيـن )) فـيصيـب الكـهـنة غـبناً وظـلماً ، عـلماً أن الكـنيسة وميزانيتها تحـت تـصرّف الكاهـن في مخـتـلـف نـفـقات حـياته وذلك إنطلاقاً من مـبـدأ ( مَن يخـدم المـذبح يأكـل من المـذبح ) متـناسين رسالة مار ﭘـولس الأولى إلى أهـل تـسالـونيكي 2 : 9 (( كـنا نكـرز لكم بإنجـيل الله ، ونحـن عاملون ليلا ونهارا كي لا نـثـقـل عـلى أحـد منكم )) .

63
أطـفال غـيـورون يتآمـرون فـماذا يعـمل الناضجـون ؟
 
بقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 

طيلة فـتـرة طـفـولتي في كـركـوك لم أخـرج إلى الشارع للعـب ، ولمّا إنـتـقـلـنا إلى ألـقـوش / عام 1958 وأنا في الصف الرابع الإبتـدائي ، رأيتُ بـيئـتها مناسِـبة لـتربـيتـنا الـبـيتـية ومن كـل الـنـواحي الإجـتماعـية وفـيها تخـرّجـتُ من المرحـلة الإعـدادية عـلى ضوء اللـمـﭘـة والفانـوس مع المنـقـلة الفحـمية الشـتائية .
كانت الحـياة بسيطة واللعـب مع الأطفال في الـدربونة ــ ألـولا ــ ممتعاً بالألعاب المتـيسّرة ( دعابل ، سيـفـونات ، كـعاب ، ﭼارِﮒِ ، مصراعة ، قـتّا وﭘـيـت ، قـفـز عـلى الظهـر مثل موانع ، ﭽَـهايِ أي إخـفاء الـذات في زوايا المحـلة ، كــْـيَـلّاثا ، ﭘُـرصونـْـﮒِ ..... ) وأنا مولع ومتمكـن من الـتهـديف بالـدعابل ــ ﭽـقة ، ﭽـقة وشـبـر ، ﭽـقة مع حـفـرة نسميها عُـنّ ــ وأربح الكـثير من ثـروة الأطفال والمتمثـلة في :
(1) سـيـفـونات : غـطاء قـناني المشروبات الغازية (2) دعابل : كـرات زجاجـية صلـدة قـطـرها سنـتمتر ونـصف تـقـريـباً ــ خـلـينا نسميها قـذائـف للـرمي عـنـد اللعـب ــ (3) ﭼارِﮒِ : أوراق الـدفـتـر المـدرسي نظيفة ومطوية نعـتـبرها نـقـوداً .
ولكـوني هـدّافاً ماهـراً بالـدعابل ، فـقـد ربحـتُ كـمية كـبـيـرة من السـيـفـونات وضعـتها في ــ ﮔـونية رز ذات 50 كـيـلـو ــ فإمتلأت إلى نـصفها ، مع عـدد كـبـيـر من الـدعابل .     
وبمرور الأيام بـرزتْ مهارتي بـين أطفال المحـلة في التهـديف بالـدعابل ( ﭽـقة ــ نـقاجا ) وخاصة طريقة مَسكـتي للـدُعـبُـلـّة عـنـد الرمي يُطـلـقـون عـليها ــ سـوري ــ مما أثار إنـتباهم في حـينها حـيث يكـون الكـفان متـقابلين تـقـريـباً بحـيث أن أصابع الكـف الأيسر تكاد تـلـف من أسفـل حـول مثيلاتها مع رسغ الكـف الأيمن ، والـدُعـبُـلـّة تُحـصر بـين ثلاثة أصابع (1) الإبهام الأيسر من يسار الـدُعـبُـلـّـة (2) الإبهام الأيمن خـلـفها وموازيا وملامساً للأيسر ومتراجـعاً عـنه قـليلاً (3) الوسطى من أصابع الكـف الأيمن تكـون من يمين الـقـذيفة وملامسة لإبهامها ، وإنّ هـذا الأصبع الأيمن ( الوسطى ) هـو رامي الـدُعـبُـلـّة بقـوة نحـو دُعـبُـلـّة الخـصم كي يصطدم بها فـيربح . وعـليه كان يلعـب معي فـقـط كـل مَن عـنـده روح المجابهة والتحـدّي . وتـتـم اللعـبة عادة بـين إثـنين أو أكـثر في آن واحـد حـيث يتم الإتـفاق مقـدّماً حـول تـسلسل اللاعـبـين : الـبادىء الأول ثم الثاني ثم الثالث وهـكـذا .   
وفي عـصر أحـد الأيام جاءني إثـنان من رفاق المدرسة / محـلة ( ألـقـوش ) أتـذكـرهما الآن ، طلـبا مني اللعـب ( ثلاثـتـنا سـوية ) وكـل منا لحـسابه الخاص ( لا شـراكة ) ، ووفـق عـقـلـيتـنا كأطفال فإن ثـروتـنا الـدعابُـل كانـت بمثابة آلاف الـدولارات الـيـوم . و تـقـتـضي اللعـبة من كلِ لاعـب أن يـركــّـز ويُـوجّه قـذيفـته ّنحـو دُعـبُـلـّة الخـصم الأقـرب إليه فـيرميها لـيصدمها ( يَـﭽُـقــّها ) فـيربح ، وعـنـدها يحـق له رمية أخـرى نحـو الخـصم التالي أي الثالث ... وإن لم يصدمها ينـتـقـل دور اللعـب إلى اللاعـب الـذي بعـده  ....... والمهم إني وافـقـتُ عـلى اللعـب معـهما بحُـسن نية الأطفال .   
وأعـرف مقـدماً ورفاقيّ يعـرفان أنّ كـل واحـد منهما عـلى إنـفـراد لا يمكـنه مقارعـتي في هـذه اللعـبة وليس في الأمر تباهـياً من جانبي ، ولا هـو عـيـبٌ في الخـصم لأن القابليات متـباينة والكـفاءات مخـتـلـفة فلا غـرابة من فـوز لاعـب وخـسارة آخـر في أية مباريات محـلية أو عالمية .
بـدأنا نلعـب بالتسلسل المتـفـق عـليه ، الأول يرمي عـلى الهـدف الـقـريب ، ثم الآخـر يخـتار الهـدف الأقـرب والثالث بـدَوره يـركــّـز لكي يربح أيضاً وهـكـذا ، إنه فـن اللعـب فلا غـرابة إذا واجَـهـنا الصعـب .
إلاّ أنّه لـفـتَ إنـتباهي أمر غـريـب ينافي أصول وفـنـون اللعـبة ، مما أثار شكـوكي في طريقة لعـب صديقيّ وغايتهما ! ...... فـما هي ؟ :
(1) حـين يكـون دور أحـدهما ليرمي قـذيفـته ، فالمتـوقع منه ــ وهـكـذا يجـب أن يكـون ــ أن يُهـدّف نحـو الخـصم الأقـرب إليه ( صاحـبه أو أنا ) فإذا صدمه ــ يَـﭽُـقه ــ سيربحه ثم يُـهـدّف مباشرة نحـو الآخـر ، وإنْ لم يصدمه ينـتـقـل دَور اللعـب إلى اللاعـب التالي ، ولكـني لاحـظـتُ أنّ كـليهما ( كل عـلى إنـفـراد ) لم يكـن يُـوجّه قـذيـفـته إلى صاحـبه الأقـرب ! وإنما نحـو دُعـبُـلـّـتي الأبعـد وكأنهما متـفـقان سـراً ضدي ، فأكـون الخـصم المشـترك لكـليهما !
(2) في تسلسل اللعـب المتـفـق عـليه ، هـناك اللاعـب الأول وبعـده الثاني ثم أنا الثالث ، فلاحـظـتُ عـنـدهما فـناً شـيطانياً ! اللاعـب الأول يريـد مساعـدة صاحـبه الثاني ( خـفـية ) كي يربحـني وهـما شـريكان . فـيـبـدأ اللعـب ويرمي دُعـبُـلـّـته " لا لـتـصيـب الثاني صاحـبه " وإنما لـتـقـف بـين قـذيفـتي وقـذيفـته ! ويصبح محـطة وسطية كـجـسر لصاحـبه الثاني الـذي سـيرميه كأول مرحـلة من أجـل الإقـتـراب مني وتسهـل أمامه إصابة دٌعـبُـلـّـتي أنا الثالث فـيربح . والخلاصة : من بعـد الرامي الأول ، تكـون الضربات النهائية لصالح اللاعـب التالي الـذي هـو ( صاحـبه الثاني ) فـيقـلل من فـرصتي أنا الثالث ... ويـمكـن تـصوّر المشهـد الأخـير للـدعابل عـلى خـط وكما يلي : قـذيفة الثاني هـو الرامي النهائي ــ قـذيفة الأول صارت في الوسط ــ أنا الثالث الأخـير الخاسر. 
إذن ، جـماعـتي رفاق المدرسة ــ الأطـفال الأبـرياء ــ كـل منهما يعـرف نـفـسه في اللعـب لـوحـده معي ولا يمكـنه مقارعـتي ، لـذلك وضعا كـليهما خـطة تآمر سـرية قـبل مجـيئهما عـندي ( يتعاونان كـليهما ضدي ) بهـدف ربح دعابلي بطريقة لا أخلاقـية فـيتـقاسمانها بـينهما . والآن نـقـول : إذا كان بإمكان الأطفال التخـطيط للإيقاع بصديقهم الطفـل ، فـما بالهما بعـد نـضوجـهما ؟ .
المهم في لعـبتـنا ، رغـم أني إكـتـشـفـتُ تلك المعادلة الماكـرة منـذ الـبـداية ( خـطة سـرية / تآمـر وتعاون إثـنين ضد واحـد ) ولكـني لم أهـتم ، فإستمريتُ اللعـبَ معـهـما مستـنـداً إلى ثـقـتي بمهارتي ، فكانت الـنـتـيجة أني ربحـتُ كـل دعابلهم ، ولم يلعـبا معي بعـد ذلك الـيـوم .   

     


65
سـؤال منـطـقي... حـول إزدواجـية الرأي لـدى (( المـثـقـفـين )) وليس غـيـرهم

يسـأله : مايكـل سـيـبي / سـدني
من عادتي عـنـد الكـتابة ، أستـخـدم مصـطـلح ( ﭘـطـرك ، وليس ﭘـاطريرك ) لأن هـذا الـلـفـظ وارد عـنـدنا حـين نـتـحـدّث عـن هـكـذا شـخـص يحـمل هـذا المـنـصـب . وليس وراءه أي قـصـد آخـر
في يوم ما ، سألـني أحـدهم : لماذا تـقـول ( ﭘـطـرك ) ولا تـقـول : ( ﭘـاطريرك ) ؟
أجـبـته :
(1) لأنـنا هـكـذا إعـتـدنا أن نسمع ونـلـفـظ هـكـذا منـصـب منـذ صغـرنا .
(2) وعـلى الصعـيـد الرسمي والإعلامي في لـبـنـان فإن هـذا اللـفـظ هـو المستـخـدم إعلاميا والمتـداول شعـبـياً وليس فـيه ضيـر ..... فـلم يعـلـق
وبعـد مدة سألـتُ هـذا ( أحـدهم ) نـفـسه ، طبعا محـسوب من بـيـن المثـقـفـين :
ها هـو المسؤول الكـنسي برتـبة أكـبر من كاهـن بسيط يسمي حامل المنـصب بنـفـس لـفـظـتي ، لماذا لا تسأله ؟
فـلم يُـجـب !
وفي 4 تموز 2020 كـررتُ السؤال موثـقاً بالـفـيـديـو  ( دعـماً لإسـتـفـساري ) قائلا له :

عـزيزي فلان ؟؟ ...... هـل سألت المطران الفلاني ، لماذا يقـول ( ﭘـطـرك ) وليس (( ﭘـاطريرك )) في وعـظه وبشكـل حـماسي ، أثـناء الـقـداس ؟  دمت سعـيـداً 
ولم يُـجـب أيضاً
الآن أنا أسأل كـل قارىء : ما تـفـسـيـركم لهـكـذا موقـف من الأخ (( أحـدهم )) المـذكـور ؟؟؟؟
هـل هـو فـقـدان الجـسارة أمام شخـص ، والـتـباهي بها أمام شخـص آخـر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أم عـنـدكم رأي آخـر ؟


 


66
 

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
كـتب الكـثيرون عـن تهـجـير المسيحـيّـين وأوفـوا ، وعـن حـلـول وإقـتـراحات وأجادوا ... والموضوع كـله ليس يتعـلق بشخـص الفـرد المسلم لأن الله خـلقه سـوياً كـباقي البشر ، وإنما مرتبط برمته بثـقافـته الـدينية ، وبوعـظ شـيوخ الجـوامع بالإضافة إلى الـتربـية الـتي يتلقاها أحـياناً من البــيـت .
إن المسلم وإنْ كان قـد تعـلم آيات التعايش مع الناس مثل : لا إكـراه في الـدين .... لكم دينكم ولي ديني المكـيّـتين ... إلاّ أن ما يُـلـقــَّـن به لاحـقاً هي الآيات المـدنية الناسخة لتـلك مثل :
وَمَن يَـبْـتَـغِ غَـيْـرَ الإِسْـلاَمِ دِيـناً فَـلَـن يُـقْـبَـلَ مِـنْـهُ وَهُـوَ فِي الآخِـرَةِ مِنَ الْخَاسِـرِينَ
فَاقْـتـُـلُوا الْمُـشْـرِكِـيـنَ حَـيْـثُ وَجَـدْتُـمُـوهُـمْ وَخُـذُوهُـمْ وَاحْـصُرُوهُـمْ وَاقْـعُـدُوا لَهُـمْ كُـلَّ مَـرْصَـدٍ فَإِنْ تَابُـوا وَأَقَامُـوا الصَّـلَاةَ وَآتَـوُا الزَّكَاةَ فَـخَـلُّوا سَـبِـيلَهُـمْ إِنَّ اللَّهَ غَـفُـورٌ رَحِـيم ... وهـنا تكـمن العلة .
زد عـلى ذلك أن الواعـظ المسلم أو مستمعـيه لا يتجـرؤون عـلى القـول أنّ تلك الآيات جاءت في زمن غـير زمانـنا ، لأن ذلك يعـني إنـتـفاء حاجته اليوم إلى القـرآن وهـذا إرتـداد بحـد ذاته في أحـكام الشريعة الإسلامية ، يـدفع رقـبته ثـمناً لها .
من جانب ثاني هـناك قـوى دولية خـفـية أو عـلنية تلعـب دورها في إثارة الإضطرابات هـنا وهـناك لغايات معـروفة أو مجهولة ، ولأجـل القـيام بها تستخـدم جـماعات التي يمكـن تحـفـيزها في الـبـداية بعـد تـدريـبها عـلى هـكـذا أعـمال إستـفـزازية ، مرسوم لها أن تـتـطـور إلى ممارسات إجـرامية وإنـتهاكات القـيم الإنـسانية يكـون الأبرياء في مقـدمة ضحاياها .
وفي بـلـدنا العـراق يكـون المسيحـيون هم أول مَن تـصيـبهم كـوارثها ، بسبب ثـقافـتهم الـدينية التي تعـلمهم عـلى الإنحـناء وبسط خـدودهم للمعـتـدي بكـل إستـسلام وعـلنية ، ثم إفـتـقارهم إلى وسائل دفاع ثـقـيلة لصد هجـمات ذات الصفة الشمولية .
إن محاولات غـبطة الـﭘـطريرك جـديـرة ولكـن المخـططات أقـوى من إمكانياته الوعـظية المتسمة بالطلب والرجاء والـثـناء وأحـياناً المـداهـنة أيضاً في سبـيل درء الخـطر عـن أبناء رعـيته ولكـن المقابل لا يفـهم هـذه اللغة بل ولا يريـد أن يسمعها ناهـيك عـن أنه يعـرفـها هي لغة الضعـفاء .
أما المنـظمات الـدولية الرسمية وشبه الرسمية والشخـصيات أصحاب الضمائر الحـية يـؤدون واجـبهم الإنـساني في الشجـب والإدانة وتـقـديم يـد المساعـدة وكـلها ليست رادعة ....
إذن ، ما العـمل ؟ لا مفـر ....
ولم يـبق إلاّ التـفـكـير بحـلول شخـصية كل حـسب الظروف المتاحة أمامه ، فلا يمكـن إملاء أي حـل عـلى الناس الـذين يعانـون لأنهم عـلى دراية بكافة الحـلول . والناس أحـرار بما يخـتارون .
عـلى شعـبنا أن يـبحـث عـن : أفـضل .... وأسرع .... وأسلم ................حـل لمحـنـته ، ولا يعـتـمـد عـلى المنـدّدين والمستـنـكـرين والمطالـبـيـن دون أن يسمع أحـد صوتهم .


67

الحـلـقة الـخامسة ــ ردود الـقـرّاء عـلى المقالين السابقـين


بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ

رد ( 9 ) تاسـع :
اسرار الكنيسة السبعة هي نعم إلهـية غـير منظورة
1- وردت بمعـنى ” أمر خفي ” (1صم14:22؛ 2صم23:23؛ مت19:1؛ يو28:11؛ أع37:16)
2- وردت بمعـنى ” التدبير الإلهي ” (الفوقاني) (رو25:16-26؛ أف7:1، 9، 10؛ أف9:3؛ 1تي16:3)
3- وردت بمعـنى ” رمز نبوي ” (دا19:2-22؛ 47:2؛ رؤ12:1، 20؛ 5:17)
4- وردت بمعـنى ” أسرار الملكوت ” (مت11:13؛ مر11:4؛ لو10:8)
5- كما وردت بمعـنى “أسرار النبوات” و”أسرار الروح” و”سر الرب أن” و”سر الإنجيل” و”سر الإيمان” (عا7:3؛ 1كو2:14؛ مز14:25؛ أم32:3؛ أف19:6؛ 1تي9:3)
كلمة ” سر ” المقصود بها هو ” نوال نعمة سرية (غير منظورة) بواسطة مادة منظورة ” وذلك بفعل روح الله القدوس . والتي يمنحها الكاهن المخـول بذلك

رد ( 10 ) عاشـر :
الاسرار الدينية للكـنيسة الكاثوليكـية بحسب المعـتـقـدات المسيحية تُمْنَح النِعَم غير المنظورة بواسطة مادة منظورة لأن الإنسان يحتاج إلى أن يشعر بشيء مادي واقعي

جـوابي عـلى الردّين السابـقـين (9) ، (10) :
أنا لا أوافـق عـلى هـذين الرأيَـيـن ، لماذا ؟
أولاً : الإنجـيـل ليس كـتابا سـريا !!!!! فـقـد ولـّـت أيام رجال الـدين الأوائل حـين كانـوا يمنعـون الناس من قـراءته كي تـبقى مفاتيح الملكـوت بأيـديهم فلا هُم يـدخـلـون ولا نحـن!!
ثانياً : لا تـوجـد نعـمة غـير منـظـورة بل تكـون منـظـورة ونـشعـر بها كما وضحـتُ في المقال
ثالثاً : نعـم نحـن نجهـل التـدبـيـر الإلهي وأنا لستُ أتـكـلم عـنه ، ولا أتـكـلم عـن السر الإلهي لأنـني فعلاً قـلتُ أن الله بحـد ذاته سـر ، كما لستُ أتـكـلم عـن سـر الروح والنـبـوات
رابعاً : تـقـول أن الأسـرار هي طـقـوس … آمنا بالله ، نعم إنها طـقـوس (( منـذ قـرون )) ولكـن لا تـنـسَ إنها مِن تـرتيـبات رجـل الـدين وليس من المسيح… هل المسيح عـلّـمَـنا طقـوس العـماذ ؟ هـل عـلـّـمنا طـقـوس الـزواج ؟ لا تخـلـيني أكـتـب الكـثـير .
خامساً : عـن المدح ، نعـم أنا أيضا أمدح مريم العـذراء والسماء والنعـم التي نحـصلها ، وأمدح كـل شخـص مخـلص وأمين ، سـواءاً كان عامل الـنـظافة أم وزيراً …
أما ثمار الطقـوس هي (( منـظـورة )) لأنها تـتـم أمام الأنـظار ونحـس بها …. كما أن البركة الإلهـية هي منـظـورة وواضحة وضوح الـنهار … وقـد فـصـّـلـتها ووضحـتها في المقال . مع الشكـر لمساهـمتكم

أحـدهم حادي عـشر يسألـني ( 11 ) :
هـل نلغي الـتـدرج الكـنـسي ؟ أو نلغي الكـنيسة ؟ أو نلغي الكهـنـوت ؟

جـوابي له ( 11 ) :
أخي : أنا لست أطالب بنـسف التراث …. أنا أطالب بتجـديـد القـوانين التي تعـتـبرنا خـرفاناً لا نـفـقه
ولا تـنـسَ تـوصية الـﭘاﭘا فـرانسيس بتأريخ 12 تـشرين الثاني 2014 فـيـقـول:
((عـلى الراعي أن يضع دوماً نصب عـينه أن الرب دعاه فـقـط بفـضل رحمته ، وأنه لا يجـب أن يأخـذ موقـفًا سلطوياً ، كما لو كان الجميع تحـت أقـدامه وكما لو أن الجـماعة هي مُـلـك له وملكـوته الشخـصي )) ….
هـل فـهـمـتَ الآن ماذا نـريـد ؟
**********************
إحـتـراماً للقارىء … أنا أعـتـمـد عـلى النـسحة الكاثـولـيكـية للإنجـيل المقـدس ، ومن كلام يسوع المسيح ، وليس مني ولا من أحـد
و إسمح لي بسـؤال : هـل الروح الـقـدس محـتـكـَـر ، أم كـلـنا شُـرَكاء فـيه بالمسيح ؟ .. إقـرأ ما يلي وإستـنـتج بـذكائـك :

مرقـس 9 : 38 ــ 39… (( فـقال له يوحـنا : يا معـلم ، رأينا رجلاً يطرد الشياطين بإسمك ولا يتبعـنا فـمنعـناه لأنه لا يتبعـنا . فـقال يسوع : لا تمنعـوه فـما من أحـد يُجـري معـجـزة بإسمي يُسيء بعـدها الـقـول فيّ ))
لاحـظ المسيح وبّـخـهم قائلاً : لا تمنـعـوهُ !!! … وبّخـهم عـلى أنانيـتهم لمَن يـؤمن بـيـسوع ( أكـرّر : لمَن يـؤمن بـيـسوع ) … يـريـدون أن يـؤمنـوا بهم وليس بـيسوع … يا للكارثة .

( إنجـيل لـوقا 24 : 13 ) يقـول …
المسيح بعـد قـيامته ، رافـق إثـنين من المارّة غـيـر معـروفـين كانا يمشـيان في الطريق ، ذاهـبَـين إلى قـرية عـمّاوس …. ولم يعـرفاه !! وقالا له : أن بعـض أصحابهـما ذهـبـوا إلى الـقـبـر فـرأوه فارغاً …. المهم المسيح دخـل معـما إلى بـيـتهـما وكـسر خـبزا وناولهـما !! عـنـدئـذ عـرفاهُ أنه المسيح القائم من الـقـبـر …
الـعِـبـرة : المسيح تعامل مع المؤمنـين به مباشرة وليس بوساطة أحـد ! لستُ أنا القائل بل الإنجـيل .

أفـسس 4 : 30 … (( ولا تُحـزنـوا روح الله الـقـدوس الـذي به خُـتِـمتم لـيوم الـفـداء ))
مَن هم الـذين خُـتِـموا لـيوم الـفـداء ؟ ألسنا جـميعـنا ؟
1 كـورنـثـوس 3 : 16 ــ 17 … (( أما تعـلـمون أنكم هـيكل الله ، وروح الله يسكـن فـيكم ؟))
طـيب مَن هم هـياكـل الله ؟ ألسنا جـميعـنا خـلـيقة الله ؟

يوئيل 2 : 28 … (( إني أسكـب روحي عـلى كـل الـبـشر ، فـيتـنبّأ بنـوكم وبناتكم ويحـلم شبابكم أحلاماً ويرى شبابكم رؤىً ))… لاحـظ !! يقـول كـل الـبـشر

أعـمال 5 : 32… (( نحـن شهـود عـلى هـذه الأمور وكـذلك يشهـد الروح الـقـدس الـذي وهـبه الله لمَن يطيعه ))
لاحـظ ، يشهـد الروح الـقـدس الـذي وهـبه الله ــ لمَن يطـيعه ــ بمعـنى نحـن أيضاً
1كـورنـثـوس 12 : 12 ــ 13… (( كما أن الجسـد هـو واحـد وله أعـضاء كـثيرة ، وأن أعـضاء الجسـد كـلها عـلى كـثرتها ليست إلاّ جسـداً واحـداً ، فكـذلك المسيح . إنا قـبِـلـنا المعـمودية جـميعاً في روح واحـد لنـكـون جـسداً واحـداً ، أ يهـوداً كـنا أم يونانيـيـن ، عـبـيداً أم أحـراراً ، وإنا إرتـوَينا من روح واحـد ))
نعـم ، إنا قـبِـلـنا المعـمودية جـميعاً في روح واحـد لنـكـون جـسداً واحـداً

أعـمال 13 : 2 … (( قال لهم الروح الـقـدس : أفـرِدوا شاؤل وبرنابا لأمر نـديتهما إليه ))
أتـرك الإستـنـتاج للقارىء

68
حـضرتُ قـداس الجـنازة لاتـيـنـياً
ولم ألاحـظ فـيه منافـقاً ، للسـيـد الرئيس واشِـياً

بـقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ  30 حـزيـران 2020
في صبـيحة يوم الجـمعة 26 حـزيـران 2020 تـطـلـّـبَ الـواجـب الإجـتماعي أن أحـضر مع أصدقاء آخـرين قـداسَ الجـنازة في كـنيسة لاتينية كاثـولـيكـية أقـيم عـلى روح صديـقـنا سـامي ﮔـمّـو المنـتـقـل إلى الـديار الأبـدية . ولا شـك كان طابع الحـزن والـوقار يخـيّـمان في مناسبة كـهـذه إحـتراماً لعائلة الـفـقـيـد بالإضافة إلى قـدسـيّة المكان .
كانت طـقـوس الجـنازة منـتـظمة وفـقَ تـقالـيـد الكـنيسة اللاتينية ، ومن بـينها وعـظ الكاهـن اللاتيني حـيث تـكـلـّـم بلـباقة ورصانة معـبّـراً  بكـلمات عـزاء ومحـبة للعائلة الحـزينة ، مع تـفاؤل يـبعـث الأمل في نـفـوس أفـرادها ونحـن الحاضرين أيضاً .
وفـيما هـو يتـواصل بـوعـظه ، وإذا بصوتٍ ناعم يـفاجـئـنا وكأنه موسيقى ينـطـلـق من بـيـن الحاضرين ، ومن نبراته عـلِـمنا أنه عـفـوي لـ  ــ رضيع في حـضن أمه ــ  وهـنا إبتـسم الكاهـن وربما تـذكــّـرَ في تلك اللحـظات قـول المسيح :
دعـوا الأولاد يأتـون إليّ ولا تمنعـوهم ، لأنّ لمثـل هـؤلاء ملكـوت السماوات
فـتحـوّل إتجاه وعـظه إلى الطـفـل الرضيع وأصبح يناغـيه من مكانه ويُـكـلـّـمه عـن بُـعـدٍ وكأنّ الطـفـل يستمع إليه بجـدّية ويفـهـمه ... إن الـواعـظ لم يـرتـكِـب بـذلك أمراً ممـنـوعاً ولا زاغ عـن الآداب العامة شِـبـراً ، بل كان أشـبه بعـطـر ينـثـره عـلى صنـدوق فـقـيـدنا لـيُـبـعِـد الحـزنَ عـن الحـضور بعـض الشي وكأنه يقـول :  (( روس عْلايْ بْـزَوْﭘا ودّكــّان = رش عـليّ الـزوفا ونـظـفـني ..... )) فـما أجـمل العـفـوية والـبـراءة ... ثم واصَلَ وعـظه المناسب لهـذا الـقـداس .   
وعـنـدها راودتـني فـكـرة ! كأنها ومضة نـيـزكٍ لمحَـتْ أمامي ، وخـطـرَتْ بـبالي مَشاهِـدَ من الماضي القـريب في ساحـتـنا ... فـتـذكــّـرتُ كـيـف كان ــ بعـض ــ المنافـقـين الضعـفاء أيام زمان كُـتــّـاب الـتـقاريـر السرية المخابراتية الـعـفـنة في وطـنـنا الأصلي العـراق والتي أودتْ بحـياة الأبـرياء ، والعـلة الرئيسية بالسيد الرئيس الـدكـتاتـوري ( قـليل التجـربة رغـم منـصبه ) والمعـتـمِـد عـلى الـوُشاة فاقـدي الضميـر فـيستـقـوي بهم ، دون فحـص نـواياهم ولا تمحـيص تـقاريرهم ، كل ذلك لـتـقـوية مكانـته عـلى حـساب الأكـفاء من أبناء وطـنه ... والمثـل الألـقـوشي يقـول : ((( قـيسا إنْ لا هـويا إيـذح  مِنّـيح ، لا كـيـثِ لِـتــْــوارا ))) !
وقارنـتُ كـل ذلك ــ بالـبعـض ، التافـهـين أيضاً في أستـراليا ــ الـذين لا تـزال نـفـوسهم المريضة تـراودهم لممارسة ذلك السـلـوك الـقـذر في ساحات لا سياسية !! .         
حـقـيقة ، وأنا جالس في الـكـنيسة أتابع الـقـداس ، حـمـدتُ الـربّ وشـكـرته عـلى أن حـدث الطـفـل الـرضيع هـذا ، صار في كـنيسة غـربـية ــ لا شـرقـية ــ !!!! وإلاّ لكان الجـواسيس فاقِـدو الـقـيَـم ، المتـربّـون في المستـنـقـعات ، المتـقـرّبـون من السيد الرئيس ، يتـسابقـون في كـتابة تـقاريـرهم والروائح الـنـتـنة تـفـوح من أفـواههم ، لـيـقـدّمـوها إلـيه ، ومع كـل الأسـف يعـكس عـن نـفـسه إنـطباعاً سـيـئاً لـدى أبناء الله ، لا يـلـيق به كـشخـص ولا بمكانـته كـمنـصب ولا بمؤهـله كأكاديمي فـذ ، حـين يستـقـبل بأذن صاغـية أولـئـك المشار إليهم بكـل رحابة صدره دون تمحـيص إدّعائهم ، وهـو برتـبة جـنـرال فـيصدر فـوراً مراسيمَ جـمهـورية غـيـر مدروسة .
نـقـطة رأس السـطـر .

69
الحـلـقة الثالثة ــ ردود الـقـرّاء عـلى المقالين السابقـين
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
 
بعـض ردود الـقـراء يُجـيـب عـنها مقالي نـفسه فـلـن أكـررها ... والـبعـض الآخـر  سأخـتـصرها هـنا مع الإجابة عـليها ...
 
الـرد الأول (1) يسألـني قائلاً
في مقالتك عـبارات سرية نوعا ما بين الاسطر لم توضحها انت بنفسك عـلناً . والمسيح في العشاء الاخير لم يتكلم علانية ( public) كما على الجبل ، ولكـنه اختار ــ فـقـط ــ الإثني عشر في العشاء الفصحي (والذي يسمى ايضا بالعشاء ـ السري -) ولم تكـن غايته ان يوجهه علانية للشعب ، اقـصد هنا ان يسوع كان له بعض الامور غير العـلنية أعـطاها للاثني عشر بما يخص تأسيس اسرار الإعـتراف والكهنـوت والافخارستيا- هي بحد ذاتها معطاة للاثني عشر فـقـط -
(" اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُـلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاءِ." ) مت 18: 18...
وانت في مقالتك تكتب جملا تتعارض مع هذا الكلام والأمر السري الذي به اسس المسيح سر الكهنوت (وهو الكاهن الاعلى)، وأمر به رسله الاثني عشر وليس غيرهم في تلك الليلة . حيث ان يسوع لم يعـط هذه الوكالة لمئات وآلاف الجموع كلهم نفس المسؤولية ليحلوا ويربطوا هم ايضا.
جـوابي (1) :
أخي ، لا تـنـتـقي الإصحاح 18:18 لـوحـده بل إقـرأ بتـركـيز كل الأعـداد متى 18 : 15 ــ 20  وعـنـدئـذ قـل لي : مع أية جماعة كان المسيح يتـكـلم ؟ وأنا أقـبل بجـوابكَ مقـدماً ، والـرد عـلـيك جاهـز .
لا شـك أن أية جـماعة بحاجة إلى رئيس أو قائـد أو ملك  أو مسؤول ، ولكـن لا أن ينـفـرد بالقـرار بل يشارك الجـميع معه خـدمة لـقـضيتهم ، وعـليه فـمِن نصوص الإنجـيل المشار إليه سـترى أنَ المسيح في حـديثه يقـصد الجـميع ( تلاميـذه وأبناء الله ، مباشرة أو بصورة غـير مباشرة) .
 
من جانب آخـر :
قال المسيح عـن نـفـسه : (( دُفِع إلىَّ كل سلطان في السماء وعـلى الأرض )) ... متى 28 : 18
(( فإن إبن الإنـسان سـوف يأتي في مجـد أبـيه مع ملائكـته وحـيـنـئـذ يُجازي كـل واحـد حسب عـمله ))  ... متى 16 : 27
(( هـذا يكـون عـظيماً وإبن العـليّ يُـدعى ويعـطيه الرب الإله كـرسي داود أبـيه ويملك عـلى بـيت يعـقـوب إلى الأبـد ولا يكـون لمُلكه نهاية )) ... لـوقا 1 : 32 ــ 33
تلك آيات تبـيّـن أن المسيح هـو أعـظم بكـثير من أن يكـون كاهـناً ، إنه إله متأنـس أي إنه إنـسان حـلّ فـيه الله .... كما أنه لم يقـل أن للعـلماني كـهـنوت عام .
ومن الخـطأ الـقـول أنّ المسيح خـصّ تـلامـيـذه بـبعـض أسـراره ، وذلك بالأدلة التالية :
 
أولاً : قال يسوع (( إِنْ كـنتُ قـلتُ لكم الأَرضيات ولسـتم تـؤمِنون ، فـكـيف تـؤمنون إِنْ قـلت لكـمُ السَّماوِيات )) ؟ يوحـنا 3 : 12 ... هـذا دليل عـلى أنّ هـناك أسراراً لم يـقـلها للتلاميـذ ، ولا لأبناء الله ؟
ثانياً : قال يسوع (( ليس لكم أن تعـرفـوا الأزمنة والآونة التي وقّـتها الآب بـذات سلطانه )) أعـمال 1 : 7  ... بمعـنى أنّ المسيح حجـب بعـض المعـلـومات عـن جـميعـنا ، تلاميـذ وأبناء الله .
ثالثاً : وفي يوحـنا 21 : 20 ــ 22 (( إلـتـفـتَ ﭘـطـرس ونـظـر التـلـميـذ الـذي كان يسوع يحـبه يتبعه ، وهـو أيضاً الـذي إتـكأ عـلى صدره وقـت العـشاء وقال : يا سـيـد مَن هـو الـذي يسلمك ؟ ... فـلما رأى ﭘـطـرس هـذا قال ليسوع : يا رب ، وهـذا ما له ؟ قال له يسوع : إنْ كـنـتُ أشاء أنه يـبقى حـتى أجيء ، فـماذا لك ؟ إتبعـني أنت )) .......
لاحـظ ! كـيف المسيح أجاب ﭘـطـرس بعـبارة ــ فـماذا لك ؟ ــ أي لا تـتـدخـل فـيما لا يخـصك ! بمعـنى أن يسوع لم يكـشف عـن سِـرّه بشأن يـوحـنا  لـﭘـطـرس حامل مفاتيح الملكـوت !
 
نأتي إلى قـولكَ أن العـشاء الأخـير كان سـريّا ! ...أنا أقـول كلا
حـين إقـتـربت ساعة صلـبه لم يستطع تـوديع كل الـذين يحـبـونه من بـين خلائق الأرض ولا توجـد مساحة تكـفي للجـميع ، فإجـتمع في أحـد الـبـيـوت مع الإثـني عـشر كـممثـلين عـنهم للخـدمة ، مثـلما أعـضاء الـﭘـرلمان يمثـلـون الشعـب لخـدمة الشعـب ، ولا تـنسَ أنّ ( صاحـب الـدار يعـلم بهم ) ! أكـرر : صاحـب الـدار التي إجـتـمعـوا فـيها كان يعـلم بإجـتـماعهم ! إقـرأ بـدقة ! لـذا لا نعـتـبر العـشاء الأخـير سـرياً
 
 الـرد الثاني (2)  :
يا اخي مايكل ، أنت تـقـول (((" إن أبناء الله المؤمنين بالمسيح ليسوا عـبـيـداً عـنـد أحـد ، ولا روبـوتات مُبـرمَجة بل ــ أمانة ــ ! فعلى كل قائـد وفيّ لله أن يعاملهم كأبناء الله وذلك وفاءاً لـتعهـده أمام الله ، وليس تحـت أية صفة أخـرى " ))) ...  إنـتهى الإقـتباس
لو كانوا كل القادة أوفـياء كما تريد ، فـلمَن تكـون مواعـظ يسوع وخطبه وتطويباته وامثاله ؟ بالتأكـيد للأوفـياء ولغير الاوفـياء علي السواء...عـلنا ام سرا... وفي مثل الزوان يوضح يسوع ان نـتيجـته ستحـدث سرا (يوم الدينونة) وليس علنا امام الناس كما سألوه وارادوه ان يفصل الزؤان عن القمح علنا منذ البداية
 

جـوابي (2) :   قال الرب يسوع ((   أنتم أَحـبَّائِي إِنْ فعـلتم مَا أُوصِيكم بهِ .   لا أَعـودُ أُسمـيكـم عـبـيـداً ، لأَن العـبد لا يَعـلمُ ما يعـملُ سـيـدُه ، لكـني قـد سَمَّـيتـكـم أحـباءَ لأَني أعـلَـمتـكم بكـل ما سمِعـتُهُ من أَبي ))  يوحـنا 15 : 14 ــ 15     


أستحـلـفـك بأعـز ما عـنـدك ، هـل أحـباء المسيح هم إثـنا عـشر فـقـط من بـين خلائـقه الـبـشر ؟ أيّ منـطـقٍ هـذا ؟
(( لعـد إحـنا المؤمنين بالمسيح شـنـو ؟ نـواطـير خـضرة ... أم  ، يالـد راحـيل ﮔـنـوتا )) ؟؟؟؟ 
المسيح يُسمينا أحـباءه وليس عـبـيـداً له ، فـعـلى خادم الـرب أن لا يسنّ قـوانين إستعـبادية . 
وبشأن القادة ... نعـم ، يُـفـتـرَض أن يكـونـوا أوفـياء ... ولكـن الكـثيرين مـدعـوون والقـليـلـين مخـتارون لخـدمة الـرب ، وعـنـدها يستـلـزم أنْ نُعـلــّـم المخـتارين طريقة تـفـكـيـر الأوفـياء . ولا تستغـرب من كـلمة ( نُـعـلـّـمهم ) ، لأن الـﭘاﭘا فـرانسيس يقـول : إن الأساقـفة لا يعـرفـون كـل شيء ! ... وهـذا منـطق سـليم ،  ألسنا جـميعـنا نـتعـلم من بعـضنا ؟
عِـلماً أنّي أنا عـلـّـمتُ كاهـناً الـفـيـزياء ، وآخـر عـلـّـمته قـواعـد اللغة العـربـية ، وهـل في ذلك ضـررٌ أم عـيـبٌ ؟ وقـد كـتـبتُ عـدة مقالات عـن أن مرجَـعَـنا الأعـلى ( وغـيره ! ) يتعـلم من كـتاباتي . ومَن يرغـب في مناظرة فأنا جاهـز
أما الـدينـونة ( الحـصاد ) لـن تكـون سـرا إطلاقاً لأنها لـيست محاكم إنـقلابات عـسكـرية ولا إستجـواباً لإغـتيالات سياسية ، وإنما حـساب الإيمان أمام الجـميع ، حـيـث الزؤان بـين الحـنـطة عـلـناً ، بل تحـت الأضواء وبحـضور عـمال الحـصاد ، إقـرأ الإنجـيـل وتعَـلــّـم ! .
 
وفي رد ثالث (3) عـلى مقالي ، جاء ذكـر الـدينـونة والقادة الأوفـياء مرة أخـرى كما يلي :
عـن موضوع القادة الأوفـياء ... لم ألمس في عـباراتك طابع التعـليم ، بل كان بمثابة إتهامهم بالإستعـباد . التعـلم في الصغر شيء ، والـتعـلم في الكِـبر شيء اخـر ... فـربما هـؤلاء القادة إن كان قـد فاتهم التعـليم في الصغـر ، فهل يا ترى سيفـيدهم التعـليم في الكِـبر ليكـونوا أوفـياء ؟؟؟
 
فـكان جـوابي ( 3 ) :
نُعـلـّمهم ( ما لا يَعـلمونه ، أو يُخـفـونه عـن المؤمن ) إرجع إلى كلام المسيح في ( متى 18 : 15 ــ 20 ) فإنْ كان للتلاميـذ فـقـط ... خـليهم يحـلـون ويربطـون فـيما بـينهم ، ويتخاصمون فـيما بـينهم ولا يخـصنا ، وبالتالي إذا تخاصمنا بـيـنـنا نحـن أبناء الله فإن ذلك لا يخـصهم .... وهـكـذا إن كان المسيح يحـضر فـقـط بـين أيّ إثـنين أو ثلاثة من رجال الـدين ونحـن معـزولـين عـنهم .... إذن المسيح ليس لـنا ولا يخـصنا ، هـل تـقـبـل بـذلك ؟؟
وعـن يوم الـدينـونة هل نكـون جـميعـنا حاضرين ؟ نعـم ، المسيح قالها رمزيا في مسألة الزؤان ، إقـرأ جـيـدا عـن حـضور الحـصادين ....  أما رأيك في أن ينـفـع التعـليم في الكِـبَـر أم لا ينـفـع ، فـعـلـيك أنْ تـتـذكــّـر المقـولة  :    Don't Say It's Too Late ))     ))
https://www.youtube.com/watch?v=zNHbRGBtAMU
 
****************
الحـلـقة الرابعة ــ الردود ــ قادمة بعـون الله

70
الحـلـقة الثانية ــ يسوع المسيح عـلـني أمام الناس ، قـولاً وفـعـلاً وليس سِـرّاً فـلماذا شرعـت الكـنيسة سـبعة أسرار ؟

بـقـلـم / مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ

دعـونا نـتحاور …….. إنّ كـلمة ( السـر ) لغـوياً : هـو كـل ما ( تكـتـمه وتُـخـفـيه )
السر لاهـوتياً: قـد يكـون الله هـو ــ السر ــ ذاته بل هـو كـذلك ، هـو كـلمة ! لأنـنا لا نـراه ولا نعـرف ماهـيته ولا يمكـنـنا أن نـتخـيل فـيه صفة مادية مثـل طـوله ووزنه وإنما نـقـرّ بأنه عـظيم خالـق الأكـوان .
نصادف أناساً بُـسطاء عـلى نياتهم يلصقـون بالله صفاتاً لا تعـبّـر عـما تـثـقـفـنا بشأنه . فـمثلاً : أحـدهم يتمنى الشر لظالم ويـقـول : ألله ينـتـقـم منك يا ظالم ! إنّ هـذا تـشويه لصفات الله التي عـلـّـموها لـنا أن الله مُحِـب لا ينـتـقـم … ورغـم مجهـوليته فإنّ (( السماوات تحَـدّث بمجـد الله ، والـفـلك يُخـبر بعـمل يـديه )) مزمور داود 19 : 1
والمسيح كـشخـص مثـلـنا لم يـفـرض نـفـسه عـنـوة ، كي لا يتـرك إنـطـباعاً أنه يـبحـث عـن مجـد لـذاته ، وإنما قال : ((مَن آمنَ بي ، لم يـؤمن بي ، بل يـؤمن بالـذي أرسـلـني)) … يوحـنا 12 : 44

محـطات في حـياة المسيح

ولادته كانت عـلـنية في بـيت لحم وقـد شاع خـبـره محـلـياً وبعـيـداً ، فـلم تكـن سـرية .
تـقـديمه إلى الهـيكـل وخـتانه في الـيـوم الثامن كما جـرت العادة في وقـته وكان ذلك عـلـناً لا مخـفـياً .
محاججـته مع رجال الـناموس في هـيـكـل أورشـليم في عـيـد الـفـصح وهـو إبن 12 سـنة .
إقـتـباله العـماذ من يـوحـنا المعـمـذان في وسط نهـر الأردن بـين الـناس فأين السـرية فـيه ؟.
لم يتملـّق للكـتبة والـفـريسيّـيـن ولم يُحابِ أحـدا من رؤساء الهـيكـل بل إنـتـقـدهم أمام الـناس !
وهـكـذا عـمل معـجـزاته كـلها بـين الجماهـيـر ولم تكـن في السـرّ ولا في الظلام .
وهـنا نسأل رجال الـدين : ما بالكم وكل الطـقـوس المتعـلـقة بنا كـمسيحـيـيـن تسمونها أسراراً ؟
أولاً: لمّا كان الـزواج أمام الـناس وفي أماكـن مضاءة ، فـلماذا يكـون إسمه أو صفـته ( سـراً ) ؟
ثانياً : عـماذ الطـفـل يتم بحـضور الأهـل والمحـبّـين عـلـناً ، فـلماذا نـقـول : ( سـر العـماذ ) ؟
ثالثاً : وذات الشيء في مسحة المرضى تـتـم بحـضور آخـرين وليست بالخـفـية فـلماذا تكـون ( سـراً ) ؟
وقـس عـلى ذلك باقي الأسرار ، فأين يكـمن مفهـوم السـر ؟
*********
مُـطـّـلعٌ عـلى الـثـقافة المسيحـية يتساءل :

هـل يمكـن إعـتـبار الإيمان والرجاء والمحـبة …. أسراراّ ؟
ويحاول الإجابة قائلاً : السّـر هـو العلامة الخارجـيّة المنظورة ، وبـدورها تمنح نعـمة غـير منظورة . إنّه حـضور المسيح الخلاصيّ بقـوّة الرّوح الـقـدس من خلال الكـنيسة . وكما أشار الكـتاب المقـدس ، أن هـذه الـنّعـمة هي نعـمة الخلاص ، إذ بدونها يصبح الإنسان مفـتـقـراً لينابـيع الخلاص ، أيّ لحضور المسيح بشكل عـميـق وحـقـيـقيّ ….
ويضيـف : السـر يُـقـصد به ” نوال نعـمة سرية ( غـير منظورة ) بواسطة مادة منظورة ” وذلك بفعـل روح الله الـقـدوس الذي حل بمواهـبه في يوم الخمسين عـلى التلاميذ الـقـديسين ورسل السيد المسيح الأطهار ، وبحسب ما أسسه السيد المسيح نفسه وسلَّمه للرسل الأطهار وهم بدورهم سلَّموه للكهـنة بوضع الـيـد الرسولية . (1 كـورنـثـوس 23:11 ).
تعـلـيقي عـلـيه :
إذا كان الـسر علامة منـظـورة ! فـلماذا يكـون سـراً ؟
أنا لا أستـوعـب كـيـف يكـون للسر وجـهـين ــ منـظـور وغـيـر منـظـور ــ ! كما لا أفهم أن هـناك نعـمة غـير منـظـورة !! ولكـني أفهم أن الـنعـمة منـظـورة ، فـفي الزواج نحـصل عـلى نعـمة ( الأطفال ) ، وفي العـماذ نحـصل عـلى نعـمة ( هـوية ) مسيحـية معـروفة ، وفي مسحة المرضى نحـصل عـلى نعـمة ( راحة نـفـسية ) ذات مفـعـول في الشفاء ، وقـس عـلى ذلك .
ثم المحـبة ليست سـراً بل هي نعـمة ينـتعـش بها الـقـلب فـيخـفـق فـرحاً ، والرجاء هـو أمل في ضمير الـفـرد ينـتـظر نعـمة حـصوله عـلى شيء وليست سـراً ، أما الإيمان هـو ثـقة شـخـصية وقـناعة ذاتية في نعمة غـيـر مرئية لكـنها سـتحـدث ، مثـل المرأة الحامل يكـون إيمانها حـتمياً بأنها ستـلـد وليس سـراً .
إنّ إدخال كـلمات إنجـيلية في تـراكـيـب لغـوية ، وصياغة فـقـرات فـلسفـية إنـشائية تجـعـلـنا نـتيه بها …… أراها غـير مُجـدية .
ملاحـظة مهـمة :
تعـلمنا في دروس التعـليم المسيحي عـلى أيـدي رجال الـدين في المدرسة / ألـقـوش ، أن هـناك عـماذ الشوق وعـماذ الـدم بـدون كاهـن ، وفي الحالات الإضطرارية يمكـن للعـلماني أن يُـعَـمّـذ (( إذن مبـدئياً ــ وأكـرر الـقـول مـبـدئياً ــ لا مانع للعـلماني من أنْ يُعـمّـذ مثـلما يعـمـذ الكاهـن في الكـنيسة ! )) .
وهـنا تـطـلـبـتْ الحاجة إلى أن أسأل لاهـوتـياً كاثـوليكـياً مجازاً : هـل هـناك مِن بـيـن الأسرار السبعة ، أحـدها أكـثـر قـدسية من الآخـر ؟ قال : كـلا ، وإنما كـلها مقـدسة بالـدرجة ذاتها ……..
وعـلـيه نـقـول من حـيث المـبـدأ أيضاً !!! إذا كان بإمكان العـلماني أن يُعـمّـذ في الحالات الإضطرارية ، فـمنـطـقـياً هـذا يعـني أن الكـنيسة تخـوّله الـتـصرّف مع باقي الأسـرار أيضاً في الحالات الإضطـرارية ، كما في العـماذ ، فـما رأيكم ؟.

71
يسوع المسيح عـلـني أمام الناس في كلامه وأفـعاله وليس سِـرّاً
الفـرق بـين الـسـر والعـلـن 

الحـلـقة الأولى
بـقـلـم / مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 
قـدحة وومضة : إلى كـل لـبـيـب في موقعه ومستـواه ، رُبّ ومضة عَـبـرَ الأثـيـر تـنـبّهه .   
إنه من دواعي الـفخـر لـلكـنيسة الكـلـدانية ولـنا أبناء الله جـميعاً ، أن يخـدم فـيها إكـليريكي ذكيّ أياً كانت درجـته ــ درغه ــ وبالأخـص إذا كان يتمتع بإمكانيات فـكـرية عالية ، إلاّ أني لم أكـن أتوقع يوماً أن يتحَكــّم بعـض الآخـرين ، بقـراره ويـدفـعـونه لـيُـفـتي فـتاوى لامنـطـقـية ولا قانـونية ولا تـناسِـب مكانـته ولا تـلـيـق بشخـصيته ، وأية خـيـبة أمل تـصيـب أبناء الله فـتسـبّـب ردود فـعـل عـلى أحكامه قائـلـين بسخـرية : أين تـقـيـيمه لـفـكـره ــ الـراقي ــ ؟ وما الـذي يتأمله من أولئك البعـض حـتى يستمع إليهم ويتمـوّج معهم ؟ هـل سـيعـلـقـون نـوط شجاعة عـلى صدره أم يضمنـون حـياة أبـدية لـنهايته ؟ .
إن أبناء الله المؤمنين بالمسيح ليسوا عـبـيـداً عـنـد أحـد ، ولا روبـوتات مُبـرمَجة بل ــ أمانة ــ ! فعلى كل قائـد وفيّ لله أن يعاملهم كأبناء الله وذلك وفاءاً لـتعهـده أمام الله ، وليس تحـت أية صفة أخـرى .
*********
مُـلاحـظات عـفـوية في الحـياة ... نخاف السر ولا نخاف العـلـن : 
لم يعـد مرض إلتهاب الـقـصبات الرئـوية مخـيفاً لأن مسبّـبه ( عُـصيّات كـوخ ) معـروفة وعلاجها متيسّر ، أما ﭬايـروس كـورونا الـيـوم فهـو مُـبهـمٌ والخـوف منه قائـمٌ ... مثال آخـر : يكـون المُـواطِن خائـفاً من أجهـزة المخابرات المخـفـية ، فإذا إنكـشـفـت له يـبقى حـذراً منها ولكـنه لا يهابها ! فالمـبـدأ هـو :
لا يخاف الإنـسان من المَرئي والمُعـلـن والواضح ولكـنه يخاف من المجهـول والغامض والمَخـفي .
فأنا وأنـت وذاك وتلك جـميعـنا بصورة عامة لا نخاف من الإنسان أمامنا ، ولكـنـنا نخاف من الله الخالق اللامنـظـور فـنـتحـسّب له ألف حساب . إنّ هـذا المبـدأ إستـثمره مسؤولـو الأديان كافة منـذ غابـر الأزمان وعَـبـر الـدهـور وإستغـلوه لصالحهم إلى يـومنا هـذا ، فـما الـذي يحـدث ؟ إن رجـل الـدين ــ كـل دين ــ ينصب نـفسه وكـيلاً عـن الخالق اللامنـظـور مخـوّلاً نـفـسه تـشريع الـقـوانين لصالحه وموحـياً لـلـناس السـذج أن يخافـوا من شخـصه كـخـوفهم من الله . إن العـلة في الإنسان الطائـش الـذي يتحـمل جـزءاً من مشكـلة هـكـذا خـوف . 
وإسمحـوا هـنا أن نسأل سؤالاً يـرِد عـلى ألسِـنة الـناس : إذا كان الطبـيـب يتعامل مع تـدَني صحة البشر ويأخـذ أجـرته والمحامي يتعامل مع مخالـفات الـبـشر ويستـلم ثمن أتعابه ، فـمع ماذا يتعامل رجـل الـدين في الـبشر ؟
المسيح نـمـوذج ...  والـنـبـوءة والـتـصريح ليست أسـراراً
لم يكـن المسيح غامضاً ولا مُحـباً للمادة ، فـقـد قال علانية أن مملكـتي ليست من هـذا العالم ... وتلاميـذه أكـدوا قائـلـيـن : (( ليس أحـد يعـمل شيئا في الخـفاء وهـو يريد أن يكـون علانية )) يوحـنا 7 : 4
قـبل 700  سنة من ولادة المسيح تـنـبّـأ عـنها إيشعـيا النبي ، وفي حـينها كانت الصورة ضبابـية مجهـولة مخالفة للطبـيعة وربما تخـيّـلها الـبعـض أنها ستحـدث في غـرف سـرية مظلمة لكـنها حـصلت عـلـناً في مغارة بـيت لحـم وأمام الـناس .
مار ﭘـولس لم يُحـِـط نـفـسه بهالة من الغـموض اللاهـوتي لـتعـظيم ذاته ، فـقـد صرّح في الجـموع قائلاً :
(( أيها الـرجال لماذا تـفعـلونَ هـذا ؟ نحـن أَيضا بشـر تحـت آلامٍ مثـلكم ، نـبـشركم أَن تـرجِعـوا مِن هـذه الأَباطيل إِلَى الإله الحيِّ الّذي خـلـق السماء والأَرض والـبحـر وكل ما فـيها ))  أعمال الرسل 14 : 15
من أجـل القارىء أعـتـمـد عـلى النسخة الكاثـولـيكـية 1979 : المعـزي هـو المـؤيـد
قال المسيح : (( ولكـن المؤيـد ، الروح الـقـدس ، يُـرسِلُه الآب بإسمي ، فـيُعَـلِّـمُـكم جـميع الأشياء ، ويُـذكـّـرُكـم جـميع ما قـلـتُه لكم ... السلام أستـودعـكم وسلامي أُمنحـكم . لا أمنحـكم إياه كما يمنحـكم العالم . فلا تـضطـرب قُـلـوبكـم ولا تَـفـزع )) ... يوحـنا 14 : 26 ــ 27 
حـين أعـطانا الخالـق عـقلاً سنستخـدمه وإلاّ ، لماذا أعـطاه لـنا ؟ ... إنّ سلام المسيح ليس فـقـط لإثـني عـشر فـرد بل لكـل مَن يـؤمن به في المسكـونة ، وهـكـذا يـرسل للجـميع روحه الـقـدوس المؤيـد ( المعـزّي ) . وإلاّ سـنجـدّف ونـقـول : إنْ لم يـرسله لـنا ، ما لـنا وله ؟!.
وقـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس يقـول : (( ما الفائـدة من الحـصول عـلى خـمس شهادات في اللاهـوت إن كـنا لا نملك روح الله ؟ )) ...
نعـلم أنّ الروح الـقـدس لـيس مادة كـجسمنا ، وليس دولاراً نـضعه في جـيـبـنا ، ولا جـرعة ماء نـروي بها عـطشـنا ، ولا قـشة في البحـر نـتـشبّـث بها عـنـد غـرقـنا ! وإنما هـو قـوة ، حـكمة ، إيحاء ، نـشعـر به كأنه يكـلمنا ويُسعـفـنا ! إنه الله في قـلـوبنا ، إنْ كان الله معـنا فـمَن عـلـينا ؟ ... رومية 8 : 31
الإعـتـراف بخـطايانا عـلـناً لا يُـخـوّفـنا :
في إجـتماع لسيادة المطران جـبـرائيل كـساب قـبل سـنـيـن مضتْ مع الشمامسة بمناسبة إقـتـراب عـيـد الميلاد / سدني ، أوصى بأن نعـتـرف جـميعـنا ( أقـله مرة واحـدة في السنة ) . أنا شخـصياً لم أعـتـرف ، لا تمرداً وإنما لسبـبـين (1) متـوقعاً أن يجـتمع بنا بعـد العـيـد ليستـفـسر عـن مدى إلـتـزامنا بإرشاده وعـنـدها أقـول الـذي في بالي (2) إستعـدادي للإعـتراف بخـطاياي عـلـناً بطريقة منطـقـية يـقـبلها جـميع الحاضرين ، لكـن الأيام فاتـت ولم يجـتمع بنا فـذهـبَ تـوَقعي مع الريح .
حـيـن صارت خـطايا الـزانية معـلنة قـدّام المسيح رغـماً عـنها ، لم تخـَـف منه لأنها تـراه ! ولم تحـدث هـزة أرضية ولا كارثة في الكـون ، بل طمأنها وغـفـر لها ونـبّهها فـقـط أن لا تـكـررها ــ المسيح غـفـر لها وليس الـفـرّيسـيّـيـن ولا الكـتبة ــ وإنـتهى كـل شيء بسلام ... إنجـيـل يوحـنا 8 : 9 ــ 10 
************


الحـلقة الثانية / الأخـيرة / السر لاهـوتياً ... محـطات في حـياة المسيح ... ما الحاجة إلى تسمية بعـض الأمور العـلـنية بالأسرار

72
ردّي عـلى مقال الأب ﭘـيـتـر
الـذي جاء ردّاً عـلى مقالي : بحـث في الكـتاب المقـدس والـقـوانين الكـنسية
بـقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
أشكـر موقع (  kaldaya.me  ) الحُـر المستـقـل والـذي لا يتردّد في إنـتـقاد أيّ من كُـتّابه مباشرة متخـذاً من كلام مار ﭘـولس إلى أهـل رومية (( الله لا يحابي أحـداً )) مبـدءاً وشعـلة يستـنـيـر بها في نهجه الإعلامي ... رسالة رومية 2 : 11 كما أشكـر الأب ﭘـيـتـر كاتب الـرد عـلى مقالي ، لشجاعـته وحـماسه في الـتعـبـيـر عـن إدراكه من رؤيته الخاصة لـلمفاهـيم الكـنسية اللاهـوتية أو القانـونية ، ومن جانبي لي رؤيتي أيضا ضمن كـنيستي الجامعة التي أفـتخـر بالإنـتماء إليها ، وهـذا أكـدته في مكالمتي مع قـناة الآرامية قـبل سنين .
جاء في مقال لي أن نـصوص الإنجـيل تعاد تـرجـمتها وتُـنـقــّح : عـنـدي نسخة من ( الإنجـيل / إعادة تـرجـمة من الأصل اليوناني / تـنـقـيح الأستاذ بطرس البستاني / طبعة كاثـولـيكـية خامسة / 1979 ! ) لاحـظ : ــ إعادة تـرجـمة ، تـنـقـيح ، طبعة كاثـوليكـية ــ ... إذن ، كم بالأحـرى الـدعـوة إلى تجـديـد الـقـوانين الموضوعة الـقـديمة ؟ إنها دعـوة تـدعـم شعار ( التجـدد ) للـﭘـطـرك ساكـو لصالح كـنيستـنا .
إنّ كل ما يشـرّعه رجال الـدين من قـوانين تكـون قابلة للـتجـديـد مع الـزمن بـدءاً من تلاميـذ المسيح الـذين تـناسَـوا الخـبـز والملح ونـكـثـوا العـهـد معه وتجاهـلـوا تـوصياته لهم وتـركـوه لـوحـده عـلى الجـلـجـلة وإلى أن رأوه بأعـينهم قائماً من الـقـبـر ! مما يتـطلـب منهم إعادة الـنـظـر في كافة الـتـشريعات الـقـديمة وبما يـروّجـونه من إملاءات سـلـطـوية وإدعاءات ذاتية في أوساط الـبُسطاء من أبناء الله . وكما هـو معـروف قـد ولـت أيام محاكم الـتـفـتـيش ، والـيـوم أرى المطران زميلي والكاهـن صديقي والـﭘـطـرك من معارفي يجـب إحـتـرامهم ــ بل أحـد الكهـنة من طلابي ــ فـليسوا غـرباء ولا متـفـوقـين عـلى الجـميع ، حـتى الـﭘاﭘا قال عـنهم بإنهم لا يعـرفـون كـل شيء وإنهم أساقـفة المطارات .
منـطـقـياً ، تـتـوازن اللـوحة ميكانيكـياً عـلى مسانـد التي كـلما كــثـرَ عـددها يـزداد إستـقـرارها ، بل ونـشاهـد أعـمـدة الكـهـرباء في الطريق متـوازنة فـوق قاعـدتها الضيقة بفـضل عـمقها . 
وعـلى الغـرار ذاته تستـنـد مقالاتي في أي حـقـل كان إلى وثائـق ، مع آراء المتمكـنـين ، كي أوفّـق في إيصال فكـرتي إلى الجميع فـيما أكـتبه لـيكـون موقـفي قـوياً .
أشار الأب ﭘـيـتـر بصورة رائعة إلى أن مصدر العـقائـد الإيمانية هـو (( المسيح )) ، وهـذا هـو الـذي أسـتـنـد إليه حـين أكـتب في الشأن الكـنسي المستمـد من الكـتاب المقـدس فـيأتي مقالي رصيناً متـوازناً قـوياً إيمانياً لأنه (( مَن آمن به لـن يُخـزى )) رومية 10 : 11 ....!! بالإضافة إلى المنـطـق الـذي أخـرج به من إجـتهادات المفـكـرين المتخـصصين في الحـقـل الـذي أكـتب عـنه . أما الـتباين بالـفهـم فإنه وارد بـين أي إثـنين وليس تـناقـضاً بل إخـتلافاً في الرؤية مثـلما يصوّر إثـنان حـديقة من زاويتين مخـتـلـفـتين ، (( لكـل واحـد منا أعـطِـيتْ الـنعـمة حـسب قـياس هـبة المسيح !)) رسالة أفسس 4 : 7 ... فـنحـن كـلـنا نـتعـلم من جـميعـنا ، ولا أحـد من أبناء الله يمتـلـك المعـرفة المطلـقة ولـذلك قال الرب يسوع : (( كـونـوا كاملـين كما أن أباكم السماوي هـو كامل )) إنجـيل متى 5 : 48 .   
إن صفة الـقـُـدسية ليست مبتـذلة وإنما تخـص يسوع المسيح الـذي قال : (( مَن منكم يستـطيع أن يُـبكــّـتـني عـلى خـطيـئة )) يوحـنا 8 : 46  لأن (( جـميع الناس قـد خـطِـئـوا فحُـرموا مجـدَ الله )) رومية 3 : 23 فـليسوا قـديسين ــ لستُ أنا القائل بل الكـتاب المقـدس ــ ... وإنّ ما إستـلمناه من تعاليم الرسـل عـبر 2000 سنة لا يرتـقي إلى مستـوى السماء مما أتاح الـفـرصة إلى الإخـتلاف في الرؤية بشأنها والرأي بتـفسيرها ، ومع الأسف إنـبـثـقـت مـذاهـب متعـددة بـدلاً من الكـنيسة الـواحـدة ، بـدليل في يوم ما كان هـناك ــ ثلاثة ﭘاﭘاوات في آن واحـد ــ ( من محاضرة الأب يوسف تـوما / سـدني ) مما يـدعـونا إلى التساؤل : أي منهم كان قـديساً ؟ ومَن منهم عـلى حـق رصين كي نـتـبعه ؟ فـمواهـب الـروح الـقـدس ليست إمتيازات محـصورة لأبناء الـذوات ولا لأصحاب الـتـيجان ــ أنا أكـتبُ بأدلة ــ إنها منحة الله لأبنائه ، فهـل من مانع أن نجـتهـد الـيـوم لِما هـو خـير لكـنيستـنا كما إجـتهـدوا بالأمس ، ونحـن في زمن الإنـفـتاح والـثـقافة والعـولمة والعالم صار قـرية صغـيرة بفـضل وسائل الإتـصال المُـبهـِـرة ؟.
نعـم ، إن ما جاء في الإنجـيـل المقـدس لا جـدال فـيه ، ولكـن نـظـراً لـتـطـوّر تـفسير الـنـصوص الـيـوم ، فـقـد بات ضرورياً متابعـتها بلغـتها الأصلية ومعـرفة المقـصود بها في المكان والـزمان الـذي كُـتِـبَـت فـيه ، كما حـصل رسمياً بمجـمع العـبادة الإلهـية وتـنظـيم الأسرار في روما 12 حـزيران 2013 وطبّـق الأساقـفة الـفـرنسيون هـذه الترجمة إبتـداءاً من 3 كانون الأول 2017 بإعادة صياغة المقـطع (( لا تـدخـلـنا في التجـربة )) من الصلاة الـربـية فـصارت ( لا تسمح أن نـدخـل في الـتجـربة ) وهـنا أعـتـذر مسبقاً عـن سؤالي ــ حاشاه ربنا المسيح ــ هـل كان مخـطئاً أم الخـطأ عـنـد رسُـله الكـتـبة ؟ سـبق أن كـتـبتُ مقالاً مفـصلاً بهـذا الشأن .
لـقـد صاغ رؤساء الكـنيسة الـقـدامى قـوانينهم بصورة تـكـرّس هـيمنـتهم عـلى أبناء الله من أجـل الـزعامة بحجة تـثـبـيـت المؤمنين في طريق الخلاص ، ويكـفي أن نـذكــّـر القارىء بمحاكم الـتـفـتيش وبقـصة العالِم غالـيـلـو وبسنـدات التأمين الـملكـوتية ( صكـوك الغـفـران ) فـمَن كان المخـطىء ؟ إن العـلة هي في الـقـوانين المصاغة ذاتها ( والتي لم تأتِ عـن العـرش الإلهي بل من نـتاج الرؤساء ) لـذلك عـنـدما يتعـرّف أبناء الله إلى الحـق فالحـق يحـررهم ويجـدّدوا كـل شيء بما لا يشـوّه حـقـيقة ربنا يسوع المسيح ، ولا يـقـفـوا حجـرَ عـثـرة في سـبـيل خلاص الـنـفـوس ، وكـل ذلك لبناء كـنيستـنا التي لـن تـقـوى عـليها أبـواب الجـحـيم . 
إن منـصب الرئيس ضروريّ لأية جـماعة أو تـنـظـيم
إذا نـظـرنا إلى الكـنيسة لاهـوتياً نـراها مؤسسة مقـدسة رئيسها المسيح ونحـن خـلـيقة الله نستـظل جـميعـنا تحـت سـقـفها عـلمانيـيـن وإكـليروس ، وكأي تـنـظيم جـماعي يـبـدأ متـبلـوراً في جـماعة محـددة العـدد وبمرور الـزمن يتـزايـد لـتـتـشـكل الـفـروع والـفـرق وما شابه ذلك ، ولكـل منها مديـر وَوكـيل يعـمل عـمل المسؤول عـنـد غـيابه ، وتـتـطـلـب الحاجة إلى ــ إدارة ــ منـتخـبة بإتـفاق الجـميع بمخـتـلـف مواقـعهم والإستماع إلى آرائهم ! ولمواصلة مسيرتها أنيـطـتْ بلجـنة سمّـيـت ( الإكـلـيروس ) ولا ضرر في ذلك ، ولكـن كما قال حـضرة الـﭘـطرك ساكـو الموقـر ــ لـيس لـفـرض سلطـتهم والـبـقـية تـطـيعهم ــ .
إن واجـبنا جـميعاً هـو زرع بـذرة الإيمان في الجـيـل الناشىء ــ أو بـين الأمم حـولـنا عـنـد نـشر الـبشارة ــ ثم ينـمو ذاتياً بـزيادة الـوعي والإجـتهاد في الحـقـل الكـنسي ، يتـبعه الـثـبات الـذاتي عـلى تعاليم الـرب من أجـل الخلاص ، وهـذه التعاليم هي نـشاط الجـميع وليس الكاهـن فـقـط ، وإلاّ سنجـلس في بـيتـنا ونغـلـق الباب عـلينا ونـصلي حـتى موتـنا .
حـين نـقـرأ إنجـيـل (( متى 18 : 15 ــ 20 )) سـنعـرف أن المسيح أعـطى إرشاداته للجـميع ــ نعـم للجـميع ــ وليس لـفـئة خاصة مخـتارة ! وهـكـذا فالعـشاء الأخـير والـقـربان المقـدّس هـو نموذج أوصى به المسيح تلاميـذه لـيـنـقـلـوه إلى الأجـيال اللاحـقة من المؤمنين قاطبة شأنه شأن أية تـوصية أخـرى . وعـليه فإن تعـبـير ( رجـل الـدين ــ الكاهـن ) مجازي لكـل مؤمن ينـشر الـبُـشرى السارة ويـدعـو إلى الإيمان . فالتلاميـذ بشروا وتـلمـذوا وغـفـروا ، ونحـن جـميعـنا لسنا صُـمٌ بُـكـمٌ عُـميٌ لا نـفـقه بل نـبشر ونـتـلـمـذ ونغـفـر !! وإلاّ مَن نكـون نحـن في صلاتـنا الـربـية (( كما نحـن أيضا نغـفـر ... )) هل نغـيّـرها لـتـصبح ( كما الكاهـن يغـفـر لمَن أخـطأ إلـيـنا ) ؟ لماذا لا يعـتـرض الكاهـن عـلى جـميع الـذين يتـناولـون الـقـربان المقـدس في الـقـداس دون إعـتـراف ؟ نعـم تـنـدّمـوا ولكـن مَن الـذي غـفـر خـطاياهم كي يتـناولـوا جـسـد المسيح ؟ أنا أسأل لكي أتـعـلم .   
إن الله لـيس إله الـبعـض المخـتارين بل إله الجـميع ، فـنحـن نحـمل رسالة الإيمان مع الإثـني عـشر (( فـلم يـبـقَ من بعـدُ يهـوديّ أو وثـني ، عـبـد أو حـرّ ، ذكـر أو أنـثى ، لأنـكم جـميعاً واحـد في المسيح يسوع )) رسالة غلاطـية  3 : 28 ... فـفي ظرف ما ، أدّيـتُ دَورا عـلـناً لا يـقـل أهـمية عـن دَور رجـل الـدين وسط ــ إرهابـيـيـن ــ وكـتـبتُ المقال (( الـقِـيَـم المسيحـية تـتـلألأ بـين بُـؤَر الشـرِّ والظلامية )) .
https://alqosh.net/mod.php?mod=articles&modfile=item&itemid=33115
هـل أن الإثـنين والثلاثة المجـتمعـين بإسم المسيح ، يُـقـصد بهم الكهـنة فـقـط ؟ والعـلماني يـبقى عـبـداً لهم طول حـياته ؟ نحـن رسُـل المسيح ومبشـرون وغافـرون ، وأنا لا أنـزلـق

73
بحـث في الكـتاب المقـدس والقـوانين الكـنسية
نكـتـب بما نـفهـمه ، عسى أن نـقـرأ رأي لاهـوتي بتعـبـيـر واضح نـفـهمه ، لا مبهم 
بـقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
جاء المسيح لـيَخـدُم ، أما رجال الـدين وضعـوا قـوانين الكـنائس الشرقـية لـتـمجـيـد ذاتهم ويُـخـدَمون .
القانون15 بنـد1 ( أن ما يعـلنه رعاة الكـنيسة ممثـلوا المسيح ، بصفـتهم معـلمين الإيمان ، أو ما يقـررونه بصفـتهم رؤساء الكـنيسة ، يجـب عـلى المؤمنين أن يتلـقـوه بروح الطاعة المسيحـية ، مدركـين مسؤليتهم الشخـصية ) ... بمعـنى أن المؤمنين العـلمانيـيـن هـم طبقة العـبـيـد بحجة واهـية ، وكأنّ الرؤساء هم الـوحـيـدون المتـضلعـون في الإيمان . في حـين كم من مرة ومرات أحـرجـناهم بسؤال لاهـوتي بسيط فـيعجـزون عـن الجـواب . ومَن يتحـدى منهم ، فالأسئلة جاهـزة لهم ! .
القانون191 بنـد 1 ينص ( للأسقـف الإيـبارشي أن يحكم الإيـبارشية المعهـودة إليه بسلطان تـشريعي وتـنـفـيذي وقـضائي ) ... تـشريع وتـنـفـيـذ وقـضاء ( بتاع كـلــّـو ) دكـتاتـورية فاقـت فلان وعلان !! يضعـون الـقـوانين وكأنهم حكام عـسكـريـون في حالة طـوارىء .     
والـﭘاﭘا فـرانسيس يقـول : هـناك روح “  إكـليروسيّة ”  مسيطِـر ! ويشعـر الإكـليروس بأنّهم فـوق الشعـب وأفـضل منه فـيـبتـعـدون عـنه !!!!! وفي هـذه الحالة ولكـون قـداسته الرأس الأعـلى يكـون قـد فـنـد هـذا الـتـشريع . 
القانون رقم 399 ينص ( يُـقـصد بالعـلمانيـين المؤمنـون الذين طابعهم عالمية ، وليسوا مقامين في درجة مقـدسة ) ... بمعـنى أن المؤمن  العـلماني معـزول ، وطول عـمره يـبقى خاطـئاً أمام (( الرؤساء الـقـديسين )) حـتى لو يَسفـك دمه من أجـل المسيح فإنه لـن يكـون مقـدساً . عـلى ﮔـوله المطران يـوسف تـوما ــ أحـكام قـره قـوشية ــ .
العـلماني في الـقانـون الكـنسي
(( المؤمنـون هم الـذين أقـيـموا شعـباً لله بإتحادهم مع المسيح بـواسطة المعـموذية . ولـذلك ، بإشـتـراكهم عـلى نحـو ما ، في وظيفة المسيح الكـهـنـوتية والـنـبـوية والملكـية ، يُـدعَـون ــ كـل حـسب وضعه ــ إلى ممارسة الرسالة التي عـهـدَ الله إلى الكـنيسة الإضطلاع بها في العالم .
هـذه الكـنيسة المكـونة والمنـتـظمة كـمجـتمع في هـذا العالم ، قائمة في الكـنيسة الكاثـوليكـية التي يسـوسها خـلـيـفة ﭘـطـرس والأساقـفة الـذين هم في شـركة معه .
يشـتـرك شـركة كاملة مع الكـنيسة الكاثـولـيكـية في هـذا العالم ، المعـمـذون المرتبـطون بالمسيح في بُـنية ــ الكـنيسة ــ المنـظـورة ، بـوثاق الإعـتـراف بالإيمان والأسرار والحـكـم الكـنسي )) !!!!!. 
****************
أخي ، نحـن شعـبُ الله متحـدون مع المسيح بالمعـموذية ولسنا عـبـيـداً لأحـد . وإذا كان قـداسة الـﭘاﭘا قـديساً فهـذا شيء رائع ومبروك له ... وأصحاب السيادة والعـظمة والفـضيلة والغـبطة وكـل المصطلحات من هـذا الـقـياس إنما هـم سادة وعـظماء وسُـمَحاء وغُـبطاء لـذاتهم هـنيئاً لهم ، إنهم قـدوة لـنا نحـتـرم جـميعهم والشكـر لجهـودهم ، ولكـنـنا نحـن العـلمانيـون كهـنة نـشتـرك في وظيفة المسيح ونحـمل رسالته إلى حـيث يمكـنـنا الـوصول .
من الطبـيعي أنّ كـل تـنـظيم جَـماعي يـديره رئيس أو مـديـر بمشاركة الأعـضاء بطريقة أو بأخـرى ! تـربطهم سـوية أواصر جـوهـرية هي مبادىء يـؤمنـون بها ، والمسيح يـرأس كـنيستـنا بكافة أعـضائها المرتبطين بها أياً كان موقعهم ( عـلمانيـيـن وإكـلـيروس ) ، مما يقـودنا إلى الـقـول أن العـلماني المؤمن بالمسيح ليس حجـراً مُـلـقى عـلى قارعة طـريق ، ولا صنماً للأوثان رفـيق ، بل مخَـلـَّـصاً بإسم الفادي يسوع الـوفـيق ، فـصار شريكاً فاعلاً في الكـنيسة بإيمانه الـوثيـق ، صارخاً بصوته الطلـيق ، كـلما إقـتضى الأمر الحـقـيـق . ولكـن مع الأسف فالمشرع يشرّع لصالحه والمشرعـون الكـنسيّـون وضعـوا ــ قـوانين ــ لصالحهم منـذ مئات السنين فارضين عـلى أعـضاء الكـنيسة أبناء الله الـبُـسطاء الطاعة العـمياء لهم ....
 
إستمع إلى سيادة المطران إبراهـيم بتأريخ 26 شباط 2020 ينـتـقـد الظـواهـر السلـبـية لـرجال الـدين
https://www.youtube.com/watch?v=QJv-iSLWodc&t=1s
[/color[/size]]
[/sup]

من جانب آخـر ، تلاميـذ المسيح لم يكـونـوا من جـماعة رؤساء الهـيكـل ولا فـرّيسين ولا كـتبة ولا أولاد قادة وذوات ، ولم تكـن لـديهم شهادة دكـتـوراه أو إرتباطات سـرية ! بل عـلمانيـيـن من عامة الشعـب يعـملـون بعـرق جـبـينهم ، ومار ﭘـولس يقـول في تسالونيكي الأولى 2 : 9 ( فإنكم تذكـرون أيها الإخوة تعـبنا وكـدّنا ، إذ كـنا نكـرز لكم بإنجـيل الله ، ونحـن عاملون ليلا ونهارا كي لا نـثـقـل عـلى أحـد منكم ) ... فـما المانع الـيـوم من أن يعـمل الإكـلـيروس أياً كانت درجـته ــ درغه ــ ؟ مثلاً حامل الـدكـتـوراه  أستاذاً في الجامعة ، المهـنـدس في حـقـله ، المحاسب في مكـتبه وصاحـب المهـنة يعـمل في مجال عـمله كما كان الكـهـنة الأوائل يعـملـون .. إسألـوا الأجـداد والسـلـف .
إنّ التلاميـذ رافـقـوا المسيح بفـرح ووقار طيلة ثلاث سنـواته الأخـيرة دون أن يُـقـبّـلـوا يـده ، بل هـو الـذي غـسل أرجـلهم ، ومع ذلك قال لهم المسيح : كـلكم تـشـكــّـون فيّ في هـذه الليلة ( متى 26 : 31 ) ... وهكـذا كان ! فإن بعـضهم غـدر شـرف الـرفاقـية سـراً أم عـلـناً ، فـيهـوذا من أجـل فـضة خانه ، إبنا زبـدَي يطمعان بمناصب معه ، ﭘـطرس خاف من النّـسوة والـقِـيام فأنكـره ! تـوما الغائب شـكّ به حـتى بعـد قـيامته ، وأخـيـراً فـوق الجـلجـلة جـميعهم تـركـوه ، عـدا الشاب يوحـنا الـوَفي حـتى الـنهاية رافـقه ، فإعـتـمـد عـليه للإعـتـناء بأمه ... ولولا قـيامته التي زعـزعـتْ الأرض لَما آمنـوا به .     
الكـنيسة لـيست جـدران وتـبسية وشموع وأيقـونات   
إن كـل ما قاله المسيح لتلاميـذه ، إنما كان يقـصد إيصال رسالته من خلالهم إلى جـميع المؤمنين به ( وليس لـفـئة فـقـط ) وخـير تأكـيـد عـلى ذلك هـو ما جاء في إنجـيل متى الإصحاح 18: 15 ــ 20  .... فـجـميعـنا تلاميـذ المسيح ، نـبشّـر ، نعـظ ، نعـمّـذ ( كما عـلـّمونـنا بالـتعـليم المسيحي في صغـرنا ) ، وفي زمن ــ كـورونا ــ إكـتـشفـنا وتعـلـّـمنا أمـراً جـديـداً ! وهـو : أن الكاهـن أيـنما يقـدّس في المعـمورة حـين يقـول ( نيـثي مار روحاخ قـديشا = لـيأتِ يا رب روحـك الـقـدّوس ) فإن روح الله الـقـدوس الـذي منحه لـنا يخـتـرق الجـدران ويُـقـدّس الخـبز الـذي في أيـدينا ويحـوّله إلى جسد المسيح عَـبـر الأثير ونحـن في بـيـوتـنا نـتـناوله بإيمانـنا ، لا أن نـشتـريه بنـقـودنا في ساحات كـنائسـنا ...
 
فهـو الـذي قال في إنجـيله : (( مَن أحـبّ أباً أو أماً أكـثر مني فلا يستحـقـني ، ومَن أحـبّ إبناً أو إبنة أماً أكـثر مني فلا يستحـقـني )) وإنْ لم نـلـتـزم بـذلك ، سنكـون عـبـيـداً نمجّـد أشخاصاً زائـلـين مثـلـنا ، تاركـين المسيح لـوحـدِه كأنه ليس ربّـنا كما حـصل له فـوق الجـلجـلة .   
المسيح رأس الكـنيسة المتمثـلة بنا ، هـو رئيسنا يسكـن قـلـوبنا وكما قال الرسول ﭘـولس لأهـل غلاطية 3:28 (( ليس يهـودي ولا يـوناني ، ليس عـبـد ولا حُـر ، ليس ذكـر وأنـثى ، لأنكم جـميعاً واحـد في المسيح يسوع )) فـنـراه في ــ يـوحـنا 20 : 16 ــ المعـلم رابـوني الـذي صعـد إلى السماء فـصار كل واحـد منا رجـلَ الـدين معـلم ( رابي ) للمبتـدئين بالإيمان وذلك بمعـمـوذيتـنا وكـهـنـوتـنا ، وبعـد أن يكـبـروا ويشقـوا طريقهم في الحـياة يصبحـوا معـلمين محـتـفـظين بإحـترامهم لمعـلمهم ، والـبعـض يواصِل الإجـتهاد أكـثـر فـيصير هـو المعـلم لمعـلمه ولا غـرابة في ذلك إنها سُـنة الحـياة .     
رُبّ قائـل : أن الإكـلـيروس مخـوّل من المسيح ، نـقـول ــ صحـيح ــ ولكـنه ليس المخـوّل الوحـيـد ! إرجع إلى إنجـيل متى الإصحاح 18: 15 ــ 20 المـذكـور في أعلاه وستعـلم لمَن يـوجّه المسيح كلامه (( الفـريسين ؟ الكـتبة ؟ التلاميـذ ؟ أم المؤمنين به قاطبة ؟ )) .
ثم قـول المسيح : إذهـبي إلى إخـوتي ، فـقـولي لهم إني صاعـد إلى أبي وأبـيكم ، وإلهي وإلهكم ( يوحـنا 20 : 17 ) فـهـل يُـعـقـل أن يكـون إلهاً لإثـني عـشر شخـصاً فـقـط ؟ . بالإضافة إلى ــ ما جاء في الـقـوانين ــ أن (( كـل عـلماني مؤمن مخـوّل من المسيح لـيشـتـرك في وظيفـته الكـهـنـوتية والـنـبـوية والملكـية ، يُـدعَـون ــ كـل حـسب وضعه ــ إلى ممارسة الرسالة )) وليس بصيغة تـسليم وتـسَـلـّم إنما الإدارة ضرورية .
فلا حاجة إلى الـتـشبّـث بالمرجع الـرسولي ولا إلى تـقـديم الطاعة له .... وهـذا يـؤكـده المطران يوسف تـوما قائلاً : (( الإعـتراف بالـﭘاﭘا تـقـليعة أو نـزعة أكـثر مما هـو لاهـوتا ، أو لمجـرد طلب الحماية من دول الغـرب التي صار لها عـصا السبق منـذ إكـتـشاف العالم الجـديد ، ومنـذ عـصر النهـضة )) هـذا معـناه أن وضع الـيـد ( لإستلام السلطة اللاهـوتية من وإلى ) هي عادة وليست مبـدءاً لاهـوتيا ... هـو المطران قال وليس نحـن . 
https://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,760751.0.html
وهـنا نـطرح سـؤالاً :
هـل أن المؤمن الكـفـوء لـن يصبح رجـل الـدين إلاّ بـواسطة رجـل دين آخـر ؟ هـل هـو طلاء بالـفـرشاة أم طبطبة عـلى الظهـر !! أين الإيمان بالمسيح والعـمل بإرشاده إذن ؟ أين الله محـبة ؟
ملاحـظة : كان في دمشق تـلميـذ إسمه حـنانيا ... لم يكـن أسـقـفاً ولا من تلاميـذ المسيح بل من أتباع المسيح وبعـيـد عـن أورشليم !! رأى رؤيا من الرب مباشرة وليس بتـوصية من شخـص عـلى الأرض

مار ﭘـولس يقـول لـتيماثـيوس الأولى 2 : 4 ــ 5 (( الـذي يـريـد جـميع الـناس يخـلـصون ... لأنه يـوجـد إله واحـد ووسيط واحـد بـين الله والإنسان ... الـذي بـذل نـفـسه فـدية لأجـل الجـميع ))
ها هـو مار ﭘـولس نال الـنعـمة من المسيح مباشرة وصار رجـل الـدين مـبَـشراً بالمسيح بعـد أن شفاه حـنـنيا من العـمى ، وإعـتمـذ (( وللـوقـت جعـل يكـرز في المجامع بالمسيح ــ أنْ هـذا هـو إبن الله ــ )) ... أعـمال الرسل 9 : 10 ،،،  9 : 20 ... ولم ينـتـظر الرسامة من أحـد ، فلا قـص الشعـر ولا إستلام صولجان ، متـذكــّـرين قـول المسيح : طوبى للـذين يؤمنـون ولم يروا ( يوحـنا 20 : 29 ) ....  ولـتكـون لكم إذا آمنـتم الحـياة بإسمه ( يوحـنا 20 : 31 ) ...
فـتـوجـيه المسيح يكـون لجـميعـنا وليس حـكـراً للـبعـض ليحـتـكـروه عـنا . إن الإكـليروس لا يكـرزون بهـذه المفاهـيم الموثـقة في الإنجـيل منـذ بـدأت المجامع المسكـونية قـرابة 1700 سـنة مضت بل صارت تخـصهم كي يستمتعـوا بالـزعامة والهـيمنة والحـياة المرفهة متـناسين تاج الشوك الـذي أحـيا العالمين . وقـد قـلـتُ للمرحـوم الأب فـيـلـيب هـيلاي بحـضور شماس حيّ يُـرزق :  مَن منكم يـرتـضي الـيـوم أن يخـدّشَ الشـوكُ أصبعَه ؟ فإبتـسم لأنه يعـرف الـواقع .

74
آه مِن غـيرة الـرجال ، ومَن يحـسب نـفـسه رجُـلاً
  يصمد كـصخـرة ولا ينجـرف كـريشة وراء الغـيـورين
   

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
القائـد المحـنـك
يسـرني أن أنـشر تجاربي الشخـصية كي يقـرأها ــ الرجال ، وليس اللا الرجال ! ــ عسى أن يستـفـيـقـوا ويستـفـيـدوا ... فـما نعـرفه ونـراه في الخـنادق والأخاديـد ، قـد لا يـبـصِره الجالس في العلاء فـوق أبراج الصناديـد .... (( عـفـواً ، لستُ أتجاهـل الـنـساء فـهـن مِن صُـلـبــِنا مِن دمنا ولحـمنا )) .
في فكاهة غـنائية أثـناء حـفـل ، وبـدلاً من عـبارة ( آه من غـيـرة الـنـساء ) في كـلمات الأغـنية ، تعـمّـد المطرب بإبتسامة تهـكــّـمية وقال : (( آه من غـيـرة الرجال )) ! منـطـلـقاً من تجاربه الشخـصية أن غـيرة إمـرأة من إمـرأة ليست خـطيـرة ، ولكـن غـيـرة رجـل من رجـل قـد تـصل إلى إنهاء حـياة .
قـبل حـوالي 35 سنة كان في مـدرستي زميل لي ــ مدرس اللغة العـربـية ــ يُـظهـِـر لي المَودّة ... أما مـديـر مدرستي الـذي يكـنّ لي إحـتراماً متميـزاً صادقاً ، حـذرني ذات يوم من مخـرّب واشي ضدي هـو المدرّس المـذكـور زميلي ، كي أكـون عـلى دراية فـقـط ! مؤكـدا أن أحـتـفـظ بما سـيـنـبّهـني عـليه سـراً ولا أنـطـق به حـتى مع نـفـسي ، وإلاّ فـمصير المديـر سيكـون الإعـدام بإعـتـباره سـرّب حـواراً سـرياً من داخـل إجـتماع حـزبي ! وخاصة إلى شخـص مِثـلي غـيـر منـتمي .     
الـقـصة وما فـيها ، كـنتُ أحـب مهـنـتي حـريصاً عـلى محاضراتي ، دقـيقا في صياغة أسـئـلـتي ، مشـدداً في إمتحاناتي ، وأعـتـرف لم أكـن سـخـياً مع الطلاب في درجاتي لأني كـنـتُ أطالـبهم بمستـوى عـطائي ، وبالمقابل كـمدرس أوازن كـل ذلك بكـفاءتي ، متـفـنـناً بعـملي وبتعاملي كـصديق مع طلابي ، وبـذلك إستـطعـتُ أنْ أكـسب إحـترامهم لي وثـقـتهم فيّ وتـشبثهم بي لـتـدريسهم في ــ الصفـوف المنـتهـية ــ لأجـل مصلحـتهم ، فلا يتـذمرون مني بل يـذكـرونـني بإعجاب أمام باقي المدرسين . وهـنا ثارت غـيـرة أحـدهم المشار إليه ضعـيـف الـنـفـسية للإيقاع بي إلى التهـلكة دون أن يستـفـيـد من وشايته ضدي ( إنها غـيرة لا أكـثر ) ويعـرف أن ليس لـديه مستمسك عـني لـيتخـذه نـقـطة ضعـف في وظيفـتي ولا تهمة عـليّ أعادي بها السلطة ، فخـباثة منه إستغـلّ إجـتماعاً حـزبـياً وذكـر إسمي قائلاً : 
(( إن الأستاذ مايكـل يشـدّد مع الطلاب لأغـراضه المادية ، كي يضطـرّوا إلـيه ويـدرّسهم في بـيـوتهم دروساً خـصوصية )) !!
طبعا إنّ مَن لا يعـرفـني شخـصياً سـيـقـتـنع بهـذا الكلام ولكـن خـلـيقة الله لا تخـلـو من الأشـراف أصحاب الضمائـر الحـية الـذين لا ينجـرفـون وراء حـثالة الـقـوم ، ولا يعـطـون لهم أذناً صاغـية بـرُخـص ، بل يعـتـزون بكـيانهم ومنـصبهم ، ولا يـستمعـون إلى الـوشاة الـقـذرين ... ولهـذا إنبرى في ذلك الإجـتماع مـدير مـدرســي ــ مسلم ــ وأنا مسيحي ، وواجه ذلك المـدرس قائلاً له :
هـل لـديك دليل عـلى كلامك ، إسم طالب مثلاً ؟ كي نـتـصرّف ؟ ( أجاب المدرس : كلا ) ! ... وأضاف المديـر : نعـم إن الأستاذ مايكـل يـقـدم دروساً خـصوصية ولكـن لطلاب من خارج مـدرستـنا وهـذا أمر لا يخـصنا ، ولكـن دعـني أناقـشك :
(1) الأستاذ مايكـل لا يملك سيارة مثـلك لكـنه يحـضر إلى الـدوام قـبـلك (2) الأستاذ مايكـل عـنـد شاغـره في الجـدول الأسبوعي يسألـني إن كانت هـناك حاجة لسـد شاغـر لمدرس غائـب ، لكـني حـين أسألك أنت أثـناء شاغـرك كي تـسـد حـصة دراسية لمدرس مجاز مثلاً ، تـقـول : والله أريـد أرتاح (3) وأخـيراً أنت حـزبي ملـتـزم والأستاذ مايكـل مستـقـل سائـر في خـط الـثـورة ...... فـمن هـو أكـثر إخلاصاً ووطـنية ، أنت أم هـو ؟ .... ساد الإجـتماع سكـوت وإنـتهـت الوشاية ضدي بسلام .
هـكـذا يكـون القائـد صاحـب ضمير حي ذو شخـصية قـوية ، لا ينجـرف وراء المخـرّب الـقـذر ، ولا يسكـت أمام الواشي الحـسـود بل يناقـشه ويكـتـشف دناءته حـتى يصل إلى الحـقـيقة كي لا يظـلم أحـدأ ، وفي ذات الـوقـت هـذا القائـد لا يـرتـضي لـنـفـسه أن يصبح آلة صماء ، عـبـداً مطيعاً لإيماءات وإيحاءات مزاجـية لسـيـدٍ له ، أياً كان سـيـدُه ، بل عـليه أن يعـرف الحـق وعـنـدئـذ الحـق يحـرّره بـرأس مرفـوع .

المهم ، فاتـت أيام وأسابـيع ، قـلـلـتُ من إحـتكاكي بعـض الشيء بالأخ المدرس حـتى قال لي يوماً : أشـوفـك متغـيّـر هاي الأيام ؟ قـلـتُ له : تـدري أن هـموم الحـياة كـثيرة ، والصحة متـقـلـبة ، وأحـيانا المزاج لا يساعـد نـفـسياً ..... 
وفي نهاية السنة الـدراسية صرتُ معاوناً لمديـر المركـز الإمتحاني أتابع الغـيابات وحاجات القاعات الإمتحانية فإلـتـقـيـته في إحـداها وأردتُ أن أكـبّـر رأسه كـمدرس اللغة العـربـية بإعـتـباري أنا الـفـيزياوي غـيـر مُـلِـمّ كـثيرا باللغة ، وسألـته ماذا يـقـصد الشاعـر في قـوله :
يُـرويـك مِن طرف اللسان حلاوة ... ويـروغ عـنـك كما يـروغ الـثـعـلـبُ
فإنـتـفـخ وإنـتـفـش وتـفاخـرَ ... وفـسّـره لي بما ينـطـبق عـليه 100% ... وقـبل أن أغادر قاعـته سألته ثانية عـن تـفـسير بـيت شعـر آخـر من نـفـس الـقـصيـدة :
إنّ الأفاعي وإنْ لانـت ملامسها ... عـنـد الـتـقـلــّـب في أنيابها العـطـبُ
فإبتـسم مستهـزئاً ــ بمحـدودية ــ معـرفـتي باللغة العـربـية وقال : هـذه مثـل تلك الأولى .
**************
مثال آخـر ... دَور رئيس الـنـقابة
في أربعـينات الـقـرن الماضي كان في بغـداد رجـل ــ مسلم ــ لم يكـن جـنـديا مطـوّعاً في الجـيش ولم يلـف حـول عـنـقه (( مرسوماً جـمهـورياً )) كي يُحـسَـب مع المرسـومين ! بل كان وطـنياً يعـمل حارساً أو فـراشاً في أحـد المصارف ، يحكي لـزملائه بأمور وطـنية بصورة لـبـقة ، فإلـتهـبـت غـيـرة بعـضهم منه لمشاعـره الأصيلة ، مما حَـدا بحاسـديه إلى الوشاية به أمام وزيـر المالية تملـقاً بتـقاريـرهم المزوّرة ، وهـذا وزير المالية فـطـير الـقـلـب ، لم يستـدعِ العامل للـتـفاهم معه وإنما أوقـف تـرفـيعه ظلماً إلى أجـل غـيـر مسمى .   
فاتـت 17 سنة حـتى نهاية الخـمسينات ، كان إبن عـم والـدي المرحـوم ( يوسف حـنا سـيـﭘـي ) بـوظيفة مديـر المصرف ، وفي الـوقـت ذاته رئيساً لـنـقابة عـمال المصارف مخـتاراً مِن  قِـبَـل العـمال مباشرة وليس مُعَـيـّـناً تعـيـيـناً من أحـد ... وكـرئيس نقابة ، فإن واجـبه الأساسي هـو الـدفاع عـن أعـضاء الـنـقابة إذا كانت السلطة تـظلمهم ، وإلاّ فـماذا يكـون واجـب رئيس الـنـقابة ؟ .
إن رئيس الـنـقابة هـذا ( يوسف حـنا سـيـﭘـي ) لم يقـل إنّ هـذا أمر الـوزيـر ، ولم يقـل للعامل إذهـب وتكـلـم مع الـوزيـر ، وإنما أدى واجـبه بإخلاص وضمير حي كـرئيس نـقابة ، وواجه السيد الوزيـر مدافـعاً عـن مظلـومية العامل وحـقـوقه كمنـتـسب إلى نـقابته وفي النهاية إستحـصل له كافة حـقـوقه لأغـراض ــ العلاوات والـتـرفـيع والـتـقاعـد ــ بـدون منـية ولا ثـورة ولا صراع ولا تـمـلـق ولا حـرب ... ولا أخاف يـزعـل السيـد الـوزيـر .
هـكـذا تكـون الـرجـولة الأبـيّة وشهامة الضمير الحي ، فـمن يمتـلكـها ويتـظاهـر بأنه يتبع الحـق ، عـليه أن يقـتـدي بمَن قال عـن نـفـسه أنا هـو الحـق ( المسيح ) ويكـون ولاؤه له وليس لغـيـره ......... وأن يكـون أمينا للـواجـب المناط به وفـق القانـون والـمنـطـق وليس المزاجـية . نعـم إنّ إحـتـرام صاحـب السلطة واجـب ، لكـن الشجاعة لمواجهـته مطلـوبة حـين يتـطـلـب الموقـف ، طالما ليس يعـتـدي عـليه .... فالحـق أعـلى من أي شيء ، مثـلما المسيح هـو قـدوتـنا أعـلى من كـل ولاءاتـنا . أما مَن يـبحـث عـن وسام لصدره فـذلك أمر آخـر يخـصه . ودام الجـميع بخـيـر . 

75
المنبر الحر / تعـزية
« في: 17:53 07/10/2019  »
تعـزية


(( إنّ مَن يسمع كلامي ويؤمن بالـذي أرسلني فـله حـياة أبـدية ، ولا يأتي إلى دينـونة بل قـد إنـتـقـل من الموت إلى الحـياة )) ... يوحـنا 5 : 24
قـبل عام مضى وفي يوم 9 تـشرين الأول / أوكـتـوبـر 2018 تـلـقـينا نبأً مفجعاً لجـميعـنا أقارب وأصدقاء ومعارف ، خـبـراً عـن وفاة الشاب ــ آرام ــ إبن أخي الشماس الإنجـيـلي قـيس ميخا سـيـﭘـي / سان هـوزيه / كاليـفـورنيا ، وهـو في ربـيع عـمره منـتـقلاً إلى الـديار الأبـدية حـيث وعـدنا الرب يسوع المسيح لنـكـون معه .
 
والأيام تعـيـد عـلـينا تلك الـذكـرى الأليمة ، تجـعـلـنا وكأنـنا نعـيشها الـيـوم ، وفي الـوقـت ذاته نعـزي نـفـوسـنا الحـزينة بكـلمات تخـفـف من آلامنا وتبعـث الأمل فـينا كـمؤمنين ونـقـول :
 
تــتـراجع دموعـنا أمام قـطرات الـدماء الـزكـية ، النازفة مِن مانح الحـياة الأبـدية ... دماء تـنـضح مِن جـنب الـمعـلـق عـلى صلـيـب الجـلـجـلة رمز الـبـراءة السماوية .... وتـتلاشى آهات الـثـكالى والحـزانى عـنـد صيحات المتألـم الـوداعـية (( إلهي إلهي لماذا تـركـتـني ، بـيـدك أستـودع روحي )) ، حـينها زلـزلـت الأرض تحـت قـدمَي رب الكائـنات الحـية . 
هـكـذا نعـزّي أنـفـسـنا في كـل صبحـية وعـشية ، حـتى نلـتـقي جـمـيعـنا سـوية ، في ديار لا تسكـنها كائـنات جـسـدية ، وإنما أرواح ملائـكـية ، وهـذا هـو إيمانـنا عـن معـرفة وعـفـوية .

76
تعـقـيــب عـلى مقال الشماس الإنجـيلي قـيس سيبي / سان هـوزيه
قـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ   20 أيـلـول 2019
نـشر الشماس الإنجـيلي قـيس ميخا سـيـﭘـي / سان هـوزيه مقالاً بعـنـوان (  قَـيِّـموهم وأكـرِموهم اليوم وهم أحـياء يُـرزقـون ــ الفـنان داني أسمرو أحـدهم  ) والمنـشـور عـلى الرابـط
http://alqosh.net/mod.php?mod=articles&modfile=item&itemid=41918
و إرتأيتُ أن أكـتب هـذا الـتعـقـيـب المستـقـل :
جاء في ردّي عـلى المقال : نحـن الشرقـيـون نـرفـض فـكـرة أو مقـتـرح ( تخـلـيـد الأحـياء ) عـن طريق نـصب تمثال لهم أمام أعـينهم قـبل إنـتـقالهم إلى الحـياة الأبـدية ، ولا أدري ما الخـلل في إقـتـراح قـيس ؟ وهـل أن تحـليلي لأفكارنا الشرقـية واقع أم لا ؟ .
 إن مسألة رفـضنا نابعة من أعـماقـنا الـثـقافـية الموروثة عـن أجـدادنا ولا ذنب لـنا فـيها ، لأنها متـرسخة عـنـدنا عـن أجـيال قـبلـنا ، فـليس من السهـولة حـكــّها من أذهانـنا .
تمتلىء متاحـف العالم ( الغـربي خاصة ) بتمائيل لشخـصيات ذات شهـرة عالمية تـركـوا بصماتهم عـلى سطح الكـرة الأرضية ، معـروفـين لـدى شعـوبهم ولا يزال بعـضهم أحـياءً ليسوا بحاجة إلى إعلاء شأنهم بوسائل دعائية ! لأن أسماءهم تغـطي وسائل الإعلام الـدولية ، أليس واضحاً أنّ التخـلـيـدَ شـرف إضافي معـروف مع الشـرف العام المألـوف ؟ ونـتساءل : هـل مِن ضرر في ذلك ؟.
لماذا لا نعـتـبره محـفـزاً ، مشجعاً (( لآخـرين مبـدعـين لم يـبـرزوا عـلى الساحة لسبب أو لآخـر )) ... قـد تـثيرهم قـدحة تعـطي وميضاً فـتـحـفـزهم ،  أو إشارة ضوئـية تـعالج حَـيرتهم ، أو لمسة تحـرّك خـمولهم ، أو قـوة دافـعة تـطـلِـق موهـبتهم المكـبـوتة إلى العـلـن لتعـمل في مجالات عـديـدة من الحـياة .
هـل أن تـكـريم المـبـدع يُـخـجـلٌ صاحـبه اللبـيـب ؟ أم أنّ الإفـتخار بكـفاءة الـذات معـيـبٌ ؟  .
..............................
مَن منا ( ونحـن أجانب ) ومعـنا ( أهـل الـبـلـد : أميركـيـيـن ، فـرنسـيـيـن ، ألمان ، روس ) لا يعـرف قادة العالم المشهـورين : أوباما ، ساركـوزي ، ميركـل ، بـوتـين ؟ إنهم أحـياء يُـرزقـون ليسوا بحاجة إلـيـنا ولا ينـتـظرونـنا لـنـقـول لهم ( بـراﭬــو ، عـفـرم ، منـوّرين ، بارك ألله بكم ) ؟ كما لا تـنـقـصهم الشهـرة كي يأمروا بوضع نسخ من تمائيلهم في المتاحـف ؟ ومع ذلك خـلــّـدوهم مقـدماً وهم أحـياء .   
أتريـدون التأكـد من كلامي ؟ إفـتحـوا هـذا الرابـط الإلكـتـروني ، ستـرون ثـقافة الغـرب بهـذا الشأن
http://www.frenchpedia.com/Grevin_museum.html

ومثال آخـر أوردُه لـتـذكـيـركم ، مع الإعـتـذار لجـميعـكم و بعـيـداً عـنكم أنـتم مكـرّمون :
التمثال الـبـرونـزي 1934 ( لـلكـلب " هاتـشـيكـو " )  إستـبـدِل بالحـجـري 1948 ، الذي إنـتـظـر صاحـبه 10 سنوات أمام محـطة الـقـطار / طـوكـيـو ، تخـلـيـداً لـوفائه لصاحـبه .
 


https://www.qallwdall.com/%D9%87%D8%A7%D8%AA%D8%B4%D9%8A%D9%83%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%B1-%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8%D9%87-10-%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA/
إذن ، إسمحـوا أن أقـول :
أن فـكـرة تخـلـيـد الـفـنان داني أسمرو لا تعـني أنه محـتاج إلى الشهـرة ! ولا تـدفعه إلى التـوقـف عـن إبـداعاته إطلاقاً ، بل بالعـكس ستعـطيه قـوة دافعة لا تـوقـفه العـواصف ولا نكـبات الحـياة ، فهـل نبخـل عـليه ؟ . لـقـد خـلـّـدْنا المرحـوم تـوما تـوماس ــ بعـد وفاته ــ فـلـو كانت الظروف مؤاتية قـبل تلك الأيام كم كان شيئاً جـميلاً لـو خُـلــّـدَ وهـو حـي يُـرزَق ؟ وهـل في ذلك عـيـب أو ضرر ؟.
أرجع وأقـول : إنها ثـقافـتـنا الشرقـية الضيقة ، إنها نـفـسيتـنا لا تـتحـمّـل رؤية غـيـرنا مكـرّماً بتمثال يُجـسـد شهـرته البارزة عـلى الملأ وهـو حيٌ يُـرزق واقـفٌ بجانبنا .
ولا يسعـني إلاّ أن أقـول : (( رحم الله إمرىءٍ قال خـيراً فـغـنـم ، أو  سـكــت فـسـلم )) .

77
مشاركة العـلمانيـيـن في سنهادس المطارنة الكلـدان / آب 2019
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ   
قـبل الخـوض في موضوع مهم كـهـذا ، نـتساءل هل الـﭘـطـرك الكـلـداني صادق في دعـوته العـلـمانيـيـن لحـضور سنهادُس المطارنة الكلـدان أو أي مؤتمر كـنسي ؟ (( أكـرر : إنْ كان صادقاً !! ويريـد له النجاح الحـقـيقي )) فـلـيعـتـمـد فـيه عـلى المنـطـق وليس عـلى أي مقـياس آخـر وكما يلي :
أولاً : رغـم أن هـكـذا مشاركة تـقـرّها الـقـوانين الكـنسية ، إلاّ أنها وللأمانة كانت تـدور في مخـيلة العـلمانيـيـن ولم يطرقـوا بابها لأسباب عـدة ... وطالما هي عـلمانية صِـرفة ، يـجـب أنْ تـُـتـرك آلية إخـتـيار مَن سيحـضر ، للعـلمانيـيـن أنـفـسهم وليس لغـير العـلمانيـيـن ، وإلاّ فالمسألة هي مسرحـية تـرفـيـهـية غايتها إعلامية لا أكـثر .
ثانياً : في كل أبرشية هـناك عـلمانيون كـثيرون معـروفـون ومؤهـلـون لهـكـذا مشاركة سواءاً منـتمون إلى تـنـظيمات كـنسية إجـتـماعـية سياسية أو مستـقـلـين ، يُـشار إليهم بالبنان أو ربما ليسوا بارزين في الساحة ... مؤيـدون لستـراتيجـية الـﭘـطـرك الكـلـداني أم معارضون له ... عـنـدهم مؤهلات أكاديمية عالية أم متـوسطة ... فالجـميع يحـق لهم المشاركة ولا يحـق لأحـد منع أي منهم ، وحـين تـنـتهي إلى أحـدهم لـن يُـتـرك سائباً بل تـتحـكــّمه ضوابط يتـفـق عـليها العـلمانيـون .
ثالثاً : إن إخـتيار المشارك يجـب أن لا يُـنـظـر إلى نـوعـيته من حـيث الجاه والثـراء والولاء وثـقـل التأهـيل بكافة أنـواعه ، ولا طول قامته أو وزنه بالكـيـلـوغـرامات ، أو قـربه من هـذا وذاك ، ولا أي مقـياس شخـصي آخـر .
رابعاً : يُـطـلب من أية جـماعة مستـقـلة في كـل أبرشية ، نـشر إعلان إلى كـل مَن يهـمه الأمر والراغـب في المشاركة لحـضور السنهادس ، للإجـتماع في ( قاعة مستأجـرة ) من أجـل مناقـشة المواضيع البارزة في الساحة الكـنسية الـواسعة ، والتي يتـطـلـب طرحها في السنهادس ، من أجـل تبـويـبها بصورة تليق بمناقـشـتها أمام المطارنة .
خامساً : أثـناء هـكـذا إجـتماع عـلماني في كل أبرشية ، تسجّـل أسماء الراغـبـيـن بالمشاركة في السنهادس ، وتـناقـش بعـض الضوابط ويتـفـق عـليها العـلمانيـون منـطقـياً ، وعـنـدها يُـصوّت ديمقـراطياً لتحـديـد إسم المشارك ، يُـعـلـن للجـميع ، كما يُـبـلـّغ المسؤول الأعـلى في السنهادُس عـن الإسم المرشح الـذي سيحـضره منـتخـباً من عـلمانيي الأبرشية . 
سادساً : يضع المجـتـمعـون شروطاً عـلى مَن يُـتـفـق عـليه للـمشاركة ، مع فـرض الإلـتـزام بما يقـررونه من حـيث المواضيع التي سيطرحها في السنهادس مع الأسئـلة والإستـفـسارات ، ويُـزوّد بها مطبوعة عـلى ورقة وفـيها بضعة تـواقـيع لـلمجـتمعـين ــ وليس مواضيع حـسب أهـواء المشارك ــ وهـذا يتـطـلـب منه الجـرأة والشجاعة دون محاباة أو تملـق ، مع الكـياسة وإحـتـرامه لجـميع الجالسين في السنهادس  . 
سابعاً : عـلى المشارك أن يـسجّـل ــ فـيـدوياً أو تحـريـرياً ــ فـقـرات مشاركـته وما يتـلـقاه من إجابات وردود السادة المطارنة المشاركـين . 
ثامناً : طالما أن دعـوة العـلمانيـيـن للحـضور إلى سنهادس المطارنة الكـلـدان صادرة عـن الـﭘـطـرك وبعـلمهم ( المطارنة ) ، نـتـوقع منهم أن يكـونـوا عـنـد حـسن ظن العـلمانيـيـن من حـيث جـدّية الموضوع والإنـفـتاح بصراحة معهم ، والتي في نهاية المطاف يصب في صالح الكـنيسة .
تاسعاً : بعـد إنـقـضاء أعـمال السنهادس ورجـوع المشارك إلى أبرشيته ، يُـدعى إلى إجـتماع عـلماني ثانٍ للإدلاء أمام الجـميع بما جـرى خلال مشاركـته وبالأخـص فـقـرات مناقـشته وردود السادة المطارنة عـليها ، وتـُـنـشَر مقالة بهـذا الشأن في وسائل الإعلام .

78
رأيي في تـصريح بابا الـفاتيكان

إن غـياب الضمير الإنساني في موقع عـملي السابق مُـتَـمـثــِّلاً بتجاهـل كـفاءتي وإخلاصي ، بالإضافة إلى نسج البعـض مِن إداريّـيهِ خـِرَقاً بالية مِن خـلف الكـواليس ، لحـجـب نور مَن يحـمل بـيـَـدَيه الفـوانيس ، وسلوكهم الـتافه عـلى مسرح العـمل في إبعاد صوت الحـق الذي يزأر ويؤرق ليلـَهم الخـسيس ، ورغـم مشاعـري الحـميمة الصادقة التي فاقـتْ تمَـلـُّق رفاقَ الأزقــّة والدهاليز ، أقـول إنَّ كـلَّ ذلك دعاني إلى تـَـذمُّـري من ذلك الواقع الرخـيص ، فـهجـرته بإخـتياري الحُـرّ والموثـق بالإيميل في مطلع عام 2008  وليس مِن قِـبَـل الإدارة كما روّج السيـد النائـب الموقـر للـبعـض خارج أستراليا ! وبـدون خجل !! حـقاً قـيل : إنْ كـنـت لا تـستحي إفعل ما تـشاء .
ولكـنَّ الشـكـر للرب مانح الحـياة الذي فـتح أمامي باباً آخـراً دون تأخـير حـين قادتـني الأيام إلى العـمل في إحـدى القارات عَـبر البحار ( أشهـراً تعادل سنيناً ) فـإستمتعـتُ بالسياحة الكـثير وعـلـَّـمَـتـني الأيام أكـثر وإخـتبرتُ الحـياة الأكـثر ، وهـناك شاءت متـطلـبات العـمل أن أكـون قـريـباً من جـماعات ( الإرهابـيّـين ! ) في إحـدى الـدول من تلك البقاع .
فـقـد عـملـتُ لـفـتـرة مع قـوات التحالـف في العـراق بصفة مشرف عـلى مدرسة تأهـيـلـية للإرهابـيـيـن الـذين كان لـنا إحـتـكاك مباشر معـهم ، وأكـيـد لم يكـن هـناك داعـي أن أعـلـن عـن هـويـتي لهم ( ديني أو إسمي أو بـلـدي أستراليا ...... فـقـط يعـرفـون أني مثـلهم عـراقي ) .... بعـض العاملين مثـلي كانـوا قـد إخـتـاروا إسما مستعاراً لهم لضرورة أمنية تخـصهم .... وصادف أن تـطـلـب يوما أن أسـد شاغـرا لغـياب أحـد المعـلـمين ، فـألـقـيت لهم محاضرة وطـنية لم أذكـر فـيها ( كـنيسة ، صليب ، مسيح ، إنجـيل ، قـديس ، مريم ، حـياة أبـدية ، ..... أو أية كـلمة قـد تـوحي بأني مسيحي ........ لكـنهم عـرفـوا بأني مسيحي .... ) ... .. وبعـد إنـتـهاء عـملي هـناك ، كـتـبت المقال التالي ...
((( الـقِـيَـم المسيحـية تـتـلألأ بـين بُـؤَر الشـرِّ والظـلامية )))

وأثـناء أحـد اللقاءات رغـبتُ أن أحـدّثهم بما يجـول في خاطري ويخـتلج في صـدري بطريقة رشيقة سَـلِسة لا تـثيرهـم ، فـكـلـّمْـتهم باللغة التي يستـسيغـونها بأسلوب إجـتماعيِّ وتربويِّ شَـيّـق كي يستمعوا إليَّ بإنـتباه وقـلتُ لهم : أنا كـنتُ من روّاد الأفلام الهـنـدية في أواخـر الستينات وأوائل السبعـينات من القـرن الماضي ( فـعـلـّق أحـدهم فـوراً  قائلاً : يـبـدو أنك رومانسيٌّ أستاذ ) !
وأنا لا زلتُ أواصل حـديثي قـلـتُ : وفي أحـد الأفلام منها ، غـنى الممثل أغـنية باللغة الإنـﮔـليزية ، تأثـرتُ برومانسية لحـنها وعـمق معانيها فـحـفـظـتها فـوراً لبساطة كـلماتها وهي :
Come shake my hand  …….  تعالَ وصافـحـني
And  love  each other  ……  ولنحـبّ بعـضنا بعـضاً
Let us feel happiness  ……. دعـنا نـشعـر بالسعادة
In this world together …….. في هـذا العالم سـويّة
This is the only truth …….. هـذه هي الحـقـيقة الوحـيـدة
Remember my brother ……. تـذَكـَّـر يا أخي
 فـنادى أحـدهم من مكانه ممَّن أعـجـبته وتأثـر بها أيضاً وقال برزانة وذكاء الواعي : ( أستاذ ، لقـد وصَـلـَـتْ الرسالة ) ! ثم قـلتُ لهم : الأغـنية إنـتهـتْ ولكـن إسمحـوا لي أن أعَـلـِّـقَ عـليها بعـض الشيء …. طبعاً سادَ السكـوتُ بـينهم شـوقاً ليستمعـوا إليّ فـربما عـنـدي المزيـد ، وأردَفـتُ :
نحـن جـميعـنا خـليقة الله ، خـَـلـَـقــَـنا عـراة في هـذا العالـَم ، فـترعـرعـنا وكـبـِرنا وعـمِلنا وبَـنـَينا وعـمَّـرنا ووَفـَّـرنا وأنجَـبْـنا ، ومهـما طالَ عـمْـرُنا فإنـنا كـلنا متجـهـون نحـو خـط نهايتـنا ، عـنـدئـذ لن نأخـذ معـنا ……. فـقاطعـني أحـدهـم معـلـقاً مباشرة وقال : ( سِوى الكـَـفـَن ) . وأضفـتُ :
إنـنا سوف نـترك كل شيء ونغادر هـذه الأرض دون أن نأخـذ معـنا شيئاً مما كـسَـبناه ووفـَّـرناه في هـذه الدنيا ، وبإخـتصار : لـقـد جـئـنا إلى العالـَم عـراة ً ونغادره عـراة ً . إذن ، لِـمَ كل هـذا العـراك ، القـتال ، الصراع ، الـذبح ، الحـقـد ، الكـراهـية ، الإنـتـقام ، الإنحـراف ، السرقة ، الإغـتصاب ، الإخـتطاف والسطو ، في العالـَم ؟ …..
( فـنادى أحـدهـم من مكانه وقال : أستاذ ، هـل أنـتَ مَسيحِي ؟ ) وهـنا بـيت القـصيـد في مقالي !
فـقـلتُ له : نعـم إنـني مسيحيٌّ ( فـقال : يظهر عـليك ذلك ) وأكـملتُ قائلاً : أنا مسيحيٌّ من العـراق والآن أسترالي الجـنسية …..  ثم خـتمتُ كلاميَ قائلاً لهم : ثِـقـوا ــ وأنـتم تعـلـَمون ــ إنَّ كـل مَن عـلى هـذه الأرض فانٍ ولا يـبقى إلاّ وجه خالقِها ، وما عـلينا إلاّ أن نـُـبْـقيَ إسمَـنا مرفـوعاً ومتجـسِّداً في أعـمالـنا الجـليلة وذكـرياتـنا الجـميلة .
تـُرى ، ما الذي قـلتـُه لـذلك المستمع إلى حـديثي ليكـتـشفَ مسيحـيَّـتي ؟ لـَمْ يكـن يعـرف إسمي ، ولا معـتـقـدي ولم أذكـر له شيئاً مِن الإنجـيل أو آياته ، ولا قـدّيسيه المؤمنين به أو رُسُـلِه ، ولم أصف له الـدير ورُهـبانه . ولكـنـني إخـتــَصَرتُ موعـظة يسوع عـلى الجـبل وتعاليمه ، رسائل مار ﭘـولص الرسول وأفـكاره ، نـذور الراهـب وصومعـته ، وعـظ الكاهـن وكـنيسته ، الفادي الذي حَـمَـلَ الصليـب طائعاً قـبل أنْ يحـمله وغـفـرانه لأعـدائه ! وكـذلك عَـرَضتُ مسيرة 2000 سنة من تاريخ المُـخـَلـِّص وقـيامته ، الطريق والحـق والحـياة وكلامه العـذب الذي كـلـَّـمَـنا به  ، دماء الشهـداء من أجـل الإيمان بالرب وأقـواله ، نور العالـَم الذي تـَـنـَـوَّرْنا به .
عَـبَّـرتُ عـن كـل ذلك بالكـلمات المضيئة لتلك الأغـنية البسيطة والناطقة بالمبادئ المسيحـية المُجَـسِّدة لـ ( الله محـبَّة ) دون ذكـر إسم المسيح ! …. المسيحـية المُحِـبَّة التي تحُـلَّ مَحَـلّ حـقـد المنـتـقـمين لتـنير دروب التائهـين ، الهادئة لـتـُـريح أعـصاب المنـفـعـلين ، المُسالِمة لتـُـقـَـوِّم سلوك العُـدوانيّـين ، الكـريمة لتـشرح قـلوبَ اللئـيمين ، المليئة بـدعَـوات الخـير لتـزرع الرجاءَ والأمل في نفـوس بني البشر اليائـسين ، العـذبة المُـنعِـشة المُـفـرحة عسى أن تـُـغـيَّـر بعـضاً مِن سلوك الحاقـدين .
تلك هي الكـلمات المتلألـئة بإشعاعاتها لا يُحـجَـب بريقـُها مهـما وُضِعَـتْ الحـواجـز حـولـَها ، ولا يُـبْـطـَل نبضُها مهـما عُـزلـَـتْ شرايـينها ، ولا ينـقـطع صوتـُها مهـما إبتعـدتْ وأُبْـعِـدَتْ الآذان السامعة لها .
ومما لا شـكّ فـيه أنَّ مستمعيَ المشار إليه سرعان ما أثمرَتْ فـيه كـلماتي وجَـعـلـَته يستعـرض تعاليمَه الهـدّامة مع نفـسه ،  ويستـذكـر ممارساتِه السلبـيّة في قـلبه ، ويتخـيَّـل خـطـطه الشرّيرة أمامه ، وبضمير ! صَحا فـجأة في داخـله ، ليقارن بـينهما ويفـصح عـن خـلاصة إستـنـتاجاته وهي أنَّ ماء الحـياة ينبع فعلاً من ينبوع الحـياة ، ومَن يشرب منه يرتوي ، فـترتسم ملامح إنـتعاشه عـلى وجهه ، ويُسـتـدلّ عـليها من أقـواله وأفـكاره المسيحـية وأفـعاله …
وبـذلك نكـون قـد تـلـمَـذنا الأممَ ــ في عـقـر دارهم ــ دون أن نرتـديَ جُـبَّة ولا سـوتانة ولا نحـمل صولجاناً ، ودون أن نقـفَ خـلف منبـرٍ وعـيونـنا تـحَـمـلق راسمة منحـنياتٍ يميناً ويساراً لإستـطلاع الجالسين أمامنا …….. فلا قـرأنا قانـون الإيمان ولا طلـبنا قـراءة سـورة الفاتحة من (( الضالـين )) .
نعـمْ ، كـَـمْ طـوَّقـَـتْ الأصفاد زنود المؤمنين الأحـرار فـكانـت طريق المسيحـية مَرْويٌّة بـدماء الشهـداء الأبرار ، ولكـن كـلمة الحـياة خالـدة منـيرة تـقـضُّ مضاجـع الحـمقى الدائرين في رديء المـدار ، وأبواب الجـحـيم لن تـقـوى عـليها بل تبقى القِـيَـمُ المسيحـية تـتلألأ في بؤر الظلام والأشرار ، عـسى أن تـُـنير عـقـول القابعـين في دنيء الأطـوار ، فـتـقـود العُـتاة العابثـين بتعاليم السماء ، إلى شاطئ الأمان والرفاء . إنهم فعلاً تـُعَـساء ، نـتألـّم لهم وعـلى حالهم نحـزن ونـُـواسيهم بالرثاء ، وعـلى طبق ذهـبي قـدَّمنا لهم الـدواء ، فـهـل عـنـدهم إستعـداد للشِـفاء ؟ .
فأنا بـشـّـرتُ دون أن أكـون مبـشـراً

79
لـقاء ودّي مع الأب أركان حـكـيم في سـدني
بمبادرة من بعـض الإخـوة الـنـشطاء الألـقـوشـيـيـن الكـلـدان ، وبمعاضدة جـمعـية ربّان هـرمزد الكـلـدانية الأسـتـرالية في سـدني .... كان لأبناء الجالـية لـقاءٌ مع الأب أركان حـكـيم القادم من ألـقـوش / العـراق في زيارة ودّية إلى أسـتـراليا ، وذلك في قاعة مونامور عـنـد الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء الموافـق 3 نـيسان 2019 وكان الحـضور رجالاً ونساءاً ضعـف العـدد المعـتاد في هـكـذا إجـتـماعات مماثـلة سابقة .
ولا بـد من تـقـديم شـكـرنا الخاص للأخ ــ أودي ــ صاحـب قاعة مونامور لإتاحـته الـفـرصة لـنا لهـذا اللقاء متمنـين له كـل الـتـوفـيق .
قـدّم الأخ عـيسى قـلـو نـبـذة عـن حـياة الأب أركان : ولادته ، نشأته ، دراسته ، بحـوثه ، نـشاطاته ، ثم كانت محاضرة الأب الفاضل حـول تأريخ ألـقـوش ( ماضيها وحاضرها ) والـدور الـذي لعـبه أبناؤها سابقاً ، والمسؤولية الملقاة عـلى عاتـقـهم لاحـقاً ... أعـقـبها الأخ عـيسى بهـذه الأبـيات الشعـرية الجـميلة بما جادت بها أحاسيسه .
بـشـيـنا ثـيـلـوخ
بْـشـيـنا إيـثـيـثـوخ ، بـرْد ماثا د ﮔـــــورِ
بْـﮔاوُخ ﭘْـصِـخـلـيه نَـشـــــــواثا وْ خـورِ
كُـل عَـمّا دِيّـــــــان بْـلِـبّـــــــــــا كِـبـيـلِ
وْ ألـقـوش ﭘّـصخـوثا وْ خـيلا بْـنَـطرالِ
نَـشْـواثا كُـلــّـيه بْـحُـبّا كـْـقاﭘــِلــّــــــــيه
تا كـلـديــــــــــــــوثا خايـح بْـداوِحـلـيه
مِن مَـحـكـياثــــــــــــا د خِـنّ لا زْديـلِ
خــوثِــد أقـلاثِـح دِجْـمِـنِ دْريـــــــــــلِ
أذ رابي قاشـــــــا بْــتــوديــثِــح أريـلِ
هــــادَخ رْخِـشْـلِ وْ إيــتِـح لا نْـشــيـلِ
وشارك عـدد من الحـضور بمداخلات عـلـق عـليها الأب الموقـر ، مثـلما أجاب عـلى إستـفـساراتهم بكـل شـفافـية ووضوح . وخـُـتِـم اللقاء بالشكـر الجـزيل للأب أركان حـكـيم .
 
 
 
 

80
الطاعة العـمياء .... سَـلـبٌ للحـرية بجـفاء وعُـبـودية نكـباء
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
 
الطاعة .....  : (1) مضمونها (2) ضرورتها (3) لِمَن نـؤديها (4) كـيـف نمارسها
لـغـوياً : هي ( إنـقـياد لـتـوجـيهات ، خـضوع لأوامر ، خـنـوع لإرشادات ) وفي كـل الأعـراف والمقايـيس ، الطاعة هي سَـلـب الحـرية من مالكها .
عـسكـريا : هي ( نـفـذ ولا تـناقـش ) ولا مجال للحـرية فـيها ، لـذا تـثـيـر إشـمئـزازاً وتمرّداً .
إجـتماعـيا : هي ( إحـتـرام الأكـبـر عـمرا ، والـنـزول عـنـد رغـبة الأعـلى مرتبة ) إنها تـقـلـيـد عائـلي وعـشائـري ليس للحـرية مكان فـيها ، وعـنـدنا تجارب مؤلمة ظالمة سبـبها الطاعة لرجال الـدين أدّت إلى شعـور بالإحـباط والغـبـن طيلة سنين الحـياة .
دينيا : هي ( عادة موروثة ! مصدرها تخـلـّـف ثـقافي ونفاق إجـتماعي وغـباء ذهـني ) تـنعـدم فـيها الحـرية ...... وكـلها بأدلة ! .
إذا سـلـّـمنا ــ جـدلاً ــ أنّ التـوصيات مفـيـدة والـتـوجـيهات حـميـدة والأوامر رشـيـدة ، فـلـنـدَع ذلك جانباً وأقـول مثالاً :
حـين أطـيع تـوصية والـدي وتوجـيه والـدتي بإعـتـبار واجـب إحـتـرام الإبن لـوالـدَيه وإكـرامهما ، فأنا أصبحُ مقـبولاً عـنـدهما ومقـيـداً من جانبهما ، وفاقـداً حـريتي من جانبي .......
ولمّا أتـوظـف في وزارة أكـون ملـزماً عـلى تـطـبـيق تعـليماتها فأطيعها ! ولا يمكـنـني الـتـصرّف كما أشاء ! مما يعـني أنّ حـريّـتي مقـيـدة ولا أتمتع بها . فالطاعة تعـني فـقـدان الحـرية ...
والآن من أجـل الـتـنبـيه أدرج بعـضاً من أقـوال القادة الحُسان :
أولاً : البابا فـرانسيس يقـول :
(( يجـب عـلى الأسقـف أن يخـدم ولا أن يسيطر ، تجـنّبوا تجـربة أن تصبحـوا أمراء ... أساقـفة المطارات ... سيارات فارهة  )) لأن الـبابا يعـرف مدى الضعـف الـنـفـسي لـدى بعـض القادة الـذين يتصرفـون كأمراء فـيالـق ويطلـبـون طاعة الجـميع لهم .

ثانياً : صاحـب الـغـبطة الـﭘـطرك لـويس يقـول :
(( ليس بوَسع إنسان مسؤول وشريف أنْ يكـتـم كـلمته لأنَّ الصَّمت مَوْت لـلـذات وللآخـر )) ...
إذن ، نـنبـذ الصمت ونجاهـر بأعـلى صوتـنا لكي نكـون شـرفاء ! وعـليه نـقـدّم الطاعة لمَن يستحـقها بجـدارة ويُـقـيّـمها ويحـتـرم الطائع ، لأن الطاعة ليست رخـيصة كي تـُـبـتـذل لأي كان . كل ذلك مرتـبط بالوعي الـذي يجـعـلـنا ــ كما أوصى المسيح ــ نعـرف الحـق والحـق يحـرّرنا .

ثالثاً : سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم
( في قـداس الأحـد الثالث من الصوم 25 شـباط 2018 / كـنيسة مار ميخا الكلـدانية / ألكـهـون / كاليـفـورنيا ) وفي معـرض إنـتـقاده لـدكـتاتـورية رجـل الـدين بل وعـنجـهـيته أيضاً ، كما تـرَون في هـذا المثال ، قال في كـرازته :
(( البابا بـيـوس التاسع في زمانه ، كان يَـطلب من المطارنة أن يُـقـبّـلوا رِجـله ــ يعـني أحـذيته ــ ! )) والآن نسأل بـدون إستـثـناء كـل مَن يريـد تـقـديم الطاعة له : بشرفـكم هـل تـؤيـدون مطارنة تلك الأيام وطاعـتهم للبابا ﭘــيّـوس حـين كانـوا يُـقـبّـلـون رجـله ، وهـل تعـتـبرونهم أحـراراً ؟ فـلـتخـسأ هـكـذا حـرية !
إذا كان ذلك الـبابا يتبع المسيح ، أما كان المفـروض به أنْ يُـقـبّـل أرجـل مطارنـته كما فعـل المسيح ؟
هـل يَـقـبَـل مطارنـتـنا الكـلـدان الـيـوم أن يُـقـبّـلـوا رِجـل البطرك لـويس عـلى إعـتـبار طاعة وبالتالي حـرية ؟
ومع ذلك إذا إفـتـرضنا أنهم يَـقـبَـلـون ــ لأسبابهم الخاصة ــ فـلـيعـلموا أنـنا لسنا من عـجـينة مبتـذلة متهـرئة رخـيصة ، ولا نـركع لعـبـد مخـلـوق طمعاً بتـكـريمه لـنا بهـكـذا ( حـرية ﮔـلـﮔـلـية عُـبـودية ) .
وهـنا أعـيـد كلام المطران إبراهـيم إبراهـيم في كـرازته المذكـورة : 
(( كـيـف يرضى مطران وصاحـب كـرسي كـبـير وكاهـن شاب حـديث الرسامة أنْ يُـقـبّـلـوا يـديه )) ... طبعاً هـنا نـذكــّـر مَن ينـفـعه الـتـذكـير أنّ تعـليمات لـويس الـبـطرك حـول قـداسه الساكـوي قـد ألغـت تـقـبـيـل الـيـدين عـنـد الـقـراءات في الـقـداس لـتـقـلـيل الحـركة حـول المـذبح ، وهـو إجـراء منـطقي يجـب عـدم تجاهـله ...... إنّ تـقـبـيـل الـيـدَين بصورة  ــ أوامر ــ هـو عـبـودية ولـيس طاعة  !!!! 
وإذا المسيح يوصي بالطاعة في قـوله
: إسمعـوا أقـوالهم ولا تـفعـلوا أفعالهم !!
نـقـول آمنا بالله ، ولكـن ماذا لـو أن أقـوالهم تهـدم كلام المسيح ؟ هـل نـطيع الكاهـن الكـلـداني الـذي يقـول : نحـن نكـتـفي بالتسعة والتسعـين الـذين عـنـدنا ، ولا نبحـث عـن المفـقـود رقم مئة ؟ وهـل نـطيع الكاهـن الـقـمارﭼـي ؟ وهـل نـطيع الكاهـن بائع ( مساعـدات ) المواد الغـذائية في الشورجة ؟ وهل وهل وهل ...
لا تـثـيرونا كي لا نـثـيـركم
..... مَن لا يـطيع رئيسه ، عـليه أنْ لا يطـلب الطاعة من مرؤوسيه .
ومع ذلك نـقـول للـقادة : إنْ كـنـتم سُـعَـداء في طاعة الرخـيصين لكم ، إطمئـنـوا وإفـرحـوا ! فالأرض لا تخـلـو من الخـرفان المطـيعـيـن لكم .



81
ﭘاﭘا الـﭬاتيكان يسمع كلامي بشأن الـﭘـطـرك لـويس ويسنـد إليه مهمة جـديـدة

بقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

تهانينا للـﭘـطـرك لـويس .... بمناسبة تعـيـيـنه مستـشارا في مجـلس الحـوار بـين الأديان .... متمنين له إقامة دائمة في أروقة الـﭬاتيكان ، مسؤولاً رئيساً في جـلسات الحـوار بـين الأديان .

في شهـر تموز 2018 نـشرت المقال التالي :   http://kaldaya.me/2018/07/16/10569
(( أرشـح الكاردينال سـاكـو الطـنان رئيساً لمجـلس الحـوار بـين الأديان بـديلاً عـن الكاردينال المتـوفي جان لـويس تـوران ))
وها هـو الـﭘاﭘا يسمع كلامي ويعـيّـن الـﭘـطـرك لـويس في مجـلس الحـوار بـين الأديان ...
(( البابا فـرانسيس يعـيّن البطريرك ساكـو مستـشاراً في المجـلس البابوي لحـوار الأديان ))
https://saint-adday.com/?p=28500
شكـراً لـلـﭘاﭘا فـرانسيس ....

82
ألأخ أبلحـد أفـرام يستـنـكـر أوهاماً من مخـيلـته
بقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

نـُـقِـلَ إليّ .. أن الأخ أبلحـد أفـرام نـشر (( تـوضيحه الـوهـمي المبني في الهـواء )) ذاكـراً إسمي عـلى صفـحـته الفيسبوك ، التي لا تـفـتح عـنـدي لأنه ليس صديقا في صفـحـتي ... وهـذا نـصّه :
((( اخوتي قـراء الصفحة الكرام استنكـر وأشجب بشدة قيام السيد مايكل سيبي بمشاركتي والنشر في صفحتي مقالا يطعـن من خلاله بغبطة البطريرك وانا لا اسمح لأي شخص كائن من كان يزجني في أمور لا علاقة لي بها وانا اعتز واحترم جميع الآباء الكهنة والمطارنة في كنيستنا فكيف إذا كان الأمر يتعلق بغبطة البطريرك الذي أكن له كل الاحترام والتقدير فارجو من الإخوة والأخوات الذين عاتبوني على هذا المنشور أن يعلموا بعدم علاقتي وعدم علمي به قطعا واستنكاره بشدة لأنه تجاوز علي في الوقت ذاته ومحاولة رخيصة للايقاع بيني وبين رئاسة كنيستنا ورجال الدين مع فائق الاحترام ))) .
*****************
أولاً : كـتـبـتُ رسالة فـورية عـلى إيميله ، هـذا نـصّها :
michael cipi
Fri    25/01/2019     , 5:30 PM
ablahad.<<<<<<<<<< @yahoo.com

أخي أبلـحـد
أنا لم أنـشر مقالتي في صفـحـتـك
فـما الـذي جاء بها عـنـدك ؟

ثانياً : أنا أسأله ، هـل فـحـصت الأمر ؟ هـل لاحـظـتَ مَن الـذي ألحـقَ مقالي في صفـحـتـكَ ! قـبل أن تـشجـب ولا تسمح وتستـنـكـر وتـنادي وتهـلهـل وتهـوّس ؟ وﭼـمالة بـشـدة !! شـوية عـلى كـيـفـك أخي ، كان الأفـضل أن تعاتبني مباشرة حـتى تـتأكـد أولاً ، ولك الحـق في ذلك حـتى يتبـيّـن أمامك الخـيـط الأحـمر من الـﮔـلـﮔـلي .

ثالثا : إن كان يهـمـك البطرك لـويس ( كما يظهـر في كلامك السرابي ) أما كان الأولى بحـضرتـك أن تـرد عـلى مقالي ( نـقـطة نـقـطة ) مدافعاً عـن بطركـك ، إن كـنـتُ أطعـن به حـسب فـهـمك لمقالي ؟؟؟؟؟ أم أنها حـقائـق تعـجـز حـضرتك عـن الـرد عـليها ؟ وإن كانت لا تخـصك ، إذن ! كان الأفـضل لك أنْ ........... وأنت تعـرف ماذا يعـني الأفـضل !
رابعاً : فـقـط أذكــّـرك وقـد تـنـفعـك الـذكـرى ... هـل تـتـذكــر لـقاءك مع البطرك لـويس قـبل مؤتمر ربطـته وأنت شجـعـت الإرتباط بها دون أن تـدرك ماهـيّـتها ، وقـبل أن تـقـرأ نـظامها الـداخـلي المعـلـن ... وإذا قـلـتَ أنـك كـنت قـد قـرأته ، فآسـف أقـول أنـك لم تـفـهـمه ... وإنْ قـلـت أنـك فـهـمته فآسـف مرة ثانية وأقـول أنـك لم تلاحـظ تـناقـضه مع تـطبـيقه عـلى أرض الـواقع ، وإذا لاحـظته فإنك تـنـقـصك الشجاعة في نـقـده ... وأنت حـر . عـلماً إنه ((( لم يحـتـرمك في دعـوة بسيطة لتـحـضر مؤتمره ؟؟ ))) ... لا تـقـل حـضر الـبـديل !! الـبـديل حـضر ممثلاً عـن تـنـظيم آخـر وليس حـزبك !!!!
خامساً : لماذا تظن أني أوقع بـينـك والبطرك لـويس ؟ هـل تكـتب ذلك كي تكـسب ودّه بـرخـص ؟
سادساً : إن كـنـت تـنـوي كـتابة ردك عـلى هـذا الـتـنـويه ، فـستـقـرأ ردي الجاهـز مقـدما ، ودمت بخـير

83
حـفاظا عـلى تراثـنا :  قـديش قـديش قـديش
 
 
بقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
الأبرشـيات الكـلـدانية تعـتـز بالـفـنانين والمـدرّبـين في كافة كـنائسـنا الكـلـدانية لكـفاءتهم وذوقهم الموسيقي كـمؤلـفـين وقادة أوركـسترا ناجحـين والناجـحـون كـثيرون ، وفي ذات الـوقـت لسنا كاملين فـجـميعـنا بحاجة إلى نعـمة الله ، لـذلك قال يسوع ( كـونـوا كاملين كما أن أباكم .... ) . كما نعـلم أن تـراثـنا الكـنسي الكـلـداني مليء بما لا يُـحـصى من ألحان في غاية الجـمال ، يـذوب قـلـبنا نحـن الشرقـيـيـن لها وتـطـربنا ، إنها غـذاؤنا الروحي لا مثيل له ....
وقـد تعـجّـبَ رئيس دير المخـلـص / صيـدا / لـبنان في عام 2012 حـين أنـشدتُ أمامه ( إمّر لي عـيتا) .
وكما نعـرف أن التراث ثمين ( في قـيمته التأريخـية ) التي جـعـلـت العالم كـله يُـحـيي ــ زيـرا ــ مكـسورا بعـد تـرميمه كي يوضع عـلى رف في متحـف يـراه ملايـين الزوّار .... فـهـل يقـبل أحـد أن يطحـن كـسوره ويعـيـد عـجـنها لـيصنع بستـوﮔـة منها ؟  إللي ما عـنـده عـتـيـﮓ ما عـنـده جـديـد ....
فـتـرانيمنا المألـوفة في كـنيستـنا الكـلـدانية منـذ قـرون من الـزمن صار لها طابعها الخاص بها ، يعـرفها الصغـير والكـبـيـر في كـل بقاع العالم حـيث تـوجـد كـنيسة كـلـدانية ، مثل : إمّار لي عـيتا ، قـدّيـش قـدّيـش قـدّيـش ، لاخـو مارا ، لـْـيَـمّا د رَحْـمَـيْـك حاءَ رنا .... إن هـذه الـتـرانيم لا يحـق لـنا أن نحـوّرها بأي شكـل من الأشكال ، لأنها تـراث ! تـراث عـزيز ثمين ...
أما إذا إفـتـرضنا أن مقـطعاً شعـريا أو نـثـراً أدبـياً لكاتب عـلماني ( أغـنية ) ، أو كـنسي ( تـرتيلة ) وغـير مطروقة سابقاً غـناءاً أو تلـحـيناً ، ويُـطـلـب من أي فـنان موسيقي تلحـينها ، فإنه سينـطـلق من قـريحـته الموسيقـية وذوقه الرفـيع ويلحـنه ، ولا بأس يـبـدع فـيه ويُسجّـل بإسمه .
إنّ كـنيستـنا الكلدانية تـنـفـرد بصلاة خاصة صاغ كلماتها وألحانها أولئك الـقـديسون الذين كـرسوا حـياتهم من أجـل تـقـديم كل ما هـو راقٍ و سامٍ لمجـد الرب إلهـنا الآب ومخلصنا يسوع المسيح وهادينا الروح الـقـدس . ومن بين تلك الصلوات سأركـز هـنا عـلى ترتيلة رتلها الملائكة ويرتلها كل المؤمنـين بكل لغات العالم ، وسيرتلها منا الذين يستحـقـون الوقـوف أمام مجـد الرب في ملكـوته السماوي ، ألا وهي :
 قـدوس قـدوس قـدوس ..... أوشعـنا في الأعالي
لـقـد تعـلمنا ترتيل كلمات و لحـن هذه الصلاة الرائعة من كـنائسنا في بلـداتـنا منـذ الطفـولة و بعـد ذلك في أماكـن أخـرى . وكـمثال ، كان في كـنيسة مار إيليا الحـيرى التي كانت بإدارة المرحـوم الأب فـيليب هيلاي الموسيقار الـفـنان ، يـؤدوها كما يلي :
https://www.youtube.com/watch?v=hSLMdA9sj3U&index=12&list=PLEB9A2C3E3AB66981

قـديش ...  جـوقة رائد جورج / منـشورة في  2009    Holy holy is the Lord in Chaldean ...

قـدوس قـدوس قـدوس بالكـلـداني Holy, holy, Holy is the Lord God Almighty. Holy, holy, Holy is the Lord God Almighty. Who was and is and is ...

ملاحـظة : في السنـوات 1992 ـــ  1997 درّست وجـبات من أطفال الـتـناول الأول في أثـينا ودرّبتهم عـلى هـذه الترتيلة بهـذا اللحـن الأصيل الـذي تعـلـّمناه منذ الصغـر ولم يكـن عـندنا مستـلزمات التواصل الإجـتماعي الإلكـتـرونية المتوفـرة الـيوم . وﻻ زال الكـثيرون يحاولـون الحـفاظ عـلى ذلك اللحـن .

إنّ الكـنائس تخـتـلف في أداء اللحـن الأصلي معـتـمـدة عـلى قابلية المـدرّب وتوجـيه الكاهـن أو الأسقـف ، كما أنّ الإخـتلاف في ترتيل هـذه الصلاة سبـبه عـدم إمكانية الـبعـض من أدائه ورداءة إتـقانه من الآخـرين وعـدم تـثـبـيته بنوتة موسيـقـية مكـتوبة بالإضافة إلى صعـوبته . ولكـن هـناك مَن قام بخـطوة رائعة حـين ثبت اللحـن بالنوتة الموسيـقـية التي تحافـظ عـلى جميع أبعاد اللحـن الأصلي . ووحَّـده وفـرَضَه على جميع خـورنات أبرشيته والذي ﻻ يزال يؤدى كما ورد في أعلاه ...  وهـذا الأداء يجعـل المرنمين يـرفـرفـون فـوق الـفـضاءات مع الملائكة في تمجـيد الـرب الخالق بكـلمات نطق بها الملائكة .
وبعـد توحـيد طريقة أداء هذه الصلاة بمدة ليست طويلة ، صرنا نسمعها الـيـوم بين الحـين والآخـر بأداء آخـر ــ بلحـن نـشاز ــ يخـدش صفاء الأصالة مـبتعـداً عمّا عُـمّم في كـنائس تلك الأبرشية أو غـيرها .

وعلى ما يـبـدو هـو اِجـتهاد المـدرّبـيـن الـفـنانين أو المـدبّـرين في الأبرشيات ، يهـدفـون إلى وضع بـصماتهم الشخـصية عـلى الأعـمال الـتـراثية الأصلية الخالـدة ، والتي ليست مُـلـكـَـهم ليتـصرفـوا بها حـسب أهـوائهم .
نعـم قـد يكـون هـناك فـنان ملحـن قـدير أو ربما مطـرب موهـوب ومشهود له بكـفاءته العالية فـناً ولغة ولهجة ، وهنا أرجـو أن يتسع صدر جـميعـهم ونحـن نعـرض لهم هـذا اللحـن المحَـوّر بالتحـديد ، لأنّ الـتـشـويه يحـدث بإدارتهم وبأسالـيـب مخـتـلـفة وعـلى مرأى الأسـاقـفة والكـهـنة .
إسـمعـوا وقـرروا بـضمير حـي !!!!!!!!!!!!!! .
أولاً :
تـفـضـلـوا هـذا نموذج ــ 15 آب 2018 ــ في كـنيسة مار ﭘـطرس في سان ديـيـگـو عـنـد ... الـدقـيقة 39 
https://www.facebook.com/stpeterchaldean/videos/1826877674062077/
****************
في الدقـيقة ألــ  55
https://www.facebook.com/simon.esshaki/videos/1806621316019180/?hc_ref=ARRtDzY7_mPpVEvDN5LUyS4EKmD4ayReEiL9vupOv11RTIVJvXbs9YeCGR_N69yG2U4&pnref=story

بالإضافة إلى النماذج المماثلة في التسجـيلات التالية

52 دقيقة

https://www.facebook.com/stpeterchaldean/videos/703388369857429/


44 دقيقة

https://www.facebook.com/stpeterchaldean/videos/705793476283585/


42 دقيقة

https://www.facebook.com/stpeterchaldean/videos/705793476283585/

 

هـنا نلاحـظ كلمة ( قـدّيش ) المكـررة ، قـد حـلّ محـلها كلمة ( قَـدِّش ) !! قـد يكـون إعـتـقاد المجـتـهـد المحـتـرم بأنها حـركة فـنية جميلة في الأداء ــ زخـرفة موسيقـية ــ ولكـنها لا تسمو إلى مستوى الكلمات والحالة التي يدعـو بها الكاهـن (مع الكاروبـيين والسيرافـيين نـؤدي لك الشكـر والسجـود قائلين ) ونسيَ التغـيـير في المعـنى عـند لـفـظها بذلك الأسلوب فـيصبح معـنى قـديش بأسلوب الأمر باللغة العـربية ــ قـدِّش ــ ويفـقـد الصلاة معـناها و يُـبعـدها عـن صلاة الملائكة الأصلية ، بل وتخـدّش أذن المستمع الذي يعـلم عـظمة الكلمات واللحن الأصيل . وفي نـفس التسجـيل أعلاه تكـرر فـرقة الإنـشاد كلمة (اوشع اوشع اوشع... اوشعـنا بمرومي) وتواجه نـفس الإشكال في ضياع النص الأصلي وإدخال كلمات لا معـنى لها ــ أوشع ــ .
إنها أشـبه بحـبـيب يقـول لحـبـيـبته (( أُحبحبحبحبكِ أُحبكِ )) ، لأن ذلك سينـتـقـص من عـظمة كلمة ــ أحـبك ــ ، وقـد تصلح أن تردد لطـفـل عمره أقـل من خمسة سنوات ﻻ أكـثر لأن الكـبـير سيشعـر بعـدم بلاغة الكلمة بتلك الطريقة ، فكم حـريّ يكـون تمجـيد وتعـظيم الرب الخالق .
ثانياً :
وهـذا نموذج آخـر من تـشـويه الـتـراث في كـنيسة الراعي الصالح / كـنـدا ، لـنـفـس الترنيمة .... لاحـظ عـنـد الـدقـيقة 41 / قـداس عـيـد الـدنح
https://www.facebook.com/AlfysBwkAlkldany/videos/382086825859500/?notif_id=1546702549937949&notif_t=live_video_explicit

ويجـب أن نعـلم بأن كـنيستـنا الكـلدانية الشرقـية تـتحـمّل ثـقـلاً آخـر في أداء هـذه الصلاة حيث نرتلها باللغة الأصلية التي كانت  شائعة في زمن كـتابة هذا النص من الإنجـيل المقـدس فـيقـع عـلينا واجب المحافـظة عـليها كما هي من كلمات ، وأن نـبـدع في أدائها و نحافـظ عـليها كما إستلمناها .
لهـذا أناشـد السادة الأساقـفة ومدربي فـرق المرنمين ــ الجـوقات ــ اِعادة النظر في تأدية هـذه الصلاة والإعـتماد على اللحـن الأصيل (( المألـوف منـذ قـرون )) .
فـهـل بقي مَن يعـتـز بالتـراث بعـد حـملة تـشويه لـيـتـورجـيتـنا

84
من تـراث جـمعـية شـيرا الربان هـرمـزد الكـلـدانية الأسترالية للجالية الألقـوشية في سـدني 2004


إجـتمعـتْ حـوالي  25 عـائلة ألـقـوشية في نادي نيـنوى مساء الإثـنين الموافـق 26 كانـون الثاني 2004 لإجـراء إنـتخاب الهـيئة الإدارية لعام 2004 فـكانت القـصيدة التالية تهـنئة للجـنة الجـديدة ، ولألقـوش . 

ألقـوش يـمـّا د كـــُل مـثـواثـــــــــــــا

 
المقـدّمة :

      شلاما تا كـُـلْ ألقــُــشــنايي         و شـينا تا كـُـلــّـيه سـورايي
      ألـقـوش بـيـبونا  د كـلـذايي         شوهـارَن تا كــُـلــّــيه خايي
      سلام إلى جـميع الألـقـوشـيـيـن    وأمان لكـل الـمســيحـيـيـن
     ألـقـوش زهـرة الكـلـدانـــــيـيـن     فـخـرنا عـلى مـدى الحـياة


*************

      كـيليه كـُـلــّـيه جـونق دْ ماثا        ألقـوش يمـّا دْ كـُـل مثـواثــا
      بْريخِ هاويه كـُـل يوماثــــــا         دْ مشيحايي بـﮔـو ﭙصخـوثا
      أين جـميع شباب الـبلـدة     ألـقـوش أم جـميع الـبـلـدات
      لتـكـن مباركة جـميع أيام     المسيحـيـيـن بـفـــــــــــرح


*************

      ألقـوش يمّـا دْ كـَـــلـْـذ َيوثا          هـويا نيشا تا خـَـيـوثــــــــــا     
      لا مْـزَبْـنخـْـلا  بأرزَنوثــــــا        لا مْسـاپـخـْـلا بْسانـَـيـوثــــا
     ألـقـوش أم الكـلـدانية                   لـتـكـن علامة للحـــياة
     لا نـبـيعـها بـرُخـص                    لا نـســـلـّـمها بسهـولة

         
    تهـنـئة للهـيئة الإداريـّة :

أخـنـواثي أخـني كـُــلاّن ناشِ دْ ماثـــــــــا     بـﮔـو إيـتـوتا أمّـوخـُـن كـْـبَـسما مَـحـْـكـيـثا
ﭙـْـصيخِ وْ رْويزيوخ بْـﮔـو زومارِ وْ قـيناثا     خاثِ وْ أَتـيقِ بـخـْــذاذِ بْأثــْـرا خـاثــــــــا
إخـواني نحـن جـميعـنا أهـل الـبـلــــــــــدة     في الجـلـســـــــــــة معـكم يحـلـو الكلام
فـرحـين ومنـتـعـشين بالأغاني والترانيم     الجُـدد والـقـدامى معاً في الـوطن الجـديـد


*************

سيعـتا دْ رَبّان هـرمـزد آذي دْ ألقـوشـــــنايي     هـاويه بْـريخِ كـُـل ْهِــدّامِ ﭙـَـلوخـايـــــــــــي
أخـني لـْـدﭙـْـنـوخـُـن بد ﭙــَلـْخـخ كـُـلـّـيه خايي     دْ مَمْـطخ هِـدّامِ دْ أث سيعـْـتا لـْـقـوﭺِ عْلايي
لجـنة ربان هـرمزد هـذه للألـقـوشـيـيـن      ليكـن مباركـون جـميع الأعـضاء الـفـعّالـــــــــين 
نحـن بجانبكم نعـمل طوال الحـــــــــــياة      لـنـوصِـل أعـضاء هـذه اللجـنة إلى الـقـمم العـليا


*************

سيعـْـتا ديّـان كِـبخـْـــــلا دْ ﭙـيـشا شامـيثا      بدْ هـاويِلا شـِﭭـانِ رابِ وْ مَـرواثــــــــــــا
بْـﮔـو ديوانِ بـدْ هـاويلا خـْـــــذا مَـحـكـيثا      وْ خاهِ شمّا دْ ألقـوش يمّا دْ كـُـــل مَـثـواثا
لجـنـتـنا نـريـدها أن تـصبح رفـيعة      ويكـون لها رعاة كـبار وأولــــــــــياء
في الإجـتـماعاات تـكـون لها كـلمة      ويحـيا إسم ألـقـوش أم جـميع البـلـدات


*****************************
القـصيــــــــــــــــد ةوفي بداية القـصـيدة خـُـيـّـل للحاضـرين أنـني أقـرأ شـعـراً غـزلياً وهـذا نصّه :                                                                           

مْـكـُـدْ هـْـويلي بْـﮔـو بـي يَـلـْـدا دْ تـشْـأوْ أرْبــي    ﮔـْـياني وكـُـل خـوشاو دْ هـوني وْ كـُـلـّـيه ح ْ لبّي
نـْـﭙـيلا بَـثـِر خـْـذا حَـلـيثـيلا وْ ﭽـَـلَـبــــــــــــــي    لا كـمْـرنّ شــِـــــــمّاح وْ كـْـﭙـيـشا من : بي ...؟
منـذ أن وُلِـدتُ في عـيـد الميلاد الــ  تسع وأربعـين       نـفـسي وكـل أفـكار عـقـلي وكـل قـلــــبي
مغـرمٌ وراء إحـداهـن حـلـوة ومَـزهـــــــــــــــــــــوّة       لـن أقـول إسمها وتكـون من : بـيت ... ؟


*************

مِن شُـﭙـْـرَاحْ آنا بَـهاتي بْـﮔـاوَاح ﭙـشــْـــــلي   وْ دُني دْ واوا خـَـوضْـراني مُـنـشــْـيالــــــــي
مْهادَخ قـْـرولي لـْـﮔـيـبـَاح وْآيي قـْرولا إلـّي   نـيخـا نـيخـا بْـخـَـرثا - الا ّ لـْـدﭙـْـنــَه ح تـولي
مِن جـمالها أصبحـتُ منبهـراُ بـــــــــها    والـدنيا التي كانت حـولي نســــــــــــــــــــيتها
لهـذا إقـتـربتُ إليها وهي إقـتـربَـت إليّ    قـليلاً قـليلاً وفي النهاية ــ إلاّ بجانبها جـلـستُ


*************

كـمْـباءنـّا مْـكـُـلــّـيه ح لـبّي وْ كـمْ بَـأيالـــــي    ما أمْـرنـّـوخـون بـْـخـرْطـوثا شْـقِـلا ّ عـَـقـْـلي؟
لا كـْـمَـيـرْخِـنـّـا إلــّـوخـون - دِ شـْـمـوءولـي    بْـخـَـرْثـا آنا كـمْ قــَـﭙـْـلـنـّـا وْ كـمْ قــَـﭙـْـلالـــــي
أحـبَـبْـتها من كـل قـلبي وأحـبّـتـني     ماذا أقـول لكم ، عـنـوة أخـذتْ عـقـلي ؟
لـن أطـيلها عـليكم ــ إســـمعـوني     في النهاية أنـــا عانـقـتها وعانـقـتـني


*************

أذ حـَـلـيثا أتــّـا خـا كـوسا حـَـلـويــــــــــــا     دَمْـبـوقــْـياثـاح - ﮔــّــذ ْلاليه قـطـْـرا سِمْـيـــــــــا
كـُـدْ كـْـدَرْيا كـَـمَـر كـْـﭙـايـشْ قـومَــاح بأ ْيا     وْ مِـنـْـشوقـْـتا لـْعـَـصـّاص دْ ﭙاثـه ح لـَـكـْـمـَـنِـشْيا
هـذه الحـلـوة عـنـدها شــــــــــــــعـر جـميل     وضفائـرها ــ تـضفـرها بعـقــدة قـوية
حـين تـضع حـزاماً تـصبح قامتها مرغـوبة     وقـبلة عـلى خـدود وجـهها لا تـُـنـسى


*************

ما أمـْـرنـّـوخـُـن لأيناثَاح ما حـَـلويــــــــــي   مـَـرْﮔــَـنـْـياثــيلي بـْـﮔـو ﭙـاثــَاحْ مـْـﭙـَـلـْهـويي
لـْـقِــشْـتا دْ مارَنْ ﭙـا ﭙـا بـِﮔـْـوينـَاح مْـدَمويي   إيـبـُخْ دْ خازتْ رشْ سـﭙـْـواثاحْ كـُـلاح دُنـْـيي
ماذا أقـول لكم عـن عـيـونها كم هي حـلـوات   جـواهـر في وجـهها تـتــــــــــــــــــــــــلألأ
حـواجـبها شــــــــــبـيهة ( بالـقـوس قـزح )    يمكـنـك أن تـرى فـوق شـفاهها كـل الـدنيا
     

*************

بـْـلبـّـاح بـدْ قـارتْ ألـﭙـايي دِ كــْـثــَــــــــوانِ     كـَّــثــْـويواليه طالاح كـَـبـيرِ ريشــــــــــــــــــانِ
وْشْـراءَحْ بلـْهايا رشْ قـوﭼـا دْ كـُـلْ طورانِ     بـْـقـَـﭘـْـلاح كـْحـَـلـْـيا شنـثا بَسّمـْـتا دْ شـِﭭانِ
في قـلـبــــــــــــــــــها تـقـرأ آلاف الكـتب     كانـوا يكـتـبـونها لها رؤساء كـــــــــــــــــثار
سـراجها مشتعـلاً فـوق قـمم كـل الجـبال     وفي أحـضانها يحـلـو الـنـوم الهـنيء للـرعاة


*************

لـَـﭙـّـشْ كـيـذن مـَها أمْـرنْ لآذي خـَـمـْـثـــــــا      بْـيوما كـْـرَخـْـشنْ- كـْـناشِنــّا ﮔـْـياني بـْـدَشْـتاثا
وْبْـلـيلِ كـْـﭙـَـثــْـلـنْ يَـمّ وْ ﭽـَـﭖّ رشْ شـْــويثا      وْ قـَـط لا كـْأورا لإيني خـْـذا رُﭙـّـُـﭙـْـتا دْ شنـْـــثا
لم أعـد أعـرف ماذا أقـول عـن هـذه الشــــــابة      في النهار أمشي ــ وأنسى نـفسي في الحـقـول
وفي الليل ألـتـفـت يميناً ويساراً فـوق الـفـراش     وأبــــــــــــــــداً لا تـدخـل في عـيني رَفة نـعاس


*************

إمــّـدْ كــُـلْ أذ حـُـبّي رابا تا أثْ بْـئـيـثــــــــا      آنا بورا -  كـمـْـشـوقـنــّـا بْـسانـَـيـوثــــــا
كِـمـْـنـَـشـْـقِـنـّا وْ مُـنـْـثيري طالاح دمـّـيـئـْـثا      وْ بـْـآلاها - آنا لا أ ْوذ ْلي أمّاح خـْـطـــيثا
مع كـل حـبي الكـبـيـر هـذا لهـذه المحـبـوبة     أنا الساذج ــ  تـركـتـها بسهـولة
قـبّـلـتها ونـثـرتُ لـــــــــــــــــــــــــها دمعة     والله ــ أنا لم أفـعـل معها خـطيئة


*************

بَـلــْـكي مـْـبـَـقــْـروتـُـنْ مـيكـيلا أذ ْجـنـْـديثا       مَـنـيلا يـمّـا دْ مـُـهـْـويلا أذ  حـَـلـيـثــــــــــــا
وْمِن إيما أوجـــــــاغِ رابِ  كــْـﭙـيشا مْـنـيثا       وْبابا دْمن خـاصِ حْ مُـبـْـريلِ هادَخ خـَـمـْــثا
قـد تسألـون مِن أين هي هـذه الرائــــعة      مَن هي الأم التي أنجـبَـت هـذه الحـــــــــلـوة
ومِن أية قـبائل كـبـيرة تـعـتـبر محـسوبة      والأب الـذي مِن صُـلـبه أنجـبَ هـذه الشابة


*************

دْلا شـَــــك أثــْـوالا خـْـذا يمّا – يمّا دْ ناشِ       بْـﮔـو خـانـَاح رْويليه ألـﭙايي دْ شـَــــــــماشِ
وْ طـْإنـّا لـْـروشانـَاح مِـنـْـيانا رابا مـْــقاشِ       منْ أﭙـّـسـقـوپِ  وْﭙـَـطـْـراكِ  وْ مارِ دْ ﭙـيـشِ
بـدون شك كانت لها أمٌّ ــ أم الـبـــــــــــشـر     في حـضـنها تـربّى آلاف الشــمامسة
وحـملتْ عـلى أكـتافها عـدداً كـبـيـراً كهـنة     مِن أساقـفة وبـطاركة وأصحاب المناصب
     

*************

أذ  يمّـا واوا مَـرْ يوثــْـرانا وْ حـَخــّـمـْـثـا       بُرجا دْبابل بنـْـيا بـْـﮔـاواح من قــَـمـيـثـــــــــا
أرْيا ﭙــشــْـلـِـه طالـَـه حْ آثـا دْ ﮔــَـبـّاروثـا       بـْـﮔـو كـُـل شوهارا بـْأمـْرنْ- أ ُمْـثا كـَـلـْـديـثا-
هـذه الأم كانت صاحـبة تـراث وحـكـمة    بـرج بابل مبنيّ  فـيها منـذ الـقِـدَم
الأســــــــــد صار لها رمـزاً للجـبـروت    بكـل فـخـر أقـول ــ أمة كـلـدانية ــ

*************

دَهـا بـْـﮔـالـنـّـا طَـَـلـوخـُن كـُـل مَحـْـكـيثي       لـَـكِـمـْـطاشـنْ وْ بْـأمْـرنِّ شمـّا دِ خـْـليثـــــــــي
أذ عـَـززْتي شمـّـاح إيـل ألـقـوش ماثـــي        كـْـخـَـشْووتـُـن  إيث خـْـذا خـرْتا شـمّا ح ماثي ؟
الآن أكـشــــــــــــــــــــــفها لكم كل حـكايتي     لا أخـفي وأقـول إسم خـلـيلـتــــــــــــــــــــــي
هـذه عـزيـزتي إسمها هـو ألـقـوش بـلـدتي    أتـظـنـون تـوجـد واحـدة أخـرى إسمها ماثي ؟


*************

وقـد صادف في نفـس الأمسية عـيد ميلاد الطفـلة ( ماثي بسّام وديع كـَﭽـّـو ) وكان والـداها قـد طـلـَـبا مني أنْ أنـظـّـمَ شعـراً بمناسبتها والمصادف في يوم الإنتخاب نفـسه ، فـقـلتُ : ( غالي والطلب رخـيص)  فخـتمتُ القـصـيدة بالأبيات  الثلاثة التالية :

*************

نعـمْ – أدْيـو آخـا بـدْ خـازوتـُـنْ ماثـــــي !!       وْ هَــرْ أذ ْ ماثـي كــْـﭙـيــشا برتـِدْ آيا ماثي ( بـلــدتي )
وْمنْ حـُـبـّـا رابا دِ إتــّـانْ تا إيه ماثي ( بلـدتي )       كـمـْـقـارخـْـلِ شـمـّا دْ أذ ْ حـَـلـيـثـا ماثــــي
نعـم ، هـذا الـيـوم هـنا ســــتـرَون ماثي !!       وإنها هـذه ماثي تكـون إبنة تلك بلـدتي
ومن الحـب الكـبـيـر الـذي نكـنه لتلك بلـدتي        سَـمّـيـنا إسـم هـذه الحـلوة ( ماثي ) بـلـدتي


*************

ماثي كـﭽـّـو - آذ بـيـبـونـْـتا ما حـَـلـيثــــا       مـَحـْـكــَـياثاحْ دْ أنـيه سـوياثا دْ قــَـمـيثـــــا
وْ آيي آخا بأسـتـراليا ﭙــشــْـــــلا هـْـويـثا       إتــّان شـوهـارا كـْـمـَحـكـْـيا سـورَث بـّـيـثا
ماثي كـﭽـّـو ــ هـذه الزهـرة كم هي حـلـوة     حـكاياتها كـتـلك العـجائــــــز الـقـديمة
وهي هـنا في أســــــــــــــــــــتراليا وُلِـدَتْ     لـنا الفـخـر تـتـكـلـم سورث في الـبـيت


*************

أدْيـولِ إيــــذا دْ مَـولاذاح آذي خـَـمـْــــثا          مـْـبـَرْخخـْلا كـُـلاّن بـْأذ يوما بْـﮔـو ﭙـصخـوثا
طَلـْـبخْ : آلاها  ناطـيرا بْـكـُـل خـــــــــــيوثا      وباباح و يمّاح خازي بْـگـاواح كـُـل بُـرْكاثا
الـيوم هـو عـيـد ميلادها هـذه الشـــابة      نباركـها جـميعـنا في هـذا الـيــــوم بالـفـرح
نـطـلب من الله أن يحـفـظها طول الحـياة     وأبـوها وأمها يـرَون فـيها كـل الـبـركات



85
 صديق سألـني :: هـل يمكـنك أن تكـتـب يوما في مواضيع مثل خـواطـر وأحاسيس ، وليس فـقـط البطرك ؟ ... قـلـت له : ستـقـرأ قـريبا ..
البارحة سألـني : أين خـواطرك ؟ قـلتً : إنـتـظر ، لا تستعـجـل ، الخـواطر تحــتاج بعـض التـفـكـير ، فـهي ليست أخـباراً جاهـزة .................
****************************
خـواطـر ..... رحـلة إلى مقـتـربات الملكـوت السماوي
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
حـلمتُ في فـضاءات السماء ، شـوق يـتـلـظى في نـفـسي الوَسماء ، والملكـوت تـتـراءى أمامي بـبـراء ، أملك تأشـيرة الـدخـول إليها بصفاء ، لكـنـني أحـتـفـظ بها في الخـفاء .
رأيتُ خالاً عـلى مَـيْسَرة ثغـرها ، تـرصد المـفـتـون بها ، تـوقِعه في حُـبها ... جـوانِـب شـفـتها العـلـيا تـداعـب السفـلى في بسمتها ... أتـوق إلى إرتـشاف مِـسْـكِ ريـقها من داخـل عـمـقها !
وُديان دافـئة تـشعـلني بنار الشـوق إليها ، ألـثم سـفـوحَها ، تحـتـرق شفـتيّ بألسنـتها حـتى أرتـقي قِـممَها .
ماذا أرى ؟ ..... لـؤلـؤة تـربض هـناك ولا تـزاح ! تـشِعّ كالمصباح ، مِن أعـلى الجـبل فـضاءه مُـتاح ... إنها ثمرة التين إن قـطـفـتها ، ينـضح من غـصنها عـصير مُـباح .
أزحـف عـلى سهـولها الفـسيحة ، حـتى أصِلُ مَـداخـل كهـوفها اللـطيفة ، تجاويـفها عـميقة رؤوفة ، عـطـرها يفـوح كالـقـدّاح ، تـربتها خـصيـبة رطـبة حـتى الصباح ....
لسان مزمارها يحـرس مـدخـل السقـيفة كأنه (  Stalactite   نـوازل الكـهـوف ــ رديفة ) يرتجـف بنـبضة كـلما داعـبه المجَـس بلمسة خـفـيفة ، فـيُـنعـش الـنـفـس بنـشـوة عارمة عـنيفة .
يا إلهي : أي نحـت أبـدعَـتْ فـيه أصابعـك ، هـل لـتـلهـب النار في قـلـوب خلائـقـك ؟ أم لـتـلهـِم قـصائـدَ في أقلام المؤمنين بك ؟  ......
نعـم أيها الـرب ... يـنـتهي فـعـل الإيمان بك حـين نعانـقـك ، ويتلاشى الرجاء فـيك لمّا نـواجهـك  ... فـماذا سـيـبقى ؟
يقـول رسول الأمم مار ﭘـولس في كـورنـثـوس الأولى 13 : 13 ....  أما الآن فـيـثـبت الإيمان والرجاء والمحـبة هـذه الثلاثة ، ولكـن أعـظـمهـنّ المحـبة .
إن الله محـبة .
إذن ..... كـلما إرتـوينا السلسبـيل مِن ينـبـوع ( س ) يسيل ، سـيـبقى الحـب الجـلـيل دون شـريـك مثيل .


86
كـنيستـنا الكـلـدانية بـين الـدكـتاتـورية والـديمقـراطـية
بـقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
 
الـدكـتاتـورية :
(dictātus  ديكـتاتـوس ) كـلمة لاتينية معـناها : إملاء ، فـرض ، أمر ... يمارسه شخـص واحـد أو قائـد عـسكـري أو حـزب واحـد مستخـدماً التهـديـد والـبـطش والعـقاب معـتمـداً أحـياناً عـلى سـذاجة مرؤوسيه وأحـياناً أخـرى عـلى تملـق حاشيته ومسانـدة الـدائرين في فـلكه ، والـويل لمَن يعـتـرض عـلى رأيه .
إنّ طبـيعة كـل دكـتاتـور هي الإستماتة من أجـل الأولوية والـتـسابق للـبـروز في الصفـوف الأمامية ، لـيُـظهـِرَ نـفـسه قائـداً أوحـداً في الـبـريّة والباقـين أتباعه يجـرون وراءه بعـبـودية ... نـراهم في المواكـب أمامه ماشين ( وفي الإحـتـفالات لا يحـضر إلاّ بعـد إمتلاء القاعة بالمـدعـوّين ، كي ينـتـفخ بتصفـيق الفارغـين ) .
 
إنها الأنانية تعـوّض عـن الشعـور بالـنـواقـص الخـفـية ، وكل ذلك يحـصل بمسانـدة العـميان المثـقـفـين وهـزّازي الـذيـول المتـطـفـلـين ، حـين يرتـضون المـذلة لأنـفـسهم كالمتـسوّلين ، دون إدراكهم أن البشرية تـطـوّرت الـيـوم وترفـض المـتسلـطين .
نـراه يـبـيح لـذاته ما لا يسمح به لغـيـره ، ويخـوّلها ما لا يحـق لصاحـبه ... فـمثلاً : يتـكـلم بعـباراته الواضحة أمام الناس دون حاجـته إلى إيضاحها ، لكـنه يسمح لـنـفـسه تـوضيحه الإضافي ! كأن يقـول :
الـقـديم معـناه عـتـيق ، الحـديث معـناه جـديـد ! .....

أعـتـرف للقارىء بأنْ ليس في ذلك ضرر ، آمنا بالله ... لكـنه في ذات الـوقـت يفـتي ويمنع غـيره من أن ينهج ذات النهـج لـفائـدة السامعـين حـينما تـكـون هـناك ضرورة فـعـلية تـتـطـلـب إيضاحاً للموجـودين ، وإلاّ ! يصبح الكلام هـباءاً وهـدراً كحـفـيـف أوراق الشجـر في البساتين لا معـنى له للحاضرين ! ... إنه ينهى عـن خـلـق ويأتيَ مثـله دون أنْ يعـرف أن ذلك ليس في صالحه !! ( وليكـن معـلـوما أن تجـديـداً مزعـوماً لا يعـني إيضاحاً لأنه لم يأتِ من قـلب محـتـرق من أجـل الناس ! وأنا لا أدوس تخـتة ﭼُـرّك والـدليل موجـود ) . 

لا مفـر لمعالجة هـكـذا حالة في مجـتمع المواطنين ، ولا يحـدث إنـقـلاباً في إستمرارية سلـوكـية الـدكـتاتـوريـيـن إلاّ حـين يتعـلم هـذا الشعـب ويتـثـقـف ويَعي قـيمة نـفـسه ، وحـريته في التعـبـيـر عـن رأيه ويعـرف حـقه كالمتحـرّرين !! لـذلك قال المسيح : ( إنْ عـرفـتم الحـق فالحـق يحـرّركم ) ...

ها هـو الـﭘاﭘا فـرانسيس ينـبّه خـدَم الشعـب الـذين لا يزالـون يتـصورون أنهم أمراء معـبـودون ! ناهـيك عـن البطرك لـويس يـقـول : (( لم تبـقَ في الكـنيسة عـقـلية نخـبة تملك السلطة والبقـية تـطـيعها … )) وإسمحـوا لي الآن أنْ أتجـنبَ الخـوض في تـفاصيل تـناقـضات الـبـطرك لـويس عـن مقـولته هـذه حـول سلوكه التسلطي النابع من مرضه النـفـسي ، فهي موضحة في العـشرات من مقالاتي المخـصصة عـنه .
إن المقال عـلى الرابـط الآتي ( الجـمّال والوالي ) يـوضح كـيـف يهـيمن القائـد الأناني لمدى طويل وكـيـف يكـرّس جـهـده بهـدف إستمرارية  تخـلـف تابعـيه المساكـين 
 http://alqosh.net/mod.php?mod=articles&modfile=item&itemid=31880

الـديمقـراطـية :
( dēmokratía )  كـلمة لاتينية تعـني :  حُكـم الشعـب فـيحـكم نـفـسَه بنـفـسِه ، وهـو مصطلح  صيغ من شـقـين في اللغة الـيـونانية (  δῆμος  ديموس = الشعـب ) ، ( κράτος   كـراتـوس = الحكـم ) ....

إنّ أغـلـب الـديمقـراطيات هي دكـتاتـوريات مجازة مِن قِـبَـل الشعـب الـمخـدوع بشعارات طنانة حـين يصدّق مرشحَه ودعاية برنامجه ، ويُـسلـّم أمره له مخـوّلاً إيّاه شـرعاً ، ومتـكـلماً بإسمه قانـوناً فـيصبح دكـتاتـوراً ، متـسلطاً عـلى رقـبة أبناء الـوطن رسمياً .

المنـطـق :
هـو الـبـصيرة ، عـقـل متـفـتـح خارق يـرفـض المساومة عـلى الحـق ! إنه يمـيّـز ويـدرك مصدر المعـلـومة أو الـفـكـرة وعـلـتها وتـفـسيرها وصحـتها ونـتيجـتها ، وإتخاذ قـرار مقـنِع مقـبـول عـنها دونما حاجة إلى دليل مادي أو تجـربة بُـرهاناً عـليها ، فلا تـرغـيب ولا تـرهـيـب بشأنها ... إنه المنـطق لا يخـنع لـلـدكـتاتـورية (( ولا يحـتاج إلى تـصويت الأكـثـرية !!! التي قـد تـقـود إلى الهاوية )) !!!

فـمثلاً جـمعـية تـرفـيهـية تسعى إلى إسعاد جـماعات أعـضائها ــ عائلية أو فـردية ــ لا تحـتاج إلى تـصويت لـبناء علاقة مع منـظمة سياسية أو غـيـر سياسية ! التي يـطمح ركابها إلى الجـلـوس عـلى قـذارة مقاعـد العـفـونة السلطوية .... لأن المنـطق يرفـض إرتـباط جـمعـية عائـلية بمنـظمة سياسية ، فما الحاجة إلى تـصويت الـديمقـراطية ؟ ..... وهـنا لستُ أقـصـد حـرية الشخـص الـفـردية في التـصرف لـيُـعَـبّـرَ عـن مصلحـته الـذاتية ، إنه حـر !!.
 
   **************************************
إن مظاهـر تـفعـيل تلك المفاهـيم الثلاثة ( الـدكـتاتـورية ، الـديمقـراطية ، المنـطـق ) نـراها في تـنـظيمات الكـتـل البشرية المتمثـلة في حـقـول ... أولاً : السياسة الأرضية ، ثانياً : السماء الأبـدية المتمثـلة بالكـنيسة ... وأخـرى لا حاجة لـنا بها الآن ولا هي ضرورية .

أولاً : السياسة !
عـرّفها بسمارك بأنها ــ فـن العـمل في حـدود الممكـن ــ وقال عـنها ﭼـرﭼـل الـبريطاني ( في السياسة لـيس هـناك عـدو دائم أو صديق دائم وإنما تـوجـد مصالح دائـمة ) ... وإذا كان دكـتاتـور أنـظمة الحـزب الواحـد يفـرض نـفسه بصلافة وعـنجهـية ، فإنّ الأنـظمة الـديمقـراطية ــ بعـد أنْ ينـتخـبها الشعـب ــ تـتجاهـله فـتـشرّع وتـرفع وتكـبس بـتعـسفـية ، دون أن تحـتـرم هـذا الشعـب المسكـين وقِـيَمه الإنـسانية ....

إن مملكة السياسة هي الماء والهـواء والـزرع والـدواء والطمع والغـيـرة والحـسـد وشيء من الغـباء ، والحـياة الأرضية الفانية وكـلها تـدور حـول الحـسابات المالية ! لـذلك وصفـوا السياسة بأنها مُـفـسِـدة لكـل شيء ، أما مملكة المسيح فهي لـيست عـلى الأرض بل في السماء حـيث وعـدَنا بها وصعـد لـيُـعِـدّها لـنا عـلى أمل أن يكـون هـناك مصيرنا ، لـذلك قال : لا يمكـن أن تخـدم سيـدَين ( الله والمال ) .
لكـنـنا نـرى الـيـوم كـثيراً من رجال الـدين تجاهـلـوا كلام المسيح فإرتـبـطـوا بالسياسة الفاسـدة بمقـدار أو بآخـر ــ أحـدهم زار وزير....اً ؟ لا يضره ولا ينـفعه بعـد أنْ ورّطه بها المنـتـفع غـيره ، يا حـيـف !!!!! ــ
إن هـؤلاء يتـكـلمون في السياسة مبرّرينها لـنا بحجـج فاهـية غـيـر مقـنِعة .. فالـبطرك لـويس روفائيل يـبرر لـنـفـسه ويخـدع أبناء الله الموكـلين لـديه قائلاً ــ لي كـلمة في السياسة ــ يا كـلمة ويا بطيخ .... إن ( الـتـقـيّة ) مبـدؤه !! ليس في مسيحـيتـنا ولا تـخـصنا ، لـذا فهـو ليس صادقاً بالحـرفـية ، بـدلـيل إمتـدّ تـدَخـّـله في السياسة إلى أمور لا تخـصه كـرسالته إلى بشار الأسـد طالـباُ منه (( التغـيـيـر )) ! عـزيزي البطرك أنت ياهـو مالـتك وشـنـو إللي يخـصّك ؟ وتـصريحه اللامسؤول للأتـراك ومجازرهم ، وإعـتـرافه أمام تجـمع المؤمنين الكلـدان في كـنيسة ألمانيا قائلاً ــ إحـنا فاسـدين ! ــ ومقابلاته لـلسياسيـين المحـلـيـيـن والأجانب والسفـيـرات والتي لا تحـصى ولا يجـني منها ثمراً ((( أللهمّ إلاّ ما خـفـيَـتْ عـنا لا نعـلم بها ، فالله هـو باحِـر الـقـلـوب ))) .
ناهـيـك عـن تـدخــّـل بعـض المطارنة في السياسة ويعـرفـون أنـفـسهم وكـلها موثـقة ... نعـم لهم ظـروفهم ، ولكـن بإمكانهم صيانة كـرامة كهـنـوتهم ( ولا يجـزّئـونه عـلى ﮔـولة لـويس الـبـطرك ) كأنْ يقـولـوا كما كـنـتُ أنا أقـول :
في سنـين الوظـيفة كانت تـوجّه إلـينا كـتـباً رسمية فـيها سؤال فـطـيـر بكـل معـنى الكـلمة (( ما هـو موقـفـك من الحـزب والـثـورة )) ... فهـل هـناك موظف غـبي أثـوَل يجـيب قائلاً : أنا ضد ؟ !
فكان جـوابي البسيط والـذي يتـوقـعـونه فأقـول (( أنا سائـر في خـط الحـزب والـثـورة )) ، وأما عـن التحـزب ، فأستـنـد إلى كلام القائـد الضرورة وأقـول : (( كـلـنا حـزبـيـون وإن لم نـنـتـمِ ! )) فأصون كـرامتي وحـياتي ولا تـكـون لـديهم حجة عـليّ . 

ثانياً : الكـنيسة ... مَن هي ؟
الجـواب :
(1) إذا كان للإكـلـيروس حاجة عـنـد الناس ، فالناس يمثـلـون الكـنيسة وعـليهم أن يـبـنـوها بكـل مرافـقها ويُـرفــّهـوا عـن قادتها !! .... تـفـضلـوا هـذا المثال أنا شاهـده : (( كاهـن ، الآن هـو مطران تجاوز الـ 75 ولا يزال فعالاً ، خـطب قائلاً : إن بـيت الله ، ألله يـبنيه ، والكـنيسة بحاجة إلى تـرميم ، وعـليه أطـلـب منكم أن تـشـكــّـلـوا لجـنة من بـيـنكم لكـشف الأضرار ووضع الخـرائط وتـقـديـر التكالـيف وجـمع التـبرعات والمباشرة بالعـمل والصرفـيات ، إنها لكم وأنا لـن أتـدخـل في شـؤونكم !!!! )) كلام رائع مِن خادم أروَع ، ولكـن حـﭼـي بـيناتـنا ، حـين إبتـدأ العـمل صار هـو جامع التـبرعات وكاشف الترميمات وواضع التصميمات ومقـدّر الكـلـوفات والمباشر بالعـمليات وصارف الصرفـيات ، والناس نـواطـير الخـضراوات ، لا يعـرفـون ماذا يجـري في الخـفاءات ... عـلماً أنّ الـبعـض ساهموا متـطـوّعـين بأنـواع  العـمل ، فـلم نعـرف كم جـمع وكم صرف وكم بقي وكم وكم وكم ..... فـماذا تـتـرجّـون منه وهـو صاحـب مقـولة : (( غـصباً عـن مار ﭘـطـرس )) .
يا أخي ، بالروح بالـدم نـفـديك يا عـم ، ولكـن ماذا تعـمل بالـفـلـوس إلاّ إذا وإلاّ لـذا وإلاّ كـذا ... إلاّ إذا كان لـديك مَن يتـطـلـب منك ــ غـصباً ــ أن تـصرفَ عـليهم ، وأبـوك ألله يرحـمه .
عـلـيـنا يا أبـونا والآن يا سيـدنا ؟ مو ملـّـينا ؟ ...
أكـيـد هـناك مَن يقـول مع نـفـسه : يا مايكـل ، هـسّا أنـت ياهـو مالـتـك بالإنـﮔــلـيز ومْـدَوّخ رأسك !.

(2) أما إذا كان الناس بحاجة إلى الإكـلـيروس ، فالإكـلـيروس هم الكـنيسة لا غـيـر ، وما عـلى أبناء الله إلاّ تـقـديم طاعة عـمياء وولاء الأذلّاء وخـنوع العـبـيـد التعساء ، فأي مكـيال هـذا بـين الحالـتـين يا سماء ؟ .
إنّ دكـتاتورية قادة الكـنيسة تـتمثل بـوضوح في الإكـلـيروس بكافة درجاتهم دون إستـثـناء (( والطيّـب بـينهم ، يرى نـفـسه مضطـرّاً إلى إقـتـفاء أثـرهم كي لا يرونه شاذا عـنهم )) مقـتـنعـيـن مع أنـفـسهم بأنهم مخـوّلـون من السماء للهـيمنة عـلى الإنسان منـذ ولادته حـتى لحـظة دفـنه تحـت التراب ، والبُـسطاء من عامة الناس يصدقـونهم ... أما الأثـرياء والأكاديميـون يربحـون كـلمة عـفـرم منهم .

87
الـصمت .. هـذا الـدواء فاشل مذهـول
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 30 تموز 2018 
كان هـناك عـرفٌ جارٍ في دوائـر عـراق الـنـظام السابق وربما الآن أكـثر ، يتـصف بالإنـتهازية المصلحـية أو الـلـوﮔـية ، وهـو أنّ مـدير أية دائـرة أو مؤسسة يحاول تغـطية أو عـدم إيصال مشاكـل دائـرته إلى الجهات الأعـلى دلالة عـلى نجاحه ، فلا يوصف بالفاشل في إدارته أو تـنامي مشاكـل مـؤسسته ، كـل ذلك طمعاً في إستمراره بمنـصبه .
في نهاية سبعـينات الـقـرن الماضي كـنتُ مـدرساً في ثانـوية القادسية /  حي جـميلة / بغـداد .... وبسبب تجاوز أحـد الطلاب عـلى مـدرس داخـل الصف وأمام الطلاب ، قـدّم المدرس شكـوى إلى إدارة المـدرسة مما تـطـلـّـبَ عـقـد إجـتماع لمجـلس المـدرّسين وفـقاً لـقانـون المدارس الثانـوية والمُوقع مِن قِـبَـل رئيس الجـمهـورية المرحـوم أحـمد حـسن البكـر ....
قـرأ المدير تـقـريـرَ المـدرس صاحـب الشكـوى وكان واضحاً جـداً بحـيث تـنـطـبق عـلى الطالب المعـتـدي ، إحـدى فـقـرات القانـون التي تـنـص عـلى وجـوب ( طرد الطالب من المـدرسة ) .
ثم أضاف السيـد المديـر قائلاً :
إخـوان ، هـذا الطالب معـتـدي والقانـون ينـص عـلى طرده من المدرسة ، ولكـن إحـنا آباء ومدرّسين تـربـويّـيـن ... والمقـولة معـروفة : إرحـموا مَن في الأرض يرحـمكم مَن في السماء ... فخـلـونا نـفكـر أعـمق ، أنْ ما نخـلي الطالب يتيه بالشارع  ويضيع مستـقـبله ... وعـليه الأفـضل أن نـكـتـفي بتـوبـيخه ونـغـض الطرف عـن مسألة الطرد ... خاصة وأنـتـو تـدرون القـيادة الحـكـيمة للـثـورة جاءت من أجـل بناء الإنـسان وخـير الشعـب وتـقـدّم العـراق ! فـشـتـﮔـولـون إخـوان ؟؟؟؟ .
الإخـوان وأنا من بـيـنهم سادهم ((( الصمت ))) !!.... صمتٌ مـتـوتـرٌ يـزيـد من هـيجان الهـورمونات .
لأن المسألة صار فـيها القـيادة الحـكـيمة والـثـورة وبناء الإنـسان ... فـمَـن يتجـرّأ عـلى التعـقـيـب ؟ .
وعـنـدها قال السيـد المديـر : هاهاها ... أشـوف سكـوتـكم يـدل عـلى الرضى ، معـناه أنـتـو راضين عـلى رأيي وهـو الإكـتـفاء بتـوبـيخ الطالب .
إستمرّ الصمت أكـثـر ! .... فأومأتُ إليه ، قال : تـفـضل أستاذ .
فـقـلـتُ له بالفـصحى : أستاذ ، ليس كل صمت دليـل الرضى فـقـد يكـون تعـبـيـراُ راقـياً عـن الـتـذمـر !
لـن أطيل الكلام ، وأخـيراً صار قـرار مجـلس المدرسين ضد قانـون المدارس الثانـوية ، بسبب الصمت .... واللـبـيب تكـفـيه الإشارة . 



88
قـرأتُ مقالاً تحـت عـنـوان :
عـضوة بـبـرلمان كردستان تـصرّح :
الحـشد الشعـبي إفـتـتح مدرسة بإسم " الخـميني " بسهـل نينوى ، وأجـبر مسيحـيـيها عـلى تغـيـير ديانـتهم .... وذلك عـلى الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=865362.0
فهـل هـناك أي دليل أو إثـبات أو وثيقة مصدقة أو شاهـد عـيان عـلى هـكـذا إدّعاء ؟.
مع الشكـر


89
لكي لا نـنـسى جـهـود الأولـيـن وتـكـريمهم !!
كـيف تأسّـست كـنيسة الكـلدان الكاثوليكـية في سـدني
[/size][/b]

بقـلم : سامي گـمّو / سـدني
تـقـديم : مايكل سـيـﭘـي .....  نـشِـرَ قـبل أكـثر من عـشر سنـوات
 
بدأ الكـلدانيون بالوصول إلى أستراليا منذ ما يـزيد عـلى 73 سنة ، فـقـد ذكـرتْ إحـدى الـنساء قـولاً سمعَـتـْه من الـكاهـن الكـلداني حـين إسـتـفـسر منْ دائرة الـهجـرة فـقـيل له أنّ أول كـلداني وطأتْ رجلاه أرض أستراليا كانت إمرأة إسمها ( وارينة - ألقـوشية ) وصلتْ عام 1934 برفـقة زوجها الهـنـدي وكان شـُـرطـياً ، تبعـتها بعـد عـدة أشهـر أخـتها . وفي سنة 1964 وصل شبان كـلدان - تلكـيفـيّون ثم تبعـتهم إمرأة ألقـوشية أخـرى سنة 1969 معـروفة لـدينا برفـقة زوجها الآثوري العـراقي وهي ( باسمة ميخا جاورو – وتعـرف الآن نسبة إلى زوجـها الموقــّـر بإسم : باسمة سولومون) . واصل الكـلدانيون الإنـتـقالَ من مخـتـلف مناطق العـراق إلى هـذه القارة الجـميلة في مطلع السبعـينات ثم صاروا يتـقاطرون إليها حـتى عام 1991 وعـنـدها أخـذوا يتوافـدون أفـواجاً أفـواجاً بسبـب تـدهـور الأوضاع الأمنية وإلى يومنا هـذا .
ولما توفـرتْ لي فـرصة التعـرف عـلى الشماس سامي گـمّو منذ بضعة سنين ، رأيتُ فـيه رجـلاً شهماً واثق الخـطوة ، دمث الخـُـلـُـق هادىء الطبع ، رزن الكـلام  منطقي التفـكـير ، سلس التعـبـير صريح العـبارة ، لا يتهافـت للوقـوف أمام الكاميرا ولا تحـت الأضواء ، كما لا يطمع في تكـريم ذاتي أو مصلحة شخـصية ولا يـبث دعاية عـن نفـسه لتـلميع إسمه ، جاهـدَ من أجـل خـدمة أبناء جـلدته في السنين السابقة حـتى حـقـق لهـم حـلمهـم وإستحـصل موافـقة رؤساء كـنيستـنا بتأسيس الكـنيسة الكاثوليكية للكـلدان في سـدني ، ويـبذل قـصارى جـهـده اليوم من أجـل رفـع إسم الكـلدان عالياً عـند المسؤولين الأستراليّـين وتعـريفهـم بمعاناة شعـبنا الكـلداني ومعه شعـبنا الآثوري هـذه الأمّة العـظيمة في أرض بـيث نهـرين .  وللتعـرف عـلى هـذا الرجـل أدخل إلى هـذا الرابط لـتـقـرأ عـن بعـض من نشاطاته

فالشماس سامي گـمّو لم ينادِ بالأبواق ولم يطرقْ الطبـول لنفـسه فهـو بحـق جـنديّ مجـهـول يعـمل خـلف الكـواليس . ولما عـلمتُ أنه من بـين الكـلدان الأوائل الذين هاجـروا إلى أستراليا ، سألتـُه عـن ممارساتهم في تلك الأيام لطـقـوس عـبادتـنا ومتطلبات إيمانـنا وكـيفـية تبلور فـكـرة طلب كاهـن لجاليتـنا وبالتالي إنـشاء كـنيسة حـسب طخـسنا الشرقي من رئاسة كـنيستـنا الكاثوليكية للكـلدان في العـراق ، وقـبل أن يجـيـب عـلى إستـفـساراتي أقـول : نحـن نعـلم أنّ بعـض الحـق مُـرٌ ، ولكـنْ إذا كان المسيح هـو الحـق فأيّة مرارة يمتعـض منها لسانـُـنا ونحـن نقـول الحـقـيقة ؟ وكـيف نحابي فـرداً وربّـنا لم يُحابِ أحـداً ؟ وعـليه فإنّ الأستاذ سامي  گـمّو أجابني بكل الحـقـيقة مشكـوراً وقال:
زرتُ العـراق في نهاية عام 1975 لمقابلة الكلي القـداسة الـﭙاطريرك الراحـل غـبطة مار ﭙولص الثاني شيخـو ومفاتحـته بشأن حاجـتـنا إلى كاهـن في أستراليا ، وما أنْ أشرقـتْ الأيام الأولى من كانون الثاني من عام 1976 حـتى ذهـبتُ إلى مقـر إقامته في بغـداد وطرقـتُ الباب فـفـتحه لي سكـرتيره القـس عـمانوئيل دلي ( حالياً نيافة الكاردينال مار عـمانوئيل الثالث دلي الموقـر ) وبعـد أن عـرّفـتـُه بنفـسي وخـلال دردشة بسيطة سألني عـن الحـياة في أستراليا وعـن عـدد الكـلدان فـيها ، أجـبته وقـلتُ : أقـدّر عـددنا بحـوالي 100 عائلة كـلدانية لذلك فـنحـن بحاجة إلى كاهـن يرعى شؤونـنا الدينية ، فأجابني بالحـرف الواحـد : ليس لـدينا قـس كي نبعـثه لكم لأن عـنـدنا نـقـص بالقـسس ، وحـين ترجّـيتُه كي أقابل غـبطة الـﭙاطريرك شـيخـو رفـض طلبي . وبعـد إلحاحي عـليه مكـرراً رغـبتي في مقابلته كي أسلـّم عـليه وأنال بركـته ، حـينئـذ قال : إنـتظر . ولما ذهـب وأخـبر غـبطته ، جاء قـداسته بنفـسه وجـلسنا سوية قـرابة ساعة من الزمن عـرّفـتـه بنفـسي خـلالها وسألني عـن عـملي في سـدني فـقـلتُ : أعـمل في قـسم الكـيمياء في Maquarie University  وحـول سؤاله عـن أوضاع الكـلدان في أستراليا قـلتُ له : أن البعـض يتابع الصلوات ومتطلبات الإيمان والطقـوس الدينية عـند الكـنيسة الشرقـية الـقـديمة ، ثم واصلتُ الحـديث قائلاً : كم هـو بودّنا أن يأتينا كاهـن ليقـيم لنا طقـوسنا الكاثوليكـية الدينية ( كالـتـناول الأول للقـربان المقـدس لأطفالنا مثلاً )  ويجـمع شملنا تحـت مظلة واحـدة وفي الوقـت نفـسه نحافـظ عـلى تراثـنا اللغـوي الكـلداني . سألني عـن عائلة مخـلصة وجـيّدة جـداً ( أوّياقـم وزوجـته بَـلـَـنـدينا ) كانت تـقـيم في الـدورة وتساعـد الدير كـثيراً ثم سافـرتْ إلى أستراليا ، فأجـبته : نعـم أنا أعـرفهـم وهي عائلة مثالية . وبناءاً عـلى سؤاله عـن عـنواني في بغـداد أعْـلـَـمته بأني في ضيافة إبن العـم ميخائيل گـمّو .
وقـد فـرحـتُ حـين أعـلن موافـقـته المبدئية عـلى إرسال كاهـن لنا ثم أردف قائلاً : سآتي عـندك وأزوّدك بكـتاب إلى الكاردينال James Freeman لتسلـّمه له وتفاتحه بالموضوع وتصبح أنت وكـيل كـنيستـنا في أستراليا . وبعـد عـدة أيام زارني غـبطته ومعه سكـرتيره الموقـر وزوّدني بالرسالة التي وعـدني بها معـنونة إلى الكاردينال المذكـور للحـصول عـلى موافـقـته ومساعـدته في الإجـراءات اللازمة لتعـيـين الكاهـن الجـديد وتأسيس الكـنيسة الكاثوليكـية للكـلدان في سدني ، وشكـرني عـلى هـدية متواضعة قـدّمتـُـها له بمناسبة الزيارة .
رجـعـتُ إلى سدني وإجـتمعـتُ إلى بعـض من أبناء أمتـنا الكـلدانيّة ووضحـتُ لهـم تفاصيل حـديثي مع غـبطة الـﭙاطريرك شيخـو ونـتائجه ، ورسالته إلى الكاردينال الأسترالي ، إلاً أن أكـثريّـتهـم لم يكـونوا راضين بتعـيـين كاهـن لنا بحـجة أنـنا قـليلو العـدد وبالتالي سوف لا يكـون  بإمكانـنا أن نـُسعـدَه مادياً . ولما كـنـتُ قـد بدأتُ بهـذا المشروع المهـم لأبناء جاليتـنا وتحـمّـلتُ مسؤوليته فـلابد أن أتابعه وأواصل السير به لأصل إلى نـتيجة إيجابـية ، خاصة وأن غـبطته ( شـيخـو)  قـد أبدى موافـقـته التي ترجـمها عـملياً بتـزويدي برسالة إلى الكاردينال السامي الإحـترام لهـذا الهـدف . وعـند رجـوعي إلى أستراليا أخـذتُ موعـداً لمقابلة الكاردينال في كاتدرائية مريم العـذراء في سـدني وكان يرافـقـني السيد هـرمز دلـّـو ( تـلكـيفي من إيران ) وهـو متحـمّس مثلي لقـدوم كاهـن كـلداني إلى  سـدني ، ولما واجـهـته سلـّمته الرسالة مكـرراً طلبي منه عـلى مساعـدتـنا لتأسيس أول كـنيسة كاثوليكـيه لجاليتـنا الكـلدانية والعـمل عـلى تسهـيل مهـمة قـدوم كاهـن كـلداني أيضاً ، فـدرس الموضوع وحـولني إلى سكـرتير دائرة الهـجـرة الكاثوليكـية للتحـقـيق بالموضوع Rev. John Heaps ، ولما أجـبته عـن إستـفـساراته حـول عـدد الكـلدان وظروفـهـم وإمكانياتهـم المادية ، قال : ليس لدينا مانع ، ثم عـقـدنا عـدة إجـتماعات مع الأب Rev Macarther من الكـنيسة الكاثوليكـية . وأنقـل هـنا النص الكامل للرسالة التي بعـثها لي السيد سكـرتير دائرة الهـجـرة الكاثوليكـية مؤرخة بتاريخ 30/ 8/1976 :
Catholic Ommigration Office
( ARCHDIOCESE OF SYDNEY )
CUSA HOUSE
175 ELIZABETH STREET,
SYDNEY, N.S.W.
AUSTRALIA        30/August,1976

Mr. S.  Gammo ,
21 Beazley Street ,
RYDE, N.S.W. 2112
Dear Mr.  Gammo ,
His Eminence Cardinal Freeman has asked me to look into the need for a Chaldean priest in Sydney. I have written also to Mr. Hormas Hanall . Would you please contact Mr. Hanall with the view to having a talk with me about this. If you telephone this office we may be able to arrange a time suitable to the three of us.

                                                       With best wishes, I am,
                                                                  Yours sincerely,
                                                                      ( Rev. Father) John E. HEAPS
                                                                                DIRECTOR

ملاحـظة : في شباط عام 1976 أسّـسنا جـمعـية بابل الكـلدانية في سـدني للهـدف ذاته وهـذه أسماء بعـض من مؤسّسيها : ( Nabil Fajou  Fred Fajou , Hormes Dello , Sam Gammo ,  )

وشاءتْ الصدفة أن زار سدني في تموز عام 1977 المرحـوم سيادة المطران گـوريال قـودا ، فأقام لنا قـداساً رائعاً في كـنيسة Saint Charles / Ryde وبلغـتـنا الكـلدانية فـكان أول قـداس في أستراليا حـسب الطخـس الكـلداني المشرقي ، وتعـرفَ عـلى ظروفـنا فـقـدّم مشـكـوراً توصيته إلى غـبطة الـﭙاطريرك شـيخـو لإرسال كاهـن إلى أستراليا . وبعـده زارنا في نهاية شباط من عام 1978 المطران مار حـنا زورا رئيس أساقـفة الأهـواز للكـلدان - إيران ، وحـضرنا قـداديس عـديدة له بصوته الجـميل وفي الكـنيسة نفـسها مما أبكى الكـثيرين ، وكـنـتُ من بـين الشمامسة الذين خـدموا القـداس برفـقة إبن عـمي گـورگـيس گـمو بصوته العـذب .  إن سيادة الأسقـف حـنا الموقـر كـتب بدَوْره إلى غـبطته للإسراع في إرسال كاهـن لنا  .
وفي 3/3/1978 كـتبتُ رسالة إلى غـبطته بإسم جـمعـيتـنا ( جـمعـية بابل الكـلدانية ) أذكــّـره بمطلبنا وظروفـنا في تلك الأيام ، هـذا نصها :
غـبطة سـيدنا الجـليل مار ﭙولص الثاني شيخـو ﭙاطريرك بابل عـلى الكـلدان الكـلي الطوبى
كـلنا أبناء الطائفة الكـلدانية نطلب بركـتكـم المقـدسة وصلواتكـم الأبدية ونـتمنى لكـم عـمراً مديداً وصحة دائمة والله يحـفـظكـم لنا .
 لقـد وصل سـدني سيادة المطران حـنا زورا في يوم الخـميس 23/2/1978 بعـد حـضور الإجـتماع الدولي لتـنظيم شؤون العائلة في مدينة ملبورن . وكان وصوله بدعـوة من أبناء الطائفة الكـلدانية في مدينة سدني بهـدف إقامة قـداس إلهي بلغة آبائـنا وأجـدادنا فـكان لنا الشرف في إستـقـبال سيادته وسماع القـداس الكـلداني حـيث منـذ زمن بعـيد ونحـن بعـيدون عـن كـنيستـنا الكـلدانية . وحـضر القـداس مساعـد السفـير الـﭙاﭙـوي في أستراليا وأبناء جاليتـنا الكـلدانية ومعـهـم إخـوتـنا الكـلدان الذين لم نعـرفـهـم سابقاً حـيث أتوا من إيران ويزيد عـددهـم عـلى 250 عائلة ، وبذلك يصبح عـدد العـوائل الكـلدانية في سـدني من العـراق وإيران أكـثر من 300 عائلة ، هـذا بالإضافة إلى جـماعة النساطرة حـيث جاؤوا وحـضروا الـقـداس الذي أقامه سيادة المطران حـنا زورا الذي عـمل في شمال إيران ويعـرف كافة الكـلدانيّـين الذين هاجـروا من هـناك إلى سـدني .
سيدنا الموقـر:
قـبل أكـثر من سنـتين إلتـقـيتُ بغـبطتكـم في بغـداد وطلبتُ منكـم بإسم الكـلدان الموجـودين في سدني إرسال كاهـن ليقـوم بخـدمة جـماعـتـنا في سدني فأعـطيتَ لي رسالة إلى الكاردينال James Freeman هـنا في سدني ، فـذهـبتُ عـنده في حـينها مع شخـص آخـر وسلـّمتُ له رسالتكـم الثمينة وهـو بدَوره أخـذ المسؤولية وقام بالواجـب وأمر دائرة الهـجـرة الكاثوليكـية لإتخاذ الإجـراءات اللازمة وكل ما هـو مستلزم لمجيء الكاهـن ، كما كـتب رسالة إلى غـبطتكـم حـول هـذا الموضوع الذي وافـق عـليه . والآن بعـدما صار عـدد أبناء جـماعـتـنا الكـلدان في سـدني كـبـيراً وذلك بواسطة المطران مار حـنا زورا الذي عـرفـنا عـلى إخـوانـنا الكـلدان من إيران ، فـنحـن نفـتخـر بغـبطتكـم وبسيادته كآباء وأعـزاء لنا . إن عـدد أبناء الطائفة الكـلدانية في سدني الآن يقارب الـ 1800 شخـص من العـراق وإيران فـنطلب من غـبطتكـم أن تجـدوا كاهـناً فاضلاً حـكـيماً لأن في بداية الأمر نحـتاج إلى كاهـن بارع مثل سيادة المطران مار حـنا زورا لأنه هـو الشخـص الوحـيد حـسب إعـتـقادي الذي يمكـنه إدارة شؤون الكـلدانيّـين في سدني بالإضافة إلى إخـوتـنا النساطرة بجانبنا وهـم محـتاجـون إلى كاهـن أيضاً . لقـد أثبت سيادته أنه هـو الأب الحـكيم أينما حـل ونزل حـيث أن عادات وتـقاليـد هـذا البلد تخـتلف عـما هي في وطنـنا الحـبـيـب ، فكان لي الفـخـر أن أرافـقه أينما ذهـب خـلال زيارته لمدينة سـدني وكانـت قـصيرة جـداً ( أسبوع واحـد فـقـط ) وذلك لإنـشغاله في شؤون رعـيته في الأهـواز .
 بإسمي وبإسم أبناء الطائفة الكـلدانية في سدني أطلب من غـبطتكـم إرسال سيادة المطران حـنا زورا إلى سدني مؤقـتاً لمدة سنة أو أقـل ليؤسس ويجـمع شمل الكـلدان والكـنيسة لأنه كان محـتـرَماً كـثيراً مِن قِـبَـل الكـلدانيّـين وخاصة إنه من إيران ويعـرف أبناء جـماعـتـنا الكـلدانيّـين هـناك ، لأنه لو أتانا كاهـن آخـر سوف يلاقي صعـوبة إن لم يكـن مدبراً حـكـيماً وسوف تـفـشل مهـمته وقـد تـتجه جـماعـتـنا إلى الكـنائس الأخـرى .
                                                                                      التوقـيع : سامي گـمّـو
لقـد بذلتُ جـهـوداً في زيارة العـوائل الكـلدانية وطرح الفـكـرة أمامهـم للإستـفادة من آرائهـم وجـمع التبرعات للكـنيسة المزمع أن تـؤسّس في سـدني ، يساعـداني فـيها كـل من الأخ فـريد فـجّـو والأخ هـرمز دلـّـو ، ولم تـذهـب أتعابنا سُـدىً فـفي نهاية المطاف وبتاريخ 17/4/1978 وصلتـني رسالة من غـبطته معـنونة إليّ يقـول فـيها : لقـد خـصّصنا لكـم كاهـناً من العـراق وسيصل سـدني قـريـباً . إن وعـد الحـر دَينٌ ، فـقـد وعـدَ غـبطة الـﭙاطريرك مار ﭙولص الثاني شيخـو وأوفى ونِعْـمَ الوفاء فـكـلنا مدينون له


ﭙاطريركية بابل الكـلدانية ــ  بغـداد 17/4/1978
حـضرة الفاضل السيد سامي يوسف گـمّو المحـترم
بعـد السلام وإستمداد بركاته تعالى
إستلمتُ رسالتكـم المؤرخة 3/3/1978 وإفـتهـمتُ جـيداً موضوعـها المفـصّل وإطلعـتُ عـلى أخـبار جـماعـتـنا العـزيزة التي هي في سدني وفي أستراليا كـلها .   
بعـونه تعالى عـيّـنا لكـم كاهـناً من العـراق وقـريـباً يصل إلى سدني وهـو مستعـد أن يخـدم أبناء جـماعـتـنا الأعـزاء بغـيرة كـهـنوتية . ولتكـن بركاته تعالى فائضة عـلى جـميعـكـم وبواسطتها تـنجـح أموركـم كـلها وتـتـقـدم جـماعـتـنا المباركة في التـقـوى وتكـون مثالاً لغـيرها . إنـني أذكـركـم في الصلاة دائماً مستمداً لكـم معـونـته تعالى بشفاعة مريم العـذراء الأم الحـنون  .
أتمنى لجـميعـكـم من صميم القـلب كل خـير وبركة وتـقـدم أدامكـم الرب  .
محـبكم   + بـولس الثاني شـيـخـو
ﭘاطـريـرك بابل عـلى الكـلـدان
************
وقـد عـبّـرنا عـن فـرحـتـنا بوعـد غـبطة الـﭙاطريرك لنا بأن بعـثـنا رسالة إلى الإتحاد الكلداني في أميركا هـذا نصها :
THE  CHALDEAN  BABYLON  ASSOCIATION
BOX 46 P.O. NORTH  RYDE,  N.S.W., 2113
AUSTRALIA  18th April, 1978
                                                                                   
The President,
Chaldean Association,   DETROIT, MICHIGAN, U.S.A.
Dear President,
                  On behalf of the Chaldean Community, we take this opportunity to write to you and introduce ourselves to you and your association members.
                  We, the Chaldean in Australia are in the process of establishing Parish and Centre in Sydney. This will unite us all together in many ways and will produce greater benefits to our children by giving them proper education towards Chaldean way of life and the most importantly towards faith in God and Jesus Christ and the Holy Church as a whole.
                  Our Community is very small in number in this country, therefore, we are seeking your assistance and help to maintain the above targets and to be able to build a centre for our future generation. Who else is going to help us better than our generous brothers in America. You know yourselves how hard it is to start such projects without solid financial aid. We are certainly turning to you for financial assistance, after all we are all Chaldeans of Babylon. We know how much your work has been appreciated by all Chaldeans all over the world. Our aim is to ask you to organise some means for collecting donations on our behalf such as holding parties or through church services and others which you might think are suitable for this purpose.
                  Meantime, we are waiting for a priest to arrive here to establish the parish and to carry on with his spiritual duties. Also a member of our committee will arrive in the States within two months for this purpose and his name is Sammy Gammo. Due to this arrival, he will explain all our needs and goals which we are sure will be of satisfactory to you.
                  Our advance thanks to you and to all members of your Association. God bless you all.       
We remain,
                                                                                                   Yours Sincerely,
                                                                                                   Sammy  Gammo
                                                                                                   Pr. COMMITTEE



وفي 15/3/1978 كـتب سيادة ( المرحـوم ) المطران روفائيل بـيداويذ مطران بـيروت عـلى الكـلدان رسالة بعـثها لي رداً عـلى رسالة كـنـتُ قـد بعـثـتــُها له وهـذا نصها  :

EVECHE  CHALDEEN  DE  BEYROUTH
B. P. 8566
BEYROUTH
LIBAN
______
Date     1978/3/15
                                                         Tel. 232331
226339
        PROT. N.

عـزيزي الأخ الفاضل سامي يوسف گـمّو حـفـظه المولى الكـريم
 بعـد السلام والبركة بالرب
سررتُ جـداً بتسلم رسالتكم الكـريمة بتأريخ 3 من الشهـر الجاري ومطالعـتي أخـبار طائـفـتـنا في أستراليا وإهـتمامكم بلغة الآباء والأجـداد وتراثها الشريف الخالد  .
أسأل الله أن يحـقـق آمالكـم وآمالنا بتأسيس مركـز للطائفة يرعى شؤون أبنائنا الكـلدان والآشوريّـين في سـدني وغـيرها من مدن القارة الأسترالية حـيث لنا رفاق في الدراسة هـم اليوم في أعـلى المناصب الكـنسية وحـتماً سيكـونون خـير عـون لنا في هـذا . وإنـني أعـدكـم بدرس الموضوع في إجـتماع المجـمع الـﭙاطريركي المقـبل حـيث سأعـرض الأمر أمام غـبطة مولانا الـﭙاطريرك والسادة المطارنة بأمل أن يدركـوا أهـمية تعـيـين كاهـن لائق يمثل الطائفة أحـسن تمثيل ويعـنى بشؤون الجـماعة المباركة هـناك .
تسألون عـن سعـر القاموس وكـتاب القـواعـد ، فالقاموس مع البريد سعّـرناه بخـمسة وعـشرون دولاراً ، والقـواعـد بخـمسة دولارات ، فـيكـون مجـموع ثمن الكـتابَـين مع البريد ثلاثـون دولاراً . وإنـني مستعـد لشحـن الكـمية التي ترغـبونها سواءاً بالجـملة عـلى عـنوانكـم وأنـتم تـقـومون بتوزيعـها ، أو مباشرة عـلى عـنوان الأشخاص كل عـلى حـدة . وأنا بإنـتظار تعـليماتكـم لإجـراء اللازم . أما ثمن الكـتب فـبإمكانكـم إرساله بشيك لأمري والأفـضل أن يكـون مخـططاً 250$ لضمانة وصوله بدون مشاكل السرقة وسوء الإستعـمال . 
الأحـوال في لبنان تميل نحـو التحـسّن البطيء لكـنـنا بعـيدون عـن السلام الحـقـيقي وثـقـتـنا بأن العـذراء سيدة لبنان لن تـتخـلى عـن أرضها وأولادها . نطلب من أدعـيتكـم عـلى هـذه النية ليـبقى لبنان ملجأ حـصيناً للمسيحـيّـين ومقـراً أميناً لكل اللاجـئين من جـميع أنواع الإضطهاد .
 أرجـو أن تـتاح لي الفـرصة يوماً ما لزيارتكـم في سدني لنـشاركـكـم الأفـراح ونـتـمكن من أداء بعـض الخـدمة الدينية لجـماعـتـنا الحـبـيـبة هـناك . وإذا إلتـقـيتم بسيادة المطران خـليفة مطران الموارنة أرجـو إبلاغه تحـياتي مع إحـتراماتي فـسيادته صديق قـديم وحـميم وفـقه الله في خـدمته .
أنـتهـز المناسبة لأبعـث لحـضرتكـم ولسائر أبناء الطائفة الكـرام بأخـلص التهاني متمنياً لجـميعـكـم عـيداً مباركاً . قام الرب ! حـقاً قام ! وأدعـو بفـيض من النعـم والبركات السماوية في الروح والجـسد وأن تكـونوا موفـقـين في جـميع أموركـم ومفـخـرة بلاد كـلدو وأثور وموضوع إعـتـزاز كـنيسة مار أدي ومار ماري في تلك الأصقاع النائية .
أخـتم مباركاً إياكـم وواضعاً الجـميع تحـت حـماية العـذراء مريم أمنا وملكـتـنا القـديرة  .
محـبكم المخـلـص    + روفائيل بـيـداويـذ
مطران بـيـروت عـلى الكـلـدان
                                                                                       
ولما سافـرتُ إلى أميركا إلتـقـيتُ بالأب گـورگـيس گـرمو راعي كـنيسة أم الله ( رحـمه الله ) ومعه الأب سرهـد جـمّو ( الآن سيادة المطران سرهـد جـمّو الموقـر) وطـرحـتُ أمامه أوضاع جاليتـنا في أستراليا وما نطمح إليه حـول الأبرشية ، قال لي الأب گـورگـيس : لا تـفـكّـر ، إنـنا سنساعـدكـم كـثيراً ، هـل تريد فـلوس كي تأخـذها معـك الآن ؟ قـلتُ : لا ، بل إرسلها إلى الكاهـن الذي سيأتينا ، ولكـن إنْ كان لديكـم آلة طابعة كـلدانية فـنحـن سنحـتاجـها . قال : سأحاول ، وبعـد فـترة قـصيرة أخـبرني قائلاً : توجـد واحـدة تابعة لمجـلس الخـورنة يمكـنـنا أن نعـطيها لكـم . وقـد أخـذتها معي إلى أستراليا وسلـّمتـُها للقـس زهـير حـين وصوله إلى سـدني . أما بشأن المساعـدة المالية التي وعـدني بها ، فأنا ليس لي أيّ عـلم بها ، بالإضافة إلى أن الحـكـومة العـراقـية السابقة كانت توزع مساعـدات مالية للكـنائس العـراقـية المنـتـشرة في العالم بُغـية كسب ودّها وتأيـيدها وهـذا أيضاً ليس لي عـلم إنْ كان كاهـنـنا السابق قـد إستلم شيئاً منها أم لا .
وكان يوم 18/9/1978 شاهـداً عـلى تـنـفـيذ وعـد غـبطة الـﭙاطريرك الذي لن نـنساه مدى العـمر ، فـقـد وصل القـس زهـير توما قـجـبو وإستـقـبلناه في مطار سـدني ، وأقام في كـنيسة Saint Charles / Ryde بتوجـيه من الكاردينال James Freeman ويقـدّس في Holy Cross Chapel لمدة ثلاثة أشـهـر . وقـد قـدّمنا لكاهـنـنا مبلغاً قـدره ( 2000$ ) لتمشية الأمور في بداية الأمر كما تعـهّـدتْ الكـنيسة الكاثوليكـية بـبعـض المصروفات اليومية إضافة إلى راتب شـهـري له أسوة بالكـهـنة الكاثوليك الأستراليّـين ، إلاً أن حـضرة القـس زهـير أخـبرني بعـد مدة أنه غـير مرتاح هـنا في سـدني ويودّ الذهاب إلى روما للدراسة ، ولكـني أقـنعـتـُه بأن يصبر قـليلاً ويزور العـوائل الكـلدانية ويجـمعـهـم في إطار الكـنيسة ، ونحـن بـدَوْرنا سنساعـده مادياً إضافة إلى مساعـدات الكـنيسة الكاثوليكـية . لقـد عـملتُ المستحـيل من أجـل تـثبـيته ، أرافـقه يومياً لزيارة عـوائلنا عـدا يوم الأحـد حـيث كـنـتُ أقـضيه معه من الصباح وحـتى المساء ، ثم شـكّـلنا هـيئة كـنسية بإسم الكـلدان والآثوريّـين الكاثوليك لخـدمته . دامتْ كـنيستـنا ومؤمنـوها سالمين .

90
الحاجة تـفـرض نـفـسها لإعادة صياغة نـصوص الكـتاب المقـدس
الحـلـقة الثانية 
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني   
ملاحـظة : في هـذا المقال وما يليه في هـذه السلسلة ، يُـقـصد بالـ كـتاب ( قـراءات العـهـد الـقـديم ورسائل مار ﭘـولس ) مترجَـم إلى اللهجة الكـلـدانية الـدارجة والمعـتـمَـد في كـنيستـنا مار تـوما / سـدني . 
كانت ــ أولى الترجـمات ــ للكـتاب المقـدس عَـبـر الزمن بطيئة الإنـتـشار ، فلا قـواميس ولا طابعات ، ولا مكاتب ترجمة لتبادل المعـلـومات ، ولا وسائل تـواصل أو مواصلات ... والمترجـمون الأوائل في كل المجـتمعات معـذورون لأن معـرفـتهم ( بالمفـردات اللغـوية أو المفاهـيم الشعـبـية ) كانت محـدودة فـيخـتارون الكلمة الأقـرب إلى المعـنى حسب فـهـمهم ، وينـسِجـون الـفكـرة أدبـياً وفـق مهارتهم .     
أما الـيـوم فالمتخـصصون في حـقـل الترجـمة متـضلعـون بعـلم اللغات ، لهم دراية بثـقافة المجـتمعات ، تعَـرّفـوا عـلى تـقالـيـد الجاليات وإطـّـلعـوا عـلى أحـدث الإكـتـشفات ... ولمّا كان كِـتابنا المقـدس ، مقـدسٌ بمبادئه السامية وأبعاده الروحـية ، وليس مُـنـزّلاً عـلى أحـد بطريقة ( إقـرأ بإسم إلهك الـذي ألـَـق ) في غار ، ولا هـو محـفـوظ في لـوح أو جـدار ! ... فإن المترجـمين يُـوَظـفـون خـبرتهم في إعادة صياغة بعـض المفـردات الـواردة فـيه ( أو تهـذيـب عـباراته ) لإيصال فـكـرته وتـوضيح مغـزاه ، وذلك لأهـميته في حـياة الإنسان الملـتـزم بمبادىء يسوع المسيح مخـلـّـصه ... وهـذا واضح حـين نـقـرأ عـلى الصفحات الأولى في أغـلب نسخ الكـتاب المقـدس ، ملاحـظات مثـل :   
ترجمة المؤسسة كـذا ..... تهـذيـب وتـنـقـيح الأستاذ الفلاني ..... طبعة كــذا سنة  ......
إن مثل تلك الملاحـظات ، مـدوّنة عـنـدي في نسخة من ((( الإنجـيل / إعادة تـرجـمة من الأصل اليوناني / تـنـقـيح الأستاذ بطرس البستاني / طبعة كاثـولـيكـية خامسة / 1979 ! )))  ..... إذن ، لماذا الإستغـراب من إعادة صياغة الـنـصوص ؟ 
إن المجـتهـدين الـذين تهمهم رسالة المسيح ، ينـطـلـقـون من الإيمان أولاً ! فـينـقحـون الكـتاب المقـدس لتـنـوير العـلمانيـين ورجال الـدين ، وقـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس إمتـدحهم بالـيـقـين فـيستحـقـون منا الإحـتـرام أجـمعـين ، وكم من مرة ناقـشْـنا الكاهـن حـول معـلـومات مشـتـركة تخـصه وتخـصنا فأفـحَـمْـناه ! وقـبـِلها منا بتـواضع مُبـين ( مثـلما أعـجـب عـلماء البايـولوجي بقـوانين الراهـب منـدل في الوراثة ! ) فالعـلوم لم تعـد محـتـكـرة ! بفـضل العـم ﮔـوﮔـل Google وسخاء الأساتـذة العـباقـرة وبحـوثهم العـلمية واللاهـوتية الغـزيـرة المنـشورة في المواقع الإلكـتـرونية ، فـصارت بـديلاً عـن المقاعـد الـدراسية ، بل أن مَن فاتـته محاضرة أستاذه في الجامعة أو المدرسة يمكـنه متابعـتها في بـيته عـلى الإنـتـرنيت !. 
إن الـقـراءة والرسالة والإنجـيـل ، في الـقـداس الإلهي تهـدف إلى تـقـوية إيمان السامعـين ، وعـليه فإن دَور الشماس والكاهـن ليس فـقـط قـراءة نصوص الـكـتاب بَـبغائياً ( Copy and Paste ) ، وإنما تـلـمذة الحاضرين من أجـل تـثـبـيت إيمانهم الـذي أوصى به الرب المسيح ! فإنْ لم يـنـقـل الأفكار المرجـوّة من الكـتاب بأمانة ، لن يحـقـق هـدفه برصانة ، وستكـون قـراءته كـمَن يصيح في وادي ، فـيـرتـدّ صوته من الحجارة إليه متـوهماً أنّ غـيره ينادي ! ... ويـصبح حـضور الناس مجـرد عادة موروثة عـن الأجـداد لـيضعـوا في التبسية ــ الصينية ــ بعـضاً من الـنـقـود .   
أمثلة واقـعـية عـن الأسباب الموجـبة :
(1) في صباح يوم أحـد من الزمن الماضي / سـدني ، سألـتُ سيادة المطران جـبرائيل كـساب عـن تـفـسيره لـفـقـرة لم أفـهـمها من كـتاب الرسائل كـنـتُ مزمعاً عـلى قـراءتها في الـقـداس ، فـلما إطـّلع عـليها أفاد بأن مفـرداتها متـناثرة وصياغـتها ركـيكة ولم يعـرف المقـصود منها ... فـقـرأتها كما هي دون أنْ أفهمها ! وأكـيـداً فإن الحاضرين في الـقـداس لم يـفهـموها ؟ . (2) موقـف ثانِ ، قـبل أشهـر سألـتُ الكاهـن في كـنيستـنا عـن معـنى مصطلح ( مُركــّـب من كـلمتين ) ورد في نـفس الكـتاب فأجاب قائلاً : لا أعـرف . (3) أكـتـفي حالياً بهـذين المثالـين .
إنّ العـلة ليست بالكاهـن ولا بالمطران في المثالين السابقـين ، مثـلما ليست فيّ ! حـين لم أستـطع هـضمها ، وإنما بالمترجم ــ لا أعـرفه ــ قـد تـرجَم من النسخة العـربـية إلى اللهجة الكلـدانية الـمَحـكـية بـدليل أن واحـدة من تلك الكلمتين بعـد تـرجـمتها ( لم تعـد مفهـومة ولا تـوجـد في القاموس ) ! والكلمة الثانية لها معـنـيَـين إثـنين في اللغة العـربـية مخـتـلـفـَـين ........... ــ وﮔـلـبه ﮔـلـب الـسـمـﭼـة ــ المتـرجـم إخـتار المعـنى غـير المناسب ! فـتـرجمه ودوّنه في الكـتاب فـصار كلاماً مُـبهَماً لا معـنى له إطلاقاً ، والعـتب عـلى مَن يقـرأ ولا يسأل عـنه ! كان الأفـضل للمترجـم لـو إعـتمد عـلى النسخة باللغة الكلـدانية الفـصحى ــ ﮔـوشما ــ الأقـرب إليـنا ، كي لا يقع في هـكـذا إشكال .
هـذا عـدا أنّ المترجم ( أو الطـبّاع ) قـد صاغ بعـض العـبارات بلهجـته الخاصة الضيقة !! متجاهلاً أو عاجـزاً عـن إيصال فكـرتها بأسلـوب مفهـوم إلى غالـبـية الناس ، مما يـدل عـلى لاأباليته أو محـدودية كـفاءته فجاء الكـتاب ضبابـياً . إذن كـيف سيـفهـمها الحاضرون حـين تـُـقـرأ لهم ، دون تـصحـيحها أو إيضاحها ؟
إنّ الحاضرين في الـقـداس ــ متمكـنـون ولـيسوا قاصرين ــ ولكـني أستغـرب صَمتهم حـين ( لا يستـفـسرون عـن غـموض في القـراءة ولا عـن وضوحها وكأن الأمر لا يعـنيهم !! ) ، ربّ أحـد يسأل : لماذا الناس لا يستـفـسرون ؟ ... يا عـيني عـليهم .. تجـدون نـصف الجـواب بـين هـذه السطـور ، والـنـصف الآخـر عـساكم تعـرفـوه بكـل سـرور .   
إنّ كهـنة الجـيل السابق الموقـرين أحـياء مقـتـدرون لغـوياً ، يـقـرأون مباشرة من النسخة الكـلـدانية الـفـصحى ــ ﮔــُـشـما ــ لأنهم يثـقـون بها وليس بغـيرها ، أمثال الأب كمال بـيـداويـذ / ملبـورن ، والأب ﭘـولس خـمي / أميركا .... أما الـيـوم فلا نـقـول سوى ، حـسبنا الله ونِعـم الوكـيل عـلى مُـبـرمِج المعـهـد الكهـنـوتي الحَـميل في أيام لـويس البطرك الجـليل ! ............. للموضوع صِـلة ..
فإلى الحـلـقة الثالثة ... تهـذيـب وصياغة نـصوص الكـتاب المقـدس تخـدم المؤمنين    




91
سـيادة المطران باوَي سـورو الجـزيل الإحـتـرام
قال الرب يسوع : (( مَن يصبـر إلى المنـتـهى يخـلـص )) .
نعـم إنّ مَن ينـتـظر بصبـر وإيمان وتـواضع ويواصل العـمل الـدؤوب متـوشحاً بالمحـبة ، لـن يخـمـد أمله حـتـى ينال مناه
وسـيادتـك خـدمتَ بصبر وإيمان .. فـوَفــّـيـت وكـفـّـيـت ، فـنـلت بـركة من الله . 
إن فـرحـتـنا بـيـوم تـنـصيـبـك مطراناً لأبرشية مار أدّاي في كـنـدا ، تـوازي فـرحـتـك
فـيسـتـقـرّ تـفـكـيرك وتـتـركــّـز مسؤوليتك في الـقـيادة والإرشاد مع الـبناء ، متـسلحاً بإيمانـك وكـفاءتـك وهـمّـتـك وشغـفـك بالعـمل الكـنسي .
تهانينا وألـف مبـروك لسيادتـكـم أخـينا في المسيح المطران باوَي سـورو الجـلـيل متمنين لكم النجاح في الخـدمة التي أنت أهـل لها .....
وتهانينا لشعـب الكـنيسة الكـلـدانية في كـنـدا ، بتـنـصيب مطرانهم الجـديـد المتـمتع بكارزما جـذابة .. وبركاته لهم ...................... وبركة الله للجـميع .
مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
مراسيم الـتـنـصيـب في 29 تـشرين الأول 2017



92
ذِكـرياتي مع جـريـدة ( عَـمّـا كَـلـدايـــــا ) الغـرّاء
الـمتـوقـفة ــ  سـدني


بقـلم : مايكـل سـيبي / سـدني ــ 19 آذار 2008   

هي ذكـريات كـلـدانية ... أيام زمان قـبل 16 سـنة !!!!!!!
ولا تـزال 1600 دولار تـصرخ في جـيـب محـتـكـرها لـنـفـسه  !!!!!!!!!!!!!

لم أكـن أعـلم أن العـمل الصحافي مـمـتع ، لأن عـملي كان في إخـتصاص لا يمتّ بــِصِـلة إلى وسائل الإعـلام ، كـما وأيضاً لم تـتوفـر لي في السابق أية فـرصة للعـمل فـيها . ولكـن في مطـلع عام 2001 وأنا جالس في البـيت رنّ جـرس التلفـون ليـكـلــّمني صـديق ويطـلب مني ( إنْ كـنـتُ متفـرّغاً ) الحـضور آنـياً إلى داره كـزيارة عادية فـلـبّـيتُ الطلب . ولما وصلتُ الـدار ، لم أكـن أنا الوحـيـد المـدعـو وإنـما رأيتُ في ذات الوقـت أربعة رجال ( إثـنان منهـم في عـنـفـوان الشـباب ) يشاركـونـني الزيارة هـذه فـعـلـمتُ أنّ الـدعـوة المقـدمة لي ليستْ خالية مِـن شأن . وبعـد الترحـيـب قال لي صاحـب الـدعـوة : إن لـدينا فـكـرة إصـدار جـريـدة تهـتم بالشأن القـومي الكـلـداني في سـدني ، فـما رأيك ؟ أما بالنسبة لي فـقـد حـبّـبْـتُ الفـكـرة من حـيث المـبـدأ ولكـني بـيّـنـتُ للحاضرين أنّ العـمل القـومي ينـطلق من شـعـور فـطري بحُـب القـومية ولا أرغـب بالعـمل لصالح أية جـهة سـياسـية ، فأيّـدوني وأكـّـدوا لي بأنها ستكـون مستـقـلة . ثم سألتُ عـن الهـدف مِن إصـدارها ، مصـدر تمويلها ( وهـو الأهـم ) ، مقـرّها ، طباعـتها ، توزيعـها ، وكـل ما يتعـلق بمشروعـها ، فـناقـشنا جـميع هـذه الأمور بتفاؤل ثم بحـماس وإنـدفاع . وكان من بـين الأمور التي ناقـشـناها في جـلستـنا تلك - إسم الصحـيفة - وهـو من الأولـويات الفـعالة والمؤثـرة في نفـسية القارىء ( المجـتمع ) الموالي منهـم أوالمناهـض عـلى حـد سـواء ولـذلك طُــُرحَـتْ أسماء عـديـدة من قِـبَـل الإخـوة الحاضرين مثل : الكـلـدانيون ، الأمة الكـلـدانية ، الكـلـدان ، وأسماء أخـرى لا أتـذكـّرها ، ومن المؤكـد أنـني ساهـمـتُ في إعـطاء رأيي بهـذا الأمر فـكان ( عـمّا كـلـذايا ) والذي تبنــّـيناه في نهاية المطاف ، وأتـذكـّر حـينما إتصل صاحـب الـدعـوة بشماس قـديـر مستفـسِراً منه عـن أيّ اللفـظـتـَين تكـون أصح ( كـلـدايا أم كـلـذايا ) ؟ فـردّ عـليه الشماس المشار إليه وقال : كـلـدايا هي الأصح ، فأخـذنا بها وبالعـربـية تصبح الشعـب الكـلـداني وبالإنـگـليزية Chaldean People . ناقـشـنا موضوع الهـدف من إصـدارها ، فـهـو نشر ثـقافة الأمة الكـلـدانية وتراثـها بما يتيسّر بـين أيـدينا من قابليات وكـتابات عـنها ، والأهـم من ذلك هـو إسـتـنهاض الحـس القـومي عـنـد شعـبـنا الكـلـداني في أستراليا . أما عـن مصـدر تمويلها فإن صاحـب الدعـوة ( والذي سيصبح المـدير المسؤول للجـريـدة لاحـقاً ) قـلـّـل من القـلق بشأنه حـيث تعـهّـد بالإعـتماد عـلى نشر الإعـلانات التي سوف يأخـذها عـلى عاتقه معـتمـداً عـلى شـبكـة معارفه العـريضة وهـكـذا كان ، كـما أضاف أن دارَه والـ Computer الخاص له سـتـكـون بخـدمة هـيئة التحـرير لإصـدارها وكـمقـر للجـريـدة . إعـتمـدنا في عـملية طـبع مواضيعـها بالدرجة الأولي عـلى أنامل شاب قـدير والذي بالوقـت نفـسه كان كـفـوءاً ومساهـماً معي في التـنـقـيح اللغـوي ( وهـو سيصبح مـديراً لتحـريـرها ) ، أما صياغة الأفـكار والسباكة البلاغـية فـكانت مناطة بي في الغالب . ونظراً لإمكـانياتـنا المتواضعة فـقـد صار الإتـفاق عـلى أن يصـدر عـدد واحـد منها كـل شـهـر وبـ 12 صفـحة من حـجـم A3 تعـلوها عـبارة ( الكـلـدانيّون هـم شعـب ما بـين النهـرين بمخـتلف تسمياتهـم ) في الزاوية العـليا اليسرى من الصفـحة الأولى ، وعـلى حاشيتها الأفـقـية العـليا عـبارة : أول جـريـدة كـلـدانية عامة مستقـلة شـهـرية تصـدر في أستـراليا ، ووضعـنا في أعـلى الصفـحة الرئيسية صورة تخـطـيطـية لأسـد بابل عـلى كـل مِن جانبَي العـلم الكـلـداني الغـير المقـرّر ولكـنه مقـترح مِن قِـبَـل مصممه القـدير الأسـتاذ عـامر حـنا فـتوحي المقـيم في أميركا ( دون الإسـتـئـذان منه – وأنا لا أعـلم ) . أما مطبعة جـورج في منطقة فـيرفـيلـد فـقـد إتفـق السيد المـديـر المسؤول مع صاحـبها فـيما بـينهـما ، عـلى إستـنساخ 400 نسخة أو أكـثر وبكـلفة 400$ لكـل طبعة شـهـرية . لقـد كان سِعـرالنسخة الواحـدة منها للقارىء باهـضاً جـداً !!! لا يتعـدى الـدولار الـواحـد في الشهـر ( أليستْ غالية ؟ ) . إنطلق السيد المديـر وسجّـل المؤسّـسة التي ستصدر هـذه الجـريـدة في الدائرة الحـكـومية المخـتصة بإسم : مؤسسة الشعـب الكـلـداني للإعـلام ، وبـدأنا ستة أشـخاص ظـهـرتْ أسماؤنا كهـيئة التحـريـر في العـدد الأول الذي صـدر في شـهـر شـباط وكـتب إفـتـتاحـيتها شخـص لا أعـرفه ، وتزامن هـذا العـدد مع الشروع بـبناء كـنيسة مار توما الرسول الكاثوليكـية للـكـلـدان في سـدني فـكـتـبنا الخـبر في الصفـحة الرئيسية مبتـدئاً بالعـبارة التالية [ قـبل أن يلفـظ القـرن العـشرون أنفاسه الأخـيرة تمّ صب وتبليط جـزء من ساحة الكـنيسة لتكـون موقـفاً للسيارات كـمرحـلة أولى ] ، أما في الصفـحة العاشرة فـقـد نــُشِرتْ قـصيـدة بعـنوان [ تبّـاً لـك يا سارق الـبـيت ] بالإضافة إلى المقال الذي سبق أن مُـنِـع نشره في إحـدى المجـلات مِن قِـبَـل زميلٍ ، ومِن ثــَمّ آخـرٌ بـديلاً عـنه كان قـد تـبَوّأ منصب مسؤول الروابط الثـقافة الأسفـنيكـية والإجـتماعـية الداخـلية وعـبْـرَ البحار و المحـيطات في إحـدى الجـمعـيات ، ولما سألتُ أخـينا الكـبـير هـذا عـن سبـب إمتـناعه عـن نشر مقالي الذي حـمل عـنوان [ أنا الراعي الصالح لأسرتي ] ، أجاب بكـل سـذاجة قائلاً : لا نريـد أن يعـرف الأمريكان أنّ عـنـدنا مشاكـل في أستراليا ! فـقـلتُ في نفـسي : فـعـلاً أني الراعي الصالح الذي يؤثر عـلى السياسة الأميركـية وأسَـبّـب خـللاً في توازن القِـوى فـيها وأعـرقل خـطـطـها التـنموية في الألفـية الثالثة ( مو هـيـﭽـي ؟ ) . ولو كـنـتُ أنا مسعـولـَه ، أرشّ عـلى صاحـبنا عـطر الـ ناردين وأضعه في قـنينة فـوق التلفـزيزن كـتــُحـفة ، وزينة للغـرفة . ولما نشرتُ مقالي ذلك في جـريـدتـنا لم تحـدث هـزة أرضية في أميركا ولا في جـزيـرة - واق واق . وبالمناسبة فإن السيد المدير المسؤول أخـذ النسخة المؤقـتة من هـذا العـدد الأول من جـريـدة عـما كـلـدايا وقـبل خـروجـها من المطـبعة ، وروّجـها متباهـياً بها في مجـلس عـزاء وأنا فـرحان معه أيضاً ، ولا أخـفي أنـنا كـنا فـرحـين في إنجازنا البسيط وبجهـودنا الـفـردية وخاصة من تمويلنا الـذاتي . وحـين أصبح العـدد الأول جاهـزاً مساءاً أخـذ المديرالمسؤول عـدة نسخ منه ووزّعـها إلى أعـضاء جـمعـية وهـم في جـلسة إجـتماع ولنفـس الغـرض السابق ( التباهي ) مما سبـب إمتعاضاً فارغاً عـنـد البعـض ، وقـد إتخـذها أحـدهـم ذريعة وهـمية للإنسحاب من العـمل في الجـريـدة ولم يظهـر إسمه في العـدد الثاني الصادر في شهـر آذار 2001 ، الذي تميز بإعـلان عـن إحـتفالنا بمهـرجان أكـيتو بتاريخ 30/3/2001 وكان فاشلاً ، كما ظهـرتْ أربع صوَر للسيد المدير المسؤول [ وكـما أجاب أحـد المصريّـين عـن سؤال يوماً ما قائلاً : هُـوّ عايز كِـدَه ] ولم نعـترض لأن ذلك في رأيي موضوع لا يستحـق المتابعة . إنّ كـل الأعـداد العـشرة التي صـدرتْ إحـتوتْ عـلى مقالات ناقـدة للأوضاع الآنية الزمانية والمكـانية والتي كانـت تــُشـَـوّق الكـثيرين إلى قـراءتها . ومنـذ العـدد الثاني صرتُ أنا كاتب المقال الإفـتـتاحي للأعـداد التسعة الأخـرى من جـريـدتـنا . أما العـدد الثالث في شـهـر نيسان فـقـد تصـدّر خـبر زيارة المرحـوم مار بـيـداويـذ الـپاطريرك إلى أستراليا . لكـن العـدد الرابع / أيار ، تميز بمقاله الإفـتـتاحي الذي جاء رداّ عـلى مقال أرسِل إلينا بواسطة الفاكـس في وقـت متأخـر من ليلة أحـد أيام شهـر نيسان 2001 وقـرأه لي المدير عِـبْـرَ التلفـون وحـينها قـلتُ له : ولا يهـمّـك ، إنّ الردّ عـليه في غاية البساطة . إنّ المقال  كان قـد كـتبه كاهـن يستهـزىء ويتهـم المحـتفـلين بعـيـد أكـيتو في ملبورن  بإستعـلاء وعـجـرفة ، كما ظهـر في هـذا العـدد إسمان في هـيئة التحـريـر لم أعـرفـهـما . وجاء العـدد الخامس / حـزيران ، بمقال إفـتـتاحي ( سورايا ) والذي أوضحـنا فـيه مفـهـوم هـذه الكـلمة عـنـدنا نحـن الكـلـدان عـلى الأقـل ، ثم طرأتْ تغـيـيرات عـلى الهـيئة الإدارية ، فـقـل عـدد أعـضاؤها وتــَحَـدّد موقـع كـل واحـد منهـم فـيها أما المدير المسؤول بقي مـديراً مسؤولاً ، وأنا لم أكـن أؤيّـد موضوع المناصب لابل حـتى نشر الأسماء لأنـني أحـبـذ العـمل من خـلف الكـواليس طالما أن الغاية ليست إكـتساب الشهـرة وإنما الغاية هي مخاطبة الجـمهـور ، إلاّ أن المدير المسؤول ألحّ عـلى موضوع المواقـع الإدارية للعاملين في إدارتها مثـلما تعـمل الصحـف المعـروفة والواسعة الإنـتشار فـقـلنا : طيـب . وعـنـدما إقـترب صدور العـدد السادس / تموز ، كانت حـملة التهـيئة للإحـصاء السكاني قـد بـدأتْ فـنشرنا إعـلاناً نوضح فـيه للقـراء كـيفـية ملء حـقـلــَي المـذهـب الكاثوليكي والقـومية الـكـلدانية في قـسيمة الإحـصاء ، كـما نشرنا في هـذا العـدد مقالاً حـمل عـنوان [ صراحة أم قـباحة لأحـد الإخـوة الألقـوشيّـين ، طيور الكـناري والزرزور ] . ولما حان موعـد العـدد السابع / آب ، لم تــُـوجّـه دعـوة إلى جـريـدة عـما كـلـدايا لحـضور مهـرجان مار أفـرام المقام في ملبورن وذلك لأن عـقـول البعـض الذين يجـلسون في الصدارة هـناك هي أشبه بعـقـول العـصافـير ، مما حـمَـلنا عـلى نقـد مَن كان يهـمه الأمر في وقـتها . أما العـدد الثامن / أيلول ، فـقـد تميز بخـبر قـرب موعـد وصول المرحـوم الـپاطريرك مار روفائيل بـيـداويـذ إلى أستراليا وإنـتخاب السيد أنـور خـوشابا محافـظاً لفـيرفـيلـد للمرة الثالثة ، ونشر صورة للخـتم الكـنسي القـديم لكـنائسنا والذي يحـمل عـبارة [ محـيلا شمعـون  پـطرك د كـلـدايه ] ،  حـتى جاء العـدد التاسع متأخـراً ثلاثة أشـهـر / كانون الأول 2001 ! الذي سبّـب لي بعـض الإحـراج حـيث كان يُـفـترض أن يُـنشر لي مقال كـتبتــُه عـن ذكـرى أربعـينية رجـل قـدير في شـهـر تشرين الأول ، ثم تبعه العـدد العاشر متأخـراً أيضاً بثلاثة أشهـر / آذار2002 والذي كان مقاله الإفـتـتاحي يرتكـز عـلى آخـر كـلمتــَـين فـيه ولكـنهـما - لم تظـهـرا- في الطباعة ولم تصل الفـكـرة إلى القـراء فـفـقـد المقال هـدفه وقـيمته البـلاغـية ، وبهـذا العـدد توقـفـتْ صحـيفـتـنا نهائياً إثـر إنسحابي منها للأسباب : أولاً - إن التأخـيرَين المذكـورَين جـعـلاني أسـتـنـتج أنـنا لا يمكـنـنا مواصلة العـمل ولا يمكـن أن نخـدع الناس فـكان ذلك سبـباً في إتخاذي قـراراً شخـصياً بالإنسحاب بحـجة أنـني سأنشغـل بأموري الخاصة ولن يكـون بإمكاني المساهـمة بعـد ، أما السبب الآخـر ثانياُ -  فـقـد كـنا قـد قـررنا الإعـتماد عـلى تمويل جـريـدتـنا مالياً عـلى مصـدرَين : أجـور الإعـلانات والمبـيعات . أما المبـيعات فـقـد إستطعـتُ أن أجـمع  40 مشتركاً لـمدة سنة واحـدة - في سـدني وملبورن - بجـهـدي الشخـصي وبمساعـدة إبن خالتي في ملبورن خـالـد مكـسابو ، وأتـذكـّـر أن أحـد الإخـوة إستطاع أن يأتي بمشترك واحـد فـقـط في سـدني ، ولكـن السيد المدير حـفـظه الله كان يأخـذ بـيـده رزمة من نسخ كـل عـدد حـين صدوره ويتمشى في منطقة فـيرفـيلـد فـرحاً ويوزع منها للقـراء مجاناً أو يطلبونها منه مباشرة وهـو من النوع السخي أو يخـجـل من مطالبـتهـم بثمنها الباهـض ( 1$ في الشـهـر ) ! وبهـذاً أصبح بعـض القـراء أمام إشكال مشكـوك فـيه ولهـم الحـق في ذلك ، فـمن جـهة أنا أبـيع العـدد الواحـد بـدولار واحـد أما السيد المدير فإنه يوزع الجـريـدة مجاناً ؟  فـيا تــُرى ! لماذا هـذا التباين ، وما مصير هـذا الـدولار ؟ إنه سؤال فـطير ولكـن يوجـد بسطاء كـثيرون يسألونه مما أضاف عـنـدي دافـعاً إلى الإنسحاب بالتي هي أحـسن دون إثارة مشاكـل وعـتاب وزعـل . وللـذكـرى والحـقـيقة أقـولها أن صاحـب الدار ( المـدير المسؤول ) كان يهيّء بـيئة مناسبة لعـملنا بـدون تـذمّر أو ملل ولكـني أنا شخـصياً كـنـتُ أشعـر بأنـنا نثـقـل عـلى أهـل الدار ونحـرمهـم راحـتهـم ، وكـم من مرة إخـبرتــُه بـذلك ، ومن الطرائف التي صادفـتـنا في أحـد أيام العـمل كان مساء الجـمعة بقـينا نعـمل إلى ما بعـد الساعة الواحـدة ( صباح السبت ) نـناقـش ونطبع ونصحّـح فـنثير بعـض الضوضاء حـتى جاء طـفـل من أقارب أهـل الدار كان ضيفاً عـنـدهـم وقال بـبراءة الأطـفال : عـمو - نـريـد أن نـنام ! فـقال له عـمه : ولما لا تـنامون ؟ قال الطفـل : ليس بإمـكانـنا أن نـنام بسبـبكـم ، إن أصواتكـم تمنعـنا من النوم .
إن الرسالة وأية رسالة كانـت ، قـومية ، دينية ، إجـتماعـية ، أو غـيرها هي مبادىء تـدعـو حاملها إلى إلغاء الـذات والزمن من حـساباته ثم الهــِـمّة عـلى التصميم والتضحـية ، وهـكـذا بـدأنا بكـل سـرور ، فـقـد كان مقـر الجـريـدة  يـبـعـد عـن سكـنـي مسافة 28 كـلم ويتطـلب مني أن أخـرج من العـمل في 6:15 مساءاً لأصل إلى البـيت للتهـيّـؤ وبسرعة والمرور من عـنـد سكـن مـدير التحـريـر كي آخـذه معي ونـنـطلق إلى حـيث مقـر الجـريـدة فـغالباً ما كـنا نـبـدأ عـنـد حـوالي الساعة الثامنة وإلى ما بعـد منـتصف الليل ، ولم نطالب يوماً بأي تعـويض أو مصروف نـبـذله بشأنها وأتعاب جـميعـنا كانـت مجاناً . وبسبب قـراري بالإنسحاب طـلبتُ أخـيراً إجـتماعاً في نادي ماركـوني في شـهـر نيسان 2002 حـضره العاملون معـنا سابقاً ، فـصـفــّـينا حـساباتـنا المتعـلقة كافة بـدون إستـثـناء وبضمنها أجـور الإشتراك بالإنـترنيت لصاحـب الكـومبيوتر، وكان الفائض الصافي المتبقي من وارداتـنا هي (( 1600$ )) بقـيتْ ولا تزال محـفـوظة عـنـد السيد المـدير المسؤول إلى حـد كتابة هـذا المقال ، عِـلماً أن أثمان أعـداد الجـريـدة التي كـنا نبعـث بها إلى ملبورن لم نستلمها لأن السيد المدير قال في وقـتها أنه يخـجـل من أن يُـطالـِب بها . أما ثمن الجـريـدة ( للعـددَين الأخـيرين اللذين لم يصـدرا والمستوفى مسبقاً من المشتركـين 2$ + 50 سنـتْ للطابع )  فـقـد أرجعـتــُه إلى البعـض منهـم ، أما إلى بضعة أسماء من أهالي ملبورن ، فـلا . وبعـد مرور حـوالي سنة إقـترح المدير إحـياء جـريـدتـنا ( عـمّـا كـلدايا ) فـوافـقـتُ وهـيأتُ لـذلك مقالاً إفـتـتاحـياً أبرّر فـيه بصورة منطـقـية ومقـبولة عـن أسباب توقـف الجـريـدة وأسباب صـدورها مرة ثانية ولا زلـتُ أحـتفـظ بـذلك المقال ، ولكـن صرتُ أنـتظر الأجـواء المناسبة كي نباشر بالعـمل بشرط أن نضمن إستمراريتها لمشوار طـويل كي لا نخـجـل أمام الجالية مرة أخـرى ، ولكـن قـبل أن تأتينا مثل تلك الأجـواء ، فإذا بالسيد المدير يطلب طلباً مخالفاً للأسس المتفـق عـليها حـين جـلسنا وناقـشـنا قـبل صدور العـدد الأول منها وهي إستقـلاليتها ، حـيث أصرّ عـلى أن تصـدر هـذه المرة بإسم تـنظيم سياسي عـراقي دخـل الإنـتخابات العـراقـية في أوائل عام 2005 ، وقـلتُ له : بـدأناها مستقـلة ونواصل معـها مستقـلة ولن أعـمل في أية صورة أخرى مناقـضة لإتفاقـنا ، وأضفـتُ : من حـقـك أن تصدر أية صحـيفة ناطـقة بإسم تـنظيم سياسي أو يتبنى آيـديولوجـيّـته وبأيّ إسم تخـتاره ، ولكـن لا يحـق لك إستخـدام إسم جـريـدتـنا لغـرضك المشار إليه ، وعـليه أخـمـدَ الفـكـرة ثانية . وأود أو أضيف أن الأخ مـديـر التحـرير ذكــّـرني أكـثر من مرة في نهاية عام 2006 وخـلال عام 2007  عـن مصير الـ (( 1600$ )) فـقـلتُ له رأيي وهـو : نـتبرّع بها بالتساوي لتـنـظيماتـنا الـكـلـدانية في سـدني ( لا الجـمعـيات القـروية ) أما هـو فـكان رأيه أن نوزعـها بـينـنا بالتساوي ، قـلتُ : وهـذا ممكـن أيضاً حـيث يمكـن لكـل واحـد أن يتصرف بحـريته بها ولكـن إسأل المدير السابق للجـريـدة كي نسمع رأيه وعـنـدئـذ يمكـنـنا أن نـتوصل إلى القـرار النهائي التوافـقي بشأنها ، ولا زلتُ أنـتظر بـ ( شـوقٍ لا يوصـف ) إلى النـتيجة أو نقـترح تسليمها إلى جـهات دولية مثـل ( الـبنـك الدولي ) للنـظر بأمرها ، وإنّ غـداً لناظـره لقـريـب . ومن الجـدير بالـذكـر أنـني سألتُ المدير يوماً عـما إذا كان بالإمكان الحـصول من الدوائر الحـكـومية المعـنية عـلى منحة مالية قانونية نستحـقــّها عـلى هـذا النشاط الثـقافي و دعـماً لـهـذا المجـهـود الإجـتماعي ! أجابني قائـلاً  : لقـد راجـعـتُ وإستـفسرتُ ولم نحـصل عـلى شيء .
مـلاحـظة : إذا ظـهرتْ في مقالي هـذا أية معـلومة غـير صحـيحة ، أرجـو ممن يهـمّه الأمر تـنويهي عـليها في وسيلة الإعـلام هـذه تحـريرياً - وليس شـفـوياً - كي يتسنى لي الرد عـليها أمام نـظر القـراء ، فالإنسان ليس معـصوماً من الأخـطاء .
****************

93
المنبر الحر / ما رأيكم بالـقـول
« في: 10:41 29/06/2017  »
ما رأيكم بالـقـول :

الرياء ليس لغة يسوع ! ولا ينبغي أن يكـون لغة المسيحي ، لأن المُـرائي قادر عـلى قـتل جماعة بأسرها !! ..... فـمثـل يسوع ينبغي عـلى كل واحـد منا أيضاً أن يتكـلّم لغة الحق ، ونحـذّر في هـذا السياق من تجارب الرياء والـتـزلُّـف ... إن الـرياء مزدوج الوجه ... لغة الـرياء هي لغة الخـداع وهي اللغة عـينها التي إستعـملتها الحـيّة مع حـواء . تبدأ بالـتـزلُّـف لتـدمّر الأشخاص ، بعـدها يمكـنها أيضاً أن تجـرّد الإنسان من شخـصيّـته ونـفسه وأن تـقـتل الجـماعات ...
لـنـتـذكّـر هـذا الأمر على الـدوام :
عـنـدما يـبدأ أحـدهم بالتـزلُّف إلـيـنا ، عـلينا أن نجـيـب بالحـقـيقة ، لأن الرياء هـو لغة الشيطان الذي يزرع في الجـماعات ، ذلك اللسان المتـشعِّـب ليـدمّرها . لنطلب من الرب أن يحـفـظنا كي لا نسقـط في رذيلة الرياء .... وعلى كل واحـد أن يصلي قائلاً :
يا رب ساعـدني لكي لا أكـون مرائـياً وأعـرف كـيف أقـول الحـقـيقة أو أبقى ساكـتاً إن لم يكـن بإمكاني قـولها ، ولا أكـون مرائـياً أبـداً .

94
 تعـقـيـب عـلى مقال الـدكـتـور جـعـفـر الحـكـيم ورأيه في يسوع المسيح

الحـلقة الأولى

مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

قـرأت مقالاً بعـنـوان ( هل حـقا مات يسوع المسيح عـلى الصليب ؟ وما هي قـصة القـبر الفارغ ؟ ) للكاتب جـعـفـر الحـكـيم  http://www.civicegypt.org/?p=72472  والمنـشـور بتأريخ 2 آيار 2017  ، فأود التعـقـيب عـليه وأقـول :



يـبدو من متن المقال أن الكاتب مسلم ملتـزم ، ينـطـلق من مـبـدئه القـرآني لـيعـرض رأيه فـيما يتعـلـق بالمسيح ــ دون أن يـدري بأن أهـل مكة أدرى بشعابها ــ وعـليه فإنه أساساً يرفـض حـقـيقة المعـتـقـد المسيحي بشأن الصلـب فـيستـقـتـل قـلمه من أجـل تـشويه صورة الإيمان المسيحي لـيـقـول للقارىء أن ما جاء في الإنجـيل عـن هـذا الموضوع هـو تـلـفـيق ومفـبرك فلا موت ولا قـبر ، والصحـيح في نـظـره هـو ما ورد في القـرآن أنّ المسيح لم يُـصلـب . كما أنه يتمادى في الـتـشـكـيك بالأمر إلى حـد رفـضه أو إعادة تـفـسيره كما يحـلـو له لـلـنـبـوءات الـواردة في العـهـد الـقـديم . كان بإمكان الكاتب الموقـر إكـتساب إحـتـرام المسيحـيـيـن له لـو أنه كـتـب من موقع المحايـد عـلى الأقـل وليس كـمسلم .

إذا كان الكاتب غـيـر مقـتـنع بحـقـيقة الـقـبر الفارغ معـتـقـداً بأنها مفـبركة ! فـفي ذات الـوقـت يعجـز عـن إثبات فـبركـتها ، بل ويمكـن أن نسأله قائلين : ــ لـو ــ أنّ قـصة الصـلب هي خـيالية كـيـف تعـلل إنـدفاع تلاميـذ المسيح ولـوقا وﭘـولس إلى كـتابة الإنجـيل والرسائل إلى الـوثـنيـين وغـيـرهم يحـثـونهم فـيها عـلى الإيمان بالمسيح المصلوب الـذي مات ودُفِـنَ وقام من بـين الأموات ؟ كـيف تـفـسر حـماس تلاميـذ المسيح إلى الـتـبشيـر بـذلك ؟ ماذا كان أملهم وهم يتعـرّضون بكامل قـناعـتهم إلى الإضطهاد حـتى الموت ؟ أم هـل كانـوا ذوي مطامع شـخـصية ؟ أم عـملاءَ لـدولة أجـنبـية ؟ أم أعـضاءاً في أحـزاب سلـطـوية ؟ .

يقـول الكاتب في أمره الأول :   

(( أنّ مهمة يسوع المسيح التي كلفه بها الله قد إكـتملت ، وأن العـمل الموكـل به قـد أتمه وأداه قـبل الـقـبض عـليه ومحاكمته وتعـليقه عـلى الصليب ، وهـذا ما أكـده يسوع بنفسه في الليلة التي قـضاها في بستان جـثسيماني قـبل إلقاء القـبض عـليه )) .. والكاتب يستـشهـد بقـول المسيح ــ العـمل الـذي أعـطيتـني لأعـمل قـد أكـملـته ــ .... يوحـنا 17 :4 !!!

إن الكاتب يقـتبس ما يحـلـو له من جـزء الآية ، مثـله كمثل الـذي يقـول (( لا تـقـربـوا الصلاة )) ويقـف مستـغـفلاً القارىء الـبـسيط دون أن يكـمل له الآية !!!.

إن المفـروض بالكاتب الـنـزيه أن يُـظهـِر نـزاهـته للقارىء كي تـزداد الـثـقة به ..... أما تـكـملة الآية التي أدرجـها الكاتب ، هي كما يلي :

ــ العـمل الـذي أعـطيتـني لأعـمل قـد أكـملـته ، والآن مجّـدني أنت أيها الآب عـنـد ذاتك بالمجـد الـذي كان لي عـنـدك قـبل كـون العالم ــ

فإذا كان المسيح قـد أكـمل رسالته الـتعـلـيمية عـلى الأرض بنجاح كـمعـلم ، فإنه لم يصل إلى غايته التي بعـدُ والتي خـططها الله له ! هـناك تمجـيـداً ينـتـظره !!!! وأي مجـد ؟؟ المجـد الـذي كان عـنـده منـذ الأزل لم يعـرفه الناس ! إذن لا يزال هـناك شيئاً يتـطـلـب عـمله أمام الملأ ليخـتمه !!!!

ومن أجـل المقارنة لـتـقـريب الفـكـرة فـقـط  وليس للـتـطابق ! نـقـول : حـين يستـلم طالب جامعي نـتـيجة إمتحانه الـنهائي وتخـرجه بالنجاح من دائرة التسجـيل في الجامعة ، فإنه ناجـح نعـم ، ولكـن ليس ذلك خاتمة الطـقـوس وإنما يتـطـلب إعلان ذلك بحـضور عـميـد الكـلية أو رئيس الجامعة في إحـتـفال التـكـريم وتـوزيع الشهادات أمام جـمع مِن المحـتـفـلـين كي يُـعـتـرف به رسمياً ، وعـنـدئـذ يصبح الطالب مؤهلاً لممارسة مهـنـته أو مهمته التي من أجـلها درسَ ونجـحَ .

وتأكـيـداً عـلى أن رسالة المسيح لم تـنـتهِ عـنـد جـبل جـثـسيماني ، نـقـرأ في إنجـيل يوحـنا 19: 29 والمسيح معـلـقاً عـلى الصلـيب (( فـلما أخـذ يسوع الخـل قال قـد أكـمل ، ونـكـس رأسه وأسلم الروح )) !!! إذن قـد أكـمل وهـو عـلى الصليب ثم أسلم روحه وليس عـلى جـبل جـثـسيماني .

كـذلك نـقـرأ في إنجـيل لـوقا 23 : 46 والمسيح معـلقاً عـلى الصلـيب (( ونادى يسوع بصوت عـظيم وقال يا أبتاه في يـدَيـك أستـودع روحي ، ولما قال هـذا أسـلم الروح )) !!! إذن ، أسلم الروح وهـو عـلى الصليب وليس عـلى جـبل جـثـسيماني .

********

أكـتـفي الآن بهـذا الـقـدر ... أنـتـظر رد الكاتب الموقـر ، وعـنـدها أنـتـقـل إلى أمره الثاني الوارد في مقاله المشار إليه .

95
ردّي عـلى رد شماس موقـر
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 12 آب 2016
شماس قـدير أكـن له كـل الإحـتـرام ، كـتب رداً عـلى مقال معـين لكاتـب ، مُـنـوهاً إلى ما جاء في مقالي دون أن يـذكـر إسمي ( كم كان بـودّي أن يـذكـر إسمي فأنا لا أحـبـذ الـتـلـميح بل طـگ بـطـگ ) لـذلك سأعـلق عـلى ما كـتبه دون أن أذكـر إسمه إحـتـراماً له .
عـن الكـنيسة الكـلـدانية ( وهـو يقـصد بالـضبط شـخـص البطريرك ساكـو المحـتـرم ) يقـول الشماس :
(( الـنـيـل منها بحجج واهـية حتى دون أن يتأكّـدوا منها كحجة منع إقامة الـقـداديس في البـيـوت وهم يتـناسون ظرف إقامة الـقـداس في البـيـوت زمن بـدء نـشر الـدعـوة للإيمان المسيحي من قِـبل الرسل خـوفاً من الإضطهاد )) . إنـتهى
أقـول للشماس المحـتـرم :
راح أبـوسك من جـبـيـنـك ثم من خـدّك إذا تـسـوّي فـضل عـليّ وتـشـيـر إلى الحجج الـواهـية الـواردة ــ لا فـقـط في مقال واحـد ــ وإنما في كـل مقالاتي التي تـصلك إلى بـريـدك الإلكـتـروني ( وإنْ لم تـصلك ! فأكـيـد تـقـرأها في المواقع ) ..... لماذا أطـلب منـك ذلك ؟ لأني سأستـفـيـد في تـصحـيح أخـطائي وأنا الممنـون .
من جانب آخـر ، تـقـول أنّ إقامة الـقـداديس في الـبـيـوت أيام الرسل كان بسبب الإضطهادات ، وهـذا صحـيح ، ولكـني في ذات الـوقـت أسألـك أنْ تـنـظر إلى الصور المرفـقة مع المقال حـيث تـرى الكاهـن وهـو في الـقـرن الحادي والعـشـرين ، يـقـدس في غابة أو حـديقة عامة أو تحـت خـيمة في فـناء دار ( أو في حـديقة ديـر وليس في مكان العـبادة داخـل الـديـر ) !! والحاضرون مجـموعة صغـيـرة ... هـل من سـبـب مقـنع ؟ .
ثم عـتـبي الأخـوي إلى شماسـنا العـزيـز  :
ألم تـلـفـتْ نـظـرك كـل فـقـرات المقال الغـزيـرة ، إلاّ تـلك المسألة الـبـسيطة ؟ أطـلب منـك إعادة قـراءته والتأشـيـر مجـدداً إلى كـل فـقـرة ، واحـدة فـواحـدة ، وتـعـلـق عـليها عـسى أن تـكـون حـضرتـك عـنـصر إيجابي لمصلحـتي ( وأنت أبـو الخـيـر ) فأعـدلُ عـن تـكـرار أخـطائي ، متـذكـراً الـقـول المأثـور لـرأس كـنيستـنا الموقـر (( لَيْسَ بِوَسْعِ إنْسانٍ مَسْؤولٍ وَشَريفٍ أنْ يَكْـتُـمَ كَـلِمَتَهُ لِأنَّ الصَّمْتَ مَوْتٌ لِـلـذاتِ وَلِلآخَـر  )) .... دمت بسلام الرب وبـركاته .

96
السيد موفـق هـرمز يوحـنا من كـنـدا يـلـفـق دون وازع ولا ضميـر
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
ملاحـظة : كـم تمنيتُ أنّ أحـداً ينـشـر خـبـراً ــ محـدداً ــ يخـص رابطة البطريرك ، وليس أنـشـره أنا !!!  وأخـيـراً إستـطعـتُ أن أستـفـز أحـدهم بصورة غـيـر مباشـرة ، فـنـشره عـوضاً عـني دون أنْ يـدري !!.... إلهي ما أعـظـمك .

************
بتأريخ 10 حـزيران 2016 كـتب السيـد موفـق هـرمـز يوحـنا من كـنـدا ردّاً طفـولـياً عـلى صفحة القـوميـون الكـلـدان في الـفـيسبـوك مع بـقـية الـردود ، فـسرح خـياله مع قـلمه ولـفـقَ عـني إدّعاءه الـفـطير ضارباً ضميره عـرض الحائـط ..... وهـذا نـصه دون تـصحـيح أخـطائه الإملائية فـيقـول :
(( وماذا عـن الـفـيـديـو الذي كـنت تستهـزا فـيه من غبطة ابينا البطريرك خلاك مشاركـتك في المؤتمر الكلداني الثاني في مشكن ؟؟ الم يسبب مشاكل بين المؤتمرين وقرروا ترك المؤتمر ما لم تطرد منه ؟؟ )) *************
لـذا تـطـلـّـبَ مني الإجابة عـليه في خـطـوات بذات الصفـحة ( الـفـيسبـوك ) أيضاً وكـما يلي :
أنا لا أحارب رابطة البطريرك ، أنا أنـتـقـدها بالصورة التي أنت لن يمكـنـك إنـتـقادها أبـداً لأكـثر من سبب (1) أنت تبحـث عـن مناصب (2) أنت لا تـتـعـمـق في قانـون الرابطة وإنما أنت سـطحي (3) أنت تـقـبل أن تـكـون الرابطة هـجـينية (4) أنت تـرضى عـلى نـفـسك الخـنـوع .....................
أما أنا فالمنـصب لا يأتي عـلى بالي وأؤكـد لك بـدليل أنا رفـضتُ الرسامة الشماسية من المرحـوم فيليب هيلاي ... المطران إبراهـيم إبراهـيم .... المطران جـبرائيل كساب مرتين ........ أنا حـلـلــتُ قانـون الرابطة وإنـتـقـدته ولا أحـد يمكـنه الرد عـلى تـساؤلاتي حتى البطرك نـفـسه ..... أنا أريـد الرابطة كـلـدانية نـقـية من آغاجاني ومجـلسي وزوعاوي ..............أنا مرفـوع الرأس ولا أطأطئه لأي مخـلـوق ..................... وأنت حـر في تـصرفاتـك .
ثم أضفـتُ :
أخي موفـق هـرمز .... بعـد المؤتمر أنا كـتبتُ مقالاً ووصفـتُ فـيه حـركة البطرك عـلناً ولستُ خائـفاً من أحـد أياً كان ... أما أثـناء جـلسات المؤتمر فـقـد مـثــّـلـتُ حـركات البطرك (( ردة فعله حـول مار باوَي !!! )) بـدقة في مقابلته مع المذيع ولسن يونان حـسب الـﭬــيـديـو الـذي كان منـشوراً ــ حالياً محـذوف ــ .... والشخـص الـذي لم يعـجـبه ذلك في المؤتمر كان بمثابة جاسوس عـلينا .... ( كان خـطأ من أحـد الإخـوة المؤتمرين حـين دعاه وإعـتـرف بخـطأ دعـوته له ) !!!!!!!!!!!!!!!! إقـرأ وتـعَـلــّـم :
غـراب غـريب بـين صقـور بـيتـنا الـقـريـب ــ 10 حـزيران 2013
http://kaldaya.net/2013/Articles/06/10_MichaelCipi.html


ثم ::: مَن قال لك أني طردت من المؤتمر ؟؟؟؟ بشرفـك كلامك صحـيح ؟؟؟؟ إحـلـفْ بـشرفـك وأنا أقـبل بكلامك أمام الـقـرّاء .......!! للعـلم فـقـط :: في يوم خـتام المؤتمر طلب مني سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم أمام الجـميع في قاعة الـﭘارك الكـلـداني ، أن أخـدم الـقـداس الإحـتـفالي الخـتامي ــ نهاراً ــ فـقـلتُ له : سـيـدنا ، أنا أفــضل أن نـشـتـرك جـميعـنا في الخـدمة ، وهـكـذا كان ((( إسأله كي تـتأكـد )) .. وأثـناء تـناول القـربان المقـدس أشّـر عـليّ من المذبح كي أرتـل تـرنيمة كـلـدانية ذات لحـن رائع وكان بجانبي الأخ مؤيـد هـيـلـو والأب نـوئيل .. وذلك لـثـقـته بصوتي الـذي هـو نعـمة أشـكـر الرب عـليها ... فـرتلتها !!!!!

وفي إحـدى الأماسي الخـتامية ونحـن في قاعة نادي لا أتـذكـر إسمه ... كان هـناك بعـض الـنـشاطات ومن ضمنها رتل شماس تـرنيمة (( إمر لي عـيتا ... )) لشهـرتها ولم يكـن الأداء بالشكـل المضبوط ... فـقـمتُ ورتـلـتها بالأداء الألقـوشي الأصيل .... أعـجـبتْ الجـميع بـدون إستـثـناء ... وبعـد جـلـوسي جاءني المرحـوم حـبيب تـومي وسألـني :: هـل عـنـدك (( سي دي )) خاص بـصوتـك ؟ قـلـث لا مع الأسف ...
أخي : لا تبتـذل التعابـيـر من فـمك إرضاءاً لفلان وعلان فالضمير أثمن من أيّ كان !! إسأل الإخـوة في المنـبر الكـلـداني الموحـد الـذي تبنى إقامة المؤتمر عـما أقـوله يا سيد موفـق هـرمز ..... كـن حـذرا مرة أخـرى ... لا تـلـفـق قـصصاً ، كـن صاحـب ضمير ، وعـنـدك أولاد ، لا تحاول تـشويه سمعة ناس أشـراف . ..............
أخي موفـق هـرمز يوحـنا : لا يسعـني إلاّ أن أنـزل إلى مستـوى لأقـول لك ....
روح ...... وبعـدين نام أحـسن لك ..... لا تـدوس تخـتة جـرّك ويّاي ...... أتـركـك مع هـذه الصور كي تعـرف دَوري ومكانـتي في المؤتـمر :

(1) الأخ موفـق هـرمز .. بـشـرفـك هل يُـكـرَّم المطرود !!!!!
 

(2) الأخ موفـق هـرمز .. بـشـرفـك ماذا تعـلق عـلى هـذ الصورة ؟
 

(3) الأخ موفـق هـرمز .. أحـلـفـك بـشـرفـك إسأل الكادر الإذاعي في صوت الكـلـدان هـل يعـملـون مقابلة مع المطرود ؟؟؟؟
 

(4) الأخ موفـق هـرمز .. بـشـرفـك إسأل عـن صورة المؤتمرين الخـتامية .. هل المطرود يكـون معـهم ؟؟
 

(5) الأخ موفـق هـرمز .. بـشـرفـك إسأل عـن صورة المؤتمرين الخـتامية .. هل المطرود يكـون معـهم ؟؟
 

(6) الأخ موفـق هـرمز .. بـشـرفـك ما رأيك ؟
 

(7) الأخ موفـق هـرمز .. بـشـرفـك ... إسأل الأخ زيـد هـو قـريب منـك :: ما هـذه الصورة وماذا كان واجـبنا حـتى الـيـوم الأخـير !! 

(8) الأخ موفـق هـرمز....... لماذا لم تـشاركـنا في هـذه الجـلـسة ؟
 

97
رسالة من النائب العام تأريخها 16 نـيسان 2016
الـحـلـقة الثانية
بقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
إن أمر الرهـبان الكهـنة الـذين كانـوا قـد غادروا أديرتهم وسافـروا إلى الخارج ، قـد حُـسِم برسالة من روما مؤرخة بتأريخ 16 شـباط 2016 موجهة إلى حـضرة النائب العام الرسولي ( المسؤول عـن الأديرة ) ووافـقـت عـلى إنعـتاقهم من رهـبانيتهم ، ومن الطبـيعي أنّ كـهـنـوتهم يـبقى محـفـوظاً إلى الأبـد .
وبعـد أن حُـسِم موضوعهم مِن قِـبَـل روما ، لا أدري لماذا كـرّر غـبطة البطرك لويس ساكـو موقـفه الـقـديم منهم والمستـنـد إلى (( معـطيات قـديمة )) دون أن يأتي بجـديـد وذلك بنـشره مقالاً في الأسبوع الثاني من آيار 2016 أي بعـد ثلاثة أشهـر من رسالة روما !! كما في الرابط :
   http://saint-adday.com/?p=12730
والأروع من ذلك ، أن هـناك تـنـسيقاً متلازماً جـرى بـين غـبطة البطرك وحـضرة النائب الرسولي للرهـبانية الأب جـوزيف الـذي نـشر في نـفـس الـيـوم تـوضيحاً يستـنـد أيضاً إلى (( معـطيات قـديمة )) حـيث يقـول :       http://saint-adday.com/?p=12736
(( إن الرهبان الموجودين في الاميركـيتين وأوروبا بدون إذن الرئاسة الشرعي ، سبق وطلبوا الإنفكاك من نذورهم الرهبانية ، من رئاسة الرهبانية ، فـردت هذه الاخيرة طلبهم ولم تمنحهم الإذن ولا سمحـت لهم بذلك ، وبدوره المجمع الشرقي ثبّت وصدّق قرار الرهبانية ، ولم يعطهم ، من ناحيته ، الموافقة ، لا بل طلب منهم ، بواسطة كتاب شخصي ، وجّهه لكل منهم ، العودة الى ربوع الرهبانية ، والاتصال برئاسة الرهبانية وايضا بغـبطة الأب البطريرك مار لويس روفائيل ساكو بغية إيجاد حل نهائي لوضع كل واحد منهم ، وذلك بمهلة أقصاها العاشر من تموز 2015 )) .
إن هـذا التـوضيح صحـيح جـداً إستـناداً إلى (( معـطيات قـديمة )) وليس الآن ! لماذا ؟
لأن وثيقة ﭬاتيكانية باللغة الإيطالية بشأن الكهنة الرهـبان الكـلـدان المشمولين مُـؤرخة بتأريخ 16 شـباط 2016 كان قـد نـشرها الأخ منصور بتأريخ 12 آذار 2016 موجهة إلى شخـص النائب العام للـرهـبانية الهـرمزية الكـلـدانية القس جـوزيف مخـتـصرها يقـول :
(( إن قـداسة الحـبر الأعـظم وافـق عـلى طلبات التـفسيح / الإنعـتاق لأولـئك الرهـبان ))  http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,805802.0.html
إذن أصبح أمرهم محـسوماً ومعـلـناً عـلى الملأ ، ولم يعـد لحـضرة النائب أية سلطة عـليهم ولا علاقة بهم .
*******************
ولكـن الغـرابة ! أنه بعـد شهـرين من تـوجـيه المجمع الشرقي / روما المشار إليه والـذي بموجـبه تـقـرر مصير أولئك الرهـبان بإنـفـكاكـهم من الرهـبانية ! بعـث حـضرة النائب الرسولي الموقـر الأب جـوزيف عـبـد الستار رسالة أخـرى بتأريخ ( 16 نيسان 2016 ) صوّرتها بالكاميرا وهـذه هي أمامكم ، يطلـب فـيها من أصحاب السيادة مطارنـتـنا الكـلـدان الأجلاء ، أن يرفـضوا أي طـلـب للإنـضمام إلى أبرشياتهم ، يتـقـدم به راهـب ــ ينـوي ــ تـرك الرهـبنة ... (( ينـوي ... كـلمة غامضة ! لأن الرهـبان تـركـوا وتحـرروا ولم يعـودوا رهـبانا وبموافـقة روما ! ))
تـرى هـل أن حـضرة النائب يقـرر مصير كهـنـتـنا الـذين ليسوا رهـباناً عـنـده ؟ هـل أن كـنائسـنا ليست بحاجة إلى خـدمات كهـنـتـنا الكـلـدان الأكـفاء ؟ أم أن هـناك مَن يرغـب في فـرض إرادته لمجـرد أنه يـبخـل الإستـقـرار لكـهـنـتـنا ؟ ... لكـن سيـدنا البطرك ساكـو ذكي جـداً ( ذبها برأس النائب ) .


راجع الحـلقة الأولى : وثائـق متـسربة من هـنا وهـناك .
http://alqosh.net/mod.php?mod=articles&modfile=item&itemid=34775
أو
http://www.karemlash4u.com/vb/showthread.php?t=286000

98
تـقـرير عـن إجـتماع المدبّـر الرسولي المطـران مار شليمون وردوني بكهـنة أبرشـية ﭘـطـرس الرسول الكـلـدانية
تـقـريـر:  الأب أنـدرو يونان
ترجـمة : المركـز الكـلـداني للإعـلام
2 حـزيـران 2016
 
 http://kaldaya.net/2016/News/06/02_A2_ChNews.html

يوم الأربعاء 1 حـزيران 2016 إلتأم كهـنة أبرشية مار ﭘـطـرس الرسول الكلدانية ومعهم المطران مار المطران مار باوَي سورو في أول إجـتماع لهم مع المدبر الرسولي المطران مار شليمون وردوني .
بدأ الإجـتماع في الكاتـدرائية بـبـركة الـقـربان المـقـدس ، والـدعاء والصلاة للروح الـقـدس ليقـودهم ويساعـدهم في قـراراتهم لتحـقـيق إرادة الرب ومصلحة الأبرشية ، وبعـدها ، إنـتـقل الجـميع إلى إحـدى قاعات المركـز التربوي .
وفي بـدء الإجـتماع تلا سيادة المطران وردوني رسالة غـبطة أبـينا البطريرك مار لويس رفائيل الأول ساكـو لإكـليروس الأبرشية ونقل لهم تحـيات وتمنيات غـبطته لهم بالنجاح والتوفـيق في عـملهم .
بعـدها قـدّم سيادته مداخلة عـن رؤيته وملاحـظاته الشخـصية في عـدة مواضيع : روحانية الكهـنـوت في الأبرشية ــ الوحـدة كالتي تجـمع بـين المسيح وأبـيه السماوي ــ وسنة الرحمة التي أعـلنها قـداسة الحبر الأعـظم الـﭘاﭘا فـرانسيس .
وقـبل فـتح باب النقاش ، طلب مار شليمون وردوني من المطران مار باوي سورو قـراءة الرسالة الأخـيرة من مجـمع الكـنائس الشرقـية حـول موضوع طقس الـقـداس الكـلـداني . وعـلى مدار ساعات الإجـتماع تمت مناقـشة العـديد من المواضيع ، حيث أعـرب كل كاهن عـن رأيه بكل حرية ، وقـد برز في نـقاشات الحـضور جـو مفعـم بالشعـور الأخـوي الـذي يجمعهم ككهنة ، والإهـتمام الرعـوي ، وخلاص الـنـفـوس وخـير الكـنيسة الـذي كان دائما أولوية قـصوى في كل موضوع تم مناقـشته .
وقـد تـقـرّر في نهاية الإجـتماع أن يستـمر الإحـتـفال بطقـس القـداس المعـدّل عام 2006 في جـميع كـنائس الأبرشية حـتى تـكـمل اللجنة الليتـورجـية المنبثـقة عـن المجـمع الشرقي دراستها في الموضوع . وإتخـذت قـرارات مماثـلة حـول موضوع الكـهـنة والرهـبان العاملـين في الأبرشية .

وكان هـناك أيضا قـرارات حـول تحـديث في إدارة المركـز الكلداني للإعلام ، فـضلا عـن تعـيـينات في المكاتب الأسقـفـية:  النائب العام ونائبه ، والأمين المالي ، والمحاسب ، وأمين السر .

في الخـتام نرجـو من الجـميع الإستمرار بالصلاة من أجل سيادة المطران مار شليمون وردوني ، والأسقـف مار باوَي سورو ، وسائر كهـنة الأبرشية الـذين يخـدمون الرعـية .


99
المطران سـرهـد جـمو يَـفـكّ رمـوز تـرنـيمة ( إمَّـر لي عـيتا أيـكا ... )
كـتابة : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
تـناولـت القـربان المقـدس للمرة الأولى في كـركـوك عام 1957 وإنـتـقـلـتُ إلى ألـقـوش عام 1958 وشاركـت في الأنـشطة الكـنسية مبتـدئاً بـموكـب درب الصـليـب من يـوم الجـمعة عام 1959 .... وخادماً صغـيرا للـقـداس مع الشماس ثم تعـلـّـمتُ الترانيم ومنها ( إمَّـر لي عـيتا ) ومعانيها الحَـرفـية فـقـط ، وكم كـنتُ أتباهى أنا أيضاً بإعـتـباري شماساً واثـق الخـطـوة يمشي مَـلكاً في تـفـسيرها حـرفـياً وبحـركاتي التمثيلية أينما يتـطلب الموقـف (( مثلاً .. أمام رئيس دير المخـلص ــ صيـدا ــ لبنان 2012 مع رهـبانه فأعـجـب بمعانيها السطحـية !!! )) .... فـماذا لـو كـنتُ فـسّـرتُ له مقاصدها الرمـزية التي لم يشرحها لـنا أحـد ؟... حـتى شاهـدتُ تسجـيلاً لمحاضرة سيادة المطران سـرهـد جـمو في تـشرين الثاني 2014 الـمتميـزة وهـو يفـسر الترنيمة بلغة واثـقة الـنـبـرة ، وإيمان ﭘـطرس الصخـرة ، ولهـفة حارّة كالجـمرة في كـنيسة مار ميخائيل / سان ديـيـﮔـو فأعـجـبتُ بها ...... 
حـﭼـي بـيناتـنا ، أعـجـبتـني المحاضرة إلى درجة تـذكــّـرتُ إنـدهاشي من ركاكة العـبارات في خـطب الـبعـض وتـكـرارها الممل ! وقـلـتُ يا حـيـف أين فلان وفلان وفلان أيام زمان ! ..... يا الله مشّي ، فـلكـل زمان دولته ورجاله ... وفي العـراق الـيـوم قادته . 
يقـول سيادته :
إمَّـر لي عـيتا .. واحـدة من الـتـرانـيم الجـميلة التي نـرتـلها في الآحاد المناسِبة ... كان تـفـسـيرها مفـقـوداً حـقاً ، وكـنت أسأل نـفـسي منـذ زمن طـويل : مَن ، ومع مَن ، يكـون المتـكـلم في هـذه الـتـرتيلة ؟
الشاعـر وضع حـواراً مع إجابات ... لأنه يسأل : قـولي لي أيتها الكـنيسة ، أين تـريـدين أن أبنيكِ ؟ 
أحـياناً أستـنـدُ إلى الإنجـيل لإعـطاء معـنى لهـذه التـرنيمة ، والآن سأفـصلها لكم .....
حـين يسأل الشاعـر الكـنيسة ، أين تـريـدين أن أبنـيكِ ، أعَـلى الشمس ؟ أعَـلى القـمر ؟ أعَـلى النجـوم ؟ أعَـلى الجـبال ؟ فـما الـذي يقـصده في سـؤاله عـن ( أين يـبنيها ) ؟
نحـن الآن وصلـنا إلى الـقـمر ، ولكـن ماذا عـن الشمس التي لـو إقـتـرب مدار الأرض منها قـليلاً فإنها ستحـرقـنا ، وإذا إبتعـدنا قـليلاً عـنها نـنجـمـد من الـبرد .... فـما المقـصود بـبناء الكـنيسة عـلى الشمس ؟ ثم الأبعـد منها النجـوم ، مَن يـذهـب إلى هـناك للـبناء ؟ وماذا يـريـد بها هـذا الشاعـر اللاهـوتي ؟
وأخـيـراً ــ حـسب إعـتـقادي ــ تـوصّـلـتُ إلى تـفـسيرها لأني أراه ذا معـنى أكـثر ... فالمتـكـلم السائل يكـون مطراناً وليس المسيح لأن المسيح هـو الـذي أسّـسها فلا يسألها أين يـبنيها .
المطران عـنـده أبرشية ويسأل : قـولي لي أين أبنيكِ أيتها الكـنيسة ، هـل عـلى الشمس ؟
طيب ، نعـرف أنّ عـين الإنـسان منـوّرة فـيـبصر بها .. والعـقـل هـو بمثابة نـور يـدرك به ... فالشمس هي رمـز لـنـور العـقـل الـذي يرى به .
أبنيـكِ عـلى الشمس تعـني هـل : أبنيكِ عـلى مـدارك العـقـل ! أبنيكِ عـلى ما وصل إليه الـذهـن ! أبنيكِ عـلى الـتـقـدّم العـلمي لهـذا الزمن ! هـل نبني الكـنيسة عـلى ما وصل إليه الطب والفـيزياء والكـيمياء ؟
من جانب آخـر أرى تحـويراً في نـص الردة ( دَمّـير وَمّـيـر ، وَ ، مّـيـر وَمّـيـر ، دَمّـير وَمّـيـر بَكـثاوي ) لكـنه أدبـياً والأصح تـوازناً يكـون : ( دَمّـير وَمّـيـر ، دَ ، مّـير وَمّـيـر ، دَمّـير وَمّـيـر بَكـثاوي ) .
طيب ..... شِمشا دَعْـكـين زَلـّـيقاو = الشمس ينـطفىء شعاعها ( شمشا بـدأخي زهـريراح ) = الـذهـن يـنـطفىء إدراكه !...... إن أعـظم عـبـقـري يشيخ في نهايته ، تـتـدهـور إمكانياته الـذهـنية ... ونحـن نـرى الـيـوم أن أعـمق عـلم يعجـز أمام مايكـروب حـديث ... وكـل يـوم يـوجـد مايكـروب جـديـد .... ( شمشا د هـونا بـدأخي زهـريراح ) .. فـمهما تـقـدّم العـلم لا يصل إلى إدراك نـقـطة من هـذا الكـون .
ثم يسأل : قـولي لي اين أبنيتكِ ، أعَـلى القـمر ؟
تعـلمون أنّ الشعـراء يتغـنون بالقـمر ويكـتبون مشاعـرهم عـنه ..  لأنه رومانسي فـيتخـيـلـونه ويحـلمون به ... فـهـل أبنيكِ عـلى مشاعـر الإنسان الطيـبة ؟ كلا لأن ضوء القـمر خـفـيف ــ نازوك ــ فحـتى رِقة الإنـسان لا تـنـفع كي تـُـبنى عـليها الكـنيسة !
النجـوم ... النجـومية ... الشهـرة ... أناس كـثيرون يسرّهم أن يكـونـوا نجـوماً .. وحـتى مار ﭘـولس يقـول أن نجـماً عـن نجـم يخـتـلـفان في مجـدهما ، ويقـصد إخـتلاف الـناس عـن بعـضهم ، بعـض الناس مولعـين بحـب الظهـور كي يـبـرزوا مثـل الكـوكـب  ... فـعَـلى ماذا أبنـيكِ يا كـنيستي ، هـل عـلى هـكـذا منافـسات ، كـشخة ، وكل واحـد يريـد أنْ ينـتـفـض أمام عـيـون الناس لـيصبح مرئياً ؟ ... النجـوم تـتهاوى كأوراق الشجـر اليابسة ، هـكـذا نحـن حـين نـتعالى ونـصبح نجـوماً ... نـتـذكـر النجـوم المتألقة في ــ هـولي وود ــ حـين يشيخـون وتـرونهم ، ستـقـولـون كان من الأفـضل لو لم نـرَهم لـتبقى صوَرهم الجـميلة في ذهـنـنا !! .
هـل أبنيكِ عـلى الجـبل ؟ يعـني الـقـوة ؟ .
إذن صار عـنـدنا : (1) العـقـل .. (2) العاطفة والخـيال ... (3) الكـشخة ( الشهـرة ) .... (4) الـقـوة .
فـعَـلى أي من هـذه الأشياء تـُـبنى الكـنيسة ؟ قـوتها ليست نابعة من قـدرتها الـذاتية ..... والجـبال تـنـصهـر كالشمع .... فلا يمكـن الإعـتـماد عـلى الـقـوة .
فـيا أيتها الكـنيسة ، أنا المطران لا يجـوز أن أسـنـد نـفـسي عـلى عالِم أو خـبـيـر في شـؤون الـدنيا ، ولا عـلى العـواطف ، ولا عـلى الكـشخة ، ولا حـتى عـلى الـقـوة .
 
 
وأخـيـراً هـل أبنـيكِ عـلى الصخـرة !! نعـم ... يعـني عـلى شمعـون ( مار ﭘـطرس ) الـذي قال : أنت المسيح إبن الله الحي .

إخـواني وأخـواتي : إنّ ما يعـمله شمعـون كـشخـص ، يصنعه ( الصخـرة ) رمز الإيمان . هـذه العلاقة ( شمعـون ــ إيمان شمعـون ) وضعها المسيح وتخـص جـميع الرسل ... لكـن شمعـون يُجـيـب بإسم الجـميع ، وهـذا ينـطـبق عـلى شمعـون والآخـرين ولكـن الـبركة الأولى لشمعـون ، وبه تكـتمل السلسلة ، وبـدونه تكـون العلاقة ( السلسلة ) مقـطوعة .
 
ما هي الصخـرة ؟
أنا أقـول للمسيح : أنت هـو المسيح إبن الله الحي ... هـذه هي السلطة المخـوّلة لـلمطران والتي لا يأخـذها من تـفـسيرات دنـيـوية !! ولا يأخـذها من عـواطف ومزاجـيات ، ولا يأخـذها من شهـرة أو قـوة ... المطران يأخـذ سلطته من مكان واحـد : من شمعـون الصخـرة ، من إيمانه بالمسيح راساً حـيث العلاقة المباشرة بـينه والمسيح ..........
عـلى هـذه الصخـرة أبني كـنيستي ، يعـني عـلى هـذا الإيمان ، وأنا المطران ملـزم أن أكـون مؤمناً بهـذا دائمياً ، عـلى صخـرة الأساس هـذه . لـذلك حـين المسيح سأل الـتلاميذ ، أجاب شمعـون نيابة عـنهم .
إخـواني وأخـواتي : هـذه لكي تـفـهـموا أن مطرانكم يسأل عـلى ماذا أبنيكم ؟ وأنا مطرانكم الضعـيف والخاطىء واجـبي أن أريكـم أين أبنيكم ، عـلى أي أساس أضعـكم ؟ هـل عـلى مَن يـدّعي العِـلم ؟ هـل عـلى مَن يـدّعي الـقـوة ؟ هـل عـلى مَن يـدّعي الكـشخة ؟ هـل عـلى مَن يـدّعي العاطفـيات والمزاجـيات ؟
واجـبي أن أبنيكم عـلى إيماني بـيسوع ......... فالصخـرة هي : شمعـون وإيمان شمعـون . 
********************
ملاحـظة : سمعـت الكـثيرين من مناطق جـغـرافـية متـنـوعة ( أفـراداً ومجاميع ، شمامسة وكهـنة ) يرتـلـون هـذه التـرنيمة ............ فلا يؤدونها بكـفاءة الـقـوش ، ولا يقـبـلـون تـقـويم أدائهم  .
http://kaldaya.me/2016/10/28/4383

100
صدى كـلمة الـبـطـرك ساكـو لأبناء شعـبنا الكـلـداني في فـرنـسا
الحـلـقة الأولى
تـكـلم بموجـب موقـعـك أو ، خـذ موقعا بموجـب كلامـك
وإلاّ ، أتـرك كلامك وموقـعـك فلا مجال لـتاكـتيكِـكَ
بقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
بتأريخ 16 شـباط 2016 كـتـبتُ إلى سـيـدة عـلى الخاص في الـفـيسبـوك (( شـوفي ... لو البطرك ساكـو يـقـلب خـططه ... عـن مار باوَي ... وتغـيـيـراته في الكـنيسة ومسألة القـومية ..... سأكـتب لـصالحه بحـيث ما تـصدقـين ، وراح تـﮔــولين : هـل هـذا مايكل يكـتب هـذا المقال عـن ساكـو ؟ )) ثم بعـثـتُ نـفـس الـنـص إلى الأخ نامق جـرجـيس لإحاطته بالعِـلم كـصديق .
بتأريخ 5 آذار 2016 وأثـناء زيارته لـفـرنـسا إلـتـقى الـبطرك ساكـو وبرفـقـته ثلاثة مطارنة وكاهـن ــ كـلـدانيّـيـن ــ بأعـضاء الجـمعـية الآشـورية الكـلـدانية ذات الطابع الآثـوري المتمثـل بعَـلمهم وطبـيعة حـديثهم المتـزمّـت والـواضح عـلى وجـوههم ( الموقع البطركي يـذكـرها بإسم : الإتحاد الكـلـداني في ﭘاريس ) فإستـقـبـلـوه بفـرح ، ولما حان وقـت كـلمته بخـصوص أمتـنا الكـلـدانية ــ قام ــ ليحـدثهم وقـوفاً لمـدة 19 دقـيقة وهـم يستمعـون إلـيه بإستغـراب قائلاً :   
 
أنا فـرحان ونحـن فـرحانين الـيوم بـوجـودنا هـنا بـينـكم ، الـيوم أتينا أربعة مطارنة ( الرابع قادم في الطريق ) جـئـنا لـنـقـول لكم إنّ لكم مكانة في كـنيستـنا وقـلـوبنا وإلاّ كان بإمكانـنا أن نبعـث مطراناً تعـباناً لـيفـتـتح الكـنيسة ، ولكـنـنا أتينا جـميعـنا كي تـشعـروا بأنـنا قـريـبـون منكم ودائماً نـفـكـر بأنكم ظهـيرنا ونحـن أقـوياء بكم .
وأضاف غـبطته : يـوجـد كلام كـثير أنـنا آثـوريّـون وأنـنا كـلـدان ، نحـن كـلـدان مثـلما الآثـوريـون هـم آثـوريـون ، فـنحـن كـلـدان ، منـذ طفـولـتـنا وإلى الآن نحـن كـلـدان ، نحـن لسنا ضـد الإتحاد ، وعـملـنا الكـثير من أجـل أن نـتحـد ، ولكـنـنا نحـن ــ كـلـدان ــ إنْ لم نـقـوَ ونـقـتـدر ، وبـيتـنا يكـون مرتباً ونـكـون يـداً واحـدة وقـلـباً واحـداً ، لا يمكـن أن نـتحـد .
أكـيـد نعـرف أنـنا شعـب واحـد ولكـن إسمنا ــ كـلـدان ــ قـد وُضع قـبـل كـل الأسماء . في سنة 1441 كانت كـنيستـنا مشرقـية وصار إسمها كـلـدانية ، طبعاً هـؤلاء الكـلـدان أين ذهـبـوا ؟ الـذين كانـوا في بابل وفي تـلك المناطق (((  إنهم بـقـوا ))) !!! وحـين جاء الإسلام أجـبـروهم بالقـوة عـلى إعـتـناق الإسلام ، لكـنهم ــ الكـلـدان ــ أبناء هـذا الـبـلـد ، والـذين جاؤوا من السعـودية كانـوا مقاتلين بـدون عـوائل ، مثـلما الآثـوريـون في نينـوى لم يُـمحـوا لكـن قـسماً منهم تحـوّل إلى الإسلام  والقـسم الآخـر بقي مسيحـياً ( سـورايي !!! ) .
المسيحـيّـون دائماً كانـوا متمسكـين بكـنيستهم ولم يكـن شغـلهم (قـومية كـقـومية ) وهـوية ، في الماضي لم يكـن هـناك هـذا الشعـور والـتـفـكـير كـلـداني وآثـوري ، وإنما كانـوا كـلهم أبناء الكـنيسة الـواحـدة . في الحـقـيقة نحـن ــ كـلـدان ــ خـسرانين ليس لـدينا ممثـلـون في الحـكـومة ولكـن يأتي بعـض الأثـوريّـين ويأخـذون كـلها لهم ، في حـين عـدد الآثـوريّـين في العـراق لا يـزيـد عـن 5 آلاف شخـص أما الكـلـدانيـون 300 ألـف كـلـداني (( بنـسبة 1 ..... 60   داخـل العـراق ـ الكاتب )) فأنـشأنا هـذا الـتـنـظيم الخاص الرابطة الكـلـدانية لكـل كـلـدان العالم ، حافـظـوا عـلى إسمكم ، نحـن كـَـلـدان ، نحـن كـَـلـدان . 
وفي الـدقـيقة 6:08 أراد البطرك ساكـو أن يعـبِّـر عـن إسم لغـتـنا ولكـنه لم يسعـفه لسانه ، فـقال : ولِسانـُـنا ( كـَـ !! دون أن يكـملها ، وعـوَضاً عـنها قال ) هـوّ هـذا  !.......
ثم إستـمرّ في حـديثه قائلاً : أبـونا وأمنا كـلـدان ، الـيوم نـشعـر بأنـنا راكـنين عـلى جهة ، فـلماذا لا نـتحـد لنـكـون قـوة مـؤثـرة في الـتغـيّـرات الحاصلة في بـلـدنا ليكـون لـنا وزير . إشتغـلـنا وأتينا بـوزير ــ كـلـداني ــ لكـن ظهـر لـونه أحـمر !! لا يهم ، إسمه كـلـداني ( كما قال المرحـوم البطرك دلي ــ الكاتب ) نريـد واحـداً يحـتـرق قـلـبه للمسيحـيّـيـن كافة ، ليس فـقـط لـلكـلـدان ولكـن يهـتم بالكـلـدان أيضاً وحـقـوق الكـلـدان .
فـنحـن بصراحة فـخـورون بكم وبإتحادكم وبعـملكم كي تكـونـوا يـداً واحـدة مع الرابطة الكـلـدانية لتـكـونـوا واحـداً فـتـقـوَون أكـثر . يمكـنـكم تـشكـيل لجـنة تـضمكم جـميعـكم ، هـذا إذا كانت لـديكم إرادة طيـبة ، وإذا ما تـريـدون ، فلا تـريـدون ، لا يمكـنـنا أن نجـبركم ، نحـن فـرحانين بعـملكم ( أنـتم أحـرار ــ الكاتب ) والله يـبارككم .   
وفي رده عـلى أحـد المتحـدثين ، سحـب البطرك ساكـو كـرسـيّه إلى الأمام قـليلاً وتهيّء له وقال :
أخي ، فـقـط إسمعـني : نحـن وإنْ كـنا نعـمل من أجـل الـوحـدة والتجـمّع ولكـنـنا يجـب أنْ لا نـنسى هـويتـنا ومَن نكـون نحـن ، ولا واحـد آثـوري يقـبل بالكـلـدانيّـيـن ، يقـولـون أن الكـلـدانية مـذهـب !! أين يـوجـد مـذهـب كـلـداني ؟ المـذاهـب المسيحـية معـروفة ( الكاثـوليك والأورثـوذكـس والـﭘـروتـستانـت ) فـنحـن لا نـقـبل أن يـدوسـوا عـلينا ويمسحـوا تأريخـنا .
ربما سمعـتَ بأني بعـثـتُ برسالتين إلى كـلـتا الكـنيستين الآثـوريّـتين وقـلـتُ أنا حاضر لـلـتـنازل عـن منـصب البطركـية من أجـل الـوحـدة ونـرجع إلى كـنيسة المشرق ، ونحـن الكـلـدان وجـماعة الـ 25 في الشهـر وجـماعة الـ 7 بالشهـر نـنـتخـب بطركاً واحـداً لجـميعـنا ، فلا يقـبـلـون وإنما يريـدون أن نـكـون جـميعـنا آثـوريّـيـن ، نحـن لسنا آثـوريّـيـن ، أنا لستُ آثـورياً ، أنا كـلـداني ، ووالـدي كان في ( أومـرا ) وعـمي كان كاهـنا هـناك ، فـمن أين كان هـناك آثـوريّـون ؟
لا يمكـن أن أكـون آثـورياً جـبـراً ، ومن يريـد أن يكـون آثـورياً فـلـيكـن ، لا يمكـن أنْ يمحـوا وجـودنا وهـذا الشيء غـير ممكـن ولا أحـد يقـبله . إن هـدفـنا هـو الحـفاظ عـلى وجـودنا وهـويتـنا . الكـلـدان منـفـتحـون وقـلبنا عـلى قـلبهم ولكـنهم دائماً يتجاوزون عـلينا وهـذا لا نـقـبله ونحـن لسنا ضد أي واحـد .
في تـنـصيـب هـذا مار ﮔـورﮔـيس بطركهم ذهـبنا ثمانية مطارنة وأخـذنا له شيئاً خاصاً وهـو عـصا الراعي ، وعـلى الأقـل من باب إحـتـرامه لـنا في يوم تـنـصيـبه كان يُـفـتـرض أن يمسكـها بـيـده لكي يُـظهـِر رغـبة حـلـوة من أجـل الـوحـدة ، لكـنه ذهـب ومسك عـكازاً خـشبـياً بـيـده . نحـن نحـتـرمهم ولكـن في ذات الـوقـت عـليـنا أن نـصون حـقـوقـنا .
وعـن علاقـتـنا بالـقـوى المتـنـفـذة في العـراق ، خـتـم غـبطته كلامه بقـوله : لا يمكـن أن نـصبح مُـلـكاً لأحـد  ...........  ثم سحـب كـرسيه إلى الـوراء قـليلاً وإنـتهى الـلـقاء بالتـصفـيق .
***************************
ملاحـظة :
(( الجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله )) ............ لا شك كـلـنا معـرّضون للخـطأ ومن الفـضيلة أن نـعـتـرف به ونـصححه ... وقـد تـطـرّقـنا في مقالاتـنا طـيلة سنـوات ثلاث مضت إلى موقـف البطرك ساكـو من الإهـتمامات المعاصرة لشـعـبنا الكـلـداني ، والحـمـد لله فإنْ كان هـناك سهـوٌ فإنه مرجـوع للـطـرفـين ، فـقـد تـصَحَّـحَ الخـطأ وتأمّـلـنا خـيراً ... وأمامه الكـثير سنـتـطرّق إليه لاحـقاً .
في تعـقـيب عـلى : السريان يطالبون الحكـومة العـراقـية بإدراج إسمهم في الدستور ... صرح غـبطـته بتأريخ 22 آذار 2016 إن الجملة التي نعـتـرض عـليها في طـلب السريان هي :
 (( إن إسم الكـلـدان لا يمت بصلة للكـلـدان القـدامى ، إنما أطلقه الـﭘاﭘا أوجانيوس الرابع في منـتـصف القرن الخامس عشر عـلى فـئة من السريان النساطرة تبعـوا كـنيسة روما ... الهـوية إحساس شخـصي ولا يحـق لأحـد أن يفـرض هـوية معـينة عـلى الآخـرين أو يعـيرهم بها ...... فـيكـفي أن يحـمل الكـلـدان أكـثر من 5500 سنة هـذا الإسم ، وهم بالتالي سبقـوا غـيرهم في الإسم القـومي ! ثم نسألهم هل للكـلـدان المسلمين الشيعة في مدينة الناصرية علاقة بالـﭘاﭘا أوريجانس الرابع ؟ أم أن شعـورهم وإنـتماءهم هـو بأجـدادهم الكـلـدان في أور وبابل والجـنوب ؟ )) .
ولكـن بتأريخ 22 آذار 2016 أيضاً نـشر الأخ عامر ملـوكا بمناسبة صدور العـدد الأول من مجـلة ( لم يـذكـر إسمها وتأريخها ) تـصدر في ملـبـورن عـن مقابلـته مع غـبطة الـبطرك لـويس ساكـو الـذي صرّح بما يلي :   
(( القـول  بأن الآشـوريـين هـم أحـفاد آشورﭘانيـبال و سرﮔـون وسنحاريب .. والكـلـدان  اليوم بـبابل ونبوخـذ نصر ـ فهـذا يحـتاج إلى دراسة عـلمية وبرهان  )) ......
وكأن غـبطته رجّعـنا إلى المربّع الأول ! تـرى هـل أن المقابلة قـديمة ، هـل هـناك سهـو في تعـبـيـر الأخ عامر ، أم شيء آخـر ؟ .... حـبـذا لـو نـقـرأ تعـلـيقه عـلى تـساؤلـنا !.


101
أسعـدنا الـيـوم الـذي كـنا نـنـتـظـره من البطرك ساكـو .. ولكـن أمامه مشـواراً طـويلاً
بقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
أصبح واضحاً لا يقـبل الشك بأن البطرك ساكـو غـيّـر أفـكاره فجأة بنحـو مفاجىء عـلى صعـيـد الأمة الكـلـدانية وبصورة مـذهـلة تـدعـو إلى الإطمئـنان (( ومهما كانت نـوعـية محـرّكها فـقانـون نيوتن الأول يفـسرها )) فـقـد وضع قـدمه عـلى السكة الـقـومية الصحـيحة التي كـنا نـطالـبه بها ونـنـتـقـده بسبـبها في كـتاباتـنا الحارقة الخارقة طيلة ثلاث سنـوات مضت ، ولم يكـن لـدينا مأخـذ شخـصي تجاهه إطلاقاً ...
ورغـم أنـنا بـين الحـين والآخـر كـنا نـتـلـقى عـتاباً أو طلـباً أو رجاءاً أو رأياً إو إستـفـساراً مـتـنـوعاً بهـذا الشأن للكـف عـن الكـتابة ( لا لسبب !! إلاّ لأنه بطرك فـقـط ) إلاّ أنه لم يستـطع أحـد وإلى هـذه اللحـظة أن يـبـين لـنا خـطأ واحـداً أو إدّعاءاً عـلى متـن تـلك المقالات ، في حـين كـنا نـرجـو القـراء أن ينـبّهـونا إلى أية فـقـرة غـير مُـقـنِعة أو ملـفـقة يقـرأونها فـيها كي نعـتـذر لهم عـنها ..... وإللي فات مات .   
إنّ كـلمة الـبـطرك الأخـيرة في جـولته الـفـرنـسية وبرفـقة عـدد من مطارنـتـنا الكـلـدان وأمام شعـبنا هـناك ، أظهـرتْ لـنا من دون شك أنه وضع رجـله عـلى الطريق الآمنة ليخـطـو أول خـطـوة مستـقـيمة وبجـرأة غـير متـوقعة مشهـود لها .... مصحّحاً الإتجاه الـمعاكس الـذي كان يسير فـيه والـذي كـنا قـد نـبّـهـناه إليه مراراً وتأسـفـنا له كـثيراً ، إنها حـقا نـقـطة سُجّـلتْ لصالحه لا يمكـن نـكـرانها عـليه والتي أثـلجـت صدورنا بكـلماته ومواقـفه ..... ولكـن لا يزال الكـثير الكـثير أمامه من تطلعاتـنا وآمال شعـبنا .
قانـون نـيوتـن الأول :
يستـمر الجـسم الساكـن في سـكـونه والمتحـرّك في حـركـته في خـط مستـقـيم بنـفـس إنـطلاقه وإتجاهه ، ما  لم تـؤثـر عـليه قـوة خارجـية تغـيـر من إنطلاقه وإتجاهه .



102
الـقِـيَـم المسيحـية تـتـلألأ بـين بُـؤَر الشـرِّ والظـلامية
 بقـلم : مايكل سيـﭘـي / أيام زمان عَـبر البحار

إن غـياب الضمير الإنساني في موقع عـملي السابق مُـتَمثــِّلاً بتجاهـل كـفاءتي وإخلاصي ، بالإضافة إلى نسج البعـض مِن إداريّـيهِ خـِرَقاً بالية مِن خـلف الكـواليس ، لحـجـب نور مَن يحـمل بـيـَـدَيه الفـوانيس ، وسلوكهم الـتافه عـلى مسرح العـمل في إبعاد صوت الحـق الذي يزأر ويؤرق ليلـَهم الخـسيس ، ورغـم مشاعـري الحـميمة الصادقة التي فاقـتْ تمَـلـُّق رفاقَ الأزقــّة والدهاليز ، أقـول إنَّ كـلَّ ذلك دعاني إلى تـَـذمُّـري من ذلك الواقع الرخـيص ، فـهجـرته بإخـتياري الحُـرّ والموثـق بالإيميل في مطلع عام 2008  وليس مِن قِـبَـل الإدارة كما روّج السيـد النائـب الموقـر للـبعـض خارج أستراليا ! وبـدون خجل !! حـقاً قـيل : إنْ كـنـت لا تـستحي إفعل ما تـشاء . 
ولكـنَّ الشـكـر للرب مانح الحـياة الذي فـتح أمامي باباً آخـراً دون تأخـير حـين قادتـني الأيام إلى العـمل في إحـدى القارات عَـبر البحار ( أشهـراً تعادل سنيناً ) فـإستمتعـتُ بالسياحة الكـثير وعـلـَّـمَـتـني الأيام أكـثر وإخـتبرتُ الحـياة الأكـثر ، وهـناك شاءت متـطلـبات العـمل أن أكـون قـريـباً من جـماعات ( الإرهابـيّـين ! ) في إحـدى الـدول من تلك البقاع .
وأثـناء أحـد اللقاءات رغـبتُ أن أحـدّثهم بما يجـول في خاطري ويخـتلج في صـدري بطريقة رشيقة سَـلِسة لا تـثيرهـم ، فـكـلـّمْـتهم باللغة التي يستـسيغـونها بأسلوب إجـتماعيِّ وتربويِّ شَـيّـق كي يستمعوا إليَّ بإنـتباه وقـلتُ لهم : أنا كـنتُ من روّاد الأفلام الهـنـدية في أواخـر الستينات وأوائل السبعـينات من القـرن الماضي ( فـعـلـّق أحـدهم فـوراً  قائلاً : يـبـدو أنك رومانسيٌّ أستاذ ) !
وأنا لا زلتُ أواصل حـديثي قـلـتُ : وفي أحـد الأفلام منها ، غـنى الممثل أغـنية باللغة الإنـﮔـليزية ، تأثـرتُ برومانسية لحـنها وعـمق معانيها فـحـفـظـتها فـوراً لبساطة كـلماتها وهي : 
Come shake my hand  .......  تعالَ وصافـحـني   
And  love  each other  ......  ولنحـبّ بعـضنا بعـضاً
Let us feel happiness  ....... دعـنا نـشعـر بالسعادة
In this world together ........ في هـذا العالم سـويّة
This is the only truth ........ هـذه هي الحـقـيقة الوحـيـدة
Remember my brother ....... تـذَكـَّـر يا أخي
 فـنادى أحـدهم من مكانه ممَّن أعـجـبته وتأثـر بها أيضاً وقال برزانة وذكاء الواعي : ( أستاذ ، لقـد وصَـلـَـتْ الرسالة ) ! ثم قـلتُ لهم : الأغـنية إنـتهـتْ ولكـن إسمحـوا لي أن أعَـلـِّـقَ عـليها بعـض الشيء .... طبعاً سادَ السكـوتُ بـينهم شـوقاً ليستمعـوا إليّ فـربما عـنـدي المزيـد ، وأردَفـتُ :
نحـن جـميعـنا خـليقة الله ، خـَـلـَـقــَـنا عـراة في هـذا العالـَم ، فـترعـرعـنا وكـبـِرنا وعـمِلنا وبَـنـَينا وعـمَّـرنا ووَفـَّـرنا وأنجَـبْـنا ، ومهـما طالَ عـمْـرُنا فإنـنا كـلنا متجـهـون نحـو خـط نهايتـنا ، عـنـدئـذ لن نأخـذ معـنا ....... فـقاطعـني أحـدهـم معـلـقاً مباشرة وقال : ( سِوى الكـَـفـَن ) . وأضفـتُ :
إنـنا سوف نـترك كل شيء ونغادر هـذه الأرض دون أن نأخـذ معـنا شيئاً مما كـسَـبناه ووفـَّـرناه في هـذه الدنيا ، وبإخـتصار : لـقـد جـئـنا إلى العالـَم عـراة ً ونغادره عـراة ً . إذن ، لِـمَ كل هـذا العـراك ، القـتال ، الصراع ، الـذبح ، الحـقـد ، الكـراهـية ، الإنـتـقام ، الإنحـراف ، السرقة ، الإغـتصاب ، الإخـتطاف والسطو ، في العالـَم ؟ .....
( فـنادى أحـدهـم من مكانه وقال : أستاذ ، هـل أنـتَ مَسيحِي ؟ ) وهـنا بـيت القـصيـد في مقالي !
فـقـلتُ له : نعـم إنـني مسيحيٌّ ( فـقال : يظهر عـليك ذلك ) وأكـملتُ قائلاً : أنا مسيحيٌّ من العـراق والآن أسترالي الجـنسية .....  ثم خـتمتُ كلاميَ قائلاً لهم : ثِـقـوا ــ وأنـتم تعـلـَمون ــ إنَّ كـل مَن عـلى هـذه الأرض فانٍ ولا يـبقى إلاّ وجه خالقِها ، وما عـلينا إلاّ أن نـُـبْـقيَ إسمَـنا مرفـوعاً ومتجـسِّداً في أعـمالـنا الجـليلة وذكـرياتـنا الجـميلة .
تـُرى ، ما الذي قـلتـُه لـذلك المستمع إلى حـديثي ليكـتـشفَ مسيحـيَّـتي ؟ لـَمْ يكـن يعـرف إسمي ، ولا معـتـقـدي ولم أذكـر له شيئاً مِن الإنجـيل أو آياته ، ولا قـدّيسيه المؤمنين به أو رُسُـلِه ، ولم أصف له الـدير ورُهـبانه . ولكـنـني إخـتــَصَرتُ موعـظة يسوع عـلى الجـبل وتعاليمه ، رسائل مار ﭘـولص الرسول وأفـكاره ، نـذور الراهـب وصومعـته ، وعـظ الكاهـن وكـنيسته ، الفادي الذي حَـمَـلَ الصليـب طائعاً قـبل أنْ يحـمله وغـفـرانه لأعـدائه ! وكـذلك عَـرَضتُ مسيرة 2000 سنة من تاريخ المُـخـَلـِّص وقـيامته ، الطريق والحـق والحـياة وكلامه العـذب الذي كـلـَّـمَـنا به  ، دماء الشهـداء من أجـل الإيمان بالرب وأقـواله ، نور العالـَم الذي تـَـنـَـوَّرْنا به .
عَـبَّـرتُ عـن كـل ذلك بالكـلمات المضيئة لتلك الأغـنية البسيطة والناطقة بالمبادئ المسيحـية المُجَـسِّدة لـ ( الله محـبَّة ) دون ذكـر إسم المسيح ! .... المسيحـية المُحِـبَّة التي تحُـلَّ مَحَـلّ حـقـد المنـتـقـمين لتـنير دروب التائهـين ، الهادئة لـتـُـريح أعـصاب المنـفـعـلين ، المُسالِمة لتـُـقـَـوِّم سلوك العُـدوانيّـين ، الكـريمة لتـشرح قـلوبَ اللئـيمين ، المليئة بـدعَـوات الخـير لتـزرع الرجاءَ والأمل في نفـوس بني البشر اليائـسين ، العـذبة المُـنعِـشة المُـفـرحة عسى أن تـُـغـيَّـر بعـضاً مِن سلوك الحاقـدين .
تلك هي الكـلمات المتلألـئة بإشعاعاتها لا يُحـجَـب بريقـُها مهـما وُضِعَـتْ الحـواجـز حـولـَها ، ولا يُـبْـطـَل نبضُها مهـما عُـزلـَـتْ شرايـينها ، ولا ينـقـطع صوتـُها مهـما إبتعـدتْ وأُبْـعِـدَتْ الآذان السامعة لها .
ومما لا شـكّ فـيه أنَّ مستمعيَ المشار إليه سرعان ما أثمرَتْ فـيه كـلماتي وجَـعـلـَته يستعـرض تعاليمَه الهـدّامة مع نفـسه ،  ويستـذكـر ممارساتِه السلبـيّة في قـلبه ، ويتخـيَّـل خـطـطه الشرّيرة أمامه ، وبضمير ! صَحا فـجأة في داخـله ، ليقارن بـينهما ويفـصح عـن خـلاصة إستـنـتاجاته وهي أنَّ ماء الحـياة ينبع فعلاً من ينبوع الحـياة ، ومَن يشرب منه يرتوي ، فـترتسم ملامح إنـتعاشه عـلى وجهه ، ويُسـتـدلّ عـليها من أقـواله وأفـكاره المسيحـية وأفـعاله ...
وبـذلك نكـون قـد تـلـمَـذنا الأممَ ــ في عـقـر دارهم ــ دون أن نرتـديَ جُـبَّة ولا سـوتانة ولا نحـمل صولجاناً ، ودون أن نقـفَ خـلف منبـرٍ وعـيونـنا تـحَـمـلق راسمة منحـنياتٍ يميناً ويساراً لإستـطلاع الجالسين أمامنا ........ فلا قـرأنا قانـون الإيمان ولا طلـبنا قـراءة سـورة الفاتحة من (( الضالـين )) .
نعـمْ ، كـَـمْ طـوَّقـَـتْ الأصفاد زنود المؤمنين الأحـرار فـكانـت طريق المسيحـية مَرْويٌّة بـدماء الشهـداء الأبرار ، ولكـن كـلمة الحـياة خالـدة منـيرة تـقـضُّ مضاجـع الحـمقى الدائرين في رديء المـدار ، وأبواب الجـحـيم لن تـقـوى عـليها بل تبقى القِـيَـمُ المسيحـية تـتلألأ في بؤر الظلام والأشرار ، عـسى أن تـُـنير عـقـول القابعـين في دنيء الأطـوار ، فـتـقـود العُـتاة العابثـين بتعاليم السماء ، إلى شاطئ الأمان والرفاء . إنهم فعلاً تـُعَـساء ، نـتألـّم لهم وعـلى حالهم نحـزن ونـُـواسيهم بالرثاء ، وعـلى طبق ذهـبي قـدَّمنا لهم الـدواء ، فـهـل عـنـدهم إستعـداد للشِـفاء ؟ . 
ملاحـظة : مقال منـشـور في 2009 أضفـت إليه لمسات حـديثة .

103
محـطات لمريم الـعـذراء في الكـتاب المقـدس
ملاحـظة :
(1) يمكـن لأي موسيقار أن يلحّـن هـذه الأبـيات الشعـرية لتـكـون بمثابة أوﭘـَـريت
(2) إذا تـطـلب الأمر لاهـوتياً يمكـن تغـيـيـر أية كـلمة وبتـنـسيق مع واضع الكـلمات
(3) ليس في حاسـوبي برنامج الحـروف الكـلـدانية ، لـذا كـتبتُ بالـﮔـرشـوني
******************************************
(1)
سـفـر التـكـوين
مِن قـَـميثا ﭘــِشْلا كـْـثـوتا بْـﮔــــــو أورَيتا .... بْـريلا بْـريثا وْ ما دإيثْ بْـﮔاوَح وْكـُـل قـَـصِتا
أويرِ سَـطانا بْـﮔـو خُـوّ ، دْ هـويا تـْـعَـستا .... وْ هَـمْ خُـوّ زريلِ ݒـِلـْـغـونا مِنْ دَشَـــــــــــنـْـتا
دِجِـمْـنـايـوثا دِريالِ  دلا  بَـقـَـــــــــــــرْتا .... وْ مَـد يَـرخي يـوماثا ، لـَـكـْهاويـلا خْـلـَـصْـتا
بـيـنَـث خُـوّ  تا كـُـل زونا وْبـينَـث بَخـْـتا .... وْ بـيـنـَـثْ زَرأَ  د  خُـوّ  وْ زَرأ د آيا بَـخـْـــــتا
زَرأ  د  خُـوّ ، سَـطانـيلِ مَـر تـْـعَـسْــــــتـا .... وْ زرأ د بَخـْـتا إيشـوعـيلِ ليه تِـشـْــــــبـوحْـتـا
آو بْـطاوِخ ريـشا  د  خُـوّ  ديلِ تـْـعَـسْـتـا
تـرجـمة
منـذ الـقِـدَم أصبحَـتْ مكـتـوبة في سِـفـر الـتـكـوين ــ صار الكـون وما فـيه ، وكـل القـصة
دخـل الشيطان في الحـية ليكـون حجـر عـثـرة ــ والحـية زرعـتْ الخلاف منـذ الـبـداية
وضع العـداوة بـدون تـساؤل ــ ومهما طالت الأيام لن تـكـون لها نهاية
بـين الحـية والمرأة لكـل الأزمنة ــ وبـين نسل الحـية ونسل تلك المرأة
نسل الحـية هـو الشيطان أبو العـثـرة ــ ونسل المرأة هـو يسوع له المجـد
هـو يسـحـق رأس الحـية الـذي هـو العـثـرة
(2)
نـبوءة إيشعـيا
( وولا بْـثـولـتا بـِد بَـطـنا ـ وبْـ مَهـويا بْـرونا ـ وْ بـِد قـريا شِـمّيه ح عـمانوئيل )
(أ)
إيشَعـيا نـْـويّا لمَريم مْنـوبـيـلِ ..... مْـقـَم إشـْـوا إمّا شِـنّ مُـيْـذيـلِ
إيمَن تا ناشِ مُحـْـكـيـلِ ..... كـل بَـرناشـوثا مُـﭘْـصِخـلِ
روِزواليه وبْسِـمْواليه وتا مريا مْشـوبحْـليه
(ب)
يا مَـتمَـريم خا بْرونا بْـ مَهـويَـتْ ..... عـمانوئيل شِمّيه ح آيَـت قـَـريَـتْ
تا كــُلاّن ـ صَـوْرا بـِد ياوَتْ ..... وْ ريشا د سَـطانا بـِد ديشَـت
مَـكــّخـتا ـ وخِـدَّمـتا ـ تا مَريا بـِد هـويَـتْ
(ج)
مريم بْـطِـنــّا ـ دْلا موما كـيانايا ..... بْـخـيلا مِن روحا د قـوذشا مْـثـومايا
بْـ ﮔــُـﭘـّـيثا ـ بّـيثْ لـْحـيم هـويا ..... بْـﮔـو أورِ ـ ﭘــِشْـوالِ دِريا
أذ طِـفلا ـ قـديشا ـ بـِرد آلاها قـِريا
ترجمة
( ها إن العـذراء تحـبل وتلـد إبناً وتـدعـو إسمه عـمانوئيل )
(أ)
إيشعـيا النبي تـنبّأ لمريم ــ وأعـلمَ قـبل سبعـمائة سـنة
وعـنـدما تكـلم مع الـناس ــ أفـرحَ جـميع الإنـسانية
إنـتـعـشـوا وفـرحـوا وللرب سبَّـحـوا
(ب)
يا مريم ـ تـلـدين إبناً واحـداً ــ أنتِ تـدعـين إسمه عـمانوئيل
وتعـطين الأمل لجـميعـنا ــ وتسحـقـين رأس الشيطان
وتكـونين متواضعة وأمة للرب
(ج)
مريم حـبلتْ بلا دنس أصلي ــ  بقـوة الروح القـدس الأزلي
مولود في مغارة بيت لحم ــ ووضِع في المـذود
هـذا الطـفل قـدّوس وإبن الله يُـدعى
**********
(3)
يسوع الطـفل في الهـيـكل
بَـثِـر تــْـمَـنيا يوماثا ـ سِـقـليه لأورشْـلِم ماثا
د ياوي تاما دِوّحْـثا ـ مْـبَـدَل كـُـل بُـخـرا خاثا

بْـ ناموسا وولا كـْـثـوتا ـ تــْـري زاءِ مِن يوناثا
تا هَـيــِكـْلا بّـصْخـوثا ـ تاما كـْـشاريه بُـركاثا

شمعـون ساوا شـْـقـلـْـوالِ ـ إيشوع بإيـذيه ح طـْإنـْـوالِ
تا مريم مُحْـكـيـوالِ ـ إلـّـد رُمْحا مِروالِ
ترجـمة
بعـد أيام ثـمان ، صعـدوا إلى مدينة أروشليم ــ كي يعـطـوا ذبـيحة ، عـن كـل بكـر جـديـد
مكـتوب في الناموس زوج يمام ــ للهـيكل بفـرح ، وهـناك تحـل البركات
شمعـون الشيخ أخـذ يسوع بـيـديه وحـمله ــ وكـلـَّم مريم عـن الرمح ( الذي سينغـرس في قـلبها )
**********
(4)
الهـروب إلى مصر
هـيرودس وول بجْـيالا .... دقاطِلْ كـُـل بُـخـرا يالا
دلا راوِ و ﭘايـش مَـلكا ..... بْشاقِـل مَلـكـوثيه ح بْخـيلا

مار يوسب آوو دميخا ..... ويـوا رويـزا ومَكــّـيخا
بْـﮔـو مارَن آوو ﭘْـصيخا ....  إمّـد مَـتـمَـريم نيخا

بْخِـلما مَلاخا ثيـلِ ..... لمار يوسب كِـمآميرِ
شـْـقـُـل يالا وْسي مَأرِقـلِ ..... مْـقـَم هـيرودس مْـساكـيـرِ

مار يوسب ﮔـورا بْـثـولا .... شـْـقِـلّ لمريم قـلولا
مْـخَالِـصْـلِ إيشوع طِفلا ..... تـَـد لا ﭘايـشِ قـْـطيلا

رخِـشـليه طْـلاثـْـنيه دلا قالا ..... تا مصر هْـوِلـّـيه بالا
تاما كـْـليليه بـسْـﭘارا ..... هِـل دِجْـمِنْ كِم ساﭘـيلا
ترجـمة
إنّ هـيرودس يـبحـث ، كي يقـتـل كـل بـكـر ولـد ( ذكـر )
كي لا يكـبر ويصبح مَـلِكاً ، يأخـذ مملكـته بالـقـوة
مار يوسف وهـو نائم ، كان منـتـعـشاً ومتـواضعاً
فـرحان مع ربّـنا ، ومع مريم مرتاح
في الحـلم جاء الملاك ، إلى مار يوسف وقال له
خـذ الطفل وأركـض به ، إخـفِـه عـن هـيرودس
ما يوسف رجـل بتـول ، أخـذ مريم بسرعة
يخـلـّص يسوع الطفـل ، كي لا يصبح مقـتـولاً
ثلاثـتهم ساروا بـدون صوت ، تـوجّـهـوا إلى مصر
تـوقـفـوا هـناك ينـتـظرون ، إلى أنْ العـدو أسلم ( الروح )
**********
(5)
يسوع ذو 12 عام مفـقـود في أورشليم
إيشوع ومريم ومار يوسب ـ بإيـذا د ﭘــِصْحا سِـقـْـواليه
طـْلاثا يومِ بْأورِشْـلِم ـ إيشوعِ ... مْـسوكِـرْواليه
إيـﮔا إلـّـيه ح جـِلـْـواليه ـ بْـﮔـو هَـيــِكلا د أورشـليم كِـمْخازيليه
إيشوع ميرِ يا يمي ـ تا مَها كـْجـيلـَـتْ إلـّي
تيوا بـيني مَلـْـﭘانِ ـ كـْـمَحْـكِـن وآني كـْـشمْإيلي
مو لا كـيـذوتـون ﮔاوي ـ ﮔـياني تا بابي دِ شْمَيّا مْسوﭘْـيالي
ترجـمة
يسوع ومريم ويوسف في عـيد الـفـصح صعـدوا ــ  ثلاثة أيام في أورشليم ـ يسوع ضاع
عـنـدئذ فـتـشوا عـنه ، وجـدوه في هـيكل أورشليم
يسوع قال يا أمي لماذا تبحـثين عـني ــ أنا جالس مع المعـلمين وأتكلم وهم يسمعـونـني
ألا تعـلمون أني سلمتُ نـفـسي لأبي الـذي في السماء
**********
(6)
يسوع يكـبر في المجـتـمع
فِـتـواليه شِـنّ ويوماثا ـ مارَن بـﭘـْـلاخا بْـﮔـو بـيثا
كـْعايـنـوا مار يوسب كـينا ــ بْـشولا دْ قـيسا وْ نـَـﮔــَـروثا

لا شاوِقـوا ديّـيه ح صلوثا ـ بْهَـيــِكلا بْـيـوماثا د شـَـبـثا
مولِـﭘْـوا بْـكُـل هـيمانوثا ـ بـِكـْـثــَـوانِ دِ نـْـوِيّـوثا
ترجـمة
مرت سنين ويسوع يعـمل في البيت يساعـد مار يوسف البار في أعـمال الخـشب والنجارة
ما كان يترك صلاته في الهـيكل بأيام السبت ــ يعَـلـِّـم بكـل إيمان وبكـتب النبوءات
**********
(7)
عـرس قانا ـ فـرح أول أعـجـوبة
يمّا د إيشوع زِلـْـوالا ـ مريم ...... لـْماثا د قانا مْـطيوالا ـ مريم
خـَمرا د إثــْـوا خْـلِـصْوالا ـ مريم
تا خـكـما جـونـقِ ﭘـْـقِـذلا ـ مريم دي مريم ها مريم

ﮔـورْنِ ماي مْـليـواليه ـ مارَن ....... عـجـيـبوثا مْشُـريـلِ ـ مارَن
مِن مايي خـمرا أوِذلِ ـ مارَن
ناشِ دْ تاما بْـسِـمْـواليه ـ مارَن دي مارَن ها مارَن

مارَن لا شْـوِقـلِ خاتِـر ـ مريم ........ أوِذلِ بإجْـبونا د يــِمّيه ح ـ مريم
مْهادَخ أخـني كِـمْصالِخ ـ مريم
كـْـطـَـلبخ مِنـّه ح وكِـمْـنـونِخ ـ مريم دي مريم ها مريم
ترجـمة
مريم ذهـبتْ مع يسوع ووصلتْ إلى قـرية قانا ـ إنـتـهـتْ الخـمر التي كانت موجـودة
فأوصتْ بعـض الخـدم ـ ملـؤوا الأحـواض بالماء ـ وإبتـدأ بأعـجـوبة
من الماء عـمل خـمراً ـ والناس إنـتـعـشـوا
يسوع لم يخـيّـب أمه مريم ، عـمل برغـبة أمه
ولهـذا نحـن نـصلي ونـطـلب منها ونـتـحـنـن
**********
()
خـميس الفـصح ــ بـتـرقـب
بْـﮔـو خـمشو شابا د ﭘــِصْحا ـ مارَن تـو والِ
إمّـد تـلميـذِ ديّـيه ح ـ بْعِـلـّـيثا جْـمِعْـليه
لِخـما قِـصيوالِ ـ هـيّـيه .... وْ خـمرا هْـوْلـْـوالِ ـ هـيّـيه
يِهـوذا ﭘـْـلِـطـْـلِ ، وكـُـلـّـيه ﭘْصيخـيه بخـذاذيه

ﭘـَـطرس ميـرِ بـِد هاوِن ـ إمّوخ هِـل خَـرثا
مارَن ميـرِ بْـنـَـكـْـرتي ـ قـَم ناشِ د ماثا
إيمَن تـد دَأرتْ ـ هـيّـيه ...... خِـنـْـواثـوخ جَـمْعـِـتْ ـ هـيّـيه
بإنـﮔالـيّون مَكـِرزِتْ ، بأربـيه ﭘــِنـْـياثا
ترجـمة
في خـميس الفـصح جـلس يسوع ـ مع تلاميـذه وإجـتـمعـوا في العـلية
ناول الخـبز والخـمر لهم وجـميعـهم فرحـين ـ يهـوذا خـرج
ﭘـَـطرس قال أكـون معـك حـتى النهاية ـ الرب قال له تـنـكـرني أمام أهـل القـرية
وحـين ترجع إجـمع إخـوتك وتكـرز بالإنجـيل في أربع جهات العالم
**********
(9)
جـمعة الآلام
رِش طـورا د زيثا مْـصوليلِ ـ مارَن تاما دِمّا دْإثــْـلِ
مِن مَريا آلاها طـْـلِـبْـلِ ـ بَـلكي أذ كأسا مَـفـِتـلِ

كِـم نـَـبْـليلِ بْـﮔـو خِـرطوثا ـ قـَم قـيّاﭘا وْمِـلـْـيــِه حـومْـثا
وْ يَهـوذا مْـسوﭘـيلِ مارِه ح ـ بـِ (طـْلاثي) ســيـمِ دْلا نـْـخِـﭘـْـثا
ترجـمة
يسوع صلى فـوق جـبل الزيتون فـعـرق دماً ـ وطلب من الله إنْ أمكـن أنْ يمرر هـذه الكأس
أخـذوه بالقـوة أمام قـيّاﭘا مملوءين غـضباً ـ ويَهـوذا سلم سيده بثلاثين فـضة بـدون خـجـل
**********
(10)
قـول الرب لمار يوحـنا
يا بْـرونا آذي يـمّوخ ... مْـساﭘـنـّا آنا بْـإيـذوخ
شْـموء إلاّح ما دأمْـرالـوخ ..... مِن عـوقانِ مْـخَـلـصالـوخ

يا بَـخـتا آذي بْـروناخ ..... أريلِ خاصِه ح كـُـل زوناخ
بْـكـُـل شـوهارا مْـيَـقـريلاخ .... يمّي يمّي بْـقاريلاخ
ترجـمة
يا ولـد هـذه أمك .... أسـلمها بـيـديك
إسمع لها كـل ما تـقـوله لك ..... تـخـلـصك من المآسي
يا إمرأة هـذا إبنـكِ .... إسـنـدي ظهـره في كـل الأزمنة
يحـتـرمـونـكِ بكـل فـخـر ...... أمي أمي ينادونـكِ
**********
(11)
الصَّـلبْ ، حـزن
بْخـرثا صْلـو واليه ـ لـْمارَن مْـتولـْـتيليه .... لِـصْليوا حَـيّا ـ تاما مْـسوﭘْـيالِ
يــِمّيه ح بـِقـرايا ـ وْ طاليه ح بـبْخايا .... وْ دِمأه ح بجْـرايا ـ وْ لـَـتا سولايا
قـْـويريه بْـﮔـو قـورا ـ مشيحا ﮔـبّارا .... ناشِ بـِسْـﭘارا ـ عَـسكـر بـِنـطارا
ترجـمة
[/b][/color]
في النهاية صلبوا المسيح وعـلـقـوه عـلى الصليب الحي وهـناك سـلـَّم الروح
أمه تـصيح وتـبكي عـليه ودموعـها تسيل وليس لها تـسلية
وُضِع المسيح الجـبار في القـبر ـ والناس تـنـتـظـر ، والعـسكـر يحـرس
**********
(12)
القـيامة ـ فـرح
إيشوع ﭘــِشْـلِ ـ طلاثا يومِ ـ بْـ قـورا خـْـويشا ...عَـلما كـُـلـّـيه ح ـ بْـحَـشّا وْحـيرا ـ مْآذي ﮔـِدشا
ثـيليه إنـشِ ـ مِن قـدَمتا ـ ومِلـْـيي حـشّا .... خـزيليه كـيـﭘـا ـ مْـﮔـونـِدْرا ـ وْ بْـريوالِ شْـغـوشـْـيا
بْخـرثا مَلاخا ـ مويْـذيلِ ـ  مشيحا قِـمْلِ .... كِم آميريه ـ تـد جَـمعي ـ بـِﮔـْـليلا كـولـّـيه
إيـﮔا زلـّـيه ـ أوِذليه ديخ دِ ـ كِـمـﭘاقِـذليه ..... وكـُـل خـَـديسَـر بْإي عِـدّانا كِم خازيلِ
ترجـمة
[/b][/color]
يسوع بقي محـبوساً ثلاثة أيام في القـبر ـ والعالم حائر بهـذا الحـدث
جاءت النساء منـذ الصباح حـزينات ـ رأين الحجـر متـدحـرجاً وحـدثـت بلبلة
وفي الأخـير أخـبرهم الملاك بأن المسيح قام وقال لهـن أن يجـتـمعـوا جـميعهم في الجـليل
عـنـدئذ ذهـبن وعـملن بما أوصاهم  وقـد رأوه الأحـد عـشر
**********



104
في أربعـينية المرحـوم حـبـيب تـومي
بقـلم  مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
في الحـقـبة الأخـيرة من السنين كـنتُ من بـين متابعي أخـبار المرحـوم حـبـيب تـومي كـناشط قـومي .... وخاصة في الأشهـر الأخـيرة حـين صار يعاني من تـدهـور في حالـته الصحـية ، ورغـم ذلك فـقـد كانت مفاجأة لـنا عـنـدما قـرأنا خـبر إنـتـقاله إلى الحـياة الأبـدية في الأول من كانـون الأول 2015 .
أتـذكـره في ألـقـوش إبّان مطلع االستينات شاباً أعـزباً منـتـمياً إلى جـماعة الـثـوار وخاصة حـين شاع لـقـبه المعـروف ( حُـبّا ) لشجاعـته ... وبسبب إنـشغالي بالـدراسة ثم إنـتـقالي إلى بغـداد لم أعـد أسمع عـنه ، خاصة أني لم أكـن من تـياره الفـكـري الستيني .
وقـبل سنـوات قـليلة مضت قـرأت مقالاً له كـتبه عـن نـفـسه موضحاً فـيه أنه بإرادته إنـتـمى إلى التيار الـتـقـدمي المعارض للسلطة حـيـنـذاك وبإرادته تـركه دون أن يطعـن بهـذا أو ذاك ...... ثم بإرادته الحـرة تـرك العـراق لـينـتهي به المطاف إلى الـنـرويج.... وكان يتـردد إلى العـراق زائراً ، بل كان يأمل أن يرجع لـيعـيش في بـلـدته ألـقـوش التي يعـتـز بها كـثيراً .
وفي حـديثي معه قـبل بضعة سنـوات أفاد بأنه عـنـد إنـتـقاله إلى بغـداد كان مستـمراً في نـضاله السري ( الـتـقـدمي ) مستعـداً بهمة الشباب للـقـيام بأية مهمة يكـلـف بها تهـدف إلى صالح الشعـب ، إلاّ أن القادة الـتـقـدميّـين آنـذاك خـيّـبـوا أمله وآمال الكـثيرين .....
كان أول لـقاء لي معه في مؤتمر الـنهـضة الكـلـدانية / سان ديـيـﮔـو 2011 وهـو من العـناصر الـنـشطة فـيه ، وكـذلك في المؤتمر الـقـومي الكـلـداني العام / ديترويت 2013  . كان صريحاً وسليم الـتـفـكـير يحاجج بالـدليل والبرهان والمنـطق ، لـذلك تجـنبه الكـثيرون لأية مناظرة مقـتـرحة .
في حـدود السنـوات العـشر الأخـيرة صار يكـتب عـن الإعـتـزاز بقـوميته الكـلـدانية وإعـتـزازه كألـقـوشي أيضاً فـصار شخـصية كـلـدانية معـروفة بغـزارة مطالعاته وعـلمية تـفـكـيره .... كـتاباته تـتمـيز بالرزانة والـدماثة والهـدوء وإحـتـرام المقابل حـتى المخالـف له . كان مولعاً بالمطالعة ومدوّناً كـل ما يثيره أو يعـجـب به كي يستـشهـد به في مقالاته اللاحـقة .
كان حـريصاً في الحـفاظ عـلى الوشائج التي تربطه بالكـنيسة وبشخـص البطرك ساكـو الـذي زاره في مكـتبه البطريركي ، فـيعـلق بكـل إحـترام معـتـزاً بالكـنيسة وينـتـقـد بمهـنية لفائـدة أبناء شعـبنا الكـلـداني دون تهـميش غـيرهم .
لم يكـن وزيراً ولا قائـد فـيلق ولكـنه كان شخـصية أدبـية قـومية كلـدانية تستحـق الإلتـفات إليها ، وعـليه كـنا نـتـوقع أن يـبعـث البطرك ساكـو رسالة مواساة إلى عائـلته الكـلـدانية الألقـوشية إحـتراماً له ( لكـنه لم يفـعـل !) .... أسـوة بالرسالة التي بعـثها إلى عائلة المرحـوم يونان هـوزايا ــ 30 كانـون الأول 2015 ــ الـذي كان يروق له أن يتـسمى بالآثـوري ويناضل من أجـل الآثـوريّـين ونحـن نحـتـرم إخـتياره ... ولكـنه مع كـل الأسف فإن البطرك ساكـو تـذكـَّـرَه ، وتجاهـل المرحـوم حـبـيب ،، والله يسامحه .
وقـد جاء في رسالة البطرك إلى عائلة المرحـوم ( هـوزايا ) أنه كان ملتـزماً بقـضية المسيحـيّـين ... فـعـلـقـتُ عـليه في الفيسبوك :
((  ألله يرحـم هـوزايا ويرحم جـميع الموتى ... كان سياسيا آثـوريا يعـمل من أجـل الآثـوريّـين ، وليس من أجـل المسيحـيّـين كما إدّعى البطرك لـويس )) .
كـلـنا في طريق الحـق سائـرون ولن يـبقى لـنا إلاّ ذكـرياتـنا ...... نطـلب من الرب أن يهـب للمرحـوم حـبـيب وهـوزايا وجـميع الموتى ، حـياة أبـدية ولأهـلهم الصبر والعـزاء .


105
الجـحـش وبعـران الـوالي

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني ـ

من تراث جـريـــدة عـمّـا كـلدايا / سـدني ـ 2001
 
كان لأحـد الولاة بعـران في بادية نائية ، أوكـلَ أمرها إلى راعي ليَهـتم بها ، مرَّ زمان حـتى طالت قامتها وحـسُن مظهـرها .... وحـين تسَطـّحَ قـليلا سنامها من كـثرة سـمنها صار يـبخـل عـليها جَـمالها ، وعـنـدها قـرر أن يـنغّـص عـليها إنـتعاشها ورفاهـيتها ، فأوصى بتسيـيرها مربـوطة في قافـلة تـنـقـل الأمتعة وتـدرّ عـليه ربحا . 
ظن الـوالي ــ الغـبي ــ أن البعـران لا تعـرف طرق الـقـوافـل في الصحـراء ، فـبعـث إليها جحشاً ( قـصير الـذيل ، طويل الأذنين ، أنكـرَ الصوتين ) يتـقـدّم القافـلة ، يمشي فـتـتبعه في طريق يعـرفها ، حـيث يعـتاش منها !.
كانت البعـران تـُحَـمَّـل أكـثر من طاقـتها ، تـُساق أياماً وليال لمسافات بعـيدة بلا ماء ولا عـلـف لها ، وهي تطيع دون تـذمّـر منها ، تمشي بصمت والتعـب لا يُـضنيها ، فـذاقـتْ الأمرَّين ثـقـلاً وجـوعاً وعـطشاً ولا تـفـتـح فاها .

 

ولما قـرب أجَـل ــ الوالي العـزيـز ــ تـذكــّـرَ أعـماله الظالمة وخاف من الآخـرة وعـواقـبها ، تحـرّكـتْ أحاسيس ــ الرحـمة ــ عـنـده فإستغـفـر ربه ، وطلب الغـفـران من أبناء جـلدته عـسى أن يرث ملكـوته ، وأخـيرا دعى بعـرانه التي فـنيتْ عـمرها في خـدمته ، وقال لها :
(( أقـرّ وأعـترف بأنني قـسيتُ عـليكم حملا وحـرمتكم مأكلاّ وإرتـواءاً ، في البارحة إستغـفـرتُ ربي لأني ظـلمتـكم ، واليوم جـئـتُ لأعـتـرف بآثامي أمامكم راجـياً صفحَـكم ، فهلاّ أحـظى بعَـفـوِكم لتمسَح عـني ذنـوبي بغـفـرانكم ، والله خـيراً يجازيكم )) ؟

 

سـكـتـتْ الـبعـران الـقـديـرة .. وبعـد بُـرهة قـصيرة إلتـفـتـتْ إليه مرفـوعة الرأس كأولاد الأميرة وقالـتْ : 
يا مولانا ! كـنا نـنسى التعـب والإرهاق كـلما طرح الحمل عـن ظهـرنا أرضاً ... ويغـيب الجـوع والعـطش عـن بالـنا كـلما شبعـنا شـوكاً وإرتـوَينا ماءاً ... فهـذه كـلها معـفـية عـنـك مجاناً ...
ولكـنـنا لن نغـفـر لك حـيـن بعـثـتَ هـذا ــ الجُـحَـيـش ــ يتـقـدّمنا لـيقـودنا ويحـدو بنا نحـن البعـران  .



106
الوالي وبعـيـره المشاغـب الخالي
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني 

طلب مني صديق ، إستـراحة لـلـظهـيرة ، فـقـلتُ سمعاً وطاعة وتـدلـل .....

من تراث جـريـدة عـمّـا كـلدايا / سـدني ـ 2001

حـدثـني زميل عـن مسرحـية ( بعـير الوالي ) التي شاهـد عَـرضَها عـلى خـشبة مسرح بغـداد في أيام السبعـينات ، نكـتبها بلون قـلمنا لـيـطلع عـليها قـرّاؤنا ونعـرف مـدى صدقـنا عـند ثرثرتـنا وقـوة إيماننا بأي عـمل جـماعي يخـصنا  .
يُحكى عـن بعـير مُـدلـل للوالي كان يجـول ويصول كـيفـما يشاء في حـقـول الأهالي ، يأكـل ما يشتهي من زرعهم ولا يـبالي ، فـيتمرغـل أينما تستهـويه مروجهم حـتى تطاولَ فـصار يـداعـب ناقاتهم ويغـمز غـزلانهم ، ناسياً أنه بعـير كـبـير لا يليق به مغازلة الريم الرشيقة ولا مداعـبة الجـميلة في الحـديقة من إناث الحـيوانات الأنيقة .
ضاق الناس به وتـذمروا منه حـتى أجـمعـوا أمرهم يـوما ليرفعـوا دعـواهم إلى الوالي ، يشكـون إليه سوء تـصرّف بعـيره في الحـقـولِ . ولكـن مَن ذا الذي يتـقـدمهم بإسمهم ليكـلم الوالي ؟ في الـبـدء تـشجَّع كلهم وعـددهم يفـوق المائـتين فـتـقـدم أحـدهم وقاد مسيرتهم إلى حـيث يُـقـيم الوالي . وقـبـيل منـتـصف الطريق نظر قائـدهم حـوله فـرأى قـسما منهم يعـود أدراجه بصمت إلى حـيث قـدِمـوا .   
هـزَّ رأسه وإستمر مع الباقـين مسيرته إلى المـدينة حـتى برز برج القـلعة من بعـيد ، عـندئـذ تباطأ عـدد آخـر من المتـظاهـرين وبقـوا في مكانهم والآخـرون يواصلون سَيرهم . ولما وصلوا مشارف الـبلـدة نظر الزعـيم الشجاع حـوله فإنـدهـش ! حـين لاحـظ الـذين إشتـد غـضبهم وأجـمعـوا أمرهم ورفعـوا دعـواهم ، تركـوه ولم يـبقَ إلا بضعة منهم ، وما أن وصل باب الـقـصر حـتى إستـوقـفه الحـراس برماحهم قائلين : ماذا تريد يا رجل ؟ 
قال لهم : أنا وجـماعـتي نريد مواجهة الوالي في شأن خـطـير عالٍ ! قالوا: إنك أنت أمامنا ولكـن جماعـتك أين ؟ إلـتـفـتَ الرجل كي يشير إلى جماعـته ، فـلم يـرَ إلا نفسه ! لـقـد خـذله جـميع أصحابه ، فـقال للحـراس : خـوَّلـني أصحابي أن أكـلم الوالي باسمهم وبإسمي ، وهم الآن ينـتـظرونني عـند مشارف المـدينة وعـلى جانبَي الطريق . سأله الحـراس : ولماذا لم يصطحـبوك إلى باب القـلعة ؟ قال : كي لا يُساء فهمهم ويُـفـَسَّر موكـبهم بقافـلة تـثير حـول القـصرغـبارهم ... وعـنـدها أذِن له .
ولما صار في حـضرة الوالي ، سأله : ما الذي جاء بك إليَّ يا هـذا ؟ قال الرجل المقـدام : يا حـضرة الوالي ، إن بعـيركم صار يرعى في حـقـولنا و.......!!!
فـقاطعه الوالي فـورا قائلا : وهل من مانع يُـصادر حـرية ( البعـير ) عـزيز الوالي ؟
قال الشجاع : كلا يا مولاي إنما نحـن نـراه وحـده لا رفـيقة عـنـده فـنحـزن لأجـله ! جـئـناك لـنرجـوك أنْ تسمح ونخـطب ناقة له ، تـزيل عـنه هـمومه وتـعـوِّضه وحـدته وتـوفـيه حاجـته ، فـما رأي فخامتكم في طلبنا لـلـتـرفـيه عـنه ؟ قال الوالي : بارك الله فـيكم جـميعاً .... خـذ هـذه ناقة لـلـبعـير ، ومائة أخـرى مكـرمة لك فأنت الجـديـر .
 
ولما رجع الرجـل ومعه 101 ناقة ، لاقاه أصحابه الـذين تركـوه ... فـسألـوه عـما جـرى بـين الوالي وبـينه ، أخـبرهم بالحـقـيقة فـقالوا له : ألا تـشاركـنا فـيما وهـبك ؟ قال لهم : أما كان الأعـدل لـو شاركـتموني في حـضوري أمام الوالي ؟ قالوا له : ولكـنك قـلتَ له أن الـبعـير يريد ناقة ! ولم تـقـل دمَّـر حـقـولنا جـميعـنا ! قال : خـذلـتموني وتركـتموني وحـيداً أمام الباب العالي وتريدون مشاركـتي في مكـرمة الوالي ؟ أتريدونـني أكـلمه عـن شكـواكم وتـذمُّركم كي يعاقـبني عـوضا عـنكم ؟ أما كان الأصح أنْ تـرافـقـوني لـتـشاركـوني ؟ فـمنذ الآن لن أتكئ عـلى جـداركم لـينهار بي وأموت تحـت أنقاضكم !! دام الوالي عـزيزا وأنا مُكـرَّما .... وليخـذل المتخاذلون .
ملاحـظة : سنأتيكم مستـقـبلاً بقـصة قـصيرة ( الجـحـش وبعـران الوالي ) للـتـرفـيه عـنـكم .. إنـتـظروها

107
الجَـمّـال و الوالــــــــــــــــي

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

البابلي في حـــضرة الوالي   يـسأله ماذا عـن الأحـــــــــــــــــــــوال
رد عـليه الصدى بالإجـمال   (يا ذيب ليش تعَـوي ؟ حالك مثل حالي)

يحكى أن رجلاً من ديار بابل ضاعـت ناقـته النزيلة ، وهـو في طريقه إلى تل الكهـف في حـلب الجميلة . سأل عـنها الكـثير وأمله وفـير وبعـد عـناء مرير رآها عـند إعـرابي من أهل الشام كان قـد لـقـيَها تائهة فإمتـلكها . جاء الرجل إلى الإعـرابي فـسلم عـليه ، طبع قـبلة على كـتـفـيه ، وإسترسل الحديث معه ، ثم قال له :
يا أخا العـرب لـقـد ضاعـت مني ناقـتي ، كانت مُسَـليتي فأخـذتْ معها مهجـتي ، تعـبتُ في البحـث عـنها ولم أجـدها وبعـد جـهد مليل شاهـدتُ مطلعـكَ الجميل توسمتُ فـيك الخليل ، أراك من أهل الشيمة والكـرم ، لا تـقـبل الضيم وترد الذمم ، كل الشهامة منك والأصالة فـيك ، ومقـدما أشكـرك وها هي ناقـتي عـندك !
فـقال الإعـرابي : يا أخي في أرض القـبـيلة ، لـقـد أكـرمْـتـني بكلماتك النبـيلة ، وأغـرقـتـني بعـباراتك الهـديلة ، صدقـتَ فـيما قـلت إلا في الأخـيرة ، أعـنـدك غـيرها بديلة ؟ فهذا جمَلي وليس ناقـتك الهـزيلة . قال الرجل : هلا نظرتَ أسفـلها لترى ضرعها وحـلمتيها ؟ قال الإعـرابي : نظرتُ وحمـدتُ ، فـلـقـد منَّ الله عليّ بجَـمل ذي ذكـَـرين ، فـشكـرتُ .
حار الرجل الـبابـليُّ في أمره وفـقـدَ وجه الصواب في الإعـرابي وسذاجـته ، ولما كان غـريـبا لم يجـد بُـدَّاً إلا أن يكـون أديـباً ، فـيعـرض أمره عـلى الوالي لبـيـباً . فـقال للإعـرابي : أتـقـبل بقـضاء والي الشام فـنـذهـب إليه كِـلانا ؟ رد عـليه الإعـرابي فـورا : نعم والله إنه والينا ، شيخ عـلينا معـلمنا وراعـينا ، وهـو سـيِّـد الـقـوم وأبونا ، نـقـدم له الغـلة من زرعـنا ، والـعُـشـرَ من مدخـولنا ، وكل يوم نصلي ونـطـلب له عـمراً طـويلاً ونعـطي له ما بأيـدينا ، نـقـبِّل يده بشفاهـنا وهـو يرد لكـرَمنا عـناقاً وبَـوساً على خـدنا ، يربِّتُ عـلى ظهـرنا دَلكاً ، ويكـثره عـلى من يتـصف باللطافة بـينـنا ، وعـليه فأنا أقـبل بقـضائه لنا ، فإليه هـيا بنا .
ولما وصلا إليه سلما عـليه فـردَّ عـليهما السلام ، والغـمة فـيه ، سألاه : ما بك يا مولانا ؟ قال : نُـزعَـتْ عـني حمامتي وِشاية ، كانت ترفّ جـناحـيها فـتهـف لي صيفا وتجاورني بريشها فـتـدفـئـني شتاءا ، تـدغـدغـني بمنقارها فأنـتـشي بها ليلا ، ومن شدة حـزني ، نـفـضتُ عـباءتي فـلحـقـتْ بها رفـيقاتها ، وتركـتْ أعـشاشها ، فـنثرتُ وراءها من الشعـير بعـض حـبات وإتخـذتُ من العـش محـرابي وقـلعـتي ، وقـلت لنفسي : يا ليت شعـري هل أبـيتن ليلة بعُـشِّ الدجى إني إذاً لـزهـيد ، وأتركُ الموتى يدفـنون موتاهم ( ساذج وبلـيدُ ) .
إستغـرب البابلي من إستـناحة الوالي وحسبَه مهووسا في كـلماته ، فـقال له : يا مولانا إن الحمامات في أعشاشها ساكـنات ، فـما الذي جاء بك إليها ، لتمنحـك الدفء والـدغـدغات ؟ ( وقـلب البابلي يقسم بالكائنات : هـذا النحـيب ودموع التماسيح شبـيهات) ! .
أجاب الوالي : إن الحـمامات الوديعات لا تطمئن إلا عـند الولاة . ولِمَ الريـبة ! أما يُحكى عـن سليمان كان يناغي الطير وهي جُـثــَّـمٌ راغـبات ؟ ثم أردف : حـلـلـتما أهلا ونزلـتما سهلاً وأقـضي لكما إذا طلـبتما أمراً .
حكى البابلي قـصته وأفـضى للوالي أمره . ثم تـقـدم الإعـرابي وقال : هـذا جملي يا طويل العـمر وأنت مولاي مدى الدهـر، والبابلي يحاججـني في الأمر ، ويقـول عـن جـملي إنه ناقـته ، فإقـضِ بـينـنا أدامك الله والينا . فـلما تـفحَّـصَ الوالي العـلة قال : إنه جملك أيها الشامي ، خـذه وإذهـب في طريقـك إنه لك . فـقـبَّل الإعـرابي يد الوالي ثم خـرج .
ولما رأى الرجل في الوالي الخَـصْمَ والحَكَـمَ سكـت ولله أمره سلـَّم ، وعـندئذ بالخـروج هَـمَّ . وهـنا إستوقـفه الوالي سائلا إياه : كم ثمن ناقـتك ؟ قال الرجل ألف درهم حـفـظك الله . فأمر أن يُعـطى له ألف درهم وزيادة . تعجـب الرجل البابلي وقال: ما هـذا يا مولاي ؟ قال الوالي : تلك كانت ناقـتك وهـذا ثمنها وزيادة لك ! فاستغـرب الرجل وقال : إن كـنتَ تـقـرُّ بأنها خاصتي ، فـلماذا قـضيتَ وأخـذ مني ناقـتي ؟

أجابه الوالي وقال : بسذاجة هـؤلاء ( الخـبل ) وأمثالهم الـذين لا يفـرقـون بين الناقة والجمل ، أصبحـتُ أنا ــ واليهم ــ وسأبقى راعـيهم طِوال الـزمن المقـبل ، أتريدني أن أعَـلِّمه ليستـنير عـقله ، وغـدا تـُعـرَفُ حـقـيقـتي عـنده ، فأفـقـد ولاءه ولن يفـتح لي صرَّته ، وأخسر الـعُـشـرَ والغلات ، كـنزي في الحـياة والممات ؟
أما أنت فإنك واحد بذكائك ، لا تهمني طاعـتك ، ولا يقلقـني دهاؤك ، طالما أنت بعـيد ولا أقـبل بإقـترابك ، وإلا فستكـشف حـيلتي وتـدرك خـدعـتي وتـنزع مني عـباءتي .
قال له البابلي : يعـرف الناس بأنك هـيطل ، يوم نـفـضتَ العـباءة يا ذابل ، إبتسمَ الوالي وقال : يا عاقل ، كـبـيرهم في مجـلسي غافـل ، وكل مَن في المجلس أهـبل ، أحسبهم كالأصنام ولا أخجل .
هـزَّ البابلي رأسه الناجل ، والـدرهم الحـرام في يـده يقـول : أفـتخـرُ ! مدينـتي بابل ، أجاهـر بالحق ولا أمهل ، الثعـلب في الغابة ماكـر ، وجـلـده في الأسواق وافـر ، والشاري في فـلوسه زاخـر . ومن يعـيش بالحـيلة يموت بالفـقـر .
*****************
الحـلقة السادسة القادمة : مقابلة المطران فـرانـسيس قلابات مع إذاعة صوت الكـلـدان


108
جـبـران خـلـيـل جـبران هـيـبة وعـنـوان ، يقـول عـن كارهه منافـق جـبان
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

قال ونـستـون ﭼـرﭼـل رئيس وزراء بريـطانيا السابق :
لا تـفاوِض القـرد إذا كان في الغـرفة المجاورة طبّال

وحـكى قـصة قـصيرة ، تـفـضلـوا إسمعـوها :
ركـبتُ سيارة الأجـرة يوما متـوجها إلى مكـتب ( بي بي سي ) لإجـراء مقابلة ، وعـنـدما وصلتُ طلبتُ من السائـق أن ينـتـظرني 40 دقـيقة حـتى أعـود ....... إعـتـذر السائـق وقال : لا أستـطيع لأنّ عـليّ الـذهاب إلى الـبـيت كي أسمع خـطاب ونستـون ﭼـرﭼـل ........ ( يـبـدو أن السائق لم يعـرفه  )
وأضاف ﭼـرﭼـل قائلاً : لـقـد ذهـلتُ وفـرحـتُ من شوق هـذا الرجـل لـلإستماع إلى أقـوالي ، فأخـرجـتُ مبلغَ عـشرة جـنيهات وأعـطيتها له بكـل سرور ....... أما السائق عـنـدما رأى المبلغ قال : لـيـذهـب ونـستـون ﭼـرﭼـل وأقـواله إلى الجحـيم ، سأنـتـظرك ساعات حـتى تعـود !!!

إذن : بالـفـلـوس ممكـن تـشـتـري ( بعـض ) الـشخـوص .... لا كـل الـنـفـوس .
******************

يولـد الإنـسان حـراً بريئاً لا يشعـر بالكـره ولا بالحـب ولا بالحـسـد ... سوى غـريـزة تـدفعه إلى البحـث عـن ثـدي أمه لـيشبع جَـوعه ، وبتـوالي الأيام تـرتـسم صوَر في ذهـنه وأفكار في مخـيلته ثم عادات وتـقالـيـد يكـتسبها من بـيئـته المحـيطة به مبتـدئاً بـين أفـراد عائـلته ثم إلى العالم خارج بـيته ، وبناءاً عـلى كـل ذلك تـتـبـلـور عـنـده مشاعـره ومبادئه فـتـكـوِّن شخـصيته ...... .   
الكـرة الـثـلجـية المتـدحـرجة تـنمو إلى حـد ما ، ثم تـبـدأ أجـزاء منها بالإنـفـصال عـنها لـتأتي غـيرها وتلـتـصق بها فـتـكـبـر وتـصغـر وقـد تـنـكـسر ، وتـتـكـرر العـملية ... هـكـذا كان لـنا أصدقاء منـذ أيام طـفـولـتـنا يتـزايـدون ويتـناقـصون وبمرور الزمن يتـناثـرون ، مثـلما يصعـد الـبعـض إلى الـقـطار وغـيرهم ينـزلـون ، وعـنـد المحـطة الأخـيرة يغادرون .

في حـياتـنا تعـرّفـنا عـلى كـثيرين متـنـوّعـين فـمنهم مَن صار درساً لـنا وآخـر إرشاداً لمسارنا وثالث شفاءاً لآلامنا ورابع أضاف خـبرة إلى معـلوماتـنا ، وهـكـذا رأينا مَن كان عـضيـداً لـنا في الـتـصدّي لمِحَـنِـنا ولهم نـقـدّم شـكـرنا ..... ولا أخـفي فهـناكَ مَن راوغ معـنا وغـيره زاغ عـنا وآخـر شاخ عـلـينا ، مصيرهم أشبه بأوراق يابسة متـساقـطة من أغـصان الشجـر عـلى الأرض فـصارت جـزءاً من تـرابها ، لـن نهـدر كـلمة في عـتابها .
هـناك نماذج أخـرى ، فهـذا يغارُ منا ونحـن بُـسطاء بـين أقـرانـنا ولا يمكـنه الإتيان بنـتاجـنا ، وآخـر يحـسـدنا دون أنْ يخـسر شيئاً بسبـبنا ، وثالث نمّام يغـتابنا زوراً لسبـبَـين (1) وشاية لأنه عاجـز عـن مقارعـتـنا (2) تملـقاً لـيقـتـرب أكـثر وأكـثر عـنـد إمامِنا الـذي ﮔـلـبه ﮔـلـب الـسـمـﭼـة ! ....... وهـذه تـقع ضمن مساوىء أبناء شعـبنا .   
غانـدي يقـول : ( لن أنـدم عـلى أي شخـص دخـل حـياتي ورحـل ... فالمخـلص أسعـدني ، والمسيء منحـني التجـربة ، والأسـوأ كان درساً لي .. أما الأفـضل فـلـن يتـركـني أبـداً ) فالأصدق هـو مَن ظلَّ معـك في كـل آنٍ وليس حـيناً وحـين كالمُـرائي ! فـليس الصديق ذلك الـذي يجالسك في الحـفلات يتجاذب أطراف الحـديث معـك بإبتـسامات ، وإنما هـو مَن يسنـد ظهـرك وقـت الأزمات ، وهـنا أتـذكـر المثـل الشائع الـذي بـدأ به المطران مار باوَي سـورو خـطابه بأمسية تـوديعه 8 آيار 2006 ( الصديق وقـت الضيق ) ! ونحـن بـدَورنا يشـرّفـنا أن نـكـون من أصدقائه مدى العـمر مؤيـدينه ، لا كـما إنـقـلـب عـليه الآخـرون بـين ليلة وضحاها ــ تخـتة ﭼُـرُّك ــ بل وصاروا يعادونه ..... إنهم أشبه بـ ( ﭼالي ) الـذي تغـنى به الشاعـر الشعـبي حـين قال : أمشي عْـلى ﭼالي الكـوت وإنـْهـدَم بيَّ !! .
قال جـبران خـليل جـبران : (( قـمة المتعة أن تجالس شخـصاً يكـرهـك ويغـتابـك كـثيراً ومع ذلك تجـده يـبـيّـن لك العـكـس ! وهـذا كافي لـيخـبـرك بأن حـضورك أمامه ، هـيـبة قادرة عـلى تحـويله إلى منافـق وجـبان )) .
إنّ آيات وردت في الكـتاب المقـدس : ( أعـداء الإنـسان أهـل بـيته ... والنبي لا يُـقـبَـل في وطـنه ) ..... صاغها المفـكـرون بتعابـير متـنـوعة ، فـقالـوا :
ربي أستـرني من أصدقائي أما أعـدائي فأنا أتكـفـل بهم .......... إذا أردت تحـريـر وطن ، ضع في مسـدسـك عـشر رصاصات ، تسعة منها لخـونة الـداخـل وواحـدة لـلـعـدو ، فـلولا الخـونة ما تجـرّأ عـلـيك عـدو الخارج ............
وقال كـونـفـوشيـوس : ( أنا لستُ حـزيناً لأن الناس لا تعـرفـني ولكـنـني حـزين لأني لا أعـرفهم ) .

وأخـيـراً إذا تـطـلـبتْ منـك الرياضيات يـوماً ــ بعـد مسح السـبّـورة ــ أنْ تـرسم عـليها إحـداثـيات متعامـدة لـتـبـدأ حـركـتـك من نـقـطة الصفـر مـركـزها وتـعـد أرقام خـطـواتـك الموجـبة ... فلا بأس ، ولكـن إنـتبه ! إنّ هـناك أرقاماً سالـبة قـبلها


109

تـبـا ً لـك يـا سـارق الـبـيت

مايكـل سيـﭘـي/ سـدني

 
رَمـّــمْ جـدارَكَ  إنّ  الــــدارَ يـنـهَـدِمُ       فـهـل تـُـطـيقُ خـرابا ً أيـهـا الـوجـــــــــــمُ ؟

أرتــق رداءَكَ  فإن ّالكـيلَ قـدْ طـفـحَ       واسـتـفـحـلَ الـدّاءُ إنّ الـداءَ  يـقـتحــــــــــمُ

إنّ  الـلســانَ  لبـيبٌ  ليسَ  يُـبـْـتـَـذ َلُ       لـكـن ّ مـثـلي لـه القـرطـاس والقـلــــــــــمُ

أ ُذ ْكـُـر صَـنيـعـَك بالأمس كـما حـدث َ       واعـْـر ِجْ إلى الـحـقّ إن ّ الناس قـدْ عـَلـِموا

ما قـصـّرَ الـ ( الشيـخ ) لمـّا  بالعـصا  لمَـزَ    مـُوَبـِّـخـاً إيـّاك في رأسك الصـمَــــــــــــــمُ

بـَل كانَ يَـدري بأنّ الـذيل منحـــرفٌ       و يــدري  بأنّ القـلفَ  مصيرُه   فـحــــــــمُ

فـَكـّـر بأمـرك حـيناً  ، حـيـن تـنـفـردُ       هـلا ّ  تـنـدّمتَ يوما ً وإنـتابك الألـــــــــمُ ؟

كـفـّـارة اليـوم في الإقـرار بالخـطـــأ       إني أراك خـطــيئا ً قـد مَسَّه الـلـّـمَـــــــــمُ

قـمْ و انـتـصـبْ رجـلا ً قـد جاء معـترفاً        وابدأ بـتـصـحـيح ما قـد حَـزّه الثـلــــــــــمُ

مالي أراك عـنيـداً بالرأي   ينــــفـردُ       كـأنـّـك طاغـوت  في  مـخـّه  وَصَـــــــــــمُ

إنـّي أراك أمـيرا ً قـد طـغـى زمنـــــاً       ويل ٌ لـكل طغـاة الأرض إنْ  لـزمـــــــــــوا

هـا سارقَ الـدار ! صَـحـوٌ أنت أم سَـكـَـرُ       الـبـدر يخـسف وأهـل الدار لم يَـنـمـــــوا

يا مـعـشرَ القـوم إنـّي  نابهٌ ثـمــــــلُ       هـل يسـتـظلّ ُ دخـيلٌ ويُطـردُ الشـــــــهـمُ ؟

قـد يغـفـر الـلهُ مَن كان عـلى وهـــمٍ       فـهـل  يسامـح  من كان  له  عـلـــــــــــم ؟
***********************
الـوجـم : المتهم الساكـت
اللمم : مقاربة الـذنب
الطاغـوت : المعـتـدي
الوصم : العـيـب

110
تجارب شخـصية قـد تـفـيـد بعـضاً من أبناء الجالية الحـلقة الثالثة

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

إنبثـقـت الخلافات بـين أبناء الـبشر منـذ بـدء الخـلـيقة وخـير دلـيل عـلى ذلك الأخـوَين قائين وهابـيل قـبل تـدهـور أخلاق الشرفاء ، فلا غـرابة الـيوم من صراع الأصدقاء حـيث مغـريات العـصر تـثـير شهـية الفـرقاء والرتب الخادعة يسيل لها لعاب الغـرباء ، تعـدّدت الأسباب ومـبـدأ الخلاف واحـد ليس الغـباء ، وإنما طمع نـفاق وغـيـرة سوداء .... ظلم إستغـلال حـسـد ووشاية حـمقاء .... حـب السلطة إستعـباد وتـشويهُ سمعةٍ بـيضاء .... كـلها نـضعها في مستـنـقع الأنانية خِـزانة الجـفاء .... 

إنما الغـباء يتـمثـل في الغـشيم راكـب الموجة الـنـكـراء إللي ما يـﮔـدر يـﮔـول :

أنا ما عـنـدي بـيها ولا عـلـيها ! ليش أسَـوّي نـفـسي مو خـوش ولـد ...

والمسيح ينبِّه إلى ذلك ويقـول :  (( لماذا لا تحـكـمون بالحـق من قِـبَل نـفـوسكم ))
*****************
حـضرتُ جـلـسة مع رجـل وقـور دُعيَ لحـل خلاف بـين أخـتين من نـفـس الـوالـدَين يسكـنـون جـميعهم في دار واحـدة ... سأل الكـبرى : ما هي مشكـلتـكِ ومطلبكِ يا إبنتي ؟ قالت : عـمّـو ، أنا ليست لـديّ مشكـلة مع أهـل الـبـيت ولا أطلب منهم شيئاً سـوى المبـيت ! .... ثم سأل الصغـرى : وأنتِ ما هي شكـواكِ وماذا تـريـدين يا حـبـيـبتي ؟ قالت : أريـد من أخـتى أن تحـتـرم والـدتي !!

قال الرجـل الـوقـور للصغـرى :
أولاً ، عـليكِ بعلاقـتكِ مع والـدتـكِ..... ثم بـواسطـتها إرتـبطـتِ بأخـتـكِ ، فـصارت الـوالـدة هـمزة وصل الـتـساوي بـينـكما ، إنها واعـية تسمع وتـفهم وتمشي وتـفـكـر ، ومثلما تـراكِ وتسمعـكِ فإنها تـرى أخـتكِ وتسمعها ..... من جانب آخـر أنتِ مغـتبطة بوالـدتـكِ بكامل حـريتـكِ وأحاسيسكِ بارك الله بكِ ، تـنالين حـظوة عـنـدها وهي حـرة حـين تـُـكـرمكِ لطيـبتـكِ ....

وأخـتـكِ الكـبرى حـرة أيضاً في التعـبـيـر عـن حـبها ومشاعـرها ، وتساويـكِ في مقـدار علاقـتها مع الـوالـدة .... إنّ والـدتـكِ هي التي تـقـيّم سـلـوك أخـتـكِ وتخـمّن درجة مشاعـرها تجاهها وتجازيها ، فهـو أمرٌ يخـصها وليس أنتِ ....

إنه قـرار والـدتـكِ وليس قـراركِ ، فما دخـلـكِ أنتِ في مسألة ليس من صلاحـيتـكِ ؟

أراكِ تـتـصرفـين كأنـكِ تملكـين والـدتـكِ مُلكاً كاملاً لكِ لـوحـدكِ دون أخـتـكِ ( وهـنا يكـمن خـطأكِ ) .
زعـلت الصغـيرة ، وسـكـت الجـميع ، والـوالـدة حائرة لا تـريـد أن تـفـرّق ولا أن تـُحـزِنَ أياً من الـبنـتين ........
ثم إلـتـفـتَ إلى الـوالـد ــ فاقـد حـنان الأبُـوّة والنخـوة ــ وسأله :
وأنت ماذا تـقـول يا سـيـد ؟ فأجاب : أريـد البنت الكـبرى أن تغادر دارنا ! ...
ردّ عـليه الرجـل الـوقـور رأساً : أنت أغـلـقـت باب الرحـمة والحـل يا سـيـد ! فـبالنسبة لي ، أنا لا أفـرّق بـينهما ، فهـل طلبتموني مرشِـداً أصالِحهما أم شـرطياً أطرد هـذه وأبقي تـلك ؟ أرجـو أن لا أكـون حَـكـماً مرة أخـرى بـينكم وهـذه عـقـليتـكم ...... وخـرج مستاءاً دون أن يُـدلي برأي آخـر .

إن الكلام الأخـير لهـذا الرجـل الـوقـور ، يُـذكـِّـرني بقـول المسيح لـواحـد من الجَـمْع : (( مَنْ أَقَامَنِي عَـلَـيْـكُـمَا قَاضِيًا أَوْ مُـقَـسِّـماً ؟ )) .
*****************
دعـونا الآن نـناقـش الأمر بمنـظار عـلمي :
 
إن كـواكـب المجـموعة الشمسية ، وإنْ كانت تـتأثـر بـبعـضها نـوعاً ما ، إلاّ أن جـميعها مرتبطة بالقـوة المركـزية نحـو الشمس وتـنظم حـركـتها ، وتـتحـكم فـيها قـوانين كِـﭘـلـر ( وليس حـلقات المشتـري المخادعة ولا أقماره المراوغة ! ) .

لـو تـصوّرنا الوالـدة تلك أو / أم الأمهات / أم الجـدات ، في مركـز دائرة وهـمية تـنـطـلـق منه أشعة الأبناء أو البنات فـتـتجاور أو تـتباعـد عـلى مداراتها ولكـنها ترتبط بالمركـز مصدر إنـطلاقها ...... لـذا فـمَن يحـب التـواصل والتعاطف مع الـوالـدة لمسانـدتها ، لا يُـزايـد عـلى الباقـين عـنـد المدار تملقاً ونـفاقاً ، وإنما يتـصل بالمركـز مباشرة ! الـذي بـدوره يتـصرّف من موقعه .. ومَن تـصعـب عـليه هـذه الهـنـدسة خـلي يروح يـبـول وينام . 

الأميّـون أنـواع ، فـمنهم مَن عـنـده عـينين ولا يقـرأ ، ومنهم مَن في عـينيه بـياض فـيقـرأ الأبـيض فـقـط تاركاً الأسود ، ومنهم فاقـد العـقـل يقـرأ بعـينين ولا يفهم ، ومنهم مَن ليست لـديه عـينان أصلاً فلا يقـرأ ، وهـؤلاء جـميعهم معـذورون ......

ولكـن الأسـوأ منهم جـميعاً : مَن له عـقـل وعـينان ، يقـرأ ولا يـفهم !! كـخـروف بـين الخـرفان .. وهـذه مصيـبة مجـتمعـنا المثـقـف في هـذا الزمان .

نحـن نكـتب لمَن يقـرأ ويفهم وليس لـلفارغـين ، ولا لـلمثـقـفـين الأميّـين ... ومَن يهـمه الأمر فـلـيكـن حـكـيماً تـكـفـيه الإشارة ، وإلاّ فالأعـمى لا يرى الإنارة .

وما أخـلي بخاطركم ، نحـﭼـيها طـگ بْـطـگ :

مَن يـريـد أن يُطأطىء رأسه كالعـبـد عـنـد سـيـده ويهـز ذيله أمام رئيسه الـﭘـطرك ساكـو أو غـيره ، فهـو حـر في تـصرفه ، لا يحـق لـنا أن نمنعه وليس من المنـطق أنْ نـتـدخـل فـي شـؤونه .... أما نحـن نكـتب عـن غـبطته ونـتـكـلم معه إذا تـطـلب الأمر ، ولكـن برأس مسيحي مرفـوع ( إنه الـﭘـطرك ساكـو عـلـَّـمَـنا ذلك إنْ كـنـتـم تـفـقـهـون ) وكل شيء بالـدليل والبرهان ... ولكـن هـيهات إن كـنـتـم تعـرفـون أين قال ذلك !!!! أخـليها حـسرة عـليكم .
إيرميا النبي يقـول : (( اِسْمَعْ هـذَا أَيُّهَا الشَّـعْـبُ الْجَاهِـلُ وَالْعَـدِيمُ الْفَهْـمِ ، الَّـذِيـنَ لَهُـمْ أَعْـيُـنٌ وَلاَ يُـبْـصِرُونَ ، لَهُـمْ آذَانٌ وَلاَ يَسْـمَـعُـونَ )) .

*****************
 
************
في حـلـقات مقـبلة سـنـنـشر بعـضاً من تـراث صحـيفة (( عـما كـلـدايا )) تباعاً ، والتي صدرت أيام 2001 وسنـبـدأها بـ (( تـباً لك يا سارق الـبـيـت )) بعـون الله .



111
( ستارتس ) تـطـلق لأول مرة في أستـراليا التـقـرير الإستـشاري التعـريفي للكـلـدان
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
منـظمة ستارتس تـتـبنى إصدار الـتـقـرير الإستـشاري للشعـب الكـلـداني بإحـتـفال رسمي
دليل عـلى أنْ ليس هـناك تعـريف رسمي بالكـلـدان عـلى (( مستـوى الـدولة )) في أستـراليا
إنّ بـلـدانـنا التي هاجـرنا منها لم نحـظَ فـيها بالأمان والـديمقـراطية والحـرية التي نـراها في بـلـدان المهـجـر التي أكـرمتـنا ، لا كـضيوف وإنما كأبناء الوطن متساوين في الحـقـوق والـواجـبات ....
في أوطانـنا الأصلية إجـراءات قـد تـطـول ( أو تـُـرفـض ) إذا طلـبنا لقاءاً مع رئيس الوزراء أو وزير ، وإذا حُـدّد موعـد ، فلا بـدّ من تـفـتيش جـسم الشخـص لأسباب أمنية .. في حـين من السهـولة الحـصول عـلى موعـد لـقاء مع أية شخـصية حـكـومية في بـلـدان المهجـر وبـدون فـحـص مَوجي إشعاعي عـلى الجـسم  ، أساسه الـثـقة والإطمئـنان .

من جانب آخـر ، في بـلـدانـنا السابقة يصعـب ــ إنْ لم نـقـل يستحـيل ــ طـلب إلـتـقاط صورة فـوتوغـرافـية تجـمَع مواطناً عادياً مع المسؤول الحـكـومي ( وزير ، رئيس وزراء ...)  لأن المسؤول متـكـبّـر ويعـتـبر ذلك تـنازلاً عـن شخـصيته أن تظهـر صورته بجانب شخـص لا يعـرفه من عامة أبناء الوطن ، كما أنّ الشخـص سيعـرّض نـفـسه إلى مساءلة أمنية لا تـُـحـمَـد عُـقـباها ، لماذا ؟ لأن طلباً من هـذا الـنـوع مـدعاة للـتـشكـيك بالـنـوايا في ثـقافة تلك المجـتمعات ، ثم أن المسؤول الرفـيع ليس بحاجة أصلاً إلى كـسب رضى المواطن ....... في حـين نـرى النائب الـبرلماني أو الوزيـر أو أية شخـصية رفـيعة في الـدول الغـربـية يـرحّـب بمَن يطلب إلـتـقاط صورة شخـصية معه مفـسراً إياه بالإعجاب والإعـتـزاز .
للـذكـرى : (( في فـتـرة الحـرب العـراقـية الإيرانية أخـذتُ أطفالي الثلاثة إلى ساحة متحـف الحـرب الإيرانية العـراقـية ـ حي المهـنـدسين بالقـرب من نـصب الشهـيـد ـ حـيث تعـرَض أسلحة العـدو المُهانة ، نعـم المهانة ! ... طلب إبني أن ألتـقـط صورة له فـوق دبّابة إيرانية محـطمة !! ولما نصبتُ الكاميرا أوتـوماتيكـياً ورآني الجـنـدي الحارس ، صاح بأنه ممنوع ، قـلتُ له هـذه أسلحة العـدو محـطمة وفخـر لـنا أنْ نعـتـز بإنـتصارات الجـيش العـراقي عـليها ، قال : أخي عـنـدي تـوجـيه يمنع التـصوير ... قـلت له سمعاً وطاعة ولكـن إعـلم فـقـط أنّ وقـوفي معـك الآن يُـصوّر من الـفـضاء ، فإبتـسمَ دون تعـليق )) .
ومع تـلك السـذاجة ، هاكم أقـبح منها : في تلك الـفـتـرة نـفـسها إلـتـقـطـتُ صورة مماثـلة لأسلحـتـنا العـراقـية التي يُـفـتـرض أن تـكـون سـرية بالمقايـيس العـسكـرية ( مقاومة طائرات من فـوق سطح بناية في الحـبيبية / بغـداد ) والتي قـد تـتـسرّب إلى العـدو فـيستـفـيـد منها ! ولم يمنعـني أحـد .

في أوطانـنا التي هاجـرنا منها لا يمكـن أن نـتـقـدّم بمطلـب جـماهـيري إلى الـوزير أو الرئيس أو إلى أي شخـص ذي منـصب رفـيع ، لأن ذلك يُـفـسّـر ( تحـريض الناس ) وإثارتهم ضد قـوانين الـدولة أو يُـتهم الشخص بقـيادة تمرّد عـلى السلطة ، ومصيره معـروف ........ في حـين نرى في الـبـلـدان الغـربـية أن هـذا المسؤول يصغي إلى المطلب الجـماهـيري بل والشخـصي أيضاً فـيناقـشه معه ويـبـدي إستعـداده لـلتعاون والمساعـدة وفـق القانـون . 
ونـكـرر ، في بلـد مثـل أستـراليا لا يمتـنع عـضو البرلمان أو رئيس الوزراء أو الـوزير عـن مقابلة مواطن في لـقاء شخـصي ودّي أو ليستمع إلى قـضيته....  ولا يهـمه أن يكـون صابئياً ، يوغـوسلافـياً ، كلـدانياً ، سيخـياً ! ثم أنّ الـوزير يؤمن ويتـقـبّـل مبـدأ الإنـتماء الإجـتماعي أو الـديني أو الأثـني للشخـص ولا تـؤثـر الزيارة عـليه أبـداً بل يـرحـب بها ولا يخـسر شيئاً ، كل ذلك من أجـل سعادة أبناء الوطن وكـسب رضاهم ، إن هـذه الأمور نـراها طبـيعـية في العالم الغـربي منـذ زمن .

وعـليه ، سـبق أن قابـلـنا ــ وآخـرين أيضاً ــ مرات عـديـدة وزيراً أو عـضواً في الـبرلمان ، كما قـمنا بزيارة إلى الـدائرة الرئيسة للهـجـرة في العاصمة كانبـيرا ( نعـم لأمور تخـص الكـلـدان ) ونحـن أفـراد أصدقاء دون أنْ نكـون أعـضاءاً في تـنـظيم سياسي ، ولا إدّعَـينا بأنـنا الأوحـدون بـين شعـبنا الكـلـداني ! ونـشِـرَت تقارير بشأنها ملحـقة بالصور ، والمـدير العام قـدّم لـنا الماء بـيـديه مبتسماً بمنـتهى الـتـواضع وخـصص لجـنة من كانبـيرا إلى سـدني وقـدّمَـت محاضرة ( في قاعة لانـتانا مشكـورة دون مقابل ) نعـم كانت لقاءات شخـصية محـدودة لا أكـثر ، فلا إحـتـفال ولا كـلمات ولا ضيوف ولا دعـوات ولا مطران ، ولم تكـن تعـريفا رسميا بالكـلـدان عـلى مستـوى مؤسسات الـدولة .

والـنـقـطة الأهم ، أن مقالاً نـكـتبه أو ــ غـيرنا ينـشر بقـلم غـيره ــ ملحـقاً بصورة فـوتـوغـرافـية عـن لـقاء مع وزير أو غـيره بشأن إنـتمائه الأثـني كما في الصور أعلاه ... تخـتـلـف إخـتلافاً كـلـياً عـن إطلاق تـقـريـر رسمي تعـريفي للكـلـدان عـن ماضيهم وحـضارتهم وحاضرهم في كـتيب ، تـتـبناه منـظمة حـكـومية في بـلـد الهـجـرة وبـدعـوات رسمية كما تـتـكـلـم الصور في أدناه ، عـلماً أن التحـضيرات لهـذا التـقـرير لم تكـن ولـيـدة صدفة وإنما كانت قـد بـدأت قـبل سنين في قاعة كـنيسة مار تـوما الرسـول / سـدني وبحـضور المنـظمات الكـنسية الكـلـدانية مع التجـمعات المـدنية الكـلـدانية الأخـرى ، ولم يقـل أحـد منهم ( لسنا بحاجة إلى هـكـذا تـقـرير ..... ) .
ثم أن الإجـتـماعات إنـتـقـلـت إلى قاعة في الـدائرة الحـكـومية المعـنية وبمواعـيـد مُرسَـلة بالإيميل ، إلاّ أن الكـثيرين تـقاعـسوا عـن الحـضور وتـركـوا متابعة هـذا التـقـرير الكـلـداني منـذ الأيام الأولى ((( ولكـن الـذي يصبـر إلى المنـتهى فهـذا يخـلص .. متى 24 : 13 ))) فـتـواصَلنا حـتى أنجَـزنا العـمل ليكـون فـرحة لأبناء شعـبنا محـبّي قـوميتهم الكـلـدانية ، وغـصّة عـنـد مدّعـيها أو كارهـيها ..... ولـيكـره الكارهـون .
 
إن حـدث يوم 1 أيـلـول 2015 لم يكـن لقاءاً شخـصياً ولا ودياً ولا من أجـل كـسب أصوات للـدعاية الإنـتخابـية ، بل كان من أجـل ( إطلاق التـقـرير الإستـشاري والتعـريفي للكـلـدان في أستراليا ) عـلى نطاق الـدولة ولأول مرة ، قـرِأتْ فـيه كـلمات بـدءاً بسيادة المطران ثم الشخـصيات الحـكـومية ، حـقاً كان إحـتـفالاً رائعاً نأسف ونعـتـذر لعـدم دعـوة كـثيرين بسبـب محـدودية مساحة قاعة الـمنـظـمة المضيفة .
وشُكـرُنا الخاص أيضاً للهـيئة الإدارية لقاعة لانـتانا / سـدني حـين قالـوا بالحـرف الواحـد : القاعة قاعـتـكم وتـتـدلـلـون  ...... لم نـقِـم الإحـتـفال فـيها لأسبابنا الخاصة .
ولا نـنـسى أن نـشكـر الرجـل ( لا أعـرف إسمه ) صاح وسط إجـتماع في قاعة الكـنيسة وبحـضور المطران وبأعـلى صوته أنه يتـبرع بـ ــ ألف دولار ــ لهـذه المناسبة .... .
https://www.youtube.com/watch?v=u4v9HR7SLEI&feature=youtu.be القـسم الأول
https://www.youtube.com/watch?v=E0JHZE0NIJE&feature=youtu.be القـسم الثاني
https://www.youtube.com/watch?v=a0vdKBHVQ7E&feature=youtu.be القـسم الثالث
https://www.youtube.com/watch?v=5hNPdNb2ZFg&feature=youtu.be القـسم الرابع

 
 

112
الكـلـدانـيون شعـبٌ رسـمي في أسـتـرالـيا لأول مرة بتأريخ 1 أيلول 2015
[/size]


بقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
 
إن هـذا الـتـقـريـر الإستـشاري والتعـريفي للشعـب الكـلـداني في أستـراليا والـذي يهـدف إلى تـثـبـيت إسمه القـومي فـيها ، جاء بعـد سلسلة طويلة من الإجـتماعات لسنـوات ، بـدأها الـنشطاء الكـلـدان في سـدني بَعـيـدون عـن الصخـب الإعلامي وواجهات المنابـر ، ومنـذ الأيام الأولى تـقاعـس بعـضهم فإنسحـب ولم يتـواصل إلاً ( سامي ﮔـمو ، وضاح دلـو ، مايكـل سـيـﭘـي ، نزار شمم ) بصمود وحـماس حـتى أوصلـوه إلى مرحـلـته النهائية لنـشره بمعاضدة منـظمة ــ سـتارتـس STARTTS ــ التي تـقـدم خـدماتها للمهاجـرين بشكـل عام ، والحـق يجـب أن يُـقال أنّ الأخ المؤرخ عامر حـنا فـتـوحي كان له دوره الـبارز في إعـداد هـذا الـتـقـرير فألـف شـكـر له ، كما نـقـدّم الـشـكـر والإمتـنان للأخ ثامر صباغ الـذي صوّر الإحـتـفال بكامرة الـﭬـيـديـو ، والشكـر لكـل الحاضرين الـذين لـبّـوا الـدعـوة إفـتخاراً بإنـتمائهم الـقـومي الكـلـداني أو كـضيوف مؤازرين .
 شـكـراً لـمنظمة ــ STARTTS ــ التي ستبعـث هـذا الـتـقـريـر إلكـتـرونياً إلى عـشرات الآلاف من المؤسسات الأستـرالية ، ونسخاً أخـرى مطبوعة تُحـفـظ في المكـتـبات وغـيرها فـيكـون متـيسراً لـروّادها ، وقـريـباً سنستـلم عـدداً منها لـتـوزيعها في أستراليا وخارجها . 
 وكان قـد حُـدِّد يوم 1 أيلـول 2015 للإحـتـفال رسمياً بإطلاق الـتـقـريـر لـيصبح إسم الكـلـدان موثـقاً في أستـراليا لأول مرة ، فـقـد تـكـلل بحـضور ممثـلـين حـكـوميّـين وسيادة المطران إميل نـونا راعي الكـنيسة الكـلـدانية الكاثـوليكـية في أستراليا ونـيوزيلانـد مع جـمهـرة من أبناء شعـبنا في سـدني ، بالإضافة إلى طاقـم الـدائرة ، وتابعـت وقائعه مشكـورة ( MC ) عـريفة الحـفـل هـيـلـدا سـيـﭘـي . 
إبتـدأ الحـفـل والجـميع وقـوف لـلـنـشيـد الوطني الأسترالي ثم الـنـشيد الوطني الكـلـداني ( البابلية ) وبعـدها قـرِأت كـلمات بالمناسبة مِن قِـبَـل سيادة المطران وممثلين حـكـوميّـين والأخ سامي ﮔـمو باللغة الإنـﮔـليـزية ثم مايكـل سـيـﭘـي باللغة الكـلـدانية الـدارجة ، يمكـنكم مشاهـدتها عـلى الروابـط أدناه نأمل أن تـنال رضاكم :
https://www.youtube.com/watch?v=u4v9HR7SLEI&feature=youtu.be القـسم الأول
https://www.youtube.com/watch?v=E0JHZE0NIJE&feature=youtu.be القـسم الثاني
https://www.youtube.com/watch?v=a0vdKBHVQ7E&feature=youtu.be القـسم الثالث
https://www.youtube.com/watch?v=5hNPdNb2ZFg&feature=youtu.be القـسم الرابع
ولا بـد من كـلمة :
  كـثــُـرَ المتـشـدقـون بصيحاتهم الصبـيانية ، يتلـوّنـون بألـوانهم القـرقـوزية ، يـنـتحـلـون صفات لا تـناسب أوزانهم الكارتـونية ، يـدّعـون زوراً تمثيلَ الشعـب لأجـل منافعهم الشخـصية ، يلعـبـون في كل الساحات ويركـبـون آخـر الموجات كي يظهـروا في واجهات المسرحـية ، وإذا عـصَرتهم لا تـنـضح منهم قـطرة عِـلم ولا فهم في المبادىء الأساسـية ، وبموازاتهم آخـرون يتـقـطـّـر من تجـويف فـمهم سمّ يـفـوق أرقـم الـبـريّة .
نكـتب بإخـتـصار دونما حاجة لمقارعة المهـذار ، وإذا تـطـلـب الأمر فـتـفاصيل الأخـبار جاهـزة تـُـشبع رغـبة قـرّائـنا الأحـرار ... لم نـتـظاهـر من أجـل مجـدٍ يوماً ولم نـنافـس قـوماً ولم نبحـث عـن منـصبٍ شهـرةً ولا عـن نجـومـية تـباهـياً ولم نـنـتـظـر كـلمة عـفـرم لجهـودنا تـثميناً ... إنّما عـملـنا خـدمة مجانية لشعـبنا إكـراماً ، وكـلـنا مغـتـبـطون فـرحاً .
عـسى أنْ تـكـون للـبعـض عِـبرة ، نـبـوءة ميخا النبي ( 7 : 6 ) وهـو يقـول في الكـتاب المقـدس :
 أعـداء الإنـسان أهـل بـيته ...  وأكـدها الرب يسـوع .
ولـيستـفـيـدوا من حـكـمة أجـدادنا : ﮔـَـناوا د بـيثا ، لا كـيث لِأرايا ( السارق إبن البـيت ، لا يُمسَك ) ....
ولـيتأمَّـلـوا المفـكـر القائـل : ربّي إحـمِني من أصدقائي أما أعـدائي فأنا كـفـيلٌ بهم ......
مغـزاها واحـد ( الـنـفاق والبخـل والعـثـرة والحـسد والنميمة والغَـيرة ) ... قـد تـراها عـنـد الـقـريـب قـبل الغـريـب ، بل أن الغـريـب يمكـن معالجـته لكـن القـريـب أصعـب ... ليست عـلـتهم أنهم يكـرهـون ! وإنما تلك الصفات المـذمومة تـرونها متعـشعـشة في قـلـوبهم ومخـزونة في خلايا مخهم ... فـتهستـروا ! يرَونـنا ونحـن الأخـيرون ، تـقـدّمنا خـطوة إلى أمام وأنجـزنا بعـض المهام بكـفاءة ووئام ، عـجـزوا وهم الأولـون عـن الإتيان بمثـلها عـلى مـدى الأيام .. ولم نـقـل شيئاً ولكـن أبا علاء المعـرّي قال :
وإني وإنْ كـنـتُ الأخـيـر زمانه ... لآتٍ بما لم تـستـطعه الأوائل
فـوا عـجَـبا كـم يـدّعي الفـضلَ ناقـصٌ ... ووا أسَـفا كـم يُـظهـر النـقـصَ فاضلُ

جاء في مقـدمة التـقـرير


الصور تأتي تـباعاً ...

113
مواقـف الحـياة صارت تجارب شخـصية قـد تـفـيـد بعـضاً من أبناء الجالية
الحـلقة الثانية ][/center

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

إقـرأوا عـن الصعاليك في التأريخ تـرَونهم ثعالبَ خـبثاء ، وفي أيامنا الحالية تلاحـظون أمثالهم جـبناء يعـملـون في الخـفاء ، قـدرتهم الـتـلـَـوّنية فاقـت الحـرباء ، يُعـميهم الحـسـد وتـدوّخهم الغـَيرة الحـمقاء ، فلا يطيقـون رؤية مَن يتميَّـز حـتى إذا إحـتـذى نعالاً خـرقاء ، إنهم مرضى لا يشفـيهم الله حـتى يشـفـوا أنـفـسهم الصفـراء .. هـؤلاء لا يمتـنعـوا عـن تـناسي طـقـوس أو إهمال تـقـلـيـد ( يثـولـوها ) ، ليس إلاّ بخلاً بمَن يـفـوقـونهم ! فـيُحـرَمون كي لا يتمـيَّـزوا عـنهم .. ألستم تـرَون فـيهم نـذالة وحـقارة ؟ أم إنه سقـوط أخلاقي قـبل أن يكـون دناءة وقـذارة ... لـذلك فإنّ مَن يهـمه الأمر من فـوق الـمنارة ، عـليه أن يرسم ستـراتيجـية بعـيـدة عـن أنـظار أولاد الحارة ، ويكـون ذكـياً في ردع أولـئـك بجـدارة ، قـبل أنْ تـفـوح ريحـتهم الـنـتـنة في الـدارة ، وإلاّ ... لا عـتاب لـو فاجأهم مُـطهِّـر برذاذه المعَـقـِم دون إنـذار أو إشارة .
******************
بعـد أكـثر من ثلاثين عاماً من تـناولي القـربان المقـدس للمرة الأولى ، حان موعـد الـتـناول لثلاثة من أولادي في بغـداد/ الـدورة / الميكانيك / حي آسيا ، والفارق بـين أعـمارهم سنة واحـدة ، إستـفـسرتُ من اللجـنة المعـنية لـتسجـيلهم فـقـيل لي يشتـرط بالمتـناول أن يكـون قـد أنهى الصف الخامس الإبتـدائي منـطلـقـين من أنّ الطالب قـبل هـذه المرحـلة لا يتمكـن من الـقـراءة عـلماً أني تـناولت في كـركـوك حـين أنهـيتُ الصف الثالث الإبتـدائي وكـنتُ متمكـناً من قـراءة الكـتيـب المخـصص لـتلك المناسبة وبكـفاءة .
إنّ هـذا الشرط ( الناجح من الخامس الإبتـدائي ) متـوفـر في إبني الأكـبر ، إلاّ أني فـضلتُ تأجـيله سنة واحـدة كي تـشاركه أخـته ، بل ومعهم الثالث أيضاً في آنِ واحـد فـيكـونـون قـد أنهـوا مرحـلة السادس والخامس ( والرابع ) عـلى التـوالي ! .
وفي العام اللاحـق كـلمتُ أعـضاء اللجـنة مرة ثانية فـقـبـلـوا إثـنين منهم ورفـضوا الثالث بحجة أنه ليس مستـوفـيا الشرط ! ناقـشتهم عـن الحـكمة وراء ( النجاح من الصف الخامس ) قالـوا كي يتمكـن من قـراءة كـتيـب الصلوات والأناشيـد المخـصص لـلمناسبة .... قـلت لهم أني أجّـلتُ إبني الأكـبر سنة واحـدة كي يحـتـفـلوا ثلاثـتهم سوية وإلاّ سألغي مشاركـتهم جـميعاً ... وإذا كانت حجـتكم قـراءة الكـتيب ! طيب إمتحـنـوه ثم قـرروا ... فإمتحـنـوه وقـرروا قـبـوله وإحـتـفـلـوا سـوية في يوم واحـد .. إذن العـبرة المنـطقـية في الـقـبـول هي التمكـن من القـراءة وليست في أمر لا يخـص اللجـنة المحـروسة إطلاقاً ...
ما علاقـتهم بـدوام سنة كاملة في الصف الخامس الإبتـدائي ( مساء كـل يوم ثلاثاء ! ) ؟ هـل نمنع أطفالـنا اللاجـئـين من تـناول القـربان المقـدس وهم ينـتـظرون سنيناً في بـلـدان الإنـتـظار المؤقـت ؟ أنا عـلـَّمْت أطفالـنا لخـمس دورات سنـوية متـتالية في أثينا/اليونان 1992 ــ 1997 صلوات وتـراتيل والإعـتراف وخـدموا الـقـداس الإحـتـفالي بكـفاءة والـﭬـيـديوات تـشهـد .... راجـعـوا عـقـولكم . 
البعـض يتـفـنَّـن في إبتـكار طرق التـقـرّب من صاحب الشأن حـديث العهـد (( يـرَونه خاماً ليس مِن جـماعة وِلــْـد الـﮔـْـرَيّة ، فـيتـصوّرونه بَعـده ما متعَـرّف عـلى أخـَيّه )) يـوهـمونه فـيعـرضون أمامه دستـوراً مبتـوراً متـضمناً بنـوداً سخـيفة بحجج فـطيرة تحـدّ من تـكافـؤ فـرص المواطنة ، وينافـقـون عـلـنية بـولاء فارغ ساذج لمن تـقـمّص الأبّهة العـفـنة ... أما صاحـب الشأن المشار إليه ، فإنه ينـطلق من براءته فـيحـسبهم مخـلصين لـدائـرته فـيأخـذ برأيهم وهـنا يكـمن الخـطر وعـليه الحـذر ، فإن عـبَـرت هـذه الـفـنـون الشيطانية في المرة الأولى دون ناطر رقـيـب ، فإن تكـرارها ستـواجَه بناظر حـسيب .... وما ظلمناهـم ولكـن .....
******************
في نهاية الثمانينات أو مطلع الـتـسعـينات وفي ذات الكـنيسة ( مار يعـقـوب ) كـنتُ أخـدم القـداس يوماً ، طلـبتُ من مراهـقة ذات الـ 16 أو 17 سـنة (( قائـدة الجـوقة )) إسمها هـنـد وأنا بعـمر أبـيها ، أن تخـتار نـشيـداً أثـناء الـقـداس منسجماً مع المقام ، وليس عـشوائياً نـشازاً في آذان المؤمنين الكـرام ، وخـيّـرتها بـين ثلاثة تـرانيم مألـوفة في كـتيـبات الجـوقة ويجـيـدون تـرتيلها ... فـكان جـوابها لي : إحـنا ما نـسَـوّي بكـيـفـك !! فـسكـتُ محـتـرماً نـفـسي دون أن ألاسـنها فـتـتجاوز عـليّ ، لا بقـدرتها ولكـن بفـضل الـذي يجـيـز السلطة لها !!!!! قـلتُ مع نـفـسي أن كـنيستـنا في إنحـدار طالما هـذه الـبسبوسة تـتحـكـم في الـقـداس وما أدراك مَن يقـف وراء الـبسبوسة ! .....

الخلاصة :
عـلى المـدير العام في الـدائـرة !! أن يكـون حازماً من جهة ، ومن جهة أخـرى يُـنهي تمرّد الـفـئات وعـصيان الجـماعات حـين يمتـنعـون عـن تـنـفـيـذ التوجـيهات ( وطرُق الحـزم كـثيرة ومتـنـوعة ) وإلاّ فالمياه الـدوّارة في البحـر جارفة لا محالة .... والله الساتـر .
ولـيـتـذكــَّـر خلاصة ( الحـلـقة الأولى ) الماضية .... التي جاء فـيها :

عـلى القائـد الحـكـيم الرزن مهما كان قـوي الشخـصية ، أن يردع الوقحـين النمامين المنافـقـيـن في أول موقـف معـهم لأن ذلك سيكـون مقـياساً لشخـصيته عـنـدهم ، بل عـليه أن لا ينـتـظر وإنما يخـلـق موقـفاً وهـمياً ليعَـبِّـر فـيه عـن قـوة شخـصيته فـيهابـونه ، وإلاّ سيأخـذون بـوشه مـدى عـمره ... وتجارب الحـياة ستـثـبت ذلك لكـل قائـد ، نعـم ستـثـبت ذلك لكـل قائـد .... والله المعـين .   
******************
نـقـطة أخـيرة قـبل الخـتام .... قـبل سـنـوات ، كاهـن في إحـدى الكـنائس الأسترالية سأل صديقاً لي وكلاهـما أحـياء يُـرزقـون : ماذا تعـرف عـن مايكـل سـيـﭘـي ؟ أفـحـمه صديقي بجـواب مخـتـصر جـداً وقال : لا يمكـن شِـراؤه ! .... نعـمة الرب مع الجـميع . 

114
مواقـف شخـصية صارت تجارب حـياتية قـد تـفـيـد بعـضاً من أبناء الجالية
الحـلقة الأولى

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

بعـد الخـدمة العـسكـرية الإلزامية صدر أمر وزاري في عام 1973 بتعـيـيني مـدرساً في الكـوت ، وتـنـقـلتُ بـين إدارات مـدارس مخـتـلفة لأسباب متباينة حـتى 1992 حـين غادرتُ العـراق ... أربع سنـوات أولى في ثانـوية كـنتُ أذهـب إليها في الغالب مشيا عَـبر سـدة الكـوت ... والسنة الأخـيرة في مـركـز المدينة أصِل إليها بـدقائق قـليلة .
في بغـداد سنة واحـدة في متوسطة / حي جـميلة ( لي تجـربة أخـرى منـذ الساعة الأولى فـيها سنأتي إليها لاحـقاً ! ) لم تكـن مشجعة لي ولا يحـق لي النـقـل منها إلاّ بتـوصية المشرف العام المخـوّل فـخـيّـرته إما نـقـلي أو إستـقالـتي ، فـنـقـلـني إلى إعـدادية الجمهـورية قـضيت فـيها سنة واحـدة فإبتـدأت الحـرب الإيرانية وكـثرت الشواغـر في المدارس ولابـد من سـدّها فإنـتـقـلتُ إلى إعـدادية قـرطاجة القـريـبة من سـكـني / الحـبيبية ، أصِل إليها مشيا بـ 16 دقـيقة ، وبعـد 8 سنوات تحـولت بناية مـدرسـتـنا إلى مـركـز مهـني فإنـتـقـل طلابنا ومِلاكـنا الـتـدريسي إلى إعـدادية في مدينة الثورة ، وفي أثـنائها كان سكـني قـد تغـيّـر فإنـتـقـلتُ إلى إعـدادية قـريـبة / الـدورة / ميكانيك / حي آسيا ..... تخـللت هـذه السنين خـدمة عـسـكـرية إحـتـياط لمدة سنـتين كاملـتين في الجـبهة مع خـبرات حـلـوة .
وبالمناسبة ، إن المـدرس هـو قائـد داخـل صفه ، والمـدير قائـد داخـل مـدرسته ، وهـكـذا الملك قائـد في دولته ، وعـليه كـل واحـد منا قائـد في مساحة عـمله ، فلا يمكـن للمـدير أن يـدخـل عـشـوائياً داخـل الصف وأنا فـيه إلاّ بإذنٍ مني ، أما إذا كان هـناك عـنجهي لا يـبالي بالتعـليمات وينـطلق من منـصبه الأعـلى وقـوته فـيتجاوز عـلى حـقـوق المـدرس أو أي موظف أدنى منه منـصباً فـتـلـك مسألة أخـرى ... ونـتـذكـر أن صدام قال يوماً : عـلى كـل واحـد أن يتـصرف كـقائـد في موقعه !! بل وذهـبَ أبعـد حـين أمر كـل مسؤول كـبـير أن يمارس وظيفـته من موقع أدنى للإطلاع عـلى ظروف العـمل .
*********************
( بوش ) كـلمة شعـبـية تعـني في القاموس العـربي : (1) إزدحام ، كـثرة ..... أما الـدارج بـين العـراقـيّـين فـتعـني (2) إستيكان أو قـدح فارغ بعـد شـرب الـﭼاي منه فـنـقـول جـيب البوش أو غـسّـل البوشات ...... ولكـن تستخـدم سخـرية وإنـتـقاداً بمعـنى (3) رخاوة ...... وهـذا نريـده في مقالـنا .
هـناك ظاهـرة مألـوفة قـد تـكـون طبـيعـية وهي أن الشـد والحـزم والخـنـق والمراقـبة والضبط واليقـظة والضغـط والإلحاح والتـوتـر ، كـلها تميل بمرور الزمن إلى التراخي والإنـفـكاك أو التراجع عـن هـذه الحالة أو تـقـليلها !! يعـني حـين تـشـد رزمة بحـزام وتـتـركها فلا يزداد شـدّ الحـزام ، بل بالعـكس يتراخى ذاتياً بعـد فـتـرة بسبـب الحـركة والتغـيرات المناخـية كالحـرارة والبرودة ..... ولأجـل ذلك حـين نـشـد جهازاً أو صنـدوقاً عـلى قاعـدة أو عـلى عـربة متـنـقـلة بإستخـدام الـبراغي ، فإن الـتـنـقـل والإهـتـزاز والتـقـلبات الجـوية من تمدد وتـقـلص تسبِّـب زعـزعة وضعـف قـوة شـد البرغي وكأنه يميل إلى حـل نـفـسه ، أي يتراخى مما يجـعـل الشيء المشـدود يتحـرّك من مكانه بعـض الشيء ونسمع صوتاً عـنـد تـنـقـله .... فلإعادة تـثـبـيته مرة أخـرى يحـتاج إلى أن نـشـد البرغي قليلاً بإستخـدام ( سْـﭘانة ، دَرنـفـيس ، ألِـن كِي ) فـكأنـنا نأخـذ رخاوته ونـزيل قـلقـلته .... فـنـقـول بالعامية : أخـذنا بوشه أو ضبّـيناه سِـنـّـين يعـني شـدّيناه دَورتين .....
أما البرغي المشـدود بثبات وقـوة ، فإنه لا يتراخى مع الزمن رغـم الحـركة والإهـتـزاز وتغـيـرات الجـو ، فلا يكـون بحاجة إلى شـد ولا يتطـلب أن يأتي شخـص ويأخـذ بوشه !!!! وللعـلم إن صلابة ونـوعـية معـدن الـبرغي تـلعـب دَوراً مهماً في ثباته عـلى شـدّه ........ والآن حان وقـت السؤال : أين مواقـف الحـياة من كل هـذا يا تـرى ؟ أين ربّاط الكلام ونحـن في زمن الربـط ؟ .
 

كـنت شاباً بعـمر قـبل منـتـصف العـشرينات حـين تعـيَّـنتُ مـدرساً طريّ الوجه نحـيف الجـسم سريع الحـركة وحـتى صوتي لم يكـن فـيه بحّة كاهـل أثـقـلته تجارب الحـياة ، بمعـنى أن مظهـري لم يكـن مَهـيـباً ولا محاطاً بأبّهة ، وهـناك مقـوله عـنـد الطلاب الوقـحـين ضعـيفي النـفـوس رديئي التربـية ، يستبقـون المـدرس الجـديـد في المـدرسة بقـولهم (( نأخـذ بوشه ــ يستـغـلـون رخاوته أو تـسامحه )) كي يهابهم ويواصلـوا وقاحـتهم فـيحـدّوا من سلطته عـليهم ويصبح بالتالي أضحـوكة بـينهم ........
إن الـدرس الأول للمدرس الجـديـد في المدرسة هـو الـذي يحـسم الموقـف ، فإما يأخـذون بوشه أو هـو الـذي يأخـذ بوشهم جـميعهم طيلة سنين عـمله ( ليس فـقـط في تلك المـدرسة ) وإنما في تلك المـدينة وأبعـد منها ......
من جانب ثاني عـلى المـدرس تجَـنـُّـب المشاكـل كي لا تـؤخـذ نـظرة سلـبـية عـنه ، وفي الحـقـيقة هـو صراع ما بـين المـدرس والطالب بـوجـود المـدير الـذي له تأثير عـلى العـملية بـدون شـك ..... فما الـذي يجـب أن أعـمله وأنا حـديث العـهـد في الحـقـل الوظيفي ؟ كـيف أسلك كي أكـون متـوازناً ؟
في دواخـلي لا أريـد التجاوز عـلى القانـون والسلطة ، وبالمقابل لا أسمح لأحـد أن يـدوس عـلى كـرامتي ، إذن يتـطلب مني أن أكـون حـذراً رزناً في سلوكي وتـصرّفي في اللحـظات الحاسمة عـنـد الحاجة ، فإما أن أفـرض نـفـسي عـلى الوقـحـين الطلاب في مجال عـملي وأكـون محـتـرَماً غـصباً عـنهم ... أو أستـرخـص شخـصيتي فأصبح ألـعـوبة بأيـديهم .... والعِـبرة هي في أول طلعة عـلى المسرح أمام الجـمهـور عـنـد بـداية المسرحـية . 
كان أول درس لي كـمدرس حـين دخـلـتُ الصف الرابع الثانـوي (  Year 10 ) رأيتُ المراقـب واقـفاً أمام السبورة وبـيـده وردة حـمراء ــ لم أكـتـرث لها ــ صاح قـيام ! قام الطلاب ، سلمتُ عـليهم ثم قـلت تـفـضلوا إجـلـسوا .... وبدلاً من أنْ يـذهـب المراقـب إلى مقـعـده بقي واقـفاً ، ومن براءة نيتي تـصوّرتُه يحـتـرمني وينـتـظر إيعازاً مني فـقـلتُ له : تـفـضل إجـلس .. فـرمقـني بنـظرة فـطيرة ! ثم رفع الوردة إلى أنـفه ! وصار يشمشم بها ! وهـو ينـظر إليّ أثـناء مشيه إلى مقـعـده في مؤخـرة الصف .... أعـتـرف لكم بأنه إستـفـزني ولكـني تمالكـتُ أعـصابي لأنه ليس معـقـولاً أن يستخـف بمدرسه ، وأنا لا أعـرف أحـداً ولا يعـرفـوني .... بقي الطلاب ينـتـظروني لأعـرّف نـفـسي لهم ولكـني بقـيت ساكـتاً أفـكـر بسرعة كـيف أتـصرف أمام هـكـذا مشهـد .
فإنْ تجاهـلت حـركـته وعـبَّـرتها عـليه وعـفـوتُ عـنه سيقـول للطلاب ( شـفـتـو شـلـون أخـذت بوشه ؟ ) وإنْ ردعـته فإني سأخـلق مشكـلة منـذ الـدرس الأول في حـياتي ، قـد تـؤثـر سلـباً عـلى الـتـقـرير الـذي سيكـتبه المـدير عـني وأنا تحـت التجـربة لمدة سنة واحـدة ( حـسب التعـليمات ) ثم أثـبَّـتْ في الوظيفة ... فـصرتُ حائـراً والطلاب صافـنين ! وأنا في هـذه الأثـناء أخـطو خـطواتي أمام السبورة أحـدّق عـلى الأرض ، لكـني في النهاية قـرّرتُ الردع !! ولا تهـمني العـواقـب والـتـداعـيات ، فأنا مستـعـد أن أشتغـل عاملاً كادحاً بكـرامة أفـضل من مـدرس ماخـذين بوشه .
تـقـدمتُ إلى مؤخـرة الصف حـيث مقـعـد المراقـب وسألته هـل أنت مراقـب ؟ قال نعـم .... ﮔـوم عـلى حـيـلك ، فـوقـف ... سألته : ماذا كـنـتَ تـقـصـد بتـلك الحـركة التي عـملتها والوردة بـيـدك ؟ قال : ما بـيها شي أستاذ ... فـفاجأته بضربة كـفٍ قـوية غـير متـوقعة عـلى وجهه الأيسر ، فـتـفاجأ هـو والطلاب ... كـررتُ سؤالي له : ما بـيها شي ؟ قال : نعـم ما بـيها شيء ! فألحـقـته بأخـرى عـلى وجهه الثاني وقـلت : أﮔـعُـد كـن حـذرا مرة أخـرى .... سـكـتَ ولم ينـطق بحـرف واحـد طيلة سنـوات وجـوده في المـدرسة .
إن سلوكي هـذا سـواءا كان قانـونيا أم لا ، فأنا تـصرّفـتُ وصارت عِـبـرة كافـية لجـميع الطلاب عـلى مـدى خـمس سـنـين ولم تـصادفـني مشكـلة إطلاقاً ، فحَـميتُ نـفـسي أنا المسيحي الوحـيـد في مـدرسة طلابها يرسمون الخـناجـر والمسـدسات عـلى الرحلات وبـيئة المنـطقة عـشائرية غـير مثـقـفة غـنية عـن الـبـيان !! وعـلى أثـرها صار الطلاب يحـكـون فـيما بـينهم لسنـوات قائلين أن هـذا المـدرس يـبـسط .. وأود أن أكـون صريحاً الآن وأقـول : كان في تلك الأيام قانـون ودولة ووزير ورئيس ومؤسّسات ، أما الـيوم لو كـنتُ في العـراق لا أستـطيع أن أسلك ذات السلوك .
الخلاصة :
عـلى القائـد الحـكـيم الرزن مهما كان قـوي الشخـصية ، أن يردع الوقحـين النمامين المنافـقـيـن في أول موقـف معـهم لأن ذلك سيكـون مقـياساً لشخـصيته عـنـدهم ، بل عـليه أن لا ينـتـظر وإنما يخـلـق موقـفاً وهـمياً ليعَـبِّـر فـيه عـن قـوة شخـصيته فـيهابـونه ، وإلاّ سيأخـذون بـوشه مـدى عـمره ... وتجارب الحـياة ستـثـبت ذلك لكـل قائـد ، نعـم ستـثـبت ذلك لكـل قائـد .... والله المعـين .     



115


CECA Est. 1974 AD | 7275 k

حيّا عَمّا كَلدايا

 

تهنئة المركز الثقافي الكلداني الأمريكي / متروديترويت


يوم بابل في الأول من أيلول ... ألق الحضارة الرافدية

 


بالنيابة عن كادر المركز الثقافي الكلداني الأمريكي في متروديترويت وأصالة عن نفسي، نتقدم لأمتنا (الكلدانية) العزيزة بأحر وأصدق الأمنيات بمناسبة عيد (يوم بابل) الأغر في الفاتح من أيلول، وبهذه المناسبة التاريخية، نتقدم لكل الغيارى الكلدان وأصدقاؤنا في العراق والعالم بأحر التحايا وأصدق التمنيات وأطيبها، متمنين لأمتنا الكلدانية العزيزة وشعبنا العراقي الكريم الخير والنعمة، آملين من رب القدرة أن يمن على العراق والعراقيين الصابرين بالأمن والأمان والخير والأزدهار والنعمة.

   

طوبى لكم أيها المحتفلون الكلدان في العالم بهذا اليوم الأغر، لأنكم بدلاً من أن تلعنوا الظلام وتضيعوا الطاقات فيما لا جدوى منه، فأنكم وبغيرة كلدانية تشعلون (شموع الأمل) عبر التجمع والإحتفاء سوية بهذه المناسبة القومية التاريخية المهمة، مبددين الظلمة ومعرين مخططات واساليب التهميش والإستلاب الذي يعيشه أبناء الكلدان في العراق والمهجر. 

عامر حنا فتوحي بيث شندخ بريخا
رئيس المركز الثقافي الكلداني الأمريكي / متروديترويت
www.chaldean4u.org



 
Courtesy of www.IAmedianet.com


116
(1)

رأيي بمناسبة صدور قانـون إباحة زواج المثـلـيـّـين في أميركا .....

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
أنا أميِّـز بـين الشخـص والخـطيئة كما فـعل يسوع ، ويفـتح باب الخلاص والتوبة أمام الخَـطأة .
المثـلية حالة مَرضية شـنيعة وحالة (( مرتبطة بالجـينات )) ... إذن ، المسألة مسألة جـينات !!
فالشخـص تحت ضغـط شـديد ... إذن ، هـو بحاجة إلى معالجة وإلى عـناية .. الإهـتمام بهـؤلاء شيء ، وعـقـد قـران مثيلي شيء آخر .
الخـطيئة في اللاهـوت هـو فـعـل واعٍ مقـصود ومسؤول ومخـطط له بدقة ويتم عـن إصرار ولهـذا هـو جَسيم .. هـنا المسؤولية كـبـيرة ولكـن هـناك أخـطاء المسؤولية فـيها أقـل ، شخـص فـقـير يموت جـوعا يمـد يده ويسرق ليقي حـياته ثم تـتحـول إلى عادة !!
أنا أميز في اللاهـوت بـين الخـطيئة والخاطيْ .. الخـطيئة منبوذة والخاطيء قـد يتوب وفي الإنجـيل أمثلة كـثيرة ولكـنـنا لا نـبرر الخـطيئة.

(2)
رأيي في قـصة آدم وحـوّاء : أسـطورية أم نأخـذها بحـذافـيرها ؟
لم يمتـنع مؤلـفـو الكـتاب المقـدس من أن يستـقـوا معـلوماتهم من تـقالـيـد الشرق الأوسط والأدنى الـقـديم ولا سـيما من تـقاليـد ما بـين النهـرين ... فالإكـتـشافات تـدل عـلى وجـود أمور مشتـركة بـين الصفحات الأولى من سـفـر التـكـوين وبعـض الـنـصوص الغـنائية والحِكـمية الخاصة بسومر وبابل ... ونعـلم أن إسرائيل كانت منـفـتحة عـلى المؤثـرات الخارجـية ... وقـد أحـسَـنـوا إعادة معالجة المصادر المتـوفـرة بـين أيـديهم والتـفـكـير فـيها بالنسبة إلى الـتـقالـيـد الخاصة بشعـبهم ..... إن المقارنة بـين نـصوص الكـتاب المقـدس والروايات المتـعـلقة بـبـداية العالم لا تخـلـو من الفائـدة في نـظـر قارىء الكـتاب المقـدس ... فهـناك الكـثير من الشواهـد عـن الماضي الأدبي في الشرق الأدنى القـديم ، نـذكـر منها الرواية البابلية عـن خلق العالم عـلى يـد الإله مردوخ ، ومغامرات ﮔـلـﮔامش البطل المحـتـوية على رواية بابلية عـن الطوفان ، أو الأبراج الشامخة التي شـيَّـدتها مدن ما بـين النهـرين إكـراماً لآلهـتها ، والتي تُـذكـر في رواية بـرج بابل .
إن قـصة آدم وحـواء وشجـرة معـرفة الخـير والشر ... تـربطـنا بالرواية البابلية التي يفـقـد بها فـرصة الخـلـود ..... كـذلك قـصة ﮔـلـﮔامش التي أشرنا إليها ، فالبطل ينـتـصر عـلى العـديد من العـقـبات ، ولكـنه في النص الأخـير لا يستـطيع الوصول إلى الخـلود حتى حـصوله عـلى غـصن من شجـرة إعادة الشباب ولكـن يترك ملابسه والنبـتة من دون حـراسة ويـذهـب للسباحة فـتأتي الحـية وتتشم رائحة النبتة وتبتـلعها فـتـتـجـدد حـياتها برمي جـلـدهاالـقـديم ..... فـربما كاتب الكـتاب المقـدس عـلى إطلاع تام بهـذه الرواية البابلية ...

117
 



Est. 1974 | 7275k

بيان / المركز الثقافي الكلداني الأميركي - متروديترويت

موقفنا قومياً من رابطة غبطة البطريرك ساكو

 

حيّا عمّا كلدايا
[/b]

مدخل:

لمن لا يعرف تاريخ ومنجزات المركز الثقافي الكلداني الأمريكي منذ تأسيسه عام 1974م، نكتب له اليوم (بكل محبة ووضوح) لكي يعرف بأنه لا يعرف، وبأن قلة المعرفة هذه هيّ من النوع المُضِر والمؤذي بتطلعات أمتنا الكلدانية التي تواجه اليوم العديد من التحديات المحلية والإقليمية والدولية، ناهيكم عن التحديات الداخلية العديدة، وبخاصة محاولات (الإلتفاف على النزعة القومية الكلدانية) المنفتحة والصحية والسليمة، من أجل تحجيمها وتحويلها إلى توجهات مقننة وتبعية طائفية، خدمة لتطلعات سياسية مريضة، تسعى إلى إحتواء الكلدان منذ ما يزيد على أربعة عقود.
 
 

من الحري بالذكر هنا، أن (المركز الثقافي الكلداني الأمريكي) هو دونما جدال، (أقدم صرح) قومي، ثقافي، تعليمي، خدمي، إجتماعي كلداني (على سطح الأرض)، حيث تم تسجيله رسمياً في الولايات المتحدة عام (1974) على يد الأب الروحي للجالية الكلدانية في مدينة ديترويت آنذاك، الأب الراحل يعقوب يسو، وهو أول منظمة كلدانية على وجه الكرة الأرضيىة، دعمت وتبنت علم الكلدان القومي، الذي صار اليوم (ثابتاً قومياً كلدانيا) وحجر زاوية نهضتنا الكلدانية.

من تلك اللّبِنة المباركة أنبثقت أيضاً، أول (مؤسسة أكاديمية قومية ثقافية كلدانية غير ربحية (مركز الدراسات القومية الكلدانية / الأكاديمية الكلدانية الأمريكية) التي تم تسجيلها رسمياً في الولايات المتحدة عام (2000) تحت الحقل (501 سي 3)، وكانت من أولى ثمرات مركز الدراسات القومية، إصدار (أول تقويم قومي كلداني) في التاريخ المعاصر للأمة الكلدانية، حيث ضم التقويم الذي يتواصل إصداره منذ آنذاك، على معلومات قيمة باللغة الإنكليزية تعرف بالكلدان ومآثرهم في شتى مناحي المعرفة، كما يُعرف بتاريخهم العريق، إضافة إلى إحتوائه على جميع المناسبات القومية الكلدانية، التي يحتفي بها الكلدان في العالم.

ناهيكم عن أن المركز الثقافي الكلداني الأمريكي، هو أول جهة كلدانية في العالم، قامت (بتأسيس وأفتتاح) المرحلة الأولى من مشروع (المتحف القومي الكلداني البابلي) للتاريخ والفنون والتراث، وهو المشروع الذي عمل عليه كادر المركز منذ عام (1999) وتم تحقيقه بتضحيات غيارى المركز الكلداني (وحدهم) ومن دون مساعدة أية جهة تدعي كلدانيتها في المهجر الأمريكي!!


   

تأسيس المتحف القومي الكلداني البابلي عام 2002م

لكن برغم كل التضحيات والجهود المبذولة لإقامة هذا (الصرح القومي الكلداني) فقد تم وضع العراقيل أمام مسيرته الناجحة، ومحاربة المشروع بكل ضراوة في الوقت الذي كان فيه هذا الصرح المتميز يخطو خطواته الأولى، حتى تم وأده في مهده وغلق أبوابه ليبقى الكلدان حتى هذه اللحظة دونما متحف!!
ليتبين لنا بعد كل هذه السنين بأن مبرر تلك المحاربة لم يكن سببها (الحسد) كما تصورنا وإنما النية المبطنة لسرقة الملايين بأسم الكلدان، بحجة إقامة متحف في مدينة (ويست بلومفيلد)، حيث تم فعلياً الحصول على بضعة ملايين بأسم الكلدان، سرعان ما تبخرت في الهواء، وليتبخر معها حلم المتحف الكلداني وسط (معرفة) و(صمت) و (.....) الرئاسات الدينية والعلمانية معاً!!!

مما يدعو إلى الريبة اليوم وإلى إستذكار محاولات الأمس لضرب المركز في الخاصرة من قبل بعض المحسوبين على الناشطين القوميين الكلدان، أن المركز الثقافي الكلداني الأمريكي لم يتوقف رغم كل أساليب المحاربة (المستترة) و(المعلنة) عن تحقيق المزيد من المنجزات العملية، كما لم يتوقف عن دعم أي جهة كلدانية طلبت مساعدته، علماً بأن معظم منجزاتنا قد تم تحقيقها بإمكانات مادية محدودة (أساسها تبرعات أعضاء المركز) ولاسيما الدعم الكريم من لدن الأب الفاضل يعقوب يسو وعامر حنا فتوحي الذي يتحمل منذ عام 2012م (معظم الأعباء المادية) تقريباً، حيث لم يحصل المركز منذ عام 2008م وحتى هذه اللحظة على سنت واحد ونكرر بأننا (لم نحصل على سنت واحد) من أية جهة حكومية أو منظمة منح أمريكية، ومع ذلك فأن منجزات المركز تفوق في أهميتها على المستويين النوعي والكمي، علاوة على مدى التأثير الجماهيري، ما حققه أي كيان كلداني آخر في ولاية ميشيغان، برغم الملايين التي يستلمونها بأسم الكلدان بمباركة الرئاسات الروحية!

أن هذا النوع من الغطرسة الفارغة هو ما يدفع تلك الجهات الكلدانية، لاسيما ذات الصبغة الطائفية والقروية إلى تحاشي التشاور مع كادر المركز أو مجرد ذكره أو إستشارة كادره المتميز بكفاءاته الأكاديمية، أو حتى مجرد الإشارة لدوره الريادي ليس على صعيد المهجر الأمريكي حسب وإنما على صعيد العالم كله، وذلك من أجل سحب البساط من تحت أقدام كادر المركز وتحريف مسار الجالية القومي، ومن أجل إحتواء جماهيرنا في ولاية ميشيغان وتوجيهها طائفياً، ولعل آخر تلك المحاولات المرفوضة التي تم فيها تجاهل مكانة ودور المركز في الحياة الثقافية في المهجر الأمريكي، عدم الإتصال بالمركز لمناقشة دعوة غبطة البطريرك لإقامة (رابطة كلدانية)، ربما بسبب عدم تمكن الجهات الداعية لتأسيسها من تحديد ملامحها أو أهدافها بعد!

حيث تم مناقشة نظامها الداخلي السابق في ولاية ميشيغان من قبل السادة أعضاء المنبر الديمقراطي الكلداني (جهة سياسية)، برئاسة سيادة المطران (الشرفي) إبراهيم إبراهيم الجزيل الإحترام، وذلك قبل نسف ذلك النظام وتعديله ومن ثم نسفه وتعديله ثانية وثالثة ورابعة!!
أن مراجعة سريعة لحجم المنجزات التثقيفية (قومياً / لغة وتاريخ وفنون وعمارة ...)، والتي لا تتطلب سوى إجراء جرد سريع لما حققه المركز خلال مسيرته الطويلة منذ تأسيسه عام 1974م على يد الراقد على رجاء القيامة، الأب الفاضل يعقوب يسو، ناهيكم عن تقييم حجم تضحيات كادر المركز ومتطوعيه وبقية المخلصين من أبناء الجالية الغيارى المتعاونين معنا، كاف لأن يذهل الجميع بسبب تفوق منجزات المركز، لا من حيث عددها الكبير وتنوعها الثر فقط، وإنما من حيث مستواها الرفيع، وبخاصة في النواحي الثقافية والتعليمية، علاوة على أهميتها الستراتيجية في رسم الملامح الحقيقية للأمة الكلدانية، ويمكن لمن يشاء الإطلاع على نماذج من تلك المنجزات، بمجرد زيارة صفحة منجزات المركز على موقعنا الإلكتروني الرسمي أدناه:

تمخض الجبل ... فولد فأراً

لماذا نرفض الرابطة الكلدانية المزمع تأسيسها

إذا ما تجاوزنا قنبلة غبطة البطريرك التي ألقاها علينا مؤخراً بإعتبار (التسمية الكلدانية) تسمية فئوية !!!!!
http://chaldean4u.org/achievements
رغم محاولته غير الناجحة لتغليف تصريحاته غير المسؤولة بغلالات مسيحانية وتخريجات زمنية، إلا أنها تؤكد (جملة وتفصيلاً) وبما لا يرقى إليه الشك، بأنه يعاني من (إشكالات نفسية) من نوع (الوِهام).
فإذا كان رب الدار والداعي لتأسيس الرابطة (الكلدانية!) لا يعترف بالتسمية الكلدانية (الفئوية!!) ويريد إلغائها بمعنى (بالدفِ ناقراً) فماذا نتوقع من أهل الدار (مشاركوه) غير الرقص!

منذ أشهر ونحن نسمع جعجعة (الرابطة) ولا نرى طحيناً، وفي الأسابيع الأخيرة صرنا نرى بين يوم وآخر مسودات مقترحة للنظام الداخلي للرابطة التي أنتجت حسب الحاجة ووفقاً للمقاييس التي يرتأيها غبطته اليوم ليبدلها في اليوم الثاني بحجة أنها مسودات غير متكاملة، وما أن يعترض عليها معترض جديد حتى تصدر بعد سويعات نسخة جديدة معدلة مما أدى بكاتب النظام الداخلي المقيم في المهجر إلى الإعتراض والإمتعاض من هذا الأسلوب المتقلب والإنفرادي.

 
الأحد الأول من تموز يوم سكان العراق الأصليين / الكلدان

أن مطالعتنا المتفحصة والدقيقة (لما يسمى بمسودة النظام الداخلي) لهذه الرابطة المزمع تأسيسها بمختلف نسخها والتي سيتم ركلها ويداس عليها بعد تأسيسها وفقاً لما يرتأيه غبطته، مسألة محسومة، يؤكد ذلك ومن دون جدال (تصريح غبطته الأخير والخطير) على الرابط أعلاه (وحدة كنيسة المشرق)!
علماً أن كنيسة المشرق الأصلية تضم سريان العراق الكاثوليك والأورثدوكس قبل تنسطر كنيسة كوخي ثم إنقسامها إلى شيع منفوستية ونسطورية وكاثوليكية. فلماذا التأكيد على ضم مستوردين مجهولي الأصول رغم ال÷انات التيب ألحقوها بغبطته وتصريحاتهم في رفض الوحدة علناً، وفي المقابل تجاهل الوحدة مع أبناء الكنيسة السريانية الرافدية الذين هم أخوتنا في اللغة والدم والتاريخ والوطن؟!!
 
أن هذه الرابطة (البيدق) مهما تم تزويقها بتسميات آنية (تكتيكياً)، إلا أنها لن تكون على أرض الواقع سوى (واجهة دينية) أخرى، مغلفة بغلالات (كلدانية) رقيقة تشبه قشرة البصل يمكن إزالتها بسهولة ودونما عناء، وبأنها لن تكون أكثر من (حجر شطرنج) يحركه البطريرك كيفما وحينما يشاء، ذلك أنه هدفها (الأول والأخير) هو خدمة أهداف غبطة البطريرك الشخصية، يؤكد ذلك إعتماده لمناقشة رابطته (غير السياسية) على أعضاء (حزب سياسي) متعاطف معه، متجاوزاً في الوقت ذاته طبيعة ومكانة منظمتنا (الثقافية والتربوية) العريقة في ولاية ميشيغان وبقية المنظمات الكلدانية الثقافية في العالم التي تدار من قبل قوميين كلدان (قومجية).

من هذا المنطلق ووفقاً لمبدأ (التعامل بالمثل) فقد قررنا في إجتماع يوم السبت الموافق الثالث عشر من شهر سيمانو 7315ك الموافق لشهر حزيران 2015م، ما يلي:

1- أن رابطة غبطة البطريرك الدينية البعيدة عن مجال عملنا، (لا تمثل إلا نفسها والمنتمين لها حصراً) وقراراتها غير ملزمة لغير المنتمين لها. وإن منظمتنا والمنظمات المتحالفة والمتعاونة مع المركز الثقافي الكلداني الأمريكي في الولايات المتحدة والعالم ستتعامل مع كل قرار يصدر عن هذه الرابطة وفق إنعكاسته ونتائجه على الشارع الكلداني.

2- أن موقفنا المعروف فيما يخص تعاوننا من عدمه مع أية منظمة كلدانية أو غير كلدانية، يحدده موقف تلك المنظمات من (الثوابت القومية الكلدانية) التي نؤمن بها جملة وتفصيلاً:
أسم أمتنا الرسمي هو: الأمة الكلدانية
لغتنا الأم هيّ: اللغة الكلدانية
رمزنا القومي في المحافل والمناسبات هو: العلم القومي الكلداني
تاريخنا الكلداني الشرعي يبدأ: عام 5300 ق.م
أكيتو هو: عيد رأس السنة الكلدانية البابلية
 
أن أسلوب تعاملنا الواضح هذا في مواجهة جميع التحديات اليومية التي تواجهها الأمة الكلدانية، هو موقفنا ومنطقنا المبدأي والمعلن من كافة المنظمات والأحزاب والجهات الكلدانية في العالم، ولا تستطيع أي قوة في الأرض أن تنال من قناعاتنا القومية أو تؤثر سلباً علينا، لأننا لم ولن نساوم على المباديء وثوابتنا القومية الكلدانية.

3- ان (يوم سكان العراق الأصليين ... الكلدان) هو ثابت قومي لا يمكن أن نتنازل عنه، لذلك فنحن في المركز الثقافي الكلداني الأمريكي والمنظمات المتحالفة معنا نعتبر (يوم الأحد الأول) من (شهر تموز) هو يوم الكلدان (قومياً)، وهذا اليوم قد تم طرحه للمناقشة على جميع المنظمات والأحزاب الكلدانية في العالم ولم تعترض عليه منظمة واحدة. لذلك فأنه اليوم الوحيد المعترف به قومياً، وهذا اليوم مثبت في (التقويم القومي الكلداني) منذ تبنيه عام 2013م.
http://chaldean4u.org/images/calendar/2015-1.pdf

4- من حق أية جهة كلدانية أن تعبر عن موقفها من الرابطة (سلباً أم إيجاباً)، وذلك بعد تشكيلها وبيان ملامحها النهائية، في المقابل فأن من حق منظمتنا أن تتعامل مع أية جهة متحالفة مع الرابطة بعد تشكيلها واضعين نصب أعيننا أولوية عدم المساس بمصلحة الأمة الكلدانية وثوابتها القومية.

أن مبرر رفضنا القاطع لهذه الرابطة متأت من قناعتنا الكاملة بأنها ليست أكثر من (عقدة منشار)، لأن عملية صناعتها المبهمة وفي هذا الوقت بالذات، ما هيّ إلا إستكمال لعملية الإجهاز على الكلدان من خلال تمزيق وحدة الأمة الكلدانية وتفريق كلمتها، ومن ثم تجيير الكلدان لمن فشل في السابق في إحتوائهم رغم كل المحاولات المستميتة والدعم المادي غير المحدود محلياً وإقليمياً ودولياً.

وإلا، لو كانت هنالك نيات سليمة ورغبة صادقة في لملمة الشمل الكلداني، لقام غبطته بدعوة ممثلي المنظمات الكلدانية الثقافية في العالم لحضور إجتماع طاولة مستديرة في العراق أو غرفة البالتوك، تطرح فيه ومن خلاله، أسس نظام داخلي يتفق عليه بالأغلبية، ثم يتم طرحه على أبناء الأمة الكلدانية، لأن الديمقراطية تبدأ من قاعدة الهرم لا من قمته.

للأمة الكلدانية بإخلاص

رئاسة المركز الثقافي الكلداني الأمريكي / متروديترويت

كتب بتاريخ الثامن عشر من شهر سيمانو عام 7315ك
والموافق ليوم 18 حزيران عام 2015م   

118
فضاءات كلدانية
بمناسبة ثلاثينية العلم القومي الكلداني


نصرت دمان ... مبارك هذا الجندي الكلداني المجهول

 

حيّا عمّا كلدايا

عامر حنا فتوحي

- 1 -
 

الكلدان شعب حي وعريق، يقول عنهم إرميا النبي في سِفره، الإصحاح الخامس الآية 15: (أمة جبارة، أمة منذ القدم)، لأنها الأمة الأصل (الأم)، التي تناسلت منها جميع الأمم في شرقي بابل بحسب الكتاب المقدس، وهيّ الأمة المهد، التي أعطت للبشرية كلها (أول حضارة إنسانية) منذ عهد عاصمة الكلدان الأولى نون- ﮔﻲ / أريدو 5300 ق.م وكيش (مادياً) / كوش (كتابياً) مصدر كشديم - كلديي.

فهي أمة نمرود الجبار الذي تؤكد المصادر الكتابية بأن حفيده الذي تسميه المدونات البابلية شمشي أدد الأول البابلي، هو مؤسس مملكة آشور، حيث يقول الأنبا تقلاهيمانوت: فنمرود هو ابن كوش بن حام بن نوح، وهو الذي أسس أول مملكة وهي مملكة بابل التي دعاها ميخا النبي أرض نمرود " فيرعون أرض آشور بالسيف وأرض نمرود في أبوابها، من تلك الارض (بابل) خرج اشور (شمشي أدد) وبنى نينوى ورحوبوث عير وكالح تك 10 : 11".

أما الباحث القس صموئيل مشرقي فيقول: " يعتبر الإصحاح العاشر من سفر التكوين جدولًا لا نظير له على الإطلاق لبيان أصل الأمم ونشأتها، وهو أدق سجل قد أيدته تمامًا كل الاكتشافات الأثرية، ويظهر من الآيات 8 - 10 أن الحضارة البابلية كانت أقدم الحضارات وتليها الآشورية، وهي مأخوذة عنها لأنها أحدث منها".

هذه الأمة المباركة هيّ الأمة التي أنجبت بابن أوراهم (إبراهيم أبو الأنبياء)، الذي ترك أهله وعشيرته ووطنه تلبية لأمر الرب بالهجرة إلى أرض الميعاد (لتكون له ولنسله)، "وقال الرب لأبرام اذهب من أرضك (وطنك) ومن عشيرتك (الكلدان) ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك' تك 12 : 1".
ومن نسله الكلداني المبارك هذا، ولد بالجسد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، فأية أمة مباركة هيّ هذه الأمة، وهل هنالك ثمة من فخر يفوق فخر إنتمائنا لها.

لذلك يهمني هنا أن أقول لمن لا يعرف سر بقاء وديمومة هذه الأمة التي تتكالب عليها منذ العام 482 ق.م نوائب وعوادي الزمان فلم تهلك أو تتلاشى، بل بقيت بوعد من الرب كالعشب الذي كلما جزته الأيادي ينمو أكثر إخضراراً.

أن سر بقاء هذه الأمة (العصية على الفناء)، إنما يكمن في نسغها الذي لا يجف أو ينضب، متمثلاً في جنودها المجهولين، هؤلاء الجنود ذوي القلوب الأطهار، الذين يعملون ليل نهار من وراء الستار، من أجل إشاعة الوعي القومي الكلداني بمحبة وإفتخار.

أستطيع لو شئت أن أضع لكم جدولاً بأسماء هؤلاء الغيارى الأصلاء، فأحسب لكم مناقبهم ومآثرهم في كل حقل من حقول المعرفة الإنسانية والعلمية والروحانية، وفي شتى مناحي الحياة الأخرى لأنهم خير خلف لأسمى سلف.

 

لكنني سأكتفي هنا بذكر ما شاهدناه بالأمس، متمثلاً في طلبة جامعة (وين ستيت يونفيرستي) في ولاية ميشيغان، عندما قامت رابطة الطلبة الأمريكيين الكلدان في الجامعة، بالتعاون مع ست منظمات كان من بينها المركز الثقافي الكلداني الأمريكي، بإستضافة المهرجان الثقافي المتميز (بابل ... المشي على جليد متصدع) في عيد أكيتو (الكلداني البابلي) في الأول من شهر نيسان 2015م والموافق للعام 7315ك، وذلك من أجل التعريف بمحنة النازحين المسيحيين والمندائيين واليزيديين، وعملية الإبادة الجماعية المستمرة التي يتعرض لها أهلنا في العراق، وسط صمت محلي وإقليمي ودولي!

كما شاهدناه بالأمس أيضاً، متمثلاً في مسيرة الطلبة الكنديين الكلدان المشاركين في تظاهرة سيفو (مائة عام من المذابح بحق المسيحيين من الأرمن والشرقأوسطيين)، حيث رفرفت الأعلام القومية الكلدانية التي كان يلوح بها مجموعة من الشباب الكلدان المتحمسين والمؤمنين بالأمة الكلدانية، وبقوميتنا المنفتحة المتجددة عبر تاريخها الطويل والعريق والنبيل.

لكن مشكلة الكثيرين ممن ينظرون إلى ما حولهم دونما تمحيص أو تمعن، أن معظمهم منهمك بمشاغل الحياة فلم يعودوا منتبهين لجلية الأمر حولهم ومنها عدم إنتباههم لهؤلاء الغيارى من الفعلة المنتجين بصمت.
يؤكد ما نذهب إليه هنا، ما يعرفه المختصون بمجال العمل الفني، ذلك أن من متطلبات المشاهدة الصحيحة أن تقف على بعد يساوي مرة ونصف من حجم العمل الفني، وذلك من أجل أن تلم بكافة تفاصيل اللوحة (على سبيل المثال) من دون أن تضيع فرصة الإلمام والإستمتاع بكامل المشهد. لذلك فأنك كلما أقترب من المشهد أضعت تفصيلاً جديداً حتى تتلاشى الصورة كلها.

من هذا المنظار، فأن أمامنا دائماً وقريباً من حدقات عيوننا، يشمخ جندي كلداني مجهول، هو واحد من عشرات الجنود المجهولين الكلدان من حولنا، يعمل بدأب ومثابرة في كل يوم ومنذ سنوات، ومع أنه يعمل أمام عيوننا ، لكن إداءه دائماً يتم من خلف ستار العمل بصمت، من أجل إشاعة الوعي القومي الكلداني الذي شعبنا بأمس الحاجة إليه اليوم من أي يوم مضى.

 

هذا الجندي المجهول، الأخ والصديق العزيز، إنسان متعلم وواع ونبيل ومتواضع، لا يكل ولا يمل عن إداء دوره التوعوي النبيل، أو يتردد عن إبتكار كل ما هو جديد ومفيد في مجال عمله التوعوي، الذي ينصب في خدمة الأمة الكلدانية.

أنه الناشط القومي الكلداني، وأبن قرية الجبابرة (ألقوش) نصرت دمان، ذات القرية التي أنجبت الإنسان الكلداني الأصيل (يوسف يوحانا) الذي يُعرف بسبب إستماتته في الدفاع عن علم الكلدان القومي (أبو العلم الكلداني)، وهيّ ذات القرية المباركة التي أنجبت نجوماً لامعة في سماء الكلدان أمثال توما توماس و د. حبيب تومي ونزار ملاخا ومايكل سيبي وآخرون نعدهم مفخرة وتيجاناً نضعها  بكل إحترام على رؤوسنا.

نصرت دمان لمن لا يعرفه، هو المسؤول التقني عن موقع كلدايا نت، هذا الموقع الذي يثير الرعب في نفوس الحاقدين على الكلدان، فيقلب أحلام يقظتهم ومنامهم إلى كوابيس ويصيبهم بالجلطة على مدى 24 ساعة في اليوم.

نصرت دمان، هذا الشخص الدمث الأخلاق، المتواضع والمثابر في عمله، له منجز ينبغي الإشارة إليه والإشادة به، لاسيما وأن عام 2015م هو عام الإحتفاء الثلاثيني بذكرى (العلم القومي الكلداني).

أن موقع (كلدايا نت) الذي يكلل هامته (علم الكلدان القومي) الخفاق، يزوره في كل يوم آلافاً من القراء من العراق والشرق الأوسط وأستراليا وأوربا والأمريكتين، سواء كان ذلك من أجل الإطلاع والمعرفة عن الكلدان من الناحيتين القومية والروحية، أو من مجموعة الحاسدين المتربصين الذين يحسبون علينا أنفاسنا خوفاً من فضحهم والتأثير سلباً على أجنداتهم المخادعة، أو خشية أن ننقص من معدلات أوكسجينهم؟!!

كما تزين العديد من المواقع الكلدانية رؤوس صفحاتها الرئيسة وكذلك صفحات التواصل الإجتماعي بصورة العلم القومي الكلداني المتحرك (دجتال إنيميتد إمج)، لكن لا أحد من قراء هذه المواقع قد سأل نفسه، من هو الفنان الذي قام بتنفيذ هذا العمل التقني المتميز، فخصص جزءاً من وقته ووقت عائلته لكي يمنح العلم القومي الكلداني أمتيازاً آخر، يجعله مطلباً ملحاً في عصر التكنولوجيا الذي نعيشه بكافة تفاصيله المعقدة منها والمريحة؟ 

الحق، أن هذا المنجز الذي قد يحسبه البعض بسيطاً، وقد لا يتردد البعض الآخر عن القول: وماذا في ذلك أن أبني يستطيع أن يفعله!
نعم، قد يكون ذلك صحيحاً وقد لا يكون، لكن الواقع يؤكد بأن لا أبن ذلك (الشخص المفترض) أو غيره قد فعل ذلك وإنما من فعل ذلك عن قناعة ووفاء هو نصرت دمان.
وهذا يذكرني بما حدث للفنان الروسي الشهير كازمير ماليفيتش عندما قدم لوحته الشهيرة (مربع أبيض على مربع أبيض عام 1918م) ضمن معرض مخصص للتعريف بحركة السوبريماتزم، فوقف تاجر لوحات مشهور يحدث صديقه قائلاً، لماذا كل هذه الضجة، أن أبني يستطيع أن يفعل ذلك، عندئذ تقدم منه ماليفيتش وقال له بإحترام، ولكن أبنك يا سيد لم يفعل ذلك وإنما أنا من قام بهذا، فخجل التاجر وأعتذر.

أن هذا المنجز الموسوم (العلم الكلداني الخفاق / دجتال إنيميتد إمج) هو كما أسلفت من إنجاز الفنان المتخصص ببناء المواقع الألكترونية والمحب لأمته الكلدانية الأخ العزيز نصرت دمان، الذي لا يتحدث كثيراً، لكن أعماله المتميزة تفصح عن الكثير.

لأخي نصرت دمان، ولكل الجنود المجهولين الكلدان، أنحني إحتراماً وأقبل رؤوسهم وأثني عليهم لأنهم ومن دون جدال مصدر فخرنا جميعاً، فليبارك الرب أخي نصرت وليبارك رب القدرة موقعنا الكلداني الرائد (كلدايا نت) والقائمون عليه وعلى رأسهم مدير مركز الإعلام الكلداني الأب الفاضل نوئيل ﮔورﮔيس المحترم وسيادة المطران مار سرهد جمو الجزيل الإحترام الذي يدعم ويحترم مكانة الإعلام.

أن (موقع كلدايا نت) ومن دون شك، هو رأس الحربة في المنازلة القومية، ما بين الخير الكلداني العميم وما بين محاولات الأشرار الخائبين المذعورين من الأغجانيين الإيرانيين وبقية المتأشورين، الذين يعتقدون بأن لحم الكلدان سهل نهشه، أو أن (شمس الكلدان) المتوهجة ألقاً يمكن أن يكسفها غربالهم المتهرئ.

مباركة جهود ومنجزات الأخ الكلداني الغيور نصرت دمان، متمنياً له لعائلته ومحبيه دوام النعمة.

*******
ثوابتنا القومية الكلدانية

أسم أمتنا الرسمي هو: الأمة الكلدانية
لغتنا الأم هيّ: اللغة الكلدانية
رمزنا القومي في المحافل والمناسبات هو: العلم القومي الكلداني
تاريخنا الكلداني الشرعي يبدأ: عام 5300 ق.م
أكيتو هو: عيد رأس السنة الكلدانية البابلية

119
لـقاء أبناء ألـقـوش الكـلـدان الأستـرالـيّـين مع سيادة المطران إميل نـونا
كـتابة مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

بعـد خـتام محاضرته الـدورية في قاعة الكـنيسة مساء الجـمعة  24 نـيسان 2015 حـضر راعي أبرشية مار تـوما الرسـول الكـلـدانية في أستـراليا ونـيوزيلانـد سيادة المطران إميل شمعـون نـونا إلى قاعة لانـتانا / سـدني في حـوالي الساعة الثامنة يرافـقه الأب الفاضل ﭘـولس منـﮔـنا والأب الفاضل جـوزيف مع الإكـلـيريكي رودي . كان لقاءاً جـميلاً وحـفلاً زاهـياً عـلى شـرف سيادته مع أبناء الجالـية الألقـوشـية نـظمته الهـيئة الإدارية لجـمعـية شـيرا الربان هـرمز الكـلـدانية الأسـتـرالية ... وعـنـدها رحـب عـريف الحـفـل الأخ سـراب سعـيـد سـلـومي بالحـضور الكـرام ومـذكـَّـراً إياهم بوصول سيادة المطران والآباء الكهـنة فـتعالت هلاهـل السـيـدات ودوَّى تـصفـيق الجـميع فـرحاً ... ولما هَـمَّ بالـدخـول إلى القاعة إستـقـبـلـناه بتـرنيمة : بْعي مِن مَـريا وْصَلاّ قـذاماو ....




ثم ألـقِـيتْ  كـلمات وقـصائـد إستهـلها كاتب هـذا الـتـقـريـر بقـراءة موجـزة لسيرة المطران ، هـذا نـصها :
مارا معَـلـيا المطران إميل نـونا كلاّنَي إيقارا ، أبونا ﭘـولس منـﮔـنا الموقـر ، أبـونا جـوزيف الموقـر ، الأخ الإكـلـيريكي رودي المحـتـرم ، إخـواتي وإخـواني الحـضور الكـرام .............. كـلنا نعـرف المطران إميل فـهـو غـني عـن الـبـيان ، وهـذه بعـض من محَـطات حـياته وتـنـقـلاته :
في عام 1967 : وُلِـد في ألقـوش وأنهى فـيها دراسته الإعـدادية / الفـرع العـلمي
11/1/1991 : رُسِم كاهـناً بعـمر 24 سنة وخـدم في ألقـوش ..
2000 : ولما بلغ 33 عاماً عـمر الرب يسوع سافـر إلى روما لمواصلة دراسته العـليا .
4/8/2003 : زارنا في أستـراليا آتياً من روما وهـو في مرحـلة الـدراسة ... إستـقـبلناه في المطار ودعانا الأخ بسام سـﮔـماني إلى حـفـل عـلى شـرف سيادته في قاعة الخـيام ــ فـيـرفـيـلـد ، حـيث قـرِأتْ أشعار وكـلمات ، وهـذا مقـطع مما قـلـناه في حـينها :
من روما وهل سـدني بشـينا .... من روما إلى سـدني بأمان
قاشـــــــا إميل شمعـون نونا .... القـس إميل شـمعـون نـونا
شـديل جـونقا بْـﮕـو شنـّيه ح .... ورغـم ســـــــــنه الشبابي
كـلايـق دقاريل أبـــــــــــونا .... يلـيـق أن يُـدعى أبــــــونا
((مزحـنا معه قائـلين : طبعاً الآن أصبح أبـو أبـونا ))
ثم :
ثيلي لـﮕـيـبـوخ مَوديانــــــا ... أتـيـتُ إليك معـتـرفــــــــــــاً
هْـوي لمَـحكـيثي مَشمْآنــــا ... كـن منـصِـتـاً لكـــــــــــلامي
وإن لا شــارتــّـيه خـطياثي ... وإنْ لم تحـل عـني خـطاياي
لـﮕـيـبـد ماني زالي آنــــــا ... فإلى مَن أذهـــــــــــــــب أنا ؟
((مزحـنا معه قائـلين : والآن أصبحـتْ خـطايانا أكـثـر ))
13 /6/2005  : حـصل عـلى شهادة الـدكـتـوراه .. وعـمره 38 سنة
8/1/2010 رُسِم رئيساً لأساقـفة الموصل .. وعـمره 43 سنة
يتـكلم الإيطالية بالإضافة إلى الكـلـدانية والعـربـية والإنـﮔـلـيـزية ...
(( مزحـنا معه قائـلين : سـيـدنا ، لا تـتـكـلم بالإيطالية أثـناء جـلساتـنا معـك لأنـنا لا نعـرف شيئاً عـنها )) .
وكـنـت قـد كـتبتُ ستَّ مقالات بعـنـوان : إلى المطران القادم إلى أستراليا والـذي لا نعـرفه ، خـمساً منها موجهة إليه ... وضعـته في الصورة كمطران في أستـراليا ، ليكـون ملِماً بما سيكـون حـوله من أمور كـثيرة تـتعـلـق بأبرشيته المقـبلة ..
26/5/2012 : زارنا في أستراليا للمرة الثانية ولكـن كمطران وعـمره 45 سنة
3/6/2012 : وفي تلك الزيارة ألقى محاضرة في قاعة لانـتانا أيضاً ، عـن الزواجـية ونـظرة الكـنيسة الكاثـوليكـية إلى العائـلة والروابط بـين أعـضائها ... أستـطيع التعـبـيـر عـنها بإخـتـصار وهـو : أنّ الكـنيسة الكاثـوليكـية لم تعـد تـنـظـر إلى العائـلة كـبناء أو هـيكـل هـرمي ذي قـمة متـسلطة عـلى قاعـدته ( الأب متـسلط عـلى باقي أعـضاء الأسرة ) ... وإنما شـبَّههم بحـلقة دائرية أفـقـية ذات مستـوى واحـد ، كـقلادة فـيها فـص كـبـير بارز يمثل رئيس العائـلة ( قـد تـكـون الأم أو الأب أو الأخ الأكـبر أو الأخـت الكـبرى ) وباقي الفـصوص في تـناغـم مع بعـضها ، فإذا إنـقـطع أحـد الـفـصوص تـتـشـوّه القلادة ..... فالحـوار هـو السائـد بـين أفـراد الأسرة وتربطهم المحـبة مع إعـتـبار خاص لرئيس العائـلة .   
2/5/2013 : رافـق غـبطة الـﭘـطريرك مار لويس ساكـو الموقـر في زيارته إلى أستـراليا وعـمره 46 سنة
27/8/2014 : سافـر إلى ألمانيا لشرح موضوع النازحـين أمام الكـنسـيّـين وجـمعـياتهم . 
26/9/2014 : إشـتـرك مع قـداسة الـﭘاﭘا في إقامة قـداس عـلى مـذبح واحـد في روما ، وهـذه أمنية قـد تـراود مطارنة وكهـنة كـثيرين .
30/12/2014 : سافـر إلى مصر فـرسم شماسَـين إثـنين لكـنيستـنا الكـلـدانية في القاهـرة .
24ــ27/6/2014 : أثـناء جـلسات السنهادس تم إنـتخابه مطراناً إلى أستراليا ( طبعاً لم نكـن نعـرف ذلك في حـينها ) .
15/1/2015 : أعـلِن خـبر تعـيـينه مطراناً لأبرشية مار توما الرسول الكـلـدانية في أستراليا ونـيوزيلانـد وعـمره 48 سنة ، مع الإحـتـفاظ بلقـبه كـرئيس أساقـفة .
3/3/2015 : وصل إلى مطار سـدني فإستـقـبلـناه بحـفاوة وكـتبنا عـنه في وقـتها . 
7/3/2015 : تم تـنـصيـبه رسمياً في كـنيسة مار تـوما الرسـول ، مطراناً لأستـراليا ونيوزيلانـد بحـضور جـمع غـفـير من المسؤولين وأبناء الأبرشية . 
24/4/2015 : حـضر مهـرجان ــ شيرا الربان هـرمز ــ في أحـد منـتـزهات سـدني وهـتـفـنا له :
(1)
بشـــينا بْـﮔـو رَعـيا مَـكـيخا .... مطران إميل نـونا بْـريـخـا
كـول حُـبّان طالوخ شْـﭘـيخا .... بمَرعـيثـوخ بـد هاوت نيخا
(2)
إنْ خِـمتا دشِمشا مَعـيقالـوخ .... ﮔـيانـن ﭘّـيـشا طِلاّ طالـوخ
ياما بْـمَـويشـــــخلا قامـوخ .... وﮔــرّا ﭘـيـﭻ لكْ مَـطيالـوخ
(3)
من مار ميخا شـقـول حَـخـمْـثا .... ومْـقـوشـتا د مار قـرداغ ﮔـوروثا
ومِن مار ﮔـيوَرﮔـيس زخـموثا .... ومْـــــــــــكافا سْـموقا خـمـيـمـوثا
(4)
شـــيرا د ربّان هـرمز خاثا .... بألـقـوش يمّا د كـول مَـثـواثا
كـمَخـْهـِخـلِ بْكـول أثـرَواثا .... يُـثـرانـيـلِ د بَـبــــــــــــــواثا
(5)

إنـشِ بَـربّـوّات وخـماثا .... إديو يوميلِ د ﭘـصْخـوثا
إميل نـونا مَطران خاثا .... مَـعـلـو قالا بـكـلـكـلـيـاثا
تـرجـمة :
أهلاً بالراعي المتـواضع .... المطران إميل نـونا المبارَك
كــــل حـبـنا نـسـبغه لـك .... وتكـون مرتاحاً في رعـيتـك
إنْ ضايقـتـك حـرارة الشمس .... أنـفـسنا تـكـون ظلاًّ لك
نجَـفـَّـف البحـــ،،،،ــــــــر أمامك .... والعاصـــفة لـن تـصلك
من مار ميــــــــخا خـذ الحـكـمة .... ومن قـوس مار قـرداغ الرجـولة
ومِن مار ﮔـيـوَرﮔـيس القـدرة .... ومن الكـهــف الأحـمر الحـماس
مهـرجان جـديـد للراهـب هـرمز .... في ألقـوش أم الـبـلـدات
نحـيـيه في جـــــــــــــميع الـدول .... إنه تـراث الآبـــــــــــاء
الـنساء : صبـــايا وشابات .... هـذا اليوم هـو يوم الـفـرح
إميل نـونا مطران جــديـد .... إرفـعـوا الصوت بالهلاهـل

فـتعالت الهلاهل منـدمجة مع التـصفـيق الطويل ...... نأمل أن تـكـون لـنا معه لقاءات ولقاءات .
********
ثم ألقِـيَـت قـصائـد تـرَحّـب بسيادته : الشماس داود أبونا ... الشماس شابا هـرمز ... الأخ عـيسى قـلـو ... الأخ عـنان حـنـو .
وكانت لسيادته كـلمته بالمناسبة ، وفـيها شجّع أبناء الجالية عـلى التـواصل والإكـثار من أنـشطتهم لأنها الوسيلة المناسبة لزيادة الأواصر بـين أبناء الرعـية .... وقال أن لكـل بلـدة خـصوصية نـشجعها وفي ذات الوقـت تكـون لخـدمة الجـميع .
أما رئيس الجـمعـية لهـذا العام الأخ إقـدام تـومكا .. فـقـد شكـر كـل مَن ساهـم في خـدمة الجـمعـية وفي إستـقـبال المطران إميل في المطار ، ومن بـينهم : زيـد غـزالة ، ناهـض بـلـو وإبنه ، فـنار ﮔـردي وإبنه فِـنان ، فـرج يقـونا ، عـنان حـنـو .... ( وربما فاتـتـني أسماء أخـرى ) وباقي أبناء الجالية ، كما أشاد بأعـضاء الهـيئة الإدارية لقاعة لانـتانا التي تـوفـر المكان لإجـتماعات أعـضاء الجـمعـية بـدون مقابل .
كـما طلب الأخ إقـدام من أكـبر شخـص عـمراً من بـين جـميع الحـضور وهـو الشماس الـقـديـر يوسف شامايا أن يتـقـدّم لـتـسـليم هـدية إلى سيادة المطران إميل ، بإسم جـميع الألقـوشـيّـين الحاضرين... وهـكـذا كان ، ثم قـصّ سـيادته كـيكة بالمناسبة وسـط تـصفـيق حار .
وتـكاثـف الحاضرون لإلتـقاط الصور الـتـذكارية مع سيادته والآباء الكهـنة ... ثم ودّعـناه بحـفاوة والجـميع مغـتـبطـين بهـذا اللقاء الجـميل ..... وعـنـدها تحـمّس الرجال والـنـساء للـدبكات عـلى أنغام ( دي جَي ) ... وأخـيراً غادرنا القاعة بعـد الحادية عـشرة ليلاً .



120
ألف تهـنـئة للكـهـنة الشباب ثـمرة كـنيسة مار ﭘـطرس الرسول / سان ديـيـﮔـو
 
مايكـل سيـبي / سـدني


هـذا هـو الـيوم الـذي صنعه الرب ، فـلـنـفـرح ولـنـتـهـلل به .... إن كاتـدرائية مار ﭘـطرس الرسول / سان ديـيـﮔـو بقـيادة سيادة المطران سـرهـد جـمو المحـتـرم ومعاضـدة سيادة المطران باوَي سـورو الموقـر .. ومنـذ تأسيسها تـمشي إلى الأمام وبخـطـوات حـثيثة لـتـرسيخ الإيمان في قـلـوب شـعـبنا الكـلـداني في كاليفـورنيا بهـدف خلاص نـفـوسهـم وتهـيـئـتهم للملكـوت الأبـدي .. والتأكـيـد عـلى ممارسة الطخـس الكـلـداني النابع من تـراث مار أدّاي ومار ماري .. والمثـبت في سنهادس مطارنـتـنا الكـلـدان والموثـق لـدى الكـرسي الرسولي منذ عـهـد الـﭘـاطريرك الراحـل المرحـوم مار عـمانوئيل دلي .
إنّ خـمسة عـشر عاماً من الـبناء بمسانـدة الرب وسخاء المؤمنين المحـبـين لأبرشـيتهم وقـيادتها المتمثـلة في راعـيها مار سـرهـد ومعاونه مار باوَي وجـهـود كـهـنـته الرائعـين ، صبَّـتْ في قـناة تكاتـف منـتـسبي الكـنيسة وتـقـوية الأواصر بـينهم وتـرسيخ إيمانهم .. فـتـمخـضتْ عـن بناء :
1- دير مار ﮔـورﮔـيس للرياضات الروحـية .
2 ـ  دير راهـبات فعَـلة الكـرم للنساء عام 2007 .
3 ـ المعهـد الكهـنـوتي .. سمنير مار أبا الكـبـير عام 2009 .
4 ـ دير مار يوسف للرهـبان الأبرشي الـذي إفـتـتح مساء الأربعاء 8 نـيسان 2015 .
وفـوق كـل ذلك كان يوم الجـمعة 10 نـيسان 2015 يـوماً لم يكـن له مثيل في تأريخ أبرشية مار ﭘـطرس الرسول الكلدانية الكاثوليكـية .. فـقـد شهـد نـضوج أولى ثمارها حـين وضع سـيادة المطران سـرهـد يـده المباركة عـلى الشابّـين :


شـمعـون الإسحاقي (سايمون )  و أنـكـيـدو سـيـﭘـو
 
معـلناً رسامتهما كـهـنة مباركـين لـيعـملا في حـقـل الرب ونـشر كـلمة المسيح بـين الـنـفـوس العـطشى إلى الخلاص الأبـدي . صـلـواتـنا وتهانينا إلى الكاهـنين الشابّـين متـمنين لهم حـياة كـهـنـوتية مثمرة وأياماً سعـيـدة .

121
لن أذهـب إلاّ إلى بغـداد وليس إلى أي مكان تـوجّـهـني الوزارة
[/size]
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

إكـراماً للملمّحـين إلى إسمي في ردودهم وإنْ لم يـذكـروه ، أهـدي لهم مقالي .

إنْ كـنتَ تؤمن بأنْ لا بـد للحـق مِن صيرورة ، تحَـرَّر من أغلال يـديك المقـهـورة !! وإعـلنه بلا تـتـردد بالتـلميح أوبالـرموز إذا إقـتـضـتْ الضرورة .... فـعـلى الأقـل تـشعـر أن فـكـرك وقـراراتك مبرورة .... ولا تـلـوّح بوريقة رخـيصة صارت آثارها مهجـورة .... ولا تـقـبل أنْ تـزيِّـن الباطل وتـرمم أضلاعه المبتـورة .... وإنْ كـنتَ لا تعـرف أين الحـق ! فـنِـيّاتك البريئة معـذورة .... وعـنـدها ضع القـلم عـن يـدك وإنـتبه إلى الأسـتاذ الواقـف عـنـد السـبورة .   

إنـدلعـت حـرب تـشرين في 6 تـشرين الأول 1973 وفي 7 منه أعـلن العـراق مشاركـته فـيها وفي صباح الـيوم التالي تـسرّحـتُ من الخـدمة العـسكـرية الإلزامية قـبل وصول المعـتـمَـد حامل برقـية إيقاف التسريح إلى وحـدتـنا ... قـدّمنا وثائـقـنا إلى وزارة الـتـربـية والتعـليم للتعـيـيـن كـمـدرسين ، وبموجـب التعـليمات في حـينها كان يحـق لـنا إخـتـيار ثلاث محافـظات بإستـثـناء (( بغـداد )) كـشرط أساسي ليس لـنا خـيار غـيره إلاّ بعـد خـمس سنـوات من العـمل الوظيفي ، خـدمتها كـمـدرس وإنـتـقـلتُ من الكـوت إلى بغـداد .
 

كان زميل لـنا من دورتـنا إخـتـصاصه التربية الرياضية ، يتـصوّر أنّ لحـمه مخـلوق من عجـينة تِـبْـرية ، عـظامه ماسية عـيونه ياقـوتية ، شعـره خـصلات ذهـبـية ، مستمتع بعـلب ﭼـوكـليت سويسرية ومتـلـذذ بالحـلـويات الفـرنسية ومخـدته من ريش طيور الغابات الـبرازيلية ، وأجـداده وبـيت الخـلـَّـفـوه لم يـكـونوا مثـلنا أجـناساً بشرية ولكـنهم كائـنات من كـواكـب سماوية ...
وقال : لن أقـبل تعـيـيني بالقـرعة الثلاثية ولا أرضى بأية بقعة أخـرى جغـرافـية إلاّ في بغـداد وبالإعـدادية المركـزية ... وبالمناسبة لم يكـن فـيها شاغـر ولكـن مدرس مادة الكـيمياء كان قـد حـصل عـلى إجازة دراسية وينـتـظـر الإنـفـكاك بعـد إكـتـمال وثائقه الرسمية .... عـلماً أنّ فـيها أساتـذة بـذات الإخـتـصاص يسـدّون شاغـر حـصصه الـدراسية .
قال له الرفاق المخـتـصون بالنـفاق : يابا .. شـواغـر محافـظات العـراق بأمس الحاجة والمطلوب سـدّها أولاً ، وإذا إستـثـنيناك من هـذا الـقـرار العام ، ستـصبح فـضيحة وتـبرز إحـتجاجات عـلنية !! قال : آني ما أدري .. أريـد بغـداد وبغـداد فـقـط . قالـوا له : طيب سنخـتار لك محافـظة وقـتية ، تباشر فـيها أمام الناس بصورة ظاهـرية ، فـطورك ﮔـيمر وغـداؤك دليمية ، وبعـد بضعة أشهـر تـصبح قـضية التعـيـينات مَنسية ، وتهـدأ الأمور فـنحَـوّلك إلى بغـداد والناس ملتهـية ، قال : ورب الكـعـبة لن أقـبل أبـداً ولا دقـيقة !! ...... طيب ، الأخ معانـد ، شـنـو الحـل ؟   
لا أطيل عـليكم ، فـفي نهاية المطاف إجـتمع صانعـو القـرار وما خـلــّـوا بخاطر الأخ ، لـبَّـوا رغـبته الأنانية ، والناس ما تـدري بالمساومات المخـفـية ، فـوضعـوا خـطة مُحـكمة قـوية ، قـشـرتها تـراها قانـونية ليس فـيها إستـثـناءات خـصوصية ولكـنها جهـنمية ، تـُسـكِـتُ الإعـتـراضات الفـردية ( إلاّ الـثـوار في المعاقـل الجـبلية ) واللي ما يعجـبه من ولـد الخايـبة يطـگ رأسه بالحـيطان الصخـرية .... إحـنا المساكـين نـنـتـظـر التـعـيـيـن سـدّينا شواغـر المحافـظات وأخـونا متجحـفـل داخـل بغـداد ! .
فـماذا كانـت الخـطة ؟.. رتـبـوا له أمراً وزارياً وتعَـيَّـن في الموصل بصورة شـكـلية ، فهـذه عـدالة لا ينـكـرها أحـد ، حاله كـحالـنا ليس فـيها تـفـرقة ولا محـسوبـية .... ودون أنْ يُـباشـر !! أوعَـزوا إلى مديرية تربـية الموصل بإصدار كـتاب فـوري آخـر يقـضي بالموافـقة عـلى تـنسـيـبه لـلـتـدريس في بغـداد نـظراً للحاجة الماسة والظروف المُـلِحة ومتـطلبات العـملية التربـوية (( هل عـنـدكم إعـتـراض ؟)) إنها مصلحة وطـنية .... فـكانت الكـتب الرسمية تـتحـرك ذاتياً من مديرية إلى مديرية حـتى نـضجـتْ أوراق القـضية وهـدأت الأمور وصارت طبـيعـية ، ويحـلف بالعـباس ما يغادرها لغـير مكان إلاّ إذا يـدري العـشاء يكـون مسـﮔـوف سمـﭼـة بُـنية .     
البعـض يرى الحـياة حـقـل تجارب يستـفـيـد من كل سـلـبـية وإيجابـية ، وآخـر يراها ساحة منافـسة شريفة يتـسابق في إبتـكار طرق أمينة وبريئة فـيخـتـصر الـوقـت للوصول إلى المقاعـد الأمامية بصورة شـرعـية ، وهـناك مَن يستـغـل ساعات النهار الممطرة وليالي الظلام الحالكة وأوقات منع التجـوّل الطارئة ، ويوقـف حـتى مركـبات الإسعافات الأولية والإطفائية ( البعـض بـيـدهم Master key يفـتح حـتى أبواب الجـنة ) فـيزيغ و يـقـفـز فـوق السياج لـقـطع الطريق أمام الغـير متجاوزاً الإشارات الضوئية ، فإذا وصل إلى خـط النهاية رفع السبابة والوسطى ( V ) علامة الـنـشـوة الـفـوزية ، والبسطاء من الناس ــ وحـتى اللابـسـطاء ــ يهـلهـلـون ومن سـذاجـتهـم يـباركـون لأن الأمور في نـظـرهم طبـيعـية .......... ومحَّـد يعـرفـك يا لـبن غـير إللي يخـضـَّـك .     

122
الإعلام الـﭘـطريركي يفـقـد مصداقـيته للمرة الثانية
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 14 كانون الثاني 2015
كان الموقع الـﭘـطريركي الكـلـداني قـد نـشر تـنـويها بتأريخ 19 تـشرين الأول 2013 يقـول فـيه ( لا يقـبل نشر مقالات منشورة في مواقع أخـرى ) http://saint-adday.com/permalink/5141.html
وبعـد حالات كـثيرة مناقـضة لِما نـشرَه رُصِدَت ست منها عـلى الأقـل وبتأريخ 3 نيسان 2014 جاء مقال يـفـضح مخالفة ذلك الـتـنويه عـلى الأنـتـرنيت بعـنوان : ( إعلام البطريكـية الكـلـدانية ضعـيف التعـبـير باللغة العـربـية ويتغاضى أحـياناً عـن ستراتيجـيته المعـلنة ) يمكـن الإطلاع عـليه في الرابط الملحـق http://www.kaldaya.net/2014/Articles/04/03_SaadAlibeek.html 
وفي الآونة الأخـيرة نـشر نـفـس الموقع الـﭘـطريركي الكـلـداني تأكـيـداً جـديـداً وبذات المعـنى السابق هـذا نـصه :

 
إلاّ أنـنا مرة أخـرى رصدنا تـناقـضاً مماثلاً ... فإلى متى يـبقى الموقع المشار إليه في هـذا الإدعاء المخادع للقارىء ؟ وهـذه ستة أمثـلة جـديـدة أخـرى :
في خـيمة الميلاد مع المُهجـرين وتمنياتي لأبرشية مار ﭘـطرس
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=763033.0 ــ 26 كانون الأول 2014
http://saint-adday.com/permalink/6926.html ــ 29 كانون الأول 2014
********************
مائة عام على رسالة البطريرك يوسف عمانوئيل الثاني
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=762166.0 ــ 16 كانون الأول 2014
http://saint-adday.com/permalink/6862.html ــ 16 كانون الأول 2014
********************
يسوع هرب إلى مصر .. ونحن إلى أين سنهرب .. ! ؟
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=760550.0 ــ 29 تـشرين الثاني 2014
http://saint-adday.com/permalink/6801.html ــ 30 تـشرين الثاني 2014
********************
عـنـدما نـقـتـل الآخـرين
http://www.mustaqila.com/news/143390.html ــ 9 تـشرين الثاني 2014
http://saint-adday.com/permalink/6742.html ــ 9 تـشرين الثاني 2014
********************
سيدي البطريرك : لا تـلتـفـت للوراء
http://mail.mangish.com/forum.php?action=view&id=7579 ــ 9 تـشرين الثاني 2014
http://saint-adday.com/permalink/6739.html ــ 9 تـشرين الثاني 2014
********************
لمصلحة مَن توضع العـصي في عجـلة البطريرك الجـديد ؟

http://www.ishtartv.com/viewarticle,56997.html ــ 7 تـشرين الثاني 2014
http://saint-adday.com/permalink/6737.html ــ 8 تـشرين الثاني 2014
********************

123

إلى الأركـذياقـون صبري قـجـبـو / خـوري كـنيسة مار ميخا

الموضوع /  تعـلـيمات رعاوية ــ 18 كانـون الأول 2014


نـذكـركـم بهـذه الرسالة بأن أبرشيتـنا قـد قـدّمت بتأريخ 22 تـشرين الأول 2014 إستـئـنافاً قانونياً إلى قـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس فـيما يتعـلق بقـضية إيقاف غـبطة مار لـويس ساكـو ﭘـطريرك الكـلـدان لـثمانية من الكهـنة العاملين في أبرشيتـنا ، وكـذلك ضد تـدخل غـبطته في الشؤون الداخـلية لأبرشيتـنا ، مسبّـباً بلبلة وإنـقسامات .
ومن بـين الكهـنة الثمانية الآباء : نوئيل ﮔـورﮔـيس ، ﭘـيتر لورانس ، فـريد كـينا ، وفارس مروﮔـي . هـذا الإستـئـناف قـد أخـذ مجـراه القانوني لـدى الكـرسي الرسولي . إن القانون 1319 من مجـموعة قـوانين الكـنائس الشرقـية ينص عـلى أن " طـلب الإستـئـناف يوقـف تـنـفـيذ الحكم ". لـذلك فإن إحـترام هـؤلاء القسس في كهـنوتهم وتـقـدير خـدمتهم ليس مِنّة يعـطيها أحـد لهـؤلاء الكـهـنة والرهـبان النبلاء الـذين أوقـفهم غـبطته ، إنما قانـون الكـنيسة الكاثوليكـية ينص عـلى هـذا .
في الوقـت الذي يجـب فـيه إحـترام مجـرى الإستـئـناف المقـدم إلى الأب الأقـدس ، من المؤلم أن بعـض الرؤساء الكـنسيّـين يصدرون بـيانات مبالغ فـيها ضد مجـموعة من هـؤلاء الكهـنة ، مستعـملين، وربما مسيئين إستعـمال ، سلطتهم الإدارية ، مستـنـدين إلى قـوانين عـمومية لـتبريـر فعـلهم ، الأمر الذي لا يـزيد من قـيمة الإيقاف السابق ولا ينـقــّـص من مفعـول نص القانون 1319 الذي يحافـظ تماماً عـلى منطوقه .
لهـذا ، فـفي الوقـت الذي عُـرضتْ فـيه قـضية هـؤلاء الكهـنة عـلى الكـرسي الرسولي عـلينا جـميعاً أن نـنـتـظر بطاعة كاملة قـرار وتعـليمات المرجع الأعـلى في الكـنيسة المقـدسة ، الذي سيأتي في الوقـت المناسب .
لذلك لا يُسمح لأحـد ، وبضمنهم (( أنت ومجلس خورنـتـك )) زعـزعة السلام في خورناتـنا ، وذلك بمنع أيّ من هـؤلاء الكهـنة من ممارسة خـدمة الأسرار الكـنسية ، مثـلما تجـرّأتم وفـعـلتم يوم الأحـد 7 كانـون الأول 2014 فالإخلال المتعـمد بخـدمة دينية أو التعـطيل المتعـمد لها في مكان العـبادة هـو كـذلك إنـتهاك واضح لقانون ولاية كاليفـورنيا رقـم 302 الذي ينص :

302 (A) : كل شخـص يقـوم عـمداً بإزعاج أو إخلال أيّ إجـتماع لعـبادة دينية في مكان معـفي من الضرائب ، بكلام سافـر ، أو بسلوك خشن أو غـير مشرّف ، أو بـلغـوٍ غـير ضروري ، سواءاً في مكان عـقـد الإجـتماع أو بالقـرب منه لأجل إخلال نظام وهـيـبة الإجـتماع ، يرتـكـب جـريمة يعاقـب عـليها بغـرامة لا تـتجاوز الألف (1000$) دولار أو بالسجـن لمدة لا تـتجاوز سنة واحـدة ، أو بالغـرامة والسجـن معاً .

عـزيزي الخـوري :
إن واجـبك أن تأخـذ تعـليماتك من مطران أبرشيتك وليس من مصدر آخـر ، بـينما يقع عـلى راعي الأبرشية أن يتـصرف حسب قـوانين الكـنيسة الكاثـوليكـية ، وبالتأكـيـد أنـك لست مشرِفاً عـلى أسقـفـك .

لكم بالمسيح

المطران سرهـد يوسب جـمو
راعي الأبرشية


124
الـنـرجـسي مريض في طـبعه .... عـليه مراجعة طـبـيـبه
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
إن سـنـتين من دراستـنا عـلم الـنـفـس في الجامعة والتي كانت من متـطلبات مهـنة الـتـدريس لا تجعـل منا خـبـراء ، إلاّ أن حـب الإطلاع والإنـتباه والمتابعة والإحـتـكاك بالمجـتـمع والإسـتـفادة من تجارب الآخـرين أضافـت إلى معـلوماتـنا بعـض الشيء ، وليس كجائع إستـلقى تحـت شجـرة آدم مثـقـلة بثمرها ، فـمدَّ يـده وقـطف تـفاحة قـريـبة منه وإستـطعـمها لـذيـذة فأكـلها بـبـذورها وقـشرتها ، وشفـتيه بلسانه مسحها وصار يحـكـيها كأنها وليمة مدعـو إليها ، حـتى إستـرخى مستمتعاً بظلها ونام في غـيـبـوبة تحـت تأثيرها ( ولو كان نيوتن يـدري به لـنـدَب حـظه ومزق ثـيابه ولطم عـلى رأسه وبالتالي ألغى قانون جاذبـيته ! ) . 
يتـفـق عـلماء النـفـس عـلى أن شخـصية الإنـسان تـتـبـلور ملامحها الرئيسية في فـتـرة عـمره المحـصورة بـين السنة 2 ــ 6 من طفـولته ويركـز الإخـتـصاصيّـون عـلى الفـترة ما بـين الثالثة والخامسة منها بالـدرجة الأولى .
قال سـقـراط لجـليسه : تـكـلم كي أراك ! ..... وعـليه يمكـنـنا أن نـفهم دواخـل الإنـسان ونـفـسيته من خلال الإستماع إليه وملاحـظة (1) أفـكاره ، كـيف يفـكـر بالعالم ، بالأشخاص من حـوله ، وبنـفـسه  ..... (2) إنـفعالاته ، غـضبه ، ميوله ، ونـزعاته ..... (3) قـدرته في السيطرة عـلى رغـباته وشهـواته ..... (4) علاقاته بمحـيطه ، إنْ كانت تـتميَّـز بالـرضى والـتـفاهم أم تـشـوبها الـتـقاطعات والتـنافـرات.....
وقـد ورد مصطلح النـرجـسي في بحـوث عـلم النـفـس فـوُصِفَ بأنه شخـص عالي الـذكاء و ــ خـطر جـداً ــ يحـلم ويرسم ويخـطط وينـفـذ ولـذلك شاء أم أبى يتحـمل كامل المسؤولية أمام القانـون ، ولكـن في قـرارة نـفـسه لا يريـد تحـمل المسؤولية ..... وفي ذات الوقـت يرفـض أن يجـرّد عـنها لأنه يشعـر بالإهانة ، أليس حـقاً غـريـب الأطـوار ؟ .
إنه فـردٌ متمركـزٌ حـول ذاته ، أناني بطبعه لا يرى إلا نـفـسه ، يريـد كـل شيء لنـفـسه ، يشعـر بالإستحـقاقـية أكـثر من غـيره ، يعـتـقـد بأنه شخـص مميز لا يفـهـمه إلاّ النخـبة من الناس ، له أفـكار خـيالية في السلطة والممتـلكات يتصور نـفـسه سـداً يسـنـد خـلـفه مقادير هائلة منها ، فإذا إنهارَ سوف تـتـدفـق بكـميات كـبـيرة ويـفـرغ مخـزونه ، فـيرجع في مخـيلته مرة أخـرى ليكـون سـدّاً صامـداً يتـفاخـر بمخـزونه من تلك السلطة والممتلكات ...  وبإخـتصار هـو شـخـص مريض .
النـرجـسي يعاني منـذ طفـولته ... يتـصور أن لا أحـد يحـبه ويظن أن قـد حُـرِم من إمتيازاته فـتـتكـون عـنـده نظرة عـدائية لمن حـوله ، ويشعـر أن عـليه حـماية نـفـسه من هـذا العالم ، وحـينما يريـد شيئا من أحـد فإنه يتعامل معه كـعـدو وليس كـصديق له ... وهـنا يتعـطل ضميره ! .
إنه متعالٍ لا يستـطيع التعاطف مع الآخـرين ، ليس عـنـده شعـور الحـزن عـلى المتألمين ... يحـب التسلط عـلى الجـميع ويغـضب من أتـفه الأسباب ، إنه يريـد الوصول إلى تأديب الشخـص الـذي سبب له الغـضب حـتى وإنْ زالت أسباب الغـضب .... يحـسـد الكـلَّ من حـوله دائما ويعـتـقـد أن الجـميع يحـسـدونه وعـنـده الغـيرة السيئة من أي شخـص ناجح ... إنه يتـظاهـر بالبراءة لا ذنب له سابقاً ولن يكـون له ذنب لاحـقاً ... لكـنه يتمرد لسنين وليس لأشهر ! .
في كـتاب (( بلا ضمير )) للمؤلف روبرت هـير ... تـوجـد إعـتـرافات شخـص له مكانـته في المجـتمع تراه طبـيعـياً ولكـنه نرجـسي مريض تحـت الرعاية الصحـية ، وفـيها يسأل نـفـسه :
هل يعـنيني أمر الناس ؟ فـيجـيب : إنه سؤال صعـب ...
ثم يواصل : هـل يزعـجـني الأمر إذا إضطررتُ وتسبَّـبتُ في أذية أحـد من الناس ؟
ويجـيب ويقـول : نعـم أحـياناً !! ثم يعـقـب ضاحـكاً ومستخـفاً : كـيف تـشعـر بسحـق بقة ـ حـشرة ـ !
النرجسي لا ينجـذب نحـو الشخـصية القـوية بل يعـمل عـلى تحـطيمها بكـل الوسائل المتـيسرة بـيـديه ... لـذا نـراه يعـيش عـلى آخـرين ضعـفاء معـجَـبـين به فـيكـون بحاجة إلـيهم ، إنهم ذخـيرته يفـتـش عـنهم وينجـذب إليهم ويخـتارهم ليسلطوا الضوء عـليه ويعـطونه الإهـتـمام والعـناية ، إنه (( يُرجي من يشاء منهم ويؤوي إليه من يشاء )) ... حـﭼـي بـيناتـنا هـذا من الأقـوال الـبـديعة ، أويلي ! فإذا ماتـوا يضطرب جـدا لأنْ ليس لـديه في داخـله شيء ذاتي يتـفاخـر به ....
لـذا وجـب عـلى الشخـص الآخـر المعـجَـب أن يكـون عـنـده إستعـداد للتـضحـية والخـنوع دائماً ، ذو طاقة كـبـيرة من العـطاء ويكـون من النـوع الـذي يهتم بغـيره ولا يهـتـم بنـفـسه بل يفـضله قـبل نـفـسه ، فـنراه دائما يقـول نعـم ، ولا يقـول لا !!... فـيكـون شخـصية مضحـية تـنجـذب نحـو الشخـصية النرجـسية ...
فـنحـن أمام صَنـمَين : الأول نرجـسي لا يعـطي بل يريـد أن يأخـذ كل شيء وفي ذات الوقـت يعـتـقـد في داخـله بأنه لا يستحـقه لكـنه مُهـلوَسٌ به ولا تكـون له سيطرة عـلى رغـباته .... أما الصنم الآخـر المضحي فـهـو شخـص يعـطي كل شيء ويقـبل بالعـبـودية .
وخـتاماً ، في داخـل النرجـسي شخـصيتان مريضتان :
الأولى (1) ذات داخـلية حـقـيقـية متـشرذمة محـطمة متألمة ـ سادية بصمت ـ تهـدف إلى إخـضاع الآخـرين ولا يستـطيع أن يعـيش معها فـيهـيج عـنها ... ويحاول قـمعها بشخـصية ثانية (2) ظاهـرية جـميلة متألقة لكـنها مزيفة يصنعها لنـفـسه ..... وهـو منهار من الـداخـل .
 
يحـلم النرجـسي بأن يتميز عـلى الكـل عـن طريق فـرض نـفـسه ... ويريـد التـشبث بقـوة سلطة إلهـية يهـيمن بها عـلى الجـميع حـتى بعـد موته .
إن ضمير الإنـسان يتـشكل بالتربـية وبالتجارب الإجـتماعـية وبالتـدريب عـلى القـيم الـدينية  ... وإنْ لا ! فـنـقـول إنَّ الجـينات هي التي تـسبِّـب في خـلل الضمير ونـفـسية أي شخـص !!! وخـلي يعـيش عـيشة سعـيـدة إذا يـﮔـدَر ، ولكـن ما يـﮔـدَر حـتى لو صار رئيس جـمهـورية الكـرة الأرضية

125
ومضات وعـثـرات في طريق الردود والمقالات
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
منـذ أيام الصبى والشباب وإلى عام 1992 ونحـن نسكن شرقـنا المُشرق في أحـضان كـنيستـنا الكـلـدانية الكاثـوليكـية بل ومشاركـين فـيها بأكـثر من نـشاط وطوال تلك السنين نسمع رجـل الـدين يقـول : صلوا إلى الـقـديسين ، إلى مريم العـذراء ، نـصلي جـميعاً ، أصلي لأجـلكم ولموتاكم ، نـصلي في بـيتـكم ، نـصلي عـلى المريض ... ولم أسمعه يـوماً يقـول ( صلـوا لأجـلي ! ) ولكي لا أكـون ظالماً أقـول : إلاّ نادراً جـداً وفي الآونة الأخـيرة ... فهـل ليس بحاجة إلى صلاتـنا من أجـله ؟ إنه مجـرد سؤال يـبحـث عـن جـواب ، دونما حاجة إلى تعـليقات الـبعـض فاهـية بلا حـساب .
ومن جانبه كـتب سيادة المطران يوسف تـوما عـن مجـتمعـنا قائلاً : جـميع الـذين زاروا الشرق الأوسط ، تعجـبوا من الـتـديّن العـميق دائما لـدى هـذه المجـتمعات الهـشّة ...... ولا أدري إنْ كان جادّاً في كـتابته أم يقـصد بالـتـديّـن ( الـتـظاهـر المزوَّر بالإلـتـزام بتعاليم الـدين ) ولكـنـنا نسأله : كـيف ينمو الـتـديّن العـميق في مجـتمع هـش ؟ أم تـريـد أن تـقـول المثل الشعـبي : من بـرّا خام ومن جَـوّا سـخام ؟ ثم ما سبب هـذه الهـشاشة التي ذكـرتها في مقالك ؟
ها هـو قـداسة ﭘاﭘا الـﭬاتـيكان يـؤكـد كـثيرا عـلى قادة الكـنيسة :
(أ) ـ ويقـول : الرب يريـدنا نحـن الكهنة ، وأنـتم المسيحـيون جـميعا ، رعاةً لا مُسرِّحـين لصوف الخـراف ! .... غـريب ، كـيف أن الناس يسامحـون الكهنة عـلى ضعـفهم البشري وأخـطائهم !! .... والـﭘاﭘا يشحـن هـمّة الكـهـنة والأساقـفة ويشجعهم كي يصبحـوا ( رعاة تُـشتَـمّ منهم رائحة الخـراف ) ...
نـقـول لـقـداسته : يا سـيـدنا لا تعاتب الكـهـنة الـذين أشـرتَ إليهم ، بل المحـيطـين بهم من أصحاب ربطة العـنق المثـقـفـين الواعـين يعـرفـون ويتجاهـلون ( يثـولـوها ) إنهم كالعـبـيـد يسرّحـون صوف الخـراف ويمشطون شعـر المخـرَفـِّين أيضاً لـيربحـوا كـلمة عـفـرم فـيتباهـون بها أمام الناس ، أنهم مكـبَّـلـون بتـرسّـبات ثـقافة الأجـداد .
(ب) ـ قـداسة الـﭘاﭘا يقـول : الشباب يفـقـدون الإيمان بسبب وجـود كهـنة سـيئين .
نعـم يا سـيـدنا فالشاب حـين يواجه السيء من الكـهـنة ، فإن زمرة الحاشية ( يطلعـوه هـوَّ إللي عاض الـﭼـلـب ) مثـلما حـدث مع جـماعـتـنا في أورﭘا !....... إلاّ المؤمن الـنـﭼـر لا تهمه خـباثة الـقـذارة فـيتـحـدّاها .
(ج) ـ قـداسة الـﭘاﭘا يقـول : هـناك نوعان من الكهنة الـذين لا يمكـن لشعـب الله أن يسامحهما:   
(1) كاهن متعـلّق بالمال (2) كاهن يسيء معاملة الناس .... ويضيف قـداسته : ولكـن الشك الأكـبر هـو عـندما يصبح بـيت الله مكانًا للصفـقات والتجارة !
يا سـيـدنا : هـل تـريـد الحـد من هـذه الصفـقات ، قـل للكـنائس أن تعـلن للمؤمنين رقـم الحـساب المصرفي للكـنيسة في نـشرة الكـنيسة وتعـلن الميزانية عـلى جـدار الكـنيسة + نـشر ثـقافة الصكـوك بـين المؤمنين لمن يرغـب بالتـبرع للكـنيسة + إنـشاء لجـنة مالية مستـقـلة للمتابعة غـير مرتبطة بأيّ مجـلس في الكـنيسة .
*******************
شيء آخـر في شـرقـنا العـزيز ، لم ألاحـظ ولم أصادف رجـل دين يمـدّ يـده إلى جـيـبه وينـطق بلسانه أو في قـلبه كلام يسوع ( مجاناً أخـذتم مجاناً أعـطوا ) والأنـكى من ذلك إنّ هـناك مَن رفـض أن يُعـطي لـفـقـير يستجـدي عـلناً من صنـدوق الفـقـراء ! هاي شـلونـكم بـيها ؟ إذن ، لماذا لا يلغى صنـدوق الـنـقـد الـدولي ( عـفـواً أقـصد صنـدوق الـنـقـد الكـنسي ) ؟ .
ولكـن حـين وصلـنا إلى العالم الغـربي بـدأتُ أسمع مثل تلك العـبارات من رجال الـدين .... صلوا لأجلي ، مجاناً أعـطوا ..... ولكي أكـون دقـيقاً فـقـد سمعـتها لأول مرة وطبَّـقها أمامي عـملياً بكـل محـبة ، كاهـن راهـب لبناني من دير المخلص / صيـدا كان يـدرس الموسيقى الكـنسية في أثينا 1992 هـو الأب مكاريوس ... زرته في ديره بعـد عـشرين عاماً من لقائـنا معه في اليونان .
********************
قـداسة الـﭘاﭘا يقـول ــ الـويل لأسقـف ، كاهـن أو شماس يظـنون أنهم يعـرفـون كل شيء ــ ! ...
أكـيـد ، إن أصحاب السلطة في العالم وعـظماءها عَـبر التأريخ لا يعـرفـون كـل شيء في الحـياة ، إنه أمر طبـيعي أنْ يُحاطوا بمستـشارين لحاجاتهم ، إلاّ أنّ هـناك من الرؤساء أو الملوك مَن يتـظاهـر بأنه في غـنى عـن أية إستـشارة حـيث يعـتـبرونها تـنازلاً ونـزولاً عن بـرجهم العاجي ، ولسوء حـظهم إنهم وأمثالهم الفارغـين أكـثر حاجة إليها من غـيرهم فـماذا يعـملـون ؟
بـين آونة وأخـرى وعـنـد الحاجة يثيرون موضوعاً أو يهـمسون في أذن ( وسيط يستـشيرونه للمساومة ) ثم يراقـبون ردود أفعال الغـير بصمت لإيجاد مخـرج يكـون صمام أمان في المواقـف الحـرجة ( فـيحـصلون مباشرة عـلى مبتغاهم ! ) وفي ظنهم أن الشعـب نائم ، ومع ذلك يقعـون في مطبات يمكـن أن تـكـتـشفها أية لجـنة عـلى غـرار لجـنة التحـقـيق المشَكـَّـلة بتأريخ 16 نـيسان 2013 في عاصمة الرشيد .

أما في الجانب الآخـر نـرى بُسطاء كـثيرين فهـذا أمّي يقـتـرح عـلى رئيس جامعة إنـشاء مخـتـبرات عـلمية لبحـوث الـ DNA ... وذلك ساذج يكـلم مطراناً كاثـوليكـياً غـزيـر المعـرفة ويقـول له مباشـرة وبـدون خجـل ( أنا أنـصحـك ) وحـبـذا لو كان مؤهلاً بجـزء من عُـشـر ثـقافة رجل الـدين المشار إليه ......... وثالث يفـصح ويفـتي بأنّ الأقـلية يجـب أنْ تـتبع الأكـثرية عـلى أساس أنّ أخـينا ديمقـراطي للـﮔـشر ( طبعاً يدلل غالي والطلب رخـيص ) ولكـن فاته أنّ ﭘـيلاطس تبعَ رأي الأكـثرية فسـلـَّم يسوع للقائـلين أصلبه أصلبه ، فـما رأيك أخـونا ؟......... وغـيره وجـد فـرصة حـتى يكـلـِّم صاحـب درجة كـنسية رفـيعة لـيقـول له : أتـرك الكـُـتــّاب وإهـتم بأمور أخـرى ! أنا شخـصياً أقـرُّ بأنْ لا لـومَ عـلى هـذا وإنما اللوم عـلى نوعـية الفـرصة ومستـوى الحـديث الـدائـر خلالها ......... أما الأخـير الـيعـرُبي فإنه صار مرشـداً يـوجه قائـداً كـبـيراً قائلاً له : ديـر بالك لا تـلـتـفـت إلى الوراء ( وكأنه يقـول سِـر إلى الأمام ، وما عـليك بالـذئاب تـفـتـك بقـطيعـك خـلفـك ، ولا يهمك الخـروف الضائع ! ) وهـذا أيضاً لا جـنحة عـليه حـيث يعـرف أن الأرض الرخـوة تـطاوع حـذاءه المطاطي الرياضي .....  وكـتعـليق مـنا عـلى جـميع أولئـك نـقـول :
مَن يعـتـز بأبناء شعـبه ورعـيته لن يهـون ولن يُهان .
بعـض السـذج ليست لـديهم إمكانية نـقـد المقال الرصين ( لـبؤسهم ) فـيرتـقـون الحـلبة للمبارزة بقـصب رض ، وهاكم مثالاً :
قـد تـتـعـدّد وتـتـداخـل شخـصيات في متن مقال ما ، ومن متـطلبات رصانـته نـتجـنـب الـتـكـرار من أجـل التـنـوّع فـنـذكـر الأسماء مع ألقابها تارة ثم بـدونها تارة أخـرى ، أما بعـض بسطاء القـوم يتخـذونها أدلة جـنائية فـيشهِّـرون بكاتبها قائـلين : لماذا لا تلحق لـقـباً مرموقاً مع إسم الأسقـف مثلاً أو الملك أو الـﭘـطريرك ! متـجاهـلين فـكـرة المقال الثاقـبة ، هاكم نموذجاً ثم ردّنا عـليهم :
كم من مرات كـتـبنا وتحـدثـنا عـن ::  قال المسيح ........ جاء في رسالة بولس إلى أهـل كـورنـثـوس ......جاء في مزامير داود ...... سـليمان الحـكـيم يقـول .... المسيح يقـول ....... يوحـنا المعـمـذان قال ...... هـؤلاء جـميعـهم نـذكـرهم بـدون ألقاب ، فـلماذا لم يعـتـرض عـليهم أحـد ؟ . 
طيب ، هـل أنّ الأسقـف أو الوزيـر أو الـﭘـطرك أو الملك أعـظم مكانة ؟ أعـلى شأناً ؟ أكـثر كـرامة من أولئك ؟ وإذا كان هـناك قائـد منـزعج من هـكـذا تعابـير يوماً ، يمكـنه أنْ يـوصِل رسالة شخـصية إلى الكاتب ويُحَـل الإشـكال بـينهما بكـل مودّة وتـراضي ، دونما تـدَخـل أو حاجة إلى محامين أشاوس .
نـقـطة أخـيرة ... أنا حـين أحـب شخـصاً أبعـث له بطاقة تهـنـئة ، باقة ورد ، عـبارة بليغة ، أغـنية ، صورة ، رسالة شـفـوية أو أي شيء آخـر ممتع ويُـسعـد الـروح ... إذن أين الإشكال إذا بعـثـتُ بأغـنية إلى مَن أكـن له الإجلال والإحـتـرام كـلماتها تـناسب موضوعاً أو تـنـسجم مع فحـوى المقال أو الـنـداء ؟ أين الغـرابة ونحـن عـلى صفحات الإنـتـرنيت ؟ .... أما إذا إلـتـقـيـنا سيادة مطران أو غـبطة ﭘاطريرك في كـنيسة أو دير أو مركـز ذي طابع ديني ، عـنـدئـذ سنستـقـبله بالصلاة المناسبة مثل : بْعي من مَريا وصلا قـذاماو ، صلوثاخ ........ وقـد أدّيناها أكـثر من مرة ، وإذا إلتـقـينا بوزير الـدفاع في ساحة المعـركة نردد أمامه ــ بالروح بالـدم نـفـديك يا وزيـر ــ وعـليه أقـول مقـدماً ليس لـدي مانع ونحـن عـلى هـذه الصفحات من أن أهـدي أغـنية أخـرى أجـمل من ذي قـبل أو أية بطاقة تهـنـئة لمن أوقـره ، فـليتهـيأ المتـرصّدون دون أنْ أردّ عـلى المجهـولين .
مقال سابق مفـيـد عـن الألقاب :  http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=7328

126
مطـرانـنا الجـديـد إلى أستـراليا لا نعـرفه .. لكـنه قادمٌ

الحـلقة السادسة

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
 
سـيـدنا العـزيـز
(1) ـ حـين قـدِم راعي أبرشيتـنا الحالي سيادة المطران جـبرائيل كـساب الموقـر إلى أستراليا في 10 تـشرين الثاني 2006 ... بـدأ بزيارة الشمامسة في دورهم ثم واصل زياراته بـيوت العائلات ... وحـين زارنا برفـقة الشماسَـين لويس وجـورج ، سألته سؤالاً ساذجاً بسيطا جـدا ، فـعـرف قـصدي ! فأجاب بطريقة ذكـية قائلاً : إسأل الشماس لـويس ( رحـمه الله وهـو يؤشـر إليه ) عـن إجـراءاتـنا ... وخلاصة الموضوع أن أمراً كان معـروضاً في أبرشيتـنا يمثـل خـطأ ( في المعـتـقـد الكاثـوليكي ) عالجه المطران فـوراً دون تأخـير حـتى وإنْ كـلـف بعـضاً من المال ، فـسيادته تـرك بصمته منـذ مطلع عـهـده الجـديـد ، وشكـرا له .
اليوم ....  وحـين تأتينا بخـير وسلام وعـلى كـل الرحـب والسعة ، ستـتعـرّف أو سنعـرّفـك عـلى خـطأ أو أكـثر وسنـناقـشها معـك بالـدلائل والمنـطق لتـصحـيحها ( إنْ تـطـلب النـقاش ) كي تـتـرك بصماتك عـلى أبرشيتـنا في عـهـد مطرانها الثاني سيادتـك ويحـسب لك إنجازاً ، وعـنـدها لن نكـون في حاجة إلى الكـتابة عـنه ، هـكـذا هي مسيرة الحـياة نـصيـب ونخـطىء فـنـصحِّـح ، وكـل خـطأ يمكـن تـصحـيحه حـتى إذا كان كـونـكـريتياً مسلحاً بالفـولاذ ويكـلف مالاً ، فـنحـن لسنا نـزيهـين ولا كاملين وكـلنا خـطأة إلاّ الرب يسوع .
(2) - منـذ القِـدَم نسمع كـليشة أنّ الشمامسة زينة المـذبح ، ورغـم أن دَورهم صار ثانـوياً في العـصر الحـديث حـيث إحـتـلت جـوقة الفـتـيات محـلهم وأخـذت أدوارهم ، بل نخـمن للمستـقـبل لن تكـون الكـنيسة في حاجة إلـيهم ، ومع ذلك يمكـنـك أنْ تـنـظر اليوم إلى كـل واحـد منهم كـعـنـصر مكـمّـل للآخـر يمثـلون قلادة جـميلة تـفـتخـر بها كـمجـموعة كـنسية مهـيـبة ، إذا إقـتـطعـت فـصوصاً من العـقـد يصبح نـشازاً مبتـوراً !! .
مار ﭘـولس يقـول أن لكـل منا موهـبة منحه الله إياها ... وخـبرتـنا الإجـتماعـية عـلـَّـمتـنا أنّ مَن يحـتـفـظ بمهارة أو فـن أو مقـدرة أو موهـبة لـنـفـسه فـقـط ، دون أن يفـيـد منها غـيره ، فإن أقـل ما يُـقال عـنه هـو ( بخـيل ، أناني .... ) لا يريـد الخـير لغـيره ، والغاية هي تـشـويه صورته ...
ولكـنه إذا أراد إنْ يستـثمرها ــ و ﭼـمالة مجاناً ــ فإن هـناك مَن يتهمه بأنه يـبحـث عـن الشهـرة ( شـوهارا ) وحـب الظهـور ، وغايتهم الكامنة هي إحـباط حـماسه ، فالشخـص صار بـين نارَين ... إذن سيادتـك ستـكـون أمام هـذين المشهـدَين ، فـهـل ستخـتار أحـدهما أم سيكـون لك رأيك الحـر وتـرضي الجـميع ؟ .
(3) ـ قـرأتُ العـبارة التالية في إرشاد كـنسي رسمي : ((  محـبِّـذ أن يرتل من له صوت جـميل الصلوات وليس المناداة )) فـهـل ستأخـد به أم تعـطي أذنـيك لأنانيّـين أصحاب إجازات يحجـبـون مشاركات الغـير بحجج فـطيرة كي يضمنـوا لهم فـرص الظهـور أمام الناس ؟ أنا أشـبِّـههم بآمر الكـلية العـسكـرية أيام زمان لم يكـن طويلاً ! وعـليه كان يرفـض قـبول أي طالب أطول منه  ... وباقي القـصة عـليك .

أحـداث ذات مغـزى :
(أ) : حادث سيارة في بغـداد أدّى إلى كـسور في أطراف شاب .. عـمه طبـيب أخـصائي الكـسور ! لم يستـطع هـو وزملاؤه الإخـتـصاصيّـون معالجـته طيلة ثلاثة أشهـر في المستـشفى بطرق دراستهم الأكاديمية.. فـنـصحه قـريب لي بأخـذه إلى رجـل شعـبي من عامة الناس في ألقـوش من عائلة ـ يقـونـدا ـ كي يعالجه ... وهـكـذا بـزيارة واحـدة أتم العـمل وأرشـدهم إلى كـيفـية متابعـته دونما حاجة إلى معاناة السفـر لزيارة ثانية ، وكانـت النـتـيجة نجاحاً باهـراً وخـيراً وافـراً . 
(ب) : في معسكـر أنا فـيه ، سأل الآمر عـن حاجـته الآنية إلى جـنـدي خـبـير بميكانيك السيارات لمعالجة خـلل في عـجـلة الجـيش ، فـقام أحـدهم وقال أنا ميكانيكي  ... فسأله الآمر : من أين لك الخـبرة ؟ قال : إنها مهـنة العائلة متـوارثة أباً عـن جـد ، وعـنـدنا ورشة واسعة ... وهـنا إنـبرى العـنـصر المتـذبـذب اللوﮔـي رأس عـرفاء الـوحـدة وقال للآمر : سيدي ، هـذا لا ينـفـع لأنه لم يـدخـل دورة آليات الجـيش ، وليست لـدية إجازة ممارسة مهـنة وفـق السياقات العـسكـرية !!!!!!!! فأهـمَلـوا الجـنـدي  ... ولما لم يتمكـن الآلـيّـون خـريجـو دورات العـسكـر من معالجة الموقـف ،  إضطروا فإستـدعَـوا الجـنـدي المشار إليه فأنجـز المطلوب بجـدارة وهـو لا يحـمل إجازة .
أوردتُ هـذين المثالين ، ممَهـداً الأرض لك فأضعـك في الصورة وتـكـون عـلى دراية ، وتـتحـسّب فـيما لو واجـهـتَ موقـفاً أو مشهـداً مماثلاً ، فالعـبرة ليست بمَن عـنـده إجازة ولا بالتملـق أمامك ، ولكـن العـبرة بمَن ترى فـيه الكـفاءة العـملية والـنـظرية حـتى إذا ليس عـنـده ذيل للهـز ..... نحـن بإنـتـظارك .

**********************
الحـلقة الخامسة : نـنـتـظـر مشـواراً ، وسنعـرف مطـرانـنا الجـديـد قـريـباً وإلى أستـراليا قادماً
http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=7389 ــ 1 تـشرين الأول 2014
**************
الحـلقة الرابعة : الأفـضل لـنا أن نكـتب إليك قـبل أن نعـرفـك مطراناً لـنا في أستـراليا
http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=7248 ــ 4 أيلول 2014
***********
الحـلقة الثالـثة : مطران جـديـد في أستراليا عـلى الرحـب بك بـين أبناء رعـيتـك قـبل أن نعـرفـك
http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=6957 ــ 25 تموز 2014
************
الحـلقة الثانية : مَرحـباً بك قـبل أنْ نعـرفـك ... مطراناً قادماً إلى أستراليا أبرشيتك
http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=6897 ــ 11 تموز 2014
***********
الحـلقة الأولى : مَرحباً بك قـبل أنْ نعـرفـك... سيادة المطران القادم إلى أستراليا
http://www.karemlash4u.com/vb/showthread.php?t=229261 ــ 3 تموز 2014

127
الشخـصية الـنـرجـسية     Narcissism Personality

تـقـريـر : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ  تـشرين الثاني 2014
الـنـرجـسي شخـص مريض ويعـرف أنه مريض
ولكـنه لا يـذهـب إلى الطبـيـب كي لا يكـشـفه أنه مريض


النرجسية تعـني حب النـفـس ، وهـو إضطراب في الشخـصية حـيث تـتميز بالغـرور والتعالي والشعـور بالأهـمية ومحاولة الكـسب ولو عـلى حساب الآخـرين . وهـذه الكـلمة نسبة إلى أسطورة يونانية ، وردَ فـيها أن نـرﮔـسوس كان آية في الجـمال وقـد عـشق نـفسه حـتى الموت عـنـدما رأى وجهه في الماء ! .
 
الصورة : (( نـرﮔـسوس رسمها كارفـاجــيــو وفـيها يتطلع نـرﮔـسوس إلى جماله ويفـتـن بحـب نـفسه ))

إنّ الصفة الأساسية في الشخـصية النرجـسية هي الأنانية ، فالنرجسي عاشق لنـفسه ويرى أنه الأفـضل والأجمل والأذكى ويرى الناس أقـل منه ولـذلك فهـو يستبـيح لنـفسه إستغلال الناس والسخـرية منهم .
والنرجسي يهـتم كـثيراً بمظهـره وأناقـته ويـدقـق كـثيراً في إخـتيار ملابسه ويعـنيه كـيف يـبـدو في عـيون الآخـرىن وكـيف يثير أعجابهم ، ويستـفـزه التجاهل من قِـبلهم جـداً ويحـنـقه النـقـد ولا يـريد أن يسمع إلاّ المديح وكلمات الإعجاب .
كما يصاحب الشخـصية شعـور غـير عادي بالعـظمة ، يسيطر عـلى صاحـبها حب الذات وأهميتها ، وأنه شخـص نادر الوجـود أو أنه من نوع خاص فـريـد لا يمكـن أن يفهمه إلا خاصة الناس . ينـتـظر من الآخـرين إحـتراماً من نوع خاص لشخـصه وأفكاره ، وهـو إستغلالي ، إبتـزازي وصولي يستـفـيد من مزايا الآخـرين وظروفهم في تحـقـيق مصالحه الشخـصية ، وهـو غـيور ، متمركـز حول ذاته يستميت من أجل الحـصول عـلى المناصب لا لتحـقـيق ذاته وإنما لتحـقـيق أهـدافه الشخـصية .
ويميل النرجـسيون نحـو إعـطاء قـيمة عالية لأفعالهم وأفـضالهم والبحث عـن المثالية في آبائهم أو بدائل آبائهم من حـيث المركـز والعـطاء .

خـطايا النرجـسية المميتة السبعة :
1- الخـزي والعار : هـو الشعـور الذي يتربص تحـت كل الشخـصيات غـير الصحـية المصابة بالنرجـسية ، وعـدم القـدرة عـلى معالجة عـيب بطرق صحـية .
2- الـتـفـكـير السحـري : النرجسيون يرون أنـفـسهم أفـضل ، وذلك بإستخـدام تـشويه والوهـم المعـروف بإسم ( التـفـكـير السحـري ) . أنها تستخـدم أيضا لتـفـريغ العار بإسقاطه عـلى الآخـرين .
3- الغـطرسة والـتـكـبُّـر : النرجسي الذي يشعـر بالـدونية أو تـقـلص الحجم الإجـتماعي ، فإنه يسعى لإعادة نفخ نـفسه بالحـط من أشخاص آخـرين أو إهانـتهم .
4- الحـسـد : النرجسي يحاول تأمين الشعـور بالتـفـوّق في مواجهة قـدرات شخص آخـر متـفـوق بإستخـدام الإزدراء للتـقـليل من مكانة ذلك الشخـص الآخـر .
5- الإستحـقاق : النرجـسيون لـديهم توقعات غـير معـقـولة من معاملة تـفـضيلية خاصة ، والإمتـثال التـلقائي لهم لأنهم يعـتبرون أنـفسهم الخاصة . ويعـتبرون عـدم الإمتـثال هجـوماً عـلى تـفـوقهم ، ومرتكـب الجـريمة في نـظرهم هـو شخـص ــ أخـرَق  أو  صعـب ــ . التحـدي لإرادته يسبب إصابته بالنرجـسية التي يمكـن أن تـؤدي إلى الغـضب النرجسي .
6- الإستغلال : يمكـن أن تـتخـذ أشكالا كـثيرة ولكـن دائما ينطوي عـلى إستغلال الآخـرين دون إعـتبار لمشاعـرهم أو مصالحهم . في كـثير من الأحيان سيكـون الشخـص الآخـر في موقـف الخـنوع من الصعـب أو حـتى من المستحـيل أن يـبـدي المقاومة .
 7- الحـدود السـيئة : النرجسيون لا يعـترفـون أن لـديهم حـدود وأن الآخـرين منـفـصلون وليسوا إمتـداداً لهم . وجـود الآخـرين إما لتـلبـية إحـتياجاتهم أو قـد لا يوجـدون عـلى الإطلاق . يتم التعامل مع أولئك الذين يـقـدمون الخـدمات النرجسية للنرجسي كما لو كانت جـزءا من النرجـسي ، ومن المتوقع أن ترقى إلى مستوى تلك التوقعات . في ذهـن النرجسي لا تـوجـد حـدود بـين الـذات والآخـر .


128
الـﭘـطريرك مار بـشارة الراعي يـزور كـنيسة مار تـوما الرسـول الكـلـدانية في سـدني
كـتابة : مايكـل  سـيـﭘـي / سـدني
 
بمناسبة وجـوده في أسـتـراليا ، عـلمنا أنَّ غـبطة الـﭘـطريرك اللبناني الماروني مار بـشارة ﭘـطرس الراعي الجـزيل الإحـتـرام قام بـزيارة قـصيرة ( غـير معـلنة رسميا في نـشرة الكـنيسة ) إلى كـنيسة مار تـوما الرسـول للكـلـدان صباح الإثـنين الموافـق 3 تـشرين الثاني 2014 ، وكان في إستـقـباله سيادة المطران جـبرائيل كـساب وكـهـنة الكـنيسة المحـتـرمين جـميعاً وبعـض أعـضاء الجـوقة ، مع شمامسة محـددين تم إخـتـيارهم بالأسماء وتبليغهم شخـصياً ولا أعـرف عـددهم .   
ومن الطبـيعي أنّ حـديثاً قـد دارَ بـين الـﭘـطريرك والمطران حـول الوضع المأساوي للنازحـين المهَـجَّـرين من بـيوتهم في العـراق بالإضافة إلى  شـؤون الكـنيسة والمؤمنين عامة في أسـتـراليا ، ثم وُدّع غـبطـته بحـفاوة .     

129
أجـدادنا لم يـدخـلـوا جامعات ولا كـتـبوا في مواقع الإلكـتـرونيات 
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
أجـدادنا لم يـدخـلـوا جامعات ولا كـتـبوا في مواقع الإلكـتـرونيات
ولكـن ذاع صيتهم إلى كـل الجهات
[/color]   

1- في عام 1970 حـضرتُ محاضرة للواعـظ المصري المرحـوم هـلال دوس حـول الكـتاب المقـدس وتعاليم موسى وعـهـد الله لإبراهـيم وتـوصياته ومن بـينها خـتان الطفـل في اليوم الثامن من ولادته حـيث يقـول الكـتاب ــ إبـن ثمانية أيام يخـتـن منكم كل ذكـر في أجـيالكـم ــ في زمن لم يتـوفـر الـتـصوير الشعاعي ولا الميزان الإلكـتـروني ولا المايكـروسكـوب المغـناطيسي ولا التحاليل المخـتـبرية المعـروفة الآن .
وقال الـواعـظ في حـينها أنَّ تـقـدمَ العـلم كـشف عـن سـر اليوم الثامن بايولوجـياً وهـو أن مادة  ﭘْـروثـرومبـين  prothrombin الطبـيعـية المخـثـرة تـتـكـون في دم الإنـسان إبتـداءاً من الـيوم الثامن لولادته ، وقال في وعـظه بحـماس وإيمان : يا موسى ! في أي معهـد درست ومن أية جامعة تخـرّجـت ! وأضاف : إنه إيحاء من الله الـذي عـلـَّـم موسى بعـضاً من أسرار الحـياة .
2- إنّ الحـكـيم في الزمن القـديم ـ الطبـيب ـ في أكـثر قـرى وطنـنا بل وحـتى في بقاع العالم كان إنساناً أمياً لا يحـمل إجازة رسمية أو مؤهـلاً عـلمياً لممارسة مهـنـته حـيث لم تـكـن الـدراسة النـظامية متـوفـرة ولا كانوا بحاجة ماسة إليها في تلك الحـقـب الزمنـية الـبسيطة ولكـن خـبرته المتوارثة كانت تـفي بالغـرض .
المرحـومة جـدتي نموذج ، إمرأة أمية بالمعـنى الحـضاري لم تـدخـل رجـليها عـتبة مـدرسة ، لكـنها ورثـتْ خـبرة من ذويها أهّـلـتها لمعالجة الحـروق والشفاء منها بـنـسبة تكاد تـصل إلى 100% مهما كانت درجـتها بإستخـدام عجـينة صمغـية القـوام تـصنعها من خـلط مساحـيق متـوفـرة عـنـد العـطار ومع الأسف لم نـفـكـر في التعـلم منها ، وإن أخـبار تـضلـّعها في هـذا الحـقـل وصلت أماكـن بعـيـدة بـدون وسائل إتـصال عـصرية ولا شـبكة إنـتـرنيت إلكـتـرونية فعالجـتْ أناساً كـثيرين في أماكـن نائية من شمال الوطـن العـراق ... ومجاناً .
3- أتـذكـر أيام الـدراسة الجامعـية في نهاية الستينات ومطلع السبعـينات من القـرن الماضي حـين كان الطلاب نـشيـطين سياسياً وإجـتماعـياً يرغـبون في نـشر ثـقافـتهم بـين الأوساط الطلابـية ولكـنهم في ذات الوقـت يواجهـون سلطة تـصادر الحـريات إلى ما لا تحـمَـد عـقـباه ، فـما الحـل ؟ كانت الجـدران الـداخـلية لمرافـق دورة المياه الصحـية خـير مكان سـري يكـتـبون عـليها ما يشاؤون من آراء ، ومن بـين الكـتابات التي قـرأتها هـناك يوماً البـيت الشعـري التالي :
بلادي قـد تـقاسـمها طغاة كالعـفاريتِ ... فـسامِرلي وهـيتي ودوريٌّ وتـكـريتي
مما إضطر عـمادة الكـلية إلى طلاء كافة الجـدران بصبغ أسـود .
أما الصحـف المحـلية فـكانت مؤممة ، لا يُـنـشَر فـيها شيء إلّا بعـد دخـوله مرشحات لـتخـرج منها كـلمات المـدح والإطراء للسلطة الحاكـمة والأخـبار التي تـلمّع وجـهها وتحـسّن سمعـتها ، ولكـن ما أنْ خـرجـنا من حـدود العـراق إلى الخارج بـدءنا نـشعـر بنـوع من الحـرية إنْ كان بالكلام أو بالكـتابة في وسائل الإعلام .
4- وبعـد القـفـزة النـوعـية في تكـنـولوجـيا الإتـصالات تـوسّعـتْ مساحة حـرية الكـتابة فـصارت هـناك مواقع إجـتماعـية لا تعَـد ، يمكـن أن يُـنـشر عـليها ما يجـود به قـلم الكاتب ، وبمرور الزمن أصبح بإمكان الشخـص المفـرد أن يفـتـح له موقعاً إنـتـرنيتياً خاصاً به ... بل وتعـدّاه إلى الفـيسبـوك الـذي هـو بمثابة موقع شخـصي ينـشر عـليه صاحـبه كل ما يخـطر بـباله من مقالات وأخـبار وصوَر وغـيرها .
من جانب آخـر ، حـين نـود إستخـدام أي موقع كـلوحة إعلانات نعـلـق عـليها مقالاتـنا ، فـقـد لا تـناسب خـطة وقـناعة مدير الموقع ومستـشاريه ولهم كـل الحـق ... لكـنـنا نحـن في زمنـنا الحـديث أصبحـنا نستغـني عـن إحـراجـهم ولا داعي للإثـقال عـليهم ... وفي الحـقـيقة ــ كما قـلتُ ــ  لم نعـد بحاجة إلى صحـف ومجلات للـنـشر ، ولا إلى تلك المواقع صاحـبة إرادة وستراتيجـية ......... فالفـيسبوك حـل كـل تـلك الإشكالات وأنّ مفـتاحه عـنـد صاحـبه الحـر وهـو الآمـر والناهي وهـواؤه متيسّر لـتـنـفـس جـميع الأحـياء ، ولا أحـد يستـطيع التـحـكـم فـيه ، عـلما أن المعـلومات والأخـبار تـصل إلى أعـداد هائلة من الـبشر بسرعة اللمس والمشاركة عَـبر الـفـيسبوك ، وبـدون إستـئـذان .   
5- إنـنا نـرى حـياة الإنسان كأن لها ستـراتيجـية تـطـوّر خاصة بها تـفـرض نـفـسها وتـتـوضح لـنا معالمها في مظاهـر عـديـدة ، منها :
تجـنب الإعـتماد عـلى الـقـوة العـضلية / الآلة .... إبتـغاء السرعة / زيادة الإنـتـاج .... رفـض التـبـذيـر / تـقـليل الكـلفة .... الحـد من الإنـدثار والتـلوّث  / تـقـنية متـطـورة  ... البحـث عـن تـصاميم أجـمل / مسألة ذوق .... ولكـن تلك لم ولن تأتي مجاناً وإنما ثـمنها هـو زيادة ساعات عـمل الفـكـر عـلى حـساب راحة البال .

130
سـيادة المطران جـبرائيل كـساب الموقـر يحـتـفـل في قـداس بهي مع الملائكة الصغار
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
في صباح يوم السبت 4 تـشرين الأول 2014 إحـتـفـل الملائـكة الصغار أطفالـنا بتـناولهم القـربان المقـدس للمرة الأولى في حـياتهم ، في قـداس أقامه سـيادة المطران جـبرائيل كـساب في كـنيسة مار توما الرسـول للكـلـدان / سـدني لم تـتـوفـر لي فـرصة حـضوره ، وكان عـرساً كـنسياً ضم الأطفال وعـوائـلهم بعـد أن كانـوا قـد تـلقـوا محاضرات دينية في التعـليم المسيحي من قِـبَل معـلمين أكـفاء في الكـنيسة .
وفي يوم الأحـد أقام الأب ﭘـولس منـﮔـنا قـداساً إحـتـفالياً أيضاً في نـفـس الكـنيسة حـضرناه ، شارك أطفالـنا فـيه بـدور رئيسي في صلوات الـقـداس والتراتيل . نـتـمنى لأطفالـنا عـمراً مديـداً وثباتاً إيمانياً ونجاحاً دراسياً ليكـونـوا شباباً ينـشرون الإيمان في كل آن ومكان ... وللمعـلمين الشكـر الجـزيل .





131
نـنـتـظـر مشـواراً ، وسنعـرف مطـرانـنا الجـديـد قـريـباً وإلى أستـراليا قادماً ـ الحـلقة الخامسة
 
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
أحـداث مؤلمة تـتـكـرر في وطنـنا وكارثة شعـبنا تـطغي عـليها وتـتـسـلل إلى قـلمنا لـيعـزف عـلى أوتارها ونـسمع أنغامها ، فـنـضطر بـين الحـين والآخـر إلى الـتـنـقـل بـينها لنـكـتب عـنها ، ورغـم متابعاتـنا لها ، لا نـنـسى الحـدث المرتـقـب ، مطرانـنا الجـديـد القادم إلى أستـراليا ، فـربما إقـتـرب موعـد إعلانه .... إنها فـرصتـنا الآن لنـكـتب عـنه قـبل أن نعـرفه .
إن ثـقافـتـنا الـدينية والكـنسية ليست وليـدة سنة واحـدة مضت أو خـمس أو عـشرين سنة فاتـت ، وإنما هي تـراكـمات الخـبرة منـذ نعـومة أظفارنا حـين تـناولـنا القـربان المقـدس للمرة الأولى في كـركـوك في عام 1958 ثم إقـتـبال غـسل أرجـل التلاميـذ في مطلع ستينات ألقـوش وبعـدها سنيناً في بغـداد واليونان وأستراليا ، وخاصة عـنـد الإطلاع عـلى كـنائس متباينة ، مع أخـبار وقـراءات متـنـوعة ، بل وحـتى حـضورنا قـداس عـلى هامش مؤتمر النهـضة الكـلـدانية في سان ديـيـﮔـو والمؤتمر القـومي الكـلـداني العام في ديترويت أضاف لـنا الكـثير .
سـيـدنا العـزيز : نـذكــِّـرك بمثال ... لا للحـصر :
 إن مطراناً في تـواضعه أمام الجـمهـور منـذ لحـظات رسامته عـلى المـذبح !! إرتـقى إلى ممارسة جـميلة معـبّـرة لا تـقـبل الرتـوش حـين مسك بـيـده قـطعة متينة من فـرع شجـرة تليق بالراعي وبما تحـمله الكـلمة من معـنى ونِعـمَ الراعي ، تاركاً الصولجان الـذهـبي بأبَّهـته والمألـوف لـدى جـميع المطارنة ومعـهم الـﭘاطـريرك والـﭘاﭘا .     
لا شـك سنـرى تـواضعـك  ... في كلامك أثـناء إجـتماعاتـك ، كـرازتـك ، تعاملك ، مظهـرك ، صوتـك ، أو عـنـد مجابهـتـك مواقـف كـثيرة أمامك ... فـهـل رسمتَ لنـفـسك راية مميزة أو عـملاً مبتـكـراً يعَـبِّـر عـنك ؟ .
وفي هـذا السياق يمكـن لأعـمال الرب يسوع أن تـوحي لك أفـكاراً تـنـشـد التـواضع ..... :
1- المسيح لم يكـن له كـرسي يرتاح فـوقه ولا موضع يسنـد إليه رأسه ... وعـليه فإنّ أية فـكـرة تخـص الكـرسي ، عُـلـوّه ، إسفـنجه ، لونه ، غـطائه ، ممكـنة جـداً  ، فـتسجـل بادرة لم يطرقها غـيرك أبـداً ... فـتـتميـز بها فخـراً .
2- أما عـن تاج الـشـوك عـلى رأسه فـحـدّث ولا حـرج ، قـد تأخـذ منه عِـبرة تـقـودك إلى فـكـرة ..... وَ شـتان ما بـينه وبـين تيجانـكم عـلى رؤوسكم مهما كان إلـتـزامكم وتـفـسيركم ....
3- في أستراليا لا يوجـد مَن ينام بـدون عـشاء وعـليه ليس عـنـدنا محـتاج بمعـنى الـفـقـر حـسب مفـهـومنا في الوطـن الأم وعـنـد بعـض الثـقافات .... وأنت تعـلم أنَّ في قارات العالم مساحات أرضية لم يـوزع الله للناس منها عـقارات ولا ملايـين الـدولارات ..... ولكـنـنا نميِّـز بـين عامل قـليل الأجـر ، وسيـده الـذي يمتـص دمه من شـريانه الأبهـر كي يصير صاحـب متجـر ....... وماذا نـقـول عـن ملكـوت لعازر المسكـين والنار تحـرق جاره الغـني مالك الحـزين ..... أو مكافح لسنين إشـتـرى مسكـناً بعـرق الجـبـين وغـيره إمتـلك عـمارات بشطارة العـشارين خلال قـليل من السنين .......  وإذا قـلـت ما  لـنا نحـن والملـياردريّـين ؟....... نـقـول نعـم ولكـنك وأمثالك تحـت أنـظار الراصـدين ! فإعـمل مثل المسيح الـذي :
زار الخـطأة الأثـرياء لا طمعاً بمظروفهم ولكـن لـتـوبـيخهم !! .... إستـقـبل الزناة لا لـرجـمهم بل لتـوبتهم .... حـضر مناسبات الفـرح ليس لمائـدتهم ولكـن لإظهار مجده امامهم ..... طلبَ من آخـرين مرافـقـته إلى الجـبل لا لحـمايته ! إنما لإيقاض نعاسهم .... ناهـيك عـن حـبة الخـردل والموعـظة عـلى الجـبل والجـموع تـنـتـظـر الأمل ..... .
4- أمثال الرب تـرن في الآذان وتـناديك ... أتـرك صَلاتـك والتسعة والتـسعـين في الـبرية وإبحـث عـن الخـروف الضال من قـطيعـك ، وحـين تجـده ضمّه بـيـدَيك إلى صدرك حـتى يشعـر بنبضات قـلبك ..... إيّاك والقـول : نـكـتـفي بالـ 99 !!.
5- حاشاك من الـزلة ... لا تـنـزلـق إلى القـول : أيها المؤمنون إن كـل ما هـو مسموح لكم مباح لـنا نحـن رجال الـدين ، وما هـو محَـرَّم عـليكم ممنوع عـلينا أيضاً !! .... لأنـك إنْ قـلتها ستـشجـعـنا عـلى الـقـول : ..... تـنـحَّ جانباً يا رجـل الـدين عـن الصدارة ، لـنأخـذ دَوراً في الكـرازة بجـدارة ... ونجـلس في مكـتبك أوقاتاً حـتى وقـت الإنارة ، لـتـشهـد بعـينيك روعة الإدارة !! . 
6- إذا ألقى أحـد خـطبة ! منبهاً ومحـذراً المؤمنين من الإنحـدار نحـو إنحـرافات إجـتماعـية خـطيرة وممارسات مثيرة ... شجعه ! ولا تـكـبح جـماحه .......لأجـل إرضاء صداقة فارغة فـطـيرة ... إللي ما تـوَكــّـل خـبز حـين يشـتـد حَـرّ الظهـيرة !.
7- لا تـنهَ عـن خـلـُـق !! أكـرر : لا تـنهَ عـن خـلق وتأتيَ مثـله ... أسَـفي عـليك ـ إذا فـعـلتَ ـ عـظيم .
8- حـين تجـتـمع بأناس أو يجـتـمعـون بك للإستـشارة في إضاءة مصباح أو زرع شـتلة ، كـن دبلوماسياً مرناً ، ولا تـقـل لهم مقـدماً : أنا أعـمل بـرأيي أولاً وأخـيراً !!!! ... لأن الأعـزاء في رعـيتك سيقـولون لك : ما الحاجة للقائـك إنْ كانت آراؤنا لا تـصل إلى مسامعـك ! أما الأذلاء بـينهم سوف يطأطئون الرؤوس لك قائـلين : سمعاً وطاعة نحـن عـبـيـد بـين يـديك !! . إذن .... يا سـيـدنا قـل لـنا مَن هـم مؤيـدوك نـقـول لك مَن أنت ! .
9- لا تحـمل ثـقلاً فـوق طاقـتـك ... ولا تـصرّح بـوعـد لأحـد خارج صلاحـياتـك حـين لا تـكـون قادراً عـلى الوفاء بوعـدك ، وإلاّ تـفـقـد مصداقـيتـك وتخـسر المقـربـين إليك ...   
10- كـلنا معـرضون للخـطأ ، فإن أخـطأتَ ! قـل إني أخـطأتُ .... تـكـبُر في العـيون وتحـتـضنك بـين الجـفـون .
11- إنـشر رقـم حـساب الـكـنيسة المصرفي عـلى لوحة الإعلانات ، فـقـد يكـون هـناك مَن يـرغـب بالـتبرع مباشرة إليه كي يستـفـيـد من مردوده الضريـبي .. وإذا إمتـنعـتَ ! بـرّر للمؤمنين ؟
12- لا تـرفـض مستـعـطياً وتبعـثه فارغاً ... لأن عـنـدك صنـدوق الفـقـراء !.
**********************
الحـلقة الرابعة : الأفـضل لـنا أن نكـتب إليك قـبل أن نعـرفـك مطراناً لـنا في أستـراليا
http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=7248 ــ 4 أيلول 2014
***********
الحـلقة الثالـثة : مطران جـديـد في أستراليا عـلى الرحـب بك بـين أبناء رعـيتـك قـبل أن نعـرفـك
http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=6957 ــ 25 تموز 2014
************
الحـلقة الثانية : مَرحـباً بك قـبل أنْ نعـرفـك ... مطراناً قادماً إلى أستراليا أبرشيتك
http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=6897 ــ 11 تموز 2014
***********
الحـلقة الأولى : مَرحباً بك قـبل أنْ نعـرفـك... سيادة المطران القادم إلى أستراليا
http://www.karemlash4u.com/vb/showthread.php?t=229261
3 تموز 2014



132
سـفـينة الـﭘـطريـرك ساكـو في خـضم الأحـداث الساخـنة ، إلى أين ؟
الحـلقة الأولى

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
في التأريخ حـضارات سادت ثم بادت ، إمبراطوريات هـيمنت فـتلاشت ، ممالك حـكـمت وذابت ، وعـليه لا نستغـرب غـداً أن يُـقال عـن أيامنا : كانت وتبخـرت ! ... خاصة وإدارات دول عـصرنا ومعـهم بعـض من قادتـنا ! يـشتـركـون في لقاءات دهالـيز مخـيف ظلامها ، ينـسجـون فـبركات مشكـوكة نـواياها ، يزجّـون أنـفـسهم في تحالفات مشـبـوهة عـواقـبها ، أما الشعـوب ! فـمغـلوب عـلى أمرها ليس لها حـول ولا قـوة لـتـغـيـيـرها .
إن منحـنى الخـط الـبـياني لأوضاع العـراق حادّ متـصاعـد مؤلمة أحـداثها ، يشير إلى إرتـفاع لهـيـبها وتـزاحـم ألـسنـتها وتـسارع إنـطلاقها مما يـؤدي إلى هـيجان نيرانها وإنـتـشار دخانها ، لسنا نـرى إتجاهاً ثابتاً لها ، إنها تحجـب الآفاق حـولها ، وإزاء الحالة هـذه كـيف يمكـنـنا تخـمين المخـفي وراءها ..... وتـصوير المجهـول في مستـقـبلها ؟ .
في وضعـنا الحالي لسنا نطالب بـ عَـصا سحـرية تـشق البحـر ولا بقـوة ميتافـيزيكـية تـفـطـر القـمر ، وإنما نـنـتـظـر عـلى مضض سلطة قادرة كـقـدرة ذاك الرجّال النمر الـذي قـلت عـنه لم يمنح لـنا حـرية الفـجـر ... حـسناً فها أمامك كـل ليلة من ليالي العـراق هي الـقـدَر ، فـهل أنت الآن حـرٌ ! ....
نحـتاج حـكـومة تـقـرّ قـوانين صالحة للجـميع فـتـنـشـد السلام والـتـطـور كي نـلمس خـيرها ، وعـنـدها لن نكـون بحاجة إلى ربـيع يـطيح بها ولا إنـقلاب يعـزلها أو حـرب تـدمر الشعـب وتـدمرها ..... ولكـن إذا غابت هـكـذا ستـراتيجـية فإن الـدولة تـصبح معـلولة مشلولة ، والجـدول الزمني أمامها خـطة لسقـوطها والأمثـلة كـثيرة عـليها . 
عـراقـنا مبتلي منـذ القِـدَم وإلى كـل حـدب وصَوب تـتـقاذفه أمواج الـيَم ، شعـبنا يرتطم هـنا وهـناك يتحـمل الألم ، فـمنهم مَن سُـلبت أتعاب عـمره في وضح نهاره ، فإفـتـرش الأرض الجـرداء ملابسه وتـوَسـد الحجـر تحـت رأسه بعـد أن كان سـيـداً في بـيته وإبناً أصيلاً في وطنه وأنت شاهـد عـليه ، ومنهم مَن تـكـسَّـرت أضلاعه وآخـر فـقِـئت عـيناه فـهـل ينـتـظر حـتى يُـقـطع عـنه نـفـَـسَه فـيرث ملكـوته ؟ ألهـذا خلقه ربه ؟ .
لا نـنـدهـش عـنـد إحـتراق أصابع مَن يلعـب بالنار ، ولكـن كـيف لا نستغـرب وأفـواج مسيحـيّـينا ومعهم الآخـرين ، أبرياء تائهـين في الطرقات مطرودين ، مجـردين من ممتـلكاتهم التي هي عـرق الجـبـين !! وذنبهم الـيقـين : ليسوا مسلمين ... إن مشهـداً كهـذا لـن تـرى مثـله حـتى في غابات المجـرمين المجانين . 
غـبطة ﭘـطريركـنا العـزيز :
 قال لك سيادة الـبرزاني : أنـنا نـواجه دولة إرهابـية وليس عـصابات ...... وأنت تـرى أن عـصابات داعـش الإسلامية بل الـدولة الإرهابـية الإسلامية .... تـؤجج روح الثأر والإنـتـقام المتـناوب يوماً بعـد يوم بـين أبناء الشعـب والـدماء تـسيل لكـن شعـبنا المسيحي المسكـين ليس عـنـده هـكـذا إستعـداد للإتيان بذات الفعـل المشين ، للأسباب :
 1- إيماناً ... المسيح المصلوب والغافـر ساكـن في قـلوبهم فلا يفـكـرون في الثأر والإنـتـقام  2- عـملياً ... قـيادته الكـنسية داخـل العـراق لا تملك رادعاً تحـميه  3- عـددياً ... يمثـل أقـلية وسط كـثافة سكانية مرتـفـعة  4- جغـرافـياً ... مُحاط ! فـليس عـنـده جانب أمين يحـمي ظهـره 5- مادياً ... غـير قادر عـلى تأمين مستـلزمات الـدفاع عـن الـنـفـس  6- إنـتـظاراً ... فأقاربه سـبقـوه فـغادروا 7- هـرباً ... لإنـقاذ نـفـسه متـسللاّ من بـوابة الهجـرة 8- فعلاً ... أعـداد غـفـيرة هاجـرت في الأيام الأخـيرة فـشجعـته ... .
جاء في مقال سابق :
في عـصرنا الحـديث بـدأتْ الهجـرة من وطنـنا العـراق بصورة أفـراد منـذ أكـثر من مائة عام ، ثم بضعة عـوائل في ستينات القـرن الماضي إزدادتْ بعـض الشيء في سبعـيناته هـرباً من طبـيعة نظام الحكم البعثي حـتى إزدادتْ وتيرتها في الثمانينات إبّان الحـرب العـراقـية الإيرانية ، وإشتـدّتْ في التسعـينات نـتيجة حـرب الخـليج الثانية والحـصار الإقـتـصادي ، ولكـنها برزتْ كـظاهـرة عالمية منـذ سنة 2003 ......
أما في الأشهر القـليلة الفائـتة صارت أمواجاً كـثيفة تـتـدفـق عَـبر الحـدود عـلناً للحـصول عـلى موطىء قـدم مسكـناً ، ويكـونوا في مأمن للحـفاظ عـلى الكـيان وإنـقاذ الإنـسان .
سـيـدنا الـﭘـطريرك :
إنّ أرضنا موطن آبائـنا محـتـلة منـذ 1400 عام حـين صار المعـتـدون هـم أصحاب الأرض ونحـن النـزلاء ــ قـصة الثـيّـل والحجـر من تـراثـنا ــ أزاحـوا الستار الـيوم عـن توصيات القـتـل والإغـتـصاب في شريعـتهم وقـطع الرقاب في قـرآنهم وظلامية قـلوبهم لمَن إئـتمنهم ، حـين تـصرّفـوا كـقـطاع طرق إستـولـوا عـلى بـيوتـنا وأخـذوا مقـتـنياتـنا حـتى هَـوياتـنا ووثائـقـنا ، هُـجِّـرنا من مـدنـنا وقـرانا رافـضين جـيرَتـنا وطيـبتـنا ، ناكـرين مشاعـرنا ومحـبتـنا وإنـسانية أخـوّتـنا ، فـتـركـونا عـلى قارعات الطرق والسهـول والجـبال دون سـقـف يقـينا ... طيب غـفـرنا لهم ! ولكـن ماذا نعـمل بعِـظام أجـدادنا التي تـفـسَّـخـت في تـربة تـرفـضنا ؟ لـذا صرنا بحاجة إلى أرض تحـملـنا ودولة تحـتـضنـنا وقـوانين تحـمينا وجـيران يـبادلونـنا إحـتـرامنا ، فـهاجـرنا مُكـرَهـين ..... قـل لـنا يا سـيـدنا بأي آلائهم تـطالـبنا برجـوعـنا وبقاء الـباقـين منا ؟ .
لا تـقـل أن داعـش مؤقـت سيهـرب منا ، أليسوا نـظائـر الـداعـش وفي وسط السلطة المركـزية بغـداد يحـتـلون بـيوتـنا ؟ فـهـل سمعـك رئيس الـوزراء السابق بتأريخ 10/ 10 / 2013 حـين طالبته بحـقـنا في بـيوتـنا التي أخِـذَتْ منا ؟
والشيء بالشيء يُـذكـر ، فإن موقـع ﭘـطريركـيتكم الإلكـتـروني لا يزال يـداهـن كـثيراً ويـزيِّـن الصورة لـنا !! بـدليل أن التـقـرير المنـشـور عـن زيارتكم الميمونة الأخـيرة بتأريخ 24 أيلول 2014 لرئيس مجـلس الـنـواب سليم الجـبـوري http://saint-adday.com/permalink/6600.html حـذفـتم منه بعـضاً من فـقـرات الـبـيان الأصلي الصادر من مكـتـب الرئيس .... وهـذه هي :
ذكـرَ بـيان لمكـتب الجـبوري أن مجـلس النواب يسعى لإنصاف كل العـراقـيّـين ومن ضمنهم إخـوتـنا المسيحـيّـين عَـبر تـشريع القـوانين الخاصة بهـذا الأمر ..... أكـد الوفـد المسيحي حاجـته إلى دعم الدولة لغـرض بقاء المسيحـيّـين الـذين يعـتزون بـبلدهم العـراق وليس لـديهم النية بالهجـرة خارج البلد ، مبـيناً أن معاناتهم ليست من "داعـش" وحـدها بل أن المسيحـيّـين يعانون في بغـداد من تهـديد المليشيات وجهات أخـرى مسلحة خارج إطار الـدولة تـقـوم بالإستيلاء على أموالهم وممتلكاتهم ....

فـهـل لا تـزال تـرتجي وتـتـوقع شيئاً من تـصريحاتهم ؟ .

الـيوم ثـلـثا شعـبنا المسيحي الكـلـداني في الغـرب وأنت عاينـته عـن كـثب ، حـكـوماته تـكـفـل له مستـلـزمات حـياته المادية بصدر رحـب ، أما روحـيا فـلـنا كـنيستـنا الكـلـدانية مرتـبطـين بها فلا بـد من خـدمات كـهنة بأعـداد تـناسب حجـمنا ، عـصريّـين متجـددين ذوي عـقـلية تـنـسجم مع نـوعـية وطموحات أبنائـنا ، وتأكـيـداً عـلى كلامنا فإن غـبطتـكم في زيارتـكم الميمونة إلى أستراليا لمست بنـفـسك حاجة أبرشيتـنا إلى كهـنة فـوعـدتـنا بأن ترسـل عـدداً منهم لـنا ــ إذا تـيسر لـديك ــ وهـكـذا باقي الأبرشيات في مهجـرنا ، عـلماً أن الحاجة تـزداد كـل يوم مع وصول أعـداد من المهاجـرين الجـدد إلينا .... فـهل غـبطـتك مُحـق في بـيانـك الأخـير ومـدة الشهـر الـنـذيـر ؟ فإلى اللقاء بإذن الله الـقـديـر .

133
يـد الكاهـن تحـت أقلام الكـُـتاب  
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
إن تكـنـولوجـيا الإنـتـرنيت أتاحـت للجـميع فـرص الكـتابة مجاناً وسهلاً فـصارت المواقع صحـفاً إلكـترونية  ينـشر الكاتب فـيها من بنات أفـكاره رأيه في قـضية ، أويعـكـس نـظرته الشخـصية إلى الحـياة متحـملاً مسؤولية ما يكـتبه من رؤية ... وإذا نـشـر قـصة قـرأها في كِـتاب أو خـبراً سمعه من الأحـباب فإنّ ذِكـرَ المنبع واجـب فـيتجـنب العـتاب ، وهـكـذا حـين يقـتـبس قـولاً أو فـقـرة من أحاديث جـدتي أو من مقابلات .... عـليه تـوضيح المصدر تحـسُّـباً لأخـطاء قـد تـرد فـيها فـينـفـض مسؤوليته عـنها ..... 
قـرأتُ عـلى الرابط  http://saint-adday.com/permalink/6572.html بتأريخ 16 أيلول 2014 مقالاً بعـنـوان : لماذا نـقـبِّـل يـد الكاهـن ..... لكاتبه الإكـليريكي ساﭬـيو تـوفـيق الـذي رأيته في الصورة شاباً مزمعاً أن يكـون كاهـناً فـهـنيئاً ... كـتـبتُ تحـت مقاله مباشرة دون أنْ يظهـر ... طالـباً منه المصدر الـذي إعـتمـده في كـتابة محـتـوى مقاله ، أو مراسلتي عـلى إيميلي الـذي ذكـرته له ... فـلم يـرد ، وللتأكـيـد عـلى نيتي كـتبت رسالة إلى إدارة موقع الـﭘـطريركـية المنـشور فـيها ، منبهاً إلى طـلبي لإبلاغ الكاتب به وهـذا نـصها :

أعـزائي في إدارة الموقع
بعـثتُ برسالة تـعـقـيـب عـلى مقال الإكـليريكي ساﭬـيو تـوفـيق ــ لماذا نـقـبِّـل يـد الكاهـن ــ ؟ أرجـو إيصالها إليه  ، مع الشكـر ................... ولم أستـلم رداً .

وإيماناً مني بأن الحـياة لا تـتـوقـف عـنـد الكـوارث ، وتجـنباً للأقاويل ورغـبة مني فـقـط في إحاطة غـبطة الـﭘـطريرك بالموضوع رغـم إنـشغالاته ، وبأني لم أستـلم منهم جـواباً ، كـتبتُ إليه بإخـتـصار :
غـبطة الـﭘـطريرك مار لـويس ساكـو المحـتـرم  ..... تحـياتي
أولاً : كـتبتُ تحـت مقال الإكـليريكي ساﭬـيو تـوفـيق رسالة طلبتُ فـيها المصادر التي إعـتـمـدها في موضوع مقاله ، وكـذلك مراسـلـتي ... ولا أدري إنْ وصلت إليه أم  لا .
ثانياً : وللتأكـيـد بعـثـتُ رسالة بهـذا الشأن إلى موقع الـﭘـطريركـية .....
***************
ولكـني في الحـقـيقة سبق أن قـرأتُ هـذا المقال بتأريخ 24 آب 2009 وبنـفـس العـنـوان للأب باسل يـلـدو http://www.kaldaya.net/2009/Articles/August/29_August24_FrBasilYaldo_KissingPriestHand.html
والآن أعـيـد للقـراء كـتابة مقال الإكـليريكي الشاب ساﭬـيو والـذي لم يـذكـر فـيه المصدر الـذي إستـقاه منه وهـذا يوحي بأنه نـتاج فـكـره وإجـتهاده ، وسأشيـر إلى أخـطائه الإملائية أو النحـوية بـين ــ ــ ..... وتحـت كـل فـقـرة منه سأستـنـسخ ما يماثـلها في مقال الأب باسل يـلـدو كي أسَـهِّـل للقارىء المقارنة بـينهما ولكي نـرى ما هـو الجـديـد الـذي أتى به الشاب ساﭬـيو تـوفـيق حـين كـتب المقال بإسمه . أما إنـتـقادي لفـحـوى المقال فـسوف أؤجله إلى مناسبة أخـرى .

لماذا نقـبل يد الكاهـن ؟
الإكـليريكي ساﭬـيو توفـيق : 16 / 09 / 2014   
1- نلاحظ في القرى ــ كان ــ يقبلون يد الكاهن وينحـنون ، ــ إما ــ البعـض يقول انا لا أُقـبل يد أبي حـتى أُقـبل يد الكاهن ، لم ــ احني ــ رأسي إلا لله . واخرون يقولون الكاهن انسان مثلي لماذا أقـبل يده ؟؟؟!!!


الأب باسل : 24 / 8 / 2009   
1- هـنالك أسئلة عـديدة طرحـت من قـبل ناس حـول تـقـبـيل يد الكهنة ؟ فالبعـض يقـول : أنا لا أُقـبل يد أبي حتى أُقـبل يد الكاهن ، لم أُحني رأسي إلا لله . نلاحظ بالقرى كانوا يقبلون يد الكاهن وينحنون!
الإكـليريكي ساﭬـيو توفـيق :
2- في الرسامة الكهنوتية ــ يلتـقي ــ ........ الكاهن ــ سلطان ــ أي سلطان تعليم والأبوة الروحية وربط وحل ــ الخـطاية ــ وتكميل الاسرار ومن هنا تـتـقـدس يد الكاهن
الأب باسل :
2- الكاهـن يوم سيامته الكهنوتية يتلقى نفس السلطان أي سلطان التعـليم والأبوة الروحية وربط وحل الخطايا وتـكميل الأسرار ومن هنا تـتـقـدس يد الكاهن .
الإكـليريكي ساﭬـيو توفـيق :
3- الكاهن هو من يجعل الطفل يولد بالروح بالمعـمودية المقدسة فـيد الكاهن هي التي تُبارك مياه المعمودية وتُغـطس الأطفال فـيها فهي يد الله غير المنظورة .

الأب باسل :
3- الكاهـن هـو من يجعـل الطفل يولد بالروح بالمعمودية المقـدسة فـيد الكاهن هي التي تُبارك مياه المعمودية وتُغـطس الأطفال فـيها فهي يد الله غـير المنظورة .
الإكـليريكي ساﭬـيو توفـيق :
4- ويد الكاهن في مسحة الميرون هي من تجعل الروح القدس يثبت الاطفال في ايمانهم بالمسحة المقدسة ولهذا اللاتين يركـزون عليها ــ كثير ــ ويفصلوها عن المعـموذية .

الأب باسل :
4- ويد الكاهن في مسحة الميرون هي من تجعل الروح القـدس يثبت الاطفال في ايمانهم بالمسحة المقدسة ولهذا اللاتين يركـزون عليها كـثير ويفصلوها عن المعمودية .
الإكـليريكي ساﭬـيو توفـيق :
5- كما ان يد الكاهن هي يد الله في سر الاعـتراف والتوبة حين يرسم علامة البركة أي الصليب ومن فمه تخرج كلمات حل التائبـين ــ من ــ خطاياهم باسم الاب والابن والروح القدس فـتمنحهم التـنقية من وسخ الخـطيئة ودنـسها .

الأب باسل :
5- كما ان يد الكاهن هي يد الله في سر الاعـتراف والتوبة حين يرسم علامة البركة أي الصليب ومن فمه تخرج كـلمات حل التائبـين من خطاياهم باسم الاب والابن والروح القـدس فـتمنحهم التـنقية من وسخ الخطيئة ودنسها .
الإكـليريكي ساﭬـيو توفـيق :
5- كما لا نـنسى ان يد الكاهن هي التي تُـبارك الخبز والخمر في القـداس الإلهي بعـد أن ينطق بكلمات استـدعاء الروح القـدس فـتـتحول إلى جسد ودم الرب ، ومن يده نأخذ (جسد الرب ودمه) فـنشارك بالذبـيحة الالهية معه ، وليس سماع القـداس فـقـط .

الأب باسل :
5- كما لا نـنسى ان يد الكاهن هي التي تُـبارك الخبز والخمر في القداس الإلهي بعـد أن ينطق بكلمات استدعاء الروح القـدس فـتـتحـول إلى جسد ودم الرب ، ومن يده نأخذ (جسد الرب ودمه) فـنشارك بالذبيحة الالهية معه ، وليس سماع القـداس فـقـط !
الإكـليريكي ساﭬـيو توفـيق :
6- يـد الكاهن ايضاً تُـبارك الزيت باسم الرب فـيكـتسب الزيت قـوة وفاعـلية كـدرع قـوي لمغـفـرة الخـطايا وشفاء النفس والجسد ، وهـكذا يمسح الكاهن اجـزاء جسم المريض بـيده المباركة .

الأب باسل :
6- يد الكاهن ايضاً تُـبارك الزيت باسم الرب فـيكـتسب الزيت قـوة وفاعـلية كـدرع قـوي لمغـفرة الخطايا وشفاء النـفـس والجسد ، وهكـذا يمسح الكاهن اجزاء جسم المريض بـيده المباركة .
الإكـليريكي ساﭬـيو توفـيق :
7- يد الكاهـن ـ تـوضع الإكاليل ــ على رأس العروسين وتباركهما ــ فـيصيرا ــ جسداً واحـداً .

الأب باسل :
7- يـد الكاهـن توضع الإكاليل على رأس العـروسين وتباركهما فـيصيرا جسداً واحـدا .
*********************************************************

134
الألقاب حـواجـز تحَـجِّـم مكانة العـظـماء
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
الشخـصيات العـظـيمة لا تـبالي بالألـقاب
في عام 1992 وصلت أثينا وتـطـلب الأمر مني مراجعة طـبـيب الأسنان فـذهـبتُ إلى أحـدهم إسمه اليوناني ــ Yani حـنا ــ دخـلتُ عـيادته وسلمتُ عـليه بالإنـﮔـلـيزية ولكـن بالطريقة العـراقـية : مرحـبا دكـتـور ياني .... بقـيتُ منـتـظراً دَوري ولاحـظتُ المراجعـين القادمين ينادونه بعـبارة ــ Yasoo  Yani ياسـو ياني ــ ولما لم أكـن أعـرف شيئاً عـن اللغة اليونانية خـمَّـنتُ أن معـنى كـلمة ياسـو = دكـتـور .... إذن : ياسـو ياني  = دكـتـور ياني ... ولكـن عـنـد إستمرارية الحـديث بـينهم إخـتـفـتْ كـلمة ياسـو وإقـتـصرتْ عـلى ياني فـقـط ، فـقـلتُ في نـفـسي إن اليونانيّـين ليسـوا مؤدّبـين ولا متـربّـين ولا يحـتـرمون الطبـيـب وإتهـمتُ الغـربـيّـين كـلهم دون أن أعـرفهم ، منـطلقاً من أنـنا نحـن العـراقـيّـين أكـثر كـياسة وإحـتـراماً وثـقافة وتـقـيـيماً لأصحاب الكـفاءات والمكانات حـين نـقـول لأحـدهم : أستاذ ... دكـتـور ... سـيـد ... شـيخ .
مكـثـنا خـمس سنـوات في أثـينا تـطـلبتْ الحال خلالها أن نـتابع أمرنا في دوائر حـكـومية عـديـدة ، رأينا خلالها اليونانيّـين يخاطبون ذوي الشأن والمسؤولية بذات النهج الـذي نـوّهـتُ عـنه ، أي بـدون مصطلحات سـيـد أو أستاذ أو دكـتـور أو حـتى كـلمة أخي !! .... ثم عـلمتُ أنهم ليسوا سـيِّـئين وإنما تلك هي طبـيعـتهم وتقالـيـدهم .
وصلنا إلى وطنـنا الثاني أستراليا في عام 1997 وتـطبَّعـنا فـيها ومن كـثرة مراجعاتـنا لـدوائر رسمية وأهـلية ، لاحـظـنا أن الألقاب تكاد تكـون ملغـية تماماً إلاّ عـنـد اللقاءات الرسمية مثـل جـلسة الـﭘـرلمان أو المؤتمرات ..... أما في المـدارس والجامعات مثلاً فإنَّ معـظم مـدرسي المدارس ... وجـميع أساتـذة الجامعة يرفـضون أن يُـنادى إليهم بلقـب مرافـق لإسمهم ، أما نحـن فلا نـزال عـلى عاداتـنا مع الطبـيب ، ومن خـبرتـنا العـملية في أستراليا لاحـظنا أنه إذا سَها أحـدهم أو أخـطأ ونادى أستاذه الجامعي بلـقـب ما أياً كان ، فإنه يـذكــِّـره بعـدم رغـبته بـذلك والإكـتـفاء بالإسم فـقـط ... وحـﭼـي بـيناتـنا فإنهم لا يستـخـدمون كـلمة ــ أخي ــ أيضاً إلاّ الغـرباء أمثالـنا !! كما لاحـظـنا الأكـبر سـناً حـين يخاطب الأصغـر يستخـدم تعابـير حـنـونة مثل honey ,  sweetheart , darling ... أو الأعـلى شأناً يكـلم الأدنى مستخـدماً كـلمة  Sir  دلالة عـلى الـتـواضع ! التي لـن نـرى مثـلها في العـراق أبـداً .
من جانب ثاني ، نحـن الشرقـيون عاطفـيون في مخاطبة بعـضنا الـبعـض ونـكـثر من مصطلحات المودّة مثل : أخي ، عـزيزي ، بَعـد عـيني ، ولـيـدي ، عـمي ، إبني ... ثم للإحـتـرام نـقـول : شيخ ، أستاذ ، سـيـد ، ... وفي العـسكـرية لا يرضى الضابط لو خاطبته بأعـز ما عـنـدك حـتى بحـياتك إلاّ ! بكـلمة سـيدي .... أما الطبـيب في العـراق فـحـدّث عـنه ولا حـرج ، إنه يشعـر بإهانة إذا ناديته بإسمه ، إلاّ دكـتـور فلان ...  وهـكـذا الإستاذ في المدرسة والجامعة نـقـول أستاذ ، دكـتـور ، ست ، دكـتـورة ... لأنـني إذا قـلتُ لأستاذي في العـراق شـلونـك عـبـد الحـميـد أو أخي عـبـد الحـميـد ! مثلاً ، فإنه سيقـول لي : شـنـو آني صديقـك ، أنت تعـرفـني من ﮔـبـل ؟ .
أما بـين الأصدقاء وبعـد تـطـور العلاقة بـينهم فـينـتـقـلـون إلى مرحـلة الأحـباب فإن كـثيراً من كـلمات المخاطبة تـذوب في حـديثهم ، ليس من قـلة الأدب وإنما زيادة فـيه وحـباً برفع الحـواجـز وإزالة المعـوقات الكلامية لـتسهـيل المهمة .
لنـنـتـقـل إلى مثال آخـر :
مَن منا لا يعـرف آينـشـتاين ؟ فـهـل إكـتـسب شهـرته وإعـجابنا به من  دكـتـوراه شهادته ؟ وهـل هـناك مَن يسميه الـدكـتـور آينـشـتاين ؟  هـل هـناك مَن يناديه بـ يا حامل جائـزة نـوبل آينـشـتاين ؟ .. كلا ، ولكـن لماذا ؟ الجـواب : لأن إسمه إشتـهـر ولم يعـد بحاجة إلى صفة أو كـلمة كي يعـرّف نـفـسه إلى من يهمه الأمر .
 هـناك نمط آخـر من العادات حـيث يلـقـب الشخـص بإسم أبـيه أو جـده لشهـرته مثل : بـوش الأب ، بوش الإبن ... وفي حالة كـلينـتون ... لا نـدري مَن المقـصود : بـيل .. أم .. هـيلاري !.
وهـنا أتـذكـر نكـتة قـرأتها في نهاية الستينات مفادها أن رجـل الأعـمال رئيس مؤسّـسة ــ روكـفِـلر ــ في نيويورك جـون روكـفـلر سافـر إلى ﭘاريس وحجـز له شقة بفـنـدق ، أما إبنه جـون ويلقـب بـ جـون روكـفـلر الإبن ! فـقـد حجـز له جـناحاً كاملاً ، ولما سأله الصحـفـيون عـن سبـب ذلك ، قال مازحاً :
إبني هـو إبن روكـفـلر رئيس المؤسسة ! أما أنا فإبـن مَن أكـون ؟
إن المقـطع الثاني من إجابة الأب تـدل عـلى الـتـواضع ظاهـرياً ، أما المقـطع الأول منها فإنها تـشير إلى إفـتخاره بنـفـسه .
ولكي لا أطيل الكلام أكـثر ، أقـول أنـنا نعـرف غـبطة الـﭘـطريرك لـويس ساكـو سـبق أنْ حـصل عـلى عـدة شهادات جامعـية أكاديمية رفـيعة ولكـن لا نخاطبة بالقـول : دكـتـور لـويس !! وإذا قال أحـدهم أن كـلمة ـ غـبطة ـ هي الـبـديلة ... أقـول نعـم ولكـن لاحـِظـوا غـبطته في المؤتمر وهـو معـرَّف بإسمه فـقـط لا غـير ، فـهـل قـلل من قـيمته ؟ .

الـﭘـطريرك ساكـو في المؤتمر يعـرّف نـفـسه بإسم : L. SAKO ... بـدون DR.  !!
والخلاصة : إن وعي الشخـص الراقي بفـضل تعـبه في طلب العـلا وسهـر الليالي يجعـلانه يتـناسى الألقاب الطنانة ويتـواضع أمام بني البشر دونما حاجة إلى كـلمات رنانة في تعـظيم نـفـسه ، فـتبقى منـزلته محـفـورة في قـلوب أحـبته .

135
أكـثر من 55 ألف شخـص ينـتـظرون بفارغ الصبر خـبراً مفـرحاً
منـقـول من موقع : http://kaldaya.net/2014/News/09/16_A4_ChNews.html


غادر صباح اليوم الثلاثاء 16 أيلول المطران مار سرهـد يوسب جمو راعي أبرشية مار بطرس الكـلدانية الكاثوليكـية في غـرب أميركا والوفـد المرافـق له متجهاً إلى العاصمة الأميركـية (واشنطن D.C.) ومنها إالى الأُمم المتحـدة في ولاية نيويورك ، بمهمة إنسانية لإنـقاذ الشعب الكـلداني وبقـية المسيحـيّـين والأقـليات الأخـرى من الإبادة ، بعـد أن أعـطى هـؤلاء المشردين صوتهم لسيادته ورغـبتهم عَـبر الإستمارات التي ملؤوها (55 ألف صوت خلال ثلاثة أسابـيع من الحملة والإستمارات مستمرة) رافعيـن صراخهم إلى الجهات الحكـومية وخاصة الولايات المتحـدة الأميركـية لمنحهم اللجـوء والهجـرة إلى بلد آخـر كي يـبنوا مستـقـبلهم بعـد أن توصلوا إلى قـناعة كاملة بأن بلدهم لم يعـد عـيش فـيه رغـماً عـن كل الأصوات التي تـنادي بعـدم ترك البلد ، حـيث أنهم فـقـدوا الثـقة بجميع أولئك ، وهم الآن يـبحـثون عـن مستـقـبل أفـضل لأولادهم كي يعـيشوا في بلد له دستور يحـترم الانسان ويعـطيه قـيمة كـبـيرة.
نـتمى لسيادتكم والغـيورين الذين يرافـقـونكم ، وكل من يعـمل في مجال تأمين حـرية وحـقـوق شعـبنا المشرد ، كل النجاح والموفـقـية في مهمتكم الإنسانية .
Good news, The Chaldean delegation led by the blessed Bishop Mar Sarhad Jammo is in Washington this week to help obtain visas for any Iraqi Christian refugees, Chaldeans, Syriacs and others. More than 55,000 Iraqi Christians have signed up. Chaldean Nation is recognizing this humanitarian effort to assist our Christian people survive the unjust evil in our homeland Mesopotamia. God bless Bishop Mar Sarhad and everyone helping with it.



136
تـوضيح لموقـف صريح من كاتب كـلـداني كما طـلـبتَ يا أخي ﮔـورﮔـيس أوراها منـصور المحـتـرم
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

الأخ ﮔـورﮔـيس أوراها منـصور المحـتـرم
ما أحـلى نـداءك ........... تـطـلب شيء وعـنـدك مثـله ..... أما فاقـد الشيء لا يعـطيه
فأنت تـتهم البعـض بشيء وأنت تمارسه ... تـتهم البعـض بكـرههم لفـلان ، وأنت أيضاً تـعَـبِّـر عـن كـرهك لآخـر .... رسالتـك مطولة وكان بإمكانـك إخـتـصارها بـسطرَين ، ومع ذلك أعـجـبني فـيها قـولك :
أولاً :
وكان لـﭘـطاركة الكـنيسة الكـلـدانية والسريانية على وجه التحـديد الـدور المميز في العـمل على أرض الواقع ــ
ولم تـذكـر لـنا شيئاً عـن الـﭘـطريركـين الآثـوريّـين لكِلا شـقــّي كـنيستـيهما ، كما لم تـذكـر أسباب عـدم إكـتـراثـهما بأمر النازحـين المنـكـوبـين ... أليسوا شعـبهما ؟؟ أين هـما ؟ ولكـن هـذا أفـضل مؤشـر عـلى رأيهم الفارغ وإدّاعاتهم الباطلة ............. كـن شجاعاً في قـول الحـقـيقة !! .
ثانياً :
ــ الجهة التي وقـفـت بالضد من تطلعات الـﭘـطرك مار لويس ساكـو ولا زالت هي أبرشية مار ﭘـطرس الرسول للكـلدان في مدينة سان ديـيـﮔـو بكاليفـورنيا متمثـلة بالمطران مار سرهـد يوسب جمو ومعاونه المتـشدد جدا لكـلمة الكلدان ــ
في الحـقـيقة أنا لست ناطقاً بإسمهما ولكـن يمكـنـني أن أجـيـبك من جانبي بعـض الشيء لأنـني كـنتُ ولا أزال من المتابعـين لهـكـذا مواضيع ... وأقـول أن غـبطـته قـبل أن يصبح ﭘاطريركاً كانت له مواقـف عـلـنية عـليها إنـتـقادات . وإستـمر عـليها بعـد تـسنمه السـدة الـﭘاطريركـية ، فـمن الطبـيعي يعـرّض نـفـسه إلى الإنـتـقاد وليس العـداء ... ومن أمثـلة ذلك موقـفه من مسألة المطران الرائع مار باوي الـذي إنـتـهى به المطاف ـ بعـد كـفاح روحي وقانـوني ـ إلى إعلان الـﭘاﭘا نـفـسه قـبوله مطراناً يـؤدي خـدماته الراعـوية في كـنيسة مار ﭘـطرس الرسول /  سان ديـيـﮔـو بكاليفـورنيا .. وأنت تـرى بأم عـينـك أنه لما إنـتـهـت تلك الأزمة ، لم يعـد لـنا شيئاً نـكـتـبه للـﭘـطريرك ساكـو بشأنه .
في شأن الـوحـدة مع الكـنائس ، كـنا قـد ذكــَّـرناه ـ إنْ لم نـقـل نـبَّـهـناه ـ إلى إستـحالة الـوحـدة مع الكـنائس الآثـورية ، ولم يكـن يـصـدّقـنا رغـم أنه يعـرف كـل شيء ، ولا أدري سبب إصراره عـلى ذلك ، إلى أن لمس بأصابعه وسمع بأذنـيه ورأى بعـينيه أن الجـماعة لا يقـبلـون بالوحـدة ، والآن تـرك هـذا الموضوع ولسنا نـدري هـل بسبب إنـشغاله بنـكـبة شعـبنا من الكـلـدان والسريان أم لسبب آخـر !! .
ثالثاً :
ــ كـونه يمثل إسم الكـلـدان في العـراق والعالم وهـو رئيسهم الروحي والـديني ــ
أخي : قـل كما يلي : كـونه يمثل الشعـب الكـلـداني في العـراق والعالم وهـو رئيسهم الروحي والـديني
وكـذلك العـبارة التالية :
ــ يمثل الكـلـدان في العالم ورئيس الكـنيسة الكـلدانية في العـراق والعالم الأب الـﭘـطريرك مار لويس ساكـو الجـزيل الإحـترام ــ
صحـيح أن غـبطـته هـو رئيس الكـنيسة الكـلدانية في العـراق والعالم .................... ولكـني أستـحـلفـك بـربِّـك ، هـل يمكـنـك ، بل هـل عـنـدك الشجاعة الكافـية لأن تعـيـد تلك العـبارة بالصيغة التالية :
رئيس الكـنيسة الكـلدانية في العـراق والعالم بمؤمنيها من أبناء الشعـب الكـلـداني والآثـوري وغـيرهم إن وُجـدوا ؟؟
رابعاً :
ــ المطران سرهـد جمو يستـغـل نكـبة مسيحـيي العـراق ليسحـب البساط من تحـت أقـدام غـبطة الـﭘـطريرك مار ساكـو ــ
عـن أي بساط تـتـكـلم ؟ هـل أن الهـجـرة بـدأت الـيوم ؟ هـل بـدأت قـبل عـشر سـنـوات ؟ أنا هاجـرتُ من العـراق قـبل 22 سـنة وغـيري قـبل 30 و 35 سنة هـل كان غـبطـته ـ لـويس ساكـو ـ ﭘاطريركاً في ذلك الزمان ؟ أخي إن أغـلب أبناء شعـبنا يريـدون الهـجـرة إنْ أتيحـت لهم بصورة سهـلة مريحة ، ليس حـباً بسرهـد ولا كـرهاً بـساكـو ، وأنت تعـرف ذلك جـيـداً يا أخي ﮔـورﮔـيس أوراها منـصور المحـتـرم فـلماذا إثارة الموضوع بـصورة تـلـوّث الواحـد وتـزيِّـن الثاني ؟ .. من جانب آخـر تلاحـظ أن موقـف غـبطته كان متـشـدداً في موضوع الهـجـرة ولكـنه لما لاحـظ أن الكارثة أكـبر من طاقـته ولا يملك بـيـديه عـصا موسى ، خـفـف من لهـجـته وصار لـيـناً وتـرك الحـرية لمَن يرغـب بالهـجـرة  ..................... ولكـني أقـول لك وله ــ لا سمح الله ــ خـوفي من أن يأتي يومٌ ... وهـذا لا أرتـضيه له ... خـوفي من أن يأتي يومٌ هـو الـذي يُـطالب بالهـجـرة مُـكـرهاً وليس راغـباً !!! .
إن سيادة المطران سـرهـد جـمو الموقـر يعـمل من جانبه لإسعاف وإسعاد مَن يـرغـب بالهـجـرة .... وغـبطة الـﭘـطريرك مار لـويس ساكـو يعـمل لإنـقاذ وإسعاد مَن يـرغـب بالـبقاء في الوطـن الأم العـراق موطـنـنا الأصلي ، ولـيـبارك الله في جـهـودهـما كـليهـما .......... فأين المشكـلة ؟؟
خامساً :
ــ الأمر كـله أولاً إعـلامي ويصب في صالح سيادة المطران سرهـد جمو الـذي يريد تكـوين شعـبـية له ــ
كلامك هـذا يـبـدو مضحـكاً بعـض الشيء .... أتـذكـر في حـياتي الوظيفـية كـنتُ مشـدداً مع طلابي لأنـني أطالبهم بـقـدر جـهـودي المـذولة لهم والحـمـد لله فإنها لم تـذهـب سـدىً بل كانت تأتي بثـمار جـيـدة من حـيث نـتائج إمـتحانات البكـلـوريا .. قال لي أحـد الطلاب يوماً أنـني لن أكـسب شعـبـية بطريقـتـي المتـشـددة هـذه !! فـقـلتُ له : أنا لست أرشـح نـفـسي للـمجـلس الوطـني ـ في حـينها ـ ! والآن أقـول لك : ما الهـدف من تـكـوين شعـبـية له ، هـل لكي يرتـقي أكـثر ويحـصل عـلى منـصب أعـلى وأرقى ؟؟؟ كـن واقـعـياً أخي .
سادساً :
ــ تجاوزات الراهـب وتجاوزات الكـتاب المذكـورين ــ
قـل لـنا ـ بالـتـوثـيق طبعاً ـ إما بالـﭬـيـديـو أو بتـسجـيل صوتي أو بأية طريقة مقـنعة أخـرى لـتـصديقـها ... ما هي تلك التجاوزات ، وعـنـدئـذ سيـكـون لـنا إجابة لحـضرتـك .
ودمـت سعـيـداً .

137
المطران مار سرهـد يوسب جـمو
مهمة إنسانية سوف تسجـل في تأريخـك الزاخـر
منقـول من موقع : http://kaldaya.net/2014/News/09/15_A1_ChNews.html
أعـلن سيادة المطران سرهـد يوسب جمو راعي أبرشية مار بطرس الرسول الكلدانية الكاثوليكية في غرب أمريكا في كرازته ليوم الأحـد / عـيد الصليب 14 أيلول 2014 عـن نيته الـذهاب هـذا الأسبوع إلى العاصمة الأميركـية وإجـراء لقاءات مع مسؤولين في الحكـومة الأميركـية لغـرض طلب عـدد كـبير من تأشيرات الـﭬـيزا للهجـرة واللجـوء للذين يرغـبون في ذلك من أبناء شعـبنا الكـلـداني وبقـية المسيحـيّـين والأقـليات الأخـرى المشرّدين ، حـيث قامت الأبرشية الكـلدانية في غـرب أميركا بحملة ملء الإستمارات قـبل عـدة أسابـيع ووصل عـددهم أكـثر من 54 ألف شخـص ، هـذا وكان الأب نوئيل ﮔـورﮔـيس، والسيد مارك عـربو المتحـدث عـن الكـلدان وبقـية المسيحـيّـين قـد سلموا الإستمارات إلى البيت الأبيض في الأسبوع الماضي والتي كان عـددها حـينذاك 25 ألف شخص ، واليوم هـذا العـدد أخـذ يتـضاعـف ويومياً نستلم عـدداً كـبـيراً من الإستمارات من جميع أنحاء العالم ، من الأهل والأصدقاء الذين لهم معارف في العـراق بعـد أن توصلوا إلى قـناعة أنْ ليس لهم مكاناً للعـيش هـناك بسبب إنعـدام الثـقة بالمسؤولين ، وفـقـدانهم الأمل بمعيشة كريمة في بلد يحـكمه قانون لا يحـترم أبسط حـقـوق الإنسان ، ويجعل من الكلدان وبقـية المسيحـيّـين والأقـليات الأخـرى مواطنين من درجة ثانية وثالثة .

إن سيادة المطران سوف يرفع صوت إغاثة هـولاء الذين شُرِّدوا من بـيوتهم ، وقُـتِلوا، وسُبِـيَـت نساءهم ، واُجـبروا على تغـيـير دينهم ، ونُهـبوا من قـبل جـيرانهم ، وتُركـوا بأيدي القـتلة بعـد أن فـرّ من كان يدعي أنه سوف يدافع عـنهم من الجيش والـﭘـيشمرﮔـة ، ولحـد هـذه الدقـيقة يفرشون شوارع وأزقة المدن والقرى وأطفالهم ونساؤهم وعجائزهم يموتون أمام أعـينهم ، ومرضاهم بلا علاج وأطفالهم بلا مدارس ، والشتاء قادم ، وقـيمة الإنسان تهان أمام جـميع الزعـماء والمسؤولين ولا يحـرّكـون ساكـناً .

إن الذي ملأَ الإستمارة ، أو سافـر إلى الـدول المجاورة ، هو رسالة واضحة ، أعـطى بها صوته للزعـماء والمسؤولين برفـضه لهم . ومن الجـدير بالذكـر أن جميع هـذه الأسماء مسجلة في حاسوب ، ونـشكـر الإخـوة والأخـوات الذين قـضوا ساعات طويلة في إدخال الأسماء فـيه .

نـتمنى كل الموفـقـية والنجاح لهذه المهمة الإنسانية التي يقـوم بها سيادة المطران وكل الأشخاص الذين معه والذين يعملون ليل نهار لخـدمة إنسان بلاد الرافـدين المُهان ، وبالأخص السكان الأصليّـين ـ الكلدان .


138
مَن هـو الأولى بمنـصب مقـرَّب من رئيس الوزراء .. كـلـداني أم يونادم ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
كـثر الحـديث عـن المناصب السيادية والوظائـف الخـدمية  والحـصص الفـئـوية عـنـد مَن له مقـعـد في الصالة الـﭘـرلمانية أو ممن له صداقاته الشخـصية أو يحـصل عـلى دعـم من جـماعة الظلال التمـويهـية ، فـنرى تـنـوّع التـكـتلات وتباين التحالفات وتجاذب التعاضدات ، وكـلها تـتهافـت عـلى كـعـكة جـميلة أو كـيكة خـميلة ، والبسطاء من الناس أمثالـنا لا نعـرف شيئاً مما يـدور في الأروقة الليلية والسفـرات ذات الأهـداف الخـفـية !! إلاّ ما نـسمعه من نـتـف الأخـبار  وحـفـيـف الأشجار في مسرحـية ترفـيهـية يظهـر أبطالها فـجأة دون سابق إنـذار .
مضت 11 سنة تخـللتها سنـتان من حـكم محـلي مؤقـت ، ثم ﭘـرلمان ذو أربع سـنـوات تلـتها سنـوات أربع أخـرى ، فـكان هـناك رئيس الجـمهـورية ونـوابه ورئيس الـﭘـرلمان ونـوابه والوزراء ومساعـديهم وجـلهم عـرب وأكـراد ، إستـطاع إخـوتـنا الآثـوريون ومَن في خـطهم أن يحـصـلوا عـلى خـمس مقاعـد ﭘـرلمانية بطريقة أو بأخـرى كانت أشبه بـنـقـطة عـنـبر في صحـن عـدس + وزير مؤيـد للقانـون الجـعـفـري الهـدّام لقـيَم المسيحـيّـين ومستـقـبلهم ....
والـيوم الحـمـد لله تـشكـل مجـلس الـﭘـرلمانيّـين في الـدورة الحالية وبـينهم أربعة من الآثـوريّـين بالإضافة إلى كـلـداني ﭘـرلماني واحـد هـو المهـنـدس فارس يوسف جـجـو فـتهانينا له الـذي ــ وهـذه المرة ــ سبَّـب وعـكة صحـية ليونادم كـنا الجالس عـلى سيكـوتين الكـرسي .
لم يرض يونادم بعـضوية الـﭘـرلمان فـقـط بل أراد أن يقايض دماء المسيحـيّـين وتـشردهم في السهول والجـبال والقـرى .... بمنـصب نائب رئيس الجـمهـورية ... ثم إحـتـج عـلى تعـيـين الوزير الكـلـداني بحجة فـطيرة . إنها الأنانية بإمتـياز فـهـو لا يهمه مئات الآلاف من المسيحـيّـين التائهـين الـذين أخـرجـوا من ديارهم عـنـوة بلا مأوى ودون مصير ، ولا يفـكـر في علاج لمحـنـتـهم ولكـنه يهـمه أن يقـبض عـلى حـساب ضياعهم .
يونادم يعـتـرض عـلى الوزير فارس يوسف جـجـو الكـلـداني المعـمـذ في كـنيسة كاثـوليكـية كـلـدانية لكـونه من قائمة الوركاء الشيوعـية ــ وكأن الشيوعـية مسحـتَ عـماذه ــ ناسياً نـفـسه بأنه من قائمة الرافـدين الزوعاوية الآثـورية الـذي لم نـستـفـد من مسيحـيته ........ يونادم كـنا يقـول أن الوزير فارس لا يمثـل المسيحـيّـين ... ناسياً نـفـسه بأن المرحـوم الكاردينال دلـي صرّح عـلناً في بـيانه إلى الشعـب العـراقي والمسؤولين في الحـكـومة العـراقـية والـذي لم يتـواصل معه عـلى نـفـس الخـط مع الأسف غـبطة الـﭘاطريرك لـويس ساكـو https://www.youtube.com/watch?v=kXaywSeO1so
في الـدقـيقة 2:51  يقـول المرحـوم : ... يونادم كـنا لا يمثل إلاّ نـفـسه وحـزبه ، وأنَّ من حـق الكـلـدان أن يفـتخـروا ويجاهـروا بإسم قـوميتهم الكـلـدانية وهم الأكـثرية...
إن منـصب الـوزير فـلتَ من يونادم  ... ولكـن مطالبته بمنصب نائب رئيس الجـمهـورية !!! ليست خالية ، بل لا بـد له أن إستـرق السمع أو شمشم الأخـبار من هـنا أو هـناك ....... بأن منصباً آخـراً ينـتـظر المسيحـيّـين ... فـدعـونا نـناقـش هـذه المسألة .
الشعـب العـراقي فـسيفـساء واسعة من أديان وقـوميات ... فالعـرب هم الأكـثرية في جـميع النـواحي وحـقـهم واصل إليهم وهـكـذا الأكـراد ... أما الباقـون فهم السريان  والآثـوريون والتركـمان والأرمن  والكـلـدان والصابئة والشبك ولا أعـرف بغـيرهم .
في الـتـعـداد القـومي يكـون الكـلـدان هم الأغـلبـية ناهـيك عـن أصالتهم الوطـنية ، ودينياً المسيحـيون هم الأكـثرية الـذين أكـثريتهم هم الكـلـدان . فإذا كان هـناك منـصب ينـتـظر هـذه الأقـوام ، فـبالحـسابات الـديمقـراطية والمنـطقـية المتبعة في العـراق يكـون الكـلـدان هم المستحـقـين الأوَل .... دون أن نـنـسى أن هـناك الـيوم مسيحـيّـين عـرب ، ومسيحـيّـين أكـراد متـنـصرين ولكـن يـبقى الكـلـدان هـم المستـحـقـين لأنهم حُـرموا طيلة 11 سنة ماضية من أي مكانة أو منـصب وهم في بـلـد الـديمقـراطية العـراق وطنهم الأصلي .
فإذا تـوفـرت فـرصة لإشغال منـصب رفـيع للمسيحـيّـين ، وكان هـناك مَن يستحـقـون كـفاءة ويتـقـدمون شجاعة وينـشرون سيرة حـياتهم مفـتـخـرين بكـلـدانيتهم ... دون أن يـراوغ معـنا أحـد ، فـنحـن المسيحـيون الكـلـدان أحـق بإخـتـيار أحـدهم وهـنيئا للجـميع .

139
الـﭘـطريرك ساكـو ليس سامرياً للمسيحـيّـين المنـكـوبـين بل راعـيهم الروحي يـؤدّي واجـبه تجاههم فـشـكـراً له
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
مقـدمة : إن عـبارات وكـلمات وردت في بطـون كـتب التأريخ لها دلالاتها ومعانيها ، يجـب أن نحـسِـن إستخـدامها وليس حـشـو المقالات بها .
مَن هـو السامريّ ؟
1- إنجـيل لوقا ـ الإصحاح العاشـر 30 – 34 : إنسان كان نازلاً من أورشليم إلى أريحا فـوقع بـين لصوص فـعـرّوه و جـرحـوه و مضوا و تركـوه بـين حي و ميت ، فعـرض أنَ كاهـناً نزل في تلك الطريق فـرآه و جاز مقابله ، وكـذلك لاويٌّ أيضاً إذ صار عـند المكان جاء و نظـر و جاز مقابله ، و لكـن سامرياً مسافـراً جاء إليه و لما راه تحـنن ، فـتـقـدم وضمد جـراحاته و صب عـليها زيتاً و خـمراً و أركـبه عـلى دابته و أتى به إلى فـندق و إعـتـنى به .
2- إنجـيل يوحـنا ـ الإصحاح الرابع 9 : فَـقَالَتْ الْمَرْأَةُ السَّامِـرِيَّةُ للمسيح : « كَـيْـفَ تَـطْـلُبُ مِنِّي لِتَـشْرَبَ ، وَأَنْتَ يَهُـودِيٌّ وَأَنَا إمْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ ؟» لأَنَّ الْيَهُـودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّـينَ .... 
3- إنجـيل متى ـ الإصحاح العاشر 5  : هـؤلاء الإثـنا عـشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً إلى طريق أمم لا تمضوا ، وإلى مدينة للسامريّـين لا تـدخـلوا .
آيات الإنجـيل واضحة ، فأهل السامرة الشماليّـين لم يكـونوا في وفاق مع سكان مقاطعة يهـوذا الجـنـوبـيّـين فلا مشاعـر الحـنـيّة عـنـدهم ولا علاقات ودّية بـينهم ولا عـقـود تجارية تربطهم .   
إن السامري الـذي ذكـره الرب المسيح في الإنجـيل : حـين رأى الجـريح متروكاً بـين حي وميت عـلى قارعة الطريق بـين أورشـليم وأريحا ....عَـلِـمَ بإنـتمائه إلى ديار يهـوذا ، ولكـنه في تلك اللحـظة ومن طيـبته لم يأتِ بـباله عـداءَه ـ وهـنا تـكـمن عـظمة المثل ـ بل أشـفـق عـليه وبإسعافاته الأولية داواه ريثما يصل به إلى المـدينة لـيواصِل علاجه ... وفـرضاً لـو كان هـذا السامريّ من أورشليم ـ منـطقة يهـوذا ـ وقام بـذات العـمل للإنـسان الجـريح النازل من أورشليم ، لم نكـن لـنـستغـرب المشهـد ! فأنت وهـو وأنا وهـذا وأغـلب الناس نعـمل ذلك لأبناء خاصتـنا ، وفي هـذه الحالة حـتماً وأبـداً ما كان المسيح يـذكـره كـمثـل تعـليمي ، لأنه هـو القائل :  إذا أحسنـتم إلى الـذين يحسنون إليكم ، فأي فـضل لكم ؟ فإن الخـطأة أيضا يفعـلون هكـذا ....   
***********
نحـتاج إلى غانـدي وسامري :   
في مقابلة له مع إحـدى القـنـوات الفـضائية عـلق غـبطة الـﭘـطريرك لويس ساكـو قائلاً : نحـتاج اليوم إلى غاندي عـراقي ............. مشيراً إلى عجـز سياسيّـينا الحالـيّـين عـن إنقاذ البلاد من محـنـته وحاجـتـنا إلى سياسي محـنـك بمستـوى غانـدي .

إن غـبطته صرح مراراً أن الـقـدرات الـداخـلية لسياسيّـينا  أهـل الـدار ليست كافـية لحـل المعـضلة الإرهابـية التي يتعـرض لها العـراق إلاّ !!! إلاّ بمساعـدة خارجـية ... بمعـنى آخـر إلاّ بشـفـقة من سامري ، ولهـذا كـتب مقالاً http://saint-adday.com/permalink/6513.html بتأريخ 1 أيلول 2014 تحـت عـنـوان : السامري الحـنون كم نحـن اليوم بحاجة إليه ! يشحـذ فـيه الهمم للعـمل والعـطاء بسخاء من أجـل إسعاف المنـكـوبـين ... فـجاء عـلى ذِكـر مثـل السامري المشار إليه ، وواصفاً كاهـن الله بكلام معـبِّـر :
يمثل مرتبة راقـية ، رمز العـبادة كمال الثـقافة (فـقـيه) ، ينزل ، ليس له ردة فعـل كما يريد يسوع ،  يعْـبُر ، يجـتاز ، لا يريد أن يعـرف مَن هو قـريـبه ، لا يعـترف بالآخـر ...... وهـكـذا اللاوي المكـلف بالخـدمة المفـتـرض به أن يخـدم ..... لكـن السامري أخـذته الشفـقة  فـتحـرك بسرعة ...
إن الرب يسوع في هـذا المثـل يعـرض أمام الملأ ، لا أبالية الكاهـن واللاوي القـريـبـين من الجـريح إجـتماعـياً وجـغـرافـياً وربما قـومياً حـين لم يأبها به وهـو المحـتاج ، ولكـنه يشيـد بالسامري العـدو الحـنـون .... وكأنه يقـول لـنا : إذا كان هـذا السامري يشفـق عـلى الجـريح فـكم بالأحـرى أنـتم أهـل الـبيت القـريـبون منه ؟ 
*************
مَن هـو الراعي الصالح ؟
يقـول النبي إشعـياء الإصحاح أربعـين 11 : "هُـوَذَا السَّيِـّـدُ ... كَـرَاعٍ يَـرْعَى قَـطِـيعَـهُ ، بِـذِرَاعِهِ يَجْـمَعُ الْحُمْلَانَ وَفِي حِـضْنِهِ يَحْـمِلُهَا ، وَيَـقُـودُ الْمُرْضِعَاتِ " .
إنجـيل يوحـنا ـ الإصحاح العاشر 11 : أنا هـو الراعي الصالح و الراعي الصالح يـبـذل نـفسه عـن الخـراف .....
قال أحـد اللاهـوتيّـين : http://www.kalimatalhayat.com/doctrine/121-life-of-christ-fifth/2134-page08.html
 "إن الراعي الحـقـيقي بـين البشر هـو الـذي يتـقـلّـد هـذه الوظيفة حـباً للمسيح ، ويقـصد تمجـيد المسيح ، ويعمل عمله بقـوة المسيح ، ويعلّم تعـليم المسيح ، ويسلك في خـطوات المسيح ، ويسعى ليأتي بالنفـوس إلى المسيح " .
**************
الـيوم ، عامة شعـبنا العـراقي منـكـوب ، ونكـبة مسيحـيّـينا أكـثر بكـثير ، إنهم ليسوا فـقـط بـين المطرقة والـسنـدان ، بل سُحِـقـوا وفـقـدوا المستـقـبل والأمان ، وعـلى الرأس وقع فأس الغـدر والخـيانة والحـرمان ... إنهم ليسوا فـقـط نازحـين بل مهجَّـرين والأصح مرفـوضين ومطرودين من وطنهم الأصلي الـذي بـذلوا له حـياتهم وكـل طاقاتهم ، ولا يتـوفـر لهم الآن موطىء قـدم ثابت يستـقـرون عـليه .... وبسبـب الفـوضى التي تعـم الـبلـد ليسوا يرون أمامهم منـقـذاً في السلطة الوطنية كي يستغـيثـوا به ، ولا مسعـفاً يناشـدونه ولا حـكـيماً يـداوي جـروحهم ...
ولأن المسيحـية عـلمتـنا الصلاة أمام الـنـوائب والتـشبث بالأمل للخلاص من المصاعـب ، صارت الكـنيسة ملجأنا الـوحـيـد في وضع كهـذا مليء بالمصائب .
إن ظروفاً كهـذه عَـبر تأريخـنا المسيحي الشرقي قادت آباءنا وأجـدادنا ــ مثـلما نعـمله مع أجـيالـنا ــ إلى تجـنـب السياسة وأزقـتها الضيقة والمفـسـدة لكـل شيء ، مما جـعـل رعاة الكـنيسة الـذين هم ـ أهـل الـدار وليسـوا أعـداءاً ـ ! مرشـدين لـنا ويمثـلون حـلقة الوصل بـين أبنائهم في الكـنيسة والسلطات المحـلية ، وبمرور الزمن صار المطران والـﭘـطريرك والكاهـن مسؤولين عـنا ، ينـطـقـون بإسمنا ، ويعـملون ما بوسعهم عـلى حـمايتـنا حـينما وحـيثما تـتـطـلب الحاجة .
وهـكـذا فإن أصحاب الغـبطة ﭘـطاركـتـنا أدّوا أدوارهم في أزمات وطنـنا في العـهـود السابقة وقاموا بـواجـبهم حـسب مقـدرتهم من أجـل إبعاد الشر عـن أبناء كـنيستهم بل ووسَّعـوا مساحة خـدمتهم إلى أبعـد من ذلك ، وكـلـنا قـرأنا عـنهم الكـثير .   
****************
ملاحـظة :
في أمور معـينة أستمع إلى رأي غـيري ، فـسألتُ رجلاً ناضجاً قـريـباً من الكـنيسة بل ومن غـبطته وقـلتُ : حـضرتـك ككـلـداني أو مسيحي أو عـراقي ... هـل يصح أن أصفـك اليوم بالسامري ... أم أني أصف فـرنسياً أو إفـريقـياً طيب القـلب ، بالسامري ؟
وبعـد أخـذ وردّ قال : إن المسيح أتى بهـذا المثل لكي يوضح الإيمان والشعـور الإنساني العـميق بـين الكاهـن واللاوي من جهة ....
والسامري الإنسان الغـريب من جهة أخـرى !! الـذي هـو أحسن من الكاهن واللاوي ..... إنـتهى .
الـﭘـطريرك راعـياً وليس سامرياً :
إنّ مِن سيئات مفاجآت الـقـدر أن يواجه اليوم غـبطة الـﭘـطريرك لويس ساكـو أزمة مؤلمة تحـيق بشعـبنا ، وبحـكم منـصبه كـقائـد روحي ، يرى نـفـسه ملـزماً أن يعـمل المستحـيل من أجـل رفع الغـبن الطارىء الـذي لحـق بشعـبه المسيحي وأبناء وطنـنا العـراق ، ويحاول أن يخـفـف معاناتهم قـدر الإمكان .... وحـين يرعى شعـبه أبناء وطنه ، فإنهم ليسوا غـرباء قادمين من ديار غـريـبة عـنه ، إنه ذلك الراعي الصالح الـذي أشار إليه المسيح وليس أجـيراً يعـمل بأجـرته ، ولا هـو عابر سـبـيل أو مجهـولاً يـؤدي فـضلاً أو حـسَنة منه لأناس لا يعـرفهم . 
وعـليه فـمن الـذوق والكـياسة عـنـد التعـبـير عـن المشاعـر ، أن يُـشـكـر كأب مسؤول عـن أسرته الكـبـيرة ، وكـراعي صالح حـريص عـلى خـرافه ويعـمل لصالحها ، وكـقائـد فـذ ينـقـذ جـنـوده من ويلات الحـرب وعـواقـبها ... إنهم خاصته وهـو مسؤول عـنهم ...
نعـم ، إن الأعـمال بالنيات ونيات الكـتبة سـليمة ونكـون حـذرين ، فلا يصح أنْ نـصف غـبطته بكـلمة لا تـنـطـبق عـليه ولها دلالاتها المعـروفة لـدى الناس ، وتـوحي للقارىء العارف أنها تعـني معاني مخالفة لِما هـو عـليه ، فغـبطته القـريب من المنـكـوبـين أبناء جـلـدته لا يمكـن وصفه أو تـشبـيهه بـذلك السامري الحـنـون الـذي من طيـبته أشفـق عـلى جـريح عـدو له من أورشـليم !! وعـليه لست أرى تعـبـير الأخ عـبـد الله رابي موفـقاً حـين أشار إلى غـبطته بطريقة : أنت السامريُ الحـنون يا غـبطة البطريرك .... بل نـقـول : أنت الإبن الصالح الـذي يعـمل في بـيته يا غـبطة الـﭘـطريرك .
ومثـلما يشـكـر أعـضاء الأسرة أولياءَ أمورهم وفاءاً لسهـرهم وخـدمتهم من أجـل تربـيتهم وراحـتهم وحـمايتهم حـتى يقـوى عـودهم ويعـتمـدوا عـلى أنـفـسهم ولا ينـسـون فـضلهم عـليهم .... ومثـلما نـشـكـر الأسـتاذ الذي تعـب معـنا ، هكـذا يمكـن أن نقـول :
شـكـراً يا غـبطة الـﭘـطريرك فأنت الأب الحـنـون الـذي يسهـر من أجـل راحة أبنائه ويعـمل ما بوسعه من أجـل إسعادهم وحـمايتهم .....  لكـنـك ـ كما صرَّحـتَ سابقاً ـ لست تملك عـصا موسى .
ولـنـتـذكـر جـميعـنا قـول موسى في سِـفـر الـتـثـنية ـ الإصحاح الأول  17 : لا تـنظروا إلى الوجـوه في القـضاء .... !! .
*******
السامريُّ الطيـب داوى عـدوّه جـريح أورشليم
أما الـﭘـطريرك ساكـو ليس عـدوَّ المسيحـيّـين المنـكـوبـين ليتـكـرّم بطيـبته ويـداويهم
بل زعـيماً روحـياً لأبناء شعـبه يقـودهم ويحافـظ عـليهم ... فإذا فـنى الشعـب ما قـيمة القائـد .

140
صادقـون معـك حـين نكـتب إليك قـبل أن نعـرفـك مطراناً قادماً إلى أستـراليا 
الحـلقة الرابعة
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
 
سيادة المطران القادم إلى أستراليا ......... أهلاً بك في أبرشيتـك
إنّ أبناء شعـبنا في محـنـتهم الحالية وجـراحهم العـميقة متألمون ، ودول العالم مع المنـظمات الخـيرية وأصحاب الضمير الحي منهـمكـون في سـبـيل تخـفـيف مأساتهم عـسى أن يـرسـوا بهم مؤقـتاً إلى بر آمنٍ لـيرجعـوا إلى بـيوتهم مستـقـرهم الأصلي ويواصلوا بناء مستـقـبلهم .... وفي ذات الـوقـت الرياح تهـب عـلى جـبال الأرض وسهـولها ، والفلاح يحـرث الأرض لـيزرعها ، والمصانع تستمر في إنـتاجها فالحـياة لا تـوقـف مسيـرتها .
 
سـيادة المطران المحـتـرم
صادقـون نحـن حـين نكـتب إليك ، فـما أحـلى الكـتابة إلى مطران لا نعـرفه ، فلا مـداهـنة ولا تحـدّي ولا حـذر ... فـنـقـول له :
لا بـد وأنـك تجـيـد لغة أورﭘـية ولكـن من بـين إحـتـياجاتـك في أستراليا هي اللغة الإنـﮔـليزية ، فإنْ كـنتَ قادراً عـليها فـذلك رائع وإلاّ فحـبـذا لو تهيّء نـفـسك لها قـدر الإمكان بالمطالعة العامة وحـضور دورات ـ كـورسات اللغة ـ أينما أنت الآن ، فـتـفـيـدك عـنـد وصولك ، وبمرور الأيام سـتـتمكـن منها لاحـقاً وحـينها لن تكـون بحاجة إلى مترجم يرافـقـك ، وإذا إحـتجـت في أيامك الأولى شيئاً من هـذا القـبـيل ، فـفي جاليتـنا شبّان كـلـدانيّـون لا ينـفـضون الغـبار من عـلى أكـتاف الآخـرين ! قـريـبون من الكـنيسة مُحـبّـون نـزيهـون لا مصلحـيون خـريجـو الجامعات الأسترالية يتـقـنـون اللغة بمستـوى أساتـذتهم الجامعـيّـين الأستراليّـين بطلاقة ودقة ولـفـظٍ يصعـب عـلى الكـثير من اللبلـبانيّـين هـضمها .

سـيـدنا العـزيـز :
الحـياة إجـتهاد وتجارب وممارسات ، إتـصالات ولقاءات ، إحـتـكاك وإستـفـسارات ، فـبالـفحـص والتمحـيص يزاح الضباب عـن المخـفـيات ، وبالإلـتـفات نحـو اليمين وإلى اليسار قـبل العـبور يمكـن تجـنب مفاجآت الطرقات ، وعـنـدها لن تـُـبتـذلَ قـداسة الإلـتـزامات أمام الرخـيص من العـروضات ، وأكـيـد لستَ بحاجة إلى النـصح بقـدر إحـتياجـك إلى الـتـذكـير لنـقـول : إيّاك والسباحة في بُـركٍ إنـتهى مفعـول تعـقـيمها ولم تعـد آمنة مياهها ، والأجـدر الإبتعاد عـن نـتانة روائحها ...
إن طريق الحـق واحـدة تـسمو إلى الجـلجـلة لتمنح الحـياة ، فلا يغـرنـك فـحلُ النخـل عـقـيم التمر ، ولا حـفـيـفُ أغـصان الشجـر عـديم الثمر .... وتـذكـِّـر قـول الرسول يعـقـوب :  إنَّ مَنْ حَـفِـظَ كُـلَّ النَّاموسِ وَعَـثَـرَ فِي وَاحِـدَةٍ ، فَـقـد صَارَ مُخالفاً فِي الْكُـلِّ ..... 
لا شك أنّ الـبعـض تـدربـوا عـلى يـد الـذين طيَّـروا الزرافات فـصارت أفـيالهم تـقـفـز المنارات ، وآخـرين عاينـوا زلات أصحاب المقامات بعـد فـوات الـثـواني والساعات ... ولكـن شـكـراً لله فإن الكـثيرين تعـلـَّـموا عـن طريق الإقـتـداء بحـكمة الأمراء ...  وفي النـتـيجة صاروا صوتاً صارخاً في برية الكـرماء ... ذلك الصوت الـذي :

1- عـمَّـذ عـلناً آلافاً من المقـبلين إليه عـنـد النهـر أمام أنـظار الكـتبة والفـرّيسين الغاضبـين ....
فإذا سألك معـجَـب بالرب المسيح يطلب العـماذ في بلـد القانـون والحـرية لا تـردّه بحجة : ما نـريـد مشاكـل ! لأن روح الله فـيـك والمسيح يوصيك بأن تـذهـب وتـتـلمِـذ جـميع الأمم ثم تعـمـذهم بإسم الآب والإبن والروح الـقـدس متحملاً الإضطهاد حـتى الإستـشهاد ، فـكـيف والأمميّ يأتيك بإرادته ماشياً عـلى قـدميه يتوق إليه ؟ http://kaldaya.net/2014/News/06/Jun27_A1_ChNews.html
 
وقـداسة الـﭘاﭘا فـرانـسيس يقـول : ما الفائـدة من الحـصول عـلى خـمس شهادات في اللاهـوت إن كـنا لا نملك روح الله ؟

2- قال لهـيرودس عـلناً : لاَ يَحِـلُّ أَنْ تَـكُـونَ لَكَ إمْـرَأَةُ أَخِـيكَ  ..... وأنت أيضاً إذا واجهـتَ هـيرودساً متعجـرفاً قـل له علانية : لاَ يَحِـلُّ أَنْ تَـكُـونَ لَكَ ــ المجـدلية !!! ــ إمْـرَأَةُ إبن خالك الحي أو إبن عـمك الحي أو إبن خالـتـك الحي إو أي كان حـياً ! .... فالناس يا سـيـدنا لم يعـودوا يـريـدون قائـدهم فـسيفـساء صينية مزركـشة تغـطي ما عـلى الأرض ، بل ثـلجاً ناصعاً أبـيضاً نازلاً من السماء عـلى الأرض ، فما أنْ تـشرق الشمس ويشـتـد الحـر ، حـتى يـظهـر ما تحـته من أمر ! ..... ومار ﭘـولس يقـول : لا تـشتـركـوا في أعـمال الظلام العـقـيمة بل بالأحـرى أن تـُـشـَـهِّـروها ( تـفـضحـوها ) .

سـيـدنا الموقـر
قـد تـكـون أصلاً مطراناً تأتينا أو كاهـناً تـُـرسَم لـنا وفي الحالـتين فإن لـرجـل الـدين في بـلاد الشرق مكانة وحـقاً إضافـيّـين فـوق حـق المواطن العادي وتلك تـقاليـد عـراقـنا الحـبـيب ، بل أكـثر من ذلك فإنه إله في نـظـر السذج المؤمنين الـبسطاء والمتملـقـين الضعـفاء ، ولكن الأمر مخـتـلف في العالم الغـربي فالقانون لا يفـرق ولا يميـز ولا يحابي وإنما يـرى في رجـل الـدين إنـساناً له حـقـوق وعـليه واجـبات مكافـئة لأي مواطن يحـمل جـنسية الـبلـد ، والكـنيسة هي مؤسسة مصانة وفـق القانـون وليست فـوقه .

إن الكـثيرين في عـهـود ماضية كانوا يرددون عـبارة : هـذه كـنيسة الكاهـن الفلاني ! واليوم لم نعـد نسمع ذلك المصطلح بل يقـولون كـنيسة اللاتين أو الآثـوريّـين أو اليونانـيّـين أو السريان ، وهـذه كـنيسة الكـلـدان لكل المنـضوين تحـت إسمها الرسمي الكـلـداني ... وهي مُـلك لمؤمنيها سـواءاً ــ غـير القادرين ــ أوالقادرون منهم عـلى دفع إشتـراكاتهم المحـددة في نـظام الكـنائس الغـربـية ، مثـلما يـدفع العامل ضريـبة للـدولة من مـدخـول عـمله فـله مستحـقاته من ورائها ، ومَن لا يعـمل فالـدولة تعاضده من جـيوب دافعي الضرائب ... ورجـل الـدين هـو واحـد من أعـضاء الكـنيسة ذو مسؤوليات معـينة كأن يكـون قائـداً لـرعـيته ....

إنها سمة العـصر الحـديث وثـقافة الجـيل الجـديـد وما أدراك ما الجـيل الجـديـد ــ عـلينا جـميعـنا قـبولها ــ و مار ﭘـولس يوصينا قـبل 2000 سنة : أن نخـلع مِنْ جِهَةِ التَّـصَرُّفِ السَّابِـقِ ، إِنْسَانَـنا الْعَـتِـيـقَ الْمغـرور ونـتجـدّد بِـرُوحِ ذهـنـنا ونـلـبس إِنْسَانَـنا الْجَـدِيـدَ الْمَخْـلُـوقَ بِحَـسَبِ اللهِ فِي الْبِـرِّ وَقَـدَاسَةِ الْحَـقِّ ......... والـيوم في القـرن الحادي والعـشرين يقـول الـﭘاﭘا فـرانـسيس الأول : أريـد أن نقاوم كل شيء دنـيوي ، كل شيء ثابت ، كل شيء مُريح ، وكـل ما له شأن بالتعاليم ، وكل ما يجـعـلـنا  منغـلقـين عـلى أنـفـسنا .

وجـديـر بالـذكـر أن غـبطة الـﭘـطريرك مار لـويس ساكـو يقـول : لم تبقَ في الكـنيسة عـقـلية نخـبة تملك السلطة والبقـية تطـيعها ........ ونـضيف : يكـبر القائـد في عـيون الناس حـين يقـود فـصيلاً من شجعان مثـقـفـين كـفـوئين أمينين مخـلصين واعـين معـتـزين بأنـفـسهم لا يـبحـثـون عـن مصلحـتهم الـذاتية ولا يطمحـون إلى شُهـرة شـخـصية ... ولكـنه يصغـر إذا كان يرعى أية زمرة أخـرى غـيرهم ـــــــــــ وإلى الحـلقة الخامسة .
***********
الحـلقة الثالـثة : مطران جـديـد في أستراليا عـلى الرحـب بك بـين أبناء رعـيتـك قـبل أن نعـرفـك
http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=746771.0
ــ 25 تموز 2014
************
الحـلقة الثانية : مَرحـباً بك قـبل أنْ نعـرفـك ... مطراناً قادماً إلى أستراليا أبرشيتك
http://batnaya.net/forum/showthread.php?t=202045
ــ 11 تموز 2014
***********
الحـلقة الأولى : مَرحباً بك قـبل أنْ نعـرفـك... سيادة المطران القادم إلى أستراليا
http://www.karemlash4u.com/vb/showthread.php?t=229261
ــ 3 تموز 2014

141

الأخ عـبـد الله رابي لا شك هي معـجـزة ولكـن بماذا تـصف الأعـظم منها ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
بعـد أحـداث 9 آب 2003 فـرِضَتْ الـديمقـراطية عـلى النـظام السياسي الجـديـد في العـراق قـبل أن تمهَّـد لها الأرضية المناسبة في نـفـسية ووعـي شعـبه فـلم يستـوعـبها بعـد أن كان قـد عانى من الـدكـتاتـورية طوال عـمره ، وكان من متـطلبات الوضع الجـديـد أن يكـون هـناك ممثـلون لكل فـئة من الشعـب ، وبطريقة غـير منـصفة من جانب القائمين عـلى السلطة خـصصت بعـض المقاعـد للمسيحـيّـين في الـﭘـرلمان ، وحـتى هـذه المقاعـد حُـرِم منها الكـلـدان بحجة أو بأخـرى إنْ كان في المركـز أو الإقـليم .
إنَّ تأريخ عـراقـنا مليء بالمآسي في زمن مضى فـكان القـتل والنهـب والسلب والإغـتـصاب من حـصة شعـبنا ، لكـنـنا اليوم نـقـف أمام مـذبحة فـريـدة من نـوعـها يعاني منها شعـبنا الجـريح يعجـز القـلم عـن وصفها ، فـهي طامة كـبرى حـلـتْ بكافة أطيافه عامة وأقـلياته خاصة ، ونـركـز عـلى أبناء شعـبنا المسيحي الـذي أصابته مأساة بأيـدي القـوى الإسلامية الإرهابـية لم يواجهـوا مثـلها عَـبر التأريخ .
فـقـد هُـجِّـروا عـنـوة من ديارهم بملابسهم فـقـط وهـم السكان الأصلـيون منـذ آلاف السنين تاركـين دورهم ومقـتـنياتهم وجهـد عـمرهم ومُنِعـوا من إصطحاب حـتى وثائـقهم وهـوياتهم الشخـصية ، وهم ليسـوا أساساً طرفاً في الـنـزاع الحالي ولا في أي نـزاع في الـزمن الماضي ، بل وُلِـدوا وتـرعـرعـوا وخـدموا وعـلـَّـموا وشـيَّـدوا وبنـوا وطنهم العـراق ودافـعـوا عـنه في محـنه حـتى الإستـشهاد  بكـل محـبة وإخلاص وتـفانٍ ، إن المسيحـيـين شعـب مسالم يستـمـدون أخلاقهم وسـلوكـياتهم من عـقـيـدتهم المسيحـية الغـنية عـن الـتعـريف ولا يمكـن لآحـد أن ينـكـرها عـليهم .
إزاء هـذا الموقـف الصعـب وشعـبنا مـشرَّد من دياره تائهاً في الوديان والجـبال والسهـول يـبحـث عـن مأوى ، والسالمون منهم تبعـثـروا أخـيراً بـين القـرى والأرياف والمـدن الأكـثر أماناً لـيتـنـفـسوا أولاً بعـض الصعـداء صامـدين بكـل صبر أمام كارثـتهم التي لا حـول لهم عـليها ولا قـوة ، بل أن الحـكـومة ذات القـوة العـسـكـرية وقـفـتْ عاجـزة أمام هـذه المشكـلة .
هـذا الشعـب صار مجـرداً من حاجاته الأساسية كالسقـف والمأكـل والمشرب والملـبس والغـطاء والـدواء ثم من الـدراسة وفـرص العـمل ومن كـل ما تـتـطـلبه حـياة الفـرد والأسـرة ، فـما الحـل ؟ لا بـد لـذوي الضمائـر الحـية والمنـظمات الإنـسانية المتـواجـدين في البـلـد الـذي أصابته النـكـبة وكـذلك في يقـية بـلـدان العالم ، أن يهـرعـوا وينـهـضوا ويـبادروا ويعـملـوا عـلى إنـقاذ هـذه الجـموع الـبـشرية من الموت المحـقـق ، فـتعالت الـنـداءات من أجـل حـملة شاملة لجـمع الـتبرعات بكـل أنـواعـها لأجـل المشردين الأبرياء ، وكان لـغـبطة الـﭘـطريرك لـويس ساكـو الصوت المـدوي في الـداخـل والخارج يناشـد الجـميع كي يساهـمـوا في التخـفـيف من هـذه المعـضلة .
ولا شـك بأن أصحاب الغـيرة والنخـوة كـثيرون ، سـواءاً من أبناء شعـبنا متيسّري الحال أو من الكـنائس في العالم والمنظمات الخـيرية والحـكـومات ، ولأجـل هـذا الهـدف الإنـساني أقـدمتْ إذاعة صوت الكـلـدان في ديترويت ذات الـ 200000 كـلـداني لـتـؤدي دَورها عَـبر نـداء من الإذاعة في يوم 16آب 2014 وبهـمة كادرها النـشط عـلى حـملة واسعة لجـمع الـتبـرعات فـتـمـكـنـوا من إستحـصال مبلغ قـدره 150000 $ خلال ثلاث ساعات ، ولا شك إنه جـهـد جـبار يستحـق الـثـناء والـتـكـريم فـكـل الشكـر لهم .




ولم يألُ جـهـداً الأخ عـبـد الله رابي فـقـد كـتب مقالاً رائعاً بعـنـوان ــ مٌعجـزة طاقم أذاعة صوت الكـلـدان في ديترويت ......... وذلك بتأريخ 20 آب 2014 أثـنى عـلى هـذا الجـهـد واصفاً إياه بالمعـجـزة ، ومما جاء بـين ثـناياه ::
نعـم لنحـيي طاقـم إذاعة صوت الكلدان في ديترويت والأيدي السخـية التي تبرعـت ، ونـقـدر شعـورهم بالمسؤولية تجاه شعـبنا المضطهَـد ولهم كل الحب والإحـترام فهم في الحـقـيقة فـرسان الكـرامة والشموخ والإنسانية الصادقة عَـبر الأثير وعـلى الأرض
.
وقـد سبق أن تـبرعـتْ كـنيسة مار توما للكـلـدان في سـدني بأكـثر من 100000 $ لـذات الغـرض وتعـداد شعـبنا الكـلـداني فـيها المخمن بحـدود 25000 كـلـداني بالإضافة إلى أبناء شعـبنا الآثـوري الكاثـوليكي .

أما في سان ديـيـﮔـو ، وهـنا المفاجأة !!

فـقـد جاء في مقال نـشِـرَ عـلى موقع كـلـدايا . نت تحـت عـنـوان :

أكـثر من نـصف مليون دولار ريع الحـفـل الخـيري الذي أقامته أبرشيتـنا لمنـفعة مسيحـيي العـرا
ق
http://kaldaya.net/2014/News/08/Aug28_A3_ChNews.html .... جاء فـيه ::

مساء يوم الاربعاء المصادف 27 اب 2014 في مشهد لم يكن له مثيل في تاريخ كـنيسة مار ﭘـطرس الكـلدانية الكاثوليكـية في سان ديـيـﮔـو – كاليفورنيا ، إجـتمع جمع غـفـير من مخـتلف أطياف الشعـب الأمريكي قارب الألف شخـص ، إمتلأت به قاعة الكـنيسة وذلك لمساعـدة وجمع تبرعات للشعـب المسيحي العـراقي .


وكان عـريف الحـفـل السيد مارك لارسن المذيع المعـروف والذي أتى خـصيصا للمساعـدة في إقامة هـذه الأمسية الخـيرية .
وألقى سيادة المطران مار سرهـد يوسب جمو راعي الأبرشية كلمة قـيمة أبكى بها الجـميع حـيث ذكر مآسي شعـبنا الكـلداني في العـراق والبلدان التي هاجـر إليها ، وربط كـذلك بـين ما يعاني منه شعـبنا المسيحي والكـتاب المقـدس والتي بدء كـلمته :
 " وهـناك ، عـند صليب يسوع ، وقـفـتْ أمه ، وأخت أمه مريم زوجة قـليوﭘا ، ومريم المجـدلية " (يوحنا 25:19) ... وكـيف كانت صامتة لم يزعـزعها مشهـد إبنها المصلوب لأنه كانت واثـقة بمن أنه سوف ينـتصر ، وأما بقـية النسوة كانت تبكي .


وقـد قام الجـميع بحملة جمع التبرعات فـكانت أكـثر من 250 ألف دولار وبعـد ذلك قارنتْ عائلة أميركـية متمكـنة فـتـبرّعـتْ بـ 250 الف دولار فـبلغ المجموع أكـثر من 500000 $ .
ونعـيـد الـشـكـر لإذاعة صوت الكـلـدان في ديرويت ولكـنيسة مار توما في سـدني وللجـمعـيات المتـبرعة في العالم كافة لجهـدهم وسخائهم ، ولكـنيسة مار ﭘـطرس الكـلدانية الكاثوليكـية في سان ديـيـﮔـو ، كـما نـشكـر الأخ عـبـد الله رابي عـلى تـوثيقه الجـميل .
وإذا كانت حـملة كادر إذاعة صوت الكـلـدان الموقـرين وجـهـودهم مشكـورة وُصِـفـتْ بالمعجـزة ... تـرى بماذا نـصف حـملة جـمع تبرعات الـنـصف مليون دولار في كـنيسة مار ﭘـطرس الكـلدانية الكاثوليكـية في سان ديـيـﮔـو – كاليفورنيا ؟ .


142
سـيـدنا الـﭘـطريرك ساكـو لا تعـوّل عـلى مَن يتاجـر بمأساة شعـبنا المسيحي
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
أصبحـتْ قـضية شعـبنا المسيحي المنـكـوب في العـراق والمسلوبة حـقـوقه بالكامل مع الفـئات الأخـرى المضطهَـدة ، مسألة مُـدوية في أروقة الأمم المتحـدة ومكاتبها ، ومتـداولة في مراكـز صنع القـرار ،  وتُـذكـَـر داخـل السفارات والمنـظمات الإجـتماعـية وكـذلك عـنـد الشخـصيات ذوي الضمائر الحـية ورجال الـدين الأجانب في كـنائس العالم الكاثـوليكـية والأورثـوذكـسية ، إنها كارثة إنـسانية حـقـيقـية .
سـيـدنا :
أنت المحـور بل الوحـيـد في متابعة قـضايا هـذا الشعـب المغـدور به والمعـتـدى عـليه عـلناً دون منـقِـذ ولا مسعِـف ولا مَنـفـذ أمامه يقـوده إلى بـر الأمان ، سـواءاً كـنت نـسغاً صاعـداً تـوصل صوتـك إلى العالم أم كانـوا نسغاً نازلاً تـتـلقى منهم المساعـدات والمواساة والتأيـيـد والوعـود ونظـريات الحـلول ..... فأنت تـصَلي وتستـنجـد وتـناشـد وتـطالب وترجـو وتبحـث وتستـقـبل وتـسأل وتـنـتـظـر ، وهم يكـتـبون إليك ويجالسونك ويحاورونك ويسمعـونك ويـصافـحـونك ويـبعـثـون فـلوسهم إليك ...... ولكـن في الأخـير يـبقى التهجـير مجهـول المصير !.
ربما تـنـفع الـذكـرى ، فـقـد قـرأتُ لك في يوم 27/12/2013 أنك صرحـتَ للجهات الرسمية : لا أحـد يمثل الكـلـدان سياسياً إلاّ أحـزابها المعـتمدة أو نوابها المنـتخـبون ..... وكـنتَ أكـثر وضوحاً يوم 30/4/2014 حـين نـشِـرَتْ صورتـك وسبابتـك مرفـوعة وأنت واقـف مع أولئـك المرشحـين دلالة عـلنية عـلى تأيـيـدك لهم .... واليوم في زيارتـك الأخـيرة في شهر آب إلى مناطق نـزوح شعـبنا عـرفـتَ الحـقـيقة حـين أكــّـدتَ في لقاء الـﭘـطاركة الثلاثة مع قـناة الميادين وقـلتَ : أنَّ الأحـزاب أخـفـقـت لأنها منـقسمة وهـناك إنـتماءات / أشخاص غـير كـفـوئين ولا شجاعة عـنـدهم في قـول الحـقـيقة / السياسيون لم يقـدموا شيئا / خـطابهم بارد ومخجل /   نائبة هـزت العالم ............... وهـذا يـذكـرنا بالبـيان الحاد وثاقـب النـظـرة للمرحـوم الكاردينال دلي ــ وأنت تحـل محـله ــ فـتجاهـلته ولم تأخـذه غـبطتـك بجـدّية  بشأن مَن يُعـتبر ممثل المسيحـيّـين ، والـذي كان قـد جاء فـيه : يونادم كـنا لا يمثل إلاّ نـفـسه وحـزبه ، وأنَّ من حـق الكـلـدان أن يفـتخـروا ويجاهـروا بإسم قـوميتهم الكـلـدانية وهم الأكـثرية ......
وأنت تعـلم جـيـداً كـيف حاول هـذا الـيونادم مقايضة مأساة شعـبنا المسيحي المهَجَّـر بالقـوة من داره ، بمنـصب نائب رئيس الجـمهـورية له
من جانب آخـر فإن لقاءك الأخـير مع السيد مسعـود البرزاني أثمر كلاماً رائعاً حـين قال لغـبطتـك : أنـنا نحـيا سوية ونموت سـوية ... بمعـنى أن مصير الأكـراد والمسيحـيّـين هـو مصير واحـد ، ولكـنه صرّح لاحـقاً بشيء آخـر ذكـره غـبطة الـﭘـطريرك أغـناطيوس أفـرام الثاني في اللقاء المـذكـور أعلاه مفاده أن المسيحـيّـين فـقـدوا ثـقـتهم بـقـوات الإقـليم والمركـز .
أما الحـكـومة المركـزية ، حـدّث عـنها ولا حـرج فـقـواتها النـظامية المسلحة بأسلحة ثـقـيلة والمـدعـومة بطيران الجـيش لم تـستـطع حـماية شعـبنا من جـرائم داعـش وماعـش إما لعجـزهم وتلك مصيـبة ، أو تعاجـزهم وهـذه مصيـبة أكـبر !! بـدليل أن السيد المالكي نـفـسه وهـو القائـد العام للقـوات المسلحة لم يستـطع الوفاء بوعـده لك حـين عاهـدك شخـصياً بمتابعة حـق المسيحـيّـين المسلوب والمحـتلة دورهم في وسط بغـداد حـيث لا توجـد قـوات داعـش التي أخـرجَـتْ شعـبنا من الموصل بملابسهم .
وأخـيراً غـبطـتك تلاحـظ العالم الغـربي ومؤسساته، بأنهم ليسوا جادين في العـمل عـلى إرجاع أبناء شعـبنا إلى بـيوتهم ، فلا أمل من ورائهم ..... إذن عـلى أية مخـدة ستـتـكىء يا سـيـدنا ، وما هـو رصيـدك المتبقي لـديك ؟ ....
هـل تـريـد الصراحة ؟ إن رصيـدك المضموم والمكـشوف هـو شعـبك الكـلـداني لا غـير .... الأب عـنـده أبناؤه فإذا خـسرهم فإنه سـيخـسرهم !! فـما هي ستراتيجـيتـك لحـمايتهم وما هي خـططك لإنـقاذهم ؟




143
ألقـوشُ والأبطالُ والهِـمَم ، شـرَفُ الزمانِ ونـبضها كـرَمُ[/b]
[/b]
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
 
أعـزائي جـميعاً
ما المانع من الإسـتـمـتـاع بالـتـراث الجـميل

النجـم الـقـطبي يـبقى متلألـئاً فـوق جـبل ألقـوش مهـما دارت النجـوم ليلاً
[/b]
ألقـوش وتأريخها الموثـق يزيـد عـن 2700 سنة وما أدراك كم من العـمْر قـبل تـوثيقها ، تـقـف صامدة وجـبلها الشامخ يصد عـنها عـواصف الزمن ويحـمي ظهرها من غـدر مفاجآت المحـن ،  وصدور أبنائها تـتحـدى قـوات الـوثـن .
لا يخـفى عـلى الجـميع تأريخ ألقـوش المميَّـز سـواءاً قـبل قـرون وآلاف من السنين أو في عـصرنا الحـديث ، نعـم لـقـد دفـعـتْ ألقـوش شهـداء وضحايا ثـمن صمودها ، إنها سُـنة الحـياة فالأشجار الحـية تـنـثـلم أغـصانها ولكـنها تأبى أن تموت إلاّ وهي واقـفة ، وكم من شجـرة لم تمتْ حـتى الـيوم يستـظل تحـت أوراقها الكـثيرون .
في مقال سابق سألتُ : مَن كان يحـمي ألقـوش قـبل 100 و 200 و 300 سنة وعَـبر التأريخ ؟ أجاب أحـدهم في ردّه وقال : إنّ أهـل ألقـوش هم الـذين يحـمون ألقـوش ولا يزالـون ! ما أحلاه من جـواب .
إنه فخـرٌ لأبناء ألقـوش الكـلـدانيّـين أن نعـيـد للأذهان دائماً وقـفـتهم التأريخـية في عام 1933 حـين هـبَّـوا كـرجـل واحـد مستعـدين للإستـبسال حـتى الموت دفاعاً عـن إخـوانهم الآثـوريّـين الـوافـدين إليها طالبـين الحـماية هـرباً من الـتـنـكـيل بهم وإعـدامهم بسبب الفـرمان الحـكـومي الصادر بحـقهم ، والجـيش يحـيط بالـبـلـدة منـتـظراً أوامر القـصف بالمـدفـعـية ، وجـموع العـشائر المتـنـوعة حـولها جاهـزة لإقـتحامها كـوحـوش الغاب للإستيلاء عـليها وجـمع الغـنائم منها ، ما لم يُـترك الآثـوريون يخـرجـون خارجها لإبادتهم ، فـلم يهـدأ للألقـوشـيّـين بالٌ والوضع متـوتر يُـنـذر بإنفجار يؤدي إلى كارثة فـظيعة فـتـخـتـلط الـدماء عـلى أرض ألقـوش المقـدسة ..... حـتى إستحـصل الـﭘـطريرك الكـلـداني في الموصل المرحـوم مار عـمانوئيل تـومكا قـراراً مَـلكـياً بإعـفاء الآثـوريّـين من الإعـدام الجـماعي .
فالأصيل أصيل لا يقـبل الـتـزوير ولا يحـتاج إلى تجـميل ، وما أكـثره التأريخ يعـيد نـفـسه مثـلما يحـدث الـيوم ، حـين هاجـت قـوات داعـش الإرهابـية يوم 9 حـزيران وإحـتـلت الموصل وبعـد شهـرين تـقـريـباً تـراجـعـتْ القـوات الحامية لقـضاء تـلكـيف فـدخـل الإرهابـيون إليها بسهولة مما بث الـذعـر في القـرى المجاورة عـلى الطريق فهاج أهاليها وغادروها فـوراً ، وفي حـينها وصلت الأخـبار إلى أهالي ألقـوش وهُـم عـلى دراية بسلوكـيات تلك العـصابة الهمجـية ، فـما العـمل ؟ .
إن الـقـوى ليست متكافـئة ، فالأسلحة الخـفـيفة التي يمتلكـها شـباب ألقـوش لا يمكـنها مقاومة قـوات داعـش المسلحة بأسلحة ثـقـيلة وحـديثة والتي عـجـزت قـوات الـﭘـيشمرﮔـة عـن صدّها بـدليل أن الـبرزاني نـفـسه وصفها لغـبطة الـﭘـطريرك ساكـو قائلاً : نحـن لـسنا نـقاتل عـصابات وإنما دولة إرهابـية !! بالإضافة إلى أن تلك القـوات لا تعـرف الإلـتـزامات الأخلاقـية للحـرب ، وإنما تـتصرف كالبرابرة الكاسرة بل وأكـثر ....  فـلما خـرجـت قـوات الـﭘـيشمرﮔـة من ألقـوش تبعها المسلـحـون من حـزب زوعا الآثـوري أيضاً ، بل وحـتى السيد قائممقام تلكـيف الألقـوشي غادر ليلاً مع جـميع الأهالي ، تاركـين بعـض الشباب أياً كانت إنـتماءاتهم الفـكـرية ولكـنهم ورثـوا الأصالة الكـلـدانية من أجـدادهم ، والغـيرة والنخـوة والشجاعة تـتلألأ عـنـدهم ............ فأعاد التأريخ نـفـسه ليسجـل لأبناء ألقـوش مرة أخـرى وقـفـتهم البطولية التي ستبقى في ذاكـرة الأجـيال مدى الأعـمار ، فـبقي هـؤلاء الشباب يحـرسـون الـبـلـدة حـتى هـذه اللحـظات تحـسباً لإعـتـداءات ذوي الـنـفـوس الضعـيفة الـدنيئة من القـرى الأخـرى أو حـتى الـبعـيـدة فـيُـقـدِمون بسياراتهم عـلى سـرقة البـيوت ، خاصة ونحـن نسمع عـن سرقات من هـذا الـقـبـيل في القـرى المسيحـية التي دخـلتها قـوات داعـش الإرهابـية . 
أتـذكـر أيام الستينات والسبعـينات من القـرن الماضي إبّان الحـركة الكـردية كان أبناء شعـبنا المسيحي في مخـتـلف المناطق من العـراق يوجهـون أنظارهم إلى ألقـوش ويسألون عـنها ، فإن كانت صامـدة فالقـرى المسيحـية كـلها ثابتة لا تـتـزعـزع والمسيحـيون بخـير بشكـل عام ... وإذا إهـتـزتْ ألقـوش ــ لا سمح الله ــ فـمعـنـويات الآخـرين يصيـبها الشلل .  واليـوم نـفـس الشيء يحـدث فالكـثيرون يسألون عـن ألـقـوش مركـز ثـقـل المسيحـيّـين في الـوقـت الـذي نعـتـز بالبـلـدات الأخـرى جـميعها . 
وكم هـو مفـرح ومقـوّي للمعـنـويات حـين أقام الأب غـزوان شهارا قـداساً في كـنيسة مار ﮔـورﮔـيس وسط ألقـوش للشباب والعـوائل القـليلة الصامـدة فـيها بمناسبة عـيـد إنـتـقال السيدة العـذراء 15آب 2014  نطلب من الرب يسوع والعـذراء أمه أن يحـموا ألقـوش من دنـس الأشـرار ويرجع أهاليها إليها ويهـنـؤوا بها .

145
الـنـشطاء الكـلـدان وآباء الكـنيسة الكـلـدانية في سـدني
يقابلون عـضو الـﭘـرلمان الـفـيـدرالي أليـكـس هاوك
[/size]
كـتابة : مايكـل سـيـﭘـي / سيـدني
بمبادرة وتـنـسيق الأخ سامي ﮔـمّـو ومباركة آباء كـنيسة مار توما الرسول الكـلـدانية في سـدني ومرافـقة نـشطاء كـلـدان ، تـمّ ترتيب زيارة إلى مكـتب عـضو الـﭘـرلمان الـفـيـدرالي أليكـس هاوك في يوم الثلاثاء 12 آب الجاري بشأن المأساة التي حـلـت بشعـبنا المسيحي والمكـونات الأخـرى الـذين نـزحـوا من الموصل والمناطق الأخـرى بملابسهم ، وأضحَـوا بلا مأوى وبـدون أبسط مستـلـزمات الحـياة الـيومية .
طرح الـوفـد الكـلـداني أمام عـضو الـﭘـرلمان الـفـيـدرالي تـفاصيل هـذه المصيـبة والحاجة الملحة التي تـتـطـلبها لإنـقاذهم من كارثة حـتمية متـوقعة ما لم يتم تـقـديم المساعـدة الضرورية لهم ، وقـد تـفهَّم الـﭘـرلماني أليكـس حجم المشكـلة مـبـدياً تأثـره وإستعـداده للعـمل بأسرع ما يمكـن للمساهمة في حـل هـذه المعـضلة بأن يطرح الموضوع في أقـرب جـلسة مقـبلة للـﭘـرلمان الـفـيـدرالي ووعـدنا خـيراً .

وهـذا وسـلم الوفـد رسالة للسيد أليكـس تـتـضمن طلبات طارئة لـيقـدمها بـدوره إلى الحـكـومة الأسترالية كي تساهم مع المجـتـمع الـدولي في معالجة هـذه الأزمة ، وهي :
1- تـزويـد المنكـوبـين بالغـذاء والماء والـدواء بالإنـزال الجـوي ، وحـتى نـقـلهم جـواً لإيوائهم في ملاجىء .
2- إعادة إستيطان مسيحـيّي العـراق بسرعة تحـت برنامج اللجـوء الإنـساني .
3- الضغـط عـلى العـراقـيّـين لتـشكـيل تحالف حـكـومي يمثـل جـميع الأطياف والأديان والمجاميع السياسية .
4- الطلب من الحـكـومة العـراقـية تعـويض المسيحـيّـين النازحـين الـذين فـقـدوا كـل شيء وأجـبـِروا عـلى مغادرة بـيوتهم فارغي الـيـدين .
5- الطلب إلى مجـلس الأمن والأمم المتحـدة تـزويـد اللاجـئين بمكان آمن .
6- منع الإبادة الجـماعـية للمسيحـيّـين والأقـليات الـدينية والعـرقـية وتـدمير الأماكـن المقـدسة .
7- العـناية الخاصة بالأطـفال والنـساء والمشاريع لـيستـطـيعـوا مواصلة دراستهم .
أعـضاء الـوفـد :
الأب جـوزيف ، الأب ﭘـولس منـﮔـنا ، الأخ سامي ﮔـمـو ، الأخ وضاح دلـو ، مايكـل سـيـﭘـي
12 آب 2014 / سـدني

146
جاء الغـزاة بإسلامهم إلينا بالقـوة فـلنأتِ بمسيحـيَّـتـنا إليهم بمحـبة وأخـُـوّة
 بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

بصراحة
بكل صراحة يعـرف الإخـوة المسلمون جـيداً ، أنّ المسيحـيّـين ينـظرون إلى المسلمين إخـوة لهم في الخـَلق والحـق في الحـياة والحـرية لأن لنا خالق واحـد ، والـدليل هـو أن  المسلمين لا يطلبون اللجـوء إلى الدول الإسلامية المؤمنة بالله التي هي من دينهم ، بل يهاجـرون إلى الديار المسيحـية الـكافـرة في نـظـرهم لأن قـيمة الإنـسان ومفاهـيم حـقـوقه تـتـجـسّد فـيها ، أما البلدان الإسلامية ليس لديها مبادىء كهـذه بل تـنـظر إلى سكانها الأصليّـين المسيحـيّـين كـمواطـنين من الدرجة الثانية لا يستحـقـون كل الحـقـوق .
أما من جانب آخـر وأكـثر صراحة ، فإن دِيناً إسمه الإسلام ليس له وجـود في الإنجـيل ولا في الفـكـر والتراث المسيحـيَّـين ( ولا تهمنا خـرافات إنجـيل خـيالي مزعـوم ليس عـند أحـد نسخة منه عـلى الإطلاق ) ، ولكـن نـظراً لأنـنا مسيحـيون نعـيش بـين أناس لهم إعـتـقادهم وإيمانهم إسمه الإسلام ، فإنـنا نحـترم مشاعـرهم في معـتـقـدهم وحـرية ديانـتهم وحـقـوقهم كإنسان ليس إلاّ ، سواءاً كـنا قـليلي العـدد في بلدانـنا الأصلية أو الغالبـية كما في العالم الغـربي .
التبشير :
إنَّ التبشير في أبسط معانيه هـو إعلان الخـبر المفـرح إلى آخـرين وبالوسائل المتاحة المباشرة شفـوياً تلفـونياً ، أو غـير المباشرة مثل : ساعي البريد ، رسالة إلكـترونية ، كـتاب ، صحـيفة ، إذاعة صوتية ، قـناة تلفزيونية ، فـضائية . وبشأن الأديان فالتبشير يعـني نـشر وإيصال الرسالة الدينية إلى مَن لم يسمع بها أو لم تـُـنـقـَـل إليه وتعـريفه بحـقـيقـتها . وبدون شك فإن الغاية من النشر هـذا هـو كـسب الناس للإيمان بها طوعاً دون إكـراه أو خـداع أو إستغلال للظروف ، ودون إستخـدام أية وسيلة أخـرى مرفـوضة بحكم المنـطق .
وجـدير بالذكـر أن التبشير يتغـلغـل اليوم إلى أعـمق مكان في البادية أو فـوق الجـبال ، و يدخـل في أكـثر الأماكـن تحـصيناً عـلى الأرض بواسطة القـنوات الفـضائية وبدون تأشيرة دخـول ، متجاوزاً الحـدود الدولية والرقابة الأمنية ومتحـدياً بدون خـوف جـميع موانع الدكـتاتورية ، فـمرحى لعـصر التكـنولوجـيا .
حـرص الإسلام على تعـليم الأطفال أركان الإسلام والإيمان منذ الصغـر وقـبل سن التكـليـف ، وجعـل مسؤولية هذا الأمر على عاتق الأهل الموكلين بتربية الطفل التربية السليمة التي تـنجِّـيه وتـنجِّـيهم في الدنيا والآخـرة ، وتكـون نجاتهم في الدنيا بـبـرّ الولـد لأهله ، لقـول رسول الإسلام : رحم الله والداً أعان ولـده عـلى بـرّه . قال الإمام الغـزالي في تـفسير هـذا الحـديث : " لم يحمله عـلى العـقـوق بسوء عـمله " .

رُوي عن عـمر بن الخـطاب " أن رجلاً جاء إليه بإبنه ، فـقال : إن إبني هـذا يعـقـني . فـقال عمر للإبن : أما تخاف الله من عـقوق والـدك ؟ فإن من حق الوالـد كـذا ومن حق الوالد كـذا . فـقال الإبن : يا أمير المؤمنين ، أما للإبن عـلى والـده حق ؟ قال : نعـم ، حـقّه عـليه أن يستـنجـب أمه ، يعـني لا يتزوج إمرأة دنيئة ، لكي لا يكـون للإبن تعـيـير بها . قال : ويُحسن إسمه ، ويعـلمه الكـتاب . فـقال الإبن : فـوالله ما إستـنجـب أمي ، وما هي إلا سِـنْـدِيّة إشتراها بأربعـمائة درهم ، ولا حسّنَ إسمي ( سماني جُعَـلاً - ذكر الخـفاش ) ولا عـلمني من كـتاب الله آية واحـدة . فإلتـفـت عمر إلى الأب وقال : تقـول : إبني يعـقـني ! فـقـد عَـقـَـقـْـتـَه قـبل أن يعـُـقـْـكَ ، قم عـني " ! ويُشدد رسول الإسلام على هذه المسؤولية بقـوله : " كل مولود يولـد عـلى الفـطرة ، فأبواه يُهَـوِّدانه أو يُـنـَـصِّرانه أو يُـمَجـِّسانه ، كمثل البهـيمة تـنـتج البهـيمة فهل ترى فـيها جـدعاء – مقـطوعة الأنـف ؟ .
وهذه المسؤولية ممكن أن تكـون بصورة مباشرة إذا عـلـَّماه اليهودية أو النصرانية أو المجـوسية حـتى يدين بها ، وتكـون مسؤوليتهما غـير مباشرة إذا تركا تعـليمه عـقـيدة الإسلام ومعانيه ، وتركاه فريسة للمجـتمع الفاسد الضال الذي تـشيع فـيه عـقائد الكـفـر والضلال من يهودية أو نصرانية أو مجـوسية وغـيرها فـيؤمن و يدين بها " .
إن رسول الإسلام يستعـين بمثال البهائم كـوسيلة إيضاح ليفـسِّـر لنا عـلاقة المولود بأبوَيه النصرانيّـين ...... ولا شك بأنه لو كان قـد أوردَ المولودَ الإسلامي مثالاً عـلى ذلك ! لقال :
كل مولود يولد عـلى الفـطرة ، فأبواه يُأسلِمانه ( يجعـلانه مسلماً ) كـشجـرة التـفاح تـنـتج التـفاح فهل ترى فـيها عـنـقـوداً ؟ . ( دون أن يستخـدم البهـيمة كـوسيلة للإيضاح ) .
إذن العـقـيدة المسيحـيّة في نـظر رسول الإسلام هي كـفـر وضلال وفـساد ( إِنَّ الَّذِينَ كَـفَـرُوا مِنْ أَهْـلِ الْكِـتَابِ وَالْمُشْرِكِـينَ فِي نَارِ جَهَـنَّـمَ خَالِـدِينَ ) ....... ونحـن حـين نسمع أو نـقـرأ رأيه ، نحـترمه كـشخـص له حـرية الرأي ، ويكـون لنا الحـق في الردّ عـليه بمحـبة ، بما عـندنا من حجج منطـقـية ومُهَـذبة .
مَن هـو المسلم الحـقـيقي ؟ : إن الشخـص الذي يقـول : لا إله إلاّ الله (( فـقـط ، مثـلما يؤمن بها المسيحـيّـون واليهـود )) ويكـتـفي ! فإن هـذا غـير مقـبول منه إلاّ إذا أشرك مع الله إنساناً آخـراً وقال : (( وأشهـد أنّ محـمداً رسول الله )) وعـنـدئـذ تــُـقـبل منه شهادتـَيه ليصبح مسلماً !
إنّ المسلم الصحـيح هـو ذلك الذي يفهم قـرآنه ويقـرأ تـفاسير آياته ، كي يطـَّـلِع عـلى إلتـزاماته الدينية المطلوبة منه ويحـذو حـذوَ قـدوته رسوله . إن المسلم ( والمسلمة أيضاً ) يجـب أن يرفـض الصلاة عـلى أرض محـتلة مِن قِـبَـل العـدو الكافـر ولكـنه مسموح له أنْ يحـتل أراضي الغـير ، وأنْ يقاتلهم حـتى يتخـذوا من الإسلام ديناً ، وأنْ يضايقهم في الطريق ، ولا يجالسهم بمودّة ولا يشاركهم مائدة الطعام ، ولا يقـبل أن يكـون لاجـئاً عـندهم كي لا يصبحـوا أولياء أمره ، ولا يرتـشف من أنواع كـؤوس الخـمر ما لـذ وطاب في حـياته الأرضية إلاّ حـين يصل إلى الجـنة فـفـيها أنهار كـُـثار منها ، ويجـب أن يقـتـنع ويقـبل مبدأ تعـدّد الزوجات ، وأنْ يضرب زوجـته عـند حـصول سوء تـفاهم بـينهما ، ويُـعِـدَّ القـوة ورباط الخـيل للعـدو كي يُرهـبه ...... أقـول إن شخـصاً كهذا هـو المسلم الحـقـيقي .
وإذا لم تـتجـسَّـد تلك المفاهـيم في فـكـره وسلوكه ، فإنَّ إسلامه هـو حِـبـرٌ عـلى بطاقـته الشخـصية فـقـط ، حـتى إذا كان يصلي خـمس مرات في اليوم وبركعات كـثيرة ويصوم ثلاثين يوماً رمضانية ويحج إلى مكة ويؤدي مناسك العـمرة ، ويقـرأ القـرآن يومياً ويطالب بتحـرير القـدس ! ؟ إنّ المسلمَ الدارك لدينه لا يستـغـرب من هـذا الكلام ، ولكـن المسلم الساذج البسيط ، الذي يرى كل العـظـَمة والجـمال في الإسلام فـقـد يحـتجُّ عـليه ، فـمن أجـل ذلك فإن مقالي محـدد بالإرهابي المسلم فـقـط لأنه هـو المسلم الدارك لدينه .
فـكـيف كانـت البـداية ؟ كان اليهـود والمسيحـيّـون في الجـزيرة العـربـية ذوي سمعة ومكانة ونـفـوذ عاليات ، جاءت نـتيجة للهالة الروحـية التي يتمتعـون بها والمؤثرة في مجـتمع البسطاء والمستـنـدة إلى المفاهـيم الدينية كـعامل قـوة ، وليس بسبـب كــُـبْـر حـجم قـبـيلتهم أو عـشيرتهم ، لـذا فـطن رسول العـرب إلى هـذا اللغـز ، فـلم يعـتمد عـلى أسلوب رئاسة قـبـيلة لتـكـوين دولته لأن فـي الجـزيرة العـربـية رؤساء قـبائل كـثيرون سيرفـضونه ، ولكـنه ولأجل إنـشاء دولته السياسية إتجه إلى الأداة الدينية الفعّالة ، فكانت النبوّة وسيلة لتأسيس الدين الجـديـد للهـيمنة وبسط النـفـوذ .
المسلمون إخـوة لنا ولكن الإسلام الإرهابي شيء آخـر :
في العالم أديان عـديدة : مسيحـية ، بوذية ، هـندوسية ، يهودية ، مجـوسية ، زرادشتية ، إلحادية ، يزيدية ، أو لا دينية ، وهـذه كلها لم ولن تـنـشرَ ( أو تـبشرَ ) دينها بـين الشعـوب بالقـوة والإعـتـداء أبداً ، ما عَـدا الدين الإسلامي الذي إتـبع أساليـب الترغـيـب لجـيوشه بوعـود مشجعة تجـعـله ينـدفع إلى القـتال من أجـل الغـزو والإحـتلال بأمر من رسولهم ، حـيث الغـنائم مِن مالٍ وملـَـكات اليمين بإنـتـظارهم عـلى الأرض المحـتلة بعـد النـصر في ساحة المعـركة (( اُغْـزُوا تَـبُوك تَغْـنَمُوا بَـنَات الْأَصْفَر وَنِسَاء الرُّوم )) ..... أما إذا قــُـتِـلَ في المعـركة ! فـحـور العـين ينـتـظرنه والغـلمان في الجـنة مهـيَّـؤون له ... (( وزوجـناهم بـِ حـور عـين )) 53 - الدخان .... (( إِنَّ أَصْحَاب الْجَـنَّة الْيَوْم فِي شُغـُـل فَاكِهُـونَ )) 54 - يس .... (( يطوف عـليهم ولدان مخـلدون )) 16 – الواقعة .... قـراءة حـفـص بن عاصم .
وهـكـذا إنـتـشر الإسلام بقـوة السيف وإرهاب الشعـوب ، وفي الواقع لا يمكن أنْ ينكـر المسلمون أنَّ جـيوشهم الغازية أينما حـلـَّـتْ ، إحـتـلتْ الأرض وأذلـّـتْ شعـوبها وبالأخـص المسيحـية المسالمة ، وتحـديـداً في دول الشرق الأوسط ومصر نماذج واضحة حـيث فـرضوا عـليهم الدين ولغة القـرآن العـربي وخـيَّـروا هـذه الشعـوب بواحـدة من ثلاثة غـير سلمية ولا منطقـية : 1- الإنخـراط في هـذا الدين دون إرادتها وبقـوة السيف منذ 1400 سنة ، 2- دفع الجـزية وهي بمثابة ضريـبة تـُـدفع للمحـتل ثمناً لإحـتلاله أرضَهم ، وأجـرة سنوية لمقاتلي الجـيش الإسلامي ثمن عـدوانهم عـلى المسيحـيّـين وهم صاغـرون ، 3- القـتال بكل عـنف وعـنجهـية ودون مستحاة ، والمسيحـيّـون رُسُـل سلام وليسوا هـواة معارك ، ولهذا ونـتيجة لسياسة التبشير الإسلامي الإرهابي ، فـرغـتْ دول كـثيرة من مسيحـيّـيها يوم كانوا شعـوباً أصيلة فـيها .
إنَّ المسلمين لا يستـطـيعـون إقـناعـنا بأيّ مبرّر لنـشر دينهم بهـذه الطريقة ولا لسياستهم وتعاملهم معـنا كـمسيحـيّـين آمنين في أوطانـنا . إنهم جاؤوا إلى بلدانـنا دون أن نـدعـوهم لتحـريرنا من آخـرين محـتـلين غـيرهم ـ كما يـدَّعـون ـ وإذا كانـوا قـد حـرّرونا فـشكـراً لهم ولكـن ! لماذا لم يغادروا أرضنا بعـد تـحـريرها ؟ .
إحـتـلونا و تـحَـمَّـلـْـنا منهم الويلات ، مما إضطرنا إلى الخـنوع لهم أو الهـروب تاركـين أرضنا وممتلكاتـنا مُـلكاً لهم ، فـلجأنا إلى الجـبال المستـعـصية في شمال المنطقة المعـيقة لتـقـدّم العـربان الحـجازيّـين المحـتـلين أصحاب الدين الجـديد ( عِـلماً أنَّ أجـداد أكـثر السنة والشيعة العـراقـيّـين اليوم ، كانوا بالأمس كـلداناً مسيحـيِّـين مسالمين بالإضافة إلى سريان وعـرب ، وهـناك حـتى الآن دلائل حـية كـثيرة عـلى ذلك ) ، أما القـلة القـليلة المسيحـية التي كانت متمكـنة مادياً إرتـضت عـلى نـفـسها دفع الجـزية وهي صاغـرة ولكـنها في نهاية المطاف وبعـد المضايقات ، رأت نـفـسها أمام خـيارَين أيضاً :
إما الخـنوع والإنخـراط في الدين الجـديد كإخـوانهم وهم كارهـون ، أو الهروب حـيث أرض الله واسعة كـمن سبقهم فهـربوا قـبل أن يُـقـتــَـلوا، ونـتيجة لذلك صار المسلمون أكـثرية مسيـطِـرة مضطهـِدة للمسيحـيـين الأقـلية الخاضعة المـضـطهَـدة ، و خـير شهادة تأريخـية إسلامية عـلى ذلك هي الوثيقة العـُـمَـرية سيِّـئة الصيت والتي يخـجـل منها المسلمون المتمدّنـون اليوم ذوو الفـكـر النـَـيِّـر . وبعـد كل هـذا يـبقى سؤال هام : ما الذي دفـعهم إلى إحـتلال إسـﭙانيا وهـو بلد أوروﭙـي لا عـلاقة له بالجـزيرة العـربـية ؟
إن زحـف الجـيوش الإسلامية لم يكـن عـشوائياً وإنما مخـطـطاً ومبرمجاً مقـصوداً للوصول إلى أهـداف ، إنه كان أمراً من محـمد ، حـين قال : لـقـد أمِـرْتُ أن أقاتل الناس حـتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله (( وهـذا ليس كافـياً بل أن يقـولوا أيضاً )) وأن محـمداً رسول الله ..... إنّ إلهاً يجـنـد مقاتلين لمقاتلة الناس حـتى يشهدوا له ولرسوله ، إنه حـقاً إله غـريـب الأطوار .
في حـين أن أنبـياء اليهود والمبشرين المسيحـيّـين دَعـوا الناس إلى عـبادة الله وحـده بالوعـظ والإرشاد والسلام أولاً ، وثانياً دون مطالبتهم أن يشهدوا لهم بأنهم مبشرون أو أنبـياء أو رسل أو أيّ نوع من الإعـتراف بهم أو تمجـيدهم كأشخاص . وخلاصة القـول في هـذا المقال هي ، أن المسلمين نشروا دينهم لا بطريقة التبشير السلمي وإنما بالغـزو العـسكـري والإحـتلال والسيطرة عـلى البلاد وإذلال شعـوبها أولاً ، ثم بالإكـراه والإرهاب وكأنّ لسان حالهم يقـول : إما الإسلام ، أو فـلتـنهزم الشعـوب المبتـلية إلى حـيث أرض الله الواسعة . والآن نـقـول : إنّ الذي فات مات فـما هـو المانع من أن نـنـشر دينـنا المسيحي بـينهم لا بالقـتال ولا بالجـزية ، بل بالمحـبة وهم أحـرار في قـبوله أو رفـضه ؟ إنه سؤال بسيط فـهـل من مجـيـب ؟
ملاحـظة :
1- في تـحـقـيق خاص مع أحـد صِغار شيوخ الإسلام حـضرْتُ جـلسَـتـَه ، ذكـَـرَ عـبارة (( لمّا فـتحَ الإسلامُ العـراقَ .... )) ! وهـنا سأله أحـد الحاضرين بالجـلسة قائلاً : فـتحَ ؟ ماذا فـتحَ ؟؟؟؟ أعـقـبَ الشيخ الموقـر قائلاً : أتـريدني أنْ أقـول الغـزوات الإسلامية ؟ طيِّـب أقـول : لما غـزا الإسلامُ العـراقَ ......

2 - بتأريخ 8 / 11 / 2007 نشرتُ في مواقع إلكـترونية عـديدة وصحـيفة محـلية ، مراسلاتي مع الأمين العام لمجـلس الوزراء العـراقي السيد عـلي محـسن إسماعـيل ، أقـتـطف منها مقـطعاً صريحاً وجـريئاً حـين كـتبَ لي :
نعـم إنكم سكان أصليون بلا ريب ، وإنْ كـُـنا وافـدين فلا ضير في ذلك .......
إنَّه السيد عـلى محـسن ، قال بعـض الحـق وليس كـل الحـق ، لماذا ؟ لأنه وصف قـدومهم من الجـزيرة العـربـية بـ وافـدين ! وليس محـتـلين ، ولم يوضح لنا مَن الـذي أوفـد أجـداده إلينا ولأيّ غـرض ، أو مَن مِـنـّا طلب حـضوره عـنـدنا متحـمـِّلاً مشقة الطريق من الحـجاز إلى بـيث نهـرين أرض العـراق قـبل 1400 سنة .

147
غـبطة الـﭘاطريرك لويس ساكـو ، إنك لا تهـدي مَن أحـبـبت حـتى يغـيّـروا ما بأنـفـسهم
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
إن مأساة أهـلـنا المسيحـيّـين في العـراق ـ وغـير المسيحـيّـين ـ باتت واضحة منـذ السنـوات الأولى لسقـوط الـنـظام السابق والتي تـتـطورت سلبـياً وإرهابـياً حـتى أحـداث الموصل الأخـيرة والممتـدة مع الأيام إلى مساحات أوسع في سنجار وزمار وقـصف تـلكـيف لاحـقاً ، وربما لا سمح الله أماكـن أخـرى سيسجـلها التأريخ لـنا في الأيام المقـبلة والأخـبار المتعاقـبة والتـوقـعات تـشهـد عـلى ذلك .......... ونحـن كـمسيحـيّـين وُلِـدنا وتـرعـرعـنا عـلى أرض آبائـنا وأجـدادنا من زاخـو إلى حـدود الكـويت ! يهمنا شعـبنا المسيحي خـصيصاً بسبـب الظروف المؤلمة المحـيطة به والمفـروضة عـليه إنـتـقائياً ، وفي ذات الوقـت كـمواطنين عـراقـيّـين يهمنا كـل العـراق وإخـوتـنا المواطنين الساكـنين عـلى أرضه ، لكـن الظروف المعـروفة لـدى الجـميع منـذ زمن جـعـلتـنا نـتـوقع السيء فإضطرتـنا وهاجـرنا وكان توقـعـنا صحـيحاً ، وها هـو الأسـوأ يأتينا الـيوم ، ومسيرة الهجـرة تستمر إلى أجَـل مجهـول الخاتمة رغـم أن ملامحها تـقـود إلى إستـنـتاجات مقـلقة سبق أن نـوّهـنا عـنها في مقال منـشور في 4/4/2006 ......... !.
إن قـضية المسيحـيّـين وبـداية تهجـيرهم عـنـوة بملابسهم من بعـض مناطق بغـداد ، ثم أخـيراً من الموصل بأشـد قـسـوة ، صارت مادة صحـفـية وإعلامية دسمة في مراكـز إخـبارية واسعة من دول العالم عـلى مستـوى منـظمات وقـيادات وشخـصيات ثـقافـية دون أن تكـون هـناك بشأنها ردود فـعـلية عـملية رسمية من الحـكـومات تـناسب مستـواها الكارثي المعـلن والموثـق بالصورة والخـبر .
ولا يخـفى عـلى أحـد أن أغـلب المواسين والمعـبِّـرين عـن إستـنـكارهم لهـذه الجـرائم بكـل مستـوياتهم ومنابعهم والـذين أبـدوا إستعـدادهم بقـدر إمكانياتهم للمساهـمة في معالجة أو تخـفـيف وقع هـذه الأزمة ومساعـدة أبناء شعـبنا المسيحي المُعـتـدى عـليه ، كانت إتـصالاتهم ومراسلاتهم وزياراتهم وعـروضهم ومكالماتهم كـلها مع المرجع الـديني الكـلـداني الأعـلى غـبطة ﭘـطريرك الكـلـدان مار لـويس ساكـو وليس مع أي مسؤول مسيحي آخـر ، ديني كان أم عـلماني والأسباب واضحة فالغالبـية العـظمى من أبناء شعـبنا المسيحي المهجَّـرين من الموصل الـذين حـلـَّـتْ بهم الكارثة هم الكـلـدان مع بعـض الإخـوة السريان لكأـنـنا إعـتـدنا أن نـقـول المسيحـيّـين عامة ، كما أن أغـلب الـذين تحـمّلوا متابعة هـذه المأساة المفجعة في شعـبنا المسيحي كان غـبطة ﭘـطريرك الكـلـدان ومعه المطارنة الكـلـدانيّـين . 
ورغـم جـسامة الموقـف ومحـدودية الإمكانيات المحـلية لتجـنـب أو القـضاء عـلى الإرهاب المـدعـوم والمبرمج مِن قِـبَـل قـوى دولية مجهـولة أو معـروفة فإن المرء لا يمكـنه الوقـوف مكـتوف الـيـدَين بل يتحـرك ويصرخ وينادي ويطـلب ويـدين ويستـنجـد ، إنها ردود فـعـل طبـيعـية غـريـزية هـدفها الـتـنـفـيس عـما هـو مكـبوت لـدى الإنـسان والتعـبـير عـن الخـوف والمعاناة والعجـز أمام مظلومية وكارثة بهـذا المستـوى عـسى أن تـلقى خلاصاً ، وإيصال الصوت المحـتج إلى أصحاب السلطة والقـرار في العالم ، وإلى أية أذن صاغـية من أجـل تحـريك الضمير للإقـدام عـلى فـعـل ما لمعالجة هـذا الموقـف المتأزم .   
إن الإرهاب موجَّه ضد المسيحـيّـين عامة كـشعـب مسيحي وعـليه فالمعاناة مسيحـية وردود الفـعـل الصارخة مسيحـية ، وهـكـذا كانت المظاهـرات التي نـظمها أبناء شعـبنا المسيحي في بلـدان المهجـر ، واحـدة من أساليب الإحـتجاج السلمي الرسمي المسيحي في تـلك البـلـدان .
لقـد عـمَّـت مظاهـرات شعـبنا المسيحي في أماكـن عـديـدة من العالم سـواءاً كانت بـدعـوة كـنسية أو من إتحادات وتـنـظيمات عـلمانية ولكـن طابعها كان مسيحـياً دون التـطرق إلى مـذهـب كـنسي أو إسم حـزبي أو قـومي ، وهـكـذا كان تبليغ كـنيسة مار توما الرسول الكـلـدانية في سـدني منـذ يوم الأحـد 27 تموز للإشتـراك في مظاهـرة سلمية إحـتجاجـية في يوم السبت 2 آب 2014 بإسم المسيحـيّـين هـدفها إيصال صوتـنا المحـتج إلى السلطات الأسترالية عـن الجـرائم المرتـكـبة بحـق شعـبنا المسيحي في العـراق ، دون أن نعـرف ولسنا بحاجة إلى أن نعـرف ، مَن هـو القائم بهـذا العـمل الإحـتجاجي البسيط والضروري دعـماً معـنـوياً إلى أبناء شعـبنا المسيحي المظلوم .
خـرجـنا وكـلنا صوت واحـد بإسم المسيح والمسيحـيّـين لا غـير ، ولما وصلـنا إلى مكان التجـمع الرسمي لاحـظنا غـزارة الأعلام الكـلـدانية والآثـورية المرفـوعة مع لافـتات كـثيرة نـصوصها غـير مناسِـبة من كـتابة إخـوتـنا الآثـوريّـين ، وكانت بعـض الفـرق ــ الجـوقات ــ الكـنسية وقـبل بـدء الكـلمات ، ترتل بعـض التـرانيم التي تـتلى أثـناء الـقـداس وباللغة الكـلـدانية المحـكـية ، وبالإضافة إلى آلاف من المسيحـيّـين العـراقـيّـين الـذين لـبّوا الـنـداء فـحـضروا ، وعـلمنا بـوجـود داعـمين لمظاهـرتـنا من إخـوتـنا في الكـنيسة السريانية والقـبطية وكـذلك من أبناء الجالية اللبنانية ، وعـنـد ختام الكـلمات هَـمَّ المتظاهـرون بالسير نحـو مكان آخـر عـلى صوت نـشيـد صلاة باللهجة الآثـورية ، حـتى تـوقـفـتْ المظاهـرة في مكان آخـر وبعـد مـشـوار كانت النهاية .
كـيف نـقـيِّم التـظاهـرات ؟
رجـوعاً إلى ذكـريات ما قـبل سقـوط  بغـداد 9 نـيسان 2003 حـين جابت تـظاهـرات في شـوارع عـواصم ومـدن كـثيرة من العالم  لإدانة أميركا والـدول المتحالفة معها ضد عـدوانها الوشيك عـلى العـراق ، وكان هـناك بث لقاء مباشر مع المستمعـين إلى الإذاعة المحـلية في أستراليا ــ تـو إيم إي ... 2ME ــ  فـشاركـتُ وقـلتُ : إن المظاهـرات هـذه لـن تجـدي نـفعاً والـدول المتحالفة لن تـتـراجع عـن تـصميمها لضرب العـراق ، وهـذه المظاهـرات المناهـضة للحـرب هي إصطناعـية .... ولما أبـدى المذيع إنـدهاشه من كلامي قـلتُ له : إنـتـظر وستـرى ! .
إن القـوى العالمية تخـطط وتـنـفـذ للوصول إلى أهـدافها وتعـرف مسبقاً بالإحـتجاجات دون أن تبالي بالمظاهـرات والكـتابات والـنـداءات ، بل أن المسؤولين عـن الشعـوب المضطهـدة عـلى عـلم بـذلك ولكـنهم لا بـد أن يـبـيّـنـوا أمام شعـوبهم أنهم ديمقـراطيون وأنَّ شعـوبهم تـتمتع بالحـرية ومن حـقهم أنْ يرفـضوا ويستـنـكـروا ويعارضوا ويحـتجـوا .... ثم يرجـعـون إلى بـيوتهم ويواصلون أعـمالهم وكأن شيئاً لم يكـن . 
تـظاهـرتـنا المسيحـية السلمية في سـدني !
في الـبـداية إعـتـلت المنـصة شابة شجاعة تـلفّ حـول أكـتافها العـلم الآثـوري وصارت تهـتـف بلغة إنـﮔـليزية جـيـدة بموضوع التـظاهـرة الـذي من أجـله حـضرنا ، وبـدأتْ تـذكـر المسيحـيّـين عامة وتـنـبَّه السلطات الأسترالية إلى التحـرك لإنـقاذهم من الإبادة الجـماعـية مؤكـدة عـلى ماذا ؟؟؟؟ ..... صارت تـؤكـد عـلى إسم الآثـوريّـين فـقـط تعـبـيراً عـن عـنصريتها بل عـنـصرية الإخـوة الآثـوريّـين الـذين لم يوقـفـوها !! وغـبطة الـﭘـطريرك ساكـو يطمح إلى الوحـدة معـهم ..... أنـظروا إلى صورة اللافـتة الأولى ، أوقـفـوا الإبادة الجـماعـية للمسيحـيّـين الآثـوريّـين ........ :


وكان هـناك فـوق المنـصة شخـص تـوهـمتُ بشعـره ، فحلاقة جـوانبه كانت لرجـل أما هامته كانت شَـدة شعـر إمرأة ، لاحـظتُه من بعـيـد يكـلم الشابة من خـلف ظهرها ويـذكـِّـرها بالأسماء الأخـرى !! فـذكـرتْ الكـلـدان والسريان لمرة واحـدة ثم رجـعـت تـؤكـد عـلى الآثـوريّـين فـقـط ..... ثم رجع ذلك الشخـص صاحـب الشعـر ونـبَّـهها مرة أخـرى إلى اللبنانيّـين فـذكـرت إسم اللبنانيّـين أيضاً .... ثم تـذكـَّـرتْ !! فـذكـرَت إسم الكـلـدان والسريان لمرتين أخـريَـين وبعـدها صار إستـنجادها للآثـوريّـين فـقـط حـتى النهاية .. إذن الآثـوريون هـم الوحـيدون المضطهـدون في الموصل بالـذات والعـراق عامة ! وعـليه فإن عـصابات داعـش تـركـز عـليهم ، ولهـذا يطالبون بمنطـقة آمنة لتـكـون لهم سميل ثانية ..... وكـنيستـنا الكـلـدانية تـرفـض أي قـفـص للمسيحـيّـين ، وغـبطة الـﭘـطريرك ساكـو يطمح إلى الوحـدة معـهم ..... لاحـظوا صورة اللافـتة الثانية : أوقـفـوا قـتـل الآثـوريّـين .... نطالب بمنطقة آمنة في وطـنـنا الآن ...........
كانت الكـلمات التي ألقـيتْ معـبّـرة وجـيـدة ولكـن حـين نـنـظر إلى التـظاهـرة وهـدفها ، نعـلم بأنها ليست لـنا كي نسمع كـلماتها نحـن المسيحـيّـون العـراقـيّـون بل هي صوتـنا نـوصِله إلى الأستراليّـين ، والأستراليون لا يعـرفـون لغـتـنا ــ السورث ــ ولا اللغة العـربـية !! إذن يجـب أن نـكـلمهم بلغـتهم كي يعـرفـوا ما الـذي نريـده منهم ، لـذلك لا جـدوى من الكـلمات التي ألقـيت بلغـتـنا سورث البـيتية ولا العـربـية إلاّ تلك التي كانت باللغة الإنـﮔـليزية .......  وقـد لاحـظـتُ فـقـرة وردتْ في كـلمة أحـد الإخـوة الآثـوريّـين قـوله : أن إضطهاد الآثـوريّـين بـدأ في عام 1933 !!! وهـنا تكـمن العـنـصرية مرة أخـرى ، وغـبطة الـﭘـطريرك ساكـو يطمح إلى الوحـدة بـين أناس ناضلـوا وكافحـوا وإستـشهـدوا ، وأناس آخـرون لم يـذوقـوا من مرارة الزمن شيئاً أبـداً بل كانـوا جالسين عـلى أريكة في حـديقة تهـب عـليهم نسائمها الناعـمة ويستـنـشقـون رياحـين الزهـور ..... لاحـظـوا صورة اللافـتة الثالثة ، أوقـفـوا الإبادة الجـماعـية للآثـوريّـين .
أنا لا أريـد مناقـشة هـذا الـتاريخ 1933 هـل هـو بـداية إضطهاد الآثـوريّـين أم لا ، ولكـن أتـساءل ما الـذي نريـده من أستراليا بشأن معالجة أحـداث ذلك التأريخ ؟ ثم إذا كان هـناك تعـويض عـمن إستـشهـد من إخـوانـنا الآثـوريّـين في تلك السنة ، فإن المجاميع التي لجأت إلى ألقـوش وتم إنـقاذها بشجاعة الشباب الألقـوشيّـين وﭘاطريركها الألقـوشي الكـلـداني الشجاع المرحـوم عـمانوئيل تـومكا ، لا تستحـق التعـويض عـلى أساس أنها أنـقِـذتْ وسلمتْ عـلى حـياتها !!.
ونـقـول لغـبطة الـﭘـطريرك مار لويس ساكـو : يا سـيـدنا ، إن الجـماعة لا يريـدون الـوحـدة مع الكـلـدان ولا مع الكاثـوليك ، وقـد رأيت بأم عـينـك وسمعـتَ بأذنـك ولمستَ بأصابعـك في زيارتـك أنهم لا يريـدون الـوحـدة ؟ وفي طموحـك الصادق والـنـزيه الـذي عـبّـرتَ عـنه في رسالتـك إلى أستراليا في 17/5/2013 وقـلتَ فـيها :
1- أن لـقاءاتـك كانت عـيـداً ونـقـطة إرتـكاز وإنـطلاق . 2- من لا يعـمل من أجل الوحـدة هـو غـير مسيحي ..............
تـبـدو كـمن يكـتب عـلى الماء فلا ولن تـقـرأ شـيئاً ..... إنك لا تهـدي مَن أحـبـبت حـتى يغـيّـروا ما بأنـفـسهم ، ولن يغـيّـروه !! قابل هـيّة ﮔـوّة ؟ أنـظر إلى لافـتـتهم الرابعة مكـتـوب عـليها : أوقـفـوا إنـقـراض السكان الأصليّـين الآثـوريّـين في العـراق  .....




148
تـصريحات الـﭘـطـريرك لـويس ساكـو والإعلام .... ويونادم كـنا يـﭼَـفـّـص في كـل مقام
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
الكـوارث الطبـيعـية محـزنة ، والأحـداث الفـظيعة نـتاج الأيادي الـبـشرية مدمرة وتـداعـياتها عـلى الإنـسان مزمنة ، والـيوم جـميعـنا عـراقـيون وغـيرنا ، متألمون مما ألمَّ بشعـبنا منـذ 2003 من جـرّاء حـروب داخـلية متـنـوعة الأساليـب والوسائل والتي لا تـزال حـتى الـيوم تـتمخـض عـن آلاف وآلاف من ضحايا أبرياء لا يتـوقعـون الموتَ الـذي يتربص بهم في أية لحـظة سـواءاً كانوا محافـظين عـلى أنـفـسهم في الـبـيت أم في العـمل أم في الشارع ، أم أولـئـك الـبعـض المشارك في أسباب إنـدلاعها وإستمرارها .
ولم تعـد مخـفـية عـلى أحـد ، أسباب الحـرب الـدائرة في بـلـدنا العـراق ولسنا نـناقـشها الآن ، ولكـن مهما بحـثـنا في حـيثياتها فإن شعـبنا المسيحي ليس طرفاً فـيها ، ورغـم ذلك لم يسلم منها وصار حاله كحال كل الشعـب حـيث شظايا إنـفجار سـيارة مفخخة في السوق لا تميز الناس فـيها ، كـما أنَّ قِـطعاً متـناثـرة قاتلة متـطايرة من إنـفـجار قـذيفة هاون مطلقة عـن بُـعـد إلى شارع أو بستان أو وسط عـرس ، ليست ذكـية لتخـتار أعـداءها ! بل تـصيـب الأفـراد المتـواجـدين القـريـبـين من مكان الحادث دون تحـسُّب ألوانهم أو أعـمارهم أو معـتـقـداتهم .....
ولكـن حـين يكـون الـتـركـيز عـلى أبناء شعـبنا المسيحي تحـديـداً بالإسم كما في حالة إخـتـطاف ومن ثم قـتل شهـيد الإيمان المسيحي المطران فـرج رحـو والكهـنة والشمامسة وآخـرين ، أو في مكان العـبادة مباشرة كما في جـريمة قـتل المصلين في كـنيسة سـيـدة النجاة ، فإنها مسألة أخـرى لا تـدخـل ضمن حسابات العـمومية والطارئة بل هي خاصة ومستهـدفة مع سبق الإصرار .
يفـيـد تـقـرير وزارة الحـقـوق الإنـسان العـراقـية والمفـوضية العـليا للاجـئين التابعة للأمم المتحـدة في 25 تـشرين الأول 2008 https://www.youtube.com/watch?v=LEIH-OuSHPk : أنَّ  2300 عائلة مسيحـية غادرت الموصل في أعـقاب الهجـمات عـلى المسيحـيّـين وتلقـيهم تهـديـدات بالقـتل .
وكانت أوضاع بعـض مناطق بغـداد قـد تـطـورت إلى أسـوأ حـين تم تـبليغ مسيحـيّـيها بوجـوب ترك منازلهم خلال ساعات وإلاّ يواجهـون الموت مما إضطرّهم إلى مغادرتها ليسكـنها المسلمون المعـتـدون في وضح النهار وحـتى الـيوم ، وكان قـد ناقـش غـبطة الـﭘـطريرك ساكـو هـذا الموضوع في زيارته لـنـوري المالكي بتأريخ 9/10/2013 http://sheyoz4all.com/vb/showthread.php?t=19493 فـعاهـده بملاحـقة كلّ من إستولى عـنوةً على بـيوت المسيحـيّـين وأملاكهم .... ولكـنـنا لم نـسمع أية نـتـيجة من تعـهـده وكأنها مسألة رياضية صعـبة عـليه وبحاجة إلى حاسبة لا يملكها ، أو تجـربة عـلمية في مخـتبر لا تـتـوفـر الأجهـزة المناسِـبة لها .
ومن جانبه يعـتـرف اللواء ناصر الغـنام في 30  تـشرين الأول 2013 فـيقـول في الـدقـيقة 1:08 ــ 1:19 من الـﭬـيـديو https://www.youtube.com/watch?v=gmus4tgmdCM إن المسيحـيّـين كانوا مستهـدَفـين ، ثم يضيف في الـدقـيقة 6:22 أنه تـوصل إلى أكـبر شـبكة تـستهـدف المسيحـيين في الموصل وإعـترفـوا بقـتـلهم 15 بريء مسيحي .
بل والأكـثر إيلاماً هي الـنـداءات العـلنية المحـرضة ضد أبناء شعـبنا المسيحي من أعـلى مآذن الجـوامع منـذ الفـتـرة الأولى من السقـوط والتي ذكـر عـنها متألماً ومتـذمرا منها سيادة المطران شليمون وردوني في مقابلة نـشِـرتْ بتأريخ 7 آيار 2014 http://mangish.com/forum.php?action=view&id=6549 فـفي الـدقـيقة 41:45 يـذكـِّـرنا بتـلك الـنـداءات : ....... لا تـشـتـروا بـيوت المسيحـيّـين ، سوف يتركـونها لكم . .... فـنحـن نسأل أين ممثـلـو شعـبنا المسيحي في الـﭘـرلمان من كـل ذلك ؟
*******************
قال ربنا يسوع المسيح : أنا هـو الطريق والحـق والحـياة ...
ونحـن نـسلك ذات الطريق ونـقـول الحـق لـنـرث الحـياة ... ولكـن إذا أحـد من رجال الـدين أو المؤمنين حاصره الخـوف أو قـيَّـده الخجل أو تـلفـَّح بمبـدأ ــ ألف عـين لأجل عـين تـكـرَم ــ ولم يستـطع قـول الحـق في قـضية ما .... فـفي هـكـذا ظروف يكـون الصمت أفـضل من تـصريح يخالف الحـق .   
غـبطة الـﭘـطريرك مار لويس ساكـو كـرجـل دين مسيحي إعـتاد عـلى التـكـلم مع مَن يهمهم الأمر من القادة المسلمين أو حـتى مع عامة الـناس ، بلغة المحـبة والنعـومة والليونة إزاء أية نـكـسة أو مشكـلة أو مظلومية تـواجه أبناء رعـيته منطلقاً من المبادىء المسيحـية ومبتعـداً عـن أسلوب التـشكي أو التحـريض عـلى مقاومة الشر بطريقة الرد بالمثل وإنما يعـرض الموضوع كـقـضية ، فـقـد صرّح في 5 آذار 2014
http://www.ishtartv.com/viewarticle,46850.html : أنّ المسيحـيّـين والأقـليات الأخـرى يعانون من وضعٍ أمني يزدادُ سوءاً ، فـمنذ عام 2003 إلى اليوم قُـتِلَ أكـثر من 1000 مسيحي في العـراق وآخـرون خُـطِـفوا وعُـذّبوا ، وأُطلِق سراح غـيرهم بفـديةٍ ، وتم الإعـتـداء عـلى 62 كـنيسة ودير .
وسيادة المطران سعـد سـيروب صرح بتأريخ 19 حـزيران 2014 قائلاً : يشعـر الجـميع بالخـوف
http://www1.adnkronos.com/AKI/Arabic/Religion/?id=3.2.1568330431 فـيفـضلون عـدم مغادرة منازلهم ..... المسيحـيون يشعـرون  بالذعـر والألم .
كـما حـرص غـبطة الـﭘـطريرك عـلى تجـنـُّـب تـذكـير المعـتـدي بعـدائه وعـدوانه ، وبالغ أكـثر في لطافـته حـين صرح لوكالة فـيدس المنـشور بتأريخ 1 تموز 2014 والراهـبتان مع اليتامى مخـتـطـفـين قائلاً : لا يوجـد إعـتـداء مباشر عـلى المسيحـيّـين ...........
http://mangish.com/news.php?action=view&id=5631&spell=0&highlight=%CF%C7%DA%D4
مضيفاً لصحـيفة النهار : لا أسباب دينية وراء إخـتـطاف الراهـبات ....
وهـنا نسأل غـبطته بوقار : هـل أنّ الراهـبتين إمرأتان سياسيتان تـنافـسان غـيرهـن في الإنـتخابات ! ... هـل تـوجـد بإدارتهـن مشاريع إقـتـصادية يسيل لعاب المخـتـطِـفـين لوارداتها وأرباحها ! .... أم هـل أن رشاقـتهـن جـذبت المخـتـطـفـين وشجعـتْ عـلى عـملهم الـجـبان ! إنه إعـتـداء عـلى المسيحـيّـين !! .
ومن وسائل الضغـط عـلى مسيحـيّي الموصل لمغادرة المـدينة أبلغـتْ الجـماعات المحـتـلة في 15 تموز 2014  http://batnaya.net/forum/showthread.php?t=202279  أغـلب كـنائس المحافـظة بعـدم عـودة النساء إلى وظائـفهـن وألغـت تعـيـيناتهـن في مؤسسات المحافـظة وعـدم تـوزيع الغاز للمسيحـيّـين وحـرمانهم من الـبطاقة التموينية .
وبعـد كل ذلك عـنـدما طفـح الكـيل ، إضطر غـبطته إلى الإعـتـراف بمأساة المسيحـيّـين حـين قال في 21 تموز 2014 : http://ara.reuters.com/article/topNews/idARAKBN0FQ01320140721
داعـش أسوأ من قائد المغـول "جـنـﮔـيز خان" وحـفـيده "هولاكـو ....
ولاحـقاً في 25 تموز 2014 http://www.mangish.com/news.php?action=view&id=5841
قال : الأمم المتحـدة لا تـزال صامتة أمام مذبحة المسيحـيّـين ...
*********************************
أما السيد يونادم كـنا فإنه من طراز آخـر يحاول دائماً تبرئة المسؤولين المحـيطين به أياً كان صنـفهم ، فـحين قامت القـوات الأمنية بإغلاق الـنـوادي الليلية 8/9/2012 نـفى أن يكـون هـناك إستهـداف للمسيحـيّـين http://www.imn.iq/news/view.15274/
ولتخـفـيف شـدة ذلك الإعـتـداء ، ووقعِه السلبي عـلى مصدر رزق أولـئـك المسيحـيّـين العاملين فـيها ، إدّعى يونادم  أنها كانت تـصرفات فـردية ! ... في حـين نـفـتْ قـيادة عـمليات بغـداد إساءة قـواتها لمرتادي النوادي الليلية وأكـدت أنها طبقـت قـرارات قـضائية بإغلاق النوادي لعـدم إستحـصالها عـلى إجازات ممارسة المهنة ....
ونحـن نـسأله يونادم : هـل هـكـذا يكـون النائب الـﭘـرلماني ممثلاً لشعـبه ؟ وهـل كان هـناك مسلمون يتعاملـون بـبـيع الخـمور وإدارة تلك النـوادي أم كانـوا مسيحـيّـين ؟ .
ثم نسأل عـضو الـﭘـرلمان العـراقي يونادم كنا ممثـل المسيحـيّـين : هـل تابعـتَ نتائج التحـقـيق في مجـزرة كـنيسة النجاة https://www.youtube.com/watch?v=pfKVQwSKh0E  المنـشـورة دلالاتها بتأريخ 1/1/2011 عـلى الإنـتـرنيت بالصورة والصوت ؟ .
إنّ هـذا الرجـل يونادم كـنا تـتـغـيـر مبادئه مع تـغـيرات المناخ ، فـبتأريخ 9 /10 / 2011 قال :
http://www.iraqhurr.org/content/article/24353969.html
نرفـض أي حـماية دولية للأقـليات العـراقـية .......... عـلى إعـتـبار هـو رجـل وطني لا يقـبل بالـتـدخـل الأجـنبي ........ ولكـنه عاد بتأريخ 31 تموز 2014 ليطالب بتـوفـير الحـماية الـدولية للأقـليات العـراقـية
http://www.iraqhurr.org/content/article/25466393.html
أليس من حـقـنا أنْ نـقـول أنَّ هـذا الرجـل ليست له مبادىء وإنما مصالحه الشخـصية هي مبادئه .
في جانب آخـر ، ومن المنـطق القـول إن المواطنين أبناء الشعـب يلبّـون نـداء الـوطن عـنـد الحاجة حـين يصدر أمر من رئيس الـدولة أو وزير الـدفاع فـكـلـنا جـنود لحـماية الوطـن ، أما المرجع الـديني ــ وكـل مرجع ديني ــ فإن مهامه دينية يطيعه المؤمنون التابعـين له وفـق متـطـلبات العلاقة الإيمانية بـينه وبـينهم ... وليس المطلوب منه قـيادة قـوات عـسكـرية وتعـبئة الشعـب من الناحـية الوطـنية ، ومع ذلك فإنـنا لا نـتـدخـل بشؤون غـيرنا ، فحـين دعـت المرجـعـية الـدينية الشيعـية في العـراق إلى الجهاد الكـفائي بتأريخ 14حـزيران 2014   http://www.alalam.ir/video/1602702  والـتـطـوع لمواجهة الإرهاب فإن دعـوته موجهة إلى المؤمنين التابعـين له ويلبي نـداءه مَن يخـصه أمره ..... فـما الـذي أفـتى به ممثـلنا الموقـر يونادم بهـذه المناسبة ؟
قال بتأريخ 17/6/2014 http://khabaar.net/index.php/permalink/22695.html :
إنّ فـتوى المرجع السيستاني ليست للشيعة فـقـط .... تعـبـيراً عـن محاولاته المبتـذلة للـتلـوّگ والتملـق .
ولم يكـتـفِ بـذلك بل هـمّش جـميع الجـرائم والإعـتـداءات بحـق أبناء شعـبنا المسيحي حـين صرح بتأريخ 4/7/2014 https://www.youtube.com/watch?v=D6u3mzceb5s : أؤكـد وأتـوجه بالنـقـد للقـنـوات الفـضائية التي تـضخم هـذا الأمر فـمنـذ عام 2010 ولحـد الساعة لم يُـستهـدف إنـسان عـدا حالة جـريمة واحـدة في نينـوى .. أما بقـية الجـرائم التي حـصلت كانت حـوالي سبع أو ثمان جـرائم كانت ذات طابع جـريمة عادية من أجـل سرقة المال لا غـير ! ...
ويضيف كـنا : أما ماذا عـملنا ؟ نعـم تمكـنا من حـماية الأديرة والكـنائس والمعابـد بفـضل القـوات الأمنية العـراقـية ......
في حـين أنّ مسؤول العلاقات العامة في منـظمة حـمورابي لحـقـوق الإنـسان السيد وليم وردا ، وفي لقائه مع قـناة العـراقـية الثانية بتأريخ 1/ 8/ 2014 قال إن ما تـنـشره وسائل الإعلام لا يمثل كل الحـقـيقة ، فالمأساة أكـبر من هـذه الصور ، يمكـن متابعـته عـلى الرابـط في أدناه :
http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=747600.0
حـقاً قالـوا : إنْ كـنـتَ لا تـستحي فإفعـل ما تـشاء ...... فـتهـديـد مسيحـيي بغـداد سابقاً والموصل لاحـقاً وإحـتلال بـيوتهم وإخـتـطافهم وإبتـزازهم وقـتـلهم  ... ما كانت تعـني شيئاً للـسـيـد النائب الشهم ممثل المسيحـيّـين يونادم كـنا .
***********************
وخـتاماً فإن مقالاً منـشـوراً بتأريخ 4/4/2006 تحـت عـنوان الكلدانيون اليوم إلى أين جاء فـيه :
http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=34128.0
إن ما نـتكلم به اليوم هـو من أجـل مستـقـبلنا المنظور ، ولكن لا يفـوتـنا أن منطقـتـنا المقـدسة وشرقـنا العـظيم يمرّان بمنعـطف تأريخي هام ( لا نـدري كم سيطول زمنه أو سيقـصر) قـد يشهـد تغـيـيرات جغـرافـية و ديموغـرافـية وربما تـتغـير كيانات من جـذورها ، ومَن يـدري فـقـد يشهـد هـذا الشرق إنقلابات عـلى مستوى الأفـكار العـميقة و التصوّرات الروحـية  ذات قـِدَمٍ زمني محـسوب . عـلينا أن نحـسَب و نـتحـسّب لـذلك ونهـيّىء الدرب لمن يأتي بعـدنا من أجـيال ، وذلك بالخـروج ( بعـد مشوار من الزمن ) من قـوقـعة القـومية المحـدودة و توسيع قاعـدة الإستـناد لتـشمل كل من له معـنا عـوامل روحـية مشتركة وتأثـّرات يومية بمحـيطنا ، تجـمعـنا بقـوة ، وتصـلح تلك القـاعـدة الواحـدة لجـميعـنا فـتـكـون أكـثر إستـقـراراً ونزداد قـدرة وصلابة وهـيـبة ، ونسترجـع ما فـقـده أجـدادنا ( كـلـّـنا) في زمن مضى من حـريات وحـقـوق روحـية وغـيرها ، تلك التي عانينا كـثيراً بسبب إستلابها منّا أيضاً .

149
مطران جـديـد في أستراليا عـلى الرحـب بك بـين أبناء رعـيتـك قـبل أن نعـرفـك
الحـلقة الثالثة

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
 
ملاحـظة :
إن الأحـداث المحـزنة والمتـسارعة التي ألمَّـتْ بأبناء شعـبنا المسيحي في الأيام الماضية الأخـيرة ، هي تـكـرار لِما عانى مثـلها أجـدادنا منـذ 1400 سنة والتي كانت مؤلمة ومثيرة ، فالإضطهادات عَـبر التأريخ كـثيرة ، راح ضحـيتها مئات الآلاف بل وأكـثر من المسيحـيّـين الأبرياء والقـيادات الكـنسية الـقـديرة ، ورغـم أنّ العـين كانت ولا تـزال بصيرة والـيـد قـصيرة ، لكـن الحـياة إستـمرَّت مع الناجـين منهم بإيمان راسخ وهـمة كـبـيرة .
الحـل المسيحي : لا تـقاموا الشر بالشـر .... إذا إضطهدوكم في مدينة ، فأهـربوا إلى غـيرها .
الحـل الشخـصي : يصعـب إملاء الحـلول والتوجـيهات والإقـتـراحات عـلى مَن يعاني من هـذا الشر وتبعاته ، ولكـن كل مرء حـسب ظروفه يخـتار الحـل الأفـضل له ، وما بـوسعـنا لا نـقـصره معه .
في سـياق آخـر : سألني البعـض إنْ كـنـتُ أعـرف مسبقاً المطران المرشح لأبرشية أستراليا ! فأجـبتُ : لا أكـتب دعاية له كي أرفع من شأنه ، ولستُ ضده لأعـبِّـر عـن كـرهي له ، ولا أتملق إليه لأستـفـيـد منه ، كـل ذلك لأني لا أعـرفه ، وإنما بحـسن نية أسلط الضوء عـلى مساره ، عـساه أنْ :
يتجـنب تعـثـره بحجـر لا يتـوقـعه أمامه

سيادة المطران القادم إلى أستراليا ......... أهلاً بك في أبرشيتـك
الكـرسي الأحـمر الأقـدر ، يتحـمّل مسؤولية أكـبر ، ويتخـذ القـرارات بصورة أيـسر ... فلا تهـتم إنْ لم تكـن لـديك خـبرة أسقـفـية تليـدة !! فإن سنين كـهنـوتك المحـدودة ، ومعاضدة كهـنة أبرشيتك الجـديـدة ودعـم أبناء الجالية الودودة ، ستكـون معـك في خـدمة إيمان ومؤمني الكـنيسة الكاثـوليكـية الكـلـدانية المجـيـدة ، بصورة رشـيـدة في مطرانيتـك العـتيـدة ..... واضعاً نـصب عـينيك أنَّ صاحـب المنـصب الأرفع واللقب الأسطع والنـفـوذ الأوسع ـ يتوازن بصورة أنجع ـ إذا كان ذا قـلب يخـشع وعـين تـدمع ....
حـين نـتأمل إنجـيل الرب وهـو يقـول ــ صلوا ولا تملوا ــ ليس يعـني تـكـريس 24 في 7 في 12 من سنين حـياتـنا ، للصلاة كما يحـلو لبعـض الواعـظين حـين يعـلِّمونـنا ، فـيـزرعـون مشاعـر الـذنب في نـفـوسنا ، فـنحـس بالـتـقـصير مـدى عـمرنا ... بل الأجـمل أن يكـرزوا فـينا بأنها توصية شـكـر للرب وراحة لـنا ، بنموذج رائع للصلاة .... أبانا .
إنّ المسيح نـفـسه ما كان يقـضي كـل حـياته بالـتـضرع إلى الله عـز وجـل ....... وإلاّ ما كان يجـد فـرصة لإمتهان النجارة في العـمل ، ولا مع تلاميـذه في البحـيرة والحـقـل ، ولا لموعـظته عـلى الجـبل ، ولا لتعـليمه في الهـيكل لزرع ثـقة الخلاص في نـفـوس فاقـدي الصبر والأمل ......
ولا كان يتـوفـر له وقـت لإخـراج الشياطين من أجـساد ضحاياها ، ولا قـبول دعـوات الضيافة من أصحابها وحـفلة عـرس قانا وأفـراحها ، بل كان مصير الـبشرية محـتـوم إنـقـراضها في غـضون 100 سنة  من عـمرها .   
وماذا عـن أبـينا إبراهـيم في العـهـد الـقـديم ! إنه يعـتـز بكـلـدانية أور جـذوره وهـو في ديار مهجـره ، بـدليل إصراره عـلى أنْ يخـطب لإسحاق إبنه فـتاة من آرام النهـرين أرض آبائه ! وهـكـذا فـعـل إسحاق  ليعـقـوب فـتاهُ ... أما كان ذلك تمجـيـداً لأصله ؟
من جانب آخـر نـقـرأ عـن أعـمى أريحا المستـعـطي والمؤمن بقـدرة المسيح الإلهـية ، صرخ طالباً منه الشفاء : يا يسوع إبن داود إرحـمني ! ..... أما المسيح وهـو يـدخـل هـيكـل أروشليم ، والجموع تعـرفه آتياً بإسم الرب هـتـفـوا له : أوشعـنا لإبن داود ! ...... إذن رغـم معـرفـتهم به مسيحاً إلهاً وبإسم الرب آتياً !! نادوه بإسم ــ داود ــ منبعه فـخـراً له وإفـتخاراً به ، دون إحـتـساب الـزلات مع أوريّا في ماضيه ، ولا الباقي من أخـطائه ، وهـو القائل : قال الرب لـربي ....
ثم مار ﭘـولص الرسول في معـرض دفاعه عـن نفـسه في القـلعة بأورشليم قال : أنا يهـودي ومواطن روماني ! ولم يقـل أنا مسيحي أبشـر بالمسيح !! .... فـتلك لها أوقاتها .
نعـم إن الأولـوية هي التأمّل في أبـدية خلاصنا ، والإقـتـداء بالمسيح خـط مشع أملـنا ، ومن أجـله نجاهـد جهاداً حـسناً فـهـو هـدفـنا .... ولكـن طالما مُـنِحـتْ الحـياة لـنا ، أليس جـديراً أن نـتخـذ من تلك الأمثـلة عـبرة تـدعـونا إلى مواصلة خـلودنا عَـبر الأجـيال من بعـدنا ، أليس الواجـب يقـتـضي أن نـشيِّـد بـيتـنا بأيـدينا عـلى الأرض التي خـلقها الله وخـلقـنا ؟ ألا تـرى أن الفـكـرة الجـميلة تـناسـبنا : إعـمل ليومك كأنـك تعـيش أبـداً وإعـمل لآخـرتـك كأنك تموت غـداً ؟ .   
أنت تـدري بأنَّ أصلـنا ومنبعـنا وتراثـنا وكـيانـنا ، متلألـئة في حُـذرتـنا حـين تـذكـر الكـلـدان شعـبنا منـذ القـرن الرابع من ميلاد مخـلصنا ، واقـفـين مُـنبهـرين في مساء الجـمعة من صلواتـنا ، بالإضافة إلى فخـر ﭘـطريركـية بابل حاملة إسمنا ، وغـبطة ﭘاطريركها يرأس كـنيستـنا الكاثـوليكـية للكـلـدان شعـبنا ...... فـما رأيك بعـد إستلام مهامّـك كـمطران في أبرشيتـنا ، وصوتك محـترم بـينـنا ... هـل ستـقـول إنّ الموضوع لا يخـصنا ، نـتـركه لعـلمانيّـينا ..... ولكـن من خـلفِـنا تهَـيمن عـلى سـذاجة جـمعـيات وتجـميعـيات لغايات مجـهـولة عـلينا ، يا سيادة أسقـفـنا ؟
ألا تستحـق هـويتـنا الكـلـدانية رفع رايتها تمجـيـداً لها منك ومنا ، دون أن تعـني نشاطاً سياسياً كالـذي يـروّج الـبعـض من القادة لـتبرير تجـنبهم المشاركة في هـذا الـنـشاط معـنا ، ولكـنهم يمارسـونه بطرق أخـرى في غـيابنا فـيستحـوذون عـلى ما تمنحه ! دوائر فـرص الـتعـددية في عـصرنا ..... ولا يكـتـفـون بما لله لله بأيـديهم ، وإنما حـتى الـذي لـقـيصر وأبناء قـيصر مشـفـوط عـنـد اللاهي ! وعـنـدهم ! ؟ .
وبـودّنا الإفـصاح عـن أنـنا لا نهـدف إلى إسترجاع المنـدثـر من ماضينا ولا إعادة بناء النافـورات والمعـلقات من جـنائـنـنا ، ولا أن نحـيي عـظام نبوخـذنـصر الـرميم في مقابرنا ، ولا أن نـنحـت مجـدداً أوثان أجـدادنا ، بل الغاية هي الإعـتـزاز بلغـتـنا وإحـياء تـراثـنا وحـضارة آبائـنا والحـفاظ عـلى إسمنا لتـكـون محـفـزاً لتـقـدمنا في عـصرنا الحالي نحـو مستـقـبلنا ، فـهـل أنت معـنا أم معاكـساً لـنا ؟ ..... وإنـتـظر مكـرّماً ، الحـلقة الرابعة من سلسلتـنا .
***********
الحـلقة الثانية : مَرحباً بك قـبل أنْ نعـرفك... مطراناً قادماً إلى أستراليا أبرشيتك
http://batnaya.net/forum/showthread.php?t=202045
***********
الحـلقة الأولى : مَرحباً بك قـبل أنْ نعـرفك... سيادة المطران القادم إلى أستراليا
http://www.karemlash4u.com/vb/showthread.php?t=229261

150
دماء وممتـلكات مسيحـيّي الموصل فاتورة منصب نائب رئيس الجـمهـورية ليونادم كـنا

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
خـير ما أبـدأ به كـتابتي ، هـو المقال المنـشـور في الموقع التالي لـيطلع القارىء العـزيز عـلى خـفايا الأمور http://www.nohra.ca/Blejane/SR/SRAR/0009.htm التي لم يجـد الموما إليه أي دفاع عـن نـفـسه سـوى التـشبُّـث بعـبارة : إنه تـسقـيط سياسي . 
توطـئة :
في إنـتخابات المؤمنين لأعـضاء بعـض المجالس الخانعة لرجال الـدين ، يفـرز رجـل الـدين عـدداً من الأشخاص كأعـضاء فـيها بـدون إنـتخاب قائلاً : هـذا أو هـؤلاء من حـصتي !!! ولا أدري إنْ كان قـد ورث تلك الحـصة من أبـيه الـذي خـلـَّـفه أو إستحـصلها من عـرق جـبـينه ...............
ذكـرتُ ذلك كإشارة إلى أنّ البعـض ! لم يفـوزوا بمهـزلة عـدد الأصوات وإنما هم فائـزون مقـدماً ، وما ملء القـسائم الإنـتخابـية إلاّ تمثيلية ، لأنهم من حـصة الجهة الفلانية المبهمة أو بتـوصية مسبقة من الأخـرى المخـفـية وما أدراك مَن هي الأخـرى ..... والأنـكى من ذلك يتـلقـون الـدعم الكامل بطرق متـنـوعة ممن يعـملون في حـقـل ليس له علاقة بالسياسة ، إنْ كان بـدعاية إنـتخابـية واضحة وعـلنية أو حـين يقـولون ــ لا أحـد يمثّل الكـلـدان سياسياً إلا أحـزابهم المعـتمدة أو نوابهم المنـتخـبون ــ ! ..... عِـلماً أن أولـئك المقـصودين ممثـلين لـنا هم الـذين ينـكـرونـنا عـلناً ، وقـد نـوّهـنا عـنهم سابقاً بالـدليل والبرهان الموثـق في مقال لـنا ، في حـين أنـنا نحـن الكـلـدان ليس لـدينا الـيوم نـواب منـتخـبون يمثـلونـنا في الـﭘـرلمان ، ولكـن الشعـوب المسكـينة ليس لها حـول ولا قـوة أمام القـوى المهـيمنة الغادرة والعاملة خـلف الكـواليس .
واليوم نحـن أمام كارثة أبناء شعـبنا مسيحـيّي الموصل ، يقـف يونادم كـنا ويطالب منح  المكـون المسيحي منصب نائب رئيس الجمهورية كإستحـقاق لِما يتعـرض له إلى أبشع أنواع التهجـير القـسري وسلب الأموال والممتـلكات عـلى يد إرهابـيّي الموصل ..... ولكـنـنا مع تـساؤلات الأخ نامق جـرجـيس ، نسأله :
س1- ماذا سـيحـقـق هـذا المنصب للمسيحـيّـين العـراقـيّـين وهـم يعـيشون محـنـتهم هـذه ؟
س2- هل صوتت كـتلة الرافـدين لصالح تولي النائب المسيحي فارس يوسف قودا أثـناء ترشيحه لمنصب النائب الأول لرئيس مجـلس النواب العـراقي ؟
س3- هل تـقـبل كـتلة الرافـدين في حالة موافـقة الكـتل السياسية العـراقـية عـلى المطلب بأن يتولى المنصب أحـد الشخـصيات المسيحـية المستـقـلة والتي يحـصل التوافـق المسيحي عـليها لتولي المنصب ؟  أم أن المنصب يكـون لصالح كـتلة الرافـدين ؟ِ
يونادم كـنا ليس راضياً لـنـفـسه عـضواً في الـﭘـرلمان ، وإنما يريـد منـصباً أرفع مـدفـوعة فاتـورته من دماء المسيحـيّـين المهـجـرين الـمـذلولين والمغـتـصبة أموالهم في الموصل ................. بـدلاً من أنْ يطالب بما طالبه http://saint-adday.com/permalink/6324.html بـيان أساقـفة الموصل عـن أحـداث الموصل ! .
إن كان يونادم صادقاً في تمثيله المسيحـيّـين عامة ، وإدعائه أخـيراً بالـدفاع عـنهم وهم يُـهَـجَّـرون بظلم من الموصل خاصة ، كان المفـروض به أن يُـطالب بمنح إعـتـبار خاص للمسيحـيّـين السكان الأصليّـين بالـدستـور العـراقي منـذ بـداية عـضويته في الـﭘـرلمان أسـوة بالسكان الأصليّـين في أستراليا وكـنـدا .... وأن يعالج مشكـلة المهجـرين عـنـوة من بـيوتهم في بغـداد منـذ سنين والـذي أشار إليهم غـبطة الـﭘـطريرك في مقابلته لاحـقاً مع رئيس الوزراء نـوري المالكي !! ولكـن منين تجـيـب الخجل للّي ما يخجل ، حـقاً قالـوا : أنْ كـنـتَ لا تـستحي فإفـعـل ما تـشاء .
وجـدير بالـذكـر أنّ قـناة العـراقـية / برنامج تحـت خـطين من تـقـديم كـريم حـمادي بتأريخ 21 تموز 2014 كانت له مقابلة مع يونادم كـنا وسلامة الخـفاجي مع إثـنين آخـرين بشأن تهجـير المسيحـيّـين من الموصل ، أبـدعَ يونادم بـلوﮔـيَّـته المعـهـودة وتملـقه المألوف متـناسياً تهجـير مسيحـيّي بغـداد وأماكـن أخـرى حـين قال : أن التهجـير بـدأ بالشبك والتركـمان ثم المسيحـيّـين ، فـقاطعـته النائبة الـدكـتورة  سلامة الخـفاجي قائلة : إن الإضطهاد بـدأ بالمسيحـيّـين أولاً ... ثم الشبك والتركـمان ... ثم ثانية المسيحـيّـين !! .... ناهـيك عـما قاله في نهاية المقابلة والتي مع الأسف لم أتابعها .... حـقاً قال الرب :
أعـداء الإنـسان أهـل بـيته

151
معـضلة المسيحـيّـين تحـت حـكم المسلمين
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

للـتـذكـيـر فـقـط ...

كـتب الكـثيرون عـن تهـجـير المسيحـيّـين وأوفـوا ، والموضوع كـله ليس يتعـلق بشخـص الفـرد المسلم لأن الله خـلقه سـوياً كـباقي البشر ، وإنما مرتبط برمته بثـقافـته الـدينية ، وبوعـظ شـيوخ الجـوامع بالإضافة إلى الـتربـية الـتي يتلقاها أحـياناً من البـيت .
إن المسلم وإنْ كان قـد تعـلم آيات التعايش مع الناس مثل : لا إكـراه في الـدين .... لكم دينكم ولي ديني المكـية ....... إلاّ أن ما يُـلـقــَّـن به لاحـقاً هي الآيات المـدنية الناسخة لتـلك مثل : وَمَن يَـبْـتَـغِ غَـيْـرَ الإِسْـلاَمِ دِيـناً فَـلَـن يُـقْـبَـلَ مِـنْـهُ وَهُـوَ فِي الآخِـرَةِ مِنَ الْخَاسِـرِينَ ....... فَاقْـتـُـلُوا الْمُـشْـرِكِـيـنَ حَـيْـثُ وَجَـدْتُـمُـوهُـمْ وَخُـذُوهُـمْ وَاحْـصُرُوهُـمْ وَاقْـعُـدُوا لَهُـمْ كُـلَّ مَـرْصَـدٍ فَإِنْ تَابُـوا وَأَقَامُـوا الصَّـلَاةَ وَآتَـوُا الزَّكَاةَ فَـخَـلُّوا سَـبِـيلَهُـمْ إِنَّ اللَّهَ غَـفُـورٌ رَحِـيمٌ ...... وهـنا تكـمن العلة ، زد عـلى ذلك أن الواعـظ المسلم أو مستمعـيه لا يتجـرؤون عـلى القـول أنّ تلك الآيات جاءت في زمن غـير زمانـنا ، لأن ذلك يعـني إنـتـفاء حاجته اليوم إلى القـرآن وهـذا إرتـداد بحـد ذاته في أحـكام الشريعة الإسلامية ، يـدفع رقـبته ثـمناً لها .
من جانب ثاني هـناك قـوى دولية خـفـية أو عـلنية تلعـب دورها في إثارة الإضطرابات هـنا وهـناك لغايات معـروفة أو مجهولة ، ولأجـل القـيام بها تستخـدم جـماعات التي يمكـن تحـفـيزها في الـبـداية بعـد تـدريـبها عـلى هـكـذا أعـمال إستـفـزازية ، مرسوم لها أن تـتـطـور إلى ممارسات إجـرامية وإنـتهاكات القـيم الإنـسانية يكـون الأبرياء في مقـدمة ضحاياها ، وفي بـلـدنا العـراق يكـون المسيحـيون هم أول مَن تـصيـبهم كـوارثها ، بسبب ثـقافـتهم الـدينية التي تعـلمهم عـلى الإنحـناء وبسط خـدودهم للمعـتـدي بكـل إستـسلام وعـلنية ، ثم إفـتـقارهم إلى وسائل دفاع ثـقـيلة لصد هجـمات ذات الصفة الشمولية .
إن محاولات غـبطة الـﭘـطريرك جـديـرة ولكـن المخـططات أقـوى من إمكانياته الوعـظية المتسمة بالطلب والرجاء والـثـناء وأحـياناً المـداهـنة أيضاً في سبـيل درء الخـطر عـن أبناء رعـيته ولكـن المقابل لا يفـهم هـذه اللغة بل ولا يريـد أن يسمعها ناهـيك عـن أنه يعـرفـها هي لغة الضعـفاء .
أما المنـظمات الـدولية الرسمية وشبه الرسمية والشخـصيات أصحاب الضمائر الحـية يـؤدون واجـبهم الإنـساني في الشجـب والإدانة وتـقـديم يـد المساعـدة وكـلها ليست رادعة .... إذن ، ما العـمل ؟ لا مفـر .... ولم يـبق إلاّ التـفـكـير بحـلول شخـصية كل حـسب الظروف المتاحة أمامه ، فلا يمكـن إملاء أي حـل عـلى الناس الـذين يعانـون لأنهم عـلى دراية بكافة الحـلول .
..... والناس أحـرار بما يخـتارون

152
كـيف ينـظر الأخ عـبـد الله رابي الموقـر إلى لقاء الـﭘـطريركـين المشرقـيّـين
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
في السابع عـشر من تموز 2014 كـتب الأخ عـبـد الله رابي مقالاً عـن زيارة غـبطة الـﭘـطريرك لويس ساكـوhttp://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=745761.0 غـبطة الـﭘـطريرك دنخا الرابع والتي تمت في 12 حـزيران 2014 فـرسم لـنا رؤيته إليها ورأيه فـيها ... إنها وجهة نـظره واجـبة الإحـتـرام .
إنـطلق الأخ عـبـدالله رابي من محـبته وأمله في تحـقـيق الـتـقارب بـين الكـلـدان والآثـوريّـين ، ومنها تطرق إلى رغـبة الـﭘـطريركـين في تحـقـيق الوحـدة حـين كـتـب في مقاله :
ــ إهـتمام وإصرار وإدراك الطرفـين الضرورة القـصوى للتـقارب والنقاش لإزالة المعـوقات من أمام طريق الكـنيستين للوحـدة ــ ...
أما الواقع الـذي نـراه ، هـو أن غـبطة الـﭘـطريرك لويس ساكـو ومن حـيث المبـدأ يطمح بصدق حـقـيقي إلى وحـدة يتـكـلم عـنها حـسب رؤيته ، ورغـم أنه في قـمة الكـنيسة الكـلـدانية ، ولكـنه يرى الوحـدة بأنها كـنسية سـريانية مشرقـية ، ولا حاجة لـلكـلـدانية ، فإذا تحـقـقـتْ عـلى يـده فإنه سيسجـلها بإسمه كـخـطوة ناجحة تأريخـية .... أما بالنسبة لـنا كمؤمنين فلا زلـنا في طور ودَور مراقـبتها ، تبـدو أمامنا وكأنها في الساعات الأولى من صبحـية شـتائية لـنـدنية والشمس لمّا تـبهـرنا أشعـتها الـﭘـرتـقالية ...... أما غـبطة الـﭘـطريرك دنخا فـهـو صادق أيضاً في الوحـدة التي ينـشـدها إلاّ أنه يعـرضها أمام شعـبه لوحة مضيئة في عـزّ نهارها صيفاً وتحـت سطوع الأشعة الشمسية ، إنها في إعـتـقاده أولاً وأخـيراً آثـورية فلا يعـتـرض عـلى تسمية لغـته بالسريانية فهي آثـورية أيضاً ، وإذا صادف أن رأى عـضواً في جـسمه يـنكـر إسمه الـقـومي كآشوري http://www.youtube.com/watch?v=x3Q8nK0vAxk  فإنه سوف يقـطعه من جـسمه 12/11/2009 وهـذه قـضية لا مساومة عـليها لأنها حـتمية . 
إن مبادرة غـبطة الـﭘـطريرك لويس ساكـو القادم من مقـره العـراق إلى كـنـدا وأميركا ورغـبته مع وفـد المطارنة الكـلـدان المرافـقـين له ، في زيارة غـبطة الـﭘـطريرك دنخا في مقـره بشيكاغـو كانت الأولى نعـم ، ولكـنها لم تأتِ مفاجئة بـدون عـلم المقـر وسيـد المقـر ، فـمار لـويس لم يكـن زائـراً عابرَ سبـيل أو حارساً يؤدي تحـية لصاحـب جلالة ، ولا ساعي بريـد يوصِل رسالة ، ولا مواطناً يتابع أمر إضبارة .... ومن جانب آخـر ، إنْ كان للزيارة تلك أبعاداً نـفـسية وإجـتماعـية ووجهاً لوجه دونما حاجة إلى وسيط ــ كما ذكـر الأخ عـبـدالله ــ لأنهم إخـوة ... طيب ، كـنا نـتـوقع ونحـن شـرقـيون أن يكـون غـبطة الـﭘـطريرك دنخا في إستـقـباله عـنـد باب مقـره عـلى الأقـل من باب إحـتـرام أصحاب السيادة ، الحاملين من الأكاديميات دكـتـوراه شهادة ! .... وسـواء كـنا كـلـدانيّـين أو آثـوريّـين أو سريانيّـين أو مسيحـيّـين أو أية قـومية وديانة أخـرى كعـراقـيّـين ، فـتـقالـيـدنا وعاداتـنا ومراسيم إستـقـبال ضيوفـنا وأنماط حـياتـنا واحـدة ... إلاّ أن مار دنخا لم يلتـزم بها ، لإحـتمالات عـديـدة لسنا في هـذا المقال بصددها ! وإنما كان في الإستـقـبال أسقـفان في الحـديقة الأمامية لمقـره ، ثم إنـتـظروا 30 ثانية ــ حـسب الـﭬـيـديو ــ حـتى قـدِم غـبطة الـﭘـطريرك دنحا من غـرفـته المجاورة دلالة عـلى جاهـزيته وتـواجـده فـيها .... ويـبـدو أنه أرادها عـلى النمط الـذي نعـرفه وعـشناه في مجـتمعـنا الشرقي ، والـذي كـثيراً ما لاحـظنا مثـله عـلى شاشات التـلفـزيون حـين يحـضر ويجـلس أولاً المحـتـفـلون في القاعة ، ومن ثـمَّ يـدخـل السيد الرئيس أو المحافـظ أو الوزير ... وكـلنا نعـرف الغاية من كـل ذلك . 
لا نميل إلى الإكـثار من المصطلحات عـلى القارىء الكـريم ، إلاّ أنّ الأخ عـبـدالله رابي صنـف ذلك اللقاء الـذي تحـقـق ، كعلاقة جـديـدة ضمن مفاوضات متعـددة ووصفها بـ ــ مفاوضات إبتـكارية ــ ... في الحـقـيقة إنه مصطلح أنيق ولكـنه قـد لا يناسب اللقاء المشار إليه أن يكـون إبتكارياً ، لأنه وإنْ كان أولياً بـين الـﭘـطريركـين ... آمنا بالله ... ولكـنه لم يكـن جـديـداً في كـنيستـينا ، فـلقـد كانت هـناك لقاءات وحـوارات وجـلسات ومناقـشات منـذ أيام المرحـوم الـﭘـطريرك بـيـداويـذ في فـتـرة التسعـينات ولـذات الهـدف الوحـدوي ، وكـلها تـوقـفـتْ بسبـب الموانع التعجـيزية التي إعـتادت الكـنيسة النـسطورية الآثـورية أن تـضعها في طريق آمال الوحـدة التي ينـشـدها ﭘـطاركة الكـنيسة الكاثـوليكـية الكـلـدانية ، والتي لم ولن تـتغـير عـنـد الإخـوة المسؤولين الآثـوريّـين سـواءاً الكـنسيّـين منهم في كـنيستهم أوالعـلمانيّـين في عالمهم ، والتي تـتمثـل إحـداها في أنـنا جـميعـنا يجـب ويجـب أن نـكـون آثـوريّـين شـئـنا أم أبَـينا ... دون ــ وهـذا لسنا نـطـلبه منهم ! ــ قـبولهم بأن نـكـون جـميعـنا كـلـدانيّـين ، هـذا بالإضافة إلى عـدم إقـتـناعهم بالإستـظلال تحـت خـيمة الـﭬاتيكان ورفـضهم سلطة خـليفة مار ﭘـطرس قـداسة الـﭘاﭘا في روما ... وإذا كان رؤساء الكـنيسة الكـلـدانية مستعـدين لـبعـض التـنازلات من أجـل الوحـدة حـتى تـقـبـيل الأرجـل ــ حـسب تعـبـير الـﭘـطريرك ساكـو ــ دون المساس بالمبادىء الكاثـوليكـية والكـلـدانية طبعاً !! فإن رؤساء الكـنيسة النـسطورية الآثـورية ليسـوا مستعـدين حـتى لـتـقـبـيل الجـبـين .... وقـد كـتـبتُ في مقال سابق : أنّ الجـماعة لن يأتـوا معـك وسوف أذَكـِّرك .   
إن ستراتيجـية الإخـوة الآثـوريّـين هـذه ليست حـديثة العـهـد ، فـقـد سبق أن وضحـوها منـذ لقاءاتهم القـديمة مع المرحـوم بـيـداويـذ ، وﭘـطريركـنا الحالي السعـيـد الـذكـر عـلى عِـلم بها ، إلاّ أنها تأكـدَتْ ثانية أثـناء اللقاء المباشر الـذي كـتب عـنه الأخ عـبـد الله رابي ، وذلك حـين طرح غـبطة الـﭘـطريرك ساكـو إقـتـراحه مجـدداً حـول الوحـدة الكـنسية هـباءاً ، ردَّ غـبطة الـﭘـطريرك دنخا مفـضلاً وحـدة العـلمانيّـين أولاً ! مـدّعـياً بأنها هي التي ستـقـود إلى الوحـدة الكـنسية .... وهـو عـلى دراية تامة بأن العـلمانيّـين لن يتحـدوا ! فـيكـونوا شماعة يعـلق عـليها أية إخـفاقة لإنبثاق الوحـدة المنادى بها ، فالمسألة ليست إضطهادات ماضية أو ثـقافة عـشائرية ، فـجـميعـنا مضطهـدون ومتأثـرون بقـيم مجـتمعاتـنا حـتى صرنا بنسبة أو بأخـرى عـشائريّـين ، ولا هي مبنية عـلى هـيمنة إفـتـراضات وتـصورات مسبقة ، وإنما العـلة تكـمن في حـب الإمتلاك والتمسك بالسلطة وعـدم قـبول الإستـظلال تحـت خـيمة سلطة أعـلى ... لاحـظ أخي القارىء : ﭘـطريركـنا الكـلـداني كـنسي الـنـزعة وإيمانه يسترشـده من وصية المسيح التي ليس فـيها التهافـت عـلى الأولوية السلطوية ... أما ﭘـطريركهم الآثـوري قـومي الـنـزعة تـقـوده فـكـرة المشيخـية العـشائرية والرئاسة القـروية .
ومن هـنا تظهر مقـومات الأخ عـبـدالله رابي واللازمة لإنجاح أي حـوار ، غـير متـوفـرة : فأهـداف الوحـدة التي ينـشـدها كـل من الـﭘـطريركـين متباينة ، والمواقـف متـنافـرة ، والأساليـب الشخـصية متعاكـسة ، والـنـزعة العاطفـية متـناقـضة بل حـتى الموضوعـية مخـتـلفة في هـنـدسة الفـريق دينية كانت أم دنـيـوية ، وعـليه فلا إبتـكار مرتـقـب متـوقع ولا وثيقة إنـدماج سوف تـوَقـَّـع ، وأن إخـتلاف الأهـداف بات واضحاً لا حاجة بنا إلى بحـثه في الواقع . 
أما الأساليب الشخـصية التي أشار إليها في قـوله : أن الدراسات تـدل عـلى أنها تخـتـلف بإخـتلاف الثـقافات ، مستـشهـداً بأمثـلة كالمخاطبة بالإسم الأول للشخص في الثـقافة العربـية والفرنسية واليابانية حـيث يعـتبر سلوكاً دالاً عـلى عـدم الإحـترام ، أما الأمريكي أو الكـنـدي فـيعـتبره سلوكاً ودياً ومن ثم فهو أمر طيب ، وهكـذا يخـتـلف نوع وطريقة أداء التحـية مثلاً وأمور أخـرى  ....
 أقـول إن ذلك لا يـبـرّر طريقة الإستـقـبال التي قام بها غـبطة مار دنخا ، إلاّ إذا أخـذنا بنـظر الإعـتـبار تأثـره بالأراضي الإيرانية وأميركي المقـر والجـنسية ..... فـتـكـون المسافة بـين قارتين شاسعة جـداً ، فـهـو من ديرة وﭘـطريركـنا الموقـر من ديرة أخـرى حـيث أصله من العـراق وولـد في العـراق ونـشأ في العـراق وإستـقى تعـليمه من العـراق ومقـره في العـراق وجـنسيته عـراقـية .
أما تـقـبـيل الأيادي فـتلك مسألة أخـرى ، متـذكـراً رئيس دير السـيـدة الـذي قـبَّـل يـد صدام حـسين إثـر زيارة الأخـير للـدير فـتـذمر منه الكـثيرون رغـم الفارق المنـصبي والسلطوي والـدنيوي بـينهما ، مع فارق الـنـظرة الشعـبـية إلى كـل منهما عـلى إنـفـراد ....... ولكـن في مثال الـﭘـطريرك ساكـو الموقـر لا يقارن بـذلك أبـداً ، فالمتباينات واضحة ، ومع ذلك هـو حـر في سلوكه الشخـصي فـقـط . 
النـزعة العاطـفـية : وما أدراك ما النـزعة العاطـفـية يا أخي ، فـرغـم أنّ غـبطة ﭘـطريركـنا لا يـؤمن بثـقافة غـيـبوبة الماضي ولا نؤمن بها ، ومع ذلك لم يفـلح في مهمته الوحـدوية مع مار دنخا ، فـكـيف به لو كان قـد لـوَّح ونادى بالحـضارة الكـلـدانية ــ الزمكانية ــ ومسلة حـمورابي القانـونية والأنـظمة الستينية الفـلكـية والبطارية البابلية ونظرية فـيثاغـورس السومرية وقـل ما شـئت من أرض أور مـدينة أبونا إبراهـيم المقـدسة الكـلـدانية ..... ؟ .
وذكـر الأخ عـبـدالله رابي في مقاله عـن كـنيسة الآثـوريّـين : أن إسمها كان الكـنيسة الشرقـية ، ثم أصبحـت الكـنيسة الشرقـية النسطورية ، وأخـيراً إستـقـرت عـلى الكـنيسة الشرقـية الآشورية  ... دون أن يعـلل تلك النقـلات التسموية ، وفات عـليه أنهم أضافـوا إليها مؤخـراً كـلمة كاثـوليكـية قـبل أن يفـسروا معـناها !! كما لم يأتِ عـلى ذِكـر كـنيسة المشرق الـقـديمة أبـداً والتي تـولـدت نـتيجة إنـشطار في كـنيسة الآثـوريّـين النـسطورية . 
أما قـوله : تميز الإكـليروس في الكـنيسة الشرقـية الآشورية بأن يكـون  أكـثر إهـتماما في المسائل الإجـتماعـية والسياسية من الإكـليروس في الكـنيسة الكـلدانية .... أراه محـقاً بعـض الشيء ومتجـنباً الصواب بعـضاً آخـراً ، صحـيح نحـن الكـلـدان ليس عـنـدنا رئيس عـشيرة بالصورة العـربـية والكـردية وغـبطة ﭘـطريركـنا ليس من نوع قالت قـوميتـنا وحـكـت لغـتـنا ، إلاّ أن ﭘـطاركـتـنا عَـبْر الزمن كانوا المتـكلمين بشأنـنا مع السلطات في ستراتيجـيات قـضايانا ، فأحـداث سميل عام 1933 وتـدريس تـفـسير القـرآن الإلزامي في مطلع السبعـينات من القـرن الماضي خـير شاهـد عـلى ذلك بالإضافة إلى أن الـﭘـطريرك الكـلـداني كان في يوم ما عـضواً في مجـلس الأعـيان العـراقي .   
أما الـدراسات الإجـتماعـية والنـفـسية التي تـشير إلى أنّ : بعـض القـيم والتـقاليد الإجـتماعـية أقـوى تأثيراً في سلوك الفـرد من القـيم الـدينية تأريخـياً وحاضراً .............. وأن الحـوار مع الكـنيسة الشرقـية الآشورية سيتأثر بـذلك الإرث الحـضاري والإجـتماعي الموروث لوجـود نظام إجـتماعي تلـقـيني لم يتحـرك خارج نطاق منظوماته ...... أعـيـد وأتـساءل : أما كـنا ولا نـزال نـسكـن جـميعـنا في بـيئة شرقـية معـتـنـقـين المسيحـية ، لـنا نـفـس الموروثات الإجـتماعـية ، نـؤدي في جـيش واحـد خـدمتـنا العـسكـرية ونـدرس في مـدارس لها نـفـس المناهج الـتـربـوية ... فـما الـذي كـرّس الإخـتلاف في درجة تأثـرنا ، حـتى إذا كـنا نخـتـلف في أسالـيـب تـلـْـقـينـنا وتـثـقـيفـنا ؟ .
وفي الأخـير أقـول للأخ عـبـدالله رابي ، صدقـتَ حـين ذكـرتَ مسألة الـتطرف في الـتواضع ، فالـتواضع الذي يتميز به غـبطة الـﭘـطريك مار لويس ومع جل إحـترامك وتـقـديرك له ، تراه في الأفـق يتجه نحـو فـقـدان التوازن ... ولكـنـنا نحـن الكـلـدان لـن نـفـقـد تـوازنـنا . كما أحـيـيك عـلى مقالك كـكاتب أصيل ومعـك كـل الكـتاب الـكـلـدان النجـباء .... ولا يوجـد عـنـدنا أشباه الكـتاب بل قـد تجـد أشباه القـرّاء ، ليست لـديهم جـرأة الإجابة عـلى أسئلة الأصلاء .

153
مَرحـباً بك قـبل أنْ نعـرفـك ... مطـراناً قادماً إلى أسـتـراليا أبرشيتـك
الحـلقة الثانية

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

سيادة المطران القادم إلى أستراليا ......... أهلاً بك في أبرشيتـك .
نكـتب إليك كـعـضو كـلـداني في كـنيستـنا الكـلـدانية وحـضرتـك ستـكـون حـديث العـهـد في أبرشيتـك ، مُـذكــِّرين سيادتك بما قـد يكـون غائباً عـن بالك ، ممهِّـدين طريقـك ، فارشين الأرض بساطاً لمسارك ، نـنيره أمامك ــ وحاشاك ــ كي لا تعـثـر رجـلك ، لتمشي واثـق الخـطـوِ بهـيـبتك ..... لا تـتعجـب ! فالقادة الكـبار عـنـدهم مَن يتـقـدّمهم في المسير لـيـدلهم عـلى منعـطفات ممرّاتهم فـيمشون رافعـين رؤوسهم .
خـبرتـنا في الحـياة تـرافـق خـبرتـك ، أنت نائب لشخـص المسيح فادينا وفاديك تجـمع المؤمنين في كـنيسة ربنا وربك ..... قـرأنا الكـثير وسمعـنا الأكـثر عـن يسوع المسيح مخـلصنا ولم تـرَه أعـينـنا ولكـنـنا سـنراه فـيك ، سيتمثـل في شخـصك وقامتـك ، سنسمعه في كـلماتك وتـكـلـُّمك ، سنـتعرف عـليه في أعـمالك وتعاملك ، سنـكـلمه في ضيافـتك وإستـضافـتك ، بل سنبحـث عـنه في عـمق تـفـكـيرك ...... إنك وكـيله تـقـتـفي أثـره فهـو قـدوتك ، إجعـلـنا نـفهم المسيح من خلالك ، نرى صورته الـبهـية في وجهك ، وثمارك  ستعـرِّفـنا بـدواخـلك ، فـنـقـتـدي بك ونـقـتـفي أثـرك ... فإذا غـبتَ عـنه ــ لا يسمح الله ــ ! غاب عـنك ، وآسـفـين نـقـول أحلامنا ستـغـيـب معـك .

سـيـدنا العـزيز :   
أنـتم قائـد روحي في مرتبة الأمراء ، ستـركـز العـيون عـليك في كـل لقاء ، سـواءاً كـنتَ بـين جـدران وسـقـف يحـميك من شمس رمضاء أو في هـواء ناعـس طلق تحـت السماء ، فأنت مرصود في كـل الأجـواء حـتى إذا غابت الأضواء .... 
تـذكــَّـر أنّ لك سـيـداً واحـداً وحـيـداً ليس معه آخـر في العـلن أم في الخـفاء ، وعـليه لا يتعامل بضربات ترجـيحـية الجـزاء ! فإذا خـدمتَ سـيـدَين .. فـقـدتَ أمانـتـك وتـزيغ عـن مسارك المرسـوم لك وتـتـنـصَّـل عـن الواجـب المكـلف به حـضرتـك .... فالمسيح كان يمارس مهـنـته بعـرق جـبـينه حـراً في بلـده واثـقاً من قـدرته ، ولـلمال دَورٌ في زمانه ، وللجاه مكانة لـدى مجـتمعه ، ورغـم ذلك لم يكـن لـديه درهمان لإيفاء جـزية قـيصره ، فـوجَّه مار ﭘـطرس إلى سمكة ، فأوفاها عـنه وعـنه !!!!!...........

دعـنا الآن من الشيطان الموجـود في كـل عـهـد ومكان ... ولكـن حـذاري حـذاري من الـتعامل مع السيـد الثالث في هـذا الزمان .... يُـلقي ــ طـُعـمَه ــ أمام الصغار والكـبار ، شـصّه يضعـك تحـت رحمة أمواج البحار ويصيدك في وضح الـنهار وتـقع في فـخ الأقـدار ، وبعـد فـوات الأوان لـن تـنـفعـك الأعـذار .... فـيعـكـر صفـوَ رسالتـك ويُـفـسـد كـل ما قـد زرعـته في حـقـل كـهـنـوتك ، ويجـرف ما إكـتـسبته مِن نِعَـم خـدمـتك ، مثـلما هـوى البعـض في صفـقات الظلام الحالكة !!!!! .

مملكـتك ليست في هـذا العالم أبراجاً ولا نـفـوذاً ، وإنما هي فـرَح بالـذي نـذرتَ نـفـسك وصِرتَ له نائباً ! تـشارك الجـموع في تسبـيحه أوشعـنا في الأعالي مرنماً ... حـين يـدخـل أورشـليم راكـباً جحـشاً ، باسطاً عـليه ثياباً فـيوصله إلى ساحة الهـيكـل هـدفاً .... ولم يـبحـث عـن حـصان أصيل ، ليـستـمد منه هـيـبة آمِـر فـصيل ، ولم يفـكـر بـبـديل ــ سُـسْـتا كـحـيل ــ سـنـوياً وبآخـر موديل ..... فـلـنـبتهج معـك سـوية ونـكـون متـواضعـين نرضى بالقـليل ... فـهـل تستـعـد لهـكـذا حـياة مسيحـية أيها الأسقـف الجـليل ؟ .

إنْ أخـطأتَ يوماً في مجـلسك ، أو ماكِـر في مأزق أوقـعـكَ ، لا تبـرّره مُصراً عـلى رأيـك ، ولا إستعـراض كلام مَن رقـدوا وقالـوا كـيت وكـيت ستـنـفـعـك ، طالما لا يمكـن إحـضارهم كي يشهـدوا لقـولك ، بل إنـتـشل نـفـسك فـوراً بالإقـرار بأخـطائك ، أمام الجـمْع فـتسمو في إعـتـرافـك ... وليكـن كلامك كـقـول المسيح ربك : مكـتـوب كـذا ، قـيل في الكـتاب الحي كـذا ، فـتـكـسب مستمعـيك .... ولا تـقـل أنا القائـد الزاهي ، أنا الآمِـر الناهي ، فـتـنكـمش في عـيون السامع والناظر المنـتـبه والساهي .... بل قـل أنا الخادم الوافي للغـني والحافي ، وبنعـمة خالق الأكـوان سأكـون الـدواء الشافي ، فـتـكـبر في عـيون القـريـب والـبعـيـد وتـُـنـشـد لك القـصائـد بالقـوافي .

سيادتـك سـتـديـر كـنيستـنا وتـنطق بإسمنا لـدى مَن يهمه أمر إيمانـنا ... ولكـن إسمح أن أقـول في سـبـيل المثال !!! لا تـتحـمل وِزرنا في دائـرة الضريـبة لـتـناقـش موضوع إستـقـطاعات رواتبنا ، ولا في وزارة الـصحة لتـتـكـلم عـن أمراضنا ، ولا في مديرية شـرطة المرور لتبحـث أمر صلاحـية مركـبتـنا ..... ولا تـزج نـفـسك في شـؤون تـتـطـلب حـنـكة بعـيـدة عـن قـداسة روحـك ، والتي لم تـكـرّس لها حـياتـك ، فـتلك مسالك محـظورة لا يسلم الشرف الرفـيع مِن ﭬايـروسها المضرة بصحـتك ، بل إحـتـرس لنـفـسك ممن إليها يجـرّك ، طالما ليست ضمن إهـتمامك ، ولاحـقاً قـد أسـرد لك قـصصاً حـدثـتْ في زمانك ..... وما عـدا ذلك فـمعـذرة وألف معـذرة إن كـتبنا عـنك يوماً لصالحـك . 

لا تغـرَّنك أناقة وطراوة عـسل الحـديث ، فـقـد يُـرويك من طرف اللسان حلاوة ويـروغ عـنـك كما يـروغ الـثعـلبُ النـكِـر الخـبـيث .... ولا تأمنـنَّ وسادة لينة بريشها ، فالأفاعي وإنْ لانـتْ ملامسها ، عـنـد التـقـلـُّـب في أنيابها العـطبُ وسُـمُّها ......... وسنعـرف مَن أنت في وقـتها !! إذا عـرفـنا مَن تـصاحـب في يـومها ...... وإلى الحـلقة الثالثة ، إنـتـظِرها

الحـلقة الأولى : http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=744412.0

154
إيميل رائع ...... وجـواب قارع
بتأريخ 6 تموز 2014 نـشرتُ مقالاً بعـنـوان :
مار سرهـد جمو ومار لـويس ساكـو وأيقـونات الكـنيسة الكـلـدانية ...
http://alqosh.net/article_000/michael_cipi/mc_330.htm
تـضمن آراءاً حـول الصلـيـب وجـسـد المسيح المعـلق عـليه ، وبشأنه إستـلمتُ رسالة في اليوم التالي لا ترقى إلى مستـوى المسؤولية المعـهـودة ولا إلى البلاغة المنـشودة ، وصلتـني من إيميل مَرجَع رفـيع المستـوى بتـوقـيع سكـرتيره ويـبـدو أنه حـديث العـهـد في وظيفـته وفـتيّ في مهـنـته ، يقـول فـيه :
تحية طيّـبة ..... يـبدو أنت والسيد ــ ن م ــ تلاحـقان غـبطة البطريرك في كـل حـركة وكـلمة .
أولا هـذا الصليب لم يكـن صولجانه ، لم يأخـذ البطريرك صولجانا معه من العـراق لأن يصعـب أخـذه كأداة حـديـدية في الطيارة ، فأعـطوه صليـبا من الكـنيسة أمسك به مؤقـتاً ...
أبدا ، في كـنائسنا لا يوجـد مصلوب ...... أما عـبارة ــ يوقـنا دناشوثن ــ ... فـتعـني صورة بَـشريَّـتـنا  وهـذه العـبارة جاءت في رسائل مار بولس ... مع تحـياتي لك ..... السكـرتير
**************************
فأجـبته بما يلي :
8 تموز 2014
حـضرة السكـرتير المحـتـرم ........... سلام الرب معـكم وتحـياتي لكم
إستـلمتُ رسالة من إيميل المرجع الأعـلى لكـنها موقعة من سـكـرتيره وبـدون إسم ! كأنها رسالة من مديرية المخابرات العـسـكـرية يخاف صاحـبها عـلى نـفـسه أو يراها أعـلى من غـيره ، وفي المسيحـية تـنـتـفي الحاجة إلى هـذين الإحـتمالين  ....
خـلينا بالموضوع ، تـقـول أن الجـملة ــ أيقـونة ناسوتـك الجـميلة ــ وردتْ في رسائل مار ﭘـولس ! ... طيب هـل قـرأتها بنـفـسك ؟ يا أخي هـذا وين وأنت وين ..... ولا أريـد أن أقـول طنبورة وين ؟ !! وعـلى مَن تـقـرأ مزاميرك يا أخ ؟ تـبـدو لي غـير ملم بالطخـسا والحُـذرا ، وآسف أقـول أنـك أخـطأت فـيها بصورة واضحة . 
أخي العـزيـز :
إنَّ الرسول ﭘـولس في رسائله يـذكـر كـلمة بَشريَّـتـنا ... ويـذكـر كـلمة صورة ... فـتـلك رسائل ، ولكـنـك لن تجـد في جـميعها : أيقـونة ناسوتـك الجـميلة !!!!!!!! إذن أين وردَتْ ؟ إنها واردة ضمن صلواتـنا الطخـسية من كـتاب الحُـذرا لكـنيستـنا العـريقة ، الـذي يصلي به إخـوتـنا الآثـوريّـون مثـلما نـصليه نحـن الكـلـدان في كـنيستـنا الكـلـدانية : 
ܚܕܒܫܒܐ ܐ ܕܩܘܕܫ ܥܕܬܐ  ... الأحـد الأول من سابوع الكـنيسة
ܚܘܕܪܐ  ܓ .. ܦܬܐ: ܫܨܐ ... حـذرا الكـتاب الثالث ـ صفحة 391
ܥܘܢܝܬܐ  ܒ ... الترنيمة الثانية
ܘܩܝܣܐ ܣܓܝܕܐ ܕܨܠܝܒܐܟ ... خـشب صليـبك المسجـود له
ܘܝܘܩܢܐ ܦܐܝܐ ܕܢܐܫܘܬܟ ... وأيقـونة ناسوتـك الجـميلة
*********************
ولنأتِ إلى مقـدمة إيميلك : لا يخـفى عـلى جـنابكم وأنت تـدري مـؤكـداً أنَّ الـذي تحـت الأضواء تلاحـقه الأنـظار أكـثر من غـيره ، لتـرصـد أي حـركة عـنـده ، فـكم بالأحـرى إذا كان قائـداً ، وروحـياً ؟

وحـضرتـك تـدري حـين تجـلس أمام التلفـزيون لمشاهـدة مباراة ما ، تـركــِّـز نـظـرك عـلى اللاعـب المتحـرك في الساحة وتـدقـق في أصغـر خـطأ يرتـكـبه وليس عـلى باقي اللاعـبـين ... ولا تأبه بعـشرات الألاف من المشاهـدين الظاهـرين عـلى الشاشة ..... كما أنـك قـد تسمع تعـليقات الحاضرين المتـفـرجـين وأنت من بـينهم قائلين مثلاً :
أن ضربة اللاعـب الفلاني كانت فـنية قـوية .... اللاعـب الآخـر أخـطأ حـين ناولها إلى اليمين ... لو أن اللاعـب الثالث كان في موقع الهجـوم ...  الرابع تـراجع قـليلاً فـفاتـت منه الفـرصة ..... الخامس ناولها بطيئة .... وهـكـذا
واللاعـبون أنـفـسهم يعـرفـون أن الجـمهـور بمثابة حَـكـَـم مباراة ، لـذا فإن كل لاعـب يطمح في كـسب ودّ جـمهـوره الـذي يمثل رصيده الشعـبي ورفعة رأسه وسمعـته ، ويعـمل ما في طاقـته لـيـؤدي دوره بأتم ما يمكـنه ، متجـنباً أي خـطأ يرتـكـبه ليحافـظ عـلى حـبهم له .... وهـذا واقع لا أحـد ينـكـره .
واللاعـب المشهـور ذائع الصيت لا يتـكىء عـلى وسادة شهـرته بل عـلى جـمهـوره ويجاهـد في سـبـيل أن لا يخـيـب ظن المعـجـبـين به .... بل يخجـل أمامهم إذا أحـبـِطـوا بسبـبه .....
وعـليه ، لمَ الإستغـراب من تعـليقاتـنا ! بل تـوَقع الكـثير منها كـلما تـطـلبتْ الحاجة إليها وكما يقـول المثل المصري : هـوَّ أنت لِـسّا شايف حاﮔـة !! . هـذا جانب .... أما الجانب الثاني فـنحـن نكـتـب ونعـلق بالتـوثيق والـتـدقـيق والمنطق ، ويسرنا أن تمرّوا عـلى كـل كـلمة نكـتبها وخاصة تلك التي وزنها ثـقـيل وفي الصميم ، سـواءاً تـؤيـدون أو تـنـتـقـدون وليس كما تفـعـلون ، تخـتارون فـقـرة فاهـية واحـدة بسيطة وتـصبحـون إنـتـقائـيّـين غـير ماهـرين .
وبشأن الصولجان ... ماذا تـقـصـدون بـ ــ كـنائسـنا ــ ؟ ألسنا كـنيسة واحـدة مع روما ؟ ألا تـرون صولجان قـداسة الـﭘاﭘا ، أليس قـدوة لكـل الكاثـوليك ؟ ألا تـرون كـنائس روما ؟ ........... وبالنسبة لي في كـنائسنا سـواءاً في ألقـوش أو الشيخان أو بغـداد ، لم أجـد فـيها صليـباً عارياً وبـدون جـسـد المسيح المصلوب طوال حـياتي وأنا هـناك حـتى عام 1992 ! وإذا لم تخـني ذاكـرتي ربما يوجـد مثله فـوق قـبب الكـنائس ............... أما في داخـل الهـيكـل وعـلى المـذبح والجـدران والصور قاطبة فإن جـسـد المسيح مصلوب عـلى الصليـب ... وليس عـنـدنا صليـب من الخـشب فـقـط ... وفي ذات الوقـت لسنا مجـبرين أن نـتبع وجهة نـظـر الـﭘـروتستانـت وشهـود يهـوة والآثـوريّـين واليهـود والمسلمين .
أرجـو إعادة قـراءة مقالي وأنـشر تعـقـيـباً عـليه ، وأذكـر فـيه كـل ما يجـول بخاطرك ويخـتلج في صدرك وخاصة بشأن تعـليقاتي عـلى المقال التي أدرجها في أدناه ثانية ، عـلماً بأني سأنـشر هـذه الرسالة دون الإشارة إليكم ــ إلاّ إذا أنتم رغـبتم ــ ............. ودمتم بخـير .
إعادة ــ ملاحـظة كاتب المقال :
1- لم أفـهم قـصد الصحـفـية الأجـنبـية قـولها : الصليب الفارغ أمل الـفـداء ! .
2- إن نـظرة إلى صليـب خـشبي مجـرد لـوحـده دون أن يكـون جـسـد المسيح المصلوب معـلقاً عـليه ، تحجـب الفـكـرة المسيحـية المطلوبة عـن كـفارة المسيح وفـدائه ، ولا تكـتمل عـملية الكـرازة للتبشير به ، ويزعـزع في العـقـول مفهوم القـيامة بعـد دفـنه ، ويقـود إلى تـشـويه الإيمان وفـتـوره  ....
3- بل يكـرس المفـهـوم الإسلامي الناكـر لعـقـيـدتـنا المسيحـية والـذي يلغي عـملية صلب المسيح وموته وقـيامته : وَمَا قَـتَـلُوهُ وَمَا صَـلَـبُـوهُ وَلَـكِـنْ شُـبِّـهَ لَـهُـمْ !!! .............. وبالتالي يكـون في خـط موازي ومسانـد للدعاية اليهـودية الناكـرة لقـيامة المسيح وصعـوده !! ....
4- ونحـن لـسنا ملـزمين ولا مجـبرين لقـبول إجـتهادات شخـصية تجـرّ الأجـيال مع الزمن إلى إنعـطافة حادة في الإيمان بالمسيح وقـوته .... لأنها ستـفـضي إلى : لا ثلاثة أيام في قـبره ولا طعـنة في جـنبه ولا تـسليمه روحه بـيـد ربه ثم ، لا لصلبه ............ وبالتالي لا حاجة إلى الإيمان به ؟؟؟؟. 
5- أما محاولات تـقـريب الأديان من بعـضها ليست مضرة ، ولكـنها بكـل تأكـيـد غـير مجـدية 100% لأنها متـناقـضة ، ومَن يـسرّه النـقاش حـولها فـعـلى الرحـب والسعة .
الصليـب لا يكـتمل معـناه إلاّ وجـسـد المسيح معـلق عـليه
***********************
وفي نـفـس اليوم جاءني من السكـرتير الـرد التالي :
شكرا على ردك ... انا سكـرتير مؤقـت الى حـين يتعـين سكرتير جـديد والسكـرتير السابق التحـق لاستكمال دراسته . الموضوع مهم سوف أطلب من احـد السادة ــ رفـيعي المستـوى ــ  برخـصة من المرجع الأعـلى ليكـتب مقالا مفـصلا عن الموضوع ، لكـن بحـسب معـرفـتي كل الصلبان المكـتـشفة في الحيرة والهند والصين هي من دون مصلوب ؟؟ ... ثم الإيميل الذي يحمل اسم المرجع الأعـلى ليس له وكـذلك هاتـفه هما لإستعمال السكـرتير ...... مع تحياتي

***********************
فأجـبته ــ أخي السكـرتير العـزيـز :
يُـفـترض في مهنـتـك أن تـكـون مؤهلاً للإجابة عـلى رسالتي دون اللجـوء إلى المراجع ، أما إدعائك عـن معـرفـتـك بالصلبان المكـتـشفة في الهنـد والصين أقـول لك جازماً إنك متـوهـم بـدليل لن يمكـنـك أن تأتي بمصدر أو بمثال للإيضاح ، ولكـن للتأكـد من كـنائس الصين وإيقـوناتها إرجع إلى محاضرة سيادة المطران سـرهـد جـمو : http://kaldaya.net/2014/News/05/May24_A1_ChNews.html مع الشكـر .

155
مار سـرهـد جـمو ومار لويس ساكـو وأيقـونات الكـنيسة الكـلدانية
http://kaldaya.net/2014/News/05/May24_A1_ChNews.html
24 آيار 2014

في محاضرة لسيادة المطران سـرهـد جـمو حـول الإيقـونات الكـنسية ، سأله أحـد الحـضور :
نحـن المشرقـيون لا يوجـد عـنـدنا مسيح مصلوب ..... أيقـونة عـلى الصليـب !.
 

الـﭘاﭘا فـرانـسيس أثـناء الـقـداس
ردّ عـليه سيادة المطران سـرهـد في الـدقـيقة 2:37 قائلاً : هـكـذا صوّروها لك ......
2:45 لكـنـنا نـصلي الـ عـونيثا التي تـقـول : يوقـنا ﭘايا د ناشـوثاخ ــ أيقـونة ناسـوتـك الجـميلة ــ ....
الأخ يواصل الكلام : مار ﭘـولس يقـول ...... رأينا المسيح قائماً من بـين الأموات !
إذن القـبر فارغ والصليـب فارغ ! ومن هـذه الكـلمة يكـون الصليـب لوحـده فـقـط .... 
 

الـﭘاﭘا فـرانـسيس والمسيح المصلوب يعـتـلي صولجانه
3:04 يجـيـب سيادة المطران سرهـد بشيء من التـفـصيل قائلاً :
إن الأمر ليس هـكـذا ، أولاً لأنـنا نـقـول : يوقـنا ﭘايا د ناشـوثاخ ....... ــ أيقـونة ناسـوتـك الجـميلة ــ
وثانياً : قـيامة المسيح حـقاً قام ، وأنّ قـيامة الرب لا تمسح الكارثة الرهـيـبة التي حـلـتْ ـ الصلب ـ بل تـتممها ... إن قـيامة المسيح لا تعـني أن المسيح لم يُعـلـّم .... ولا تعـني المسيح لم يكـن في القـبر ..... ولا تعـني المسيح لم يكـن عـلى الصليـب ...
حـياة المسيح سلسلة مراحـل والقـيامة آخـرها ، فـهـل نـنـسى مراحـل حـياته بسبـب قـيامته ؟ ... هـل نـنـسى عـماذه فلا نعـتـمـذ لأنه قام ؟ ....
القـيامة قـمة الجـبل وكـل قاعـدته في مكانها لتـوصِلك إليها ، وعـنـدما تـصلها تراها ليست مقـطوعة عـن بقـية الجـبل وإنما هي جالسة فـوق الجـبل ، وهـكـذا فإن كـل كـوارث ربنا هي أمامنا ......
إنها عـقـيـدة إيمانية مقـررة منـذ القـرن السادس ، أما الكلام عـن ــ الصليـب الفارغ ! ــ هـو تبرير أعـرج كـثيراً .... وإن أولائك الـذين حـرَّموا الإيقـونات هم تحـت الحـرم الكـنسي !!...
 5:12 إن كـنيستـنا كانت لـديها مشكـلة بشأن الإيقـونات من أجـل المسلمين لأنهم يحـرّمون كـل تمثيل إنساني للصور ، لله أو للأنبـياء أو القـديسين بحـيث لم يكـن هـناك عـنـد العـرب المسلمين فـنانون ولكـن تـرَونهم عـنـد الفـرس في مخـطوطاتهم ... إن بعـضاً منا أرادوا أن يُـرضوا الحاكم ، والحكام الفـرس في مقـدمتهم  ....
5:57 نـسطوريوس لا نعـرفه ... ولا هـو مطرانـنا ... ولا هـو كاهـنـنا ... ولا هـو من مـدينـتـنا .... ولا هـو في واحـدة من مـدارسـنا !!! فـلكي لا يتهـمنا الفـرس بأنـنا أصدقاء للرومان ، تمسَّـكـنا بشيء ليس لـنا علاقة به ، فـكانت حجة ومتراساً نحـمي به أنـفـسـنا ، ونـفـس الشيء بالنسبة للصوَر ...
وفي الحـقـيقة فإن الأيقـونات المقـررة عـقائـدياً في الكـنيسة لم تـكـن تـروق للمسلمين ، فأينما كان يتـواجـد المسلمون كانت كـنيستـنا تـسايرهم كي لا يتـهمونـنا بالشرك فـيقـولون عـنا أنـنا نعـبـد الصور .
وهـناك الكـثيرون لـيسوا ﭘـروتـستانـت ولكـن تـفـكـيرهم مثـلهم  ، فحـينما أقـف أمام تمثال مريم العـذراء يقـول الـﭘـروتـستانـت أنك تعـبـدها  ... أقـول له : ليس الأمر ــ بكـيـف أبوك ــ لتـتـكـلم بإسمي ، فأنا لستُ أعـبـدها وإنما أصلي لها وأطلب شـفاعـتها ، إنها نيتي وصلاتي ، فلا تـتـكـلم بإسمي .............
8:35 إبحـثـوا في التأريخ عـن كـنيستـنا التي وصلتْ إلى الصين في القـرن السابع حـيث لم يكـن هـناك مسلمون ، ترَون آثارنا ومريم العـذراء منـقـورة عـلى لوحة حجـرية ومنحـوتة كـتمثال حجـري ... إن مقـر كـنيستـنا تأريخـياً تـنـقـل بـين أماكـن متـنـوعة وإستـقـر أخـيراً في بابل .... وإن مَن يقـول أن كـنيستـنا لم تستخـدم الإيقـونات هـو مخـطىء ... إما لأنه ليست لـديه معـلومات أو يعـرف الحـقـيقة ولا يقـولها كاملة . 
10:27 في صلوات الكاهـن أثـناء الـقـداس ...... تـرى كـيف أن الكأس موضوع في تـرابط مع الجـسـد .... تحـت جـرح جـنب المسيح الـذي ينـزف دماً ، بحـيث يجـبرك أن تعـمل هـكـذا أثـناء الصلاة .
إن كـنيستـنا خارج الحـدود الإسلامية
كانـت حـرة في إظهار إيمانها بصورة أكـثر كـمالاً

الـﭘاﭘا بـينـدكـتـوس السادس عـشر والمسيح المصلوب يعـتـلي صولجانه
*****************************
المسيحـية عـرضة للخـطـر / قـضايا الإيمان
https://www.youtube.com/watch?v=YdWMIZU4gsA

Published on Feb 5, 2013

الـﭘـطريرك ساكـو في ــ كـنـدا ــ والمسيح المصلوب يعـتـلي صولجانه
أما غـبطة الـﭘـطريرك مار لـويس ساكـو ... يوم كان مطراناً عـلى أبرشية كـركـوك ، وفي لـقاء مع صُحـفـية أجـنبـية ــ لا أعـرف جـنسيتها ــ Iraqi Christians in Peril | Faith Matters
تـكـلم معها بلغة إنـﮔـليزية بسيطة ، دخلا كـنيسة لـلكـلـدان وأشـر إلى واجهة المـذبح حـيث يظهـر الصليـب الخـشبي الفارغ عـلى الجـدار ... وفي الـدقـيقة 14:22 ــ 14:48 كـلـّمها دون أن تـسأله فـقال :
عـنـدنا الصليب بـدون جـسـد ومعـناه القـيامة ... لـتـشجـيع الناس .... أعـتـقـد أن الفـكـرة مع المسيحـية هي أنّ كـل شيء بـدأ مع القـيامة وليس من عـملية الصلب ! المسيحـية هي شيء إيجابي ونعـمة .........
14:40 حـكَّ جـبـينه حـين نـطـق بكـلمة ــ في الشرق ــ  فـصححها قائلاً ....... :
في الغـرب هـو إهانة وهـو ألم  ............. هاهاها ، أليس ؟ ... قـليلاً .
وأضافـت المحـررة في تـقـريرها 14:53 ــ 15:05 قائلة : الصليب الفارغ أمل الـفـداء ، والمطران فـوَّض رسامين مسلمين لرسم اللوحات وبهـذه الطريقة يقـرب الأديان من بعـضها .
****************************
ملاحـظة كاتب المقال :
1- لم أفـهم قـصد الصحـفـية الأجـنبـية قـولها : الصليب الفارغ أمل الـفـداء ! .
2- إن نـظرة إلى صليـب خـشبي مجـرد لـوحـده دون أن يكـون جـسـد المسيح المصلوب معـلقاً عـليه ، تحجـب الفـكـرة المسيحـية المطلوبة عـن كـفارة المسيح وفـدائه ، ولا تكـتمل عـملية الكـرازة للتبشير به ، ويزعـزع في العـقـول مفهوم القـيامة بعـد دفـنه ، ويقـود إلى تـشـويه الإيمان وفـتـوره  ....
3- بل يكـرس المفـهـوم الإسلامي الناكـر لعـقـيـدتـنا المسيحـية والـذي يلغي عـملية صلب المسيح وموته وقـيامته : وَمَا قَـتَـلُوهُ وَمَا صَـلَـبُـوهُ وَلَـكِـنْ شُـبِّـهَ لَـهُـمْ !!! .............. وبالتالي يكـون في خـط موازي ومسانـد للدعاية اليهـودية الناكـرة لقـيامة المسيح وصعـوده !! ....
4- ونحـن لـسنا ملـزمين ولا مجـبرين لقـبول إجـتهادات شخـصية تجـرّ الأجـيال مع الزمن إلى إنعـطافة حادة في الإيمان بالمسيح وقـوته .... لأنها ستـفـضي إلى : لا ثلاثة أيام في قـبره ولا طعـنة في جـنبه ولا تـسليمه روحه بـيـد ربه ثم ، لا لصلبه ............ وبالتالي لا حاجة إلى الإيمان به ؟؟؟؟. 
5- أما محاولات تـقـريب الأديان من بعـضها ليست مضرة ، ولكـنها بكـل تأكـيـد غـير مجـدية 100% لأنها متـناقـضة ، ومَن يـسرّه النـقاش حـولها فـعـلى الرحـب والسعة .
الصليـب لا يكـتمل معـناه إلاّ وجـسـد المسيح معـلق عـليه
**********************




156
مَرحـباً بك قـبل أنْ نعـرفـك ... سيادة المطـران القادم إلى أسـتـراليا
[/size]
الحـلقة الأولى
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
إنْ لم أكـن الأكـثر ، فـقـد كـنتُ من بـين الكـثيرين الـذين كـتـبـوا عـن سيادة المطران جـبرائيل كـساب قـصائـد ومقالات ــ دون معـرفة شخـصية سابقة بينـنا ــ ترحـيـباً بتـنـصيـبه ومـدحاً برعايته لأبرشيتـنا بالرغـم من إيميلات ناقـدة لي وجارحة كانت تـصلـني من أشخاص ذوي أسماء مستعارة أحـتـفـظ بها للـذكـرى .... وفي ذات الوقـت لستُ أقـصد أنه معـصوم من الخـطأ فحاله كحالـنا وحال الجـميع نـصيـب ونخـطىء بالفـكـر وبالقـول وبالفعـل وبالإيمان وهـذه سمات طبـيعـتـنا البشرية الضعـيفة ، لأن الجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله ... وللـتـذكـير فـهـذه بعـض من تلك الكـتابات :
(1- لـقـاء شـمامـسة كـنيـسة مار تـوما الرسـول في سـدني مع سـيادة الأسـقـف
جـبـرائيل كـسّاب في قاعة الكـنيسة ــ 11/12/2006 
***********
(2- مار جـبرائيل كـسّاب مطـرانـنا فـخـرنا ــ 5/1/2007
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,71335.0.html
*************
(3- لـقاء المطارنة الـثلاثة ــ 25/3/2007
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,82997.0.html
**********
(4- المـطران جـبرائيل كـسّـاب الـكـلـّي الـوقار رَجُـل حاجـتـنا الـيوم
صغـته بقـلمي ونـشرته بإسم غـيري ــ 14 /7/ 2007
*********
(5- تهـنـئة بمناسبة الـذكـرى الـ 11 لرسامة سيادة المطران جـبرائيل كـسّاب
**********
(6- مار جـبرائيل كسّاب وعام من الإنجازات ــ 30/10/2007
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,136173.0.html
*********
(7- هـنيئاً للشباب مع مكـرمة كـنيسة مار تـوما الرسول الكاثوليكـية للكـلـدان في سـدني ــ 8 آيار 2008
http://www.kaldaya.net/2008/articles/200/Atricle155_May08_08_michaelcipi.html
**********
(8- اليوبيل الذهـبي لسيادة المطران جـبرائيل كساب الجـزيل الإحـترام
رئيس أساقـفة أستـراليا ونيوزيلاندا ــ حـزيران 2011
http://www.kaldaya.net/2011/Articles/06_June2011/33_June14_MichaelCipi.html
*******
(9- تـنـويه من سيادة المطران جـبرائيل كـسّاب المحـترم كـتبته بقـلمي ـ 17/11/1011
http://iraqchurch.com/forum/showthread.php?t=24886
***********
وبمناسبة إنعـقاد الجـلسة الثانية للسنهادس الكـلـداني / عـنـكاوا في مساء يوم الأربعاء الموافـق 25 حـزيران 2014 وإنـتخاب أساقـفة جـدد للأبرشيات الشاغـرة (كـنـدا وأستراليا) والمعاون الـﭘـطريركي في بغـداد http://saint-adday.com/permalink/6234.html يسرني أن أكـتب عـن طموحنا في المطران الجـديـد القادم إلى أستراليا قـبل أنْ نعـرفه ، ولا علاقة لهـذه المقالات بمطرانـنا مار جـبرائيل كـساب الجـزيل الإحـترام المتـقاعـد بسبب بلوغه السن القانونية ، وإلى الحـلقة الثانية ....

157
الإكـليريكي الفـتي مارتن بَـنِّي مضطهَـدٌ ويسأل : أين أذهـب ؟
[/size]
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
بتأريخ 27 حـزيـران 2014 وتحـت عـنوان : إذا كـنـتُ في بلادي أُضطَهَـد ، فإلى أين أذهـب بعـد يا عـراق ؟ !!! أين !!! أين !!! .......
كـتبه الإكـليريكي الفـتي مارتن بَـنِّي مقالاً عـن خـواطر مبعـثرة تخـتـلج في صـدره بصورة مستـتـرة  http://saint-adday.com/permalink/6231.html ...
ويسـرني أن أجـيـب عـلى سؤاله وأضعه في الصورة :
تخـيلتُ الإكـليريكي مارتن كأنه عـلى زورق بنهـر بابل معجـب بمياهه وجـريانها ، وﮔـلـﮔامش رفـيقه ينـتـظر في جـنوبها ، يـبحـث عـن زهـرته وخـلـودها ....
لكـنه أخـطأ ! حـيث إنّ الوردة لا تـبعـث الحـياة بل تحـتاجها ولكـن إكـسيرها ــ إنْ وُجـد ــ عـنـدئـذ يـبعـثها ! ... وخاب ظنه حـين خانـته حالته الحـزينة وشعـورها .
ويرجع الخـيال به إلى السبعة الأولى من أيام الخـليقة والأرض خاوية سطوحها ...
ولكـن يا مارتن ما الـذي جاء بالمَسلة عـنـدها ، والقـيثارة مشـدودة أوتارها في سومر موطنها ؟ وعـجـبي منك ، كـيف ستـبني السلام من أسـوارها وتسمح لـنـفـسك مجَـنـَّـداً في جـيوش غـريـبة !! قاسية حـروبها وهم يسلخـون الجـلـد من وجـوه أسراها ؟
وهـل تـصنع أقلاماً من نخـيل وسعـف تم حـرقها ؟ وهـل حـقاً ستـكـتب بمـداد مستـنـقعات قـد إنـتـنـتْ مياهها ؟ . 
أنت كـلـداني كـنت تعـبـد في الزقـورة ، أنت إبن أور بنيتَ كـنيسة إنـتـشرت في المعـمورة ، أصبحـتَ نوراً ساطعاً يضيء في بقاعـنا المشهـورة ، في البصرة والنجـف ونوهـدرا ونينـوى المقـهـورة ....
أين المفـر من جـماعة لا تأبه بأسقـف بكاهـن بمرأة ولا بطفل يرضع من ثـدي أمه المنحـورة ، عاد وقـت الإضطهاد كأيام الإضطهاد ، تلك التي في التأريخ مـذكـورة ...
أتـدري ما معـنى : قـطع الأطراف عـلى الخلاف أكـيـدة ولم تكـن محـظورة ؟ ورؤوس بريئة عـلى الأرض كالـبـذور منـثـورة ؟
إنْ رُجِـمتَ عـلى مـذابح بـيوتـنا ، لستَ مُحـقاً أن تـلوم الرب خالقـنا ! يا أخي نـنـفـض الـتراب العالق في أرجـلـنا ، نبارك العـدو الغازي ونخـرج من ديارنا ، كي لا يكـون أهـل الـذمة إسمنا .

لتسكـن أرضاً مُلكاً لباريـك وعـنـدها ستـبـدأ أفـراحـك ، سـوف ترى فـيها قـلوباً لا ترفـضك بل تأويك ، وصليب يحـمل الـنيـر عـنـك ، ورغـيف سيُـشبع جـوعَـك ،
والحَـمام يرفـرف عـلى كـتـفـك ، لن يقـف حـتى تـصل أريحا سيكـون معـك ، وإنْ أردتَ الخـمر كما طلبتَ ليُـسـكـرك ، سـتراه ــ ولا يهـمك ــ عـنـد الكـثيرين أعـلى رتبة منـك وأرجـو أن لا يصدمك .
ما  لـنا من هـيروديا وما  لـكَ ، أتـرك الجحافـل الغـبـية تـغـزو دارك ، وإنـتـقـل إلى ديار هـنيئة تـقـبلك ، فأرضُ الله كـلها أملاكك .... الضيقات ستـغـيـب من أمامك ، والأفـراح ستـكـون في إستـقـبالك ، لا الأم ولا الأب يفـكـران في تـركك .
لستَ دخـيلاً لـتـسجـن في سجـون عاتمة ، أنت كـلـداني بابلي أصالتـك قائمة ، شاءت الأيام أن تـُـحـسَـب كافـراً مـذموماً ، ألم تحـن الساعة لـتـنـفـض عـنـك الغـمامة ؟ أم ترتـضي لنـفـسك عـيشة في بـيئة تـحـيطها القـمامة ؟
المفـر لا يكـون بإنـتـظار غـدرالسيوف الـدامية ، بأيادي مجـرمة تـطالب بالجـزية ، وإنما ربنا قـد قال لـنا بالعـلنية :
إن إضطهـدوكم يوماً في داخـل أية قـرية ، إبحـثـوا عـن غـيرها في الـبـريّة .... تحـرّرون أيـديكـم من قـساوة الأصفاد المعـدنية .... وأمـشـوا إلى جـنائن بابلنا الجـديـدة حـيث فـيها الحـرية .
ما لكَ والجـبار إستل سيفه ، و داودكَ الـذي انت تبحـث عـنه ، وما أدراك بـﮔـلـياث وما طبعه ، منـذ مدة صار العـدوان إسمه ، أترك الجـبَّ للعـدو وأذنابه ...........
أترك هـيرودس الأحـمر في عـرشه وهـيروديا تـهـز الخـصر والأرداف له ................ في بابل الجـديـدة يوحـنا لا يُـقـطع رأسه ، ولا إسطيفانـوس يُـرجم في حـفـرته ،
لا تـكـتـرث بموسى وأعـوانه بالمرة ، ولا تأتي عـلى ذِكـر أوثانه الشريرة ، إنْ كان قـد قـبَّـل أم لم يقـبِّـل ، فالعـورة مكـشـوفة منـذ يوم قـطع السـرّة .
يسوع الـذي أنت تعـبـده غـني عـن التعـريف وبـيانه ، فـقـبل أن يـذرف الـدموع لجائع يناديه وقـبل أن يوقـد شمعة لعـريان يناجـيه ، فالله يهـتم بشؤون خـلقه أفـضل من العـصافـير التي في بستانه ...
أخي أنت لا زلـتَ في عـمر الشباب ، إسأل قـبل أن تكـتب مقالاً في كـتاب ،
ولست تحـتاج إلى محاباة الـذي إلهه ضار ووهّاب  ....
ولا إلى التملق للرابع وعـنـده وثيقة مخـزية وإسمه خـطاب ،
أتـكـتـفي أم تريـد مني أكـتب عـمّن سيفه ذي الفـقار .... يا حـبّاب ؟
أتـرك الآن الكلام عـن الفـئـران وليس الوقـت وقـت الجـرذان والثعـبان ، فـلم يعـد هـناك مِن والي وسـلطان ،
اللصوص كـثيرون في داخـل الـبنيان قـبل أن يأتـوا من جانب الجـيران ، إسأل الـذين أنت وصفـتهم بالقـطعان لماذا يرتـضون  لـذاتهم أن يقـفـوا كالبعـران ،
إذا صاح بهم حاديهم ــ بــــــــاع ــ  كالبطران ،
يردّون له الصدى من أفـواههم ــ مــــــــــــــــــــاع ــ كالخـرفان ؟
يا حـبـذا لو فـهـمتَ كلامي هـذا الآن ؟ وإلاّ ستـفـهمه بعـد فـوات الأوان .


158
رائعة كـرازة أبونا ميخائيل بَـزي الموقـر في سان ديـيـﮔـو
قـداس الـﭘـنـتيـقـوسـطي
تعـريـب : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
بعـد قـراءته الإنجـيل ، بـدأ الأب ميخائيل كـرازته بلغـته الكـلـدانية المحـكـية بسلاسة فائـقة وواضحة النـطـق قائلاً :
الـيوم هـو عـيـد نـزول الروح الـقـدس ، أحـد الأعـياد الكـبـيرة الثلاثة (1- ألله بعـث إبنه مولوداً في الأول ، (2- ومخـلصاً في قـيامته ثانياً ، (3- المصادف اليوم هـو نزول الروح القـدس في اليوم الخـمسين بعـد القـيامة في عـلية صهـيون / أورشليم ويـبقى معـنا إلى الأبـد . إن عـيـد الـﭘـنـتيـقـوسـطي هـو عـيـد ميلاد الكـنيسة ، بـداية الكـنيسة الـتي كان عـدد أعـضائها 120 شخـصاً حـين أوصاهـم الرب أن يـذهـبوا ليتـلمـذوا العالم أجـمع ، واليوم نحـن الكاثـوليك نمثل 17% من سكان العالم بمعـنى 1.32 بـلـيـون . فالتلاميذ إنـتـشـروا ونحـن أيضاً إنـتـشـرنا ، ومار ﭘـولس يقـول : المسيح هـو الرأس ونحـن جـميعـنا أعـضاء ولكل واحـد منا واجـب عـليه أن يكـمله . أريـد أنْ تعـرفـون الـيوم أنـنا كهـنة كـنيسة مار ﭘـطرس إتـفـقـنا أن تـكـون كـرازتـنا واحـدة ، وعـليه فـما أتـكـلمه الآن لكم فإنه يتـكـلمونه في تـرلوك ، لوس أنجـلوس ، أريزونا ، وأينما توجـد كـنيستـنا الكـلـدانية في أبرشيتـنا .
اليوم إقـرأوا في البـيت القـراءة الثانية / أعـمال الرسل / الفـصل الثاني يـذكـر فـيه كـيف إبتـدأتْ الكـنيسة وكـيف مار ﭘـطرس في مثل هـذا اليوم عـمَّـذ 3000 يهـودي قادمين من بلـدان مخـتلفة وحـتى من بلـدنا بـيث نهـرين وأخـذتْ الكـنيسة بالإنـتـشار منـذ ذلك اليوم . إن الروح القـدس جاء إلى أولـئك الـذين كانـوا أمينين لتعـليم يسوع وثبتـوا في محـبته ، وكان مار ﭘـطرس هـو الرئيس والمسؤول عـن جـميعهم إستـناداً إلى كـونه هـو الصخـرة ، وبعـده جاء آخـر ثم آخـر وهـكـذا اليوم صار عـدد الـﭘاﭘـوات 266 عـملهم هـو تـوحـيـد الكـنيسة المقـدسة الكاثوليكـية .
إنها أفـضل فـرصة اليوم لي ولكم أن نـتعـلم ما هي واجـبات المطران ، الـﭘـطريرك ، الـﭘاﭘا حـسب تعاليم قـوانين الكـنائس الشرقـية المتحـدة مع كـرسي روما .... عـنـدنا الآن  5133 مطراناً يـديرون الكـنيسة ... الكـنيسة الكاثوليكـية لها إيمان واحـد أما الطخـسا فإنه نموذجـين : (1- روماني  ......... (2- مشـرقي يتـضمن 23 كـنيسة في شرق البحـر الأبـيض المتـوسط والآن إنـتـشر حـتى في العالم الغـربي ، إيمانها واحـد مع الكـنيسة الرومانية إلاّ أنها تخـتـلف في عاداتها وتـقالـيـدها ونحـن فـرحـين بـذلك . 
ما هـو دَور المطران ؟
قانـون 178 :
الأسقـف الإيـبارشي هـو مَن يُـعـهـد إليه برعاية الإيـبارشية بإسمه الشهخـصي يحـكـمها كـنائب المسيح ومنـدوبه ، والسلطان الـذي يقـوم به شخـصياً بإسم المسيح ذاتي ومألوف ومباشـر ، مع أن ممارسة هـذا السلطان تحـكـمها في نهاية الأمر سلطة الكـنيسة العـليا ، ويمكـن أن تـوضع لها بعـض الحـدود في سبـيل منـفعة الكـنيسة أو المؤمنين .

وقـد صاغه الأب الفاضل كما يلي :
المطران مكـلف بأنْ يـديـر الأبرشية بنـفـسه وشخـصياً كـنائب للمسيح فـقـط وليس نائباً للـﭘـطريرك ولا للـﭘاﭘا ولا لغـيره ، وسلـطانه هـو بإسم المسيح . إن الرعـية هي شعـب مخـتار من الله يملكـها المسيح فـقـط أوكـلها عـنـد المطران . إن المطران هـو وكـيل المسيح خاصة في شـؤون الطخـسا الـتي توضحها القـوانين المشار إليها فـتـقـول : إنه المسؤول خاصة عـن الطخـسا وعادات كـنائس المشرق .
ما هـو دَور الـﭘـطريرك ؟
هـناك ثلاثة قـوانين بشأن الـﭘـطريرك :
(1- قانـون 55 :
الـﭘـطريرك ــ الـنـظام الـﭘـطريركي قائم وفـقاً للـتـقـلـيـد الكـنسي العـريق في الـقِـدَم الـذي إعـتـرفـتْ به المجامع المسكـونية الأولى ، ولـذلك يجـب أن يحـظى ﭘـطاركة الكـنائس الشرقـية الـذين يرأس كـل منهم كـنيسته الـﭘـطريركـية كأب ورأس بالإكـرام والتبجـيل
.
وقـد صاغه الأب الفاضل بالصورة التالية :
جـرت العادات منـذ القـدم والتي أقـرتها المجامع المسكـونية أنـنا نحـن المشرقـيون يكـون لـنا مسؤول واحـد إسمه ﭘـطريرك ــ كأب ورئيس ــ محـتـرم في كـنيسة المشرق حـيث أن الـﭘـطريركـية كانت موجـودة منـذ الأزمنة الـقـديمة فالـﭘـطريرك كان مطراناً وأصبح الأول بـين المطارنة .
(2- القانـون 28 : البنـد 1 ــ
الطخـس هـو التراث الليتورجي والروحي واللاهـوتي والتـنـظيمي بثـقافة الشعـوب وظروفـها التأريخـية ، ويعـبر عـنه بالطريقة الخاصة التي تعـيش بها الإيمان كل كـنيسة متمتعة بحـكم ذاتي .

وقـد صاغه الأب الفاضل كما يلي :
الـﭘـطريرك يضع المحـبة والـوحـدة بـين المطارنة والإكـليروس والمؤمنين  ، إذن هـو أب ورئيس الكـنيسة الكـلـدانية وكـل ذلك حـسب القانـون الـذي يقـول عـن الطخـسا : هـو تراث الليتـورجـيا واللاهـوت والروحانيات وتأريخ الشعـب ويوضح الطريق الخاصة لكـل كـنيسة ...وسـيـدنا الـﭘـطريرك هـو مسؤول عـن دائرته الجـغـرافـية في العـراق وحـوله المناطق القـريـبة منه كـسوريا ، ولكـن في الغـرب فإن المطران المشرقي وكـل مطران في الغـرب ! يتبع ويأخـذ الأوامر من الـﭘاﭘا مباشرة لأنه ليس ضمن الحـدود الجـغـرافـية للـﭘـطريركـية ، إلاّ في إجـتماع السنهادس حـيث يكـون الـﭘـطريرك هـو الأول .... وكـل مطران كـلـداني يشتـرك في الواجـبات مع المطارنة في السنهادس برئاسة الـﭘـطريرك .
 
(3- قانـون 78 :
بوسع الـﭘـطريرك ممارسة سلطانه عـلى وجه صحـيح ضمن حـدود منـطقة الكـنيسة الـﭘـطريركـية فـقـم ، ما لم يثـبت غـير ذلك ، إما من طبـيعة الأمر أو من الشرع العام أو الخاص المعـتـمـد مِن قِـبَل الحـبر الروماني
.
وقـد صاغه الأب الفاضل كما يلي :
يمكـن للـﭘـطريرك أن يستخـدم سـلطاته عـنـد الحاجة ولكـن بحـدود منـطقـته الجـغـرافـية إلاّ عـنـد الضرورة في قـوانين معـروفة وخاصة ومثبتة من سـيـدنا الـﭘاﭘا ، وعـليه إذا شاء الـﭘـطريرك أن يغـيـر شيئاً مع مطارنة الغـرب يجـب أن يكـون عـن طريق قـداسة الـﭘاﭘا ويتأكـد منها .
ما هـو دَور سـيـدنا الـﭘاﭘا ؟
قانـون 43 :
إن أسقـف الكـنيسة الرومانية الـذي تستمر في شخـصه المهمة التي منحها الرب عـلى وجه خاص لـﭘـطرس أول الرسل ، لتـنـتـقـل لخـلفائه ، هـو رأس هـيئة الأساقـفة ونائب المسيح وراعي الكـنيسة بأسرها في هـذا العالم ، ومن ثم يتمتع بحـكم منـصبه بالسلطان المألوف الأعـلى المطلق المباشر الشامل في الكـنيسة ، وله عـلى الـدوام الحـرية في ممارسته .
وقـد صاغ
ه الأب الفاضل كما يلي :
الـﭘاﭘا هـو مطران كـنيسة روما ! ولكـن أعـطي له وفي شخـصه أنْ تـدوم المهـنة التي أعـطاها المسيح خـصيصاً لمار ﭘـطرس رئيس الرسل ولـتـنـتـقـل إلى أولـئك الـذين يأتـون بعـده وهـو رئيس جـماعة الأساقـفة ــ والأسقـف هـو نـفـسه المطران ــ وممثـل المسيح وراعي الكـنيسة كـلها في هـذا العالم ولهـذا فإن سـلطته تعـلو كـل الكـنيسة وله حـرية إستخـدام سلطته هـذه .
************************
وبالنسبة إلى كـنيسة الكـلـدان في الغـرب فإن المطران في مكانه يشارك جـميع المطارنة في السنهادس الكـلـداني الـذي يرأسه الـﭘـطريرك وفي الإهـتـمام والمسؤولية المـذكـورة في قانـون 78 ، ولكـن إدارة رعـية مار ﭘـطرس هـذه فإن مطرانها هـو راعـيها فـهـو رئيس تحـت سلطان سـيـدنا الـﭘاﭘا والكـرسي الرسـولي .
اليوم قـرأنا في أعـمال الرسل / الفـصل الثاني أولاً : كـيف إجـتمع جـميع الرسل وهـذا يعـني أن الكـنيسة تجـمَع كـل المؤمنين ، ثانياً يقـول أنه فجأة سُـمع صوت ريح قـوية ملأ كـل البـيت حـيث كانـوا جالسين .
الآن نأتي إلى سلطة المطران القـوية المتمثـلة بهـذه الريح لأن هـناك حاجة إلى قـوة حـقـيـقـية لتـكملة عـمل الـبشارة ، وسلطة المطران تعـني أن يـبـسطها إلى كـل الرعـية مثـل الهـواء دون أن يترك مكاناً لوحـده منـفـرداً ، وللمطران سلطة غـير مرئية ولا مُـدركة لـدى البعـض لعـدم إيمانهم ....... أما ثالثاً : أصبحـت ألسنة مرئية بـصورة نار ونـزلـت عـليهم ــ الرسل ــ  وفـسرناها كما يلي :   
عـمل الكـهـنة في الكـنيسة هـو مثل : (1- النار لأنها تأتي بالحـرارة ليسخـن النـفـوس الباردة ، (2- تعـطي الضياء لـينير النـفـوس السالكة في الظلام ، (3- تـصفي عـلى غـرار الـذهـب الـذي يصفى بالنار .
نحـن جـميعـنا في العـماذ أخـذنا الروح الـقـدس وأصبحـنا هـياكلاً له ... نـصلي كي نـثـبت إيمانـنا بإتحاد جـميعـنا في الكـنيسة ونـلتـف حـول راعي كـنيستـنا مطرانـنا الكـلي الوقار مار سـرهـد جـمو ــ تـصفـيق ــ وكـهـنـتـنا وكل شعـبنا أعـضاء كـنيستـنا لنـكـون كـنيسة كـلـدانية صافـية ، كـنيسة الروح الـقـدس ونحـن متحـدون كاملاً مع الكـنيسة الكاثـوليكـية .
إن فـخـرنا هـو أنـنا لسنا وحـدنا بل نحـن كاثوليك في هـذه الكـنيسة التي تمثل 17% من سكان العالم .... أحـياناً أقـول لصغار المدرسة أعـزائي إذا سألوكم مَن أنـتـم ؟ قـولـوا : أنا مسيحي ، مسيحي كاثـوليكي ، والأهم كـلـداني كي يعـرفـون .... إن هـذا ليس تعـصباً لأنـنا كـلـدان وكـنيستـنا كـلـدانية وﭘـطريركـنا هـو ﭘـطريرك الكـلـدان ومطرانـنا هـو للأبرشية الكـلـدانية ولسنا خجلانين منها وليس فـيها تعـصب أبـداً ... بل أن يسوع يريـدنا جـميعـنا الـ 23 كـنيسة أن نكـون واحـداً ، ولا واحـدة منها تخـجـل حـين نـسميها مارونية أو غـيرها والكـنيسة تـفـتخـر بنا ، خاصة سـيـدنا الـﭘاﭘا حـين عـقـدوا المجامع المسكـونية منـذ مجـمع نيقـية الأول سنة 325 م وإلى ما بعـد سنة 700 م كان يحـضرها أربعة أشخاص فـقـط مُرسَـلين من روما كي يرَون ما الـذي يعـمله آباؤنا المشرقـيّـون .
إنها كانت كـنيستـنا قـبل أن يـدخـل إلينا الـبـدو ، والآن يكـتـشـفـون آلاف الكـنائس والأديرة من جـنوب العـراق وصعـوداً نحـو الشمال في عـراقـنا الحـبيب ، والمسألة ليست خـطأ ولا أريـد أحـداً أن يضعها في قـوالب سياسية ، فإن أبونا إبراهـيم جاء من أور الكـلـدانيّـين فـهـل هـناك من يستـطيع أن ينـكـرها ، وإنَّ آخـر مَن حـكـم العـراق كانـوا أهـل الـبلـد نحـن الكـلـدانيّـين .... ثم جاء الغـرباء الإيرانيون والـبدو والمغـول والإغـريق ....... فـلنا الفـخـر بكـلـدانيتـنا ولا نخـجـل منها .
 
 



159
الكـرازة التأريخـية لأبونا نوئيل ﮔـورﮔـيس الراهـب الموقـر في سان ديـيـﮔـو
[/size]
الأحـد الأول من سابوع الرسل
تعـريـب : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
بـدأ الأب نوئيل كـرازته في تهـنـئة للآباء بعـيـدهم المبارك قائلاً : نحـن في أميركا يجـب أن نـفـرح مع بقـية الشعـب في أميركا لأنـنا نعـتـبر أنـفـسنا مواطنين أميركـيّـين ولهـذا فـفي كـل عـيـد وطني ومناسبة مدنية نحـتـفـل ونـفـرح بكـل طاقـتـنا خاصة حـين تكـون للأب ، وطبعاً يُحـتـفـل للأمهات بصوت أعـلى ونـقـبلها منهـن أن نسمع تهـنـئـتهـن حـين يقـلـنَّ كلاماً جـميلاً ــ مبارك عـيـد الأب ــ مثـلما يقـولونها للكهـنة ، ولهـذا نهنىء قـبل كـل شيء أبونا الروحي راعي الرعـية مار سـرهـد يوسب جـمّو ، وشكـراً لكم فأنـتم تـقـولون ــ أبونا ــ لـنا الكهـنة نحـسب أنـفـسنا بحـق آباءاً روحـيّـين لكـل واحـد منكم ، فـنحـن جـميعـنا عائلة طيـبة نجـتمع في هـذا المكان الـذي نعـيش فـيه ، ونـصلي أيضاً للآباء المنـتـقـلين إلى الحـياة الأبـدية كي يرثـوا ملكـوت السماوات .
في هـذا الأحـد نحـن نـبـدأ بسابوع جـديـد بموجـب تـقـويم طخـسنا الكـلـداني نسمية ــ سابوع الرسُـل ــ لأنه بعـد أن حـل الروح القـدس عـلى الرسل في عـلية صهيون كما سمعـنا في إنجـيل عـيـد الـﭘـنـتيقـوسطي الفائت ، كان قـد وعـد يسوع تلاميـذه لكي يـبـقـوا في أورشـليم  حـتى يرسل لهم روح الـقـدس  ــ ﭘارقـليطا ــ ليكـون معـهم ويـذكــِّـرهم بكـل ما قاله معـلمهم ولـيـبـشـروا به شعـوب العالم قاطبة وكانت الـبـداية من أورشليم كـنـقـطة إنـطلاق ، ومن هـناك إنـتـشر الرسل إلى الـبلـدان ، وكانت حـصة منـطقـتـنا بـيث نهـرين شرق الفـرات إثـنين من الرسل : مار تـوما الرسول ومار أدّاي ـ تـدّاوس ـ واليوم هـو ذكـراه الـذي أتي وبشـرنا بـيسوع المسيح .... ولا نـنـسى أن الأوائل الـذين جاؤوا وسجـدوا للرب يسوع في مغارة بـيث لحـيم ــ  بـيت لحـم ــ كانـوا مجـوساً أتـوا من مشرق أورشليم الملقـبة بـ ــ بابل المقـدسة ــ  ولكـن كـنيسة المسيح التي يريـد أن يـبنيها وبناها عـلى الأرض تكـون عـن طريق رسله الإثـني عـشر ، أحـدهم قـتل نـفـسه فـعـين آخـراً بـدلاً عـنه وكان لهم سلطان لرعاية المؤمنين ، لأن لهم فـقـط أعـطى سلطان للحل والربط في السماء والأرض، وكل الرسل متحـدين برئاسة (شمعـون كـيـﭘا- الصخرة) وكل أسقـف هـو خليفة لرسول ، كل واحـد في رعـيته التي هي مخـصصة له وبإسمه ، ولا يمكن في الكنيسة الكاثوليكـية أن يكـون الأسقـف بدون رعـية ! ويمكـن أن تـكـون شرفا أبرشية تأريخـية خالية اليوم من المؤمنين فـكـنيستـنا هي رسولية . وهـكـذا فإن كنيسة بابل الكلدانية شفيعها هـو مار توما الرسول الـذي إنـتـقـل من منـطقـتـنا ووصل إلى الهند ، ومار أديّ كان في شمال العراق وكان تـلميذه مار ماري قـد نـزل إلى الجـنوب ووصل الى العاصمة (أرشخيتا) التي كانت في ذلك الزمان ساليق وقـطيسفون ــ المدائن ــ حـول بغـداد الـيوم . وهـذا (القـداس الإلهي) الذي يقام في كل الكـنائس الكلدانية في العالم هـو تحـت إسمَي مار أديّ ومار ماري الطوباويـين مبشري المشرق ، الذي هو أقـدم من القداديس الباقـية المقامة في الكـنائس الحـية الأخرى . لهـذا فإيمانـنا المسيحي هـو منـذ القرن الأول ولكـن زمناً قاسياً مر عـلينا من القـتل والتهجـير والهـروب والظلم والضعـف إلى هـذه اللحـظة في وطنـنا الأصيل (بـيث نهـرين) ، والذي يحـدث اليوم كان مشهوداً منذ أزمنة بعـيدة ، ولـدينا خـبرة به . ونـشـكـر الله نحـن هـنا في هـذا البلد المبارك (أميركا) وفي هـذه المدينة الجميلة (سان ديـيـﮔـو) وهي نعـمة لـنا ، وأنا شخـصياً مسرور في هـذه الحياة التي أعـيشها لأنـني حـر ومحـترم ، لأن هـذا البلد يحمي الحـقـوق لكل المواطنين تحـت القانون وشريعة الوطـن ، ولهـذا نـشكـر الرب لأن المسيح قال لنا (إذا اضطهدوكم في هـذه المدينة إهـربـوا إلى أخـرى) ونحـن مسيحـيون إضطهـدونا في وطنـنا والحـمد لله وجـدنا وطناً آخـر أفـضل ، ولم يقل لنا (إذا تركـتم بلـدكم تكـونون مذنبون) ، وإنَّ تـركَ الـوطـن ليست جـنحة ، وخاصة الوطن الـذي يحـسبنا فـيه أهل الـذمة ومن الـدرجة الثانية ، بل ووصلت الحالة إلى أن نـقـرأ سورة الفاتحة في الكنيسة !. إن أخـونا إبرام (إبراهـيم) ترك أور الكـلدانية ، ويسوع ومريم ومار يوسف هـربوا إلى مصر فالهجـرة موجـودة.... إذن أين الخـيانة في وجـودنا في بلاد المهجـر؟ وأولادكم وأحـفادكم المولودون هـنا في أميركا يَعـتـبرون أنِّ هـذا هـو الوطـن وكـلـنا نعـتـبر هـذا وطـنـنا ونكـون مواطـنين صالحـين فـيه . ولكـن لنستمع إلى ما تـقـوله صلاة الصبح (سهـذيه) للشهداء ليوم الثلاثاء (من بلاد إلى بلاد تحـولتم ، ولكن من إلهكم لا تـتحـولوا، وكل بلد تـدخـلوه ، تحـل فـيه سِـمة الحـياة .
نشكر الرب لوجـودنا هنا ، نحـرس إيمانـنا المسيحي الكاثوليكي متمسكين بكـنيستـنا (كـنيسة بابل الكـلدانية) وهـذا أعـظم فـخـر ، ونطلب لكل الناس المضطهدين فـك أسرهم وتحـريرهم .
أخواني وأخواتي : توجـد كـنيسة لاتينية كاثوليكـية كـبـيرة ، فـماذا كانت حاجـتـنا إلى كـنيسة كـلدانية في أميركا ؟ ولو كانت المسألة تـتعـلق بالإيمان فـقـط كان بإمكانـنا أن نـذهـب إلى الكـنيسة التي نرغـبها والكاهـن الـذي نـريـده ، أليس الكـثيرون منا يقـولـون : ما الفـرق !! كـلنا سورايي بمعـنى مسيحـيون (وليس شيئاً آخـراً) وكـثيرون يذهـبون الكـنائس الأخـرى . ألسنا نـقـول أن الشعـب الأميركي والأورﭘـي كـلهم سـورايي = مسيحـيون ! .
فـلماذا نـريـد كـنيسة كـلـدانية ؟ هـل بسبب اللغة الكـلـدانية ؟ نستطيع أن نـترجم الطخس اللاتيني إلى اللغة الكـلدانية ؟ أليس قسم منا يرغـب اللغات الغـريـبة ؟ وأنـتم الناس الأوائل الذين قـدمتم إلى هـنا ، لماذا أردتم أن تكـون لكم كـنيسة ؟ أكـيد كـنـتم تـذهـبون إلى الكـنائس الأخـرى القريـبة لكم قـبل أن يقـوم القس (ﭘـطرس كـتولا رحـمه الرب) بـبناء هـذه الكـنيسة بإسم مار ﭘـطرس التي هي اليوم كاتـدرائية كـبـيرة .
مرة أخـرى نـسأل لماذا لدينا كـنيسة كـلدانية هـنا في أميركا وخاصةً في سان ديـيـﮔـو؟ .
والجـواب هو في مجموعة القـوانين للكـنائس الشرقـية المتمتعة بحـكم ذاتي في الطـقـوس ــ قانون 28 البنـد 1: الطخـس هـو التراث الليتروجي واللاهـوتي والروحي والتـنظيمي المتسم بثـقافة الشعـوب وظروفها التأريخـية ويعـبر عـنه بالطريقة الخاصة التي تعـيش بها بالإيمان كل كـنيسة متمتـعة بالحكم الـذاتي . البند 2 : الطخـوس في هـذه المجـموعة هي المنحـدرة من التقـليد الأرمني والإسكـندراني والأنطاكي والقسطـنطيني والكـلداني ، ما لم يتـضح غـير ذلك .
فـلو كانت المسألة ــ إيمان ــ فـقـط ونسينا أنـنا شعـب تأريخي ، كـنا الآن قـد إنـصهـرنا في أميركا ... وحـين أقـرأ هـذا قانـون كـنائـسـنا الشرقـية ، كم يعـطي لي الفـخـر لأكـون ما أنا عـليه ؟ وكم يعـطي لي القـوة والـزخـم لأكـون كاثـوليكـيا وكـلـدانياً هـنا في أميركا ؟ ويعـطي لي الـقـوة كي أرفـض مقـولة : نحـن كـلـنا واحـد !! ..... وما الـذي يُـخـيفـنا لـنـقـول أنـنا لسنا واحـد ؟ ليس بحـقـد ولا بكـراهـية ولكـن بإحـتـرام كـل إنـسان وإحـتـرام كـل قـومية كـل شعـب كـل ثـقافة ... إنّ أخـوَين إثـنين ليسا واحـداً ... نحـن نـريـد أن نحافـظ عـلى هـويتـنا ووجـودنا ، وكـنيستي الكـلـدانية قالت لي أن أحـفـظ هـويتي ولا أنـصهـر .
وفي الخـتام ، لنكن نحن أيضاً رسلاً في هـذه البلاد المباركة مثـلما جاء في صلاة الشهداء لتـكـون لنا "سِـمة الحـياة" لبناء مدينـتـنا المقـدسة بابل الروحانية الجـديدة والتي هي كـنيسة بابل الكلدانية الكاثوليكـية وكـل الشعـب الذي بها وكل الميراث الذي فـيها . وهـذا هـو واجـبنا أن نـوصِـل صوتـنا كالرسل الـذين أعـطوا لـنا هـذاالتراث ومثـلما قال الرسول ﭘـولس لتـلمـيـذه طيموثاوس : سـلمـتـك هـذه الوديعة الإيمانية .

160
مار باوَي سـورو مطران موقـر ، حـلَّ بَركة في كـنيستـنا بهـيـبة وفخـر
[/size]

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
في الحـياة مواقـف تستحـق الإكـرام بصمت ، وأخـرى تـليق بها الإدانة بصوت .... والمواقـف أحـداث نـقـف إجلالاً عـنـد بعـضها ، ونغـض الطرف عـن غـيرها .... والأحـداث يعـملها أشخاص ، بعـضهم يملأون مكانهم ، وآخـرون المكانُ يملأهم .... والأشخاص عجائب وغـرائب : فـمنهم مَن يقـول كلام الحـق يريـد به الباطل ، وآخـر يسكـت أمام الحـق خائـفاً من الباطل .....
فهـل يضيع الحـق لينـتـصر الباطل ؟ كلا !! الباطل يخـرس عادة مُنـكـساً رأسه خجلاً ، والحـق دائماً يصرخ عالياً " إنَّ صوت دم أخـيك صارخ إليَّ من الأرض "......... فالـدنيا ليست أحـكام قـرة قـوش .

تـذمر طلابي يوماً من ــ الإمتحان ــ كـتـقـيـيم لهم فـقـلتُ : لـو منحـنا شهادة تخـرج خالية من الـدرجات لكم ، هـل ستـتباهـون بها في مجـتمعكم ؟ وماذا سيكـون مقـياس الـتـفاضل بـينكم ؟ 
فـما أجـمل إمتحان يُـثمر نجاحاً بعـد عَـناء ، وما أعـظم كـفاح يوفـر لـقمة العـيش بأمان وصفاء ، وما أحـلى صراع من أجـل الـبقاء ....
ما أبهى نـضال يصون الكـرامة ، بل وما أروع عـدل يقـف بوجه الظلم بكل شهامة ، والخـط المستـقـيم أقـصر الطرق بـين الـقـدم والهامة ....
 
نعـم ، مار باوَي المطران خاض صراعاً إمتحاناً كـفاحاً نـضالاً ، متـشجعاً برغـبته الـنـقـية وروحانيته السامية متـشبثاً بالعـدالة السماوية ، ومخـتـصِراً المسار إلى كـرم الرب بـين محـطتين : من كنيسته إلى كـنيسـته ، وكانت نـتيجـته تـفـوقاً في نجاحه ، فـمن ذا الـذي يقـف في طريقه والـرب معه ؟ إلاّ ذلك الزارع ليلاً الـذي حـذَّرنا منه المسيح نهاراً فـنرفـضه رفـضاً !!.
 
 مار ﭘـولسُ وبَّخ رئيسَ التلامـيذ مار ﭘـطرس وقال : إستـوجـب المواجهة واللوم ! .... مضيفاً : إنْ زلَّ أحـد في خـطأ فأصلِحـوه أنـتـم الروحـيون بروح الـوداعة ، وحَـذارِ من نـفـسك ــ لئلاّ تُجَـرَّب ــ أنت أيضاً !! .   
المسيح قال لمار ﭘـطرس : إجـمع أخـوتك ولم يقـل نـنـظر ، نـنـتـظر ، نبحـث ، نـؤجـل ، نمهِّـد ، نـتـمَهل ، نـناقـش ، نستـشير .... بل قال : أتـرك كـل شيء وإتبعـني فـوراً .... فالخادم في بـيت الرب يضيف إليه محـبة وقـدرة وإدارة وحـماسا ، إنها فـرحة كـبرى وعـرس في الأعالي حـين يَـنضَم فاعـل إلى حـقل الرب ذي الحـصاد الكـثير ، وسيادة المطران باوَي سـورو حـصل عـلى تأشـيرة دخـولٍ كـنسية مزدوجة :

1- الكاثـوليكـية من روما ، 2- والكـلـدانية من السنهادس الكـلـداني مكـللة بقـرار قـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس لـينخـرط في خـدمة العَلم الكـهـنـوتية الطوعـية في أبرشية مار ﭘـطرس الرسول الكلدانية الكاثوليكية ...... إنه أمر من رئيس الكـنيسة الكاثـوليكـية نـطيعه جـميعـنا .... ولاحـقاً تعـيَّن بصفة نائب عام للأبرشية .... وعـليه هـو بَركة خـميرة في كـنيستـنا ، نأمل منه أن يكـون رمزاً ونـواة للـوحـدة التي نـنـشـدها ... وينـشـدها الكـثيرون إنْ كانـوا صادقـين ، ومن هـذا المـبـدأ جاء قـرار الـﭘاﭘا . 

المسيح الإله تـواضعَ وحـل بـينـنا ، لم يُحابِ أحـداً ليربح ودّاً ، ولم يهـدِ سـواراً ليكـسب رضى ! فـليس غـريـباً أنْ صار لكـثيرين عـثرة ولآخـرين جهالة .............. اليوم مار باوَي يخـدم الرب في كـنيستـنا الكـلـدانية الكاثـوليكـية ..... فإذا كان شخـصه قـد صار عـنـد كـثيرين عـقـدة ! ولآخـرين مشكـلة .... فـحـقاً تلك مشكـلتهم وعـقـدتهم ، وحَـلها واجـبة عـليهم ، فالمثـل الـدارج يقـول : حـك كـفـك بكـفـك لعله ينـفـعـك ..... دون الإستعانة بكـف الآخـرين .

غـبطة الـﭘـطريرك مار لـويس ساكـو جاء إلى خاصته لـيـبني بـيته قـبل كـل شيء ، وبعـد ذلك يكـون لغـيره ...... مثـلما المسيح جاء لخاصته أولاً ، وبعـد ذلك قال لتلاميـذه إذهـبوا وتـلمـذوا جـميع الأمم ، وقـد صرح غـبطته في مقابلته الأخـيرة قائلاً : إن كـنيستـنا قـبِلت المطران مار باوَي سـورو ... بكـل إعـتـزاز فـهـل من إعـتـراض أو إبتـزاز ؟.


161
الـﭘـطـريرك مار لويس ساكـو في إذاعة صوت الكـلـدان في ديترويت

http://www.chaldeanvoice.com/mod.php?mod=interviews&modfile=item&itemid=17

كـتابة : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
يسرني بـداية أن أعـبـر عـن رأيي في كـل مقال كـتبته أو أكـتبه ، والقادم أكـثر ! دون أن يُـسـيِّـرني أحـد لأني لستُ عـبـداً مملوكاً ولستُ منـتـمياً إلى أي تـنـظيم سياسي أو مـدني سابقاً أو لاحـقاً ... وإذا كان لغـبطـته وكلاء للـدفاع عـنه فـيمكـنه أن يعـلن أسماءهم عـلى الملأ ، كي نـتعامل معهم حـسب مقـتـضيات وظيـفـتهم ..... وعـفى الله عـن الـبـسطاء الـسـذج الـذين يعـيِّـنـون أنـفـسهم بأنـفـسهم وكلاء عـن غـيرهم .
***********************
بتأريخ 14 حـزيران 2014 كان لإذاعة صوت الكـلـدان في ديترويت لـقاءٌ مع رئيس كـنيستـنا الكـلـدانية غـبطة الـﭘـطـريرك مار لويس ساكـو حاوره الأخ فـوزي دلي مبتـدئاً بإسم العاملين في إذاعة صوت الكـلـدان بالترحـيب بالمستـمعـين إلى إذاعة صوت الكـلـدان وبغـبطته . وقال الأخ فـوزي في مقـدمة حـديثه أن غـبطته جاء ليلتـقي بأبناء جاليته في أميركا وكـذلك لرسامة مطران جـديـد للأبرشية الكـلـدانية في ديترويت بإسم فـرانسيس قلابات خـلفاً للمطران المتـقاعـد سيادة إبراهـيم إبراهـيم المحـتـرم .
وفي سؤاله لغـبطته 1:50 ــ عـما حـقـقه غـبطته من زيارته إضافة إلى رسامة المطران الجـديـد .
قال غـبطـته 2:10 ــ الإنسان البعـيـد يسمع دون أنْ تـكـون لـه علاقة قـريـبة أو مباشـرة مع الناس أو المكان مما تسبـب فـتـوراً ، أما الآن فـقـد رأينا بأعـينـنا ولمسنا بأيـدينا عـن رعـية ومؤسسات أبرشية مار تـوما الرسول في ولاية مشيـﮔان / ديترويت .... وجـئـنا كي نـتعـلم ونراجع أنـفـسنا ونـقـيِّـم هـذه الأبرشية الواسعة التي واجـهتْ مصاعـب كـثيرة في السنـوات العـشر الأولى من عُـمر الأبرشية 32 سنة التي خـدم فـيها سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم بالصبر والصلاة ... رأينا كـثرة الكـهـنة والرهـبان والسيمينير للـدراسة الكهـنوتية ويتـكـلمون اللغة الكـلـدانية والإنـﮔـليزية فـأحـسَسْنا بأنها ورشة عـمل تـتـطـور فأعـطت لـنا الأمل والزخـم ... إن أموراً كـثيرة كان يُـفـتـرض أن تـتـم قـبل الآن لو أنـنا نحـن الرؤساء تعـرَّفـنا بعـضنا عـلى بعـض دون مضيعة الوقـت هـباءاً ونـشوء حـساسيات بـينـنا وجـدران عازلة لأنـنا لم نلـتقِ سـوية ولم نستـمع إلى بعـضنا البعـض ، ولهـذا طلبتُ من كـل مطران يحـضر السنهادس المقـبل أن يهيء تـقـريراً متكاملاً عـن أبرشيته كي نعـرف ما هي هـذه الرعـية وليس فـقـط الإسم ، لـذا فإن فـرحـتـنا لا تـوصف الـيوم في هـذه الأبرشية التي تـعَـد أكـبر أبرشية في كـنيستـنا بعـد هـجـرة أعـداد كـبيرة من بغـداد التي كانت هي الأكـبر .  نأمل من المطران فـرانسيس أن يهـتم روحـياً أكـثر وأنْ يـبني إنساناً كـلـدانياً روحـياً وقـومياً ، ويسير عـلى خـطى الـﭘاﭘا فـرانسيس في القـداسة ويجـعـل الكـنيسة نـوراً وناراً .
ثم سأل الأخ فـوزي 7:29 ــ هـل تـفـكـرون في الإستعانة بعـدد من كـهـنـتـنا الأكـثر عـدداً لـسـد الـنـقـص الحاصل لكـهـنة أبرشيات كـنيستـنا في العـراق ؟
أجاب غـبطته 7:38 ــ عـملـنا إحـصائية والمطارنة القادمين معـنا مع المطران السابق والجـديـد وبحـضور 22 كاهـناً بكـل هـدوء وطيـبة ومسؤولية وطرحـتُ الفـكـرة لعـمل معايشة بـين كـنيسة ديترويت وكـنيسة العـراق الأم عـمرها 2000 سنة التي تعاني من بعـض الصعـوبات ... وإنْ كانت أبرشية ديترويت تبـدو شابة لكـن يجـب أنْ لا نـنـسى الكـنيسة الأم ، فأنا طلبتُ كـهـنة مولودين في أميركا ويعـرفـون اللغة الإنـﮔـليزية أنْ يأتـوا إلى سمينير العـراق ليطلعـوا ويساعـدوا ويعـملـوا ، وكـهـنـتـنا أيضا يأتـون إلى أميركا لتـبادل الخـبرات .
وسأل الأخ فـوزي 10:22 ــ يعـرف الناس أن هـناك بروداً بـينكم وكـنيسة مار ﭘـطرس الرسول في سان ديـيـﮔـو ويـتـساءلون : لماذا لم تـخـططوا لزيارتها ؟ وهـل تـوضح كـيف يمكـنـكم أن تحـلـوا هـذه العـقـدة التي ليست من مصلحة الكـنيسة ولا من مصلحة شعـبنا الكـلـداني ؟
أجاب غـبطته 10:48 ــ أنا ورثـتُ مشاكل كـثيرة وتركة ثـقـيلة وكانت هـناك تـكـتـلات ، ولكـن الشـكـر لله في السنهادس السابق ذاب كـثير منها ولا تـزال هـنا أو هـناك بعـض العـقـد التي يُـفـتـرض أنْ تـحَـل ويجـب أن نحـلها ... لا يوجـد شيء ضد الـﭘـطريركـية أو ضد أبرشية سان ديـيـﮔـو شـخـصياً ، أنا لم أتـكـلم يوماً ضد المطران مار سـرهـد ولكـنهم في موقـعهم الإلكـتـروني تـكـلـموا عـلينا كـثيراً ، نحـن ومطارنـتـنا رجال الكـنيسة عـنـدنا أمة وعـنـدنا هـوية ولكـن ليس واجـبنا أن نخـرج إلى الشارع لنـقـول نحـن كـلـدان وجـميع الناس كـلـدانيّـين ، إنّ هـذا هـو عـلى الأغـلب شأن العـلمانيّـين ، نحـن لا نـنـكـر هـويتـنا وبأنـنا كـلـدانيون ، ولكـن قـبل ذلك فإنـنا نحـن رجال الدين كـهـنة الكـنيسة عـنـدنا رسالة للجـميع وليس للكـلـدان فـقـط ، وكـنيستـنا كانت تحـوي أقـواماً متـنـوعـين ... وهـذه ربما تخـلق عـنـدنا إشـكالية ، وهـذا تـوجـهُـنا لـكـونـنا نعـيش في وضع خاص ، وهـنا في أميركا تـوجـد حـرية واسعة قـد يكـونون بحاجة إلى الحـفاظ عـلى الهـوية أكـثر منا لأنـنا نعـيش عـلى أرضنا ونستخـدم طخـسنا وقـرانا يتـكـلمون بلغـتـنا ولكـن عـنـدنا مشاكـل أعـظم .
فأضاف الأخ فـوزي 13:17 ــ عـلى مر التأريخ كان للكـنيسة هـوية دينية ، وأبناؤها كانت لهم هـوية قـومية والكـنيسة أيضاً عـنـدها هـذه الهـوية ... فـمثلاً الكـنائس الأخـرى في رسائل ﭘاطريركهم يربـطـون الهـوية القـومية بالهـوية الـدينية ، فـما هي مشكـلتـنا في كـنيستـنا ، فـنحـن لسنا نـنـكـر غـيرنا ونرفـض أن نـكـون متعـصبـين بل بالعـكس نحـتـرم الأمم الأخـرى والقـوميات الأخـرى ، مثـلما نريـدهم أن يحـتـرموا إسمنا القـومي الكـلـداني بـدون تعـصب من أجـل حـقـوقـنا .
فأجاب غـبطته : 14:10 ــ لم ينـكـر أحـد هـويته ولم ينـكـر أحـد إسم الكـلـدانـيّـين وعـنـوان الـﭘـطريركـية هـو للكـلـدانيّـين وهـو إسمنا الطبـيعي ولا داعي أن نـدگ بالطبل .... البارحة في زيارة مار دنخا الرابع ركــَّـز  كـثيراً عـلى الأمة وقال لنعـمل عـلى إتحاد الأمة ، وأنا قـلتُ قـبل ذلك لنـعـمل عـلى إتحاد الكـنيسة فـنحـن مسؤولون عـنها فـنحـن إذا صرنا كـنيسة المشرق واحـدة ، التي كان لها مجـدها ووقارها وإنـتـشارها في العالم ، لماذا لا نرجع ونـصير كـنيسة واحـدة ... لكـنه قال إذا صرنا أمة واحـدة يمكـنـنا أن نـصبح كـنيسة واحـدة ، أما أنا قـلت إذا أصبحـنا كـنيسة واحـدة يمكـنـنا أن نـصبح أمة واحـدة ، والمسألة القـومية هي عـلى الأكـثر من إخـتـصتص العـلمانيّـين .... نرجع إلى عـقـدة سان ديـيـﮔـو إنه أمر مؤلم كـثيراً ويمكـن أن يُـحـل مثـلما ذهـبنا إلى تورنـتـو فـحـلينا المشكـلة وتـصالح الجـميع بالقـبلات وصلينل سوية وغـفـرنا جـميعـنا بعـضنا للبعـض الآخـر ، وهـكـذا يُـفـتـرض أن نعـمل بتـواضع ، فـهـؤلاء أولادنا إنْ أخـطأوا نـنـبـههم دون أن نعـمل منها قـصة طويلة ونسبب ألماً للغـير ونـشـوِّه إسمنا ... ولِم كـل ذلك ، أمور بسيطة تـكـبر وتـصبح عـقـداً ... أنا كـتبتُ للمطران وقـلت له أنت بحـكـمـتـك وطيـبتـك وأبـوَّتـك إدعِـهم وتـكـلم معـهم وحـل هـذا الأمر كي لا يكـبر ، فـلم يُـجـبني ! بقـيَـتْ هـذه العـقـدة ، وسمعـتُ أنه سيأتي المطران إلى الرسامة ونجـتـمع سـوية ونـتـكـلم معه ، فإذا كانت عـنـده رغـبة سنـؤجـل رسامة الكاهـن في أستـنـبول ونـذهـب إلى سان ديـيـﮔـو ونعـمل مصالحة وتجـري المياه الصافـية في مجاريها ...
ثم سأل الأخ فـوزي 17:44 ــ عـن السنهادس المقـبل .
فأجاب غـبطته  17:51 ــ إلى حـد الآن لا يوجـد أي تغـيـير في الزمان 24 حـزيران والمكان بغـداد إلاّ إذا حـدث تغـيـير فـسأذهـب إلى العـراق وأكـتب لهم ــ للمطارنة ــ  .
سأل الأخ فـوزي 18:02 ــ عـما إذا كانـوا قـد حـقـقـوا أهـدافاً في السنهادس السابق .
أجاب غـبطته 18:27 ــ نعـم كان سنهادساً متميزاً في تأريخ كـنيستـنا فالعلاقات جـيـدة بـدون مشاكـل بـينـنا ولا تـكـتـلات وإنـتخـبنا مطارنة وقـبلـنا مار باوَي كـدِماء شابة وقـرارات أخـرى .
سأل الأخ فـوزي 19:07 ــ عـن مار باوي .
فأجاب غـبطته 19:29 ــ يجـب أن تـكـون عـنـدنا نـظـرة متـفـتـحة شاملة ومسؤولة وبإهـتـمام ، كي لا نعَـقـد علاقـتـنا التي عـنـدنا مع كـنيسة المشرق بل نحافـظ عـليها ونـسلك معـهم بـدبلوماسية وبرغـبة جـيـدة ، وتـسير الأمور رويـداً رويـداً ، ولا نجـعـل من أمر شخـصي بسيط يكـون سبـباً في هـدم هـذه العلاقة ...  والبارحة أيضاً تـكـلم مار دنخا عـن هـذا الموضوع ونحـن شـرحـنا له بكـل حـق وطيـبة ونحـن سـنـدرس هـذا الموضوع ...
قاطعه الأخ فـوزي قائلاً 20:20 ــ  إن هـذا الموضوع واضح وأصبح مقـبولاً في كـنيستـنا كأمر واقع ... أما هـم لم يكـونـوا فـرحـين بـذلك فلا يجـوز أن تبقى القـضية معـلقة في الوقـت الـذي عـنـدنا كـهـنـتـنا إلتحـقـوا عـنـدهم وكـنيستـنا لم تحـتـج .
فـعـقـب غـبطته 20:45 ــ هـناك فـرق بـينه وبـين كـهـنـتـنا ، وبعـضهم أراد الرجـوع وبصراحة أنا لم أقـبل ... قـصة مار باوَي أكـثر تعـقـيـداً وفي السنهادس سنـدرسها .
الأخ فـوزي سأل 21:54 ــ عـن دَور العـلمانيّـين ومشاركـتهم في الكـنيسة .
فأجاب غـبطته 22:44 ــ نحـن نـؤمن بأن الكـنيسة ليست الـﭘـطـريرك والمطارنة والكـهـنة بل هي كـل الشعـب ، شعـب الله المخـتار وكل واحـد له مكانـته وهِـبته التي منحـها الله له فالعـلمانيون شـركاء في الكـنيسة وليسوا جـنوداً يطيعـون آمرهم  .
الأخ فـوزي سأل 32:35 ــ نحـن كـكـلـدان لا يوجـد لـنا مَن يمثـلـنا في الـﭘـرلمان  ، ألا تـرَون أن حـواراً بـين الكـنيسة وتـنـظيماتـنا يمكـن أن يؤدي إلى تحـقـيق ذلك ؟
أجاب غـبطته 33:26 ــ نحـن الكـلـدان لم نشتـغل بالسياسة وليس لـنا تأريخ سياسي بل ركـزنا عـلى العـلم والمهـن والتجارة ............. 33:41 ــ ومـنـذ ثلاثين أو أربعـين سنة إبتـدءنا نهـتم بالأحـزاب السياسية ولكـنها ضعـيفة ولا يوجـد أناس يمكـن الإتـكال عـليهم للخـدمة ،....................... 33:59 ــ أما الموجـودين حالياً فـقـد تعـلموا السياسة وهم داهـية ، وليس عـنـدنا ما يكـون مسنـوداً في الـداخـل ، وأبسط شيء الـذي حـصل أنَّ أحـدهم جاء إلى هـنا وعـملوا له إعلاماً واسعاً فـكـيف يفـوز وليس له ذلك الـثـقـل كي ينـتـخـبوه الكـلـدان وحـتى غـير الكـلـدان كي يعـطـوا له أصواتهم ، اليوم يجـب أن يكـون هـناك شيئ مهيَّء جـيـداً ومدروس بقائمة واحـدة متحـدة وأشخاص عـنـدهم جـرأة وأصحاب خـبرة كي يأتـوا ويعـملوا للكـلـدان والسورايي "" مسيحـيّـين "" وللعـراق ، وليس لأنـفـسهم فـقـط ........... 35:07 ــ عـنـدنا أحـزاب بعـيـدة عـن بغـداد ومقـرها ليس في بغـداد ، أما الآخـرون !!! فـهم في بغـداد يأتـون عـنـدنا ونراهم في كـل مكان ، وهـذا لا يعـني أنـنا مع هـذا الخـط وضد الخـط الآخـر ، نحـن كـنيسة نبحـث عـن فائـدة المسيحـيّـين وبالأخـص فائـدة العـراق ، أما أن يأتوا إلينا أناس إنـتـهازيّـين فهم متعِـبـون ... ولا يمكـنـنا أن نـدعم أياً كان من الكـلـدان .
سأل الأخ فـوزي 36:45 ــ عـن الرابطة .
فأجاب غـبطته 37:21 ــ  وقال : ليس لـدينا تـنـظيم قـوي يـدافع عـن طـلبات شعـبنا وحـقـوقهم أو يعـمل لهم مشاريع ، فـلماذا لا يكـون لـنا شيء منـتـشر في العالم كـله ، الرابطة هي تأسيس إجـتـماعي ثـقافي تراثي إقـتـصادي ولكـن عـمله ليس سياسة وليس حـزباً ، ويكـون لها ممثـلين في المحافـل الـدولية ، ويمكـنهم عـمل مسيرة عـنـد الحاجة ، لا يمكـن أن نـفـصل أنـفـسنا عـن السياسة ولكـني لست مُسيَّساً ولست حـزبا ذو أجـنـدة ، وكـل جـهـدها هـو للشعـبنا الكـلـداني والمسيحي وللعـراق ، تعـمل في السياسة دون أن تـسيَّس ونحـن نـسانـدها عـن بُـعـد لأنها لن تـكـون تحـت وصايتـنا  بل نعـمل سوية دون أن نـفـرض عـليها أجـنـدتـنا والعاملون فـيها يجـب أن لا يكـونـوا أعـضاء في أحـزاب سياسية ، وسنـضع شروط الإنـتماء ويكـون لها صندوق مالي كـلـداني لعـمل مشاريع .
سأل الأخ فـوزي 41:46 ــ في كـلمتـك بكـنيسة أم الله في مشيـﮔان عـن الوحـدة مع كـنيسة الآثـوريّـين التي تـشتـرط عـلينا أن نـقـطع العلاقة مع كـنيسة روما .
أجاب غـبطته 43:04 ــ لا ليس هـكـذا ، أولاً زرنا مار دنخا بإحـتـرام كـبـير وهـو إحـتـرمَـنا كـثيراً وقـلـنا أنـنا أتينا من كـل قـلـبنا كي نرجع إتحاد كـنيستـنا المشرقـية بـدون إسم ويمكـن أن يكـون فـيها الكـلـدان والآثوريون و السريان والعـرب وملل أخـرى ، وقـلنا أن نؤسس لجـنة كي تحـضر لهـذه الوحـدة التي لن تحـصل بقـرار من بطـريركـين إثـنين ، نحـن أظهـرنا رغـبتـنا الصالحة ولا زلـنا ، ونحـن بإنـتـظار منهم وهـناك أمل فـيهم أن يهـتـموا بالموضوع ومع الزمن سـيُـدرس ، وهم أحـرار حـيث رئاستهم تـتـمـثل في البـطريرك أما نحـن فـرئاستـنا تـتـمـثل في قـداسة البابا والتي هي مساعـدة لـنا وليست عـلى حـساب هـويتـنا وحـقـوقـنا بل ستـزيـد من وزنـنا وحـقـوقـنا ،  إن الإيمان واحـد أما الرئاسة فـليست واحـدة ، وسنبحـث عـن العلاقة مع روما .
وقاطعه الأخ فـوزي 45:44 مستـفـسراً عـن عـقـدة الآثـوريّـين فـهم يحـسبونـنا آثـوريّـين مثـلهم .
قال البطريرك ساكـو 46:12 أن هـذه العـقـدة ستـحـل ، حـيث دنخا يرى أن الوحـدة القـومية ستـسهل الوحـدة الكـنسية ، أما أنا أرى غـير ذلك فـنحـن رجال الـدين مسؤوليتـنا كـنسية أهم  أكـثر ومباشـرة وكـنـتيجة فإن شعـبنا يمكـنه أن يتـوحـد وهي من شأن العـلمانيّـين أكـثر ، ولا يوجـد شيء ضد شيء آخـر بمعـنى هاتان النـظـرتان ليستا متـضادتين .

162
الوحـدة بـين غـبطة الــﭘـطريَركـين مار ساكـو ومار دنخا أدنى من قاب قـوسَـين
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
    في مقـدمة تـوضيحـية للقارىء العـزيـز : نـذكـر أنّ الكاردينال ــ تارشيزيو برتـوني ــ وزير خارجـية الكـرسي الرسولي ، والمونسنيور ــ أنجـيلو بـيشيـو ــ وكـيل الشؤون العامة ، قـدّما نـشرة عام 2013 من الدليل الرسولي السنوي ودليل الإحـصائيات الكـنسي ... إلى قـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس مفاده أنَّ عـدد الكاثـوليك المنـضمين إلى كـنيسة روما يـزيـد عـلى 1.2 مليار مؤمن مع زيادة سـنوية بنسبة مئـوية بسيطة كـل عام ......................... وبشأن الإخـوة الـنساطرة ليس لـدي رقـم دقـيق يمثل عـددهم في العالم ولكـن يُـعـتـقـد أن نسبتهم المئـوية هي بضعة أجـزاء من العـشرة آلاف من ذلك العـدد الهائل للكاثـوليك ــ ربما 0.0002 أو 0.0003 % ــ ... وبالنسبة إلى العـراق فإن الكـلـدان يمثـلون بحـدد 80% من مسيحـيّـيه .   
ومما لا شـك فـيه أن غـبطة الـﭘـطـريرك ساكـو تـوّاق بإنـفـتاح إلى الوحـدة الكـنسـية بـين الكـنيسة الكـلـدانية الكاثـوليكـية مع الكـنسية الآثـورية النـسـطورية المنـزوية نـوعاً ما ، وأيضاً غـبطة الـﭘـطـريرك دنخا الرابع يطمح إلى وحـدة كهـذه إلاّ أنه يشـتـرط فـيها شروطاً تمانع تحـقـيـقها فـهي تعـجـيـزية بكـل معـنى الكـلمة ، وفي ذات الوقـت لا تـناسب ﭘاطـريركـية بابل للكـلـدان وليس بمقـدور أي ﭘـطـريرك كـلـداني التصرف بحـرية والقـبول بها لأنها مخالفة لوصية المسيح والتأريخ ، وللمنـطق أيضاً عـلى أقـل تـقـدير .
نـذكــَّـر الإخـوة الآثـوريّـين بأن حـواراً كان قـد أخـذ مجـراه بين الكـنيسة الآثوريّة والكـنيسة الكاثوليكـيّة في روما أدّى إلى التوقـيع على إعلان كـريستولوجي مشترك في العام 1994. تلتها محادثات بـين مار دنخا والمرحـوم بـيـداويـذ من أجـل التـقارب والوصول إلى الوحـدة الكـنسية إلاّ أنها تـوقـفـتْ .... لأن الوحـدة تـتـطـلب الإرتباط مع الكـنيسة الواحـدة الجامعة المقـدسة الرسولية في روما والتي من شأنها القـبول بسلطة قـداسة ﭘاﭘا الـﭬـاتـيكان خـليفة مار ﭘـطرس المكـلف مباشرة من المسيح بأن يجـمع إخـوته ويرعى خـراف الرب ... فالإخـوة الآثـوريـون يتجـنـبون الإنـضمام تحـت سـلطة أية كـنيسة عـلى الإطلاق ويرفـضون السلطة الروحـية لكـنيسة روما والتي وصفها غـبطة الـﭘـطـريرك ساكـو بسلطة المحـبة في الخـدمة ، بل يريـدون من الآخـرين أن يكـونـوا تحـت سـلطتهم .
وبهـذا الصدد يقـول غـبطة مار ساكـو عـن أولوية الـﭘاﭘا :
 هـناك جذور كـتابـية وتأريخـية لأولوية ﭘـطرس الرسول ، وفي طـقسنا المشرقي معـطيات لهذه الأولوية . أفهم أن في كل كـنيسة محـليّة رئيسها هـو لها بمثابة ﭘـطرس ، لكن لروما موهـبة خاصة لتـترأس بالمحـبة (أغـناطيوس الأنطاكي) . هـناك بعـض الإشكالية في ممارسة هـذه الموهـبة خصوصاً في المجال القانوني ، لكن إذا قـبلنا أن في الكـنيسة هي سلطة المحـبة في الخـدمة وليست على طريقة الدول ، لغـدا قـبولها أسهل ولكانت الوحـدة قـد تمت بشكل من الأشكال.
طبعاً هـناك سبب آخـر وهـو أن الكـنيسة الآثـورية النـسـطورية لا ، ولن يمكـنها أن تـنـطق عـبارة : مريم أم الله .... رغـم إدعائهم أن عـبارة ــ أم المسيح ــ يقـصدون بها ذات المعـنى المشار إليه .


سـفـرة الـﭘـطريرك ساكـو إلى كـنـدا وشمال أميركا
ضمن برنامج سفـرته إلى كـنـدا وشمال أميركا ، زار غـبطة الـﭘـطـريرك لويس ساكـو بتأريخ 12 حـزيران 2014 غـبطة الـﭘـطـريرك دنخا الرابع في مقـره بمدينة شـيـكاﮔـو/ أليـنوي وبرفـقـته مجـموعة من مطارنـتـنا الكـلـدان الأجلاء ، وبحـضور مطارنة من الكـنيسة الآثـورية الكـرماء . 
https://www.youtube.com/watch?feature=youtu.be&v=EvGuyBBg4UM&app=desktop
وكان في إستـقـبال غـبطته والوفـد المرافـق له في الحـديقة الأمامية للمقـر ــ حـسب الـﭬـيـديو الصامت ــ سيادة المطران آوا أمين سـر سنهادس كـنيسة المشرق الآثـورية / التـقـويم الجـديـد  ، فأكـرمهم ودعاهم إلى الـدخـول وجـلـسوا في صالة الإستـقـبال ، وبعـد ثلاثين ثانية تـقـدم غـبطة مار دنخا قادماً من غـرفته إلى الصالة فـسلم عـليهم وتبادلوا العـناق وتـشابك الأيادي في مصافحة حارة تـخـللـتها إبتـسامات ثم إشتـركـوا سوية ومار دنخا مصلياً عـلى مائـدة المحـبة ، وبعـد إستـراحة بسيطة تجمَّعـوا ثانية حـول طاولة شاي وأخـيراً كان التـوديع بعـناق ومصافحة . وقـد ظهر في الـﭬـيـديو ــ الناطـق ــ في الـدقـيقة 6:49 غـبطة مار ساكـو  يـدعـو الحـضور جـميعهم إلى تماسك الأيادي للصلاة سوية ... أبانا الـذي في السماوات .... بـدون صلاة السلام الملائكي لمريم العـذراء الـتي إعـتادتْ وجـرت العادة أن تـتـرافـقان ... أعـقـبتها صلاة من طخـسنا الكـلـداني : لتـكـن لـنا صلاتـك يا أبانا ..... شارك بها الجـميع عـدا مار دنخا الـذي كان مستـمعاً فـقـط عـلى إعـتـبار أن الصلاة مقـدمة له..... وفي أثـناء هـذه الصلاة لـفـتَ الإنـتـباه شـفـتَي أحـد أساقـفـتـنا الكـلـدان الجـدد يلفـظ كـلمة باللغة الكـلـدانية الفـصحى بشكـل خاطىء واضح ... وبعـدها طلب مار ساكـو من مار دنخا كي يمنح بركـته لجـميعهم فـلبى الطلب ، وعـنـدها في الـدقـيقة 8:34 حـسب الـﭬـيـديو ، قـبَّـل غـبطة الـﭘـطـريرك ساكـو الـيـد اليمنى لغـبطة مار دنخا ماسكاً إياها بـيـده الـيُـسرى ، دون أن يُـبادر الآخـر إلى سحـبها وَقاراً وإحـتـراماً للأول كما هـو العـرف الجاري في مجـتـمعـنا الشرقي والعـراقي ، بل كان الأفـرض أن يُـبادله بقـبلة عـلى الرأس أو الكـتـف ... ولكـن غـبطته طـبطـب بـيـده اليمنى عـلى الكـتـف الأيمن لمار ساكـو .
ومما دار في اللقاء الأخـوي هـذا ، حـسب بـيان الإعلام الـﭘـطـريركي الكـلـداني المنـشور بتأريخ 13/6/2014 http://saint-adday.com/permalink/6196.html أنّ غـبطة مار ساكـو أكـد على أهـمية هـذه الزيارة التي يأمل منها مؤمنو كـنيستينا خـطوات عـملية في إتجاه تحـقـيق وحـدة كـنيسة المشرق ................. وإقـترح أن يتم عـقـد مجـمع يضم أساقـفة الكـنيستين للحـوار وإعـداد خارطة طريق تحـقـق هذا المشروع المصيري ، وتجاوز العـقـبات بروح مسيحـية ...... واضعاً الكـرة في ملعـب الكـنيسة الآثـورية بقـيادة مار دنخا الرابع والـذي عـقـب عـلى غـبطة مار ساكـو قائلاً : نحـن واحـد ، ونحـن نعـمل من أجـل وحـدة كل المسيحـيـين ، لكـن من وجهة نظرنا أن وحـدة شعـبنا القـومية هي التي تحـقـق وحـدة كـنيستينا .... مؤشـراً إلى بعـض الإشكاليات التي عـثرت مشروع الحـوار نحـو الوحـدة ، الذي كان قـد بدأ في تسعـينيات القـرن الماضي .
 فـردَّ عـليه غـبطة الـﭘـطريرك ساكـو : إن الوحـدة القـومية مسؤولية العـلمانيـين بالـدرجة الأولى ، بـينما وحـدة كـنيستينا هي مسؤوليتـنا ، وأن  وحـدة شعبـنا ستأتي لاحـقاً . وعـلق المطران إبراهـيم قائلا : إن كـنيسة المشرق كانت تضم شعـوباً وقـوميات عـديدة ، فـما الضرر أن تـضم اليوم أقـواماً مخـتـلـفـين ، لأن الكـنيسة جامعة ، ونـتـضرع إلى الروح القـدس أن يقـودنا جميعاً إلى هـذه الوحـدة التي صلى من أجلها الرب يسوع .
إن التآلف المنعـش والإبتـسامات المفـرحة التي ظهـرتْ في اللقاء تـوحي إلى عـهـد جـديـد وأنّ الـوحـدة قـد عُـقِـدَتْ وأبرِمَـتْ بـين الكـنيسة الكـلـدانية الكاثـوليكـية والكـنيسة الآثـورية الـنـسـطورية ، ولم يـبقَ سـوى الـبـدء بالتـنـفـيـذ أو عـلى الأقـل خـطـوا خـطـوتها الأولى مما يـبعـث بالأمل في آفاق مقـبلة لصالح شعـبَـينا الكـلـداني والآثـوري ، خاصة أن مار ساكـو وبهـذه المناسبة قـدم لمار دنخا خاتماً مثل الـذي يحـمله هـو، رمزاً لهـذه الوحـدة المنـشودة . وكم كان بـودنا لو أن قادة الكـنيسة السريانية إشتركـوا في هـذا التآلف المنـسجم . وقـد يفاجـئـنا قادة الكـنيستين في الأيام المقـبلة فـنسمع أخـباراً تـثـلج الصدور فـتـتـوحـد الإرادات وتـتـآلف الـنيات ، لـنـبـدأ في الكـتابة عـن المقـبل من الخـطـوات .



163
غـبطة الـﭘـطريرك لويس ساكـو مع الكـلـدان في كـنـدا وشمال أميركا

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

دخـلتْ محـطاتـنا الكـلـدانية مرحـلة إنـتـباهٍ ــ كـنسياً ــ حـين تعـرَّفـنا عـلى تـغـيرات مناخها وتأرجحها عَـبرَ صحافة المواقع الإلكـتـرونية ، وحالة إخـفاق ــ قـومياً ــ عـنـد إعلان نـتائج الإنـتخابات الـﭘـرلمانية الأخـيرة ، وتـزامنـتْ مع أحـداث كـلـدانية مهمة عـلى الصعـيـد الكـنسي والقـومي أيضاً .

فـكانت زيارة غـبطته المباركة إلى أبرشية ألقـوش الكـلـدانية والتي لـفـت إنـتباهَ الشعـب المؤمن إلى تـصريحَـين يستحـقان الوقـفة عـنـدهما : الأول عـبارة وردت في كـلمته لأبناء قـرية الشرفـية ، والثاني عـبارة أخـرى جاءت ضمن رسالته الرعـوية التي بعـث بها إلى أبناء ألقـوش بعـد مغادرته إلى مقـره في بغـداد ، ثم كانت أحـداث خـميس العـنـصرة في كـنيسة الراعي الصالح / تـورنـتـو / كـنـدا ، وبعـدها كـرازة قـداس الأحـد في كـنيسة مار ﭘـطرس الرسول في سان ديـيـﮔـو ، والتي كانت قـد سبقـتها محاضرات أخـرى منـشورة ، ثم رسامة وتـنـصيـب الأب فـرانـك قلابات مطراناً لأبرشية مار تـوما الرسول / ديترويت ، يلي ذلك السنهادس الكـلـداني المقـبل .

وقـبل كـل ذلك كان مقـتـرح غـبطته حـول الرابطة الكـلـدانية ، والـذي يرغـب في طرحه أمام أصحاب السيادة مطارنـتـنا الكـلـدان الأجلاء في السنهادس الـذي سيـبـدأ أعـماله بتأريخ 24 حـزيران الجاري في بغـداد والـذي نأمل أن يحـضره جـميع المطارنة الكـلـدان متـوَّجاً بإعلان قـداسة الـﭘاﭘا قـبول المطران مار باوَي سـورو عـضواً في السنهادس الكـلـداني ومطراناً فخـرياً في أبرشية فـورزيانا / اللاتينية / شمال إفـريقـيا ويؤدي خـدماته الراعـوية في أبرشية مار  ﭘـطرس الرسول في سان ديـيـﮔـو / أميركا ، وكـذلك يُـطـرَّز السنهادس المـذكـور بتعـيـيـن ثلاثة مطارنة كـلـدان جُـدَد ، وهم : مار سعـد سيروب ، مار يوسف توما ، مار حبـيب الـنـوفـلي الأجلاء .

تهـمنا ــ لا كـما إخـتـصِرتْ في سـدني بعـشرة دقائق بعـد الـقـداس ــ لقاءات متوقعة لغـبطته بأبناء الجالية الكـلـدانية في تورنـتو وشيكاﮔـو ومشيـﮔان ، ومن المؤكـد أنَّ أسئلة ستـطرح أمامه للإستماع إلى أجـوبته لها وآرائه فـيها ، وبعـد أنْ ولـتْ الإنـتخابات المخـيّـبة للآمال ، لا شيء يثير الكـلـدان حالياً سـوى موضوعَي الرابطة والهجـرة .

لـقـد كـُـتـبَـتْ مقالات عـديـدة بشأن الرابطة تراوَحَـتْ بـين كـتابة سطحـية من أجـل الـدخـول إلى سـوق الكـتابة دون إثارة سؤال أو إستـفـسار عـنها وإنما فـقـط التـلويح بالتأيـيـد لها بعـد أن إجـتـذبتهم روائح مشوياتها مقـدماً إستعـداداً للتجـمع حـول مائـدتها قـبل الإحـتـفال بولادتها ، وكـتبة آخـرون لا تهـمهم مغـرياتها وإنما قـيمتها الآنية والمستـقـبلية ، فـطرحـوا أسئلة كـثيرة وإستـفـسارات عـديـدة عـن غـوامض وأمور مجهولة وردتً في مشروع غـبطته بشأنها دون أن يجـيـب هـو أو غـيره من مؤيـديه عـليها . 

1- لـقـد كـتـبتْ إحـداهـنَّ قائلة أنَّ هذه الرابطة تـشكل قـوة للمسيحـيّـين الكـلدان بصورة خاصة ، مضيفة أن هـذه الرابطة تبحـث عن مستـقـبل المسيحـية في العراق والشرق الأوسط والعالم ........... ولكـنها نـسـيَـتْ ولم تلـتـفِـت إلى المسلمين الكـلـدان الـذين باركهم غـبطته ! كما طـلبَـتْ أن يكـون أعـضاء الرابطة ممن يشعـرون بالمسؤولية ولهم الشجاعة والجـرأة وعـقـلية متـفـتحة ، ولم تـزوّدنا بمقايـيس لـتـلك الصفات .

2- وأثـنى آخـر قائلاً أنّ غـبطته يحـتـرم الرأي الآخـر ويحـرص عـلى المناقـشة مع الآخـرين .... نقـول نعـم نشهـد ما بالله إن غـبطته يستمع ويحـتـرم ولكـنه لا يُجـيب عـلى الإستـفـسارات الحادة بشأن مشاريعه ، وإن أجاب قـليلاً ، فـبضبابـية لا يُـفهم منها شيئاً ولا نجـد للشليلة فـيها رأساً .

3- كاتب آخـر إقـتـرح أن يكـون أعـضاء الرابطة من متـقـبلي الإنـفـتاح عـلى الآخـر وإستبعاد كل متعـصب يحاول وضع العـصا في عجلة التـفاهم والتـقارب بـين الإخـوة ...... ولم يوضح لـنا أخـونا كـيف ينـفـتح عـلى المنـغـلِـقـين والمغـلـَـقـين ! ولم يأتِ لـنا بمفـتاح لفـتحهم ، أم يمكـنه ذلك بضربة فأس عـلى رؤوسهم ؟ ثم لم يصف كـيفـية إبعاد المتعـصب وعـصاه ، هـل بالخـنـوع للتـسمية الـقـطارية أم بقـبول التـفاهم والـتـقارب مع رافـضي إسمه الـقـومي الكـلـداني .
 
4- ورابع بسيط وخـفـيـف الـدم يلوم وينـصح غـبطتـَه ، فـكـتب وقـلمه غـير مبريّ فإنـزلق ووقع في مطب حـين أراد الرابطة مستـقـلة غـير كـنسية ولكـن ـ ﮔـلبه ﮔـلب الـسمـﭼـة ــ  يـشترط أن تـكـون تحـت رعاية الكـنيسة وليس العـكـس ، لـديمومة دعـم الكـنيسة للرابطة !! .... ثم دخـَّـلَ نـفـسه في مأزق الحـبل السري والوصي القانـوني دون أن يستـطيع الخـروج منه ، عـلماً أنَّ إسمه قـطاري موثـق ....... تـفـضـلـوا ، أليس هـذا فـلـتة زمانه ؟ .

5- وخامسٌ ، شافـنا سـود عـباله إحـنا هـنـود ، فـمن جهة يـﮔـوﮔـل حـروفه حـتى يرتبها عـلى خـطوط دون أن يـدري بأن العـم ﮔـوﮔـل ليست لـدية إجازة تـبليط الطرق ، ثم يرى أنْ تـكـون الرابطة إنـسانية الهـوية ، مناقـضاً نـفـسه حـين يطالب بمتخـصصين لبحـث هـوية الرابطة ... لاغـياً إنـسانيتها دون أنْ يعـلم .
***********************************

أما غـبطته فـقـد ذكـر أنَّ :
1- رابطته المقـتـرحة لن تـكـون سياسية وأعـضاؤها غـير مرتبطين بتـنـظيمات سياسيّة ولكـنها تـدافع عـن الحـقـوق العامة للكـلـدان والمسيحـيّـين ومنها السياسية ! ..... هـذا أمر مدهـش أن لا تكـون منـتمياً إلى تـنـظيم سياسي ، ثم تـكـون عـضواً في تـنـظيم مـدني غـير سياسي ، وفي ذات الوقـت تـدافع عـن حـقـوق سياسية للـناس .

2- وأكـد غـبطته كـثيراً عـلى كـلمة المشرق دون أن يـفـسرها لـنا في هـذا المشروع المـدني اللاكـنسي .

3- لا وصاية عـليها من أية جهة كانت : كـنسيّة أو سياسيّة أو ماليّة ، إنما  تأسيس مدني مستـقـل .... ولكـنـنا لا نـدري لماذا سيعـرضها عـلى رجال الكـنيسة ؟ وماذا سيكـون عـلمها ، شعارها ، لغـتها ، ما تعـليله لعـيـدها الكـنسي الـذي حـدده مسبقاً لها ؟.

4- تحـقـيق وحـدة كـنيسة المشرق ............... ولسنا نـفهم هـل ! وكـيف ! سيشـتـرك العـلمانيون في مناقـشات من أجـل تحـقـيق الوحـدة بـين كـنائسـنا الثلاث ؟ وإذا أجاب بنعـم ، فـمعـنى هـذا أنْ تـتاح الفـرصة لـنا الـيوم لـنـناقـش ــ في سنهادس كـنيستـنا الكـلـدانية ــ مع السادة المطارنة جـميع الـنـقاط الواردة في جـدول الأعـمال ، عـلى الأقـل لإكـتـساب الخـبرة ، وسـوف يرى إنْ كان العـلماني أهـلاً لها أم لا .

164
غـبـطة ﭘـطريرك الكـنيسة الكـلـدانية ليس بحاجة إلى دفاع الضعـفاء الّلـوﮔـية

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
 
خـلق الله الإنـسان ــ كـل إنـسان ــ كاملاً عـلى صورته في وعـيه وبـِرّه ونـقائه وقـداسته وحـريته وإرادته ........ فلا تخـتـلف صوَرُ خـليقـته ، إلاّ حـين نبحـث في ماديات الإنـسان من صفاته ويـدخـل الجـسـد في مقـياسه ، فـنرى الطويل والـقـصير والخـفـيف والـثـقـيل والقـوي والضعـيف فـيه ، ثم صار يـبحـث مزايا لنـفـسه ، فـظهر المتعـلم والأمّيّ والـثري والفـقـير والشجاع والجـبان منه .

الإنـسان الـقـديم تـطـورَ بفـكـره معـتـمداً عـلى إرادته وحـريتها ، فـشـكـَّـلَ مجاميعَ بـشرية يتآلف فـيما بـينهم أفـرادُها ، فلا بـد مِن أنْ يـبرز بـينها الكـثيرون مَن هـم أهـلٌ لها ، ليكـونوا حاميها وسـيـدها وقائـدها ومنـسّـقها وقاضيها ومخـتارها ومعـلمها وحلاّل مشاكـلها مِن أجـل وضع دسـتـور لها لـتـنـظيم حـياتها ، إنها حـتمية تأريخـية لا مفـر منها .   

إن المتميـزين في المجـتمعات هم أولـئك الـذين عـنـدهم قـدرة فـكـرية أو عـضلية أو فـنية أو صفات أخـرى شخـصية تجعـلهم سادة الـقـوم ذوي مكانة رفـيعة تمتـد إلى حـيث تـصل قـوة إشعاعاتهم التأثيرية ، أفـراد المجـتمع يـؤدّون واجـباتهم الطبـيعـية ، والقادة يقـودون المسيرة اليومية والمستـقـبلية ، وبهـذا يحـتـفـظ عـناصر الطرفـين بكـرامتهم الـدرّيّة ، وبجانبهم نـرى أناساً مبتـذلـين يـرتـضون لأنفـسهم صفة الـتـطـفـلية ، فـيُخـفـونها أمامنا ولا يـدرون بأنـنا سـبَرنا أغـوارها ولا يمكـنهم جعـلها مخـفـية !! .

لسنا بصـدد القادة الـدُنـيَـويّـين ...... بل القادة الـدينيّـين ــ الكـلـدان حـصراً ــ وغـبطة الـﭘـطـريـرك ساكـو واحـداً منهم نموذجاً بمزاياه الـذاتية ومكانـته الكـنسية ، لا نعـتـقـد أنَّ عـنـده رغـبة في خـوض عِـراكٍ في ساحات قـضائية ولا سباقات الميـدان الرياضية ، وإذا إفـتـرضنا أنْ صار يوماً بحاجة إلى مناظرات فـلسفـية أو نقاشات رعـوية وراعـوية مع أبناء الرعـية ، فـعـنـده الكـفاءة والـقـدرة الشخـصية لمحاورة المؤمنين الـذين يهمهم الأمر في الكـنيسة الكـلـدانية ، وعـليه لن يخـطر بـباله أنْ يؤجـر محامياً بـديلاً عـنه لـيـدافع عـن هـويته الـﭘـطـريـركـية ، وبالتالي فـهـو أرفع بكـثير من أن يسمح للسابلة أنْ ينـتحـلوا بـدون خجـلٍ صفة وظيفـية ، بعـيـدة عـنهم سنيناً وأشهـراً قـمرية وتـفـصلهم عـنها أشواط دراسية ...... فـيفـتـرشـون الأرصفة ويعـرضون معـلباتهم الحـقـوقـية التي بها يـنـوَون الـدفاع عـن مكانة غـبطته الإجـتماعـية .
وللعـلم ، فإن غـبطته كـتب مقالاً في يوما ما وحـذف من الموقع ــ أحـتـفـظ به ــ كانت قـد وردتْ فـيه العـبارة التالية :

7-  لا عـلاقة لي بما يقـوله  ــ الحـقـوقي ــ أو غـيره مع  إحـترامي  له .

غـبطة الـﭘـطـريـرك ساكـو لـيس ، ولن ينـتـظـر من عابر سـبـيل أو متـطـفـل يـدّعي وينادي بعـبارة الحـقـوقـي السرابـية ورئيس الإستحـقاقـيات الإستـسحاقـية ، كي ينـوب عـنه ليستـسحـق كمحـقـق في التحـقـيق عن حـقـية حـقائق ليست أحـقـية ... حـقاً إنّ بعـض المتحـقـقـين لا يتـطـلب أن نحـقق في هـوية حـقـوقـيتهم التحَـوقـقـية .
لسنا نخـرق القانـون فـلن نهاب ولا نحابي أحـداً غـريـباً كان أو مِنا ، ولسنا بحاجة إلى التملق لهـذا أو ذاك بـينـنا مهما كانت درجـته الوظيفـية ومكانـته الإجـتماعـية عـنـدنا ، لأنـنا لن نـطمع بمالٍ خارج مساحـتـنا وعـلى حـساب كـرامتـنا ، ولا نـقـبل بمنـصبِ ــ عَـبـدٍ ــ يستـرخـصنا فـيستعـبـدنا ، ولا نـنـفـخ أجـسادنا كـفـقاعة زَبَـدٍ ما أنْ لمسناها تـنـفجـر عـنـد ساحـل بحـرنا .......... كما يفـعـل غـيرنا .   
 
غـبطة الـﭘـطـريـرك ساكـو راسـلناه أكـثر من مرة مراسلات داخـلية وكان يردّ ويعـقـب عـليها بكـل عـفـوية وبسرعة قـياسية ، منها المعـلنة ومنها شخـصية ، وهي مخـزونة عـنـدنا في محـفـظـتـنا الوثائـقـية ، إذا إحـتاجها أحـد فـليطلبها عـلانية فـنـقـدمها له بكـل ممنونية لأن ليس فـيها من المحـظورات السرية ، إنها أمورٌ ثـقافـية وأخـرى عادية ، وأزيـد عـلماً لمَن يحـتاج عـلوماً إبتـدائية ، أنّ غـبطـته لا يمنع أحـداً من إنـتـقاده حـين يخالفه رأيه ولكـن بإحـتـرام ومنـطـقـية .

نعـم ، كـتـبتُ الكـثير عـن غـبطته معـلقاً ومعـقـباً بثـقة عالية ، لا بإخـتلاق قـصص ولا بإنـتحال شخـصية ولا بالإستماع إلى القال والأقاويل الشعـبـية ، بل مستـنـداً إلى كـتاباته التحـريرية ولقاءاته المنـشـورة والموثـقة الـﭬـيـديـوية ، أراه فـيها ينـتـقي كـلماته ــ بحَـذرية ــ التي في رأيه يراها ضرورية ، فأركــِّـز عـلى تجـعـدات وجهه الإنـفعالية ، وأرصد حـركات يـديه ذات المعاني الـنـفـسية ، فأجـسِّـدها بالكـتابة أو بالإتـيان بمثـلها بحـركات أدائية أمام الجـموع مثـلما أدّاها غـبطته أمام الملايـين في الفـضائية ، بشرفـكم أليس في ذلك روعة في التعـبـيرية ؟ .

لم أكـتـب بالتمويه ولا بالخـفاء ولا بالسنـسكـريتية ، بل باللغة العـربـية الفـصحى والعامية في الصحافة الحـرة الإلكـتـرونية ، لكـن البعـض ــ الساذج وأرثي عـلى حاله ــ ينـقـلها وكأنه يفـضح أسـراراً كـونية ، يا حـيف عـلى الحـقـوقـية  .... ولا يـدري بنا بأنـنا لن نمتـنع أن نكـتـب غـداً وبعـد غـد ، إنها الحـياة المتـفاعـلة بـين القائـد والرعـية ومَن لا يسـرّ قـراءتها فـليقـفـل عـلى نـفـسه باب غـرفـته بإسترخائية ، ويركع مصلياً عـلى سجادة ليربح مكاناً في الحـياة الأبـدية .
[/font]

165
شـكـراً لسيادة المطران سعـد سيروب والأخ نامق ناظم والأب ألـبـير هـشام والأب أوﮔـن الموقـرين

تـقـرير : مايكـل سيـﭘـي / سـدني
 
القـصة :
كان أحـد الإخـوة المسلمين ــ وهـو موظف في المستـشفى ــ ماراً في شارع بـبغـداد مساء 23 آيار بتوقـيت بغـداد ، فـشاهـد رجلاً في مطلع الخـمسينات من عـمره واقعاً عـلى الأرض فـحـمله بسيارته إلى مستـشفى الكـنـدي وهـو في حالة ميؤوس منها ، ولما فـتـشوه وجـدوه مسيحـياً وعـنـده رقـم تـلفـون لأقـربائه في أميركا فأبلغـوهم بالموضوع .... ونظراً لأني قـريب إليهم إتـصلوا بي إلى أستراليا لأتـدبر وأتابع الأمر وأوصي به الخـيـرين في بغـداد لإجـراء اللازم إلى أسـوأ الإحـتمالات ، وهـنا بـدَوري إتـصلتُ بعـد منـتـصف الليل بالأخ نامق ناظم جـرجـيس القـريـب من الكـنيسة والـﭘـطريركـية فـسألته أولاً :
بإعـتـبارك في بغـداد ، لو أن أحـداً من المسيحـيّـين ـ عـلى إفـتـراض ــ  مات في المستـشفى وليس له أحـد في العـراق ، ما هـو مصيره من حـيث الـدفـن ؟ فـردَّ مباشرة وقال : الجـمعـية الخـيرية الكـلـدانية تـتـكـفل بذلك بغـض النـظر عـن إنـتمائه الكـنسي وذلك عن طريق كـتاب من الخـورنة التي هو تابع لها وأستطيع أن أساعـد في هـذا المجال ......... قـلتُ : هـناك رجـل إسمه جـيمس نمرود ميخائيل في مستـشفى الكـنـدي في حالة خـطـيرة ، فهل يمكـن متابعـته ؟ فـقال : إن الطرق مقـطوعة ولكـن غـدا صباحا سأتصل بالجـمعـية الخـيرية الكـلـدانية ....................

سألني الأخ نامق عـن مسكـنه وأقاربه وكـنيسته ــ كي لا يزعـل الـبعـض من ناحـية الطقـوس ــ ، فأجـبته : في الحـقـيقة لا أعـرف مسكـنه ، وأنه وُجـد في الشارع ملقـياً حـياً وأخـذه أهـل الخـير إلى المستـشفى ... أمه كـلـدانية وأبوه ميت آثـوري من كـنيسة التـقـويم الحـديث وليس له أقارب في العـراق  .............. وفي صباح اليوم التالي 24 آيار قال الأخ نامق : إتصلتُ بسيدنا المطران سعـد سيروب وأرسل الأب ألبـير إلى مستـشفى الكـنـدي وتبـين أنه لا وجـود لهـذا الإسم في المستـشفى ولا في الثلاجات ، لذا تعـذر عـمل اي شيء .

ولما أكـدتُ للأخ نامق أن الرجـل موجـود في المستـشفى ، إتـصلَ فـوراً بالأخ المسلم فأكــد وجـوده هـو أيضاً وكانت الساعة متأخـرة ، وبعـد مكالمات داخـلية كـتب لي الأخ نامق : إتـصل بي الأب ألبـير الآن وقال عـنـدما تـنـفـتح الطرق غـدا سأذهـب مرة أخـرى إلى مستـشفى الكـنـدي وأبحـث عـنه وأعـطيه القربان ومسحة المرضى ، وهـكـذا كان ......... وبعـدها إستـلمتُ مكالمة مفادها أن الرجـل توفي في ساعة متأخـرة من مساء 25 آيار ، فأعـلمتُ الأخ نامق وسألته : ما هي الإجـراءات الكـنسية الممكـنة من حـيث الصلاة أو الـدفـنة ؟ .

أجابني قائلاً : اليوم 26 آيار ذهـبتُ إلى مستـشفى الكـنـدي ومعي كـتاب من كـنيسة مار يوسف بتوقـيع الأب ألبـير ومعـنا سيارة وصندوق لـنـقل المرحـوم إلى الكـنيسة للصلاة عـليه ومن ثم دفـنه . رفـضتْ إدارة المستـشفى في بـداية الأمر تسليمه إلينا بالرغم من وجـود الكـتاب ، لأنهم طالبونا بهـوية الأحـوال المدنية والبطاقة التموينية وهـذه ليست موجـودة لـدينا ، سنبحـث عـن حل آخـر وهـو الذهاب إلى الطب العـدلي والمحكمة لإصدار اذن قـضائي بتسليمه إلينا وسنحاول عـمله يوم غـد إذا وفـقـنا الله ولم تـظهر عـوارض في الطريق .

فـكـتـبتُ له : أخي العـزيز نامق ، جهـودكم مشكـورة ... أنا أصبحـتُ حـلقة وصل بـينكم وبين أهـل المرحـوم ، قـبل قـليل إتـصلوا بي وقالـوا أن سـيدة كانت تـزوره وقالت أنها سـلـمـَـتْ هـوية المرحـوم للكاهـن ...... هـذه آخـر معـلوماتي ... مع الشكـر ثانية
فأجاب : نعم وصلني الخـبر وسأذهـب لأنها جـلبت شهادة الجـنسية وبطاقة السكن ولم يجـلبوا هـوية الأحـوال المدنية التي هي المطلوبة ، وسألـنا السيدة إنْ كانت ترغـب في المجيء معـنا فـوافـقـتْ ، نحـن سنـقـوم بما يمليه عـلينا ضميرنا وإيمانـنا المسيحي بدون جـزاء ولا شكـور . قـلتُ : شكـراً جـزيلا ...في ظروف كهـذه التي عـنـدكم ، فأنـتـم تـعـملون أكـثر من اللازم .

ثم كـتب لي : اليوم 27 آيار 2014 تم إستلام المرحوم جـيمس وأقـيمتْ مراسيم الصلاة والجـناز له في كـنيسة مار يوسف للكـلـدان / خـربـنـدة ، وأقام الصلاة عـليه الأب ألبـير راعي كـنيسة مار يوسف ، والأب أوﮔـن من كـنيسة الآثوريّـين وبعـد الصلاة عـليه أخِـذ الجـثمان بسيارة الجـمعـية الخـيرية الكـلـدانية ليدفـن في مدافـن الكـلـدان في بعـقـوبة .

إن تلك التـضحـيات والإجـراءات لا تـثـمَّـن برقـم من الـنـقـود ، وقـد تـطـلبتْ بعـض الكـلفة النـقـدية من حـساب الكـنيسة ومن الأخ نامق دون أن يطـلبـوا تعـويضاً عـلى الإطلاق ، ولكـني لم أقـبل بـذلك أبـداً وأوعـزتُ إلى أهـل المرحـوم أن يتـبرّعـوا تبرّعاً مقابل تلك الخـدمات ونحـن شاكـرين هـمة وحـماس ، بل والغـيرة الملتـهـبة لـدى الخـيرين من أبناء شعـبنا وقـت الضرورة .

شـكـراً مرة أخـرى لسيادة المطران سعـد سيروب والآباء الأفاضل ألـبـير والأب أوﮔـن والأخ نامق ناظم جـرجـيس ، وشـكـرنا الخاص أيضاً للأخ كـفاح سائق الجـمعـية لتـجـشمه عـناء التـنـقـل لثلاثة أيام في متابعة جـهـود الإخـوة جـميعاً من المستـشفى إلى الكـنيسة وإلى المقابر الكـلـدانية  متمنين لكم دوام الصحة والخـير .   

ملاحـظة :
إستأذنـتُ من الأخ نامق أن أنـشر هـذا المقال ، فإعـتـرض قائلاً : شكـراً لك ، ولكن سيـذهـب الأجـر منا ، وأضاف : لأنه يجـب أنْ لا تعلم يمنيك ما فعـلتْ شمالك ! .
قـلتُ له : الغاية هي إعلان الجـهـود للتـشجـيع لا أكـثر ، فالمخالف نراه عـلى شاشة التـلفـزيون بالأخـبار وهـو يغـطي وجهه أمام الكاميرا ونحـن حـين نعـمل خـيراً ما المانع أن نـظهـر وجـهـنا ؟؟
فـقال : بكـيفـك ، الله أعـلم ما في القلوب .


166
البعـض يحَـلل بالموجـز الممل ! وإحـنا نحَـلـّـل بالمُـفـصَّـل المريح
  
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

هـوايَ شـفـنا آباءنا وأجـدادنا ، أمهاتـنا وجَـداتـنا وهـم ينَـقـون الحـنـطة من الـتبن بالـبـيـدر بواسطة المـذراة وكـذلك بالغـربال الـﭼـبـير ــ سَـرادا ــ معـتـمدين عـلى الرياح ... أما بالبـيت فـيعـتمدون عـلى هـزّ الغـربال الصغـير ــ أوربالا ــ حـتى يفـصلون الحـنطة الصافـية عـن الـﮔـشّايات العالـﮔـة ، بحـركات دائرية متموجة فـنية للغـربال ، فـينـفـرز الـقـش عـنها ويتجمع بالوسط بشكل دُوّيـرة فـيجـمعـوه بضمة أصابع الكـف ويخـزن كـعـلف أو وقـود للـتـنـور ..... إذن تحـريك الغـربال بهـذه الإهـتـزازات الفـنية المتموجة والدائرية هـو بحـد ذاته عـملية تصفـية ، وهـكـذا فإن مقالاتـنا صارت تـنـطي ثمارها لمّا تحـرّك وتهـز البعـض فـيُـفـرَزون بوضوح ، بل يَـفـرزون أنـفـسَهم بأنـفـسِهم ، وحـتى إللي ما ﭼـنـّا نعـرفه ، صـرنا نعـرفه ، وهاذي حالة إيجابـية عـنـدهم فـشـكـراً لهم .

أخـونا وسام كاكـو يتـشـبَّـث بـبـيان سنهادس 2013 فـنـقـول آمنا بالله ولكـنه ليست لـديه الجـرأة ليسأل : ما هـو إسم اللغة التي ينـصح السنهادسُ العـلمانيّـين بإنـشاء مـدارس لتعـلـّمها كي نناقـشه من أين جاء هـذا الإسم ؟ مَن هـم أولـئـك الناس الـذين أوصى بهم السنهادس للـدفاع عـن كـرامتهم ، هـل هم قـلة أم يقـصد جـميع الشعـب ؟
ثم نسأله هـو مباشرة هـل أن الرب المسيح أوصى الإكـليروس بأن يقـضي 24 ساعة / 7 أيام / 12 شهـر / طول سنين العـمر بالصلاة والصوم والـتـسبـيح ؟ ألا يحـق له أن يحـيا مع المؤمنين ويشاركهم مصائبهم الإجـتماعـية ويرشـدهم إلى المسار الـذي يمهـد لحـياة أفـضل ؟ أما كان المسيح يخـتـلط مع الناس ليتعـرف عـلى حـياتهم الإجـتماعـية ، هـل تريـد أمثـلة ؟

الأخ وسام يرى أن الإكـليروس ــ كإنـسان ــ إذا شارك هـموم شعـبه كـفـرد معهم والتي هي هـمومه أيضاً فإن ذلك خـطيئة ، بمعـنى آخـر لا يحـق له أن يطالب بحـقـوق شعـبه ثـقافـية كانت أم إجـتماعـية أم قـومية أو قـل ما شـئتَ ، لأن ذلك نشاط سياسي خارج مهامه كـكاهـن ، أما إذا تكـلم عـن حـقـوق شعـب آخـر خارج جـغـرافـية وطنه وليس من رعـيته فـذلك ليس سياسة ! هـل يريـد منا مثالاً ؟ فالمثال جاهـز ....

وإذا أصرّ الأخ وسام عـلى رأيه فـعـليه أن يطـلب من الإكـليروس أن يعـزل نفـسه في قلاّية وحـين يحـتاجه المؤمنون في مسألة كـنسية يـذهـبون إليه لـيقـضي لهم حاجـتهم ، وهـنا نطالِب وسام أن يسأل الإكـليروس بكافة درجاتهم : لماذا تـقـتـنون سيارة ــ فارهة وليس مثل سيارة قـداسة الـﭘاﭘا VW موديل 1984 البسيطة ــ ثم ما حاجـتكم إلى وثيقة تأمين وتلفـون وإنـتـرنيت وإجازة سنـوية للراحة ؟ فهـذه خارجة عـن مهامهم كـكهنة ، لأن الرب يسوع لم تكـن له سيارة ولا موبايل ولا مخـدة رأس ، وبالتالي يرجع الإكـليروس فـيـصير مسيحي سـلفي يقـضي أوقاته مثل المسيح عـنـد ساحـل البحـر مع مجـموعة شبان يجعـل منهم صيادي البشر، شـنو رأيك أخـونا وسام ؟ .  

(1- إذا جـلس الإكـليروس مع الكـتل السياسية من أجـل أن يساهم معهم للوصول إلى حـل سياسي بـينهم (فـهـذا ليس تـشجـيعاً لأهـداف سياسية معـينة!!!!!!) ولا هـو عـمل سياسي وإنما عـمل خـيري كـنسي ومن مهام الإكـليروس ، إسمح أنْ نـﮔـول أن ذلك مثل نشاط الأم تيريزا والأخـويات المريمية ، مو صحـيح ! ... وإذا دعا إلى نـبـذ العـنـف بـين ممثـلي الأحـزاب السياسية ويفـضل الحـل الـديمقـراطي بـين أبناء الشعـب (فـهـذا لا يُعـتـبر أنه يعـمل معهم ) لأن الأخ وسام بكـيفه يقـدّر ويـفـصّل ويلـبِّـس ....

(2- أما إذا شارك الإكـليروس كإنسان مع أبناء رعـيته في نـشاط عـلماني قانـوني سلمي هادىء من أجـل المطالبة بإستحـقاق طبـيعي نابع من وطنيته وإرتباطه التأريخي بأرضه وإزالة المظالم عـنه ، فـذلك عـمل سياسي وحـرام عـليه .... إن مسطرة الأخ وسام تـشبه طول ظل عامود أمام الشمس يتغـير بتغـير طبـيعة مستـوى الأرض والأوقات .

إلى الآن وإحـنا ــ عـلى ﮔـولة الأخ وسام ــ بَعـدنا ما داخـلين بالموضوع ، وما نطعـن ولا نـنـتـقـص من واحـد ، ولا عـرفـنا شـنـو العـمل السياسي واللاسياسي لأن تاهـت عـلينا . طيب هـسّا خـلونا نبحـث عـن تميـيز النشاط وأشكاله الثلاثة : نوعـيته ، هـدفه ، وتسلسله :
 
أولاً : نوعـيته ، أنت تـﮔـول أن رجال الدين (المسيحي حـصراً ) لا ينبغي لهم ممارسة السياسة ... يا أخي خـذ تـصريح سيدنا الـﭘـطريرك لوكالة  (Agenzia Fides ) الإيطالية للأخـبار الكـنسية : http://www.mangish.com/news.php?action=view&id=4741 وهـو يقـول عـن الكـلـدان : مشاركـتهم مجَـزأة في مجالات السياسة ............ طيب أنت برأيك ، نوعـية كلام غـبطته مو سياسة ؟ وبعـدين عـن الشمولية ، هـل بكلامه هـذا ، يشمل الشعـب العـراقي كـله أم الكـلـدان فـقـط وبالإسم ؟ أخي وسام أذكـرَكْ بالشمولية والجـزئية ... ولا تـنـسى السنهادس لمّا أوصى بالـدفاع عـن الكـرامة ! ــ ....... لكـن حـضرتـك لما تسمع واحـد غـير سيدنا الـﭘـطريرك يحـﭼـي عـن حـقـوق الـكـلـدان ، تعـتبر حَـﭼْـيه سياسة وجـزئية ليس فـيها شـمولية ! شـوية عـلى كـيفـك ويانا يا أخي تـرى إحـنا هَـم أخُـوتـك مو غـربة ............. للعـلم آني ما أعـتـرض عـلى كلام غـبطته ولكـن عـلى ميزانـك .
ثانياً : نجي للهـدف .... غالبـية الشعـب العـراقي من الكـتل الكـبـيرة ماخـذين حـقـوقهم بطريقة أو بأخـرى وما محـتاجـينا أنْ نكافح ونـدَوّر عـلى حـقـوقهم ، وحـتى إخـوتـنا الآثـوريّـين ماخـذين حـقـوقهم المتمثـلة بماكـنـتهم الإعلامية ومناصبهم من وزير إلى سـفـير إلى ﭘـرلماني ومدراء عامين ومعهم المتأشـورين .... طيب إذن منو بقى ؟ وين حـق وإستحـقاق الكـلـدان ؟ فـهل تستـكـثر عـلى الكـلـدان إذا كان هـدفهم المطالبة بحـقـوقهم المهضومة بل المسلوبة مِن قِـبَل الـبعـض ، حـتى تـﮔـول هـذا نـشاط سياسي ؟ .

ثالثاً : الأولوية والتسلسلية .... طيب إحـنا صلـّـينا بالقـداس من الصبح ، وتـرَيَّـﮔـنا بالبـيت ، وبعـدين بالمرحـلة الأخـيرة رحـنا نـطالب بحـقـوقـنا ... شـتـشـوف رتبنا أولوياتـنا لو  لا ؟

ظـلت نـقطة أخـرى نـناقـشها وياك ولكـن ورّطـتْ نـفـسك بـيها ، لمّا تـﮔـول بمقالك  :
* ليس من حق أي رجل دين مسيحي أن يغلق بابه أمام أحد أبناء رعـيته فـقـط لأنه لا يتـفـق مع وجهة نظره السياسية وإلا لكان الله الذي يتبعه يُشرق شمسه على  الأبرار فـقـط ويُطفـئها على الاشرار!! إنْ كان المخالفـون لهم بالفكر أشرارا!! والأسوأ من غلق بابه هو أن يفـتح بابه على مصراعـيه أمام من يتـفـق معه لأنه هنا يـبدأ الخراب الذي يقـود الى خلق روح المداهنة والنفاق والكبرياء والفوقـية عند أتباعه على حساب الحق الذي يطلبه الرب من كلنا أن نـتبعه. لا يُمكن لأي رجل دين مسيحي أن يُصنف ابناء رعـيته أو المؤمنين عموما ضمن تصنيفات مُهـينة لأن رسالته إنسانية تـنظر بنظرة مُتساوية الى الكل وإلا فإنه لا يصلح أن يكون رجل دين!!* ... إنـتهى

يا أخي وسام ، هـل تـدري منـو إللي أغـلق بابه أمام أحـد أبناء رعـيته ... ومَن صنـَّـف المؤمنين تـصنيفات مهـينة ....هـل أنت تحـتاج أن أذكـرك ؟
وبالنـتيجة أنت تـﮔـول :

*محاولة إبعاد رجال الإكليروس عن الإنخراط في ممارسة السياسة كما جاء في بـيان السينودس يُمكن أن يكون الخطوة الأولى في وضع الأمور في نصابها الصحيح وإعادة توزيع الأدوار على الجميع ليُمارس كل دوره من موقعه الصحيح وإزالة الإرتباك والتـشوش الذي ساد مؤخرا بـين أفـراد شعـبنا بمستوياته المختلفة ، مع ملاحظة أن لا يتجاوز البـعض من العلمانيّـين المجال الخاص بممارسة وعمل رجال الدين * .... إنـتهى

بهاذي آني وياك وأؤيـدك بقـوة .................. إذن خـلي رجـل الـدين يهتم بالأمور الـدينية ، والعـلماني يلتـهي بالأمور الـدنـيوية ، ولكـن مو ناس وناس ! .

حـتى ما أطـوّلها عـليك أخـوي ، إحـنا عـدنا قـدوة ــ غـبطته ــ نسمع أقـواله وإرشاداته ونـناقـشها مناقـشة الأولاد ويّه رب البـيت ..... ونـشوف أعـماله ، زياراته ، خـطط مالـته ، ونـناقـشها وما بـيها شي ولا خـطأ .... وأيضاً عـدنا ناس يفـتهمون بالحـياة هَم نـسمعهم وما خـسرانين خـسارة ، وأبوك ألله يرحمه ومن الله الـتـوفـيق .

167
إلى الإعلام الـﭘـطـريركي الأغـر : هـل يُـقـبل شـتمَ أبرشيتي أميركا الكـلدانيتـين ؟
[/size][/b]

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

عـديـدة هي المرات التي نسمع صيحات الأطفال في الحـديقة ولا نـكـتـرث لها ، وكم من مرة ينبهنا حـفـيف الأشجار ولا نهـتم بها ، ولكـن حـين نسمع في الباب ضربات يعـلو صوتها ، من عابر سـبـيل له حاجة نـقـضيها أو صبي لتوصية من أبـيه يُـبلِـغها ، فـتلك مسألة أخـرى نميزها .

نحـن لا نستغـرب ممن يتجاوز علامة المرور الحـمراء ، فـفي الشارع ــ سواق الزقاقات ــ فـقـدوا الإلـتـزامات ، وبـينهم مَن لا يميز الـﮔـلـﮔـلية عـن الخـضراء والحـمراء ، ولا يفـرّق بـين مياه البحـر والخـيمة الزرقاء ... وفي بلـدنا حـمقى يتجاوزون عـلى كـل ألوان الطيف الشمسي الساطعات ، أمثال عَـداي وعـبـيـده أقـزام المخابرات حـين كانـوا يتسكـعـون في الشوارع فـيوقـفـون سير المركـبات في أيام ماضياتْ من أجـل مرور مواكـب الزرافات ، واليوم كما في الأمس قـد نرى فـرّاشاً في مؤسسة رسمية يستـقـوي بسـيـده ، فـيضرب إشارة النيزك في سمائه ، إنه مُجاز إكـراماً لـرُخـص ولائه !! ... أو نـشاهـد مراسلاً عـنـد العـسكـر يتـنمَّـر بضابطه ، والآخـر الوفي ... يصرخ أمام بـيته .

اللون الأحـمر فـتان ونراه في فـرط الرمان ، وشـفاه المرأة حـمراء كـزهـور في شهـر نيسان ، وجُـبّة غـبطته حـمراء رمزاً للـدمِ الـزاكي المَسفـوك وسْط الصلبان ... فأي منها نـتجاوزه لـيـبقى في طي الـنـسيان ، والآخـر نصونه محـفـوظاً في ذاكـرة الحـسبان ؟

لا نـثـقـل عـلى القارىء ، خـلينا بالبسيط عـلى ﮔـد حالـنا ، تـذكـرتُ غـبطة ﭘـطريركـنا الجـليل مار لويس ساكـو حـين قال : لم تبقَ في الكـنيسة عـقـلية نخـبة تملك السلطة والبقـية تـطيعها ............ ومما لا شـك فـيه هـو من بـين النخـبة ، ولكـن خـريج مدرسة محـو القانـونية والمدّعي بالحـقـوقـية مهـووس بالتجاوزية فإستغـل الفـرصة ظناً منه أنّ المقـصودين هم فـقـط أصحاب الطاقـية الحمراء سادتـنا في الـدول الغـربـية ! وبالتالي مسموح له أنْ يتجاوز حـقـوقهم شخـصية كانت أم كـهـنـوتية .

إنّ خـطوطنا الحمراء التي لا تـقـبل التـقـربَ منها ولا يمكـن تجاوزَها هي كـنيستـنا الكاثوليكـية .. وهـويتـنا القـومية الكـلدانية ....... فهـنيئاً ، إنها شيمة الأصلاء الكـلـدان أبناء قـومنا .... وليس ذلك المـدّعي المزوَّر بـين صفـوفـنا .

كان هـناك مَن تجاوز عـلى روما والـﭬاتيكان فـتمت معالجـته بإلإنـذار ، فهل يعالـَج المتجاوز عـلى الخـطوط الحـمراء لأبرشـياتـنا بتـنـبـيه بَـتار ؟ أم مسموح له ضرب الكـلـدان من خـلف سِـتار ؟ تباً للمال الـذي يصارع وضيعاً في وضح نهار .

 كم كان بـودّي لو أن تـوضيحاً صدر عـن إعلام الـﭘـطركـية قـبل نـشر مقالـنا ، وهـو الذي سبق أنْ كان مهـتماً بالإيضاحات ، الـبعـض يتـساءل ويتمنى أنْ يوضح لأبناء قـومنا المؤمنين رأي غـبطته بمَن يتهم كـنائسـنا في الغـرب بإلـتـقائهم كـليا مع مخـطط ما يسمى الإسلام السياسي والقاعـدة وداعـش !  وغـبطته أذكى من أن يستغـله أيّ متجاوز بحجة صداقـته والعلاقات الطيـبة معه منـذ سنين ... ومذكـرين إياه في ذات الوقـت بكلام غـبطـته في قـرية الشرفـية قـد يكـون هـو السبب ! فـشجَّـعَـتْ البعـض مدفـوعي الأجـر لـلـتجاوز عـلى قادة أبرشـياتـنا ....

ليس كـل الناس هـكـذا ، فهـناك رجال يحـتـقـرون المال ولا يقـبلون بتسليم كـيانهم لأيّ كان بعـيداً عـن الحلال ، وفي مواقـف كـهـذه يظهـر معـدن الرجال والخـصال .... وأذكـر حـدثاً قـبل سنين دعاني  السيد شماس ــ أخـو الآغا ــ إلى بـيته في سـدني وطلب مني مباشرة وبحـضور أهـل الدار أن أكـتب وأنـشر لـصالح أخيه الآغا ــ مقابل فـلـوس !! فـرفـضتُ ــ وأثـناء مغادرتي طلب مني أن افـكـر بالموضوع فـقـلتُ له : فـكـرتُ وقـرّرتُ وإنـتهـيتُ ! ولكـن بَعـدي كان هـناك غـيري ، وافـق بإتـفاق ووفاق ولم ينـكـر أمام الرفاق نـتمنى أن يكـون موفـقاً في حـياته .

وخاتمة المقال : في يوم من نهاية السبعـينات وأثـناء الـدوام عاقـبتُ طالباً / حي جـميلة / بغـداد دون معـرفـتي بأنه عـضو بارز في إتحاد الطلاب ، كاد الأمر أن يتـطـور ليصبح مشكـلة ! جاء المعاون عـبـد الحـسين دعَـيِّـﭻ وقال لي : خـلي نـصالحكم !! فـقـلتُ له : ليش خايفـين ، شـنو تـصالحـنا ، قابل هـوّ صديقي ؟ ......وفي الأخـير لستُ أدري كـيف أقـنعـوه فأتـوا به إليّ وتـباوَسْـنا ....الآن أفـكـر ، ماذا لو كـنتُ قـبلتُ برأي المعاون ، ربما كان ذلك ــ الـوُلـيـد ــ الطالب يكـرّمني ويلتـقـط صورة تـذكارية معي .


   


168
أخي عـبـد الله العـزيز : يـبـدو أنك طلبتَ إغلاق باب كـتابة الردود عـلى مقالك ، لـذا أكـتب لك تعـقـيـبي بصورة مقال .

الأخ عـبـد الله رابي العـزيز : في مقالك ــ  الرابطة الكلدانية وقرع أجراس الخطر ــ

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
تـقـول :

(1- المسالة تـتطلب التكاتف من الجميع وبمخـتـلف الاختصاصات لوضع السبل الكـفيلة التي تـنـقـذ كنيستنا من النكبة ،ويُفترضُ في مقدمتهم السياسيين من أبناء شعبنا في العراق والجماعات الضاغطة منهم في بلدان الانتشار .
أقـول أخي : إنّ بعـضاً من تلك السبل لخـصناها كمطالب شعـبنا المسيحي ووجهـناها إلى مرشحـيهم الخـمسة المقـبلين ــ قـبل أنْ نعـرفهم ــ  ............. وإذا كان لغـبطته علاقات شـخـصية ــ كما قال ــ والتأثير عـلى المسؤولين في الـدولة فـمن المؤكـد يمكـنه المساهـمة في طرحها ويكـون الحـل قـد أصبح أسهـل وأقـرب إلى الـيـد .
 http://kaldaya.net/2014/Articles/05/13_MichaelCipi.html

(2- أصبح مكشوفا بان السياسيين ميدانيا لا يفكـروا بشيء الا بمصالحهم الشخـصية .........
أقـول نعـم أنا أؤيـدك .

 (3- منظري هذه الاحزاب " أذا صح التعـبـير " فهم منهمكـون لأكثر من عـقـد في كشف سر مُهم من أسرار الكون ، وهو سر التسمية القومية لشعب بيث نهرين  التي اصبحت شغلهم الاساسي ..........
فأقـول : ما كـنا نـتـوقع منـك ذلك وأنت تحـضر مؤتمرَين كـلـدانيّـين دون أنْ تـطرح هـذه الأفـكار فـيها كي تسمع مباشرة التعـقـيـبات عـليك وبالتالي قـد نـستـفـيـد من النـقاش بشأنها ، ويـبـدو أن حـضرتـك لا تهـمك مسألة إسم قـوميتـك ، وربما لا تـزال ــ كما غـبطـته ــ بحاجة إلى إخـتـصاصيّـين لتحـديـد إسم قـوميتك ، ولا أدري عـلى أي أساس تـقـبل أن تكـون تحـت جـناح مَن يلغي إسمنا .  

 (4- ليس من احلام الامبراطوريات البائدة قبل آلاف السنين ، ولتكن رابطة الجميع ، وأن لا تسعى لمنافسة أحد لكراسي البرلمان او المحافظة ...................

أقـول : إن هـذه العـبارات هي إجـتهاد وإضافة منـك .. لأنه لم يحـلم أحـد من الكـلـدان بأية إمبراطورية أو ملكـية أو جـمهـورية ، ولا بمحافـظة كـلـدانية عـلى الإطلاق بل وربما تـدري أو لا تـدري بأن الكـلـدان يرفـضون ما يسمى بمحافـظة مسيحـية لأن العـراق كـله محافـظة واحـدة في ضميرهم ووجـدانهم .
*********************

أما الرابطة التي أتيتَ عـلى ذكـرها لـقـد وصفـها غـبطته بأنها لا كـنسية ، يعـني مدنية عـلمانية ، طيب يا أخي إذن ما الغاية من طرحها عـلى السنهادس المقـبل ؟ وما علاقة المطارنة الكـلـدان بها كـرجال كـنسيّـين ؟ هـل عـنـدك إجابة أخي عـبـدالله ؟  ووصفـها أيضاً بأن لا هـيمنة أو وصاية عـليها ، بمعـنى مستـقـلة الهـوية  ، طيب فـكـلنا معها وفـيها ولكـن ليس بطريقة التراكـض وراءها دون معـرفة كـنهها ، وقـد كـتب العـديـدون إستـفـساراتهم عـنها يمكـنـك الرجـوع إنْ شـئـتَ والتعـرف عـليها ، فالمسألة ليست قـبولها أو رفـضها عـمياوياً قـبل أنْ نعـرفها ونـناقـشها ، كما ليست القـضية كـلمات رنانة ومصطلحات طـنانة تـشغـلنا عـن مسارنا ، فـنحـن أيضاً يمكـنـنا عـمل ذلك .
http://www.kaldaya.net/2014/Articles/02/19_MichaelCipi.html
http://www.kaldaya.net/2014/Articles/04/05_MichaelCipi.html

أقـول لك بكـل صراحة إنها ليست لسحـب الـبساط من تحـت التـنـظيمات الكـلـدانية فـقـط ، وإنما نأمل أن لا تكـون  لسحـب البساط من تحـت الكـلـدان قاطبة لتـوجـيهها بإتجاه معـين مرسـوم ، أو هـكـذا تبـدو الصورة أمامنا عـلى الأقـل ، ومع ذلك أقـول بكـل جـدية ، لا مانع من بنائها والإنـتماء إليها ومسانـدتها ولكـن ليس بطريقة عـدم التعـليق عـليها والإستـفـسار عـنها ومَن يقـودها ، كي تبنى عـلى أسس متينة قـناعـتـنا بها ، لا أنْ نـكـون ساكـتين مطأطئي الرؤوس قائلين ـ أس بَـني ـ ! ودمت سعـيـداً .


169
إذا كان صادقاً مـمثـلُ المسيحـيّـين ، فـليَـكـن شـجاعاً بـين الـﭘـرلمانيّـين
 
بقـلم : مايكـل سـيــﭘـي / سـدني

بعـد ساعات أو أكـثر ستعـلن خـمسة أسماء يمثـلون كـوتا المسيحـيّـين في الإنـتخابات الـﭘـرلمانية لعام 2014 مع الأسماء الفائزة الأخـرى في الـدورة الإنـتخابـية الـﭘـرلمانية الثالثة في العـراق بعـد 2003 وبهـذه المناسـبة وقـبل أنْ نعـرفهم نـقـدم تهانينا الـقـلـبـية لهم ولجـميع القـوائم التي سيُـعـلن فـوزها متمنين لهم السعادة والهـناء في الحـياة ، وكـلـنا ثـقة بهم وبقـدرتهم عـلى تحـمّـل المسؤولية لخـدمة الـوطـن والشعـب عامة وإستعـدادهم لتـقـديم أفـضل الإنجازات لبرامج الكـتل التي يمثـلونها ، نـطـلب من الرب أنْ يحـل عـليهم بركاته .

لا شـك أنَّ إستحـقاقات شعـبنا المسيحي المحجـوزة عـنه والمحـرومة عـليه تـراكـمتْ تحـت غـبار قـرون من السنين حـتى تـكـلـّـستْ بسبـب تـناسيها بل نـكـرانها فـصارت حملاً ثـقـيلاً تحـت الأنـقاض ليس الـنهـوض بها سهلاً ولا نـفـضها لإظهار بريقها يُـسراً ، إلاّ أنَّ إزديادَ وعي الشعـوب حـفـزها إليها ، ووسائل الإعلام الحـديثة ونـقـل المعـلومات سهـَّـلتْ إيصالها إلى مَن يهمه أمرها ، وأياً كانت الحـقـوق لا بـد من بـداية تـتـقـدّمها لـتـطالب بها ، وفي ذات الوقـت ستـبقى أرض العـراق وطن الجـميع بكافة أطياف شعـبها ، وهي أرض التأريخ للمسيحـيّـين الساكـنين فـيها والمهاجـرين منها إلى ديار الله الواسعة ، قـلباً وروحاً مرتبطـين بها.

إن الأيام التي سـبقـتْ الإنـتخابات الـﭘـرلمانية كانت فـرصة لكـل مرشـح ليعـرض برنامجه الهادف إلى خـدمة العـراق الواحـد ممثلاً للكـتـلة التي رشحـته وسانـدته ، وكان للـﭘـرلماني المسيحي برنامجه فـمن واجـبه أنْ يتـذكـر ويُـذكـِّـر بأنه منـتخَـب وممثل ناطق بإسم سكان العـراق الأصليّـين المسيحـيّـين وعـليه أنْ يُـثـبتَ وجـوده ليس فـرضاً عـلى الغـير وإنما مساواة بهم ، بقـوة الحـق والمنـطق وتأريخه العـريق ، فلا يوجـد عـضو أفـضل من آخـر ، ولا هـناك مِن بـينهم مَن يمتـلك ميزة يُحـرَم غـيره منها ، ومن هـذا المنطلق فإنه مُطالب بـ :

(1- أنْ يُـظهـِر لزملائه أعـضاء الـﭘـرلمان بأنه بـين إخـوته المسلمين وغـيرهم يعـبـدون إلهاً واحـداً ويفـتخـر بمسيحـيته ، وذلك حـين يُـقـدِم عـلى قـراءة تـقـريـر أو التحـدث رسمياً في جـلسات تحـت قـبة الـﭘـرلمان أن يـبـدأ بكـل عـفـوية وإقـدام وإحـتـرام برسم علامة الصليب عـلى وجهه قائلاً بصوت مسموع : بإسم الآب والإبن والروح الـقـدس الإله الـواحـد ، آمين ... مثـلما يـبـدأ الأخ الـﭘـرلماني المسلم كـلمته بـ بسم الله الرحـمن الرحـيم ، كي يشعـر الجـميع بأنّ لهم نـفـس حـرية وحـقـوق المواطـنة والعـقـيـدة .

(2- أنْ يوضح لإخـوته أعـضاء الـﭘـرلمان بأن جـميعهم مسؤولون عـن بناء عـراق المستـقـبل وتـقـدّمه بالأسس التربـوية والـثـقافـية التي تبني كـيان الإنسان في داخـله مبتـدئين من رياض الأطفال حـتى الجامعات وذلك بإعادة كـتابة المناهج المـدرسية المتمثـلة بالتأريخ والجـغـرافـية والتربـية الوطـنية خـصوصاً بما يضمن الأمانة في محـتـوياتها التي تـربي الطـلبة عـلى حـب الوطـن للجـميع والإعـتـزاز بثـقافات الشعـب وإحـتـرام عـقائـد أبنائه وحـقـوقهم لـتـنـشئة جـيل يعـرف أصالته وتراثه وإمتـداد تأريخه الحي إلى الـيوم .

(3- أنْ يعـمل عـلى سـن قانـون يمنع بموجـبه تـداول مصطلحات أو أوصاف تحـط من قـيمة الإنـسان المسيحي أو غـير المسلم مثل : ذمي ــ نـصراني ــ كافـر ــ مشرك  ... بل وتحـذف كـلمة أقـلية لتحـل محـلها كـلمة ــ مواطن ــ لأنها كـلمات إهانة للشعـب المسيحي المؤمن وإنـتـقاص من قـيمته الروحـية والوطـنية التي يجـب أنْ تـقاس بأصالته المتجـذرة في أرض العـراق منـذ آلاف السنين وليس بعَـددهم الحـسابي الـيوم .
 
(4- أنْ يُطالب أعـضاء الـﭘـرلمان بإصدار تعـليمات مُلزمة إلى خـطباء منابر الجـوامع ليغـيِّـروا من نوعـية خـطبهم المحـرّضة عـلى الـعـداء وكـراهـية الإنـسان أياً كانت ديانـته وقـوميته وخـلفـيته الـثـقافـية ولونه لأنـنا جـميعـنا خـليقة الله الـواحـد ، ثم يحـثهم عـلى صياغة قانـون منع إزدراء الأديان بكافة أنماطه وسـبـله ، وأن يشارك في صياغة الـدستـور ليضمن صيانة حـقـوق ــ مَن يمثـلهم عـلى الأقـل ــ وأن يتابع قانـون الأحـوال المـدنية وقـوانين الميراث بما لا يمس عـقـيـدتـنا المسيحـية بكـل جـوانبها .

(5- إن حـكـومات الـدول التي فـيها سـكان أصليون كأستراليا وكـنـدا وأميركا ، تراعي إستحـقاقات شعـبها الأصيل بمنحهم حـقـوق إضافـية من حـيث الضمان الإجـتماعي والوظائف ، فـهـل يمكـن لحـكـومتـنا العـراقـية أن تحـذو حـذوَ تلك الـدول وتعامل المسيحـيّـين بصورة مميزة ؟

(6- أنْ يُعـلِم الـﭘـرلمانيّـين جـميعهم أنَّ كـلمة ــ مسيح ــ تعـني شخـص واحـد ، أما أتباع المسيح وهم كـثيرون فإن الإشارة إليهم تكـون بكـلمة ــ مسيحـيّـين ــ وليس مسيح .  

170
هـل أنَّ 1400 سنة كـرَّسَـتْ أم فـشـلتْ في بعـثرة المسيحـيّـين من العـراق ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

بـداية أقـول نحـن في دول المهجـر ــ المسيحـيّـون والمسلمون وغـيرنا ــ لسنا سـكان الـبـلـد الأصليّـين ولكـن طـبـيعة أنـظمة الحـكم فـيها وتـطـوّر عـقـلية شعـوبها مع القانون الـذي يحـترم كل إنسان كـقـيمة إجـتماعـية عـليا ، وفـرَتْ لـنا حـرية الكلام والكـتابة أكـثر بكـثير وبما لا يُـقارَن مع ما يمتـلكها ويستـطيعها مواطن بأعـلى منـصب عـلماني أو ديني من أبناء شعـبنا الأصليّـين في العـراق ، ثم لكـونـنا بعـيـدين عـن ساحات الصراع الحالي والغـدر الـذي يطال المذنب والبريء عـلى حـد سواء في وطنـنا الأم ، وأحـياناً نكـتب عـوضاً عـن آخـرين لا تسمح لهم ظروفـهم للكـتابة عـن تأريخ الأحـداث الـقـديمة ، ونحـن بهـذا لسنا نحَـملهم أية منية .

لو تـصَفحـنا التأريخ نـقـرأ عـن جـيوش مخـتـلفة إحـتلتْ بلـدانـنا الشرق أوسطية بحجج متباينة قـبل التأريخ الميلادي وكـذلك بعـد إعـتـناقـنا الديانة المسيحـية ، فـكان بعـض المحـتـلين يـبقـون مشواراً من الزمن ثم يغادرون ، ولكـن قـبل 1400 سنة خـلتْ إحـتـلتـنا الجـيوش الإسلامية القادمة من الجـزيرة العـربـية بحجة نشر الـدين فكان أنْ ذقـنا الأمرّين بصوَر عـديـدة إبتـداءاً من تغـيـيـر دينـنا وفـرض الجـزية عـلينا ثم تـشريدنا وقـتلنا وإغـتـصاب وسبي نسائنا وأطفالنا ، حـتى عـمّـقـوا ركائـزهم في بلادنا عـنـوة معـلنين أنـفـسهم مالكي الـدار (وبحجة إنـقاذنا من المستـعمر السابق) لكـنهم أصبحـوا هم المستعـمرين الإستيطانيّـين الـدخلاء أصحابَ الأرض بالقـوة حـتى يومنا هـذا  ، أما نحـن الشعـوب الأصيلة فـقـد تـشتـتـنا إلى أرض الله الواسعة منـذ ذلك الوقـت خـوفاً وهـرباً من قسوة المحـتـل وسيف المعـتـدي ، أما الـذي سلِـمَ من بطشهم بصورة أو بأخـرى بقي حـياً وكأنهم أسبغـوا عـليه مِن نِعَـمِهم فـوصفـوه بالـ ــ ذمّي ــ وﭼـمالة صاغـرون إنـتهاكاً لكـرامته فـكان مصيره مواطناً من الـدرجة الثانية إنْ لم نـقـل أقـلاً منها ، وما الوثيقة العـمرية إلاّ إحـدى الشـواهـد التأريخـية عـلى ذلك .

وكما ذكـر سيادة المطران يوسف تـوما في مقاله ــ  رأي في موضوع : هجـرة المسيحـيّـين ، قـرع أجـراس الخـطرــ ! ... نقلاً عـن الأب جان ﭬــيـيه الدومنيكي الإخـتـصاصي في تأريخ المسيحـية في العـراق (1914 - 1995) بأن المسيحـيّـين في العـراق كانـوا يشكـلون غالبـية سكانه (بـين القـرنين 5 – 12 م) بدليل آلاف القلايات والأديرة والكـنائس من شمال بلادنا وحتى جنوبه ... ونحـن نـتـساءل : أين تلك الغالبـية السكانية الآن ؟.  
في عـصرنا الحـديث بـدأتْ الهجـرة من وطنـنا العـراق بصورة أفـراد منـذ أكـثر من مائة عام ، ثم بضعة عـوائل في ستينات القـرن الماضي إزدادتْ بعـض الشيء في سبعـيناته هـرباً من طبـيعة نظام الحكم البعثي حـتى إزدادتْ وتيرتها في الثمانينات إبّان الحـرب العـراقـية الإيرانية ، وإشتـدّتْ في التسعـينات نـتيجة حـرب الخـليج الثانية والحـصار الإقـتـصادي ، ولكـنها برزتْ كـظاهـرة عالمية منـذ سنة 2003 عـنـد سـقـوط نظام صـدام ، حـيث الصراع عـلى السلطة والمناخ الساخـن بـين التـكـتـلات وفـقـدان الأمن وتردّي الخـدمات الإجـتماعـية وتـفـشي البطالة بصورة واضحة ، بالإضافة إلى شعـور المسيحـيّـين بإنحـسار دورهم ومكانـتهم في وطنهم مع تـنامي التـشـدّد الـديني الإسلامي الـذي قاد بعـض المجهـولين المتعـصبـين منهم وحـتى وجهاً لوجه إلى إيصال رسائـل تهـديـد إليهم ــ وكـذلك عـلناً من منابر الجـوامع ــ لإخـراجهم من بـيـوتهم والإستيلاء عـلى ممتـلكاتهم ، وما أكـثر الـذين راحـوا ضحايا قـبل أن يجـدوا فـرصة لإنـقاذ حـياتهم ، وهـل من مثال أسطع من جـريمة قـتل المطران فـرج رحـو والكهـنة والمصلين في كـنيسة سـيـدة النجاة والكـثيرين الآخـرين ؟.  

لقـد سبق ــ ولا يزال في أيامنا الحالية ــ أنْ صرح مسؤولون دينيّـون ودنيـويّـون بلقاءات رسمية في عـدة عـواصم أنّ هـناك مخـططاً لـتـفـريغ الشرق الأوسط من مسيحـيّـيه مواطـنيه الأصليّـين الـذين وُلِـدوا وسـكـنـوا وخـدموا وزرعـوا وعـمَّروا وطـوَّروا بلـدانهم منـذ آلاف السنين ، وذلك في غـمار الصراع الحالي عـلى السلطة بـين الكـتل المـذهـبـية الإسلامية وإنبثاق الإرهاب ، مما يجعـلنا نقـول أنَّ خـطط وممارسات ما قـبل 1400 سنة بحـق المسيحـيّـين سكان البلـد الأصليّـين كانت في سـبات لسنين فاتـتْ ، فـجاء الـيوم لتـنـشـط ويعـيـد التأريخ نـفـسه مرة أخـرى ليصيروا ضحايا بل مستهـدَفـين بـذات الطرق من قـتل وإخـتطاف وتـشريـد وإبتـزاز وإغـتصاب ، وأخـيراً سـن قـوانين مجحـفة بحـقهم والتي إذا لم تـتغـيَّـر فـسيترتب عـليهم الخـضوع لها ! فإن تبعات أمواجها المقـبلة ستهـدّم كـيانهم وتـزيـد من آلامهم لاحـقاً وتـؤدي بهم إلى أن يصبحـوا ذكـريات في خـبر كان .

إنَّ هـذا ، هـو الـذي يقـودهم إلى ترك أوطانهم الأصلية مكـرَهـين دون رغـبتهم وهم ليسوا طرفاً في النـزاع إطلاقاً ، وعـليه فإن ما يلاقـيه المسيحـيون الـيوم إنما هـو تـنـفـيـذ دقـيق وسريع ومثابر لتـلك المخـططات ، مما جعـل قادة كـنيستـنا يـدقـون أجـراس الخـطـر والقـلق من تـصاعـد هجـرة أبناء الكـنيسة حـتى وصفـوها بالمنكـوبة ، ومن هـذا المنـطلق دعى غـبطة الـﭘـطريرك لويس روفائيل ساكـو إلى الإنـتباه لهـذه الكارثة ودراسة أسبابها ومعالجـتها ووضع حـد لها .

إن أسباب الفـوضى التي ذكـرناها جـميعها محـلية من داخـل الوطـن ، وإذا كان هـناك غـرباء لهم يـدٌ فـيها ، مباشرة أو غـير مباشرة فإن العـلة تـكـمن في الشعـب ذاته المعـتـدي عـلى إخـوانه في البلـد المشتـرك حـين يرتـضي لنـفـسه أنْ يقـبل بتـوجـيهات بل يأتمر بأوامر تأتيه من خارج الـدار لهـدم الأواصر بـين الإخـوان .... وإذا كان هـناك مَن يلقي اللوم عـلى العالم الغـربي المشجع لهجـرة المسيحـيّـين ، لن نعارضه ولكـنـنا نسأله :
(1- هـل كان هـناك عالم غـربي قـبل 1400 سنة حـين تعـرض شعـبنا المسيحي إلى الويلات من نـفـس الإخـوان ؟ .
(2- أيهما أشـد إثماً : دولة تـقـبل لاجـئين غـرباء من أجـل حـماية أرواحهم إنسانياً وتعـتبرهم عـنـدها مواطنين من الـدرجة الأولى بكافة الإمتيازات حـتى حـق الترشيح لرئاسة الـدولة ......  أم قـوات غازية مستعـمِرة جاءت كـدخلاء فإستـوطنوا بلـدنا منـذ قـرون وصاروا يضايقـون الخـناق عـلى الشعـب الأصلي لـدفعهم إلى الهجـرة ؟ .
(3- وسؤال طارىء آخـر : لم يتحـمل العـراقـيون الإحـتلال الأميركي للعـراق فـبـدأتْ مقاومتهم له منـذ الـيوم الأول وهـذا شيء طبـيعي .. طيب ، كـيف إرتـضوا أن يـبقى العـراق تحـت الإحـتلال العـثماني الأجـنبي قـرابة 400 سـنة بـدون مقاومة تـستحـق الكـتابة عـنها ؟ .

وبشأن موضوع مقالـنا لا بـدَّ أنْ نـشهـد لبعـض قادتـنا من رجال الـدين أنْ كانت لهم عَـبر الزمن مواقـف مشرّفة في الـدفاع عن إيمان وحـياة وأرض شعـبنا المسيحي إلى درجة التـضحـية بحـياتهم ، ولكـنـنا في ذات الوقـت لن نجـني عـليهم إذا قـلـنا إنّ ــ جـزءاً صغـيراً محـدوداً من المسؤولية ــ عـن معاناة شعـبنا يمكـن تحـميلهم إيّاها ، لماذا ؟ لأن هـناك حالات وفي أزمنة مخـتـلفة ، حـين كان يحـصل غـبن أو حـق ضائع لأحـد أبناء الكـنيسة بسبب قـوانين الـدولة المتحـيِّـزة لطرف واحـد والمجحـفة بحـق المسيحي الـذي لا يرى جـدوى من تـقـديم شـكـوى شخـصية روتينية ، فـيستـنجـد بمرجعه الـديني ذي المنـصب الرفـيع كي يحاول ويتـدخـل لإسترجاع حـقه المسلوب منه عـسى أنْ يخجـلون منه فـيُـسمع كلامه إحـتـراماً له ! ولكـن المرجع المحـتـرم بـدلاً من التجاوب مع طلب إبن رعـيته ومتابعة غـبنه بقـدر إمكانه ... فإنه يقـول له إذهـب وَصَلِّ لمريم العـذراء ...... وكم صلى هـذا الأخ لأمنا مريم العـذراء بل وللـقـديسين جـميعهم ولم يحـصل عـلى حـقه ، وعـندي أمثلة عـلى ذلك .
 
الـيوم ... غـبطة الـﭘـطريرك لويس ساكـو يناشـد الجـميع من المسؤولين في الـداخـل والخارج الـذين بـيـدهم مفاتيح الحـل والربـط ، من أجـل وضع حـد وحَـل لهـذه المعـضلة ــ هـجـرة المسيحـيّـين ــ من بلـدانهم الأصلية التي وصفـها بالكارثة ، ولكـنه هـل سيمكـنه مقاومة المخـططات الشيطانية يا تـرى ؟ وإنْ صحَّ التعـبـيـر إسمحـوا لي أنْ أقـول أنَّ العـلة هي في ــ جـينات ــ حاملة لصفات مغـروزة في أساس الفـكـر منـذ 1400 سنة تـنـتـقـل بالوراثة ، والتي قـد تغـيـب عـن أجـيال وتـظهـر في أخـرى ، فـلا نستغـرب عـنـد ظهـورها في جـيل اليوم .

 

171
ما جاء ليُـنقـَـض بل ليُـكمَل بـيان ﭘـطريركـية بابل الكلدانية
الصورة المثيرة للجـدل ــ الحـلقة الـثالـثة ــ

بقـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
لا شـك ، إن الصورة الـفـوتـوغـرافـية التي شاء الـقـدر أن تـلـتـقـط لغـبطة الـﭘـطريرك لـويس ساكـو في قاعة المركـز الإنـتخابي يرافـقه سيادة المطران شـليمون وردوني وهـُما بمعـية السياسيّـين الآثـوريّـين الممثـلين للقوائم الإنـتخابـية بالإضافة إلى سـيـدتـين وجـميعهم أمام الكاميرا يرفعـون سبّابتهم المحَـبَّـرة ، تلك الصورة التي نــُـشِـرَتْ بعـد الإدلاء بأصواتهم .... أقـول حـتى إذا كان غـبطته لا يقـصدها وليس له عـلم بنـشرها والمتـوقع منه أنْ يكـون عـلى مسافة واحـدة من الجـميع ، فإنها بلا شـك دعاية مباركة مجانية مُـدوّية بإسم غـبطته ، تـشجـيعاً منه لأبناء شعـبنا المسيحي ــ خاصة الـبُـسطاء منهم والـسُـذج ــ للإدلاء بأصواتهم لصالح السياسيّـين الآثـوريّـين ، فإن كان يـدري بها وبموافـقـته فـتلك مصيـبة ، وإنْ كان لا يـدري وإستغـفِـلَ في نـشرها وفـلـتـتْ !! فـتـلك أخـت المصيـبة .  
 
إن غـبطته فـوق مستـوى الحاجة إلى نـشر صوَر إستعـراضية ، والصورة موضوع مقالنا تعـني الكـثير في يومنا هـذا ، وهـو يعـلم أنَّ لها وقعاً إنـتخابياَ وإنـتـقائياً عـنـد العـديـدين حـين إلتـقِـطتْ ونـشِـرَتْ في زمان ومكان متلازمَين سـواءاً ــ أدّتْ مفعـولها بقـوة أم بضعـف ــ فـما جـدوى تـبريرها لاحـقاً ؟

أقـول مقـدَّماً أنّ الإحـتـرام والمنطق يقـتـضيان منا أن لا نـمسَّ حـقاً من حـقـوقه الطبـيعـية ولا ينبغي لأيٍ أن ينـكـرها عـليه ..... وإستـناداً إلى تـقـبُّـل غـبطته عـملية الـنـقـد فإن الواجـب يـدعـونا إلى إلقاء الضوء عـلى كـل خـطوة نـُـزهة يمشيها بـين الأدغال خارج متـنـزهاته المألـوفة ، ورنة موسيقـية أمام كـل مطبة تـصادفه في طريقه خـوفا عـليه من تـداعـيات منـسوبة ، وعـواقـب غـير محـسوبة ، خاصة وهـو رجل متحـرك تـتابعه الأضواء ، والـنـواظير تلاحـقه في مخـتـلف الأجـواء .

وفي هـذا الشأن عـلق سيادة المطران يوسف تـوما المحـتـرم في ردّه عـلى أحـد الإخـوة الكـتاب قائلاً : يـبـدو أن الصورة لم تعـجـب القـوميّـين الكـلـدان ؟ وبمناسبة تعـليقه نسأله هـل أن القـوميّـين الكـلـدان غـرباء عـن سيادتـكم ؟ وما هـو رأيكم الشخـصي في الصورة ؟ ..... أتـذكـر محاضرته في سـدني عام 1999 حـين شجعـنا عـلى الإعـتـزاز بتراثـنا ولغـتـنا مستـشهـداً بحـضارة الكـلـدان في بابل وبَراعـتهم في صناعة 12 نـوعاً من الـبـيرة ؟ وبأنّ الأجانب الغـربـيّـين منكـبّون عـلى دراسة لغـتـنا ونحـن تركـناها ؟ ونـصحَـنا لتأسيس جـمعـيات ومنـتـديات كـلـدانية في دول المهجـر ؟ فـما الـذي تغـيَّـر لاحـقاً بعـد إحـدى عـشرة سـنة ـ عام 2010 ـ بمحاضرته في سـدني أيضاً لـيلمِّح لـنا بنوع مِن ــ حاشاه السخـرية ــ لمَن ينادي ويقـول أنا فخـور بالكـلـدانية !! وسيادته نـطـقها لـنا في حـينها بالإنـﮔـليزية I am proud of CHALDEAN  ؟ .
*************************
بتأريخ 1 آيار 2014 نـشر موقع الإعلام الـﭘـطريركي تـوضيحاً عـن الـدعـم المزعـوم لجهات سياسية معـينة   http://saint-adday.com/index.php/permalink/6027.html جاء فـيه ما يلي :

(1 ــ كان السيد يونادم كـنا والـوزير سـركـون يصوّتان في قاعة الإنـتخاب وسلمنا عـليهم .............. ما لـنا في هـذا يا سـيـدنا إنه أمر لا يخـصنا ، ورغـم أن تـوقـيت حـضوركم سـوية في المركـز الإنـتخابي له دلالـته ، إلاّ أنـنا نـقـبل بالرضوخ لنـظرية الصدفة .

(2 ــ يقـول تـوضيح الإعلام الـﭘـطريركي : الـكـل يلـقـط ــ يلـتـقـط ــ الصور ولا ضريـبة عـلـيها ........ هـذا صحـيح وآمنا بالله ، وأكـرر ما لـنا في هـذا يا سـيـدنا ، إنه أمر يخـصك ولا يخـصنا ، ولكـن نـشـرَها في وسائل الإعلام في تلك الأيام له مؤشـره بشكـل عام ! وهـنا تـتهاوى أمامنا نـظرية الصدفة .

(3 ــ تـوضيح الإعلام الـﭘـطريركي يعـبِّـر عـن رأي غـبطته ويقـول : لكـنـنا نـؤكـد أنـنا عـنـدما نستـقـبل أحـداً أو نقابل أحـداً ، هـذا لا يعـني أبـداً أنـنا نـتبنى إتجاهه أو أفـكاره ................. ولكـن يا سـيـدنا ألا ترى في الإعلام قـوة وتأثيراً عـلى العـقـول في مناسبة كـهـذه والناس تـنـتـظر الحـدث الإنـتخابي بترقـب وحـساسية وحـذر ؟ يـبـدو أنـكم أخـذتم المسألة عـن حـسن نية دون أنْ تأتي هـذه الحـسابات عـلى بالكم ؟ .

(4 ــ أما الملفـت للـنـظر في التـوضيح الـﭘـطريركي قـوله : إن باب الـﭘـطريركـية مفـتـوح للجـميع ، ولم يغـلق في وجه أحـد "ــ عـدا الـشـيوخ الـجـدد ــ " !! ..... إن أحـد الإخـوة المعـلقـين كـتب عـن هـذا المقـطع الأخـير فـقال : إنها جـملة إعـتـراضية في اللغة العـربـية ، ولكـنه لم يتـطرق إلى مكانها من الإعـراب !! .

وأنا بـدَوري عـقـبتُ عـليه قائلاً : هـل رأيتَ الله ؟ أنا شخـصياً لم أرَه ، ولكـني أرى عـمل يديه ، ومن أعـماله نعـرفه .
كما عـلقـتُ ثانية بالعامية عـلى ذات الموضوع وقـلتُ عـن غـبطة الـﭘـطريرك ساكـو : الـرجّال ما قـصَّـر ، حـدَّد نوعـية الـشـيوخ و ﮔال ــ الـجـدَد ــ .. ويمكـن يقـصـد المثـل : إللي ما عـنـده عـتـيـگ ما عـنـده جـديـد !! إذن خـلي نـنـتـظـر سالفة الـشـيوخ وين تـوصل ، جائـز الـباب يـصير من نوع ــ  SLIDE   متـزحـلق ــ وما راح يعـيق الكـرسي إللي ورا الباب ، هاي دنيا كـل شي صار جائـز بـيها .

نـقـول ما لك والشيـوخ الجـدد يا سـيـدنا ؟ ألستَ تـتعامل مع موظفي الـدولة من كـبـيرهم وإلى صغـيرهم ، وهـذا أحـدهـم قـريـب من رئيس الوزراء المالكي الـذي تـكـن له جـل الإحـتـرام ، فـما هـو إعـتـراضك عـليه خاصة هـو لا يتـدخـل في شؤون الكـنيسة كما يتـدخـل غـيره ! .

ثم إذا كانـت نـظـرتـك الحالية إلى الشـيوخ الـجـدد لم تـتغـيَّـر عـما كانت عـليه منـشورة في توضيحكم بتأريخ 27 / 12 / 013 2 فحـذفـتموه ، كان الأولى أنْ يـبقى ذلك التـوضيح في موقـع إعلامكم  دون حـذف ، هـذا عـدا النظرة الإيجابـية الرائعة التي يحـملها الشيوخ الجـدد عـنكم ، تـُـظهـِر للقارىء بأنها معاكـسة بإتجاه 180 درجة تماماً لِـنـظـرتكم السلبـية تجاههم ، وهي منـشـورة بتأريخ 6/1/2014 في الموقع : http://kaldaya.net/2014/News/01/Jan06_A1_ChNews.html

(5 ــ وإذا سمحـتم بإضافة أخـيرة عـما أوردتموه في نهاية توضيحكم الأخـير قائلين : نحـن نحـتـرم الكـل حـتى الـذين يخـتـلفـون معـنا في وجهات الـنـظر ................ طيب يا سـيـدنا ، إذا كـنـتـم إلى هـذه الـدرجة دبلوماسيّـين غـفـورين متـواضعـين ، إعـتـبر الشيوخ الجـدد من بـين أولـئـك الـذين يخـتـلفـون معـكم في وجهات الـنـظر وتـُـبقي باب الـﭘـطريركـية مفـتـوحاً بمحـبة للجـميع ومعهم المخـتلـفـين ! وأنت متـشبع بالمحـبة المسيحـية ، غـسـلتَ أرجـل أناسٍ متـباينين من نزلاء ونـزيلات الـدار ولم تستـثنِ من بـينهم الأنـواع الجـديـدة .... وغـبطـتـك تـصرح أنك قادر أن تـرى في الألم حـياة وفي الخـطيئة غـفـراناً وفي الإنـقـسام وحـدة وفي الجـروح مجـداً وفي العـوق قـوة ، فـهـذه كـلها قادر عـليها أما الشيوخ الجـدد تـقـف حائراً أمامهم ! مو إلى هاي الـدرجة وبهـذا الشـكـل يا سـيـدنا .. ومع ذلك فالـدار ملكـك وأنت حـر فـيها ، دمتَ سعـيـداً وأبوك ألله يرحـمه .
http://saint-adday.com/index.php/permalink/5954.html

172
ما جاء لـيُـنـقـَـض بل ليُـكـمَل بيان ﭘـطريركية بابل الكلدانية
ــ الحـلقة الثانية ــ


بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
جاء في الحـلقة الأولى بـيان ﭘـطريركـية بابل الكـلـدانية وإعـتـراضه عـلى تـدخـل البعـض في شـؤون ديوان أوقاف المسيحـيّـين والـديانات الأخـرى ، نـصوص من قـرار الجـمعـية العامة للأمم المتحـدة رقـم 61/295 المؤرخ في 13 أيلول/سبتمبر 2007 بخـصوص الشعـوب الأصيلة ، ثم رأي الشيخ السيـد أياد جـمال الـدين رئيس كـتلة الأحـرار برفـضه مصطلح ــ أقـلية ــ وتـفـضيله لكـلمة مواطنين .

في هـذه الحـلقة الثانية ندعـوكم لمشاهـدة يونادم كـنا في مقابلة مع سـتـوديو قـناة البغـدادية / برنامج سحـور سياسي https://www.youtube.com/watch?v=pg2iHQIa1c0 يطلق تعابـيره كأمّي لا يعـرف شيئاً عـن تأريخ الكـنيسة ولا يفهم بالمنطق ، فالمذيع يسأله في الـدقـيقة 9:17 عـن الفـرق بـين الآشـوريّـين والآثـوريّـين ؟ فـيجـيـبه دون أنْ يميِّـز المصطلحات عـن بعـضها ، بل بإتجاه آخـر منطلقاً مما يكـنه في قـلبه الإقـصائي وعـقـله الباطني من حـقـد عـلى الكـلـدان فـقال :

كـل آشـوري يصير كاثـوليكي تابع لـروما يسموه كـلـداني أوتوماتيكـياً !!

وليست غـريـبة عـلى شخـص مثـل يونادم ، أليس هـو صاحـب الـشطحات : لم أجـد في آثار بابل طابـوﮔـة مكـتـوب عـليها كـلـدان ! .... لن أشـتري الكـلـدان بـﮔــطـف جـيـﮔارة !

لقـد إعـتاد في أحاديثه عـلى تهـميش الكـلـدان وإعـتـبار إسمهم التأريخي مـذهـباً كـنسياً .... أستحـلفـكم بـربِّـكم يا قادتـنا الكـنسيّـين الأفاضل ، ماذا تـقـولون لهـذا الشخـص وأمثاله حـين تجالسونهم ، وكـيف يمكـنـكم التعامل مع منطقه ؟

فـبعـد أن طفـح الكـيل جاء بـيان المرحـوم ممتعـضاً من سلوك سكـرتير زوعا ذي الفـكـر العـنـصري ومعـتـرضاً عـليه وهـو الـذي يعـتبر نـفـسه ممثلاً عـن المسيحـيّـين في حين ــ كما أشار غـبطته ــ لا يمثل إلاّ نـفـسه وحـزبه وأنَّ من حـق الكـلـدان أن يفـتخـروا ويجاهـروا بإسم قـوميتهم الكـلـدانية وهم الأكـثرية .

ولما عـرضتْ وسائل الإعلام التسجـيلَ الكامل للـبـيان المشار إليه وظهـور المرحـوم الـﭘـطريرك عـمانوئيل في كـلمة مقـدمة ويوعـز إلى السـيـد نامق جـرجـيس ليقـرأه أمام الصحـفـيّـين وهـو يستمع إليه وبحـضور سـيادة المطران شليمون وردوني وآباء أخـرين مع مجـموعة من المؤمنين .....
لم يكـتـفِ يونادم بكلامه السابق مع قـناة البغـدادية بل ظهر في قـناة آشور مرة أخـرى مع مـذيع كـلـداني متأشـور https://www.youtube.com/watch?v=N1mLFAKoByk يمكـنـكم مشاهـدته في الـدقـيقة الـ 1:58 وهـو يقـول بكـل صلافة :

أنا شخـصياً أشـك في أن غـبطة الكاردينال عـلى عـلم وموافـقة بكـل مضامين هـذا البـيان

وكما قال المرحـوم في بـيانه : إنـنا لا نوجِّه إنـذاراً ولكـنـنا نوجه النصح في هـذا الأمر ، وعـليه فإنـنا سنـضطر آسفـين ، مجـبَرين ، مكـرَهـين إلى قـطع كافة أنواع العلاقة والتعامل والإنسحاب من ديوان أوقاف المسيحـيّـين والـديانات الأخـرى ، ونـرفـض تـدخـُّـل سعادة النائب يونادم كـنا وجـماعـته وتحـريضه المكـونات الأخـرى غـير المسيحـية من الإخـوة اليزيـديّـين والصابئة المنـدائـيّـين في لجـنة الأوقاف والشؤون الـدينية للوقـوف بوجه السيد رعـد عـمانوئيل بإطلاق الإتهامات غـير المؤكـدة عـنه والتي لم يجـرِ التحـقـق منها .... ثم تـسيـيس عـمل الـديوان وإيـداعه إلى شخـص تـرضى عـنه الحـركة الـديمقـراطية الآشـورية لكي تجـعـل الـديوان مزرعة يتـحـكم فـيه وتـفـرض إرادتها عـل الكـنائس العـراقـية ومن لا يستجـيب إلى توجهاتها سوف تعـرقـل وتـؤخـر أعـماله لغـرض فـرض الوصاية عـليه .

إن بـيان المرحـوم لم يكـن كلاماً عابراً ، بل جاء مستـنـداً إلى حـيثيات وظواهـر خـطـرة يمارسها الـبعـض ضد كـنيستـنا الكـلـدانية وأمتـنا الكـلـدانية بهـدف تهميشها وعـزلها عـن الساحة لغـرض الإستحـواذ عـلى مقـدراتها وإستحـقاقاتها ، جاء الـبـيان عـلى لسان أعـلى سـلطة في كـنيستـنا الكـلـدانية وبحـضور مطران وقـور لا يزال الـيوم في خـدمة الـﭘـطريركـية الحالية سيادة المطران شليمون وردوني ، فـهـو أدرى بالأمور إنْ كان غـيره لا يعـرف عـنها شيئاً ، وكان بحـضور آباء أجلاء أيضاً ومؤمنين معهم .

لا ريب في أنّ كـنيستـنا الـيوم وبقـيادة غـبطة الـﭘـطريرك مار لويس ساكـو  المحـتـرم تـواصل تـثـبـيت حـقـوق كـنيستـنا الكـلـدانية وشعـبنا الكـلـداني ، وهـذه لا تعارض الإنـفـتاح الـذي يطمح إليه ، ولا يعارض إرساء قـواعـد الوحـدة الكـنسية عـملاً بـوصية الرب ، ولكـن أين هي تلك الفـرصة لتحـقـيقها في المستـقـبل المنـظـور عـلى الأقـل .... أطال الله في عـمر الجـميع فإن سيادة المطران مار آوا المحـتـرم أمين سر المجـمع السنهادسي للكـنسية الآثـورية وفي مقابلة له بتأريخ 31/1/2014 في سـتـوديو بـيث نهـرين قال في الـدقـيقة 21:16  https://www.youtube.com/watch?v=BP-In4by-tE :
لا يمكـنـنا التـواصل مع الكـنيسة الكـلـدانية في لقاءات ــ رسمية  أو  لا رسمية ــ

نحـن كـلـنا أمل في قـيادة كـنيستـنا الكـلـدانية بأنها ستأخـد السفـينة إلى شاطىء الأمان وتـثـبت ركائـزها عـلى صخـرة الإيمان التي أوصى بها الرب يسوع ، وكـذلك في الجانب العـلماني حـين يـدعـو إلى مراجعة السفارات لـتـثـبـيت إسمنا وهـويتـنا ، كما يـدعـونا إلى المشاركة في الإنـتخابات بكـل فخـر وهـو في المقـدمة كـقـدوة لـنا يشارك شخـصياُ في إنـتـخابات 2014 ، فـنـطـلب التـوفـيق له في إدارته ولشعـبنا الـتـقـدم والرخاء .



173
ما جاء لـيُـنـقـَـض بل لـيُـكـمَل
بـيان ﭘـطريركـية بابل الكـلـدانية

ــ الحـلقة الأولى ــ
[/b]

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

من خلال إستماعي إلى ﭬـيـديو مسجـل فـيه بـيان ﭘـطريركـية بابل الكـلـدانية الصادر بتأريخ 15/1/2012 من الـﭘـطريرك الراحـل مار عـمانوئيل الثالث دلي ، كـنتُ قـد أنهـيتُ تـواً إعادة كـتابته لـنـشره ، إلاّ أنَّ موقع ـ كـلـدايا . نت ـ الأغـر سـبقـني في نـشره فـشـكـراً له .
 
https://www.youtube.com/watch?v=kXaywSeO1so
http://www.kaldaya.net/2014/Articles/04/25_KaldayaNet.html

حـين وصف بسمارك السياسة بأنها فـن العـمل في حـدود الممكـن ................. لم يقـصد الحـرب ولا التـخـطيط المخجل للوصول إلى المنـصب ، كما لم يقـل أنّ السياسة فـن الـتمويه وخـداع الشعـب ، مثـلما يمارسها الـيوم بعـض ممن هـبَّ ودب  ...... ليست السياسة غـض الـنـظر عـن حـقـوق الناس بكاملها والسكـوت عـلى سالـبـيها وإنما الـدفاع عـن مستحـقـيها وفـضح نيات ناكـريها ، إلاّ إذا كانت هـناك مشاركة في سـرقـتها وعـنـدها فإن حـرامي الـدار ــ ما ينـلـزم ــ فـيها ..........

ومهـما كانت أعـذار رفاق السياسة فإن الحـكمة ليست في مـداهـنة السياسيّـين ولا في مصاحـبة الإنـتـهازيّـين المَـصلـَحـيّـين ...... وإنما رفـضُ مناوراتهم والإبتعاد عـن ألاعـيـبهم في كـل مناسبة صغـيرة كانت أو كـبـيرة من لقاءاتهم ، أما إذا صار العـكـس ......... فـعـلى فاعـليها الطامة الكـبرى ، تـدل عـلى تغـطية شعـورهم بالـنـقـص ونـفـسيتهم الصغـرى ، وحـقـدهم المـدفـون منـذ أيام حـوارات كانت تعـتبر بُـشرى ، فأعـداء الإنسان ليسـوا غـرباء من بُـصرى ، بل إنهم أهـل بـيته ممَن كانت له معهم جـلسات ودٍ وذكـرى .  

لـسنا نرجع إلى الخـلف لنرى شعـبنا يعـيش عـلى كامـل أرض أجـداده بـيث نهـرين ذي الغالبـية الكـلـدانية ، بل نحـن أولاد العـصر الحـديث وأصيـلون بـين أبناء شعـب العـراق الـيوم الـذي فاق تعـداده الثلاثين مليوناً بغالبـيته الوافـدة إليه منـذ زمن بعـيـد ، فها هـو الأمين العام لمجـلس الوزراء السيد عـلي محـسن إسماعـيل يصرح لكاتب المقال ضمن مراسلاته الشخـصية والمنـشورة لاحـقاً بتأريخ 11/12/2007 في مواقع كـثيرة فـيقـول : نعـم إنكم سكان أصليون بلا ريـب ، وإنْ كـنا وافـدين فـلا ضير في ذلك ....

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,151216.msg2921504.html#msg2921504
  
وبخـصوص حـقـوق الشعـوب الأصيلة يكـون من المفـيـد أن نـذكـر نـصوصاً من قـرار الجـمعـية العامة للأمم المتحـدة رقـم 61/295 المؤرخ في 13 أيلول/سبتمبر 2007 :

http://bahrainonline.org/showthread.php?t=517631
المادة 2- الشعـوب الأصلية وأفـرادها أحـرار ومتساوون مع سائر الشعـوب والأفـراد ، ولهم الحق في أن يتحـرروا من أي نوع من أنواع التميـيز في ممارسة حـقوقهم ، ولا سيما التميـيز إستـنادا إلى منشئهم الأصلي أو هـويتهم الأصلية .
المادة 13-1 - للشعــوب الأصلية الحق في إحـياء وإستخدام وتطوير تأريخها ولغاتها وتـقاليدها الشفوية وفـلسفاتها ونـظمها الكـتابـية وآدابها ونقـلها إلى أجـيالها المقـبلة ، وفي تسمية المجـتمعات المحـلية والأماكـن والأشخاص بأسمائها الخاصة والإحـتـفاظ بها .
المادة 17- 3 – لأفـراد الشعـوب الأصلية الحق في عـدم التعـرض لأية شروط تميـيزية في العـمالة ، وبخاصة في مجالي التوظيف أو الأجـور .
المادة 18- للشعـوب الأصلية الحق في المشاركة في إتخاذ القـرارات المتعـلقة بالمسائل التي تمس حـقـوقها من خلال ممثـلين تخـتارهم هي بنفسها ووفـقاً لإجـراءاتها الخاصة ، وكذلك الحق في حـفـظ وتـطوير مؤسساتها الأصلية الخاصة بها التي تـقـوم بإتخاذ القـرارات .
المادة 33-1-  للشعـوب الأصلية الحق في تحـديد هويتها أو إنـتمائها وفـقاً لعاداتها وتـقاليدها . وهـذا أمر لا ينـتـقـص من حق أفـراد الشعـوب الأصلية في الحـصول عـلى جـنسية الدول التي يعـيشون فـيها .
2-  للشعـوب الأصلية الحـق في تـقرير هـياكـلها وإخـتيار أعـضاء مؤسساتها وفـقاً لإجـراءاتها الخاصة
 *****************
إن مراجعة بـسيطة لـبـيان ﭘـطريركـية بابل الكـلـدانية المشار إليه ، تجعـلنا نـدرك مدى ثـقة الـﭘـطريرك الراحـل بنا كـشعـب مسيحي كـلـداني أصيل مخـلصين لوطنـنا ومُحـبـين لشعـبنا ، فـيـبـذل غـبطته قـصارى جهـده من أجـل إحـقاق حـقـوقـنا في ساحة تـنهـش الـذئاب في الخـراف الوديعة من قـطيعـنا .

إن عـراق ما بعـد التاسع من نـيسان 2003 نبـذ الـدكـتاتـورية وزرِعَـتْ فـيه الـديمقـراطية الفـتية فأصبح أبناء الشعـب يتـنـفـسون بعـض الحـرية ، ورغـم أن قـطاعاته الكـبـيرة وافـدة إليه عَـبر الحـقـب التأريخـية ، إلاّ أنّها فـرضتْ هـيمنـتها بـدرجات تـفـوق القـياسية ....... أما الكـتل المتجـذرة الأصيلة وبمنطق الحـضارة الحالية صارت تـشعـر بغـبن في حـقـوقها الأساسية وبضرورة المطالبة بالمساواة الـوطـنية وبالأخـص أبناء الـقـومية الكـلـدانية المهـمشون في العـملية العـراقـية ، فأخـذوا ينـفـضون غـبار الزمن لـتـشع مشاعـرهم القـومية ، فـتـقـدّموا بصوت عالي يطالبـون بإستحـقاقاتهم الشـرعـية والتي تـؤكـدها القـوانين الـدولية .

في عـراق الـيوم رجال صادقـون لا يقـبلون بالظـلم والعـنـصرية ، يكافـحـون من أجـل مساواة المواطـنين بالحـقـوق الوطـنية

https://www.youtube.com/watch?v=lKjVSluln6U

مثل الشيخ السيـد أياد جـمال الـدين رئيس كـتلة الأحـرار الـذي ظهرَ في مقابلة تلفـزيونية مع قـناة الجـزيرة الفـضائية والمنـشور في الـيوتـيوب قـبل أكـثر من عام ، قال :

أنا ضد مصطلح ــ أقـليات ــ ... لأنه تميـيـز ضد فـئة من المواطـنين ووصمهم بسِمة أظنها تـقـليل من شأنهم ... هم مواطـنون عـراقـيون لا فـرق بـينهم وبـين سائر المواطنين العـراقـيّـين ... إبتـلي العـراق بالمحاصصة السياسية الطائـفـية ... أنا ضد حـقـوق الأقـليات بالكامل ، أنا مع حـقـوق الإنسان وأرى أنّ هـنالك تـناقـضاً بـين حـقـوق الإنسان وحـقـوق الأقـليات .... حـقـوق الإنسان تعـني مساواة  ... نحـن مع رفع التمـيـيز ضد أي مواطن ... وحـقـوق الأقـليات هي تـكـريس للتمـيـيز  ، مهـما أعـطيت للأقـليات من حـصة فـهـو يـبقى تميـيـزاً  ، يعـني لا يمكـن للمسيحي أن يكـون رئيسا للجـمهورية لأنه أقـلية ، لا يمكـن لليزيـدي أن يكـون رئيساً الوزراء  لأنه أقـلية ...... في حـين يمكـن أن يكـون رئيساً للوزراء لأنه مواطن عـراقي .... أنا شخـصياً مع حـقـوق الإنـسان ومع رفع التمـيـيز ضـد أي إنسان بسبب العـرق أو اللون أو المـذهـب أو الطائـفة أوغـير ذلك .  

174
الكاردينال مار عـمانوئيل دلي يرقـد عـلى رجاء القـيامة

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

الوقار لكـل قائـد ، وقادتـنا الـيوم نكـرمهم جـداً فالواجـب يقـتـضي أن نحـتـرم رئيس شعـبنا ، ونـظراً لأن وعي الـناس تغـير بـين الماضي والحاضر ، فـبـذات المنـطق يتـطـلب من القادة أنْ يحـتـرموا وعيَ الشعـب ويكـشفـوا أوراقهم الطرية وبراعـمَهم الـفـتية في مشاتل شعـبنا المخـضرمة الـنـقـية ، لـنـدرك ما عـسى أن تـكـون ماهـية الفاكهة والهـوية ! لكي نـشجع عالياً صاحـب الراية الفـكـرية .... لا أنْ نـنـتـظر إنـتـشار الأشعة الشمسية حـتى يـذوب الجـلـيد فـوق الكـرة الأرضية فـينجـلي ما تحـت الطبقات الـثـلجـية .

الـبـذور في الأصُص مَخـفـية وجماهـيرنا المروَّضة في غـفـوة عـرضية ، ومثـقـفـينا لم يعـودوا يناقـشوا الـنـظرية بل يطأطـئـون الهامة والربطة في أعـناقـهم عـلنية ، من أجـل كـلمة عـفـرم + دعـوة مجانية إلى الصفـوف الأمامية ؟ .  

ولكـنـنا كـلـنا ثـقة بكلام ربنا : ما من مستـور إلّا سيُـكـشف لـنا ، ولا مِن خـفيّ إلّا سيظهـر أمامنا .... ومَن كان وكـيلاً لـسـيـده عـليه أنْ يصون أمانـته ، أو الأفـضل له أنْ يعـلق حجـر الرحى في عـنقه ( هـكـذا قال ربنا ) ... ونحـن عـلى المدرَّجات نهـتـف يعـيش يحـيا ونرفع إسمُه ، أو نـصيح به ..... وإذا كان التأريخ شيئاً قـضاهُ فالتأريخ أيضاً شيئ قادِمه .  

الآثار تـشهـد عـلى بانيها ، المآثـر تمجـد أبطالها ، مِرآة النيات أعـمالها كالغـلة تـُـبهِـجُ قـلب زارعها ، هـذه هي الحـياة مثيرة محـطاتها لمن يحـياها ، أشجار نسقـيها فـتـورق أغـصانها وتعـطي ثمارها ، فإن حجـبنا الماء عـنها ذبلتْ أوراقها ...... الملكـوت الموعـود يكـمن في أعـماق قـلوب مؤمنيها ! مشاعـرُنا تـتحَـسَّـسها ......

التأريخ يشهـد لـﭘـطاركة قـلوبهم عامرة بإيمانها ، خـلـدتهم إنجازاتهم وأخـبارُها ، وبماء من ذهـب زينتْ سيرتهم عـلى صفحاتها ، كـل بحـسب ما منحه الله من قـدرة وإمكانية إستغلالها : مار عـمانوئيل تـومكا ، مار ﭘـولـس شـيخـو ، مار عـمانوئيل دلي ... ذكـرياتهم مـؤرخة في سجلّاتها ، لم يطلـبوا تمجـيـد أنـفـسهم ولا تعـظيمها بل إرتـسم المجـد فـيها ... مشاعـرهم هي الوحـدة وأصالتها .

*********************
متى رأيتُ المرحـوم الكاردينال عـمانوئيل الثالث دلي :
(1)- بتأريخ  6/11/1981 زارنا غـبطة الـﭘاطريرك مار ﭘـولص الثاني شـيخـو في دارنا برفـقة معاونه آنـذاك ( المطران عـمانوئيل دلـّي ) والأب الكاهـن راعي كـنيسـنا ، كانت تـلك المرة الأولى التي رأيتُ فـيها المرحـوم الكاردينال مار عـمانوئيل الثالث دلي وجهاً لوجه وفي حـينها لم ينـطق بأي كلام ، وجـدير بالـذكـر أنَّ ثلاثـتهم إنـتـقـلوا إلى الـديار الأبـدية .

(2)- طلبَتْ قـناة الجـزيرة الفـضائية من نيافـته لقاءاً ، فـشاهـدته عَـبـر الشاشة وهـو يجـيـب عـلى إستـفـسارات المـذيعة ، ونـظراً لأنها ألحَّـتْ في سؤالها لغاية في نـفـسها ، عـن ردة الفعـل الـﭘـطريركي إزاء الوضع الخـطر في العـراق وكـيف سيتعامل معه بعـد إنـفجارات كـنيسة سـيـدة النجاة ! بـدأ يُـجـيـبها بلغة القائـد الـفـطِن دون أنْ يَـنجـرَّ وراء محاولتها إستـدراجه ودفعه إلى أنْ ينـطق بتـصريح متـذمر عـن بـلـده العـراق ، ولكـن هـيهات ، بل كان حـديثه كـله سـلاماً .... فـلما قاطعـته ثلاث مرات أثـناء كلامه للغاية نـفـسها ، تـطـلـَّـبَ منه أنْ يكـلمها بلغة التأنيـب ! فأسـكـتها ثلاث مرات

https://www.youtube.com/watch?v=sJMs7CKHwCc
وهـذه بعـض النـصوص مما قاله أثـناء المقابلة :

1:55 .... أتركـيني يا أخـتي
3:35 .... لنا حـرية العـبادة وليس حـرية التبشير
4:04 .... لنا حـرية العـبادة وليس حـرية الـدين
4:21 .... ليس في العـراق والبلـدان الإسلامية كـلها تـقـريـباً حـرية التبشير
5:08 .... كـنت أفـضل أن يكـون ممثل الجـزيرة هـنا أمامي
5:15 .... أخـتم كلامي لنا حـرية العـبادة وليس حـرية التبشير
5:58 .... أتركـيني أن أتـكـلم
7:14 .... أتركـيني أن أتـكـلم
*********************
والـيوم بعـد إنـتـقاله إلى الـديار الأبـدية ، وردتْ برقـيات التعـزية من جهات كـثيرة في العالم إبتـداءاً من قـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس وإلى كاتب بسيط ، وأقـيمتْ صلوات وقـداديس جـنازة ومجالس عـزاء في جـميع الأبرشـيات الكـلـدانية ، وشاهـدتُ عـبر الإنـتـرنيت القـداس التأبـيني المقام في كـنيسة الـقـديس ﭘـطرس في سان ديـيـﮔـو / كاليفـورنيا وكـلمات الرثاء التي قـرِأتْ خلالها تعـبِّـر عـن الحـزن بفـقـدانه ، ومنها كـلمة سيادة المطران باوَي سـورو الموقـر التي قال فـيها :

أقـدم تعازيّ لكـنيستـنا بمناسبة إنـتـقال مثـلث الرحمات الـﭘـطريرك مار عـمانوئيل الثالث دلي ، أبـدأ بتـقـديم تعازيَّ لسـيـدنا الـﭘاﭘا وهـكـذا لمطران هـذه الرعـية الكـلـدانية أخي مار سـرهـد يوسب ، ولمطران الكـلـدان في أميركا مار إبراهـيم إبراهـيم حـيث سـيوضع جـسـد مثـلث الرحـمات حتى يوم القـيامة ، كما أقـدم تعازيَّ لسيدنا الـﭘـطريرك لـويس ساكـو في بغـداد ولجـميع المطارنة الكـلـدان والإخـوة الكـهـنة والرهـبان والراهـبات ومؤمني الكـنيسة وبالأخـص عائلة دلـّي وكافة أقاربه .
إن المثـلث الرحمات مار عـمانوئيل دلي كان شخـصية مهمة في حـياتي ، أكـلمكم في هـذه المناسبة التأريخـية بعـد أنْ طرقـتُ باب الرحـمة للكـنيسة المقـدسة وإنـتـظرتُ ثمان سنين كي أرى ذلك الـيوم لأكـون مطراناً كاثـوليكـياً مقـبولاً في الكـنيسة الكـلـدانية ، وبمحـبته وجـرأته وعـدالته وقـف معي ، ورغـم مواجهـته مصاعـبَ جـمة إلاّ أن محـبته غـلبَـتها حـين قـبلني في عام 2010 في الكـنيسة الكـلـدانية وسـلـَّـم لي كـتاب القـبول والـذي هـو بـذاته كـتاب تأريخي .

وأضاف سيادته : إن أمانة الـﭘـطريرك مار عـمانوئيل  للمسيح وإيمانه جعـلتـنا نرى فـيه أشياءاً ثلاثة : اليوم نحـن مطارنة الرعـية وكهـنـتها أتينا جـميعـنا من رياضة روحـية لمدة يومَين كاملين ، بحـثـنا عـن معـنى الأمانة للمسيح وللكـنيسة المقـدسة ، وفهمنا من الكـتاب المقـدس أن الأمانة تـظهر بثلاث صور والتي تميَّـز بها مار عـمانوئيل دلي (1) العـدالة (2) الحـق (3) المحـبة والرحـمة .... وهـذه كـلها عاشها بتـواضع الحـياة ونحـن نـشاهـد مسيرته مع ربه .....  

وأخـيراً صلى سيادة المطران باوَي قائلاً : أيها الرب إجعل شهادتـنا عـن حـياة الـﭘـطريرك الماضية تكـمل مسيرته إليك ... وتـقـبَّـل روحه والله يرحـمه .

*******************
ثم كانت الكـلمة الإرتجالية لسيادة المطران سرهـد يوسب جـمو المحـترم جاء فـيها :

من هـو الوكـيل الأمين الـذي أقامه سيده عـلى بـيته ؟ الوكالة هي درجات ... وكل إنسان مدعـو إلى وكالة من عـنـد الله ... والوكالة الأكـثر قـداسة ، والراعـوية الأثـمن هي عـنـدما يـجعـله الرب ليكـون بديلاً عـن الرسل .... فحـين يُـدعى شخـص إلى درجة الشماسية والكـهـنـوتية والأسقـفـية ثم رئاسة هـذا الجـمع من الأساقـفة لأمّة ولكـنيسة رسولية مجـتمعة سـوية ! فإنها تعـني ! لم يـبق للرب سوى أن يـبـسط يـديه له ( ليحـتـضنه في ملكـوته السماوي / الكاتب ) ....... وواصَل سيادته في كـلمته مشيراً إلى أن الشخـص الوحـيـد الـذي مرت عـليه ظروف عـلى مـدى 80 سنة تجـمعتْ خلالها الطيـبة والمرارة في الكـنيسة الكـلـدانية وعاشها فـيها كـلها ....... هـو المرحـوم مار عـمانوئيل ، لأنه كان وطنه وشعـبه وكـنيسته ..... وعـنـدما إلتهـبتْ بغـداد بقي ثابتاً راعـيا مع رعـيته .

وفي روما بحـضوري أنا تلميـذ هـناك ، فإن الـﭘـطريرك مار ﭘـولس شيخـو في بداية ﭘاطريركـيته قال للكاهـن دلي آنـذاك وهـو حـديث الرسامة الكهـنوتية : أريـدك معي في الـﭘـطريركـية ... ﭘـولس شيخـو كان ﭘاطريركاً صافـياً  نـذر نـفـسه كاملة للرب ولكـنيسته المقـدسة ، وكان الكاهـن ثم المطران ــ مار عـمانوئيل دلي يمثـل يـدَه اليمنى واليسرى ، بنى كـنائس ورهـبانيات ومدارس ، وبغـداد التي إزدحمت بمسيحـيّـيها القادمين إليها في تلك الأوقات يخـدم شعـبه من كـنيسة إلى كـنيسة من دائرة إلى دائرة من مشروع إلى مشروع ، لم يكـن يشعـر بالتعـب ، ثـبت عـلى مبادئه ومسؤولياته في كـل الظروف حـتى مع الـﭘـطريرك الجـديـد ( روفائيل ) ، وفي ظروف صعـبة وحالكة إستـطاع ــ ونحـن نعـرف ذلك ــ أن يخـلص أناساً رجالا ونساءا من الموت بسكـوت دون تـطبـيل وأبواق .

وواصَل سيادته مذكـراً بإنجازاته فـقال :

أولاً : لو أردنا الـيوم أن نرى ماذا عـن الكـلـدان في قانـون الكـنيسة الكاثوليكـية الحالي ، والـذي يحـكي عـن الكـنائس الرسولية ، والتراث الرسولي والـذي تعـتـرف به الكـنيسة الكاثـوليكـية وتعـتبره ذلك الجـزء المكـمل لها ( والإسم الكـلـداني فـيه ) فإن ذلك كان بفـضل مار عـمانوئيل دلي ، حـين كان عـضواً في اللجـنة المشرّعة لـذلك القانون ....

مجـموعة القـوانين الشرقـية الكـنسية
الباب الثاني ــ الكنائس المتمتعة بحكم ذاتي (1)
البند 2 ــ 1ــ الطقوس المعنيّة في هذه المجموعة ، هي المنحـدرة من التـقـليد الأرمني والإسكندري والأنطاكي والقسطنطيني والكلداني، ما لم يتضح غير ذلك.
البند 2 ــ 2 ــ تـثبـيت القومية الكلدانية في الدستور العراقي الجديد

*****************
ثانياً : وهـكـذا في الدستور العـراقي اليوم حـيث قـضية إسم الكـلـدان منحـوت بصفاء ، كان بفـضله وإخـتـياره لأنه تابعَ حـتى أوصلها .....

*******************
ثالثاً : موضوع آخـر : مار باوَي ليس شخـصا بل قـضية ورمز ونـيشان لمسيرة ، إنه اليوم في الكـنيسة الكـلـدانية الكاثـوليكية المقـدسة ، وكان مار عـمانوئيل هـو الـذي وضع حجـر الزاوية لقـبوله ، فـقـد طـلبتُ منه ذلك مع أساقـفة آخـرين ، فإستجاب لـنا برسالته ، فـكان جـسراً لـتلك القـضية ......

بطريركـية بابل الكـلـدانية
25/10/2010
سيادة الأخ العـزيز المطران باواي سـورو الجـزيل الإحـتـرام

أشـكـر لكم تحـملكم عـناء السفـر في المجيء إلى روما للإلـتـقاء بنا . نعـلمكم بأن إنعـقاد السنهادس الـﭘـطريركي لم يتم المرة هـذه بصيغة رسمية وبالتالي فإن موضوع قـبولكم رسمياً في المصف الأسقـفي لكـنيستـنا الكـلـدانية قـد تأجل البت فـيه حـتى إنعـقاد السنهادي الـﭘـطريركي القادم قـبل الصوم الكـبـير .

من جانبي الشخـصي وبقـدر ما يتعـلق الأمر برغـبتي وقـراري فـقـد قـبلتـكم مرحـبا بكم مثل أخ عـزيز وأسقـف فاضل في كـنيستـنا . كما أطلب من سيادة المطران سرهـد يوسف جـمو الجـزيل الإحـتـرام حـيث أنكم مقـيمون في أبرشيته ، المكـوث عـنـده والعـمل الرعـوي حـسب تـوجـيهاته لا سيما مساعـدته في تـثبـيت الإخـوة الآثـوريّـين الـذين إنـضموا إلى أبرشيته المباركة حـديثاً ، وأنا واثق أن سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم يقـدركم كـثيراً ويستـفـيـد من مشورتـكم بخـصوص رعاياه الآثـوريّـين . وكـذلك سيادة المطران جـبرائيل كـساب الجـزيل الإحـتـرام . تـقـبلوا مني كـل محـبة وتـقـدير طالباً لسيادتـكم حـماية أمنا مريم العـذراء .

المخـلص الكاردينال عـمانوئيل الثالث دلي
ﭘـطريرك بابل عـلى الكـلـدان


********************

رابعاً : أمر آخـر وهـو الطخـس الكـلـداني اليوم ، مع تحـقـيق روما ، والـذي أوصله إلى خاتمته وطبع كـتابه بإسم الـﭘطريركـية وبإسمه مار عـمانوئيل دلي وإتمامه مع السنهادس وهـو رئيس السنهادس في تلك الأثـناء .

**********************
ومثـلما بحـثـنا عـن راحة لنـفـوسنا في يوم ما ، فإنها نعـمة الرب جعـلت تعـبَه بحاجة إلى تلك الراحة أيضاً ، والأخـوات الراهـبات قـمن بتلك الخـدمة الصافـية كأخـوات لأخـيهـن الكـبـير ، فبإسم كـل الكـنيسة شكـراً لكن وبركات الرب عـليكن .

ليس لنا حـق عـليه كـﭘـطريرك في هـذه الرعـية ، لكـن الله أراد أن يكـون نعـمة لنا ، فـكان تواجـده في قلاية مطرانية مار ﭘـطرس بركة لكـنيستـنا . وبإسمكم نـشكـر الرب الـذي أعـطانا هـذا الـﭘـطريرك ولأمانـته في المهمة الموكـل عـليها ، ونـشكـر عائلته التي ربَّـته ،  ومن خلال كـنيستـنا فإنه يودع كـل الكـنيسة الكـلـدانية التي خـدمها طيلة هـذه السنين .

وصار سيادة المطران سـرهـد يخاطـب الجـثمان المقـدس قائلاً :
أيها الأخ والأب : كم تعـبتَ ؟ نعـزيكم مثـلما عـزانا قـداسة الـﭘاﭘا ، ونعـزي ﭘاطريركـنا الطوباوي مار لويس ساكـو وأصحاب السيادة المطارنة الكـلـدان وكـل إكـليروس الشعـب الكـلـداني و الكـنيسة الكـلـدانية المقـدسة ، نعـزي كافة الكهـنة والشمامسة والأساقـفة الـذين نالوا من يـديه الرسامة بركة للكـنيسة ....

ثم إلتـفـتَ إلى المطران الضيف ( مطران السريان الأورثـوذكـس ) يخاطبه فـقال : أشكـر أخي العـزيز مع الكـهـنة المباركـين لقـدومكم عـنـدنا ومشاركـتـنا في هـذا اليوم التأريخي في كـنيستـنا المقـدسة  ، وسيكـون لكـنيستـنا هـذه الـذكـرى وهـذا الوقار وستـتـبارك بصورة خاصة بهـذا الشخـص المقـدس الذي هـو الرأس الأعـلى للكـنيسة ...

وإستـمر يخاطـب الفـقـيـد دلي قائلاً : أيها الأب العـزيز الأخ الكـبير : كم تعـبتَ وكم من مرة لم يكـونوا يفـهـمونك ! فـهل تراخـيت حـين لم يفـهـموك ؟ ................. أبـداً
( أحـمدك يا أبـتِ رب السماوات والأرض قـد حجـبتَ هـذا عـن الحـكـماء والأذكـياء وكـشـفـته للأطـفال ) إنجـيل متى 11: 25 ــ الكاتب )) .

أودعـك مع كافة المطارنة والكهنة والشمامسة والشماسات والمؤمنين المباركـين والرجال والشباب وأنت تودع كـنيستـك إلى الـذي بعـثـك لنا وجـعـلك وكـيلاً ، ويقـول لك : ... تعال أيها الوكـيل الأمين ... ونـقـول لك : إذهـب بسلام أيها الراعي الصالح .
**********************

(( كلام جـميل ......  EXPIRED )) !
من المؤسف أنـنا عـموما ــ في تعاملـنا مع الآخـر ــ  نـتـوقـف عـند إخـفاقاته
ونحـكم عـليه من دون أن نـتحـقـق مِن أنه قام بجـهـدٍ رصين
الـﭘـطريرك دلي قام بجـهـدٍ كـبـيرٍ وفي ظروف صعـبة ومعـقـدة
*******************

175
آراء جـديـدة حـول الرابطة الكـلـدانية الـعـتـيـدة

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

حـين نعـقـب عـلى مقال فإنـنا لا نبحـث في جـوانبه الإيجابـية لأنها واضحة ولا نـتـملق ، وإنما نأخـذ بالمنـطق الـذي ذكـره المسيح ( الأصحاء لـيسوا بحاجة إلى طـبـيب ) فـنعـطي رأينا بما نعـتـقـده بحاجة إلى إبـداء الـرأي فـيه .

إستـطعـتُ أن أستـمع إلى مداخلات الأشخاص الأربعة الأخـيرين في المقابلة التي أجـريَـتْ مع غـبطة الـﭘـطريرك عَـبر الإنـتـرنيت بشأن الرابطة المقـتـرحة ، كانـت طروحات الـبعـض لا تـشبع طموح الكـلـدان بل جهات أخـرى ، كما أن إجابات غـبطته كانت سـطحـية ، ولكـن في كـل الأحـوال شـكـراً له لأنه عـلى الأقـل إتسع صدره للإستماع ، وحـول مقال الأخ يوحـنا بـيـداويـذ المتـضمن إقـتـراحات بشأن هـذه الرابطة ، نـود أن نلقي نـظرة عـليها ونـبـدي رأينا بـبعـض مما جاء فـيها .

أهـداف الرابطة :
1-
جـمْع المثـقـفـين في مؤسسة واحـدة تخـطط لمصير أبناء شعـبنا المسيحي .
- الأخ يوحـنا لم يُـشِـر إلى مَـنابع إولـئك المثـقـفـين ، هـل سيكـونـون كـلـدانيّـين أم أنَّ غـير الكـلـدان سيكـونون معهم ؟ وفي كـلتا الحالـتين سيكـون لـدينا تعـليق .
- هل للكـلـدان حـق تـقـرير مصير جـميع المسيحـيّـين في العـراق ؟ هـل يقـبل الأرمن مثلاً أن يقـرر الكـلـدان مصيرَهم ؟ هـل يقـبل الآثـوريون بـذلك ! وهم في تـصوّرهم أنَّ كـل مَن يتـكـلم لغـتـنا الكـلـدانية التي نـسميها شعـبـياً ( سـورَث ) يعـتـبرونه آثـورياً ونحـن نـرفـضها جـذرياً ؟ .

2- الحـد من الهجـرة ومساعـدة الباقـين هـناك إنْ رغـبـوا .
- إنَّ وضع حـدٍ للهجـرة يُـقـصـد به ( منـطقـياً ) إيقاف هجـرة الناس طوعاً بإقـناعهم بأية طريقة كانت ، طيـب .. مَن هـم أولـئـك الآخـرين المشار إليهم بعـبارة ( والباقـين ) ؟ .

4- تـشكـيل لجـنة للحـوار مع الإخـوة الآثـوريّـين والسريان لإيجاد طرق الـتـقارب والـوحـدة .
- أخي العـزيز ، إنك إما تعـرف ولا تـصرّح .. أو لا تعـرف ، أنَّ الإخـوة الآثـوريّـين عـلمانيّـين ورجال الـدين يرفـضون مسبقاً منـطـقـك ومنـطق غـبطة الـﭘاطريرك ومنـطق الكـتاب المقـدس ومنطق الحُـذرا ومنطق الكـلـدان قاطبة ومنـطـق التأريخ بشأن الوحـدة ، أتـدري لماذا ؟ جـرّب بنـفـسك إنْ كـنـتَ إلى الآن لم تجـرّبْ !! الإخـوة الآثـوريّـون لم يسمعـوا إلى الآن بشعـب إسمه كـلـدان بل يعـرفـون شيئاً شـبـيهاً بـذلك وهـو (( الـﭘـروتـستانـت ، الكاثـوليك ، الأورثـوذكـس ، الكـلـدان ، الإنجـيليون ، شهـود يهـوه[/b] ، .....  )) فـبأي حـوار ستـفاتحهم عـن الوحـدة التي تـنـشـدها ؟

تـجـربتـنا :
في سنين مضتْ جـربنا محاولة في سـدني كالتي تـطمح إليها ( قـبل المجـلس الآغاجاني ) حـين جاءنا بضعة رجال محـتـرمون من إخـوتـنا الآثـوريّـين من تـنـظيماتهم المتـنـوعة ـ وبـينهم ممثل زوعا ــ يعـرضون عـلينا فـكـرتـك نـفـسها ( وأنا ممثل الجـمعـية الكـلـدانية ) قائلين : أنَّ مَن لا يقـبل بإسم الكـلـدان لن يكـون له مكان بـينـنا !! إذن اللسان جـميل ، وكم نـصحـني صديق بأن لا فائـدة من اللقاء والحـوار معهم ، لكـني عارضته وقـلت له لقـد أتـوا إلينا بنية حـسنة فـلماذا نـرفـضهم ؟ قال : إستمر وستـتـذكـر كلامي يوماً .
دامت لقاءاتـنا أكـثر من سـنة حـتى ظهر تـصريح في الإنـتـرنيت لـزميل معـنا ممثل زوعا وكـذلك من ممثل الجـمعـية الخـيرية الآثـورية ، مخالفاً لإتـفاقـنا المـبـدئي !! ولما تساءلـتُ في الإجـتماع عـن سبب نـقـضهم للعهـد المتـفـق عـليه بـينـنا وعـدم إحـتـرامه ، ردّ عـليَّ الأخ الزوعاوي أن لحـزبه ستـراتيجـيته لا يمكـنه أن يناقـضها !! وعـنـدها تـذكـَّـرتُ نصيحة صديقي فإنسحـبتُ من الإجـتماع والإتـفاق حـتى الـيوم .

أهم مبادىء الرابطة الكـلـدانية :
1-
مؤسسة مـدنية لا تـخـضع للكـنيسة ولا للأحـزاب السياسية .
- لا يا حـبـيـبي لا .... نعـم إن رداءها مـدني ، ولكـنها كـنسية للـﮔـشر وعـيـدها مع عـيـد مار تـوما ، خـليني أذكــِّـرك ، ألستُ أنت الـذي إقـتـرحـتَ أن تـكـون : بإشراف ممثلين من الكـرسي البطريركي وكـذلك ممثـلين عـن السادة المطارنة في أبرشيات المهجـر ؟؟ إشـراف !!!  ومقالك لا يزال في موقع البطريركـية !! فـكـيف تكـتب أن لا تـخـضع للكـنيسة يا يوحـنا ؟.

3- الحـفاظ عـلى هـويتـنا الروحـية كأبناء كـنيسة المشرق وهـويتـنا الإنسانية ( الكـلـدانية ) .
- يا أخي عـليمن تـمَشّي مصطلحاتك .. هـوية وإنسانية وكـلـدانية ومشرقـية وفـوﮔاها روحـية . يا أخي يوحـنا ، إحـنا ناس شرقـيّـين ونعـرف معـنى الشرق والغـرب ، وإحـنا إنـسان ولسنا شيئاً آخـراً ، وعـنـدنا روح ، وكـلـدان ولكـن لا تـخـلطها كـلها سـوية ... فالإنسانية لا داعي لـذكـرها لأنـنا إنسان ، والروحـية ليس لها داعي لأن الرابطة ليست كـنسية ولسنا نـصلي ، والمشرقـية تحـولـتْ وصارت الكـنيسة الكـلـدانية ورئاستها تـسمى ﭘاطريركـية بابل للكـلـدان منـذ أكـثر من 460 سنة ، فـما الـذي بقي من تلك المصطلحات ؟ بقي الكـلـدان ، إذن إكـتـفِ بالكـلـدان حـتى نـنـدل دربنا ولا نـتيه لأن إسم الرابطة كـلـداني ــ إنْ كـنـتـم صادقـين ـ . أم أنـك تـريـد شيئاً آخـراً لسنا نـتـوصل إليه ؟

4- مكـررة عـنـد فـقـرة (4) من الأهـداف فلا داعي لتـكـرارها من جانبنا .

5- مدة الـدورة ثلاث أو أربع سنـوات ...... 6- العـضوية قابلة للتجـديـد مرة واحـدة فـقـط .... 7- العـمل في الهـيئات لفـتـرة غـير محـددة .
- كـيف تكـون محـددة بعـدد من السنـوات وتجـدد مرة واحـدة وتكـون مفـتـوحة لفـتـرة غـير محـددة ؟ .

9- سيـكـون هـناك ثلاثة أنـواع من العـضويات ( تـنـفـيـذية ، إحـدى الهـيئات ، عامة ) .
- لست أدري ما الغاية من هـذه الأنـواع لـلعـضويات ، يعـني بـدأ التـميـيـز العـنـصري العـضوي قـبل ولادة الرابطة .

كـيف يمكـن أن يتم تـشكـيل الهـيئة الإدارية للرابطة :
2-
الإنـتخابات الفـرعـية والرئيسية يجـب أنْ تجـرى بصورة ديمقـراطية بـين المرشحـين من الهـيئات الرابطة .
- هـل لا تـزال تـصدق بـديمقـراطية الـديمقـراطيّـين ؟ عـلى الأقـل أنت قـريـب من الهـيئات الكـنسية هـل ترى فـيها تـلك الـديمقـراطية التي تـطمح إليها ؟ هـل أن جـميع أعـضاء تلك الهـيئات منـتخـبون ديمقـراطياً أم ــ ديموإنـتـقائياً ــ يا يوحـنا . أنا لا أنـكـر أن الصورة الظاهـرية  ديمقـراطية ولكـن ، عـلينا يا يوحـنا ؟
لو أن رئيس كـنيستـك ( مثلاً ) قال : أنا أقـتـرح أن فلان يكـون في العـمل الفلاني ، أو أنّ فلان من حـصتي أنا أضعه في الموقع الفلاني ــ مُـوَقــِّع الصكـوك ــ !! هل ستعـتـرض أنت ؟ قـد تـقـول نعـم أعـتـرض وفعلاً يمكـنـك أن تعـتـرض ولكـن طبعاً ، راح تـشيل جـوالاتـك وبعـد ما تـدخـل ذلك المكان .
أنا أقـول لك شيئاً إذا كانت الرابطة فـقـيرة بكـل ما تعـنيه الكـلمة من معـنى في القـواميس ( يعـني صنـدوقها فارغ تماماً وعـلى الـدوام ) عـنـدئـذ يمكـن أن أعـطي لها حـسن نية أكـثر من 50% مقـدماً .

مهـمات هـيئة الـتـخـطـيط :
5-
تـشكـيل هـيئة من الباحـثين والمخـتـصين موضوع هـويتـنا القـومية للكـنائس الثلاث وإقامة الحـوار مع الإخـوة الآثـوريّـين والسريان لإيجاد مخـرج لـوحـدتـنا وكـيفـية التعاون من أجـل مصلحة الجـميع .
- رجـعـتْ حـليمة إلى عادتها القـديمة ، يا أخي يوحـنا ، ألا تعـرف مسألة الإخـتـصاصيّـين ... هـذا ليس كلامك وإنما كلام غـبطة البطريرك لويس ساكـو ، وفي حـينها كـتبتُ عـنه مقالاً .... ثم عـقـب عـليه سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم في الجـلسة الإفـتـتاحـية لمؤتمرنا في ديترويت قائلاً : نحـن لسنا بحاجة إلى إخـتـصاصيّـين لأنـنا نعـرف إسمنا ، فـيا أخي يوحـنا عـن أي إخـتـصاصيّـين تـتـكـلم وما حاجـتـك إليهم ؟ ثم ألا تـتابع آراء الإخـوة الآثـوريّـين وعـلى رأسهم غـبطة البطريرك دنخا الرابع ؟ الرافـضة لمنـطـقـك أساساً ؟ هـل تـريـد أن أذكــِّـرك بأقـواله الموثـقة ؟ .

ــــــ النـقاط الأخـرى أكـثرها طموحة ونابعة من رغـبة ولكـنها خـيالية لا يتـطـلب التعـقـيـب عـليها .

176
حـوار مع سـيـدة موقـرة إنجـيلية  ــ الحـلقة السادسة ــ

بقـلم : مايكـل سيبي

أخـتي العـزيزة : وردني تعـقـيب عـلى مقالي السابق في موقع ( كـرملش لك ) الأغـر يسألني فـيه كاتبه ويقـول :: إنَّ السيدة الكريمة سألتك سؤالاً وجـيهاً كانت قـد وجهته إلى أحـد الكهنة ومن كلامها يظهر أنه كاهن كاثوليكي ، السؤال هـو : هل يجـوز الزواج في الصوم  ( إقامة مراسيم الزواج في الكـنيسة ) ؟ هذا سؤال مهم جـدا وأنتَ حاولتَ الإلـتـفاف حـوله حتى جعـلتَه غير موجـود   !!!.....

ولكـني من جانبي عـقـبتُ عـليه في الموقع المـذكـور قائلاً :: أنا لم أتهـرب من سؤال السيدة الموجه إلى الخـوري ولم ألتـف حـوله ، بل كان في بالي ، إلاّ أن الحـديث كان قـد ساقـنا إلى الـذي المواضيع التي قـرأتها ، وأعِـدك بأني سأجـيـبها بكـل سهـولة في حـوار آخـر معها ( وليس هـنا ) عـلى موقع كـرملش  .

هي : آسفة إنْ أحـرجـوكَ بـسبـبي . لماذا لم تقـل لهم ، أن ـ السيدة ـ سألتْ الخـوري وليس غـيره ....
وعـليه أخي مايكـل أنتَ لستَ المقصود ، ولستَ ملزماً بالرد على سؤالي .

جـوابي : بالنسبة لي ليس هـناك أي إحـراج ... وفي كـل الأحـوال أنا أود الإجابة عـلى السؤال

هي : انا اعرف الجـواب فأنا كـنت كاثوليكية سابقا ولكـن قـصدي بالنسبة للخـوري يريد ان يقـول لي أنني لست ملمة بالكـتاب المقـدس ولا اعرف الاسرار التي تعـلمناها في الكنيسة التي هي اصلا ليست موجودة فـيه ... وقـد سبق أنْ قـلتُ له ليست موجودة ولكن الكـنيسة وضعَـتها ... لكن الخـوري لا يعـترف بأنه مخـطىء ويعـتبر نفسه هو وبس ، وغـيره لا يعرف شيئاً من الكـتاب المقـدس  .

جـوابي : نعـم في الكاثوليكـية إجـتهادات كـثيرة ليست موجـودة نـصاً حـرفـياً في الإنجـيل ، ولكـن ليست مضرة بل هي من دواعي الإيمان ، وإعـتـبريها رياضة روحـية

هي : صحيح

جـوابي : فـهل هـناك خـلل في الموضوع ؟ بمعـنى آخـر إذا تـذكـرنا مُـربّي يسوع المسيح ــ مار يوسف ــ ونحـتـفـل بعـيـد مخـصص له ، ومن خلاله نـتـذكـر يسوع ..... فـما الضرر في ذلك ؟ هـذا مجـرد مثال

هي : لا ضرر من ذلك ولكـن عـندما تصل المناسبة او الـذكرى كعـبادة وإعـطاء القـديسين اهمية اكثر من المسيح فهذا خطأ .... لان الكتاب المقـدس يقـول .. الرب إله غـيور ... نحن نـتـذكر كل القـديسين ونـتكلم بما قاموا من اعمال عظيمة ونحـبهم لكـنـنا نركـز على مَن خـلصنا وبذل نفسه من اجلنا الرب يسوع المسيح

جـوابي : نرجع ونـقـول ، أنـنا لسنا ملزمين بأن نأخـذ الحـروف من الكـتاب المقـدس ونعـبـدها ، هـذا جانب ، أما الجانب الآخـر لن نـتـرك المسيح من أجـل القـديس الفلاني أبـداً ، وإنما لا بـد أن نـذكـر الـقـديسين قـدوة لـنا عـسى أن نـقـتـدي بإيمانهم لا أكـثر ، ... كما أني لا أنـكـر أنَّ هـناك البـعـض يحـتـفـلون بتـلك المناسبات بصورة غـير لائـقة من حـيث التـوجه الإيماني ... إنها سلوكـيات شخـصية ، ... إن الـﭘاﭘا الجـديـد ثائر عـلى كـل باطل ، إنـتـظريه يوماً بعـد يوم وستـرَين ماذا سيعـمل في الكـنيسة ، إنه يقـول ثـوروا عـلى الواقع الباطل .............

ويسرني أيضاً أن أدلي بجـوابي عـلى سؤالكِ للخـوري (( حـتى لا يزعـل عـليَّ كاتب الرد في موقع كـرملش لك )) وأقـول :: بشأن سبب إمتـناع الكـنيسة عـن أداء طقـوس الزواج أثـناء الصوم الكـبـير أقـول : ليس لأنها توصية في الإنجـيل ، ولكـنها إجـتهاد فـلسفـي وبقـياسات نـفـسية تـصب في قالب الإيمان ، حـيث حـسب التـقـويم الكـنسي ــ طخـسا ــ فإن المسيح وخلال هـذه الأيام يعـتـبر صائماً في البرية ولا يمارس أي نـشاط ، لـذا وتجاوباً مع آلامه إرتأت الكـنيسة أن نـشاركه محـنـته فلا نـقـوم بأي نـشاط يعاكس هـذه المشاعـر وبالتالي قـرر الآباء منـذ زمن أن يوجهـوا المؤمنين بهـذا الإتجاه لا أكـثر .

هي : انا اعرف هذا كله ولكن كنت اريد الخوري ان يجاوب على السؤال ، ومع احتراماتي للكهنة الكاثوليك فإنهم لا يجابون على الاسئلة التي يطرحها عـليهم أبناء رعـيتهم ويعـتبرون أنفسهم أعلى مرتبة من الباقـين ،  مع العلم عـليهم ان يكـونوا قـدوة لهم ويعَـلمونهم .......
اسألك سؤال : ماذا يعرف الخوري او غـيره لكي يُعلـِّم رعـيته او الـذين سوف يتـزوجون وكـيف ينصحهم ، وهـو غـير متـزوج أصلاً ولا يعرف مشاكل الزواج وكـيف يحل مشاكلهم ..؟  كيف يخرج من المأزق اذا سألوا الخوري هناك مشكلة بـين الزوج والزوجة وبين علاقـتهم الزوجية ؟ هل برأيك سوف يحل مشكلتهم وهـو بـدون تجـربة زواج ؟

الكتاب المقـدس في رسالة تيموثاوس الاولى ، في الإصحاح الثالث والعـدد 2 يقـول : يجب ان يكـون الاسقـف بلا لوم بعل امراة واحـدة ، صاحيا عاقلا محـتـشما مضيفا للغرباء صالحا للتعـليم ....  3: 3  غير مدمن الخمر ولا طامع بالربح القـبيح ولا محب للمال بل حليما غير مخاصم ولا كـثير الضرب....  3: 4  يدبر بيته حسنا ، له اولاد في الخضوع بكل وقار ....
هل هذه الصفات موجودة في الاسقـف او الخوري ؟ اتـذكـر عـنـدما خرجنا من العراق واحتجنا أوراق العماذ لكي نأخـذها معنا ، لم يعـطنا القس اوراق العماذ إلاّ مقابل مبلغ من المال ..

جـوابي : أكـون صريحاً ، أنا أخـذت شهادات العـماذ من كـنيستين ( لأولادي ) دون مقابل ، إذن هـو سـلوك شخـصي .... أما بشأن الإجـراءات الكـنسية ( محاضرات للخـطيـبـين ) قـبل مراسيم الزواج ، فأنا شخـصياً غـير مقـتـنع بها ، طبعاً عـنـدي مبرراتي .... وكـما قـلتِ إن الكاهـن لم يجـرِّب الزواج ، فـعـن أية مشاكـل زوجـية وإحـتمالاتها  سيتـكلم مع الخـطيـبـين ؟ كـما أن هـناك مشاكـل زوجـية لا ينـطق بها ولا يصرّح بها ولا يتـكـلم عـنها إلاّ الزوجـين بـينهما فـقـط ، وتبقى بـين الزوجـين مـدى العـمر وحـتى الموت . ولكـن الكاهـن من جانبه ينـصح بقـدر تعـلق الأمر به من حـيث القـيمة الروحـية للزواج وعـن إحـتمالات عـدم التـكافـؤ وقـصر الـنـظر لـدى الـبعـض ، وعـما قاله المسيح بشأن الزواج وإلى آخـره ، عـلماً أن الناس اليوم ــ مفـتحه باللبن ــ يعـرفـون كـل شيء ،

وأضيف أيضاً أنه رغـم محاضرات الكـنسية للعـرسان ، فإن الطلاق كـثير وبنسبة ملفـتة للـنـظر مقارنة مع الماضي ، بالإضافة إلى أن شباب اليوم يعـرفـون أنَّ هـناك منـفـذاً جاهـزاً للتخـلص من متاعـبهم وإشكالاتهم الزوجـية وهـو (( بُـطلان الزواج !! )) وفي هـذا الشأن عـنـدنا قـصص مخـجـلة بل مروّعة لا يمكـن ذكـرها في هـذا المقال إلاّ من فـم إلى أذن المقابل مباشرة .

هي : عـندنا هنا كـذلك ، يعـطي الكاهن بطلان الزواج ، فعلى اي إستـناد يُـبطل الزواج ...؟   وبعـد شهر او شهرين من بطلان الزواج ، يذهب كل واحـد ــ الرجل او المرأة ــ ويتـزوجان ... هل موجود في الكتاب المقـدس بطلان الزواج ؟ ..لم اسمع عن ذلك .... أتعجـب من هذا الموضوع

جـوابي : إلاّ في حالة الزنى

هي : صدقتَ .... اعرف حالة لا اذكـر اسماءهم ، فـبعـد شهرين من الزواج او اقل ، حـصلتْ مشكلة بـين أمهات الطرفـين ، عـندما سمعـتها رأيتها تافهة ، لم يستطع الكاهن من حلها ، او ارجاعهم لبعـضهم ( فأخـذوا ورقة بطلان الزواج ) .......... انا بنظري المفروض ان يكـون القس ذي هـيـبة يستـطيع ان تكـون له السلطة في اعطاء النـصيحة والاخذ بها من قـبل الطرف الثاني .

جـوابي : إن الرأي الفـلسفي وراء ( منح بطلان الزواج ) يتـلخـص في :: هـناك حالات الإجـبار ولا تـتـكـلم عـنها العـروس إلاّ بعـد حـين .... هـناك حالات المرض الـتي لم يفـصح بها أحـد الزوجـين للآخـر إلاّ بعـد أنْ تــُـكـتـشف بعـد الزواج .... هـناك حالات النـدم وتـصبح الحـياة منغـصة بـينهما .... هـناك حالات الخـضوع لمآرب الوالـدين من الطرفـين ويـصبح عـناد فـيؤدي إلى تـدهـور العلاقة .... هـناك حالات رغـبة الـتـسلط ولا يفـيـد الـنـصح .... هـناك حالات إساءة التـصرف في واردات العائـلة تـصل إلى درجة القـطيعة .... هـذه كـلها تـعـتـبر مبرّرات الطلاق ، طبعاً بعـد أن تـستـوفي كـل وسائل النـصح والإرشاد .

هي : كلامك صحـيح اخ مايكل ولكن كل هذا نحن نـتألم من اجل ذلك لأن الرب يسوع يريد ان يـبنى البـيت وان يكـون بناؤه على الصخرة .. لكـن للاسف بعـد كل التكاليف والبذخ للعـرس نشاهـد بعـد مرور فـترة تحـصل المشاكل
 .. باخـتصار يجـب أن يكـون المسيح هو المركـز في حياة الزوجين ... وان يكـونوا مؤمنين به ايمانا حـقـيقـيا .. ان لم يـبن الرب البـيتَ ، فباطلا يتعـب البناؤون

أنا طوَّلت عـليك أكـيـد .. أخاف تـكـون تعـبان

جـوابي : بالعـكس أنا مستمتع بهـذا الحـوار ، بل أبحـث عـنه ...أقـول :: في هـذا العـصر ، لا أنـفي دور الكـنيسة والكاهـن ، ولكـن الحـياة ووسائل التعـلم ونـقـل المعـلومات تغـيرت وتـنـوّعـتْ ، لـذا فالإيمان لا يأتي عـن طريق الكـنيسة فـقـط  أو الكاهـن الفلاني ، وإنما هـناك منابع كـثيرة للإيمان

هي : صحيح كلامك ، لكـن بنظري الكـنيسة تـلعـب دوراً كـبـيراً في اعـطاء النصح والإرشاد للعـرسان او المقـبلين على الزواج




177
ما هي الخـطـوط العامة الجاهـزة للرابطة الكـلـدانية ؟

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

في 7 شـباط 2014 وردت فـكـرة تأسيس الرابطة الكـلـدانية للشعـب الكـلـداني عـنـد غـبطة البطريرك مار لويس ساكـو ، ولما إستـفـسر بعـض الكـتاب عـنها كـتب غـبطته في 15 شباط 2014 ليلقي بعـضاً من الضوء عـليها . وفي 22 شباط 2014 كـتب سيادة المطران شليمون وردوني مقـتـرحَ تـشكـيل لجنة تحـضيرية من العـراق والخارج لبلورة الفـكـرة وصياغة نـظامها الـداخـلي ولعـرضه على السنهادس القادم المزمع عـقـده في أواخـر النـصف الأول من السنة الحالية .

ودون أنْ نعـرف مَن إشتـرك في وضع فـقـراته وبنـوده ــ مـدنيون أم إكـليروس أم كـلاهما ــ وهـل كان من بـينهم ممثـلون من دول المهجـر ، وأين إجـتمعـوا ومتى ، وهـل إستعانوا بـبعـض مما يوجـد في دساتير مماثلة لغـير الكـلـدان ، أقـول : قـبل أن نعـرف إجابات عـن تلك الإستـفـسارات وغـيرها ، قـرأنا فجأة في يوم 1 نـيسان 2014 مسودة النـظام الـداخـلي للرابطة المـذكـورة منـشورة في المواقع الإلكـتـرونية ، وكـنا سابقاً قـد تساءلـنا في مقال عـما إذا كان النـظام الـداخـلي للرابطة جاهـزاً أصلاً ! عـنـدئـذ يكـون طرح الموضوع للنـقاش لا يعـني شيئاً البتة .

ملاحـظة : إستخـدم غـبطته عـبارة ( ليست كـنسية ) واصفاً الرابطة بأنها عـلمانية مدنية لـذا سأعـتمد عـلى كـلمة ( مـدنية ) الوافـية بالغـرض .

نـظرة عامة إلى أهـداف الرابطة الكـلـدانية ( المدنية ) المعـلنة في طرحها الأوَّلي :
1- لا تـتـوخى الربح ، إيجاد سكـن وفـرص عـمل وإستـثمارات .
2- منـفـتحة عـلى الكـل ، تعـزيز العلاقات الـداخـلية الكـلـدانية وكـذلك مع الأشـقاء ، الـدفاع عـن حـقـوق الكـلـدان والمسيحـيّـين الإجـتماعـية والسياسية .
3- هـدفها نـشر التراث المشرقي والكـلـداني ، تحـقـيق وحـدة كـنيسة المشرق .
4- هي إنسانية مسيحـية كـلـدانية مدنية لا سياسية !! لا وصاية عـليها من أية جهة كانت ، ويكـون مار تـوما رسولها وعـيـده في الثالث من تموز عـيـدها  .

وقـبل الخـوض في ثـنايا المسودة المقـتـرحة نـتساءل مرة أخـرى :

أ- ما هي سبل الإستـثمار وإيجاد فـرص العـمل وإنـشاء المساكـن للعائلات المحـتاجة ، والمعـروف عـن هـكـذا نـشاطات تكـون إقـتـصادية بحـتة تـتـضمن حـسابات البـيع والشراء ونـفـقات تـتمثـل في أجـور العاملين والإداريّـين ، وإستهلاك وإنـدثار وفـقـدان ، ناهيك عـن سلبـيات محـتملة لا نستبقها الآن قـبل أوانها ! فـكـيف يمكـنها أنْ تـنأى بنـفـسها ولا تـتـوخى الربح والخـسارة المحـتملة كأي مشروع إقـتـصادي آخـر ؟ .

ب- إنَّ العلاقات بـين الكـلـدان ( ككـلـدانيّـين ) معـززة لا غـبار عـليها دونما حاجة إلى رابطة ، ولكـن أي تعـزيز للعلاقات سيكـون للكـلـدان ( الـمتـنـكـرين لكـلـدانيّـتهم ) وهم يرفـضون بصورة عـمياء أية فـكـرة من هـذا القـبـيل سواءاً كانت بادرة من رابطة أو من مرجع ديني أو مـدني ؟ .
 
ج- غـبطة الـﭘاطريرك مستاء شخـصياً من تجـزئة مشاركة الكـلـدان في مجال السياسة ، والرابطة يريـدها غـير سياسية ، فأي دور سيكـون لها في الـدفاع عـن حـقـوق الكـلـدان السياسية والقـومية والوطنية ، في حـين يشترط في المنـتـسب إليها أن لا يكـون منـتمياً إلى تـنـظيم سياسي ؟ وهـنا نسأل : هـل نـرفـض العـمل المزدوج للكـف حـين يجـمع الغـلة وفي ذات الوقـت يـفـرِّق الزيوان عـن الحـنـطة ؟.
وهـل أنَّ حـقـوق الكـلـدان أصبحـتْ مضمونة ( بالحـفـظ والصون ) كي تـدافع الرابطة عـن حـقـوق كافة المسيحـيّـين ! وهـل يخـوِّل المسيحـيّـون غـير الكـلـدان الرابطة الكـلـدانية كي تـنوب عـنهم وتـدافع عـن حـقـوقهم ؟ .
 
د- الرابطة (مـدنية) ! كـيف سيتعامل أعـضاؤها مع كـلمة ( مشرق ) التي تـتـضمن أكـثر من تأويل دون أنْ يعـرِّفها الـدستـور ؟ وما علاقة الرابطة في تحـقـيق وحـدة الكـنائس المشرقـية ؟ هـل ستخـوض غـمار البحـث والحـوار اللاهـوتي السنهادوسي التأريخي مع الـﭘاطريرك الفلاني أو غـيره ؟ وبتخـويل مَن ؟ وبأية صفة أو حـق ؟ عـلماً أنَّ المدنيّـين الكـلـدان أو غـيرهم ليسوا طرفاً في هـذه المشكـلة أصلاً ؟ .

هـ - إذا كانت الرابطة الكـلـدانية ( مسيحـية مـدنية ولا وصاية عـليها ) مستـقـلة تخـص الكـلـدان كـشعـب ، فـمَن الـذي حـدد مقـدماً العـيـد الكـنسي للـقـديس مار تـوما ، ليكـون عـيـداً سـنـوياً للكـلـدان ؟ هـذه تعابـير غـير مترابطة ! .

و- وكـل ما كـُـتِـبَ عـن هـذه الرابطة منـذ بـدايتها ( بل وغـيرها من مقالات الـﭘـطريركـية ) نلاحـظ تجـنـب الإفـتخار بالقـومية الكـلـدانية ، ولم نـقـرأ فـيها ما يوحي إلى إستـنهاض الحـس القـومي لـدى أبناء شعـبنا الكـلـداني ، فـهل من تـفـسير لـذلك ؟ .
أما بشأن بنـود مسـودة الـنـظام الـداخـلي للرابطة نـقـول :

في مقال سابق كـنا قـد بَـيَّـنا ــ وكما هـو معـمول في الـدساتير والقـوانين ــ أن يتـضمن النـظام الـداخـلي للرابطة مقـدمة للـتعـريف بـبعـض المصطلحات التي ستـرد فـيه ليتـوضح المعـنى المراد بها عـنـد قـراءتها ، وهـذا لم نجـده في النـظام الـداخـلي المنـشور ، فـفي عـصرنا الحالي صارت الكـلمات حـساسة ومستهـدفة عـنـد إستخـدامها ، وكـمثال عـلى ذلك فإن كـلمة ( مشرق ) تعـني الكـثير في يومنا هـذا ، وهـكـذا عـبارة ( الهـيئة العـليا ) .

ورد في الفـقـرة ( أ ـ التعـريف ) من النـظام الـداخـلي للرابطة أنها مـدنية وهـذا يعـني أنَّ الإكـليروس الكـلـداني بعـيدون عـنها تـنـظيمياً وتوجـيهـياً وهـيمنة ، وسوف لن يُملي أحـد عـليها أية فـكـرة روحـيةً أو لاهـوتيةً أو عِـبادية ، خاصة وأنّ العـبارة ( لا وصاية عـليها من أية جهة كانت ) وردت فـيها ، ولا شك أنّ الرابطة تخـص الإكـليروس الكـلـداني قـومياً كأفـراد مثـلما تخـص باقي أبناء الشعـب الكـلـداني ، إذن ما علاقة عـيـد مار تـوما الكـنسي ليكـون عـيـداً رسمياً للكـلـدان كـمدنيّـين ، وتأريخهم مليء بالمناسبات القـومية الكـلـدانية ؟ .  

أما أن تـتعارض أو ، لا تـتعارض مع إيمان الكـنيسة ورعَـويتها فإن ذلك موضوع منـطقي لا يتـطـلب إدراجه  طالما أن الأعـضاء سيكـونـون كـلـداناً مـدنيّـين مسيحـيّـين كاثـوليكـيّـين ورابطتهم ليست سياسية ولا دينية بل إجـتماعـية ثـقافـية ، ولكـن أمراً يوقـفـنا !! فات عـلى واضع هـذه الفـقـرة من الـدستـور وهـو أن غـبطته صاحـب الفـكـرة سـبق وأنْ أقـرَّ بالكـلـدان المسلمين ! فـسيكـون أمام مَفـرَقـين في حـقهم بالتسجـيل في الرابطة : (1) إما أنْ يُـرفـَضون بسبب دينهم وهم كـلـدانيون ... (2) أو يُـقـبلون ودينهم يُعارض إيمان الكـنيسة وتـوجهاتها مما يشكـل عائـقاً أمام دستـور الرابطة المعـلن ، فـما العـمل ؟ .

في الفـقـرة ( ب- الهـيكـلية ) وردتْ أسماء هـيئـتين : عامة وتأسيسية ، ثم هـيئة ثالثة ــ عـليا ــ وهـذه العـليا غامضة المهام .
الفـقـرة ( ج- أهـداف الرابطة ) إقـتـصرتْ في الـدفاع عـن حـقـوق الكـلـدان فـقـط ، ولكـن التـطـوير الـذي أشـيرَ إليه يشمل البـلـدات المسيحـية كـكـل دون أن يأخـذ بنـظر الإعـتـبار أنَّ كـبرياء أهالي بلـدات عـديـدة يجعـلهم يرفـضون وصاية غـيرهم عـليهم مثـلما نحـن نرفـض وصاية آخـرين عـلينا ! .....
من جانب ثاني فإن مكاتب الرابطة في المحافـل الـدولية ستـكـون بحاجة إلى نـفـقات باهـضة ، مَن سيتحـملها ؟ .

الفـقـرة ( د- الإنـتساب ) لم تحـدَّد شروط الإنـتماء سـوى أن لا يكـون منـتمياً إلى تـنـظيم سياسي ، ولكـن ماذا عـن الفـئات العـمرية ، الـديانة ، الجـنس ! بل الأولى أن يُـشتـرط عـلى المنـتـسب أن يكـون كـلـدانياً لا يقـبل بالتسميات الهجـينية ... ثم إذا كانت الرابطة منـفـتحة هـل ستـفـتح أبواب الإنـتماء إليها لغـير الكـلـدان من القـوميات الأخـرى ؟ وهل سيرتـضون لأنـفـسهم الإنخـراط في رابطة تحـمل إسم الكـلـدان ؟

الفـقـرة ( هـ - اللجان ) هـناك لجان تـبـدو متـشابهة العـمل مثـل لجـنة المتابعة والتخـطيط مع لجنة الثـقافة والأبحاث والـدراسات .............. لجـنة حـقـوق الإنسان مع لجنة العلاقات الخارجـية .. يمكـن دمجها أو تغـيـير أسمائها لتـتـوضح مهامها .  
الفـقـرة ( و- إنـتخاب الهـيئة العـليا ) ستـتـولاّه الهـيئة التأسيسية وتحـدد قـواعـده ، ولا نـدري لماذا لا تـكـون هي الـبـديلة عـنها ... وهـذه تبـدو غامضة .

الفـقـرة ( ز- طـلبات الترشيح ) لم تـذكــَـر الشروط الواجـب تـوفـرها في إستمارة طلب الـترشيح ، وبناءاً عـلى ما تـقـدَّم من تعـقـيـبات فإن هـنالك إشكالات ستـظهـر ويجـب معالجـتها .
الفـقـرة ( ح- نـظام الإخـتـراع ) وأكـيـد يُـقـصد به نـظام الإقـتـراع ولم يـذكـر عـنه أي شيء .
الفـقـرة ( ط - إدارة العـمليات الإنـتخابـية ) ستعـين لجـنة خاصة بها ، دون أن يـرد إسمها بـين اللجان المـذكـورة في الفـقـرة ( هـ ) .  
الفـقـرة ( ي – الإنـتخابات الجـزئية ) في حالة الوفاة أو الإستـقالة ... ولكـن ماذا في حالة ( الإقالة أو المعاقـبة ) ؟ .
الفـقـرة ( ك- مهام الهـيئة العـليا ) تـتـولى إدارة الرابطة .... إذن ماذا يـبقى للمؤسّـسين ؟
الفـقـرة ( ل- إجـتماعات الهـيئة العـليا )  يمكـن دمجها مع الفـقـرة ( ن- الإجتماعات الإستـثـنائية ) تعـقـد عـنـد الحالات الطارئة أو بطـلب من الرئيس .
الفـقـرة ( س- تكـوين اللجان الوظيفـية ) يمكـن دمجها مع الفـقـرة ( ع- إجتماعات اللجان ومهامها ) لمناقـشة إنجازاتها سـوية ، إلاّ أنه لم يُـذكـر لِمَن ستـقـدَّم التـقارير النهائية لـتقـيـيمها !.
الفـقـرة ( ف- الصنـدوق المالي الكـلـداني ) لم يُـذكـر أين سيكـون فـتح الحـساب المصرفي له ، وماذا ستـكـون شـروط سحـب المبالغ منه .
الفـقـرة ( ص- فـروع الرابطة ) هـل سيعـتمد إنـشاءها في الـدول الأخـرى عـلى تـواجـد الأبرشيات الكـلـدانية فـيها ( والرابطة مـدنية !!!! ) أم أنَّ هـناك مقـياساً آخـراً سيُعـتـمد عـليه ؟ .

الفـقـرة ( ق- تسري أحـكام مواد هـذا النـظام عـلى فـروع الرابطة بكـل تـفاصيلها ) أليس هـناك إستـثـناءات تـؤخـذ بنـظر الإعـتـبار من حـيث تـواجـد الكـلـدان : جغـرافـياً ، المستـوى الإقـتـصادي للبـلـد ، إجادة اللغة الكـلـدانية تـكـلماً عـلى الأقـل ، ...... ؟ .

أخـيراً نـذكـر ما قاله يوسف إبن يعـقـوب لفـرعـون مصر : دَوِلـتا د شـُـلـطانا ... كِـبالا مْـدَبْـرانا ( خـزينة السلطان تحـتاج مـدبِّـراً ) ونعـمة الرب معـكم .

178
الـدكـتـور صباح قـيا .. ألقـوشي لا يُجـيـد اللغة الكـلـدانية فأثارت مشاعـره
[/color]

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
هـل نعـتـز بلغـتـنا ... هـل نعَـلـِّم أولادنا لغـتـنا قـبل دخـولهم المدرسة أم بعـدها ... هـل نحـتاج لغـتـنا في دول الشـتات ... هل تـؤثـر إجادتـنا لغـتـنا عـلى مستـوى إجادتـنا لغة أخـرى في داخـل الوطـن أو خارجه ... هـل من المعـيب أن نـتعـلم ونـتـكـلم بلغـتـنا خارج الـدار ... لو أن الأب والأم يتكـلمان بلغـتين متباينـتين فهل نعَـلم الأولاد لغة الأب أم لغة الأم أم كـليهما ... أسئلة كـثيرة تـدور في مخـيلتـنا بهـذا الحـقـل .

إنَّ الـذين يتجـنـبـون التـكـلم بلغـتهم القـومية متـنـوِّعـون ويتمسكـون بحجج عـديـدة ، فهـناك مَن يشعـر بأنْ لا حاجة له إلى تعَـلـُّم والتـكـلم بلغة آبائه القـروية لأنه يسكـن في المدينة والغالبـية فـيها يتـكـلمون بلغة الـوطن ... وهـناك مَن يجـيـدها ولا يتكـلم بها ، بعـكس الـذين يتمنون إجادتها ولكـن لم تـتـوفـر لهم فـرصة تعَـلمِها ... البعـض يُـخـفـون هـويتهم أمام الآخـرين لأسبابهم الخاصة ـ الخـوف مثلاً ـ فـيتكـلمون بلغة غالبـية الشعـب ... البعـض الآخـر يعـتبر لغـته القـومية رمزاً للطبقات القـروية الفلاحـية المتخـلفة فـيتجـنبها في مجـتمع المدينة المتـطـور ... الكـثيرون منهم يتـشبَّـثـون بعـذر فاهي ويقـولون عـن اللغة الثانية بأنها لغة الشعـب ويتـكـلمون بها ! ثم هـناك مَن يرى أن اللغة الثانية  هي حاجة الطفل إلى لغة المدرسة ... وآخـرون لا يرغـبون التـكـلم بلغة آجـدادهم لأسباب فـطـيرة أخـرى . تساؤلات عـديـدة تراودنا ولكل منا تجـربته في هـذا الشأن ، وسنعـرض بعـضاً مما وصل منها إلى مسامعـنا .

الكهـنة والراهـبات :
كان طلاب معهـد الكهـنة ( السيمنير ) في الموصل يـدرسون اللغة الكـلـدانية الفـصحى بالإضافة إلى اللغة العـربـية ولغة أخـرى ، ولكـنهم يتكـلمون فـيما بـينهم باللغة العـربـية ـ اللهجة المصلاوية وحـتى بعـد رسامتهم وإنـتـقالهم إلى بغـداد إلى حـد الـيوم وهـكـذا الراهـبات أيـضاً وأغـلبهم من قـرانا الكـلـدانية مثـلنا ، ولستُ أدري ما هـو منـطـقهم ومنـطـلقهم في ذلك وقـد تربَّـوا في عـوائل متواضعة وليست برجـوازية ، تـرى هـل هـو تعالي ، تباهي ، تـرف ، هـل لغـتـنا قاصرة أم هـناك ضرورة نجهلها .

تجـربتي :
شاءت الحـياة أن أرى الـنـور في قـلعة كـركـوك من عائلة محافِـظة تـتـكـلم اللغة الكـلـدانية فـلم أخـرج إلى الشارع مع الأطفال ولم أذهـب إلى الروضة ، كما أنَّ أصدقاءنا كانـوا من الكـلـدان والآثـوريّـين ، فـلم أتعـلم اللغة العـربـية ولا التركـمانية ولا الكـردية ، فـذهـبتُ إلى المدرسة وأنا لا أعـرف معنى : تعال ، روح ، إمشِ ...... وبعـد فـترة قـصيرة تعـلمتُ اللغة العـربـية ، وكـذلك التركـمانية بطلاقة الأطفال ولكـني نسيتها تماماً بعـد مغادرتي كـركـوك إلى ألقـوش وأنا إبن التاسعة من العـمر . وهـنا أسأل ، لمّا دخـلتُ المدرسة وأنا لا أعـرف اللغة العـربـية هـل أثـرتْ عـلى مستـواها عـنـدي قـراءة وكـتابة وتـكـلماً كما ترونها عـنـدي الـيوم ؟

تجـربة أولادي
:
أولادي وُلـدوا في المدينة ، وعـلى خـطى والـدهم لم يتعـرفـوا عـلى الشارع في طفـولتهم ولم يشاهـدوا التلفـزيون ـ لأسباب معـينة ـ وحـين دخـل إبني البكـر الروضة كان لا يعـرف معـنى : إجـلس ، إلعـب ، كـرسي ، لا تبكي ، إصعـد ، إنـزل .... فـفي الحـقـيقة عانى بعـض الشيء في الشهر الأول وبعـد ذلك واصَل اللعـب والتكلم مع أطفال الروضة حـتى صار يشتـرك في الفعاليات والأناشـيد وكانت نـتيجة إمتحانه في الصف السادس الإبتـدائي هي السابع عـلى مستـوى العـراق ، إذن عـدم تـكـلـُّمه باللغة العـربـية في الـبـيت لم يؤثـر عـلى سرعة ومستـوى تعـلمها عـنـده لاحـقاً ولا عـلى مستـواه العـلمي الـدراسي .

عائلة من أقاربي :
أولادها السبعة مولودون في المدينة يُـجـيـدون لغـتـنا الكـلـدانية بطلاقة كأنهم أولاد فلاح القـرية ، تعَـلموها من كـثرة زياراتهم لبـيت جـدهم من أمهم وبـيوت خوالهم وخالاتهم في بغـداد ، ولكـنهم يتـكـلمون داخـل البـيت باللغة العـربـية اللهجة المصلاوية ! ولم أسألهم يوماً عـن سبب ذلك .  
عـوائل كـثيرة نزحـت من قـرى الشمال إلى المدينة تجَـنبـوا التـكلم بلغـتهم الكـلـدانية إما خـوفاً أو خجلاً أمام أهل المدينة وخاصة في الموصل فـتكـلموا باللهجة المصلاوية ، أما في بغـداد فالبعـض إعـتـبر المسألة كـشخة وتعالي عـلى أبناء جـلـدتهم فـتـكـلموا باللهجة البغـدادية .

أما في أستراليا فـرأينا العجـب


عائلتان كـلـدانيتان الوالـدان يتـكـلمان باللغة الكـلـدانية فـيما بـينهما ولكـنهما يستخـدمان مع أولادهما اللغة العـربـية ( إذن الغاية ليست المدرسة ! ) فـدعاني فـضولي وسألتُ إحـداهما عـن السبب فأجابتـني جـواباً فـطيراً وقالت : لكي يحـصلوا عـلى عـمل عـنـد العـرب في أستراليا !.

عائلة ثانية
يجـيـد جـميع أعـضائها التـكـلم بلغـتـنا الكـلـدانية ولكـنهم يتـكـلمون في بـيتهم باللغة العـربـية ، ومن المستغـرب أنّ إحـدى بناتها تـزوَّجـتْ من رجـل يعـرف العـربـية والإنـﮔـلـيزية ولكـن له لغته القـومية الخاصة به وأخـبرها بأنه سيعَـلـِّمها لأطفالهما ! وهـنا إستـثارتْ وقالت : أنا أيضاً سأعـلـِّمهم اللغة الكـلـدانية .... وسؤالـنا لها : إنْ كـنتِ تـعـتـزين بلغـتـكِ الكـلـدانية فـلماذا لا تـتـكـلمين بها ؟ .

عائلة ثالثة
الأم تـتـكـلم باللغة الكـلـدانية تـزوَّجـتْ من سرياني يتـكـلم باللغة العـربـية والمعـروف أن الأولاد يتعـلمون أولاً لغة أمهم ، ولكـن الزوج طرزان أصدر لها أمراً منـذ الـبـداية يقـضي بأنْ لا تـتـكـلم مع الأطفال بلغـتها وإنما بلغـته العـربـية ، ولما سألتـُه عـن السبب ؟ قال لي : إن ذلك سيؤثر عـلى لغـتهم المدرسية  فـليس بإمكانهم تعَـلم لغات كـثيرة ... وهـو لا يـدري بأن هـناك الكـثيرين في العـراق يعـرفـون خـمس لغات محـلية ناهـيك عـن شخـصيات عالمية يجـيـدون تسع أو عـشر لغات وأكـثر ... وفي رأيي أن السبب يعـود إلى الأنانية وضعـف في الشخـصية بل هي ثـقافة الـذكـورية في مجـتـمعـنا ، فـذلك الرجـل الطرزان يـبخـل عـلى زوجـته أن تـكـلم أولادهـما بلغة لا يعـرفها هـو ، ولا يحاول أن يتعـلمها هو أيضاً .

عائلة رابعة
الأم مصلاوية والأب كـلـداني من بـلـدات الشمال ، مرَّ ولـداهما الشابَّـين ــ لا يعـرفـون الكـلـدانية ــ  بتجـربة مزعجة بعـض الشيء حـين لم يتعاون معهما الشباب الكـلـدان وقالـوا لهـما : إذهـبا وتعـلما اللغة الكـلـدانية ! فـقالت لي : (( جـماعـتك ما خـوش ناس )) وحـين إستـفـسرتُ منها عـن أصل القـصة قـلتُ لها : لا شـك إن شـبابنا مخـطئون ، ولكـن إسمحي لي بسؤال : لماذا حـرمتِ أولادكِ من تعَـلـُّم لغة أبـيهما ؟؟ فـسكـتـتْ ! .

عائلة خامسة
الوالـدان كـلـدانيان ، الأم كـشخـﭼـية تحـب الظهـور وتعـتـقـد أن التـكـلم باللغة الإنـﮔـليزية هـو كـشخة ، فـصارت تـكـلـِّم أولادها بلغة إنـﮔـليزية مكـسَّـرة ، أما الأولاد فـتعـلموا بعـض الكـلمات الكـلـدانية من حـديث الوالـدين ، وحـين ينـطـقـونها يـبـدون كأنهم مغاربة يتكـلمون باللغة الكـردية !  سألتها يوماً عـن السبب فـقالت : لا نـدري ....  

عائـلة سادسة ألقـوشية كل أعـضائها يتـكـلمون باللغة الكـلـدانية
طيب ، الأب من مواليـد بغـداد متأثـر بلهجات الجـيران والأم مولودة ومتربـية في ألقـوش وليس غـريباً أن الأولاد ينـطـقـون لغة الأجـداد أفـضل من أبـيهم وذلك بفـضل أمهم ، ويتـكـلمون الإنـﮔـليزية بطلاقة ولا يعـرفـون لغة أخـرى ، سافـروا جـميعهم إلى ألمانيا حـيث العـم وعائلته هـناك يجـيـدون اللغة الكـلـدانية والألمانية ولا يعـرفـون لغة أخـرى ... فـلم تواجهـهما أية مشكـلة في الـتـفاهم لأن لغة الأجـداد تجـمعـهم .

عائلة سابعة
الأب عـقـراوي والأم من زاخـو يُجـيـدان اللغة الكـلـدانية والعـربـية والإنـﮔـليزية حـسب المقـدرة ، يتكـلمان بـينهما باللغة العـربـية أما مع الأولاد فـباللغة الكـلـدانية كل حـسب لهجـته ، والجـميل في الأمر أن الأولاد يكـلمون والـدهم بلهجـته العـقـراوية ومع الأم بلهجة زاخـو ، إنهم أذكـياء .

عائلة ثامنة
الأب قـرَوي وكـذلك الأم لكـنهما يكـلمان أولادهم بالعـربـية المكـسَّرة وبمرور الزمن تعـلم الأولاد اللغة الكـلـدانية ، وبعـد أنْ تـزوّج الأولاد كـرَّروا التـكـلم مع الكـنات باللغة العـربـية .. ولكـن مع الأحـفاد إنعـكـستْ الآية فـيكـلمونهم باللغة الكـلـدانية ، وفي إعـتـقادي إنَّ الوالـدين يكـلمان الأولاد بلغة مخالفة للغـتهما إنما السبب هـو كي لا يعـرف الأولاد ماذا يقـول الوالـدين بـينهما .

وخـتاماً مع الأخ الدكـتـور صباح فأنا أستغـرب من أنه لم يتعـلم لغة والـديه طيلة سنين ، خاصة وأنه لم يُـشِـر إلى أنهما كانا يتـكـلمان معه باللغة العـربـية !! نعـم إن عـدم تمكـن الشخـص من لغة الآباء لا يمنعه من الإعـتـزاز بمسقـط رأسه أو بأجـداده أو بإنـتمائه القـومي أو بأهـله ولكـن إجادة لغة الأجـداد هي خـير وسيلة للـتعـبـير عـن الهـوية القـومية ، ونحـن نرى اليوم بعـضاً من الكـلـدان لا يُجـيـدون لغة آبائهم وأجـدادهم ، ومهما كان السبب إلاّ أنهم يتأسفـون عـلى ذلك .

وأخـيراً مثـلما أشار الأخ صباح أنَّ الشعـور بالإنـتماء يأتي بالأولـوية ، وقـد أشـرتُ إلى هـذه الـنـقـطة سابقاً في أكـثر من مقال خاصة بعـد الهجـرة وتـداخـل العـوامل المؤثرة عـلى القـومية .

179
حـوار مع سـيـدة موقـرة إنـجـيلية

ــ الحـلقة الخامسة ــ

 

 

سـيـدة طلـبتْ مني إضافـتها إلى صفـحـتي في الـفـيسـبوك ، فـكـتـبتُ لها :

 

3 آذار 2014

 

أهلاً وسهلاً ... ممكـن أن أعـرف نبـذة عـنكِ .. أين أنتِ ، كم لغة تعـرفـين  ..؟

 

هي : انا ( سـيـدة ) من العراق مقـيمة في هولندا واتكلم الكلداني والعربي والهولندي والقـليل من الانكليزي اللي تعـلمناه في العراق . ... هل اللغات مهمة لك لمعرفة الشخص ؟

 

جـوابي : الغاية هي تكـوين صورة عامة عـن الشخـص لا أكـثر .. فأنا كـنتُ أتـصور أنـكِ في العـراق ( مثلاً ) ... أهلاً وسهلاً صديقة عـزيزة ... يـبـدو أن لك مشواراً لا بأس به في هـولـنـدا

 

هي : اهلا بك ، انا اقيم في هولندا منذ 21 سنة وعـشت سنتين في لبنان

 

جـوابي : موفـقـين إن شاء الله ، أنا 5 سنوات في اليونان + حـوالي 17 سنة في أستراليا

 

هي : قـرأتُ لك مقالة في منتـدى باطنايا -  الحوار مع الاخ الانجيلي ـ ... وفي المقال تـذكر اسمك كل مرة ولا تـذكر اسم الشخص الإنجيلي ، لماذا ..؟ ممكن الشخص غير موجود وتستخدم هذا الإسلوب للتمويه . .. انا عنـدما قرات المقاله اردتُ ان اعرف الشخص لكي اعرف حـقيقة ما يكتب . القس الانجيلي عليه ان يكون دارس وملم بالامور اللاهوتية . ...انا زوجي قس انجيلي ونحـن نطوب العذراء ، لا يوجد شخص لا يطوب العذراء (  الطوبى تعني هـنيئا لكَ او لكِ ) .... اذا تحب ان تجري حوار لكن بشرط ان تأتي بايات من الكتاب المقدس لا بفتاوي مثل المسلمين

 

جـوابي : من جانبي أكـون حـذراً من أن أذكـر إسم الشخـص في مقالي ، ما لم أستأذنه ... ثم هـذا الشخـص هـو قـس فـلسطيني مهاجـر إلى البر ازيل مع جـماعة عـددهم هـناك حـوالي 80 شخـصاً ، ولخاطركم سأبعـث لكم صورته فـقـط ..

 

هي : عندما يعمل حوار عليه ان يذكر اسمه واذا كان انجيلي المفروض لا يستحي بذكر اسمه .. الانجيليين ليسوا تـنظيم سياسي لكي يخافوا ، ومن يستحي بي يقول الرب استحي به قـدام ملائكته في السماء ، انا متأكـدة إن كان هذا الشخص انجيلي لكان اول شئ يذكر اسمه ، لان اجوبته غير كافية

 

اسلوب الانجيلي لا يجـيب باسلوب دفاعي بل باسلوب هجومي ولـديه ما يقوله من ايات ومقاطع من الكتاب المقـدس .... ( ما يهمني صورته ) كلامه غير مقـنع بالنسبه لنا ... في اي كنيسة هو .... سؤالي لك : هل تعرف من هم الانجليين ؟

 

جـوابي : الإنجـيليون هـم الإنجـيليون ، وعـنـدي أقاربي منهم ، ومن كـثرة حـقـدهم عـلى مريم العـذراء تـصـوّري كانـوا يأتـون إلى كـنيسة الكـلـدان ، وكـل ترنيمة فـيها ذكـر لـكـلمة مريم يلفـظونها ((( مريا ))) .....  عـلى كـل حال ، أكـتـبوا رداً عـلى مقالي ... أنا أرحـب بالردود وعـنـدئـذ نـتـدبر الأمر وأحاول أن أجـعـل القـس يتـصل بكم بالإيميل

 

هي : بالعكس احنا نحب العـذراء واللي يحب العذراء يكون مثلها مطيع للرب

 

جـوابي : أنا أقـول لك الحـقـيقة التي لمستها بعـيني وبحـضوري

 

هي : صحيح انا اصدق لأن أكـو الكـثير من لا يفهمون ولا يعرفـون التعـبير ، يسيئون الى الانجيليين .....  انا لا استطيع ان ارد على المقاله لأني لست عضو في منتدى باطنايا واعـتـقـد ممنوع الرد على المقالات في موقع باطنايا اذا تحب تـنزل المقاله على الفيس بوك

 

جـوابي : أكـتـبوا مقالاً مستـقلاً وإنـشروه ، وليس رداً تحـت المقال

 

هي : لا نستطيع ان نكـتب في موقع باطنايا ... هل تحب ان انزلها على الفيس بوك ؟ نكـتب ردا على مقالتك ؟

 

جـوابي : وين ما تريـدون لا يهـمني ، ولكـن القـراء في الفـيسبوك قـليلون .... ثم أن هـذا قـسيس يقـود كـنيسة وجـماعة وليس عابر سبـيل

 

 

هي : العبرة عليه ان يكتب ويرد بطريقة وثـقة عالية لكي تكون واضحة للجميع

 

جـوابي : وللعـلم ، يـبـدو أنه زعـل من مقالي ، فـحـذف إشتـراكه معي في الفـيسبوك ... وهـو الـذي كان قـد طـلب مني الإضافة وليس أنا

 

هي : ممكن

 

جـوابي : ولكـن لماذا يزعـل ، الحـوار كان عـلى الفـيسبوك أمام القـراء وليس بيني وبينه فـقط ... فـحـذفه كـله ، ولو أدري لكـنتُ صـوّرته

 

هي : اوكي شكرا لك وعلى اضافتي .. استأذنك الان لان سوف اذهب للعمل ... وسوف نرد على المقاله بصورة واضحة .

 

جـوابي
: ألله وياكم

 

هي : الرب يكون معك

 

9 آذار 2014

 

كـتبتُ لها : مرحـبا ، كـيف الحال

 

هي : مرحبا نشكر الرب يسوع ... كيف حضرتك

 

جـوابي : أنا بخـير والحـمـد لله .... تـرى أنا بإنـتـظاركم ، بإنـتـظار المقال ( الرد ) الـذي نـوَّهـتِ عـنه

 

هي : بعـون الرب عن قريب

 

جـوابي : الهـدف هـو الفائـدة

 

هي : طبعا ، لان ما يقال عن الانجيليين لا صحة له ... انا انجـيلية ونحن ملتزمين بالكـتاب المقـدس فقط

 

هل اطلعت على السؤال الي طرحته في فيس بوك ــ باطنايا نت ــ للمسيح ؟ الخوري لم يجب على السؤال

 

 

جـوابي : أولاً أنا كـتبتُ من فـم إنجـيلي ... وثانياً نلتـزم بالإنجـيل ولكـن بما يرمز الإنجـيل وليس بحـرفه .... فلا يمكـن أن نـقـول أن المسيح هـو ممر تـرابي أو ممشى مـبـلـط بالكـونـكـريت (( عـلى إعـتـبار المسيح قال أنا هـو الطريق ... ))) ... ثالثاً لم أطـِّلع ! فـهل يمكـن أن تـعـيـديه هـنا بإخـتـصار ؟ أقـصـد السؤال إلى الخـوري

 

هي : سألته سؤال ... لماذا لا يجوز الزواج في الصوم . ..... لم يُجب على السؤال وقال ابحثي في الكتاب المقـدس عن اسرار الكـنيسة وانا واثقة مئة بالمئة ان لا وجود لأسرار الكنيسة في الكتاب المقدس . ولكن مع نقاش عمل بلوك على الفيس بوك .... واجابته لي ليس له وقت لكي يجيب .. فاذن ما هو عمله ... لا اعرف ............. نحن نلتزم بالانجيل حرفيا . لانه كل الكتاب موحى به من الروح القدس .

 

جـوابي : أدري ، فأنا أسألكِ الآن : هـل كان المسيح ممراً ترابـياً أو مبلطاً بالكـونـكـريت ؟

 

هي : لماذا تـشبه المسيح بذلك

 

جـوابي : لأنه قال : أنا هـو الطريق ....

 

هي : لم يقصد المسيح بانه شارع مبلط ... لكن هو الكل في الكل من ياتي اليه ومن يقبله من كل القلب

 

بالرب يسوع كل شئ ، سؤالي لك هل استطيع ان اقـول لك بان قـلمك الي تكـتب به شئ خيالي

 

ام هو قلم حـقيقي وتكـتب به ، الرب يسوع نحس به ونشعر به ونلمسه في قـلبنا

 

جـوابي : براﭬـو ... إذا ليس القـصد طريق من تراب أو غـيره ، وإنما يقـصـد كما قـلتِ.... من جانب ثاني لستُ خـيالياً بل واقـعـياً حـقـيقـياً بكـل معـنى الكـلمة .. مثال آخـر المسيح قال : أنا الكـرمة .... فـهل هـو جـذع أو غـصن من الـداليا ( عـنب ) .... أم أنه يقـصـد شيئاً آخـراً ؟؟؟

 

هي : شبه نفسه بالكرمة الي تكون مزدهرة وخضراء ومثمرة ويريـدنا كلنا ان نكون مثمرين

 

جـوابي : عـظيم ، إذن هـنا تـكـمن الرمـزية وليس الحَـرفـيّة .... لـذا فأنا واقـعي فعلاً

 

هي : هناك اشياء نكون واقعيا لكن هذا الرب هو خالق السموات والارض وهو القادر على كل شئ .. لا ناخذ او نمثله باشياء رمزية ، هل تؤمن انت به ام لا

 

جـوابي : هـل تريـدين أن أجـيـبك بـذات الجـواب للقـس الإنجـيلي ... أنا مسيحي منـذ 2000 سـنة

 

هي : المسيحية هي حياة ... ربما ولدت من ابوين مسيحيين ولكن ليس لدي حياة مسيحية

 

انا قبلت الرب يسوع بالايمان فـقط هو مو شئ لازم اراه واؤمن به ، اؤمن به مثل توما

 

جـوابي : إن المسيحـية معـجـونة في عـظامنا ولحـمنا ودمنا وفـكـرنا ... أنا لا أؤمن مثـل توما ، وإنما مثـلما قال داود النبي : السماوات تـنـطق بإسم الله ..... أنا رجـل عـلمي

 

هي : امين ... شنو المشكلة اذن ...

 

جـوابي : المشكـلة أنـنا لا نأخـذ الإنجـيل بحـروفه ... وإنما بما يوجـد تحـت الحـروف ، بما يتـضمنه من معاني.... كل الانجيل هو معاني ودروس وعبر نستفاد منها في حياتنا ... وهو كتاب لكل الاجيال ولكل العصور لا يتغير ............. نعم ، واكـرر (( ليس بحروفه ))

 

هي : شنو تـقصد بالحروف ؟ ... من يقول اجرة الخطيئة هي موت .. الم يقصد بها حرفيا .. الله محبة . انا هو نور العالم.. ..... ممكن سؤال ؟

 

جـوابي :  أقـصـد أن المسيح حـين قال : أنا يمكـنـني أن أهـدم الهـيكـل وأعـيـد بناءه في ثلاثة أيام ................. لم يقـصد أن يأتي بالمعـول والفأس والكـرك كي يمارس عـمل الهـدم الـذي نعـرفه ... ثم يعـمل خـبطة سمنت أو جـص ويـبـدأ بالبناء .....

 

هي : لا

 

جـوابي : وإنما قـصـد الـذي قـصد ونعـرفه ، كان يقصد بانه سوف يموت ويقوم في اليوم الثالث .. فـهـذا جـوابي لسؤالكِ ((( شنو تـقـصد بالحروف )))

 

هي : اذن الكتاب المقـدس هو جوهرة ، نحن لا نعرف فكر االله كله ... لكن علينا ان نقبله بالايمان فقط ، علينا ان نطيع الكلمة فقط

 

جـوابي : أنتِ تـكـلميني وكأني مسلم أو ملحـد أو شخـص ينـفي الإنجـيل ....عـلى صعـيـد آخـر : أولاً نحـن لا نـطيع عـمياوياً أبـداً بل قـناعة ..... ثانياً : نحـن يجـب أن نبحـث حـتى نـصل إلى فـكـر الله إستـناداً إلى قـول المسيح (( كـونوا كاملين .. )) فأنا إنْ لم أبحـث وأستـقـصي ، كـيف سيمكـنـني أن أعـرف وأصبح كاملاً كـما هـو الله ؟؟

 

هي : انا لا استطيع ان اقـنعك ان لم تكن روح الله ساكنه فيك وتؤمن . لو اتكلم معك سنين لا استطيع ان اقنعك الا اذا لمستك كلمة الله .... القبول لا يكون بالقناعه لكن بالايمان ، هل قرأت الكتاب المقدس بكل تمعن

 

جـوابي : الإيمان إن لم يأتِ بقـناعة فـهـو بمثابة نـفاخة قابلة للإنـفـجار في أية لحـظة وتـفـرّغ محـتـوياتها فـتـتلاشى ...... ثم عـن سؤالكِ هـل نـقـرأ بتـمعـن ؟؟؟ لو لم نـقـرأ بتـمعـن ، لـكـنا نـسـلــِّـم بكـل شيء بسهـولة !! نحـن لا نـقـبل أن يكـون إيمانـنا بـسـذاجة ، بل بقـناعة وعـلم ووضوح

 

هي : اوكي ... نكمل غدا لاني عندنا منتصف الليل وغدا علي ان انهض باكرا

180
ﭬـيديو للـﭘاﭘا فـرانسيس يساهم في رد مؤسس الكـنيسة الـﭘـروتستانـتية
الـﭘـنتـكـوستالية في السويـد إلى الكـثـلكة

http://www.zenit.org/en/index

بقلم : د. روبـير شعـيـب

روما 13 مارس 2014 ــ زينيت
 
إيكمان ... كان معادياً للكـثـلكة وقـد كـتب مقالات ضد الكـنيسة الكاثوليكـية في الماضي


أمام ثلاثة آلاف  شخـص من مؤمنيه أعـلن ــ أولف إيكمان ــ وهـو مؤسس الكـنيسة الـﭘـنتكوستالية الأكـثر نفوذًا في السويد وكل إسكانـديناﭬـيا ، إرتـداده إلى الكـنيسة الكاثوليكـية شارحاً أن "الكـثير من أحكامنا المسبقة كـﭘـروتستانت لا ركـيزة لها " . وبحسب ما أعـلمت وكالة أرشيـبرسنا ، إن ( إيكمان ) قـد كـرس نحـو 30 عاماً من حياته لخـدمة جماعة " كـلمة الحياة " وقـد أسس مدرسة كـتابـية تـضم أكـثر من ألف تـلميذ،  ولجماعـته الـﭘـروتستانتية مرسلون في روسيا ، كازاخستان ، ومناطق أخرى من الإتحاد السوﭬـيتي السابق ، إلى جانب مؤسسة غـير حكـومية تهتم بالأطفال في الهند . وهو كاتب تـُـرجِمتْ كـتبه إلى أكـثر من 60 لغة .
وشرح القس السابق أنه لمدة 10 سنوات كـرس الكـثير من الإنـتباه للتعـرف عـلى حـقـيقة الكـنيسة الكاثوليكـية ، ورأى نـفسه مجـذوباً إلى الكـثـلكة ، إلى تعـليم الكـنيسة الإجـتماعي ، وإلى مثال حياة الكاثوليك المواهبـيـّـين (الكاريزماتيك ) .
إختيار ــ إيكمان ــ يـذهب بعكس تيار البحبوحة والجاه ، فالجماعة الكاثوليكـية في السويد صغـيرة جـداً ومعـظمها من المهاجرين . يُـقـدر عـدد الكاثوليك بنحو 1.5 % !
وقـد إعـترف ــ إيكمان ــ أن تـثبـيت قـراره بالإرتـداد يعـود إلى الـﭬـيديو الذي أرسله الـﭘاﭘا فـرانسيس إلى مؤتمر القساوسة الـﭘـنـتكـوستاليّـين في الولايات المتحـدة .

يستعـد ــ إيكمان ــ للإنضمام رسمياً إلى الكـنيسة الكاثوليكـية في عـيد الفـصح وقـد صرح أنَّ تعـمقه في فهم الكـثـلكة أقـنعه بأن الكـنيسة الكاثوليكـية تـتمتع " بحب كـبـير ليسوع ولاهـوت سليم مبني على الكـتاب المقـدس وعلى العـقـيدة الكلاسيكـية " إلى جانب حياة الأسرار و " منطق الكهـنـوت الوطيد الذي يحافـظ على إيمان الكـنيسة وينقله إلى الأجيال اللاحقة " .

من ناحيته ، وبحسب ما نقـلت الوكالة المذكـورة صرح الأمين العام لإتحاد الكـنائس الإنجـيلية في السويد ستيفان غـوستافسون بأن ( أولف إيكمان ) هو دون شك الرائد المسيحي الأكـثر دينامية وتأثيراً الذي عرفـته السويد في نصف القرن الماضي وأن قـيمته العالمية هي أهم بكـثير مما يعـتـقـده الكـثير من السويديّـين ، وأن عـدد لا يحصى من الأشخاص في العالم يشكـرون الله على الخـدمة التي يقـوم بها ـ عِـلماً أنَّه كان معادياً للكـثـلكة في الماضي وقـد كـتب مقالات معادية للكـنيسة الكاثوليكـية في عام 1989 وذلك تـزامناً مع زيارة الـﭘاﭘا يوحنا ﭘـولس الثاني إلى السويـد .
أولف وبريجـيـدا زوجته سيَنـضمّان الآن إلى الرعـية الكاثوليكـية "سانكت لارس" في أوبسالا وقـد صرحا أنهما يريان نفسهما مثل ( إبراهيم وسارة ، عجـوزين يدخلان في بلد مجهـول ) ولكـنهما يضيفان : إلا أن الله هـو هادينا ! .
ويضيف إيكمان : " نحـن بحاجة لما وضعه يسوع المسيح في الكـنيسة الكاثوليكـية ، نحـن بحاجة إلى الأسرار ، بحاجة إلى تعـليم الكـنيسة ، بحاجة إلى البابا ، بحاجة إلى تـقـليـد الكـنيسة العـريق . بكـلمة : أنا بحاجة للكـنيسة لأجل خلاصي "

181
الخـيال والتخـيّـل في الحـياة الروحـيّة للإنسان

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
 
مهما كـثرَتْ البحـوث عـن الإنسان عَـبرَ الزمن ورغـم تـقـدّم المعـلومات الفـيسيولوجـية لأقـسام جـسده بفـضل التـكـنولوجـيا فإن كـنهَه يـبقى غامضاً ، ولكـن ما نعـرفه اليوم وما سيُـبحَـث في المستـقـبل عـما بـداخـله من طاقة روحـية ونـفـسية ومعـنوية وفـكـرية وتـصوّرية وإبـداعـية وكـل ما يتعـلق به من الوعي و ــ اللا مادية ــ سيـبقى ضئيلاً لأنها لا تخـضع لقـياسات المخـتـبرات والرياضيات وإنما تـتـطلب الإنصراف إلى الخـلوة والسكـينة للتأمل بأشـبه ما يكـون برؤيا أو إخـتـطاف روحي بعـيـداً عـن صخـب الماديات الأصعـب بكـثير من لمس الأجـساد وقـياسها بالميزان والحاسبات .

إن عالم الروح والنـفـس والفـكـر ينـدرج ضمن عِـلم الغـيب والتـصوّف والإيمان ، ومعها الصدق والـثـقة والحـب والكـُره والأخلاق .... يمكـن أنْ تـُلاحَـظ من داخـل الإنسان وتـدرَس عـن طريق التأمل والتخـيُّـل النابع من مستـودع أو محـطة تجـهـيز هائلة محـفـوظة في أعـماقه يصعـب الإبحار إليها من موانىء خارجـية ، إنه موضوع مستـقـل بحـد ذاته ــ وليس منـتمياً أو متعاطفاً ــ سـواءاً يأخـذه الإنسانُ إلى عالم الهـيام الـذاتي ، أو هـو الـذي يأخـذ الإنسانَ إلى عالم العلاء فـكِـلتا الحالتين تمثلانه كائـناً غـريـب الأطـوار ذي جـسـد وطاقة خـياله منـدمجة في ( وحـدة كائن ) .  
  
يقـول نيتـشه : إن الطبـيعة إستـطاعـتْ أن تأتي بإنسان غـليظ الرقـبة لكـنها أبعـدته عـن قـوة الخـيال ................. إن ذلك واضح في أنـنا لن ــ أو من الصعـوبة أن ــ نجـد فـيلسـوفاً أو فـناناً مرهـفَ الحـس بـين رياضيّي قـوى الأجسام من رافعي الأثـقال ولهـذا فإن زوجة أفلاطـون كانـت تـتـشـكى من أنه جـلب الشهـرة أكـثر من الخـبز لـبـيته ، وكأنَّ الإبـداع في الخـيال أو إطلاق العـنان له يكـون عـلى حـساب تراجع فـعاليات الجـسـد والمؤدي إلى خـموله ، وهـكـذا فالتركـيز عـلى الجـسـد وترويضه وإثارة أعـضائه يُـبعـد صاحـبه أو يعـيقه من الولوج إلى فـضاء الفـكـر والخـيال . وفي الحـقـيقة عـنـدما نـتمادى في الطرق عـلى الجـسد لتحـفـيز نشاطاته ونلح في تـلبـية إحـتـياجاته ونوصِله إلى قـمة إنـتـشائه وإكـتـفائه ! عـنـدئـذ يطفح كـيله وينـفجـر بصمت وهـدوء وينـتـقـل إلى حالة إرتخاء أعـضائه أشبه بالـسُـكـْـر والغـيـبوبة فـيتلاشى الخـيال ، وهـنا يصح الـتعـبـير إذا قـلـنا أنه يصبح نـصف ( وحـدة كائن ) .
  
حـين يُـفَـعِّـلُ الإنسانُ خـيالَه فإنه يتخـيَّـل ، لا كخـدعة وإنما كـقـدرة عـلى إبتـكارٍ تـقـف وراءه قـوة دافعة متأهـبة عـنـد الطـلب ، فحـين تعجـز الحـياة المادية عن توفـير الرغـبات ، يلعـب التخـيّل دَوره لـيستخـرج ويصوِّر ما يطمح إليه من مخـزون إمكانيات الـذات الباطنية ، وعـليه فـهـو حالة صحـية أبـدعها الخالق ووفـرها في داخـل الإنسان كصمام أمان ينـظم إنسـيابـية الـتـنسيق بـين عـنـصرَي وحـدة الإنسان الجـسـدية والروحـية بصورة جـميلة .
وقـد يأخـذ الخـيالُ بنـظر الإعـتبار ما تـنـقـله له الحـواس الخـمس ولكـنه ليس متـوقـفاً عـليها حـصرياً ، فـفـقـدان البصر مثلاً ليس عـوَقاً لصاحـبه بل يَستـثـمر عـنـده طاقة بصرية أخـرى لامرئية ( بـدون عـينين ! ) أو أي نوع آخـر فـيُـبـدع بها بـدلاً مِن تلك المفـقـودة ، وهـكـذا نرى اليوم مُقـعَـدين وصُمّاً لكـنهم ذوو مؤهلات وقابليات يعجـز أمامها المبصرون والأسوياء عامة .

بتأريخ 5 آب 2007 حـضرتُ محاضرة لكاهـن كاثـوليكي كـلـداني أعجـبتـني ، تـكـلم فـيها عـن سـفـر التـكـوين ... وأيـدني حـين قـلتُ له (( سـيأتي يوم يقـول الكاهـن في كـرازته للمؤمنين : أريـد كـل واحـد منـكم أن يصبح ، ألله ! )) فغاية الإنسان هي الكـمال الـذي أوصانا به المسيح والـذي يريـدنا أن نـصِل إلى كـمال الله اللامرئي الخلاّق .

إن عـملية التخـيل تـنـشط عـنـد عـنـفـوان العـمر ، ووتعـرض مصوَّراتها عـلى شاشة شبكـية العـين في الـداخـل وتأتي إسترجاعاً لبرامج محـفـوظة مسبقاً بالإضافة إلى الإبتـكار والإبـداع ــ ولن تـكـون عـملية تـذكــُّـر دائماً ــ وليس بالضرورة أنْ يـقـود التخـيُّـل إلى ممارسة فـعـلية ... كـما أنّ التحـرر منه ليس بالأمر المستحـيل أو العـويص ولا يقـتـصر عـلى المتـصوفـين المتعـطشين إلى القـيم اللامادية العـليا ، بل يمكـن لـصدمة تـصيـب الإنسان أو أية قـناعة مفاجـئة تـكـفـيه للـتـوقـف عـن التخـيل وهـو لا يزال حي يُـرزق ... .

في محاضرة لكاهـن كاثـوليكي ماروني سألته في عام 2014 : إن روح الله موجـودة في الإنسان منـذ يوم نـفخها فـيه ... وروح الله موجـودة في المسيح الـذي إستـودعـها بـيديه وهـو عـلى الصليب ... فـما الفـرق بـين المسيح والإنسان ؟ تـفاجأ وقال إنه سؤال جـيـد ... وفي النهاية لم يُجـب بما يُشبع الظمأ .

لم تـتـشـوَّه صورة الله فـينا إلاّ عـلى أيـدينا نحـن الـبـشر وذلك من أنانيتـنا كي نهـيمن عـلى الإنسان بالترهـيب من الغـيب غـير المنـظور ، مما حـدا بكاهـن كاثوليكي كـلـداني دومنيكي ( أصبح مطراناً ) إلى االتـصريح التالي : كان كارل ماركـس محـقاً حـين قال أن الـدين أفـيون الشعـوب ! لأن آباء الكـنيسة عَـبر التأريخ شـوّهـوا صورة الله في نـظـرنا فـجـعـلوه قاسياً منـتـقـماً معـذباً متـناسين أن الله محـبة ، وفي حـينها فإن أغـلب الحاضرين أظهـَـروا سـذاجـتهم بهـزة رأس كاذبة توحي إلى أنهم هـضموا كلام الـكاهـن وقـبلوه !! ولكـن سـذاجـتهم تـتلألأ أكـثر حـين ينـطق عـلماني أمام مسامعهم ذات التـصريح فـيصفـونه بالملحـد المناوىء للكـنيسة وووو ..


182
حـوار مع أخ إنـجـيـلي

الحـلقة الـرابعة

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
 
ليست للإنجـيليّـين قـيادة موحَّـدة ، بل مجـموعة لا يعـرف أحـدهم الآخـر

ملخـص الحـلقة الثالـثة : الإنجـيليون (1) لا يعـرفـون أن بعـض قـصص العـهـد الـقـديم في الكـتاب المقـدس منـقـولة عـن أدبـيات السومريّـين والبابلـيّـين (2) الفـكـر عـنـدهم ليس بحاجة إلى التـطـوّر لـذا يشمـئـزون من اللاهـوت المعاصِر (3) يرَون في الكاثـوليكي فـقـط أن معـموذيته ( EXPIRED ) ويريـدون منه أنْ يتـنـكــَّـر لها بحجة الولادة الجـديـدة بالروح من السماء ، وهـذه لا تـتـم إلاّ بالتمرّد عـلى الكـنيسة الكاثـوليكـية ومعـموذيتها . و حـﭼـي بـيناتـنا تـرى الإخـوان بنعـمة الرب طـوّخـوها شـويّة!! .  

قال الأخ الأول :
ليس لـدي أية مشكـلة مع مريم فهي المطوّبة والتـقـية والقـديسة وقـد ميّزها الرب إذ إخـتارها (( إناء )) كـرامة لولادة أعـظم شخص في التأريخ .. لكـن المشكلة الوحـيدة هي مع مَن يعـبـدها ويجعـلها في مصاف الرب يسوع المخلّص والفادي ..
ما رأيك أخ ميخائيل ، الـﭘاﭘا إعـترف بأن مارتن لـوثر كان عـلى حق ؟ وكـل الكـنائس الإنجـيلية اليوم هي وليـدة إنـتـفاضة مارتن لوثر ضد التحجّـر الـديني الذي كان وليـد أفـكار البشر ..

Michael Cipi
قـلتُ لك أن مَن لا يعـمل لا يخـطأ ، والكـنيسة الكاثوليكـية إعـتـرفـتْ بأخـطائها عـلى لسان قـداسة الـﭘاﭘا يوحـنا ﭘـولس الثاني الراحـل سواءاً بحـق العـلماء أو الأورثـوذوكـس وغـيرهم ، ولكـنـنا يجـب أن نـكـون واحـداً وليس كـل واحـد كما يشاء ، طيب ألا تـرى الـﭘاﭘا الحالي ماذا يقـول ؟ هـل عـنـدك مأخـذ عـليه ؟ إعـتمـد عـلى أقـواله المنـشورة في موقع الـﭬاتيكان وليس ما يكـتبه عـنه الحـسودون الـذين يشوّهـون جـماله .

الأخ الأول
لا يمكـن أن نـنكـر أنَّ الـﭘاﭘا الحالي له مواقـف بطولية رائعة.... لكـن المشكـلة ليست الأشخاص ، والمشكـلة ليست الأخـطاء والممارسات الخاطئة.. بل النظام الـديني ككل هـو ليس من الإنجـيل...
Michael Cipi
في أية مؤسسة أو مصنع أو حـقـل زراعي ، أو مدرسة ، هـل تريـد أن يكـون النـظام الإداري في القـرن الحادي والعـشرين كـما كان في أيام المسيح ؟

الأخ الأول
طبعا لا .... لكـن يـبقى الإنجـيل كـلمة الله للبشر مناسب لكـل جـيل وزمان ..

Michael Cipi
نحـن لسنا نـدعي بأن نعـيـد كـتابة الإنجـيل بما يلائم العـصر الحـديث ، بل لا بـدَّ من التـطور والإستحـداث ، خاصة أن ملياراً وربع المليار من البشر ليست سهلة قـيادتهم

الأخ الأول
هل جـدول الضرب الحسابي يتغـير؟ هل نواميس الطبـيعة تـتغـير؟ .. الإنجـيل هـو المرجع الوحـيد للبشر ... هـو المقـياس الوحـيد ، هـو الميزان الوحـيد ، هـو الطريق الصحـيح الذي وضعه الله لكل البشر.... لا يقـدر أحـد أن يعـدّله أو يساوم عـليه أو يـزيد أو ينـقـص منه.... أنت تعـلم أن هـنالك عـلماء وفلاسفة كـثيرين آمنوا بالكـتاب المقـدس ...

Michael Cipi
ومَن قال يتغـير ؟ أنا قـلتُ لك مقـدما ذلك ((( لسنا نـدعي بأن نعـيـد كـتابة الإنجـيل بما يلائم العـصر الحـديث )))..............مشكـلتـكم هي أنكم لا تريـدون أن تكـونوا ضمن القـطيع الواحـد الـذي أوصى به المسيح لمار ﭘـطرس .... ثم أنت لا تعـرف مَن هـو قائـد كـنيستـكم الأعـلى ... ــ لا تـقـل لي المسيح ــ فـهـذه أعـرفها ، وإنما أقـصد القائـد أو المدبِّـر عـلى كـوكـب أرضنا ، هـل يوجـد حـزب بـدون قائـد ، هـل توجـد مدرسة بـدون مدير ... أنـتم كـتـل مبعـثرة يـديـرها واحـد مجهـول !!

الأخ الأول
الكـنيسة الكاثوليكـية صديقي ليست القـطيع الصحـيح للبشر...

Michael Cipi
أنتم كـنائس عـديدة ، كل واحـد لا يعـرف بالآخـر لأن هـناك واحـد مجهـول يـدير أموركم والخـيوط كـلها بـيـده ... لا تـقل إنه المسيح ، أنا أقـصد إنسان مثلي ومثلك ... إنه مجـهـول ، لماذا يضم نـفـسه ، إسأل هـذا السؤال مع نـفـسك

الأخ الأول
نقـطة الإنطلاق لـديك خاطئة... فالمهم لـديك هـو أن نكـون تحـت سقـف واحـد وفي طائـفة واحـدة ... بالنسبة لي ليس هـو هـذا الأهم .. مع أني أوافـقـك الرأي أنني كـنت أتمنى أن يكـون الجـميع تحـت سقـف واحـد ... لكـن المهم بالنسبة لي هـو السير وراء الإنجـيل ، لأنه كـلام الله للبشر حـتى ولو وُجـد عـشرة أشخاص في هـذا الطريق . مع أني أوافـقـك أن بعـض الإنجـيليّـين خـرجـوا من الخطأ ، ومالوا إلى خطأ آخـر .. مؤسف ...

Michael Cipi
أنت تبتـعـد عـن إنـتـقادي ... هـل تعـرف مَن يقـودكم ؟

الأخ الأول
حتى زمن الرسول ﭘـولس ، أي الكـنيسة الأولى كانت هـنالك كـنيسة فـيلـيـﭘـي وكـنيسة أفـسس وكـنيسة غلاطية ..
 
Michael Cipi
أنا أحـتـرمك الآن بصورة خاصة حـين تـعـتـرف ــ ضمنياً ــ أنكم مبعـثرون و تحـت إدارة مجهـولة ...ولكـن بشأن كـنائس زمن الرسول ﭘـولس كانت بـدايات ... وكانت الكـنيسة غـير منـتـظمة ومع ذلك لم يكـونوا يُـخـفـون أشياءهم وتعاليمهم وقـياداتهم عـن الآخـرين....

الأخ الأول
ها أنت تعـرف مَن يقـودك ، فهـنالك شخص واحـد أي الـﭘاﭘا وهـنالك كـنيسة واحـدة ، لكـن لا تـوصلك إلى الحـياة الأبدية والخلاص . ولم تعـمل شيئا لأجـل المسيحـيّـين في العالم ، فـما فائـدة الشعارات .. أنت تعـلم أنَّ الـذي وزّع الأناجـيل لكـل دول العالم مثلا لم تكـن الكـنيسة الأم التي تعـتـز بها !...

Michael Cipi
أولاً : كـيف عـرفـتَ أنـني لا أصل إلى الحـياة الأبـدية والخلاص ؟ .... ثانياً : كـيف تعـرف أني لستُ أعـمل شيئاً لأجـل المسيحـيّـين ؟ (( وأضف إليها ، لغـير المسيحـيّـين أيـضاً )) !!! ...... ثالثاً : وإذا وزع أناسٌ آخـرون الإنجـيلَ فـما الإشـكال في ذلك ؟ ...... ورابعاً : إنـطلاقاً من مبـدأ ــ الأشياء العـتيقة قـد مضتْ ــ أقـول لك إن الـﭘاﭘا الحالي يريـد الكـنيسة أن تكـون فـقـيرة !! أليست كـلماته رائعة ؟

الأخ الأول :
صحـيح ... هل أنت تعـلم ولـديك اليـقـين والتأكـيـد بأنَّ لك الخـلاص والحـياة الأبـدية مع الله ؟

Michael Cipi
حـين أوقع عـقـداً بـيني وبـين المسيح عـلى الجـلجـلة ! أجـيـبك واثـقاً بكـلمة : نعـم .... و لكـن ليس من خـلال أناس مجـهـولي القـيادة وأقـصـد ــ الإنجـيليـّين ــ .

الأخ الأول :
يجـب أن تـتوقـف عـن التـنكـيت وتبـدأ تـفـكـر بالأمور بجـدية أكـثر.. الإنجـيليون هم الـذين هـزوا العالم.. هم الـذين وزعـوا الأناجـيل في الوقـت الـذي منع الـﭬاتيكان إستخـدام عامة الشعـب من فـتحه ، وهم الذين أوصلوا البشارة لآسيا وإفـريقا وليس الكـنيسة الأم العجـوز ، وهم الـذين أدخـلوا التوعـية الروحـية للعالم والشرق الأوسط ، ولولا إنطلاقة الإنجـيليّـين لإنـتهتْ المسيحـية منـذ زمن بعـيد .. وعـنـدما تحـول الشرق الأوسط من مسيحي إلى إسلامي ماذا فعـلت كـنيستك الأم ؟ والآن أكـثر من 30% من أورﭘا مسلمون ، ماذا فعل الـﭬاتيكان ؟ والآن يُـذبحـون المسيحـيون في الشرق ، ماذا تـفعل الكـنيسة الجامعة ؟

Michael Cipi
(( منع الفاتيكان استخدام عامة الشعب من فـتح الإنجـيل )) هـذا كان في العـصور الأورﭘـية المظلمة ، لـقـد تعـدّينا تلك المرحـلة ... اليوم أنا أناقـش رجـل الـدين بجـميع مستـوياته ولا يعارضني ....... أما دَور الكـنيسة الجامعة الـيوم !! قـد لا يمكـنـك أن تعـرفه الآن .
وخـذ مثال : البابا الراحـل قال : عـلى تركـيا أن تـتجه نحـو الـدول الإسلامية ، وتبتـعـد عـن أورﭘا ذات الجـذور المسيحـية !! إن هـذا الكلام له مدلولاته و وقعه عـلى مسامع الأورﭘـيّـين

الأخ الأول :
آن الأوان لإعادة فحـص أين نحـن ــ المسيحـيّـين ــ من الإنجـيل ، أقـصد إنجـيليّـين وتـقـليديّـين.... أنت تـقـول : ( تعـدينا هـذه المرحلة .. اليوم أنا أناقـش رجل الـدين ) !! أليس هـذا بفـضل مارتن لوثر وبفـضل الإنجـيليّـين حـدث هـذا التحـول النوعي والتأريخي ؟

Michael Cipi
في مسألة إعادة الفـحـص أين نحـن ........... أنا أؤيـدكَ

*****************************

وخـتاماً ، لم يرغـب الأخ الـقـسيس في مواصلة صداقـته ، فأغـلق إشتـراكه معي في الـفـيسبوك وبـذلك خـسرتُ قـسيساً عـزيزاً ... ولا يسعـني إلاّ أنْ أذكـِّـرَه بأقـوال مار ﭘـولس : (1) فـليكـن لكـل إمرىء رأيه إذا كان عـلى يقـين منه ... (2) لو كـنت إلى اليوم أتـوخى رضا الناس ، لَما كـنت عـبـداً للمسيح ... (3) إخـتار الله الجهلاء ( مثـلي أنا الكاتب !! ) ليُخـزي الحـكـماء ... (4) لا تـشـتـركـوا في أعـمال الظلام بل بالأحـرى أن تـشهـروها ( تـفـضحـوها ) ... (5) قاومته وجهاً لوجه لأنه كان يستحـق اللوم . ..
(6) من جانب آخـر فإن قـداسة الـﭘاﭘا فـرانـسيس الأول يقـول : عـنـدما تـصبح الكـنيسة منغـلقة عـلى نـفـسها تـغـدو مريـضة .  
 (7) والرب يسوع يقـول : يأتـون إليكم برداء الخـروف .... من ثمارهم تعـرفـونهم .

 ثامناً وملاحـظة أخـيرة : ... بعـض المراهـقـين الإنجـيليّـين ، والتراث الكاثوليكي الكـلـداني مزروع فـي دمائهم منـذ طـفـولتهم ، إنـقـلـبوا عـلى ذاتهم فـجأة ومع ذلك كانـوا ــ ليس عـنـدنا مشكـلة ـ يـحـضرون القـداس الكـلـداني في أثـينا ويشتـركـون بالتـرانيم ( لا أدري لماذا ! ) ، ولكـن كـراهـيتهم لمريم العـذراء كانت تـظهـر حـيثما ترد كـلمة ــ مريم ــ في الترانيم فإنهم بحـقـدهم الأسـود وبعـقـلية الأطفال يلـفـظونها ــ مريا ــ !!! بمعـنى الرب وكأنهم يُـحـقـقـون إنجازاً رائعاً .............. من جانب آخـر ، أراهم يُـكـثِـرون في كلامهم نـصوصاً ذات قـوالب ثابتة مثـل : بنعـمة الرب .... الأخ الفلاني والأخـت الفلانية كالغـرباء ، وليس مثـلنا نسمي الصديق والزميل بإسمه مِن كــُـثـر المَيانة والألفة ، كما أرى أنَّ الصلاة عـنـد أي واحـد منهم مبتـذلة إلى درجة أنه إذا نـظر إلى المِرآة فإنه يـصلي ، وإذا مسح المنـضدة فإنه يـصلي، وإذا تـكـلم بالتـلفـون فإنه يصلي ، وإذا حـصد حـشيش الحـديقة فإنه يصلي ..... .. نعـم قال المسيح صلوا ولا تـمـلـوا ، ولكـن ليس إلى هـذه الـدرجة ! وإلاّ فـنـحـن نجـلس في البـيت بـدون عـمل ونـصلي إلى أن نموت .... إني أرى مكانهم محجـوزاً مقـدماً في الملكـوت دونما حاجـتهم إلى ﭬـيـزا ... فـهـنيئاً لهم .


183
حـوار مع أخ إنـجـيـلي

الحـلقة الـثالثة

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

الإنجـيليون يعـشـقـون حـرفـية الإنجـيل


ملخـص الحـلقة الثانية  ::لا يقـتـنع الإنجـيليون بأن يكـونوا كـنيسة واحـدة كالتي أوصى بها المسيح ، ويرفـضون الـقـيادة الموحـدة التي أرادها المسيح . ولا يريـدون الإستـفـسار لـزيادة التعـلم وإنما يأخـذون الـنـصوص عـلى قـوالبها السطحـية دون التعـمق بها وتـفـسير رموزها .  


الأخ الثاني ( يناقـشـني ) :
الإنجـيل كلمة الرب ليست قـوالب ، يا صديقي ... هي تـنير عـقـلي وروحي

Michael Cipi
الطوفان مثلاً وسفـينة نوح ... في نـظركم هي هي كـما في الكـتاب ، ولا يُـسمح لك بالتـنـقـيـب عـنها

الأخ الثاني :
الفـلك هـو المسيح وهـو كل شيء

Michael Cipi
يـبـدو أنك لا تعـرف أن قـصة الطوفان وسفـينة نـوح موجـودة قـبل كـتابة العـهـد القـديم بأكـثر من 1000 سنة في أدبـيات السومريّـين والبابليّـين ، أخـذها الأنبـياء اليهـود المثـقـفـون المسْبـيّـون وصاغـوها بـبلاغـتهم الخاصة لشعـبهم عـلى إعـتبارها من الله كي يقـبلوها منهم

الأخ الثاني :
الـذي أعـلمه جـيداً أنها وحيٌ من الرب

Michael Cipi
إذن ، كان الله قـد أوحاها للسومريّـين والبابليين قـبل أن يوحـيها للأنبـياء اليهـود

الأخ الثاني :
صديقي القـصة حـدث تأريخي قـبل أن تكـون أساطير

Michael Cipi
أولاً ... هـل كان عـنـدك عِـلم بأنها موجـودة عـنـد السومريين ، أم أنك لم تكـن تعـلم ؟؟

الأخ الثاني :
وقـبل وجـود البابليّـين ، ويـبـدو أنهم أول شعـب ، أتى بعـدها ، لذلك يـذكـرونها في تراثهم ، ما المشكلة
مثل ــ تـقـديم الذبائح ــ هي موجـودة ، لأنها كانت قـبلاً في جـنة عـدن ، وبـدأها قايـين وهابـيل

Michael Cipi
بمعـنى أن الله أوحاها إلى السومريين والبابليّـين قـبل أنبياء اليهـود !! وهـذه يترتب عـليها أمور

الأخ الثاني :
القـصص تـتـداول بالتواتر صديقي

Michael Cipi
أدري ، بمعـنى أن الأنبـياء اليهـود أخـذوها من البابليّـين دون أن يقـولـوا لشعـبهم ، وإدّعـوا بأن الله أوحاها لهم ...

الأخ الثاني :
هل أنت مسيحي أم ماذا ؟

Michael Cipi
أنا مسيحي قـبل 2000 عام

الأخ الثاني :
قـل لي .. أنك لا تـؤمن بالكـتاب  .. ( من الآخـر ) !!

Michael Cipi
أنا أؤمن ، لا بطريقـتـك ، لأن طريقـتـك تـقـودني إلى الإلحاد

الأخ الثاني :
بالعافـية مش بالكـلام .. يا خـسارة الوقـت بنلف ونـدور ، ليه ... لماذا تـلحـد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا أريـد إجابة .. أنا أعـرفها ذلك (( اللاهـوت )) الـذي تعْـلـَمه ، هـو يحـفـظك من الإلحاد ، تلك خـدعة !

Michael Cipi
ألله كـلـف البعـض أن يتـكـلموا مع شعـبهم عـلى قـدر مستـواهم ...  ولو أن الله يرسل أناساً اليوم (( وهـو يرسل أناساً اليوم )) فإنهم يتـكـلمون بلغة وبمستـوى شعـوب اليوم !
أنا لا أؤمن بأن الله يتعـب ......................

الأخ الثاني :
و ينـقـدوا قـصة الخلق والحـوت وإلى الآخـر

Michael Cipi
هـذه كـلها رموز مثـلما أنتَ قـلتَ أن السفـينة هي رمز للمسيح

الأخ الثاني :
لقد عـلمتُ كل ما تريد قـوله و دفاعـك عـن طائـفـتـك

Michael Cipi
ألست أنت الـذي قـلت أن السفـينة هي المسيح ؟ .. وهـكـذا .. فالحـية والشجـرة وغـيرها هي وسائل تعـليمية أوحى الله إلى الآباء كي يعـلموا ويثـقـفـوا شعـوبهم ويقـودوهم إلى الصلاح ... لأن فـكـرة قـصة الخـلق موجـودة في قـصة ﮔـلـﮔـامش قـبل موسى

الأخ الثاني
هـذه رموز ولكـنها حـقائـق تأريخـية أيضا

Michael Cipi
هـذا موضوع آخـر ، أن تكـون أو ، لا تـكـون ، ولكـنها قـبل موسى وقـبل الكـتاب بسنين طويلة

الأخ الثاني
قلت لك وجـودها في تراث الشعـوب ، لأنها حـدثت بالـفعـل وهـذا دليل على صدقها وليس العكـس

Michael Cipi
أخي ، ليس تـنازلاً منك إنْ قـبلـتَ بالحـقائق العـلمية التي لا تـقـبل الشك ... وليس ذلك تـخـلياً عـن إيمانك ، بل أنا في نـظري يزيـدني إيماناً ..... أما إذا كانت قـد حـدثـتْ أم لم تحـدثْ ، فـهـذا موضوع آخـر

الأخ الثاني
2Pe 1:16 لأَنَّـنَا لَمْ نَـتْـبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّـعَةً إِذْ عَـرَّفْـنَاكُمْ بِقُـوَّةِ رَبِّـنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِـيئِهِ، بَلْ قَـدْ كُـنَّا مُعَايِنِينَ عَـظَمَـتَهُ.
2Pe 1:17 لأَنَّهُ أَخَـذَ مِنَ اللَّهِ الآبِ كَـرَامَةً وَمَجْـداً
 
Michael Cipi
كلام مار ﭘـولس هـو عـن (( المسيح وقـيامته )) وليس عـن قـصة ﮔــلـﮔامش

الأخ الثاني
كُلَّ نُـبُـوَّةِ الْكِـتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَـفْـسِيرٍ خَاصٍّ ، ... 2Pe 1:21 لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُـبُـوَّةٌ قَـطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ ، بَلْ تَـكَـلَّمَ أُنَاسُ اللَّهِ الْقِـدِّيسُونَ مَسُوقِـينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُـدُسِ.

Michael Cipi
أنت قـلت (( نـبوءة )) وليس قـصة مأخـوذة من ثـقافات شعـوب آخـرين

الأخ الثاني
2Ti 3:16 كُلُّ الْكِـتَابِ هُـوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ ، وَنَافِعٌ لِلتَّـعْـلِيمِ وَالتَّـوْبِـيخِ ، لِلتَّـقْـوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، ... 2Ti 3:17 لِكَيْ يَكُـونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً ، مُتَأَهِّـباً لِكُلِّ عَـمَلٍ صَالِحٍ .

Michael Cipi
طبعاً كـل الأساطير والقـصص التعـليمية هي موحاة من فـكـر الإنسان الـذي يقـوده روح الله فـيه

الأخ الثاني
لا أعـلم ماذا أقـول لك !!!

Michael Cipi
قـل ما تـشاء ، أنا أفـكـر تـفـكـيرا منـطـقـياُ عـلمياً دينياً وليس مثـل تـفـكـير والـدي وجـدي ... ولهـذا فإن إيمانـنا ليس عاطـفـياً موروثاً مثـلهم ... بل عـن قـناعة

الأخ الثاني
منذ قـليل كـنتَ تـتحـدث عن الإيمان الموروث والآن أنت ترفـضه ... ليس عـمرك 2000 .. أهلا بـيك في دنيا اللا يقـين و الـتخـبُّـط

Michael Cipi
نحـن ولِـدنا في عائلة مسيحـية فأصبحـنا مسيحـيّـين بحـكم الولادة ... ولكـنـنا بعـد أن وعَـينا ونضجـنا ، راجـعـنا ذواتـنا ، لم نعـد نقـبل بمسيحـيتـنا وراثـياً ... ولهـذا تابعـنا ودرسـنا و بحـثـنا كي نـتأكـد أين هي الحـقـيقة

الأخ الثاني
وهـل تأكـدتَ و ممَّ تأكـدتَ ؟

Michael Cipi
وهـذا هـو قـصدي أن إيمانـنا ليس عاطـفـياً بل عـن طريق القـناعة ... بحَـثـنا عـن أمور أعـمق ، أنت تـتـصورها بعـيـدة عـن الإيمان ولكـنها في نـظرنا هي الإيمان بحـد ذاته

الأخ الثاني
هـذا الذي تـقـول عـنه قـناعة ، هـو أن تعـرف الرب و تـقـبله ، هـو بـداية الطريق لك

Michael Cipi
أقـبله مفـتح العـينين ... وليس عـمياوي

الأخ الثاني
أول كل شيء إقـبل الرب سـيدا لك ... إفـتح كما تريـد .. الرب لا يجـبر أحـد عـلى تبعِـيَّـته

Michael Cipi
أنا والرب نـتـفاهم بـينـنا ، لأن غـيري لا يوصلني إلى الملكـوت

الأخ الثاني
إن أراد أحـد أن يأتي ورائي ... إنها ولادة يجب أن تـولد من جـديـد

Michael Cipi
أنا مولود ... ولا أقـبل أحـد أن يـلـدني

الأخ الثاني
الولادة الروحـية من الروح القـدس ... 1Pe 1:23 مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً ، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَـفْـنَى ، بَلْ مِمَّا لاَ يَـفْـنَى ، بِكَـلِمَةِ اللهِ الْحَـيَّةِ الْبَاقِـيَةِ إِلَى الأَبَـدِ .... من الروح القـدس بالكـلمة

Michael Cipi
أنا أطـوّر نـفـسي ، نعـم ....... أنا أجـدّد نـفـسي ، نعـم ....... أنا آتي بجـديـد لـنـفـسي ، نعـم ...... أنا ألِـدُ نـفـسي روحـياً ، نعـم ، إنه شأني...........ولكـن لا أحـد يملي عـليّ شيئاً ... أنا لستُ عـبـداً لأحَـد

الأخ الثاني
هو شأنك ، لـكـن لا تلـد نفسك

Michael Cipi
قـلتُ : أنا والله نـتـفاهم سـوية ، دون تـدخـل غـيرنا

الأخ الثاني
Joh 1:12 وَأَمَّا كُـلُّ الَّذِينَ قَـبِلُوهُ فَأَعْـطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُـؤْمِنُـونَ بِاسْمِهِ .
Joh 1:13 اَلَّذِينَ وُلِـدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَـسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُـلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ .

Michael Cipi
أنا ألِـد نـفـسي بفـكـري الـذي أعـطاني إياه الله ، وليس بفـكـر غـيري

الأخ الثاني
إنَّ ما تـتحـدث عـنه ،  ليس ولادة  .. ولكـنه تجـديـد الذهـن بعـد الولادة

Michael Cipi
سمـِّه ما شـئـتَ

الأخ الثاني
الحـدث الأعـظم في حـياة الإنسان هـو الولادة ، وبعـدها تجـديد الذهـن

Michael Cipi
أنا لا أقـبل أحـد أن يأتي ويصب الماء عـليّ ثانية ليجَـدِّدني ... هـذا تمرّد عـلى الله

الأخ الثاني
Joh 3:3 فَـقَالَ يَسُوعُ : «الْحَـقَّ الْحَـقَّ أَقُـولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَـدٌ لاَ يُولَـدُ مِنْ فَـوْقُ لاَ يَـقْـدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُـوتَ اللَّهِ» . ... الماء لا يلـد الإنسان ، بل قـبولك لكـلمة الرب و عـمل الروح القـدس

Michael Cipi
كـلامكم هـذا هـو نوع من السياسة المغـلفة بالـدين .... أما قـول المسيح عـن الولادة من فـوق ، نعـم إنه كلام رائع نحـن نـفـهمه بمعـنى الإرتـقاء إلى إدراك كـلمة الله التي هي روح الـقـدس ، وليس بأن أنخـدع بـدعـوة فلان الـذي أجـهـل مَن يقـف خـلفه ، لأنه هـو لا يعـرف مَن يقـف خـلفه

الأخ الثاني
الولادة حـدث روحي حـقـيقي و ليس مجازى ... بالولادة تـدخل عالم روحي وعالم الملكـوت

Michael Cipi
أنا قـلـتُ سـمـِّه ما شـئـت عالم روحي ملكـوتي فـضائي مرِّيخي .... لا يهـمني ...... أنا لستُ رخـيصاً ولا خـفـيفاً كي يـطـير بي أياً كان ... أنا رصين بكـلمة الله ... أجَـدِّد أو ، لا أجـدد ، هـذا موضوع بـيني وبـين الله .... أنا أؤمن بمقـدار العـقـل الـذي أعـطاني إياه الله .... إن كان عـقـلي راقـياً فإن إيماني راقي ... وإن كان العـقـل الـذي أعـطاني إياه الله عـقلاً بسيطاً ، فأنا أؤمن بـبـساطة

حـين أعـرف نهاية الـتـنـظيم الخـطي الـذي ينـظم شـؤون الكـنائس المستحـدثة الـفـتية ..... يعـني حـين أعـرف مَن الـذي يقـف خـلف هـذه الكـنائس المعـمـذانية والخـمسينية والإتحادية والإنجـيلية والسبتية واليَهـوَوية والعـربية ....... حـين أعـرف كـل ذلك ولا يـبقى عـنـدي غـموض عـنها ، عـنـدئـذ سوف أدرس قانون إيمانها ... وأعـطي رأيي بها

ويـبقى سؤالي الأول لك ولم أتـلـقَّ إجابة منك ، ما هي مشكـلتـكم مع : (1) مريم العـذراء ... وهي لم تسبب لكم أية مشكـلة ، ولا نهـبتْ بـيوتـكم ، ولا شـوهـتْ سمعـتـكم ، ولا سببت أية أذية لكم ... بل المسيح أوصاها وأوصانا من خلال يوحـنا الحـبيب قائلاً : هـذه أمك وهـذا إبنكِ وأنتم لستم تـقـبلون بكلام المسيح .
وإلى الحـلقة الرابعة

184
حـوار مع أخ إنـجـيـلي

الحـلقة الـثانية
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

الإنـجـيـلي محاصَر بقـوالب ثابتة لا تسمح له بالتـفـكـيـر

ملخـص الحـلقة الأولى ::
الإنجـيليون لا يقـبلون أن نـطـوّب أو نمجـِّـد أو نـذكـر مريم الـعـذراء في الصلوات لأن لهم عـقـدة مجـهولة معها .... ولا يقـبلون أن يكـونوا ضمن الكـنيسة الـواحـدة التي أوصى بها المسيح ولا تحـت قـيادة الـﭘاﭘا الـذي كـلـفه المسيح بأن يرعى خـرافه ( المؤمنين ) وأن يجـمعهم ليكـونوا واحـداً . ولا يأتي عـلى بالهم بل ولا يهـمهم بأنَّ مؤسس الصهـيونية ــ ثـيودور هـرتـزل ــ قـد أوصى بالعـمل عـلى تـشجـيع تأسيس كـنائس متعـددة سبـيلاً وحـيداً إلى تمزيق المسيحـية .

 

الأخ الأول ( القـس الإنجـيلي ) :
يسوع كـلّف ﭘـطرس وليس الـﭬاتيكان ... ليس المهم مَن يجـمع ، المهم يجـمع عـلى أساس صحـيح أي الإنجـيل من دون زيادات .. ليس المهم الأكـثرية فالصين أكـثرية ! وأنت منـذ متى تستـشهد بـ هـرتـزل ! وهل توافـق عـلى كـل ما قاله هـرتـزل ؟

الأخ الثاني ، أضاف :
1Co 3:5 فَـمَـنْ هُـوَ بُولُسُ وَمَـنْ هُـوَ أَبُـلـُّـوسُ ؟ بَـلْ خَادِمَانِ آمَـنْـتُـمْ بِـوَاسِـطَـتِـهِـمَا وَكَـمَا أَعْـطَى الرَّبُّ لِكُـلِّ وَاحِـدٍ :
1Co 3:6 أَنَا غَـرَسْتُ وَأَبُـلـُّـوسُ سَـقَى لَكِـنَّ اللهَ كَانَ يُـنْـمِي .
1Co 3:7 إِذاً لَـيْسَ الْغَارِسُ شَيْـئاً وَلاَ السَّاقِي بَـلِ اللهُ الَّـذِي يُـنْـمِي .
1Co 3:8 وَالْغَارِسُ وَالسَّاقِي هُـمَا وَاحِـدٌ وَلَـكِـنَّ كُـلَّ وَاحِـدٍ سَـيَأْخُـذُ أُجْـرَتَهُ بِحَـسَـبِ تَـعَـبِـهِ .
1Co 3:9 فَإِنَّـنَا نَحْـنُ عَامِلاَنِ مَعَ اللهِ وَأَنْـتُـمْ فَـلاَحَةُ اللهِ بِـنَاءُ اللهِ .

Michael Cipi
هـل أن قـصد هـرتـزل غامض بالنسبة إليك ؟ ... ثم أنَّ مار ﭘـطرس هـو الذي إفـتـتح أول كـنيسة في أعـمال الرسل ... ويعـتـبر ( مَجازاً ) أول ﭘاﭘا في كـنيسة المسيح وإستـشهـد في روما .... أما مَن هـو ﭘـطرس ومَن هـو ﭘـولس ... نعـم ومَن يكـون فـرانسيس الأول ومعه كـل شهـداء المسيح ؟ هـل نـقـذفهم عـلى قارعة الطريق ونـنـسى شهاداتهم ؟ أية مسيحـية هـذه ؟؟

الأخ الثاني  :
الأستاذ الفاضل مايكل ، لنحِـب الجـميع ونـقـدِّر الكـل ولكـن الكـنيسة بناء المسيح وحـده ونحـن أعـضاء في الجـسد الواحـد الكـنيسة ، إن كُـنا متـصلين به فهـو رابط الجـسد الوحـيـد .

Michael Cipi
نعـم ولكن هـل نـترابط في الفـراغ أم في الفـضاء ؟ ألسنا بحاجة إلى مؤسسة تـضمنا كـلـنا ؟ أم .. حارة كـل من إيـدو إلو ؟ يا أخي إن لم يكـن لـنا قائـد واحـد ( عـسى أن تكـون أنت أو أنا ) أو راعي واحـد عـلى الأرض ، فـنحـن مبعـثرون .

الأخ الثاني :
لنا راعي واحـد و نحـن راعـية واحـدة وهـو المسيح .

Michael Cipi
هـذه فهـمناها ، ولكـن ألستَ بحاجة إلى راعي عـلى الأرض ؟ إذا أردت أن تجـمع الإخـوة إلى إجـتماع ، هـل تـنـتـظـر المسيح يـبعـث ( مسج ) أو يتـكـلم بالتـلفـون أو يرسل رسالة بريـدية إلى كـل واحـد منا ؟ كـن قـريـباً من الواقع أخي ، أنت إبن القـرن الحادي والعـشرين ، إن الأشياء العـتيقة قـد مضت . إلى متى نبقى بالغـيـبـيات ؟

الأخ الثاني :
كانت الكـنيسة الأولى تـنمو وتمتـدّ تحـت رعاية الرب وكان التلاميذ يتكاثرون لأنهم إنقادوا وخـضعـوا للمسيح أولاً ولبعـضهم البعـض في المسيح ، فـنجـد خـضوع ﭘطرس لـﭘـولس في غلاطية 2

Michael Cipi
نعـم ، ثم ماذا ؟ ولكـن المسيح لم يقـل لـﭘولس أن يجـمع إخـوته ... أخي العـزيز

الأخ الثاني :
نعـم نحـن بحاجة إلى راعي أرضي يـقـيمه الرب ولا يـقـيمه الناس للتسلط على الرعـية .. أخي نحـن نـتجه الآن للـدفاع عـن أشخاص الرب إستخـدمهم بنعـمته ولكـن نـنسى مَن هـو أقامهم وهـو قائم الآن

Michael Cipi
طيب ، قـل لي متى يعـلن المسيح موعـداً للإنـتخابات كي نرشح أنـفـسـنا ؟ وأين ستـكـون مراكـز الإنـتخاب ، ومَن سيكـون مراقـبـين ؟ ... أخي تـكـلم بمنـطق العـصر الحـديث وليس بمنـطق قـبل 2000 عام ، الناس صارت واعـية لا تـقـبل بأحاديث جـدتي .

الأخ الثاني :
أنـظر إلى دعـوة ﭘـولس لم تكـن من إنسان ولا الكـنيسة ولا الرسل :

Gal 2:6 وَأَمَّا الْمُـعْـتَـبَرُونَ أَنَّـهُـمْ شَيْءٌ ، مَهْـمَا كَانُوا ، لاَ فَـرْقَ عِـنْـدِي : اللهُ لاَ يَأْخُـذُ بِـوَجْهِ إِنْسَانٍ - فَإِنَّ هَـؤُلاَءِ الْمُعْـتَـبَـرِينَ لَمْ يُـشِـيرُوا عَـلَيَّ بِشَيْءٍ .
Gal 2:7 بَـلْ بِالْعَـكْسِ ، إِذْ رَأَوْا .... أَنِّي اؤْتُـمِنْـتُ عَلَى إِنْجِـيلِ الْغُـرْلَةِ كَـمَا بُطْرُسُ عَلَى إِنْجِـيلِ الْخِتَانِ .
Gal 2:8 فَإِنَّ الَّذِي عَـمِلَ فِي بُطـْرُسَ لِرِسَالَةِ الْخِـتَانِ عَـمِلَ فِيَّ أَيْضاً لِلأُمَمِ .
Gal 2:9 فَإِذْ عَلِمَ بِالنِّعْـمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي يَعْـقُـوبُ وَصَفَا وَيُوحَنَّا ، الْمُعْـتَـبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْـمِـدَةٌ ، أَعْـطَوْنِي وَبَرْنَابَا يَمِينَ الشَّرِكَةِ لِنَكُـونَ نَحْـنُ لِلأُمَمِ وَأَمَّا هُمْ فَـلِلْخِـتَانِ .

لا مجال للسخـرية فإن الحـق واضح وأنت متعـلم جـيِّـد ودارس عـميق ، فـقـط لا تجعـل رأي يغـلبك لأنك تميل إليه أكـثر من غـيره .

Michael Cipi
أدري يا أخي ، هـل نبقى اليوم مكـتـوفي الأيـدي ونـنـتـظر إلى أن يأتي مار ﭘــولس أو مار ﭘـطرس لـيرشـدنا بأية شـراشف نغـطي مناضـدنا ؟

أنا خـرجـتُ بنـتيجة وهي أن لكم عُـقـدتين رئيسيَّـتين :
 (1) مريم العـذراء ... وهي لم تسبب لكم أية مشكـلة ، ولا نهـبتْ بـيـوتـكم ، ولا شـوهـتْ سمعـتـكم ، ولا سببتْ أية أذية لكم ... بل المسيح أوصاها وأوصانا من خلال يوحـنا الحـبـيب قائلاً : هـذه أمكَ وهـذا إبنكِ وأنتم لستم تـقـبلون بكلام المسيح .

الأخ الثاني :
نص يفـيـد بخـضوع ﭘـطرس للكـنيسة والروح الـقـدس

(MKJV) And the apostles in Jerusalem hearing that Samaria had received the Word of God, they sent Peter and John to them;

(SVD) وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَـدْ قَـبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا

(Vamvas) Ακούσαντες δε οι απόστολοι οι εν Ιεροσολύμοις ότι η Σαμάρεια εδέχθη τον λόγον του Θεού, απέστειλαν προς αυτούς τον Πέτρον και Ιωάννην•

ألم أقـل لك أنـنا نترك المسيح القائم الآن ونـتجه للـدفاع عـن أشخاص إستخـدمتهم نعـمة الرب ...
تحـياتي لك

Michael Cipi
يا أخي ، ومَن ينكـر ذلك ؟ ولكـنكم لستم تـقـبلون بأن يكـون الـﭘاﭘا هـو الـذي يستخـدمه الرب اليوم ، بل تريـدون أشخاصاً لا نعـرفـهم ، وحـتى أنت لا تعـرفهم !! هـل عـنـدك مأخـذ عـلى الـﭘاﭘا فـرانسيس اليوم ؟؟ أليست كـلماته جـواهـر ؟

الأخ الثاني :
من يقـدر أن يمنع إنساناً يستخـدمه الرب ؟ الرب هـو من يثبت العمل بقـوته

Michael Cipi
ألم يفـصل (الـﭘاﭘا) مطرانا ألمانياً وسوف يحاسبه قانـوناً ؟ ألم يمنع كاردينالاً أميركـياً من الحـضور لحـفـل تـنـصيـبه بسبب إنحـرافاته ؟ ولكـنك مع ذلك ترفـضه لأنه ليس إنجـيلياً

الأخ الثاني :
أنا لا أرفـضه ، وليست قـضية شخـص بعـينه

Michael Cipi
لماذا لم تعـلق عـلى نـقـطة ( مريم العـذراء ) ؟ ... أنت ترفـض أعـرق كـنيسة في العالم

الأخ الثاني :
قلت لك أن الأشخاص ليست مشكـلـتـنا

Michael Cipi
وتـتـبع كـنيسة عـمرها مائة سنة أو 150 سنة ... أنا لا أريـد أن أذهـب أعـمق معـك ! لئلا تـشعـر بأني أتجاوز عـليك

الأخ الثاني :
أنت تركـت الموضوع الأساسي و تـتـفـرع إلى أمور شـخـصية

Michael Cipi
بل بالعـكس إن موضوعـنا الرئيسي هـو هـذا بعـينه : مريم العـذراء والـﭘاﭘا

الأخ الثاني :
لقـد سعـتُ بالحـديث معـك ، أنا لا أريـد الحـديث إلّا ما يخـص الإنجـيل والمسيح ... تحـياتي

Michael Cipi
هـو الإنجـيل يتحـدث عـن مريم ومار ﭘـطرس راعي الكـنيسة

الأخ الثاني :
Joh 10:11 أَنَا هُـوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَـبْـذِلُ نَـفْـسَهُ عَـنِ الْخِـرَافِ.

Michael Cipi
أنت تـتمسك بقـوالب .... طيب إبعـث لـنا المسيح غـداً إلى قـريتـنا كي نسلم له خـرافـنا ويعـطينا وصل بالإستلام ..

الأخ الثاني :
هو لا يترك نـفسه بلا شاهـد ولكـن لا تـقـبلون لأنكم تريـدون شخـص بعـينه

Michael Cipi
أود أن أشير إلى نـقـطة وهي : نحـن نعـرف أن لـنا كاهـناً ، وبعـده يأتي المطران ، ثم الـﭘـطريرك ثم الـﭘاﭘا ......... سلسلة واضحة ليست مخـفـية ....... أما حـضرتـك تعـرف القـسيس في قاعـتكم فـقـط !!! ولا تعـرف مَن يوجـد فـوقه ... والأخ القـسيس يعـرف واحـداً فـقـط فـوقه ولا يعـرف غـيره ... وهـذا يعـرف واحـد فـوقه فـقـط ولا يعـرف سـواه .... وهـذا الـنوع من التـنـظيم يسمى ( تـنـظيم خـطي ) ، وكل واحـد مجهـول لا يعـرفه الآخـر

الأخ الثاني :
نحن لا نـتبع أشخاصاً بل الرب الذي أقام أشخاصاً للخـدمة

Michael Cipi
هـل تـدري لماذا لا تعـرف الأشخاص الـذين يـديرون أموركم ؟ لأنهم مجـهـولون ....

الأخ الثاني :
Joh 21:22 قَالَ لَهُ يَسُوعُ : «إِنْ كُـنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَـبْـقَى حَـتَّى أَجِيءَ فَـمَاذَا لَكَ ؟ اتْـبَـعْـنِي أَنْتَ ».

Michael Cipi
ولكن القـطيع يتبع راعـيا واحـداً ، المسيح إرتـفع ... وعـنـده وكـيل

الأخ الثاني :
الرب هـو مَن يـدبِّـر أمورنا وهـو معـلوم لنا ونحـن نخـضع له

Michael Cipi
كـيف يـدير الرب أمورك بالكـومـﭘـيوتر والتـكـنولوجـيا ؟ يا أخي كـن واقـعـياً ... رغـم كلام الرب أعـطوا ما لقـيصر ...... لماذا تخـضع لقـوانين الـدولة التي أنت فـيها ؟ طالما أنت تـخـضع للمسيح ؟

الأخ الثاني :
Heb 13:20 وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَـظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ ، بِـدَمِ الْعَهْـدِ الأَبَـدِيِّ

Michael Cipi
أنا غـداً أريـد أن أعـرض خارطة دار عـلى المسيح لكي يعـطي رأيه فـيها ، أين أضع الشباك والباب ، وهـل أضع الإيركـونـدشن أم لا ، طيب كـيـف سيتم ذلك ؟

الأخ الثاني :
هـذا هـو شكل الكـنيسة الكـتابي : 1Co 14:26 ... فَـمَا هُـوَ إِذاً أَيُّهَا الإِخْـوَةُ ؟ مَتَى اجْـتَـمَعْـتُـمْ فَـكُـلُّ وَاحِـدٍ مِنْـكُـمْ لَهُ مَزْمُورٌ لَهُ تَعْـلِيمٌ لَهُ لِسَانٌ لَهُ إِعْلاَنٌ لَهُ تَرْجَـمَةٌ : فَـلْيَـكُـنْ كُـلُّ شَيْءٍ لِلْبُـنْـيَانِ .

قل لي هل هـذا ما تراه اليوم ، أم أنـنا إبتعـدنا عـنه بمقـدار شاسع ؟

Michael Cipi
أنت لست تجـيب عـلى أسئلتي كـلها بل تـتهـرب بآية من هـنا أو هـناك

الأخ الثاني :
أنت تسأل عـن التـفاصيل
Act 13:1 وَكَانَ فِي أَنْطَاكِـيَةَ فِي الْكَـنِيسَةِ هُـنَاكَ أَنْبِـيَاءُ وَمُعَـلِّمُونَ: بَرْنَابَا وَسِمْعَانُ الَّذِي يُـدْعَى نِيجَـرَ وَلُوكِـيُـوسُ الْقَـيْرَوَانِيُّ وَمَنَايِنُ الَّذِي تَرَبَّى مَعَ هِـيرُودُسَ رَئِيسِ الرُّبْعِ وَشَاوُلُ .
Act 13:2 وَبَـيْـنَمَا هُـمْ يَخْـدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ قَالَ الرُّوحُ الْقُـدُسُ: «أَفْـرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَـوْتُهـُمَا إِلَيْهِ ».
Act 13:3 فَـصَامُوا حِـينَـئِـذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُـوا عَـلَيْهِمَا الأَيَادِيَ ثُـمَّ أَطْلَقُـوهُمَا.
Act 13:4 فَهَـذَانِ إِذْ أُرْسِلاَ مِنَ الرُّوحِ الْقُـدُسِ انْحَـدَرَا إِلَى سَلُوكِـيَةَ وَمِنْ هُـنَاكَ سَافَـرَا فِي الْبَحْرِ إِلَى قُـبْـرُسَ .
Act 13:5 وَلَمَّا صَارَا فِي سَلاَمِيسَ نَادَيَا بِكَـلِمَةِ اللهِ فِي مَجَامِعِ الْيَهُـودِ. وَكَانَ مَعَهُمَا يُوحَـنَّا خَادِماً.

Michael Cipi
أنا عـنـدي مشكـلة وأريـد أن أعـرضها عـلى المسيح ، فأين ألتـقي به ؟

الأخ الثاني :
يا ليتك تمعـن النظر إلى كـلمة الرب لأن بها خلاصك .... أدخل إلى مخـدعك وإعـرض مشكـلتك أمام الرب وهـو سوف يجـيـبك بطريقه الخاصة ، كـوّن علاقة محبة معه لأنه أحَـبَّـك ووضع نفسه ليكـون طريقـك وحـياتك ... Psa 32:8 أُعَـلِّمُكَ وَأُرْشِـدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُـكَ... عَـيْنِي عَـلَيْـكَ .

Michael Cipi
يا أخي عـنـدي قـضية وأوراق ووثائق أريـد أن أعـرضها له ، فـعـن أي مخـدع تـتـكـلم ... أنا لستُ أصلي بل عـنـدي مسألة مهمة معه ......
في أحـد الأيام وفي موقـف معـين ، وضع أحـدهم يـده عـلى رأسي دون أن يعـرف أنـني مسيحي ... وصار يصلي ولم أمنعه ، وبعـد الصلاة سألـني قائلاً (( هـل قـبلتَ المسيح )) ؟ قـلتُ له : أنا مسيحي منـذ 2000 سنة ! وهـنا إنبهـر وتـفاجأ ولم يفـهم كلامي ، فـقال : كـم عـمرك ؟؟ هـل عـمرك 2000 سنة ؟؟ تـفـضل ... هـذا كـيف تعالجه ؟؟

الأخ الثاني :
أنت تريد مرشد روحي في قـضية حـياتية وتـنسى أن تكـون لك حـياة أبـدية وهـو سوف يضع لك مرشدين روحـيّـين لا بـدَّ أن تـقـبل المسيح شخـصيا ، لا مجال آخـر ، لا أحـد يقـبله عـوضا عـنك ، هـذا مثل الزواج

Michael Cipi
يا أخي إن المسيحـية إبتـدأت من عـنـدنا فهي مغـروزة في دمنا قـبل أن نـولـد .... هـل يمكـنـك أن تأخـذ لي موعـداً مع المسيح لنـلتـقي في مكان ونأخـذ صورة سوية وأعـرضها هـنا في الفـيسبوك ؟

الأخ الثاني :
لنا ميراث نـشكـر الرب لأجله ... ولكـن العهـد و قـبول الرب مثل الزواج ..... المسيح على باب قـلبك يقرع وإن كـنتَ لا تراه فهـذا مشكـلة ... لكـنه موجـود بالـفعل ولاحاجة إلى إثبات

Michael Cipi
أنت محاصَر بقـوالب ثابتة لا تسمح لك بالتـفـكـير ... أشبه بآية الإسلام القـرآنية التي تـقـول : لا تـسألوا عـن أشياء إن تـبـد لكم تـسؤكم ...

الأخ الثاني :
ههههههههههههههههه أشكـرك عـزيزي

Michael Cipi
هـذا واقع أراه أمام عـيني من خلال أجـوبتـك

الأخ الثاني :
لا تـنـشغل بي

Michael Cipi
أنت تـقـرأ الحـرف في الإنجـيل كـما هـو ... ولا يُـسمح لك بالتـفـكـير.................. يتبع الحـلقة الثالثة

185
الرابطة الكلدانيّة ... تؤسسها الكـنيسة وتسلمها مجاناً لعـلمانيّـين مُخـتارين ، بـدقة !
لم أقـرأ في التأريخ مثالاً لهـكـذا نهج كـنسي !!


بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

بمناسبة كـتابة مقالـنا نكـرِّر شـكـرنا لغـبطة الـﭘـطريرك مار لـويس ساكـو عـلى إقـتـراحه الـذي يوحي إلينا ، بل يدل عـلى تـناغـم مشاعـره الكـلـدانية مع أحاسـيسـنا الـقـومية وتـشجـيعه شعـبنا عـلى الـتـشبُّث بوطـنـنا التأريخي وحـرصه عـلى إحـياء تراثـنا الـذي هـو مفـخـرة لكـل الكـلـدان شعـبنا ، والأولوية عـنـدنا هـو إيمانـنا بـيسوع المسيح الحي ربنا .

ملاحـظة : سبق أن إطلعـنا عـلى نـصوص بعـض الـدساتير أو القـوانين ، فـتبـدأ بتعـريف المصطلحات الواردة فـيها كي تسهـل عـلى القارىء معانيها وما يُراد بها قـبل الشروع بالإطلاع عـلى أبوابها وبنودها . وعـملاً بالمثل حـبـذا لو تضمَّن دستـور الرابطة أو نـظامها الـداخـلي إجابات وإيضاحات لمصطلحات مثل : الكـلـدانية ــ المشرقـية ــ هـل سيكـون للرابطة نـفـس عـلمنا الكـلـداني المتـداول بـينـنا ــ هـل ستـتـبنى الرابطة مناسبات القـومية الكـلدانية التأريخـية ( طالما الرابطة ليست دينية ) للمشاركة في إستـنهاض الحس القـومي لأبنائـنا ــ ماذا سيكـون دَور أعـضاء الرابطة العـلمانية الكـلـدانية ( عـملياً ) في مسألة الإتحاد مع كـنيسة المشرق النسطورية ... وأسئلة عـديـدة تأتي عـلى البال في حـينها .......

كان غـبطته قـد نـشر مقالاً بعـنـوان تأسيس الرابطة الكـلـدانية في 7 شـباط 2014 ، ولما كـثرتْ الإستـفـسارات والردود عـلى المقال ، نـشر إيضاحاً بتأريخ 15 شباط 2014 بعـنـوان الرابطة الكـلـدانية http://saint-adday.com/permalink/5632.html جاء فـيه :

(1)- ان الرابطة ليست  تـنظيماً سياسياً ولا بديلاً لأحـزاب شعـبنا القائمة ، وان اعـضاءَها ينبغي ألا يكـونـوا اعـضاءاً  في احزاب سياسية
(2)- لا وصاية عـليها من اية جهة كانت : كـنسيّة أو سياسيّة أو ماليّة ، انما  تأسيس مدني مستـقـل
(3)- طلب الإنـتساب  يكـون بحـسب شروط دقـيقة

فـيما يتعـلق بالنـقـطة (1)
الرابطة ليست سياسية ، إلاّ أنَّ غـبطته من جهة أخـرى صرّح لوكالة  (Agenzia Fides ) الإيطالية للأخـبار الكـنسية قائلاً : http://www.mangish.com/news.php?action=view&id=4741 الكـلـدان يعـيشون حالة من الإرتباك والشك ، لأن تمثيلهم في المجـتمع ضعـيف كما أن مشاركـتهم مجَـزأة في مجالات السياسة والثـقافة والعـمل الإجـتماعي ...............

وإستـناداً إلى ذلك يـبـدو أنَّ العـمل السياسي لا مفـرَّ منه فالمطالبة بالحـقـوق في الأزمنة الحالية بأنـواعها لن تأتيَ بثمار إلاّ بمجهـود سياسي وبالعلاقات الشخـصية السياسية حـتى إذا إرتـدينا ملابس رياضية أو عـﮔال وكـوفـية وعـباية ريفـية أو حُـلة الشماس الكـنسية ، وهـذا يقـودنا إلى الـتـصوّر بأنَّ الرابـطة المقـتـرحة ستجاهـد بطريقة أو بأخـرى من أجـل المشاركة في المجالات السياسية وربما في الـدورة المقـبلة أيضاً للإنـتخابات الـﭘـرلمانية ، وهـنا ستجـد الرابطة نـفـسها شاءت أم أبت فـوق حَـلبة سياسية ، وسيكـون هـناك نوع من الـتـنافـس بـينها وباقي تـنـظيماتـنا السياسية الكـلـدانية ، رغـم تـصريحات غـبطته المتـكـررة بأن الكـنيسة الكـلـدانية راعـية المشروع لا تروم الخـوض في المجالات السياسية !

وهـنا نـتـساءل : كـيف ستـتعامل الـدولة في الملعـب السياسي في آن واحـد مع فِـرَق سياسية كـلـدانية عـزلاء عـلمانية ... وأخـرى ذات مسانـدة كـنسية ؟ إنـنا فعلاً أمام معادلة كـيمياوية غـير منطقـية ، ولا سبـيل إلى تعادلها بأرقام رياضياتية ؟ وإزاء هـذه الحالة يـرعـد السؤال الأهـم حـول الـنـقـطة الثانية (2) ... ترى ماذا سيكـون دَور الكـنيسة في الرابطة الكـلـدانية ، هـل ستـقـود أمامها الجـميعَ أم ستـنـقاد أمام الجـميعِ بتـواضع ووداعة قـلـبـية ؟ أم ستـتركها وشأنها وما ــ تخَلـّي ــ بخاطر الجـميع تمسكاً بالحـيادية ؟ إنها أسئلة مشروعة ، عِـلماً أنـني لم أقـرأ في التأريخ مثالاً لهـكـذا نهـج أو خـطة كـنسية !!  


بالإيميلات الـداخـلية  ـ أ ـ : تـداول البعـض منا آراءهم فـقال أحـدهم ...

الأفـضل لو أن غـبطته يطالب تـنـظيماتـنا بأنـواعها كافة بالجـلوس حـول مائـدة مستـديرة برعايته الأبوية لحـلها بهـدف تـوحـيدها وتبقى تحـت إستـشارته عـنـد الحاجة الآنية ، تـتـوزع المهام بـينها لـفـئة تعـمل في حـقـل السياسة بسياستها ، وأخـرى في مجال الثـقافة بثـقافـتها ، والكـنسية بكـنسيَّـتها ، والإجـتماعـية بمجـتمعها داخـل إطار ــ الرابطة الكـلـدانية ــ وهـكـذا تلعـب الكـنيسة دَورها في لم شمل أبناء الكـلـدان رعـيتها ، عـوَضاً عـن الإكـثار من بؤرٍ تـنـشط كـل واحـدة بخـصوصية طريقـتها وأهـدافها ، ومستـقلة عـن غـيرها في إتجاهها ، فـتـتـبعـثر الجهـود وتصبَّ نهاية محـصلتها في قـنـوات مجهـولة نـواياها ، ذات أطماع مبهمة غاياتها .... وعـنـدها سنجـد أنـفـسنا واقـفـين منبهـرين رافعـين الأصبع وقائـلين عـظيم إلهـنا نحـن المؤمنون الـذي لم يرَه أحـد فـيخـلصنا ... كـل ذلك يعـتمد عـلى نوعـية أعـضاء الرابطة الـذين سيُـنـتخـَـبون بدقة ويعـملـون فـيها !! والذين أشار غـبطته إليهم في النـقـطة (3) تلك الـدقة التي لم يفـصح غـبطته عـن مزاياها في ثـناياها ، والخـوف الأكـبر ينادينا نحـو الأعـمق ، مَن يُسعـفـنا لو صحـنا إني أغـرق ؟.  

- ب- : سؤال

طالما أن الرابطة كـلـدانية ، هـل يمكـن لغـبطـته وهـو المبادر للمشروع الكـلـداني هـذا ، أن يقـترح نَموذجاً لقـسيمة الإنـتـساب تـتـضمن تـوثيقاً يصرّح فـيه المنـتـسِـب بأنّ قـوميته كـلـدانية ولغـته كـلـدانية لا يساوم عـليهما ؟ وفي ذات الوقـت يمد جـسوراً مع الجـميع إخـوة ومواطـنين وبـدون إستـثـناء ، فـيتلافى أي إشكال أو شـكـوك بشأنها ويقـطع الطريق أمام المتـسللين إليها ليلاً ... وإنْ لا !! فإنها ستـكـون كـلـدانية من نوع يناسب ستراتيجـية غـبطته الـذاتية .  

وقـد عـلق أحـدهم قائلاً : أن بـيان البطريركـية الأخـير يشير إلى عـدم قـبول السياسيّـين في هـذه الرابطة !! يـبـدو أنَّ السياسيّـين لا يحق لهم دخـول الجـنة .

 ـ ج ـ : سؤال

لماذا يـبحـث غـبطته عـن تأسيس وتـشكيل نواة أخـرى تـكـون تحـت قـبضة الكـنيسة ولا يقوم بتـوجـيه نداء إلى كهـنـته في العالم أن يسندوا قـضيتـنا القـومية الكـلدانية والتي هي أساس وجودهم وتواجدهم ؟ إني أراه يسحـب البساط من تحـت أقـدام تـنظيماتـنا كلها والتي سـتؤدي بالنـتيجة إلى تـفـكـيكها ــ والسـذج كـثيرون ــ سيـبـرّرونها بحجة أنها ضد الكـنيسة ، والمنـتسبون إلى الرابطة المقـتـرحة سيكونون عـلى حساب عـدد أعـضاء بقـية التـنظيمات الكـلـدانية ، فسينهـب من إتحاد الأدباء والكـتاب مجـموعة منهم ، ويسحـب من الحزب الكـلداني فـئة أخـرى ، وبذلك ستـنـتهي تـنظيماتـنا تحـت غـطاء الكـنيسة ! ..... وإلاّ لِمَ هـذا الإهـتمام من غـبطـته طالما عـنـدنا تـشكـيلات من الأحـزاب السياسية والمؤسسات الـثـقافـية والـدينية الكافـية لهـكـذا مشروع ؟ حـبـذا لو نـقـرأ إجابة عـن تساؤلاتـنا .

186
غـبـطة الـﭘـطريـرك مار لويس ساكـو يقـتـرح تأسـيس ( رابـطة كـلـدانية )
[/b]


بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

مبـدئياً لا يسعـنا إلاّ أنْ نـشكـر غـبطة مار لويس روفائيل ساكـو المحـتـرم عـن كـل مبادرة تـصب في خـير الوطن والشعـب العـراقي عامة ، وكـذلك فـيما يخـص شعـبنا المسيحي ، وهـكـذا إذا كان الأمر يقـود بإتجاه مصلحة الشعـب الكـلـداني .

بعـد إطلاعـنا عـلى إقـتراح غـبطته حـول تأسيس الرابطة الكـلـدانية ، شجـعـتـنا العـبارة الـتي كـتبها ( هـذه بعـض أفـكار أطرحها عـلى بساط النقاش للإستـفادة من آراء الآخـرين وسوف أطرحها في السينودس الكـلـداني القادم ) للوقـوف عـنـد فـقـراتها والتعـليق عـليها .

وحـين نـستـفـسر عـن بنودها وحـيثياتها ، لا يعـني عـرقـلتها وإنما يعـني وضعها عـلى أرضية صخـرية منـذ الـبـداية ، وليس عـلى قاعـدة رملية تـنهار غـداً عـنـد أول هـطـولِ مطر ، ولكـونـنا شعـب متـفـتح فإن لـنا أسئلة مشروعة لغـبطـته عـن نـظرته إلى الشعـب الكـلـداني من خلال مقـتـرحه الكـلـداني ....... فـنحـن لـسنا مسلمين كي نـقـول : لا تـسألوا عـن أشـياء إنْ تـبـد لكم تـسُـؤكـم !!! بل نحـن مسيحـيون عـلـَّـمنا الإنجـيل أنْ نسأل ، فـهـو الـذي يقـول : إفـحـصوا الأرواح .... فـتـشـوا الكـتب ....

ورغـم أن توقـيت نـشر فـكـرته تأسيس الرابطة الكـلـدانية في هـذه الأيام ، لم يكـن مناسباً بسبـب إقـتراب موعـد الإنـتخابات وإنشغال السادة المرشحـين والشعـب بصورة عامة ، ومع ذلك نقـول :

(1)- إذا كان يُـراد لهـذه الرابطة أن تكـون سياسية فـعـنـدنا المزيـد من الأحـزاب المعـنية بهـكـذا نشاط يمكـن أنْ يُـطـلب منها حـل نـفـسها لـتـنـدمج مجـدداً في تركـيـبة جـديـدة مشتركة بجـميع أعـضائها وبصورة أسمى وأكـثر إفـتخاراً فـتـتـكاتف جـهـود الجـميع وتـزداد قـوة وتأثيراً .

 (2)- وإذا يُـراد لها أن تكـون إجـتماعـية ، مـدنية ، عـلمانية ، ثـقافـية فـهـناك الجـمعـيات والإتحادات يُـمكـن دمجها تحـت راية واحـدة بهـيئاتها الإدارية  وأعـضائها ، فـتـصبح كـلمتها سـيفاً أدبـياً حاداً وصوت لسانها مـدوياً .

(3)- وإذا كانت الغاية منها دينية فإن الأخـويات ومجاميع الصلاة والجـوقات ( وأتـذكـر الجـيش المريمي سابقاً ونحـن منخـرطون فـيه ) تكـون أولى بالمعـروف لـتـمثـل الرابطة المقـتـرحة بعـد توحـيـدها وتأطيرها وجعـلها تسير في مـدار واحـد داخـل الكـنيسة فـتـشـعّ خارجها أيـضاً .

(4)- أما إنـشاء رابطة جـديـدة مع وجـود الـتـنـظيمات المشار إليها وكـلها عاملة في الساحة !! فإنـنا ــ نخـشى ــ أنْ تـؤدي إلى حالة من الإرباك سـتكـون تـداعـياتها معاكـسة للطـموحات المرجـوّة منها ، وقـد تـفـرز نـتائج تـقـودنا إلى الـنـدم .

طيب ثم نستـفـسر : طالما هي عـلمانية وإسمها كـلـدانية ، ترى هل سـتـكـون بإدارة العـلمانيّـين ــ والكـنيسة تـشارك بعـضوية عادية أو بصفة مراقِـب ــ أم ستـكـون بإدارة رجـل الكـنيسة ؟

عـلينا أنْ لا نـتهافـتْ في التملق مسبقاً أمام الكاهـن الفلاني أو الأسقـف الآخـر ، طالـبـين أن يكـون رئيساً للرابطة قـبل أنْ تـولـد ، لأنـنا في هـذه الحالة : نجـلس ونـصلـّي ، وما سَـوّينا شي بس نقـرأ يا ليلي ! .

إن تجارب الحـياة عـلمتـنا أن رجـل الـدين حـين يرأس أية مؤسسة (( عـلمانية أو دينية !!! )) صغـيرة كانت أم كـبـيرة ، فإنه يعـطي لـنـفـسه ـ بنـفـسه ـ حـقاً سماوياً متجاوزاً لا يقـبل الـنـقاش ، وبصُـوَرٍ متـنـوعة وحجج متباينة كأن يقـول :
(أ) : أنا السيـد أقـول ذلك ....... (ب) : أنا أخـتار أعـضاءاً ( بـدون إنـتخاب !! )  .... (ج) : أنا أرسم الشماس الفلاني إنجـيلياً دون الإعـتماد عـلى مقايـيس منـطـقـية ........ (د) : بل والبعـض منهم يُسلـِّم مهاماً خـطيرة مثل مقـدّرات الكـنيسة بـيـد أشخاص دون فـحـص هـوياتهم ، لأسباب نجهـلها !!! ....... حـتـى وصلـتْ الحالة إلى درجة أن هـناك مَن يطالب بإبتـكار درجة كـهـنوتية بعـنـوان ( كاهـن إداري ) عـلى غـرار ضابط الإعاشة في الجـيش ، لإضفاء الشرعـية عـلى تـوَلـّي مهام الواردات والصادرات والصرفـيات ....... وما أدراك ما الصرفـيات !! إنه فعلاً عالم غـريـب .

إنَّ عِـلـتـنا هي في شعـبنا الساذج المرَوَّض منـذ الـقِـدَم ــ وحـتى بعـض من مثـقـفـيه ــ عـلى الخـضوع والخـنوع ، وهُـم لا يتابعـون تـطـور العـقـل والمجـتمع ، ويهابون من الظلال ولا يقـبلون أنْ يتسلحـوا بتـوصيات قادة الكـنيسة مثل توصية غـبطته (( لم تبقَ في الكـنيسة عـقـلية نخـبة تملك السلطة والبقـية تـطيعها ، بل الكل يشارك في الكـنيسة لخـدمة الكل )) ناهـيك عـن إرشادات قـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس ، كـل ذلك من أجـل أن يربحـوا كـلمة (( عـفـرم )) من هـذا أو ذاك .

ثم نسأل ، هـل سـيـكـون من بـين مهام هـذه الرابطة الكـلـدانية ، الـدفاع عـن الحـقـوق القـومية لشعـبنا الكـلـداني بصورة صريحة ؟ في وقـت نرى في هـيكـلية الـﭘـطريركـية مَن يـسُـرّه أنْ يسمينا ( كـلـدوآشوريّـين ) الـذي يرفـضه الكـلـدان ، وآخـر في أعـماق ذهـنه يقـول نحـن كـلـدان سريان آشـوريون وهـذا ينـفـر منه الكـلـدان لأنـنا سوف نَـتيه في البحـث عـن إسمنا ولن نـكـتـشفه إلى يوم يُـبعـثـون ، بل وهـناك مَن لا يعـرف ما هـو إسمنا حـتى اليوم ، ناهـيك عـمّا ورد إلى مسمعي أكـيـداً عـن رأي شاب إكـليريكي متحـمـس إبن هـذا الزمان وــ جامعي ــ كاثوليكي ( كـلـداني قـح ) يتهـيّأ كي يُـرسَم كاهـناً لـكـنائس الكـلـدان قـريـباً ، قال بقـناعـته : نحـن آثوريون !! طـيب أنا لستُ معـتـرضاً عـلى آثوريته ، ولكـن بماذا سأكـلم هـذا ــ الكاهـن ــ اليافع عـن الرابطة الكـلـدانية إذا صار رئيساً لها ؟  

جانب آخـر ، المنطق يقـول أنَّ الله لم يخـلق لغة ما ثم خـزنها في الفـضاء إلى حـين يخـلق لها شعـباً ! .... وإنما خـلق شعـباً ثم صارت له لغة ، وبإخـتـصار : هـل ستـتـولى الرابطة الكـلـدانية تحـديـد لغـتها ؟ إنها أسـئلة مشروعة ، لا نريـد أن نمشي في الظلام .

ولا بـد من الإشارة إلى رغـبة غـبطته في الـوحـدة ولا شـك فـيها وهي رغـبة جـميعـنا عـملاً بتـوصية الرب ، وهـو يـدري دراية تامة أن بعـض الإخـوة ــ ونحـن نحـتـرم خـياراتهم ــ قالوها سابقاً في عـهـد المرحـوم الـﭘـطريرك روفائيل بـيـداويـذ ، وأكـدوها لاحـقاً بعـد صدور قـرار قـداسة الـﭘاﭘا فـرنسيس بقـبول سيادة المطران باوَي سـورو في كـنيستـنا الكـلـدانية ، تأكـيـداً موثـقاً ﭬـيـديـوياً لا لـبس فـيه أن شروطهم الوحـدوية تعـجـيزية تماماً بالنسبة إلى كـنيستـنا الكـلـدانية ، بل ولم يتركـوا لهم أي خـط رجعة إلينا .

طيب وغـبطته يطمح فـي أعـضاء الرابطة الكـلـدانية المقـتـرحة أن تعـمل بإتجاه تحـقـيق وحـدة كـنيسة المشرق ، وهـو يعـلم أنها قـضية تـتـشابك فـيها اللاهـوتيات وقـوانين الإيمان وتأريخ السنهادسيات وهـذه من إخـتـصاص رجال الـدين ، إذن ماذا سيكـون دَور ... أو ماذا سيُـطـلب من العـلمانيّـين فـي الرابطة لأجـل تحـقـيـق الوحـدة الكـنسية ؟ .  

إنها فرصة لـنا جـميعا لبناء بـيتـنا الكـلـداني ، وإنَّ مشروعاً كـهـذا يتـطـلب تـشكـيل لجـنة من العـلمانيّـين ( من داخـل العـراق وخارجه ) وبمشاركة عـضو من الكـنيسة لـدراسته ، وأن يُـنـتـقى أعـضاؤها من الكـلـدان الكـلـدانيّـين بحـيث لا يعـتـرض عـلى كـلـدانيتهم أحـد ، لا أنْ تـُخـتـرَق من هـذا الجانب أو ذاك كما حـدث في أكـثر من مناسبة سابقة ! .

وقـد يفـيـد الـتـذكـير بأنَّ الإجـتماعات الـتحـضيرية لأعـمال المؤتمر الكـلـداني العام / مشيـﮔان  ـ عَـبر الإنـتـرنيت ـ إستغـرقـتْ أكـثر من عام ، وعـليه ليست العـبرة بالإستعجال في تأسيس الرابطة الكـلـدانية وإنما المسألة تـتـطـلب دراسة مستـفـيضة ، ثم جعـل الأفـكار تحـتـك بـبعـضها كي تـصقـل .... لا أن تـتعـرّض إلى الإنـتـقاد بعـد تأسيسها ، أما إذا كان دسـتـور الرابطة مكـتـوباً مسبقاً ( وليس عـلينا سـوى التـوقـيع !! ) فـتـلك مسألة أخـرى فـيها نـظـر ! ......  وكـل الأشـياء تعـمل من أجـل الخـير للـذين يحـبون الله وليس للـذين يحـبهم الله
[/color][/size] .[/size]

187
هـل للـﭘـطريركـية االكـلدانية شـيخ كـلـداني ناطق بإسمها ؟ وهـل للكـلدان شـيخ ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

في عـهـد السعـيـد الـذكـر نيافة الكاردينال مار عـمانوئيل دلي كانت قـد وصلـتـني وثيقة تـشير إلى أن هـناك شيخاً بوظيفة مستـشار نيافـته للشـؤون العـشائـرية ، لم نسمع عـنه شيئاً ولا عـن واجـباته ولا رآه الناس ، ولم تـثـر عـنه أية ضجة ، ولكـنـنا حـين عـلِمنا لاحـقاً أنه كان آثـورياً ! بَطل العجـب لأنـنا عـرفـنا السبـب . وهـذه كـتابة لصورة تلك الوثيقة التي أحـتـفـظ بها :

ﭘـطريركـية بابل الكـلـدانية
الرقـم : 151 / 9                                                                          التأريخ : 16 / 5 / 2010
حـضرة الشيخ أياد جـورج عـزيز المحـتـرم
تحـية طـيـبة
بهـذا نعـلن بأن الشيخ أياد جـورج عـزيز هـو مستـشارنا في علاقاتـنا الأخـوية الـطـيـبة مع شـيوخ وطـنـنا العـراق . هـذا ولأجـل الـبـيان وقـعـنا
الخـتم الـدائري : ﭘاطريركـوثا د بابل د كـلـذايـي
التـوقـيع : الكاردينال عـمانوئيل الثالث دلي
ﭘاطريرك بابل عـلى الـكـلـدان

http://www.tvalsalam.tv/news/4577/

إستـقـبل المرجع الـديني آية الله الفـقيه السيد حسين الصدر(دام ظله) في مكـتبه بمدينة الكاظمية المقـدسة الشيخ أياد الآشوري مستـشارالكاردينال عمانوئيل الثالث دلي
***********************
إن الماضي ذهـب مع الماضي ، وحـين إرتـقى غـبطة الـﭘـطريرك مار لـويس روفائيل ساكـو كـرسي الـﭘـطريركـية البابلية عـلى الكـلـدان أصدر بـياناً بتأريخ 20 / 2 / 2013 يوضح بصورة لا إلتـباس فـيها بأن الـﭘـطريرك والمطارنة والكـهـنة هم الـذين يمثـلون الكـنيسة الكـلـدانية وليس غـيرهم ممن عـنـده لقـب شيخ أو غـيره ، وهـذا نـص البـيان :

بيان صادر من الـﭘـطريركـية الكـلدانية بخـصوص من يمثلها
نود إعلام جـميع الجهات الكـنسية والحكـومية والمدنية أن مَن يمثل الكـنيسة الكـلـدانية هـو ﭘـطريركها وأساقـفـتها وكهنـتها ، وليس هـناك شيخ أو شخص مُخـوَّل من قِـبلها أن يتكـلم بإسم الكـنيسة ، فـنرجـو الإنـتباه إلى ذلك .
الأب ألبـير هشام ............... السكـرتير الأول للـﭘـطريركـية
http://www.saint-adday.com/index.php/permalink/4350.html
***********************

وقـبل حـوالي السنـتين كان قـد ظهـر عـلى الساحة الشخـصية الوطـنية الكـلـدانية والـذي مُنِح لقـب ( شيخ ) لضرورات إدارية وهـو الأخ ريّان سالم صادق الكـلـداني / مستـشار رئيس الوزراء نـوري المالكي لشؤون المصالحة الوطـنية ، ولم يعـلق عـليه أحـد ، ولكـنه ما أنْ وصل إلى مطار سان ديـيـﮔـو / كاليفـورنيا في زيارة بتأريخ 22/12/2013 وإستـقـبل بحـفاوة بالغة وعـقـد نـدوة في مدينة ألـكـهـون بتأريخ 26/12/2013 ثم زار نيافة الكاردينال مار عـمانوئيل دلي في محـل إقامته ... وبعـدها لبى دعـوة من جـمعـية مار ميخا الكـلـدانية الخـيرية في ديترويت فـعـقـد فـيها نـدوة بتأريخ 5/1/2014 ، أقـول حـين قام بهـذه الأنـشطة !! ثارتْ ثائرة بعـض الكـتاب ، وعِـلـتهم ليست لكـونه يحـمل لقـب الشيخ ولا المستـشار ، ولا لأن إسمه ريان ، وإنما لأنه كـلـداني ليس إلاّ ، ولم يأبه الأخ ريان لكـل تلك الأقاويل الفارغة لأنه واثـق الخـطـوة .

وكان قـد حـضر قـداس ليلة عـيـد الميلاد لسنة 2013 في كـنيسة مار ﭘــطرس الكـلـدانية الكاثـوليكـية في سان ديـيـﮔـو  وتـناول القـربان المقـدس وبعـد ذلك إلتـقى بـسيادة المطران سـرهـد جـمو فـتجاذبا أطراف الحـديث سـوية ، كما وإلـتـقى بأعـضاء مؤسّـسات ونـشـطاء وشخـصيات كـلـدانية عـديـدة .
ويُـذكـر أن الأخ ريان هـو رئيس قائمة (( البابلـيون )) التي ستخـوض الإنـتخابات الـفـدرالية القادمة بعـون الله ، نـتـمنى له ولقائمته الـفـوز لخـدمة شعـبنا .
ونحـن في غـمرة متابعـتـنا لهـذه الأخـبار وإذا تـوضيح بعـنـوان (حـول مَن يـدّعي المشيخة للكـلـدان ) يصدر من إعلام الـﭘـطريركـية الكـلـدانية بتأريخ 27/12/2013 نـقـتـطـف بعـضاً منه :

(1)- هـناك أشخاص مستغـلون ينـتحلون صفة الشيخ ويـدّعـون بتمثيل الكـلـدان ويسيئون إلى الكـلـدان والمسيحـية .
ثم أعـقـبه توضيح آخـر في نـفـس الصفحة وردَ فـيه ما يلي :
(2)- إنّ زيارة سيادة المطران جاك إسحق للسيد ريان زيارة شخـصية لا علاقة لها بالـﭘـطريركـية ولا بالكـنيسة .
(3)- زيارة سيادة المطران قـصارﭼـي مطران بـيروت جاءت سعـياً للحـصول عـلى مساعـدة مالية للمهاجـرين العـراقـيـين بلبنان .
(4)- زيارة الخـوري ﭘـيـوس قاشا ودعـوته للمشاركة في لقاء السلام لا علاقة لها بالـﭘـطريركـية .


وفي 3/1/2014 وضحَـتْ الـﭘـطريركـية الكـلـدانية مرّةً أخـرى موقـفها جاء فـيه :
(1)- لسنا ، كـﭘـطريركـية وككـنيسة ، ضدّ الحـرية الشخـصية والعـمل القـومي أو السياسي .
(2)- لا نقـبل أن يُوظّـف الدين أو تُستغـل الكـنيسة لصالح شخـصٍ ما أو قـضيةٍ أو تكـتل أو حـزب .
(3)- لا عـتاب من جهتـنا لمَن يستـقـبل شخـصاً ما ويدعـمه ، نحـن نحـتـرم الخـصوصيات .


أما في يوم 8/1/2014 كان هـناك توضيح جـديـد حـول موضوع المشيخة ، جاء فـيه :
(1)- إنّ الوضع اليوم قـد تغـيّر ، وقـيادتـنا الكـنسية الحالية ترى الأمور بعـينٍ واقعـية وتـقـيسها بحكـمة وتـوازن .
(2)- لا تعـتـمد الـﭘـطريركـية نظام المشيخة
.

وقـد نـشر الأخ ريان الكـلـداني من ديترويت التـوضيح التالي بتأريخ 6/1/2014  :
توضيح
في البدء أهنئ جميع المسيحيين في العالم بشكل عام وإخوتي المسيحيين في العراق بشكل خاص بمناسبة عيد ميلاد سيدنا يسوع المسيح وبمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة طالبين من الرب أن تكون سنة سلام يعم فيها الأمن والإستـقـرار والمحبة والخير في وطننا الجريح العراق .

تلازمت فترة أعياد الميلاد ورأس السنة الكـثير من التصريحات والتأويلات ومن مختلف الأطراف حول تسمية المشيخة ولإطلاق بعض الأشخاص لقب (شيخ) على أنفسهم وسأوضح الأمر قدر تعلقه بي :

أنا لا أرغـب ولا أحـبذ إطلاقاً أية تسمية أو لقـب أكـَنَّ به لأن سيدنا يسوع المسيح عـلمنا على التواضع والمحـبة وخـدمة الآخـرين . إنـني أخ كـبـير لمن هو أصغـر مني ، وأخ صغـير لمن هو أكـبر مني ، هـذا ما تعـلمته في صغـري وتربـيتي المسيحـية في البيت والكـنيسة .
أما بخـصوص لقـب الشيخ الذي منحـني إياه شيوخ العـشائر العـراقـية فـلم يَكـُن إلاّ لمتـطلبات الوضع الراهن في العراق وما يتعـرض له المسيحـيّـين فـيه من قـضايا الفـصل العشائري ولهـذا إستحـدِث هذا اللـقـب من أجل إحـقاق الحـق عـند حـصول أية مشكـلة لأحد من إخـواني المسيحـيّـين في العـراق ، وكـما تعـلمون أن المجـتمع العـراقي مجـتمع عـشائري يتطلب منا الجلوس مع شيوخ العـشائر لوضع الحلول المناسبة لحل النزاعات التي تحـصل .
ومن هـنا أعلن أنه بمنحي هـذا اللقـب فإني لا أمثـل أحـداً لا سياسياً ولا دينياً سوى أنني خادم لأبناء شعـبنا المسيحي بمخـتلف قـومياته ، ومن جانب أخر إنـني أعـتبر الـﭘـطريركـية الكـلدانية من أرفع شخـصية فـيها والمتمثلة بغـبطة أبـينا الـﭘـطريرك لويس ساكـو وإلى أصغر طالب في دير الكهنوت هم خـط أحمر لم ولن أسمح لأحـد بالتجاوز عـليهم والتـدخل في شؤونهم بل مهمتـنا جـميعاً هي الرفع من شأنهم ومسانـدتهم ومساعـدتهم في ضمان بقاء الوجود المسيحي في العـراق والحـفاظ عـليه الذي هـو هـدفـنا جـميعاً .

وأدعـو جـميع الإخـوة ومن جـميع الأطراف إتباع منهج التهـدئة والإعـتـدال في خـطابهم وتغـليب ثـقافة الحـوار البناء وروح التسامح والمحـبة لأنها جـوهـر إيمانـنا المسيحي وإنـنا جـميعاً (الكـلدان والسريان والآشوريون) إخـوة وشعـب واحـد ومصيرنا مشترك ، وأكـرر وأدعـو جـميع إخواني إلى الوقـوف خـلف الكـنيسة وذلك لخـدمة شعـبنا العـراقي عامة والشعـب المسيحي خاصة .
الشيخ ريان الكـلـداني ........ 6/1/2014
وبعـد تـوضيح الأخ ريان ، حُـذِفـتْ تـوضيحات الـﭘـطريركـية الأربعة الأخـيرة حـيث إنـتـفـتْ الحاجة إليها .










188
عـقـلية القائـد الشرقي ـ الحـلقة الثانية ـ

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ

سـبق أنْ فـسَّـرتُ جانباً من سـلوكـية الإنسان الشرقي فـيما يخـص نـفـوره من الـديمقـراطـية وذلك بتأريخ 15 أيلول 2013 في مقال تحـت عـنـوان ( قائـدنا لا يقـتـنع بـديمقـراطـيته ) يمكـن الإطلاع عـليه في الرابـط : http://alqosh.net/article_000/michael_cipi/mc_267.htm .  

المسيحي الشرقي :

الإنسان إجـتماعي يـدعـوه طبعُه إلى العـمل بـين أفـراد المجـتمع الـذي يعـيش فـيه من أجـل بناء علاقات مشـتـركة والمحافـظة عـلى وجـوده وكـرامته بـينهم ، مما يجعـله بمرور الزمن يَـقـبل ثم يتـطـبُّع بل ويُحاكي بعـضاً من ممارساتهم المسـتوحاة من ثـقافة بـيئـتهم فـيتـوشح بها حـتى إذا لم تـتـفـق مع بعـضٍ من خـصائـص معـتـقـداته ودون أن تـمس جـوهـر إيمانه ، وما عـدا ذلك فإن مواصلة العـيش تكـون مؤلمة وصعـبة بعـض الشيء .
 
ورغـم أنَّ معـظم المسيحـيّـين الشرقـيّـين ملـتـزمون أو متأثـرون بالتعاليم المسيحـية مثل وصايا الله العـشر ، إلاّ أنّ الـثـقافة الإسلامية طيلة 1400 سـنة ــ المتسمة بأشكال العـنـف ــ تركـتْ بصماتها السلبـية في نواحي عـديـدة من سـلوكـيات هـذا المسيحي الشرقي الـيومية . فعلى سـبـيـل المثال نرى هـذا التأثير واضحاً عـنـده حـين يواجه قـصة الزانية في الإنجـيل ، فـهـو يؤمن بأنـنا خـَطأة لا نـدين بل الله هـو الـديان... ولكـن تأثـره بالثـقافة الإسلامية السائـدة في محـيطه نراه يحاكي المسلمين أحـياناً كـثيرة ويقـبل بثـقافة غـسل العار فـيمارسها كـدَيّان قـبل أنْ يـدين نـفـسه .

إن مجـتمعـنا الشرقي ــ ذكـوري الـتـوَجه ــ والرجـل يميل نحـو إثبات جـنسه البايولوجي ، وليس خافـياً أنّ هـذا التـوجه هـو نـتاج الثـقافة الإسلامية التي تميِّـز الأنـثى عـن الـذكـر فـتـُمنح لها نـصف حـصته من الميراث مفـضلين إيّاه عـليها وهـكـذا في إدلاء الشهادة أيضاً حـتى صارت الأم الحامل في الشرق تـتمنى ــ ويُرفع لها الـدعاء إلى السماء ــ أن يكـون ولـيـدها ذكـراً ، بل هي نـفـسها تـطلبه بالصلاة إلى الله ، ولم يَسلم المسيحي من التأثر والـرضى بهـذا الـتـشريع وتـداعـياته ، وصار يقـبل بتلك التمنيات الـمتحـيِّـزة لصالح الـذكـور .

ومن مظاهـر إثبات الرجـولة عـنـد المجـتمعات الشرقـية العـشائرية ، الـتباهي بإمكانية المجازفة والإقـدام عـلى السرقة بشجاعة ، والتي لا بـد لها أن تـؤثر سـلباً عـلى عـقـول الأبرياء ممَن يسكـنون معهم في تلك الـبـيئة بمخـتـلف هـوياتهم الأثـنية ( كانت بعـض العـشائر تـفـرض عـلى الفـتى أن يسرق خـروفاً من عـشيرة أخـرى كي يحـظى بالزواج من فـتاة ! ) .

ولكـن شـكـراً لله فإن التعاليم المسيحـية تركـتْ بصماتها الإيجابـية عـلى المسيحي الشرقي ، الـذي إذا نـوى وتحـرك نحـو السرقة ــ لا سمح الله ــ فإنه عـلى الأقـل يتـذكـَّـر الوصية ( لا تـسرق ) المغـروزة في عـقـله الباطني منـذ طفـولـته ، فـتـشـكـِّـل أمامه وازعاً أخلاقـياً يؤنبه أو تـصبح أمامه عـقـبة تمنعه مِن إتيان الفعـل أو تكـون سـبـباً لتأجـيله أو ... ربما يسرق ولكـن بضمير !!! ( في أحـد أيام الستينات من القـرن الماضي وأنا طالب في بغـداد ، سـرق أحـدهم نـقـوداً من جـيـب سـروالي المعـلق في غـرفـتي المغلقة ولكـنه أبقى لي مصروفي اليومي ، فـهو سارق ولكـن بضمير ) ....  وهـكـذا حـين يُـقـدِم أحـد عـلى فعـل الـقـتل أو الزنى أو الإدلاء بشهادة زور ، فإن ترسّـبات تربـيته المسيحـية في أعـماق ذهـنه ــ إنْ لم يرضخ لها كـلياً ــ فإنها تـزرع الرهـبة فـيه فـتـؤخـره أو تعـرقـل حـركـته في ذلك الإتجاه وقـد تمنعه كـلياً من الإنحـراف .  

القائـد الشرقي :

نـقـصد بالشرقي كـل مَن تـرعـرع هـو وأجـداده لعـدة أجـيال في الـبـيئة الشرقـية فـتـشَرّبَ من تراثها وثـقافـتها الفـكـرية ، وتـطـبَّعَ عـلى أعـرافها وقـيَمها وتقالـيـدها الإجـتماعـية وأمثالها الشعـبـية ... والقائـد الشرقي ممكـن أنْ يكـون مديرَ مـدرسة أو ضابطاً في الجـيش أو وزيراً أو رئيس حـزب أو خـوري الكـنيسة أو رئيس نقابة ...... والمسيحي الشرقي واحـد من أولـئك .

حـين تـطـوَّرتْ المجـتمعات الـبـدائية وتـكـونتْ العائلة ، كان طابع حـياتها الـبـدائي زراعـياً بحاجة إلى تكاتف أعـضاء الأسـرة لإنجاز أعـمال الزراعة الـيـدوية بمراحـلها العـديـدة والمتعِـبة وكـذلك للحـماية ، ثم صار كـبـير العائلة يرأسها ويـديرها ويفـرض إرادته دون أن يعـطي حـرية لأعـضائها المنهمكـين في العـمل والمتأخـرين ثـقافـياً ، فـنشأ عـنـده حـب الـتـباهي والغـرور والإعـتـزاز بالقـدرات الـذاتية ، وبالتالي لم يعـد يرضى بأفـكار الغـير كي لا يقـرُّ بمؤهلاتهم المفـيـدة وبآرائهم البناءة فـيفـقـد مكانـته ، وعـليه فإنه بمرور الزمن نشأتْ ردود فـعـلٍ عـكسية لممارسات القائـد ، غـُرِزَتْ بصمت في أذهان الأعـضاء ودُفِـنـتْ كـذكـريات عـميقة في بحـر عـقـلهم الباطني ، لتـطـفـو عـلى السطح في أقـرب فـرصة متاحة لهم ــ عـنـد الكِـبَـر والوعي ــ  فـيتحـرّرون ويتسنمون مراكـزاً أو مناصباً إجـتماعـية فـيعـيـدون تـصرّفات قائـدهم السابق أمام الناس لـيـصبحـوا أصحاب الرأي المنـفـرد .  

وهـكـذا فإن طبـيعة القائـد الشرقي يـرفـض أيّة فـكـرة أو مقـتـرح يقـدّمه موظف تحـت إدارته مهما كان إيجابـياً والسبب !! لإعـتـقاده بأنّ الـتـفـكـير والأفـكار الجـديـدة هي من حـقه فـقـط ، أما الآخـرون فعـليهم الطاعة والخـضوع والـتـنـفـيـذ . البعـض صار يسرق أفـكار ومقـتـرحات الغـير ويـدعـيها لـنـفـسه عـنـد المراجع الأعـلى كي يحـصل من ورائها عـلى مبتغاه .

إنّ هـذا الرخـص في الـنـفـسية شاهـدناه عـنـد الضابط العـسـكـري ورجل المعـبَـد والمدير المدني ، فـقـد لاحـظـنا في جـبهات الحـرب كـيف أن القائـد الجـديـد يلغي الإنجازات الرائعة للمسؤول السابق ويستـبـدلها بأخـرى من إنجازاته كي تسجَّـل بإسمه ، وهـكـذا فإن تجاربنا الحـياتية تكـشـف لـنا عـن تـزمت الـبعـض برأيهم المخالف ، وحـين يُحاصرون في زاوية ! فإنهم لا يقـبلون الإستـسلام ولا الإعـتـذار ، بل يـدافـعـون عـن أنـفـسهم بصورة مخجلة لا يحـسّون بها بطريقة : ((( أنا السيـد ))) وأنا الـذي أقـول ذلك ، وهـو عالِمٌ عِـلم الـيقـين بأنه مخـطىء  .... وبهـذه الـ ((( أنا ))) يريـد الإيحاءَ لنا بأنه معـصوم عن الخـطأ والزلات ، ولا يَـزِلُّ لسانه ولا يشرد ذهـنه أبـداً ، وما عـلى الآخـرين سـوى الطاعة الحـتمية ....

وهـذه كـلها قادتْ الشعـوب إلى التمرد عـلى السلطة والمطالـبة بالحـرية والـديمقـراطية ... وهـكـذا عـلى الصعـيد الكـنسي فإن أفـكار القادة تغـيَّـرَتْ ، فها هـو غـبطة الـﭘـطريرك مار لويس ساكـو ، يقـول : لم تـبقَ في الكـنيسة عـقـلية نخـبة تملك السلطة والبقـية تـطـيعها !! ......... ناهـيك عـن أقـوال قـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس الأكـثر إثارة والمنـشورة في موقعه الرسمي والتي قـد يتـفاجأ بها الكـثيرون  ... نـتـركـها للمستـقـبل .

189
وللـكـلـدان صوتٌ في ديترويت
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
 قـرأتُ مقالاً رائعاً للكاتب كـمال يـلـدو بعـنـوان ( إذاعة صوت الكـلـدان في ديتـرويت : 33 عاماً من العـمل الطوعي والألـق ) منـشوراً بتأريخ 24/1/2014 يمكـن الإطلاع عـليه في مواقع عـديـدة ، ولا يسعـنا إلاّ الإنحـناء أمام هـذه الأفـكار المنـيرة والسـواعـد الغـيورة والجهـود الخـيِّـرة والـنـتائج المثمرة ... إنها بالإحـتـرام جـديـرة .
بكـل فخـر نهـتـف قائـلين : عاشـت كـل العـقـول المُخـطِطة بتـطـلعاتها السامية ، والحـناجـر المـدوّية الغالية ، والـزنود الفاعـلة المتـفانية ، والأتعاب المـبـذولة الـذاتية ، في سـبـيل الحـفاظ عـلى الإرث الكـلـداني أينما كان أبناء الأمة الكـلـدانيّـة ، إنهم أهـل لكـل المشاريع الـقـومية حـين تـتـوفـر الـتـربة الصالحة ، وهـنا بـيت الـقـصـيـد فأولـوية الإنبات تأتي من نبع حُـب التربة حـين تكـون للحـياة مانحة ، تبـثُّ في البراعـم روحاً منعـشة في أقـرب فـرصة سانحة ، فـتـشـمُّ عـن بُـعـدٍ نسائماً لعـطرها رائحة .......

في بقاع أخـرى من العالم ، ما نـفع الزراعة في أرض تـكـسوها الأدغال إلاّ ليعـلفها بقـر ، يزاحـمها حجـر ، بل حجارة تـنـثـلم متـدحـرجة أمام تلٍ هـشٍ باطـنه أجـوَف مُـنـكـسِـر ، والمستـنـقع الآسِـن يـسقـيها من عـفـونة المكـر وقـذارة الغـدر ، يوحي بأنه حارسها حـتى الفجـر .... الحجـر لا يُـنـبتُ بـذوراً حـتى إذا كانـت من فـصوص الشـذر ، وسماد قِـطعان الخـراف لا يُجـدي وقـت العـصر ، وهي تبـيتُ ليلاً في أراضي الغـجَـر ، وعـنـدها لا تجـدي صيحات من عـلى المنـبر ، ولا قـراءة من دواوين الشِّعـْـر ، ولا صلاة من عـلى سطح القـمر...  وإذا سُـئـلـنا : هـل هـذا قـدَر ؟ نجـيـب بقـولـنا : كلا ....  إنه إنـتـظار لـلمجيء الـثاني يوم الـدينونة الأكـبر .

في آيار 2013 وعـلى هامش المؤتمر الكـلـداني العام / مشـيـﮔان ، زرتُ سـتـوديو إذاعة صوت الكـلـدان في ديتـرويت فـشاهـدتُ فـيه أجهـزة العـمل المتكاملة ، ومكـتـبة عامرة بأعـداد هائلة من أقـراص وأشرطة مسجـلة لمناسبات ولقاءات سابقة ، فـسجَّـلـنا لقاءاً قـصيراً بمناسبة إنعـقاد المؤتمر ، وبإخـتـصار إنه مؤسسة كـبـيرة في رسالتـها ، عـظيمة في إنـتاجها حـيث تـنـقـل أخـبار شعـبنا الكـلـداني في جـميع دول الإنـتـشار بالإضافة إلى الوطن الأم ، ويمكـنـنا التحـدّث بشأنها الكـثير دون حـرَج فهي غـنية عـن الـبـيان ، تـفاصيلها منـشورة في المقال المشار إليه ... وأثـناء أيام المؤتمر الكـلـداني العام إلتـقـيتُ بعـدد من كـوادرها الموقـرين داخل الإذاعة فـلاحـظـتُ عـلى وجـوههم إستعـداداً للعـمل وحـباً للـبـذل بقـلب جَـذِل وحـماساً يملؤه الأمل .
قـرأتُ في التـقـرير المنـشور أن العـمل فـيها بـدأ في عام 1980 بمعـدل ساعة أسـبوعـية واحـدة تـطـوَّرتْ حالـياً إلى خـمس ساعات كـل يوم سـبت ... يؤازرها المتبرّعـون بسخاء وبصورة رئيسية سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم المحـترم .

إن إذاعة صوت الكـلـدان في ديتـرويت دارٌ إعلامية مستـقـلة كـلـدانية ، والعاملون فـيها لا يتـكـلمون بصيغة الأنا بل كـمجموعة أخـوية بلغـتـنا الكـلـدانية المحـكـية ، بالإضافة إلى اللغـتـين العـربـية والإنـﮔـليزية ، وكادرها لا ينجـرف وراء المغـريات الـزمنية ولا تهـمه المناورات الـسرابـية ، كما لا يلـتـفـتُ إلى المصالح الشخـصية ، كـيف لا وهي مؤسسة إخـبارية تستـقي روحـيتها من تأريخ أمتـنا الكـلـدانية مبتـكـرة الأنـظمة الستينية والقـوانين الفـلكـية .  
ألف تهـنـئة لإذاعة صوت الكـلـدان في ديتـرويت وللإخـوة أعـضاء هـيئـتها الإدارية ، متمنين لها الإستمرارية ما دامت الأرض في حـركـتها الـدائرية ، وثـقـتـنا عالية بأبناء أمتـنا الكـلـدانية .

190
خـطاب سـيادة المطران سـرهـد جـمو المحـتـرم
في الحـفـل المقام عـلى شـرف المطران مار باوَي سـورو الموقـر

ترجمة من اللغة الكـلـدانية إلى العـربـية : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 20/1/2014


دعى سيادة المطران سـرهـد جـمو المحـترم جميع المؤمنين إلى حـفـلٍ في يوم الثلاثاء 14/01/2014 الساعة 6:00- 9:00 مساءاً / قاعة مار ﭘـطرس عـلى شرف سيادة المطران باوي سورو الموقـر بمناسبة صدور قـرار قـداسة ﭘاﭘا الـﭬاتيكان 11/1/2014 بقـبوله مطراناً في الكـنيسة الكـلـدانية ، ويؤدي خـدماته الراعـوية في أبرشـية مار ﭘـطرس / سان ديـيـﮔـو . تخـلل الحـفل كـلمة جـميلة للأب ميخائيل بزي ألقى فـيها بعـض الضوء عـلى القـرار .
وبعـده كانت للمطران مار باوي سـورو كـلمته المخـتـصرة شكـر فـيها الرب عـلى نعـمته وكـذلك جـموع الحاضرين وكانت عـبارات المحـبة تـنـضح من فـمه والإبتهاج يرتـسم عـلى مُحـيّاه فـرحاً بهـذا اليوم العـظيم من حـياته الـذي إنـتـظره بصبر منـقـطع الـنـظير بعـد معاناته مع الأيام . ثم كان لسيادة المطران سـرهـد جـمو كـلمته الرائعة والبليغة تـضمـنتْ فـلسفة ومنـطقاً ولاهـوتاً وتأريخاً ، ومفاهـيم إجـتماعـية ونـفـسية ألقاها بحـماس الواثق من نـفـسه والمحـب لأبناء شعـبه شعـب الله ، وبـيَّن بأن هـذا هـو الطريق الصحـيح والمتاح لكـل مَن يرغـب في أنْ يكـون مع الإخـوة في بـيت الأب المشتـرك ، وسـيـدنا ما يـدوس تخـتة ﭼُـرُّك . وإلى القارىء العـزيز كـلمة سيادته :


إخـواني وأخـواتي
إنّ آخـر مرة قـدِم مطران من كـنيستـنا التأريخـية المقـدسة ، كـنيسة آبائـنا المعـزولة ودخـل في الإتحاد مع كـنيستـنا الكـلـدانية الكاثوليكـية كانت في سـنة 1830 والمطران إسمه يوحـنان هـرمز من بيت أبونا في ألقـوش أي قـبل أكـثر من 180 سـنة ... جاء من الإنـفـصال إلى الإتحاد مع الكـنيسة الكـلـدانية الكاثـوليكـية ، هـل ترَون كم عـظيم هـو هـذا الـذي يحـدث الـيوم ؟ لا أعـتـقـد أنّ مسؤولاً في جـميع الكـنائس لا يريـد الإتحاد وخاصة وبشكـل أكـبر كـنيستـنا الكـلـدانية الكاثوليكـية التي هي بقـناعـتي الوريث الرسمي لكـنيسة آبائـنا ، كـنيسة المشرق ، ولكـنـنا نحـتـرم كل من يحـسب نـفـسه هـو الوريث لها ونـقـبل هـذا بكـل حـب ووقار ، ويمكـنـني القـول أنـنا في الكـنيسة الكـلـدانية كـلـنا نـشتاق من كـل قـلبنا إلى الإتحاد الكلي مع مَن نسميه الـيوم كـنيسة المشرق للاثوريّـين بفـرعـيها ، التـقـويم القـديم والجـديـد ، وعـملـنا من أجـله سنيناً بكـل تـواضع وخـطى حـثيثة إلى الأمام ولكـن إرادة الله والأوقات والأزمنة هي بـيـده ، وبقـدرته سيكـون هـناك مَن يعـمل ــ لـذات الهـدف ــ ونحـن معه من كـل قـلـبنا ونسانـده ، وبقـوته ونعـمته سـتكـون هـناك خاتمة جـبارة وجـميلة للإتحاد الكامل لكـل شعـبنا وكـنائـسنا ، هـذه هي صلاتـنا وشهـية قـلـبنا والشيء الـذي نبحـث عـنه طوال حـياتـنا ... ولكـن حـين لا يحـدث هـذا الشيء هـل يـتـوقـف الإنسان عـن العـمل ؟
فإذا لم نحـصل عـلى 100% ــ من النـتائج ــ هـل نرفـض 5% أو 10% قائـلين أنَّ هـذا ليس جـيـداً ؟ عـزيزي : إن الـذهـب الصافي هـو ذهـب صافي سـواءاً كان طـناً أم بضعة أونسات ! لا يمكـن هـدر نعـمة الله ، سواءاً ــ كانـوا ــ مائة ألف شخـص أو ألف شخـص ! كـيف يمكـنـني أن أهـدر نعـمة الله ؟ مَن يستـطيع القـول أن هـؤلاء الـبضعة آلاف ــ ليسوا شيئاً ــ ؟ عـزيزي : كم هـو ثمن كـل نـفـس ؟؟ كم هـو ثمن الكاهـن ؟ كم هـو ثمن المطران ؟ إنها نعـمة الرب ، كـيف يمكـنـني أنا المطران أن أقـول ــ للقادم إلينا ــ إنـتـظر عـنـد الباب ؟ ..... هـل هـو بـيت والـدي ، أم أنا موكــَّـل عـليه ؟ هـذا بـيت الرب عـزيزي ، أنا مجـرد وكـيل ....
في يوم من الأيام حـين كان هـذا الشاب ــ مار باوَي ــ شاباً ، وأنا كاهـن شاب إسمي قـس سـرهـد ، وإسمه آشـور سـورو وهـو شاب في كـنيسة مار يوحـنا المعـمـذان في الـدورة كان ينـظـر إليّ منـصتاً ويقـول ــ مع نـفـسه ــ هـذا قـس جـديـد قادم من روما ، ما الـذي يقـوله ؟ .... وفي أحـد الأيام كـنتُ في أحـد الـبـيوت وأنا أراه واقـفاً خـلف الباب مع زميل له يستمع إلى هـذا الكاهـن الجـديـد ــ سـرهـد ــ ما الـذي يقـوله ومن أين له هـذا الكلام وأين سيـوصلـنا  !! وبعـد أن مرّت السـنون وأصبحـتُ مطراناً وإذا بي أراه أمامي المطران باوَي سـورو مع ذلك الحـلم الـذي حـلمنا به ونحـن شـباب .... طيب الآن إنه التحـدّي ، هـل أنـتَ جادٌّ ! سِـر إلى الأمام ونـفـذ ... مَن ستعاتـب الآن إنْ لم تـنـفـذه ولا يحـدث ؟ أنت عـلى الطريق الصحـيح فـمن سيُـحاسِـب ؟
أين أهـرب وأنا مطران ، يأتون ويطرقـون بابي آلاف من الناس مع كـهـنـتهم وأسقـفهم ، هـل أذهـب وأخـفي نـفـسي خـلف الباب ؟؟ هـل أنهـزم وأضم نـفـسي أمام بعـض المصاعـب ؟ ــ ولكـني ــ أقـول للرب الإله هـذه قـضية كـبـيرة ! .
أخـواني وأخـواتي
إن السير إلى الأمام وشق الطريق في الجـبل هي مهـنة آبائـنا ... وأبونا إبراهـيم خـرج لـوحـده ليغامر ، وأولـئك الـذين كانـوا يـبنون البرج لـيصل إلى السماء كانوا آباءنا مثـلكم ، كـل مَن يكـون في الأمام يرى مصاعـب جـمّة ، ومَن لا يـشق الطريق فإنها لن تـفـتح ! إنْ لم يكـن كـريسـتوفـر كـولومبُس ماذا كان ــ يقـدَّر لمصيرنا ــ ؟ ألله يعـلم أين كـنا جـميعـنا الآن وماذا كان سيحـدث لـنا ، ولكـن عـنـدما الله يـدعـو أحـدهم يقـول له : عـزيزي : تحَـزَّم ــ شـد حـيلك ــ وإذهـب إلى الأمام ....... وأنا أقـول يارب ماذا سيحـدث وأين ستـصفى الأمور ؟ ولكـن لا تهـتم ، بل إعـمل الشيء الصحـيح والباقي ليس مسؤوليتك ، إنها ليست قـضيتي وقـضيتـك ، إنها ليست خـطـتي إنها خـطة الله ...
فـعـندما يأتي ــ أي واحـد ــ ويقـول نحـن نؤمن بكـنيسة واحـدة كاثوليكـية مقـدسة رسـولية ، ويؤكـد إقـتـناعه بأنها كـذلك .. ــ ويوجه كلامه لي ويقـول عـني أني فـيها ومقـتـنع بها ــ !! وأنا أذكـر له الأسباب : 1 ، 2 ، 3 ، ..... ثم يقـول لي أني مقـتـنع ! ... ــ طـيب ــ فـماذا ، هـل أقـول له إنـتـظر عـنـد الباب ؟ لـنرى سبب إقـبالك ؟ ــ كـيف أقـول له ــ إنها كـنيستي لي لـوحـدي أما أنت فـليست لك بل إنـتـظـر والله كـريم بشأنك .........؟
عـزيزي : مثـلما هي لي فهي أيضاً له ولكـل مَن يضعها الله في قـلبه ... وأنا من واجـبي أنْ أذهـب وأنـزل إلى الميـدان ومهـما تـكـلـّـف فـلـتـكـلـّـف ! وكـما قـلتُ حـقاً ومن كـل قـلبي أن هـذا الموضوع  ليس مستـنـداً إلى قـدرة ذاتية شخـصية ــ مشيراً إلى نـفـسه ــ ولا هـو للشهـرة ولا هـو منية ، بل إنه واجـب بسيط ليس بإمكاني أن أتهـرب منه أنا كـمطران ، وأنا أعـتـقـد أن هـذا الأمر الـذي حـدث هـو مثل ﭼـوكـليت ــ فـرحة ــ  لكـل العالم ولكـل التأريخ ، إنه شـق الجـبل ، فـحـين يشق الإنسان الجـبل تـفـتح الطريق ، ليس فـيها شهـرة لأحـد .  
تعـرفـون أن أحـداً حـين يصاب بمرض ، فإن المخـتـبر يقـوم بفـحـوصات وينجح في عـمل نموذج من دواء مثلاً ، ليس بالضرورة أن يُـجـرى الفـحـص عـلى ملايـين من الـناس المرضى ! وإنما يـكـتـفـون بإخـتـباره عـلى ثلاثين أو أربعـين مريضاً .. فإذا شفى أولـئك المرضى ، فـهـذا يعـني أن ذلك النموذج من الـدواء يشفي ذلك المرض ... وهـكـذا إذا أحـد المصانع يصنع تـصميماً لسيارة ، لا يصنعـون منـذ الـبـداية مائة ألف سـيارة ، بل يصنعـون واحـدة أو إثـنـتـين أو ثلاثة وتجـرّب عـلى الساحة ، وهـكـذا صناعة الطائرات فـتجـرب بضعة منها عـلى الهـواء وتـشاهـدها الناس وتـطـلع عـليها الشركات .. إنه نموذج .... ما أعـظم النموذج الـذي حـصلنا عـليه لكـل الكـنيسة ، أعـظم نموذج ، مطران مع كـهـنة وشعـب !!! وقـد واجهـتـنا مصاعـب ولكـنها تحـديات الحـياة ، إنها صلبان صغـيرة عـلى أكـتافـنا ، فـكـيف يمكـن أن نحـصل عـلى شيء ثمين كهـذا دون أن نـدفع ثمنه ؟ هـذه غـير ممكـنة ، لأنه إن كان شيئاً ثميناً فلا بـد من دفع ثمنه .... فـهـذا هـو المهم ، وليس الكـمية ولا بالعـدد ولكـنها بالنوعـية ، إنه فـعلاً النموذج الـذي يمكـنـنا أن نعـمله بطريقة مشرِّفة دون إحـتـقار أي واحـد ، ودون إزعاج آخـر ، إنها مسألة نعـمة الله ، إستمتعـوا بها ، أما الباقـين فأنا لا أعـتب أي كان ، ولكـن لا يمكـنـني أن أرفـض أحـداً إذا جاء ليقـول لي أنـني أؤمن بأن هـذه هي الكـنيسة الواحـدة الكاثوليكـية المقـدسة الرسولية وأريـد الـدخـول فـيها ، فأقـول له : كلا ، قـف أمام الباب !! .... سيكـون خـطأي .... ولا أن أقـول إن ثلاثة آلاف قـليلة !! ــ أنا لا أستـصغـر أحـداً ــ .
عـزيزي حـبـذا لو كانـوا ثلاثمائة ألف ..... وإلى اليوم الـذي يصبحـون ثلاثمائة ألف . إن كـل نـفـس هي ثمينة ونعـمة من الرب ، المسألة ليست كم شخـص وإنما هي نعـمة الرب  ... أنا لا يمكـنـني أن أهـدر ، لا يمكـنـني أن أرمي ... أو أتماهـل أو أقـول إنـتـظـر ، أو أن لا أعـطي حـقه ، إنها نعـمة الرب التي تعـمل في القـلوب ، وأخـيراً لاحـظتم قـداسة سـيـدنا الـﭘاﭘا فـرانسيس وقـبْـله السنهادس الكـلـداني ،  وقـبْـله جـميعـكم أنـتم كـل رعـيتـنا ، يقـولون : أهلاً وسهلاً بإخـوانـنا وأخـواتـنا ، هـذا هـو بـيت الأب المشـتـرك ، إنه بـيت الآب السماوي وآبائنا القـديسين وشعـبنا المبارك ولهـذا فـهـو يوم عـظيم ، والله يعـرض هـذا لآلاف وألـوف آخـرين بالحـب والإتحاد ، وبهـذه الروح الطيـبة لكـل شعـبنا دون أن نـذلل أحـداً .
لسنا نقـبل أحـدنا الآخـر بصيغة هـذا بـيتي وذلك ليس بـيتك ، بل كـلنا نأتي إلى بيت الآب السماوي ، بيت آبائـنا ، هـو بـيتـنا كـلـنا ، بيت مار تـوما الرسـول ، ومار أدّاي ومار ماري ، الـذي بنـوه لجـميعـنا في وطـن آبائـنا وبلغة آبائـنا ، كـونوا حـذرين ، لأن الروح القـدس لم يـقـل لأحـد ( إن لغـتـك ليست جـميلة ، تعال أعـلمك لغة أجـمل ) ، كلاّ !! الرسل صاروا يفـهمون ويتكـلمون بكـل لغات الشعـوب ، وكـل شعـب هـو مبارك ــ لأهـله ــ وشعـبنا هـو مبارك ولغـتـنا هي مباركة ،  ورسل شعـبنا وآبائـنا هـم مباركـون ، وكـل شعـب مبارك له رسُله وتراثه وثـقافـته ولغـته .. ولقادته ، بالعافـية عـزيزي ، ولهـذا دعـنا نستمتع ونحـتـفل به فـهـذا شعـبنا وكـنيستـنا وتراثـنا ، مبارك لكم ولـنا ، ما الخـلل في ذلك ؟ أليس هـذا صحـيحاً ؟ مبارك لـنا إنه يومنا ، وكل واحـد ليكـن له يومه والله يُـفـرحه به   ، اليوم هـو يومنا فـلنـفـرح به ، ونحـتـفل به ..... ونأمل أن يأخذنا ــ مشواراً ــ طويلاً وبعـيـداً ، مبارك لجـميعـنا .
تـنـويه : إنَّ الكـلمات بـين الشارحـتين ــ ؟؟ ــ هي لي .

191
الفارس لا يَـرمَح الحـرباءَ ... والصولجان لا يَمَس الجَّـرداءَ
ــ شهامة المطران مار باوَي سـورو ــ

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 15/1/2014
كان قـرار قـداسة ﭘاﭘا الـﭬاتيكان مار فـرانـسيس بتأريخ 11/1/2014 منعـشاً للجـميع بتعـيـين الأساقـفة الثلاثة : الأب سعـد سيروب ، الأب يوسف توما ، الأب حـبيب النوفـلي ... فألفَ تهـنـئة متمنين لهم التوفـيق في مواقعهم الكـنسية القـيادية الجـديـدة .
وفي ذات الـيـوم معهم صدر قـرار قـداسته بتعـيـين سيادة المطران باوَي سـورو الموقـر في كـنيستـنا الكـلـدانية .... ومطراناً للخـدمة الراعـوية في كـنيسة مار ﭘـطـرس الرسول في سان ديـيـﮔـو حـسب الـنص التالي :
Pope Francis assigned the titular see of Foraziana to Angelicum alumnus Bishop Mar Bawai Soro, in pastoral service in the Chaldean Eparchy of Saint Peter the Apostle of San Diego, CA, USA.
http://angelicumnewsletterblog.blogspot.com.au/2014/01/alumnus-assigned-titular-see-of.html
وفي أول مقابلة له عَـبر الهاتـف مع إذاعة صوت الكـلـدان / مشيـﮔان بهـذه المناسبة قال سيادته :
(( شكـراً لله الـذي نـظر إليّ وشملـني برحـمته .... وشمل الشعـب المؤمن لأنها قـضية وحـدة بـين شعـبنا المؤمن من الـطرفـين ، وسأعـمل كـل جـهـدي من أجـل هـذه الرسالة )) .
http://alqosh.net/topics_2014/1_jan/01132014/e0113/e01_13.htm
إن حـركة مار باوي التـصحـيحـية تستحـق تسليط الكـثير من ومضات الضوء عـليها وسنكـتـفي بـبعـضها ، فـقـد كانت له منـذ تسعـينات القـرن الماضي جهـودُه الحـثيثة والـتـوّاقة إلى لم شمل الإخـوة في كـنائـسـنا المشرقـية أملاً في الوحـدة التي يريـدها الرب يسوع لكـنها تـوقـفـتْ لأسباب خارجة عـن إرادته شخـصياً ، يعـرفها مَن يهمه الأمر ولسنا بصددها في هـذا المقال ... ثم بـدأتْ أفـكاره الوحـدوية تظهـر عـلى السطح بوضوح منـذ محاضرته الصريحة التي ألقاها في قاعة أمام جَـمع كـبـير من إخـوتـنا الآثـوريّـين في ولاية إلينـوي ــ 22 آب 2004 ــ وقال بالحـرف الـواحـد أنه كان يفـكـر فـيها منـذ 15 سـنة وحان الوقـت أنْ يصرّح بها ، وبسبـبها بـدأتْ سلسلة من التساؤلات والتحـقـيقات معه تمخـضتْ في نهاية المطاف عـن قـطع علاقـته بكـنيسته السابقة في عام 2006 لـيـبـدأ مشواراً جـديـداً أمام الملأ ( ومعه كـهنة ومؤمنين من كـنيسته السابقة ) يهـدف منها اللحاق بالكـنيسة الكـلـدانية التي كانت مدار تـفـكـيره ، إستمرَّ ثمان سـنوات من التـشـبّـث بالعـمل الـدؤوب والسير بخـطىً حـثيثة نحـو تحـقـيق وصية الرب المسيح ، وإستطاع أثـناءها الحـصول عـلى إعـتـراف الـﭬاتيكان به في الكـنيسة الكاثـوليكـية كـمطران ، فـكان ذلك نـصراً عـظيماً وبمثابة هـوية تعـريفـية وعـدم تعـرّض يحـملها معه وتـؤهـله للـدخـول منحـنياً أمام الرب المسيح ــ وبهامة مرفـوعة أمام عاديات الزمن ــ إلى عـتبة أكـبر كـنيسة في العالم ، كـنيسة مار ﭘـطرس الرسول في روما ...  ثم إستمر في شـق طريقه كأسـقـف نحـو هـدف الوحـدة السامي فـتـقـدَّم للإنـضمام إلى كـنيستـنا الكـلـدانية وحـصل عـلى قـبول شخـصي لطـلبه من السعـيـد الـذكـر نيافة الكاردينال مار عـمانوئيل دلي ــ مع موافـقة عـدد من المطارنة الأجلاّء ــ فـدعاه للحـضور إلى روما وإشـترك في حـفل تـنـصيـبه كاردينالاً فـكانت له هـناك مَشاهـد وذكـريات !!! .
كان قـد سـادَ ركـود بسبب عـدم إنعـقاد السنهادس الكـلـداني لسنـوات ... حـتى إلتأمَ وعـقـد في ــ آيار 2013 ــ ونوقِـشـتْ قـضيته وإنـتهـتْ بالركـون إلى قانون الكـنائس الشرقـية وبالتالي الموافـقة عـلى طـلبه رسمياً ، فـرُفع ملفه إلى روما التي تأخـرتْ في النـظر إلى ملفه بعـض الوقـت ، أما من جانبه فـقـد فاق صبرُه صبرَ أيوب ، فإنـتـظـر مؤمناً بعـدالة الله حـتى تـكـلـلتْ بصدور القـرار المشار إليه من قـداسة ﭘاﭘا الـﭬاتيكان فأصبح الـيوم عـضواً في سنهادس كـنيستـنا الكـلـدانية يتمتع بكافة صلاحـيات المطارنة الكـلـدان الأجلاء الآخـرين 100% ، فـشكـراً للرب .
لقـد كانت مسيرته شاقة ، واجَه خلالها مصاعـبَ جَـمة ومعـرقـلات كـثيرة من أطراف عـدة ، وما أنْ كان يتجاوز إحـداها حـتى توضع أمامه الأخـرى فـيتغـلب عـليها لـتعـيقه ثالثة غـير متوقعة فـيعالجها ... فـتأتي الرابعة وهـكـذا .....  وليس أمراً خافـياً ، فـقـد كان لسيادة المطران سـرهـد جـمو المحـترم مواقـف مشرفة ودَور يُـثـنى عـليه في فـتح باب كـنيسة مار ﭘـطرس الرسول / سان ديـيـﮔـو أمامه ومعاملته كأخ مساو له ، وصديق وزميل ومطران في مسانـدته ودعـمه له عـلى أكـثر من صعـيـد بالإضافة إلى الـدعم المعـنوي من مطارنة كـلـدان آخـرين .
أما من جانبنا فـقـد تعـرفـنا عـلى سيادته وجهاً لوجه عـنـد زيارته لجـميعـيتـنا الكـلـدانية الأسترالية يوم 5/5/2006 وفي حـينها قال لـنا مقـوله الصادقة :
أنا مستمـرٌّ وَ باق في دعـوتي المخـلصة مِنْ أجل الـتوحـيد حـتى بعـد هـذه الحـياة الفانية ، حـينما سأواجهُ ربي في السماء ، سأصلـّي وأطـلب منه أن يـوحـدَ كـنيستـنا وَأمتـنا .......
ثم حـضرنا أمسية تـكـريمية لـتوديعه بتأريخ 8/5/2006 حـين حـدَّثـنا بلغة العـبد المتضرّع إلى ربـّه وعـرضَ ( ميزان العـدل لمن ينشد العـدالة ) وأتـذكـر وهـو يخاطب الحـضور قال ــ الصديق وقـت الضيق ــ ! وفي تلك الأمسية https://www.youtube.com/watch?v=dtPokUMbkNY قـرأتُ قـصيـدة تـناسب الحـدث ، صفـق لها الحـضور مرات عـديـدة ، وبعـدها بـدأتُ أكـتب مقالات مؤازرة له إبتـداءاً من تأرخ 8/6/2006 : ( مار باوي سورو  الرجُـل الرجُـل ) حـتى تأريخ 19/9/2013 حـين نشرتُ المقال : مار باوي سـورو المطران ، قـضية في أروقة الـﭬاتيكان ( عـودة إلى الحـق الـمُـنـتـظــَـر من زمان ) فـتجاوز عـددها الخـمسين مقالاً قـبل صدور موافـقة قـداسة الـﭘاﭘا . 
حـين تـوالتْ السنون والأيام ، شارك سيادته في مؤتمر الـنهـضة الكـلـدانية المنعـقـد في سان ديـيـﮔـو / نهاية شباط 2011 ... والمؤتمر القـومي الكـلـداني العام المنعـقـد في ولاية مشـيـﮔان الأميركـية آيار 2013 ... والـذي إفـتـتحه سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم الكـلي الوقار ، فألقى سـيادة المطران باوي سورو الكـلي الهـيـبة كـلمته هـزتْ مشاعـر الحـضور ، بل حـين إعـتـلى المنـصة وقـفـوا له جـميعاً مصفـقـين ومهـلهـلين ، ثم كان حـضرة الأب نوئيل المحـتـرم ممثلاً لسيادة المطران سرهـد جـمو الموقـر فـقـرأ كـلمته الرائعة بالإضافة إلى وفـد من الناشطـين الكـلـدان في سان ديـيـﮔـو ، وكـنا قـد تطـرقـنا في إحـدى جـلسات المؤتمر الـداخـلـية إلى موضوع المطران مار باوَي لأجـل مسانـدته والكـتابة بإسم المؤتمر إلى غـبطة الـﭘاطريرك مار لويس ساكـو بشأن قـضيته ... ولم يعـتـرض أحـد من 76 مؤتمرٍ إلاّ (( واحـد فـقـط )) بحـجة فاهـية قائلاً : هـذا شأن رجال الـدين وليس شأنـنا نحـن العـلمانيّـين ! فـعالجـته بقـولي :
حـين إجـتمع بعـض من أساقـفـتـنا وكـهـنـتـنا لـتـقـرير مصير كـنيستـنا في عام 1552 لم يكـن الإكـليروس يقـررون الأمر لـوحـدهم وإنما معهم جـمع غـفـير من المؤمنين كان لهم وزنهم وتأثيرهم !! 
في الحـقـيقة ، ما كان مهماً لي أنْ أذكـر هـذه الفـقـرة ، لولا هـذا الـ (( واحـد فـقـط ))  يأتينا الـيوم برداءٍ ــ مِن لا ﭼارة ــ فـيمتـدح مار باوي !! بعـد أن تلاشى سـرابُه ، بل خاب حـلمه المأجـور ،....... سـبحان مغـير الأحـوال ، ومع ذلك لا يسعـنا إلاّ أنْ نـقـول له : شكـراً .... وعـفا الله عـما سـلف ، نيابة عـن المطران مار باوَي الجـليل ، وما خـسرانين خـسارة .

وهـنا لا أريـد الـتـدخـل في شأن ليس شأني لولا أن البعـض يشـوّهـون حـقائق لا يمتـون إليها بصِلة ولا تخـصهم ! يتـلوَّنون وفـقاً لتغـيّرات المناخ فـيُخـفـون حـقـيقـتهم للتمويه عـلى الأبرياء ، فـفي مقالي الأخـير http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=700800.0 (( مار باوي سـورو المطران ، قـضية في أروقة الـﭬاتيكان )) المشار إليه في أعلاه يظهر في مَتـنه ، بل ويتـضح من عـنوانه أنّ القـضية لم تعـد في تلك الصالة أو ذلك الـديوان ولا في أيِّ مكان  أو عـنـد إنسان !! بل أمستْ داخـل أروقة الـﭬاتـيكان ، والحـمد لله فإنه مع الصابرين ... وفـرِجَـتْ وصار سيادة المطران باوي لؤلؤة في عـقـد كـنيستـنا ولم يعـد هـناك شيء إسمه ــ قـضية مار باوي ــ .
نـتـمنى لسيادته حـياة روحـية بملء الروح الـقـدس ودوام الصحة وغـزارة الحـكمة والـتـوفـيق في مهامّه المستـقـبلية ، وهـو عـضو في السنهادس الكـلـداني بفـخـر وإعـتـزاز .... والـبقـية تأتي ، وقـلوبنا معه أينما يكـون .


192
مار باوي الموقـر ، مطـران في كـنيستـنا الكـلـدانية بإمتياز

طوبى للساعـين إلى السلام ...
 
http://www.youtube.com/watch?v=vRfQl8dlCvI

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني


أعـلن اليوم 11/1/2014 عـن مصادقة قـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس الأول عـلى قـرارات السنهادس الكـلـداني المنـعـقـد في بغـداد 5ــ10/حـزيران/2013 بإنـتخاب أساقـفة جـدد : الأب د. يوسف توما الدومنيكي ، الأب حـبيب هـرمز الـنوفـلي ، الأب سعـد سيروب حـنا ، فـتهانينا لهم جـميعاً في حـياتهم الأسقـفـية الجـديـدة .

كما تم قـبول سيادة المطران باوي سـورو في الكـنيسة الكـلـدانية ، وبهـذه المناسبة ونحـن في غـمرة الفـرح والسعادة نهـنيء غـبطة الـﭘـطريرك مار لـويس روفائيل الأول ساكـو ﭘـطريرك كـنيسة بابل للكـلـدان وأصحاب السيادة مطارنـتـنا الكـلـدان الأجلاء وكافة كـهـنـتـنا الموقـرين والشعـب المسيحي ، طالـبـين من الرب أن يوفـقهم في مسيرتهم القـيادية ونحـن معـهم في بناء كـنيستـنا .

وتعـبـيراً عـن مشاعـرنا الحارة نقـول : تهانينا لسيادته ...... لقـد ولّى ظلام الغـسق وبانَ إنـفـتاح الفـجـر المشرق وأشـرقـت الشمس صباحاً فأغـدق ، هـبَّ النسيم عـليلاً فإنـتعـشـتْ الأرواح إبتهاجاً ، سطعَ الكـوكـب اللامعٌ في سمائـنا المشرقـية وهّاجاً ، إخـتار له مساراً في كـنيستـنا الكـلـدانية هـدفاً مستـقـبلاً ، بقـلب مفعـم بالمحـبة غـزارة ، وبالمسيحـية إيماناً ، قـمرٌ في مدار مجـموعة شمسـنا بابـلياً ، وصبر ثمانٍ من سنين أيوب طويلاً .

هـذا هـو الـيومُ الـــــــذي نـنـتـظـرُ .... في غاية الشـوقِ تـرانا نـبْـسَـمُ
مار باوي نجـمٌ في السماء يسـطعُ .... ويبقى الماضي ذكـرياتٍ تـُـردَمُ

حـقاً ، إنه رجـلٌ من أبناء أمتـنا التأريخـية ، مهـما إمتـدّتْ ساعاتـنا الـيومية ، يسكـن قـلـبنا وفـكـرنا مع الـثـواني الزمنية ، قائـدٌ يعـتـز بالآثـورية مفـتخـراً بكـلـدانيته الـبابـلـيَّة ،  مار باوي سـورو المطران ، صار صخـراً في أساسات صروح روما الكاثـوليكـية ، ولـؤلـؤة في عِـقـدِ كـنيستـنا الكـلـدانية ، جـزءاً لا يتجـزأ منا حـتى اللانهائية . لك منا مطرانـنا الموقـر مار باوي الجـليل ألف تهـنـئة عـطـرية ، وكـل الكـلـدان معـك في كـنيستـنا الغـنية بماضيها وحاضرها حـتى الحـياة الأبـدية .  

بإيـقـارا مـشـــــبحِـخ تا مريا ــ بـْﮔـو خـيلا وبكـُـل قالا عـلويا
إديـولِ يومــــــــــا د مَزمورا ــ ومَـمْـطِخ قالان هل شـْـــــمَـيا
إديـو بْـهـيرا دونيي قامَــــــن ــ بْـيـوما هاوخ يان بْـلـِلـــــــــيا
كـَـوِخـوا د مار باوي سْـطيلِ ــ مِن روما وهـل كالـيفـورنـــيا
( ترجـمة )
بوقار نســــــــــــــبَّـح للرب ــ بالقـوة وبكـل صوت عالـــــي
اليوم هـــــو يوم الـمـزمـور ــ ونـوصِـل صوتـنا إلى السماء
اليوم أشـرقـتْ الـدنيا أمامنا ــ نهاراً نكـــــــــون أم في الليل
نجـم مار باوي ســــــــــطع ــ من روما وإلى كالـيفـورنــــيا

***
سْـﭘـيـرِ بــِش من إيّـو كــــــينا ــ تــْمانيه شِـنّ بـْـﮔـو مِنـيـــــانا
كــْـليلِ دَرقـول ﭘـوخِ د زونــا ــ ولا قــْـرولِ إلـّـيه ح كـُـرهانا
مْهادَخ لا سْـــــنـِقـلِ لـْـدَرمانا ــ لا تا ﭘـَغـرا وْ لا تا ﮔــْــــــيانا
إيمَن ناشا د هاو طـــــــــاوا ــ لـَـكــْسانـِق ﭼـُـــــﮔا لـْـدَرمانا
( ترجـمة )
إنـتـظرَ أكـثـــر من أيوب العادل ــ ثمان ســنوات بالـحـساب
وقـف بالضـد من تيارات الزمن ــ ولم يـقـتـرب منه الـــداء
لـذا لم يحـتــــــــــــاجْ إلى دواء ــ لا للجـســـــد ولا  لـلـذات
حـين يكــــــــون الإنسان جـيـداً ــ لن يحـتاجَ أبـداً إلى دواء

***
خـوروثا كــْــــهـويا بْإيه ﮔاها ــ د كـناﭘـل ناشا بْعـوقانـــــــــا
كـُـلْ أنْ شِـــنّ أخـني إمّـيه ح ــ لا شـْوِقلان د راءش بْعـوقانا
طاليه ح مِخ أخـــــونا وِخـْـوا ــ ﭘـْصيخا إمّان كـُـل عِــــــدّانا
بـْـﮔـو مَحـكـيـثا يان بـِكــْـثاوا ــ مُـنـْـشيل قِـشـْــــــيوثا د زونا
( ترجـمة )
الصـداقة تـكـون عـنـــــــــدما ــ يقع الإنســــان في ضيق
كـل هـذه السنـوات نحـن معه ــ لم نقـبل أن يشعـر بضيق
كـُـنــّا له مثـــــــــــــــــل الأخ ــ فـرِحاً معـنا كـــــل الوقـت
في الكلام أم في الكـتــــــــابة ــ نسيَ قـساوة الزمــــــــن
***  

بْـشينا بْـﮔاوُخ يا مار باوي ــ هـدّاما طـــــــــاوا مْـدَبْـرانا
بإيتان كـــــــــلـديثا أخـونا ــ وْ بَـلــــــــكي تا خِـنّ دَرمانا
وهـونايا  تا بابوخ ويموخ ــ دِ  ﭘْـصِخـلِ لِـبّا ونِـخـلِ هـونا
وِ لْـمَـريا هاوِ  تِـكــْــلـونا ــ بأذ عِـدّانا وكــُـلـّــيه ح زونا
( ترجـمة )
أهلاً بــــــــــك يا مار باوي ــ عـضواً جـيـداً ومـدبِّـــــــــــــــــــراً
في كـنيستـنا الكـلـدانية أخاً ــ قـد تـكـــــــــــــون للآخـرين دواءاً
تـــــــــــهانينا لأبـيك وأمـكَ ــ  حـيث فـرحَ القـلبُ وإرتاح الـذهن
وعـلى الرب يكـون الإتـكال ــ في هـذا الوقـت وكـل الأزمــــــــانَ


193

تـوضيح من الشيخ ريّان الكـلـداني

في البـدء ، أهـنئ جميع المسيحـيّـين في العالم بشكل عام وإخـوتي المسيحـيّـين في العراق بشكل خاص بمناسبة عـيد ميلاد سيدنا يسوع المسيح وبمناسبة رأس السنة الميلادية الجـديدة طالبـين من الرب أن تكـون سنة سلام يعـم فـيها الأمن والإستـقـرار والسلام والمحبة والخير في وطننا الجـريح العراق .

تلازمَت فـترة أعـياد الميلاد ورأس السنة الكـثير من التصريحات والتأويلات ومن مخـتـلف الأطراف حول تسمية المشيخة ، ولإطلاق بعض الأشخاص لـقب ( شيخ ) على أنفسهم وسأوضح الأمر قـدر تعلقه بي :

أنا لا أرغـب ولا أحـبذ إطلاقاً أية تسمية أو لقـب أكـَنُّ به ، لأن سيدنا يسوع المسيح عـلمنا على التواضع والمحـبة وخـدمة الآخرين . إنني أخ كـبـير لمن هـو أصغـر مني ، وأخ صغـير لمن هـو أكـبر مني ، هذا ما تعـلمته في صغري وتربيتي المسيحية في البيت والكـنيسة . أما بخصوص لـقب الشيخ الذي منحني إياه شيوخ العـشائر العراقـية فـلم يكـن إلّا لمتـطلبات الوضع الراهن في العراق وما يتعـرض له المسيحيّون فـيه من قـضايا الفـصل العشائري ، ولهذا إستحـدِث هذا اللقب من أجل إحقاق الحق عـند حصول أية مشكلة لأحـد من إخواني المسيحيّـين في العـراق ، وكما تعـلمون أن المجـتمع العراقي مجـتمع عشائري يتطلب منا الجلوس مع شيوخ العشسائر لوضع الحلول المناسبة لحل النزاعات التي تحصل .

ومن هنا أعـلِن أنه بمنحي هـذا اللقب فإني لا أمثل أحـداً .. لا سياسياً ولا دينياً سوى أنني خادم لأبناء شعـبنا المسيحي بمخـتـلف قـومياته ، ومن جانب آخر إنني أعـتبر البطريركـية الكـلدانية من أرفع شخـصية فـيها والمتمثلة بأبـينا غـبطة البطريرك مار ( لويس ساكـو ) الموقـر وإلى أصغر طالب في دير الكهنـوت هم خـط أحمر ، لم ولن أسمح لأحـد بالتجاوز عـليهم والتـدخل في شؤونهم ، بل مهمتـنا جميعا هي الرفع من شأنهم ومسانـدتهم ومساعـدتهم في ضمان بقاء الوجود المسيحي في العراق والحفاظ عـليه الذي هو هـدفـنا جميعاً. 

وأدعـو جميع الإخـوة ومن جميع الأطراف إتباع منهج التهدئة والإعـتـدال في خطابهم وتغـليب ثـقافة الحِـوار البناء وروح التسامح والمحبة لأنها جوهـر إيمانـنا المسيحي ، وإنـنا جميعاً ( الكـلدان والسريان والآشوريـين ) إخـوة وشعـب واحـد ومصيرنا مشترك ، وأكـرر وأدعـو جميع إخـواني إلى الوقـوف خلف الكـنيسة وذلك لخـدمة شعـبنا العراقي عامة والشعب المسيحي خاصة .

الشيخ ريان الكـلداني ... 5/1/2014


194
لو كـنـتُ أنا ( سامي ) لعـلقـتُ عـلى توضيح الـﭘـطريركـية بما يلي :

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

ملاحـظة : كان بودّي أنْ أنـشر هـذا التعـليق في موقع الـﭘـطريركـية فـقـط ، وحـين ضاقـت مساحـته له بعـثـته إلى المواقع العـديـدة .

 (1)

الـﭘـطريركـية الكـلدانية الموقّـرة :                                                                   4/1/2014

سـبق أنْ إطلعـنا عـلى بـيانـكم المنـشور في موقـعكم الإلكـتـروني الأغـر بتأريخ 20 شـباط 2013 والـذي جاء فـيه (( أن من يمثل الكـنيسة الكـلدانية هو ﭘـطريركها واساقـفـتها وكهنـتها ، وليس  هناك  شيخ او شخـص مخـول من قِـبَـلها أن يتكـلم بإسم الكـنيسة )) وعـليه لم نـرَ مبرراً نـشر بـيان ثاني يكـرر ذات المعـنى ، وبـيان ثالث ، وربما غـداً رابع .. حـتى إذا كان في الإعادة إفادة .

ومع ذلك ، إذا كانت للـﭘـطريركـية الموقـرة نـظرتها الخاصة ونجهـلها ، كان من الأفـضل في رأينا مع كامل إحـتـرامنا لها ولكادرها الإعلامي ، لو أن هـذه البـيانات جاءت بالصورة التالية حـسب نـظـرتـنا ، ونستميحها عـذراً مسبقاً إنْ لم يكـن رأينا هـذا موفـقاً من وجهة نـظـرها

تـودّ الـﭘـطريركـية أن تعـلِن لمسؤولي الـدوائر الحـكـومية وأبناء شعـبنا الكـلـداني في داخـل الوطـن الأم العـراق ، بالإضافة إلى أبناء شعـبنا في بـلدان المهجـر ، ونـذكــِّـرهم للفائـدة العامة بـبـيانـنا المؤرخ في 20 شـباط 2013 والصادر من إدارتـنا ، لنـؤكـد مرة أخـرى أن (( لا أحـد يمثّل الكـلدان كـنسياً ، إلاّ رئاستها المتمثّـلة بـﭘـطريركـية بابل للكـلدان )) .

أما فـيما يخـص الجانب السياسي لشعـبنا الكـلـداني ، فالكـنيسة تـقـف بمنأى عـنه لإعـتباره مسألة عـلمانية صرفة تخـص تـنـظيمات شعـبنا السياسية والإجـتماعـية والتي لا تـفـضل أحـداً عـلى الآخـر ، كما لا تميز بـين الكـلـداني المسلم والكـلـداني المسيحي بـدليل أن الـﭘـطريركـية باركـتْ إخـوتـنا المسلمين الكـلـدان بأعـيادهم .

وهـنا نؤكـد لأبناء كـنيستـنا الكـلـدانية خاصة والمسيحـية عامة بأن الكـنيسة مستعـدّة لـتـقـديم المساعـدة في حالة الكـوارث الإنسانية ـ لا سمح الله ـ كما لا تبخـل من إبـداء الـنـصح والإرشاد لمَن يطـلبها منها للخير العام وتأمين العـيش المشترك لأبنائـنا جـميعا . كل عام وأنتم بخـير لـبناء عـراقـنا العـظيم وإسعاد شعـبه الغـيور في جميع حـقـول الحـياة .


أما تعـليق الأخ سامي المنـشور عـلى موقع الـﭘـطريركـية فـكان كـما يلي :

30/12/2013

الـﭘـطريركـية الكلدانية الموقّرة

انّ لـلـﭘـطريركـية الكلدانية مسؤولية تأريخية وأخلاقية، ليس فقط تجاه الكلدان، بل تجاه جميع المسيحيين في العراق خصوصاً، ومد الاواصر الاخوية وفتح القنوات التحاورية مع النسيج العراقي بكافة مكوناته لتأمين العيش المشترك بأفضل ما يمكن. وهذا ما يجسّده غبطة أبينا الـﭘـطريرك بكل همّة وجدارة. وعلى المنتقدين من الكتّاب الكلدان لتوضيح الـﭘـطريركـية أعلاه، أن يراعوا هذه النقطة وأن يكفّوا عن التعليقات غير المسؤولة تجاه الـﭘـطريركـية الكلدانية. وفي ذات الوقت، أرى أن هذا التوضيح كان ذا خصوصية محدّدة، وهذا ما جعله موضع انتقاد. وكان من الافضل لو أتى عمومياً بالمعنى التالي :
تودّ الـﭘـطريركـية الكلدانية أن توضّح للجميع، حكوميين ورسميين، وأناس عاديين وأصحاب ذات العلاقة، بأنّ لا أحد يمثّل الكلدان كنسياً الا رئاستها المتمثّلة بـﭘـطريركـية بابل للكلدان. أما الجانب السياسي، فهو من اختصاص الاحزاب المعتمدة رسميا والنواب المنتخبين أو الذين سينتخبون مستقبلاً، مع ابداء النصح والارشاد لهم، بغية تعميم الفائدة والخير العام وتأمين العيش المشترك لأبنائنا جميعا.
كل عام وأنتم بخير للعمل لفائدة العراقيين عموما والمسيحيين خصوصا في الحقل الروحي والزمني.


(2)
وقـد نشر الموقع أيضاً تعـقـيـباً للكاتب حـكـمت ، يتهم قـياداتـنا الكـنـسية الرفـيعة خارج الوطـن بأنها تحاول (( الإنـفـصال والإستـقـلال )) ويصوّر كـُـتابنا الـذين يعـقـبون عـلى بـيان الـﭘـطريركـية بأنهم ماركـسيون خـطـطـوا للتهجـم عـليها لتحـطيم هـيـبة الكـنيسة قـبل تـبـوّء غـبطته السـدّة الـﭘـطريركـية ......................
 ولا أدري كـيف يسمح موقع الإدارة الـﭘـطريركـية لـنـشر هـكـذا إتهام باطل ، فأنا عـلـقـتُ ولستُ ماركـسياً ..  

وهـذا نـص تعـليق السيد حـكـمت :  

نلاحـظ ان الضغـط الذي تـتعـرض له الـﭘـطريركـية هـو من خارج الوطن ، سواء كان من الكـتاب أو الأبرشيات التي تحاول الإنفصال والإستـقـلال والسير بخـط يتـقاطع مع سياسة التجـدد والأصالة والوحـدة الذي تبنـته الـﭘـطريركـية الكـلدانية . في إعـتـقادي ، الهجـوم على الـﭘـطريركـية قـد بـدأ عن طريق زج من يريد التمشيخ في طريق كـنيستـنا ، وبـدعـم من كـتاب ماركسي النزعة آثروا تحـطيم هيـبة الكـنيسة لغـرض تـنـفـيذ أجـنـدة رسُمت قـبل تـبوّء سيادة الـﭘـطريرك روفائيل ساكـو لمقالـيد الـﭘـطريركـية . فكما نلاحـظ أن الدعـم من خارج الوطن والكـتاب المناوئين لسياسة الكـنيسة من خارج الوطن وحـتى الداعـمين للمشايخ هم من خارج الوطن .

(3)
أما الكاتب رياض ، فإنه يستـفـسر من الـﭘـطريركـية بصيغة عـتاب ، عـن سبب عـدم إجابتها لحـد الآن عـن سؤال ،  وهـو : لماذا لا يتم إتخاذ إجـراءات قانـونية ضد هـؤلاء الأشخاص ووضع النـقاط فـوق الحـروف ؟؟

ونحـن :

(( لا نـدري مَن سأل هـذا السؤال )) !! .... ثم ، لا نـدري عـن أية نـقاط يريـد وضعها ، وفـوق أية حـروف !! كان يجـب عـلى الكاتب أنْ يوضح ذلك ...

وهـذا نـص كـتابته :

الـﭘـطريركيه الكلدانيه الموقره
نشكر ونثمن جهودكم المبذوله من اجل مواكبه كل الاحداث التي تخص كنيستنا الكلدانيه .
يبقى السؤال الذي لم تجب عليه الـﭘطريركيه الكلدانيه لحد الان وهو لماذا لا يتم اتخاذ اجرائات قانونيه ضد هؤلاء الاشخاص ووضع النقاط فوق الحروف ولكم منا جزيل الشكر والاحترام

(4)
ورابع ساذج مجهـول الإسم ، ليس راضياً من كـثرة القادة ، ويـبـدو أنه (( يعـرف )) ما هـو المكان المناسب لكـل شخـص ، فـيقـول :
كـثرة الملاحـين تغـرق السفـينة .............. الشخـص المناسب في المكان المناسب

(5)
وللأمانة ، فإن الموقع الـﭘـطريركي نـشر اليوم تعـليقاً تحـت توضيحه الثالث ، هـذا بعـض مما ورد فـيه :

رامز  

لاحـظت أنا شخـصياً فـرقاً بـين التوضيح الأول عـن المشيخة وعـن هـذا التوضيح الثاني ...  لست سياسياً ولا أنـتمي إلى أي حـزب لكـن أفـرح عـند سماعي أنَّ شخـصاً مِن قـوميتي الكـلدانية يرشح نفسه بقائمة في الإنـتخابات المقـبلة والسبب لأن الشخـصيات السياسية الموجودة في الحكـومة الحالية لم تـقـدم للمسيحـيّـين أيّ شي ... فـقـط من أجل مصالحهم الشخـصية المالية  ...أرجو منكم أن يُـكـتب توضيح لمَن يحاول مسح القـومية الكـلدانية وكل ما هـو كـلداني  ..
[/]

195
حـوار مع قـناة الآرامية مباشـرة

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 27/12/2013

(1)-
في مساء يوم 23 /12/2013 جاءني نـداء يطـلب مني الإستماع إلى قـناة الآرامية عَـبـرَ الإنـتـرنيت ، فـشاهـدتُ عـلى الشاشة رجـل مهـنـدم يسمى ( عـطا ) يشرح بعـض الأمور من الإنجـيل ، ولما ركـزتُ عـليه رأيته يقـرأ من خلال كـومـﭘـوتـر أمامه ، ويتـظاهـر أمام مشاهـدي القـناة بأنه يفـسر الإنجـيل . فإتـصلـتُ بالقـناة تلفـونياً وكـلمتُ الموظـف في غـرفة السيطـرة وقـلـتُ : أن الأخ الـذي يشرح لـنا الإنجـيل ليس يفـسر وإنما يقـرأ !! وهـذا لا يسمى ( مـدرس ) أو شيء من هـذا القـبـيل ، وأضفـتُ للموظـف : أنـت أكـيـد مررتَ بمرحـلة الـدراسة ، فـما رأيك بالأستاذ إذا دخـل الصف وصار يـدرّس بطريقة قـراءة كـتاب الجـغـرافـية أو غـيره ، فـهـل هـذا يسمى تـدريساً ؟ إنَّ عـلى المدرس أن يقـف ويقـدم محاضرته إرتجالـياً وليس قـراءة ، فـقال : هـذه هي مقـدرته وكـفاءته ، ولا يمكـنه أكـثر .

وسألته شيئاً آخـراً وقـلـتُ : أن الشاب ذي الـملابس الداكـنة الجالس من جهة الـيسار ، أراه عـراقـياً ولكـنه يلـوي لـسانه ويتـكـلم باللبناني ؟ فـقال : إنه يتـكـلم مع لـبناني ولا يمكـنه أنْ يصمد بلهجـته العـراقـية أمامه ..... فـقـلتُ مع نـفـسي هـذا ضعـف في الشخـصية ، ثم قـلتُ له : أنا عـملتُ لمـدة سنين مع اللبنانيّـين والمصريّـين وكـنتُ أكـلمهم بعـراقـيتي ، وهم يتـكلمون بلهجاتهم والأمور ماشية دون أنْ يعـتـرض أحـدنا عـلى الآخـر .... والآن سؤالي هـو : لماذا اللبناني أو المصري لا يلوي لسانه ويتـكـلم باللهجة العـراقـية ؟

(2)-
في حـوالي الساعة التاسعة بتـوقـيت ديترويت من مساء يوم الخـميس 26/12/2013 وبناءاً عـلى نـداء آخـر ، إستـمعـتُ مرة أخـرى إلى برامج قـناة الآرامية ، سمعـت ُ أخاً يقـول :  مَن أكـون أنا الإنسان لكي أفـتخـر ... ولو لا نعـمة المسيح ........... فـطـلـبتُ المشاركة وقـلـتُ : أنا خـليقة الله بأوج عـظمته الفـنية والـذوقـية والٌـقـدراتية ولـذلك فأنا ذلك الإنسان الـذي أفـتخـر بنـفـسي لأنـني تلك الخـليقة الرائعة لله .

فـعـقـب عـليّ الأخ مفـسراً ما عـناه بأنه يقـصـد ذات الإنسان نـفـسه ، ليست بشيء مقارنة مع الله ، وعـلى الإنسان أن لا يشعـر بالكـبرياء .... فـعـقـبتُ عـليه وقـلتُ : بل بالعـكـس ، فأنا أشعـر بكـبرياء كـبـير لأني نـتاج يـد الله العـظيم .... وهـنا إستـلم شاب آخـر غـيره ولم يكـن متـوازناً في مشاركـته وأراه بحاجة إلى المطالعة أكـثر ، حـيث قال : أن المسيح قال ( لا أسميكم عـبـيـداً بل أحـباءَ ) ثم قال أنـنا أصبحـنا أولاد الله  !!! ثم قال : لسنا بمستـوى الله .........وفي الحـقـيقة في تعـقـيـبه هـذا ، أثار عـنـدي ثلاث نـقاط قـوية للرد عـليه ، ولما طـلبتُ ذلك ، قال لي الموظـف في غـرفة السيطرة بأنه حـوّل خـط مكالمتي إلى أصحاب البرنامج في جـلستـهم ، إلاّ أنهم ربما لم يعـد لـديهم وقـت لإستـلام المكالمات .

كان بـودّي أن أعارضه في مسألة (1) العـبـيـد والأولاد ..... (2) وأنـنا لسنا بمستـوى الله ........ (3) مع نـقـطة أخـرى فـلسفـية .

نـتـرك الأمر للمستـقـبل إذا حالفـني الحـظ وتـكـلمتُ معهم .... وأودّ أن أكـون صريحاً : لقـد وجـدتهم سـطحـيّـين جـداً ، فلا يزالون إلى الآن في مرحـلة الأخـذ بحـرفـية كـتابات الإنجـيل ، وكأنهم يتـكـلمون مع مؤمنين سُـذَّج ، فـتـفاحة أدم وحـواء لا تـزال في مفـهـومهم هي تلك الثمرة الكـروية التي لاحـظها نيـوتن وإنـفـصلـتْ من الشجـرة بتأثير الجاذبـية الأرضية ،  أي أنهم من أزمنة جـدّي التاسع عـشر ، ولم يواكـبوا الزمن ، إنهم يصلحـون كأساتـذة التعـليم المسيحي لطلاب المرحـلة الإبتـدائية ، فأنا أيضاً كـنتُ أعـمل مثـلهم بالضبط في التعـليم المسيحي لصغار التـناول الأول . وعـليه إذا أرادوا أن يكـونوا بمستوى المسؤولية عـليهم أن يوسعـوا مـديات معـلوماتهم بقـراءة آراء المؤمنين والملحـدين والمفـكـرين اللادينيّـين وعـنـدئـذ يتـسلحـون بأفـكار متـطـورة للإجابة عـلى أي إستـفسار يردهم .

196

 ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة الثامنة عـشرة ــ الكـلـدان أصالة وإيمان


المقال الإفـتـتاحي في جـريدة ( عـما كـلدايا ) الغـرّاء :
أقام الكـلدانيون سنة 2001 في مدينة ملبورن إحـتـفالاً بمناسبة عـيد رأس السنة البابلية ( أكـيتو ) ، ومن الطبـيعي أن تدعى الشخـصيات الكـلدانية إليه قـبل غـيرها وفي مقـدمتهم كاهـن الرعـية الكـلـدانية هـناك للمشاركة فـيه لكـنه إمتـنع عـن الحـضور ! وأكـيـداً تـلقى توجـيهات من سيده الآمـر ، ولم يكـتـفِ بـذلك بل هـيّأ مقالاً يـذمُّ فـيه المحـتـفـلين الكـلـدان ومتهماً إياهم بالإنـتماء إلى تـنظيمات سياسية ، وأراد نشر المقال في مجـلة الكـنيسة ( نوهـرا ) بإسم هـيئة التحـرير التي إعـتـرض أعـضاؤها عـليه !! فـنـشره بإسمه الشخـصي ولم يُـبال لمشاعـرهـم قـيـد أنملة ، ولما كـتبنا مقالاً إفـتـتاحـياً بهـذا الشأن لجـريـدة ــ عـما كـلـدايا ــ في العـدد الرابع الصادر في شـهـر أيار 2001 منع الأخ الكاهـن تـوزيع ذلك العـدد في ساحة الكـنيسة ، وفي نهاية المطاف ترك كـنيسته الكـلـدانية ... 
 
المقال الإفـتـتاحي ــ الكـلدان أصالة وإيمان

تجـري مياه الأنهار من إنصهار ثلوج متراكـمة أو ينابـيع طبـيعـية في الجـبال والوديان ، أصولها مرتبطة بـبحار من المياه الجـوفـية ، لسنا نحـن بصدد الإبحار فـيها وإنما أوردناها مثلاً لنقـول إن الشعـب الكـلداني نابع من أصول عـميقة في تاريخـها غـزيرة بتراثها غـنية بلغـتها تستحـق الإفـتخار بها والإعـتزاز بأمجادها كـيف لا ، والكـلدانيون هـم أهـل العـلوم المخـتلفة وآثارهـم تدل عـليهـم . إنـنا أحـفاد أولئك العـظام حـريّ بنا أن نفـتخـر بأصلنا حافـزاً للغـد ، أليس الإفـتخار بالأجـداد أصالة ؟ إن مَن لا يشعـر بذلك قـد يكـون منبثقاً مِـن جـدار وهـذا شأنه وحـده . وعـلى صعـيد آخـر فإن عـبقـرية العـقـل الكـلداني وقـبل آلاف السنين لم تقـبل بالفـراغ الفـكـري ولم ترتض أن تستسلم للمصير الغامض ، ولكـن هـذا العـقـل أعـجـب بالكـون وقـوانينه وإندهـش لدقة حـركاته ، لذا نسب كـل ذلك إلى قـوى قـديرة تستحـق العـبادة فإفـترض أو ظن بوجـود آلهة فـصوّرها أصناماً ولقـّـبها أسماءاً ( حـيث لم تكـن قـد وصلتهـم رسالة رسـول أو نبـوّة نبي ليتعـرفـوا عـلى السرمدي مبدع الكـون والحـياة ) .

نعـم كان أجـدادنا الكـلدانيون وثـنيـين ونحـن مُـنعَـمون بمعـرفة خالقـنا رغـم أن البعـض لا يزال وثـنياً في صومعـته يفـكّـر بالمادة والمنصب وفـرض الرأي وحُـبّ الظـهـور وحـسابات الجـمع والطرح بعـيدة المدى . فـقـد كان الإله مردوخ في بابل ، وفي مدينة أربـيل أربعة آلاهة ، وآشور في نينوى التي جاءها النبي يونان وأبلغ أهـلها بأن غـضب الله آتٍ عـليهم ما لم يتوبوا عـن شرورهـم ، فـلبوا النداء وانقـطعـوا عـن العـمل ثلاثة أيام صائمين راكـعـين عـلى الرماد طالبـين الغـفـران من ( الله ) الذي جاء من عـنده يونان ولبساطتهم خافـوا منه واعـتبروه إلهاً من الآلهة يتميّز بالذكاء والقـوة ، وبقي أهـل نينوى من بعـد ذلك عـلى وثـنيتهم شأنهم شأن أهـل بابل أكـثر من 700 سنة وظـلـّوا يمارسون هـذا التقـليد الوثـني حـتى بعـد تقـبّـلهـم بشرى الخـلاص عـلى يد مار ماري تلميذ مار أدّي . وإزاء ذلك ، هـل يمكـن القـول بأن الكـنيسة تمارس طقـوساً وثـنية موروثة من أجـدادنا الوثـنيّـين ؟ طالما أن هـذا الفـعال يتصف بالتقـوى والرجـوع إلى الرب وطلب الغـفـران منه ؟ .

فـلـقـد تفاجأنا بمقالة في مجـلة نوهـرا الغـراء كـتبها قـلم واحـدٍ من أهـل البـيت إستمدّ حـبره من قـنانيَ مجـهـولة ، تعْـظم في عـين الصغـير ، وتصْغـر في عـين الكـبـير ، يقـول فـيها : إن الإحـتـفال برأس السنة البابلية ( وأسلوبه يؤكـد بأنه ضعـيف في مادة التاريخ ) هـو عَـودَة إلى الوثـنية ، ونسي أو لم ينـتبه إلى أن طقـوس الباعـوثا التي يمارسها هـو ( وإستـناداً إلى تأويلاته وتحـليلاته هي الوثـنية بعـيـنها ) . ولطالما كان أصغـر منا عـمراً فـهـو أقـل خـبرة ولن نبخـل أن نسدي له نصيحة لنقـول له : إن التقاليد الموروثة التي لا تـتعارض مع إيمانـنا بالله ، لا غـبار عـليها . 
كـتب القـلم وكأن صاحـبه يخـطب بـين جـموع من سُكان غابات الأمزون في الماضي ، لم يسمعـوا قـط بإسم يسوع ، ويـبدو أنه لا يدري بأنـنا نحـن الكـلدان قـبـِلنا يسوع المسيح مخـلـّصنا منذ ألفـَي عام طريقاً وحـقاً وحـياة لنا يسكن قـلوبنا وهـو إعـتزازنا ، نعـم المسيح فـخـرنا إيماناً وعـقـيدة مثلما هـو للروس واليونانيّـين والإيطاليّـين ، ولكن هـل نـنسى أصلنا لنكـون بدون أصل ؟ وهـنا أقـول : لقـد فاته أنه يصلـّي كل يوم مع المبتهـجـين بدخـول الملك يسوع أورشليم فـيقـول : أوشعـنا لإبن داود ! لماذا داود ؟ أما يكـفي للرب أن يكـون هـو الإله المتجـسّد ؟ وربما لم يقـرأ ما قاله ﭘـولص الرسول في معـرض دفاعه عـن نفـسه في القـلعة بأورشليم : أنا يهـودي ومواطن روماني ! ولم يقـل أنا مسيحي أبشـر بالمسيح !! أيريد صاحـبنا أمثلة من العـهـد القـديم ؟ كان أبونا إبراهـيم فـخـوراً بقـوميّـته حـينما أوصى وأصَرّ أن يخـطب لإبنه إسحاق فـتاة من أرض آبائه آرام النهـرين ! أما كان ذلك إعـتزازاً بأصله ؟ وهـكـذا فـعـل إسحاق لإبنه يعـقـوب . أيسألنا مثلاً حـياً اليوم ؟ هـو ذا قـداسة الـﭘاﭘا يوحـنا ﭘـولص الثاني ينزل من الطائرة وقـدماه تطآن وطنه الأرضي ﭘـولونيا فـيُـقـبّـل ترابها ! فـليسأل كاتبنا قـداستــَه ، لماذا ؟

وقـد يقـول معـلـّمنا ما لنا وللـﭘولوني ، نقـول طيّـب ، هاك مثال لرفـيق لك في الإيمان . فـلقـد قال الأب ميخائيل بزي أثـناء زيارته لأستراليا في أوائل التسعـينات : إنـني أحـتفـظ بحـفـنة من تراب بلدي تحـت مخـدتي ليرتاح رأسي عـلى تراب أجـدادي ! فـليسأله لِـمَ ذلك التراب ! . أيريد المزيد ؟ فـعـندنا الكـثير . فـفي أكـثر من مناسبة يوصي كاهـن كـنيستـنا ويصرّ عـلى التشبـث والإعـتزاز بقـوميتـنا الكـلدانية وخاصة في المواقـف الرسمية ، وهـذا موقـف مشـكـور . ولنذكـّره إنْ نفـعـتْ الذكـرى ، إنّ الكـنيسة التي قـبــِلتـْه غـصيناً فـيها تسمى : كـنيسة بابل للكـلدان . فـهـل أن يسوع المسيح أو أحـد تلامذته أوصوا بهـذه التسمية ؟ إن مَن يريد الإصطياد بالماء العـكـر، يذهـب إلى المستـنقـعات وليس إلى ينابـيع المياه الصافـية ، فـلقـد ولـّت الأيام التي كان يقال لأحـدهـم : هـذا فـيه روح شريرة إحـرقـوه . وذلك جـدّفَ عـلى الصنم الفـلاني  إقـطعـوا رأسه . وقـد فات زمن السكـوت بوجه مَن يَغـيْر من ضوء الشمعة المنيرة فـيشوّه سمعـتها قائلاً : إنها حارقة ، ولن ترجع الأيام التي كانت فـيها الفـلسفة واللاهـوت والعـلوم الأخـرى مقـتصرة عـلى جـماعة . وقـد كـتـب صاحـبنا عـن البعـض وعـن القـومية والمؤرخـين فـهل يُريد منا أن نكـون منبراً للوعـظ ؟ فـنحـن لها . وإذ قال : نعـم ، فـسيقـرا من كـتاباتـنا ، الفـلسفة واللاهـوت ما يجـعـله يندهـش . أما عـن ذكـره كـلمة السياسة في أسطره فإنـنا نقـول له بالحـرف الواحـد : إن مَن يخـدم سيدين هـو المتورّط في السياسة فـهـل يريد منـّا تعـبـيراً أوضح ؟.

ولنا كـلمة أخـيرة نقـولها له رجاءاً ، أنْ يُـفـرق بـين الوثـنية والعـيد ، فـفـي عـيد رأس السنة البابلية ، لم يـؤتَ بصنم في قاعة الإحـتفال ، ولم يُردد هـتاف : يعـيش الإله الفـلاني ولم تـفـرش سجادة للصلاة وإنما كان نشاطاً ترفـيهـياً لتـنمية المشاعـر القـومية عـند شعـبنا الكـلداني ليس إلاّ . فـقـد ألقـيتْ قـصائد بلغـتـنا الجـميلة عـن الحـبّ والهـجـرة والبطولة والمعاناة كـلها من أحـداث الساعة وليس من حـوادث آلاف السنين خـلتْ . إن إعـتزازنا بقـوميّـتـنا لن يكـون عـلى حـساب كـراسي غـيرنا ، إطمـئـنوا .

زيارة الـﭘاطريرك مار روفائيل بـيداويذ :
بتاريخ 10/11/2001 زار غـبطة الـﭘاطريرك المرحـوم مار روفائيل بـيداويذ سـدني / أسـتراليا وإفـتـتح رسـمياً البناية الجـديدة لكـنيسة مار توما الرسـول الكاثوليكـية للكـلدان . وبعـد القـداس شاء الكـثيرون أن يلتـقـطوا صوَراً شخـصية تذكارية مع غـبطته ــ لوحـده ــ إلاّ أن نيافة القـس ( أبو الكـنيسة ) أبى إلاّ أن يكـون طـفـيلـياً ويقـف بجانب غـبطته مع كـل شـخـص إلـتـقـط صورة منـذ الأول وحـتى الأخـير ، كي ينـتـفخ بـوقـوفه مع الـﭘاطريرك من جهة ، ويراقـب المشهـد خـوفاً من أنَّ أحـداً يكـلـّم الـﭘاطريرك أو يسـلمه رسالة أو أي شيء من هـذا الـقـبـيل .



197
ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة السابعة عـشرة ــ أول قـداس أحـضره في سـدني ، بناء الكـنيسة

خـرجـتُ من الحـجـز :
إن أول ما طـفـر إلى ذهـني بعـد حـصولي عـلى الـﭭـيزا وخـروجي من الحجـز إلى حـياة الحـرية هـو زيارة كـنيستـنا للإطلاع عـليها وعـلى نظامها ودَوْر الشمامسة فـيها وقـداسها ( فـلكل كاهـن نـظامه الخاص في هـذه الأيام ) والأهـم من كـل ذلك أن أرى كاهـنها الـذي أطلق الـناس إسمه عـلى الكـنيسة ، وبعـد ذلك سأعـرف إن كان ممكـناً أن ألعـب دَوْراً فـيها . فـحـضرْتُ لأول مرة القـداس الإحـتـفالي لـيوم الأحـد 26/10/1997 وجـلستُ في المؤخـّـرة من الجـهة اليُسرى عـنـد المدخـل مكـتوف الـيـدَين أراقـب سَير القـداس أكـثر من أن أكـون مشاركاً فـيه فـلفـتَ إنـتباهي حـين رأيتُ الكاهـن عـند المذبح لأول مرة في كـنيستـنا ووجهه نحـو المؤمنين والصلـيب خـلف ظهـره معـلقاً في صـدر الهـيكـل ، وليس كـتـقـلـيـدنا حـيث يتـوجه الكاهـن نحـو الصليب .
إن هـذا الإتجاه للكاهـن يجـعـل عـينيه تـنـتبهان إلى أخـف حـركة من الجالسين أمامه ويصبح جـزءاً من ذهـنه شارداً خارج صَلاته شاء أم أبى !! ... وبعـد قـراءة الإنجـيل خـطب خـطبة محـورها الفـلوس لا غـير ثم قال : إن البعـض أراهـم مكـتوفي الأيدي ! ( فـقـلتُ مع نفـسي ليس معـقـولاً أن يقـصـدني في كلامه هـذا ، فـربما هـناك غـيري مكـتوف الأيدي أيضاً ) وبعـد قـليل قال : حـتى الذين وصَـلوا حـديثاً يمكـنهـم أن يعـطوا للكـنيسة ! ( وهـنا أصبح محـتملاً أنْ يقـصدني ) . 
وفي الأسبوع التالي حـضرتُ قـداس مساء السبت ( بالعـربي ) ثم القـداس الأول العادي ليوم الأحـد فلاحـظـتُ ما لم نألفه في كـنيستـنا وهـو أنَّ راهـبة من بـين الراهـبات تسـتمدّ زخـمها من الكاهـن هي التي تـتحكــّم في الشمامسة وسَـيْر القـداس . وبمرور الأيام إزدادت خـبرتي وتبلوَرتْ عـندي قـناعة أن القـداس أشبه بساحة عَـرَضات في معـسكـرات الجـيش والكاهـن هـو السيد الآمر أما ضباط الصف هُـم الجُـباة ( فـهـو يـبدأ بصفارة التجَـمّع وتـفـتيش الجـنود حـتى إعـطاء الأوامر بالتحـرّك إلى مواقع الـتـدريـب ) والقـداس عـنـده ليست له قــُـدْسـيّة فـتارة يقـطع قـراءته للإنجـيل إذا رأى شخـصاً إضطرّتـْه حاجـته ــ مثلاً ــ للخـروج من قاعة الكـنيسة فـيُعـلـّـق عـليه ، أو يتوقـف عـن مواصلة الصلوات في منـتـصف القـداس فـيـطـلب من الجالسين في الخـلف أنْ يتجـمعـوا ويقـتـربوا إلى الأمام ، كما نراه أثـناء القـداس يستغـل فـرصة لـيحكي للحاضرين قـصة قـصيرة أو خاطرة خـطرَتْ بـباله ويُـلحـقها بضحكة ، إنه الإمبراطـور ناﭘـليون ............ ولكـنه لم يستـفـسر ولم يسأل يوماً أين مات ناﭘـليون .   

أول قـداس إحـتـفالي للتـناول الأول :
لستُ أتـذكــّر التاريخ بدقة ، فـقـد يكـون 18/1/1998 يوم التـناول الأول الذي حـضرتـُه في أستراليا لأول مرة ، ولما وصلتُ إلى ساحة الكـنيسة صباحاً شاهـدتُ الكاهـن كأنه رأس عـرفاء الـوحـدة في الساحة يُجهـد نفـسَه في مَهَـمّة ليست بمستوى مكانـته ولا تـتطلـّـب الحاجة منه أن يؤدّيها ، بل يمكن أن يُكـلـّـف أحـد الشمامسة أو أياً كان من شـباب الأخـويات أو راهـبة لـتأدية تلك المهمة وهي ترتيـب الأطفال وتـنظيمهم في رتل للدخـول إلى الكـنيسة . إن سلوكه هـذا نابع من فـرديّـته ورغـبته في أن تـكـون الأضواء مسلـطة عـليه فـقـط ويكـون هـو المحـرك والمتحـرّك الوحـيد والمنظور ، إنه يريد أن يربط ذاته بكل صغـيرة وكـبـيرة تعـبـيراً عـن عـقـليّـته التسلـّـطية والأنانية ، ولا يزال في كـنيستـنا الكـلـدانية نماذج من هـذا الـنوع . وبعـد قـراءة الإنجـيل خـطب في الأطفال قائلاً :

كـيذوتـُن today قايـيووتــُنْ happy ؟ because ...... Jesus  وولِـه أويرا لـْ heart ديّـوخـُنْ ؟ ....... وإستمرّ عـلى هـذا المنـوال من اللغة عـديمة اللون والطعـم والرائحة وكأنه يريـد أن يصبح داعـية متعدّد الثـقافات ( Multiculturism ) ... يا سـلام ! لو هـيـﭽـي كاهـن  خـطيب ، لو ما لازم .

الكاهـن ليس موظفاً ولا صاحـب متجـر :
في أحـد أيام شـهـر تـشرين الأول من عام 1999 وأنا في زيارة عـنـد دار قـريب بمناسبة ذكـرى مرور سنة عـلى وفاة والدته ، شاءت الصدفة أنْ حـضر الكاهـن جـلسَـتـنا ترافـقه المرحـومة الراهـبة ( يزدان ) وأراد أحـد الأصدقاء من الحاضرين أن يضفي جـواً من المرح عـلى لقائـنا فـقال لي : أما كان الأفـضل لك لو إخـترتَ سلك الكـهـنوت ، فـهـو عـمل يـدرّ عـليك ربحاً وفـيراً ؟ فأجـبته : أنا مسؤول عـن عائلة ولا أصلح لهـذه الخـدمة لأن الكاهـن صاحـب رسالة يجـب أن يجـرّد نفـسه من أيّ إرتباط يشغـله عـن أدائها !! فـعـلـّـق أخـونا الكاهـن فـوراً قائلاً : إنّ مَن يُحـسن إدارة الأسرة يمكـنه إدارة الكـنيسة ، وأضاف : إنّ الكاهـن ليس موظفاً ولا صاحـب متجـر وإنما الكـتاب المقـدس يقـول : إنّ مَن يعـمل للمذبح يأكـل من المذبح ، فـقـلتُ له أنَّ الكـتاب المقـدس يقـول أيضاً : تـذكـرون أيها الإخـوة جَـهـدنا وكـدَّنا ، فـقـد بلـَّغـناكم بشارة الله ونحـن نعـمل في الليل والنهار لئلاّ نـثـقِل عـلى أحـد منكم وأنـتم شهـود ..... ( تسالونيكي الأولى 2 : 9 ) فـلماذا لا تـذكـر هـذا ؟ فـلـَم يُجـب حـضرته عـلى سؤالي ! .

سـفـرتي إلى أثينا  :
إن تجارب الحـياة في الكـنيسة عـلمتـني أنَّ اللهجة الألقـوشية الرصينة هي مشكـلة عـنـد الـبعـض .... ترى هـل أبحـث لـنـفـسي لهجة أخـرى ؟؟ فـقـد ذكـرتُ في نهاية الحـلقة العاشرة أن كاهـناً في فـترة نهاية الثمانينات طلبَ خـدمة ، تـقـدَّمـتُ لـتـلبـيتها وأنا أكـلمه باللهجة الألقـوشـية فإنعـقـﭻ قـليلاً .......... وشاءت الصدفة أنْ أكـلمه في أثينا عام 2000 وأيضاً باللهجة الألقـوشـية ........... فإنعـقـﭻ ثانية : 

وصلتُ أثينا في زيارة قـصيرة بتأريخ 6/2/2000 ، وبعـد يومَين رغـبتُ في زيارة المطران اليوناني الكاثوليكي مار أنارﮔـيروس في مقـرّ المطرانية حـيث تربطـني به صداقة إستمرّت سنيناً في تبادل التهاني من أستراليا حـتى تـقاعـده فـتغـيَّـر عـنوانه ... دخـلتُ مكـتب الإستعلامات ، طلبتُ مقابلته فـقـيل لي بأنه خارج اليونان حالياً ، قـلتُ للموظف المسؤول : ماذا عـن الأب ستيفانوس خـوري الكـنيسة ، قال إنه ذهـب في مشـوار خارج الكـنيسة ولكـن حالياً يوجـد كاهـن آخـر عـراقي ، هـل تريد أن تراه ؟ قـلتُ نعم وأنا عـراقي أيضاً ، فـلما ناداه بالتلفـون وأخـبره أن عـراقـياً يريد أن يزوره ، طلب أولاً أن يستـفـسر مَن أكـون ، سلـّمتُ عـليه تـلفـونياً من المكـتب دون أن أذكـر إسمي !! باللهجة الألقـوشـية ( أم المشاكـل ) وقـلتُ له : أنا قادم من أستراليا وأرغـب في زيارتك ولا توجـد عـندي فـرصة أخـرى لأن بقائي في اليونان محـدود لفـترة قـصيرة جـداً . قال الكاهـن : يمكـنك ذلك لمدة دقـيـقـتـَـين فـقـط ، قـلتُ له : ألا يُـمكـن أكـثر ؟ قال : لا !! قـلـتُ إذن أجّـلها إلى مناسبة أخـرى ، قال : براحـتك ( وكأني أخابره من الباب الشـرجي وهـو في الـبتاويّـين ، حـيث ممكـن أنْ أراه في الأسبوع القادم أو بعـد شهـر ! ) .

خـرجـتُ من دار المطرانية وأنا أفـكـر في كاهـنـنا الموقـر وأقـول مع نـفـسي ، تـُرى هـل أنّ أبونا الكـلـّيّ الهـيـبة والإحـترام والوقار كان بـيده (ﮔـَـرْدا دْ أبْريسم ) أم أنه جاهـز للإستحـمام وقـد نزع معـظم ملابسه ، مما جـعـله في ظرفٍ طارىء لا يَحـتمل مقابلة أيّ شخـص لفـتـرة 15 دقـيقة أو نحـو ذلك ، فـتركـْـتـُه في حـمّامِه أو ( ﮔـَـرْدِهِ ) .
ﮔـَـرْدا = مجـموعة آلات بسيطة خـشبـية محـلية الصنع مُـثـبَّـتة داخـل الغـرفة بصورة هـنـدسية جـميلة تـستخـدم خـيوط الصوف المغـزولة في القـرى لـنسج الأقـمشة يدوياً ، فـهي بمثابة ماكـنة نـسج يتـطلـّب العـمل فـيها بعـض الصبر لساعات طويلة لأن إنـتاجـيتها بطيئة ...... أبريسم = خـيوط الحـرير من دودة الـقـز .
 
حـجـر الأساس لكـنيسة مار توما / سـدني :
من المؤكـد هـناك الكـثيرون ممن سبقـونا في خـبرتهم بالكـنيسة والكاهـن ، وفي أحـد أيام العـيـد خـطب الكاهـن وموضوعه الرئيسي هـو الفـلوس لـبناء الكـنيسة فـكـرّر مقـولته المشهـورة لسنـوات : دْري إيـذوخ بجـيـبوخ عَـمـوقا ، و ﮔـْـروش مِنـّـيه يـروقا !! = ضع يـدكَ في جـيـبك عـميقاً ، وإسحـب منه الأخـضر !! والأخـضر كـناية عـن أكـبر ورقة نـقـدية أسترالية 100$ ... وشاءت الصدفة أنْ كـنـتُ جالساً بجانب رجـل الـذي إستـثاره كلام الكاهـن ويـبـدو أنه مـلَّ سـنيناً من سماع هـذه الأهـزوجة فـعـلق : ( هَـر إيخ بـشياتا وليث قـبض = نحـن نـضع ولا يوجـد قـبض ) ويقـصد أنـنا نـتـبرع لصينية الكـنيسة منـذ مـدة طـويلة وليس هـناك أي بناء !.

وفي شهـر شباط 2001 صدرَ العـدد الأول من  جـريدة عـما كـلدايا الغـراء ، فـنشرنا فـيها الخـبر التالي :
(( قـبل أن يلفـظ القـرن العـشرون أنفاسَـه الأخـيرة ، تم صب وتبليط جـزء من الساحة لتكـون موقـفاً للسيارات كـمرحـلة أولى . وفي بداية القـرن الواحـد والعـشرين بوشِـر بـبناء الكـنيسة عِـلماً أن الطقـوس الدينية كافة تـقام حالياً في صالة بُـنيتْ أصلاً للمناسبات الإجـتماعـية مستـقـبلاً . مبروك للجالية الكـلدانية كـنيستهـم الجـديدة )) . وسيكـون لـنا تعـليق عـلى موضوع بنائها !! .


199
ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة السادسة عـشرة ــ إستـقـبال المطران إبراهـيم إبراهـيم ــ  الوصول إلى أستـراليا



سيادة المطران إبراهـيم وحـضرة الأب فـيليب نجم في دارنا في العـيد :

يوم الأحـد 27/4/1997 كان عـيد القـيامة وحـضرنا القـدّاس ورسم المطران إبراهـيم إبراهـيم في ذلك اليوم مجـموعة من الشمامسة بدرجة ( قارويا + هـوﭘـثـيقـنا ) وعـرضها عـليّ الأب فـيليـب نجم فإعـتـذرتُ عـن قـبولها وحـتى الـيوم . وفي المساء رافـقـتُ سيادته والأب فـيليب نجـم من مقـر المطرانية إلى دارنا في جـلسة بسيطة حـتى ساعة متأخـرة من الليل ــ الأب كمال بـيداويذ لم يحـضر بسبـب إنـشغالاته ــ تحـدّثـنا خـلالها عـن أوضاع جاليتـنا في أثينا ومستقـبلها ، ووضْع الكـنيسة بصورة عامة وأوصاني المطران أن لا أطيل القـدّاس ولكـني كـنت قـد وضعـْـتُ البرنامج وتـدرّب عـليه الأطفال والـقـداس غـداً .
 
قـدّاس التـناول في 28/4/1997 :

تجـمّع المتـناولون صباحاً في ساحة الكـنيسة والمصوّر ( سمير الريّس ) يلتـقـط لكـل طـفـل متـناول صورة ثم أخـرى جـماعـية عـلى المدرّجات ، وبعـدها إبتـدأ موكـبهم يدخـل الكـنيسة بمزمور : شبّاح لـمَريا بقـوذشيه ... ثم نشيد : قـد أتى اليوم الذي أعـدّه الـقـدير  ... وبعـد ذلك أنـشـدتْ الطفـلة ــ ريم ــ نشيد الإستـقـبال لسيادته :

( 1 )

مرحـباً بضيفـنا النبـيل        مرحـباً براعـينا الجـميل
مرحـباً بحـبرنا الجـليل        وكـلنا نقـول مرحـــــــبا

أنـتم في الأمــــام          والرعـيّة في وئام
كـلـّـنا في سلام         ولكم منـّا السلام

( 2 )
مرحـــــــــباً بقادة الرعـيّة        مجـيؤكـم يـبدو لنا بهـيّا
فـيا لها مِن فـرصة شـهـيّة        إنـنا في عـيد واحـتـفال

نحـتفي يا أبونا     والأخـوّة بـينـنا
كـلكـم في ضميرنا     إنّ هـذا بدر التمام

( 3 )
الشكـر والتـقـدير والكِـــــــنان        لِـمار أنارﮔـيروس كـلّ امتـنان
بَـديلكم – في هـذا الزمان        ونـنشد الحـبّ مع الأمان
مريمُ إحـفـظيهـم      ونصلـّي لأجـلهـم
فالرجــاء ! إضمنيهـم      عـن يمين إبنكِ الوحـيد

ثم بدأ سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم القـداسَ برفـقة الكاهـنين وقـرأتُ الرسالة بلحـن أيام الآحاد وقـرأ الإنجـيل الأب كمال بـيداويذ باللغة الكـلـدانية وكـرّره الأب فـيليـب نجـم باللغة العـربـية أعـقـبها بكـلمة بالكـلـدانية ذكـر فـيها عـن موعـد إنعـقاد السنهادس للمطارنة الكـلدان في 1/5/1997 وأخـرى قـصيرة باللغة الإيطالية لأجـل سـيادة المطران اليوناني أنارﮔـيروس ، كما ألقى سـيادة المطران اليوناني كـلمة بالإيطالية ترجـمها لنا الأب فـيليـب ، ثم جاء دَوْري فـكانت كـلمتي بسيطة  جاء فـيها : أن أعـداد المتـناولين العـراقـيّـين في أثينا يزداد كل سنة كمؤشَـر لإزدياد أعـداد اللاجـئين وأنـنا عـلـّـمْـنا أطفالنا حـسب معـتـقـدنا الكاثوليكي وحـذرناهـم من الوقـوع في شِـباك التعاليم الأخـرى الغـريـبة عـلى كـنيستـنا ، وأضفـتُ : إن المسيح لم يُشـبّه نفـسه بخـزانات المياه الكـبـيرة ولا بالبحار والمحـيطات بل بالينابـيع ! وعـليه سقــَـينا هـؤلاء الأطـفال المتـناولـين من مياه الينابـيع العالية الصافـية وليس من المياه الجارية في سـواقي الوديان الملوّثة .

وقـبل أن يتكلم المطران إبراهـيم ، قـدَّمه الأب فـيليـب للحاضرين بكـلمة وقال فـيها للأطفال : يجـب أن تـُـصلـّـوا وتشكـروا ( أستاذكـم مايكل الذي تعـب معـكم ) والمطران ينظر إليه لأنه لا يريد إطالة وقـت القـداس ، وأخـيراً جاء دَور المطران وإبتـدأ موجّهاً كلامه للأطفال قائلاً : أما تعـبتم واقـفـين من كـثرة الكـلمات ؟ أجاب الأطفال : كـلاّ ! فـقال المطران : بلى لقـد تعـبتم ، ثم قال : هـل فهـمتم ما قاله المتكـلـّمون ؟ ..... ثم أردف : لا تـُـصلـّـوا فـقـط  لـمعـلمكم بل لجـميع الذين تعـبوا معـكم [ وفي الحـقـيقة هـو لا يـدري بأنْ لا أحـد شاركـني في ذلك الجهـد الـبسيط ] .

كـنتُ أتمنى لو كان قـد سألهم عـن الـتعـليم المسيحي ولكـنه سألهم : لِـمَن يجـب أن تـُـصلـّـوا ؟ أجاب الطـفـل رامي صبري زراﮔا : ( تا بابي وْ يمّي دْ كـمّـقـيميلي ) فـكـرّر المطران وقال : ( تا بابا وْ يمّا دْ كـمّرْوالِ ) ... ثم أسـئلة قـصيرة أخـرى مشابهة ، وحـين إنـتهى من كـلمته واصَـلـْـنا القـداس حـتى نهايته فـخـرج الأطفال من الهـيكـل بتراتيل فـرحـين منـتـشين ، ولما خـرج المطران إلى الساحة رآني فـقال : بارك الله بجـهـودك ، لقـد قـرأتَ الرسالة بطبقة عالية !!! .

الأحـد 4/5/1997 وهـدية للأسقـف اليوناني :

كان المفـروض أن يكـون هـذا اليوم هـو الأحـد الأخـير لي في أثينا حـسب خـُـطـّـتي فـحـضرتُ القـداس ورآني الشماس (هادي - تلـّسقـف ) الذي كان مثـلي ينـتـظر سـنيناً في أثينا ، وسألني : هـل سنبقى في أثينا ؟ قـلتُ له : أنا ذاهـب غـداً إلى أستراليا ! فـقال : لا تمزح ... فـقـلتُ له : إنك سألتـني وأنا أجـبتـُـكَ ، فـقال : إن الأوقات عـندك كـلها مزاح . فـلم أعـلـّـق أكـثر لأن سفـري كان سـريّاً وبصورة غـير شـرعـية .  

كان لا بدّ أن أسـلـّم عـلى المطران اليوناني فـذهـبتُ بهـدية له مِن صنع يدي هي عـبارة عـن مدرّج خـشبي من 14 قـطعة دائرية الشـكل مخـتـلفة الأقـطار ، الأولى كـقاعـدة قـطرها 33 سـم والأخـيرة العـليا بقـطر 6 سـم وجـعـلتُ القـطع (  3 ، 7 ، 9 ) ذات سُـمْـكٍ مضاعـَـف ! وفي القـمّـة وضعـتُ الصـليـب بطول 9 سـم وفـسّرْتُ له معانيها وأرقامها فـشـكـرني وقال : لم يفـكـّـر أحـد في كـنيسـتـنا مثل تـفـكـيرك ، كما أخـبرتـُه بأنـني مزمع عـلى مغادرة اليونان ، ولما كان عـلى عـلم بظروفـنا كلاجـئين سألني : مِن أية محـطة سـتغادر ؟ قـلتُ : من ...... ، إستغـرب وقال : كـيف ؟ قـلتُ : ........ ، قال : وهـل عـندك جـواز سفـر ؟ قـلتُ : نعـم ولكـنه مزوّر ، قال : أليست مجازفة ؟ قـلتُ : بلى ولكـن لم يعـد لديّ خـيار غـيره فأنا مرفـوض من ثلاث سفارات ولخـمس سـنـوات ، فـقال : إذهـب وأنا سأصلـّي من أجـلك ، فـقـبّـلتــُه بحـرارة .


أستراليا

لأسباب ـ معـينة ـ تأخـرتُ سبعة أيام في أثينا ، ثم سافـرتُ ووصلتُ أستراليا الساعة am 6:30 من يوم الأربعاء 14/5/1997 ، ومن الطـبـيعي أنْ أحجَـز في المطار ، وفي الرابعة عـصراً نـُـقِـلتُ إلى مركـزالحـجـز ــStage 1  Villawood الذي كان أشـبه بسجـن ضيّـق وفي صباح السبت 17/5/1997 نـُـقـِلتُ إلى مُلحـق Stage 2 المجاور والـذي كـنـتُ أشبِّهه بقـرية سياحـية مُسيّجة ذات حـراسة دقـيقة ، وبعـد خـمسة أشهـر وثمانية أيام ــ 20/10/1997 ــ لم تـخـلُ من منغـصات حـصـلتُ عـلى الـﭭـيزا الـدائمية وبعـثـتـُها بالفاكـس إلى السـفارة الأسترالية / أثينا من داخـل مركـز الحـجـز قـبل خـروجي ، وكانـت سيارة الأجـرة تـنـتـظرني بتـوجـيه من دائرة الهجـرة لتأخـذني إلى الحـياة الخارجـية في شقة مؤثـثة / لـيـﭬـرﭘـول / سـدني .

مجاميع دينيّـة تـزور مركـز الحـجـز :

كانـت إدارة الحـجـز تعـلن بالمايكـروفـون يومياً عـن وصول مجاميع من المصلين من كـنائس مخـتلفة وتـدعـو الراغـبـين منا بالمشاركة معـهم ، حـيث تأتي لزيارتـنا عـلى مـدار أيام الأسـبوع وتـقـيم الصلوات كـل حـسب طقـوسها وإيمانها ، ومن بـينها كاهـن أو أسقـف كاثوليكي كـل يوم خـميس الساعة 10:30 يقـيم قـداساً يرافـقه شماس من منظمة St. Vencent De Pole  ( تـوفي لاحـقاً ) وأخـتٌ عـلمانية متـقـدمة في العـمر لا أدري من أية أخـويّة ، ويسألونـنا عـن إحـتياجاتـنا .  
كانت إحـدى عـدسات منظرتي الطبـيّة قـد إنكـسرتْ ولا أعـرف بُعـدُها البؤري فـطلبـتـُه برسالة إلى عائلتي في اليونان وبعـثوا لي ورقة الفـحـص الطبّي وسلـّمْـتـُها إلى تلك الأخـت فـجاءت بعـد أسبوع ومعـها العـدسة المطلوبة ، ورغـم أني لم أطـلبْ منهم شيئاً آخـراً إلاّ أنهم أتـوا لي بقاموس E-E  و ـ خـُـف ـ أستخـدمه أثـناء النهار لخـفـّـته .

كـنتُ قـد تأخـّـرْتُ في ذلك المركـز ( لأسباب مؤلمة نـفـسياً ) فـكـتـبْتُ رسالة إلى المطران اليوناني في أثينا أستـنجـده فـيها ووضَّحـتُ له جانباً من الظروف التي أمرّ بها ، فـما كان منه ـ مساعـدة لي ـ إلاّ أنْ كـتبَ رسالة إلى اسقـف أسترالي الـذي سأل عـني لأجـل متابعة ملفي في دائرة الهـجـرة ! ومرّت الأيام فأبلغـتـني بها الأخـت المـذكـورة عـنـد زيارتها لـنا .... فـشكـرتها والمطران الأسـتـرالي ، ثم أخـبرتها بأنّ مشـكـلـتي حُـلـَّـتْ وأنا بإنـتـظار الـ ﭭـيزا كي أخـرج من مكان الحجـز .

أما الكاهـن الكـلداني الأقـرب إليّ ، فـبالرغـم من إلحاح صديقي عـليه في سـدني وإطلاعه عـلى ظروفي ، إلاّ أنه لم يحـرّك ساكـناً بل ورفـض تـزويـدنا بكـتاب دعـم وتأيـيـد من الكـنيسة . وللأمانة التأريخـية فإن الأخ سلام مروﮔـي من ملبـورن زوّدنا بكـتاب دعـم من الأب عـمانوئيل خـوشابا في كـنيستـنا ( حافـظة الزروع ) وبتـوقـيع عـدد كـبـير من إخـوتـنا الكـلـدان !! إنه موقـف مشـرّف .

وكما ذكـرتُ فإن مجاميع مخـتلفة من المسيحـيّـين المصلـّين كانوا يحـضرون في أيام مخـتلفة ويُقـيمون الصلاة أمامنا ونحـن نشاركهم ونتلهّـف لدعـوتهم كي نقـضي وقـتاً معـهم ، وقـد تعـلـّمْـنا أناشيدَ جـميلة وتعـرّفـنا عـلى أناس طيّـبـين من خـلال تلك اللقاءات . ونظراً لوجـود أمثالي من جـنسيات مخـتلفة في الحـجـز فإنهم كانوا يعـتـقـدون أنـنا لسنا مسيحـيّـين أو أنـنا ( مسيحـيّـون  مزوّرون ) لـذا فـفي أحـد الأيام صار أحـدهم يُـصلي عـلى رأسي وكأني وثـني ، فـلم أعارضه كي أرى ماذا يريـد مني ! ثم سألني قائلاً : هـل قـبـِلتَ المسيح ؟  قـلتُ له : أنا مسيحي منذ 2000 عام ! لكـنه لم يفـهـم جـوابي ، فـقال : هـل عـمرك 2000 سنة ؟ قـلتُ له : أخي إن المسيحـية إبتـدأتْ في بـلـدنا منـذ 2000 عام ومن عـنـدنا إنـتشرتْ إلى الشرق فأنا مسيحي منـذ ذلك الـوقـت ... فـنـظر إليّ نـظرة إستغـراب وكأنه يقـول أنّ صلاته فـوق رأسي راحـت هـباءاً ، وراحـت فـلوسـك يا صابـر .

إفـريقي قـد يتكلم اللغة الآرامية من دون معـلـّم ! يا سـلام
وفي أحـدى أمسيات الصلاة لهـذه الجـماعات المسيحـية الغـريـبة صار أحـدهـم ( وكان إفـريقـياً من أنـﮔـولا ) ينطق كـلمات ليس لها معـنى في قاموس أية لغة ، كأنها نهـيق تارة وزقـزقة العـصافـير تارة أخـرى أشبه بالهـذيان وبطريقة هـستيرية يرتجـف خـلالها جـسمه ويهـزّ رأسه كأنه مجـنون أما الآخـرون فـصامتون بخـشوع ! وفي نهاية هـذا النوع من الصلاة الصرَعـية سألتُ كـبـيرهـم : ما الذي كان يفـعـله الأخ ؟ قال : كان يصلـّي ، قـلتُ : بأية لغة ؟ قال : بلغة لا يفـهـمها إلاّ الروح القـدس مثلما فـعـل تلاميذ يسوع في يوم الخـمسين ( وهـو عـيد العـنصرة ) فـقـلتُ : ولكن التلاميذ تكلمـوا بلغات الناس الذين كانوا حاضرين آنذاك معهم ، وكل منهم فهمها بلـُغـته ! .
قال : نعـم وقـد يتكلم هـذا الرجـل يوماً بلغاتـنا نحـن الحاضرين الآن معه !  فـقـلتُ له : متى يتم ذلك ؟ قال : لا ندري ! إنها مشـيئة الروح القـدس ، فـقـلتُ له : إسمعـني جـيـداً ! عـهـد في ذمَّـتي إذا تكلم هـذا الرجل الإفـريقي بلـُغـتي الآرامية ( لغة الرب يسوع ) فأنا سأتـرك كاثـوليكـيتي وأنـتمي إلى جـماعـتكم !!! فـنظر إليّ نظرة لم أفـهـمها .  

200
ذكـريات في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة الخامسة عـشرة
ــ المطران اليوناني أنارﮔـيروس يقـتـرح الرسامة الكـهنـوتية !

المطران اليوناني يقـترح عـليّ الرسامة الكـهـنوتية :
كان سـيادة المطران أنارﮔـيروس ( في كـنيسة آخـرنون ) يلاحـظ خـدماتي في الكـنسية ولعـدّة سـنين ، وفي الوقـت نفـسه كـنت أجـتمع معه بين فـترة وأخـرى لطرح أمور تخـصّ مراسيم التـناول الأول لأطفالـنا ومشاركاتـنا بالقـداس وعـلاقة المؤمنين بالكـنيسة عامة . فـقال لي مرة : هـل يُرسم عـندكـم رجـل متـزوّج كاهـناً ؟ قـلتُ له : نعـم وذلك بسبـب الحاجة ولكـن بشروط : أن يكـون مؤمناً ومشهـوداً له من حـيث حُـسْن السيرة وملماً بأنـظمة الكـنيسة وراغـباً في خـدمة الرعـية ، فـقال لي : إذن هـل تـقـبل برسامتـك كاهـناً تخـدم جاليتـكم هـنا في اليونان ؟ قـلتُ له : كـلا وآسف جـداً لأن صاحـب أية رسالة ومنها ـ الكـهـنـوت ـ في رأيي يجـب أن يتـفـرّغ لها دون إرتـباطات أخـرى .
 
كما سألني في أوائل عام 1997 قائلاً : أرى العـراقـيين يأتون إلى اليونان ثم بعـد مشوار يغادرون ولكـني أراك منذ فـترة طويلة ولم تغادر فـما هي قـصتك ؟ فـشرحـتُ له محاولاتي خـلال السنين الخـمس الماضية وعـن تـقـديمي طلبات اللجـوء خـمس مرات إلى أستراليا ومرتان إلى أميركا ومرة واحـدة إلى كـنـدا وكـلها باءت بالفـشل ! فـقال : أتريدني أن أكـلـّم السفارة الأسترالية بشأنك ؟ قـلتُ : يا حـبّـذا .

فـقـدَّمتُ طـلباً سادساً ... وبعـد أقـل من أسـبوع ذهـب المطران إلى السفارة وقابل قـنصلَ الهجـرة الأسترالي وسأله عـن أسباب رفـضهم طلبي خـمس مرات ! أجابه السفـير : لأنه حاصل عـلى شهادة جامعـية ، فـقال له المطران : أتـفـضّـلون الأميّـين ولا تريدون المتعـلـّمين ؟ قال القـنصل : إن المتعـلمين يصلون أستراليا ولا يقـبلون العـمل إلاً بإخـتصاصاتهم . قال له المطران : إن الرجـل الذي أتكـلم عـنه يعـمل منذ فـترة طويلة كعامل بسيط من أجـل إعالة أولاده وأنا أضمن لك أن يعـمل أيّ عـمل متوفـر في بلدكم من أجـل توفـير مستلزمات العـيش لعائـلته ...... وعـنـدها كـتب القـنصل عـلى إضبارتي أن يقابلني شخـصياً هـو بنفـسه .
ولما إستـفـسرْتُ من سكـرتيرته ( كاميليا – تـتكلم العـربـية ) قالت : نعـم إن القـنصل وافـق عـلى مقابلتك ، قـلتُ لها : شكـراً ( بـيها الخـير ) ومتى سيكـون ذلك إن شاء الله ؟  قالت : إنـتـظر عـلى الأقـل سنة ونصف من الآن !! قـلتُ لها : لماذا سنة ونصف ؟ قالتْ : لأنك قـدّمتَ طلبك قـبل أيام قـليلة ، قـلتُ لها : هـذا صحـيح ولكـن ألا تـدرين أنـني في الـيونان منـذ خـمس سنوات ، وطـلبي الـذي قـدمته مؤخـراً هـو السادس ؟ قالت : أعـرف ولكـن هـذا هـو نظامنا !! قـلتُ لها شكـراً ، ولما رجـعـتُ إلى الـبـيت قـلتُ مع نفـسي : ليس لي أمل مع هـذه السكـرتيرة خاصة أنها قالت لي يوماً : لماذا أنت متعـلق بأستراليا ، إذهـب وإبحـث لك عـن مكان آخـر في العالم !! لـذا قـررتُ أنْ أجازف وأذهـب إلى أستراليا وعـلى مسؤوليتي الخاصة ، فـلا كاميليا ولا ﭭـيزا ولا هـم يحـزنون .

التحـضير للتـناول الأول لعام 1997 :
بعـد أنْ قـطـعـتُ الأمل في أية مقابلة من السفارة الأسترالية في أثينا ، أبلغـتُ جاليتـنا في شهـر آذار1997 ( أثـناء القـداس ) أنـنا سـنبدأ بتعـليم طلابنا التعـليم المسيحي والتحـضير للتـناول الأول للقـربان المقـدّس ، فـبدأنا بتسجـيـل الأسماء وحـدّدنا محاضراتـنا بمعـدّل يومَين في الأسبوع ثم صارت خـمسة أيام من الساعة 5:00 مساءاً وحـتى 7:00 أي بعـد إنـتهاء ساعات عـملي ومن هـناك أتوجّه إلى الدير مباشرة حـيث مكان المحاضرات في قاعة كـنيسة دير الأم تيريزا ( ولكن القـداس الإحـتـفالي سيكـون في كـنيسة آخـرنون ) .
 
التـفـكـير في مغادرة اليونان :
في هـذه الأثـناء بدأتُ أفـكـّـر بمغادرة اليونان بعـد أن نفـد صبرنا ولكـن طلاب الـتـناول الأول في عـهـدتي فسألتُ الشمامسة جـميعـهم المتمكّـنين منهم الـدارسين في المعهـد الكـهـنـوتي وغـيرهم لإستلام مسؤولية التعـليم المسيحي هـذا ، ومن ثـمّ متابعة مراسيم التـناول الأول للأطفال ، بحـجّة أنـني لم يعـد بإمكاني القـيام بذلك لأسباب العـمل ، فـلـَمْ يُـبْـدِ أحـد إستعـداده لتلك الخـدمة .

ولكـني لم أسمح لنفـسي أن أترك الأطفال بعـد أن بدأوا مشوارهـم الروحي فـيُحْـرَمون من نعـمة الله هـذا من جهة ، ومن جهة أخـرى عـلمتُ أن سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم قادم في عـيد القـيامة من أميركا إلى أثينا مع كاهـنـَين إثـنين ، عـندئذ إزدادتْ الرغـبة عـندي في تكـملة هـذا العـمل المقـدس الذي بدأتـُه والإحـتـفال بعـيد القـيامة المجـيدة وبالتـناول الأول في آن واحـد بحـضور أسقـف وكهـنة عـراقـيـين كـلدانيـين وفي قـداس من طخـسنا الكـلداني الرائع ، وعـندي من الطلاب المتـناولين 41 طفـلاً وطفـلة ( من بـينهم فـتاة تجاوزت سنّ المراهـقة ولم تـتوفـّـر لها فـرصة الإحـتـفال بتـناولها الأول للقـربان المقـدّس بسبب ظروف الهجـرة والتـنقـل بـين الدُوَل ).

وضع برنامج التـناول الأول للقـربان المقـدس :

 إستـناداً إلى ما سبق كان لا بدّ لي من وضع برنامج ناجـح يفي بالمطلوب وبنفـس الوقـت يحـقّـق خـطـّـتي لمغادرة اليونان بعـد عـيد القـيامة مباشرة ، ولم يـبق أمامي من الوقـت سـوى شهـر وبضعة أيام . كان التعـليم يشمل نبذة عـن الطبـيعة والخـَـلق والعـهـد القـديم ووصايا الله العَـشْر والأنبـياء ، ثم العـهـد الجـديد منذ ولادة الرب يسوع وحـتى قـيامته ، وأولـيات التعـليم المسيحي مبتـدئين من : أمسيحي أنت ؟ نعـم أنا مسيحي بنعـمة الله .........  كما نـتـطرّق أيضاً إلى أفـعال الإيمان وغـيرها والإعـتراف أمام الكاهـن ، والألحان من النشيد الأول : قـد أتى اليوم الذي أعـدّه القـدير ........ وإلى آخـر نشيد ، بالإضافة إلى أناشيد ( بلهـجـتـنا الكـلـدانية ) ، وأعـطـيتُ لكـل طفـل دَوراً سـواءاً فـردياً أو كـمجـموعة .

والفـقـرة الرئيسية هي أنْ يخـدم الأطفال قـداسهم الإحـتـفالي باللغة الكـلـدانية ولوحـدهـم دون مشاركة الجـمهـور ، فـيتـطـلب تحـضيرهم بهـذه الفـترة القـصيرة ؟ فـما الذي عـملـْـتـُه ؟ أبلغـْـتُ أولياء أمور الأطفال في إجـتماع معـهم أن المحاضرات ستكـون يومياً ومن ضمنها يوم الأحـد كي نكـون جاهـزين لموعـد قـدوم سيادة المطران ، كـما كـتبتُ كـل تلك المحاضرات والصلوات والأناشيد بخـط يدي وعـملتُ كـتيـباً ( لم تكن هـناك طابعة أو كـومـﭘـيوتر) وإستـنسخـتـُه ووزّعْـتـُه لكـل طفـل فـيقـرأه أو بمساعـدة ولي أمره ، ولم أكـتـفِ بذلك بل سجّـلتُ عـلى كاسيت كل ذلك بصَوتي مع جـميع الأناشيد والصلوات المطلوبة منهم في القـداس ، ووزعـتُ نسخة منه لكل طفـل وحـتى للتوائم وأوصَيتـُهم أن يسمعـوه خـمس مرّات في اليوم ويطابقـونه مع القـراءة من الكـُـتـَـيب بصحـبة أهـلهم ، دون أنْ أحـمّـلهم أيّ عـبءٍ مادّي عـلى تلك الخـدمات والجـهـود وأنا مُغـتـبط بذلك ، كما صنعـتُ بـيـدي صلباناً صغـيرة خـشبـية في معـمل النجارة الذي كـنـتُ أعـمل فـيه ووزعـتها لهم . ونظراً لأنها أول مرة يحـضر فـيها مطرانـنا الكـلداني مع الآباء الكـهـنة إحـتـفالاً بالتـناول الأول لأطفالنا في أثـينا فـقـد وضعـتُ كـلمات لنشيد الإستـقـبال له ودرّبْـتُ الطفـلة ( ريم شـليمون / عـقـرة ) عـلى إنشاده قــُـبَـيل بدْء القـداس وبلحـن قـديم معـروف .

قــُـبَـيل الإحـتفال بأيام :

لم تكـن لدينا مشكلة في تهـيئة ملابس الأولاد للقـداس الإحـتفالي ( 15 طفلاً ) لأن سروالاً أسوَداً وقـميصاً أبـيضاً يفـيان بالغـرض المطلوب ، ولكـن المشكـلة هي في الفـستان الأبـيض للبنات ( 26 طفـلة ) حـيث أن خـياطته تكـلـّـف ما يُقارب 300-400 $ أما إيجاره ليوم واحـد فـقـط يكـلف ما بين 70-100 $ وهـو غالٍ أيضاً بالنسبة لنا كلاجـئين . وأنا واثق من أنّ أولياء أمور الأطفال هـؤلاء لا يمتـنعـون من صرف المبالغ اللازمة لإسعاد بناتهم وسيقـولون ــ إنها مرة واحـدة في الحـياة ــ أفـلا تستحـق بنـتـنا أن نصرف عـليها لكي تـفـرح ! ولكـني وبالرغـم من ذلك فـكـّـرتُ في تخـفـيف هـذا العـبء عـليهم  بالإستعانة بـ ( شوقــْـتا دْ شـَماشِه ــ رداء الشماس ) ولم يكـن متوفـراً إلاّ في كـنيسة كاثوليكـية لاتينية في منطقة ( أكاذيميا / أثينا ) .
فـذهـبْتُ وكـلـّمْتُ الخـوري بهـذا الشأن فـعـرفـني من تكـرار زياراته لدير الأم تيريزا ، فأبدى إستعـداده فـوراً وبدون تأخـير وبالعـدد الذي أحـتاجه ولم يشترط معي أيّ شرط ولم يطلب أية أمانات ، ولكـنه صار يسألني : هـل يحـْـضَر مصوّرٌ لتصوير إحـتـفالكـم في الكـنيسة ؟ قـلتُ : نعـم ، قال : هـل تصنعـون حـلويّات ؟ قـلتُ : نعـم ، قال : هـل تدعـون أقاربَكم أو أصدقاءكم إلى وليمة في داركم أو أي مكان آخـر ؟ قـلتُ : نعـم ، قال : هـل تـقـدّمون مشروبات كـحـولية أو غازية للضيوف ؟ قـلتُ : نعـم ، قال : هـل تلبسون ملابس جـميلة بالمناسبة ؟ قـلتُ : نعـم ، قال : إجاباتـك تعـني أنكم تصرفـون بعـضاً من المال بهـذه المناسبة ! قـلتُ : نعـم .

 قال : إذاً قـُل لهم أن يعـطوا للكـنيسة ما بوسعـهم ، قـلتُ له : كم دراخـما مثلاً ؟ قال : 500 دراخـما كافـية ( وهـذه تـُعادل 25 $ تقـريباً في حـينها ) ، قـلتُ له : أنا سأبلغـهم وأحـثـهم عـلى العـطاء ، قال لي : بارك الله بجـميعـكم .

إجـتماع أخـير ما قـبل التـناول :
طلبتُ اللقاء بجـميع أولياء أمور الأطفال لتبليغـهـم بآخـر التوصيات بشأن الإحـتـفال ومناقـشة مسألة رداء البنات ، ولما حـضروا قالوا لي  أن هـناك فـساتين جـميلة للأجـرة ومهـما كان إيجارها فإنها مرة واحـدة سنـتحـمل التـكاليف ... ( كما توقــّعْـتُ ) فـقـلتُ لهم : أتريدون أن نحـلّ المسألة بزيّ موَحّـد لجـميع البنات بواسطة ( شوقــْياثا دْ شَماشِه ) ؟ قال أكـثرهـم : هـذا أفـضل حـل .

فـلما حـكـيتُ لهـم قـصة لقائي بالخـوري ، ردّ عـليَّ أحـد أولياء الأمور قائلاً : ( أوّا قاشا ليه ناخِـﭗ ؟؟ = ألا يخـجـل هـذا القـس ؟؟ ) فإجـبتـُه : صدّقــْـني أنا لا أعـرف إنْ كان هـذا الكاهـن يخـجـل أم لا ، ولكن الذي أعـرفه هـو هـذا الكـلام الذي قاله لي ونقـلـْـتـُه لكم ...........هـؤلاء هم جـماعـتـنا ، يعـطي للتاجـر 400$ ولكـن يـبخـل بـ  25$ للكـنيسة عـن رداء الشمامسة !!!  وفي الأخـير إتـّـفـقـنا عـلى أن نستخـدم تلك الملابس فإستـلمتـُها من خـوري الكـنيسة ووزعـتـُها للبنات . وقـلتُ للحاضرين إنـني سأغادر أثينا إلى جـزيرة يونانية للعـمل وعـليه أرجـو من الآن أن يتهـيّأ شخـصان أو ثلاثة لجـمع هـذه الملابس ( شوقـْـياثا دْ شَماشِه ) وما تجـمعـونه من فـلوس ، وإطرحـوا منها إجـرة التاكـسي لإيصالها إلى كـنيسة الخـوري فـتسلمون الباقي له بعـد التـناول بـيَومين لأنـني  وعَـدتـُه بذلك ...


201
ذكـرياتي في رحاب الكـنيسة

 الحـلقة الخامسة عـشرة ــ المطران اليوناني أنارﮔـيروس يقـتـرح الرسامة الكـهنـوتية !

المطران اليوناني يقـترح عـليّ الرسامة الكـهـنوتية :

كان سـيادة المطران أنارﮔـيروس ( في كـنيسة آخـرنون ) يلاحـظ خـدماتي في الكـنسية ولعـدّة سـنين ، وفي الوقـت نفـسه كـنت أجـتمع معه بين فـترة وأخـرى لطرح إقـتراحات أو أمور تخـصّ مراسيم التـناول الأول لأطفالـنا ومشاركاتـنا بالقـداس وعـلاقة المؤمنين بالكـنيسة عامة . فـقال لي مرة : هـل يُرسم عـندكـم رجـل متـزوّج كاهـناً ؟ قـلتُ له : نعـم وذلك بسبـب الحاجة ولكـن بشروط منها : أن يكـون مؤمناً ومشهـوداً له من حـيث حُـسْن السيرة وملماً بأنـظمة الكـنيسة وراغـباً في خـدمة الرعـية ، قال لي : هـل تـقـبل برسامتـك كاهـناً تخـدم جاليتـكم هـنا في اليونان ؟ قـلتُ له : كـلا وآسف جـداً لأن صاحـب أية رسالة ومنها ـ الكـهـنـوت ـ في رأيي يجـب أن يتـفـرّغ لها دون إرتـباطات أخـرى .
 
كما سألني في أوائل عام 1997 قائلاً : أرى العـراقـيين يأتون إلى اليونان ويغادرون بإستمرار ولكـني أراك منذ فـترة طويلة ولم تغادر فـما هي قـصتك ؟ فـشرحـتُ له محاولاتي خـلال السنين الخـمس الماضية وعـن تـقـديمي طلبات اللجـوء خـمس مرات إلى أستراليا ومرتان إلى أميركا ومرة واحـدة إلى كـنـدا وكـلها باءت بالفـشل ! فـقال : أتريدني أن أكـلـّم السفارة الأسترالية بشأنك ؟ قـلتُ : يا حـبّـذا .

قـدَّمتُ طـلباً سادساً ... وبعـد أقـل من أسـبوع قابل المطران قـنصلَ الهجـرة الأسترالي وسأله عـن أسباب رفـضهم طلبي خـمس مرات ! أجابه السفـير : لأنه حاصل عـلى شهادة جامعـية ، فـقال له المطران : أتـفـضّـلون الأميّـين ولا تريدون المتعـلـّمين ؟ قال القـنصل : إن المتعـلمين يصلون أستراليا ولا يقـبلون العـمل إلاً بإخـتصاصاتهم . قال له المطران : إن الرجـل الذي أتكـلم عـنه يعـمل منذ فـترة طويلة كعامل بسيط من أجـل إعالة أولاده وأنا أضمن لك أن يعـمل أيّ عـمل متوفـر في بلدكم من أجـل توفـير مستلزمات العـيش لعائـلته ...... وعـنـدها كـتب القـنصل عـلى إضبارتي أن يقابلني شخـصياً هـو بنفـسه . ولما إستـفـسرْتُ من سكـرتيرته ( كاميليا – تـتكلم العـربـية ) قالت : نعـم إن القـنصل وافـق عـلى مقابلتك ، قـلتُ لها : شكـراً ( بـيها الخـير ) ومتى سيكـون ذلك إن شاء الله ؟  قالت : إنـتـظر عـلى الأقـل سنة ونصف من الآن !! قـلتُ لها : لماذا سنة ونصف ؟ قالتْ : لأنك قـدّمتَ طلبك قـبل أيام قـليلة ، قـلتُ لها : هـذا صحـيح ولكـن ألا تـدرين أنـني في الـيونان منـذ خـمس سنوات ، وطـلبي الـذي قـدمته مؤخـراً هـو السادس ؟ قالت : أعـرف ولكـن هـذا هـو نظامنا !! قـلتُ لها شكـراً ، ولما رجـعـتُ إلى الـبـيت قـلتُ مع نفـسي : ليس لي أمل مع هـذه السكـرتيرة خاصة أنها قالت لي يوماً : لماذا أنت متعـلق بأستراليا ، إذهـب وإبحـث لك عـن مكان آخـر في العالم !! لـذا قـررتُ أنْ أجازف وأذهـب إلى أستراليا وعـلى مسؤوليتي الخاصة ، فـلا كاميليا ولا ﭭـيزا ولا هـم يحـزنون .

التحـضير للتـناول الأول لعام 1997 :
بعـد أنْ قـطـعـتُ الأمل في أية مقابلة من السفارة الأسترالية في أثينا ، أبلغـتُ جاليتـنا في شهـر آذار1997 ( أثـناء القـداس ) عـن أنـنا سـنبدأ بتعـليم طلابنا التعـليم المسيحي والتحـضير للتـناول الأول للقـربان المقـدّس ، فـبدأنا بتسجـيـل الأسماء وحـدّدنا محاضراتـنا بمعـدّل يومَين في الأسبوع ثم صارت خـمسة أيام من الساعة 5:00 مساءاً وحـتى 7:00 أي بعـد إنـتهاء ساعات عـملي ومن هـناك أتوجّه إلى الدير مباشرة حـيث مكان اللقاء والمحاضرات في قاعة كـنيسة دير الأم تيريزا ( ولكن القـداس الإحـتفالي سيكـون في كـنيسة آخـرنون ) .
 
التـفـكـير في مغادرة اليونان :
في هـذه الأثـناء بدأتُ أفـكـّـر بمغادرة اليونان بعـد أن نفـد صبرنا ولكـن طلاب الـتـناول في عـهـدتي فـكـيف أتركـهم ؟ سألتُ الشمامسة جـميعـهم المتمكّـنين منهم خـريجي المعهـد الكـهـنـوتي وغـيرهم لإستلام مسؤولية التعـليم المسيحي هـذا ، ومن ثـمّ متابعة مراسيم التـناول الأول للأطفال ، بحـجّة أنـني لم يعـد بإمكاني القـيام بذلك لأسباب العـمل ، فـلـَمْ يُـبْـدِ أحـد إستعـداده لتلك الخـدمة . ولكـني لم أسمح لنفـسي أن أترك الأطفال بعـد أن بدأوا مشوارهـم الروحي فـيُحْـرَمون من نعـمة الله هـذا من جهة ، ومن جهة أخـرى عـلمتُ أن سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم قادم في عـيد القـيامة من أميركا إلى أثينا مع كاهـنـَين إثـنين ، عـندئذ إزدادتْ الرغـبة عـندي في تكـملة هـذا العـمل المقـدس الذي بدأتـُه والإحـتـفال بعـيد القـيامة المجـيدة وبالتـناول الأول في آن واحـد بحـضور أسقـف وكهـنة عـراقـيـين كـلدانيـين وفي قـداس من طخـسنا الكـلداني الرائع ، وعـندي من الطلاب المتـناولين 41 طفـلاً وطفـلة ( من بـينهم فـتاة تجاوزت سنّ المراهـقة ولم تـتوفـّـر لها فـرصة الإحـتـفال بتـناولها الأول للقـربان المقـدّس بسبب ظروف الهجـرة والتـنقـل بـين الدُوَل ).

وضع برنامج التـناول الأول للقـربان المقـدس :
 إستـناداً إلى ما سبق كان لا بدّ لي من وضع برنامج ناجـح يفي بالمطلوب وبنفـس الوقـت يحـقّـق خـطـّـتي لمغادرة اليونان بعـد عـيد القـيامة مباشرة ، ولم يـبق أمامي من الوقـت سـوى شهـر وبضعة أيام . كان التعـليم يشمل نبذة عـن الطبـيعة والخـَـلق والعـهـد القـديم ووصايا الله العَـشْر والأنبـياء ، ثم العـهـد الجـديد منذ ولادة الرب يسوع وحـتى قـيامته ، وأولـيات التعـليم المسيحي مبتـدئين من : أمسيحي أنت ؟ نعـم أنا مسيحي بنعـمة الله .........  كما نـتطرّق أيضاً إلى أفـعال الإيمان وغـيرها والإعـتراف أمام الكاهـن ، والألحان من النشيد الأول : قـد أتى اليوم الذي أعـدّه القـدير ........ وإلى آخـر نشيد ، بالإضافة إلى أناشيد ( بلهـجـتـنا الكـلـدانية ) . ثم نأتي إلى فـقـرة رئيسية وهي أنْ يخـدم الأطفال قـداسهم الإحـتـفالي باللغة الكـلـدانية ولوحـدهـم دون مشاركة الجـمهـور ، فـكـيف أهـيِّـئهم لكـل ذلك وبهـذه الفـترة القـصيرة ؟ فـما الذي عـملـْـتـُه ؟
أبلغـْـتُ أولياء أمور الأطفال في إجـتماع معـهم أن المحاضرات ستكـون يومياً ومن ضمنها يوم الأحـد كي نكـون جاهـزين لموعـد قـدوم سيادة المطران ، كـما كـتبتُ كـل تلك المحاضرات والصلوات والأناشيد بخـط يدي وعـملتُ كـتيـباً ( لم تكن هـناك طابعة أو كـومـﭘـيوتر) وإستـنسخـتـُه ووزّعْـتـُه للأطفال لقـراءته هـم أو أولياء أومورهـم ، ولم أكـتـفِ بذلك بل سجّـلتُ عـلى كاسيت كل ذلك بصَوتي مع جـميع الأناشيد والصلوات المطلوبة منهم في القـداس ، ووزعـتُ نسخة منه لكل طفـل وحـتى للتوائم وأوصَيتـُهم أن يسمعـوه خـمس مرّات في اليوم ويطابقـونه مع القـراءة من الكـُـتـَـيب بصحـبة أهـلهم ، دون أنْ أحـمّـلهم أيّ عـبءٍ مادّي عـلى تلك الخـدمات والجـهـود وأنا مُغـتـبط بذلك ، كما صنعـتُ بـيـدي صلباناً صغـيرة خـشبـية في معـمل النجارة الذي كـنـتُ أعـمل فـيه ووزعـتها لهم . ونظراً لأنها أول مرة يحـضر فـيها مطرانـنا الكـلداني مع الآباء الكـهـنة إحـتـفالاً بالتـناول الأول لأطفالنا في أثـينا فـقـد وضعـتُ كـلمات لنشيد الإستـقـبال له ودرّبْـتُ الطفـلة ( ريم شـليمون / عـقـرة ) عـلى إنشاده قــُـبَـيل بدْء القـداس وبلحـن قـديم معـروف .

قــُـبَـيل الإحـتفال بأيام :
لم تكـن لدينا مشكلة في تهـيئة ملابس الأولاد للقـداس الإحـتفالي ( 15 طفلاً ) لأن سروالاً أسوَداً وقـميصاً أبـيضاً يفـيان بالغـرض المطلوب ، ولكـن المشكـلة هي في الفـستان الأبـيض للبنات ( 26 طفـلة ) حـيث أن خـياطته تكـلـّـف ما يُقارب 300-400 $ أما إيجاره ليوم واحـد فـقـط يكـلف ما بين 70-100 $ وهـو غالٍ أيضاً بالنسبة لنا اللاجـئين في أثينا في تلك الأيام . وأنا واثق من أنّ أولياء أمور الأطفال هـؤلاء لا يمتـنعـون من صرف المبالغ اللازمة لإسعاد بناتهم وسيقـولون إنها مرة واحـدة في الحـياة أفـلا تستحـق بنـتـنا أن نصرف عـليها لكي تـفـرح ! ولكـني وبالرغـم من ذلك فـكـّـرتُ في تخـفـيف هـذا العـبء عـليهم  بالإستعانة بـ ( شوقــْـتا دْ شـَماشِه ــ رداء الشماس ) ولم يكـن متوفـراً إلاّ في كـنيسة كاثوليكـية لاتينية في منطقة ( أكاذيميا / أثينا ) .
فـذهـبْتُ وكـلـّمْتُ الخـوري بهـذا الشأن فـعـرفـني من تكـرار زياراته لدير الأم تيريزا ، فأبدى إستعـداده فـوراً وبدون تأخـير وبالعـدد الذي أحـتاجه ولم يشترط معي أيّ شرط ولم يطلب أية أمانات ، ولكـنه صار يسألني : هـل يحـْـضَر مصوّرٌ لتصوير إحـتـفالكـم في الكـنيسة ؟ قـلتُ : نعـم ، قال : هـل تصنعـون حـلويّات ؟ قـلتُ : نعـم ، قال : هـل تدعـون أقاربَكم أو أصدقاءكم إلى وليمة في داركم أو أي مكان آخـر ؟ قـلتُ : نعـم ، قال : هـل تـقـدّمون مشروبات كـحـولية أو غازية للضيوف ؟ قـلتُ : نعـم ، قال : هـل تلبسون ملابس جـميلة بالمناسبة ؟ قـلتُ : نعـم ، قال : إجاباتـك تعـني أنكم تصرفـون بعـضاً من المال بهـذه المناسبة ! قـلتُ : نعـم .
 قال : إذاً قـُل لهم أن يعـطوا للكـنيسة ما بوسعـهم ، قـلتُ له : كم دراخـما مثلاً ؟ قال : 500 دراخـما كافـية ( وهـذه تـُعادل 2.5 $ تقـريباً في حـينها ) ، قـلتُ له : وما عـلى الرسول إلاّ البلاغ وسأحـثـّهم عـلى العـطاء ، قال لي : بارك الله بجـميعـكم .

إجـتماع أخـير ما قـبل التـناول :
طلبتُ اللقاء بجـميع أولياء أمور الأطفال لتبليغـهـم بآخـر التوصيات بشأن الإحـتـفال ومناقـشة مسألة رداء البنات ، ولما حـضروا قالوا أن هـناك فـساتين جـميلة للأجـرة ومهـما كان إيجارها فإنها مرة واحـدة سنـتـحـمل التـكاليف ... ( كما توقــّعْـتُ ) فـقـلتُ لهم : أتريدون أن نحـلّ المسألة بزيّ موَحّـد لجـميع البنات بواسطة ( شوقــْياثا دْ شَماشِه ) ؟ قال أكـثرهـم : هـذا أفـضل حـل . فـلما حـكـيتُ لهـم قـصة لقائي بالخـوري ، ردّ عـليَّ أحـد أولياء الأمور قائلاً : ( أوّا قاشا ليه ناخِـﭗ = ألا يخـجـل هـذا القـس ؟ ) فإجـبتـُه : صدّقــْـني أنا لا أعـرف إنْ كان هـذا الكاهـن يخـجـل أم لا ، ولكن الذي أعـرفه هـو هـذا الكـلام الذي قاله لي ونقـلـْـتـُه لكم ...........هـؤلاء هم جـماعـتـنا ، يعـطي للتاجـر 400$ ولكـن يـبخـل بـ  2.5$ عـن رداء الشمامسة للكـنيسة !!!  وفي الأخـير إتـّـفـقـنا أن نستخـدم تلك الملابس فإستـلمتـُها من خـوري الكـنيسة ووزعـتـُها للبنات . وقـلتُ للحاضرين إنـني سأغادر أثينا إلى جـزيرة يونانية للعـمل وعـليه أرجـو من الآن أن يتهـيّأ شخـصان أو ثلاثة لجـمع هـذه الملابس ( شوقـْـياثا دْ شَماشِه ) وتسليمها إلى الخـوري بعـد التـناول بـيَومين لأنـني قـد وعَـدتـُه بذلك ...

202
ذكـريات في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة الرابعة عـشرة ــ أحـدهـم ينـتـظر يسوع في إيـﮔاليو
     

التـناول الأول للقـربان المقـدس عام 1996 :

بدأتُ بتدريس الأطفال البالغ عـددهـم 31 بنيناً وبناتاً منذ آذار 1996 وحـين إقـترب موعـد الإحـتـفال عـلمتُ أن الكاهـن الألماني غادر إلى غـير رجعة ، فـبحـثتُ الأمر مع المطران الـيوناني فـقال لي : إبحـث عـن أيّ كاهـن كـلـداني خارج العـراق ونحـن نوجّه له دعـوة وعـلى نفـقة المطرانية ، ولما كـنـتُ لا أعـرف أحـداً ، إتـصل هـو بكـنيستـنا في القاهـرة لـيستـفـسر عـن الكاهـن هـناك فـقـيل له بأنه خارج مصر في مهمة وسيتأخـر بعـض الشيء . وفي نهاية الأمر أقام الأب ستيفانوس قـداساً في كـنيسة آخـرنون بتاريخ 16/6/1996 باللغة اليونانية ونحـن مع الأطفال باللغة الكـلـدانية والعـربية ، وترجـم كـلمة سيادة المطران اليوناني أنارﮔـيروس إلى لهجـتـنا الكـلـدانية شماس ، وقـرأ مارتن مايكـل سـيـﭘـي الرسالة بلحـن القـداس الإحـتـفالي . وكـنـتُ قـد أخـذتُ هـدايا من دير الأم تيريزا وقـدّمْـتـُها للمتـناولين قـبل موعـد الـتـناول بـيوم واحـد .  

الأب ستيفانوس يطلب مني القـيام بدَوْر الواعـظ  :

في يوم أحـد من عام 1996 ونحـن حاضرون قـداس الأب أثاناسـيوس والشماس يقـرأ الإنجـيل في كـنيسة آخـرنون... لمحَـتْ عـينايَ الأب ستيفانوس ( يعـرف الإنـﮔـليزية ) من بـين السـتارة وأعـمدة الهـيكل يؤشـّـر نحْـوي ويدعـوني فـتـقـدّمْتُ إليه وقال لي : هـل يمكـنك أن تـقـدّم وعـظاً يتضمّن شرحاً للإنجـيل ؟ قـلتُ له : هـذه مهـمّة سهلة ولكـنك فاجأتـَـني خلال دقائق ! ولو كـنتَ أبلغـْـتـني قـبل ساعة واحـدة عـلى الأقـل كـنتُ سأجـمع أفـكاراً وأحَـضِّـر كلاماً ، ولكـن إذا أردْتَ سوف نـبـدأ من الأحـد القادم ! فإتـفـقـنا ، وفي الأسبوع التالي قـرأتُ الإنجـيل بـدلاً عـن الكاهـن مبتـدئاً بـ ( شلاما عـمخـون  ) بلحـن القـداس الإحـتـفالي ليوم الأحـد ثم إبـتـدأتُ بالكـرازة ( باللهجة الكـلـدانية ) مفـسّراً الإنجـيل وليس إعادة نـصه كـما يفـعـل الـكـثيرون !
وبعـد توالي الآحاد ونحـن مستمرون بهـذا الـتـرتيب صِرْتُ أسمع أقاويل فـطيرة من عاجـزين وضعـيفي الـنـفـوس فـقالـوا : لا نـفـهم اللغة الكـلـدانية والشماس لا يمكـنه أن يعِـظ باللغة العـربية ! فـفي الأحـد التالي وعـظـتُ باللغة العـربية الفـصحى نـزولاً عـنـد رغـبتهم وعـنـدئـذ قالـوا نحـن لا نفهم الفـصحى ، فـقـلتُ لهم : أيليق أن نـقـدّم خـطبة دينية في الكـنيسة وأمام 300 إو 400 شخـص باللغة العـربـية الدارجة ؟ هـل هـذا ذوق إذا قـلـنا مثلاً : ( ﭽان يسوع يتمشى و إجا واحـد ...؟ ) أو ( فـد يوم مْن الأيام دخـَلْ يسوع لـْهـيكل وْ شاف ناس يـبـيعـون ويشترون وﮔام بَـهـدَل أحـوالهم .... ) ؟ وأضفـتُ : أنا شخـصياً لا أتكـلـّم كلاماً مُبتـذلاً بهـذا المستـوى داخـل هـيكـل الكـنيسة ، فـرجـعـْـتُ أعـظ باللهجة الكـلـدانية مرة أخـرى فإلـتهـبَتْ الغـيرة عـندهـم أكـثر ، وخاصة عـند الـبعـض من أولـئـك الذين إدّعَـوا أنهم قـد درسوا في السيمينير وتـركـوا ولا يمكـنهم أن يرَكـّـبوا جـملة مفـيدة واحـدة أمام الجـموع المحـتـشـدة .  

الأب أثاناسْـيوس ( سكـرتير المطران ) :

وأثـناء الـقـداس وتقـديم القـربان المقـدس كان الأب أثاناسْيوس سكـرتير المطرانية ( هـو المترجـم عـنـد لقائي مع المطران ) يكـلـّـفـني أن أخـفـّـف الإزدحام عـنه وأشاركه في تـقـديم القـربان المقدس للمؤمنين ــ وأنا غـير مرسـوم كـشماس حـتى الـيوم ــ وهـنا ثارتْ ثائرة أولئك الضعـفاء مرة أخـرى ، مما إضـطرّوني إلى أن أعـرض الموضوع للكاهن وكـلـّمْـتـُه أمامهم قائلاً : إن البعـض يعـترض عـلى تـقـديمي القـربان المقـدّس بإعـتباري لستُ كاهـناً ، كما يعـترضون حـين أقـول في قـراءة الإنجـيل ( شـلاما عـمخـون ... ) ! فـضحـك وقال لي أمامهم : في موضوع القـربان المقـدس أنا الذي أكـلـّـفـك وأطلب منك ذلك ، فـلِـمَ الإعـتـراض ؟ هـذا أولاً ، أما  بشأن ( شلاما عـمخـون ) أين الخـطأ فـيها ؟

قـلتُ له : إنهـم يقـولون أنّ تلك هي كـلمات الكاهـن ولا يحـق لي النطق بها ! قال : ألا تسلـّمون عـلى الناس في بلدكم حـين تكـلمونهم ؟ هـل في تـقاليدكم تباشـرون بالكلام بدون سلام ؟ وأضاف : أنا الذي أطلبها منك ، وإنْ كانت هـناك مسؤولية ... فإنك لا تـتحـملها ! وعـنـدها سـكـتَ شـبابنا ، وحَـﭼـي بـيناتـنا هـيّة الغـيرة كاتـلتهم مو أكـثر .  

أحـدهـم ينـتـظر يسوع في إيـﮔاليو
:

إنّ ظروفاً كـثيرة وأسباباً عـديدة تسـبِّـب تـناثرِ الأوراق اليابسة من الشجـر ، وهـكـذا تكـون سـبـباً في تسـرّبِ بعـض الأفـراد الكاثوليكـيّـين من كـنيستـنا وإرتمائهم في أحـضان كـنائس عـجـيـبة وغـريبة ، فالبعـض من أتباع تلك الكـنائس يـدّعي بأنه يتـكـلم مع الروح الـقـدس ، وآخـر عـنـده جـلسة ونـقاش في الحـديقة مع يسوع .... وآخـر ناداه يسوع في الشارع .... ( وآنا الخاطىء شـخـصياً ، في الكـنيسة منـذ أكـثر من خـمسين سنة ولم يأتـني يسوع يوماً !! ) وقـد تطرّقـْـتُ إلى هـذه الظاهـرة في وعـظ قـداس الأحـد وقـلتُ : إني تعـرّفـْـتُ خـلال فـترة حـياتي عـلى كـهـنة وأساقـفة وشمامسة ومؤمنين وأتـقـياء كـثيرين وحـتى من مذاهـب عـديدة ولم أسمع أحـدهـم أنْ قال يوماً بأنه تكـلـّم مع الروح القـدس ، بل وحـتى الـﭘاﭘا لم يـدّعِ ذلك يوماً ! ولكـن شباباً مراهـقـين وطائشين غـُسِلـَـتْ أدمغـتهم وصاروا يهـذون ولا يعـلمون ما الذي يقـولونه ويدّعـون ذلك ( ستـقـرأ في حـلقة قادمة مشهـداً مماثلاً وأنا حـديث العـهـد في أستراليا ) .

وكان لإبـن خالي صديقاً إسمه ــ حـكمت ــ هـو واحـد من بـين أولئك ، ويتواجـد يومياً في منطقة إيـﮔاليو / أثينا حـيث يتجَـمّع العـراقـيّون . قـلتُ لإبن خالي يوماً : هات صديقـكَ لزيارتـنا فأنا أريد أن أراه وأكـلـّـمَه عـسى أن يفـيدنا ونـُـفـيده ! فـلما أخـبره ، لم يمتـنع بل قال : طيـب ، أنا أعـرف إبن عـمَّـتـكَ وسـنـذهـب عـنـده يوماً عـن قـريـب . إنـتـظـرتُ دون جـدوى وبعـد أيام قـلتُ لإبن خالي : قـل لـصديقـك أين أنـتَ نحـن مشتاقـين ؟ فـلما إلـتـقاه كـرّر له رغـبتـنا في رؤيته زائـراً عـنـدنا ، فـقال حـكـمت : إني أنـتـظر كلاماً من يسوع لـيسمح لي في موضوع زيارتي لإبن عـمتـك !!! ولما فاتـتْ أيام طويلة كـرّرتُ وقـلتُ لإبن خالي : قـل لـصديقـك حـكـمت هـذه المرة : إنّ يسوع جاء عـنـد إبن عـمّـتي في الـبـيت ورآه ! فـكـيف لم يأتِ إلى إيـﮔاليو ولم تـرَهُ أنـتَ حـتى الـيوم ؟ .

غـريـب الأطـوار في أسـتـرالـيا 1996:

لي صديق مخـلص في أستراليا وله مكانـته في الكـنيسة وبـين الشمامسة أيضاً وعـلى علاقة جـيدة جـداً بالكاهـن الأسترالي المحـترم إلى درجة أنـني لما إتصلتُ بتلفـون داره في صباح أحـد الأيام من أثيـنا كان جـواب أهـل الـدار : ( أهلاً أبونا صباح النور تـفـضّل للفـطور معـنا ) متـوهّـمين بصوتي مما يعـني أنّ هـناك عـلاقة ودٍ حـميمة بـين صديقي الشماس والكاهـن .

كان صديقي هـذا يعْـلم بظروفي من جهة ، ومن جهة أخـرى يعـرف خـلفـيّـتي الكـنسية ، أما الأخ الكاهـن هـذا وبسبب طول مدة إقامته في أستراليا فإن له عـلاقات وثيقة مع المسؤولين عـلى مستوى الكـنائس والدولة ومن بـينها وزارة الهجـرة . وكـنت أكـتب رسائل إلى صديقي أوَضّح له أنـني مرفـوض مرات ومرات من السفارة الأسترالية في أثينا وحـتى من سـفارات أخـرى وأغـلقـتْ كـل الأبواب بوجهي وكاد مستـقـبل أولادي يضيع ، فـتألـّم لي وفاتح ــ أخـينا ــ بالموضوع وألحّ عـليه كي يعـمل شيئاً من أجـلي وينـتشلني وعائلتي من هـذا المأزق ، وصديقي واثق كل الثـقة بأن كاهـنـنا ( لو أراد ) يمكـنه أن يضمن ويحـقـّـق نـتيجة إيجابـية في هـذا الشأن ، فـناشـده قائلاً : أنـنا بحاجة إليه كـخادم في الكـنيسة أكـثر من موضوع إستـقـرار عائلته .
وفي نهاية المطاف تظاهـر كاهـنـنا بأنه سيـلبّـي طلب صديقي وقال له : قـل لرفـيقـك في أثينا أن يقـدّم طلبه وأنا بدَوْري سأتـّـصل بقـنصل الهجـرة في السفارة الأسترالية هـناك . فـكـتب صديقي رسالة لي في مطلع تشرين الثاني 1996 كـلها أمل وطمأنينة وثـقة بل حاسمة وقال فـيها : إعـتبر نفـسك في أستراليا وإبدأ بالتحـضير منذ الآن كي نحـتـفـل هـنا سـوية ( ليس بعـيد الميلاد ) بل أكـيـد بعـيد القـيامة المقـبل ، وأضاف : إن هـذا الكاهـن حـين يقـول يفـعـل . فـقـدّمْتُ أوراقي وكلـّي لهـفة ونـشـوة وغـبطة نابعة مِن ثـقة صديقي القـوية بكاهـنه وصرْتُ أنسج صروحاً وآمالاً من خـيوط مخـيِّـلـتي ، مبنية عـلى تلك الرسالة التي كـتبها مستـنـداً إلى وعـد الرجال !! . ولكـن ما أنْ مرّ أسبوعان حـتى جاءتـني إبنـتي وأنا في كـنيسة دير الأم تيريزا لتخـبرني بأن رسالة رفـضٍ وصلتْ من السفارة الأسترالية .

وحـقاً أقـول لـقـد كانـت صدمة قـوية لا يمكـنـني وصفـها ، إنهارتْ معها كل آمالي وصروحي وتألـّمتُ كـثيراً ، فإتصلتُ بصديقي وأخـبرْتـُه بالنـتيجة المحـزنة فـتـفاجأ بدَوره هـو أيـضاً وخاب أمله . ولما أخـبر الكاهـن الموقـر بالنـتيجة المحـبطة ! ردّ عـليه قائلاً : لقـد إتـّـصلتُ بالسفارة فـعـلمْتُ أن الطاقـم كـله قـد تبدّل ولم أعـد أعـرف أحـداً هـناك ! . يا لدروب الـــ ، فـلو أن الأمر كان كـما إدّعى ، لماذا لم يُخـْـبـِر صديقي حال عِـلـْمه بذلك وقـبل ظهـور النـتائج ؟ إنه ماكـر من الـطـراز الأول ، فـمِـن جهة تـظاهـرَ بأنه لـبّى طلب صديقي ، ومن جهة أخـرى لم يُحـرّك ساكـناً ، ليـنـتـظـر ! إذا جاءت نـتيجة تـقـديمي إيجابـية فالجهـد جهـده والفـخـر له ..... أما إذا كانـت سـلـبـية فالعـذر جاهـز عـنـده .    


203
ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة الـثالثة عـشرة ــ الأب ميخائيل بـزي ، الـتـناول الأول للأطفال ، نـدوة
     
   
قـداس الوداع من اليونان إلى لبنان :

وقــُـبَـيل مغادرة الأب مكاريوس إلى وطـنه لبنان حـضرنا قـداسه في كـنيسة آخـَـرْنون ( مقـر المطرانية ) فإزدحـمَـتْ بالعـراقـيّـين المشاركـين في توديعه ، وبدأ خـطابه قائلاً : بْـشينا ثـيلوخـون = أتيتم بـسلام ، ثم واصل كـرازته باللغـة العـربية معـبّراً بحـرارة عـن حُـبّه وتعـلـّـقه بالعـراقـيّـين الذين أحـبّوه أكـثر وقـد توقــّـف هـنيهة عـن الكلام بعـد أن إغـرَوْرَقـتْ عـيناه بدموع الفـراق الـذي قـد لا يكـون بَعـده لـقاء .

دير الأم تيريزا في أثـينا :

يتميّـز هـذا الدير بأنه مؤسَّسٌ لمساعـدة الفـقـراء واليتامى والمشردين وقـد قالت مؤسّـسَـتـُه ( تيريزا الألبانية ) : لو نعـلم أن هـناك فـُـقـَـراءَ عـلى سطح القـمر سنذهـب ونؤسّس ديراً هـناك . إن راهـبات هـذا الدير يتميّـزنَ عـن راهـباتـنا الـكلاسيكـيات بأنهـنّ لا يملكن أيّ نوع من الممتلكات الشخـصية عـلى سطح الأرض ولا أكـثر من بدلتين من الملابس ( واحـدة عـلى أجسادهـنّ والأخـرى نظيفة للإستحـمام المقـبل أو حـين يتـطـلب تبديلها ) كما أنهـن نذرنَ عـلى أنفـسهـنّ أن لا يأكـلنَ خارج الدير أياً كان السبب عـدا شرب الماء ولكـن بنفـس الوقـت يقـبَـلنَ الغـذاء الذي يؤتى به إلى ديرهـن عـلى إعـتبار أن ذلك يُحـسبُ إستعـطاءاً من الغـير وهـن فـخـورات به .
ومن الجـدير بالذكـر أنهـنّ يعـتمِـدنَ عـلى طريقة الإستجـداء في الحـصول عـلى الأموال اللازمة لمساعـدة الفـقـراء وكم من مرة رافـقـناهـنَّ في الـذهاب إلى السوق العام للخـضار فـنـطـلب أنـواع الخـضار والفاكـهة بكـميات كـبـيرة ونأتي بها إلى الـدير ، بل ونـقـلـنا آثاثاً منـزلية من بـيوت تـنازل عـنها أصحابها وكـلها تـوزع مجاناً للمحـتاجـين .... إن لـراهـبات الأم تيريزا حـق السفـر مرة واحـدة لرؤية ذويهـن كل عـشر سنوات ( إلاّ في حالات طارئة ) وحـياتهـن هي القـداسة بعـينها فـيَـذهـبنَ إلى السجـون والمستـشفـيات ويتابعـن النائمين عـلى الأرصفة والطرقات ويقـدّمنَ كل ما بوسعـهـنّ من خـدمات ومساعـدات ويستـقـبلـْنَ الجـياع والمرضى في الدير فـيقـدّمْن لهم المأكـل والدواء بفـرح ويتألـّـمْن لحال أولئك دون السؤال عـن الجـنسية أو الدين .
شاهـدنا الدير في أعـوام تـسعـينات الـقـرن الماضي وهـو يقـدم وجـبة غـذاء ظهراً لأكـثر من 70 شخـصاً / سـتة أيام في الأسـبوع ، وفي يوم الأحـد لأكـثر من 150 شخـصاً وفي الأعـياد كان يفـوق العـدد فـيتجاوز الـ 250 شخـصاً وذلك بمساعـدة العـراقـيات والعـراقـيـين المتطوّعـين للخـدمة مع الراهـبات اللـواتي أعـجـبْنَ بجـميع أصناف أغـذية المائـدة العـراقـية ولكـنها مُـكـْـلِـفة حـسب رأيهـنَّ . لقـد خـُـدِمْـنا وخـَـدَمْـنا في هـذا الدير خـمس سنوات كان أولادنا يشتـركـون في فـعاليّاته وأناشيد القـداس وصلواته كما تعـلـّموا بعـضاً من اللغة الإنـﮔـليزية في محاضرات بسيطة عـلى يد أساتـذة متطـوّعـين للتدريس . 

التـناول الأول للقـربان المقـدس عام 1994

أخـذتُ عـلى عاتـقي التعـليم المسيحي للأطفال العـراقـيّـين والراغـبـين بتـناول القـربان المقـدس للمرة الأولى وأقـمنا الإحـتـفال في كـنيسة آخـرنون الكاثوليكـية من تـقـديس الأب توما ( ألماني من أصل ﭽـيكـوسلوﭭـاكي متـزوّج من سـورية ويجـيد اللغة العـربـية ) كان قـداساً بـيزنـطـياً مطـعـماً بأناشـيـدنا وصلواتـنا الكـلـدانية وشارك فـيه ( 4 بنين + 4 بنات ) . وبتـلك المناسبة فإن عائـلتي والكاهـن كـنا مـدعـوّين إلى وليمة غـداء بعـد القـداس مباشرة عـنـد عائلة تلكـيفـية لها طـفـلين متـناولـين ( ديـﭬـن وأخـته ) وربة الـبـيت إسمها ناريمان .

إجـتماع الجالية العـراقـية مع سيادة المطران اليوناني :

طلبنا من سـيادة المطران اليوناني ــ أنارﮔـيـروس ــ أن نجـتمع به كي نعـرض أمامه أسباب هـجـرتـنا عـسى أن يحـرّك لـنا ساكـناً بإعـتـباره مطران كـنيستـنا ومرجـعـنا في بلاد الغـربة . ولما إلتـقـَـيناه حَـكـينا له كـل ما عـندنا من منغـّـصات الحـياة في العـراق وأسباب لجـوئـنا إلى دول أخـرى ، فأبـدى إستغـرابه من كـلامنا وقال : إن ﭘـاطريَرك الكـلدان ( بـيـداويـذ ) يحـكي عـن حـياة المسيحـيّـين السعـيـدة في العـراق حـينما نجـتمع في روما ! فأجَـبْـتـُه : إن له كل الحـق عـندما يتكـلـّم في روما بإيجابـيّات النظام العـراقي ، لأنه سوف يرجع إلى العـراق ويعـلم ماذا سيكـون مصيره لو تكـلـّم ضد النظام الحاكم ؟ وفي الأخـير لم يكـن بإستطاعة المطران عـمل أيّ شيء لهـذا الجـمع الهائل من اللاجـئين .

التـناول الأول للقـربان المقـدس عام 1995
:

إستمرينا في تدريس الأطفال التعـليم المسيحي وأسـلوب الإعـتراف أمام الكاهـن بالإضافة إلى أناشيد قـداس التـناول الأول للقـربان المقـدس كل ذلك في قاعة كـنيسة دير الأم تيريزا ولهـذا كـنت أقـول للراهـبات أن هـذا هـو أحـد أنـشـطة ديركم . كان عـدد الطلاب 24 ( 13 بنين + 11 بنات ) وأقام القـداس الأب توما الألماني بتاريخ 3/؟/1995 في كـنيسة آخرنون . وقـد ألقى سيادة المطران اليوناني أنارﮔـيروس كـلمة بالمناسبة ترجـمها إلى لهجـتـنا الكـلـدانية رجـل ألقـوشي يجـيـد اللغة الـيونانية يقـيم في أميركا الـذي ترجـم كـلمتي بلهـجـتـنا الكـلـدانية إلى اليونانية من أجـل المطران وغـيره .

إجـتماع أبناء الجالية فـيما بـينهـم في قاعة الكـنيسة :

إجـتمعـنا يوماً في قاعة الكـنيسة وناقـشنا إمكانية القـيام بمظاهـرة سلمية وبموافـقة الشرطة المحـلية أمام السفارة الأسترالية والأميركية والكـندية . لقـد ناقـشنا كـثيراً وإقـترحـنا أكـثر ولم نـتـّـفـق عـلى رأي لأنّ كـل جماعة كانـت تريـد شيئاً حـسب أهـوائها بالإضافة إلى عـدم تـضامن الـبعـض في وقـت الأزمات الجـماعـية ، مثل سـيـدة عـراقـية لاجـئة لم تـحـضر الإجـتماع وإنما أعـطـتْ رأيها وهي في دارها قائلة : نحـن لا نخـرج للمظاهـرة كي لا يخـسر أولادي أجـرتهم اليومية !!! وليذهـب للمظاهـرة كـل مَن يريد ، فإذا ربحـوا سـنربح معـهم ........... وإذا خـسروا فـنحـن لا نخـسر شيئاً . 

طقـوس درب الصليب :

كـنا نحـن الشمامسة في دير الأم تيريزا نقـيم طقـوس درب الصليب كـل أيام الجـمع التي تسبق عـيد القـيامة حـسب أنـظمتـنا في العـراق وبصورة رائعة بكـل ألحانها وقـراءاتها ، وكانـت قاعة الكـنيسة تـزدحم بالحـضور .

ندوة الأب الوكـيل الـﭘاطريركي  ( لا أتـذكـّـر تاريخها بدقـّة ):

نحـن الكلدانيون فخـورون بقـبولنا الرب يسوع طريقا وحـقا وحـياة لنا ، وكـنيستـنا الكاثوليكية العـريقة الأصيلة تـزيـدنا فخـراً ونحـن نستـظل تحـت خـيمتها ، وإن الجـماعة الـذين إخـتاروا طريقاً أخـرى لا يدرون بأن ما يسمونه كـنيستهم تـقـف وراءها أيادي مجهولة الرأس والهوية بـدليل أنهم لا يعـرفـون سلسلة مسؤوليها وإنما كـل واحـد يعـرف الـذي يليه فـقـط ( تـنـظيم خـطـّي ) .
ومما أتـذكـره في عام 1996 أن الأب الموقـر ( الوكـيل الـﭘاطريركي في روما ) قـدِم إلى أثينا لإقامة المراسيم الدينية لجاليتـنا وشاء أن يعـقـد لـنا ندوة يجـيب من خلالها عـلى أسئلة واستـفسارات المؤمنين فـحـضَرنا في كـنيسة دير ( الأم تريزا ) وبدأها بكلام قـصير وبسيط جـداً ، ثم فـتح الباب لأسئلة الحاضرين فـدشـنها شاب مـتـكىءٌ عـلى الجـدار ( من جـماعة الإنجـيليّـين ) وطرح الأسئلة الثلاثة التالية دفـعة واحـدة :

أ- إن مريم أنجـبتْ يسوع ، فـلماذا تسمى عـذراء ؟
ب- يذكـر الإنجـيل عـن اخـوة يسوع . فـما رأيكم ؟
ج- ما معـنى قـول يسوع : إني ما جـئت لألقي سلاما ، جـئت لألقي نارا بـين الأب وابنه وبين الكـنة وحـماتها ؟

فـماذا كانـت إجابة الكاهـن ؟ إنه قال : إن الإجابة عـلى أسئلتك هـذه تـتطلـّب مني أن أذهـب وأقـرأ الإنجـيل كـله !!

( أيّ نوع من كاهـن هـذا ؟ وأيّ وكـيل للـﭙاطريرك يكـون ؟ وأي صنف من المطارنة يُـزمع أن يكـون مستـقـبلاً ؟ ) لقـد أخـجـلـَـنا فـعـلاً ، ولما لاحـظـتُ حَـيرَته وحـرَجه أمام ذلك الشاب ، سارعـتُ وأومأت إليه برغـبتي في الإجابة ، فـقال :  ها هـو الشماس يجـيـبك على أسئلتك ، فـقـلتُ :

أ)
إن مفهـوم العـذراء عـندنا نحـن الكاثوليك وعـند غـيرنا من الذين يؤمنون بنزاهة وإستـقامة ، هي فـتاة ليست متـزوّجة ، وعـليه فإن مريم أمّ الله  لم تـتـزوج بالمعـنى المألوف عـنـدنا ، ولم يَـمـسَـسها رجـل بل ولـدتْ يسوع بحـلول الروح الـقـدس في أحـشائها ، لذلك نعـتـز بها غاية الاعـتـزاز ونسمّيها مريم العـذراء .

ب)
إن كـلمة الأخ في الكـتاب المقـدّس تعـني أقارب بدليل أن إبراهـيم قال لإبن أخـيه لوط : لا تكـن بـيني وبـينك خـصومة فـنحـن إخـوة . وفي إنجـيل يوحـنا 25:19 ( وقـفـتْ أمه ـ وأخـت أمه مريم ـ زوجة كـليوﭘا ومريم المجـدلية ) فـهل أن مريم كانت لها أخـت إسمها مريم من أبـيها وأمها ؟ أيعـقـل ذلك عاقـل ؟ وأمثـلة كـثيرة تـدلـّـنا عـلى أن كـلمة أخ تعـني أقارب مثـل إبن العـم أو إبن الخال وحـتى الصديق ، ثم أن يسوع وهـو عـلى الصليب قال لأمه مشيراً إلى يوحـنا الحـبـيب ( يا إمرأة هـذا إبنك ) وليوحـنا تلميذه ( هـذه أمك ) ، فـهـل كان مار يوحـنا إبن مريم ؟ ثم لو كان لمريم أولاد فـلماذا يوصي تلميـذه بها ؟

ج)
إن أفـراد الأسْرة الواحـدة لم يؤمنوا جـميعـهـم بالرب يسوع ، فـمثلاً كان الإبن الأصغـر يؤمن والأب يحـتـفـظ بديانـته اليهـودية أو الوثـنية ، فـنشأ بـينهـما صراع ، كما أن الكـنـّة آمَـنـَـتْ بالرب يسوع لكـن حـماتها رفـضتـْه فـنشأ خـلاف بـينهـما مثلما يحـدث اليوم حـين نرى في الأسْرة الواحـدة إخـواناً يخـتلفـون في إنـتماءاتهم السياسية بل وحـتى المـذهـبـية الـدينية فلا ينسجـمون مع بعـضهـم البعـض . فـسكـتَ الشاب ولم ينطق بحـرف واحـد .

زيارة الأب ميخائيل بـزي إلى أثينا :

لستُ متأكـداً في أية سـنة ولكـنها قـريـبة من منـتـصف الـتـسعـينات زار الأب ميخائيل أثينا برفـقة وفـد السـيـدات من جاليتـنا في أميركا وأقام قـداساً مع شماس قادم معه ، في كـنيسة ديـر الأم تيريـزا حـضرها عـراقـيـون كـثيرون وأتـذكـره حـين أدار المروحة وثـبتها بإتجاهه وقال : إن الحَـر يـضايقـني والعـرق يتـصبَّـب من جـبـيني ، وإخـتـصر الـقـداس كـثيراً وفي وعـظه حـكى لـنا عـن زيارته للصين . وبعـد الـقـداس لاحـظـتُ عـدداً من سيدات الـوفـد يوزعـن مساعـدات نـقـدية لـبعـض العـراقـيّات داخـل ساحة الـدير ، وإحـدى اللاجـئات إستـشارتـني أنْ تـطـلب منهـن بعـض الـنـقـود ( 50$ ) كي تبعـثها إلى أهـلها في العـراق فـمنعـتها قائلاً لها : إنّ هـذا سـيُـحـسَـبُ عـليكِ .


204
عـن ألـقـوش        About Alqosh
http://alqosh.net/about_alqosh.htm
ألقـوش ماسَة الدهـــــــــــــــــــــــــر وماؤه العـذبُ
قـلعة فـيها الشــــــــــــــجاعة والصُـلـْـبُ
مركـز يشعّ منه الإيمان والحـبُّ
هي الشـُعـراء والأدبُ
يليق بها الإسم الرفـيع واللقـبُ
فهي مركـز ثـقـل الأمــــــــة والعـجـبُ
والكـلـدان شـــــــــــــــــــــــــــعـبها الطـيْـبُ
ومَن لا تــُسِـرُّه كـلـماتـنــــــــــــــــــا فـليكـتب ما يكـتبُ
ألقـوش بـلـدة خالـدة في تأريخها الموَثـق قـبل أكـثر من 2700 سنة منـذ أنْ وردَ إسمها في سـفـر ناحـوم من الكـتاب المقـدس وموقعـها الستراتيجي وأخـبار أهـلها عَـبر السنين الطويلة ، فـهي عـلى بُـعـد حـوالي 45 كـلم شمال مـدينة الموصل جاثمة عـلى سـفح جـبل يحـمل إسمها ، عـدد سـكانها في عام 1958 كان 5000 نسمة وربما تـضاعـف اليوم بسبـب النمو الطبـيعي للسكان أما عـدد الألقـوشـيّـين المنـتـشرين في المهجـر فإنه يفـوق هـذا الرقم بكـثير .
وصل الإنجـيل بشرى الخلاص إلى ألقـوش منـذ القـرون الأولى لإنـتـشار المسيحـية ، فالمخـطوطات تـشير إلى أنَّ مار ــ ميخا الـنـوهـدري ــ حـين قـدِمَ إلى ألـقـوش خلال القـرن الرابع الميلادي خـرج لإستـقـباله كـهـنة وشمامسة وجـمهـور غـفـير من المؤمنين دلالة عـلى أنَّ المسيحـية كانـت قـد إنـتـشرتْ فـيها وإستـقـرَّتْ قـبل ذلك الوقـت ، وأصبحـتْ مركـزاً دينياً مهـماً في مشـرقـنا الواسع حـين غـدتْ مقـراً للكـرسي الـﭘاطريركي لكـنيستـنا إمـتـد إلى مئات السنين ( ﭘـطاركة بـيت أبونا الألقـوشـيّـين ) ولعـبتْ دوراً مؤثراً في تأريخ الكـنيسة حـين أنجـبتْ أفـذاذاً من رجال الـدين أمثال الـﭘـطاركة : يوحـنا سـولاقا ، يوسف أودو ، يوسف عـمانوئيل تـومكا ، ﭘـولس شـيخـو .... والأساقـفة : تـوما أودو الكاتب والـنحَـوي ، طيماثـيوس مقـدسّي الأديـب الـذائع الصيت ، بالإضافة إلى خـطاطي اللغة الكـلـدانية : القـس أوراها شـكـوانا ، الشماس ﭘـولس قاشا ... فإكـتـسبتْ ألقـوش طابعاً دينياً عـبر الأجـيال . 
ظلـتْ كـنيسة ألقـوش خـورنة تابعة لأبرشية الموصل حـتى يوم 19/3/1961 فـصارت أبرشية ، وإستـقـبلتْ أولَ مطران لها مار أبلحـد صنا بتأريخ 25/3/1961 ... وحالياً يرعاها السعـيـد الـذكـر سيادة المطران ميخا مقـدسي ، وتـضم : خـورنة ألقـوش ، عـين سـفـني ، جـمبور ، شـرفـية ، تـللسـقـف ، باقـوفا ، بـطنايا .
ألقـوش تأريخـياً
كانـت ألقـوش محـط أنـظار الغـزاة والطامعـين فـقـد شهـدتْ إضطهادات وإعـتـداءات بأساليـب شـتى ولأسباب عـديـدة أراد منها المعـتـدي بسط نـفـوذه إشباعاً لشهـواته فـقـط ، ورغـم كـل ذلك كانـت تلك المنغـصات مثل كـبـوة الحـصان تـنهـض ألقـوش بعـدها سليمة معافـية وبقـوة أكـبر مما جـعـلتها صامـدة مرفـوعة الرأس حـتى الـيوم بهـمة أبنائها جـميعـهم بـدون إستـثـناء ... وبـين فـتـرة وأخـرى كانت ألقـوش تشهـد موجات نزوح أناس مسـبـيّـين وآخـرين لاجـئـين إليها من الجـنوب والشمال من أبناء الـوطـن وحـتى اليهـود ، إلاّ أنَّ سكانها حافـظـوا عـلى أصالتهم الكـلـدانية النابعة من بـيث نهـرين الأصيلة ، فـسكان ألـقـوش جـزء من شعـبنا الكـلـداني يعـتـنق المذهـب الكاثـوليكي والمتحـد إيمانياً بكـنيسة مار ﭘـطـرس أم الكـنائس في روما / الـﭬاتيكان .
إنَّ البـيوت الواقعة عـلى سـفح الجـبل مباشرة فـيها مغاورَ وكـهـوف تـدلّ عـلى أن الإنسان كان قـد سـكـنها في يوم ما خاصة أن في كـل منها نرى مغارة واسعة تـصلح للسـكـن كما أن أغـلب الـبـيوت المشـيَّـدة في أسفل الجـبل وجـدوا فـيها آثاراً تـدل عـلى السكـن كالـتـنـور ، وحـفـرة منـقـورة في الصخـر لتحـضير المؤن ...
فـي ألقـوش أودية مثل :
1- مهجع اللصوص ( شـويثا د ﮔـناو ) : هي رابـية في أسفل الجـبل عـملتها يـد الإنسان لتـكـون صالحة للسكـن ، عُـثِـر فـيها عـلى آثار لأواني فخارية .
2- مصناعي : هـو أثر قـديم غـرب مهجع اللصوص كان قـد حـفـرَهُ ونـظـفه ( إدمون لاسـو ) ربما يمثل معـبـد الإله سـين ( قـمر ) كان سكان ألقـوش الوثـنيّـين يعـبـدونه ويحـتـفـلون به في غابر الأزمنة للإشـتراك في أعـياد رأس السنة البابلية ( الكـلـدانية ) التي كانت تمتـد 11 يوماً ، وبالمناسبة فإن الإله ( سين ) كان موجـوداً في أور الكـلـدانيّـين أيـضاً .
3- محـلة سـينا : هي محـلة في الجـزء الغـربي من بلـدة ألقـوش ، ربما إتخـذتْ هـذا الإسم من الإله سـين .....  أو أن أهلها كانـوا يشتغـلون بالفـضة ــ سـيما ــ فـتـحـوَّرتْ إلى سـينا !! .
4- نصب شـيرو ملكـثا : في غـرب ألقـوش .................... وهـناك شـواهـد أثرية قـديمة أخـرى .
أهـمية موقع ألـقـوش الجـغـرافـية
كانت ألقـوش مركـزاً تجارياً لجـميع القـرى المحـيطة بها حـتى مشارف العـمادية الجـبلية حـيث القـوافل القادمة من تلك المناطق النائية تـقـصد ألقـوش لتـفرغ فـيها حـمولتها من الفاكهة والأثمار الجافة وغـيرها ليتم تبادلها بما يحـتاجـونه للمعـيشة اليومية وباقي مستـلزمات الحـياة ، فـكانت في ألقـوش سوق عامرة ومعامل بـدائية لإنـتاج الراشي والمؤونة ومحلات لصنع الأحـذية المحـلية يـدوياً والمسماة ( كالِـكّ = كـلاش ) بالإضافة إلى بـيوت كـثيرة فـيها مكائن خـشبـية بسيطة تسمى محـلياً ( ﮔـوبا ) لـنسج الأقـمشة من الخـيوط الصوفـية .
إن السهل الممتـد نحـو جـنوب ألقـوش خـصبٌ جـداً يعـتـمد عـلى السقي الـديمي ــ المطـر ــ تعـَـوَّد الأهالي منـذ القِـدَم عـلى زراعة الحـنطة والشعـير بالـدرجة الأولى بالإضافة إلى الباقلاء والحـمص والعـدس في مواسمها الزراعـية الشتـوية ، وتـتميز تربتها بجـودتها ورطوبتها صيفاً تكـفي لـزراعة فاكهة البطيخ المتميزة بأصنافه المتعـدّدة دون سـقي ، فـمنها ذو الطعـم الحـلو جـداً إسمه المحـلي ( مُلوكي ) وآخـر فـيه نكـهة الـﭘـرتـقال يسمى ( بُـركا د ﮔــُملا = رُكـبة الجـمل ) وغـيرها حـتى صار مصطلح ( بـطيخ ألقـوش ) مألوفاً لـدى العـراقـيّـين ، وجـدير بالـذكـر أن زراعة بـذور بطيخ ألقـوش في أية تربة أخـرى لا يُـعـطي نـفـس الطعـم حـتى إذا كان الناتج بنـفـس الحجم .
كـنائس ألقـوش
1- كـنيسة مار ﮔـورﮔـيس وهي الأقـدم  ، ذات هـيكـلين ( مار ﮔـورﮔـيس و هـيكل مريم العـذراء ) جُـدّدتْ عـدة مرات وفـيها ناقـوس كـبـير .
2- كـنيسة مار ميخا ، وفـيها قـبر مار ميخا الـنـوهـدري تأسَّـيـتْ فـيها أعـرق مدرسة منـذ قـرون تخـرَّجَ منها رجال بارزون في ألقـوش .
3- مزار مار قـرداغ بُـنيَ في سنة 1990 من الأموال الخاصة للمحـسن ( جـميل يوسف كـتـو ) ، واليوم أصبح كـنيسة مهمة لسكان الحي الـذي سمي بإسمه .
4- دير السيدة العـذراء حافـظة الزروع إلى الجهة الشرقـية من ألقـوش عـلى السهـول الممهـدة لمدخـل جـبل الدير العالي .
5- دير الربان هـرمزد ( ديرا علايا ــ الـدير العالي ) في صدر الجـبل المقابل لـدير السيدة ، يُـنسب إلى ألقـوش ويُـحـتـفل بموسمه بعـد أسبوعـين من عـيـد القـيامة سنـوياً .
6- تـوجـد حـول بـلـدة ألقـوش أكـواخ بمثابة مزارات صغـيرة بأسماء القـديسين شهـداء الإيمان المسيحي مثـل : مار سـهـدونا ، مار زدّيقا ، مارت شـموني ، مار يوحـنان ، يقـدسها الأهالي ويوقـدون لها الشموع في الأعـياد .
7- هـذا وفي ألقـوش مزار مهمل للـنبي ناحـوم وقـبره ، كان اليهـود يزورونه سـنوياً ويحـتـفـلون به في أعـيادهم .

ألقـوش وسـكانها الـيوم
ألقـوش اليوم تابعة إدارياً إلى قـضاء تـلكـيف ، فـيها  دوائر حـكـومية عـديـدة : مركـز الشرطة ، مديرية الـناحـية ، دائرة البـلـدية ، المركـز الصحي ، دائرة الزراعة والـبـيطـرة ، دائرة البريـد والهاتـف ، دائرة النـفـوس ، دائرة الكـهـرباء ، دائرة الماء . وفـيها مدارس إبتـدائية وثانـوية عـديـدة وإعـدادية التجارة وروضة الأطفال .
تربـط ألقـوش طرق خارجـية مبلـطة تمتـد إلى : الموصل وعـين سـفـني ودهـوك ، بالإضافة إلى أزقـتها الـداخـلية المبلطة بالكـونـكـريت ، وفي السنين الأخـيرة إمتـد العـمران السكاني شرقاً وغـرباُ وجـنوباً وحـتى عـلى سـفـوح الجـبل قـليلاً ، نـتيجة حاجة الـتـكاثر السكاني الطبـيعـي بالإضافة إلى قـدوم أعـداد من العـوائل إليها بسبب الظروف الطارئة .
تـشهـد ألقـوش سـنوياً مهـرجانات ثـقافـية وأنـشطة إجـتماعـية وفـنية وأدبـية يحـضرها المهـتمون في هـذه الحـقـول من مخـتـلف الـبلـدات الكـلـدانية والسريانية والآثـورية .
سـتبقى ألقـوش عـزيـزة بشجاعة أبنائها ، فـخـورة بتأريخـها ، مؤمنة بمسيحـيتها ، أمينة عـلى كـلـدانيتها ، محافـظة عـلى لغـتـها الكـلـدانية بلهـجـتها الألقـوشية المتميزة والرصينة ، لا يملك الغـريـب فـيها بإسمه داراً ولا أرضاً مُـلكاً صرفاً مسجلاً بالطاﭘـو إلاّ إذا كان ألقـوشياً ، وسـيـبقى الألقـوشـيّـون متعاونين مع إخـوانهم السريان والآثـوريّـين والطـوائف الأخـرى من شعـبنا العـراقي في جـميع البلـدات المحـيطة بها والبعـيـدة عـنها في عـراقـنا الحـبـيـب ، من أجـل حـياة حـرة متـقـدمة وسعـيـدة .   
آراء حـول إسم ألقـوش
للإطلاع عـلى الآراء حـول أصل كـلمة ألقـوش وتأويلاتها .... وللتعـرُّف بالتـفـصيل عـلى الرجال المشهـورين الـذين برزوا فـيها عَـبر الأزمنة ، والمشهـود لهم بالعـلم والـثـقافة والشجاعة ، يمكـن الرجـوع إلى النسخة الأصلية من كـتاب ( ألقـوش عَـبر التأريخ ) للمرحـوم المطران مار يوسف بابانا طبعة بغـداد 1979 ....
(( وليس الـنسخة صاحـب إمتيازها سـركـيس آغاجان ... والمطبوعة حـديثاً في مطبعة نصيـبـيبن ـ شـرفـية ، وعـلى غلافها شعار حـزب زوعا 2012 دهـوك .... فإن هـذه النسخة مزوَّرة بـوضوح مع كـل الأسف )) !!

205
ذكـريات في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة الـثانية عـشرة ــ في تركـيا ، بلغاريا ، الوصول إلى أثينا

غادرتُ العـراق مع أسرتي يوم 24/8/1992 ووصلنا إستـنـبول مساء يوم 28/8/1992 وجـرّبنا حـظـّـنا في اليوم التالي لكي نغادر إلى اليونان لكـنـنا فـشلنا ورمَـتْ بنا الأقـدار فأرجـعـتـنا إلى ألقـوش . ومن هـناك جـرّبنا مرة أخـرى فـفـشلنا ورجعـنا ثانية من الأراضي التركـية إلى ألقـوش ، وفي الثالثة نجحـنا وبقـينا في إستـنـبول حـوالي الشهـر ، ذهـبنا خـلالها بضعة مرات إلى كـنيسة الكـلدان الكائـنة في منـطقة ــ تـقـسيم ــ وفي إحـدى المرات أثـناء القـدّاس وصلتـنا إشاعة هـمساً من واحـد إلى آخـر مفادها أن شرطة تركـيا تقـوم بحـملة مداهـمة العـراقـيّـين في بـيوتهم وفي الشوارع لملاحـقـتهم وتسفـير الغـير الشرعـيّـين منهم ( ونحـن جـميعـنا غـير شرعـيّـين ) فـعـمّـتْ الفـوضى بين صفـوفـنا وتركـنا القـداس والكـنيسة بسرعة ، ثم عـلِمـنا أنها كانت أقاويل سماسرة تهـريـب البشر ـ القـﭼـخـﭼـيّة ـ غايتهم أنْ يُسرع العـراقـيّـون إليهم ويقـبلوا بعـروضهم وشروطهم لمغادرة تركـيا بالطرق غـير الشرعـية فـنفـرّغ ما بجـيـوبنا من جـهـد العـمر بأيـديهم لـيُحـقــّـقـوا منا أرباحاً خـيالية .

وأثـناء تجـوالنا المحـدود في استـنبول شاهـدنا كـنائس عـريقة وقـديمة أبوابها مغـلقة بسلاسل قـوية لم يعـد هـناك ساعـور يعـتـني بها ولا كاهـن يقـدّس فـيها ولا مؤمن يـدخـلها ، وعـلى جـدرانها الطحالب الخـضراء ووقـفـنا عـندها فإرتـسم تاريخ الكـنيسة الـبـيزنـطـية أمامنا بطول سنينه في ثواني .......
 
في بلغاريا

في يوم 24/10/1992 دخـلنا بلغاريا بجـواز سفـر مزوّر كـسـوّاح وبقـينا فـيها أكـثر من أسـبوع مرَرنا خـلالها عـدة مرات بجانب كـنيسة للأورثوذكـس في مركـز العاصمة صوفـيا ودخـلنا فـيها يومَي سـبت ( متـتاليَـين ) حـيث تكـثر فـيها مراسيم الزواج فـشاهـدناها وإشتركـنا في تـناول الحـلويات التي كانت تـُـوَزّع للحاضرين . ثم سافـرنا إلى سْـكـوﭘـيا الحـدودية مع اليونان ( يوغـوسلافـيا المقـسَّمة ) ومكـثـنا مدة ليلتين في فـندق سياحي عـند الحـدود ، ومنها دخـلنا الأراضي اليونانية ليلاً ومشياً عـلى الأقـدام لمدة أربع ساعات وعـشر دقائق فـركـبنا حافـلة قـديمة تـنـتـظرنا في منـطـقة خالية وبعـد تسع ساعات وربع وصلنا ساحة إيـﮔالـيو حـيث يتجـمع العـراقـيّـون .

في أثـيـنـــا

وصـلنا ساحة إيـﮔـاليو / أثـينا في حـوالي الساعة التاسـعة والنصف من صباح يوم 4/11/1992 ، فـصادَفـَـنا رجـل ألقـوشيّ ( صباح ) من معارفي تربـطـني به صلة بعـيـدة فأخـذَنا إلى داره وتـناولـنا الـفـطـور ثم جاءت إلينا سيدة من معارفي ( وارينة ﮔـورﮔـيس / شـيّوز) زوجة ( نوري ريّس / ألقـوشي تعـرفـتُ عـليه هـناك ) وقـضينا نهارنا عـندهـم حـتى المساء حـين قادتـنا إلى دير الأم تيريزا القـريب من دارهـم واستحـصلتْ موافـقة الراهـبات عـلى أنْ نسكـن فـيه ومكـثـنا في ذلك الدير ما يقارب السنة ، ثم أربع سنين في دار مستأجـرة دون أن نـقـطع صلتـنا بالـدير الـذي كان يُقام فـيه صباح كل يوم أحـد قـداس لاتيني نحـضره بدون مشاركة فـعالة منا بسبب اللغة والألحان الإنـﮔـليـزية غـير المألوفة لدينا .
 
أما في المساء فـكان يُقام فـيها قـداس آخـر حـسب الطخـس البـيزنطي ( كاثوليك يتبعـون روما ولكـن مظهـرهـم كـثير الشبه بالأورثوذوكـس ) يقـيمه كاهـن شاب متواضع مرح ذكيّ يترجـم إيمانه وأقـوال الرب يسوع إلى أعـمال وخاصة في المجال المادّي ، هـو الأب مكاريوس من دير المخـلـّـص / صيـدا ـ لبنان جاء إلى اليونان لدراسة الموسيقى لمدة تسعة أشهـر . وقـد تعـلـّـمْـنا هـذا القـداس البـيزنطي إلى درجة أنـنا كـنا نشارك فـيه بصورة جـيدة جـداً ( في بداية تعـرّفي عـلى الأب الفاضل طـلبتُ منه تسجـيلاً صوتياً للفـقـرات الرئيسية للقـداس كي أتعـلـّمه بسرعة ، فـسجّـله لي بصوته عـلى كاسيت أحـتـفـظ به إلى الآن ) ، ويتميّـز عـن طخـسنا الكـلداني بأن فـقـراته ذات ألحان ثابتة تـُـرَنـّم بمقام واحـد لا يمكـن للشماس أن يتـناور فـيها كـيفـما يشاء ، ولأن فـرصة مكـوث الأب مكاريوس في اليونان كانت محـدودة فإن الذي إستطاعه تعـليمنا هـو القـداس ( حـسب اللحـن الرابع- بـيات ) فـقـط وكـتبه بهـيئة مَـقاطع وعـلى النوتة الموسيقـية لراهـبات الدير اللائي كـنَّ يشاركـن معـنا قـراءة وعـزفاً عـلى الـﭘـيانو ، وكم من مرة سألتُ الكاهـن أن نغـيّر المقام ( اللحـن ) كي نـتعـلـّم غـيره فـكان يـبتسم وكأنه يريد أن يقـول أن ذلك يتطلب أن نقـضي فـترة طويلة لتـَعَـلـّمه .

كانت الكـنيسة تمتلىء بالعـراقـيّـين ومن بـينهم عـدد لا بأس به من شمامسة ذوي الأصوات الشجـية أغـلبهم ألقـوشيّـين ( إنْ لم أقـل جـميعهم ) ، أما الرسالة ( شليحا ) فـكـنا نقـرؤها بلغـتـنا الكـلـدانية وباللحـن الخاص بالقـداس الإحـتـفالي مثـلما تعـلـّمْـناه في ألقـوش . إنّ الأب مكاريوس لم تـتوفــّر له الفـرصة ليسْمع قـداسـنا الكـلداني مِنْ قـبْل إلاّ أنه لكـونه موسيقـياً خـبـيراً بالألحان وذو أذن حـسّاسة فـقـد قال لي أنّ قـراءتي للرسالة أكـثر توازناً موسيقـياً وإيقاعاً وتقـبُّلاً للأذن مقارنة مع قـراءات غـيري من الشمامسة ، وبمرور الأيام عـلـّمْـناه أن يقـول الكـلام الجـوهـري باللهجة الألقـوشية . وخـلال فـترة وجـوده في اليونان كان هـو الكاهـن الذي يقـدّم خـدماته الروحـية للعـراقـيّـين المقـيمين في أثـينا من : عـماذ ، زواج ، مرافـقة الموتى إلى مثـواهم الأخـير ، وكان هـو المناول للقـربان المقـدس الأول للأطفال عام 1993 من تعـليم وارينة ﮔـورﮔـيس والشماس ماهـر ( حالـياً في أميركا ) .

لقـد كان أباً رائعاً إعـتـدنا نحـن بعـض المقـرّبـين إليه أن ندردش معه بعـض الوقـت في ساحة الكـنيسة بعـد إنـتهاء القـداس مساء كل أحـد ومن هـناك نـترافـق سوية في سهـرة يليق بها أن نسمّيها روحـية في دار الأخ نوري ريّـس حـيث الأحاديث الدينية والنكات العـراقـية ، وقـد ردّد لنا مرّة أهـزوجة رتـّـبها كـهـنة دير المخـَلص باللهـجة اللبنانية هي أشبه بمداعـبة المطران والقـُسس بصورة عامة . وكان لإبن نوري آلة موسيقـية بسيطة جـداً ( ﭘـيانو ) فإستغـلها الأب الفاضل في العـزف عـليها مرة ونحـن نـنشد ألألحان الكـنسية أو الأغاني الشعـبـية المعـروفة ، وبعـد العـشاء كان لا بد للأب أن يغادر إلى المطرانخانة في منـطـقة آخـرنـون حـيث يسكن ، فـكـُـنا نرافـقه كل مرة وكأنـنا نودّع عـريساً إلى الشارع العام حـيث يتكـفـّـل الأخ نوري بسيارة الأجـرة ، واستمرّينا هـكـذا حـتى غادر اليونان راجعاً إلى لبنان .

وأتـذكـر أنـنا إحـتـفـلنا بالأوشعـنا لتلك السنة وفي كـنيسة الأم تيريـزا عـلى الطريقة المألوفة في ألقـوش والقـرى المسيحـية العـراقـية ، فـعـند بداية القـداس خـرجـنا بأهازيجـنا إلى الشوارع المحـيطة بالكـنيسة ونحـن نردّد كل أناشيدنا الكـلـدانية والعـربية وإندهـش لها اليونانيّون أهـل المنطقة تلك ثم رجـعـنا إلى الكـنيسة فأكـمَـلـْـنا قـداسنا .

مجّـاناً أخـذتـُم مجّـاناً أعـطوا :

إن أكـثر اللاجـئين أنفـقـوا مدخـّـرات حـياتهم في هـروبهم من بلدانهم سالكـين طرُقاَ سرية وخـطِرة مستسلمين ومسلـّمين حـياتهم إلى قـيادة سماسرة تهـريب البشر ورحـمتهم اللارحـيمة . وهـكـذا وصـلتُ بعـائلتي ( ستة أشخاص ) إلى أثينا ومعي 64 $ أميركي ( وأنا مديون 100 $ لسمسار عـراقي في صوفـيا ) ولم أكـن أملك غـيرها في هـذه الدنـيا غـير ثـقـتي بالله وبنفـسي . وعـليه فـقـد أسعـفـنا دير الأم تيريزا بأغـلب مستلزمات الحـياة ، هـذا جانب ، ومن جانب آخـر لم أكـن أعـرف لغة البلد كما يصعـب عـليّ تعـلـّمها وأنا في تلك المرحـلة من العـمر وأولادي أطفال صغار ، بالإضافة إلى أن مهـنـتي في العـراق لا يمكـن إستـثمارها للعـمل في اليونان ولا أعـرف أحـداً هـناك ، هـذه الأسباب كلها جـعـلتْ الجـيب فارغاً في الوقـت الذي لا بد من أنـنا سنحـتاج إلى بعـض النقـود ، فـما العـمل ؟ كان في الـدير رجل متـزوّج وله ثلاثة أولاد ، ويكاد وضعه وظروفه مشابهة لتلك التي لي وقـد إتـّـفـقـنا أن نذهـب سوية إلى المطرانخانة كـملجأ عـسى أن تـُسعـفـنا بـبعـض الدراهـم آنياً عـلى الأقـل .

ولما قابلـْـنا الأب مكاريوس هـناك وطرحـنا عـليه الفـكـرة قال : أن المطران طيّب القـلب وذي صدر رحـب ولكـنـني لا أعـتقـد بأن له خـُـططاً لمساعـدة اللاجـئين بالطريقة التي تريدونها ، وأضاف الأب : ولكـن إسمحـوا لي أن أرى ما الذي عـندي ، فـمـدّ يده إلى جـيـبه وأخـرج 000 60 دراخـما ( 300 $ أميركي في حـينها ) وقال هـذه لكـما ! قـلتُ له : يا أبونا ... إنك طالب تدرس هـنا في أثينا وليس لك مورد مالي ، وإذا صادف أن تـكـرّم أحـدهـم بـبعـض المال لك عـن خـدمتك له فأنت بأمسّ الحاجة إليها ، فـقال الأب : كـلامك صحـيح ولكـن هـذه أخـَـذتـُها مجّاناً والرب يقـول في الإنجـيل ( مجّاناً أخـذتم مجّاناً أعـطـوا ) . قـلتُ لصاحـبي : أنـني رأيتُ كـهـنة كـثيرين في ألقـوش وبغـداد وكـركـوك ( طبعاً الآن في أستراليا أيضاً !!! ) ولم أصادف أن نطـق أحـدهـم بهـذه العـبارة أمامي أبـداً .

ووفاءاً مني للأب مكاريوس فـعـنـد سفـري إلى سوريا في شباط 2012 مررتُ عـنـده في دير المخـلص القـريـب من صيـدا / لبنان لمدة ــ ساعـتين فـقـط ــ فـتـفاجأ أولاً بزيارتي له وأكـرمته بأضعاف كـرمه لي أيام زمان ، وشاركـتُ الرهـبان في غـدائهم ، وأثـناء ذلك قال الأب مكاريوس عـني لرئيس الـدير : هـذا شماس من ألقـوش / عـراق سـيُـسمِعـك صوته !! فـرتـلـتُ له (( إمـَّـر لي عـيـتا ... )) فسألـني هـل أن جـميع ألحانـنا بهـذه الروعة ؟ قـلتُ له : نعـم ولكـن مع الأسف فإنها تـتعـرض بمرور الزمن إلى الـتـشـويه لأنها غـير مـدوَّنة موسيقـياً بالـنـوتة ، عـدا المسجـلة منها صوتياً فـقـط .

موقـف مشـرّف لـثائر ياقـو خـيّاط ( تومكـّـا ) :

عـلمتُ أنّ كاهـناً كـلدانياً مقـيماً في أميركا كان قـد قـدِم إلى أثـينا ـ قـبل وصولي إليها ـ إما في نهاية عام 1992 أو مطلع عام 1993 حاملاً معه تبرّعات جـماعة من أميركا للاجـئين العـراقـيّـين في أثينا مقـدارها ( 800 $ ثمانمائة دولار ) وسـلـّمها إلى شخـص لا أعـرفه . ولأجـلها شـكـّـلوا لجـنة من عـدد من الرجال من قـرى مخـتـلفة (( لدراسة أنجع الطرق المحـلية وأفـضل السبل الوطنية وأعـدل الوسائل الدولية دون مخالـفة الـبنـود القانونية للمنـظمات الـدولـية ، لـتـوزيع تلك المَـبالغ الـنـقـدية )) فـعُـقـدَتْ إجـتماعات عـديدة ودارت نقاشات مـديـدة وجُـمِعَـتْ آراء سـديـدة لتحـقـيق تلك الغاية الحـمـيـدة . وكان من بـين الإقـتـراحات ــ المطروحة عـلى طاولة الـبحـث ــ والـتي ذكـرَها رجـل من بـين أعـضاء تلك اللجـنة في أحـد الإجـتماعات : أنّ هـناك شاباً في الـدولة الفلانية يحـتاج إلى بعـض الـنـقـود لـيكـمّـل فـلوسه للقـﭽـخـﭽـي ويـصل إلى أثينا ، وعـليه أرى أن نبعـث له بعـض النقـود .....  وذكـر آخـر أنّ هـناك إمرأة عـجـوزة محـتاجة .....  وثالث قال أن هـناك عائلة ذات أربعة أطـفال وصلـتْ حـديثاً تسكـن في الدير والوالِـدان لا يشتغـلان ويستحـقـّـون بعـض المساعـدة ( المقـصود بها عائلتي ) ..... إلى هـنا فإن هـذا الكلام لم أكـن أعـرف به إلاّ لاحـقاً .

كان من عادتـنا أن نبقى أكـثر من نصف ساعة في ساحة كـنيسة الدير بعـد نهاية قـداس يوم الأحـد المسائي ، نـتبادل التحايا ونـتجاذب أطراف الحـديث ونستـفـسر عـن مصير كـل واحـد منا . وفي إحـدى المرات من عام 1993 ( وعائـلتي لا تـزال تسكـن الدير ) وبعـد قـداس مساء الأحـد جاءني الأخ ــ ثائر ياقـو تومكـّا ــ ودعاني إلى خارج ساحة الكـنيسة وصار يستـفـسر عـن أحـوالنا بصورة عامة ، فـوضع ظرفاً في جـيب قـميصي ، خـمّـنـتُ أنّ فـيه صوَراً أراد مفاجأتي بها فـقـلتُ له : ما هـذا الظرف ؟ قال : لا شيء ، ولما تحـسّـسْـتـُه لم أرَهُ سميكاً ! بمعـنى ليس فـيه صور وإنما دلّ عـلى وجـود ورقة قـد تـكـون رسالة ، وعـندها سألـتـُه : ممن هـذه الرسالة ؟ قال : ليستْ رسالة وإنما فـيها بعـض الشيء خـذه لك ! وهـنا تطلـّـب الأمر أن أفـتح الظرف فـتـفاجأتُ حـين رأيتُ فـيه نقـوداً ( 300 $ ) ولما سألتــُه ما هـذا ؟ قال : إنه مبلغ بسيط لك ؟ قـلتُ له : ممن هـو وما الذي أعـمله به ؟ قال : إنه من فاعـل خـير لعائـلتـكـم ، قـلتُ له : ما الذي ستعـمله عائلتي به ؟ قال : لمصرفـها اليومي ، قـلتُ له : إن عائلتي ليستْ محـتاجة لأن راهـبات الدير يوفــِّرنَ لها كل مستلزمات الحـياة . قال : خـذه لك ، قـلتُ : وأنا أيضاً لستُ بحاجة إليه لأن الراهـبات يزوّدنـَـني بكـل إحـتياجاتي من شفـرات الحـلاقة حـتى بطاقات التـنقــّـل ... قال :
 
ومع ذلك إحـفـظه في جـيـبكَ ، قـلتُ له : لا ! ..... فأنا لستُ بحاجة إليه عـلى الإطلاق وشكـراً ، قال : إنه جـزء من مبلغ جاء به أحـد الكـهـنة من أميركا لتوزيعه عـلى العـراقـيّـين المحـتاجـين وليس منـّـية من أحـد ، قـلتُ له : بارك الله بالكاهـن وبكَ ، وأنا لستُ بحاجة إلى أي مبلغ من المال لأنـنا لسنا ندفـع بـدل إيجار ولا قـوائم صرفـيّات ، ولكـن توجـد عـوائل هي بحاجة فـعـلية إلى أيّ مبلغ كان لأنها تسكـن في دار مستأجـرة ....! ومهما ألحَّ عـليَّ إلاّ أني رفـضتُ أخـذها فإسترجع ذلك الظرف مني وإعـتذر وسلــّمه إلى اللجـنة المعـنية .

وفي يوم الأحـد التالي وفي الكـنيسة نفـسها جاءني السيد نافـع حـبـيـب بابلاّ وإعـتذر مرة أخـرى وقال : لقـد حـصل سهـوٌ ولا تؤاخـذنا عـلى ذلك ، قـلتُ له : لا أبداً ، بل عـليّ أن أشكـر مشاعـركم وإذا كـنتُ في ظرفٍ آخـر كان عـليّ أن أساهـم معـكم في تـقـديم المساعـدة للمحـتاجـين مهـما كان نوعـها . وبعـد أيام أخـبرَتـني إحـدى السيدات - رحـمها الله - أن السيد صبري عـوصـﭽـي مدحـني قائلاً عـني أنـني رجـل شهم لم أقـبل تلك المنحة وإنما فـضـّـلتُ أن تـُـعـطى لغـيري ...   
 


206
ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة الحادية عـشرة ــ  مواقـف في كـنيسة مار زيا ، مار يعـقـوب ، دير مار متي


دعاية في كـنيسة مار زيا :

في عام 1989 أو نحـو ذلك ، شاء البعـض تـرويج دعاية مفادها أن مريم العـذراء ظهـرتْ في  كـنيسة مار زيا المجاورة للمعـهـد الكهـنوتي / منطقة الميكانيك – بغـداد ، ورغـم عـدم قـناعـتي مسبقاً بمثـل هـذه الأخـبار إلاّ أني ذهـبْتُ لأستـقـصي الأمر . ولما وصلتُ ودخـلتُ الهـيكـل رأيتُ أناساً كـثيرين يؤشـّـرون بسبّابتهم إلى الزاوية العـليا اليُسْرى من ستارة الهـيكـل ( صطـْـرا ) ويقـولون : إنها هي ، تلك هي ، إني أراها ، هاها هي ، وبعـض الشباب غـير المسيحـيّـين قـد دخـلوا الهـيكل يستهـزئون ويقـولون : إني أراها تضحـك ! (( والمشكـلة أني لا يمكـنـني أنْ أحاججهم )) سألتُ أحـد المنـتمين لتلك الكـنيسة : أين هـي ؟
فأشَّـرَ وقال : إنها تلك . قـلتُ له : هـل يمكـنك أن تحـدّد لي أين مكانها بـدقة كي أراها ؟ فأشار بأصبعه إلى الزاوية العـليا اليسرى ، فـقـلتُ له : إني أركـّـز نظري فـلستُ أرى شيئاً ، قال : إنك غـير مؤمن ، قـلتُ له : أنا مؤمن ولكـني لستُ أرى سوى القـماش . فـقال لي : لا يمكـنك أن تراها لآنك خاطىء ــ فأدخـلني بإيـراد ومصرف ــ قـلتُ له : أنا أحـوج إلى رؤيتها لأنـني خاطىء كي أتوب ، قال : إنّ نظرك ضعـيف ، قـلتُ له : عـينايَ سليمتان وقـوة نظري هي ألف وستة عـشر عـلى سـتة !! . ولما رأيته مُشعْـوِذاً تركـْـتــُه .
سألتُ غـيره من الواقـفـين الذين يدّعـون أنهم يرَوْن مريم العـذراء وقـلتُ : هـل يمكـنك أن تقـول لي أين هي الصورة بالضبط وكـيف تراها ؟ قال : أنظر إلى تلك الزاوية ، تـقـدّمْ إلى اليمين ، إصعـدْ  ، إسـتدرْ ، إنـزل ...  ولما نـظـرتُ وتـقـدَّمـتُ وصعـدتُ وإستـدرتُ ونـزلـتُ .... وتابعـتُ المكان حـسبَ وصفه ، لم أرَ سـوى غـباراً عـلى الستارة المعـلقة من الأعـلى والمنحـنية طولياً بسبب ثـقـلها ، ولستُ أدري هـل أنَّ المنحـني أوحى لهم أن يكـون بمثابة ( قـوس أو ما يشبه ذلك ) وبالتالي فإن عـيونهم تـرى وجهَ مريم العـذراء ! ...
أنا أرى كـل ذلك إستهـزاءاً بالقـيم الـدينية ، ثم لماذا مريم العـذراء بالـذات ؟ فـقـد تـكـون القـديسة ترازيا مثلاً أو القـديسة مارت شـموني ؟؟ قـلتُ له : هـذا غـبار يا أخي كالغـبار الموجـود عـلى ستائر نوافـذ دارنا أو عـلى أي سطح كان ، ثم لماذا تـظهـر مريم العـذراء بهـذه الصورة الغـبارية المَخـفـيّة المموّهة وعـلى حافة قـماش ، أليس هـناك كـرسي تجـلس أو أرض مفـروشة أو سـوق لـتـقـف بـين جـماعة ؟ قال : إنها تأتي بالروح ، قـلتُ له : وهـل تـرى الروح ؟ فـلم يقـتـنع بل لم يفـهم ماذا قـلتُ ( لا و ﭼـماله هـوَّ إللي ما راضي عـني لأني ما دَ أشوفـها لمريم ) ولما رأيتــُه فارغاً لا يستحـق هـدر الوقـت معه تركـتــُه أيـضاً وخـرجْـتُ من تلك الكـنيسة وقـلتُ في نفـسي : ( دع أهـل الغـبار يرَون غـبارهم ) .
 
ترميم كـنيسة مار يعـقـوب :

في حـوالي عام 1991 كان الأب الفاضل شليمون وردوني ــ حالياً مطران ــ مسؤولاً أعـلى في الدير الكـهـنوتي ، وقـد وجَّه نداءاً إلى المؤمنين الذين يحـضرون القـداس في كـنيسة مار يعـقـوب وقال : إن كـنيستـكم هـذه بحاجة إلى ترميمات كـثيرة ( وإنّ بـيت الله ، الله يـبنيه ) ! ..... وعـليه أطـلب منكـم أنْ تــُشَـكـّـلوا فـيما بـينكـم لجاناً تـتولـّى مهـمة تحـديـد الأماكـن الـمنـدثرة والتخـطـيط لها وجـمع التبرّعات وصرف المال اللازم لإنجاز أعـمال ترميمها الضرورية وأنـتم تكـونون مسؤولـين عـنها ، فـعـندكـم كـوادر من جـميع الإخـتصاصات المطلوبة ، لذا نهـيب بكم التبرّع لبناء بـيت الله .
فـهـبّ الناس للتبرع لأيام عـديـدة ، ولكـن الأب الفاضل أصبح هـو الذي يجـمع مَبالغ التبرعات وهـو لجـنة التخـطـيط وهـو لجـنة العـمل والإشراف والصرف وبإخـتـصار هـو الكـل في الكـل ، وبعـض الشباب يعـملون مجاناً بجـهـدهـم العـضلي وأخـيراً رُمّـمَتْ الكـنيسة .

ولم نعـرف كم من المَبالغ جُـمِعـتْ وكم صُرفـتْ ولم نعـرف أيضاً هـل أنَّ مجـموع التبرعات كانـت كافـية لأعـمال الـتـرميم أم أنَّ أبونا إحـتاج إلى مبالغ أخـرى ؟ وهـل أخـذ نـقـوداً من ميـزانية الـﭘـطـريركـية ليُـكـمل الـنـقـص ! أم أنَّ ذلك كـله ليس من شأن المؤمنين ولا حاجة لهم أنْ يعـرفـوا الـتـفاصيل وإنما عـليهم الـدفع فـقـط ؟ طبعاً هـذا ليس حال تلك الكـنيسة فـقـط .

مراهـقة تـتحـدّاني أثـناء القـداس :

في أحـد الأيام وأنا أخـدم القـداس في كـنيسة مار يعـقـوب أسقـف نصيـبـين ، بدأتُ بمقام ( راسـت ) ورغـبة مني للحاضرين ولكـل مَن له أذن موسيقـية أن يستـلـذوا به ولا يحـدث أي نشاز في مسامعـهم ، كان عـليَّ المحافـظة عـلى المقام . ولمّا كـنتُ أعْـلم أن بعـضاً من مراحـل القـدّاس تـتهـيَأ جـوقة البنات خلالها لترتـّـل نشيداً ، ومن خـبرتي أعـلم أيضاً أنَّ تلك الجـوقة تخـتار الترتيلة عـشوائياً بسبب مدرّبتها المراهـقة التي لا تعـرف شيئاً عـن الـذوق الموسيقي وليست مُـلمّة بالمقامات ، فالتراتيل عـنـدها متساوية ، لذلك بعـثـتُ إبني ــ القـريـب مني ــ إليها لينقـل توصيتي لها مكـتوبة عـلى ورقة صغـيرة فـيها أسماء عـدد من التراتيل المعـروفة لـديهن وتـناسب مقام ( راسـت ) عـلى أمل أنْ تخـتار واحـدة منها ، فـماذا كان ردّ الفـتاة المراهـقة ؟ قالت لإبني : [ ﮔـُـلـّه  لأبوكْ ، إحْـنا بْـكـيفـنا ، مو بكـيفه ! = قـُـل لأبـيكَ ، نحـن نعـمل برغـبتـنا وليس برغـبته ] فـسكـتّ محـتـرماً نـفـسي أمام تلك المراهـقة لأنها ما كانت لـتـردّ عـليّ بذلك الرد ، لو لم تكـن مسنـودة الظهـر مِن قادة الكـنيسة .   

صدفة في حي آسيا صارت صداقة في أستراليا :

وأتذكـّر صباح يوم عـيد ميلاد الرب يسوع المسيح سنة 1990 وفي القـداس الإحـتفالي في هـذه الكـنيسة قـرأتُ القـراءة الأولى ( قـريانا - عـربي ) باللحـن الألـقـوشي وليس المصلاوي ، أما الرسالة فـقـد قـرأها شماس آخـر بكـفاءة وبعـد القـداس تبادلـتُ معه التهاني بمناسبة العـيد وأصبح ذلك اللقاء القـصير نواة مخـزونة في الذاكـرة تجـدّدَتْ في منـتصف عام 1992 بمكالمة تلفـونية بين بغـداد وأستراليا ، وفي نهاية عام  1992 بعـثـتُ برسالة من اليونان ، ألحـقـتـها برسائل ومكالمات متـتالية من أثينا إلى سـدني ... وأخـيراً بتاريخ 16/5/ 1997 فاجأتـُه من مركـز الحجـز فيVillawood  / سـدني بمكالمة هاتـفـية إلى داره في Hamilton Road ــ فـيرفـيـلـد متـظاهـراً له ــ ومازحاً ــ بأنـني في اليونان ... وأخـيراً زارني أكـثر من مرة قـبل حـصولي عـلى الـﭭـيزا الـدائمية ، ثم صارت بـينـنا صداقة أفـتخـر بها ... إنه الشماس الإنجـيلي المهـندس سامي يعـقـوب ديشو .

في دير مار متي :

في شهـر أيار 1990 سافـرتُ إلى ألقـوش ومن هـناك قـمتُ بزيارة إلى دير مار متي وطريقه داخـل الوادي فـيها 20 منحـنياً في أعـلى الجـبل . رأيتــُه مُرَمّـماً بصورة جـيدة ( وذلك من تبرّعات رجـل متـنفــّـذ في السلطة آنـذاك ) وكانت هـناك إضافات أخـرى قـيد البناء . إلتقـيتُ بأحـد رهـبانها وتجاذبـتُ معه حـديثاً شـيّـقاً ثم طلبتُ منه أن يردّد لي بعـض التراتيل فسمعـتـُها وكانت شبـيهة بألحان كـنيستـنا ولكـنها باللهجة السريانـية . 

إحـتفال التـناول الأول 26/7/1991 في حي آسـيا :

في هـذه السنة كان أولادي قـد أنهَـوا الصفـوف الإبتـدائية ( الثالث والرابع والخامس ) وقـرّرنا أن نحـتـفـل بهم سوية في تـناولهم الأول للقـربان المقـدّس . ولما أقـدمْـنا عـلى تسجـيل أسمائهم لدى هـيئة التسجـيل في كـنيسة مار يعـقـوب فـوجـئـنا بأن تـدابـيرهم تـقـضي بقـبول مَن أنهى الصف الخامس الإبتدائي وفي الحالات الضرورية يمكـن أن يقـبلوا مَن إجـتاز الصف الرابع . فـقـلتُ لهم : أنا تـناولتُ القـربان المقـدس حـين أنهـيتُ الصف الثالث وقـبل 34 سنة في كـركـوك ، والأجـيال في تطوّر فـما الحـكـمة من تأجـيل ذلك إلى الصف الخامس ؟ قالوا : كي يكـون بإمكانه أن يقـرأ الكـتيب المخـصّص لهـذه المناسبة ويفـهـمه . قـلتُ لهم : أولاً إن بـيتـنا هـو كـنيسة ومدرسة ، ثانياً إخـتـبروا إبني الأصغـر في قـراءته ، وإذا نجـح فـهـذا يعـني أنه مؤهّـل للمشاركة وإلا  فأنا سأؤجّـل جـميع أولادي إلى السنة المقـبلة ؟

ولما إخـتبروه في القـراءة نجح فـقـبلوهـم جـميعـهم وإحـتـفـلنا بهـم سوية في كـنيسة مار ﭘـطرس وﭘـولص في الميكانيك وبقـداس إحـتـفالي أقامه الـﭘاطريرك الراحـل مار روفائيل بـيداويذ وبمرافـقة الأب شـليمون وردوني وكان المصوّرون يزدحـمون عـند المذبح لإلتقاط الصور لأولادهـم ولم يمنعـهم أحـد لأنها مناسبة سعـيدة ، وعـنـدها إلتـقـطـتُ صوراً لأولادي وهـم يتـناولون القـربان المقـدس فـتبقى ذكـرى جـميلة عـنـدهم . ومما ذكـرَه غـبطة الـﭘاطريرك في خـطابه باللغة العـربـية قال : إنّ الناس تـتـكـلم عـني وتعـلـّـق عـلى سفـراتي إلى الخارج ولكـن هـل تعـرفـون لماذا أذهـب ؟ أنا أذهـب كي أجـلب لكـم خـبز . وفي اليوم التالي زارنا في الـبـيت الأب شـليمون مع معـلم ومعـلمة لـتـلك الـدورة من المتـناولـين لـتـقـديم الـتهاني ... 
** وكان بـودّي أن أعـلق عـلى المساعـدات الخارجـية الـنـقـدية والعـينية التي كانـت تـصل إلى دير الميكانيك بالتريلات ! أفـضـّـل تأجـيلها .

قـراري بمغادرة العـراق :

حـين قـرّرْتُ مغادرة العـراق كان لا بد لي من تهـيئة بعـض الوثائق كـشهادة العـماذ فـحـصلـتـُها لإبنـتي الصغـيرة من كـنيسة مار ﭘـطرس وﭘـولص لعـدم وجـود كاهـن مقـيم ولا سجـلاّت في كـنيسة مار يعـقـوب . ثم إتـصلتُ بكاهـن كـنيستـنا الأولى ... للغـرض نفـسه وحـدّد لي موعـداً لإستلامها لأولادي الـثلاثة ، ولما حـضرتُ في الوقـت المحـدد كان غائباً عـن الكـنيسة مما إضطـرني إلى الإنـتظار ــ ساعة ونصف ــ ثم جاء الأب الموقـّـر إبتـسـمـتُ أمامه عـلى إعـتـبار هـو أبونا وقـلتُ له مازحاً : ابونا أنا بإنـتظارك منذ زمن ! فـقال لي بلغة غـير كـهـنوتية : وما الذي تريده منـّي ، هـل أترك أعـمالي لكي أقابلك ؟

فـسكـَـتّ ُ! لأنه يمكـن في تلك اللحـظات أن يؤخـر طـلبي أو يؤجـله بحجة أو بأخـرى وأنا في حاجة ماسّة وأحـسب الساعات ، ولمّا أردتُ أن أفيَ له لقاء خـدمته هـذه ، رفـض . ولكـني عـلمتُ لاحـقاً أن كل الكـنائس في بغـداد ( وفي تلك الظروف فـقـط ) كان رعاة الكـنيسة يتساهـلون في منح شهادات العـماذ وبسرعة ولا يقـبلون أيّ مبالغ لقاء ذلك ، ولستُ أدري لماذا !.

207
ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة العاشـرة ــ  سـفـرتي إلى البـصرة


الخـدمات الكـنسية في ألقـوش في فـترة السبعـينات :
في إحـدى سفـراتي إلى ألقـوش مررتُ من عـند الكـنيسة ودخـلتُ فـيها فـرأيتُ إعـلاناً معـلـّـقاً عـلى الجـدار حُـدّدتْ به رسوم الخـدمات التي يقـدّمها الكاهـن للمؤمنين ( العـماذ ، التـناول الأول ، الزواج ) ومرافـقة الموتى إلى المقـبرات مجاناُ في حالة الكاهـن الواحـد المُرافـق ، أما إذا شاء ذوو الميت أن يرافـقـهـم كاهـنان أو أكـثر فـعـندئـذ يُستوفى منهم إستحـقاق خـدمات جـميعـهم ، ولما إستـفـسرْتُ من المرحـوم الأب هـرمز صنا عـن ذلك قال : إنّ كاهـناً واحـداً يكـفي لمرافـقة الميت وأداء طقـوس الدفـن ، أما المظاهـر والأبّهة ليست مجانية .

في كـنيسة بغـداد ! :
في 17/3/1979 إنـتقـلنا إلى منـطـقة بـبغـداد حـيث الكـنيسة قـريـبة من دارنا وبعـد أيام قـليلة صادف عـيد القـيامة فـكانـت فـرصة للمشاركة في الـقـداس لي ولإخـوتي فـقـرأتُ الرسالة ( باللحـن الكـبـيرالأصيل ) وقـرأ أخي القـراءة ( قـريانا - بالطريقة نفـسها ) وأخي الثالث مشاركاً مع بقـية الشمامسة ، فـتركـنا إنطباعاً جـيّداً عـند الكاهـن وأهالي المنطقة . ولما إقـتـرب موعـد زواجي أبلغـتُ الكاهـن فـطلب مني شهادة مطلق الحال فـقـط  ( وليس حـضور دورة ذات أشهـر غـير مجـدية ) فـتـطـلـّـبَ مني السـفـر إلى ألقـوش للحـصول عـليها ولمتابعة أمور الخـطوبة أيضاً ... عـكـس ما كان البعـض يتوقـعـون مني الإنخـراط في سلك الكـهـنوت ، وإلـتـقـيتُ سيادة المطران أبلحـد صنا ودعَـوتـُه إلى مراسيم زواجي فـقال : أهـنئك أولاً ونحـن معـك ونشجّـعـك وإذا توفـرتْ لي فـرصة الحـضور سأخـبرك ،  ثم وبحـضوره إلتقـيتُ بالأب هـرمز صنا في ( القـونخ ) فـزوّدني بما أردتـُه ، لكـنه قـرأ في عـيني إستغـرابي من كاهـن بغـداد حـين طلب شهادة مطلق الحال مني وأنا إبن الكـنيسة معـروف في ألأوساط  الألقـوشية وفي بغـداد ، لا بل إنّ مكالمة تلفـونية قـصيرة كانت تـفي بالغـرض بـدلاً من معاناة السفـر ، فـقال لي : إن الهـدف من هـذه الشهادة هـو لحـفـظها في سجـلاّت الكـنيسة . وأثـناء ذلك سألوني عـن الكاهـن الذي سيـباركـنا فـنقـلتُ لهـم صورة مناسبة عـنه وأضفـتُ : أن الكاهـن المشار إليه لم يدرسْ سنيناً طويلة في السيمينير كـبقـية الكهـنة وبالتالي فإن ثروته المعـلوماتية كـراعي الكـنيسة غـير كافـية لخـدمة المؤمنين وعـليه ( حـسبما ذكـره لي الكاهـن بنفـسه ) كان قـد قـدّم طلباً إلى المرحـوم غـبطة الـﭘاطريرك مار ﭘـولص الثاني شـيخـو للسفـر والدراسة في إيطاليا فـرفـض طلبه ، فـعـلـّـق الأب هـرمز قائلاً : هـل أنهى دراسة الكـتب الموجـودة في العـراق كي يطلب المزيد منها في إيطاليا ؟ أما سيادة المطران قال : إن هـؤلاء لا يصلحـون للدراسة في الخارج وأن غـبطة الـﭘاطريرك يعـرفهـم جـيداً . وفي 29/6/1979 تـزوّجـتُ بمباركة كاهـن الكـنيسة يرافـقه المرحـوم الأب أسطيفان كـﭽـو في الكـنيسة نفـسها .

( للكاهـن قـرارات غـريـبة ) ! :

طـلبـتُ من أخي أن ينقـل إلى كاهـن الكـنيسة رغـبتي في الإلتحاق بالأخـوية ، ولما أخـبره ذلك ردّ الأب الفاضل عـليه قائلاً : يُمنع الموظفـون من الإنخـراط في صفـوف الأخـويات ! يا له من قـرار !! . إن سبب منعه لي من الإنضمام إلى الأخـوية ( في إعـتقادي ) هـو إنه لا يريد كـشف مستوى شخـصيته أمامي في وقـت يتطـلب منه التباهى أمام الشباب الصغار . وفي مناسبة أخـرى زارنا غـبطة الـﭘاطريرك مار ﭘـولص الثاني شـيخـو في دارنا يوم 6/11/1981 برفـقة معاونه آنـذاك ( المطران عـمانوئيل دلـّي ) والأب الكاهـن راعي الكـنيسة وبعـد صلاتهم دار حـديث قـصير بـينـنا ، ثم سألتُ غـبطـته لغاية في نفـسي : سيّدنا ، لماذا لا تـترجـمون نصوص قـدّاسـنا إلى اللهجة المَحْـكـية في البـيت كي يفـهـمها الناس ؟ ردّ عـلي وقال : إبـني ، إن لسان آبائنا سوف يضيع ، فالصلوات مفـهـومة لمَن يريد فـهـمها . وبعـد أسابـيع إلتـقى الكاهـن بعـمّي المرحـوم جـرجـيس خـندي وقال له : إنّ إبن أخـيك إشـتكى عـليّ عـند الـﭘـطريرك ! . وبتاريخ 22/8/1982 إلتحـقـتُ بخـدمة الإحـتياط في الجـيش ولم تكـن لديّ أي مشاركة كـنسية حـتى تسرّحـْـتُ يوم 5/11/1984 . وبالمناسبة فإن عـماذ أول ثلاثة أولادي كان في كـنيستـنا المشار إليها .

رسامة الأب يوسف توماس مطراناً :
في يوم 5/2/1984 كـنتُ في إجازتي العـسكـرية ، عـلمتُ أنه يوم رسامة القس يوسف توماس وترقـيَـته إلى درجة مطران ، إنها فـرصة جـميلة لا بـدّ لي أن أحـضرها وأشاهـد نظامها التي لم تـُـتـَحْ لي فـرصة قـبل ذلك أنْ أشاهـد مثـلها . حـضرتُ في الوقـت المناسب في كـنيسة أمّ الأحـزان وكامرتي الفـوتوغـرافـية معي . بدأتْ المراسيم ( قـدّاس ، صـلوات ، وضع الأيادي عـلى رأس المطران الجـديـد ، كـلمات بالمناسبة ) وأنا أصوّر اللقـطات التي كـنـتُ أخـتارُها بعـناية من مشاهـد الرسامة طيلة فـترة المراسيم تلك ، ثم ألقى المطران يوسف توماس أول كـلمة في حـياته الأسقـفـية والحـضور كـثيف وبمخـتلف المسـتويات ومن ضمنهـم ممثلي الدولة ، لاحـظـتُ فـيه رباطة جأش ، نعـم ولكـن مع بعـض الإرتجاف في شـفـته العـليا ، ولا غـرابة من ذلك فالمشْهَـد رائع والجـموع تـنظر إليه وتـنـتـظر منه كـلمته وفي موقـف كـهـذا تصبح الحالة النفـسـية غـير طبـيعـية . وحـينما يكـون الشخـص المرهـف الحـس في مركـز الحـدث يصعـب عـليه التـنسيق بـين الأعـصاب المنـتبهة والعـضلات  المشدودة . وبعـد أن خـُـتـمَتْ المراسيم خـرج المشاركـون في القـداس بموكـب إلى الساحة الخارجـية بنشيد ( شـبّح لمريا بقــُـذشـيه ) بقـيادة الأب يوحـنـّان ﭽـولاغ ثم وقـف المطران الجـديد هـناك ليتـقـبّـل التهاني ، فـباركـناه مع تهانينا بدرجـته الجـديـدة وانصرفـتُ ، ثم عـلمتُ أنه عُـيّن مطراناً عـلى أبرشية البصرة . وإنـتـظرتُ أكـثر من ثلاثة أشهـر وخـلال إحـدى إجازاتي هـيأتُ صوَره ( في ألبوم ) وسافـرتُ إلى مقـر مطرانيته في البصرة فـوصلتـُها مساءاً واستـقـبلني بفـرح وشاهـدَ الصوَر فأعـجـب بها كـثيراً وقال : إنها أفـضل من جـميع الصوَر الأخـرى لباقي المصوّرين لأنكَ - والكلام لا يزال لمطران - شماس وعـندك خـبرتك في فـقـرات القـداس وبالتالي تعـرف تسلسلها ، لذلك فأنتَ تـتهـيأ للقـطة المناسبة المقـبلة .
قـلتُ له أنّ إجازتي قـصيرة والأفـضل أن أغادر إلى بغـداد ، قال : إذا غادرتَ الآن ! خـذ الصوَر معـكَ ، ومن إجابته عـلمتُ أنه ليس راضياً من كلامي ، ثم قال : من المستحـيل أن تسافـر ، بل أريدك عـندي بضعة أيام ، قـلتُ له : وهـذه أيضاً مستحـيلة ، ولكن لن أخالف كلامك و يسعـدني كـثيراً أن أجالسك بعـض الوقـت . قـضينا سوية ساعات طوال نـتـكلم في شتــّى المواضيع ، ثم رتـّـب الساعـور ( أو حارس المطرانية ) مكان نومي فـوق السطح ، وفي الصباح الباكـر حـضرتُ قـداسه فـكانـت تلك آخـر مرة رأيته ثم إستأذنتُ منه وغادرتُ متوجهاً إلى بغـداد .


بعـض الصوَر للأب يوحـنان :
شـئـتُ أن أبعـث بعـضاً من صوَر المطران الجـديـد مار يوسف توماس إلى الأب يوحـنان ﭼـولاغ وكانت العلاقة حـميمة جـداً بـينهـما ، فـسلـَّمتها له زوجـتي في كـنيسة مار إيشعـيا / الموصل مع هـدية بسيطة فـعـلـّـق مازحاً وقال : هـل أن هـذه الهـدية ثمن الصوَر ؟  

محاضرات في المعـهـد الكـهنوتي :
في عام 1984 وحـتى مطلع عام 1985 عـرضتُ خـدماتي للأب شليمون وردوني ( حالياً مطران ) كـمدرس متطوّع لتدريس مادة الفـيزياء بمراحـلها المخـتلفة لطلاب المعهـد الكهـنوتي في الميكانيك وليوم الجـمعة فـقـط فـوافـق وإتفـقـنا عـلى أن تكـون المحاضرات ما بين إنـتهاء الطلاب من الفـطور والصلاة الصباحـية وإلى فـترة الغـداء ، وكـنت مسروراً لأن طبـيعة طلاب السيمينير المقـبلين عـلى الرسامة الكـهـنـوتية تخـتلف عـن تلك لطلاب المدارس العامة فالرغـبة موجـودة ولا وجـود للمشاكـسة في قاموسهم عـلى الإطلاق ، ثم بعـملنا هـذا إنما نبني ذكـريات جـميلة للمستقـبل كما فـعـل الأب ماهـر حـين شاهـدتـُه للمرة الأولى في أستراليا قال لي : كـيف الحال أستاذي ، لستُ ناسياً محاضراتك الفـيزيائية عـندما كـنا طلاباً في المعـهـد الكهـنوتي ، فـقـلتُ له مازحاً : الأن حان الوقـت لآخـذ حـقي ، صلـّي لي مجاناً ، فأجابني قائلاً : تـتـدلـّـل . ويجـب أن أذكـر أنـني حـينما كـنت أنـتهي من محاضراتي كان الأب شليمون لا يقـبل إلاّ أن أتـناول طعام الغـداء معـهم ثم يأخـذني بسيارة الدير ويوصلني إلى داري .

في حي آسـيا وألحان الأوشعـنا :
في شهـر أيار من عام 1985 إنـتـقـلنا إلى حي آسيا حـيث أمتار معـدودات تـفـصل داري عـن كـنيسة مار يعـقـوب أسقـف نصيـبين والتي لم يكن فـيها كاهـن مقـيم وإنما كان أحـد كـهـنة المعـهـد الكـهـنوتي يقـيم القـداس فـيها كـل يوم أحـد والأعـياد . وفي إحـدى السنين من نهاية الثمانينات وفي وقـت ما قـبل موسم الـ أوشعـنا خـطب الكاهـن بعـد قـراءة الإنجـيل وقال : سنبدأ بتعـليم ألحان الـ أوشعـنا يُرجى ممّن يجـد في نفـسه الكـفاءة والوقـت للتعـليم كـل يوم جـمعة أن يُقـدّم نفـسه لترتيب جـدول الأوقات والـدروس ومجاميع المتعـلـّمين ...... فـتـقـدّمْتُ بعـد القـدّاس وكـلـّمتُه باللهـجة الألقـوشية وقـلتُ : رابي ، داري قـريـب جـداً من الكـنيسة وأنا متـفـرغ كـل يوم جـمعة ويمكـنـني أن أشارك في الـتعـليم !!! إلاّ أن الأب الفاضل وقـبل أن يسألني عـن أيّ نشيد أو لحـن سأعـلـّمه أو بأيّة لغة أو لهجة أو بأية درجة صوتية أو مقام ؟ أو بأي زيّ سأحـضر ، هـل بالبـيجاما أو بالـ شالا وشـّـﭘـّـوكْ أو بالشروال !  المهم بماذا أجابني أبونا عـلى إستعـدادي هـذا ؟؟؟ قال لي مباشرة وفـوراً وقـبل أن يفـكـّـر : [[ لا نريد ألحاناً ألقـوشـية ]] ! فـسكـتّ ُ !! لأنه بدا لي وكأنّ عـنـده موقـفاً سلبـياً مسبقا تجاه ألقـوش ، هـذا أولاً ، وثانياً يـبـدو أنه يجـهـل تراثها ، وثالثاً قـد لا يريد من أولادنا أن يشربوا المياهَ من منابعـها الرائقة العالية بل من بعـد تلوثها في السواقي والوديان الجارية [ بدْ شاتخ مايي مْـنـَـبوءا د خايي ... ولا منْ شـَـقــْـياثا ديشِ لــْـكـوﭭِـيّ ] وسأذكـر لاحـقاً موقـفاً آخـراً غـير مشجّع مع الكاهـن نفـسه في أثـينا / اليونان عام 2000 حـين كـلمته عَـبر الـتـلـفـون باللهجة الألقـوشية ، عـلماً أنه هـو الـذي عـمّـذ إبنـتي الصغـيرة في عام 1988 وبالكـنيسة نـفـسها .



208
ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة العاشـرة ــ  سـفـرتي إلى البـصرة


الخـدمات الكـنسية في ألقـوش في فـترة السبعـينات :

في إحـدى سفـراتي إلى ألقـوش مررتُ من عـند الكـنيسة ودخـلتُ فـيها فـرأيتُ إعـلاناً معـلـّـقاً عـلى الجـدار حُـدّدتْ به رسوم الخـدمات التي يقـدّمها الكاهـن للمؤمنين ( العـماذ ، التـناول الأول ، الزواج ) ومرافـقة الموتى إلى المقـبرات مجاناُ في حالة الكاهـن الواحـد المُرافـق ، أما إذا شاء ذوو الميت أن يرافـقـهـم كاهـنان أو أكـثر فـعـندئـذ يُستوفى منهم إستحـقاق خـدمات جـميعـهم ، ولما إستـفـسرْتُ من المرحـوم الأب هـرمز صنا عـن ذلك قال : إنّ كاهـناً واحـداً يكـفي لمرافـقة الميت وأداء طقـوس الدفـن ، أما المظاهـر والأبّهة ليست مجانية .

في كـنيسة بغـداد ! :

في 17/3/1979 إنـتقـلنا إلى منـطـقة بـبغـداد حـيث الكـنيسة قـريـبة من دارنا وبعـد أيام قـليلة صادف عـيد القـيامة فـكانـت فـرصة للمشاركة في الـقـداس لي ولإخـوتي فـقـرأتُ الرسالة ( باللحـن الكـبـيرالأصيل ) وقـرأ أخي القـراءة ( قـريانا - بالطريقة نفـسها ) وأخي الثالث مشاركاً مع بقـية الشمامسة ، فـتركـنا إنطباعاً جـيّداً عـند الكاهـن وأهالي المنطقة . ولما إقـتـرب موعـد زواجي أبلغـتُ الكاهـن فـطلب مني شهادة مطلق الحال فـقـط  ( وليس حـضور دورة ذات أشهـر غـير مجـدية ) فـتـطـلـّـبَ مني السـفـر إلى ألقـوش للحـصول عـليها ولمتابعة أمور الخـطوبة أيضاً ... عـكـس ما كان البعـض يتوقـعـون مني الإنخـراط في سلك الكـهـنوت ، وإلـتـقـيتُ سيادة المطران أبلحـد صنا ودعَـوتـُه إلى مراسيم زواجي فـقال : أهـنئك أولاً ونحـن معـك ونشجّـعـك وإذا توفـرتْ لي فـرصة الحـضور سأخـبرك ،  ثم وبحـضوره إلتقـيتُ بالأب هـرمز صنا في ( القـونخ ) فـزوّدني بما أردتـُه ، لكـنه قـرأ في عـيني إستغـرابي من كاهـن بغـداد حـين طلب شهادة مطلق الحال مني وأنا إبن الكـنيسة معـروف في ألأوساط  الألقـوشية وفي بغـداد ، لا بل إنّ مكالمة تلفـونية قـصيرة كانت تـفي بالغـرض بـدلاً من معاناة السفـر ، فـقال لي :
إن الهـدف من هـذه الشهادة هـو لحـفـظها في سجـلاّت الكـنيسة . وأثـناء ذلك سألوني عـن الكاهـن الذي سيـباركـنا فـنقـلتُ لهـم صورة مناسبة عـنه وأضفـتُ : أن الكاهـن المشار إليه لم يدرسْ سنيناً طويلة في السيمينير كـبقـية الكهـنة وبالتالي فإن ثروته المعـلوماتية كـراعي الكـنيسة غـير كافـية لخـدمة المؤمنين وعـليه ( حـسبما ذكـره لي الكاهـن بنفـسه ) كان قـد قـدّم طلباً إلى المرحـوم غـبطة الـﭘاطريرك مار ﭘـولص الثاني شـيخـو للسفـر والدراسة في إيطاليا فـرفـض طلبه ، فـعـلـّـق الأب هـرمز قائلاً : هـل أنهى دراسة الكـتب الموجـودة في العـراق كي يطلب المزيد منها في إيطاليا ؟ أما سيادة المطران قال : إن هـؤلاء لا يصلحـون للدراسة في الخارج وأن غـبطة الـﭘاطريرك يعـرفهـم جـيداً . وفي 29/6/1979 تـزوّجـتُ بمباركة كاهـن الكـنيسة يرافـقه المرحـوم الأب أسطيفان كـﭽـو في الكـنيسة نفـسها .

( للكاهـن قـرارات غـريـبة ) ! :

طـلبـتُ من أخي أن ينقـل إلى كاهـن الكـنيسة رغـبتي في الإلتحاق بالأخـوية ، ولما أخـبره ذلك ردّ الأب الفاضل عـليه قائلاً : يُمنع الموظفـون من الإنخـراط في صفـوف الأخـويات ! يا له من قـرار !! . إن سبب منعه لي من الإنضمام إلى الأخـوية ( في إعـتقادي ) هـو إنه لا يريد كـشف مستوى شخـصيته أمامي في وقـت يتطـلب منه التباهى أمام الشباب الصغار . وفي مناسبة أخـرى زارنا غـبطة الـﭘاطريرك مار ﭘـولص الثاني شـيخـو في دارنا يوم 6/11/1981 برفـقة معاونه آنـذاك ( المطران عـمانوئيل دلـّي ) والأب الكاهـن راعي الكـنيسة وبعـد صلاتهم دار حـديث قـصير بـينـنا ، ثم سألتُ غـبطـته لغاية في نفـسي : سيّدنا ، لماذا لا تـترجـمون نصوص قـدّاسـنا إلى اللهجة المَحْـكـية في البـيت كي يفـهـمها الناس ؟ ردّ عـلي وقال : إبـني ، إن لسان آبائنا سوف يضيع ، فالصلوات مفـهـومة لمَن يريد فـهـمها . وبعـد أسابـيع إلتـقى الكاهـن بعـمّي المرحـوم جـرجـيس خـندي وقال له : إنّ إبن أخـيك إشـتكى عـليّ عـند الـﭘـطريرك ! . وبتاريخ 22/8/1982 إلتحـقـتُ بخـدمة الإحـتياط في الجـيش ولم تكـن لديّ أي مشاركة كـنسية حـتى تسرّحـْـتُ يوم 5/11/1984 . وبالمناسبة فإن عـماذ أول ثلاثة أولادي كان في كـنيستـنا المشار إليها .

رسامة الأب يوسف توماس مطراناً :

في يوم 5/2/1984 كـنتُ في إجازتي العـسكـرية ، عـلمتُ أنه يوم رسامة القس يوسف توماس وترقـيَـته إلى درجة مطران ، إنها فـرصة جـميلة لا بـدّ لي أن أحـضرها وأشاهـد نظامها التي لم تـُـتـَحْ لي فـرصة قـبل ذلك أنْ أشاهـد مثـلها . حـضرتُ في الوقـت المناسب في كـنيسة أمّ الأحـزان وكامرتي الفـوتوغـرافـية معي . بدأتْ المراسيم ( قـدّاس ، صـلوات ، وضع الأيادي عـلى رأس المطران الجـديـد ، كـلمات بالمناسبة ) وأنا أصوّر اللقـطات التي كـنـتُ أخـتارُها بعـناية من مشاهـد الرسامة طيلة فـترة المراسيم تلك ، ثم ألقى المطران يوسف توماس أول كـلمة في حـياته الأسقـفـية والحـضور كـثيف وبمخـتلف المسـتويات ومن ضمنهـم ممثلي الدولة ، لاحـظـتُ فـيه رباطة جأش ، نعـم ولكـن مع بعـض الإرتجاف في شـفـته العـليا ، ولا غـرابة من ذلك فالمشْهَـد رائع والجـموع تـنظر إليه وتـنـتـظر منه كـلمته وفي موقـف كـهـذا تصبح الحالة النفـسـية غـير طبـيعـية . وحـينما يكـون الشخـص المرهـف الحـس في مركـز الحـدث يصعـب عـليه التـنسيق بـين الأعـصاب المنـتبهة والعـضلات  المشدودة .
وبعـد أن خـُـتـمَتْ المراسيم خـرج المشاركـون في القـداس بموكـب إلى الساحة الخارجـية بنشيد ( شـبّح لمريا بقــُـذشـيه ) بقـيادة الأب يوحـنـّان ﭽـولاغ ثم وقـف المطران الجـديد هـناك ليتـقـبّـل التهاني ، فـباركـناه مع تهانينا بدرجـته الجـديـدة وانصرفـتُ ، ثم عـلمتُ أنه عُـيّن مطراناً عـلى أبرشية البصرة . وإنـتـظرتُ أكـثر من ثلاثة أشهـر وخـلال إحـدى إجازاتي هـيأتُ صوَره ( في ألبوم ) وسافـرتُ إلى مقـر مطرانيته في البصرة فـوصلتـُها مساءاً واستـقـبلني بفـرح وشاهـدَ الصوَر فأعـجـب بها كـثيراً وقال : إنها أفـضل من جـميع الصوَر الأخـرى لباقي المصوّرين لأنكَ - والكلام لا يزال لمطران - شماس وعـندك خـبرتك في فـقـرات القـداس وبالتالي تعـرف تسلسلها ، لذلك فأنتَ تـتهـيأ للقـطة المناسبة المقـبلة .

قـلتُ له أنّ إجازتي قـصيرة والأفـضل أن أغادر إلى بغـداد ، قال : إذا غادرتَ الآن ! خـذ الصوَر معـكَ ، ومن إجابته عـلمتُ أنه ليس راضياً من كلامي ، ثم قال : من المستحـيل أن تسافـر ، بل أريدك عـندي بضعة أيام ، قـلتُ له : وهـذه أيضاً مستحـيلة ، ولكن لن أخالف كلامك و يسعـدني كـثيراً أن أجالسك بعـض الوقـت . قـضينا سوية ساعات طوال نـتـكلم في شتــّى المواضيع ، ثم رتـّـب الساعـور ( أو حارس المطرانية ) مكان نومي فـوق السطح ، وفي الصباح الباكـر حـضرتُ قـداسه فـكانـت تلك آخـر مرة رأيته ثم إستأذنتُ منه وغادرتُ متوجهاً إلى بغـداد .


بعـض الصوَر للأب يوحـنان :

شـئـتُ أن أبعـث بعـضاً من صوَر المطران الجـديـد مار يوسف توماس إلى الأب يوحـنان ﭼـولاغ وكانت العلاقة حـميمة جـداً بـينهـما ، فـسلـَّمتها له زوجـتي في كـنيسة مار إيشعـيا / الموصل مع هـدية بسيطة فـعـلـّـق مازحاً وقال : هـل أن هـذه الهـدية ثمن الصوَر ؟ 

محاضرات في المعـهـد الكـهنوتي :

في عام 1984 وحـتى مطلع عام 1985 عـرضتُ خـدماتي للأب شليمون وردوني ( حالياً مطران ) كـمدرس متطوّع لتدريس مادة الفـيزياء بمراحـلها المخـتلفة لطلاب المعهـد الكهـنوتي في الميكانيك وليوم الجـمعة فـقـط فـوافـق وإتفـقـنا عـلى أن تكـون المحاضرات ما بين إنـتهاء الطلاب من الفـطور والصلاة الصباحـية وإلى فـترة الغـداء ، وكـنت مسروراً لأن طبـيعة طلاب السيمينير المقـبلين عـلى الرسامة الكـهـنـوتية تخـتلف عـن تلك لطلاب المدارس العامة فالرغـبة موجـودة ولا وجـود للمشاكـسة في قاموسهم عـلى الإطلاق ، ثم بعـملنا هـذا إنما نبني ذكـريات جـميلة للمستقـبل كما فـعـل الأب ماهـر حـين شاهـدتـُه للمرة الأولى في أستراليا قال لي :
كـيف الحال أستاذي ، لستُ ناسياً محاضراتك الفـيزيائية عـندما كـنا طلاباً في المعـهـد الكهـنوتي ، فـقـلتُ له مازحاً : الأن حان الوقـت لآخـذ حـقي ، صلـّي لي مجاناً ، فأجابني قائلاً : تـتـدلـّـل . ويجـب أن أذكـر أنـني حـينما كـنت أنـتهي من محاضراتي كان الأب شليمون لا يقـبل إلاّ أن أتـناول طعام الغـداء معـهم ثم يأخـذني بسيارة الدير ويوصلني إلى داري .

في حي آسـيا وألحان الأوشعـنا :

في شهـر أيار من عام 1985 إنـتـقـلنا إلى حي آسيا حـيث أمتار معـدودات تـفـصل داري عـن كـنيسة مار يعـقـوب أسقـف نصيـبين والتي لم يكن فـيها كاهـن مقـيم وإنما كان أحـد كـهـنة المعـهـد الكـهـنوتي يقـيم القـداس فـيها كـل يوم أحـد والأعـياد . وفي إحـدى السنين من نهاية الثمانينات وفي وقـت ما قـبل موسم الـ أوشعـنا خـطب الكاهـن بعـد قـراءة الإنجـيل وقال : سنبدأ بتعـليم ألحان الـ أوشعـنا يُرجى ممّن يجـد في نفـسه الكـفاءة والوقـت للتعـليم كـل يوم جـمعة أن يُقـدّم نفـسه لترتيب جـدول الأوقات والـدروس ومجاميع المتعـلـّمين ...... فـتـقـدّمْتُ بعـد القـدّاس وكـلـّمتُه باللهـجة الألقـوشية  وقـلتُ : رابي ، داري قـريـب جـداً من الكـنيسة وأنا متـفـرغ كـل يوم جـمعة ويمكـنـني أن أشارك في الـتعـليم !!! إلاّ أن الأب الفاضل وقـبل أن يسألني عـن أيّ نشيد أو لحـن سأعـلـّمه أو بأيّة لغة أو لهجة أو بأية درجة صوتية أو مقام ؟ أو بأي زيّ سأحـضر ، هـل بالبـيجاما أو بالـ شالا وشـّـﭘـّـوكْ أو بالشروال !  المهم بماذا أجابني أبونا عـلى إستعـدادي هـذا ؟؟؟

قال لي مباشرة وفـوراً وقـبل أن يفـكـّـر : [[ لا نريد ألحاناً ألقـوشـية ]] ! فـسكـتّ ُ !! لأنه بدا لي وكأنّ عـنـده موقـفاً سلبـياً مسبقا تجاه ألقـوش ، هـذا أولاً ، وثانياً يـبـدو أنه يجـهـل تراثها ، وثالثاً قـد لا يريد من أولادنا أن يشربوا المياهَ من منابعـها الرائقة العالية بل من بعـد تلوثها في السواقي والوديان الجارية [ بدْ شاتخ مايي مْـنـَـبوءا د خايي ... ولا منْ شـَـقــْـياثا ديشِ لــْـكـوﭭِـيّ ] وسأذكـر لاحـقاً موقـفاً آخـراً غـير مشجّع مع الكاهـن نفـسه في أثـينا / اليونان عام 2000 حـين كـلمته عَـبر الـتـلـفـون باللهجة الألقـوشية ، عـلماً أنه هـو الـذي عـمّـذ إبنـتي الصغـيرة في عام 1988 وبالكـنيسة نـفـسها .



209
ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة التاسعة ــ التـفـكـير في أمور محـظـورة
 
ملاحـظة :

عـلمتُ ... وقـد أكـون مخـطـئاً ... بأن سنهادُس المطارنة الكـلدان ( سنة 2007 ) كان قـد قـرّر في أحـدى جـلساته تجـنـب ترتيل الترانيم داخـل كـنائـسنا ما لم تكـن من مصادر كاثـوليكية داخـل العـراق ، وإستـغـربتُ !! لأن الـنـشيـد الـذي كـنـتُ قـد تعـلـَّـمته ــ في سبعـينات القـرن الماضي ــ من كـنيسة السبتيّـين ومطبوع في كـتبهم ... سمعـته مرَّتين يُـرنـّم باللغة الإنـﮔـليزية وباللحـن نفـسه في كـنيسة كاثوليكـية كـلـدانية ! وذلك في شهـر أيلول /2007 وكـذلك في عام 2013 ، وهـذا نصـّـه العـربي مع ترجـمتي البسيطة له إلى اللهجة المحـكـية وبتـصرّف :

سـلـّـمْتُ قـلبي ....................... (1)

(( المقام – حُـسَـيني ))

- 1-
  سـلـّـمْـتُ قـلبي في يدَيْــــــــــــك    يا سـيدي يســــــــــــوع
  ( مْسوﭘـيلي لبّـي بْـﮔـو إيذوخ    يا سْـتاذي يا إيشـــوع )

 قــُــــــدني فـتـكلاني عـليك   كي أخـدم الجـمــــــــــــــوع
( تــُكـْـلوني بدْ هـــاوِ إلـّـوخ    تـد خـدْمنْ أثْ كِـنــْـشـوخ)

كن حارسي من الضـــــلال   كن مرشدي في كل حـــــــال
( هْـوي نـَـطاري من بـيشاثا   هْـوي مْـدَبْـراني بْـكل يوماثا )

والقــلبَ قـدّس والفــــــعال   حـتى أرى يســــــــــــــــوع
( عْـواذا وْ لبّـا بْـقــَــدّيشوثا   هـل دْ خازنِّ إيشـــــــــوع )

الردّة :
قـد قـلـــــــتَ قـبل الآن    يا منبع الإحـســــــان  يا مُـتـعَـبَ القـلبِ تعــــال
( ميروخ بْـﮔـو دَشَـنــْــــتا    يا نـَـبوءا دْ طوتــــــــا   هَـيـّـو يا مَر ﮔــْـيانا عَـقـتا )

أمكـث معي حـتى تـنال   هـيّا فـفي قـربــــي منال   للخـير في يســـــــوع
( ﭘـيـشِـتْ امّي هِـلْ خـْـلـَـصْـتا   مَـقــْـرو لـﮔـيـبي بْـخازتْ نـْـيَـخـتا   د طـَـووثا بْـﮔـو إيشوع )

- 2-
ربّي امْـتـلكْـني واهْـدنــــــي             للخـير يا منـّان
( ماري قــْـريلي وْ مَـبْهـرْ هـوني           تا شـلاما يا مريا )

أدعـوك فأسـْمَع وارْوني   من نبعـك الملآن
( قارنـّـوخ شموءلي ومَـشْـتيلي     من نبوؤخ مِليا)

كي لا أعـود من جـديد   أسعى وأطـلب المزيد
( دْ لا هاوِ دّأرنْ ﮔـا خـرْتا   جـيلن وْ طـلبن زودَنـوثا )

بنعـمة العـهـد الجـديد    حـتى أرى يسـوع
( بْطـَـيْـبوثا وْ نعـمة دِ حْـذتـّـا  هـل دْ خازنِّ إيشوع )

- 3-
إنْ نغـّـصَتْ عـيشي الهـموم    أو إنْ دنـــــــــــى الظـلام
( انْ حـشـّا خايـــي مْخـَـرْديلِ     يان خـوشـْكا إنْ قــْرولِ )

ستـنجـلي كل الغـيوم      مِن مانح الســــــــلام
( كُــــل إيـِوِ د زونا مْـﭘـَرﭘـشليه       شلاميه ح بـد ياولّ )
 
الربّ حَـصني والأمل     والربّ إنْ قال فـعَـل
( مَرْيا خـيلي وْ أموديلِ   وْمَرْيا ماد ميرِ بْآوذلِ )

والحـبّ فـيه مُكـتمل       لذا أرى يسوع
( وكـل حُـبّـا بْـﮔـاويه حِ كْميليلِ  مْهادَخ بْخازنْ إيشوع )
 


حـين أرى ............................. (2)

(( مقام - راسـت ))

            حـين أرى صـليب مَن قـضى فـحاز الإنـتصار      ربحي أرى خـسارة وكـل مجـد الـكَون عـار
            يا ربّ  لا تـسمح بأنْ أفـخـر إلاّ بالصــــــليب       مُكـرّساً  نفـسي وما  أملك للفادي الحـبـيـب
            من رأسه وكـفــّـه وجـنبه وقــــــــــــــــــدمه       سالتْ ينابـيع الشفا  والحـب أيضاً مع  دمه
            أيّ  دمٍ  زاكٍ  جـرى كـَدَمِـهِ الزاكي الثـــــمين      وأيّ  تاج مثـل  تاج الشـّـوْك  أحـيا العالمين
            بــِـمَ أكافي منـقـذي من سُـلطة الخـطـــــــيئة       إلاّ  بتكـريسي  له  نفـسي  وكـل  قـوّتــــــي


سنة الخـدمة العـسكـرية وخـمس سنوات في الكـوت :

إرتديتُ زي الخـدمة العـسكرية الإلزامية (1972) ثلاثة أشهـر في الموصل وتسعة أشهـر في كـركـوك ومن بعـدها درَّسـتُ في الكـوت خـمس سـنوات ( 1973- 1978 ) كادتْ أن تكـون سباتاً من حـيث نشاطي الكـنسي . أذكـر أني كـتبتُ رسالة من هـناك وبعـثـتـُها بالبريد إلى القـس هـلال دوس وأعْـلـَـمْـتـُه بمكان عـملي ومن بعـدها إستغـلـّـيتُ فـرصة يوم جـمعة وأنا في بغـداد ( عـطلة رسمية في العـراق ) ومررْتُ في زيارة قـصيرة عـنده فـفـرح كـثيراً وإستـفـسر عـن أحـوالي لغـيابي مدة طويلة فـوضـّحـتُ له ظروفي العـسكـرية والوظيفـية وكـيف أن الكـوت تكاد تخـلو من المسيحـيّـين وليس فـيها كـنيسة ، فأعـلمني بـقـصد تشجـيعي وقال ! : حـصلـنا عـلى قـرار من السلطات العـراقـية بواسطة طارق عـزيز عـضو مجـلس قـيادة الثورة يسمح بنقـل أيّ موظف من أعـضاء كـنيستـنا ( السبتيّـين ) أينما كان ، إلى محـل إقامته الدائمة ويستمتع بـيوم سبت عـطلة إضافة إلى يوم الجـمعة ، ثم أضاف : وإذا أردْتَ سوف أبعـث لك بالبريد نسخة من القـرار ، قـلتُ له : شكـراً ، لا تكـلـّـف نفـسك ولا تبعـثه بالبريد . ولم يكـن بإمكاني طلب النقـل إلى ( بغـداد – حـصراً ) إلاّ بعـد خـدمة خـمس سنوات حـسب التعـليمات المعـمول بها في حـينها . وفي تلك السنة ( أي في سنة 1978 ) صدرتْ تعـليمات جـديـدة من وزارة التربـية أجازتْ نقـل المدرّس إلى بغـداد مهما كانـت مدة خـدمته الوظيفـية ، ولكـن بعـد أنْ أمضيتُ خـمس سـنـوات .

حـديث خاص مع الأب يوسف توماس :

طلبتُ من الأب يوسف تـوماس في ألقـوش عام 1974 كـتاباً للمطالعة فـناولـني كـتاب : ( مصير الإنسان ) مؤلـّـفه عَـلـْماني ، ولما فـرغـتُ من قـراءته وسـلـّـمْـتـُه له سألني : ما الذي إستـفـدتـَه منه ؟ فأجـبتـُه قائلاً : الفـصول الأربعة الأولى تبحـث في عـلم تطوّر خـلية الكائن الحي وهـذا ليس من إخـتصاصي لكن الفـصول الأخـرى زرعَـتْ عـندي مبـدءاً أو فـكـرة وهي : لا ترمِ النـفايات عـلى الأرض كي لا تـُساهم في زيادة القـذارة .....  أو ساهِم في عـملـية التطوّر الإيجابي وذلك بأن تـتجـنـب السـلبـيات عـلى الأقـل .

وفي العام 1974 نفـسه شاءتْ الصـدفة أنْ أكـون معه في سفـر من ألقـوش إلى الموصل بسيارة واحـدة ، وأثـناء الطريق عـلمتُ بأنه متجه مثـلي إلى بغـداد لحـضور مؤتمر موسيقي حـسبما أتذكـّر (( وفي ذلك المؤتمر قال أحـدهـم : أن مقام اللامي هـو من إبتكار محـمـد الـﮔــُـبّانـﭽـي ،  فإنبرى المرحـوم القس فـيليب هـيلاي لـيُـفـنـّـد ذلك الإدّعاء وقال له : إنّ مقام اللامي موجـود في صلواتـنا وهـو من إبداع الملحّـنين آباء الكنيسة منذ مئات السنين وليس مِن إبتكار أي شخـص في هـذه الأيام )) وهـكـذا أصبحـنا في سيارة أخـرى سوية حـتى وصلنا محـطـّـتـنا الأخـيرة ( عـلاوي الحـلة – بغـداد ) وطوال الطريق كـنا نتكـلم بلغـتـنا في مواضيع خـطيرة في حـينها ولم نأبه بذلك لأن بقـية الركاب والسائق كانوا عـرباً ولم نـنطـق بكـلمة عـربـية واحـدة عـلى الإطلاق وسألتـُه : هـل تـتصوّر يمكـننا أنْ نعـمل شـيئاً لمستـقـبلنا في العـراق ؟ قال : مثل ماذا ؟ قـلتــُها وبملء فـمي  حُـكـماً ذاتيا أو أي شيء من هـذا القـبـيل ؟ صار يتأمّـل سؤالي برهة من الزمن ثم تـنهـّـد وقال : كـلا ! قـلتُ : لماذا ؟ قال : لأن الطبـيعة الجـغـرافـية والسكانية للمنطقة التي تفـكـّـر فـيها تخـتلف عـن جـنوب السودان وإسرائيل ولا شك تخـتلف أيضاً عـن لبنان ، فـنحـن ــ في المنطقـة تلك ــ محاطون من الجهات الأربع أشبه بحـبل حـول عـنقـنا مما يُـسَـهّـل خـَـنـْـقــَـنا في أي وقـت ! .

وإلتقـيتُ به مرة أخـرى في السبعـينات في دار القس يوحـنا چـولاغ / ألقـوش ، وبعـد حـديث شـيّق تارة ، وتارة أخـرى ناقـد للأوضاع سألتـُه : لي رغـبة في مغادرة العـراق ! فـما رأيك ؟ قال : حـسـناً تـفعـل ! .... ولا أدري إنْ كان لإرضائي فـقـط طالما نوَيتُ ذلك ، وأضاف : إذهـب إلى الكـنيسة الكـلدانية في بـيروت وإستـفـسر من الكاهـن ( نسيتُ إسـمه ) عـسى أن يفـيدك بنصيحة . فـسافـرتُ إلى بـيروت عام 1975 ، 1976 ولثلاث مرات لمتابعة معاملة بخـصوص الهجـرة إلى أستراليا ، وذهـبتُ إلى الكـنيسة الكـلدانية إلاّ أني لم أرّ الكاهـن المقـصود ، وفي الحـقـيقة لم أفـلح في مهـمّـتي تلك وأخـيراً رجـعـتُ ... وغادرتُ العـراق في عام 1992 .


210


 ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة الثامنة ــ محـطات مخـتـلفة



في تـلكـيف :

في سنة 1970 حـدثـتـني سـيّـدة تلكـيفـية عـن كاهـن ذكيّ ونشيط جـداً وبعـمر الشباب في تلكـيف ، وسَرني أن أخاطبه فـكـتـبْتُ رسالة وبعـثـتــُها إليه مع تلك السيدة ، فـردَّ بجـواب أعـجـبتُ به وعـلمتُ أنه كاهـن متحـمّس فعلاً ، فـقـرّرْتُ أن أزورَه يوماً . وفي شباط عام 1971 تطلـّـب مني السفـر إلى قـضاء الشيخان ( عـين سـفـني ) لتأشير وتـثبـيت موقـفي من الخـدمة العـسكـرية حـسب الأنظمة المتـّـبعة في حـينها ، فـمَرَرْتُ عـند الأب ﭘـولص خـمي راعي الكـنيسة هـناك فـطلب أن نحـدد يوماً لـنسجّـل قـدّاساً عـلى كاسيت . وفي يوم السبت 6/2/1971 ذهـبْتُ إلى تلكـيف ودخـلتُ الكـنيسة إلى حـيث مسكـن الأب المشار إليه في غـرفة الطابق الأعـلى ودار بـينـنا حـديث شيّـق ، وتطرقـتُ إلى مصيرنا بصورة عامة فـقال : إنـني أسـتمع كل يوم إلى خـطبة الجـمعة لإمام جامع تلكـيف وأسجّـلها عـلى شريط ( كاسيت ) ولا تـَـمُـرْ خـطبة إلاّ ويسيء إلى المسيحـيّـين وبصورة مباشرة ، ثم أضاف الأب الفاضل قائلاً : جـمعـتُ عـدة كاسيتات منها وأخـذتُها إلى محافـظ الموصل وعـرضـتـُها عـليه كإثبات لإدّعائي وطـلبتُ منه أن يسمح بلقائي مع الإمام المحـترم هـذا عـلى شاشة التلفـزيون وأمام جـميع الناس ونـتـناقـش سوية بالأمور الدينية بما لديه هـو وبما عـندي أنا ، وإذا إستطاع أن يقـنعـني بأنـني سائر في طريق الخـطأ فإني سألـبي طـلبه عـلى الملأ وأمام كـل الشعـب ، أما إذا أقـنعـتـُه بأنه هـو المخـطىء فـلن أطالبه بشيء سوى الكـف عـن الإساءة إلينا نحـن المسيحـيّـين . فـرَدّ المحافـظ قائلاً : ( إنكـما سوف تـتعاركان ) ! فـقال الأب للمحافـظ : نحـن كـبار ، كـيف نقـبل ذلك عـلى أنفـسنا ؟ وأخـيراً لم يقـبل المحافـظ بإقـتراح الأب ولم يعـمل عـلى إيقاف إساءة إمام الجامع إلى المسيحـيـين . ونظراً لأن الأب شهم ونشيط وجَـسور ، فـفي رأيي الشخـصي إنَّ أميركا أفـضل له حـيث أن بقاءه في العـراق وهـو بهـذا الحـماس يجـلب عـلى نفـسه المشاكـل وعـلى قـيادة الكـنيسة المتاعـب في الوقـت الذي لن يحـصل عـلى حـقـه الطبـيعي في مجـتمع لا يعـرف الحـق ، لا بل يعـرفه ولكـنه ــ المجـتمع ــ يتجاهـله بعـنجهـيّة ، إن الكاهن هـو الأب ميخائيل بزي / كاليفـورنيا .

في الشيخان ( عـين سـفـني ) :

ومن تلكـيف سافـرتُ مباشرة إلى الشيخان ( عـين سفـني ) ووصلتُ عـند الأب ﭘـولص قـبل مغـيب الشمس ، وسهـرنا سوية بمعـية شماس أو مخـتار القـرية ( لستُ أتـذكـّـر بدقة ) إلى حـوالي العاشرة قـضيناها بترتيل الألحان ومقاطع من القـداس وإستـذكار بعـض من أيام خـدمته في ألقـوش حـين كان كاهـنا منسّـباً إليها . ولما صار وقـت النوم قادني إلى السرير فإذا به ثلاث بطانيات جـديدة من النوع العـراقي المشهـور - فـتاح ﭘاشا -  وكـيس ماء حار ! قـلتُ : ما هـذا الكـيس ؟ قال : لتدفـئة رجـليك ، فـنمتُ نوماً هـنيئاً حـتى الصباح حـين نهـضنا وتوجّـهـنا إلى الكـنيسة ورتـّـب جـهاز التسجـيل . وسجّـل القـداس بكامله ومن بعـد ذلك رجـعـنا إلى البـيت وتـناولنا الفـطور وشيئاً من الفـواكه  . وقـلتُ للأب ﭘـولص : لديّ فـكـرة ! : لماذا لا تستوفي الكـنيسة من والد كـل طفل عـند ولادته كـلفة جـميع خـدمات الكـنيسة التي سيؤديها الكهـنة له طيلة حـياته ! قال : لماذا ؟ قـلتُ : كي لا يحـمل هـموماً عـندما يكـبر ! فإبتسم ولم يعـلق ، وأخـيراً شكـرتـُه عـلى حُـسن الضيافة ثم إستأذنتُ للمغادرة فـحـضر بـينـنا رجل ألقـوشي هـو المرحـوم مَـمّو عـوديش ( مقـيم مؤقـت في الشيخان- مصلح كـهربائيات ) فأعـطاه شيئاً في يده وأوصاه أن يرافـقـني إلى الـﮔـراج . مشـيتُ مع السيد مـمّـو بإتجاه الـﮔـراج ، وعـلمتُ أنه رافـقـني كي يدفع أجـرة سـفـري من الشيخان إلى الموصل مِن محـفـظة الأب الفاضل ، عـلى إعـتبار أنـني طالب في مرحـلة الدراسة وليس لديّ واردٌ معاشي .

في مراكـز دينية أخـرى :

 ورجـوعاً إلى بغـداد فـقـد أخـذني زميلي الجامعي ( نجـيب إيشوع ــ بَخـديدا ) ذات مرّة إلى إجـتماع الأخـوية في كـنيسة ( السريان الكاثوليك ) وإستمعْـتُ إلى وعـظ المرشـد الكاهـن فـلم تـُـشبع خـيالي ، وفي مناسبة ثانية أخـذني زميل آخـر إلى الـ ( Centre ) والذي هـو مركـز ثـقافي مسيحي بإدارة الآباء الدومنيكان وإستمعـنا إلى محاضرة الأب يوسف عـتـّـيشا حـتى حان وقـت الأسئلة فـبادره أحـد الطلبة قائلاً : أبونا ، هـناك سؤال يردده الشباب كـثيراً وهـو : إذا كان الله خالقاً لكـل شيء ، فـمَن الذي خـلق الله ؟ وهـنا إستـثار الأب يوسف وقال بعـصبـية مُلفـتة للنظر : هـذا سـؤال سخـيف جـداً كـيف يفـكـّر هـؤلاء السخـفاء ! ... وأخـيراً تركه دون أنْ يُـجـيـب عـليه لأنه سؤال سخـيف في نظره .

الأخـوية والكهـنة في بـيندوايا :

كما أتذكـّر في إحـدى سفـراتي إلى ألقـوش صيفاً أن ذهـبتُ مع الشمامسة الشباب وأعـضاء الأخـوية يرافـقـنا الأباء (هـرمز صنا ، يوحـنان ﭽـولاغ ، ويوسف توماس) في سفـرة إلى بـيندوايا وكان نهاراً ممتعاً تجَـوّلـْـنا في بساتينها ثم مارسنا السباحة في الـ ( سكْـرا عْـلايا ) وإلتقـطـنا صوراً ، ومن ملاحـظاتي هـناك أن الأب هـرمز كان يلبس لباساً أسوداً أشبه بالـ ( Short ) وفانيلة بـيضاء نصف ردن ( T- Shirt ) ، والأب يوحـنان مثل الأب هـرمز ( اللباس الأسوَد ) ولكـن بدون فانيلة ، أما الأب يوسف ذو الجـسم الرياضيّ الرشيق فـكان أكـثر عـصرية فـلباسه كان ( ﭽـسْوه سـوداء فـقـط ) ولا زلـتُ أحـتـفـظ بصور إلـتـقـطـتها في تلك السفـرة .

إطـّلاعي عـلى كـنيسة السبتـيّـين :

كانت كـنيسة السـبتيّـين في نهاية الستـّـينات وأوائل السبعـينات تـنظـّم لقاءات أو أمسيات دينية ، أسبوعـية  تحـفـيزية لجـذب الناس إليها وأنا أحـدهـم ( ويسمى منـتسبوها أدﭭانـتِسْتْ – يؤمنون أن المسيح قـريب المجيء لا بل عـلى الأبواب ) ويعـلقـون لافـتة كـبـيرة في الواجهة الخارجـية للكـنيسة دعاية لتلك اللقاءات ، وكان الوعـظ الحـماسي والإرتجالي باللغة العـربـية الفـصحى لرئيس هـذه الطائـفة وهـو المرحـوم القـس هـلال دوس/ مصري ، ويعـرضون أفـلاماً رائعة عن حـياة الرب يسوع المسيح كـما هي في الأناجـيل ( عـددها 12 وبمعـدّل نصف ساعة لكل فـيلم ) ويوزعـون كـتباً دينية ، تقـويم ، وحـتى الصوَر و هُـم لا يؤمنون بها ، وهـذه كـلها كانت توزّع بطريقة ذكـية ومُحـفـّـزة للحـضور . وبعـد كل لقاء كان القـس لا يمَـلّ من الوقـوف مع أيّ شخـص ليُجـيـبه عـلى إسـتـفـساراته مهما طال الزمن . كـنت أستمتع بحـضوري وأعـجـب بالواعـظ وأتعـلـّم الكـثير وأزدادُ خـبرة في مخاطبة الناس ومناقـشتهم ورسم الإنفـعالات عـلى الوجه حـيثما يتطـلب ذلك لإستـنهاض إنـتباه المقابل . كما لمستُ في منـتسبي تلك الكـنيسة إحـترامهم لكـنيستهم ولكاهـنهم وطقـوسهم ولحـضورهم أيضاً بالإضافة إلى الإيمان والمحـبة والرقــّة في التعامل والإستعـداد لتـقـديم أية خـدمة ممكـنة للناس بمحـبة وبـدون تـذمـر .

لقائي بالقـس هـلال دوس :

ونـتيجة لكل ذلك رغـبتُ فإلـتـقـيتُ القـس المذكـور هلال دوس ودار بـينـنا حـديث شـيّق مليء بالأسئلة والأجـوبة والمناقـشة وتبادل الآراء وقـلتُ له : ما بالكـم تعـملون عـلى إستمالة المسيحـيّـين الكاثوليك إليكم ؟ أما كان الأفـضل أن تستميلوا أبناء الديانات الأخـرى ؟ فـقال لي إن كـنيستـنا تدعـو الجـميع وأضاف : 

في لقاءاتـنا الكـنسية في فـتـرة الستينات لاحـظتُ ولمدة طويلة شاباً يحـضر بصورة تكاد تكـون منـتـظمة ، وفي يوم من الأيام طلب مني موعـداً كي يزورني ، وحـينما إلتقـينا كـلمني بصراحة وقال : أنا مسلم أحـضر لقاءاتكـم وصلواتكـم لا لكي أصلـّي ولكـن كي أستمتع بنظراتي إلى فـتياتكـم الجـميلات ، ولكن بعـد كل هـذه الفـترة صارت عـندي قـناعة بدينكـم وأنا أريد أن أعـتمذ وأكـون مثلكـم مسيحـياً ولكـنـني أواجه مشكلة وهي قانون الردّة في الدين الإسلامي وأنا في العـراق ! . فـقال له القـس : إن الدين المسيحي هـو شهادة والمسيح المصلوب قـدوتـنا ، وتلاميذه مع ملايـين البشر الذين حـملوا الصليب هـم نماذج لنا ، فـقال الشاب : إذن سأعـتبر نفسي مسيحـياً وأستمر بالحـضور وأشاركـكـم بالصلاة وأقـبل بكل ما سيترتـّـب عـليّ من إلتزامات . فـقال له الكاهـن : نحـن نحـترم إخـتيارك والرب يباركـك . وأضاف القـس في كـلامه لي : بعـد مدة إرتأى هـذا الشاب أن يهاجـر إلى خارج العـراق ووصل إلى دولة أوروﭘـية وإستطعـنا أن نقـدّم له خـدمة هـناك فإعـتمذ وتـزوّج وواصَل حـياته .

ما الذي عَـرَضَه عـليّ القس هـلال ؟ :

لما رآني القـس هـلال أنـني متشوّق للإسـتـزادة من الكـنوز الدينية ومنفـتح في أحاديثي معه وأحـضر وعـظه بإنـتباه شديد ، ظنّ ما ظنّ بقـلبه فـقال لي : أرى أن نعـمة الرب قـد حـلـّـتْ في قـلبك وهـو يدعـوك إليه ! قـلتُ له : إنني مسيحيّ بنعـمة الله منذ قـبولي سرّ العـماذ . قال : إنك تصلح أن تكـون معـنا ! قـلتُ : إنـني الآن هـنا معـكـم فـما الذي تريـد مني أكـثر ؟ قال : ستبشـّر وتـنقل رسالة الرب إلى الـنـفـوس المظلمة ، قـلتُ له : أنا كاثوليكي وأبشِّـر بما أوتيتُ من مقـدرة وتسمح الظروف في أي مكان . فـعَـلِـمَ أنـني لستُ سهـلاً للهـضم فـلـَم يُطِل الحـديث معي في هـذا الموضوع .

وقـد تعـلـّمتُ أناشيد رائعة منهـم وإستطعـتُ أن أترجـم أحـدها بـبعـض التصرف إلى لهـجـتـنا المحـلية وأنشدتـُه باللحـن نفـسه في القـدّاس ونال إعـجاب السامعـين كـهـنة ومؤمنين في ألقـوش أو في بغـداد وكـذلك في اليونان وخاصة كاهـن من دير المُخـَـلـِّص / اللبناني وراهـبات الأم تيريزا الأجـنبـيات اللائي تـَعـلـّمْـنـَه لحـناً ولفـظاً باللغـة العـربية ، سأنـشره في الحـلقة المقـبلة .
وتكاد تكـون مشاركاتي الكـنسية في بغـداد قـد أخـذتْ طابعاً روتينياً طيلة فـترة الدراسة في الجامعة ولم ألاحـظ أية محـطـّة خاصة تستحـق الوقـوف عـندها  كما لم أغادر منطقة البتاويـين حـتى تخـرّجي من الجامعة .


211


ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة  

ــ الحـلقة السادسة ــ ولا نـزال في ألقـوش

  
ألأصالة والتقـليد :

في يوم الأحـد من عام 1964 وأنا أخـدم القـداس مع المرحـوم المطران أبلحـد صنا ، وفي وقـت تـناول القـربان المقـدّس تـقـتضي الطـقـوس أن نملأ الأجـواء تراتيل الفـرح وتمجـيد الرب الذي وهـب جـسَده ودمه لنا وكأنّ الملائـكة ترنـّم فـوق المذبح تسبـيحاً له وتعـبـيراً عـن فـرحة المؤمنين بمشاركـتهم مائدته ، فـأنشـدْتُ ( مْـلـبّي كـْـنوءا مشـْـتــَـقـوثا ) بإيقاع متوازن وصوت جـهـوَري في مرحـلة المرهـقة أطــْرَبَ السامعـين وجـدّاتـنا السامعات ، فأخـذتهـن النشوة وصِـرْنَ يُردّدنَ معي ، إلاّ أنّ المطران أوقـفـهـنّ قائلاً : دعـوه ينشد لوحـده .

ولاحـقاً سَمِعْـتُ أحـد الكهـنة صاحـب صوت شجي في الرابط http://www.baqofa.com/media وهـو يرتـل ذلك النشيـد وكـذلك ( مشـْـتاقـيون منْ لبّـا ، مريم ) إلاّ أني رأيته غـير موفـقٍ في ترتيله أداءاً وإيقاعاً وكـذلك لفـظاً لبعـض الكـلمات ، وقـد يستغـرب بعـض القـراء من كلامي ، إلاّ أن شارب مياه الينابـيع العالية أدرى بنقائها ممن يستـقـيها من سواقـيها الناصية ، وأهـل البـيت أدرى بما فـيه .

كـنيسة في قـرية النصيرية :

في صيف عام 1964 أو 1965 ذهـبتُ ( ولمرة واحـدة فـقـط ) إلى قـرية النصيرية القـريـبة من ألقـوش والتي يسكـنها اليزيديّون 100% فـرأيتُ فـيها كـنيسة فارغة تسكـن فـيها عائلة مسيحـية واحـدة ، ولم أكـن ناضجاً فـكـرياً كي أسـتـفـسر من رب تلك الأسرة عـن الكـنيسة ، متى ولمَن بُـنِـيَتْ وما الذي يعـمله فـيها آنياً .    

مساعـدة الساعـور :

وعـلى مرّ السنين كـنا نساعـد الساعـور في أعـمال كـثيرة داخـل الكـنيسة فـنصنع الـﭘـرشانات ( كـسور الخـبز التي يقـدّسها الكاهـن وتوزّع للمؤمنين قـرباناً مقـدّساً كـجـسد المسيح ) بكـميات كـبـيرة وخاصة في الأيام التي تسبق الأعـياد . فـهـو يهيّء عـجـينة طحـين القـمح المخـفــّـفة جـداً بالماء ونحـن نخـبزها بوضع كـمية قـليلة منها بالـملعـقة عـلى كـمّـاشة معـدنية صفـيحـتَـيها مُسطــّحَـتَـين ومحـفـور عـلى إحـداها مخـطط لصورة المسيح المصـلوب ، ثم نطبـق الكـماشة ونضعـها عـلى موقـد ناره إعـتيادية من حـرق جـذع الشجـرة أو أغـصانها . وقـبل أن يَسْمَرّ الخـبز نـُـبعـد الكـماشة مِن عـلى النار ونفـتحـها ونرفـع صفـيحة الخـبز البـيضاء منها ، وبواسطة طـوق حـديدي دائري حاد نقـطـّـعها إلى قـطع دائرية لتوزيعـها للمؤمنين ( المعـترفـين ! ) داخـل الكـنيسة . كما كـنا نساعـد الساعـور في عـمل الشموع ( فـنـْـدا ) وبأنواعه العـديدة ، فـمنها لإضاءة المذبح ومنها لإضاءة صفـحات الكـتب الطـخـسية عـند قـراءتها - قـبل تــَوفــّر الطاقة الكـهربائية - ومنها للبـيع في مدخـل الكـنيسة في عـيد ( شمعـون ساوا ) وقـد ساهـمتُ مرة واحـدة في عـصر العـنب بكـميات كـبـيرة لإنـتاج الـنبـيذ ( خـمرا ) للكـنيسة .

عـمّي حـنا سيـﭘـي والأب أبلحّـد عـوديش :

في أحـد أيام العـطلة الصيفـية في الستينات كـنتُ واقـفاً في زقاقـنا وعـمّي المرحـوم حـنا سيـﭘـي مُـتــّـكِـئاً عـلى جـدار بالقـرب مني ، ومَرّ المرحـوم الأب أبلحّـد عـوديش وأومأ بسلام إلى المرحـوم عـمي ( عـم والدي كان فاقـداً لحاسة السمع ) الذي ردّ عـليه السلام ثم قال الأب الفاضل لعـمّي مستخـدماً الإشارات وحـركات الشفاه : لماذا لا تـذهـب إلى الكـنيسة ؟ ردّ عـليه عـمّي : ألا يكـفي أنّ السيّدة ( ؟؟ ) تذهـب إليها ؟ فإبتسم الكاهـن ولم يُعـلـّق ثم واصل سيره إلى مقـصده .

الأب يوحـنان ﭽـولاغ والرهـبنة :

حـدّثـني الأب المرحـوم يوحـنان ﭽـولاغ في منـتصف الستينات من القـرن الماضي بعـض الشيء عـن الأديرة والرهـبنات ، فـقال إنّ الصَّلاة وخـدمة الناس واجـب عـلى كـل المؤمنين والمؤمنات ، ولكـن حـين يَـنـذر شـخـص نفـسَه للإنخـراط في الأديرة والعُـمُرات ، يَعـرف أنّ الحـياة فـيها وإنْ كانت طبـيعـية شـبـيهة بعـض الشيء بالأقـسام الداخـلية للطلاب والطالبات ، حـيث يخـدمون أنفـسهـم بأنفـسهـم ويتـضرّعـون لرب السماوات ، إلاّ أنهم يكـونون مقـتـنعـين وقابلين إلزاماً بفـروض الدير الثلاث وهي : ( البتولية ، الطاعة ، العـمل ) بالإضافة إلى تجَـرّدهم من الممتـلكات ومناصب الدنيويّات ، وإن إلإلتزام بها لا مناصّ منه وإلاّ ، فـمَن يرفـض واحـدة منها لا ينـتسب إلى الدير أبـداً ، وكـل ذلك إمتـثال لأقـوال ربنا يسوع المسيح ولحـياته مُحاكاة . ولما تقـدّمَـتْ بنا السـنون واخـتبرنا الحـياة صِرنا ندرك أن رسالة الراهـب مَهَـمّـة ترتـقي به إلى مستوى فـوق الأرضيات ، تـتطلب منه الإلتزام بالإبتعاد عـن ملذات الذات الآنيّات ، وإغـراءات الدنيا المتلاشـيات . إنه يتفـرّغ للخـَيار الذي إخـتاره لنفـسه وليس مُجـبَراً عـليه بل بمحـض إرادته الشخـصية ، ويسترخـص الصكـوك الورقـية والمناصب الترابـية ليسمو بقـلبه وذهـنه وكل أحاسيـسه إلى فـضاءات الأرواح السماوية ، فـلا يرتبط بأسْرة بل أسْرتـُه هي البشرية ، إنه شخـص واحـد في ربه الواحـد فإذا صار ذي إلهَـين مزدَوَجَـين أمسى مزدوجَ الشخـصية ، وحـينـئذ يتيه في التـنقــّل ما بـين هـذين المعـبودَين كخادم سـيّـدَين ومناقـضاً لمبادئه الإنجـيلية ، فـلابدّ من أن يوقـر أحـدهـما ويهـز ذيله أمام الآخـر ، أو يُسرع مع الثاني ويتباطأ مع الأول ، وبذلك قـد يربح العالم كـله بقـيمته الوهـمية بعـد أن يخـسر نفـسه المشـتراة من رابـية الجـلجـلة الحـقـيقـية .

وبّخـني فـخـجـلتُ :

أتذكـّر أن رئيس أخـويّـتـنا كان نوئيل صادق برنو الذي غادر ألقـوش (( في عام 1967 كما أظن )) وأصبحـتُ المرشـّح الأكـثر إحـتمالاً لسد الشاغـر لأنـني الأكـبرعـمراً وأعـلى مرحـلة دراسية وأكـثر كـفاءة وأقـرب إلى أجـواء الكـنيسة . فـلمّـا عُـرض عـليَّ الموضوع إعـتـذرتُ بحـجّـة ركـيكة رغـم إلحاحهم وفي الأخـير رفـضتُ ، وأصبح زميليّ أكـرم صادق يلدكـّـو و وديع يونس ﭽـولاغ هـما المرشـحَـين . ولما أجـرى الأب هـرمز صنا إنـتخاباً سرياً ولكـنه عـلنيّ بالنسبة إليه وذلك بأن طـلب من كـل منـّـا عـلى إنفـراد الإدلاء بإخـتياره لأحـد المرشحَـن المذكـورَين ، فـفاز الأخ أكـرم بالرئاسـة . لا يخـفى أنـنا كـنا مُكـلـّـفـين بأن ندعـوَ أكـثر ما يمكـن من الإخـوة للإنضمام إلى أخـويّـتـنا وهـنا أتذكـر في أحـد الإجـتماعات أن عـدد الذين لـبّوا الدعـوة كان كـبـيراً ، فـقـد جاهـد أعـضاء الأخـوية كـثيراً وإستطاعـوا أن يجـمعـوا هـذا العـدد المُلفـت للنظر وحـضروا إجـتماعـنا ، ولكـنـني أعـرف أن أغـلبهم ليسـوا مؤهـلين لهـذه الدعـوة ، كما أن العـبرة ليست بالكـمية وإنما بالنوعـية . فـلما حانتْ فـرصة المناقـشة سألتُ وقـلتُ : هـل يمكـن أن يفـسّر لنا الإخـوة الجُـدَد ما هـو إنطـباعـهم عـن الأخـوية وما الذي دفـعهم إلى قـبول الدعـوة هـذه ؟ وهـنا إنبرى المرحـوم الأب هـرمز صنا موبّخاً إيّايَ أمامهم قائلاً : هـذا الكلام غـير مسموح به ولا يحـق لك أن تسأل هـذا السؤال ! وفي الحـقـيقة خـجـلتُ كـثيراً وكان دفاعي عـن نفـسي ضعـيفاً وفي الأخـير لم يصدر مني سوى السكـوت ولكـن بدون إعـتـذار .

أمسية العـيد وهـديّـتي كـتاب الـ حـوذرا :

وكم من مرة أيضاً نظــّـمْـنا أمسية في ليلة رأس السنة نحـن أعـضاء الأخـوية مع الكهـنة تـتخـلـّـلها فعاليات مُسلـّية ، وأتـذكـر أنّ إحـدى الأمسيات كانت في صالة الإستقـبال في مقـر المطرانية ( قـونـَخ ) بحـضور المطران نفـسه مع كافة الكهـنة ، وفي قـرعة أجـريَتْ عـلى أسماء جـميع الحاضرين حـصلتُ عـلى كـتاب الـ ( حـوضرا – الجـزء الـثالث ) وذلك في مساء يوم السبت المصادف 1/1/1966 وإستغـرقـتْ أمسيتـنا زهاء الساعـتين والنصف .

هـل مِن نظام جـباية ثابت ؟

إن نظام جـباية الكـنيسة الذي كان متـّـبعاً هـو أن يزور الكاهـن مع أحـد الشمامسة أو الساعـور بـيوت أهـل البلدة ويصلـّـيان ثم يطلب الكاهـن من أهـل البـيت قائلاً : إنـنا نجـمع الـ ( ﮔـيويثا دْ ريشـيثا - جـباية الرئاسة ) والمقـصود بها : جـباية للرئاسة الكـنسية لسد حاجات الكـنيسة بصورة عامة والكـهـنة والمطران لأنها تمثـل إحـدى قـنوات مواردهم هـذا بالإضافة إلى صينية يوم الأحـد وإستحـصالهم مبالغ عـن خـدماتهم الروحـية عـلى مدار السنة ، وما تـدر عـليهم ممتـلكات الكـنيسة ( أوقاف ) من دور وأراضي زراعـية . وقـد سألتُ مرة المرحـوم الأب يوسف توماس ( قـبل أن يصبح مطـراناً ) : لماذا لا تضعـون نظاماً كـنسيّـاً دَورياً ثابتاً لجـباية النقـود من المؤمنين شهـرياً أو بأي ترتيب آخـر لكل حـقـبة زمنية ، وبالمقابل تكـون كافة الخـدمات الكـنسية مجانية ، كالعـماذ والتعـليم المسيحي وتـناول القـربان المقـدس ومباركة الزواج ومرافـقة الموتى إلى مثواهم الأخـير ، وتـزويـد الوثائـق الكـنسية وغـيرها عـنـد الحاجة ؟ قال : ( إن الجـماعة ـ ويقـصد المومنين ـ سوف يستهـزئون بالعـملية ويُسمعـونـنا تعـليقات مزعـجة نحـن في غـنى عـنها ) ! إن في كلام الأب يوسـف شيء من الصحة محـلياً ، ولكـني أرى في رجال الدين عامة شيئاً آخـراً ، إنهـم لا يقـبلون بتحـديـد مدخـولهم ، بل ينشـدون الحـرية في جـبايتهم أو ترويج بضاعـتهم ، وكل بضاعة بسعـرها الخاص .  

ملاحـظة :

في هـذا السياق كان للمطران عـبـد الأحـد صنا تـدبـير حـكـيم في مجـريات عام 1974 وذلك حـين حـدد المبالغ المستـوفـية من المؤمنين عـن الخـدمات التي تـقـدمها الكـنيسة لهم كالعـماذ والزواج والنسخ الورقـية للوثائق ... وفي حـينها نشر إعلاناً بها في لوحة إعلانات الكـنيسة قـرأتها بنـفـسي ، وجـدير بالـذكـر أن من بـين تلك الـتعـليمات ( لا يُـسـتـوفى أي مبلغ من أهـل المتوفي إذا كان يرافـقهم كاهـن واحـد فـقـط إلى المقـبرة ) أما إذا أراد أهـل المتـوفي أكـثر من كاهـن واحـد أو يريـدون المطران أيـضاً للـتـباهي ! فإن مبلغاً معـيناً يُـستـوفى منهم .... أما الـيوم فإن كـهـنـتـنا وحـتى بعـض أساقـفـتـنا لا يقـتـنعـون بهـكـذا إجـراء حـسب تـصوّري الشخـصي .

محاولة غـير مُجْـدية لتعـلـّم الـ ﭘـوشاقا :

كـنتُ أتردد إلى دار المرحـوم سليمان مقـدسّي ( ساعـور سابقاً ) ومعي كـتاب الرسائل ــ الـ شليحا أو الـ قـريانا ــ فأقـرأ أمامه جـملة باللغة الكـلدانية الفـصحى فـيترجـمها لي وهـكـذا حـتى نهاية الرسالة فأحـفـظ ترجـمتها إلى لغـتـنا المحـكـية عـن ظهـر قـلب لأتهـيّـأ لقـراءتها في الأحـد المقـبل ، ولكـنني لم أستمرْ عـلى هـذاالمنهاج بسبب إنشغالي بالدراسة وإنـتـقالي إلى بغـداد لمواصلة الـدراسة فـلم أستـفـد كـثيراً . هـذا ما بقي عالقاً في ذهـني من ذكـرياتي مع الكـنيسة وأنا أسكـن في ألقـوش وبعـد ذلك إنـتـقـلتُ إلى مرحـلة جـديدة وهي السفـر إلى بغـداد في الربع الأخـير من سنة 1966 .

ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة السابعة ــ في بغـداد


كانت بداياتي في كـنيسة العائلة المقـدسة / شـارع الروّاف / البتـّاويّـين في نهاية الستينات وهـناك إلتـقـيتُ الأب المرحـوم فـيليب هـيلاي فـتـذكـّرتـُه وتـذكـّرَني . كان يطيب لي خـدمة القـدّاس معه لِـما يملكه من قابلية موسيقـية رائعة ومعـرفة عـلمية بالمقامات ولكـني أيضاً كـنت أستمتع بخـدمة القـدّاس مع أيّ كاهـن آخـر في تلك الكـنيسة ، لأن الأب فـيليب كان يرافـق الجـوقة عـنـد هـيكـل الكـنيسة / الطابق الثاني ويتابع فـقـرات القـدّاس الخاصة بالشمّاس موسيقـياً بالأوكـوردْيون ( دون مرافـقـة إيقاع الطـبول ! ) والأكـثر من ذلك ولموهـبته الفـنية هـذه فـقـد كان يعـرف مناوراة الشماس بالألحان فـيتـقـدّمني في عـزفه وكأنه يعـلم ما سأقـوله في منحـنيات المقام . أما بشأن الترانيم ( وأياً كانت ) كـنا نـتـناوب أبـياتها : الشماس من جهة والجـوقة مع جمع المؤمنين من جهة أخـرى ( وكأنـنا ﮔـودا عـلايا و ﮔـودا خـتايا ) وبمرافـقة الموسيقى . إن الكاهـن والشماس كانا يمثـّلان هـيكل البناء الصوتي للقـدّاس أما الجـوقة والمؤمنين فـكانوا مرافـقـين ، حـقاً كان جـواً ملائكـياً يُخـيّم عـلى الكـنيسة حـسبما كان يقـوله لي الأب فـليب نفـسه . كـنت أبدأ بالمقام بعـد قـراءة الإنجـيل وأخـتار الترنيمة المناسبة له بنـفـسي والجـمهـور يتـناوب فـيتـولد توافـقاً في أذن السامع دون نشاز ... وليس مثلما يحـدث اليوم في أكـثر كـنائسنا .

 ملاحـظة لا بـد منها : كانت الموسيقى بآلاتها المتـنـوّعة ترافـق الصلوات في المعابـد الـوثـنية منـذ الـقِـدَم ، وهي شيء رائع داخـل الكـنيسة أيضاً ، فـفي الغـرب يُستـخـدَم الـﭘـيانو الكـنسي ، وفي كـنائـسنا الشرقـية نرى الـصـنوج مع الأجـراس منـذ زمن طويل ولا يزال ، فهي تـضيف أجـواءاً رومانسية تمتـزج مع الروحانية لـتسمو بنـفـس الإنسان إلى الأجـواء الملائـكـية أثـناء التـرانيم ، ولكـنها إذا إبتــُـذِلـتْ في طريقة عـزفها ... وفي وقـت ليس أوانها ... تـفـقـد رونـقـها وقـيمتها ! وفي أيامنا الحاضرة نرى الأورگ في الكـنائس وبعـض الأحـيان الساكـسيفـون أيـضاً مع العـود ـ الناي ....

وفي كـنيستـنا يُـعـزَف عـلى الأورگ بمصاحـبة ــ الإيقاع بـشـدة صوت واضحة ــ تـقـلل من القـيمة الروحـية للموسيقى المرافـقة للصلاة فـتـبـدو وكأنـنا في قاعة حـفـلة من نوع آخـر لأن الإيقاع يحـرك أجـزاء جـسم الإنسان بصورة إيحائية .... هـذا من جانب ، وهـناك جانب آخـر لا يقـل أهـمية عـن الأول وهـو أن مراحـل القـداس عـديـدة أهـمها تـحـول الخـبز إلى جـسـد المسيح وهـكـذا الخـمر إلى دم المسيح كما في خـميس الفـصح / العـشاء الأخـير ، والـقـداس هـو إحـياء لـتلك الـذكـرى التي أوصانا بها الرب يسوع . في هـذه المرحـلة يتـطـلب أن يسود الصمت والسكـون في هـيكـل الكـنيسة ، ومن دواعي الخـشوع نرى المؤمنين يتهـيأون فـيسجـدون مع إنحـناءة الرأس بعـفـوية لا تـصنعـية ، وعـنـدها يتـلـو الكاهـن الكلام الجـوهـري !! وهـنا فإن الأجـراس تـرنّ لتـنبه المؤمنين إلى أن حـدثاً مهماً قـد حـدثَ . ولكـن عازف الموسيقى يـبـدو أنه لا يعـرف قـيمة هـذه الأمور لأنه شاب ! ... فلا يتـرك الكاهـن يصلي لـوحـده في نـطـقه للكلام الجـوهـري بل يـبقى يرافـقه مع دنـدناته مما يجـعـل المؤمن السامع يتيه في تخـيلاته ، وبـدلاً من أنْ يـركــِّـز عـلى كلام الكاهـن فإنه ينـتـقـل إلى أجـواء أخـرى خارجة عـن الكـنيسة وبحـسب ما توحي له تلك المنحـنيات الموسيقـية .
وكم نبَّـهـنا الكـهـنة وبعـض الشمامسة في كـنيستـنا فأيـدوا الفـكـرة !! ولكـن يـبـدو أنَّ أحـداً لا يتـجـرّأ عـلى إتخاذ ما يلـزم وكأنهم لا يملكـون حـق تـصحـيح المسارات الزائغة .
 
الأب فـيليـب هـيلاي يُشـجّـع زواج المُحـبّـين :
في سنة من سنوات نهاية الستـّـينات حـضرْتُ قـداساً للمرحـوم الأب فـيليـب ومما قاله في وعـظه : ( إندهـشـتُ وتألـّمْتُ حـين سمعـْـتُ أنّ فـتاة مسيحـية تركـتْ بـيت والدها وإلتحـقـتْ بشاب غـير مسيحي والسبـب هـو أهـلها الذين رفـضوا زواجها من شاب مسيحي ! ) .
لقـد خـطب الأب خـطاباً حـماسياً بـين الحاضرين ونـدّد بكـل والدَين يقـفان حـجـرة عـثرة في طريق زواج إبنـتهـما ومحـذراً لهم حـين قال : ( كل فـتى وفـتاة يحـبّان بعـضهـما البعـض فـليأتيا عـندي وأنا أباركهـما وأعـطي لهـما شهادة زواج ) .

توقـعات الأب فـيليـب للكـنيسة في بعـض الدول :
في أحـد خـطابات المرحـوم الأب فـليـب في مطلع السبعـينات تطرّق إلى موقـع الكـنيسة في المجـتمع وقال : لا تـتوهّـموا وتـظـنوا أنّ الكـنيسة ضعـيفة بل إنها قـوية في كل زمان ومكان ، وإذا كـنـتم تعـتـقـدون أن دَوْرها قـد إضمحـلّ في بعـض الأماكن من العالم  فإن المستـقـبل سيشهـد لها إنـتصاراً هـناك ، وستـتـذكـّرون كلامي يوماً ( وهـذا الذي حـصل فـعـلاً في 1989 ) .

بكاء أمام صورة العـذراء :
في أحـد الأيام من تلك الفـترة كـنت راجـعاً مع صديق من الجامعة فـمرَرنا من ساحة الميدان بـبغـداد ودخـلنا كـنيسة مريم العـذراء للأرمن ( كـنيسة قـديمة ) لزيارتها ، فـشاهـدتُ إمرأة مسلمة تقـف أمام صورة لمريم العـذراء وتـبكي بكاءاً حاراً بصوت خافـت والدموع تـنهـمر من عـينيها ، تألـّمْـتُ لها كـثيراً ولم تكـن لدي الشجاعة أن أسألها ما الذي حـلّ بها .
    
العـطلة أقـضيها  في ألقـوش :
وخـلال سنوات الدراسة في بغـداد كـنت أسافـر إلى ألقـوش في فـترات الأعـياد والعـطـل الصيفـية والربيعـية ومما لا شك فـيه أن الكـنيسة كانت هاجـسي فـلابد أن أتهـيأ لها قـبل السفـر ، فـكـنت أطلب كـتاب الرسائل أو القـراءة ( شليحا أو قـريانا ) باللغة الكـلدانية الفـصحى من الأب فـيليب ليوم الجـمعة فـقـط فآخـذه إلى بـيت عـمي المرحـوم جـرجـيس خـندي - في بغـداد - وأقـرأ أمامه كـل جـملة فـيفـسّرها لي بلغـتـنا المحـكـية وهـكـذا كـنت أتعـلـّمه عـن ظهـر قـلب لأكـون جاهـزاً لقـراءته حـين أتواجـد في ألقـوش إلاّ أنه لم يكـن هـناك تواصلٌ ولا ممارسة ، فـما أتعـلـّمه اليوم أنساه بعـد أيام أو أسابـيع .
وفي إحـدى السنين من أواخـر الستينات سافـرتُ صباح يوم جـمعة الآلام متوجّـهاً إلى ألقـوش وكل أملي أن أحـضر طقـوس هـذا اليوم الحـزين في كـنيستـنا إبتداءاً من تفـسير آلام المسيح بكل مراحـلها وللإستماع أو للمشاركة  في ( سْـليق لـَـصْـليوا أوْ مارا دْ ورْياثا ... )  و إنزال المصلوب من الصليب ثم موكـب قـبر المسيح ( يا مَرْيَمْ بْـثولـْـتا  شورَيْـوَتْ زخـْما ..... ) وما أنْ وصَـلـَـتْ بنا الحافـلة إلى البلدة ألقـوش حـتى أخـذتُ حـقـيـبتي وركـضتُ بها ورميتـُها في البـيت مستمرّاً وبنفـس السرعة إلى الكـنيسة متأكـّـداً مع نفـسي أن فـصولاً كـثيرة تكـون قـد فاتـتـني فـدخـلتُ الهـيكل المكـتضّ بالمؤمنين فـتسلـّـلـْـتُ حـتى وصلتُ مدرّجاته الأمامية ، وإذا بموكـب جـنازة المصلوب قـد إبتدأ لتـوّه يتـقـدّمه رتل الشمامسة في حـلـّـتهم البـيضاء والمرسومون منهم حـول عـنـقـهم ( وورارا أسْـوَد ) وشموعـهم بأياديهم ويتـناوبون الترانيم الحـزينة مع الكهـنة والمطران ، وهـناك لمَحَـتــْـني عـينا المطران عـبد الأحـد صنا من بين الحاضرين فأشـّـر إلي بالإنخـراط في صفـوف الشمامسة ، فأشـّرْتُ له بدَوْري موحِـياً له بأنـني لستُ مرتدياً رداء الشماس فـقال لي : ( لا كـْهـيما ، أورْ وْ مورْ خا قالا  = لا يهـم ، أدخـل وقــُـل لحـناً ) فـكان كما أراد .

فـراسة الكاهـن والطبـيب :
في إحـدى العـطل الصيفـية وأنا في ألقـوش ( 1970 أو 1971 ) كـنت في بناية مار ميخا مع الأب يوحـنان نـتمشى سوية في أروقـته جـيئة وذهاباً نـتجاذب أطراف الحـديث من هـنا وهـناك و نـتـناقـش في شؤون الكـنيسة والحـياة ، ولما كـنت من النوع الذي يريد معـرفة الحـقـيقة من أهـلها كي أصِـلُ إلى قـناعة ذاتية وليس قـبول المَشاهـد الغامضة عـلى عـلاّتها ، فـقـد وضعـتُ نفـسي في موقـع الباحـث عـن الإيمان نـدّاً له في حِـواري معه فـشعـرتُ بأنه إستـفـزّ وإستـثارتْ أعـصابه وإنفـعـل بعـض الشيء ولكـنه أخـفى إنفعاله عـني ثم سألني : أتـؤمن بالمسيح ؟ قـلتُ : ( إن المسيح حـقـيقة واقـعة ... ولا شك في ذلك ولـكـن مثـلي يريد أن يفـتح مـمرّاً في الـتـضاريس المتـعـرّجة سواءاً أكان نفـقاً أم جـسراً ، طويلاً أم قـصيراً يربط بـين إيماني وعـلميّـتي ) ! فإنشرح لجـوابي وقال : إن تلك المَهَـمّة أسهـل عـلى أمثالك من غـيرك ، ثم قادنا نقاشـنا إلى أن أقـول له أنّ الدخـول إلى أعـماق فـكـر الإنسان ليس بالأمر الهـيّن ، فـقال لي : إن الكاهـن أو الطبـيـب ذوي الخـبرة يُمْكـنهـما قـراءة فـكـر الإنسان من النظر إلى عـيونه ! ، إنّ تحـليلي لكـلامه هـو :
إن الكاهـن كـثير الإحـتكاك بالناس بكـلّ تـنوّعاتهم والتحـدّث إليهـم كما أنه يتعـرف على مشاكلهم وسلوكهم سواءاً بالإصغاء المباشر إليهم أو عـن طريق منبر الإعـتراف والإستماع إلى صوتهم الصريح النابع من قـلوبهم ، وهـنا يأتي دَوْره في ملاحـظة خـطوط إنفـعالات الوجه وحـركات العـيون ليُـكـوّن منها خارطة تصبح عـنده دليلاً يقـوده إلى المواقـع المجـهـولة من فـكـر الشخـص الذي سيقابله غـداً ، ويتسلـّـل إلى أزقــّـته وثـناياه بعـد أن يكـون قـد حـصل عـلى المفاتيح السرية (Code Number  ) لكـل حـركة من العـيون أو عـضلات الوجه مهـما كانت ضئيلة . ولكـن أين كـهـنة اليوم من كـل ذلك ؟ إن وعـظهـم البسيط - الذي لم يـعُـد يُشْـبع خـيالنا ولا طـموحـنا بل ولا جـوعـنا - يكـتبونه عـلى الورقة ويقـرأونه في القـداس كالمذيع أمام المؤمنين بعـد الإنجـيل وهُـم اللذين درسوا الفـلسفة واللاهـوت وحـصلوا عـلى أعـلى الشهادات ، إن أكـثرهم عاجـزين عـن قـراءة أفـكارهـم الذاتية فـهـل يمكـنهم قـراءة أفـكار غـيرهـم ؟؟.








212
ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة الـخامسة ــ طرائف الكـهـنة :



أولاً :
في عام 1963 مرّتْ عـلى عائلتي أياماً غـير سعـيدة ، وفي تلك الأثـناء وصلتـنا رسالة مُـقـلقة من أخـتي في كـركـوك فـسافـرتُ برفـقة والدتي لتـفـقــّدها . وكان في ألقـوش كاهـن من بطـنايا هـو السعـيـد الـذكـر الأب ﭘـولص خـمّـي يَعـرف ويشعـر بمنغــّصات حـياتـنا العائلية ، وفي حـينها كان يُحـبّـبُـني ليخـفــّـف الوطأة عـني ، بالإضافة إلى ولعه بالمقامات فـكان يستمتع بخـدمتي لقـداسه ، فـكـتـبْتُ له رسالة من كـركـوك وشرحـتُ له عـن سفـرتـنا وظروفـنا بعـض الشيء . وفي جلسة إعـتيادية للكهنة في المطرانخانة ( قـونـَخْ ) مع المرحـوم المطران عـبد الأحـد صنا يتـداولون الحـديث عـن ألقـوش وظروف أهاليها في تلك الأيام العـصيبة ، تطـرّقـوا إلى ذِكْـرعائلتي ( كان رجال الـدين يتابعـون أبناء أبرشـيتهم ! ) وهـنا سأل المطرانُ الكـهـنة : لا ندري ما الذي تعـمله هـذه العائلة الآن وما هـو مصير رب الأسْرة ! فـقال الأب ﭘـولص : إنّ أمّ البـيت وطفلها مع إبنها الشماس سافـروا إلى كـركـوك لبضعة أيام لتـفـقــّد إبنـتهم وسوف يرجـعـون عـن قـريب ، وهـنا إنـبرى المرحـوم الأب أبلحّـد عـوديش وقال : وكـيف عـلمتَ بهذه التـفاصيل ؟ فأجابه الأب ﭘـولص : في الحـقـيقة البارحة وصلتـني رسالة الشماس من كـركـوك وقـد ذكـر فـيها وصفاً لجانب من ظروفهم ! فـثار الأب أبلحّـد أكـثر قائلاً : وفـوﮔاها رسالة ! كـيف وأنت غـير ألقـوشي تعـمَّـقـتْ العلاقة بـينكم وأتيتَ عـلى بالهم وصارتْ بـينكـم مراسلات ، ونحـن أهـل ألقـوش لسنا ببالهم ولا نعـرف عـنهم شيئاً ؟ إذا كانت الأمور تسير بهـذه الصورة فـنحـن بعـد مدّة سنهاجـر من ألـقـوش إلى بلد آخـر ! فـردَّ عـليه الأب ﭘـولص : يا أخي لماذا تهاجـر وأنت إبن هـذه البلدة ! أنا سأهاجـر إلى مكان آخـر .... وفي الأخـير إنـتقـل الأب ﭘـولص إلى قـضاء الشيخان وحالياً في سان ديـيـﮔـو / أميركا .   
   
ثانياً :
في أوائل عام 1964 باركَ الأب يوحـنان ﭽـولاغ زواج أخـتي ليلى من سالم وزي ، ثم في سنة 1965 أنجـبتْ إبنها الأول داود ، وحـين بلغ عـمر الطفـل السنة الواحـدة ( 1966 ) ، شاءتْ الصدفة أنْ مـرّ المرحـوم الأب أبلحـد عـوديش من أمام دارهم في يوم عـطلة وسمع صوت زوجـها فـدخـل عـندهم فـحـسبوه كاهـناً ضيفاً سيبارك دارهم . فـقال لهم : إنّ زواجَـكم باطل !! فـقال له الرجـل ( سالم ) : لماذا يا أبونا ، أليس الأب يوحـنان ﭽـولاغ هـو الذي باركـنا وأمام الملأ ؟ قال : أنـتم الآن في حالة حـرام ! قال الرجـل : ما هـو السبب ؟ قال الأب : إنّ جـدّتـك ( كـﭽـْـكِ ) وجـدّة زوجـتك ( ملـّي ) أخـوات من جهة الأب !! قال الرجـل : وما الضرر في ذلك ؟ قال الأب : إنكم خالفـتم قانون الكـنيسة ، فـقال الرجـل : وما هـو الحـل الآن ؟ قال الأب : تدفـع ما يفـرضه عـليك القانون ، قال الرجـل : وما هـو ؟ قال الأب : تدفـع الآن نصف دينار ! فـمدّ الرجـل - سالم وزي - يده إلى جـيـبه وأعـطاه 500 فـلساً وسأله : هـل أصبحـنا الآن حـلال ؟ قال الأب الفاضل : نعـم ، ثم غادر .... (( فإذا كان للنصف دينار ذلك التأثـير عـند الكهـنة واضعي القـوانين وبحـوزتهم كـلمة المرور السرية ( Password ) لفـتح باب السماء ، والـدخـول إليها مثل دخـولـنا إلى الفـيسبوك والإيميل ، فـيجـعـلون الحـرام حلال والحلال حـرام في وضح النهار )) إذن أية فاعـلية نـفاذة ستكـون عـنـد آخـرين اليوم في غـيهـب الليالي حـين يتـلقـفـون دفاتراً من دولارات الآغـوات وغـير الآغـوات ، وهم يرفـضون ذلك المطران الجـليل ويحـمون أولـئك الكهـنة الـذين وصفهم قـداسة الـﭘاﭘا بالسـيِّـئين ؟ ولكـن حِـبال الله طـويلة ...... أما حلاوة طرف اللسان فهي مراوغة الـثعـلب لا تـخـدعـنا وما تعـبر عـلينا ، ومَن له أذنان فـليسمع !!!.   

ثالثاً :
من المعـروف أن هـناك قـرى صغـيرة قـريبة من ألقـوش وتابعة لأبرشيّـتها وفـيها كـنيسة ولكـنها بدون كاهـن وسكانها محـرومون من الطقـوس الدينية وحـتى من القـداس يوم الأحـد مثل : بـيندوايا ، شرفـية لأن تعـداد سكانها ضئيل ولأجـل ذلك كان المرحـوم المطران عـبـد الأحـد صنا وحـسب عـلمي يبعـث صباح كـل يوم أحـد في السنوات ( 1963 – 1966 ) كاهـناً وشماساً بسيارة مدفـوعة الإجـرة من حـساب المطرانخانة إلى هاتين القـريتـَين لإقامة قـداس الأحـد فـيها خـدمة لمؤمنيها ، وقـد توفـرتْ لي الفـرصة مرة أن أرافـق المرحـوم الأب يوحـنان ﭽـولاغ إلى قـرية بـيندوايا عام 1964 ، وأخـرى مع المرحـوم الأب هـرمز صنا وبرفـقة أعـضاء الأخـوية آنذاك وديع يونس ﭽـولاغ وأكـرم صادق يلدكـّو إلى قـرية الشرفـية عام 1965 ، وفي هـذه الرحـلة الدينية أقـمنا القـداس وبخـدمتـنا نحـن الشمامسة الثلاثة ، ثم دعانا مخـتار القـرية إلى داره لـتـناول الفـطـور، كـيف لا والـ ( رابي قاشـا معـنا ) فأتـتْ سـيدة الدار بإناء كـبـير من لبن الغـنم الطازج مع الخـبز ( قـلـّـوريه) وكان فـطوراً رائعاً إلاّ أنه بـدون شاي ! ومع ذلك إنـتـظرناه عـلى أمل أن يأتينا بعـد الفـطور ، فـتداولنا الأحاديث وإستفـسرنا عـن أحـوال القـرية وتكـلـّمْـنا ونكـّـتــْـنا وليس هـناك صوت ( ﭼـقـﭼـقة الإستيكانات ولا حَـكـّة شخاطة ولا قـدحة قـدّاحة ، ولا ريحة هـيل ، ولا ماء ولا شاي ! ) فـما العـمل ورابي ( ورمز) يشتهي الشاي خاصة بعـد اللبن وكـلـنا مثـله نشتهـيه أيضاً ؟ فأصبحـنا نـتكـلم في قـلوبنا وكـل واحـد منا يسمع الآخـر بصمتْ . فـنحـن شمامسة صغار وعـلينا السكـوت أما الكلام فـهـو للكاهـن الذي لا ينزل إلى مستوى طلب الشاي ولكـنه يشتهيه مثـلـنا فـما العـمل ؟ إستخـدم ذكاءه بما يحـفـظ كـرامتـنا جـميعاً وإستغـلّ أصغـرنا وهـو الشماس أكـرم ، وقال بصوت واضح وعـلى مسْـمَع المخـتار رئيس القـرية : ( أكـرام لا زَدْإتْ ! دَها بدْ ميـثيه ﭽاي - لا تخـف يا أكـرم ! الآن سيأتون بالشاي ) فـصاح الرئيس بصوت عالي إلى زوجـته وقال : ( هـيه ، ميثيه ﭽاي طـْلا رابي قاشا وْ طـْلا يالونـْكـيه – إجـلبي الشاي لأبونا القـس وللأولاد ) فـنجحـنا وشـربنا الشاي وبعـد أنْ إرتوَينا منه غادرنا متوجهـين إلى ألقـوش . وبالمناسبة فإن أكـرم صادق كـنت قـد إستـطعـتُ أن أستميله إلى الكـنيسة فإنخـرط في أخـوية الجـيش المريمي لسنوات رغـم تأثـره بـبـيئة أعـمامه أيام زمان ، ولكـن مع كـل الأسف حـيـنما تـَفــَرّقــْـنا وإنـتـقـلنا إلى بغـداد جـرفه الموج مرة أخـرى وفي نهاية المطاف لم يقـبض ثمرة لا هـو ولا أهـل بـيته وإنما جـلب عـليهم الوَيلات مِن جـرّاء إنجـرافه مع أقاربه وجـرفَ معه غـيرَه . ولكـن سبحان مغـيّر أحـوال أعـمامه اليوم .......

رابعاً :
حَـكـَتْ لي سيدة في اليونان وهي اليوم في أستراليا عـن قـصة طريفة لإمرأة عـجـوز مؤمنة بسيطة غـير متحـضرة أيام الخـمسينات في العـراق . كانت تملك بعـض الدراهـم وفــّرتــْها من التـقـتير عـلى نفـسها أو عـن بـيع بـيض دجاجاتها أو باقات البصل في بستانها ، وربما مِن عـملها كـخـبّازة لجـيرانها أو من نقـود يـبعـثها لها إبنها ، وقـل ما شـئـْتَ من الإحـتمالات . ولما كان الكاهـن في ذلك الوقـت هـو المتعـلـّم والمعـلم المرشـد وحافـظ الأسـرار وهـوالمخـْـلِص الموثوق به والصادق الأمين ، فـقـد لجأتْ إليه عـجـوزتـنا لتسـتشيره في مسألة مصيرية بالنسبة لمستـقـبلها عـن كـيـفـية الحـفاظ والتأمين عـلى مُدخـّـراتها ، فـقالت له :  أبونا - أنا أملك مقـداراً من المال ، أخاف عـليه من الضياع أو السرقة ، وأنا أفـكـّر في شراء قـطعة أرض زراعـية تـدرّ عـليّ بعـض الغـلـّة سنـوياً أو داراً بسيطة أسكـن فـيها أو أؤجـّرها  فأستـفـيد من واردها ، فـما رأيكَ ؟ . فـقال لها الأب الفاضل : لماذا تـفـكـرين في أطماع هـذه الدنيا الفانية ؟ إن الدار ستـندثر والأرض ستبقى لغـيركِ فـما الذي ستستـفـيدينه ؟ فـقالت له :  إذن بماذا تـنصحـني يا أبونا ؟ قال : توجـد منازل في السماء لا تـندثر وتبقى لكِ إلى الأبـد ! قالت : ومَن يأخـذني إلى الدلاّل المسؤول عـنها كي يمكـنـني شراء واحـدة منها ؟ قال لها أبونا : أنا الوكـيل المعـتمـد ! إعـطيني كـل ما تملكـين ، فـمن جـهة سوف سـتؤمّـنين عـلى نقـودكِ عـنـدي ولا تضيع منكِ ، ومن جـهة أخـرى ستـضمنين لكِ داراً أبـدية في الحـياة الآخـرة ! فـوافـقـتْ جـدتـنا العـزيزة عـلى إقـتراح الكاهـن الوكـيل وصانع الجـميل ، الأمين الجـليل . وبـين فـترة وأخـرى كانـت تـتجـمّع لديها بعـض النقـود وتأخـذها إلى الـ رابي قاشا الموقـر وتسأله : رابي ، كـم بقي من سعـر المنزل ؟ فـكان يقـول لها : إنّ الدار الأبدية شيء رائع وثمنها لا يوفى حـتى اليوم الأخـير من الحـياة !!  وأترك بقـية القـصة للقارىء .

خامساً :
كان المرحـوم الأب أبلحـد عـوديش كاهـناً قـديماً ذو خـدمة طويلة في الكـنيسة ولمّا أكـملَ الخـمسين سنة في خـدمة المذبح أقام قـداساً بمناسبة يوبـيله الذهـبي وصار الناس يقـدّمون له التهاني بـيومه السعـيد هـذا . وبهـذه المناسبة باركه البعـض قائلين : هـنيئاً لك يا أبونا بهـذه الخـدمة الطويلة عـلى المذبح الإلهي وأنـت تعـبد وتسـجـد للرب وتـكـرز وتـعـمـِّـذ وتبارك ... فأكـيد إنّ مكانك مضمون في المنازل السماوية وسط الملكـوت ! فـصفـن الأب الفاضل برهة من الزمن ثم تـنهـّد عـميقاً وقال لهم : ولكـنـنا لسـنا ندري ! هـل هـناك شيء من هـذا القـبـيل في السماء ، أم لا !! ...... ( لو هـيـﭽـي إيمان لكاهـن بعـد 50 سنة من رسامته ، لو ما لازم ) .

سادساً :
في عام 2013 وأنا بجـلسة ودّية رائعة ضمتـني مع شماسَـين إثـنين ، وكاهـنين أخـرَين عـصريّـين منـفـتحَي الفـكـر إنـطـلقـنا جـميعـنا فـرَحاً ومرَحاً ونـكـتاً ( بغـياب أصحاب الرتب العـلـيا ! ) و سَـوّيناها هـوسة أصدقاء ، حـكى الكاهـن لـنا قـصة حـقـيقـية حـدثـتْ في إحـدى قـرى شمال العـراق أيام زمان ، حـين أراد رجـلٌ من بُـسـطاء القـوم الفـقـراء أن يُـكـرم والـده الـمتـوفي فـيوصي له بقـداس أبـدي فـينـتـشـله من الـنار ويـنـقـله إلى الفـردوس السماوي ، ولمّا لم يكـن عـنـد الرجـل نـقـود ، إرتـضى أن يعـرض بقـرته الـوحـيـدة عـلى كاهـن القـرية ثـمناً لـذلك الـقـداس . فـقال له : أبونا ، أريـد أن أوصيك بأنْ تـقـيم قـداساً أبـدياً للمرحـوم والـدي ولا أملك نـقـوداً ، ولكـن عـنـدي بقـرة حلوب ووَلـود وسمينة فـهل تـقـبل أن أمنحها لك بـدلاً وثمناً لـذلك ؟ فـقال الكاهـن : نعـم .... فـجاء الرجـل بـبقـرته وسـلـّمها بكـل تلهُّـف ومحـبة للكاهـن عـلى أمل أن يُـقـيم القـداس الأبـدي للـمرحـوم والـده فـيخـلـصه من الـنار المشتـعـلة بلهـيـب ذي ألسنة سعـيرة ليل نهار ، ولا أدري بهـذا الرجـل ( أو غـيره ) لماذا يفـترضون مقـدَّماً أنَّ والـدهم في الـنار ؟؟ أما من جانب رجال الـدين في كـنيستـنا فـمع الأسف لا يشـرحـون لـنا معـنى هـذا القـداس ( ومتى يـبـدأ مفـعـوله ومتى ينـتهي ، وهـل هـناك مَن إستـفاد منه ، وكـيف نـتأكـد من نـتائجه ) أما صاحـبنا الكاهـن فـكان كـل يوم يحـلب البقـرة ويصنع من حـلـيـبها لـبَـناً أو جـبناً لـبـيته ..... وبعـد مُضي أكـثر من سـنة ولـدتْ له عـجلاً من فـضل ربِّه ، فـهـنيـئاً له ..... وعـنـدها أراد الرجـل صاحـب الـبقـرة أن يستـفـسر من أبونا عـن مصير والـده الـذي ضحّى بـبقـرته من أجـله ، فسأله قائلاً : أبونا ، ما مصير والـدي وأين وصل ؟ قال الكاهـن : وما أدراني بوالـدك فأنا لا أعـرف عـنه شيئاً ! فإستغـرب الرجـل وقال : يا أبونا ألله يخـليك أنا منحـتـك أغـلى ما عـنـدي بقـرتي أملاً في أنْ تـسعِـف والـدي فـتـنـتـشـله من نار جـهنم ، فـكـيف لا تعـرف شيئاً عـنه طيلة هـذه المدة ؟ قال الكاهـن : حـتى والـدي لا أعـرف أين هـو .....  فـقال الرجـل : إنْ كـنتَ لا تعـرف أين هـو والـدك فـكـيف ستعـرف إين يكـون والـدي ، لـذا أرجـو أنْ تـتـوقـف عـن متابعة قـضية والـدي وتـتركـها ، ولا أريـدك أنْ تـصلي من أجـله بعـدُ ، وسأترك أمره لله والآن رُدَّ إليَّ بقـرتي بأسرع وقـت .... فإستـرجع بقـرته من الكاهـن وترك أمر والـده لله . وهـناك طرائـف أخـرى نـتركـها للمستـقـبل . 

213
ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة الرابعة ــ


نشيد الإستقـبال :

حـضر المطران عـبد الأحـد صنا المجـمع الـﭭـاتيكاني الثاني عام 1963 ولما عاد ، إستقـبلناه بنشيد من تأليف وتلحـين وتـدريب الأب يوحـنان چـولاغ ، وأتذكـّر بعـضاً من نصوصه وهي :

بْــنــَي ألقـوش نـﭘـْـصو حَــشـّـــــــــــــا مْـلـبّـوخـون ــــ أنـفـضوا الحـزن من قـلوبكم يا أبناء ألقـوش
مْـسَــقـــْــلو بْـجُـلـّـدْ ﭘـصْخـوثا ثيلِ بابوخــــــــــــون ــــ تـزيَّـنوا بملابس الفـرح قـد جاء أبوكم
شيـﭭـانا طاوا بدْواحا ﮔــْـيانِه ح مْــبَـدَلْ كـُـلـّــوخـون ــــ راعي صالح يفـدي نـفـسه عـوضاً عـن جـميعـكم
مْـعـيطو بْـخا قالا بشينا دْإيروخـون يا كـُمرا مْـعَـلـيا ــــ نادوا بصوت واحـد أهلاً برجـوعـكم يا فـخامة المعالي
بْـﮔـو لبّـا مشـْــتــَـقْ وْ لهْـــيا سْـﭘـيرَنْ إلــّــــــَوخـون ــــ بقـلب مشـتاق وملتهـب إنـتـظـرناكم
بطــْـلابا مّرْيا تـَـدْ ناطـيروخـون وْ مْـكاملْ نيتوخـون ــــ طالـبـين من الرب أن يحـرسكـم ويحـقق نياتـكم
إدْيـو خـزيلـَـــنْ نيخـوثا خـو ﮔــُـلـْﭘانِ دْ ﭘـَـيَـدتـّوخـون ــــ اليوم رأينا الراحة تحـت جـناح وجـودكم
مَرْيَمْ مْحَـمْيا مَرْعـيثــَن وْدَرْيا شـْلاما بصْـلوثوخـون ــــ مريم تحـمي رعـيتـنا وتـنشر سلاماً بصلـواتـكم  

كــْـنوشـْـيا دْ ثيلوخــُـنْ مِنـّـه ح  بْـنـصْــــــــــــحانِ ــــ المجـمع الـذي أتيتم من عـنـده بنـصائح
دارِ حُــبّـا وْ حـوياذا بـيـني كــُـلْ  مْـهُـيـمْــــــــــــنِ ــــ يضع حـباً وإتحاداً بـين جـميع المؤمنين
دْ شوقي ﭘـولاغِ وْ هَـرّاطـِقــْـواثا وْ تـَـرْزِ دْ يـُـلـْﭘانِ ــــ كي يتركـوا الخلافات والهـرطـقات وأنـواع التعاليم
خــْـذا هَــيْـمانوثا مَكـرْزي كـَـهْـنِ بْـﮔـو كـُلْ دوكانِ ــــ إيماناً واحـداً يكـرز به الكـهـنة في جـميع الأماكـن
دْ رَخــْـشخْ بْـشوﭘاݒ دْ  كـينِ دْ مِثــْـــــليه منْ زونِ ــــ لـنمشي عـلى خـطى المتـواضعـين الـذين ماتـوا منـذ أزمنة
يالـيوخْ كـُـلاّنْ وْ  ﭘـيـرِ بَـسّـيـمِ دْ آنيه هـيــــــــلانِ ــــ جـميعـنا أولاد تـلك الأشجار وثمارها الطـيـبة

(( مع سـطرَيـن آخـرَين نسـيـتــُهـما مع الأسـف ))
 يمكـنـني تعـويـضهـما بآخـَـرَين عـند الحاجة .

التـناظر الهـندسي في الخـَـلــْـق
:

في صباح أحـد أيام الآحاد وبعـد إنـتهاء القـداس الإحـتفالي الذي أقامه المرحـوم المطران عـبد الأحـد صنا ، قال لأحـد الشمامسة وبحـضوري : أين موسى الساعـور ، قـل له أنْ يأتي إلى هـنا الآن ! ولما حـضر قال له ومؤشـّراً عـلى وجهه : موسـى ! قال نعـم سيّدنا ، قال المطران : أنظر لقـد خـلق الله وجه الإنسان بتـناسق جـميل ، فالأنف في الوسط والعـينان عـلى جانبـَيه وعـلى نفـس البُعـد ومثـلهـما الأذنان والحاجـبان وكـذلك الشفـتان في الوسط ، وهـكـذا أنت أيضاً حـينما ترتـّب المذبح ضع الشمعـدانات والمزهـريّات عـلى أبعاد متساوية من الوسط بتـنسيق جـميل ، أنظر إليها الآن عـلى المذبح هـل هي منسّـقة ؟ قال : ليست مرتـّبة بشكـل صحـيح والآن سوف أرتـّبها . قال له المطران : ليس الآن فـقـط بل كـل مرة أنظر إليها وتأكـّد منها ، قال : نعـم سيّـدنا .

دعـوة أخـوية من الموصل :

أتذكـّر يوماً من أيام شتاء عام 1963 أو نحـوه حـين كـنا مدعـوّين من قِـبَل تجـمّع الأخـويات في الموصل ، ذهـبنا وحـضرنا القـداس مع المرحـومَين المطـران عـبد الأحـد صنا والأب يوحـنان ﭽـولاغ ( وكاهـن آخـر لستُ متأكـداً من إسمه ) ثم تـناولـنا الفـطـور في إحـدى القاعات التابعة للكـنيسة ثم إنـتقـلنا إلى أحـد أديرة الراهـبات فـتـناولنا وجـبة الغـداء ، وعـندما حان وقـت المغادرة سَـلــّمنا عـلى المضـيّـفـين وإتجـهـنا إلى ألقـوش وعـبرنا قـرية تللسقـف والأمطار غـزيرة ، فـوصلنا منخـفـض الوادي فـشاهـدنا الطريق مغـمورة بمياه عـميقة لا يمكـن عـبورها مما إضـطــُرِرنا إلى الإنـتـظار إلى أنْ لاحـظـنا بدء إنخـفاض مستوى سطح المياه المتجـمّعة عـند الوادي فـتـمكـَّن سائقـنا من إجـتيازها بأمان ، فـوصلنا متأخـرين وأهـالينا قـلقـين عـلينا .

معـلـّمي الأول للغة الكـلدانية :

تصل بي ذاكرتي القـوية إلى أيام الدراسة المتوسطة والإعـدادية في ألقـوش (بناية شيشا) حـيث كان يوسف صادق شكـوانا زميل الدراسة إضافة إلى كـونه رفـيقي في الأنشطة الكـنسية . كان قـد سبقـني زمنا في خـدمة القـداس حسب الطـقـس الكلداني وكـذلك في قـراءة وكـتابة اللغة التي كان هـو يسميها (كـلذايا) اللغة الكلدانية . كما أتذكـر جـيدا جـدا أنـنا في أحـد الدروس الشاغـرة في الصف الثالث المتوسط 1963 بقـينا في داخل الصف وطلبتُ منه أن يكـتب لي حـروف لغـتـنا الجـميلة عـلى ورقة وتقابلها الحـروف العـربية لفـظا ، ولما لبى طلبي استطعـتُ أن أحـفـظها مع كـتابتها خلال ذلك الدرس الشاغـر فـقـط . إذن يوسف شكـوانا هـو معـلمي الأول لهـذه اللغة . ثم بدأتُ أحـضر مع الأطـفال ــ وأنا كـبـير العـمر نسبـياً ــ دروس اللغة في ساحة الكـنيسة وبعـدها في بناية مار ميخا أيام العـطلة الصيفـية وذلك شوقاً مني في تعـلـّم لغة الآباء ، ولم تـتوفـر لي الفـرصة لتعـلـّم التفـسير ( ﭘـوشاقا ) إلاّ ما نـدر .

أول تسجـيل لصوتي ، مفـقـود :

حـينما نحـل في مدينة أو دولة أجـنبـية فإن أول ما يتـطرق إلى ذهـنـنا وكعادتـنا هـو زيارة الكـنيسة ( لأسباب نفـسية وتاريخـية ) فـفي العـطلة الصيفـية من عام 1964 سافـرتُ إلى كـركـوك وكالعادة ذهـبتُ إلى كـنيسة مار يوسف ، كـيف لا وهي الكـنيسة التي تـناولتُ القـربان المقـدّس فـيها للمرّة الأولى وتعـلـّمتُ فـيها التعـليم المسيحي الأساسي . ولما حان وقـت القـداس وإستعـدّ الكاهـن تـقـدّمتُ بصورة عـفـوية إلى المذبح للخـدمة ولم يقـترب أحـد غـيري ، فـلما بدأ الكاهـن صلاته كـنتُ أنا الشـماس وهـكـذا خـدمتُ ذلك القـداس موظــِّـفاً ومستـثمراً ما خـزَنـَـتــْه في ذاكـرتي من نبرات ومنحـنيات المقامات التي تعـلـّمْـتـُها من الأب يوحـنان ﭽـولاغ ذي الحـنجـرة النادرة . وكما تعَـوّدنا في ألقـوش فالشماس ينـتـظر عـند نهاية القـدّاس مع الكاهـن ليساعـده في طي حـلـّـته وترتيـبها ليضعـها في مكانها ، وهـكـذا فـعـلتُ مع الكاهـن المشار إليه ، ولما أنهـيتُ واجـبي قـبّـلتُ يده ثم إستأذنتُ منه للمغادرة وهـنا إستوقـفـني سائلاً إيّاي وقائلاً : هـل أنت ألقـوشي ؟ قـلتُ : نعـم . قال : هـل أنت من تلاميذ القـس يوحـنان ﭽـولاغ ؟ قـلتُ : نعـم . ثم أردف يسألني : أين تسكـن ؟ قـلتُ : أنا من ألقـوش وزائر عـند بـيت أخـتي في كـركـوك ، قال : إذا ذهـبتَ وتـناولتَ فـطورك هـل يمكـنك أن تحـضر هـنا في الساعة الحادية عـشر ؟ قـلتُ له : نعـم دون أن أسأله عـن الغاية . ولما حـضرتُ في الموعـد المطلوب ودخـلتُ هـيكـل الكـنيسة شاهـدتـُه ومعه شاب يساعـده في ربط الأسلاك بجهاز تسجـيل ومايكـروفـون ، وأخـبرني أنـنا سوف نسجّـل بعـض الألحان والأناشـيد . وفـعلاً سجـلنا نشيد : اليوم كـنتُ راكـعاً أصلـّي ... ، حـبك يا مريم ... ،  إليك الورد يا مريم ... ، قـد أتى اليوم الذي أعـدّه القـدير ... ، وأناشيد أخـرى كـثيرة بلغـتـنا لستُ أتـذكرها . إنّ هـذا الكـاهـن كان الأب المرحـوم فـيليب هـيلاي (( وشاءتْ الصـدفة أنْ رأيتــُه بعـد سنين طـويلة في كـنيسة العائلة المقـدّسة في البتاويّـين في مكـتبه وأسْمَعَـني من شريط كاسيت بعـضاً من الألحان ثم سألني : ما رأيك بهـذه الألحان ومَن الذي يرتـّـلها ؟ قـلتُ : إنّ الألحان بديعة أما المرتـّـل أخـمّـنه فـيروز ، فـضحـك ! قـلتُ له : إني أتصوّر وأخـمـِّن ذلك ولا يُشـترط أن يكـون جـوابي صحـيحاً ، فـضحـك أكـثر ثم قال : ألا تعـرف مَن المرتـّـل ؟ قـلتُ : لا ، فـقال : إنه صوتك في سنة 1964 !! فإندهـشـتُ لِـما آل إليه صوتي بعـد تلك السنين ، ومع كـل الأسف فاتـني أن أطلب نسخة منه )) . وبالمناسبة فإنّ الأب فـيليب مَوْصِليّ المنشأ ، ومن خـدمته الطويلة في الكـنيسة وإحـتكاكه بالملل المخـتلفة من أبناء جاليتـنا الكـلـدانية إستطاع تعـلـّم لغـتـنا المحـكـية ( بالإضافة إلى اللغة الكـلدانية الفـصحى التي درسها في السيمينير ) وقـد قال لي مرة : إنـني تعـرّفـتُ عـلى كل اللهجات الكـلدانية ولكـن لهجة ألقـوش متميّـزة في رصانـتها وقــُوّتها عـند سمعِـها وهي جـذابة تــُعـجـبني أكـثر من غـيرها .

أول قـراءة لي وبمفـردي أمام الناس :

كان طـلاب الـسيمينير ( المعـهـد الكـنوتي ) الألقـوشيّـون يقـضون عـطلتهـم الصيفـية عـند أهـلهـم في ألقـوش ، ويشاركـون في الخـدمة وتعـليم اللغة الكـلدانية في الكـنيسة ، وكان الأخ أبلحـد عـيسى غازي أحـدهـم ( ترك السيمينير بـعـد ذلك ) وتعـلـّـمْتُ أول قـراءة للكاروزوثا - نـْـقـوم شَـﭘـّـيرْ - عـلى يـده ، ولما قـرأتـُها للمرة الأولى في صلاة الـرمشا وأنا واقـف في الوسط ، صارتْ يدايَ ترتجـفان بصورة واضحة وكاد كـتاب الـ ( سَهْـذيه ) يقـع من يـدي ، ومن بعـد ذلك صار الأمر طبـيعـياً .
 
المُغـرّدة حُـجـِبَتْ ، والناعـقة تـقـدّمتْ فـمَن يصنع الأحـداث ؟

أما جـمعة الآلام وما أدراك ما جـمعة الآلام ، حـقاً كان مظهـر الأحـزان يرتسم عـلى وجـوه الناس وكأنّ حـدثاً مُفـجـعاً قـد ألـَمّ بهم ،  فـكانـت الإبتسامة عـند أكـثر الناس مخـجـلة بعـض الشيء كل ذلك ينبع من ذاتـنا بصورة عـفـوية ، فـهـكـذا كانـت المشاعـر تــُبنى عـند كـل واحـد بإيحاء من البـيئة الإجـتماعـية البسيطة والطبـيعة الكـنسية التي يخـيم عـليها السواد تارة ، ومن القادة الكـنسيّـين مَـثــَـلـُـنا الصالح تارة أخـرى أولئك الآباء الذين كانـت جـروح المسيح تـتراءى أمامهـم طيلة حـياتهم . فـكـم من مرة سهـرنا مع الساهـرين في  ( أتــْعـيرْ  شـَـهْـريه زْمار شوحا بْـقالـَـيكـون ...) حـتى الصباح مرنـّمين الألحان الحـزينة دون توقــّـف رغـم أنّ الكـنيسة فارغة من الناس ليلاً ! لأنّ رب الأكـوان إرتـقى الصلـيب ( سْـليق لـَـصْـليوا أو مـارا دْ برْياثا ....... ) ، وأمّـه تحـت الصليب تـبكي ( خـوثـدْ صْـليوا كـْـبَـخــْيا .... ) ، ويوسف من الرمثا سوف يُـكَـفــّـنه ويدفـنه ، فـمَن ذا الذي يحـلو له النوم وشـبل الأسد محـبوس ( و غـورْيا د أرْيا حْـويشْ ... مَن نـذماخ شِـنـْــثا ؟ ) . ذكـريات نحـن صنعـنا أحـداثها بطاقاتـنا الفـردية فلا نـنساها ، ولكـن أين صانعي الأحـداث اليوم ؟ سواءاً أكانوا أفـراداً أم مجاميع ! لقـد حُـجـِـبَتْ الأصوات الملائكـية حَـسَداً ( لا طـْآنا دْ بـينا ) كي تـتوفـر فـرصة لبروز الأصوات النكـرة عـوَضاً عـنها ، وتـُمنع الطاقات الفـردية الخـلاّقة من التحـرّر بُخـلاً مِـن قِـبَـل ذوي الحـناجـر المعـوّقة ، بحـجة المشاركات الجـماعـية الفـوضوية ، فأيّ ذكـريات ستبقى للجـيل الجـديد ؟ إنها بـذرات متهـشـّمة لن تــُـنبـتَ سنابلاً .

نقاوة مياه المنبع العالي تـتلوّث في السواقي  :

في الحـقـيقة إني أرثي لحال البعـض الذين أسمعـهم يُرتـّـلون ويزيغـون عـن الأصالة ليس ذلك فـقـط بل يدّعـون أنّ زيغهم هـو الأصالة ولستُ أدري أيّ إرثٍ طخـسيّ أصيلٍ وأية مدرسة تـنبع من قـرية لا يعـرف إسمها إلاّ أهـلها ! لا بل يتجـنـّبون ذكـرها فـينـتحـلون لأنفـسهم إسم بلدة معـروفة كـبـيرة وقـريبة منها ويُـنسِـبون أنفـسهم إليها فـينـتـفـخـون بها . والجـميع يعـرف أن ألقـوش هي مَـدْرَسَة طـخـسية متكاملة بحـدّ ذاتها ، أفـلا يكـفـيها أكـثر من 2700 سنة من توثيقـها ، فالنجـم القـطبي يتلألأ في مكانه أينما دارتْ النجـوم في سمائها . ألقـوش هي التراث الإيماني والينبوع الكـنسي ، فـيها تـتجـسّد الأصالة المشرقـية ، فـهي ألحان ، أشعار ، أناشيد ، صلوات ، أخـويّـات ، وقــُل ما شـئتَ من الإيمان إشعاعات ، ولم يتجـرّأ أحـد أن ينـتقـد حـرفاً أو نبرة منها ، ولكـن الكـثيرين برعـوا في التعـبـير عـن غـيرتهم منها بطريقة أو بأخـرى .

ألقـوش ماسَة الدهـر وماؤه العـذبُ ، قـلعة فـيها الشجاعة والصُـلـْـبُ ، مركـز يشعّ منه الإيمان والحـبُّ ، هي الشـُعـراء والأدبُ ، يليق بها الإسم الرفـيع واللقـبُ ، ومَن لا تــُسِـرُّه كـلماتـنا فـليكـتب ما يكـتبُ ،  فهي مركـز ثـقـل الأمة والعـجـبُ ، والكـلـدان شعـبها الطـيْـبُ .

وللـذكـرى أقـول أنّ المرحـوم المطران عـبد الأحـد صنا قـد ترك لمسة مِن عـنده عـليها وهي : في الـ ( كاروزوثا –  صوما ) يتكـوّن كـل مقـطع فـيها مِن جـزءَين ، وبعـد كل جـزء يقـرؤه الشماس يُجـيب الشعـب بـ ـ آمين ـ متميّزتـَي اللحـن ، الأولى تكاد تكـون ترديداً سريعاً وفـجائية الوقـوف توحي بإنـتظار حـدَث ( أو دُعاء مثـلاً ) ، أما الثانية فـهي مـسترسلة عـند حـرف الـ ( آ ) بنغـمة مـمتـدّة توحي بالإستجابة ، ولما إستلم أبرشيّـته في ألقـوش غـيّر الـ ـ آمين ـ الأولى فـقـط فأصبحَـتْ مسترسلة عـند الـ ( يـ ) بنغـمة مُمتـدّة وبالإيحاء نفسه ، إنها آمين في كـلتا الحالتـَين . إنّ نظام الكـنيسة في قـرى العـراق كان يعـطي الدَور الكـبير للشمامسة على جانبَي المذبح ( ﮔـودا عْـلايا و ﮔـودا خـْـتايا ) وليس للفـتـيات ، إلاّ أن القـسُس في كـنائس المدن أصبحـوا تقـدّميّـين وآمنوا بحـقـوق المرأة أكـثر من المناضلين فـتجاوزا عـلى الشمامسة الرجال وأعـطـوا الأولويات للفـتيات وصِرْنَ يتحـدّين ويفـرضْن أنفـسهـن في بعـض الحالات عـلى الشمامسة الرجال كـما سأستعـرض ذلك بأمثـلة في بغـداد و خارج العـراق .


214

 ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة الـثالـثة ــ

الإشـتياق إلى خـدمة القـدّاس :

وتـواصلاً مع جـولتي بأروقة الكـنيسة كـنتُ أتوق إلى خـدمة القـدّاس ولكـنـني في وقـتها ما كـنتُ أعـرف القـراءة الكـلدانية ، فـكـتبتُ صـلوات طخـس القـداس الكـلداني كـله بخـط يدي وبالـﮔـرشوني في دفـتر صغـير وبدأتُ مرحـلة جـديدة من نشاطي الكـنسي ولم أكـن أعـلم أنـني أبدعـتُ فـيه لولا رأي السامعـين . فـفي صباح أحـد أيام الأحاد خـدمْتُ القـداس الثاني والبعـض ينـتظر في ساحة الكـنيسة حـتى يحـين موعـد القـداس الإحـتفالي الكـبير ، ولما خـرجـتُ رأيتُ صديقي أمير عـبو شـمّون هـيلو ( طبـيب ) فـقال : أتدري ماذا قال الأستاذ عابد رزّوقي ؟ حـينما كان يستمع إلى صوتك وأنت تخـدم القـداس ، إلتـفـتَ إلى رجال واقـفـين معـه وقال لهم : ( بالا دَمْرَتّ قالا دْ أثْ يالا أورغـون – والله إنّ صوت هـذا الولـد يشبه الأورغـون ) .... وبلا شـك فإن ذلك الصوت ذهـبَ مع زمانه والآن يخـتـلف كـلـياً . وأتـذكـّر في أحـد الأيام دخـل القـس يوحـنان إلى الـ  قــَـنــْـك ( غـرفة ) ليُهيّء نفـسَه لإقامة قـداس فـدخـلتُ الهـيكـل لأخـدم معـه فـجاء أحـد الشمامسة ذو الصوت النشاز ويكـبرني عـمراً ( غادرنا إلى الـديار الأبـدية ) فـتـناول كـتاب الرسائل ليتهـيأ للخـدمة فـتـنحـّيتُ جانباً . ولما لاحـظه القس يوحـنان إلتفـتَ إليه وقال له : مَنْ لا يعـرف كـيف يخـدم القـداس عـليه أن يترك الفـرصة لـغـيره ، فـترك ذلك الشماس المجالَ لي دون أيّ تعـليق .

تحَـدّيتُ كالمراهـقـين :

ولكـن في مناسبة دينية أخـرى ذهـبتُ إلى الكـنيسة ولبستُ رداء الشماس وبحـثـتُ عـن الـ  سَـرْحَـصّـا ( حـبل ناعـم أبيض يُشـدّ فـوق الخـصر ، مِن ممتلكات الكـنيسة ) فـوجـدتُ واحـداً وأخـذتـُه ، فـجاء أحـد الشباب المقـرّب إلى الكـهـنة ويكـبرني عـمراً ( غادرنا إلى الـديار الأبـدية ) ليأخـذه مني عـنوة فإمتـنعْـتُ ، ولما سمعَـنا الأب يوحـنان وعـلِم بالأمر جاء ليسألني : لماذا تحـتـجـزه ؟ قـلتُ له : لأنـني محـتاج إليه أيضاً ، فـقال : أتعـني أنك لن تـُعـطيه إياه ؟ قـلتُ : وهـل يوجـد فـرق بـيني وبـينه ؟ فـنظر إليّ الأب يوحـنان نظرة عـدم رضى ثم تركـني وذهـب ، ولم يكـمن ذلك المشـهـد في قـلبه غـضباً لأنه كاهـن أولاً ، وَوديع النفـس ثانياً ، وإلاّ فإنه يـفـقـد صفـته الكـهـنوتية .     

ذوق الكاهـن في ساحة الألحان :

كان المرحـوم المطـران عـبد الأحـد صنا يرى أنّ خـدمتي لقـدّاسه ممتع لأن المناورة بالألحان شيّـقة بـيني وبـينه ، وكـم مِـن مرة سألني عـن المقام الذي سأخـتاره للخـدمة ، ولما لم أكـُن أفـصح له ، كان يردد لي نغـمة بهـدوء ويقـول هـذا مقام الـ ( راستْ ) فإستـنـتجْـتُ أنه يميل إليه كـثيرا لِـما فـيه مِـن مساحة واسعة للمناورة أمام الكاهـن والشماس . وأثـناء القـدّاس تـُـصادف أوقات يُخـيّم فـيها بعـض السكـون والصمت وذلك إمّا لإنشغال الكاهـن بصَلاته أو لأن الشماس أسْرَعَ في صلاته وفي هـذه الحالة قـد يَـتيه اللحـن عـند أحـدهـما أو كـليهما ويضيع المقام الذي بدءا فـيه ، ورغـبة من سيادة المطران في التواصل بالمقام نفـسه فـكان يقـول لي : دندنْ بالمقام بصوت خافـت بالقــُرب مني ودون أن يسمعـك الناس كي يـبقى في أذنيّ وأتذكـّره . أما الأب هـرمز صنا فـكان في بعـض المرات يُذكـّرني قـبل الشروع بالقـدّاس ويدنـدن بمقام سـيـﮔاه ويسألني إنْ كـنتُ سأبدء به فـعـلمتُ أنه يميل إليه ويُفـضّـله ، ولكـن الأب يوحـنان چـولاغ لم يترك لي الفـرصة للتعـرف إلى ميوله المقاماتية ، والسبب يكـمن حـسْب رأيي في كـفاءة حـنجـرته الياقـوتية في كـل الألحان .

أما الأب أبلحـد عـوديش فـكان كلاسيكـياً تعـِـباً لم يعـد يُعـير أهـمية لـنوعـية المقام . وفي صباح أحـد الأيام ونحـن أثـناء الصلاة أشار إليّ الأب يوسف توماس للتهـيّؤ لخـدمة القـداس معه فـقال لي المرحـوم القس يوحـنا چـولاغ مازحاً : أخـنـقــْه ولا تـقـصّر معـه ، لأنه كان يعـرف الفـرق بين طبقات صوتي وصوته . وأتذكـّر أنـني خـدمتُ القـداس مع كاهـن زائر في ألقـوش ولكـني إستغـربْتُ من لفـظه الغـريب بعـض الشيء وعـند نهاية القـداس سألته باللغة العـربية : مِـن أين أنت أبونا ؟ قال : من بغـداد ، قـلتُ : من أية قـرية تـنحـدِر ؟ قال : من بلجـيكا ! قـلتُ: وتـتكـلم اللغة العـربية وتقـدّس بالكـلداني ؟ قال : نعـم ، قـلتُ: هـل تقـرأ اللغة الكـلدانية أم كـتـبتَ صـلوات القـداس الكـلداني بالحـروف البلجـكـية ؟ قال : أنا أقـرأ اللغة الكـلدانية الفـصحى ! قـلتُ : وهـل تفهـم ما تقـرؤه ؟ قال : نعـم . فـقـلتُ مع نفـسي : البلجـيكـيّون يقـرأون لغـتـنا الكـلدانية الفـصحى ونحـن نـتخـلـّى عـنها ( رُحـماك من هـذا الزمان وأين أنت يا شـيخـو ﭙـطرك ذلك الزمان ) ، والكاهـن البلجـيكي كان الأب منصور حـسب ظني . وبهـذه المناسبة فـفي عام 1999 زار الأب يوسف توما أستراليا وألقى محاضرة ( ليس في قاعة كـنيستـنا !!!! ) وذكـر نـفـس الموضوع حـين قال أن الأجانب يـدرسون لغـتـنا الكـلـدانية ولكـنـنا نحـن الكـلـدان لسـنا مهـتمين بها .

صباح حـرج :

في صبـيحة أحـد أيام فـترة الحـرس القـومي سنة 1963 وأنا أخـدم القـداس الأول مع المطران عـبد الأحـد صنا والحاضرون قـليلون ، وبعـد قـراءة الإنجـيل قال المطران : أيها الشعـب المبارك ( عـمّـا بريخا ) ، لقـد أبلغـتـني سلطات الجـيش المتمركزة الآن في الحـقـول ( عَـقارا ) أنّ بلـدة ألقـوش سوف تـُدكّ بالمدافـع ما لم يُسلـّم الألقـوشيّون سلاحهـم للسلطة ، من جانب ثاني فإنَّ مدير الأمن في الموصل قال لي : إنك أنت قائـد لجـماعـتك في منطقـتك فـكـيف تقـبل أن يتمرّدوا ويلتحـقـوا بالمتمرّدين عـلى السلطة ويشهـروا السلاح بوجهها ؟ فأجـبتــُه : أستاذ ، إنّ الذين تقـصدهـم لا يتعـدّى عـددهـم عـدد أصابع اليد الواحـدة . قال المدير : ولكـن عـندنا أسماء الكـثيرين منهم . فأجـبتـُه : نعـم ، هـؤلاء الكـثيرون أبرياء ولكـنهم يخافـون التعـذيب وهـم شباب لا يتحـمّـلون قـسوتكـم . ردّ مدير الأمن قائلاً : إنْ كـنتَ واثـقاً مِن كلامك ، خـذهـم معـك إلينا كي يُـثـبتوا موقـفهم ثم نبعـثهم معـك مرة أخـرى إلى إمّهاتهم سالـمين ....... والآن أيها المؤمنون أنا أقـول لكم إذا كان أولادكم بريئين وليسوا ضد السلطة قـولوا لهم أن يأتوا عـندي وأنا آخـذهـم إلى الموصل وآتي بهم إليكـم سالمين ، أما إذا كان لهم إرتباط هـنا أوهـناك فأنا لا يمكـنـني أن أتحـمّـل مسؤوليّـتهم ، والآن لا تـنـتظروا نهاية القـداس بل إذهـبوا إلى بـيوتـكم . ثم إلتفـتَ إلى المذبح وأشار إليّ بأنـنا لن نكـمّـل القـداس فـسحـبتُ الستارة ( صطـرا ) وساعـدته في طي بدلته وغادرتُ الكـنيسة إلى البـيت .....  إن شبابنا لم يثـقـوا بوعـود مدير أمن الموصل للمطـران فـلم يُسلـّم أحـد نفـسه ، أما كـيف ولـّـتْ تلك العاصفة الهوجاء عـلى ألقـوش بسلام ، فـهـذا لا أعـرفه . 

وقـد دعى المطـران في أحـد أيام عام 1963 شاباً للحـضور عـنده ، ولما مَـثــُل أمامه برفـقة والدته قال له المطران : إبني هـل عـندك إرتباط بالجـماعات المناوئة للسلطة ؟ قال الطالب : كـلاّ . قال له المطران : إذا كان وضعك كما تقـول هـلمّ معي إلى الموصل وآخـذك إلى مديرية الأمن لتسجـيل موقـفـك البريء ثم ترجـع معي بسلام فـلماذا تبقى في حالة المتمرد المتشرّد ( وأنت لا ماكل ولا شارب ) ؟ قال الطالب للمطـران : ليس لي الثـقة في رجال الأمن . قال المطران : أنا أكـفـلك بشرط أن ليس لديك أي إرتباط  سرّي محـظـور، وهـنا قال الطالب للمطـران : ومَن أنت كي تستطيع أن تكـفـلني ؟ فـما كان من المطـران إلاّ أنْ صفـعه عـلى وجهه ثم قال له : إخـرج مِن هـنا . وبعـد أسابـيع إستـُشهـد هـذا الشاب مع آخـر في جـبل ألقـوش ، ثم وُريَ جـثمانهما الثرى ( عـلى مرتفـع جـبلي مجاور لدير ربان هـرمز داخـل الـﮔـلي – حـسب معـلوماتي ) .

الجـيش المريمي :

كانت ألقـوش حـقلاً خـصباً للتـنظيمات الكـنسية تمارس الرياضة الروحـية وتهـدف إلى تقـديس الذات ومحـبة القـريب خـدمة للأممية خـليقة الله . فـلقـد نشطـتْ أخـويات كـثيرة للبنين وكـذلك للبنات بإسم ( الجـيش المريمي ) والمجازة رسمياً من الدولة وبالوقـت نفـسه عادّاها الكـثيرون ، ولم يكـن هـناك أيّ مانع لحـضور أيّ شخـص إجـتماعاتها للمشاركة بالصلاة وسماع الوعـظ والإرشاد ، وبالمناسبة فـقـد حـضر معـنا إجـتماع الأخـوية يوماً وعـن طريق الصدفة مديرنا المرحـوم الأستاذ منصور أودا . وكـم من مرة ومرات تلقــّيتُ كـلاماً خـشناً وبذيئاً من زملاء صفي أو الصفـوف الأخـرى ، ولن أبالغ إذا قـلتُ أنـني واجـهـتُ حـربهم النفـسية معي أسبابها الظاهـرية هي قــُرْبي من الكـنيسة وإنـتمائي إلى أخـوية الجـيش المريمي ولكـن الأسباب الحـقـيقـية كانت تـتـمثــّل في عـدم جـلوسي معهـم حـولَ موائدهـم الحـمراء ، مما إضطرني أحـدهـم يوماً إلى الشكـوى عـليه لأستاذنا المرحـوم منصور أودا فـوبّخه ، ومرة أخـرى شكَـوتُ عـلى آخـر لوالدتي فـوبّخـَـتــْه بهـدوء وأدب وإنْ كان لا يدرك معـنى الأدب وهـو في نهاية المطاف صار الأول من المصفــّـقـين للنظام العـفـلقي ثم راح لاجـئاً مستجـدياً في دولة رأسمالية نـظامها الإقـتصادي معاكـس لمبادئه . إن السبب في ذلك يعـود إلى أن مسار حـركـَـتي كان محـصوراً بين : البـيت – المدرسة – الكـنيسة .

وسبحان مغـيّر الأحـوال ! فإنّ أولئك أنفـسهـم مدّوا يدهـم لمصافـحة السلطة التي ذبحـتْ رفاقـهم بوسائل أكـثر بشاعة من أسلافـها وصاروا أعـضاءاً في خـلاياها ، لا بل صاروا وكـلاءَ أمن ضد رفاقهم عـندها ، يأكـلون قـشر الـرﮔــّي وليس لبـّها . وبعـد إنهـيار السلطة الصدامية تغـيّروا كالحـرباء وتـلونوا وصاروا يهـتفـون بمقامات الكـنيسة وأصبح إعـتمادهـم عـلى ــ قـيادتها الروحـية ــ ويستـشيرون بها في كـل صغـيرة وكـبـيرة تـتعـلـّق بالسياسة بالإضافة إلى رفـعـهم لافـتات عـريضة في الشؤون القـومية الهـجـينية التي كانت يوماً عـنصرية ورجـعـية في نظرهـم . وأضيف للذكـرى فـقـط أنـني في المرحـلة الجامعـية كـثيراً ما كـنتُ أناقـش زملائي عـن مشاعـري القـومية فـكانوا يمتعـضون من جـدالاتي ويصفـونني بالشوفـينية تارة وبالتخـلـّـفـية تارة أخـرى ، ولكـنهم اليوم يتـظاهـرون كأنهم بُـناة بابل ونينـوى ، فهُـم قـوميّون ( للـﮔـشر) أما الشوفـينية والرجـعـية -  فحاشاهـم إنها بعـيدة عـنهم !! . وقـد تشجّـعْـتُ في أحـد الأيام في منـتصف السبعـينات فـقـلتُ لأحـد الرفاق الأعـزاء من معارفي : كـيف قـبلتم بالجـبهة الوطنية مع مَن أعـدم وشنق وذبح وذوّبَ بالتيزاب رفاقاً لكـم ؟

قال : هـذه سـهـلة ! آتي لك بمثال : كان هـناك شخـص مصاب بمرض مُـعْـدٍ فإبتعـدنا عـنه ، ولكـنه طاب مِن مرضه لاحـقاً ، فـما المانع من مصاحـبته ؟ إنه جـواب منطقي أسـكـتـني به ، ولكن أخـينا لم يكـن سياسياً محـنـكاً بل - حاله حال الكـثيرين من رفاق اليوم - سطحيّ التفـكـير ، لماذا ؟ لأنه لم يعـلمْ أنّ هـذا الشخـص ( المريض ) لم يتـناول مضادّات حـيوية ، مما جـعـل ﭭايروساته متهـيئة دائماً للإنقـضاض حـين توفـر الفـرصة المناسبة وهـكـذا حـصل ، فـقـد أصابه مرة أخـرى مرض مُـعْـدٍ أكـثر خـطـورة من الأول مما إضطــُر رفـيقـنا العـزيـز ( كي لا يكـون مصيره كـرفاقه ) فإبتعـد وهـرب إلى أبعـد نقـطة في قارة أورُﭘـا الباردة طالباً اللجـوء من دولة بعـيـدة عـن موسـكـو البـيضاء ذات الثـلوج الحـمراء ، ملـتـزماً بمـبـدأ - العـلاجٍ خـير من الوقاية -  ويَسْـلم عـلى حـياته عـندها ، ثم إرتـدى ثـوباً قـومياً (( شـوفـينيّاً )) لم يرتـدِ مثـله آباؤه وأجـداده مِن قـبل ... ويا ريت من حـياكة أمه .


215
غـبطة الـﭘاطريرك الكـلـداني مار لـويس ساكـو المحـترم ونـداؤه إلى المهاجـرين
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

بتأريخ 13 تشرين الأول 2013 نشر موقع الـﭘاطريركـية الكـلـدانية الأغـر مقالاً بعـنـوان ــ يا مهاجـرين إرجعـوا ــ يمكـن الإطلاع عـليه عـنـد الرابـط http://www.saint-adday.com/index.php/permalink/5105.html ونودّ التعـقـيـب عـليه بما يلي :

أرأ بْـكــْـنـوشْـتا و بَـرناشا بْـلـْـوِشْـتا = الأرض بالسكان والإنسان بالملابس .... مَـثـلٌ من تراثـنا الشعـبي سهـل المعـنى فالأرض بساكـنيها ، إنْ فـرغـتْ صارت جـرداء كالإنسان بلا ملابس يصير عارياً . إن نـداء غـبطة الـﭘاطريرك هـو صراخ الراعي برعـيته المنـتـشرة في كـل بقاع الـدنيا ، صيحة مخـلص صادق تـنم عـن إعـتـزازه بأبناء الرعـية يريـد جـمعَـهم من أراضي الشتات إلى أرض الآباء والأجـداد ، نعـم إنها نـظـرة بعـيـدة المـدى وتـصـوُّرَه صحـيح لِما سـيؤول إليه الأمر بعـد 100 سنة .

نعـم نحـن هاجـرنا كما عـمل الكـثير من قـبلـنا ، فهجـرة الأفـراد من أبناء شعـبنا الكـلـداني كانت قـد بـدأتْ منـذ قـرون ، تـطـوَّرتْ إلى هـجـرة متـقـطعة لعـوائل منـفـردة ، إزدادت بعـض الشيء في سبعـينات القـرن الماضي ، وأسرعَـتْ بعـد 1990 ، ثم إشتـدّتْ بعـد 2003 ولا تـزال حـتى الـيوم . تـنـوَّعـتْ أسباب الهجـرة ولكـنها في العـقـود الأخـيرة صارت عـلى الأغـلب الأعـم تـنحـصر في الحـفاظ عـلى الحـياة والبحـث عـن الأمن والإستـقـرار ومعها الحـرية تاركـين ميراث الأجـداد وجـهـد العـمر ، أما الهجـرة من أجـل الـترفـيه الإقـتـصادي فـتأتي في الـدرجة الثانية .
وفي المهجـر شـيِّـد شعـبنا الكـلـداني والأرمني مع السرياني والآثـوري كـنائس أينما حـلـّـوا وأدّوا طقـوسهم في كـل مناسباتهم ولم يتركـوها ، كما أن تـنـقــُّـلهم بـين الـدول للحـصول عـلى موطىء قـدم للإستـقـرار لم يغـيّـر إيمانهم ( مأثرا لأثرا شنـّـيتون من مرخـون لا شنـّـيتون = تـنـقـلـتم من قـطـر إلى قـطـر ولم تـتـحـوَّلـوا عـن ربـكم )  وحافـَـظـوا عـلى تـقالـيدهم وعاداتهم قـدر الإمكان ، إلاّ البعـض القـليل إخـتار كـنائس أخـرى للصلاة فـكانت لهم أسبابهم يمكـن الـتـطـرّق إليها لو طُـلـِـبَ منا .

سـيـدنا العـزيز :
أوردتَ لـنا في نـدائك تعـبـيراً قـلتَ فـيه ــ حـتى لو غابت عـن السماء زرقـتها فلا تغـلقـنَّ النافـذة امام شعاع الامل ــ فـنحـن نـتساءل هل لا يزال هـناك أشعة من نـور الـتـفاؤل تـنـفـذ من الـنـوافـذ ، بل بالأحـرى هـل يوجـد أمل ، وأين ؟ من جانب آخـر إن الإنسان ليس بالخـبز وحـده يعـيش وإنَّما بما يضمن الحـياة نابضة فـما العـمل حـين ترى رجـل الأمن لا يأمن عـلى حـياته ؟ وما نفع اللون إذا السماء كـشـفـتْ عـن زرقـتها ؟
في عام 1999 سألتُ الأب الفاضل يوسف توما : أبونا إبراهـيم هاجـر بإتجاه الأردن ، والطفل يسوع هاجـر إلى مصر ، والرسول ﭘـولس هاجـر إلى بلاد العـرب ، فـماذا تـقـول عـن هـجـرتـنا ؟ ... قـرأ الأب يوسف السؤالَ أمام الحـضور فإبتسم ولم يجـب عـليه البتة ، ربما كان له مبرر في ذلك الوقـت ! كـرّرتُ سـؤالي له في عام 2010 ومذكـراً إياه أنها المرة الثانية فـكان جـوابه أن ذلك يحـتاج إلى دراسة ... ولما أعـدتُ نـفـس السؤال له في سفـرته الأخـيرة 2013 كان جـوابه ( أنـتم إنهـزمتم ) ..... طيب أنا قـبلتُ جـوابه ولكـن في ذات الجـلسة سأله أحـد الحـضور سؤالاً عـن الهجـرة أيضاً ، فـقال الأب : ( والـديَّ أو أجـدادي أيضاً هاجـروا من تركـيا بسبب الظروف !! ) لاحـظ الفـرق في الإجابات .
 
إن أبونا إبراهـيم هاجـر ولم يعـد ، والطفل يسوع هاجـر ولم يرجـع إلاّ بعـد أن إستـقـر الوضع وأمَّن عـلى حـياته ! وهـكـذا الرسول ﭘـولس ، فـبأية صورة تريـدنا أن نرجع يا سـيـدنا وتـتحـمـل مسؤوليتـنا ؟ هـل أمـَّـنتَ لنا الأمان أولاً ؟ أم تريـدنا أن نرجع وسط المفـخخات المفاجـئة في كـل مكان ، وإحـتمالات الإخـتـطاف أكـثر وقـوعاً للراجع من بـلـد الغـربة والظن الخاطىء بجـيوبه المنـتـفـخة ، أم نرجع أمام الإغـتـيالات العـشـوائـية ، أم تريـدنا أن نساهم في رفع نسبة البطالة غـير المعـلنة ، أم نأتي إلى خـضم الـفـساد المستـشري في كـل غـصَين من الشجـرة الإدارية ؟ ألستَ ( مشكـوراً ) أنت الـذي طـلبتَ من أعـلى سـلطة في الـدولة أن يعـمل عـلى معالجة موضوع إستحـواذ بعـض الأشخاص على بـيوت المسيحـيـين . وهـنا أود أن أذكـِّـرك لو أتاحـتْـك الفـرصة وإلتـقـيتَ رئيس الوزراء ثانية إطرح أمامه معـضلة المسيحي الصامد عـلى أرض العـراق والإجحاف الـذي يلحـق بحـقـوقه وحـضانة أولاده في قانون الأحـوال المدنية...... لقـد صار المسيحي يشتاق إلى الوطـن وهـو في عـقـر داره الوطـنية ، وهـذا موضوع مطـوَّل سـيـدنا .

نحـن الآباء لا نستـصعـب الرجـوع فـقـد سبق لـنا وأنْ عُـجـِنـّا في طينة العـراق وما فـيه ، ولكـن شـبابنا في المهجـر هم أولـئك الـذين هاجـروا في مراحـل الطـفـولة والـبعـض منهم ولِـدوا في هـذه البـلـدان قـد تبعـثـروا بـين بلجـيكا وأستراليا والـدانمارك وأميركا والنرويج وكـنـدا وألمانيا وفـرنسا وجـميع الـدول الأوروﭘـية وفي أقـطار أخـرى بعـيـدة وبَـنـوا شخـصيتهم فـيها ، وأكـثرهم لا يعـرف اللغة العـربـية تـكـلماً ولا كـتابة ، فـماذا سيعـمل هـؤلاء حـين تراهم ألمانياً وفـرنسياً وإسـﭘانياً وإنـﮔـلـيزياً ؟ ناهـيك عـن أنهم تـثـقـفـوا بثـقافة هـذه الشعـوب بما تعـنيه الكـلمة من معاني إجـتماعـية لا تجـد مثـلها في قاموس الـدولة العـراقـية الديمقـراطية من زاخـو وحـتى الفاو ، ولم يعـد بإمكانهم التعامل مع عـبارة ( روح تعال باﭼـر ) ولا يمكـنهم قـبول ضابط أو شيخ أو أي متسكع يتـقـدم عـنـد شباك أية دائرة مفضلاً نـفـسه عـلى طابور ينـتـظـر ، ولا أريـد أن أخـوض ساحة السلـبـيات الأخـرى .

سـيـدنا الموقـر
أنت تـدري بأن قادة عـراقـيّـين كـثيرين اليوم يحـملون جـنسية أجـنبـية إضافة إلى الجـنسية العـراقـية يحـتـفـظـون بها لـلـيوم الذي لا ينـفع فـيه مال ولا بنون ليضمنـوا الأمان ، فـما هـو ذلك اليوم ولماذا يأخـذونه في الحـسبان ؟ ناهـيك عـن أن عـوائل الـبعـض منهم لم تـلـتحـق بهم إلى العـراق .

آراء الـبعـض
أحـد الأصدقاء أراد أن يفائـلـني قائلاً أن عـرباً وأكـراداً رجـعـوا ... فـقـلتُ له : إنَّ رجـوع الأكـراد والعـرب ( إنْ حـصلَ !) فـهـو واردٌ لأنهم يشعـرون بأن لهم دولة وحـكـومة وسـلطة تحـكم ، مثلما رجع اليهـود إلى إسرائيل ، فـكـيف تـقارنـنا بهم ؟ يا أخي هـناك في وطـنـنا مَن لا يقـبل إسم : الكـلـدان أو السريان أو الصابئة أو الآثـوريّـين  ناهـيك عـن المصطلحات الأخـرى القـديمة منها والمبتـكـرة حـديثاً ، وإن الجار الحـميم والـودود سابقاً صار اليوم يسـطـو غازياً يطلب الجـزية ، إنه شيء غـريـب لا يُـصـدَّق . وكـتب زميل ثاني : الكـنيسة تطلب من المهاجـرين العـودة إلى الوطن.... ولكـن ما هـو تعـريف الوطن ؟ لا يمكـن تحـديده بالرقعة الجغـرافـية .... ولكـن بعـواملَ محـدّدة تجعل من الرقعة الجغـرافـية وطناً فـعـلياً ! وقال ثالـث : سنـصبح وقـوداً للسياسيّـين ورجال الدين ....لا يوجـد كـيان مسيحي حـر في البلدان الإسلامية ، وقال رابع : السيد المسيح قال إنْ أضطهدوكم في مدينة فإهـربوا إلى أخـرى وهذا هـو الثمن .... الهروب .

إن مقـولة : لا شعـب بلا أرض ولا أرض بـدون شعـب .... تبـدو منـطـقـية ولكـن التأريخ يقـول لـنا شيئاً آخـراً ، فـشعـوب كـثيرة صارت أسيرة أو لاجـئة في وطـنها الأصلي الـذي إحـتـلته أقـوام غـريـبة جعـلتْ من نـفـسها مالكة لهـذا الوطن بقـوة جـيوشها ووحـشية قـساوتها ، فـهـل يقـبل أحـد أن نـقـول اليوم أن شعـب مراكـش ليس عـربـياً ، وأنَّ مراكـش ليس وطـناً عـربـياً ودينه ليس إسلاماً ؟ .

سـيـدنا العـزيز
إن نـداءكم نابع عن حـب وإخلاص كما ذكـرتُ في بـداية المقال ، وهـو شيء جـميل قـد يمكـن تحـقـيقه حـين تـوفـر مستلزمات الرجـوع التي لا يمكـن لأهـل الـدار توفـيرها ، ولا السلطة المتـنـفـذة التي نرى الـيوم صورتها ، لأنها جُـرِّدَتْ من قابلياتها وإمكانياتها ، فالمسألة أكـبر من جـميعـنا . أما سؤالـنا الأخـير : هـل نسجـل أسماءنا في سفاراتـنا للمشاركة في إنـتخابات العـراق القادمة أم نوصي مَن يمـد يـد المساعـدة لـنا بعـد رجـوعـنا إلى العـراق ؟

216
ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة الـثانية ــ

  
في ألقـوش

أول مشاركة في فـعّـاليات الكـنيسة :

في سنة 1958 إنـتقـلتُ إلى مدرسة العـزة الإبتدائية في ألقـوش موطـن الوالـدَين والأجـداد وأجـوائها المتميّـزة . فالدروس الدينية موجـودة ضمن الحـصص الدراسية والمرحـوم ( الأب هـرمز صنا ) معـلـّمنا ، وشاء الحـظ في السنة التالية أن أنـتقـل إلى مدرسة القـوش الأولى ( حـيث كان والدي قـد درَسَ فـيها ) في بناية مار ميخا القـريبة من الكـنيسة لـذا فإن بعـضاً من دروسنا الدينية كـنا نطـبـّـقها في هـيكـلها المقـدّس إنْ كان لتعـلـّم التراتيل أو للإعـتراف وحـتى للإستماع إلى المحاضرة نفـسها أحـياناً ، وكان حـضورنا القـداس صباح كـل يوم من بين واجـباتـنا اليومية المُـلزِمة مع تـثبـيت أسماء الغائبـين من قِـبَـل مراقـبٍ هـو أحـد زملاء صفـّـنا ، والكاهـن يتابع المخالفـين منا . وفي العـطلة الصيفـية نذهـب لتعـلـّم الصلوات والألحان الكـنسية في فـناء دار من أملاك الكـنيسة يقـع بين بناية الكـنيسة وبناية مار ميخا ، وأعـتقـد أنها إتـّخِـذتْ ﮔـراجاً لسيارة المطرانخانة لاحـقاً ، ومعـلـّمنا فـيها الشماس والساعـور المرحـوم هـرمز كادو يشجّـعـنا بهـداياه البسيطة ( صٌوَرٌ صغـيرة للقـديسين ) لمَن يحـفـظ الصلوات بسرعة . وفي المدرسة كـنتُ أنشد أناشيد وطنية داخـل الصف بمرافـقة موسيقى الأوكـورديون من عـزف معـلـّمنا الموسيقار حـكـمت زيـباري لِما كـنتُ أتمتـّع به مِن صوت صبـياني رخـيم ، ونظراً لذلك فـقـد إخـتارني الأب المرحـوم هـرمز صنا في إحـدى جُـمَع درب الصليـب في عام 1959 للإشتراك بطقـوسه الكـنسية التراثـية الأصـيلة وكان دَوْري فـيه قـراءة صلاة السلام الملائـكي باللغة الكـلدانية الفـصحى ( ﮔـوشـْما ) بأسلوب فـرديّ مألوف في حـينها لم يكـن ترديداً جافاً بل ترنيماً مطلقاً ، وقـد أبدعـتُ فـيه بفـضل صَوتي في المرحـلة تلك ونلتُ المدح من سامعـيه وأتذكـّر تشجـيعه لي أستاذي المرحـوم جـرجـيس زرا ، حـين مـدحـني فـكانت بمثابة دفـعة زوّدتـْـني بزخـم لأنطلق إلى مرحـلة جـديدة من حـياتي الروحـية لتكـون نواة لمستـقـبلي الفـكـري .

خـطوطي العـريضة للمستقـبل :

وكانت تلك المناسبة مهـمّة بالنسبة لي لأنها زرعـتْ عـندي بذرة نـَمَتْ بعـد سنين وحـفـزتـني لأرسم الخـطوط العـريضة لنهجي في الحـياة مستقـبلاً وأتـجـنـّب الأزقة الضيقة وسالكـيها البعـيدين عـن الكـنيسة وأكـون قـريباً من أصوات النواقـيس وساعـورها حـتى اليوم . وقـد خـدمني إخـتياري ذلك ، طيلة فـترة حـياتي الجامعـية والعـسكرية والوظيفـية وأنا معاصِـر لأنظمة حكـومية متـنوعة وقاسية فـلـَم يلاحـقـني أحـد ولم يتـشكـّـك بي آخـرٌ في أمرٍ ، رغـم إستقـلاليّـتي السياسية ( التي إستصعَـبها الكـثيرون عـلى أنفـسهـم بأعـذار واهـية وغـير صحـيحة ) ورغـم مصاحـبتي لزملائي الألقـوشـيّـين في الجامعة ذوي القــُـبّـعة الحـمراء عـلى هامتهم . بل يمكـنـني القـول بأنـني كـنتُ أكـثر شجاعة من غـيري في مواقـف عـديدة مستـنداً إلى تشـبّـثي بإنـتمائي الكـنسي ونقاشاتي الدينية أينما أصادف وحـتى مع مَن لا يستسيغـها ، وإعـتـزازي بالمقامات الكـنائسية التي أرتـّـلها حـيثما أكـون بالإضافة إلى ثـقـتي بنفـسي وبـياض صحـيفـتي الأمنية الواقـية من الملاحـقات المخابراتيّة .

قـيثارة كـنيسة المشرق :

في صبـيحـة أحـد أيام الأحاد من عام 1959 أو 1960 كـنتُ في ساحة كـنيستـنا / ألقـوش حـين سمعـتُ صوتاً لشماس يخـدم القـداس مع المرحـوم القس هـرمز صـنا في الهـيكل الأيمن ( هـيكل مريم العـذراء ) ، ألقـَيتُ نظرة خاطـفة عـليه من الباب فـرأيتُ شاباً ذي ملابس سوداء شبـيهة بملابس الكاهـن الجـبّة أو السوتانة ، كان صوتـَه جـبلياً ملائكـياً ينقـل سامعـيه إلى أجـواء بهـيجـة ويسرح معهـم في خـيالات روحـية في الفـضاءات السامية ممتزجـة بالرومانسية ، مقامات ومناورات لأوتار حـنجـرة تأسرهـم وينسَـون دنياهـم هـيماناً بها ، ولو كـنتُ أدرك وعـندي شـجاعة اليوم لكـنتُ أصيح : أين أنتِ أيتها الملائكة ؟ أتركي عـلياكِ فأنتِ مدعـوّة إلى وليمة فاخـرة من خادم ربّـكِ ، تعالي ورفـرفي في هـياكـلنا بأجـنحـتِـكِ ، تعالي فها هُـنا مشربكِ فـوق مـذبحـكِ ، ينابيع لا تـنضب ولا يرتوي أحـدٌ من مائها العـذب . كل ذلك أحـْسَـسْـتـُه وأنا صغـير العـمر في المرحـلة الإبتـدائية ، تلك كانت أذني الموسيقـية مرهـفة الحس للألحان ، ولم أعـرف مَنْ كان ذلك الشماس إلا بعـد أن كـبرتُ فـعـلمتُ أنه المرحـوم القس يوحـنان چـولاغ قـبل رسامته كاهـناً .

أنا الأشـبـين :

وفي صيف عام 1961 بـتـنا في دير الربان هـرمز 42 يوماً وفي أثـناء الأيام تلك جاءتْ عائلة آثورية لتعـمّـذ طـفـلها الذي طلبَـتــْه - إيماناً - من ربان هـرمزد ، فـكـنت أنا الأشبـين ( القـريب ) وعـمّـذه رئيس الدير الأب منصور وسُمّيَ هـرمز . وكـنا نشارك الرهـبان في الصلوات الطخـسية والقـداس .  
 
أصدقائي الأوائل في الكـنيسة  :

 إنّ من بـين أصدقائي القـليلين في مرحـلة الإبتـدائية ، الطالب ميخائيل ﭘـولا مقــْدسّي زميلي منذ الصف الرابع الإبتدائي ولكـنـنا لم نـترافـق سوية كأصدقاء إلا في الصف الخامس الإبتدائي بعـد لقاءاتـنا المتكـرّرة في الكـنيسة والـدار وتوافـق صفاتـنا الخـُلـُـقـية . ولما تمَّ تـنصيب المطران عـبـد الأحـد صنا أسقـفاً لأبرشية ألقـوش ، إستـقـبلناه بحـفاوة فائقة وبنشيد لسيادته بهـذه المناسبة في 25/3/1961 . وكان صديقي ميخائيل مقــْدسّي معي عـضواً في فـرقة الإنشاد ( إنْ لم تخـُـنـّي ذاكـرتي ) ، وكـثيراً ما إلتقـينا كـِلانا في دردشات الصّبا أو ترنيمات القـداس فـوق سطح دارنا أو في دارهـم ، وبعـد مرحـلة الدراسة الإبتـدائية إخـتار طريق الكـهـنوت أما أنا فإخـترتُ مواصلة الدراسة في المدارس الحـكـومية وقـد إلتـقـيتــُه مرة أو مرتـين في مطلع الستينات وهـو بزيّ السيمينير الرسمي للمبتـدئين وكان يكـلـّمني بعـض الشيء عـن الضوابط في المعـهـد الكـهـنوتي / الموصل ، ولم أحـضَ برؤيته منـذ ذلك التاريخ حـتى قـدومه إلى سـدني في شهر آيار 2013 بمعـية غـبطة الـﭘاطريرك مار لـويس روفائيل الأول ساكـو  . وهـكـذا واصلتُ مسيرتي الإيمانية لا عـن عـمق تفـكـير في مرحـلتــَي الصّبا والمراهـقة تلك وإنما تقـليداً لآبائـنا أولاً وربما لإنجـذابنا إلى صوت شماس مثلاً أو وعـظ  كاهـن أو إعـجابنا بأعـمدة كـنيسة أو أقـواس هـيكل ، إنّ لهـذه العـوامل تأثيراً روحـيّاً كـبيراً ونفـسيّاً عـميقاً عـلى جـذب المؤمنين إلى الكـنيسة ( ولكـن مع كـل الأسف فإن أكـثر رعاة الكـنيسة اليوم مُـنشغـلين بمظاهـر الحـياة ، ولا يُعـيرون أهـمية لهـذه المقايـيس الروحـية بل عـندهـم مكايـيل أخـرى غـيرها ، فـنراهـم سطحـيّـين حـيناً ، وروتينيّـين فـرديّي القـرار أحـياناً أخـرى ) . وكان مَن سبقـني في هـذه الشجـون مقـترباً إلى المذبح المقـدّس قـبْـلي ، زميلي في صفـِّي الدراسي عام 1962 وجـيراني من المحلة ويعـرف هـيامي بالكـنيسة وفـضاءاتها هـو: عـزيز ﮔـوريال أودو ( ﮔــُدّا ) ، وقـد سألني مرة : هـل ترافـقـني إلى الكـنيسة يوم الأحـد المقـبل الساعة الرابعة عـصراً ؟ قـلتُ له : هـل توجـد مناسبة ؟ قال : نجـتمع سوية للصلاة ونبحـث في تـفـسير الإنجـيل والشؤون الدينية ؟ قـلتُ : نعـم ، فـذهـبنا سوية إلى ساحة الكـنيسة ( والإجـتماع المزمع سيكـون في الغـرفة العـليا ) . لاحـظـتُ أنّ دردشات ثـنائية بدأتْ عـند البعـض وحـركات غامضة غـير ضرورية لدى آخـرين ، فـتارة يُـسـتـدعى صاحـبي لعـدّة دقائق ثم يأتيني ، وتارة أخـرى يقـول لي إنـتظر سآتيك ، وآخـرون يتشاورون بصوت خافـت ثم يذهـبون عـند مجـموعة أخـرى فـرأيتُ نفـسي غـريـباً وأنا إبن الكـنيسة ولي أصدقاء كـثيرون من بين الحاضرين هـناك بحـكـم قـربي الروحي من هـذه البناية . وإقـتربتْ الساعة من الخامسة وليس هـناك أيّ إجـتماع ! سألتُ صديقي : متى يـبدأ الحاضرون بالصلاة والوعـظ ... قال : بعـد قـليل . وأخـيراً إستـدعاني قائلاً : لقـد تأجّـل إجـتماع ( الأخـوية ) إلى الأسبوع القادم وهـلمّ نخـرج . خـرجـنا سوية وحـدسي يقـول أنّ هـناك شيئاً أجهـله . ومن بعـد أسبوع حـضرتُ معه إجـتماعهم وأصبحـتُ من الناشطـين بـينهم . أما لماذا كان ذلك المشهـد في ساحة الكـنيسة حـين تواجَـدْتُ معهـم للمرة الأولى حـيث الإرتباك والقـلق والنظرات وكأنّ هـناك عـتاب ؟ لقـد عـلمْتُ السبب لاحـقاً وهـو: إنّ صاحـبي لم يُـبَـلـّغ رئيس الأخـوية أو الكاهـن أو أيّ مسؤول هـناك عـن قـدومي ، فـكان المطلوب منه أن يطرح إسمي أمامهم في إجـتماعـهم أولاً ، وإذا لم يعـترض عـليّ أحـد عـندئـذ يمكـنه أن يأخـذني لحـضور لقاءاتهم  فـيرحّـبون بي ويقـبَـلوني بينهـم عـضواً في أخـويّـتهم وهـكـذا حـصل  (( سأذكـر حادثة مناقـضة لهـذه حـصلتْ في عام 1965 )) .    

دروس التربية الدينية في المدرسة الثانوية :

في الصف الأول المتوسط كان معـلمنا للتربية الدينية المرحـوم الأب أبلحـد عـوديش ، أما في الصف الثاني فـصار المرحـوم الأب يوحـنان چـولاغ يُـلقي محاضراته الدينية في ثانوية ألقـوش ( بناية شـيشا ) وأتذكـّره في محاضرته الأولى حـين فـسّر لنا وعـلى قـدر مستوانا وبصورة مبسّطة نشوء الأرض وكـيف كانـت بهـيئة كـتلة سديمية موضحاً ذلك برسوم عـلى السبّورة ( ولم أكن أفـهم معـنى السديم في حـينها ) ، أما في الصف الثالث وإلى نهاية مرحـلة الدراسة الثانوية فـقـد مُـنع الكاهـن من ممارسة مهـنة تدريس مادة الدين في المدارس الحـكومية ، فـكان المعـلـّم الأستاذ حـنا شـدّا منسّباً إلى مدرستـنا كـمُحاضر في دروس الدين ، والسبب في منع الكاهـن من إلقائه محاضراته الدينية جاء بقـرار من حـكومة عـبد السلام عارف بحـجّة أن زي الكاهـن نشاز وغـير لائق أمام الطلاب -  حـتى في مدارس القـرى المسيحـية - وقـد قال لي الأب يوحـنان : إن تلك حـجّة فـقـط ومبرّر فارغ ، وإلاّ لماذا يُسمح لإمام الجامع بجُـبّـته وعـمامته الغـير اللائـقـتــَين بممارسة هـذا العـمل وتدريسه مادة الدين الإسلامي لا بل اللغة العـربـية في بعـض الأحـيان ، وفي كل المدارس الحـكـومية حـتى إذا كان فـيها بضعة طلاب مسلمين ؟ .  



217
أطـفالـنا ملائـكة في كـنيسة مار توما الرسـول الكـلـدانية / سـدني
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي
كان يوم السبت 5/10/2013 إحـتـفالاً مقـدساً في كـنيسة مار توما الرسـول الكـلـدانية في سـدني والتي هي بمثابة (( كاتـدرائية أبرشـيتـنا الكـلـدانية )) بمناسبة الـتـناول الأول لعـدد غـفـير من أطفال جاليتـنا ، لم أحـضره ولكـني حـضرتُ القـداس الإحـتـفالي في اليوم التالي الأحـد 6/10/2013 والـذي أقامه الأب ﭘـولس منـﮔـنا بمعـية الأب آدم وفي نـفـس الكـنيسة ولمعـظم أولـئك الأطفال ذاتهم فـكان دورهم رئيساً في صلوات القـداس ، كل ذلك بفـضل جـهـود مشكـورة من معـلمين ومعـلمات عـلموهم ودرّبوهم ، وأذكـر منهم الإخـوة والأخـوات الـذين رأيتهم أثـناء الـقـداس ( الإكـليريكي رودي ، الأخـت سهـيلة  ، الأخـت سالي ) بالإضافة إلى المعـلمات الأخـريات اللائي لم يتـواجـدن في هـذا القـداس وهـنَّ الأخـوات : أنجـلينا ، ميرنا ، مريم ، مارلين .

كان قـداساً بهـيّاً دلَّ عـلى أن المعـلمين بـذلـوا جـهـوداً تــُـثـنى عـليها حـيث زرعـوا الـبـذور الأولى لأسُس التعـليم المسيحي في نـفـوس أولـئك الأطفال الملائكة ، والإعـتراف بالخـطايا أمام الكاهـن لـتـقـديس ذاتهم من أجـل التحـضير لتـناول القـربان المقـدس جـسـد المسيح للمرة الأولى ، فـكانت أتعابهم مثمرة تجـسَّـدتْ في مشاركة أولـئك الأطفال في القـداس بجـدارة بتراتيلهم وصلواتهم ، فـشكـراً للمعـلمين جـميعـهم مرة ثانية .
 

إن القـداس كان رائعاً والأطفال يسَـبِّـحـون ويمجـدون الله بلغة أمتـنا ، اللغة الكـلـدانية الفـصحى وكـذلك باللهجة الكـلـدانية المحـكـية ، وكانت هـناك مشاركة جانبـية من قِـبَـل بعـض الأطفال المتـناولـين في قـراءة الطـلبات فأدّوها بلهـجـتـنا الكـلـدانية ــ وبعـض منها باللغة الإنـﮔـليزية ــ .
وقـد إستـفـسرتُ عـن مسألة مهـمة فـعـلمتُ أن من بـين الأطفال كان هـناك أطفال قادمون من إيران فـتـناولـوا القـربان المقـدس في كـنيستـنا ، بالإضافة إلى عـدد قـليل من أطفال جالـيتـنا العـراقـية يتـكلمون العـربـية في ( بـيوتهم ) ولكـن هـؤلاء جـميعـهم لم يجـدوا صعـوبة في تعـلـّم الصلوات والتراتيل بلغـتـنا الكـلـدانية ، فـهـنيئاً لهم ، بل هـنيئاً للمعـلمين والمعـلمات الـذين تعـبوا في تـدريـبهم .

وهـنا يجـدر بنا أن نـُـذكـِّـر كـل مَن يهـمه الأمر لـنـقـول له : مثـلما كانت اللغة العـربـية لغة ثـقافـتـنا في العـراق ! فالـيوم تكـون اللغة الإنـﮔـليزية هي لغة ثـقافـتـنا في بـلـدنا الـثاني أستراليا وأولادنا يـدرسونها إبتـداءاً من الروضة وحـتى أعـلى المراحـل الجامعـية  ونحـن نمارسها في العـمل وعـنـد مراجـعاتـنا لـدوائر الـدولة ، وعـليه نحـن بحاجة إليها بلا شك ، ولكـن فـرصتـنا لتـعَـلـُّم لغة آبائـنا وأمهاتـنا ( الكـلـدانية ) تـنحـصر في البـيت والكـنيسة سـواءاً من خلال التعـليم المسيحي أو الأنـشطة الأخـرى كالمسرحـيات وإجـتماعات الشباب أو محاضرات الأخـويات وغـيرها ، ولغـتـنا يجـب أن نـفـتخـر بها أياً كان منبعها القـروي تللسقـف ، زاخـو ، عـنـكاوا ، دهـوك ، عـقـرة ، ألقـوش ، تلكـيف ، شـيّوز ، عـقـرة ، ...... . وإذا كان هـناك عـدد قـليل من المؤمنين غـدرتْ بهم الأيام ، بل بالأحـرى جـنى عـليهم أولـياء أمورهم فـلم يتـكـلموا معهم في الـبـيت بلغـتـنا ولم يتعـلموها .... نـقـول لهم ليس الوقـت متأخـراً ( تــَـعَـلـَّـموا !!! لتـفـتخـروا !!! ) عـلى الأقـل تـكـلـُّماً مثـلما عـمل المرحـوم الأب فـيليـب هـيلاي في زمانه فـصار يتـكـلمها بطلاقة .
وقـد لـفـت إنـتـباهي مجـموعة من هـؤلاء الأطفال وهـم يقـرؤون الطـلبات ، أن أحـدهم صلّى طِلبَـته باللغة الإنـﮔـليزية قائلاً : نـصلي من أجـل الكـثيرين المحـتاجـين ومن ضمنهم شعـبنا الكـلـداني :
We pray for the homeless, the exiles and refugees, especially, within our CHALDEAN PEOPLE. May they receive comfort from CHRIST. Who had no where to lay hie head: we implor eyou: Lord, have mercy on us.


وأؤكـد أن القـداس باللغة الكـلـدانية كان شيئاً رائعاً ، مع مشاركة بسيطة جـداً باللغة الإنـﮔـليزية ، ولم تكـن هـناك أية لغة أخـرى كالعـربـية مثلاً ، فـليسمع السامعـون !!.
هـناك نـقـطة ألـفـتُ نـظـر الإخـوة المعـلمين والملحـنين والمدربـين وهي أنـني لاحـظـتُ الأطفال وهـم يرنـمون ترتيلة ( مارَن إيشوع .... ) حـيث أن بعـض أبـياتها زاغـت عـن اللحـن الأصلي المألوف بصورة واضحة ! ولما سألتُ المعـلمين قالـوا بأنهم رغـبوا في التجـديـد وأنهم أخـذوا ذلك من الفـنان رائـد جـورج ! قـلتُ : إن التجـديـد مطلوب في كـل زمان ومكان ولكـن لـيس عـلى حـساب الأصالة ، إن الفـنان أو غـيره إذا أراد أن يؤلـف قـصيدة ويلحـنها حـسب ذوقه وإبـداعه ليخـرج بترتيلة أو أغـنية جـديـدة فـذلك رائع ولكـن لا يحـق له أن يُـشـوِّه الأصالة بحجة التجـديـد ، فالحـفاظ عـلى الأصالة هي من واجـب كـل أصيل .

218
ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ــ الحـلقة الأولى ــ


بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

المقـدّمة :

 إذا كـتب غـيري وصفاً لموكـبه في رحاب الكـنيسة والطخـسـيّات ، فإنه سيتـفـوّق عـليّ إيضاحاً وبلاغة للمواقـف والأحـداث والمشاركات ، بالإضافة إلى النشاطات والكـفاءات ، لماذا ؟ لأن للشمامسة مرتبات و ليس لي حـتى أدناها من الدرجات . ولكـنـني ومن موقـعي المتواضع سأكـتب هـنا عـن ذكـرياتي التي تخـصّـني والعالقة في ذهـني في أروقة المقـدسات ، قـد يرى فـيها القارىء بعـضاً من المبالغات إلاّ أنها ليست بعـيدة عـن الحـقـيقات . أما الرسامة فـكان قـد عـرضها عـليّ الأب الراحـل فـليب هـيلاي عام 1967 في بغـداد وبحـضور زميل ألقـوشي هـو المهـندس يوسف حـنا شميكا لأنخـرط مع مجـموعة كي يُرسَمون شمامسة ( قارويـيه ) فـرفـضتُ ، وفي وقـتها ظنّ زميلي بأنـني غـير راض بهـذه الدرجة البسيطة إلاّ بالدرجة الأعـلى ( هـوﭘـَـثــْيـَـقــْـنا ) فـقال لي : لابد من هـذه الـ سياميذا الأولى أولاً ثم تـُمنح الثانية ! فـقـلتُ له : أنا لا أريد الرسامة أياً كانت درجـتها ( لأن في رأيي الرسامة ليستْ مظهـراً أو كـشـخة وإنما هي إلتـزام أدبيّ مع الذات قـد يصعـب عـليّ يوماً أن أفيَ حَـقــّها ) . كـما عـرضها عـلي ثانية الأب فـيليب نجـم عام 1997  في أثـينا ( قارويا + هـوﭘـَـثــْيـَـقــْـنا ) في آن واحـد من يـد سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم مع مجـموعة أخـرى من خـدام الكـنيسة فـرفـضتُ . أما في أوائل عام 2007 وفي زيارته المباركة لدارنا فـقـد سألني سيادة المطران جـبرائيل كـسّاب الكليّ الوقار وبحـضور الشماسَين جـورج ديشو والمرحـوم لويس منصور عـن سبب عـدم إقـتبالي الرسامة إلى الآن ؟ فأجـبتـُه بأنـني أرى نفسي غـير مستحـق هـذا الوسام الكـنـَسي ، فـردّ عـلي بتعـبير القائد المتواضع قائلاً : ومَن منـّا مستحـق ذلك ؟ وردّد صلاة قـصيرة باللغة الكـلدانية من بين الصلوات التي تـُـتـلى عـلى الشماس أثـناء رسامته ، تعـني ما ذهـب إليه من تعـبـير التواضع ، وعـنـد ورسامة وجـبة من الشمامسة في سـدني عـرض الموضوع عـليّ مرة أخـرى فـرفـضتُ .

 الديـباجة :

يسُـرني أن أكـتب معـبّراً عـن رأيي وأنا في ساحة الأمواج الصوتية ، متفـرّجاً من مدرّجات الصـفـوف الخـلفـية العالية ، لا مِـن منابر البعـض سيقانهم بالية . إني أرى لـَمّـاتـَهم ما هي بالجامعة ، تعـزف سيمفـونية ( نوتــَـتــُها ) ما هي بالنافـعة بل أشـبه بالزوبعة ، قـيثارة تـقـرقـع أصواتها ، رنـّـتها لا تشبه النواقـيـس القارعة ، تــُـنــَـقــْـنِـقُ أهازيجَ التشفــّع ليست هي بالشافـعة ، تــُسمِعـنا مقامات شلاّلات ليستْ هي دامعة بل نائعة ، أتـّانها شاخـتْ بها السنون ولم تـعـد مُقــْـنِعة بل خانعة ، تـُمرّغ أنفـها بنفـسها فـوق رمالها الموحِـلة راكـعة . ليس فـقـط قـلوبها لا تراها خاشعة ، بل تجـعـل حـفـلتـنا فاجـعة ! وتحجـب زقـزقة الكـناريّ الشائعة ، تلك القـلوب داكـنة حـيطانها المانعة ، إنْ وُخِـزَتْ بمهـماز! وخـْـزاتــُه رادعة ، سَـتـَراها ( وحـقّ مَن قال أنا الحـقّ ) ! تـقـفـز كـقـفـزة الضفـدعة ، فـتسقـط عـلى الأرض كجُـثـة واقـعة ، وتـقـدَح كأنها يراعة ، مَن ذا الذي يُسـعـف أضلاعها المائعة ؟ غـير مَن يمتلك أناملاً ضالعة في الصـَّبا يوم كانت شفاهه راضعة ؟ إنْ أصْـغـَـيتَ إليه ! تــَسمَعُه في ساحة المبتهـلين الشاسـعة ، يحـلـّـق في سـماوات الرّاست كـصقـرة بارعة ، يـدخـّـن السيـﮕاه من تـبوغ نابعة من أم القـرى جـدّتـنا الشابة اليافـعة ، يرتشف النوى مِـن كـؤوس صخـور الهـرمز القـرمزية اللامعة ، نرتشف القـهـوة من دلاّت أبونا إبراهـيم الوديعة القادم من أور الكـلـدانية الرائعة ، فـهـل مِن مُـنازل في مَيدان الحـجاز للمصارعة ؟ في نهار البـيات شِـئـتَ أم في ليال العـرَبوني تحـت أشـعة شموسنا الساطعة ؟ قـم أيها الناحـوم مـزّق الأكـفان في داركَ القابعة ، أنـتَ وشاحٌ ، هـويّة ، صولجانٌ ، لكل جـنديّ يقاتل برمحه ، لا بـ شارة فــُرَيسان مُصـنــّعة ، واحـكي لنا من قـصص الأجـداد فـنحـن عـطاشى لجـرعة من مياه الصهاريج الفارعة .

ملاحـظة :

 سأكـتب هـنا ذكـرياتي في الكـنيسة ، تلك التي بقـيتْ عالقة في ذهـني منذ طفـولتي في كـركـوك وإلى ما تمتـد إليه الـذاكـرة من الأحـداث المـتزاحـمة عـلى الطريق والمواقـف المـتلاطـمة فـوق الرصيف وإلى ما إستطعـتُ إليه سبـيلا . قـد يظهـر في كتابتي ، إخـتصار، تفـصيلٌ مُـمِـلّ ، مبالغة ، نسـيانٌ ، وأيضاً خـطأ ، فأرجـو غـفـرانكـم مسبقاً فالقـلم ليس مُصاناً من الزلاّت مثـلما الإنسان ليس معـصوماً من الخـطيئات .

في كـركـوك

ذكـريات الطفـولة العـميقة :

أرى نفـسي وأنا أرتمي إلى أحـضان والـدتي وهي متــّـكـئة عـلى سياج في الطابق الثاني من منزلنا وأنا واثـق من أن عـمري كان أقـل من ثلاث سنين ولكـني لا أدري كـمْ ؟ إلاّ أنـني أتـذكـّر جـيـداً وعـمري ثلاث سـنين مؤكـّدة . أما يوم كـنت طفـلا في الرابعة أو نحـوها ، ترتسم في مخـيّـلتي وأنا بصحـبة والدي ، نارٌ مشتعـلة من حـشائش وأدغال في إناء واسع وسط جـمع غـفـير من الناس في صالة كـبيرة ، ولما كـبرْتُ عـلمتُ أن ذلك كان طقـوساً لقـدّاس عـيد الميلاد في كـنيسة القـلعة حـيث وُلـدْتُ ( سابقاً كـنيسة المطرانخانة في كـركـوك ) . وقـد إستطـعـتُ البحـث في أشرطة مسجّـلة بين ثـنايا خـلايا ذكـرياتي العـميقة فـرأيتُ نفـسي في مشاهـد من صباح أحـد الأيام منهـمكاً في شـُرب قـدح شاي بملابسي الجـديدة  كادتْ أن تكـون حـلماً فـعـلاً لولا إدراكي في الكِـبَر أن تلك كانت لحـظات سبقـتْ مغادرتي الدار مع والـديَّ وإخـواتي  صباح العـيد إلى الكـنيسة وأنا في حـوالي الخامسة من العـمر . وبمرور الأيام إنـتعـشتْ مقـدرتي في تذكـّر الأحـداث الغائرة من حـياة صِـبايَ ، فـها أنا في سنة 1955 أو قـبلها بقـليل أرى نفـسي مع والدتي وعَـيناي مركـّزة عـلى لوحة بيضاء متدلـّية من سقـف تظهـر عـليها صوَر متحـركة لصبيّ جالس في دلو عـند حافة بئر مُحاط بجـمْع من الرجال بعـد أن سُحـب بحـبل من عـمق البئر ، ولما نضجْـتُ عـلمتُ انّ ذلك كان فـيلماً لقـصة يوسف إبن يعـقـوب ( يوسـﭗ مصرايا ) يُعـرض عـلى الشاشة في هـيكل كـنيسة مار يوسف / كـركـوك.

بدايات تعَـلـّم أسس التربية الدينية :

ثم تمضي السنون إلى 1956 أو بعـدها لأرى نفـسي في هـيكـل كـنيسة مار يوسف مرة أخـرى والمرحـوم الأب يوسف زورا يقـرأ أسماء الطلاب ودرجاتهـم فـعـلمتُ بعـد ذلك أنني كـنتُ أحـضر دروساً في التعـليم المسيحي وتلك كانت درجاتـنا في مادة الدين لـتسجـيـلها في وثيقـتـنا المدرسية ، فـلـَم يكـن هـناك تدريس للتربية الدينية المسيحـية في المدارس الحـكـومية في كـركـوك .

التـناول الأول :

 أما في عام 1957 فالذاكـرة قـوية عـند حـضوري دروس التحـضير للتـناول الأول للقـربان المقـدّس في الكـنيسة نفـسها ، وأحـد الموسيقـيّـين في القاعة وهـو يسجـل النوتة الموسيقـية في ورقة يسندها عـلى الأوكـورديون حـين كان يستـمع إلى معـلمتـنا ( ماسير ) تــُرَتـّـل أمامه أناشيد التـناول المقـدّس لكي يرافـقـنا بموسيقاه ونحـن مرنـّمين ( قـد أتى اليوم الذي ... قـد شبع الجـنان ... هـلمّ هـلمّ سواريف ربّي ... إنـني اليوم جـئـتُ أجـدّد ... حـبـكِ يا مريم ... إليك الورد يا مريم ...اليوم كُنتُ راكـعاً ... ) وكـنتُ قـد حـفـظتُ الكـتيب الخاص بتلك المناسبة المقـدسة باللغة العـربية بصلواته وأناشيده عـن ظهـر قـلبي . وأتذكـّر لحـظات تـناولي جـسد المسيح من يد مطران لا أعـرفه إسمه الآن ولا زلتُ أحـتفـظ بصورة تـُحْـيي تلك اللحـظات . ولما خـرجـنا من الهـيكـل بموكـب نحـو غـرفة في ساحة الكـنيسة لنـتجـمّع فـيها ، إزدحم الناس عـند مدخـلها لإستـلام أطفالهم فـحـملني الأب يوسف وسلـّمني إلى والدي . وبخـصوص الأناشـيد التـناولية أقـول إنـني بعـد مرور أكـثر من عـشرة أعـوام وما تلاها من سـنين وإنـتقالي إلى بغـداد وممارستي الفـروض الدينية في كـنائسها ، حـضرْتُ مرات كـثيرة القـداديس الإحـتفالية لأطفال التـناول الأول ، كـنتُ أسـتمع بأسف ، لا بل بألم إلى المتـناولين وهـم يرتـّـلون تلك الألحان نفـسها باللغة العـربية وقـد زاغـوا عـن أصالتها ، والسبب يعـود إلى شباب تعـلـّموا خـطأً فـيـُعـلـّمون بالخـطأ . فـفي كـنائسنا الكـثيرة والمنـتشرة في بلدان المعـمورة ، سُـلـّمَتْ مسؤولية التعـليم هـذه إلى شباب ( فـتيان وفـتيات ) قـليلي الكـفاءة وهُـم يَسْـتــَـقــْـوَوْن بالآباء الأفاضل لأسباب أجـهـلها ، ويرفـضون تصحـيح الخـطأ ممن يُجـيدونه . ولو كان لدينا تدوين لأناشيدنا بالنوتة الموسيقـية لأنقـذ تراثـنا وأصبح مرجـعاً للمعـلمين الذين لا يجـيدون أصالتها ، فلا يزيغـون عـنها . [[ وحـين أكـتب عـن إعـتزازي بصورتي لحـظة المطران المرحـوم وهـو يُـناولني بـيديه الـﭘـرشانة ( القـربان المقـدس ) لأول مرة في كركوك ، وصوَر مماثـلة إلتـقـطـتــُها بكامرتي الخاصة لثلاثة من أبنائي في بغـداد من يد المرحـوم الـﭘاطريرك مار روفائيل بـيداويذ ، أقـول إنني أتـذكـّر بألم إبنـتي الصغـيرة وهي تـتـناول القـربان المقـدس للمرة الأولى في كانون الثاني – 2000 في كـنيسة مار توما الرسول الكاثوليكـية للكـلـدان في سـدني ، حـين ضاعـت منها الفـرصة ولم تحـصل عـلى صورة مماثـلة من يد كاهـن كلداني بسيط في أستراليا وذلك بسبب عـنجـهـيته وعـجـرفـته ]] والقـصة ستأتي في وقـتها .      

رنة الجـرس أمنيتي الطفـولية  :

ومع عائلتي كـنتُ أواظب عـلى حـضور أمسيات الشهـر المريمي في شهـر أيار من عام 1957 في كـنيسة مريم العـذراء للإستماع والمشاركة في الصلوات ، وأنا إبن ثمان سـنين حـين لم يكن هـمّي أكـثر من أن أمسك بيدي الجـرس كي أطرقه وأنبّه المصلين عـند نهاية كل سلام ملائكي عاشر ، فـكـنـت أتسابق للوصول إلى الكـنيسة قـبل غـيري وأقـترب من المذبح وألتقـط الجـرس بـيدي ، وأحـزن حـين كان يسبـقـني أحـدهـم في تلك المنافـسة الطفـولية ، هـذه كانـت ذكـرياتي الكـركـوكـية في خـطواتي الشروعـية الكـَـنــَسية .  

219
مار باوي سـورو المطران ، قـضية في أروقة الـﭬاتيكان
( عـودة إلى الحـق الـمُـنـتـظــَـر من زمان )
بقـلم : مايكل سـيـﭘـي / سـدني

حـين بـدأتْ حـركة المطران مار باوي سـورو في عام 2004 وصرنا نسمع دَويَّها منـذ عام 2006 باشـرَتْ وسائل الإعلام الإلكـترونية والمقـروءة بل وحـتى المسموعة أحـياناً بنشر صوتها وصداها بصورة كـتابات رصينة كـثيرة ومؤيـدة له مع القـلة القـليلة جـداً والمناوئة ، وفي حـينها كـتبنا دون أن نكـون ملمِّين بقـوانين كـنيستـنا الشرقـية والتي عـرفـنا منها لاحـقاً أنها تـوجـب منـطقـياً بـدون شـك وبشروط بسيطة ، قـبول سيادته في كـنيستـنا الكـلـدانية دونما عـناء ولا إجـتهاد .

لـقـد تـنـقـلتْ قـضيته بـين محـطات عـديـدة معـرقـَلة في عـنـق زجاجة طـويلة الأمـد ، وكـلما إجـتاز واحـدة منها ظهـرتْ أمامه الثانية ، كانت أولـّها شرط الحـصول عـلى موافـقة روما ، فإجـتازها بنجاح ، وبموجـب قـوانين الكـنائس الشرقـية التي أكـدها سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم الموقـر فإن تلك الموافـقة كافـية وكافـية لكي ينخـرط في حـلقة مطارنة كـنيستـنا الكـلـدانية ويصبح عـضواً في سنهادسها المقـدس ، إلاّ أن الإخـوة في كـنيستـنا الكـلـدانية والـذين يهـمهم الأمر ( لا تخـلو من أنْ تكـون شخـصية ) لم يكـتـفـوا بتلك الموافـقة الـﭬاتيكانية بل إشتـرطـوا طرح موضوعه في السنهادس الـذي تعـطل سنيناً لأسباب عـديـدة أحـدها قـضية مار باوي سـورو نـفـسها ، إلاّ أن الله شاء أن يزيح بعـض العـراقـيل فإنعـقـد مع بعـض الإشكالات ، منها غـياب سيادة المطران سـرهـد جـمو عـن الحـضور ، وفـيه طـُـرِحَ الموضوع مجـدداً وبعـد مخاض عـسير وُلِـدَتْ الموافـقة السنهادسية وصرح غـبطة الـﭘاطريـرك مار لـويس روفائيل الكـلي الـوقار بـوجـوب تـطـبـيق القانـون ( لـصالح مار باوي ) .

وهـنا رُفِـع ملفه إلى روما ( ليس لإبـداء الرأي ، حـيث أن روما سبقـتْ السنهادس وقـبلته !! ) ولكـن ربما لتسليمه مهام أبرشية ما أو لإعلانه أسـقـفاً في كـنيستـنا إلى حـين تعـيـينه في أبرشية كـلـدانية عـلى غـرار ( وزير بلا وزارة ) إلاّ أن الوقـت طال منـذ فـترة إنعـقاد السنهادس الكـلـداني وحـتى الـيوم ، ولسنا نعـرف ما هـو مصير تعـيـينه ، فإذا كان نـفـَس روما طويلاً ولا يقـيسون الأيام بساعاته ، فإن كـنيستـنا يهـمها الأمر ، ومن جهة أخـرى إذا كانت روما تـنـتـظر فـحـص ملفات الكهـنة المرشحـين للأسقـفـية فإن مار باوي سـورو هـو أسقـف ليس بحاجة إلى فـتح ملفه في روما أسوة بالمطرانين الموقـرين ( رمزي ﮔـرمو ، ربّان القـس ) حـيث صدرَتْ التعـيـينات الخاصة بهـما بسرعة .

فـماذا بقي ؟ نرى أن عـلى رئاسة كـنيستـنا المتمثـلة بغـبطة ﭘاطريـركـنا الموقـر الإستـفـسار وتحـريك العـملية قـدر المستـطاع ، وكـل الأشياء تعـمل من أجـل الخـير .

220
قائـدنا لا يقـتـنع بديمقـراطيته ــ مداخـلتي في المؤتمر القـومي الكـلـداني العام / مشـيـﮔان
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 16 / 9 / 2013

قـرأتُ عـلى أحـد جـدران بناية حـكـومية في أثينا عـبارة ( الـديمقـراطية بـدأتْ عـنـدنا منـذ 2500 عام ! ) إلاّ أني سمعـتُ من أحـدهم لاحـقاً أن الديمقـراطية كانـت تمارس عـنـدنا قـبل ذلك الوقـت دون أن نسميها ، عِـلماً أنَّ الملوك والأمراء والأباطرة والرؤساء وجـميع القادة سياسيّـين أو دينيّـين يمثـلون شعـوبهم ترهـيـباً أو ترغـيـباً وليس إنـتخاباً مرغـوباً ، بل وخـدعة أيـضاً مما جـعـل تلك الشعـوب تخـضع لـنير عـبودية الفـرد الواحـد عـلناً أو مبطناً . إن أسالـيـب القـمع والإذلال التي مارسها أولـئك القادة ضد شعـوبهم حـفـزتْ أشخاصاً مفـكـرين كالفلاسفة والعـلماء والمصلحـين إلى رفـض الخـنوع فـنشروا الوعي في مجـتمعاتهم فـكان البعـض منهم ضحـية فـكـره ودعـوته وفي النهاية أثمرتْ جهـودُهم حـين نهـض الشعـب وأحـدث تغـيـيـرات جـذرية في دسـتـور بلاده فـلجـمتْ سـلطة الفـرد بمقـدار كـبـير فـكانت النهـضة الأورﭘـية خـير مثال عـلى ذلك .
إن أولـئك الفلاسفة المصلحـين وعـلماء الـنـفـس القـديرين وضعـوا الأسس الفعالة لـتربـية شعـوبهم وتـدريـبهم عـملياً عـلى مبادىء عـصرية وأوصوا بأن يتم تعـليمها لأبنائهم منـذ نعـومة أظفارهم بطرق محـبَّـبة فـتـنـمو عـنـدهم مع كـبرهم لتـصبح نهجاً غـريـزياً في حـياتهم .
ومع هـذه المفاهـيم الضرورية لأبناء شعـبنا برزتْ بعـض من تـنـظيماتـنا الكـلـدانية حاملة الإسم الديمقـراطي أسـوة بكـثير من الأحـزاب في المعـمورة كـلها ، والبعـض الآخـر تـنهج ذات المبـدأ دون أن تسمي إسمها بالديمقـراطية ، وعـلى هـذا الأساس إنعـقـد المؤتمر القـومي الكـلـداني العام في مشيـﮔان / ديترويت 2013 ، وفي إحـدى جـلسات اليوم الثاني له تـطـرق أحـد المشاركـين في حـديثه إلى الديمقـراطية في حـياتـنا ، فـشئتُ أنْ أعـقـب عـلى حـديثه فـقـلتُ :
 
إنَّ قائـدنا الشرقي ينادي بالديمقـراطية ولكـنه لا يقـبل بها والسبب يعـود إلى جـذور تربـيته المغـروزة فـي أعـماق نـفـسيته منـذ مرحـلة طفـولته والتي أنبتـتْ عـنـده التـزمُّـت والأنانية وحـب الـذات فـقـيَّـدتْ عـقـله وجـعـلته يعـتـقـد بأنه إذا ضمَّ أصابع كـفـه أصبح الهـواء الجـوي الـذي نـتـنـفـسه جـميعـنا ، مُـلكاً له ! بعـكس الإنسان الغـربي الـذي يتـقـبل كـلمة الـديمقـراطية بكـل رحابة صدر وسلاسة دون أن يشعـر بالغـبن أو الفـشل أو الإنـتـكاسة أو التراجع .

فـفي المجـتـمعات الغـربـية نلاحـظ نماذج اللعـب المتـنوعة في رياض الأطفال متاحة لجـميعهم ولا يحـق لطفل أياً كان الإستحـواذ عـليها لـوحـده بل يتـناوب جـميع الأطفال عـليها ، فإذا تمتع طـفـل بإحـداها لـدقائق معـينة فإن المعـلمة أو المرشـدة تـوصيه بأن يتـركها لـيُـعـطي الـفـرصة لـطـفل آخـر كي يلعـب بها ، فـتصبح هـذه الممارسة عادة ثم عِـرفاً إجـتماعـياً ولهـذا فـقـد شاعـت بـين الأطفال عـبارة (  it is my turn = إنه دَوري ) أي أن فـترة إستحـقاق الطفل الأول من التمتع باللعـبة ينتهي فـيحـين الـدَّور للطفل الآخـر وهـكـذا ينمو هـذا الشعـور عـنـدهم مع نموّهم وحـتى الكـبر ، عـنـدئـذ يصبحـون مستعـدين لـتـقـبـُّـل فـكـرة تبادل الأدوار السياسية والإجـتـماعـية ومنح الفـرص ومشاركة الغـير وتكافـؤ الفـرص ونبـذ الأنانية وعـدم وضع اللاصق عـلى الكـرسي ، ولا الإستحـواذ عـليه ولا عـلى القِـدر المملوء بالبرغـل  ..... .
أما الطفل الشرقي فإن بـدايات التربـية التي يتلقاها من أبـيه أو أمه تخـتلف ، فالأم مثلاً تعـطي لعـبة لإبنها وتوصيه بأن يحافـظ عـليها ولا يعـرِّضها للكـسر أو الـتـشويه أو الفـقـدان وقـد توجِّهه فلا يسلمها بـيـد أحـد غـيره ، مما يجعـله حـريصاً عـليها ومحافـظاً لها من الكـسر أو الضياع فـيمسكها بـين يـديه ولا يشارك بها غـيره خـوفاً من فـقـدانها أو تحـطمها وبالتالي قـد لا يحـصل عـلى غـيرها وهـكـذا يصبح أنانياً رغـماً عـنه . إن هـذا الشعـور يكـبر عـنـده مع كـبره بمرور السنين فـيرفـض مشاركة الغـير بكل ما يملكه... ومن جانب آخـر فإن مفكـرينا الشرقـيّـين زادوا الطين بلة حـين أفـتـوا بحِكـَم تؤيـد نـتائج تلك الممارسات الخاطئة فـقالوا (( الإنسان حـريص عـلى ما مُـنح )) فـيستحـوذ عـليه ولن يفـرط به إلاّ بالموت .
 
وعـليه فإن غـريـزة رفـض الديمقـراطية والحـداثة لـدى قائـدنا الشرقي تكـون قـد بـدأتْ منـذ أيام طفـولته دون أن يعـلم ، ويعـكـسها في كـبره بصور عـديـدة مثل : لا يسـلـِّم منـصبه لغـيره في كـل الظروف ومنها في حالة فـشله في إدارة تـنـظيمه أو خـسارته في الإنـتخابات ويرفـض مبـدأ ( التجـديـد بالـدماء الشابة ) بل وحـتى أن البعـض لا يتـنحَّى عـن منـصبه المتهرىء حـتى إذا كان يعـلم أنه غـير مرغـوب به فـيرتـدي قـميص الـدكـتاتـورية .
 
ما هي الأساليـب التي يتـبعها الـدكـتاتـور للـتـشبُّـث بكـرسـيّه ؟
1 – يتخـلص من كـل كادر مثـقـف من أعـضاء جـمعـيته أو تـنـظيمه ، ومِمن يمتلك بعـض القـوة الجـماهـيرية خـوفاً من تزايـدها فـيصبح خـطراً عـلى كـرسيه .
2- يتمسك بالأعـضاء أشباه المثـقـفـين أو الأميّـين الـذين لا يمكـنهم منافـسة السيد القائـد الأوحـد حـفـظه الله في أية عـملية إنـتخابـية حـتى لو طـُـلِـبَ منهم ذلك .
3- يتجـنب إصطحاب أي عـضو من حـزبه معه عـنـد زيارته المسؤولين في دوائـر الـدولة كي لا تـتوفـر فرصة التعـرّف عـليهم وبالتالي لن تـبنى علاقات بـينهم ، فـيـبقى هـو المعـروف عـلى الـنـطاق الرسمي .
4- يتـظاهـر بأنه هـو الحـريص عـلى مبادىء حـزبه وخـدمة جـماهـيره ولا يوجـد أفـضل منه ، بل ويلقي اللوم عـلى غـيره .
5- يُـنسِـب كـل إنتـكاساته إلى غـيره كي يـبقى إسمه براقاً وأسماء غـيره مشوَّهة .  
6- يستغل ذوي النـفـوس الضعـيفة عـن طريق إلقاء ( عـظم أمامهم ) ليصبحـوا له عـيوناً وآذاناً في المجـتمع كي يتعرف عـلى كـل مَن يتـذمَّـر أو يشكـو من ممارساته الدكـتاتورية فـيعالجهم بصمت .
7- يعـمل جاهـداً فـيُهيء إبنه لإستلام السلطة في الـدولة أو القـيادة في التـنـظيم كي تحـتـكـر داخـل عائلته ولا تـنـتـقـل إلى عائلة أخـرى .

والآن نـتـساءل : هـل عـنـدنا قادة دكـتاتوريون ؟ هـل عـنـدنا قادة إلتـصقـوا بكـراسيهم سنيناً طـويلة رغـم فـشلهم ؟ هـل عـنـدنا قادة أنانيون ؟
هـل عـنـدنا تـنـظيمات فـيها كـوادر كـفـوءة بحـيث يمكـنهم أن يتبادلوا أدوار القـيادة مع بعـضهم ؟ الجـواب عـنـد القادة أنـفـسهم .

وأخـيراً وكـمثال نـذكـره ، فـقـد شهـدتْ أستراليا إنـتخابات فـدرالية في السابع من سبتمبر الحالي 2013 وكانت دعايات المنافـسة القانونية شـديدة بـين الحـزبـين الكـبـيرين والأحـزاب الأخـرى ، وحـين ظهرت النـتائج الأولية والحاسمة لصالح أحـد المرشحـين الرئيسيّـين ظهر المرشح الخاسر عـلى شاشة التلفـزيون مهـنـئاً بكل فرح المرشح الفائـز المنافـس له ، وأضاف قائلاً : أنـني سأترك قـيادة الحـزب كي يتـولى غـيري أمرَه فلا بـد من التجـديـد ....... . فـهـل عـنـدنا قائـد شرقي بهـذه الروحـية ، أم لا يوجـد مخـلص للشعـب سِـواه ؟؟؟؟؟؟


221
مع جـمعـية شـيرا الربان هـرمزد الكـلـدانية الأسـتـرالية / سـدني

2014 - 2013

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي ــ 5 آب 2013  

بتأريخ 7/7/2013 كـنا عـلى موعـد في نادي بابل الكـلـداني / سـدني مع الهـيئة الإدارية لجـمعـية شـيرا الربان هـرمزد الكـلـدانية الأسترالية للجالية الألقـوشية ، وبناءاً عـلى حاجـتها إلى وقـت من أجـل مواصلة تـنـفـيـذ مشاريع نشاطات كانـت قـد خـطـطـتْ لها مسبقاً في الـدورة السابقة ولم يتـسـنَّ لها أن تكـتمل لضيق الوقـت ، فـقـد إقـتـرحـتْ تمديـد مدة عـملها كـهـيئة إدارية إلى سنـتين ولـيصبح ذلك نـظاماً تـتـبعه جـميع الهـيئات الإدارية المقـبلة ، فـوافـق الحاضرون عـلى إستـمرار عـملها للـدورة المقـبلة دونما حاجة إلى إجـراء إنـتخابات ، ولم يعـترض أي من الحاضرين عـلى هـذه الـفـكـرة فـنالت تأيـيـداً آنياً وجـماعـياً ، والتي حـسب واقع ذلك الإجـتماع يُـفـترض أن تـصبح قـراراً نهائياً للأعـوام القادمة ، ما لم تـظهر فـكـرة أخـرى أفـضل أو طـلب تمديـد أطـول من سنـتين ، وفي كـل الأحـوال نـتـوقع أن لا يكـون هـناك أي إعـتـراض عـلى تـمـديد آخـر في المستـقـبل ، فـتهانينا مرة أخـرى للهـيئة الإدارية منـتـظرين تلك الـنشاطات في الـدورة الحالية .

إن أستراليا بـلـد حـر ومنـفـتح ونلاحـظ فـيه تـكافـؤ الفـرص أمام الجـميع ، ولـصفـته الإيجابـية هـذه ، كان السيد أنـور خـوشابا من أبناء جالـيتـنا قـد شغـل منـصب محافـظ ــ Mayor ــ مدينة فـيرفـيـلـد لثلاث دورات متـتالية بالإضافة إلى مناصب أخـرى لاحـقاً ، ونظراً لخـدماته الجـليلة فـقـد حـصل عـلى لـقـب ــ Sir ــ من التاج الـبريطاني ، وأتـذكـره في أكـثر من مناسبة لـتجـمّعات جالـيتـنا وهـو يخـطـب ويحـث ويشجع شـبابنا للعـمل في الـتـنـظيمات السياسية الأسترالية لأن المستـقـبل هـو للشباب .

وعـليه نرى أنَّ عـلى شـبابنا الإنخـراط والعـمل في تـنـظيمات المجـتمع الـمـدني في دول المهجـر حـتى إذا كانت بسيطة ( كجـمعـياتـنا الإجـتماعـية القـروية في أستراليا ) كـبـداية لإكـتساب خـبرة العـمل الإجـتـماعي ، ثم نشجـعـهم للمضي قـدماً بهـذا الإتجاه دون الـنـظـر إلى أعـمارهم طالما يمتـلكـون روحاً شـبابـية ، ليمتـد مستـقـبلاً نحـو نشاطات في التـنـظيمات السياسية الأسترالية والحـصول عـلى مواقع متـقـدمة في الـدولة بهـدف خـدمة وطـنـنا الجـديـد أسـترالـيا ، ومن خلاله تكـون أمامهم فـرصة أفـضل لـتـقـديم خـدمات نوعـية متـقـدمة لجالـيتـنا ضمن الـقـوانين الأسترالية .

إن أعـضاء الـهـيئة الإدارية الحالية لجـمعـية شيرا الربان هـرمزد الكـلـدانية الأسترالية تـضم شباباً وكـهولاً مؤهـلين للعـمل بحـماس سـواءاً في الحـقـل المـدني أو السياسي ( دون الخـلـط بـينهما ) فالبعـض منهم ذوو مؤهلات أكاديمية والآخـرون لـديهم خـبرات حـياتية طويلة تـؤهـلهم للعـمل أولاً في دوائر بسيطة مثل مجـلس المحافـظة ، وثانياً تـفـتح أمامهم آفاقاً واسعة للـوصول إلى مواقع أكـثر أهـمية كالـﭘـرلمان مثلاً ، وهـذا يتـطـلب منهم الـولوج في قـنـوات السياسة ، وهـنا تـظهـر الفائـدة الكامنة من العـمل حالـياً في جـمعـياتـنا الإجـتماعـية هـذه ، كـخـطوة أولى والحـصول عـلى خـبرة مبـدئية ، قـد تكـون مطلوبة للـتـرشيح لعـضوية مجـلس المحافـظة وعـلى ذات المسار وصولاً إلى الهـدف الـﭘـرلماني الأسمى مستـقـبلاً ، أما من جانبنا الـذين ليس لـنا طـموحاً ، فـما عـلينا سـوى تـشجـيعهم ومساعـدتهم في حـملتهم الإنـتخابـية متى ما حـصـلتْ ، ومنحـهم أصواتـنا فـيما لو خاضوا هـذا المعـتـرك في المقـبل من الأيام ( كـما عـملـنا لغـيرهم في السابق من الأيام لا لشيء سـوى تشجـيعاً لأبنائـنا ) عـلماً أن عامل اللغة لـيس مهـماً لمَن لا يجـيـد اللغة ، ولا يمثل عائـقاً أمامه في بـلـد يوظـف آلافاً من المترجـمين وبكـل اللغات .

222
الأفـكارُ المَخـفـية تعـمل بالخـبث لـتـنـتج ثـماراً سـرطانية

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

إنَّ الرعاة في البرية والجـبال إكـتـسبوا خـبرات كـباقي الرجال وهم يرافـقـون قـطعانهم ليل نهار ، فـيعـرفـون كم من المسافة تمشي وتـتعـب الأغـنام ومتى تعـطـش فـتـروى وتستـريح عـلى مـدار الفـصول والأيام ، وماذا يمكـن أنْ يُـداهـمها وردود فـعـلها في المراعي السهـلة والوديان فـصارت عـنـدهم معـرفة واسعة في حـقـل عـملهم في كـل مكان .

ومن بـين ما نـقـلوه إلـينا أن الـذئب من أعـداء الخِـراف يحـوم حـول الـقـطيع ويتسـلل بصمت إلى داخـله فـيستـغـل زحـمته ويـبـدأ بخـنق ما يستـطيع منها دونما حاجـته إليها ، إلى أن تحاول شاة قـريـبة من مخارج الـقـطيع للهـرب بأي إتجاه كان ! فـيهـرب بها تاركاً ضحاياه المخـنوقة خـلفه بخـبثٍ دون أن يكـتـرث لها حـيث تكـفـية فـريسته الواحـدة فـتـشبعه لـعـدة أيام . وقـد قـرأتُ قـصصاً وأشعاراً عـديـدة أبطالها ذئاب وضحاياها شـياه أو غـيرها ، ومنها :

(1)- قال الشاعـر في الـذئـب : إذا كان الطباعُ طبـاعَ سـوءٍ ...... فلا أدبٌ يفـيد ولا أديـبُ

(2)- قال الذئب للشاة : ثـقي بي فسوف أقـودكِ الى مرتع خـصب ، فـقالت له : إني أرى بعـيني عـظام زميلاتي ،
       فـقال الذئب : لم آكلها أنا ..... وإنما ( أكلها ذئبٌ آخـرٌ غـيري ) !! .

(3)- قال أحد الثعالب : أيها الذئب عـلمْـني كـيـف أعـيش فى هـذه الحـياة ..! قال الذئب : إذهـب وإقـفـز من تللك التله !!

       قال الثعـلب : لكــن سوف تـنكسر قـدمي ! فـقال ، لا تقلق سأمسك بك .. وعـندما قـفـز الثعـلب لم يساعـده الذئب ...

       فـقال الثعـلب : لماذا لم تمسك بي !؟ قال الذئب : هـــذا أول درس ( لا تـثق بـأحـد ) .

الـيوم ، نرى أناساً من فـصيلة الـذئاب مخـفـية الجـلـد يأتـون بفـروة الخـراف مدفـوعة الأجـر ، يمكـرون بنا بطـرق مدبَّـرة الأمر ، يـزوِّرون كـل شيء أمامـنا تحـت الشمس أو ضوء الـبـدر ، يكـذبون كي يمـرِّروا بضاعـتهم المنـفـوخة للتمـويه في وضح الـنهار عـلى شعـبنا الحـر ، فـيـنخـدع مَن يستـطـعـم الـطـُّـعـمَ فـيلج في المصيـدة ، لكـنها مفـخخات هـدّامة لـشعـبنا حـتى مطـلع الفـجـر .

الـبعـض يرسم خارطة الطريق ــ مرسـومة له أصلاً ــ وهـو نـفـسه تائه لا يـدري أين سيـصـل ، يرى أمامه معـلبات دسمة مرتبة عـلى مسار مجهـول الوجهة ، وكـلما جاع يقـف عـنـد إحـداها ويلـتـقـطها فـيُـشبع رمقه وينـتـظر حـتى يجـوع ثانية فـيقـفـز ليـلـتهم أخـرى وينـتـقـل خـطـوة بإتجاهها ... وبكـل سـذاجة يـدعـو شعـبنا إلى المشاركة فـيها ، متـصوِّراً أن كـل الـناس ( زواج ) مثـله ، يخاطـبنا بلهـجة الـﭼايخانة ولكـنه في نـظر عـينيه يكـتب بلاغة ، ولا يسعـنا إلاّ أن نـنـبِّـه عـنه ونـقـول : ديروا بالكم إن الـباطـل كان زهـوقا ! أما إذا تسألـونـنا منـذ متى ؟ فـنجـيـب باللهـجة الألقـوشية (( مِن موثانا قـمايا = منذ المَمات الأول )) واللبـيب تكـفـيه الإشارة .

223
واجـب كـنيستـنا في توجـيه شعـبنا الكـلـداني خارج العـراق

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 28 تموز 2013

إنَّ العالم الغـربي المعاصر سـبق بقـية الـدول وخاصة الشرقـية منها في مجالات إجـتماعـية كالـديمقـراطـية والحـقـوق الشخـصية ومعالجة الفـوارق بـين الرجـل والمرأة والحـرية وإمتـداداتها بالإضافة إلى الحـقـول العـلمية والتـكـنولـوجـية ، وهـذا يلاحـظه أبناء شعـبنا الـذين هاجـروا وإستـقـروا في هـذه الـبلـدان وصاروا يـدركـون مـدى الـتباين في تركـيـبة وقـوانين المجـتمع الجـديـد الـذي إنـتـقلوا إليه ، وتغـيراته المفاجـئة والحادة ومستـلزمات حـياته الـيومية ، مقارنة مع مجـتمعـنا داخـل العـراق .
 
في هـذا المقال لسـنا في موقع المعارضة للسـلطة ونحـترم حـرية الفـرد في إخـتياراته التي تـصونها القـوانين ، ولكـن ذلك لا يعـني أن نـنجـرف وراء كـل جـديـد ، ولا أن نـنحـرف بإتجاه يعاكـس مبادئـنا الـتي لا تـقـبل المساومة ،  بل بالعـكس نـستـخـدم الحـرية التي وفـرتها لـنا أنـظمة الحـكـم هـذه بما لا يتعارض مع القـوانين الأساسية للـدولة في إخـتيار القـبول أو الرفـض ، وفي ذات الوقـت محافـظين عـلى قـيمنا دون السماح للمنافـع الشخـصية أن تسبِّـب خـللاً في هـذه المعادلة المتـوازنة .

إن هـذه الحـرية أتاحـتْ للـناس إمكانية إبتـكار أفـكار غـريـبة وممارسة أعـمال شاذة بعـيـدة عـن تـقالـيـدنا كـشعـب شـرقي وتـتعارض مع مبادىء إيمانـنا السامية ، حـيث نرى ظـواهـر مرفـوضة بمقايـيسنا الأخلاقـية الموروثة عـن آجـدادنا أو التي يـدعـو إليها دينـنا ونـنادي بها من عـلى منبر كـنيستـنا للإلـتـزام بها ونـشـرها .

وقـبل أنْ أضع الـنـقاط عـلى الحـروف أدرج مثالاً إفـتـراضياً بسيطاً وأقـول لو أن هـناك ثـلة من الشباب تجـوب الشوارع مستـغـلة الحـرية وتـصرخ بأصوات عالية مـثيرة الفـوضى والإزعاج بـين الناس ولا يمكـنـنا منعـها من ممارستـها لحـريتها ، فـما العـمل ؟ عـلينا بأولادنا عـلى الأقـل ، نوجِّـههم لـتجَـنـب مثل هـذا السـلوك المنافي للكـياسة والـذوق العام حـفاظاً عـلى إسـتـقامة سـلوكـهم ودماثة أخلاقـهم ، ومن جانب ثاني عـلينا أن لا نؤيـد بلسانـنا مَن يدعـم تلك الأعـمال المرفـوضة ، ولا نشجع بأقلامنا مَن يغـض الطـرف عـنها من المسؤولـين أثـناء حـملاتهم الإنـتخابـية .

ولـنأتِ إلى جانب الكـنيسة ، فإن قـول الرب يسوع : ( أنت الصخـرة وعـلى هـذه الصخـرة أبني كـنيستي وأبواب الجحـيم لن تـقـوى عـليها ) ... هي مسؤولية ملـقاة عـلى عاتق مار ﭘـطرس رئيس التلامـيـذ إستـناداً إلى إيمانه الـذي لم يتردد في قـبوله الإستـشهاد في سـبـيله ، وكـل كاهـن في كـنيستـنا هـو الرسـول ﭘـطرس بعـينه يستعـد لحـمل الصلـيـب عـلى ظهـره ، ومَن لا يستـطـيع .... ليس أهلاً لـتحَـمّل مسؤوليته .
الـيوم تـتـفـشى في هـذا العالم ظواهـر وسـلوكـيات يقـشـعـرّ لها الـبـدن وتـشـمئـز منها الـنـفـوس أشبه ما تكـون بأمراض مُعـدية ، تـقـودها قـوى عالمية هـدّامة غـير منـظـورة تؤدي في نهاية المطاف إلى تمزّق الـقـيم الإنسانية وتـفـتـيتْ المجـتمع وضياع الأجـيال ..... ومن بـين هـذه السـلوكـيات الزائغة ( المَـثـلية ــ زواج المَثـليّـين !!! ) والتي أعـلـنـتْ كـنيستـنا الكاثـولـيكـية رأيها القاطع فـيها والرافـض لها لكـونها ضد الطـبـيعة والمنـطق ومنافـية لكـرامة الإنسان المكـلف بالحـفاظ عـلى الجـنس الـبـشري ، إضافة إلى أنها ضـد إرادة الله ، فـما هـو المطـلوب من كـنيستـنا الكاثـولـيكـية الكـلـدانية !!! ونحـن أعـضاء فـيها ؟

1- أنْ تـنـظـِّـم محاضرات دورية موجَّـهة ومركـزة لكِلا الجـنسَـين ( وبأساليـب تربـوية وذكـية مدعـومة بوسائل الإيضاح ! ) حـول هـذا الموضوع مستـغـلة يوم التعـليم المسيحي ــ السبت أو أية أمسية ــ مبتـدئة بأطـفال ما قـبل المرحـلة الإبتـداية ، وتلامـيـذ المرحـلة الإبتـدائية وكـذلك المراهـقـين ، ومن المؤكـد لسنا خائـفـين كـثيراً عـلى شـبابنا الناضج . إنَّ محاضرات كـهـذه يلقـيها أناس داركـون ذوو خـبرة تربـوية وليس أولـئك الأميّـون الـذين نراهم في الواجـهات !!!!! .

2- يمكـن للإكـليروس أن يؤدّوا واجـبهم الـتربـوي في تـوجـيه أبناء الرعـية في كـرازاتهم ونـدواتهم نحـو الإتجاه الصحـيح ، ويؤكـدوا عـلى الأسس الأخلاقـية التي نستـنـد عـليها ، وأنْ يـرفـضوا دعـمهم لأي مرشح في الإنـتخابات بكل مراحـلها ومستـوياتها ( دون ذكـر إسمه ! ) وتجـنب نشر أي لـقاء معه دعاية له إذا تضمَّـنـتْ حـملته الإنـتخابـية تأيـيـد ومسانـدة المثـلـيّـين ، غـير مكـتـرث للقـيم المسيحـية وضارباً إيّاها عـرض الحائـط ، بُـغـية كـسب بضعة أصوات إنـتخابـية إضافـية لمصلحـته الشخـصية .  

وقـد يقـول قائل : ما علاقة الكـنيسة بهـكـذا موضوع ؟ الجـواب : إن الكـنيسة هي راعي لـقـطيع المسيح ، وليس هـناك حاجة للإسترسال بالكلام في هـذه الـقـضية إلاّ لمَن لا يفـقهها ، ومع ذلك نقـول : إنَّ الناس وبصورة عـمياوية وأكـثرهم بُـسـطاء ، يسمعـون خـطاب رجـل الـدين ويـتـشـبَّـثون بأقـواله معـتمـدين عـلى الثـقة به ، ومن هـذا المنـطـلق فإن كـل رجـل دين مدعـوٌ إلى متابعة كلام مار ﭘـولس :

(( فَانْظُـرُوا كَـيْفَ تَسْلُكُـونَ بِالتَّـدْقِـيقِ ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْـتَـدِينَ الْوَقْـتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ . مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لاَ تَكُـونُوا أَغْـبـِيَاءَ بَلْ فَاهِـمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبّ )) .

وقـد يقـول آخـر : أليس لـهـذه المحاضرات مردود أخلاقي سـلبي عـلى الأطـفال !! فـنـقـول لهم : أنتـم نائمون وأرجـلكم تحـت الشمس ولا تعـرفـون أن تـوجـيهاً هـدّاماً بهـذا الإتجاه يتـلقاه أطـفالكم خارج المنـزل ( !!! وفي مرحـلة الطـفـولة دون عـلمكـم ) وبطرق شيطانية تـزرع بـذور هـذه الإنحـرافات في أذهانهم بغـيابكم ! فـتـكـبر مع كـبرهم ويصبحـون مؤهـلين لـتـقـبُّـلها في المستـقـبل فـيتهـرّأ الـبنيان من أساساته دون أن تـدرون ، وبإهـمالـنا نكـون قـد ساهـمنا جـميعـنا في نـشر هـذه السموم المنافـية لقـيمنا والتي ستخـرب كـل ما نبنيه لأولادنا في البـيت وفي التعـليم المسيحي .  

ورغـم أن المشاركة في الإنـتخابات الأسترالية هي إلـزامية ( لا أدري في الـدول الأخـرى ) ولكـن يجـب ممارستها بتحَـسُّـب وإنـتباه وبكامل حـريتـنا القانـونية ! وحـين نـنـتخـب لا نـكـون كالسُـكارى ، ولا نـطـبقـها كـعـملية ميكانيكـية إعـجاباً بتسريحة المرشح أو عـيونه الزرقاء أو طوله وعـرضه ، ولا إكـراماً لزيارة قام بها المرشح الفـلاني إلى دارنا أو مؤسـستـنا ، ولا وفاءاً لتسهـيله حـصولـنا عـلى إجازة بناء أو قـرض من المصرف أو منحة مالية من جهة معـينة ، أو أي إمتياز آخـر !! بل نـنـظـر إلى ستراتيجـيته وأفـكاره المستـقـبلية وتأثيرها عـلى أخلاق أولادنا ومدى هـمته للحـفاظ عـلى نوعـية مبادئـنا وما سـيؤول إليه الجـنس البشري ، وإحـتـرامه لخـصائص الإنسان الأساسية ، وإلتـزامه بقـيمنا العائـلية والـدينية ، إن المرشح للإنـتخابات بحاجة فـعـلية إلى أصواتـنا فـعـليه أن يلبي طلـباتـنا ، وإلاّ كـيف يريـد أن يربح أصواتـنا وفي ذات الـوقـت يعـمل عـلى هـدم بُـنيانـنا ؟؟ الرسـول ﭘـولس يقـول لـنا : إفـحـصوا الأرواح ...................... .

وخـتاماً نقـول : إذا كان للإكـلـيروس علاقات شخـصية فـردية ودّية مع أي كان من الناس ! فـذلك شأن شخـصي ولـيس للجالية أي تـدَخـل فـيه بشرط أن لا تـتـداخـل أو تـؤثـر عـلى المستـقـبل الروحي والإنساني لأبناء الكـنيسة عاجلاً أم آجلاً . أما عـملية بناء الإيمان في قـلوب الناس وتـقـديسهم وخلاص نـفـوس الأجـيال وبالأخـص أطفالـنا وشبابنا ، أقـول إن هـذا الـبناء ليس شـاناً شخـصياً لرجـل الـدين وحـده أياً كانـت رتبته ، بل هـو مسؤولـية جـماعـية للإكـليروس والعـلمانيّـين القادرين الكـفـوئين من أبناء الرعـية مسترشـدين بمبادىء الإنجـيل دستـورنا .
 
نعـيـد الـقـول إن لرجـل الـدين تأثيراً أكـثر من العـلماني عـلى ــ شعـبنا الـبسيط ــ بكافة مستـوياته الـثـقافـية ، لـذا كان لـزاماً عـلى كـليهـما الحـرص والسهـر عـلى مستـقـبل أبناء الكـنيسة وتحَـمُّـلهما هـذه المسؤولية اليوم وغـداً ، ولكـن حـذاري حـذاري من أولـئـك الـذين تهمهم مصالحهم الـيومية الآنية والأنانية ويقـولون : ( منـو أبـو باﭼـر ، دَ أنـعـل أبـو الـباﭼـر !! ) .
[/b][/size]

224
بعـض أسباب الإخـفاقات العـلمية الحالية في ألـقـوش

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
أنا أتـكـلم عـن بـلـدتي ألقـوش ، كانت الحـياة في الماضي قـليلة الحاجات ومُـتـعِـبة العـضلات ناهـيك عـن بساطة الهـنـدام متمثـلة عـلى الأغـلب بالعامل والفلاح الـذي كان رزقه موسمياً غـير ثابت . أما الموظـف فـكان له مورد دائم مع راحة الجـسم وأناقة المظهـر بالإضافة إلى إكـتسابه بعـض العـلم والـثـقافة ولهـذه الأسباب فـقـد كانت له مكانة بارزة مشجـعة مقارنة مع غـيره ولـذلك فإن أغـلب الفـتيات الجـميلات قـد تـزوّجـوهـن الموظـفـون . وكـنـتيجة لتلك الحالة كان الطالب يجـتهـد كي يـحـصل عـلى ثـقافة ووظـيفة وراتب جاري ويتـزوج ويشق طريقه في الحـياة .
من جانب آخـر وحـسب عـلمي كان خـريج الإعـدادية معـفـياً من الخـدمة العـسكـرية إلى سنة 1968 ، وعـنـدها سُـنَّ قانون الخـدمة العـسكـرية الإلـزامية لكـل واحـد عـراقي مهما حـصل عـلى مؤهلات عـلمية ، ولكـن كان هـناك تـفاوت في مدة الخـدمة لصالح المؤهلات الأعـلى ... تـتـدرّج من الـذي لم يُـكـمل المرحـلة الإعـدادية ، بكـلوريا الإعـدادية ، دبـلوم ، بكـلوريوس الكـلية وما بعـدها ...أما الـيوم فإن الخـدمة العـسكـرية الإلـزامية ألغـيَـتْ ونـتـيجة لـذلك لم يعُـد أمام الطالب دافـعاً يتحـسَّـب له لتجـنب هـذه الخـدمة الوطـنية التي كان الجـنـدي يتـضايق منها لصعـوبة تحَـمّل نـظامها القاسي ، فلا يرى أن هـناك داعـياً يُـجـهـد نـفـسه في الـدراسة ، فالخـدمة العـسكـرية ليست تلاحـقه .
العـوامل الأخـرى التي تـلهي طالب اليوم لم تكـن متوفـرة ولم تكـن هـناك قـفـزات مفاجـئة في الموارد الإقـتـصادية ولا التـفـكـير بالهجـرة ، أما اليوم فإن التلفـزيون والموبايل والإنـتـرنيت ، وطرق الكـسب السريع شرعـية كانت أم غـير شـرعـية ، لا تـتـطـلب ثـقافة وعـلم بل عـنـفـوان ومجازفة ، بالإضافة إلى حـملة الهجـرة والبحـث عـن حـياة أفـضل ، والهـروب من أخـبار أعـمال العـنـف السائـدة في العـراق بصورة عامة ، كـل هـذه العـوامل جعـلتْ الطالب لا يكـتـرث كـثيراً بالتحـصيل العـلمي فـيرى نـفـسه ليس بحاجة إلى بـذل الجـهـد بهـذا الإتجاه ، فـيـبحـث عـن إتجاهات أخـرى في الحـياة .
وهـناك مَن يتـصور أن الوالـدَين والأهـل لهم تأثيرهم عـلى دفع الطالب إلى الإجـتهاد العـلمي ، وكـذلك الـتـدريس الخـصوصي ..... ومهـما كان مقـدار ذلك التأثير إلاّ أنـني لستُ مؤيـداً لهـذه الـنـظرية لأنه عـنـدنا نماذج من طلاب الماضي كان أولـياء أمورهم أميّـين وبـسطاء معـرفـياً ولكـنهم أنجـبوا طلاباً تخـرجـوا بـدرجات عالية ، وأزيـد قـولاً ، أنه كان هـناك آباء مثـقـفـون ولكـن أبناءهم لم يحـصلوا عـلى معـدلات عالية في الإمتحانات العامة  .... وذات الشيء أقـول في مسألة الـتـدريس الخـصوصي .
وقـد يمكـنـنا إضافة عامل آخـر وهـو أنه في الماضي كانت هـناك قـوة سياسية واحـدة واضحة مع قـوة أخـرى أقل بروزاً إلى جانب المؤسسة الكـنـسية الروحـية مما يجـعـل تـوجُّه الطالب محـدوداً في ميله إلى هـذا الجانب أو الجانب الثاني لا غـير ، فـلم يتبعـثر تـفـكـيره كـثيراً ، ولكـن الـيوم يوجـد في ألقـوش قـوى سياسية وجـمعـيات إجـتـماعـية وإتحادات كـثيرة العـدد مما تجـعـل تـفـكـير الطالب أكـثر بعـثرة من ذي قـبل ناهـيك عـن أن الإستـقلالية قـد تبـدو الـيوم أصعـب من قـبل .
فـما الحـل ؟ الحـل في رأيي هـو أن يتـفـرغ الطالب لـدراسته الإعـدادية عـلى الأقـل لحـين تخـرجه مبتـعـداً عـن التجاذبات السياسية ، والوسائل التـكـنولوجـية والإلكـتـرونية إلاّ بقـدر حاجـته إليها . ولا نـلقي اللوم كـله عـلى الطالب فـقـد كان معي أساتـذة في بغـداد في السبعـينات والثـمانينات يقـولوها صراحة بـيني وبـينهم ــ إحـنا نـدَرِّس عـلى قـدر فـلوسـنا !! فـكـنتُ أقـول لهم : أنـتم متـذمـرون من السـلطة ولكـن ما ذنب الطالب ؟ وعـليه فـقـد تـفـيـد دورات الـتـقـوية منـذ بـداية السنة بمعـدل درس واحـد في الأسبوع لكـل مادة للطلاب الضعـفاء ، فـنـقـول عـسى ولعـل سينـدفع الطالب أكـثر إلى الإجـتهاد . ونأمل خـيراً لـطلابنا في السنـوات المقـبلة .



225
تعـقـيبٌ عـلى مقال الأخ زيـد تعـقـيـباً عـلى نـداء غـبطة الـﭘطريرك

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ تموز 2013

كـتب الأخ زيـد مقالاً بـدأه بالعـبارة الأولى الـتي كـتبها غـبطة الـﭘاطريرك مار لـويس روفائيل الأول ساكـو في نـدائه للكـهـنة (( لـقـد طـفح الكـيل ..... )) ورغـم أن هـذه العـبارة إنـفـعالية أنْ تأتي في مطلع المقال ، إلاّ أنَّ الحـقـيقة هي أن الكـيل طافح منـذ زمن ليس بالقـصير بل ولكي أكـون دقـيقاً بعـض الشيء أقـول منـذ عـهـد ــ ما بعـد شـيخـو ــ ولكي أكـون منـصفاً أكـثر فـقـد كان هـناك في ذلك الزمن مَن لم يكـن راضياً عـن شـيخـو أيضاً ! ليس إلاّ لكـونه ملـتـزماً كـلاسيكـياً أصيلاً ، وأعـتـقـد أن هـذه الكـلمات الثلاث تكـفي للـتعـبـير عـمّا أريـد قـوله .

وقـبل أيام كـتب الأخ د. صباح قـيا من كـنـدا مقالاً بعـنـوان ــ رسالتي الأولى الى راعي الكنيسة الكلدانية ــ يتساءل فـيه لماذا لا تحـذو كـنيستـنا الكـلـدانية حـذوَ الكـنائس اللاتينية في الـنـظـر إلى الرعـية ( كـمحـور ) ؟ وفي مقال سابق لي أستـفـسَرتُ فـيه من سادتـنا المطارنة الكـلـدان : هـل أن الكـنيسة هي أنـتم الإكـليروس كـهـنة الهـيكـل أم نحـن المؤمنون العـلمانيّـون الرعـية ؟ فـتجـنـبوا الإجابة إبتعاداً عـن الأخـذ والرد .

ومع مقال زيـد ، يتساءل مَن عـسى أنْ تكـون الكـنيسة في قـول المسيح حـين يقـول : لـن تـقـوى عـليها أبواب الجـحـيم ..... هـل هي نحـن العـلمانيّـون أم جـدرانها ؟ ولكـني أقـول لـزيـد : عـن أية جـدران تـتـكـلم ! ألم يقـل المسيح أن بإمكانه أن يهـدم الهـيكـل ويعـيد بناءه خلال ثلاثة أيام ؟ فـهـل للجـدران أهـمية في نـظـر المسيح ؟ ثم لـنذهـب أعـمقاً بعـض الشيء ، المقـصود بالهـيكـل ـ الجـسـد ـ فـسيّان ، أليس الجـسـد ضعـيفاً وفانياً وقـد يُـحـرق ، ولكـن هـناك روح الإنسان الـذي يحـمل الإيمان ، وهـو الـذي يـبقى حـياً ، فالكـنيسة حـية بإيمان الرعـية لا بجـدرانها .

لا نستـغـرب أن الإكـليروس عَـبر ألفـين من السنين كانـوا ولا يزالـون نماذج لـتلامـيـذ المسيح ، فـمنهم مَن ينـكـر وآخـر يشـك وثالث يخـون وبعـضهم يـبحـث عـن منصب من جهة اليمين أو اليسار وآخـرون يحـضرون بـين الـناس كـعـدد مضاف فـقـط ، وللإنـصاف نرى الـبعـض والـذين مع كـل الأسف يُـنـظــَـر إليهم كـمنـبوذين !! أقـول عـن هـؤلاء الـبعـض فـيهم روح الـتـقـوى وهـم جـنود مجهـولون من النوع الـذي قال عـنهم الرب يـدخـلون إلى مخـدعـهم ويقـفـلون الباب ويصلون ولا ينـتـظـرون أجـراً من الـناس .

في مواقـف كـثيرة أكـد المسيح عـلى الرعـية : دعـوا الأطـفال يأتون إلي ، الخـروف الضائع ، العـدوّ الزارع ليلاً ، تلمـذوا جـميع الأمم .... إنـنا بهـذا الكلام لسـنا نـلغي دَور القادة أو الرعاة ولكـنـنا نؤكـد عـلى نـداء الـﭘاطريرك فـنـنـتـقـد رجال الـدين الـذين يجـعـلون من أنـفـسهم هم المحـور والـناس تـدور حـولهم ، في حـين أتى المسيح ليخـلص العالم .

نحـن العـلمانيون نـتابع ونهـتم بما يقـوله ﭘاﭘا الـﭬاتيكان والـﭘاطريرك أكـثر من إهـتمام كـثير من رجال الـدين الـذين بعـضاً منهم يسمع ولا يقـتـنع وآخـرون ( يـثـولـوها ) لأنهم يرَون في أنـفـسهم أباطرة في كـنائسهم .

لـنرى هـذه الأمثـلة :
قـبل أكـثر من 15 سـنة زار رجـل وإمرأته كاهـناً في دولة ما ، فأراد أن يتـفاخـر أمامهما بـداره الشخـصية مُـلك صِرف والتي لا يقـبل أن يقـترب منها إلاّ القـليلين ، فـصار يُـريهم غـرف الـدار وملحـقاتها ومن بـينها حـمّامه الـغـريب حـيث فـتحات التيارات المائية المتـدفـقة بقـوة شـديـدة من جـدرانه والتي تعـمل بمثابة دلك طـبـيعي للجـسم حـين يقـف أمامها أثـناء الإستحـمام ، فـسألتْ المرأة الكاهـنَ : لمَ هـذا الـبـذخ يا أبونا وأنت رجـل الله ؟ فأجاب : ولماذا الـﭘاﭘا عـنده مثل هـذا الحـمام ؟؟
فـماذا يقـول ذلك الكاهـن عـن ﭘاﭘا الـﭬاتيكان الحالي الـذي يرضى بسيارة بسيطة للتـنـقـل ؟ هـل سـيـبـيع سـيارته الفـخـمة إقـتـداءاً بالـﭘاﭘا ؟ إن رجـل الـدين ــ إنْ أراد له قـدوة ــ كي يتـشـبَّه بها ، لا يتخـذ من المطران الفلاني أو الـﭘاطريرك أو الـﭘاﭘا أو الكاهـن في الكـنيسة الأخـرى قـدوة له ، لماذا ؟ لأن جـميعهم ( إنْ أرادوا ) لهم قـدوة واحـد وهـو المسيح ، فـلماذا التـشبث بآخـرين ؟

وهـكـذا قـبل أكـثر من عـشر سنين سُـئِـل شخـص هـل تـدفع إشتراكات للكـنيسة ؟ قال : حـين أمتـلك سـيارة كـتـلك التي عـنـد كاهـن كـنيستـنا عـنـدئـذٍ سـيكـون بإمكاني أن أشـترك .... فـقالوا له : لا تـقـل ذلك لأن هـذا الكاهـن ليس هـو الـوحـيـد الـذي يمتلك مثـلها . طيـب نحـن الـيوم نـقـول لأولئك الـذين إنـتـقـدوا رأي الشخـص ونـقـولها للـكاهـن نـفـسه : ما هـو رأيكم بالـﭘاﭘا الحالي المتـواضع جـداً ونـدائه لرجال الـدين أن لا يمتـلكـوا سـيارات فارهة ؟


يقـول الأخ زيـد أن الكـنائس الأخـرة تجـذب البعـض إليها بـواسطة (( الإهـتمام ، إبتسامة طيـبة ، السؤال الدائم ، إستـفـقادهم متى غابوا، تشجـيعهم عـلى إبداء رأيهم ، إعـطائهم الثقة بإيمانهم ، التحـدّث معهم بشكل دائم عـن الكـتاب المقدس والمسيح والثالوث ، كل تلك الأمور البسيطة يحـتاجها المؤمنون في كـنائسهم )) هـذا كـله صحـيح لأن عـلمانيّـينا هم مؤمنون تـقـلـيديون لا يعـرفـون من الـدين شيئاً سوى القـول بأنـنا مؤمنون ، وهـناك بعـض منهم يتجـنبون الإستـفـسار من كـهـنـتـنا عـن الإيمان واللاهـوت وأمور أخـرى دينية خـوفاً من إتهامهم فـوراً بالإلحاد أو التمرد عـلى الإكـليروس أو معاداة الكـنيسة أو ما شابه ذلك ، في حـين أن الحـقـيقة هي أن الكاهـن ليست لـديه إجابة مقـنعة فـيغـطيها بـذلك الإتهام ، وبكـل إخـتـصار فإن أغـلب الكـهـنة صاروا في نـظر أنـفـسهم موظـفـين لا أكـثر . وأخـيراً فـفي سنة من السنين خـطـب الكاهـن وسط الناس بعـد قـراءة الإنجـيل ، طبعاً نحـن نسمعه وقال : نحـن نكـتـفي بالتسعة والتسعـين خـروفاً ولا نبحـث عـن الخـروف المائة الضائع ، وأضاف : إن ما هـو حلال لكم يكـون حلال لـنا ، وكـل ما هـو حـرام عـلينا هـو حـرام عـليكم . فأي أب روحي هـذا ؟



226
شـكـراً لكل مَريض مُـبتعـِد

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ  تموز 2013

سألـني صديقي أبو الحـق : مَن هـو المريـض ؟
 
قـلتُ بـبـساطة هـو مَن به مرض ! قال وما معـنى ذلك ؟ قـلتُ يعـني كـل مَن إبتلي بوَعـكة ، قال كـيف ؟ قـلتُ هـو مَن أصابه ــ عامل المرض ــ وإنـتـزعَ عـنه عافـيته . قال وضـِّـح أكـثر ، قـلتُ هـو مَن لا يتمتع بصحة جـيـدة ، قال أريـد بـتـفـصيل : قـلـتُ هـو مَن دخـلتْ الجـرثـومة إلى نخاع عـظمه ولا تـزال بـداخـله تلعـب مع كـرياته الحـمراء والـبـيضاء في شـرايـينه وأوردته فـتسمِّـم دواخـله وتشـلّ عـضلاته .

قال : وما أعـراضه ؟ قـلت نحـول في العـقـل ، شحـوب في الـفـكـر ، ضيق في الأفـق ، قـُـصْر في الـنـظـر ، هـبوط في الـقـيَـم ، تـنـَـكــُّـر الخـبز والملح ، تدهـور في السلوك ، وإذا إستـفـحـل به المرض يرفع أنـفه ويصبح من جـماعة أهـل الشجـرة وينسى العِـشرة ،! قال : وهـل للشجـرة أهـل ؟ قـلتُ وما أكـثرهم ! قال : ولكـن هـناك أناساً تبـدو خـدودهم حـمراء ، قامتهم هـيفاء ، بطـونهم ملساء ، هامتهم صلعاء ، عـيونهم ..... إلاّ أنَّ أجـسامهم كالـصحـراء ، وصوتهم جاف كالخـرساء وصورتهم حـمقاء !! أيجـوز هـذا ؟

قـلتُ كل شيء جائـز في هـذا الزمان ، إنّ الأفاعي وإنْ لانـتْ ملامسها ... عـنـد الـتـقـلـّـب في أنيابها العـطـبُ ، ولكـن قـل لي يا أبا الحـق ما الـذي دعاكَ إلى هـذا السؤال وأقـلـقـك ؟ قال رأيتُ كائـنات كـلما تـقـتـرب من بني البشر عـلى جهة يسارهم ، تـزيغ عـيونها نحـو جهة يمينهم فـتـنشغـل بالأشباح في شمالهم وبالأوهام من جـنوبهم ! .

فـسألتُ أبا الحـق : هـل هـي كائـنات حـية أم أصنام ؟ قال أعـتـقـد أنها أحـياءُ ، نعـم أحـياء ! قـلتُ إذا كانـوا من هـذا الصـنـف فـمُرافـقـتهم مُعـدية ، ومصاحـبتهم مؤذية !! فـقال أبو الحـق : الآن فـهـمتُ ، كـنتُ أرى كـل واحـد منهم خـفـيفاً ، يخـتـلَّ توازنه إذا جالسَ شخـصاً نـظـيفاً ، وألاحـظه يتجـنب الوقـوف مع الأطول منه كي لا تـتـقـطع نـوابـض قـبّانه ، وشاهـدتُه عاجـزاً لا يواجه الأقـدر منه كي لا تـزداد نبضات قـلبه ، إن طبـيعـته هـذه تـقـوده إلى تـصرّف الصبـيان مثل رَبعِه ، فـشـبـيه الشيء منـجـذب إليه ! و شـتـّان ما بـين الأجـوف والممتـلىء .

ثم سألـني صديقي : هـل تـُحـسَـب عـليهم زلة ؟ قـلتُ لا يا أخي ، بل تـضاف لهم نعـمة ! إنهم مشكـورون عـلى فـعـلتهم الخـسيسة ، وحـسناً يفـعـلون فلا يُـعـْـدون الآخـرين بأمراض نـفـوسهم الحـبـيسة ، وبهـذا يكـونون بحاجة إلى العـناية المركـزة النـفـيسة ، فلا تهـتم لهم بل راقـبهم من بعـيـد وإستمتع بحـركاتهم الـدسيسة !! إنهم كـجـلـود الـثعالب متـوفـرة في الأسـواق الرخـيصة .

قال أيستحـقـون التـكـريم ؟ قـلتُ حـذاري حـذاري أن تهـملهم ، بل يستحـقـون تـكـريماً وشـفـقة أكـثر من غـيرهم ، لأنهم مرضى يا أبا الحـق ولا يعـرفـون عـلتهم ، حَـيِّـيهم بأحـسن تحـية ، وأكـرِمْهم كل أمسية وصُبحـية ، فـقال : وهـل يمكـن رؤية جـراثيمهم ؟ قـلتُ : يا أبا الحـق ، ألله يخـليك كافي عاد !! كـل هـذا الـذي رأيتَه فـيهم ولستَ تـعـرفهم ؟  إنهم هُـم جـراثيمُ أنـفـسهم .


227
شعارات الـﭘاطـريـرك مار لـويس روفائيل ساكـو الموقـر
[/size]

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 8 تموز 2013

يلاحـظ القارىء أنَّ كـتاباتـنا بـدأتْ تـتغـيَّـر تبعاً للـتغـيّـرات الطارئة والتي لا بـد لـنا من الـتـفاعـل معـها ، فـفـكـرتـنا إزاء موقـف ، تـتغـيّر بتغـير الموقـف ذاته ، وهـذا هـو القانـون الطبـيعي الأول للعالم نيوتن يعـرفه أهـل الـفـيزياء .
 
في مقال سابق نـوّهـتُ عـن أني سأتـطرق إلى هـذه الشعارات لاحـقاً ، فـمنـذ أن إعـتلى غـبـطة الـﭘاطـريـرك مار لـويس روفائيل الأول ساكـو سـدة ( ﭘاطـريـركـية بابل عـلى الكـلـدان ) أطـلق شعاراته الثلاثة ــ الأصالة ، الـتجـدّد ، الـوحـدة ــ لـيعـلن ستـراتيجـيته وبرنامج عـمله للشعـب الكـلـداني في العالم ولغـيره من أبناء كـنيسة المشرق العـريقة بل وحـتى الكـنائس الأخـرى ذات الجـذور الشرقـية طـموحاً إلى الـوحـدة الشاملة التي يريـدها منا المسيح .
 
الـوحـدة :

إن فـلسفة غـبطـته بشأن الوحـدة تـتخـذ طابع الشمولـية المشرقـية زمانياً وجـغـرافـياً وبشرياً محـمِّلاً الجـميع مسؤوليتها مبـيناً أنّ مستـقـبـل وجـودنا يكـمن فـيها بل ويذهـب أبعـد من ذلك حـين يقـول : رسالتُها في كـينونتها هي لكـل الشعـوب واللغات .

ولم نأتِ بجـديـد حـين قـلـنا أن المسيح أسس كـنيسة واحـدة ، والرسل إنـتـشروا وبشَّـروا وأسـسـوا الكـنائس في بقاع العالم ، والرب أرادها جـميعـها بقـيادة المحـبة الواحـدة ــ مار ﭘـطـرس زعـيم الرسـل ــ ولكـن ميول الـنـفـس البشرية إلى حـب الزعامة أدّت إلى نشوء كـنائس عـديـدة بقـيادات مخـتـلفة تحـت حجج وذرائع كـثيرة ، منها تباين في وجهات الـنـظـر إزاء مسائل إيمانية دون الإلـتـفات إلى رغـبة يسوع في أنْ يكـونوا واحـداً.

إن رسل المسيح لم يـبحـثـوا مصطلحات مثل : طبـيعـتان وأقـنومان وشخـص واحـد ، طبـيعة واحـدة وكـيان واحـد ، أو طبـيعـتان في شخـص واحـد ، وهـذه كـلها تشير في ذهـن أصحابها إلى المسيح الإله الواحـد وليس ثلاثة أو إثـنين ! طـيـب فـكـيف قـسّموه إلى طـبائع وأشخاص وكـيانات عـديـدة ؟ فـلو كانت الـنيات صافـية ما كان يجـب أنْ تــُخـتـلق الإخـتلافات في الـتعابـير والمفاهـيم الفـلسفـية دون أن يكـون لها وجـود ! إن الإنـقـسام هـو عـنـد الإنسان كي يجـد لـنـفـسه سبـباً للإنفـراد والتـقـوقع وبناء كـيان خاص والـذي يقـود في نهاية المطاف إلى الزعامة حـباً بالـسلطة ، ومن الطبـيعي أن يؤدي إلى تكـريس التميُّـز في القـوانين والـطـقـوس والأداء بل وحـتى الـتـقـويم .

ورغـم أن عالم الـيوم منـقـسم إبتـداءاً من أصغـر وحـدة إجـتماعـية إلى أكـثر الشعـوب تعـداداً وعـلى أصعـدة عـديـدة ومقايـيس متباينة ، إلاّ أن هـذا العالم نـفـسه بات يشعـر بحاجة ماسة إلى الإتحاد وإلاّ فإن غـدَه لن يكـون سعـيـداً ، فـصار يخـطـو خـطـواته نحـو الـتـقارب والتآلـف ولم الشمل والتلاحم والشراكة والإنـدماج بخـطـوات قـد تـسرع أكـثر في المستـقـبل ، فـكم بالأحـرى نحـن شعـب الله نبحـث عـن خلاص الـنـفـوس جـماعـياً ، عـلينا أن نشعـر بهـذه المسؤولية قـبل القادة السياسيّـين والإقـتـصاديّـين والإجـتماعـيّـين .... . 

إنّ غـبطـته كـرّر دعـوته بل رغـبته إلى الوحـدة في كـلمته أثـناء الإحـتـفال بعـيـد مار تـوما الرسول وقال : ( بالحـقـيقة هـو عـيد كـنيسة المشرق بكل فـروعها بما فـيها كـنيسة الملبار في الهنـد ، الإحـتـفال بهـذا العـيد يعـيدنا إلى جـذورنا الأولى الممتازة وهـو أيضاً دافع قـوي لوحـدة كـنيسة المشرق ) .

ورغـم أنـنا نراه مخـلصاً في دعـوته الوحـدوية أميناً في محـبته الكـنسية مستعـداً لحـوارات ثـنائية كانت أم ثلاثية ولكـنـنا مع كـل الأسف لسنا نسمع من الأطراف الأخـرى أي صدى أو ردود أفعال أو أصوات رنينية ، وهـذا الموقـف ليس غـريـباً عـلينا أجـمعـين ، فـقـد نوّهـنا عـنه في مقال سابق 27/1/2013 وقـلنا فـيه : ( إذن فـلـتـكـن أو لا تكـون ، ولن يأتي أحـد معـك من هـذا الكـون ، وحـتى تـتأكـد إنـتـظر وسوف أذكـِّـرك يوماً وأنا لك ممنون ) . ومَن يـدري فـقـد نـفاجأ يوماً بصوت صارخ من الضـفة الـثانية يزيل عـنا الـظـنون .

الأصالة :

عـرّف غـبطـته الأصالة : أن يكـون الفرد واقعـياً وصادقاً مع نفسه ومع الآخـرين وألّا يخشى قـول ما في باله ويتمكّن من التعـبـير عن آرائه حـتى ولو لم تـتماشَ مع آراء الآخـر ! . لا شك إنه تعـبـير منـطقي ، فالأصالة لا تعـرف اللف والـدوران ، ولا المحاباة والخـذلان ، ولا التـملق أمام أصحاب الشأن ، بل قـول الحـق أينما كان ، هـذا من ناحـية جـوهـر الإنسان . أما الوجه الآخـر للأصالة هـي الينابـيع الأولى التي نـضحـت منها المياه فـصارت أنهاراً وسقـتْ مساحات شاسعة فأينعـتْ وأثـمرتْ ، هي جهـود الآباء والأجـداد الأوائل والتي صارت لـنا إرثاً غـزيراً نستـلهم منه الحـكـمة والقـوة التي يتـزيّن بها حاضرنا بعـصرية تـمتـد إلى المستـقـبل . فالأصالة كـنز ثمين حـتى إذا أحـيط بمياه وإرتـفع منـسوبها فأصبح جـزراً في وسـطـها ، إلاّ أنها تبقى ملجأً لكـل مـضطـر أو غـريق أو فاقـد طريقه في بحـر حـداثة هـذا العـصر .

الـتـجـدُّد :

إن الطـبـيعة حـولـنا متحـركة متجـدّدة فـهي في تغـيّـر مستمر ونحـن الـذين نسكـنها لا نبقى مكـتوفي الأيـدى أمامها فلا بـد من مجاراتها بما يخـدم الإنسان في حـياته وإيمانه وصَلاته وطـقـوسه وموسيقاه مثـلما نلاحـظ تغـيّـره في ملـبسه ومأكـله ومشربه ، فـينـبـذ الروتينية والملل ويـبعـث الحـيوية والأمل ، وبلا شك عـلينا الحـذر فلا نجـعـله سبـباً في ظهـور الخـلل فـيُـفـقِـد الفـخـر والجـلل ، وبالمناسبة فأنا ليست لـدي فـيها ناقة ولا جـمل ، ولستُ أنـتـظـر كـلمة عـفـرم من أحـد سـوى الرغـبة في الـبناء والعـمل . 

وفي 6 شباط 2013 أشار غـبطـته إلى دَور العـلمانيّـين في الكـنيسة وإزالة الحـواجـز بـينهم والإكـليروس ، ليكـونوا شـركاء في الإستـشارات الرعـوية والأبرشية . وهـنا نـقـتـرح عـلى الكـنيسة أن تـنشر قانـون كـنيستـنا الشرقـية وتــُـفـسِّـر بنـوده بصورة منـفـتحة أمام الكـل كي يعـرف العـلماني مدى مشاركـته فـيكـون فعالاً في واجـباته ، ويعـرف حـدود عـمله كي لا يتجاوز صلاحـياته ، شجاعاً في قـول الحـقائق ! فـيكـتب ملخـصاً عـن أعـمال كـل شهـر أو موسم من إقـتـراحات ومعـوقات وتـقاعـسات جـنباً إلى جـنب الإيجابـيات والمشاكـل الطارئة لـيكـون جاهـزاً متى يتـطـلـب الموقـف لمعالجـتها .     

 وبهـذه المناسبة لا بـد من الإشارة إلى بعـض من أقـوال غـبطـته في 3 تموز :

1- ( إنـني لن أحـيد عن نهج الـﭘاﭘا فـرنسيس وهو نهج المسيح في تـنـقـية الكـنيسة وضبط الأمور ومتابعـتها أنا ومعاونيّ عـن كـثب ) وكأنه يقـول لـقـد دقـتْ ساعة العـمل ! .

2- ( إن كـرامة الكاهن وإحـترامهُ لا تمنحـهما لهُ درجـتهُ الكـهنوتية آلياًّ ، إنما الكـرامة  تـنبع من الداخل ) وهـو شـبـيه بقـول سـقـراط : إعـرف نـفسك ... وأصلح ذاتك .

3- وفي 6 تموز قال : ( إنـنا نـدعـو جـميع  الكهـنة  إلى قـراءة تأملية  دقـيقة للرسالة الأخـيرة التي وجهناها إليهم . سوف نعـمل كل جهـدنا لـنهضة كـنيستـنا الكـلدانية روحـياً وثـقافـياً وإدارياً ومالياً متعاونين مع كل  ذوي الإرادة الطيـبة من إكـليروس ومؤمنين ) . نحـن نرى غـبطـته الـيوم وكأنه في عـقـولـنا ، يفـكـر بأدمغـتـنا وينـطـق بـلـسانـنا ، فـقـراراته اللاحـقة يسبقـنا فـيها ويعالج ما كـنا نشـكـو منه ونـطمح إليه ، وأكـيـد البـقـية تأتي مثـلما جاء في أحـد مقالاتي ( هـوايَ عُـﮔــُـل راح تـوﮔــَع ) إنها حـملة تجـدّد فعلاً . [/b]

228
إلى الأخ د. نـوري منـصور رئيس المؤتمر القـومي الكـلـداني العالمي المحـتـرم / مشيـﮔان
ــ فاض الكـيل وزبـدَ الخـيل ــ

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

   ونحـن في غـمرة فـرحـتـنا معـكم وكافة المؤتمرين وبعـد أنْ أنجـزنا وحـقـقـنا أغـلب أهـدافـنا وهـذا فـخـر لجـميعـنا ، أقـول ونحـن في خـضم الـغـبطة هـذه ، طلع عـلينا بعـد تلك الأيام عابر سـبـيل كان دخـيلاً عـلى المؤتمر ، كـتب مقالاً وأورد إسمي فـيه بالسـوء ، وفي الحـقـيقة لأجـل عـيونكم والـقـراء فإنَّ ألف عـين تـكـرم ، ولكي لا أنغـِّـص نشـوتـنا ، أجـلت الردّ عـليه حـتى الآن .

إن المدعـو سمير إسـطـيفـو شـبلاّ كان قـد حـضر مؤتمرنا الكـلـداني وقـلـنا آمنا بالله ولم نـكـن نعـرف معـدنه المخـفي فـلـنعـطِ فـرصة له ، والحـمد لله لم يكـن في المؤتمر شـبـيهاً آخـراً به . إن هـذا لسـذاجـته كان يتـصوَّر أنـنا في ديترويت بعـيـدون فـنـتـكـلم بالخـفاء وبراحـتـنا ، عـدا أنه لا يفـقه من كـتاباتـنا شيئاً فـراح يهـذي في مخـطوطاته دون وعي ولا مقـياس ويرفع صوته بما لا يسع فـوهة فـمه ، إنّ كلامه الـذي كـتبه لا يستحـق الآن تـذكـيركم به خـوفاً من تلـويث هـذه الصفـحة وإنـتـشار روائح كـلماته الـنـتـنة ، ولكـني ألـفـتُ إنـتـباهَـكم إلى مقال آخـر لاحـق له ، بعـنـوان ــ دراسة في الفكر الوحـدوي للبطريك الجليل ساكـو / لا نريد زواج المتعة لكـنيسة المشرق ــ نشره بتأريخ 31/5/2013 يصف به الكـنيسة ورئيس كـنيستـنا غـبطة ﭘاطريرك لويس روفائيل ساكـو الموقـر بصورة غـير لائـقة ومنشور عـلى هـذا الرابط http://batnaya.net/forum/showthread.php?t=172114 ويقـول فـيه :

(( هـذا جـنون فـكري كـونـنا نطلب منه حـرق المراحل على حساب خـير وحق وأمان شعـبنا ، انها جريمة حـقاً ان حـدث هـذا، أليس من المفروض عـندما نـتكلم عـن الوحدة ان نـتحـرك لوحدتـنا الداخلية ، ونرمم بـيتـنا أولا لكي نستـقبل باق عائـلتـنا بروح الوحدة النظيفة ؟ أم نحـن من اجل زواج وقـتي ينتهي بإنتهاء مهمة سيدنا البطريرك؟ الرب يقويه ويطول بعـمره ، لذا لا نريد زواج المتعة لكـنيسة المشرق بل نريد زواجاً ثابتاً دائما )) إنـتهى .

في الحـقـيقة أنا لم أصدّق ما كـتبه هـذا السمير ! متهماً كـتاباتـنا نحـن الكـلـدان الـذين حـضرنا المؤتمر ونـَـشَـدنا من ورائها التمهـيـد لوحـدتـنا ومطالبتـنا غـبطـته بـبناء دارنا أولاً ، فـيصفها بزواج المتعة الوقـتي لغـبطـته بكل صلافة ، ينـتهي بإنـتهاء مهـمة غـبطـته !!! بل ودون مراعاة الكـياسة يطالب بزواج دائمي لكـنيسة المشرق دون أن يحـدد أطراف الزواج وما يترتب عـليها !! .

فـنقـولها أمام العالم كـله : لـقـد فاض الكـيل وطـفـحـتْ رغـوته العـفـنة حـتى وصل الأمر عـنـده إلى وصف جـهـودنا وروابط كـنائـسـنا بزواج المتعة ، وكما قـلتُ فـنحـن لم نرغـب في أن نـشَـوّه نـَـشْـوة المؤتمر وقـراراتـنا اللاحـقة ولا نـكـدِّر صفـوة فـرحـتـنا بها فأجـلتُ الأمر إلى الآن ، فـيكـفي الإنـتـظار لأنها صادرة من واحـد يعـتـبر نـفـسه كـبـيراً لـضيق أفـق بصره ، وقـد لاحـظـتـموه أثـناء جـلسات المؤتمر كـيف كان يعارض كـل بادرة خـير إبتـداءاً من قـضية سيادة المطران باوي سـورو والتي أثـبتـتْ له الأيام زيغان طروحاته المتهـرّئة ( فـليستـمع إلى مقابلة المطران مار إبراهـيم إبراهـيم المحـترم ) بل وكان يطرح أفـكاراً يهـدف من ورائها زج مؤتمرنا في ما ليس لـنا علاقة به ــ وهـيهات له أن يحـقـق ما في قـلبه ــ وفي جـميعها كان أعـضاء المؤتمر له بالمرصاد مما أزعـجه ولم يحـضر معـظم أمسياتـنا ، ولم يُـكـمل اليوم الأخـير معـنا .

إن المدعـو سمير إسطـيفـو شـبلاّ لم يكـتـفِ بهـذا ، بل وكما يقـول المثل ( قـل لي مَن هـم أصدقاؤك أقـول لك مَن أنـتَ ! ) فـقـد تمنى في مقاله المشار إليه حـضور صديقه المثيل له لـيون برخـو الغـني عـن الـبـيان والمعادي للكاثـوليكـية والكـلـدانية عـلناً وبكـل وضوح ، والـذي أصـدرتْ الـﭘاطريركـية الكـلـدانية تـنبـيهاً رسمياً إليه بتأريخ 22/6/2013  http://www.saint-adday.com/index.php .
أخي العـزيز د. نـوري منـصور الموقـر :

إسمح لي أن أذكـِّـركـم كأخ أصغـر منـكم بأنكم حـسناً فـعـلتم ولم تـردّوا عـليه ، وفي ذات الـوقـت لا تـقـبلون بهـكـذا تعابـير (( زواج المتعة )) سـواءاً لـنا أو حاشاه ألـف مرة لـﭘاطريركـنا . إن أقـوالاً كـهـذه لا تأتي إلاّ من مريض نـفـسياً يتـطـلب عـرضه عـلى أخـصائي .
خـتاماً نـقـول :

1- غـبطة الـﭘاطريـرك الموقـر : نـتمنى إيقاف سمير هـذا من مـدّ رجـله إلى أية عـتبة مقـدسة في كـنيستـنا الكـلـدانية أو إستـنـشاق هـواء هـياكـلها ، بل ومنعه لـمسَ جـدرانها .
2- نـطـلب من كافة مواقـعـنا الإلكـتـرونية عـدم نـشر أية كـتابة له لأنه يعـمل ضـد كـنيستـنا وتـطـلعات الكـلـدان قـبل غـيرنا .
3- من جانبنا نحـن بإنـتـظار أي ردٍّ يأتينا كي نعـرف وزن مقابلـنا ، وعـلى قـدر عـزمه تأتيه العـزائم .
4- لا يشرفـنا حـضور أمثال هـؤلاء مؤتمرنا ، بل ولا حـتى في سـوگ المريـدي .

كـُـتِـبَ في سـدني بتأريخ السابع من تموز 2013   michaelcipi@hotmail.com


229
من مكـتب قـيادة الـذين هـبـطـوا من السماء
إلى
رئيس الهـيئة العـليا لرئاسة حـقـوق الإتحاد الرئاسي الكـوني العالي
ومدير محـكمة هـولـنـدا وكافة أورﭘا لإنـتاج أفلام حـقـوق الكارتـون

بإسم الـذين هـبـطـوا من السماء عـلى متـن الصحـون الطائـرة ، وبإسم حـقـوقـهم المهـضومة ، وأنـتم محامو حـقـوق الكائـنات الحـية عـلى الأرض والقـمر ، نـناشـدكم أن تـشـمـلوا كـوكـبنا الـذي في أعالي السماء بجـهـوكم الحـثيثة والباحـثة عـن حـقـوق كـل مَن يتـنـفـس الهـواء ، حـيث هـناك مَن نعـتـقـدهم من درب الـتبانة يأتـون لـيغـزوا سماءنا بنـيازكـهم والتي لا يمكـنـنا التـصدي لها بمصياداتـنا التي لم تعـد لـنا قـطع الغـيار لها من الحـصو .
 

محامينا الكـثير الإحـتـرام
جـهـودك لا تـثـمَّـن بثمـن وذهابك وإيابـك لا يقـيَّم بقـيمة ، وإعـتـقاداً منا بأنك أنـتم المعـول عـليهم في اللقاءات الكـونية حـيث توسَّـعـتْ سهـول وهـضاب نشاطاتك وأنك أنـت الأمل المرتـجى والمنى ، نـناشـدك وأنـتم الأقـربون والأقـربون أولى بالمعـروف وبعـد أن نـطـلب منكم ونخـوّلكم ونـكـلـفـكم ، نوكـلـكم عـن قـضيتـنا التي عجـز الآخـرون بل رفـضوا تـبـَـنــّـيها لجـسامتها ، أما الأجـور فـهي مـدفـوعة مقـدماً من الرابط التالي للتـرفـيه بعـض الشيء عـن أتعابكم
http://www.youtube.com/watch?v=PDjYEe-8-kA  وحـساب الإستـماع إليه مفـتـوح بـدون تحـديـد الوقـت .
نحـن لـن نـنسى فـضلكم

مايكـل سـيـبي / سـدني 
 

230
ردٌّي عـلى تـعـليق الأخ حـكـيم الـبغـدادي عـلى مقالي حـول المؤتمر الـكـلـداني / مشـيـﮔان
كـتب الأخ حـكيم البغـدادي اليوم 30 حـزيران ، رداً عـلى مقالي يمكـن الإطلاع عـليه عـلى الرابـط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,676240.0.html
أخي العـزيز الحـكـيم البغـدادي المحـتـرم

كـيف لا أقـبل وجهة نـظـرك وأياً كانـت ، لـقـد أجـدتَ بشأن الإيجابـيات ولا غـبار عـلى ما ذكـرتَ ولا يمـكـن لأحـد أن يـنـكـرها ، ولكـن الـسـلـبـيات التي جـئـتَ بها لا بـد من الـتـوقـف عـنـدها فـهي بمثابة نـقـطة تـفـتيش عـلى الطريق فـنـفـحـص الهـويات أولاً ثم الأمتعة ، وأنا سأحاول الإجابة عـليها من إجـتهادي الشخـصي رغـم أني كـنتُ عـضواً في اللجـنة الـتحـضيرية :

1 - قـلتَ : لم يتم دعـوة كافة الشخصيات الكلدانية والقسم تم توجيه دعوة متأخرة لهم

 الجـواب : إن مؤتمرنا لم يكـن ممولاً من ميزانية دولة ولا من آبار نـفـط ، ولا بـمنحة سـخـية مفـتـوحة مشروطة من هـذا وذاك لتحـقـيق غاياتهم التي لا نرتـضيها لأنـفـسـنا كـما يفـعـل الـبـعـض وإنْ نـكـروا ، وإنما كانـت من تبرعات أناس خـيرين ربما كـنـتَ أنتَ أحـدهم ــ لا أدري ــ وعـليه فـحـين تـكـون الإمكانيات المادية محـدودة فـعـدد المشاركـين في المؤتمر لا يمكـن أن يكـون مفـتـوحاً بالمئات أو أكـثر ، ومع ذلك فالعـدد فاق الـ 75شخـصاً بالإضافة إلى كـثيرين ( تأخـرتْ ) أو لم يحـصلوا عـلى الـﭬـيـزا ، وإلاّ فإن عـدد المؤتمرين كان سـيـفـوق المائة ، وأعـتـقـد أن هـذا الرقـم مناسب لمؤتمر كـلـداني ، فـهـو ليس مؤتمر دول عـدم الإنحـياز . يمكـنك أن تعـمل وليمة شخـصية في دارك لعـشرين من أقاربك وأصدقائك ، ولكـن هـل يمكـنك أن تعـملها في دارك لمائة شخـص ؟ .

2 -  قـلتَ : معظم المشاركين في المؤتمر كبار في السن ((طولة العمر لهم)) بالمقارنة مع العنصر الشبابي السياسي

الجـواب : للشباب دور مهم في حـياتـنا السياسية أو الـقـومية أو غـيرها ، والـدعـوة كانـت قـد وُجِّـهـتْ إلى أعـداد كـبـيرة منهم وبالأخـص من الوطـن الأم العـراق لأنهم هم المعـوَّل عـليهم بالـدرجة الأولى ، ولكـن البعـض منهم لم تـتـوفـر لهم فـرصة الحـضور كـما ذكـرنا ، إما لعـدم حـصولهم عـلى إجازة من دوائرهم أو الـﭬـيـزا ، أو بسبـب الإمكانيات المادية ، لأنـك لا بـد وتـعـلم أن تـذاكـر السـفـر كانت عـلى حـساب المؤتمرين أما الأمور اللوجـستية والإدارية ومتـطـلبات الضيافة فـمنـذ أن وطأتْ أقـدامنا مطار ديترويت وحـتى مغادرتـنا إيّاه إلى بـلـدانـنا ، كانت من جـهـد منـظمي المؤتمر وتبرعات الكـرماء الخـيِّـرين وهم مشكـورون جـداً ولم يقـصِّـروا أبـداً في كـرمهم ووسائل الـنـقـل وقـضاء فـتـرات الإستـراحة .

3 -  قـلتَ : لم يكون هناك خطاب واضح بخصوص الخلافات مع القوميات الاخرى او التقارب معهم او كيفية معالجة هذه الخلافات

الجـواب : نحـن الكـلـدان لـسـنا عـلى خـلاف مع أحـد ، ولكـن يمكـن أن تـقـول أن هـناك مَن يخـتـلق أو يريـد أن يكـون عـلى خـلاف معـنا ، وأقـصد أولـئك الـذين يهـدفـون إلى مسح كـلمة الكـلـدان من أية بقـعة تـصل إليها أيـديهم ومع ذلك نحـن نـمـد يـدنا ـ ونـكـرّرها ـ لكـل واحـد مستـعـد لـمصافـحـتـنا كي نـتحاور ونـتـفاهم ، أما إذا كان هـناك مَن لا يرغـب في ذلك فـنحـن لا نستـخدم أسالـيـب الخـداع والإكـراه واللف والـدوران والـقـوة . أما الإخـوة من الـقـوميات الأخـرى فـقـد أشار المؤتمر إلى مخاطبة كـل مَن يهمه الأمر في الوقـت المناسب مستـقـبلاً .

4 -  قـلتَ : توتر غير معلن او عدم رضات عن موقف البطريرك بخصوص رسالته للمؤتمر والعمل القومي والسياسي

الجـواب : لا أعـتـقـد أن هـناك تـوتراً مع غـبـطة الـﭘاطـريرك مار لـويس ساكـو الموقـر بخـصوص رسالـته بل أزيـدك عـلماً أن هـناك تـفـهُّماً لها ونـقـدّر موقعه ومضمون رسالـته ، بـدلـيل أن رسالة جـواب بإسم المؤتمر مفـعـمة بعـبارات الـشكـر والـتـقـدير والمؤازرة أرسِـلـتْ إليه .  

5 -  قـلتَ : لم يكن هناك اعلام مسبق بصورة كافية عن المؤتمر الا بفترة وجيزة

الجـواب : بل بالعـكـس فإن المؤتمر كان مخـطط له أن يُـعـقـد في الشهر التاسع من عام 2012 ونـشرنا إعلاناً بهـذا الخـصوص وإعلاناً بتأجـيله ، ثم بعـد ذلك إعلاناً عـن موعـد إنعـقاده الجـديـد في الشهر الخامس من سـنة 2013 وطـيلة هـذه الـفـتـرة كـُـتبتْ عـديـدة مقالات بشأنه ، ومع ذلك ماذا تـريـد منه أو ماذا نـتـوقع لو أنـنا نـشرنا أو كـتـبنا عـنه قـبل سـنة أو سنـتين ونحـن في هـذا الخـضم من الكـتابات الـيومية والـناس في إستـنـفار دائمي ينـتـظرون أي خـبر من هـذا الـنوع .

6 -  قـلتَ : دعوة نيافة المطران باوي سارو  ليست في صالح المؤتمر مع وجود خلافات بهذا الموضوع على صعيد الكنائس والقوميات ((مع كامل احترامنا وتقديرنا الى نيافة المطران باوي سورو ))

الجـواب : إن حـضور سـيادة المطران باوي سـورو الموقـر كانـت ضرورية بل ملـحّة كي يُـبـدي وجهة نـظره في مناسبة قـومية كـهـذه لـيقـول للعالم أنه يفـتـخـر بآثـوريته وفي ذات الـوقـت يعـتـبر نـفـسه كـلـدانياً أكـثر من الكـلـدان أنـفـسهم ، إنه رمز الوحـدة الكـنائسية أو الـقـومية لأصحاب الـنيات الصافـية . وإسمح لي أن أضيف : لو إفـتـرضنا أنه لا يوجـد مار باوي عـلى الساحة !! فـهـل سـيكـون هـناك شيء إسمه الوحـدة ؟ إسأل مَن يهمه الأمر أين الـوحـدة المثارة في التسعـينات يوم كان مار باوي هـو رائـدها ومن جانب الكـنيسة الآثـورية ؟ أرجـوك أن تسأل !! وإعـطـنا الجـواب في رسالة شخـصية أو في مقال تـنـشره ، وللعـلم فأنا سأنشر جـوابك إنْ أجـبتَ عـلى سـؤالي هـذا .

7 – قـلتَ : الكراس الذي وزع على الضيوف كانت به نسبة الدعايات اكثر من التعريف بالمؤتمر مع دفع الضيوف مبلغ عشرة دولارات للدخول

الجـواب : عـلى كـيفـك ، واحـدة فـواحـدة ، الكـراس كان يتـضمن جـميع الـبحـوث التي قـدمها المؤتمرون كي نـطـلع عـليها جـميعـنا وهـذه أمور تخـصنا ، أما الإعلانات الواردة فـيه إنْ كانت قـليلة أو كـثيرة فهي أمور جانبـية ولم تكـن من صـلب المؤتمر .
لكـن العـشر دولارات التي ذكـرتها كان يُـفـتـرض بحـضرتـك أن تـكـون واضحاً أمام الـقـراء وتـبـيِّـن لهم ما هي ، وفي أية مناسبة دُفِـعَـتْ ؟ وكم مرة تـكـرَّرَتْ ؟ كي يـصبح القارىء عـلى بـيـنة من الأمر ولا يسرح خـياله ليجـمع ويـطرح ويضرب عـشرة في عـشرة لجـميع أيام المؤتمر ، وإن كـنـتَ لا تـعـلم فإني أوضح لك أن العـشر دولارات إستـوفِـيتْ مرة واحـدة في حـفـلة الأمسية الـثـقافـية والشعـرية فـقـط وفـقـط ، ولستُ متأكـداً بل أخـمَّن أنَّ عـدد الحـضور كان 250 ــ 300 شخـص ، وهـل مِن ضرر  في ذلك ؟ عـلماً أن رُبع الحـضور أو أكـثر دخـلـوا مجاناً !! وأمسية كـتلك تـتـطـلب إيجار الأجـهـزة الموسيقـية وتـكاليف الإنارة ومتـطـلبات الإخـراج المسرحي ونـفـقات أخـرى غـير منـظـورة ، ومع كـل ذلك ، هـل تعـتـقـد وأنت في أميركا تـدرك أموراً قـد لا يعـرفـها الكـثيرون ، أن إيراداً من تلك الأمسية تحـقـق بما يكـفي لـبناء عـمارة ؟

8 – قـلتَ : ملاحـظات أخـرى

الجـواب : ليس عـنـدي أية إجابة عـلى ملاحـظة لم تـذكـرها .

ولن تـفـسِـد ودَّنا أية قـضية ودمتَ بخـير ...... مايكـل / سـدني





231
هـكـذا رأيتُ الـمؤتمر الـقـومي الكـلـداني العام ــ الحـلقة الـثانية  
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
تـذكـَّـرتُ أيام مؤتمر الـنـهـضة الكـلـدانية / سان ديـيـﮔـو ، فـرغـبتُ أن أعـمل مقارنة بسيطة بـينه


وبـين المؤتمر القـومي الكـلـداني العام  / مشيـﮔان الـذي نحـن بصـدده .
قـلتُ لـبعـض الأصدقاء أن أي عـمل سابق أو لاحـق لـن يكـون متكاملاً لأن الكـمال يعـني نهاية الـتـطـوُّر وبالتالي ــ لا شيء بعـده ــ فـتكـون نهاية الحـياة والمغادرة إلى الملكـوت السماوي . فـفي مؤتمر الـنهـضة كان الحـزب السياسي الـوحـيـد المشارك هـو الحـزب الـديمقـراطي الكـلـداني ولم يكـن دور المستـقـلين بارزاً


 
وهـكـذا نـقـول أنَّ مؤتمرنا الحالي لـن يكـون متـكاملاً شأنه شأن الثالث والرابع والتي سـتـتـطـور نحـو الأفـضل .

في مؤتمرنا الحالي كانت إفـتـتاحـيته من قِـبَـل سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم الموقـر ، برفـقة سيادة المطران باوي سورو المحـتـرم وبممثل سيادة المطران سرهـد جـمو الأب نوئيل ، وتميز المؤتمر بإستلامه رسالة من غـبطة الـﭘاطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكـو يهـنىء فـيها المؤتمر وهـكـذا بـدَوره فإن المؤتمر بعـث برسالة شكـر وتـقـيـيم إلى غـبطـته ، وكـذلك إستـلم رسالة تهـنـئة من سيادة المطران حـنا زورا .
 



فـفي هـذا المؤتمر تـوسعـت القاعـدة وصارت الأحـزاب السياسية المشاركة فـيه أربعة وهي (1) المنبر الـديمقـراطي الكـلـداني الموحـد متـبني المؤتمر (2) الحـزب الديمقـراطي الكـلـداني (3) التجـمع الوطـني الكـلـداني (4) الحـزب الوطـني الكـلـداني ، بالإضافة إلى الـدور الـبارز للمستـقـلين في المناقـشات .
 

إن عـدد المؤتمرين المشاركـين في المؤتمر السابق كان بحـدود سـتين شخـصاً أما في المؤتمر الحالي فـقـد فاق الـ 75 مشاركاً ، عـدا المدعـوين الآخـرين الـذين لم يحـصلوا عـلى تأشيرة الـدخـول إلى أميركا والـذين تأخـروا عـن الحـضور لأسبابهم الخاصة .  


 
وكان العـنـصر النـسوي في المؤتمر الحالي أكـثر فـعالية وعـدداً .




 
 
كان لـكلا المؤتمرَين صـدى إعلامي واضح إلاّ أن أهـم إنجاز للمؤتمر الحالي هـو إتـفاق الـتـنـظيمات الأربعة السياسية والـدخـول في قائمة واحـدة متحـدة لخـوض إنـتخابات عام 2014 مع المستـقـلين أيضاً في نـفـس القائمة ، إنه فعلاً تـطـور واضح لصالح الشعـب الكـلـداني .


ولا نـنسى حـضور الموقع الإلكـتـروني ( ألقـوش . نت ) الأغـر بشخـص مديره الأخ عادل زوري المحـتـرم الـذي كان يتابع جـلساته ويكـتب تقاريره . وكانت مـداخلات المؤتمرين في المؤتمر الحالي أوسع من الأول والسبب تـوسع قاعـدة المشاركـين في المؤتمر من جهة ، وإكـتـساب الـبعـض منهم خـبرة من المؤتمر الأول .
 


 


 
أما الإعلامي الأخ نـصرتْ دمان القادم من المركـز الإعلامي الكـلـداني في سان ديـيـﮔـو ، فـقـد أدّى دوراً مهماً في متابعة الـتـصوير الـﭬـيـديـوي جـميع وقائع المؤتمر وبـدون كـلل ونشرها في موقع ( كـلـدايا . نت ) الأغـر .
لم أجـد فـرقاً في الأمور اللوجـستية أما إدارياً فـكانت في المؤتمر الحالي أكـثر تـنسيقاً من حـيث إبـداء آراء وتعـقـيـبات المشاركـين كـل بـدوره فـكانت هـناك لجـنة قـيادة المؤتمر ولجـنة متابعة الجـلسات في آن واحـد تخـصص الزمن المتاح لكـل متـكـلم وهـذه تأتي من باب التـطـور الـذي تكـلمنا عـنه في بـداية المقال .
 


 
 
 
كان أكـبر المشاركـين في المؤتمر عُـمراً هـو الأخ الـدكـتـور نوري منـصور رأيتُه رجلاً هادىء الطبع منـفـتحاً بشوشاً ولكـنه جادٌّ حـين يقـتـضي الأمر .
 
الأخ قـيس ساكـو علامات الشباب ظاهـرة عـليه يتكـلم بهـدوء مستعـيناً بالمنطق .
 
الأخ فـوزي دلي يتأنى بكلامه ويصيغ عـباراته بما لا يجـرح غـيره بقـدر الإمكان .


 
 
الأخ جـمال قلابات هادىء قـليل الكلام ولكـنه متمكـن جاد في العـمل .
 

 الأخ عـزت ساﭬايا يخـدم بسـكـوت وبرحابة صدر ودون ملل .
 

 الأخ ساهـر يلـدو يعـمل بفرح ويشارك بالأحاديث .
 

 الأخ شـوقي قـونجا من كـوادر إذاعة صوت الكـلـدان إذاعي متمكـن وبلغـتـنا الكـلـدانية الـدارجة هادىء الطبع بشوش المطلع .
 

الأخ عادل بقال تكـلمتُ عـنه في الحـلقة الأولى وكان عال العال كأنه الجـنـدي المجهول .
 
وكان للأخ عامر جـميل مداخلاته المنـبِّهة والملفِـتة للـنـظر .


 
 
الأخ نجـيب جـلو كان مشغـولاً ولكـنه حـضر أكـثر الأوقات ومعـروف بـبشاشته .
 وأعـتـذر إنْ كان قـد فاتـني أحـد من منـظمي المؤتمر ، هـذا بالإضافة إلى جـميع الإخـوة الـذين شاركـوا بإغـناء الجـلسات وإدارة الحـوارات وصياغة القـرارات ، سياسيّـين ومستـقـلين سواءاً قـدموا من سان ديـيـﮔـو أو من كـنـدا أو من أورﭘا أو من العـراق وأسترالـيا وجـميعـهم كانوا فـرحـين ونـتائج المؤتمر مُرضية لهم .
 
في الأمسيات أبـدع المطرب المحـبوب خـيري بوداغ بأغانيه الشجـية والشاعـرية ذات الكـلمات غـنية المعـنى بلغـتـنا الكـلـدانية وخاصة أغـنية ( خـبوشـتي ) ، أما المطربة الجـميلة سوسن النجار ( ﮔـيزي ) فـقـد جـذبت الإنـتـباه في أغـنية من الفـولكـلور الكـلـداني والشربة الفـخارية بـيـديها ، والمطرب أدور عـيسى يخـيَّـل لي أنه شماس أيضاً حـيث سمعـنا منه أغـنية ، ثم في مناسبة أخـرى ترتيلة إمّار لي عـيتا أيكا ... . وكان للشعـراء حـضورهم البارز وكـل قـصائـدهم بلغـتـنا الكـلـدانية ، مع المسرحـية الكـوميـدية بلغـتـنا أيضاً .
 
في الـيوم الأخـير من المؤتمر كان الإجـتماع في قاعة الـفـنـدق جاء الأخ عامر فـتـوحي وبحـوزته عـدد كـبـير من كـتاب ( قـصة يزدانـدوخـت ــ الأب سليمان الصائغ ) بالإضافة إلى صور تراثية ووُزعـتْ كـهـدايا منه للمؤتمرين .
 
أما في اليوم الأخـير حـيث حـضرنا الـقـداس ، لاحـظتُ شماساً في مقـتبل عـمر الشباب مولود في أميركا خـدم القـداس مع سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم الموقـر ، ظـنـنـتُ أنه يقـرأ صلوات الـقـداس بالـﮔـرشـوني الإنـﮔـليزية ولكـن حـين إقـتـربتُ منه للتأكـد ، لاحـظـتُ أنه يقـرأ اللغة الكـلـدانية ، حـقاً إن الأمل قـوي بهـولاء وأمثالهم ويـدعـونا إلى الـتـفاؤل والقـول أنَّ شعـبنا الكـلـداني بخـير حـتى في المهجـر .
 

وبهـذا خـتم سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم السامي الإحـتـرام المؤتمر بقـداس في يوم الأحـد 19 آيار 2013 في كـنيسة مار ﮔـورﮔـيس في منـتـزه الكـلـدان ــ  CHALDEAN PARK  ــ الواسع جـداً وهـو من ممتـلكات كـنيستـنا الكـلـدانية ، وعـنـدها سأل عـما آل إليه المؤتمر من نـتائج :


 
 
فـتـقـدم الـدكـتـور نـوري منـصور وقـرأ البـيان الخـتامي الـذي أشاد به سـيادته وشجـعـهم للـثبوت عـلى قـراراتهم .
من المؤكـد أن البعـض غادروا في اليوم التالي لإنـتهاء أعـمال المؤتمر بسبب إرتباطاتهم بالعـمل أو غـيره والبعـض تـوزعـوا لـقـضاء نهار أو أكـثر تلبـية لـدعـوات الأصدقاء والأقارب ثم غادروا إلى بلـدانهم ، وأعـتـقـد كان هـناك زميل واحـد بقي حـتى الأربعاء 22 آيار في الـفـنـدق ثم غادر .
 
في فـتـرة الظهـيرة من يوم الإثـنين 20 آيار 2013 قـضيناها كـمجـموعة صغـيرة مع المؤرخ والفـنان الأخ عامر فـتوحي وذلك بـدعـوة منه إلى أحـد المطاعـم الكـلـدانية تـناولـنا خلالها أحاديث وشجـون عـن المؤتمر وعـن الحـياة والآمال .
 
وفي ذات الـيوم بعـد الـظهـر كـنـتُ في لـقاء مع إذاعة صوت الكـلـدان حـول المؤتمر وآفاقه .
 

وفي مساء نـفـس الـيوم أخـذني الأخ عادل بقال في جـولة قـصيرة وشاهـدتُ بـيوت أبناء جالـيتـنا حـول البحـيرة وفي الحـقـيقة كانت مناظر خلابة ، ومنها إلى دار الـدكتـور نـوري منصور في جـلسة ممتعة طغى عـليها طابع الجـد والمرح حـتى بعـد منـتـصف الليل ضمَّـتْ مجـموعة من الإخـوة الأعـزاء .
وأخـيراً وفي يوم الثلاثاء 21 آيار ، كـنا عـلى موعـد مع الأخ زيـد ميشو الـذي جاء من كـنـدا وقـضينا النهار هـنا وهـناك حـتى حان وقـت المغادرة بعـد الظهر فأوصَـلـَـنا إلى المطار .

232
كـتاب مفـتـوح عـلى مصراعَـيه وأوراقه مُـنـَـضـَّـدة إلى الأخ آشور بـيث شلـيمون الموقـر

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

قـرأتُ مقالك وإنـدهـشـتُ من وصفك إياه بالمفـتـوح ، لأنك أغـلقـتَ كـل الـنـوافـذ وإستـنـتجـتُ أنْ لا فائـدة من التـكـلم معـك بشأن الكـلـدانيّـين ، فـقـد وصفـتَ الأدباء الكـلـدان بـعـبارة : مَن يُـسمَّـون .... وكأنَّ لا وجـود لهم !! طيـب يا أخي فأنا أسألك لأخـتـصر لك الـطـريق ولا تـتعـب : مَن هم إولـئـك الـذين تخاطبهم ؟ يا أخي كـيف تخاطب مجهـولين ؟ وإذا كانـوا أشباحاً ، دعهم وشأنهم يا أخي ، أما أنتَ ، إرفع صوتـك كـما تشاء ليسمعـك القاصي والـداني ولن نعارضك أبـداً ، وهـنا يكـمن الفـرق بـينـنا كـكـلـدان وأنـتم كآثـوريّـين ، ونحـن نعـلم أن الخـلل قـد إستـفـحـل بكم ولا يمكـنـكم أن تـتخـلـصوا منه .

ومع ذلك ولخاطر القـرّاء لا بـد أن نـتـتـبَّع تعابـيرك في كـتابك غـير المقـفـول ، فـتـقـول مثلاً : الطائـفة الكاثـولـيكـية ! أخي آشـور : إلى متى تـبقـون أنـتم الطبقة المـثـقـفة من إخـوتـنا الآثوريّـين بهـكـذا نهج وتـصوُّر وأوهام ؟ يا أخي هـل يمكـن أن تشرح لـنا ماذا تعـني الطائـفة ؟ ومَن هم الكاثـولـيك ؟ عـلماً أن كـنيستـكم تـصف نـفـسها بالكاثـولـيك !! .

 طيـب ، إنْ كـنتَ تـتـكـلم عـن شعـبك الآشـوري .... ليش لا ، تـكـلم من الآن حـتى الصباح ونحـن سنـقـرأ كـتاباتـك والأمر لا يخـصنا إلاّ بقـدر مشاعـرنا الأخـوية ، ثم إذا كان شعـبك في الشمال أم في الجـنوب أو في شـيكاغـو ، وبعـدين ؟؟ حـقـيقة نستغـرب حـين نسمع بطموحات الناس غـير المنـطـقـية ، يا أخي : أليس لألـفـين من السنين حـوبة ؟؟ ألا تـؤمن بحـركة الإنسان خلال ألفـين من السنين ؟ هـل تـريـد أن نرجّع كـل الأسـﭘان والـﭘـرتغاليّـين الـذين في أميركا اللاتينية إلى أورﭘا ؟ والإنـﮔـلـيز والآيرلـنـديّـين الـذين في أستراليا إلى أورﭘا ؟ والآثـوريّـين الـذين في أستـراليا وأميركا إلى نينـوى وشـرقاط وأربائـيـلـّـو ؟؟ ثم هـل نرجّع كـل العـرب الـذين في شمال إفـريقـيا والشرق الأوسط والموزعـين في كـل دول العالم ، ونحـصرهم في أرض نجـد والحجاز ونحـيطهم بسياج ؟ وهـكـذا الهـنـود والصينيّـين المنـتـشرين عـلى سـطح الكـرة الأرضية هـل من المعـقـول أن نطالبهم بالرجـوع إلى بلـدانهم الأصلية بعـد أن صار لهم أربعة أو خـمسة أو سبعة أو عـشرين وأكـثر من الأجـيال في بلـدان الهـجـرة ؟

من جانب آخـر لا نـنـسى فـضلك حـين قـلتَ ــ نعـم أكـو كـلـدان ــ وتستحـق مكافأة ، ولكـنك خـرَّبت الشغـلة حـين قـلتَ : (( ولكن وجـودهم يا أخي كان في الجـنوب وفي  منطقة أور بالذات ، التي منها  أبوكم إبراهـيم  ܐܒܪܗܡ وليس في مكان آخـر مع  الأسف الشدي )) . ألا ترى في طرحـك هـذا بعـض العـنـصرية والـتـقـوقـعـية والإنعـزالية والإنـفـصالية والشوفـينية واللاأخـوية والأسفـنيكـية ؟ أهـكـذا يفـكـر الإخـوة في الـبـيت الـواحـد ؟ أبهـذه الطريقة تـريـدونـنا أن نـنخـرط في عـنـق القـنينة الآثـورية الفارغة من الـداخـل ؟ 
ثم ، هـل حـقاً أن أجـدادكم أسَـروا الكـلـدان ؟ ولماذا أسَـروهم وأين أخـذوهم ؟ وماذا عـملـوا بهم ؟ وأين هم الآن ؟ وإذا كان الكـلـدان الأسرى بـيـد ملوكـكم عـبارة عـن مجـموعة من المشاغـبـين ، فـلماذا لا تـقـدّمونهم إلى المحاكم ليأخـذوا جـزاءهم الـيوم ، والحـق مضمون طالما وراءه مُـطالِـب !! وتـتـخـلـَّـصون منهم بالمرّة ، يا أخي لا تسكـتـوا عـن الحـق ـ فالأمم المتحـدة خـير مدافع عـن حـقـوق الشعـوب الكـريمة والمُـعـتـدى عـليها .

طـيـب ، وإذا كان الكـلـدان قـد إنـصهـروا ، فـما هـو الخـوف منهم الـيوم ؟ هـل أن ظلالهم تخـيفـكم ؟ هـل أن مجـرّد إسمهم يُـرعـبكم ؟ ثم إذا كانـوا قـد أصبحـوا عـرَباً ومسلمين ، إذن مع مَن تـتـكـلم الـيوم ؟ أنا إنْ كـنتُ عـربـياً أتـركـني في عـروبتي لأشق طريقي في الحـياة ، وإنْ كـنـتُ مسلماً فـلماذا تخاطـبني بكـتابك غـير المغـلق يا أخي ؟؟ أتركـني لأصلي خـمس مرات في الـيوم ولا تـقـتـرب مني ؟ وإنْ كـنتُ لا أترك أثـراً ، فـما الـذي أثار حـفـيظـتك وتأسَّـفـتَ عـليه ؟ هـل تـستـثار من لا شيء ؟ هـل يُـخـيفـك مكان لا أثـر فـيه ؟ .

أراك تكـتب دون أن تـنـتـبه إلى كـتابـتـك ، أعـيـد وأقـول : ما كان يجـب عـليَّ أن أكـتب لك هـذا الـكـتاب ذو الـصفـحات الـمـنـضـَّـدة عـلى الطاولة أمام الـقـراء ، وأسألك الآن : عـن أيّ الـبعـض تـتـكـلم والكـثـلكة والإغـداق والـﭘاﭘا !! والبلاد الآشورية ونهاية العالم ، والمهـزلة ، ويا صاح ؟؟ أخي : لا تـصفـِّـتْ الكـلمات عـشوائياً ، لأنك لا يمكـنـك أن تربـطها وتجـد لها معـنى ، بل أكـتب بتأني كي يفـهم القارىء ماذا تريـد ، فـحـبـذا لو كـتبتَ بهـدوء بعـد إستراحة كافـية ، وكـن واعـياً لِما تكـتبه وأعـد قـراءته مرات ومرات كـما أفـعـل أنا ، فـيأتي المقال محـبوكاً ومفـهـوماً ، فالكاتب ليس ذلك الـذي يملأ الصفحة وبعـنـوان أكـبر من محـتـواه . والـدليل هـو ذكـركَ سنة 1443 ولا تعـرف ما هي هـذه السنة وأتحـداك أمام القـرّاء .

أما عـن ـ الـحُـذرا ـ فـيؤسـفـني أن أقـول لك ، كان عـليك أن تراجع التأريخ قـليلاً كي يُـعَـلـِّـمَك أكـثر ، فـليس من الصحـيح أن أكـون معـلماً لك في كـل صغـيرة وكـبـيرة عـلى هـذه الصفحات . وللعـلم أيضاً أنَّ أعـظم فـقـرة وردَتْ في مقالك غـير المسـدود ، كانت :

((( الخلاصة ، أكـرر وأقـول : أكـو كـلـدان وذلك في الجـنوب ، أما اليوم – ماكـو – كـلـدان )))


وفي الحـقـيقة فإن هـذه الجـملة سـنـكـتـبها بماء الـذهـب ونستـنـسخها ونـؤطـِّـرها بإطار فـضي ونعـلق نسخاً منها في بـوّابة الشرقاط وأربائيلـّـو وتكـريت وﮔـلاله ودربـنـديخان وكـويسنجـق وديالى والكـوت والرمادي والنجـف وكـربلاء حـتى نـصل إلى حـدود مـدينة أور وهـناك نـضع سـياج وعَـلم ، ونكـتب : ممنوع المرور إلاّ بجـواز سـفـر و ﭬــيـزا من حـضرتك ونحـن الممنـونون ، ودمتَ سالماً .


233
ما أحـلى أن يسكـن الإخـوة معاً ، بأمان

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
ما أكـثر الأحلام في هـذه الأيام ، تــُـشغِـل الإنسان في المنام ، راحة بعـد تعَـبِ الـنهار كأنه في سفـرة وإستجـمام ، يسمع أحلى هـديل الحـمام وضواعَ الـكـرَوان وأصوات أسراب الـصـقـور العـظام ، مع الأحـبة والرفاق في وئام .... إلاّ أنَّ نشاز نعـيـب الغـربان شـوَّه هارمونية الأنغام ، وأثارني فـدفعـني لأسأل أهـل الفال والعِـلم والجان والآنام ، عـن لغـز هـذه الرؤى الغـريـبة كـيف تجـمع بـين زقـزقة العـصافـير وتغـريـد الـبلابل في الحـديقة بجانب بَـحَّة بلغـم الغـربان اللـئام ؟ فـقالـوا لي لا تحجـب الزغاريـد بل إستمع إلـيها فـفـيها إنسجام ، و دَعْ الأخـرى تعـوي في قـَـيْـئِـها بما عـنـدها من سوء الهـضم ، وضيق الـنـفـَـس وصعـوبة الـفهم ، فهي كالحجـر الأصم لا يتـكـلم إلاّ ما يُـنـقـش عـلى سطحه ويُـعَـلـَّـم ، يُـواري عـن أنـظارنا ما في داخـله المخـفـي ويَـضم .  
قالوا لـنا : مَن يـدري ، فـقـد تبعـث الأحلام إلهاماً عـنـد كـثير من الأقـوام ، فـينـسجـون قـصصاً لأجـود الأفـلام ، وتجـمع الكـثيرين إلى سفـينة نوح من أولاد الخاصة وأبناء الـذوات والعَـوام ، لـنـكـون في ترتيـب وإنـتـظام ، حـتى نرى غـصن زيتون في منـقار الحـمام ، عـنـدئـذ نـطـمئن ونمشي بسلام ، فـقـلتُ : آمنا بالله الـذي يخـلق الناس والأصنام ، لن نـُـقـصِّـر في القـول والفـعـل والـفـكـر والإيمان عـلى الـدوام .
ثم حـلمتُ بصوت طـنين أشبه بغـرغـرة مريض سكـران يتمرغـل في قاع الـوديان ، ولكـني إكـتـشـفـتُ أنـني متـوهِّـم وغـلطان ، حـين رأيتُ أبو سمرة الـولهان يطرق رأسه عـلى الجـدران متـنـقلاً بـين الحـيطان ، فالأخ لا يعـرف طعـم السُكـَّـر ولا الخـبز الأسمر ولم يـذق الـرز العـنبـر ولكـنه يجـيـد الهـذيان ، فـقـلتُ في حـلمي ماذا به هـذا الحَـيران ؟ أجائع هـو أم عـطـشان ؟ ألم يكـتـفِ بالخـمسة مضافاً إليها العـشرة من جـرعات التخـدير في أرض ناحـوم وزهـور نيسان ، كي يستـلقي منـتـشياً خامـداً كالـنعـسان ؟ أين الرفاق من أصنافه الغـربان ، أليس له أخ ، خال ، عـم وإبن عم ، أو زميل أو واحـد من الجـيران ؟ فـفي النوائب يحـتاج المرء إلى أن يسكـن مع غـيره كالإخـوان ، وأنا لا زلـتُ في الحلم تـذكـَّـرتُ مزمور داود وهـو يقـول : ما أحـلى أن يسكـن الإخـوة معاً .....
ولكـن حـذاري حـذاري أقـول لكـل مَن يُـصافح الـزوّار والخلان : لا تـخـتـرق حُـرمة الـدار وتـفـلتْ من الإطار لـتـلقى في نار البركان ... أقـول نعـم كـلـنا نعـمل في الـكـرْمِ ونستـظل سـوية تحـت الزيتـون والرمان ، ولكـن لكـل منا خـصوصياته عـزيـزة عـلـيه يضمها في الضمير والـوجـدان . أنـظر فـينا : بَـياض الأسنان ، شَـعـرَنا وعـيونـنا بألـوان ، وشـرايـينـنا تـنبض بتـناسق الميزان ، إنها هِـبات الخالق يعـتـز بها الإنسان ، نكافح في الحـياة من أجـل لقـمة العـيش بمحـبة القـريـب دون أنْ نـفـكـر بالصولجان ، فـمِنـّا مَن يعـمل في المصنع وآخـر في الـبستان ، يُـنادى بإسمه ــ لا بإسم غـيره ــ عـنـد خالق الأكـوان ، وكـل منا يعـتـز بشيء يملكه ( كإعـتـزاز العـريس بعـروسه ) فلا يُـشاركه بها غـيره عـلى الـفِـراش أيَاً كان ، ومَن لا يـدرك معـنى كلامنا فـلـيـذهـب إلى الشـطآن ، ليتـطـهَّـر في جـوف الحـوت ويكـتـسب خـبرة يونان ، عـسى أن يُـقـذفَ عـلى الساحـل مجـدَّداً فـيستـنـشق هـواءاً نـقـياً ويشفى من حالة الغـثيان . والآن نـقـول لكـل ساذج تائه في الصحـراء ظـمآن ، ونـكـرّر الكلام بهـِمّة الشجعان وبالمجّان :  
ما أحـلى أن يسكـن الإخـوة معاً ، دون أنْ يتبادلـوا عـرائسَهم عـلى فِـراش العـفة والطهارة والـنـزاهة عـلى مـرّ الأزمان .
نـقـول لـمالك الحـزين ، منـقارك معـقـوف منـذ أيام ماضيات ، أنتَ تبحـث عـن دودة مجَعَّـدة في مستـنـقـعات ، فـما الـذي جاء بك عـند منابع مياه صافـيات ، ونـضيف لمن يهـمه الأمر : حـين نكـتب بإسمنا الصريح عـلى المنابر مرفـقـين صورتـنا عـلى المنائـر ، لا نهاب الوضيعـين الواقـفـين عـلى الأرصفة ولا قـرقعة المبـتـذلين كأبواق الصغائر ، سـواءاً كانـوا مجازين بوُرَيقات من سـوگ المريـدي أو خـرّيجي ساحة الهـرج والمَعابر ، ومَن له ردٌّ أو تعـليق أو كلام السـوَفان الـدائر ، فـلـيعـرض ما عـنـده من نـتانة المقابر ، ولـدينا المرشحات الواقـيات من غاز الـنشادر ، لـنـرُدَّ عـليه بكـل إستعـداد وأمان بلا ستائر .

234
المرتـكـزات الثلاثة في مقابلة المطران مار إبراهـيم إبراهـيم السامي الإحـتـرام


بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
إنـتهـتْ أعـمال سنهودس المطارنة الكـلـدان المنعـقـد في بغـداد للفـتـرة 5 ــ 11 حـزيران 2013 برئاسة غـبطة الـﭘاطريرك مار لـويس روفائيل الأول ساكـو الموقـر ، والـذي إنبثـق عـنه البـيان الخـتامي المنشور عـلى المواقع الإلكـتـرونية والمتضمن فـقـرات عـديـدة تهم كـنيستـنا الكاثـوليكـية لشعـبنا الكـلـداني وعلاقاتها بإخـوانـنا وبالوطن وجـملة أمور أخـرى .  وكان الأخ شـوقي قـونجا من إذاعة صوت الكـلـدان التي تبث برامجها من ديترويت / مشيـﮔان وتـنـقـل عـلى شـبكة الإنـتـرنيت قـد أجـرى مقابلة مع سـيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم راعي أبرشية ديترويت / مشيـﮔان إثر عـودته من بعـد مشاركـته في السنهودس المـذكـور فـتحـدّثَ عـن جـملة قـضايا دارت فـيه وقال :
إن المتبع في كـنيستـنا الكـلـدانية أن يعـقـد الـﭘاطريرك والمطارنة الكـلـدان إجـتماعاً سـنوياً يتـداولون فـيه الأمور التي تخـص كـنيستـنا وشعـبنا الكـلـداني ، وكان آخـر إجـتماع عـقـد في أربـيل سنة 2009 ولم يُـعـقـد سنهودس بعـده لأسباب معـينة ، إلاّ أن غـبطة الـﭘاطريرك الحالي بعـد تـنـصيـبه طـلب منا أن نجـتمع فـحـضرنا جـميعـنا من ( أميركا ، كـنـدا ، أستراليا ، إيران ، لبنان ، سـوريا ، العـراق ) في دير الراهـبات في بغـداد ما عـدا سيادة المطران سرهـد جـمو الـذي لم يستـطع الحـضور ، وناقـشنا جـدول الأعـمال المُـرسَـل لـنا مسبقاً والمهـيَأ للسنهودس من قـبَـل غـبطـته .
وأضاف سيادته : لا شك أن كـثيراً من المواضيع المطروحة للمناقـشة يتـفـق عـليها المطارنة ، وإذا تباينت الآراء حـول قـضية ما ، يكـون الـتـصويت عـليها معـتمـدين عـلى مبـدأ الأغـلبـية من أجـل حـسمها . وعـن الأبرشيات شاغـرة الأسقـفـية قال سيادته : إنـتخـبنا أساقـفة لأبرشيات زاخـو ، بصرة ، كـركـوك ، مصر وأخـرى ، أما بشأن ديترويت فـكما تعـلمون أنـني قـدمتُ إستـقالـتي وسيدنا الـﭘاﭘا قـبـِلها إلى أنْ يتم تعـيـين مطران ليحـل في مكاني ، وطلبتُ من سيدنا الـﭘاطريرك أن نحـسم موضوع الشاغـر في أبرشية ديترويت لـذا فـقـد رشحـنا ثلاثة كـهنة وتـرسَـل أسماءهم إلى روما ونأمل أن يُعـين أحـدهم ، وإذا لم تـقـبل بهم فإن من حـقـها أن ترشح رابعاً بـدلاً عـنهم . وبشأن أسقـف كـلـداني لجاليتـنا في أورﭘا ، فإن النـظام يتـطـلب أن نـقـدم طـلباً إلى روما وربما سـيـدنا الـﭘاطريرك سيفاتحها بهـذا الشأن ونـنـتـظـر موافـقـتها ، وحالياً يوجـد هـناك زائر رسولي يقـوم بمهام المطران بكافة صلاحـياته .  
ولا زلـنا نستمع إلى حـديث سيادته مع إذاعة صوت الكـلـدان رصدنا ثلاثة مرتـكـزات رئيسية تبـيَّن أنها كانت قـد أثيرت في السنهودس ، تـدل عـلى أن إتـفاقاً تاماً حـصل بـين سادتـنا المطارنة مع غـبطة الـﭘاطريرك عـلى مبادىء مهمة جاءت منسجـمة مع طموحات الشعـب الكـلـداني في العالم ، وكما يلي :

(1)- أشار سيادته إلى موضوع المؤتمر الـقـومي الكـلـداني العام الـذي عـقـد في ديترويت مؤخـراً مؤكـداً أن الكـنيسة وإنْ كانت مؤسسة غـير سياسية إلاّ أن من واجـبها وحـقـها أن تـتـدخل حـيثما ترى أنَّ هـناك فـقـر وظلم عـلى الإنسان ، بل وحـتى قـداسة الـﭘاﭘا صرح قـبل أيام وقال أن كـل سـورايا (( سورايا = مسيحي في مفـهـومنا الموروث ... الكاتب )) من واجـبه أن يعـمل في السياسة ، وأن تـفـكـير سيـدنا الـﭘاطريرك في هـذا السياق هـو أنه من الأفـضل للإكـليروس أن يتجـنـبوا السياسة وفي ذات الوقـت يطلب من العـلمانيّـين رجالاً ونساءاً أن يؤسسوا أحـزاباً سياسية ويـدافعـوا عـن حـقـوقهم ، وأضاف سيادة المطران قائلاً : أنَّ الكـنيسة تـدافع عـن حـقـوقها أيضاً ، وأن الـبـيان أكـد عـلى أن كـنيستـنا الكـلـدانية تـفـتخـر بإسمها الكـلـداني ، بهـويتها الكـلـدانية ( هـذه الهـوية منـذ أيام الرسل حـسب الـبـيان ــ ولا نـنسى أنَّ الشعـب الكـلـداني موجـود قـبل إعـتـناقه المسيحـية بآلاف السنين حـين كان يعـبـد الأوثان ــ الكاتب ) .

(2)- أما عـلى صعـيـد المطران مار باوي سـورو الموقـر قال سيادته : رغـم أن الـبـيان لم يـذكـر شيئاً عـنه إلاّ أن موضوعه كان مـدرجاً في أجـنـدة السنهودس ، ولكـونه بـدرجة مطران فإن غـبطة الـﭘاطريرك سـيـذهـب إلى روما ويصـدر من هـناك بـياناً بشأنه ، وأضاف سيادته : أن قـضية مار باوي ليست غـريـبة عـلى الكـنيسة ، لأن قانـون الكـنيسة الشرقـية واضح وينـص عـلى أن أي شخـص عـلماني أو إكـليروس يحـق له الإنـتـقال من الكـنيسة المشرقـية غـير الكاثوليكـية إلى الكـنيسة الكاثـوليكـية ، وتـفـضل الكـنيسة الأقـرب إليه ( النسطورية  الكـلـدانية ) ( سريان أورثوذوكـس  سريان كاثوليك ) وهـكـذا ، طبعاً بموافـقة المرجع الأعـلى ، بمعـنى : العـلماني بموافـقة كاهـن الخـورنة ، الكاهـن بموافـقة مطران الأبرشية ، المطران بموافـقة قـداسة الـﭘاﭘا ـ أو موافـقة ﭘاطريرك الكـنيسة مع موافـقة السنهودس ، وجـدير بالـذكـر أن سـيدنا الـﭘاطريرك أكـد عـلى ضرورة تـطـبـيق القانـون وهـو واضح جـداً ويجـب الأخـذ به وقـد أكـملـنا كـل شيء بهـذا الخـصوص وحـسب القانون .

(3)- وتـطـرق سيادته إلى وحـدة الكـنائس قائلاً : إنها في الإنجـيل مطلب سـيـدنا يسوع المسيح الـذي أسس كـنيسة واحـدة فـقـط لا غـير ، وكـنيسة المسيح هـذه موجـودة ، ولكـن نشأت معـها كـنائس أخـرى بسبـب أنانية البشر وآرائهم ، وعـليها أن تـقـرأ الإنجـيل الـذي يُـطالـبنا بوحـدة الكـنائس مثـلما أراد المسيح ، أما حـين تكـون هـناك كـنيسة متحـدة مع روما ... وكـنيسة أخـرى تشترط في إتحادها أن لا تخـضع لروما !! فـهـذا يعـني أن الوحـدة المنـشودة لن تـتم أبـداً !! أما الأخـذ والعـطاء في الحـوار بـين الكـنائس فـهـذا هـو من أجـل العلاقات الـطـيـبة لا بأس به ، ولكـنه لا يعـني الـوحـدة .

وإستـناداً إلى المناقـشات الـدائـرة بـين سادتـنا مطارنة كـنيستـنا الكـلـدانية في السنهودس والـتـوصيات المقـرّرة فـيه برئاسة غـبطة الـﭘاطريرك ، فإن سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم في مقابلته المشار إليها ، لم يُـبقِ أمراً غامضاً من الأمور المثارة عـلى الساحة إلاّ وَوضحه لـنا ، وبالنسبة لـنا نحـن الكـتاب الكـلـدان ــ وكـل الكـلـدان ــ فـمنـذ زمن ونحـن نكـتب بالمنـطق ، فـكـيف الآن وقـد تـزوَّدنا بزخـم روحي وطاقة معـنـوية من قادة السنهودس الكـلـداني ، وأصبحـنا في وسط صورة ﭘانـورامية واسعة المساحة ، جـميلة الألـوان محـددة الإطار ! .  

235
غـبـطة الـﭘاطـريـرك : كـتبتم وكـتـبوا فـكـتـبنا
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
غـبـطة الـﭘاطـريـرك مار لـويس روفائيل ساكـو السامي الإحـتـرام :
يـطـيـب لي أن أكـتب لأقـول لغـبطـتكم أنه لم تـتح لـنا في السابق من الأيام فـرصة الـتعـرّف عـليكم شخـصياً كـكاهـن ولم أسمع بإسمكم ولم يكـلمني أحـد عـنكم شيئاً مثـلما نعـرف الكـثير من الكـهـنة ، ولكـنـنا عـرفـناكم منـذ أن بـدأنا نـقـرأ كـتاباتكم المعارِضة وأنـتم مطراناً دون أنْ نعـلق عـليها ، ثم صرنا نسمع من هـنا وهـناك كلاماً أكـيـداً شـفـوياً غـير منـشـور عـن بعـض من مواقـفـكم حـول مسائل محـددة ، ثم أصبحـنا نـطلع عـلى أفـكاركم وبصورة أفـضل من خلال إستماعـنا إلى مقابلاتـكم الإذاعـية المثيرة كـمطران ثم كـﭘاطـريـرك ، وكانت لـنا بعـض كـتاباتـنا الـتي تـدعـونا الآن إلى الـقـول أنـكم حـرثـتم الأرض وثـنـَّـيتـموها ــ كـْـراوا و تــْـنايا ــ ونـثـرتم الـبـذور وسـمَّـدتم الـتربة وسـقـيتم الـزرع فـحـصدتم الـثمار ولم تـذهـب جـهـودكم سـدىً فـتـذكــَّـرنا ــ طبعاً مع الـتـميـيـز بالمقارنة ــ نـصيحة معـلمينا في المرحـلة الإبتـدائية من دراسـتـنا حـين كانـوا يقـولـون لـنا : إتعـب تلعـب .
وحـين إعـتـليتم الـسـدّة الـﭘاطـريـركـية صرتم كـمن فاز في الـﭘـرلمان ونزلـتم إلى الميـدان فأمستْ تـصريحاتـكم طـبـيعـية في نـظـركم إلاّ أنها في نـظـرنا نحـن الكـلـدان أبناء الكـنيسة الكاثـوليكـية كانت ثورية الوقع ومفاجـئة الصورة لطـموحاتـنا بل ولمشاعـرنا ، ولسـنا متأكـدين إنْ كـنـتم مـتوقـعـين ردود فـعـلنا وأردتم قـياس شـدتها أم لم تـتـوقـعـوها أصلاً ، وأصبحـنا نـتابع وسائل الإعلام فـنـقـرأ بـياناتـكم المتـتالية حـتى صار الـبعـض يقـوِّلكم بما لم تـقـولوه بـدليل أنكم نـفـيتم بعـضها .
ومثـلما كـنا نعـمل شخـصياً فلا بـد أنّ هـناك مَن كان يعـمل مثـلنا ، نكـتب لكم مباشرة وتردّ عـلـينا فـردياً بصورة سـريعة واضحة أو ضبابـية ، وفي كـل الأحـوال فالآلية كانت إيجابـية دلالة عـلى التجاوب ، ثم عـمـدنا إلى الـكـتابة أمام الجـميع للإطلاع عـليها ولم تعـقـبوا مباشرة عـلى الملأ إلاّ مرة أو مرتين ، وكـنـتم ترَون كـيف أن البعـض كان يطرح أراءاً من أجـل معاكـستـنا ليس إلاّ ، ومن الـطـبـيعي أن نرد عـليهم أيضاً بما نراه مناسباً كي لا يتـصوّروا أن الساحة خالية لهم ، سواءاً سـرّتهم كـتاباتـنا الحادة أم لا ، ونـقـول الآن :
نعـم ، إنّ من لا يريد الوحـدة التي رسمها المسيح لجـميعـنا فـهـو إنـقـسامي وليس مسيحـياً ولهـذا فإن الكـثيرين لا يريـدونها بل يطمحـون إلى تلك التي ينـسجـونها من غـزل صوفـهم متـناسين أنـنا جـميعـنا قـطيع واحـد للمسيح ولـنا راعي واحـد ذلك الـذي أوصاه المسيح مباشرة أن يكـون راعـياً لـنا  ويجـمعـنا إخـوة موحـدين ، فإذا صار هـذا المبـدأ مقـبولاً وسهلاً عـنـد أي كان ! إذن لم يعُـد هـناك إشكال بتاتاً فالوحـدة ليست من إبتـكارنا وإنما هي هـبة وفـرصة من المسيح .
نعـم ، نحـن ومنـذ عام 2006 نسانـد المطران مار باوي سورو الموقـر وخاصة حـين لم يعُـد هـناك مانع عـقائـدي أو قانوني يعـرقـل قـبوله في كـنيستـنا الكاثـوليكـية لشعـبنا الكـلـداني وغـبطـتكم تعـرفـون ذلك جـيـداً ، ولكـنـنا كـنا نلاحـظ أمامه موانع سـواءاً كانت مرحـلية أم دائمية أم غـيرها وكـنا نـتألم من مواقـفـكم المعـلنة بشأنه أثـناء مقابلاتكم الإذاعـية ونـدري بسيادتكم أنكم ما كـنـتم ترغـبون بالأخ المُحاور أن يتـطرق إلى هـكـذا موضوع ، إلاّ أنَّ جـرأته أبَـتْ إلاّ وأن يسألكم عـنه وخاصة في مقابلتكم الأخـيرة المصوَّرة وأنـتم في أستراليا فإمتعـضتم أمام الكاميرا بصورة جـلية من السؤال ، والـذي مثـلته أنا عـملياً في موقـف لاحـق تـطـلـَّـب ذلك ، مثـلما تمثـَّل أفلام عـن أعـمال وأقـوال الرب المسيح فـليست إنـتـقاصاً من المسيح .
إن سنهادسكم المقـدس والـذي حـضره 13 أسقـفاً مع غـبطـتـكم وبغـياب سيادة المطران سرهـد جـمو المحـتـرم ، تمخـض عـن البـيان الـذي نشرتموه ، وفي رأينا جاء مقـتـضباً ولكـنه ذو معاني جـديرة ، والـيوم إستمعـنا إلى مقابلة سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم مع إذاعة صوت الكـلـدان / ديترويت والـذي وضع نقاطاً عـلى تلك الحـروف التي ما كان بإستـطاعة الـبعـض قـراءتها فـصارت بنوداً منـتـظمة الفـقـرات وقـصيـدة موحـدة القافـية وضياءاً من شمس الظـهـيرة .
أولاً : ورد في البـيان رغـبة السنهادس في فـتح حـوار صريح مع الكـنيسة المشرقـية الآثورية لإسترجاع وحـدة وهـيـبة كـنيسة المشرق ، نعـم وهـذا طموحـنا جـميعـنا ومثـلما وضح سيادة المطران في تلك المقابلة بما لا يقـبل الشك والتأويل أن الوحـدة التي يريـدها الرب يسوع هي واحـدة تحـت سـلطة كـنيسة روما مؤكـدين في ذات الوقـت أهـمية إنـتماء كـنيستـنا الكاثوليكـية الكـلـدانية إلى كـنيسة روما ! وما عـدا ذلك فإن أي لـقاء سـيكـون بمثابة لـقاء أخـوة وصداقة لا أكـثر .
ثانياً : إن تـصريح السنهادس بالإفـتخار بهـويتـنا الكـلـدانية لهـو شيء رائع ، بل هـو أكـثر من الرائع حـين أكـد أن هـذه الهـوية تعـود بتأريخها إلى زمن الرسل ، إلى مار توما ومار أدّاي ومار ماري ، وهـذه الحـقـيقة كـنا نـنادي بها في مقالاتـنا منـذ زمن .
ثالثاً : نعـم إن العـمل السياسي ليس من مهام الإكـليروس ، وربما تـتـذكـرون مقال الأب سالم ساكا المحـتـرم بعـنوان
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,161144.msg2989533.html#msg2989533
( المواطن المسيحي والإلـتـزام السياسي ) في 18/1/2008 يُـبرّر فـيه تدخـّـل الرجـل ! المسيحي في السياسة ويقـول :
[[ لا يمكـن في الإنسان الفـصل بـين الحـياة المادية والسياسة ، الحـياد والصمت في الشؤون السياسية مستحـيل ....]]
ثم يقـول : (( الكـنيسة عَـوْن لكل إنسان ولكـنها تأبى أن يستغـلها أحـد ليجـعـلها أحـد أعـوانه .... دَور الكـنيسة نبويّ ويجـب أن يـبقى نبويّاً ... لا توجـد محاذير مفـروضة عـلى المؤمن في إلتزامه السياسي . عـليه هـو أن يرى بإيمانه ما يناسب الإيمان أو لا يناسبه في الحـزب الذي ينـتمي إليه ...)) .
فـعـقـبتُ عـليه بتأريخ 4/1/ 2008 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,165427.0.html بمقال عـنـوانه : (( رجـل الديـن وَ زقاق السـياسة اللعـين )) قـلتُ فـيه :لا نخـلط بـين الرجُـل المسيحي ورجُـل الدين المسيحي فالفـرق كـبـير ــ من وجـهة نظر الكـهـنة أنفـسهم ــ في الواجـبات والمسؤوليات والطموحات والممارسات ، وإذا إدّعـوا بأن ليس هـنالك فـرقاً ، عـندئـذ ستكـون لنا طروحاتـنا التي ستـُحـرجهم وهـم في غـنى عـنها .
سـيـدنا الـﭘاطـريـرك :
إن تـوجـيهكم للعـلمانيّـين إلى العـمل السياسي وهـكـذا الـقـومي ، دليل عـلى شعـوركم بالمسؤولية العـصرية عـن حـقـوق أبناء كـنيستـكم وهـذا يكـفـيهم زخـماً وحـماساً طالما أن الكـنيسة مع هـذا العـمل دون أن تـزج نـفـسها فـيه .
رابعاً : تأسـفـنا حـين لم يـرد ذكـر المطران مار باوي المحـتـرم في الـبـيان ، إلاّ أنـنا بعـد سماعـنا مقابلة المطران مار إبراهـيم إبراهـيم وتـطـرقه إلى هـذه المسألة أصبحـنا تحـت أمر الـواقع طالما أن قانـون الكـنيسة سيأخـذ مجـراه ، فإذا عـزمتم تـوَكـلوا عـلى الرب ونحـن جـميعـنا نخـضع للقانـون . ولا شك ستـكـون لـنا مقالات قادمة بعـون الرب ، دمتم مع السادة مطارنـتـنا الجـزيلي الإحـتـرام بسلام .







236
الشاعـرة المرحـومة إنـتـصار يـونـو في المؤتمر القـومي الكـلـداني العام / مشـيـﮔان

كـتابة : مايكل سـيـﭘـي / سـدني
أبت أن تبقى في المستـشفى إلاّ وخـرجـتْ قـبل ساعات فـحـضرتْ أمسيتـنا الـفـنية الـثـقافـية المقامة ضمن أعـمال المؤتمر الـقـومي الكـلـداني العام / مشـيـﮔان في 17 أيار 2013 ، تلك كانت المرحـومة الإعلامية والشاعـرة الـفـذة إنـتـصار يـونـو حـين شاركـتـنا بقـصيـدتها ــ كـلـديـثا ــ ذات الـكـلمات النابعة عـن إحـساسها المرهـف ومشاعـرها الرقـيقة معـبِّـرة فـيها عـن حـبها للغـتها الكـلـدانية وشعـبها الكـلـداني .

عـملتْ المرحـومة كـمتـطـوّعة في إذاعة صوت الكـلـدان لمدة ثلاثين عاماً ، ولكـن الأجـل كان بإنـتـظارها بل عـلى موعـد معـها ومحـزن لـنا ، والله أرادها في ملكـوته الأبـدي حـين غادرتـنا فـجأة بتأريخ 30 آيار 2013 إثـر نوبة قـلـبـية .

تركـتْ قـصـيدتها وقعاً طـيـباً في نـفـوسـنا جـميعاً وهي تـلقـيها بهـمة واضحة وهـدوء شاعـري فـقالتْ :

(( كـلـديـــــــــــــــــــــــــــــــــثا ))
نـْخِـثلا مِن إيني دِمـيثا   وْدْياقـتا دْ لِـبّي دْ قـميثا
هْـويلي وقلاما بإيـداثي    تخـمَلـتي صيرا بتـنيثا
يا خـلمِ ﭘـْـريـسِ بأذ عـلما    يا خـلمِ ﭘـْريـسِ بأنْ خايي   
بالان ﭘـشـلا خـذا تـنيثا    بالان ﭘـشـلا خـذا محـكـيثا   
لا شـوقـوتـون لأثـرَواثا    د كـلـدايي وأخـتـون شـريثا
ﮔـبّارِ د أثـري مْـشُـبحـلي   قـصِّتا دْ لـتا خـريثا
يا ﮔـبّارِ كـلـدانايي   يا شمشا د بَـرناشـوثا
تـشعـيثان لا ﭘـشـلا كـثـوتا   إلاّ من دانا إيـداثا
ــنننننننننننننننننننننننننـ
أثـري من ﭘـوخـوخ نـفاسي    أو ﭘـوخا صِـﭘـيا و بَـسّيما
من شـمَـيّوخ زِرقا د إيناثي    ومن شِـخـنا د شِمـشوخ قـريـوا
إنْ شـمأن زورِ مْـطعـولِ    كـنـشيان مَرإ دْ لِـبّا حْـريما
ما قـدّا د زالي رَحـوقا    حُـبّـوخ بـد ﭘايش خـميما
وما قـدّا د يَـلـﭘـَن لـوشانِ    لـوشانوخ بش مَـر طـيما
ــنننننننننننننننننننننننننـ

مَـلـﭘـَن يالي خـذا تخـملـتا    د آرا بخاصا د كـول ظـليما
د مَعـلا تـنيثا د حـقـوثا    و د رخـشي بأورخا د أو حـكـيما
د زمري زمّـورتا من أثـري    تا كـول مَن شـمّا د كـلـدايي خـديما
عـشقا د أثـري جـريلِ بـدِمي    و شوق منيه لكـبان حـبّـيـوا
كـبَـنيان كـوِخـوا خ هـل ألـﭘا     دخـزيان شـموخ لـصيرا كـثيوا
ــننننننننننننننننننننننننننـ
ثيلان إديو تـد ﭘَـشـطخ     إيـداثان بكـول إيقارا
و د معـلخ شـمّا د كـلـدايي    وشـقـلخ بـﮔاواي شـوهارا
من كـليه عـلما جـمعـلان    بْـلوماذا د ﭘـشـلِ أويـذا
باثِـر شـنّ بـسـﭘارا
ﭘـشـوط إيـذوخ يا أخـوني    ومخـوي ديوت ﮔـبّارا
ويا خاثي قالاخ كـيلِ    وإيناخ إلي بخـيارا
و يمّا د موقـملا أريي    بشِـمّاي ﭘـيـشا بـزمارا
قالا عِـليا و حَـلويا    دَمْـرِتْ إيلا قـيثارا
مناخ قـوّتا شـقِلاّن    وآيَت طالان بنـطارا
يا شـمَيّا د كِم خـﭘـقالان    وأنا مَلاخِ د قالِ
طالاخ ميرا زومارا
يما د أومثا كـلـديثا    ﭘاثاخ خـشمشا بـبْهارا
ويا بابا د كـم مَلـﭘـتان    تـنيثـوخ د رخـشا إلاّن
وبْإينوخ لا كاث خـيارا



 


237
هـكـذا رأيتُ المؤتمر الـقـومي الكـلـداني العام في مشـيـﮔان
(1)
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي ـ سـدني ــ 25 آيار 2013
يؤسـفـني أن إيميلي لم يفـتح بتاتاً في ديترويت رغم معالجات تكـنيكـية إلكـتـرونية بشأنه ، وهـكـذا الموبايل تـوقـف بعـد يومين فـلم أستـطع إستخـدامه . لـذا تأخـرتُ بعـض الشيء في الكـتابة التي أبـدأها الآن معَـبِّـراً عـن رؤيتي كـمستـقـل بالمؤتمر ، وكعـضو في لجـنـته التحـضيرية ، وعـضو في لجـنـته الإعلامية اللاحـقة راسماً إنـطـباعاتي في لحـظاتها الآنية التي عـشتها مع الإخـوة المؤتمرين الذين سأذكـرهم بما تـيسِّـر لي ذاكـرتي خلال جـلساتـنا سـوية وما قـرأته في وجـوههم في تلك الأيام . 
وصلتُ مطار ديترويت مساء الثلاثاء 14 آيار وشاءت الصدفة أن يكـون في الطائرة نـفـسها وفـد قادم من سان ديـيـﮔـو للمشاركة في المؤتمر ، ورغـم حـضور الأخ زيـد ميشو إلى المطار حـسبما كـنا متفـقـين عـليه ، إلاّ أن رجلاً آخـراً سبقه في إستـقـبالنا رأيته في نهاية أربعـيناته بل في مطلع خـمسيناته ، شرقـيته واضحة ، إنـتـصاب قامته وتسريحة شعـره توحي بحـماسه ونشاطه وإستعـداده للعـمل الـدؤوب ، رأيته سريع الحـركة والكلام ، يخـدم بكل تواضع فـتعـرفـتُ عـليه للمرة الأولى إنه الأخ عادل بقال ، وهـكـذا وصلنا جـميعاً بسيارات عـديـدة جاهـزة للإخـوة إلى مكان إقامتـنا ، فـشاهـدنا العـديـد من المؤتمرين قـد سبقـونا بالوصول .



 
في تلك الأثـناء والساعة حـوالي التاسعة والـنصف مساءاً إجـتمع قادة الأحـزاب الكـلـدانية الأربعة لـوحـدهم في صالة جانبـية في الفـنـدق : المنبر الـديمقـراطي الكـلـداني الموحَّـد ( متبني المؤتمر ) ، الحزب الـديمقـراطي الكـلـداني ، التجـمُّع الوطـني الكـلـداني ، الحـزب الوطـني الكـلـداني بحـضور عـضو مستـقـل وبعـد مدة قـصيرة خـرجـوا ليعـلـنـوا لـنا بأن نـتيجة إجـتماعـهم الـقـصير كانت إيجابـية دون أن يوضحـوا لـنا شيئاً لأن المؤتمر لا يزال ينـتـظـر الإنعـقاد ، وقـد مزحـتُ مع زيـد ميشو في حـينها وقـلتُ : ها زيـد ! الجـماعة فـرزوا أنـفـسهم منـذ الـيوم الأول بـدون مشاركة المستـقـلين ، شتـﮔـول نكـتب عـنهم مقال ؟.
الأربعاء 15 أيار 2013 :
كان نهاراً ممتعاً قـضيناه بجـلسات متفـرقة في صالة الإستـراحة وممرات الفـنـدق مع الأصدقاء الحاضرين إلى المؤتمر ، ثم إجـتـمع قادة الأحـزاب الكـلـدانية الأربعة ولكـن هـذه المرة بمشاركة المستـقـلين أيضاً ، حـتى حانت الساعة للمغادرة بـواسطة سيارات الإخـوة الـذين حـضروا بكـثافة فـنـقـلونا إلى نادي شـَـنِـنـدوا حـيث قاعة إفـتـتاحـية المؤتمر .
رأينا في المقـدمة قاعة فـنية رائعة كانت مَعـرضاً لصوَر بـديعة وإيقـونات متعـددة أكـثر أبـداعاً تحـكي تراثـنا الكـلـداني القـديم من إبـداع فـنانينا الكـلـدان في ديترويت عـرفـتُ منهم الأخ صباح وزي ، كـما كان هـناك معـرض للكـتاب من تأليف نخـبة من الكـتـّاب والأدباء الكـلـدان .
 



 
ثم بـدأ الإحـتـفال لإفـتـتاح المؤتمر في القاعة الكـبـيرة للنادي .

في الحـقـيقة سبقـني الإخـوة الكـتاب في نـقـل الوصف والمشاهـد والكـلمات في حـفـلة الإفـتـتاح فلا أحـبـذ التكـرار ولكـن لا بـد من القـول أن عـريف الحـفـل الرئيسي باللغة الكـلـدانية كان الأخ شـوقي قـونجا ، وأصحاب الكـلمات كـلهم من الكـلـدان الـذين لهم مكانـتهم السياسية في أميركا وقـطـعـوا أشـواطاً مهمة فـيها

بالإضافة إلى راعي إفـتـتاحـية المؤتمر سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم الكـلي الوقار الـذي وضع الـنقاط عـلى تلك الكـلمات التي قـد تكـون غامضة لـدى الـبعـض حـتى الآن ، وعـن غاية مشاركـته في إفـتـتاحـية المؤتمر من جهة ، وعـن ملابسات المصطلحات والتعابـير لـدى البعـض الآخـر من جـهة أخـرى .
 
لـقـد أكـد سيادته بكـلمات نيرة واضحة يستـوعـبها حـتى الأعـمى والأطرش والأبكم وقال : 1- إن أي شعـب لا يحتاج إلى مَن يقول له ما هي قـوميته ويحدد هويته فـبالنسبة لـنا نحن كـلدان دون أن نكـون بحاجة إلى مخـتـصّين كي يعـلمونـنا بإسمنا ... مؤكـداً أن الآثـوريّـين آثـوريّـون والعـرب عـرب والأكـراد أكـرا والتركـمان تركـمان ... ( وهـنا تبـدو حـقـيقة دواخـل الإنسان الـذي لا يقـصي أحـداً ودون أن يلغي آخـراً ــ الكاتب ) .
2- المرحوم البطريرك أودو كان يدافع عن حـقـوق الكلدان حـتى آخـر رمق من حـياته ، وكان يقول في كـتاب رسائله بأن الأساقـفة يجـتمعـون من أبرشيات الأمة الكلدانية .
3- رفضَ البطريرك عمانؤئيل الثاني توما دمج المعهد الكهنوتي للكلدان مع الآباء الدومنيكان وأبلغ القاصد الرسولي بذلك في حـينه لينقل رسالته إلى قـداسة البابا . بعـدها تطرق إلى الوثيقة التي وقعها 18 أسقـفا للمطالبة بتـثبـيت التسمية الكـلدانية في الدستور العراقي كـوننا ثالث قـومية بعـد العـرب والكـرد .
ثم جاءت كـلمة سيادة المطران سـرهـد جـمو الجـزيل الإحـتـرام والـذي حـضر وألقاها الأب نوئيل ﮔـورﮔـيس نيابة عـنه وقال :

1- إن هذه الأمسية الإحـتفالية هي نهضة كلدانية ، نهضة البـيت الواحد والجسم الواحد واللغة الواحدة ، فـفي المؤتمر الأول عام 2011 كـنّا قـد إتخـذنا قراراً بتعـليم اللغة الكـلدانية وهـيأنا ونشرنا كـتباً وبرامج مسجلة لتعـليمها .
 2- إن الإنسان الكلداني يطمح إلى الحرية منذ خلقه ويتحدى مساوىء الزمن ليحـيا حـياة حرة أينما عاش ، وحتى في الغـربة والمهجر فالكـلـداني نجده يتفاعل مع مجـتمعه الجديد ويتغلغـل في الحـياة ويأخذ مكانه ولكن لا يضيع وينصهر كليا .
3- إن الكلدانية ليست حكرا على المسيحـيـين بل لدينا إخوة من غـير الأديان لهم نفس الإحساس بنهضتـنا الكلدانية ، وقال أيضا لقد حان الوقت لنرفع عـلمنا الكلداني في كل بـيت ومحل عمل وكـنيسة فهو رمزنا الذي يجمعـنا وفخـر لنا إلى الأبد .
أما حـين جاء دَور سيادة المطران باوي سـورو الجـزيل الإحـتـرام لإلقاء كـلمته وإعـتلى منـصة الخـطابة دوَّت القاعة بتـصفـيق حار وطـويل من الحاضرين وقـوفاً لِما يكـنه كـلدان مشيـﮔان من حب وإحـترام لهذه الشخصية الدينية الرائعة ، حيث بدأ كـلمته تعـقـيـباً عـلى كلمة المطران إبراهيم إبراهيم الموقـر قائلاً :

1- أنا واحد من أبناء تلك الأمة الكلدانية ، أنا لي حلم وقـد تحـقـق اليوم وأحس بحـضور الله معـنا وذلك بحـضور محـبتكم ، وأنا كآشوري أحضر هـنا كأخ ومن كل قلبي أنا فخـور كـكـلـداني ، وفي الحقيقة أنا أكـثر كـلدانية منكم .
2- إن اللذين درسوا التاريخ يعـرفـون ما هي الحقيقة ، أنا اعـرف بأنـني صُلِـبتُ بسبب ما أقـوله.
وبالمناسبة قال لي رجـل وقـور رزن بأنه طـول حـياته لم يصفـر في فـمه مثـلما يـبتهج بعـض الناس في المناسبات ، ولكـن حـين صعـد المطران مار باوي لإلقاء كـلمته أخـذه الإعـجاب والفـرح والحـماس وصار يصفـر لمرات متـتالية مشجعاً أصدقائه عـلى العـمل مثـله .

وقـد تلا عـريف الحفل رسالة غـبطة البطريرك لويس روفائيل الاول ساكو بطريرك بابل على الكلدان ، ومن ثم وُزعـتْ هدايا تـذكارية لأعـضاء الجـنة التحـضيرية للمؤتمر والتي عـملت عـلى تـذليل كل الصعـوبات من أجل الوصول إلى هـذا الـيوم وهـم : د. عـبد الله مرقـص رابي ، د. ﮔـورﮔـيس مردو ، الشماس ﭘـطرس آدم، فـوزي دلي ، ساهر يلدو ، وسام الياس ، مايكل سـيـﭘـي ، زيد ميشو، وديع زورا، ناصر عجمايا .
بعـدها تقدم د. عـبدالله رابي لإلقاء كلمة اللجـنة التحضيرية للمؤتمر شاكراً كل أعـضاء اللجـنة جهـودهم التي إستمرت لمدة عام من الإجـتماعات والإتصالات لإقامة المؤتمر . وبعـدها كانت هـناك لوحة فـنية هي رقـصة فلوكلورية رائعة قـدمها شباب وشابات جمعـية مار ميخا الخيرية في مشيـﮔان .


238
رأي لـتـصحـيح كـليشة شعارات ﭘـاطـريـركـية بابل عـلى الكـلـدان
مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
يسرني أن أشير إلى شعارالـﭙاطريـركـية ذي الـقـبعة ، والشعار الشخـصي الحـديث ذي الإطار الـبـيـضـوي كـما يلي :
 

إن إسم ﭙاطريـركـيتـنا ــ باللغة الكـلـدانية وهـي الأصـل ــ مكـتوب وواضح وهـذا الـذي ألـفـناه منـذ أنْ كـنا صغاراً : ﭙاطريـركـوثا د بابل د كـلـذايـي ..... أي للـكـلـدانيـين أو للكـلـدان كـشعـب .... وليست صفة .
ولكـن ترجـمتها إلى اللغة العـربـية والـتي ظهـرت في كِلا الشعارَين ، جاءت كـما يلي :
ﭙاطريـركـية بابل الـكـلـدانية ...... والـكـلـدانية هـنا جاءت صفة أو تميـيـز باللغة العـربـية ! وهـذا خـطأ لأنه يوحي أنّ الـﭙاطريـركـية نـفـسها كـمؤسّـسة صفـتها كـلـدانية وليست للشعـب !! وسـيقـود الـبعـض إلى تأويلها حـسب شهـواتهم ويقـولون هـذا مذهـب لأتـباع روما ! كأن نـقـول : الـﭙاطريـركـية الأورثـوذكـسية !!
وعـليه فالأصح يكـون : ﭙاطريـركـية بابل للـكـلـدان أو ﭙاطريـركـية بابل عـلى الـكـلـدان ... والكـلـدان شعـب ، مثـلما ألـفـنا وسمعـنا منـذ صغـرِنا ومثـلما موجـود عـلى الشعار ذاته باللغة الكـلـدانية ، إلاّ إذا أريـدَ من ذلك أهـدافاً أخـرى .
في الشعار التالي في الأسفـل كانت العـبارة ــ ﭙاطريـركـوثا د بابل د كـلـذايـيه  ــ أما بالعـربـية فـكانت : ــ ﭙاطريـركـية بابل ــ دون أية إضافة .

وفي الأسفل الخـتم الأيمن وردتْ كـلمة ــ الكـلـدانية ــ بالعـربـية أيضاً ، بخلاف أصلها ــ كـلـدايـي ...
أما الشعار الآخـر والجـديـد إلى الـيسار فإن القارىء سيلاحـظ ثـلاث كـلمات لأهـداف ثلاثة فـقـط ، دون أن يعـرف ما هي هـذه المؤسسة ومَن هـم أصحاب الشعار أو مَن هـم إولـئك أصحاب هـذا الـتـنـظيم أو الجـمعـية او الـﭙاطريـركـية الـذين يتبـنونها .
 




239
الـﭙاطريرك مار لويس روفائيل الأول والمطران مار باوي سـورو الجـليـلان
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ــ 15 نيسان 2013 
منـذ أن تولى غـبطة الـﭙاطريرك لويس روفائيل الأول موقع القـمة في الكـنيسة الكاثـوليكـية للكـلـدان ، ما برح عـن إصـدار قـرارات الواحـد تلـو الآخـر يهـدف من ورائها إثبات وجـوده رغـم تـصريحه بشأن صحـته التي لا تساعـده وعـدم تفـكـيره بهـذا المنصب وذلك بتأريخ 23 تشرين الـثاني 2012 عـنـد مقابلة أجـرتها معه إذاعة ( SBS ) الأسترالية يمكـن الإستـماع إليها عـنـد الـدقـيقة 5:31 عَـبر الموقع
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/assyrian/highlight/page/id/243141/t/Mar-Emmanuel-Delly-s-resignation-Inevitable/in/english
إن غـبطـته يهـدف من وراء بـياناته إعلان كـفاءته أمام مطارنـته وكـشف جـدارته لهم لـيسمعـوا صوته وليس كـسلفِه الـذي كان ينادي وأكـثرهم لا يسمعـوه ــ وغـبطته أحـدهم ــ بل يفـرضون شروطهم بعـضها غـير منطـقـية ووسيلة عـرقـلةٍ بأيـديهم من أجـل تجاهـله ورفـضه حـتى عُـزِل عـن منصبه ، ونحـن لسنا في شأن الـدفاع عـنه وإنما نقارنه مع الـﭙاطريرك الجـديـد وموقـف مطارنـتـنا الأجلاء .
إنّ الشعارات الثلاثة الـتي رفـعها غـبطـته في هـذه الفـتـرة القـصيرة منـذ بـداية ( حـكـمِه ) هي كـلمات براقة ، أما تأويلاتها وتـفـسيراتها وإيضاحاتها المنشورة أو المسموعة عَـبر مجـسّاتـنا ، فـتلك مسألة أخـرى قابلة لـلتحـليل والنقاش لا نـتـطـرّق إليها في هـذا المقال . 
إنَّ مِن أسخـن الملفات المطروحة أمام غـبطـته والتي لم يعـد بإمكانه تجاوزها ، هـو لسيادة المطران باوي سـورو الموقـر ولكـن عـملية الطرح نـفـسها غـير مجـدية ، فـليس كافـياً أنْ تـدرج هـذه القـضية في جـدول أعـمال السنهادُس القادم كي يُفحَـص ويمَحَّـص ويُفـتــَّـش ويـنـَـقــَّـع ويُـعـصَـر ويـرفع ويـكـبس ، وربما يُـمَـيَّع كـمثال الكـرة الـثـلجـية ولسنا ندري لماذا كـل ذلك !! بل كان المفـروض أن يكـون محـسوماً إيجابـياً قـبل سنين ، ولكـن مع كـل الأسف فإن بعـض سادتـنا المطارنة وأسماءَهم معـروفة جـعـلوا منه إحـدى العـوائق والموانع ومعـضلة القـرن الحادي والعـشرين أمام إنعـقاد السنهادس طيلة سنـوات ماضية  بحجج واهـية لا يقـبلها العـقـل ولكـن حـقـيقـتها تهـدف إلى أشياء أخـرى  ، ومن بـينها إسقاط قـضيته من المناقـشة ، بل ويمكـنـنا أن نـذهـب أبعـد قـليلاً لـنـقـول أنَّ السبب لم يكـن فـقـط هـذا العـذر تجـنـُّـب إزعاج كـنيسته الأولى التي قـدِم منها ، هـذا عـدا أنَّ كـنيستـنا أرفع من أنْ تـنـزعج من موقـف كـهـذا ، فـقـد إنـتـقـل عـشرة كـهـنة منا إلى الجهة الـثانية وقـلـنا لهم الله وياكم ، ولا يأتـوا عـلى بالـنا .
نسأل غـبطـته ، لو أنّ بوذياً طـلب العـماذ في كـنيستـنا الكاثوليكـية فهـل سيعـقـد السنهادس لـدراسته ؟ لو أن إنجـيلياً شاء الرجـوع إلى كـنيستـنا الكاثـوليكـية هـل يتـطـلب إنعـقاد السنهادس في روما وبحـضور الكاردينال ؟ ألم يُـعَـمـذ الـﭙاﭙا السابق مسلماً عـلـناً ، هـل إهـتـزتْ الـدنيا ؟ حـتماً هـناك مَن سيقـول ، لا تقارن هـؤلاء بمطران قائـد ديني ! نقـول طـيب إنّ سيادة المطران باوي سورو ليس قادماً من جـبال مجهـولة ولا من أحـراش غابة غـير مأهـولة ولا من أراضي مالحة قاحـلة ، وإنما من مؤسسة عـظيمة يخـضع لها الـﭙاطريرك نـفـسه ومطارنـته جـميعـهم ، إنه مقـبول ومخـوَّل ومدعـوم ومنـزَّه مِن قِـبَـل الـﭬاتيكان أعـلى سلطة كـنسية كاثـوليكـية في العالم ، فـهـل عـنـدكم شك يا أصحاب السيادة الـﭙاطريرك والمطارنة المعارضون ؟
أما إدراج قـضيته في السنهادُس القادم فإنها حـقاً تـثير الـدهـشة ! فـهل قـضيته نظـرية عـلمية كي تـناقـشوها ، هـل هي مشكـلة فـصل عـشائرية تعـطـون رأيكم فـيها ، هـل هي فـتيلة عـضوية تـضعـوها في حاضنات مخـتـبركم كي تعالجـوها ، أم هي أحادية الخـلية وبالمايكـروسكوب تـراقـبونها ؟ ثم شيء آخـر ، هـل تضعـون قـضيته في عـلبة الـديمقـراطية ، هـل أنَّ مسألة كـهـذه بحاجة إلى تـصويت ، ونحـن نعـلم أنَّ كـثيراً من تمثيلـيات التـصويت تبـرمج خارج قاعة الـتـصويت ، لـتكـتـسب أمام الملأ شرعـية الـتـصويت ! وبالتالي تعـلن نـتيجة التـصويت ، فـنصبح أمام واقع الـتـصويت ، ونحـن في الأساس مخـدوعـين بالتـصويت ! .
يا أخي ، أنتم تـقـولون أن أولـوياتكم هي الكـنيسة والإنجـيل ، طيب إبحـث في الإنجـيل هـل تجـد قـراراً إتخـذه الرب يوماً بالـتصويت الـديمقـراطـي ؟  إنَّ المنـطق الإلهي أقـوى من تـصويتكم البشري ، فـبأي تـصويت تـفـكـرون ومع مَـن تـتـكـلمون ؟
كان المفـروض أن تـقـدِّم لسيادة المطران باوي سـورو دعـوة الفـرح للحـضور إلى روما منـذ إنـتخابكم ، كان المفـروض أنْ تـقـدم له دعـوة للحـضور إلى حـفل تـنـصيـبكم ، أليس واجـب حـقاً الآن أنْ تـطـلب بل تأمـر سيادة المطران جـبرائيل كساب أن يدعـوه إلى سـدني للمشاركة معـكم في برنامج زيارتكم ؟ أرجـو أن لا تـقـول هـذا شأن يخـص المطران مار جـبائيل كساب ! فإذا كان الـبعـيـد !!! مدعـوٌ إلى مناسبتـكم ، فـكم بالأحـرى يكـون القـريب أقـرب وأقـرب بكـثير ؟ يا أخي نحـن البسطاء نفـكـر مثـلما يريـد ربنا المسيح فـما بالكم أنتم العـظماء ؟ ومع ذلك فالوقـت لم يَـفـتْ لأصحاب الـنيات السليمة والـنوايا الحـسنة ، ونحـن نـنـتـظـركم ، ولكم وللجـميع كـل الخـير .


240
لماذا لم يحـتـفـل الملـتـقى الكـلـداني الـثـقافي بعـيـد أكـيتـو في سـدني
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ـ 11 نيسان 2013
سبق للأصدقاء المستـقـلين / الملتـقى الكـلـداني الـثـقافي منـذ أشهـر أنْ نـظـموا برنامجاً للإحـتـفال برأس السنة البابلية الكـلـدانية 7313 من خلال إجـتـماعات عـديـدة ـ سبعة إجـتـماعات ـ مع مؤسسات المجـتـمع المدني وبضمنها الجـمعـية الكـلـدانية الأسـتـرالية بالإضافة إلى إجـتـماعَـين مع سيادة المطران جـبرائيل كساب المحـتـرم في مقـره ومكالمات هاتـفـية معه عـنـد إقـتـضاء الضرورة ، لـيُـقام الإحـتـفال أولاً بتأريخ 1 نيسان 2013 في منـتـزه ، ثم بقاعة الكـنيسة في اليومين الـتالـيَـين ، وبمحـضر مفـصل وــ موثق ــ قـُـدِّم إلى سيادته وأثـنى عـليه وأبـدى رغـبته الشخـصية للمشاركة فـيه ، إلاّ أنـنا إكـتـشـفـنا لاحـقاً وبعـد فـوات الأوان أنَّ ممثـل الجـمعـية الكـلـدانيةً الأسترالية المتردِّد أصلاً ، كان " دون عِـلمنا " يتـواطأ مع الـتـنـظيم السياسي ( المجـلس الـقـومي الـكـلـداني ) فـرع سـدني للقـيام بهـذا النشاط ، مخالفاً بنـود المحـضر المحـفـوظ عـنـد المطرانية . ولما لم يكـن ممثل الجـمعـية هـذا في موضع الثـقة والأمان ، أبلغـناه بالإيميل أنَّ شخـصاً مثـله لا يمكـنـنا التعامل معه ، وعـليه فـقـد تخـلـَّـينا عـن هـذا الـنـشاط تاركـين إياه لأي كان ... وإذا كان هـناك غـموض عـنـد من يهـمه الأمر ، سيكـون لـنا مقال مفـصل من ألـِف الموضوع إلى يائه .

241
رائع غـبـطة الـﭙاطـريـرك حـين إلـتـقـيتَ بـكهـنـتـك كـلٌ عـلى إنـفـراد

بقـلم : مايـكـل سـيـﭙـي / سـدني ــ 8 نيسان 2013   
إنَّ المثـل الشعـبي " شادّ حـْـزامَه " بالعامية العـراقـية يلـيق بغـبطة الـﭙاطريـرك لـويس روفائيل الأول الـذي أظهـر الهـِمة منـذ إعـتلائه موقع القـمة في ﭙاطريركـية بابل الكاثـولـيكـية للكـلـدانيّـين تـؤهـله ـ أطالها الله ـ مرحـلة عـمره الـيقـظة ، ورغـبته الـواضحة في تـرتيب الـدار ، فـرفعَ شعارات بإخـتـصار دون تـفاصيل واضعاً إياها عـلى المدار ، أما ماذا وراءها من أهـداف بعـيـدة المدى فلا تـزال في غـيهـب الغـسق تحـت مظـلة في مأمن من المطـر تـنـتـظـر الفجـر ، ولكـن غـبطـته يعـرف أنَّ الـدفأ لا يـدوم بحـرق الأخـضر من أوراق الشجـر مثـلما الألـوان لا تـُـمتحَـن تحـت أضواء القـمر ، ولسنا نـتـسرع لكـن الزمن عَـلـَّـمَـنا الحـذر لـنقـول :
إنَّ الكـمال لله وحـده ، لن نـنـدهـش إنْ تعـرّض أي قائـد إلى خـطأ من صُـنع البشر أو خـطـرٍ من مفاجآت الـقـَـدَر ، بل وحـتى في ميادين المَحـشَـر ( ومَن يريـد أن لا يخـطأ ، لا يعـمل ) ولكـنـنا لسنا نخـسر شيئاً إذا قـلـنا لـغـبطـته أنَّ بـسطاء الـقـوم يمكـن أنْ يكـونـوا علامات ، تـرشِـد إلى مسالك الطـرقات لا يألفها أصحاب المقامات ولا أساتـذة الجامعات ، وأجـدادنا لم يعـرفـوا معاهـدَ ولا كـَمْبرج ولكـنهم تخـرَّجـوا من سوربون الحـياة بشهادة دكـتـوراه الخـبرات ، وحـين نـذكـِّـره بأنَّ هـناك مَن يجـلس صامتاً في ظلال مَنسيّات قـد يكـون أكـثر صِدقاً وإخلاصاً من هاتف بحـياة فلان وعلان في المايكـروفـونات فـوق منابـرَ تحـت الإضاءات ، وأثـناء جـولاته سيرى الكـثيرون منهم والكـثيرات .
سـيـدنا الموقـر : رائعة أمنياتك بل إصرارك عـلى بناء بـيت الكـلـدان ــ كـما صرَّحـتَ إذاعـياً في 18 آذار 2013 وقـبْـلها في تـقارير منشورة دون أن توضح أي بـيت هـذا *ــ مبتـدئاً من مركـز الـدار متجهاً إلى صومعاته ثم سـورِه عـنـدئـذ يمكـنك الإنـتـقال منه بحـذر إلى حـدائق الجـيران متجـنباً المثـل الشعـبي المعـروف ... هـذا جانب أما الجانب الـثاني فإنَّ نـفـْـضَ غـبار الـسُـلــَّـم المنـتـصب يـبـدأ من درجـته ـ ﭙايته ـ الـعـلـيا وإلاّ فالجهـد ضائع إذا بـدَأ من أدناها فـيتـناثر ثانية عـليها . إنَّ أكـثر الـناس واجهـوا مواقـفَ وخاضوا تجاربَ وعاشـروا نماذجَ فإكـتـسبوا خـبرة أهـَّـلـتهم لإجـتياز طـرق وعـرة حـين مَـشوها ، وصاروا مشاعـلَ إنارة لآخـرين سالكـيها . 
في أحـد أيام حـياتـنا زارنا مفـتـش من قـيادة الجـيش إلى جـبهة الحـرب يرافـقه السيد آمر السرية وما أكـثر الســـــــــــــادة الـيوم ، سألـَـنا عـن ظروفـنا وإقـتراحاتـنا ، تكـلمتُ معه بـدماثة عـن طـول إجازة الجـنـدي كـل أربعة أسابـيع دورية في تلك الـظـروف الـقـلقة مقارنة بإجازة الضابط كـل ثلاثة أسابـيع ، ولكـن فاتـني ــ أنا الغـشيم ــ أن الســـــــــــيـد الآمـــــــــــــــر واقـف يسمعـني وسيضمر شيئاً لي ! أجابني المفـتـش بإحـترام قائلاً إنَّها نـظمٌ عـسكـرية معـمول بها منـذ الـقِـدَم ( متمسكاً بالأصالة دون التجـدد ) .... ولكي يترك عـندي إنـطـباعاً جـميلاً ، أضاف : سأنقـل رأيك إلى الـقـيادة . 
ولما غادرَتْ لجـنة الـتـفـتيش ، إستـدعاني الســــــــــــــيد الآمــــــــــــــــــر وقال لي : شـنو حـضرتـك ، تـريـد حالك مثـل حال الـضابط ؟ ولكـني حافـظـتُ عـلى ريشي وفي ذات الـوقـت أطـلقـتُ سهمي وأنا حـمَام وديع وأفـعى حـكـيمة مثـلما أرادنا ربنا المسيح فـقـلتُ : " كلاّ ، أردتُ أن أقـتـرح للمفـتـش إجازة للضابط كـل أسبوع ! أما نحـن الجـنود فـكـل ثلاثة أسابـيع ! " .... وسـواءاً صدَّقـَـني الســـــــــــــيد أم لا ، إلاّ أنه إرتخى قـليلاً وفي العامية (( تخـتخَ عـلى كلامي وكأنه يقـول وين ذاك الـبَخـَـتْ )) وقال : بابا ، ليش هـية ﮔـوتـرا ! ... وتـلك صارت لي عِـبـرة ، أنْ لا أرمي جـواهـري إلى القائـد أمام الســــــــــــــيد بالمرة ، لأنه يـدوس عـليها ...... .
تـذكـَّـرتُ تلك الـقـصة الـقـصيرة من ماضي حـياتـنا وأنا أقـرأ تـقـريـراً http://www.chaldeaneurope.org عـن اللقاء السنوي للكهـنة الكـلـدان العاملين في أورﭙا بحـضور الـﭙاطريرك حـين لـفـتـتْ إنـتباهي عـبارة تـصِفـكم وهي : 
(( بعـد لـقائه الفـردي مع كـل كاهـن عـلى حـدة )) !
أقـول ، حـسناً فـعـلـتم بل هـكـذا يجـب أن يكـون لأنـنا " وِلـْـدِ الـﮔـرَيَّة واحـد يعـرف أخـَـيَّه " ونعـرف نـفـسيته مع عـقـلـيته ، وأنـتم تعـلمون أنَّ ترقـية الموظـفـين تـقـررها جهات عـلـيا تعـتمـد عـلى مذكـِّـرة مدير الـدائـرة عـن كـل واحـد منهم .... مما يـضطـر أكـثرهم إلى المحاباة ضد إرادة الله والتملق الرخـيص والـتحـفـظ عـن الكلام وتحـمُّـل المـذلة والسكـوت عـن الحـق وكـبت الأنـفاس أمام الســــــــــــيد المدير ــ وإشتـراكات ثـنائية في أمور ، لعـنة عـلى الزمن ! ــ وكـل ذلك عـلى حـساب الـكـرامة الـذاتية .... وحـتى الموظـف الـكـفـوء والـواثـق من خـطـوِهِ والمعـتـز بقـدراته يـردد قـول الـمتـنبي :
لا يسـلم الـشرف الـرفـيع من الأذى         حـتى يُـراق عـلى جـوانبه الـدم
بل وقـد يحـدث العـكـس تماماً وبالضبط حـين يُـرفع أعـرج فـوق سُـلـَّم لـيصبح عالـياً وعـنـدنا أمثـلة وأمثـلة ! ولا أظـنكم بحاجة إلى شيء منا ، فـجـولاتـكم كافـية .
نحـن نكـتب عـن تجارب شخـصية وإخـتبارات في حـياتـنا الوظـيفـية ممكـنة الحـدوث بل تحـدث عـنـد أرقى المؤسّسات العائلية ، لـذا فإن لـقاء الـقائـد الأعـلى مع الضباط وحـتى الجـنود كـل عـلى إنـفـراد ! هي ممارسة صائبة ومفـيـدة تـتيح الـفـرصة لكـل منهم كي يعَـبِّـر عـما يجـول في خاطـره من كلام أكـيـد ، ويخـتلج في صدره من صـفاء نيةٍ وأمل جـديـد ، ولـنعـتـبرها هـمساتٍ بـين إثـنين عـلى منبر الإعـتـراف العـتيـد ، لـن تـثـيرَ ولا تــُـزعِـج أحـداً إلاّ ذلك الـذي يخاف تساقـط العِـقـد من الجـِـيْــد .
وفي الخـتام هـناك شيء يخـطـر عـلى بالـنا ، إنَّ دستـور الكـرسي الأنـطاكي منشور عـلى الإنـتـرنيت أمام الناس عامة ، فـلماذا لا تـنـشروا أمامنا نحـن رعـيتـكم القانون الكـنسي ــ مجـموعة القـوانين الشرقـية لـيكـون لـنا دلـيلاً ومقـياساً يمكـنـنا أن نسترشـد بنـوره ونساهم في تـقـويم المتعاجـزين عـن تـطـبـيقه والزائغـين عـن مساره بل وترشـدونـنا إلى الأخـذ به عـلـناً كي نساهم معـكم وعـنـدئـذ تـرَون كـيف تستـقـيم الأمور . فالـﭙاﭙا السابق أرسل بتأريخ 22 آب 2012 http://www.kaldaya.net/2012/Articles/08/40_Aug29_AnnKoryan.html رسالة إلى المنتـدى العام للحـركة الكاثوليكـية  في رومانيا يوضح فـيها أنَّ العـلمانيـين مسؤولون أيضاً عـن كـيان الكـنيسة وعـملها ، ودعا إلى تغـيـير النظرة وخـصوصاً فـيما يخـصّ دَور العـلمانيـين والذين يجـب " إعـتبارهم أشخاصاً مسؤولين فـعـلياً عـن كـيان وعـمل الكـنيسة وليس مجـرّد معاونين للإكـليروس " هـذا من جهة ، أما قـداسة الـﭙاﭙا الجـديـد فـرنسيس من جهة أخـرى فإنه بكـل تأكـيـد جاء بتـواضع من أجـل الـبناء لـيكـمل خـطـوات سابقه ونحـو الأمام إلى الهـدف المنـشـود ، بل يـبـدو ذو إيمان بكـل فـرح ، وإنـفـتاح بإنشراح .   


242
الـﭙـاﭙـا فـرنسيس الـيسوعي وثـقافة الـشعـب

إن وعي الشعـوب هـو الـذي يحـدد مستوى قادتها !!



بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني  

إن إنـتـشار الشبكات الإلكـتـرونية الـيوم عَـبر الأثير هـو أحـد ثمار الـنهـضة الأورﭙـية عـلى يـد قادة الـثـورة الفـلسفـية والعـلمية والمعـلوماتية ، والتي إخـتـصرتْ الجـهـود وقـصَّرتْ المسافات وقـلـصتْ الأزمنة بل ألغـتْ قـيمة مفاهـيم كالسرعة والـبُـطء والحـدود وكأنَّ العالـَم أمسى مدينة صغـيرة يمكـن الـتـنـقـل بـين أزقـتها المضيئة دونما حاجة إلى تأشـيرة دخـول أو وسائط نـقـل ، فـتجـتمع القارات وساكـنوها خلال ثـواني عـلى لـوحة الـكـومـﭙـيوتـر ، ولكـن هـناك شعـوباً لا تـزال تـتـداول في قـواميسها كـلمات كالإستعـجال والتأخـر والإنـتـظار وتعال غـداً .

لـقـد غـلـبتْ المنهجـية العـلمية في القارة الأوروﭙـية بـتـكـنـولوجـيتها فـتعاملتْ مع ماديتها وروحانيتها فأنجـبتْ شعـباً مثـقـفاً واعـياً يستـخـدم عـقـله فـيـدرك حـياته ويـنـتبه لِما يـدور حـوله ويتعامل بمنـطـقه ويميِّـز بَـديهـياته ، فـنـراه يحـتـرم الـقائـد ولكـنه لا يسجـد له ، يرفـض صكـوك الـغـفـران ولكـنه يتبرع لـفـقـراء العالم ، أبعَـدَ الخـرافات عـن فـكـره ولكـنه إقـتـرب من الـواقع الملموس فـطالب بحـقـوق الإنسان وحـريته . أما عـلى المستـوى الروحي فـقـد قـفـزتْ ثـقافـته عـلى مفاهـيم اللاهـوت الـقـديمة لـيُـقـدِّم لـنا لاهـوتاً عـصرياً يتـناسب والـتـطـوّر الـفـكـري للإنسان .  

فـقـد إستمعـتُ إلى محاضرة كاهـن عـراقي كاثـولـيكي دومنيكي معاصر ــ درس في أورﭙا ــ وهـو يفـسر المقاطع الأولى الـبسيطة من سِـفـر الـتكـوين ، أعـجـبتـني مثـلما أدهـشتـني وفي الـنهاية إنـفـردتُ معه فـسألـته ــ وفي نيتي أنْ أجـيـب عـلى سـؤالي بنـفـسي ــ وقـلتُ له : لـو أنك قـدَّمتَ هـذه المحاضرة قـبل خـمسين سنة في ألـقـوش مثلاً ! أتـدري ماذا كان يُـقال عـنك ؟ لم ينـتـظـرني الكاهـن ! بل أجاب بنـفـسه مباشرة وقال : سـيقـولـون عـني شـيوعي .  


إن المسيحـية إيمان وممارسات في عالم واسع المساحات ، حـدثـتْ فـيها أخـطاء شخـصية إبّان العـصور الماضية المظـلمة حـين كان رجال الـدين مهـيمنين عـلى حـياة ومقـدرات الشعـوب ولكـن معادلة الـيوم تغـيَّـرتْ بعـد أنْ تأثـرَ قادتها اللاحـقـون بالنـقـلة الـنوعـية الأورﭙـية وبـوعي الشعـوب وصاروا يواكـبون الزمن ويـتابعـون حاجاته المرحـلية بمنـظارها الـﭙانـورامي ولم يعُـد بإمكانهم تـكـرار تلك الممارسات التي شـوَّهـتْ صورة المسيحـية لحـقـبة من الـزمن ، وعـليه فـقـد جاء الـﭙاﭙا يوحـنا ﭙـولس الـثاني نموذجاً رائعاً من بـين القادة الـكـنسيّـين الأفـذاذ ، فـكان ضرورة لعـصره وأنجـز بنجاح المهام التي تـطـلـَّـبتها مرحـلته بالإضافة إلى إعـتـرافه بأخـطاء الكـنيسة ، وإعـتـذاره الشخـصي بـدلاً عـن مرتـكـبـيها جـميعاً ، وهـكـذا كان بَعـدَه قـداسة الحـبر بـينـدكـتـوس السادس عـشر لـيواجه معـضلات عالمية من نوع آخـر فأعـطى جـلَّ طاقـته حـتى إستـقال لـيواصل المهام الـﭙـاﭙـا فـرنسيس رئيس الـكـنيسة الـكاثـولـيكـية المنـتخـب في 13 آذار 2013 الـذي لم يألُ جهـداً منـذ أيامه الأولى ، إلاّ ويستـثمره بكـل محـبة وإخلاص وبـذل الـذات لأجـل السير بها نحـو أهـدافها المرسومة بـذكاء وحـرص .



إنه يقـتـفي آثار يسوع المسيح ويترجم وصاياه وتعاليمه إلى عـمل بما يستـطيعه وتـصل إليه يـده ، إنه يكـلم البشرية بـرزانة وبساطة معـتبراً الـناس وُدعاء مثـقـفـين يعـرفـون المنـطق . لـقـد أتى هـذا الحَـبر من أرجـنـتين اللاأورﭙـية متشبعاً من بساطة شعـبه ومترفـعاً فـوق أبَّهة عـصره فـيتـنـقـل بواسطة وسائل النقـل العام كـما تخـلى عـن شَغـل مقـر إقامة الأساقـفة الفخم في بوينس آيرس . لـقـد كانت أولى عـلامات تـواضعه حـين أطـلَّ من شـرفة الـبركات / البازيليك الـﭬاتيكانية عـلى المؤمنين المتجـمعـين لـتحـيتهم للمرة الأولى في 14 آذار عـنـد الساعة 20:22عـقـب إنـتخابه وخـطـب قائلاً : أطلب إليكم أن تـصلوا إلى الرب لكي يـباركـني ، صلاة الشعـب لـطلب البركة لأسقـفه ، فـلـنـقـم بهـذه الصلاة بصمت ، وفي لحـظة صمت إنحـنى الـﭙاﭙا لينال بركة الشعـب .....  وهـنا تكـمن عـظمة الشخـص المتـواضع حـين أبـدى حاجـته إلى صلاة المؤمنين أولاً وليس الـعـكـس كـما يفـعـل الـكـثيرون وبتـكـبُّـر !.



وفي 16 آذار قال الـﭙاﭙا فـرنسيس للصحـفـيـين : المسيح هـو المحـور ومن دونه فإن الكـنيسة والـﭙاﭙا ليسا شيئاً ، وأنَّ تـقـديم أخـبار الكـنيسة من وجهة صحـيحة هـو أمر هام ، ورغـم إنـتـشارها فإن الكـنيسة ليست واقـعاً سياسياً ، هي شعـب الله المقـدس ومن خلال الـنظر من هـذه الوجهة فـقـط يمكـنـنا أن نـفهم ما يجـري في الكـنيسة . لكـنـنا نرى الكـثيرين ــ وهـم عـلى دراية ــ قـد جـعـلوا من مُجـمَّع الكـنيسة منبراً دعائياً ومرتعاً لـنشاطات تـنـظيمات سياسية مكـتسية بـرداء إجـتماعـي للـتموية عـلى الـبسطاء ، ودون أنْ نـفهم ما يجـري في الكـنيسة من مقايضات حـيث لا شيء لـوجه الله !! .

وفي 19 آذار يوم الإحـتـفال في الـقـداس بَعـد تـنـصيـبه قال : هـذا ما طلبه الله من داود ، كما في الـقـراءة الأولى ــ الله لا يريـد بـيتاً يـبنـيه الإنسان بل يريـد الأمانة لكـلمته ، لمخـططه ، والله نـفسه يـبني البـيت مستخـدماً حجارة حـية مطبوعة بروحه ودَعـونا لا نـنسى أبـداً أن السلطة الحـقـيقـية هي الخـدمة . إلاّ أنّ حـياة آخـرين خـلتْ و تخـلـَّـتْ عن روحانية الله وأمانة كـلمته ، وطـغـتْ عـليها المادِّية بحجة بناء بـيت لله وسياجه ، وما أدراك ما خـلف السياج .



وفي كـلمة وجَّـهها يوم الأربعاء 20 آذار إلى الممثـلين عـن الجـماعات الكـنسية والهـيئات المسكـونية الـدولية والـديانات غـير المسيحـية الـذين إستـقـبلهم في قاعة كـليمنـتينا في الـﭬاتيكان قال : أحـيـيكم جـميعًا وأشكـركم بحـرارة أيها الأصدقاء الـذين تـنتـمون إلى تـقالـيد دينية أخـرى ، أولاً المسلمون الـذين يعـبدون إلـهاً واحـداً حـياً ، يجـب أن نـدع الـتعـطـشَ للمطلق حـياً في عالمنا ، من دون أن نـدعَ تهـيمنُ رؤية الكائن البشري المبنية عـلى بعـد واحـد ، الـتي وفـقاً لها يتخـذ الإنسان حجـم ما ينـتجه وما يستهلكـه ، وهـذه واحـدة من أخـطر المعاثـر في عـصرنا . ولكـن الـبعـض لم يعُـد المطـلق في جـدول أعـماله بل بُـعـداً واحـداً متـناسباً مع الظاهـر من وزنه فـقـط ، يستهلكـون ولا ينـتجـون !.



وكان غـبطة الـﭙاطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكـو قـد إلـتـقى في صباح يوم الخميس 21 آذار 2013 بالـﭬاتيكان قـداسة الـﭙاﭙا فـرنسيس ودعاه لزيارة العـراق كما فـعـل القـديس فـرنسيس الأسيزي الـذي سافـر إلى الشرق وإلتـقى السلطان مالك الكامل ، مضيفاً : هكـذا نأمل أن يأتي الـﭙاﭙا إلى العـراق ليثبتـنا في الإيمان ويعـطي لجـماعـتـنا الصغـيرة في أرض إبراهـيم الشجاعة والرجاء ....  فـفـرَحَ قـداسته كـثيراً بهـذه الدعـوة . وفي حـديثه مع قـداسته طلب غـبطته منه أن يتكـلم عـن المسلمين ويلتـقي معهم ، كما كان يفعـل القـديس فـرنسيس مشددًا عـلى أهـمية الحـوار الـديني لأنّه عـندما يتحـدث رئيسُ الكـنيسة إلى العالم الإسلامي ، سنُـقـيـّم نحـن المسيحـيون وسيحـترمنا الناس . الـبعـض يسافـر تمـلـقاً وتحـسُّـباً وتلافـياً ودرءاً عـن كـشوفات محـتـملة لـصفـقات مثيرة .  



أما في يوم الخـميس 28 آذار فـقـد إحـتـفل الـﭙاﭙا فـرنسيس بعـيد الفـصح بطريقة غـير مسبوقة في أحـد سجـون روما عـندما أقـدم عـلى غـسل أقـدام مسجـونين بـينهم فـتاتان إحـداهـما مسلمة من صربـيا وذلك لأول مرة في أجـواء طغى عـليها الخشوع وقال : أنه أتى لـيقـوم بتلك الخـطوة من كـل قـلبه كـكاهـن وأسقـف ، وأضاف مخاطـباً الفـتيان والفـتيات الإيطاليـين وغـيرهم من المسيحـيـين وغـير المسيحـيـين : إن المسيح أتى إليكم ليخـدمكم ، فـكـروا في ذلك ملـياً هـل نحـن حـقاً مستعـدون لـنخدم الآخـرين ؟

المحافـظـون الـتـقـلـيديون إستهجـنـوا العـمل هـذا ، لـيس كـُـرهاً بل تحـفـظاً ، وآخـرون لـيـبرالـيّـون مدحـوه لا تملقاً وإنما شمولـية وإنـفـتاحاً ، وفي كـلـتا الحالـتين فالشعـب يعـبِّـر عـن شعـوره بـوعي وإدراك ويعـرف ماذا يقـول وليس إنجـرافاً عـمياوياً . ولكـن هـناك شعـوباً تـقـبل أن تكـون كالـبلهاء لا تـفـكـر عـميقاً ولا سـطحـياً ولا تميـز الرياح الشرقـية من الـغـربـية . إن وعي الشعـوب هـو الـذي يحـدد مستوى قادتها !! .


243
نحـتاج إيـضاحاً من الإخـوة خـبراء اللغة المحـتـرمين

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني

بتأريخ 24 آذار 2013 نشر الأخ عادل دنـو مقالاً عـن الـندوة التي أقـيمتْ في نادي بابل الكـلداني تحـت عـنوان ( أهـمية اللغة الام والحـفاظ عـليها ) http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,653017.0.html ذكـرَ فـيه كل ما دار أثـناءها . وسبق أنْ نشرنا بتأريخ 21 آذار 2013 مقالاً تحـت عـنوان : السريانية في نـدوة بـين الآثـورية والـكـلـدانـية / سـدني http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,652564.0.html حـول المناسبة نـفـسها ، جاء فـيه :


أنَّ ثلاثة من إخـوانـنا الآثـوريّـين مع عـدد مماثل من الكـلـدان وجـميعـهم لهم باع طـويل وخـبرة واسعة بلغـتـنا ، إشـتـركـوا في نـدوة بإدارة الأخ ولسن يونان مدير القـسم الآثـوري في إذاعة ( SBS ) في نادي بابل الـكـلـداني في يوم 19 آذار 2013 تباحـثـوا خلالها موضوعاً شـيقاً هـو لغـتـنا الـقـومية والـتي سَـرَّهم أن يطـلقـوا عـليها إسم ــ سـريانية ــ كأمرٍ مسـلـَّـم به مسبقاً دون الـتـطـرّق إلى معـناها وجـذورها .  

وفي مقالـنا المشار إليه أوردنا الـفـقـرة الـتالية :

(( كـنا نـتـوقع من الإخـوة المحاضرين أن يـعـطـوا تـفـسيراً لكـلمة السريانية ، متى وكـيف تغـلغـلتْ بـين زحـمة مفـردات لغـتـنا الكـلـدانية ، هـل هي صحـيحة أم بـديلة أم إبتـكارية ، هـل هي مرحـلية سياسية أم أصيلة تأريخـية ، وعـنـدئـذ تكـون الـنـدوة مشـوّقة بهـية ، تـثار عـنـدها أسئلة عامة وأخـرى منـطـقـية بإثارة جـدلية ، إغـناءاً للحاضرين ولمعـلوماتهم العـلمية )) إنـتهى .  

إن الـنـظام الشمولي السابق في العـراق نـكـر هـويتـنا الـقـومية وإستهـزأ بنا حـين وصفـنا بـ (( الـناطـقـين باللغة السريانية )) لاغـياً أصالـتـنا وتجـذرنا في العـراق وطـنـنا وكأنـنا غـرباء عـلى قارعة الـطـريق ، تعَـلــَّـمْـنا مفـردات من جـيرانـنا فأصبحـنا ناطـقـين بها ! والكـل يعـلم أنَّ مصير أيِّ معـترض عـليها حـينـذاك يكـون في قـعـر أحـواض حامض الـنـتـريك المركـز ــ تيـزاب ــ أما الـيوم فإن الـناس يمكـنهم أن يـتـنـفـسوا قـليلاً ، ورغـم ما آلتْ إليه الأوضاع من تـدهـور إلاّ أنَّ شـبكات الإنـتـرنيت والمواقع الإلكـتـرونية سحـبتْ الـبساط من تحـت صحافة السـلطة الـدكـتاتورية المغـلقة ، وإعـلام الأنـظمة الإقـصائية الـفـردية فأصبحـوا أحـراراً يكـتبون كـل ما يعـتـقـدونه وفي ذات الـوقـت يرحـبـون بأي رد عـلى ما يـنـشـرونه .  
 
الكـلـدان لا يسمون لـغـتهم إلاّ الكـلـدانية منـذ طـفـولـتهم وطـفـولة آبائـهم وأجـدادهم وفي أروقة كـنائسهم ، أمّا ما يُـروَّج عـن تسميات أخـرى لها فلا تخـصهم ، وهـنا نـتساءل : هـل يـبقى بعـض الكـلـدان العارفـون بالتأريخ يستعـيـنون بـتسمية لا تعـبِّـر عـن كـيانهم ؟ وللإخـوة المحاورين في الـنـدوة نـقـدّم إيماءة بسيطة عـن بُـعـد ، ودليلاً لهم للـردّ عـلى مقالـنا ، فـنـذكــِّـرهم بأنَّ العـرب يتـكـلمون بالعـربـية ، والإنـﮔـليز بالإنـﮔـليـزية ، والصينيّـين بالـصينية ! فـمن هم أولـئـك الـذين يتـكـلـمون بالسريانية ؟ ومثـلما أكـدتُ في مقالي السابق أنـَّـني لستُ أمسُّ الإخـوة السريان الحالـيّـين أبـداً وإنما المسألة دراسة تأريخـية وإستيضاح من المتخـصّـصين أبناء أمتـنا الـكـلـدانية .

لـذا نهـيب بالمحاضرين الكـرماء إخـوتـنا الخـبراء المشار إليهم وهـم واثـقـو الخـطـوة ــ وغـيرهم من العارفـين ــ أن يتـفـضلوا بالإجابة عـلى تساؤلاتـنا الواردة في مقالـنا وهم مشكـورين سـلفاً ، وذلك فائـدة لـنا ولكل الـقـرّاء ويُـبـيَّـنـوا منابع هـذه الـتسمية وأسبابها بشـفافـية ، آخـذين بنـظـر الإعـتـبار ــ إحـتمالية ــ ورودها في يوم ما كـحاجة مرحـلية ، أو نـتيجة خـطأ عـفـوي غـير مقـصود بسوء نية ، وهـل هـناك مَن يضـطـرّنا إليها الـيوم بالإجـبارية ؟ وإذا كانت الإجابة الصحـيحة صعـبة الإعـتـراف بها فـلـيتـركـوها ، ولهم خالص الشكـر .  

244
المؤتمر الـقـومي لـلـكـلـدان في مشيـﮔان وتجارب الماضي لا تـقـبل الـنسـيان

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ــ 24 آذار 2013
بعـونه تعالى سـيُعـقـد في ولاية مشيـﮔان الأميركـية / ديترويت المؤتمر الـقـومي الكـلـداني العام بتأريخ 15 آيار 2013 ولمدة خـمسة أيام لـبحـث أحـوال الـكـلـدان بالـدرجة الأولى في الـوطـن الأم ، ثم لِما يخـصنا وارداً إلينا أو صادراً منا نحـن الكـلـدان في المهـجـر من الـبـلـدان .
حـضرنا مؤتمر الـنهـضة الـكـلـدانية في سان ديـيـﮔـو الأميركـية قـبل سـنـتين من الآن ، والـذي كـنا قـد تـلقـينا دعـوة مباشرة من القائمين به دون معـرفة شخـصية الأكـثرية منا وإنما إستـناداً إلى تقـيـيمهم لمشاعـرنا من خـلال مقالات بعـضنا أو بتـوصية من غـيرنا الـذين يعـرفـونـنا ، فـكان من بـينـنا منـتمون إلى هـذا الـتـنـظيم أو ذاك ، وآخـرون مستـقـلون فـحـضرناه ــ كحكـماء بـدون تجـربة ــ كما أوضحـتُ لـبعـض الإخـوة لاحـقاً ، وكـتبنا الـكـثير عـن يومياته وفـعالياته وكـرَمِ الـقائمين به والمؤازرين له ، نشرنا كـل ذلك في حـينه ، وفي ذات الـوقـت نبَّهـنا إلى سـلبـياته فلا يـوجـد عـمل متـكامل ، وإلاّ ما كان المسيح يقـول : ( كـونـوا كامـلين كـما أنّ أباكـم السماوي هـو كامل ) ،
كانت إحـدي أمنيات المشاركـين أن يُعـقـد المؤتمر الـتالي بعـد سـنـتين في مكان آخـر ، وكم كان بـودّنا أن يكـون في أستراليا ، والرجال المؤهـلون له جاهـزون وحـتى الـيوم ، إلاّ أنّ تربة سادة الـقـوم الـتـقـلـيديّـين ليست خـصبة لهـكـذا مشروع ، والـتي نـوّهـنا عـنها مراراً وقـد نـكـررها لاحـقاً ، ولكـن والحـمد لله فإن المؤتمر سـيُعـقـد فـعلاً بعـد سـنـتين في ديترويت وكأنه جاء متـواصلاً مع الأول ومحـقـقاً الأمنيات ، إنهم أهـلـنا لا فـرق بـينـنا ، وسيحـضره كـلـدانيون من دول عـديـدة .
المؤتمر المزمع عـقـده في آيار القادم أعـدّ له بصورة أفـضل ، فـهـناك لجـنة تحـضيرية تجـتمع دورياً لمدة عام كامل وأكـثر ، مؤلفة من المستـقـلين ومنـتمين إلى أحـزاب سياسية مع متبني المؤتمر مشكـورين أعـضاء المنبر الـديمقـراطي الـكـلـداني الموحـد ، إلاّ أنه غاب عـنها ممثل الحـزب الديمقـراطي الكـلـداني ، فـهـذه نسجـلها من غـرائب الأمور للمحـسوبـين عـلى اللجـنة الـتحـضيرية ومـدعـوين إلى المؤتمر من الكـتـل السياسية ذات الـتـواجـد في العـراق . ولا شك فإن التجـربة الأولى زوّدتـنا بخـبرة نـقـلـناها بإيجابـياتها وسـلـبـياتها إلى معـدّي المؤ تمر الـثاني هـذا ، لتجاوز ما يمكـن تجاوزه من سلبـيات وتـطـوير ما يمكـن تـطـويره من إيجابـيات .
لـقـد كان الجـو المخـيم عـلى اللجـنة التحـضيرية أثـناء إجـتماعاتها الـدورية أخـوياً حـوارياً ديمقـراطـياً ، ولكـنهم لم يكـونوا ملائـكة وإنما شأنهم شأن الإخـوة ، حـيث أفـراد الأسرة في الـدار الـواحـدة ، لا بـد من نـقاش حاد أحـياناً وجـدال أوقاتاً أخـرى ثم الإعـتـذار والـتراجع وتغـيـير الرأي الخاطىء برحابة صدر والـتوديع بإبتسامة وسلام في نهاية المطاف .
ناقـشت اللجـنة التحـضيرية أسُساً أولية كالـدعـوات الموجهة إلى أفـراد وتـنـظيمات ، وسياق العـمل أثـناء إنعـقاد الجـلسات والتعامل مع البحـوث المقـدمة إلى المؤتمر ومسائل أخـرى من الثانويات ، أما الأمور اللوجـستية فـقـد تـكـفـل بها المنبر الموحـد مشكـوراً فـهـو صاحـب فـكـرة المؤتمر .
أمنيتـنا أن يسير المؤتمر إلى الأمام بخـطـواته الحـثيثة التي بـدأتْ بالعـد الـتـنازلي إقـتـراباً من موعـده آملـين لمتبنيه والمشاركـين فـيه كـل الخـير .
 


245


السريانية في نـدوة بـين الآثـورية والـكـلـدانية / سـدني
وجـهة نـظـر مستـقـلة

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني

الحـقـيقة واحـدة ، إن وُضِـعـتْ تحـت الشمس لمعـتْ وإن باتتْ عـلى الظـل خـفـتـتْ ، وإنْ أخـفـيناها بـيـدِنا نـكـون قـد أعـدَمناها وإدّعـينا بأنّها تـوارتْ ثم ضاعـتْ . فالحـق مُـرٌ المـذاق يصارع الـتـلـفـيق ولا يحابي الرفـيق ، والـبديهـيات لا تجامل الشقـيق ، ومثـلما السامِريُّ داوى جُـروحاً بالمَروح ، هـكـذا الغـموض يُـدحَـض عـنـد الوضوح .

بـدعـوة شخـصية مشـكـورة من الإعلامي الأخ ولسن يونان مدير القـسم الآثـوري في إذاعة ( SBS ) الأستـرالية لـبّـيتُ وحـضرتُ نـدوة مسائية حـول لغـتـنا في قاعة لانـتانا ــ نادي بابل الـكـلـداني بتأريخ 19 آذار 2013 أدارها الأخ ولسن نـفـسه بكـفاءة عالية مُـقـنـناً الوقـت لستة رجال خـبراء محـتـرمين لهم باع جـيـد في هـذا الحـقـل إستمرت مع الإستـراحة والأسئلة ما يقارب الساعـتين . لاحـظـتُ جـلوس المتكـلمين خـلف الـطاولة الأفـقـية الواسعة بتسلسل مـدروس أمام الحاضرين ، فـثلاثة من الإخـوة الآثـوريّـين يكافـئهم ثلاثة ممن يُـعـرَفـون كـكـلـدانيّـين جـلسـوا بالتعاقـب أمام الحـضور ( آثـوري ← كـلـداني ←...... ) إتسموا بإلـتـزام لـيِّـن وهـدوء مُبـين .

الأخ ولسن معـروفة لـباقـته اللغـوية بلهجـته الآثـورية في هـكـذا مناسبات جـماعـية أو مقابلات إذاعـية ثـنائية ، وإستخـدامه المصطلحات بلغـتـنا الـفـصحى ، غـير المتـداولة في الأوساط الشعـبـية وبالأخـص عـنـدنا نحـن أبناء القـومية الكـلـدانية ولكـنه ذكيٌّ يعالج الموقـف فـيلحـقـها بترجـمتها الفـورية بالعـربـية لـيوضح الغـوامض في أغـلب الأحـيان بصورة آنية .

كان عـدد الحـضور بحـدود 60 شخـصاً غـلب عـليهم الـرجال حـين عـرض الأخ ولسن تـوطـئة أولية مبـيناً غاية الـنـدوة هي طرح الآراء حـول كـيفـية الإرتـقاء بلغـتـنا وإحـيائها إلى المستـوى الـذي نـطمح إليه والإستماع إلى الإخـوة المتكـلمين دون فـرض رأي بصيغة أمرية ، فـبـدأ بنبـذة مخـتـصرة عـن السيرة الـذاتية للمُحاضر الأول مشيراً إليه بكـياسة إلى أنَّ الوقـتَ المخـصص له محـدود بدقائق لا تـتجاوز العـشر ، وهـكـذا برزانة مع باقي المحاضرين حـسب أدوارهم المتسلسلة ، ثم إزداد عـدد الحـضور حـتى تجاوز الـ 75 شخـصاً .

طـُرِحَـتْ آراء جـميلة وخـُـطَـط عـمل بـديعة أكـثرها مشجعة ولكـنها ليست جـديـدة بل متـداولة بـينـنا بصورة عـفـوية وتكاد تكـون يومية فـكانت الـنـدوة سطحـية لا تـُـشـبع طـموح الأكـثرية ، فالإخـوة المحاضرون لم يغـوصـوا في أعـماق لغـتـنا الـتأريخـية ، ومن جانبي أعَـلـِّـل ذلك لسبَـبـين : (1) إما أن الأرض صخـرية والحـفـر فـيها بالوسائل التـقـلـيدية لا تـُجـدي أية نفـعـية ، وليس عـنـدهم غـيرها في المرحـلة الحالـية (2) أو أنها طـينية فـزيادة الـتعـمُّـق فـيها قـد تـفـيض عـليهم مياهها الجـوفـية فـيَـبْـتـلون بغـرينها وتـذهـب الجـهـودُ سُـدىً وهـدراً ، في وقـت ليسـوا يهـتمون بالبحـث عـن مناجـمها بل الـتبخـتر المؤقـت مشياً فـوقها .  

إن الآثـوريّـين عامة ترتسم عـلى وجـوههم ونبرات صوتهم مشاعـر قـومية آثـورية لأسباب معـروفة ( وإذا تسأل عـن هـوية أياً منهم وأينما يكـون ، يقـول لك : آنا آطـورايا ! ) حـتى أولـئك المولـودين في أسترالـيا أو الحـبانية ، إلاّ أنـنا نلاحـظ تجـنـبهم المصطلحات العـربـية ولا أدري عـلـتهم منها وهم يتـثـقـفـون ويكـتبون دساتيرهم بها ( وإنْ إضطـروا لبعـض المفـردات ، يستعـينون عـلى الأغـلب بالإنـﮔـليزية ! ) متـناسين دَور الإنـﮔـليز الـقـذر معهم عَـبر التأريخ حـين أوقـعـوهم في فخاخ ومطـبّات دينية ودنـيوية ! وجـعـلوا منهم ــ متهـمون ــ في نـظـر الماضي من الحـكـومات الـوطـنية ، فـتبعـثـرَ بعـضهم متغـرباً وإستـتـرَ الآخـر عـنـد إخـوانهم عـلى الأراضي العـراقـية ، ولكـن بعـد خـراب الـبصرة زارعـين في أذهانهم أفـكاراً سـلـبـية ما بـرحـوا حـتى الـيوم يعانـون من آثارها الـنـفـسية ، بل وبسبـبها وتـداعـياتها صارت لهم مواقـف سـلـبـية تجاه إخـوتهم أبناء الـقـومية الكـلـدانـية .  

أما الإخـوة المحاضرون الـكـلـدان لستُ أنـكـر مشاعـرهم القـومية ولكـنها ( مغـطاة تحـت تراكـمات غـبار الأزمنة الماضية ) حالهم مثـل حال كـل الكـلـدان يتكـلمون دون أن تـنبعـث من بـين ثـناياهم إشعاعات كـلـدانية ، خاصة وهُـم معـلمون ومحاضرون وكـُـتاب وقادة إجـتماعـيّـون بل وشمامسة يقـرأون ويرنمون ويحـضرون في الكـنائس الكـلـدانيّة ، ولا نخـفي فإنَّ لهم أسبابهم الـداخـلية .
لـقـد لاحـظـتُ المحاضرين الكـلـدان يحاولون الـتـكـلم بمصطـلحات فـصحى ولكـن بتـصنـُّع ملحـوظ وَ تأني منـظـور ولستُ أعـيـبهم عـليها فـهـذا واقع أبناء الأمة الكـلـدانية ، بل أنَّ أحـد المحاضرين لم يستخـدم مفـردات الفـصحى كـثيراً إلاّ أنَّ لهجـته العامية كـلـدانية صرفة ، بـرّاقة كالشمس وكأنه بـين أصدقائه في محـلة ألـقـوشية .

يُـفـتـرض بنا نحـن الكـلـدان أنْ نحاكي إخـوتـنا الآثـوريّـين لا تـنافـساً بل غـيرة إيجابـية فـنذكـر إسم قـوميتـنا بإفـتخار وإقـدام برأس مرفـوع بجـدّية ( دون أن نسجـل ذلك نـصراً لـنا ) بل نجـعـلهم ينبهـرون من إعـتـزازنا بقـوميتـنا الكـلـدانية ، مثـلما نحـن نمتـدحـهم عـلى مشاعـرهم الـقـومية ، وإنْ لم يُـسِـر ذلك أحـداً من أي طـرف فـتلك مشكـلته الشخـصية وهـو حـر في معالجـتها أو المعاناة منها ، عِـلماً أنـنا تـربَّـينا عـلى تربة واحـدة وشربنا من نهـر واحـد وتـنـفـسنا هـواءاً واحـداً وأكـلنا ذات الثمار من بساتينها الـطـبـيعـية .  

لـفـتَ سمعي إلى الأخ المحاضر الأول حـين قال أن باحـثاً مُـطـلعاً عـلى لهجاتـنا المتـنوّعة وزّعـها إلى أربع مجاميع رئيسية ، وإنْ لم تخـني ذاكـرتي كانت كما يلي : أورمي ـ تركـيا ـ سـوريا ـ الجـنوب ويقـصد زاخـو حـتى تلكـيف . إنَّ هـذا لـيس خـطأ من وجهة نـظـره ، إلاّ أنـنا إذا إعـتمدنا مقايـيـسنا المحـلية يمكـنـنا أن نـقـسمها إلى أكـثر ، وذلك بسبب الـتأثيرات الزمانية والمكانية ، وكمثال عـلى لهجة الجـنوب فإن زاخـو وفـيشخابـور تخـتـلف عـن ألقـوش وتـتميَّـز عـن تلكـيف ، كما أن لهجة شقلاوا متباينة عـن عـقـرة ... ولكـن هـناك بعـض التـشابه مثلاً بـين عـقـرة وفـيشخابور .  

المحاضر الثاني تكـلم بالتـفـصيل عـن حـبه للغـتـنا وأسهـبَ في عـبارات شحـذ هِـمم الأجـيال القادمة للإقـدام عـلى تعَـلـُّـمِها وهـكـذا كان الثالث مشيداً بضرورة تعـلـُّـمها قـبل ضياعـها ، أما الرابع فـقـد بـدا متـفائلاً بفـضل التكـنـولوجـيا الإلكـتـرونية الحـديثة وما وفـرته من سهـولة نقـل المعـلومات بلغـتـنا وحـروفها الأبجـدية ، ثم كان دَور الأخ الخامس الـذي شجع التعـلم عَـبر المدارس الـنـظامية ، حـتى جاء المحاضر السادس فـتكـلم عـن العائلة التي هي المؤسسة البادئة في الـتعـليم ، وأشاد بالأم بإعـتـبارها المدرسة الأولى يمكـنها أن تلعـب دَوراً رئيسياً في هـذا المجال . وبعـد إستـراحة قـصيرة فـسِح المجال لأسـئلة الحاضرين فـكانت بسيطة جـداً ، ثم إنـتهـتْ الـنـدوة قـبل أن تـسنح الفـرصة كي أطرح سـؤالي الـذي كـنتُ قـد هـيّأته للإخـوة المحاضرين مسبقاً ، فأقـول :

لـو أنَّ عـشرة أشخاص إجـتمعـوا في مدينة فـيرفـيلـد وقالـوا أنَّ لـنا قـومية إسمها القـومية الفـيرفـيلـدية ! فأنا سأحـترم إخـتيارهم طالما هـي رغـبتهم ، وإذا كـنتُ فـضولـياً سأستـفـسر منهم عـن تأريخهم ولكـني لا أنـكـره عـليهم حـتى إذا لم أقـتـنع بهم لأن قـناعـتهم مُـلكـهم فـلماذا أعارض شعـورهم . ذكـرتُ هـذا كي لا يُـظـن بأني أتـنـكـر لمشاعـر أية مجـموعة وأتجاهـل إسم قـوميتها .
نجـد وراء كـل لغة شعـباً وليس العـكـس ، وهـناك شعـوب تعـرّضـتْ إلى غـزو وعـنـف وظـلم وأنواع الإضـطـهاد فـفـرِضـتْ عـليها لغات دخـيلة فـتبـنـّـوها صاغـرين وتاركـين لغـتهم الأصيلة فـلم يـبقَ منها سـوى آثارها عـنـد الأقـلية ، كما حـصل في شمال إفـريقـيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وهـناك عـدة شعـوب تـشتـرك في لغة واحـدة والأمثـلة عـديـدة .

إنّ شعـوب بـيث نهـرين حـصراً تسمَّـتْ بأسماء عـديـدة نسبة إلى شهـرة مـدينـتهم أو عاصمتهم أو معـبودهم أو جـدّهم الأكـبر ... فـكان السومريّـون والأكـديّـون والكـلـدانيّـون والآراميّـون والآشـوريّـون ، ولا أدري إنْ كانت هـنالك أسماء أخـرى . إن لغة هـذه الشعـوب بـدأتْ بلغة الكـلـدان القـدامى ثم بمرور الزمن تعـرضتْ إلى تـطـعـيم بمفـردات محـلية مجاورة نـتيجة الغـزوات والهجـرات والـتـطـوّر الـطـبـيعي للحـياة فـتـنـوَّعـتْ تسمياتها لكـن العـمود الـفـقـري للغة الأصيلة بقي صامداً ولم يتغـيَّـر .

الـيوم هـناك شعـب يسمي نـفـسه سـريان ونحـن نحـتـرمه كـل الإحـتـرام ، إنما حـباً بالبحـث نـقـول أنـنا لم نـقـرأ في التأريخ الـقـديم عـن شعـب إسمه ـ السريانيّـين ـ مثـلما قـرأنا عـن السومريّـين والبابليّـن .... وعـليه فـسؤالي : بعـد فـشـل محاولة تـلبـيسـنا رداء اللغة الآشـورية ، هـل هـذه محاولة ثانية سخـية معـنا فـينـصبون لـنا خـيمة منسوجة بخـيوط سريانية بحجة حـمايتـنا من أشعة الشمس الـصيفـية ؟ في وقـت صرنا نستـنهض مشاعـرنا ونرى أنَّ لغـتـنا الـكـلـدانية خـير مظـلة لـنا في كـل الفـصول السـنـوية .

كـنا نـتـوقع من الإخـوة المحاضرين أن يـعـطـوا تـفـسيراً لكـلمة السريانية ، متى وكـيف تغـلغـلتْ بـين زحـمة مفـردات لغـتـنا الكـلـدانية ، هـل هي صحـيحة أم بـديلة أم إبتـكارية ، هـل هي مرحـلية سياسية أم أصيلة تأريخـية ، وعـنـدئـذ تكـون الـنـدوة مشـوّقة بهـية ، تـثار عـنـدها أسئلة عامة وأخـرى منـطـقـية بإثارة جـدلية ، إغـناءاً للحاضرين ولمعـلوماتهم العـلمية .


246
الأخــُـوَّة ! نعـمة الإيمان وقـوة 
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
وردتْ كـلمة أخ بمواقـف عـديـدة في أعـظم وثيقة دينية تأريخـية وهي العـهـد القـديم والعـهـد الجـديـد من الكـتاب المقـدس دون أنْ يحـصر معـناها بـايولوجـياً وإنما أعـطاها بُـعـداً إنسانياً بكـل صِدق وعـفـوية تمتـد إلى جـموع البشرية . إنَّ ــ الأخـُـوَّة ــ تحـوي مشاعـرَ هائجة لا تحـدُّها حـدود إلاّ عـنـد صاحـب الفـكـر المحـدود ، وشمعة تـنيـر القـلوب لا تـطـفـئها فـيضانات إلاّ عـنـد مَن إنهارت عـنـده السـدود ، إنها خـلجات في الصدر تـتـلـوَّع حـباً وحـرارة لا تحجـبها حـواجـزٌ إلاّ عـنـد مَن لا يحـتـرم العـهـود فـتـؤول إلى الركـود .   
ما أسهـل الـتعامل مع أبناء الـبشر ولكـن ما أصعـبه مع مَن لا يعـرف قـيمة بَشَـريته ، ما أسهـل مجالسة الشخـص الرزن والإنسانية تـنـضح منه وما أصعـبها مع صَنج أصم لا يسمع إذا طـرقـته ، ما أسهـل الـتـفاهم مع مَن يحـب لغـيره ما يحـبه لـنـفـسه وما أصعـبه مع الـذي يحـب فـقـط ذاته ، ما أسهـل بناء علاقات الـود والطـيـبة مع الـواعي والـدارك والـقارىء والباحـث والـنزيه والخـلوق والعادل والمؤدب والمثـقـف الملـتـزم بمعاني الأخـُـوّة الصادقة ومع الـذي يعـرف حـدّه ويقـف عـنـده ومع مَن يُـقـيِّـم ذاته بـذاته ... وما أصعـب بناء عـلاقة صغـيرة مع مَن يجـهل معاني تلك الكـلمات .
إنَّ الأخـوّة زرعٌ ، نعـم هي زرعٌ يـبـدأ بـبـذرة لينـتهي بـبستان دائم الخـضرة يعـطي ثماراً وجَـمالاً وليس فأساً يقـطع الأشجار للـنار حـطـباً ، إنه أساس وحجـر لـبناءٍ ينـشـد حـباً لإنسان أغـر ، تملؤه لهـفة شـدتها تـتـوق الوصول إلى القـمر ، وليس كـبائعة اللبن التي هـدرتْ حـليـبها بهَـزة من الخـصر ....  ولكـن ما عـلينا الآن سـوى أنْ نطـلب من الله غـفـراناً لمَن وعـيه إحـتـضر .
إن مصارحـتـنا لـبعـض الأصدقاء بأنـنا عـلى خلاف معـهم في كـلـدانيتهم الزائغة عـن كـلـدانيتـنا ، مؤمنين أن الإخـتلاف في الرأي لا يُـفـسِـد الـود الـذي يجـمعـنا ! مستخـدمين معـهم لغة الكـياسة واللباقة الأدبـية المعـروفة وملـتـزمين بمقـومات الإحـتـرام المطـلوب تجاههم ، مستـنـدين في إخـتلافـنا معـهم إلى مستمسكات وأدلة موثـقة في وسائل الإعلام بالصورة والكـلـمة ، آملين من جـهـتـنا الإحـتـفاظ بهـذه الأخـُـوّة وتعـزيزها ، دون أنْ يجيء إلى بالـنا التخـلي عـنها ونكـرانها تحـت أي مسوّغ وعـذر ، فـتـلك إحـدى أسس ومقـومات الإيمان الـتي أوصتْ بها الـقـيم السماوية ناهـيك عـن القـيم التربـوية التي نشأنا عـليها ، إلاّ أنـنا نـتـفاجأ ونــُـصدَم بالغـير حـين يتـنـكـر ويتخـلى عـن تلك الأخـُـوّة بكـل سهـولة ويُـسر وبسرعة فائقة وأمام الجـمع وبـدون خجـل وكأنه يرفع أمامهم عـلامة االـنـصـر . وأذكــِّـر مَن يحـتـرم الأخـُـوّة بجـملة وردتْ في مقالٍ سابق لي بعـنـوان " هـمسة أكـثر صدقاً في ضمائر الـكـُـتــّاب والـنشـطاء الـكـلـدان " مفادها :
(( الأخـُـوَّة مواقـف محـبة وتـضحـية وإحـتـرام متـواصل وليست بضاعة منـتهـية المفـعـولية ، الإخـوة مشاعـر لا يستحـقـها ناكِـر الجـميل ومهَـرِّج الإنجازات الوهـمية ، وإذا يتغاضى عـنها فإنه ينـضح من أخلاقه الكامنة المخـفـية ، ولكـن لا تخـف ! فالله يغـفـر زلات كـل أبناء الـبشرية ))
ورغـم إستـرخاص أولـئك الـبعـض لمشاعـر الإخـُـوَّة ومفاهـيمها فـنحـن ثابتـون عـنـد قـيمنا وإلـتـزامنا الإيماني بأنها نعـمة لا تباع ولا تـشترى ولا يفـرّط بها مهـما إتسع حجم الخلافات مؤكـدين تمسكـنا بنهـجـنا تجاه مَن إخـتـلفـنا معهم سواءاً في الأمور القـومية أو غـيرها ، متمنين لهم نعـمة المحـبة التي هي أساس الإخـُـوّة وجـوهـرها الروحي ، ومَن يـبتعـد عـنها فـقـد أضل نـفـسه في حـب ذاته ، وليس لـنا إلاّ أنْ نـنهيَ مقالـنا بوصية الرب : ماذا ينـتـفع الإنسان لو ربح العالم كـله وخـسر نـفـسه ؟


247
هـمسة أكـثر صدقاً في ضمائر الـكـُـتــّاب والـنشـطاء الـكـلـدان

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ـ 9 آذار 2013


بـداية نحـن مستـقـلون لا نـضاد أحـداً إطلاقاً وحـتى المخـتـلـفـين معـنا في وجهات الـنـظـر فإن كـل واحـد حـرٌ في رأيه ومأكـله وألـوان ملابسه والإخـتـصاص الـذي يمارسه في حـياته ، بل وكـما قال المرحـوم الشهـيـد المطران مار فـرج رحـو " إذا كان هـناك مَن يريـد أنْ يعادينا فـنحـن نبقى نحـبه ، إنها ثـقافـتـنا تعـلمناها من ربنا " فالأخـُـوَّة مواقـفٌ أخـوية وليست بضاعة منـتهـية المفـعـولية ، الإخـُـوَّة مشاعـرٌ لا يستحـقـها ناكِـر الجـميل ومهَـرِّج الإنجازات الوهـمية ، وإذا نـطـق هـفـوات صبـيانية لا عـتاب عـليه لأنه ينـضح من أخلاقه الكامنة المخـفـية ، ورغـم أن الخـزانات صافـية إلاّ أن الأنابـيب المتهـرّئة تـقـذف زنجاراً من فـوهة الحـنـفـية ، ولكـن لا تخـف ! فالله يغـفـر زلات كـل أبناء الـبشرية .

إن مسيرة الحـياة عَـبر عـشرات ومئات الألاف من السنين وتـنـوّع الـناس في تـنـقلاتهم وإخـتلاطاتهم وإنـدماجاتهم غـيرتْ جـغـرافـيتهم ومسـتوى ثـقافاتهم وأذواقهم ، تـزوَّدوا بطبائع وخـيارات مخـتـلفة ، وبإنـتماءات جـديـدة لم تكـن موجـودة ، شأنهم شأن أبناء الأسرة الواحـدة من والـدَين إثـنين ، أرضعـتهم أمهم من ذات الـثـديَـين ، وبرعايتها إحـتـضنـتهم وفي دار واحـدة حـمتهم ، نراهم في طـفـولتهم يتشابهـون ومن نـفـس المائـدة يأكـلون ، وعـلى ذات الفـراش ينامون وكـثيراً ما يتبادلـون نـفس الألبسة فـيلبسـون ..... وكـلما تـقـدموا في العـمر تـظهـر عـنـدهم ملامح الإعـتـزاز بالـذات والإستـقلالية مع الإحـتـفاظ بمعـزة إخـوتهم وهـذه هي الـبـداية .... ثم تأتي الـتـنوعات في المقاسات والمواهـب والهـوايات وهـذه ليست دخـيلة عـليهم من خارج أسرتهم ولكـنها طـبـيعة الخـَلق هي التي تـمنح لهم ميِّـزاتهم .

وكـلما فاتـت عـليهم السنون تـفـرز عـنـدهم ثـقافاتهم المتباينة وآراءهم المخـتـلفة فـترى أحـدهم يميل إلى الفلاحة وآخـراً راعـياً للغـنم والثالث إسكافـياً أو صياداً هـذا في عـهـد قـديم مضى ، وفي عـهد التـطـور صار أحـدهم طبـيـباً والثاني تاجـراً والثالث مهـنـدساً يعـملون مع العامل والفـنان ناهـيك عـن تعـدد ميولهم الإجـتماعـية .... وكـل واحـد منهم يكـمل الآخـر في أسرة واحـدة أو بـلـدة مجاورة  .... وهـذه كـلها شيء ، " والـنـفـس لأمّارة بالسوء " عـلة آخـرى .
لـقـد طـفـتْ هـذه العـلة أمام العـيان منـذ القـدَم بصوَر كـثيرة ، منها نـزوع الإنسان إلى حـب الـتـسلط الـذي يقـود إلى عـشق الـتملك ، يـبـدأ بظهـور بوادر الإستحـواذ ما أمكـن عـلى اللعَـب عـنـد الـطـفـل ، وكـلما كـبُـرَ تـوسعـتْ عـنـده مساحة حـب الإمتلاك لـتـصاحـبها غـرائز مفاجـئة تشجعه عـلى تمكـين سـلطـته الـذاتية وتـنعِـش خاصية الإمتلاك الأنانية من أجـل الـتـنـفـيس عـن تلك الغـرائـز النامية فـيـبـدأ الصراع مع محـيطه ، ولكـن وعي الإنسان وضميره وثـقافـته تـصقـل أخلاقه وتجـعـله يقـبل بالحـق وعـدالـته ! أو بالأحـرى يقـتـنع بأنْ ليس له الحـق في إملاء رغـباته عـلى غـيره ولا يرضى من المقابل أنْ يفـرض إرادته عـليه ، وعـنـدئـذ تـزول أسباب الحـيرة ، وهـل تـتـطـلـَّـب الحـيرة أصلاً ؟
عـرفـنا عـلة الإنسان السلـبـية تلك ، لكـن نعـمة الوعـي الإيجابـية هي عـلـته الثانية تـقـوده إلى الحـرية في الإخـتـيارات والأذواق .

فالمـذهـب حـرية لـكـل واحـد ، ﭙـروتستانـتياً كان أو نسطـورياً أو معـمـذانياً أو كاثـوليكـياً وغـيرها الكـثير وجـميعـهم مسيحـيّـون ، مثل الشيعي والسني وجـميعـهم مسلمون ، بل أنّ الحـرية تـظهـر بجلاء أكـثر حـين تعـمل مشاعـره مع إرثه فـيخـتار إنـتماءه القـومي كالسرياني والأرمني والآثـوري والعـربي والكـردي والكـلـداني والصابئي والإنـﮔـليزي وهـكـذا . إنّ هـؤلاء جـميعـهم ينـتـمون إلى صنف واحـد وهـو الصنف البشري الآدمي الإنساني .

تعـلمنا في مـدارسـنا شيئاً عـن الـتأريخ والإنسان الـقـديم وتعاقـب الشعـوب وإنجازاتها الـتي صارت تحـت الـتراب ، ولا بأس من تـنقـيـبها والإستـفادة من خـبرات القـدماء وباحـثيها ، كما قـرأنا عـن إنـتـقال موجات بشرية هائـلة من مكان إلى آخـر عـلى سطح كـوكـب الأرض ثم أعـقـبتها موجات متـنـقـلة جـديـدة كالتي نراها تـتـداخـل فـيما بـينها حـتى الـيوم .

فالبشر في حـركة مع أرقام السنين المتـزايـدة ، والمنطـق يرفـض الـمشي إلى الـوراء فلا يمكـن أن نـطلب من 320 ملـيون أميركي الرجـوع إلى بـلـدانهم الأصلية ونبقي ربع ملـيون من الـهـنـود الحـمر لـوحـدهم ، وهـكـذا يستحـيل إرجاع 30 مليون أسترالي إلى حـيث أتـوا ويـبقى الأبورجـينـيّـين أصحاب الأرض الحـقـيقـيّـين ، إنّ تـفـكـيراً كـهـذا هـو ضرب من الخـيال غـير الـسوي .

في مقال سابق كـتبتُ : نحـن كـلـدان اليوم لا نـفـكـر في بناء أسـوار بابل ولا الجـنائن المعـلقة ولا الحـضر ، ولا نخـطط لإيـواء 700 راهـب في دير الربان هـرمزد كـما كان أيام زمان لـترجع هـيـبته ! إنّ جـغـرافـية الكـلـدان ممتـدة عـلى مساحة العـراق الموحـد دون أن نـتحـكم بمصيره لـوحـدنا لأنـنا الـيوم شـركاء ولسنا أمراء ، فالفاو مثـل زاخـو ، والرطـبة مثـل منـدلي هي وطـنـنا وليس من العـقلانية أن نـقـول للعـرب إرجـعـوا إلى حـيث أتيتم إنْ كان من الجـزيرة العـربـية أو غـيرها ، ولا يمكـن أن يُـقال للأرمن إرجـعـوا إلى أرمينيا ، ومَن كان أصله هـنـدياً يرجع إلى الهـند ، بل نـدعـو إلى الـتعايش السلمي بـين الجـميع تحـت قانـون واحـد لا يميز هـذا عـن ذاك فإذا أفـلحـنا نكـون جـميعـنا ناجـحـين ، وإنْ فـشلـنا فجـميعـنا فاشلون ولـنـتـعـلم من دول المهجـر التي فـيها أكـثر من 150 قـومية ولغة ولا مشكـلة بـينهم فحـقـوق الجـميع محـفـوظة بقانـون واحـد للجـميع ، ولا حاجة إلى الـتـقـوقع القاتل .

أتـذكـر أيام زمان في المحافـظات الكـبـيرة كانت كـل مجـموعة عـوائل تعـيش في دار واحـدة ، تشتـرك في مطبخ واحـد وحـديقة واحـدة والـنوم عـلى سطح واحـد صيفاً ، ولكـن لكـل واحـد خـصوصيته في غـرفـته ونوعـية آثاثه وملـبسه وغـذائه وكـنيسته وإخـتـيار مـدارس لأبنائه وجـميعـهم منسجـمون ، فـماذا دهانا الـيوم ؟ لماذا أريـد أن أتحـكم بمصيرك ، أو تريـد أن تـتـسـلط عـلى كـياني ؟

إن كـل واحـد يعـتـز بنـفـسه وبأبـيه وأمه وعـمه وخاله وجـميع أفـراد عـشيرته ثم أبناء بـلـدته ووطـنه ، ولـو شاءتْ الـصدفة أنْ نـلـتـقي بأناس من كـواكـب أخـرى سنـفـتخـر أمامهم بكـرتـنا الأرضية لِما فـيها من غابات جـميلة ومحـيطات واسعة وعـلوم متـقـدمة ... ولا ضير في ذلك .
والـيوم حـين نكـلـم أبناءنا عـن ماضينا وتراثـنا إعـتـزازاً بإسمنا إنما الغاية هي الإستـفادة منه وليس لإعادة تلك الأمجاد كـما كانت فـنلغي بغـداد ونرفع راية فـوق بابل عاصمة للعـراق ونقـيم من بـينـنا نـبوخـذنـصر ثاني فـيسبي الـيهـود ، لأن هـذا تخـلـف ورجـوع ألاف من السنين إلى الـوراء لا يقـبله عاقـل ، وهـكـذا نفـكـر نحـن الـكـلـدان ولا نملي إرادتـنا عـلى غـيرنا ، ولا غـيرنا يفـرض أوامره عـلينا ، ولم يـبق من جانبنا سـوى أن يقـبلـنا ونـقـبل الـذي أمامنا .


248
أ ! جُـرأة أم أصالة في سـيادة المطـران إبراهـيم إبراهـيم السامي الإحـتـرام
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
قـرأتُ المقال : ( المطران مار إبراهـيم إبراهـيم يفـتـتح المقـر الجـديد لجـمعـية مار ميخا الخـيرية في ديترويت ) .
فـتهانينا لأبناء ألقـوش الغـيارى وهُـم فـرحـين بسيادته يفـتـتـح ويـبارك مقـرّ ــ جـمعـية مار ميخا الخـيرية ــ الجـديـد في ديترويت الـكـبرى آملين للعاملين في الجـمعـية الـتـوفـيـق والإزدهار .
من جانبنا لا يسعـنا إلاّ أنْ نـقـدّم الشكـر الجـزيل لسيادته وهـو يعَـبِّـر عـن سـروره بإفـتـتاحه هـذا الصرح الخـيري ويصف مَهَـمة العاملين فـيه بـ ( الإنسانية والعـظـيمة ) ويُهـيب بأبناء ألقـوش الغـيارى ويشجـعـهم لـيمتـد نشاطهم إلى ما إستـطاعـوا إلـيه سـبـيلا حـين قال : (( يفـرشـوا محـبتهم إلى كـل المدن والـقـرى المجاورة لألقـوش مثـل بطـنايا وتـللسقـف وتـلكـيف ، لأنـنا شعـب واحـد وهـو الشعـب الـكـلـداني وقـوميته كـلـدانية عـلى مـرّ التأريخ ولا مزايـدة عـلى ذلك )) .
إنّ الكـلمة التي ألـقاها سيادته بهـذه المناسبة أمام الجَـمع بحُـبور والموثـقة في المقال المنـشـور ، تعـكـس ليس فـقـط الأصالة ! وإنما الجـرأة في الإصرار عـلى الأصالة التي ــ قـد ــ تـغـيـب عـنـد آخـرين . إنه قائـد كـنسي نعـم ، ولكـنه في ذات الـوقـت كـلـداني جـريء في تـصريحه ، نعـم هـو في بلاد المهـجـر ولكـنه في زمن تراجـعـتْ الجـرأة عـنـد آخـرين مثـله في بـلـدان المهـجـر أيضاً ، وْ يا حـيف .
إنّ شهامة أهالي ألقـوش الموروثة من شجاعة آبائهم ومن التراث الكـلـداني لأجـدادهم ، ومن جانب آخـر قـبولهم بشارة الإنجـيل منـذ إنـطلاقـتها الأولى وتشـبَّعـهم بإيمانهم المسيحي العـميق عَـبر قـرون ، كانت نبراساً ينير الـدرب أمامهم .
 إن الـثـقافة الإنجـيلية التي غـذتْ البشرية بالقـيم الإنسانية والألـقـوشـيّـين من بـينها ( إذهـبوا وتـلمِـذوا جـميع الأمم .... أحـبـوا أعـداءكم ... مَن أراد أنْ يخاصمك ويأخـذ ثـوبك فإتـرك له الرداء أيـضاً ...... ) صارت خـميرة في قـلوبهم وخـزائن فـلسفـية مشعة في الـفـكـر الـباطـني عـنـدهم ، مهَّـدتْ لهم وأهـَّـلـتهم لقـبول وتبـنـّي أفـكاراً ذات واجهة أممية لامعة ، وسواءاً ( يـدرون أو لا يـدرون ، إعـتـرفـوا أم لا ! ) جـعـلتهم مستـعـدّين لها والمناداة بها ، من أجـل إزالة الـفـوارق بـين أبناء البشر خـليقة الله وجـعـل المسكـونة وطـناً واحـداً مؤقـتاً للجـميع .
 
إنّ كـلاماً جـريئاً كالـذي قاله سـيادة المطـران إبراهـيم إبراهـيم الكـليّ الـوقار إنما ينبع من مشاعـره القـومية الراسخة في قـلبه ، وقـناعـته الكامنة في فـكـره ، ورغـم بُعـده عـن أرض الآباء بسبب مقـتـضيات الحـياة وحاجات أبناء شعـبنا الكـلـداني المنـتـشر في بقاع الأرض ، إلاّ أنه ينـطـلق من إيمانه بما ورثه من أجـداده وإعـتـزازه بتأريخه ، ولا غـرابة في ذلك لأنها هـويته وكـيانه ، نـقـول ذلك لأن هـناك غـيرَه ـ وبكـل أسف ـ كـثيرون في بقاع العالم ليس بمقـدورهم ، بل لا يتجـرّؤون عـلى قـول رُبع الحـق الـذي  قاله... إنْ لم نـقـل شيئاً آخـراً !! ولـو كان بمقـدورهم !... لـَـكـُّـنا محـظـوظـين .    

قال سيادته : (( نحن أحـرار في إخـتيار مذهـبنا وهـو المذهـب الكاثوليكي للكـنيسه الجامعة الأم ، والكـل أحـرار في إخـتيار المذهـب الذي يريده ، فلا نـفـرض عـلى الآخـرين أي مذهـب لا يؤمنون به...... إنَّ أتباعَ المذهـب الأرثـدوكـسي أحـرار ، وكـذلك المذهـب الـنسطوري أحـرار أيضا في معـتـقـدهم ، ولكـن لا نـقـبل إطلاقاً أن يفـرضوا عـلينا ما يؤمنون ، ولن نـقـبل الـتـدخل بشؤونهم أو تـدخلهم بشؤونـنا ، ولكـن يجـب عـلينا أن نعـمل عـلى بث روح المحـبة والأخـوة بـين جـميع هـذه المذاهـب )) .
إن المطـران مار إبراهـيم إبراهـيم في قـوله هـذا إنما يشـير إلـينا نحـن أبناء الكـنيسة الكـاثـولـيكـية الكـلـدانية تحـت مظـلة مار ﭙـطـرس المكـلـف تـكـليفاً مِن قِـبَـل الرب يسوع أنْ يرعى خـراف الـرب ! وفي ذات االوقـت يعـلن سيادته إحـترامه للجـميع أينما كانـوا ويقـدّر إخـتـياراتهم بحُـريَّـتهم ولا يُـملي عـليهم أوامرَ أو فـروضاً مباشرة أو غـير مباشرة ، مثـلما لا يقـبل ، ونحـن جـميعـنا معه لا نـقـبل ، أن يأتي ضابط من فـصائل أخـرى ويُـملي عـلينا إيعازاته داخـل ثـكـنـتـنا وضد إرادتـنا ، فـنحـن نـميِّـز صوت راعـينا .



ولا بـد من التعـليق : يا سـيـدنا ! نحـن نحـب الجـميع بل حـتى أعـداءنا وذلك ليس فـضل منا ولا منـيّة نـُحَـمـِّـلها عـلى غـيرنا وإنما هي وصية ربنا واجـبة عـلينا وهـذا هـو إيمانـنا ، ولكـن هـل هـناك مَن يستـطـيع أن يفـرض شيئاً عـلينا ؟ وهـل هـناك مَن يتجـرّأ عـلى الـتـدخـل في شـؤونـنا ؟ بل إنَّ مَن تعـبث فـرشاته بلوحـتـنا أو تلعـب أصابعه خـلف أبوابنا ، فـفي نهاية المطاف سـيخـتار بنـفـسه ، مَـوقعاً لـنـفـسه خارج تخـومنا ، فـنحـن تـرَبَّـينا أحـراراً وَ سادة في دارنا ، فـمتى ما شاء أحـد من بـين صفـوفـنا أنْ يزيغ عـن رتـلـنا ! ما عـلينا إلاّ أنْ نـكـرمه قـيافة عـبـيرة ، ونملأ صرته خـرجـيَّة كـثـيـرة ، ونـشـيِّعَه إلى حـيث يشاء بهـيـبة جـديرة ، ملـوّحـين له ـ تحـية وداع ـ بأكـفـنا المنـبسطة الـقـديرة ، سواءاً كان بسيطاً مثـلنا أو إبن سـيـدة أميرة ، متمنين له حـياة سعـيدة وآفاقاً منيرة ، كـما أوصى أفلاطـون عـن كـل غـريب يرفـض مدينـته الفاضلة المثيرة .  

لـقـد تمنى سـيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم أمنية صادقة بلغة جـميلة محـفـزة ( ﮔـول وفـعـل ) طالباً من أعـضاء الجـمعـية أن يـبحـثـوا لهم عـن مقـر أكـبر يليق بمكانة شباب ألقـوش الكـلـدانية ، بـديلاً عـن الموقع الحالي ، متعـهـداً بكـرَمه ومتحـمَّلاً نـصف كـلفـته وقال : (( أرى أن هـذا المكان ضيق وغـير واسع لـذلك أطلب منكم أن تـفـتـشوا عـن مكان أكـبر يليق بمكانكم المحـترم وسأعـطـيكم نصف المبلغ وعـليكم الباقي )) إن هـذا الكـرَم ليس إلاّ إيماناً وترجـمة منه لـقـول الرب : مجاناً أخـذتم مجاناً أعـطـوا ! .    
اليوم وليس غـداً ، نحـن بأمس الحاجة إلى ملاحـين لمركـبنا في بحـر ليست أمواجه أمينة ، إلى قادة صامدين أمام رياح الزمن ومطـبات الحـياة اللـئيمة ، لـيأخـذوا بنا نحـن رعـيتهم إلى شواطىء سليمة . إنَّ خـير تـوجـيه لـنا قـرأناه بهـذا الـصدد وتعـلـَّـمْـنا منه ، هـو ذلك الذي أشار إليه مار ﭙـولس إلى أهـل أفـسس قائلاً لهم : (( تـبَـصَّـروا في سيرتـكم وإجـعـلوها سيرة العـقلاء لا سـيـرة الجـهلاء ، وإنـتهـزوا الفـرصة السانحة لأن هـذه الأيام سـيئة ، فإياكم أن تكـونـوا من المغـفـلين ، بل إفـهـموا ما هي مشيئة الرب )) . إن المعادن لا تـُـفـحـص بخـيوط من حـريـر بل عـلى نار سعـير ، وعـنـدها يظهـر الخـفيُّ منها والكامن فـيها ، بل عـنـد لـيِّـها وبَـرمها وعـصرها وكـبسها ! تـُـكـتـشف ماهـيتها والفـقاعات الهـوائية التي في داخـلها . مرة أخـرى ، شـكـراً لسيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم الجـزيل الإحـترام ..... وإلى حـياة سـعـيـدة في المقـبل من الأيام .



249
سنحـتـفـل برأس السنة البابلية الكـلـدانية 7313 في سـدني
بقـلم : مايكـل سـيـپـي / سـدني ــ 28 شأباط 2013
لا تـوجـد لـدينا حالياً إحـصائية دقـيقة لـعـدد أبناء جالـيتـنا الكـلـدانية في سـدني لأسباب متـشعـبة ولكـن يمكـن تخـمينه بحـدود خـمسة عـشر ألفاً ، وحـين وصلتُ أستراليا في عام 1997 لاحـظـتُ أنَّ الساحة خالية من الـنشاطات الـكـلـدانية ذات الطابع القـومي الناهـض فإبتـدءنا مع أصدقاء وأصدرنا في عام 2001 صحـيفة كـلـدانية مستـقـلة شـهـرية ــ عـما كـلـدايا ــ شعارها مكـتـوب عـلى الزاوية العـليا الـيسرى من صفـحـتها الرئيسية : الكـلـدانيّـون هم شعـب ما بـين الـنهـرين بمخـتـلف تسمياتهم ، وإنْ لم أكـن مخـطـئاً أو تخـنّي ذاكـرتي فإن هـذا الشعار كان بإيحاء من السيد غـسان شـذايا أو عـملاً بالمِثـْـل لِما نـقـرأه في صحـف أخـرى ونحـن في غاية الإحـتـرام لأصحابها حـيث ليس فـيها أيَّ ذِكـر للكـلـدان ، ثم تـوقـفـتْ صحـيفـتـنا لأكـثر من سبب بعـد صدور عـشرة أعـداد منها ، وصَفـَّـينا حساباتـنا كاملة وبحـضور جـميع الإخـوة الـذين عـملوا فـيها منـذ الـبداية وحـتى النهاية بإجـتماع في نادي ماركـوني وبقي عـنـدنا مبلغاً نـقـدياً صافـياً محـفـوظاً عـنـد من يهـمه الأمر ( * أذكـر ذلك للأمانة والـتـوثيق ) والـذي دعاني بنـفـسه بعـد مدة إلى إحـياء الصحـيفة مجـدّداً فـحـبّـذتُ الفـكـرة وهـيأتُ مقالاً منـطـقـياً لا زلـتُ أحـتـفـظ به أبـرّر فـيه للقـراء أسباب تـوقـفـنا ودواعي إصدارها مرة أخـرى ، ولكـنه حـين إشتـرط أن تـكـون تحـت إسم تـنـظـيم سياسي ( المجـلس القـومي الكـلـداني ) ! رفـضتُ رفـضاً قاطـعاً لا يقـبل المساومة وعـليه ألغـيَـتْ الـفـكـرة . والشيء بالشيء يُـذكـر فـفي أحـد الأيام قـبل عـهـد المطرانية إجـتمعـنا معه والسعـيـد الـذكـر الشماس سامي ديشـو والمرحـوم الشماس لـويس منـصور في نادي ماركـوني ، وتباحـثـنا سـوية بشأن إقامة مهـرجان كـلـداني للجالية تـشترك فـيه جـميع منـظمات المجـتمع المدني الكـلـداني مع الأفـراد الناشـطـين في سـدني بعـيـداً عـن الكـنيسة بإعـتـباره نشاطاً قـومياً وليس دينياً وبـدأنا نـضع الخـطـوط الرئيسية للمنهاج الواسع حـتى وصـلـنا إلى فـقـرة كـتابة اللافـتة المعـبِّـرة عـن عـنـوان المهـرجان ، والتي إتـفـقـنا جـميعـنا عـلى عـدم تـفـضيل إسم أية مؤسسة عـلى غـيرها بل تكـون بالصيغة التالية :
الكـلـدانيون يحـتـفـلون برأس السنة البابلية الكـلـدانية
إلاّ أنَّ مسؤول تـنـظيم المجـلس القـومي الكـلـداني إعـتـرض مُصِـراً عـلى أن يكـون تحـت إسم تـنـظـيمه السياسي وإلاّ فـلا ! فـجـعـلـنا جـميعـنا نرفـض رأيه ونـلغي فـكـرة الإحـتـفال من الأساس .  
وتـواصلاً مع موضوع مقالـنا فإنَّ في سـدني جـمعـية بإسم جـمعـية الثـقافة الكـلـدانية الأسترالية ، حـُـذِفـتْ منها الثـقافة لاحـقاً فأمست تحـت إسم الجـمعـية الكـلـدانية الأسترالية تأسستْ قـبل حـوالي عـشرين سنة وأصدرتْ أعـداداً سـنوية ( وليس كـل سـنة ) من مجـلة دون أنْ تحـوي عـلى مواضيع تشير إلى الـنهـضة الكـلدانية وهي تـفـتخـر بإسمها سوى عـدد واحـد فـقـط في عام 2005 !! وأقامت الجـمعـية في السنين الماضية حـسب عـلمي سفـرتين بـذكـرى رأس السنة البابلية الكلدانية إلى منـتـزه ــ Chipping Norten ــ قـرِأتْ أثـناءها بعـض الكـلمات وعُـلـقـتْ بالمناسبة لافـتات تمَجـد الـذكـرى هـذه بالإضافة إلى تـنـظـيمها لـدورة رياضية .
وأمام هـذا الفـراغ من الأنـشـطة الـقـومية الكـلـدانية مع خـفـوت الصوت الكـلـداني الأصيل في سدني بسبب عـثـرات أمامه وحـواجـز تعـيق إنـتـشاره ، إلـتـقى عـدد من الأصدقاء في 12 أذار من عام 2012 بـدعـوة أخـوية وناقـشـوا إمكانية القـيام بفـعاليات بإتجاه الهـدف العام وهـو إستـنهاض الحـس القـومي لـدى أبناء جالـيتـنا الكـلـدانية في سـدني وتـكـرّرتْ إجـتماعاتهم حـتى تمخـضتْ عـن تسمية هـذا التجـمع الـبسيط بـ الملتـقى الكـلـداني الـثـقافي متـفـقـين عـلى أنْ يكـون بعـيـداً عـن السياسة والـدين ، غـير منافـس لأحـد ولا بـديل لغـيره ولا مكـمل لآخـر ولا مضاد لشخـص أو تـنـظـيم ، ولـن يُـسجَّـل رسمياً بالـدوائر ذات العـلاقة لأنه لا يؤمن بـفـرز ذاته ولا بالـتحـزّب ولا بالـتـزلـف ولا بالـتـفـرّد ولا بالأنانية ولا بإزاحة أحـد ، وأعـضاؤه يعـملون في العـلن ولا يطمعـون بمنـصب أو شهـرة .
ووفـقاً لهـذه المبادىء أقام الـملتـقى ثلاثة نشاطات موثـقة بالصور والـتـقاريـر منـشورة في صحـفـنا المحـلية والمواقع الإلكـتـرونية : ( 1 ) يوم العـلم الكـلـداني 17 أيار 2012 ...( 2 ) يوم الشهـيـد الـكـلـداني 12 أب 2012 ...( 3 ) نـدوة مسائية لممثـلي وزارة الهـجـرة بتأريخ 17 تشرين الأول 2012 قـدّموا شرحاً وافـياً عـن خـطة وزارة الهجـرة الأسترالية لإستيعاب أعـداد اللاجـئين ، وبـيَّـن وزير الهجـرة لـنا عـنـد مقابلته في مكـتبه أن أية جـمعـية مسجـلة لـدى السلطات الأسترالية لها الحـق في ملء إستمارات طـلبات اللجـوء وتأيـيـدها ومتابعـتها دون تميـيـز مؤسسة عـلى أخـرى صغـيرة كانت أو كـبـيرة ، وجـميع هـذه اللقاءات كانت في قاعة نادي بابل الكـلـداني مجاناً فـشكـراً لإدارة الـنادي .
إنَّ أنـشـطة الـملـتـقى الكـلـداني الـثـقافي هي مرحـلة إخـتـبار أولى للإرادة الـذاتية والقابلية الشخـصية لأعـضائه ، فـبعـد أن أثبتـوا نجاحهم عـلى الساحة حان الوقـت لخـطـوَتهم المقـبلة ـ للـراغـبـين منهم ـ وهي الإرتباط بأيَّة مؤسسة مدنية كـلـدانية معـتـزة بإسمها الـقـومي الكـلـداني غـير المشـوَّه من أجـل تعـزيزها والعـمل من خلالها كعامل فعال فـيها ودفـع أنشـطـتها إلى الأمام .
إن الملتـقى الكـلـداني الـثـقافي ومنـذ شهـر تشرين الأول 2012 يخـطـط للإحـتـفال برأس السنة البابلية الكـلـدانية لهـذا العام 2013 وقـدِّمتْ الدعـوات لجـميع منـظمات المجـتمع المدني الكـلـداني التي إستـطاع الوصول إليها فإستجاب لها مَن توفـرتْ له الـفـرصة ، وعُـقـدتْ سبعة إجـتماعات موثـقة التـواريخ في نادي بابل / ماركـوني / بـيوت الأعـضاء / مقـر الجـمعـية الكـلـدانية / قاعة الكـنيسة ، ومن خلالها وُضِعـتْ فـقـرات المنهاج ووُزعَـتْ الأدوار ، وعـنـدها تـفاجأ حـين تـطـرّق إلى مسامعه أن جهة سياسية تـنوي الإحـتـفال بهـذا العـيـد وبإسم الكـلـدان أيضاً وفي داخـل كـنيسة مار توما الرسـول الكـلـدانية ! وهـو ما لا نرتـضيه لأنـفـسنا أن نكـون قـسمَين فـهـذا مخـجـل أمام الجالية في سـدني ، فـتباحـثـنا الأمر مع سيادة المطران جـبرائيل كساب الموقـر الـذي لم يـرتـضِ بـدوره أن نكـون قـسمَين .
وإستـناداً إلى تـوجـيهات سيادته توجّـهـنا بـدعـوة إلى كـل المهـتمين بهـذا الموضوع للتشاور ومن ضمنها الجـهة السياسية المشار إليها والتي غابت عـن الإجـتماع ، فـحـضرنا ــ أحـد عـشر تـنـظـيماً مدنياً ــ في قاعة الكـنيسة مساء يوم الإثـنين 25 شباط وبموافـقة سيادته وتباحـثـنا سوية في كـل ما يتعـلق بالإحـتـفال بأجـواء الصداقة والـتـفاهم الأخـوي .
وفي نهاية إجـتماعـنا وبناءاً عـلى رأي قـدّمه السيد باسم متي بصفـته رئيس الجـمعـية الكـلـدانية وطـلبَ أن تـتـبنى الجـمعـية الكـلـدانية الأسترالية الإحـتـفال بصورة رئيسية أما نحـن الحاضرون فـيكـون دورنا مؤازرين لها ومشاركـين معـها ، وفي الحـقـيقة رغـم أن الملتـقى هـو المخـطط للإحـتـفال منـذ أشهـر إلاّ أنه رغـبة منه في العـمل الجـماعي دون الإستـئـثار بـدور رئيسي ولا ينـوي الـتباهي والشهـرة ، فـقـد تـنازل عـن حـقه بـدون نـقاش وبكـل طـيـبة خاطـر ، فـوافـق مع الجـميع وبـدون إستـثـناء عـلى طـلب السيد باسم متي وكـتـبنا محـضر الإجـتماع متـضمناً بنود الإتـفاق الجـماعي وشروطه الواضحة التي قـرّرناها جـميعـنا ولم يعـترض عـليها أحـد ، وبعـثـنا نسخة منه موثـقأ بشعار الجـمعـية الكـلـدانية إلى إيميل الأخ باسم متي فـردّ عـليه بالشكـر دون أي تعـليق فـشكـراً له ، وفي اليوم التالي 26 شباط سُـلـِّـمَـتْ نسخة منه بإسم جـميع الحاضرين في الإجـتـماع إلى سيادة المطران جـبرائيل كـساب الموقـر بواسطة السادة طلال گـردي عـن الملـتـقى وباسم متي عـن الجـمعـية الكـلـدانية .
وطالما نعـمل بنيات صافـية وقـلوب فـرحة فالحـياة لا تستحـق صراعاً بل لم تـُـخـلق الحـياة من أجـل الـصراع وخاصة بـين الإخـوة ، فـسأترك الآن حـيثـيات المشهـد عـملاً بالمثل الـذي ذكـره أحـد الحاضرين أثـناء الإجـتماع الأخـير ( دارخ حـلـويي رش خـموصي = نـضع الحلاء فـوق الحـموضة ) مستـنـدين إلى السيد باسم متي رئيس الجـمعـية الكـلـدانية للمضي قـدُماً لتحـضيرات الإحـتـفال .
ونحـن مقـبلون إلى هـذه المناسبة التأريخـية السعـيـدة سوية نـنـتـظر التعـليمات من السيد رئيس الجـمعـية الكـلـدانية متبني الإحـتـفال كي نـتهـيّأ لـلـقـيام بأدوارنا التي سـتـناط بنا عـلى أكـمل وجه . وفـيما يلي نـص المحـضر :

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,



250
إلى الكـلـداني الأصل حـكـمت منـصور كاكـوز الموقـر والمتـوشح بالرداء الآثـوري

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ــ 24 شـباط 2013

قـرأتُ مقالكَ عـلى الموقع  http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,644222.0.html بعـنوان : (( سيادة البطريرك : لتكن تسميتك بطريركاً على كـنيستـنا طريقاً لحل تسميتـنا  ! )) في 19/شباط /2013 ، ومقالك الآخـر بعـنـوان (( إلى موقع القـوش نت مع الـتحـية  … )) في 20/شباط 2013 وتحـت إسم حـكـمت أوسـلو .... والمنـشـور عـلى الموقع http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,644435.0.html والآن يسرني أن أدردش معـك :

أولاً ــ قـد تسأل لماذا وصفـتـك بالمتوشح ؟ لأنك إرتـديتَ رداءاً آثـورياً ( وليس لي أيّ غـبار عـليه بل عـليك ! ) فـقـد عـلمتُ أن لك إخـوة كـلـدانيّـين قـح والـدليل هـو الخـبر الـذي نـشرته بنـفـسك مع صورتك وكما تـقـرأ في المواقع التالية :

(1)- http://www.margaye.net/forum/index.php?topic=22584.0 ( بعـيـد عـنـكم ) .... بتأريخ 4 تشرين الأول 2012 يقـبل التعازي أولاد أخـيه السيدان ( منصور كاكـوز &  إيليا كاكـوز ) في دار الأخ إيليا كاكـوز في منطقة كـمبلـفـيلـد ، إذن الأخ إيلـيا كاكـوز هـو أخـوك .

(2)- http://www.kaldaya.net/2011/News/11/Nov22_A2_ChaldeanAustralia.html ثم في يوم الأحـد المصادف 16/10/2011 ... إجـراء إنـتخابات الهـيئة الإدارية الجـديدة للإتحاد الكـلداني الأسترالي في ﭬـكـتـوريا بطريقة الإقـتراع السري ، وبعـد فـرز الأصوات كانت نـتائج الإنـتخابات كما يلي : 1- السيد إيليا كاكـوز ....... رئيساً ! إذن إيليا كاكـوز كـلـداني رئيس لإتحاد كـلـداني .

(3)- http://c-n-c.net/ithad_keldany_3.html الهـيئة الإدارية للإتحاد الكـلـداني الأسترالي في ﭬـكـتـوريا تـقـدم شكرها لـكـل الـذين ساهـموا في إنجاح هـذا الحـفـل و هُم : 2- مكـتب ملبورن للعـقارات (السيد إيليا كاكـوز) ! إذن إيليا كاكـوز يساهم في إنجاح حـفل كـلـداني . طـيب فـماذا دهاك يا أخي حـكـمت ! أنتم من أب واحـد وأم واحـدة .

ثانياً ــ بخـصوص مقالك الأولاني شـنو قـصـدك بكـلمة سـورايي حـتى نحـدّد نؤيـدك لـو نعارضك ! بالنسبة لـنا نحـن الـكـلـدان نستخـدمها بمعـنى مسيحـيّـين ، فإذا كـنتَ تـقـصد ذات الشيء ، إذن شـنو الـداعي لإطلاقها عـلى مؤسستـنا الكـنـسية ــ ﭙاطـريركـية بابل عـلى الكـلـدان ــ وهي مسيحـية أصلاً ؟ أما إنْ كـنـتَ تـقـصد بها شيئاً آخـراً عـنـدئـذ لكـل حادث حـديث ، فإفـتِ بنا يا أخ وصرّح إلـنا حـتى نعـرف قـصـدك ونبلش ويّاك ولكـن ديـر بالك لا تـدخـل بـدَرابـين ضـيـﮔـة خـوفي عـليك أنْ ما تـطـلع منها ، ولا تـنـسَ أنَّ إخـوانـك إيـلـيا ومنـصور فـخـوران بكـلـدانيتهم ... والـدليل ألـولـو .

أﮔـول ، أخاف شـفـتـنا أميّـين لا نـفـقه شيئاً وتـريـد تعَـبِّـرها عـلينا ولكـنك نسيتَ أنَّ آباءنا وأجـدادنا كانـوا فعلاً أميّـين وما فاتـتهم ( فـوتة ! ) وشـفـتـنا نائمين وما تـدري بـينا إحـنا عـين مغـمَّـضة بجـفـن وعـين مفـتحة بجـفـن ثاني ، ولاحـظـتـنا ﮔاعـدين وعَـبالك ما عـنـدنا رجـلـين ، أخي إحـنا بعـنا فـقاعات هـوائية بـيوم عاصفة وصاعـدة لِلعـْـزيـر ، وخـلينا الغـربان تصبح زرازيـر وصارت الناس تسمع هـمساتـنا بـسـوﮒ الصفافـير . بس ﮔـول إللي تـريـده شـنـو ؟ ﮔـولها طـﮒ بـطـﮒ ولا تـضل تـلف وتـدور لأن الـدوران مو زين عـلى صحـتك . إحـﭽـي عالمكـشوف ، أنت تـقـترح كـلمة سـورايي ، طـيب إذا كان قـصـدك العـميق أنْ تأوّلها إلى ( سورايي ــ آسورايي ــ آثـورايي ــ آثوريـين ــ آشـوريّـين ) فـهاذي ﮔـطـنة ! ﮔـطـنة ومو بس تـطـلعـها من أذنك ، ولكـن إقـلعـها من مخـدّتـك ولا تـخـلي عـليها راسك .

أخي آني أحـﭽـي ويّاك مثـل أخـوك شـِلك بهالـقـوانة ؟ شـوفـلك فـد سالفة تـوكـِّـل خـبز ، لا وﭽـمالة ويّانا ! هـسّا لو أحـﭽـي هم يـﮔـولون حـﭽـيتْ ، يعـني حـضرتـك ما شـفـتْ إلاّ الكـلـدان وﭙـطـركهم ؟ دكـتـوراه وماجـستير وروما وﭬاتيكان وكاردينالات وجامعات وﭙـروﭙـﮔـنـدات وفـطاحـل وسـفـراء ومؤسّـسات وميزانيات وخـطط عالمية ، يا أخي ، أعـوذ بالله من الشيطان الرجـيم ... صُـدُﮒ ﮔال المثـل : يا بو بشـتْ بـيش بْـلـَـشِـتْ !  يا أخي لا تخـلينا نـطـلع من طـورنا .

أخي حـكـمت
لو ما أحـبَّـك ما أبَـﭽّـيك ، وآني أريـد خاطـرك وإنتَ حـبّاب ، ديـر بالك لا يورطـوك ، وإللي يـﮔـُـلـَّـك حـﭽاية ويـدفـعـك بـيها ! صير أذكى منهم و ﮔـُـلـَّه مثلما ﮔال عادل إمام (( روح إنتَ سَـوّيها )) والمثل عـنـدنا يـﮔـول : لا شـوقـتْ أخـلي خـنوي بْـكاكـوخ = لا تـخـلـّي يأكـلون خـرنـوب بأسـنانك ! . لكـن آني أسألك سـؤال واحـد : شـنو إللي خـطـر بـبالك ودا تسأل هـذا السؤال وبهالـوقـت ؟ هاي وحـدة ، والثانية ، ليش ما سألـتْ هـذا السؤال لغـير ﭙـطـركـنا ؟ ها حـكـمت عـلينا ؟ مو ما أريـد أعـيـد المثـل السابق حـتى لا يـﮔـولون عـني أعـيـد وأصقـل وأكـرّر ولكـن لخاطرك راح أﮔـلك غـيره : ( صحـنا عـل الخـفاش بوقـت الـصُبحـية ، طِـلع من وكـره بْـكـل ممنونية ، وضل بالهَـوا يطـير وجـناحه مَـطـْـويَّة ، وما رجع إلاّ بعـد العـصرية ) .

عـلى كـل حال ، لمّا واحـد يـﮔـولـَّـك : آني سورايا كـلـدنايا ! طـيب أنت شـراح تـفـتهم منه ؟ أرجع وأﮔـول إذا تـقـصـد مسيحي كـلـداني ( في ﭙاطـريـركـية بابل عـلى الكـلـدان ) فـهاذي سهـلة ولكـن ما نحـتاجـها ، ليش ؟ لأن مفـهـومة بْـلـَـيّاها ، من حـيث ماكـو بوذي كـلـداني بالـﭙاطـريـركـية ؟ أما إذا تـقـصد بعـد التأويل المخـفي : آثـوري كـلـداني ! فـهاي بـيها حـساب ، وحـسابها عـسير .
من جانب آخـر ، عـن الآثـوري تريـده يـﮔـول : سـورايا آثـورايا ، يعـني أثـوري آثـوري ! أشـوفها بْـلـَـيَّة طعـم .  وبالتالي السرياني يصير آثـوري سـرياني ، خـو من أوّل ﮔـول كـلهم آثـورايي وتـنـتهي السالفة ، يا حـلاوة عـلى هـذا التـفـكـير والـتخـطـيط ، صـدُﮒ إنتَ ذكي . فاتك شي واحـد ، ما ﮔِـلـتـلـنا شـلون تـتـرجم سورايي إلى الإنـﮕـليزية !! هاي لا تـنساها .

أﮔـلـَّـك حـكـمت ، ليش ما تـطـلب مقابلة غـبطـته وتعـرض عـليه مشروعـك ـ وعـلى الأكـثر ما راح يخـلي بخاطرك ولا يرجـعـك فارغ ، وهـسّا تِـلـﮕـيه مـغــِّيـر إسمه رأساً وصاير ﭙاطـريـرك بابل عـلى سـورايي الكـلـدان ، وراح تشوف بعـيونك ولخاطر عـيونك إشـلون الكـلـدان يطـلعـون مظاهـرات تأيـيـد بكـل العـواصم الأجـنبـية مثـل ( مدغـشـقـر وبورما وبنـﮕـلاديش وحـتى آلاسـكا ) ويهـلهـلون ويرفـعـون رايات الإعـجاب بهـذا المقـتـرح الجـديـد الفـريـد الوحـيد المفـيـد ، واللي ما خاطر بـبال أي واحـد لا حـميـد ولا رغـيـد ولا لـُـبَـيـد ، وما تجي بـبال آثـوري ولا سرياني ولا كـلـداني شـديـد ، بعـد شـتـريـد ؟ ولكـن خـوفي من الإخـوة الآثـوريّـين أخاف يعـتـرضون وما يقـبلون ، شـلون بهاي الحالة يا حـكـمت حـديـد ؟  
وبعـدين إنتَ جـبت طاري كـعـكـة ــ يـعـﮕـوب ــ لكـن ما ﮔـلـتْ بـيها سمسم ، لو كـعـكـة جـوز الهـنـد ؟ زين ليش ما تـبـدّلها بـ  ــ ﭙَـرتــُـوّه ــ د خـلـتـو خـنة ، أو تخـراثا د خـلتي أسّـومة ؟ وبهاي الحالة يكـون نـزاعـك التـسمَـوي محـلول بعـون الله .
وتـﮔـول أنـك إقـتـرحـتْ هـذا المشروع كـلمة ( سـورايي ) كـقـومية بمقالك السابق ، لكـن ما ﮔِـلِـتْ وين وصـلتْ ! طيب ليش ما بـديتْ بأقـرب واحـد عـليك وعـلى هاي الـكـلمة ! يعـني بصريح العـبارة : سورايي ← آسورايي ← آثـورايي ← آشـورايي ← آشـوريّـين ! إذن يا أخي حـكـمت إبـدأ بالأقـربون لأنهم أولى بالمعـروف ، وشوف النـتـيجة وبعـدين تـدلـَّـل ، غالي والطـلب رخـيص ، ومن وراها تـﮔـدر تلعـن الإنـقـساميّـين وأبو الإنـفـصالـيّـين المتـكـلـدنين حـسب تعـبـيرك ، وأكـيد الله راح يـﭽـفـيك شـر الإنـقـسام الأوباشي ، وتـضرب ماعـون دبس وراشي وما تخـلي حـتى الحـواشي .

أما ليش ما خـلـوه مقالك ينـشر ( بكـلـدايا . نت ) فـبهاذي مقـصّـرين ويّاك الإخـوان ، لو آني بمكانك وعـلى عـنادهم ما أنشر ولا مقال إلهُـم ، ولكـن أﮔـلـَّـك آني فـتـشـتْ موقـعـك الأغـر وما شـفـتْ بـيه غـير ربعـك المتأشـورين الإلـتحاميّـين ! ولا واحـد من المتكـلـدنين الإنـقـساميّـين ؟ عـلى كـل حال آني أبعـث هـذا المقال إلى عـنـوانك الـبريـدي وراح نـشوف هـل تـنـشره يمكـم ؟ وتعـيش عـيشة سـعـيـدة .





251
المطران مار باوي : لماذا إلـتحـقـتُ بالكـنيسة الكاثـوليكـية للكـلـدان ؟
القـسم الـثاني والثالث من محاضرته
في كـنيسة مار توما  الرسـول في سـدني بتأريخ 16 / 9 / 2012

 (2)
فـوائـد ومكافآت الإتحاد
كـنت ممثـلاً لغـبطة الـپاطـريرك وكـنيسة المشرق الآثـورية عـنـد كـنائس كـثيرة ومؤسّـسات وشخـصيات متـنـوّعة عـلى مدى 20 سنة وكان صعـباً أن أعَـرِّفَ مَن أنا ومَن هي كـنيسة المشرق للآثـوريّـين وبالأخـص حـين نستخـدم الإسم الـذي في قانـون الإيمان : كـنيسة المشرق الرسولية المقـدسة الجامعة للآثـوريّـين ( The Apostolic Catholic Assyrian Church of The East ) وحـين نـقـول كاثـولـيك يظن الناس أنـنا كـذلك ! ولكـن في الحـقـيقـة لسنا ، لأن هـناك كـنيسة كاثـوليكـية واحـدة تلك التي يرأسها الـپاپا الجالس عـلى كـرسي رومية في حـين ليست لـدينا تلـك الرئاسة بل نستخـدمها مُجـبَـرين ، وحـين أصبحـنا كاثـولـيكـيّـين صار هـذا الـتعـبـيـر أطيب كلام يخـرج من فـمنا ، ليس لأن الناس صاروا يعـرفـونـنا الآن ، بل لشعـورنا بأنـنا مرتـبطون مع 1.2 مليار من الناس في العالم ، وأنا من تلك الكـنيسة المنـتـشرة في كـل البقاع التي لا تغـيب عـنها الشمس وتـشرق 24 ساعة عـلى الكهنة الكاثـوليك الـذين يقـيمون الـقـداديس والقـربان المقـدس ! وأفـكـر مع نـفـسي : هـل أنا الآن جـزء من هـذه الكـنيسة العـظيمة ؟ فعلاً إنها فـكـرة وحـقـيقة عـظـيمة إستـطاعـتْ أن ترفـعـني روحـياً .
أنا الآن مرتـبط  عـلى الأقـل مع 220 كاردينالاً في العالم ، 4000 مطراناً ، 410000 كاهـناً لا تغـيب الشمس عـن قـداديسهم ، 750000 راهـباً وراهـبة ، 60000 سيمينيريّاً ( تلاميـذ يدرسون في المعاهـد الإكـليريكـية ليصبحـوا كـهـنة ) .
عـنـدما حـدثـتْ قـضيتـنا هـذه ( وقـبل أن يمنح سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم كـنيسة مار أفـرام لمجـموعـتـنا في مدينة شيكاغـو ويفـتح أبوابها لهم كي يقـدِّسوا فـيها ) كان هـناك شاب من كـنيسة المشرق للآثـوريّـين في شـيكاغـو إلـتـقى مع شاب ملتحـق معـنا في الكـنيسة الكـلـدانية وقال له : أي عـقـل صغـير عـنـدكم ـ حـرامات ـ لماذا تركـتم جـماعـتـنا الكـبـيرة في شـيكاغـو وأنـتم أشخاص قـليلو العـدد وأصبحتم وحـيدين وليست لـديكم كـنيسة ؟ فـردّ عـليه صاحـبنا قائلاً : هـل أنـتَ الـذي تـقـول ليست لـديَّ كـنيسة ؟ تعال كي أريك ... أترى تلك الكـنيسة وتلك الكاتـدرائية ! هـذه كـلها لي ، فأنا من بعـد أن أصبحـتُ كاثـوليكـياً فإن تلك الكـنيسة وتلك الكـنيسة .. وتلك المدرسة وذلك المستـشفى وهـذا المطران وذلك الكاردينال هم لي وأنا لهم ، ولا تـقـل لي أنـني ذلك الفـقـيـر ! بل أنا الآن ذلك الـغـني ! .
إنَّ الغِـنى ليس بما يملكـه الناس بل إن الغِـنى الـذي إنـتبهـنا إليه هـو أنـنا الآن عـنـدنا قـوانين مكـتـوبة هي ( Canon Law ) أي الحـق الـقانـوني للكـنائس الـشرقـية ، وإذا أردتَ كـيف يجـب أن تكـون طريقـك ! يمكـنك أن تـذهـب إلى المكـتبة والإنـتـرنيت وتأخـذ أي كـتاب تريـده وتـقـرأه وتـتعلم وتـسير في طريق الـقـداسة وكـل شيء مجهَّـز لك كـكاثـولـيكي ، لم يكـن لـدينا هـذا كـله إلى حـد الآن لأننا كـنا جـماعة صغـيرة ومخـتـلطة في التأريخ ومبعـثـرة في الجـبال وقادمين فـرادى إلى هـذا الغـرب والآن أتينا فأصبح لحـياتـنا وأرواحـنا بناءاً أو هـيكلاً مرة أخـرى .


الآن عـنـدنا قـديسين نـصلي لهم ، عـنـدنا عـبادات ، وترَون الكاثـوليك الجـدد في أميركا كـيف يأتـون بمحـبة ويصلون صلاة ( الوردية ) أما في السابق كـنا نبخـل حـين نرى الكـلـدان يصلونها وكأنهم يحـبون مريم الـعـذراء أكـثر منا ولكـن الآن كلاّ ! نحـن أيضاً نصلي هـذه الصلوات معـهم ونـتعـلم منهم وفـرحانين سوية ونـتـقـوّى بهم روحـياً يـوماً بعـد يوم . إنَّ هـذه الفـوائـد وضعـناها جـميعها نصب أعـينـنا فـجـعـلتـنا نـفهم ما هـو وعـد المسيح لشمعـون كـيـپا ( أنت الصخـرة وعـلى هـذه ــ الصخـرة أنتَ ــ أبني كـنيستـي ) ونحـن الآن نشعـر بأنـنا كاثـوليك بإخـتيارنا ولسنا مولودين في كـنيسة كاثـولـيكـية . والـفائـدة الأخـرى والمهمة هي أنه صارت عـنـدنا محـبة دائمية للـكـلـدان بعـد أن كـنا بعـيـدين عـنهم ، وبفرصة الإتحاد هـذا أصبحـنا بالقـرب من إخـوتـنا الـكـلـدان ومن إخـوتـنا الآثـوريّـين الكاثـولـيك ، أتينا ودخـلنا معـهم ورأينا كـيف صرنا مقـبولين عـنـد أكـثريتهم الغـزيـرة .
وهـنا أود أن أتـكـلم قـليلاً عـن لقاءاتـنا في السنين الأخـيرة .... أنتم تعـلمون حـين يحـصل لم شمل العـوائل عـنـدنا في أميركا بمناسبة عـيـد الشكـر أو عـيـد القـيامة أو عـيد الميلاد أو أثـناء الأعـياد الوطـنية فإن أبناء العـوائل يأتـون من المدن المخـتـلفة ومن الولايات الأخـرى كي يـرَوا أقاربهم ووالـدَيهم ، وعـنـدما يجـتمع 5 أو 10 أو 15 أو 20 من أبناء العائلة ويلتـمّ شملهم تـظهـر بـينهم أحـياناً عـتابات داخـلية ونقاشات إجـتماعـية متعـددة ، فـهـذا زعلان والثاني مديون لـذاك والآخـر لم يتـصل طـيلة المدة فهكـذا نحـن أيضاً حـين رجـعـنا ، رأينا بعـضاً من تلك الـعـتابات بـين الآثـوريّـين والكـلـدان وجهاً لوجه ، نعم كان هـناك الفـرح عـنـد اللقاء ولكـن أيضاً مع بعـض الـتـوتـر وصرنا نـقـول بتعـجّـب : هـل لهـذه الأسباب لم يحـصل الإتحاد بـين الآثـوريّـين والكـلـدان ولـمدة 180 سـنة !.
والإتحاد الأخـير كان في عام 1830 في سهل نينوى وبالأخـص پاطريركـية كـنيسة المشرق في ألقـوش عـنـدما قـبلـتْ برئاسة الـپاپا وإنـتـقـلتْ من النسطـورية فأصبحـتْ كاثـوليكـية كـلـدانية ، وصرنا نفهم أنّ الإتحاد صعـبٌ ويواجه تحـديات وعـوائقَ ، والآن سأذكـر لكم بعـضاً من هـذه المصاعـب وكـيف عـلِمنا أن بإمكانـنا حـلها وحـلـّـيناها. إن أغـلب تلك العـلل جاءتْ من إستخـدام الإسم الكـلـداني والآثـوري .
معـلوم أن الآثـوريّـين لهم وجـود قـومي ويريـدون أن تكـون لهم كـنيسة لأنهم معـمذون ولهم الخـلاص إلاّ أن أساسهم القـومي بارز وليست لـديهم تلك النظرة التي تجعـل روحانيتهم أكـبر ! في حـين أن الوضع عـنـد الكـلـدان في الوجه آخـر هم جـماعة كـنسية أبـرَز من أن يكـونوا قـوميّـين واليوم تـنهـض عـندهم المشاعـر القـومية في بعـض مناطـقهم عـلى الأقـل ، وبعـضهم يرغـب بهـذه النهـضة والبعـض الآخـر لا يريـد إلاّ أن الأساس عـنـدهم هـو كـنسي ، فـنحـن بحـثـنا في تأريخـنا ورأينا العجـب !! فـهـذا يقـول كـلنا كـلـداناً والآخـر يقـول كـلنا آثـوريّـين ، إكـتـشفـنا أن الآثـوريّـين وقـبل 150 سنة كانـوا يسمون أنـفـسهم كـلـداناً ! وبحـثـنا في رسائل المطارنة مثـل الكـرسي الـپاطريركي الأخـير وهـو الأكـثر أهـمية وقـداسة في كـنيسة المشرق مار يوسب خـنانيشوع وبـيته ، وقـبله مطارنة كـثيرون كانوا يُعـرِّفـون أنـفـسهم في رسائلهم وأوراقـهم بإسم الكـلـدان ، كـما أن المطراپـولـيط خـنانيشوع حـين أرسل إلى أميركا أول كاهن إسمه نسطوريوس في عام 1898 كان خـتمة ( مار يوسب مطراپـولـيط الكـلـدان !! ) هـكـذا رأينا أن كـل الآثـوريّـين كانـوا يسمون أنـفـسهم كـلـداناً ولمئات السنين ، وإلى نهاية القـرن التاسع عـشر وبـداية القرن العـشرين وجـدتُ مقالاً في صحـيفة ( سْـپـَـر زَونا ـ أ ت ) الصادر في طهران 2005 يتكلم عـن تأريخ تأسيس مجـلس في أورمي 1910  كان إسمه ( مجـلس كـلـدان طهران ! ) إستخـدم لمئات من السنين . وعـنـد قـدومِ المبشرين في ذلك الزمان وتـطـورِ الـثـقافة صار عـنـدهم إحـساس آخـر وثـقافة أخـرى فـبعـد عـشر أو خـمسة عـشرة سنة أصبحـوا يسمون أنـفـسم رويـداً رويـداً بكـلـدان وآثـوريّـين ، وصارت لجـنة الآثـوريّـين تسمى لجـنة الآثـوريّـين والكـلـدان ، وحسب معـلوماتي فإن پـرلمان إيران ودستورها حـتى الآن يمنح كـرسياً للكـلـدان والآثـوريّـين الإيرانيّـين بإسم ممثـل الكـلـدان والآثـوريّـين نـتيجة لخـلفـية هـذين الإسمين عـنـدهم ، وأصبح أكـثر القادمين من إيران يسمون أنـفـسم آثـوريّـين مع وجـود الكـلـدان .
وبعـد الحـرب العالمية الأولى وفي مجـمع پاريس ، وآغا پـطرس ورسائله وتجاربه في سنة 1919 ــ 1923 ووثائق عـديـدة إبتـدأ يظهـر ويُـستخـدم هـذا الإسم كـلـداني وآثـوري وحـتى مار شمعـون پاطريرك الآثوريّـين بـيته وإلى أن أغـتيل كان خـتمه دائماً ( محـيلا شمعـون پطرك الكـلـدان ) لمئات السنين . وعـنـدي رسالة من مار شمعـون مؤرخة في 1939 من قـبرص / نيقـوسيا يستخـدم فـيها هـذا الخـتم ، ورسائل مار رويل ـ مار بنيامين ـ ومار پـولس ـ ويخـتمون بهـذا الخـتم الكـلـداني ، وقليلاً قليلاً أصبحـوا مثل آثوريّي أورمي يستخـدمون إسم سوريايا ... ثم ... آثوري .
ووصلنا إلى نـتيجة أننا حـين نأتي إلى الإتحاد العائلي فـنحـن لا نقـبل أن يكـون بيننا تـوتر ولا نـشعـر بأنـنا غـرباء عـن بعـضنا !! كـلاّ وبالعـكـس ،  بل أقـول هـذا أخي وهـذه أخـتي ، وفي الحـقـيقة غالباً ما أشعـر أنـني أكـثر كـلـدانية من الكـلـدان اليوم ، لأنـنا نحـن الذين نعـرّف أنـفـسنا كآثوريّـين اليوم كـنا قـد إستخـدمنا هـذا الإسم قـبلهم ( أي قـبل كـلـدان اليوم ) وأنا أقـف بـينكم وأتـكـلم كآثـوري ولكـنـني لا أشك حـتى لـلحـظة أني أرى نـفسي كـلـدانياً لأني لا أقـطع ذاتي من آبائي الذين إستخـدموا هـذا الإسم لمئات من السنين ولا أقـطعها اليوم من إخـواني الكـلـدان الذين يستخـدمون هـذا الإسم وبعـون الله يستخـدمونه لمئات من السنين القادمة ، وهـكـذا أصبحـتْ لنا عـقـلية جـديدة وعـمِلنا عـليها كي تـزداد فـينا وتـتـوسع شيئاً فـشيئاً .  
مصاعـب وتحـديات
الصعـوبة الأولى ــ التي واجهـناها في حـركـتـنا خلال هـذه السنـوات الخـمس الماضية هي أنَّـنا سبَّـبنا زعـل الـقسم الكـبـيـر من إخـوتـنا الآثـوريّـين منا لأنـنا إنـفـصلنا منهم وإلتحـقـنا بجـهة أخـرى ....
ولستُ أقـول أنهم كانوا يحـبونـنا ! خاصة أن كـثيرين منهم لم يكـونوا يحـبونـنا أنا وكهـنة آخـرين
ولكـنهم إنـزعـجـوا بخـروج ثلاثة آلاف آثـوري وآثـورية من كـنيسة المشرق وإلتحـقـوا بالكـنيسة الكـلـدانية ، وهـذا موضوع بقي في قـلوبنا ونـنـتـظـر أية فـرصة كي يُـعالج ويكـون صلحاً ويرجع الحـب وهـذا تحـدي كـبـير لـنا لأنـنا لن نرجع عـن هـذه الـطريق ونـؤمن بأنها هي الصحـيحة ، نحـن لم ننسلخ من تـراثـنا بل رجـعـنا إلى تـراثـنا ، وليس فـقـط لا رجعة عـنـدنا وإنما نريـدهم أنْ يأتـوا معـنا .
الصعـوبة الثانية ــ لاحـظـنا معارضة من نسبة ضئيلة جـداً من الآثـوريّـين الكاثـوليك الموجـودين في الكـنيسة الكـلـدانية حـين إلتحـقـنا ! وهـذه كانت سهـلة لأن عـددهم كان قـليلاً ( وأعـتـقـد أن سـيدنا جـبرائيل كساب والكـهـنة يؤيـدوني ــ مازحاً ) وهـنا وجَّه سـيادته كـلامه إلى الجـمهـور الآثـوري الحاضر في القاعة وقال لهم : كـثيراً منكم يأتي إلى هـذه الكـنيسة الكـلـدانية فـقـط عـنـد قـدومي هـنا كـل سنـتين وحـين أغادر لا تأتـون إليها .
إنَّ نسبة ضئيلة من الآثـوريّـين الكاثـوليك كانـوا معارضين لـنا ولكـن حـتى لهـؤلاء أقـول : نحن نحـبكم ونحـترمكم فـرجاءاً إحـتـرمونا وكـل واحـد منا عـنـده حـق أنْ يتخـذ قـراره بضميره أمام الله ، فإن أردتَ أنْ تبقى في العـزلة عن بقـية إخـوانك ! إبقَ والله معـك ويُـسعـدك ولكـن لا تـقـف ضد آخـرين يتحـدون بالكـنيسة الكاثـوليكـية .  
إن الكـنيسة الكاثوليكـية كالأم التي تعانق أولادها وتعـدادهم 1.2 مليار ، كـيف تجـمَّعـوا فـيها ؟ إنهم جـميعـهم جاؤوا ودخـلوا في الكـنيسة الكاثـوليكـية ، وأن كـثيراً من أبناء كـنيسة المشرق من زاخـو أراذن أورمي ... كانـوا نساطرة فـتحـوّلـوا إلى الكـنيسة الكـلـدانية ، وإن أعـضاء الكـنيسة الكـلـدانية اليوم هم أربعة أو خـمسة أضعاف إخـوتـنا في الكـنيسة الآثـورية بسبب هـذه التحـولات ، ونحـن جـزء منهم .
الـتحـدّي الثالث ــ هـو الإسم ! إذا لم يكـن بالإمكان أن يحـيا هـذان الإسمان مع بعـضهـما ، فإنـنا نـقـول يجـب أن يحـيا هـذين الإسمَين مع بعـضهـما ، البعـض يقـولون أنـنا متحـدون جـميعـنا ! نقول لهم : نعم الإتحاد يأتي ولكـن يجـب أن نعـمل له ، إن الرجـل والمرأة يـبـدءان في بناء العائلة كإثـنين كـل منهـما عـلى إنـفـراد ويأتيان أمام الله وهـو يربطهـما ويجعـلهما إثـنين في جـسم واحـد ، وهـكـذا الآثـوريون والكـلـدان رغـم أن أصلهم واحـد فإنهم يـبدؤون إثـنين منـفـصلين منـذ مئات السنين وأنا شخـصياً أعـتـقـد أنهما متـشابهان ، وتعالوا إسألوني الآن ! أنا آثـوري ودخـلتُ في أعـماق الكـلـدان الإجـتماعـية والسياسية ، وهـنالك تـقالـيد وعادات متميزة عـن بعـضنا ، والمسألة ليست بالقـول أنا أحـبك ، وإنما نحـن بحاجة إلى خـطـوات عـمل ووقـت لمَن يريـد أن يعـمل هـذا الشيء ، وإنَّ بـداية أي تعامل هـو أن تحـترم أخـيك مثـلما تريـده أنْ يحـترمك . وقـد شاهـدتُ ﭬـيـديو لرجـل دين غـير مسيحي ( كـنتُ أتمنى أن يكـون مسيحـياً ) يخـطـب ويوجه كلامه إلى المسلمين في الجامع ويقـول لهم : إنما الدين أخلاقـكم !! .
إن تربـيتك هي التي تـقـربك من الآخـرين وعـن طريقهم تـقـتـرب إلى الله وتعـطي حـق أخـيك مثـلما تريـد منه أن يعـطيك حـقـك وهـذه هي سُـنــّة الحـياة وهـذا هـو الواجـب المطلوب منا .
(3)
الخاتمة ـ إقـتـراحاتي
للآثـوريّـين
(1)- نحـن الآثوريون يجب أن لا نـتـوقـف عـن مواصلة العـمل من أجـل الوحـدة الكـنسية ، والآثـوريون يستحـقـون أنْ يكـون لهم ظهر قـوي من 1.2 مليار من البشر ومن پاپا الـﭬـاتيكان ، وبعـضنا بحاجة إلى الـبعـض الآخـر .
(2)- أقـول للآثوريّـين إفـرحـوا حـين أخـوكم الكـلـداني يقـول أنا عـنـدي هـويتي الكـلـدانية ، نحـن ساقـيتان في مصب واحـد يجـب أن نـفـتخـر بمشاعـرنا القـومية ، والكـلـدانية ليست غـريـبة عـن الآثـورية .
(3)- أطـلب منكم أن تـشجـعـوا إخـوتـنا في كـنيسة المشرق أن يفـتحـوا حـوارهم مع روما فـتـلك هي رغـبة المسيح وتكـون مقـبولة في تراثـنا ، وهـذه حـقـيقة لا يمكـن إخـفاءها كالشمس التي لا يمكـن حجـبها بأصابعـنا ولا بـد أن تخـرج إلى الملأ وإن ذلك سيحـدث لا محالة 100% سـواءاً في هـذا الجـيل أو بعـده أو بعـده .  
للكـلـدانيّـين
(1)- هـنيئاً للآثوريّـين لإحـساسهم القـومي هـذا الذي تبلـور خلال مائة عام وله إيجابـياته ، وأنـتم الكـلـدان لستم قاصرين بل يجـب أن تكـون لـديكم نهـضة قـومية ومن المؤكـد ليست سهـلة وإنما ستـدفـعـون الثمن بالصبر والمحـبة والعـمل والتـفـكـير ، وأن قـوىً ستـضربكم مثـلما ضربـوا الآثـوريّـين ، إنه إسمنا وفخـرنا نحـتاجه ، ورغـم أن الكاثـوليك هم 1.2 مليار إلاّ أن تـقاليـد الكـنيسة اللاتينية كـثيراً ما تمتص الكـلـدان إليها بسبب منظماتهم ومدارسهم وقـوَّتهم ونرى شيئاً فـشيئاً العـوائل والأطفال يذهـبون إلى المدارس الكاثوليكـية وبالتالي سيتركـون كـنيستهم ونحـن نلاحـظ ذلك في أميركا وكـونوا حـذرين فـسوف يحـصل ذلك حـتى في أستراليا ، ورغـم أن تـوصية روما والـپاپا دائماً هي أن لا تـتـركـوا تراثـكم وكـنائسكم ولكن من الناحـية العـملية فإن كلامهم يـذهـب سـدىً ، ثم أن اللاتين ليسوا بحاجة إلينا بل نحـن بحاجة إليهم فـلماذا لا نجـعـلهم هم يأتـون إلينا ، فـما هـو الحـل ؟ لسنا نـقـول نـذهـب ونحارب في العـراق ، كلاّ وإنما أن تكـون لـنا هـذه النهـضة وهـذا الإحـساس ولستً أتـكـلم عـن القـومية سياسياً وإنما عـن القـومية ثـقافـياً وحـضارياً ، المسيح كان يهـوديّ الـثـقافة ونحـن أيضاً لكـل منا ثـقافـته وحـضارته ، فـسيروا عـلى هـذا المسار .
(2)- لا تـتجـنـبوا الرغـبة المتكـونة بـين الآثوريّـين والكـلـدان ، فـنحـن حـقـيقة إخـوة وموحـدين وبحاجة إلى بعـضنا البعـض مثل الـيـدَين والساقـين ، وشكراً لسيادة المطران جـبرائيل كساب عـلى المثال الـذي ذكـره عـن خـطاب لمطران قال فـيه أن الآثوريّـين والكـلـدان هم إنسان واحـد ذو ساقـين . ثم أن كـل واحـد منا مسؤول أمام الله عـن حـياته الروحـية فالكـنيسة ترشـد وتعـمل واجـبها أما القـرار هـو بـيـدكم والرب المسيح يكـون معـكم ، آمين .





كـنيسة مار أپـرم الكـلدانية في شيكاغـو ( أول كـنيسة كـلدانية في أميركا 1904 )











252
الـﭙاطـريـرك لـويس ساكـو برفـضه الكـتابة حـفـزنا عـلى الكـتابة

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ـ 15 شـباط 2013  
إنَّ مقابلة غـبطة الـﭙاطـريـرك لويس ساكـو الكـليّ الـوقار أخـيراً ولمرتين ــ حـين كان مطـراناً ــ مع الإعلامي ولسن يونان في إذاعة ( SBS ) / سـدني حـفـزنا للـتعـقـيـب عـليها ، ولولا تـصريحاته بعـد أن صار مسؤولاً أعـلى في أكـبر مؤسسة كـلـدانية " ﭙاطـريـركـية بابل عـلى الـكـلـدان " ما كانت تـنهال عـلى المواقع الإلكـتـرونية كـتابات المثـقـفـين والمهـتمين بالشأن الـديني والـقـومي بل وحـتى الإجـتماعي ، والهـدف منها إيصال مشاعـر وصوت الشعـب الـكـلـداني إليه بإعـتباره الآن في حـقـبتـنا التأريخـية هـذه وحـتى عـلى مـدى السنين المنـظـورة أمامنا هـو المرجع الأعـلى عـنـدنا . إنَّ جـلَّ غاية كـُـتابنا هي توضيحُ واقع الكـلـدان في كـل مكان والـذي ليس بمقـدور غـبـطـته أن يتعـرَّف عـليه لولا هـذه الـكـتابات بل وليسمح لـنا غـبطـته أنْ نـقـول له بصراحة الواثق من نـفـسه أنَّ ــ بعـضَ ــ سـفـرائه دون تحـديـد أماكـنهم لم يعُـد بإمكانهم بل لا يريـدون أنْ ينـقـلـوا له السيناريو الحـقـيقي والمشـهـد الـواقـعي المعـلن والمضموم والموجـود في جـغـرافـيتهم بشأن ما يخـتـلج في صدور أبناء الكـلـدان لأسباب يمكـن أنْ نؤجـل ذكـرها الآن .  
إن غـبطـته كـزعـيم ، شأنه شأن أي قائـد دولة أو رئيس مؤسسة أو مدير مشروع أو رب أسرة بحاجة إلى عـيون كـثيرة ومراصد جـمة يراقـب من خلالها ظروف رعـيته ، ويستـطلع الـتـضاريس حـول جـبهات مؤسّـساته ، والقائـد الناجح يستمع إلى معانات أصغـر جـندي في ثـكـنـته ، فـنحـن الـذين أدّينا الخـدمة العـسكـرية قـد زوّدتـنا بخـبرة في هـكـذا حـقـول وخاصة عـنـد الأزمات حـين كان يُـنـقـل الموقـف إلى السيد القائـد عَـبر المكاتبات ، بعـيـداً عـن واقع المقاتل الـذي كان يضع دمه عـلى كـفه بكـل إخلاص وتضحـيات ، ولكـن ... مع كـل الأسف ... كانت مزوّرة  فإنخـدع بتـلك الحـسابات .
نحـن لا نسمح لأنـفـسـنا أن نكـون معـلمين لأي كان ، ولكـن غـبطـته عـصريّ الـتـفـكـير يـدرك غاية الإدراك أنَّ أولاد الـيوم خـبراء بالكـومـﭙـيوتر أكـثر من أولـياء أمورهم الـذين ترعـرعـوا في أحـضانهم وعـنـدهم فـنيات لا يستـطيع والـدَيهم وأجـدادهم الأوائل أداءَها حـتى يوم القـيامات ، وهـذا لا يمثـل تخـلـفاً وإنما هي تغـيّرات في أسالـيـب الحـياة للأفـراد وتـطـوّر القابـليات من عام إلى عام تـفـرض نـفـسها وليس مطـلوباً من الجـيل الماضي أن يأتي بمثـلها ، وإذا رفـضها مثلاً  ! فإن الجـيل الصاعـد لا ينـتـظـر عـقارب الـزمن الـتـقـلـيدية بل ينـظـر إلى الساعة الـرقـمية ويتابع نـقلاتها الـعـددية .
إنَّ ما ورد في مقال الأخ فاروق يوسف خـيا في مناشـدته ، هي العـلمية التي أرادها منا غـبطـته في توصيته وليس شيئاً آخـراً في قـوله ، فـخـدُّنا الأيمن جاهـز بعـد أن لـُـطِـمَ الأيسر ، ولكـن لا نـنسى قـول الرب عـن الكـيل الذي يُـكال لـنا منـذ الصباح الـباكـر وحـتى الـعـصر  ! وإذا كان لغـبطـته رأي آخـر فـنحـن كـلنا سمعاً وطاعة ، كـما كـنا نـطـيع السيد الآمر في وحـدتـنا وأكـثر .
يُـسعـدنا دائماً أن نـقـرأ خـبراً عـن غـبطـته ومقالاً بخـط يـده وأنْ نـرى صورة عـن لـقائه ولكـنـنا في ذات الوقـت لسنا كاميرا فاقـدة الإحـساس كي نـطبع مقاله عـلى ورقة سيـليـلوزية ولا نستـنـسخ صورته لوحة صامتة نضعـها في ألبوماتـنا العائـلية ، وإنما نـقـرأ ما بـين سـطـورها ونحـلل ما فـيها ونرى مَن يقـف في مقـدمة صورته ومَن خـلفـها ، ونحـن جـنود إستـطلاعـيون نمشي أمامه ونـدلـّه عـن أية مطـبّة فـيها ونوعـها ، ولكي لا يظـن السوء بنا في كـلامنا ، نـذكـِّـره ــ إنْ كان غـبطـته من المتابعـين في تـلفـزيون ماضينا ــ ربما صادف أنْ لاحـظ الرئيسَ السابق عـنـد زياراته في داخـل المؤسّـسات أو أمام البنايات ذات المدرّجات ، أن شخـصاً مهـندَماً أنيقاً كان يمشي أمامه بضعة أمتار مهمته إعـطاء إشارات بأصبعه ( له ـ وليس لـغـيره ) لـيـدلّه عـلى إتجاهات الطرقات ومكان المدرّجات ، إنه رئيس الـدولة يمشي مَـلـَـكاً لا يلتـفـتُ لكـل صغـيرة وكـبـيرة عـنـد الممرات ولكـن عـوائق طـبـيعـية أو ( مخـفـية ! ) قـد تصادفه وتجـرّه إلى ما لا تحـمَـد عـقـباه من عـقـبات ، فـكان بحاجة إلى موظـف بسيط يمشي أمامه ويصرف له راتبه لـيـنبّهه إليها ، وتلك ! لم تـُحـسَب عـليه عـيوباً أو سلبـيات .
إنّ مهـمات عـديـدة وتركات كـثيرة ليست هَـيِّـنة ، شاء الـقـدر أن تـلـقى عـلى أكـتاف غـبطـته الكـفـوءة وأمام عـينيه الأمينة ، ونحـن متأكـدون أنه لو لم يكـن قادراً عـلى مواجـهـتها ما كان يقـبل بالنهـوض بها وفي ذات الـوقـت ليس إعـتماده عـلى نـفـسه وإمكانياتها ، فـبعـد الإتـكال عـلى الله هـناك عـدد لا يُـحـصى من مؤازريه عـلى طريق الحـق ومصاعـبها .
إنّ أخـطاء الماضي تـثيـرنا وطروحات كـثيرة عـنـدنا وملاحـظات مهمة في جـعـبتـنا لا نـريـد عـرضها دفـعة واحـدة كي لا تـطـيل كـتاباتـنا ونربك مقابـلـنا ، فالمَهَـمَّة جـديـدة والأيام طـويلة والـقـضايا متباينة وكـما قال الأخ حـبـيب تومي ( ينبغي أن نكـون كـرماء في إتاحة الفرصة لـﭙـطركـنا ... ومن حـقـنا أن نـفـتخـر بهـويتـنا دون الـتعـرّض لـغـيرنا ) . نعـم إنَّ شيئاً واحـداً مطـلوب منا نعـتـز به جـميعـنا وغـبطـته معـنا ، أنْ لا نـفـرّط بهـويتـنا التي إعـتـزتْ وتميَّـزتْ بها كـنيستـنا الكاثـوليكـية لشعـبنا الكـلـداني تحـت إسم ﭙاطـريـركـية بابل عـلى الـكـلـدان ... والـبقـية تـنـتـظـرنا ... فإنـتـظِـرنا سـيِّـدنا .
  


253
القـسم الأول من محاضرة المطران مار باوي سـورو الكـلي الوقار
في كـنيسة مار توما  الرسـول في سـدني بتأريخ 16 / 9 / 2012


 
نمشي وراء المسيح ، وليس وراء مَن يغـير تعاليم المسيح !
لماذا إلـتحـقـتُ بالكـنيسة الكاثـوليكـية للكـلـدان ؟
كـتابة : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
بـدأ سـيادة المطـران باوي سـورو الموقـر بالتحـية والشكـر قائلاً : من المؤكـد أن هـذا الـيوم هـو خاص بالنسبة لي وأنا قادم عـنـدكم هـنا في كـنيسة مار توما الرسول في سـدني وعـنـد سـيدنا مار جـبرائيل كـساب أخ عـزيز لي وأشكـره عـلى إتاحة هـذه الفـرصة للـتـكـلم وأنا ألـتـقي مع جـميعـكم كإخـواني وأخـواتي من أبناء شعـبي وأشكـركم جـميعاً عـلى هـذه التـكـريم .
موضوع محاضرتي هـو أن أتـكـلم لمدة نـصف ساعة بمناسبة مرور خـمس سـنوات عـلى دخـول جـماعة منا في إتحاد مع الكـنيسة الكاثـوليكـية الـكـلـدانية ،  ويسرني أن أبـدأ بـموضوعي الأول (1)- هـل الإتحاد هـو تركٌ للأصالة أم تـدبـير لـبـيت الأب ؟ والشيء الـثاني (2)- سيكـون عـن فـوائـد ومكافآت هـذا الإتحاد ، ما هي التحـدّيات والعـوائق ، لأنه بالفـعـل فـيه فـوائـد ومصاعـب ! أما الفـقـرة الـثالـثة (3)- هي بعـض إقـتـراحاتي إلى الآثـوريّـين والـكـلـدانيّـين كإبن أو كـشخـص أو كـكاهـن أو كـشماس أو كـمطـران أو كـواحـد منكم وجـميعـنا لـنا الحـق في أن نـقـترح ونـناقـش في بـيت الأب وأنا أيضاً عـنـدي هـذه الفـرصة وهـذا الحـق .
(1)  
هـل أنَّ فـكـرة الإتحاد مع الكـنيسة الكـلـدانية
هي تركٌ لأصالـتـنا أم هي تـدبـير لـبـيت الأب

وهـنا شرعَ سـيادته بتـقـديم محاضرته القـيِّمة والمركـَّـزة فـقال : دخـولـنا في الكـنيسة الكاثـولـيكـية الكـلـدانية هـل هـو تخلـّي عـن الأصالة أم هـو رجـوع إلى بـيت الأب والأم ؟ يعـجـبني أن أعـلق وأبـيِّـن لكم ما هـو تـفـكـيرنا بهـذا الشأن .
أولاً إن كـنيسة المشرق قـبل المسيح هي مؤسّـسة أو جـماعة من الناس مهـمة جـداً في تأريخ الإنسانية خـرج منها أناسٌ تأريخـيّـون مهـمّون أولهم أبونا إبراهـيم ومنه خـرجـتْ الأسـباط والـديانات ، جاء أبونا إبراهـيم من أور التي عُـرفـَـتْ بأور الـكـلـدانيّـين وذهـب إلى نهـر الـفـرات وجاء بعـده العـبرانيّـون ، وإنَّ ثـقافـته نابعة من ثـقافـتـنا وتراثـنا ومن جـماعـتـنا ( أرض أجـدادنا ــ الكاتب ) .  
ثانياً إنّ كـثيراً من أنبـياء وكـتبة العـهـد الـقـديم الـذين عاشـوا أو ذكِـروا في الكـتاب المقـدس كانوا في بابل ونينوى من عـنـدنا مثل دانيال عـزرا نحـميا يونان حـباقـوق ناحـوم والـذين دعاهم يسوع بنـفـسه ووجَّـههم وتـكـلم عـنهم ، وأنا أذكـرهم لسبب معـين .
ثالثاً البابليون مرة ، ومرة أخـرى الآثـوريـون ذهـبوا من بـيث نهـرين إلى فـلسطـين وأتـوا بعـشرة أسباط اليهـود إلى مناطـقـنا ( السبي البابلي ) وفي فـتـرة ولعـدة قـرون كان عـدد الـيهـود في بـيث نهـرين أكـثـر من مجـموع الـيهـود المنـتـشرين في العالم أجـمع ، في منـطـقة محـصورة بـين شمال وجـنوب بغـداد ، ودجـلة والفـرات في منطقة تسمى بالإنـﮔـليزية (  Pure Lineage = ذرّية نـقـية )  ولمدة 500  سـنة قـبل المسيح وإلى 500  سـنة بعـد المسيح ، صانـوا أصالـتهم الـنـقـية فـلم يتـزوّجـوا من غـير الـيهـود لمدة ألف عام ولهـذا فإن أمراضاً وراثية كـثـرتْ بـينهم لأن بعـض الـيهـود المتـزمتين لم يخالـطـوا دماء وجـينات شعـوب أخـرى .
رابعاً يسوع وتلامـذته أتـوا من هـذه الـثـقافة ومن هـذه الـتـوراة ومن اليهود ومن أبونا إبراهـيم ، كانوا قـد خـرجـوا من عـنـدنا وهُم نماذج لـنا ونـفهم ما الـذي تكـلمـوا وبماذا عـلـَّـموا . ونحـن سـكان بـيث نهـرين نسمي أنـفـسـنا الـيوم آثـوريّـين وكـلـدانيّـين وارثـو هـذه الحـضارة ولهـذا فإن الجـماعة الأولى التي فـهـمَتْ إنجـيل الرب كانـوا شعـبنا ، وإنّ أحـد الأسباب هـو أنَّ يسوع تـكـلم بلغـتـنا وحـين أتى تلامـذته مار توما ومار أدّاي ومار ماري صاروا يكـرزون بإنجـيل يسوع بذات المفـهـوم ، وقام يسوع من بـين الأموات ونحـن فـهـمنا وقـبلنا وإحـتـضنا هـذه الكـرازة من كـل قـلبنا .

إنَّ فـهمَنا هـذا نجـده الـيوم في طخـسنا وقـوانينـنا وصلواتـنا وكـتبنا وحُـذرتـنا وآبائـنا وكـلما قـرأنا وبحـثـنا وتـفـحَّـصنا فإنه يظهر أمامنا جـلياً عـلى السطح أكـثر ، وأريـد أن أعـطيكم مثالاً واحـداً عـلى هـذا الكلام وهـو الأساس الذي إتـخـذه مار توما وبنى عـليه هـذه الـبناية ( الكـنيسة ـ الكاتب ) وكـل ثـقـلها يستـنـد عـليه وهـو أحـد الأسس الرصينة لـلمسيحـية ! إنه سـطـر واحـد قاله المسيح لـشمعـون كـيـﭙا ، لـﭙـطـرس ، مكـتوب في إنجـيل مار متى 16 : 18(( أنت الـصخـرة وعـلى هـذه الـصخـرة أبني بـيعـتي ... )) .

إن يسوع بلغـته ولغـتـنا الآرامية دعى شمعـون ( صخـرة ) وقال : وعـليكَ يا صخـرة أبني كـنيستي ! ومثـلما كان هـذا الـتعـبـير يعـني في فـكـر يسوع هـكـذا فـهمها شمعـون ، وفـهمها كل الذين وصل إليهم الإنجـيل بهـذه اللغة الآرامية ، ولكـن حـينما تـُـرجـِمَ هـذا السطر إلى اللغة الـيونانية حـصل الـتحـريف !!!  ( ومع الأسف إنحـرف المعـنى ــ الكاتب ) ومن بعـد ذلك تـُـرجـِمَـتْ هـذه العـبارة من اليونانية إلى لغات أخـرى فإن جـميع المفاهـيم بالتبعـية صارت محـرّفة ومغـلوطة ولهـذا يوجـد الـيوم سـوء فهم لهـذا السطر .
 



NOTE: in Greek  ........... Πέτρος = PETROS = (  ﭙـطـرس  )
فـقـول الرب : أنت ﭙـطرس !  تـُـرجـِمَ إلى اللغة الـيونانية كـما يلي ( أنت ﭙـِتـروس وعـلى هـذا الـ ﭙـيتـرا أبني كـنيستي !  ) فـحـدث تميـيز بـين إسم ﭙـطرس الشخـصي ..... والصخـرة ... وكأنهما شخـصان أو شيئان مختـلفان ، وحـين تـُرجـِمَ من اللغة اليونانية إلى الإنـﮔـليـزية حـدث الشيء نـفـسه
( You are PETER and upon this ROCK I build my church )
ويـبـدو كأن ﭙـطـرس مفـصول عـن الصخـرة ، ولـكـنـنا نحـن في كـنيسة المشرق مستحـيل !! نعـرف أن ﭙـطـرس والصخـرة شيء واحـد ، شمعـون الصخـرة وعـلى الصخـرة ذاتها بُـنِـيتْ الكـنيسة .
  تـذكـَّـروا أني أمضيتُ معـظم سنين حـياتي كـعـضو في كـنيسة هي اليوم خارج الكـنيسة الكاثـوليكـية ، وبالضبط كـنيسة المشرق الآثـورية ، وفي السنين الأخـيرة ما كانـوا يقـولون ( أنت الـصخـرة وعـلى هـذه الـصخـرة أبني بـيعـتي )  وتوقـفـوا عـن إستخـدام إسم ـ كـيـﭙا ـ فـكانـوا يستخـدمون كـلمة ــ شـوعا ــ والتي تعـني صخـرة ، كي لا تكـون مرادفة للـتعـريف الوارد في اللغة الآرامية التي تكـلم بها المسيح لمّا عـيَّن شمعـون كـيـﭙا لهـذه المهمة ، ولهـذا فإن أي واحـد حـين لم يفـهم ذلك ، ذهـبَ إلى الإنعـزالية لأنه لا يمكـنه أن يقـول أنَّ شمعـون كـيـﭙا هـو نـفـس الـ كـيـﭙا الـذي عـليه أسّـس المسيح كـنيسته ، وإذا قالها !! يتـطـلب منه أنْ يقـبل بشمعـون كـيـﭙا ومَن جاء بعـده ، ويقـبل بالـﭙاﭙا ويكـون كاثـوليكـياً ، لـذا فالآخـرون أصبحـوا هـكـذا رويـداً رويـداً يَحـيَون بالإنعـزالية .
ولسوء الحـظ فإني أنا وجـماعـتي الآثوريّـين كانـوا خارج هـذه الشراكة كـباقي400  مليون أورثـوذكس وقـرابة500  مليون ﭙـروتستانـت موجـودين في العالم ، وهـذا الشيء جـعـلني دائماً أفـكـر به إلى أنْ أتيتُ بنـفـسي وبحـثـتُ طخـسي وتراثي وآبائي والإنجـيل والسنهادس وكـل القـوانين الكـنسية إكـتشـفـتُ أكـثر من مائة !!!  مائة وثيقة إثباتات لهـذا السطـر ويتـواجـد في كـل تراث آبائي . إنها حـقاً مسألة بـسيطة وصار الإحـتمال كـبـيراً ومباشـراً كي أرى وأفهم وأصل ، لماذا ؟ لأنَّ مار يابالاها ـ مار باوي ـ مار إيشوعـياب الصوباوي ـ مار طيماثيوس ـ مار يوحـنان سولاقا ـ وآباءاً كـثيرين لم تكـن لـديهم أية مشكـلة أن ينـطـقـوا ويقـولوا : (( حـين نـرى شمعـون كـيـﭙا أو أسقـف روما ، نعـرف أنّ هـذا الشخـص ومنـذ بداية المسيحـية وإلى الآن هـو الصخـرة التي تكلم يسوع عـنه )) لماذا ؟ لأنهم كانوا يـدركـون هـذه الـتعـاليم ، ولأنـنا نحـن أصحاب تلك الحـضارة التي تكـلم بها المسيح .
لـذا فإن كـوني وقـبولي أن أكـون كاثـولـيكـياً ! ومتى حـدث ؟ حـدث حـين قـلتُ ( أنت هـو الصخـرة وعـلى هـذه الصخـرة بنى المسيح كـنيسته ) فحـين نعـترف هـذا الإعـتـراف ، وأنا من جانبي قـبلتُ كـشخـص والمجـموعة التي جاءتْ معـنا إلى حـركة الإتحاد ودخـلـنا ! لم نكـن نلغي أو نـتجـرّد عـن أصالـتـنا بل بالعـكس كـنا بعـيـدين عـن أصالة آبائـنا ، وأن تلك الوثائق المائة التي شاهـدناها كـنا نعـرفـها ونرفـضها ، أما الآن فـقـد قـبلـناها ورجـعـنا مرة أخـرى إلى الكـنيسة الأم وإشتـركـنا مع كـنيسة إخـوانـنا الكـلـدانيّـين .
تابعـوا الموضوع الـثاني من محاضرة سـيادته .....


254
لا طاولة شـرف ! بل الجـميع أشراف

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ـ 7 شـباط 2013
قـرأتُ للأخ الإعـلامي البارز شربل بعـيني في مجـلة الغـربة الإلكـترونية مقالاً بعـنوان ـ حاربوا طاولات الشرف ـ وذلك بتأريخ 24 نـوﭬـمبر 2012 فحـفـزني إلى كـتابة مقال بعـنوان ( لا طاولة شـرف ! بل الجـميع أشـراف ) أقـول فـيه :
الرب المسيح لم تكـن له طاولة شـرف بل نبَّه الـذين يخـتارون الجـلوس في صدارة ديوان الـترف ، وقال كلاماً منـطقـياً : ( لا يوجـد عـبد أفـضل من سـيده ! ) بل وأضاف بنـداً إنسانياً أكـثـر بُـعـداً حـين قال (( يكـفي أن يكـون العـبـد كـسـيِّـده !! )) فإذا حُسِـبنا عـبـيداً لـن نكـون أقـل من السادة إنسانية وخـَـلقاً ! فـيا أصحاب السيادة كـيف تـقـبلون دعـوة أو ترتـضون جـلوساً حـول طاولة إسمها شـرف بمعـزل عـن باقي طاولات البشر وأنـتم بـين أشراف ليس عـليهم وِزر ؟ ولـنضع عـلى المحـك أولـئـك الـذين يهـزّون ذيولهم أمامكم ونسألهم : إذا كان سادتكم يجـلسون حـول طاولة الشـرف فهل أنـتم تحـضنون طاولة الـقـرف ؟؟ وإذا كـنتم صادقـين بقـولـكم أنَّ المدعـوّين كـلهم أشراف ! إذن ما الـداعي لهـذه الـتسميات وتبتـذلون الكـلمة والحَـرف ؟ ولو تجاسر أحـد عـلى القـول أن المدعـوين أصناف ٌ! سـنـقـول له : أنـت دعـوت جـمعاً إلى حـفـلـتـك ، مناسـبتـك ، ديوانك ، فـمِن أي الصنـفـين أنتَ ، ولماذا الصنفَ الآخـر دعَـوتَ ؟ . 
من جانب آخـر هـناك مَن يَحـسب الأثـرياء أشرافاً فـيـدعـوهم إلى مجـلسه إنـتـقاءاً ، طـيب وَلـنقـبل بهـذا للنقاش مؤقـتاً ونقـول : أنت الـذي دعـوتَ ثـرياً إلى حـفـلـتك معـتبراً إياه شـريفاً ، ودعـوت غـيره مَن كان عـفـيفاً لطيفاً ظريفاً فأين موقـعـك من بـين هـذين الصنـفـين رجاءاً ؟ الحـياة تـقـودك إلى أنْ تعاشر وتعامل وتجالس وتمشي وتـذهـب يوماً عـند أناس لـيسـوا أثـرياءاً ، ويوماً آخـراً مع آخـرين أثـرياء ! وسيخـتـلط الحابل بالنابل ولا نـدري مَن منكم يكـون شـريفاً ومَن يكـون فاقـد الشـرف ؟
إن هـذا الـتعـبـير والممارسة هي من ترسـبات أزمنة ولـَّـتْ كان فـيها الملك مجللاً والإمبراطـور مبجَّلاً والوجـيه مفـضلاً والكاهـن هـو الوحـيد متعـلماً إحـترامه جـزيلاً أما العـبـيد كانـوا جائعـين أميّـين لا يفـقهون من الحـياة شيئاً ولا يدركـون عـزة الـنـفـس وحـقـوق الإنسان وكـرامة الـذات وعـليه لم يكـن ينسجم العِـلم مع الجهالة في تلك الأيام ولا الأناقة تـتفق مع الـقـذارة ، فـكان مصطلح ـ شرف ـ فارزاً بـينهم بجـدارة ، أما الـيوم فـقـد تلاشـتْ الفـوارق والـنواشز وصار القائـد يجالس الجـندي بلا حـواجـز ، نمتـدح الصواب ونـنـتـقـد الأخـطاء بلا فـوارز ، وما عـلينا سـوى ! وكما قال الأخ شـربل في مقاله عـن مروّجي مفهـوم طاولات الشرف : وجـب عـلى كـل الشرفاء الـتـصدي له وللمرضى المعـتـوهـين الذين يقـفـون وراءه .
وبمناسبة حـديثـنا هـذا فـقـد حـضرتُ حـفـلة بتأريخ 2 تشرين الـثاني 2012 وكان من بـين حاضريها وزيرٌ حالي ورئيسُ وزراء سابق وشخـصيات ذوو مناصب إدارية عالية جـلسـوا حـول طاولة بـين طاولاتـنا ولم تكـن متميِّـزة فـينا ولا معـزولة عـنا فأكـلـوا مما أكـلـنا وشـربـوا مما شـربنا وتكـلـموا معـنا كـما لو كانـوا أصدقاءاً لـنا فـكـنا جـميعـنا أشـرافاً . فإذا دُعـيتم مستـقـبلاً إلى طاولة إسمها ـ شرف ـ إسألوا عـن إسم باقي الطاولات حـولكم ! فـقـد تلطـمون عـلى رؤوسكم . إن طاولة الشرف هـذه قـذرة مُعـيـبة وأتـركـوا هـذه العادة العـفـنة المُريـبة سواءاً كانت لغاية أو لعـبة ... فـتأمَنوا الإحـراج عـما يُـنشَـر عـنكم لوماً ونـصْبا ، وإلاّ فلا تعاتِـبوا الـقـلمَ ذا الكـرامة والهـيـبة ، إذا ما إنبرَى والـنـقـد نشِـبَ .








255
أين ديمقـراطـية رؤساء الأحـزاب الـديمقراطـية

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
منذ نعـومة أظـفارنا ونحـن نسمع بمصطـلح الـديمقـراطـية فـفي طـفـولـتـنا لم نكـن نفـهـمها ثم أصبح البعـض يعـرضون أمامنا بريقها فـصِـرنا نحـبها دون أن نـراها ولكـنـنا حـين كـبرنا عـلِمنا معـناها وإشتـقاقها فأدركـنا أنها وهمٌ في عـقـول مدّعـيها يخـدعـونـنا بها وسيلة لـتحـقـيق المآرب وما يمكـن أن يُـجـنى من ورائها لا من أجـل تـطـبـيقها . لـقـد نجح الكـثيرون في الوصول إلى غاياتهم لِـذاتهم ! لا من أجـل ناخـبـيهم ولا يزال الـبعـض يجـني لـنـفـسه لا لغـيـره وعـلى أكـتاف الـبُـسطاء الموهـومين من أبناء شعـبه . قال هـتلر في كـتابه ( كـفاحي ) إنّ الـديمقـراطية هي إحـدى صـوَر الـدكـتاتـورية فالمسؤول المنتخـَـب ( بالـطرق الـديمقـراطـية وخـدعـها ) يستـغـل أصوات الناخـبـين ومتسلحاً بها فـيفـرض نـفـسه كـما تـقـوده مصالحه ونكـون قـد فـقـدنا جـدواها .
الـديمقـراطيون في بـلـدنا عـراقـنا يتـظاهـرون بأنَّ نهجهم ديمقـراطي ولكـن نـراها فـيهم كأنها زواج كاثـوليكي لا طلاق فـيه إلاّ لِعِـلة الـزنى ، وكـنا نـتـوقع منهم الوفاء والصدق وبـذل الـذات والإيثار ومحـبة قـريـبهم كـمحـبتهم لـنـفـسهم ولكـن الـذي نراه معاكس ومخالف لِـما يـدّعـونه ، فـهـناك مَن عـيَّـن نـفـسه قائـداً لحـزبه إلاّ أنه ثعـلب في مكـره نـراه متلفـحاً بـديمقـراطيته لكـنه دكـتاتـور في تـفـكـيره وسـلوكه وتعامله ، إنه الـيوم يكـرِّس أنانيته ويخـون أمانـته فـطرد رفاقه ( فـزنى في إدّعائه ) وإستـولى عـلى موقعه وفي الأخـير أنجـبَ ( فـشلاً ) في إنـتخاباته ، طيـب الآن ماذا عـليه وماذا يُـفـتـرض أن يعـمله ؟ عـليه أن يعـرف نهايته ويقـتـنع بمـصيره ويتـذكـر ربه ويُـطلـِّـق ديمقـراطيته ويتـوب عـن خـطيـئته أمام شعـبه ويخـتـلي في قـصره عـسى الرب أن يغـفـر له .
الـيوم لا تهـمنا إنـتخابات الشعـب الصومالي ولا معـضلة الـتسليح الكـوري وإنما يهـمـنا أولاً بـيتـنا الـكـلـداني ، فـها هـو غـبطة الـﭙاطريرك إستـقال من منـصبه ولا حاجة إلى أن نسأله عـن ظـروفه ، وها هـو الأخ الـدكـتـور حـبـيب تـومي إستـقال من موقـعه كـرئيس لإتحاد الكـتاب والأدباء الكـلـدان ولا نسأله عـن أسـبابه ، أما حان الـوقـت لمن يعـتبر نـفـسه كـلـدانياً ديمقـراطـياً أن يسلم الراية بكـل ديمقـراطية لآخـر غـيره ؟ لِـمَن ربّاهم عـلى يـده ! لأصحاب الـدماء الشابة من رفاقه إنْ كان أصلاً يعـترف بهم اليوم ويحـتـرمهم !! ؟ أو إنْ كانـوا يعـترفـون به حـين يتخـلى عـن دكـتاتـوريته ؟ . لـقـد نـقـل إليَّ الـكـثيرون ما لا يحـمـدون عـقـباه لو تحاوروا معه بالإضافة إلى (( ﭽـَم فـلس )) هم بحاجة إليه ، وحـين تـؤول الأمور إلى ما نـطمح إليه يمكـنـنا أن نـضع حـروفاً عـلى بعـض الكـلمات مما نـقـوله . وإنَّ مَن لا يستـطـيع أن يربّي أولاده بأحـسن منه ليحـلـوا في محـله بـدلاً عـنه ، فـليـذهـب ــ كـما نـقـول في العاميّة ــ ويضع الـرماد عـلى رأسه ، لا أنْ يقـول لهم :
هـل أنا مـتُّ كي تـرثـوني ؟؟
أعـرف ربَّ أسرة إنـتـقـل إلى الـديار الأبـدية كان محـدود الـدخـل نافـذ الأمر فاقـد الأمل أناني الـتـفـكـير يطـلب من زوجـته أن تـطبخ ما لـذ وطاب لـنـفـسه منـفـرداً وفي ذات الـوقـت يوصيها أن لا تـقـصِّـر مع أولاده ، ولكـن الـزوجة ليس في يـدها من الـدراهم كي تـلبي حاجة الجـميع فـكانت مضطرة إلى الـتـقـليص من مصرف الـبـيت كي تـفي بحاجة الأخ وتـتجـنب عـنجهـيته وظـلمه ، وفي الأخـير مات والله يرحـمه وأفـراد أسرته كـلهم أحـياء الـيوم ، أما كان الأفـضل لـو خـلـَّـد ذكـراه ؟  
    



256
بعـران الوالي ــ من تراث جـريدة عـمّـا كـلدايا

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

من تراث جـريدة عـمّـا كـلدايا / سـدني ـ 2001


مقـدِّمة :
حـين أصدرنا جـريـدتـنا عـمّا كـلـدايا / سـدني 2001 المحـلية ، كان الهـدف منها إستـنهاض الحـس الـقـومي لـدى أبناء شعـبنا الـكـلـداني في أستراليا ثم تسلـيط الـضوء عـلى ما نـراه في بـيئـتـنا من ظـواهـر مسموعة أو منـظـورة يستحـق الـتـوقـف عـندها بكـل رَويّة من أجـل تـقـويمها أو تشجـيعـها بالعـلـنية ونحـن في بـلـد الحـرية . ولا يخـفى عـلى الجـميع بأنـنا الـيوم في عـصر ما بعـد الحجـرية والجاهـلية فـقـد نجحـنا في دورات محـو الأمية وتعـلمنا الكـتابة باللغة العـربـية وإذا ظهـرَتْ عـنـدنا أخـطاء إملائية أو نحـوية أغـفـروا لـنا فإنها عـفـوية من سِـمات الطبـيعة البشرية وحـبَّـذا لو تـنبِّـهـونـنا عـلى أخـطائـنا الكـتابـية أو محـتـوياتها الـفـكـرية فـنـعـتـذر لكم بكـل ممنـونية ، وطالما ذكـرتُ الحـرية فـقـد تـذكـَّـرتُ معـها ما كـتبه قـبل أشهـر أحـد الأصدقاء من قـرّائـنا الكـرام من بـلـدتي عـنـد معـرض ردّه عـليَّ مغـلـفاً مقاله بتهـديـد رخـيص الـثمن في سـوق المحـن قائلاً عـني لو كـنتُ في بـلـدتي ــ عـنـده ــ ما كان بإمكاني أن أكـتب ما أكـتبه الآن بهـذه الحـرية التي في أستراليا !! وكلامه صحـيح ، لماذا ؟ لأن في بـلـدتي (سابقاً ــ وليس لي عِـلم الآن ) كانت هـناك حـكـومة نهارية وأخـرى لـيلية ، وكان هـناك البعـض من الساذجـين النهاريّـين الكـثيرين يعـتـقـدون بأنَّ عـمليات الـغـدرَ الليلية بخـمسة أو عـشرة أو خـمسين رجلاً آمناً أعـزلاً في قـرية صغـيرة فإنها سـتـقـود إلى إنـتـصار الماركـسية اللينينية دون أنْ يـدركـوا أنَّ عـشرات الملايـين بل أكـثر والتي سُـفِـكـتْ دماؤها غـدراً وظـلماً ، قـد تـفـسَّـخـتْ أجسادها الـبريئة ولكـن أرواحها الحـية هي التي تعالـتْ وثارتْ وأسـقـطـت تلك الصروح اللينينية الماركـسية لا بالغـدر ولا بالمؤامرات بل بثـورة حـب هادئة سـلمية مثل حـبة الحـنـطة التي تـتـفـتــَّـتُ في التربة بإرتياح فـتـنـبتُ سـنبلة حـيّة  ، وهـذا هـو معـنى كـلام الرب المسيح ( لا تخافـوا من الـذين يقـتـلون الجـسـد ولكـن خافـوا بالحـريّ من الـذي يقـدر أن يهـلك الـنـفـس والجـسـد ) ومع كـل الأسف بعـد كـل تلك التجارب الحـياتية وسنين عـمـره ما فـوق الستينية لم يستـطِع صديقي الموقـر التجـرّد ولا الإرتـقاء فـوق العـقـلية الشبابـية فـنراه يلجأ ( ليس هـو لـوحـده ) إلى التهـديـد المُـخـجـِل عـلى غـرار الطريقة المتخـلـفة العـشائرية وفي ذات الـوقـت نـراه أمام الـناس يفـتخـر مـدّعـياً بإنـتماءاته الـثـقافـية والـتـقـدمية وينـشر ــ متباهـياً ــ صوَره مع عـمالـقة الـنـضالات السياسية .   

ويسـرّني أنْ أكـون منصفاً ومنـطـقـياً أكـثر فـقـد رأيته محـقاً في نمط تـفـكـيره وأجـدَر ! لأنه هـو نـفـسه لم يـذق طعـم الحـرية فـكـيف نطالبه بها في أيامنا الحالية ؟ لم يَـرَ شيئاً إسمه الـديمقـراطية فـكـيف نـسأله أنْ يرسمها لـنا عـلى السـبّورة المـدرسية ؟ وقـد فاته شيء واحـد أنـنا ( أنا ، ورفاقه في الشـيوعـية ) محـظـوظـون حـين لجأنا إلى هـذا البـلـد الـذي يحـترم حـياة الحـيوانات والكائـنات الـبشرية والقـيم الإنسانية ويحـترم الحـرية الشخـصية ، وقـد لا يصـدق صديقي أن أستراليا الرأسمالية تـُـجَـسِّـد الإشـتراكـية أكـثر بكـثير من إشتـراكـية مدّعي الإشتـراكـية !! وليس مثـل الآخـرين الـذين تعـني الإشـتراكـية عـنـدهم ــ لا تموت ولا تشبع ــ والحـرية عـندهم هي كـَـمّ فاه كـل إنسان ويودَع داخـل زنـزانات حـتى يصبح في طيّ الـنسيان ، أما هـنا في أستـراليا فعـلينا واجـبات ــ وفـق طاقـتـنا ــ نؤديها برحابة صـدر منقـطع الـنـظـير ولـنا حـقـوق كـلها مدوّنة بنـصوص قانونية نأخـذها مع الـتـقـديـر ، ونحـن أناس بُـسطاء لسـنا أولاد الأمير ، وأنَّ ــ هـذا مهم ــ الـبعـض عـنـدنا من (( رفاق صديقي العـزيز )) يستـلمون راتـبَـين دون مضايقة أو تأخـير .

ورجـوعاً إلى جـريـدتـنا عـمّا كـلـدايا فـقـد نشرنا في وقـتها قـصصاً من صنع الخـيال أو أساطـير قـديمة زُجَّ فـيها الحـيوان ــ حـتى لا يـزعـل عـلينا إنسان ــ ألـَّـفها الحـكـماء تـدعـو الـبشر إلى تحـسين سـلوكهم وتـفـكـيرهم نحـو الكـمال ، فـيها عِـبَـر مفـيـدة تـقـودهم إلى الخـصال الحـميـدة وتـنفعهم لكـل زمان ومكان بصورة أكـيـدة :

( 1 )

بعـيـر الوالـــــــــــــي

حـدثـني زميل عـن مسرحـية ( بعـير الوالي ) التي شاهـد عـرضها عـلى خـشبة مسرح بغـداد في فـترة من السبعـينات ، نكـتبها بلون قـلمنا لـيـطـلع عـليها قـرّاؤنا لـنعـرف درجة صدقـنا عـند ثرثرتـنا ومدى إيماننا بأي عـمل جـماعي يخـصنا .
يُحكى عـن بعـير مُدلل للوالي كان يجـول ويصول كـيفـما يشاء في حـقـول الأهالي يأكـل ما يشتهي من زروعهم ويتمرغـل أينما تستهـويه مروجهم ولا يـبالي حـتى تطاول فـصار يداعـب ناقاتهم تارة ويغـمز غـزلانهم تارة أخـرى ناسياً أنه بعـير كـبـير لا يليق به مغازلة الريم الرشيقة ولا مداعـبة الجـميلة في الحـديقة من إناث الحـيوانات الأنيقة . ضاق الناس به وتذمروا منه حـتى أجـمعـوا أمرهم يوما ليرفعـوا دعـواهم إلى الوالي يشكـون إليه سوء تـصرّف بعـيره في ديرتهم . ولكن مَن ذا الذي يتـقـدمهم ليكلم الوالي بإسمهم ؟ في الـبـدء تشجَّع كلهم فـتـقـدم أحـدهم وقاد مسيرتهم في الطـريق إلى حـيث الوالي وعـددهم يفـوق المائـتين . وقـبـيل منـتـصف الطريق نظر قائـدهم حـوله فـرأى قـسما منهم يعـود أدراجه إلى حـيث قـدِمَ . هـزَّ رأسه وإستمر مع الباقـين مسيرته حـتى برز من بعـيد برج قـلعة الوالي عـندئذ تباطأ عـدد آخـر من المتـظاهرين وبقـوا في مكانهم والآخـرون يواصلون سيرهم . ولما وصلوا مشارف القلعة نظر الزعـيم الشجاع حـوله إندهـش ! فجـماعـته الذين أجـمعـوا أمرهم ورفعـوا دعـواهم وإشتـد غـضبهم ، تركـوه ولم يـبقَ إلا بضعة منهم وما أن وصل باب القلعة حـتى إستـوقـفه الحـراس برماحهم قائلين : ماذا تريد يا رجل ؟ قال لهم : أنا وجـماعـتي نريد مواجهة الوالي في شأن خـطـير عالٍ ! قالوا: إنك أنت أمامنا ولكن جماعـتك أين ؟ إلـتـفـتَ الرجل كي يشير إلى جماعـته ، فلم يـرَ إلا نفسه . لـقـد خـذله أصحابه ، فـقال للحـراس : خـوَّلـني أصحابي أن أكـلم الوالي بإسمي وباسمهم وهم الآن ينـتـظرونني عـند مشارف القلعة وما بعـدها عـلى الطريق . سأله الحـراس : ولماذا لم يصطحـبوك إلى باب القلعة ؟ قال : كي لا يُساء فهمهم ويُـفـَسَّر موكـبهم بقافلة تـثير حـول القلعة غـبارهم . ولما أذِن له وصار في حـضرة الوالي ، سأله : ما الذي جاء بك إليَّ يا هـذا؟ قال الرجل المقـدام : يا حـضرة الوالي ، إن بعـيركم صار يرعى في حـقـولنا و...! فـقاطعه الوالي فـورا قائلا : وهل من مانع يمنع عـزيز الوالي ( البعـير ) من حـرِّيته ؟ قال الشجاع : كلا يا مولاي إنما نحـن نـراه وحـده فـنحـزن له ولا رفـيقة عـنـده ! وعـلينا أن نجـتهد لـنخـطب ناقة له ، تـزيل عـنه هـمومه وتـعـوِّضه وحـدته وتوفّـيه حاجـته ، فـما رأي فخامتـكم في طلبنا لـلـتـرفـيه عـنه ؟ قال الوالي : بارك الله فـيكم جميعاً وهـذه مئة ناقة مكرمة لك ولبعـيري واحـدة . ولما رجع الرجل والـ 101 ناقة معه سأله أصحابه الـذين تركـوه عـما جـرى بـين الوالي وبـينه ، أخـبرهم بالحـقـيقة فـقالوا له : أليس من العـدالة أن تشاركـنا فـيما وهـبك ؟ قال لهم : أما كان الأجـدر لو شاركـتموني في حـضوري أمام الوالي ؟ قالوا له : ولكـنك قـلتَ للـوالي أن الـبعـير يريد ناقة ! ولم تـقـل دمَّـر حـقـولنا ونحـن رعـيته جـميعـنا ! قال : خـذلـتموني وتركـتموني وحـيداً أمام الباب العالي وتريدون مشاركـتي في مكـرمة الوالي ؟ أتريدونـني أكـلمه عـن شكـواكم وتذمُّركم كي يعاقـبني عـوضا عـنكم ؟ أما كان الأصح لو رافـقـتموني كي تشاركـوني ؟ فـمنذ الآن لن أتـكئ عـلى جـداركم كي لا ينهار بي وأموت تحـت أنقاضكم !! دام الوالي عـزيزا وأنا مُكـرَّما وليخـذل المتخاذلون .     


( 2 )

صاحـب الناقة والوالــــــــــــــــي


البابلي في حـــضرة الوالي   يـسأله ماذا عـن الأحـــــــــــــــــــــوال
رد عـليه الصدى بالإجـمال   (ياذيب ليش تعَـوي؟ حالك مثل حالي)

يحكى أن رجلاً من ديار بابل ضاعـت ناقـته النزيلة ، وهـو في طريقه إلى تل الكهف في حـلب الجـميلة . سأل عـنها الكـثير وأمله وفـير وبعـد عـناء مرير رآها عـند إعـرابي من أهـل الشام كان قـد لـقـيَها تائهة فإمتـلكها . جاء الرجل إلى الإعـرابي فـسلم عـليه وطبع قـبلة على كـتـفـيه ، وإسترسل الحـديث معه ثم قال له : يا أخا العـرب لـقـد ضاعـت مني ناقـتي ، كانت مُسَـليتي فأخـذتْ معها مهجـتي ، تعـبتُ في البحـث عـنها ولم أجدها وبعـد جـهد مليل شاهدتُ مطلعـكَ الجـميل توسمتُ فـيك الخـليل أراك من أهل الشيمة والكـرم لا تقـبل الضيم وترد الذمم ، كل الشهامة منك والأصالة فـيك ، ومقـدما أشكرك لأقـول لك ها هي ناقـتي عـندك ! فـقال الإعـرابي : يا أخي في أرض القـبـيلة ، لـقـد أكرمْـتـني بكـلماتك النبـيلة وأغـرقـتـني بعـباراتك الهديلة ، صدقـتَ فـيما قـلت إلا في الأخـيرة ! أعـندك غـيرها بديلة ، فهذا جـمَلي وليس ناقـتك الهزيلة . قال الرجل : هلا نظرتَ أسفلها لترى ضرعها وحلمتيها ؟ قال الإعـرابي : نظرتُ وحـمدتُ ، فـلـقـد مَنَّ الله عـلي بجـمل ذي ذكـرَين ، فـشكـرتُ .
إحـتار الرجل الـبابـليُّ في أمره وفـقـدَ وجه الصواب في الإعـرابي وسذاجـته ، ولما كان غـريـبا لم يجـد بدَّاً إلا أن يكـون أديـباً فـيعـرض أمره على الوالي لبـيـباً . فـقال للإعـرابي : أتـقـبل بقـضاء والي الشام فـنـذهـب إليه كِـلانا بسلام ؟ رد عـليه الإعـرابي فـورا: نعـم والله إنه والينا ، شيخ عـلينا معـلمنا وراعـينا ، وهـو سـيِّـد الـقـوم وأبونا ، نقـدم له الغـلة من زرعـنا والـعُـشـرَ من مدخـولنا ، وكل يوم نصلي ونـطـلب له عـمراً طـويلاً ونعـطي له ما بأيدينا ، نقـبِّل يده بشفاهـنا وهـو يرد لكـرَمنا عـناقاً وبَوساً عـلى خـدنا ، يربـتُ عـلى ظهـرنا ويكـثره عـلى من يتـصف باللطافة بـينـنا ، وعـليه فأنا أقـبل بقـضائه لـنا فإليه هـيا بنا . ولما وصلا إليه سلما عـليه ردَّ عـليهما السلام والغـمة فـيه ، سألاه : ما بك يا مولانا ؟ قال: نُـزعَـتْ عـني حمامتي وشاية ، كانت ترف جـناحـيها فـتهفُّ لي صيفا وتجاورني بريشها فـتـدفـئني شتاءا ، تدغـدغـني بمنقارها فأنتشي بها ليلا ، ومن شدة حـزني ، نفـضتُ عـباءتي فـلحـقـتْ بها رفـيقاتها ، وتركـتْ أعـشاشها ، فـنـثرتُ وراءها من الشعـير بعـض حـبات وإتخـذتُ من العـش محـرابي وقـلعـتي ، وقـلت لنفسي : يا ليت شعـري هل أبـيتن ليلة بعُـشِّ الدجى إني إذاً لـزهـيد وسعـيـد ، وأتركُ الموتى يدفـنون موتاهم ( ساذج وبلـيدُ ) . إستغـرب البابلي من إستـناحة الوالي وحسَـبَه مهووسا في كـلماته ، فـقال له : يا مولانا إن الحـمامات في أعـشاشها ساكـنات ، فـما الذي جاء بها إليك لتمنحـك الدفء والـدغـدغات ؟ ( وقـلب البابلي يقسم بالكائنات : هـذا النحـيب ودموع التماسيح شبـيهات) ! .
أجاب الوالي : إن الحـمامات الوديعات لا تطمئن إلا عـند الولاة . ولِمَ الريـبة ! أما يُحكى عـن سليمان كان يناغي الطير وهي جُـثـَّمٌ راغـبات ؟ ثم أردف : حـلـلـتما أهلا ونزلـتما سهلاً وأقـضي لكما إذا طلـبتما أمراً . حكى البابلي قـصته وأفـضى للوالي أمره . ثم تـقـدم الإعـرابي وقال : هـذا جـملي يا طويل العـمر وأنت مولاي مدى الدهـر، والبابلي يحاججـني في الأمر ويقـول عـن جـملي أنه ناقـته ، فإقـضِ بـينـنا أدامك الله والينا لـنا وله . فـلما تـفحَّـصَ الوالي العـلة قال : إنه جملك أيها الشامي ، خـذه وإذهـب في طريقك إنه لك . فـقـبَّل الإعـرابي يد الوالي ثم خـرج . ولما رأى الرجل في الوالي الخَـصْمَ والحَكَمَ سكـت ولله أمره سلـَّم ، وعـندئذ بالخـروج هَـمَّ . وهـنا إستوقـفه الوالي سائلا إياه : كم ثمن ناقـتك ؟ قال الرجل ألف درهم حـفـظك الله . فأمر أن يُعـطى له ألف درهم وبعـض زيادة . تعـجـب الرجل البابلي وقال: ما هـذا يا مولاي؟ قال الوالي : تلك كانت ناقـتك وهـذا ثمنها وبعـض الزيادة لك ! فاستغـرب الرجل وقال : إن كـنتَ تـقـرُّ بأنها خاصتي ، فلماذا قـضيتَ وأعـطـيتَ له ناقـتي ؟ أجاب الوالي وقال : بسذاجة هـذا الخـبل وأمثاله الذين لا يفـرقـون بـين الناقة والجمل ، أصبحـتُ أنا واليهم وسأبقى راعـيهم طِوال الـزمن المقـبل ، أتريدني أن أعَـلِّمه ليستـنير عـقله ، وغـدا تـُعـرَفُ حـقـيقـتي عـنده ، فأفـقـد ولاءه ولن يفـتح لي صرَّته ، وأخسر الـعُـشـرَ والغلات ، كـنزي في الحـياة والممات ؟ أما أنت فإنك واحد بذكائك ، لا تهمني طاعـتك ، ولا يقلقـني دهاؤك ، طالما أنت بعـيد ولا أقـبل بإقـترابك ، وإلا فستـكشف حـيلتي وتدرك خـدعـتي وتـنزع عـني عـباءتي . قال له البابلي : يعـرف الناس بأنك هـيطل ، يوم نفـضتَ العـباءة يا ذابل ، إبتسمَ الوالي وقال يا عاقـل ، كـبـيرهم في مجلسي غافـل ، وكل مَن في المجلس أهـبل ، أحسبهم كالأصنام ولا أخجل . هـزَّ البابلي رأسه الناجل ، والدرهم الحـرام في يـده يقـول : أفـتخـرُ ! مدينـتي بابل ، أجاهـر بالحق ولا أمهل ، الثعـلب في الغابة ماكـر، وجلده في الأسواق وافـر، والشاري في فـلوسه زاخـر ، ومن يعـيش بالحـيلة يموت بالفـقـر . فالفـقـر ليس دائماً بالمال بل تـراه في الخـُـلق والخـصال .






257
إطـلـبـوا أولاً كاهـنَ الله ! وهـذا الـمـطـران و ذلك الـﭙطـرَك يُـعـطى لـكـم
الحـلقة الـرابعة ــ الأخـيرة 
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ــ  21 /1/2013
لم يـبقَ لإنعـقاد سنهادُس مطارنـتـنا الكـلـدانيّـين سوى بضعة أيام والـذي نأمل منهم أثـناء جـلساتهم فـتح وحـسم ملـفات عـديـدة نائمة ومعـظمها ساخـنة ظـلـَّـتْ تـنـتـظـر شروق الشمس لينهـض سادتـنا الأفاضل بعـد سنين ويرفـعـوا إبهامهم اليمنى إشارة إلى الموافـقة عـلى لقاء بعـضهم مع الـبعـض الآخـر ولكـن بشروطهم . وأوّل هـذه الملفات هـو إنـتـقاء ﭙاطـريرك من بـينهم لـيحـتل منـصب ﭙاطـريرك بابل عـلى الـكـلـدان ليس ممثلاً عـنهم وعـن الرعـية كأشخاص فـقـط بل قائـداً لمركـب كـنيستـنا المشرقـية ( الكـنيسة الكاثـولـيكـية للـكـلـدان ) أينما تحـيا بتأريخها وتراثها وليتورجـيتها مع إلتـزامها الإيماني وإنفـتاحها العـصري بالإضافة إلى إرتباطها الأبـدي بكـنيسة مار ﭙـطـرس الـذي إسـتـلم أمراً من الربّ لـيرعى خـرافه ويجـمع إخـوته ــ ولم يقـل كـل واحـد يأخـذ له ﭽـَم نـفـر ويروح لـوحـده يسـوّيلـه كـنيسة ــ وهـذه مسؤولية كـبـيرة في ظروف متـوتـرة ومتشنجة كالـتي نشهـدها الـيوم وكـنيستـنا في بحـر تـتـقاذفها أمواج متلاطـمة وعـواصف هائجة متـزاحـمة متـذكـِّـرين قـول الرب يسوع وهـو يكـرّر قـول الـنبي ميخا ( أعـداء الإنسان أهـل بـيته ) لـذلك قال آباؤنا : ( قـيسا إنْ لا هـويا إيـذيه ح مِنـّـيه ح لا كـيثِ لِـتـْـوارا = الخـشب ! ما لم يكـن مقـبض ـ الـفأس ـ منه لا يمكـن كـسره ) .
وظـُـلمُ ذوي القـربى أشـدُّ مَـضاضةً        عـلى الـنفـس من وقعِ الحُـسامِ المهَـنَّـدِ
نعـم ، ليس عـنـدنا رجـل مثالي كامل الـصفات لـذا قال الرب لـنا ( كـونـوا كاملين كـما أنَّ أباكـم السماوي هـو كامل ) ولكـن الـقائـد يغـدو محـنـكاً بفـضل حُـبه لكـل القـوميات الـبشرية أولاً ، ثم بحـكـمته الـفـطـرية وقابليته الـفـكـرية وهـمّـته الشبابـية وتجاربه الشخـصية وما تـفـرضه عـليه مفاجآت الحـياة من معالجات آنية ، مع الإستـفادة من تجارب غـيره الـيومية وبمجـموعها تـصبح عـنده خـبرات مخـزونة في ثـناياه الـذاتية تكـون بمثابة سلاح روحي بـيَـدهِ يقارع به قـوى الشر الـتي تـتربَّـص بكـنيستـنا الـكاثـولـيكـية . ومن جانب آخـر ، الفـرق بـين أعـمار أصحاب السيادة مطارنـتـنا من شاب متحـمّس إلى كهـل متمرّس يمتـد إلى 30 عاماً ، وتـتـفاوت الخـبرة الأسقـفـية بـينهم إلى 26 سـنة مع تباين في الخـدمة الأولية الكـهـنوتية ، أما تـدرّجات الـتحـصيل الأكاديمي فإنها تـتراوح بـين الـدراسة الـنظامية في المعـهـد الـكـهنـوتي في العـراق صعـوداً إلى شهادة دكـتـوراه ـ أو أكـثر ـ في جامعات أورﭙـية وأميركـية ، نرى بعـضهم يعِـظ بـهـدوء وذوق يملأ فـراغاتـنا الـفـكـرية وآخـر يتـكـلم باللغة الإقـتـصادية قال الدينار وحـكى الـدولار وليس عـنـده ما يضيف إلى معـلوماتـنا الأولية ، كـما نلاحـظ بـينهم مَن يملك صوتاً رخـيماً يصلح للمقامات الكـنسية وآخـر غـيره لم يهـبْـه الله هـذه الموهـبة ولا الأذن الموسيقـية ، ومنهم مَن يـبحـث في إخـتـصاصه ويتابع الأخـبار العالمية والأحـداث اليومية والـمستجـدّات الكـنسية وأخـر لا يواكـب العـصر وكأنه ليس في هـذه الـدنيا ولا يعـرف شـنو القـضية ! الـبعـض منهم يتبنى أفـكاراً ثـيولـوجـية كلاسيكـية أما الـبعـض الآخـر فـقـد تـثـقـف بلاهـوتيات عـصرية تصلح لأجـيالـنا الحالية ، ولـنـتـرك الإخـتلافات الأخـرى الفـردية ، وعـليه ليس بإمكانـنا أن نشير بالإسم إلى أيٍّ منهم لـيكـون أقـدر من الآخـر رغـم الـتـفاوت الواضح عـندهم في مقايـيس كـثيرة أفـقـية وعـمودية ، وقـد يكـون بإمكانـنا أن نلاحـظ عـن بُـعـد أن طـول مدة الرسامة الأسقـفـية للمطران تـُـزيـد من خـبراته الحـياتية والمهـنية والـقـيادية ويصبح خـميرة كـنسية ولكـنه من جانب آخـر نراه ضمن الـفـئات العـمْرية القـريـبة من سن الـتـقاعـدية والمقـررة 75 سـنة بل قـد يكـون من بـينهم مَن تجاوزها فـيحـتاج إلى راحة جـسدية وفـكـرية بعـد الخـدمات الـقـيِّـمة التي أدّاها أطال الله في أعـمارهم إلى العـشرين بعـد الـمئـوية .
إن كـل مطران يَعـرف جـسامة الـواجـبات المنوطة بمنـصب الـﭙـطـركـية وخاصة في الـظـروف الحالية ويعـرف مدى تحـمُّـله ومقـياس شجاعـته ومقـدار طاقـته الحـقـيقـية ، وبعـملية بسيطة حسابـية من ضرب القـسمة في الطـرح وجـمعـها سوية سيخـرج حـتماً ـ بـينه وبـين نـفـسه ـ بنـتيجة شخـصية يقـرر عـنـدها إنْ كان أهلاً لـترشيح إسمه لهـذه المسؤولية وهـو عالِـمٌ بأنَّ الـﭙـطـركـية ليست كـشـخة ولا تباهي ولا تحـدّي ولا جـغـرافـية ولن تكـون عـشائـرية ولا لأهـداف غـير كـنسية ، ولا غَـيرة من الآخـر ويا ريت تكـون من منـطـلق ( غـيرة بـيتـك أكـلـتـني ) كـما كانـت عـنـد الشهـيد المطـران ﭙـولس فـرج رحـو قـلبـية صميمية .
نعـم ، نحـن من حـرارة إيمانـنا نـقـول أن نـتيجة العـملية الإنـتخابـية هي إيحاء وإخـتيار من الروح الـقـدس ولكـنـنا ومعـنا كـل أبناء الـرعـية عـلى عِـلم بماضي إنـتخابات الـﭙـطـركـية وحـين نـقـرأ تأريخ الـﭙاﭙـوية ونبحـث فـيه ونـناقـشه بـواقـعـية ! نرى أن الروح الـقـدس (( إذا سُـمِح له بالحـضور ! )) فإنه يحـضر بـينهم بصفة مراقـب عـن كـثب جالساً في الصفـوف الخـلفـية دون أن يحـق له الـنـقاش ولا الـتـصويت ولا تـتـوفـر له فـرصة الـتـدخـل في هـذه العـملية ، وفي الـوقـت الـذي يعـرف الـبعـض أنَّ قـول الحـق عـلى الـذات شجاعة ولكـنه لا يستـسيغه بل يريـدنا مغـمَّـضي العـينين مقـفـلي الأفـواه وكأنـنا في عـصر الجاهـلية ، ولهـذا السبب نـقِـرُّ بأن بعـض الحـق مُـرٌ ... حـين نـنادي به بـصراحة عـلـنية . 
إن الملـف الساخـن الـثاني هـو إضبارة المطـران مار باوي سورو المحـترم المركـونة عـلى الـرفـوف منـذ سنوات سبع والـذي ليس هـناك أيَّ مـبرّر تأريخي أو لاهـوتي أو مهـني أو شخـصي أو راعـوي أو رسـولي أو قـولـوا ما تشاؤونه من حجج زﮔـزاﮔـية ، أقـول ليس هـناك أي سبب منـطـقي مـقـنِع يمنع مطارنـتـنا الـكـرماء من قـراءة أوراق ملـفه بروح مسيحـية ، بعـد أن وصلوا إلى أمنياتهم بل إنـتـصاراتهم عـلى أهـل بـيتهم ( 1 ) فـها هـو غـبـطة الـﭙاطـريرك إستـقال قـبل إنعـقاد السنهادس ـ إذن لـم يعُـد مخـولاً لـتوجـيه الـدعـوة لمار باوي لحـضور السنهادس (2) طيب ، وها هي رغـبتهم الثانية تـتحـقـق في إنعـقاد الجـلسة الإفـتـتاحـية ـ عـلى الأقـل ـ لسنهادسهم بغـياب المطران باوي ، سـواء كان من أجـل حجـب صوته الإنـتخابي أو من أجـل الـتحـدّي ! هاذي هَم قـبلـناها منهم شيريـدون بعـد (3) أليسـوا بحاجة ؟؟ بلى إنَّ الحاجة ملحة إلى مطـران بل مطارنة نـظـراً إلى الـشواغـر العـديـدة في هـيكـل كـنيستـنا الكـلـدانية . وأخـيراً إنْ كانت عـنـدهم حجة رابعة (4) فـلـيأتـوا بها لـنـفـكــِّـكـها لهم ونحـلها أمام الـناس ، فـلماذا كـل الأمور بخـفـية وسريّة ، ومَن لا يخاف لا يـلـتـفـتُ يميناً ويساراً ولا تـزداد عـنـده الإفـرازات الأدرينالـينية ؟ أما إذا ليس عـندهم حَـول ولا قـوة إلاّ الـتـلويح بالـراية البـيضاء إرضاءاً لغـيرهم خارج دائـرتهم ! فالـرب نـورُنا وخلاصنا فـمِمَّن نخاف ؟ 
هـناك ملـف ثالـث لا بـد من فـتحه وهـو تعـيـين مطارنة للأبرشـيات الشاغـرة وهـذه ليست خالية من الـمتاعـب وفـيها مداخلات عـويصة بالإضافة إلى ملـفات أخـرى تـتـضمن قـضايا عامة متراكـمة بسبب عـرقـلة إنعـقاد سنهادس مطارنـتـنا الكـلـدان لسنين خـلتً لسنا بحاجة إلى ذكـرها الآن .
وأخـيراً نـؤكـد بأنه واجـب عـلينا ـ وهـكـذا نعـمل ـ أن نـقـدم كـل الإحـتـرامات لمطارنـتـنا الأجلاء وبـدون إستـثـناء وطـرُق الـتعـبـير عـن الـولاء لهم تـنـوّعـتْ ، ومعـها الحـرية تـوفـرتْ والـعـقـول تـطـوّرت وساحات الإنـترنيت تـوسعـتْ ، فـهـل آلـية الـتـفـكـير عـنـد السادة تغـيَّـرتْ ؟ نأمل منهم ونحـن معـهم الصبر والصلاة إلى الرب أن يـزيـد الجـميع حـكـمة ودراية لخـدمة البشر ، والأهـم محـبة وإيماناً لمجـد الرب يسوع المسيح مدى الـدهـر .


258
إطـلـبـوا أولاً كاهـنَ الله ! وهـذا الـمـطـران و ذلك الـﭙطـرَك يُـعـطى لـكـم
الحـلقة الثالثة  
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ــ   /1/2013
قال المطـران مار شليمـون وردوني المحـترم : إن آلية إنـتخاب الـﭙاطريرك الجـديد ستستـنـد إلى الباب الرابع من الفـصل الأول / مجموعة قـوانين الكـنائس الشرقـية ، وإنَّ عـدد مطارنـتـنا الكـلـدانيّـين في داخـل العـراق وخارجه والذين يحـق لهم الـتـصويت هـو 15 بالإضافة إلى صوت غـبطة الـﭙاطريرك المستـقـيل دلي الموقـر ، وأن جـميع المطارنة الـكـلـدان مرشَّحـون لهذا المنصب الروحي ، مضيفاً : ربما يُحـسَم الإخـتيار خلال يوم أو يومين من بـدء جـلسات السنهادس المزمع عـقـده في روما يوم 28 كانـون الـثاني 2013 . وفي الحـقـيقة ليس سـرّاً إذا قـلنا أن سيادته ولكـونه في بغـداد فإنه يمسك العـصا من وسطها في تـوازن بـين الشمال والمهـجـر وقـد عـبَّـرتُ عـن ذلك في مقال سابق بأنه من الوسطـيّـين المتـوازنين ، وبناءاً عـلى تـصريحه فإن علاقة رياضية بسيطة ( 3/2 عـدد المجـتمعـين الكـلي +1 ) سـوف يُـعـتمـد عـليها في جـمْع أصوات المطارنة الناخـبـين لإخـتيار قائـدهم بكـل رزانة ، والتي تعـني ضرورة حـصوله عـلى 11 صوتاً كي يصِـل إلى العـرش الـﭙاطريركي ، إلاّ أنَّ مجـسّاتـنا الحـسّاسة المستـتـرة وأصابعـنا اللمّاسة المنـتـشرة تشير إلى محـصلة مُـنـذِرة ( 3/2 عـدد المجـتمعـين الكـلي ـــ 1 ) والجـمع يضرب القـسمة ويصارع الطـرح والجـذر ! فهل يتـكـرّر الماضي دون عِـبرة ، فـيُـسـتعان لحـلها بمعادلة جَـبرية مُلـزِمة قاهـرة ؟
وقـد عَـبَّـرَ سيادته ( وردوني ) عـما يجـول في خاطـره قائلاً : ( يتـوجـب عـلى رجـل الدين الدفاع عـن حـقـوق أبنائه عـنـد الـضرورة حـين يجـد أن حـقـوقهم مهضومة ) وأضاف : إنَّ هـذه المسألة شائـكة لأن الحـياة البشرية تـتعـلق بعـضها بـبعـض ، فالأمور الدينية والإجـتماعـية والإقـتـصادية والسياسية مرتبطة فـيما بـينها . وهـنا نـقـول لسيادته بـراﭬـو لك وأنت تـذكـر أبناء شعـبك في رسالتـك ، وكـم كان أجـمل لـو رفـعـتَ صوتـك أكـثر في هـذه المناسبة أو أخـرى مقـبلة وتـذكـرهم بإسمهم الكـلـداني وبفخـر مثـلما يـدعـو أيُّ أبٍ أولادَه كـلٌ بإسمه ! فـيما أشار سيادة المطـران ساكـو إلى عـملية الإنـتخاب في مقال له وقال : إنَّ هـذا الإنـتخاب هـو حـدث مصيري في الكـنيسة الكـلدانية خـصوصاً في الظروف الراهـنة المحـيرة في العـراق والمنطقة ، مؤكـداً : أن الـﭙاطريرك الجـديد سوف يستـفـيد من هـذه الإقـتراحات والتمنيات ( المنشورة ) لإعـداد برنامجه ونحـن كـلـنا نعاونه عـلى تحـقـيق ذلك . وفي الوقـت الـذي نـؤيـد سيادته أنَّ الحـدث مصيريٌّ في الكـنيسة الكـلدانية فعلاً ، إلاّ أنـنا نـؤكـد له في ذات الوقـت أنَّ (( الـمـصيـر صخـرة ! ــ وليكـن إسم الرب مباركاً من الآن وإلى الـدهـر )) وإذا تخـيَّـلَ أحـدٌ توَهـُّماً أنَّ ساحـراً يُمـوِّه عـلى المؤمنين بحـركاته الخـفـية فإن سـحـره سينـقـلب عـليه وبلا هـوادة بسرعة آنية .  
أما من جانبه فـقـد كـتب الأب سـرمـد يوسف مقالاً جاء فـيه : اليوم نُسلم كـنيستـنا الكـلدانية بأيـدي خـمسة عـشر أسقـفاً ليخـتاروا ﭙاطريركا وبشكـل سري .. ولا ندري لماذا بشكـل سري ! ولـو قـرأنا تأريخ الكـنيسة وبداياتها وحـتى القرون الوسطى كان الإنتخاب يتم بحـضور الشعـب ، والشعـب هـو الشاهـد عـلى هـذا الإنتخاب ، لماذا الخـوف من هـذا الشعـب وإغلاق الأبواب في وجهه ؟ ونحـن مع الأب سرمـد نـتـساءل لماذا بصورة سـرية إنْ لم تكـن هـناك أمور دفـينة مخـفـية ؟ وإذا كان الـﭙاطريرك رئيساً للمطارنة فـقـط ، نهـنـئه ونباركه لهم ونباركهم له من كـل قـلبنا وياهـو مالتـنا ، أما إذا كان أيضاً رئيسـنا ! فـمن حـقـنا أنْ نعـرف ماذا يـدور في معابدنا . إنّ من أهـم أسباب تـردّي أوضاع كـنيستـنا هي الصفـقات الثـنائية السـرية والصكـوك بتواقـيعها الثلاثية السرية في إجـتماعات الغـرف السرية بهـمسات سـرية وأصبحـتْ كـلمة السـرية بـديلاً عـن أسرارنا كـنيستـنا السبعة (1) فالعـماذ صار إحـتـفالاً (2) والزواج صدفة (3) والـتـثبـيت مناسبة (4) والإعـتراف موعـداً (5) والأفـخارستيا لـقاءاً (6) والكـهـنوت وظـيفة (7) ومسحة المرضى مُسَكـِّــناً ...... وحـتى لآلي العِـقـد من جـيـدها إنـفـصل سرية ، أما الأمور العـلـنية كالطلاق فـصار مُـباحاً ... ورَبـط لـؤلـؤة المطـران باوي بعِـقـْـدِ كـنيستـنا الكـلـدانية ليس مُـتاحاً !.  
وفي نشاط عـلى قـدر أهـل العـزم تأتي العـزائم للأب كـمال بـيداويـذ في ملبورن نطمح إلى إقـتـداء الآخـرين به ( إقـتـرحـناه في سـدني قـبل 14 سنة وكـررناه قـبل أشهـر دون أن يُـقـدِم أحـد عـليه ! ) فـقـد كان للأب بـيداويـذ لقاء شهـري مفـتـوح مع أبناء رعـيته ، ومن خلاله طـلب من المؤمنين : الصلاة من أجـل أن يقـيم الربُّ راعـياً صالحاً يكـون رجـل الله وإدارياً محـنكاً يقـود الكـنيسة إلى بر الأمان لأنه ( وحسب رأيه ) في الظروف الصعـبة يجـب أن يـبرز الرجال العـظام .
تلك نماذج من آراء وأمنيات بعـض رجال الدين الكـلـدان تعـبِّر عـن حـرصهم لإنـتخاب ( أيِّ ﭙاطريركٍ ودون تحـديـد ) يستحـق لـقـب ﭙاطريرك الـنهـضة الكـلـدانية ! أما الإكـليروس الكـلـدان الآخـرون نراهم يترقـبون الحـدث بصمت وحـذر ، ربما يـرَون الأوتار مركـونة إلى ما بعـدَ العـصر ، فالريشة لا تعـزف المزامير عـلى الهـواء بلا وتـر ؟ أما المزقـزقـون المرتـزقـون الأتباع ، وما أكـثرهم أبالسة القـوم الرعاع يأتون بلباس الخـراف الوديعة ونـقـيق الضفادع الـنعـيقة وفي قـلوبهم توجـيهات لخـطـط أسيادهم الشـنيعة ، يوهِـمون ــ ويا حـيف ــ ويوَرّطـون السـيـد الوقـور في عـقـر داره الرفـيعة ، بقـيادة أبي رغال يسوقه إلى جـلسات لا تمتّ بصِلة إلى كـنيستـنا الـبـديعة فـيخـترقـون جـدرانها المنيعة وخـوفـنا أنْ تكـون خاتمته فجـيعة .  
وهـنا تـذكـَّـرتُ مقـطـعاً من محاضرة الأب يوسف تـوما مساء يوم الخـميس 10 كانون الـثاني 2013 في قاعة كـنيستـنا / سـدني وهـو يقـول : طـلـبَـتْ مني جـماعة دينية أن أقـدّم حـلقات لاهـوتية في إذاعة مونـتي كارلـو الأورﭙـية ، فإستـفـسرتُ منهم إنْ كان لهم حـوار مع الكـنيسة الـكاثـوليكـية ، فـلما أجابـوا (( كـلاّ ! )) قـلتُ لهم أتريـدونـني لاهـوتياً دعاية لكـم ومن منبركم ؟ وعـليه فـجـوابي لكـم (( كـلاّ ! )) . فـلـيتعـلم السيد الـوقـور إنْ كان يفـيـده الـنـور !... ونـُـذَكـِّـر مَن تـنفعه الـذكـرى ــ إذا وشيَ بنا رقـيقٌ عـند صاحـب الـدار الشاهـقة ، فسيأتيه مقالـنا لاحـقاً معـبِّـراً عـن متعـتـنا بفـقاعة تـطـفـو عـلى عِـلـّـيقة .    

259
إطـلـبـوا أولاً كاهـنَ الله ! وهـذا الـمـطـران و ذلك الـﭙطـرَك يُـعـطى لـكـم
الحـلقة الثانية
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ــ  14 /1/2013
إنّ فـكـرة الـزعامة والـقائـد والرئاسة والمَلِـك وجـميع مناصب المسؤولية العامة ليست حـديثة العـهـد ولا هي طارئة عـلى الـبشرية وإنما جاءت ضرورة إجـتماعـية منـذ قـديم الـزمان وهي من علامات تـطـوّر الـفـكـر الـبشري بعـد مرحـلة المشاعة سـواءاً كانت نـوعـية هـذه القـيادة أو عـدد عـناصرها تـتمثـل في فـردية ( الـزعـيم يحـكم المجـلس الـوطـني ) أو في مجـموعة ( المجـلس الـوطـني تحـت حـكم الـزعـيم ) فالحاجة إلى الـزعامة واردة ومنـطـقـية ، ولكـن الـيوم أصبحـتْ قـيادة الشعـب مهمة صعـبة لأن أبناءه صاروا كـلهم قادة في وعـيهم وثـقافـتهم فـمَن يتجـرّأ عـلى قـيادتهم ؟ لـقـد أجاد ديـﮔـول / فـرنسا حـين أضاف بُـعـداً آخـراً إلى هـذه المسألة وقال : كـيف يمكـن لرجـل واحـد أن يحـكـم شعـباً يأكـل أكـثر من مائـتين نـوع من الجـبن ! وهـنا تكـمن العـلة الكـبرى .  
في الماضي كان الـوالي وكـهـنة المعابـد يـفـرضون سـلطـتهم عـلى المجـتمع المتخـلف بسهولة حـين لم يكـن أبناؤه يميِّـزون الـناقة عـن الـبعـير ( مقال ساخـر سيأتيكم لاحـقاً ! ) وفي أيام كانـت العـروس تعـتـقـد أن قـبلة العـريس تجـعـلها حاملاً ( سبق أنْ ذكـرتُ هـذا في مقال ! ) وفي عـهـد كان الكاهـن يـديـر مكـتب وكالة بـيع وإيجار مَنازل ملكـوت السماوات جاهـزة للتسليم وبأسعار تـتـناسب عـكـسياً مع وعي الـناس فـتـدفع أقـساطها عـلى إمتـداد العـمر وحـتى بعـد الممات وبـدون وصولات ( http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=438781.0  ! ) ولكـن أية منازل ! منازل أعـدّها الرب المسيح مجاناً لـنا بعـد أن وافى ثمنها من دمِه الـزاكي المسفـوك عـلى الصلـيب عِـوَضاً عـنا ، تلك التي وعـدنا المخـلص بها ليأتي ويأخـذنا إليها حـيث يكـون نـكـون معه جـميعـنا ، فـهل يسعـدكم أن نـتغابى أمامكم اليوم أيها السادة الـزعـماء ونحـن في زمن غـزو الـفـضاء ؟ وإلاّ سنسألكم أين سـنـدات الـطاﭙـو والقـروض والديون والأختام والخـزعـبلات لـتلك المنازل ! .... إصحـوا عـلى أنـفـسكم وكـونوا حـكـماء كالحـيات وودعاء كالحَـمام لـتـكـسـبوا إلى جانبكم شعـباً واعـياً تـفـتخـرون به في ديـوانـكم ، ولا تحـيطـوا أنـفـسكم بنـفاخي كـور الحَـدّاد ومَجـمَرته !  
وفي صدد مقالـنا فإن كاهـنـنا ومطرانـنا وﭙـطركـنا كـلـدانيّـون منـتمون إلى ﭙاطـريـركـية بابل عـلى الكـلـدان ، فالموضوع إذن مرتبط بشعـبنا الكـلـداني فـنـقـول : نحـن الـيوم شعـبٌ عـلى مركـب في وسط بحـر تـتـقاذفه أمواج المَد والجـزر ، فإنْ قـلنا نـنـتـظـر لـيأتي الربُّ ويُـزمجـر ويُـسْـكِـت البحـرَ ، قالـوا لـنا لا تجـرّبوا الـرب إلهكم الآن .... وإنْ قـلـنا المجـذاف مضمون عـنـد منـقـذ الأمة أخـونا الجان ، قالـوا لـنا خـذوا في الحـسبان أنْ ليس بالخـبز وحـده يحـيا الإنسان .... وإنْ قـلنا نـتـرك مركـبنا ونـقـفـز إلى سـفـينة يرفـرف شراعـها فـنحـتل بها البحار وأمواجها ، قالـوا لـنا كـلـُّـنا سـمعان نصمـد ونصبـر ونبحـر حـتى نـصل الشطآن ولا نركـب سـفـينة الجـيران ! ..... فـقـلـنا بالله آمنا ، إنّ غـداً لِـناظـره لـَـقـريـب مِنا ولا بـد من مسعـف لمركـبنا ومجـيـب لـنـدائـنا .
يعـلم شعـبنا الكـلـداني بأن أواصر كـنيستـنا الكاثـوليكـية ( ﭙاطـريـركـية بابل عـلى الكـلـدان ) في جـيلـنا هـذا بـدأتْ بالإرتخاء بعـد إنـقـضاء عـهـد المرحـوم الـﭙاطـريـرك شـيخـو ليس بسبـب الظروف وإنما بسبب مَن جاء بديلاً عـنه في تلك الظروف ، وإنَّ أيَّ تجاهـل للماضي سـيُعـمي الـبصيرة للحاضر فـكـيف بنا للمستـقـبل ؟ وأصحاب السيادة مطارنـتـنا الأجلاء عـلى عِـلم بكـل صغـيرة وكـبـيرة بحال كـنيستـنا الكـلـدانية في جـميع أبرشـياتـنا ومَن يـدّعي بأنه لا يعـرف عـن حـيثيات غـيره نقـول له إنها مثـل أبرشـيتـكَ وكـفى ! أما آمال شعـبنا الكـلـداني فـليست غـريـبة عـلى مطارنـتـنا الكـرماء وإذا قالـوا لا نعـرف شـيئاًعـنها نـقـول لهم لستم بشيء منها .  
الـيوم نحـن بحاجة إلى ﭙاطـريـرك قائـد مثـلما كـنا بحاجة إليه قـبله وسنكـون بحاجة إليه بَعـده ، ومشكـلـتـنا ليست في مَن سـيكـون ! فـقـد وردَتْ لغة الإحـترام والكـياسة الأدبـية والمجاملة الأخـوية الواضحة عـلى لسان سيادة المطران وردوني حـين قال ( كـل المطارنة الـكـلـدان يستحـقـون حـمل إسم ﭙاطـريـرك الكـلـدان ) ! كـما سـبق أنْ قال سيادة المطران ساكـو أنّ ﭙاطـريـركاً ــ نـص ونـص ــ لا ينـفـعـنا ! وهـو صادق في كـلامه هـذا وفـيه يُـذكــِّـر المطارنة بالمَثـل (( لا يُـلـدغ المؤمن من جحـرٍ مرتين )) وفي سنين خـلتْ كان هـناك كاهـن قال : نـريـد ﭙاطـريـركاً يعـرف الـسورث ... وهـذا الكاهـن أوّل مَن حـطـَّم السورث ! أما من جانب أخـر فإن هـناك أصحاب السيادة مطارنـتـنا الأعـزاء مَن ينادي اليوم هـمساً ويقـول لا نريـد ﭙاطـريـركاً من درب الـتبانة ! ولا نـدري مِن أيّ درب يريـدونه ، أما نحـن فـطالما ( لـيوخ يالـد راحِ ﮔـنـوتا = لسـنا أولاد راحـيل السارقة ) دعـونا نـدلي برأينا ونـقـول : لا نريـد ﭙاطـريـركاً من كـوكـب الأرض .  
وكـما ذكـرتُ فإن الأزمة ليست في مَن سـيكـون ! وإنما الـذي يهـمنا هـو : ماذا سـيكـون هـذا الـﭙاطـريـرك ؟ ما هي ستـراتيجـيته وخـططه بشأن كـنيستـنا في إلتـزاماتها الـمسكـونية الـﭬاتيكانية ، لـيتـورجـيتها ، علاقـتها مع الكـنائس القـريـبة منا ، وما هي نـوعـية تـفـكـيره وثـقافـته وموقـفه مع التيارات الكـنسية الحـديثة ، تعامله مع المتسرّبـين من كـنيستـنا ، رأيه في دَور العـلمانيّـين في المشاركة الفـعـلية جـنباً إلى جـنب الإكـليروس في اللاهـوتيات والإداريات ، إلتـزامه بإرشادات قـداسة الحـبر الأعـظم ﭙاﭙا الـﭬاتيكان ، ثم هـل يقـتـصر إهـتمامه برعـيته الكـلـدانية عـلى تلبـية حاجاتها الإيمانية وجـمع تبرعاتها الـنـقـدية ؟ ماذا ستـكـون تـوصياته إلى الأبرشـيات حـول أمورها المالية والإستـثمارية ، هـل سـيفـصح عـن ميزانية الـﭙاطـريـركـية للـرعـية ليحـذو حـذوَه المطارنة بكـل شـفافـية ؟ كـيف سـيعالج الإشكالات مع أصحاب السلطة العـراقـية ، ماذا ستـكـون علاقة المطارنة بالتـنـظيمات السياسية اللاكـلـدانية ؟ ما مصير لـغـتـنا الكـلـدانية ؟ وهـنا يأتي السؤال المهم : لو أنّ شخـصاً ﭙـروتستانياً أو إنجـيلياً أراد ترك كـنيسته والإلتحاق بكـنيستـنا الكاثـوليكـية أظن أنَ غـبطـته لا يمانعه ، طيب فـكم بالأحـرى يجـب أن يتـلهـف إلى إستـقـبال مطران كاثـوليكـي ﭬاتيكاني يرغـب بالإنـتماء إلى ﭙاطـريـركـية بابل عـلى الكـلـدان مثـل سيادة المطران باوي سـورو الكـلي الـوقار ؟  
إنّ قائمة من أسـئـلة لا تـنـتهي ، تـثيرها تراكـمات سـنين طـويلة من إهـمال وتـقـصير وعـناد وتعـنـتْ وتحـدّي وتـفـرّد وتباهي وتـذمُّـر بالإضافة إلى الـطـمع والـتـزلـف والبخـل .... سـيواجـهـها الـﭙاطـريـرك المقـبل ، فـمن سـيكـون بمقـدوره أن يقـف أمامها بكـل حـزم لمعالجـتها ؟ وأين هـو ذلك العـريف الـذي يقـود المطارنة في نسق عـلى ساحة العـرضات ويسمعـون إيعازاته ويسيـر بهم في رتـل منـتـظم إلى طـريق الحـق والحـياة ؟ .  
وفي موضوع بعـيد عـن مقالـنا وعـلى عـناد الـيكـرهـون أعـيـد صلاتي متسائلاً هـل من إعـتـراض عـلى أقـوال المسيح :
أيها الرب المسيح : في اليوم الثاني من تـقـديس بـيعـتـك قـلبتَ موائـد الصيارفة وكـراسي باعة الحـمام في الهيكـل .... متى 13:21 مـذكــِّـراً إياهم بأقـوال الأنبـياء إيشعـيا 6:56 .... وإيرميا 11:7  فـنحـن نسألك ـ عـن أي صيارفة تـُـكـلِّمُـنا وتغـض النـظر عـن عـشّارينا ! وعـن أي نوع من الحَـمام تـنبهـنا والزاجـل خان الأمانة ولم ينـقـل إليك الرسالة! تعال إلى خـيمة إجـتماعـنا لـترى فـيها أسـواقـنا ! بقلاواتـنا عـلى المناضـد مفـروشة وشـكـرلماتـنا منقـوشة ومعـجـناتـنا مبروشة وحـلوياتـنا محـفـوشة وعـرفاء الخـفـر بالوشاح الأحـمر يجـمعـون فـلوسها المغـشـوشة، تعال وأنـظـر تلاميـذك صارت عـقـولهم محـشوشة ؟ .
 




260
إطـلـبـوا أولاً كاهـنَ الله ! وهـذا الـمـطـران و ذلك الـﭙطـرَك يُـعـطى لـكـم
الحـلقة الأولى
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ــ 11/1/2013
تـنـضح المياه صافـية من منابعـها لا من سـواقـيها والمبادىء تـُـقـَـيَّـم بمن يحـياها لا بمدّعـيها ، والقـوانين تــُسَـنّ للأسباب التي تـوجـبها وليس تـرفاً بها . سألتْ أمٌ مربِّـياً قـديراً متى تـبـدأ بتربـية طـفـلتها ؟ فأجابها : عـشرون سنة قـبل ولادتها . إنَّ الـعِـبرة واضحة للـقارىء بل وحـتى الخـيول يُسأل عـن أصلها ومنـشـئها ومربّـيها قـبل المتاجـرة بها وزجِّها في ساحات سِـباقها ولا غـرابة في ذلك ! أليس الرب يقـول : الأثمار الجـيـدة شجـرةٌ جـيدةٌ تـصنعُها ، والمجهـولة من ثمارها نعـرفها ؟ أليس معـنى ذلك إسألـوا عـن أصلها ومنبعـها وجـذورها ثم عـن بـيئـتها وحارثها وساقـيها ... ؟
ومَن ينـكـر ذلك نـنـكـره ولن نكـون بحاجة إلى كـرمته ولن نـثـبت فـيها ولا نـنـتـظـر أثـمارها ولا هـم يحـزنون ، ولكـنـنا الـيوم في دوّامة ضاعـت فـيها السفـينة وملاّحـوها ، وفي صراعات إنـدثـرتْ معها الـقِـيَم وقادتها ، وفي طاحـونة سحـقـتْ فـيها المبادىء وحامليها ، فأنبَـتـتْ لـنا الأرض أدغال السياسة بـمُروِّجـيها يتخـبَّـط فـيها جهلاؤها ، ولهـذا كـتبتُ قـبل أكـثر من إثـنـتي عـشرة سـنة في جـريـدتـنا عـما كـلـدايا / سـدني مقالاً بعـنوان ( طـيور الـكـناريّ والـزرزور ) جاء فـيه :
يا صاح يا إبن الكـرام ، هـو ذا ناحـوم يطرق التابوت يسـأل أصحاب المقام :
هـل إنـتـكـس النخـيل هـل فـُـرِض اللجام  ؟
هـل ذابت الجـبال الشـمّ هـل جَـبُن الهـمام ؟
أيصمت الشـحـرور ، أم سكـت الحـمام  ؟
كـيف يهـلهـل الكـناري ويقـبل بالحـطام
وهـو ذو الريش الجـميل فـخـر للعـظام
 يـُـغـرّد حـباً كـريماً فـيُخجـل أشباه الـكـرام .
أتـقـبل بزبوزاً وتهجـرالباز اللهام
 أتسمع لـبومة وتصُمُّ للنسر الصرام .
ولكن الدهـر يَوْمان أيام وأيام
للباز والنسر والإيمان أيام .
وللبومة والبزبوز والفـلـتان أيام ،
أما حـقَّ للأجـداد أنْ قـالوا عـلى الـدوام ؟
لا تـناموا إستـفـيقـوا  فـقـد تغـدر الأيام  
ــ بشوپا دْ باز بزبوز ، وبشوپا دْ نشر قـوپـياثه ــ !
(  بدلاً من الباز بزبوز ، وعـوَضاً عـن الـنسر ، بومة ) ولكم مني ألف سـلام .
بزبوز = فـرخ الـباز ............... قـوپـياثه = جـمع قـوﭙـتا = بـومة
إن مشكـلة الإنسان عّـبر الـدهـور ليست خارجه بل تـكـمن في ثلاث حاويات تـسبح في شـرايـينه : السـلطة لكـسب المال ، المال للمتعة ، والمتعة تعانق السـلطة في دورة مستمرة ، فـمن ذا الـذي يقاوم جاذبـيَّـتها ويخـرج عـن نـطاقها ؟ يشـتاق العـلماني إلى السـلطة كي يقـتـني المال الـذي به يستمتع في حـياته عـلى الأرض . وهـنا لستُ أقـصـد قـفـزه عـلى السلطة بطرق ملـتـوية كـما فعـل الـبعـض أيام زمان ، ولا إقـتـناءه المال بأساليـب الحـرامية كـما يفـعـل الآخـرون الآن ! ولا لهثه وراء المتعة الممنوعة الجـسـدية فلا تخـلـّـونا نحـﭽـي يا إخـوان ! وإنما أقـصد وصوله إلى مراكـز وظـيفـية وأعـمال مرموقة تجارية تـدرّ عـليه وارداً محـترماً شـريفاً مغـسولاً في الـدوائر الضريـبـية ! يستخـدمه للإستمتاع في حـياته الـيومية ، إنها سُـنـّة الحـياة ولولا دَورتها هـذه الطبـيعـية لـتـوقـفـتْ وتوَقـفَ الإنسان معها كالأصنام الحجـرية .
إن مَهاماً عـظيمة وأهـدافاً راقـية تـنـتـظـر كـل حامل مبدءٍ تـدعـوه إلى ترك صخـب العالم وهـيجان تـطـوّره ليتبع ويتابع رسالـته الحـقة التي دُعيَ إليها بل دعا نـفـسَه بنـفـسِه لأجـلها ، فإذا كان صادقاً عـليه أن يعـرف الحـق أولاً وعـنـدئـذٍ يحـرّره الحـق من دنس إنحـرافها ! وإلاّ فـليتـركها ويركـب حاوياته الثلاث قـبل أن يخـدع نـفـسه ويفـضح أمره ويُـبتـذل إسمه ويحـدث ما لا تـُـحـمَـد عُـقـباه ، وإذا كان قـد فـقـد ماء وجـهه ولم يعُـد يهـمُّه الناسَ الـذين حـوله ! فالأقلام سـتـقـض مضجـعه ويطـول أرقه ، ولـيُـبـدِ شجاعـته ويكـتب ردّه دفاعاً عـن نـفـسه .  
إنَّ الكاهـن بكافة درجاته ليس إلهاً وإنما هـو صاحـب رسالة سامية فـوقـأرضية له واجـبات دينية ميَّـزته بهـذه الخاصية ، إخـتار هـذا النهج لحـياته لا مضطـراً ولا مجـبـراً ..... بل مخـيَّـراً واعـياً بإرادته الـكاملة وهـو يـدري بأن من أوّلـيّاته أنْ يتجَـنـَّـب حـب السلطة ويرذل المال ومن ثم لا يتهافـت وراء الـملـذات من مأكـل ومشرب وملبس وأهـمها الجـسـديات ، نعـم إنه إنسان مثـلـنا ولكـنه إنْ لم يخـتـلف عـنا فـكـلـنا كـهـنة ! وعـنـئـذ يصح قـول كاهـنـنا الـقـديم حـين سمعـتُ كـرازته وهـو يقـول ( كـل شيء محـرّم عـليكم محـرم عـلينا ، وكـل شيء مباح لكـم مباح لـنا ! ) بشرفـكم هـذا قـس ؟ . لـقـد نـذر الكاهـن نـفـسه ليـبشِّـر ويتـلمـذ ويخـدم مثـلما خـدمَ المسيحُ ومن حـقه أن يرتاح كـما إرتاح المسيح ، ينبـذ المال مقـتـدياً بالمسيح وإذا إحـتاجَ ! يـدفع الضريـبة بالطـريقة التي ( إلى الروماني ) دفـعـها المسيحُ ، ويصون جـسده من الـتـلـوُّث شأنه شأن المسيح ! أليستْ هـذه صفات تلميـذ المسيح ؟ فإنْ لم يكـن نـوراً ، سـتـظـلم صومعـته ليلاً وما أدراك ما الليل ! وإن لم يكـن ملحاً لطعامنا سـيـصبح وعـظه فاهـياً مرفـوضاً عـنـدنا وإذا كان قـد إبتـليَ وتاقـتْ نـفـسه إلى تـلكَ ! فـليتـنحّ جانباً . إنه واحـدٌ من بـين الكـثيرين المدعـوين إلى غـربال واسع الـثغـور يسقـط منه العـديـدون أما المخـتارون الصامدون الأبرار فـقـليلون ، في أيام شـرّيـرة يستعـدّ فـيها الـعـدوُّ الجـبار ، لـيزرع الـزؤان ليلاً كالغـدّار ، في حـقـل المخـتار ولن تـطـهِّـرَه مياه الأنهار .
فـمَن هـو كاهـن الله ، وأين هـو كاهـن الله ؟ ليس الأب الفلاني ذو الجـبّة الفـضفاضية ، ولا سيادة المطران العلاني ذو الصليـب المرصع بالـقـطع اللـؤلـؤية وإنما هـو ذلك الـذي يَرى صورته في الآيات الإنجـيلية ويسمع صوته في أقـوال مار ﭙـطـرس المـدوّية وينزل من كـرسـيّه ليغـسِّـل أرجـل أتباعه مثـلما عـمل المسيح بتـواضعـية ويـبحـث عـن الـضالِّ من خـرافه في التجـمعات الكارتـونية ، ويقـف إلى اليمين من صليـب سـيِّـده فـوق القـمة الجـلجـلية ، إنه ذلك الـذي لا يفـكـر في القـطع الـورقـية ولا يعـبـد صناديق الفـقـراء الخـشـبـية ، فإذا سجَّـل رقـماً في مصرف ! صار حسابه له هـو المسيحـية ، فـعـن أيّ ﭙـطـركٍ تـتكـلمون ! وأنتم عـن كاهـن الله بهـذه الـصفات لا تبحـثـون بجـدّية ؟.
 
ملاحـظة : في الساعة الرابعة من بعـد ظـهـر يوم الجـمعة 11/1/2013 بتـوقـيت سـدني كان مقالي (( إطـلـبـوا أولاً كاهـنَ الله ! وهـذا الـمـطـران و ذلك الـﭙطـرَك يُـعـطى لـكـم ــ الحـلقة الأولى )) منشـوراً أولاً عـلى الصفـحة الرئيسية من موقع ( ألـقـوش . نـت ) الأغـر وذكـرتُ فـيه أن مشكـلة الإنسان هي : السلطة والمال والمتعة ! عـرفـتها من خـبرتي أو تعـلمتها من غـيري ، ثم تـوالى نشر المقال في مواقع أخـرى . وبعـد ثلاث ساعات حـضرتُ محاضرة للأب يوسف توما في قاعة كـنيسة مار توما الرسول وكانـت بعـنـوان ــ الـتـطـرف ــ فـذكـر ثلاثة أسباب له وهي : السلطة والمال واللـذة ، لـذا إقـتـضى الـتـنـويه للقارىء العـزيز .


261
تجـمعات الـكـلـدان في سـدني تجـتـمع في نادي بابل الكـلـداني

 
إلـتـقى ممثـلو تجـمعات شـعـبـنا الكـلـدانية مساء يوم الخـميس 13 كانـون الأول 2012 في نادي بابل الكـلـداني إستجابة لإعلان نشره في المواقع الإلكـترونية النشطاء الكـلـدان الراغـبـون في العـمل القـومي الكـلـداني بعـيـداً عـن السياسة للحـضور والمشاركة الفعالة في الـتـداول للتحـضير لإحـتفال أكـيـتو المقـبل ــ رأس السنة البابلية الكـلـدانية 7313 وكانت قـد سُـلـِّـمَـتْ نسخة من الإعلان إلى كـل من ممثلي جـمعـيات أهالينا في سـدني التي إستـطعـنا الوصول إليها والتي لا يمكـن نجاح العـمل الـقـومي إلاّ بتـكاتـف جـميعـهم ، فـحـضر مَن تـوفـرتْ له الـفـرصة وهُـم مشكـورون : جـمعـية تلكـيف الكـلـدانية الأسترالية ــ جـمعـية شـيرا الربان هـرمزد الكـلـدانية الأستـرالية ( ألقـوش ) ــ المركـز الكـلـداني للخـدمات الإجـتـماعـية ــ جـمعـية خابـور الكـلـدانية ــ جـمعـية بطـنايا الكـلـدانية ــ جـمعـية مار ﮔـورﮔـيس الكـلـدانية ( تـللسـقـف ) ــ الملتـقى الكـلـداني الـثـقافي ــ المجـلس الكـلـداني العالمي . ودارت بـينهم مناقـشات أولية ورسموا الخـطـوط الرئيسية للإحـتـفال .
كـما إتـفـق الحاضرون عـلى الإجـتماع في الساعة السادسة والـنصف من مساء يوم 16 كانـون الـثاني 2013 في نادي بابل الكـلـداني ، لـذا نهـيب بكافة ممثـلي تـنـظيماتـنا الكـلـدانية وفـنانينا من المطربـين والخـطاطين والرسامين وغـيرهم ــ مؤسسات وأفـراد ــ  الحـضور في المكان والزمان المحـدّدَين لمناقـشة برنامج المشاركة بالأنشطة المتـنـوّعة والفعاليات المخـتـلفة لإحـياء هـذه المناسبة التأريخـية وشـكـراً .

الملـتـقى الـكـلـداني الـثـقافي



262
صباح ياقـو توماس من مقاتل عـنيف إلى مسالم رفـيف

( 1 )
بقـلم : مايكل سـيـپـي / سـدني
في كـركـوك أيام منـتـصف الخـمسينات ومن بـين عـوائلنا الألقـوشية الكـثيرة المتآلـفة جـداً ( وأعـيدها وأقـول : يوم لم تكـن كـلمة السياسة رائجة بـينـنا ) أتـذكـَّـر صداقـتـنا الحـميمة مع عائلة المرحـوم ياقـو تـوماس كان أحـد أولادها وسيم الطلعة لم يـدخـل مرحـلة الشباب بعـدُ ويتـقـدّمني في المرحـلة الدراسية ، وفي مطلع الستينات شاهـدته في سـوق ألقـوش وهـو يؤنب أخـيه رمزي الأصغـر منه عـند مدخـل چايـخانة المرحـوم متيكا ، وأتـذكـر ذهـبتُ في سيارتهم ( لـوري ـ وهـو يسوقـها ) مع المشجـعـين إلى مبارات رياضية مدرسية أقـيمتْ في تلكـيف ربما في 1961 أو 1962 ، ثم رأيته طالباً ثائراً مقـداماً في ثانوية ألقـوش عام 1963 وقـد كـتبتُ عـن تلك الأيام سـلسلة من مقالات بالتـفـصيل قـبل أكـثر من عام ونـصف ! وكانـت آخـر مرة رأيته صدفة بمعـيّة رفـيق له - إنْ لم تـخـنـّي ذاكـرتي بعـد سنة 1965 - في قـرية سَـريـچْـكـَن القـريـبة من ألقـوش في ساعة متأخـرة من الليل يرتـدي زياً من تراثـنا شالا وشَـپّـوك جاءا إلى دار معـلم من بـيت رمّـو بـنـّا ، فإتـكأ بـزنـده عـلى مخـدّة فـوق السـريـر ورجـليه متـدلـيتين فـلمحَـتْ عـيناه ــ يلك ــ قـمصلة عـلى السرير نظـيفة جـداً بدون أردان  ظاهـرها جـلد رائع أملس قـليلاً وباطـنها فـرو طـويل الشعـر ناصع البـياض إرتـداها مباشرة دون كلام ، وبعـد ذلك لم أرَهُ ولكـني كـنـتُ أسمع أخـباره القـتالية الليلية في شمال العـراق وخاصة في مناطـق ألقـوش ضد ( قِـوى الشر - كـما هـو يسمّيها )  ثم غابت أخـباره عـني ، إنه صباح ياقـو توماس .
 

  
كـنـتُ مع زميلي في طريق رجـوعـنا من زيارة صديق مساء يوم 6 كانون الأول 2011 حـين قال : إن صباح وصل إستراليا فـقـلتُ له فـوراُ : دعـنا نـذهـب الآن للـترحـيـب به فـوصلنا دار الأخ وليد منـدو حـيث كان الأول في إستـضافـته ودخـلنا الفـناء الخارجي مباشرة حـيث الضيوف جالسين وقـبل أنْ يتسـنّى له الـتعـرُّف عـليَّ أو أن يعـرِّفـوه بي ــ وحـتماً لا يعـرفـني من صورتي ــ نهض ورحـب بنا وكـعادتـنا نحـن الشرقـيّـين سـلمـتُ عـليه وتـقـدّمتُ إليه موحـياً بتـقـبـيله فـقال لي بصوت مسموع : هـل يمكـن بدون تـقـبـيل ؟ في الحـقـيقة لا أخـفي عـليكم كم خـجـلتُ من طـلبه غـير المتوقع وخاصة هـذا المشهـد أمام الحاضرين وچـمالة غـرباء ولكـنه لِـزاماً عـليَّ أن أتـصرّف بكـياسة في تلك اللحـظات وأكـون فـوق مستـوى الإنـفـعال في المواقـف الحـرجة فـتجاوزتُ طـلبه المفاجىء وتجاهـلتُ الموضوع أمامهم وأجـبته بسرعة وبصوت خافـت قائلاً : ممكـن ! فـصافـحـته بحـرارة وجـلستُ بصمت آخـذاً عـلى نـفـسي رفـضه قـبلة الـترحـيـب الأخـوي مني وهـو عـلى الأقـل ألقـوشي من بلـدتـنا وقادم من العـراق فـقـد يفـسّر الحاضرون سـلوكه هـذا بما يحـلو لهم ويـبنون عـليه نـظـريات وفـلسفات ! المهم ، بقـينا نستمع إلى حـديثه الذي يـبدو غـريـباً للوهـلة الأولى لكـل مَن يعـرفه ، وفي تلك الأثـناء تـداخـل وليد في حـديث جانبي معي بصوت خافـت وقال : إن صباح يرفـض القـبلة من أيّ زائـر ! كـما أنه لا يأكـل ولا يشرب إلاّ مِن صنع يديه لأسباب الـنقاء الجـسَدي الـذي صار يؤمن به فـملامسة الشـفاه للوجه قـد تحـدث وراءها مشاكـل صحـية وتسبب ضعـف في الطاقة الروحـية عـنده ! وعـنـدئـذ زال عـني الحـرج وتـناسيتُ الموضوع ولكـني وبكـل صراحة إنبهـرتُ . ولما غادر الزوّار الغـرباء بقـينا مواصلين جـلستـنا الودّية معه وإخـوة أقارب ورفاق وأصدقاء بالإضافة إلى أهـل الدار .
صار الأخ صباح يحـدثـنا بإسهاب عـن مواضيع شـتى لا صلة لها بنضال الأمس ، فـرأيته أمامي كأنه واعـظ بـين مؤمنين في كـنيسة أو مُرشـد لشباب في مؤسسة تـربوية أو طبـيـب يعـطي إرشاداته الصحـية للمرضى في مستشفى ، فـما الذي قاله في تلك الجـلسة يا تـرى ؟ في الحـقـيقة تـكـلم كـثيراً وبتـواصل دون ملل ونحـن كـلنا منصتين إليه فإستغـلـّـيتُ تـوقـفه عـن الكلام برهة ، وعـندئذ إستـوقـفـته قائلاً له بكل ميانة : أنت تـكـلمتَ كـثيراً دع الكلام لنا الآن ! وقـلتُ له : هـل يمكـن أن تـعـرِّف لـنا مَن هـو صباح ياقـو توماس الـيوم ؟ إبتسم وقال : أنا صباح ، فـكـيف تـريـدني أن أعـرِّف نـفـسي ؟ وهـنا بـدا لي أنه لا يـريـد الإفـصاح عـن مكـنونات قـلبه والتي أحـدثـتْ إنقلاباً أساسياً في عـمق أفـكاره وإيمانه ، رأيته متـواضعاً إلى درجة إعـتـرَفَ بمحـدودية إلمامه بنحَـويّة لغـته العـربـية الفـصحى ولكـنه ملمٌ كـثيراً باللغة الروسية التي درسها لسنين ــ حـسب قـوله ــ ونال شـهادة الـدكـتـوراه بها ولكـني لا أعـرف بأي فـرع من العـلوم .
حـكى لـنا تارة عـن البـيئة ، و تارة أخـرى عـن صحة الإنسان الجـسـدية والطاقة الروحـية ، وبعـدها تكـلم عـن الفـكـر النقي والأحـشاء النـظيفة والمأكـولات التي بعـضها تـولد الشر عـند آكِـلِها والبعـض الآخـر تـُـوجِّه الإنسان نحـو الخـير ، فـهـو مثلاً لا يـذوق اللحـوم بكافة أنـواعـها لأنها مصدر شر للفـرد ولا يكـون العـقـل السليم في الجـسم السليم إلاّ إذا إتبع نـظاماً غـذائياً نباتياً صارماً كالذي يتبعه هـو ، إنه يعـتمد كـثيراً عـلى النباتات الخالية من السماد الكـيمياوي فـهي تـنقـّي الجـسـد ويصبح إنساناً خـيِّـراً حـسب رأيه ، وعـنـدئـذ تـتـولـّـد قـوة فـوق طـبـيعـية لديه يمكـنه الإتيان بأعـمال خارقة للطـبـيعة كالعلاج بإستخـدام الـيـدَين فـقـط بل قـد يمكـنه الـتـنـبّـؤ عـما سـتـؤول إليه صحة الشخـص مستـقـبلاً بالنـظـر إليه فـقـط وجـدير بالـذكـر أنه لا يتـناول الأدوية عـلى الإطلاق ويتمتع بصحة جـيـدة .
ثم تـناول في حـديثه عـن السلام بـين أبناء البشر وعـمل الخـير وأنّ الحـياة هي أثـمن ما في الوجـود ، وقـد كـلـمني ولـيـد جانباً وقال : إن صباح لا يقـبل أن نـقـتل حـشرة لأن لها حـياة ثمينة ومن حـقـها أن تعـيش ، أما أنا من جانبي فـكـنـتُ مستمعاً ومستمتعاً ومستوعـباً كلامه بدون إستغـراب ولكـن بإعـجاب ! لماذا ؟ لأن صباح الـذي نعـرفه نحـن الألقـوشيـون عـلى الأقـل كان مقاتلاً لا يخاف الموت قـد أصبح الـيوم مؤمناً بالحـياة والسكـينة وليس صباح البارحة الذي كان يناضل بالقـتل والضغـينة ، إنه نموذج للسلام والأفـكار المثالية بعـد ان رفـض العـنـف والآيـديولوجـية الماديّة !
( 2 )
إنّ جـل كـتابتي عـن الأخ صباح ياقـو توماس تأتي نـتيجة لقاءاتـنا به وإستماعـنا إليه مباشرة (1) زيارتـي الأولى له برفـقة زميلي في يوم 6 كانـون الأول 2011 في دار الأخ ولـيد ... (2) في محاضرة له بتأريخ 7 / 12 / 2011 في نادي بابل الكـلـداني ... (3) زيارتـنا الـثانية له برفـقة زميلي نـفـسه بتأريخ 15 / 12 / 2011 في دار الأخ حازم گـردي ( الذي أكـَّـد له بأني سأكـتب عـنه مقالاً حـتماً ) وبحـضور أخـوه ثامر گـردي ... (4) لقاؤه الموسع الأخـير بتأريخ 19 / 12 / 2011 في نادي بابل الكـلـداني أيضاً ، وحـين إنـتهـتْ المحاضرة طلب مني رفاقه ( طـلـباً ) فـلـبَّـيتُ الـنـداء فـوراً . وأثـناء خـروجـنا كانت لـي دردشة قـصيرة معه ونحـن عـنـد الباب سألني أن أغـيِّـر عـنـوان هـذا المقال الذي كـنتُ قـد حـدَّدته مسبقاً فـقـلتُ له : تـدلَّـل وهـذه سهـلة جـداً ، ثم واصَل حـديثه الهادىء معي موضحاً لي أن الشباب في سـدني ليسوا راضين عـن كـتاباتي الأخـيرة ، ويقـصد ما كـتبته عـن ذكـرياتي الألقـوشية في فـترة نهاية الخـمسينات وبـداية الستينات من القـرن الماضي ! فـقـلتُ له : هـذا صحـيح وعـندهم الحـق ! لأنهم لم ، ولـن يستـوعـبَ فـكـرُهم مفاهـيمَ الديمقـراطية والحـرية ، ولـن يكـون بإمكانهم تـقـبُّـل الـنـقـد ، لا الآن ولا مستـقـبلاً .

وقـبل مغادرته أسـتراليا عـقـدتُ العـزم مع زميلي ذاته لزيارة صباح عـصراً بتأريخ 21 / 12 / 2012 للمرة الأخـيرة فإتـصلنا تـلفـونياً أولاً وهـو متـواجـد في دار الأخ حازم گـردي ووصلنا وطرقـنا الباب وفـُـتِحَ لـنا ولكـن قـيل لـنا بأنه خـرجَ !! وتحـليلي هـو أنه لم يرغـب في أنْ نـنهـل الـمزيـد من أفـكاره ولا أنْ نستمع إلى الجـديد من أقـواله خاصة حـين عـلِم بأنـنا سنكـتب مقالاً عـنه ، ولكـن الكلام الرائع الـذي سمعـناه منه يتيح لـنا كـتابة مقالات ومقالات وفي الحـقـيقة كـتبتُ أربع منها إلاّ أنـني غـيَّـرتُ رأيي فجعـلتها مقالاً واحـداً أمام القارىء فجاء مُـطـولاً كـما تـرَون .
لسنا نبالغ إنْ قـلـنا أنّ كـل مَن إلـتـقى بالمناضل السابق صباح تـوماس في سـدني إكـتشف الإنعـطافات الحادة بل الجـذرية التي طرأتْ عـلى أفـكاره ما بـين أمسه ويومه والتي تـظـهـر في ستراتيجـية حـياته الجـديـدة وكم من زميل قال لي ذلك ، ولكـن في ذات الوقـت هـناك تـناقـضات عـنده يصعـب تـفـسيرها ، فـمثلاً العـنـف لم يعُـد له مكاناً في مخـيِّـلته والكـلاشينـكـوف سـقـط عـن كـتـفه ولن يحـمله بعـدُ ، إلاّ أنـني أستغـرب حـين أرى صوَرَ جـلساته ولـقاءاته في ألـقـوش والمنشورة في المواقع  (( ومخازن الإطلاقات مُـنـَـضـَّـدة مرصوصة عـلى حـزامه )) وهـذا لـغـزٌ أجهل حـلـَّه .

ثم من جانب آخـر إنَّ الـذي فات من الأيام أصبح في خـبر كان ومات ، وصار صباح ينـظـر إلى أمام ، وإنه اليوم رسول السلام ينشر بـين الناس الوئام ، يحـمل بـيديه الحَـمام يحـضر بـين الجـماعات فـيحـظى منها بالإحـترام ، طيب فـلماذا المسلحـون يحـرسونه بحـرص وإهـتمام ؟ وهـذا أيضاً لا أعـرف تـفـسيره بالتمام ، أما الـتـناقـض الآخـر فـسأذكـره لكم لاحـقاً أيها الأعـزاء الكـرام .
( 3 )
لقـد تـطـرَّق صباح في حـديثه إلى الكـون وإعـجابه بالذي يُـسَـيِّـره وقـد أعـجـبني مصطلح ( الوعي الكـوني ) الذي إستخـدمه ويعـني عـنده القـوة التي أوجـدتْ أو خـلقـتْ الكـون . إنه مصطلح فـلسفي لا يستغـرب منه المفـكـرون الروحـيّـون وقـلتُ له : إنك لا تخالف المؤمنين بقـصة الخـَـلـْـق ! قال : في الـبـدء كان الفـكـر ! وهـو الـذي أوجـد المادة ! قـلتُ له : إنك تحـمل أفـكار اللاهـوتي المعاصر فالمؤمنـون يقـولـون أن الله = الروح = الفـكـر = الوعي الـذي أوجـد الكـون وإني أراك كأنك مار يوحـنا ثاني حـين يقـول في مطلع إنجـيله : في الـبـدء كان الكـلـمة والكـلمة كان عـنـد الله وكان الكـلمة اللهَ ....  قال : نعـم ولكـن دراسـتي كانـت باللغة الروسية وبها إستخـدمنا تعـبـير (( الفـكـر )) ولم نستخـدم تعـبـير (( الـكـلمة )) ، قـلتُ له : لا فـرق بـينهما أبـداً ........... ولكـن لماذا الجـماعة !!! أيام زمان كانـوا يسخـرون من أفـكارنا ويقـولون لـنا أن الفـكـر هـو نـتيجة المادة وليست المادة نـتيجة الـفـكـر ؟ قال : إنّ الجـماعة !!! لم يكـونـوا يـدركـون ذلك في تلك الأيام ... ولكي يثـبت الأخ صباح كـلامه لـنا أتى بمثال لـزميلي وقال : حـين تـفـكـر في موضوع ما فإن أعـضاء جـسمك تـتأثـر وتـستجـيـب وهـذا دليل عـلى أن للفـكـر تأثير عـلى المادة .
ملاحـظة *** : في لـقاء مع الأخ صباح في أميركا ، سُـئِـلَ : هل عـندك سِـرٌّ تبوحه لمحـبـيك ؟ فأجاب قائلاً (( نعـم هـناك حـقـيقة إكـتشفـتها ألا وهي ، عـند ما راجعـتُ نفسي ومسيرة حـياتي عـرفـتُ نفسي مَن أنا ! بعـد الخـمسين مِن عـمري )) ! إنه قـول يستـحـق التأمُّـل .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=143212
كان الأخ صباح قـد تحـدث عـن الطاقـتين المتـناقـضتين الخـفـيّـتين اللـتين تحـتلاّن جـسم كـل واحـد منا والتي بهما يمكـنـنا القـيام بإعـمال خـيِّـرة أو شريرة معـتـمدة عـلى نوعـية الغـذاء ووقـت تـناوله صباحاً ، مساءاً ، لـيلاً والـذي يؤدي إلى نـقاء الجـسد وبـدَوره يقـود إلى صفاء الفـكـر فـتـتـغـلـَّـب إحـدى الطاقـتين عـلى الأخـرى وعـنـدها يتميـز الإنسان الشرير عـن الآخـر الخـيِّـر .
في نـدوته المصغـرة الأولى حـدثـنا عـن البرنامج الغـذائي الصحي الذي يفـيـد الجـسم وذكـرَ لـنا وصفات نباتية بسيطة ومتيسِّـرة في السوق وبعـض الحاضرين دوَّنـوها عـنـدهم ، وحـين سأله أحـد الشباب بلهـجة شـبابـية عـن مصدر هـذه المعـلومات وصحـتها ، أجابه صباح بلباقة قائلاً إنها نـتيجة خـبرة وتجارب عـملية وإنه قـد درسها وقـدّم محاضرات ونـدوات بشأنها في الإتحاد السوﭬـيـيتي وأورپا ولها جـمهـورها .
حـدّثـنا صباح عـن موضوع الصحة قائلاً أن نـفايات العـمليات البايولوجـية في جـسم الإنسان تـترسب عـنـد القـدمَين وعـليه يجـب أن تـتاح لها الفـرصة للتسلـل إلى الأرض وذلك عـن طـريق المشي عـلى الأرض حافـياً بـدون أحـذية خارج الـبـيت وحـتى في فـصل الشـتاء ، وحـسبما قال فإنه مارس ذلك وحـصل عـلى نـتيجة إيجابـية ، وفي الحـقـيقة أتى بمثال طـبي يؤيـد هـذه الـفـكـرة حـين ذكـر عـن طـبـيب أوصى مريـضَه نوعاً من الجـوارب لهـذه الغاية . وليس غـريـباً إذا قـلـنا أنـنا نشاهـد أحـياناً ( أقـول أحـياناً ) شخـصاً يمشي حافـياً حـتى في دولة متـقـدمة .
لـقـد كـلمنا عـن جـوانب من سـيرة حـياته المليئة بالمخاطر والمجازفات والتحـديات وربما هي التي ولـَّـدتْ عـنـده ما يشبه بـثـورة فـكـرية أو صدمة نـفـسية والتي بـدَورها قادته إلى أن يصبح صباحاً جـديـداً هادىء الـطـبع بل مؤمناً بعـظمة الكـون وقـوانينه ، بالحـياة وقـيمتها ، بالحـرية وثـمنها ، بالقـوى العـظيمة الغامضة الكامنة وراء الطبـيعة البشرية التي يـبقى الإنسان يجـهـلها إلى حـين يُـنـقي جـسـده بإتباع نظام غـذائي وبتـوقـيت صارم فـتبرز الطاقات الروحـية الإيجابـية عـنـده والتي بفـضلها يمكـنه أن يأتي بأعـمال عـجـيـبة . نعـم إن صباح لم يغـيِّـر الكـون ! ولكـن الكـون غـيَّـرَه وصار يؤمن بالقـوة الخارقة مبـدعة الكـون ( الوعي الكـوني ــ أكـرر أنا أعـجـبني هـذا المصطلح ) فـنزع عـنه حـلته الشبابـية الـقـديمة المشحـونة بالعـدوانية القاتلة التي كانت تركـب المخاطـر وتـداهـم المخافـر ، وإرتـدى حـلة جـديـدة تـتـصف بالسلام والوئام وحـب الحـياة وبساطة الكلام من فـوق المنابر ، ألستم تستـغـربـون معي حـين أتـكـلم هـكـذا عـن صباح الـذي تعـرفـونه في الماضي وعـن صباح الـذي نعـرفه الـيوم ؟
لـقـد دعاني فـضولي إلى أن أسأله : أنّ مَن يملك هـذه الإمكانية فـوق الطبـيعـية من الطاقة المخـفـية دون أن يعـرف بها عامة الناس يمكـنه أن يقـوم بأعـمال عـجائبـية تجـذب الإنـتباه ، وأنا قـرأتُ عـن شخـص يمكـنه إيقاف عـقارب الساعة بالـنـظر إليها ... وآخـر عُـرض في تـلفـزيون أسـتـراليا يُحـرّك الأشـياء عـن بُـعـد ! فـهل يمكـنك أن تعـمل مثـل هـذه الأعـمال كأن تـوقِـف عـقارب الساعة وتمنعـها من الحـركة ؟ قال : نعـم يمكـنـني ! فـقـلتُ له : هـل نـدرج هـذه الفـقـرة ضمن برنامج نـدوتك المقـبلة في نادي بابل الـكـلـداني ؟ قال : كـلاّ ..... فـلم أناقـشه ولم ألحّ عـليه أكـثر .


صورة مع صباح
( 4 )
روى لـنا صباح قـصة سـيره عـلى الأقـدام من إيران إلى روسيا ليلاً وهـو نحـيل البنية مصاب بضربة كـيميائية وكـيف واجهَ ذئاباً كاسرة في الطريق ووقـف أمامها قائلاً لها ( ما الـذي ستـستـفـيدونه مني وجـسمي نحـيل ولحـمي كـله سـموم كـيميائية ؟ ) فـوقـفـتْ تلك الـذئاب دون أن تـمـسّه بـسوء ومشى هـو في طـريقه !! وحـين وصل إلى شـرطة المخافـر الحـدودية الروسية تعـجـبوا من وصوله سالماً حـياً دون أن تـفـتـرسه الـذئاب ، وفي هـذا الموقـف تخـيَّـلـته كأنه النبي دانيال في جـب الأسـود حـين وقـفـتْ أمامه دون أنْ تـفـتـرسَه .
أما في المستشفى الروسي فـقـد مـرَّ بحـدث آخـر وهـو راقـد عـلى السرير والممرضة واقـفة فـوق رأسه ، فـقال : نـظرتُ إلى الأعـلى فإذا بـنـور ساطع أدهـشـني وإنبهـرتُ به وقـلتُ للممرضة : هـل تشاهـدين ذلك الضوء الساطع في السقـف ؟ نـظـرتْ الممرضة ولم تـرَ شـيئاً ! فـقال لها : كـيف لا تـرَينه ، إنه نـور قـوي جـداً ! ولكـن الممرضة لم تستـطِع رؤية شيء ، إذن هي رؤيا خاصة بل هي دعـوة محـددة له بالـذات ! فـقـلتُ لـصباح : إنك مار پـولس ثاني !! لأنه هـكـذا تـراءى له يسوع فإنبهـر من ذلك الضوء الساطع وأصيب بالعـمى ... والـذين معه لم يسمعـوا شيئاً ... ثم شـفيَ وأحـدث إنقـلاباً جـذرياً وعـميقاً في فـكـره وغـيَّـر مساره وصار من أعـظم أعـمـدة الكـنيسة عَـبر التأريخ المسيحي . ثم تـطرق إلى الرفاق الكـبار الـذين زاروه في المستشفى وتألموا له كـثيراً بل بكـوه حـين رأوه بـتلك الحالة ، فـقال لهم : لا تـقـلقـوا فأنا سأحـيا وأرجـع إلى حالتي الطبـيعـية ! وهـكـذا كان .
أما في نـدوته الموسعة فـقـد تكـلم عـن حـياته منـذ الطـفـولة وكـيف تـربّى في بـيت جـدِّه الـذي تأثـر كـثيراُ بتربـيته والتي لخـصها لـنا قائلاً : أن جـدّي كان يقـول لي إعـمل الخـير دائماً مع الناس وكـن مسالماً بـينهم ! ثم مرّ مرور الكـرام عـلى حـياته الـدراسية في ألقـوش ، ثم قـتاله بصحـبة رفاقه في جـبال شمال العـراق ومجازفاته الخـطـيرة ومداهـماته للقـرى وساكـنيها ، ورأيته صريحاً حـين إعـتـرف بكـل الأعـمال التي قام بها والتي إتـصفـتْ بالعـنف الشـديـد والشـديـد جـداً وبـيـديه مباشرة .
ولما أتيحـتْ الفـرصة للجـمهـور كي يسألوه ويستـفـسرون عـن كـل ما يجـول في خاطـرهم ، جاء دَوري لكي أذكـر تـناقـضاً آخـراً فـقـلت له : وضـَّحـتَ لـنا أنك متأثـر كـثيراً بالمرحـوم جـدِّك الـذي عـلـَّـمك أن تكـون مسالماً بـين الناس وطيـباً في تعاملك معـهم فـكـيف حـدث أن أصبحـتَ مقاتلاً عـنيفاً تـقـتـنـص حـياة الناس بدم بارد ؟؟ أجاب بعـبارة قـصيرة وقال : إن الظروف كانت تـتـطـلب ذلك .
لـو كـنـتُ قـد سجَّـلتُ كـل الحـديث الـذي نـطـق به صباح أثـناء لقاءاتي الأربعة معه لألــَّـفـتُ عـنه كـتاباً ، ولكـن هـذه الأسـطـر التي دوَّنـتها هي لـقـطات مما سمعـته منه وبقـيتْ مخـزونة في ذاكـرتي والتي أعـجـبتـني كـثيراً وأظـن أن الـفـكـرة وصلتْ إلى القارىء عـن هـذا الرجـل الصامـد ويمكـنه أن يقارن بـين ماضيه وحاضرة وسـيخـرج بنـتيجة وهي : أن الإنسان مهـما كان بعـيـداً عـن قـيَم الحـياة وجـمالها فإن الرجـوع إليها ليس بالأمر الصعـب خاصة حـين تـفاجـئه الحـياة بنـفـسها وتوقـضه من غـفـوته فـيحـس بجـمالها وثـمنها وحـينـئـذ يعـشقـها .  





  

263
تهـنـئـتـنا الخاصة إلى مواقـعـنا الإلكـتـرونية
وصحـيفة ﭙانـوراما وتـلفـزيـون الغـربة
بمناسبة أعـياد ميلاد ربنا يسوع المسيح ورأس السنة الميلادية الجـديـدة نـتـقـدّم بأعـطـر التهاني وأزكى الـتبريكات إلى مواقـعـنا الإلكـتـرونية كافة التي نكـتب عـلى صفـحاتها الحـرة بكـل حـرية آملين لها الإستـمرار بالإزدهار وللعاملين فـيها الصحة والهـناء والسلام لبني البشر .

تهـانينا إلى صحـيفة ﭙانـوراما الغـرّاء وكافة إعلاميّـينا في ديار الغـربة
بمناسبة أعـياد ميلاد ربنا يسوع المسيح ورأس السنة الميلادية الجـديـدة نـتـقـدّم بأعـطـر التهاني وأزكى الـتبريكات إلى صاحـبة الإمتياز لصحـيفة ــ ﭙانـوراما ــ الغـرّاء في سـدني وإلى الكادر المساهـم في تحـريرها من كـُـتــّاب ومحـررين وفـنيّـين وكـل العاملين في إصـدارها راجـين الله القـديـر أن يوفـقـهم في حـياتهم الإجـتـماعـية وجـهـودهم الإعلامية من أجـل إيصال الأخـبار السارة إلى منـتـظـريها ، والمقالات المفـيـدة إلى محـتاجـيها وكـتابات الحـق إلى الباحـثين عـنها ، وليـباركهم الرب لزرع البهجة في قـلوب قـرّائها عـنـد تصفـُّحِهم لها وكـلنا في بـلـد الغـربة في أشـد الحاجة إلى صحـيفة مثـلها والمجـد لله دائماً .
ونحـن في غـمرة سعادتـنا بما نكـتب ونقـرأ لا بـد من القـول أنَّ الكـلمة الحـرة لا تستـنـشق الحـرية إلاّ في أجـواء الصحافة الحـرة في الـبلدان الحـرة ، والحـمد لله الذي مَنَّ عـلينا بالعـيش عـلى هـذه الأرض المباركة أستراليا لنحـيا في أجـوائها ونـرتـوي من مياهها ونـنـتعـش بـديمقـراطية نظامها ونمارس الحـرية فـيها ، وهـذه كـتاباتـنا في وسائل إعلامها ( ﭙانـوراما نموذج لها ) شاهـدة لـواحـدة من ممارساتـنا الحـرة عـلى صفحاتها دون تجاوز المنـطـق من حـدودها ولا التسلل إلى مناطـق جـزائها ، وبكل تأكـيـد دون أن تـقـيَّـد أقلامَنا بشروط مرفـوضة عـجـيـبة فـنـفـقـد حـريتـنا بصورة مقـرفة غـريـبة .
إن الإعلام ساحة كـبرى ، مؤسساتها كـبـيرة معـروضاتها متباينة كـثيرة ، نوعـياتها مخـتلفة مثيرة بعـضها ليس كـبعـضها جـديرة ، وبالتالي نحـن أحـرار في التجـوال نخـتار ما نرغـب في الترحال نـنحـني أمام هـذا بالإجـلال وأمام الآخـر لا نقـبل بشروطه الخـنوع والإذلال ولسنا عـبـيداً نـُـباع ونـُشـترى بالإجـمال .
نعـم ، نكـتب عـلى صفحات ﭙانـوراما بأقلامنا العـريضة نعالج ما نراه من ظـواهـرَ إجـتـماعـية مريضة دون أن نقـبل من أحـد التجاوز عـلى حـريتـنا بصيغة أمر أو فـريضة ، متمنين لصحـيفـتـنا عـمراً مديـداً ومنبراً ينشر صوت الحـقـيقة لسائليها ، ومشعلاً ينير الـدروب لسالكـيها والخـير من وراء القـصـد لمحِـبّـيها .


و
ألف تهـنـئة من أعـماق القـلب إلى تـلفـزيـون الغـربة
بمناسبة  أعـياد ميلاد المخـلــِّـص ربنا يسوع المسيح ورأس السنة الميلادية الجـديـدة نهـنىء الإعلامي الكـبـير الأسـتاذ شـربل بعـيني مدير تـلفـزيـون الغـربة في سـدني / أستـراليا ونحـن في ديار الغـربة متمنين له حـياة سعـيـدة وتوفـيقاً في أعـماله الإعلامية .
الأستاذ شربل بعـيني أديب وشاعـر من خلال مؤلفاته وآراء الكـثيرين الموثـقة عـنه بالإضافة إلى إدارته لـتلفـزيون الغـربة ، يغـتـنم الفـرصة المناسبة لكـتابة مقال أو مقابلة شخـصية أو التعـليق عـلى ظاهـرة  إنه إعلامي ذائع الصيت بجـد ، وهـكـذا صار تـلفـزيـون الغـربة صرحاً إعـلامياً إكـتسب شهـرة عـلى نـطاق واسع إمـتـدَّ إلى القارات الأخـرى بفـضل تـكـنولـوجـيا الإنـتـرنيت ، نشاهـد عـلى شاشـته ونـقـرأ عـلى صفحاته ونسمع من مذياعه الخـبر السعـيد والقـول الأكـيـد والنـقـد المفـيـد دون أن يحابي صاحـب المنصـب الفـريـد  ، فالكـلمة الحـرة عـنـده مـبدأ في زمن إسـتـُـرخِـصَتْ فـيه الكـلمات ، والرأي المستـقـل لـديه ثمين لا يُـبتـذل في سوق الآراء والتصريحات ، إنه سـيـد نفـسه ، يعـطي رأيه في أية مسألة فـيعـبِّـر عـن موقـفه وفي ذات الوقـت يحـتـرم مَن يقابله .
هـنيئاً له مرة أخـرى متمنين له ولخـدماته الإعلامية مزيـداً من الـتـقـدم والإزدهار في السنة الجـديـدة والأعـوام المقـبلة .
مايكـل سـيـﭙـي ــ كاتب كـلـداني / سـدني


         
 


264
إذاعة ( SBS ) الأسـتـرالـية ومقابلة سيادة المطران لـويس سـاكـو المحـتـرم

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
بتأريخ 23 تشرين الـثاني 2012 أجـرى الأخ الـوَدود الإعلامي ولسن يونان من إذاعة ( SBS ) في سـدني مقابلة تـلفـونية مع المطران مار لـويس سـاكـو ( كـركـوك ) إستغـرقـت  12:13 دقـيقة وقـد حاولتُ كـتابة تعـليقي عـلى صفحة الـتعـليقات في الموقع الإلكـتـروني للإذاعة إلاّ أنه ولأسباب فـنية لم تـلـتـقـط الصفحة كـتابتي ، لـذا أستغـل هـذه المناسبة لكـتابة هـذا المقال والـذي يمثـل رأيي المستـقـل والشخـصي فـقـط .  
لا نبالغ إذا قـلنا أن ولسن يونان بارع في مقابلاته مع أبناء شعـبنا الـتي إعـتـدنا الإستماع إليها في أغـلب الأحـيان وخاصة حـين تأتي مع رموز من أبناء شعـبنا الكـلـداني فالأخ ولسن يُـطـَعِّـم لهـجـته الآثـورية معهم بالكـلـدانية التي يألفها حـيث أمضى زمناً في بـيئة ألـقـوش وكم من مرة إلـتـقـيه في سـدني فـيعـمل الشيء نـفـسه معي بل يعـجـبني حـين ينـطقـها بـلمسة من التلـعـثم الجـميل .

والشيء بالشيء يُـذكـر ، كـنت في إجـتماع مع إخـوة آثوريّـين في نادي الـثـقافة والرياضة الآثوري / سـدني في حـدود عام 2005 حـين تكـلـَّـمَ جـميعـهم بلهجاتهم المتـنوّعة فـفهمتها فـهماً جـيـداً ــ وهـل مِن مبـرّر أن لا أفـهمها ــ وحـين حان دَوري وتكـلمتُ ! إنبرى أحـد الإخـوة الحاضرين فـقال مؤشـراً إليَّ ( آنا لين ﭙـَرمويـيه موديلِ هَـمـزوميه = أنا لستُ أفـهم ما الـذي يتـكـلمه ) فـقـلتُ له بلهجة حادّة بعـض الشيء : لماذا لست تـفهم كلامي ، هـل أنا أتـكـلم بلغة غـريـبة ، ولماذا أنا فـهـمتك حـين تـكـلـمتَ ؟ وحـينها خجل من كلامي وأسعـفه أحـد الإخـوة من الحاضرين قائلاً ــ إن الأخ آثوري من لـبنان واللهجة الـكـلـدانية ليست مألوفة لـديه ــ ! .
وأثـناء المقابلة الهاتـفـية سـلط سيادة المطران لـويس بعـض الضوء عـن بُـعـد عـلى هَـرَم الـﭙاطريركـية الكـلـدانية وتكـَـلـُّسِ النسغ الصاعـد والـنازل في قـنواتها الـداخـلية .
(( ولم يُشِـر إلى الإرتـفاع المكـتـوم في درجة حـرارتها والتي باتت الحاجة ملحّة إلى حـوامض تـذيب تـرسباتها لـتـفـتح ممراتها ، وإلى ضغـط يؤمِّن الـقـوة الـكافـية لـدفـعـها والولوج إلى طرُقها ــ الـكاتب )) .
وأشار سيادته إلى عـدم وجـود سبب لتأجـيل موعـد إنعـقاد السنهادُس وتلك عـلامة عـلى تـفـرّد غـبطة الـﭙاطريرك بإتخاذ قـرار إنعـقاده وكـذلك تغـيـيـر موعـده دون إستـشارة المطارنة مؤكـداً عـلى أن غـبطـته أصبح يعاني من النسيان معـلقاً الآمال عـلى روما التي يمكـن أن تـدعـو رموز الكـنيسة الـكـلـدانية إلى سنهادُس في العام المقـبل ، وقـد أجاد الأخ ولسن في سؤاله عـن أنه كان يُـفـتـرض في حالة كهـذه أن يلعـب معاونو غـبطـته دَورَهم في الـتـواصل مع المطارنة في الأخـذ والعـطاء إلاّ أن سيادة المطران لـويس أخـفـق في إيجاد الأعـذار والمـبرّرات حـين قال أن المطران وردوني كان خارج العـراق وأن المطران جاك كان قـد رجع لـتـوّه من أربـيل وأن الـﭙاطريرك لم يعـد يتمتع بصحة جـيدة .
(( طيب نحـن يمكـنـنا أن نـتـساءل قائلين : ما طـول الـمدة التي إستغـرقها المطران وردوني في غـيابه عـن أرض الـوطـن ، ثم ألم يرجع سيادته ؟ وهـكـذا السؤال نـفـسه عـن المطران مار جاك إسحق ! أخي إن الموضوع هـو موضوع سـنين وليس بضعة أيام أو أسابـيع حـين غاب هـذا المطران ورَجع الآخـر ــ الكاتب )) .
وعـن سؤال الأخ ولسن عـن تكـتلات المطارنة الشماليّـين والمهجـريّـين (( إن لم نـقـل الوسطـيّـين المتوازنين أيضاً ـ الكاتب )) حاول سيادة المطران لويس نفي أيّ خلاف كهـذا بـين المطارنة متـظاهـراً بأنها دعاية لا أكـثر مضيفاً بأنهم جـميعهم كانـوا عـلى أمل اللقاء في بـيروت إلاّ أن الـﭙاطريرك غـيَّـر المكان إلى بغـداد ، كما أنَّ الموعـد كان من المفـروض أن يكـون في الخامس والسادس من كانـون الأول من هـذه السنة إلاّ أنه كـتب  2013 .
(( ولكـنـنا نقـول : ليس بالضرورة أن يكـون كـبر السن أو المرض سبـباً إلزامياً لحالة النسيان عـند الـﭙاطريرك ، ثم هـل أن غـبطـته يكـتب الإعلان أو التصريح أو أيَّ رأي ويـبعـثه إلى وسائل الإعلام الإلكـتـرونية بـيده شخـصياً ؟ ثم أن الخلاف المزعـوم بـين المطارنة ليس حـول الإبحار في أعـماق الرياضات الروحـية ولا حـول مَن يحـمل الصليـب أو يتراصف مع المسيح فـوق القـمم الجـلجـلية ، وإنما بكـل صراحة هـو حـول الـﭙـتروكـرسية والجانـْـــــباوية ! فـلقـد قـلتُ في رسالة إلى أسقـف : إذا تركـتم الفـلوس تـصبحـون قـديسين .... في زمن ضاعـتْ الـقـدسية ــ الكاتب )) .
وسأل الأخ ولسن عـن موعـد إنعـقاد سنهادس مطارنة الكـلـدان القادم ، عـبَّـر سيادته عـن إعـتـقاده بأنَّ السنهادس سيعـقـد في مطلع العام القادم ، ومُـصِـرّاً وبإلحاح ثلاث مرات أن تغـيُّراً لا بـد أن يحـدث في كـنيستـنا الكـلـدانية وهـذه رغـبة جـميع المطارنة ، ثم رجع سيادته إلى موضوع التـكـتل دون أن يُـطـلب منه فـقال : حالياً لا يوجـد عـنـد المطارنة أي تكـتل ولا يريـدونه وكـنيستـنا بحاجة إلى الإتحاد بقـلب واحـد وصوت واحـد وعـمل واحـد ، كما أنه لصعـوبة السفـر إلى بغـداد يَعـتـقـد أن السنهادس سوف يلتـئم في روما (( ولكـن سـيادة المطران : أرجـو أن تـتـذكـر تجـمعـكم في روما عـنـد تـنـصيب غـبطة الـﭙاطريرك إلى الكاردينال في 24/11/2007 هـل كانت مرآتـكم مسـتـوية أم محـدبة ؟ ــ الكاتب )) .
وقـد نـوّه سيادة المطران ساكـو بصورة ( غامضة متلعـثمة ) إلى زيارة مبعـوث من روما إلى بغـداد قائلاً .... في الوضع الراهـن .... وصحة ﭙاطريركـنا .... مريض .. فـكـيف نعـمل ... . ثم أشار سيادته إلى إعـتـقاده أن غـبطـته ( يجـب ) أن يقـدم إستـقالته وفي نـفـس السنهادس سيُـنـتـخـب الـﭙاطريرك الجـديـد ! ولكـن الآن فإن الأمور ليست تسير !! دون أن يوضح معـنى عـبارة أن الأمور ( ليست تسير ! ) .
(( إنّ معـلوماتـنا والتي نستـقـيها من قـنواتـنا الخاصة عَـبر البحار تشير إلى صحة ما جاء في قـول سـيادة المطران ساكـو ، ونـضيف إليها أن مبعـوثاً ﭬاتيكانياً رفـيع المستـوى سـوف يطـلب ..... ثم يعـيَّـن أحـد المطارنة ليكـون مسؤولاً عـن كـنيستـنا لـفـتـرة قـصيرة إلى حـين إستـتـباب بعـض الأوضاع ثم تـناقـش الأسس السليمة لإخـتيار الـﭙاطريرك ــ الكاتب )) .
وعـن سؤال للإعلامي ولسن يونان أجاب سيادته عـن ذاته موضحاً بصراحـته أنه مريض بعـض الشيء ولا يمكـنه ولا يفـكـر في أن يتـبـوَّأ منصب الـﭙاطريرك ، ولكـنهم سينـتخـبون عـنـصراً جـيـداً كـفـوءاً أياً كان ، يخـدم الكـنيسة والشعـب عـسى أن يكـون من الحـبشة ، ويكـون رئيساً عـلينا كما يريـد الله وكما نحـتاجه نحـن وفـيه صفات الراعي الصالح ، وليس أن نأتي بـواحـد ـ نص ونص ـ لأنـنا تألمنا من ذلك كـثيراً ، ولا يجـوز أن نـنـظـر إلى أن هـذا من جـماعـتي أم من جـماعة أخـرى ، وكان قـوله (( الكـنيسة أعـظم من جـميعـنا )) رائعاً .
وقـد عـقـب سيادته عـلى سؤال الأخ ولسن فـقال : في الأزمنة القـديمة كان للعـلمانيّـين صوت وهـذه أمنيتـنا أن يكـون لهم دَور في إنـتخاب الـﭙاطريرك وإن شاء الله ستـرجع تلك الـتـقاليـد لأن المطران أو الـﭙاطريرك هـو للشعـب وهم أدرى بمن يستـطيع أن يخـدمهم .
 
(( وهـنا لا بـد أن نعـقـب عـلى هـذا الكلام الـدُرّيُّ لسيادته بقـولـنا أنه لو أتيح لـنا نحـن العـلمانيّـين إبـداء رأينا في هـذا الأمر الهام والمؤثر عـلى مستـقـبل كـنيستـنا وشعـبنا الكـلـداني ويكـون لـرأيـنا أثـر رجـعيٌّ ، فإن عـدداً من مطارنة اليوم سنـقـول لهم إرجـعـوا إلى أرحام أمهاتـكم ولسنا بحاجة إلى أن تـلـدكم ـ أما الكـهـنة فـحـدّثـوا ولا حـرج ، وهـذا مؤشر خـطـير نـقـوله لأصحاب السيادة اليوم عـسى أن يكـون محـفـزاً لهم ليعـيـدوا تـوجـيه دفة مركـبهم إلى الإتجاه الكـنسي والـدنـيوي الصحـيحَـين الـذي أوصى بهما الرب ويضيفـوه خـبرة إلى خـبرتهم الطـويلة ! ــ الكاتب )) .
وتـواصلاً مع هـذا الموضوع نـوجه كلامنا إلى الأخ ولسن يونان مدير إذاعة ( SBS ) وليسمع مطارنـتـنا الأجلاء أيضاً في الوقـت الـذي نحـن العـلمانيون لـنا رأينا وصوتـنا ونقـول : كانت إستـفـساراتك منـطـقية ودقـيقة ، وكم كان بـودّنا لو أنك سألتَ سيادة المطران لـويس السؤالين التاليـين :
أولاً : أنتم مطران الكـنيسة الكـلـدانية ، لماذا تسَمون لغـتـكم بالسريانية ؟ بمعـنى آخـر : ماذا تعـني في نـظـركم كـلمة الكـلـدانية  .......  وكـيف تـفـهـمون كـلمة السريانية ! وما هـو مفـهـوم كـلمة سـورايي عـنـدكم ، وكـيف تـترجـمونها إلى الإنـﮔـليـزية ! فالشعـب يريـد أن يتعـلم منكم ويدخـل إلى أعـماق تـفـكـيركم ليطـلع عـلى الكـنـوز المخـفـية عـنـدكم فلا تبخـلـوا بها عـليهم .
ثانياً : (1) هـل سيستـقـيل غـبطة الـﭙاطريرك قـبل إنعـقاد السنهادس أم خلاله (2) هـل سيُـنـتخـب قائم بأعـمال الـﭙاطريركـية مؤقـتاً إلى حـين إنـتخاب الـﭙاطريرك أم يُـنتخـب فـوراً (3) هـل سيحـضر مار باوي سـورو جـلسات السنهادس أم تـناقـشون موضوع قـبوله وهـو خارج السنهادس (4) هـل سيُـنـتخـب الـﭙاطريرك المقـبل ومار باوي ضمن المصوّتين أم أن هـناك أمر مضموم بشأنه ؟ عـلماً أنه حـصل من روما عـلى القـبول التام للإنـتماء إلى الكـنيسة الكاثـوليكـية ، بل إلى الكـنيسة الكـلـدانية بشكل خاص ؟ وما هـو موقـفـكم الشخـصي قـبولاً أو رفـضاً من موضوع إنـتمائه إلى الكـنيسة الكـلـدانية ( ولستُ أقـصد موقـفـكم من شخـصه كـعـنصر جـيد وطـيب ) ؟ .
(( وهـنا نحـن العـلمانيّون نسأل السادة المطارنة الشماليـين حـصراً ومَن هـم في مداراتهم وبـدون لـف ودَوران : لو أن سيادته لم يكـن قـد إستحـصل القـبول والضوء الأخـضر من الـﭬاتيكان ، لكانت حجـتكم بـيـدكم وتـقـولون نحـن نـتبع روما .... ولكـن الرجـل قـد حـصل عـلى ما يُـبطِل حجـتـكم هـذه ، طيب ما الـذي ينـقـص في ملفه كي ينخـرط في هـيكل كـنيستـنا ؟ أليس كـفـوءاً بما يوازي أذكى واحـد بـينكم وجـميعـكم نعـزّكـم ، أليس متواضعاً بما يعادل أكـثركم تـواضعاً ، أليس مؤمناً بما يساوي أكـثركم إيماناً ، إذن ، ما لكم وللمطران مار باوي سـورو ؟ ودعـونا نـتـكـلم بغـباء معـكم : أليس يتمتع مثـلكم بصفة ( مار ) فـما الذي تريـدونه منه ، ألا يكـفي طول أناته وصبره الأيوبي سبع سنوات ينـتـظر نـَـعـمَــــــــــــــــــــــــــكم ؟ ماذا لو كـنتم في مكانه وفي موقـف مشابه لموقـفه ؟ كـيف تـقـبلون عـلى أنـفـسكم أن تخـضـعـوا لإيحاءات فلان وعلان وأنتم تعـرفـون جـيـداً مَن نـقـصد الآن يا إخـوان ! عـسى أن يرسـموا خـمسين مطران ، فـما لـنا ولهم ولِـمَ الخـوف منهم ، وكـيف تقـبلون أن تكـونوا أسرى والريموت كـونـتـرول بـيدهم وعـن بُـعـد كالدمى يوجـهـونكم ؟ هـل أنتم إلى هـذه الـدرجة تعَـبِّـرون عـن ضعـفِـكم ؟ لا تـدافـعـوا عـن أنـفـسكم بحجة أنكم لا تريـدون إثارة مشاكـل ، عـن أية مشاكـل تـتـكـلمون وأنتم تعـرفـون رأي المقابل بكم ، ويكـفي أن أذكــِّـرَكم عـن إيقافـهم لحـوار الإتحاد معـكم وأنتم أدرى من غـيركم ! ولكـن نرجع ونـقـول ما قاله الرب قـبل ألفي عام أنكم لا يمكـنكـم أن تخـدموا سـيِّـدَين .... ولكـن الـبعـض مع الأسف يخـدمون اليوم ثلاثة أسياد !! ــ الكاتب )) .  

265
اللجـنة الإعلامية لأبرشية مار تـوما الرسول في سـدني لا تـجـيـد كـتابة الـتـقاريـر

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ــ 11/12/2012  

نـشـرتْ اللجـنة الإعـلامية لأبـرشية مار تـوما الرسـول خـبر إستـقـبال سـيادة المطـران جـبرائيل كـساب سفـيرَ وقـنصلَ العـراق لـدى أستـراليا ونيوزيـلـندا . وفي الحـقـيقة فإن الكاتب هـو شخـص واحـد لا يفـقه شيئاً من البلاغة والنحـو ، ويسرني أن أعـلق عـلى نـص الخـبر بما يلي :

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=627235.0

(1)- لم يـذكـر المكان الـذي تم الإستـقـبال فـيه ولا تأريخه لأن عـبارة ـ صباح أمس السبت ـ لا تـفي بالغـرض بعـد عـدة أيام وأسابـيع .
(2)- إن مصطـلح ( الحَـبْـر ) لا يُـطـلق عـلى المطـران ولا عـلى الـﭙـطـرك في كـنيستـنا الكاثـوليكـية وإنما نـقـول سـيادة المطران فلان .... أو مار فلان ..... كـما أن مصطلح السيادة لا يأتي مع الحـبر بل يُـستخـدم قـداسة .
(3)- ذكـر في الخـبر أن عـدداً من الشخـصيات كان قـد حـضر اللقاء دون أن تـذكـر ــ اللجـنة ناشـرة الخـبر ــ مَن هـي تلك الشخـصيات وما هي مواقـعـها الإجـتـماعـية في سـدني والتي تـطـلبتْ حـضورها هـذا اللقاء .
(4)- وإستـناداً إلى الصـوَر الملحـقة مع الخـبر فـقـد شاهـدنا أشخاصاً نعـزهم شخـصياً كأصـدقاء في مجـتـمعـنا ولكـنهم يمثـلون ــ كـيانات سياسية خاصة ــ لا تمت بصِلة إلى الكـنيسة بل لـنا نحـن الكـلـدان موقـف منها ، وهـنا نـتـساءَل : ما الذي تـطـلب حـضور ممثـل السيد سركـيس آغاجان هـذا اللقاء ؟ هـل جاء مع سيادة السفـير أم مع سيادة الـقـنـصل ؟ فـيكـون لـنا تـعـليق ! هـل هـو عـضو في مجـلس الخـورنة ؟ فـيكـون لـنا رد آخـر ، هـل هـو ممثـل الشمامسة ؟ سـيكـون لـنا رأي ثالث ، وأياً كان سبب حـضوره سـيكـون لـنا تعـليق .
(5)- لا تـوجـد في اللغة العـربـية عـبارة ــ سعادتي السفـير والقـنـصل ــ بل تـوجـد عـبارة : كـلاً من سعادة السفـير و....... . وإن كـلمة ــ بالخـصوص ــ ليست صحـيحة بل : بالأخـص ، لـذا إقـتـضى الـتعـليق ! .



نـص الخـبر

مطران استراليا ونيوزيلاند يستقبل السفير والقنصل العراقيين



عنكاوا كوم – سدني – استراليا – اللجنة الأعلامية لأبرشية مار توما الرسول

8 / 12 / 2012
 
استقبل الحبر الجليل مار جبرائيل كساب مطران استراليا ونيوزيلاند السفير العراقي في استراليا ونيوزيلاند مؤيد صالح ومظفر الجبوري قنصل العراق في سدني، صباح أمس السبت.
وحضر الاستقبال عدد من الاباء الكهنة الافاضل ورئيس مجلس خورنة الابرشية وعدد من الشخصيات.
وجرى خلال الزيارة، التطرق الى العديد من المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تخص الجاليه العراقية وبالخصوص المسيحية في سدني.
وفي نهاية اللقاء، شكر سيادة الحبر الجليل سعادتي السفير والقنصل العام على هذه الزيارة، داعيا الرب الى حفظ العراق وجميع العراقيين في الداخل والخارج.

266
أيها الرب : هـذه كـنيستـنا الـيوم   
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ــ 7/12/2012 
(( لا يظـن أحـدٌ أني غـبي ، وإلاّ فإقـبـلوني ولـو كـغـبي ، لأفـتـخـرَ أنا أيضاً قـليلاً ))
رسالة مار ﭙـولس الثانية إلى أهـل كـورنـثـوس 17:11
(1)- يا مار ﭙـولس : مَن قال إنك غـبي ؟ ومن قال إنهم أغـبـياء ؟ كانـوا يستغـبون أمامك كي يتجـنـبوا توبـيخـك ! فإن كـنتَ أنت الرسول تخاطـبهم بتلك اللغة قـبل ألفي عام فـبأية لغة نحـن نخاطـبهم الـيوم ( وعـذراً ... فأنت رسول الأمم وتلامـيذ الـيوم صاروا مُـرائين وذيـولاً للأمم ... بل أصبحـوا يستخـرطـون من أجـل فـضة الأمم ولا ينـتابهم أسف أو نـدم ) . 
(2)-أيها الرب المسيح : في اليوم الثاني من تـقـديس بـيعـتك قـلبتَ موائـد الصيارفة وكـراسي باعة الحـمام في الهيكـل .... متى 13:21 مـذكــِّـراً إياهم بأقـوال الأنبـياء إيشعـيا 6:56 .... وإيرميا 11:7 فـنحـن نسألك ـ عـن أي صيارفة تـُـكـلِّمُـنا وتغـض النـظر عـن عـشّارينا ! وعـن أي نوع من الحَـمام تـنبهـنا والزاجـل خان الأمانة ولم ينـقـل إليك الرسالة ! تعال إلى خـيمة إجـتماعـنا لـترى فـيها أسـواقـنا ! بقلاواتـنا عـلى المناضـد مفـروشة وشـكـرلماتـنا منقـوشة ومعـجـناتـنا مبروشة وحـلوياتـنا محـفـوشة وعـرفاء الخـفـر بالوشاح الأحـمر يجـمعـون فـلوسها المغـشـوشة ، تعال وأنـظـر تلاميـذك صارت عـقـولهم محـشوشة .
(3)-أيها الرب : التسعة وتسعـون خـروفاً أضحـتْ خـمسين تائهة بـين الجـبال والوديان أما راعـيها هـو الضالٌ الولهان يجـز صوفها قـبل الأوان  ... وإشـحَـدّه واحـد يعـرف بعـد الغـزل يخـفـيها في أي مكان .
(4)-أيها الرب : أنت إبن الإنسان لست من عـشائر هـذا الزمان ، ولكـن مَن ذا الذي يسمع صوتك الرنان حـين تـقـول ليس لرأسك مكان ؟ صار تلاميـذك يرتـدون الطـيلسان ويتلحـفـون بلحاف من ريش الغـربان ، صارت الأكـفُّ دونما حاجة تأخـذ مجاناً ولا تعـطي للمحـتاجـين بالمجان ! 
(5)-أيها الرب : أنت السـيد وكانوا ينادونك يا معـلم ، فـلماذا تلامـيذك لا يعـلـِّـمونـنا أن نـناديهم يا ( تلاميـذ المعـلم ) ؟ نبـدأ معهم بالآباء الأفاضل اليوم ، وغـداً نـنـتهي بالسادة الأكارم ! وهُـم ليسـوا بسادة القـوم . 
(6)-أيها الرب : إنك أسَّـستَ كـنيسة واحـدة فـيها كـل ألوان البشر وأوصيتَ أن يكـونوا واحـداً عـلى الصخـر ، فـلماذا أمسى عـددهم سـتين وخـمسة عـشر ، بل وأكـثر قـبل إنبثاق الـفـجـر ؟ ويخـدعـونـنا بصلاة الوحـدة وهـم بعـيدون عـنها كـبُعـدِهم عـن القـمر .
 (7)-أيها الرب : أنت قـلتَ أنَّ ما يجـمعه الله لا يفـرّقه إنسان ولكـن تلاميـذك يفـرّقـون ما قـد جـمعه الله دون تأنـّي ، ويـبدِّلـون وثيقة السر المقـدَّس بـبطلان الزواج الفـنّي ! يا رب أنت قـلتَ أنَّ مَن يتـزوج مطلقة فإنه يزني ، لكـن تلاميـذك اليوم نراهم يـباركـون الزانية مع الزاني ، بحجج كـثيرة فـطيرة لا يعـقـلها القاصي ولا الـداني . 
(8)-أيها الرب : أنت أرسـلتَ الإثـني عـشر إلى يهـود الجـليل الضالين ، وإلى أمم منطقة اليهـودية بعـثـتَ السبعـين، لكـن تلاميـذك اليوم يكـرزون تحـت سـقـف الهـيكل ذي وثيقة التأمين ، وبـين الجـدران الأربعة يـبـشـرون المؤمنين ! نعـم ـ المؤمنين .
(9)-أيها الرب : قـلتَ أنك ذاهـب لـتـعِـدّ منازل لـنا ثم إلى حـيث تكـون تأتي لتأخـذنا بَعـد أن دفـعـتَ دمَك ثـمناً غالياً تعـويضاً عـن زلاتـنا ، نعـم نحـن معـك تـفاهـمنا وتصافـينا وصَفـَّـرْنا حساباتـنا بـينـنا ، طـيب فـلماذا تلاميـذك يؤجـرون تلك المنازل لـنا ؟ أبعـلمك يفـعـلون ذلك أم يـرَونـنا بُـلهاء فـيستغـلون سـذاجـتـنا ؟
(10)-أيها الرب : لم تـذكـر لـنا أنك حـملتَ نـقـوداً في محـفـظـتك ، بل حـتى ضريـبة الرومان عـنك كان قـد دفـعـها غـيرك ، ولكـن تعال وأنـظر الطامة الـكـبرى عـند البعـض من تلاميـذك ، فالنـقـود لم يعُـد لها مكاناً في جـيوبهم فـصارت الصكـوك هي التي تـُـشـبـِعـهم بل تسبقـهم إلى حـيث يستـقـر قـلبهم ، إنهم خـبراءَ في فـنون الصيرفة والتحـويل إلى حساباتهم ( وحَـﭽـي بـيناتـنا ) بهـِمّة وترتيـبات حاشيتهم .
(11)-أيها الرب : قـد كـلمتـنا عـن السـيِّـدَين ، وتلاميـذك أمامهم خـَيارَين : الله والمال إثـنين ، فالله للأتـقـياء أما المال فهـو لغـير القـديسين وبفـضل وتشجـيع مُوَقـّعي الصكـوك الثلاثة أجـمعـين .
(12)-أيها الرب : ها هـو مار شمعـون برصبّاعي ينادي من تحـت تراب الضيعة ، يُصَلي رمشا الجـمعة وإسم الكـلـدان يـدوّي في الـبـيعة ، ها هي كـنيستـنا المشرقـية في كـل بقـعة ، تحـمل إسم الشعـب الكـلـداني الـذي آمن بك عـن قـناعة ، ولكـن بعـضاً من تلاميـذك اليوم يستـنـكـفـون من أصالتهم الكـلـدانية ويـرَونها بـدعة ، فـلماذا لا تـوصّيهم أن يتركـوها إلى حـيث يريـدون وبسرعة فـنقـول لهم : الله وياكم دون رجـعة ؟ .
(13)-أيها الرب : أتـدري ماذا ؟ حـين أراد تلاميـذك أن ينـتخـبوا فارساً لهم ! أحـدهم ( لا يحـمل سلسلة  ) كان قـد باع السورث فـنادى مقـدَّماً من محـرابه أمام الناس وبـدون خجـل قائلاً : نـريـد لـنا فارساً يعـرف السورث ! بسبب بُـخـله عـلى فارس الكـلـدان الـذي أوشك أن يحـمل وشاح الفـرسان دون أن يُـجـيـد لغة الكـلـدان ! هاي شـلونك بـيها يا رب ؟ وفـوﮔاها آخـرٌ رفـيق الأول ــ ذو سلسلة ــ قال (( شـنو مْـﭽَـلــِّـبـين بالكـلـدانية ، شـوفـو المارونيّـين إشـﮔـد تـطـوّروا حـين تركـوا السريانية وإلتـزموا اللغة العـربـية .... )) وهـو لا يعـرف شـيئاً عـن تأريخ العـربـيّـين ولا تراث الكـلـدانيّـين ولا ثـقافة المارونيّـين ولكـنه شاطـر بالدولاريّـين . 
(14)-أيها الرب : نحـن تكـلمنا عـن تلاميـذك ولكـن هـل نـقـصـد في زمنٍ ....  قـبل أم بعـد  ألفي سـنة ؟
           

267
أخي العـزيز سامي البازي وللمرة الثانية

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
يـبدو أنك لم تـقـرأ عـن الشعـر ما قـبل الإسلام فالسجع لم يـبـدأ بالقـرآن وهـذه أضفها إلى معـلوماتك ، أما النـزعة الإنـفـصالية هي عـنـد مَن يرفـض الآخـر أليس هـذا هـو الإنـفـصال بعـينه ؟ أما أن تكـون آشـورياً ... فـمن نـكـر عـليك آشـوريـتك ومن الـذي طـلب منك أن تـتـخـلى عـنها ؟ راجـع تـفـكـيرك وإسأله هـل ترفـض الـكـلـدان أم لا ؟ وإعـطـنا الجـواب ؟ وأكـرر مرة أخـرى أنك لا تميز بـين القـومية والمـذهـب ، وإلاّ أسألك الآن وَأجـب : ما الفـرق بـين الكاثـوليك والكـلـدان ؟
بشأن رأي المرحـوم بـيداويـذ ، أليس واحـد من أبناء البشر له الحـق في إعـطاء رأيه ؟ ألم أقـل لك أنه قال في لقائه مع الإتحاد الكـلـداني الأميركي أن اللغة الكـلـدانية موجـودة والقـومية الكـلـدانية موجـودة فـلماذا لا تـقـبل بهـذا الإعـتـراف من فـمه ؟ أم أنك في هـذه المرة تسمع بأذن واحـدة ؟
إستـمعـتُ إليه في الدقـيقة التي قـلتَ عـنها 4:02 قال :
( أنا طائـفـتي كـلـداني ولكـن آشـوري كـقـومية )
لم يقـل مذهـبي ..... ومع ذلك قـد تـورّط في كلامه المرتـبك وتـنـدّم عـليه عـنـد لـقائه مع الإتحاد الـمـذكـور في أعلاه وصحَّـحه شاء أم أبى ، وفي كـل الأحـوال مثـلما أنت تـعـطي رأيك الآن ، فـهـو أعـطى رأيه أيضاً فـهـل نمنعه ؟ وهـذا لا يعـني أنـنا نـتبع أفـكاره ولا يمكـنه أن يزعـزع مبادئـنا . وقال :
1:51 أنا شخـصياً إن هـذه التسميات تخـلق بلبلة .
1:57 إسم كـنيستـنا بالأساس هـو كـنيسة المشرق .
2:14 هـذا القـسم من الشعـب الذي صار كاثـوليكـياً أعـطي إسم الكـلـدان نسبة إلى الملوك الذين أتـوا من بلاد الكـلدان
2:38 الإخـوة الآشوريّـين الـذين كانـوا في السابق كـنيسة المشرق أخـذوا إسم آشوري كـقـومية وكانت تسمى    نسطـورية في التأريخ .
بالله عـليك ماذا يعـني بقـوله ((( أخـذوا إسم آشوري كـقـومية ))) ؟ أخـذوا ..... !! فـلماذا تستـكـثـر إسم الكـلـدان الذي جاء من بلاد الكـلـدان ؟؟؟ إنه الـﭙـطرك القائل بلاد الكـلـدان ولستُ أنا !! إن هـذا الإعـتـراف من فـم المرحـوم ولا تعـتـرف به أنت .... لأنك إنـتـقائي تخـتار اللي يعـجـبك فـقـط  .
إن المرحـوم ( أخـونا الـﭙـطرك ) يخـلط ولا يركـز فـلـذلك قـلتُ إنه مرتبك لأنه ليست لـديه معـلومات كافـية في الوقـت الـذي لا بـد أن يجـيـب عـلى إستـفسار السائل بالتـلفـون لـذلك صار ينـثر الكلام بـدون معـرفة دامغة .
2:44 أنا شخـصياً أعـتـقـد إذا الكـنيسة حـصرناها بقـومية معـينة بمعـنى قـضينا عـليها .
3:00 اليوم إذا أجي وأقـول أن هـذه الكـنيسة هي أشورية أو كـلـدانية ... أنا قـضيت عـلى هـذه الكـنيسة .
3:15 إن هـذه الكـنيسة ( المشرق ) ليست فـقـط آشـورية ....
3:35 إن كـنيستي كانت تضم قـوميات مخـتلفة لم يكـونوا كـلـدان ولا آشوريـين ... ما لازم نـتـعـصب .. لازم نـفـصل بـين القـومية والـدين ...
3:57 مع الأسف كـثيرين يقـولون آشوري آشوري آشوري ...
4:11 ما لازم أنا أخـلط كـل شي ...
لاحـظ من كلامه أعلاه أنه يُـركـز عـلى الكـنيسة
أما مسألة الـدم فـقـد شـرحـناها لك ولم تهـضمها فإجـعـلها سؤال تـرك لك . 
أما قـول المرحـوم عـن الـدم عـلى الرابط الـمـذكـور في الدقـيقة 5:21 ... إنه كلام لإثارة الحـماس ودغـدغة العـواطف ويعـرف جـيـداً أن هـذا الكلام يسـرّ المستـمعـين ... ولـو كان قـد قال هـذا الكلام في تللسقـف أو ألقـوش أو دهـوك لـكانـوا يصفـقـون له بنـفـس الـطريقة ، فلا تأخـذ الخـطب الحـماسية رأس مال ! .
في عام 1991 خـطب في كـنيسة مار يعـقـوب أسقـف نـصيـبـين / حي آسيا / دورة / بغـداد وباللغة العـربـية وقال باللهجة المصلاوية والحاضرون كـلهم يتـكـلمون اللغة الـكـلـدانية : ( أنا أسافـر إلى هـنا وهـناك حـتى أجـيـبلـكم خـبز ... ) ولم يصفـق له أحـد لأنه لم يقـلها بحـماس .
أخي العـزيز
لم تـذهـب بلادنا في مهـب الريح اليوم أو البارحة وإنما ذهـبتْ قـبل 1400 سنة ! بل قـبل ذلك بكـثير حـيث لم يكـن هـناك لا عـرب ولا أكـراد ، هـل عـرفـتَ الجـواب الآن ؟؟
سؤالي لك : ما هـو حجم الأضرار التي سبَّـبها لك حـبيب من جـرّاء نيله شهادة الـدكـتـوراه ؟ ونحـن نعـوّضك .

أنا لا أتـفـق معـك بقـولك (( الاضافة التي ذكرتها ــ غـيـره شخـتانا ــ هي فقط في مخيلتكم ولا يوجد لها مكان في مبادئنا !!)) أتـدري لماذا ؟ لأن هـناك مَن يصفـنا بقـوله
أنـّـيه كـلـبايـيه ولا يقـول أنـّـيه كـلـدايـيه !! .
فـهـل تـقـبلون أن يكـون الـكلاب من بـين صـفـوفـكم ؟ أتـركـونا يا أخي ، ومتى ﭽـلـَّـبنا بـيكم عـنـدكم حـق .
أما عـن سيادة المطران سـرهـد جـمو فـهـو أعـطى رأيه ، وإذا أراد اليوم أن يغـيـره فـذلك شأنه ، وما لي وله ؟ إنه حـر في رأيه . ويمكـنك أن تستـغـفـر لـنفـسك فـقـط فأنت حـر أيضاً ، وكـل لشة تـتـعـلـَّـﮒ بـكـراعـها ودمت سالماً .



 



268
هـل نـؤيـد حـرية الـتـعـبـيـر عـن الـرأي ؟

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
قال (  جـون ستيوارت ميل John Stuart 1806 - 1873 ) إذا كان كل البشر يمتلكـون رأيا واحـدا وكان هـناك شخص واحـد فـقط يملك رأيا مخالفا فإن إسكاته لا يخـتـلف عـن قـيام هـذا الشخص الوحـيد بإسكات كل بني البشر إذا توفـرت له القـوة ! وفي بريطانيا عام 1689 وفي فـرنسا عام 1789 أصدر الـنـوّاب قانونَ " حـرية الكلام في الـﭙَـرلمان " .
قـد تكـون أحـداث ما بعـد نيسان 2003 فـريـدة من نوعـها وحافـزاً لبناء عـراقـنا الحـديث فـقـد ولَّـَّـتْ شـمولية الفـكـر وإقـصائية الـنهج وإلـوهـية الـفـرد وزال الخـوف من الكـتابة والـتـصريح لتحـل محـله حـرية الـتعـبـيـر عـن الـرأي ونـقـد الآخـر في جـلسات الـﭙـرلمان أو في وسائل الإعلام دون المساس بكـرامته كإنسان ، وها نحـن نـرى الكـتابات المخـتـلفة بهـذا الإتجاه منشـورة عـلى مواقع الإنـتـرنيت وكـذلك في الـصحـف .
إن كـل تـنـظيم له خـصوصياته لا يحـق لـنا الـتـدخل فـيها ولكـن حـين نـنـظـر من منظار العـراق وشعـبه كـكـل فإنـنا نراها أمامنا مؤسسة واحـدة نـنـقـدها حـين تعـلق الأمر بالعـراق وبكـرامة أي فـرد من شعـبه . لـقـد قـرأنا سـلسلة من مقالات نـقـدية للسيد خـوشابا سـولاقا حـول أخـطاء وسلوكـيات وخـروقات وإنـفـراد سكـرتير الحـركة الـديمقـراطية الآشورية بمقـدرات تـنـظيمه ولم تـمس تلك المقالات خـصوصياته الشخـصية أو العائـلية ، وهـذا من شأنه أن يكـون حـقاً طـبـيعـياً في عـراقـنا الـديمقـراطي الحـديث لكـل مواطـن عـراقي يهـتم بتـطـوّر العـراق ورخاء شعـبه وإصلاح أي خـلل بارز لإرساء أسس الـديمقـراطية فـيه .
إنَّ سياسة كـَـمّ الأفـواه وكـبت المشاعـر ومصادرة حـرية الرأي في العـراق الـحـر هـو عـمل مخالف للدستور وقانون الصحافة في العـراق الجـديد بل هـو مخالف لـذوق الإنسان العـصري ، وفي الوقـت الـذي نرفـض هـذه السياسة فإنـنا نحـذر بأنها تـشكل سابقة خـطيرة يتطلب منا جـميعاً ومن الجهات المسؤولة في الدولة وضع حـد لمثل هذه الظاهرة الشاذة وكـبح جـماح كـل مستـقـوي بمنـصبه الـﭙـرلماني .
نعـم نحـن نـؤيـد حـرية التـعـبـير عـن الرأي دون أن يـتـضمَّـن إشارة تجـريح أو إنـتـقاص من ذات الإنسان ، كما نـؤازر كـل قـلم شـريف يكـتب لـيفـضح إنحـراف المسؤول أي مسؤول ! وزيغان القائـد أي قائـد ! الـذي أوكـلتْ إليه مهمة خـدمة الشعـب وصيانة مكـتـسباته وأمواله العامة والخاصة ، وبالأخـص القادة ذوي المبادىء الـديمقـراطية .... فـنحـن نحاججهم بمبادئهم .




269
ألأخ سامي البازي : أكـتبْ كـما تـريـد ولا تـزيغ عـن الحـق الـعـتيـد

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
 
قـرأتُ رد الأخ سامي البازي الجـديـد وبكـل تأكـيـد لا بـد من تعـليق مفـيـد ، وإن كـنا عـلى تـل سـدني الرغـيـد فلا نـنسى تـراثـنا الـفـريـد ، ونحـن مقـبلون عـلى عـيد ميلاد ربنا المجـيـد .
 
أخي الـعـزيـز
 
يعـجـبني فـيك دفاعـك من خارج الـكـمين وحـسناً تـكـتب بقـلمك المكـين بعـكس الـبعـض الـذين يؤدّون الدور المشين بجُـبنٍ يتأسّـف عـليه جـبـينُ الأمين . إنه ممتع أن تـضيف سِجالاً ولكـن لا تجعـله سِجِّـيلاً فلا ينـفع لبنائه هـيكلاً ، بل إجـعـله صخـوراً تبـني بها جـسراً ولـلبشرية مـمـرّاً .
 
يسـرّني وكـعادتي عـنـد الـرد أن أتـتبع مقالك سـطراً فـسطراً وأتساءل ما هـو الإنـفـصال ؟ هـو أن تـفـصل شيئاً عـن شيء ، هـو أن تـفـرز إناءك عـن الآخـرين ، هـو أن تمنع غـيرك من الحـرية التي أنت تـتـمـتع بها ، هـو أن تـقـول إنـني أنا وليس غـيري ، هـو أن تـريـد كـل المائـدة لك وليس للإثـني عـشر ، ولكي لا أطـيل عـليك فالإنـفـصال هـو أن تـقـول : آطـور آطـور خـيلانا ... غـيـره شخـتانا ، وما عـدا ذلك هـل لك من تـفـسير آخـر للإنـفـصال الـذي تـصف به الناس جـزافاً ودون دراية ؟
 
لـقـد أضحـكـتـني في عـبارتك : ((إخوتي في الدم من الانفصاليين، راقَ للبعضْ ام لم يَرُقْ )) فـعـن أيّ دم تـتـكـلم ! ما هـو تـفـسـيرك لأناس بـين جـماعـتـنا ذوي ملامح صومالية صينية إسكـنـدناﭬـية روسية ، فـمن أين أتـى هـؤلاء ؟ وبالمناسبة كـنتُ أعـمل في موقع مقابلة طـلبات للتـوظيف وكان من بـين أصحاب الطـلبات واحـد فـقـط أشـقـراً بدرجة يُـلفـت الـنـظـر خـمَّـنـته من جـماعة الـشـﮔــُـر، ولما سألته عـن إسمه بـدا لي غـريـبا بعـض الشيء ، ولما سألته عـن سـكـنه قال : سـوﮒ الشـيوخ ! وهـنا إستـوقـفـته وقـلتُ : هـل إنك متأكـد ؟ عـرف قـصـدي فإبتـسم وقال : أسـتاذ ، إحـنا كـلتـنا فـروخ الإنـﮔـلـيـز !
لـذا أتـرك مسألة الـدم لأن لـنا أعـظم منها يمكـن أن يجـمعـنا . أما أن يروق أو لا يروق للـبعـض الـذين أشرتَ إليهم في عـبارتـك فـهـذه أضحـكـتـني أكـثـراً لأنك تحـمل في ذهـنيتك من أوامر الحـسم والجـزم والردم ورفـض حـرية الآخـر دون فهم .
 
أخي الموقـر : قـلتَ عـن أنـفـسكم إنـكم تـصارعـون ، أما نحـن فـجالسون عـلى الـتـل . إنه وصف شاعـريٌّ بـجَـد ولكـن ما هـو صراعـكم ؟ فـسِّـره لـنا وإعـرضه عـلى الطاولة كي نـراه ، أما نحـن فأقـول إنّ ما لا تـستـطـيعـون الـنـطق به في أجـوائـكم فـنحـن عـلى تـلتـنا نـنادي به بـدلاً عـنكم وعـلناً لـيسمعه السامعـون ، ثم تـقـول ((  صارت ارضنا وممتلكاتنا في مهب الرياح العـربية والكردية  )) وهـذه مُضحِـكة أيضاً وسؤالي لك : متى أصبحـتْ أرضنا في مهـب الريح .... هـل عـنـدك جـواب ؟ أنا لا أجـيـبك عـلى هـذا السؤال إلاّ بعـد أن أسمع تـعـليقـك المقـبل !! .
 
أما الرماح المثـلومة والفـرض بالقـوة والـقـراءة الـخـلـدونية فأنا أسألك لماذا تخافـون من رماحـنا المثـلومة عـنـد الـكـتابة بها ورماحـكـم مـدبَّـبة ؟ لماذا تخافـون من قـراءتـنا الـخـلـدونية وقـراءتـكم سـكـسونية ؟ لماذا تخافـون من قـوَّتـنا ونحـن عـلى تـلـتـنا الـبعـيـدة وأنـتم أصحاب الـنـفـوذ في مناصبكم القـريـبة ؟ إنها أسـئـلة منـطـقـية أليست كـذلك ؟ أجـب عـليها وأنا بإنـتـظارك .
أما المغـناطـيسـية التي جـذبتـك فـيا أخي ( شـد حـزامك بالقـريـولة ) ولا تخاف من جاذبـية نيوتـن و ضعْ أمامك درعاً إضافـياً مع سـﭙـرنـﮔات يخـفـف من صدمة الـدكـتـور فأنا سـوف أكـررها لك وأقـول : والـنـعـم بالـدكـتـور حـبـيـب تـومي إبن الـقـلعة الـكـلـدانية ألـقـوش التي نـفـتـخـر بها كإفـتـخارنا بكـل الـبـلـدات الكـلـدانية دون إستـثـناء ....  إسم الله عـليك خـومو صار شي ؟
أﮔـُـلــَّـك أخـوي : أنا عـلـقـتُ بالإيميل عـلى أحـدهم يشبهـك فـقـلتُ له :
هـناك باحـثـون ينالـون شـهادة الـدكـتـواراه بسـلوك الـفـئـران وأنت تسميهم عـلماء ، فـما الـذي أغاظك من حـبيب حـين ينال شهادة دكـتـوراه في دراسته عـن قـوم عـسى أن يكـونـوا من موزمبـيق ؟ وهـل كان سـيغـيظك لـو أن باحـثاً ليس كـلـدانياً عـمل الشيء نـفـسه ؟
ولكـن الأخ الـذي كـتبتُ له لم يجـسر عـلى الإجابة وأتمنى أن لا تكـون مثـله .
أما ألقـوش والنعـم ! فـهـذه حـدث ولا حـرج ، وأقـولها بتـواضع تريـد تحـسبها إستـفـزاز إستـنـفار إستـشعار إستـنباه فأنت حـر ولكـنها لـن تكـون ( ومثـلك أكـرر ... لن تكـون ) إستِـئشار . أخي يـبـدو أنك تـقـرأ بعـين واحـدة وتحاول أن تستـقـوي بغـيرك وتـتـصـيَّـد بالماء الـعـكـر ، ألم تـقـرأ كـتابتي في المقال الـذي حـضرتك أشـرتَ إليه وقـلتُ فـيه :
في الوقـت الـذي نعـتـز بكـل الـبلدات الـكـلـدانية دون إستـثـناء التي أرى صورة الشهامة والشجاعة والإعـتزاز بالهـوية الـكلدانية مرتسمة عـلى كـل واحـدة منها كـما هي في ألـقـوش ؟
 
ولكـني يسـرّني أن أضيف لك فـقـط وأقـول :
 
ألقـوش ماسَة الدهـر وماؤه العـذبُ ، قـلعة فـيها الشجاعة والصُـلـْـبُ ، مركـز يشعّ منه الإيمان والحـبُّ ، هي الشـُعـراء والأدبُ ، يليق بها الإسم الرفـيع واللقـبُ ، ومَن لا تــُسِـرُّه كـلماتـنا فـليكـتب ما يكـتبُ ،  فهي مركـز ثـقـل الأمة والعـجـبُ ، والكـلـدان شعـبها الطـيْـبُ .
 
ألقـوش تعـتـز بشعـبها الآثـوري والسرياني وبكـل الـبشرية ولكـن لا تـعـرف شعـباً بإسم آشوري سرياني كـلـداني مثـلما لم تسمع بشعـب إسمه آشوكـلـداني ( وإشحـدَّك تبـيِّـن لي وين أكـو هـيـﭽـي شعـب !! ) وإذا كان لك تعـليق عـليها .... هاته ! وإنـتـظـر ردّي الجاهـز .
 
أما أن تـرجـعـنا إلى زمن آشـور وبابل فالأفـضل لك أن لا تـزج كـتاباتك في هـذا الـمعـتـرك خـوفي عـليك من أن تـدخـل مأزقاً ولا يمكـنك االخـروج منه .
 
ذكـرتَ في مقالك عـن المرحـوم بـيـداويـذ (( عـندما قال في الدقيقة 2:41 نحـن كـكـلـدان لا تــُـعـتـبر قـومية ! يقصد 100% الكلدانية لا تعتبر قـومية ، والتاء هي تاء الكلدانية وليس الكنيسة )) طيب هـل كان حـديثه عـن الـقـومية أم عـن الـكـنيسة ؟؟ أنت تريـد أن تحـرفـها بكـيفـك ؟ هـم زين أكـو تسجـيل يمكـن للقـراء أن يستـمعـوا إليه كـطـرف ثالث محايـد ، أعـد الإستـماع إليه وسـترى أن حـديثه عـن الكـنيسة ، وستـصيغ عـبارته كـما يلي : نحن كـكـلـدان، لا تـُـعـتبـر الكـنيسة قـومية
 
أما قـولك أن المرحـوم بـيداويـذ كان يخاف من صدام ، فلا أعـلق عـليه سـوى أن المرحـوم شـيخـو لم يكـن من هـكـذا نـموذج وعـنـدي الـدليل ( وهَـم راح تـﮔـول أمدح بـيه لأنه ألقـوشي !! ) .
 
قـرأتُ قـولك ( يحاول البعض من حـملة الفكر المنقلبين على الماركسية إقـرانه ايضاً بالقـومية والذي إستحسنتموه ) وﮔِـلِـتْ ويّة نـفـسي أنه ﮔـلبـك ﮔـلب الـسـمـﭽـة ، هـم زين جـعـلتْ مني ماركـسياً فـعـلى الأقـل صار عـنـدي رفاق يـدافـعـون عـني ، وما أعـلـّـق أكـثـر .
وأعـيـد لك ذات الكـلام الـذي كـتبته للسيد (  Bassan ) وأقـول :
إذا كان الأمر يهـمك إلى هـذا الحـد وعـنـدك الشجاعة الكافـية فـما المانع من تـوجـيهك رسالة شخـصية إلى سيادته أو تكـتب مقالاً موجهاً إليه وتـنـشره في موقع كـنيسته أولاً مع المواقع الإلكـتـرونية الأخـرى وتـتحـدّاه أمام القـراء كي يُجـيب عـلى إستـفساراتك الثلاث ! ؟
 
وأخـتم لك كـلامي أنـني لا علاقة لي بمن إرتمى بحـضن هـذا أو ذاك ولكـن لـيكـن عـلى عـلمك أن هـناك الكـثيرين من أبناء جـلـدتك ممن إرتـموا بأحـضان المخابرات والخـطـوط المائلات والملتـويات وقـبـلوا بمناصب شـكـليات ذاتية المنـفعات ويقـتاتـون فـعلاً من الفـتات ، ولكـن حـﭽـي بـيناتـنا ما يجـيـبون طاري الغـيرة والـكـرامات .
أما أن تـطـلب الغـفـران لـنـفـسك فـهـذا شأنك وما عـليك بغـيرك ، ودمت بخـير .
 
ملاحـظة : كان بـودّي لـو أنك أجـبتَ عـلى مقالي السابق سـطـراً فـسـطـراً دون قـفـز ولكـن منين تجـيـب هـيـﭽـي رياضيّـين .
 
 

270
رد عـلى مقال السيـد ( Bassan ) المحـترم ردّاً عـلى حـبيب تـومي
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
قـرأتُ مقالاً قـصيراً بتأريخ 28/11/2012 للكاتب الذي وردَ إسمه بصورة  ( Bassan ) عـلى موقع ــ عـنكاوا . كـوم ــ الأغـر يمكـن الرجـوع إليه عـلى http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,625372.0.html وكان محاولة منه للرد عـلى ما كـتبه الـدكـتور حـبـيب تـومي ( ألقـوشي والـنعـم ) من تأيـيـده وترحـيـبه بقانـون ــ منع إكـراه العـراقي عـلى تـغـيـيـر قـوميته ــ وكـتبه برأس رمحه الـكـلـداني المعـهـود في الوقـت الـذي نعـتـز بكـل الـبلـدات الـكـلـدانية دون إستـثـناء التي أرى صورة الشهامة والشجاعة والإعـتـزاز بالهـوية الـكـلـدانية مرتسمة عـلى كـل واحـدة منها كـما هي في ألـقـوش . 
يـبـدو من كـتابة السـيـد ( Bassan ) إنه لا يميز بـين القـومية والمذهـب ولا ألومه فحاله حال الأكـثرين من أمثاله وبالأخـص القـياديّـين منهم ، كـما أن أموراً تأريخـية يجـهـلها ولا يمكـنه الـدفاع عـنها ولا يزال يـحـكّ القـوانة الـمثـلومة أصلاً حـين يكـرر ما كـرّره الأولـون ... قال الـمذهـب وحـكى المرحـوم بـيـداويـذ فأقـول له بكـل إخلاص :
لـو أمعـنتَ في ملامح وجه الـﭙاطـريرك الراحـل بـدقة وهـو ينـظـر وينـتـظر ( نهاية سؤال المتـصل الأول بالقـناة التـلـفـزيونية ) عـنـد مقابلته مع الـتلفـزيون اللبناني سـترى بكـل وضوح إرتباكه بعـض الشيء بل أن المذيعة نـفـسها كانت تـنـتـشـله في بعـض الأحـيان بالإضافة إلى أنه قال ((( أنا شخـصياً 2:44 ))) ... وسؤالي للسيد ( Bassan ) هـل يمنع أحـدٌ المرحـومَ بـيداويـذ من الـتعـبـيـر عـن رأيه الشخـصي ، أليس حـراً مثـلما أنت وأنا وغـيرنا أحـراراً ؟ كـما أن كـونه ﭙـطـركاً لا يعـني عـصمته من الخـطأ ، ليس فـقـط في الأمور الـدنـيوية القـومية التي نحـن بصددها ، بل حـتى اللاهـوتية وقـد تستـغـرب من هـذا الكـلام ! أليس هـناك ﭙـطاركة في التأريخ صرّحـوا وأفـتـوا وكـتـبوا وطـبعـوا وقـرروا ونشروا وحـرّموا وأحـرَقـوا من أجـل فـرض آرائهم التي لـقـيتْ معارضة من قِـبَـل ﭙـطاركة وأكـليروس آخـرين فـنشأتْ الـمذاهـب بسبـبهم عـدا الحـروب والـفـتن التي أشعـلوها ؟ .... ونحـن لسنا بـصددها الآن .
إنـتبه ولا تـزيغ بما يقـوله الـﭙـطـرك المرحـوم كـرَأيه الشخـصي : عـن القِـسم الأكـبر في كـنيسة المشرق ذلك الشعـب الذي رفـض الكـنيسة العـشائرية والوراثية النسطـورية .... فـرجع إلى مذهـبه الكاثـوليكي في كـنيسة خـليفة المسيح وتسَـمَّـتْ  كـنيسته بإسم الكـلـدان إعـتـزازاً بالـتراث !! ويقـول عـنها غـبطـته ( نحـن كـكـلـدان لا تــُـعـتـبر قـومية 2:41 !!! ولم يقـل لا نــُـعـتـبر قـومية ) لاحـظ الفـرق بـين حـرفـَي ( تـ كـنيسة مؤنـثة .... نــُـ ضمير الشعـب مذكـَّـر ) وهـنا يقـصد الكـنيسة وليس الشعـب !!!! والدليل الـدامغ عـلى أن غـبطـته يقـصد الكـنيسة وليس الشعـب ! هـو حـين واصل الحـديث مباشرة قائلاً :
إذا الكـنيسة حـصرناها في قـومية معـينة بمعـنى قـضينا عـليها !! 2:49
إذن الكـنيسة هي المقـصودة !!! وليس الشعـب الكـلـداني وهـنا أعـتـذر لأقـول لك أن أموراً كـهـذه ــ تـفـوت عـليك ــ وأنا أكـرر ما قاله الـﭙـطـرك المرحـوم وأؤيّـده وأقـول : إنّ كـنيستـنا الكاثـوليكـية للـكـلـدان ليست كـنيسة قـومية ولا نعـتبرها قـومية بل أممية تسمَّـتْ بإسم الـكـلـدان (1) إعـتـزازاً بإسم قـوميتـنا وتراثـنا التأريخي (2) وكما ذكـره المرحـوم تيمناً بالملوك الذين جاؤوا من بلاد الـكـلـدان إلى بـيت لحـم لـزيارة الطفـل يسوع ... . ويؤكـد المرحـوم مضيفاً في مقابلته : يجـب أن نـفـصل بـين القـومية والـدين 3:48 ! فـيا سـيد ( Bassan ) هل حـضرتك تـفـصل بـين الدين والـقـومية ؟ فإن كان جـوابك نعـم ، سيكـون لي رد عـليك ، وإن قـلتَ لا ، سيكـون لي رد آخـر عـليك ، عِـلماً أنَّ إخـوتـنا الآثـوريّـين البازيّـين والإيرانيّـين وجـميع مؤيـدي حـركة المطران مار باوي سـورو الموقـر هم كاثـوليكـيّـو الـمذهـب في كـنيستـنا الـكـلـدانية نضعـهم عـلى رؤوسـنا ، فـهل في نـظـركَ أصبحـوا كـلـداناً ؟؟
كـما أن المرحـوم يـلوم الآثوريّـين ومشيراً إليهم بشكـل خاص حـين يؤكـد قائلاً في الـﭬـيديو : مع الأسف هـذا الشيء ليسـوا يفـهـموه ويقـولون (( آشوري آشوري آشوري يا أخي أنا آشوري وما لازم أن أخـلط كـل شيء ....3:56 )) والمرحـوم لم يتهم الـكـلـدان بأنهم يقـولون ... كـلـداني كـلـداني كـلـداني .... فـيا أستاذ ( Bassan ) خـذ ذلك بنـظـر الإعـتـبار عـنـد الكـتابة ! وجـدير بالـذكـر أنك في مقالك جـنيتَ عـلى المرحـوم وإدّعـيتَ بما لم يقـله !!  هـل يمكـنك أن تحـدّد للقـراء في أية لحـظة أو ثانية في الـﭬـيـديو قال أن ... الـكـلـدانية مذهـب ؟؟ أتـحـدّاك .
وقـصة الـﭬـيـديو لم تـنـتهِ يا سيد ( Bassan ) فأنا لا يزال عـندي الكـثير عـنه ، فـلـقـد كان المرحـوم بـيداويـذ في زيارة إلى أميركا بعـد اللقاء اللبناني ودُعي إلى لـقاء خاص ــ مسجـل في ﭬـيديو ثاني ــ مع الإتحاد الـكـلـداني الأميركي في ديترويت وقـد شاهـدته بأم عـيني في عام 2005 عـنـد الأخ سمير يوسف وهـو حيٌ يُـرزق في سـدني الذي أعـجـبَ به فـدعاني إلى مشاهـدته ( ولكـني حـين طـلبته منه قـبل فـترة في عام 2011 قال إنه مفـقـود ... ولكـن في رأيي الشخـصي أظـن إنه ليس كـذلك وإنما الأخ سمير يعـرفـني مَن أنا ويعـرف لماذا سألته عـنه ولا يريـدني أن أستخـدم ذلك الـﭬـيديو كـوثيقة دامغة ردّاً عـلى إدّعاءات الكـثيرين مثل إدعاءاتك !! فاليوم الأخ سمير مع إعـتـزازي به وسانـدناه لـدى تـرشيحه لمنصب محافـظ في إنـتخابات أستراليا ، إلاّ أنه من الناحـية القـومية الكـلـدانية قـد مالَ بإتجاه سركـيس آغا جان ... لغاية في نـفـس عـبّوش ) ورجـوعاً إلى الـﭬـيديو ، ماذا قال المرحـوم بـيـداويـذ في ذلك اللقاء المسجـل ؟؟ لقـد أحـرجه الإخـوة الـكـلـدان في الإتحاد الكـلـداني الأميركي وحـسب تخـميني كان السيد جـوزيف كـساب حاضراً بـينهم فـسألوا الـﭙـطرك عـن لقائه اللبناني وعـن نـكـرانه القـومية الـكـلـدانية ! فأجاب قائلاً وصادقاً : أنا لم أقـل لا تـوجـد قـومية كـلـدانية وإنما قـلتُ (( أنا آثـوري ولا يمنع أن أكـون ﭙـطركاً للكـنيسة الـكـلـدانية مثـلما كان ﭙـطركـها مغـولياً في يوم ما ... فاللغة الكـلـدانية موجـودة والقـومية الـكـلـدانية موجـودة !! )) وإذا كان في كـلامي المنـقـول عـن ذلك الـﭬـيديو أي خـطأ أو مبالغة فـبإمكان الأخ سـمير الذي شاهـده معي أن يـردّ عـليّ ... الآن الآن وليس غـداً أجـراس الشجاعة فـلتـقـرع .
أما ... لاءات المطران مار سـرهـد جـمو الجـزيل الإحـتـرام ، فـيا سـيد ( Bassan ) إذا كان الأمر يهـمك إلى هـذا الحـد وعـنـدك الشجاعة الكافـية فـما المانع من تـوجـيهك رسالة شخـصية إلى سيادته أو تكـتب مقالاً موجهاً إليه وتـنـشره في موقع كـنيسته أولاً مع المواقع الإلكـتـرونية الأخـرى وتـتحـدّاه أمام القـراء كي يُجـيب عـلى إستـفساراتك الثلاث ! ؟
أما قالت قـطـعة الأرض وحـكـتْ الهـدايا والمنصب والمال فـهـذه من حـقـك أن تسأل عـنها ولكـن إبـدأ بالأولين الأحـياء أصحاب الملايـيـن والقـصور وأنـت مع غـيرك لا تـزالون نائمين ، لـقـد قال الرفاق المرافـقـون للقائـد الآثـوري الحالي (( لم يعـد يهمه الشعـب الآثـوري ... لأنه تـْـمَـلـْـيَـنْ )) وعاش عـيشة سعـيدة .... وأنت دمت سالماً .


271
منـظـمة (  Samaritan’s Purse  ) تـشـكـر الإخـوة الـكـلـدان

كـتابة : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
 


يـشـكـر السـيـد ( Craig Jennings ) مديـر مـنظـمة ( Samaritan’s Purse  ) في سـدني الإخـوة الـكـلـدان الـذين ساهـموا بجـهـدهم العـملي أو بتـبرّعـهم المالي ــ يستـلمون إيصالاً لأغـراض الضريـبة ــ  مصَلياً إلى الرب لـيـباركـهم ومتمنياً لهم الـتـوفـيق والنجاح في حـياتهم .
الإخـوة الـذين عـملوا ليـوم واحـد : طارق عـربـو ــ تـوني شـمعـون نـونا ــ منار جـلال جـلـو ــ ــ هـيـلـدا سـيـﭙـي ــ مايكـل سـيـﭙـي ( يومين ) .
الإخـوة المتـبرّعـون : بسّام سـﮔـماني ــ طلال ﮔـردي ــ فائـز داود ــ سلام قاشا ــ إلياس كـرّومي ــ صباح شـبلاّ ــ هـيـلدا سـيـﭙـي ــ عـيسى قـلو ــ  مايكـل سـيـﭙـي .

المتبرعـون بمواد عـينية : أنجـيلا ميّا ساوا كـكـنا .
ومن يرغـب المشاركة يمكـنه الإتصال بالمدير عـلى الرقـم (  0410684303  ) ......... والعـنوان :
KINGS  PARK ................  13 binney rd.
وكان الإخـوة الـكـلـدان المذكـورة أسماؤهم قـد ساهـموا بكـل محـبة ورغـبة وحـماس كـمتـطـوّعـين في العـمل من أجـل رسم البسمة عـلى وجـوه أطـفال العالم ، وآخـرين ممن لم يـتـوفـر عـنـدهم الوقـت تبرّعـوا بالمال . وقـد كـتبنا مقالاً مفـصلاً عـن هـذه المنـظمة يمكـن الإطلاع عـليه في مواقع عـديـدة تحـت عـنـوان :
مَن أراد أن يصنع خـيراً فـليكن سامرياً صالحاً في (Samaritan’s Purse)







 
 
 
 

272
صـراحة أم قـباحة أيام زمان

بقــــــلم : طارق عـربو
تـنقـيح : مايكل ســيبي

يُحـكى عـن ملِـكٍ مِن قـديم الزمان كان يحـكـم شعـبه بطشاً وظــُـلماً في كـل أوان يكـلمهـم بهـذيان تارة ، وتارة أخـرى بفـلــَـتان ، والناس أصاب لسانهـم السَوفان وحـتى رعاتهـم صاروا كالخـرفان ، يصيح عـليهـم ( باع ) فـيردّون له ( ماع ) وهـم أولاد الذوات أصحاب القـلاع . وذات يوم خـطر بـباله أن يعْـرف مكانـته عـند شعـبه وتقـيـيمهـم لجـنابه فـجـمع وجَـهائهـم في مجـلسه ، ولكي يضمن صراحـتهـم معه في ديوانه ، قال لهـم : أسألكـم سؤالاً وأريد من كـل واحـد بصراحة جـوابه ، وإلاّ جـلبَ الوبال عـلى نفـسه وآمـرُ بقـطع رأسه [ مَن الذي جـعـلني ملِكاً عـليكـم ، هـل الله جَـلّ جـلاله الذي أنا أعـبده أم أنـتم أحـبـبتــُموني وإخـترتموني لأملك عـليكـم بشريعة الله وتعاليمه ؟ ] خاف الوُجـهاء في حـضرته وجـميعـهـم واقـفـون أمامه وصار كل واحـد يرتجـف خـوفاً من أن يـبول عـلى نـفـسه في مكانه ، ولا يدري بماذا يجـيـب كي يسلم من عـقابه ، فإضطر أحـدهـم إلى الإجابة أولاً وكـُـله أمل في أن ينال حـظوة عـنده ، فـقال : يا فـخامة الملِك إني أجـيـبك صراحة ، إن الله سبحانه يحـبّـنا كـثيراً فـبعـث بك إلينا ملكاً ، وكـلنا لك طاعة وسمعاً . فـرَدّ عـليه الملك وقال له : إبتعـدتَ عـن الصراحة يا جـبان وسوف يُـفـصل رأسك عـن جـسدك الآن . تقـدّمَ وجـيه ثان وقال : سيدي الملك ، أنا لا أقـبل بالهـوان أجـيـبك كالشجـعان ، فـنحـن إخـترناك ملكاً عـلينا مدى الزمان . فـقال له الملك : يا منافـق أنـت لم تقـبل بالهـوان بل قـد صرعـك الهـوان ، واليوم سوف يضربُ السيفُ عـنقـك بلا هـوان .أما الثالث فـقال : يا جـلالة الملك ، نحـن دونك وأنت عـظيم تستحـق كـل المُـلك ، والله إلينا بعـثـك ونحـن نحـبّـك . فـقال له الملك : أنت أكـثرهـم كَـذباً وبهـتاناً ، سآمُـرُ بأن يُـفـصل جـسدك وأمامي يؤتى برأسك . وأخـيراً تقـدّم الرابع من مؤخـرة القـوم وجاء إلى الأمام وقال : يا أيها الملك العـظيم ، جـواب هـؤلاء جـميعـهـم لا يفي بالمرام ، فالرأس عـزيز والنفـس ضعـيفة والصراحة شيمة المقـدام ، فـها رأسي أمامك أولاً لأقـول لك بالتمام : الله لم يُرسِـلكَ لنا ، ولا نحـن إخـترناك للأمور زمام ، ولا أنت مستحـق هـذا المقام ، بل أن الحـقـيقة التي يجـب أن تــُبان هي أنـنا شـلة شعـب منافـق وجـبان ، في غـيابك نكـثر عـليك الشتائم في الديوان ، وفي حـضورك نقـبّـل يدك ونرفـع من منزلتك فـوق كل إنسان ، لذلك فإنـنا نستحـق واحـداً مثلك في هـذا الزمان ، أترك الإيمان ولا تقـيس بالميزان ، ولتكـن أنت عـلينا ، لا سيف بل سيفان . نهـض الملك معـجـباً وقال : جُـرأتك لا تقاس بالميزان يا إبن القـنان ، ومن بـين شعـبي لم أرَ مثلك شجاعاً إنسان ، فـلك مني مكـرمة ومكانة وصولجان ، بعـد موتي وليس الآن .
واليوم لجـميعـنا إعـلان ، لو دعانا الملك الولهان وحـضرنا عـنده في الديوان ، يسألنا ولا يأخـذ جـوابنا بالحـسبان ، فـهل سنماثل الوجـيه الأول في جُـبنه ؟ أم نـتشبّه بالثاني في نفاقه ؟ أم سنشابه الثالث في تملقه ؟ أم نــُحاكي الرابع في عـزة نفـسه وأصالته ؟ وهـل سيظهـر مِن بـينـنا خامسٌ رخـيص فـيقـول : خـلينا نداري خـبزتـنا والله يرحـمنا ؟ .   

273
في ذكرى ميلاد جـليل الأمم المسيح يسوع

مايكل سـيـﭙـي / سـدني 
 بلغـتْ الفلسفة اليونانية أوجّها في عهد أرسطو وسـقـراط وأفلاطون قـبل ما يزيد على أربعة قـرون من بدء التأريخ الميلادي، تلك الفـلسفة التي لا يزال يدرسها فـطاحل المعـرفة والمنطق إلى يومنا هـذا ومعها كان الإغـريق يصنعـون لهم آلهة يعـبدونها في حـين كانت أقـوام أخرى تسجد للنار كالفرس أما أقـوام أخـرى فآلهتهم كانت البقـر أو التـنين ..... لكن شعـب بيث نهرين كان منهـمكاً بالعـلوم الصرفة وبناء القـوة العسكرية وسن القوانين إضافة إلى عـبادة الأوثان ومع تلك الأنواع من العـبادات كان شعـب الله المنحـدر من الآباء الأوائل الكـلدانيي الأصل إبراهيم وإسحق ويعـقوب يؤمنون بالله الواحد إضافة إلى إعـتـزازهم وتشبثهم بأصولهم القومية وجـذور أجـدادهم المتغـلغـلة في أرض الرافـدين ، وإستطاع بعـض قادتهم الملتهـبين حـماسا وحـبا لقـوميتهم توحـيد جـموعهم والحـفاظ على هـويتهم بعـد هجرتهم إلى ديار بعـيدة ، وفي جانب آخر كان أنبياؤهم المنبثقـون من بين صفـوفهم يؤملونهم بخلاص قريب من التشرد والعـبودية للأجـنبي وبمجيء ملك مخلـِّص وهم ينتظرونه بفارغ الصبـر . وفي ملء الزمان حـيث الفلسفة منتعـشة في مكان والجـيوش مدججة بالسلاح في مكان آخر في حـين كان العِـلم متقـدما عـند شعـوب أخـرى، كان المذود المتواضع في بيت لحم محل ولادة طفل ليكون أول فـدائي في العالم الذي أهـرق دمه فـدية من أجل محـبـيه ، ذلك هـو الرب يسوع المسيح ملك الملوك الذي ليست مملكـته على الأرض الفانية ، ورب الأرباب الذي لم يضع على كـتفه رتبة يفـتخـر بها ولكن قادة وملوكا خـرّوا له ساجدين ، لم يوفـر لنفسه مالا ولا إحـتفـظ بإسمه أملاكا ولكن أصحاب المال والأساطيل إنهاروا أمام تواضعه الذي جعـله فخـرا للأجـيال مدى الحياة. إن أباطرة وعـظماء، قادة وأمراء، ملوكا ورؤساء لم يستطيعـوا وضع سنين عـمرهم على قارعة الطريق ولكن الإبن الوحـيد، الفادي الفريد قسم تاريخ البشرية والكون إلى نصفين قـبل وبعـد ميلاده . يسوع المسيح هـذا اخـتار تلاميذه من بسطاء القوم ليُخجلَ بهم الحكماء، أرسلهم رسلا وشهداء له بين البشر، فـتركوا نزعاتهم الذاتية، أموالهم الشخـصية، روابطهم العاطفـية ، مواقعهم الاجـتماعـية ، دوافعهم النفسية ، مكـنوناتهم الداخـلية، ليحـملوا الصليب ويتبعـوا ربهم بمحض إرادتهم غـير مجـبرين ولا خائفين لأنهم قـبلوا الدعـوة ونذروا أنفسهم لها. واليوم نحن مقـبلون على توديع السنة الثانية عـشرة من القـرن الحادي والعـشرين للميلاد المجـيد وفي المسكونة معـلمون كـثيرون نذروا أنفسهم للسير وراء المسيح لتلبية ندائه ونشر تعاليمه (ليكونوا تلاميذه) يريدهم الرب أن يكونوا قـدوة لنا نحن العـلمانيين المتعـلمين، نتوقع منهم أن يتوشحـوا بوشاح البساطة كالمسيح وينكـروا ذاتهم مثل المسيح، يحـبون القريب (وإن كان عَـدُوا) كما فعل المسيح، لا يبنون لهم خزائن على الأرض كي نرى فـيهم صورة المسيح يؤدون طـقوسهم ومتطلبات خـدمة الرعـية بدون مقابل كما عمل المسيح، لا بل يعـطون معادنهم وأوراقهم الخـضراء لغـيرهم (مجانا أخذتم مجانا أعـطوا) فعـندئذ يتميز الطالب عـن المعـلم ، والجـندي عـن القائد، والعـلماني المتهافـت وراء هـذه الحياة الفانية عـن الإكـليروس الذي يتقـدمنا إلى الحـياة الأبدية، يحرمون أنفسهم من ملذات الدنيا كما كان المسيح ويتركوها لنا نحن قـليلي الإيمان، يتـنازلون عن الألقاب والرتب بتواضع لنجـري وراءها نحن المتكبرون ، يمتـنعـون عـن الجلوس في صدارة الديوان ليفرغ لنا نحـن الذين نحـب الظهور، وبهذا نعـرفهم أنهم تلاميذ الرب يسوع وهم الذين نذروا أنفسهم لحمل صليبه ورفع مشعـله بمحـض إرادتهم ، عـسى أن نتشجع لنسلك خـطاهم ، ويكونوا مِلحا لمائدتـنا الفاهـية، وإن لم يتميزوا عـنا بتلك الصفات فلا فـرق بيننا وبينهم وسنكون جـميعـنا عـلمانيـين كـنسيـين وقادة روحـيـين دنيويـين ونصبح كـلنا راع وكـلنا مسؤولين عـن رعـيتـنا وحـينئذ سيمكـننا الحـصول عـلى إجازة مشروع إقـتصادي لبناء بيت للعـبادة نعـمل فـيه كمالكـين أو موظـفين ونكون قـد بعـنا المسيح ودمه وإستـلمنا دولارات رواتبنا كـتـحـصيل حاصل .


274
مَن أراد أن يصنع خـيراً فـليكـن سامرياً صالحاً
في ( Samaritan’s purse )
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ــ 17/11/2012
عـندما يولـد طـفل يـبتهج والـداه وأقاربه وغـريـزياً بالحـنان والحـماية يحـيطانه وتـزوِّده القـدرة الإلهـية بغـذائه من ثـديَي أمه فـيـبدأ يترعـرع ويـنمو في بـيئـته ، إن شـق طريق الحـياة ليس سهلاً أمام الوالـدين فـهـناك مَن تـنـفـتح له وتـزداد مقـدرته المادية وتـتحـسَّـن أحـواله المعاشية وتـتاح له فـرصاً ليزرع الـبسمة في وجه طـفله عـند كـل مناسبة فـرح كالأعـياد والسفـرات ويجـعـله يحـس بنشـوتها فالملابس فـيها جـديدة والهـدايا جـميلة مثـلما القـرطاسية في المدرسة أنيقة وقِـس عـلى ذلك من المقـتـنيات الغالية . وفي ذات الـوقـت هـناك آخـرون تـظـلمّ الـدنيا أمامهم ولا يجـدون رزقاً يسد رمق عـيشهم فـيعـجـزون عـن تلبـية حاجات أطفالهم ولا يمكـنهم أن يمسحـوا الـدمعة عـن عـيونهم فـيُـحـرَمون من متعة طـفـولتهم ومَن يـدري فـقـد يردّدون في صمتهم ما قاله أبو العـلاء المعـرّي ( هـذا ما جـناه عـليَّ أبي وما جـنيتُ عـلى أحـد ) وفي الحـقـيقة ليس الـوالـد دائماً جانياً بل ليس جانياً أبـداً إنما الحـياة قاسية في بعـض الأماكن والأزمان .    
إن أعـياد الميلاد قادمة والأسواق مكـتـضة بالناس قـبل الـبضائع والـكـثيرون سـينادون : هاتـوا وهاتـوا أيها الأغـنياء دون أن نجـد في قاموسهم كـلمة ( خـذوا خـذوا أيها الفـقـراء ) ولا يأتي بـبالهم ملايـين الأطفال في العالم المحـرومين من متعة العـيد فلا رداءاً جـديـداً ولا لعـبة يفرح بها ناهـيك عـن فـقـدانهم أساسيات الحـياة كالـتعـليم والمياه الصالحة للشرب والتأمين الصحي . إن الحـياة ليست لأثـريائها فـقـط وإنماهي لـفـقـرائها أيضاً ، ولا نشعـر بجـمالها ما لم يكـن الجـميع مشاركـين فـيها فـهـل نـكـون سـعـداء إذا جـلسنا حـول طاولة في حـفـلة بملابسـنا الأنيقة مع آخـرين بقـمصانهم الـرثة ؟ من هـنا يـبـدأ الشـعـور الإنساني بالآخـرين ، ونحـن لا نـزال في مقالـنا هـذا نـتـكـلم بالمشاعـر الإنسانية وليس بالمبادىء الإنجـيلية التي عـلمنا إياها المسيح ربنا فـما بالـنا لو تـذكـرنا بما أوصانا ؟
كـتبتُ هـذه المقـدمة بعـد أن شعـرتُ بالغـيرة من إبنـتي التي عـملتْ يوماً واحـداً تـطـوّعاً منها في تعـبئة عـلب هـدايا عـيد الميلاد لأطـفال العالم !! تـنـظمها مؤسسة مسيحـية عالمية هي ( Samaritan’s purse والتي تعـني محـفـظة أو عـلبة السامري ) نعـم كل طـفل في العالم هـندوسياً كان ، بوذياً ، مسيحـياً ، مسلماً ، يهودياً ، من عـبَـدَة أوثان ، إنه خـليقة الله يستحـق الحـياة . وإنـطلاقاً من هـذه المشاعـر إنسانية كانت أم مسيحـية إتـصلتُ بـبعـض معارفي ( تـوني شـمعـون نـونا من الملتـقى الكـلـدااني الـثـقافي ، وطارق عـربـو مع منار جلال جـلـو من جـمعـية شـيرا الربان هـرمزد الكـلـدانية الأسترالية ) فأبـدوا إستعـدادهم وحـماسهم لهـذه الخـدمة فإنـطـلقـنا وعـملنا لـيوم واحـد وإطـلعـنا عـلى هـذه المؤسسة ونـظامها وأنـشطـتها التي تـمـتـدّ إلى برامج تعـليمية وصحـية وحـتى تـزويـد الماء الصالح للشرب للشعـوب الفـقـيرة في إفـريقـيا وآسـيا والـدول التي إبتلتْ بالحـروب كالشرق الأوسط أو البلقان ....  عـلماً أنَّ أبواب الخـدمة الطوعـية هـذه مفـتـوحة للجـميع سـتة أيام في الأسـبوع من الساعة التاسعة صباحاً وحـتى الخامسة بعـد الـظـهر وفي بعـض الأيام حـتى التاسعة ليلاً ، والمشارك في هـذه الخـدمة الـطـوعـية حـرٌ في إخـتـيار الساعات التي يرغـب العـمل بها دون قـيـد أو شـرط .
أما بشأن الـهـدايا وكـيف تــُجـمع فإن المنظمة هـيأتْ مئات الألاف من عـلب كارتونية بحجم حاوية الحـذاء وتوزعها إلى المؤسسات كالمدارس والمصانع والجـمعـيات والدوائر وحـتى العائلات مع إرشادات عـن نوعـية الـهـدايا التي يقـبلونها كـتبرع منهم لأطـفال العالم مثل الملابس والقـرطاسية واللعَـب وحاجات الإستخدام الصحي وأية مقـتـنيات للأطـفال للمتعة بحـيث لا تـتـضمن سوائل أو مساحـيق أو معـجـنات أو معادن مؤذية أو حـجارة للزينة أو كـتب دينية أو مواداً يمكـن إستخـدامها للقـمار ..... أما دَورنا في العـمل فـهـو إعادة تعـبئة هـذه العـلب بحـيث تـتـضمن سـتة أنـواع من المواد ( ملابس ـ قـرطاسية ـ مواد صحـية مثل الصابون ـ لعَـب ـ محـفـظة دفاتر ـ أي شيء يُـفـرح الطـفل ) وتـبعـث بالحاويات الكـبـيرة عـلى متن البواخـر إلى دول العالم وتوزع للأطـفال لكـل طـفـل عـلبة كارتـونية . إن خـطـة المنـظمة لهـذه السنة هـو إرسال تسعة ملايـين عـلبة هـدية للطـفـل وفي العام القادم عـشرة ملايـين ، أما حـصة ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية لهـذه السنة هي أن تجـمع سبعـين ألف عـلبة ولكـنها تجاوزته فـجـمعـتْ أكـثر . وبالمناسبة فإنهم يقـبلون التبرعات النـقـدية حـيث يـرفـقـون مع كـل عـلبة إستـمارة التبرع بمبلغ تسعة دولارات ــ غـير إلزامية ــ وفي الحـقـيقة لاحـظـنا أثـناء تعـبئـتـنا العـلب صكـوكاً كـثيرة بمبلغ تسعة دولارات وأخـرى بمبلغ أكـثر وصكاً واحـداً بمبلغ (  550 $  ) .
إن إسم هـذه المنظمة مشتـق من مثل السامري الـذي ذكـره لـنا الرب يسوع في إنجـيل لوقا 30:10 فـقـريـبنا ليس إبن بلـدتـنا أو إبن خالتـنا أو كاهـنـنا أو شماسـنا وإنما هـو ذلك الـذي يتحـنـن عـلينا فـيُـداوي جـروحـنا ويسعـفـنا فـيعـيد البهجة والحـياة لـنا ، فـسؤالـنا الأول وفـق هـذا المقـياس : كـم قـريـب لـنا ؟ وسؤالـنا الثاني : بدلاً من عُـلبة النستـلة أو الـﭽـوكـليت التي نشـتـريها بخـمسة عـشر أو عـشرين دولاراً ونأخـذها معـنا عـند زياراتـنا للـدور عـدة مرات في السنة تـملقاً أمام هـذا أو ذاك دون أن يستـفـيد منها بل قـد تـرمى في حاوية الـنـفايات ! فـما رأيكم لـو نرشـدكم إلى الطريق وتـتـبرّعـون بتسعة دولارات لـهـذه المنـظمة ( مرة واحـدة في السنة !!! ) إنه أمرٌ صعـب أليس كـذلك ؟
 

    






 
 

275
لماذا نخـفي السراج المنير في ظلام تحـت السرير ؟
( المنبر الديمقـراطي الكـلـداني الموحَّـد )
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
للكـتابة عـند المستـقل طعـم خاص لأنه ليس مرتبطاً بتـنـظيم ليعـيقه زيـد ولا منـتمياً إلى هـيأة كي يمنعه عـبـيد ، إنه سـيد يتحـمل مسؤولية خـطـئه قـبل التباهي بصَوابه ، لا يرى نـفـسه مضطـراً لمحاباة السيد القائـد ولا مجاراة العـفـريت المارد ، لا يتملق ولا يتـشـدّق ، لا ينحاز ولا يُـميِّـز ,لا ينـتـظر إمتيازاً من أحـد ، إنه ينظـر المَشاهـدَ بحـواسه فـيعـرضها أمام ناظـريه ، يراقـب الأحـداث بعـدسته فـينشرها ويـبني عـليها تصوُّراته ( وسبحان الذي لا يخـطأ ) .
بتأريخ 4/12/2007 كـتبت مقالاً بعـنـوان ( كـيف تأسّـست الكـنيسة الكاثوليكية للكـلدانيّـين في سـدني ) يمكـن قـراءته عـلى الموقع http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,149195.0.html قـرأه أكـثر من 700 قارىء بـَـيَّـنتُ فـيه حـقائـق غامضة ومعـلومات مدفـونة كـلها موثـقة لـدى الجـهات الكـنسية ذات العـلاقة يغـمض الكـثيرون عـيونهم عـنها إخـفاءاً لجـهـود رجـل كـلـداني عـلماني دفعـته غـيرته منذ منـتـصف السبعـينات من القـرن الماضي إلى المطالبة والمناشـدة والمتابعة عـنـد الجـهات الرسمية في داخـل أسـتراليا وخارجـها حـتى حـقـق حـلمه وأسس كـنيسة مار توما الرسول الكاثـوليكـية للكـلـدان في سـدني لا لِـذاتِه بل للجالية الكـلـدانية والتي نـنعـم بها اليوم مثـلما يتباهى الأخـرون بـصرحـها ، ولم ينـشـروا شيئاً عـنها بُـخلاً منهم بأنها سـتـكـون فـخـراً للرجـل الذي جاهـد مِن أجـلها ولم يتباهَ يوماً بها !! لولا إلحاحي عـليه في نشرها قائلاً له : لماذا تخـفي السراج المنير في ظلام تحـت السرير ؟
واليوم يسرني هـنا أن ألقي الضوء عـلى تـنـظيم كـلـداني يعـمل أعـضاؤه في سـبـيل شعـبنا بصمت دون التخـطيط لطـموحات تجارية ولا لأطماع شخـصية فـقـد تجاوزا حـب الظهـور في الصوَر الفـوتوغـرافـية وتجـنـَّـبوا الـنقـر عـلى الطـبول المدوّية فأكـثرهم ذوو خـبرة سياسية وطـنية يسكـنـون ولاية مشيـﮔان الأميركـية ساهـموا في نشاطات أكـثر المنظمات الشعـبـية بل كانـوا بمثابة داينمو ومحـرّك للتجمعات القـومية فـلم يأتـوا من العـدم ولم تكـن البداية غـريـبة عـليهم  إنه المنبر الديمقـراطي الكـلـداني الموحَّـد .
بـدأ أعـضاؤه (1) بتـقـديم محاضرات وندوات وأمسيات ومهرجانات كـلدانية في أنـشـط الأندية الإجـتماعـية والثقافـية والسياسية وكان أولها نادي الجمعـية الكلدانية العـراقـية الأميركية ( ساوث فـيلد مانر ) ونادي الشبـيـبة الكلداني الأميركي وأندية ومنظمات أخـرى (2) شجـعـوا أدباءنا وشعـراءنا ومطربـينا عـلى الكـتابة والغـناء بلغـتـنا السورث (3) شكـلـوا فـرقة مسرح بابل للتمثيل وفـرقاً رياضية بإسم أسود الكلدان (4) طـبَعـوا ﭙـوسترات ( كلداني وفـخـور ) (5) أسّـسـوا إذاعة صوت الـكـلـدان منـذ أكـثر من 32 عاماً وهي مفـخـرة للكـلـدان في الولاية وتصل إلى كل أنحاء العالم عن طريق الأنترنيت حـيث تبث برامجـها مبتـدئة بعـبارة ( هـنا إذاعة صوت الكـلدان صوت الأمة الكلدانية ) بلغـتـنا الجميلة وبالعـربـية أيضاً لمدة خـمس ساعات متـتالية من كل يوم سبت وهي الإذاعة الوحـيدة المدعـومة من جاليتـنا وكـنيستـنا والعاملـون فـيها متـطـوّعـون ، وبالمناسبة فـقـد أجـرَتْ معي ( الكاتب ) مقابلة قـبل أكـثر من سـبعة أعـوام نـقـلتُ إلى مستمعـيها صورة مقـتـضبة عـن جاليتـنا في سـدني ، وفي أثـنائها كـلمني مباشرة إثـنان من المستـمعـين الكـلـدان في ديترويت (6) وأنشـطة أخـرى لا يمكـن حـصرها بأسطر . وجـدير بالذكـر وللأمانة نـقـول أن سيادة المطران سرهـد يوسب جـمو ( كاهـن في تلك الفـتـرة ) كان من المؤسسين والمهتمين والداعـمين للعـديد من الفعاليات والنشاطات لكل ما هـو كلداني ، كـما تجـدر الإشارة إلى سـيادة المطـران إبراهـيم إبراهـيم إنه خـير راعي للأبرشية قـدَّم الكـثير الكـثير وفي مجالات عـديدة ليس في مشيـﮔان فـقـط بل لكل أنحاء العالم حـيثما يتـواجـد الكـلـدان ، إنه يشارك بروحـية الأب وبتواضع كـبـير من خلال التشاور مع المهـتمين من أجل إنجاح مشروع أو قـرار ويتـواصَل مع الأحـداث ويدعم كل نشاطات وفـعاليات جاليتـنا وبلا حـدود ومن بـينها أنـشـطة المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد . إنَّ أبوابه مفـتوحة ومشرعة لإستقـبال وتقديم العـون لكل منظمة أو جمعـية تعـمل في خدمة شعـبنا أينما كانت وبصماته واضحة في إدامة الكـثير من المشاريع وأولها  إذاعة صوت الكلدان  .
بعـد سقـوط النظام عام 2003 بشهر قامت إذاعة صوت الـكـلـدان بجـمع مبلغ كـبـير من المال وبدَوره جـمع سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم وعـن طريق كـنائسنا والمحـسنين مبلغاً مضاعـفاً ، وفي تلك الـظـروف الصعـبة ورغـم الخـوف والدمار في بغـداد توجَّهـوا إلى العـراق متـنـقـلين من شماله إلى جـنوبه ووُزعَـتْ تلك المبالغ عـلى الأبرشيات والتي يُؤمل منها أن تـُـوزع إلى المحـتاجـين ، وللأمانة التأريخـية يُـذكـر أن سيادة المطران إبراهـيم قال بالحـرف الواحـد لكل مطران سلـَّمه المبلغ المحـدد لأبرشيته ( هـذه ليست لكم ولا للكـنيسة ! بل للتوزيع عـلى الفـقـراء والمحـتاجـين ) .  وبعـد معاينة أوضاع شعـبنا ومقابلتهم المسؤولين آنـذاك بـدءاً بـ ــ ﭙـول بْرايمَر ــ الحاكم العام للعـراق وبمساعـدة ــ سْكات كارﭙـنتر ــ والكـثير من الشخـصيات وبعـد لقاءات ومناقشات ودراسة للوضع القائم شعـروا بأنـنا نحـن الكـلدان مهمشون وليس لنا دَور ، وعـليه فـبعـد رجـوع الوفـد الكـلـداني هـذا إلى أميركا قـرروا تشكـيل تـنظيم قـومي يهتم بشؤون شعـبنا الكـلـداني والتعـريف بقـضيته ، وبعـد دراسات وإتصالات طرحـوا مشروعـهم وسوَّقـوه إعلامياً حسب إمكانياتهم وعـرضوا نـتائج إجـتماعاتهم ووثائقهم عـلنا لأكـثر من سنة قـبل الإعلان عـن المؤتمر الأول فـكانت الردود متراوحة بـين مؤيد ومعارض ومنتـقـد ، فأخـذوها بعـين الإعـتبار وأعـلنـوا عـن مؤتمرهم الذي عُـقِـد في الأيام  3 - 4 من شهر كانـون الأول عام 2004  بحـضور أكـثر من 500 شخـص يتقـدمهم سيادة المطران إبراهيم إبراهيم ومباركة غـبطة الـﭙاطريرك الكاردينال عـمانوئيل الثالث دلي وكل المنظمات القـومية والوطنية العـراقـية المتواجـدة في مشيـﮔان وشيكاغـو وكـندا وقـدِّمَتْ فـيه الدراسات والبحـوث وخـرجـوا بمقررات وجـرت إنتخابات لقـيادة المنبر بطريقة ديمقراطية لأكـثر من 15 مرشح إخـتير منهم تسعة بالتصويت السري  فكانت لهم قـيادة في العـراق متمثـلة بالأخ سعـيد شامايا وفاضل رمّـو وآخـرين وعـملـوا بكل جهد من أجل توحـيد خـطاب تـنظيماتـنا القـومية الكـلـدانية ، وبعـد إجـتماعات ومناقشات جادة إنبثق ( إتحاد القـوى الكـلدانية ) وعـملوا بجـدية للنزول بقائمة موحدة في الإنتخابات الأولى وهكـذا في الإنتخابات الثانية حاولـوا تجـديدها ثانية ولكن مع الأسف ! فـفي الحالتين تعـثرَتْ أمام إصرار البعـض عـلى الإنفـراد بالقـرار وقسم آخـر فـضَّـل الإنضمام الى كـتل سياسية كـبيرة وفي المرة الأخـيرة تعـنتَ البعـض الآخـر ليكـون إسمه الأول في القائمة ، ورغم أنّ المنبـر لم يقـدّم أي مرشح من أعـضائه إلاّ أنه بقي مصـرّاً عـلى مبـدأ القائمة الواحـدة وأصدر بياناً بهذا الإتجاه كـما ساهم المنبر وبقـوة مع الآخـرين في تـثبـيت إسمنا القـومي الكـلداني في الدستور العـراقي حـيث كان المرحـوم الدكـتور حكمت حكـيم أحد أعـضاء لجـنة كـتابة الدستور وتواصلـوا مع المسؤولين من أجل ذلك  وقـبل يومين من إقـرار الدستور وبـينما كان الـﭙاطريرك مار عـمانوئيل في أميركا وَرَدَ خـبر موثوق بأن يونادم كـنا يحاول تبديل التسمية إلى كـلدوآشور  !! فعـمل المنبر المستحـيل مع سيادة المطران إبراهـيم وغـبطة الـﭙاطريرك لإصدار رسالة وأوصِلتْ إلى المسؤولين في العـراق مطالبـين بوضع التسمية القومية الكـلـدانية مستقلة ولوحـدها جـنباً إلى جـنب باقي التسميات ، ووضعَـتْ منفردة بجانب بقـية التسميات القومية .
ولا نـنسى أن أعـضاء المنبـر هم الوحـيدون الذين يحـضرون نشاطات التـنظيمات القـومية التي لا تؤمن بقـضيتـنا فـيحاججـونهم  ويـقـفـون لهم بالمرصاد وأمام كل الحـضور دفاعا عـن شعـبنا وتسميتـنا بدءاً بـ يونادم كـنا وصولاً إلى كل المسؤولين من التـنظيمات الأخـرى ويضعـونهم عـلى المحك بدون مساومة أو مجاملة ، حـتى أخـذت نشاطاتهم في إنكماش . لـقـد سافـر وفـد من المنبر إلى العـراق لعـدة مرات وإلى لبنان وقابلَ رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل  في بيته ومع سمير جعجع في بـيته والذي حُـدد الوقت لهم بعـشرين دقيقة  ولكن النقاش كان جميلاً ومتواصلاً استطاع الوفد تقديم صورة واضحة بإحـتياجات شعـبنا الكلداني في بيروت فإستـمرَ لأكـثر من ساعة وعـشرين دقـيقة ثم ذهـب إلى المقـر الـﭙاطريركي ( بكركي ) وإلـتقى بالـﭙاطريرك الكاردينال ما نصرالله ﭙـطرس صْفـير ومع الشهـيدة الحـية الإعلامية ( مي شدياق ) التي حاول المجرمون تـفجـيرها بسيارتهم وإلتقى بحـبـيب أفـرام رئيس الرابطة السريانية الذي عـرض عـليهم اللقاء مع ( العـماد ميشال عـون ) فـلم يتشجعـوا للفكـرة لوجـود بعـض الإشكالات السياسية وكان بالإمكان اللقاء مع أرفع وأكـبر الشخـصيات الأخـرى إلاّ أنّ الوقـت لم يكن في صالحهم ، وهـكـذا إلتقـوا بأبناء شعـبنا في سوريا والأردن .
من جانب آخـر وفي أميركا كان هـناك لقاء ومداخـلة للدكـتور نوري منصور مع نائب رئيس الجمهورية الأمريكـية ( بايدن ) وسابقا إلتـقى المنبـر برئيس الجمهورية الياور ومع إبراهـيم الجعـفـري مرّتان عـندما كان رئيساً للوزراء ومع عـبد العـزيز الحكـيم وعـمار الحكـيم ومع الكـثير من المسؤولين في العـراق الذين جاؤوا إلى واشنطن ونيويورك وبالأخـص ديترويت حـيث عمل أعـضاء المنبر بجـدية بتـنظيم لقاءات مهمة مع سيادة المطران مار إبراهيم إبراهيم  والعـديد من أنديتـنا وتجمعاتـنا ، وكانت للمنبـر ثلائة إجـتماعات مع رئيس إقـليم كردستان السيد مسعـود البرزاني وفاضل الميراني وفـؤاد حسين وآخـرين كـثيرين ، وفي كل اللقاءات كان يدافع عـن قـضية شعـبنا بصلابة ويقدم مطاليب شعـبنا إليهم لإيجاد حلول لها  .
لقـد تعامل المنبـر مع التـنظيمات الآشورية وبالأخـص زوعا والمجـلس الشعـبي أيضاً بمصداقـية من أجل مكـتسبات شعـبنا متـوخـين منهم الشفافـية والمصداقـية ولكـنهم خـذلوا المنبـر حـين قـدموا قـضيتهم وبإسمهم المنفـرد لوحـده وبما يخدم مصالحهم فـقـط عـلى حساب القـضية الكـلـدانية وإسمها ، فـرفـض المنبـر العـمل معهم لإيمانه بأن قـضية شعـبنا وإسمنا القومي لا يقـبل المساومة ولا التراجع وأصبح يعـمل بالـند لهم ويُعـرّي تطلعاتهم من خلال البـيانات أو عـنـد حـضوره نشاطاتهم لتقـديم رؤيته . وبعـد خلاف المنبر مع الأخ سعـيد شامايا سـحـبوا الثـقة منه لإصراره عـلى العـمل مع المجلس الشعـبي الذي تبنـّى التسمية المركـبة ، فـعـقد المنبر كـونفرنسه الأول وبدّل إسمه إلى (( المنبر الديمقـراطي الكـلداني الموحد )) بعـد إصرار الأخ سعـيد بالإحـتـفاظ بإسمنا الأصلي .
واليوم يعـمل المنبـر مع الجميع لـعـقـد المؤتمر الكـلداني القـومي في مشيـﮔان الذي يأمل منه الخـروج بقرارات تخـدم قـضيتـنا وتوحد خـطابنا وعـملنا ويسعى بمصداقـية إلى توحـيد تـنظيماتـنا عـلى أسس متينة بعـيداً عـن إستـئثار أي طرف بالقـرار أو القـيادة متمنياً أن يأخـذ الجـميع دورهم في العـمل ، و ( كاتب المقال ) يعـمل في اللجـنة التـحـضيرية لهـذا المؤتمر بصفـته كـمستـقـل .


276
حـفلاتـنا في مَهجـَرِنا عـلى محَـك أصالـتـنا ـ موضوع شـيِّق لا تـفـوّته
(1) : مناسـباتـنا وحـفـلاتـنا ، لـقاءاتـنا وهـدايانا

مايكـل سـيـﭙـي / سـدني  
تـصَفحـتُ الموقع الألـكـتروني الرئيسي http://tellskof.yoo7.com/t391-topic#743 لأهالي تـللسـقـف في أستراليا فـقـرأتُ مقالاً للأخ يوسف إبن تـللسـقـف نشِـرَ بتأريخ 2/11/2008 الذي بدأه بآيات من رسالة ﭙـولس الرسول الأولى إلى أهـل كـورنـثـوس تـدور حـول المحـبة وفي إحـداها يقـول : المحـبة لا تحـسد ولا تـتباهى ولا تـنتـفخ من الكـبرياء . ينـتـقـد الأخ يوسف فـي مقاله غـزارة الحـفلات لأبسط المناسبات ويقـترح إلغائها عـند العـماذ والتـناول الأول للقـربان المقـدس ( والخـطوبة ــ الـنيشان وما أدراك ما النيشان فـسيأتي تعـليقي عـليها وعـن عادات مستهجـنة أخـرى ) نمارسها ولا يستـفـيد أحـدٌ من ورائها سـوى أصحاب المحال التجارية فـصارت داءاً يُعـدينا جـميعاً وأصبحـنا عـبـيداً لها ــ تـقـلـيد أعـمى فـطـير دون تـفـكـير ــ فـفـقـدنا إرادتـنا ولم يعُـد لـدينا مَصلاً واقـياً يَحـمينا ، ولكـن من جانب آخـر فإن صاحـب الحـفلة لا يهمه هـذا الكلام لأن تكاليف حـفـلته ليس هـو الذي يـدفعها بل المدعـوّون . وفي الحـقـيقة يمكـن التعـويض عـن كـل ذلك بسفـرة ترفـيهـية جـماعـية في هـكـذا مناسبة وتكـون كافـية لتحـل محـل تلك الحـفلات إنْ كان الهـدف منها الفـرح والفـرح فـقـط ولا يهـدفـون من ورائها شيئاً آخـراً وبالتالي لا تسبِّـب إحـراجاً للناس ودون تـفـريغ جـيوبهم من الدولارات .
الترحـيب بالزائر بعـلبة نستـلة
ويطـلب الأخ يوسف من أبناء جاليته التخـلي عـن عادة تـقـديم الهـدايا المادية ( ﭙاكـيتات نستلة ) لكل مناسبة صغـيرة وكـبـيرة حـيث يتـذمر منها الكـثيرون والتعـويض عـنها  بهـدايا التحـية والمصافحة والألفة والسلام والمحـبة الصادقة التي كانت تغـمر لقاءات آبائنا وأمهاتـنا وأجـدادنا ومعارفـنا أكـثر مما هي بـينـنا الآن وبدون أن يحـملـوا معـهم تلك العـلب من الحـلويات . ومن بـين إقـتـراحاته الإكـتـفاء بزيارات إخـتيارية ودّية وبأيادي تـتـصافح  بحُـريَّه وليس بعـلب ﭽـوكـليت كارتـونية أو بسـكـويت ﭙـلاسـتيكـية .
نحـن لنا خـبرة في هـذا الحـقـل لمدة 15 عام في أستراليا ولم تكـن لـدينا مثل هـذه العادات في العـراق وبالأخـص القـروية إبتـداءاً من ألقـوش ــ وشيل إيـدك ــ ولا أدري كـيف إبتـدأتْ هـنا في أستراليا . في ماضي الزمان في الخـمسينات حـين كان قـريب إلينا في المدينة ويُـعـتـقـد أنَّ حالته الإقـتـصادية عـلى الأغـلب أفـضل منا فإنه يأتي ليزورنا في القـرية ومعه علاقة ( مصنوعة من الأوراق الشريطـية لسعـف النخـيل ) فـيها هـدايا بسيطة غـير متـوفـرة أو غالية عـنـدنا وقـد يتعـجـب القارىء حـين أذكـرها مثـل : عـلبة معـجـون طماطا ، عـلبة مسحـوق الغـسيل تايـد ، بعـض الـﭙـرتـقال أو جـوز الهـنـد أو حلاوة الموصل أو بعـض الأقـداح الزجاجـية أما إذا كان ثـرياً جـداً فإن الهـدايا تشمل قـطعة قـماش أو قـميصاً ، ويأتي المعارف والأصدقاء في القـرية للترحـيب به زائراً عـزيزاً بدون أي شيء في أياديهم ونحـن نـكـرمهم بقـدح من الشاي أو شـربت كأي ضيف . والحال نـفـسه حـين كان أحـدنا من القـرية يذهـب لزيارة أقاربه في المدينة فإنه يأخـذ إليهم هـدايا قـد لا تـتـوفـر أو تكـون غالية عـندهم أو يطيب لـنا أن نأخـذ لهم شيئاً من منتجات القـرية مثـل : راشي ، بـلـوط ، جـبن ، برغـل ، بطيخ ، حـمص وباقلاء ...... ويكـون هـناك مَن يسمع بوصولنا فـيأتي لزيارتـنا بـدون أي شيء في يديه ويُـقـدَّم له الشاي أو غـيره ، وهـكـذا إستمرَّتْ تـقاليـدنا بعـد نـزوحـنا إلى المدينة وحـتى عـند بقائـنا في دول الإنـتـظار قـبل وصولـنا إلى بـلدان المهجـر التي بدأتْ فـيها هـذه العادات المستحـدثة بالظهـور .  
إنَّ طـقـوساً جـديـدة إخـتـرَقـْـت أوساطـنا وسيطرتْ عـلى جـماعـتـنا في أستراليا وربما في دول المهجـر الأخـرى ، فـحـين يصل ضيف من الخارج لـزيارة مؤقـتة عـنـد قـريب له فـمن الطـبـيعي أنْ يكـون الأقـربـون أولى بزيارته ومن بعـدِهم يأتي دَور المعارف والأصدقاء نلاحـظ كـل واحـد من هـؤلاء يأتي بعـلبة ﭽـوكـليت أو بسـكـويت أو بقلاوة ليست للزائر وإنما لصاحـب الدار والذي غالباً ما يكـون أعـضاء أسرته بالغـين فـما الذي يعـملونه بكـل هـذه العـلب ؟ (( في مناسبة سابقة في دارنا سنة 2002 في حالة كـهـذه كان مجـموع العـلب التي جاؤوا بها لـنا 18 عـلبة !! صرفـنا منها إثـنـتان كـهـدايا للآخـرين قـبل نـفاذ تأريخ صلاحـيتها وإستهـلكـنا ثلاثة منها لإستخـدامنا الشخـصي ولما إنـتـظـرنا مدة دون أن نستهـلك الباقي فات تأريخ صلاحـيتها فإضطررنا إلى رميها في حاوية النفايات كان ثمنها يفـوق الـ 150 دولار عـلى أقـل تـقـدير في ذلك الوقـت ــ وحـﭽـي بـيناتـنا كانـت إحـدى العـلب المهـداة لـنا قـد نـفـذتْ مدة صلاحـياتها ثلاثة أشهـر قـبل أن تـقـدَّم هـدية لـنا !! )) والآن نسأل : هـل إستـفاد الزائر العـزيز من تلك العـلب ، وهـل عـلِم بها وهـل سيأخـذها معه عـند مغادرته أستراليا إلى أورﭙا أو أميركا مثلاً ؟ وهـل يستـفـيد منها صاحـب الـدار ؟ أليس المستـفـيـد الوحـيد هـو صاحـب المحـل التجاري الذي إشـتريناها منه ؟ إن هـذا المرض صار مُعـدياً ليشمل أي حـدث كان حـتى عـند رجـوع أحـد أفـراد الأسرة من سـفـر فـيُعاد ذلك السيناريو من قِـبَـل المعارف وتـتساقـط تلك الـﭙاكـيتات عـليهم كالمطـر! أليس هـذا نوع من التملق ؟ فـهـل من وسيلة لـترك عادة التـبـذير هـذه غـير الضرورية ؟ إن المسألة ليست بُخـل وإنما هي هـدر  إقـتـصادي ؟ البعـض يقـول إنها رمز ودليل عـلى الإحـترام ، وهـنا نـتساءل هـل أن الإحـترام هـو بالبسـكـت والـﭽـوكـليت الذي مصيره حاوية الـنـفايات ، وماذا تـفعـل العائلة بكـل تلك العـلب النستلية وخاصة إذا كان جـميع أفـراد الأسرة من كـبار العـمر ؟ ألا تكـفي المشاعـر والأحاسيس المرتسمة عـلى العـيون والوجه للـتعـبـير عـن تلك المحـبة وذلك الإحـترام عـنـد مصافـحة الضيف والتـرحـيب به ؟ ألا تكـفي الزيارة ذاتها ؟
زيارة مريض القـلب مع كـيس ﭽـوكـليت
إن الموضوع نـفـسه يتـكـرَّر عـند دخـول أحـدهم المستشفى ( لا سامح الله ) فـتبدأ سوق العُـلب الـﭽـوكـليتية والبسكـويتية والبقلاوية والنستـلية تـنـتعـش وتزدهـر وذلك حـين نـتهافـت عـلى الأسواق لشرائها وتـقـديمها عـند زيارتـنا إياه في المستشفى أو بعـد خـروجه منها إلى الـبـيت وكأن المريض بحاجة إلى نستلة من جَـرّاء عـملية فـتح القـلب أو يصبح بحاجة إلى ﭽـوكـليت بعـد قـلع إحـدى كـليتـيه ، وهـنا أتـذكـر قـبل أكـثر من أربع عـشرة سنة حـين زرنا رجلاً متـقـدمَاً في السن بعـد مغادرته المستشفى وبأيدينا عـلبتـنا النستـلية وتسكـن معه زوجـته فـقـط فـقالت وهي تمزح معـنا : هـل أتيتـم وعـلبة النستلة معـكم ، إن عـنـدنا العـشرات منها وسوف نوزعـها إلى الناس !! وحالة أخـرى مشابهة قالت لـنا المرأة صاحـبة الـدار : لماذا كـلـفـتـم وأتيتم والعـلبة بأيـديكم ، نحـن نعـطيكم عـلبتين لأن ليس لـدينا أطـفال !. كما نلاحـظ البعـض حـين يراجع المستشفى ( مراجعة فـقـط ) لإجـراء تحـليل أو للتـصوير الشعاعي أو حـتى عـنـد قـلع أظـفـر من أصابع رجـله مثلاً ، فإنه ينشر خـبره في الفـضائيات حـتى تصل أخـباره إلى القـمر ! وكأنه يقـول للناس تعالـوا لـزيارتي !!! فـهـل من داعي لـذلك ؟ أنا أعـرف أناساً في سدني ومن أبناء جاليتـنا أجـريتْ لهم عـمايات كـبرى ومتـوسطة وبعـضهم رقـد فـي المستشفى يومين أو أياماً عـديـدة دون أن ينشروا خـبرهم ولم يعـرف أحـد عـنهم وعـن سبب دخـولهم المستشفى ومن بـينهم أنا شـخـصياً ، إنها خـصوصيات الفـرد فـهل تحـتاج إلى قـرع الطـبول للإعلان عـنها ، وهـل من حاجة إلى تبليغ الناس عـن كـل صغـيرة وكـبـيرة من ألم في البطن أو الكـتـف أو الإنـفـلونـزا تـصيب أفـراد الأسرة ؟
ملاحـظة مهمة : قـد يحـتاج المريض إلى دم ! وعـندها يحـين وقـت التعـبـير عـن القـرابة والصداقة وعـلى أهـله تبليغـنا جـميعاً للـتبرّع له بدمائـنا لإنـقاذ حـياته ، إنها مسألة إنسانية تخـتـلف عـن موضوعـنا الذي نـتـكـلم عـنه .
(2) : حـفلة الـنيشان تسبق زواج العـرسان  
 
كانت حـفلة الزواج السابقة ذات طـقـوس جـميلة وبسيطة موروثة من أجـدادنا تـتـضمن طـلب يـد العـروس من والـدَيها والنيشان والحـنة وآخـر نسميه ( جـيـبا = ﭽـَـرَزات في الجـيب ) ويوم تحـضير الخـبز ويوم حلاقة العـريس وإستحـمامه من قِـبَـل عـمَّـته إعـتـزازاً به وهـكـذا كانت العادة في السابق وتخـتـلف من مجـتمع إلى آخـر أو من قـرية إلى أخـرى .... وكـلها بسيطة كان هـدفها مشاركة الناس في الفـرح دون أن يتحـملوا أي عـبء ماليِّ عـدا حـفـلة الزواج فـقـط وذلك لتخـفـيف تكاليف الزواج عـن كاهـل العـريس ( لا للمتاجـرة بها ) . نعـم نقـول إنَّ الزمن تغـيَّر ونحـن نـتغـيَّر معه فأولادنا ليسوا مثـلنا ونحـن لم نكـن كآبائـنا ولكـن لا نـنـسى أن نكـون عـقلانيّـين مع هـذا الزمن المتـغـيِّـر والصعـب وعـلينا أن نـكـون حُـكـماءَ في التعامل معه . ولـنـبدأ بحـفـلة النيشان :  
(1)- حـفـلة النيشان ( Engagement Party بـدون أشبـينات وأشابـين ـ قـَـرووياثا و قـَـريـوي ) : النيشان هـو عـلامة الخـطوبة أمام المجـتمع والهـدف منه الإعلان للناس أن فلانة مخـطوبة إلى فلان فإذا شوهِـدا سـوية في منـتـزه أو سوق أو حـفلة وبموجـب تـقاليـدنا سوف لا يُـساء الـظن بهما . وقـبل سنين طويلة وفي القـرية كان النيشان يقـتـصر عـلى بضعة رجال من أهـل العـريس يأخـذون معـهم بعـض قـناني الكـحـول ( العـرق ) ويـذهـون إلى دار العـروس برفـقة النساء وبحـوزتهـنَّ المجـوهـرات المتفـق عـليها مسبقاً لتسليمها إلى العـروس أما الرجال فـيستمتعـون بإرتشاف الكحـول مع المزات البسيطة جـداً المهـيأة في بيت العـروس . وفي مرحـلة الستينات في ألقـوش حـصل تـطـوّر من أجـل التباهي (الكـشخة) فـكان العـريس يقـيم حـفـلة النيشان شـبـيهة كـثيراً بحـفلة الزواج العادية في ذلك الوقـت : الطبل والـمزمار ( داول ــ زورنا ) والعـرق مع المزة للرجال فـقـط  ، أما النساء فـكـنّ فـقـط يشاركـن في الدبكات ، بل أن البعـض تمادى في السخاء فـجـعـل النيشان يومين ثم تــُـرِكـتْ هـذه العادة ، وكـل المصاريف عـلى حـساب العـريس الخـيِّـر والكـريم بـلا إستـغلال وبدون أن يُحَـمِّل المدعـوّين أية كـلفة ، وبعـدها تكـون حـفـلة الزواج و تـُـقـدَّم الصبَّـحـية ، ولا تخـتلف عـن حـفـلة النيشان من حـيث الإعـداد لها .  
أما اليوم في أسـتراليا فالأمر يخـتـلف وصار أهـل العـروس هم الذين ينـظـمون حـفـلة النيشان ولا تخـتـلف أبداً عـن حـفـلة الزواج الرئيسية فـتـقام في قاعة راقـية مع فرقة غـناء وتـصوير ﭬـيديو ( بدون أشبـينات وأشابـين ) ويتحـمَّـل المعـزومين تكاليفها بل أن البعـض من أصحاب الحـفـلة يوحي للمعـزومين مسبقاً مقـدار كـلفة الشخـص الواحـد في تلك القاعة كي يكـون العـطاء ( الصبَّحـية ) بمستـواها . وقـد يناقـشـنا واحـد فـيقـول أنَّ المدعـو ليس مضطـراً إلى حـضور الحـفـلة وتحـمُّـل كـلفـتها المالية ، فـنـقـول هـذا صحـيح ولكـن من الجانب الإجـتماعي حـين يكـرمنا شـخـص فـعـلينا نـضـطـر إلى إحـترام الدعـوة وإنْ كانت مكـلفة !! بل أن ــ بعـض ــ أصحاب العـروسَين سوف يكـون موقـفهم سـلبـياً ويضمرونها في قـلوبهم ضـدنا حـتى الموت ولكـني لاحـظـتُ في الآونة الأخـيرة حلاً لهـذه الإشكالات فإن بعـض العـوائل الكـبـيرة يحـضر منها فـرداً واحـداً فـقـط وذلك إلتـزاماً بإحـترام الدعـوة من جـهة ثم تـقـليل العـبء المالي من جـهة أخـرى ، لأن الجالية تـوسَّـعـتْ والمناسبات تـعـدَّدَتْ فـصارت مكـلفة عـلينا كالعـماذ والتـناول الأول والنيشان الذي نحـن بصـدده وربما غـداً حـفلات الطلاق . طيب نحـن نـتساءل : إذا كانت حـفـلة النيشان لا تـخـتـلف أبداً عـن حـفـلة الزواج الكـبرى فـلماذا لا نخـتـصرها وتكـون هي ذاتها حـفـلة زواج فـنجـنـِّـب المدعـوّين تحَـمُّـل الصبَّحـية مرتين ونخـفـف العـبء المالي عـليهم ؟ وهي نـفـس الفـرقة والـﭬـيديو والبـيرة والزلاطات والكـوكا كـولات ونـفـس الوجـوه وفي نـفـس القاعة ! وهـل هـناك ضرورة لإقامة حـفـلتين مُرهـقـتين عـلى كاهـل المدعـوّين ؟ أم أنَّ وراءها أرباحاً تجارية ؟
وإذا كان القـصد منها الـمزيد من الفـرح لأهـل العـريس والعـروس والمدعـوّين ، طيب لماذا لا تكـون مجاناً وعـلى حـساب الذي يقـيمها ولتـقـتـصر عـلى المقـرَّبـين جـداً مثـلما أقـدَم عـليه أخٌ حـميـمٌ لنا في سـدني ورفـض بكل شهامة قـبول أية صبَّحـية من المدعـوّين الأقارب والمعارف إلى حـفـلة نيشان كـريمته ، وهـكـذا بعـده أخـوه وبنـفـس الخـصال الحـميـدة لم يكـن مطـلوباً منه إقامة حـفـلة نيشان عـلى إعـتبار أنه أبو العـريس ومع ذلك أقامها لخـطيـبة إبنه وعـلى نـفـقـته الخاصة رافـضاً قـبول الصبَّحـية من المدعـوّين فـلماذا لا نـقـتـدي بهما إنْ كان الهـدف الفـرح فـقـط ؟ أو يمكـن أن نعـمل شيئاً آخـراً مثـلما عـمل والد إحـدى الفـتيات المخـطوبات في سـدني وإقـتـصر النيشان عـلى دعـوة أهـل العـريس وعائلة أخـرى أو عائلتين إلى دار العـروس مع الأكـل والشرب والأهازيج وأبوكم الله يرحـمه ، إنها علامة للخـطوبة فـقـط يا إخـوان نأمل من ورائها الخـير ولا تحـتاج إلى إحـراج الناس .
ملاحـظة : عـلى مـدى 15 سـنة ونحـن في أستراليا إسـتـلمنا دعـوات وحـضرنا حـفـلات نيشان كـثيرة ولكـن ثمان منها ــ التي أتـذكـرها ــ إنـقـطـعـتْ الحـبال بـين العـروسَين إلى الأبـد وفـشـلتْ وراحـت ( الصَبَّـحـية ) بَّـلاش !!! فإلى المزيـد من حـفلات النيشان الفاشلة يا جـماعة المخـطـوبـين .
الغاية من الأشبـينات والأشابـين !!! : لنسمع أولاً هـذه القـصص (1) بعـد أن تـزوَّجـتْ إحـدى الـفـتيات الألقـوشيات في مطلع الستينات من القـرن الماضي وهي في مرحـلة دراستـها المتـوسطة ومن عائلة متـوسطة الثـقافة حـكـتْ لـنا بعـد سنين أن كـل معـرفـتها عـن الزواج كانت تـتـلخـص بأن الرجـل يُـقـبِّـل زوجـته فـينجـبان الأطفال ! (2) وقـصة أخـرى أغـرب من تلك ، كان شابٌ ألـقـوشي قـد تـزوّج حـديثاً وشاء حـظه العاثـر بعـد أيام أن يُـساق إلى الخـدمة العـسكـرية الإلزامية قـبل عام 1914 في الجـيش التركي المحـتل للعـراق ولم يُـمنح إجازة لزيارة عائلته إلاّ حـين إنهارت الإمبراطورية العـثمانية وإنـتهتْ الحـرب العالمية الأولى فـتـسـرَّح من الخـدمة بعـد أن أمضى سنيناً غائباً عـن زوجـته فـرجع إلى بـيته وبـلـدته ألقـوش ، ولما لاحـظ أن أصدقاءه الذين كانـوا قـد تـزوّجـوا معه في نـفـس السنة ولم يُـساقـوا إلى الجـيش قـد رُزقـوا بطـفـلين أو ثلاثة وبعـضهم بأربعة أطـفال ، سأل زوجـته : لماذا ليس عـنـدكِ أطـفال ؟ قالت : لا أدري ، وهـنا سألها بغـضب : لماذا أنجـبتْ زوجة صديقي الفلاني ثلاثة أطفال والأخـرى أربعة والأخـرى إثـنان ؟ قالت له : لا أدري ، ربما هي إرادة الله ولم يهـب لي مثلهم ! إن عـروسَـين بهـذا المستـوى يكـونان بحاجة إلى تـثـقـيف جـنسي وبالأخـص يوم زواجهما كي يستمر النسل البشري ويستمتعـون بالحـياة ، لـذا كانت هـناك حاجة إلى الأشبـين ليـتـولى مسؤولية إرشاد العـريس وهـكـذا الأشبـينة للعـروسة بالإضافة إلى أمور إدارية ويُعـتبران شاهـدَين عـلى الزواج ويوقعان في سجلات الكـنيسة أو المحـكـمة . ولكـنـنا الآن في عـصر الوعي والإنفـتاح العـلمي والثـقافي والإعلامي ووسائل الإتصال إنـتـفـتْ الحاجة إلى مهـمة التـثـقـيف الجـنسي حـيث صار في متـناول يـد الجـميع منـذ العـمر الباكـر وعـليه صار واجـب الأشبـين والأشبـينة لا يتجاوز تـوقـيع الوثائـق الرسمية المشار إليها كـشاهـدَين فـقـط ، ولكن هـذا الموضوع تـتـطـوَّر وأصبح مظهـراً للتباهي بل للتسابق عـلى عـدد (( كـﭙـلات )) الأشبـينات ورفاقـهـنَّ الأشابـين ــ 5 إلى 10 ــ عـلى جانبَي العـروسَـين مع موديلات أزيائهم وألوانها و بدلاً من أنْ يُـكـرَمون فإنهم يرَون أنـفـسهم مضطـرّين إلى تـقـديم صبَّحـية ثـقـيلة عـليهم ، أما نصير تلك الأزياء فإنها سترجع إلى محلات الخـياطة التي إسـتـؤجـرَتْ منها. وهـنا لا بـد من تعـليق : إن العـريس ( مع العـروس ) يخـتاران الفـستان الأغـلى والقاعة الأحـسن وزينة المقاعـد الأجـمل مع الفـرقة الغـنائية ومطـربها الأفـضل والمصوِّر الأرقى ناهـيك عـن العـربة المَـلكـية بالـحُـصُن مسحـوبة ، والسيارة المكـشوفة ، ولا يكـتـفـيان بكاهـن واحـد يؤدي مراسيم الزواج بل بإثـنين وربما أكـثر ومعـهما سـيادة المطران وكـلها محـسوبة أثمانها بآلاف الدولارات ( كـل شي بفـلوسه ) ولسنا نعـترض فـكل واحـد يتـزوَّج حـسب رغـبته وبفـلـوسه ، ولكـن حـين يأتي وقـت إخـتيار الأشابـين والأشبـينات كأحـد مظاهـر الزينة للحـفـلة يكـلفـون تكـليفاً هـذا أو ذاك ! لماذا ؟ وإقـتـراحـنا هـو تشكـيل فـرقة للأشابـين والأشبـينات من الشباب الرشيقـين والذين يُجـيـدون الرقـص تكـون دائمية يتغـيَّـر أفـرادها مع الزمن ( مثل فـرقة الغـناء ) وتـُـدفع لهم أجـرة مناسبة للقـيام بهـذا العـمل أو تـترك تلك البـدلات هـدية لهم كـذكـرى وبـدون مقابل !! وهـنا نـقـول للعـروسَـين : إن مَن يـريد كـشخة عـليه أنْ يدفع ثـمنها ! وإلاّ فإن قاط أسـود 150 دولار مع فـستان أبـيض بضعة مئات من الدولارات وأشـبـين واحـد وأشـبـينة واحـدة وكاهـن واحـد والسيارة الشخـصية وحـفـلة بسيطة تكـفـي ... ولكـن الغـيرة من هـذه وتلك لا تسمح وهي التي تـقـتـلنا .          
(2)- حـفـلة الزواج الكـبرى (  Wedding Party  ) مع الأشبـينات والأشابـين : وهـذه الحـفـلة عـلى العـين والرأس ولكـن لا أنْ تـقام في قاعات غالية بالنسبة إلى مدخـولـنا ونحـن نـدفع الثمن ، يعـني كـشخة عـلى حـساب المدعـوّين وإلاّ إذا كان الأمر هـكـذا فـنحـن سنحـتـفـل في أوﭙـرا هاوس حـيث كـلفة الشخـص الواحـد تـتجاوز 250 أو 300 دولار طالما هي عـلى حـساب الناس المعـزومين . أتـذكـر ونحـن في أثـينا في تسعـينات القـرن الماضي أن عـروسَـين ألقـوشيَّـين من عائلة ﭽـولاغ أخـبرا الجـميع بأنهما سيحـتـفـلان بزواجـهما في قاعة أحـد الفـنادق الراقـية جـداً ويتحـملان تـكاليفها الباهـضة أيضاً ولكـنهـما في ذات الوقـت أخـبرا المدعـوّين كافة مقـدّماً بأن يحـضروا إلى الحـفـلة للمشاركة في الفـرحة وعـليهم أن يعـتـبروا أنـفـسهم في قاعة بسيطة ويقـدّموا ( صبَّحـيتهم ) عـلى هـذا الأساس وهـكـذا حـضرنا تلك الحـفـلة وفـعلاً كانت رائعة .
ملاحـظة : عـلى مـدى 15 سـنة ونحـن في أستراليا حـضرنا حـفـلات زواج كـثيرة وإنَّ من بـينها سبعاً ــ التي أتـذكـرها ــ لم يـصمد الزوجان بالقـداسة فإنهار رباطهـما وإنـفـصلا خلال أشهـر أو سنة أو سنـتين وإلى الأبـد دون أن يحـترما كـلمتـهـما وتعـهَّـدهـما أمام الصليـب عـلى مذبح الكـنيسة وأمام الأقارب والمعارف ( وكـل واحـد ﮔـعَـد في بـيته وراحـت الصَبَّـحـية يا صابر للمرة الثانية ) !! .
(3) : حـفلات عـجـيـبة بأسماء غـريـبة تسبق حـفلة الزواج المهـيـبة  

لنأتي إلى الحـفلات الغـريـبة الأخـرى فإن أغـلب العـرسان من أهالينا في أستراليا اليوم ( وليس جـميعـهم ) حـين يحـصل الإتـفاق بـينهم ويُـقـبلون عـلى الزواج فإنهم يـباشـرون بالتخـطيط قـبل أشهر من أجـل إقامة حـفلات ولقاءات ذات أسماء مخـترعة غـريـبة عـن ثـقافـتـنا الشرقـية بل مخجـلة أحـياناً في مجـتمعـنا فـيقـدِّمون ( صكاً واجـب الـدفع فـوراً ولا يقـبل التأجـيل ) عـلى هـيأة ( كارت ) بطاقة دعـوة منمَّـقة داخـل مظروف في غاية الأناقة إلى بعـض المقـرّبات والصديقات بحجة الفـرح والإبتهاج بالزواج ولكـن غايتها المخـفـية هي ﮔِـدية ( إسـتجـداء ) بطريقة ذكـية وأنيقة ولا أدري كـيف يرتـضونها لأنـفـسهم ، ومن هـذه الحـفلات :
(3)ــ مغادرة العـزوبـية حـفـلتان منـفـصلتان ! وفـيها يعـزم العـريس أصدقاءه لوحـدهم (  Buck’s Party  ) إلى نادي أو أية قاعة خاصة وهـذه في الحـقـيقة تـقـليـد غـربي طـقـوسه تـنافي ثـقافـتـنا وتربـيتـنا وأخلاقـنا فالبعـض من شبابنا يقـلـدونه كما هـو عـند الأستراليّـين ، والبعـض الآخـر يعـملونه ( خـد وعـين ) وهي أن العـريس يقـرر ترك السلوكـيات المستهـجـنة للعـزوبـية لأن الزواج قادمٌ لـذا يستمتع بها للمرة الأخـيرة ! أما العـروس تعـزم صديقاتها لوحـدهـنَّ ( Hen’s Party ) لنـفـس الفـكـرة وذلك قـبل حـفـلة الزواج بأيام ( ويُـبَـلغ كـل واحـد من الأصدقاء المعـزومين أو المعـزومات مقـدّماً بأن يـدفعـوا تكاليف عـزيمتهم إلى صاحـب القاعة ) . إذن هـؤلاء الأصدقاء والصديقات ليسوا معـزومين بل هم الذين يعـزمون ( العـروسَين ) ويدفعـون المصاريف من جـيوبهم مقـدّماً ! إنها ضريـبة يدفـعـونها لصاحـب القاعة رغـم إرادتهم وبالإكـراه . تـصـوَّروا أني أضيِّـف مجـموعة من أصدقائي إلى بـيتي وأقـوم بواجـب ضيافـتهم من منـتجات مطعم أو نادي معـين وأقـول لهم قـبل دخـولهم داري : أهلاً وسهلاً بكم شـرّفـتمونا ولكـن إدفعـوا ثـمن مأكـولاتـكم ومشروباتكم إلى النادي أو المطعـم الفلاني !! بشرفـكم ماذا ستـقـولون عـني ؟  
(4)- حـفـلة المطبخ ! (  KITCHEN TEA  شاي المطبخ ) وهي لـقاء تـنـظمه العـروس للصديقات والأقارب من ــ الإناث فـقـط ــ وكـنتُ أتـصوَّر أنها عـبارة عـن شـرب الشاي داخـل المطبخ وليس في صالة الضيوف عـلى إعـتـبار أن الصديقات بـينهـنَّ ميانة ولكـن إكـتـشـفـتُ أن تـصـوّري هـو خـطأ ، والصحـيح أنها تـقـدَّم لهـنَّ خلال ذلك اللقاء بعـض المطيِّـبات والمرطـبات وربما بعـض الـسنـدويـﭽات والأغاني ومعـها دبكات خـفـيفة مصطـنعة ، طيب إسمحـوا أن أسأل : متى تـنـتهي هـذه الحـفـلة ؟ الجـواب : إنها منـتهـية قـبل أن تبـدأ ! صُـدُﮒ ﮔالو عـجـيب أمور غـريب قـضية ! كـيف ؟ إن العـروس العـزيزة سـبق لها أن تكـون قـد سجـلتْ إحـتياجاتها المطبخـية والمنزلية لـبـيت الزوجـية المقـبل إبتـداءاً من الأدوات الكـهـربائية المروحـية والـمدفـئية مروراً بالعـجّانة والخلاطة والكـبّاسة والـثـرّامة والـلطـّامة والـهَـجّامة .... وإنـتهاءاً بالقـدور البخارية والصحـون الفـرفـورية والملاعـق الستينـلِـسية وملحـقاتها فاخـرة النوعـية والمملحة الزجاجـية والمبهَـرة الكرسـتالية والمشكـرة ( شـكـر ) الياقـوتية والمبخـرة الفـضية لتعـطير أجـواء بـيت الزوجـية وهـذه كـلها تسجـلها في قائمة وتوثـقها عـند أحـد المحلات الراقـية مثل مايَـر ، هارﭬـي نـورمان ، بـينـﮒ لي ، دومين ، رتـرادِشـن أو غـيرها ثم تبعـث بطاقة دعـوة تـوصي بها تلك المعـزومات بأن يتـوَجـَّهنَ إلى ذلك المحل ( وعـنـوانه مثبـت في بـطاقة الـدعـوة كي لا يتهـنَ الطريق ) ليطـلعـنَ عـلى قائمة الأجهـزة والأدوات التي تحـتاجها ، فـتذهـب النساء المعـزومات مضطرات إلى ذلك المحـل ــ وليس غـيره ــ لشراء ما تحـتاجه عـروستـنا و( عـريسها ) من تلك البضاعة فـرْضاً وجـبراً عـليهن حـسب وزن محـفـظـتهن ثم تـدفعـن ثـمنها خجلاً رغـماً عـنهن ويأتـين بها إلى بيت العـروس ثـم وبعـد كـل ذلك !!!!!!!! يحـضرن لـتبدأ حـفـلة المطبخ ، أليست الحـفلة منـتهـية ومدفـوعاً ثـمنها قـبل قـدوم المعـزومات ؟ ( هـوَّ ليش المطبخ يريد حـفـلة أم هي ﮔِـدية بطريقة حـضارية ؟؟ ) .
(5)- حـفـلة حـمّام العـروس ! (  BATH JUICE وهـذا عـصير الحـمام ) يُـقال أن هـناك حـفـلة الحـمام وما أدراك ما حـفـلة الحـمّام ! حـين سمعـتُ بها للمرة الأولى تـصـوَّرتُ أن صديقات العـروس وفي ظـُهرية يوم حـفـلة الزواج يساعـدنها في الإستحـمام أو يغـنين ويرقـصن خارج الحـمام إعـتـزازاً بها أثـناء إستحـمامها.... ويشربن العـصير !! أثاري الموضوع ليس بهـذا الإخـراج القـرَوي وإنما هي ﮔِـدية عـصرية حـيث أن العـروس تـدعـو صديقاتها إلى هـذه الحـفلة وهُـنَّ يعـرفـن الغاية منها فـكل واحـدة تأتي بهـدية تخـص الحـمام مثـل المناشف بأحجامها والصوابـين بأشكالها والشامـﭙـوات بأنـواعها وأجـهـزة تسريحة الشعـر بموديلاتها وأصباغ أظافـر القـدمين قـبل اليـدَين بألوانها وألات قـص وبَـرْد الأظافـر وملحـقاتها ، ناهـيك عـن معاطف ما بعـد الخـروج من الإستحـمام ودهـونها .... فـهـنيئاً للعـريس كـل شي عـل الحاضر شيريد بعـد ، ولا حاجة له أن يتـوسَّـط عـنـد الـ ( Broker ) للحـصول عـلى قـرض من المصارف فـيَـنجـو من الدفـوعات وفـوائـدها .
(6)- حـفـلة حـمام الطـفـل قـبل ولادته ! (  BABY SHAWER حـمّام الطـفـل ) وهـذه أغـربها ! فـبعـد إنـتهاء حـفـلة الزواج الكـبرى ورجـوع العـروسَين من شهر العـسل وإلتحاقهما بأعـمالهما وإستمرار حـياتهما السعـيـدة في نـزهات وحـفلات وزيارات ، يشاء الله أن تغـدو عـروستـنا حاملاً فـنـنـتـظـر معها الحـدث السعـيد وكـلنا فـرحـون ! ولكـنها تبدأ منـذ الأشهـر الأولى للحـمل في التـخـطيط للحـصول عـلى حاجات الطـفل قـبل ولادته فـتبعـث بدعـوات بإسم حـفلة حـمام الطـفل إلى المعـزومات السابقات الكـريمات المبتـليات ، فـيصبحـن مطـلوبات مرة أخـرى لـدائرة الضريـبة !! شـنو هاي الضريـبة يابا ؟ إنها ضريـبة الـ بـيـبـى قـبل أن تـلـده أمه وعـليهن أن يجـَهِّـزن الجـنين في بطـن أمه العـروس بكـل ما يحـتاجه بعـد ولادته إبتـداءاً من الحـفاظات والمصّاصات واللباسات والفانيلات واللعابات والعـربانات ومعـطـرات الأطفال ودهـونات تـرطـيب الجـلد وكـل مستلزمات رعايته عـند إستحـمامه أو حـين مرافـقـته لأمه خارج المنزل ، طيب أنا أتساءل هـنا : هـل الجـنين هـذا ليس له أب ، هـل هـو يتيم ؟ أليست أمه تعـمل براتب أو تستـلم إستحـقاقاتها مع طـفـلها من دائرة الضمان الإجـتـماعي ، أليس له عـم ، عـمة ، خال ، جَـد ؟ أليس هـناك مؤسسات تساعـد المحـتاجـين ؟ أليس هـناك جـمعـيات خـيرية ؟ أليس هـناك كـنيسة ؟ يؤسـفـني أن أقـول إن حـفـلة الـ ( BABY ) هـذه لها جـذور في المجـتمعات الغـربـية مؤسفة ومرفـوضة في ثـقافـتـنا الشرقـية الخاصة ، ولو عـرفـناها سـنـشمئـز ونـتـقـزز منها ونرفـضها ولن نقـبلها عـلى أولادنا .  
(7)- ومَن يـدري ربما غـداً (  TOILET PARTY تـواليت ﭙارتي !  ) وهـذا مشروع قـيد الدرس وسيتم الإتـفاق عـليه بعـون الله بعـدما نـتـطـوَّر أكـثر ولن تكـون مكـلفة لأنها ستـقـتـصر عـلى ( فـرشاة وكـلينيكـس ومعـطـرات الجـو لا أكـثر ) .
(8)- وبعـد غـد سنسمع بـ (   BED ROOM PARTY حـفـلة غـرفة النوم  ) وهـذه خـطـيرة لا نـتـكـلم عـنها حـتى ذلك اليوم ، وراح نـﮔـضي عـمرنا كـله بالـﭙارتيات .
 


277
ليست الـعِـبـرة بإلحاق الواوات أخي منـصور بل بتحَـسُّـس الـنبـضات
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
قـرأتُ مقالاً للأخ منصور سـناطي يطالب به أبناء شعـبنا الكـتابة حـول تـوحـيدنا وليس سكـب البانزين عـلى فـرقـتـنا http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,617814.0.html بتأريخ 24/10/2012 فـيطيب لي أن أقـول له : إن مجـرد تسميتـك لشعـبنا بكـلمات ثلاث تكـون قـد أكـَّـدتَ بنـفـسك الـتـفـرقة بعـينها فـهـل يمكـنك أن تـدلـنا عـن قـومية ظهـرتْ في التأريخ بثلاثة أسماء ؟ هـل تـدلـنا عـلى رجـل أو إمرأة يتألف إسمه الشخـصي من ثلاثة أسماء ، أو ثلاثة إخـوة تراكـبتْ أسماؤهم فـوق بعـضها البعـض فإلتحـمـتْ أو رُبطـتْ بحـبل أو شُـدَّتْ مع بعـضها بحـزام ؟ هـل هـناك مصنع أو شركة لإخـوة ثلاثة بثلاثة أسماء لهم ! أم يقـولون ــ شركة فلان إخـوان مثل حَـسّـو إخـوان في شارع الرشـيد ــ ؟ هـل تـوجـد سيارة بثلاث ماركات ! يا أخي دعـنا نستخـدم المنـطق في تـفـكيرنا وقـولـنا ، ثم ما عـلاقة الهجـرة والقـتل بالأسماء وصراعاتها ؟ وأين هـو صب الزيت عـلى النار التي ذكـرتـَها ، هـل يمكـنك التأشـير بأصبعـك عـليها ؟ ومَن قال لك أن الواوات والـﭙـَلـتيقات تحـل المشكـلات ؟ إسأل أهـل القـطاريات ما الذي حـقـقـوه من الفارﮔـونات ! إسألهم واحـداً فـواحـداً هـل إستـرجـعـوا الأراضي من كاني بلاﭬـي ، هـل منعـوا بناء الأبراج ، وماذا عـن برطـلة ؟ أين أبطال المجـلسَين القـومي الـناكـر والشعـبي الماكـر ؟ وتـقـول : (( فلا مكـوّن يقـوى بمفـرده نيل حـقـوقه المشروعة عـلى حساب إقـصاء الآخـر )) طـيب يا أخي أنت تعـرفها وتحـرفها ! كـيف تريد من كـتابنا أن يعـزفـوا عـلى وتر وحـدتـنا ــ حـسبما أشـرتَ ــ والوتر غـير مشدود أصلاً ، هـل سيعـطي نغـمة ؟ أم تريـدنا أن نـصـفـر بأفـواهـنا وبـشـفاهـنا عـسى أن يكـون هـناك مَن يسمعـنا . أقـول لك ليس هـناك مَن يسمع صوتـنا ، لـذلك لا يوجـد صدى لصياحـنا يأتي إلى مسامعـنا ، إذن عـن أية كـتلة واحـدة تـُـكـلِّـمنا ؟
أخي منصور : إذا كان الأخ يريد كـل شيء لـنـفـسه ولا يشعـر بإخـوانه وأخـواته ! فـهـو أناني لا تـنـتـظر شيئاً منه ولا تهـدر وقـتك بالتـفـكـير به بل إعـمل لوحـدك كي تكـسب رزقـك ، وعـليه إن لم تكـن هـناك نبضات القـلب تربط الإخـوان ! فإنهم ليسوا إخـواناً وليشق كـل واحـد طريقه لـوحـده ، مثـل الأراضي التي لا تربطها السواقي لا ينـتـقـل الماء بـينها من الأولى إلى الثانية وحـينـئـذٍ نقـول المثـل الشعـبي المحـلي ( كـُـد أرأ شَـتـْـيا مايه ح = كل أرض تـسقى من مائها ) دون الإعـتماد عـلى غـيرها ، فـعـسى أن نسمع رداً منك كي تسمع صـداه منا .


278
ماذا قال ممثـلو دائرة الهجـرة الأسترالية عـن البرنامج الإنساني الجـديـد

كـتب التـقـرير : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني ــ 25 تشرين الأول 2012
رغـبة من مجـموعة تـنـظيماتـنا الكـلـدانية المهـتمة بالشأن القـومي والواردة أسماؤها في أدناه ومن نشاطات الملتـقى الـكـلـداني الـثـقافي في سـدني ، لـبَّـتْ وزارة الهجـرة الأسـتـرالية طـلبنا جـميعاً فـحـضر ممثـلون عـنها في نـدوة مسائية بتأريخ 17 تشرين الأول 2012 في قاعة نادي بابل الكـلـداني
 (Manager Andi Eisenhuth )
(Tony Maguire Director Refugee and Humanitarian Visas )
التي إكـتـضتْ بالحـضور ودامت أكـثر من ساعة فـقـدموا شرحاً وافـياً عـن القـوانين العامة المعـمول بها في دائرة الهجـرة بشأن قـبول طلبات اللجـوء الإنساني وفـقاً لإتـفاقـية جـنيـﭫ والمفـوضية العـليا للاجـئين التابعة للأمم المتحـدة بالإضافة إلى القـوانين المحـلية التي تأتي تلبـية للحاجات الطارئة التي تعـصف بالعالم بـين الحـين والآخـر .
وقالت ( Andi ) : جـميعـنا نفـتخـر بأستراليا المتميِّـزة في برنامجها الإنساني لقـبول اللاجـئين وخاصة أولـئك الذين هم بحاجة ماسة إلى إعادة تـوطين ومن مخـتلف بـلـدان العالم ، وقالت أن هـناك نوعَـين منهم أحـدهـما يشمل الذين تركـوا بلادهم لأسباب شخـصية قاهـرة ويحـتاجـون إلى كـفـيل من داخـل أستراليا ( وليس لأسباب إقـتـصادية أو لفـقـدان الأمان في بـلـدهم بصورة عامة ! ) والنوع الآخـر هم المقـيمون الأستراليّـون الذين يقـدمون طلباً لِـلَم شمل أسرهم وللإلتحاق بهم ، وقالت : إن عـدد طلبات اللجـوء المقـدَّمة هـو دائماً أكـثر من سِعة البرنامج الإنساني المخـصص لهم فـفي خلال السنة المالية 2011-2012 ومن بـين 23000 طـلب للجـوء الإنساني مُـنحَ حـق اللجـوء لـ 700 منهم فـقـط وعـليه نـقـول لصاحـب الطـلب أن يكـون عـقلانياً في توقعاته قـبل تـقـديمه وأن لا يتفاءل كـثيراً حـول نجاح طـلبه فـقـد تستغـرق عـدة سنوات حـتى تـظهر نـتـيجـته وهـناك الكـثيرون سيصابون بخـيـبة أمل . إن كـل طلب يجـب أن يتضمن إستمارتين 842 ، 681 سـوية ويمكن للشخـص الكـفـيل ذو العلاقة الزوجـية المتـواصلة حالياً والمقـيم في أستراليا كلاجىء إنساني لمدة 5 سنين وحاصل عـلى ﭬـيزا الحـماية 866 أن يكـفـل أفـراد أسرته المدونة إسمائهم مسبقاً في سجلاته الأسترالية كالزوجة أو الخـطيـبة أو الأبناء ــ أقـل من 18 سنة ــ وأن يمكـنهم التأقـلم في المجـتمع الأسترالي ( عِـلماً أنَّ الوالـدَين والأحـفاد والأجـداد والإخـوان وأولاد العـم والخال ليسوا محـسوبـين كأفـراد الأسرة في هـذا البرنامج ) وهـناك مقايـيس أخـرى تـؤخـذ بنـظر الإعـتـبار في تـقـيـيم الحالة مثل الحـماية المؤقـتة التي يحـصل عـليها في محـل إقامته الحالية ودرجة الإضطهاد وصلة القـرابة ثم الرعاية التي سيتلقاها من كـفـيله ، ثم تأتي المقابلة والفحـص الطـبي وعـلى الكـفـيل تحَـمُّل نـفـقات سفـرهم ومتابعة شؤونهم عـند وصولهم .
وقـد وافـقـتْ السلطات الأسترالية عـلى رفع العـدد الكـلي لقـبول اللاجـئين بصورة عامة من كـل الأصناف ومن جـميع دول العالم إلى 20000 لاجىء في السنة بالإضافة إلى 4000 آخـرين تخـص فـقـرة الأسرة . وكانت هـنالك أسئلة الحـضور أجاب عـليها ممثل دائرة الهجـرة ( Tony ) بكـل رحابة صدر وأشار إلى متابعة إثـنـتين أو ثلاث من بعـض الحالات النادرة والتي أصابها الغـبن لمدة طـويلة إنْ كانت قانـونية ( متابعة فـقـط وليس وعـد أو ضمان ) .  
ونكـرر هـنا أن نشاطـنا هـذا هـو من أجـل إنـتـشال مواطـنينا ( ما يمكـن إنـتـشاله ) من مأزق الإنـتـظار في دول الجـوار الملتهـبة ، ولا يعـني أبـداً تشجـيع الساكـنين في الوطـن الأم لمغادرته عـلى الإطلاق وأنتم إطـلعـتم عـلى التـفاصيل غـير المشجـعة التي جاءت في مقالـنا هـذا .  
(1)- الملتـقى الكـلـداني الـثـقافي (2)- المركـز الكـلـداني للخـدمات الإجـتـماعـية (3)- جـمعـية تلكـيف الكـلـدانية (3)- الجـمعـية الأكاديمية الكـلـدانية الأسترالية (4)- المجـلس الكـلـداني العالمي (6)- المنبر الديمقـراطي الكـلـداني الموحـد .

279
الأخ عـبـد الأحـد قـلو والآخـرون الموقـرون جـميعاً
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
أود أن أعـبر عـن الشكـر والإمتـنان لكم وأنا أقـرأ ردودكم المشجـعة التي تصقـل الأفـكار وخاصة حـين تأتي من أبو الآنا مثل الأخ عـبد الأحـد قـلو بشجاعة ، دون الغـير الـذي ليست له شجاعة بعـوضة وقـدرة قـمل فـيتشبَّـث بالغـير .
إن تـقـبُّـل الآخـر شيء ، والإستشهاد بمفاهيم غـريـبة من أجـل إثبات إيمانـنا شيء آخـر ، وقـد قال الرسول ﭙـولس إلى أهـل غلاطية : إن بشرناكم نحـن أو ملاك من السماء بغـير ما بشرناكم به فـليكـن أناثيما . هـذا هـو المبـدأ يا أخي عـبـد الأحـد وليكن في معـلومك نحـن في المسيحـية ليس عـنـدنا مبـدأ التـقـية كما عـنـد الغـير ! ،  وإذا وُجـدَ رجـل دين مسيحي أو قـناة تلفـزيونية أو إذاعة أو صحـيفة تعـمل العـكس فـهي مخـطئة وهـو أناثيما .
أما قال حاسوبك وحُجـبَـتْ كـلماتك وسيرتك ، مثـلما لا تــُـنشَـر بعـض من مقالاتي أنا أيضاً فـهذه لا تـوقـف حـركة الكـون ولكـن الحـق الذي نعـرفه نـقـوله ولا نـتـملق لهـذا أو ذاك ، بل إسمح لي بالقـول أن عـلينا أنْ نـوصِل الرسالة التي لا يمكـن أهالينا في الوطـن الأم أن يوصلوها لمن يهمه الأمر لـذا فـنحـن بـديلين عـنهم . وأنا أسألك : هـل كانت هـناك قـبل 1400 سنة مقالات ورسوم وفـضائيات وإذاعات ، وهـل كان هـناك مايكل يكـتب وعـبـدالأحـد قـلو يـرد عـليه ؟ طيب فـلماذا كان شعـبنا يُـذبح ! هـل عـنـدك جـواب ؟
كما يتـطـلب أن تعـرف أنّ كـل كـلمة تكـتـبها تكـون لها قـيمتها ومحـسوبة عـليك ، وإن كـنت تـدري أن لا قـيمة لها أو غـير مقـصودة ضمن الهـدف الذي ترمي إليه ، لا تكـتبها يا أخي وإلاّ سنـعـتبرك كـمن يتـبضع مواداً غـذائية لوجـبة الغـداء مثلاً فـيشتري معها براغي وصامولات كانت معـروضة بأسعار رخـيصة بالصدفة ، ودمتَ سالماً .


280
تـنـظيماتـنا الـكـلـدانية إلى أين ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
 بعـد أحـداث 2003 رُفِع الكابوس عـن أعـناق العـراقـيّـين ليشهـدوا نقلات نـوعـية غـريـبة وشاملة لم نألف مثـلها طوال عـمرنا ، فالتـزوير مكـشوف وسرقة أموال الدولة أمر مألوف ، المحـسوبـية المنمقة بكـلمات المحاصصة تـعـلـَـن في وضح النهار وملفات شكاوي المواطـنين عـلى الرفـوف ، القـتل في الشارع وعـلى الرصيف دون خـوف وتـنوعـتْ أسماء الفـضائيات وإزدادت الصحـف ، أما الأحـزاب الدينية والقـومية فـحـدِّث عـنها ولا حـرج ويا حـيف .
والكـلـدانيّـون تلك الشريحة الأصيلة من أبناء الشعـب العـراقي أصابهم الويل الكـثير في خـضم هـذا الوضع المأساوي من إخـتـطاف وإبتـزاز وقـتل وتهجـير عـلى مرأى من السلطات التي لا يمكـنها حـماية نـفـسها فـكـيف تحـمي غـيرها فـكانت النـتـيجة أن نـزح الكـثير من أبناء شعـبنا الكـلـداني إلى المناطق الآمنة نسبـياً في شمال العـراق والكـثير الأكـثر هاجـر إلى دول الجـوار للوصول إلى أماكـن أكـثر أمناً وإستـقـراراً .  
وأمام هـذا المشهـد نهض الكـلـدان بنشـطائه المستـقـلين والمنـتمين سـواءاً من داخـل الوطن الأم أو من دول الشـتات فـنـفـضـوا عـنهم الغـبار ليظهـر بريقـهم ويـواكـبوا الأحـداث السياسية المتفاعـلة بحـرارة عـلى الساحة العـراقـية ، فـكانت لهم أحـزابهم السياسية ومؤسساتهم المدنية وكـلها نعـتبرها صادقة الأهـداف والنية وحـسناً فـعـلتْ حـين حـفـزت مشاعـر أبناء شعـبنا ونمى عـنـدهم الوعي القـومي والإعـتـزاز بالهـوية ولكـنـنا أصبحـنا نـواجه معادلة رياضية غـير متـوازنة بـين الحجم الكـلـداني الديموغـرافي وتعـدد تـنـظيماتـنا السياسية المتـنافـسة مع بعـضها في الساحة الإنـتخابـية بل وحـتى المؤسسات الكـلـدانية المدنية عـلى حـد سـواء فـصارت أجـزاءاً داخـل أجـزاء وباتت عامل ضعـف بـدلاً من عـنـصر قـوة والسبب يكـمن في أن تعـداد شعـبنا الكـلـداني المحـدود لا يسع هـذا الكـم من التشكيلات السياسية التي تسبب تبعـثراً بالطاقات والأصوات فـتـفـقـد قـدرتها التأثيرية في العـملية الإنـتخابـية وتـؤدي إلى حالة معـروفة النـتائج مسبقاً ولن يخـسر إلاّ الشعـب . ويـبـدو من هـذا السيناريـو إنَّ قـياديّـينا لا يكافـحـون من أجـل الشعـب الكـلـداني بل يـبحـثـون عـن إثبات وجـود الـذات والأنا للتباهي بها حـين يجـلسون عـلى مقـعـد ﭙـرلماني ويستـلمون مرتباً شهرياً محـترماً . إن خـوض أيّ معـترك عـلى إنـفـراد هـو التجـزئة بعـينها أما تـوحّـد الجـميع في قائمة واحـدة يُـجَـنـِّـبنا تشتيت أصواتـنا ونخـوض العـملية الإنـتخابـية بقـوة يـدركـها جـيـداً قـياديّو تـنـظيماتـنا ومع ذلك نراهم يصرّون عـلى تأسيس المزيـد منها وكـل واحـد يقـود مركـبته الشخـصية منـفـرداً فلا مصلحة عامة ولا هم يحـزنون وكأنه يقـول : ( لا إلي و لا إلك ) ويحاول إيجاد مبرّرات سطحـية لهذه الممارسة ولكـنها في الحـقـيقة لا تعـدو أكـثر من مصالح جـزئية وذاتية بإمتياز.    
فـماذا يعـمل أخـونا المرشح منـفـرداً ؟ إنه يلجأ إلى وسيلة أخـرى أكـثر ضماناً لتـقـوية جـداره آملاً أنْ يربح المليون وهـذه ليست سـرية ولا خافـية عـلى أحـد حـين يدخـل في شراكة مع أحـزاب قـوية تسانـده وتـؤمِّله بمحـفـِّـز يثير شهـيته مقابل مؤازرته لها ودعـمه إيّاها بالأصوات التي يحـصلها ( وكما في الأمس فـعـلوا كـذلك في الغـد سسيفعـلون ) . إنّ هـذه العـملية وإن كان المرشح يفـوز ضمن قائمة الحـزب القـوي إلاّ أن شعـبه لم يستـفـد منه مهما كان التباهي بمنـصبه لأن التـنـظيم الواحـد لا يمثـل الشعـب بكامله ولـنـتـذكـر التجـربة اليتيمة السابقة للتأكـد من ذلك حـين خاض أحـد قـياديّـينا الإنـتخابات متحالفاً مع حـزب قـوي فـمُـنِح له المقـعـد وهـذا كان هـدفه بـدليل لم يقـدِّم لشعـبنا شيئاً منـذ ذلك التأريخ وحـتى اليوم ، ولكـنه حـين خاض منـفـرداً لوحـده لم يأتِ بنـتيجة موفـقة ( لا لشمشون ولا للشعـب ) .  
من جانبنا ، نعـم لقـد شجـعـنا سابقاً ولاحـقاً الحـزب الكـلـداني الفـتي جـداً وهـو يجـوب المحافـظات العـراقـية بشجاعة في ظروف غـير آمنة وكـتبنا له : (( إن نشاطـكم اليوم هـو تـواصل لعـملـكم بالأمس بمهـنية أشـمل وتـرابط أشـد والدليل أن مسـؤولي التـنـظيمات التي تـتحالـفـون معـها يشيرون إليكم بالبنان بل ويـذكـرون إسمنا الكـلـداني بملىء أفـواههم وباتـوا يعـرفـون أن هـناك شعـباً أصيلاً سـليل الحـضارة الرافـدينية . لا يخـفى أن المصالح متبادلة فـهي سِـمة الحـياة العـصرية ونحـن أبناء اليوم عـلينا أن نـتعامل معـها بـدراية ووداعة فـهـنيئاً لكم أولاً ، ثم بـودّنا أن تـتـكاتـف قِـوانا الكـلـدانية الناشـطة في الساحة كـلها في جـذع واحـد ــ وإنْ كـثــُـرَتْ الأغـصان ــ فـذلك يكـون قـوة وخـير لشعـبنا الكـلـداني بارك الله بجـهـودكم آملين لكم الـتـوفـيق والـتـقـدّم  )) . إنَّ في ساحـتـنا اليوم قـوى كـلـدانية متحـمسة تعـمل بعـيداً عـن الضوضاء ولا تـرى نـفـسها بحاجة إلى تسليط الضوء عـلى جـهـودها ولا تـدّعي منـفـردة بحـقـها في تمثيل الكـلـدان ما لم يُـعـقـد المؤتمر ويكـون هـناك قـرار جـماعـي وليس إنـفـرادياً ، وهـكـذا عـلينا أنْ نشجع كـل تـنـظيم كـلـداني يضع مصلحة شعـبه الكـلـداني فـوق كل الإعـتـبارات الشخـصية .
فـماذا عـلينا اليوم إن كانت مصلحة الكـلـدان تهـمنا ؟ مطلوب من كافة تـنـظيماتـنا المؤمنة بحـقـوق شعـبنا وبتسميتـنا الكـلـدانية التأريخـية الأصلية ، الإجـتماع حـول طاولة أفـقـية مستـديرة للتباحـث من أجـل توحـيد الخـطاب والموقـف ، قـبل إنـعـقاد المؤتمر الكـلـداني في ولاية مشيـﮔان الأميركـية الذي يتبناه مشكـوراً المنبر الديمقـراطي الكـلـداني الموحـد في ديترويت مع اللجـنة التحـضيرية للمؤتمر والعاملة بتـفانٍ والمتكـوِّنة من نشطاء مستـقـلين وسياسيّـين منـتمين إلى تـنـظيمات كـلـدانية يخـوضون نـقاشات مطـوّلة في إجـتماعات دورية منـتـظمة في عـمل دؤوب لوضع أسسٍ متينة للبـيت الكـلـداني تهـدف إلى توحـيد العـمل جـماعـياً في إتخاذ القـرارات وليس إنفـرادياً لنحـقـق وحـدة تـنـظيماتـنا في كـيان واحـد قـوي جـداً عـلى أرض الواقع إستعـداداً لخـوض الإنـتخابات المقـبلة في قائمة واحـدة تـظهر فـيها أسماء جـديـدة لم تجـرِّب حـظها سابقاً وذات كارزما فـنعـطي لها فـرصة لتمثل شعـبنا الكـلـداني في هـذا الظرف الـذي يتعـرض فـيه إلى الإقـصاء والـتهـميش والحـرمان من حـقـوقه وإستحـقاقاته التأريخـية والقانـونية ، ومَن يخـرج عـن مقـررات المؤتـمر المتخـذة بالإجـماع سـتكـون مصداقـيته في وضع غـير مشجع وبالأخـص في مسألة الإنـتخابات . إن التـنـظيمات التي يمكـنها أن تعـمل سوية في هـذا المنحى هي :
المنبر الديمقـراطي الكـلـداني الموحـد ــ  التجـمع الوطني الكـلـداني ــ الحـزب الديمقـراطي الكـلـداني ــ المجـلس الكـلـداني العالمي ــ الحـزب الوطني الكـلـداني .
فـما الذي يمنعـها من أن تحـل نـفـسها جـميعـها وتخـرج بتـنـظيم واحـد يمثـل الكـلـدان ؟ ولا شك إن هـذا ليس هـيناً بل يتـطـلب تـضحـية كـبرى من كـل رئيس فـيتـنحى عـن كـرسـيِّه جانباً ويترك منصبه شاغـراً إنْ كان يهـدف إلى خـدمة الأمة الكـلـدانية ، عـنـدئـذ تجـرى إنـتخابات داخـلية جـديـدة ليفـوز مَن يفـوز ممثلاً للشعـب الكـلـداني .  



281
كـيف نـوحِّـد جـمعـياتـنا الإجـتـماعـية والـثـقافـية في أسـتـراليا ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
قـرأتُ المقال ( تأسيس النـوادي والجـمعـيات في مدينة ملبورن الأسترالية ظاهـرة غـير حـضارية ) للدكـتـور جـورج بـيداويد والمنـشـور http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=616331.0 بتأريخ 15 تشرين الأول 2012 فأعـجـبني ، والآن يسرني أن أتـناغـم معه بهـذه الأسـطر .
نعـم ، إن الهجـرة بـدأتْ بأعـداد قـليلة منـذ زمن ــ وحـديثـنا عـن الجالية المسيحـيّة عامة ــ ثم تسارعـتْ مؤخـراً وكـبُـرَتْ بسبب الإضطربات في الوطن الأم ، وكـل بـلدة لها ذكـرياتها وتراثها وتقالـيدها تجـمع أبناءها في شريحة أكـثر تجانساً مما دعاها إلى تأسيس جـمعـيات إجـتماعـية صغـيرة معـتـزة بإسم بلـداتها أو قـديسيها في سـدني كما في ملبورن وحـيث يتـواجـد الكـلـدان في العالم وكـلها ترمي إلى لم شمل أبناء البـلـدة الواحـدة في سـفـرة أو مهرجان ديني ـ شـيـرا ـ أو في حـفـلة عـيـد لإيجاد أجـواء سعـيـدة للترفـيه دون أن تكـون لها برامج ثـقافـية أو أفـكاراً قـومية ، بل وأؤكـد هـنا لم يكـن لـديها مشاريع بعـيـدة المدى تجـمع أبناء الكـلـدان في إطار قـومي شامل ، فـبقـيتْ كل شريحة من بلـداتـنا الكـلـدانية تجاور غـيرها من الشرائح بكـل وئام ولكـن دون إلتحام مع غـيرها فلا يسـرُّها الدمج أو التـنسيق أو الترابط أو التآصـر أو أي نوع من الإتحاد مع بعـضها عـدا مشاركات في منـتـزهات  الـ شـيـرا أحـياناً ، فـصارت كل جـمعـية تجـمع أبناءها تحـت مظلتها معـتـزة بـذاتها ( وهـذا أحـد أسباب ضعـفـنا وسـلبـياتـنا ) .
وقـد صدق الدكـتور جـورج أن الإنـكـماش عـلى الـذات ظاهرة مرَضية تهـدر كـثيراً من الطاقات المادية والبشرية بما فـيها الفـكرية أيضاً والتي لو تجـمَّـعَـتْ فإنها ستؤدي بالنـتيجة إلى قـوة تأثيرية في حـقـول كـثيرة وبالتالي الحـصول عـلى مزايا أفـضل لمستـقـبل أبنائـنا . ويستـطرد في مقاله قائلاً : (( أرى أن تحاول العـناصر المثـقـفة والواعـية والمتـفـتحة في مجـتمعـنا إقـناع مدبري وقادة هـذه التجمعات للسعي إلى توحـيد نشاطاتها في تشكيلات كـبـيرة تضم عـدداً من النوادي والجمعـيات تحـت أسم  جـديد يتم الإتفاق عـليه بـين الإخـوة المؤسسين يكـون بعـيداً عـن الشخـصنة )) . إن الأفـق الواسع والفـكر البنـّاء والشوق إلى التـكاتـف والإتحاد الذي يتمتع به ويتوق إليه الدكـتـور جـورج يستحق الثـناء ، وأودّ أن أقـول له أنـنا في سدني حـريـصون مثـله ونحمل ذات الأفـكار وعـنـدنا نـفـس الـتـطـلعات ونعـمل من أجل تحـقـيق هـذه الأهـداف بخـطى موزونة نحـتـرم فـيها خـصوصيات أبناء بلداتـنا الكـلـدانية وإعـتـزازها بإستـقلاليتها هـذا من جانب ، ومن جانب آخـر فإنه عـنـدنا ( المركـز الـذي نـطمح أن تجـتمع حـوله وترتـبط به ) ليكـون نـواة وجـسماً كـبـيراً يجـمع مؤسسات جاليتـنا الكـلـدانية وهي محـتـفـظة بـبرامجها ودون أن يمس أحـد خـطـطها المستـقـبلية فأغـصان الأشجار تـثـمِـر وهي مرتبطة في جـذع واحـد . لقـد بـدءنا بالملتـقى الكـلـداني الثـقافي في سـدني يجـمع نشطاء مستـقـلين ومنـتمين ولكـن دون أن نعـمل كسياسيّـين ذوو مطامع مناصبـية ولا مادية وإنما هـدفـنا تـنمية مشاعـر الإعـتـزاز بكـلـدانيتـنا لتكـون آصرة تجـمع أبناء شعـبنا من خلال فعالياتـنا وكـتاباتـنا والبقـية تأتي في المركـز المـذكـور مستـقـبلاً . 
   



282
تـقـريـرَين عـن كـنيسة الكـلدانيّـين وكـنيسة الآشوريّـين في سـدني
بمناسبة مرور ( أحـد عـشر شـهـراً ) عـلى نشر تـقـريرَين عـن الكـنيسـتين
في جـريـدة ( العـراقـية ) بتأريخ 16 تشرين الثاني 2011
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سدني
صرح - بـيل كـيرياﭙـولس كـبـير مستشاري الإعـلام  في مكـتب وزير الهجـرة - بأن وزير الخارجـية الأسترالي كـيـﭬِـن راد ، ووزير الهـجـرة كـريس باوَن بادرا بزيارة بعـض من مؤسسات جاليتـنا المسيحـية العـراقـية في منـطقة فـيرفـيلـد / سـدني : ( كـنيسة مار توما الرسول للكـلدان والآثوريّـين الكاثوليك ، كـنيسة ربان هـرمزد للآثوريّـين ، والنادي الرياضي الثـقافي الآثوري ) وذلك للإطلاع عـلى حـياتـنا في أستراليا وعـلى ظروف أبناء شعـبنا في دول المهجـر والوطن الأم العـراق ، ويسرّني أن أقارن بـين نص الـتـقـريرَين المنشورَين عـن تلك الزيارة عـلى صفـحة من جـريدة ( العـراقـية ) بتأريخ 16 تشرين الثاني 2011 : (1) أحـدهـما عـن كـنيسة مار تـوما الرسول الكـلـدانية كـتبه السيد لبرون سيمون من أبناء شعـبنا الآثوري (2) والثاني عـن كـنيسة ربان هـرمزد للآثوريّـين كـتبه السيد سامي القـس شمعـون من أبناء شعـبنا الآثوري أيضاً .
أولاً : المساحة المحـدَّدة التي إحـتلها التـقـرير حـول كـنيسة الكـلــدان = 168 سم2 أما المساحة التي إحـتلها التـقـرير حـول كـنيسة الآثوريّـين = 262 سم2 ... بنسبة تقارب 2 / 3 لصالح كـنيسة الآثوريّـين .
ثانياً : جاء ذكـر مطران كـنيسة الكـلدان بإسمه الشخـصي ( جـبرائيل كـسّاب ) مرة واحـدة ، أما في تـقـرير كـنيسة الآثوريّـين فـقـد ورد الإسم الشخـصي لسيادة المطران ( ميلس زيا ) أربع مرات .
ثالثاً  : إحـتل حـديث سيادة المطران جـبرائيل كـسّاب في التـقـرير ( 8 ) أسطر بطول 7.8 سم للسطر الواحـد فـتـكـون مساحـته ( 62.4 ) سم2 !! كما ورد إسم إثـنين من العـلمانيّـين معه ، وكان لأحـدهـما تـصريحاً أثـناء اللقاء إحـتل ( 22 ) سطراً وبالقـياس نـفـسه فـتـكـون المساحة التي شغـلها ( 171.6 ) سم2 أي ما يقارب 2.8 ضعـفاً من حـديث المطران مما يجـعـلنا نستـنـتج أنه كان هـو محـور اللقاء وليس المطران مار جـبرائيل كساب ! في حـين أن حـديث سيادة المطران ميلس زيا في التـقـرير شغـل مكاناً عـلى الصفـحة مقـداره ( 19 ) سطراً من قـياس 10.6 سم بمساحة 201.4 سم2 وكان هـو المتـكـلم فـقـط بالرغـم مِن الإشارة إلى إسم عـلماني واحـد حـضر اللقاء وله مكانته المرموقة بـين ابناء شعـبنا في مجـتمع فـيرفـيلد / سـدني ولم يُـذكـر أيَّ تـصريح له ، وبهـذا يكـون سيادته هـو المحـور الرئيسي بل الوحـيـد أثـناء اللقاء في كـنيسة الآثوريّـين وقـد بلغـتْ نسبة المساحة التي شغـلها حـديثه من التـقـرير أكـثر من ثلاثة أضعاف مساحة حـديث سيادة المطران جـبرائيل كـساب .
رابعاً والأهـم : لم يُـذكـر في تـقـرير كـنيسة الآثوريّـين أي مصطلح قـطاري أو ما يسمى بالآشوري السرياني الكـلداني والذي هـو آشوري تكـعـيب من اللب إلى القـشر ، أقـول لم يُـذكـَـر هـذا المصطـلح هـناك ، ولكـنـنا نـقـرأ في الـتـقـرير عـن كـنيسة الكـلدانـيّـين التهافـت الواضح عـلى ذَكـر هـذا المصطلح مرتين ، وعـليه فإن صاحـب الجـريـدة جـعـل من مقـر المطـرانية الكـلدانية في سـدني منـبـراً دعائياً وإعـلامياً لحـزب السيد سركـيس آغاجان ويوحي للقارىء بأن المطـرانية متعاطـفة معه ، لكـن موقـف قادة الكـنيسة الكاثوليكـية للشعـب الكـلداني معـروف من خلال مقابلاتهم الشـفـوية ، وتحـريرياً في الوثائق الرسمية يطالبون بإدراج تسميتـنا الكـلـدانية المستـقـلة في الدسـتور ( إلاّ إذا كانت هـناك تـوصية خاصة من المطـران مار جـبـرائيل كـسّاب نـفـسه لصاحـب الجـريـدة ) ! فـعـنـدئـذ يكـون لكل مقام مقال .   
ملاحـظاتي الشخـصية : حـين يزور الـقادة السياسيّـون مؤسساتـنا الـروحـية إنما يزورونها لِصفـتها الدينية ( وليس سياسية عـلى حـد عِـلمنا ) وعـليه فإن مَن يستـقـبلهم ويدير اللقاء معهم يكـون أصحاب السيادة المطارنة أو مَن ينوب عـنهم من الإكـليروس ، كـما ويمكـن أن يحـضر بصفة مدنية مَن يأذن له سيادة المطران لشؤون إدارية أو الترجـمة مثلاً . وقـد تـفـيـد الإشارة إلى حالة سابقة أنّ أحـدَ العـراقـيّـين الأستـراليّـين رغـب الـتـوظـيف في منـصب سياسي في السفارة العـراقـية / كانبـيرا ، فـرُفِـضَ طـلبه مِن قِـبَـل السلطات الأسترالية لأنه أسترالي الجـنسية ولا يحق له العـمل في الحـقـل السياسي داخـل أسـتـراليا لصالح أحـزاب خارج أستراليا . وفي الوقـت ذاته لا يوجـد مانع لأي أسترالي من أن يناقـش ويدافع ويطالب المسؤولين الأستراليّـين برفع أو تـخـفـيف المعاناة عـن أبناء شعـبه في الوطـن الأم أو في دول المهجـر من منطلق إنساني وإجـتـماعـي وليس بصفة الإنـتماء أو الموالاة لأحـزاب سياسية خارج أستراليا . فـعـلى ناشـر التـقـرير في الصحـيفة الـمذكـورة أن يكـون منـتبهاً وحـريصاً ودقـيقاً في صياغة عـباراته وإخـتيار كـلماته كي يتجـنب الإنـتقادات التي قـد تـوَجّـه إليه .
الخـلاصة : من تحـليلاتي للتـقـريرَين الواردَين حـول تلك الزيارة يتبـيَّن -
أولاً : إنَّ صاحـب الإمتياز في صحـيفة ( العـراقـية ) المذكـورة متحـيُّـز إلى الجانب الآثوري بصورة ملحـوظة .
ثانياً : يركـز في تقـريره عـلى الإكـليروس في كـنيسة الآثـوريّـين ( وهـكـذا يجـب أن يكـون لأن الحـدث داخـل الكـنيسة ) في حـين عـمل العـكـس في كـنيسة الكـلدان . 
ثالثاً : إنَّ الطبـيعة الـدينية للكـنيسة وإهـتماماتها الراعـوية لخـدمة الرعـية معـروفة لـدى الجـميع لكـن صاحـب الجـريـدة المـذكـورة  جـعـلَ من كـنيسة مار توما الكاثوليكـية للكلـدان في سـدني واجـهة دعائية للسيد آغاجان ، إنَّ ذلك لا يحـدث ( لـوجه الله ) .
رابعاً : وقـد يـفـيـد التـنـويه لِمَن لا يعـرف أنَّ ألقاب الإحـتـرام المرافـقة لمناصب القادة الروحـيّـين الكاثوليك باللغة العـربـية هي -
حـضرة : الأب .... سيادة : المطـران .....غـبطة : الـﭙاطريَـرك..... نيافة : الكاردينال ..... قـداسة الحـبر الأعـظم : ﭙا ﭙا الـﭬاتيكان ، فـليس من اللياقة الأدبـية خـلط الألقاب عـشـوائياً دون دراية ، عِـلماً أن كـلـمة ( مار = سـيادة ) وعـليه فإن التعـبـيـر ( سـيادة المطـران مار فـلان .... ) ! ليس منـطقـياً .
وأخـيراً إذا سُـئِـلـنا لماذا جاء هـذا المقال بعـد مضي ( أحـد عـشـر شـهـراً ) عـلى أحـداثه ؟ الجـواب : إسألوا صاحـب جـريـدة ( العـراقـية ) فـعـنـده الخـبر اليقـين أو نـنـتـظـر منه التعـليق المبـين ليأتيه فـوراً ردّنا الرصين يُـسِـرُّ به القارىء الأمين .





283
ناشـطـون كـلـدان يلـتـقـون مسـؤولين أسـتـراليّـين في دوائـر الهجـرة

كـتب الـتـقـريـر : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني


إيماناً منا بالعـمل الجـماعي أمام الملأ في الملـتـقى الكـلـداني الـثـقافي مستـقـلون ومنـتمون كان بودّنا أن نشكـل وفـداً كـبـيراً ولكـن الموافـقة جاءت محـدّدة بثلاثة ممثـلين فـقـط فـكان لـنا ( سامي ﮔـمـّـو ، مايكـل سـيـﭙـي ، أثيـر حـكـيم ) لـقاءٌ مع العـضو الـﭙرلماني وزير الهـجـرة الأسـترالي ( Chris Bowen MP ) في الساعة الحادية عـشرة والنـصف من صباح يوم الجـمعة الموافـق 21 أيلول 2012 في صالة الإنـتـظار بمقـرّه فـتـقـدم بنـفـسه مرحِّـباً بنا وأدخـلـنا إلى مكـتبه ، رأيته رجلاً مبتسماً في إستـقـباله أنيقاً جـداً في هـنـدامه رحِـب الصـدر لأسـئلة مراجـعـيه وَدوداً في تعامله متعاطـفاً مع مطالب ضـيوفه رصيناً في عـباراته هادئاً في نـقاشه ملتـزماً في كـلامه دقـيقاً في إجاباته وفـقاً للقانـون دون أن يضيف شيئاً من إجـتهاده . إستغـرق لقاؤنا أكـثر من 25 دقـيقة من الحـديث المتـواصل معـرّفـين بأنـفـسـنا أولاً وبالوضع العام للعـراقـيّـين في العـراق وأحـوالهم في بـلـدان الإنـتـظار وبالأخـص في سـوريا الملتهـبة حالياً ، ثم إستـفـسرنا عـن الـبرنامج الحالي للحـكـومة الأستـرالية بشأن إستـقـبال اللاجـئين الشـرعـيّـين فأجاب عـن طيب خاطره بأن الحـكـومة تعـمل ما بوسعـها من أجـل مـدّ يـَـد المساعـدة إلى العـراقـيّـين كافة وبحـسب الخـطة الجـديـدة فـقـد وُسِّـعَـتْ إمكانية قـبول اللاجـئين إلى أسـتـراليا بشكل عام وبلا شـك خـصّ بالإسم أولـئك الـمـضـطـهَـدين عـلـناً وفي وضح الـنهار وبالإضافة إلى ذلك دلـَّـنا عـلى السـبـيل الأمثـل عـنـد تـقـديم معاملات جـديـدة ( للمرفـوضين ) في سـوريا كـما صـرّح بأن أية جـمعـية من جـمعـياتـنا الإجـتـماعـية والمدنية يمكـنها القـيام بـهـذا المجـهـود وإرسال المعاملات عـن طريقـها بصورة مستـقـلة إلى دوائر الهـجـرة وفـقاً للقانـون دونما حاجة إلى تـوصية خاصة . وأضاف إنّ الحـكـومة قـبلت بتـوصيات المخـتصّـين بشؤون اللاجـئين ، أن لا يُـسمح للاجـئي الزوارق بسحـب عـوائـلهم وذلك للحـد من المجازفة بحـياتهم في البحـر ، ومن جانب آخـر فإن هـذه الإجـراءات سوف تعـطي فـرصة أكـثر للـنـظر في طـلبات اللاجـئين الشرعـيّـين الذين ينـتـظـرون في دول الجـوار . كما وجَّـهَـنا الوزيـر إلى لقاء السـكـرتيـر المساعـد لقـسم الهجـرة والمواطـنة في كانبـيرا للحـصول عـلى معـلومات أكـثر تـفـصيلاً . وأثـناء الحـديث تركـنا عـنـده إنـطـباعاً مفاده أن اللاجىء العـراقي حـين يصل أسـتـراليا يشعـر بأجـوائها الديمقـراطية ويتأقـلم معـها ويساهم في بناء المجـتمع .      
وإسـتمراراً في نشاط الملـتـقى الكـلـداني الـثـقافي هـذا ، فـقـد كـنا عـلى موعـد آخـر ( وضاح دلـّـو ، سامي ﮔـمّـو ، مايكـل سـيـﭙـي ) يوم الأربعاء 26 أيـلول 2012 وفي الساعة الـثانية عـشرة ظهـراً مع السكـرتير المساعـد في قـسم الهجـرة والمواطـنة في كانبـيرا العاصمة (  Jim O'Callaghan  ) وإسـتغـرق لـقاؤنا زهاء الساعة ونيـف الذي رحـب بنا وأبـدى تـفـهّـمه لإهـتماماتـنا ومطالِـبنا بشأن جاليتـنا وإستعـداده لتـقـديم أية مساعـدة ممكـنة ، فـرأيته رجلاً منفـتحاً في قـلبه صريحاً في عـباراته وفي غاية الـتـواضع في شـخـصيته حـين قـدّم لـنا الماء بـيـديه مرتين وقال مازحاً : نحـن نـقـدّم لـضـيوفـنا الماء فـقـط وهـذا ماء كانبـيرا .



لقاء في كانبيرا


قـدَّمنا له نبذة موجـزة عـن المؤسّـسات الكلدانية التي دخـلتْ ضمن تـشكـيلة وفـدنا هـذا ، بالإضافة إلى الأخرى العاملة في سدني لخـدمة الجالية الكـلدانية ورغـبة الجـميع بأن تـسَهـِّـل دائرة الهجـرة طلبات اللجـوء لأبناء شـعـبنا المنـتـظـرين في دول الجـوار ، ومن جانبه عـرض أمامنا شـرحاً مفـصلاً وإحـصائيات شاملة عـن أعـمال دائـرة الهجـرة الأسـتـرالية خلال العـشر سـنوات الأخـيرة مع الخـطة الطارئة لهـذا العام وللعام المقـبل وبالأرقام بالإضافة إلى أن السفارة الأسـترالية في الأردن تـواصِل أعـمال الهجـرة واللجـوء بتسهـيلات متميِّـزة ، كـما أن المقابلات مستـمرة حـتى لأولـئك الذين لا يمكـنهم الوصول إليها وذلك بالإستعانة بتـكـنولوجـيا الإتصالات عـن بُـعـد .
كـما عـرضنا أمامه جـملة حـقائق :
 1- صورة مفصلة عن الأوضاع الأمنية والمعـيشية الصعـبة التي يعاني منها المسيحـيون في العـراق .
2- المستـقـبل المجهـول لمصير المسيحـيّـين في أرض الوطن إزاء التجاهـل المطلق للحـكـومة المركـزية أو القـوى الأخـرى لمَطالِبهم بل أبسط حـقـوقهم .
3- مسلسل القـتـل والتهجـير المنظم المستمر الذي يمارَس يومياً ضد أبناء شعـبنا المسيحي الذي يضـطر إلى البحـث عـن أي مكان آمن لحـياته خارج الوطـن .  
4- الظروف النـفـسية والصحـية والمعـيشية المؤلمة التي يعاني منها اللاجـئون في دول الجـوار وخـصوصا أولئك الذين رُفِـضتْ طلبات لجـوئهم .
 5- الواجـب الإنساني والأخلاقي لمؤسّـيات شعـبنا في المهجـر مثـل الكـنيسة ومنظمات  المجـتمع المدني المسيحـية في إيجاد حلول لمعاناة هـولاء ، ويتجـسد ذلك من خلال برامج المساعـدات المالية من ذوي اللاجـئين والمؤسسات الخـيرية الأخـرى لرفع جـزء من معاناتهم المعـيشية والضغـط على حكـومات دول المهجـر لإيجاد برامج جـديدة وسريعة لحـل مشاكـلهم المتفاقـمة بمرور الأيام .

وكانت لـلوفـد بعـض المَطالب والإقـتـراحات :

6- حـضور موظـف من دائرة الهـجـرة إلى نـدوتـنا لتـقـديم مزيد من الإيضاحات عـن البرنامج الجـديد لـقـبول لجـوء المسيحـيين إلى استراليا فـيما يتعـلق بعـدد الـ ( ﭬـيـزات ) والأسس والأولـويّات المعـتـمَـدة عـنـد تـطبـيقه ، بالإضافة إلى مدى إستمراريته للأعـوام القادمة ، وخـصوصاً لـتـفـنيـد الملابسات التي رافـقـت عـملية الإعلان عـنه وتطبيقه . وقـد عـلِـمنا لاحـقاً أنّ موظـفاً من دائـرة الهجـرة سيحـضر أمسيتـنا مساء يوم 17 تشرين الأول 2012 الساعة السادسة والنـصف لتـقـديم إيضاحات حـول البرنامج الجـديـد للحـكـومة الأسـتـرالية بخـصوص اللجـوء .
7- ما هـو الدور الذي يمكـن أن تـؤدّيه منظمات المجـتمع المدني ( مع البرنامج الـجـديـد )  لتسهـيل قـدوم اللاجـئين قـبل أو بعـد وصولهـم إلى أستراليا .
8 - إقامة دورات تـدريبية لأعـضاء المنظمات والمراكـز الخـدمية الكـلدانية حـول  كـيفـية العمل مع دائرة الهجـرة فـيما يخـص تـقـديم الخـدمات لأولئـك اللاجـئين وبشكل قانوني لا يتعارض مع إجـراءات دائرة الهجـرة ومؤسساتها .
 9- تبليغ المنظمات والمراكـز الكـلدانية أعلاه بواسطة الإيميل عـن الندوات المقامة والقـوانين والتعـليمات الجـديـدة الصادرة والمطبقة من قـبل دائرة الهجـرة  في برامجها السنوية وخاصة فـيما يتعلق بحـقـوق ومسؤوليات اللاجـئين في أستراليا .
10- قـدَّم الوفـد شكره الجـزيل لكل الجهود الملموسة التي تـقـدمها دائرة الهجـرة للاجـئين القادمين إلى أستراليا كـما أثـنى عـلى المساعي الحـثيثة الرامية إلى تعـزيز إندماج اللاجئ في المجـتمع الأسترالي وبشتى المجالات .
ملاحـظة : إن نشاطـنا هـذا لا يعـني أبـداً تشـجـيع أبناء شـعـبنا المستـقـرين في الوطـن الأم عـلى مغادرته ، وإنما هـو محاولة لإنـقاذ مَن شاءت له الأيام أن يضـطـر إلى تركه .


لقاء مع كرس باون


 
الملـتـقى الكـلـداني الـثـقافي
المجـلس الـكـلـداني العالمي
المركـز الكـلـداني للخـدمات الإجـتـماعـية
المنبر الديمقـراطي الكـلـداني الموحَّـد
جـمعـية تلكـيف الكـلـدانية
جـمعـية الأكاديميّة الكـلـدانية الأسـتـرالية

284
إلى أهاليـنا في ولاية ﭬـكـتـوريا ــ أسـتـراليا الموقـرين

سـلام الرب معـكم وتحـياتـنا لكـم
نحـن أبناء الرافـدين ذوو الحـضارة العـريقة لن يغـيـب العـراق عـن بالـنا ولا كـلـدانيتـنا عـن ذهـنـنا نعـمل لشعـبنا ما بـوسـعـنا
وفي ذات الوقـت نعـكس صورتـنا الجـميلة إلى أسـتـراليا
التي أصبحـنا اليوم جـزءاً منها وعـلينا أن نـشكـرها حـين فـتحـتْ أبوابها لـنا فـلجأنا إليها
ومنحـتـنا حـق ممارسة الديمقـراطية التي كـنا نـتـمناها بل كـنا محـرومين منها حـتى في أحـلامنا 
إن مشاركـتـنا في العـملية الإنـتـخابـية واجـب نؤديه وحـق نستـغـله لأجـل إيصال صوتـنا وإقـتـراحاتـنا
إلى أصحاب القـرار مساهـمة منا في بناء هـذا البـلـد .
وعـليه فإنه واجـب عـلينا في ولاية ﭬـكـتـوريا مسانـدة إبن جاليتـنا الكـلـدانية المرشـح
( لـؤي جـوزيف ــ لا أعـرفه شـخـصياً ) أو أي كان من أبناء شعـبنا المرشحـين
الذين لا أعـرف أسماءهم آثوريّـين كانوا أم سـريانيّـين
فـهـم خـير مَن يوصِلون صوتـنا ويكـونون عـوناً لـنا في حاجاتـنا لـدى المسؤولين في السـلطة
وفي نفـس الوقـت كي يعـرف الجـميع في أستـراليا شعـباً عـريقاً إسمه الكـلـدانيّـون
قادمون من أرض إبراهـيم أبي الأنبـياء ومن أرض الكـتابة الأبجـدية الأولى
وقـوانين الأحـوال المدنية الأولى والعـلوم الفـلكـية والرياضية الأولى من أرض الحـضارات
( نحـن لم نكـتب رسالة كهـذه مساندة لمرشحـينا في سـدني القـريـبـين منا )
( كي لا نـُـتهـم بالتملق لهـذا أو بالإنـتـهازية أمام ذاك ـ فـشعـبنا لا يرحم )

إن مرشحـينا في ملبورن سيفـتحـون الباب أمامنا وسوف يُـسَـهـِّـلون ولـوج شبابنا هـذا المعـتـرك مستـقبلاً بجـهـد أقـل
ومثـلما نحـن بحاجة إليهم للتـعـبـير عـن آرائـنا أمام مراكـز الـنـفـوذ
فـهـم بحاجة إلينا كي نـقـوم بحـملة عامة لتـشجـيع أبنائـنا عـلى إنـتخابهم
 دون الـنـظر إلى الحـزب ( الأسـتـرالي ) الذي ينـتـمون إليه
فلا تـنـسـوهم ، ودمتم بخـير ...... مايكل سـيـﭙـي / سـدني ــ 9 تشرين الأول 2012


285
إذاعة صـوت الـمحـبة مع الـمطـران مار باوي سـورو الكـليّ الـوقار

         
كـتـب الـتـقـريـر : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
كان المطـران مار باوي سـورو الكـليّ الوقار والقادم من سان ديـيـﮔـو / كاليفـونيا عـلى موعـد في الساعة العاشـرة والـنصف من صباح يوم الجـمعة الموافـق 14 أيلول 2012 مع إذاعة صوت المحـبة فإلتـقى مديرَها الأب مارون موسى والأخـت كـلود ناصيف حـرب ، وبرفـقة الأب ﭙـولس منـﮔـنا من أبرشية مار تـوما الكـلـدانية / سـدني ، فـكانت الأخـت كـلود هي البادئة بالحـديث حـين قالت :
دخـل سيادة المطران باوي سـورو إذاعة صوت المحـبة بإبتـسامته الحـلـوة أهلا وسهلاً بكم سيادة المطران باوي سـورو في بـيتك وإذاعـتك أنا فـرحانة بك ولمحـبتك الواضحة نحـسّ بأنك أحـد أفـراد العائـلة ونعـتـذر أنا والأب مارون منك ومن الأصـدقاء عـن هـذا التأخـير الذي كـنا نحـن سـببه وليس حـضرتك الذي حـضرتَ قـبل الموعـد ، وسنـتعـرف عـلى حـياتك أكـثر وعـلى إلتـزامك بالكـنيسة وزياراتك المتكـررة لأسـتـراليا ونـوَد أن نعـرف كـيف عـلمتَ بإذاعة صوت المحـبة فأجاب سـيادته : شـكراُ ، إن الجـماعة الكـنسية هـنا من الكـلـدان والآشـوريّـين يستـمعـون إلى إذاعة صوت المحـبة ويوجـد جـوع وعـطش لكـلمة الله التي تأتي مثـل حـبّة تـزرع في قـلوب الناس بقـوة المحـبة ، فـردّت : شـكـراً ونـتـرك المايكـروفـون للأب مارون الذي طـلب بـداية بركة سـيادته التي كانت صلاة مشـتـركة بـينهم ( صلاة أبانا الذي في السماوات ، والسلام لك يا مريم ) وأثـناء الصلاة كان هـناك بعـض التـنـوّع في الكـلمات عـلى لسان سـيادته ولسان الأب مارون والأب ﭙـولس والأخـت كـلـود مثـل ( خـطايانا = ذنوبنا ، تجـربة = تجارب ، كـفاف اليوم = كـفاف يـومنا ، يا مريم القـديسة يا والـدة الله = يا أم الله ) أردف الأب مارون : أن كـل جـماعة إعـتادتْ عـلى كـلمات معـينة فـحـبَّـذا لو كان لنا نـص ثابت وموحّـد في كـنائـسنا ، فأعـقـب سـيادته أن ذلك سـنـضعه ضمن قائمة مسؤولياتـنا ، أما في الغـرب فإن الكـنائس الشرقـية التي تستـخـدم اللغة الإنـﮔـليزية قـد تجاوزا ذلك بالإعـتماد عـلى اللغة اللاتينية فهي موحـدة عـنـدهم ، وهـذه الأمور في الغـرب أسهـل منا نحـن في الشرق عـسى أن نـتعـلم منهم في حـل مشاكـلنا . أضاف الأب مارون أن الإخـتلافات في مواعـيد الأعـياد بـين الكـنائس هي أمور خارجـية ولكـن هـناك أموراً جـوهـرية أهـم مثـل الإيمان والشِـرْكة الكـنسية ، وأضاف : أن كـل واحـد يأتي عـنـدنا هـو شاهـد ليسوع المسيح ، فـهـل تخـبرنا سـيادتك عـن شـهادتك هـذه ، فأجاب : أول شيء أود أن أذكـر لكم وللأحـبة المستمعـين أن لغـتي العـربـية ليست جـيـدة جـداً لأني درست المرحـلة الإعـدادية في بغـداد وغادرت سنة 1973 وبقـيت في لبنان حـوالي سـنـتين ونـصف ومنـذ ذلك الحـين وإلى قـبل سنـتـين لم أستـخـدم اللغة العـربـية أبـداً لأن الآشـوريّـين في أميركا يستـخـدمون اللغة الآشـورية في البيت والكـنيسة أما في العـمل والمدرسة فـهي الإنـﮔـليزية ، أما الكـلـدان فـيستـخـدمون العـربـية وهـذا أحـد الإخـتلافات بـين الكـلـدان والآشـوريّـين رغـم تـقاربنا الشـديـد عـن بعـضنا ، ولي مـدة سـنـتين تـقـريـباً أتـكـلم اللغة العـربـية وأحـبها وأحـب الكـلـدان . إذا تسألني عـن معـنى الشهادة فهي أن أحـب الأشـياء والأشخاص الذين يحـبهم الله ، وحـين أحـب الآخـر أكـون شاهـداً لـربي ومخـلـصي ، والمسيحـية هي علاقة محـبة بـين الله والإنسان ثمنها في الأخـير هـو حـمل الصـليب الذي حمله يسوع .
أنا شخـصياً مولود في العـراق عـشـتُ وتعـمَّـذتُ في الكـنيسة الآشـورية ، مرسوم كاهـن في 1982 في أميركا ومطران في 1984 ( خـدمتُ كـمطـران لـمدة عـشرين سـنة في الكـنيسة الآشـورية ) وفي سـنة 2005 حـدثـت خلافات بـيني وبـين الكـنيسة الآشـورية فإنـفـصـلنا أنا مع جـماعة من المؤمنين وإتجـهـنا إلى الكـنيسة الكـلـدانية لنـنـضم إلى الكـنيسة الكاثـوليكـية المقـدسة الجامعة ، وفي نهاية سنة 2007 أو بـداية 2008 دخـلنا كـكـهـنة وشمامسة ومؤمنين وكـمطـران إلى ثلاث أبرشـيات للكـنيسة الكـلـدانية إثـنـتان في أميركا وواحـدة في أسـتراليا ونشكـر الرب عـلى ذلك ونحـن الآن جـزء من الكـنيسة الأم الكـنيسة الكـلـدانية ونصلي دائماً من أجـل إخـوتـنا الذين كانـوا معـنا في الكـنيسة الآشـورية التي نـتمنى لها التـقـدم والإزدهار . وقـد سأل الأب مارون عـن المسيحـيّـين في العـراق وعـن مغادرة سـيادة المطران باوي سـورو إلى المهـجـر فأجاب سـيادته قائلاً : الآثوريون سـبقـوا الكـلـدان في هـجرتهم إلى أميركا وأستراليا منذ الخـمسينات ولكن في السبعـينات كانت الحـكـومات متشـددة والتي أدتْ نتيجـتها إلى هـذا البلاء الذي نراه اليوم في العـراق وسوريا وسابقاً في لبنان ، وكان شـعـورنا أن الشرق صار يضيق بنا وكأنـنا كـنا في قـفـص ذهـبي في بـيتـنا هـذا الوطـن الحـبـيب ولكن الإنسان خـلق وهـو مُحـب للحـرية والسعادة ، ولما كانت الحـرية غائبة بـدأنا بترك البلد مع الإحـتـفاظ بالقـداسة ، وإذا إبتعـدنا عـن الله تصبح الحـرية ضـدنا ، وهـذا هـو فـهـمي للحـياة لـذلك أردتُ أنا ومطارنـتـنا وشعـبي الآشـوري أن نـتـحـد ــ الكـنيسة الكـلـدانية والكـنيسة الآشـورية ــ في كـنيسة واحـدة وخـضنا حـواراً مع روما ومع الكـلـدان وفي الأخـير كانت القـرارات لا تخـدم هـذا الإتحاد لـذا قـررنا أن نـتـرك ونـتحـد في الكـنيسة الكاثـوليكـية ، ولكـنـنا نؤمن أن الكـنيسة ليست تابعة إلى إنسان بل إلى الرب وهـو الذي يـبنيها ويـدبّـرها ، فـنحـن نـزرع والرب هـو الذي يسقي ويعـطي الحـيوية . 
إن مرحـلة جـديـدة تأريخـية بـدأت أمام كـنائـسنا الشرقـية في المهجـر ومثـلما كان ماضينا عـظيم في الشرق هـكـذا أعـتـقـد أن الإمكانية المستـقـبلية كـبيرة في المهجـر ، لـذا عـلينا أن نهيء الأفـكار والإتـفاقات واللغة لأن هـذا أصبح بـيتـنا الجـديـد . إن المطران سـرهـد جـمو في سان ديـيـﮔـو له فـلسفة فـيقـول في إحـدى كـرازته عـن بابل الجـديـدة الروحـية رمز الكـنيسة الكـلـدانية التي كانت المصدر الثـقافي لكـل المنـطقة ، ومثلما اليهـود هاجـروا من إسـرائيل إلى مصر ورتـبـوا حـياتهم هـناك ، هـكـذا نحـن في الغـرب هـناك إحـتمال أن نبني بابل جـديـدة ولكـن ( روحـية ) ويمكـن أيضاً تـُـبنى إنـطاكـية جـديـدة أو لبنان جـديـد ، وفي هـذه الأثـناء قال الأب مارون : إذا كانت بابل القـديمة سبـباً في تـفـرقة الشعـوب نأمل من بابل الجـديـدة أن تكـون عاملاً للـتـوحـيـد ، ثم إنـتـقـل إلى الأب ﭙـولس مرحـباً به وطالباً منه مشاركـته في هـذا اللقاء ، فـقال : أنا فـرحان معـكم وسـيدنا المطران باوي سـورو في إذاعة صوت المحـبة ، ولي مداخـلة بسيـطة ، عـنـدنا طاقات كـبـيرة يمكـن أن نستـخـدمها وفي ذات الوقـت توجـد أمامنا تحـديات كـبـيرة في المهـجـر كاللغة والتأقـلم الذي يـدعـونا إلى قـبول الوضع الجـديـد وأن نأخـذ إيجابـياته ، ثم أدار السؤال نـفـسه إلى سـيادة مار باوي الذي أعـقـب عـليه وقال : اللغة مهمة وتسلك منحَـيَـين ، الأول الحـفاظ عـلى لغاتـنا القـديمة في الواقع الغـربي الجـديـد وهـذه ليست سـهـلة لأنها سـوف تـدخـل في العـد التـنازلي مقارنة مع لغة الحـياة الجـديـدة ( الإنـﮔـليـزية ) ، وفي الوقـت الذي يمكـن إنـقاذها نـتـذكـر يوم العـنـصرة حـين تـكـلم التلاميـذ بلغات مخـتـلفة فلا مانع من أن نصـلي بلغات أخـرى ، فـقاطعه الأب ﭙـولس معـقـباً : إن اللغة المحـكـية في البـيت وحـتى الصـلوات الطخـسية الكـنسية صارت بالآرامية الحـديثة ( سْـوادايا ــ الكاتب ) ما عـدا الليتـورجـية فإنها إحـتـفـظـتْ باللغة الفـصحى ، فـيمكـن إحـياء اللغة الأصـلية عـن طـريق تـدريسها إن كان في الكـنيسة أو في المدارس الخاصة ، فـردّ سـيادته : إن من واجـبنا أن نـدرّس هـذه اللغة لأنها سـتعـطـينا الإتـصال الروحي والعـقـلي والفـكـري بماضينا فإذا إنـدثـرتْ فإن جـزءاً من روحـنا سـوف يخـتـفي . فـقال الأب مارون : في أيام الرب المسيح كانـوا يتـكـلـمون بالآرامي ويصـلون بالعـبراني في الهـيكـل ويكـتـبون ثـقافـتـهم باليوناني أما العلاقات مع الدولة ( المحـتـلة ــ الكاتب ) فـكانت باللاتيني ، واليوم نرى هـذا التـنوّع أيضاً ، وهـنا أيـده سـيادة المطران مشـيـداً بـالدَور المهم لوسائل الإعلام مثـل إذاعة صوت المحـبة في نشر الوعي الذي ينير العـقـل وإيصال المعـلومات الصحـيحة ، وأن هـذه الرحـلة تبـدأ بشخـص واحـد أو عـشرة أشخاص أو عـشرين ثم لا بـد أن تـنـتـشر ، مضيفاً : أن كـنائـسـنا تـواجه مشاكـل في الغـرب وهـو إنـتـشار الكـنائس غـير الرسـولية وأنا كـكـاهـن مسيحي كاثـوليكي لا يمكـنـني أن أحـسم مَن يحـبه الله ومَن لا يحـبه لأنـني أنا بحاجة إلى رحـمة الله ، إلاّ أن إكـتـمال المعـرفة والوعـد الرباني هـو في الكـنيسة التي أعـطاني إياها الرب ، وأعـطى لمار ﭙـطـرس هامة الرسـل ولخـلفائه مسؤولية الإنجـيل ، واليوم دور مار ﭙـطرس المتمثل بالـﭙاﭙا بنديكـتـوس ودور الكـنيسة والمطارنة الكاثـوليك لهم دور تاريخي في تـقريب هـذه الرحلات الروحـية من أجـل سعادة الإنسان ليس فـقـط للمسيحـيّـين وإنما نبشر بالأفـكار الأساسية إلى الإخـوة المسلمين وإلى إخـوانـنا غـير المؤمنين أيضاً ، فـكم هـو عـظيم إذا إحـتـضـنا تعاليم يسوع المسيح ولن نـكـون مسيحـيّـين ما لم نحـب كـل الناس ونرفع الخـوف من قـلوبنا ، وهـذه هي رسالة قـداسة الـﭙاﭙا التي يوصلها اليوم من لبنان إلى الكـنائس الشرقـية ، كـما أنـنا نحـن المسيحـيـون ليس هـمنا أن نعـيش لـوحـدنا بسلام ولكـن نريـد المسلمين أن يعـيشوا بسلام معـنا أيضاً لأنهم خـليقة الله مثـلنا ، والمسيح جاء من أجـل خلاص الجـميع وهـذه الرسالة فـهـمناها من يسوع وعـن طريق تلاميـذه ولهـذا فإنـنا يمكـنـنا أن نثـبِّـت عـملية الخلاص عـن طريق الكـنيسة الكاثـوليكـية فـقـط . الأخـت كـلود شكـرتْ سـيادته وقالت أنها عـملتْ بحـثاً عـن سـيادته فـكانت صفـحات وصفـحات تملأ المواقع وتـتـكـلم عـن نشاطاته وحـضوره ، وقـد لفـت إنـتـباهها إصرار سـيادته في الـدفاع عـن حـقـوق الإنسان ، وتشبـيهه الكـنيسة بالنبتة الطـيـبة وإذا لم يجـتـمع كـل الكهـنة وأبناء العائلة حـول هـذه النبتة لن تكـون صالحة . قال سيادته : فعلاً إن الإنسان مخـلوق عـظيم منحه الله صفات عـظـيمة عـلينا أن نـقـرّبه إلى الله وهـذه ليست سهلة ، فـمثـلما صلى يسوع وكان يعـرف الثمن الذي سيدفـعه من أجـل الخلاص هـكـذا نحـن نعـرف الثمن الذي سنـدفـعه من أجـل الخلاص ولكـن عـنـدنا رجاء به . وقـد تـداخـل الأب مارون قائلاً أن الإنسان هـو الذي شـوّه صورته الذاتية لـذلك جاء المسيح من أجـل الخـطأة ، فأعـقـب سيادته : لـذلك أوصانا القـديسون أن نـتـشبه بـيسوع ونـترك الباقي إلى الروح القـدس ، وقـد يحـدث أنـنا حـين نعـمل من أجـل خلاص النـفـوس نكـون أشبه بـيسوع صغـير وعـنـدها نـتـقـدّس حـين لا نـفـكـر بأنـفـسنا بل بالآخـرين وهـذا هـو سـرّ المسيحـية وتكـون قـديساً كـبـيراً حـين تعـمل من أجـل إنسان لا يحـبّـك ! الذي ضربك ! الذي أذاك ! وإذا كـنـتَ طيـباً معه فإن الموت ينهـزم أمامك ، وهـكـذا نشعـر وكأن يسوع وُلِـد مجـدداً في قـلوبنا ولا نسمح بأمور أخـرى تسرق بالـنا وتبعـدنا عـنه ، فـكما أن صواريخ سام تلحـق الشعـلة النارية المنبعـثة من الطائرة هـكـذا يجـب أن نكـون فـنلحـق وصايا الله وطرقه دون أن نبالي بأي شيء آخـر . ثم تكـلم الأب مارون قائلاً أن اليوم هـو عـيـد الصليب وقـداسة الـﭙاﭙا يكـون في لبنان لمدة ثلاثة أيام ويوقـع الإرشاد الرسـولي المخـصص لمسيحـيّـي الشرق الأوسـط بكل إنـتماءاتهم بعـنـوان ( الشِـرْكة والشهادة ) فالمسيحـيّـون في تـناقـص في هـذه البـلـدان ، سـيّـدنا كـيف تــتوقع النـتائج ؟ أجاب المطران : من المؤكـد أن هـذا الحـدث هـو تأريخي إلا أن العـوامل التي سـتـؤثـر في الأخـير هي العـوامل الكـونـكـريتية الواقـعـية للشعـب المسيحي الذي يعـيش في البـلـدان العـربـية ، وهـنا ألفـت نـظـرَ المستـمعـين ونـظـرَنا إلى التأريخ منـذ 300 أو 400 مضـت فإن أعـداداً كـثيرة تـركـوا بلدانهم لأن حـريتهم في تـراجع ولم تعـد لـنا حـقـوق أساسية وأصبحـنا في كـثير من دول الشرق الأوسـط مواطـنين من الـدرجة الـثانية وبالمقابل فإن أعـداءهم يزدادون عـدداً مثل الكـرة الـثـلجـية المتـدحـرجة من قـمة جـبل فإنها تـكـبر وتكـبر حـتى تـصـطـدم بقـرية فـتحـطـمها ، ورغـم أن لـنا أصدقاء مسلمين كـثيرين يحـبـونـنا ولكـن في النهاية هـو القانـون والـدولة وبنية الكـيان السياسي الذي هـو مبني إما عـلى العـلمانية أم عـلى الشريعة الإسلامية والإسلام السياسي فـكـيف نعالج هـذه الأمور ؟ لـذا تراهم يهـربون ولا يرجـعـون ، وهـكـذا لم يعـد لـنا أمل إلاّ بالله وتسليتـنا تـتـلخـص بالمثـل الشعـبي ( الله أكـبر من السـلطان ) والرب يحـمينا . وسألت الأخـت كـلـود : أين وصلتَ من محـطات الفـرح في حـياتك ؟ فأجاب سـيادته : هـذا سؤال صعـب ، أنا زرعـتُ الفـرح وأكـيد في طريق الفـرح هـناك معاناة لي ولشعـبي قـبل الفـرح ، وهـو أشبه بالمثل الذي ذكـره المسيح عـن الأم الحامل في لحـظات الولادة ، من جانب ثاني أنا أتـذكـر فـتـرة الطـفـولة والدراسة في العـراق فأنا آشـوري وأبقى آشـورياً وأحـب الآشـوريّـين ولكـن في نـفـس الوقـت قـريب من الـكـلـدان ودائماً أراهـم في قـلبي وكانت فـرحـتي كـبـيرة حـين إتــَّحـدتُ في الكـنيسة الكاثـوليكـية وعـندي رجاء أن الناس الآخـرين يحـذوا حـذونا ، ومثـلما قال يسوع لتلامـيذه ( لا تخافـوا ) ! هـكـذا تكـون فـرحـتي أنا شـخـصياً حـين أعـلـِّـم تلميذي أو صديقي أن لا يخاف لأن الله مصدر الفـرح وحـين لا يخاف الإنسان يكـون سـعـيـداً . وقال الأب مارون : مع الأسف هـناك مَن يعـتـقـد أنّ عـلينا أن نـتألم في هـذه الحـياة كي نصل إلى الفـرح السماوي وليس يعـرف أنّ عـلينا إخـتـبار الفـرح هـنا ، ومار ﭙـولس يقـول في رسالته ( إفـرحـوا ! ) والإنسان الذي لا يفـرح يكـون كـئيـباً ، فـردّ سـيادته قائلاً للأب مارون : فـعلاً ، وموجِّـهاً كلامه إلى الأخـت كـلـود شاكـراً إياها عـلى سـؤالها مضيفاً أن التواضع يجـلب الفـرح وبه نرى الرب ، والقـديس يضع نـفـسه أوطأ من الآخـرين فـيحـس بطـعـم السعادة ويـد الرب تـرفـعه . وعـن سؤال من مؤمن إتـصل من خارج الإذاعة عـن الصعـوبات التي واجـهها سـيادته عـند تركه الكـنيسة السابقة أجاب سيادته : إنها صعـوبات طـبـيعـية تـرافـق كـل ولادة جـديـدة ونرى أنـفـسنا الآن مزروعـين في قـلب الكـنيسة الكاثـوليكـية والمسيحي الحـقـيقي هـو الذي يركـع أمام أخـيه ويغـسل قـدميه وهـكـذا إفـتـهـمنا الكاثـوليكـية التي إحـتـضـناها ، فأعـقـب الأب مارون : أن الذي يجـمعـنا أكـثر من الذي يفـرقـنا ونحـن نهيء الأرضية للوحـدة ونـترك للرب عـمله ، فـقال سيادته يؤسـفـنا أن أحـباءنا الإنجـيليّـين يقـولون : إنـنا نحـب يسوع ولكن لا نريـد ان تكـون لنا أية علاقة معـكم !! وهـذه غـير ممكـنة لأن الكـنيسة متـصـلة مثـلما كان الرسل إخـوة في جسم واحـد وإلاّ فـنحـن صانعـو كـنيسة جـديـدة بعـيـدة عـن كـنيسة المسيح .   

286

إعلان
إيضاحات حـول برنامج التوطين الجـديد لدائرة الهجـرة الممنوح للاجـئين المسيحـيّين في دول الجـوار
 
إلـتـقى وفـد من تـنظيماتـنا الكـلدانية وزيـرَ الهجـرة الأسـتـرالي في سـدني، ثم السـكـرتيـرَ المساعـد لـبرنامج الـتـوطـين في كانبـيرا وأجـرى مباحـثات بشأن الوضع العام للمسيحـيّـين في العـراق ومصيـر اللاجـئين المرفـوضين من السـفارة الأسـتـرالية في دول الجـوار.
ولأجـل الإطلاع عـلى تـفاصيل اللقاء وأهـميّـته، أنـتم عـلى موعـد مع أمسـية في الساعة السادسة والـنـصف من مساء يوم الأربعاء الموافـق 17 تشرين الأول 2012 في قاعة نادي بابل الـكـلـداني لإيضاح الخـطـوات القانونية المطلوب إتباعها من قِـبَـل المرفـوضين وغـيرهم، بالإضافة إلى محاضرة بعـنـوان (الـكـلـدان وحـقـوقـهم الـقـومية) يلقـيها الدكـتـور نـزار شـمـو، وسـتـقـدَّم حـلويات الضيافة فأهلاً وسـهلاً بالـجـميع.
وقـد وردنا الآن ( بتأريخ 4 تشرين الأول 2012 ) تأكـيـد من دائـرة الهجـرة / كانبـيرا مفاده أنَّ أحـد موظـفـيها سـيحـضر أمسيتـنا المشار إليها وفي التأريخ الـمذكـور أعلاه لإلقاء الضوء عـلى تـلك الإجـراءات والخـطـوات المطـلوب إتباعها ، فـشكراً له مقـدماً .

الملـتـقى الكـلـداني الـثـقافي
المركـز الكـلـداني للخـدمات الإجـتـماعـية
جـمعـية تلكـيف الكـلـدانية
جـمعـية الأكاديميّـين الكـلـدانية الأسـتـرالية
المنبر الديمقـراطي الكـلـداني الموحَّـد
المجـلس الـكـلـداني العالمي


287
أين تـرسّـبات جـدتي الأمّـية عـلى ثـقافة أبناء أمتي الطـليعـية ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
تـدور بـيني وبـين زملاء كـثيرين عَـبر الإنـتـرنيت حـوارات رشـيقة تأخـذنا أحـياناً إلى شـواطىء سـنوات الشـباب وأحـياناً تـقـذفـنا عـلى سـواحـل المراهـقة ثم تأتي بنا نحـو أيام الكـهـولة لـترسم لـنا صورة ﭙانورامية للحـياة تجـمع بـين ثـناياها محـطات إبتهاج تـقـليـدية وأخـرى كآبة زمنية وثالثة محـبـِطة يومية تـتخـلـلها آلام من نبضاتـنا القـلبية ، ونسمات تبعـث الروح مجـدداً في عـروقـنا المنسية ، فـيراودنا شـعـور غـريب حـين نـتـذكـر سُـمـوّ الـقِـيَـمِ في الأيام الماضية ، أمام إنحـطاطها في أيامنا الحالية .
القِـيَـم مبادىءٌ لم يسنها القانون ولكـنها قانون سَــنــَّـتــْه المبادىء ، إنها أعـراف نبعـتْ من طبـيعة الإنسان الخـَـلـْـقـية ، تبلـورتْ في خـلجاته وإسـتـقـرّتْ في ذهـنيته فـصارت جـزءاً من تكـوينه تـناقـلها الجـد إلى أبنه ومنه إلى حـفـيـده ولأجـيال ممـتـدّة في عـمق تأريخه دونما حاجة إلى أن تصطبغ بها جـيناته . إنه إنسان إبن أمه نمى أبـيضاً في أحـشائها الـنـقـية وليس داخـل قـذارة محـفـظة نـقـود جـلـدية ، تربّى بريئاً في أحـضانها الطاهـرة المرئية وليس داخـل عالم نـفايات الإجـتـماعات المخـفـية ، إنه إنسان تعـلـَّـمَ القـيَم  قـبل أن يعـرف الحـرف والقـلم . تـرى ! ماذا حـدث لمن يقـف أمام مرآة مقـعـرة فـيرى صورته المكـبَّـرة الخادعة بألوان نادرة ! يحـمل أبواقاً نحاسية يسـكـت طـنينها حـين تهـبَّ رياح من جـبال عالية ، نراه لا يهـتـف إلاّ بأجـور مدفـوعة نـقـدية ، ماذا نـقـول للحـرباء حـين تمطر عـليها السماء سـلوىً ورَقـية فـتـتـلـوَّن جارفة تلك المبادىء السامية إلى شـقـوق الأرض المرويّة عـنـدئـذ تـكـشف عـورتها وتـتهافـت عـلى الفـتات الراسبة عـنـد حافات غـرينية .
رحـم الله جـدتي التي لم تـكـن تعـرف من الحـياة شيئاً سـوى مخافة الله من خلال صلاتها الوردية ، ضعـيفة البُـنية لكـنها أبيّة ، لم تـدرس الرياضيات ولكـنها تجـيـد العـمليات الحـسابـية ، تحـتـرم كـلمتها الثمينة دون أن تـذل من نـفـسها ولا تحـط من قـيمتها أمام أصحاب العـروش الزمنية ، كانت صاحـبة قـيم ومبادىء لا تـزيغ عـنها من أجـل حـفـنة دراهـم معـدنية ، وسـؤالـنا الـيوم : ألم تـتـرك جـدّتي بعـضاً من تـرسّـبات ثـقافـتها الأمّـية عـلى بعـض من إعلاميّـينا الذين يعـظمون أنـفـسهم داخـل قِـربة من ثـقافـتـهم الهـوائية ؟ نـقـول لهم : إذا كانت قـيادتي لمركـبتي تــُغـضِب شـرطي المرور ، دعه هـو يحاسـبني ولا تستـرخـص كـرامتـك أداة بـيـده فـتـكـون عـبـداً له ، مثـلما قال الفـيلسـوف ﭙـْـيـيـر تيلار دي شاردن : إذا كان منهجي في الحـياة يُـغـضب الله ، دعه هـو ينـبِّهني وليس أنت ! ولكـن الـطـُـعـمَ مغـري يا ولـد ، والمجـد لله دائماً .

288
أهلاً بالمطـران مار باوي سـورو ( ما أجـمل أقـدامَ المبشـِّـرين بالسلام المبشِّـرين بالخـيرات ـ إيشعـيا 7:52 )
لقاؤه يوم  8 ، 9 ، 16 أيلول 2012
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
ما أجـمل أقـدامَ المبشـِّـرين بالسـلام ، المبشِّـرين بالخـيرات ( إيشعـيا 7:52 ) . سـيادة المطـران باوي سـورو جاء في زيارة قـصيرة لأهـله ومحـبّـيه في سـدني إلتـقـيناه في داره يوم وصوله ، وفي قاعة كـنيسة مار تـوما الرسـول الكـلـدانية مساء يوم السبت 8 أيلول 2012 حـيث دخـل القاعة برفـقة سيادة المطران جـبرائيل كساب الموقـر في لقائه مع محـبّـيه الذين إزدحـموا كـثافة إعـتـزازاً به ، كـما حـضرنا قـداساً أقامه صباح يوم الأحـد 9 ، وآخـر في صباح يوم الأحـد 16 أيلول عـلى مـذبح الكـنيسة نـفـسها وقـد إكـتـضت بالمؤمنين .
فـلسفة المطران مار باوي سـورو : كـلنا أعـضاء في كـنيسة المسيح
في لقاء مساء يوم السبت 8 أيلول 2012 دخـل سـيادة المطران باوي سـورو قاعة كـنيسة مار توما الرسـول للكـلـدان والآثـوريّـين الكاثـوليك برفـقة المطران مار جـبرائيل كـسّاب والكهـنة الأفاضل ودّوّى صوت تـصفـيق متـواصل من الأحـبة الحاضرين إبتهاجاً بلقائهم به وبعـد تـقـديم الأب جـوزيف الذي يجـيـد اللهـجة الآثـورية إضافة إلى لغـته القـومية الهـنـدية والإنـﮔـليزية كان لسيادة المطران جـبرائيل كـساب كـلمته الترحـيـبـية المفـعـمة بالحـب بلقاء المطران مار باوي وقائلاً له : إنك بـين إخـوانك وفي بـيتك . وهـنا بـدأ مار باوي بكـلمة شـكـر جـزيل لسيادة المطران جـبرائيل كساب لهـذا الترحـيـب الحار ومشيداً بمشاعـر المحـبة التي يكـنها له بصورة خاصة ولأبناء شـعـبنا الآثـوري عامة وناقلاً له تحايا من المطران مار سـرهـد جـمو  الموقـر في كاليفـورنيا ومن سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم المحـتـرم في ديترويت . وشـكـر سـيادته أبناء شـعـبنا الآثـوري المؤازرين لأبرشية مار توما الرسول مـبـدياً إعـجابه في ذات الوقـت بالمحـبة التي تكـتـنـفـهم جـميعاً مع كـل المؤمنين ، كما شكـرهم عـلى تـنـظيمهم هـذا اللقاء في قاعة كـنيسة مار تـوما دلالة عـلى الأواصر القـوية التي تـربـطـهـم بالكـنيسة ، وقال سـيادته أن المسيحي المؤمن بعـمق يرى كـنيسة المسيح الجامعة متـجـسِّـدة في الكـنيسة الكاثـوليكية ـ روما التي أسـسها مار ﭙـطـرس رئيس التلاميـذ طالباً منهم أن يُـصَلـوا من أجـل الجـميع كي يحـذو حـذوهـم . وقـد ذكـر سـيادته مقـتـطفات طريفة صادفـها خلال السنـوات القـليلة الماضية بعـد إتحاده بالكـنيسة الكـلـدانية ومنها : كان في بـداية مشـواره يحاول أن يتعـلم اللهـجة الكـلـدانية بإعـتـباره أسقـفاً في كـنائس سان ديـيـﮔـو ـ كاليفـورنيا التي يؤمّها عـلى الأغـلب المتكـلمون بهـذه اللهجة ، ولما وعـظ بها في أحـد الأيام إستـوقـفـته إمرأة بعـد القـدّاس وقالت له : إنـني فـهـمتُ وإستـوعـبتُ كـرازتـك بصورة جـيـدة ! فـفـرح مار باوي معـتـقـداً أنه قـد تـعـلـّـم اللهـجة المشار إليها بـدرجة جـيـدة تـكـفي للوعـظ بها أمام الجـمهـور الكـلـداني فإغـتـبط مع نـفسه ، ولكـن سرعان ما أردفـتْ الإمرأة قائلة أنها سـبق وأن عاشـرتْ الآثـوريّـين لعـقـود من الزمن فـتـعـلـَّـمـتْ لهـجـتهم ! وحـينها إكـتشف مار باوي أنه كان يعـظ بلهـجـته الآثـورية .
أما في يوم الأحـد 9 أيـلول 2012 فـقـد أقام سـيادته قـداساً إحـتـفالياً حـسب الطـخـس الـكـلـداني في كـنيسة أبـرشـية مار تـوما الرسـول للكـلـدان والآثـوريّـين الكاثـوليك حـضره سـيادة المطران جـبرائيل كـسّاب الموقـر راعي الأبرشية حـتى قـراءة الإنجـيل والـوعـظ ، وقـد كان قـداساً رائعاً إشـترك فـيه مجـموعة كـبـيرة من الشمامسة ذوي الأصوات الشـجـيّة . وقـد تـطـرّق سـيادة المطران باوي في وعـظه إلى الإنسان المؤمن قائلاً : الإيمان القـويم هـو ذلك الذي يفـتعـل في داخـل قـلب الإنسان ليقـتـرب من الله ومحـبة بني البشر وإذا لم يستـطع ذلك فإن هـنالك أسباباً متـنوّعة تـتـمـثـل في (1) إنغلاق الـفـكـر مما يجـعـل الإنسان متـقـوقعاً داخـل ذاته دون أن ينـفـتح لقـبول كـلمة الله الحي (2) ضيق الفـكـر فـيقـود صاحـبه إلى الإفـتخار بـنـفـسه ولا يستـوعـب حـقـيقة كـلمة الإنجـيل (3) جـعـل الأولـويات السامية الروحـية في مسـتـوى واحـد مع القـيم الـدنـيوية الأخـرى مما يجـعـل الإنسان يغـض النـظر عـن كـلمة الحـق الإلهـية .
وفي القـداس الذي أقامه صباح الأحـد 16 أيلول 2012 قال في وعـظه للمؤمنين : الرب يسوع يـطـلب أن تكـونوا ملحَ الأرض وسراجاً فـيها ، فالملح يطـيّـب الـطعام ويكـون وجـوده في المجـتمع بارزاً ، أما السراج فلا يُـخـفى تحـت السـريـر بل يوضع في مكان عالي فـبـذلك يشـعُّ نـوركم في مجـتمعـكم ، لـذا فإنَّ فـرص الإنسان في إنـضمامه أو مشاركـته غـيره في أي تجـمّع يتمثـل في ثلاث حالات (1) حـضوره مع أعـداد هائـلة من الناس كـما في الكـنيسة أو المدرسة وغـيرها وهـذه تـتم عـلى الملأ ولا إشـكال فـيها (2) إجـتماعه مع مجاميع صغـيرة مثـل أفـراد أسرته في داره أو مع بعـض من أصدقائه وأمام الناس وهـذه لا غـبار عـليها أيضاً (3) أما ثالـثاً تكـون حـين يجـتمع الإنسان بالخـفـية مع غـيره ولا يقـبل أن يـراه أحـد ! وهـنا يكـون بعـيـداً عـن مبادىء المسيحـية وتعاليمها التي لا تـتعامل إلاّ مع الشـفافـية . 
وخـتاماً تـرقـبوا مقالات (1) مقابلة أجـرتها إذاعة صوت المحـبة مع سـيادته (2) محاضرته التي آلقاها سـيادته وبحـضور المطـران مار جـبرائـيل كـساب الموقـر والكـهـنة الأفاضل مساء يـوم الأحـد الموافـق 16 أيـلول 2012 في قاعة الكـنيسة حـيث إمتلأتْ بجـمهـور غـفـير من المؤمنين .


289
مقابلة تلفـزيون الغـربة مع المطـران مار باوي سـورو

كـتابة : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني

كان للإعلامي المعـروف شـربل بعـيني بتأريخ 10 أيلول 2012 لـقاء مع سيادة المطران باوي سـورو القادم من كاليفـورنيا في زيارة خاصة للأقارب والأصدقاء ، وذلك عـلى شاشة تـلفـزيون الغـربة / سـدني ، تـطـرّق بعـيني إلى مجـموعة من المواضيع الهامة في أسـئـلته الشاملة المفاجـئة فأجاب عـليها سيادته بهـدوئه المعـروف وعـمقه المألوف نقـتـطف بعـضاً منها : http://www.youtube.com/watch?v=usQx6kadlOk   
عـن هـويته قال سيادته : أنا عـراقي الأصل بالولادة ومن الطائفة الآشـورية تركـتُ الـعـراق وأنا في عـمر 18 - 19 سـنة أمضيتُ ثلاث سـنين في لبنان إبّان الحـرب لـذا أعـرف اللهـجة اللبنانية بعـض الشيء ، ثم سكـنتُ حـوالي 35 سنة في أميركا ولا أزال فـيها ، مرسوم شماس ، وكاهـن ( 1982 ) ومطران ( 1984 ) في الكـنيسة الآشـورية ، وفي عام 2005 ولأسباب خاصة تركـنا الكـنيسة الآشـورية أنا وستة كـهـنة ومعـنا بحـدود 2000 - 3000 مؤمن وإنـتمينا إلى الـكـنيسة الـكـلـدانية في ثلاث أبرشـياتها . وقـد سأل شربل سـيادته عـن سبب الترك هـذا فأجاب : عـملنا حـوالي 20 سـنة من أجـل الإتحاد بـين الكـنيسـتين الآثـورية والـكـلـدانية ولكـن حـينما لم يكـلل عـملـنا بالنجاح وعـنـدنا الثـقافة والشـعـور والإيمان بأن الحـقـيقة التي يكـشـفـها الله في قـلب الإنسان وفي حـياته والمسـتـقاة من الـكـتاب المقـدّس ومن التـقـليـد الـكـنسي ونحـن متمسّـكـين بها ولـكـنـنا منعـزلين عـن الكـنيسة الكاثـوليكـية وعـن جـسد المسيح ولكـن الخـيار الثاني ... ( وقـبل أن يكـمل سيادته الإجابة قاطعه شـربل بسؤال آخـر قائلاً ) : ماذا كان موقـف روما من هـذه العـملية ؟ فأجاب سيادته : إن كـنيسة روما كاثـوليكـية جامعة ، كـرازتها وحـواراتها إلى كـل العالم هي تحـقـيق الوحـدة الكـنسية منـذ المجـمع الـﭬاتيكاني الثاني ثم إن هـذا الإتحاد يأتي إلينا من رغـبة عـنـد يسوع . وأضاف سيادته أن الكـنيسة الجامعة تـعـني تـمسك الإنسان بالحـقـيقة أكـثر من تمسّـكه بعاداته وتـقاليـده وأفـكاره وخـوفه وبالآنية التي يعـيشها ، وأضاف : في لقاء الـﭙاﭙا مع تلاميـذه اللاهـوتـيّـين قـبل أسابـيع طـلب من كـل لاهـوتي أن يفـتش ويتـمسك بالحـقـيقة وهـذا هـو الذي يرفع الإنسان ويعـطي له عـلـوّاً روحـياً وإنسانياً وأن نحـب الله أكـثر من محـبتـنا لأنـفـسنا فـنـَـصِل إلى حـيث يريـدنا الرب ، والوحـدة الكـنسية هي تجـسيد لهـذا العـلو الروحي وإن الله يُـعَـرِّفـنا بـذاته من خلال الكـتاب المقـدس الذي يأتينا بنـفـسه من خلال تـقـليـد الكـنيسة والسلطة التعـليمية التي تكـتـمل في الكـنيسة الكاثـوليكـية وقـد يصعـب هـذا الوصف عـلى الإخـوة الأورثـوذوكـس كي يتـقـبَّـلوه ، وهـنا قاطع السيد شربل قائلاً أن هـنا في سدني الكـنيسة ( وأكـيد يقـصد الكـنيسة الآشورية ) لا تعـيِّـد عـيد الميلاد والفـصح مع الأورثـوذوكس وإنما مع الكاثـوليك ! فـعـلق سيادته قائلاً : أن هـذا شيء ظاهـري ولكـن هـناك الجـوهـر العـميق لأن في الكـنيسة التي أسّـسها يسوع هـناك شيء وهـو أن نسَـلِّـم أنـفـسنا للآخـر حـتى نـصل إلى كـرسي الله الذي أرانا يسوع طريقه من ملكـوت الأرض إلى ملكـوت السماء ، وفي الكـنسية لا تـوجـد إستـقلالية وقـد تـكـون مسألة الرئاسة هي التي تجـعـل الكـنيسة منشقة ونحـن درسـنا هـذه المشكـلة قـبل عـشرين سنة ورأينا أن الكـتاب المقـدس والتـقـليـد الكـنسي الكـلـداني الذي يشاركـونا فـيه الآثـوريّـون أيضاً والتقـليد الكـنسي السرياني الإنـطاكي ( الموارنة ) ، التـقـليد الشرقي والإنـطاكي إذا فـحـصتـَه ودرسـتَه سـترى أن قـضية الرئاسة لها حـل وهـو أن كـنيسة مار ﭙـطـرس والرسل خـلفائه هي محـتـرمة ولها كـل الصلاحـيات ولا يعـوزنا سـوى أن نـقـبل هـذا الشيء بروح مسيحـية كـمسيحـيّـين وليس كمستـقـلين بعـيدين عـن بعـضنا بل بالعـكس نكـون معـتمدين وخـدم لبعـضنا البعـض .
قال شـربل لسيادة المطران أن رجال الدين متهـمون بأنهم هـم السبب في هـذه المشاكل لكن كلامك يُـبـيِّـن العـكس ! ، فـردّ سيادته : صح ، ولهـذا أنا إضـطــُـهـِـدتُ بسبب كلامي هـذا وطالما أن الهـدف هـو التـوحـيد فأنا أقـبل بهذا الإضطهاد ، وأتى سيادته بمثل الوالدين وكـيف يعـملان من أجـل الأولاد . ولما أردف الإعلامي شربل عـن أن الأقـلية تـتبع الأكـثر ! أعـقـب سيادته : إن هـذه حـقـيقة مشجـعة ولكـني أنا أخـذته من الكـتاب المقـدس ومن تـقـليد كـنيستي ومن بـديهة أن ربي يقـول لي وحِّـد ! وأعـطى ﭙـطرس مكانـته كما أن تـقـليدي الكـنسي
 
لمئات السنين يؤكـد عـلى نـفـس الحـقـيقة ثم أن المنـطق الإجـتـماعي والواقـعي أنـني سأستـفـيد من إتحادي أكـثر من عـزلتي خاصة إذا كان أخي بهـذه العـظـمة ، وإن مسألة العـدد والضخامة الكاثوليكـية تأتي كـنتيجة ويجـب أن لا تـكـون هي السبب ، إن يسوع طـلب من عـنـدنا أن نكـون مثاليّـين كي نصبح قـدوة لغـيرنا ويعـرفـون من هـو ربنا وبهـذه الطريقة يمكـنـنا تغـيـير العالم ، فـحـين أضحِّي من أجـلك ومن أجـل حـبك ومن خلال حـبي لك سأحـب الرب الذي لا أراه ( بالعـين بل أراه بإيماني ) وهـذا هـو أقـوى سلاح عـنـد المسيحـية وحـين إلتـزمتْ الكـنيسة بـذلك إنـتـشرتْ وصارت جامعة رسولية .
وحـين عـلم السيد بعـيني أن مار باوي يكـرر زياراته إلى أستراليا قال : إن مايكل ( كاتب المقال ) أصبح عـلى عِـلم كـيف يأتي بك إلى هـنا مرة أخـرى . وفي سؤال عـن الفـرق بـين أميركا وأستراليا قال سيادته أن أستراليا مثل أية ولاية أميركـية تعـتبر بـلـد غـربي ذو إقـتـصاد قـوي ونسبة البطالة أقـل مما هي في أميركا وهـذا يعـكس عـلى الوضع الإجـتـماعي وحـتى الكـنائس في إزدهار فأنا أزور كـنيستي الكـلـدانية والمطران جـبرائيل كـساب وكـنائسه في إزدهار ونمو وأشكر الرب أنـني في البارحة كـنتُ أقـدس قـداساً كـلـدانياً فـشعـرتُ بأن الملائكة قـد نـزلتْ بـينـنا .
وقـد إستـفـسر السيد شربل عـن كـنيسة مار باوي في أميركا فـقال : هـناك أيضاً الملائكة لأنه حـيثما يتمسك الإنسان بإيمانه وبربه فالله يمنحه النعـمة ، وأنا مطران منـتمي إلى أبرشية مار ﭙـطرس ، كاثوليكي مقـبول من كـل الجـوانب بـدون تـعـيـين وحالياً في طريق الإنـتماء عـنـد إنـعـقاد سنهادُس الكـنيسة الكـلـدانية ، وهـناك في أميركا أبرشـيّـتين للكـنيسة الكـلـدانية ، واحـدة في مشيـﮔان هي أكـبر الأبرشيات ( 150 - 160 ) ألف كـلـداني حـيث يوجـد سـيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم ، ولجـماعة الكـلـدان مركـز كـلـداني كـبير في ديترويت من أكـبر المراكـز الكـلـدانية في العالم وأكـثر تـطـوّراً ، وهـناك كـنائسها وأخـوياتها وكـل الخـدمات التي تحـتاجها الكـنيسة ، وعـنـدنا شيء بديع وهـو الدعـوات الكهـنوتية حـيث عـنـدنا جـيل جـديد من الكـهـنة المثـقـفـين في المدارس الكاثوليكـية وبطـخـسهم الـذاتي ونشكر الرب لهـذا الإزدهار في الأبرشية الشرقـية ( الكـلـدان في أميركا يمثـلون أكـبر كـنيسة شرقـية في أميركا من أية كـنيسة شرقـية أخـرى منـفـردة ) ، ورجـوعاً إلى الأبرشية الثانية التي أنتمي إليها فـهي أقـل عـدداً من حـيث الرقـم ( حـوالي 50 - 60 ألف ــ الكاتب ) وفـيها سيادة المطران سرهـد يوسب جـمو ، فهي جـديـدة وقـد إحـتـفـلنا بمناسبة مرور عـشر سـنوات عـلى تأسـيسها والآن بـدأتْ تحـتـضن نهـضة جـديـدة كـلـدانية روحـية حـضارية كـنسية ، وفي هـذه الأبرشية عـنـدنا سيمينيرنا ورهـبنـتـنا ومركـز إعلامي وكـنائـسنا وشعـبنا وأيضاً فـي هـذه الأبرشية صارت حـركة الإتحاد التي دخـل فـيها عـدة آلاف من الأشـوريّـين ، وفي البـداية إلتحـق معـنا من كـنيستـنا السابقة سـتة كـهـنة ، أما الكـهـنة الآشوريـّين الثلاثة بقـوا معـنا في الكـنيسة الـكـلـدانية لكـن الكـهـنة الآخـرين الأميريكان لـظرف أو لآخـر لم يستـطـيعـوا البقاء معـنا ولا شك هـم إخـوان لـنا ونحـبهم كـثيراً . وفي سؤال للسيد شربل عـن أن الكاهـن اليوم صار موظـفاً كأي موظـف في أية دائرة حـكـومية وليس رسولاً إلى المؤمنين مثـلما كـنا نـعـتـقـد فـيه ، أجاب سيادته : في رأيي إن وصـفـك لا ينـطـبق عـلى جـميع الكـهـنة فـهـناك كـهـنة كـثيرون يعـملون كـرسل ويؤدّون واجـبهم الكـهـنـوتي بكـل جـدّيّة ولكـن إذا قارنتَ وضع الكاهـن اليوم وقـبل خـمسين سنة خـصوصاً في الغـرب ، أي الكاهـن في القـرية والعاصمة فإن ظروفه تغـيَّـرتْ وإن إحـدى النتائج هي أنه لم يعـد له الوقـت لكي يعـطي الإنـتـباه والرعـوية مباشرة للمقابل مثـلما كان كاهـن القـرية يعـطيه قـبلاً ، نعـم تـوجـد بعـض الـﭙـيرقـراطية وأقـل خـدمة ولكـن بكل تأكـيد فإن الشيء الذي يرفع من شأن الكـنيسة ويقـويها هـو عـنـدما تكـون هـناك حـركات رهـبانية قـوية لأن الرهـبان مثـل الـداينمو يضيفـون حـيـوية مثل المدارس والمستـشفـيات ويـبقى الإهـتمام بالوعـظ من مسؤولية الكاهـن ، أما إنْ لم تـوجـد رهـبنات قـوية فإن مسؤوليات الكاهـن تـتـضاعـف بل ثلاثاً وأربعاً وهـذا شيء صعـب ، لـذا لك الحـق في هـذا التعـليق ولكـن بعـد أن قـدّمتُ لك وجـهة النـظـر الثانية آمل أن نكـون عادلين ، فأعـقب شربل بأنه راضٍ عـن كـل ما قاله المطران . وعـن الربـيع العـربي قال سيادته أن الربـيع العـربي من المؤكـد هـو ديناميكـية متـبدلة ( متغـيـرة ) كـل يوم ولكـني أنا شـخـصياً يصعـب عـلي جـداً أن أقـول ماذا سيحـدث غـداً ولكن من نظرة مسيحـية أقـول أن كـل إنسان في أي مجـتـمع له الحـق هـو شخـصياً ومجـتمعه أن يعـيشوا حـياة الحـرية الفـردية وحـياة الحـرية الجـماعـية وأن تكـون له الفـرصة لحـياة السعادة ، ولهـذا جاء المسيح كي يبشر بأفكار أساسية إنسانية ، وفي تعـقـيب لشربل قال أنه حـين جاء المسيح كان ربيعاً للعالم ، أردف سيادة المطران : للعالم كـله كان ربيعاً روحـياً معـنـوياً إيمانياً وجـعـل الحـضارات التي إحـتـضنت مبادىء ربنا يسوع المسيح تـزدهـر حـتى وإن طال الزمن وفي أورﭙا أيضاً . فإذا كان للربيع العـربي في الدول العـربية هـذه الديناميكـية التي صارت بتـفاعـل المسيحـية مع الحـضارة الغـربية والفـلسفة الغـربية والذي ولـّـد هـذه الحـضارة الغـربية والتي أتت بالتـصنيع والنهـضة الفـكـرية الصـناعـية والحـريات الإنسانية ، عـنـدئذ سيكـون العـرب محـظوظين . بالنسبة لي إذا كانت مبادىء يسوع غـير موجـودة في الأساس الإنساني فالمسألة تكـون صعـبة ، وقاطعه شربل بقـوله ( المبادي مثل المحـبة ، أحـبوا أعـداءكم ، باركـوا لاعـنيكم .... ) فـقال سيادته : نعـم والمساعـدة ، فـقال شربل : هـل يحـدث هـذا وفي الوطـن العـربي في رأيك ؟ فـرد عـليه سيادته : أن هـذه كانت سبباً من أسباب الهـجـرة لأن الله خـلق الإنسان أن يعـيش بسعادة وحـرية ، فـيتـطلب تـوفـر هـذه الظروف ، الإنسان مسيحـياً كان أم مسلماً ( حـيث جاء المسيح للجـميع ) وبهـذا التـقاطع يأتي دور الكـنيسة أوالدين كي يقـوّي هـذه الأسس ، أما إذا صار الدين تـعـصباً سنـكـون في مشكـلة مثـلما نرى الآن في الشرق الأوسط عـلى الأقـل حـيث النـتيجة عـلى الكـنائس المسيحـية هي سـلبـية وقـد لا حـظـنا ذلك في العـراق والآن نـراه في سـوريا . وفي سؤال لشربل عـن المسيحـيّـين في العـراق قال سيادته : الجـواب المباشر لسؤالك هـو إنه يكـسر القـلب ، اليوم أنا قـرأتً مقالاً هـو مقابلة لأحـد مطارنة الكـلـدان من العـراق وهـو سيادة المطران لويس ساكـو  نشرته مؤسسة (  EWTN  ) الإعلامية الكـبيرة في أميركا طلب فـيه من كـل الـﭙـطاركة والمطارنة الكاثـوليك الشرقـيّـين في الشرق الأوسط أن يطلبوا من قـداسة الـﭙاﭙا عـند اللقاء معه في لبنان مساعـدته لحـل مشكـلة المسيحـيـين والمخاطر التي يتعـرضون إليها ، ولو كـنت أنا هـناك يمكـن أن أطلب نفس طلب سيادة المطران لويس ساكـو ، ونحـن بحاجة إلى دعـم الكـنيسة الكاثـوليكـية لأن ظـروفـنا صعـبة . وقـد وصف سـيادته بعـضاً من تلك الظروف مثـل إنهم يواجـهـون مخاطر الإسلام السياسي في الدول والهجـرة المستمرة ، قاطعه شربل قائلاً : أن الرئيس المصري الجـديـد عـيَّـن قـبطـياً كـمستشار له للشؤون الديمقـراطية وقال نحـن دولة مدنية ديمقـراطية لا دينية ، فـقال سيادته : جـوابي هـو إنْ شاء الله ، لكن الكلام لا يفـيـد ما لم يحـدد في دستـور البلاد حـقـوق الجـميع بـدون إستـثـناء ونحـن كمسيحـيّـين وكـحـضارة مسيحـية يجـب أن نحـب لأخـينا مثـلما نحـب لأنـفـسـنا ، بل يجـب أن أبحـث عـن حـقه أولاً كي يكـون لي الحـق أيضاً ، وقال شربل : أنه في عام 1987 دعاني صدام لزيارة العـراق وشاهـدت وضع الـكـنائس ممتاز ، فأردف سيادته : أنا شـخـصياً لم أكـن راضياً بنـظام صـدام ولكـن مقارنة بالوضع الحالي فإنـني سأفـضله لأن الآن يوجـد إضطـهاد ديني عـنـفي أثـني تـفـجـير الكـنائس وليس للمسيحـيّـين فـقـط بل لجـميع الشعـب فالمسلمون تأثـروا أكـثر من المسيحـيّـين ولكـن المسيحـيّـين تـضـرروا أكـثر من المسلمين لأن عـددنا في العـراق تـقـلص إلى أرقام مخـيفة . لقـد كان الـكـلـدان ذو وزن في العـراق ولكـن اليوم صارت غالبـية الـكـلـدان في أميركا وأسـتراليا وهـكـذا بقـية الـطـوائف . فـنصلي من أجـل الربـيع العـربي وليأتِ باي إسم كان ولكـن في النهاية يجـب أن يحـفـظ الدستـور الوطني حـقـوق كل إنسان بالتساوي وليس مبنياً عـلى أساس ديني وخـصوصاً إسلامي وتعـصب الإسلام السياسي الذي يؤذي الكـل . أرجع إلى سؤالك عـن شعـوري إزاء هـذا الوضع فأقـول أنا قـلبي مكـسور من أجـل خـليقة الله فـكـم بالأحـرى قـلب الله مكـسور من أجـلـنا . وعـن سؤال لزيارة العـراق قال : تركـت العـراق في عام 1973 وقـد سبق أن زرت العـراق في فـتـرة الحـرب لأيام قـصيرة مرتين أو ثلاث لمساعـدة المهاجـرين ولحـضور جـلسة سنهادس ومرة لإيصال المساعـدات المالية ومرة مع الجـيش الأميركي بصحـبة الكـهـنة لمساعـدة اللاجـئين المسيحـيين العـراقـيّـين الكـلـدان والآثوريين الذين خـرجـوا إلى تركـيا مع مليون ونصف كـردي ، الآن يوجـد مسيحـيّـين كـثيرين في كـردستان والوضع حالياً في كـردستان نسبـياً أفـضل وأكـثر إستـقـراراً ويـبدو أن كـردستان تسن قـوانيناً عـلمانية أكـثر ، أعـقـب شربل فـقال :  لأنهم سبق وأن إضـطهـدوا والآن يحـمون الأقـليات ، وأخيراً سأل شربل : سـيـدنا ما هـو السؤال الذي كـنتَ تـتوقعه منا ولم نسأله ؟ فـقال سيادته : ما هـو مصيرنا وهـو سؤال صعـب جـداً ، أعـتـقـد أن الحـل يأتي فـقـط  حـين يفـهم الإنسان رسالته في الحـياة أنا أتـكـلم كـمسيحي ورسالتي كـرجـل دين أن أجـسد محـبة يسوع في أعـمالي وأقـوّي كـنيستي بإتحادي واليوم المسيحـيّـون محـتاجـون أن يكـونـوا متحـدين أكـثر مما يكـونـوا مستـقـلين عـن بعـضهم لأنـنا في الشرق جـميعـنا سنـدفع الثمن ، وسأل شربل عـما سينـقـله سيادته لأبناء طائـفـته في أميركا عـن أستراليا ، فـقال : إنـطباعي إيجابي جـداً وهـناك عـنـدهم محـبة كـبيرة لكـنيستـنا هـنا وواجـبنا أن نحـب بعـضـنا ، وإن شاء الله تـتـوسع هـذه المحـبة بـين كـل الكـنائس وتـتوصل إلى قـناعة بأنه بقـدر رجـوعـنا إلى أصولـنا المسيحـية إلى الكـتاب المقـدس وإلى تـقاليـدنا الكـنسية ، نكـون قـريـبـين من بعـضنا ومع هـذه الديناميكـية أنا أؤمن بأن روما سـتـلعـب دورها في العالم ، وإن زيارة البابا إلى لبنان وفي هـذه الـظـروف بالنسبة لي هـي ذات معـنى عـميق جـداً إنه بطل ، ولا يخـفى إن الشهادة في الكـنيسة هي جـزء من الأسقـفـية ومن الكـهـنوت ولهـذا السبب  ترى الأساقـفة يلبسون اللون الأحـمر ( ساش sash  ) هـو الـدم الدال عـلى الإستعـداد للشهادة ، فقال شربل أنـنا كـنا نـعـتـقـد أنه للزينة ، فأردف سيادته : المظهر إذا لم يطابق مع الفـحـوى القـلبـية والأعـمال سيظهـر بأنه للزينة وهـذه الدعـوة هي لجـميع المسيحـيّـين كي نعـيش نـداء ربنا إلى حـياة القـداسة والإيمان والوحـدة .

290
ملتـقانا الكـلـداني الثـقافي فـعَال في ساحـتـنا
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
في مقال كـتبناه بتأريخ 17 أيار 2012 جاء فـيه : إنَّ لقاءَ أصدقاء أو أحِـبَّة أو إخـوان أو لـنـقــُلْ جـيران أو زملاء تربطهم مشاعـر المحـبة والصدق والإخلاص والإستقامة والأمانة والتضحـية والإيثار بالإضافة إلى الإعـتـزاز بالهـوية الذاتية والرأي الحـر كـباقي الأمور الحـياتية هـو أمـرٌ طبـيعـيٌّ يليق به أن يُـسمى ملتـقى ! وهـذا هـو ملتـقانا الكـلـداني الثـقافي . ثم جاء فـيه : بـداية نحـن مسيحـيّـون ، الكاثوليكية مذهـبنا ، للحـبر الأعـظم ﭙـاﭙـا الـﭬـاتيكان ولاؤنا ولغـبطة الـﭙاطريـرك ولسيادة المطـران والآباء الكهـنة إحـتـرامنا ونحـن خـدمٌ في الكـنيسة مرسومون وغـير مرسومين جـميعـنا ، ذكـرتُ ذلك لأؤكـد أن هـذا الموضوع ليس ضمن محاضرتـنا ، بل إنّ محاضرتـنا قـومية صرفة نـتـكـلم فـيها عـن الكـلـدان كـشعـب سـكـنَ بـيث نهـرين العـراق وهـو حيٌّ يُـرزق اليوم بأبنائه وصوته وأنشـطـته . 
وبتأريخ 6 حـزيران 2012 جاء فـي مقال آخـر : لم يُـؤسَّـسْ ملـتـقانا لـيعارِض شخـصاً أو لـيـصارع كـياناً ولا لـيناقـض أفـكاراً ، كـما ليس بـديلاً عـن تـنظيم أو فـرد ولا مُكـمِّـلاً لأحـد ، ولـكـنه بادىءٌ مستـقـل لا يحـدُّه حـدٌ ، تـأسَّـس لـيزرع بـذرة لـتـنموَ زهـرة وتصبح شـتلة في مناخ صحي ثم شجـرة كأشجار الطـبـيعة يستـريح عـندها كـل مَن أرهـقـته حـرارة الشمس أو أتعـبته أشغال الحـياة لـينـتعـش بهـوائها النـقيّ مجاناً .
وإعـتـزازاً بهـويتـنا فـقـد جاء في مقال حـول يوم الشهـيـد الكـلـداني الذي إحـتـفـلنا به بتأريخ 12 آب 2012 ما يلي :
إن الشـخـص الكـلـداني هـو في ذات الوقـت مسيحي المعـتـقـد فـحـين يُـسـتـشـهـَـد بسبب قـوميته فإن الطابع الديني يغـلب عـليه لأسباب معـينة ذكـرناها سابقاً ولكـن الواقع ليس دائماً بهـذه الصورة بل إنه شـهـيد قـوميته الكـلـدانية ولهـذا كان لـنا فـخـر في إحـياء وتمجـيـد يوم للشـهـيـد الكـلـداني أما شـهـداء الكـنيسة ، كـلـدانية كانت أو لاتينية أو أورثـوذوكـسية فـلهم أيام تـذكارية محـدّدة في السِـجـلات والتـقاويم الكـنسـية نـفـتخـر بهم ونــُـحْـيي ذكـراهم عـلى الـدوام في صـلواتـنا الكـنسية أو عـلى الهـواء الطـلق في مهرجاناتـنا الشعـبـية . وقـد أوردتُ مثلاً في المقال وقـلتُ : أن الكـوردي الذي كان يُـقـتل في سنين الحـركة الكـردية في شمال العـراق ، لم يكـن يُـقـتل بسبب دينه الإسلامي وإنما لسبب مطالبته بحـقـوقه القـومية فـهـو شهـيد القـومية الكـردية .
والآن رب سائل يسأل ، لماذا الملتـقى الكـلـداني هـذا ؟ الجـواب في منـتهى البساطة :
أولاً / حـينما نـريـد أن نـصلي فالكـنيسة صومعـتـنا تجـمعـنا ، وعـندما نرغـب في تـنشيط عـضلاتـنا فالمسابح والساحات في الهـواء الـطـلق ميـدانـنا . ثانياً / إذا أردنا أن نجـتـمع لأهـداف دنـيوية مدنية عـنـدئـذ نبحـث عـن مكان يأوينا وجـزيل الشكر لمَن يفـتح أبـوابه لـنا وأخـصّ بالذكـر نادي بابل الكـلـداني بـيتـنا . ثالثاً / في سـدني تـنـظيمات عـديـدة لمجـتمعـنا الكـلـداني سياسية كانت أم مدنية وبكـل فـروعها الإجـتـماعـية أو غـيرها ، بعـضها كـلـداني الجـسـد ، والبعـض الآخـر يرتـدي قـميصاً كـلـدانياً واسع الجـيوب غامض القـماش مجهـول الأزرار خـيّاطه مشـكـوك به ونحـن لا نرتـضي لأنـفـسنا أن نـضع عـلى أكـتافـنا مثـله ! ناهـيك عـن أنَّ هـذه الـتـنـظيمات بـينها مَن هـو في سـبات لسنين خـلتْ ومنها مَن هـو يتمـتم مع ذاته داخـل جـدرانه ولا يُـسمع صوته عـلى الإطلاق ، ومنها مَن يـذرع الأرض دون أن يكـلف نـفـسه في الـبحـث عـن بـذرة يزرعها ، وهـناك مَن يرفع صوته قالت الوحـدة ونسجـتْ الأمة وحـكـت القـومية لكـنه حـين تأتي الكـلـدانية يخـفـت صوته بل يحـصل (( فـيـوز )) في الشـبكة الإلـكـتـرونية للسانه ، والأنكى من كـل ذلك نرى هـناك مَن يُـزمِّـر ويُـطـبِّـل ويُـسَـيِّـج لهـؤلاء ، ويهـزُّ الخـصـرَ لهم قـليلاً مادّا يـده في داخـل الصـرّة عـميقاً .
إذن رابعاً / لا بـد أن نسـدّ الشاغـر ونملأ الفـراغ ونردم الهـوّة كي يقـف شـعـبُـنا عـلى أرضية صـلبة معـبِّـراً عـن ذاته مفـتخـراً بكـيانه متـكـلماً بلسانه دون وصاية أناس لا تحـتـرق قـلوبهم عـليه ، فإلتـقـينا بقـلب واحـد دون أن نـبحـث عـن أطماع مادية ولا تـطـلعات زمنية ، وإذا أمطـرتْ السماء غـيثها عـلينا فـنشكـر الرب عـلى خـيراته لزرعـنا نحـصـده غـلة لأجـيالـنا . والحـق يُـقال فإن هـناك جـمعـية كـلـدانية مهـتمة في شؤون أكاديمية صرفة تعـمل ما في وسعـها في حـقـلها .
خامساً / ملـتـقانا ليس تـنـظـيماً سياسياً ولا جـمعـية قـروية وإنماهـو ملتـقىً مـدنياً قـومياً كـلـدانياً صِـرفاً غـير مسجـل ، هـو حـلقة دائرية أفـقـية واسعة ، ولكـل الكـلـدانيّـين في القـلب مكانٌ سواءاً كانـوا أفـراداً مستـقـلين أو إلى جـمعـيات منـتـمين ، نـتـداول أفـكاراً ونـناقـش مقـتـرحات ونخـطـط لفعاليات تهـدف شيئاً واحـداً فـقـط وهـو إستـنهاض المشاعـر القـومية المخـزونة في قـلوب أبناء شعـبنا وإظهارها ساطعة عـلى الملأ إبتهاجاً أمام أبنائـنا ، منـدمجة بأواصر متينة مع تـراث مسيحـيتـنا . نعـم ليست مهـمتـنا مناقـشة الأمور السياسية بعـيدة عـن نـطاقـنا لأن تلك لها نشطاؤها الكـرام وقادتها العـظام ولا نـضيع وقـتـنا فـيها بل نـكـنّ لهـم كـل الإحـتـرام ، أحاديثهم خارج إجـتـماعاتـنا ولا نـتـدخـل في ما لا يعـنينا من مهام ، كما لا نـسأل عـن حـيثيات الجـمعـيات الخاصة بجاليتـنا إلاّ بما يخـدم التآلف بـينـنا وبرضى جـميعـنا وفي ذات الوقـت لا نسمح لأي كان أن يقـف حجـر عـثرة في طـريقـنا مثـلما لا نـضع عائـقاً في طـريقه بأيـدينا ، و لن يـصدر ضدّه تـصريحاً مـنا ( عـمّي إحـنا ناس مسالمين عـلى ﮔــَـد حالـنا ) .
سادساً / بهمة جـميعـنا خـطـَّـطــْـنا ونـفـذنا نشاطـَـين ناجـحَـين : يوم العـلم الكـلـداني ، ويوم الشهـيـد الـكـلـداني ، وأمامنا أنـشطة أخـرى أذكـر منها (1) الكـلـدان وحـقـوقهم القـومية (2) نـظـرة توضيحـية عـلى مخـطـوطات الإنجـيل التأريخـية (3) صورة العـهـد الجـديـد تـظـهـر في مرآة العـهـد القـديم للكـتاب المقـدس ، وسنـنشر لاحـقاً إعلاناً بشأن كـل منها .
وأخـيراً سابعاً : نـدعـو كافة الإخـوة بـدون إستـثـناء للحـضور والإطلاع عـلى فعالياتـنا ويسمعـون كلامنا ، وحـبذا لو يشاركـونا عـلى مستوى الأنشطة أو الآراء أو المقـتـرحات فـنحـن يمكـنـنا الإستـفادة من أبسط جـهـد إلى أعـظمه فأهلاً وسهلاً بالجـميع .     
 
 


291
الصفـقات المالية خـلف اللقاءات المَخـفـيّة
     
بقـلـم : مايكـل سـيـﭙـي ــ 2012
ليس كـل واحـد يـقـبل الولـوج في دروب الـقـذارة المخـفـية مثـلما الـكـثيـرون لا يحـبِّـذون الجـلوس فـوق أبراج نـتـنة شـكـلية بل يراقـبون الساحة والـطرق تحـت أشـعة الشـمس القـوية ، يجـمعـون الـنفايات الـمتـطايـرة من هـبوب الـرياح العاتية لـتـنظيف البـلـدة دون أن يتـقاضوا أجـرة يومية ولا مكافأة تشجـيعـية ، ويمـدّون مجـسّاتهم إلى الزوايا المظلمة فـيسـلطون عـليها أشـعة ضوئية لـيَـروا ما يـدور فـيها ( بالهـمس باللمس بالآهات بالنـظرات بالصمت الرهـيب ) من سيناريوهات سينمائية ويرسمونها صـوَراً كاريكاتيرية بألـوانها الـطـبـيعـية ، ويعـملون بإستـقلالية بعـيدين عـن قـبب السارقـين ويتجـنـبـون منابـرَ المصالح الشخـصية فلا يشاركـوا قـيصر روما والزائغـين في تحـرير صكـوك من بـيت المال لحـساب الحـرامية ، أما صاحـب الضمير الميت والمستـتـر بقـلـنـسـوة كاوبـويّة ينـدب حـظه حـين يُـفـضح أمـره فـيَـلـطم عـلى رأسه لـطـمة الـتعازي الكلاسيكـية ، فـيـبـدأ يسحـب أمواجاً خارجـية ويَـنـثـَـول أمام العارفـين بالأسرار الجهـنمية ، فـيـرفع مجـروراً تائهاً لا يمـيِّـز الناقة عـن الجـمل مستعـيناً بحـروف نـصب تـعـويـذية !! وينـصب أصناماً عـلى حـروف جـرِّ لا محـل لها من الإعـراب النحـوية ، فـتراها أجساماً حجـرية تـتوشـَّـح حُـلـَّة فارسٍ ملوكـية لا تـفـقه الشمال عـن الشرقـية ، يجـرّها تارة إلى دهاليـز شيطانية وطـوراً إلى شـواطىء خاوية مستعـيناً بإمضاء الـبعـيـد بديلاً عـن القـريـب لـيُـمَـرِّر صفـقات إنحـرافات سـرية ، متجاهلاً المبتـدَأ مرفـوع الرأس في جـملة خـبَرية ، وما يـدري بـينا إحـنا نـقـرأ الخـطـوط الممحـية لا يستـطيع هـو قـراءتها ولا شـلـَّـته الشـطـرنجـية . 
إنَّ الأوكار المظـلمة عَـلتْ جـدرانها نهاراً وخـفـتـتْ أضـواؤها مساءاً وكـتـمَـتْ أبـواقها ليلاً ، وعـرّابها بلغ من سنين العـمر عـتـيَّاً وما زال يوَسِّـع جـيـوباً تحـت جُـبَّة السـلطان غـطاءاً ، وهـو يـدري أن براقِـشَ يكـفـيها عَـظـْـماً من أرذل ما في الفـريسة لحـماً .
يـرى أفلاطـون أنَّ للإنسان ثلاثية الرأس والبـطـن والقـلب ولم يـذكـر رباعـية الجـيـب ! فإذا قـفـل الرأس الـرائغ وغـلق القـلب الزائغ وشـبع البـطـن الفارغ ، ماذا يفـعـل الجـشع الصارخ ! هـنا يأتي الجـيـب وما أدراك ما الجـيـب السابغ ؟ إنَّ مَن لا تشبعـْه قـفـّات الـتِـبْـر ولا يستمتع بـبخات الـعـطـر ، يعاني من عِـلة في نـفـسه ممتـدّة حـتى الـجـذر ، سـتــُـشـبعه بكـل تأكـيـد حـفـنة من تـراب القـبر تحـت أكـوام الـصخـر ، وليقـل هـناك إنـني أنا الآمِـر حـين يُـشبَعَ من ضربات الإبليس ليس له منها مفـرّ ولا ينـفعه مال هـذا الـدهـر . 

 


292
العـلمانيّـون مسؤولـون عـن كـيان الـكـنيسة وعـملها

كـتابة : مايكـل سـيـﭙـي

بعـث الـﭙاﭙا بيـنـدكـتـس السادس عـشر بتأريخ 22 آب 2012 رسالة إلى المنتـدى العام للحـركة الكاثوليكـية في رومانيا يوضح فـيها أنَّ العلمانيـين مسؤولون أيضاً عـن كـيان الكـنيسة وعـملها ، ودعا الـﭙاﭙا إلى " تغــيـير النظرة " وخصوصاً فـيما يخـصّ دَور العـلمانيـين والذين يجـب " إعـتبارهم أشخاصاً مسؤولين فـعـلياً عـن كـيان وعـمل الكـنيسة وليس مجـرّد معاونين للإكـليروس " وقال قـداسـته : " إنّ العـلمانيـين مدعـوّون للعـمل " بروح إتحاد مع خـليفة ﭙـطرس وليكـونوا مسؤولين ناشطين مع الكهنة " مضيفاً : ولكي تكون المشاركة في المسؤولية ممكـنة يجـب الإعـتراف بعـلمانية ناضجة وملتـزمة وقادرة عـلى المساهـمة في المهـمّة الكـنسية مع إحـترام مهام وواجـبات كـلّ من الأفـراد في الحـياة الكـنسية والبقاء عـلى إتحاد ودّي دائم مع الكهـنة . وأضاف الـﭙاﭙا أنّه إذا كان عـلى العلمانيـين " المضي في درب القـداسة هـذا ، فهم ليسوا بمفـردهم إنّما يرافـقهم الكهـنة والمسؤولون القادرون عـلى تعـليم المشاركة في المسؤولية الكـنيسة والإجـتماعـية " مستـشـهـِداً عـلى قـوله هـذا بالدستور العـقائدي " نور الأمم " بأنّ العلاقة بين العـلمانيـين والكهنة يجـب أن تكون "عائلية " . كما شجّعهم عـلى " تحـسين جوانب دعـوتهم كعـلمانيـين عـلى الدوام بطريقة جـدية ويومية ، ودعاهم ليكـونوا شهوداً شجعاناً وموثوقـين أينما كانوا في المجـتمع " .
وأفاد البابا أنّ الإنجـيل بالنسبة إليهم هـو " نور يعـود بالرجاء في أوقات المحـن والصعـوبات والظلمة " التي تواكـب عالم اليوم لذلك يحـثّهم ليكـونوا في داخـل العالم " مخـتبر عـولمة للتضامن والمحـبّة " وليتحـلّوا بالشجاعة لتحـقـيق المقـترحات المتطلّبة بهدف النمو مع الكـنيسة ومشاركـتها مسؤولية تقـديم مستـقـبل للبشرية يملأه الأمل .
وإستـناداً إلى تـوصية حـبرنا الأعـظم الـﭙاﭙا بيـنـدكـتـس السادس عـشر الرئيس المنظـور للكـنيسة الـكاثـوليكـية في العالم ، عـلينا نحـن العـلمانيّـين أن نـكـون فـعالين في الكـنيسة والمجـتـمع خلال أنـشطتها كافة ورسلاً لبشارة الرب الخلاصية في كـل مكان .


293
إعــــلان

بحـضـور سـيادة الـمطران جـبـرائيل كـسّاب السامي الإحـتـرام رئيس أبـرشـية مار تـوما الرسـول للكـلـدان والآثـوريّـين الـكاثـوليك في أسـتـراليا ونـيوزيـللانـدا ، سـيـقـدّم الـمطـران مار باوي سـورو الـكـلي الـوقار محاضـرة في الشأن الـكـنـسي ، وذلك في الساعة السادسة والـنـصف مساءا من يوم الأحـد الـموافـق 16 / أيـلول / 2012 في قاعة الـكـنيسة . ويُـذكـر أن سـيادته سـيـصل أسـتـراليا في صباح يـوم 6 أيـلول لـزيارة الأقارب والأحـبّـة ، فأهلاً وسـهلاً بسـيادته بـين إخـوانه في سـدني ومرحـباً بالحـضور جـميعاً كي نستـمع سـوية إلـيه ونـنهـل من أفـكاره وسـيكـون سعـيداً ومستعـداً للإستماع إلى إستـفـساراتـكم وأسـئلـتـكم والإجابة عـليها بما يسمح به الوقـت مع الـشـكـر الجـزيـل .   

294
قـصائـد ألـقــِـيَـتْ بمناسـبة الإحـتـفال بـيوم الشـهـيـد الكـلـداني في سـدني

(1)
سَـهـْـذي كـلـذايـي

مايكـل سـيـﭙـي  12 أب 2012
شِـمْـشا كـزرقا ومـن زهـريـراح أرءا كـبَهـرا        بْـﮔاواح كـول مِـزروتا كـْـرويا وكـْـياوا ﭙـيـرا
وكـود ﮔــَّـنـيا وكـْـﭙايـش خـوشـكا إتان صيـرا        كـشاقـل مناح بـيـهـرا كـمَـبهـر دشـتا وطـورا

شِـمْشا كـْـدألِـخـلا بْـعِـليـوثا دِ شـْـــــــــــمَـيـّاثا        أرءا كـْـخـَــضرا خـَـوِضراناح وْ لـَـتــّا كـْـليثا
وْمِنـدي دِ كـْـخازخـلِ مْـﭙـيـــــــدا بْـأذ بْـريــثا        وول أويـــــــــــــذا بْـخِـشــبـونا وْ إتّ مَـرواثا

أرءا صِـرتـيـلا بْـشِـــــــــمْـشا بْـرازِ كِـسْـيي         وقـِطـْـر سِــــــــمْـيي وْ هادَخ لا ويـوا سانايي
بَـبَـواثان كـلـــــــــــــــــــذايي مْـزونِ قـمايي         مْـتـوخـمِـلـّـيه وْ شـْـريليه لأنيه قِـطـرِ سِـمْـيِي

إيـذيليه بـْــــــــــــــﮔـو شاتا مِـنـيانا د يـوماثا        وإيـذيـليه بْــــــــــﮔـو يـوما كـْـما إيـلـيه شاعاثا
و بْـﮔـو كـُـد شـَـعْـثا كــْــهاو إشـتي دَقِـقــْـياثا        وْ أثْ دقـيـقــــــــــــــــــة إيـبا إشـتي رُﭙـَّـﭙـْـياثا

بْـدَأرخ وْبْـمَحْـكِـخ لأذ عـما ديّان كـــــلـذايا        مْـدشَــــنـتا واوا إلـّـيه ح إيـنـا د نِـخــــــــــرايا
وْ دِجـْـمِن موقِـذلِ بابل ، وْ عَـمّا شــــــــينايا        ﭙــِشـْـوالِ مْـيوسـْــــــــــرا مِن بابل تا ﮔــَـربْـيا

قـْـطِـلـّـيه مِنـّـيه ح أو دِقـْـطِـلــّيه بْـكـَـﭙـوروثا        دلا زدوثا مِن آلاهــــــــــــــــــا ولا حَـنـيـنـوثا
ﭙــِشـْـواليه كـبـيـرا خـو نـيـــــــــرا  دْ أودوثا        وْإيـمِـد ثـيـلِ لِـبّـيه ح مِـلـْــــــــيا مِن قِـشـْـيـوثا

سَـهْـذِ كـبـيرِ هْـوِلاّن مْـدارِ قـــــــــــــــــمايي        ﮔـوري وإنـش وْساو وهـم يـــــــــــالِ ساﭬايي
وْبْأثْ زونا كـْـقـطلي بْـﮔاوان خِـشْـتيثا د مايي        أخـني مـَر بـيثا كِـمْأوذيلان نِــــــــــــخـْـرايي

بـَـدَم إديـو دِمّا دْ أنيه سَــهـذِ بْـتــَـــــــــخـرخ        كـولاّن إيقارا طـلـَـيهي ريشان بْــــــــــكـيـبـخ
دمّاي ﭙايــِش طالان ( آثــا ) عـليثا بْـمَـرمِـخ        وْ تا آلاها مارا دْ كــــول كـُـــــلاّن مْـشَـبْـحِـخ


(2)

إســتــُـشـْـهــِـد مطـرانـنا  يا عـراقـــــــــــــي

        مايكل سيـﭘـي / سـدني ـ 13 / 3 / 2008
      إسـتــُـــشـْـهــِـد مطـرانـُنا والرفاق في الزُقاقِ      أين غـيرة الآباء والأجـداد يا عـــــــــــــراقي 
      لســتُ أكـتبُ عِـتاباً هـذا نـثري بإشـــــــــتياق      فـيه حـبٌ وإخـلاصٌ وتحـيّـاتٌ سُـــــــــــــماقِ

      لو كان عـمّـك الآنَ ، خالكَ ، جـــــــــدّك  باقٍ      لإسـتفـسَروا عـن دماء سالتْ كـماء السواقي
      ماذا يُجـيـبُ الـقـذر الملـثـــــّـــــمُ في الدروب       كأنه في قـتال ، غـزَواتٍ ، وســـــــــــــــــباق

     مَن خـَـصْـمُه ؟ إخـوانـُه جـيرانه أم ناسِــــــكٌ       يـبني دوراً لعِـبادٍ لأيتــــــــــــــــام في العـراق
    آباؤنا ، الأب ﭘولص والرغـيـد إســـــتـشهـدوا     وبسمان وغـسان ووحـيـد في تـــــــــــــــــلاقي

     أم أسـقـف كـ : مار ﭘـولـص وسـمير وفارس       رامي الشهـيـدُ عِـطـْرُنا  في قـلبـِنا كالرفــــاق
     أ فـتيانٌ أم شبابٌ في ربـيـــــع العُـمْر ، وَ في       عُـيونِـنا وفي فـجـر الصباحـــــــات والأحـداق

     تـلك أزهارٌ ، ورودٌ من ضـفاف الـرافــــــدين       من مياه الســـــــــــهـل كانت كـزُلالٍ ورَقــْراق
     تلك بـذرات الحـبوب سـتــُـنـْـبــِتُ سـَـــــنابـُلاً       جـحافـلَ المؤمنين في الحــــــــقـول ، وأفـواق

     قـولوا لهم كُــفّ منكم عَجـرفة ًكُـــــــفّ ظلماً       فالرادع ينظركم من جـبال وآفـــــــــــــــــــــاق
     مياهُه دوّارة تمزّق الأشــــــــــــــــــــــــرعة        وتــُـقـلِبُ السفـينة في بحـــــــره في الأعـماق

     حـبالـُه طـويلة وصبرُه قـد ينـضـَــــــــــــــــبُ       سـيُشعِـلُ ناراً بكم من تحـتـِكم أم من فـــَــــوق
     لئن جـفــّــــــــــــتْ عـيونـُنا ، جـفـونـُنا ومآق       من حـنين وأشــــــــواق من مَرارات الفــراق

     لن تــَجُـفّ شـفاهـُنا لن يسـتـكـينَ نبَضـُـــــــنا       لا القـلبُ ، لا الروحُ ، لا وحــقّ نجـمِنا البرّاق
     فـرَبّـنا مســـــــــــيحُـنا يُحـْـيي العـظامَ الرميمَ       في الدير في المراقـد في القـبور والأنفـــــــاق

     يا أحـبّـائي إسمعـوني ، أيّ نـفــْــــع نجـتـنيه       من الشـرّ من الحِـقـد أم وُرَيقات الشــّـِــــــقاق
     ليت شِـعـْري لو زرَعْـنا في دجـلة الحـبّ حـبّاً       في ســـــــــفـوح جـبالنا ، في سهـولِ وَرَواق

    سـتــُصبح كُـرومُـنا وأرضُـنــــــــــــا مَزْهُــوّة ً      بأناشيد الكـَــــــــــــــــــــــناريّ ببساتين وَرَاق
    كُـن رفـيقاً في السماء لمار ﭘـولص في الرُقاد      أنت صــوتٌ من جـراحات العـراق يا عــــراقي

كانت قـد ألقـيتْ أيضاً عَـبرَ الفـضائية في أسبوع تأبـين
المرحـوم المطران مار فـرج رحـو        13 / آذار / 2088
   
 


295
حـبـيب تـومي واثـق الخـطـوة


يـمشي مَـلــَـكاً

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني

في مجـتمعـنا العـراقي نستخـدم تعـبـير ( تعـبان عـلى نـفـسه ) واضح المعـنى عـنـد الجـميع حـيث يفـيـد بأن الشخـص المقـصود قـد إخـتـبر الحـياة وعـجـنـته المحـن فـصقـلتْ شخـصيته ، ومن جانب ثاني أصبح معـتـزاً بنـفـسه لا يتـكـبَّـر عـلى غـيره وإنما صار سلس التعامل يحـتـرم الآخـر ويقـبله بكـل وقار . إن هـذا النوع من الناس كان موجـوداً بـين آبائـنا وأجـدادنا عـلى قـدر ثـقافـتهم المحـدودة وطيـبتهم المشهـودة دون أن يكـونـوا قـد دخـلـوا معـهـداً ثـقافـياً ولا تسجَّـلوا في جامعة عـلمية بل هي سـجايا النـفـس . ومجـتمعـنا اليوم يكـثر فـيه هـذا الطـراز من الناس الذين تـوارثـوا هـذه الصفات من الأجـداد والأخ حـبـيـب تـومي واحـداً منهم . فـما بالـكم بعـد أن بـذل هـذا الحـبـيب جـهـداً متميـزاً ودأبَ عـلى البحـث الجادّ المـتواصل فـحـقـق أنجازاً ونال ثمرة أتعابه ( ليس صـكـّاً ! ) بل شهادة عـلمية عالمية ، شهادة دكـتـوراه وبكـل فـخـر ، طـيـب ألا يستحـق أن نـقـول عـنه إنه رجـل ( تعـبان عـلى نـفـسه ) فـعـلاً ؟
إن للإنسان حـبـيب تـومي هـدفاً يسعى إلى تحـقـيقه منـذ كان شاباً ، إنه هـدف حـب الحـياة التي ليست كـل طـرقها ناعـمة مفـروشة بالحـريـر ، بل يمشي وهـو واثـق الخـطـوة ليقـول ( أنا موجـود إذن أنا أعـمل ) وهـل من مانع عـلى الآخـرين أن يعـملـوا مثـله ؟ وكـما قال عـن نـفـسه : بنى أسـرة ، بحـث بجـدارة ، عـمل بأمانة ، ثابر بشهامة ، ناضـل بشجاعة ، قاتـل بـبسالة ، وكان الكـتاب منهلاً له يرتشف من صفحاته خـمراً معـتـقاً من عـصارة المؤلـفـين فإنـتـشى منه ونِـعـمَ الإنـتـشاء . إنه اليوم ذلك الكـلـداني الأصيل يسعى إلى خـدمة شـعـبه الكـلـداني ومعه الإنسانية جـمعاء .
أعـجـبني قـوله : (( عُـدتُ إلى أسرتي إلى بـيتي الصغـير إلى بلدتي ألقوش إلى إنتمائي القـومي الكـلداني ، إلى انتمائي الديني المسيحي الكاثوليكي ، إلى وطـني العـراقي )) . إنً كـلاماً مماثلاً عـميق الشـجـون غـزير المعاني قـرأته لـبَـطلة مناضـلة ألقـوشية أخـرى حـين كـتبتْ ( أنا مؤمنة بـربّي ) وسمعـتُ من عـلى لسانها في برنامج مثير للجـدل من قـناة أبو ظـبي الأولى ! وهي تـقـول ( أنا كـلـدانية القـومية ) . نحـن الكـلـدان لسـنا فـقـط نـفـتخـر بهـؤلاء الآحاد في ألقـوش وإنما هـم رسُـلٌ لغـيرهم بعـد أن إخـتـبروا الآيـديولوجـيات بحـق ومارسـوا النـضالات عـن صـدق ، فـهـل يقـتـدي بهـم مَن يعـرفـهـم ؟؟  
أخي الـدكـتـور حـبـيـب تـومي :
إنها ليست المرة الأولى ولـن تـكـون الأخـيرة ! بل وقـبل نيـلك الشهادة العـلمية وأثمارك تـتـلقى الحجارة ، فـماذا تـتـوقع الآن وعلامات الفـخـر فـوق جـبـينـك بل فـخـرنا نحـن الكـلـدانـيّـين ! سِـر إلى الأمام فـنحـن نـفـتـخـر بجـميع سادتـنا الأساقـفة حاملي شـهادة الدكـتـوراه مثـلك ومن أية كـنيسة كانـوا ، وبالدكـتـور عـبـدالله رابي وبالدكـتـور ﮔـورﮔـيس مـردو وبالدكـتـور دنحا طـوبـيّا ﮔـورﮔـيس وبالدكـتـور غازي رحـو مثـلما نـفـتـخـر وبالدكـتـور سـمير خـوراني وبالدكـتـور نـزار شـمو وبالدكـتـور سـعـيـد إسـطيفانا وبالدكـتـور حـبيب تـومي والـدكـتـور نـوري منـصور والدكـتـور نـوري بـركة فـخـرنا جـميعـنا وآخـرين لا تـحـضرني أسماؤهم مع الأسـف .
بارك الله بكـل جـهـد مثـمر رمـزاً لتعـب ومثابـرة صاحـبه وخـدمة للبشرية .



296
يوم الـشـهـيـد الـكـلـداني

في نادي بابل الـكـلـداني / سـدني

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي  ـ  آب 2012  

أحـيى المـلـتـقى الكـلـداني االـثـقافي في سـدني نـدوة تـعـريـفـية بمناسبة يوم الشـهـيـد الـكـلـداني وذلك في مساء يوم الأحـد الموافـق 12 آب 2012 حـضـرها جـمع غـفـيـر من الرجال والنساء في قاعة نادي بابل الكـلـداني تـضمَّـنـتْ فـعاليات متـنـوّعة : قـصائـد مخـتـلفة ، نـبـذة عـن تأريخ إستـشهاد أبناء الشعـب الكـلـداني عَـبر التأريخ ، فـلماً وثائـقـياً ، بالإضافة إلى النشـيد الوطـني الكـلـداني وكـلها باللغة الكـلـدانية الـدارجة ( مع قـصيـدة باللغة العـربـية خاصة بإستـشهاد المطران ﭙـولس فـرج رحـو ) ، تـرتيلة متميِّـزة من طـخـسـنا الكـلـداني الكـنسي العـريق ، وكان العَـلم الكـلـداني بجانب العَـلم الأسـتـرالي ومجـموعة من لافـتات تمجـِّـد الأمة الكـلـدانية .

لقـد شارك جـميع أعـضاء ملـتـقانا الكـلـداني الثـقافي في التحـضير لهـذه الـنـدوة كـل من جانبه وفي المجال المكـلف به إنْ كان في مجال تـقـديم الدعـوات أو تهـيئة الإلكـتـرونيات والمخـطـوطات وأمور الضيافة البسيطة ، فجاءتْ منـظمة وناجحة نالت إعـجاب وتشجـيع جـميع الحاضرين ، فـشـكـراً للجـميع .

إبتـدأت الـنـدوة في الساعة السادسة وعـشر دقائق حـين طـلب الأخ طلال ﮔـردي من الحـاضرين الوقـوف إسـتـعـداداً لعـزف النشـيـد الوطـني الأسـتـرالي أعـقـبه النشـيد الوطـني الكـلـداني بعـنـوان ( البابلـية ــ من تأليف سـيادة المطـران سـرهـد جـمـّـو في مؤتـمر النهضة الكـلـدانية في سان ديـيـﮔـو 2011 ) أنـشـده نخـبة من السـيـدات والسادة الكـلـدان ذوي الأصوات الشـجـية وتـدريـب الأخ الشـماس فـخـري ، ثم كانت دقـيقـة صمت وقـوفاً إكـراماً لأرواح شـهـدائـنا الكـلـدان في العـصور الغابـرة والحـديثة .

ولا بـد من الإشارة إلى أنّ الأخ وضاح رغـم الوعـكة الصحـية التي أعاقـته عـن تـقـديم فـقـرته فـقـد كان العـنـصر المتحـرك والإداري المتـمكــّـن والدؤوب طـيلة فـتـرة النـدوة  ، لـذا قـدّم الأخ طلال مـقـدِّمة عـن معـنى الشـهادة وهي الإعـتـزاز بالإنـتماء إلى الأمة والـذود عـنها حـتى الإستـشهاد من أجـل أن تـحـيا ، مُـذكــِّـراً بقـول الرب المسيح أن حـبة الحـنـطة إن لم تـمـتْ في التربة لن تـحـيا ! ثم ألقـى الأخ عـيسى قـلـو بهـذه المناسبة قـصـيدة بعـنـوان شـهـيـدنا الكـلـداني أعـقـبه الأخ الشماس سامي ﮔـمـّـو بمحاضرة مخـتـصرة حـول إستـشـهاد أبناء الكـلـدان الـبـررة منـذ قـرون وحـتى اليوم .

وجاء دَور الأخ الشماس شابا فألقى قـصيـدته بعـنـوان الشـهـيـد الغالي ، تـلته قـصيـدة الأخ الشماس داود بعـنـوان الشـهـيـد مار شـمعـون بَـر صَـبّاعي وبَعـدها صـدحـتْ حـناجـر فـرقة الأخ الشماس فـخـري مرة ثانية فأدّتْ تـرتيلة رائعة من الطـخـس الكـنسي الكـلـداني .

وكانت للشماس مايـكـل مـداخـلة بشأن مفـهـوم الـشهادة فـقال : ليست الشـهادة محـصورة في حـقـل واحـد ، فالإنسان الذي يُـقـتـل أثـناء دفاعه عـن كـرامة الوطـن هـو شـهـيـد الوطـن ، والذي يُـقـتـَـل من أجـل المعـتـقـد والدفاع عـن الإيمان هـو شـهـيـد الإيمان والذي نسمّيه شـهـيـد الكـنيسة أمـثال الـشـهـيـد المرحـوم المطـران ﭙـولس فـرج رحـو والآباء رغـيـد وﭙـولس بالإضافة إلى شـهـداء كـنيسة المشرق المعـروفـين عَـبر ألفـين من سـنين إنـتـشار المسيحـية بالسلام والمحـبة . ولكـن شـهـداء الأمة هـم من طـراز آخـر ، فالـكـوردي الذي كان يـُـقـتـَـل في شمال العـراق في سـنوات ثـورته لم يُـقـتـَـل بسبب دينه الإسلامي وإنما بسبب دفاعه عـن شـعـبه ومطالبته بحـقـوقه القـومية فـهـو شـهـيد القـومية الكـوردية ، والعـربي الـذي يُـقـتـَـل في الأهـواز ليس يُـقـتـل بسبب دينه الإسلامي وإنما بسبب مطالبته بحـقـوق شـعـبه العـربي هـناك فـهـو شـهـيـد القـومية العـربـية وهـكـذا الأمازيغ في الشمال الإفـريقي ، وفي مناسـبتـنا هـذه نـتـكـلم عـن شـهـداء قـوميتـنا الكـلـدانية فالتأريخ مليء بأسمائهم البهـيّة وأرض الرافـدين مرويَّة بـدمائهم الزكـيّة في عـصور قـبل وبعـد إنـتـشار المسيحـية . فـقـد إستـشهـِد عـشرات بل مـئات الآلاف من الكـلـدانيّـين دفاعاً عـن أرضهم قـبل الميلاد حـين إغـتـصبها المحـتل وأسَـر الآلاف الـمؤلـفة منهم وسـيـقـوا عـنـوة إلى شـمال بـيث نهـرين ( شـمال العـراق ) وصار موطـنهم تلك الأرض فـسـكـنوها وبـنـوها وعَـمَّـروها وزرعـوها وأثـمروها وتكاثـروا فـيها وواصَـلوا الحـياة عـليها حـتى اليوم ، وأولـئـك هـم نحـن أبناء تـللسـقـف وبطـنايا وسـرسـنـﮒ وتـلكـيف وزاخـو وعـقـرة وباقـوفا وألـقـوش وعـنـكاوا وشـقـلاوا وعـمادية وفـشـخابـور ودهـوك ، وقـل جـميع قـرانا الصـغـيرة منها والكـبـيرة في شمال العـراق وإعـتـزازاً بأصالتهم حافـظـوا عـلى إسمهم الكـلـداني الذي تـوارثـوه عـن أجـدادهم جـيلاً بعـد جـيل ، فأنا ووالـدي وجَـدّي وجَـدّ جـدّي .... وَ وُلوجاً في عـمق التأريخ لم يُـسَـمـِّـنا أحـد بإسم غـريـب عـلينا عـدا الكـلـدان ، ولما كانت أرض الرافـدين مـطـمعاً للكـثيرين فـقـد بقـيَـتْ فـريسة ينـهـش فـيها الغـزاة من هـنا وهـناك وبـين فـتـرة وأخـرى فـكان الرومان والمغـول والفـرس والإسلاميّـون والإنـﮔـلـيز والأمريكان . وتجـدر الإشارة إلى مسألة مهـمة وهي : أن الدين الإسلامي يضم قـوميات متـنـوّعة فـهـناك العـرب والكـورد والأتـراك والأفـغان والـﭙاكـسـتانيَـين والـيوغـسلاﭫ فـحـين يُـسـتـشـهـَـد أحـد منهم ، يُـشار إلى قـوميته بالبنان دون الإشارة إلى دينه الإسلامي ، ولكـن المسألة عـنـد الكـلـدانيّـين تـخـتـلف كـلياً ! لماذا ؟ لأن جـميع الكـلـدان مسيحـيّـون بـدون إستـثـناء فلا يـوجـد كـلـداني مسـلم مثـلما لا يـوجـد كـلـداني بـوذي أو يهـودي ، هـذا من جانب ومن جانب آخـر فإن الكـنيسة وبالأخـص مـنـذ  حـوالي 460 سنة عَـمَـدَتْ إلى تـوجـيه مؤمنيها دينياً فـقـط وليس غـير الـدين ، لـذا فإنَّ المشاعـر القـومية عـنـد أبناء شـعـبنا الكـلـداني تراجـعـتْ ( لكـنها لم تـمُـتْ ) مقارنة بغـيرهم حـين نـرى رجال الدين عـنـدهم يرفـعـون راية قـوميتهم بإعـتـزاز .

وهـنا أودّ أن أشـير وأؤكـد بصورة واضحة لِـمَـن يـرى ويعـتـز ويعـلن أنَّ أصوله وجـذوره كـلـدانية سـواءاً كان يسـكـن اليوم في هـذه البقـعة من العـراق أو تلـك ، عـليه أن يفـتخـر في ذات الوقـت بالأصول والمعـتـقـدات المسيحـية لأجـداده والـرجـوع إليها عـلـناً إنْ كان صادقاً بعـد أن أرغِـمـوا عـلى تركـها ، فـمثـلما يرفع رايته الكـلـدانية اليوم عـليه أن يُـعـلِن عـن إيمانه المسيحي إقـتـداءاً بأجـداده الكـلـدان المسيحـيّـين ، وما عـدا ذلك فإن مناورات كـهـذه هي ضحـك عـلى الـذقـون لا تـنـطـلي عـلى الكـلـدان الباحـثين في هـكـذا شـؤون .  

أقـول ، إن الشـخـص الكـلـداني هـو في ذات الوقـت مسيحي المعـتـقـد فـحـين يُـسـتـشـهـَـد بسبب قـوميته فإن الطابع الديني يغـلب عـليه للأسـباب التي ذكـرناها آنـفاً ولكـن الواقع ليس دائماً بهـذه الصورة بل إنه شـهـيد قـوميته الكـلـدانية ولهـذا كان لـنا فـخـر في إحـياء وتمجـيـد يوم للشـهـيـد الكـلـداني أما شـهـداء الكـنيسة ، كـلـدانية كانت أو لاتينية أو أورثـوذوكـسية فـلهم أيام تـذكارية محـدّدة في السِـجـلات والتـقاويم الكـنسـية نـفـتخـر بهم ونــُـحْـيي ذكـراهم عـلى الـدوام في صـلواتـنا الكـنسية أو عـلى الهـواء الطـلق في مهرجاناتـنا الشعـبـية .

وبعـد هـذه المداخـلة ألقى الشماس مايكـل قـصـيدته بعـنـوان الشـهـداء الـكـلـدان ، تلاه بعـده بقـصـيدته الجـميلة الأخ الشماس فـخـري والتي حـملتْ عـنـواناً الشـهـيـد الكـلـداني ، حـتى خـتم الأخ الشماس مايكـل مرة أخـرى الإلقاءات الأدبـية بقـصـيدته العـربـية كان قـد ألـقاها عَـبر الفـضائية خلال أيام تأبـين الـشـهـيـد المرحـوم المطـران ﭙـولس فـرج رحـو في آذار 2008 والتي حـمـلتْ عـنـواناً : إسْـتــُـشْـهـِـدَ مـطـرانـنا يا عـراقي .

وقـد عـرض الأخ بـسّـام فـريتي في هـذه الأثـناء فـلماً وثائـقـياً بعـنـوان ( أوقـفـوا قـتـل الـكـلـدان ) يعـبِّـر عـن مأساة الـكـلـدان وخاصة مـنـذ عام 2003 وإلى اليوم في العـراق ، وإنـتهَـتْ النـدوة بإسـتـراحة لـتـناول بعـض الحـلويات .


















297
أين المائـدة المستـديـرة الأفـقـية ؟
 
 
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
واجهـتْ البشرية في القـرن العـشرين حـربَـين عالميّـتين تـنـوّعـتْ فـيها أسلحة المقاتـلين وتـطـوَّرتْ فـنون القـتال عـنـد القادة الميـدانيّـين ، رُفِـعـتْ فيها رايات المنـتـصرين بعـد أن أنهكـتْ قـوى المتـصارعـين وحُـفـرتْ قـبورٌ لجـثـث عـشرات الملايـين وشـرّدتْ ملايـين آخـرين وتحـطـمتْ البنية التحـتية للجانبـين بالإضافة إلى عـدد لا يُحـصى من المعـوّقـين والمسجـونين . وبعـد أن تـدهـورتْ الأسس الأخلاقـية للبُـنية الفـوقـية لكلا الـطرفـين ، لم يطـمئِـنا بل راح كـل فـريق يشك بالآخـر ويتجـسَّـس عـليه ويُـخـفي عـنه ويتسابق معه في مـيـدان تـطـوير إمكاناته الـتـدميرية فإبتـدأتْ الحـرب الباردة بـينهـما تمهـيداً وإستعـداداً لجـولة ثالثة من الهـوَس الحـربي التي لو كــُـتِـبَ لها أنْ تـقع ، ما كان يسلم من شـظاياها سـوى النمل في سـراديـبه تحـت سـطح الأرض ، ولكـن رُسُـل السلام الذين يعـملون خـلف الكـواليس إسـتـطاعـوا أن يُـجَـنـِّـبوا البشرية مأساتها . إن شـنَّ أية حـرب تكـون بسبب ــ أو تـبدأ عـلى الأغـلب من جانب ــ قائـد متـزمِّـتٌ بفـكـره متـفـرّد برأيه عـنـيد في موقـفه يخـتار ذيولاً هـزازة وضيعة تابعة تحـيط به يتخـذهم من مشـورتهم حجة له فـيكـتسب شرعـية قـراراته ويعـمل ( مرَض الأنا ) فـيه فـيتسلط عـلى رقاب شعـبه ، ولولا تلك النفـوس الضعـيفة التي تـدور حـوله ما كان يقـف دكـتاتـوراً عـلى رجـليه وقـد رأينا صداماً نموذجاً مثالياً له . إن صـوَراً ممائلة لـهكـذا سـلوكـيات نـراها اليوم مستـنسَخة في ميادين كـثيرة من عـمل المؤسّـسات المدنية والسياسية والدينية والعـسكـرية وفي عـقـول كـثيـر من أشـباه القادة ، ولا شـك نلاحـظ أمثلة لها في التجـمعات العـشائرية بل وحـتى العائلية .
إن العـقـل البشري العـصري يرفـض الـقـيود عـلى الحـريات القانـونية وينـبـذ الفـوارق بـين الطـبقات الشعـبـية ولم يعـُـد يقـبل عـبادة الأصنام الفـوقـية ، فـلقـد ولـَّـتْ أيام أهـرامات الجـيزة التي صارت تحـفاً للزوّار ، يقـضون عـنـدها ساعات من النهار والفـراعـنة في داخـلها مقـبورون بوقار والمروج المنبسـطة في إزدهار والناس يتـجـنـبون تعـليق التلفـزيون في أعـلى الجـدار لئلاّ يُـتعـب الأبصار ، إنها سُـنـَّـة حـياة هـذا العـصر إنْ رفـضـناها أم قـبلـناها بـسـرور .   
إن الهـيكـلية الهـرمية التي مَرَّ ذكـرها لم تـعـد نافـذة المفـعـول في قـرنـِنا الحادي والعـشرين بل صار المجـتمع يثـور عـليها ويـبحـث عـن أشكال هـندسية فـيها راحة نـفـسية وأذواق شـخـصية . فالأب يوسف توما لم يعُـد يرضى بتصاميم العـمارة العـمودية السابقة التي وصفـها بالـ ﭽـَكـمَـﭽات أوالشـخاطات ( عُـلـَـب ) بل أن المهنـدس العـصري يريـد أن يترك فـيها إنـفـعالاته الروحـية ولمساته الوجـدانية وهـكـذا نـرى سيادة المطران أميل نـونا في محاضرته الشـيّـقة التي ألقاها في قاعة لانـتانا / نادي بابل الكـلـداني / سدني مساء الأحـد 3 حـزيـران 2012 والتي أشار فـيها إلى تـطـوّر نـظـرة المؤسسة الكـنسية إلى المجـتـمع البشري في عـصر النـظام العالمي الجـديـد ، فالناس لم يعـودوا يقـبلون بالقـوالب الهـرمية في العلاقات البشرية وإنما إسـتـبـدِلـتْ بأخـرى دائـرية مسـتـوية أفـقـية ليس فـيها رأس متـسلط عـلى قاعـدة ساذجة بل الجـميع متساوون متحاورون بغـض النـظر عـن نوعـية أو كـتـلـتهم العـددية ، ولسان حال كـل منهم يقـول : قـف أمامي لنـتحاور وإلاّ فأنت مرفـوض في ساحة الحـرية . وقـد نشـرنا مقالاً عـن محاضرته جاء فـيه ((  تـنـظـر الكـنيسة إلى العائـلة كأنها دائـرة أفـقـية ذات مسـتـوى واحـد وعـليها الأبناء يتـصفـون بالمزايا التالية : (1) يشـتـرك جـميعـهم في بنائها (2) ليس بـينهم خامل ولا متـفـرّجٌ ، وليس فـقـط مُـنـفـذاً لأوامر غـيره (3) في الحـقـيقة إنه تـشـبـيه رائع وذكـيٌ فالدائـرة ليس فـيها رأس مهـيمن ولا قاعـدة خاضعة ، وهـنا لا يـوجـد إرتـفاع وإنحـدار كـما ليس فـيها سـيّـد وعـبـد بل الجـميع متـساوون في الحـقـوق الواجـبات (4) كـل واحـد منهم يأخـذ ويعـطي بصورة فاعـلة ومشتـركة بسلاسة ومرونة )) .
إذا كانت الكـرمة تستحـق الإكـرام عـن حَـملِها الأغـصان فلا نـنسى فـخـرَ الكـرمة يأتي من هالة الأغـصان ، فإذا جُـرّدتْ عـنها صارتْ الكـرمة عـثـرة في بستان ! فالمؤسـسات تحـيا بروّادها وبدونهم تـغـدو لافـتات إسـتعـراضية ، وقـد فات زمان الهـياكـل الهـرمية لـتحـل محـلها الموائـد المستـديـرة الأفـقـية تلك التي ذكـرَها المطـران مار أميل نـونا والتي توصي بها مؤسساتـنا الكـنسية وتبقى الأهـرامات الفـرعـونية التراثية وقـممها العالية إبـداعات الأجـداد للـتـسلق إليها كإنجازات رياضية .
إن ما يخـطـطه الناس فـوق الأرض أو عـلى سطح القـمر في السـر مع ﭽـَـمْ نـفـر ! دون أن يتـركـوا أثـر لم يعـد خافـياً عـلى بني البـشـر لأنهم مفـتحـين باللبن والـﮔـيمر ، لأنه ( وحـﭽـي بـيناتـنا ) كم من أمين صـنـدوق لمّا وافـته المنية وجاء بـديله ليستـلم المالية ، لم يجـد شـيئاً في خـزينة صاحـبه فـهـل نـُـقِـلتْ إلى حسابات في مصارف أبـدية ؟ أثاري القـصة وما فـيها مهما إتخـذتْ من سيناريوهات مموّهة ومشاهـد مظـلِلة وأنـوار ملـوّنة ، فإنها تـصبُّ في النهاية فـيما نـبَّـه إليه الربُّ وهـو المال العـجـيبُ ، وما أدراكَ ما المال الرهـيبُ ! فـهـل تأتـوا معـنا لـنـترك السـنـدات المالية لِـمَن يعـبـدها من فـوق الهـياكـل الـهـرمية ، ونجـلس بـينـنا في حـلقة سـمر دائـرية عـلى أرض أفـقـية عـلى ﮔــَـد حالـنا ونـقـول : ياهـو مالـتـنا بالإنـﮔـلـيـز والإنـﮔـلـيـزية ، فـنغـني عـلى أنغام القـيثارة البابلية وألحان الكـنارة الكـلـدانية ، نرتـل معـها تراتيلـنا التراثية ونرتـشف كـؤوساً من خـمر معـتـقة في أواني فـخارية كـتلك التي في عـرس قانا التأريخـية ؟       

298
تسمياتـنا القـومية ... قـوة لـنا ! و مَن قال : لا ... يا أبـونا ؟
ولكـن عـلى كـيـفـك
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
كـتب الأب قـرداغ حـكـيم مقالاً مفاده أنـنا كـلـنا سورايي ، وكـفانا من التسميات . وفي الحـقـيقة أنا أتـفـق معه ولكـن عـلينا أن نـتـساءل أو بالأحـرى نسأله مباشرة مثـلما سألنا الأخ صبري ولم يُـجـبْ : ماذا تـقـصـد بالـ سورايي ؟ هـنا السؤال المحـرج لجـميع مُـتـبـنــِّـيها !
فـنحـن تربَّـينا منـذ طـفـولتـنا ونـقـول نحـن سـورايي .... وفـعلاً هي تجـمعـنا ، وجـميعـنا الذين نـنـطـقـها وحـتى المتلـوّنين أمامنا للتمويه عـلينا إعـتـرفـوا في جـلساتـنا أن المقـصود بها (( مسيحـيّـون )) فـيا أبونا هـل تـقـصد بها ذات المقـصـد ، كي نعـرف أنـفـسنا أين نـقـف منك ؟ من جانب آخـر ماذا لو سألك أجـنبيٌّ عـنها ؟ كـيف سـتـنـطـقـها أمامه وكـيف سـتـفـسِّـرها له ، قـل لي بربِّـك ولا تـضم عـلينا ، تـرى إحـنا مفـتحـين باللبن والطرشي . فـيا أخي نحـن سورايي (( مسيحـيّـون )) إلى الأبـد ولكـن قـل لمن يهـمه الأمـر ، ولكي لا أتـكـلم بالمجـهـول والألغاز قـل لأيّ آثـوري بـدون إستـثـناء أن يكـتب ويقـول أن الـ سـورايي معـناها مسيحـيّـين !!! وعـنـدئـذ يا أبونا ستـكـتشف النـوايا وبعـدها تكـون حـذراً عـنـد إستـخـدامك للمصطـلحات ودقـيقاً وأنت سـليم النية ، فـهـل أنت معي أم لا ؟
من جانب آخـر أنا وحـسب معـرفـتي أنك كـلـداني القـومية ، طيب ورغـم أن في المسيحـية تـتلاشى القـومية وأكـيد أنت تـجاوزتها ولكـن للشؤون الأرضية لك هـوية فـما هي قـوميتك يا أبونا ؟ قـلها بكل شجاعة مثـلما أنا أقـولها بملء فـمي ، أما ... قال المفـرّقـون وحـكى الإنـفـصاليّـون فـهـذه قـوانة مـﭽـروخة لم تـعـد تـعـطي صوتاً ولا أظـنها تليق بحـضرتـك وأنت عـنـدك أحـلى صوت .

299
ليس بالأرقام تقاس الأصالة

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني  8/8/2012
نشر خـبر يتضمن  تـصويت مجـلس النواب يوم السبت 28/7/2012 عـلى قـرار يعـتبر التركـمان مكـوناً أساسياً والـقـومـية الثالـثة في العـراق، فـكان لـكـتابنا الأعـزاء ردودهم المفـحِـمة.
إن الكـلـدانيّـين هـم الورثة الحـقـيقـيّـون لأرض الرافـدين الذين أوجـدوا أرقام الرياضيات فـليسوا بحاجة إلى مرتـبة وهم أصحاب الـدار لا ينـتـظرون رقـماً تسلسلياً ، بل هـم الذين يـرقــِّـمون الآخـرين الداخـلين ديارنا بالأول والثاني أو الثامن لأن جـذور الكـلـدان تمتـد في أعـماق أرض بـيث نهـرين إلى أكـثر من سبعة ألاف عام لا يخـضعـون إلى رَقـم ولا يُـقاسـون بعـددهم الحـسابي بل بأصالة إنـتـمائهم وبعـمق حـضارتهم التأريخي وبإخلاصهم لوطـنهم ، وما عـداهم فـإن غـيرَهم لهم يتـسـلسـلون في دخـولهم وطـنـنا محـتـلين أو وافـدين لسنا بصـدد مناقـشـة هـذا الموضوع الآن ، وعـليه فإذا كان التركـمان يمثـلون المرتبة الثالثة أو التاسعة أو الثانية فإن ذلك لا يغـيِّـر من حـقـوق الشعـب الأصيل صاحـب الأرض شيئاً .
إنّ جـيلاً جـديـداً مثـقـفاً من أبناء الشعـب العـراقي بات يـدرك المسألة عـن وعي وفـكـر نيِّـر وصحـوة في الضمير ، فـصار يعـتـرف بأحـقـية الكـلـدان مكـوّناً أصيلاً متجـذراً في تربة العـراق بُـناة حـضارته الأولى ، إنهم أول مَن وضعـوا القانـون لـذا فـقـد سـبقـوا القانون العـراقي ومشرّعـيه ودسـتوره الحالي وعـليه كان الأولى بالحـكام العـصريّـين أن يضعـوا هـذا نصب أعـينهم ( إنْ كانـوا أصحاب ضمير حي ) ليَـفـوا حـق هـذا الشعـب الذي جـل إهـتـمامه هـو خـدمة الوطن وبناؤه والذودُ عـنه عَـبر كـل العـصور منـذ كان يحـكـم نـفسه بنـفـسه عـلى أرضه ، ثم حـين أصبح وطـنه محـتلاً بأيـدي الآخـرين وإلى اليوم ، وبناءاً عـلى ذلك فإن الكـلـدان يستحـقـون كـل الخـير لـيُـعامَـلوا معاملة الشـعـوب الأصيلة مثـلما نرى إمتيازات الأبوريجـينيّـين في أستـراليا الذين إعـتـذرتْ الحـكـومة الفـيـدرالية لهم ، والماوريّـين في نيوزيلنـدا حـيث إعـتـرفـتْ الحـكـومة بالمظالم التاريخـية التي عانى منها الـ "ماوري" فـيما يتعـلق بمواردهم وأرضهم التي عاشـوا عـليها قـبل 1300 سنة وعانوا طويلاً من إهانات عـنصرية من جانب السكان غـير الماوريـين ، وهـكـذا الهـنود الحـمر في أميركا وغـيرها ....  فـكم بالأحـرى يسـتحـق الكـلـدان وهم أهـل الدار منـذ أكـثر من سبعة آلاف عام ؟ فـهـل يعـتـذر الغـرباء الوافـدون إلى أرضنا حـين هـمَّـشوا حـضارتـنا وإحـتـلوا أديرتـنا وكـنائـسـنا وبـيوتـنا ، وألغـوا لغـتـنا الوطـنية الكـلـدانية وفـرضـوا لغـتـهم العـربـية وهـجَّـرونا من ديارنا ؟ وإذا قال قائـل إنّ ما مضى فـقـد مضى وولـّى ونحـن أولاد اليوم ! فـنـقـول لهـم : إن ذلك السـيناريـو يُـمارَس الآن حالياً وعـلناً في حـضور المنظمات الدولية والقـوى العالمية المهـيمـنة ووسائـل المواصلات والإتـصالات السريعة ، إذن هـل يمكـنـكم أن تـتـخـيَّـلـوا بشاعة الممارسات وأساليـب الظلم والإعـتـداءات قـبل 1400 من السنـوات بحـق شعـبنا المسالم سليم النيات ؟



300
وقـفة مع المؤتـمر القـومي الكـلـداني العام في مشـيـﮔان
النيات قـبل الأعـمال والمؤتمر يحـيا بالمشاركـين فـيه

منحـوتة الملك الكـلـداني وهـو يؤدي طـقـوس التجـدد ويسقي شجـرة الحـياة أمام إله العـدالة
الـنجـمة الثـمانية شعار الكـلـدان أصالة شعـب بـيث نهـرين
 
بـقـلم : مايـكـل سـيـﭙـي / سـدني 1 آب 2012
أؤمن أن عـقـولاً تعـمل خـلف الأنظار ترسم سياسة العالم وتضع أسُـساً لنظام عالمي جـديـد يوجّه الشعـوب بتـسارع نحـو هـدف يـبـدو شـبَحاً وسـط الضباب وهـذا شأن لا يمكـنـني الخـوض في مضماره اليوم ، وأعـترف أيضاً يوم كـنا شـبابا ــ شأن كـل الشباب ــ كان عـنفـوانـنا وحـماسـنا يجعـلان منا مصلحـين العالم برمته لكـن تجارب الحـياة عـلمتـنا أن ذلك من إخـتـصاص القـلة النادرة أما نحـن فـعـلينا أنْ نكـون أكـثر تركـيزاً ومحـدودية ، فـوطـنـنا ساحة كـبـيرة بحاجة إلى فـعَـلة كـثيرين كـل في بقـعـته وإخـتـصاصه ليعـمل نـتاجُهم الإجـمالي عـلى بنائه وتـطـوُّره . 
نسمع اليوم أن هـناك مَن يعـمل عـلى إعادة بناء البنية التحـتية المدمَّرة ، وآخـرين يرسـمون سـياسة البلاد العامة لمحـو الفـوارق وتكـريس مبـدأ تكافـؤ الفـرص للجـميع ، وغـيرَهم يُعـيـدون صياغة دسـتور البلاد لإزالة الغـبن الذي لحق بـبعـض شـرائح الشعـب . نعـم إن ذلك كلام كـثير ولكـن الإنـتاج قـليل ، فالبناء لا يزال بطيئاً والغـبن ما برح يعاني منه الشعـب والمظلومية نـراها مكـرّسة ، وليست أنانية إن قـلنا أنَّ الجـرح في خاصرتـنا يُـذكـِّرنا بألمنا قـبل آلام غـيرنا ، فـنحن الكـلـدانيّـون أبناء أصلاء في وطن الرافـدين . ومنـذ أكـثر من 2400 سنة مسلوبة إرادتـنا شعـبـياً ، مهـضومة حـقـوقـنا دسـتـورياً ــ بل بالأخـص قـبل 1400 عام ــ ونحـن أهـل الـدار ولكـن لا نـنـكـر أن حالنا في فـترات متعاقـبة من الحـكـومات عَـبر كـل تلك السنين كانت تـتأرجح نسبـياً بـين الأفـضل والأحـسن والأرحـم عـنـد المقارنة بـينها . نعـم كانت حـكـومات متـفاوتة في درجة عـنجـهـيتها ومع ذلك نسينا الماضي وإستـبـشرنا خـيراً بعـد إنهـيار آخـر صرح دكـتاتـوري في نيسان عام 2003 وقـيام سـلطة جـديـدة تأمـَّـلنا منها أن تجـعـل وطـنـنا بلاد بـيث نهـرين عـضواً في نادي ديمقـراطية العالم وتـُـنهي مظالم كـل تلك الحـقـب الزمنية الطويلة التي عانى منها الشعـب العـراقي سـواسية بكـورده وعـربه وكـلـدانه وآشـوريّـيه وسريانه وأرمنه ويزيديّـيه وشبكه وكل أبنائه في الوطن الواحـد ، ولكـن الواقع لم يأتِ بما تشتهي السفـن .   
في فـتـرة عـملي الخاصة في العـراق ( تموز 2008 ـ آذار 2010 ) كان من بـين العاملين معـنا والقادم من داخـل العـراق باحـث إجـتـماعي شاب بشرته عـريقة أصيلة من أحـفاد السومريّـين والكـلـدانيّـين إسمه خـلـدون ، أفـكاره تجـدّدية عـصرية ( يحـلو للبعـض أن يسميها تـقـدّمية يسارية ولم نقـطف من هـذه المصطلحات ثمرة حـتى هـذا اليوم ) جـلستُ مرات عـديـدة معه فـرأيته جـميل المسار طيب المعـشر منطقي الحـوار يهـتم بالشأن العام العالمي ، وبعـد أيام أصبح أكـثر تخـصصاً في حـديثه فالعـراق صار محـنـته ولم أستغـرب من نـقـلته هـذه لأني كـنتُ مثـله .
وقـبل أيام كـتب السيد السيد كامل زومايا مقالاً بفـرشاة متـفـرقة الشعـيرات يهـدف من ورائه تـشـويه صورة المؤتمر القـومي الكـلـداني المزمع عـقـده في ولاية مشـيـﮔان الأميركـية ، ومن الطبـيعي أن لا أفـوَّتها عـليه بالسكـوت بل كان لي ردٌّ مباشـرٌ نشرته بعـد مقاله فـوراً في مواقع عـديـدة ، كـما نشرته في صفحـتي ( فـيسـبوك ) وهـنا قـرأه الأخ خـلـدون المشار إليه فـكـتب تحـته ما يلي :
(( تحـية طيبة لك يا استاذ مايكل المحـترم ، صار جـزء من اهـتمامي القـضايا القومية والعـرقـية في العـراق ولا اخـفـيك سراً بعـض شخوص هـذه الاقليات يثير الاستغـراب عـندي تارةً وتارةً اخرى الاستهجان ، حيث وجدت ان القضايا المصيرية التي تحتاج الى مواقف حازمة تجد ما يقابلها من البعـض السلبي المواقف دائماً ، تجـده يبحث في دفاتر قديمة لا تمس لموضوع التوحد والنظرة المستقبلية لهذه الشريحة العـريقة من اصول المكون العر اقي ، ولا تمس للموضوع بصلة وعـندما يسعى الاخرون يكون من المحبطين والمشككين ، اغلب ضني ان النفعـية وصلت الى اعماق كبيرة داخل المجتمع العراقي . وهناك شئ اخر كل الباحثين والمهتمين بالمجتمع العراقي قلق عليه ، ألا وهو محـو هوية الاقليات العـراقية ذات الجذور الضاربة في العمق التاريخي العـراقي من قبل مروّجي فكر الاقلمة العـنصرية والطائفية وانت تعرف ماذا اقصد فعلى سبيل المثال مسيحي العـراق على اختلاف الوانهم وانحـداراتهم اتجهوا نحـو شمال العـراق تركوا ارضهم بسبب العـنف الطئفي والاستهداف المباشر عليهم ، وفي شمالنا اعـتبروا ضيوفاً ولا اعلم فترة الضيافة كم تستمر وبعـدها الى اين ، هذه الامور وغيرها اجد من الضروري عـقد المؤتمرات والتجمعات لتوحيد الصفوف وتوجيه انظار العالم لهذه الظاهرة التي اتسعـت وايجاد الحلول المناسبة لها وارجاع الناس الى موطنهم الذي هم من اوجدوه ورفعـوا شأنه بين الامم وليس التوجه نحو المهاترات وتوجـيه القذف والشتم الى كل حركة اصلاحية وتغـيـيرية لواقع هـذه الشريحة وتلك ، تحـياتي استاذ )) إنـتهى . إنّ هـذا مؤشـر مشجع ودليل عـلى الـقـفـزة النوعـية لـدى الطـليعة المفـكـرة من أبناء العـراق صاروا يتحـفـزون لوضع النـقاط عـلى حـروف منسية ومهـمَّـشة تمثــِّـل هـوية شـعـبنا الرافـديني الأصيل ، إنها النخـبة المثـقـفة تعي مسؤوليتها الأخـلاقـية وتشعـر ما يشعـره أبناء الشعـب المسلوبة حـقـوقه الإنسانية والتأريخـية والدسـتورية .
وتجـدر الإشارة إلى أن الأستاذ مثال الآلوسي وفي مقابلة السيد مال الله فـرج معه ـ الجـزء الثاني بتأريخ 10 تموز2012
http://www.alqosh.net/article_000/malalah_faraj/mf_111.htm قال : (( والمسيحي يُهجَّـر وكأنه ليس إبن الوطن الأصيل الحـقـيقي ، قـبل أن نأتي نحـن العـرب أو المسلمين إلى العـراق )) إنّ النخـبة المثـقـفة من أبناء الشعـب والنـزيهة في تـفـكـيرها ، حـريصة عـلى وحـدة الشعـب وحـق جـميع مكـوناته في العـيش سـوية عـلى أرض الوطـن الواحـد متمتعة بكافة الحـقـوق وعـليها نـفـس الواجـبات .
إن الدسـتور ليس آيات مطبوعة نازلة من السماء ، إنه نـظام يشـرّعه قادة البـلـد يغـيِّرون فـيه حـين تـنكـشـف عـقـدة جـديـدة وتـنبثـق معـطيات طارئة مفـيدة تلبـي حاجة الشعـب الأكـيـدة فـتـكـرِّس مثلاً مـبـدأ تـكافـؤ الفـرص وتـنـشر العـدل المنـظـم بقانـون منـصفٍ وصولاً إلى حـياة كـريمة وهـنيئة يعـمُّها السلام والطـمأنينة ، وإذا كان هـناك نـص لا يخـدم قـومية أو يحـرم شـريحة أخـرى في الوطن المشـتـرك فإنه من واجـب المشرّعـين خـُـدّام الشعـب أن يعـيدوا صياغـته بما يرفع الغـبن عـنها وذلك بالإضافة أو بالحـذف . وبهـذه المناسبة نـذكـر مثالاً لا للحـصـر وهـو الدسـتـور الجـديـد لسوريا الذي نشر في 15 شـباط 2012 حـيث حُـذفـتْ مادة ( الإسلام دين الـدولة ) وحـلـتْ محـلها : ( دين رئيس الجـمهـورية الإسلام ) وهـو نـص منـطقي ومعـقـول لأن الدولة هي مؤسّـسات وصروح ثم أنَّ الإسلام ليس دين كـل الشـعـب . 
وسبق أن راسـلتُ الأمين العام لمجـلس الوزراء وكالة السـيـد عـلي محـسن إسماعـيل وقـلتُ فيها بتأريخ 27 / 10 / 2007 :  ( أما فـكـّرتم مع أنفـسكم يوماً : هـل مات سكان العـراق الأصليّـون ؟ وإذا كانوا قـد ماتوا ، فـمِـن أين أتيتم أنـتم ؟ ...... والحـق يُـقال ، فإنه أجاب عـلى رسالتي بتأريخ 8 / 11 / 2007 قائلاً : (( أخي العـزيز لستُ أمياً في تاريخ هـذا البلد !  ... نعـم إنكـم سكان أصليون بلا ريب ، وإنْ كـنا وافـدين فـلا ضير في ذلك )) .
فإلى المؤتـمر الكـلـداني ، للمطالبة بحـقـوق شعـب أصيل ، ضاعـتْ بـين ثـنايا وطـنه الجـليل ............... . 


301
رد إلى الأخ كامل زومايا المحـترم

بقـلم : مايـكـل سـيـﭙـي / سـدني

حـينما أعـلن عـن أن مؤتـمراً بإسم مؤتمر النهـضة الكـلـدانية سـيعـقـد في الفـتـرة ( 30 آذار ــ 1 نيسان 2011 ) في سان ديـيـﮔـو إبتـدأتْ في وقـتها الأقلام الذهـبـية الرفـيعة المحـبة لشعـبنا الكـلـداني تكـتب عـنه وتـؤازره ، وفي ذات الوقـت كان للأقلام السوداء حـصة لها في التعـبـير عـن حـقـدها لهـذا الشعـب الأبي ، وفي حـينها كـتـبتُ مقالاً بتأريخ 10 أيار 2011 وتحـت عـنوان ( دخـلاءُ المجالس البديلة  نـزلاءٌ في خِـيَم القـبـيلة ) عـلى الرابـط  
ttp://www.kaldaya.net/2011/Articles/05_May2011/15_May10_MichaelCipi.html جاء فـيه : لماذا لا نـقـلق نـحـن وأنـتَ معـنا ، من نهضات ولقاءات ومؤتمرات وإجـتماعات وتـجَـمّعات الآخـرين ؟
أما مؤتـمرنا القادم المقـرر عـقـده في مشـيـﮔان ( 5 ــ 8 أيلول 2012 ) فإن أول مَن كـتب عـنه مؤيـداً ومشجـعاً له كان الأخ المهـندس سـهـيل أنـطـوان في مقال تحـت عـنـوان ( تطلعاتـنا نحـو المؤتمر القومي الكلداني 2 ) بتأريخ 16 تموز 2012 ثم أعـقـبناه بآخـر وهـكـذا ، ولكـن أول مَن كـتب سـلبـياً عـن مؤتمرنا هـذا قـبل إنعـقاده هـو السيـد كامل زومايا وفي الموقع http://www.ankawa.com/forum/index.php?board=9.0  وبمقال تحـت عـنـوان (مجموعة من ابناء شعـبنا يدعـون لتوحـيد الصفوف ، واعلان المؤتمر القومي الكلداني في مشيغان يدعـو للتقسيم ) ولستُ أدري أيّ نوع الـقـسمة يقـصـد الطويلة منها أم حـساب عـرب شـفـوية .
إن المجـموعة التي يقـصـدها السيد كامل هي : مجموعة من كتاب واعلاميي وفـناني شعـبنا يدعـون الى توحيد الصفوف
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,600164.msg5680315.html#msg5680315
 
إنهم من ماركة المجـلس الشـعـبي ! طيب يا سـيـد كامل ، هـل تريـدنا أن نـنجـرف وراءهـم ؟ لا يا أخي هاذي ما تشـوفـها بالحـلم ، نحـن لسنا مهـتمين بهـموم شعـب وهـمي ذي ثلاث تسميات ولكـنـنا مهـتمون بهـموم شـعـبنا الكـلـداني والآثـوري والسرياني ، وإذا كـنتَ أميناً في قـراءتك ونـقـلك النصوص فإن في الإعلان الذي قـرأته يوضح مهام المؤتـمر ومن بـينها : المحـور الثالث ( العلاقات مع الاحـزاب الاخـرى .... 1- بحـث في العلاقة بين الكلدان والأحـزاب الوطنية . 2- البحـث في التواصل مع الأحـزاب الآشورية والسريانية !!! ) هـل إقـتـنعـتَ الآن ؟ ثم أنك تـدّعي أن المؤتمر ليس معـنياً حـتى بالشعـب الكـلـداني الذي يـرَوِّجـون له .... فهـنا نـقـول لك أنّ هـذا الموضوع لا يخـصُّـك فأكـرِمنا بسـكـوتك . أما الأمور الأخـرى التي هي في نظرك مهمة ، فهي مهمة في نظر المؤتمر قـبلك وهـو أدرى بها منك فلا حاجة بك إلى التمثيل والتباكي . وإذا لم تـفـهم معـنى الأحـزاب الوطـنية وماذا تشمل هـذه التسمية فلا حاجة إلى التساؤل عـنها لأنها ليست مكـتوبة لحـضرتـك .
عـزيزي السيد كامل :
إن مفـهـوم الوحـدة عـنـد الكـلـدان ليس بالمفـهـوم الذي عـنـدك ، فـنحـن نفـهـم الوحـدة بمعـناها الوحـدة التي لا نهـمِّـش أحـداً بل نشارك الجـميع معـنا ، وما عـداها فإنه خارج إطار تـفـكـيرنا . أما قالت العـربي وحـكـت الصلاة فـنحـن نسألك : لماذا تـكـتب الأحـزاب الآثـورية أنـظمتها الداخـلية ومراسلاتها باللغة العـربـية ؟ لماذا صار هـناك قـداس ومحاضرات في الكـنيسة الآثورية باللغة العـربـية في سـدني ؟ ولسنا نـنـتـظر منك الجـواب لأنـنا لسنا بحاجة إليه . إن شجـرتك الباسقة التي ذكـرتـَها في ألقـوش وغـيرها لا تهـمنا كـثيراً لأنها بلا جـذور فـغـداً تيـبَس ومصيرها معـروف ، وإنْ كـنـتَ فـرحاناً بما لـديك فألف تهـنـئة لك .






302
لا شك أخي العـزيـز سـهـيل أنـطـوان ـ الكـلـدان يعـملون للمؤتمر

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
تحـت عـنـوان (( تطلعاتـنا نحـو المؤتمر القـومي الكلداني العام في مشيكان )) كـتب الأخ سـهـيل أنطـوان مقالاً جـميلاً نـشِـر في موقع الحـوار المتـمدّن بتأريخ 16 / 7 /  2012 ــ http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=315955
ويـسـرّنا أن نعـقـب عـليه  فـنـقـول :
لا شك أخي العـزيـز سـهـيل أنـطـوان إن العـمل مستمر عـلى قـدم وساق في ولاية مشـيـﮔان لتهـيئة المستـلزمات اللوجـسـتية والإدارية لإنجاح المؤتـمر الثاني لشعـبنا الكـلـداني الناهـض ، كـما أن أعـضاء اللجـنة التحـضيرية دؤوبون عـلى مواصلة إجـتماعاتهم الأسـبوعـية لمناقـشة كافة الأمور المتعـلقة به لإبـرازه بأكـمل وجه . نعـم لـقـد كان مؤتـمر سان ديـيـﮔـو نهـضة بحـق فـقـد كـتب عـنه الكـثيرون قـبل وبعـد المؤتـمر سـواءاً من الكـلـدان المحـبـين أو من ( الأنـتي ـ كـلـدان ) المناوئين له ، ولم يـثـنهم ذلك عـن عـزمهم بل واصـلوا المسـيرة وإمـتـدّت إلى يومنا هـذا الذي سـيـشـهـد مظاهـرة كـلـدانية ثانية للـبـدء بالعـمل من أجـل شـعـبنا الكـلـداني .  
أخي العـزيـز
إن الأنـظمة الشـمولية الحاكـمة سابقاً في العـراق حـرمتْ شـعـبنا الكـلـداني ليس فـقـط من حـقـوقه بل من إسمه التأريخي أيضاً ، وما قـصة التعـداد السكاني في العـراق إلاّ دليلاً دامغاً عـلى دكـتاتـوريتها وعـنجـهـيتها . ومن جانب آخـر يقـول الـرب ( أعـداء الإنسان أهـل بـيته ) نحـن لم نفـكـر يوماً بأية مشاعـر سـلـبـية تجاه إخـوانـنا أبناء جـلـدتـنا ، ولكـن ما أن حـل عام 2003 وسـقـط النـظام وتـنـفـس الشعـب حـريته في العـراق وتـبلورت التـنـظيمات ، عـنـدئـذ شاء حـظ بعـض الأنانيّـين من المحـسـوبـين عـلينا أن يستـحـوذ عـلى كـل الكـعـكة ( كـما يقـولون ) ويهَـمَّـشوا الكـلـدان بطرق عـجـيـبة .
إن هـذه المؤتـمرات تستـنهض المشاعـر القـومية لشـعـبنا فـتحـفـزه للمطالبة بحـقـوقه وتعَـرِّف العالم بإضـطهاداته عَـبر التأريخ ، وترسم خـطط وسـتراتيجـية العـمل للمستـقـبل . إن الكـلـدان أبناء الوطـن الحـريصين عـلى بنائه لم يفـرّطـوا به يوماً ولم يخـرّبوا بنيته ولم يرفـعـوا السلاح ضـد سلطاته الوطـنية لإنهم يحـبون وطـنهم . إنّ المساهـمين في هـذه المؤتـمرات إن أرادوا أن يسيروا بها إلى الأمام خـدمة لشـعـبهم ، يُـفـتـرض أن يتـصفـوا بالتـضحـية والإيثار وينـبـذوا المصلحة الشخـصية المقـيتة .
إن مؤتمر مشـيـﮔان سيحـضره ممثـلو وسائل الإعلام المكـتوبة والمسموعة والمرئية لتـغـطية أعـماله طيلة فـترة إنـعـقاده لإيصال الصوت الكـلـداني إلى أصحاب السلطة والقـرار في الوطن الأم وفي ذات الوقـت إلى حـكـومات دول العالم حـيث يتـواجـد الكـلـدان بالإضافة إلى وفـود تـنـطلق من المؤتمر لتعـمل بهـذا الإتجاه أيضاً .    
إن المهـتـمين بالشأن القـومي الكـلـداني والذين يعـتـزون بتسميتهم القـومية الأصيلة ، منـتمين أم مستـقـلين ، من تأريخـيّـين وكـُـتـّاب وأدباء سـيكـون لهم شـرف الحـضـور إلى المؤتمر والمساهـمة بما سـيُـغــْـنونه بـبحـوثهم ومقالاتهم وتقاريرهم ، يحـفـزهم لـذلك تـراثـنا الغالي ومصادرنا التأريخـية الكـثيرة ، بالإضافة إلى بصمات الأجـداد التي تركـوها في فـكـرنا وقـلبنا بصورة مشاعـر وأحاسيس نعـتـز ونـفـتـخـر بها أمام الأقـوام ، آملين من كـنيستـنا المبجـلة أن تكـون مؤازرة لمشروعـنا القـومي هـذا فالكـلـدانيون المنـتـعـشون ، تـنـتـعـش بهم الكـنيسة .
ومن المؤكـد سـتـطرح أفـكار وإقـتـراحات بناءة للحـد من مسألة هـجـرة أبنائـنا من الوطن إلى دول المهـجـر ، مع المطالبة بمنع أية محاولات للتـغـيـيـر الديموغـرافي في بلـدات شـعـبنا لِما في ذلك من خـصوصية لها عَـبر التأريخ والتي يمكـن لشبابنا فـيها أن ينـشـطوا بالإتجاه القـومي عـن طريق تأسيس تـنـظيمات المجـتـمع المدني لخـدمة أبناء شـعـبنا خاصة والمواطـنين عامة .








303



( ألقـوش عَـبر التأريخ ـ 2012 المـزوَّر )
  ( الحـلقة الحادية عشـرة )


منحـوتة الملك الكـلـداني وهـو يؤدي طـقـوس التجـدد ويسقي شجـرة الحـياة أمام إله العـدالة
الـنجـمة الثـمانية شعار الكـلـدان أصالة شعـب بـيث نهـرين
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني 
حـول الفـصل الثالث
(1)- في صفحة 58 سـطر 7 يـذكـر المرحـوم بابانا أن الملوك الآشـوريّـين سـبـوا اليهـود إلى نينوى ووزعـوهـم في مناطق مخـتـلفة . إنّ العـبارة هـذه مفـهـومة ، ولكـن المزوّرين أعادوا كـتابة الكـلمات الأخـيرة بالصيغة ... وتـشـتـتـوا في مناطق مخـتـلفة من دولة آشـور ! . فإنْ لم يكـن هـناك فرقٌ،  لماذا هـذا التـغـيـير ؟
(2)- ص61 س2 : والحـديث عـن المرتـفع المسمى شـويثا د ﮔـناوي والذي ذكـره العلامة القـس ماروثا ، فـقال : إنه كان فـوق هـذا التـل هـيكـل عـظيم للإله الأكـبر للآشـوريّـين القـدماء ـ إيل قاش ـ التي لـفـظـتْ قـديماً ـ آل قـوش ـ عـلى اللفـظة الآشـورية الجـبلية ومعـناها الإله الشيخ أو الأكـبر ....ولكـن هـذه الفـقـرة نـقِـلتْ إلى ص33 في الطبعة المزوّرة بالصورة التالية : إسم ألقـوش جاء من إسم إله كـبـير كان يعـبـده أهالي المنـطقة إسمه ـ إيل قاش ـ حـسب لفـظـنا اليوم أي الإله الأكـبر ، وكان له هـيكل فـوق المنـطقة المعـروفة شـويثا د ﮔـناوي .................إنّ المزوّر هـنا يريد أن يُـبعِـد الأنـظار عـن إحـتـمالية أن يكـون إسم ألقـوش تعـني الإله الشيخ كي لا يوحي للقارىء بأنه إسم شـخص عـجـوز ، وأيضاً لا ينبٍّه عـلى الآشـورية الجـبلية لغاية معـروفة !
في حـين كان بإمكانه أن ينقـل النص من النسخة الأصلية كما هـو ... ثم يُـعـطي رأيه في الطبعة المزوّرة دون أي حـذف .
(3)- إن عـنـوان الفـصل المكـتوب عـلى إعـلى الصفحة 62 هـو : ( دخـول النسـطـورية في الكـنيسة المشرقـية وفي ألقـوش ) ولكـنه في الطبعة المزوّرة جاء عـلى صفحو 106 بالصورة التالية : ( ظـهـور المـذهـب الـنـسـطـوري ....  ) والفـرق بـين الدخـول والظـهـور كـبـير جـداً لمن يفـقـهه ، وإذا إدّعى أحـد أنْ لا فـرق بـين الـمصطـلحَـين ، سنسأله لماذا غـيَّـروا الدخـول إلى ظـهـور ؟
السطر 10 : يتـكـلم عـن نسطوريوس قائلاً ( الذي غـلط وتغالط بخـصوص العـذراء مريم ) ، ولكـن في الطبعة المزوّرة يقـول : ( أعـلن الـﭙاطريرك نسطوريوس تعاليمه المخالفة لعـقـيـدة الكـنيسة الجامعة بخـصوص مريم العـذراء ) والفـرق بـين النـصّين واضح ، ونعـيـد سؤالنا ونـقـول إذا لا يوجـد فـرق فـلماذا تـغـيّـر النص ؟ وهـل يتـجـرّأ أحـد من نساطرة اليوم أن يعـتـرف عـلناً ويقـول نؤمن بأنّ مريم العـذراء هي أم الله ؟
وفي ذات الصفحة عـنـد السطر 22 : عـن نسطوريوس إشـتهر بقـوله ( إن في المسيح طبـيعـتين وأقـنومَين بشخـص واحـد ، وأن لاهـوت المسيح ليس الناسوت وصار الناسوت هـيكلاً للاهـوت ومسكـنه ، وأن مريم لا يجـوز أن نسميها أم الله بل أم المسيح الإله لأنها لم تـلـد اللاهـوت بل ولـدتً شـخـصاً هـو الإله والإنسان معاً ) . أما في الطبعة المزوّرة فإن الفـقـرة صارت ( إن في المسيح طبـيعـتين إلهية وإنسانية ، ولا يجـوز تسمية مريم العـذراء أم الله بل أم المسيح فـقـط لوجـود التـميـيـز بـين شخـص المسيح وشخـص الكـلمة ـ الأقـنوم الثاني ) وهـذا أيضاً فـيه تـمويه للقارىء .
ملاحـظة : قـرأتُ في الآونة الأخـيرة مقالاً يحاول كاتبه مسانـدة الطبعة المزوّرة لكـتاب ألقـوش عَـبر التأريخ ، لم أرَ ضرورة الردّ عـليه لعـدم إحـتـوائه عـلى ما يستـحـق الإلتـفات إليه لركاكة إسلوبه وهـشاشة معانيه وسـذاجة عـباراته بل قـد يُـرثى عـليه فأقـول : إنْ كـنـتـم صادقـين في الدفاع عـن التـزوير ، رُدّوا عـلى إنـتـقاداتـنا أمام القـراء نـقـطة بنـقـطة ، كـلمة بكـلمة ، عـبارة بعـبارة مثـلما نـفـعـل نحـن ، وإنْ لم تـفـعـلوا !! تـنـحّـوا جانباً ولا تخـوضـوا مباراة نـزالها صعـبٌ ، بل أعـطـوا القـوسَ باريها وتـفـرّجـوا .
لـقـد كـتب إخـواني الكـتاب الأخـرون ملاحـظاتهم القـيمة حـول الطبعة المزوّرة لكـتابنا التأريخي هـذا ، ونـترك للقـراء متابعاتهم الشخـصية إلاّ إذا تـتـطـلـَّـب الأمر تـدخــُّـلـَـنا ، والحـق من وراء قـصـدنا . 


304


منحـوتة الملك الكـلـداني وهـو يؤدي طـقـوس التـجـدد
و يسقي شـجـرة الحـياة أمام إله العـدالة

إعلان

(( بـدمائهم الزكـية تـبـقى راية الكـلـدان عالية ))

إسـتعـداداً للـنـدوة التعـريـفـية التي يقـيمها الملـتـقى الـكـلـداني الـثـقافي في سـدني بمناسبة يوم الشهـيـد الكـلـداني ، نـذكــِّـركم بموعـدها المقـرّر في الساعة السادسة من مساء يوم الأحـد الموافـق 12 آب 2012 عـلى قاعة نادي بابل الكـلـداني حـيث سـتـتـضمّـن وقـوف دقـيقة صمت إكـراماً لأرواح الشـهـداء الكـلـدان عَـبر التأريخ القـديم والمعاصر ـ النشيد القـومي الكـلـداني ـ قـصائـد باللغة الـكـلـدانية ـ محاضرات عـن معـنى الشهادة وشـهـداء الكـلـدان ـ فـلماً وثائـقـياً ـ  تـرتيلة باللغة الكـلـدانية من الطخـس الكـنسي ـ حـلويات للضيافة ـ الدعـوة عامة فأهلاً وسـهلاً بالجـميع . ومن يرغـب في المشاركة بأي نشاط في هـذه المناسبة يرجى الإتـصال بالأخ عـيسى قـلـو (  0402605787   ) والأخ نـزار (   0413641070  ) مع الشـكـر الجـزيل .


305
( ألقـوش عَـبر التأريخ ـ 2012 المـزوَّر )
  ( الحـلقة العاشـرة )

بقـلم : مايكـل سـيـپـي / سـدني

ملاحـظة : لـقـد جـرى تـقـديم وتأخـير كـثيـر من فـقـرات الكـتاب الأصلي في الطبعة المزوّرة كي يتيه القارىء ولا يـدري ما الذي يحـدث إلاّ لمن يتـفـحّـص بـدقة ويتابع بحـرص . والـتـزويـر مستـمر ..........................

 (1)- إن موضوع ( موقع ألقـوش ، ص 13 ) نـقـل إلى الفـصل الثاني في الطبعة المزوّرة وقـد حـذفـتْ منها عـبارة سكانها من ( النصارى الكـلـدان ) ، ومن الصفحة التالية مباشرة وعـن اللغة المستـعـملة ( الكـلـدانية الآشورية ) إستـبدلتْ في الطبعة المزوّرة فـصارت سريانية ، عـلماً أن السريانية أطـلقـها اليونانيّـون المبشـرون عـلى مسيحـيّـي سـوريا والمناطق المجاورة وصارتْ مرادفة للمسيحـيّـين .
(2)- إنّ كـل عـبارة تـزعج المزوّرين في فـقـرة ( نـفـوس القـوش ) ص 15 قـد تمّ حـذفـها ، ولم يـرُق لهـم أن يكـون سكان ألقـوش يتألـفـون من سكانها الأصلـيّـين وغـيرهم من اليهـود المتـنـصرين والذين كانوا مسبـيّـين ضمن سبع حـملات سبي ( حـذفـتْ ثلاث منها الأخـيرة ) مذكـورة بإسماء قادتها الآشوريّـين وتـواريخـها ، وجـعـلهم في الطبعة المزوّرة ذوي أصول من الأرومة الآشـورية القـديمة . فإن لم يكـن هـذا تـزويراً ماذا يكـون لون التـزوير ! ليموني أم گـلـگـليّ ؟
 (3)- في صفحة 25 سـطر 2 حُـذفـتْ كـلمة كـلـدان من الجـملة ( كانـوا سابقاً كـلـدان نساطـرة ) وأبقـيتْ كـلمة نساطرة ، وإذا إدّعى المزوّر أن كـلمة كـلـداناً موجـودة في العـبارة ( وحـسب التـقـليـد العام الحـقـيقي ـ كـلـداناً ـ ) التي وردَتْ وراءها مباشـرة ولم تـحـذف ! ، نـقـول له : هاذي ما تـعـبـر عـلينا ......... والعاقـل يفـهم .
(4)- صفحة 40 الفـقـرة الثانية سطر 14 حـذفـتْ الفـقـرة التي تشير إلى القـومية الكـلـدانية واللغة الكـلـدانية لأهالي ألقـوش وتـلكـيف تبعاً لِما قـبلها وهي : ( فالنسبة إذن ليست لبـلـدة دون الأخـرى ، بل يجـب أن تكـون للقـومية التي تـنـتـمي إليها القـرية أو نسبة إلى مسقـط رأس كـل شخـص ) .
(5)- ص41 السطر قـبل الأخـير حـذفتْ ( دخـول الديانة المسيحـية ما بـين الكـلـدان الأوثان ) وحـلتْ محـلها ( دخـول الديانة المسيحـية إلى تـلك الديار ) ! وبعـد أن حـذف المزوّر فـقـرات كاملة من صفحة 42 ، إنـتـقل إلى ص 43 حـيث قال القـديس متى الإنجـيلي وحـكى أهـل فـلسطـين والنسخة المفـقـودة .... لماذا ؟ لأن كـلمة الكـلـدان مـذكـورة عـشر مرات فـيها من حـيث القـومية والهـوية وحـتى مـذكـور فـيها مطران الكـلـدان ، والسريان التابعـين للشعـب الكـلـداني واللغة الكـلـدانية ............. ومع ذلك ولخاطـرهم نـقـول لا يـوجـد تـزوير .
(6)- أدخِـلتْ فـقـرة جـديـدة تحـت عـنـوان ( القـومية ) في النسخة المزوّرة ص 66 وحـتى ص 67 حـيث يقـول المزوّر فـي سطر 10 : نرى مطران قـبرص المدعـو طيماثيوس ...... وعـرف إسمه في روما ( مطران الكـلـدان ـ دون أن يـذكـر لنا السنة  ...  ويضيف : من هـنا نـرى إسم الكـلـدان يـدخـل ثانية في حـياتـنا وتـسَـمَّـينا به .... 1553 ـ 1555 ) !!! . لاحـظـوا التـزوير المـتـقن ، إنه لم يـذكـر سنة المطران طيماثـيوس 1445 ولم يتـطرق إلى تـفاصيل كـتابة قانـون إيمانه بلغـته القـومية الكـلـدانية ! ثم عـن التسمية بالكـلـدان مجـدّداً 1553 فإن المزوِّر أغـمض عـينيه عـن ذكـر الكـلـدان الوارد في كـتاب الصلوات النـظامية ـ حُـذرا ـ والذي يـذكـر فـيه الكـلـدان في صلوات وُضعـتْ في القـرن الرابع قـبل 1553 بـ 1200 سنة !!! والتي أشرنا إليها في مقالات سابقة يمكـن الرجـوع إليها ، ونـقـول لا يـوجـد تـزويـر .
(7)- لقـد أكـد المرحـوم بابانا في ص 46 وعـنـد فـقـرة محلات ألقـوش عـن مقابلته شـخـصياً وسماعه بأذنه قـول المدعـو عـبو متى حـنا القـس يونان نقلاً عـن جـدّه بأنه رأى بـيوتاً تـتـعاطى مهـنة صياغة الفـضة وتسمى محـلياً ( بيوت بي سـيما ) والتي سـمّـيت المحـلة بإسمهـم وهي تـطـل عـلى جانبَي الوادي المنـحـدر من گــُـپـّا د مايا ....... ومما يـؤكـد الرأيَ هـذا وجـود وادي يُـعـرف محـلياً بـ رأولا د سـيما = وادي الفـضة الواقع خـلف جـبل ألقـوش ، وسميتْ المحـلة بإسم مهـنة أهلها ، مثـلما نسمي محـلة قاشا نسبة إلى قـس كان يسكـنها وهـكـذا ، أما كـيف أنّ سـيما تـحـوّرت ْ إلى سـينا فـقـد فـسرناه في الحـلقة الماضية ، وليس كـما شاء المزوّر والذي نسبه إلى الإله سـين ! عـلماً أن هـذا الإله إنْ كان موجـوداً فإنه ليس إله محـلة معـينة وإنما يُـفـتـرض أن يكـون إله جـميع أهـل القـرية ( فـهـل نسمي محـلة الكـنيسة في ألقـوش اليوم بمحـلة گـورگـيس وخاص بهـم فـقـط ) ؟.
وهـنا عـنـدي مداخـلة طارئة بشأن اللغة السريانية شاءت الصدفة أن أسمعـها عـلى لسان أسـتاذ الدراسات الشرقـية واللغات السامية في الولايات المتحـدة الأميركـية الـپـروفـيسـور گابـريـيل صوما وهـو سـرياني لبنانيّ الأصل وشـماس في الكـنيسة ، ويمكـنكـم أن تسمعـوها معي عـلى الرابـط عـنـد الدقـيقة 24:50  من الـﭬـيـديو حـيث يقـول فـيها :
http://islamexplained.com/UVG/UVG_video_player/TabId/89/VideoId/896/272------.aspx
أن الشـعـوب الساكـنة في منـطـقة سـوريا والمناطق المجاورة لها قـبل أكـثر من 1300 سنة قـبل الميلاد كانت لهـم لغـتهم مكـتوبة بحـروف آرامية ، ولما جاء اليونانيّـون والرومانيّـون أطـلـقـوا عـلى لغـة هـذه الشـعـوب نسبة إلى المنـطقة فـقالـوا سـوريايا وبالعـربي سريانية نسبة إلى سـوريا ( بالمناسبة حـين إعـتـنـقـوا المسيحـية صار إسمهـم سـورايي المرادفة للمسيحـيّـين ، وهـذه لا ينـكـرها أحـد ، إذن إطلاق تسمية السريانية عـلى لغـتـنا ليست أصيلة !! ) .
وهـكـذا عـن الإله سـين يمكـن الرجـوع إلى الأستـاذ گـورگـيس والمعـتـمد عـلى المصادر في مقاله المنشور في ....
http://www.chaldeanparty.com/forum/showthread.php?t=6253  فـيقـول :
كانت مدينة "اور" مِن أهمِّ مدن الكلدان وتُسَمَّى اليوم بـ ــ المُقـيَّر أو المُـگــَـيَّر ــ مِنها خرج أبو المؤمنين إبراهيم بدعـوةٍ مِن الرب الإله ( سفر التكوين 12 / 1 ) وقد ذكرها الكتاب المقدَّس باسم اور الكلدانيين ، تَمَيَّزَت بكونِها مَركزاً تجارياً ومَرفأً بحرياً تَمخـرُ سُفـنُها التجارية في الخليج الكلدي ــ العـربي اليوم ــ وفي البحر الهندي، وكانت مَقرّاً مركزياً للإله  سين إله القمر يتوَسَّطها مَعـبد عـظيم يُناطِحُ السحاب مُكَوَّنٌ مِن ثلاثة طوابق .
وعـليه لا مانع أن يكـون هـناك تـَـيَـمُّـنٌ بالإله سين في ألقـوش وأماكـن كـثيرة مثـلما نرى اليوم القـديسة مارت شـموني في ألقـوش أيضاً وبرطـلة ووبخـديـدا وأماكـن أخـرى . وإلى اللقاء في الفـصل الثالث من كـتاب ألقـوش عَـبر التأريخ ـ 1979 .

306
بعـد الأخ عـمانوئيل شـكـوانا ، الآن مع الأخ صبري إسـطيفانا
وكـتاب ( ألقـوش عَـبر التأريخ ـ 2012 المـزوَّر ) بـين حانة ومانة
( الحـلقة التاسـعة )

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
رغـم تألمنا من الطبعة المزوَّرة للكـتاب التأريخي الألقـوشي الأصلي ( ألقـوش عَـبر التأريخ ـ 1979 ) والذي نحـن مستمرّون أمام الكـل في تـوضيح ما ظـهـر مـزوَّراً في طبعـته المجـدَّدة ( ألقـوش عَـبر التأريخ ـ 2012 المـزوَّر ) وآملين في ذات الوقـت أن نـقـرأ ممن يـدحـض كلامنا لكـل نـقـطة تـزوير نـذكـرها دون القـفـز عـليها ، أقـول رغـم ذلك فإنـنا نشـكـر آل بابانا حـيث أتاحـوا لنا جـميعاً فـرصة التخاطـب بـينـنا نحـن الألقـوشيّـين خاصة والكــُـتاب الكـلـدان عامة ، كي نعـرض آراءَنا بأسـلوب أدبي رائع وبطريقة ديمقـراطية عـصرية لم يألفها الكـثيرون الذين لا يؤمنـون بثـقافة الحـوار المتبادل فإضـطـروا إليه .
وقـد قـرأتُ ملاحـظات الأخ صبري إسـطيفانا الجـديرة بالإنتباه إليها ، فلا بـد من المرور عـنـدها والتعـليق عـليها مبتـدئاً بالغلاف كما إبتـدأ بها (1) : كي لا نخـلط الأمور عـلى القارىء النبه ، يجـب أن نحـدّد المصطلحات ، فـكـلمة سـوراي المألوفة لـدى أجـدادنا منـذ فـجـر المسيحـية وإلى اليوم كـشعـب مسيحي واحـد ومعـنا الروس والألمان والأسـﭙان مثلاً ، لا غـبار عـليها ولا شـك بها عـلى الإطلاق ، ولكـن اليوم يريـد البعـض إستخـدامها لأغـراض شـخـصية لا تـنـمّ عـن براءة وأخـوّة وأصالة ، لـذا نـطـلب من الأخ صبري أن يحـدد لـنا مفـهـومه الشخـصي لها كي نؤيـده أو نعارضه بالمنـطق البـديهي وإنْ لم يقـبل بالمفـهـوم البـديهي لها سنأتي له بشاهـد من أهـلها ، وبهـذه المناسبة أسأله سؤالاً قـصيراً ( ماذا تـقـول لشخـص إنـﮔـليـزي مثلاً إذا أردتَ أن تـذكـر له كـلمة سورايا ؟ ) .
لقـد خـلط عـلينا الأمور في هـذه الفـقـرة مما يتـطـلب منا التأني فـيها واحـدة فـواحـدة ، فـلنـبـدأ بالإشعاعات ذات الألوان الثلاثة ( أزرق ، أحـمر ، أبـيض ) فـلو كان المقـصود بها أنهـراً ، طيب أين اللون الأخـضر أو أيّ لون يـدل عـلى الزاب الصغـير الرابع ؟ هـل أنّ هـذا النهـر رُدِم منـذ التأريخ القـديم ، أم كـما نـقـول بالألقـوشي ( لكـْـمَـلـيا إينـوخ مـنـّـيه ح = ما يـسْوى = لا يستـحـق الـذكـر ) ؟  ثم ذكـرَ الرقـم ثلاثة مع ألوان تلك الأشعة الثلاثة مع سـياق الفـقـرة لـتـدل عـلى أن نينوى بُـنـيَـتْ عـلى ضفاف دجـلة الخـير كـما سـمّاه ! فـما علاقة الرقم ثلاثة بنينوى ودجـلة ! في الحـقـيفة أنا لم أستـوعـب هـذه الفـقـرة ، حـبـذا لو يوضحها لـنا وللقـراء للإستـفادة منها .
وجاء الأخ صبري عـلى ذكـر : الدوائر الثلاث ( وليس الثلاثة ) حاملة الشعار والرمز القـومي لشعـب بـين النهـرين ... ودليل عـلى أن أهالي ألقـوش القـديمة ( الكـلـدان والآشـوريّـون ) ......إلخ ،  دون أن يـذكـر لنا الربط بين الدوائر الثلاث وشعـب ذي إسـمَـين إثـنين ! هـذا أيضاً لم أستـوعـبه ، أضف إلى ذلك الإلتـفاتة الجـميلة من الأخ صبري حـين ذكـر عـن أهالي ألقـوش القـديمة ( الكـلـدان والآشـوريّـون ) فـنحـن نسأله : هـل ﭽان أكـو كـلـدان في ألقـوش القـديمة ؟ عـلماً أنه أتى بمصطلح الكـلـدو أشـوري في الفـقـرة ذاتها ، ولستُ أدري إنْ كان يقـبل بالمصطلح آشـو كـلـداني ، وحـينها سـيـتغـيَّـر مجـرى الحـديث ، وكما قال سيادة المطران سـرهـد جـمـو أن الكـلـدان يتـصـفـون بالتأني والنـفـس الطـويل ( بـينا يَريخا ) .
ولكـن الأخ صبري بـرأيي أخـفـق في تـفـسير معـنى الأخـوّة حـين شـبَّـهـها بـدجـلة والفـرات ، لماذا ؟ لأن للإخـوة منبع واحـد من أب واحـد وأم واحـدة ولكـن منابع دجـلة والفـرات ليست واحـدة ، أنـظر إلى الخارطة الجـغـرافـية *( وهـنا لستُ أقـصد أنهما ليسا إخـوة بل أقـول أخـفـق في التشبـيه ) . لـقـد أتعـبنا الأخ صبري فـنحـن لا نـزال في فـقـرته الأولى ولم تـنـتهِ بعـد والسبب لأنه كـتب كـثيراً ومشـكـوراً ولكـنه لم يُـصِـب النـقـطة التي سبق وعـلقـنا عـليها وهي الشعار برمَّـته . أنا إستـغـربتُ من عـبارات وردتْ في مقاله ( وآمل أنّ سـهـواً حـدث ) إذ لا تـوجـد في التأريخ دولة أو حـكـومة أو سـلطة بإسم السوراي ، كـما لم نـقـرأ في كـتب التأريخ إمبراطورية السوراي ولا إمبراطـورية الكـلـدان والآشوريّـين ولا الكـلـدو آشوريون هـذا من جانب ، أما من الجانب الآخـر عـلينا أن نوضح شـعار شـعـب بـين النهـرين هـو شـعار ثـماني الأشـعة ( مثال : أنـظر إلى منحـوتة الملك الكـلـداني وهـو يؤدي طـقـوس التـجـدد و يسقي شـجـرة الحـياة أمام إله العـدالة ) أخي صبري هـذا تأريخ وآثار ورُقــُـم وكـتابات وحـضارة لا يمكـن شـطبها بشـخـطة قـلم ( كـما عَـبَّـرَ عـنها المرحـوم تـوما تـوماس ! ) أنـظر إلى شعار أول حـكم وطـني عـراقي في عـصرنا الحـديث 1958 ، أنـظر إلى بصمات الصروح الفـخـمة التي بُـنيتْ في الحـقـبة الأخـيرة في العـراق . أما الشعار ( الرباعي ) الملصق عـلى الكـتاب الـمزوَّر فإنه ليس شعارنا ولا هـو شعار شعـب بـين النهـرين وإنما هـو شعار المحـتـلين أيام زمان حـين كانـوا يحـتـلون بـين النهرين فـيستـخـدمونه لـتـميـيـزه عـن شعار الشعـب الأصيل فـكـل محـتل يستـخـدم أخـتامه ، إنه محـتل يستـخـدم ما يشاء مستـنـداً إلى القـوة ، وهـذا كان إعـتـراضنا عـلى الغلاف وليس صور ألقـوش والكـنيسة ..... ..
لا تعـليق عـلى الفـقـرتين  (2) (3) ، أما الفـقـرة (4) حـسب إشارتك صفحة 106 سطر 10 فـلم أعـثر عـلى جـملة : أهالي ألقـوش اليوم جـميعاً مسيحـيّـيون .... ) ، وفـتشتُ في موضوع دخـول الديانة المسيحـية إلى ألقـوش فـلم أجـدها أيضاً . ثم رجـعـتَ إلى صفحة 60 وفـقـرة شويثا د ﮔـناو .... المحـذوفة وقـلتَ قـد يكـون سـهـواً حـدث فـقـلنا آمـنـّا بالله كـلنا معـرّضون للخـطأ والسـهـو ، ثم عـرجـتَ إلى صفحة 61 دون أن تشير إليها وفـيها تجـد فـقـرة مار ماروثا وعـبادة إيل قاش التي تـقـصد بها أنها محـذوفة ( لماذا أضـفـتَ ـ إله سـين ـ هـنا وهي ليست موجـودة في النسخة الأصلية ؟ ) ، وفي الحـقـيقة هـناك صفحة وثلاثة أرباع الصفحة محـذوفة ، وأنا لم أصل إليها في مقارنـتي للكـتابـين إلى حـد الآن لأن ردودنا عـليكم ليست تـفـسح لنا المجال ، وأود أن أشير إلى ضعـف ردودكـم لأنكم لا تـتـبعـون خـطـواتـنا العـلمية الأمينة من حـيث تسلسل الصفحات والرد عـلى كـتاباتـنا سطراً فـسطـراً وكـلمة فـكـلمة كـما نعـمل نحـن ، ومع ذلك فلا يهـمـّـكم نحـن إخـوانـكـم نعـوّض كـل شيء بـدلاً عـنـكم . 
الفـقـرة ( 5 ) : فـتشتُ في صفحة 84 سطر 3 حـسب إشارتـك فـلم أجـد شيئاً مما كـتـبتَ . ومع ذلك أقـول ، أنا أتـذكـر إسم عـشيرة ( قـينايا ) وكان وارداً في ألقـوش وقـد سمعـته مثـلما أسمع هـيلو أو زرا أو غـيرهم ولكـني لا أعـرف أحـداً منهـم ، أما موضوع سـينا فـهـناك نظرية أخـرى تقـول أن المقـصود بها هـو ( سـيما ) قــُـلِـبَـتْ م فـصارت ن !! وأكـيـد ستـسـتـغـرب من هـكـذا تـفـسير بل لا تـقـبله لأنه مخالف لِما تـريد أن توصله للقارىء ، إن هـذا جاري عـنـدنا أخي صبري ، وتـذكــَّـر مرة حـين قال لنا المرحـوم الأستـاذ جـرجـيس حـميكا وهـو يشرح النـضيدة  ( مركـم =  حـوض = إناء ) وقال لنا بالحـرف الواحـد ( بعـض الناس يسمي هـذا مَـركانِ ... مَـركـن !! ) لاحـظ كـيف غـيَّـروا ... م إلى ن  ... ومع ذلك فإن مسألة سـينا  = سـيما هي نـظرية قـد تـكـون صحـيحة أو لا تـكـون ولكـن القـصد هـو أن نـكـون أمناء في التأريخ ولا نـنحاز بل نكـتب كـل الآراء طالما ليست لـدينا وثائق والقارىء حـر في الإخـتيار ونحـن لسنا نضع شيئاً في جـيوبنا ، ولا ينـفـعـنا الشيخ فلان أو إبن علان . أما الفـقـرة (6) ليس لـدينا تعـليق عـليها ، وفي الخـتام نحـن نـقـدّر الجـهـد الذي تبـذله في كـتاباتـك أخي صبري ونـنـتـظر القـسم الثاني مع الشكر .
ملاحـظة : * - ينبع نهر الفـرات من السلاسل الجـبلية شرق الأناضول تركـيا ........ هـضبة أرمينيا
تقع منابع نهر دجلة في مرتـفعات تركـيا الجـنوبية الشرقـية


307
الأخ عـمانوئيل شـكـوانا لم يـرمِّـم تـزويـر
( ألقـوش عَـبر التأريخ  2012  ـ المـزوَّر)
( الحـلقة الثامنة )
مايكـل سـيـﭙـي ـ سـدني
تـنـويه : رجـوعاً إلى الوراء قـليلاً ، كان الأسـتاذ نوئيل شـكـوانا قـد كـتب مقالاً مقـتـضباً مؤيـداً للطبعة المزوّرة للكـتاب جاء فـيه : ( عـدتُ إلى الطبعة الأولى لأتأكـد من صحة الإتهامات فـتبـيَّـن لي أن مَن قام بتـنـقـيح الكـتاب وإصدار الطبعة الجـديـدة كان أميناً لـفـكـر المؤلف الفـقـيد بشـكل دقـيق ) ، ولما أوردتُ إسمه في الحـلقة الرابعة دعـوته فـيها إلى مناظرة إلكـتـرونية أمام الـقـرّاء ، بادر إلى الرد برسالة معـنـونة إليّ دون أن يُـبدي إستـعـداده للمناظرة ، جاء فـيها : ( لم تـكـن دقـيقاً في نـقـل حـديثي الذي أشـرتَ إليه في تـعـليقـكـم ) ، فـكـتبتُ له ( رسالة جـوابـية إلى الأخ الأسـتاذ عـمانوئيل شـكـوانا الموقـر ) وإعـتـبرتها حـلقة سابعة في هـذه السلسلة وقـلتُ فـيها : إقـرأ كـل ما ورد سابقاً أو الذي سـيرِد لاحـقاً من الـتـزويـر الـمذكـور في مقالات الـكــُـتاب ( فادي دنـدو ـ عـبـد الأحـد قـلو ـ نـزار مـلاخا ـ مايكل سـيـﭙـي ) وإدحـضها بحجـجـك إنْ أمـكـنـكَ ، وإنْ لم تـذكـر دفاعـك عـنها واحـدة فـواحـدة ! فـسـيـكـون دليلاً قاطعاً عـلنياً عـلى الـتـزوير ............................ إنـني لا أزل أنـتـظـره .
وبالرجـوع إلى النسخة الأصلية من الكـتاب وفي صفحة 17 السطر 16 ( تـوجـد قـرية بإسم ألقـوش في فـلسطـين ....) فأصبحـتْ ( يُـزعـم بـوجـود قـرية ألقـوش ..... ) ، وهـنا عـنـدي مـداخـلتي :
(1)- في أوائل السبعـينات كـنتُ في ثانـوية العـزة للبنين في مدينة الكـوت وعـلى جـدار مدخـلها توجـد خارطة كـبيرة جـداُ لفـلسطين وعـليها أسماء المدن والقـرى حـتى أصغـرها وناعـمة جـداً، ونـظراً لمعـلوماتي أن قـرية بإسم ألقـوش توجـد في فـلسطين فـقـد دفـعـني فـضولي إلى التـدقـيق حـتى رأيت ألقـوش فـيها .
(2)- شاءت الصدفة أن أقـرأ مقالاً عـن ألقـوش لكاتب يهـودي ، ثم صارت بـينـنا هـذه المراسلات :
michael cipi
To ..........@hotmail.com
9 August 2009
الكاتب المحـترم ناحـوم صيماخ  ..... تحـياتي
قـرأتُ مقالك حـول  مرقـد النبي ناحـوم الألقـوشي  وأنا من ألقـوش في العـراق ويسرني أن أخاطـبك لأسألك  عـن قـرية أخـرى بإسم ألقـوش ولكـن في إسرائيل فـهـل لك عِـلم بذلك ؟
فأجابني بما يلي :
From............... @hotmail.com
To: michaelcipi@hotmail.com
 قرية القوش الأسرائيلية  Subject:
Date: Mon, 10 Aug 2009  20:37:15 +0300
 الى السيد  مايكل   سيبي .....  تحـية  عـطرة
وصلتـني  رسالتك  مشكوراً التي طلبت فيها اذا توجد في أسرائيل قرية باسم القوش . نعم توجد قرية  بهذا الاسم  التي  تقع  في  شمال  اسرائيل  اظني  بالقرب  من  مدينة  صفد  انني  لم  اقم  بزيارتها  حتى  الأن  بينما  قمت  بزيارة   القوش  العراقـية  ثلاث  مرات  في عام  2004   وفي  عام  2008  واخيراً  وليس  اخراً  في  4.6.2009  حوالي  قبل  شهرين  وزرت  مقام  النبي   ناحوم  وأديت  الصلاة  هناك  بعد  ان  وجدنا  رجلاً  رائعاً يدعى السيد  ( سامي  جعـو  حنا ) وكيل  او قائم  بالاعمال  في مقام  النبي  ناحوم  في بلدة  القوش ، بعد  ان فتح  لي  باب  المقام  من  الوراء  ودخلت  في الداخل  بعـد  حرمان  زاد  اكثر  من 58  عاماً ، انني  من  مدينة  الموصل  سابقاً  وغادرناها  عام  1951  الى اسرائيل  وكنا  نحـتفل  جميع  يهود  الموصل  في كل بداية  حزيران  بموجب  التقويم  اليهودي  يومين في مدينة  القوش  وكنا  نستأجر  البيوت  هناك  وكانوا  ينضمون  الى  هذا  الاحتفال  الاكراد  اليهود  من  جميع  قرى  كردستان انني كنت  ولداً حـينذاك واذكر كل شيء وكنا في اليوم الاول نصعد الجـبل وننزل مع اسفار التوراة مفتوحةً  بالزغاريد  والهلاهل  الى  مقام  النبي  ناحوم  وبعد  الصلاة  كان  يبدأ  الشوي  وكان  العرق  المشروب  المفضل  وبعدها  كنا نصعد  الى  ( النقطاية ) عـين  الماء البارد اسف  لعدم  زيارتي  الاخيرة  لهذا الموقع  ولكن  بأذن  الله  سأزور  هذا  الموقع  والأديرة  في  العام  المقبل وكنا بعد قضاء  يومين  نعـود  الى  الموصل  بسيارات  اللوري  على  طريق الكند . أن  البيت مقابل مقام النبي ناحوم  تابع للعم المرحوم ساسون رحـميم  صيمح وهو الان مقفل   وكان  يسكن  فيه  رجل  يدعى   موشه   المقيم  طوال  السنة  للقيام  باعمال  رعاية  المقام  واشعال  قناديل   الزيت .ارجو ان تهدي  شكري  وتحياتي  الحارة  الى السيد  سامي  جعـو  حنا  لعمله  الرائع  بفتح  باب  المقام  في  4.6.2009   لي حيث  انه  في  الزيارات السابقة  كنت أؤدي  الصلاة  من  الخارج  فقط  , امل  ان  التقي  بك  في  العام  المقبل  في مدينة  القوش  الرائعة  التي طالما  احبها  وساكون  على  اتصال  بك اذا استطعت  لذلك  سبيلاً  يا مايكل  سيبي . مع  التحيات  ناحوم  شاؤول  صيمح - حيفا /  اسرائيل
وبعـد أن أرسـلـتُ له صورة فـوتـوغـرافـية لألقـوش ، كـتب :
From:............... @hotmail.com
To: michaelcipi@hotmail.com
مدينة القوش الرائعة في العراق  Subject:
Date: Tue, 11 Aug 2009 13:18:54 +0300
الى  السيد   مايكل   سيبي   ....... تحـية  عطرة
اود أن احيطك علماً  أن القوش في العراق هي القوش ألأقدم والأصلية والتي  نبوءات النبي ناحوم " الذي  انا  على  اسمه  جاء من  القوش  في  العراق  ومن  نينوى " يرجى  منك  فتح  سفر  ناحوم  القوشي  في  العهد القديم من التوراة وسترى ذلك بوضوح بأم عينك أذ لا توجد نينوى الا  في العراق فقط وليس نينوى  بالاراضي  المقدسة  على  الأطلاق ومرةً  اخرى اعيد  وأكرر أنني  احب مدينة القوش  الاصلية  في العراق وسازورها كلما استطعت لذلك سبيلاً بعونه تعالى وساتصفح دائماً في الانترنيت كل ما يجري في مدينة القوش من خلال المواقع بسبب حرصي واطلاعي على تلك المدينة الرائعة والمقدسة التي تعطيني وحـياً كلما اقوم  بزيارتها . ويرجى ان توصل تحياتي الى السيد سامي  جعـو حنا الذى قال لي في الزيارة الأخـيرة في 4.6.2009 انه  مقدم  على الهجرة الى استراليا وأخيراً دمت بالف  خير وألله  برعاك
مع  التحيات ....... ناحوم  شاؤول  صيمح
 ...............................
نرجع إلى موضوعـنا :
في ص 17 السطر 18 وردت عـبارة عـن اليهـود ( توزع هـؤلاء في مخـتلف القرى والمناطق ) ولكـن في الطبعة الجـديـدة صارت ( توزع هـؤلاء في مخـتلف القرى والمناطق الآشـورية ) .
في صفحة 17 سـطر 21 حذفـتْ كلمة ألقوش ...... وفي ص19 سطر 18 رفعـتْ كلمة الغـزاة . وهـنا نسأل هـل كانـوا فاتحـين أم ضـيوفاً ؟
في ص20 سطر11 حذفـتْ العـبارة ( كل الذين يسمعـون جـبرك يصفـقـون بأيديهم لأنه عـلى مَن لم يَـمُر شَـرُّكَ عـلى الـدوام ) ......... من ص 32  سطر 16 حذفـت كلمة الفارسي من ربان هـرمزد ، وهـنا نسأل : هـل كان آشورياً ؟
ومن صفحة 23 حذفـت المصادر العـربـية التي تذكر ألقوش ( 1) كـتاب المجدل بن متي عـمرو (2 ) التاريخ السعـردي





308
رسالة جـوابـية إلى الأخ الأسـتاذ عـمانوئيل شـكـوانا الموقـر

مايكـل سـيـﭙـي ـ سـدني
دعـوت الأخ عـمانوئيل شـكـوانا إلى مناظرة عَـبر الصفحات الإلـكـتـرونية ضمن الحـلقة الرابعة ( 16 حـزيران ) وكـررتُ دعـوتي الأخـيرة له برجاء ضمن الحـلقة الخامسة ( 21 حـزيران ) من سلسلة مقالات أكـتبها بشأن أزمة كـتاب ألـقـوش عَـبر التأريخ 2012 المزوّر ، وقـد بادر مشـكـوراً في رسالته القـديرة ( 23 حـزيران )  بالرد عـلى ما يظـنه إدّعاءاً مني حـول أقـواله بشأن الكـلـدان ، فـشـكـراً لمبادرته فأنا أقـدّرها .
كـنا قـد زرناه بمعـية الأخ عـيسى قـلو في كانـون الثاني من هـذا العام بإعـتباره ألقـوشي قادم لزيارة أفـراد بـيته في سـدني وكـلـنا أهـل بـيته ، ومن الطبـيعي حـين نلتـقي بشخـصية مثـقـفة تهـتـم بالشؤون المعاصرة فلا بـد أن نـتـطرق إلى ظروف العـراق وشـعـبه عامة والمسيحـيّـين خاصة وإلى الشعـب الكـلـداني ومعـنا إخـوانـنا الآثـوريّـين ونحـن شعـب واحـد ، وكـل قـوم بما لـديهم فـرحـون ، وبهـذا إتـسَـم لـقاؤنا . 
وَرَدَ في ردّه ( 23 حـزيران ) أنه في لقائه الأول معـنا ذكـر عـن بعـض الكـتب ، فأقـول نعـم فـقـد ذكـر ذلك . ولـكـن الـذي إسـتـغـربنا منه وهـو الرجـل الـذي له باع في حـقـل لغـتـنا القـومية قـوله بالضبط : (( لا تـوجـد مصادر تـتـكـلم عـن الـكـلـدان بعـد إنـهـيار الإمبراطـورية الكـلـدانية !! )) ثـم أعـقـب يسألني : (( ما هي المصادر التي ذكـرتْ إسم الكـلـدان بعـد الإنهـيار )) وفي الحـقـيقة أنا سـكـتُ في حـينها ، وحـسب تـصـوّري أن قـصده هـو : لم يعـد هـناك ذكـر للـكـلـدان في الـكـتب بعـد التأريخ الـمـذكـور ، بمعـنى لم يعـد هـناك شـعـب إسمه كـلـدان بعـد إنهـيار إمبراطـوريـتهم !وهـل هـنالك تـفـسير آخـر ؟ وإن كـنتُ غـير دقـيق في كـتابتي هـذه وتـفـسيري لـكـلامه ، فأنا أعـتـذر . 
وفي جـلسة أخـرى ودّية ألقـوشية في نادي الثـقافة والرياضة الآثوري مساء الخـميس 2/2/ 2012 كان لـنا نـقاش بهـكـذا شـؤون مرة أخـرى ، وقادنا الحـديث إلى القـول أن العـرب كانـوا متـواجـدين في المنـطقة قـبل ألـفـين سـنة بـدليل أنّ إسمهم وارد في الـكـتاب المقـدس ! فـتعـجَّـبَ الأستـاذ عـمانوئيل رافـضاً وغـير مصدقٍ كـلامنا ـ وكأنه لم يقـرأ الإنجـيل أبـداً مع إحـترامي الكامل له ـ وقائلاً : هـل أنـتم عـرباً ؟
وهـنا في الحـقـيقة جاء دَوري أنا أيضاً كي أتـعـجَّـبَ منه ، فأجـبته بطريقة لم تـكـن جارحة ، بل أعـترف أنها كانت تـفـتـقر إلى الكـياسة بعـض الشيء مما سبَّـبـتْ له إزعاجاً لـكـنه تجاوزه . وإضطـررتُ إلى أن أبعـث له هـذا الإيميل بعـد رجـوعي إلى البـيت مباشـرة وبعـد منتـصف الليل :
From: michaelcipi@hotmail.com
To: .............shikwana@yahoo.com.au
ذكــْـر العـرب في الإنجـيل Subject:   FW 
Date: Fri, 3 Feb 2012 01:21:17 +1100
هـذه الآيات من الإنجـيل تـدل عـلى أن العـرب كانوا قـبل أكـثر من 2000 سنة في الشرق الأوسط وليس فـقـط في الجـزيرة العربـية :

أعـمال الرسل ( 2:8-11) : فـكـيف نسمع نحن كل واحد منا لغـته التي ولد فيها.  فـرتيون وماديون وعـيلاميون والساكـنون ما بين النهرين واليهودية وكـبدوكـية وبنتس وآسيا ، وفريجـية وبمفـيلية ومصر ونواحي ليبية التي نحو القـيروان والرومانيون المستوطنون يهود ودخلاء ، كريتيون وعـرب نسمعهم يتـكـلمون بألسنتـنا بعـظائم الله .
رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية ( 1:17) : إنـطلقـتُ إلى ديار العـرب ثم رجـعـتُ أيضاً إلى دمشق... إنـتهى الإيميل
أما بشأن مقاله المسانـد لـكـتاب ( ألقـوش عَـبر لتأريخ - 2012 الـمزوَّر ) عـن الطبعة الأصلية 1979 ، وإدعائه أن يـداً خـفـية لم تـمس الـكـتاب و تـزوّره ! فإنـنا نـقـول له أمام الـقـرّاء ، إقـرأ كـل ما ورد سابقاً أو الذي سـيرِد لاحـقاً من الـتـزويـر الـمذكـور في مقالات الـكــُـتاب ( فادي دنـدو ـ عـبـد الأحـد قـلو ـ نـزار مـلاخا ـ مايكل سـيـﭙـي ) وإدحـضها بحجـجـك إنْ أمـكـنـكَ ، وإنْ لم تـذكـر دفاعـك عـنها واحـدة فـواحـدة ! فـسـيـكـون دليلاً قاطعاً عـلنياً عـلى الـتـزوير .
وأنا لا أزال أعـلق عـلى مقال الأخ عـمانوئيل المشار إليه أؤكـد : إنّ الإرهاب العالمي مـكـشوف اليوم ومعـروف وليس مخـفـياً وإنه يأتي من عـدوّ تـقـليدي قـديم بقـِدَم 1400 سـنة ، بل وأقـدم منه أيضاً ، ولـكـن الخـوف الأعـظم يكـمن في الإرهاب الـفـكـري الـذي نـبَّـهـنا عـنه ربنا حـين قال : وَلاَ تَخَافُـوا مِنَ الَّذِينَ يَقْـتُلُونَ الْجَـسَدَ وَلكِنَّ النَّفْـسَ لاَ يَقْـدِرُونَ أَنْ يَقْـتُلُوهَا، بَلْ خَافُـوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْـدِرُ أَنْ يُهْـلِكَ النَّفْـسَ وَالْجَـسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَـنَّمَ ( متى 10: 28 ) .
مَن مـنا يقـبل أنْ يُـمحى إسم عـشـيرته ، عائـلته ، بلـدته ، أو المهـنة التي يُـعـرف بها ؟ وهـكـذا من منا يقـبل أن يُـشـطب إسم قـوميته ، وطنه ؟ وهـنا أسأل مباشـرة الأستاذ والأخ عـمانوئيل : ماذا تسمي من يحاول أن يلغي إسم قـوميتـكَ أنتَ كـشخـص ؟ إن أعـداء الكـلـدان هـم مَن يلغـي إسم الكـلـدان ، ومَن يهـمـِّـش الكـلـدان ، أياً كان وبضمنهـم حـكـومة صدام حـسين البائـدة الـتي كان يحـسب كـل الناس عـرباً .
وعـودة إلى رأي الأستاذ حـول الكـتاب موضوع جـدلـنا ، فالمؤلف المرحـوم المطران بابانا سمى ألقـوش آشـورية ، وأنا أيضاً لا أمتـنع أن أطلق التسمية نـفـسها ولكـن عـلى ماذا ؟ إن ألقـوش جـغـرافـية هي ضمن البقـعة التي كانت يوماً ما تخـضع إلى الإمـبراطـورية الآشـورية ، وموضوعـنا الذي نحـن بـصدده ليس هـذا إطلاقاً وبتاتاً ، إنما موضوعـنا هـو شعـب ألقـوش الكـلـداني الأبي ، وحـبـذا لو يسألني الأخ عـمانوئيل في مقاله المقـبل ( ما الذي جاء بـكـلـدان بابل إلى ألقـوش ) عـنـدئـذ سـيعـرف أنّ عـنـد جـهـينة الخـبر اليقـين .
وإسـتـمراراً مع مقال الأخ عـمانوئيل الذي ذكـر فـيه :
أولاً : ص 13 الفـصل الأول يتـكـلم عـن ألقـوش وسـكانها ستة آلاف فـيقـول في السـطـر الأخـير ( النصارى الكـلـدان ) فإنها فـرصة ثـمينة كي نسأله : ماذا يقـصـد المؤلف بكـلمة النـصارى ؟ والكـلـدان ؟ هـل من تـوضيح عـنـدك أخي عـمانوئيل ؟ يجـب أن توضح ! تـرى آني وراك وراك .
ثانياً : وفي الصفحة التالية مباشرة : لغـتهم المستـعـملة الدارجة هي الكـلـدانية الآشـورية .
ومعـناها لغة التـكـلم اليوم هي واحـدة ، ونحـن لم نـقـل خلاف ذلك وإنما الآشـوريـين يتـكـلمون اللغة الكـلـدانية بلهجـتهم بدليل أن لغـتـنا الكـلـدانية فـيها حـرف ( ح ) وإخـوانـنا الآثـوريون لا يلـفـظونه هـذا بالإضافة إلى حـرف ( ث ) في لهـجـتـنا الكـلـدانية .
ثالثاً : يـذكـر الأستاذ عـمانوئيل عـن ص 43 السـطـر السابع ، الفـكـرة نـفـسها في ( ثانياً ) ولكـنه لم يكـن أميناً ! لماذا ؟ لأنه قـفـز مغـمضاً عـينيه عـن السـطر الثالث ((( يتـكـلم أهالي ألقـوش اللغة الكـلـدانية الدارجة .... )))!!! .

رابعاً : ص 45 السـطـر 4 يـذكـر العـبارة : وخـسرنا أيضاً إسمنا الأول الكـلـداني الآشـوري وسمينا سرياناً .
طيب يا أخي عـمانوئيل أنا أسألك أمام القـرّاء لماذا لم تـذكـر السـطـر الثامن في الصفـحة نـفـسها ؟ حـيث يقـول : فـعـلينا أن نـرضى أن تـكـون لغـتـنا سـريانية ولكـنـنا !!!!! كـلـدان ؟؟؟؟؟ أسـتاذ عـمانوئيل لنـكـن أمينين وإلاّ فالحجارة سـوف تـصرخ .
خامساً : وهـكـذا نـجـد إنّ مَن نـقـح الكـتاب المزوّر هـذا خالف فـكـر المؤلـف وتـوجّـهاته مع كـل الأسـف ، وإنـتـظرونا في الحـلقة المقـبلة .









309
شـكـراً للزميل يوحـنا حـسقـيال بابانا الموقـر
لتـوضيحه حـول الطبعة الثانية ( كـتاب ألقـوش عَـبر التأريخ )
الحـلقة السادسة
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
قـرأتُ ردكم الجـميل المؤرخ في 22 حـزيران في موقع ( ألقـوش . نت ) الأغـر والذي وصفـتـموه بالمنطقي وأنـتم تـردمون المنخـفـضات من هـنا وتـزيلون من هـناك المطـبّات بغـية تسوية التعـرّجات لغايات مشـكـورة مكـمونة في قـلوبكم سـليمة النيات ، وبهـذا أقـول تــُـشكــَـرون عـلى إيضاحاتـكم لأخـطاء مطبعـية وردتْ عـند إعادة طبع النسخة الحـديثة من كـتابنا التأريخي والتي كان يُـفـترض أن يكـون تـنـقـيحها عـلى النسخة الأولية ـ الـنـموذج ـ عـنـد خـروجها من آلات المطبعة وعـليها تجـرى التـصحـيحات ، ثم ليخـرج لنا كـتاباً أنيقاً مُـحـكـماً يتجـنب إنـتـقادات الكـتــّاب التي أشرتم إليها بل ويمنع التـخـرّصات .
لـقـد أعـجـبتـنا عـبارتـكـم التي لا مفـر من الإنحـناء أمامها :
( إنـنا كـلـدان في ضمائـرنا وسـلوكـنا وعـطائـنا وبعـيدون عـن التعـصب القـومي والطائفي المقـيت ) .
لـقـد وضعـتـم بـذلك نقاطاً عـلى حـروف كان يصعـب عـلى القارىء فـك طلاسـمها المخـفـية في صمتـكـم ، وأزحـتـم ذرات غـبار كانت قـد غـطـّـتْ بريقـكـم فـمن أعـماقـنا ألف تهـنـئة لكـم .
أخي العـزيـز :
ذكـرتُ في معـرض الحـلقة الرابعة من هـذه المقالات : (( فـلنستـمر بالأخـذ والرد دون النـظر إليها بسـوءٍ في القـصد ، ولا تسمحـوا أن تــُـفـسِـد هـذه القـضية ما بـينـنا من ودّ ، فالله أعـلم ما في القـلوب من المحـبة والإحـتـرام منـذ قـديم العـهـد ، ولكـن أعـيـدها لكم وقاراً ، أنْ لا بـد من النـقـد ، وأنا في كـل مرة أكـون في إنـتـظار ردّكـم عـلى الردّ )) .
فحـينما نـكـتب أو نـرد ، لسنا نـقـبض شيئاً في اليـد ولكـنه هاجـسنا في البحـث عـما ينـوي الـكـثيرون المشـوّهـون لنعرف إلى أين يصِلون من حـد ، تحـريفاً أو إعـوجاجاً أو دون قـصـد .
وعـليه فـمن الآن وصاعـداً حـين نكـتب عـن النسخة الجـديـدة ، نرجـو أن لا تأخـذوه عـلى شخـصكـم الكـريم مأخـذ الجـد والقـصـد ، وإنما عـلى كـل مَن سـبَّـبَ فـي ظهـور أيّ زيغان فـيه ، سـواءاً كان عـن جهل بفـنون متابعة المطبوعات أو عـن سـهـو أو عـمـد ، فـلن تـكـونـوا أنـتم المعـنـيّـين في النـقـد . نشكركـم مرة ثانية وأنتم أعـزاء عـلينا مباركـين بـبركات ربنا .



310
مرض الحـساسـية من الأشـعة الكـلـدانية
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
لا أدري أين الخـلـل عـنـد البعـض حـين يتـطـلب منهم ذكـر إسم شعـبنا الكـلـداني الذي يـشـرّفـنا مثـلما نـتـشرّف نحـن بإسم شعـبنا الآثـوري ، والشعـب العـربي يتـشرّف بعـربه إلخ ..... . نحـن العـراقـيّـون ( وكـذلك شعـوب أخـرى ) نعـلم أن هـناك أسماءاً شخـصية تـدعـونا إلى الإبتـسامة عـنـد نـطـقـنا بها ، بل أنّ الأساتـذة في المدارس وغـيرهم الذين يعـملون في حـقـل الأسماء هـم أدرى بهـكـذا موضوع . فـكم من مرة تـلعـثـمنا في قـراءة إسم طالب لغـرابته أو لـكـونه غـير مألوف مثـل : دْعَـيِّـﭻ ، دْويـﭻ ، زعـيـبل ، مْـطـَـشَّـر ، وصاحـبه يفـتـخـر به ، لا بل يرفـض تـبديله لأنه يُعرَف به في بـيئـته . نحـن نأتي بأمثـلة كـوسائل إيضاح لمن يحـتاجها ، فـفي يوم وأنا في الصف تجـنـبتُ قـراءة الإسم ( مـضرطه ) لأكـثر من سبب حـتى أكـملتُ قـراءة كـل الأسماء وسألتُ عـمن لم يـرد إسمه ، فـقال طالبٌ : إسمي (( مُـضـَـرْ  طـَه )) .  كان ذلك مـدخـل إلى القـول أنَّ كـل واحـد له إسمه يـدل عـليه ولكـن عـلينا التـميـيـز ، فالعـراقي دالة عـلى الوطـن ولا تـدل عـلى القـومية أو غـيرها ، لماذا ؟ لأن العـراقـيّـين قـوميات عـديـدة . وقـس عـلى ذلك فالبـوذي يـدل عـلى أنه من أتباع بـوذا ولا يـدل عـلى قـومية . وما يهـمـني هـنا هـو الشعـب الكـلـداني الذي كان منـتـشراً عـلى أرض الرافـدين ، وطبـيعي أن تكـون بابل إحـدى مـدنه يسكـن فـيها شعـبنا ، فـهل هـناك إشكال أن نسمّيه بابلي ؟ كلاّ ، كالبغـدادي هـو من سـكـنة بغـداد ولـكـنه لا يـدل عـلى دينه أو قـوميته ولا عـشـيرته ، ونـظـراً لشـهـرة بابل والإعـجاب بها صار شرفاً أن يتـسمى كـل الشعـب بها ولكـن ذلك لا يعـني إسماً قـومياً لأن الشعـب الكـلـداني لم يكـن كـله محـصوراً في بابل ، ونحـن لسنا نـنـكـر هـذا الإسم ولـكـنـنا نـؤكـد أنه ليس إسماً لقـوميتـنا بل إسم عاصمة الإمبراطـورية الكـلـدانية في غابر الزمان وليس الآن ، وعـلى الغـرار نـفـسه فإن إسم الكـلـدان لا يـدل عـلى دين ولا جـغـرافـية ولا عـشيرة . فـعـنـدما نشير إليه إنما نشير إلى شعـب عـريق أياً كان تحـليل الكارهـون لإسمه ، أما إذا أردنا أن نحـدّد صفات أخـرى له ، عـنـدئـذ لا مانع من أن نـطـلق أية كـلمة مناسبة تـوصلنا إلى غايتـنا في حـينها لـتـدلنا عـلى صفـته المنـشودة . أرى البعـض ومنهم المتعـلمين أيضاً يحاولـون بما أوتـوا من جهـد ـ تجـنــُّـب ذكـر كـلمة كـلـدان ـ كـلما إحـتاجـوها فـيعـوضونها بالـ بابلـيّـين ، ظـناً منهم أن ذلك سـيلغي الكـلـدان ، ويعـتـقـدون أنهم بهـكـذا طـرق يُـمحى هـذا الإسم التأريخي ، ولا يـدرون أنهم بـذلك ينـبِّـهـون الكـلـدان ، فـهل في هـذا الإسم إشعاعات نـفاذة تخـترق الأخـضر واليابس من أجسامهم ذات المناعة المعـدومة فـيُـصابـون بمرض يمكـن تسميته بـ حـساسية من الأشعة الكـلـدانية ؟
وإذا تمادَينا في الكـتابة يمكـن أن نـقـول أنه عـيب عـلى كاتـب تعـبان عـلى نـفسه وحاصل عـلى شـهادة عـلمية يسمح لنـفـسه بالنـزول إلى هـكـذا مستـوى واطىء ، والعـيب الأكـبر حـين يقـبل أن يستجـدي رضى هـذا وذاك بأساليـب رخـيصة عـلى حـساب إسمه وعـلميّـته ونـزاهـته . ألا يـرى فـينا كـم نحـتـرم أبناء شـعـبنا من الآثـوريّـين ؟ ألا يقـرأ منا كـيف نـذكـر إسمه بملء أفـواهـنا ومفـتـخـرين به ، ليس إلاّ إحـتـراماً لإعـتـزازهم بإسمهم ! كـم من مرة نسأل زميل لنا عـن الإسم الذي يُـكـنــّى به ( أبـوووووو ...... فـيقـول لنا إسم إبنه ) كي نسـمـّـيه به إحـتـراماً لشخـصه ليس إلاّ . وقـد يكـون في التـكـرار فائـدة ، فـسـبق أنْ ذكـرتُ في مقال كـيف أن إدارة روضة الأطـفال تسأل عـن الإسم الذي يُـنادى به الطـفل في البـيت أو بـين أصدقائه ــ إسم الـدلع ــ وذلك تـحَـبُّـباً وإحـتـراماً لهـذا الطـفل المعـتـز بإسمه العـزيـز ، إذن كـم بالأحـرى يجـب إحـتـرام الشـعـوب ؟؟  ( هـذا إذا كانت هـناك أخلاق تحـترم الشعـوب ) .   


311
الملـتـقى الكـلـداني الثـقافي سـاحة لمن يـزرعـها ، لا لمن يـذرعـها

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني ـ 6 حـزيران  2012


بتأريخ 17 أيار 2012 وبمناسبة يوم العَـلم الكـلـداني قـدّم الملـتـقى الكـلـداني الثـقافي محاضرته الأولى في قاعة نادي بابل الكـلـداني / سـدني تـضمـنتْ نـبـذة مخـتـصرة عـن ماضي الـكـلـدان وحاضرهم ، وقـد أعـلنا في حـينها جانباً من هـويتـنا بقـولنا ((  نحـن مسيحـيّـون ، الكاثوليكـية مذهـبنا نؤمن بالرب يسوع المسيح مخـلصنا ، ولاؤنا للحـبر الأعـظم ﭙـاﭙـا الـﭬـاتيكان ولغـبطة الـﭙاطريـرك ولسيادة المطـران والآباء الكهـنة ونحـن جـميعـنا خـدمٌ في الكـنيسة مرسومون وغـير مرسومين ، ذكـرتُ ذلك لأؤكـد أن هـذا الموضوع ليس ضمن محاضرتـنا ، بل إنّ محاضرتـنا قـومية صرفة نـتـكـلم فـيها عـن الكـلـدان )) نشـرناه في مقال .
ونـكـرر ثانية ولن نعـيـدها ثالثة (( أن الملتـقى الكـلـداني الثـقافي ليس تـنظيماً ولا جـمعـية ولا أخـوية بالمعـنى الكـنسي ولا تـكـتلاً ولا فـئة مؤطـَّـرة بدستـور بل نحـن كـلدانيّـون نعـتـز بإسمنا التأريخي غـير المُـذيَّـل ولا المركــَّـب ولا المُـشـوّه ولا التابع ولا العـميل وهـكـذا كـنا عَـبر التأريخ القـديم والمعاصر مع جـميع أنـظمة الحُـكـم التي تعاقـبَـتْ عـلى وطـنـنا العـراق فـلم ولن نرفعَ السلاحَ يوماً ضـد السلطات الوطـنية الحاكـمة )) وهـذا جانب ثاني من شخـصية الملتـقى الكـلـداني الثـقافي .
ما أحـلى الشفافـية والإنـفـتاح عـلى الملأ في العـمل ، وما أصدق العاملـون بلا مـلـل ، دون أن تغـويهم مكاسـب ذاتية مادّية كانـت أم معـنوية وبكـل جـلـل ، وما أرقاهـم وهـم ينـبـذون الـتبعـيّة ، بل وما أوضحهم حـين لا يسـدلون السـتائر عـلى نـوافـذهـم الجـليّة ، ولا يهـمسـون في غـرفـهم الداخـلية ، بل أبـوابهم مشـرّعة لكـل مشارك بصدق في العـمل معهم ، مُرحّـبـين بكـل ضيف زائـر لـلـتعارف والتعـرّف عـليهم ، وهـذا هـو الوجه المتلألىء للمشاركـين في ملـتـقانا الكـلـداني الثـقافي جـميعهم . 
لم يُـؤسَّـسْ ملـتـقانا لـيعارِض شخـصاً أو لـيـصارع كـياناً ولا لـيناقـض أفـكاراً ، كـما ليس بـديلاً عـن تـنظيم أو فـرد ولا مُكـمِّـلاً لأحـد ، ولـكـنه بادىءٌ مستـقـل لا يحـدُّه حـدٌ ، تـأسَّـس لـيزرع بـذرة لـتـنموَ زهـرة وتصبح شـتلة في مناخ صحي ثم شجـرة كأشجار الطـبـيعة يستـريح عـندها كـل مَن أرهـقـته حـرارة الشمس أو أتعـبته أشغال الحـياة لـينـتعـش بهـوائها النـقيّ مجاناً .
أتـريـدون المزيـد عـنا ؟ نحـن الكـلـدان ، إسـمنا في بطاقة تعـريفـنا يُمثـل ميلادنا لـقـبنا وعـنوانـنا ، ومَن تـسُـرّه سـتـراتيجـيَّـتـنا فهـو واحـد منا ، مشاركٌ في نشاطاتـنا دون الحاجة إلى تأشـيرة دخـول معـنا ، وأهلاً به بـينـنا كـلما أعـلنا عـن موعـد لملـتـقانا . نعـم نـلتـقي بفـكـر واحـد وقـلب واحـد وحـماس واحـد وهـدف واحـد بـنِـيّة صافـية واحـدة . إن ساحـتـنا الكـلـدانية أرض خـصبة يقـف فـوقها ويتـمشى عـليها كـثيرون متـفـرّجـين ذهاباً وإياباً ، ولكـن الأرض ليست لمن يـذرعـها بل لمن يـزرعـها !! إنّ الأرض تـعـطينا ثمارها حـين نعـتـصر من حـبـنا لها ، ومن عـرق الجـبـين نسقـيها وليس بالتجـوال فـوقـها ، وهـذه مبادئـنا التي نفـتـخـر بها ونغـتـبط بالـذي يشاطـرنا الرأيَ ويساهم معـنا في حـراثة أرضنا وبناء سـورنا ، ألا تستـحـق بابلنا أن تكـون فخـرَنا ؟ ومن يـرغـب في مجالستـنا لمُحاورتـنا ! إنـنا مستـعـدّون هـنا ولا مانع يحـول بـينـنا بل يُـسـعِـدنا ، وتـرقـبوا محاضرتـنا الثانية في القادم من أيامنا . 



312
ردّي عـلى مقالة الأخ فلاح قـس يونان الموقـر
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
قرأتُ مقالة الأخ فلاح قـس يونان وأعـجـبتُ بها ، ولم أرَ فـيها ما يستحـق الرد سـوى أني أشـجّـعه عـلى الكـتابة لنـقـرأ المزيـد منه عـسى أن يكـتب عـن الغـدر بالشاب غالي عـبو سـيـﭙـي في ألقـوش .

313
آل بابانا في ألقـوش لم يصـونوا الأمانة بل شـوّهـوا حـقـيقة المطـران بابانا
( الحـلقة الأولى )
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
تـرجع بي ذكـرياتي إلى أوائل الستينات عـنـد فرصة وحـيدة شاهـدتُ فـيها ( الأب ) المرحـوم المطران يوسف بابانا وخـدمتُ معه قـداساً أقامه عـلى مذبح هـيكل مريم العـذراء في كـنيسة ألقـوش في أحـد أيام الصيف رأيته هادىء الطبع بـدين الجـسم بعـض الشيء ، ولما إنـتهى من قـراءة الإنجـيل واصـلتُ معه صلوات طـخـس القـداس الكـلـداني مباشرة بطـبقة صوتية عالية فإستـجاب لها وتـناغـمتْ حـنجـرته معها كـثيراً ولكـن بجـهـدٍ فـكان صوته شـجـيٌّاً ، ولما إنتهى القـداس كانت قـطـرات عـرق غـزيـرة قـد إرتـسمـتْ عـلى جـبـينه ولم يستـطع إخـفاءَها أمامي فـإسـتـفـسر عـن هـويتي أولاً ثم قال لي : إبني ، إن العـرق يتـصبَّـب مني صيفاً ( وأعـتـقـد قال ذلك بدلاً من : إبني ، لقـد أتعـبتـني ! ) وهـذه خـصال الرجال العـظام . 
إنّ المرحـوم المطـران بابانا كان من بـين أبناء ألقـوش البـررة الكـثيرين عَـبر تأريخـنا المعاصر وستـبقى ذكـرياتهم خالدة ليس فـقـط عـنـد أجـيالنا اليوم ولكـن عـلى مـدى المـقـبل من أجـيال الأحـفاد أيضاً . لقـد تـرك لنا سِـفـراً جـميلاً خالـداً عـن تأريخ ألقـوش ، كان قـد أكـمل أوراقه الأولية وأصبح جاهـزاً  للطـبع وأوكـل مهـمة إنجاز طبعه وحـقـوق نـشـرِه إلى ورثـته قـبَـيل أن تـفاجـئه المنية التي زاحـمته فـسلبته حـياته الأرضية ليـكـملها في الملكـوت الأبـدي ، فـظهر الكـتاب في عام 1979  بعـنـوان ( ألقـوش عَـبر التأريخ ) وثيقة صادقة هي ثـمرة جـهـوده المتواصلة مستـنـداً إلى 31 مصدرٍ وكـتبٍ أخـرى أجـنبـية وعـربـية وكـلـدانية ( هـذه الصيغة وردتْ في السـطـر الأخـير من الصفـحة الأخـيرة من كـتابه الأصلي المشار إليه ) بالإضافة إلى إستعانـته بذكـريات ومعـلومات كـبار السن الألقـوشيّـين ومخـطـوطات وقـعـتْ بـين يـديه من هنا وهـناك . وإعـتـزازاً بـبلـدتـنا وبأسقـفـنا وتأريخ كـلـدانيتـنا  إقـتـنينا نسخـتـنا منه ، ومما جاء في كـلمة عائـلة المرحـوم في مقـدمة الكـتاب المذكـور ( طبعة 1979 ) عـلى لسان زميلي في الدراسة يوحـنا حـسقـيال بابانا إبن أخ المؤلـف المطـران (( نعاهـدك بأنـنا سـنعـمل دوماً بتوجـيهاتك القـيمة ونستـرشـد بإرشاداتك النيرة ونـقـتـدي بمثـلك الصالحة ونعـمل بآرائـك السـديـدة الراجحة ..... )) ولكـن سـبحان مغـيِّـر الأحـوال ، للذين يـبـيعـون تـراثهم بالمال ، دون أن يكـتـرثـوا بأنه تـراث الألقـوشـيّـين أيضاً لا يمكـن التلاعـب به إلاّ بالحلال ، ولم يتحـسّـبوا لِـما سـوف يُـكـتب عـنه ويُـقال ، تـراثٌ سـوف يصرخ من عـلى فـوق الجـبال ، فالوقائع الحالية أثـبتـتْ تـنصّلهم عـن تعـهـداتهم تلك ! حـين غـضـّـوا النـظـر عـن تلك الأمانة الموكـلة عـنـدهم ، فـبـدلاً من أن يستـشيروا الألقـوشـيّـين النجـباء - ولا أقـول يستـنـجـدوا - وكـلهم أصحاب غـيـرة لمشروع إحـياء تـراث كـهـذا ، أقـدمـوا عـلى تسليم تلك الأمانة الثـمينة إلى مَن تـنـكــَّـر للكـلـدان ـ أكـيـد ماكـو شي بَّـلاش ـ وإنحـرفـوا عـن تـوجـيهات المرحـوم عـمهم المطـران الوقـور بابانا والتي وصفها الأخ يوحـنا بالـ ( قـيِّمة ) فـتـراكـضوا وإرتـموا في أحـضان ناكـري خـصائصنا القـومية ، ولم يستـرشـدوا بنور فـكره بل إرتـضـوا السـيـر في ظلام مُـزوّري أمانـته ، ولم يقـتـدوا بمـُـثـلِه الصالحة ليتمثــَّـلـوا بنزاهـته وإخـلاصه لتأريخ أمته الكـلـدانية بل إتخـذوا ممن يهـمـّـش إسمنا القـومي التأريخي قـدوة لهم فـساروا وصاروا ضمن رتـلهم .

314
الملتـقى الكـلـداني الثـقافي / سـدني
يقـدّم أول محاضرة بمناسبة يوم العـلم الكـلـداني - 17 أيار 2012



كان العَـلم الكـلـداني يُـزيِّـن قاعة نادي بابل الكـلـداني أثـناء المحاضرة التي ألقـيت بمناسبة يوم العـلم الكـلـداني في مساء يوم 17 أيار 2012  بالإضافة إلى اللافـتة المعـلقة والتي كانت تـزهـو بكـلماتها المعَـبِّـرة عـن الملتـقى باللغة الكـلـدانية والعـربية خـُـطـِّـطـَـتْ بريشة الأسـتاذ شـعـيا كايا مشـكـوراً مدرّس الخـط بلغات مخـتـلفة . وبهـذه المناسبة يـسـرّنا بل واجـب عـلينا أن نشكـر إدارة النادي ذات الصدر الرحـب أمامنا ، تجـعـلنا نشعـر بأنـنا في دارنا مفـتـوحة أبـوابها لنا ولجـميع شـرائح شعـبنا وبـدون مقابل يـكـلـفـنا فـشـكـراً للجـميع مرة أخـرى من أعـماق قـلوبنا .
في بـداية المحاضرة حـيّا الأخ سامي ﮔـمّـو الحـضورَ شاكـراً إياهم عـلى تـلبـيتهم الدعـوة متمنياً لهم  كـل الخـير ومقـدّماً لهم المُحاضر مايكل سـيـﭙـي كـواحـد من بـين النشـطاء القـوميّـين الكـلـدان في سـدني والتي تـضمَّـنتْ محاضرته نظرة مخـتـصرة عـلى ماضي الكـلـدانيّـين قـبل وبعـد التأريخ الميلادي وواقـعهم اليوم - وإنْ تعـدَّدَتْ تسمياتهم - بالإضافة إلى فـقـرات أخـرى جاء فـيها ما يلي :
ما هي المناسبة ؟
إن تحـديـدَ يوم للعَـلم الكـلـداني هـو فـرصة لإحـياء واحـد من بـين أيام مشَـرِّفة عـديدة مثـبَّـتة في التأريخ نفـتخـر بها ونهـدف فـيها إلى إستـنهاض الحـس القـومي لـدى أبناء شعـبنا الكـلـداني وتـنمية مشاعـره القـومية إعـتـزازاً بإسمه هـويته الحـية عَـبر التأريخ ، ولما كان تحـرير بابل عاصمة الكـلـدانيّـين في يوم 17 أيّـار من عام 626 ق.م. ( 4674 كـلدانية ) مناسَـبة جـميلة تـدعـو إلى الإفـتخار بها ! بقـيادة الملك الكـلـداني نبوبولاصّـر من أيـدي الغـزاة المحـتـلـّـين ، فـقـد إتــُّخِـذتْ ذكـراها مناسبة للإحـتـفال بـيوم العـَلم الكـلـداني في كل عام ( وبالمناسبة نحـن الآن في عام 2012 ميلادية = 7312 كـلـدانية ) .
ما هـو الملتـقى الكـلـداني الثـقافي ؟
إنَّ لقاءَ أصدقاء أو أحِـبَّة أو إخـوان أو لـنـقــُلْ جـيران أو زملاء تربطهم مشاعـر المحـبة والصدق والإخلاص والإستقامة والأمانة والتضحـية والإيثار بالإضافة إلى الإعـتـزاز بالهـوية الذاتية والرأي الحـر كـباقي الأمور الحـياتية هـو أمـرٌ طبـيعـيٌّ يليق به أن يُـسمى ملتـقى ! وهـذا هـو ملتقانا الكـلـداني الثـقافي ، إنه ليس تـنظيماً ولا جـمعـية ولا أخـوية بالمعـنى الكـنسي ولا تـكـتلاً ولا فـئة مؤطـَّـرة بدستـور بل نحـن كـلدانيّـون نعـتـز بإسمنا التأريخي غـير المُـذيَّـل ولا المركــَّـب ولا المُـشـوّه ولا التابع ولا العـميل وهـكـذا كـنا عَـبر التأريخ القـديم والمعاصر مع جـميع أنـظمة الحُـكـم التي تعاقـبَـتْ عـلى وطـنـنا العـراق فـلم ولن نرفعَ السلاحَ يوماً ضـد السلطات الوطـنية الحاكـمة ، وفي أيامنا الحالية نبقى نطالِـب بحـقـوقـنا الدسـتـورية بالطرق القانـونية والمنطقـية بتعـقـل وبإدارة قـيادتـنا الحـكـيمة أياً كانت ، وليس بتهـوّر غـير مدروس ولا بقـبول هِـبات مشـبوهة من جهات مجهـولة الغايات آخـذين بنـظر الإعـتبار دائماً ظروفـنا ( الزمكانية ) . نعـم إنّ أية فـكـرة تـبـدأ بشخـص واحـد حـين يكـلـِّم عـنها زميلاً له فـيوافـقه الرأيَ ويصبحان إثـنين ثم أربعة وخـمسة وعـشرة وهـكـذا إلتـقـينا بفـكـر واحـد ومشاعـر واحـدة وأهـداف واحـدة فـنشرنا إعلاناً بهـذا الإسم الصريح والشفاف ( الملتـقى الكـلـداني الثـقافي في سـدني ) دعَـونا فـيه القـرّاء إلى حـضورِه فغاب بعـضهم بسبب مشاغـل الحـياة اليومية ، فأهلاً وسهلاً بكم أنـتم الذين تـوفـرَتْ لكم الفـرصة ولـبَّـيتم الدعـوة نعـتبركم أنـتم أصحابَ الدعـوة وحاضريها الذين لا نـقـيس ثـقـلكم بعـددكم بل بنوعـياتـكم فأنـتم الملح القـليل الذي يُـطـَـيِّـب الطعام وتكـونون رسلاً للشعـب الكـلـداني أينما حـلـلـتم ، وفي المحاضرات المقـبلة نعـتبر الجـميع الحاضرين والغائبـين أصحاب الدار ونـكـون معـلمين وتلاميـذ سـوية نسير بنسق واحـد وبإستـقامة نحـو الأهـداف الواضحة للجـميع ومَن يخـرج عـن الرتل لا يُـحـسَـب ضمنه .
بـداية نحـن مسيحـيّـون ، الكاثوليكية مذهـبنا نؤمن بالرب يسوع المسيح مخـلصنا ، ولاؤنا للحـبر الأعـظم ﭙـاﭙـا الـﭬـاتيكان ولغـبطة الـﭙاطريـرك ولسيادة المطـران والآباء الكهـنة ونحـن جـميعـنا خـدمٌ في الكـنيسة مرسومون وغـير مرسومين ، ذكـرتُ ذلك لأؤكـد أن هـذا الموضوع ليس ضمن محاضرتـنا ، بل إنّ محاضرتـنا قـومية صرفة نـتـكـلم فـيها عـن الكـلـدان كـشعـب سـكـنَ بـيث نهـرين العـراق وهـو حيٌّ يُـرزق اليوم بأبنائه وصوته وأنشـطـته .


إنّ قـياديّـين من بعـض الفـئات يقـولون أن الكـلـدانية مذهـب كـنسيّ ولـكـنهم عاجـزون ولا يجـيـبون عـن أسئلتـنا بهـذا الشأن ونعـيدها لهم عـسى أن ينبري أحـدهـم بشجاعة تـلفـتُ نـظـرنا للإجابة عـليها فـنقـول : - 1 - مـَن هـو مؤسس هـذا المذهـب ؟ ما هـو قانون إيمانه ؟ هـل يُـقـبَـل عـضـواً في مجـمع الكـنائس العالمي ؟ ما نوع إرتـباطه بالـﭬاتيكان ، ولماذا ؟ هـل تـقـبلون أنتم بهـذا المذهـب ؟ وما هي مآخـذكـم عـليه ؟ - 2 - كان خـتم كـنيسة المشرق ينـطق بعِـبارة أو كـلمات تأريخـية أمينة وخالـدة ومشهـورة إستـمر الخـتم بها إلى عام 1975 ألا وهي : مْـحـيلا شـمعـون ﭙـَـطـرك د كـلـذايـيه = المتواضع شـمعـون ﭙاطريَـرك الكـلـدان ، ولكي لا يُـشـوّه البعـضُ الحـقـيقة أؤكــّـد هـنا ﭙـَـطـرك د كـلـذايـيه بصفة الجـمع وليس ﭙـَـطـرك كـلـذايا بصفة المفـرد !!! وهـذه مهـمة جـداً حـيث أنّ غـبطة ﭙاطـريَـركـنا الجـليل كان لكل الشعـب الكـلـداني وليس لـذاته ! ونحـن نـعلم أنه كان نـسـطـورياً وفي الوقـت ذاته كان ﭙـَـطـركـنا عـزيـز عـلينا نحـن الشعـب الكـلـداني المؤمن ، طيب يا إخـوان هـل يجـوز أن يكـون مار شـمعـون ﭙـَـطـركاً نـسـطوريّ المذهـب وفي ذات الوقـت عـلى مذهـب آخـر ( الكـلدانية كـما تـدّعـون ؟؟ ) إخـوان : الله ما شافـوه بالعـين بل بالعـقـل !! أجـيـبونا وريِّـحـونا الله يريِّحكـم  .   
والبعـض الآخـر ومن بساطة تـفـكـيره يسألنا قائلاً : مَن يقـول أنكم أحـفاد أولئـك الكـلـدان القـدامى ؟ إنه حـقاً سـؤال وجـيه وبنفـس الوقـت جـريء ومنطقي فـنـقـول لهم : لسنا ملزمين أن نأتي لكـم بدليل بايولوجيّ من فحـوصات الـ (  DNA ) أو بإثبات فـوتوغـرافي ولا بإيميلات بـينـنا وبـين شعـب نبوخـذنـصّر التأريخي ، ولكـن (1) لـدينا إسمنا المتوارث من آبائـنا فالقـضية تـمـتـد رجـعـياً إليهم حـين قالوا لنا نحـن كـلـدانيّـون وهم سمعـوا من أجـدادهـم وهم يكـرّرون لهم الكلام نـفـسه وهـكـذا أجـداد أجـدادنا وصولاً إلى العـم نـبوخـذنـصر (2) تأريخـنا المدوّن عـلى الرقـم الطينية الـتي تـتـكلم عـنا فلا يخـفى عـلى أحـد أن شعـبنا الكـلـداني الذي سـكـن أرض بيث نهـرين وبنى حـضارته المتمثـلة في إنجازاته وعـلومه التي أدهـشتْ العالـَم يرجع تأريخه الموثـق إلى ما قـبل أكـثر من سبعة آلاف سنة عاش فـيها الإنسان الرافـديني الكـلـداني في تـطـوّر مستـمر متخـذاً أسماءاً متـتالية منسوبة إلى مدينة مثل سـومر السومريّـين ، أو إلى صنم مثل آشـور الآشـوريّـين وهـكـذا الأكـديّـين والبابليّـين الذين إسـتـطاعـوا أن يـبنوا أعـظم حـضارة عـرفها التأريخ القـديم في مخـتلف حـقـول المعـرفة ، ومدينة بابل بقـيتْ عـروس المدن في تأريخـنا القـديم ، وجـنائـنها زينـتـُها ، وزقـوراتها معابـد إيمانها ، والتـقـسيم الستيني للزمن رياضيّاتــُها ، ورصدها الكـواكـب والنجـوم بدقة متـناهـية عـلومُها ، والآثارَ الباقـية حـتى اليوم إنجازاتــُها والرقــُم الطينية شـهاداتها . إنّ تلك الأسماء تلاشت ولم يـبقَ سـوى إسم الكـلـدان الشعـب الحي ، ولم يستـطع التأريخ ولا العامل البشري أن يمحـوَه من واقـعه عـلى أرضه ! (3) كـتابنا المقـدس في عـهده القـديم يذكـر إسمنا القـومي في مواقع كـثيرة وعـلى هـذه الأرض المعـطاء إنـطـلق أبونا إبراهـيم من أور الكـلـدانيّـين المقـدسة (4) إن هـذه التربة الخـصبة ومياهها الغـزيرة ومواردها الغـنية كانت محـط أطماع الغـزاة والمحـتـلـّـين القـريـبـين والبعـيدين وبسـبـبها صار شـعـبنا الكـلـداني شـهـيداً وأسيراً ومضطهَـداً ومهاجـراً ( وبعـضه ضعـيفاً ومضطراً أحـياناً إلى القـبول بتـغـيـيـر هـويته حـفاظاً عـلى حـياته فـحُـسِبَ مع أقـوام غـيره ) عَـبر كـل الدهـور وإلى اليوم ومع ذلك فإنه بقي عـلى أرض أجـداده جـديـراً لبناء وطـنه مقاوماً بـصبره محافـظاً عـلى كـيانه مساهـماً في نشاطه معـتـزاً بإسمه مواكـباً زمنه و قـبـِل بالإيمان المسيحي عـقـيدة وخلاصاً له ، ونـظـراً لمكانـته المرموقة وقابلياته الفـذة المتـواصلة فـقـد ورد ذكـرُه كـشـعـب حي بارز الحـضور يُـفـتـخـر به في كـتاب الصلوات النـظامية - حُـذرا - المتـداول اليوم في كـنائـسنا المشرقـية جـميعـها منـذ القـرن الرابع الميلادي وهـذه أمثـلة :
(أ) بمناسبة الإضطهاد الأربعـيني في أيام شابور الثاني ، وُضعـتْ صلاة مساء الجـمعة - حُـذرا - صفـحة 365 ( ملكا د رَوما عَـم ﭙـَلحاو ، سَـيَّع لغـودا دَمْهَـيمنيه ، نـْـﭙـَـق ﭙـُكـدانا د نِـثـقـطلون سهذيه كـينيه بْـيَـذ سَـيـﭙا ، تــْهـَـرْ كـَـلذايـيه كــَـذ قـَيـْمين وَزقـَـﭗ صِوْعا كـذ أمرين دْ رَبْ آلاهـون دَ مْهَـيمنيه د خـذ لا مثـحـزيه ﭙارِق لـْـهـون = إن ملكَ العُـلى مع جـنده ، كان في عَـون جمع المؤمنين ، فـقـد صدر الأمر أن يُـقـتل الشهـداء الأبرار بحَـد السيف . بُـهـِتَ الكـلدان وهُم وقـوف ، ورفعـوا الأصبع قائلين : عـظيمٌ إله المؤمنين ، يُخـَـلصهم وإنْ هـو لا يُـرى ) . لاحـظ عـزيزي القارىء عِـبارة - وإنْ هـو لا يُـرى - الضمّة عـلى الياء وليس الفـتحة !! أي أن الله سبحانه وتعالى لا يمكـن رؤيته بالعـين المادّية .... أذكـر هـذا لأن البعـض يحاولون التـمويه عـلينا نحـن المفـتحـين باللبن فـيـدّعـون أن العِـبارة هي (  وإنْ هـو لا يـَـرى ) وشـتان ما بـين العـبارتـين .



(ب) صلاة ܡܓܗܝ ليوم ثلاثاء الباعـوثا ܨܡ ܕܢܝܐܝܠ ܒܐܪܥܐ ܕܒܒܠ ، ܕܒܝܬ ܚܢܢܝܐ ܒܐܪܥܐ ܕܟܠܕ̈ܝܐ، ܘܣܟܪ ܦܘܡܐ ܕܐܪ̈ܝܘܬܐ ، ܘܕܥܟܘ ܚܝܠܐ ܕܢܘܪܐ ܝܩܕܬܐ ، ܨܘܡܗ ܕܡܪܢ ܣܟܪܗ ܠܦܘܡܐ ܕܣܛܢܐ ، ܘܐܲܒ݂ܗܬܹܗ ܠܒܥܠܕܪܐ = صام دانيال بأرض بابل ، في بيت حـنـنـيا بأرض الكـلـدانيّـن ، وكـَـمَّ أفـواهَ الأسود ، وأطفأ قـوة النار الحارِقة ، صومُ الربِّ كـَـمَّ فـمَ الشيطان ، وخـجَّـل العـدوَّ ܀ ( المجـلـد الأول للحُـذرا الكـلـدانية صفـحة 188 أما في الطبعة الشاملة فهي في صفحة ܩܦܚ كـما يمكـن قـراءتها في الـحُـذرا النـسـطـورية طبعة تـريشـور صفحة 325 ) .
ونحـن نـتساءَل الآن : هـل كان هـناك شعـب آخـر عـلى أرض الرافـدين له تسميته الخاصة غـير الكـلـدانية ؟ هـل كان قـريباً من تلك المساحة ؟ هـل كان يتـكـلم ويكـتب لغـتـنا الكـلـدانية ؟ هـل كان مسيحـياً ؟ لماذا لم يـذكـر إسـمـَه آباؤنا الكـنسـيّـون في صلواتهم الطخـسية التي نـصليها جـميعـنا اليوم في كـنائـسنا المشرقـية المتـباينة ؟ وأخـيراً نسأل : هـل هـناك مَن يملك الشجاعة الكافـية للإجابة عـلى إستـفـساراتـنا ؟
(ج) ولكـن في صلاة يوم الثلاثاء ( أحـرايـيه - عـونيثا د واثـر - حُـذرا صفحة 390 ) يُـذكـر إسم الآثـوريّـين بصفة أخـرى فـنـصلي قائـلين : ( آلاها د شَـوْزِيوْ لـَـذويثْ حـيزقـيا وﭙـَـصّا أورشليم من آثـورايا = الله الذي خـلص بيث حـيزقـيا وأنقـذ أورشليم من الآثوري ) والعِـبـرة منها أتـركـها لـلقارىء .
ورجـوعاً إلى الملتـقى فـقـد تـطـرّق المُحاضِـر أيضاً إلى محاولات يائسة بائسة منـظـَّـمة يقـوم بها البعـض غايتها محـو إسم الكـلـدانـيّـين الذي يقـض المَـضاجع ويُـؤرق النعـسان ، منها : ((1)) أصدر البعـض طبعة من كـتابنا المقـدّس وغـيَّـروا فـيه كـل كـلمة كـلـدانيّـون إلى بابليّـون أينما ورَدَتْ ((2)) يحـصل البعـض عـلى مخـصصات ماديّة بإسم كـل المسيحـيّـين سـواءاً في العـراق أو خارجه فـيستـغـلونها لـتحـريك ماكـنـتهم الإعلامية لتهـميش الكـلـدان والتـنـكــُّـر لهـذا الإسم التأريخي كـرفعهم أعلامهم فـقـط دون العـلم الكـلـداني وذِكـر إسمهم فـقـط ويَـمنـّـون عـلينا إذا ذكـروا كـلمة البابليّون ((3)) الإحـتفال بعـيد رأس السنة الكـلدانية - أكـيـتو - وتسميته برأس السنة الآشورية البابلية ولا يمتـنعـون غـداً من تسميته رأس السنة الآشورية فـقـط ((4)) والأهم من كل ذلك إستـطاعـتهم إخـتـراق صفـوفـنا بإغـراءات زمنية لبعـض الكـلـدان ودعـمهم مادياً بالدرجة الأولى أو معـنـوياً شـكـلياً لـتحـقـيق مآربهم المخـفـية فإنسلخـوا مِن جـسم شعـبنا مع مَن رافـقهم وتـنظيماتهم دون أن ينـتبهـوا إلى رُخـصهم في نـظر الآخـرين فـطعـنوا شعـبنا مرتين : الأولى ضعـفـتْ قـوته حـين تـركـوه ، والثانية زادت قـوة الآخـرين حـين إرتـبـطـوا بهم وهُـم كـيانات مشبوهة تـدّعي وحـد الشعـب ولكـن بطريقة تهـميش ونكـران الكـلدان ولهـؤلاء قـيل المثل الألقـوشي ( قـيسا - إنْ لا هـويا إيـذيه ح - منـّـيه ح - لا كـيثِ - لِـتـْـوارا = الخـشب - إنْ لم يكـن مِقـبضه - منه - لا يمكـن - كـسره ) وفي ذات الوقـت يشبه قـولاً منسوباً إلى الإمام عـلي بن أبي طالب الذي قال : ربّي نجـّـني من أصدقائي أما أعـدائي فأنا كـفـيل بهم !
ورجـوعاً إلى العَـلم الكـلـداني والغاية منه ودلالة رموزه نـقـول : إن فـكـرة العَـلم قـديمة قِـدَم الأوطان والشعـوب إتــُّخِـذ رمـزاً للوطـن يُـعـرَف به من خلال النـظـر إليه قـبل ذِكـر إسمه فـصار هـوية له ، وإمـتـدّت الفـكـرة إلى المؤسّـسات المخـتـلفة وأخـيراً صار لكـل عـشيرة في عـراق اليوم عَـلمها الخاص بها . وبشأن عَـلم الكـلـدان فـقـد ظهـر في الرقـُم الطينية والحجـرية بأشعـته الثمانية المنطلقة من مركـز دائـرة بصورة نجـمة ثمانية الرؤوس كان متـداولاً حـتى سـقـوط الإمبراطورية الكـلدانية سنة 539 ق.م. ( ويجـدر بالذكـر أن صورة لخـتـم رباعي الأشعة ظهـر في بعـض آثارنا فـرضه الغـزاة الطامعـون حـين كانـوا يحـتلون أرضنا الكـلـدانية عَـبر التأريخ ، وعـليه فإنه لا يخـصنا ) وعـنـد إنبثاق أول حـكـم وطني عـراقي في العـصر الحـديث في الرابع عـشر من تموز عام 1958 إتـخِـذتْ الـنجـمة الثمانية هـذه شعاراً للجـمهـورية العـراقـية إعـتـزازاً بأصالتها الرافـدينية ، ثم إمتـدّ التـشـبُّـث بها حـتى أصبحـتْ تــُـزيَّـن بها الصروح الفخـمة والمشيّـدة حـديثاً في العـراق .
مواصفات عَلم الكـلدان ومعاني رمـوزه :
يتألف عَـلم الكـلدان من خطين عـموديـين أزرقـين يقـتربان من الحـدود الخارجـية للعَـلم ، ونجـمة ثمانية رافـدية تـنبثق منها أشعة باللون الآزرق تضم في داخلها دائرتين الخارجـية منهما صفراء اللون والداخـلية زرقاء اللون . يمثل الخطان العـموديان نهـرَي دجلة والفـرات الخالدين اللذين ينبعان من الشمال ويصبان في الجنوب ويرمزان للوفرة والعطاء، فـيما ترمز الأضلاع والاشعة الثمانية والقرص الدائري الأصفر إلى الشمس رمز الخـير والعـدل والمساواة والمدنية ، واذا ما أضفـنا الدائرة الداخلية الزرقاء التي تمثـل القـمر فإنهما سـترمزان إلى الأجـرام السماوية الرئيسة في المعـتـقـد البابلي الكـلداني ويرمزان ضمناً إلى حـضارة الكـلدان وإبتـكاراتهم في مجال العلوم ومنها عِـلم الفلك الكلداني القديم الذي يُعَد أساس عِـلم الفللك المعاصر .
ويسرّني أن أخـتم كلامي بعـبارة جـميلة وردتْ عـلى لسان أحـد مسؤولي التـنظيمات الآثورية أثـناء مقابلة تلفـزيونية على القـناة C – 31 الأسترالية الحـكـومية أجـراها الإذاعي الأخ ولسن يونان قـبل سنين ، وإنْ لم تخني ذاكـرتي كان إسمه رامي ! حـين قال : ((أخـْـنـَـنْ يَـطـِّـخْ خِـنـْـواتـَـن كـَـلـْـدايي رابا مُـرْدِنـّـيـنا، رابا قِـرْيـيـنا - نحـن نعـلم أن إخـوانـنا الكـلدانيّـين مثـقـفـون كـثيراً، متعـلمون كـثيراً)) وبعـد المحاضرة كانت هـناك أسئلة وإستـفسارات ومداخلات للإخـوة الحاضرين أجـبنا عـليها بكـل سـرور ثم شـكـرنا حـضورهم ، والمجـد لله دائماً .

 


315
إلى الرفاق مسؤولي التـنـظيمات الكـلدانية المعـتـزين بتسميتهم التأريخـية أوالمنجـرفـين وراء ناكـريها

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني - 19 أيار 2012
ليس خافـياً عـلى أحـد أن ثورة أوكـتوبر منـذ 1917 سنة إعلانها في روسيا وإلى 1989 عام إنهيارها مارست شتى أنواع القـمع والإضطهاد بحـق شعـبها من أجـل ديمومتها ، وقـد شبع الناس من شعاراتها وهـتافاتها وارقام محاصيلها ومكـنـنـتها ومصطلحاتها التي لم تخـدم شعـبها الذي ترنح لأكـثر من 70 سنة تحـت آيديولوجـيتها التي صادرت حـريات شـعـوبها ، كـما ولم تخـدم شعـبنا المبتلي برذاذها ، وإلى الآن لم نفهم تلك الديمقـراطية ( اللاديمقـراطية ) التي لا ينـزل رئيسها المنادي بها عـن كـرسـيّه إلاّ إذا مات أو أغـتيل بإنـقلاب مخـفي أو مؤامرة لم يعـلن عـنها كي لا تـوحي للآخـرين بـوجـود معارضة . والأسماء التي برزتْ في مراحـل سابقة كانت لينين ، ستالين ، خـروشوف دليل عـلى ذلك فـلم يؤمنـوا بهذه الديمقـراطية يوماً ولم يسمحـوا لأحـد أن يراها حـتى في منامه ولم يقـبلوا بالإعـتراض على غـيابها ، وما بقاء الرئيس رئيساً حـتى الموت إلاّ دليل عـلى ذلك ، بل أن محاكـمة ستالين بعـد موته وقـصة فـقـدانه ( PIPE ) غـليون تـدخـينه خـير شاهـد عـلى ما ذهـبنا إليه ناهـيك عـن الأسرار التي نـُـشِـرَتْ بعـد تلاشي ذلك الحـكم وإنهـياره  . 
ولكـن التـغـيَّـرات العالمية غـيرت الأوضاع فجاءت العـولمة بقـيادة القـطب العالمي الواحـد فإنهار ذلك الصرح الشامخ بعـد 70 سنة من عـمر الهـيمنة والبطش فإبتـدأتْ الديمقـراطية عـند شعـب مكـبوت شأنه شأن العـراق الذي لم يعرف كـيف يتعامل معها ، فـجاء عـمو ﮔـورباﭽـوف ثم الأخ بوريس يلتـسن ثم الزميل ﭬـلاديمير ﭙـوتين .... فـصار الشعـب يعرف شيئاً عـن الإنـتخابات والديمقـراطية والتعـبـير عـن الرأي رغـم الفـوضى الحاصلة ، وأصبح يمكـنه أن يصيح في الشارع ليقـول : الشعـب يريد إسقاط النظام حـتى وإنْ لم يسمعه أحـد .
قـرأتُ مقالاً عـلى الموقـع http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=307822 لعـضو قـيادي بارز سابق من أعـضاء الحـزب الشـيوعي العـراقي هـو السيد رزﮔار عـقـراوي يطـلب بكـل إخلاص وصدق من رئيس الحـزب الحالي ( عـبد المجـيد موسى ) بكل صراحة التـنحّي عـن منصب رئاسة الحـزب بأسلوب ذكي ودبلوماسي ، فـيكـون قـد قـدّم خـدمة عـظيمة للحـزب وساهـم في دفـع عـجلته إلى الأمام ، ومما جاء في مقاله :
أسمح لي أن أصارحكم - صراحة الرفـيق لرفـيقه - أنه قـد أزعجـني وألمني كـثيرا بقاؤكم في القـيادة للدورة القادمة وبالتالي ما يقارب ربع قـرن في منصب - السكرتير - ومع إني أكـن لكم كل الإحـترام الشخـصي والسياسي واقـدر كثيرا دورَكم النضالي وتضحياتكم الكبيرة وقـيادتكم للحزب في العـشرين السنة الماضية وفي وضع معـقـد وصعـب جداً ولكن ضرورة مبدأ التداولية والتجـديد بعـد تلك الفـترة الطويلة من القـيادة وبجانب وضعكم الصحي الحساس والحرج وعـمركم المتقـدم ، فكل تلك الظروف مجتمعة ستعـيقـك بوضوح سياسيا وتـنظيميا وشخـصيا أن تكون سكرتيراً لـ 4 - 5 سنوات القادمة وأخشى أن ينعـكس ذلك على أنشطة الحـزب المخـتلفة أيضا .
ومع ذلك أحـترم رأي الرفـيقات والرفاق الذين إنتخـبوك ، وإنْ كـنتُ اخـتلف معهم في قـرارهم حيث اعـتقـد أنهم بذلك قد أضعـفـوا إمكانيات التجـديد والتطوير في الحـزب ولا بد من أنه بأمس الحاجة إلى ذلك وفرضوا مهمات شاقة على رفـيق عـزيز لا طاقة كافـية له لتواكب التحديات الجـسيمة على الأرض بل من المفـترض أن يُـكرم ويتقاعـد ويرتاح صحـيا مع الإستفادة القـصوى من خبرته السياسية والتنظيمية الكبيرة كأحد ابرز مستشاري قـيادة الحزب الجـديدة .
سؤال بسيط : ماذا سيكون موقـفكم وموقـف رفاقي ورفـيقاتي في الحزب إذا إستمر و إحـتـكر المالكي أو أي شخص أخر في منصب رئيس الوزراء لـ 25 سنة ؟؟ هل سنقبل بذلك ؟ الجواب كلا .

ويتابع السيد رزﮔار قائلاً :
في حوار قـيِّـمٍ مع احد رفاق الحزب المخلصين أعـطى مثلا رائعا لوصف ضعـف الـتـداولية في قـيادة الحزب حيث قال :
( كـنا نادي كرة قـدم درجة أولى في العـراق ولظروف مخـتلفة موضوعـية وذاتية أصبحنا نادي درجة ثانية واستمر التراجع إلى الدرجة الثالثة والرابعة و الخامسة و..... ولكن للأسف المدرب وكابتن الفـريق يرفـضون الإستقالة أو تغـيـيرهم وفـسح المجال للآخرين لإجراء ما يستلزم من تغـيـيرات ضرورية لوقـف التراجع بحجة أن لاعـبي - الفريق - متمسكين بهم ! ولا يسمحـون بذلك فالمسؤولية لا يتحملها المدرب أو الكاﭙـتن بل يلقـون اللائمة على الذين لا يريدون تغـييرهم !! ) .
ويضيف السيد رزﮔار :
وأود هـنا أن أشير إلى الموقـف الرائع للرفـيق العـزيز حسن مدن الأمين العام للمنبر التقـدمي في إفـتـتاح المؤتمر العام السادس للمنبر التقـدمي - نيسان 2010 - ابرز فـصائل اليسار في البحرين الذي فـسح المجال لأمين عام جـديد وفـق النظام الداخلي بعـد انتهاء دورتين له في قـيادة المنبر:
((عـملاً بأحكام النظام الداخلي لتنظيمنا الذي ينص على ألا تزيد ولاية الأمين العام عن دورتين انتخابيتين متتاليتين ، فان هذه هي المرة الأخيرة التي أتحدث فـيها أمامكم بصفـتي أمينا عاما للمنبر التقـدمي بعـد نحـو عـشر سنوات متواصلة ، واجهنا فـيها تحديات ومهام جسيمة في وضع متحول وقـد حـققـنا خلال عـملنا هذا نجاحات ووقعـنا في أخطاء ، أما النجاحات فـنترك تقيـيمها للتاريخ وأما عـن الأخـطاء فـلدينا كل الشجاعة في الإعـتراف بها وممارسة النقـد الذاتي الآن ومستقـبلاً )) .
وسؤالي إلى السادة مالكي أحـزابنا الكـلـدانية والحاصلين عـلى إجازات سَـوقها : إذا كان العـضو البارز في ( الحـزب الشيوعي الذي لا يمارس الديمقـراطية )  يطالب رئيسه بالتـنحي عـن منصبه في الحـزب ديمقـراطـياً ، فـما بالكم أنـتم الذين تـصفـون أحـزابكم بالديمقـراطية ولا تمارسـونها ؟ تـرى هـل قـرأتم مقال السيد رزﮔار المنشور في مواقع إلكـتـرونية عـديدة ؟ هـل تعـتـقـدون أن حـميد مجـيد سيتـذمـر ويقـول أنّ رزﮔار عـقـراوي يتهجم عـليّ ؟ هـل عـزّ عـليكم ذلك أم حـزّ في نـفـسكم شـيئاً ؟ هـل تـريدون خـدمة العـراق وشعـبه فـتـعـطون فـرصة لغـيركم أم أنّ ما يشغـلكم هـو صيانة الكـرسي الذي تجـلسون عـلى كـوشايته ( وما أدراك ما تحـت الكـوشاية !! ) ؟ هـل خـرجـتم من مقال العـقـراوي بنـتيجة ؟ هـل عـنـدكـم إعـتـراض عـليه ؟ والآن : هـل تعـتـرضون عـلى مقالي هـذا ؟ هـل تبقـون ساكـتين ؟ أكـتـبوا رداً ودافـعـوا عـن أنـفـسكم ! ألا تحـركـون نملة أو ذرة رمل ؟ أم أنـني أتـهـجّـم عـليكم كـما تـدّعـون في كـل مناسبة ؟


316
ألقـوش مركـز ثـقـل الأمة والعـجـبُ ، والكـلـدان شعـبها الطـيْـبُ .

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني - 7 أيار 2012
في مقال مقـتـضب بعـنـوان - في الأعـمال الجـيـدة والأفـعال النافـعة .... - للأخ صبري إسـطـيفانا نشره بتأريخ 6 أيار 2012 في موقع ( ألقـوش ، نـت ) الأغـر موقِـعُ الجـميع ، وفـي خاتمته يقـول :
(( إنّ مَن يكـتب موضوعاً عاماً يخـص البلـدة أو المجـتمع أن يكـتب بشكل عـلمي وواقـعي ومـدروس لأن روح الصدق وذكـر الحـقـيقة هي العـمود يستـنـد عـليه لـتـصديقه مِن فِـبَـل الناس وعـلى الكاتب أن يتـجـرد من العاطـفية والعـنـصرية والقـبلية وما شابه ذلك والإلتـزام بـذلك تـوصله إلى الكـتابات الصادقة والعـلمية والهادفة التي تـفـيد الناس وأن يكـتب عـن رجال وشخـصيات من أبناء بلـدتـنا وشعـبنا وإزالة الغـبار عـن الذين طـوى عـليهم الزمن بسبب الإضطـهاد الذي مـرّ به أبناء بلـدتـنا وشعـبنا قـومياً ودينياً وطبقـياً خلال فـتـرات طويلة من الزمن " ليس الغـرض إلا التـنبـيه وحـسن النية " )) إنـتهى .
ويسـرّني أن لا أتـطـرّق إلى السباكة البلاغـية في مقاله والتي تحـتاج إلى الصقل وإنما أشـيـد بطـلبه المنطـقي  وبجـملته الأخـيرة التي تـنـمُّ عـن حـسن النيّة حـين قال  " ليس الغـرض إلا التـنبـيه وحـسن النية " ويا حـبـذا لو كان لجـميعـنا حـسن النية نـفـسها .
بتأريخ 1 تـمـوز 2007 كـتبتُ ردّا عـلى مقال لأستـاذي المرحـوم نوئيل قـيا بلو ، يستـحـق البحـث عـنه في (  google  ) وقـراءته والتـعـليق عـليه إنْ أمكـن ، أوردتُ فـيه ما يلي :
ألقـوش ماسَة الدهـر وماؤه العـذبُ ، قـلعة فـيها الشجاعة والصُـلـْـبُ ، مركـز يشعّ منه الإيمان والحـبُّ ، هي الشـُعـراء والأدبُ ، يليق بها الإسم الرفـيع واللقـبُ ، فهي مركـز ثـقـل الأمة والعـجـبُ ، والكـلـدان شعـبها الطـيْـبُ ...........  إنّ شعـباً كالألقـوشـيّـين ليس سـهـل الهـضم ، وإذا تـسـلل يهـوذا بـينهم والثلاثين فـضة بـيديه ، فإنه سيشنـق نـفـسه في نهاية المطاف قـبل عـيد القـيامة  .
أخي العـزيـز صـبري :

قـف معي فـوق قـمة جـبل ولمسافة عـن ألقـوش أو تخـيَّـل نـفـسك فـوق كـوكـب يتيح لك رؤيتها ، أنـظـرها وتأمَّلها مستعـرضاً ما شاهـدته خلال حـياتك عـلى أرضها ، وما لاحـظـته في رجالها ونسائها وأحـداثها ، وما تـتـذكــَّـره من تأريخها الذي تـناقـله أجـدادنا عـنها في قِـدَمِ أيامها سـترى صورة ﭙانـورامية فـيها ، تخـتـصر لك أتعاب البحـث في بـطـون تأريخها ، سـترى مَـشـرقِـنا في ألقـوش بما مضى من جـمال ماضيها ، وتحـزن لحاضرها المؤلم الذي يُـقـدَّمُ اليوم كـرأس يوحـنا عـلى طـبق مِن  صُـنـْـعِها ، إلى الـ بـيـﮒ هـيرودس لتـفـرح هـيروديّـتها ، وغـداً سـترى يهـوذا يُـمهـِّـد لموكـبها إلى - بـيت حَـنـَّـنـْـيا - حـيث يُـنسج إكـليل الشوك عـلى هامتها ، وتــُـصلب فـوق جلجلتها والقـبر مُهـيَّأة لها والغـرباء يحـرسونها ، ماذا يفعـل اليافع يوحـنا ومريماتها ، والعـمـدة ﭙـطـرس ينـكـرها وتوما يشـكّ بها ! ورجالٌ هـربـوا منها ، ولكـنـكم !! أنـتم القـليل من ملحها وخـميرتها ونحـن بـيادرها ، نـتـفاءل سـويّة حـين نـودّع مساء الجـمعة والشمس عـند مغـيـبها ، فيأتينا الأمل في السبت ونـورها ، حـين يموت الموت قـبل شـروق الشمس في يوم أحـدها باني هـيكـلها ، حـين تـزلزل الأرض فـتـنـصهـر الأخـتام وتـتـقـطع الأوصال ويُـدحـرَج حـجـرها وعـنـدئـذ تـكـون عـلى سـواعـد جـميعـنا قـيامتها .

317
إعـلان

 
الـمـلـتـقى الكـلـداني الثـقافي في سـدني

 
 
يـدعـوكـم إلى الحـضور في نادي بابـل الكـلـداني
 
 
للإسـتماع إلى محاضـرة بعـنـوان : يوم العـلم الكـلـداني
 

وذلك بمناسبة يوم العـلم الكـلـداني في الساعة السابعة
 
 
من مســـــــــــاء يوم الخـميس الموافـق 17 أيـّـار 2012
ومن المـؤمّـل أن تـتـبعـها محاضرات أخـرى مستـقـبلاً
 
 
سـنـعـلن عـنها في حـينها فأهلاً وسـهلاً بالجـميع

 

الملـتـقى الكـلـداني الـثـقافي

    

 


318
أبو سـنحاريـب الورد  وَوصية صديقه إلى حـبيب تـومي

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني - 26 نيسان 2012

السيد أبو سنحاريب : لـقـد وصفـتك بالوردة لأنك لو لم تـكـن هـكـذا لـكـنـتَ شوكة وحاشاك ، أما صديقك فـيـبـدو معـدنه خام قابل للتـصـفـية والتـرشـيح فـهـو ثـمين وواعٍ حـين يـطـلب منك الكـتابة بدلاً عـنه فـعـلى الأقـل يُـظـهـرَ بأنّ لـديه إحـساساً بالوفاء ، ويوصـيك في مقالك المنشـور بتأريخ 25 نيسان 2012 بأن تـقـول لحـبيب تـومي وبذات العـنـوان :

(( الأستاذ حـبيب تـومي - أنت تـفـكـر - فإذن أنا موجـود ))

أنا من جانبي أشـكـر الأخ حـبيب تـومي حـين أيقـظ عـند صاحـبك مشاعـر الإحـساس بالإستـمرار عـلى وجـوده الآشـوري ، طـيب ولولاهُ ! فـمَن يتبرّع لـيوقـظ هـذه المشاعـر عـند الآثـوريّـين ؟ أفلا يستـحـق حـبيب تـكـريماً من الشعـب الآشـوري قاطبة رجالاً ونساءاً عـلمانيّـين وإكـليروساً عـلى عـمله هـذا الوفي لأبناء شعـبنا من الآثـوريّـين ؟ أفلا يستـحـق حـبيب حـفـلة تـقام عـلى شـرفه لـدفـعه هـذا الإحـساس إلى الأمام والعـمل عـلى إستـمراريته عـنـد أبنائـنا من الآثـوريّـين وتـقـدّم له الهـدايا وليس هـدية ، وتـلـتـقـط معه الصوَر وأفلام الـﭬـيـديـو وتـنـشَـر في المواقع الإلكـتـرونية ؟ لماذا لا يـردّون الجـميل ؟ ومتى يتم ذلك ؟

إنّ حـبيب تـومي هـو قـمة إحـتـرام الغـير والإعـتـراف به ، لا إستـناداً إلى ماضٍ تأريخي بل كـياسة أدبـية لِما يعـتـقـده الآخـرون وهـذه هي ثـقافة الحـوار ومبـدأ قـبول الآخـر التي قـد يصـعـب عـلى الكـثيـرين إدراك معاني مفـرداتها ، وهـذه هي الحـرية والديمقـراطـية والليـبرالية والكاثـوليكـية الجامعة وأسس قـوميتـنا الكـلـدانية ، أفلا تـرى فـيه أسـداً بابلـياً يا أخي سـنحاريـب وليس شـيئاً آخـراً ؟ قـل الحـقـيقة التي تـرافـقـك حـتى في منامك ولا تـخـف من رفاقـك في نهارك .

حان الوقـت لأوصيك بأن تـنـقـل كلامي إلى صاحـبك الموقـر عـن مقـولة جان ﭙـول سـارتـر :
 
(( الرفـضَ يـفـرض وجـود المرفـوض ))

فـليستـمر في رفـضه ، ليـكـون دليلاً قاطـعاً لا يقـبل الشك عـلى وجـود المرفـوض الذي يؤرق الكـثيرين ويقـض مضاجـعـهم حـتى في الأحلام .
فـبأي آلاء تأريخـكـما تــُـكـَـذبان ؟

إسألـوا داعـيتـكم الـحـنبلي عـن معـنى هـذا التـعـبـيـر
 ودمـتم بخـير

319
المشهـد الكـلـداني في سـدني

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي - منـتـدى المستـقـلين الكـلـدان

كـُـنـّا قـد دعَـونا إلى إتحاد كـلـداني في سـدني عَـبـرَ صحـيفة - عـمّا كـلـدايا - منـذ أكـثر من إثـني عـشر عاماً ، وفـقاً لـواقع تلك الأيام ، ولا يزال يمثـل موضوعاً جـوهـرياً من ثـوابتـنا وطـموحاتـنا حـتى اليوم ، ولكـن عـلى مـدار السنين الفائـتة طـرأتْ عـلى الساحة أحـداثٌ عـديدة ، وظهـرتْ عـند الناس في سـدني تغـيُّـرات وإنحـدارات شـديـدة ، فلا بـدّ من مراعاة أسُـسٍ حـديثة فـريـدة ، وأخـذ إحـتياطات طارئة رشـيدة وشـروط جـديـدة ، تـناسب أيامنا الحالية بصورة مفـيـدة ، لضمان نجاحات أكـيدة ، للحـصول عـلى نتائج حـميدة ، فـليس بالضرورة أن تكـون آراء الكِـبار دائماً سـديـدة ؟ فـلـقـد قـيلَ أنّ لكـل مقام مقال ولكـل زمان دولة ورِجال ، ولكـن اليوم تغـيَّـرتْ الأحـوال ، فالدولار يُـقـشـمِـر - ويخـدع أكـبر واحـد يستـنـشق هـواءاً نـقـياً من فـوق الجـبال ويجعـله ينحـدر صوب الهـضاب والتلال ويفـقـد الكـرامة والهـيـبة والجـمال ، فإنّ ما يـدور خـلف الكـواليس أمام أصحاب المقام والجلال ( دون أن أقـصد رئيسنا الموقـر مام جلال ) يُـفـقـد الآمال وقـد يقـود إلى ضياع الأجـيال ، وبالمقابل صار بالإمكان إستـنـفار الناس في الحال بواسطة الإنـتـرنيت والموبايل ، لـذا عَـلينا الحـذر وَ نـزِنَ كل واحـد بميزان البقال ، للتأكـد من الـثـقـل والخِـصال ثم - نـﭽْـرخـَه - بمَـحَـكِّ الصائغ ليكـشف لنا معـدنه في الحال ، دونما حاجة إلى إثارة القـيل والقال ، ونقـول له إسمع : أجـدادُنا المؤمنون نبـذوا الوفـير الحـرام الحائل إلى الزوال ، وإرتـضـوا بالـنـزيـر النـظـيف الحلال ، وذكـَّـرونا بقـول الرب : ليس بالخـبـز وحـده يحـيا الإنسان بل بما لا يُـشـتـرى بالمال ، وحـين إستعـدّوا لمغادرة الدنيا لم يسألونا سؤالاً ، بل تـركـوا وصيتهم لنا في الحال ، فـحـذّرونا وتـنـبَّـؤوا عَـمّا ستـؤول إليها الأحـوال : (*) هْـوو شـْـيار ، بْـشـوﭙا د بازِ بَـزبـوزِ ، و بْـشـوﭙا د نِـشـرِ قـوﭙْـياثا = كـونوا حـذرين ، عـوضاً عـن الـبـئـزان فِـراخ الباز ، وعِـوَضاً عـن النسـور أبوام .
نحـن دائماً نعـتـز بأصحاب النيات السليمة سالكي الطرق القـويمة ، فـفي مطلع عام 2007 دَعى المجـلس القـومي الكـلـداني السياسي في سدني إلى تأسيس إتحاد للجـمعـيات القـروية بحـيث ينـضَمُّ المجـلسُ إليه بصفة جـمعـية ، وقـد تجَـنـَّـبَـتْ جـمعـية شـيرا الربان هـرمزد الكـلـدانية الأسـتـرالية ( للألقـوشـيّـين ) هـذا النوع من الإتحاد عـلى إعـتبار أنّ الجـمعـية القـروية الإجـتماعـية لها أهـداف تخـتلف كـلياً عـن أهـداف التـنـظيم السياسي ، وفي حـينها إقـتـضى الأمر أن أكـتب مقالاً في 17 نيسان 2007 بعـنوان - وجهة نظـر ألقـوشية في نيو ساوث ويلز الأسترالية / رأيٌ مستـقـل ، نـشِـرَ في صحـيفة ( العـراقـية ) الغـرّاء ويمكـن البحـث عـنه في الـ ( google ) وهـذه مقـتـطـفات منه :
(( نحـن كألقـوشيّـين ، إجـتماعـيّـون نعاضـد كـل الجـمعـيات الكـلدانية ذات الأهـداف الإجـتماعـية المماثـلة ، وسياسيّون نساند كـل التـنظيمات الكـلدانية المهـتمة بصراعات الوضع الراهـن وطموحاتها المنطقـية ، آخـذين بنظر الإعـتبار تـناظر حـلقات السلسلة الواحـدة ، فإذا تباينـتْ ، تباينـتْ معـها المواقـف . وبنفـس الوقـت نحـن لا نطأطىء الرأس لأصحاب البدع الملوّنة ولا نهـزّ الخـصرّ للمصطلحات المدندنة ولا نجـيد المداهـنة ، وإنما نـتهـيّأ لكـل مقام بمقالات وألسِنة . إن أفـكارنا هـذه تعـبّر عـن إعـتزازنا بألقـوشيّـتـنا الكـلدانية أولاً ثم إستعـدادنا إلى التكاتف مع أبناء جاليتـنا الكـلدانية عامة )) ................... (( الكـل يعـلم أنّ التـنظيم الذي يبعـث بممثـله لحـضور جـلسات لجـنة التـنسيق بين الأحـزاب العـراقـية ، لا يمكـن أن يكـون مماثلاً أو مرادفاً لجـمعـية قـروية مهما تـلوّن بها مِن ألوان زيتية ، كما أنّ هـذا التـنظيم الذي يشترك في الإنـتخابات العـراقـية مستـقـلاً كان أو متآلفاً مع غـيره ويأمل آمالاً ﭘرلمانية عـراقـية ، لن يكـون جـمعـية مِلـّـتية ، وعـليه فإنّ معـدن حـلقـتـنا كـجـمعـية قـروية يخـتلف عـن معـدن أي تـنظـيم آخـر حـلقـته أرجـوانية ويُجالس الأحـزاب السياسية ، فـكـيف يمكن ربطهما في سلسلة واحـدة توافـقـية ؟ )) .....................(( أنـنا لسنا بحاجة إلى أسـماء متـزاحـمة بل إلى زنود متلاحـمة تخـدم الجالية المتلاطـمة عـلى المرجان المتـقاسمة وتـشفـيها من ﭬايروساتها المتعـشعـشة المتصادمة ، عـسى أن تـنقـلها إلى حالة متـناغـمة بحـبور ، تربـط بينها الجـسور ، لا أن تصبح فـريسة تجـتمع حـولها النسور )) إنـتهى .
أقـولها ثانية ، نحـن نـقـف إجلالاً أمام أصحاب الأفـكار السامية والإقـتـراحات الرامية إلى لم شمل أبناء أمتـنا الكـلـدانية بمشاعـرهم الحامية ، فـقـد تجـدّدتْ فـكرة الإتحاد الكـلـداني لاحـقاً من قِـبَـل جـمعـية الثـقافة الكـلـدانية الأستـرالية والتي عَـلِمنا لاحـقاً بأن إسمها تغـيَّـر إلى - الجـمعـية الكـلـدانية الأسـترالية - ودَعـتْ إلى إجـتماع عام تشاوري بتأريخ 30 / 10 / 2011 حـضره 13 مؤسسة كـلـدانية ( جـمعـية قـروية وتـنـظيم سياسي ومنظمات المجـتمع المدني ) وطـرِح بـينها مشروع الإتحاد الكـلـداني للمناقـشة ثم كان لا بـدّ من مواصلة النقاش في إجـتماع ثاني يوم 14 / 12 / 2011 الذي حـضره سيادة المطران جـبرائيل كـساب السامي الإحـتـرام من أجـل تشكـيل لجـنة مؤلفة من ممثل لكـل مؤسسة كـلـدانية ، إلاّ أنّ الإجـتماع لم يتمخـض عـن اية نـتيجة بل أنّ البعـض أعـلن مـقـدَّماً عـدم رغـبته في الإنضمام إلى هـذا النوع من الإتحاد المقـتـرح ، وكان من بـين الآراء المطروحة خـلاله ما يلي :
(1)- الجـمعـية الكـلـدانية الأسترالية مظلة لكافة الجـمعـيات .
(2)- رُفِـضـَـتْ فـكـرة الإستـظلال تحـت خـيمة الجـمعـية الكـلـدانية الأستـرالية ( ولا تحـت أية خـيمة غـيرها أياً كانت هـويتها ) .
(3)- إنشاء مجـلس أو تـنـظيم جـديـد يمثـل الإتحاد المقـتـرح ، يشتـرك فـيه عـضو من كـل مؤسسة كـلـدانية .
(4)- لسنا بحاجة إلى تأسيس تـنـظـيم جـديـد عـلى الإطلاق .
(5)- الإنـضمام إلى إتحاد  2007 .
(6)- إنّ إتحاد 2007 لا يصلح لِـما نبتغـيه اليوم .
وقـد ساهـمتُ بالمناقـشة أثـناء الإجـتماع قائلاً : الجـمعـيات القـروية تهتم بالعلاقات الإجـتماعـية والترفـيهـية بـين أبناء الجالية كالسفـرات والحـفلات ، أما التـنـظيمات السياسية فـلها إرتباطات وبرامج مُـؤطـَّـرة سياسياً كالإنـتخابات ، وطموحات في الـﭙَـرلمانات ، ثم إنّ هـناك جـمعـيات قـروية معـتـزة بإسمها الكـلـداني التأريخي غـير المُـذيَّـل أو المُركــَّـب ، في حـين أن بعـض التـنـظيمات السياسية التي تـنسب نـفـسها إلى الكـلـدان إنجـرفـتْ وقـبـِلتْ بالتسمية المركـبة والقـطارية يصعـب تآلفها مع الجـمعـيات ، بل إنَّ الأمة الكـلـدانية لا تـقـبل بهكـذا تسميات .
ثم نـظـمَـتْ الجـمعـية صاحـبة الدعـوة إجـتماعاً ثالثاً بتأريخ 29 / 2 / 2012 دعَـتْ إليه بعـض التـنظيمات السياسية والجـمعـيات القـروية لـتشكـيل لجـنة أولية ( لم تكـن جـمعـية شـيرا الربان هـرمزد الكـلـدانية عـلى عـلم به حـسب ما نـُـقِـلَ إليَّ ، بل حـضر أحـد إستـشاريّـيها وبـدون تبليغها ، كما لم تـوَجَّه دعـوة إلى المجـلس الكـلـداني العالمي ، المنبر الديمقـراطي الكـلـداني الموحّـد ، جـمعـية تلكـيف الكـلـدانية ، المركـز الثـقافي الكـلـداني ) . وقـد نشر رئيس الجـمعـية المشار إليها مشكـوراً بتأريخ  5 آذار 2012 في المواقع الإلكـتـرونية تـقـريراً عـن الإجـتماع المذكـور مع صورة تـذكارية للمشاركـين فـيه ، أقـتـطِـفُ بعـضاً من فـقـراته مع إعادة نشر الصورة التـذكارية المشار إليها  :
(1)- في خـتام الإجـتماع ( والمقـصود به الثاني يوم 14 / 12 / 2011 ) تـقـرَّر تشكـيل لجـنة موحدة للتعاون والتـنسيق لتمثيل كافة الجهات المشاركة والإستمرار في اللقاءات القادمة  .
(2)- تـناول هذا الإجـتماع ( والمقـصود به الثالث 29 / 2 / 2012 ) مناقشة خـطة عـمل بحـضور ممثلي هذه اللجـنة ومشاركـتهم مع الجمعـية الكلدانية لحـين إجـراء إنتخاب عام للهـيئة الإدارية للجمعـية ، وتقـوم هذه اللجـنة المشتركة وبالتعاون مع الكـنيسة بزيارة المسؤولين في الدولة من اجل خدمة مصالح جاليتـنا الكلدانية ليكون لنا تمثيل موحد يهدف الى إبراز وتمثيل جاليتـنا الكلدانية والتعـريف بحـضارتـنا العـريقة على مدى العـصور وإعلاء شأنها في كافة المجالات في سدني / أستراليا .
ملاحـظة : (*) ......  الـبـئـزان = جـمع باز ،  أبوام = جـمع بوم ........... المنجـد  .

 
ويـسـرّنا أن نعـلق عـلى المشـهـد السابق بما يلي :
(1)- بشأن النقـطة الأولى المشار إليها من التـقـريـر ، في الحـقـيقة لم تــُـشَـكـَّـل اللجـنة وإنما أرجىء البحـث فـيها إلى الإجـتماع اللاحـق .
(2)- بشأن النـقـطة الثانية من التـقـرير ، فإنَّ عـبارة ( ممثـلي اللجـنة ومشاركـتهم مع الجـمعـية الكـلـدانية ؟؟ ) مبهمة ! فـهل أنّ الجـمعـية ستـكـون عـضواً في اللجـنة المقـتـرَحة ؟ أم قائـدة لها ؟ حـبـذا لـو تــُـراعى الدقة في التعـبـيـر ، كي لا يلتبس الأمر عـلى القارىء ولا عـلى مفهومِه أيَّ تغـيـيـر .
(3)- ذكـَـرَ السيد المستـشار ممثـل الجـمعـية الألقـوشية في الإجـتماع الثالث أن تبليغاً جاءه من الهـيئة الإدارية مفادُه : جـمعـيتـنا لا تشتـرك في هـذا النوع من الإتحاد ( إذاً كان المفـروض به أن يتـرك الإجـتماع للمجـتمعـين المشاركـين ) .
 (4)- هـل أن اللجـنة المقـتـرَحة سيكـون لها كـيان مستقـل مسجـل لـدى السلطات الرسمية تحـت إسم معـين ونـظام داخـلي خاص بها ( وهـنا سـوف نـدخـل في نقاشات وإجـتماعات قـد لا تكـفي إثـنا عـشر شـهـراً لحـسمها !! )؟ أم أنّ وجـودَها سيكـون بـينـنا شـفـوياً فـقـط ( وهـنا يكـون لنا رأيٌ آخـر ) ؟ .
(5)- نحـن نسأل ما علاقة ممثـلي هـذه اللجـنة الموحّـدة المقـتـرَحة ( إذا كانت مستـقـلة ) بالإنـتخاب العام المقـبل للجـمعـية الكـلـدانية الأسترالية ؟ .
(6)- كان من بـين الحـضور ممثـلو التـنـظيمات السياسية كما يتـضح من الصورة التـذكارية المنـشـورة ، بمعـنى أن الدعـوة قـد وُجِّـهَـتْ إليهم ، فـلماذا لم تـوجّه دعـوة مماثـلة إلى كـل من : المجـلس الكـلـداني العالمي ، المنبر الديمقـراطي الكـلـداني الموحّـد ، جـمعـية تلكـيف الكـلـدانية ، المركـز الثـقافي الكـلـداني ، جـمعـية الألقـوشـيّـين ( وهي تـنظيمات تـعـتـز بإسمها الكـلـداني التأريخي الصـرف وليس الإسم المُـصَـنـَّـع حـديثاً ) ؟ إنه سؤال مهم يحـتاج إلى إجابة .
(7)- ( إذا كانـت المسألة كـلـدانية صِـرفة ) فإنّ دعـوة مهـمة كـهـذه يجـب أن تـوَجّه أيضاً إلى الشخـصيات الكـلـدانية الناشِـطة محـلياً ذات الأقلام الناطـقة ، وإلى مَن عـملَ سابقاً في حـقـل الجـمعـيات ، كي يساهـموا بخـبراتهم في إثـراء نـقاشات الجـلسات  ، وهـذا أفـضل من أن تـصل إلى مسامعـهم أخـبارٌ من هـذا الشخـص أو ذاك خارج الإجـتماعات ، قـد لا تـكـون دقـيقة جـداً فـيـدخـلون في متاهاتٍ ، ويـبنـون أوهاماً وتـصـوّرات هُـم في غـنى عـنها في خِـضـم الصراعات .
 (8)- هـذه كـلها عـلى جانب ، ولكـن الموضوع الأهـم والأهـم هـو : أن سيادة المطران جـبرائيل كساب الجـزيل الإحـتـرام ذكـرَ في الإجـتماع الثاني ( 14 / 12 / 2011 ) أنه راعي الكـنيسة ويمثـل الجالية الكـلـدانية أمام الحـكـومة الأستـرالية رسمياً ، فـهـنا نـقـف بكـل ثـقة وصلابة ونـقـول : إذن !!! إنـتـفـتْ الحاجة إلى الإتحاد ( و ﮔــَـرايـب الإتحاد ) لأنـنا في هـذه الحالة سنسأل ! ما هـو الدّور الذي ستلعـبه اللجـنة أو الإتحاد أو التجـُّـمع أو اللـمّة المقـتـرحة هـذه ؟ ومَن سيكـون المتحـدّث بإسمها ؟ وما فائـدة مشاركة الجـمعـيات فـيها ؟ وما وما وما ؟ فـهل مِن جـواب ؟ نعـم إنه سؤال محـرج ولكـنه قابل للنقاش .
(9)- يُـسعِـدنا أن نـقـرأ مقالاً للأخ - مشـكـوراً مقـدّماً - رئيس الجـمعـية الداعـية إلى هـذه الإجـتماعات  يجـيب فـيه عـلى تساؤلاتـنا هـذه ليتـسنى  لأكـبر عـدد ممكـن من القـراء الإطلاع عـليه سـواءاً حـضروا الإجـتماعات أم لا ، وسـنكـون بإنـتـظاره قـبل نشرنا الحـلقة المقـبلة حـول هـذا الموضوع .
إقـتـراحـنا :
ومما لا شـك فـي توقعاتـنا أنّ ممثـلي المؤسسات الكـلـدانية سـوف يُـبـلـّـغـون للحـضور إلى إجـتماع رابع في الأيام القادمة لـتحـريك العـملية ، وتـبقى هـناك أسـئـلة مهمة : ما هي ماهـية هـذه اللجـنة ، وما هي الإخـتلافات ( وليس الخلافات ) بـين الجـمعـيات التي ستـرتبط بها ( كي تــُـسَـوّى إنْ أمكـن تسويَـتها ) ومن ثـمَّ تـتـقـدَّم واثـقة إلى الخـطـوة التالية ؟ ولكـن إقـتـراحاً سبق وأن عـرضـتــُه للأخ الرئيس حـين إلتـقـيته يوم 20 آذار 2012 وقـلتُ له : لكي نجـعـل هـذه الجـمعـيات متـناغـمة مع بعـضها ومتـفـقة في عـملها ، يجـب أن لا تـتـقاطع أهـدافـها عـلى بعـضها ، ولا تـتعاكس آراؤها ضـد غـيرها ، ولا تـتـضارب صيغ عـملها فـيما بـينها ، وهـذا يـتـطـلب من كـل جـمعـية بحـث الموضوع مع جاليتها للحـصول عـلى موافـقـتها للتـوقـيع عـلى - وثيقة عـهـد مشـتـركة - يُـتـَّـفـق عـلى نـصها وتــُـنـشَـر في وسائل الإعـلام قـبل إعلان أي إتـفاق بـينها ، وبـدون وثيقة عـهـد مشـتركة هـذه فإن العـملية برمتها سـتكـون عـرجاء تـدخـل في نـفـق ( زِﮒ زاﮒ  Zig Zag   ) نهايته غـير منـظـورة .  



320
مع الأب أركان حـكـيم المحـترم مرة ثانية
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
وإنْ لم يـُـشِـر الأب أركان في مقاله (  مَن هـم الكاثـوليك ومَن هـم الأورثـوذوكـس ) إلاّ أنه واضح جاء تعـقـيـباً عـلى ردّي لمقاله الآخـر ( هـل الكـنيسة الكـلـدانية نـسـطـورية ) ، كـنـتُ أتـوقع أن يُـجـيـب عـلى أسـئـلتي ، لا أن يُـتـيِّـهَـنا  في دروب نحـن نعـرف شِـعابَها ، وهـنا أيضاً ألاحـظ أن قـلمه يشـطّ ( وحاشاه هـو ) فـهل له أن يأتينا بمثال عـن أية مجـموعة يعـرفـها في التأريخ كـله أطلِق عـليها تسمية قـبل تأسيسها سـواءاً كانت دينية أم غـيـرها ، حـسبما أتى به في السـطـر الثاني من مقاله الأخـير ؟
والآن يا أبونا الموقـر هـلـمَّ بنا إلى السطر الثالث من مقالك هـذا ونسألك مباشـرة : أيهما أقـوى ، العِـرف الجاري لمعـنى كـلمة ما والمألوفة لـدى الجـميع بدون إستخـدام القاموس ! أم التـفـلسف في تـفـسيرها بمصطلحات أو مفاهـيم لا يعـمل بها أحـد ؟ ويمكـنـني أن آتي بمثال لك وأنتَ ستـقـرّه ولا تـنـكـره وهـو : ألسنا نـقـول أثـناء أحاديثـنا اليومية وبلغـتـِنا أن سُـكان أورﭙا كـلهم (( سـورايي )) وهـكـذا الروس وأميركا اللاتينية ؟ ولا أريـدك أن تـتجاهـل معـناها الواضح والمقـصود بها إرضاءاً لإنـتمائـك الجـديـد ! فالحـق حـق ولكـنك إذا أمعـنتَ في معـناها اللغـوي وإشتـقاقها وجـذورها وتأويلاتها وقالت الثاء وصاحـت السين وحُـذِفـتْ الألف ... فإنك ستخـرج بمعـنى غـريـب غـير معـروف بـينـنا ولا متـداول عـنـدنا . والآن تعال وَيّايَ إلى ربّاط الكـلام ، أخي شـنو إللي جابَـك عـلى ! شـرقي وغـربي وﮔالتْ روما وحـﭽَـتْ الكـنائس الرسولية ، وجامعة وطـوائف وأديان ، وكـلها أورثـوذوكـسية وجـميعـها كاثـوليكـية ، وعـلى ﮔـولة الأب يوسـف توما الدومنيكي ( كـلها عـلى كـلها نـفـس الشيء تـصـير كـلها ) أبونا : أنتَ شْـدَتحـﭽـي ، جـرّب وﮔـول لـواحـد ﭙـروتـستانـتي ( أنتَ كاثـوليكي !! ) شوف شـراح يسَـوّي بـيك ، حـتى وإنْ كان قـصدك جامعي شـريف . أخي يا أبونا أكـو عِـرف جاري لا يمكـنك أن تلغـيه أو تبـدّله ، لا بكـيفي ولا بكـيفـك ولا بفـلسفـتـك ، وإنّ تـغـيـير مجـرى نهـر مـَسَـسـيـﭙـّي لا يكـون بهـذه الطـريقة . وكان بـودّي أن تـشرح معـنى الكـنائس الرسولية في مقالك حـتى نبـيِّـن للقـراء هـل صحـيح إدّعائـك أنّ الكـنائس العـصرية هي رسولية أم لا . ثم أراك تـمَـوّه عـلى القارىء بمصطلح ( كـنيسة المشرق ) ولكـنك لستَ تـحـدّد عـن واقع الكـنيسة اليوم ، فـماذا تـقـصد بكـنيسة المشرق ؟ لأن بْهاي الحالة ممكـن يكـون عـدنا تعـليق ولكـن لا نجازف ما لم تحـدّد لنا أولاً ، لأن إحـنا ما نـدوس تخـتا ﭽُـرُّك خـوفاً من أن تـنهدم بـينا ومنـو يتـشفع إلنا ، ولكـن خـلـّـيني أﮔـول شي مخـتـصَر للتأمُّـل : إنَّ الجـنـدي الذي يخـرج من الرتـل لا يُـحـسَـب ضمن الرتـل .
عـزيـزي أبونا أركان الموقـر
كـونك كاهـن مثـقـف ألقـوشي وبلا شك أنا أفـتخـر بـيك فهاذي خـليها عـلى صفحة ، ولكـن فارق العمر بـيني وبـينك يتيح لي أن أنصحـك ، فـلقـد ولـّـتْ الأيام التي كـنا نـقـول ( هَـم قاشا كغالط ! ) وللحـقـيقة فإن المقـصود بذلك القـول كان ( الكاهـن لا يخـطأ ، إلاّ نادراً ونادراً جـداً ) لماذا ؟ عـلى إعـتبار الناس كـلهم أميّـين وبُـسطاء ، تـِلـﮔـيه إمّا فلاّح أو خـَـﭙارا د وَرزا أو ﮔاﭬانا ، لا يفـقـهـون والكاهـن هـو القارىء والدارس والمثـقـف الوحـيد في المجـتمع آنـذاك ، لا بل حـتى إذا أخـطأ في الكلام فـمن سـيرصده ؟ وإذا رصده أحـد فـمن أيـن يأتي بالجـرأة الكافـية لـيُعارضه ؟ أﮔـول يا أبونا كـون حـذر بتعابـيرك ولا تـظـنـَّـنَّ أن الناس غـُـشـمة ، ترى ثلاثة أرباع مجـتـمعـك مفـتحـين باللبن والخـل ، خـو أنت تـدري بـينا إحـنا عـراﮔِـيّـين ويمَّـك الحـساب ، وخـلينا بالفـقـرة الثانية من مقالك ، نعـم نحـن الكاثـوليك ليس لـدينا إشكال مع الأورثـوذوكس وأزيـدك قـطرة عـلى بحـر فإن الـﭙاﭙا الراحـل يوحـنا ﭙـولس الثاني قال عِـبارته المشهـورة ( إنّ المسيحـية تـتـنـفـس برئـتين كاثـوليكية وأورثـوذوكـسية ) ولم يقـل نسطـورية ولا ﭙـروتـستانـتية أو إنجـيلية لأن ما عـدنا 15 رئة . وإسمح لي أن أوجِّهك إلى الإنـتـرنيت ( youtube ) وهـناك إبحـث عـن محاضرة للأب نياز تـوما بحـث تأريخي بخمس حـلقات عـنـوانها ( هـل كان المسيحـيّـون الكـلـدان نساطرة ) وأنا واثـق بأنك ستـستـفـيـد منها كـثيراً وستعـرف الحـق ، أم أنك كالسادة الموقـرين لم يـعُـد يعـتـرفـوا بالتأريخ وحـقه ؟ وبالمناسبة أحـﭽـيلك نـكـتة : واحـد حـضر كـشاهـد بالمحـكـمة ، الحاكم طـلب منه أن يخـلي إيـده عـلى الكـتاب ويـﮔـول : والله العـظيم ما أﮔـول إلاّ الحـق ، فأخـونا الشاهـد ما قـصَّـر ، خـلاّ إيـده عـلى الكـتاب وﮔـال : والله العـظيم ما أﮔـول الحـق .
وأخـيراً لا بـدّ أن أشـيد بكـلامك حـين تـقـول أنـنا كـلنا واحـد بالمسيح ، ولكـن أنا أيضاً أذكــِّـرك بقـول مار ﭙـولس : ولكـن إن بشرناكم نحـن أو ملاك من السماء بغـير ما بشرناكم فـليكـن أناثـيما ( غـلاطية 1 : 8 ) تـرى هـل تـقـبل أن نـصبح كـلنا واحـد بالمسيح في هـذه الحالة ؟ أنـتـظر جـوابك كي أردّ عـليه مع الشكـر .

321
إلى الأب الفاضل أركان ( قـرداغ ) حـكـيم الموقـر
سلام الرب معـكم
قـرأتُ مقالكم الذي يحـمل عـنـوان : هـل الكـنيسة الكـلـدانية نسطورية ؟ ويسـرّني أن أعـقــِّـب عـلى بعـض مما جاء فـيه وأقـول :
أولاً - لم ولن يقـول أحـد عـلى الإطلاق أن الكـنيسة الكـلـدانية نسطورية ، وإذا قال ذاك الكاتب أو غـيره في كـتاب أو مجـلة أو محاضرة ، إنما يقـصد في قـرارة ذاته - الكـنيسة الآثورية النسطورية - ويـبـدو أن خـلطاً أو سـهـواً حـصل لـديه لا أكـثـر ، وحـتى في حالة عـدم حـصول الخـلط عـنـده ! فالعِـبرة ليست به ، بل بالمرجع الديني الأعـلى للمـذهـب ، بـﭙاطريرك كرسي الكِـرازة المرقـسية ( قـداسة ﭙاﭙا أورثـوذوكس الأقـباط - المرحـوم الـﭙاﭙا شـنودا مثلاً ) هـل يقـول ذلك ؟ إسمع ما يقـوله المرحـوم قـداسة الـﭙاﭙا شـنودا بشأن الآثـوريّـين في هـذا الفـيديو فـيرجى تصحـيح معـلوماتك
  http://www.youtube.com/watch?v=4DZh0YHcxTk
وإلاّ هـل يحـق لي أنا العـلماني أن أفـتي بالأمور الدينية العـقائـدية ؟ عِـلماً أنـني سـبق وأن قـرأتُ إسم الكـنائس الآثـورية النـسـطـورية عـلى واجهات الكـنائس الآثورية في بغـداد أو في كـركـوك في سنين سابقة من القـرن الماضي ، أما أن تـقـول : كـنيسة المشرق ( الكـلـدانية - الآشورية ) ليست نسـطـورية ! أعـيدها لحـضرتك مرة أخـرى لا تـحـشر أسماءاً بـين الأقـواس ( ﮔـوتــْـرا ) لأن ذلك يعـني الكـثير وتـوهِـم القارىء البسيط ؟ لأن حـضرتك ذكـرتَ عِـبارة : كـنيسة المشرق ( الكـلـدانية - الآشورية ) أكـثر من مرة !!! فـمن من أين لك هـذا التـعـبـيـر ؟؟؟ ومَن ذا الذي ذيَّـلَ كـلمة كـلـدان بـكـلمة نسـطـور ؟؟؟
ثانياً : أما عـن التعابـير مثل والدتكَ الطوباوية مريم .... وهـل الإشكال هـو أم المسيح ....... بتـولية مريم العـذراء قـبل وأثـناء الولادة وبعـدها ........... ، أودّ أن أقـول لكَ : إن أخـتي متـزوّجة من آثـوري في نهاية الخـمسينات من القـرن الماضي وليس لـدينا أي إشكال في الموضوع ولكـن بعـد أن كـبـرتُ كـنتُ أتـردّد عـنـدها في زيارة ، وأهـل زوجها يعـرفـون أنـني من الناشطين في الكـنيسة وهُـم ليسوا من الجـماعة المتـضـلـّـعـين أو الملمّـين بالأمور الكـنسية ، ولكـن لبساطـتهم ( ولعِـلمهم بأخـتي الكاثوليكـية - ولِـما كانـوا يسمعـونه من رجال الدين في كـنيستهم الآثـورية ) فـقـد كانـوا يـكـرّرون قـولهم لي : كـيف تـكـفـرون وتـقـولون (( مريم العـذراء أم الله ؟؟ )) ألا تـخافـون الله ؟؟ إنها لم تـلـد الله بل ولـدتْ المسيح الطـفـل ! أخي العـزيز الأب الفاضل أركان : نعـم إنهـم ُبسطاء لا يـؤخـذ بكـلامهم وإنما أريـد أن أقـول أنهم هـكـذا كانـوا يسمعـون من رجال دينهم الذين يكـرزون بتلك الصُـوَر لغاياتهم التي إنْ كـنـتَ تـعـرفها فـتلك مصيـبة وإنْ كـنـتَ لا تـعـرفها فـهـذه هي الطامة الكـبـرى .
ثالثاً : أما عـن لقاء قـداسة الـﭙاﭙا الراحـل يوحـنا ﭙـولس الثاني وغـبطة الـﭙاطـريـرك مار دنخا الرابع ، فهـنا أرجـوك ان تسأل مَن يهـمه الأمـر: بفـضل جـهـود مَن حـصل كـل ذلك ؟ وماذا كانـت النـتـيجة ؟ ولماذا توقـفـتْ الحـوارات بـين كـنيسة الآثوريّـين مع كـنيسة الكـلـدانيّـين الكاثـوليكـية ؟ وماذا إشـتـرط المرجع الأعـلى لكـنيسة الآثوريّـين لمواصلة الحـوار بإتجاه الوحـدة الكـنسية مع كـنيسة الكـلـدان الكاثـوليكـية ( ولسنا بـصدد القـومية الآن ) ؟ تلك الوحـدة الكـنسية التي يريدونها وفـق مقاساتهم وآرائهم ؟ أما عـن القـديسين الذين إنـتـقـلوا من هـذه الحـياة فـلا نـناقـش بشأنهم فـلهم ديّانهم .
دمتَ سالماً .
مايكـل سـيـﭙـي / سـدني

322
الأخ سلام مروﮔـي ورأيه في مهـرجان شـيرا الثـقافي
في ملبورن
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / منـتـدى المستـقـلين الكـلـدان
خـهـيا أومثا كـلـديثا
نـشر موقع - عـنكاوا . كـوم - الأغـر بتأريخ 8 شـباط 2012 وفي حـقـل ( أخـبار فـنية ثـقافـية إجـتماعـية ) إعلاناً هـذا نـصّه وعـلى الرابـط المرفـق :

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,558963.msg5486401.html#msg5486401
نادي بابل الإجـتماعي الثقافي في ملبورن
يدعـوكم لمتابعة فعاليات
مهرجان شيرا الثقافي الأول
 تحـت شعار
نجدد ثقافـتـنا لنحـيا
للفترة 21- 22 نيسان 2012
آملين أن يصبح المهرجان تقليدأَ سنوياَ وتظاهرة ثقافـية نجـتمع من خلاله
لنبرز إرثـنا الحضاري وقابليات مبدعـينا وفي كافة المجالات
فـتهانينا لأعـضاء الهـيئة الإدارية لنادي بابل عـلى جـهـودهم لإحـياء هـذه الذكـرى وبهـذا الحجم وألف مبروك لهـذا المهـرجان آملين أن يهـنأ المشتـركـون فـيه ويقـضوا أسعـد الأوقات مع فعالياته . وكـما يـبـدو من الإعلان أن المهـرجان هـو من أنشـطة نادي بابل الإجـتماعي الثـقافي في ملبورن يهـدف إلى تجـديـد ثـقافـتـنا وإبـراز حـضارة إرثـنا . ورغـم أن الهـيئة الإدارية للنادي لم تــُـشِـر في إعلانها عـن نوعـية شـريحة المدعـوّين للمشاركة ولا عـن غاية أخـرى أكـثـر مما هي مذكـورة ، إلاّ أن المناسبة مسيحـية واضحة بلا شك وليست سـياسـيّة بدليل أن فـقـرات الإحـتفال تضمَـنتْ (( فلم وثائقي عن دير الربان هـرمزد ، فـلم وثائقي عن تأريخ وحاضر مسيحـيي العـراق )) ولا هي قـومية لأنها ذِكـرى الراهـب هـرمزد الفارسي الذي أسس له دَيـراً في جـبل قـريب جـداً من ألقـوش وإنـزوى فـيه ليعـبـد ربّه المسيح ، وطالما هي مناسبة سعـيدة فلا مانع من أن تـتخـللها فعاليات ترفـيهـية متـنوّعة ، والألقـوشـيّـون عادة هـم الذين يُـحـيونه في العـراق أو في المهجـر ولكـن لا مانع من أن يُـقـيمه المسيحـيون بصورة عامة إعـتـزازاً بالراهـب هـرمزد ، ثم أن المدعـوّين إلى المهـرجان هم عـلى الأغـلب الأعـم مسيحـيّـون ولكـنه ليس محـصوراً بهم بل في الوقـت نـفـسه يمكـن لأناس من أديان أخـرى الإشـتـراك والإبتهاج به ، فالمسيح لم يحـدّد هـوية شعـب ما للخـلاص بل قال لتلاميـذه ( إذهـبوا وتلمِذوا جـميع الأمم ) .
ولكـن مقالاً قـرأته صباح يوم 28 آذار ( مؤرّخاً بتأريخ 26 آذار 2012 ) وفي موقع - ألقـوش . نت - الأغـر كـتبه الأخ سـلام مروﮔـي بعـنوان ( مهـرجان شـيرا الثـقافي يوقـد شعلة وحـدة شـعـبنا في ملبورن ) يصبغ المهـرجانَ بصبغة قـومية وبفـرشاة آغاجانية وبألوان قـطارية ليس لها علاقة بالموضوع أساساً ، فـيقـول فـيه ( يُـحـيي أبناء شعـبنا الكـلـداني السرياني الآشوري في المهـجـر .......... ووفاءاً لإنـتمائهم القـومي ................ لإنجاح هـذه التجـربة الوحـدوية الفـريـدة ....... يؤكـد نادي بابل الثـقافي في ملبورن بأن هـذا المهـرجان هـو مهـرجان شعـب ( السوراي ) ومُلك الجـميع وعـرس الفـرح للإلتقاء أطياف شعـبنا بكل تسمياتهم .............. لكـيما نـظهر أمام المجـتمعات الأثـنية الأخـرى في هـذه المدينة بمظهر يليق بأحـفاد بابل وآشـور .............. ) .
ويسـرّني أن أعـلق عـلى الأخ سـلام وأقـول :
إن أعـضاء النادي الموقـرون لم يُـشيروا إلى ما ذهـبتَ إليه حـضرتك ولم يـذكـروا عِـبارة وحـدة شعـبنا فـلماذا تـقـوّلهم ما لم يقـولوه ؟ ثم من أين أتيتَ بالإسم القِـطاري هـذا الكـلـداني السرياني الآشوري وزجَّـيتـَه في وسط المهرجان ؟ إن المهرجان هـو لكل مسيحي أرمنياً كان أم هـندياً أم أوروﭙـيّاً أو من جـبال القـفقاس ولجـميع الأديان إذا توفـرتْ لهم الفـرصة لحـضوره كما نـوّهـتُ لك في أعلاه ، وليس لهـذه العـربانات الثلاث ﮔـراجاً هـناك فأين تضعـها ! ثم أستـحـلفك بربِّـك هـل يمكـنك أن تـرسم قـطارك بالصورة التالية ( الآشوري السرياني الكـلـداني ؟؟ ) كلا يا أخي لأنك ستـستـلم ألف توبـيخ وفـصل ويُـنـزلونك من قـطارك ! فإن كـنتَ تـدري لماذا ، فـتلك مصيـبة .... وإنْ كـنتَ لا تـدري فـهـنا الطامة الكـبرى . أخي العـزيز : إن إحـياء هـذا المهرجان ليس وفاءاً لإنـتمائهم القـومي بل وفاءاً لإيمان شخـص وتـصوّفه ونـذوره وتركه ملـذات الدنيا ونبـذه مباهج الحـياة الفانية حُـباً بالمسيح الفادي ، فـهـذه ليست ولن تكـون تجـربة وحـدويّة فـريـدة وإنما هي ممارسة دينية مفـيدة . عـزيزي سلام : ذكـرتَ في مقالك أحـفادَ بابل وآشـور ! قـف هـنا للتـفـتيش : بابل هي العاصمة الزاهـية للكـلـدانيّـين ، وآشور هـو الصنم المتمثل بالثـور المجـنح ، طـيِّـب مَن تـقـصد بأحـفاد بابل ومَن هـم أحـفاد آشـور ( أخي كل كـلمة تـدفع ثـمنها ، وماكـو شي ﮔـوتـرا ) هـل يمكـنك تحـديـدهم للقارىء كي لا يـبقى يلف ويـدور ويـدوخ ويـوﮔـع ؟ أخي سلام : من جانب آخـر حـين تـذكـر كـلمة سـورايي حـدّد للقارىء معـناها كي لا يتيه يا أخي ، وإذا ليس بإمكانك ذلك أنصحـك أن تـتـصل بالأخ رئيس الوقـف المسيحي سابقاً والمستـقـر حالياً في سـدني الأستاذ والشماس عـبد الله النـوفـلي وتستـفـسر منه ذلك فـبكل تأكـيـد عـند جـهـينة الخـبر اليقـين ، والآن أنا أسألك : كـيف تـتـرجم هـذه الكـلمة إلى الإنـﮔـليزية ؟ لا تـنحـرج بل قـلها بملء لسانك وفـمك لأنك مكـلف بـذلك يا أخي وعـندها ستعـلن هـويتك للملأ ولنا ، ولا تـنسَ تـرى إحـنا مفـتحـين باللبن والطـرشي وأبوك الله يـرحـمه ، كـُـتِـبَ في تمام الساعة الثالثة والنصف من صباح يوم 28 آذار 2012 - سـدني وقــُـرِأ عـلناً ، إني قـد بَـلــَّـغـت أللهم إشـهـد .




323
رايات الإبـداع الثـقافي تـرفـرف في مهـرجان - مؤسّـسة العـراقـية - الثـقافي
في سـدني





بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
أقـدمَـتْ مؤسّـسة العـراقـية للثـقافة والإعلام بشخـص رئيسها الأستاذ موفـق ساوا ( رئيس تحـرير صحـيفة العـراقـية الغـراء ) عـلى خـطـوة مشجِّـعة ومتميِّـزة بتأريخ 8 آذار 2012 فـنـظـَّـمَـتْ مهـرجاناً ثـقافـياً كـرَّمَـتْ خلاله 21 مبـدعاً من أصحاب القـلم الرفـيع في حـقول الأدب والفـن والثـقافة . ويأتي هـذا التـكـريم إيماناً من المؤسسة ورئيسها بـقـيمة القـلم والكـلمة وأصحاب الفـكـر النـيِّـر في عـصر تـتـموّج في فـضائه تيارات هـّـدامة وأفـكار متخـلفة تريد لمجـتمع القـرن الحادي والعـشرين الرجـوع به إلى الوراء وإلغاء المركـبات الفـضائية لتحـل محـلها عـربات تجـرّها البغال ، وهـنا يأتي دَور المبدعـين المثـقـفـين ليوصِـلوا صوت الحـق والحـرية إلى البشرية جـمعاء ولـيُـنـوِّروا الـدرب للأرتال القادمة وليُـذكـِّـروا العالم بأن الإنسان أعـلى قـيمة في المجـتمع وهـو الغاية ، يجـب أن يُـسمع صوته ويُـنـصَـت إلى رأيه وتــُـناقـَـش أفـكاره ولم يـعُـد يمكـن إهـماله وإلاّ فالربـيع آتٍ مهـما كانت الموانع في طـريقه . إنّ الأساتـذة المُـكــَـرَّمين ما كانـوا لِـيُـمنحـوا هـذا الوسام الثمين وما كان أحـد لـيلتـفـت إليهم لولا إستـحـقاقهم الفـعـلي المنـظـور من خلال ما يـقـدِّمونه من أعـمال أدبـية أو نشاطات ثـقافـية أو إبـداعات فـكـرية وتـضيء خـطـوات الإنسان لتأخـذه إلى طريق الحـياة وتعـِـينه عـلى خـدمة بني جـنسه . لقـد إخـتار رئيس مؤسّـسة العـراقـية هـذه الأسماء من المبـدعـين كـمجـموعة أولى إستـناداً إلى خـبرته بهم وتعامله معـهم وتـقـيـيم نـتاجاتهم ، ولا شك بأن هـناك مجـموعة لا بل مجاميع أخـرى كـثيـرة من أولئـك المبـدعـين الذين يستـحـقـون كـلَّ التـكـريم ومن المؤكـَّـد أن المؤسّـسة تـتـذكـَّـرهم ولن تـنساهم بل يظـلـوا متلألئين سيأتي دَورهم في المناسبات القادمة من حـفلات تـكـريم مماثـلة .
ويُـحـسِن لنا أن نـذكـر من بـين المبـدِعـين المـكـَـرَّمين السيـدة سهام السبتي والتي تألـقـتْ ولم تـتـغـيَّـر صورتها ورشاقـتها وإبتـسامتها ما عـدا اللون الرصاصي لشعـرها والذي أضاف إلى عـمرها الفـني هـيـبة . وتـضمنـتْ مجـموعة المكـَـرَّمين عـدداً من الشعـراء والكـُـتاب والمحـللين السياسيّـين والصحافـيّـين والمحـرّرين ومديري المشاريع الخاصة والمخـرجـين وطـبـيب . وجـدير بالذكـر أن صحـيفة ( العـراقـية ) الغـرّاء كانت قـد منحـتْ شهادات تـقـديرية بتأريخ 20 / 10 / 2006 لبعـض المبدعـين في مجالات الثـقافة والفـنون والأدب والذين ينـشرون نـتاجاتهم في جـريـدة العـراقـية . ألف تهـنـئة إلى مؤسّـسة العـراقـية ورئيسها الأستاذ موفـق ساوا والكادر العامل في المؤسسة عـلى هـذا الجـهـد المتميِّـز في إقامة المهـرجان تكـريماً ووفاءاً وتشجـيعاً لكـل مَن يُـبدع في حـقـول المعـرفة ويساهم في بناء الحـضارة الإنسانية خـدمة للإنسان .


324
الأخ يوحـنا بـيـداويـذ : أؤيّـدك في بعـض من مقالك ( كـيف نحافـظ عـلى كـلـدانيتـنا )

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
أخي العـزيـز إنك أنت المعـلم فـكـيف لنا أن نعَـلــّـمَك ؟ وأقـول إنَّ الإحـتـفال بالنـصر -  وأيّ نـصر كان - هـو أمر تـتعامل به كـل الشعـوب ، لا بل حـتى الكـنيسة تحـتـفـل بـيوم الأوشعـنا دخـول يسوع أورشليم كـمَلِك منـتـصر وتحـتـفل بقـيامة المسيح منـتـصراً عـلى الموت والأكـثر من ذلك تحـتـفل بـذكـرى إستـشهاد القـديسين نـصراً لهم ودخـولهم ملكـوت السماوات . أنا لا أقـول يجـب أن نحـتـفل بذكـرى إنـتـصار الإمبراطورية الكـلـدانية حـتماً ! ولكـني أقـول إذا إحـتـفـلنا بـذكـرى أكـيـتو رأس السنة الكـلـدانية البابلية ، فـما الضرر في ذلك ؟ ومن جانب آخـر إنّ كـلـدانيتـنا لا تستـنـد إلى مسيحـيتـنا كـما ذكـرتَ في مقالك ، بل يمكـنك القـول إنّ رجال كـنيستـنا ثـبَّـتـوا فـينا إيمانـنا منـذ قـرون من الزمن عـلى حـساب مشاعـرنا القـومية ( لأهـدافهم المعـروفة ) وأقـر وأقـول أنّ ذلك كان في ظروف لم نكـن بحاجة إلى رفع راية قـوميتـنا الكـلـدانية وحـسناً فـعـلوا ، أما اليوم فإنَّ أحـداثاً جـديـدة طغـتْ عـلى الساحة ، وظـروفاً طارئة طـفـتْ عـلى السطح ولم يعـد تجـنبها ممكـناً ، فـها هـو الحـبر الأعـظم ﭙاﭙا الـﭬاتيكان يتـكـلم عـن الأقـليات المضطهـدة وغـبطة الـﭙاطريرك يصـرّح بشأن الحـقـوق القـومية المسلوبة وأصحاب السيادة مطارنـتـنا والكـهنة والشمامسة بالإضافة إلى جـمع المؤمنين ينادون بوجـودنا وإعـتـزازنا بإسمنا القـومي المهـمَّـش ، فالأيام تـتـراكـض والأحـداث تـتـسارع ولم يعـد الإنسان يقـبل أن يعـزل نـفـسه مقـتـفـياً الآثار في مؤخـرة الموكـب بل يتسابق للوصول إلى الصفـوف الأمامية كي يـرى بوضوح ماذا يجـري عـلى المسرح . لقـد ذكـرتَ العـبارة (( وإن السبات القاهـر الذي عاشه أجـدادنا منذ قـرون وعـصور ندفع ثمنه الآن )) طيِّـب إنك تعاتبهم وأنا أؤيّـدك ، وهـنا يأتي السؤال برجـليه إليك قائلاً : هـل تقـبل أن يعاتبنا أحـفادنا بما أنتَ تعاتِب به أجـدادَك اليوم ؟ لكـنك تـعـود وتـمـتـدح هـذا الشـعـور القـومي المتـنامي لدينا - وهـذا كلام جـميل منك - وتـشكـر الله حـين فاق أبناء شعـبنا المثـقـف من نومه العـميق بعـد 25 قـرناً فـصار يُـطالب بحـقـوقه عـنـد المنظمات الدولية .
أخي يوحـنا :
ذكـرتَ  (( منذ سنة 80 ميلادية - تاريخ تأسيس أول كـنيسة في العـراق تقريباً - وإلى سنة 1500 م ، لم يُـذكـر إسم أية قـومية أو آلهة وثـنية في كـتبنا المقـدسة ولا في الكـتب الثقافـية ولا في تراثـنا أو في تقاليدنا )) وهـنا أودّ أن أستـوقـفـك لأقـف معـك هُـنيهة ! فـلقـد ذكِـرَ إسم قـوميتـنا في الـحُـذرا بكـل فـخـر وإعـتـزاز وإعـجاب منـذ القـرن الرابع الميلادي ويمكـنك أن تـراجع صلاة رمشا الجـمعة ... وأضيف : نعـم لم يُـذكـر إسم آلهة الغـير بصورة الإعـتـزاز بها ولكـنها مذكـورة بصورة الـذم وأنا لا أريـد أن أتـطـرق إليها بل أتـرك بحـثها لك . ومن جانب آخـر أنا أؤيـدك في أن الكـروموسومات والجـينات والـ (  DNA  ) والإخـتـبارات البايولوجـية لنا ليست بالضرورة أن تشابه تلك التي لـنبوخـذنصر ، كـما ليس عـنـدنا سجـل من الوثائق المؤرخة شهـرياً وعـليها إمضاء منذ حـمورابي وإلى يومنا ! إلاّ أنَّ المسألة لا تـقاس بهكـذا طـريقة يا أخي يوحـنا وإنما بالمشاعـر والأحاسيس والثـقافة والموروثات التي يحـملها كـل كـلـداني اليوم ( ليس منـذ 500 سنة حـسبما تـذكـر في مقالك ) ولكـن من حـيث المنطـق فإن القـضية تـمـتـد رجـعـياً إلى آبائـنا الذين قالوا لنا نحـن كـلـدانيّـون ثم سمعـوا من أجـدادنا وهم يكـرّرون لهم الكـلام نـفـسه وهـكـذا أجـداد أجـدادنا وصولاً إلى العـم نـبوخـذنـصر و أبونا إبراهـيم .
وأخـيراً نعـم ، يُـفـتـرض بنا أن لا نسكـر بهـذا الإعـتـزاز كـما أنـنا لن نـربح شيئاً يُـضاف إلى رقم حـسابنا المصرفي ولكـن العـملية هي إثبات وجـود في بحـر تـتلاطم فـيه أمواج عاتية تحاول قـلع أشجار السواحـل من جـذورها وأنت فـوق أغـصانها ، فأيّ الخـَـيارَين تـفـضل أن تموت الأشجار وهي واقـفة أم أنْ تـقـلع من جـذورها وتـذهـب مع السيول الجارفة إلى جـهنم وبئس المصير ؟ إذن هـنا لا بد أن تعـيد حـساباتك لا بالحاسبة الإلكـتـرونية البكـماء ولكـن بقـلمك الناطق الرنان المعـبِّـر عـن الأحاسيس ، وأنا أؤيّـد إقـتـراحاتك التي جـئـتَ بها في خاتمة مقالك وهـكـذا تـدوم سالماً وسعـيداً .

 

325
مَن هـو الكـلـداني الكـلـداني ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي - سـدني
في عام 1998 وأنا حـديث العهد في أستراليا دُعـيتُ مع مجـموعة من رجال كـلـدانيّـين (( ولكـني لا أضمن كـلدانية جـميعهم في قـلوبهم )) إلى إجـتماعات منـتـظمة ولكـنها غـير رسمية ، كان يُـديرها رجـل مهـذب ومثـقـف ورزنٌ ومسؤول في الجـمعـية الخـيرية الآشورية وهـو مِن مؤسسي جـمعـية الأكاديميّـين الآشورية ومن دُعاة أن الكـلـدانية مذهـب إبْـتــُـكـِـرَ عـنـدما تـكـثـلكـنا دون أن يكـون مُـلِماً بـبعـض التأريخ ، وكان يـدعـونا إلى أن نـكـون بـين العـوائل رُسُـلاً لدعـوتـنا ، فـسألته : ماذا نـقـول للناس عـن أنـفـسنا ، مَـن نحـن ؟ أجابني : نـقـول نحـن سـورايي ! فـقـلتُ : ماذانـتـرجم هـذه الكـلمة إلى اللغة الإنـﮔـليزية ؟ قال : وما الذي تـريده من اللغة الإنـﮔـليزية ، أتـركـها الآن !!! ولما إنبريتُ أمامه بالحجج المنطقـية من تأريخ كـتاب كـلدو وآثـور والكـتاب المقـدس ، مع مقال تأريخي للـﭙـروفـيسور عـبـيد / جامعة سـدني قـرأته في مجـلة ( ASSTRIAN ACADIMIC SOSIETY   ) الصادرة في عام 1992 ذكـَـرَ فـيه أن المطران ﮔـيوَرﮔـيس أُرسِـلَ إلى النساطـرة الكـلـدان عام 1490 ( لاحـظ أخي القارىء سنة 1490 قـبل يوحـنان سولاقا بأكـثر من ستين سـنة ) و عـرضـتــُه أمامه وقـلتُ : هـذا مقال منشور في مجـلتـكم ! فـقال : مَن تـقـصد نحـن ؟ قـلتُ أنتم ( ASSTRIAN ACADIMIC SOSIETY   )  فـلم يُـجــِبْ بحـرف أمام تلك البراهـين عـلى الإطلاق ثم أعـقـب قائلاً : دعـونا نؤجل إجـتماعاتـنا إلى أن نرى ماذا سـيـُـستـجَـدّ من أحـداث ، ولم نجـتمع بشأن تلك المواضيع منـذ تلك الساعة وحـتى الآن .
يـشـرّفـني وأبناء قـوميتي الكـلـدانية معي المتجـذرون في ومن أرض بـيث نهـرين ، أن نـنـتـمي إلى كـنيستـنا الكاثـوليكـية تلك التي أسّـسها مار ﭙـطـرس عـملاً بتـوصية الرب يسوع قائلاً له ( أنت الصخـرة وعـلى هـذه الصخـرة أبني كـنيستي ، ثـبِّـتْ إخـوتـك ، إرع خـرافي ) كـما نغـتـبط بـتراثـنا الكـنسي حـين خـلـَّـدَ آباؤنا الكـنسيِّـون الفـطاحـل العامرة قـلوبهم ( إيماناً ) والمعـتـزّون بالكـلـدانية ( قـوميتهم ) فـنـقـشـوا ومنـذ القـرن الرابع الميلادي إسمَـنا الكـلـداني في صـلواتـنا ولم يـذكـروا غـيره من الأسماء في طـقـوسـنا النظامية ! هـل مِن تعـليل أيها السادة الأفاضل بائعي قـوميتـكم ( راجع رَمشا الجـمعة في الـ حُـذرا !! وهي ذاتها في الكـنائس الآثـورية أيضاً ) . ولعـظمة إسمِنا وعـمقه التأريخي فـقـد صار رمـزاً متلألئاً لـﭙاطـريَـرك كـنيستـنا المشرقـية العـريقة وقـت النـسـاطرة حـين إتـخـذ منه هـوية له وعـلى خـتمه الرسمي للتعـريف بشخـصه والتـفاخـر بشعـبه الكـلـداني ( مْحـيلا شـمعـون ﭙَـطـرك د كـلـدايـي ) . وفي سياق آخـر كان المطران طيماثيوس في قـبرص قـد أعـلن كاثوليكـيته أمام ﭙاﭙا الـﭬاتيكان في عام 1445 وكـتبَ قانون إيمانه بلغـته القـومية الكـلـدانية - التي لم يقـطفها الحـبر الأعـظم من حـدائق الـﭬاتيكان - ( لاحـظ أخي القارىء مرة أخـرى سنة 1445 قـبل يوحـنان سولاقا بأكـثر من مائة سـنة ) . وفي سنة 1552 حـين نـبـذ آباؤنا أفـكار النظام العـشائـري في كـنيستـنا الأممية كان لابـدّ أن تـُسمّى مع مرجـعها الأعـلى الـﭙاطريرك بإسم يـدل عـلى أصالة شعـب الرافـدين ، فإتـُـفـِقَ عـلى ﭙاطريركـية بابل عـلى الكـلـدان ، إذن نـقـول للجهلة والسُـذج والذين ( ﮔـلبهم ﮔـلب السـمـﭽـة ) إنّ الشعـب الكـلـداني حيٌ يُـرزق منـذ آلاف السنين ويواصل الحـياة حـتى هـذا اليوم ونحـو الأمام ، واللي ما يعـجـبه فـليـدخـل غـرفة ذات أربع حـيطان ...... 
والآن إلى سؤالنا في عـنوان مقالنا : مَن هـو الكـلـداني الكـلـداني يا أخـونا ؟
•   هـو الذي أسمياه أبواه بإسم : هلال نضال وشلال جـنباً إلى جنب سمير منير وقـدير ، ﭙـولس ﭙـطـرس ومرقـس ، جـونسن ستيـﭫ و ﭙـيـتر ، ويعـتـزون بقـوميتهم الكـلـدانية ويرفـضون أي إسم دخـيل بـديل غـريب عـنها وهـذه هي طبـيعـتهم الأصيلة ولا يتساومون عـليها ، ولكـن سؤالي : كان المرحـوم جلال جـلـو قـريـبي وصديقي كـلداني القـومية ، فـهل أنّ الإسم نـفسه إذا تـكـرّر عـنـد آل بـرنـو الألقـوشيّـين يجـب لِـزاماً وإلزاماً أن لا يكـون كـلـدانياً ؟ إنه منـطق الساذجـين ، وهـل من تـفـسير إذا تكـرّر الإسم ذاته عـنـد إخـوتـنا الأكـراد مثل رئيس جـمهـوريتـنا العـراق مام جلال الموقـر وهـو كـردي القـومية وليس كـلـدانياً ؟ فـما علاقة الإسم بالقـومية ؟ إنـنا الكـلـدان نحـتـرم كـل شـخـص وإخـتـياره وعـنـدنا مبـدأ قـبول الآخـر فـلماذا نـنـكـر عـليه وُجـوده وهـو موجـود ؟.
•   هـو الذي يتكـلم العـربـية والإنـﮔـليزية والكـردية والتركـمانية والبعـض منهم يعـرفـون الأرمنية والفـرنسية واللغات الأوروﭙـية الأخـرى جـنباً إلى جـنب اللغة الكـلـدانية فـهل مِن مانع ؟ ولكـن إذا تـكـلـَّمَ  الفـيليـﭙـيني باللغة الفـرنسية لا يزعـل منه الله لأنه يعـرف كـل اللغات . وبالمناسبة فإن أخاً آثورياً وفي جـلسة شبه رسمية ضمّتْ الكـلـدان والآثوريّـين في مساء يوم الثلاثاء 6 آذار 2012 تكـلم بالعـربـية بعـكـسنا جـميعـنا ، ولما طـلبنا منه أن يتـكـلم بالسورث لبّى النـداء لبضعة ثـواني ولكـنه رجع إلى العـربـية مرة أخـرى ونحـن لم نستغـرب منه ، فـلماذا تستغـرب أنت يا آل برنو ؟
•   هـو الذي يصلي بكـل اللغات المتاحة فـتـَـعـلـَّـمها والله يعـرف كـل اللغات ، وأولادي يعـرفـون الصلاة باللغة العـربـية والإنـﮔـليزية جـنباً إلى جـنب الكـلـدانية مع اليونانية فأين المشكـلة ؟
•   هـو الذي إذا رغـب في لبس ملابسَ تراثية كالتي نراها في المنحـوتات الأثـرية الكـلـدانية والرومانية والشبـيهة بفـستان أو تـنـورة ( دشـداشة ) فلا نستـغـرب منه ! مثـلما كان يلبس المرحـوم عَـمّا ميا أسمرو في المحـلة التـحـتانية والمرحـوم عـمّا ﭙَـتــّي في محـلة سـينا في ألقـوش فـهل كانا عـرباً رحـمهما الله ؟ .
•   هـو الذي يغـني بالعـربية ( منين أجـيب إحـساس للي ما يحـس ) وبالكـردية ( هاتم هاتم بَـسَـر بسي هاتم ) وبالكـلـدانية ( خـزيلي خـذا يونا بفـيارا ) وبالإنـﮔـليزية ( كام شيك ماي هانـد - come shake my hand ) ، ويحـتـفـظ في سيارته بـ سي دي بكـل اللغات التي يتـذوّقـها ، أليس مُـبدعاً وصاحـب ذوق ، بشرفـك ؟ وأستـحـلفـك بْجَـنجَـلوتـيَّـتـك ؟
•   هـو الذي شاء قـدَرَه منـذ أكـثر من ألفي سنة أن تــُـحـتـلَّ بلاده ، وفي الـ 1400 سنة الأخـيرة صارت اللغة العـربـية هي لغة ثـقافـته وأدبـيّاته شئـتَ أم أبَـيتَ ، فـتعـلـّـمَها وكـتب بها الشعـر والمقالات والقـوانين مثـلما أنت تكـتب الآن ، والأحـزاب الكـردية والآثورية والجـمعـيات غـير العـربـية في العـراق وحـتى القـبطية في مصر والـﭽـيـﭽانيّـين في الأردن والأرمن في لبنان يكـتبون دساتيرهم باللغة العـربـية لأنـنا جـميعـنا تـمَـكــَّـنـّا منها ، فإذا تـكـلم الكـلـداني وخـطـب وناقـش وأدار نـدوة أو جـلسة أو أخـوية باللغة العـربـية فأين الإنـدهاش ؟ عِـلماً أن رئيس أخـويتـنا كان الأخ نوئيل صادق برنـو ولم يعـتـرض يوماً عـلى صَلاتـنا وكـتابة محاضر جـلساتـنا باللغة العـربـية وكان يـوقع عـليها بإعـتـباره رئيس الأخـوية ، ولم تـُـؤخـرنا أو تـعِـقـنا في شيء .
هـذا هـو الكـلـداني الأصيل ( لا الهجـيني ) الذي إستـبدل قـوميته الكـلـدانية ونـكـرها منجـرفاً وراء رتبة أو دولارات أو منصب أو كـلمة عـفـرم من هـذا أو ذاك ، الكـلـداني لا يركـب قـطاراً متوجهاً إلى أماكـن ذات أسماء مجهـولة بعـيدة عـن إسمه التأريخي الذي يعـتـز به ، الكـلـداني إذا إتجه يكـون له هـدف ثابت يتحـكــَّـم بنـفـسه فـيه فـلا يتيه هـنا وهـناك . هـذا هـو الكـلـداني الكـلـداني .


326
إلى السيد د. تـوفـيق صبري الموقـر : حَـﭽْـيَـك تـمام لكـن مو صحـيح
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
قـرأتُ مقالك الذي أوردتَ فـيه إسمي ولا بأس فـنحـن نستـفـيد مما تـنـضح به تــُـنـْـﮔــَـتكـُم . بداية أقـول أن العِـبارة (( أبناء شعـبنا من الكـلدان والسريان والآشوريين )) وردتْ في السطر الأول من كـتابتكَ ولكـنها في السطر قـبل الأخـير أصبحـتْ (( أبناء شعـبنا الكـلداني السرياني الآشوري )) فـهل هـو سَـهـوٌ أم لـَهـوٌ أم تـغـيُّـرٌ ؟ وأودّ أن أساهم معـك في التعليق لأقـول أن لقب الألقـوشي يكـتسبه كـل مَن يُـكـنى به لا بفـضلٍ من أحـد وإنما بفـضل إنـتمائه إلى ألقـوش التأريخ والتراث يمّا د مثـواثا مُـنـقـذة إخـوتـنا الآثـوريّـين عام 1933 إن كـنـتَ تـشاء أم لا . إن مسألة الهجـرة والمهاجـرين ليست حـديثة العـهـد يا أخي ولا في العـراق فـقـط ولا لشعـبنا الكـلداني فـقـط ولا الآشوري مع السرياني ولا فـقـط للعـربي والكـردي بل إنّ جـميع شعـوب الأرض سبق أنْ هاجـرت إنْ كان هـرباً من بطش الحـكـومات للأخـضر واليابس أو بحـثاً عـن حـياة أفـضل أماناً و رخاءاً ، وأذكــِّـرك فـقـط أن الرب يسوع المسيح ومار ﭙـولس وقـبلهم أبونا إبراهـيم الكـلداني قـد هاجـروا مواطنهم فـمنهم مَن رجع ومنهم مَن لم يرجع ، فـلِـمَ الإستغـراب ؟ ثم إن مَن يهاجـر لا يقـطع صلة الرحم بإخـوته ومعارفه وأصدقائه بل هي الأصالة بعـينها حـين يحافـظ عـلى التواصل معهم ، ولو قـطع هـذا التواصل فإنك ستصفه بـ ( أصل سـس أو بدون أصل ! أليس كـذلك ؟ ) أﮔـعُـد أعـوَج وإحـﭽـي عـدل . وأزيـدك عِـلماً بأن الكـثيرين ممن قـلتَ عـنهم - فـضلوا البقاء في الوطن لخـدمة قـضيتنا وشعـبنا ... ـ لم تـتـوفـر عـندهم فـرصة مغادرة الوطـن لأسبابهم الشخـصية وإلاّ لفـعـلوا .
أوردتَ في مقالك عِـبارة (( أو ليجـلسوا على كرسي سواءاً مع حكـومة المركز أو الإقـليم في الشمال متناسين أنهم لا يحق لهم لا هـذا ولا ذاك )) وتـعـليقي هـو : أنا أستـرالي والنعـم بلد إحـتـضنـني في وقـت الشدّة وأكـرمني بما تـشتهـيه أنتَ اليوم من الحـرية والتعامل الإنساني ووفـَّـر لي فـرصة العـمل كعامل أعـمل بشرف حـتى هـذه الساعة دون أن أستجـدي معـونة من هـذا أو ذاك ، ولكـن ذلك لم يـمَسْ كاثـوليكـيَّـتي الجـليلة ولا كـلدانيَّـتي الأصيلة ، كـما أن جـنسيَّـتي الأستـرالية ليست عـن هـويَّـتي وجـنسيَّـتي ( العـراقـية ) بـديلة . أخي أنا أعـتـز بكـلدانيَّـتي شرفاً مثل جـميع الكـلدان الشرفاء الذين لم تـغـرِهم المناصب والدولارات عـلى حـساب أصالتهم فـقـبلوا بالتبعـيّة لناكـريهم . عـزيزي نحـن لسنا نبحـث عـن كـيكة ولا كـعـكة ولا بقـصم ، ولو كانت عـجـينـتـنا من هـذه الطينة ... كـنا إستـثمرناها وقـت تـوفـرها تحـت أيادينا أيام النظام السابق ولنا الكـفاءة العالية للوصول إليها إنْ كـنتَ تـدري أم لا . واليوم يحـق لنا أن نستـخـدم كـفاءتـنا في العـراق وفي ذات الوقـت نحـتـفـظ بمكانـتـنا الأستـرالية ( إسألوا أهـل العلم إنْ كـنـتـم لا تـعـلمون ) ولكـنـنا لسنا نبحـث عـنها لأنّ لنا ما يكـفـينا ، ولأنـنا تـركـناها لكم ، وإذا سألتـني عـن أمثلة لأناس يعـملون ، سأعـطيك الجـواب فـوراً .
أما مَن خـوَّلـنا في الكـتابة عـن الكـلـدان وشأنهم أقـول إنَّ كـل كـلـداني شريف مُـخـوَّل لا بل مُـطالـَـب بالكـتابة سواءاً كان يسكـن في ألقـوش أو كاني بَـلاﭬـي أو في الـﭽـبايش أو خارج الوطن الأم ، إنها غـريـزة ، إنها من الفـطـرة .
أخي العـزيـز
أهـل مكـة أدرى بشعابها ! وأنت أدرى بـبلدنا الجـريح وشعـبنا الكـلـداني المسلوبة حـقـوقه من بـين شعـبنا المسيحي والعـراقي عامة ( ولا يهـمني أن تعـترف بذلك أم تـنـكـر ) ولكـن إسمح لي أن أذكـر لك بأنّ أحـدهم من داخـل العـراق طلب مني الكـتابة في موضوع خاص فـقـلتُ له : لماذا لا تكـتب أنتَ ؟ قال : نحـن هـنا لا نمتـلك الحـرية ولا عـنـدنا الديمقـراطية التي تـتـمتـعـون بها ولا يـوجـد مَن يحـمينا إذا إنـتـقـدنا هـذا أو ذاك . إذن يا أخي نحـن نكـتب نيابة عـن الذين لا يمكـنهم الكـتابة بالإضافة إلى حـقـنا في التعـبـير عـن مشاعـرنا القـومية ، ومَن أنت كي تمنعـنا ؟ ودمت أخاً عـزيـزاً .   









 

327
مؤسسة العـراقـية تـكـرّم الأحـياء في أسـتـراليا
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
سـتـقـيم مؤسسة العـراقـية للثـقافة والإعلام في سـدني / أستـراليا مهـرجاناً للإبـداع الثـقافي وذلك في يوم الخـميس الموافـق 8 / آذار / 2012 يُـكـرّم خـلاله 21 مبدعاً بـين فـنان وكاتب وناقـد ومحـرّر ومعـلق في الشؤون السياسية والقـومية والدينية والفـلسفـية والرياضية وغـيرها . وبهـذه المناسبة نـقـول تـنشط الكائـنات الحـيّة بفعاليات متـنوّعة النـتاجات متباينة الدرجات ، والإنسان يقـف شامخاً فـوق جـميعها بإدراكه المتميِّـز وإحـساسه المرهـف وضميره الحي الذي يدفعه إلى البذل والعـطاء لبني جـنسه أو لعامة الأحـياء غـيره عـن إيمان وقـناعة ومحـبة . ومثـلما تـتـدرّج شـدة تلك النشاطات لدى الأفـراد المنتجـين فإن قِـيَـمَها تـتباين أيضاً عـند المتـلقـين وهـنا يأتي دَور المجـتمع في التـفاضل بـينها مؤدّياً دَور لجان التحـكـيم . إن الفـيلسوف يُـنـتج أدوات المحاجـجة لإستخـدامها في الحـديث حـتى الوصول إلى المنطق المقـبول مثـلما الفلاّح ينـتج الغـذاء الذي يُـحـرق لتـوليـد الطاقى اللازمة لديمومة الحـركة والحـياة ، وعـليه فـكلاهـما منتِجان يستحـقان أجـرهـما وعـلى المجـتمع أن يستـعـدَّ للثـناء عـلى كِـليهما ، إنه منطق الإستمرارية فلا حـياة بـدون أخـذ وعـطاء .
قـرأتُ عـن غانـدي حـيث قال : إذا أخـذتَ جـرعة ماء وأعـطـيتَ جـرعة ماء فإنك لم تــُـعـطِ شـيئاً ! . فالإستعـداد للإيثار والبـذل والعـطاء والتـضحـية حـتى أعـلى مستوياتها - الفـداء - موجـود عـنـد الإنسان غـريـزياً إلاّ أن ضوءه قـد يخـفـت عـنـد البعـض لسبـب ما ويتـوهّـج عـند الغـير لأسبـاب أخـرى وهـنا يـبرز - أولئك الغـَـيـر - و يَـمسوا مَـدار حـديث الناس الذين يتـمنـون أن يـزهـو المجـتمع بأمثالهم ولكـن ! وإنْ كانـت فـرصة المنافـسة متاحة للجـميع في ساحات السباق إلاّ أن المنطق يفـرض بأن يـبقى الفـوز من حـصة البعـض في أيّ مـيدان وعـنـد الوصول إلى نهاية البرامج تـُـهَـيّأ المدرّجات ليرتـقي إليها المستحـقـون فـقـط فـيُـكـرّمون بالميداليات وهم أحـياء ! ويصفـق لهم المتـفـرّجـون المبتهجـون .
أتـذكـّـر سنـوات الحـرب العـراقـية الإيـرانية حـين صدر قـرار تكـريم شهـداء الوطـن بمنحهم إمتيازات قـيِّـمة في حـسابات المجـتمع ولكـنها لا تـرتـقي ولا تـتـوازن ولا تــُعادل دماءَهم الزكـية التي سفـكـوها و روَتْ تربة الوطـن كي يـبقى مخـضـرّاً عـزيزاً للأجـيال اللاحـقة فـللضرورة أحـكام ، إنهم جادوا بأغـلى ما عـنـدهم - أنـفـسَهم - وذلك محـبة في غـيرهم وعـلينا أن نـنصفهم بضمير حـيّ ، حـقاً إنّ الشهـداء أكـرم منا جـميعاً . وهـنا لنا وقـفة ! فـفي تلك الأيام كان يُـكـرم - وهـو حيٌ - كـل مَن يُـنجـِـز عـملاً بطولياً متميِّـزاً في تلك الساحة فـيرى بأم عـينه ثمرة بطولته وتضحـيته .
ومن جانب آخـر فإن معـظم المجـتمعات تـقـيم النصب والتماثيل في الساحات أو في الأبنية الرسمية أو في المتاحـف لأشخاص عـظماء بعـد إنـتـقالهم إلى الحـياة الأبـدية وذلك إعـتـرافاً بإخـلاصهم أو إنجازاتهم ولكـنـنا نسأل ما قـيمة التـكـريم عـنـد صاحـبه المستـحِـق بعـد أن يكـون قـد ودَّع الحـياة منذ سنوات ؟ ولِـمَ لـَم يُـكافأ حـين كان حـياً ؟ نعـم ، يفـتـخـر به الأحـفاد ولكـن طالما كان له إستحـقاق فـلماذا يُـنـتـظـر حـتى وفاته كي يُـكـرم ؟ ونعـيد صياغة سؤالنا : ما هـو المانع من أن يكـرم المـبـدعـون والمخـلصون و هُـم أحـياء ؟.


328
مَن يقـبل زوعاوياً بإسم زوعا فأجـر زوعا يأخـذ
خـَـهـْـيا أومـْـثا كـَـلـْـديـثا

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي - عَـبر البحار مؤقـتاً

برأس مرفـوع نقـول لكـل قارىء عـزيز بأنـنا لسنا نجـني عـلى أحـد حـين نهـتـف ( خـَـهـْـيا أومـْـثا كـَـلـْـديـثا ) فالـﭙـولونيّـون أيضاً يعـتـزّون بأمتهم الـﭙـولونيّة والعـرب يعـتـزّون بقـوميتهم العـربـية ، وإذا كان هـتافـنا هـذا مدعاةَ جـرحٍ لبعـض الرفاق فـليكـتبوا إلينا كي نداوي جـرحهم بالبلسم الكـلداني .
إسمحـوا لي بمقـدّمة كي أوضح نظرتي إلى المعـلن والمخـفي . أتـذكـر وأنا صبيّ في كـركـوك 1957 أن مصوّراً فـوتوغـرافـياً وافـته المنيّة فـتهـيّأ المخـلصون له وشكـّـلوا لجـنة ( غـير رسمية - الدنيا كانت بخـير ) وحـدّدوا عـصر يومٍ لبـيع أجـهزته في محـله القـريب من دكان والدي فحـضرتُ متـفـرّجاً عـلى طريقة البـيع بالمزاد فـكان كـل مصوّر يرغـب بالشراء يتـقـدّم إلى داخـل المحـل ويسجـل إسمه سِـرّاً والمبلغ الذي يرتأيه لشـرائه تلك الأجهـزة ، وبـين فـتـرة وأخـرى كان مسؤول من لجـنة البـيع يعـلن للحـضور عـن أعـلى سعـر وصل إليه المزاد دون معـرفة المُـزايـد وفي النهاية رسَـتْ المزايـدة عـلى أحـدهم عـلناً . كـما لاحـظـتُ طريقة أخـرى في بـيادر ألقـوش 1960 لبـيع الغـنم بالمزاد حـيث كان كل قـصاب يهـمس عـلى إنـفـراد في أذن صاحـب الغـنم لـيُـعـلِمه بالسعـر الذي به يرغـب شراء تلك الماشية دون إعلان السعـر الأعـلى الذي يُـعـطيه القـصابون وفي النهاية تـُـباع الأغـنام لأحـدهم دون أن يعـرف الآخـرون بكـم من الدنانير بـيعـتْ . وفي بغـداد - الباب الشرقي 1970 حـضرتُ مزاداً شعـبـياً كـله نـصبٌ وإحـتيال ، وفي مزاد الصبّاغ - ساحة الأنـدلس 1980 كانوا ينصبون الفخاخ لإيقاع المُـزايـدين ذوي النيات السليمة بها ، وهـناك من التجار الغـشاشين ( يـطـَـيِّـرون العـقـل بممارساتهم الشيطانية ) أثاري الناس كـلها تـغـش وإحـنا ما نـدري !! ومن جانبي فأنا لم أتعاطَ ولا أجـيد العـمل في هـذا الحـقل المالي المنحـرف ، ولستُ مقـتـنعاً بها جـميعها لأنـني لا أرغـب العـمل في الخـفاء إلاّ أنـني حـضرتُ مزاداً عـلنياً حـكـومياً في سدني وإشتـريتُ سـيارة منه بإرادتي الحـرة وأنا مقـتـنع بالسعـر .    
وللتمهـيد لمقالنا نـقـول : حـين نكـتب فهـناك من الناس الفارغـين والمتـفـرغـين يُـشغِـلون وقـتهم في العـمل في الظلام أو في الضباب لنشر تأويلاتهم وتحـليلاتهم ودسائسهم ونميمتهم وهم لا يفـقهون ولا يتجـرّؤون عـلى المجابهة بل وبـدون ملل ينـقـلون نـفاقهم إلى مَن يعـطي لهم أذناً صاغـية متـناسين أن المسيح قال : ( ليس ما يدخـل الفـم ينجـس الإنسان بل ما يخـرج من الفـم هـذا ينجـس الإنسان . متى 15 : 11 ) .
ولـندخـل في مقدّمة الموضوع ، فحـين يطرق بابنا ساعي البريد نفـتحه له ونقـبله كموظف ذي مهـمّة معـروفة نستلم منه رسائـلنا وليس كفلاّح وواجـبنا الأدبي أن نشكـره أمّا أجـرُنا يكـون عـند ربنا بمقـدار قـبولنا له ، وإذا طرق بابنا عابر سبـيل فإنـنا نفـتحه له أيضاً لنستـفـسر منه مأربه فـنساعـده ونكون قـد قـبلناه بصفـته كسائل حاجة فـنستحـق أجـرنا بمستـوى قـبولنا له ( ولسنا بصدد مَن يوافـينا ) وإذا طرقه ضيفاً فإنـنا نستـقـبله كـضيف وكـما نـقـول بالعاميّة نضعه عـلى رأسنا وهـذا هـو قـبولنا له فـغـداً نكـون ضيوفه فـيكـرمنا وهـذا هـو أجـرُنا منه . ولا شك إذا طرق شرطيّ بابنا نـتفاجأ فـماذا عـساه أن يريد منا ؟ وفي ذات الوقـت نقـبله بإعـتباره سلطة فـنـتجاوب معه ونستحـق ثـناءه لتعاونـنا معه وهـذا هـو أجـرُنا منه . فـنحـن نـتفاعـل إزاء جميع الأمثـلة تلك بالقـبول مستحـقـين أجـرنا ولكـن لكـل مقام مقال ، فـلا يمكـن أن نقـبل مستجـدياً بصفة زعـيم ، ولا منظـف المفـروشات كـعَـدُوٍ ، ولا نقـبل مخادعاً أو مراوغاً كـملاك . إن هـذه ليست فـلسفة مبتـكـرة من عـنـدنا ولكـنـنا تعـلمناها من معـلمنا الأعـظم يسوع المسيح حـين يقـول : ( مَن يقـبل نبـياً بإسم نبيّ فأجـر نبي يأخـذ ، ومَن يقـبل باراً بإسم بار فأجـر بار يأخـذ . متى 10 : 41 ) . إنه منطق رب الأكـوان ومَن له رأي مخالف لمضمونه أو لنـصِّه فـليكـتبه عـلناً ليقـرأه الجـميع ولا يهـمس هـنا وهـناك حـين نـقـول : إن مَن يستـقـبل وفـداً من أعـضاء حـزب زوعا بإسم زوعا ، فأجـر زوعا يأخـذ ..
ولنأتي إلى جـوهـر المقال ، فحـين رفـض سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم قـبولَ زيارة وفـد من المجلس الشعبي إلى مقـر مطرانيته في ديتـرويت فإنه حـدّد موقـفه بمحـبّة أولاً ثم بعـلنية وصراحة وجـرأة ! مبـيّـناً أن ليس عـنده أيّ تعامل مع أولئك السادة وبالتالي ليس عـنده إستـعـداد لإستـقبالهم كأعـضاء في حـزبهم وهم ناكـري قـوميته بلسانهم عـلناً وبكـتاباتهم آيديولوجـياً ، وفي الوقـت نـفـسه وإنطلاقاً من موقعه كأسقـف مبتعِـداً عـن أية ضغـينة شخـصية ومتجـنباً المذهـبـية والقـومية قـدّم شهادة حـية عـلى محـبته المسيحـية لهم حـين قال إنّ أبواب المطرانية مفـتوحة للجـميع وقـبـِلـَهم كـضيوف عـنده بمرافـقة آخـرين غـيرهم . إذن المطران مار إبراهـيم إبراهـيم إستـقـبل رجالاً ضيوفاً فأكـرمهم وكان الشكـرُ أجـرَه ، ولا شك إذا زارهم غـداً فإنهم سيستـقـبلونه ضيفاً كأسقـف أيضاً وليس كـوزير أو قائـد سياسي .
وهـنا تـذكـّـرتً بعـضاً من أوضاع العـراق أيام النظام الماضي حـين كان المسؤول يتـخـذ قـراراً ليس قـرارُه . فـكـنا نـقـدّم طلباً مباشراً إلى الوزيـر ويتأخـر الردّ عـليه ثم نراجعه مباشرة مرة ثانية ، عـنـدئـذ كان جـواب الوزيـر المسكـين : لقـد رُفِـعَ طـلبكم إلى جهات عـليا !! فـكـنا نعـلـّـق فـيما بـينـنا ونـقـول (( يا با ، أنتَ العالي ، من هم أولئـك الجهات العـليا ؟ )) وفي الحـقـيقة لم نكـن نستبعـد أن السيد الوزيـر العالي هـذا ربما يرفع تلك الطلبات إلى سكـرتيرته أو إلى موظف في مكـتبه ولكـنه أعـلى درجة حـزبـية منه ( صُـدُﮒ يـﮔـولون إنّ للضرورة أحـكام ، ولكـن حَـﭽـي بـيناتـنا ، إحـنا ياهـو مالـتـنا بالإنـﮔـليز ؟ ) .


329
الخـليط الهـجـيـني لا يُـحـسَبُ مع الأصيل الكـلداني
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي - سـدني 
حـين وعـينا إلى الحـياة كــُـنا نسمع في بـيئـتـنا الشعـبـية بـ ( فـرس كـحـيل ) ولما كـبـرنا عـلِمنا أنها ( الفـرس الأصيل ) تــُـذكــَـر في المدوّنات ، لها حـضورها الميداني في المناسبات ، مكانـتها عـنـد مالكـيها كِـبار القـوم راقـية ، و رُقِـيُّـها في قـلوب محـبّـيها باقـية ، وتبقى نـظـيفة في حـظائرها وبعـناية مربّـيها ، تـتـمـيَّـز بأناقـتها ورشاقـتها وسرعـتها فـيُـتـباهى بها في الإستعـراضات والمسابقات ، أما الهـجـينة منها فإنها رخـيصة مألوفة في حـقـول التحـميل والنـقـل والخـدمات ، وهـذه المقـدّمة يعـرفها الجـميع فهي إشارة إلى ما بـين الأصالة والهجـين من فـروقات .   
نـضطـر أحـياناً ومؤقـتاً إلى محاكاة طـروحات إخـوتـنا الآثوريّـين وقـوالبهم الفـكـرية المغـلقة ونحـن نرفـض في دواخـلنا صيغة المحاكاة تلك لا بل نرفـض نمط ذلك التـفـكـير من جـذوره ، ولكـنـنا مُـجـبَـرون ! ليس إلاّ لتـنـبـيههم عـلى أخـطائهم عـسى أن يشعـروا بما يجـعـلونـنا نشعـر به . فـقـبل أيام إستـوقـفـتـني سيدة بعـد أن عـرفـتـني من صورتي وقالت لي : ألست أنت الذي تكـتب في الصحـف والإنـتـرنيت ؟ قـلت : بلى ، قالت أراك متـشـدّداً في كـتاباتك ! سألتها : هـل أنتِ زوعاوية ؟ قـالت نعـم ، قـلتُ : إذن أذكــِّـرك بقـول المسيح ( بالكـيل الذي تـكـيلون يُـكال لكم ) وأذكـري كلامي أمام رفاقـكِ أثـناء إجـتماعاتكم - هـل محـروم عـلينا ما هـو مـباح لكم ؟ أم أنّ كـل شيء حلال لكم وعـلينا حـرام ؟
وفي الحـقـيقة كـم كـرّرنا لهم قـولاً آخـراً للرب يسوع ( مَن ينـكـرني أمام هـؤلاء الناس أنـكـره أمام أبي الذي في السماوات ) إلاّ أنـنا ومن بعـد أن إخـتـبرناهم مع الإعـتـزاز بهم يتضح لنا أن قـول الشاعـر عـمرو بن معـدي كرب بن ربـيعة الزبـيدي 525 ـ 642 م ينطـبق عـليهم حـين قال : 
 ولو نار نـفخـْـتَ بها أضاءَتْ         ولـكـنْ أنتَ تـنـفخ في رماد
فـلم يعُـد أمامنا سـوى الإعـتـزاز بأصالتـنا وإستـقلاليتـنا عـن طـريق إبـراز إسمنا والحـفاظ عـلى هـويتـنا وصيانة تأريخـنا والتـصدّي لمَن يحاول النيل من كـرامتـنا الكـلدانية وهـذا هـو الهـدف الرئيس لتـنـظيماتـنا الأصيلة التي لم تهـتـز أمام رياح الدولارات ومجانية السـفـرات مدفـوعة الدولارات ، ولم تـسجـد رُكــَـبـُـها أمام السيد الآغا وفِـرَقه النشيطات .    نعـم ، لم تكـن لدينا حاجة إلى مؤسّـسات سياسية أو مدنية كـلدانية لحـماية كـيانـنا أمام الغـرباء ! لأن الكـنيسة وعَـبر الزمن كانت كافـية ووافـية وأوصلتـنا إلى شاطىء الأمان مستـمتعـين بالحـرية ، وحـينها كان إخـوانـنا يتهـمونـنا بتراجع مشاعـرنا القـومية الكـلدانية ، ولكـن لمّا تأكـدنا من قـول الرب يسوع من أن عـدوّ الإنسان أهـل بـيته !! فالمعادلة عـنـدئـذ إخـتـلـّـتْ وتوازنها فـقـدَتْ ، وصار لـزامٌ عـلينا أن نـعـيد النـظر في تـفاعـل موادّها وتـوازن طـرَفـَـيها فـكانت لنا أحـزابنا وتـنـظـيماتـنا الكـلدانية الصرفة ، وهـنا إقـشـعـرَّ الغـير - وصار عـنـدهم إسهال في البـطـن - فـباتـوا يصـفـونـنا بالعـدائية للوحـدة الواحـدية وبالخـروجـية عـن القـطار المتوجّه إلى المجهـول مع عـرباته القـطارية ، فأصبحـنا في حـيرة من أمـرنا ، ولا نـدري ما الذي يُـرضي خـلانـنا : هـل نلغي تـنـظيماتـنا ونرجع كـل أنـشطـتـنا إلى مذهـبـيّة نسطـوريتـنا وخـتمها ( محـيلا شمعـون ﭙاطـريَـرك د كـلدايـيه ) ومن خلالها نبقى معـتـزّين بالكـلدانية قـوميتـنا ، أم نـتـمسّك بكاثوليكـيتـنا وأصالة دساتير مؤسّـساتـنا الكـلدانية كي يُـقال لنا أنـنا ذوو مشاعـر إنـفـصالية ؟ إسعـفـونا بإجابتكم يا خلانـنا .... وما عـدنا غـيركم صَـدّﮔـونا .
ومن بـين تـنـظيماتـنا الكـلدانية الأصيلة التي لم تـقـبل الـتـرنح أمام إيماءات الدولارات في بحـر أمواجه مياه دَوّارات ، الإتحاد العالمي للكـتاب والأدباء الكـلدان تـنـظيماً مدنياً فـتياً صامـداً معـتـزاً بأصالة تسميته الكـلدانية لا هـجـينية ولا دولاراتية ، إنـتمى أعـضاؤه إليه كـبذور جـيدة ولكـن لما نـَـمَـتْ بان الزؤان !! وهـنا قال المسيح ( لئلاّ تـقـلعـوا الحـنطة مع الزؤان ، دعـوهـما ينميان كلاهـما معاً إلى الحـصاد ... متى 13 : 29 ) لأن إنساناً عـدوّاً زرعه بـينهم خـلسة ولما نـضج إفـتـضح أمره وخـرج عـن أصالة رتله وباع سيده وإستـلم ثلاثين من معادن فـضته فـأسس جـماعة جـديدة إرتـدَتْ عـباءة الكـلدان تحـت إسم ( إتحاد الكـُـتاب والإعلاميّـين الكـلـدان ) ولكـنها ركـبتْ القـطار ثلاثي العـربات مجـهـول التـوجُّهات ، فـليس الغـدر من شيمة الأيام والساعات بل الغـدر يأتيك ممن في أصلابهم بذور الغـدر والخـيانات . ومع ذلك نـقـول الحـمد لله الذي شـرّفـنا بمعـرفة المندسّـين بـينـنا وإفـتـضاح تـطـلعاتهم المدفـونة فـتسهـل عـملية فـرزِهم من بـين صفـوفـنا .
 
   

330
الكـلدانـيّـون الـكـلدان لا يتـشـرّفـون بناكـري الكـلدان - 5
خـَـهـْـيا أومـْـثا كـَـلـْـديـثا - خاهـي بَـبَـواثا كـلدايـيه
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي - سـدني
إنّ ما يشجِّـعـنا عـلى الكـتابة إلى القادة الروحـيّـين الأجلاّء هـو الرب يسوع حـين دخـل بـيت الفـرّيسي وقال لسمعان : (إني دخـلتُ بـيتك وماءاً لأجـل رجـلي لم تـعـطِ .... لوقا 7 : 44 ) فلا محاباة عـنـد الله ، و ( قال يسوع لماذا تدعـوني صالحاً ، ليس أحـد صالحاً إلاّ واحـد وهـو الله . متى 19 : 17 ) فالبزّة العـسكـرية لا تـزكـّي مرتـديها ، و ( مار ﭙـولس الصغـير يوبّخ علانية مار ﭙَـطـرس وكـيل المسيح لأنه كان مَلوماً . غـلاطية 2 : 11 ) ليس الرياء جـديراً بالمؤمن . ومَن له ردّ عـلى هـذه الأقـوال أو عـلى المقال فـليتحِـفـنا به ولا يستهلك وقـتاً في النفاق الطفـولي الصبـياني عـنـد مَن يستـقـبل المنافـقـين ويعـطي لهم أذناً سامعة .  
إنها ساعة لمّ الشمل في ساحة العـمل ، إنها الكـنيسة والشعـب لا يفـتـرقان بل إن مصير أيّ منهما مرتبط بالآخـر فالكـنيسة بدون الشعـب لا تعـني سوى أوراقاً عـلى مقاعـد و صمت يـرِنُّ فـيرتـدُّ صداه من الجـدران سـكـوتاً ويُـتـرك المسيح مصلوباً فـوق الجـلجـلة والتلاميذ (وأوّلهم مار ﭙَـطـرس (هاربون عـدا الحـبـيـب ، وبجانب ذلك فالشعـب بدون مؤسسة إرشادية روحـية يـبقى كـقـطيع تائه بـين الوديان بلا راعي ، وهـنا يجـدر التـنبـيه إلى دَور الراعي في قـول الرب : ( مكـتوب أني أضرب الراعي فـتـتبـدّد خِـراف الرعـيّة . متى 26 : 31 ) . إنّ المؤمنين إعـتادوا بفـطـرتهم القِـديمة عـلى أن يسمعـوا الكـنيسة حـين تـقـول ، واليوم وبعـد أنْ تـطـوّرت الحـياة وإزداد وعي الشعـب بثـقافـته صار له قـوله أيضاً والكـنيسة تواكـب العـصر الحـديث وتـدرك التغـيّرات الإجـتـماعـية ومطلوب منها أن تلفـتُ نـظرها إلى الشعـب لتــَسمَع صوته ! وإلاّ يصبح وجـودُه في الكـنيسة كالأصنام صمّاء بكـماء عـمياء لا تفـقه ؟ فلا نـريد من آبائـنا الكـرام أن يكـونوا مثل كاهـنـنا الأسترالي ( قـبل الأبرشية ) حـين قال لأحـدهم يوماً : عـليك أن تـُـنـَـفـذ فـقـط وليس عـليك أن تـفـكــِّـر !! وهـذا أشبِّـهه بالقـول :  يا أيها الناس لا تسألوا عـن أشياء إن تـبـدُ لكم تسِئكم .
أيها الأحـباء أساقـفـتـنا الأجلاء
قال الرب : ( فـكل مَن أعـطيَ كـثيراً يُـطلب منه كـثير ومَن يودعـونه كـثيراً يطالبونه بأكـثر .  لوقا 12 : 48 ) ، ( الراعي الصالح يـبذل نـفـسه عـن الخـراف . يوحـنا 10 : 11 ) . لقـد ترجـم بعـضكم قـول الرب إلى عـمل في حـياته من موقـعه كـقائـد ، وما وقـفة سيادة المطران شليمون وردوني في القـبول بالتضحـية بنـفـسه بديلاً عـن الشهـيد المرحـوم المطران فـرج رحّـو إلاّ دليلاً ومثالاً عـلى ذلك ، كـما لا نـنسى أحـداث زاخـو ودهـوك المؤلمة في يوم 2 كانون الأول 2011 فـكانت وقـفة الأب ﭙـولص حـنا الهـوزي بغـيرته الكـهـنوتية وإقـدامه الشجاع وتوجـيهات الأب جـوني داود المدبِّـر الـﭙاطريركي لمطرانية زاخـو ونوهـدرا - سابقاً ) في التصدي لها خـير ترجـمة عـملية لحـماية وصيانة الأمانة الملقاة عـلى عاتـقهم جـميعاً إنهم رجال سيشهـد لهم التأريخ .  
إسمحـوا لنا أن نقـول لا بد للبعـض أن شاهـدَ مدناً فـيها أماكن للراحة وقـضاء الوقـت ذات طابع سياحي مغـلقة وداخـلها مكـيّـف بدرجة حـرارة منخـفـضة جـداً ، مقاعـدها ومناضدها منحـوتة من الجـليـد ، أسِّـسَتْ لإثارة الدهـشة والإستغـراب منها والمتعة والإعـجاب بها ، يُـطلب من روّادها إرتـداء معاطف عازلة طيلة فـترة بقائهم في داخـلها ، من جانب آخـر أتـذكـر ونحـن صبـياناً حـين كان الثـلج يتساقـط عـلى بلداتـنا الشمالية نـصعـد فـوق السطوح لنجـمعه ونعـمل منه كـرات نـتـقاذف بها عـلى أصدقائـنا من المارة والجـيران فـنحـوّل الصقـيع إلى ودّ ومرح يـقـوّي الأواصر بـينـنا ويـوَلـّـد حـرارة فـتـدفـئنا ! والشباب ينـطـلقـون إلى البـيادر ليَـبـنوا منه أشكالاً مجـسمة جـميلة ، طيّـب واليوم لم يعـد خافـياً أو مخـفـياً أن في أروقة ﭙاطريركـية بابل عـلى الكـلدان جـدراناً ثـلجـية قائمة لها أسبابها التي لسنا بصددها الآن ، إنها ليست طبقات عازلة بالضرورة ! لا بل عـنـد الأزمات يضمحـل الشعـور بوجـودها وبرودتها . إنّ الحـواجـز تـُـرفع ( وإنْ مؤقـتاً ) لتحـل محـلها الهـمّة للعـمل الطارىء ! وكم منا صادف وإخـتبر ذلك في حـياته . نعـم إن شعـبنا الكـلداني اليوم يمر في مرحـلة قـلقة وقـد تصبح حـرجة يوماً وعـنـدئـذٍ لن تـنـفع مُضادّات الحـياة ولا أكـياس الماء الساخـنة . كـلنا نعـلم وأكـّـدها سيادة المطران إبراهيم إبراهيم الموقـر في لقائه مع إذاعة صوت الكـلدان أنـنا أخـطأنا كـشعـب حـين تجـنـَّـبنا السياسةَ في تأريخ العـراق الحـديث ، وفي الحـقـيقة لم نكـن بحاجة إليها لأن قـياداتـنا الكـنسـية الحـكـيمة في حـينها كانـت تـتـولى مسؤولية إرتباطـنا مع السلطات فـجـنـَّـبَـتـنا المآزق وأوصلتـنا إلى شاطىء الأمان ، ومع ذلك فـفي الآونة الأخـيرة ( ومع رأي سيادة المطران ) لسنا متأخـرين عـن الزمن فـقـد إستـطعـنا اليوم  مواكـبة التـطـوّرات السياسية عـلى الساحة العـراقـية وطـنـنا الأم وصِرنا نعـمل بما هـو متاح ومتوفـر بأمان وبدون تـطـرّف ولا إستـفـزاز تاركـين الطموحات الخـيالية لأجـيالنا القادمة . ولا شك اليوم أيضاً بأن قادة قـومنا هم أنـتم قادتـنا الروحـيّـين ( لا سياسياً ولا حـزبـياً ) وإنما قـومياً لأنـنا قـومٌ كـلـدانيٌّ مؤمن ينتمي إلى الكـنيسة الكاثـوليكـية للشعـب الكـلداني فآباؤنا الكـنسيّـون هم واجهـتـنا أمام السلطات الزمنية عَـبر كـل الأزمنة وعـنـد مخـتـلف الأنظـمة التي عـرفـتـنا وتعـرفـنا اليوم جـيداً وتشهـد لوفائـنا وإخلاصنا للوطن وأنـنا كـكـلدانيّـين لم نـثــُـر يوماً ، ثم لم ولن نـؤسّـس ميليشيات ضـد أية حـكـومة وطـنية عـلى الإطلاق . نعـم نحـن نعـرف سيادتكم أنكم مشغـولون بأمور أبرشيتكم الخاصة والعامة ولكن أحـداث الساعة تـقـتـضي منكم أن تـتركـوا النسيج الذي بأيديكم ( ﮔــَـردا - بالعامية الكـلدانية ) لتـنهـضوا بمستـوى متـطلبات حالة الطوارىء اليوم ، تلك التي أحـسَـسْـنا بها نحـن الكـتبة العَـلمانيّـون فـتـفاعـلنا مع الأحـداث في كـتاباتـنا وطلبنا منكم وناشدناكم مُـذكــِّرين إياكم بالفخاخ المنصوبة لإيقاعـنا فـيها وإلى المطـبّات الهادفة إلى زعـزعـتـنا والخـطط الرامية إلى تهميشنا ولكـن لم نلقَ منكم آذاناً صاغـية لـندائـنا حـتى طفح الكـيل بلمس أيديكم وأمام أنظاركم فجاء بـيان غـبطة الـﭙاطريرك مفاجأة ليـبعـث فـينا نشوة وأملاً ويُـزيدنا هـمّة وحـماساً كما تـقـرؤون بأنـفـسكم ، وفي ذات الوقـت كان برقاً ورعـداً عـلى الآخـرين في الضفة الأخـرى فـصُعِـقوا وإخـتـل توازنهم .  
ولا شك بأنكم أصحاب السيادة مطارنـتـنا الكـرماء تعـيشون الواقعات وتلاحـظـون الطارئات فـنـتـتظر منكم ردود أفعال حـكـيمات إلاّ السكـوت أمام النائبات ! فأين أنـتم من بـيان غـبطة الـﭙاطريرك الذي جاء ردّاً عـلى ظـواهـرَ متردّيات تخـصنا نحـن شعـبكم الكـلدانيّون والكـلدانيات ؟ نعـم ، إن أبرشية مشيـﮔان عَـبَّـرتْ بـبـيان وأبرشية كاليفـورنيا غـنية عـن البـيان وأبرشيات أساقـفـتـنا الشباب غـير كاف بـيانهم المكـتوب في قـلوبهم لأنه أضعـف الإيمان مثل أبرشيّـتا إيران ! ولكـن أين : أبرشية كـندا ، أبرشية أستراليا ونيوزيلانـدا ، أبرشية العـمادية ، أبرشية حـلب ، أبرشية بـيروت ، أبرشية كـركـوك ، أبرشية ألقـوش ، المدبّـرون الـﭙاطريركـيّـون الكـثيرون ؟ نحـن بإنـتـظاركم .




331
الكـلدانـيّـون الـكـلدان لا يتـشـرّفـون بناكـري الكـلدان -  (4)
خاهِ عَـمّا كـلـدايا - صوت الكـلدان يصدح في إذاعة صوت الكـلدان
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي - سـدني
نبـذة عـن إذاعة صوت الكـلدان :
تأسست إذاعة صوت الكـلدان سنة 1980 من قِـبل نخـبة شبابـية كـلدانية واعِـدة ( نادي الشبـيـبة الكلداني الأميركي ) حـيث بَـدأتْ حـينذاك بمعـدّل ساعة واحـدة في الأسبوع وتـطـوّرتْ حـتى أصبحـتْ اليوم تبث ( خـمس ساعات بكـلفة ما يزيد عـلى 1500 دولار في كل يوم سبت ) خـدمة لجاليتـنا الكـلدانية في ولاية مشيـﮔان الأميـركـية وكل الكـلدان في العالم ، وهي ملتـزمة وهادفة بـبرامجها الدينية والإجـتماعـية والثـقافـية والفـكـرية والقـومية وهكـذا السياسية أيضاً والأدبية والفـنية مع الفـقـرات الترفـيهـية بالإضافة إلى نشاطات خاصة كـتـقـديم المحاضرات والمهرجانات القـومية الكـلدانية ( عاصرتا كـلديثا ) التي فـيها يقـدَّم كل ما هـو جـديد في الساحة الغـنائية والموسيقى والأزياء التراثية والدبكات الشعـبـية مع الشـعـر والمسرح وكـل ذلك بلغـتـنا الكـلدانية الجـميلة .
كما تـنـشر ( إذاعة صوت الكـلـدان ) أخـبار شعـبنا الكـلداني المنـتـشر في بقاع العالم فـتـتواصل مع الجـميع وتربطهم بتأريخهم وحـضارتهم ووطـنهم الأم العـراق ، وفي ذات الوقـت تـتـصدى وتدافع بقـوة لكل مَن يحاول النيل من خـصوصيتـنا التأريخـية القـومية من خلال تعـريَـتهم وفـضح أساليـبهم بصورة مباشرة .
الإذاعة مؤازَرة ومدعـومة من قِـبل الجالية بكل مؤسساتها الدينية والعـلمانية  ونخـص بالذكـر الدعـم المتـواصل واللامحـدود من مطرانية الكـلدان وعـلى رأسها سيادة المطران إبراهيم إبراهيم راعي أبرشية مار توما الرسول الكـلدانية في أميركا . ويعـمل في الإذاعة متـطـوعـون منـذ أكـثر من 32 عاماً بـدون كـلل أو ملل بل بفـرح وعـزيمة مستمرّين و يحـظون بتـقـدير وإحـترام وإعـتـزاز أبناء الجالية وهـذا بحـدّ ذاته فـخـر للكادر العامل في الإذاعة .
الكثيرون يشيرون إلى مستوى الإذاعة الرفـيع في تهـيئة وتـقـديم البرامج ، ونشاط كادرها في الجانب الإنساني وبدعـم من المطـرانية الموقـرة بإستمرار وبسخاء وبمشاركة مؤازرينا ومحـبَـينا حـيث تــُـجـمَع المساعـدات وتـقـدّم لأبناء شعـبنا في داخـل العـراق وخارجه ، فـقـد كانوا أول وفـد ذهـب إلى العـراق بعـد سقـوط النظام عام 2003 مع سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم حاملين مساعـدات وُزعَـتْ في البصرة وبغـداد والموصل و قـرانا الكـثيرة في شمالنا الحـبـيـب . وهـكـذا في عام 2010 قام كادر الإذاعة مع قـيادة المنبر الديمقـراطي الكـلداني الموحَّـد وبرئاسة سيادة المطـران إبراهيم إبراهيم بالتوجُّه إلى لبنان وسوريا والأردن لتـفـقـد أبناء شعـبنا وتـقـديم العـون لهم ، لذلك فـصوت الكـلدان سيبقى يصدح وبقـوة وسيستمر لأنه صوت شـعـب أصيل . وبالمناسبة فإن أعـداداً كـثيرة من المتحـمّسين الكـلدان عـملوا في الإذاعة عـلى مدى أكـثر من ثلاثة عـقـود بتـفانٍ وإخلاص وسيـبقى المجـتمع الكـلداني في أميركا والعالم يذكـرونهم بفـخـر متمنين لهم كـل الخـير والتوفـيق في الحـياة ، ومِـمَّـن لي عِـلم بأسمائهم كـل من الإخـوة والأخـوات : شوقي قـونجا - ضياء بـبي - إنـتصار يونو - ماهـر كانونا - وسن وارتان - جـنان سناوي - فـوزي دلي ، ومن المتابعـين الرئيـسيّـين بالإخـراج والأنشطة الأخـرى الأخ ساهـر يـلـدو ، والأب مانوئيل بوجي مسؤول البرامج الدينية ، وهـناك العـديد من مُـعِـدّي ومقـدّمي البرامج سبق وأن خـدموا في هـذا المنبر القـومي والديني عـلى مر السنين من حـياة الإذاعة ، فألف تهنـئة للجـميع .  
وفي يوم السبت الموافـق 14 / 1 / 2012 كان صوت الأخ شوقي جـهـوريٌّ في إذاعة صوت الكـلدان بلهـجـته الكـلدانية الدارجة المتـسمة بالهـدوء وفي غاية الوضوح والتأني وهـو في مقابلة مع سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم يحاوره حـول أمور الساعة فـيما يخـص أبناء شعـبنا الكـلداني في داخـل وخارج الوطن الأم ، أما من جانبه فـقـد بـدا سيادته في إجاباته في منـتهى الشفافـية والصراحة والثـقة بالنـفس (وكأني به واثق الخـطـوة يمشي مَـلـَـكاً ) ورغـم إقـتـرابه من عُـمر التـقاعـد المعـمول به في كـنيستـنا الكاثوليكـية إلاّ أن سيادته لا يزال يتمتع بعـنـفـوان الكـهـولة إنها نعـمة من الرب . ومن ضمن ما أجاب سيادته قال :
(( الكـنيسة لا تـتدخل في السياسة ولكـنها لا تمتـنع أن يكون لها دور تـوجـيهي إنساني قـومي إجـتماعي وتـقـديم المشورة . إنّ شعـبنا الكـلداني لم يكن من هـواة السياسة والآن شعـرنا بأنّ ذلك كان خـطأً . وبعـد التغـيـيرات التي طرأتْ عـلى الساحة العـراقـية فإن كل قـومية تأخذ حـقها لأنه وطن الجميع وليس وطـن الأكـثرية أو الأقـلية . ونحـن كـلدان موجـودون عـلى هـذه الأرض قـبل مجيء المسلمين والعـرب إليها والمسؤولون اليوم يعـترفـون بأصالة الكـلدان . فـمهمتـنا أن نشجع بعـض العـلمانيّـين عـلى الإنخـراط في هـذا الحـقـل السياسي للدفاع عـن حـقـوق شعـبنا ونكون مواطنين من الدرجة الأولى وليس من حـق الأكـثـرية هـضم حـقـوق الأقـلية . فالهنود الحـمر لهم إمتيازاتهم وهم أقـلية فكان يفـترض بالأمريكان أن يعـلـّموا العـراقـيـين بأن هـذا الشعـب الكـلداني هـو الأصيل وله حـقوقه .
ليس من حـق أحـد أن يقـول أن هـذا الشخـص أو ذاك هـو من هـذه الأمة ! فـمَن الذي أعـطى مار دنخا تخـويلاً ليقـول أنـنا كـلنا تحـت إسم أمته الآشورية ؟؟ إنه قالها كي يُـفـرح جـماعـته وهـذا هـو التدخـل الخاطىء في السياسة . في سنهادوس شقـلاوة قـلنا في بـيان أنـنا قـومية كـلدانية وسنبقى كـذلك .
إن موضوع المحافـظة المسيحـية خـطأ ، ولكـن إذا كان مسيحـيّـو العـراق يريدونها ويخـتارونها فـلتـكـن مباركة لهم ولكن هـذا الموضوع فـيه محاذير ونحـن لا نقـبل أن يدرج إسمنا فيه .
لم أوافـق عـلى إستـقـبال وفـد ( من ثلاثة أشخاص لوحـدهم ) كـتـنـظيم تابع للمجـلس الشعـبي ، ولكـني قـلتُ : إذا يأتون مع أشخاص آخـرين كـضيوف فإن باب المطرانية مفـتـوح للجـميع ، وهـكـذا فـقـد إستـقـبلتهم كأشخاص زوّار ومعهم تسعة أخـرون .
منظمة كاسكا : هـذه المنظمة تأسّـسَـتْ للبناء ولجـمع الشعـبَـين الكـلداني والآشوري وهـو هـدف جـيد أما إذا أصبح هـدفه اليوم محـو إسمنا القـومي فهذا لن نقـبله .
ملاحـظة إلى مَن يعـمل في الإتحاد الكـلداني في أميركا : لا يحق لهم التكـلم بإسمين مخـتـلفـين !! فـعـندما يجـتمعـون في الإتحاد الكـلداني يتـكـلمون بإسم الإتحاد الكـلداني ، ولكـن الأعـضاء أنـفـسهم إذا إجـتـمعـوا مع تـنظـيم آخـر فلا يحـق لهم التـكلم بإسم الإتحاد الكـلداني بل بإسمهم الشخـصي )) . إنـتهى
وبعـد ذلك صدر بـيان من أبرشية مار توما الرسول في مشيـﮔان بتأريخ 23 / 1 / 2012 هـذا نـصّه :

نقـلت الينا أخـبار العـراق عـن تعـيـين السيد رعـد جليل كـﭽـه ﭽـي رئيساً لديوان الأوقاف المسيحي والأقـليات الدينية الأخـرى من اليزيديـين والصابئة المندائيـين وهو عـضو الحركة الأشورية حـزبـياً والكـلداني قـومياً . إننا ندعـم موقـف الـﭙاطريركـية الكـلدانية ببيانها بهذا الخـصوص ونؤيد كل خـطواتها في التصدي لهذا التعـيـين وفي قـرارها في مقاطعة ديوان الوقـف المسيحي والأقـليات الدينية الأخـرى من اليزيديـين والصابئة المندائيـين طالما يرأسه شخـص حـزبي يعـمل أولاً وأخـيراً لمصلحة حـزبه (الحركة الديمقراطية الأشورية) عـلى حساب مصلحة مسيحـيي العـراق وبقـية الأقـليات الدينية .
إننا نناشد ديوان رئيس الوزراء أن يعـيد النظر في قـرار تعـيـين السيد رعـد جـليل كـﭽـه ﭽـي لأنه لم ينل موافـقة المرجعـية الدينية التي أجـمعـتْ عـلى ترشيح السيد رعـد عـمانوئيل الشماع لهذا المنصب وكان يشغـله لفـترة سنة تقريبا وعـمل بكل تفان وإخلاص لكل المسيحـيـين والأقـليات الدينية في العـراق، لكن مع الأسف أن السيد يونادم كـنا العـضو في ﭙَـرلمان العـراق عـن قائمة الحركة الديمقراطية الأشورية عـمل بكل الطرق من أجـل الحـصول عـلى تعـيـين السيد رعـد جليل كـﭽـه ﭽـي عـضو الحركة الأشورية ، ومع الأسف الشديد جاء التعـيـين بهذا الصدد مفاجـئاً لمجلس رؤساء الطوائف المسيحـية ، لذا نحـن بدورنا نشجـب وبكل حزم هذا التعـيـين ونؤكـد وقـوفـنا وتأيـيدنا لمواقف الـﭙاطريركـية الكـلدانية لأنها هي الممثلة الوحـيدة لشعـبنا الكـلداني الذي يشكل 80 % من عـدد نفوس المسيحـيـين في العـراق ، نصلي لكي تعـود الأمور الى مجـراها الطبـيعي ويحـقـق السلام والأمن لكل العـراقـيـين .

المطران إبراهيم إبراهيم
مطران أبرشية مار توما الرسول في أميركا
تـنـويه للقـرّاء الأعـزاء : نـظراً لطول المقال ستـكـون تكملته في الحـلقة 5 المقـبلة .






332
الكـلدانـيّـون الـكـلدان لا يتـشـرّفـون بناكـري الكـلدان
(2)
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي - سـدني
خـَـهْـيا أومـثا كــَـلـديثا
(( وَلَكِـنْ مَنْ يُـنْـكـِرُنِي قُـدَّامَ النَّاسِ أُنْكِـرُهُ أَنَا أَيْضاً قُـدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّـمَاوَاتِ )) إنجـيل متى 10: 33
جاءتْ إفـتـتاحـية العـدد السابع من صحـيفة (عـمّا كـلدايا) الغـراء الصادرة في سدني لشهـر آيار 2001  بعـنوان (الكـلدان أصالة وإيمان) ردّاً عـلى كاهـن في ملبورن كان قـد دُعيَ إلى حـضور إحـتـفال أكـيتو - رأس السنة البابلية ، فـرفـض قائـلاً أن هـذه الإحـتـفالات ذات ماضٍ وثـني ، فأردنا بإفـتـتاحـيتـنا تلك أن نقـول له ولغـيره أن الكـلدان في قـديم الزمان كانـوا وثـنيّـين شأنهم شأن شعـوب الشرق والغـرب وبضمنهم العـرب ، ولكـنـنا إعـتـنـقـنا المسيحـية منـذ إنـطلاقة أشـعـتها المنيرة والمُـحـْـيــِـيَة إلى الشـعـوب وإرتـقـينا بمسيحـيّـتـنا إيماناً فـوق كـل إعـتـبار ولا شـك في ذلك ، وبعـد إعـتـناقـنا هـذا الإيمان الحي بقي إسمنا القـومي الكـلداني فـخـرٌ لنا ويُـذكـَـرُ في صلواتـنا الرسمية منـذ القـرن الرابع ( حُـذرا - رمشا يوم الجـمعة ) وحـتى هـذه الساعة معـتـزّين به أيّما إعـتـزاز ! ومَن له رأيٌ مخالف فـلـيذكـره لنا في مقال .
بتأريخ 5/5/2006 إلتـقـينا أسقـفاً ورعاً موقـراً زائراً سـدني وقال لنا إن الكـلدانيّـين مهـتـمون بـبـيتهم وبلدتهم أكـثر من أن تـثيرهم قـوميتهم ! فـقـلتُ له : نعـم هـذا صحـيح فالكـنيسة ومنذ أكـثر من 500 سنة وجَّـهَـتــْـنا ورسَّـخـتْ فـينا الإيمان وبذلك تـخـرّج منها فـطاحـل في الترجـمة والتأليف والموسيقى والفلسفة واللاهـوت والألحان والمناظرات والتـفاسير فـصار ذلك عـلى حـساب إهـتمامنا القـومي ، إن مشاعـرنا لم تـُـمحَ ولم تـذُبْ وإنما صارت مطـمورة بسبـب إنـشغالنا بالنشاطات التي ذكـرتــُـها ولكـن حـين تـدعـو الحاجة إلى نشاط خاص أو رد فـعـل معـيَّـن يرتبط بالقـومية فإن الكـنيسة تـؤدي واجـبها بحـكـمة دون تـهـوّر والكـلدان المؤمنون ايضاً يؤدّون دَورَهـم بفاعـلية ، والأمثلة كـثيرة ، أما غـيرنا فـكان لهم نمط آخـر من التـخـطـيط لحـياتهم فإسـتــُـثير ونمى عـنـدهم الشعـور القـومي ولكـنهم تخـلـّـفـوا عـن النشاطات الفـكـرية وهـذا الفـرق جـليٌّ اليوم . 
لقـد كان بـيان غـبطة ﭙاطريركـنا مار عـمانوئيل الثالث دلـّي في 15 كانون الثاني 2012 صرخة مدوية حـين أعـطـتْ زخـماً للكـلدانيّـين الكـلدان وألهـبتْ مشاعـرهم المستـنهـضة أصلاً ، وإسـتـطاع أن يفـرز بـين مَن يـدّعي بالكـلدانية أفـراداً وتـنـظيمات وقادة روحـيّـين دعاية للإسـتهلاك المحـلـّي وتـظاهـراً أمام الناس (( أعـداء الإنسان أهـل بـيته )) متى 10 : 36 حـين لم يُـبـدِ أيّ تعاطف أو تفاعـل أو حـتى وجهة نـظر بشأن البـيان ، وبـين مَن هـو صادق في كلامه فـعَـبَّـرَ عـن مشاعـره بأمانة في مقالته أو مقابلته . لقـد تبـيَّـن وظهر أمام الملأ مَن هـو زائف في إجـتماعاته وإدّعاءاته القـومية وتظاهـره بالكـلدانية التابعة (( فكـلُّ ما تريدون أن يفعـل الناس بكم إفعـلوا هـكذا أنتم أيضاً بهم )) متى 7 : 12 حـين بات واضحاً أنّ للمنافع الشخـصية مكاناً في مساحاته الفـكـرية ولا عـلاقة له بالمشاعـر القـومية . لقـد عَـبَّـرَتْ الكـنيسة في بـيانها عـمّا كان يجـول في خـواطر المؤمنين الكـلدانيّـين الكـلدان ويخـتـلج في صدورهم من مشاعـر الإحـباط من السكـوت أمام مَن إمـتـطى الموجة الطارئة في العـراق وقـدّم نـفـسه بدون إستحـقاق ممثلاً للمسيحـيّـين في صالة الـﭙَـرلمان بنيّات غـير سـليمة مستـهـدفاً تهـميش الكـلدان لغـرض إبعادهم عـن عـملية بناء العـراق الديمقـراطي وبالتالي تـُسلب حـقـوقهم بطرق ملتوية شـتى ، إنها الأنانية بأوضح صـوَرها .  لم يتفاجأ أبناء شـعـبنا من الطائـفة الآثورية (( بالكـيل الذي به تـكـيلون يُـكال لكم )) إنجـيل متى 7 : 2 من البـيان بل صعـقـوا به وتهـسـتـر أصحاب الأسماء المستعارة منهم وغـيرهم فـتـقـيَّـؤوا ما في داخـلهم ودواخـلهم من قـيح الأحـشاء المريضة كـما لم يسلم التابعـون الهـجـينيّـون ركـّاب القـطار بعـرباته الثلاث من النـتـلة الكـهـربائية تلك وتميَّـزوا عـن رفاقهم الآثوريّـين بفـقـدانهم توازنهم فـصاروا يـنضحـون من رداءة تربـيتهم وسوء أخلاقهم (( لا تشتم رئيس شعـبك )) خـروج 22 : 27 . 

333
الحـبـيـب مار باوي سـورو الجـزيل الإحـتـرام
كـرامتـكم الذاتية نـتيجة معـرفـتـكم الحـق ، والحـق حـرّركم  فأنـتم الأحـرار





بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
كـما عـهـدناه سـيادة الأخ الأسقـف باوي سـورو بإطلالته العـفـوية ، يقـف شابّاً بعـنـفـوانه واثـقاً من دواخـله  أبـيّأً في نـفـسه قـوياً بإيمانه صلِـباً عـلى مواقـفه كـيف لا وهـو المتـشـبِّـث بربِّـه ، تـغـْـلبُ عـليه رِقــّة مشاعـره وبساطة روحه حـين نراه مرهـفاً في حـسِّه يكـتب مقالته بصمت في صومعـته وكأنه يخـطب بـين الألاف من محـبّـيه . قـرأتُ مقالته في موقع ( كـلدايا . نت ) الأغـر المؤرّخ في 6 كانون الثاني 2012 بعـنوان ( الكـرامة الذاتية نـتيجة منـطـقية للحـرية )    http://www.kaldaya.net/2012/Articles/01/51_Jan21_BishopMarBawiSoro.html لخـَّـصَ فـيه
عُـصارة خـبرته في مسيرته الإكـليروسية وخلاصة رسالته الكـهـنوتية بطريقة فـلسفـية سـلسة تـنساب إلى ذهـن القارىء بصورة عـفـوية ، وهـذه هي فـعـلاً - وكـما عَـبَّـرَ عـنها سيادته - إيجابـيّة المسيحـية والمؤمن بالمحـبة المسيحـية . لقـد إنـطـلق مار باوي سـورو من مبـدأ إنجـيل الر ب يسوع ( وتـعـرفـون الحـق والحـق يحـرّركم - يوحـنا 8 : 32 ) فـلمّا عـرف الحـق تــَحَـرّرَ ! تاركاً القـيود الأرضية والأغلال الزمنية وإنـفـكَّ من أواصر الذات الأنانية نابـذاً العـروش الدنـيوية فـتـجـنـَّـبَ الرغـبات الفـردية ودخـل مدينة الحـرية فإستـمتـع بالحـرية . مار باوي سـورو يـرى أن السعادة وحـريّة الذات البشرية ليست مكـرمة من أحـد ولا مِـنـّة من آخـر وإنما هي حـق يَهـِـبُه الخالق لِـبَـنيه البشر مجاناً ، فـكـيف نرتـضي لشـخـصِنا أن نـتوق إلى الحـرية وهي - إنْ أردناها - في متـناولنا ! ولماذا نبحـث عـن الحـرّية وهي أمامنا ؟ في الوقـت الذي نرتـضي لأنـفـسنا أنْ نبقى مـقـيِّـدي الأيادي بأيـدينا ؟ ألسنا نحـرم أنـفـسنا منها بأنـفـسنا ؟
إن جـوهـر المسيحـية ليس أنـواطاً معـدنية ولا جُـبَـباً فـضفاضة قـطـنية ولا جـلوساً عـلى مقاعـد عالية خـشـبـية ! إن لـُـبَّ المسيحـية هـو غـسل أرجـل الغـير بنيات صافـية ومياه نـقـية ، إنها حـب القـريـب بأخـوّة حـقـيقـية لا تـشوبها أيّة شائبة طائـفـية أو عـشائـرية أو قـومية ولا تـتـشـبَّـث بالقال والقـيل الثـقافـية والبـطولات التأريخـية والحـكايات اللغـوية ، ولا تـتـنـكـَّـر لحـقـوق وحـرية الآخـرين عامة كانـت أم شخـصية ، وإنما هي المحـبة التي بها يـبـذل الإنسان نـفـسه من أجـل محـبِّـيه ، هي الصـليـب الذي حَـمَله المسيح قـبل أن يَحـمَلـَه ، هي الفـداء الذي أرانا إيّاه الرب يسوع عـلى خـشبة الصلـيـب . فـنـقـول إنّ حـقـوق الإنسان القانونية والمنـطـقـية مضمونة والكـرامة مُـصانة في المسيحـية لأنها منحة من رب السماء لخـليقـته البشرية ، متـذكــِّـرين أن لا محاباةَ عـنـد الله في حـياتـنا اليومية الدنيوية .
وفي سـياق آخـر من مقالته عـلق سيادة المطـران باوي سـورو الموقـر عـلى الرسالة الرعـوية لغـبـطة الـﭙاطـريـرك الآثـوري مار دنخا الرابع المحـترم بمناسبة عـيـد الميلاد 2011 مستـغـرباً منه تــَـنـَـكـُّـرهِ لحـقـوقَـنا الكـلدانية القـومية من خـلال تـصريحه بإنـتـسابنا إلى أمّـته الآثـورية ، وكـذلك إهـماله ذِكـْـر كـنيسة المشرق القـديمة لإخـوتـنا الآثـوريّـين ، في حـين دأب غـبطـته في كـل رسالة سنـوية أن يوصي الإكـليروس بالإبتعاد عـن السياسة وتـجـنـُّـب الحـقـد والحـسد والنـزاع . وهـنا يتساءل مار باوي قائلاً : أنّ الهـوية الشخـصية للفـرد والأمم هي حـرية منحها الله لهم ويخـتارون ما يناسبهم فـكـيف لرجـل متحـضـِّـر وفي القـرن الواحـد والعـشرين يَـتــَـنــَـكــَّـر لها متجاهلاً إيّاها ؟ وهـل من حـق أيّ كائن أن ينـكـرها عـليهم ؟ والحـق يُـقال فإن سيادته يـقـرُّ بـوجـود عـدد غـفـير من الآثوريّـين يكـنـّـون مشاعـر الإحـتـرام والموَدّة للكـلدان .
نعـم ، وكـما قال الموقـر مار باوي سـورو ، إنّ غـبطـته ( مار دنخا ) يرتـضي لنـفـسه أن يـخـتار ويـبقى مستمراً في إخـتياره عـزلة كـنيسته وزيغانه عـن باقي الكـنائس والقـطيعة عـن الكـنيسة الرسولية التي أسّسها خـليفة المسيح مار ﭙـطـرس أسقـف روما . إن الأسقـف الجـليل مار باوي سـورو حـينما شعـر بالموقـف الخـطـير كـهـذا ولأجـل خـلاص النـفـوس وهـو من ضمنهم وعـملاً بتـوصية الرب يسوع قـدّم طلباً للإنضمام إلى الكـنيسة الكاثوليكـية في عام 2007 ، وفي عام 2008 قـدّم طلباً للإنضمام إلى الكـنيسة الكـلدانية الكاثوليكـية .
هـنيئاً لأسقـفـنا العـزيز مار باوي سـورو في كـنيسة الرب ( الكـنيسة الكاثوليكـية للكـلدان ) وأهلاً وسهلاً به معـنا نحـن المؤمنين مُحِـبِّـيه .   



334
ما الذي يجـعـل الكـلدان موحَّـدين مع الآثـوريّـين والسريان ومع كـل الشعـب العـراقي ؟

حـضرتُ عـنـد الساعة السابعة من مساء يوم 9 كانون الثاني 2012 في نادي بابل الكـلداني / سـدني محاضرة للسيد موشي داود قادماً من السويد وعـنوانها : تـعَـلـُّـم اللغة الكـلدانية ( وهـو يسميها السريانية ) في المهـجـر . تـكـلم عـنها بإسهاب بعـيداً عـن عـنـوان محاضرته ثم إنـتـقل إلى نشاطات الجالية الآثوريّة هـناك وبعـدها تـكـلم عـن تـعـليم لغـتـنا في السويد ، ولما إنـتهى من محاضرته كانـت هـناك أسئلة وإستـفـسارات ومداخلات من قِـبَـل الحاضرين فـيجـيـب عـليها ، فـساهـمتُ بقـولي له :   
شـكـراً أخ موشي عـلى محاضرتـك القـيّمة والتي كـنـتَ تـقـرأها قـراءة وتـتابعـها بـتـعـليقـكَ . ذكـرتَ أنـنا يجـب أن نـتـعـلـّـم لغـتـنا فهي التي يمكـنها أن تـقـرّبنا وتـربطـنا مع بعـضـنا ! هـذا صحـيح فأنا حـين قـدِمـتُ إلى أستـراليا في ( ﭬِـلاّوود ) واجـهـتُ أناساً من جـنسيات مخـتـلفة ولكـني حـين سمعـتُ أحـدهم يتـكـلم بالعـربـية إنجـذبتُ إليه ولما عـرفـتُ بأنه يتـكـلم الـ ( الكـلدانية - سورث ) إقـتـربتُ إليه أكـثر . ولكـن أقـول أنَّ اللغة ليست هي الرابـط الأهـم !!  لماذا ؟ لأن عـنـدنا أناس يجـيدون لغـتـنا إجادة تامة ( عـلـْـمانيّـون أو روحانيّـون ) ولكـنهم ليسوا قـريـبـين من بعـضهم بل بعـيدين ، فأين يكـمن السبـب ؟ السبـب هـو لأن قـبل اللغة يجـب أن يكـون هـناك إيمان ( وأنا لستُ أقـصد الإيمان بالله وبالكـنيسة وبالمسيح ) وإنما أقـصد الإيمان بشيء في القـلب عـزيز عـلينا ولا نـنـكـره ، لا بل وقـبل ذلك يجـب أن تـكـون هـنالك نيّات صافـية وعـنـدئـذٍ تـتـولـّـد الأواصر التي سـتـربطـنا ويحـصل هـذا التـقارب المنشود ! إذن يجـب أن تـكـون النيات صافـية أولاً ، ثم الإيمان بما نشعـر بأنه عـزيز في قـلوبنا ثانياً ، وعـنـدئذٍ ثالثاً تـأتي اللغة كـرابط بـينـنا ، وشكـراً .



335
المستـقـلون الكـلدان يؤازرون غـبطة الـﭙاطريرك عـمانوئيل دلـّي

المستـقـلون الكـلدان وكـل الكـلدانيّـين في العـراق والمهـجـر
يؤازرون نيافة الكاردينال عـمانوئيل الثالث دلـّي ﭙاطريرك بابل عـلى الكـلدان

مايكل سـيـﭙـي : عـن الكـلدان المستـقـلين


خـَهـيا أومـثا كـَـلـديـثا 

اليوم يقـف غـبطة الـﭙاطريرك واثـقاً من نـفـسه صريحاً بعـباراته جـريئاً في إقـدامه ومعه معاونه سيادة المطران شليمون وردوني وكـهـنة أبرشية بغـداد ومشاركة المؤمنين في مؤتمر صحـفي بتأريخ 15 كانون الثاني 2012 ليُعـبِّـر عـن ضمير الشعـب الكـلداني وصوت الأمة الكـلدانية وآمال الكـلدان في عـراقـنا الحـبـيب والعالم بعـد أن طفح الكـيل في تهميش شعـبنا الكـلداني من الأجـواء السياسية العـراقـية وعـزله عـن الفعاليات الرسمية وإلغاء وجـوده كـقـومية وتجاهُـلِ إسمه المنبثـق من عـمق تأريخ بـيث نهـرين ومترشحاً من نقاء مياه الرافـدين ومتسلسلاً من شعـب بابل العـريق الأمين . لقـد كان ولا يزال زعـيمنا قائـد شعـبنا الكـلداني مار عـمانوئيل الثالث دلي يمتلك نـفـَساً عـميقاً هادئاً ينطـلِق من نيات سليمة وإرادة قـوية ، ويتـتـبَّع مجـريات الأحـداث الأليمة في العـراق بحـزن عـميق وما يعانيه شعـبُـنا العـراقي عامة من صراع داخـلي بـين طوائفه ذات العلاقة ، وما يتحـمله المسيحـيّـون جـرّاء ذلك من تهـديد وقـتل وتشريد وإخـتـطاف وإبتـزاز وتـفجـير الكـنائس بالإضافة إلى تهـميشه في مجـتمعـنا السياسي ، ولكـن غـبطـته متواضع بسلوكه حـريص عـلى واجـبه نـَـبـِه في تصريحاته وأمين في التعـبـير عـن آرائه ومحِـب لشعـبه العـراقي عامة بكل أديانه ومذاهـبه وقـومياته ومن بـينها شعـبنا الكـلداني رعـيّـته الواسعة . فـحـينما سُـئِـلَ عـن حالة أبنائه المسيحـيّين إزاء الأوضاع الشاذة في العـراق ، ردّ عـليهم بقـوله : ( لا تسألوني عـن المسيحـيّـين بل إسألوني عـن شعـبي العـراقي ) .
إنّ غـبطـته وكـما نـعـلم له مسؤوليات عـديدة ويضطلع بواجـبات متـنوّعة تواجهه وتـؤثر عـلى جـدول أعـماله ليس من السهـولة تجاوزها ولا إهـمالها ، ومع هـذا الزخـم من المهام فإنّ غـبطـته يراقـب عـن كـثب وبصبر منقـطع النـظـيرسلوكَ بعـض من سياسيّـي شعـبنا المحـسوبـين عـلى المسيحـيّـين يطعـنـون شعـبنا الكـلداني من الظهـر خـفـية تارة ، وأمامنا عـلناً بدون خـجـل تارة أخـرى . وكـم من عـشرات المرات إنبرى الكــُـتــّاب الكـلدان الأصلاء المعـتـزّون بقـوميتهم الكـلدانية فـعـبَّـروا عـن تـذمّـرهم وإشمئزازهم ورفـضهم الوصاية عـليهم من قِـبَـل ذوي الأفـكار العـنـصرية ( السيد يونادم كـنا مثال واضح ) الذين لا يمثـلونـنا بل يمثـلون أنـفـسهم وحـزبهم فـقـط في ﭙَـرلمان الدولة العـراقـية ، وكم من مرات طالبَ قادتـُـنا الروحـيّـون مراكـزَ السلطة في وطـنـنا العـراق بحـقـوقـنا الدستورية والقانونية بكـتب رسمية دون جـدوى وحـتى بلغ السيل الزبى وفاضت السواحـل ، مما إضطـر غـبطـته إلى الإجـتماع بقادتـنا الكـنسـيّـين الذين تهمّهم قـضيتـنا الكـلدانية ومعـهم قـلوب كـل الكـلدان الشرفاء ، فإتـخـذوا قـراراً بإصدار بـيان إلى الشعـب العـراقي عامة والمسؤولين في الدولة العـراقـية يوضحـون فـيه تـذمرهم من هـكـذا تعامل ورفـضهم تـصرّفات أولئك الذين يقـدّمون أنـفـسهم عـند مراكـز السلطة كـممثـلين عـن المسيحـيّـين ( وهم ليسوا كـذلك ) ثم ومن خلال موقـعهم يعـمَدون إلى تهميش الكـلدان الأغـلبـية المسيحـية وثالث قـومية في العـراق .
إن الكـلدان الأحـرار الذين يعـتـزون بقـوميتهم ويؤمنون بقـبول الآخـر ، يحـبّون لغـيرهم ما يحـبون لأنـفـسهم ولا يحـتـكـرون منصباً لـذاتهم ، يصعـب عـليهم التعامل مع مَن تستحـوذ عـليهم الأنانية ويعـبدون الإستـفـرادية ولا يـدركـون معـنى الديمقـراطـية ، لذا قـرّر ﭙاطريركـنا مار عـمانوئيل الثالث دلـّي ومعه مساعـد المطران وكـهـنة أبرشيته الإنسحاب من ديوان أوقاف المسيحـيّـين ، وطـلب مقابلة السيد رئيس الوزراء لعـرض هـذه الإشكالات أمامه ، وأن يكـون ترشيح رئيس ديوان الأوقاف مِن قِـبَـل مجـلس رؤساء الطـوائف المسيحـية ، وأن لا يتـدخـل أحـد في شـؤونـنا الكـنسية والدينية .
إنـنا المستـقـلين الكـلدان نشاطـر غـبطة أبـينا الـﭙاطريرك عـمانوئيل دلـّي في الرأي والرؤية ونؤازره ونـخـطـو خـطـواتـنا عـلى مساره ونقـتـفي آثاره في قـيادة كـنيسته ورعـيته ، ونطـلب من الرب أن يسبغ عـليه نعـمه كي يوفـقه في حـياته الدينية ويسانـده في حـياته الدنـيوية .



336
المستـقـلون الكـلدان 2011 - 2012  وبعـض من مراسلاتهم
مايكل سـيـﭙـي / سـدني
أعـزائي جـميعاً : عام 2012 سعـيد للجـميع متمنين لكم الصحة أولاً والبركات ثانياً ، ثم التوفـيق والنجاح في الحـياة ونحن نـتـذكـَّـر قـول الرب يسوع : ( أطـلبوا أولاً ملكـوت الله وبـِرِّه وهـذه كـلها تـُـزاد لكم ) متى ( 6 : 33 ) .
إخـواني : قـبل أن تـنـفضَ سنة 2011 أنـفاسها الأخـيرة بساعات ، خـتمها الناشط الكـلداني الأخ أبلحـد قـلو من كـندا بالإنـضمام إلى رتـلنا فـرحـبتُ به في رسالة خاصة . هـذه أول رسالة أكـتبها لكم في مطلع عامنا الجـديد 2012 لإعلامكم بهـذا الكـوكـب المتلألىء أبلحـد الذي إتـخـذ له مداراً في منـتـدانا فأهلاً وسهلاً به ثانية . لتكـن سنة 2012 سنة الهـمة والنشاط عـلى جـميع الأصعـدة في حـياتـنا الشخـصية والعائلية ، كما في الوطن الذي نـعـيش فـيه اليوم أيضاً ، ومن المؤكـد فإن وطـنـنا الأم العـراق هـو في قـلوب جـميعـنا ، ولنبادر إلى التعـريف بمنـتـدانا أمام أبناء شعـبنا الكـلداني حـيثما سنحـت الفـرصة لنا ، موضحـين لهم بأن نظامنا الداخـلي وهـدفـنا وإلتـزامنا وغايتـنا ورسالتـنا هي بنـدٌ واحـدٌ وفـقـرة واحـدةٌ هي : الإفـتخار بقـوميتـنا الكـلدانية - ليس إلاّ - دون أن نـقـبل بأيّ إسم بـديل لها ، وهـل يقـبل غـيرنا بتبديل إسم قـوميته ؟ عالِمين أنَّ لكـل منا طاقة وهـبها الخالق وموهـبة زرعـها الله فـينا ، فـلنستـغـلها في ساحة عـملنا وبالمساحة التي نراها متاحة أمامنا لخـدمة الإنسانية جـمعاء وشعـبنا العـراقي والكـلـداني بصورة خاصة متمنيـن لأبناء شعـبنا بتسمياته المتعـددة كـل الخـير ، دمتم ذخـراً لشعـبنا الكـلداني . مايكل سـيـﭙـي / سدني 1/1/2012
المراسلات  :
( 1 )- الأولوية للأخـت نـدى لأنها  لما قـرأتْ المقالة عـلى صفـحات الإنـترنيت بادرَتْ بالكـتابة فـوراً وقالت :
   
   
   
Hi Michael, I would like to join our club as long it does not fallow any political views, and preserve the pure chaldean history and our heritage. Nada Kachal.( USA ) 21 DEC 2011     
(  2 )- فـكان من الواجـب أن أردّ عـليها بتحـية أحـسن منها وقـلتُ لها : شكـراً جـزيلاً الأخـت نـدى ، أنتِ عـضوة منذ
الآن في منـتـدانا ، وأؤكـد لك بأن ليس لـدينا أي إلتـزام سوى أن نعـلن عـلناً أنـنا ( كـلدان ) ولن نـكـون شيئاً آخـراً مع
شكـري الجـزيل لك ، وإنكِ أول مَن إستـجابت لـندائـنا بعـد نشر الإعلان .....  مايكل / سـدني 21/12/2011
       ( 3 )- وبشَّرتُ الإخـوة بالثمرة الأولى لزرعـنا المتواضع فإستـحـقـَّـتْ الأولوية وقـلتُ لهم : أعـزائي ، إن أول رسالة وصلتـني بعـد نشر الإعلان كانت من الأخـت نـدى المدرج إسمها في أعـلى القائمة ، ولا شك أن الأخ زيد كان قـد إتـصل ( قـبل نشر الإعلان ) بالإخـوة الآخـرين بسّام ، فادي ، عـصام وأبدوا رغـبتهم أيضاً ، فـجـميعـكم مشكـورون . لقـد عـبَّـرتم عـما يجـول في خاطركم من المشاعـر القـومية الحارة تجاه كـلدانيتـنا ، وهـذا هـو الذي نريده ولا نريد أكـثر من ذلك وسوف أوافـيكم بكـل إسم يُضاف إلى قائمتـنا ودمتم سالمين .. مايكل / سدني 21/12/2011
 ( 4 )- لا يخـفى أن الأخ زيد كان الناشط الأول الذي إتـصل بالأخ فادي بحـماس الذي بدَوره كـتب الرسالة التالية : الإخـوة الكرام ، تحية كلدانية طيبة ،  لقد وضع الأخ مايكل سيبي المقالة الخاصة بمنتدى المستقلين الكلدان على الرابط التالي ، بالنسبة اليه الفكرة كلش حلوة وبسيطة وعاشت إيدك اخ مايكل على هل المقالة الحلوة وأتمنى ان نكون بذرة طيبة لشجرة مثمرة في بستان الكلدان . اخـوكم فادي دندو - تللسقف -  21/12/2011 . كما إتـصل الأخ زيد نـفـسه بالأخ باسِم دخـوكا عارضاً أمامه فـكـرة المستـقـلين الكـلدان ، فأجاب بما يلي : إخـوتي الأعـزاء : تحـية طيبة ،  لـَمِن الشرف لي أن أكـون أحـدَ أعـضاء هـذا التجمع ويسعـدني أن يكـون بيننا كل هؤلاء الذين أفـتخـر بأرائهم . أخـوكم باسم دخـوكا 13/12/2011 . * وهـنا لي وقـفة وأعـتـرف ! فـفي التأريخ نـفسه كان أخ آخـر قـد بعـثَ برغـبته في اللحاق بمنـتدانا وغاب إسمه عـن أنظاري حـين كـتبه في أسفل الصفحات ! إنه الأخ عـصام شابا فـلفـل ، فـعـذراً له وأهلاً به .

     ( 5 )- فإندفع زيد ( وأنا أحـسده عـلى طول قامته ) فإنبرى مسرعاً إلى البريد الإلكـتروني لينشر فرحـته بالرسالة التالية رافعاً قـبعـته من عـلى رأسه ويومىء بإنحـناءة الوقار قائلاً  : الأعـزاء ،  ندى - عـصام - فادي - باسم - مايكل : عـذراً لتأخـري في الرد ،  أرفع قـبعـتي إحـتراماً لأول أخـت إنضمَّتْ إلى تشكيل كلداني وإن كان مستقلاً . من الآن فـصاعـداً سوف لن أبدأ رسائلي بالتعـبير الممل ( الإخوة الأعـزاء ) بل أبدأ بإسم ندى متمنياً ان أقـول ( العـزيزات - جمعاً إضافة إلى الأعـزاء ) . فـرحتي كبيرة بتشكيل النواة الأولى لصداقة جديدة لا مصلحة لنا فـيها غـير خدمة شعـبنا الكلداني وكل عام وأنتم وعـوائلكم بخـير . زيد ميشو - كـندا - 24/12/2011
( 6 )- وفي ذات اليوم وصلني المكـتوب هـذا عـلى شاشة الكـومـﭙـيوتر يقـول فـيه : الاخ مايكل سيبي ، اشكرك عـلى مقالتك بخـصوص تجمُّع المستقلين الكلدان وارجـو تسجـيل اسمي به لخدمة الكلدان واحـترام الاخر بعـيدا عن الإتجاهات السياسية مع  تقديرى للجميع . جـورج منصور سولاقا - متقاعـد - عـنكاوا 24/12/2011
   
   
   
( 7 )- ومن جانبي فالكـياسة تستـدعي أن أخاطبه بلغة الشاكـر لإستـقلاليته كما يلي : أخي جـورج  ، شكـراً عـلى إستـجابتك القـيّـمة نحـن فـعلاً بعـيدين عـن السياسة ولا نـطمح إلى مناصب أو رواتب ، ولكـن يهـمنا شعـبنا الكـلداني وخاصة إسم قـوميتـنا لا نـريده أن يذوب أو ينـصهر في أقـداح الغـير ، أقـول لك بألم إن كـثيراً من أبناء شعـبنا لا يريدون السياسة وفي ذات الوقـت لا يريدون الإستـقلالية ولهـذا لا نـعـرف ما الذي يريدونه . وضـِّحـوا لأصحابكم أن مقالتـنا هي حـملة كـلدانية لإستـنهاض الشعـور القـومي للنائمين من أبناء شعـبنا وليس أي شيء غـير ذلك . إن كـتاباتي واضحة جـداً بهـذا الخـصوص . دمت سالماً أخي جـورج .... مايكل 24/12/2011
( 8 )- أما الأخ بسّام سـﮔـماني جـيراني الأسترالي وكـلداني ( قــُـح ) فـقـد إتـصل بي مؤيداً وراغـباً ولكـني قـلتُ له : إحـنا ما نـتـعامل بالشفـويات ! أكـتب لنا بالتحـريريات ، فـلم يقـصِّر بل كـتب فـوراً باللغـة الإنـﮔـليزية العـبارات الجـميلة التالية لأن ليس في كـومـﭙـوتـره برنامج عـربي :
   
Dear Michael, thank you for your suggestions to organize this forum and it is very good idea to gather all the people who believe in our Chaldean nation, so please can you include my name and it is a honour to be a part of this forum .many thanks.
Bassam Sagmani, Australia 25/12/2011 
                                                                                                                                 
( 9 )- ورغـبة مني في شحـذ الهمم والتأكـيد عـلى إستـقلاليتـنا ، وعـدم وجـود أي نوع من القـيود في دعـوتـنا ، كـتبتُ إلى الإخـوة وقـلتُ : أعـزائي ، أنـتم وأنا والذين سيشاركـونـنا هـذا المنـتـدى في المستـقـبل كـلنا أحـرار ومستـقـلون ، وإلاّ فإن منـتـدانا يفـقـد خاصيته الإستـقـلالية ، وعـليه فإن رغـب أحـدنا غـداً أن ينـتـظم في صفـوف حـزب كـلداني معـين فـهـو حـر وليس لدينا مانع وليس عـندنا شيىء معـيق ولا مخـفي ، ولكـن في هـذه الحالة يجـب أن يـبلغـنا كي نكـون عـلى عـلم ونحـن نشجـعه ونحـترم  إخـتياره لأن هـدفـنا واحـد وهـو خـدمة قـوميتـنا الكـلدانية . وقـد وضحـتُ جـميع هـذه الأسس في المقال الأول ، ثم في المقال الثاني الذي بعـثـتُ لكم نسخة منه في هـذا الإيميل وليس منـشوراً في المواقع إلى الآن . وهـناك مسألة جـميلة أخـرى وهي أن مَن يرغـب في التواصل عَـبـر التلفـون لتبادل الآراء مثـلما تـحاورنا أنا والأخ زيد لمرتين ومع الأخ فادي لمرة واحـدة إلى حـد الآن ، يمكـنه أن يـبعـث رقم تلفـونه و يُـعَـممه إلى جـميع إخـوانـنا في هـذا الإيميل، عِـلماً أنّ رقم تـلفـوني الأرضي هـو 87860327 وأن مفـتاح سدني هـو 02 والباقي عـليكم ، وأنا أعـمل خـمسة أيام في الأسبوع وأكـون متواجـداً في الدار منـذ الساعة 4 عـصراً بتـوقـيت سدني أما السبت والأحـد فأنا متـفـرغ في البـيت ما لم يكـن لدي عـمل أو إنشغال طارىء . دمتم بخـير آملاً أن أسمع أخـباركم الحـلوة .. مايكل 27/12/2011

( 10 )- وعـندها تـفاجأتُ برسالة الأخ حـكـمت ، أصالتها الـ جـيوقـومية عـلى الخـط الجـغـرافي الكـلداني ( تـلكـيف - ألقـوش ) ! إنها قـصبة تللسقـف العـزيزة ، يقـول نـصُّها : إنني حكمت حـنا عـم بولص من أهالي قرية تللسقف كلداني مستـقل وأعـتـز بكلدانيتي دائمآ وأبداً ، أسكن في سان دييغـو أرجو قـبولي في منتدى المستقلين الكلدان ولكم مني الشكر الجزيل 28/12/2011    
   
    
   
   
   
 ( 11 )- فـكـيف لا ؟ ولا بدَّ أن أبعـث له قائمة بأسمائـنا وقـلتُ له : شكراً لإخـتيارك أخي حـكمت وإنـتمائك إلى منـتدى المستـقلين الكـلدان وأبعـث لك قائمة بأسماء المستـقـلين الذين رغـبوا بالإنـتماء ودمت بخـير ... مايكل 29/12/2011
( 12 )- وفي ذات اليوم ومن نـفـس الأصالة في سانديـيـﮔـو بعـث الأخ سالم ما يلي : إني سالم أوراها ﮔـورو كلداني عـراقي مستقل من  مواليد قرية تللسقف حاليا احمل الجـنسية الامريكية وأعـيش في ولاية كاليفورنيا آمل قـبولي  عـضوا في المنتدى شاكرا سعـيكم في هذا المجال  29/12/2011
   
   
   
   
   
( 13 )- فـكـتبتُ له رسالتي : أهلاً وسهلاً أخي سالم ، وقـد اضـفـتُ إسمك إلى قائمتـنا التي سأرسلها إليك ، ولكن قـبل ذلك  أرجـو أن تـقـول لي أيّ الإيمَـيلين تريد أن أكـتبه ؟ مع الشكر الجـزيل  .. مايكل  29/12/2011
( 14 )- وفي اليوم التالي تـداخـل أخ قارىء لمقالي الأخـير ومستـفـسِراً مني : الى الأخ ميخائيل المحترم ، لقد قرأت مقالتك الأخيرة على موقع عنكاوا وبصراحة لا أعـرف ماهو المقصود منها بالشكل الكامل . اعـني ماذا تقـصد بالكلداني المستقل ومَن هم الغـير المستقلين !! وكنت انا ايضاً قد كتبت هذه المقالة ( التي ارسلها لك الآن ) على موقع عـنكاوا وبتاريخ 04/09/2011 وكل ما ارغـبه هو معـرفة تفاصيل اكثر عن موضوع الكلداني المستقل .. وانا ايضاَ مستقل وهل لنا نحن المستقلين مكانة اخرى لا نعـلمها ! .. هي مجرد دردشة لا أكثر ..مع تحـياتي .... نيسان سمو 30/12/2011
( 15 )- فـمن واجـبي أن أوضح له مضمون مقالي وبالأحـرى دعـوَتي فـشكـرته كما يلي : شكـراً لك أخي نيسان عـلى مراسلتـك وسأحاول أن أجـيـبك عـلى سؤالك الموَجّه مباشرة إلي : لقـد كـتبتُ المقالة الأولى بعـنوان ( منـتدى للمستـقـلين الكـلدان ) ثم ألحـقـتها بالمقال الحالي ( أيها المستـقـلون الكـلدان ... )  وواضح في كـليهما أن كـلمة المستـقـل لها معاني كـثيرة ولكـن المقـصود بها في هـذين المقالين : كـل كـلداني غـير مرتـبط بتـنـظيم سياسي حـزبي ذي نـظام داخـلي .... طبعاً أقـصد تـنـظيم كـلداني . عِـلماً أن الفـكـرة ليست ضد أي حـزب وأي تـنـظيم بل بالعـكس فـقـد ذكـرتُ في المقالين أنـنا نـفـتـخـر بالمنـتـمين من أبناء شعـبنا الكـلداني ونؤازرهم ، وقـد وضحـتُ أيضاً أن الغاية هي لم شمل الكـلدان الذين لم ينـخـرطـوا في التـنـظيمات السياسية . فـبدلاً من أن نـكـون مبعـثـرين وأصواتـنا متـناثرة فأنا أرى أن نـكـون متجـمّـعـين في حـلقة أو منـتـدى واحـد يكـون الأفـضل ، طبعاً نحـن لا نـصنع المعـجـزات ولا نـقـيم الموتى من القـبور ، وإنما مثـلما قـلتُ نكـون قـريـبـين من بعـضنا البعـض أفـضل من التبعـثر ، وإذا سنحـت الفـرصة في المستـقـبل للمستـقـلين الكـلدانيّـين في العـراق وأصبحـوا عـدداً لا بأس به وإستـطاعـوا أن يخـلقـوا لهم جـمهـوراً من المؤيـدين ، فـليس هـناك مانع أن يشتـركـوا في النشاطات العامة ، ثم بمرور الزمن يشتـركـون في الإنـتـخابات كـما هـو معـمول به في الدول الديمقـراطـية في الغـرب حـيث هـناك أعـضاء مستـقـلون في الـﭙَـرلمان ليسوا حـزبـيّـين ، ولهم صوت مسموع ويؤثرون عـلى كـفة التوازن خاصة عـند التحالف مع الأحـزاب الأخـرى طبعاً بشروط فـيحـصلون عـلى أمور كـثيرة .
أخي نيسان : نحـن نـعـمل كـل ما بوسعـنا من أجـل شعـبنا الكـلداني ولن نخـسر شيئاً ، وقـد تسأل سؤالاً منـطقـياً : لماذا التركـيز عـلى الكـلدان ؟ الجـواب : لأن هـناك مَن يهـمِّـشنا ويعـزلنا عـن الساحة العـراقـية ويحـرضـونـنا ضد قـيادة كـنيستـنا ويلغـون إسم قـوميتـنا ، مع كـل الإخـلاص لك ..... مايكل / سدني  30/12/2011

( 16 )- فـردَّ عـلي الأخ نيسان بعـد أن تـوَضـحَـتْ الأمور عـنده وإطـمأنَّ فـكـتبَ : الى الأخ ميخائيل المحـترم ، لقد توضحـتْ الفكرة عـندي الآن بشكل واضح وانا لست ضد هذا وذاك ولكن ضد التمسك بقومية والغاء القوميات الأخرى . لأن القومية هي دائماً في طريق الديمقراطية والحرية .. ومع هذا هل نحن الكلدان بهذا العـدد والكم لكي نفتح جبهة جديدة من المستقلين ؟؟ اتمنى ذلك...مع كل الإحترام .... نيسان سَـمو 31/12/2011
( 17 )- فـبعـثـتُ له جـوابي الأكـثر توضيحاً : عـزيزي نيسان ، إن لم الشمل وتوحـيد الجـهود ليس ( فـتح جـبهة ) وإنما هـو معالجة التشرذم والتبعـثر ، ثم نحـن لم نـلغِ أبداً القوميات الأخـرى ، بل أن القـوميات الأخـرى تلغـينا !!! ألا تـعـرف ذلك ؟ أما عـن العـدد فأنت تـعـرف جـيداً أن هـناك أحـزاباً متكـونة من ثلاثة أشخاص ، وهـناك حـزب واقعه العـملي يتألف من القائد الأوحـد وإبنه !.. مايكل 31/12/2011 

( 18 )- فأجابني بصراحة وقال : لا والله لا أعـرف !! بس حـتى لو كان هـناك مَن باع نفسه او ضميره إلى اين سيذهـب واين سيصل !!.. وكل عام وانت والعائلة بخـير ...نيسان   31/12/2011
   
   
   
( 19 )- يقـول الفـيلسوف سْـﭙـينـوزا ( إنَّ مَن لديه فـكـرة صادقة يعـرف أنَّ لديه فـكـرة صادقة ) ومن هـذا المنطلق أقـول أنّ الواثق من نـفـسه يمشي مَـلـَـكاً ، فالمتحـمِّـس لا يركـن بل يتـحـرك مثـلما عـمل الأخ عـبد الأحـد قـلو وقـبل أن تلفـظ سنة 2011 أنفاسها الأخـير كـتب لنا وقال : الاخ مايكل ، إنني سعـيد بالانتماء الى منتدى المستقلين الكلدان ومن الفخـورين بالانتماء إلى الكلدان اصحاب المجد والتاريخ العريقين وكنت من الداعمين لقوميتـنا الكلدانية  بالكتابة او النشاطات في اطار مدينتنا هاملتون/ كندا من خلال ترؤسي للمجلس الخـورني لكنيسة مار توما للكلدان وقد اسست نشرة شهرية ( نور المشرق من هاملتون ) قبل اكثر من سنتين ولا زالت مستمرة وإني على استعـداد للتعاون وكل من موقعه ودمتم بمحـبة يسوع . أخـوكم عبدالاحد قلو - مهندس متفرغ - هاملتون/ كـندا  31/12/2011
( 20 )- فـهل أسكـتُ أمامه ؟ كلاّ بل يجـب أن أجـيـبه شاكـراً له فـقـلتُ : أشكرك أخي العـزيز عـبد الأحـد قـلو ، وأهلاً وسهلاً في منـتدى الكـلدان المستـقـلين ، أبعـث لك قائمة بأسمائـنا وسوف نبلغك عـن كـل المستجدات مستـقبلاً ونحـن عـلى إستعـداد لإستـقبال وسماع أية مداخـلة منك ونحـن الممنونون .... مايكل سيبي / سـدني 31/12/2011
( 21 )- ثم دشن قـلـّـو عامه الجـديد 2012 بالتهـنـئة التالية : سنة سعـيدة للجميع آملين أن تكون سنة 2012 مباركة للجميع . شكرا للأخ زيد بترحـيبه لي في الدخول إلإنـتماء منتدى المستقلون الكلدان معـتـزا بكوني مصطفـّاً مع إخـوة يريدون ابراز حقيقة  كان الزمن غافلاً عنها لفترة طويلة ، وإني من المتابعـين لكتابات الأخ زيد وبالأخص مع هـذا المدعـو ليون برخو البائع لكلدانيته والذي يتملق لجهات أخرى على حسابها .اشكرك مرة اخرى يا اخ زيد والإخوة الآخرين في المنتدى ودمتم .....     عـبد قـلو  1/1/2012 
ملاحـظة : ومن أجـل نشر هـذه المراسلات جاءتـني هـذه الإجابات :

( 22 )- كل عام وأنتم بألف ألف خير ، وإن شاء الله تكون سنة خـير وسلام على العراق والعالم كله . أهلاً وسهلاً بالأخ عـبد قـلو أخاً عـزيزاً في عائلتـنا الصغيرة بعـدد اعـضائها والكبيرة بقلوبها ونيتها الطيبة، بالنسبة لرسالة الأخ مايكل والتي يريد نشرها فأنا مع رأي الأخ زيد ولا مانع لدي من النشر أبداً بالعكس أعـتبرها موضع افـتخار لإنتمائي لهكـذا جماعة طيبة ....  أخوكم فادي دندو - تللسقف 1/1/2012
( 23 )- بعـث الأخ عـبد قـلو لنا الرسالة القـصيرة التالية : لامانع من ذلك    Abed kullo,    1/1/2012
   
   
   
( 24 )- إستـلمتُ من الأخ زيد ميشو ما يلي : من حـقـنا أن نعـتـز بإسمنا ولا أجـمل منه إعـتـزازاً أن يُـنشر إسمي ضمن أسماء جـميلة أخـرى وتحـت مظلة كـلدانية ... زيد ميشو - 1/1/2012   
 ( 25 )- وبعـد أن هـنأتهم بعـيد الميلاد ورأس السنة ، أكـَّـدتُ لهم بعـض جـوانب ستراتيجـيتـنا البسيطة جـداً والمتواضعة أكـثر ، وقـلتُ : أعـزائي جـميعاً ، كـما تـعـلمون أن فـكرتـنا واضحة جـداً فـنحـن ليس لدينا نـظاماً داخـلياً ولا نريد أن يكـون لنا ذلك ، لأنـنا نريد أن نـكـون مستـقـلين فـقـط لا تـقـيدنا أية قـوانين ولا أنظمة داخـلية ولا دستور ، بل كـلما هـنالك هـو أنـنا نـفـتخـر بقـوميتـنا الكـلدانية ونـتـصدى لمن يمس كـلدانيتـنا (( لا بالقـتال والحـرب )) بل بأسلوب هادىء بالكلام والكـتابة والحـوار والنـقاش وهـكـذا . ونحـن لسنا ضد أي تـنـظيم كـلداني من حـيث المبدأ ، فالساحة واسعة للجـميع ولكـن لا نمـتـنع من أن نـنـتـقـد قادتـنا حـين يتـقاعـسون عـن أداء مهـمتهم التي أوكـلوهم عـليها ناخـبـوهم ، وإلاّ لماذا صاروا قادة ؟؟ هـل من أجـل إستلام الرواتب الضخـمة مضافاً إليها رواتب الحـرس ؟ وأنا لا أريد أن أكـتب أكـثر من ذلك .  مايكل 1/1/2012
( 26 )- بتأريخ 3 / 1 / 2012 وصلـتـني الرسالة التالية المفـرحة جـداً من الأخ حـكـمت حـنا يقـول فـيها :
عِـشتَ أخي مايكل على صياغة هذا المقال بهذه الصورة المشوِّقة وأنا شخـصيآ لا مانع لدي من نشره . أرسلَ لكم أحد أقاربي قـبل بضعة أيام رسالة عَـبر بريده الإلكتروني طلب فـيها إنتمائه إلى منـتـدانا إسمه حسيب روفائيل عم ﭙـولص ، يسكن  في سان ديـيغـو . أرجو منكم قـبوله ومراسلته على بريده Haseeb_amboulus@yahoo.com
* فـكـتبتُ له بإسم جـميعـنا الرسالة التالية  :  شكراً جـزيلاً أخي حـكمت ، وسوف أعـتـمد عـلى رسالتك هـذه بشأن الأخ حـسيب وأقـول : أهلاً وسهلاً به ونريده أن يلمع بـينـنا . في الحـقـية إنه لَأمرٌ مفـرح ويدعـونا إلى القـول : ما أسرع ما أثمرت شجـرتـنا الكـلدانية *  ثم عـمَّـمْـتُ رسالة إلى الإخـوة هـذا نـصها : ( ونحـن بـدَورنا كـم يسرّنا أن نرى الأخ حـكـمت نشيطاً فـكما ترَون قـدّم طـلباً لأحـد أقاربه يرغـب بالإلتحاق بنا ، إنها مفاجأة أخـرى فالأخ حـسيـب هـو الذي إفـتـتح الإنـتماء إلى منـتـدانا في سنة 2012 !! إن شجـرتـنا تـتـبرعم كـل يوم بـبرعم جـديد ) ثم قـلتُ : دعـوني أعـلق بعـض الشيء : كـنتُ البارحة مع صديق في جـلسة ودّية فـقال : إن منـتـداكم تشكـيل كـلداني واسع جـداً لأنه يضم كل الكـلدانيّـين أوتوماتيكـياً وهم جالسون في بـيوتهم . دمتم بخـير ...... مايكل 3 / 1 / 2012
(27 )- ثم كـلمني هاتـفـياً الأخ بسام سـﮔـماني بتأريخ 3/1/2012 قائلاً : لا مانع من نشر قائمة أسماء المستـقـلين.

337
أدب / بُـؤس الإنـتـظار
« في: 12:05 03/01/2012  »
بُـؤس الإنـتـظار

مايكل سـيـﭙـي / سـدني
البحـر يزهـو في هـدوئه ، لكـنه في موجهِ ، يضطربُ في مَـدِّه وجَـزره
عـند إقـتـراب وإبتعاد القـمر في أوقات هـيجانه
*******
سواحـل مخـضرّة منبسطة ، بريئة مضطجعة تـستـسلم للقـدَر ، للثورة البَحـرية
أدخـلتــَها فـريسة في أراضي محـرمة ، بخـلسة بخـدعة مُـبَـيِّـت النيّة
تستـطلع قِـوامَها ، هـضابها جـذابة نتوؤها ، عـميقة وُدْيانها مثيرة أدغالها 
 تحـفـز الغـريزة فـتـقـرأ تعـويذة بالجـمل السحـرية
وسيفـك لا يركـن في غـمده ، بل يُـشهـر ، ينـفـذ الأوامر الليلية
*******
نسجـتَ في وسط الدجى من الهـوى وُرَيقة من شجـر التوت ولم تـقـطعها
رداؤك ، لباسك ، ثيابك بعـيدة مرمية
كي تدخـل مغارة من فـتحة مكـسوّة بقـشرة رقـيقة لذيذة وردية
طعـنتـَها ، مزّقـتـَها وطِـئـتها في لحـظة زمنية
أصبتَها وأسرتَها ، غـنائمَ ، فـريسة بشرية
فإنـتـشيتَ هـنيهات وإستـمتـعـتَ بآهات عـذرية
*******
منحـتها من طاقـتك ، أخـذتَ منها رغـبتك ، لم يـبق فـيها ما يُـشـرّف مأربك
*******
في التراب رطـوبة عامرة ، مُـدَّتْ له من ليلة ماطرة ، من عـطور ياسمين طاهرة
لا تـنـتـظر من غـيمة رذاذها ، فـقـد ولـَّـتْ إلى أماكن نائية
كـن  رفـيقاً لِـما تـبَـقـّى عـندك من يومك ، كي تستـتـر بمظلة مطرية أم شمسية
 

338
أيها المستـقـلون الكـلدان في العـراق والعـالم إلعَـبوا دَوركم
مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
إنَّ أمماً كـثيرة ضحَّـتْ عـلى سطح الكـرة الأرضية وسُفِـكـتْ دماء زكـية عَـبر الحـقـب التأريخـية من أجـل أن تـنال إستـقلالها وتـتيح لنـفـسها الـتـنـفـس بـِحُـرية وسط أدغال الإنـتماءات المشكـوك بها ذات الولاءات المجـهولة ، وأشواك المنافـسات القـذرة التي تبـيع وتشتري الضمائر المشلولة ، ومستـنـقعات النسور وهي تجـتمع حـول فـريسة بالغـدر مقـتولة ، فـضاعـت حـقـوق الشعـوب وإستحـقاقاتها وأصبحـتْ مذلولة . 
تبـدو الصورة واضحة أمامنا فالأممَ تـطـوّرتْ والحـضارة أضرمتْ نار الثورة الثـقافـية ولم تـثـقــِّـف القـيادة الثورية ، الثـقافة عـلمتهم كـيف يكـتبون بنود الدساتير والأنظمة الداخـلية ولكـنها لم تـُـنـظـِّم دواخـل القادة ولم تــُهَـذبْ سلوكـياتهم اليومية فأصبحـوا مزدوجي الشخـصية إن لم نـقـل أبعادُهم صارت ثلاثية ، وصار بإمكان كـل منهم أن يؤسس مجـموعة كارتونية أو كـتلاً قـطـنية مستـنداً إلى كلايش مُرَتبة مطبوعة جاهـزة تسمى الأنـظمة الداخـلية فإكـتسبتْ صفـتها الشرعـية ومارستْ صلاحـياتها القانونية لمصلحـتها الذاتية بالحـجج القانونية ، أما السلطات المحـلية فإنها تـغـضُّ الطرف عـنهم بحـسن النية ، فلا شعـوبٌ ولا حـقـوق شعـوبٍ تــُـذكـَـر في إجـتماعاتها الرسمية وإنْ ذكـروها فإنهم يخـدعـون بعـضهم بعـضاً بصورة عـلنية لقـضاء وقـت أو ساعات زمنية . فـماذا نـقـول إذن ، هـل نـترك أصحاب التـكـتلات الفـردية يمرحـون في الساحة لوحـدهم أم نخاطبهم بالأساليـب الثـورية ؟ الجـواب : لا هـذا ولا ذاك فـطالما الشمس تشرق عـلى الجـميع مجاناً والغـيوم تــُـسقِـط أمطارها لتروي الأراضي هِـبة فهكـذا تـكـون حـقـول العـمل واسعة وللكـلِّ متاحة .
تـذكـِّـرُني أيام نهاية الستينات من القـرن الماضي بطالبَـين ﭬـيـيتـناميّـين كانا يدرسان اللغة العـربـية في جامعة بغـداد وقـد أجـرتْ معهما إحـدى الصحـف المحـلية لقاءاً ودّياً جاء فـيه ( هـوشي مِنه - الرئيس -  قال لنا : لا يوجـد أغـلى من الإستـقلال والحـرية ) فـنـتساءل : متى يكـون الإنسان حـراً ومستقلاً في المجـتمع ؟ الجـواب : حـين يحـرّر نـفـسه من قـيود غـيره يكـون حـراً بسلوكه ، وحـين يخـضع لصوت ضميره الحي دون الخـنوع تـحـت إملاءات غـيره عـندئذٍ يكـون مستـقـلاً برأيه ! وهـنا نـواجَه بسؤال : هـل يعـيش الفـرد لوحـده عازلاً نـفـسه عـن أقـرانه ؟ الجـواب : كلا ، فـها هي أعـضاء جـسدنا مستـقـلة في وظائفها لنا ولكـنها متـكاتـفة في أدائها وهي مجـتمِعة في جـسمنا ؟ فالإستـقلالية ليست تـعَـبُّـداً في البريّة ولا تـصَـوّفاً في كـهـوف جـبلية ، ولا التحـرّرُ يكـون إنعـزالاً في صوامع الأديرة المسيحـية .
الإستـقلالية إعـتـزاز بالذات وتـَجـنـُّـب إبتـذال الشخـصية ، هي رفـض الإرتماء في أحـضان حاملي الأفـكار الدكـتاتورية ، التحـرّر هـو نـبذ العـبودية لأصحاب السيادة الزمنية ، هـو إبـداء الرأي أمام الجـميع أيّ كانوا بكـل شجاعة في العـلنية ، عـسى أن يكـون سبـباً لـيُحـفـز ذوي الأفـكار المغـلقة فـينـفـتحـون إلى ثـقافة الحِـوار وقـبول الآخـر بروح رياضية ، وهذه هي حـرية اليوم في عـصر صار العالم فـيه قـرية كـَـونيّة بفـضل تـطـوّر الفـكـر البشري والوسائل التكـنولوجـية ، ومَن لا يقـبلها فالأفـضل له أن يغـلق دكانه في السوق قـبل منـتـصف النهار ، لأن الأمر لم يَعُـد يحـتمل الإنـتـظار حـتى غـروب الشمس عـند أفـق المدار ، لأن بَعـدَها ستظهر النجـوم متلألئة في سمائـنا الصافـية دون غـبار .
لقـد لعـب بعـضٌ ممن يسمّون أنـفـسهم ( قادة سياسيّـين - وليس الأعـضاء المساكـين ) أدوارَهم التمثيلية في مواقع قـيادية لأبناء أمتـنا الكـلدانية وإتضح لاحـقاً أنهم نواطـير جـديرون عـلى مصالحهم وقادة مَهَـرة لتأمين مستـقـبل عـوائلهم وأبنائهم ولا تهمّهم حـقـوق الكـلدان شعـبهم ، وطيلة فـترة تـواجـدهم فـوق عـروشهم حـتى اليوم لم يستـطـيعـوا إثبات وجـودهم في القاعات الإنـتخابـية ولم يتمكـنوا من كـسب تأيـيد جـمهور منطقـتهم البلدية ، ولم نـرَ وجـوههم يوماً عـلى الشاشات التـلفـزيونية يتكـلمون عـن القـومية الكـلدانية ، لا بل خـذلوا أبناء أمتهم وإنـزوَوا في قـواقعهم حـين تـطـلـَّـب الأمر الإنـدفاع إلى الأمام لـصد الهجـمات البربرية ، إنهم أصنامٌ تـلبس ثـياباً في قاعات متحـفـية ( لا و ﭽـمالة يعـترضون عـلى إيضاح المطرانية حـين وصفهم بالحـبر عـلى الأوراق السيليلوزية ومواقـفهم المحـبـِطة للآمال القـومية في الجـمعة العـدوانية ) .   
اليوم تـدعـو الحاجة أكـثر من أي وقـت مضى إلى جـبهة شعـبـية كـلدانية في داخـل العـراق يقـودها الأصلاء ممن لم ينجـرفـوا وراء الإغـراءات ولم يتلهُّـفـوا للجـلوس عـلى كـراسي المقـرات ، ويقـبلون بمبدأ التضحـية والإيثار لغـيرهم من ذوي الكـفاءات ، وليسوا منـتمين إلى أيّ تـنظيم سياسي مبرمج بالفـقـرات ، وبنود مليئة بالمصطلحات ينادي بها أصحابها في اللقاءات ، بل يكـفي أن يكـون النظام الداخـلي نظام الأحاسيس والمشاعـر ، نظام الإستعـداد للعـمل والخـدمة وليس الإدّعاء من فـوق المنابر ، نعـم نظاماً للتـضحـية والفـداء ، لا نظام الأكاذيـب والإنـزواء ، ونحـن المستـقـلون وكافة الكـلدانيّـين الأوفـياء في المهـجـر معـكم ، فـلقـد فـشلتْ وولـَّـتْ نـظرية القائـد الأوحـد ، والذي بحـث عـن بديل له فـلم يَجـد ، وفي الزمن الآتي مثـله لن يولـَـد ! فـلـيُجـبْـنا عـن تساؤلنا مباشرة : ما مصير الأمة لو سافـرَ غـداً إلى منازل المجـد حـيث الحـياة إلى الأبد ونحـن في عـيد القـيامة يوم الأحـد ؟؟ فـليطـمئن !! إنَّ أرحام الأمهات الكـلدانيات خـصبة يفـوح منها عـطر الورد ، مشيمتها تـغـذي الأجـنة بنتاً كانـت أم ولداً . أما عـدم نشر غـسيلنا أمام الناس عـلى حـبالنا ، فـهذه قـوانة صارت عـتيقة لا تــُـشبع فـضولنا ( ليه مَـسـوّا خِـيالي - بالآثوري ) فالناس باتـت تسبح عـراة في الهـواء الطلق في سواحـلنا ، وملابسها الداخـلية ناشفة مرمية عـلى رمال شواطـئـنا . 
وعـليه نحـن مستـمرّون في دعـوة الإنـتماء إلى ( منـتـدى المستـقـلين الكـلدان ) وإستلام مداخلاتهم وآرائهم التي تــُـغــْـني الأفـكار لـتكـون نبراساً في طريق العـمل الجاد لأبناء شعـبنا الـكـلداني المتشبِّـث بأرض العـراق العـزيز ، الناشطين في المجـتمع منـطلِقـين من أصالة جـذورهم ومستـنـدين إلى جـذوعهم مؤكـدين مرة أخـرى أن إستـقلاليتهم ليست ضد أحـد وإنما إيجابـيّة أمام جـميع تـنظيمات شعـبنا التي تـفـتخـر بكلدانيتها ونـتـشرّف بأعـضائها المنـتمين إليها ونـؤازرهم عـلى الدوام كـلما سمعـنا صوت ناقـوسها ( كـما ذكـرنا سابقاً ) وعـلى سبـيل المثال لا الحـصر : المجـلس الكـلداني العالمي - المنبر الديمقـراطي الكـلداني الموحـَّـد - التجـمّع الوطني الكـلداني - مع كافة منظمات المجـتمع المدني الكـلداني مثل الإتحاد العالمي للأدباء والكـُـتاب الكـلدان وغـيره .
عـلى الكـلداني المستـقـل أنْ :     
1-   يعـتـز بإسمنا الكـلداني ويرفـض أية تسمية سياسية مشوّهة ومحـرّفة لتسمياتـنا التأريخـية الجـميلة .
2-   لا يكـون منـتمياً إلى تـنـظيمات كـلدانية حـزبـية فالمنـتمون يمارسون دَورَهم حـيث هُـم ونـفـتخـر بهم .
3-   يكـون ناشطاً قـومياً كـلدانياً بالفـكـر وبالقـول وبالفـعـل بالإيمان بقـدر إمكانياته ويشعـر بأنه رئيس وقائـد .
4-   يعـلن إسمه الصريح ( وليس المستـعار ) ومدينـته كي نـتعـرّف عـليه مباشرة أو بصورة غـير مباشرة .
5-   لا يترتب عـلى المنـتمي أي شكـل من الإلتـزام سوى التعـبـير الشخـصي عـن الإفـتخار بكـلدانيتـنا ليس إلاّ .
ملاحـظة : مَن ليس له إيمَيل يمكـنه الإستعانة بإيمَـيل زميل له ويراسلنا عـلى  michaelcipi@hotmail.com 



339
ردٌ عـلى التـصريح الثاني لمطرانية زاخـو ودهـوك
بشأن أحـداث جـمعة الإعـتداءات 2 كانون الأول 2011
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
إستمعـتُ إلى المقابلة التي أجـراها الإعـلامي المعـروف بـين أوساط شعـبنا في أستراليا الأخ ولسن يونان بتأريخ 16 كانون الأول 2011 مع حـضرة الأب جـوني من مطرانية زاخـو بشأن تـصريح المطرانية حـول أحـداث يوم الجـمعة 2 كانون الأول 2011 يمكـن سماعـها عـلى العـنوان المرفـق فأعـجـبتـني ، ولي ملاحـظاتي التالية عـليها :
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/assyrian/highlight/page/id/196459/t/Zakho-s-Chaldean-Diocese-Declaration/in/english
( 1 ) - قال الأب جـوني بشأن نشر الفـقـرة ( عـدم مشاركة تـنـظيماتـنا الكـلدانية في حـوادث زاخـو ودهـوك ) الواردة ضمن التصريح الأول كان إلتـباساً ولم يكـن شيئاً صحـيحاً - ثم يضيف الأب جـوني الموقـر : نحـن كـتبنا الواقع ( أخـنـَـن كـثولن الواقع ) ! وهـنا أقـول كان المفـروض بالأخ ولسن أن يسأله : إنّ مَن يكـتب الواقع ! هـل يكـون إلتباساً أم واقـعاً ؟؟ ثم كـيف يُـعـقـل أن يكـون إلتباساً ؟ هـل هـو حـزورة كأن نـقـول : ما ناتج  7  مضروبة في 8  فـنجـيـب خـطأ =  65 ... وعـندما نستـدرك خـطأنا نـقـول : عـفـواً فـقـد توهـمـتُ ! إن الصحـيح = 56 ؟؟
( 2 ) - وحـين قال الأب جـوني (  لا ندري مَن كـتب ذلك ! ) كان يُـفـتـرض بالأخ ولسن أن يسأله ما يلي :
حـين أعـيد نـشر التصريح ثانية جاء نـصاً كما وردَ في الأول ما عـدا فـقـرة أحـزابنا التي حُـذفـتْ !!  طـيب كـيف حـصل الإتصال مع كاتبه بحـيث حـذف تلك الفـقـرة ( فـقـط ) وترك الباقي لإعادة نشره إنْ كـنـتم لا تـعـرفـونه يا أبونا ؟؟ ثم شيء آخـر ، التـفاصيل الدقـيقة التي كـُـتِـبَـتْ في التصريح لا يعـرفها شخـص بعـيد عـن المشهـد وإنما هي من شخـص عاش المشهـد بالإحـتكاك معه وعـن قـرب وقـريـب جـداً جـداً !! ولا يعـرفها حـتى المتبحِّـرون بالعِـلم ولا السَـحَـرة ، ما لم يكـونوا هـناك .
( 3 ) - نشره موقع عـنكاوا . كـوم مع كل المواقع مشكـورين والتي لا تـنـشر تـصريحاً خـطيراً بهـذه الدرجة ومن مرجـعـية بهـذا المستوى إلاّ بعـد التمحـيص من أبو الـ (( آنا  ((  أو من ثـقاة والدليل .................... ! .
( 4 ) - إن التـصريح الأول قـد قــُـرِىءَ مِن قِـبَـل 3437 قارىء في موقع واحـد فـقـط ( عـنكاوا . كـوم ) ما عـدا عـشرات المواقع الأخـرى ، أما حـذف فـقـرة من التصريح أو تـبديلها أو تلوينها في موقع واحـد فـقـط لن يغـيِّـر من إنـطباعات القـراء شيئاً ، فإنَّ ما كــُـتِـبَ قـد كــُـتِـب . 
( 5 ) - ولماذا الهـرب من الواقع ؟ أليس صحـيحاً كـل ما كــُـتِـب ؟ وإنْ لم يكـن صحـيحاً ! لماذا لم  تـنـشر الأحـزاب المتألمة من التـصريح الأول بـياناً لشعـبنا تـذكـر فـيه الأعـمال البطولية التي قاموا بها أثـناء الأحـداث حـين كانـت الحـديدة حارة ( طبعاً عـدا إستلام الرواتب ) وتــُـكـَـذب الخـبر بدلاً الإستـنكارات التي كـتبتُ مثـلها أنا المستـقـل والبعـيد جـغـرافـياً عـن مكان الحـدث ؟ وبدلاً من التـذمُّـر عـند فلان وفلان .... ؟ .
( 6 ) - أما عـدم نشر غـسيلنا أمام الناس عـلى حـبالنا ، فـهذه قـوانة صارت عـتيقة لا تــُـشبع فـضولنا ( ليه مَـسـوّا خِـيالي - بالآثوري ) فالناس باتـت تسبح عـراة في الهـواء الطلق في سواحـلنا ، وملابسها الداخـلية ناشفة مرمية عـلى رمال شواطـئـنا . 
( 7 ) - هـناك تـعـليقات إضافـية بدون أيّ شك ! أتركـها لغـيري .

340
منـتـدى للمستـقـلين الكـلدان


مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
تــُـشْـغِـلني أحـوال المستـقـلـّـين الكـلدان غـير المنضوين تحـت رايات حـزبـية أو مؤسّسات سياسية وهـُم لا يرغـبون بالإرتباط التـنظيمي ولا بالإلتـزام الإداري ، وأثـناء مداخلاتي كـمستـقـل في حـوارات يوم الأحـد 11 كانون الأول 2011 مع إخـوة كـلدانيّـين نـشطاء مرتبطين بتـنـظيمات سياسية ومدنية ، عـلى المواقع الإلكـترونية قـفـز إلى ذهـني سؤال : لماذا يـبقى الكـلدان المستـقـلون مبعـثـَـرين ؟ فـكـتبتُ إلى أخٍ حـبـيبٍ متـمرّسٍ في الشأن السياسي والقـومي مستـشيراً إيّاه فإستـفـدتُ الكـثير من آرائه ثم إتـصلتُ هاتـفـياً بـزميل مستـقـل آخـر وتـداولناه سوية ووعـدتــُه بكـتابة مقال حـوله .  
نـتميّـز نحـن أبناء البشر بطـبعـنا الإجـتماعـي الجـميل فلا نرتـضي أن نكـون وحـيدين في هـذه الدنيا ولا أن نعـيش لذاتـنا فـقـط ، والمثل الألقـوشي يقـول : ( أرأ بـِكـْـنوشْـتا وْ بَـرناشا بـِـلـْـوِشـْـتا - الأرض بالجـماعة والإنسان بالملبَس ) ومعـناه إنَّ الأرض تكـتسب قـيمتها بساكـنيها والإنسان يكـتسب شخـصيته بهـندامه ، وخاصيّـتـنا هـذه تجـعـلنا نحـب الحـركة والتواصل مع أقـرانـنا جـنباً إلى جـنب أنشطـتـنا الفـردية ، وبتعاقـب الأجـيال تـنوّعَـتْ أنماط مساهـماتـنا في الحـياة إنْ كان عـلى مستوى صراعـنا من أجـل البقاء أو من أجـل الإستـمتاع بحُـريتـنا الشخـصية التي يكـفـلها القانون لنا . فـفي الزمن القـديم كانـت هـناك جـلسات سَمَـر محـلية وديوان كاهـن القـرية ومضيف رئيس العـشيرة وبتـوالي السنين تبـلورتْ أفـكار جـديدة فـنشأتْ زُمَـرُ عِـبادات كـنـَسيَّة كـتجَـمُّعات رهـبان الأديرة ولقاءات الأخـوية ثم تـكـوَّنتْ الجـمعـيات وتـطـوَّرتْ معها النـوادي الرياضية ، وبتعاظم دَورالسلطات وسلبها حـقـوق الطبقات المستـغـَـلـّة الضعـيفة ظهـرتْ الحاجة إلى تكـتلات شعـبـية من نوع آخـر للدفاع عـن إستحـقاقاتها فـجاءت النقابات والتـنظيمات السرية التي كافـحَـتْ من أجـل إستلام - قـدَر مِن ، أو كامل - السلطة لمقارعة الظلم ورفع الغـبن عـن أبناء الشعـب عامة مطـعَّـمة بشعارات الحـريّة ، ولم يكـتـفِ الناس بـذلك بل أن بعـضاً من الخـيِّـرين اللا- ثـوريّـين إخـتار سبـيل الخـير بطريقة سلمية من دون إراقة دماء ولا طموح إلى مقـعـد عـند السلطات ولا طمعاً في جـمع الثروات ، فأسّسوا جـمعـيات ثـقافـية ومراكـز إجـتماعـية للرعاية الصحـية وغـيرها وهـذه كـلها يمكـن تصنيفها من حـيث المبدأ إلى : 1 - عـسكـرية مهامُّها دفاعـية 2- سياسية أهـدافها سلطـوية 3 - مدنية نشاطاتها إجـتماعـية 4 - تـعَـبُّـدية غاياتها تـقـديسـية . ورغـم أن كلاً من هـذه الجـماعات قـد أنشِئـتْ لتحـقـيق ما تـدّعـيه في منهاجها علانية وتـصبو إليه لـصالح البشرية إلاّ أن (( بعـضاً منها )) إنـقـلب عـلى ذاته وصار يـبحـث عـن أهـداف أخـرى لم تكـن في أجـندتها التأسيسيّة ولا بُـنِـيـَـتْ لتصبح إستغلالية فـصارت القـوات العـسكـرية تـستـولي عـلى السلطة ، والأحـزاب السياسية تـخـطـط للإنـقـضاض وإستلام الحـكم لتـكـريس الدكـتاتورية الوراثية ، وصارت المنظمات المدنية تبحـث عـن مآرب شخـصية ، أما الفـصائل المقـدّسة فـحـدّثْ عـنها ولا حـرج فـقـد زاغـت وإنعـطـفـتْ ولم تـلـتـفِـتْ إلى إصلاحات روحـية ، بل أضحـتْ تـقـسِّـم خـدماتها بـين ( حـصة الله % + حـصة قـيصر % = 100 % ) فأمسَـتْ الحـصّتان تـتأرجحان وفـق الحاجة المحـلية والآنية . وإزاء هـذا الوضع المهـزوز وغـير الموثـوق به للمؤسّسات المذكـورة والتي إحـتـلتْ مساحة معـينة في ساحات العـمل الجـماهـيرية ، إتخـذ بعـض الناس موقـفاً محايـداً وإيجابـياً منها فلا يعاديها ولا يصبح تابعاً لها بل يقـف متـفـرجاً عـليها يراقـب عـن بُـعـدٍ حـركـتها دون الإنـتماء إليها بل صار مستـقلاً بذاته يساهم مع الآخـرين برأيه وأفـكاره حـتى تـطـوّرتْ مشاركاته وتـنامَـتْ إلى إثبات وجـوده في مجـتمعه من خلال الحـوار تارة والترشيح للإنـتخابات تارة أخـرى فأصبحـتْ فـئة المستـقـلين أمراً واقـعاً ، لهم تـمثيلهم في أغـلب ﭙَـرلمانات الدول ذات الأنـظمة الليـبرالية .  
إن الـ (( مستـقـل )) متباين المعاني لدى الكـثيرين ، والمقـصود به في دعـوتـنا هـذه كـل مَن (( لا ينـتـمي )) إلى تـنـظيم سياسي ذي نـظام داخـلي منهاجاً لعـمله ، فالمستـقـل لا يقـبل بأن يُـبَـرمَج ذهـنه ويُـحـدّد مساره ويقـيَّـد عـلى أريكة لا تريحه بل يريد أنْ يكـون فعالاً في المجـتمع منـطلِقاً من أصالة جـذوره ومستـنداً إلى جـذعه مؤكـداً أن لإستـقلاليته موقـفٌ إيجابيٌ أمام جـميع تـنظيمات شعـبه - شعـبنا الذي يفـتخـر بإنتمائه القـومي ويعـتـز بكلدانيته ( الأخـوة الكـلدان الذين لا يفـتخـرون بقـوميتهم الكـلدانية كما هـو معـروف لأنهم ركـبوا القـطار ليأخـذهم إلى حـيث يشاء وليس إلى حـيث يشاؤون - ومَن له ردٌّ فـلـيَرد عـلينا كي نلحـقه بإجابة ) . نعـم لا يخـفى عـلينا نحـن الكـلدان أنـنا في حاجة إلى مؤسّسات كـلدانية سياسية ومدنية للمشاركة في عـملية إدارة الدولة من أي مدخـل يـتاح لنا اليوم أو غـداً والمساهـمة في بناء الديمقـراطية حـديثة العهد في العـراق ثم الإشـتراك في الإنـتخابات الفـيدرالية والإقـليمية والمحـلية وحـتى تلك محـدودة الحجم كالهـيئات الإدارية للنوادي الإجـتماعـية . ونحـن نرى أن تـنظيماتـنا الكـلدانية المعـتـزة بتـسميتها النـقـية غـير المشـوّهة هي قـليلة العـدد ومحـدودة العـمل بل تـكاد تـنعـدم في داخـل الوطـن الأم بسبـب أنانيّـتها وخـمولها وصمتها وتـقـوقعها داخـل جـدران دورِها . أما في خارج الوطـن فـهـناك الكـثير من تـنظيماتـنا الكـلدانية النشيطة - سياسية ومدنية - لا تــُـخـدَع ولا تـنجـرف وراء أطماع زمنية ، نـتـشرّف بجـميعـها ونـفـتخـر بالمنـتمين إليها ونـؤازرهم عـلى الدوام كـلما سمعـنا صوت ناقـوسها ، بالإضافة إلى أفـراد مستـقـلين ناشطين لهم حـضورهم في الساحات ولأصواتهم صدى في المناسبات .    
إن فـكـرة منـتدى المستـقـلين الكـلدان هي في الأساس لكـل كـلداني لم يـبحـث لنـفـسه مساحة في العـمل القـومي الكـلداني السياسي ، من هـذا المنطـلق نحـن مقـبلون إلى تشكـيل رابطة أو مجـموعة للمستـقـلـّـين الكـلدان أعـضاؤها ليسوا محـسوبـين ضمن أيّ حـزب أو جـماعة سياسية ذي نـظام داخـلي وفي ذات الوقـت يؤازرون تـنـظيمات شعـبنا الكـلداني ذي الإسم التأريخي غـير الهجـين ! فـلو إفـتـرضنا أنّ رفاقاً من تـنظيمات سياسية أخـرى يَـنـْـضمُّـون إليهم بصورة مزدوجة ! عـندئـذ فإنّ تشكـيلتـنا المنـتـظرة تـفـقـد إستـقلاليتها وتـصبح تـنـظيماً جـديداً يُـضاف إلى باقـي التـنظيمات دون أن نـكـون قـد أتينا بشيء جـديد ، لـذا فإن منـتدى المستـقـلين الكـلدان هـذا سيضم نشطاء لا تـقـيِّـدهم أنـظمة داخـلية ولا محـضر إجـتماعات دَورية ولا إلتـزامات مادّية وليس بـينهم تابع ومتبوع ولا تبعـيّة بل جـميعـهم رؤساء يتعـهَّـدون أخلاقـياً فـقـط بالإفـتخار بقـوميتـنا الكـلدانية ورفع شأنها عالياً عـند كـل فـرصة تـتاح أمامهم بالحـديث أو بالكـتابة أو بالمشاركة في لقاءات ، وعـليه نـدعـو كـل أخ كـلداني مستـقـل وأخـت كـلدانية مستـقـلة إلى الإنـتـماء إلى هـذا المنـتـدى دون أن يكـلفهم شيئاً سوى النهـوض بمشاعـرهم والإفـتخاره بقـوميتهم الكـلدانية في مواقعهم أمام الملأ أينما هُـم الآن ، وفـق الشروط البسيطة التالية :
1-   يعـتـز بإسمنا الكـلداني ورافـضاً أية تسمية سياسية مشوّهة ومحـرّفة لتسمياتـنا التأريخـية الجـميلة .
2-   لا يكـون منـتمياً إلى تـنـظيمات كـلدانية حـزبـية فالمنـتمون يمارسون دَورَهم حـيث هُـم ونـفـتخـر بهم .
3-   يكـون ناشطاً قـومياً كـلدانياً بالفـكـر وبالقـول وبالفـعـل بالإيمان بقـدر إمكانياته .
4-   يعـلن إسمه الصريح ( وليس المستـعار ) ومدينـته كي نـتعـرّف عـليه مباشرة أو بصورة غـير مباشرة .
5-   لا يترتب عـلى المنـتمي أي شكـل من الإلتـزام سوى التعـبـير الشخـصي عـن الإفـتخار بكـلدانيتـنا ليس إلاّ .
نـرحِّـب بكـل مداخـلة بناءة أو رغـبة بالإنـتماء إلى هـذا المنـتـدى تـصلنا عَـبر بريدنا الإلكـتروني المرفـق للتواصل سوية وله منا شكـراً جـزيلاً .  michaelcipi@hotmail.com  
ملاحـظة : إذا كان الراغـب بالإنـتماء لا يملك ( إيمَـيل ! ) يمكـنه الإستعانة بإيمَـيل زميل له .    

341
صلاة الجـمعة للإسلاميّـين تسبِّـب إضطـهاداً لحـقـوق المسيحـيّـين

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

سادت شرائح الشعـب العـراقي ذات الديانات المتباينة بعـد الحـرب العالمية الأولى حالة من الإستـقـرار والطمأنينة فـلم تسجّـل بـينها أية صراعات بارزة حـيث كانت المشاعـر الوطـنية بـين أبناء الشعـب أسمى من أية إخـتلافات عـقائدية ، أما الثـورات السياسية الداخـلية وتـداعـياتها السلبـية إنما كانـت من أجـل المناصب السلطـوية . إلاّ أنه منـذ سبعـينات القـرن الماضي بدأ ظـهـور التيارات الإسلامية في الشارع بصورة ملحـوظة ومحـظورة ( في العـراق ) ولكـنه بتـقادم السنين وسقـوط النـظام السابق بـرز المـدّ الإسلامي العـصري العـلني بمظاهـره العـنيفة في أرجاء العـراق التي هي تحـت سلطة بغـداد مما يدل عـلى عـجـز أو تهاون السلطة معـها ، وفي الوقـت نـفـسه ظـهـرَ هـذا المد في شماله أيضاً ولكـن بصورة ضعـيفة إشـتـدّت شيئاً فـشيئاً ، وبمرور الأيام ونحـن في القـرن الحادي والعـشرين صارت موجات البحـر الإسلاموية تهجُّ وتـنـتشر وتـنـشر أفـكارها بأساليـب وممارسات تحـريضية تـوّجـتْ بأعـمال تخـريـبـية وإغـتيال الأبرياء في حـين نرى السلطات تـتـفـرج عـليها أو ترفـضها بصورة ظاهـرية . 
فـمنذ أن بات إقـليم شمال العـراق تحـت الحـماية الأميركـية صار ينعـم بوافـر من الأمان والرخاء مما شجّع الكـثيرين من الساكـنين في المساحات الأخـرى من العـراق والذين تـعـرّضوا إلى أساليـب بشعة من الإضطهاد المباشر وغـير المباشر وبالأخـص المسيحـيّـين منهم إلى النزوح نحـو هـذه المناطق التي تـتمتع بالهـدوء والسكـينة بالإضافة إلى الحـرية والديمقـراطية النسبـيَّـين ، ولم يكـن يخـطر بـبال أحـد أن هـذا القاطع الآمن من العـراق سوف يشهـد أعـمالاً مماثـلة لتلك التي سبقـتها وهـرب منها ساكـنوها فإخـتاروا مدن الإقـليم الشمالي  للنجاة بأرواحـهم فـيها .
إن ما قام به روّاد الجامع المستمعـون والمنجـرفـون وراء خـطبة الإمام وفـتواه ، وبعـد خـروجـهم من صلاة الجـمعة 2 كانون الأول 2011 في مدينة دهـوك وضواحـيها هـزَّ كـيان المنـطقة لا بل الإقـليم الشمالي برمَّـته ، والتي كالعادة كان ضحـيتها الشريحة المسالمة من أبناء الشعـب العـراقي - المسحـيّـين - ومعـهم اليزيديّـين الذين لا يفـكـرون في مواجهة العـنـف بالعـنـف ولا بالإنـتـقام ولا بأخـذ الثأر ولا بأي رد فـعـل سلبي ، بل بالعـكس فإنهم دائماً ينادون بالسلام والغـفـران ونسيان الماضي المؤلم والبدء بحـياة جـديدة كـريمة ملؤها المحـبة والتعاون خالية من الظـلم ، ونبـذ الإعـتـداء عـلى حـقـوق ومقـدسات الغـير .
إن مهاجـمة محلات بـيع الخـمور التي يملكـها المسيحـيّـون وأخـرى يملكـها الإخـوة اليزيديّون ومحاولة الإعـتـداء عـلى بناية المطرانية بالإضافة إلى رشق بـيوت المسيحـيّـين بالحـجارة وحـرق محلات العلاج الطبـيعـية الـ ( مساج ) أمام مرأى الناس وفي وضح النهار ، هـو سلوك جـماعي منـظـَّـم يقـف وراءه تـنـظيم مجـهول أو معـروف يهـدف إلى تمزيق نسيج وتـقـطيع أواصر الشعـب الواحـد وسيكـون له تـداعـياته التي نحـن في غـنى عـنها في بلد يطمح إلى بناء دولة ذات سيادة يتمتع شعـبها بالحـرية والديمقـراطية ، لا بل يطمح مستـقبلاً إلى دولة عـلمانية بعـيدة عـن التجاذبات الطائـفـية .
إن هـذا السلوك المرفـوض والتـصرف المشين يمثل إشارة لا تبشر بالخـير ، فإذا يُـتـرَك بدون تحـقـيق ومحاسبة المقـصرين وتوضع ملفاته عـلى الرفـوف فإن مستـقـبلاً مظلماً ينـتـظر المنطقة الشمالية والعـراق بأكـمله ، وأتوناً محـرقاً سيتـصاعـد دخانه إلى الأعالي ويكـون أبناؤه الأبرياء وقـوداً له .
نعـم إنَّ المسيحـيّـين ملزمون عـلى إحـترام معـتـقـدات وعادات وتـقاليـد وقِـيَـم غـيرهم من أبناء الشعـب ! ولكـنهم ليسوا مضطرّين إلى إتــِّـباعـها وتـقـليدها وتـطـبـيقها عـلى أنـفـسهم بنـصوصها لأن لهم عـقائـدهم التي ( بالمقابل ) ليس المسلمون ملزمين بالتمسك والإيمان بها أيضاً ، فـلهم دينهم ولنا دينـنا والإحـترام المتبادَل هـو الذي يجـب أن يسود بـينـنا .
فإذا كان المسيحي يؤمن بقـول الرب يسوع : ( مَن ضربك عـلى خـدّك الأيسر فإعـطِ له الأيمن ) ! ليس المسلم ملزماً أن يتـخـذ منها نـصّاً ووصية يطـبقها عـلى نـفـسه لأنها ليست من صُـلب دينه ، مثـلما ليس المسيحي ملزماً عـلى تـجـنـُّـب الخـمر كالمسلم الذي يوصيه معـتـقـده بـذلك كـتشريع إلهي مفـروض عـليه .
إن القانون يـؤَمِّـن الحـرية والديمقـراطيّة والحـقـوق المدنية للشعـب بكافة شـرائحه كـمكـتسبات بعـد كـفاح طـويل ودماء غالية ، وعـلى سلطات الإقـليم والمركـز تـقع مسؤولية حـماية تلك المكـتسبات ، وليس منـطقـياً أن يحـمي كـل فـرد نـفـسَه بجـهـوده الذاتية حـقـوقـَه وحـياتـَه في المجـتمع لأن ذلك مدعاة للفـوضى والتمزق وإنهيار هـيـبة القانون وكـرامته .
إن السلطـتـين المركـزية والإقـليمية في العـراق مطالـَـبة بحـماية أرواح وممتـلكات الشعـب أينما كانوا يعـيشون داخـل أرض الوطن ، ومسؤولتان عـن مستـقـبل العـراقـيّـين كافة من شماله وإلى جـنوبه وبالأخـص السكان الأصليّـين المسالمين الهادئين المخـلصين ، وعـندها سـتـتـرجم الأقـوال إلى أفـعال خـدمة للشعـب وصيانة لكـرامته .     

342
إلى العـزيز يونادَم كـَـنـّــــــــــــــــا
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
أشهـد ما بالله السيد يونادَم كـَــنــّـا ، أنت القائـد الآثوري المخـلص للآثوريّـين والنعـم ، فـلسانك لا ينـطق إلاّ بكـلمة آثوري وعـيناك لا تـرى إلاّ الآثوري ومن المؤكـد أن أذنيك لا تستمع إلاّ إلى الآثوري وهـكـذا وبدون شك فإن فـكـرك يلف ويدور بالآثوري وتستحـق أن يسمّوك ( العـزيـز أنـتَ ) . ولكـنك لا يمكـنـك أن تـكـون كـذلك للشعـب الكـلداني ، لا قائـداً ولا مخـلصاً ولا ناطـقاً بإسمهم ! ولم نخـوّلك أن تـتـكـلـَّـم نيابة عـنا ، لماذا ؟ لأنك حـسبما تـتـراءى أمامنا لم تـتوفـر لك فـرصة حـضور دروس تأريخ العـراق القـديم في مرحـلة دراستك الإبتـدائية والمتوسطة ، إما لكـونك غائباً خلالها بسبـب مرض لا سامح الله أو مُجازاً في سـفـر مع الوالد رحـم الله الجـميع ، وهـناك إحـتمال ثالث لا ذنب لك فـيه وهـو منـذ كـنـتَ صبـياً أو مراهـقاً تشبَّعـتَ بالمفاهـيم الخاطئة التي لـُـقــِّـنـتَ بها في داخـل أسرتك والتي شُـحِـنَ بها فـكـرك وعـليه كـنـتَ تـتـوقع ما الذي سيشرحه أستاذك في مادة التأريخ فـغـبتَ ولم تحـضر تلك الحـصص المدرسية غـياباً متعـمِّـداً كي لا تسمعـها أصلاً فـيكـون لك مبـرّر اليوم بضعـف معـلوماتك عـن الشعـب الكـلداني الأصيل الذي عاش في العـراق ولا زال حـياً حـتى اليوم .
أستاذ يونادم ، أصحـيح أنك فـتـشـتَ في آثار بابل ولم تـرَ حجـراً مكـتوب عـليه كـلمة كـلدان ؟ فأنا أيضاً ( أخـذتـلي فـرّة حـول سور نينوى ) ولم أجـد خـرشانة ولا زﮔـْـرا مكـتوب عـليها آشور ولا رسم ثور ! وفي زيارة لصديق ذهـبتُ إلى قـرية خـورسيباط في عام 1983  التي يسكـنها إخـوانـنا الشبك ولم أجـد فـيها أي صنم معـبود آشوري !! ولكـن والحـق يقال فإن أربـيل إسم عـلى مسمى ولكـنكم لا تـتـكـلمون بها عـلى الإطلاق ولست أدري لماذا ، فالآن نحـن نسألك : إن لم يكـن لكـلمة كـلدان وجـودٌ فـما الذي دعاك إلى النـطـق بها ؟ وقـبل سنين ما الذي قادك إلى إبتـكار مصطلح الخـدعة ( كـلدوآشور ) ؟ ما الذي أقـنعـك اليوم إلى الإنخـراط في تـجـمّع يضم مصطلحات والكـلدان بـينها ؟ ما الذي جـعـلك تـُـجـيـب مُحاورَك في الفـضائية بإجابة غـريـبة وعـجـيـبة ، حـين سألك عـن الفـرق بـين الآشوري والآثـوري !!! فأنـت أجـبته بجـواب يدل عـلى قـلبك الذي يخـلو من الضوء والمحـبة ؟
إنك لم تـوضح من أين لك هـذه المعـلومة الـﭙَـلـَـتيكا ! أن الآثوري الذي ينـتمي إلى المذهـب الكاثوليكـي يسمى كـلداني ؟ كـما لم تسأل نـفـسك : لماذا حافـظ الآثوريّـون البازيّـون ( بَـزنايـيه ) عـلى إسمهم القـومي وهم ينـتـمون إلى الكـنيسة الكاثوليكـية للشعـب الكـلداني ؟ لماذا الآثوريّـون الملتحـقـون مع سيادة مار باوي بالكـنيسة الكاثوليكـية للكـلدان في كاليفـورنيا لم يغـيِّـروا إسمهم إلى الكـلدان ؟ والكـنائس التي يحـضرها الكـلدان والآثوريّـون ! لماذا تصدر تـقـويمها السنوي وفي أعلاها مكـتوب تـقـويم كـئيسة ( مار توما الرسول مثلاً ) للكـلدان والآثوريّـين ؟ تـرى مَن هم الكـلدان ومَن هم الآثوريّـون ؟ وحـسب مقولاتك فإنه يجـب أن يُـكـتـَـب عـلى ذلك التـقـويم ما يلي : ( تـقـويم كـنيسة الآثوريّـين والآثوريّـين ) !!! يا أخي نحـن إقـتـنعـنا بأنك سياسي مراوغ ولكـن لا عـلى حـساب تشويه التأريخ بل كان بإمكانك أن تـقـول ( لا أعـرف ) .
اليوم نحـن من حـقـنا أن نـقـول لك : إن كـل كـلداني جاء من جـبال حـكاري وبقي عـلى المذهـب النسطوري المرفـوض ويقـبل بالكـنيسة العـشائرية وإنخـدع بوعـود الإنـﮔـليز ورفع السلاح بوجه السلطة الوطـنية في العـراق يسمى آثوري أوتوماتيكـياً وتكـنولوجـياً كي يُميَّـز عـن إخـوانه الكـلدان الوطـنيّـين الأصلاء المخـلصين لـ بـيث نهرين ! وعـليه فإن هـذا الكـلداني ( الذي فـقـد وطنيته ) وعـندما كان يمنح شهادة الجـنسية العـراقـية للأغـراض الرسمية كان عـليه تـقـديم تـصريح خـطي يـقـر فـيه بأنه لن ينـتـمي مستـقـبلاً إلى أيّ تـنـظيم آثوري يهـدف إلى إقامة دولة آثـورية ( إسألوا أهـل العـلم إنْ كـنـتم لا تعـلمون ) .


343
الكـلدانيّـون أينما أنـتـم عـلى سـطح الأرض
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
إعـتـزوا وإفـتخـروا بقـوميتـكم الكـلدانية
في مؤتـمر النهضة الكـلدانية - سان ديـيـﮔـو توفـرت لنا فـرصة التعارف والتعـرّف عـلى نشطاء كـلدانيّـين أصلاء من مخـتلف بقاع العالم ، فـكانـت تـظاهـرة قـومية كـلدانية ذاع صيتها من خلال ما كـُـتِـبَ عـنها من تعـليقات الخلان المرتعـدين منها ( قـبل وبعـد إنعـقاده ) وكـذلك من مقالات أبناء الكـلدان المغـتبطـين بها . ولا شك فإنَّ حـضور الأخ بهنام جـبو حـنا إلى المؤتمر كان حافـزاً لهمَّـته ! فـبعـد ثمانية أشهـر تـقـريـباً من إنـتهاء أعـمال مؤتمرنا ورجـوعه إلى السويد شـمَّـر عـن ساعـده وأقام مؤتمر النهضة الكـلدانية الثاني ، من موقعه كـرئيس إتحاد الأنـدية الكـلدانية في السويد وأكـيد  بمساعـدة الهـيئات الإدارية للنوادي الكـلدانية مع كافة أبناء الأمة الكـلدانية هـناك ، فـهنيئاً للجـميع . وبعـد ذلك وبأقـل من شهر كان هـناك لقاء كـلداني آخـر نـظـمه المؤمنون الكـلدانيون برعاية الأب الفاضل والذائع الصيت صميم يوسف باليوس الذي رغـم توجـيه الغـيوم عـلى صوته الإيماني والقـومي إلاّ أن صدى محاضراته يرن في آذان المؤمنين في بقاع العالم . ومن بـين الذين عاضدوا أبونا صميم الموقـر في تـنظيم وتهـيئة هـذا اللقاء الكـلداني هـو الأصيل الشهم الكـلداني الغـيور الذي سبق هـو أيضاً وحـضر مؤتمر سان ديـيـﮔـو ووجـدتُ فـيه رغـبة متـقـدة في داخـله لرفع شأن الكـلدان أينما كانوا وهـو الأخ يوسف يوحانا حـيث كـتب لنا مقالاً شـيقاً بهـذه المناسبة جاء فـيه :
مثـلما حـضرتُ اللقاء الكـلداني الشهري الأول في شهر تـشرين الأول ، هـكـذا حـضرتُ اللقاء الشهري الكـلداني الثاني ( 12 تـشرين الثاني 2011 ) ولا بدَّ لي من الإشادة بمنظميه الأب الفاضل صميم يوسف باليوس الشخـصية الفـذة والنادرة الذي بنعـمة الرب يسوع وتأيـيد الروح القـدس يزخـر عـطاؤه المتعـدِّد الجـوانب يوماً بعـد يوم ،  وشاركه في تـنـظيم اللقاء إخـوة كـثيرون وأنا أحـدهم .
لقد فـتح الأب صميم مكـتباً في وسط مناطق سكن الجالية الكـلدانية والمسيحـية عامة لإستقـبال الذين يُعانون من مشاكل روحـية وإجـتماعـية ونفسية ومن بينها مشاكل الطلاق المتفاقـمة والبطالة وغـيرها التي تحـتاج الى الحل أوالتخـفـيف منها ، ولا زال يواصل تـقـديم محاضرتِه الأسبوعـية مساء كـل الثلاثاء يشرح فـيها آيات من الكتاب المقدس بعهديه الجـديد والقديم داعـياً أبناء الجالية المسيحـية إلى السلوك المسيحي القـويم المُرتـكـز عـلى تعاليم الإنجـيل والإبتعاد عـن ممارسة الرذيلة وتعاطي المخـدرات ولعـب القمار ومخالفة القـوانين قائلاً إنها أعـمال لا تليق بأيِّ مسيحي حـقـيقي ويقـف بالمرصاد لكُل المعادين للكنيسة الكاثوليكية من مخـتلف التيارات الدينية .
شكَّل الأب صميم لجـنة الكـتاب المقدس من الشباب والشابات العامرة قـلوبهم بالإيمان حـيث يؤدون أعـمالاً جـمة وبكل همةٍ وفـرح في سبـيل توجـيه المسيحـيـين إلى ممارسة الصلاح في كافة المجالات المتاح لهم العـمل فـيها ، وبذلك يقدمون عـوناً له ودعـماً لإستكمال أنشطـته المتـنوعة لردع مَن تجـندهم الكـنائس المتبنية لتعاليم خاطئة والمخالفة للتعـليم الكاثوليكي القويم . ولا يسعـنا هـنا إلا تـقـديم الشكر والتـقدير لسيادة المطران الجـليل إبراهيم إبراهيم لتوجـيهه ودعـمه لكل هـذه النشاطات .
وقـد تميَّـز لقاؤنا هـذا بتـنسيق وتـنظيم كـبـيرَين وبعـدد أكـبر من الحاضرين حـيث عُـرضـَـتْ الرقـصات الفولكلورية التـراثية تحـت الراية الكـلدانية ، فـكان العـلم الكلداني يُرفـرف في القاعة يُحَـيِّـيه المحـتفلون ويلتـقـطون الصور التذكارية بجـواره وهم يرددون عاشت الأمة الكـلدانية وعاشت كـنيستها المقدسة الكاثوليكـية .
إن كل تجَـمّع كـلداني يعـني ( النهوض ) وكل جهد لِلـَم الشمل يعـني الشعـور بالوحدة القـومية ووحدة الكلمة
الصادقة التي تـذكـرنا بأمجادنا وتراثـنا وتأريخـنا الكـلداني الأصيل .  وأخـيراً وليس آخـراً نـتمنى دوام التـقـدم والنجاح لهـكـذا نشاطات ، وتحـقـيق كل ما يصبون إليه في خـدمة جاليتـنا الكـلدانية الأصيلة  والعـريقة .   


344
أخي نامق جـرجـيس : إنّ الشابَّ ضياء ﭙـطـرس شابٌ
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
أخي نامق ناظم جـرجـيس لِمَ الإستغـراب ؟
إنَّ السيد ضياء ﭙـطـرس شاب متحـمّس يمشي منـدفعاً بعـنـفـوان الشباب ، يقـول يتـكلم يصرّح يقـرأ ويكـتب كأي فـرد من بـين مجاميع الشباب المتباهـين بقـدراتهم الذاتية ، فـيهـرول بسرعة قـبل أن يسبقه غـيره ... وكأنه في ميدان السباق كي يحـرز النـصر ، إنه عـصر السرعة ، يرفع أكـياس الغـلة لوحـده في البـيادر تـفاخـراً دون الإستعانة بغـيره ، عـنده حاسبته الإلكـترونية تـنجـز له حـساباته بسرعة البرق دون تـدخـل العـقـل ، إنها فـعلاً روحه الشبابـية تـنـقـصها الخـبرة وهـذه ليست عـلته الرئيسية ، بل إن عـلته هي غـياب القـناعة عـنده في ضرورة إستـشارة غـيره الأكـبر منه من ذوي الخـبرة . إنه يشعـر بالعـيـب في الإستـفـسار عـن أمور الحـياة من المحـنـكـين الذين عـجـنـتهم التجارب وصقـلتهم المحـن ، إنه لم يتـوصَّـل بعـد إلى الفـرق بـين سـلوك الشاب وتصـرّف الكـهـل في المعـركة ! فالشاب يعـبّىء خـزان بنـدقـيته ويشرع برمي إطلاقاتها فـوراً وبالجـملة ( صَـلي ) بإقـدام وبتهـوّر دون أي تحَـسُّـبٍ فـيستـهلك جـل عـتاده بسرعة فـتـفـرغ مخازنه وهـو في ساحة المعـركة ويصبح معَـرّضاً للكـمش ، في حـين أن الكـهـل يعـبّىء خـزان بنـدقـيته برزانته المعـهودة ثم ينـصت ويراقـب وينـتـظر ويرصد ويركـّـز مستـخـدماً خـبرته من إخـفاقات ونجاحات في الحـياة فإذا تـتـطلـّـبتْ الحالة الرميَ ! عـندئـذ يقـرر الرميَ بالمفـرد أولاً وبتـركـيز ! كي لا يخـسر كـل إطلاقاته في وقـت قـصير ، ولا يرمي صلياً إلاّ إذا تـتـطـلب الأمر فـيدوم العـتاد عـنده لزمن طـويل . إن أخـينا ضياء لا يعـرف ولا يمـيِّـز الفـرق بـين هذين المقاتلـَـين ولا يقـبل أن يتعـلم لأنه عـيـب عـلى ( شباب هـذا الزمان ) أن يستـفـيد من خـبرة شـيّاب الماضي من الزمان . 
من جانب آخـر وفي 6 آيار 2011 كان قـد نـُشِـر خـبر بعـنـوان بعـنـوان - المجـلس القـومي الكـلداني ، يطالب بتجـنيد المسيحـيين في القوات الامنية لحماية مناطقهما - قال فـيه السيد ضياء : إن تشكـيلَ قـوة عـسكرية تابعة للجـيش أو
الشرطة العـراقـية يتـكون أفرادها من المسيحـيين أمرٌ ضروري لحماية مناطق وأماكن عـبادة المسيحـيين ، وأنّ الأجهزة الأمنية العـراقـية فشلتْ في تأمين الحماية المسيحـيين وأكـَّـد أن القوات العـراقـية ومنها أجهزة وزارة الداخـلية لم تستـطع حماية مناطقـنا ، وأن مهمة قـواته التي يطالب بها تـنحـصر في حـماية المسيحـيـين فـقـط ( الرابط المرفـق ) ....
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,503429.0.html 

فـكان لنا ردٌ عـليه في 7 آيار بعـنوان (( ضياء ﭙـطرس وقـواته المسيحـية المجـنـَّـدة )) قـلنا له عـلى الرابط :
http://www.kaldaya.net/2011/Articles/05_May2011/10_May07_MichaelCipi.html
 ( حـقاً قالوا إن دماء الشباب حارة تـغـلي بسرعة ، إنهم يرَون ما هـو أمام أقـدامهم فـقـط ، ليس لديهم بُعـدُ نـظر كافٍ ، يتخـذون القـرارات بسرعة دون تمحـيص ودراسة لأنهم قـليلو الخـبرة ، ونـقـول للسيد ضياء : إذا كانـت الدولة بفـيالق جـيشها وفـصائل شـرطـتها وأجهـزة أمنها وإستخـباراتها ، وحِـرص وتكاتف شعـبها عاجـزة عـن حـماية أماكن عـبادة المسيحـيّـين ، الشـريحة المسالمة من أبناء الشعـب ! كـيف سيكـون بإمكان كم نـفـر ، وقـل كم ألف مسيحي لا يؤمنون بالقـتل ، أن يؤدّوا عـملاً أمنياً داخـلياً يتـطـلب قـتالاً بـين الإخـوة ، ذلك العـمل الذي لم تستطع قـوة الدولة المكـرّسة أصلاً لحـماية المواطنين القـيامَ به ؟ ثم ألا تـفـكـِّـر قـليلاً ، كـيف ستـتـحـمَّـل شخـصياً مسؤولية كهذه ؟ حـين تـصبح هـذه المجاميع المسيحـية سهلة الإستهداف وبدون ناظور في عـصر كاتمات الصوت ؟ ولو كـنتَ أنتَ أحد أولئك الأمنيّـين الحُـرّاس وإقـتـرب منك رجل ذو سترة فـضفاضة ، فما الذي ستعـمله سواءاً إستـوقـفـتــَه أم لا ؟ وإذا تـطـلـّبَ الأمر وأنت قـتـلتـَه ( الله لا يجعـل ) هل ستبقى حـضرتك في عـنكاوا ( و إحـنا ولــْـد الـﮔـْـرَيَّة واحـد يعـرف أخــَـيَّة ) أم ستـطلب اللجـوء إلى أميركا أو أستراليا أو غـيرها وحجـتك المنطقـية بـيديك ؟ ) إنـتهى

واليوم يطالب السيد ضياء بحـماية دولية قائلاً : (( بأن تكـون هـناك قـوى دولية أو من هـيئة الأمم المتحدة أو من أية جهة كانت )) !!! طـيب هـناك جـهات وجـهات فـهـل يقـبل بجـميعها أياً كانـت ؟ ونحـن بدورنا نطالبه بالإجابة عـلى أسئلة كـثيرة منها : مَن خـوَله بمطلب كـهـذا ، أيّ من أبناء شعـبنا كـلـَّـفه بهـذا الأمر ؟ هـل إجـتمع بجـماهـير شعـبنا ؟ هـل إستـشار قادتـنا ؟ وكـبار السن ؟ هـل ناقـش الأمر مع مَن هم حـريصون عـلى دماء أبنائـنا ؟ هـل فـكـّـر وتساءل مع نـفـسه أين ستـتجـحـفـل قـوات حـمايته الدولية ؟ في ألقـوش أم في البصرة ، في عـنكاوا أم في الأنبار ، في كاني بلاﭬـي أم في بغـداد ؟ وما عـدد أفـرادها الذي يكـفي لحـماية شـعـبنا ؟
والسؤال الأهم لشخـصه الكـريم : إذا جاءت قـوات الحـماية الدولية وحـمـتْ المسيحـيّـين ! طـيـب ماذا سيعـمل هـو ؟ ماذا سيكـون مصير مقـر تـنـظيمه التابع ؟ وما الذي سيخـطب ويقـول من بعـد ذلك ؟ وأين سيسافـر ؟ ومَن يدفع له التكاليف ؟ نحـن نـتـوقع أن سوف تـنـتـفي الحاجة إليه وإلى تـنـظيمه وهـذا يعـني أنه سيغـلق مقـره ويتـوقـف جـريان راتبه وهـذه خـسارة له ! فـليراجع حـساباته بعـقـله وليس بحاسبته وليخـبرنا بنـتيجـته .
وقـبل المغادرة نسأل السيد ضياء : هـل صحـيح إنك معـتـز بكـلدانيتك كـقـومية أم كإسم عابر ؟ إن كان إعـتـزازك كـقـومية ّ نسألك مرة ثانية : أية قـومية ؟ هـل تلك التي ينـكـرها أو بالأحـرى يجـهـلها السيد يونادم كـنا ؟ وإلاّ ! يجـب عـليك أن : إما ( 1 ) تـوضح لِـ كـنـّـا مَن هـم الكـلدان أو ( 2 ) تـنـسحـب من التحالف المريـب معه ، وإن لم تـقـبل بأحـد هـذين الحـلـّـين تكـون أنـت متآمـر معـهم ضد الكـلدان .
وكان السيد داود برنو قـد كـتب بتأريخ 21 / 5 / 2010 مقالاً بعـنوان ( تشكـيل قـوة مسلحة هي الضمان الوحـيد لحـماية شعـبنا من الإرهاب ) http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,415029.0.html فـكان جـوابنا له في 26 / 5 / 2010 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,416248.0.html  (( إن ثـقافة إمتلاك السلاح ليست آيـديولوجـية كل الفـئات ، كما أنّ إستخـدامه للوقاية ودرء المَخاطر ليس من ممارسات  كل الجـماعات ، فالشعـوب الواعـية تعـرف أنّ العـنف يولد العـنف ، والإنـتقام يدفع إلى الإنـتقام ، والشر يشجّع الشرير عـنـد الأزمات )) .
لكـنه بتأريخ 19 / 9 / 2010 كـتب مقالاً عـن ( زيارة الـﭙطرك مار دنخا الرابع إلى إيران وأبعادها السياسية )   http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,443164.0.html يُـطالبنا فـيه بمغازلة ومصادقة إيران للحـفاظ عـلى كـيان شعـبنا في العـراق ! ثم يضيف ويقـول : (( وإن المشروع الأيراني الجديد في العراق لا بُدً وأن يأخذ بنظر الأعتبار حـقوق هـؤلاء المسيحيين المسالمين المظلومين وبكافة تسمياتهم القومية, لأن ثورة الإمام الخميني جاءت لنصرة  الشعـوب المظلومة والمسحوقة في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن دينهم وقوميتهم, ولنا أمل كبير بأن تلاميذ الأمام  الراحل آية الله العظمى الخميني الذين في سدة الحكم الآن سوف يسلكون نهجه ويعملون على تحقيق أهدافه )) . إذن من كـلام السيد داود برنو نستـنـتج أن المرحـوم الخـميني وتلامذته في ( قـم ) جاؤوا نـصرة للكـلدان ومعـهم الآثوريّـين وكـذلك السريان !
أنا لستُ متأكـِّـداً إنْ كان كـتابنا يعـون ماذا يكـتـبون ! أو هـل يعـيدون قـراءة ما كـتبوه قـبل النشر . إنهم يتـخـبطون دون دراية ودراسة وتمحـيص ، فـيطـلقـون التصريحات والإقـتراحات والفـذلكات فـتبتـلي الأمة .











345
تـنـويه من سيادة المطـران جـبرائيل كـسّاب الجـزيل الإحـتـرام

صـرّح مصدر موثـوق من أبرشية مار توما الرسول في أستراليا ونيوزيلانـدا ما يلي :
نشر موقع ( عـنكاوا . كـوم ) الأغـر بتأريخ 12 تشرين الثاني 2011 خـبراً بعـنوان (( وزيرا الخارجـية والهجـرة في أستراليا يزوران سيادة المطران جـبرائيل كـسّاب السامي الإحـترام )) بقلم مراقـب ، ومما جاء فـيه :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,543502.0.html
وَ ردّاً عـلى سؤال وجهَـته مجلة نور المشرق عـن الغاية من هـذه الزيارة صرح - بـيل كـيريابولس - كـبـير مستشاري الإعـلام  في مكـتب وزير الهجـرة : ( إشارة إلى التقارير الصحـفـية والواقع القاسي الذي يعـيشه العـراقـيون وخـصوصاً المكـونات الصغـيرة منهم و بما أن الحكـومة الأسترالية مهتمة كـثيرا بحـقـوق الإنسان ، عـليه قـرر الوزيران أن يطلعا شخـصياً عـلى الواقع عـن طريق هـكذا لقاءات مع الحلقات المتواصلة مع الأحـداث كأصحاب السيادة المطارنة ورجال الدين وممثلي الأحـزاب العاملة في العـراق ، كما أثـنـَـيا عـلى طروحات المطران كساب ووصَفاها بالواقعـية والمنطـقـية ) . إنـتهى
ومن هـذا النص الواضح للخـبر يتـضح أن المبادرة المشكـورة كانـت من قِـبَـل أصحاب السيادة الوزيرَين التي تمَّـت بتأريخ 10 من هـذا الشهر .
 
وكان الموقع نـفـسه قـد نشر الخـبر ذاته بتأريخ 11 تشرين الثاني 2011 تحـت عـنوان (( وزير خارجـية أستراليا ووزير الهجـرة الفـدرالي يزوران كاتدرائية الكنيسة الكـلدانية- سدني )) بقـلم السيد غازي ميخائيل عـبرو ، جاء فـيه : http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,543391.0.html
( وقـد رحـب سيادة المطران جـبرائيل كساب بالسادة الوزراء وبهذه الزيارة المـيمونة وتم شرح إحـتياجات أبناء شعـبنا المسيحي في داخل العـراق وخارجه وخاصة المهجـرين في دول الجـوار والذين ينتـظرون الفرج وكذلك تـقديم العـون والمساعـدة للذين هم في الداخل للإستـقـرار في محافـظة ضمن سهل نينوى لإدارة شوؤنهم بأنفسهم ) . إنـتهى
 
إنّ النص الأخـير للخـبر ذاته يوحي للقارىء بأن سيادة المطران كـسّاب الموقـر ( بإعـتباره أحـد قادة شعـبنا المسيحي العـراقي المعـوّلين عـليهم رسمياً لدى الحـكـومة العـراقـية ) قـد طـلب من الوزرَين تـقـديم العـونَ والمساعـدة للذين هـم في الداخـل للإسـتـقـرار في محافـظة ضمن سـهـل نينـوى لإدارة شـؤونهم بأنـفـسهم .
 
إنّ سيادة المطران السامي الإحـتـرام أبدى إنـدهاشه من أن يُـقـوَّل ما لم يَـقـلـْه ، وبطـلب منه كـلـّـفـنا أن نـنشر إسـتـغـرابه من هـكـذا كـتابة ، فـهـو لم يشرح ولم يناقـش ولم يطـلب من الوزيرَين أيّ طـلبٍ من هـذا النوع عـلى الإطلاق ، ولهـذا إقـتـضى التـنـويه .
   





346
يُـقـلَع الزؤان من حـقـول الكـلدان فـينمو في حـديقة الجـيران


بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

كأيّ ألقـوشي أفـتخـر بألقـوش وبرجالها ونسائها الأكـفاء بدون إستـثـناء وبتراثـنا الثـقافي الموروث من الأجـداد والآباء منذ تأريخها الموثق بما لا يقـل عـن 2700 سنة ، وبحِـكـَـمِهـِم المنيرة نتاج خِـبرات الحـياة عـبر قـرون طويلة ، أقـول أفـتخـر بهم كإفـتخاري بجـميع قـرانا الكـلدانية المنـتشرة في ربوع عـراقـنا وأهاليها وما حـصدوه من تجارب عَـبر المحـن والمنغـصات الكـثيرة ، وبإخـوانـنا الآثوريّـين أينما وُجـدوا وفي ذات الوقـت نحـترم إخـتياراتهم السياسية والمذهـبـية والقـومية ، ولكـن ليسمح لي الإخـوة الإلتحاميّون الألقـوشيّـون ( حـدّدتُ ألقـوش لأن مقالي هـذا يأتي ردّاً عـلى مقال كـتبه ألقـوشي ) أنْ أذكـِّـرَهم بالمثل الألقـوشي القـديم : ( قـيسا - إنْ لا هـويا إيـذيه ح - منـّـيه ح - لا كـيثِ - لِـتـْـوارا  = الخـشب - إنْ لم يكـن مِقـبضه - منه - لا يمكـن - كـسره ) فالفأس المعـدني المأجـور لقـطع الأشجار يُعـوّل عـلى مقـبضه الخـشبي في تسهـيل عـملية قـطع الخـشب - العـزم والزخـم في الفـيزياء - واللبـيب تكـفـيه الإشارة ، ولكـن في الوقـت ذاته نـنـبِّههم إلى أن الأزمنة تحـرّكـتْ والعلاقات البشرية تـطـوّرتْ والأنـظمة الدولية تـغـيَّـرتْ ومعـها كـثير من المفاهـيم والأمثال القـديمة إستــُحـدِثـتْ ، وقـوانين حـماية البـيئة شُـرِّعَـتْ ، فـلم يَـعـُـد قـطع الأشجار أمراً هـيِّـناً بل صار ممنوعاً ، وعـليه فـقـد حـلتْ العـبارة ( أزرع ولا تـقـطع ) لتأخـذ مكانها وصار الفأس لنموّ الحـياة فـيها ، إنما يـبقى المثل يُـقال لكل مَن ينـظـر إلى أبناء قـومه كأعـداء خـدمة للغـير أصدقاءاً كانوا أم غـرباءاً ، وهـؤلاء كـشـفـوا عـمّا في دواخـلهم نهاراً لا في الخـفاء ، فـنـقـول لهم : ما لنا ولكم ؟ هـرولوا إلى الحـقـل الذي يريحـكم ، مبروك لكم إخـتياركم إنه شأنكم ، وطالما برغـبتـكم إنـتـزعـتم  أنـفـسكم من مرجـعـيتـكم وإخـتـرتم الأسترخاء في حـديقة جـيرانكم فلا يخـصُّـنا أمركم ، ولكـنـكم حـين تــُحارِبون أبناء قـومكم تملقاً أمام أسيادكم كي تكـسبون كـلمة عـفـرم من قادتـكم ، عـندئـذ مِن حـقـنا الإعـتـراض عـليكم  وتـقـرؤون ردودنا إليكم .       
فـقـد نشـرتْ صحـيفة ( الـعـراقـية ) الغـراء في عـددها الصادر يوم الأربعاء الماضي 9 تشرين الثاني 2011 مقالاً بعـنوان (( الإنـفـصاليون الكـلدان ومؤتمر نهضتهم )) للكاتب الألقـوشي القـدير سامي بلـّـو يكـتب فـيه إنـطباعاته عـن مؤتمر النهضة الكـلدانية في السويد بطريقة مشـوّهة غـير رصينة حـيث بـدأ مقاله بمغالطة كـبـيرة حـين قال : (( عُـقـد تجـمّع كـنسي ..... )) في حـين أن المؤتمر كان قـومياً كـلدانياً ، وهـو يدري جـيداً أنه كان بدعـوة من إتحاد الأنـدية الكـلدانية في السويد ، لـذا إنْ لم يَـرُد عـليه أحـدٌ حـتى المساء فالحجارة الصماء ستـنهض وتـنـطـق بجلاء ، وعـليه إسمحـوا لي أن أكـتب بوفاء : 
ليست لديّ قائمة بأسماء وحـجـوم وتواريخ المؤتمرات الآثورية بأنواعـها ، ولكـني أعـرف أنّ أعـدادها كـثيرة ولن نخـسر شيئاً إذا تمَـنـَّـينا الخـير لها وزيادتها وتـطـوّرها ، ولم نـنـتـقِـدها أو نعـلـّـق عـليها لأنـنا لا نـتـدخـل في شـؤون الخـلاّن وحـيثـيّاتها ، وإذا شِـئـنا أن نكـتب عـنها فإنـنا نبدأ بتحـيَّـتها ، باللسان عـلى الأقـل كأضعـف الإيمان بها ، ثم قـد نـدخـل في صُلبها محـفـِّـزين قادتها وروّادها إلى مَـدّ يَـد المصافحة نحـوَنا بعـد أن نكـون قـد سبقـناهم فـيها ، وأبدَينا إستعـدادنا وترحـيـبنا لتبادل الآراء مع تبايناتها ، أو لإحـتساء قـهـوة من فـنجان وهـذه تـطـلعاتـنا نحـن الكـلدان . ولكـن من خـبرتـنا السابقة ومراقـبتـنا لرعـصات البعـض اللاحـقة ، نعـرف أنَّ مواقـفـنا المرنة الرائقة إزاء مؤتمراتهم تلك لا تـقابَـل بـِرَدّ الجـميل عـلى مؤتمراتـنا بدماثة لائقة ، مَهما إستخـدمنا معهم من عـبارات الودّ والإحـترامات الفائقة ، وكأنهم يرَونَ في مؤتمرات الكـلدان ضدّهم سِـﭽِّـينة خاصرة الماحـقة ، في حـين هي إثـراء لأمتـنا وغـزارة لفعالياتـنا المتـدفـقة ، وإزاء هـذا الموقـف ، وبحـقـنا مُجـحِـفٌ ، لم يعـد أمامنا إلاّ خـَـيارَين : إما ( 1 ) الخـضوع لإملاءاتهم إرضاءاً لهم ونكـرانـنا هـويتـنا وإبتعادنا عـن أصالتـنا ! وهـذه لن يرونها في أحلام يقـظـتهم ولا في منامهم ما دُمـنا ......أو ( 2 ) ترك الإحـتـكاك بهم ولا حاجة لربط الأواصر معهم ( ويصير كـل واحـد ﮔاعـد بّـيته ) ! وأمام فـقـدان التـفاعـل الإيجابي من جانبهم صرنا نحـن الكـلدان نميل مضطـرّين غـير راغـبـين إلى الخـَـيار الثاني مما يقـود الآخـرين الإلـتحاميّـين الذين إنـفـصلوا عـنا إلى إخـفاء رؤوسهم تحـت رمالهم وإتهامنا نحـن الكـلدان بالإنـفـصاليّـين ، وليكـن كذلك ! فلا تهمنا تــُهـَـمُهم وليـبقـوا منفـصلين عـنا - الله يخـلـّـيكم بس فـكـّـوا الياخة منا - وفي الحـقـيقة إنّهم يخافـون أوهامَ ذوبانهم كـمّاً ونـوعاً فـينا ( وليس فـقـط عـلى الصعـيد القـومي بل وأكـثر ! ) في حـين أن خـيالات كهـذه ليس لها مَمَـرّات بـين خلايا أدمغـتـنا وأن مفاهـيمَ من هـذا النوع لا تـقـترب من أفـكارنا ولكـنـنا كـلدان - نعـم وبكـل إعـتـزاز - من الوريد مروراً بالقـلب حـتى الشريان ، ألوانـنا طـيف الشمس أصيلة ، لن تحل محلها أصباغهم بديلة ، وفي ذات الوقـت لا نمانع مَن يرغـب في لقائـنا وقـت الفـجـر أو العـصر عـند الشطآن الجـميلة ، فـمَن يرى نـفـسه حـراً وأهـلاً للمصافحة الجـليلة ، فـليتـفـضل ...  إخـوانه الكـلدان سِماتهم نبـيلة . 
وأواصل تعـليقي عـلى فـقـرات مقال السيد سامي وأقـول : حـضرتُ مؤتمرَ النهضة الكـلدانية - سان ديـيـﮔـو مع الكـلدان النجـباء القادمين من بلدان عـديدة في العالم والمدعـوم من عـشرة تـنظيمات كـلدانية مخـتـلطة عـلمانية وكـنسية ، صغـيرة كانـت أم كـبـيرة ، وهـنا أسأله : ماذا يفـرق إذا كانـت الدعـوة لحـضور المؤتمر مقـدَّمة من كـلداني عـلماني أو كـلداني إكـليروس طالما أن النيّات معـقـودة والحـماس والصدق والهـِمّة موجـودة ، مثـلما الثـقة بالإخـوة المنـَـظـِّـمين معـهودة ، ناهـيك عـن لوجـستية المؤتمر مخـطـط لها بـبراعة ( وليس بـينهم مَن يطمع في كـواكـب وتيجان لـمّاعة ) ؟ ولكـن المنـفـصلـين عـنا كـلما سمعـوا صلصلة جـرس مؤتمرات الكـلدانيّـين إلتهـبَ الفـص الصـدغي لدماغـهم وباتوا مصروعـين في عـقـولهم ولا ينـفع الـ أنـتيـبايَـتِـك معـهم . ويـسرّني أن أنـقـل لهم مشهـدَ تلك اللحـظات قــُـبَـيل إفـتـتاح مؤتمرنا في سان ديـيـﮔـو حـين دخـل سيادة المطران سرهـد جـمو القاعة وقال : أنا لستُ قائداً لمؤتمركم ، أنا مشاركٌ فـيه !! فـليفهم الدجالون والنافخـون بأبواق الحانـقـين ، إن مؤتمرنا المذكـور ومؤتمر السويد وغـداً مؤتمر ثالث في مكان آخـر وستليها مؤتمرات ولقاءات ، ليست إجـتماعات لترقـية أسقـف الكـلدان ولا هي محاضرات تـفـسير لاهـوت إبن الإنسان ، كـما وليست مهـمَّـتها نشر الإيمان ، فـتلك لها رجالاتها وبرامجها ، ومع ذلك إذا رافـقـتْ مؤتمراتـِنا صلاةٌ فـما أجـملها ! ولكـنها مؤتمرات شـعـبـية كـلدانية صِرفة يدعـو إليها وينـظـمها أبناء الشعـب الكـلداني عـلمانيّـين وإكـليروس هـدفها لـفـت النـظـر فالكـلدان هـنا ، ثم إستـنهاض المشاعـر القـومية الأصيلة لدى الأبناء - الورثة الحـقـيقـيّـين - وحـثهم عـلى الإعـتـزاز بإسمهم التأريخي ولغـتهم الكـلدانية والمطالبة بتـثبـيت حـقـوقهم القانونية عـلى أرض الوطـن الأم العـراق بكامله وليس عـلى ربـيّة من جـباله . 
إن إخـوانـنا راكـبي القـطار بتـذكـرة مجانية أضـلـّـوا الطريق الصواب وصاروا يتراكـضون وراء غـيرهم داخـل نـفـق مجـهـول النهاية ويقـبلون برذاذ يرطـِّـب تربة حـقـولهم ولا يُـنبت زرعـهم ، غـير مبالين بالفـخاخ المنـصوبة لأبناء شعـبهم ، وكـل مَن يطـبَّـل أمامهم يـرقـصون له فالحـياة عـندهم يومٌ واحـدٌ وليس بعـده غـد ! إنهم قـصيرو النـظـر يروّجـون لمصالح وأوامر سادتهم مثـلما أيَّـدوا ودَعـوا إلى إنشاء مدارسٍ مناهـجها العـلمية والأدبـية تكـون باللغة الكـلدانية الصِـرفة ، دون أن يعـرفـوا نـتائجها القـرفة ، حـيث بَعـد سنين سوف لن يجـد أبناؤنا رئة يتـنـفـسون بها الهـواء الخارجي ولا نافـذة تسمح لهم بتهـوية مناخهم الداخـلي ، ولا يكـون بإمكانهم التأقـلم حـتى مع أبناء شعـبهم ، ويصبحـون غـرباء في وطـنهم ولا يدرون كـيف يستـثـمرون شهادة تـَـخـرّجهم للحـصول عـلى وظائـف بلغـتهم ، كـما وسيفـقـدون وسائل مواصلة دراستهم فـينـكـمشون وينغـلقـون وينـتـظرون نهايتهم ! وهـنا لسنا ضد تـعـلـّم لغـتـنا القـومية الكـلدانية بل بالعـكـس نشجـعـها لنـتعـلمها اليوم كـلغة فـقـط ، لماذا ؟ لأنـنا في مرحـلتـنا والمنـظور من مستـقـبلنا ليس بإمكانـنا أن نبني بها تكـنولوجـيتـنا وعِـلميتـنا وتربَـويَّـتـنا ونستـقـل بحـدودنا ونـقـطع أواصرنا وصِلاتِـنا مع عالمنا . ولتوضيح مقـصدنا نـقـول : اليوم عـندنا رجال ونساء متمكـِّـنون من لغـتـنا الكـلدانية ، لا يمكـنهم اليوم أو القادم من أيامنا المنظورة من إستـثمارها في مكـتب أو شركة أو مصنع أو مستـشفىً أو ثـكـنات عـسكـرية أو منشآت عـلمية ، أما عـلى المديات البعـيدة ، فلا بأس أن نـتعـلمها الآن بصورة جـيدة ، ونمهِّـد لطـموح أجـيالنا العـتيدة .     
وردّاً عـلى ما جاء في المقال المذكـور أقـول : إنّ لكـل فـرد منا إسمٌ واحـد يُـعَـرّف به ، ولا يعـرّف في هـويته بإسمَين ، وهـكـذا فإن شعـبنا له إسمٌ قـوميّ واحـد وليس إسمان ولا إسم مركـّـب أو مزدوج مثل القاطـرة ومقـطـورة ووراءها عـربانة ! وكـما ذكـرتُ في إحـدى مقالاتي عـن مؤتمر النهضة الكـلدانية وقـلتُ فـيه أنّ سائق المركـبة يوجّهها حـيث يشاء ولكـن راكـب القـطار يذهـب إلى حـيث القـطار يشاء !! ولنـتـذكـّـر ونحـن مستـفـيدين من تجارب الشعـوب ، فـﭽـيكـوسـلوﭬاكـيا كانـت تحـت نير الدكـتاتورية محَـطـِّـمة الشعـوب لعـقـود من الزمن ، ولكـن ما أن تـقـطـّـعَـتْ القـيود وكـُسِـرَت الأصفاد وإنهارت أبراج الدكـتاتوريات عـندئذ تـنفـس الشعـب الصعـداء وإستـنـشق نسائم الحـرية والكـرامة بصفاء ورجع كـل واحـد إلى أصله ولم يـرضَ بتسميته المرَكـَّـبة فإنـفـصل الـ ( ﭽـيك ) عـن الـ ( سـلاﭫ ) وعـليه سيـبقى شعـبنا يناضل ويطالب بإسمه القـومي ( الكـلدان ) غـيرالمشوّه وفي الوقـت نـفـسه نحـترم كـل التسميات . ولو إفـتـرضنا إفـتـراضاً وقـيلَ أن إسماً واحـداً لجـميعـنا هـو الجـميل والأجـدر ، نـقـول طـيِّـب فـلماذا لا يكـون إسم - الكـلدان - هـو البديل والأقـدر ؟ وحـينـئذ لا إنـقـسامات ولا إتهامات ولا إنـفـصالات ، إنه سؤال إلى كاتب المقال المذكـور ومَن يهمه الأمر معه ، يحـتاج إلى نـقاشات وتـبادل الآراء في مقالات أو في جـلسات ، ونحـن بإنـتـظار منهم ردودات .
الشعـب الكـلداني لم يـنجـرف يوماً نحـو المغـريات ولم يـندفع إلى عَـمى التهـوّرات وكـذلك لا يـتحـدّى ولا يقاوم شَـر وعـنجهـية السلطات حـين تـفـرض عـليه تسميات بل يـتعامل معها بحـكـمة وصبر وأناة ، هـكـذا عـلـَّـمَـنا معـلـّـمُـنا الأعـظم ملك الملوك والسماوات . نـقـول لأولئك الإخـوان : لم تـكـن لدينا حاجة في الماضي إلى نهضة إعلامية لأنـنا مطمئـنـون إلى وعـْـيـِنا ونبـِهـون في أحاسيسنا والكـلدانية لغـتـنا وقـوميتـنا ، ولكـن لما لـبَّـدَتْ الغـيومُ سماءَنا وبعـدها رحـل صدام حـسين ( كـما شاء الأخ أن يذكـره في مقاله ) إجـتمعـتْ النسور ولم تـكـتـفِ بفـريستها بل حامت حـولنا لتـلتهمنا وتـتركـنا فـضلات قـشور ! ومن أجـل ذلك وحـفاظاً عـلى وجـودنا فالإحـتياط واجـب وسِتار الدار مطـلوب والأمصال الواقـية ضرورية ، فـكانـت لنا عَـبر الأيام نهـضتـنا الهادئة الرزينة من خلال تـنظيماتـنا وجـلساتـنا ونداءاتـنا ومقالاتـنا ، تمخـضتْ عـنها مؤتمراتـنا التي أرتعـد منها خـلّانـُـنا ، إنَّ أشجارنا لن تموت إلاّ وهي واقـفة مثـلنا .
إن إنـتخابات شعـبنا الكـلداني في العـراق تـتحـكـّـم فـيها سلبـياً ظروف طارئة وإجـراءات بائسة وتوجـيهات رخـيصة تصبح أحـياناً قاهـرة مهـددة للحـياة بأبسط مستوياتها ، ولدى جـميعـنا خـبرة في مثل هـذه التمرينات حـين كانـت نـتائج إنـتخابات أيام زمان تـزيد عـلى الـ  99% في أسوَأ الحالات فـهـل نـتـخـذ منها مثالاً للقـياسات ؟ وعـليه فإنـنا لا نتـفاجأ بما تـتـمخـض عـنه نـتائج إنـتخابات شعـبنا اليوم بسبب الممارسات الزائغات ، ويكـون التباهي بديمقـراطيتها والإفـتخار بنـتائجها عـمل فـطـير لا يستـنـد إلى أساسات ، ردّوا عـلينا كي تـقـرؤوا ردودنا الجاهـزات .
وأذكـَّـر المعَـلـِّـقـين أشـباه المراهـقـين المُـتخـَـفـّـين وراء أسماء مستعارة وأقـول لهم ( جُـبْـنــُـكم هـويَّـتـكم ) فلا حاجة للرد عـلى تــُـرَّهاتـكم ، فـربنا قال لنا ( وليس نحـن ) : لا تـرموا جـواهـركم أمام الـ ..... لأنها .....  خاطـفة ........ . 

347
      
مؤتمرات النهضة الكلدانية حَـيَّـرَتْ جـورج هَـسَـدو
(( الله لا يحـيِّـر عـبده ))

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سدني


كـتب السيد جـورج هَـسَـدو مقالاً بتأريخ 22 أوكـتوبر 2011 في موقع ( عـنكاوا . كـوم ) الأغـر تحـت عـنوان - مؤتمرات النهضة الكـلدانية ... خـطـوة في الإتجاه المحـيِّـر - أبدى فـيه حَـيرته أمام خـطـوَة مؤتمرات النهضة الكـلدانية وأقـول له بداية : الله لا يحـيِّـر عـبده يا أخي جـورج ، ولِـمَ الحَـيرة ؟ ولكـنـنا نحـن المستـغـربون من رأيك حـول مؤتمراتـنا ! فـدعـنا نـتابع فـقـرات مقالك واحـدة فـواحـدة :

أولاً : مَن هم أبناء شعـبكم المتبنـّـين للإسم الكـلداني ؟ هـل تقـبل أنـت أن تـتـبنى إسماً آخـراً ؟ أليس لأولئك الذين تـقـصدهم إسمهم الطبـيعي الذي عـمَّـذهم التأريخ به ؟ طيِّـب وإذا كان لكم إسمٌ تعـتـزون به ، أقـول عـجـبي أن الآخـرين ليس من حـقهم أن يعـتـزوا بإسمهم ؟ ولماذا تستـكـثـرون عـليهم حـقهم في أصالتهم ؟ أم تريدهم أن يـبـيعـوا كـيانهم - حـينـئذ هـل سيستحـقـون إحـترامكم ؟ ثم ما هـو تـقـيـيمكم لِمَن يستبـدل اًصالته بهجـينية غـيره ؟ إن إسمك جـورج والنعـم ! ولكـن هـل ترضى أن أناديك جـرجـيس أو ﭙـيتـر؟ إذن من أول جـملة تكـتبها تبدو أمامنا يا أخي جورج بأنك إقـصائيّ المذهـب والفـكر والآيديولوجـية ومعـك قـلمك وورقـتك ، وعـليه فـمن أول جـملة نكـتبها لك نـقـول : إنـنا نرفـضك رفـضاً جـملة وتـفـصيلاً أنت ومقالك ، ولتبقى حائراً أمام مؤتمراتـنا مهما أطال الله في عـمرك ما لم تحـك الصدأ من تـفـكـيرك ، وسوف تسمع بمؤتمرات وندوات ولقاءات كـلدانية أصيلة ، وإذا أجـبتـني فإن ردّي إليك جاهـز .

ثانياً : حـضرتك تـتابع أغـلب ما يُـنشر عـن مؤتمراتـنا تلك التي تخـلو من التجـريح والتهـريج حـسب إدّعائك ، طـيِّـب ولكـنك لم تؤكـد أنك تعـمل بالمثل إزاء المؤتمرات والمقالات الآشورية ، ألا يتـطـلب من الشخـص الأمين والعادل أن ينـظر بالمنـظار نـفـسه إلى كل المَـشاهـد ؟ وسوف تـستـنـتـج أكـثر مما تـوقع ، ويمكـنك أن تبحـث عـن رأي منـتسبي جـميع التـنـظيمات الآثورية والسالكـين مسارهم ممن إرتـضى أن يرتـميَ بأحـضانهم ، إسألهم عـن الكـلدان ! فإذا كـنتَ نزيه التـفـكـير و ميزانك أفـقـي ستـتـفاجأ وتـتحـيَّـر فعلاً ، وعـندئذ يُـفـترض بك أن يكـون لك موقـف ، ثم نرجع ونـقـيِّـم رأيك ثانية .

ثالثاً : بعـد كل هـذا الجـهد الجـهـيد الذي تـقـوم به حـسبما أشَّـرتَ ، لم تـتـوصّـل إلى الجـزم بإيجابـية أو سلبـية مؤتمراتـنا ، والآن أسألك هـل سبق وأنْ جـزمتَ بإيجابـية وسلبـية الخـطابات الآشورية ! لماذا تغـض الطرف عـنهم وتركـِّـز عـلى الكـلدان ؟ والشاعـر يقـول : لا تـنهَ عـن خـلقٍ وتأتي مثله .......عار عـليك إذا فـعـلتَ عـظيم ؟

رابعاً : ذكـرتَ أن أصحاب المؤتمرات الكـلدانية  (( يربطـون الأسم الكـلداني بأتباع كـنيستـنا الكلدانية الكاثوليكية دون باقي أبناء شعـبنا )) وهـنا أودّ أن أصحّح لك عـدة أمور ، إنّ كـنيستـنا المشرقـية للكـلدان هي كـنيسة كاثوليكـية تـتبع عـقائدياً كـنيسة روما الـﭬاتيكان - روّادها كـلدان وآثوريّـون ويمكـنك أن تـقـرأ ذلك في النشرات والتـقـويمات السنوية الصادرة من الكـنائس التي يتواجـد فـيها أبناء شعـبنا من الآثوريّـين ، وإسأل عـن البازيّـين وآثوريّي إيران . نعـم تـَسَـمَّـتْ بإسم الكـلدان منذ ما يقارب 500 سنة حـين رفـضنا الزيغان ولم نقـبل بالكـنيسة العـشائرية ورجـعـنا إلى كـنيسة المنبع التي أسسها الرب يسوع عـلى يد مار ﭙـطرس رئيس التلاميذ وحافـظـتْ عـلى نقائها كما كانت وإلى اليوم ولكـنها كـنيسة الجـميع وليست كـنيسة قـومية ، وأزيدك عـلماً وأسبقـك قـبل أن تـتـشبَّـث بـ ( ﮔِـشّاية ) وأقـول إن كـنيستـنا هي أممية بدليل أن لا مانع لدينا أن يكـون ﭙـطريركـنا غـير كـلداني ( يابالاها ... بـيداويذ ) ولا نمانع أن يكـون الحـبر الأعـظم ﭙاﭙا الـﭬاتيكان ألماني أو إسـﭙاني أو إيطالي لأن المسيح أوصى وقال : إذهـبوا وتلمذوا جـميع الأمم .... ولم يقـل قـوميتكم فـقـط . ولكـنك أخـطأتَ أو أنك لستَ متابعاً كـثيراً حـين تكـتب وتقـول عـبارة (( بعـكس ما يقوم به المتبنون للإسم الآشوري )) ! فـهـل يمكـنك أن تـذكـر لنا مَن مِن الآثوريّـين يتبنى لنا إسمنا الكـلداني قـومياً ؟؟ أي الدساتير الآثورية تـذكـر الشعـب الكـلداني كإسم قـومي خاص بنا في أنـظمتها الداخـلية ؟ وهـل تـقـبلون ﭙـطريركاً كـلدانياً يترأس كـنيستكم ؟ وإذا أجـبتَ بـ نعـم ! عـندئذ يكـون لي ردٌ مُـحـيِّـر إليك ، يا أخي حـسناً تـفعـل حـين ترى القـذى في عـيونـنا وتحاول أن تـخـرجه وأنتَ مشكـورٌ ، ولكـن أليس الأجـدر أن تـنـتبه إلى قـطعة الخـشب الكـبـيرة في عـينك أولاً ؟

خامساً : ( إنه شأنك حـين تدعـم شخـصياً تـَـبَـنـّي تسمية أخـرى مركـَّـبة ، وإذا كـنتَ لا ترى أي مثلبة في تبني أي أسم آخـر وإتخاذه عـنواناً قـومياً من قـبل أبناء شعـبكم عـلى أن لا يكـون ذلك من باب المناكـفة والإلغاء ، فأنـت حـر ) أقـول إن رأيك هـذا مرفـوض من قِـبَل الآثوريّـين أنـفـسهم فـهل تريد منا أن نـقـبله نحـن الكـلدانيّون ؟ ومع ذلك لنـناقـش ونـقـول إذا أسّستَ شركة أنت وصديق لك إسمه - متي - فـهل ستسمّـونها شركة ( جـورج ومتي ، متي وجـورج ، إخـوان ، جـورج متي ، متي جـورج ، الرافدين ، .... ) هـل من إجابة عـندك عـلى هـذا السؤال ؟ أجـبني كي أبعـث إليك ردّي الجاهـز . يا أخي إن أبناء شعـبنا من الآثوريّـين وكل تـنظيماتهم بدون إستـثـناء لا يقـبلون إلاّ بـ ( آطور ) فـلماذا تـتعـب نـفـسك معـنا ؟ صفي حـسابك معـهم أولاً ، وأنا أعـدك بأنـنا سَلِسون جـداً ومَرِنون أكـثر وستـلقى بـينـنا الذي تـتمنى مصاحـبته ليصافـحك .

سادساً : إذا تكلم الآشوريـون عـن إسمهم الآشوري فـهُـم دعاة بناء ، أما إذا تكلم الكـلدان عـن إسمهم الكـلداني فـهُم دعاة هـدم ! يا أخي إنّ هـذا المنطق الأعـرج والأعـوج من قِـبَل بعـضكم ، هـو الذي إستـنهـضَـنا أكـثر وأكـثر وهـو الذي حـفـزنا عـلى المؤتمرات واللقاءات والتـنظيمات الكـلدانية ، ولن أطـلب منك أن تـغـيِّـر منطقـكم هـذا لأنك لستَ حـراً ولا تستـطيع أن تـتـمتع بالحـرية ، وسوف لن تـغـيِّـر منطـقك أبداً ، ودمتَ أخاً عـزيزاً من أبناء شعـبنا ، ولتـدُم مؤتمراتـنا الكـلدانية دون أن تـتـحـيَّـر .

سابعاً : وفي رد عـلى غـيرك من الغـيورين عـلى إيمانهم ولا يتجـرّؤون عـلى ذكـر إسمهم أقـول ( إنّ العاجـز أمام تسؤلاتــنا وفـراغ جـعـبته من الإجابات عـليها ينهزم ، وبدلاً من الإعـتراف بفـشله يقـوم بطرح أسئلة من بعـيد عـلى مَن حـوله عـسى أن يُـنـقـذوه من مأزقه ) كان الأولى بهم - لإثبات جـدارتهم - أن يجـيـبوا عـلى تساؤلاتـنا أولاً ثم من حـقهم طرح إستـنجاداتهم الفـطيرة وعـندها يكـون لنا جـوابنا عـليها .





348
ثعالبٌ خائبة متـلـيِّـنة تـتـمرّغ حـول مروج الكـلدان المحـصَّـنة

بقـلم : مايكل سـيـپـي / سـدني

لم تكـن الهـوية الكـلدانية مفـقـودة يوماً بـين أبناء شعـبنا الكـلداني منذ تجـذرِهم في أرض بـيث نهـرين العـراقـية ، وتوهّـجِ حـضارتهم البابليّة وسطـوعِ عـلومهم الفـلكـية وبلوغ حـساباتهم النجـوم السماوية وإرتـقائهم عـرش الإمبراطورية ، وحـتى ما بعـد إنفلات زمام الحـكم من بـين أيديهم عام 539 قـبل الميلادية ، بقـيتْ صورتهم القـومية ولغـتهم الكـلدانية هي السائـدة عـند الموجات الغازية العاتية ، فهَـويتهم لم ولن تكـون عـباءة نـزعـوها مـن عـلى أكـتافهم ولا تسريحة شعـر غـيّـروها عـلى رؤوسهم ولا عـطراً تبخـر من أجسادهم ، وإنما هي تراثيات ماثلة برسوخ ، وصروح قائمة بشموخ ، وكـتابات مدوّنة بوضوح ، وأكـثر من ذلك هي مشاعـرٌ جـيّاشة في قـلوبهم وأحاسيسٌ تـسري في شرايـينهم وحـياة تـنعـش أرواحَهم ، إنّها هـوية (( الوريث الشرعي )) لبلاد الرافـدين بإمتياز فخـراً لهم ، ينادي ويعـلن ، يقـبل ويرفـض ، يجـتمع ويخـطب ، يكـتب ويقـول ، يردّ ويسافـر ، يتـشـبَّـث ويدافع ، ينـقـد بفـعّالية في جـميع الأنشطة الحـياتية ، أنه شعـب حيٌ وسيـبقى وريد رسغه ينبض ما دام هـناك سواعـد أسود الكـلدان أصلابها أصيلة ، ولبوءات كـلدانية أرحامها جـليلة ، ينجـبون أشبالاً ترفـد الأمة الكـلدانية الجـميلة ، متباهـية بـ ( إسمها الواحـد - الكـلدان  ) لا بأسماء هجـينة بديلة ، وسوف لن يجـدي نـفعاً مَن يتربّـص بهم ويحـوم حـولهم وينصب الفخاخ في مسارهم ويحـفـر حـفـراً في طريقهم للوقـوع بهم ، للنـَّـيْـل من إعـتـزازهم بوجـودهم بهدف إلغائهم من ساحاتهم . 
إنّ الكـلدانيّـين يعـتـزون بهـويَّـتهم النقـية خـميرة أصيلة في دواخـلهم ، يترجـمونها إلى عـمل حـينما الحاجة تـدعـوهم ، ولكـن بحـكمة دون إصطدام أو تهـوّر منهم ، فـلقـد حافـظـوا عـلى لغـتهم وتراثهم وتقاليدهم وعاداتهم حـتى أمسى الرب المسيح عـمود خلاصهم والكـنيسة صخـرتهم بؤرة تجـمعهم ودماء الآباء والأجـداد مشاعـل تـنير دروبهم ليـواصلوا صمودهم ، ورغـم قـساوة النكـبات وهـمجـية الصراعات ، المتمثلة بالإضطهادات الشابورية المجـوسية السافـرة ، والغـزوات الإسلامية الكاسحة القاهـرة ، والإعـتـداءات العـصرية المؤلمة المستمرة ، فإنها لم تـستـطِع أن تـفـني هـذا الشعـب المفـتخـر بصليـب الأمم وبـِ أور الكـلدانيّـين موطن أبـينا إبراهـيم أبي الأمم .
لقـد عـبَّـرنا نحـن الكـلدان عـن هـويتـنا في البـيت والشارع ودوائر الدولة والإحـصاءات السكانية رغـم شمولية نـظرة السلطات التي كانـت تـتحـكـَّم بوسائل الإعلام ولكـن قادتـنا الكـلدان ذوي بُـعـدِ نـظـرٍ بعـيد كانـوا يعـرفـون الحـد الذي يحـمينا دون أن نـتجاوز الأحـمر من خـطوطـنا فلم يُعـطوا مبـرّراً بأيدي الأعـداء لـينهـشوا أجـسادنا . نعـم إنحـصرتْ لغـتـنا المكـتوبة في كـنيستـنا فـتـَعـلـَّـمناها نحـن الذين تـوَفـرَتْ الفـرصة لنا وبقـينا نعـتـز ونـتـكـلم بها داخـل بـيوتـنا ، إنها التغـيُّـرات التأريخـية والأحـداث المفجعة الزمنية تـفـرض عـلينا أوامرها العـنجهـية ، فلا مفـر منها إلاّ بالتعامل معها بحـكمة الحـيات ووداعة الحَـمَامات كما أوصانا رب الحـياة الأبدية ، ولا نصبح وقـوداً يُـحـرَق في أزقة الظلام الأحـمقـية ، فـكانت عـلى مر الأيام نهضة كـلدانية بحـق منذ قـرون ولكـن عـلى نار هادئة غـير مرئية ، وبدون أبواق وصعـقات رعـدية ، وإذا إفـتـرضنا إفـتراضاً يوماً أن رياحاً مبهمة تـدغـدغ بشرتـنا وتـعـكـِّـر مزاجـنا ! فإنها مشكـلتـنا ، لا يحـك جـلدنا إلاّ أظافـرنا وليس الدخلاء المتـنـكـرين بـين صفـوفـنا والمنـتحـلين غِـشاً إسمنا ، الذين قال عـنهم الشاعـر : 
(( إنّ الأفاعي وإنْ لانـتْ ملامسها ..... عـند التـقـلـُّـب في أنيابها العـطـب ))   
لقـد نهض أسود الكـلدان من خلال تـنظيماتهم حـتى عـقـدوا مؤتمراتهم في أرض الله الواسعة وبـين زهـور مروجهم لإستـنهاض المشاعـر وشحـذ الهـِمم وشـدّ العـزائم عـند أبنائهم ، فـكانـت حـدثاً أرعـب ثعالب خائبة جـلودها متلـيِّـنة ، وهـيّجَ ذئاباً قـريـبة تحـمل ﭬايروسات مزمنة في أدمغـتها المتعـفـنة ، يزمِّـرون ويطـبِّلون تشويشاً عـليها بحاويات فارغة بائسة نـتـنة .
نعـم ، نهض الكـلدان ونشاطاتهم تـدوي ثـقافة وفـناً وشعـراً وموسيقىً ، والطخـس الديني غـنيٌ عـن البـيان غِـنىً لدى الجـميع فـلسفة ولاهـوتاً وترجـمة وتأليفاً وإصداراً ، نهض الكـلدان وأرتالهم تسير خـُـطىً حـثيثة في طريقها لا تـبالي بأصوات نكـرة وقرقعات سمجة تلك التي تصيح من منابر أرصفة بعـبارات مقـززة مقـرفة ، ولكـن حـين يـتـطـلب الأمر فالكـلدانيّـون عـندئـذٍ يـلقـمونهم بـ ( حَـصـواية ) صغـيرة صقـيلة ، تـُـبطِل عـمل حـنجـرتهم المتهرئة الهـزيلة .
نعـم ، نهض الكـلدانيّـون في مؤتمر النهضة الكـلدانية ( 30  آذار - 1 نـيسان 2011  - سان ديـيـگـو ) فـكان أول تظاهـرة قـومية رائعة جـمعـتْ أبناءهم من كافة أقـطار العالم ليُـبلوروا طموحاتهم ويؤطـِّـروا حـقـوقهم ، والـيوم تواصل مسيرتهم نخـبة أخـرى من الأبناء الأصلاء في نهضة كـلدانية ثانية في السويد للفـترة ( 15 - 19 تشرين الأول 2011 ) فـنباركهم مسبقاً ونشد عـلى أياديهم متمنين لهم وللأمة الكـلدانية كـل النجاح .






349
الدكـتور دنحا طـوبـيّا .... والإنسان في فـلسفة الكـلدان
مايكـل ســيـﭙـي / ســدني
كانت إفـتـتاحـية العـدد السابع من صحـيفة ( عـمّا كـلدايا ) الغـراء الصادرة في سدني لشهر آيار 2001 ، بعـنوان ( الكـلدان أصالة وإيمان ) وقـد جاء فـيها : إن عـبقـرية الكـلداني وقـبل آلاف السنين لم تـقـبل بالفـراغ الفـكـري ولم ترتض أن تستسلم للمصير الغامض ولكن هـذا العـقـل أعـجـب بالكـون وقـوانينه وإندهـش لدقة حـركاته لذا نسب كل ذلك إلى قـوى قـديرة تستحـق العـبادة فإفـترض أو ظن بوجـود آلهة فـصوّرها أصناماً ولقـبها أسماءاً ، حـيث لم تكن قـد وصلتهم رسالة أو نبوّة نبي ليتعـرّفـوا عـلى السرمدي مبدع الكـون والحـياة . إنـتهى 
وهـل من شك ؟ إنّ وادي الرافـدين والكـلدان شعـبه ، عـذب ماؤه خـصبة تربته ، عالي نخـيله غـزير تـراثه ، متـقـدّمة عـلومه وعـميقة فـلسفـته ، فـبذلك فـرضَ عـلى التأريخ شـهـرته إلى أعـماق ماضيه . وهـل من شك ؟ ها هي ستينات الثـواني تـنطق في دقائقه تجـمعها ساعاته والمسلة لائحة تعـلن شرائعه ، وباب عـشتار خـصب في خـياله ومعانيه ، ناهـيك عـن عـلوم الفـلك تحـتـفي برياضياته فـتـتلألأ النجـوم في سمائه ، وهـكـذا فإنّ تراث السلـَـف وحاضر الخـلـَـف منارة مضيئة للتائهين الذين يجـهلونه .
بتأريخ 26 أيلول 2011 قـرأنا مقالاً للأستاذ د. دنحا تحـت عـنوان ( الإنسان في فـلسفة الكـلدان ) جاء فـيه الكـثير من شهادات مشاهـير الكـُـتــّاب والمؤرّخـين حـول الإنسان الكـلداني يؤيّـد ما ورد في تلك الإفـتـتاحـية من عـظمة عـلمية وفـلسفة فـكـرية وتأمّلات روحـية ، فالكـلداني كان ولا يزال غـزيراً بأبحاثه طـموحاً بتـطلعاته . نعـم لقـد أبحَـرَ في عالم المدركات الحـسّـية حـتى إنـتـقـل إلى ما فـوق المقايـيس الطبـيعـية ليجـد لجـسد الإنسان نهاية حـتمية ولكـن روحه تبقى حـية . 
إن ثلاثية المبادىء عـند الإنسان الكـلداني المذكـورة في مقال الأستاذ دنحا لم تأتِ من فـراغ وإنما هي قـناعة نابعة من ذهـنية متـقِـدة قادرة عـلى التأمل وإخـتراق اللامنـظـور في الحـياة . نعـم إنّ الروح الإلهـية هي الذات المدرِكة ، والروح الفـكـرية هي الطاقة العـقـلية ، أما الروح اللاعـقلانية فهي العاطـفة الفاعـلة في الأعـماق القـلبـية والمرافـقة لمادة الجـسد الفانية . إن هـذه الثلاثية البديعة والعـجـيـبة لدى الإنسان الكـلداني القـديم تـعَـبِّـر عـن آفاق عـقـل ممتـدة أفـقـياً وعـمودياً ويـوحي لنا بإمتلاكه غـريزة الحـدس والتـنـبّـؤ عـن شيء غامض عـليه فآمنَ بما لم يـرَه ولا حـدّد معالمه ولكـنه متيقـن من وجـوده . فالروح الإلهـية الأزلية هي فعلاً بمثابة الآب ، والروح الفـكـرية العاقـلة هي بمنـزلة عـقـل الإله الإبن ، وهـكـذا تكـون الروح اللاعـقلانية عاطفة فاعـلة بـينهما بحـيـوية الروح القـدس . إنها مقارنة رائعة تـدل عـلى أنّ هـذا الكـلداني كان حاذق الذكاء قـد سعى لسـبر طريق الحـقـيقة المجـهـولة لكـشـفها وإدراك نورها ، وكان فعلاً أمـراً متعِـباً إلى أنْ إنـقاد إلى مسار الحـق النابض بذاته ، في شـخـص الذي قال : أنا هـو الطريق والحـق والحـياة ، يسوع المسيح ربنا وبه آمنـا ، ومن أجـله شهادة قـدّمنا ، وإلى الدينونة لا يُـدخِـلنا بل من الموت إلى الحـياة الأبـدية ينـقـلنا ، فهـنيئاً لأبناء شعـبنا الكـلداني الذي تـَخـلـَّـد إسمه وتـوثـق في كـنيستـنا المشرقـية الذي يقـرؤه الجـميع في كـتاب الـ حُـذرا منذ القـرن الرابع الميلادي ( نعـم القـرن الرابع الميلادي وليس عـندما صحّـحـنا مسارنا في عام 1552 ورجـعـنا إلى كـنيسة مار ﭙـطرس لنـكـون واحـداً بموجـب توصية المسيح ! ) وإلى اليوم وآباؤنا والمؤمنون يُـصَـلـّـون التـرنيمة : (( إن ملكَ العُـلى مع جـنده ، كان في عَـون جمع المؤمنين ، فـقـد صدر الأمر أن يُـقـتل الشهـداء الأبرار بحَـد السيف . بُهـتَ الكـلدان وهُم وقـوف ، ورفعـوا الأصبع قائلين : عـظيمٌ إله المؤمنين ، يُخـَـلصهم وإنْ هـو لا يُرى )) . ويسرّني أن أخـتم مقالي بعـبارة جـميلة وردتْ عـلى لسان أحـد مسؤولي التـنظيمات الآثورية أثـناء مقابلة تلفـزيونية عـلى القـناة C - 31  الأسترالية الحـكـومية أجـراها الإذاعي ولسن يونان قـبل سنين ، وإنْ لم تـخـني ذاكـرتي كان إسمه رامي ! حـين قال : (( أخـْـنـَـنْ يَـطـِّـخْ خِـنـْـواتـَـن كـَـلـْـدايـي رابا مُـرْدِنـّـيـنا ، رابا قِـرْيـيـنا -  نحـن نـعـلم أن إخـوانـنا الكـلدانيّـين مثـقـفـون كـثيراً ، متعـلمون كـثيراً ) ) والمجـد لله دائماً .   




350
لماذا لا تـكـون محافـظة شـبكـية أو يزيدية ؟
مايكـل ســيـﭙـي / ســدني - 4 تشرين الأول 2011 
إنّ القـلة القـليلة من أبنائـنا الكـلدان المنجـرفـين وراء إخـوانـنا الآثوريّـين والدائرين في مدارات المجـلس الشعـبي الذي يرفع العـلم الآثوري ، يردّدون ما يُـملى عـليهم حـول المحافـظة المزعـومة فـيسمونها مسيحـية ويقـولون ليست للمسيحـيّـين وحـدهم ، ولستُ أدري لماذا يتـظاهـرون  بهذه الدرجة من البساطة ، لأن هـذه التسمية شئـنا أم أبَـينا توحي للغـير بأنها هـكـذا ، ثم ما الذي خـطـرَ بـبالهم كي يُـطالبوا بمنطقة خاصة بأبنائـنا ذات تسميه مثيرة للشعـب الغالبـية الذي يحـمل مسبقاً أفـكاراً سلبـية تجاهها وتـصوّرات تأريخـية حـولها نابعة من عـقـيدة يؤمن بها ؟ ألا تـتـصوّرون أن محافـظـتكم هـذه سيصبح إسمها عـند الغـير بـ ( محافـظة أهـل الذمة ) وما أدراكم ما هـو موقـفهم السابق واللاحـق من أهـل الذمة ؟ 
كـنـتُ أعـمل مع مجـموعة مستـفـيدة من الأمريكان رزقاً إلاّ أنها في الوقـت نـفـسه تـناهـض وجـودهم كـمُحـتـلـّـين في بلدهم - د تعال هاي شـلون تـفـسِّـرها - وفي إحـدى الجـلسات غـير الرسمية وبـينهم مَن كان منغـلق الفـكـر تماماً فـسألتهم : لم يمضِ عـلى وجـود الأمريكان عـلى هـذه الأرض أكـثر من ست سنـوات والدعـوات المناهـضة لوجـودهم تصرخ من عـدة جهات تطالب برحـيلهم وتحاربهم بما أوتوا من إمكانية ونـتيجة لذلك فإن كـثيراً من الأبرياء يموتون عـشوائياً بسبب تلك الأعـمال الإرهابـية ، طـيِّـب كـيف إرتـضى هـذا الشعـب نـفـسُه بالإحـتلال العـثماني للبلد ذاته لأكـثر من 400 سنة ولم يقاتل أو ينسف أو يـدمِّـر .... لا بل كان ساكـتاً راضياً ؟ لم يأتِـني الجـواب طبعاً لأنه بسيط جـداً لدى الجـميع وهـو مخـجـل إذا نـطـقـوا به !.
إن المسيحـيّـين منـتـشرون عـلى أرض العـراق كـلها وقـد حـدث أن تـنـَـقـَّـلوا من محافـظة إلى أخـرى بـين فـترة وأخـرى بسبب ظروف طارئة في حـينها إلاّ أن ذلك الإنـتـقال إتـصف بالمؤقـت ، ولم يكـن تجَـمّعُـهم مقـتـصراً عـلى بقـعة محـددة ، واليوم وبعـد مستجـدّات الوضع الراهـن غـير الآمن تـوزّع المسيحـيّـون مرة أخـرى وإنـتـقـلوا منـتـشرين عـلى أرض العـراق وأكـثرهم إتجـهوا نحـو المنـطقة الشمالية الأكـثر أمناً حالياً والمترامية الأطراف نسبـياً والتي تـنـتـشر فـيها القـرى المسيحـيّة منذ القدم ، فـكـيف يمكـن تحـديد منـطقة ما ونعـتبرها مكاناً يتواجـد أو يتجـمّع المسيحـيّـون فـيها ؟ وإذا جـربنا ووضعـنا حـدوداً بقـلم الرصاص لهـذه المناطق عـلى الخارطة سنـخـرج برسم أشبه بـ أميـبا وأرجـلها الكاذبة ممتـدة من ديانا - شقلاوة - ألقـوش - تلكـيف - زاخـو - كاني بَلاﭬـي - صَـﭙـنا - .......... .
بصراحة ( مثال ) إنّ واقع اليوم هـو أن الكـثيرين يتجـنـبون السفـر من ألقـوش إلى الموصل فـيفـضلون الذهاب إلى دهـوك أو أربـيل لأية مهمة كانت طارئة أم إعـتيادية وذلك إبتعاداً عـن إحـتمالات مفاجآت الوضع المتأزم حالياً ونحـن لا نزال غـير منـكـمشين ومنزوين ومستـقـلين في محافـظة بإسمنا ، فإذا صارت هـناك محافـظة بإسم المسيحـيّـين أهـل الذمة محـصورة بـين ( العـرب والأكـراد ) فـكـيف ستـكـون حالتهم يا تـرى ؟ إن شعـبنا الكـلداني ومعه الآشوري والسرياني نسكـن في هـذا البلد منذ آلاف من السنين ، ولكـن منذ 14 قـرن حـين إخـتـلف الوضع الديموغـرافي ، واصَلنا الحـياة عـلى أرضنا بعـد أنْ تـعـلـَّـمْـنا فـن التأقـلم ونحـن صاغـرون ، وإزاء هـذه الحالة  إخـتبر آباؤنا نـفـسيات مكـوّنات شعـبنا وعادات مجـتمعـنا الجـديد آنـذاك وتقاليدهم وأفـكارهم وممارساتهم وتحـرّشاتهم ، ثم نـقـلوها إلينا فـحـذرونا كي نبتعـد عـن سيّأتها وشجـعـونا عـلى الإقـتراب من طيِّـباتها إنْ وُجـدَتْ ، ومن خلال تلك الخـبرة الطـويلة نـقـول لسنا بحاجة إلى التـقـوقع داخـل تسمية مستـفـزّة لغـيرنا .
وإذا كان لا بد من المحافـظة المزعـومة دعـونا نسأل : إذا كانت خـطوطها معـلومة وحـدودها مرسومة وأهـدافها موسومة ، وأثمارها متـدلية وإيجابـياتها متجـلية ومخاطرها متـنحـية ، وفـوائدها لكافة مكـوّناتها مضمونة بحـرية ... إذن ما المانع أن نسميها محافـظة الشبك أو اليزيدية ونحـن شـركاؤهم في أرباحها اليومية ؟   


 





351
قـصص من حـياتـنا العـراقـية  
مايكـل ســيـﭙـي / ســدني
في الحـياة التـدريسية يطالِب المدرس المُجـِد طلابه الإجـتهادَ بمقـدار يتـناسب مع ما يـبذله لهم والمتمثـل في حـبه لعـمله وضوح محاضرته دقة تعابـيره عـدالة تعامله أمانـته في واجـبه وحِـرصه عـلى عـطائه وإيصال مادته إلى طلابه ، وبالمقابل عـلى الطالب أن يكـون راغـباً في دراسته مواصلاً حـضوره منـتبهاً إلى درسه مهـتماً بواجـبه شجاعاً عـند إستـفـساراته محِـقاً في طـلبه وراضياً بإستحـقاقه ، والمدرس من جانبه كأنه فلاح يقـول : أعـطني تربة رطبة ومناخاً جـيداً أعـطيك زرعاً مخـْـضراً وثـمراً مفـيداً ، والطالب يقـول : هاتـوا لي أستاذاً كـفـوءاً وجـوّاً دراسياً مناسباً خـذوني طالباً متميِّـزاً . ولكي يكـون الطرفان أمينـَـين في قـرارهما لا بد أن يـبذلا جهداً مرموقاً وعـناية مركـزة ليأتيا بنـتائج مرجـوّة وإنْ لم يحـصلا عـلى الثمار المنشودة فهناك خـلل في أحـد الأطراف الأستاذ أو الطالب أو المناخ التـدريسي . الـمدرس الناجح  يقـرأ موضوع محاضرته كـطالب قـبل الطلاب ، ويثير أسئلة محـتملة لنـفـسه فـيجـيب عـليها قـبل تـوقعها منهم فـيسبق إسـتـفـساراتهم ويحـفـزهم إلى تـفـكـير أعـمق وإثارة أسئلة أدق والتي من خلالها يمكـنه تـقـيـيم مدى وسِعة إستيعابهم لجـهـوده . إنّ مدرساً كهذا يحـترمه الطلاب الأذكـياء ويتشبَّـثون به لمنفعة مستـقـبلهم العـلمي ، ولكـنه من جانب آخـر يتـذمَّـر منه زملاؤهم الضعـفاء والكـسالى والمنشغـلين في نشاطات جانبـية خارجة عـن المناهـج الدراسية وينصبون له العـداء ، إنّ ذلك لاحـظـناه في حـياتـنا التـدريسية ( 1973 - 1992 ) في مدارسنا العـراقـية طيلة السنوات الخـمس والثلاثين من حـكم البعـث ذو النظرة المحـبطة لآمال الموظف العـراقي عامة بالإضافة إلى تـنظيم الطلاب السياسي المتمثـل في إتحادهم الوطـني التابع للحـزب الحاكم الذي لعـب دوراً سـلبـياً في تـوجـيه العـملية التربـوية عـن طريق مساندة الطلاب عـلى حـساب أخلاقهم تارة ، وعـلى حـقـوق المدرس بصورة غـيرها تارة أخـرى في غـير وجه حـق مما كان يعـطي لهم زخـماً خارج نـطاق القانون والمنطق ويسبِّـب بعـض التراجع في أداء بعـض التـدريسـيّـين ، وكم من مدرس قال لي عـلناً ( آني أدرّس عـلى ﮔــَـد فـلوسي ! ) معـبِّـراً ضمنياً عـن تـذمُّـره من السلطة والطلاب دون الإشارة إليهما فـكـنـتُ أقـول له : وما ذنب الطالب ! ومع ذلك فإن مدرسين كـثيرين فـرضـوا وجـودَهم في مدارسهم معـتمِدين عـلى نـقـطـتين أساسـيَّـتين : الكـفاءة والإخـلاص بشرط أن لا يُعـطـوا مستمسك ضـُـعـف عـن أنـفـسهم عـند الإدارة أو الطلاب ، أما المدرس غـير الملتـزم بتلك المعايـير المهـنية فغالباً ما كان يتساهل مع طلابه متجـنـِّـباً إثارتهم ضدّه لتغـطية تسـيُّـبه أو تـقاعـسه أو محـدودية كـفاءته . وقـد مررنا بمواقـف حـلوة ومُـرّة ، مضحـكة ومُـحـبطة سواءاً في المدرسة أو خارجها سببها سياسة السلطة التي جعـلتْ كل فـرد يخاف من الآخـر وحـتى أفـراد الأسرة الواحـدة :
 ( 1 ) في الكـوت - عـند بدء تـطبـيق نظام عـبور السابلة من الخـطوط البـيضاء في الشارع العـراقي وفـرض غـرامة عـلى المخالفـين ( حـوالي عام 1974 ) سـخـَّـرَتْ الدولة وسائل الإعلام لتوعـية الناس كـما عُـمِّـمَ كـتاب إلى المدارس كي تــُخـصَّص عـشر دقائق أولى من الحـصة الأولى لأسبوع واحـد يؤدي المدرس واجـبه التوجـيهي بهذا الشأن ، فأدّيتُ دَوري قائلاً للطلاب : عـلينا جـميعاً أن نطيع قـوانين الدولة ( ولم أقـل الحـكـومة ) عـن قـناعة ذاتية وليس عـن خـوف من السلطة حـيث سُـنـَّـتْ لفائدة المواطـنين ، فالعـبور من الخـطوط البـيضاء هـو إلتزام أخلاقي بالنظام سلامة لنا وأماناً لسواق المركـبات ( وأضفـتُ من عـندي : ومَن يخالف ستـضـطـر شرطة المرور إلى معاقـبته بغـرامة مالية فالأفـضل تجـنـُّـبها ! ) وقـبل إنـتهاء الأسبوع جاءني رفـيق وقال لي : نـُـقِـلَ إليّ أنك تـطرقـتَ داخـل الصف إلى مواضيع تـتعـلق بالحـكـومة والسياسة وهـو غـير مسموح به ، فـقـلتُ له : لا أعـتـقـد ذلك ، لا بل إن بعـض الطلاب حـين عـرفـوا بأني من أهـل الشمال والحـركة الكـردية نشطة عـندنا ولكـوني حـديث العـهد بالتـدريس ومنفـتح أمامهم يحاولون جـرّي إلى السياسة بأسئلتهم ولكـني لا أفـسح لهم أيّ مجال بهـذا الخـصوص ، فـما الذي نـقـلوه إليك عـني ؟ قال : لقـد قـلتَ أن الحـكـومة تـفـرض ضرائب عـلى الشعـب لزيادة ميزانيتها !! قـلتُ : هـذا أمر مستحـيل ، ولكـني أدّيتُ واجـبي بشأن موضوع الخـطوط البـيضاء فـقـط ...... مضيفاً لهم أن يتجـنبوا المخالفات وقاية من الغـرامات ، قال : ومع ذلك لا تـتدخـل في السياسة مرة أخـرى ( رفـيق ولم يفهم كلامي ) قـلتُ له : أنا لستُ سياسياً ولا أتـدخـل بالسياسة تجـنـُّـباً لموقـف كهذا أمامك .
( 2 ) في الكـوت - بناءاً عـلى طلبات الطلاب جاء إلى مدرستـنا يوماً مسؤول حـزبي فـجـمعهم في القاعة الكـبـيرة عـند إنـتهاء الدوام أما أعـضاء الهـيئة التدريسية فـقـد غادرنا المدرسة . وُزِّعَـتْ القـصاصات الورقـية لكـتابة الأسئلة ثم بدء بفـرزها فـكانـت نسبة عالية منها تشكـو من مدرس الفـيزياء مايكل سـيـﭙـي مما إستـرعى إنـتباهه فـقال لهم : هـل تكـلم ضد السلطة ، ضد الحـزب ، ضد السيد الرئيس والسيد النائب ، هـل يضيِّع وقـت الدرس ، هـل ظلم أحـدكم ، هـل يفاجـئكم بمواعـيد إمتحاناتـكم ، هـل أن أسئلته الإمتحانية خارجة عـن المنهج ، هـل يستخـدم ألفاظاً نابـية معـكم ... كان الجـواب كلاّ ! ثم سألهم هـل هـو منفـتح معـكم ، هـل هـو كـفـوء بمادته ، هـل أن أسئلته واضحة ، هـل يَحـضر الدرس بإنـتـظام ، هـل يفـسح المجال لإستـفساراتكم ، فـكان الجـواب نعـم ! فـقال إذن أين مشكـلتكم معه ؟ قالوا : إنه يعـصر الدرجات !! قال لهم : هـذه مسألة شخـصية لا يمكـنـنا التـدخـل فـيها . وفي يوم ما 1980 قال لي أحـد الطلاب : إن تعاملك الجـدّي المبالغ به مع الطلاب سوف لن يجـعـلك تجمع أصواتاً كـثيرة لصالحـك ! فـقـلتُ له : أنا لستُ مرشـحاً نـفـسي لإنـتخابات المجـلس الوطـني ، فـسكـتَ .
( 3 ) في بغـداد - كان مدير مدرستي يعـتـز بي كـثيراً وأنا أحـترمه غاية الإحـترام ، فـقال لي يوماً : كـن حـذراً من الأستاذ الفلاني فإنه يوشي بك عـند الحـزب حـيث في أحـد الإجـتماعات قال ( إن المدرس مايكل يشدّد مع طلابه لغايته كي يضطرّوا إلى تلـَـقـّي دروساً خـصوصية منه ) فـردّيت عـليه والكلام للمدير قائلاً لذلك الأستاذ : مايكل ليست لديه سيارة وأنت عـندك ولكـنه يصل إلى المدرسة قـبلك ؟ مايكل يسألني عـن دروس شاغـرة كي يشغـلها في أوقات فـراغه أما أنت حـين أطلب منك تعـتـذر وترفـض ، إن طلاب السادس العـلمي يفـضلون مايكل عـلى غـيره رغم تـشدّده معهم ، رأي مايكل في التدريس الخـصوصي يتلخـص بـ : ( إن لم يستـفـد الطالب من محاضرة أستاذه في الصف لا يمكـن أن يستـفـيد منه في البـيت ) لذلك لا يدرّس طلابه بل طلاباً من خارج مدرستـنا ، فـمن هـو أكـثر إخلاصاً أنت أم هـو ؟ وفي الوقـت ذاته حـذرني المدير من النطق بهذا الخـبر لأنه سيدفع رقـبته ثمنه بإعـتباره أفـشى أسرار الإجـتماعات الحـزبـية .  
( 4 ) في عام 1981 سمعـتُ خـطاباً لصدام موجهاً إلى الشعـب ، ذكـر فـيه : لا تـقـولوا للمراجعـين في دوائر الدولة (( تعالوا باﭽـر )) لأن غـداً عـنده أمر آخـر يتابعه ... ولما عـطل تلفـون دارنا في الحـبـيـبـية قـدمنا شكـوى رسمياً ونشرناها بالصحـف ولكـن دون فائدة ، فـذهـبتُ إلى المديرية العامة في شارع الخـيام ( الرشيد ) وطـلبتُ مقابلة المدير العام وعـرضتُ له الموضوع ومعي الجـريدة فـقال أن المشاكـل كـثيرة نـنجـزها بالتسلسل فـقـلتُ إنّ المدة طالت وفي كـل مرة أتـصل بالدوائر المعـنية فـيكـون ردّهم : باﭽـر ! أو بعـد يومين ! ألم تسمع ماذا قال السيد الرئيس بشأن المراجـعـين ؟ قال : والله هاي خـوش حجة صارت بإيديكم ، إستريح أخي فـجـلستُ في ديوانه ، وإتصل لاسلكـياً من مكـتبه بالمفارز وتم إصلاح الخـلل في تلفـون دارنا خلال عـشر دقائق وهـو خائف مني ولا يدري بأنـني أنا الذي يراودني الخـوف .  
 ( 5 ) في عام 1983 وأنا جـندي في الجـبهة - قاطع الشرهاني رصدتُ حالة جـندي في فـصيلي حـصل عـلى 37 يوم إجازة مسجـلة في دفـتر عـريف الفـصيل في فـترة محـصورة بـ 52 يوماً ، لم أهـتم للأمر عـلى إعـتبار المثل العـراقي ( هـنياله اللي يجـيب نـقـش ) فـسجَّـلتها في ورقة بدون إسم وإحـتـفـظـتُ بها في جـيـبي . إحـتجـتُ في تلك الأيام نـفـسها إجازة خاصة وقـدّمتُ طلباً إلى السيد آمـر السرية فـقال لي عـند المقابلة : إن أوضاع الجـبهة لا تسمح بذلك ! فأخـرجـتُ الورقة من جـيـبي ، سلـَّـمتها إيّاه وفـسّرتها له وقـلتُ هـل تسمح الظروف بهذا ؟ فـقال : مَن هـو هـذا الجـندي ؟ قـلتُ : لا يمكـنـني أن أذكـر إسمه إلاّ أمام السيد آمـر اللواء ، فـردّ عـليّ : يا مايكل لو كـل الجـنود مثلك ﭽان عـزّلنا من زمان .
( 6 ) حـفـرتُ أساسات داري في حي آسيا / الدورة / بغـداد عام 1985 وإكـتمل في 1988 وإحـتجـتُ إلى 48 فـلورسنت - شمعة ويئستُ من حـصولها عـند الوكلاء قاطبة حـيث يـبـيعـونها قـبل وصولها إلى السوق فإتـصلتُ بمعـمل النور في التاجي وكـلمتُ سكـرتيرة المدير بهـذا الشأن مُعَـرفاً إياها بهـويتي البسيطة كـمواطن فـلم أحـصل منها عـلى حاجـتي ولما طـلبتُ منها أن أكـلم المدير لم تستجـب لي بحجة غـيابه في تلك الساعة ، كـرّرتُ مخابرتها في اليوم التالي مذكـراً إياها بالبارحة فـلم أستـفـد . وبعـد عـدة أيام خابرتـُها بنبرة أخـرى طالباً المدير مباشرة ولما طـلبتْ مني هـويتي كـرّرتُ وقـلتُ لها : أنـطيني المدير ! فـكان صوت المدير معي مباشرة قائلاً تـفـضل أخي ، فـقـلتُ : حـضرتك شايف مواطـن يعـيش بالظلام في عـهد صدام ؟ قال : أخي ليش تـتـكـلم بالتلفـون تـفـضل عـدنا وكـل شيء يصير لك ! قـلتُ : ليش السكـرتيرة مالتك ! تخـلينا نشوفـك ؟ قال : إسمك بالخـير والباب مفـتوح أمامك كل وقـت بدون موعـد ، بس ذكـِّـرْها بإسمك ، ولما وصلتُ المعـمل وعـرّفـتـُها بإسمي الذي كان مسجّلاً عـندها إتـصلـَـتْ بالمدير تلفـونياً وبعـدها مباشرة قامت من كـرسيّها ووجّهـتـني إلى باب غـرفـته فـدخـلتُ وعـنده ضيوف مراجعـين فـغـمزني وكأنه يَعـرفـني من زمان موحـياً لي بأن ينجـز طلبات ضيوفه أولاً وهـكـذا كان حـين خـرجـوا قام وأغـلق الباب عـلى إعـتـبار أنّ بـينـنا حـديث خاص ومهم ! فـقال : تـفـضل أخي ، فأخـبرتـُه بحاجـتي فـقال : عـندنا صناديق ذات 25 مصباح فـلورسنت وأخـرى من مصابيح النوع العادي فـكم تريد من هـذا وكم من ذاك ؟ قـلتُ صندوقـَـين فـلورسنت تـكـفـيني ، قال أطـلب أكـثر وخـليها إحـتـياط بالبـيت فـقـلتُ شكـراً هـذه هي حاجـتي فـسلـّـمني أمراً بذلك ... ولكـن كـل ذلك الحـوار والطـلب (( في نـظره )) هـو شيء مُـمَـوّه وخـدعة ، أما الحـقـيقة (( في ظنه )) فـهي شيء آخـر ، فـربما أكـون مفـتشاً من وزارة الإقـتـصاد أو من جهة أمنية مجهولة أتيتُ متخـفـياً بصفة مواطن عادي لتـفـقـد وضع المعـمل ، فـقال لي : هـل تـقـبل أن أكـلـّـفـك لتساعـدنا بعـمل خاص ؟ قـلتُ : تـفـضل إذا أمكـنـني فـعـلى الرحـب والسعة ، فـقال : أريـد أن أبعـث بـ لوري كـبـير من صناديق المصابـيح هـذه إلى سوق الدورة ونبـيعـها للمواطـنين مباشرة بدون وكـلاء ولكـن تحـت إشرافـك ! قـلتُ له : مع كـل الأسف فأنا لستُ متـفـرّغاً لهكـذا مهمة ، وخـرجـتُ منه وهـو لا يزال خائـفاً ويجهـل مَن أنا .  
 ( 7 ) حـين إكـتمل بناء داري قـدّمت طلباً لربط كـيبل الطاقة الكـهربائية من عـمود في الشارع إلى الميزانية في مدخـل البـيت والمنصوبة حـسب الأصول ودفعـتُ الرسوم المستوجـبة وقـيل لي بأن الربط سيتم خلال أحـد أيام الأسبوع حـسب الجـدول المهـيّأ جـغـرافـياً للمناطق . إنـتـظرتُ أسبوعَـين ولم يأتِ أحـد فـقال لي الجـيران : هـذولة ما يجـون إلاّ تـنطيلهم رشوة ! فـفي الأسبوع الثالث ذهـبتُ إلى مديرية الكـهرباء / الدورة صباحاً ودخـلتُ عـند المدير وقـلتُ له : أستاذ إلمَن أنطي رشوة حـتى يربطون إلنا كهرباء ؟ فـقال : أخي شـنو هل كلام ، أنت تريد تخـلينا بالسجـن ؟ قـلتُ : لا ، ولكـن آني دفعـتُ الرسوم وصار لي ثلاثة أسابـيع وﮔـَـلـّـولي ما تجـون إلاّ بالرشوة فآني إجـيتْ حـتى أدفع ، إلمَن أدفع ! قال : أخي لا تـكـرّرها أنت تريد توَدّينا بْـداهـية ؟ قـلتُ : إذن شـنو الحـل ؟ ولما فـتح السجـل قال : إي صدﮒ أنت صارلك مدة ، كان المفـروض يجـون من زمان ، باﭽـر راح يجـون ويربطون إلكم الكـهـرباء وتـدَلـّـل ، وفي اليوم التالي جاؤوا فعلاً فـقالوا لي : هاي أنت ﮔـلتْ ما نجي إلاّ بالرشـوة ؟ قـلتُ : نعـم ، ومع ذلك حـينما إنـتهى عـملهم أكـرمتهم .  
( 8 ) بعـد تحـرير الفاو في 1988 خـطب صدام وقال : عـلى كـل عـراقي أن يساهم في بناء الفاو بتبـرّعه المالي أو بجـهـده العـضلي وصارت حـملة بهـذا الشأن فـجاءنا رفـيق من حي آسيا إلى دارنا وبـيده سجـل وقـلم وبعـد السلام سألني كم أتبرع لبناء الفاو ؟ قـلتُ سجـل ( نيابة عـني وعـن أفـراد أسرتي أتبرع بجـهدي العـضلي لبناء الفاو ! ) وأضفـتُ له : حـين يتهيأ فـريق العـمل للسفـر سأكـون جاهـزاً ، فـقال : شنو جهدك العـضلي ؟ قـلتُ : ألم تسمع خـطاب السيد الرئيس ماذا قال ؟ ولما فـسرتُ له ذلك قال : إي والله حـقـك فـذهـب ولم يرجع .
( 9 ) إحـتجـتُ كـتابَ تأيـيد الراتب ولما ذهـبتُ إلى الذاتية في ( مديرية تربـية مدينة الثورة 1990 أو 1991 ) قالوا أن المدير ليس موجـوداً والمعاون ليس له حـق التـوقـيع ! وهـذا روتين ، فـقـلتُ ألم يقـل السيد الرئيس ( تجاوزا الروتين ؟ إنكم تؤخـرون معاملات الناس ) فـردّ عـليَّ مدير الذاتية : إنك بهذا الكلام تـتجاوز عـلى حـقـوقـنا أثـناء الدوام الرسمي ، فـتركـته وذهـبتُ إلى المعاون لشؤون المالية وقـلتُ له : أستاذ أنت لا تراني ولا تعـرفـني فـكـيف تـصرفـون لي راتبي كل شهر ؟ قال : إسمك عـندنا يكـفـينا ، فـقـلتُ إذن هل هـناك مانع أن تـقـول في كـتاب أن هـذا المدرس يستلم راتباً كـذا دينار شهـرياً ؟ فإقـتـنع وفي الأخـير وضعـتُ الكـتاب في جـيـبي بعـد أن وقعه ذلك المعاون ، فـرجعـتُ إلى مدير الذاتية وقـلتُ له : إنْ كـنـتُ قـد تجاوزتُ عـليكم ، أكـتب تـقـريراً بهـذا الشأن وإبعـثه إلى مَن يهمّه الأمر بالبريد العادي أو عـن طريق الحـزب وخـرجـتُ موحـياً له بأني زعلان . وفي المساء كانت له محاضرات في إحـدى المتوسطات المسائية وإلتـقى هـناك مع مدير مدرستي فـقال له : يا مْـعَـوَّد بلكـتْ تخـلـّـصنا من مدرّسكم اللي بمدرستكم أخاف يسوّيلنا مشكـلة ... ترى إحـنا ما بـينا حـيل ! فـضحك مدير مدرستي وفي الأخـير قال للأستاذ الموقـر : إطمئن ، إن الأستاذ مايكل هـو الذي يخاف وليس أنتَ .







352
المحافـظة المسيحـية بـين مَـد الراغـبـين وجـزر الرافـضين

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

منـذ سـقـوط الإمبراطورية الكـلدانية قـبل حـولي ألفـين وخـمسمائة سنة في بـيث نهـرين العـراق فإن شعـبها القـومي الأصيل لا يزال حـياً وبعـد إيمانه بالرسالة المسيحـية بقي وإلى اليوم حـياً رغـم العـوامل العـديدة المعـروفة والتي أدّتْ إلى إنكـماشه ( هـذا المكـوّن القـومي الأصيل والذي يُعـرف بالمسيحي عامة نـظراً لإعـتـناقه الديانة المسيحـية منذ وصولها إلى أرضه ) ورغـم تـقـلصه خلال هـذه المدة الطويلة فإنه لم يُطالب بالإنـزواء أو التـقـوقع أو الإنسحاب إلى بقعة معـينة مميَّـزة مسماة بإسمه بل كان موزعاً عـلى كل المساحة العـراقـية بكـثافات متباينة تِـبعاً للظروف المساعـدة . نعـم مرّت فـترة كانت كثافـته في شمال العـراق أكـثر من جهاته الأخـرى ولكـن بعـد تراخي الشد عـليه صار ينـزح ويتـوزع ويعـيد بناء ذاته بمرور الزمن ويستقـر ويعـمّـر في وطـنه العـراق . وبعـد تـنامي القـوى القـومية العـربـية الناشطة في المنطقة في القـرن الماضي رأى نـفـسه ضعـيفاً فـتحـفـز البعـض منه إلى المغادرة حـيث أرض الله الواسعة وحـتى اليوم ولكـنه بقي في تـواصله مع الوطن الأم وشعـبه الذي لا تـزال أعـداده في تـناقـص . واليوم بعـد التغـيرات التي حـصلت إثـر سـقـوط نظام صدام إزدادت الهجـمة عـليه دون معالجة من الحـكـومة التي تملك القـوة الرادعة الوحـيدة . إن القـوى المهيمنة اليوم عـلى أرض العـراق وجـيرانه ليس في أجـندتها ولا في تـفـكـيرها بل ترفـض أن تخـصص مساحة محـددة معـينة لقـسم من الشعـب لتسمى بإسم خاص سبق وأن كان هـذا الإسم سبـباً في محاربته منذ أربعة عـشر قـرناً . إن إصطباغ الأنـظمة بالديمقـراطية والتـعـددية في منـطـقـتـنا لا يعـني إستـعـدادها منح مطالب ينادي بها البعـض من تـنـظيماتـنا لأن هـناك دوافع أو سـمِّـها مبادىء أساسية عـند الدولة والمتمثلة بالأكـثرية من شعـبها الحاكم تـفـوق هـذه المصطلحات العـصرية وبالتالي لا تـقـبل بأي مطلب من هـذا النوع . أما اللجـوء إلى فـقـرات من الدستـور فـهـذا لا تـوافـق عـليه الدولة أو القـوى المهيمنة ما لم يكـن لديها أهـداف وفـوائـد أخـرى لا يمكـنـنا تـحـديدها اليوم بدقة . إن تجـربة حـرب 1991 والآثار التي تركـتها في نـفـوسنا نحـن المسيحـيّـين الذين لم نكـن سبـبها ، وردود فـعـل العـراقـيّـين الأكـثرية النابعة من طبـيعـتهم يجـب أن نـتعـلم منها درساً ولا نزج أنـفـسنا في معـتـرك ليس لنا حـصة الفـوز فـيه عـلى المدى البعـيد ، ولا تـغـرّنا شكـليات مؤقـتة منمقة . إن غالبـية شعـبنا المسيحي ليس منـدفـعاً لهـذا المشروع بالإضافة إلى قادته الروحانيّـين الذين عـبَّـروا في أكـثر من مناسبة أنهم لا يريدون لشعـبنا قـفـصاً . إذن ماذا يمكـن أن نـطلب ؟ إذا كانـت النيات صافـية يجـب إيجاد حـل جـذري في نـفـوس الغالبـية من الشعـب وذلك بتـوعـيته منذ طـفـولته في البـيت ثم بالمناهج الدراسية في مدرسته ثم في الوسائل الإعلامية للدولة مع سن قـوانين تـكـرّس هـذه التـطـلعات وبذلك نخـلق شعـباً ذو عـقـل متـفـتح يقـبل الآخـر عـن قـناعة فـنـكون قـد خـطـونا خـطـوة نحـو الدولة المدنية العـصرية فـنـتـمتع بالحـياة أسوة بـبقـية الشعـوب التي ليست أفـضل منا .


353
المـُخْـتــَـطـَـف في  دير ربان هـرمزد يصل ألقـوش حـراً
( 6 )
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني  
أطـلِق والدي من السجـن العـسكـري في الموصل في أواسط تشرين الأول 1963 بعـد أن قـضى فـيه 33 يوماً مباشرة بعـد 37 يوماً قـضاها في سجـن الشمال ، وليس في جـيـبه أجـرة السيارة إلى ألقـوش والبالغة 250 فـلساً ، فـما العـمل ؟ تـذكـَّـرَ أن إمرأة بعـيدة عـن السياسة قـريـبة منا وتربطه بها صِلة دم ، تعـمل وتحـصل عـلى مورد مالي يفـوق حاجـتها وإبنها المتـزوّج معـها ، وتسكـن معـهم وفي الدار ذاتها سوية وبصداقة قـوية جـداً عائلة ألقـوشية شـيوعـيّة من الطراز الأول ليس لنا أية علاقة معها ، فإتجه إليها عـلى إعـتبار أنّ الأقـربون أولى بالمعـروف ، حـتى وصلها فـرآها جالسة مع العائلة الحـميمة جـلسة ودّية ، سـلـّم عـلى الجـميع واقـفاً ( ليس له وقـت للإستـراحة ) ردّتْ المرأةُ السلامَ لوحـدها ! بدون عـبارة تـفـضـّـل وإستـريح إرضاءاً للعائلة الشيوعـية الحاضرة لأن إتهام والدي بالإنـتماء إلى المخابرات العـراقـية والأمن وجـمْع المعـلومات عـن الشـيوعـيّـين للإيقاع بهم ستبقى ملـتـصقة في أذهان الألقـوشيّـين حـتى الموت لأن وعـيَهم ليس كافـياً لإدراك معـنى البراءة في المحاكم الشمالية والجـنوبـية رغـم إدّعائهم بالثـقافة ، لابل حـتى الشياطـين إعـترفـوا بـبراءة والدي لكـن الشيوعـيّـين لم ولن يعـتـرفـوا وبهذا يمكـنـكم أن تـقـيسوا مستـوى الوعي الثـقافي للسياسيّـين الألقـوشيّـين الساكـنين في ألقـوش في تلك الأيام عـلى الأقـل ولا تـغـرّنـَّـكم الدعايات فالأبرياء هم فـقـط عـناصرهم الذين يُـلقى القـبض عـليهم لأسبابهم المعـروفة ، والمهم أن المرأة سألـَـتـْه : ها عـبو ، هـل خـرجـتَ من السجـن ؟ قال : بلى !!! ثم إنـتهى الكلام لأن القاموس الملعـون تبخـرَتْ كـل كـلماته وإبْـيَـضـَّـتْ صفـحاته فـمن أين تأتي الكـلمات بـين شـفـَـتـَي قـريـبته ؟ شـمـَّـر والدي عـن ساعـدَيه ، وجـمعَ كـل شـجاعـته ، ونـفـخ في كـفـَّـيه ، وثـبَّـتَ عـلى الأرض ساقـَـيه ، وأقـدَمَ بجُـرأته ، وركــَّـز ذهـنه ، ومَن يـدري ربما نـذرَ كـبشاً لمطـلبه ، وإستـعـدَّ لـنطقه ، وإستعان بربّه ، ونـظـر إلى المرأة بكـلتا عـينيه ، و صِلة القـرابة تربطها به ، وقال لها بمِـلءِ فـمه : أنا محـتاج إلى 250 فـلساً أجـرة السيارة كي أصل إلى ألقـوش ؟؟ قالت : مع الأسف لا أملك فـلساً ! فـخـرج من عـندها مشياً ووصل إلى الـﮔـراج فـقال للسائق الذي لا أتـذكـّـر إسمه مع الأسف : أنا ذاهـب إلى ألقـوش وليس عـندي أجـرة السيارة الآن بل سأعـطيها لك لاحـقاً ! فـلم يعـترض السائق وربما عـطف عـليه أيضاً . ويجـب أن أقـول الحـق وأؤكـّـد بأن المرأة المذكـورة إنسانة ودودة وطـيّـبة وكـما نـقـول في ألقـوش ( شـيخ الشـمـَّـر - خـوارده ) لا تـكـره والدي عـلى الإطلاق بل تحـبُّه وتـحـب أفـراد أسرتـنا واحـداً فـواحـداً ونحـن نحـبها ونحـب أفـراد أسرتها ولكـنها لم تـتـجاسَـر أمام العائلة الصديقة الأخـرى الشـيوعـية أن تــُـبدي تعاطـفاً مع والدي قـريـبها حـتى بـ 250 فـلساً ( نعـم ، إنّ ذلك ليس مـبرّراً ، ولا مقـبولاً في مقايـيس الأصالة ولكـن المشهد ذلك جـرى ) ولم نـُـذكــِّـرْها بالموقـف أبداً ولكـن وبعـد مضي أكـثر من عـشر سنـوات وفي أحـد المواقـف ، ذكـَّـرَتـْـنا وهي متـندّمة عـلى تعاملها ذلك ولكـن بعـد فـوات الأوان . المهم وصل الوالد إلى ألقـوش وبعـد أن إغـتـسل وإرتـدى ملابسه ، كانـت أول عـبارة نـطق بها لي وأنا في الصف الثالث المتوسّـط هي : إبني كـن حـذراً ، لا تـتـدخـل في السياسة أبداً ! فأنا البريء والبعـيد عـن السياسة واجهتُ هـذا العـذاب والإضطهاد والموت عـلى أيدي السياسيّـين ، فـما بالُ الذي يتـدخـل بالسياسة ؟ .
إنّ براءة والدي في المحاكم الشمالية والجـنوبية سبَّـبتْ الإحـباط والفـشل للشيوعـيّـين الألقـوشيّـين وتساقـطـتْ تــُـهَـمُهم الباطلة التي تـكـَـرَّزوا بها طيلة سنين أمام الرأي العام . وبما لا يقـبل الشك ( كان بودّهم أن يُـعـدَم عـند الأكـراد أو عـند حـكـومة الحـرس القـومي - عـدو عـدوّي صديقي - فـحـينـئذٍ ينـفـضون قـميصهم ويتبـرّؤون من فِـعـْـلـَـتِهم وهم سادة الدعايات والكلام ويقـولون : نحـن لم نخـطفه ، نحـن لم نعـدمه ، بل غـيرنا ...... ) وبدلاً من مراجعة أنـفسهم والإعـتـراف بخـطـئهم ونسيان الماضي من فـبركاتهم ، بل بالعـكـس فإن حـقـدهم الأسود وصلافـتهم دفعاهم إلى حـياكة لـفاحة جـديدة ( شال حـول الرقـبة ) من تهمة مبتـكـرة لِـيَـلفـوها حـول عـنق والدي وبدون أيّ مبـرر أو مستمسك منطقي وذلك تغـطية لخـيـبة أملهم . فعـند نهايات عام 1963 زارنا في دارنا صديق حـميم مخـلص لـنا تـربطـنا معه ومع كافة أفـراد أسرته صداقة قـوية وأصيلة ومستـمرة منـذ أيام كـركـوك أخـو المرحـوم فـؤاد هـو المرحـوم عـبد شمعـون ﮔـردي وزوجـته سعـيدة الذكـر سـليمة من كـرمليس ، جاء ضيفاً عـندنا وأبلغ والدي قائلاً إن الجـماعة يتهمونك بـ ( قـوانة جـديدة – لا أجـد ضرورة لـذكـرها في هـذا المقال  ) فـفـقـد صوابه وخـرج عـن طـَـورِه بعـد المأساة التي ألـمـَّـتْ به وأوشكـتْ عـلى إعـدامه وقال للمرحـوم عـبد : ألا يتـركـوني بحالي ، ألم يأخـذوا حـقهم الباطل مني ، ألا يستـحـون ، أنت قـريـب منهم يا عـبد ! قـل لهم هـل هـذه هي مبادئهم ؟ هـل هـكـذا عـلـّـمتهم شيوعـيتهم ؟ قـل للجـماعة إنّ الكـيل قـد طـفح هـذه المرة ولا يسع أي شيء آخـر ، ورغـم أنـني وحـيد فإنّ أية محاولة منهم لإيذائي سـيـكـون هـناك ردّ فـعـل لا يُـسِـرّهم وعـلناً - وْ شـْـما يصير خـلـّي يـصير وآني أتـحَمـَّـل كـل النـتائج - ! والحـق يـقال فإن المرحـوم عـبد لعـب دَوراً مشـرّفاً ومشـكـوراً يُـثـنى عـليه وإستـطاع أن ينـقـل إليهم الرسالة ويناقـشهم بالمنطق والعـقـل والحـق وبتوازن بـين الطرفـين ويصل إلى إقـناعهم ونبذ الأفـكار الشرّيرة عـن ذهـنهم ، فـتركـوا قـوانـتهم المخـترعة ولكـنهم بقـوا مستمرّين عـلى نـظرتهم الأولى لأن طبـيعـتهم لا تـقـبل التـنازل عـن أخـطاء إرتـكـبوها وهـذه هي شيمتهم حـتى اليوم .

354
إطلاق - أسْـر - إطلاق المـُخْـتــَـطـَـف في  دير ربان هـرمزد – ألقـوش
( 5 )
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
ألفـتُ إنتـباه القارىء العـزيز أن سـهـواً حـدث عـندي في كـتابة التأريخ 24 أيلول 1963 المذكـور في المقال السابق 4 يوم إطلاق سراح والدي من الشمال ووصوله ألقـوش فـقـد كان وصوله قـبل هـذا التأريخ بأقـل أو أكـثر من أسبوعَـين فلا أعـرف بالضبط ، أما التأريخ المذكـور فـهو لمناسبة أخـرى سيأتي ذكـرها في هـذا المقال ، فأرجـو المعـذرة . 
بعـد إخـتـطاف والدي ، إنـتـقـلـتْ وحـدة عـسكـرية إلى ديارنا ونصبتْ ربايا بمثابة مواقع مراقـبة حـول البلدة وإتخـذتْ من مزار مار قـرداغ مقـراً لآمريَّـتها وفـرض آمِرُها نظاماً يقـضي بحـصول الأهالي عـلى عـدم تعـرّض من مدير الناحـية عـند الرغـبة في المغادرة إلى خارجها وبكـفالة شخـص يضمن رجـوعـهم حـتى لِمَن يريد تـفـقــُّـد زرعه وذلك منعاً لإخلاء البلدة بسبـب الظروف غـير الآمنة . فـلما أطـلِق من سجـن الشمال ووصل مداخـل ألقـوش مشياً عـلى الأقـدام إستـوقِـف عـند نـقـطة السيطرة والتـفـتيش وسُـئِلَ من أين أنتَ ؟ قال أنا ألقـوشي وراجع إلى بـيتي ، قالوا له أين كـنـتَ ؟ قال في الحـقـل ! فـلما طـُـلِبَ منه إبراز عـدم التعـرّض ! وهـو لا يدري بهذه التغـيـيـرات تلعـثم وقال أيّ عـدم تعـرض ؟ قالوا له : كـيف خـرجـتَ من البلدة .... فـعَـلم أن أموراً كـثيرة تـغـيَّـرتْ وإستــُـحْـدِثـتْ بعـد غـيابه فلا مجال للمناورة أو المراوغة فإضطـرّ إلى الإعـتراف قائلاً أنا كـنتُ محـجـوزاً في الشمال وأطـلقـوني حـراً الآن ! فأخـذوه إلى آمر الوحـدة العـسكـ،رية داخل مزار مار قـرداغ وبدأ التحـقـيق معه ( وهـنا إكـتشفـنا خـطأنا في إخـفائـنا موضوع إخـتِـطافه عـن السلطات الحـكـومية في حـينها فالأفـضل لو كـنا أبلـَغــْـناها فلا يشـكـّـون به في موقـف كهـذا ) المهم أنّ الآمر المحـقـق إعـتـبر كلام والدي إدّعاءاً للتهرّب من الملاحـقة القانونية كـمتمرّد رفعَ السلاح ضد السلطة لـذا إعـتـَـبَـرَه أسير حـرب وقال له : إنك واحـد من المتمردّين العـصاة وندري أنك رجعـتَ نادماً إلى أهـلك وبلدتك والحـكـومة تـرحـب بك ولكـن يجـب أن نحـقـق معـك أولاً ، قـل لنا ما نوع سلاحـك وفي أيّ قاطع كـنتَ ومَن كان قائدك وفي أية عـملية إشتـركـتَ ومَن كان معـك وكـيف كان مبـيتك وأكـلك ، تـكـلـّم عـن حـياتك في الشمال .... ولما أصرّ والدي عـلى إفادته البسيطة وليس لديه غـيرُها أمرَ الآمـر فـعُـلـّـق معـكـوساً في الروابط الفـولاذية بـين الأقـواس في الفـناء الداخـلي للمزار عـدة ساعات مع الضرب كي يعـترف بما يظـنونه به ولكـنه ظـل يقـول الحـقـيقة التي عـنده فـلم يصدّقـوه وتـركـوه معـلقاً أربع ساعات ، وهـنا حـدثـتْ المفاجأة الكـبرى !! فـفي تلك الأثـناء بالذات إصطدمتْ مجـموعة من المقاتلين الشماليّـين مع عـجـلة مسلحة حـكـومية تابعة إلى بلدتـنا ( جـيش أو شرطة ، لا أعـرف ) بالقـرب من قـرية يـزيدية شرق ألقـوش وأصيـب أحـد أولئك الشماليّـين في ساقه فـلم يستـطع الهـرب فأسِـرَ ووصل الخـبر إلى آمر السرية في مار قـرداغ الذي جاء مباشرة إلى والدي وقال له : كـيف تـنكـر أنك لستَ من العـصاة ! ها هم جـماعـتك قـد عـلِـموا بأنك محجـوز عـنـدنا فـجاؤوا لينـقـذوك من أيدينا ! فـكـرّر والدي أن ليس له عِـلم بما يحـدث فـلم ينفع . ثم نـُـقِـلَ المصاب إلى القـيادة العـسكـرية في قـضاء الشيخان ( عـين سـفـني ) وأخِـذ والدي إلى هـناك أيضاً لمعـرفة العلاقة بـينهما وبـين الحادثـتين وكأنهما موقـوتـتان ، وهـناك عـلِمَ أنّ المصاب هـو المرحـوم حـميد ياقـو حـنو الذي سُـئِـل عـن معـرفـته بوالدي ؟ قال نعـم أعـرفه ! إنه ألقـوشي وكان محجـوزاً كـرهـينة عـندنا ! ثم سُـئِل لماذا ؟ قال لأنـنا إعـتـبرناه من جـماعة مخابرات الحـكـومة يتـرصّـدنا ويجـمع المعـلومات عـنا ...... وللأمانة التأريخـية أقـول إنّ المرحـوم حـميد أصبح الشاهـد والدليل الوحـيد عـلى براءة والدي من أية علاقة مع العـصاة حـسب المفهـوم العـسكـري آنـذاك وفي أيام الحـرس القـومي الذين لا يتـفاهـمون مع المتهمين بأية لغة إنسانية ، إذ لولاه لكان مصير والدي مجهولاً ، والخـطأ الأول كان خـطأنا لأنـنا لم نـبلغ السلطات عـن إخـتـطافه . ومن تلك اللحـظة تـغـيَّـرتْ نـظرة الآمر إلى والدي وإعـتذر عـمّا بدر منهم من إتهام وإساءة وتعـذيـب وسأله إنْ كان جائعاً فـقال إنـني لم أذق الطعام منـذ يومَين ، فأمر بوجـبة غـذاء وشاي ..... وقال له : إطـمئن ولكـن ستبقى محجـوزاً لأغـراض تحـقـيقـية ثم نـُـقِـل عـلى إنـفـراد وهـكـذا المرحـوم حـميد أيضاً إلى سجـن الموصل العـسكـري لأن القـضية تخـص الجـيش ووُضِعا في زنـزانـين متجاورتين منفـصلتين لكـن التعامل لم يكـن عادلاً مما إضـطـرّ والدي إلى أن يقاسمه وجـبته الغـذائية - عـلناً - مدّعـياً أنها أكـثر من حاجـته فـسُمِح له بذلك . جـرتْ عـدة جـلسات تحـقـيقـية مع المرحـوم حـميد وذكـَـرَ خلالها أسماء ألقـوشـيّـين وغـير ألقـوشـيّـين جاؤوا بهم إلى قاعة التحـقـيق ..... غادروا إلى الديار الأبدية ، وكانـت كـلها بحـضور والدي ما عـدا شخـصاً واحـداً رفـيع المستـوى غـير ألقـوشي لكـنه من ( سكـنة ألقـوش ) وغادر أيضاً إلى ربه ، طـلب أن يتم التحـقـيق معه بغـياب والدي ، وبالمناسبة فإن أحـد الألقـوشـيّـين ذو صلة قـرابة معـنا كان متعـهّـداً لنـقـل الماء إلى معـسكـر مار قـرداغ هـو المرحـوم جـرجـيس مُـرو أبو ضياء كان قـد لمحـتْ عـيناه والدي إلاّ أنه لم يتـجـرّأ عـلى إخـبارنا خـوفاً من الجـيش . إن أحـداث إطلاق سراح والدي من الشمال أو حجـزه في مار قـرداغ لم نكن ندري بها ، ولكـن بعـد أيام بدأنا نسمع هـمسات متـناقـلة هـنا وهـناك بوجـوده في سجـن الموصل بصوت خافـت وبخـوف دون معـرفة المصدر بتاتاً والذي قـد يكـون متسرّباً من والدة المرحـوم حـميد نـتيجة زيارتها لإبنها في السجـن ) .   
عَـودَة إلى فـترة إحـتجاز والدي في الشمال فـقـد وصل الخـبر بواسطة ألقـوشيّـين إلى أخـتي في كـركـوك ولم يمكـنها السفـر إلى ألقـوش ولا كـتابة رسالة بهذا الشأن خـوفاً من الرقابة البريدية ، ولم تستلم أي خـبر من عـندنا فـبعـثـتْ برسالة بريدية لـنا - أواخـر آب 1963 - تـقـول فـيها أنها مقـبلة إلى إجـراء عـملية في كـليتها وستـدخـل المستـشفى وعـليه تـطـلب رؤيتـنا فـوراً ! فأصبحـنا قـلقـين عـليها أكـثر فالمسألة هي حـياة وموت ، فأخـذنا الرسالة إلى مدير الناحـية ( أتـوقعه سيروان ) وقـرأها فـوافـق عـلى سـفـري مع الوالدة لعـدة أيام بشرط رجـوعـنا بكـفالة شخـص ، وكان المرحـوم العـم إسحـق زرا واقـفاً عـند باب غـرفة مدير الناحـية وأظن كان مخـتاراً في تلك الأيام ! ولكـونه معـروفاً عـندنا طلبتْ منه والدتي أن يكـفـلنا فـوافـق قائلاً : ( بْراتي ! لا زالخ وأرقـتْ وأوذتـّا بْـﮔـاوي - إبنـتي ! لا تـذهـبي وتـنهـزمي وتورّطـيني ) فـقالت له : كـيف تـقـول هـكـذا يا عـمي إسحـق فأنتَ بمثابة والدي ، فـوكـّـلنا جـدتي في البـيت وهـيّأتْ الوالدة تكاليف سـفـرنا وإنـطلقـنا ، وعـند وصولـنا كـركـوك عـلمنا أن غاية أخـتي كانـت التعـرّف عـلى الحـدث الذي ألـَـمَّ بوالدي (( ومن هـناك بعـثـتُ برسالة إلى الأب ﭙـولس خـمي التي نوّهـتُ عـنها في تهـنـئـتي له في يوبـيله ، وبهذه التهنـئة تـذكـَّـرتُ تـلك الظروف فأصبحـتْ ملهـِماً لي في كـتابة هـذه السلسلة من المقالات حـول ألقـوش وظروفها آنـذاك فـبدأتُ أكـتبها ! )) وبعـد حـوالي أسبوع قـرّرنا الرجـوع فـزوّدتـنا أخـتي بأكـثر من ثلاثة دنانير وبمؤونة تـكـفـينا لمدة شـهـر ولكـنها ممنوعة العـبور من سيطرة الموصل نحـو الشمال وبالتأكـيد ممنوعة العـبور من سيطرة ألقـوش أيضاً فـقـلنا نـتـكـل عـلى الله . وفي ﮔـراج ألقـوش ( الفـيصلية – موصل ) عـلِم السائق بالمؤونة وهـو يعـرف بظروفـنا فأصبح في موقـف حـرج فـقال لوالدتي : سيصادرون سيارتي ويسجـنونـني ! فـقالت له : أنت تعـرف ظروفـنا ، أنا سوف أضمها بـين رجـليَّ وأغـطيها بالعـباءة فإذا إكـتشفـوها سأبريء ذمتـك منها وأقـول أن السائق لا يعـلم بها لأنـني أخـفـيتها عـنه بـين رجـليّ دون عـلمه ! إنحـرجَ السائق أكـثر فـجازف ووافـق عـلى كلامها ليس لأنه إقـتـنع به وإنما بسبـب عـطفه عـلينا لظروفـنا ، ومرّتْ الأمور بسلامة ووصلـنا ألقـوش ومصير والدي لا يزال مجـهولاً . وفي عـصر يوم 23 أيلول 1963 بدأتْ سيارة تجـوب الشارع الرئيسي في ألقـوش وعـليها مكـبِّـرات الصوت تـذيع نداءات لم نـفـهمها بوضوح من سطح دارنا ، فـعـلمنا من الناس أنها تبليغات إلى جـماهـير ألقـوش ( صلافة وإستهـتاراً ) بأن غـداً سيتم إعـدام حـميد ياقـو حـنو شـنـقاً وعـلى الجـميع الحـضور في المكان المحـدد . ولكـن الملفـتْ للنـظر أن أحاديث خـفـية وغـير مباشرة وربما كانـت تـوقـعات بـين الأهالي سمعـناها منهم بصورة غـير أكـيدة مفادها أن عـبو سـيـﭙـي والدي سوف يُـعـدَم مع حـميد ولكـنه غـير معـلن عـنه ، ولأجـل ذلك بـدأتْ الأمهات القـريـبات منا ومن معارفـنا يأتين عـندنا منـذ عـصر ذلك اليوم وحـتى ساعة متأخـرة من الليل كـمعـزّيات يجـلسن بخـوف وسكـوت ونحـن أيضاً ساكـتين لا نـدري ماذا نـقـول لأنـنا لم نستلم أي تبليغ أو تـنويه أو خـبر أو معـلومة من جهة رسمية سـوى حـديث منـتـشر بـين الأهالي ، وصعـدنا إلى سطح دارنا للنوم بعـد الساعة الحادية عـشر متـوقعـين كارثة في بـيتـنا غـداً . وقـبل أن يغـلبنا النوم سمعـنا رجلاً ينادينا بلغـتـنا الألقـوشية من زقاقـنا فـنـظرنا إليه من ستار السطح فإذا به مخـتار المحـلة ومعه إثـنان عـسكـريّان مسلحان ( لست متأكـّـداً إن كان ﭽـوكا غـزالة يرافـق العـسكـريّـين بإعـتباره مخـتار محـلة المرحـوم حـميد ، أو مخـتار محـلتـنا زورا جـبّـو لاوو ) وسأل عـن والدتي فـقالت تـفـضـل ، ثم قال للعـسكـري : هـذه زوجـته - فـقـلـنا يا سـتار - فـقال العـسكـريُ باللغة العـربـية لوالدتي : هـل أنـتِ زوجة عـبو ميخا ؟ قالت نعـم والقـلوب تـدقّ فـقال : إطـمئـنوا إن أبوكم بخـير ، يسـلـّم عـليكم وسيأتيكم عـن قـريـب ، فـعـلِـمنا أنّ تلك الأقاويل كانـت دعايات ولا أدري عـلى ماذا إستـنـد الألقـوشـيّـون في نسجـها لنا ، وفي صباح اليوم التالي 24 أيلول 1963 أعـدِم المرحـوم حـميد في منـطقة ( خِـﭙَـرتا ) بطريقة إستـفـزازية وبقـينا نـنـتـظر إطلاق سراح والدي . نعـم إنّ والدي أصبح بريئاً في حـكم القانـون والشريعة ولكـنه مسجـون في السجـن العـسكـري وعـليه يجـب أن يُـطلق سـراحه بأمر من الحاكم العـسكـري الذي - مْـنين أجـيـب الحـظ لِلـّي ما عـنده حـظ - غادر إلى سـوريا عـلى رأس وفـد ولم يرجـع إلاّ بعـد 18 يوماً وعـندها أمر بإطلاقه بعـد أن قـضى 33 يوماً في سجـن الحـكـومة ، وأصبح حـرّاً في الشارع دون أن يغـيِّـر ملابسه لأكـثر من شهـرَين وليس في جـيـبه فـلس ! فـكـيف يسافـر إلى ألقـوش ؟ الجـواب في المقال القادم 6 .   

 

355
خـيِّـرٌ يعـتـرف بالحـق – إذنْ الدنيا لا تـزال بخـير

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
حـلـّـتْ المفاهـيم التجارية محـل القـيم الإنسانية منذ بدء الخـليقة وحـتى أيامنا الحالية ، وملأتْ المكاتب السياسية والمدارس الفـلسفـية وحـتى الكـنائس المبنية أسوارها من حـجـر ، جـدرانها من مرمر زينـتها تــُحَـفٌ إيطالية ، وصارتْ كـلمات البـيع والشراء والربح والخـسارة والنقـود المعـدنية والعـملات الورقـية ، مصطلحات مألوفة في هـذه الأروقة العالية ، وهي لم تــُـشـيَّـد من أجـل حسابات مادية وخـطوط بـيانية ، بل من أجـل أن تـصل بالإنسان إلى درجات سامية ، نادى بها الفلاسفة عَـبر العـصور الفانية ، وإلى آفاق روحـية التي أوحى بها الخالق إلى رسله وبأصواتٍ ملائكـية مجـداً في العلاء وسلاماً عـلى الأرض ومسرة للأجـيال البشرية . ولكـن الإنسان شـوّه سمعة الصروح الفـكـرية والقلاع الروحـية ، فـصارت خـلف كـواليس السياسة مصالحٌ شخـصية ، ووراء الدين مطامعٌ ذاتية ، وبـين الكـتب الفـلسفـية أفـكارٌ عـدائية ، والإنسان البسيط فـيها صار قـرباناً وبخـوراً يُـحـرق من أجـل عـبادة أصنام تلبس ثياباً نرجـسية . الناس يرسمون الحـق عـلى هـواها صـوَراً شـكـلية ولكـن الحـق واحـد غاليَ الثمن فـوق قـمة جـلجـلية . ( أنا الحـق ) قال الرب فـلم يقـبلها منه الشـعـبُ ، فـحـمَل الصليـبَ قـبل أنْ يحـتـضنه الصليـبُ ، وُضِع في القـبر فـخـتمه الشمع والحجـرُ ، وبعـد غـروبَـين وشروق دُحـرِجَ الحجـرُ وإنـتـصرَتْ الحـياة قـبل أن يـبـزغ الفـجـرُ ، فـكسرَ شوكة الموت ليكـون لنا الفـخـرُ . لكـن الإنسان إعـتـدى عـلى الحـياة فـلم تعـد آمنة ولا أمينة بل أمستْ الأيام شريرة كما قال مار ﭙـولس والقـليلون صاروا ينـشدون الحـق وليس رخـيصاً ، بل مُـكـلِفاً يتحـمّله مَن يقـول ( أنا هـو ) شـخـصاً ، فـوق جـبل الزيتـون أمام جـندٍ يأتـون إليه خـصّيصاً ، والنصر لمن يصبر حـتى المنـتهى .
كـتبتُ مقالات سِـتاً حـول ألقـوش وهـيجان الأفـكار فـيها عـند إنبثاق الجـمهورية في عام 1958 وما بعـدها ، وقـرأتُ ردوداً عـنها كانـت كـصوت الصـنـوج لا تستـحـق مني الردّ عـليها لولا إكـراماً لعـيون قـرائها ، ثم ألحـقـتها بسلسلة من مقالات لم تـنـتهِ بعـدُ عـن أحـداث وقعـتْ في تلك الأيام ينـدى لها جـبـينُ مَـن له جـبـين ، كان الناس عـندها ينـظرون ولا يـبصرون ، ينـتبهون ولا يسمعـون ، يتمايلون ولا يحـسّون ، ينقادون ولا يدرون ، يهـوّسون ولا يعـرفـون وهـكذا كانوا يعـيشون ولا يَحـيَـون . فـكـنا مندهـشين أمام هكـذا خـليقة الله التي تـنـكـَّـرَتْ للحـق ولم يكـن بمقـدورها أن تجاهـر به عـلناً بل وحـتى سِـراً ، وفـوق ذلك كان الناس يسانـدون الباطل خـوفاً أو سـذاجة أو ربما حـشر مع الناس عـيدُ دون أن يفـقهون ، فـكـنا نـقـول ( خـربتْ الدنيا ) واليأس يملأ قـلوبنا حـيث ليس لنا حَـول ولا قـوة فـنسلم أمرنا لله الباري عـز وجـل .
ولما بـدأتُ أنـوّه عـن الماضيات وأخـطائها وإنـزلاق بعـض الأبرياء وراء رياحها ، وذكـرتُ أسماءاً بأمانة ووقار وإحـترام مـبرّراً سـهـوها دون عـتابها ، صارَ البعـض ينـتبه ويتـذكـّـر ويتأسف ويعـترف بالحـق - سِـرّاً- وإنْ كان بعـد حـين ، وهـنا يتجـدد الأمل في الخـير الكامن لدى الإنسان ، فـقـد يكـبـوَ أو تـزلّ قـدمه ولكـن المهم أن ينهض من وقـعَـتِه شامخاً بقامته عارفاً حـقه ، والأكـثر عـظمة حـين يعـتـذر إلى الذي أساء إليه يوماً ، إنه إنسان صالحٌ فـعـلاً .  
كـتبتُ هـذه المقـدمة بعـد أن وصلتـني رسالة إلكـترونية من أخ كـريم وردَ إسمه في إحـدى مقالاتي بصورة ذكـريات الماضي حـين كان يشتـرك مع الثـرثارين دون أن يكـون مدعـواً إلى وليمتهم ، ولم يكـن له فـي القـضية ناقة ولا جـمل ، ولكـنه اليوم تـذكـَّـر تلك الأيام الفاضية وراجع نـفـسه وأحـسّ بزلات الزمن القاضية ، وإعـتـذر لي فـكـَـبُـرَ في عـيني فـتلك كانـت ذكـريات ماضية . فـطالما يـوجـد خـيِّـرون تـنـبَّـهـوا للحـق وإعـتـذروا عـن الخـطأ إذن الدنيا لا تـزال بخـير ، ولما طـلبتُ منه موافـقـته عـلى نـشر رسالته وإسمه - عـلناً - فـلم يـبعـث جـوابه . إن ترسّـبات الخـوف المتراكـمة في عـقـول المجـتمعات الدكـتاتورية التي لم تـرَ سابقاً وطـناً حـراً وشعـباً سعـيداً ، تسدّ مسامات تـفـكـيرها اليوم رغـم وجـودها في وطن حـر وشـعـب سعـيد ، أقـول أن تلك المخاوف حالت دون إعـطاء رأيه في إعـلان إسمه ، وفي ذات الوقـت لا يرغـب أنْ يعـكـِّـر صَـفـوَ خاطري فـلم يرفـضه لـذا فـهـو في حـيرة من أمره ، ومع ذلك وإكـراماً لرأيه أنـقـل رسالته لـكم فـتـفـضـلوا لقـراءتها مع ردّي عـليها :

Date: Thu, 1 Sep 2011 10:36:00 -0700
From: .......... @yahoo.com
حـياةSubject:
To: michaelcipi@hotmail.com
ألأخ العـزيز ميخا سـيـﭙـي المحـترم
السلام عـليك وعـلى أهلك وعائلتك جميعا أطلب من الله أن تكـونوا في أتم الصحة والسعادة أينما كـنتَ وتحـت حماية الرب والقديسين . اخي العـزيز : عـشنا في ألقوش في طفولتـنا وفي تلك المرحلة من حـياتـنا ولا يخـفى عـليك كـيف تكـون أفكار الإنسان في تلك المرحلة وكان السبب الرئيسي قلة المعـرفة والإدراك لحـقـيقة الأمور ولا زالت هـذه الأفكار موجـودة إلى الآن ولكـنها أوضَح مثلما تظهر المدن والقرى على الخارطة في مجـتمع منطوي عـلى نفسه ومحافـظ عـلى العادات والتقالـيد ولا يدركها الإنسان إلا بعـد معـرفة حـقائق العالم وأمور الدنيا . بالنسبة لما قـلته لك قـبل كل شىء أرجـو المعـذرة إن كـنتُ قـد أسأتُ إليك بدون قـصد ، كانت الأحاديث في تلك الفـترة في ألقوش تـتركز عـلى الأمور التي لا تجدي نفعاً لأحد وكانت طاغـية على الأفـكار الإيجابـية في ذلك الوقـت ولم نكن ندرك معـنى ذلك وماهي التأثيرات السلبية عـلى الشخـص المعـني وكان الناس في ألقوش يتعاملون هكـذا بـين بعـضهم - وإلى الآن - فأكـرّر أرجـو المعـذرة بعـد هـذا العـمر الطويل ونطلب الرحمة لوالدك . إن تلك الكلمة كانت عـفـوية  نتمنى لك السعادة والموفـقـية .
عـند قراءتي لبعـض المقالات التي تـنشرها في موقع ( ألقوش . نت ) كـنت أقـول لنفسي لماذا  يكـتب هذه المقالات وأن الزمان قد تغـير بما فـيه البشر في مخـتلف أنحاء العالم ولا يستوجـب هذه المقالات  ، من دون أن أقـول لك بعـدم الكتابة حـيث توجد مواضيع كـثيرة أخـرى تـنشرها لـتخدم الناس وتسعـدهم .
والسلام عليكم
..................................................................


فـكان جـوابي له الرسالة التالية في اليوم التالي :
دمتَ سعـيداً أخي العـزيز .......؟
في الحـقـيقة أنا بـيّـنـتُ في مقالي بأن ليس لدي أي مأخـذ عـليك بتاتاً ، فأنت تبقى ذلك الأخ العـزيز وليس في قـلبي أي شيء عـلى الإطلاق وأقـولها بصدق لأنـني لستً مضـطـراً إلى مجاملتـك ، ثم إنها ذكـريات الصبا والمراهـقة فـلا نأخـذ بها ، ولكـنها كـما تـدري محـطات في مسيرة الحـياة نـتـوقـف عـنـدها إما للراحة أو للإعـجاب بمناظرها الطبـيعة الخـلابة فلا يمكـن مسحـها من الذاكـرة . أما لماذا أكـتب ؟ فإنه سؤال وجـيه ومنطـقي !
عـزيزي :
أنا أحـب أن أوثـق التأريخ وأفي بعـض الحـق لوالدي وهـو في القـبر ، فـقـد ظـلمه الناس كـثيراً وكـنا عاجـزين عـن الدفاع عـنه في حـينها ولم نجـد يوماً أحـداً يدافع عـنه . ونحـن كـلنا قـرأنا التأريخ في المدرسة ، فـلماذا لم نسأل الأستاذ هـذا السؤال نـفـسه (( ما فائـدة كـتابة التأريخ ؟ )) ولماذا لا يسأل الطلاب أساتـذتهم هـذا السؤال اليوم ؟
دمت عـزيزاً موفـقاً والرب معـك
مايكل / سـدني



356
محاكـمة وتبرئة المـُخْـتــَـطـَـف في  دير ربان هـرمزد – ألقـوش  
( 4 )
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
لستُ أكـتب عـشوائياً لأيّ كان وإنما أكـتب لأولئك الذين يـبحـثـون عـن الحـق لأساهِم معـهم في البحـث عـنه فإذا وجـدناه تحـرّرنا من العـبودية فأقـول : رغـم التعـبئة العامة والهائلة التي تبـنـّاها الشـيوعـيّون في ألقـوش للرأي العام الألقـوشي والتهم الفارغة التي روّجـوها ولسنوات ضد والدي ، إلاّ أنّ هـناك أسئلة منطـقـية ومُحـيِّـرة ليس لديّ جـواب لها وهُـم كـذلك عاجـزون عـن الإجابة عـليها ، مثلاً : لماذا لم يُـقـتـَـل في داخـل ألقـوش وهـو في نـظـرهم عـنصر خـطـير جـداً عـلى الحـزب الشيوعي بمناظـراته الفـلسفـية وخـطاباته الحـماسية ومؤلفاته الأدبـية ومناصبه الحـكـومية وقـدراته المالية في وقـت كانـت مثل هـذه العـمليات في غاية السهـولة عـلى الرَبُـع الملثمين ليلاً و ( سَـوّوها ) في غـيره ! ومثـلما ( سَـوَوها ) في أكـثر من واحـد وإخـتـطـفـوه فـلماذا لم يَـخـطـفـوه حـياً من داخـل ألقـوش لأجـل المساومة أو المقايـضة به سـواءاً معـنا نحـن عائلته فـنبادله بدينار واحـد فـقـط نـقـتـرضه من الجـيران مثـلما إقـتـرضنا لقـرطاسيتـنا ! أو مع الحـكـومة العـراقـية لإطلاق سراح قادتهم الكِـبار من السجـون أو أيّ مطـلب آخـر من الوزن الثـقـيل بقـدر وزن والدي ؟ ولكـن - منذ أنْ إخـتــُـطِـفَ إلى الشمال - عـلِمـنا شيئاً واحـداً وهـو أن الإخـوة الشيوعـيّـين تـنـظيمياً كانوا بمثابة نزلاء مقاتلين عـند الأكـراد وبالتالي لا يمكـنهم أن يُـدَبِّـﭽـوا في الساحة الكـردية كـما يحـلو لهم فهـناك يـدٌ أعـلى منهم وليس بإمكانهم التـصرف بـرَهـينة وصَلـتْ إلى الجـبال الكـردية ، فالسجـين عـندهم كان تحـت حـكم الأكـراد وهم الذين يحاكـمونه حـتى وإنْ كانـت قـضيته تخـص غـيرهم فإنهم أصحاب السلطة ويخـضع لإجـراءاتهم وهـذا كان في صالح والدي أدّى بالنـتيجة إلى تـبـرئته وإطلاق سـراحه الذي أحـبط آمال الشيوعـيّـين الألقـوشيّـين وعـكـَّـر مزاجهم ، ورغـم أنهم لم يجـدوا تهمة جـديدة كـمبرّر لتـصرّف جـديد مشين ضده يقـومون به أمام الرأي العام الألقـوشي ، إلاّ أنهم إستـمرّوا عـلى نهجهم العـدواني ونـظرتهم السوداء إليه بفارق بسيط وهـو سـقـوط كل الحجج للوشاية به عـند الأكـراد أو قـتله عـلى أيديهم ، كل ذلك كي لا يعـتـرفـوا بخـطأ السنين بسبـب صلافـتهم ، وأعـيد ما قاله المرحـوم هادي حـيدو لوالدي ( إنْ كان لهم حـق عـليك فـقـد أخـذوه منك ، وإنْ كان لك حـق عـليهم إتركهم لله ) فـردّ والدي عـليه قائلاً : أنا تاركهم لله من زمان .  
 إن ظروف الحـركة الكـردية شأنها شأن أية حـركة ثورية في العالم كانـت مشغـولة بالكـفاح المسلح مع الحـكـومة المركـزية ولم تكـن الفـرص متاحة أمام الثوار الأكـراد للدراسات الجامعـية أو غـيرها داخـل العـراق ، وعـليه فإن حـل المشاكـل الداخـلية الطارئة عـندهم كان يـناط برجـل متـزن من الشيوخ أو شخـص عادي ثائـر مقاتل شجاع موثوق به مِن قِـبَـل القـيادة الثـورية الكـردية لـذا فالحاكم في قـرية خـورّك لم يكـن دارساً القانون وإنما كان حـكـيماً متـفهـِّـماً منطـقـياً رزناً يحـل المشاكـل بعـقـلية طابعـها عـشائري شعـبي ولكـن بضمير حي وليس بطريقة ( طِـﮔــّا ﭽـيلة ) المُـتهـوّرة .  
من جانب آخـر لم يكـن الأكـراد يعـرفـون والدي ولا هـو يعـرف أحـداً منهم ، إذن ما الذي جاء بهذا الرجـل إلى المنطقة الكـردية مخـتـطـَـفاً ، ما هـو الذنب الذي إقـتـرفه وهـل هـو عـنصر خـطـيـر فعلاً ؟ ثم ما هي التهمة الموجّهة إليه ، ولما كانـت البَـيّـنة عـلى مَن إدّعى شرطاً قانونياً ومنـطـقـياً ، طـيّـب مَن هـو الذي يـدّعـيها عـليه ، وما هي تلك البـيّـنة ؟ ( أم أن هـناك سـهـواً أو خـطأ في الموضوع مثـلما حـدث لأستاذ قـدير وشجاع ونـزيه في قـلب محـلة سـينا كادَ بل أوشكَ أن يُـهـدَر دمه البريء والسبـب لأنه لم يتمايل مع رياحها السياسية - إسألوا أهـل العـلم القـدامى إنْ كـنـتم لا تعـلمون ) ! إن أسئلة كهذه متوقعة أن تـدور في ذهـن الحاكم ولهـذا فإن الشيوعـيّـين الألـقـوشيّـين في الجـبال - وعـوائلهم معـهم في تلك الأيام - كانـوا أذكـياء فـتهـيؤوا لها بذكاء الأشرار أيضاً وفي إتجاهـَـين إثـنين ، أولاً التملـّـق أمام الأكـراد للحـصول عـلى كـلمة عـفـرم ، وثانياً تـدريـب شـهود الزور بهـدف إيقاع أقـصى وأقـسى عـقـوبة ممكـنة بحـق والدي فـقاموا ( 1 ) : بتـوسيع التهـمة الألقـوشية المزعـومة عـلى والدي المتهم ، من متابعـته الشـيوعـيّـين فـقـط في ألقـوش للإيقاع بهم .... إلى مراقـبته حـركة الثـوار الأكـراد بصورة عامة و معهم الشـيوعـيّـين.... إذن صارت القـضية تهـمّ الأكـراد أيضاً . ( 2 ) تـوفـير وتـدريـب صبـيان أبرياء ألقـوشـيّـين كـشهود في المحـكمة بعـد تـلقـينهم نـصوصاً يرددونها كـمحـفـوظة أمام الحاكم الكـردي ظـناً منهم بأنه سيأخـذ بها عـلى إعـتـبار أن الطفـل بريء لا يعـرف الغـش والخـداع وإن ما يقـوله هـو حـقـيقة . ( 3 ) إستـطاعـوا إقـناع ودفع شاهـد آخـر ألقـوشي بالغ العـمر ( كان عـلى ﮔــَـد إيديهـُمْ وإخـتاروه لأنهم يعـرفـون طـينـته ... صُـدُﮒ خـبـيث بأقـصى معاني هـذه الكـلمة ) من معارفـنا السطـحـيّـين في كـركـوك لم يـبنِ صلات وثيقة مع الأكـثرية لتـكـَـبُّـرِه وإعـتبار نـفـسه من طبقة خاصة في حـين قال لي المرحـوم بـيلو وزي ( أبو ثائر ) لاحـقاً إنه أضحـوكة بـين الرفاق جـماعـتـنا حـيث عـرضَ مـرة عـلى المرحـوم توما توماس إقـتراحاً وقال لماذا لا نـتـدخـل ونحـل الإشكال بـين ماوتسي تونـﮒ وخـروشوف ؟  
إذن هـناك شاهـدَين في المحـكـمة عـند الحاكم الكـردي : أ - الصبـِـيّان الإثـنان .....  ب - الرجـل الراشـد . وإسمحـوا لي قـبل أن أدخـل إلى المحـكـمة وتـصوير مَـشاهـدها فـقـد يُـطـرَح السؤال التالي : هـل حاول والدي الإستـنجاد كـما يقـول المثـل بـ ( ﮔِـشّاية ) كي يرجع إلى البـيت سالماً ؟ في الحـقـيقة والدي لا يعـرف غـير الألقـوشـيّـين ولما كانـوا هم الخـصم والحَـكم فـبمن يستغـيث ؟ نعـم كان يشاهـد الرجال الألقـوشـيّـين الملتحـقـين هـناك وشاهـد إمرأة من معارفـنا القـدامى وهي التي سـلـّـمتْ عـليه ، فهل يطلب منهم النجـدة وهم المتـكالبـين عـليه ؟ ولكـن مع ذلك لمحَـتْ عـيناه مرة المرحـوم توما توماس الذي يعـرفه من أيام كـركـوك ، وإنطلاقاً من ثـقـته بما كان يُـحـكى عـن مكانـته في المنطقة سأله إنْ كان بإمكانه أنْ يعـمل له أيّ شيء ، فأجابه المرحـوم جـواباً قـصيراً : (( عـبو ، إنهم لم يأتـوا بك عـندي ! )) كـلام حـلو ومنطقي ، إنّ الرجُـل قال كلام حـق لأنهم لم يـؤتَ بوالدي المُـخـتــَـطـَـف عـنده ، إذن لا يمكـنه أن يعـمل له شيئاً ؟ ويمكـن للقارىء أن يحـلل تلك الإجابة القـصيرة بعِـدة إحـتمالات : ( أ ) إنّ الرجـل توما شخـصياً لم يتهم والدي يوماً ولكن - ﭽَـمْ حَـلِـﮒ يـسِـدْ - فـربما لم يرغـب بالدفاع عـنه مستـنداً إلى ما يُـنقـَـل إليه من الظـنون ... لأن رجاله المثـقـفـين الذين كان يعـتمد عـليهم والشعـب الألقـوشي المتعـلم والساذج أقاموا الدنيا وأقـعـدوها في إتهامه ولكـنه قـصَّـر في واحـدة فـقـط وهـي أنه لم يسألهم يوماً عـن المستمسك المادّي والملموس باليـد ضد والدي المتهم كي لا يأخـذ ظـنونهم مأخـذ الجـد !!! ( ب ) لم يرغـب بالتـنازل أمام الحاكم الكـردي من أجـل إنسان ألقـوشي بسيط فإن هـذا التـنازل يحـفـظه لنـفـسه في المستـقـبل لقـضية أخـرى أكـثر إستحـقاقاً وربما لشخـص أقـرب إليه ( ج ) يمكـنـنا أن نـقـول لم يكـن بـيـده سـلطة فـعـلية عـدا القـتالية فـيتـوقع أن الحاكم الكـردي سـيردّ طـلبه ، وبالعامية نـقـول - ما يْـدوس تـخـتة ﭽُـرّوكْ - ( د ) إن المشـكـلة لم تـعـد شـيوعـية بل دخـلتْ في القـناة الكـردية ( هـ ) ولكي نـنأى بأنـفـسنا عـن إحـتمال الخـطأ في كل تلك التخـمينات نقـول ربما لم يرغـب المرحـوم توما في إبـداء أية مساعـدة لوالدي لغاية في نـفـس عَـمّـو يعـقـوب ، ومع ذلك نـقـول الله في عـون المضـطـَـهَـدين .
دخـل والدي المتهم مكان المحـكمة ونوديَ عـلى الشاهـد الأول ( 1 ) صَبـِـيّان إثـنان ألقـوشـيّان ( والداهما وقـوران رزنان هادئا الطبع ومن معارفـنا القـدامى ولكـن لا أدري ماذا أقـول هـل أنّ تـدريـب ولـدَيهما صار خـلف ظهـرهـما .... أم أن الزمان غـيّـرهـما ! ) وقـف الصبـيّان وأصابعـهما تـتـحـسَّـس الحافات السفـلى لقـميصَيهـِما ، وسُـئِـلا عـن معـلوماتهما بشأن هـذا الرجـل ؟ فأفادا كـليهما بالنـشيد التالي : رأينا هـذا الرجـل في البـيادر الشرقـية من البلـدة واقـفاً عـلى الطريق المؤدية إلى دير ربان هـرمزد وقـت الغـروب - إنـتهى النشيد . ويا لها من تهمة مدروسة مِن قِـبَل محـنـَّـكـين ..... دِ ﮔـولوها بشكل واضح يا أطفال ، أنّ الكـبار عـلـَّـمونا أن نـقـول أن هـذا الرجـل كان يراقـب حـركة الثـوار الأكـراد والشيوعـيّـين من وإلى ألقـوش والدير ! بعـد لويش هـذا التمويه الطـفـولي البريء ؟ فـسأل الحاكم والدي عـن ردّه فـقال : من عاداتـنا في مجـتمعـنا الألقـوشي أن أهـل كـل محـلة يـذهـبون إلى بـيادرهم لأنهم تـرعـرعـوا وكـبـروا فـيها ونـقـلوا حـنطـتهم وشعـيرهم إليها ودقــّـوها وصَـفــَـوها عـليها فـصارت هي الأماكـن المفـضلة والمألوفة لديهم والعـزيزة عـليهم مثل بـيتهم ، وليس ممنوعاً أن نـذهـب إلى البـيادر الأخـرى إلاّ أنـنا نـشعـر كـغـرباء فـيها ، فأنا إبن المحـلة التحـتانية وبـيدرنا يقع في الجهة الجـنوبـية من البـلدة ( جهة المسلخ وماكـنة الطحـن ) فإذا أردتُ الخـروج إلى الهـواء الطلق خارج البـيوت والأزقة فأنا أذهـب إلى هـناك حـيث بـيدرنا ولا أذهـب إلى بـيادر الجهة الشرقـية أو الغـربـية لأن وجـودي فـيها سيكـون نشازاً غـير مألوف ولم يسبق لي أن ذهـبتُ ووقـفـتُ في تلك المواضع أبداً وعـلى الإطلاق ولا الآخـرون يأتون إلى بـيادرنا ، ولكـن لنـفـتـرض إفـتـراضاً أنـني ذهـبتُ إليها مرة ، طـيِّـبْ هـل في ذلك مشكـلة ؟
وتعـليق مني وأقـول : إنّ الصبـيّـين ليسا من جـماعة البـيادر الشرقـية ولهـذا لم ولن يذهـبا إليها للنـزهة طول عـمرهـما في ألقـوش ! .
فـقال الحاكم : هاتوا الشاهـد الثاني ( 2 ) فـلما جاء سأله : ماذا تعـرف عـن المتهم ؟ فأجاب الشهم : شـوهِـدَ هـذا الرجـل وهـو يغادر ﮔـراج ألقـوش صباحاً إلى الموصل وبعـد نصف ساعة جاءت الطائرات وقـصـفـتْ قـرية ( عـين بقـرة - عَـنــْـبَـقــْـرِ ) ! فـسأله الحاكم : كم تستغـرق السفـرة بالسيارة من ألقـوش إلى الموصل ؟ قال : حـوالي ثلاثة أرباع الساعة ( 1963 ) فـقال الحاكم الكـردي : إذن (( منـذ مغادرته ألقـوش وحـتى وصوله الموصل وذهابه إلى الجهات المعـنية ثم من هـناك تـنطلق الطائرات وتصل قـرية عـين بقـرة وتـقـصفها )) تـكـون قـد مرّت مدة ساعة أو أكـثر وهـذا معـناه أن الطائرات كانـت قـد طارت من مطار الموصل وقـصفـتْ القـرية ورجـعـتْ إلى قـواعـدها وهـذا الرجـل لا يزال في الطـريق وليس واصلاً إليها بعـدُ !! ...... ثم واصَـل الحاكم تحـقـيقه وسأل مرة أخـرى الشاهـد الألقـوشي الذي لا يستحي : هـل عـندك شيء آخـر ؟ فـقال أخـونا الحـلو : ذهـب هـذا الرجـل إلى قـرية بـيندوايا ( قال والدي : نعـم ذهـبتُ ) وصار يـبحـث ويفـتـش هـنا وهـناك فإتجه نحـو ساقـية المياه الجارية فـوق الطاحـونة حـيث كان توما توماس يغـتسل وملابسه ورشاشه مركـونة عـند الحافة ، فـلما لاحـظه خـرج توما من الساقـية فـوراً وحـمَل حاجـياته معه ودخـل البستان بسرعة كي يُـخـفي نـفـسه عـن هـذا الرجـل ! فـقال الحاكم : ما نوع السلاح الذي كان يحـمله هـذا الرجـل ؟ أجاب الشاهـد الذكي وقال : لم يكـن مسلحاً ! قال الحاكم : إذن لماذا إنهزم تـوما منه ، إن أمثال توما لا يخافـون من أمثال هـذا الرجـل فأنـت كـذاب ، أخـرج من هـنا يا ((( صـَيْ - باللغة الكـردية ))) ولما إنـتهى الشـهـود من شهاداتهم المزوّرة أحـس الحاكم الكـردي الذي لم يدرس القانون بأنها مـفـبركة ، ولما إنـفـرد والدي معه ، حـكى له عـن بعـض الأسباب الشخـصية الدفـينة التي لا يعـلمها غـير الله والتي تـقـف وراء الوشاية به وخاصة من قِـبَـل الرجـل الذي إستـقـبله في الدير حـين وصوله مخـتـطـَـفاً وتـَـشَـفـّى به قائلاً ( ها ، كِـمّـيثولوخ ؟ وِخـْـوا بـِجْـيالا إلـّـوخ بْـليلِ تـْـفِـقـْلان بْـيوما – ها ، أتـوا بكَ ؟ كـنا نبحـث عـنك في الليل فـصادفـناك في النهار ) عـنـدئـذ قال الحاكم لوالدي : أخي إذهـب بسلام إلى بلدتك وعائلتك ، فـقال له والدي : كـيف أذهـب وأمشي كـل هـذه المسافة من قـرية إلى قـرية وأنا أرتـدي قـميصاً وسروالاً ( ملابس غـير كـردية ) فـربما يراني أحـد من بعـيد ويعـرف أنـني لستُ كـردياً ويشـكّ بي فـيرميني بطلقة ، فـقال الحاكم ماذا تريد ؟ قال والدي : عـلى الأقـل يأتي كـردي معي ويوصلني إلى جـبل ألقـوش ، فـعـيّـن رجلاً آثورياً ( *** ) يعـرج قـليلاً في مَـشـيـِه وأوصله إلى حـيث شاء ونـصحـوه أن لا يدخـل ألقـوش عـلى طريق تـرابي خـوفاً من الألغام ، فـذهـب إلى حـقـول الحـنطة ومن هـناك إلى الطريق المبلط ووصل مداخـل ألقـوش نهار 24 أيلول 1963 وكـله أمل أن يستبشر خـيراً بعـدَ تلك المأساة ولكـنه لاحـظ أن هـناك نـقـطة سيطرة وتـفـتيش حـديثة أوقـِف عـندها ولم يكـن يعـلم بأنّ تغـيُّـرات حـصلتْ في البلدة خـلال فـترة غـيابه منذ أن غادرها إلى قـرية بوزان قـبل 37 يوماً عـند إخـتـطافه ، وبالإضافة إلى ذلك شاء حـظه العاثر أيضاً أنْ في تلك الساعة بالذات حـدثـتْ مشكـلة كـبـيرة وخـطـيرة في المنـطـقة عـن طريق الصدفة سوف نـذكـرها بالتـفـصيل في مقالنا القادم ( 5 ) . وليكـتب الآن الكــُـتــّاب الأحـداث الذين يزمـِّرون بالأبواق كـتلاميذ الكـشافة ، تعـليقاتهم الركـيكة كي نستـمتع بها كـحـكايات الأطـفال .  
( *** ): سار الآثـوري المُـرافـق مع والدي من قـرية إلى قـرية ومن حـقـل إلى حـقـل وأثـناء طريقهما إلى ألقـوش مَـرّا من عـند قـرية يرأسها أحـد الشيوخ الأكـراد ، وهـناك قال الآثـوري لوالدي : يَـسُرني أن أكـلمَ هـذا الشيخ ليسجـنك عـنده فـترة أخـرى ! فـقال له والدي : لماذا يا أخي تـطـلب لي الشـر ، فأنا لستُ مصدّقاً نـفـسي حـين سَـلِـمْـتُ من الشيخ الأول وعائلتي لا تعـرف مصيري ولا أي خـبر عـني ، فـكـيف تـزج بي في سجـن الشيخ الثاني ومَن سيخـلصني منه ، دعـني أذهـب بسلام ، ولكـن الآثوري ألحَّ وألحَّ .... فـصار والدي يتوسـل به كالعـبد إلى أن إقـتـنع . مرتْ أعـوام وأعـوام وفي أحـد الأيام ووالدي يمشي مع أخي في منـطقة البتاويّـين - بغـداد صادف وجهاً لوجه ذلك الآثوري الذي خاف من والدي ( في بغـداد ! ) خـوفاً لا مثيل له وصار يُـقـبِّـل ويُـقـبِّـل بأخي !! فـقال له والدي : أخي إذهـب بسلام ولا تـخـف فأنا لستُ مثـلك .

ألفـت إنتـباه القارىء العـزيز أن سـهـواً حـدث عـندي في كـتابة التأريخ 24 أيلول 1963 يوم إطلاق سراح والدي من الشمال ووصوله ألقـوش ، فـقـد كان قـبل هـذا التأريخ بحـوالي أسبوعَـين أو أكـثر لا أعـرف بالضبط ، أما التأريخ المذكـور فـهو لمناسبة أخـرى سـترد في المقال القادم 5 ، فأرجـو المعـذرة .   
 



357
(( عـملية الإخـتـطاف ))
قـصة مـُخْـتــَـطـَـف في  دير ربان هـرمزد – ألقـوش   
( 3 )
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
ما الذي دفع بوالدي للذهاب إلى قـرية بوزان ( بوزايِ ) اليزيدية ؟
كان لقـريـب لنا في بغـداد مسدّسٌ عاطل في جانبه عـلامة حـمراء أخـذه والدي معه إلى ألقـوش وعـرضه عـلى المصلـّـحـين فـلم يستـطيعـوا معـرفة الخـلل فـيه ، فـوجّهَه أحـدهم إلى شخـص في قـرية بوزان يمتلك مثله وهـكـذا - دون أن يفـكـِّـر بأي إحـتمال سوءٍ ودون أي حـذر أو إحـتياط ، ودون أن يشكّ بشيء عـلى الإطلاق منـطلقاً من ثـقـته العـفـوية بـبراءته - ذهـب إليها مشياً في نهار أحـد الأيام من أواسط شهـر آب 1963 وهـو يرتـدي قـميصاً فاتح اللون فـلما وصل القـرية سأل هـذا وذاك عـن حاجـته فـصار معـلوماً لدى الناس هـناك أنّ عـنده مسدساً عاطلاً وأخـيراً لم يستـفـد ولم يُـصَـلـّح فـقـرر الرجـوع بعـد الظهر وفي هـذه الأثـناء إستـوقـفه أحـد اليزيديّـين الفـرسان ( ﭽـتة - مسلح بـبنـدقـية ) من أهـل القـرية وقال له : أنا ذاهـب إلى ألقـوش إنـتـظرني كي آتي معـك تسلية في الطريق ، رحّـب والدي بالفـكـرة دون أي شك يساوره ولا يعـرف إنْ كان هـناك - أم لا - في القـرية ألقـوشـيّـون ملثمون خـطـّـطـوا للعـملية ! أم أن الألقـوشـيّـين من ألقـوش بعـثـوا إلى مَن يهـمّه الأمر بخـبر تـواجـده في بوزان ! فـكل شيء غامض وكـل الإحـتمالات ممكـنة ، المهم أنّه إنـتـظر بحـسن نية حـتى تهـيأ اليزيدي فإنـطلقا من قـرية بوزان سوية وإتجها نحـو ألقـوش . قـطعا أكـثر من ثـلثي المسافة وصارا عـلى مقـربة من مشارف البلدة والوقـت لا يزال نهاراً ، وفـجأة دون سابق إنـذار وبحـركة خاطفة سريعة دون أن يتوقعها والدي ، مسك اليزيدي بقـميصه من الخـلف وأمره بالإستـدارة إلى الوراء ليتجه نحـو دير الربان هـرمزد ! تـفاجأ والدي وإستغـرب قائلاً : أنا راجع إلى ألقـوش فـما الذي أعـمله في الدير ؟ قال : لا تـتـكـلم ! إمشِ أمامي إلى الدير وإلاّ أقـتـلك ! فـما كان من والدي الأعـزل إلاّ أن يطيع أمر اليزيدي الـﭽـتة المسلح الذي أخـذ منه حـتى المسدس (( العاطل )) فـصار يمشي في المقـدّمة شاء أم أبى والـمُـخـتـَـطِـف وراءه عـن بُـعـد حـتى وصلا الدير والوقـت لا يزال عـصراً . بالنسبة لنا إنـتـظـرناه فـلما تأخـر قـلتُ لوالدتي : أحـسّ أن والدي لن يرجع ! قالت : ما الذي جعـلك تحـس بتشاؤم هكـذا ؟ قـلتُ : إنّ والدي لا يتأخـر إلا ّ لسبـب سيء خارج عـن إرادته وأتوقع خـطـفه ، فـنمنا تلك الليلة ونحـن نـتـرقـب السوء غـداً . وفي صباح اليوم التالي بدء البعـض يهـمسون فـيما بـينهم وينـظرون إلينا مما زاد من توقعاتـنا بأن سوءاً حـدث لوالدي ، ثم إنـتـشر الخـبر علانية فـصارت بعـض النسوة يُـقـبـِلنَ إلى دارنا  لمواساتـنا أما الرجال فـلـَم يتجاسروا عـلى الإقـتـراب نحـو باب دارنا خـوفاً من حـكـومة الليل . إذن ، القـصة ستأخـذ مسارَين : الوالد ومصيره ، عائلته ومصيرها .
كـيف إستـقـبله الألقـوشـيّـون الشجـعان المحـتمون في الدير ؟
إنَّ أول مَن شاهـد والدي في الدير كان ألقـوشـياً بعـمره تـقـريـباً سبق وأن إلتـقاه مرات ومرات ضيفاً عـند جـيرانـنا في المحـلة التحـتانية وغادر إلى حـيث لا ينـفع مال ولا بنون ولا لينين ولا إخـتـطاف ، وقـبل أن يُـسـلـِّم والدي عـليه سلامَ الرجال بادر هـو بدون سلام وعـلق متـشفـّـياً بوالدي قائلاً : ( ها ، كِـمّـيثولوخ ؟ وِخـْـوا بـِجْـيالا إلـّـوخ بْـليلِ تـْـفِـقـْلان بْـيوما – ها ، أتـوا بكَ ؟ كـنا نبحـث عـنك في الليل فـصادفـناك في النهار ) فأجابه والدي : ولماذا تبحـثـون عـني ليلاً وأنا متواجـد أمامكم نهاراً ؟ ألم أكـن في الـﭽايخانة نهاراً ، في ديوان القـس ليلاً ، في حـقـول الحـنـطة لوحـدي ، وفي البـيت ليل نهار ؟ هـل أخـفـيتُ نـفـسي عـن أحـد يوماً فـلماذا تبحـثـون عـني بحـثاً ؟ وكان هـناك مع جـماعة الدير أحـد الألقـوشيّـين الشباب الذي سبق أن أمضى مع والدي ساعات وأياماً في لعـبة الدومنة والطاولي في ﭽايخانة السوق ، هـذا الشاب ساق والدي إلى ( صِـفـْـرا د رَبّانِ - مطعـم الرهـبان المتخـذ سجـناً وهـو الحارس ) وتعـبـيراً منه عـن فـرحـته بإخـتـطاف هـذا العـنصر الألقـوشي المهم والخـطر عـلى الحـزب ، رفع الشاب الألقـوشي الشهم بنـدقـيته وضرب رأس سبطانـتها عـلى رأس سجـينه والدي رفـيق الدومنة والطاولي وأغـلق الباب ، فـخـرج الدم فـوراً إلى أن تـوقـف من ذاته حـيث لا إسعاف ولا خـرقة قـماش ، ثم نام بدون عـشاء ولم يكـن متـناولاً الغـداء وبعـد منـتـصف الليل فـُـتِحَ الباب فإذا بمخـتـطـَـفٍ ألقـوشيّ آخـر يحـلّ ضيفاً وقـدماه مليئـتان بأشواك الطريق التي مشاها حافـياً ، والتي قـضى والدي أربعة أيام معه يُـخـرِج الأشواك منها ، وسأتـكـلم عـن والدي فـقـط .
بقي في سجـن الدير أربعة أيام غامضة حـيث لا سؤال ولا تحـقـيق ولا إستـجـواب ولا محاكـمة ولا ذكـر سبـب الإخـتـطاف ( ناس مخـربَـطين ) ولكـن عُـرِضـتْ أمامه في تلك الأيام الأربعة مسرحـيات رخـيصة كـثيرة برخـص ممثـليها ، منها تكـرار تهـديده بالإعـدام بعـمليات تمثيلية رائعة فـكان يُـخـرَج من السجـن ويُساق إلى مكان في الجـبل مقـيّـداً ويُـؤمَر بالركـوع ( يكـلـّـموه باللهـجة الألـقـوشية وهـو معـصوم العـينين - فلا يَعـرف مَن هـو ) إيـذاناً بتـنـفـيذ الإعـدام ثم تلغى العـقـوبة ويؤخـذ إلى السجـن وهـكـذا . كـما هـُـدِّدَ مرة بأن يُـؤتى بإبنه الكـبـير ( أنا بعـمر 13 سنة ) ويُسجَـن معه ! وهـنا ردّ عـليهم قائلاً : إذا رأيتُ إبني هـنا معي فـسوف أهـجم عـلى الحارس لأخـذ بندقـيته فأجـبره عـلى قـتلي ، وقـد وصلت الخـساسة وإنحـدار لا بل إنعـدام القِـيَـم والأخلاق عـند البعـض من الجـماعة إلى درجة صاروا يُـسمِعـونه أقاويل وعـبارات ينـدى لها جـبـين الأشراف . فـكان جـواب والدي لهم : نعـم ، كلامكم صحـيح وبارك الله بكم جـميعاً . ثم نـُـقِـلَ إلى قـرية خـورّك وأودع السجـن هـناك ، وكان أفـضل من سجـن الدير ( صِـفـْـرا د رَبّانِ ) نوعاً ما .
موقـفـنا في ألقـوش !
تأكـدنا من كلام الناس أن والدي مـُخْـتــَـطـَـفٌ وهـو رهـينة في الشمال ولكـن لا نـدري مَن إخـتـطـفه ، وأين ، ولماذا ، وما هـو المطـلوب ، ونـصحـنا الكـثيرون بأن لا نـُـخـبـِر السلطات الحـكـومية كي لا نستـفـزّ الإخـوان الشجعان أصحاب الغـيرة مخـتـطِـفـيه فـيتـعـرّض للأذى أكـثر ، إلتـزمنا ولكـن إلتـزامنا بتلك النصيحة كان خـطأً ، فـلم تكـن في صالح والدي أبداً كـما سنـرى لاحـقاً . ومن جـهة أخـرى ليس لنا معارف في الشمال عـلى الإطلاق فلا نـعـرف كـردياً واحـداً ، إذن المحـصلة النهائية لتعاملنا مع القـضية هي الصمت شمالاً وجـنوباً ، وفعلاً إلتزمنا الصمت من جـهة الإخـتـطاف كـلياً مع الأهالي لأنهم أدرى منا بالموضوع ولا يُـخـبرونـنا خـوفاً ، وكـذلك كـنا صامتين مع حـكـومة النهار القانونية الشرعـية و مع حـكـومة المتمرّدين الملثـمين الليلية ، الذين لم يوجّـهوا لنا أيّ خـطاب أو رسالة أو طـلب أو تبليغ ، وفي الحـقـيقة ليس لدينا أحـد بالغ ومتـفـرّغ ومتألم لنا كي يـذهـب ويسأل ويتابع فأصبحـنا وكأنـنا ليس لنا شـخـص مـخـتـَـطـَـف ، والعـطلة الصيفـية موشكة عـلى الإنـتهاء حـيث ستبدأ الدراسة في المدارس التي لا نـفـرّط بها مهما كـلف الأمر لخـمسة طلاب في العائلة وميزانيتـنا أقـل من الدرهم الواحـد كـما ذكـرتُ سابقاً ، فـما الحـل ؟
قـبل أن يـبدأ دوام المدارس فإن كلاً منا نحـن الأبناء يريد حاجـته من القـرطاسية التي لا بد منها بالإضافة إلى الأزياء المدرسية الموحـدة للطالبات ، كما نحـتاج إلى باقة بصل من البستان يومياً كي نأكـل مع البرغـل الناشف ، فـما العـمل ونحـن لم نمارس عـملية الإقـتـراض من أحـد ، وعـلى أيّ أمل نـقـتـرض الآن ، ومَن سَـيَـفي الدَّين ؟ ولكـن السكـين وصلتْ إلى العـظم فلا بد من الإقـدام عـلى خـطـوة ونزع رداء الخـجـل ، فـذهـبتْ والدتي إلى قـريـبتها صبرية وطلبتْ منها ديناراً واحـداً فـقـط والتي بدَورها أخـبرتْ زوجـها المرحـوم أبلحـد بـتــّـو ( أبو عـماد ) والرجـل لم يقـصّر بل زوّدها مشكـوراً بطـلبها فـوراً . لكـن الدينار ذلك لم يصمـد كـثيراً والحاجة تلح إلى دينار آخـر ومن المستـحـيل أن نـطـلبه ثانية من الرجـل أبو عـماد ، فـوقع الإخـتيار عـلى جـيرانـنا ( مـكــّـو زوجة بَحـّـو كـُـبـيـبِ - والدا الماسير فـيلومين ) وطـلبتْ منها ديناراً واحـداً فأخـبرتْ زوجـها وأعـطى الدينار بكـل سهـولة مع تعـليق بسيط .
وإلى المقال ( 4 ) المحاكـمة وإطلاق السراح ودخـول سجـن آخـر لم يكـن عـلى البال .
ملاحـظة : يدّعي بعـض الشباب الحـديثين أنهم يعـرفـون بثـراث الحـزب الشيوعي وماضيه في ألقـوش وبهـذه المناسبة أطـلب منهم أن يجـيـبوا عـلى الأسئلة التالية إنْ كانوا صادقـين :
1-   مَن مِن الشيوعـيّـين شـهـِدَ عـلى والدي في المحـكـمة أمام الحاكم الكـردي في قـرية خـورّكْ ( أذكـر إثـنين ) ؟
2-   ماذا كانـت إفادات ( الإثـنين ) ضـد والدي ؟
3-   ما الذي قاله الحاكم الكـردي كـردّ فـعـل منه عـلى أحـد الشهـود ؟ 

358
قـصة مـُخْـتــَـطـَـف في  دير ربان هـرمزد – ألقـوش  
( 1 )
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
ملاحـظة : مرّت حـوالي خـمسون سنة عـلى أحـداث هـذه القـصة واليوم يسرّني أن أوثــِّـقـها للتأريخ فـقـط شأنها شأن الأحـداث المذكـورة في كـتاب تأريخ ألقـوش ، وإذا كان فـيها عِـبرة فـلنـتــّـعِـظ منها جـميعـنا .
التأريــــــــــــخ : عـصر يوم من شهر آب 1963
المـُـخـْـتــَـطـَـف : عـبـو ميخا سـيـﭙـي – والدي أعـزل
المـُـخـْـتــَـطِـف : ( يزيدي مسلح - في النهار ﭽـته من الفـرسان يتقاضى راتباً ، وفي الليل مع ثـوار الشمال  ) ولا يعـرف    
                     والدي عـلى الإطلاق .    
المكـــــــــــــان : الطريق الترابي المحاذي لسـفـوح جـبل ألقـوش بـين قـرية بوزان اليزيدية وبلدة ألقـوش
فـضـّـلتُ مصطلح مـُـخـْـتــَـطـَـف ( وليس أسير ) لأن أعـزلاً عابرَ سـبـيل يُساق عـنوة إلى دير ربان هـرمزد ليس مقاتلاً في ساحة حـرب كي يُـعـتبر أسيراً . وأنا أرجـو وأأمل وأنـتـظر بشوق وأرحـب غاية الترحـيـب لا بل يمكـن أن أكـون بحاجة إلى أي تعـليق من أناس عاصروا الحـدث زماناً ومكاناً يمكـن الإعـتماد عـليهم من أجـل مصداقـية التوثيق ، أو من غـيرهم شرط أن يذكـروا مصدر معـلوماتهم لكي أحاورهم بعـقلانية المنطق والحجج - إنْ وُجـدتْ لديّ - أو أسكـت أمامهم بإجلال وإحـترام مستـفـيداً منهم ، وما عـدا ذلك فإن أية كـتابة من شخـص لم يواكـب الحـدث زماناً ومكاناً لن تكـون لها قـيمة لأن بإمكاني - وعـداً أمام القـراء - أن أحـرجه بسؤال بسيط جـداً وفي غاية السهـولة دون أن يمكـنه الإجابة عـليه إطلاقاً .    
حـين نـنـظر أمامنا إلى صورة جـدارية كـبـيرة ونحـن قـريـبـون إليها لن نرى إلاّ بقـعة صغـيرة لا تعـطي إنـطباعاً كاملاً عـنها ولا تــُـشبع حـب الإطلاع عـليها ، وكـلما نبتعـد إلى الوراء تـزداد مساحـتها المرئية حـتى تـتـكامل أمام أعـينـنا . والشيء نـفـسه في القـصص المثيرة ذات المد الزمني الطويل لا يمكـن فـهـمها ما لم نرجع بها إلى الوراء للإطلاع عـلى أوليّاتها ، جـذورها ، عـواملها ، محـيطها ، دوافعـها ، محـفـزاتها ، ثم نـتائجها وتـداعـياتها .
الجـذور العـميقة للقـصة :
في ألقـوش عام 1961 أصيـبت والدتي بحـساسية جـلدية إشتـدّتْ معها إلى درجة كانـت تحـكّ جـلدها بسكـين المطبخ حـتى ينـزف الدم منه عـندئـذ تشعـر بالهـدوء والراحة ، وقـد عـجـز أطباء الموصل وبغـداد والوصفات الشعـبـية المحـلية عـن معالجـتها وأخـيراً كان هـناك مَن إقـترح عـليها في صيف عام 1962 الإستحـمام بالمياه الطبـيعـية التي تـنبع من صخـور داخـل مغارة في وادي ( ﮔـلي ) دير ربان هـرمزد وتسمى محـلياً ( إينا د قـدّيشِه – عـين القـديسين ) فـباشرَتْ خلال العـطلة الصيفـية بالذهاب إلى المغارة المذكـورة مشياً عـلى الأقـدام عـند فـجـر كل يوم وبإستمرار بمرافـقة والدي ، فـتستحـمّ مرتين متـتاليتين ثم يرجعان إلى البلدة . لاحـظهما بتكـرار رئيس الدير المرحـوم الأب منصور من مكانه المرتـفع بالعـين المجـردة وبالناظور فـعَـلِم من أزيائهما أنهما ليسا يزيديّـين ولا عـرب القـرى ولا زوار من مكان بعـيد فـعـلى الأرجح يكـونان من ألقـوش ، فـبإعـتـباره مسؤولاً عـن الدير من جهة وفـضوليته لبحـث أمرهـما من جهة أخـرى دعاهـما في صباح أحـد الأيام إلى تـناول الفـطور معه في الدير فـلبّـيا الدعـوة شاكـرين له كـرَمه ، ولما إستـفـسر منهما وعَـلِم بالأمر عـرضَ عـليهما أن يأتيا بالعائلة كـلها لتـسكـن الدير طيلة فـترة العـطلة الصيفـية توفـيراً لتعـب المشي يومياً ، حـيث تـتـوفـر كل مستلزمات الراحة وما عـليهما سوى توفـير باقي الحاجات وهـكـذا كان وبقـينا في الدير 41 يوماً ، وبالمناسبة فـقـد شاءت الصدفة أن عائلة آثورية كان عـليها نـذر جاءت إلى الدير وعـمّـذتْ طـفـلها وسُـميَ هـرمز وكـنـتُ أنا قـريـبه ( أشبـين ) وعـمري 13 سنة . إنّ النـتيجة النهائية لسفـرتـنا كانـت شفاء والدتي من تلك الحساسية الجـلدية شـفاءاً تاماً وإلى الأبد ولم نكـن نـدري بأن معاناة وإضطهادات وتهديدات ومنغـصات ستكـون بإنـتـظارنا لأكـثر من عـقـدَين من الزمن بذورها الوهـمية الخـيالية كانـت تلك السفـرة السياحـية الشافـية من جهة وصارت سبـباً لمصيـبة المصائب عـلينا من جهة أخـرى كادت أن تـنهي حـياة والدي عـلى الأرض بطرفة عـين عـلى أيدي أناس يطمحـون إلى دخـول التأريخ بطرق رخـيصة ومن هـكـذا باب خـيالي وهـمي لا وجـود له .  
حـقـيقة ، إستمتعـنا خلال تلك الأيام الواحـد والأربعـين فـكـنت تارة أرافـق الراهـب أخـونا سركـيس وهـوايته في نصب الشبكة لإصطياد العـصافـير ثم إطلاقها حـرّة وتارة أخـرى نشاركه كأفـراد الأسرة في تسلـق المرتـفـعات الصعـبة وإكـتشاف الكـهـوف وقـطف العـنب من كـَـرْم الدير خـلف الجـبل والتجـوال في سـفـوحه وواجهاته الجـميلة وأتـذكـّـر أنـنا جـمعـْـنا من المنحـدرات الشرقـية للوادي أوراقَ نبات طـبـيعـي خـضراء تــُـجـفـف وتــُـطحـن فـتـفـوح منها رائحة شجـيّة تــُـنـثـر عـلى الباقلاء المسلوقة تسمى محـلياً ( صـَـفـْـرِ ) ولا أزال أحـتـفـظ بجـزء منها إلى الآن . وكان لنا حـقـل بطيخ في ذلك الصيف - في قاطع من عـقار ألقـوش يسمى أقـولا -  فـبـين يوم وآخـر أو كـل ثلاثة أيام كان والدي يذهـب راكـباً دابّـتـنا ويأتي بالثمر الغـزير فـنأكـل منه ومعـنا الرهـبان والزوّار مهما كان عـددهم وقـد رافـقـتُ والدي بعـض مرات إليه . وقـد دعاني يوماً الأب منصور من شرفة الدير وقال : خـذ الناظور وأنـظر والدك في الحـقـل كأنه لقـلق لأن قـميصه كان أبـيضاً فـقـلت له : إنـني أراه بالعـين المجـرّدة كـنـقـطة بـيضاء صغـيرة جـداً فـتعـجَّـب من قـوة نـظري . وفي تلك الأيام إضطر والدي مرتين أو أكـثر إلى المبـيت في ألقـوش كي يجـلب حاجـياتـنا المستهـلكة فـيقـضي هـناك بضع ساعات من الليل في مضيف المرحـوم الأب هـرمز صنا ( ديوان د قاشا ) فـيسألونه عـن حالة والدتي وعـن الدير فـيجـيـبهم موضحاً لهم كـيف نـقـضي نهارنا ، ولبراءته وغـياب إهـتمامه في تـقـيـيم الموقـف وعـدم بروز بوادر الحـذر والخـوف في تلك الأيام فـكان يحـدثهم عـن مجيء مجاميع من الزوّار إلى الدير . ولما كانـت رياح الثورة الكـردية قـد إبتـدأت بالهـبوب ووصلتْ نسائمها إلى سفـوح جـبل ألقـوش فـقـد شاهـدنا بضع مرات مجاميع أقـدّر عـددها بحـدود 30 – 40 رجلاً مسلحاً وبالملابس الكـردية يأتون عـصراً إلى الدير لمدة ساعة أو ساعـتين ونـقـدم لهم بطيخ ألقـوش بالصواني الكـبـيرة فـيلتـذون به ثم حـين تغـيـب الشمس ويـبدأ الظلام يـبسط وشاحه يغادرون إلى حـيث لا نـدري ولا يخـصنا الأمر كي نـتابعهم أو نسأل عـنهم ، ولاحـقاً بعـد أن كـبـرنا عـلِمنا أن إسمهم هـو : ﭙـشـمَـرﮔـه .  
لم يكـن والدي أمياً بل كان يجـيد العـمليات الحـسابـية الأربع بجـدارة ويقـرأ ويكـتب اللغة العـربـية بصورة مقـبولة دون مراعاة الأصول النحـوية ، وشماساً غـير مرسوم يقـرأ ويكـتب اللغة الكـلدانية ، منحـدراً من أسرة فلاحـية ممتهنة فـكان ماهـراً بفـنون الفلاحة . تـرَبّى يتيماً في بـيت عـمه الذي حـرمه من حـصته في ثروة العائلة مما جعـله يحـسّ بالغـبن طوال حـياته فـيئسَ وصار محـبَـطاً مكـتـفـياً بالبسيط دون أيّ طموح فـكان يشتـغـل في بغـداد عـدة أشهر فـيملّ من العـمل ليلتحـق بالعائلة أشهـراً معـتمداً عـلى الزرع الذي كان لنا – كـفاية العائلة في أغـلب السنين – . لم يعـرف التملق أو الشر أو الحـسد أو الخـبث أو الوشاية بل كان بسيطاً مبتسماً إذا توفـرتْ له فـرصة المرح ، ولكـنه لم يكـن مثـقـفاً ( فـلم تــُـثِـرْ السياسة أو العـلوم أو النـقاشات الجادّة إهـتماماته ) ولا كان ملماً بما يسمى اليوم أتـكـيت شأنه شأن أغـلب رجال زمانه ، وبصورة عامة لم يكـن يُـجـيد الحـوار المنطقي في ديوان الرجال فـنادراً ما كان يشارك الجالسين حـديثهم الجاد ، إذن ما الذي يعـمله ! يـبقى مادّاً رأسه منـصتاً مستـمعاً إلى المتكـلمين ساكـتاً أغـلب أوقات جـلوسه معهم فـيوحي لناظـره بأنه مهـتم كـثيراً بالموضوع ((( وهـنا جـذر المشكـلة في هـذه القـصة حـيث أن المثـقـفـين التـقـدّميـين الفـطاحـل الألقـوشـيّـين ووراءهم السذج من عامة الناس وبناءاً عـلى شكـوكهم من ذلك المظهر صاغـوا أحاديثَ وفـَـبْـرَكـوا روايات بصورة مـُـقــْـنِعة رائعة وروّجـوها بكـفاءة عالية منقـطعة النـظير في داخـل حـدود ألقـوش فـقـط مفادها أن هـذا الرجـل ليس خالياً بل يجـمع معـلومات كي يوصلها إلى مَن يهمه الأمر !! وأقـولها سخـرية أنّ الرجـل هـذا قـد يكـون له إرتباط بدول المحـوَر أو قـوات التحالف أيام هـتلر وآيزنهاوَر و ﭽـِرﭽـِل ومَن يدري وكل شيء جائـز فـربما يخـطط لإنشاء منـظمة دول الإنحـياز للقـوى الأمـﭙـريالية أو يترأس منظمات ذات تـطلعات إمبراطورية أو قـد يكـون مشغـولاً في تأليف كـتاب في الأفـكار الجـنجـريقـية والطـّـقــّـوطـَـقـّـيقـيّة التي تهـدف إلى القـضاء عـلى الفـلسفة الماركـسية والمبادىء اللينينية ، إنّ مبدأ الشك عـند ماركس هـو الذي جـعـلهم يعـتـقـدون أنه عـنـصر خـطر عـلى الإتحاد السوﭬـيـيتي وعـلى المنـظومة الإشتـراكـية بصورة عامة وعـلى خـروشوف بالذات ، وبعـدين شـيـوَصْـله الـ - مطلب عـظيمي - إلى إستلام الحُـكم في بغـداد ؟ إذن !! يجـب معالجـته مهما كـلف الأمر )))
العـبرة بإخـتـصار - إتــُّهـِمَ والدي بالعـمل في دوائر الأمن أو المخابرات ضد مَن ؟؟ ضد الشيوعـيّـين الألقـوشيّـين حـصراً ، والحـمد لله ليس ضد أولئك الذين في تللسقـف أو خانـقـين أو فـلوجة أو الـﭽـبايش . ومما يثير الضحـك والإستخـفاف بالمفـكـرين الألقـوشيّـين - الذين إتهـموه - أنهم لم يفـطـنوا ولم ينـتـبهوا إلى فـكـرة تستحـق الإلتـفات إليها وهي إستمرارهم في إتهامهم له خلال فـتـرة رئاسة جـمهـورية العـراق الرؤساء المرحـومين جـميعـهم : عـبد الكـريم قاسم ، عـبد السلام عارف ، عـبد الرحـمن عارف ، أحـمد حـسن البكـر ، وحـتى صدام حـسين ! وأنا متأكـد لو كان حـياً إلى يومنا هـذا لإستـمرّوا في إتهامهم له حـتى في زمن الرئيس مام جلال . طيّـب يا جـماعة ويا أيتها الطبقة المناضلة الواعـية ألم تـفـكـِّـروا في أنـفـسكم أو تحـدّثـتم فـيما بـينكم كـيف أن الحـكـومات المتعاقـبة والمتضادّة مع بعـضها أبقـتْ هـذا العـنـصر مواكـباً لجـميعـها ؟ هـل يُـعـقـل أن يكـون مخـلصاً لكـل الحـكـومات المتآمـرة والمنقـلبة بعـضها عـلى البعـض وهي متـناقـضة فـيما بـينها ؟ وهـل كانـت الحاجة ماسّة جـداً إلى خـدماته المخابراتية بحـيث ليس هـناك مَن يحـل محـله ؟ أي رجـل غـريـب الأطـوار وأيّ داهـية هـذا بحـيث وثـقـتْ به جـميع تلك الأنـظمة التي تبحـث عـن أسرار بعـضها للبعـض الآخـر وهـو من بـين حافـظي أسرارها جـميعـها ؟ وإذا إفـتـرضنا جـدلاً أنه بـذكائه أو بقـوّة سحـره إستـطاع أن يكـسب ثـقة جـميع الحـكـومات تلك ويخـدمها كـلها في شخـصه الواحـد ، طيِّـب أليس العـبقـري الألقـوشي هـذا مدعاة فـخـر للألـقـوشيّـين لِما يملكه من قابليات فـذة فـوق الطبـيعـية لا يملكـها أكـبر فـطـحـل ألقـوشي بـينهم ولا حـتى آينـشـتاين ؟ ثم هـناك ملاحـظة أخـرى وبسيطة كان يُـفـتـرض بالأذكـياء منهم أن يتساءلوا : هـل أن رجلاً بهذا المستـوى يقـبل عـلى إبنه الكـبـير ( أنا ) أن يلبس سروالاً مرقـَّـعاً من الخـلف حـتى نهاية الصف الثالث المتوسط ؟ عِـلماً وبصراحة فـقـد رفـضتُ ذلك في الصف الرابع الثانـوي لأن في صفـنا بنات . وكـل تلك الظـنون والحـكايات التي وصفـتها في هـذا المقال لم نكـن نعـلم بها في حـينها عـلى الإطلاق نحـن أفـراد الأسرة إبتـداءاً من الوالد وإلى أصغـرنا حـتى وقـت لاحـق ، وإلى المقال ( 2 ) .  

359
الأفـكار السياسية : براءة إخـتراع أم مـُـلـْـك صِـرف حـتى النخاع ؟

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

شاهـدنا بعـضاً من أفلام وثائـقـية صَـوّرتْ قـبل 200 سنة شعـوباً كانـت نائية ومعـزولة تماماً عـن التمدّن والحـضارة ، دلـّـتْ عـلى أنّ الإنسان القـديم ( عـند تلك الشعـوب ) كان لا ينـتج بل يمد يده ويأكـل مما تــُـيَـسِّـر الطبـيعة له من أثمار وبقـول وخـضار النباتات ثم ضـمَّ الديدان والحـشرات إلى غـذائه ثم تـطـور إلى إصـطياد الحـيوانات ، وفي مجـتمعات أخـرى إنـتـقل الإنسان إلى مرحـلة جـديدة فـبذل جـهده في الأرض وأعـدّها وزرعها ثم إنـتـقـل إلى مرحـلة التـفكـيـر الإقـتـصادي فـصار يزيد الإنـتاج ويـوفـر المال ويستـثمره من أجـل تأمين مستـقـبله المجهول ، فعـلى مر الأزمان لم ولن يتـوقـف نشاط ذهـن الإنسان في مخـتـلف حـقـول المعـرفة والإنـتاج في كـل مكان .   
إنّ الأفـكار العـلمية التـطبـيقـية المطروحة في كـل مرحـلة تـكـون مُـلكاً لصاحـبها إلى حـين ثم تـصبح مُشاعة ، فـبراءة الإخـتـراع حـق وإمتياز خاص يُمنح بشكل رسمي للمخـترع ويُـمنع الآخـرون من صناعة أو إستخـدام أو بـيع أو عـرض ذلك الإخـتراع دون موافـقة صاحـبه ، ولكـن بعـد طرح المُـنـتـَـج في السوق وتـداوله لفـترة زمنية يصبح مألوفاً ولم يعـد يثير الدهـشة في كـل بقاع الدنيا ، وبمرور السنين قـد يظهر في الساحة مَن بإمكانه الإتيان بمثـله ويـبدأ ذلك الإمتياز بالتلاشي ويصبح مباحاً لمَن يشاء ، فاليوم لا يُـمنع أحـد من إنـتاج المصباح الكهـربائي رغـم أن مخـترعه هـو توماس أديسون ، كـما ليس ممنوعاً عـلى أحـد أن يصنع راديو أو دراجة هـوائية أو غـيرها دونما حاجة إلى مراجعة أو إستـئـذان مخـترعـيها الأوائل . وهـكـذا المُـلـْـكـيّة الفـكـرية هي حـق إمتلاك شخـص ما لأعـمال الفكـر الإبداعـية ولكـن بعـد فـترة تـرفع الحـواجـز والقـيود وتـصبح مشاعة مثـل صورة موناليزا وتمثال أسد بابل التي يمكـن لأي فـنان اليوم أن يقـلدها ويـبـيعها أو ينـتـقـدها دون الرجـوع إلى مصدرها الإيطالي والكـلداني ، والشيء ذاته ينـطبق عـلى النـظريات الفـكـرية والفـكـر الديني فهي متيسّرة امام الناس بسهـولة أكـثر بل مجاناً ولا تسْلـَم من التعـليقات فاليوم يُـنـتـقـَـد الفـكـر الديني وآخـرون عـلمانيون يَـدْرسونه ويُـدَرّسونه وينـشرونه كـما يحـلو لهم عـلناً وأمام رجال الدين ( أصحاب الفـكـر الديني إنْ جاز التعـبـير ) الذين يطـّـلعـون عـلى تلك التـفـسيرات فـيمرّون عـليها مـرّ الكـرام أو يُـبدون وجهة نـظرهم بأسلوب حـضاري يستـنـد إلى حجج منطـقـية أو تأريخـية أو فـلسفـية بعـيداً عـن أروقة المحاكم ودون خـصام وشتائم بـين الطرفـين . وهـكـذا يمكـن لكل منا اليوم أن ينـتـقـد نـظرية العـقـد الإجـتماعي دون أن يـثير حـفـيظة جان جاك روسو أو عـشيرته ، كما يُمكـنـنا إظهار سلبـيات جـمهورية أفلاطون أو نـتـبنـّاها نـظاماً إدارياً أو سياسياً رائعاً لبلـدنا ولا نرى حاجة إلى إبلاغ ورثـته ، بل لا نأبه بهم ومعهم كل اليونانيّـين لو زعـلوا ، وبَديهيّ أن المدغـشقـريّـين ليس لهم حـق الإعـتراض .   
إن االمناهج السياسية الدكـتاتورية منها والديمقـراطية ، الأصولية والليبرالية وحـتى المكـياﭬـيلية هـي مجـموعة أفـكار يقـتـنع بها صاحـبها وقـد يقـتـنع بها آخـرون أو يرفـضونها ، ثم ماذا ؟ إنها أفـكار مكـتوبة عـلى صفـحات الأوراق موضوعة عـلى الرفـوف أو مخـزونة بأجـهزة التسجـيل أو متيسّرة في المواقع الإلكـترونية ومَن يريد قـراءتها فـليقـرأها ومَن لا يريد مطالعـتها فـهو حـر غـير مُـجـبَـر ، وقـد تـدَرّس في تلك الجامعة أو لا تلقى رواجاً في كـلية أخـرى ، وفي كـل الأحـوال فهي لم تـعُـد مُـلكاً وحَـصراً وأسيرة عـند البعـض ومحـروم منها البعـض الآخـر بل هي متاحة للجـميع إنْ كان للإطـّلاع عـليها فـقـط أو للإقـتـداء بها أو لنـقـدها أو لتـفـسيرها أو لنشرها وربما لحـجـزها أيضاً . ومن بـين هـذه : حِـكايات ماركس وأقـوال لينين ومراحـم ستالين ( إيه وبعـدين ؟ ) هـل أورَثـوها لفلان وفـستان ، هـل سُـجِّـلتْ في دوائر الطاﭙو بإسم علاّن ، هـل صارت مُـلكاً صِـرفاً لشخـص كـقـميص عـثمان ، يتخـذها حجة في كل زمان ومكان ، ولا يمسُّـها أحـد حـتى أهـل البـيت والخلان ؟ إنها آراء وليست إخـتراعاً ، أقـوال وليست آياتٍ ، نـظريات وليست قـوانين قـد تــُـقـبَل أو تــُـرفـض أو تــُـناقـش أو تــُسدَل عـليها الستارة . إنّ كل واحـد منا له الحـق في عـرض رأيه بها بأسلوب عـصري سواءاً كان مضاداً أو موازياً وسواءاً كان هـناك مَن يتـفاعـل معه أم لا ، وليست مُـلكاً صرفاً لأحـد ، والمسألة برمّـتها ليست عـضلات مفـتولة لـذا فإنها لا تـتـطـلـّـب منازلة عـلى حـلبة ولا صراعاً في ميـدان ، ولكـن المسألة هي كلام ومنطق وتبادل آراء في قاعات الثـقافة والحـوار ولكـل ساحة رجالها فأعـضاء الـﭙـرلمان في أروقـتهم السياسية  والمتـزلجـون في مرتـفـعاتهم الثـلجـية  والملاكـمون في قاعاتهم الرياضية  ، هـذا عـلى صعـيد الأفـكار .
أما عـلى صعـيد الأفـراد ! فإذا وصفـْـنا الأخ ﭽـينـﮒ ﭽانـﮒ ﭽـونـﮒ الصيني مثلاً أو الصديق الآخـر ﭽان ﭽاي ﭽـي الـﭬـيـيتـنامي وقـلنا أن الحـروف (( ﭽـ - ﮒ )) التي تـكـرّرتْ في الأسماء تلك ليست حـروفاً عـربـية ، فإن قـولنا هـذا ليس إهانه أو ذماً كـما ليس تجـريحاً وتشهـيراً بل هـو تصوير الحـقـيقة وبسط المفـردات عـلى طاولة البحـث بهـدف تحـليلها والإستـفادة منها ، فـلماذا يزعـل أخـونا ستـيخانوس باكـوس يوخانوس إبن عـم خـياط الشروال الذي يلبسه إستيفانوس فـيتعـثـر وهـو يمشي عـلى ضوء الفانوس ؟ وإذا ذكـرنا شيئاً عـن المنبّه الشرطي في تجـربة العالم الروسي ﭙاﭬـلوف فـما هـو مبرّر إنعِـقاﭺ أخـواننا الطاجكستانيّـين أو الأرمينيّـين ؟ هـل يُـتـوَقع بل هـل يُـعـقـل ذلك من أناس يُـفـترض بهم أن يكـونوا منـتصبي القامة سويّـي التـفـكـير سليمي المنطق معـتـزّين بكـرامتهم واعـين لِما تحـت فـروة رؤوسهم ؟ المثل الألقـوشي يقـول : قاي قـذليه صارُخ لـْـدوقا – لماذا إحـترق شعـيرك عـلى الصاﭺ - والمقـصود به ما الذي أثارَك والموضوع لا يخـصك ؟ إنّ الذين يزعـلون في موضوع يجهلونه ، ولا يعـرفـون أين تـدور أفلاكه إنما يمثـلون تمثيلية رائعة أمام مَن لم يـدرسْ الإخـراج  حـقاً إنه تـرف الحـرية . إنّ أقـصر وأوْضحْ طريقة لكـشف المعادن هي حـين تـحـكـّـها بـالورق المزجَّج ( كاغـد جام ) الخـشن وستعـرف أنّ زنجاراً يتـناثر من بعـضها  ، واللمعان يتلألأ في غـيرها ! وسوف تـتأكـد أنّ التـنـكة الفارغة تعـطي صفـيراً يسمعه الناس عـند مهـبّ الريح .
إنّ العِـقـد تـَـقـَـطـّعَ وتبعـثـرتْ فـصوصه بسبب رداءة الخـيط والخـرز ، وكـما ذكـرنا سابقاً أن الـ ( Main Switch  السويـﭻ الرئيسي ) إنـطفأ ولا فائدة ترتجى من السـويـﭽات في الغـرف ، فـما الذي يثير البعـض وهُـم ليسوا بآكـلين ولا شاربـين ولا مشاركـين ولا متحِـدين ولا منفـصلين ولا مدعُـوّين ولا متهـمين ولا مهـتمّـين ولا بائعـين ولا مشتـرين ، لا بل البعـض الآخـر متـلوّنين ناكـري أصالة شعـبهم ولم يقـرؤوا كـتاباً واحـداً للأولين ؟



360
كلنا مخـطـئون تائبون نأمل الغـفـران ، وهـنيئاً للنزيهـين مقـعـدَهم المحجـوز في مملكتهم


بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

بدءَ الإنسان يخـطأ منذ خـلقه وإلى اليوم ، حـين صار يحـسد ويغار ويسرق ويعـتدي ويرتـكـب كل أشكال المخالفات قـبل وبعـد تشريع القانون ، فلا غـرابة أن نـراه اليوم يحاكي إخـيه القـديم بسلوكـياته تلك ، وعـليه فـلن تــُـنـتـقـص قـيمته ولا تــُـشَوّه حـقـيقـته إذا ذكـَّـرْناه بها فالكمال لله وحـده وهـكـذا فـضميرنا الذي يُـصقـل بمرور الزمن يدعـونا إلى الإعـتراف بإنحـرافاتـنا ليس مُهـِماً أمام محـكـمة أو صديق أو كاهـن بل المهم في دواخـلنا مع أنـفـسنا فـترتـفع قـيمتـنا في نـظرنا أولاً ثم عـند الآخـرين مثـلما نـغـسل الإناء القـذر فـيـبدو نـظيفاً ، ومن لا يعـترف بخـطئه فـهـو يقـرّ بإنحـرافه ، فـسائق المركـبة الذي يدهـس شخـصاً ما في الشارع ويسلـّم نـفـسه إلى السلطة ( ولا ينهـزم بضمير ميت تاركاً ضحـية فعـلته جـثة هامدة ) فإن سلوكه هـذا - كـتـصرّف إيجابـي ونياته السليمة وأسفه الواضح - يُـؤخـذ بنـظر الإعـتبار عـند محاكـمته ويعـمل عـلى تـخـفـيف عـقـوبته وهـو تشريع مألوف لدى أغـلب المجـتمعات المتحـضرة وحـتى العـشائـرية فللإنسان قـيمة ، وقـد يكـون جـميلاً أن نـذكـر أن الوعي بلغ عـند أنـظمة كـثيرة موغـلة في قِـدَم حـضارتها أو حـديثة العـهد حـتى ألغـت عـقوبة الإعـدام من قـوانينها مؤمنة أن الإنسان خـليقة الله حـين يرتـكـب إثماً عـظيماً يستـحق عـقـوبة ولكـنه ليس قـطعة خـشبـية نحـرقـها للتـدفـئة بنارها . 
ويـبقى الإنسان كائـناً ضعـيفاً أمام جلالة الخالق ( قـل أمام جلالة الطبـيعة – فـذلك لا يقـدّم ولا يـؤخـر شيئاً ) فـجـبروته فانٍ وكـبريائه ذائب وعـنـفـوانه متلاشٍ وعـنجهـيته متبخـرة ولا يـبقى أزلياً سرمدياً إلاّ مَن كان هـو المحـبة ! وكـثيرون منا زاروا أو قـرؤوا أو سمعـوا عـن أناسٍ وهـم عـلى فـراش الموت ذليلين مستسلمين أمرهم للرب ومستـغـفـرينه ، كانوا في يوم ما عُـلماءَ بارزين طيّـبـين ، إقـطاعـيّـين طاغـين ، رجال دين وقـورين ، أصحاب رؤوس أموال متـكـبّرين ، قادة دول ظالمين ، مفـكـرين مصلحـين ، قـطاع طرق معـتدين ، خـطاطين بالفـحم الأسود أما عـند الخـط الأحـمر من الحـياة نـتساوى جـميعـنا ولا يتـميَّـز أحـدنا عـلى الآخـر سوى بنوع الكـفـن الذي هـو هـدية منا للتراب ، والخلاصة أنـنا جـئـنا إلى الدنيا عـراة ونغادرها عـراة فـنحـن لم نـفـرض أنـفـسنا عـليها بل أن الحـياة فـرضتْ نـفـسها عـلينا هِـبة لنا حـين وُلِـدنا لا بإرادتـنا وعـليه فالغاية من الحـياة هي أن نحـياها بصورتها الجـميلة ما إستـطعـنا إلى ذلك سبـيلاً ، وأنْ نعـيشها مع الآخـرين من صنـفـنا وكـذلك مع أصناف الأحـياء الأخـرى دون أن يتعالى الإنسان عـلى أخـيه الإنسان ، فـيتعـلم ويرسم وينحـت ويكـتب ويلوّن ويفـصّـل ويخـيط ويـبني ... ! إنها حـركـته من أجـل التـطـوّر والتحَـسُّـن والحـصول عـلى حـياة أفـضل مع الزمن ، وكأنه يتسلق جـبلاً أملاً في الوصول إلى القـمة ناقلاً تجـربته إلى مَن يأتي بعـده . فالموجات البشرية الأولى المتـقـدّمة هي المضحّـية  تلاقي مصاعـب الطريق الكـثيرة فـتـنـقـل رسالة إلى الوجـبات البشرية التالية لتخـبرها عـما لاقـته من عـوائق المنزلقات وأدغال النباتات وزواحـف خـطـيرات عـلى الحـياة ومفاجآت قاتلات كي تـتجـنبها بقـدر إمكانيتها لتـكـمل المشوار فـتـخـبر الجـماعات التي بعـدها بالمستجـدّات وهـذه إحـدى غايات كـتابة التأريخ الذي لا يرحـم أحـداً من الكائـنات ، أليس ذلك منـطق سليم ! ومَن يُـخـفي الحـقـيقة مهما كانـت بسيطة أو ثمينة إنما يخـون نـفـسه وضميره وواجـبه وأمانـته وفي الأخـير يخـون قـريـبه الإنسان وأمته ، وأشَـبِّهُ ذلك بشخـص نائم عـلى الأرض تـقـترب منه أفعى التي قـد تعـضه ورفـيقه بجانبه يراقـب المشهد دون أن ينـبِّهَ صاحـبَه ... أليست ساديّة مغـلفة بالـﭽـوكـليت ، إنه وفاء وإخلاص البعـض نـزيهي آخـر زمان فهـنيئاً لهم مقـعـدَهم المحجـوز في مملكـتهم ، ولكـن ليس كل إنسان يقـبل ذلك عـلى نـفـسه إلاّ المزَوِّر الذي يكـره الحـقـيقة فـيكـون خائناً لشعـبه . 


361
جَـنـَّـتــُـنا سامريٌ والفـقـير ، والجـهنم لِمـَـن يخـتار السعـير 

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني

حـينما خـلق الله الإنسان ( والبعـض يسره أن يقـول أن الهـواءَ أنجـب الإنسانَ مِن رَحَـم الأرض  ) كان حـراً وديمقـراطياً حـتى الـﮔـشر ، فـكان يناقـش ويقـترح ويرفـض ويقـبل ويأمر ويطـيع ، طـيِّـب مع مـَن كان يمارس هـذه الخـصال ؟ الجـواب : مع نـفـسه لأنه كان وحـيـداً ، إذن هـذه هي ديمقـراطيـتـنا منذ البدء ! ولما جاءت حـرمُه المصون أنـثاه صار ديالكـتيكـياً مضطـراً لأنهما إثـنان يتـناقـشان ويتعاتـبان عـلى أمور الحـياة ، حـول مَن يرث الآخـر ! فـهذه ديالكـتيكـيَّـتـنا .
والعـنصر البشري تـطـوّر عـلى أيدي المفـكـرين والفلاسفة الذين لم يقـتـنعـوا بالفـراغ الروحي سواءاً في الإنسان أو في الكـون بسبب إعـجابهم به وبالطبـيعة الخلاّبة من جهة والرهـيـبة من جهة أخـرى فـخـلـقـوا للبشرية آلهة كـثيرة حـسب حاجـتهم ثم نصبوا لها إلاهاً ملكاً كـما كان الحال في الإله ( زيوس ) عـند الإغـريق .
لقد جاء الآباء يوجهون والأنبـياء يتـنبَّـؤون والصارخـون بأصواتهم يمهدون الطريق للمستـقـبل حـتى حان الزمن الموعـود فـتـجـسَّـدَت الكـلمة الواعـية وصارت يسوعاً بـينـنا الذي ومنذ البداية أعـلن رسالته في المحـبة قائلاً : إنْ كـنتم تحـبوني إحـفـظوا وصاياي وهي أن تحـبوا بعـضكم بعـضاً . إن الهـدف هـو تلبـية دعـوة المسيح إلى محـبة البشر وفي مقـدمتهم الأعـداء ، وحـين سأل أحـدُهم الربَّ عـن الملكـوت ، أجاب : هي في قـلوبكم ، وخـير مثال أعـطانا إياه هـو مثل السامري الذي ضمد الأورشليمي ( بـين السامرة وأورشليم عـداوة ) ، وبهـذا تـكـون أخلاقـنا تـصرّفاتـنا أعـمالنا إيمانـنا أقـوالنا المتمثـلة بالسامريّ هي جَـنـَّـتــُـنا ، فالمسيحي هـو في الملكـوت كل يوم وليس ينتـظر حـدائق مليئة بالنـفائس والأثمار في السماء . أما مَن تـغـيبُ عـن قـلبه تلك المبادىء فهو غائب عـن الجـنة ويـبقى في صراع مع نـفـسه ويشعـر بأنه هـو الأتون نـفـسه الذي لا يمكـن أن يُـطـفـئه جـسُده الذي هـو النار أصلاً ، ولا يعالجه ثاني أوكـسيد الكاربون ما لم ينـقـلب عـلى ذاته ويـبتعـد ! فـيـُـبـعِـد الوقـود الذي يذكي النار ، عـنـدئذ تـنـطفىء نار الجحـيم فـوراً . إنّ المادة لا تـعاكس ذاتها ما لم يكـن لها وعيٌ من خارجـها ( قانون نيوتن الأول – الفـيزياء ) .
السامريٌّ والجـريحٌ ( لوقا 10 : 33 )
أما نار جـهـنم لا تــُـطْـفأ ( إيشعـياء 66 : 24 )


 

362
الكـلدان بـين طـموحات حـبيب تومي – وتـلميحات داود برنو

نـُـشِر مقال للأخ حـبـيب تومي بعـنوان ( ملا مصطفى البارزاني و جـون ﮔــَـرَنـْـﮒْ ...  ) في 16 تموز 2011 يتساءل فـيه هل تـنتـظر الشعـوب قادة أمثال البارزاني وجـون ﮔــَـرَنـْـﮒ ام تسلك سلوكاً آخـرأً للمطالبة بحـقـوقها ؟ نـقـول ما من شك أن البرزاني الأب كان تلك الشخـصية الكارزمية التي إستـطاعـت إستـقـطاب الشعـب الكـُـردي وتوجـيهه بإتجاه الكـفاح من أجـل إستحـصال حـقـوقه حـتى أصبح رمزاً لنضاله القـومي ووصل إلى طـموحه . وهـكـذا كان القائـد جـون ﮔــَـرَنـْـﮒْ ذي كارزمية ألهمَـتْ الشعـب السوداني لمواصلة النضال لعـقـود ثلاثة من السنين المأساوية حـتى حـصل عـلى مُـبتغاه بالإستـقلال في دولة ذات سيادة في التاسع من تموز 2011 بإسم دولة الجـنوب السوداني . 
اليوم نهـضنا صباحاً لنعـمل نهاراً فـماذا سنفـكـّـر به مساءاً لنـنجـزه غـداً ؟ إن البذور العـشائرية لم تــَـنبتْ في حـقـولنا ولم تـُـطـَـعـَّـمْ جـذوعـنا بأقلامها فـلم تـظهرْعـلى أغـصانـنا براعم الولاء الجـماعي الأعـمى ، كـما تـراجـعَـتْ عـندنا النشاطات القـومية أمام إشعاعاتـنا العـقائـدية الروحـية فـلم نـتـوشَّـح بردائها بل غـطاها غـبار الزمن رغـم وجـودها في أعـماقـنا ونـتيجة لذلك لم نشعـر بالحاجة إلى الإعلان عـنها وبالتالي لم تـعُـد هـناك حاجة إلى إقـصاء غـيرنا من أبناء جـلدتـنا قـومياً بل تلألأتْ عـندنا في مقـدّمتها وبجلاء القـيم الدينية الأممية فـصارت هـوية لـنا وبها نشعـر بأنـنا كـلنا واحـد بنيات صافـية وهـذا هـو رصيدنا المكـشوف والمضموم نحـن الكـلدان .
إن جـغـرافـية وادي الرافـدين بالدرجة الأولى وخـيراته ثانياً التي أغـدقهاَ الله عـلى سهوله وهـضابه وجـباله وبالتالي عـلى الساكـنين فـيه إستـنهـضتْ قـدرات شـعـبنا الكـلداني منذ القِـدَم مؤدية به إلى الإبداع في كافة مجالات الحـياة وتأريخه يشهـد عـليه ولكـنها في الوقـت نـفـسه حـفـَّـزَت شهـية أقـوامٍ كـثيرين فـتعاقـبوا عـلى إحـتلاله كل في حـقـبته الزمنية مؤدياً دَوره بـبراعة إنْ كان للأخـذ منه فإغـتـنموا وإنْ كان للعـبث به فـخـربوا ، وهـذا واقـعـنا منـذ أكـثر من ألفي سنة ولم يـبقَ للشعـب الأصيل إلاّ الأنـقاض والقـشور فـكانت النـتيجة أنْ خـسر شعـبنا وعَـبر التأريخ أعـداده البشرية الهائلة في قـنوات شتى وفـقـد ثـقافـته ولغـته بشكل عام لا بل ألغِـيَـتْ هـويته الوطـنية الأصيلة وأمسى من بـين الأقـوام المقـهورة ( لا ، وﭽـمالة دفع الجـزية للأجـنبي وإحـنا أبناء الوطن – هاي لـتـُـكُـتـلـَـكْ ) . 
إنّ فـكـرة قـيام دولة قـومية دينية يهودية المذكـورة في مقال الأخ حـبـيب لم تأتِ في خـمسين أو مائة سنة وهي ليست وليدة العـصر الحـديث وإنما آيديولوجـيتها ترجع إلى ما قـبل المسيح بمئات السنين إنْ لم نـقـل أكـثر وهم يتميَّـزون بترابط ديانـتهم مع قـوميتهم ويسمّـون أنـفـسهم شعـب الله المخـتار ، وما الشخـصيات الكارزمية التي ظهرَتْ بـينهم في العـصر الحـديث إلاّ تلك البادئة للتحـريك والدفع مثل بادىء الحـركة في محـرك السيارة ( سْـتارتــَـر – نـﮔـرة سِـلـﭫ ) كـما أنّ العـرب ذوي النزعة القـبلية ربطوا دينهم الجـديد والقـرآن الذي جاء بلسانهم العـربي والهادف للوصول إلى سـدّة الحُـكـم بالقـوة الحـربـية ربطوه بقـوميتهم العـربـية فأمسوا خـير أمة أخـرِجَـتْ للناس ، لكـن الكـلدان والآشوريون والسريان وبسبب الظروف التأريخـية ومتغـيّـراتها التي فـرضتْ نـفـسها عـليهم بالقـوة وهم معـتـنـقـين دين المحـبة والغـفـران وموجّهـين أنـظارهم نحـو المملكة السماوية تـسَـبَّـبَ في تراجـعـهم عـن الواجهة الحـضارية وباتوا كأنهم لا يملكـون تأريخاً فالمناهج الدراسة التـقـليدية في وطنهم المُـحـتل غـيَّـبَـتهم عـن كـرّاساتها ، والمؤسسات الثـقافـية فـيه حـجـبَـتْ لغـتهم المكـتوبة عـن أروقـتها ، وقـنواته الإعـلامية تـنـكـّـرَتْ لأصواتهم في ستـوديوهاتها ، فـلم يحالفهم الحـظ  في أن يكـونوا من أفـضل الناس أسوة بغـيرهم بل أضحـوا مترنحـين في نهاية موكـب الناس . 
أما السيد داود برنو فـقـد كـتب مقالاً في 10 / 7 / 2011 عـن تقسيم العـراق هـل هـو واقع أم خـيال ؟ وذهـبَ فـيه أبعـد من الأخ حـبـيـب حـين أشار إلى مخـططات رهـيـبة عـند القـوى الدولية لتـقـسيم العـراق بـين الكـتل الرئيسة السنة والشيعة والأكـراد منذ زمن بعـيد ناسين لاأباليّـين أو متـناسين متـعَـمـِّـدين أن هـناك شعـباً أصيلاً وريثاً شـرعـياً لأرض العـراق وهـو الشعـب الكـلداني الذي وإنْ بقي منه العـدد القـليل ولكـنه أصيل ، ومن وجهة نـظره فإن ملامح وبوادر فـكـرة التـقـسيم بدأتْ بالظـهور من الآن ، بل أن إسرائيل لها بُـعـد ستراتيجي بهذا الشأن وأنّ محاربة شعـب بـيث نهـرين هـو واحـد من بـين أجـنداتهم أساساتها ممتـدة في عـمق التأريخ ومستـمـدّة من كـُـتبهم .
 
فأين نـقـف نحـن الشعـب الكـلداني ومعـنا الشعـب الآشوري وكـذلك الشعـب السرياني - وليس من مانع فالأرمن معـنا - بأفـكارنا الخلاقة وبصائرنا البرّاقة وإمكانياتـنا العـملاقة ومشاعـرنا الرقـراقة ، أقـول أين نـقـف جـميعـنا عـلى الطريق الذي يصل بنا إلى الحد الأدنى من حـقـوقـنا أو عـنـد مَـشارِف طموحاتـنا الطبـيعـية دون أن نـفـكـّـر بتأسيس دولة كـلدانية أو إقـليم كـلداني ( عـلى أرض العـراق كـله ) بل نطالب بالحـقـوق القـومية المدرجة عـلى الأقـل في لوائح حـقـوق الإنسان والمواثيق الدولية العـصرية والأمم المتحـدة ضمن الوطن الواحـد وشعـبه الواحـد ؟ وفي الوقـت نـفـسه فإنـنا نحـن الكـلدان لا نـرضى أن يُـعـمَـل لنا قـفـصاً أنـيقاً يُـتاح لصانعه فـتحه لكي – يكـمش - العـصـفـور الذي بداخـله متى شاء ، ولا نـقـبل بـكـوخ – كـولِـكـْـثا – نـحـتمي به من حـرارة الشمس ولكـنه لا يحـفـظـنا من لدغات العـقارب والأفاعي وهـذه خـبرتـنا ونحـن صغار في حـقـول البطيخ في ألقـوش ( وَرزانِ ) فأين مفـكـّـرينا وفـطاحـلنا اليوم بعـد تـراكم خـبرات الآباء والأجـداد ؟ نحـن في فـجـر اليوم نعـمل بالممكـن بما يحافـظ عـلى سلامة شعـبنا وتـثبـيت أقـدامه عـزيزاً في وطـنـنا الأصيل ونـفـتح الطريق نحـو شروق الشمس ، أما طموحات نهار المستـقـبل إنْ وُجـدتْ فالأبواب مفـتوحة لجـيل المستـقـبل . إنّ المساحة الملوّنة في خارطة وادي الرافـدين  والتي تـمـثـل مركـز ثـقـل الكـلدان فـيها اليوم ، لا يمكـن مقارنـتها بخارطة دولة الجـنوب السوداني ولا بإسرائيل أو لبنان ويمكـن القـول ولا بإسكـنـدرية مصر عـلى الإطلاق لأسباب واضحة عـلى الخارطة في حـدودها الشمالية والجـنوبـية والشرقـية والغـربـية واللبـيب تكـفـيه الإشارة .
 
إن تـوحـيد صفـوف أية مجـموعة بشرية وضمان ولاء أعـضائها في نسق واحـد أو رتل واحـد لتـنـفـيذ إيعازات أو أجـنـدة خاصة بها تـتـطلب ( عـريفاً للفـصيل ) شخـصية قائدة كارزمية جـذابة قـدوة مضحّـية أمينة شفافة تستـقـطبهم ثم يـلتـزمون وينـفـذون التوجـيهات عـن طيب خاطر حـباً بالهدف والقائد عـلى حـد سـواء . فـعـلى الصعـيد الوطني مثلاً كان المرحـوم عـبد الكـريم قاسم قائـداً نموذجاً في مطلع ثورة 14 تموز 1958 بالمعـنى المشار إليه بدليل هَـبّة الجـماهـير العـفـوية إلى الشارع ضد مؤامرة الشواف في 7 / 3 / 1959 ثم عـند محاولة إغـتـياله في شارع الرشيد مساء 7 / 11 / 1959 وحـتى يوم 8 / 2 / 1963 الغادر وأهازيجها - يا زعـيم إنـطينا سلاح إحـنا نحارب وأنـتَ إرتاح - أما عـلى الصعـيد المحـلي وأنا لا أزال في صدد النموذج فـقـط ، كان المرحـوم توما توماس الشخـصية الكارزمية في ألقـوش بالدرجة الأولى بدليل كان هـناك مِن أتباع حـزبه يقـول – أنا لا أعـرف الفـلسفة الفلانية بل أنا أعـرف عـمّي توما ! لأنه متأثـر بشخـصية المرحـوم المؤمن بمبادئه والمضحّي الذي لم يضع في رصيده المصرفي دولاراً .
فإذا كان العـصر الحـديث وتـكـنولوجـيته وتـتابع أحـداثه السريعة والمفاجـئة يوحي لـنا بأنه قادر أن يُـغـنينا عـن الرجـل القائـد للجـماهـير ، لكـن الحاجة تبقى إلى هـذه الشخـصية كـقـطب جامع وعامل قـدحٍ لإطلاق الومضة الأولى للشعـلة المنيرة التي تـلهم الجـمهور وتـُـلهـِبُ حـماسه لا من أجـل ثورة مسلحة بل من أجـل نهضة قـومية تـُــثير المشاعـر وتوقِـظ الأحاسيس وتـنبـّه الخـمول ، وتبقى هـذه القـيادة الكارزمية جـزيرة آمنة في وسط البحـر متى ما هاجـت أمواجه يتوجّه إليها البَحارون ، فـتكـون لشعـبنا القـدرة عـلى المطالبة بحـقـوقه سلمياً وقانونياً مستـنـداً إلى المنطق والحـق الإنساني وشرائع الأرض والسماء ومتـشبّـثاً بالمؤسسات الدولية وقـوانينها المُـعـترف بها بالإضافة إلى رجالاتها القائمين عـلى إدارتها والذين في تـفـكـيرهم يتـحـكـّـم ضميرُهم الحي وإيمانـُهم بحـرية الشخـص في الحـياة وحـق الشعـب في العـيش بكـرامة محافـظاً عـلى إرثه التأريخي ومعـتـزاً بقـوميته ، فاليوم هـو يوم الوعي والمنطق والإدراك والتـفاهم ، نعـم ومعها الصراخ بصوت عالي والمطالبة المستـمرة والطرق عـلى الأبواب حـتى تــُـفـتـَـح ، فأين تلك الشخـصية الكارزمية الكـلدانية يا إخـوان ؟. 



   

363
المرحـوم توما توماس بـين مِصداقـية مُذكّـراتِه وفـبرَكات رفاقِه
 ( ألقـوش – موسـكـو الصغـيرة ) - 5 -

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
ما أحـلى الكـتابة حـين يكـون لها قـرّاؤها وتحـلو أكـثر حـين يتـفاعـلون معـها ، فـقـد إنـتـعَـشـتُ حـين قـرأتُ رد السيد فلاح قـس يونان عـلى مقالي لا بل جـعـلني أرفـرف فـوق الغـيوم حـين قال عـني بأني لا أستحي – ليش بالسياسة أكـو مستحاه يا فلاح – بربّـك تجاوبني ؟؟ وهـو لا يدري بأني سأمدحُه في مقالي القادم وأقـول : (( - لا عاب حَـلـﮔـه - حـين قال عـني  لا أستـحي )) . يا فلاح أنت لا ماكل ولا شارب وْ ﮔاعـد بّـيتـَـكْ مسكـين ، ﭽا شلون وَرّطـوكْ وَيّايْ يا خـويْ ؟.
في مقالي – 4 – من هـذه السلسلة المنشور في 23 تموز 2011 ذكـرتُ فـيه إن كان لأحـد معـلومة أكـثر دقة مما ذكرتــُها حـول إستـشهاد المرحـوم فـؤاد شمعـون ﮔـردي فـلـيذكـرها و يُـبـيّـن لنا اللغـز المهم أين إخـتـفـتْ جـثــّـته ونحن له شاكـرون  .
1 - في اليوم التالي 24 تموز 2011 قـرأتُ مقالاً للأخ الموقـر نبـيل دمان / سان ديـيـﮔـو ذكـرَ في نهايته فـقـرة عـن المرحـوم فـؤاد ليست من إبتـكاره وإنما سمعها من هـذا الرفـيق أو ذاك وهي (( ** في طريقه وهـو يقـود مجـموعة من الأنصار إلى جـبل مقـلوب ، ونـتيجة خـطأ غـير مقـصود ثارت رصاصة من بنـدقـية أحـد أفـراد المجـموعة أدّت إلى إستـشهاده في الحال ، وللشهـيد دور بارز في التـصدّي لإنـقلاب 8 شباط المشؤوم )) إنـتهى . دون أن يتـطرّق إلى جـثة الشهـيد وأين إخـتـفـتْ !!! وأياً كانـت القـصص المنـمَّـقة والمـطـرّزة فـليكـن معـلوماً أنّ فـؤاد لم يـمُـت في الحال .
2 - ولكـن في الموقع الإلكـتروني http://www.al-nnas.com/THEKRIAT/24jsf3.htm نـقـرأ الحـلقة الثالثة من سلسلة أوراق المرحـوم توما توماس جاء فـيها (( كان يتحـتم عـلى هـذه المجـموعة الصغـيرة إجـتياز أرض مكـشوفة ( دشت ) مروراً بقـرية - ألمَـمَـنْ - والتي تسكـنها عـشائر عـربـية معادية ، وهـناك تـصـدّتْ لهم مجـموعة معادية إسـتـُـشهـِـدَ في الحال الرفـيق فـؤاد شمعـون ، وإنسحـب عادل صبحة وصديقه دون أن يُـطلقا طلقة واحـدة ، تاركـين الشهـيد في مكانه . وكان أول شهـيد يسقـط لنا )) . إنـتهى ، لاحـظ أخي القارىء ! تاركـين جـثة الشهـيد في مكانها ، وكأن طـيراً سقـط  وياهـو مالتهم بـيه ( لو هـيـﭽـي رفاق أنـصار الـﭙـروليتاريا لو ما لازم ) .
ونحـن نـقـف حـيارى أمام أوراق المرحـوم توما ومقال الأخ نبـيل ونلاحـظ تـناقـضاً واضحاً حـتى للعـميان وليس لنا سـوى واحـدٌ من خـَـيارَين : إما مذكـرات المرحـوم توما توماس مشكـوك في مصداقـيتها التي يُـفـترض أن يُعَـوّل عـليها والتي تــُـبَـيّن أن الإستـشهاد حـدث نـتيجة قـتال ، أو إنّ ما نـقـله الأخ نبـيل دمان لنا هـو عارٍ عـن الصحة والتي هي واحـدة من مجـموعة فـبركات عـديدة سبق وأنْ سمعـناها في حـينها وليس اليوم ، نسَجَها الرفاق من خـيوطهم البالية المُـخـجـِلة لتغـطية جُـبنهم وخـزيهم وعارهم وضميرهم الميّت أمام أهالي ألقـوش وصغار الرفاق . وواضح أيضاً أن الأخ نبـيل لم يحـل اللغـز المهم والأهم أين جـثة المرحـوم ! ولن يمكـنه ذلك عـلى الإطلاق وإلاّ إذا كانـت المسألة بهذه البساطة لـَـحَـمَـلوا الجـثة الكـريمة وأمّـنوها عـند أحـد أو حـفـظوها في مكان ما إلى حـين الوصول إلى المقـرات لتـدبـير أمرِها .
أما قـصص الخـطأ والسهو في حـياة الإنسان فهي واردة عـند أرقى العـوائل وسمعـنا نماذج منها كـثيرة حـقـيقـية - قـبل وبعـد فـؤاد - وأصحابها لا يزالون عـلى قـيد الحـياة وأنا شاهـد عـلى إثـنـتين منها ويمكـنـني أن أخـبر بها الأخ نبـيل بالتلفـون إذا أقـنعـني بأنها تهـمّه .
صدى المقالات :
1 تموز 2011 : حـينما بعـثـتُ بالمقال الأول من سلسلة مقالات ( ألقـوش – موسكـو الصغـيرة ) إلى المواقع الإلكـترونية قـدّمتـها بالديـباجة التالية لـعِـلـْـمي بحـساسية الموضوع :
(( أرجـو أن لا يكـون هـناك حَـرَجٌ إذا إرتأيتم أن مقالاً كهذا لا يصلح لنشره في موقعـكم لأنه قـد لا ينـسجم مع إهـتماماتكم أو لا يُـلـبّي طـموحكم فالأمر طبـيعيّ عـندي مع خالص شكـري )) إنـتهى . ومع ذلك فـقـد نـشرتها مشكـورة المواقع الألقـوشية ومواقع جاليتـنا والمواقع العـربـية التي أتعامل معـها عـدا موقع واحـد من المواقع القـروية لجاليتـنا وإحـتـرمتُ رأيهم . وهـذه بعـض من أصداء تلك المقالات :
5 تموز : كـتبتُ إلى رجـل وقـور ما يلي (( أنا أتـوقع منـك أن تـكـون فـوق جـميع الحـزازيّات والإعـتـبارات الشخـصية ، فإن اية قـضية هي قابلة للنقاش وتبادل الآراء وخاصة في حـقـل السياسة ، ويجـب أن لا تــُـفـسِـد الـودّ بـين المعارف ، وإلاّ فأين الديمقـراطية والحـرية ، ألا تـؤمن بثـقافة الحـوار ؟ أليس مملاّ إذا كان أحـدهم يقـول لك دائماً  نعـم نعـم ؟ يعـني أنت تـتـكـلم فـقـط وهـو يؤيـد فـقـط ؟ ألم تستمع إلى الألقـوشية في فـضائية أبو ظبي في برنامج مثير للجـدل ما الذي قالته في هـذا الشأن ؟ قـد تـكـون قـد أخـذتَ عـلى نـفـسك ، لا لأنك المعـني ، ولكـن لأن لك إتجاهاتك ، فأقـول : ثم ماذا ؟ نحـن من بعـد هـذا العـمر ما الذي نريده من الحـياة  ؟ وستـقـرأ مـن هـذه المقالات أكـثر وأكـثر ، فإذا كان فـيها زيغاً أرجـو الرد عـليها وأنا أجـيـبك عـليها بكـل تأكـيد ، وللعـلم أنا سأشـكـرك سـلفاً ، أما السكـوت عـلى مضض فـهـو غـير ممتع )) .
6 تموز  أجابني : (( لقد اقحـمتَ نفسك في موضوع شائك ارجـو ان تـترك الحلقات التي تبغي نشرها وان لا ترد على احد وإكـتفي ( إكـتـفِ ) ان كان لك ذكريات وسجالات قديمة ان تضمها في كـتاب، لقد كـنتُ مستهدفا في مقالك الاول لكـنني صبرتُ ولم ارد ... )) .
6 تـموز جـوابي الفـوري : (( شكـراً عـلى الرد السريع ، وما كان لزاماً عـليّ أن أكـتب إليك كي تـرد ، بل كـنـتُ أتمنى أن تكـتب إليّ من ذاتك وحـماسك . نعـم أقـحـمتُ نـفـسي وحـين أرى أنني سأخـسر الجـدال ، أتـراجع عـلناً ومعـتـذراً فالإنسان يصيـب أو يخـطىء وسبحان الذي لا يخـطأ . وقـد شـدّتـني عـبارتك ( لقد كـنتُ مستهدفا في مقالك الاول لكـنني صبرتُ ولم ارد ) أتـصدقـني ! فأنا لا أقـسم ، إنـني لم أركـّـز عـلى أحـد عـلى الإطلاق لا بل ربما تـتـعـجـَّـب من أنـني لا أتـذكـَّـرك شاباً في ألقـوش حـيث أنـني غادرتها في عام 1966 وكـنت أتردد إليها صيفاً ، ثم أليست مواليدك بعـد مواليدي ؟ فـماذا كان دورك في الحـياة في نهاية الخـمسينات ؟ وحـبذا لو أشـرتَ إلى العـبارات التي إعـتـقـدتَ أنها تشير إليك فأنا أريد أن أستـفـيد من عـباراتي التي توحي بالخـطأ وأين يكـمن الضعـف فـيها )) إنـتهى ، ولم يُـجـبني بعـدها .
6 تـموز بعـد الظهر : وردتـني مكالمة تـلفـونية من خارج أستـراليا من رجـل محـترم وجـدير يطـلب مني الكـف عـن نشر هـذه السلسلة من المقالات ، فأجـبته سائلاً : عـند كـتابة التأريخ هـل نـذكـر الإيجابـيات فـقـط أم معـها السلبـيات ؟ فأجابني ( كِـليهـما ) ، قـلتُ : إن الكـف عـن الكـتابة ليس أمـراً مستـحـيلاً إلاّ أنَ الثمن ( معـنـويٌ ) وغالي جـداً ولا أعـتـقـد أن هـناك مَن يـفي .
8 تـموز : وصلتـني رسالة بالبريد الداخـلي لموقع - عـنكاوا . كوم - من كاتب لا أعـتـقـده ألقـوشياً أرى صورته في واجهة الموقع جاء فـيها (( لي كلام طويل معـك واتمنى ان يكـون عـبر الهاتف لأن كلينا نعـيش بالغـربة وبإمكاننا التواصل بسهولة  هـذا رقم هاتفي......... أميركا )) إنـتهى .
9 تـموز : بعـثـتُ له الرسالة التالية بالبريد نـفـسه (( ليس لديّ مانع من المكالمة التلفـونية ولكـن إنْ كـنـتَ بصدد مقالاتي الأخـيرة ، أفـضـّـل أن تـكـون مداخـلتك موثـقة بالبريد الإلكـتـروني ، ولا أنشرها ما لم أحـصل عـلى موافـقـتـك ، مع خالص شكري لك )) إنـتهى . ولكـنه لم يُـجـبْـني ، إذن ليس واثـقاً من نـفـسه .
10 تـموز : وصلني الإيمَـيل الآتي من قارىء لا أعـرفه (( مقال معـبر دمتَ سالماً أستاذنا النير ، دمتم سالمين يا أبناء النور ، تحـياتي . الفراس الى الابد سفـير النور للنوايا الحسنة – فـراس الحـربي )) إنـتهى .
13 تـموز : وصلني الإيمَـيل التالي باللغة الإنـﮔـليزية :
Please keeping going, your articles are very good, many people I know are waiting to read them, God bless you.
17 تـموز : وصلني الإيميل التالي (( أرجـو ان تكـونوا بخـير انت والعائلة ، اتابع كـتاباتك ومقالاتك دائما وانا معـجـب بصراحـتك وجـرأتـك في الكـتابة ارجـو لك التوفـيق دائما )) .
19 تـموز : وصلني الإيمَـيل التالي (( أتمنى ان تكـونوا بخـير وسلام ومحـبة . استاذ لقد قـرأتُ رسالتك الآن حـيث الساعة العاشرة ليلاً 19/7/2011  فإنشاء الله بأسرع وقـت سأرسل لك التاريخ الذي طلبته . لقد سمعـتُ بهذه الحادثة لكن لا اتذكـرها لأني من مواليد **19 ، وأنا حاضر لما تحـتاجه من هـنا واتمنى ان تعـتبرني كأخ . وايضاً سأكـتب لك بخـصوص مقالاتك وبالأخـص (القـوش - موسكو الصغـيرة) واقـول لحـضرتك مقدماً هـنيئاً لألقوش بابنائها المؤمنين ، هـنيئاً لألقوش بأبنائها الذين يواصلون حـفاظهم على إسمها  وتاريخها الحـقـيقي (وليس كما يدّعي المزوِّرون) هـنيئاً لرجال ألقوش ناشري الحـقـيقة والمدافعـين عـنها ، هـنيئاً لتلاميذ المسيح ورسل العـصر )) إنـتهى .

وأخـيراً 23 تـموز : وصلني إيمَـيل من واحـد آثـوري - صُـدُﮒ ﮔــَـلبه ﮔـَـلـب السـمـﭽـة - بإسم مستـعار ( لاماسو آشور ) لا يستـحـق الإهـتمام به ، يتـكلم عـن مقالي - رفـيق في الحـزب ........ - ولو لا لخاطركم فإنه لا يستأهـل الردّ عـليه ، ومخـتـصره كـلامه أن هـناك مِن الناس يعـرفـونـني وأنا أكـذب ! فأجـبته : (( إذا كان الذين يعـرفـونـني لا يكـتبون عـني فـكـيف أنت لا تـعـرفـني وتكـتب ، أليس هـذا مُـدهـشاً ؟ ثم سألته إذا ليس لديه مانعٌ أن يكـتب مقالاً عـني أمام القـراء )) إنـتهى . فـلم يتـجـرّأ عـلى الكـتابة .  



 







364
إستـشهاد فـؤاد شمعـون ﮔـردي ( ألقـوش - موسـكـو الصغـيرة )
( 4 )

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني –  2011 
قـبل البدء بمقالي أقـدّم شكـري لِمَن تـجاوب معي وزوّدني بتأريخ مقـتـل المرحـوم نوئيل جـجـو كـوزا ( إبن إبن خال والدتي ) والذي حـضرتُ عـنـد جـثـته في وقـتها عـصر يوم 26 آب 1967 قـريـباً من حافة البئر خـلفَ رومـْــتا د مُـشِـلـْـمانِ – ألقـوش ، وكـذلك شكري الخاص لأخٍ كـبـير زوّدَني بمعـلومات عـن بدايات نسائم الثورة الكـردية الواصلة إلى سفوح جـبل ألقـوش في عام 1962 وتأريخ إستـشهاد المرحـوم حـميد ياقـو حـنو في 24 أيلول 1963 وكـنا نحـن كافة طلاب الثانوية ومن بـينـنا أخـيه نجـيـب السعـيد الذكـر الذي كان في صـفي قـد حـضرنا جـبراً لحـظات إعـدامه في ألقـوش - جـنوب خِـﭙَـرْتا - وكـنا عـلى بُـعـد حـوالي 20 متراً من المشنـقة والجـلاّدون من الصلافة والإستـخـفاف والشماتة بحـيث عـلـّـقـوا لافـتة كـبـيرة أمامنا مكـتوب عـليها (( قال السيد المسيح : بالكـيل الذي تـكـيلون يُـكال لكم – إنجـيل متى 7 : 2 )) وطلبوا منا التصفـيق فـنـفـَّـذنا شـئنا أم أبَـينا ومعـنا جـمعٌ من الأمهات والرجال ، وأعـتـقـد أن الكـنيسة تـدخـَّـلتْ - أو قـد يكـون المرحـوم هـو الذي طلبَ - في مسألة تقـليدية دينية بحـتة وقـبل الشنق بدقائق تـقـدّم أمامنا المرحـوم الأب هـرمز صنا إلى العـجلة التي كان بداخـلها وناوله القـربان المقـدّس بعـد إعـترافه حـسب النظام الكـنسي ، حـقاً إن إنهاء حـياة خـلق الله بـيـد شخـص آخـر مثله لهُـوَ أمرٌ فـظـيع .
إن مَن كان يرضع من أمه في نهاية الخـمسينات وبداية الستينات أو ربما لم يكـن مولوداً أصلاً ، لماذا يزعـل من كـتاباتـنا ، هـل من جـواب ؟ أم أنّ مبدءَهم هـو : رغم أنـنا لم نكـنْ مخـلوقـين ، نـنـصُـر جـماعة جـدّنا ووالدنا وعـمنا و خالنا ظالمين كانـوا أم مظـلومين الذين تركـوا بإرادتهم ! مهَـنـَهم ومدارسَهم ومعاهـدَهم ومزارعـهم ووظائـفهم ومشاريعهم وعـوائلهم وإلتحـقـوا كـمقاتلين في الجـبال ، من أجـل ماذا وما هي النـتـيجة – لا ندري ! شـوَية عـلى كـيفـكم وَيّانا يا شباب يا أولادي ( لا شوقـوتون خِـنّْ دْ أخـْـلي خـَـنـْـوِ بكاكوخـون - لا تسمحـوا للآخـرين أن يأكلوا الخـرنوب بأسنانكم ) بل قـولوا لهم أن يردّوا بأقلامهم الحادة ونحـن منـتـظرينهم برحابة صدر كي نجـيـبهم بأخـوّة مثـلما أجـبنا فلاح قـس يونان الذي أرَدنا أن نـقـبِّـله فـرفـض ولكـن غـيرَه قـد تكـون عـنده كِـياسة وذوق فلا يرفـض ، أما أنتم الشباب أتـركـوا تعـليقاتكم في الـﮔهاوي لِـمَـن يهمّه الأمر ممن كانـوا بالغـين في تلك الأيام كي يكـتـبوا آراءَهم ويهـيّـئوا لنا فـرصة مناقـشتهم أو الإعـتذار لهم ولكـنـنا لا نـنساق وراء شباب اليوم وعـنـفـوانهم الشبابي وحـماسهم الأعـمى فـتلك مسألة ليس فـيها وجهة نـظر عـلى الإطلاق ، بل يجـب عـليهم أن يُـبـيِّـنوا لنا كـيف يعـترضون عـلى ما يجـهلون وفي يومٍ لم يكـونوا مولودين ؟ ومن جانب ثاني ألا تريدون الإطلاع عـلى ما جـرى في الماضي والكِـبار لا يُـحَـدّثونكم به في الحاضر عـسى أن تستـفـيدوا منه في المستـقـبل ؟ ثم مَن منا لم يُـخـطىء ، إنْ كان بالنـظر حـين تـزيغ أعـينـنا بدون قـصد أو ربما بقـصد ، أو بالسمع حـين نستـرقّ السمع ، أو بالفـكر حـين نـخـطط للشر ، أو بالقـول حـين نشتم هـذا وذاك ، أو بالفعـل حـين نـقـتل أو بالكـتابة حـين نـشهر أو حـتى بالإيمان حـين نشك ؟ و لا تستـغـربوا من الإنـتـقاد فـفي أحـد الأيام عاتب أحـد الأساقـفة المرحـومَ الأب يوحـنان ﭽـولاغ عـلى قـصيدة نـقـدٍ لاذعة كان قـد كـتبها ، فـردّ عـليه الأب قائلاً : هـل إيمَن ﭙـيشِـخ بكـناشا وْ مْـطـَـشوي زبلا خـو قـنـﭙات – إلى متى نبقى نـكـنس النفايات ونـُـخـفـيها تـحـت القـنـﭙات ؟ طيّـب ، أنا الآن شخـصياً جاهـز لأي لقاء أو ندوة أو مناظرة بهذا الشأن ومع مَن يريد بدون إستـثـناء ولكـن يجـب أن نسجّـلها بالـﭭـيديو ، لماذا ؟ كي لا يقـول أحـد منا يوماً أنا قـلتُ كـذا ولم أقـل كـذا ، وإلاّ خـلـّـيهم يـﭽَـقـْـﭽـقـون بالدومنه ويطـقـطـقـون بالطاولي ويسحـبون الدخان من الفـلتر و وَراها مَـصّة ﭙـيك ثم ينامون ، وأبو جـميعـنا الله يرحـمه .
المرحـوم فـؤاد أكـبر مني وأعـرفه جـيّداً بحكم الصداقة العائلية في كـركـوك وكم مِن مرة ذهـبْـتُ عـصراً عـنده بتوصية من والدي كي أمارس الرياضة ( السويدية ) أمامه في حـديقـتهم وكان يـبدو وسيماً بملابسه العـسكـرية ، أما ما هـو مصيره بعـد إنـتـقال سكـنهم إلى ألقـوش وإنخـراطه في صفـوف المقاتـلين؟ كـيف قـُـتِـل وأين ؟ ما الذي حـدّثـنا به رفاقــُه مِن قـصص ؟ إنها أسئلة كـثيرة طـُـرحَـتْ ، أجـوبة عـديدة رُوّجَـتْ ، حـكايات بل دعايات متـنوّعة نـُشِـرَتْ ، وذقـون كـثيرة عـليها ضـُـحِـكـَـتْ ، ووجـوه رفاقه الذين خـذلوه إصْـفـَـرّتْ ، ومن خجلهم رؤوسـهم إنكـبّـتْ ، ومبادىء النضال نـُـسِيَـتْ ، والرفاقـيّة الحـمراء والتباهي بها نـُـبـِذَتْ ولكـن الحـقـيقة هـل قـيلتْ .......؟ كـلاّ ، فالرجالات من أرض المعـركة إنهـزمتْ ، دون أن ينبـِّهَهم ضميرهم لأيّ ذنبٍ جُـثــّـة فـؤاد تــُـرِكـَـتْ ، وفي أرض مجـهولة دُفِـنــَـتْ ؟ وهـنا مَربـط الفـرس !!! لأنها نقـطة سوداء في سجـلّ رفاق الآيديولوجـيات ودكـتاتورية الـﭙـروليتاريّات وروح النضالات وقِـس عـلى ذلك من طـنين المصطلحات ، التي أصبحـتْ من مخـلفات عـهودٍ ما قـبل البائدات . فـكم مِن فـتاحي الفال ذهـب إليه أفـراد أسرته أملاً في الحـصول عـلى وميض نور يقـودهم إليه دون نـتيجة مقـنعة والجـماعة الأشاوس الذين كانوا معه يعـرفـون ويُـخـفـون الحـقـيقة المُـرّة عـن الجـميع ، إلاّ أنّ الصدفة لعـبَـتْ دورها فـجـعـلتـْـني أفـكّ رموز مقـتله وأسـرارَها بعـد حـوالي عـشرين عاماً ، وقـد ( أبالغ إذا قـلتُ ) أن مَن يـدّعي اليوم بمعـرفة تلك الأسرار - عـدا مجـموعة فـؤاد والقـيادة المحـلية - إنما إستـقاها مني في مقال كـتبته قـبل بضعة سنين بعـد طـلب عام من السيد داود برنو في إحـدى مقالاته ( قـراءات في أوراق المرحـوم توما توماس ) بالإنـتـرنيت يقـول فـيها : (( - وبعـد عـدّة أشهر إلتقـيتُ بالسيد سيدو بك الذي كان يعـمل فـراشاً للمدرسة في القـرية وهـو أيضاً شخـصية بارزة في قـرية جـراحـية فسألته عـن الحادث لأنه حـصل في منطـقـته فـقال لي : في ذلك الليل يوم الحادث لم يخـمد لي جـفـن ولن أنسى ذلك اليوم لأن أنينه كان في أذني حـتى الصباح الباكر ، وإستغـربتُ من تلك الحالة كـيف أن الحـيوانات المفـترسة في المنطقة لم تـتعـرض له وهـو قـرب عـين للماء تـتردد إليها تلك الحـيوانات . أكـتـفي بهذا القدر من المعـلومات لربما تـفي بالغـرض ولا أريد أن أتـطرق إلى تـفاصيل أخرى ....... أتمنى أن يرد عـليّ من الذين رافـقـوا المرحـوم فـؤاد بتلك المهمة أو من الذين لهم إطلاع دقـيق عـلى هـذه القـضية –  تعـليق عـلى مقالة داود برنو : هـل يمكن لشيخ اليزيديّـين أن يعـمل فـراشاً في مدرسة ؟ أنا أعـرف سـيدو بك كـشخـص فـقـط طـويل القامة وأعـرف أخاه الأصغـر أقـصر منه قامة وأكـيداً كان فـرّاشاً في مستـوصف الجـراحـية حـين كـنتُ في نزهة صيفـية إليها لبضعة أيام 1964 . جاء إلى ألقـوش يوماً لأخـذ النـفـط فـتأخـر ولم يستـطع الرجـوع إلى قـريته بسبب الظروف الأمنية في حـينها ، وفي تلك الأيام كان والديَّ كلاهما في بغـداد وأنا كـبـير البـيت في المرحـلة الثانوية ـ في 1965 ـ فـطلب مني جـيرانـنا المرحـوم ( أبو ثائر ) بـيلو وزي الحـدّاد أن أسمح لهذا الرجل الفـرّاش أن ينام تلك الليلة في دارنا لضيق المكان عـندهم وللظروف العائلية أيضاً ووافـقـتُ ، فـنام في غـرفة خارجـية وأنا وإخـواني الصغار في غـرفة داخـلية وأشعـل مدفأتـنا بقــُربـِه طوال الليل ومن نـفـطه لأن الموسم كان شتاءاً بارداً قارساً جـداً ولم نكـن نملك النـفـط )) إنـتهى .
كما قـرأتُ في موقع Al-nnas.com الإلكـتروني الفـقـرة التالية : (( كان يتحـتم عـلى هـذه المجـموعة الصغـيرة إجـتياز أرض مكـشوفة ( دشت ) مروراً بقـرية - ألمَـمَـنْ - والتي تسكـنها عـشائر عـربـية معادية ، وهـناك تـصـدّتْ لهم مجـموعة معادية إسـتـُـشهـِـدَ في الحال الرفـيق فـؤاد شمعـون ، وإنسحـب عادل صبحة وصديقه دون أن يُـطلقا طلقة واحـدة ، تاركـين الشهـيد في مكانه . وكان أول شهـيد يسقـط لنا )) إنـتهى .
إنّ مقـتل فـؤاد أخـفِيَ حـتى عـن أقـرب الناس إلى العائلة المفجـوعة وعـن الأهالي ولسنين طـويلة لا بل حـتى عـن أولئك القـريـبـين من بـؤر السياسة في ألقـوش عـلى إخـتلاف ألوانهم ، ولستُ أدري لماذا الإحـراج فـقـد كان بإمكانهم إقـناع الناس بالقـول أن المعـركة كانت شديدة جـداً وتباين القـوى كان كـبـيراً وأنّ أيّة مجازفة بالإقـتراب إلى مكان الجـثة كانت شبه مستـحـيلة وتعـني الإنـتحار (*) وإعـطاء المزيد من الضحايا والمبدأ العـسكـري يقـرّ الإنسحاب بخـسائر أقـل ، وهـذه الحالة حـدثتْ في أشـدّ المعارك العالمية لا بل يذكـر القائـد الإنـﮔـليزي مونـْــتـْـﮔــَـمـْـري في مذكـّـراته عـن الحـرب العالمية الثانية أنه كان يتـفـقـدّ الخـطوط الأمامية وهـو داخـل مصَـفـّـحـته ولمحـتْ عـيناه جـنـدياً إنـﮔـليزياً جـريحاً مرميّاً عـلى الطريق وملـوّحاً بـيده طالباً النجـدة ، فـلم يأبه به للأسباب العـسكـرية المعـروفة ، أقـول لو أنّ الرفاق الأنصار إعـتـرفـوا بشيء من هـذا القـبـيل فإن ( بعـضاً من ماء الوجه كان يُـحـفـَـظ ) بدون غـموض ولا إخـفاء وأنّ الذي حـدثَ حـدثَ وإنـتهى وعـندئذ لن يـبقى الناس حَـيارى أو متـشكـّـكـين بل سيقـتـنعـون وإنْ كان عـلى مضض ، وإليكم القـصة البسيطة جـداً :
دُعـيَـتْ مواليدي إلى الخـدمة العـسكـرية / إحـتياط  فإلتحـقـتُ في 24/8/1982 في معـسكـر التاجي ومن هـناك نـُـقِـلتُ بتاريخ 6/11/1982 إلى جـبهات القـتال / قاطع الشرهاني / حـوالي 45 كـلم عـن الشارع الرئيسي بغـداد - عـمارة . وفي إحـدى إجازاتي الخاصة خـرجـتُ من المعـسكـر ووقـفـتُ عـند الشارع الترابي منـتظراً أية عـجـلة عـسكـرية مارّة بالإتجاه الذي يُـفـيدني كي تأخـذني مسافة لأستـقـلّ غـيرها وهـكـذا حـتى أصل إلى الشارع العام المبلـّـط . مرّتْ عـجـلة ( إيفا ) وأشـّرتُ إلى سائقها فـوقـف وأخـذني معه ، ولما عـلم أن إتجاهي هـو إلى نقـطة السيطرة / عـمارة ، قال إطمئن فـطريقي إلى هـناك ، وهـذا يعـني أن مدّة لا تقـل عـن الساعة سأكـون بصـحـبته . سألني في الطريق قائلاً : إلى أين ذاهـب ، ومن أية بلدة أنـتَ ؟ قـلتُ : أنا ذاهـب إلى بغـداد ومرجَعي هـو الشمال ومن ألقـوش . قال : أنا مِن بخـديدا ، ( كـيذتْ سورث ؟ أتعـرف اللغة الكـلدانية ؟ ) قـلتُ : نعـم ! وعـندها تحـوّل الحـديث إلى اللغة الكـلدانية أنا بلهـجـتي الألقـوشية وهـو بلهـجة بخـديدا . ولما رأيتــُه من مواليد متـقـدّمة بعـض الشيء خـمّـنـتــُه عـسكـرياً إحـتياطياً  مثـلي فـسألتــُه : متى دُعـيتَ إلى الخـدمة العـسكـرية ؟ قال : أنا متـطوّع في الجـيش ومخـتص في الآليّـات ( الميكانيك ) . وسألني عـن عـملي خارج الجـيش فأجـبْـتــُه ثم سألني : مَن تعـرف من الألقـوشيّـين ؟ قـلتُ : أنا ألقـوشي أعـرف الكـثيرين منهم ولكن أنت مَن تعـرف منهم ؟ قال : هـل تعـرف ألقـوشياً إسمه ( فـؤاد ) ؟ فأجـبتــُه : أعـرف واحـداً أصغـر مني عـمراً وليس صديقي ولا يوجـد بـينـنا أي تعارف . فـقال : هـل تعـرف شخـصاً آخـراً شـيوعـياً أكـبر منك إسمه فـؤاد ؟ قـلتُ : نعـم ولكـنه متوفي ، فـقال : كـيف توفى ؟ قـلتُ له : في الحـقـيقة قــُـتل بطريقة غامضة أخـْـفِـيَـتْ عـنـّا حـتى اليوم ، قال : أنا أعـرف وسأحكي لك القـصة ... كـنتُ في أحـد المعـسكرات في أوائل الستينات في الشمال ، وذات ليلة هـجـمَـتْ عـلينا مجـموعة مِن الـﭘـيشمرﮔـة وتبادلـنا إطلاق النار معهم فأصبـْـنا أحـدهـم ولم يتجـرّأ الآخـرون عـلى الإقـتراب منه رغـم صياحه طالباً منهم الإنـقاذ ولكـنهم تركـوه وإنهـزموا ، وعـند الفـجـر إستطلعـنا المكان فـرأينا قـتيلاً فـتـّـشناه فـعـرفـنا أنه فـؤاد شـمعـون ألقـوشي ، فـحُـمّل عـلى عـجـلة ودفـن في مكان ما . هـذه هي القـصة الغامضة والبسيطة جـداً لإستشهاد فـؤاد والتي عـرفـتــُها عـن طريق الصدفة . إن كلام الشيخ اليزيدي سـيدو والعـسكري البغـديدي الذي كـلـّـمَـني يتـطابقان ولا يتـناقـضان ، أما ما قـرأتــُه في موقع Al-nnas.com الإلكـتروني بشأن مقـتل فـؤاد فإنه لا يرتـقي إلى مستوى الوضوح لكـونه مـمَـوّهاً بعـض الشيء كما أن فـؤاد لم يمـتْ في الحال ، ثم لماذا - وبعِـلـْـمِهـِم - تــُـرِكـَـتْ جـثـته المقـدسة وأهـمِلتْ كي تـدفـَـن في مكان مجـهـول وبدون وقار . وإن كان لأحـد معـلومة أكـثر دقـة مما ذكرتــُها عـن إستشهاده فـلـيذكـرها لنا و يُـبـيّـن لنا اللغـز المهم : أين إخـتـفـتْ جـثــّـته ونحـن له شاكـرون  .
(*) ..... مثال التـضحـية في الحـرب العـراقـية الإيرانية
إنّ لواء 24 الملقـب بالبطل كـما يعـرف السيد داود برنو الذي خـدم فـي أحـد أفـواجه كـضابط كان في قاطع الشرهاني /عـمارة وقـد خـدَمـتُ فـيه عـنـد الخـط الثاني من المعـركة الذي كانـت تـصلنا إليه قـذائف العـدو فـقـط ولمدة سنـتين ، حـدثـتْ معـركة حامية إستـُـشهـِدَ فـيها مَن إستـُـشهـِدَ وإنسحـب الباقـون وبقـيَـتْ جـثة أحـد جـنودنا في الأرض الحـرام لإستحالة الإقـتـراب منها في المفهوم العـسكـري فـلم يأمر القائد في حـينها أيّاً من جـنودنا بالمجازفة لإخلائها وكان أمراً واقعاً لا خـَـيارَ بديلاً له . إلاّ أنَ أحـد الجـنود الذي لا تربطه بالشهـيد أية علاقة دموية أو رفاقـية أو قـروية سوى الغـيرة الإنسانية التي تشـدّه بالجـندي في اللواء ، فإنبرى وتقـدّم إلى الآمر طالباً منه السماح له بإخلاء الجـثة من الأرض الحـرام بواسطة عـجـلة ( إيفا ) العـسكـرية ! فـتردّد الآمر الذي ليس مُـخـوّلاً بالتضحـية غـير المجـدية والعـلنية بالجـندي قائلاً له أنّ مِن يحاول ذلك سنسجّـله في عـداد الشهـداء المفـقـودين ، لكـن الجـندي ألحَّ بطلب الموافـقة عـلى المجازفة قابلاً بكـل الإحـتمالات السلبـية وكان له مثـلما أراد . فإستـقـلَّ العـجـلة وتـقـدّم مخاطـراً في وسط الأرض الحـرام والطلقات النارية تـنهال عـليه حـتى وصل إلى الموقع وأوقـفها بـين الجـندي الشهـيد والعـدو الذي لا يـزال يـطلق نيرانه عـليه فـنزل من مقعـد سيارته ورفع الجـثة الكـريمة ودفـعـها إلى داخـل مقـدّمة العـجـلة ثم وبسرعة خاطفة قادها بسلام إلى المواقع الآمنة بعـد أن أصبحـتْ كالمنخـل بثـقـوبها الغـزيرة وكان محـظوظاً عـندما لم تـصِـبه أو خـزان وقـود العـجـلة أياً من تلك الطلقات . أ ليس صحـيحاً بحـق الجـندي صاحـب الغـيرة هـذا إذا قـلنا : ( هـكـذا أحَـبّ المقاتل رفـيقه في المعـركة حـتى إنه جازف بحـياته من أجـل إنـقاذ جـثـته ........... ) هـذا للشهـيد الميّت ، طـيـب فـكـيف بنا بالجـريح الذي لا يزال حـياً ويستـنجـد برفاق النـظريات ؟؟؟؟؟؟ إخـوان : إﮔـعـدوا أعـوَج وإحـﭽـوا عـدل .   
(*) ..... وفي تلك السنين شاهـدنا من عـلى شاشة تلفزيون العـراق إعـتراف الرئيس السابق صدام بأن أحـد الجـنود وضع صدره درعاً أمامه يصد الإطلاقات النارية عـنه حـين زار الخـطوط الأمامية في جـبهة المعـركة ، وإذا كان ذلك في نـظر البعـض تـمَـلـّـقاً و تـلـَـوّﮔاً ! فـليـكـن ، لكن ماذا كـنا سنـقـول عـنه لو أن رصاصة إستـقـرّتْ في قـلبه ؟ 

365
رفـيق في الحـزب بدون إنـتـماء 
                                                                                                                                                                                                                         
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني – أواخـر تموز 2011
إستـراحة لتهوية أجـواء القـرّاء
لا يخـفى عـن العـراقـيّـين في الخـمس وثلاثين سنة المنصرمة قـبل السقـوط عام 2003 أنْ أناساً عـديدين كانوا يطـمحـون إلى الحـصول عـلى درجة رفـيق أو ما يَـسمى بشرف العـضوية وغـيرها ، ولستُ متأكـّـداً إنْ كان أولئك مخـيَّرين أم ملـزَمين ولكـني أدري أنهم كانـوا يلهـثـون بشـتى الطرق للحـصول عـلى تلك المصطلحات وأثـمارها وذلك بملء قـسيمة أو حـضور منـتـظم للإجـتماعات أوكـتابة بحـوث حـول كـتاب السيد القائد أو تـقارير ضد المعارضين أو مشاركة في مسيرات أو كـسب آخـرين أو أيّ عـمل يُـرضي السادة الكِـبار بما فـيه هـزّ الذيل ، ورغـم هـذا فالبعـض يُـخـفي عـلينا اليوم إرتـواءَهم من عـصير الفـواكه الناتج من تلك الأثمار . وقـد مررتُ بمواقـف عـديدة كان المسؤول يناديني بالـ رفـيق ، وفي إعـتـقاده إنه يـؤدي واجـباً حـزبـياً وربما في ظـنه أن لهذه الكـلمة سحـراً يجعـل المقابل رفـيقاً فعلاً بأوتوماتيكـية عَـفــَـويّة وبالتالي يسجـل لصالحه نـقـطة في سِـجـِـلـِّه عـسى أن يرتـقي درجة وأكـثر . 
ورغـم أنّ هـناك مَن يـدّعي بالإستـقلالية ولكـنـنا نـقـول لهم : عـلينا ! مو مَـلـّـينا ، وحـتى الثـلج بالدهـن ﮔـَـلـّـينا ؟ إلاّ أنّ  تــُـرْس المستـقـلـين الحـقـيقـيّـين ودفاعاتهم القـوية وأنا منهم وطيلة تلك السنين كانـت العِـبارة - سائـر في خـط الحـزب والثـورة - التي كانـت تــُـسْـكِـتُ العـديدين وتـلجم أفـواه الآخـرين بالإضافة إلى بـياض صفحـتـنا الأمنية هـذا من جهة ، ومن جهة أخـرى صَدَق مَن قال ( لا تـتـحـدّى إنساناً ليس لديه شيءٌ يخـسره ) فـكم من مرة أثـناء الحـياة الوظيفـية قـلتُ مازحاً : أنا مدرس بسيط هـل سيحـوّلونـني إلى سِـكِـن مدرس ؟ وكـذلك أثـناء خـدمتي العـسكـرية قـلتُ : أنا جـندي بأدنى رتبة وﭽـمالة بالجـبهة ، هـل سيُـخـفِـضون رتبتي وأصبح سِـكِـن جـندي - وينقـلوني وين ؟ طبعاً مع تـجَـنـُّـبي المساس بما لا يمسّه حـتى الذين هـبطـوا من السماء .
( 1 ) – عـنـد مطلع كانون الأول عام 1973 عُـيّـنـتُ مدرساً في مركـز محافـظة واسط وفي نهاية الشهـر أبْـلِـغــْـتُ بالحـضور إلى بناية نـقابة المعـلمين ولما حـضرتُ طـُـلِـبَ مني دفع بدل إشـتراك ( 250 فـلساً ) شهـرياً نـقـداً فـقـلت : أنا لستُ عـضواً فـي النقابة ! قال لي الموظف : رفـيقي إن الإشتـراك في النقابة أوتوماتيكي ، وكإجـراءات إدارية وقـّـعـْـتُ عـلى الإستمارة الروتينية فـليس منـطـقـياً أنْ أعارض أنا وحـدي من بـين مئات الألاف من أعـضاء الكادر التعـليمي في العـراق ( وبعـدها بأشهر صار الإستـقـطاع من الراتب مباشرة ) ، إذن أنا رفـيق بـ 250 فـلساً .
وبعـد مدة ( لا أتـذكـّـر متى بالضبط 1974 ) تـلقـيتُ دعـوة لحـضور إجـتماع لأعـضاء النقابة فـتـصوّرته مؤتمراً ، ولما حـضرتُ رأيته إجـتماعاً لمدرسين عـددهم بحـدود العـشرة أو أكـثر . وهـنا تـذكـّـرتُ إجـتماعاتـنا في الأخـوية المريمية أيام زمان ( من النشاطات الشبابـية الكـنسية والمجازة من قِـبَـل الدولة تهدف إلى تـقـديس الذات والآخـرين وخـدمتهم وذلك بالصلاة والعـمل الخـيري ) وتـخـيَّـلتُ الإجـتماع كعادتـنا سيـبدأ بالصلاة : بسم الآب والإبن والروح القـدس ، الإله الواحـد آمين . ولكـن الذي حـدث هـو صلاة من نوعـية أخـرى ، فـقـد طـلب أحـدهم منا الوقـوف ثم نادى بصوت خـجـول ورأسه منحـني قـليلاً نحـو الأسفل قائلاً : رسالتـنا ! فأجاب الجـميع كأنهم يدمدمون ... أمة عـربـية واحـدة ذات رسالة خالدة . ثم أردف مكملاً : أهـدافـنا ! فأجاب الجـميع أيضاً ... وحـدة حـرية إشتـراكـية ، وهـكـذا تـخـيَّـلتُ أنْ يرسموا عـلامة الصليـب عـلى وجـوههم كـعادتـنا خاتمة للصلاة ولكـنه قال : تـفـضـلوا رفاق ، فالرفاق تـفـضلوا وجـلسوا وبدء الإجـتماع بـ : قال الحـزب وحـكـت الثورة والرفـيق النائب والفلان الفلاني والأخـبار وهـكـذا .... فـقـلتُ لنـفـسي : إذن ! آني رفـيق ﭽـِـبـير وما أدري بنـفـسي في إجـتماع سياسي . وبعـد خـروجـنا سألتُ أحـدهم عـن النقابة ونشاطها ولماذا لم تـُـذكـَـر في الجـلسة فـقال : هـيّه تجي بالتسلسل وحـْـدة وَرا الـّـلوخ . ومن بعـدها لم أحـضر إجـتماعاً مثيلاً لذلك أبداً ، فـقـد دعاني معاون مدير عام تـربـية واسط يوماً مستـفـسراً عـن غـيابي المتكـرر فـتعـذرتُ بحجج فـطيرة كـعـدم الإستـقـرار نـفـسياً والإنشغال في تحـضيري مادة الدرس بإعـتباري حـديث العهد بالتدريس ثم السفر كل يوم خـميس وجـمعة إلى بغـداد والتي إنـتـقـلتُ إليها في عام  1978 . 
( 2 ) –  إلتـحـقـتُ بمعـسكـر التاجي كـجـندي إحـتياط ثم نـُـقِـلتُ إلى الجـبهة بتأريخ 6 تشرين الثاني 1982 تعـويضاً عـن الخـسائر وهـناك إلتـقـيتُ بطلابي من أهـل الكـوت وهم جـنود مثلي ، وبعـد سنـتين بالضبط تـسرّحـتُ بتأريخ 5 تشرين الثاني 1984 ونحـن في هـجـوم سيف سعـد رغم عـرقـلة آمر سرية المقـر الرائـد خـضر لتـوقـيع كـتاب تسريحي وتلك قـصة أخـرى . وخلال تلك الفـتـرة دُعـيتُ مرة إلى قـلم السرية ( إدارة يعـمل فـيها ضباط الصف عادة ) ونادوني بمصطلح رفـيق وسُـئِلـتُ عـن الإنـتماء ، وأعـتـرف الآن أنـني أردتُ أن - أتعـيقـَـلْ - فـقـلتُ : إن مسؤولية حـماية الوطن ملقاة عـلى عاتق أبنائه وحـينما دعاني إلى خِـدمَـتِه والدفاع عـنه قـبلاً أوالآن في حالة حـرب لم أتأخـر دقـيقة واحـدة ، وكما تعـلمون كـلنا مشاريع دائمة للإستـشهاد ليس مِنـّة وإنما واجـباً ، أما الإنـتماء إلى الحـزب فهي بلا شك خـدمة إضافـية ولكـني لستُ مؤهلاً لها لأن بسمارك يقـول : إن السياسة هي فـن العـمل في حـدود الممكـن ، وأنا أرى نـفـسي لستُ فـناناً فلا أنـفع للعـمل في هـذا الحـقـل ، فـقال لي أحـد ضباط الصف : شـنو إحـنا كـلنا فـنانين دُنـبُـﮔــْـﭽــيّة ؟ قـلتُ : حاشاك مو هـذا القـصد ولا بهذا المعـنى ، ولكن القـصد أنه يحـتاج قابلية وشجاعة ، فـقال آخـر : لعـد أنت شـلون مشروع للإستـشهاد وما عـندك شجاعة ؟ قـلتُ : الشجاعة المقـصودة هي الشجاعة الأدبـية .
( 3 ) –  وأثـناء الخـدمة ( 1983 ) جـمعـونا نـحـن المستـقـلين في حانوت اللواء ( ملجأ واسع محـفـور بالشـﭭـل ومُسقـف بالـﭽـِنكـو – أخـمّـن عـددنا بـين خـمسين – سبعـين جـندياً ) وجاء إثـنان من قـلم اللواء وإبتـدأ أحـدهم يسألـنا : منو بـيكم مستـقـل ؟ فـكـلنا رفعـنا أيادينا ، فـسأل أول جـندي من جهة يمينه : إسمك ، محـل سكـنك ، أنت ليش ما منـتمي ؟ قال : والله إحـنا سَـمّاﭽـة بالأهـوار وما إجانا واحـد فـد يوم لمنـطـقـتـنا وحِـﭽـى ويانا بالموضوع ! فـقال له : عـندك مانع هـسَّه تـنـتمي ؟ قال لا ، فـقال : تـجـيـب صورتين إمّا تـصوّرها بالمعـسكر أو لمّا تـروح إجازة . ثم إنـتـقـل إلى الثاني : إسمك ، محـل سكـنك ، ليش ما منتمي ؟ قال الجـندي : إحـنا ناس فـلح بالأرياف وْمَـحَّـد مَـرْ عـلينا فـد يوم ، فـقال له : عـندك مانع حالياً تـنتمي ؟ قال : لا ، قال : تـجـيب صورتين ، وهـكـذا سأل الثالث والرابع ولما رأى أن الإجابات صارت ساذجة ومتـكـررة عـلى هـذا المنوال نابعة من الخـوف ، توقـف عـن طرح الأسئلة وقال : إخـوان هـسَّه أنـتو كـلتـكم رفاق بالحـزب ، وكل واحـد يجـيـب صورتين ويكـتب إسمه وعـنوانه ويقـدمها إلى عـريف الفـصيل ، أكـو سؤال ؟ فـكان صمتٌ في الملجأ ، لكـنـني رفـعـتُ يدي فـقال لي : تـفـضل رفـيقي ( صرتُ رفـيقاً بإمتياز ) فـقـلتُ : إسمنا وعـنوانـنا موجـودين بقلم السرية ، لكن الصورتين لويش ؟ قال : حـتى نسوّيلكم قـسيمة إنـتماء ! ليش ؟ قـلتُ : حـضرتك ما أخـذتْ رأيي ، آني ما أريد أنـتمي ، قال : ليش يابا ؟ قـلـتُ : آني إجـيت هـنا حـتى أساهم بالإنـتـصار عـلى العـدو بعـون الله ، فـقال له رفـيقه الثاني : أتركه حالياً بعـدين نصيحه للقـلم ، ولم يَـصِحـني أحـدٌ حـتى تـسرّحـتُ . 
( 4 ) - في الصباح الباكـر من أحـد أيام الجـمعة شـتاءاً 1984 ( إستـراحة في الجـبهة ولم نكـن مكـلفـين بأي واجـب ولا تـدريـب ما عـدا الحـراس المبلغـين مسبقاً ) دقـتْ صافـرة رئيس عـرفاء الوحـدة للتجـمع خلال ثلاثين دقـيقة بالقـيافة الكاملة... بندقـية وخـوذة وﭙُـسطال مصبوغ ... وهـكذا أصبحـنا جاهـزين في ساحة العـرضات متـوقـعـين من هـذا التجـمع المفاجىء والباكـر وفي يوم إستـراحة ، قـراءة برقـية إنـتهاء الحـرب مثلاً أو تسريح بعـض المواليد أو حـركة اللواء إلى مكان المعـركة حـيث الحـرب حامية أو تبليغ آخـر مهم جـداً ، ولما جاء آمـر السرية المقـدم إدريس من أهـل الرمادي جـرتْ الروتينات العـسكـرية مثل تـقـديم الموجـود ... ثم صفـن السيد القائـد آمر السرية في وسط الساحة دقائقاً بـدَتْ أمامنا كأنها ساعات ونحـن نـنـتـظر ما الذي سيقـوله وأخـيراً نطق وقال : الحـزب يقـود المسيرة ويقـدم تـضحـيات فكـل واحـد مو بعـثي هـو كـلب إبن الكـلب ، ثم تـركـَـنا ومشى ونحـن ساكـتون ، فأعـطى الضابط إيعازاً لنا بالتـفـرّق فـتـفـرقـنا إلى ملاجـئـنا وصرنا كِلاب لأنـنا لسنا رفاق .
( 5 ) – بعـد التسريح من الخـدمة إلتحـقـتُ بدوامي المدرسي في منـتـصف تشرين الثاني 1984 وحـملات الجـيش الشعـبي حامية لا يفـرقـون بـين المتسرّح من الجـيش في البارحة أوغـيره من الناس . وفي عـصر أحـد الأيام طـُـرِق باب دارنا في الحـبـيـبـيّة / بغـداد ولاحـظـنا من الشباك أنهم جـماعة الجـيش الشعـبي فـخـرجـتْ زوجـتي وسألوها عـني فـقالت : ليس موجـوداً . وتـكـرر طرقهم لباب دارنا في تلك الأمسية أكـثر من أربع مرات حـتى الساعة 11 ليلاً وأنا في داخـل البـيت ، فـكان الجـواب الذي يحـصلونه ( ليس موجـوداً ) ! فـسألوها : متى يرجع ؟ فأجابتْ : إنه يُـدَرّس تـدريساً خـصوصياً ويتأخـر في أكـثر المرات ، فـقالوا لها : حـينما يرجع قـولي له أن يأتي عـندنا إلى مقـر المنظمة فـنحـن خـفـر حـتى الصباح ! . فـنمتُ حـتى الصباح وذهـبتُ إلى المدرسة أولاً وحـكـيتُ الموضوع لمديـر مدرستي الذي يعـتـز بي ( الأستاذ مَـلـَـكْ - إعـدادية قـرطاجة – حي الأمانة ) فإتـصل بمن يهمه الأمر ( مَيانة وياهم ) فـقـيل له أن لديهم حـملة تأطير المنطقة ( كـسب جـميع المستـقـلين ) فـقال لهم : إن مدرسنا أعـرفه مخـلصاً كـفـوءاً أميناً مواظباً وليس معارضاً ولا يحـب السياسة ، ومن حـيث الولاء فهـو سائر في خـط الحـزب والثورة وإذا ضغـطـتم عـلية قـد تـدفـعـونه إلى خانة المتـذمّـرين فهل تـرَون ذلك صحـيحاً ؟ وقـلتُ للمدير : أنا مستـعـد أن أعـطي لهم تعـهّـداً بأن لا أنخـرط في أي تـنـظيم معادي للحـزب والثـورة ؟ فـقال لي : إنهم لا يهمهم ذلك بل يريدون منك الإنـتماء ، والحـق يقال فـفي النهاية أخـذوا بكلامه وتـركـوني .
( 6 ) – وهـذه آخـرها في نهاية الثمانينات كان في مدرستي ثلاثة مدرسين مستـقـلين : يونس كـردي منقـول من السليمانية ( رياضيات ) - وأحـمد عـربي ( إنـﮔـليزية ) - وأنا كـلداني ( فـيزياء ) . وجاء إلى مدرستـنا مسؤول هـو عـضو فـرع أو شعـبة الثورة ( زامل حـنـون لفـتة إستـشهـد في مدينة الثورة إبّان إنـتـفاضة 1991 ) برفـقة رجـل في الثلاثينات من عـمره أشقـر لم يتـكـلم عـلى الإطلاق بل كان مستمعاً فـقـط . وإجـتمع الرفـيق بكـل واحـد منا عـلى إنفـراد في غـرفة المدير المغـلقة ودَعانا إلى الإنـتماء إلى الحـزب والرجـل الأشـقـر حاضر ، فالكـردي تجاوب فـوراً ، والعـربي قال ليس لديه مانع بشرط أنْ لا يجـتمع مع الفلاحـين والعـمال ! فـردّ عـليه الرفـيق : شوف رفـيقي ، الحـزب ما يفـرّق بـين الموظف والعامل والفلاح ( نـْـوِخـَـذ بوشه ! ) فـسكـتَ أخـونا ولبّى الطلب . ولما جاء دَوري في الأخـير قال : رفـيقي ! نحـن نسمع عـنك أنـك مدرس جـيد والمدير والطلاب راضين عـنك ، إش عـجَـب أنتَ ما منـتمي لِـهَـسّه ؟ قـلتُ آني ما أحـب السياسة ، قال : ليش إحـنا مو خـوش ناس ؟ قـلتُ : لا ، بالعـكس مو هـذا قـصدي وإنما آني ما أرغـب العـمل السياسي ، قال : ولكـن الحـزب يقـود العـملية التربوية من رياض الأطفال وإلى الجامعة وأنت جـزء من هـذه المؤسسات ! قـلتُ : صحـيح ولكـن أرى نـفـسي لا أصلح لهذا النشاط ، قال : عـندنا تعـليمات أن وزارة التربـية يجـب أن تـصبح مغـلقة حـزبـيّاً ( ويقـصد أن جـميع منتـسبي وزارة التربـية يجـب أن ينـتموا إلى الحـزب ) ومَن لا ينـتـمي يُـنقـَـل إلى مكان آخـر ، قـلت : إلى أين مثلاً ؟ قال : مثلاً إلى وزارة الصناعة ، فـقـلتُ : لا فـرق عـندي أن أخـدم بلدي هـنا أو هـناك فأنا موظف في الدولة ، قال : ومَن يدري ، ربما غـداً يأتي قـرار بأن تـصبح وزارة الصناعة مغـلقة أيضاً . فـقـلتُ : إذا صار الأمر بهذه الصورة فأكـيد سينـقـلونـني من هـناك إلى وزارة الزراعة !! وهـنا لم يرضَ بإجابتي فـتـصوّر أنـني أستهـزىء ، فـقال : خـلي أﮔــُـلـَّـكْ بصراحة !! عـندنا تعـليمات كل واحـد مو بعـثي نرسله إلى الجـبهة !! (( لقـد تـورّط رفـيقـنا معي بهذا التـصريح ولو كان يدري بـجـوابي له ، ما كان ينـطق بهذه العـبارة الـتهـديدية  )) فـكان ردّي له مباشـرة دون إنـتـظار : وتـﮔـولون ، الجـبهة ساحة شـرف ! أشو طِـلـْـعَـتْ مـنفى للمستـقـلـّـين ؟ فإحـْـمَـرَّ وجهه وإرتـجـفـتْ شـفـته العـليا وصار يـبحـث عـن كـلمات كي يجـيـبني بها وقال : موهـذا قـصدي ولكن أﮔـول أنه عائـلتـك تـتـبَـهْـدَل ، قـلتُ : عـندنا مليونين مقاتل في الجـبهة ، هـذوله عـوائـلهم كـلها متـبَـهْـدلة ؟ وين الحـكـومة وين الحـزب وين الثـورة وين الأمن وين الشرطة ... ؟ قال : لا ، مو هـذا قـصدي ، قـصدي أنه أنـتَ الـّـلي راح تـتـبَـهـدَل ، قـلتُ : إسمعـني زين ، آني يعـرفـوني بالمدرسة ما أبـيع وطـنيّات ولا أتـلـوَّﮒ لـواحـد ولا أتـملــّـق لذاكْ وما دَ أنـتـظر منـصَبْ ولا تـرقـية ولكن واحـد يـحـﭽـيها لله ! أيهما أسمى شـرفاً المدرس في المدرسة أم الجـندي بالجـبهة ؟ قال : ثـنينهم سِـوِيّة ! قـلتُ : لا ، آني هـنا بالمدينة شَـكـو عـليّ ، بالصيف بردان وبالشتا دفآن ، وكل عـصرية آخـذ عائلتي ونروح نـزور أقارب وأصدقاء ونستمتع بالحـياة ، وبعـدين آني أمسك بإيدي الطباشير بأناقة ولمّا يصير غـبار عـلى قـمصلتي أنـفـضه بأصابعي ، أما الجـندي بالجـبهة فـهـو ياكل أكـله نـُـصّه تراب ، نايم عَـل ﮔاع وشايل دمّه بـﭽَـفـّه في كل لحـظة هـو مشروع دائم للإستـشهاد ، فهـو أسمى شـرفاً وعـليه ما عـندي مانع أروح للجـبهة مو باﭽـر ولكن اليوم وْهَـسَّه . وهـنا تـغـيَّـرتْ لغة رفـيقـنا وقال : أستاذ ، الحـزب فـخـور بأمثالك ، والحـزب ما يجـبر واحـد ، المهم الواحـد يخـدم الوطن من موقعه بإخلاص ، وآني هـْـوايَ أشكـرك ، ثم غادر بسلام . ولم يناديني أحـد بالـ رفـيق فـيما بعـد إلى أن غادرتُ العـراق عام 1992 .
في مقال لاحـق : آمـر سرية المقـر في الجـبهة - المدير العام للبريد والبرق والهاتف - مدير معـمل النور للمصابـيح الكهـربائية في التاجي -  مدير الذاتية في تربـية الرصافة - مدير دائرة الكهـرباء الوطنية في الدورة - رفـيق في منطقة حي آسيا / دورة يجـمع الفـلوس لبناء الفاو – يواجهون إشكالاً مع المستـقـل الخائف مايكل  سـيـﭙـي .

366
  تجاوُزات الشـيوعـيّـين الشباب في ( ألقـوش - موسـكـو الصغـيرة )
( 3 )

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني –  2011

michaelcipi@hotmail.com   
لا بـدّ للقـريـبـين من بـؤر النشاط الحـزبي أن تـكـون لديهم تـفاصيلَ أكـثر وأدَق لأني أكـتب ملاحـظاتي الشخـصية للأحـداث عـن بُـعـد كـمُشاهـد عـفـَـوي بدون تـعَـمِّـد ، وسأبحـث في هـذا المقال عـن بعـض الأحـداث في ثانـوية ألقـوش للبنين التي ربما نشرتُ سابقاً جانباً منها بإقـتـضاب .     
طـلبتُ تأريخ الحادثة التالية من أحـد معارفي الوقـورين خارج أورﭙا وأكـنّ له كـل الإحـترام فـغـضَّ النـظر ولم يتعاطف معي ولما راسلته تبـيّـن أنه زعلان عـليّ بعـض الشيء بسبـب نشر المقال رقـم -1- من هـذه السلسلة من المقالات معـتبراً إياه موجهاً إليه مباشرة ولستُ أدري لماذا أخـذ عـلى نـفـسه وكأنه هـو المهاجـر الألقـوشي الشيوعي الوحـيد أو المتعاطف الفـريد (*) والذي وصل إلى دوَل المهجـر التي وصفـتــُها بالدكـتاتورية ومَـصّاصي دماء الشغـيلة ، وأنا أقـف بإجلال أمامه حائراً في أمـر كهذا ومتسائلاً : هـل أن الزعلانين كـثيرون والموقـرين قـليلون ، أم أن الموقـرين كـثيرون والزعلانين قـليلون ؟ إسعـفـوني من حـيرتي ( الله يـبعـد عـنكم المِحَـن ) عـساه يُـسعـفـكم في مِحَـنكم ولكـني أنا وغـيري لم نـزعـل حـين نـُـشِرَتْ ذكـريات المرحـوم توما توماس تلك التي تمجِّـده فإطـلعـنا عـلى تـفاصيلها التي وإنْ فات وقـتها إلاّ أنـنا لم يكـن بإمكانـنا معـرفـتها لو لم تـوَثـَّـق وتـنـشر ، وأنا أعـرف التعـليق الذي يدور الآن في ذهـن البعـض ولكـني أنـتـظره مكـتوباً كي أعـلق عـليه – في حـين أن مشاهـير العالم الذين كـتبوا سِـيَـرِهم الذاتية تـركـوا بصماتهم عـلى الصعـيد الدولي وليس المحـلي وأحـدثـوا تـغـيـيرات إجـتماعـية ودفـعـوا بعـجـلة التـطـوّر إلى أمام أمثال جان جاك روسو ، سارتـر ، وهـكـذا مارتن لوثـر ومارتن لوثـر كـِـنـْـﮒ و نِـلسون مانديلاّ وغاندي وغـيرهم الذين لم يشـمّـوا رائحة البارود بل بالكـتابة والخـطابة والمحـبة والصبر عـلى المشقات دونما الحاجة إلى مواجهة السلطات بالعـنف ، ومذكـراتهم الشخـصية تـتـضمّن كل تـفاصيل حـياتهم الإيجابـية والسلبـية وكأنهم أمام منبر الإعـتراف يطـلبون الغـفـران من قـُـرّائهم والعالـَم فالكـمال لله وحـده ( وكـلنا أخـطأنا وأعـوزنا مجـد الله - هـكـذا يقـول مار ﭙـولص ) والحادثة التي أنا بصددها ربما كانت في آذار 1963 إذا صحَّ تأريخ إستشهاد فـؤاد في 1 / 4 / 1963 والعـهدة عـلى مقال السيد داود برنـو . فـقـد إعـتــُـقِـل ﭘـَـطرُس صْخـَـرْيا ( وذاكـرتي تـقـول أن الأستاذ متي مدرس الكـيمياء يتكلم بالعـربـية إعـتـقِل أو إستــُـجـوِبَ معه ) ونحـن في المدرسة شاهـدتُ الطالب آنـذاك صباح ياقـو توماس عـلى السطح منحـدراً من جهة المخـتبرات رافعاً يُـمناه ويصيح بغـضب ويدعـو الطلاب إلى ترك الدوام والنزول إلى الطرقات لمنع سلطة مركـز الشرطة من نـقـل المقـبوض عـليه ﭘـَـطرُس من جـمهـورية ألقـوش السوﭭـيتية إلى قـرية الموصل العـراقـية وكان مثـلما أراد ( إنه فـعـلاً عـنـفـوان الشباب وأنا متأكـد لو أن القـصة نـفـسها إستجـدّتْ اليوم لا سمح الله فإن السيد صباح ياقـو وهـو بنضوجه الحالي وخـبرته القـيادية سوف يكـون له رد فـعـل وتخـطيط مخـتـلفان تماماً عـن السابق ) فـقـد خـرج الطلاب من المدرسة وإتجـهوا إلى القـنطرة المجاورة لبيت ( وارينو زورا عـلى الله - عـيسى شعـيا بابي ) وأنا معهم عـلماً أنـني ليس لي فـيها ناقة ولا جـمل ولكـنه حـشرٌ مع الناس عـيد وهـكـذا يكـون تفـكـير المراهـقـين . بدأ الطلاب المعـنيّـون بدحـرجة الصخـور الكـبيرة من البـيادر والمنحـدرات التي بـين ( خِـﭘـَرْتا وبيت عـزّوتي ) لنصْبها في وسط الطريق كي تعـيق سائقَ سيارة مركـز الشرطة من المرور، وعـلامات الإنفعال مرتسمة بتوتـّـر عـلى وجـوههم توحي لناظرهم بأنهم وهم عـُـزَّل سيقاومون كـتيـبة دبّابات برمَّـتِها ، وبعـد ماكـو دولة إسمها عـراق . وأتذكـّـر مشهـداً مقـزّزاً ومؤلماً ومؤسِفاً بذات الوقـت من سلوك شاب ( لم يكـن طالباً ) طائش بكـل معـنى الكـلمة في منـتصف العـشرينات من عـمره أو أكـثر غادر إلى الديار الأبدية دحـرج هـذا الشاب صخـراً كـبيراً ووضعه في  وسط الشارع ، وهـنا وصل إليه المخـتار سادونا وهـو بعُـمر أبيه أو أكـبر وكـلـّـمَه بصوت خافـت وبـِلـُـغة الواعـظ المرشـد والحـريص عـلى بلدته ( خـوفاً من مساءلته لاحـقاً من قِـبَل السلطات وعـليه فـقـد أدّى واجـبه عـلى الأقـل ) قائلاً له : يالي ! د خـَرْووتولا ماثا - أبنائي ! ستخـرّبون القـرية ، فـردّ عـليه الشاب بأسلوب المتسكـّع المتعـجـرف عـديم التربـية والأخلاق وبطريقة مُـقـرفة لا يتحـمّـلها حـتى مار إسطـَـﭙّـانوس القـديس وقال له : إذهـب من هـنا قـبل أن أفعـل ( كـذا وكـذا من .... زوجـتك !! ) فـماذا كان جـواب الرجـل الوقـور سادونا ؟ أحـنى رأسَه ساكـتاً كـجـندي أمام آمـره العـسكـري ودارَ 180 درجة بالضبط ورجع قافلاً إلى مسكـنه فـقـد عـرف أن الشاب هـذا لم يعـد يملك الحـد الأدنى من أيّ شيءٍ يعـتـز به ( ولا فائـدة من تـوجـيه النصيحة إليه – سِفـْـر الملك سليمان / الكـتاب المقـدّس ) . سمعـتُ وشاهـدتُ هـذا السيناريو والمشهـد وأنا عـلى بُعـد مترَين منه ولم أكـن من الداركـين بعـمق ومع ذلك قـلتُ في نـفـسي : كـيف يقـبل الشيوعـيـون في ألقـوش مثل هـذا الشخـص بـينهم فـنحـن في الأخـوية المريمية لا نـقـبل مثل هـذا بـينـنا إلاّ بعـد أن نـُـنـَــِقــّـعَه في الماء المغـلي ونـعـصره ونـصفـّـيه ونـعـقــّـمه بالعـرق الألقـوشي ، فأنا لم يقـبلوني بـينهم إلاّ بعـد أن أدخـلوني في فـلتر - عِـلماً أن هـنالك أمثلة أخـرى لشباب أكـثر قـذارة لم يكـونوا مجانين بل كانـوا متعـجـرفـين بائعـين مخـلـّـصين أو ( إخـتــَـروا من القاموس أيّ مصطلح يليق بهم ) يتـصرّفـون بطرق قـد يصعـب عـليّ ، نعـم يصعـب عـليّ كـتابتها هـنا إلى درجة أنّ إحـدى القـصص وبعـد أن طـفـح الكـيل بلغـتْ مسمَع المرحـوم تـوما توماس من ( أبو الآنا مباشرة – الإمرأة التـقـية والشجاعة المرحـومة وارينة الشيخ أصـفـر وفي محـلة سينا معـقـل الشيوعـية في ألقـوش ) فـوعـدها بأن لا تـتـكـرّر وكان الرجُـل عـند كلامه ولم يُـقـَـصِّـرْ إلاّ أنّ ذلك لم يكـن بالقـصاص الكافي لهكـذا نموذج من أتباعه وهم يشـوّهـون سمعة حـزبه عِـلماً أن عـوائلهم إذا ذكـرتــُها لكم ستـشهـدون معي بأنها شـريفة كـكـل العـوائل وبدون إستـثـناء ، وهـنا حان الوقـت أن أقـول للسيد فلاح قـس يونان هـل تعـتـقـد أن الآباء والأمهات يُعَـلـّمون أولادهم سلوكاً كهذا لأبنائهم ؟ الجـواب كلاّ ، طـيّـب ولكـنه بلا شك سيسألني ويقـول هـل أنّ الحـزب يُـعَـلـّم هـكـذا ؟؟ أقـول له : من المؤكـد أن الحـزب لا يضـيّع وقـت إجـتماعاته بتوصية أعـضائه وتوجـيههم لشتم الناس هاذي منـتهين منها ، ولكـن أنا عـندي جـوابٌ يـطـيِّـر عـقـلك ويُـفـقِـدكَ صوابكَ ! إنما الآن أكـتـفي بجـواب بسيط وأقـول لا أدري وبدَوري سأسأله : في أية مدرسة تـربّى هـؤلاء ، فـهـل مِن جـواب ؟ لأنـني إذا ذكـرتُ له أسماءاً أخـرى وسلوكـياتهم سيندهـش منها فـخـلـّـونا ساكـتين ، وأياً كانت إجابته لسؤالي ( ويا ريت ) فـسيكـون لي تعـليق عـليها وأنا بإنـتـظاره و( البلاشـفة الجُـدَد المولودين حـديثاً – للمداعـبة كأولادي ) من حـقهم أنْ لا يـصدّقـوا هـذا الكلام اليوم ، وفي الوقـت نـفـسه لا نهرب من الحـقـيقة فـقد كان بـينهم مَن يحـترم نـفـسه في المجـتمع ويعـكـس صورة حـسنة عـن حـزبه ويناقـش بأدب ومسؤولية ولا يقـبل أن تــُـشَـوّه سمعـته وكـنا نشهـد لأخلاقه - والآن أضيف وأقـول لو أنّ الحـزب الشيوعي كان قـد حالفه الحـظ وإستلم الحُـكـم ! فإن الشاب عـديم الأخلاق الموما إليه وأمثاله كان سيحـصل عـلى وظـيفة مرموقة لا مَـحالة يتحَـكـّم بها في مصير الناس مثل محافـظ أو مدير عام أو رئيس مؤسسة ، لماذا ؟ لأن الرفاق الـﭙـروليتاريّـون الآيديولوجـيّـون يجـب أن يقـودوا المسيرة بغـض النـظر عـن أخلاقهم وهُم مؤهـلون للقـيادة منذ كانوا في أحـشاء أمهاتهم وكل واحـد ليس رفـيقاً لا يكـون مؤهلاً لقـيادة المجـتمع بل تابعاً مثلي وهـذا هـو منـطق السياسة عامة في شـرقـنا ولا تستغـربوا ! أليس عـندنا اليوم محافـظ في العـراق لا يجـيد توقـيع إسمه ؟ وهـناك وزير أيضاً في العـراق الحـديث أملى نـَـص عـريضة لصديقه الحـميم الذي هـو من معارفيّ وهـذه ديـباجـتها : ( إلى السيد مدير عام دائـرة التقاعـد  بواسطة السيد الوزير .....  وتعال من هَـل المال حَـمّـل الجـمال ) آسف ، إن الذكـريات المؤلمة تـقـودني إلى الإطالة ومن حـق الأخ فلاح أن يقـول إنها مملة ولكـن الكـثيرين ينـتـظرونها بفارغ الصبر وبشوق عارم . والآن رجـوعاً إلى الحادثة الفائـتة التي بدأتــُها لاحـظتُ المرحـوم فـؤاد مقـبلاً من شارع غـرب القـنطرة ، جـهة بيادر المحـلة التحـتانية وبيده رشاشة قـصيرة ( قـد يكـون إسمها غـدّارة مصرية ) برفـقة بضعة شـبّان ووالدته العـمّة صلحة خـلفه ولما إقـتربوا من المتجـمّعـين حـول الصخـور إرتفعـتْ صيحات المرحـومة وهي تقـول : ( كـيليه جـونقـد ألقـوش ، كـيليه ﮔـورِ ، ديخ ﭘـَـطرُس هاو إرْيا ومَـنخـْـثـيلِ لموصل ! - أين شباب ألقـوش ،  أين الرجال ، كـيفَ  ﭘـَـطرُس يكـون مقـبوضاً ويُسَـفـّـر إلى الموصل ! ) وأنا في رأيي وكـثيرون يشاطـرونـني به ، ما كان يجـب عـليها أن تشجع الشباب وهي إمرأة أمية لا تعـرف شيئاً عـن السياسة والثـقافة كـما كان الحال عـنـد والدتي وجَـدتي وجـدة جـدتي ، بل الأفـضل عـلى الأقـل وكأضعـف الإيمان تركهم وذنبهم عـلى جـنبهم . هـذا ما أتذكـّره عـن ذلك اليوم ولا أعـرف أكـثر مما كـتـَـبْـتــُه سوى أن أعـمال أولئك الشباب لم تـُـثمِـرْ أيّ شيء إيجابي بل كانت لها تداعـياتها السلبـية عـلى ألقـوش لاحـقاً ، وفي نهاية المطاف فإن ﭘـَـطرُس أودِعَ السجـن في الموصل والمخـتار إحـتـرم نـفـسه وصان زوجـته ، والصخـور لا تـزال في الشارع وصاحـبنا أبو اللسان المهذب يشخـر في المنام .     
 في أحـد أيام تلك الحـملة الملتهبة للحـرس القـومي في عام 1963 وعـلى الأكـثر كـنت آنذاك في الصف الثالث المتوسّـط الذي يقع في الجـهة الشرقـية من فـناء المدرسة ( يساراً عـند دخـولنا إليها ) أما الصف الرابع الثانوي فـكان في غـرفة مقابلة للباب الرئيسي لبناية شيشا وكان فـيها الأستاذ وعـدالله – اللغة العـربـية - الموصل . وأتذكـر مشهـداً رأيناه من نافـذة صفــّـنا ، فـقـد دخـل أربعة رجال مسلحـين ساحة المدرسة بزَيّهم الزيتوني وولجـوا في غـرفة الإدارة . ولا يخـفى عـلى أحـد أنهم قـدِموا لإلقاء القـبض عـلى بعـض الطلاب المتهمين بالإنـتماء إلى الحـزب المناوىء للسلطة ، وعـند تلك اللحـظات إنطلق الطالب مَـﭽـّـو - منصور ميخا خـُـبـير – ( أكـيد هـو يعـرف تأريخ الحادثة ) بجاكـيت خـضراء اللون من باب الصف الرابع المشار إليه ومتجهاً بخـط مستـقيم أقـصر الطـرق نحـو الباب الرئيسي بخـطـوَتين أو ثلاث خـطوات هادئة وبسيطة جـداً سرعان ما تحـوّلتْ إلى ركـضة فـجائية سريعة جـداً يصعـب تخـمين تعـجـيلها الفـيزياوي وخـرج من بناية المدرسة متـّجـهاً ومُلـْـتـفـّاً نحـو اليمين سالكاً الطريق المدرّج المؤدّي إلى بيت هاويل ، ومن هـناك بلا شك إنطلق إلى البـيادر والمقابر حـيث لا تـتجـرّأ تلك المجـموعة المسلـّحة في ذلك الزمان عـلى متابعـته واللحاق به . ترى ما الذي حـصل ؟ أولاً الخـوف في أحـيان كـثيرة وبلا شك مظهر للحـكمة ، والرجـولة غـير المدروسة غـباء وحـمق ولي أمثلة عـلى ذلك ، ( وقـد كـنـتُ أمزح مع أصدقائي الجـنود في الجـبهة وأقـول : الهـزيمة نـصف الإنـتـصار عِـلماً أني خـدمتُ حـتى التسريح ) أقـول إن الطالب منصور خاف ! خاف من إحـتمال أن يكـون إسمه بـين المطلوبـين ، فإستأذن من أستاذه - وعـدالله -  بحجة الذهاب إلى المرافـق الصحـية الموجـودة خارج البناية . أما الجـماعة المسلـّحة فـقـد لاحـظوا من نوافـد غـرفة الإدارة حـركة غـير طبـيعـية لطالب مُسرع بإتجاه الباب الخارجي فـخـرجـوا وراءه بسرعة مُذهـلة ولم يروا أحـداً فالساحة الخارجـية كانت خالية من الطلاب وتوقـعـوا منه الإخـتباء في المرافـق الصحـية ، ولما فـتـّـشوها رأوا هـناك طالباً يزيدياً تأخـر في قـضاء حاجـته فأخـرجـوه عـنوة قـبل أن يشد حـزام سرواله وساقـوه مرتجـفاً إلى داخل غـرفة الإدارة وهـو مُـصْـفـرّ الوجه وحـقـقـوا معه ولم يصدّقـوا قـوله ، لولا إستـفـسار المدير ( منصور أودا )  فـعـلِـمَ أن طالباً هـرب من الصف الرابع الثانوي ، وعـندها سُـئل الأستاذ وعـدالله ، فأكـّـد ذلك موضحاً السبب كما حـدث ، فـتــُرِك الطالب اليزيدي حـرا . وقـد يكـون إعـتـقال الطالب الذكي في الصف الخامس العـلمي جـرجـيس ( ديـكـو ) في ذلك اليوم حـيث شاهـدته في سيارة المسلحـين وهي منـطلقة من شارع المدرسة وأخـواته يقـذفـنها بالحـجارة ، ولكـنه أخـيراً تـخـرّج مهـندساً ، أليست الذكـريات جـميلة قارئي العـزيز حـتى إذا كانت مؤلمة ، ألا نـقـول في بعـض الأحـيان - تـعـْـبَـك راحة - ؟.
(*) في فـترة الدراسة الجامعـية في أواخـر الستينات سَـلـَّـمَ بـيـدي أحـد زملائي الجامعـيّـين والموجـود حالياً في ألقـوش ( أو بحـضوره – فالذاكـرة ضعـفـتْ ) أربع بطاقات وردية اللون بحجم الهـوية مكـتوب عـليها : 250 فـلساً - وطن حـر وشعـب سعـيد .... وبصراحة أبو ﮔاطع أخـذتــُها منه لا حُـباً بآيديولوجـية مصدرِها بل - لإعـتبارات عـديدة أخـرى - وبعـد يومَـين سلـّـمته ثمنها ديناراً واحـداً ، بَس لا تـﮔـولون عـني صرتْ شـيوعي .
ويسرني أن أخـتم بالرجـوع إلى أعـماق ذاكـرتي لأقـول أنّ آخـر مرة شاهـدتُ السيد صباح ياقـو توماس بصحـبة شاب آخـر غـير ألقـوشي كانـت في قـرية سَـريـﭽْـكان في وقـتٍ بعـد الثانية عـشر ليلاً من أحـد أيام عام 1964 أو 1965 في بـيت معـلم ألقـوشي من عائلة رَمـّـو وفي أثـنائها إرتـدى قـمصلة ظاهـرها جـلد نـظـيف جـداً وباطـنها فـرو أبـيض ناصع وبـدون ردان وتـْـلوﮔـْـله ( وحَـﭽـي بـيناتـنا كانـت جـميلة جـداً وأعـجـبتـني ) . 



 

367
ردٌ ثانٍ إلى الـ ( ردِّ الثاني ) للسيد فلاح قـس يونان
ألقـوش – موسكـو الصغـيرة 

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني – منـتـصف تموز 2011

إزدادت فـرحـتي فعلاً بقـراءة ردك الثاني الجـميل والأقـل عـنـفـواناً ، فأكـيداً أبعـث لشخـصكم الكـريم شكـراً خاصاً ، أما مسألة رفـضك القـبلة من أخ كـبـير فـهذه ليست مفاجأة لنا حـيث تـنبّأ بها الرب يسوع المسيح حـين أوصى تلاميذه قائلاً : وكل مَن لا يقـبلكم إخـرجـوا وإنـفـضوا الغـبارَ عـن أرجـلكم شهادة عـليهم ( إنجـيل لوقا 9 : 5 ) . وقـبل أن أسترسل بالكـتابة إليك أرى أن الإنجـيل مطبوع في فـكـرك كـخارطة طريق لك دون أن تـدري ! لأن كل عـبارة تكـتبها لي أرى مرجعاً أو أساساً لها في الكـتاب المقـدس وهـذا كان قـصدي حـين ذكـرتُ قـد يكـون لك إيمان أكـثر من آخـر تراه يصلي يومياً ، أليس ذلك شيئاً رائعاً ؟ أما عـن الكـتابة فأنا بالعـكـس منك تماماً أريد النـقاش عـلى الملأ أمام الناس عـسى أن يفـيدونا بمداخلاتهم إنْ وُجـدَتْ لتـصحـيح المسار ، وأرجـو أن لا يكـون ذلك ردّك الأخـير بل دعـنا نستـفـيد بعـضنا من الآخـر وتأكـد يا أخي أنـني إستـفـدتُ منك دون أن تعـلم فهـل تـصدّق أم لا ؟ هـناك مسألة حـلوة وهي أن ألقـوش ومَحَـبة بها ولمكانـتها التأريخـية الدينية ، سَـرّه البعـض منذ سنين طـويلة أن لـقــّـبها بـ رومية الثانية وذلك إعـتـزازاً بها ، وهـنا أرجـو أن لا تـزعـل من قـولي بأنك تـوهّـمتَ بعـض الشيء فـنـظراً لأن ألقـوش فـيها متعاطـفـين كـثيرين مع بعـض الرموز الشيوعـية مثلما قال لي أحـدهم يوماً : أنا لا أعـرف الشيوعـية أنا أعـرف عـمي توما ! فأنا عـلى هـذا الأساس وصفـتُ ألقـوش بـ (( موسكـو الصغـيرة ))  فأنا لم أسمع بذلك الوصف من أحـد قـبلاً عـلى الإطلاق ، وهـو شيء منعـش للنـفـس أنْ يسرّك ذلك الآن ، وعـليه فـقـد طبعـتُ القـبلة في فـكـرك دون أن تـحـس .
إنـني أنـقـد نعـم ! ولكـن ليس اليوم فـقـط وإنما منذ كـنتُ في الجامعة لا بل منذ دراستي الثانوية مع زملائي هم اليوم سعـيدو الذكـر في ألقـوش وهـل من مانع أن تستـفـسر منهم ! ولكـنـني لم أسىءْ إساءة بالمعـنى الذي تـقـصده ولكـن حـسب خـبرتي إنّ مَن ليس معـكم تعـتبرونه مسيئاً لكم وهـذه هي عـلة ضيِّـقي الأفـق وفاقـدي ثـقافة الحـوار . أنا أقـبل بـِكـَـيلي الذي أستـخـدمه معـك وتـكـيل لي به لأنها تـوصية المسيح .
نأتي إلى حـسابات العـقـد الخامس فمعـلوماتي التي لا يتـطـلب أن تكـون متواضعة أو رصينة لأنـنا لسنا نحـل معادلة آينشتاين ، وإنما الذي أعـرفه أن العـقـدَ هـو عَـشرُ سنين ، فالعـقد الأول يعـني السنين العَـشر الأولى فإذا إكـتملتْ وتـعـدّتْ إلى 10 + 1 = 11 نـقـول دخـلنا في العَـشر الثانية أي العـقـد الثاني وهـكـذا فأربعة عـقـود كاملة 10 + 10 + 10 + 10 = 40 وبعـدها نـدخل في الخامس وهـو الكلام الذي كـتبتــَه لي أنك في العـقـد الخامس الذي جـعـلني أقـول إن عـمرك أكـثر من أربعـين فـما هـو رأيك يا تـرى ! أما إذا كـنتَ في الخـمسين الكاملة وتجاوزتــَه بقـليل فإنك دخـلتَ في العـقـد السادس ، إذن أنا لم أكـن مخـطئاً يا أخي ، أما وعـمرك هـذا إذا كـنـتَ تعـرف تأريخ الحـزب ( في ألقـوش ) فأنا يمكـنـني أن أسألك سؤالاً سوف لن تـجـيـبه ، فأنـتـظر موافـقـتك أولاً . لاحـظ فيَّ إني أتابع فـقـرات ردّكَ كـلها وأقـول : إن فـشل هذه السياسة أو تلك الكـنيسة لا يقاس بمائة سنة أو خـمسين أو ألف وإنما بخـلودها والحـساب عـندك . في هـذه اللحـظات تـذكــَّـرتُ برج ﭙـيـزا الإيطالي وأودّ أن أسألك لماذا أراك تـدعم أو تسنـد كلامك بدعائم عـظيمة كأسماء الشخـصيات الألقـوشية التي رجـعـتَ وذكـرتـَها مرة أخـرى ؟ أليس بمقـدورك الدفاع عـن نـفـسك بشخـصك ؟ نحـن لسنا في ساحة قـتال بل نحـن في ساحة نـقاش ، نـتحاور نأخـذ ونعـطي ، قـد نـخـطىء ونـُـصيـب ولا تستـحـق المسألة أن تـزجّ أسماءاً موقـرة في حـديثـنا البسيط يا أخي ( خـلّي الأسماء العـملاقة لمّا نـصعـد في حـديثـنا فـوﮒ الغـيوم ) . أتسمح لي أن أقـول لك أن إطلاعـك الثـقافي العام ليس عـميقاً ! لأنك أظـهـرتَ عـدم معـرفـتـك بالقـول (( إسألوا أهـل العِـلم إنْ كـنـتم لا تـعـلمون )) ! أخي هـذا قـول شهـير وليس من عـندي ، ثم مَن يعـرفـنا في كـركوك ، ألا يُـفـتـرض أن يكـون شخـصاً يعـرفـنا هـناك ، مَن هـو هـذا ، إنه صباح ياقـو هـو صاحـب العِـلم ، فـحـين نـقـول - شخـص يعـلم – فـمعـنى ذلك أن الشخـص يعـلم ؟ فـهل تجـبرني أن أقـول أنك غـير ملم كـثيراً باللغة العـربـية ، أفـهـمتَ الآن لماذا إستـشهـدتُ بالسيد صباح ياقـو ؟
أما قـولك عـن الإيمان ( طبعاً تـقـصد بالله )  والعـمل ضمن صفـوف الشيوعـية في آن واحـد ، فهذه مسألة ليس لي أكـثر من أن اقـول : أخي إقـرأ وإقـرأ وإقـرأ وركــِّـز كـثيراً في كـتب ماركس كي تـُـجـيـب عـلى ذلك بنـفـسك ، فاللآلىء تكـمن بالأعـماق في أصداف المحار وليس في فـقاعات طافـيات فـوق سطح البحار ، ثـق إني أريد مصلحـتك . أما أن أتـحـفـك بمقالة عـن جـرائم البعـث فـيـبدو أنك لستَ من المتابعـين ، مع شكـري الجـزيل لوقـتك الذي إستـثـمرتــَه في القـراءة ، وأنا لا أمـلّ من قـراءة ردودك والكـتابة إليك وإلى أيّ كاتب آخـر غـيرك ، نحـن هـنا بإنـتـظاركم ومقالاتـنا مستـمرة .

368
الإنتماء الشيوعي لم ولن يكون ﭭـيزا للإخلاص ( ألقـوش- موسـكـو الصغـيرة )
( 2 )
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني –  تموز 2011  
أكـرّر دعائي إلى الرب من أجـل جـميع الشهداء مِن أبناء شعـبي وعـلى أرض وطـني الذين راحـوا شهادة لجـهودهم في سبـيل تحـقـيق المَسرّة بـين البشر وكانـوا كادحـين في طريق الحـق الذي يُحـرّر الناس من قـيود عـبودية الشـر ، وكل قـطرة دم إستـرخـصوها للتبشير بحـياة أفـضل ، كـما أكـرّر رجائي أن لا يأخـذ أحـد عـلى نـفـسه في هـذه السلسلة من المقالات مهما كان موقعه في ألقـوش وفي تلك الفـترة التي أنا بصددها قـبل حـوالي خـمسين سنة . إن الإنسان هـو الذي يصنع التأريخ ومثـلما للعـظماء تأريخهم يفـرضون كـتابته أو يتبرّع البعـض لكـتابته ونحـن نـتلهف لقـراءته بشغـف دون تـذمُّـر فهكـذا يكـون لِعامة الناس البسطاء والمستـضعَـفـين والمضطـهَـدين تأريخهم أيضاً ويكـتـبونه بأنـفـسهم لأولادهم ولهـواة القـراءة ، لا لغاية إلاّ وثيقة شهادة للتأريخ فـهل نستـكـثـره عـليهم ؟ طيِّـب وإذا كان الأقـوياء يمجِّـدون سطـوتـَهم بكـبرياء فـهل مِن مانع يمنع المظلومين من أن يُـخـَـلـّـِدوا معاناتِهم بتواضع وصبر ثم بالغـفـران وتسليم ذاتهم إلى ربهم ، وكِلا الطرفـين متوجّهَـين إلى المصير الذي لا يرحم أحـداً ، فـكـل قـويّ للزمان يلين والمناصب والرتب تـزول ولا يـبقى حـياً إلاّ الخالق الجـليل . وقـد يُحـرجـنا أحـدهم إذ يضعـنا بـين ضلعَي زاوية حادة ويطـلب منا إخـتيار وتـصوير الجانب المشرق والإيجابي فـقـط من أية قـصة ، وعـرضه في مَعـرض أو مُـتحـف كي يُـقـتدى به ويُـنـتـفع منه ، نقـول له ليس لـدينا مانع عـلى الإطلاق ولكـن أجـِـبْـنا بنعـم أو لا ، كي نلبّي طلبك فـوراً وأمام الجـميع : هـل تـقـبل أن نغـض النـظر عـن ممارسات واحـد من بـين أكـثر عـتاة الدكـتاتوريّة في العالم صدام حـسين مثلاً ونصوّر جـوانبه المُضيئة ومَـظاهـره المنيرة وأقـواله الحـكـيمة وهي كـثيرة ؟ أقـول مقـدّماً ومهما أعـطانا مِن جـواب إنه بالتأكـيد سوف يـزعـل عـلينا أكـثر ، لآنه لا يريد الكـيل بالمكـيال نـفـسه للجـميع ( مثـلما كانـت هـناك عـُـلبَـتـَـين في خان ألقـوش *للبـيع  # للشراء !! إسألوا أهـل العِـلم إنْ كـنـتم لا تـعـلمون ) حـقاً إنّ بعـض الحـق مُـرٌّ .
وعَـودة إلى مهـرجاناتـنا التي كان ينـظـمها بلاشـفة ألقـوش الغـيارى ( مصطلح جـميل للمداعـبة فـقـط وليس للزعـل ) ونحـن صغاراً لا نـدرك معانيها بل نـحـشر أنـفـسنا مع المُـتمَهـرجـين بإعـتباره إحـتـفالاً ونحـن صبـياناً ، فـكـنـتُ أرى طالباً شاباً يُـحـمَل عـلى الأكـتاف لفـترات طـويلة وأسمعه يخـطب بحـماس مادّاً يده اليمنى نحـو الأعـلى تارة وتارة أخـرى يُـسراه ومُـلتـفـتاً إلى جهات الجـماهـير المحـتـشدة والمُصَفـِّـقة له وأسمع كـلمات الإعـجاب به حـتى بعـد تـفـرّقهم مفـتخـرين به نموذجاً وقـدوة لهم ، ولكن لـمّا دارت الأيام غـنـَّـتْ أم كـلثـوم دارت الأيام : (( مِلينا الدنيا أمل وحـنان في كل مكان ، وَصَـفـولي الصبر لقـيته خـيال وكلام في الحـب ..... أي بمعـنى : لقـد ملأنا الدنيا بشعارات برّاقة ، وقالوا إصـبروا ، فـكان الصبر خـيالاً عاطفـياً.... )) إنّ ذلك القـدوة الموقـر إنسلخ عـنهم ولم يعـد رمزاً لهم ، وإذا قـيل إنه كان واحـداً فـليس مقـياساً سـنجـيـبهم : إن لدينا مثالـَـين وثلاثة وعـشرة وخـمسين وووو . أما عـلى صعـيد آخـر فإنّ تلك الفـترة كانـت حـيوية جـداً حـيث تأسّستْ وبسرعة البرق إتحادات متـنوّعة نسائية وفلاحـية وعـمالية وكـذلك مدرسة محـو الأمية ، وكأن بلاشفة موسكـو تـركـوا قـصر الـ كـْـرِمْلِنْ وجاؤوا إلى ألقـوش إلاّ أنها سرعان ما تبخـرتْ كـلها بسرعة الضوء أيضاً ولا أدري لماذا .  
إن جـيلنا والأجـيال الأخـرى يتـذكـّـرون جـيداً المربّي الكـبـير مدير ثانـوية ألقـوش للبنين المؤسسة في عام 1957 والشمعة المحـترقة لطلابه والمحِـب لبلدته ألقـوش الأستاذ القـدير المرحـوم منـصور أوده ، نعـم لم يكـن شيوعـياً ولكـن لم يشـكْ أحـدٌ بإخلاصه وتـفانيه من جهة ومن جهة أخـرى بسلطـته السحـرية الأبوية المتواضعة ، وبقـدرته الناقـدة الساخـرة ، وبكـفاءته الإدارية المتــَّـزنة ، والتي كان يتمتـَّع بها في تعامله مع الطلاب وأولياء أمورهم ، ولم يكن شبابنا الشيوعـيون راضين عـنه ليس لسبـب إلاّ لأنه لم يكـن يحـمل أفـكارهم بل كان ينـتـقـدهم مباشرة بشجاعـته المألوفة بصورة ساخـرة جـميلة ومؤثـرة ، ولم يشتـرك في أيّ مهـرجان عـلى الإطلاق  وطـيلة تلك الأيام ولذلك لم يُـكـتبْ عـنه أيَّ تـقـرير وشاية ضدّه إلى الأنـظمة التي تعاقـبَـتْ عـلى الحُـكـم في العـراق وكـنـتيجة لسلوكه ذلك لم يُـحـجَـز أو يُـسجَـن أو يُـتــَّـهَم أو يُستدعى للإستجـواب أبـداً لا في زمان الحـرس القـومي ولا غـيره ، وبفـضل الكارزما التي كان يمتـلكها لم يتـجاسـر عـليه أحـد نهاراً - لا خـوفاً بل هـيـبة - حـتى الرَبُعْ المتمكـنين منه ليلاً . أما أستاذنا القـدير جـرجـيس حـميكا كان شبـيهاً به من حـيث تـواضعه وإخلاصه ومحـبته لألقـوش ولكـني لا أتـذكـّـره في فـترة المهـرجانات ، لكـن أستاذي الكـفـوء باللغة العـربـية في المرحـلة الإبتدائية المرحـوم جـرجـيس زرا فـما من شك رزانـته وإيمانه ومواظبته عـلى الحـضور في الكـنيسة وصداقـته الشخـصية للمطران عـبد الأحد صنا ومجـموعة القـسس في ألقـوش رحـمهم الله جـميعاً ، إلاّ أنه ( لا يسلم الشرف الرفـيع من الأذى ..... ) فأنا أتـذكـَّـره حـين إشتـرك في أحـد المهرجانات إبتهاجاً بالجـمهـورية الفـتية وفـرِحاً مع المحـتـفـلين وقـرأ كـلمة وطـنية عـلى مرتـفع بسيط مقابل بستان شعـيا بابي لم أفـهمها في حـينها ولكـن عـبارة وردَتْ فـيها لا تـزال تـرنّ في أذني منـذ أكـثر من خـمسين سنة وصفـَّـق لها المحـتـشدون وهي : يا كـميل شـمعـون ! إشـلون طِـلـَـعِـتْ من لبنان ملعـون ؟ ( أعـتـقـد كانـت إشارة إلى إستـقالة كـميل شمعـون المناوىء للشـيوعـية العالمية والمُوالي للغـرب ) ولكـن المُخـبرين الألقـوشيّـين في فـترة 1963 - غـير مثـقـفـين - كانـوا يتربّـصون ليجـدوا أية حجة خـسيسة للمتاجـرة بها في مهمتهم عـند السلطة فـتذكـَّـروا تلك المشاركة وكـتبوا عـنها دون أن يدركـوا معـناها  بإعـتبارها لزمة عـليه - وهـذا تـحليلي الشخـصي - والتي فـسَّـر منها ما أراد المفـسِّـر ، وإنْ لم أكـن مخـطـئاً فإن أستاذي القـدير دفع ثمنها . ولا نستـغـرب من عـقليات ساذجة كـتلك لا بل فإن السلطة تعـتمد عـلى أمثالهم ، فـفي بداية أيام بعـثـيّـي عام 1968 صادفـتُ في فـندق – منطقة ساحة الوثبة – بغـداد مجـموعة رجال مصلاويّـين وبـينهم - يعـقـوب كـوشان - قـيل بأن صدام أعـدمه لاحـقاً وسمعـتُ أحـدهم يتكـلم عـن شخـص مصلاوي آخـر سبق وأنْ إشترك في أحـد مهـرجانات الموصل أيام ثورة 1958 (( لاحِـظـوا - قـبل عـشر سنين )) ، فـقال : أنا شـفـتـونو كان يصفـق ، فسأله الآخـر : تعـرف بإيما محـلة يسكـن ؟ ....  
إلى الرفاق الديمقـراطيّـين : عـلينا أن نستـفـيد من أخـطائـنا ، ونـقـولها للتأريخ إن جـماعة شـيوعـيّي ألقـوش في تلك الأيام أخـطأوا في نـظرتهم الشمولية والإقـصائية للغـير فـلم تكـن عـندهم ثـقافة الحِـوار ولا الإعـتراف بالآخـر ، فـكـل شخـص خارج ساحـتهم  كان رجـعـياً غـير مخـلص في نـظرهم ويجـب أن يُـحارَب بشتى الوسائل ويصبح منبوذاً ولا يستـحـق الحـياة ، وإذا تـكلم أحـد في أيّ موضوع ثـقافي آخـر يكـون في نـظـرهم شوفـينياً ذا عـقـل ضيق لا ينـفع للمجـتمع وسأذكـر أمثلة عـلى ذلك في المقالات اللاحـقة ، وكان إذا وضع أحـدهم جَـمَّـداناً نـظيفاً عـلى رأسه نهاراً ، صار برجـوازياً ويجـب أن يُـبْـتــَـز ليلاً ( إذا كـتب أحـد وإدّعى أنّ ذلك لم يحـصل سأضطر إلى ذكـر أمثلة ) وأرجـو من الجـماعة القـدامى الذين عاشوا في ألقـوش أن يكـون صدرهم رحِـباً ، فـمنهم مَن قـضى نحـبه نـصلي ونطلب له الغـفـران ، ومنهم مَن ينـتـظر ونحـن معهم ، ولكـن يجـب أن نـبدّل عـقـولنا تبديلاً كـما فـعـل الكـثيرون من معارفـنا اليوم فـعَـظِـموا في قـلوبنا ، ومَن يعـترف بخـطـئه يصبح فاضلاً نـزيهاً في نـظر المجـتمع ونـُـشعِـل له المشاعـل ويستـحـق أن نـُـهَـلل له بالصنـَّوج .
وليقـل كـل واحـد لصاحـبه : إقـشـطـوا ترسّـبات ثـقافة الهـيمنة وإلغاء الآخـر وفـرض الرأي من قـعـر  أذهانكم تلك التي ورثـتموها من الماضي ، لقـد ولـّى الزمن الذي كـنـتم تعـتبرون أنـفـسكم أنكم الأصلح والأصح دائماً ، فالزمن تـغـيَّـر والعـقـل تـنـوَّر ولا مكان للدكـتاتورية ( الـﭙـروليتارية أو الجـنجـلوتية ) وأنـتم تلاحـظـون ماذا يجـري في العالم ، لم يعـد الأركان العـسكـريّـون ولا المدنيّـون السياسيّـون بحاجة إلى التخـطيط سنيناً وسرياً من أجـل إنـقلاب عـسكـري ليلاً ، ولا إلى تحـديد ساعة الصفـر لتبدأ الثورة والإغـتيال وإحـتلال الإذاعة وقـراءة البـيان رقـم واحـد وإقـتحام قـصر الملك أو رئيس الجـمهـورية لتغـيـير النـظام ، بل إنّ الشباب يفـعـلون ذلك في وضح النهار وفي ساعات قـليلة مخـتـصرين الوقـت وبدون سلاح بل بواسطة االتـكـنولوجـيا المعاصرة والعـقـول المتـفـتحة وهـذا كـله نـتيجة الوعي والإدراك والتصميم عـلى رفـض الهـيمنة التـسلـّـطـية فالناس لم تـعـد تقـبل بها بل تـريد الحـرية من الأسواق اللا سوﭭـيتيّة ، وقـد تـتهَـمـَّـسون الآن فـيما بـينكم فأرجـو أن لا تـتـسرعـوا لأن في مقالاتـنا القادمة سيشهـد عـليها شاهـد من أهـلها ( لا ، و فـوﮔـاها لمّا ناقـشـتـه - هُـوَّ زعَـل عـليّ - د تـعال وعـيش ويّه هـيـﭽـي بشر ) لـذا زيِّـنوا عـقـولكم بثـقافة إحـترام رأي الآخـر مثـلما تريدون منه إحـترام رأيكم ، وحـبذا لو أمكـنكم مشاهـدة الناشطة الألقـوشية وهي ليست غـريـبة عـنكم !! في منظمة حـقـوق الإنسان في واشنـطن وهي تشارك في برنامج مثير للجـدل عـلى قـناة أبو ظبي الأولى في 4 تموز 2011  بعـنـوان - ثـقافة الحـوار - لتـتـعَـلــَّـموا منها درساً في هـذا المجال وهي تـفـتخـر بوطـنيّـتها العـراقـية وبقـوميتها الكـلدانية دون تـردد ، وقالت : إن ثـقافة الحـوار تبـدأ أولاً من الذات ثم الأسرة و.... وعـلى مَن يحاورني يجـب أن لا يكـون رافـضاً لرأيي مسبقاً بل عـليه أن يسمعـني مثـلما أنا أسمع رأيه ، حـقاً إنها ألقـوشية فـخـرٌ لنا جـميعـنا . وإذا كـنـتم من متابعي مقالاتها فـقـد ذكـَـرَتْ في إحـداها قـبل بضعة سنين عـبارة : ( أنا مؤمنة بربّي ) . ورُبَّ سائل عـلى قارعة الطريق يقـول : مَن أنـتَ كي تــُعَـلـِّـمَـنا ؟ ألجـواب : إنـني أنا أنا مثـلما أنـتم أنـتم وكِلانا في الهـوى سـوى لا فـرق بـينـنا وإعـلموا أنّ الجـمود الفـكري ولـّى زمانه والتحـجُّـر العـقائدي فات وقـته ، ولولا محـبتي لكم ما كـنـتُ أكـلمكم بهذا المنطق يا إخـوان فإن الـ - مين سـويـﭺ - إنـطـفأ فـما فائـدة الـ سـويـﭽات في الغـرف ! ما أعـظمك يا مار ﭙـولص في رسالتك الثانية إلى أهـل كـورنـثـوس 5 : 17 وأنت تـقـول : (( إنّ الأشياء العـتيقة قـد مضتْ ، هـو ذا الكـل قـد صار جـديداً ))  وكان بودّي أن أدخـل معـكم في متاهات أخـرى ولكـني لا أريـد الإطالة بل ( أتــُـرْكـَـكْ للزمَن يتحاسَبْ وْياكْ ) – أحلام وهـبي .
** المقال القادم إستراحة وبعـده نواصل العـمل عـلى بركة الله .




369
السيد فلاح قـس يونان الموقـر من ألقـوش – موسكـو الصغـيرة

بقلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

صـدّقـني أو لا تـصدّقـني أنا لا أقـسِم ولكـن الله شاهـدٌ عـليّ كَم كانـت فـرحـتي عـندما عـلِمـتُ أنّ ألقـوشياً ردّ عـلى مقالتي الأولى حـول ألقـوش ونهاية الخـمسينات من القـرن الماضي فـلو كـنـتُ قـريـباً منك لطبعـتُ قـبلة عـلى جـبـينك ، لا بل أهـنـئكَ فـقـد تـوّجْـتَ فـرحـتي حـين ذكـرتَ بأنـني لا أستـحي ، كان بودّي لو أن غـيرك وبأعـمارنا أو أكـبر منا كـتبَ ردُّكَ المُهذب الذي يعـكس أناقـتكَ ، وحـسب تصريحك فأنـت لا تـزال شاباً بعـد الأربعـين أطال الله في عـمرك ، لـذا ليست لـديكَ خـلفـية حـول موضوع مقالي وربما كـنتَ ترضع من والدتكَ في تلك الأيام ، ولم أكـن مُـلزماً للـردّ عـلى كلامك ، ولكـن كما يقـول المثل - ألف عـين لأجـل عـين تـُـكـرَم - فـقـد رغـب مني الأكارم من داخـل وخارج أستـراليا الإجابة عـلى تعـليقك ونـزولاً عـند طـلبهم كـتبتُ هـذا الرد .
ألا تـدري يا أخي أنـنا إذا سكـبنا الماء فـوق الرمل أو التراب ستـظهـر فـقاعات ، هـل يمكـنك تـفـسيرها ؟ وهـكـذا  إذا خـلطـتَ سائلين في قـدح وظهـرتْ فـقاعات ، فـماذا يعـني لك ذلك ؟ أتركها لك للتأمُّـل .
أنا لديّ عـتاب عـليك وهـو أنك لم تعـلق عـلى مقالي سـطراً فـسطراً وهـذا يدل عـندي بأنك متـفـق معي فـي كل ما ورد فـيه ، بل أن تعـليقك جاء حـول كـلمة واحـدة ( مهـووسين ) فـقـط ، وهـنا أعاتبك أكـثر وبشدة ! أتـدري لماذا ؟ كـيف سمحـتَ لنـفـسك وكـيف إنزلق قـلمك لتـنـسبَ هـذه الكـلمة إلى شخـصيات مرموقة من أبناء ألقـوشنا الحـبـيـبة ( لا ، وﭽـمالة قـبلتَ فـطبعـتَ أسماءَهم أيضاً ؟ ) وأود أن أزيدك عِـلماً أن الأسماء الشهـيرة وبالأخـص تلك التي ذكـرتـَـها هم أصدقاء عائلتـنا قـبل أن تلدكَ أمك وإذا كان الأمر يخـصك فإسأل أهل العِـلم ومن ضمنهم السيد صباح ياقـو توماس السعـيد الذكـر وغـيره .
ومع ردّك أقـول : يا أخي إن الإيمان بالله ليس كـومة تراب نملأ منه جـعـبتـنا ولا يحـتاج إلى إدّعاء ولا أحـد يزيد أجـرتـنا اليومية إذا تـظاهـرنا به ، ألا تـدري أنْ لا محاباة عـند الله ؟ ألا تـدري أن الله يجازي الناس حـسب إرادته ورؤيته ؟ بل إن الإيمان نعـمة من الرب أولاً ، ثم ثانياً الله أعـطى لكل واحـد منا قـسطاً منه ( إقـرأ رسائل الرسول ﭙـولص ) فـربما لديك إيمان بالله أكـثر من آخـر يركع ليلاً ونهاراً ويصلي الوردية – دون أن نعـرف – وعـليه لِـمَ الشعـوَذة وعـلى مَن يُـشَـعـوِذون ، وفي هـذا العـصر بالذات ؟ .
ثم لا تـُـقـَـوِّلـَـني ما لم أقـُـلـْه ، أنا لم أستـهزىء بأحـد ( بل بالعـكس هم الذين كانوا يستـهزئون بي ) وإنما قـلتُ أنا لا أمَجِّـد فلان وفلان فـهل لك جـبرٌ عـليَّ ؟ كما أني عـبَّـرتُ عـن أسفي عـلى البعـض حـين لم يقـبلوا بنصيحة مني تـفـيدهم وتحَـمَّـلوا تبعات ذلك بحـريَّـتهم ولم يمانعهم أحـدٌ وإذا أردتَ فـعـندي شهـود أحـياء اليوم . أما عـن معـلوماتك - حـول أخي الشيوعي - التي وصفـتـَـها بالمتواضعة فأنا أصحّـح لك وأقـول : إنه لم يكـن أخي وإنما كان إبن عم والدي إنـتـقل إلى الديار الأبدية ، وكان من الفـصيل المتـقـدّم وذكـياً جـداً ، والأحـياء الحاليّـين من الجـماعة القـدامى يعـرفـونه جـيداً ولكـن ! ماذا ؟ في عام 1963 توصَّل إلى نـتـيجة حـتمية مفادها أن طريق الشيوعـية مغـلق فإما أن يـبقى في مكانه حـتى الموت أو أن يخـرج إلى طريق آخـر مفـتـوح أمامه ، فإخـتار الطريق الثاني دون أن يفـقـد كـرامته وصداقـته مع الرفاق حـتى النـفـس الأخـير ، والآن أسألك بربك هـل كان إخـتياره صائباً أم خـطأً ؟.
ثم يـبدو أنك تـقـرأ ولا تـدرك ما الذي تقـرؤه ، ألم تـقـرأ عـبارتي (( وأنا آسف ومتألم لهـكـذا نهايات التي حَـذرْتُ بعـضـَهم منها يوماً فإستـخـفـّـوا بنـصيحـتي ، فـماذا يجـني الإنسان لو ربح كـلمة ( بـراﭭـو – عـفـية عـليك ) في فـراغ النظريات وخـسر نـفـسه في واقع الزنزانات ؟ والبعـض الآخـر حي يُـرزق اليوم يعـرف قـيمة هـذا الكلام )) . أما مسألة الدفاع عـن ألقـوش أقـول : مَن كان يدافع عـن ألقـوش قـبل مائة سنة وقـبل مائـتين سنة ؟ إنهم الألٌقـوشـيّـين يا أخي ، هـل أن مّن يدافع عـن ألقـوش يجـب أن يكـون شيوعـياً ؟ أنا إشتـركـتُ أيام زمان بخـفارة ليلية فـوق سطح بـيت هاويل ( ملحـق الثانوية القـديمة ) دفاعاً عـن ألقـوش وأنا مجاز في عام 1973 وبـبنـدقـية من جـماعة المرحـوم توما فـهل كـنـث شـيوعـياً ؟
أعـترف لك بأنـني لم أرفع سلاحاً بوجه أية سلطة ، كما لم أنـتـَـمِ إلى أية جـهة سواءاً كانت مع السلطة أو مناوئة لها ، وإنما أنا سائر في الخـط الذي ترسمه لي الدولة أياً كانـت وأحاول أن أساهم في الإصلاح بقـدر ما يُـسمح لي لا أكـثر ، إنْ كـنـتُ في العـراق أو في أستـراليا فأنا أقـرُّ لك بأني لستُ ثائـراً عـلى الطريقة التي تـتـخـيَّـلها أنتَ ، وأنا أعـمل كـكادح في هـذا العـمر وبكل شـرف ولستُ أسكـن برجاً عاجـياً كـما ذكـرتَ . أما بشأن عـنوان مقالك أنـني مناضل ، نعم إنـتـظر يا أخي مقالاتي المقـبلة ولا تـتـسرّع فستـرى فـيها أنـنا مناضلون فعلاً حـين تحـمّـلنا الإضطهادات عـلناً في وضح النهار ما لا تـستـطيع أنت تحـمّله وتحـدّينا الإهانات بصبر وصمت لا يوصفان ولم نـقاوم مضطـهـديـنا وبنـفـس الوقـت لم نـنهـزمْ بل غادرنا ألقـوش بعـد إستـتـباب الوضع .
ولا بد من أن أعـرج عـلى عـبارتك القـيّمة التي وجّـهـتها إليّ ( لا أستـحي ) فأولاً أنا أشكـرك فـعلاً لأنك وصفـتـني ونِعـْـمَ الوصف لأنـني لا أستحي بأنجـيل المسيح ، ولكـن من جـهة أخـرى أنا لا أستـحـقـها لأنك جـعـلتـني موازياً للرسول ﭙـولص الذي قالها في رسالته إلى رومية 1 : 16 وحاشا لي أن أعادله . وأطلب  من الرب أن يزيدك حـكـمة لأقـرأ ردّك ، لا بل ردودك المقـبلة وأشكـرك سـلفاً ، وإخـيراً إذا رأيتً مقالاتي مملة إهـملها يا أخي ولا تـضيّع وقـتـك الثمين بقـراءتها .
 

370
( ألقـوش ) موسـكـو الصغـيرة في نهايات الخـمسينات وما بعـدها
( 1 )
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني –  أوائل تموز 2011 
تأسّس الحـزب الشيوعي في العـراق عام 1934 وظهرُه متـكـىءٌ إلى دنـﮔـة الإتحاد السوﭭـيـيتي عَـبر مسيرته الطويلة قـدم خلالها قافـلة من شـهداء رَوتْ دماؤهم أرضاً بَـوراً غـير صالحة لزراعة بذور الإلحاد الأجـنبـية فـلم يحالفه الحـظ لإستلام السلطة ولو لأيام ولن ! . وفي زمن مضى وقع أعـضاؤه في مصيدة الجـبهة التقـدمية البعـثية المزعـومة في وقـت كـنا نحـن اللاسياسيّـون نعـرف نواياها الرامية إلى كـشفهم جـميعاً والإنـقـضاض عـليهم بسهـولة ولكن ذلك غاب عـن قادتهم الفـطاحـل أو عـرفـوها وثـوّلوها لأجـل مصالحـهم الآنية في حـينها ، وكانت النهاية مثلما توقعـناها نحـن البسطاء . وقـد كان لي إحـتكاك مع أصدقاء كـثيرين منهم ، نـتجاذب أطراف الحـديث بمواضيع كهذه إنْ كان في فـترة الدراسة الجامعـية أو بعـدها ، ولا شك بأنـني من جانبي كـنتُ ناقـداً ومن جانبهم كانوا مدافعـين عـن مبادئهم وإخـتياراتهم وهـذا شيء طبـيعي ولم يزعـل بعـضنا من الآخـر إلاّ القـلة القـليلة ذوي العـقـول الزرزورية ، وعـندي قـصص كـثيرة بهذا الشأن .
أنا لم أسكـن قـرية الشرفـية المجاورة لألقـوش ولا سكـنتُ الفاو ولا في راوندوز ، ولهذا لا أعـرف بظروفها ولا بوجـود تـنظيم شيوعي هـناك أم لا ، وإنما أنا أعـرف بلدتي ألقـوش وبعـضاً  مما دار فـيها أيام زمان ، ورغم إبتعادي عـن أزقة السياسة إلاّ أن هـناك مَن يمزح ويقـول : مِن أعاجـيـب الدنيا السبع ! عـراقي لا يتكلم بالسياسة .
أقـدّم صلواتي إلى الشهداء مِن أبناء شعـبي الذين ناضلوا في سبـيل طريق السلام وإجـتهدوا من أجـل معـرفة الحـق المحَـرّر للإنسان وسـفـكـوا دماءهم عـلى أرض الوطن لتـكـون للشعـب حـياة أفـضل ، وأقـدّم إعـتذاري مقـدّماً إلى السياسيّـين الذين كانوا ساكـنين بعـيداً ولم يكـونوا قـريـبـين مُـعايشين للحـقائق ، وإلى الذين تركـوا السياسة كـمنهج لمستـقـبلهم ، وإلى الذين نشروا نبذة عـن حـياتهم وإشاروا إلى تـغـيـير مسار حـياتهم ( مثـل مار ﭙـولص ) عـن صحـوة ضمير وإرادة حـرّة مكـتوبة بقـلمهم وقـرأناها فـشهـدوا بالحـق عـلى أنـفـسهم وصراحـتهم في إخـتياراتهم غـير مضـطـرّين ، إنهم فعلاً شـجعان رجالاً كانوا أم نساءاً إخـتبروا الحـياة وعـرفـوا إتجاه المصير الصائب ، فأرجـو منهم عـدم المؤاخـذة وليسوا مقـصودين في مقالنا هـذا لا من بعـيد ولا من قـريـب ، إنما أكـتب عـن مَـشاهـد حـدثـتْ قـبل خـمسين سـنة تـقـريـباً ولاحـقاً ، رأيتها في قـصبتي ألقـوش بأم عـيني وليس من أماكـن أخـرى التي قـد يكـون واقعها شيئاً آخـراً ، وحـبذا لو أقـرأ ردّاً - أياً كان مضمونه - ممن له تعـليق عـلى هـذا المقال بإسمه الصريح وليس المستعار ، ومِمَّن عايَـش الحـدث زماناً ومكاناً لأردّ عـليه بأخـُـوّة صادقة وأشـكـره سـلفاً قـبل أن يستهلك وقـته الثمين في حـديث ثـنائي أو ثلاثي في الخـفاء هـنا وهـناك أو في ﮔـهاوي الخـمول ، وإنّ أي ردّ يأتيني ممن لم يـعِـش الحـدث مكاناً وزماناً أو ممن كان يرضع من أمه في حـينها ، فـسوف لن أجـد نـفـسي مضـطـراً للإجابة عـليه للسبب المنطقي البديهي الواضح ، وإذا إدّعى أحـد ( كما إدّعى سابقاً في مناسبات أخـرى ) أنْ ليس لديه قـلم للكـتابة ! فـمشكـلته يمكن حـلـّها إذا إتـصل بنا وسنكـون له قـلماً أنيقاً مَـبْـريّاً ومتعهّـدين أمام الجـميع بأن نـريحَه ونحـن الممنونون .     
 إنـتـقـلتْ إقامتي الدائمة من كـركـوك إلى ألقـوش قـبل نهاية عام 1958 وأنا في الصف الرابع الإبتـدائي وهـناك أنهـيت دراستي الإعـدادية وإستـمرّ سكـني الدائم فـيها حـتى 1974 وبعـدها كانـت لي زيارات إليها للترفـيه أو للضرورة حـتى عام 1992 فغادرتُ العـراق . ولا يخـفى عـلى الجـميع أن هـيجان المنطقة الشمالية من عـراقـنا إبتـدأ عـند مطلع الستينات من القـرن الماضي ، وكانت لألقـوش الواقعة بـين المطرقة والسنـدان حـصة واضحة من ذلك الإضطراب مما جـعـلها مرصودة مِن قِـبَـل أنـظمة الحُـكم المتعاقـبة في العـراق ، وصارت إسماً مألوفاً لدى الكـثيرين مِن أبناء الشعـب العـراقي في مخـتـلف المحافـظات وأصبحَـتْ مَمَراً ومحـطة إنـطلاق لهم ( شاهـدتُ مثالاً بعـيني ) بُـغـية الوصول إلى الملاجىء المستعـصية والآمنة في جـبال شمالنا الحـبـيـب . ومنذ تلك الأيام وإلى حـد الآن لم تـكن لديّ هـواية تمجـيد ماركس وإنـجـلس وبـيانهما ولا عادة تأليه لينين ولا الإعـجاب بستالين في تعامله الديمقـراطي جـداً مع مُـعارضيه ، ولا كان عـندي وقـتٌ لنشر أخـبار خـروشوف وضربة حـذائه عـلى طاولة الأمم المتحـدة ، لأنـني كـنـتُ ولا أزال مشغـولاً في تمجـيد غـيرهم ممن يحـتـلون مكانة في معـتـقـدي وقـوميتي وشعـبي ، كما لم أضع أقـدامي عـلى آثار أرجـل أيّ عابر سبـيل يتـزحـلق في ظلام مجهـول المسار ، لأن لدي طريقاً نـَـيِّـراً بحـق تـدبّ فـيه الحـياة منذ الأزل ، ولم أتـدفـَّأ بوميض يَراعة ليلاً فالشمس نور وحـرارة للبشرية كـلها نهاراً ، ولا إفـتـخـرتُ بالبلاشفة ولا ذمّـيتُ المناشـفة لأنـنا لا زلنا نـنهـل من مبادىء تربة أرضنا وشعـبنا ولم نشبع منهما بعـدُ ، نعـم كان عـندي حـب الإطلاع عـلى الأفـكار والإستماع إلى حـديث أولئك المهـووسين الذين زوّدوني بكـتبهم فـقـرأتها بشغـف ، ولكن دون أن أنجـرف وراء هـذه الفـكـرة أو تلك الأقـوال أو ذلك المنطِق ، لأن لدي أفـكاري وأقـوالي ومنطِقي ولم يتـطـلـّـب الموقـف مني يوماً أن أكـون تابعاً إلاّ لمانح الحـياة ، وكم من مرة زجـرَني هـذا وسـخـرَ مني ذاك من مقـرّبـين إليّ أو بعـيدين دون أيّ ردّ فعـل مني سوى إشارتي لهم نحـو الطريق والحـق والحـياة مما كان يُـزيد من إستهـزائهم بيّ ، وفي نهاية المطاف صار بعـض منهم في عِـداد المفـقـودين لا في ساحة حـربٍ ولا عـلى أسرّة المستـشفى بل في أحـواض غامضة السوائل أو في معـتـقلات مجـهولة المكان وأنا آسف ومتألم لهـكـذا نهايات التي حَـذرْتُ بعـضـَهم منها يوماً فإستـخـفـّـوا بنـصيحـتي ، فـماذا يجـني الإنسان لو ربح كـلمة ( بـراﭭـو – عـفـية عـليك ) في فـراغ النظريات وخـسر نـفـسه في واقع الزنزانات ؟ والبعـض الآخـر حي يُـرزق اليوم يعـرف قـيمة هـذا الكلام .
أتـذكـر أيام المهـرجانات في ألقـوش الصغـيرة ، ظاهـرها إحـتفالٌ بثورة 14 تموز الوطنية الأصيلة ، وباطنها إبتهاجٌ بثورة أوكـتوبر 1917 الأجـنبـية الدخـيلة كان حـجمها النسبي في تلك الأيام كمظاهـرات ﭙاريس ولندن اليوم ومن بـين تلك الذكـريات خـروجُـنا نحـن أطفال المدارس الإبتـدائية وأكـيد كان معـنا طلاب المدرسة الثانوية في مظاهـرة إحـتجاجـية نطالب فـيها بجعـل يوم الأحـد عـطلة رسمية بالهتاف الجـماهـيري – لا دَوام يوم الأحـد ... من الآن إلى الأبـد – إذن هـذه فـرصة جـيدة لي أنْ أدّعي النضال ، وحالي حال الكـثيرين ( الذين لم نسمع بأسمائهم ولا بنشاط منسوب إليهم سابقاً ) بعـد أن غادروا العـراق إدّعَـوا النضال والكـفاح فـتاهـت الحـسابات ، وصار أخـضر الأغـصان يُـباع بسعـر الوريقات اليابسات ، فـيكـيلون نـضالاتهم بالوزنات وليس بالغـرامات ، ويقـيسون إضطهاداتهم لا بالكـُـشـتـبانات بل بالقـرطالات ( سلات كـبـيرة تـُـحـْـمَـل عـلى البغال لنقـل الفاكهة المحـليّة تـُـنسَج في شمالنا العـزيز من أغـصان رفـيعة ) ويتلـفـَّحـون برداء التـقـدمية والإشتـراكـية واليسارية بأقـمشة أطوالها بالكـيلومترات ، حـمراء مرصّعة بمنجـل والدي الفلاح البسيط ومطـرّزة بـﭽاكـوﭺ جـيرانـنا وأقـربائنا الطيِّـبـين الحـدّادين آل وزّي . أقـول عـن أولئك صاروا يحـكـون لنا اليوم قـصصَ النضال والكـفاح والمجازفات فـهـربوا من بطش السلطات ! إلى أين ؟ إنهم لم يطـلبوا ﭭـيزا الحـماية من بلد الحـرية الأم العـزيزة ( الإتحاد السوﭭـيـيتي المُسيّج بطـَـوق فـولاذي ) ولم يـبحـثـوا عـن الديمقـراطية في ( ألمانيا الديمقـراطية ) ولم يشتاقـوا إلى رفاه الشعـوب في ( الصين الشعـبـية ) بل طلبوا حـق اللجـوء من بلدان رأسمالية تمتص دماء الشغـيلة ( أميركا ) وأنانية مقـيتة ( أستراليا ) ويمينية رجـعـية ( كـندا ) وإحـتـكارية مكـروهة ( إنـﮔِـلـترا ) ولم يخـطـطوا للإستـقـرار في بلد الشعـبَـيْن المتآلفـَـين المنسجـمَـين الـﭽـيك والسلاﭫ ( ﭽـيكـوسـلوﭭاكـيا ) أو الدويلات الخـمس المتحـدة في ( يوغـوسلاﭭـيا ) وإنما هاجـروا بطريق أو بأخـرى متحَـمّـلين المشـقات إلى بلدان التـفـرقة والقـذارة ( أورﭙا ) . أتـذكـّـر البعـض في أيام نهاية الخـمسينات وأوائل الستينات وأنا صبيٌّ ( وهـذا البعـض حيٌّ يُـرزق اليوم تـلـَـوَّنَ متدرجاً بكل ألوان الطيف الشمسي مبتـدئاً بالأحـمر ومنـتهياً بالبنـفـسجي ، من مناضل ضد أنظمة الحـكم إلى بعـثي مخـفي إلى آشوكـلداني ثم ديمقـراطي وبعـدها شعـبي وتـنـظيمي ومسيحي ومَن يدري غـداً ... أوغـندي هـندي ، المهم عـنده الفـلوس وحـيث تكـون الفـلوس تــُـنـتـبَـذ المبادىء ........ ) أقـول عـن أولئك البعـض كان يهمّ في جـمع تـواقـيع الأهالي الأبرياء الواثـقـين بإخـوانهم أبناء بلدتهم عـلى طلباتٍ ظاهـرها حـقـوق قانونية شرعـية إنسانية كالماء النقي والكهرباء لقـصبة ألقـوش وتبليط أزقـتها ، ولم نعـلم بـباطنها إلاّ بعـد أنْ كـبرنا ، فكانت برقـيات تأيـيد إلى جهات وجهات ، لو صرّحـوا بها في وقـتها ما كان يرغـبها كـثير من الآباء والأمهات ، مما خـدع القـيادات وشـوّه التصوّرات وفـقـد عـندهم توازن المعادلات ، فـكانـت توجـيهاتهم إلى قاعـدتهم لا تـتـناسب مع أرض الواقعـيّات ، وكـمثال عـلى ذلك لا الحـصر ، كان المهرجانيون يهتـفـون بأهازيجهم بلحـن أغـنية ( خايف عـليها - لناظم الغـزالي ) ويقـولون : عاش الزعـيمي - عـبد الكـريمي - حـزب الشيوعي بالحـكم مطـلب عـظيمي ـــ يا حـشّاش إش ورّطك - والدولار إش قـشمرَك - يجي يوم نِسَحـْـسِلـَـك (2) - عاش الزعـيمي ........... ، هـذا في موسكـو الصغـيرة ألقـوش فـما بالكم بالكـبـيرة ؟ وإذا كان البعـض لا يرضى بمقالنا البسيط هـذا وأحـداثِه الجارية حـين كـنا صبـياناً ، فـكـيف سيرضى بمقالاتـنا اللاحـقة عـن ظروف وأحـداث أدركـناها حـين أصبحـنا مراهـقـين ثم شُـبّاناً ؟

371
جـمعـية تـلكـيف الكـلدانية الأستـرالية وأمسيتها الإجـتـماعـية في سـدني
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
أقامَـتْ جـمعـية تـلكـيف الكـلدانية الأسترالية الفـتـيّة في سـدني مساء يوم السبت 25 حـزيران 2011  حـفـلة في قاعة نادي الثـقافة الآثـوري ، تمَـثــَّـلتْ بأمسية إجـتماعـية حـضرها أبناء جاليتـنا من الكـلدان والآثـوريّـين . وكانـت قـد وُجِّـهَـتْ دعَـوات للمشاركة فـيها فـحـضر قـنـصل جـمهـورية العـراق في سـدني السيد محـسن السامرائي وممثـلو الصحـف المحـلية أصحاب الإمتياز السيدة وداد فـرحان - ﭙانـوراما ، السيد موفـق ساوا - العـراقـية ، السيد فـيايـب بَـشـّي - سـورايا ، وممثـل عـن صحـيفة الفـرات الغـراء ، وممثـل منـظمة السلام العالمية - سدني . وإنـطلاقاً من ستـراتيجـية الجـمعـية في الإنـفـتاح عـلى أبناء جاليتـنا كافة وعـدم التـقـوقع والإنكـماش عـلى الذات هـذا من جهة ، ومن جهة أخـرى رغـبة هـيأتها الإدارية وكافة أعـضائها في ربـط أواصر الأخـوّة وجـسور المحـبة والتعاون مع أبناء جاليتـنا قاطـبة ، فـقـد وُجهَـتْ الدعـوة أيضاً إلى نـشـطاء بارزين وإلى كـل جـمعـياتـنا الإجـتماعـية والأكاديمية بصورة تجـسّـدَتْ بـكـل محـبة بـ ( بـطاقـتـين مجانيّـتين تعـبـيراً صادقاً عـن مشاعـر المودّة والإحـتـرام لكل منها لتـكـون بمثابة ... يارا *** مرفـقة مع بطاقات أخـرى لتـوزيعها وإتاحة الفـرصة لمشاركة فـرحَـتـنا هـذه أكـبر عـدد ممكن من أعـضائها وأبناء جاليتـنا بصورة عامة ) . وإستمتع الحاضرون مع المطرب سـلمان بأغانيه المتـنوّعة العـصرية بالعـربي والسورث معـبراً عـن محـبته للجالية الكـلدانية وفـرقـته الموسيقـية المعـروفة ، ومع المطرب فائق بهجـت الذي نـقـلـّـنا إلى الأجـواء البغـدادية والمصلاوية القـديمة بالأغاني التراثية الأصيلة . لقـد تمـيَّـزتْ الحـفـلة بكادر إدارتها ذي القـدرة التـنـظيمية الجـيدة والتـحَـمُّـس إلى تـقـديم أفـضل خـدمة ممكـنة للمحـتـفـلين إبتـداءاً من الدخـول إلى القاعة حـيث الطاولات المرقـمة مع قـوائم الأسماء وأرقام البطاقات مدوّنة في جـداول مهـيّأة مسبقاً والتي أجـريَـتْ عـليها قـرعة فـفازت عـدة بطاقات بجـوائز قـيمة ، ثم جـوائز الـ ( رفل تِـكِـتْ ) الكـثيرة ، وهـدايا لأفـضل مشارك في الدبكات الشعـبـية بالإضافة إلى ثلاث جـوائز لأفـضل ثلاث مجـموعات ثـنائية راقـصة ، وأسـمَعَـنا الأخ شابا عـيسى شعـراً بالمناسبة وأكـرِمَ بهدية . وقـد لـفـتَ رئيس الجـمعـية الأخ سامي ﮔــَـمـّـو وسكرتيرها الأخ أركان بَشّي إنـتـباهـنا حـين بادَرا ورحـَّـبا بكـل الحاضرين فـرداً فـرداً بتحـية وذلك عـند مرورهـما من بـين الطاولات . وقـد أدار مراسيم الحـفـلة عـريفـها الأخ سامي عـبدال مبتـدئاً بالسلام عـلى الجـميع ثم كانـت كـلمة رئيس الجـمعـية مُرحـباً بالحاضرين بثلاث لغات العـربـية والسورث والإنـﮔـليزية ، وصُـوِّرَتْ الحـفـلة بكاميرا الـﭭـيديو والفـوتوﮔـراف للأخ داود المصور الرسمي لصحـيفة ﭙانوراما ، وإستـمرتْ فـعاليات الحـفـلة إلى ما يقارب الساعة الواحـدة بعـد مـنـتـصَـف الليل . وبالمناسبة فـقـد وُزعَ لكـل عائـلة حـضـرَتْ الحـفـلة ( سي دي – مجاناً ) للمطـرب إسماعـيل الفـروة ﭽـي يحـمل عـنواناً : تـراتيل - سـيدة العـراق - . إن كـثرة البطاقات المجانية الممنوحة للمدعـوّين والهدايا العـديدة للبارزين والنشيطين تـدل عـلى أن الهدف الرئيسي للأمسية لم يكـن زيادة الرصيد المالي للجـمعـية وإنما زيادة المحـبة والإنسجام بـين الجـميع وقـضاء أوقات بهـيجة وسعـيدة مع الكـل سـويّة . هـذا وقـد عـلِمْـتُ من أحـد أعـضاء الجـمعـية أنه كان في مخـطـّـط إدارتهم الوصول إلى كـل ممثـلي جـمعـيات ولجان جاليتـنا البالغ عـددها إثـنان وعـشرون ، إلاّ أنّ عـدم معـرفـتهم بجـميع السادة ممثـليها وعـدم التـعـرّف عـلى مَن يقـودهم إليهم حال دون الوصول إلى البعـض منهم وهم آسـفـون عـلى ذلك .
ما معـنى : يارا ؟
... يارا *** مصطـلح قـديم إنـتـفـتْ الحاجة إليه اليوم في أغـلب القـرى ولا يعـرفه الجـيل الجـديد الذي نسـمّـيه بزر ﭽـوكـليت وقـد لا يعـرفه بعـضٌ مِمّن هم بأعـمارنا أيضاً ، كان متداولاً بـين أهالي ألقـوش عـندما كانـوا يُـربّـون الدجاج في السراديـب القـروية والتي تـسمى ( بــِكارِ = والتي تعـني مسكـن الدواب ) . فـقد كان هـناك معـتـقــَـدٌ موروثٌ سائـدٌ بـينهم مفاده أنه يمكـن تـحـفـيز الدجاجة عـلى وضع الـبـيض إذا رأتْ بـيضة (( قـد تكـون عـملية شـبـيهة بالتـوحّم )) فـيعـرضون أمامها نـموذجاً لها في مكان مناسب داخـل الـ - بــِكارِ - كي تـراه وبالتالي سـوف تـتـشـجَّع وتـنجـذب إليه فـيتـحَـفـّـز مبـيضها بإيحاء ذاتي فـتـضع بـيضاً بجانبه ، إنّ البـيضة المعـروضة ( مجاناً ) أمام الـدجاجة تـسمى  ... يارا *** .   



372
حـوار بارد في شـتاء قارس مع الكاتب " الكـوني " اهاروأ
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
أجـرَت صحيفة ( حُـبّا ) الصادرة في محلّة خـْـتيثا الواقـعة في قلعة نبوخـذنصر ، مقابلة مع الشاويش - اهاروأ - صاحـب المتاجـر المعـروفة بإسمها المُركـّـب الإنـﮔـليزي – العـربي ( بُـلِـزْ روثْ جـنـرال ) وإليكم جانب من تلك المقابلة :
الصحـيفة - سلام الرب معـكم أيها الأخ والحـب منا لكم .
الشاويش - ومع روحـكم ، ولكن من أين لكم الحـب ؟
الصحـيفة - نحـن لا نملك الحـب بل نحـن الحـب ، وينبع منا وإسمنا يدلّ عـلينا وليس لدينا شيئاً آخـراً نعـطيه لك .
الشاويش - عـفـواً ومعـذرة فـقـد أخـطأتُ الظن وإنّ بعـض الظن إثـمٌ .
الصحـيفة - لا إثم عـلى مَن أخـطأ وإعـتـذر ، فالجـميع أخـطأوا وأعـوَزَهم مجـد الله .
الشاويش - نحـن لا يعـوزنا شيء سوى الشفاء من ألم كـتاباتـكم التي تـغـلي أحـشاءنا .
الصحـيفة - وهـل لديكم أحـشاء ؟
الشاويش - أحـشاء فارغة وصـمّاء .
الصحـيفة - إذن فهي لا تسمع ولكن نـقـول لك : بإسم يسوع الناصري قـم وإمشِ .
الشاويش - يا ألله .
الصحـيفة - هـل لنا أن نسألكم ماذا يعـني إسمكم ؟
الشاويش - إسمنا من بـيت الزقـورة و لا نـدري معـناه !
الصحـيفة - حـبـيـبي ، الزقـورة في أور ، أما المعـنى فـسهـل جـداً .
الشاويش -  بأبي أنت وأمي ، هـلاّ قـلتَ لي المعـنى ؟
الصحـيفة - هـو النابع والطالع والخارج والقادم من أرض الكـلدانيّـين .
الشاويش - هـل هم أربعة الذين خـرجـوا من أرض الكـلدانيّـين؟
الصحـيفة - كلا ، بل هـو واحـد إسمه أوراهم وعـقـيلته سارة من أور الكـلدانيّـين ومن نسله صار الخلاص .
الشاويش - إذن الويل عـليّ إنْ لم أبشـِّـر .
الصحـيفة - البشرى إنـتـشرتْ ولكـنك يمكـنك أن تـنـضم إلى الأرتال . 
الشاويش - لكن الـﮔـلب رِﭽـيـﭻْ .
الصحـيفة - خـذ لك مُقـوّيات .
الشاويش - شكـراً عـلى النـصيحة ولن أنسى فـضلكم .
الصحـيفة - ثم ودّعـناه كـعادتـنا بمثل ما إستـقـبل بالحـب والسلام .

373
تـهـنـئة إلى أبونا ﭙـولص خـمي الموقـر في يوبـيله الكهـنوتي الذهـبي

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
تهـنـئة من مشاعـرنا وأحاسـيـسنا القـلبـية إلى أبونا ﭙـولص خـمي بمناسبة يوبـيله الذهـبي عَـبـرَ مسيرته الكهـنوتية الطويلة . خـمسون سنة مقـدّسة بالقـداديس والعِـظات والتعـليم المسيحي والعـماذات والبوراخات والأهم من جـميعـها نـظافة القـلب والإبتعاد عـن العـمل خـلف الكـواليس ، إنها شهادات حـية تـؤهّـل كاهـن الرب لينال إستحـقاقاً في ملكـوت الرب الأبدي . ولا يسعـنا إلاّ أن نبارك أبونا في هـذه المناسبة السعـيدة طالبـين من يسوع الملك أن يحـفـظه إلى يوبـيله الماسي ، ورغـم تـواضعه وعـدم التباهي بنـفـسه إلاّ أنـنا نحـن البديل فـنـفـتـخـر به عِـوضاً عـنه ، إن عـظمة الإنسان ليست بنياشينه وإنما بما يقـتـنع به ضميره أمام الله .
لنا ذكـريات مع أبونا ﭙـولص : ( 1 ) في ألقـوش كان قـريـباً منا نحـن شباب  الأخـوية وخاصة أصحاب الأصوات المقـبولة في القـداس . وفي صيف عام 1963 وأنا ناجـح إلى ( الصف الثالث المتوسط ) مرّت عائلتي بظروف صعـبة وقـلقة جـداً ، حاول أبونا أن يكـون كـريماً وسخـياً معـنا ولو بشيء بسيط بطريقة لا أشـعـر بها إلاّ أنـني كـنـتُ ذكـياً وبنـفـسيّـتي الأبـيّة تـظاهـرتُ بأنـني لستُ أفـهمه وأخـيراً رفـضتُ دون أن يشعـر بأنـني عـلى عِـلمٍ بسخائه وكـرمه .
( 2 ) وبسبـب تلك الظـروف وبسبـبي أنا ! واجه الأب ﭙـولص ( وهـو عـلى نيّاته ) موقـفاً مُـحـبــِطاً ولـَـوماً وإنـتـقاداً من المرحـوم الأب عـبد الأحـد عـوديش ! كـيف ؟ تـلقـّـينا رسالة بريدية من أخـتي في كـركـوك تـطـلـبُ فـيها حـضور والدتي فـوراً ، فـرافـقـتــُها في سـفـرها في حـين صارت جـدّتي من أمي بديلاً في البـيت ، ومن كركوك سـرّني فـبعـثـتُ للأب ﭙـولص رسالة ذكـرتُ فـيها عـن وصولنا وإطـمئـنانـنا عـلى ظروف أخـتي وأسرتها وعـن رجـوعـنا القـريـب إلى ألقـوش . وفي جـلسة مسائية للكهـنة المرحـومين جـميعاً ( هـرمز صنا – عـبد الأحد عـوديش – يوحـنان ﭽـولاغ – ولا أتـذكـر غـيرهم ) مع المطران عـبد الأحـد صنا في الـ قـونـَـخ مقـر المطرانية في ألقـوش ، وهم يتـداولون في شـؤون القـرية وأهاليها ومشاكـلها ومعـوّقاتها ، جاؤوا بـذكـر عائلة عـبو سـيـﭙـي مستـفـسرين عـن حالها وكـيف تــُـدير وتدبّـر ربّة الأسرة أمورها ( والوالد أسير أربعة أيام في دير الربان هـرمزد وحـوالي الشهـر في قـرية خـورّك التي تبعـد مسافة بضع ساعات مشياً من الدير ، وتلك قـصة فـريدة مثيرة ومُـشَـوّقة لنا ، بقـدر ما هي خـجـل وإدانة للبعـض وتستحـق أن أوثـقـها وأنشرها يوماً ) والمهم في تلك الجـلسة أن أبونا ﭙـولص شارك في الحـديث متشجـعاً بالرسالة التي إستـلمها مني فـقال : هـذه العائلة بخـير وحالياً الأم مع إبنها الشماس في كركـوك لزيارة إبنـتهم وسوف يرجـعـون إلى ألقـوش قـريـباً ، إذن ! الأب ﭙـولص البطـناوي يعـرف تـفاصيل جـيدة عـن عائلة ألقـوشية أكـثر من الأب عـبد الأحد عـوديش الألقـوشي ! فسأله الأخـير : رابي من إيكا إتــّـوخ كـُـل أنْ معـلومات ( أبونا من أين لك كل هـذه المعـلومات ؟ ) فـلما أجابه الأب ﭙـولص بخـصوص الرسالة ومضمونها ، إنـتـفـض الأب عـبد الأحـد عـوديش قائلاً : آيتْ بـيـبَـطنايا ثِـلـّـيلـوخ كـْـثاوا من شماشا وأخـني ناشـِد ألقـوش ، لا ؟ إنْ ﭙـشْـلوخ آخا خـَـكـْـما يَـرخِ خِـنـِّه ، أخـني زيلِخ مْـهَـجْـرِخ من ماثا ! ( أنت البطناوي وصلتك رسالة من الشماس ونحـن من أهالي ألقـوش ، لا ؟ إذا بقـيتَ هـنا بضعة أشهر أخـرى ، نحـن سنهاجـر من القـرية ! ) . فـقال له الأب : لا يا أخي ، لماذا تهاجـر وأنت إبن القـرية ، أنا سأغادر . وهـناك طِـرفة حـقـيقـية لابد أن أذكـرها ، وردتْ عـلى لسان الأب عـبد الأحـد عـوديش حـين إحـتـفل بـيوبـيله الذهـبي بقـداس إحـتـفالي ، فـصار الناس يهـنـئـونه بالمناسبة السعـيدة ومباركـين له هـذا الفـخـر والإمتياز المـقـدّس وطالبـين له كل الخـير وقائلين له : رابي ، دوكـثـوخ وولا حاضر بـﮔـو ملكـوثا د شمَـيّا ، آيـِتْ بْـيَـتـوِتْ ميَـمنِـد آلاها ، قـنيلوخ خايِ أبَـدينايِ ، وول مَـنـزالوخ بـشـمَـيّا مُـحِـضـْـرا طالوخ ، .... ( أبونا ، إن مكانك جاهـز في ملكوت السماء ، أنت ستـجـلس عـند يمين الله ، حـصـلتَ عـلى الحـياة الأبدية ، إنّ منزلك في السماء مُـجَـهَّـزٌ لك ، .... ) . فـصفـن الأب عـبد الأحـد طويلاً وتـنهّـد ساحـباً نـفـساً عـميقاً ونـظـر إلى السماء بعـيداً وقال : إيه لـَـكـيذِخ ، إيث مندي تاما ، ليث ؟ بْـسَـﭙْـرِخ ( ولكن لا نـدري ، هـل يوجـد هـناك شيء ، أم لا ؟ نـنـتـظر ) .
( 3 ) في الشيخان ( عـين سـفـني ) تـطـلـّـب الأمر مني أن أسافـر إلى الشيخان لمراجـعة دائـرة التجـنيد شتاءاً في سنة 1970 أو 1971 وهـناك مررتُ عـنـد الأب ﭙـولص في داره القـريـبة من الكـنيسة وكانت معه في الدار أخـته ( ووالدته إنْ لم تـخـنــّي ذاكـرتي ) - بعـد مغادرته ألقـوش - . وإتـفـقـنا أن أحـضر صباح يوم الأحـد عـندهم لتسجـيل قـداس ، وهـكـذا سافـرتُ مساء يوم السبت اللاحـق إلى عـين سفـني وذهـبتُ إلى دار الأب وتسامرنا بألحان كـنائسية سوية مع رجـل آخـر أعـتـقـد كان مخـتاراً . ولما حان وقـت النوم وإذا بفِـراش أنيق وثلاث بطانيات فـتاح ﭙاشا جـديدة ، وماذا ؟؟ كـيس ماء ساخـن جـداً ! قـلت : ما هـذا يا أبونا ؟ قال لتـدفـئة رجـليك ! أيّ إحـساس إنساني هـذا يا أبونا ، وهـل هـناك الكـثير من الناس بهذا الإحـساس ؟ نعـم ، لأن الحـياة إذا خــُـلِـيَـتْ قــُـلِـبَـتْ ، إلاّ القلة التي قال عـنها المطرب : مْـنين أجـيـب إحـساس لِـلـّـي ما يحِـسْ . ..... . وفي صباح اليوم التالي سجـلنا القـداس أنا وأبونا عـلى شريط بكـرة ، ثم الفـطور وبعـدها الفاكهة وأخـيراً ودّعـته وغادرتُ الدار ولاحـظـته يعـطي للمرحـوم هـرمز عـوديش ( ألقـوشي ) نـقـوداً كي يرافـقـني إلى الـﮔـراج  ويـدفع إجـرة سفـري إلى الموصل بإعـتـباري أنا طالب في مرحـلة الدراسة .
نـتمنى كـل الخـير لأبونا ﭙـولص خـمي في سان ديـيـﮔـو ، وحـياة كـهـنوتـية مليئة بالنعـمة والسعادة الروحـية ، ونأمل أن تـزور أستـراليا قـريباً فـستـكـون في دارك و كـيس الماء الحار جاهـز من الآن ، وإلى 125 سنة من العـمر لأبونا لا أكـثر .



374
اليوبيل الذهـبي لسيادة المطران جـبرائيل كساب الجـزيل الإحـترام
رئيس أساقـفة أستـراليا ونيوزيلاندا




بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
جـرت مساء يوم الجـمعة الموافـق 10 حـزيران 2011 في سدني إحـتـفالات مهـيـبة أشبه بمهـرجان بمناسبة اليوبـيل الذهـبي للرسامة الكهـنـوتية ، والخامسة عـشر للرسامة الأسقـفـية لسيادة المطران جـبرائيل كـساب حـضره أكـثر من 500 مُـحـتـفِـل ومن بـينهم ممثـلي الكـنائس المتـنوعة في سـدني ، ومسؤولين في الدولة ومنظمات سياسية وإجـتماعـية عـديدة . وقـد قـُـرِأتْ كـلمات عـديدة بالمناسبة ، ومن بـينها : كـلمة تـهـنـئة من رئيسة الوزراء جـوليا ﮔِـلـَـر قـرأها ممثـلها السيد كـريس باون وزير الهـجـرة الأستـرالي ، وكـلمة رئيس وزراء نيو ساوث ويلز قـرأها ممثـله السيد باري أورفـول نيابة عـنه ، وكان قـد بعـث السيد كـيـﭭِـنْ راد وزير الخارجـية من الخارج برسالة ﭭـيديـويّة شاهـدناها جـميعـنا عـلى الشاشة يهـنىء فـيها سيادته بصورة خاصة لِـما تـربط بـينهما من عـلاقة حـميمة ، بالإضافة إلى كـلمة مؤثـرة للأسقـف ممثل الحـبر الأعـظم سيدنا الـﭙاﭙا في أستراليا ، وقــُـرِأتْ برقـية تـهـنـئة السيد هاﭭال عـزيز ممثل إقـليم كـردستان في أستراليا ونيوزيلاندا ، ثم ألقى القـنصل العـراقي في سدني كـلمته هـنأ فـيها سيادة المطران بهـذه المناسبة السعـيدة والقـيّـمة ، كما ألقى سيادة المطراﭙـوليط يعـقـوب دانيال كـلمة قـيّـمة بهـذه المناسبة نيابة عـن جـميع الأساقـفة وممثـلي الكـنائس الحاضرين ، وألقى الكـهـنة الموقـرون من كـنيستـنا الآباء الأفاضل ( ﭙـول منـﮔـنا ، يوسف جـزراوي ، جـوزيف ) ثلاث كـلمات بثلاث لغات الكـلدانية والعـربـية والإنـﮔـليزية ، هـذا بالإضافة إلى كـلمات عـديدة من ممثـلي التـنظيمات الأخـرى ، وكان السيد سمير يوسف عـضو مجـلس محافـظة فـيرفـيلد عـريفاً للحـفـل وقـرأ كـلمة إرتجالية هي تـهـنـئة من محافـظ فـيرفـيلد وكـذلك نيابة عـن السيد أنور خـوشابا نائب محافـظ فـيرفـيلد .
وقـد شارك في فعـاليات هـذا المهـرجان جـوقة أطـفال بنشيدهم الجـميل وفـرقة الإنشاد من كـنيسة مار توما الرسول في سدني بنشائدهم وتراتيلهم ، ثم بمقامات كـنسية وأغاني تراثية أداها المطرب القادم من ملبورن يوسف عـزيز مشاركة مع المطربة رونـدا ﮔـورﮔـيس يعـقـوب
. أما صباح يوم الأحـد 12 حـزيران فـبهـذه المناسبة أيضاً كان هـناك مهـرجان دينيّ آخـر في كـنيسة مار توما الرسول حـيث قام سيادته برسامة مجـموعة كـبـيرة من الشمامسة بدرجة قـراء ، والبعـض الآخـر إرتـقـوا إلى درجة رسائـلي ( هـوﭙَـثـيـقـنا ) وإثـنين من الشمامسة إلى درجة إنـجـيلي ( إنـﮔـيلايا ) . وبعـد ذلك كان الجـميع ( الضيوف والمؤمنين ) مدعـوين إلى مأدبة غـداء فـخـمة في قاعة الكـنيسة أعـدّها سيادته بالمناسبة .
إن هـذه المناسبة هي محـطة بارزة من حـياة سيادة المطران تدل عـلى خـدمة طـويلة في حـقـل الرب أدى فـيها خـدمات لا تـحـصى من الإرشاد والوعـظ والتعـليم المسيحي ومحاضرات لطـلبة الإكـليروس في السيمينير ، هـذا بالإضافة إلى آلاف أو عـشرات الألوف من طـقـوس العـماذات وتـناول القـربان المقـدس لأطفالنا والبوراخات لشبابنا وشاباتـنا .
أن سيادة المطران خـدم كـكاهـن كـنيسة القـلب الأقـدس في بغـداد ثم أسقـف في أبرشية البصرة ومنها أسقـف في أبرشية أستراليا ونيوزيلانـدا وإلى اليوم . ومنذ وصوله إلى أستـراليا بـدء يترك بصماته في أبرشيتـنا ونسج شبكة من الجـسور بـينه وبـين الجالية بزياراته الكـثيرة لعـوائـلنا وإلى ممثـلي مخـتلف الكـنائس ، كما أن له عـلاقات جـيدة مع ممثـلي الحـكـومة الأستـرالية والتـنظيمات الأخـرى ، وأتـذكـر مقـولته حـين وصوله إلى أستـراليا قأل : أنا لست مطراناً للكـلـدان فـقـط وإنما أنا مطران للجـميع .
ألف تـهـنـئة لسيادة مطـرانـنا الجـليل في يوبـيله الذهـبي متمنـين له حـياة روحـية هـنيئة وأياماً دنيوية سعـيدة بـين أبنائه المؤمنين في أستراليا ونيوزيلانـدا ومع كـل الشعـب في البلدَين ومعارفه وأقاربه في العالم ، كما نـتـمنى ونـطـلب من الرب أن يمد حـياتـنا لنـشهـد يوبـيله الماسي ، وإن غـداً لناظره لـقـريـب .

375
هـل يـطـول القـداس في كـنيسة مار توما الرسول / سدني ؟
( 6 – الأخـير )

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني – حـزيران 2011

michaelcipi@hotmail.com
القـداس الأول
في صباح يوم الأحـد 8 آيار 2011 دخـلتُ الكـنيسة لخـدمة القـداس الأول ( البسيط - ليس قـداساً إحـتـفالياً ) وقـبل أن يـبدأ نـُـوِّهْـتُ ! إلى عـدم إطالته ظـناً بأنـني سأكـون السبب فـيه ، طبعاً لِـما يُـعـرَف عـنا بالمناورة في المقامات الكـنسية . وقـبل الخـوض في الموضوع أقـول إنّ الكـتاب المقـدس يزوّدنا بمشهد ليسوع الرب واقـفاً أمام ﭙـيلاطــُسْ دون أن يرتجـف وفي البرية دون أنْ ينحـرف ، وينقـل لنا الجـدل الذي دار بـين ( مضطهـِد المسيحـيّـين بعـد القـيامة ثم صار رسول الأمم ) القـديس مار ﭙـولص الذي إنـتـصر رأيه عـلى مار ﭙـطرس ( زعـيم الرسل المعَـيَّـن مِن قِـبَـل الرب ) في مجـمع أورشليم ولم يـقـل أنا الزعـيم - الرسالة إلى غلاطية 2 : 11 ، فـتــَـعَـلـَّـمْـنا منه أن الحـق لا يعـرف مجاملة الأصدقاء ولا الرياء أمام الأمراء ولا الخـجـل إزاء العُـرفاء ولا الخـوف من الأقـوياء . إذن في المسيح ليس هـناك صغـير وكـبـير ، عـبد وسيد ، فهو الذي قال دعـوا الأطفال يأتون إليّ ... كـبـيركم خادماً لكم ... إنْ لم تولـدوا من جـديد .... يا ناقـصي الإيمان ...... كما إنـتـقـد يسوعُ الفِـرّيسيَ الذي ضـَـيَّـفـَه وهـو يأكل عـنده ( بصورة غـير مباشرة موجِّهاً كلامه إلى سمعان ) ...... فأقـول : إذا صَدَحـْـنا شـَـدواً بمقاماتـنا تسبـيحاً للرب فـوق قـمم الجـبال فسطـوحُها ومنحـدراتها سـتــُسَـبِّحُه معـنا بصداها والكهوف ستمجّـده برنينها ، ولكن أي صدىً سنسمع من سـفـوح الوديان وأيّ رنين ستـطلقه شـقـوق الشُطآن ، فـهل نـُـدَنـدِن لوحـدِنا عـند الخـُـلجان ؟ .  
إن التـنويه المار الذِكـْـر بقي عالقاً في ذهـني ولم يمر عـليّ مرَّ الكـرام بل دفعـني إلى أن أبرهـن سَـهْـوَه فـقـمتُ بجـرد كل ما هـو مَـنوط بالشماس من مقاطع صلوات القـداس البسيط التي يرنمها فـردياً ، وحـسبتُ أولاً الزمن الذي يستغـرقه في أدائها شماس لا يُـجـيد المقامات ولا يمكـنه التـفـنـُّـن بها ، وبعـد ذلك حـسبتُ الزمن الذي يستغـرقه شماس آخـر يُـجـيد المقامات ويُـناور بها رافعاً طبقات صوته إلى الأعالي ثم يرجع في مسارات منحـنية ليستعـدل بها إلى مستويات أفـقـية طبـيعـية في جـولة تسبـيحـية وناقلاً المؤمنين معه إلى فـضاءات سماوية وهم يستمتعـون بأجـواء ألحان ملائكـية ، ولما قارنـتُ الزمَـنـَـين ذينك كان الفـرق بـينهما خـمس دقائق ونصف فـقـط كـحـد أقـصى لا أكـثر ، إذن ! إذا أطال الشماسُ القـداسَ بمقاماته فإنه مِن جانبه يُـطـيله بـ (    30 : 5 دقـيقة ) فـقـط ويمكـن أقـل ، وهـذه الدقائق سوف لن تـؤخـر إطلاق المركـبات الفـضائية من قـواعـدها ! . والآن جاء دَور السؤال : لماذا يـطول القـداس ؟
الجـواب : يتـركـّـز السبب في أربع محاور ( 1 ) الكاهـن  في قـراءته التوصيات لجـمهور المؤمنين بعـد الإنجـيل ، ونحـن في القـرن الواحـد والعـشرين حـيث تكـنولوجـيا وسائل الإعلام كالإنـتـرنيت وما يرتـبط بها من ( إيمَيل - فـيسبوك – موقع الكـنيسة الإلكـتروني – المواقع الإلكـتـرونية العامة ) يمكـن الإستعانة بها لنشر أيّ إعلان أو توصيات إسبوعـياً كما في بعـض الكـنائس ، وإذا قال قائل أن جـمهور المصلين لا يعـتمد عـلى هـذه الطريقة في متابعة الإعلانات وتوصيات الكـنيسة ، أقـول نعم لأن الكـنيسة لم تـتـبع هـذا الأسلوب ولم تــُعَـلـّم الناس عـلى هـذه الطريقة ليتابعـوا أخـبارها وثانياً لأنهم معـتمدون عـلى قـراءة الكاهن ومطمئـنـّـون بأنه سيقـرؤها بعـد الإنجـيل فـلماذا يُـتـعِـبون أنـفـسهم بحـثاً في المواقع الإلكـتـرونية ، ومن جانب آخـر يمكن الإعـتماد عـلى نشر التوصيات في لوحة إعـلانات تعـلق عـلى الجـدار الخارجي للكـنيسة وسيقـرؤها مَن يهمّه قـراءتها وبالإستمرار سيقـرؤها الجـميع هـذا بالإضافة إلى النشرة الأسبوعـية المتاحة للجـميع عـند باب الكـنيسة والمذكـورة فـيها جـميع التوصيات المقـروءة . ولا نـنـسى أن الكاهـن نـفـسه يضـطـر إلى تأخـير صلاته بـين حـين وآخـر أثـناء القـداس والتوقـف حـتى تـنـتهي الجـوقة من النشيد الذي إبتـدأتْ به ثم يواصل صلاتـَه . ( 2 ) الجـمهور  هـناك وقـت ضائع بـين نهاية صلاة الكاهن وبداية إستـجابة الجـمهور أو الجـوقة له حـيث تأتي متأخـرة وليس بعـد الكاهـن مباشرة ، ثم أن الجـمهور يستجـيب ويردد الصلوات بـبطىء شديد لأنه هـكـذا تـَـعَـلـَّـمَ منذ سنين طـويلة ، ويعـتمدون عـلى سرعة الكاهـن أحـياناً ويمكن ملاحـظة ذلك في مقـطع ( شوحا لاوَوْ لـَـوْرا وَلـروحا دقـوذشا عَـل مَـذبَح قـوذشا نِـهْـويه دوخـرانا دَوثولـتا مريم .....  فإذا بدأها بتباطـؤ يستجـيب له الجـمهـور بتباطـؤ أشد والعـكس بالعـكس ) . ( 3 ) الجـوقة  تلعـب دَوراً مُهماً في إطالة القـداس وبامكان قـيادتها وأعـضائها تـجاوز الوقـت الضائع إذا أرادوا ، فإستـجابتهم للكاهن في كل مقـطع ، تأتي متأخـرة وبطيئة كما ذكـرنا ، ومن جانب آخـر فإن أثـناء تـناول القـربان المقـدس تـُـملأ الأجـواء بتـرانيم جـميلة ( نشيد - مارَن إيشوع مَـلكا سْـغـيـذا ...... مثال ) يُـفـتـرض أن تـنـتهي التراتيل بإنـتهاء آخـر متـناوِل كي يواصل الكاهـن صلواته الخـتامية ، ولكـن الملاحَـظ أن الجـوقة تـنـتـظر آخـر المتـناوِلين ومِن بعـد ذلك تبدأ بـ مارَن إيشوع مَـلكا سْـغـيـذا .... الذي إنـتـفـتْ الحاجة إليه وسيستـغـرق وقـتاً ، في حـين هـو نشيد يمكن ترتيله قـبل إنـتهاء أعـداد المتـناولين . ( 4 ) الشمامسة في نشيد الشمامسة قـدّيش قـدّيش قـدّيش ... ، يُـعامَلون وكأنّ ليس لأحـد منهم أذناً موسيقـية تـُـمَـكــِّـنه من الحـفاظ عـلى الطبقة الصوتية للكاهـن ( أو الطبقة الصوتية المطلوبة في حـينها ) وعـليه ماذا يَعـملون ؟ إنهم ينـتـظرون (( زمناً ضائعاً )) ليَسمعـوا من عازف الموسيقى نبرة من جـهازه الموسيقي ، ومِن ثـَـمَّ ينـطـقـون بكـلمة قـدّيش ....! . وأقـول بملء فـمي ألف رحـمة وحـوسايا لأجـدادنا الشمامسة الذين لم يسمعـوا الموسيقى في حـياتهم ولم يحـتاجـوا إليها وهم في القـرى بـدون تـكـنولوجـيا ، ولم يأخـذ شخـصٌ بـيدهم ليقـودهم إلى الـ قـدّيش وغـير الـ قـدّيش ولكن الدهـر يَـومان ...... يوم ٌ .....  ويومٌ ...... . إنّ هـذه العـوامل التي لا ينـتبه إليها الكـثيرون نـتج عـنها هـذا الوقـت الضائع والذي بسبـبه صار القـداس طويلَ المدة ، فالشماس مهما تـفـنـَّـن في مقاماته فإنه لا يؤخـر قـداس هـذه الأيام .
ملاحـظة مهـمّة : إن القـداس ( وكل قـداس ) هـو ذكـرى العـشاء الأخـير الذي أوصانا الرب يسوع أن نعـمله لذِكـْـراه ولهذا نـقـول : ذِكـْـراكَ يا أبانا.... دُخـْـرانـَـخ أوونْ ..... ما عـدا أيام الأعـياد والمناسبات الطخـسية المخـصّـصة لإحـياء ذِكـرى قـديس أو مناسبة عـيد ما محـددة في التـقـويم الكـنسي فـيـُـذكـَـر إسم القـدّيس أو المناسبة ، هـذا مِن جهة ، ومن جـهة ثانية فإن القـداس يتـركــَّـز برمّـته عـلى نـَـص الكلام الذي نـطـق به الرب يسوع أثـناء العـشاء الأخـير في وصيته إلى التلاميذ والذي نسمّيه ( الكلام الجـوهـري ) ! إن وصف هـذا الكلام بـ الجـوهـري لم تأتِ إعـتـباطاً بل لأنه ثمين يساوي المصلوب والصليـب وعـندها يتحـوّل الخـبز والخـمر إيمانياً وعـقائدياً إلى جـسد ودم المسيح ، ولهذا ينـتـظره المُصَلي الحاضر في القـداس برهـبة وخـشوع مـتـناهِـيَـين ووَرَع  لا حـدّ له وساجـداً أو واقـفاً بإحـتـرام منقـطع النـظير ، فـيَسود أجـواء الكـنيسة صمتاً وسـكـوتاً ليُمَـكـّـنه من التـركـيز والمشاركة في الحـدَث ، لابل العـيش معه بروحه ووجـدانه حـتى ينـطق بها المسيح عـلى لسان الكاهـن ( هاناوْ ﭙَـغـْـرْ ... هاناوْ ديمْ ... ) عـنـدئـذٍ يحـصل الإنـفـراج بإبتهاج يـفـوق الوصف فـتــُـدَقّ الأجـراس ! لماذا ؟ لتـنبـيه الحاضرين إلى أنَ جـسد المسيح صار جاهـزاً وسوف نشاركه في مائدته المقـدسة ونـتـناوله بعـد قـليل ولهـذا نـرنـم أناشيدنا فـتـمتلىء بالفـرح قـلوبنا .  
طـيّـب ولكـن هـذا الوصف الذي ذكـَـرتــُه لا يتحـقـق !! لماذا ؟ لأن عازف الموسيقى يرافـق (( الكلام الجـوهـري )) للكاهـن بموسيقاه في كل صغـيرة وكـبـيرة مما يُـشْـغِـل مسامع الحاضرين عـن كـلمات الكاهـن وينـقـلهم إلى أجـواء أخـرى وما يرافـقـها من شـجـون ومشاعـر وأحاسيس فـيشرد ذهـنهم بعـيداً عـن جـوهـر القـداس فـيصبحـون حاضرين بأجـسادهم فـقـط أما أرواحـهم وتـفـكـيرهم تـصبح في أماكـن بعـيدة عـن الحـدث الربّاني . وقـد نـوّهـتُ إلى هـذه النـقـطة في عام 2008 في أحـد إجـتماعات الشمامسة بحـضور الأب عـمانوئيل ﮔـوريال وأيّـدوها وأخِـذَ بها مشواراً من الزمن ولكـن حـليمة رجعـتْ إلى عادتها القـديمة .
وأخـيراً لابـد من كـلمة : للحـفاظ عـلى نكهة المقامات أثـناء القـداس والإستمتاع بألحانه الملائـكـية وإنسجامها في آذان الحاضرين دون نشاز ، يُـفـتـرض بقائد الجـوقة أن ينـتبه إلى نوع المقام الذي يـبدؤه الشماس بعـد قـراءة الإنـجـيل لكي يخـتار النشيد أو الترتيلة المناسبة لذلك المقام دون تبـديله فـجائياً بمقام آخـر فـاقِـداً الـ هارمونيا عـند مسامع الحاضرين ومستبدلاً إيّاه بـ نشازية واضحة ، وإذا كان هـذا القائـد غـيرَ مُـلِـمّ بأمور ذوقـية كهذه فـلماذا لا يُـتـرك الموضوع للشماس المقـتـدر فـيـبدأ بالترتيلة ثم تـكـمّـلها الجـوقة ؟.



376
صدى مقالات الشماس عـن كـنيسة مار توما الرسول / سدني
( 5 )

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني - أواسط حـزيران 2011
michaelcipi@hotmail.com
إن اللهـجة الدارجة للغـتـنا الكـلدانية والمحـكـية في البـيت والشارع يُـطلق عـليها أحـياناً ( سْـوادايا ) وهي مشـتـقة من كـلمة سَـواد = العـدد الكـثير ، سَـواد الناس = عامَّـتــُهم ، إذن الـ سْـوادايا هي اللهجة العامّـيّة عـنـد أبناء شـعـبنا الكـلداني أياً كانـت تسميتهم والتي نـطلق عـليها شعـبـيّاً أيضاً لغة الـ سـورَثْ فـنقـول : كـْـمَحـْـكِ سورَث ( يـتـكـلـّم سورث ) والتي تـغـيَّـرتْ بمرور الزمن وتـداخـلتْ مع اللغات المحـلية والأجـنبـية المجاورة أو البعـيدة لأسباب طبـيعـية أو قـهـرية فـخـرجـتْ ممزوجة بألفاظ أو نبرات غـريـبة مبتعـدة عـن لغـتـنا الفـصحى الأصيلة والتي لولا الكـنيسة ورجالها الأشاوس الذين بغـيرتهم وإيمانهم حافـظوا عـليها عـلى الأقـل بـين جـدران الكـنيسة من التـدهـور والضياع ، أقـول لولاهم لـَـكانـتْ لغـتـنا اليوم تــُـعَـد من أخـوات المسمارية والهـيروغـليفـية والصُـوَرية . وكـنـتُ قـد كـتبتُ أربع مقالات حـول سلوك الشماس إسحـق المنـﮔـيشي في كـنيستـنا والذي منعـني من قـراءة الـ ( نـقـوم شـﭙِّـيـر ) مباشرة من الـ حُـذرا بالفـصحى أثـناء قـداس المطران مار جـبرائيل كـسّاب صباح يوم الأحـد 15 آيار 2011 طالباً مني قـراءتها من الـكــُـتــَـيـب الـﮔـرشوني باللهـجة السْـوادية التي أشـَّـرنا إليها في أعلاه ورَفـضـتُـها ، فـكـلـّـف غـيري وقـرأها حـسب رغـبته ، عِـلماً أنني سبق وأن قـرأتها ثلاث مرات في قـداس المطران والكاهن ، ولم يعـتـرض أو يُـسمِـعـْـني أحـد كلاماً سلبـياً أو إمتعاضاً أو تـذمُّـراً يستـحـق الإلتـفات إليه . أنا شـكـرتُ الشماس إسحـق وأعـيد شكـري له لأنه حـفـزني إلى كـتابة هـذه السلسلة من المقالات لإنارة الطريق الخالية من المصابـيح المضيئة وللأخـذ بـيد فاقـدي البصر للعـبور عـند خـطوطها البـيضاء . ولقـد كان لتلك المقالات ردود أفعال من أناس كـلدان وآشوريّـين وصلتـني مباشرة أو بهـيئة رسائل إلى بريدي الداخـلي في موقع عـنكاوا . كـوم لعـدم معـرفـتهم بعـنواني الإلكـتروني ، أذكـر منها :
 ( 1 ) - الأخ الفاضل الشماس مايكل....  سلام ونعـمة الرب معـك
اخي العـزيز في محـبة الرب ، انا من المتابعـين دوماً والمعجـبين بمقالاتك الصريحة الممتلئة بالحـب الكبير والغـيرة عـلى كـنيستـنا المشرقـية المقدسة ومن هـذا الحـب والاعجاب والاحـترام والتقدير لما تكـتب ، بادرتُ الى نقل هـذه المقالات إلى بعـض مواقعـنا المسيحـية وأنزلتها بإسمك ومن دون اخذ اذن منك لانني كـنت على يقـين بانك سوف لن تبخل عـليها هذا الامر ومع هـذا فانا اعـتذر على غلطتي هـذه وارجـو المعـذرة ولكن مقالتك الاخيرة المنشورة في موقع عـنكاوا حـبّـيتُ ان انقلها الى موقع ( كرملش يمي ) ولكـنني فـضلتُ ان آخذ الاذن من شخـصك الكريم ، مع خالص تحـياتي واحـترامي .
اخـوك / بنعـمة الرب الشماس اوديشو الشماس يوخـنا / شيكاغـو 5 حـزيران 2011
** وبعـد أن أجـبته بشكري له ولبّـيتُ طـلبه ، كـتبَ :
( 2 ) – عـزيزي الشماس مايكل
شكراً لك على كلماتك الطـيـبة ولكن من الواجـب والاحـترام ان اخذ الاذن منك في هـذا الامر مع خالص اعـتزازي واحـترامي . اخـوك بالنعـمة الشماس اوديشو الشماس يوخنا : شيكاغـو 6 حـزيران 2011
( 3 ) - الاخ مايكل المحـترم
تحـية اخـوية بالرب
اثـناء المحاضرة اللاهـوتية الاسبوعـية التي نتغـذى منها روحـياً والتي اعـتدنا حـضورها كل يوم اثـنين منذ اكـثر من سنتين والتي يقدمها لنا الاب ابراهـيم حـداد ( الكنيسة الملكية للروم الكاثوليك ) وهو من القلائل الذين يحملون الايمان التقليدي لكنيسـنا الكاثوليكـية ويحـرصون عليه ، وهذا ما جعـلني اكتب إليك تعـليقاً على ما جاء في المقال الرائع الذي تفـضلتَ به على صفحة المنبر الحـر لموقع عـنكاوا - اللغة الفـصحى في القداس الكلداني .. إذ وجدتُ فـيك الغـيرة ذاتها التي عـند هذا الاب الفاضل الذي يدافع دائماً عن ايمان آباء الكـنيسة القديسين ، وكان احـد الاخـوة الاعـزاء ( صباح كويسا ) هـوالذي تطرق في الحـديث عـن موضوعـك الشيّق هذا وهـو يتحدث الى الاخ صباح صفار حـيث هـناك ما يربطنا نحن الصباحات الثلاث من تقارب في الافكار واتخاذ نهج وسلوك حـيادي ازاء الامور والقضايا التي تعـصف ضد مسيرة كـنيستـنا الكـلدانية في استراليا.. الرب يباركك  والمزيد من هـذه الكتابات . تحـياتي
اخـوكم : الشماس صباح السناطي / مالبورن – استراليا / 7 حـزيران 2011
ملاحـظة : موعـدكم القادم مع المقال ( 6 )


377
في كـنيسة مار توما الرسول / سـدني - هـل نصَلـّي أم نرنـِّم ؟
مفاجأة شماس - 4

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
إنّ الشماس إسحـق المنـﮔـيشي في كـنيستـنا هـو الذي منعـني من قـراءة الـطلبات (( نـقـوم شـﭙّـيـر )) من كـتاب الـ حُـذرا بالفـصحى مباشرة يوم الأحـد 15 آيار الماضي وأراد مني أن أقـرءَها باللهـجة المحـكـية ( سْـوادايا ) من الكـُـتيـب الـﮔـرشوني فـرفـضـتـُها . إنّ تـجَـنـُّـبي لـَـومَ الأكارم حـفـزني إلى الردّ بأسلوب عـصري متـحَـضـِّـر بكـتابة سلسلة من المقالات في شأن كـنيستـنا بديلاً ، وولـّـدَ عـندي الشوق لمواصلة إمتـداداتها فـشكـراً لإسحـق أولاً ، وأوصيه هـو وغـيره ثانياً بالمزيد من هـكـذا محـفـزات مستـقـبلاً كي نشكـرهم ثانية وثالثة ليـثيروا أمامنا غـبارَ مواضيع منطـقـية تستـحـق منا مسحاً ومتابعة في هـذا الحـقل أو ذاك فـنلقي الضوء عـلى المنحـنيات التي لا يصل إليها ضوء الشمس أو لِمن لا يُـبصِـر ، ثم من أجـل إخـتيار مسارات صحـيحة لِـمن يريد الوصول إلى أهـداف نبـيلة . كم يسرني أن أناقـش بالمنطق مع أصحاب الكـؤوس المليئة فـتـنعـشـنا وتـفـرحـنا و ( حَـمْـرا مْـحَـدّيه لِـبّـيه دْ بَـرناشا ) وليس مع حاملي الصحـون الفارغة للإنـتـشاء بكـسرها كعادة اليونانيّـين في الحـفلات ، فعـندما أواجه مخـلوقاً من هـذا النوع أتركه لِـيَـتــَـدَكـْـتــَـر ويتبخـتـر فـبكـل تأكـيد إنه يعـوّض عـن نـقـص يعانيه فـلا أحـرمه من صحـنه ذلك ، بل أتركه يستمتع به كـلعـبة بـين يـدَيه . الآن لنمسك الشليلة من بدايتها كي نعـرف إتجاه لـفـّـها حـول البَكـرة ، ونسأل عـن مصير آبائـنا الأوائل الشـهداء الذين نحـتـفل بذكرى سفـك دمائهم من أجـل المسيح أمثال مار شمعـون برصبّاعي ، مار يعــقـوب المقـطـّع ، مار أدّاي شير وجـمع غـفـير من المؤمنين ، عـشرات الآلاف بل مئات الألوف في قافـلة شـهداء كـنيستـنا المشرقـية عَـبر ألفي سنة كانوا يُـصَلـّـون ويسمعـون ويقـرؤون ويكـتبون وينـشدون ويرنـمون بالفـصحى وليس بالسواديا المحـكـية في الشوارع ، تـرى هـل كانـوا مخـطـئين ومصيرهم النار ؟ هـل فاتت تعابـير ومصطلحات الصلاة عـلى المؤمنين دون هـضمها وإدراك معـناها في تلك الحـقـبة الطويلة من الزمن وبالتالي سبَّـبتْ خـسارتهم ملكـوت السماوات ؟ وإذا إفـترضـنا أنهم الآن في تلك الـ ( شـلهـيويثا - النار ) فهل نـقـف كالمتـفـرّجـين ونـتـركهم يصطـلون لوحـدهم وهُم أصحاب فـضل عـلينا صامدون عـلى إيمانهم والسيوف عـلى رقابهم فأورَثـونا مسيحـيَّـتـنا ؟ أنا أخجل أمامهم ولابـدّ من الوفاء لهم بمرافـقـتهم عـلى الأقـل ، ولأجل ضمان وصولي عـندهم إذن أقـرأ بالفـصحى كما كانوا يقرؤون! فـما الذي سـيضركم وأنـتم تـقـرؤون بلهجـتكم البـيتية وغـداً نودّعـكم إلى الملكـوت المُهـيَّأ لكم من بـين إستحـقاقاتكم ؟ أما إذا كانـوا أولئـك الآباء في الملكـوت فـكـلنا نمشي عـلى خـُـطاهم وإنـحَـلـّـتْ المعـضلة . 
من حـيث المبدأ أنا لستُ معارضاً لترجـمة أيّة رسالة أو شعـر أو صلاة أو وثيقة أو وصية إلى اللغة التي يفهمها المؤمن ، ولكن ليس عـلى حـساب ذلك التراث الغالي الذي يرمز إلى أصالة كـنيسة المشرق ودماء شهدائها وإرث الآباء والأجـداد الذي يطمح الغـرب إلى محـوِه لأنه عامر بالروحانية والوجـدانية ويغـذي الروح والنـفـس ويـبعـث النشوة في المشاعـر والجـسد . رحـمة الله عـلى النسر الأصيل القـديس المُـثـمَّـن الرحـمات مار ﭙـولص الثاني شـيخـو الذي يصرخ من مثـواه المقـدس مردداً كلام الرب : سمعان سمعان ، هـوذا الشيطان قـد طلبكم ليغـربلكم كما يُغـربَـل القـمح ، ولكـني دعـوتُ لك ألاّ تـفـقـد إيمانك . واليوم يواصل المسيرة غـبطة ﭙاطريركـنا الجـليل عـمانوئيل الثالث دلـّي الذي أكـد في زيارته إلى كـنيسة الراعي الصالح الكـلدانية / تورنـتو بتأريخ 27 / 5 / 2011  طالباً من أبناء كـنيسته في كـندا الإلـتـزام والتـقـيد بصلواتهم وبطقس كـنيستهم العـريق . ثم دعـونا نسأل : ما الغـرض من إلغاء الفـصحى ؟ وهـل أن وراءَه غايات مخـفـية مبهمة مدفـوعة الثمن ؟ أنـظروا وتـعَـلـَّـموا ، هـذه دولة اليونان اليوم تـفـرض فـرضاً تعـليم لغـتهم اليونانية الفـصحى القـديمة في المدارس حـتى الصـفـوف المنـتهـية ، وإسألوا عـن الأقـباط وإهـتماماتهم اليوم ،  لاحـظوا القـداس الإنـﮔـليزي حـين يُصَلون مَـقاطـعَ باللغة اللاتينية - إين إيكـﭽـيلـْسيس ديوو - مثلاً وغـيرها ؟ ألسنا بحاجة إلى أن نـثـقـِّـف المؤمنين بلغـتـنا الفـصحى الكـنسية ونـخلق عـندهم رابطاً ومحـفـزاً لفهمها ؟ فإذا صلينا يوم الثلاثاء مثلاً : مْهايمْـنينان بْحاذ آلاها آوا... وغـداً الأربعاء نـقـول : كِـمْـهَـيمْـنخ بْـخا آلاها بابا .... فالمؤمن ليس غـبـياً بل هـو إنسان داركٌ وعـيونه وعـقله متـفـتحة وبمرور الزمن وبالتـكـرار المتـناوب سيربط بـين العـبارتين ويكـتشف أن مْهايمْـنينان = كِـمْـهَـيمْـنخ ، بْحاذ = بْـخا ، آوا = آبا = بابا ، فـهـل هـناك إشكال في المسألة ؟ ثم كـونوا صريحـين وبدون خـوف وتملـّـق أمام الكِـبار ، هـل أن ترجـمة صلوات القـداس صحـيحة ؟ أليست كـلها متـرجَـمة بتـصرّف ؟ لاحـظوا ترجـمة ( كـُـلاّنْ بْـذِحـّـلـثا وْإيقارا .....  ) وغـيرها !! إن إعـتـزاز الإنسان بأصالة تراثه جـزء من هـويته وشخـصيته ، وهـذا الإعـتـزاز ليس دماً يمكـن التبرّع به للآخـرين .
لنـناقـش الموضوع من جانب آخـر ، إذا كـنـتُ فـيشخابورياً أو عـقـراوياً وبدون أيّ شك سأعـتـز بلهجـتي ولن أتـنازل عـنها أبداً أبداً مثـلما يعـتـز التلسقـفي بلهجـته وهـكـذا التلكـيفي والعـنكاوي ... وكان هـناك صلاة مثل : ( يا رب إحـفـظ بـيتـنا وقـريتـنا ) مكـتوبة باللغة الكـلدانية الفـصحى ، وإستـناداً إلى أوامر الشماس إسحـق المشار إليه سأترجـمها إلى لغة السواديا المحـكـية في بـيتي ، وأقـرؤها أمام الجـمهور في الكـنيسة بلهجـتي أنا ، وأقـول : يا مَـريا نـْـطور بـيـسَـنْ وْ ماسَـنْ ( فـهل مِن إعـتراض ) ؟ وكـذلك العِـبارة في قانون الإيمان : ( مات ودفن وقام في اليوم الثالث كما في الكتب ) فأقـول : مِسْـلِ وﭙـِشْـلِ قـويرا وقِـملِ ليوم د طلاسا دخ ديلِ كـْـسـيوا ( فـهل من مانع ، وهـل تجـبرني أن أغـيِّـر لهجـتي ولماذا لا تـغـيِّـر لهجـتك ، هل هـو منطق أم لا ) ؟ ناهـيك عـن الجـماعة التي تـنـطـق حـرف الـ ( خ ) بصورة ( ح ) ، فـفي فـقـرة السلام بـين الحاضرين نـقـول : أحّاي هاو شلاما حَـذ لـحَـذ بْـحُـبّـيه دَمشيحا ، وحـين نـتـرجـمها حـسب رغـبة شماسنا إسحق سـنـقـول : أحِـنـواسي هَـلـّـو شلاما حا تا حِـنا بْـحُـبّـيه دمشيحا ( هل من تـعـليق ) ؟ ولكـن ألا تـرى ذلك كأن احـدهم يجـر بالطول والآخـر بالعـرض إن لم أقـل شيئاً آخـراً ؟ ولـُـويش كل هالزحـمة ؟ ما أعـتـقد إلها داعي ؟ ولكن إذا قـيلتْ أية عـبارة صَلاتية بالفـصحى فلا إعـتـراض عـليها لأنها إطار يجـمع الكـل وقاسم مشترك يُـرضي الجـميع بالإضافة إلى أصالتها ، شأنها شأن الأخـبار باللغة العـربـية لا تــُـقـرأ باللهـجة الـريفـية ولا الصعـيدية ولا المصلاوية بل باللغة العـربـية الفـصحى التي لا تـنحاز إلى اللهجات القـروية . ولنـتـفـلسف قـليلاً ونقول ها هـو القـديس مار أفـرام يقول : أصَـلـّي حـينما أرنـِّم ، و أرنـِّم حـينما أصَـلـّي ؟؟ إذن يا أخي دَعـوا الناس تـصَـلي في ترانيمها و المؤمنون يسمعـون فـيستمتعـون وهُم مرنـِّـمين في صَلاتهم ! أم أنكم عاجـزون فـتبخـلون - لا طآنا د بـينا - فلا أنتم تدخـلون الملكـوت ولا تـتيحـون الفـرصة لغـيركم أن يدخـلوها ؟؟ .
ورجـوعاً إلى موضوعـنا ، إن المؤمنين في أستراليا يسمعـون معـظم صلوات القـداس بالسواديا لأكـثر من ثلاثين سنة ، طـيِّـب ما الذي سيحـصل إذا سمعـوها بالفـصحى مرة في الشهر أو لنـقـل خـمس أو عـشر مرات في السنة ؟ هل سيعـمل Delete لكـل ما هـو مخـزون في خلايا دماغهم ؟ لا تــُجـيـبونا بلغة الصحـون الفارغة المتـﭽـقـﭽـقة المتـقـرقعة البائسة فـنحـن لا نحاكي البؤساء ، ولا بلغة المتعـنـِّـتين المتكـبّـرين فـنحـن لسنا من هـكـذا جـماعات ، بل بلغة منطق الكـؤوس الطافحة التي تـُـفـرِح قـلب الإنسان والهـواء يملأ الرئات ، كي نـردَّ عـليكم بالمنطق المناسب المُهَـيَّـأ قـبل ساعات .

378
الكـلدان والوثيقة المخـفـية !
مشاعـلُ مؤتمر النهـضة الكلدانية تـضيء 
 30/3  –  1/ 4/2011 
(10)

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
كـنا عـلى موعـد مساء يوم 31 آذار في قاعة كـنيسة مار ﭙـطرس حـيث سـنـلتـقي مع جـوقة الكـنيسة وفـرقة موسيقـية أوركـستـرا لـتـَـنشـد أناشيد قـومية تمجّـد الكـلدان والآشوريّـين بالإضافة إلى ترانيم كـنسيه ثم تــُخـتــَم بقـصائـد مغـَـنـّاة في الحـب . قـبل دخـولنا وعـند الممر المؤدي إلى القاعة شاءت الصدفة أن عـرّفـني أحد الإخـوة ، برجـل يـبدو أمامي شاب وسيم لم يخـطر بـبالي مَن يكـون ، لأن الذي أعـرفه من صورته في الإنـتـرنيت هـو أكـبر عـمراً أو هـكـذا كـنـتُ أحـسبه ، إنه وسام كاكـو الذي عـرَفـني بسهـولة من النـظرة الأولى وذكــَّـرَني بمقال كـتبتــُه تـعـقـيـباً عـلى مقالاته العـشرة قـبل مدة وخاصة بشأن زلـّـتِه في تـعـبـير أو كـلمة - شيطان - التي وردَتْ فـي إحـدى مقالاته . السيد وسام كاكـو رأيتــُه مدافعاً عـنيداً عـن السيد آغا جان وأراه ممثلاً عـنه في أميركا . إسـتـفـسر مني حـول : لماذا لستُ أقـبل بالمحافـظة ( الـ ما أدري شني هِـيّه ) ولستُ أقـبل بالتسمية الثلاثية ، قـلتُ : لأنها لا تـفـيدنا ثم أن العـراق كـله محافـظـتـنا كما أنّ لنا إسماً أصيلاً تأريخـياً لم نستـجـدِه مِن أحـد فـلماذا نبدله بإسم مستـعار ، وهـنا أراد أن يوهـمني ويوقـِعـني في فخ صغـير حـين قال : ماذا سـيـكـون رأيك لو وافـق رجال الكـنيسة بهذه التسمية ؟ قـلتُ : سأعـتبره رأيهم فـقـط كـمواطـنين أحـرار أما التأريخ فلا يُـمسَح ولا يُـشـطب ! فـقال : عـندي وثيقة موقعة مِن قِـبَل الـﭙـطـرك يقـبل فـيها بالتسمية الثلاثية ، قـلتُ : لماذا لا تـنـشرها ؟ قال : لا أستـطيع ، قـلتُ : إبعـثها إليّ بالإيميل وأنا سأنشرها ! قال : لا يجـوز ، قـلتُ : إذن نحـن لا نأخـذ بالكلام الشفهي ولا بالوثائق التي يخاف صاحـبها من نشرها . وهـنا أذكــِّـرُه بالإعلان الصادر عـن الـﭙطريركـية الكلدانية والذي وقعه تسعة عشر مطراناً موجهاَ للحاكم المدني الأمريكي في العـراق السيد ﭙول بريمر يَشْكـون فـيه تجاهل الإدارة المدنية الأمريكـية لحـقوق الكلدان في العـراق وعـدم تمثيلهم في مجلس الحكم وعـدم تمثيلهم في الحكـومة بإسمهم الصريح ، ثم رسالة السنهادُس الكـلداني إلى السيد مسعـود البرزاني في الموضوع نـفـسه حـول إسمنا الكـلداني في الدستور الكـردستاني .


379
(( سـرهـد جـمّـو : أنا لستُ مبادراً أو قائـداً لمؤتمركم ))
مشاعـلُ مؤتمر النهـضة الكلدانية تـضيء  
 30/3  –  1/ 4/2011  ...........  ( 8 )

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني



في مقـدمة بديهـية اقـول : إن أبناء أيّ قـوم تـقع عـليهم مسؤولية الدفاع عـن حـقـوقهم ، إنْ كان بالتـفاوض أو بالتحالف ، أو بعـقـد إتـفاقـيات أو بالمساهـمة في إقامة منشآت ، أو باللجـوء إلى المؤسّـسات ذات الطابع الحـقـوقي والقانونيات ، واليوم نـحـن الكـلدان لا نريد حـرباً ولا بنادق ولا أرتالاً مسلحة ولا ميليشيات ، فـقـد ولـّى زمن العـنـتريات ، وها إنـنا نرى الشعـوب قـد تـخـلـّـتْ عـن الإجـتماعات السرية والمؤامرات ، وتوزيع الأسلحة والأدوار للقـيام بالإنـقـلابات ، وتركـَـتْ سُـبل الغـدر والتخـطيط للإغـتيالات ، فـقد نضج وعـيها وأدركـتْ إنسانيتها حـتى صارت تـنـزل إلى الشارع سلمياً وعـلناً مُـطالبة بحـقـوقها والحـريات . وهـنا لا بـدّ أن ينبري من بـين القـوم ، قادة وروّاد وكـُـتــّاب وشعـراء وفـنانون يتـحـسّـسون أنين شـعـوبهم ويشعـرون بمظالم أبنائهم فـيتـزعـمونهم ويقـودون أرتالهم المسالمة وهم في مقـدمة مواكـبهم للمطالبة وإنـتـزاع تلكَ ، حـقـوقهم . وهـنا نـرى أنـفـسنا عـلى طـرَفــَي معادلة رياضية : القائـد والشعـب ، تـتـوازن حـين تـتـساوى هـمّة الزعـيم وإخـلاصه وإقـدامِه وتـضحـيته ! من طرف ، أما الطرف الآخـر - الشعـب - عـليه أن ( لا يتبع ) بل يتابع قائده ويسانـده ويحـميه ويثـق به كي يأتي بأثماره . كـتبتُ هـذه المقـدمة ومؤتمر النهـضة الكـلـدانية المزمع عـلى الإنعـقاد ، وقـبل أن يـبدأ أعـماله بدقائق والجـميع جالسين ، دخل سيادة المطران سـرهـد جـمّـو  ووقـف عـند باب القاعة في إشارة منه إلى أنّ له مَـهَـمّة أخـرى وسيغادر ، حـيا المؤتمرين ورحـب بهم ووجّه إليهم كلاماً بسيطاً وقـصيراً قائلاً : أنا لستُ مبادراً وقائداً لمؤتمركم ، أنا مسانـدٌ وداعـمٌ له . ومن الطبـيعي لسيادته كـرجـل كـلـداني أن يكـون له آراؤه السـديدة ، ومداخلاته اللاحـقة المفـيدة بشأن المؤتمر وأهـدافه الحـميدة ، إنه بالإضافة إلى عـمله الدؤوب ليلاً ونهاراً كـكـلداني من أجـل إستـحـصال أيّ مُـنـجَـز للكـلدان ، إلاّ أنّ دعـمه المشـكـور كان ملفـتاً للنـظر بمؤازرة الأسقـف الوقـور مار باوي سـورو وحـضرة الأب نوئيل وبقـية الآباء الأفاضل مع المِلاك العامل في الكـنيسة والجالية الكـلدانية قاطبة في سان ديـيـﮔـو ، وحـبذا لو أنّ جـميع قادتـنا ، أساقـفة وكهنة وعـلمانيّـين تكـون لهم مثل هـذه الهـمة والحـماس ، رغم الظروف الخاصة المحـيطة بالبعـض منهم . نعـم إن الأيام شِـرّيرة ، إلاّ أنّ تلك الظروف لا تمنعهم من أن يكـونوا ودعاء كالحـمام وحـكماء كالحـيات ، فالمسيح لم يُـعـطِ عـلى نـفـسه مستمسكاً كي يُـدان به ، ولكـنه صُـلِـبَ ! لماذا ؟ لكي تـكـون الحـياة بالقـيامة ، التي لولاها لـَـما كان عـندنا اليوم عـروشٌ حـمراء اللون لأساقـفـتـنا أصحاب السيادة ولـﭙـطاركـتـنا أصحاب الغـبطة ، ولخـلفاء مار ﭙـطرس الأحـبار ﭙاﭙـَـواتِـنا المعـظـَّمين . ذكـرتُ هـذه المقـدمة والعـد التـنازلي لساعة توقـيت المؤتمر ما بَرِح في أرقامه قـبل الصفـر مقـتـرباً من بـدء إنطلاقة فـعالياته ، وعـليه فمقالي هـذا لا يـزال قــُـبَـيل بـدء أعـمال المؤتمر .      
ليس صعـباً عـلى دولة ما أن تعـقـد مؤتمراً بفـضل إمكاناتها المادية والبشرية ، ولكـن الكـلدان لا يملكـون ميـزانية دولة ، وهُـم ينـتـشرون في أقـطار متـعـدّدة في العالم اليوم لكـنهم لا يمـثــِّـلون دولة ، بل أنّ العـراق وطنهم الأصلي وليسوا فـيه دولة ، وليس في مخـيلتهم يوماً أن يُـقِـيموا حـواجـز كـونكـريتية حـول العـراق ويعـتبرونه لهم دولة ، كما وليس لهم مسانـدين في وطـنهم الأصلي هـذا الذي هـو دولة ، بل بالعـكس فإن هـناك مِن المتـربّـصين بهم ، مَن يـريد تهـميشهم وإقـصاءهم وتـذويـب إسمهم العـضوي الحي ، في قاطـرة حامضية خانـقة دون معادلته بمحاليل قاعـدية رائقة تــُـنـعِـشهم وتــُـبْـرِز ملوحـتهم ، ولهـذا فإن الترتيبات المرئية اليوم في الوطن الأم ، تـوحي بوجـود مخـطـط لإلغاء مُـلوحَـتِهم ، ثم تلاشيهم وضياع وجـودهم بـين شـرائح الشعـب العـراقي في العـراق الدولة ، وبسبـب أولئك لم تــُـتــَـح لهم فـرصة ، لا بل حُـرِمـوا من ممارسة نشاطاتهم القـومية بـِحـُـرّية كي لا يـبـرز لهم وجـودُ في عـراقهم رغم أنها لا تـمسُّ كـرامة الدولة ، فـحـين فـكـَّـروا بعـقـد مؤتمرهم هـذا ، كان لابـدّ أن يـبحـثـوا عـن مكان خارج وطـنهم بـيث نهرين الدولة . إن عـقـد المؤتمر خارج الوطن ليس بالأمر السهل عـلى العـلمانيّـين القائمين به ، من حـيث تهـيئة مستـلزماته ، تـوجـيه الدعـوات إلى المؤهـَّـلين في مخـتلف بلدان العالم لحـضوره ، وإستلام إجاباتهم ، تهـيئة إقاماتهم وضيافـتهم ، إستـقـبالهم وتوديعـهم من وإلى المطار والفـندق ، وسائـط النـقـل من وإلى محـل الإقامة ومكان إنعـقاد المؤتمر وطيلة أيامه ، تهـيئة وسائل الإعـلام المغـطية والناقلة لفعالياته ، ودعـوة المسؤولين الحـكـوميّـين في البلد لحـضوره ، وأمور آخـرى كـثيرة قـد لا تـخـطر بالبال الآن ، أقـول إن كـل ذلك يتـطلب جـهـوداً شخـصية إستـثـنائية وإمكانيات مادية لا يُـستـهان بها ، لـذلك كان لا بـدّ من مؤسسة كـبـيرة سانـدة تــُـسَـخـِّـر إمكانياتها من حـيث بنيتها التحـتية وتـكـنولوجـيتها المتوفـرة لديها والتي لا تـتـوفـر لنا بسخاء عـند أية مؤسسة مقـرّبة إلينا حالياً إلاّ الكـنيسة ( هـذا شاهـدناه بأعـينـنا ) ولماذا لا ! أليست الكـنيسة أم المؤمنين تبسط جـناحـيها فـتجـمع أولادها  للصلاة ؟ فـما المانع أن تـكـون كـذلك في بقـية النـشاطات المكـرّسة للحـياة ؟ ورغـم أنّ أحـداً لم يحـكِ لنا شيئاً عـن الميزانية المرصودة للمؤتمر ولكـنـنا نستـنتج منطقـياً أنّ هـناك مؤسّـسات أو أفـراداً مُـتمكـِّـنون وقادرون في سان ديـيـﮔـو ، بـذلوا بسخاء لعـقـد وإنجاح المؤتمر إكـراماً للمؤتمرين وتمجـيداً للقـومية الكـلدانية . إن مشاركة رجال الدين الأفاضل في أي نشاط عـلماني ، يعـطي دائماً زخـماً منـظـوراً وقـوة دافعة بارزة في نشاطات مجـتمعـنا الكـلداني مما يرفع من شأن الكـنيسة في عـيون منـتـسبـيها وتـترك إنـطباعاً لديهم بأن الآباء الموقـرين ليسوا معـزولين عـنهم ، مثـلما الطفل الذي يرتمي غـريزياً بـين أحـضان أمِّه ، ولكـنها إذا تـثاقـلتْ منه وتـكـبَّرتْ عـليه ، فـما الذي سيفعـله ...... ؟ وهـكذا وبالطريقة نـفـسها يرتـفع شأن المؤمنين في نـظر الإكـليروس حـينما يواظـبون عـلى الحـضور إلى الكـنيسة بصورة منـتـظمة ومستمرة ، وإذا لم تـتجاذب عـيون المحـبٍّـين نحـو بعـضهما فإنها تـتجه إلى الجـوانب ! لذلك حـين جاء الرب يسوع إلى خاصّـته وخاصّـته لم تقـبله ، لم يـبقَ ساكـتاً ساكـناً ، بل قال : (( إنّ الله قادر أن يُـقـيم من هـذه الحـجارة أبناءاً لإبراهـيم ... )) فأمسَـتْ الأمم هي البديلة عـن شعـب الله المخـتار . وبالإخـتـصار نـقـول : إن مؤتمر النهضة الكـلدانية كان مِن نهضة الكـلدان ، مِن نبض فـؤاد الكـلدان وعـلى الله التـكلان ، فـلماذا إزدادت دقات قـلب الإخـوان ، وصاروا ينـضحـون مرارة الزيوان بدلاً من عـطر شـقائق النعـمان ؟ .
رائـدا الوحـدة الكـنسية والقـومية ........... ( 9 )
كـثيرون هم القادة الذين ينادون بالوحـدة بـين أبناء شعـبنا سياسيّـون كانوا أم كـنسـيِّـون أو عامة الناس ، وكل جـماعة تـريد قـميص الوحـدة ملوناً ومُـفـصَّـلاً عـلى مقاسات أعـضائها الضيقة كي تـظهرَ تمـوّجات عـضلاتهم ومفاتن أطرافهم ورشاقة قامتهم ونحافة خـصرهم لوحـدهم ، وكل فـريق ( ليس يأمل ، بل ) يريد أن يفـوز لوحـده بالجائـزة الأولى لجـمال جـسمهم ، دون أن يكـونَ إنجازاً لفـريق عـمل جـماعي مثـلما كان تلاميذ المسيح يجـتمعـون كإخـوة فـيما بـينهم .
والأغـرب من كل ذلك نرى الرؤساء الروحانيِّـين من جـميع المذاهـب ، الشرقي والغـربي ، الشمالي والجـنوبي ، بـين فـتـرة وأخـرى يلتـقـون سوية في رياضة تـرانيمية وتأمّلات روحـية ، وكلهم يغـفـرون خـطايا بعـضهم للبعـض الآخـر في الصلاة الربّانية ، من أجـل الوحـدة المسيحـية ، ويـبتهلون الباري من أجـل الحـصول عـلى مفاتيحـها الروحـية ، وكأنها مخـبأة في عـلبة فـولاذية ، لا يفـقه مكانها إلاّ مالك العـصا السحـرية ، ولا تــُـفـتح إلاّ بقـدرة إلهية ، لكـنهم في داخـلهم يـرفـضونها بالجـملة التـفـصيلية ، في الوقـت الذي هم أصحاب القـضية ، لماذا ؟ لأن لكل واحـد منهم كـلمة مروره السـرية ! ليس بإمكانه الدخـول إلى كـومـﭙـيوتـر الآخـر لقـراءة برامجه الداخـلية ، فـنراهم يُصَلـّـون أمامنا بقـلوب خاشعة وعـيون دامعة وصلبان لامعة ، وفي عـيونـنا يتراءى لنا يسوع وأمُّه والقـديسون بتماثيلهم الرائعة ، واقـفـون بجـوارهم يشاركـونهم بـبركاتهم الشافعة ، قائلين لهم : طالما إلتـقـيتم بنيّة صادقة خاشعة ومن القـلب نابعة ، طـيـب فـلماذا لا تجعـلون وحـدتـكم واقعة ؟ وحـقـيقة الأمر ليست هـذه ولا تلك القارعة ، بل الحـقـيقة هي : مَن منهم له الشجاعة ويجـرأ عـلى غـسلِ أقـدام الآخـرين !!! وهـنا الفاجعة ؟ .
أما سياسيّـونا ( ولا أعَـمِّـم حـتى لا يزعـل عـليّ البعـض ) فـحـدّث ولا حـرج ، تـرى عـلى منضدتهم العـريضة ، أوراقاً مملوءة بتعـليمات الفـريضة ، إنهم يُـفـسِـدون كل شيء ، عـفـواً ! بل إنّ الكـراسي الدوّارة تدور بالإتجاهَـين فـتــُـدَوّخهم وتـفـسِـدهم ، والأموال المقـطوفة من شـجـرة السياسة تــُـعَـفِـنهم ، ويَحـمون بالكـونكـريت المسلح أنانيَّـتهم وأوحَـدِيَّـتهم ، فإذا جَـرّدتـَهم من بخـشيشِهم ومنصبهم ومنضدتهم ، فإنهم سوف لن يعـرفـوا الأمة ولا شعـبهم . فالقائد يُـلصِق الكـواكـب الذهـبـية عـلى كـتـفه المجـيد ، ولا يتـنازل عـنها لغـيره حـتى في غـمرة فـشله الأكـيد ، والمال هـو هـمّه وهـدفه الوحـيد ، أما المبادىء فـقـد صارت حـبات حـنطة في فـخاخ حـقـول الصيد ، ينادون بها كي يأتي الرفاق ومعهم باقات ورود عـيديّة العـيد ، وآخـرون في أياديهم أكـياس فـيها عُـلب الكـليـﭽـة والـﭽـوكليت ، فـيقـعـون في مصيدة الرفـيق صاحـب دكان الـ ( أنا المخــْـلِصُ الفـريد ) . وبعـد هـذا كله ، هـل إنـقـطع الأمل العـتيد ؟ كلا ، فـكل صباح جـديد وشعاع شمس مفـيد . إنّ بصيصاً يمكن أن يولـِّـدَ شعـلة بالتأكـيد ، فـفي البارحة عـندما إحـتـرقـتْ فـحـمة العالِم أديسون وصارت رماداً لم يَـيْأسْ هـذا الـصـنديد ، بل واصَـلَ هـو ومَن جاء بعـده حـتى تـحـوّلتْ اليوم إلى سلك التـنـﮔـستن في المصباح المتوهّج ويـبعـث ضوءاً للبشرية عـلى المدى البعـيد .  
حـين وصولي إلى سان ديـيـﮔـو عـصر يوم 29 آذار ، لاحـظـتُ عـند إستعلامات الفـندق فـتاة أنيقة ورقـيقة ، سألتها

بفـضولية : من أين أنتِ ؟ فـقالت : ASSYRIAN فـكـبرتْ في عـيني لسبـب بسيط وهـو أنها لم تـقـل من البقعة الفلانية بل ذكـرتْ إسم قـوميتها ، وبعـد أن تجـوّلنا ورجعـنا بعـد الساعة الحادية عـشرة ليلاً كان عـند الإستعلامات ذاتها شابٌ بديلاً عـنها ، وسألته السؤال السابق نـفـسه فـقال : CHALDEAN  ثم عـلِمنا أنه ألقـوشي ، فإزددتُ غـبطة لسبـبـين ، أولاً لأن الوعي القـومي لدى أبناء شعـبنا في أميركا حيٌّ وناهـضٌ ، يذهـبون معاً في سـفـرة كل بعـربته إلى حـيث يريدون ، ولا يركـبون عـربات القـطار الذي يأخـذهم إلى حـيث يريد هـو ، وثانياً لأن الكـلدان والآشوريّـين يعـملان سوية في حـقل واحـد ، كـل في نوبته دون مزاحـمة ! وقـلتُ مع نـفسي هـذه أولى إمكانيات الوحـدة ، لا بل ، إن بوادر الوحـدة تـظهر هـنا وتبعـث فـينا الأمل .  
وفي صباح يوم 30 آذار كـنا في كـنيسة القـديس ﭙـطرس وتوجَّهنا نحـو قاعة المؤتمر ، ولما إقـتربنا من بابها جـذبني منظر رائع ، حـيث رمز نينوى ( الثور المجـنح ) عـند يمين الباب واقـفاً كحارس شامخ  ، أما من الجـهة اليسرى ( فالأسد الكـلداني ) رمز بابل ، رأسه مرفـوع يربض ويزأر مراقِـباً ، إذن هـنا نينوى وبابل ، في قاعة واحـدة ومَن يريد الإقـتداء والإهـتداء ، فـليأتِ إلى هـنا ويتبرّك بها ورأسه مرفـوعاً إلى العلاء ، في قاعة الوحـدة الحـقـيقـية التي هـنـدسَـها الجـليلين مار سرهد جـمو ومار باوي سورو بجَـلاء ، وللحـديث صلة .  

380
أين مفاجأة الشماس في كـنيسة مار توما الرسول / سـدني
(3)

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني    
المفاجأة آتـية ! تـوجـد في الكـنيسة حـصرياً كـُـتــَـيـبات تـتـضمّـن صلوات القـداس الإحـتـفالي مكـتوبة بحـروف عـربـية ، لكـن قـراءة بعـضها تـكـون كـلدانية فـصحى ، وأخـرى مترجـمة إلى اللغة المحـكـية الدارجة في البـيت ( ﮔـرشوني ) . شاركـتُ مرات عـديدة في الفعاليات الفـردية للقـداس الإحـتـفالي الكـبـير ومن بـينها قـراءة الطلبات : ( نـْـقـوم شـﭙّـيـر ) التي أفـضـِّـل قـراءتها باللغة الفـصحى من كـتاب الـ حُـذرا مباشرة ، وهي رائعة وسلسة جـداً لصاحـب الأذن الموسيقـية لأنها في الأساس مؤلفة باللغة الفـصحى وليست منقـولة من لغة إلى غـيرها ، يستمتع بها المؤمنون السامعـون بإيقاعـها الجـميل حـينما يقـرؤها شماس يستـطيع أن يوازن قـراءته بوقـفات تـنسجم مع إيقاع يتـطـلـّـبه اللحـن ( وهـناك مَن لا يعـرف قـراءة اللغة الكـلدانية فـيقـرأ بالـﮔـرشوني ) فـقـد صادف أن قـرأتــُها مرتين في قـدّاسَـين إحـتـفاليّـين لسيادة المطران جـبرائيل كـساب ، ومرة واحـدة في قـداس إحـتـفالي للأب ﭙـولص منـﮔـنا ، ولم يعـتـرض أحـد أو يُـنبّه أو يعـلق أو ينـتـقـد أو يخـربط أو يشاكـس أو يتـكلم سـلبـياً عـلى قـراءتي عـلى الإطلاق ( عـلى الإطلاق ) ما عـدا سائق ! نعـم سائق وتجاهـلتــُه عـملاً بقـول المسيح في إنجـيل متى ( 7 : 6 ) وأكـيد إنكم الآن تسألون ما علاقة السواق بالـ  ( نـْـقـوم شـﭙّـيـر ) ؟ أقـول : حـقـكم ولكـن إسـكـتـوا وخـَـلـّـوها ، هِـيّه هْـنا المُـصيـبة ! ويحـضرني الآن مثـل لبنانيٌّ مطابق لهذه الحالة بالضبط ولكـني لا أرغـب أن أشـوّه مقالي به ، أما الجـواب عـلى سؤالكم فـتـحـصلون عـليه من الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,428468.0.html . وحـينما نشارك الشمامسة في القـداس فـلنا عـيون وآذان وعـقـل وإحـساس لا نـقـطع توصيلات شبكـتها الإلكـترونية بل نرصد ونحـسب ونـَجْـرُد ونجـمع ونقسّم ونطرح ونرسم خـطوطاً بـيانية ونخـرج بنـتائج ، وكما قـلت في المقال ( 2 ) أنا لا أهـرول وأتسابق وأناضل وأنصب كـمائن من أجـل الحـصول عـلى فـرصة لقـراءة فـردية أثـناء القـداس ، طالما لاحـظـتُ أن وريث المرحـوم الشماس لويس هـو مدير التوزيع ، وهـو الذي يسلـّم كـتاب الرسائل أو القـراءات إلى مَن يخـتاره هـو ، إذن عـليّ أن أنـتـظر دَوري النابع من رحـمته ، وقـد رحـمني عـدة مرات عـسى أن يعـوّضه الله بمكان في يمينه ثواباً عـلى ذلك . وللذكـرى أقـول : في اليونان وبطـلب من الأب أثاناسـيوس سكـرتير المطران أنارﮔـيروس في كـنيسة آخـرنون ( الكاثوليكـية ) كـنـتُ أقـرأ الإنجـيل مبتـدئاً بشلاما عـمخـون..... وأكـرز وأقـدم القـربان للمؤمنين بجـدارة وبملابسي المدنية ( لم أرتـدِ جـبَّـتهم السوداء ) أما ضعاف النفـوس فـكانوا يستـكـثرون ذلك عـليّ فحاولتُ تجـنـّـب هـذه الخـدمة شارحاً السبب للكاهـن ولكـنه قال : السلام هـو تحـية للحاضرين ! ألا تسلـّـمون عـلى الناس في بلدكم ؟ ثم طالما أنا الذي أكـلفـك بهذه الخـدمة فـلماذا الإعـتـراض ؟ وبشأن موضوعـنا في هـذا المقال تجـدر الإشارة إلى أنـنا في كـثير من إجـتماعات الشمامسة للتهيئة للمناسبات الرئيسية في كـنيستـنا / سـدني يصرّح المطران أمامنا بعـد إرشاداته العامة فـيقـول للمدير أو لموزع الواجـبات : أنا لا أتـدخـل في توزيع الأدوار بل أتركها لكم فـيما بـينكم . وللتـرفـيه عـن القارىء قـليلاً أقـول : كانت حـصتي من المشاركة في فعاليات أعـياد الميلاد الماضي هي خـدمة القـداس البسيط مساء يوم رأس السنة الميلادية 1 / 1 / 2011 بحـضور 53 مُصَلي فـقـط ، وبعـد أن خـرجـنا من هـيكل الكـنيسة قال لي زميل ( أين مقاماتك ؟ إنك لم تــُسْـمِـعـْــنا منها شيئاً ولم تــُـطربْـنا في هـذا القـداس !! ) فـقـلتُ له إسمع : رجـل في قـضاء الشطرة / الناصرية في جـيـبه 1000 دولار ويريد أن يتعـشى وليس في البلدة سوى مطعم كـباب ، النـفـر بـ 200 فـلس ( وللجـوعان خـليها نـفـرَين بكـلفة 400 فـلس ) إنه ليس بخـيلاً ولكـن أين تـريده أن يصرف الـ 1000 دولار ؟؟ وبعـد أسبوع قـلتُ بإبتـسامة للشماس الذي يوزع الواجـبات وبحـضور الشماس رائـد : أذكـُـرْني في رسالة القـداس الإحـتـفالي ليلة عـيد القـيامة المقـبل 23 - 24 نيسان - بعـد أربعة أشـهـر- !!! ولما حان ذلك الوقـت كانـت حـصتي خـدمة القـداس الأول البسيط صباح عـيد الأوشعـنا 17 نيسان فإعـتـذرتُ عـن أدائها لأسبابي الخاصة . وبعـد الرجـوع إلى الحـسابات ورسم البـيانات والجـدول التـكـراري والمؤشـرات ، خـرجـتُ بنـتيجة مفادها أن هـناك مَن يقـرأ الرسالة مع قـراءات العـهـد القـديم خـمس مرات أو ست مثلاً بـينما الآخـرون واحـدة أو صرنا مؤخـراً لا نأتي عـلى البال ، ولا أدري إنْ كان هـناك راغـبون مثـلي أو قـد لا يرغـبون فـهُم أحـرار ، لذا فـفي بعـض الأوقات أسبق غـيري إلى القـداس الأول الصباحي للخـدمة ، وفي الحـقـيقة أصبح دَور الشماس محـدوداً وجـزئياً بسبب الجـوقة والحاضرين إلى درجة أنهم ( يلـﮔـفـوها من الكاهـن نـفـسه ) وقـد يأتي يوم لن يعـود للشماس دورٌ ولا حاجة إليه وقـد يُلغى من المذبح ويكـون دَور الشمّاسات في الجـوقة هـو الطاغي ، لا بل كـل الحاضرين سيصبحـون شمامسة بالجـملة دونما حاجة إلى رسامة ، مثـلي أنا لستُ مرسوماً ، ومَن يـدري فـقـد تأتي أيام سيجـلس الكاهـن وسط المصلـّـين وهُـم حـوله بقـوس 270 درجة مثلاً والتبرير جاهـز من الآن حـيث سيقـولون أن الرب يسوع كان يجـلس بـين الناس وليس بمعـزل عـنهم ، وبالتالي حـتى الكاهـن قـد يُـلغى دَوره ويصبح كل الناس كهنة . إنكم تستـغـربون هـذا الكلام الصادر مني ولكن إذا قاله كاهن كاثوليكي يسوعي أو دومنيكي أو مُخـلـّـصي فإنكم سـتــُـعـجَـبون به وبفـلسفـته ولاهـوته ، حـقاً إنها حَـداثة العـولمة . ومرة أخـرى إلى موضوعـنا الرئيسي أقـول : أما الطلبات فـتـكاد تـنحـصر بـين مجـموعة من الشمامسة عـلى الأغـلب الأعـم ، فـتـشـجَّـعـتُ يوماً وقـلتُ لأحـدهم : إن الطـلبات محـصورة بـينك وزميلنا الآخـر ، فإمتعـظ من كلامي وقال : هـذي هم حـسدتـونا عـليها ؟ وبعـد خـمسة أسابـيع عـلى هـذا الكلام قـلتُ لنـفـسي : خـلـّي أجازف ، فـشمّرتُ عـن ساعـدي وتهـيأتُ ، وقــُـبَـيل بدء القـداس قـلتُ لأحـدهم : أنا سأقـرأ الطلبات ، ثم أخـبرتُ الثاني كي يكـون عـلى عِـلم فـقـط وأعـطى لي الكـُـتـَـيب فأومأتُ إليه بأني سأقـرؤها من الـ ( حُـذرا ) ثم أصبحـتُ جاهـزاً والمطران في وعـظه ، وهـنا إلتـفـتَ السيد الشماس الموزّع إلى مقاعـدنا ليُعـَـيّـن قارىء الطلبات ، فـقـيل له وأكـَّـدتُ له أيضاً قائلاً إنـني سأقـرؤها من الـ ( حُـذرا ) !!! وهـنا المفاجأة ......... حـين فاجأني قائلاً : لا يجـوز لك ذلك إلاّ من الكـُـتيب باللغة الدارجة المحـكـية ! قـلتُ : أنا أريد أن أقـرءها من الـ ( حُـذرا ) بالفـصحى ، قال : كلاّ لا يجـوز ذلك ! وحـضـْـرَته لم يخـبرني مِن أين له هـذا الأمر ، كي أغـيِّـر مقالي هـذا بمقال آخـر موجَـهاً إلى صاحـب الأمر ، فـسكـتُّ لكي أكـتب بالمِداد ، عـلى الملأ وليس عـلى إنـفـراد ، فـللمقال إمتـداد . ويسرني أن أنـوّه القارىء بأن هـذه السلسلة من المقالات ستـتـواصل بالعـنوان نـفـسه حـول الشماس والكـنيسة ، ولكن إسمحـوا لي مؤقـتاً أن أنـتـقل إلى جـبهة أخـرى لأواصل الكـتابة بعـض الشيء عـن مؤتمر النهـضة الكـلدانية حـيث هـناك مَن ينـتـظرُني ، فإنـتـظِـروني .


381
مفاجأة شماسٍ لِشماس في كـنيسة مار توما الرسول / سـدني
( 2 )

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني 
عـندما نكـتب عـن أمرٍ بـين شماسَـين إثـنين فإن ذلك يعـني بـين شماسَين إثـنين ، ومياه الإكـليروس رائقة ، لـذا فـليرزم عُــدّته صاحـب الشص والـطـُـعـْـمِ العـفِـن .   
حـينما إنـتـقـلتُ من الكـوت إلى بغـداد في عام 1978 وكالعادة المألوفة سألني معاون المدير عـبد الحـسين دْعَـيِّـﭺْ عـن رغـبتي في الإنـتماء إلى الحـزب ، فـقـلتُ له : آني مستـقـل وأنجـز أعـمالي و أؤدّي واجـبي الوطني ، طيّـب شـنو إللي راح يتـغـيَّـر بيّ إذا إنـتميتْ ؟ قال : وْ شـنو تـريده يتغـيَّـر بـيك ؟ قـلتُ : مثلاً أصير وزيـر ! فـقال : وزير رأساً ، ليش أنتَ تـﮔـدَر تـدير الوزارة ؟ قـلتُ : جـرّبوني ، إذا ما أﮔـدر ، حـوّلوني إلى مدير عام ، وإذا ما ﮔـْـدَرتْ ، خـَـلـّـيني مدير قـسم ، وإذا ما دَبَّـرتــْها ، بمعـنى آني عاجـز وبالتالي ما أنفع إلكم ! قال : أشوفـك هـوايَ مغـرور بنـفـسكْ ! قـلتُ : وليش ما تسمّيها ثـقة بالنفـس ؟ قال : والله خـوش ، لو كل المنـتمين مثـلك ! ﭽان الحـزب عَـزّل من زمان ، فـسكـتُّ أنا وسكـتَ هـو . العـبرة من المشهـد السابق هي أني لستُ ممن يـبحـث عـن المناصب والأنـواط ولا ألهث وراء الكـراسي الدوّارة فهذه لها عُـشّاقها ، وإلاّ ، فأنا وآخـرين أمثالي أكـرَمَـنا الله ( والشكر له ) بما يؤهـلنا لذلك ، وكم من فـرصة تـوفـرَتْ أمامي ولكـني لم أفـكـر فـيها ، وقـد أثـبَـتُّ ذلك مؤخـراً وعـملياً أمام جـميع المؤتمرين من الأدباء والأساقـفة والكـهـنة الكـلدان بدون إستـثـناء في سان ديـيـﮔـو ، وأشكـرهم جـميعاً عـلى مشاعـرهم وثـقـتهم المطلقة بي ، حـين إخـتارني مار سرهـد جـمو مرّتين وبتأيـيد مطلق من المؤتمرين فـتـنازلتُ لغـيري بحـجة أو بأخـرى . إن طبـيعـتي هـذه تجـعـلني أخـتار دائماً الصف الخـلفـي مع الشمامسة في الكـنيسة ، والمقاعـد الأخـيرة في الجـلسات ، ما عـدا طبعاً وبدون شك ! إذا تـطلـَّـب الموقـف فعـندئذ أكـون في الصدارة دون أن أنـفـض الغـبار من عـلى كـتف أحـد ، مثـلما جـلستُ قـريـباً جـداً من سيادة المطران باوي سورو ( بطلب منه ) حـين دعانا إلى حـفلة توديعه في أستـراليا مساء يوم 8 آيار 2006 وقـرأتُ له قـصيدة صفـق لها أبناء شعـبنا الآشوري سبع مرات . ويتـرتــَّـبَ عـلى طبـيعـتي هـذه أن لا أتـلهَّـف إلى إظهار نـفـسي أمام الناس ، فالعـمل خـلف الكـواليس ممتع ، وعـندي من المعارف الكـثيرون ولاحـظـتُ ذلك في سان ديـيـﮔـو ( دون أن أعـرفهم سابقاً ) ، كما لا أجاهـد لإسماع صوتي للناس فإنهم عـلى عِـلم بنغـماتي ومقاماتي ، ولكـن حـينما نعـمل سوية مع مجـموعة تـتـناوب الأدوار بـين أفـرادها ، فإنّ كل فـرد عـندئذ يتـوقع لنـفـسه دَورٌ يؤدّيه - كـلٌ حـسب مقـدرته - وإنْ لم يحـصل ذلك بمرور الزمن ، إذن هـنالك خـلل !! وخاصة أمام جـمهـور كـَـنـَسيّ ذكي دقـيق الملاحـظة وبارع في الإستـنـتاجات والتأويلات والتساؤلات ، وكم مِن مرة سُـئِـلـْـتُ        . لقـد إستـبشرنا خـيراً بالعـهد الجـديد في كـنيستـنا وهكـذا كان ، فـكـتبنا وعـبَّـرنا عـن مشاعـرنا الكـثير الكـثير ، ومن بـين تلك النماذج أنـقـل مقـطعاً وردَ في مقال لي عـند مطلع عام 2007 جاء فـيه : (( من موقعه المهـيب متواضع بـيننا ، إننا هـنا فـرحـون به قائـداً لشعـبـنا ، منسجـمون معه راعـياً لأبرشيّـتـنا ، إننا ملتـفـّـون حـوله زعـيماً لكـنيستـنا ، نسأل عـنه كل يوم ويسأل عـنـّا ....... )) وهـكـذا أشارك الشمامسة جـماعـياً في القـداس الإحـتـفالي أو غـيره ، أما المشاركات الفـردية كـقـراءة الرسالة مثلاً أو الطلبات أو قـراءة من العـهد القـديم أو خـدمة القـداس الإحـتـفالي أو أيّة فـعالية فـردية أخـرى ، فـفي السابق كان يؤدّونها شمامسة يصطـفــّـون في المقاعـد الأمامية يخـتارهم المرحـوم الشماس لويس منصور من بـين الجالسين عـلى يمينه ويساره فـقـط ، وهـذا يعـني أن ليس لـدينا فـرصة المشاركة نحـن الخـلفـيّـون ( والحـق يُـقال - لم يكـن عـن قـصد ) ولكن بمرور مدة طويلة وبعـد نفاذ الجـعـبة من الصبر ، قـلتُ للشماس لويس مازحاً : شماس ، إنك تـدور بزاوية 90 درجة شرقاً و 90 غـرباً فـقـط  ولا تـنـظر إلى الخـلف ، إجـعـل زاوية دورانك 150 أو 180 على الجهـتين فـسترى وجـوهاً أخـرى ليست جالسة في صفـكم ! وفي الحـقـيقة ( لِـﮔــَـفـها وهـيّة طايرة ) إبتـسم وإعـتـذر الرجُـل لويس ، فـقـلت لا داعي لذلك ، إنها رمشة ضوئية فـقـط ، ثم إقـتـرحـتُ جـدولاً إسبوعـياً لتـقـسيم الأدوار بـين الشمامسة ، أخِـذَ به مشواراً من الزمن ثم تــُرِك بسبـب تلكــُّـؤ البعـض عـن الإلتـزام بالجـدول الدَوري حـسب إعـتـقادي ، وأودّ أن أضيف أنّ شمامسة ربما لا يرغـبون بالمشاركة الفـردية فـهذا لا غـبار عـليه ولا تـعـليق . وبعـد وفاة الشماس لويس بأيام ، غادرتُ إلى خارج أستـراليا لِما يقارب السنـتين ، ورجـعـتُ في صباح عـيد القـيامة 2010 ثم عاودتُ الحـضور كالسابق ، وبالتأكـيد فإن هـناك مَن يسد شاغـر المرحـوم ليقـوم بأغـلب واجـباته الشماسية أو بعـضها .   

382
مفاجأة شماسٍ لِشماس في كـنيسة مار توما الرسول / سـدني
( 1 )

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
 منذ نهاية الخـمسينات حـين تـناولتُ القـربان المقـدس وحـتى هـذا اليوم وأنا في الكـنيسة ، شاركـتُ الشمامسة في كـنائس كـركـوك وألقـوش وبغـداد في مناطق عـديدة ، واليونان وأستـراليا ، وعُـرضَـتْ عـليّ الرسامة ثلاث مرّات ( الأب فـيليـب هـيلاي 1968 كـنيسة العائلة المقـدسة ، وسيادة المطران إبراهيم إبراهيم والأب فـيليـب نجم 1997 آخـرنون - اليونان ، وسألني سيادة المطران جـبرائيل كـسّاب عـنها 2006 سـدني ) ورفـضتُ قائلاً أنا لا أسـتحـقها ، وطيلة هـذه المدة من العـمر لم يفاجـئـني موقـف فـيها إلاّ مرتين ، الأولى مع كاهن الكـنيسة في أستـراليا عام 2005 والأخـرى مع شماس في الكـنيسة نـفـسها صباح يوم الأحـد 15 آيار 2011 ، وأودّ أن أضيف أن هـذا المقال ليس تبشيراً بالعـقـيدة المسيحـية ولا مناداة بالمبادىء القـومية ، وإنما هـو تـثبـيت للقـيم المنطـقـية والأخـلاق الشخـصية . عـند شروق فـجـر المسيحـية في ديارنا المشرقـية آمنَ الكـلدانيّـون بالمسيح ونعـمَ الإيمان ، وظهرتْ من بـينهم كـفاءات سجّـلتْ إسمها في التأريخ من لاهـوتيّـين وفلاسفة وشعـراء ورواة وأدباء ومؤلفـين ، وأيضاً مرنمين ومنشدين وموسيقـيّـين وملحّـنين أبدعـوا بنـتاجاتهم ، وكل ذلك باللغة الكـلدانية الفـصحى ( ﮔـوشـْـما ) التي بقـيَـتْ حـية خالدة إلى يومنا هـذا بفـضل الكـنائس والأديرة لأن آباءَنا الكـنسيّـين القـدامى لم يـدوّنـوا الطـقـوس والصلوات باللغة السوادية ( المتداولة في البـيت ) ولم يكـتبوا رسائلهم وإرشاداتهم بهذه اللغة المحـكـية في المجـتمع ، بل باللغة الكـلدانية الفـصحى ، و لولاهم لإنـدثـرتْ لغـتـنا العـريقة ، ولـتـَـرتــَّـبَ عـلينا اليوم أن نستـقـدم خـبراء اللغة الأجانب لـحل رموزها وفـك طلاسمها كما نـفـعـل الآن مع اللغة المسمارية . إن القـوى الإستعـمارية الأجـنبـية والغـزوات المحـلية التأريخـية لـ بـيث نهرين المشرقـية ، طـمسَتْ الكـثير من آثارنا ومآثـرنا المدوّنة ولم يـبقَ منها إلاّ ما سلم من أيديهم في الغـرف الداكـنة أو المخابىء المخـفـية ، كما أن سياساتها العـدوانية تجاه إيمانـنا ، فـرضتْ عـلينا اللغة الدخـيلة الأجـنبـية لأكـثر من غاية فإضـطـررنا إلى تعَـلـّـمها وأضحـتْ لغة ثـقافـتـنا كـما تـرَون ، وإنكـمشتْ لغـتـنا الكـلدانية الفـصحى حـتى إنـحـصرتْ بـين جـدران الكـنيسة والأديرة والتي حافـظ عـلى ديمومتها الرهـبان ورجال الدين كما ذكـرنا . ولهذه الأسباب تـقـلـصتْ فـرص تعَـلمها إلاّ لِـمَن كان له وقـت كافي يساعـده عـلى إرتياد الكـنيسة بإنـتـظام وإستمرار ، مع الذين إتـخـذوا من الدير مسكـناً ومصيراً لهم ، وبقي إستـخـدامها محـصوراً في داخلها أيضاً . وقـد نـُـقِـلَ إليَّ عـن الـﭙاطريرك الأسبق المؤمن الشهم مار ﭙـولص الثاني شـيخـو من أن الغـرب طلب منه الإقـتداء بالطقـس اللاتيني فـرفـض بشِـدة أصالته قائلاً : أنا لا أتـرك تـراث آبائي وأجـدادي ، إذن ، لغـتـنا الفـصحى هي حـية داخـل الكـنيسة فـقـط . وبعـد تـغـيّـر النظام الملكي في العـراق وبالأخـص بعـد عام 1968 صار بعـض الكـهـنة الكـلدان في بغـداد يترجـمون نصوصاً قـدّاسية في كـنائسهم إلى اللغة العـربـية بحـجة أن هـناك مِن بـين روّاد الكـنيسة مَن لا يفهم لغـتـنا الكـلدانية الفـصحى ، ولكـنهم في الحـقـيقة كان ذلك لغاية أخـرى أيضاً . وقـد أوردتُ الفـقـرة التالية في ذكـرياتي الكـنسية غـير المنشورة : ((  في عام 1979 طـلبـتُ من أخـي الصغـير أن ينقـل إلى الكاهـن في بغـداد رغـبتي في الإلتحاق بالأخـوية - وكلاهـما إنـتـقلا إلى الديار الأبدية - ولما أخـبره بذلك ردّ الأب الفاضل عـليه قائلاً : يُمنع الموظفـون من الإنخـراط في صفـوف الأخـويات ! يا لها من فـتوى يصلح الناطق بها أن يسمى مفـتي ديارنا ! . إن سبب منعه إنضمامي إلى الأخـوية - في إعـتقادي - هـو عـدم كـشف مستوى شخـصيته أمامي في وقـت يتطـلب منه التباهى أمام المراهـقـين أو الشباب الصغار ، وهـو الذي قال لي يوماً : أنا أريد أن أطـوّر معـلوماتي اللاهـوتية في روما ولكـن الـﭘاطريرك لا يوافـق عـلى ذلك ، وقد عـلق أحـدهم عـلى هـذا الكلام قائلاً : هـل أنهى دراسة كـتب بغـداد كي يطـلب الدراسة في روما ؟ وفي مناسبة أخـرى زارنا غـبطة الـﭘاطريرك الراحل مار ﭘـولص الثاني شـيخـو في دارنا يوم 6/11/1981 برفـقة معاونه آنذاك - سيادة المطران عـمانوئيل دلـّي وحالياً كاردينال - والأب المرحـوم باسل مروﮔـي راعي كـنيسة الحـبيبية ، وبعـد الصلاة دار حـديث قـصير بـينـنا ، ثم سألتُ غـبطـته لغاية في نفـسي : سيّدنا ، لماذا لا تـترجـمون نصوص قـدّاسـنا إلى اللهـجة المَحْـكـية في البيت كي يفـهـمها الناس ؟ ردّ عـلي وقال : إبـني ، إن لسان آبائنا سوف يضيع فالصلوات مفهـومة لمَن يريد فـهـمها . وبعـد أسابيع إلتقى الكاهـن المُرافـق الموقـر بعَـمي المرحـوم جـرجـيس خـندي وقال له : إنّ إبن أخـيك إشـتكى عـليّ عـند الـﭘطرك ! )) .
 
 

383
دخـلاءُ المجالس البديلة  نـزلاءٌ في خِـيَم القـبـيلة   
ثامر المُوَقــّـر ومنـصور المُـبَـجَّـل نـموذجان

مشاعـلُ مؤتمر النهـضة الكلدانية تـضيء 
 30/3  –  1/ 4/2011 
(  5  )

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني   
قـرأتُ مقالاً عـلى الرابط : http://alqosh.net/article_000/thamer_tosa/tht_31.htm لكاتبه ثامر توسا بعـنـوان (  القيافة القومية في ضيافة صاحب النيافة ) بتأريخ 21 نيسان 2011 صاغ الكاتب عـنـوانَ مقاله ، فـي سجع الولهان ، فـما قـصَّـرْنا معه لمّا آتيناه بـِرَدٍّ ذو وَقــْعٍ رنـّان ، فالدهـر يومان ، يومٌ ... تموت الأشجار ظِماءاً واقـفة ،  وفـيضان البحـر في هـيجان ، ويومٌ ... تــَحْـنو الشتلات وخـضرتها في ذِلٍ أمام رذاذٍ يـتلاشى بعـد أوان . 
السيد ثامر ، يكـتب بأقلام من خـشب الأبانوس ، عـلى جـلد غـزالٍ فـيه خـطوط ، رُسِـمَتْ بالبوصلة مفـقـود فـيها المغـناطيس ، يكـتب عـليه وضياء من نـور الشمعة والفانوس ، نـُـشّابُه مكـسورٌ تـحـتَ القـوس ، وكـلمات تـقـرؤها في القاموس ،  أفـكاره تـوقـظها دقات الناقـوس ، رحـمته عـزّ وجـلّ عـلى الذبـياني والمتـنبّي وليلى وقـيس .
يقـول السيد ثامر تـوسا : (( وهذا يعـني تـنوع الممارسات الاجتماعية في المحيط الواحد الى حد التـناقض احيانا خاصة بين مجاميع النخب الممثلة لكل اتجاه او تيار فكري او ديني او سياسي ، مثل هذا التنوّع  يشكل ظاهرة صحية اذا كان ضمن الحدود التي تنظم حركة تقدم المجتمع الذي لا يعطي أي فسحه كي يتجرأ اي من هذه الفصائل المتـنوعة ان يدعي امتلاكه للحقيقة المطلقة دون غـيره . فالجميع يقر بقاسم مشترك يساهم  في تكوينه من خلال رؤيته المستقاة من تجربته الفكرية المستمدة اصلا من تجربته الخاصة وتجارب الاخرين )) إنـتهى ***
وهـذا ذكــَّـرني بما قـرأتــُه في صفـحة 154 الفـصل الثالث من كـتاب القـذافي الأخـضر تحـت فـصل - الركن الإجـتماعي للنـظرية العالمية الثالثة - الذي وصلني بالبريد الإلكـتروني ما يلي : ( لماذا لم يُخـلق رجال فـقـط .. ولماذا لم يُخـلق نساء فـقـط .. ثم ما الفـرق بـين الرجال والنساء . أي بـين الرجل والمرأة . لماذا الخـليقة إقـتـضتْ خـلق رجـل وإمرأة ؟ .. إنه بوجـود رجـل وإمرأة وليس رجـل فـقـط أو إمرأة فـقـط . لا بد أن هـناك ضرورة طبـيعـية لوجـود رجـل وإمرأة وليس رجـل فـقـط أو إمرأة فـقـط . إذاً . كل واحـد منهما ليس الآخـر ... إذاً هـناك فـرق طبـيعي بـين الرجـل والمرأة . والدليل عـليه وجـود رجـل وإمرأة في الخـليقة . وهـذا يعـني طبعاً وجـود دَور لكل واحـد منهما يخـتلف وفـقاً لإخـتلاف كل واحـد منهما عـن الآخـر . إذن . لا بـدّ من ظرف يعـيشه كل واحـد منهما يؤدي فـيه دوره المخـتلف عـن الآخـر . والمخـتلف عـن ظرف الآخـر بإخـتلاف الدور الطبـيعي ذاته . ولكي نـتمكن من معـرفة هـذا الدور .. لنـعـرف الخـلاف في طـبـيعة خـلق الرجـل والمرأة .. أي ما هي الفـروق الطبـيعـية بـينهما ؟ ) .
وعـليه وعـلى المنوال نـفـسه أعـلـّـق عـلى كلام السيد تـوسا بـبلاغة لا يفـقـهها إلاّ المتبحِّـرون في عِـلم الـ ﮔــَـرْﮔــُـرْ و الـ سِـمْـذ ﮔــْـريسِ ، وأقـول : إن الممارسات الإجـتماعـية الفـردية تـتـناقـض مع المجاميع الفـكـرية في الظواهـر الصحـية ضمن الحـدود التـقـدمية ، فلا تـتـجـرّأ هـذه الفـصائل الحـقـيقـية أن تمتـلك القـواسم التـكـوينية البـدائية ، من خلال الرؤى التـصوّرية المستمدّة أصلاً من تجارب الأولية البَـيدَرية ، والآخـرية الخـَـشيشيّة عـلى السطوح الأرضية النابعة من القـياسات المُـطــْـلقـيّة بأدوات منـطـقـية ، وْ هاي هِـيّة . هَـسّا صار واضح ؟
ويضيف السيد ثامر الذي تستـهـويه كـلمة الطائـفة من القاموس : (( طرحت في امريكا فكرة توحيد كنيسة الطائفة الكلدانية الكاثوليكية وكنيسة الطائفة الشرقية الاشورية،وتكفل بمهمة التحاور في هذه المسألة يومها المطران سرهد جمو والمطران باوي سورو بإشراف وموافقة البطاركة المرحوم مار روفائيل بيداويذ والمار دنخا أطال الله في عمره ،وكان ان وصلت تلك المحاولة الى مفترق توقف عنده الحوار نتيجة اختلاف طرفاه حول التبعية المركزية،ومركزية السلطة،وبعض الامور الطقسية الاخرى التي لا يسع المجال هنا لذكرها، فقط اكتفي بالتنويه الى:ان كل ما  يتنافى وإتفاق آباء الكنيسة في مجمع نيقية،هو مجرد تحقيق غاية شخصية،فالعقيدة المسيحية اخذت شكلها النهائي في هذا المجمع كما هومعروف )) إنـتهى ***
 
ولا بدّ من تعـليق لنا : إنّ الطائـفة الكاثـوليكـية للشعـب الكـلداني الأصيل يا ثامر ، مستعـدّة وبرغـبة تامة عـلى الدوام للمساهـمة ومدّ يد العـون والدعم من أجـل الإتحاد مع أية طائـفة مذهـبـية أخـرى من أبناء قـوميتـنا الكـلدانية المتـنـوّعـين - صرنا نـتـكـلـّم باللغة نـفـسها التي يتـكـلـّم بها الإخـوان - دون صرف الوقـت بالـ مركـزية التي قالت ، والـ تبعـية التي حَـكـَـتْ ، والـ كـراسي الإسـفـنجـية الفـضفاضة التي دَوَّتْ ، طالما عـندنا وصية الرب لمار ﭙـطرس : إرع خـرافي ، ومَن لا يقـبل بوصية المسيح ليس من أتباع المسيح . وما يخـصّ بعـض الأمور الطخـسية التي قـلتَ لا يسع المجال هـنا لذكـرها ، أقـول كان بودّنا لو تـذكـرها كي نـناقـشها لتـتعـرّف أنـت وتـعـرف أين وصل الفـكـر الإنساني في الفـلسفة واللاهـوت المعاصر . أما بخـصوص مجـمع نيقـية ، فـحـبذا لو تـفـضـَّـلتَ وذكـرتَ لنا أين الخـلل والملل ، ثم أين التـنافي والتجافي والتـناقـض فـي لم الشمل ، لنـدلـّـكَ عـلى ما لا تـعـرفه تحـت الظل .   

  ويضيف الكاتب تـوسا : (( وما تحقق على ارض الواقع كان شيء اخر يختلف عنه تماما،حيث كلفنا  صدعا جديدا في جدار الكنيسة الشرقية وشرخا كبيرا في نفسية الكثير من المخلصين الذين كانوا وكما قلنا،يعلقون واهمين، آمالهم على حلقات حوار الاسقفين سورو وجمو، ولعل دعوات المطران سرهد جمو  الاخيرة  خير دليل على ما نقول ))  إنـتهى ***

وتعـليقـنا هـو في غاية البساطة : مَن كان السبب في شرخ عام 1968 ؟ وحـبذا لو سألتَ الطرف الآخـر السؤالَ نـفـسه وتخـبـرنا بالإجابة التي تستحـصلها كي نأتي لك بما يشفي غـليلك .

ويضيف السيد ثامر توسا قائلاً :
(( ابسط قواعد  الكهنوت بحسب ناموس الكنيسة الكاثوليكية تقول :ان المتقدم للكهنوت ينذر العفة والطاعة لرؤسائه.وأنا هنا لا اريد ان آتي على  ذكر كل الاسماء التي خرقت هذا الناموس بشقيه او بشق واحد منه،انما سوف اركز على  آخر ما أقدم  عليه المطران سرهد جمو وانكرته عليه رئاسته الكنسية في بغداد ،فالمطران جمو  دعا الى  عقد مؤتمر عالمي  في سندياغو تحت عنوان نهضة القوميه الكلدانيه  كما حلى للبعض وصفه،وعقد المؤتمر, وقرأنا اسماء الذين شاركوا فيه، من الذين يخلو سجل حياتهم  من اي نشاط قومي سابق الا ما ندر جدا،والمؤلم أن هذا النادر معروف عنه، إما تعثره وفشله في التعامل مع الغير بشهادة كتاباتهم ،او انه لبس جلباب القومية من اجل تنفيذ اجندة  لا علاقة لها بالقومية المدعاة،ومنهم من لم يكن له لا ناقة ولا جمل في  حقيقة هدف هذا المؤتمر,بل جئ بهم كأداة وواجهه من اجل تحقيق تلك الاجندة, فإن كانوا يدروا بها  فهي مصيبه  وإن كانوا لا يدروا فالمصيبة اعظم )) إنـتهى ***

تـعـليقـنا : أخي ثامر ، لا مانع لدينا - إنْ أردتَ - أن تسبح في نهر بـينـدوايا القـريـب من قـرية داكـَـنْ ، ولكن لا ترمي نـفـسك بدون نجّادات في قـناني المُـنـكــَـر الملآنة ، ولا تـحَـلــِّـق بـين نجـوم وكـواكـب درب التبّانة ، وتـتـوهَّـم بأنه - تِـنانا - لأن روائح العـفة وضبط النـفـس والطهارة والبتولية بـرَزانة ، صارت مصطـلحات رنانة بدون أمانة ، ومصطلح ناموس الشـق الواحـد مفـهـوم وواضح ، أما الشـقــَّـين فـلستُ أفـهمها آنا ، ولا المتبحّـرون بالعِـلم ولا روّاد الـﭽايخانة ، فـهل تشرحـها لنا يا عـزيزا دْ بابا وماما ونانا ؟ ولأني أحـبك فأقـول لك : خـلـّـيك من هـذه القـوانة .  ثم ما لك والمؤتمر ؟ كـيف عـلمتَ أن فلان أنـكـرَ والثاني حـكى والآخـر قال ... أين البـيِّـنة عـلى دعـواك وإلاّ فالسكـوت ذهـبٌ وآسِـفٌ عـلى العـتب ، وإلاّ قـل الذي عـنـدكَ ونحن نـطرق عـلى خـشب . ثم قـلتَ : يـَحـْـلو للبعـض وصف المؤتمر بالنهـضة ! أخي : أنـت كاتب فلا تبتـذل الكلام ، أتـدري لماذا ؟ لأن المؤتمر هـو النهـضة بعـينها ولم يصفـْه أحـد بالنهـضة ، والكـلدان نهـضوا ... فكان المؤتمر ، لماذا فـُـزِعـْـتَ يا ثامر ، هـل أنّ نهْـضـَـتـَهم أقـلقـتــْـكَ ؟ ( بـيتـنا ونـلعـب بـيه ، شـلها غـرَض بـينا الناس ) ، وإلاّ لِـمَ الصراخ ؟ هـل حُـرمْـتَ من حـلم كـنـتَ فـيه ، أم تـريدنا أن نـحـصد ونرمي في بـيادر الغـير ؟ إرجع وَ نـَـمْ مرة ثانية بإطمئـنان وواصل حـلمك وملاكـك الحارس يحـرسك ، وسـؤالي لك : لماذا لا نـقـلق نـحـن وأنـتَ معـنا ، من نهضات ولقاءات ومؤتمرات وإجـتماعات وتـجَـمّعات الآخـرين ، هـل لديك جـواب ؟ أما موضوع المشاركـين وخـُـلـُـوِّ سجـلهم ودفاتر نـفـوسهم من نشاط قـوميتهم ، فهذا الكلام هـراء - لا تـخـلـّـينا نـحـﭽـي - فـعـندما يترك البعـض أيديولوجـياته ويتسابق ممتـطياً ثـورهُ في ساحاته ( طالباً الطـعـنَ وحـده والنـزالا ) يكـون حلالاً له وأنت تـرضى عـنه ، ولكن إنْ وقـف آخـرٌ كـملكٍ يـزأر ويحـرس حـديقـته الكـثيفة يـكـون حـرام له ، كـفاكم كـفاكم وإنـتـبهـوا إلى أنـفـسكم . وقـد رأيتَ صوَر المشاركـين في المؤتمر ، لم يلبس أحـد منهم  جـلباباً بل رداؤه كان أصالته مطـرّزاً بكـرامته القـومية التي لا يستـرخـصها ولا يعـرضها في المزاد ، بل إنّ أجـنـدته هي إعـتـزازه بقـوميته التي لا يستبـدلها بثلاثين من الفـضة .


ثم يتـخـبط الكاتب ثامر تـوسا في شـخـبطة أقلامه الأبانوسية دون موازين عـقلانية ويقـول : (( كيف يا ترى نوالف بين هذه الازدواجية التي لا يقرها العقل السليم؟كيف نثق بدعوة انسان كان يتفاخر بأمميته واليوم  يحمل بيمينه شعلة القومية بلهيبها العنصري المتشنج ؟ تحت ظل أي مسوغ فكري يجتمع  اليساري الاممي  والقومي الناهض  والبعثي العروبي  والشماس الكنسي  في حضرة وأمرة رمز مذهبي كنسي ؟ حقاً إنها مفارقه )) إنـتهى ***

فـنـقـول له : لا تـوالف ولا تحالف ولا داعي للسوالف ، ثم لا تـتـوهّم ! لأن العـبرة ليست بمصطلحات الإنشطار والإنـدماج والأصوات الخـيّـرة وركـوب الموجة الوَخـيمة ووجهات نـظر الفـرقاء وروما والـﭭاتيكان ، وأنـت تبدو بريئاً جـداً ، وإلاّ دعـني أكـشخ عـليك بالعـبارات وأقـول : إنّ البُـعـد الواحـد يُـحـدّد الموقـع عـلى الخـط الواحـد ، أما البُـعـدَين فإنهما يحـددان الموقع عـلى مستوى الخـطين ، ولا أدَوِّخـكَ بالبُعـد الثلاثي في الفـراغ الديكارتي فـنـتـركه إلى مناسبة أخـرى .
ثم عـزيزي : لا تستـرخـص حـديثك ، فالشماس الكـنسي حـضرَ المؤتمر ولم يستـشر أحـداً لأنه لا ضرورة لذلك ( وهـذا سـر إحـتـفـظ به في مكان مَخـفي ، فـقـد أبحـناه لك ولخاطـرك ) ، ثم تـقـول عـروبي أممي قـومي ... أخي لا تـتـورّط وتـزج نـفـسك في معـتـرك ليس ساحة عـملك ، لأنك لا تـزال تـحـت تأثير مخـدّر مفهوم المذهـب الكـنسي وحـضرتك تجـهـل أبعاده ، وإلاّ أكـتبْ إيضاحاً كي نـردّ عـليك تـوضيحاً لإيضاحـك المستـضيح . يا أخي ، الأفـضل أن تـفـكـر وتـقـول مع نـفـسك المثل العـراقي : يا هـو مالتـنا بالإنـﮔـليز ! أما كلامك عـن سيادة الأسقـف ما باوي سـورو الجـليل ، فـكـن حـذراً حـذراً جـداً جـداً ولا تستعـرض ﭙـهـلوانيّات ، كي لا تـنـزلق إلى حـفـرة ويلتـوي أخـمص قـدمك وبالتالي تـحـتاج إلى - ليشا و مشخا وحـمّص مطحـون وﮔـصب وخـبراء من بـيت يـقـونـدا في ألقـوش - وإنْ كـنـتَ تحـتـرمه فالله يجازيك بقـدر إحـتـرامكَ له ، ولكـن إعـلمْ  أنّ سيادته ليس بحاجة ، أتـدري لماذا ؟ ((( لأنّ الله قادر أن يُـقـيم من هـذه الحـجارة أبناءاً لإبراهـيم .... متى 3 : 9 ))) ، ولا أقـول أكـثر من ذلك .

ولما إقـتـربَ توسا من نهايات مقاله قال : (( شخـصيا ليس لنا اية قضية شخصية مع اي طرف ديني او قومي،فـنحن في الوقت الذي نحترمهم , نؤمن بأن لكل انسان حرية اختيار ما يعتقد به،ولكن هذا لا يعـني اننا نقبل ان يفرض هذا الطرف او ذاك وصايته على ضمائر الاخرين بذرائع يبررها لنفسه تحت غطاء الشرعية المذهبية الدينية او العنصرية القومية حتى لو وجدت فعلا )) إنـتهى ***

وهـذا يـذكـِّـرني بإثـنـتين من النسوان كـنـتُ أستمع إليهـنّ مرة ، حـين كـنّ يتـحـدثـن عـن إمرأتين صديقـتين لهنّ ويُـفــَـصّـخـونها تـفـصيخاً إلى شارع شيخ عـُـمَـر ، ثم إنـتـقـلن إلى إمرأتين أخـريَـين وصار الحـديث عـن ملابسهنّ ، وبعـدها عـن أخـريات والكلام عـن مكـياجهنّ ، وهـكـذا لم تسلم إمرأة منهنّ ، وفي الأخـير قالت الأولى للثانية : يا هـو مالتـنا بالناس ! فـردّتْ الثانية وقالت : إي صحـيح ، كل وحـدة حـرة بّـيتـْها .

ويخـتم السيد ثامر تـوسا مقاله بنـصيحة ثمينة فـيقـول : (( ناموس الحياة يقول:أسأل مجرب ولا تسأل حكيم.ونحن هنا إذ نحذر البعض الذي صار يستهويهم ركوب هذا المركب الذي سبقهم فيه غيرهم, نقول  بكل موده:اتعظوا بمن سبقكم في التجربة )) إنـتهى ***

ونـحـن معه نـخـتم تـعـليقـنا عـليه بأن نـكـرر الأسطـر الأخـيرة من مقاله ، فهي مناسبة أن نـقـولها له وهـذا نـصّها : (( الجـميع حـر في قـول كلمته ، فالذي يريد ان يفسر تحذيرنا هذا  كونه ناتج عن غـيرتـنا على اهلنا في كل بقعة على الارض ، نشكر له حسن ظنه بنيتـنا ، ومن يريد ان تأخـذه  الظنون شمالا ويمينا ليشتمنا ويسبنا ، فهو الاخر حـر فـيما يذهـب اليه )) .
وأخـيراً ، نـتـتـظـر ردّ السيد ثامر تـوسا ، كي نـردّ عـلى ردّه دون إرتـداء ردائه ، فالأمور ماشية والحـياة هـنيئة والردود جاهـزة ، والدّين ممـنوع والرزق عـلى الله .


(  6  )
أما السيد منـصور سـناطي فـقـد كـتب بتأريخ 23 نيسان مقالاً بعـنـوان (( إذا لم تكن جامعاً للشمل ؟ فلا تكن مُشتـتاً له ، بالغـباء أو الإسـتغـباء )) عـلى الرابـط  ttp://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=500082.0
وهـو مقال جـميل سوف نـمرّ عـليه مَـرّ الكـرام العـظماء ، ولكـن ليس بغـباء أو إستـغـباء ، بل نـكـرمه بعـطاء وسـخاء ، وبـذكاء وإستـذكاء  ، فـتارة بـدموع ورثاء ، وتارة أخـرى بقـهـقـهة وهـجاء . فـقـد جاء فـي مقال السيد سـناطي :
(( يقول المثل الكردي ــ ئه كه ر كول نيت دركش مه به ــ )) ورغـم أني لا أعـرف اللغة الكـردية ولكـن دعـوني أنْ أعـيده لكم بـِرُتـوش فأقـول : ــ ئه ﮔـه ر ﮔـول نه بـيت ، ده ر كـيش مه به ــ . ويوضح السيد سناطي معـنى المثل مشكـوراً حـين قال : (( بمعـنى إذا لم تـكن وردة فلا تـكن شوكة ؟ )) إذن هـذا أول شكـر نـقـدّمه إلى السيد منصور ، وبقـية الخـير تأتي . ويضيف السيد منصور (( وبذلك يقولوا - يقـولون - لك في عـز النهار إنه ظلام دامس ، وفي منتصف الليل إن الشمس مشرقة تبهر الأبصار وعـليك أن تصدقهم ، وإلا كـنت من الخـونة والعـملاء ومن ألد الأعـداء )) ، وتـعـليقـنا عـليه سيكـون قـصيراً فـنـقـول : إذا لم تـكـن عـثـرة فـلا تـكـن دفـرة ! . وأضاف السيد سناطي : (( بكل ألم  سار بعـض سياسيـينا وبعـض رؤساء كـنائسنا الأجلاء - سامحهم الله جميعاً - في طريق تشتيت شملنا ، والمحـصلة ضياع حـقـوقـنا ، ومن ثـمّ إسـتهدافـنا من قـبل الميليشيات الإرهابية ، لكوننا  الحـلقة الضعـيفة ، لأن التـشرذم يعـني الضعـف والضياع ، والوحـدة تعـني القـوة والثبات ، وهذه بديهـية معـروفة  )) إنـتهى ###

وتـعـليقـنا : نشكـرك ثانية عـلى طـلبك من الله أن يسامح رؤساء كـنائسنا ، وهـذا الخـير منك لن نـنـساه أبـداً ، وسنـطلب من الله أن يعـوّضك بطـريقة حـسابـيّة بسيطة : واحـد بـ ثلاثين ، ثم ستـين بـ مئة ، شتـريد بعـد ، إيـدك بالدهـن . ثم ، نـحـن مع القـوة والثبات التي تعـني الوحـدة ، وهـذه بـديهـية معـروفة .
ثم يقـول الأخ السناطي : (( وتمخـضت والحمدلله  عـن وحدة خـطابنا السياسي ، فـطالبت الجموع بإنشاء محافـظة خاصة للمسيحـيّـين )) ###

وردّنا عـليه هـو : يا أخي ، نـحـن لسنا ضـد المحافـظة المسيحـية ، لأنكم الذين تريدون المحافـظة هـل تـعـتـقـدون بأنـنا سنـقـف كـشرطة مرور في نـقاط تـفـتيش عـنـد مـداخـلها ونـمنعـكم من السفـر من وإليها ؟ يا أخي العـزيـز ، كل الذي نـريـده ، هـو محافـظة أخـرى بجانب محافـظـتـكم ونسمّـيها المحافـظة الجـيرانية العـراقـية الشعـبـية ويّاها الديمقـراطية وإنْ شـئـتَ أضف إليها الأسفـنيكـية ، فـهل عـنـدكم مانع ؟ ألا تـتـشـرّفـون بجـيران أمثالنا ؟ فإذا أنـتَ قـلتَ نـتـشرف ، إذاً كل المشاكل محـلولة ، وإذا قـلـتَ لا نـتـشرف ، فـنـحـن مو خـوش ناس ، إتـركـونا يا أخي ونـحـن نـحـل المشكـلة بـبناء جـدار الفـصل بـينـنا ، هـسّا شـنو رأيك ؟ هَم راح تـعـتـرض ؟
وراح السيد منـصور السناطي يخـتم مقاله بـ : (( قـلنا مراراً وتكراراً بأن نجاح أي شعـب ، هو بوحدته ، وبفصل السياسة عن الدين ، وتدّخل رجال الدين في السياسة ، هو إساءة للدين والسياسة معاً ، فهل يكف رجال الدين تدخلهم في السياسة ؟ ويتركوا السياسة للسياسيين ؟ الا يكفينا ما بنا من ضعـف وإنقسام وتشرذم وضياع حقوق؟ فبدل أن يوحدوا كنائسنا ، ليكونوا كنيسة جامعة موحدة ، يتدخلوا في غير إختصاصهم ،في حب الظهور وحب الشهرة في وسائل الإعلام  ، إنطلاقاً من الشعور بالنقص، كما يقول علم النفس . وأخيراً نقول لكل من بمقدوره أن يقدم شيئاً لوحدة شعـبنا المسكين ،أن يقدمه بكل نكران ذات ،وإذا لا يتمكن فاليسكت - فـليسـكـت -  على الأقل ، ويدع الآخرين يقدموا ما لديهم ، فهو - لا يرحم ولا يدع رحمة الله تنزل على المساكين – فـيا أخي إن لم تكن وردة يفوح منها العطر والرائحة الزكية ،فلا تكن شوكة تدمي أقدام شعبنا ، وتفوح منك الرائحة النتنة فتزكم الأنوف ، فطوبى لمن يجمع ولا يفرق )) إنـتهى ###

ونـحـن أيضاً نـخـتم تعـليقـنا ونـقـول : هـوَّ الرجـل السناطي قال الحـق ، ولكـن أحـداً لم يسمعـه ، وعـليه فلا ذنب له . أما فـصل الدين عـن السياسة ، هَم حـقه ، لأن الموضوع يتعـلق فـقـط بالكـنيسة الكاثـوليكـية للشعـب الكـلداني ولا يشمل الآخـر الفلاني ، ويجـب عـليها أن تستـمع إلى نـداء السيد منـصور وتـطيع وتــُـنـفـّـذ ، وعـلى ﮔـولة السيد سناطي أنّ الشعـور بالنـقـص يعـتـرف به عـلم النـفـس ، وهاذي هَم صحـيحة . والورود والأشواك والعـطور كـلها صحـيحة وبارك الله به ، ونـنتـظـر منه رداً عـلى ﮔــَـد حالنا فـعلى كـيفـك ويانا ما بـينا حـيل .


384
ضياء ﭙـطرس وقـواته المسيحـية المجـنـَّـدة

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

 نـُـشِر تـصريح للسيد ضياء ﭙـطرس في مقال بعـنـوان ((  المجـلس القـومي الكـلداني يطالب بتجنيد المسيحيين في القوات الامنية لحماية مناطقهما )) في موقع عـنكاوا . كوم ، يمكن متابعـته عـلى الرابط  http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,503429.0.html وبودّنا أن نـعـلق عـلى ما ورد فـيه بما يلي :  

   بعـد فـشل محاولات تمرير مقولة أنـنا كـلنا آثوريّـون ، لجأ الإخـوان إلى مصطلح كـلدوآشوريّـين ، ولما خابَـتْ جاؤوا بـ كـلدوآشوريّـون سريان ، وهـذه لم تأتِ بنـتيجة فحاولوا إستـخـدام لفـظة سورايي ( التي يرفـضون ترجـمتها إلى الإنـﮔـليزية كـلما طـلبنا منهم ذلك ) وآخـر قـوانة لهم أرادوا بها الإلتـفاف عـلينا كانت كـلمة ( المسيحـيون ) بإعـتبار أنْ ليس من المعـقـول تجـنـبها ولم يـدروا بأن تلك لا تعـْـبر عـلينا ( لأنـنا مفـتـَّـحـين باللبن والهـريسة ) ، ولم يـبق إلاّ الفـلوس التي بها إرتمى المجـلس القـومي الكـلداني اليوم  في أحـضان الحـزب الذي أسَّسه السيد سركـيس آغا  جان والذي إبتـكـر تسميته المثـلثية ذات العـربات الثلاثة لأغـراضه الآثورية الظاهرية بصيغة ( المجـلس الشعـبي الكلداني السرياني الآشوري ) تحـت عَـلـَم وشعار وقـيادة وهـيمنة ودعاية وسلطة آثورية ، تلك التي لا تـدخـل في دماغ الكـلدان ، لأن ليس لديهم أسماء ثلاثة بل إسمٌ واحـدٌ فـقـط هـو الكـلدانيون كإخـوانهم الآخـرين ، فالآثوريّـون إسمهم آثـوريّـون وهـل يقـبلون بتسمية أخـرى ! وهـكـذا السريان والعـرب والأكـراد والأرمن والـﭽـيك والسلاﭪ والموزمبـيقـيّـين ، وأن أي تـفـسير أو تبرير أو إقـناع سياسي أو مرحلي أو مؤقـت أو إرضائي سوف لن ينطلي عـلى الكـلدان ، ما لم يُـتـَّـفـق عـلى إسم مفـردِ الكـلمةِ يجـمعهم ( إنْ وُجـد ) ، أو بحـرف من كـل إسم لتـتـكـوّن منها كـلمة جامعة واحـدة مفردة للتداول الرسمي أو للإستخدام السياسي كما يدّعـون ، ويبقى كل إسم عـزيز عـند صاحـبه شأنه شأن إسم كل أخ في الأسرة الواحـدة . وقـد سبق للسيد يعـقـوب ﮔورﮔـيس عـضو المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الآشورية أن قال بتأريخ 8 كانون الثاني الجاري : (( إن صيغة الإجـتماعات القادمة لأحزاب شعـبنا ستكون تحت تسمية تجمُّع التـنظيمات الكلدانية السريانية الآشورية وأي قرارات ستصدر لاحقاً عن أحزاب شعـبنا ستكون تحـت هذه التسمية )) . ومن غـرائب الأمور أن ليس هـناك بـين أعـضاء هذا التجـمّع ، كـلدانيٌّ يعـبِّـر عـن أصالة إسمه بإعـتـزاز وإصرار ويُملي رأيه عـلى الآخـرين ، وإنما بالعـكس نـراه دائماً يُـملي الآخـرون رأيَهم عـلى المحـسوب كـلداني بـينهم ويكـون من التابعـين ، ونحن نسأله : ما هـو شـعـورك وأنت مهمَّـش بـين الإخـوان ؟.  

ورجـوعاً إلى تـصريح السيد ضياء الذي قال : (( إن تشكيلَ قـوة عـسكرية تابعة للجـيش أو الشرطة العـراقـية يتـكون أفرادها من المسيحـيين أمرٌ ضروري لحماية مناطق وأماكن عـبادة المسيحـيين ، موضحاً أنّ الأجهزة الأمنية العـراقـية فشلتْ في تأمين الحماية المسيحـيين ومؤكدا أن القوات العـراقـية ومنها أجهزة وزارة الداخـلية لم تستـطع حماية مناطقـنا ، مضيفاً أن مهمة قـواته التي يطالب بها تـنحـصر في حـماية المسيحـيـين فقـط )) وكأنه يقـول - ويا هو مالتـنا بالآخـرين .

حـقاً قالوا إن دماء الشباب حارة تـغـلي بسرعة ، إنهم يرَون ما هـو أمام أقـدامهم فـقـط ، ليس لديهم بُعـدُ نـظر كافٍ ، يتخـذون القـرارات بسرعة دون تمحـيص ودراسة لأنهم قـليلو الخـبرة ، ونـقـول للسيد ضياء : إذا كانـت الدولة بفـيالق جـيشها وفـصائل شـرطـتها وأجهـزة أمنها وإستخـباراتها ، وحِـرص وتكاتف شعـبها عاجـزة عـن حـماية أماكن عـبادة المسيحـيّـين ، الشـريحة المسالمة من أبناء الشعـب ! كـيف سيكـون بإمكان كم نـفـر ، وقـل كم ألف مسيحي لا يؤمنون بالقـتل ، أن يؤدّوا عـملاً أمنياً داخـلياً يتـطـلب قـتالاً بـين الإخـوة ، ذلك العـمل الذي لم تستطع قـوة الدولة المكـرّسة أصلاً لحـماية المواطنين القـيامَ به ؟ ثم ألا تـفـكـِّـر قـليلاً ، كـيف ستـتـحـمَّـل شخـصياً مسؤولية كهذه ؟ حـين تـصبح هـذه المجاميع المسيحـية سهلة الإستهداف وبدون ناظور في عـصر كاتمات الصوت ؟ ولو كـنتَ أنتَ أحد أولئك الأمنيّـين الحُـرّاس وإقـتـرب منك رجل ذو سترة فـضفاضة ، فما الذي ستعـمله سواءاً إستـوقـفـتــَه أم لا ؟ وإذا تـطـلـّبَ الأمر وأنت قـتـلتـَه ( الله لا يجعـل ) هل ستبقى حـضرتك في عـنكاوا ( و إحـنا ولــْـد الـﮔـْـرَيَّة واحـد يعـرف أخــَـيَّة ) أم ستـطلب اللجـوء إلى أميركا أو أستراليا أو غـيرها وحجـتك المنطقـية بـيديك ؟ ثم ألا تـرى لو أن شرائح الشعـب الأخـرى طالبتْ بما أنت تـطالب به ، فـتـكـون هـناك قـوة شبكـية لحـماية الشبك وأخـرى يزيدية لحـماية اليزيديّـين وثالثة تركـمانية للتركـمان وكاكائية للكاكائيّـين وخامسة فـَـيلية للفـَـيليّـين ..... يا أخي إذن أنت قـسَّـمتَ الشعـب إلى أجـزاء فأين وحـدة الشعـب ؟ أين وحـدة الوطن ؟ أين الجـيرة والأخـوّة ؟ أين المصير الواحـد ؟ أخي أنت شاب طـموح - عـلى عـيني وراسي - ولكـن لا عـلى حـساب أرواح ودماء أبناء شعـبك . فـفي أمور خـطيرة كهذه إستـشر كـبار السن ذوي التجارب وممن ليس لديهم طموح المناصب ، إسأل الذين إخـتبروا الحـياة وعـندهم عـصارتها ولم يعـد لديهم طمع في كـراسيها ، ولا تسأل مَن هـو مُـقـبل عـليها ، ذلك الذي يهـمّه يومه فـقـط ، ويـبحـث عـن مقـعـد إسفـنجي بـين ثـناياها ، وتـذكــَّـر المثل الشعـبي في العـراق : لا تمشي ورا اللي يضحـكك - إمشي ورا اللي يـبـﭽّـيك . إن وجـودك في مكـتب أنيق لا يعـني أنك مخـوّل بالتـصرف بحـياة شـعـب .
وقـد جـدد السيد ضياء مطالبته بإستحداث محافـظة في سهل نينوى مؤكـداً (( أن إدارة المحافـظة في حال قـيامها لن تـكون على أساس قومي أو عـرقي أو ديني ، وإنما يشارك فـيها كافة مكونات المنطقة )) . نـقـول له : إذا كان الجـميع سيشتـركـون في إدارتها ، فـما ضرورة رسم حـدود لها ؟ ألا يمكن أن يشـتـركـوا في إدارتها الآن بدون تسميتها بصورة مستـقـلة وبدون رسم حـدود لها ؟ وما هـو المانع اليوم من تعـيـين مدير ناحـية مثلاً وقائمقام وحاكم ومدير مدرسة ومدير شرطة وكافة الوظائـف الأخـرى ، من جـميع مكـونات الشعـب كما ذكـرتَ ، إذا كانت النيات صافـية ؟ هـل لديك جـواب ؟

وفي خاتمة مقالي أقـول للسيد ضياء ﭙـطرس : إنْ أردتَ التعـبـير عـن إخـلاصك لشعـبك ، طيـب ، الأفـضل لك أن تـطالب بحـل جـذري لهم مبتـدئاً بالدستور وكـتابة إسم قـوميتـنا فـيه ، ثم تـوجـيه برامج التعـليم الأساسية وتـغـيـير مناهج الكـتب الدراسية وتـوجـيه وسائل الإعـلام لإعادة برمجة العـقـول بالإتجاه الذي يخـدم الوطن العـراق والشعـب العـراقي وبضمنه الشريحة الأصيلة الكـلدانيّـون ، ثم إحـتـرام القانون الرادع للكـبـير والصغـير ، وباقي الأمور الأخـرى التي في بالك سوف تأتي بدون نـضال وكـفاح . وأخـيراً بشأن معالجة مشكـلة البطالة التي أشـَّـرتَ إليها والمتـفـشية بـين الشباب المسيحـيّـين ، نـقـول : يا أخي لا يجـوز أن تـفـكـر هـكـذا ! فـقـد أعـطيتَ مستمسك عـلى نـفـسك لإتهامك بالعـنصرية ، فهل أن البطالة هي مشكـلة المسيحـيّـين فـقـط ؟ أخي لا تـتسـرّع وتـصرّح بكل ما يُـملى عـليك ، فـقـد يكـون هـناك مَن يحـفـر في مسارك بئراً ويوجِّهك نحـوها وأنت معـصوب العـينين ، كن حـذراً وليكـن لك رأيك الحُـرّ كي يهابَـك الآخـرون ، لا أنْ تهابَ غـيرَك ، وإلاّ تـجـنــَّـبْ هـذا المجال فهو ليس بالحـقـل المناسب لك .


385
أصالة الكـلدان الأمريكان ، تـتلألأ في السيناتور وديع دَدّة عـضو مجـلسَي النواب والأعـيان  

مشاعـلُ مؤتمر النهـضة الكلدانية تـضيء  
 30/3  –  1/ 4/2011  
( 4 )




 
بقلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني  michaelcipi@hotmail.com    
في صباح يوم الأحـد 3 نيسان 2011 ونـحـن في سان ديـيـﮔـو ، شاء أردوان برفـقة ( كـمال - إبن خاله ) أن نـَـزور إبن عـمته المتـقاعـد حالياً عـضو مجـلسَي النواب والأعـيان في كاليفـورنيا منـذ عام 1966 وإلى 1993 السيناتور وديع دَدّة ، فـذهـبنا إلى داره التي رأيناها أشبه بمتحـف بسيط حـيث صُوَره مع الشخـصيات الأميركـية الرفـيعة معـلقة عـلى الجـدران أمثال رونالـد ريـﮔان ، جـيمي كارتـر ، ورجال كـثيرون مهمّـون في الإدارة الأميركـية ، ومكـتبة صغـيرة عامرة مع تحـفـيات وهـدايا ، ولم تـكـن زوجـته الأميركـية في الدار بل كانـت في زيارة لصديقاتها وهي أم الـثمانية وثمانين ربـيعاً ، ربـيعاً بحـق ، ولاحـظـتُ عـلى الجـدار مزجَّـجة بإطار معـلقة وبداخـلها قـطعة قـماش مطـوية قـليلاً ، لونها بـين القـهـوائي والرماني أشبه ما تـكـون بما يُـعـرَف في ألقـوش بـ ( شالـَـمَه ) وهي قـطعة تـحـفـية ذكـرى من حـماته إلى زوجـته ، تبدو أمام نـظري كأنها زينة للنساء تـوضع عـلى الأكـتاف في الأمسيات الباردة . وديع دَدّة الكـلداني ، لا يـذكـر إسم بلدته تـلكـيف أثـناء الحـوار بقـدر ما يـذكـر إسم قـوميته الكـلدانية مفـتـخـراً بها وحـتى في أيام حـملته الإنـتـخابـية أو في حـفلة عـيد ميلاده التسعـين حـيث يقـول بكـل فـخـر أنا كـلداني ، إلى درجة أنّ أحـفاده وأمّهم أميركـيّة يعـرفـون ويفـتـخـرون بأنهم كـلدانيون ، وكان مدعـوّاً لحـضور مؤتمر النهضة الكـلدانية وإلقاء محاضرة أمام المؤتمرين إلاّ أن ظروفه الخاصة حالتْ دون ذلك .  
 

ويقـول بشأن زوجـته ماري لين الـﭙـروتستانية التي تـعـرّف عـليها : لم يكـن الإخـتلاف في الخـلفـية الثـقافـية لكـلانا عائقاً بـينـنا ، ولكن أهـلها كانوا متـحـفـظين بعـض الشيء تجاه الكاثوليك ، وفي نهاية المطاف تـزوّجـنا في عام 1951 في كـنيسة ﭙـروتستانية ، ولكن بعـد شهـرَين تـزوّجـنا مرة أخـرى في كـنيسة كاثـوليكـية ، فالطرَفان راضيان 100% .
رأيتُ هـذا الرجـل منـتـصب القامة سليم البنية قـويّ الذاكـرة حادّ البصر ، يستمع إلى مُـحاوره بإنـتـباه وإحـترام فائق ويقـول رأيه بكل ثبات وقـناعة ، كما رأيته حـريصاً عـلى كلماته وإخـتـيار عـباراته متجـنباً أية زلة في كلامه ، فـهـو رجـل قـدير لا يقـبل أيّ تشـوّهاً عـليه . حـكى لنا ذكـرياته القـديمة حـين سافـر من تلكـيف إلى بغـداد وسجّـل في المدرسة الإبتـدائية للآباء اليسوعـيّـين ، وفي مرحـلة الدراسة الإعـدادية تـحَـوّل إلى الدوام المسائي كي يعـمل نهاراً وهـو يواصل دراسته في بغـداد حـتى حـصل عـلى شهادة البكالوريوس في الآداب - اللغة الإنـﮔـليزية ، وهـنا في لحـظات كـلامه معـنا ، تـذكــَّـرَ والدته فإغـرَورَقـتْ عـيناه وإمتلأتْ دموعاً وإرتجـفـتْ شـفاهه أمامنا وتوقـف عـن الكلام برهة من الزمن ، فالإنسان لا يسـيطر عـلى مشاعـره العاطـفـية أمام ذكـريات الحـنان العـميقة مهما كان قـوياً . غادر العـراق عام 1947 أعـزباً وعـمره  26 سنة إلى ميناء الإسكـنـدرية ومنها بالباخـرة إلى أميركا . عـمل في محـلات البـيع كي يعـيل نـفـسه وواصل دراسته العـليا فـحـصل عـلى شهادة ماجـستير في العـلوم السياسية وعـمل أستاذاً في سلك التعـليم ، وقـدّم عـلى رسالة الدكـتـوراه ولكـنه لم يكـملها ! لماذا ؟ لأنه إنشغـل بترشيح نـفـسه لإنـتـخابات مجـلس نواب ولاية كاليفـورنيا عام 1966 عـن الحـزب الديمقـراطي وفاز بها وبقي محـتـفـظاً بمقـعـده لمدة 16 سنة ، وفي سنة 1982 إنـتــُخِـبَ سيناتـوراً في مجـلس الأعـيان ولمدة 11 سنة . نعـم إنه سـهـرَ الليالي وضحّـى بأوقات راحـته وبذل جـهـوده فـحـصل عـلى العُـلا في حـياته ، وكل ذلك يعـتـرف  السيناتـور المتواضع والمؤمن وديع دَدّة مراراً ويقـول : أن الفـضل يعـود إلى نعـمة الله وعـونه لي وليس بفـضل مقـدرتي الشخـصية . إنّ أصالة الكـلدان الأمريكان ، تـتلألأ في السيناتور وديع دَدّة ، طيلة مدة عـضويته في مجـلسَي النواب والأعـيان وإلى الآن حـيث يـذكـر بإفـتـخار إنه أميركي ومن الـقـوميته الكـلدانية أينما كان سواءاً مع أعـضاء الإدارة الأميركـية أو مع أبناء شعـبه . عـن قـصة مـرَّ بها أثـناء حـملته الإنـتـخابـية قال : عـنـدما بدأتُ حـملتي الإنـتـخابـية ، أخـذتُ ﭙـوستـراتي وإعلاناتي وصُـوَري ومستلزمات دعاياتي لأعَـرّف الناخـبـين بشخـصيتي ، وإخـتـرتُ أول منطقة كان جـميع سكـنـتها من الكاثوليك عـلى إعـتبار أنـني كاثوليكي فـسيتعاطـفـون معي أكـثر . طرقـتُ الباب لأوّل دار فـفـُـتِح قـليلاً وخـرجَـتْ سـيدة وعـرّفـتـها بنـفسي كمرشح أميركي لمنطقـتهم .... فـردّتْ عـليّ : إرجع إلى حـيث أتيتَ ولا نـريد أن نـراك هـنا ! في الحـقـيقة إنها فاجأتـني بهذا الرد غـير المتوقع وليس لي سلطة عـليها ، ثم أنّ كـياستي كمرشح سياسي تـتـطـلب مني أن أحـتـرمها مهما كان رأيها ، وفي تلك اللحـظات ومن فـتحة الباب الضيقة لاحـظـتُ صورة لمريم العـذراء عـلى جـدار غـرفـتها ومسبحة الوردية معـلقة عـندها فـقـلتُ لها : إذن ، أطلبي من مريم العـذراء ومن مسبحة الوردية هـذه أن تـصلي من أجلي ! وخـرجـتُ . وبعـد أن مشيتُ أربع أو خـمس خـطوات ، نادتـني وقالت : مَن أنتَ وما هي خـلفـيتك ....... ؟ فأجـبتـُها : إنـني كاثوليكي ...... فـقالت : إنّ منافـسَـك المرشح الآخـر جاء إلينا وقال عـنك بأنك لستَ مسيحـياً !! وعـليه هات ما عـندك من أوراق ودعايات الآن ، وأنا سأتبنى الموضوع عـوضاً عـنك في كل هـذه المنطقة ، فـشكـرتـُها وإنـتـقـلتُ إلى منطقة أخـرى مواصِلاً حـملتي الإنـتـخابـية .
 
إنّ السيد وديع أخـذنا بسيارته وهـو يقـودها بنـفـسه إلى مقـر مكـتب الولايةState Office Building   الذي بُـنِيَ وإفـتــُـتِحَ في 29 آذار عام 2006 فـترجّـلنا ووقـفـنا عـنـد أحـدى واجـِهاته وعـليها لوحاً منقـوراً بهذا العـنوان وإسم وديع دَدّة عـليه إكـراماً له ولخـدماته الأمينة والمخـلصة ، لقـد إخـتبر المحـن وعـجـنـته التجارب فإمتلأ ثـقافة وكـياسة ورزانة . وبعـد ذلك خـيَّـرنا في وجـبة غـداء من ثلاث : مكسيكي ، إيراني ، صيني ، فـوقع إخـتيارنا عـلى الطبق المكـسيكي وكان قـريـباً جـداً من البناية المذكـورة ، ولما دخـلناه فإن أجـواءاً مكـسيكـية شاهـدناها بحـق ، من ديكـورات وأرائك وأزياء المضيِّـفات والمضيِّـفـين فـرأينا أنـفـسنا وكأنـنا في غابة أمزونية صغـيرة ، بالإضافة إلى التـدفـئة الإصطـناعـية في الحـديقة الخارجـية ، ثم غـذاءهم كأنه يحـكي ويقـول أنا مكـسيكي ، كان طبَـقاً شـَـهـِـياً فعلاً تـناولناهُ بـينما نحـن مندمجـون بالإستماع إلى حـديث السيناتـور وديع الذي ينـضح حـكمة ، إنها نِـتاجُ سنين طويلة من العـمل السياسي والإجـتـماعي والأكاديمي ، شبعـنا أكلاً وإرتـوَينا شراباً وشكـرنا نعـمة الرب ولكـنـنا لم نكـتـفِ من مجالسته . وعـند مغادرتـنا المطعم ومن كـثر محـبّـته بلقائه بنا نـحـن أبناء قـومه ، أبى إلاّ أن يأخـدنا مرة أخـرى إلى داره التي حـين وصلناها كانـت قـد رجـعَـتْ إليه زوجـته الأنيقة والرشيقة جـداً وكأنها بنت العـشرين في قامتها المستـقـيمة ، وسلمْـنا عـليها فـرحـبَـتْ ، وعـرّفـَها بنا واحـداً فـواحـداً ، أما هـو فـبدَوره عانـقـها وطبع قـبلة عـلى ثغـرها فإرتأيا أمامي إثـنين من طـيور الكـناري في غاية الإنسجام .
إن الأستاذ وديع دَدّة واحـدٌ من أبناء شعـبنا الكـلداني ، خـدمَ أميركا بإخـلاص ، ولهـذا أخـتيرَ أكـثر من مرة كـمفاوض أميركي مع الحـكـومات العـربـية ، فـقـد سبق أن إلتقى حـسني مبارك لمدة 38 دقـيقة ، وغـيره ........ ، ولكـنه فـخـورٌ بتـراثه القـومي الأصيل ويذكـره حـيثما يكـون وأمام الجـميع من رفاق السياسة والمجـتمع ، ويتألم حـين يسمع بنكـبات شعـبنا ، ولما عَـلِـمَ بأنـني مزمع عـلى كـتابة مقال عـن لقائـنا به ، صار حـريصاً عـلى إخـتيار عـباراته كي لا يكـون سـبـباً في إستـفـزاز الغـير ضد أبناء شعـبه الكـلداني والمسيحي بصورة عامة . ونـحـن كشعـب كـلداني منـتشر في أرجاء العالم لا يسعـنا إلاّ أن نـفـتخـر بهذا الرجـل الشهم ، الكـلداني الأصيل ، والتي لا تـفي كـلماتي وصفه ، فـلنا شرف اللقاء به ، نـطـلب من الله أولاً أن يهـب له الصحة والعافـية مثـلما رأيناه ، ثم العـمر المديد ليهـنأ مع زوجـته وإبنه وأحـفاده ، ولتـتاح لنا فـرصة اللقاء به مرة أخـرى إنْ شاء الرب ، إنه مُغـتـبط جـداً بإبنه ( ﭙـيتـر 56 عاماً له إبن وبنـتان توأمان ) ، فهـو يشغـل منـصب رئيس محـكـمة منـطقة ( ألكاهـون ) وتـحـت أمرته 18 حاكماً . ونـحـن في أستراليا نوجّه دعـوتـنا إلى السيناتـور وديع دَدّة لزيارة سـدني والإطلاع عـلى معالمها ، وسأقـدّمه في محاضرة أو نـدوة أمام أبناء أمته الكـلدانية إنْ يكـون مستـعـداً ، ثم للقاء أصدقائه قـبل أقاربه ، فأهلاً وسـهلاً .  
 

386
أفـكارُنا ومنـطلقاتـنا من أستـراليا إلى المؤتمر - الأمة الكـلـدانية ومصيرها اليوم
مشاعـلُ مؤتمر النهـضة الكلدانية تـضيء 
 30/3  –  1/ 4/2011 
( 3 )

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
إنّ أمة ذاتَ تـراثٍ مجـيد وحـضارةٍ غـنية تـركـتْ بصماتها عـلى ثـقافة الأجـيال البشرية عَـبرَ التأريخ الطويل كأمتـنا الكـلـدانية الأصيلة ، هي بحـق أمّـة جـديرة بالإهـتمام وتستـحـق كل الخـير . الكل يعـلم أنّ الكـلـدانَ قـبل وبعـد إيمانهم بالمسيح ، تـعـرّضوا إلى حـملاتِ إبادة جـماعـية منـَـظمة وغادرة عَـبر العـصور من قِـبل الخلان والجـيران وحـتى البعـيدين إمتـدّتْ إلى يومنا هـذا ، مما إضـطـر البعـض من هـذا الشـعـب الحـضاري المسالم إلى التشبثِ والإحـتـماء بالأماكن المستـعـصية من أرضه الوطـنية مَن إستـطاع إلى ذلك سـبـيلاً من أجـل النجاة ، ثم إنـتـشارِ قـسمٍ منه في بلدان العالم حـيث أرض الله الواسعة . إن شـعـبَـنا الكـلـداني في عـراقـنا وعـلى أرض آبائـنا ، وكأسلافه القـدامى قـبل آلاف من السنين يتعـرض اليوم إلى أنواع مخـتـلفة من الإضـطهادات كالقـتل والإخـتـطاف والإبتـزاز والإهانات والتـشريـد والإغـتـصاب والتـفـرقة والظلم أمام أنـظار السلطات التي تـغـض النـظـرَ عـن كل ذلك ، سواءاً بسبـب ضعـفها وعـجـزها عـن مواجـهة ومعالجة الأزمات أو بسبـب إشـتـراكِها غـير المباشر بتلك العـمليات . (( إنّ النوحَ والرثاءَ عـلى نهر بابل لن يُـجـديَ نـفعاً اليوم ، ولكن ماذا يمكن أن نعـمل لشعـبنا الكـلـداني كي يـبقى حـياً ولا يُـمحى من الخارطة الديموغـرافـية لبـيث نهرين العـراق ؟ !! * )) .

عـلى الصعـيد الداخـلي لأمتـنا :
إن شعـبَـنا الكـلـدانيَّ المؤمنَ والمتواضعَ يجـلّ رؤساءَ كـنيستـنا ويَسمعـُهم بإنـتباه ( هذه طبـيعة عـفـوية لشعـبنا لا ينكـرها أحـد ) ويعـتبرهم الأولى بالولاء ، فـمثلما غـرزتْ كـنيستــُـنا الإيمانَ في نـفـوسنا وحافـظـتْ عـلى حـيوية لغـتـنا داخـل جـدران الكـنيسة ، أقـول بإمكان كـنيستـنا مواصلة التأكـيد عـلى الإفـتـخار بلغـتـنا بـين أبناء شعـبنا خارج هـياكل الكـنيسة وفي بلدان المهـجـر بالدرجة الأولى وفي المحادثة بـين أفـراد الأسرة داخـل البـيت عـلى الأقـل وخاصة غـبطة ﭙـاطريركـنا الكاردينال دلـّي الجالس سعـيداً يعـرف لغة السورث ، وبعـض أصحاب السيادة أساقـفـتـنا الأجلاّء فـضـَّـلوا ﭙـطريركـاً يعـرف السورث ! ، ويمكـنهم إيصال توصيتهم هـذه إلى حـيث يوجـد الكـلـدان للإعـتـزاز والحـفاظ  عـلى إسم قـوميتـنا الأصيل - الكـلدانية - دون سِـواه من الأسماء الغـريـبة ، الذي لو لا عـظمَـتــُه لـَـما تــَـسَـمـَّـتْ به كـنيستــُـنا تأريخـياً وآزرَتـْه كـنيسة روما في حـينها . إنّ ذودَ آبائنا الروحانيّـين الموقـرين ودفاعـهم عـن شعـبهم الكـلداني وحـقـوقه ليس أمراً جـديداً بل هـكـذا كان عَـبر الزمن ومع تـنـوّع السلطات المحـلية ، وليس بالضرورة أن يوصف كـفاحهم هـذا بالنشاط السياسي ( وإنْ كـنا في معـترك سياسي ) وإنما ينحـصر في إطار كـَـدّ وتـعـب الأب من أجـل أسرته ومستـقـبل أبنائه ليس إلاّ ، أما الأمور السياسية البحـتة كالإنـتـخابات مثلاً فـليخـُـضـْها العـلمانيّـون كي تـتكامل الخـطوات وتـتـظافـر الجـهـود سوية من أجـل محـصلة أفـضل . إنّ آباءنا الروحانيّـين وهـيـبتهم مُصانة ، يمكـنـُهم العـملَ جـنباً إلى جـنب القـوى العـلمانية المنادية بحـقـوقـنا اليوم والمتمثـلة بتـنـظيماتـنا الكـلدانية الأصيلة التي تـرفـض التسميات الدخـيلة ، و بنـُـشطائها المعـروفـين والغـيورين عـلى أمتهم . أما أبناء شـعـبنا الكـلداني مِحـوَر مقالنا ، فـبالإضافة إلى كـونهم أعـضاء في جسم الكـنيسةِ لا بل هم الكـنيسة نـفـسُها ، فإنهم لـُـبنات الصرح الكـلداني وروحُ الأمة وعـزتـُها ومعـدنـُها الذي لا يصـدأ ، يُـعـَـوَّل عـليهم بقاء هـيكلِ أمتهم الكـلـدانية شامخاً بثباتهم عـلى مبادئهم الأصيلة وصمودهم أمام إغـراءات الدهـر ، مستـرشـدين بقـيادتـنا الكـنسية حـيثما يتـطـلـّـب الأمر وبممثـلي تـنـظيماتـنا السياسية والإجـتماعـية وبالقـوى الفـكـرية المستـقـلة ذات الوجـود في الساحة ، مؤكـدين أنْ لا خـوفَ عـلى مكانة رجال الدين الأفاضل ومواقعهم في المجـتمع .

عـلى الصعـيد المحـلي للكـلدان في العـراق :
أولاً : الكـنيسة
إن أفـضلَ الحكـومات في العـراق وعَـبر الأجـيال كانـت تــُـقـَـطـِّـرُ لنا إستـحـقاقاتـنا القـومـية بصفة مَـكـْـرَماتٍ شخـصية وبالمنـِّـية قـطرة فـقـطرة ، أما اليوم فالأمر إخـتـلفَ كلياً فـقـد سُـلِـبَـتْ منا تلك الإستـحـقاقات و إنـتــُـزعَـتْ عـنا حـقـوقــُـنا الوطـنية وضاع الأمانُ في حـياتـنا اليومية ، بالإضافة إلى التـخـطيط المنظـَّم مجهـول الهـوية لتهجـيرنا من أرض آبائـنا وساحاتـنا القـومية . إنّ الظروفَ والعلاقاتِ الدولية قـبل خـمسين أو مائة سنة تـغـيَّـرتْ في عـصرنا الحاضر ، فـقـد برزتْ بـين الشعـوبِ علاقات جـديدة وإنبثـقـتْ بـين الأقـطار روابط حـديثة وتأسّـستْ عـند الحـكـومات منـظمات عالمية أثبتـتْ وجـودها وفـرضتْ صوتـَها في المحافل الدولية ، وهـذا يعـني أن الواقعَ والمقايـيسَ تـغـيَّـرا اليوم ، فـصار صوتُ أنينِ الشعـوبِ المظلومة يُـسمع ، ونـداءُ قادةِ الكـيانات الشعـبـية الضعـيفة يُـلـتـفـَـتُ إليه ، وأفـكار الشخـصيات المستـقـلة أصبحـتْ تــُـقـرأ وتـتـرك أثـراً ، وبهذا تـهـيأتْ الفـرصُ أمام قـيادة المجـتمعات الصغـيرة لإبـداء رأيها وإيصال صوتِها إلى مَن يهـمه الأمر سواءاً كان يتـقـبَّـله أم لا . فإذا كان صوت كـنيستـِنا الكـلـدانية مسموعٌ بصورة أو بأخـرى عـنـد السلطات المحـلية في العـراق ، وحـضراتــُـكم في غـنى عـن ذكـرِ أمثلة سـمّـيل في الثلاثينات ومحاولة تـدريسِ القـرأن لطلابنا في السبعـينات من القـرن الماضي ، أقـول إذا كانَ صوتُ كـنيستـنا مدوّياً هـكـذا البارحة ، فـكم بالأحـرى اليوم ونـحـن نـحـيا في زمن الظروف الدولية الجـديدة التي أشـرنا إليها ؟ وفـحـوى الكلام أن إمكانيات كـنيستـنا تعـدّدتْ ، ومساحة حـركـتِها توسَّـعـتْ ، وقـدرة مكـبراتها الصوتية إرتـفـعـتْ ، مما يؤهِّـلها أن تلعـبَ دورَها بكـفاءة أكـبر إنْ هي شاءتْ ، إعـتماداُ عـلى المناخات العالمية ومقايـيسها التي نعـيشها اليوم ، إنها العـولمة التي لم تـعـد السباحة عـكـسها مُجـديَة . ولنـتـذكـَّـر تيمورَ الشرقـية وكـوسوﭭـو وجـنوبَ السودان أمثلة تــَـمْحي اليأسَ وتبعـثُ الأملَ ، بالإضافة إلى الثورات العـلنية للشـعـوب المضـطهَـدة وإنهـيار الدكـتاتـوريات المتسلطة عـلى رقابها التي نشاهـد لها أمثـلة حـية اليوم ، وفي شـوارع الدول العـربـية ، دون الحاجة إلى التـخـطيط للإنقلابات السرّية الكلاسيكـية . 
ثانياً : التـنظيمات السياسية والإجـتماعـية
لم يعـد خافـياً عـلى أحـد أن أزمنة كـَـمّ الأفـواهِ ولـّـتْ ، وأيامَ غـضّ النـظر عـن صيحات الشعـوب المُـعـّـذبة ذهـبَـتْ إلى غـير رجعة ، وعـبارات ( حـظرالتجـمعات ) ، ( مراقـبة المراسلات ) ، ( ممنوع تأسيس التـنـظيمات ) ، أقـول إنَّ هـذه أصبحـتْ مصطـلحاتٍ بالية ومن حـكاياتِ العـصور الحـجـرية ، كل ذلك بفـضل تـكـنولوجـيا الإلكـتـرونيات العـصرية ، وما رافـقها من زيادة الوعي والثـقافة والعِـلم لدى الشعـوب التي أدّتْ بها إلى التـفـكـير بالمنطق السليم ومعـرفةِ حـقـوقِـها التي لا تــُمـنـَـح إنْ لم تــُـطالـَـبْ الحـكـومات بها ، وهـذا دفع الشعـوبَ إلى تأسيس الأحـزاب والتجـمُّـعات المدنية لتعـمل عـلى إستـرجاع حـقـوقـها المسلوبة من السلطات الظالمة والغاصبة لإستـحـقاقات شـعـوبها - الأكـثريات والأقـليات - عـلى حـدّ سواء ، بالطرق الشرعـية السلمية مع إيصال أصواتها إلى التـنـظيمات العالمية المهـتمة بحـقـوق الإنسان للحـصول عـلى قـوة دافعة إضافـية ومؤثــِّـرة . وهـكـذا كان الشعـب الكـلداني ، حـين رأى أن الفـرصة سانحة وضرورية ، أسس تـنـظيماتِه السياسية وجـمعـياتِه المدنية الثـقافـية والإجـتـماعـية التي تـعـمل بالإتجاه الذي أشرنا إليه ، جـنباً إلى جـنب المؤسسات الكـنسية . إنّ واجـبَ هـذه التـنـظيمات هـو الإستـمرار بالعـمل النضالي السلمي والقانوني مع السلطات المحـلية وأحـزابها السياسية المتـنـفـذة بهـدف بناء الوطن من جـهة ، ومن جـهة أخـرى فـك الحـصار عـن حـقـوق شعـبنا الكـلـداني المنـطقـية الأسيرة والذي هـو الشعـب الأصيل في العـراق ، وتـثبـيت ذلك في دسـتـور الدولة .

عـلى الصـعـيد العالمي :
إن مِن بـين أبناء شـعـبنا الكـلـداني المنـتـشرين في بقاع العالم اليوم ، رجالٌ متمـكــِّـنـون ومقـرّبون من العاملين في المؤسسات الحـكـومية في البلدان ذات التأثيـر عـلى المجـتـمع الدولي - إنْ لم نـقـل هم أعـضاء فـيها - وبالأخـص أميركا وبريطانيا وفـرنسا ، وبإمكانهم إيصالَ الصوتِ الكـلداني إليهم وعـن طريقهم يمكـنهم التأثير عـلى الحـكـومات المحـلية حـيث يعـيش الكـلدان ، كي يحـصَلَ عـلى حـياة كـريمة وحـرية آمِنة وحـقـوق سليمة وفـقاً لِـما تـقـِرّه المواثيقُ والمعاهـداتُ الدولية ، وهـنا نـكـون بحاجة إلى تشكـيل لجان تـقـوم بهـذه المهـمة . ولا نـنـسى أنّ نـفـوذ كـنيسة روما  واسع ومكانة رئيسِها الأعـلى قـداسة الحـبر الأعـظم مرموقة وكـلمتـَه تـؤخـذ بنـظر الإعـتبار ولا يُـستـهان بها في المحافـل الدولية ، وخاصة ما لكـنيستِـنا الكـلدانية مِن علاقات دينية طيّـبة ووثيقة مع الـﭭاتيكان ، وعـليه فإن  أساقـفـتـَـنا الأجلاءَ وﭙاطريركـنا الموقـر ، ليسوا فـقـط مُـطالـَـبـين وإنما يمكـنهم القـيامَ بأدوارهم بالإتجاه المطلوب - دون أن يعـني ذلك سلوكاً سياسياً كما أشَّـرتُ في أعـلاه - .
وأخـيراً ، فإن التـثـقـيفَ الذاتي للفـرد الكـلداني والتوجـيه العائلي للأبناء ، له دورُه الفعال وتأثيره الإيجابي القـوي عـلى بنائه في مجـتـمعـنا النامي ، ونأمل أن نـصِـلَ بشعـبنا إلى الشواطىء الآمنة محـلياً وعالمياً ، والله هـو المتـكـَـلُ عـليه .
ومضة  !! * : في لقـطة ونحـن واقـفـون مع سيادة المطران سـرهـد جـمّـو في أروقة خارج قاعة المؤتمر ، صار أحـدهم يتـذمّـر من حالة الكـلدان ويشـكـو ويلقي اللوم عـلى هـذا وذاك ... فـردَّ عـليه سيادة المطران قائلاً : (( يكـفي البكاء والرثاء ، بل قـل ما الذي يمكـنـنا عـمله اليوم )) . وهـنا إستـوقـفـْـتــُه وقـلتُ له : سـيِّـدنا ، كأنك في فـكـري ، فـفـتـحـتُ له فـوراً مـلف أوراقي وعـرضتُ أمامه هـذا المقال الذي تـقـرؤونه الآن ، وأشـّـرتُ عـلى هـذه العـبارات فـيه : (( إنّ النوحَ والرثاءَ عـلى نهر بابل لن يُـجـديَ نـفعاً اليوم ، ولكن ماذا يمكن أن نعـمل لشعـبنا الكـلـداني كي يـبقى حـياً ولا يُـمحى من الخارطة الديموغـرافـية لبـيث نهرين العـراق ؟ !!* )) ، فإلتـفـتَ إليّ المطران وقال : ألا تـدري إذن ، لماذا قـبَّـلتــُـكَ ثلاث مرات حـين وصلتَ إلى سان ديـيـﮔـو ؟ 


387
الفـرصة الأولى للمتـقـدّمين والفـرصة الأخـيرة للمتأخـرين
مثل عـراقي : حـب وإحـﭽـي ، وإكـرَه وإحـﭽـي

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
بتأريخ 14 / 4 / 2001 وعـلى الرابط  http://alqosh.net/article_000/steve_sipo/ss_1.htm نشر السيد سعـيد سـيـﭙـو مقالاً بعـنوان ( الفـرصة الأخـيرة لسورايي العـراق ) يتـكلم فـيه عـن صحـفي مزعـوم إلتـقى هـنا وهـناك بأبناء شعـبنا فـسألهم وأجابوه ثم خـلـُـصَ إلى خلاصة الخـلاص والقـول بأن مشروع المحافـظة المسيحـية يمثـل (( فـرصتـنا التأريخـية الأخـيرة للبقاء في بلدنا )) . إن الصحـفي المجـهـول هـذا والذي ليس له إسم ، تـنـَـقـّـلَ من محافـظة جـنوبـية إلى أخـرى شمالية  ، ثم إلى مناطق كـردستان ، ولم يكـتـفِ بالتـنـَـقــُّـل بـين مربّـعات تلك الكـلمات المتـقاطـعة ، بل سافـر إلى دول الجـوار ( سوريا والأردن ولبنان وتركـيا ) ، ونـظراً لأن الصحـفي هـذا غـير المعـروف ولا هـو مُعـرّف ، ولكـنه يـبدو ثـرياً جـداً ، بدليل ذهابه وإيابه هـنا وهـناك بالإضافة إلى دول أوروﭙـية عـديدة مع مروره بأميركا وأستـراليا ، كل ذلك مِن أجـل مَن ؟ مِن أجـل سـواد عـيون الآشوريّـين والسريان وشعـبنا الكـلداني ، ولم أكن أدري بأنـنا ثـمينون إلى هـذه الدرجة في عـيون الصحافـيّـين ، ولما رأيتُ المقالَ جـميلاً ، سـرَّني أن أعـلـّـق عـليه قـليلاً .
أولاً : إن الصحـفي المزعـوم لم ينـشر خـبر قـدومه إلى أستراليا ولم نسمع به ، ولا هـناك مَن قال أنْ سمع أو إلتـقى معه ، ولم نـقـرأ في صحـفـنا أو إذاعاتـنا المحـلية خـبراً كهذا ، وهـذا يـزيدنا أسفاً وحـزناً ، إذن في زيارته الثانية لابـد أن تـُحـل هـذه المشكـلة كي نستـضيفه عـلى الأقـل ثم نكـتب مقالاً عـن زيارته . ومن جانب آخـر كـنـتُ في أميركا وحـضرتُ مؤتمر النهضة الكـلدانية - سان ديـيـﮔـو وإلتـقـيتً بالكـلدان الأميركـيّـين هـناك ، جـنباً إلى جـنب الكـلدان الأوروﭙـيّـين الذين حـضروا المؤتمر ، ولم يذكـروا عـن زيارة هـذا الصحـفي لأميركا أو أوروﭙا ولا أيّ خـبر عـنه ، فـلماذا هـذا التعـتيم عـلى زيارته وأسئـلته في هـذا العـصر الحـر ووسائل الإعلام الحـرة ؟ .  
ثانياً : لم نـقـرأ عـن زيارة الأخ الصحـفي المزعـوم في أيّ من المواقع الإلكـتـرونية ، ولا لاحـظنا صوَره أو مقالاً مكـتـوباً بإسمه ( الصحـفي ) .
ثالثاً : أعـتـقد أن كـلمة الـ ( سورايي ) صعـبة التوضيح ، لماذا ؟ لأنها لغـوياً تعـني شيئاً معـيناً ، وإجـتماعـياً لدى إستـخـداماتها من قِـبَـل أبناء شعـبنا الـ ( سورايي ) أثـناء الحـديث اليومي العادي تـعـني شيئاً آخـراً ، فـحـبذا لو أن ذلك الصحـفي المزعـوم شرح لنا ما يقـصده بهذه الكـلمة وعـندها سيكـون لنا رأيٌ في شرحه .
رابعاً : لم يوضح الصحـفي المزعـوم ماذا سيتـرجم كـلمة الـ ( سورايي ) إلى أية لغة أجـنبـية أخـرى حـين يعـقـد مؤتمراً مع ممثلي الدول الأوروﭙـية أو الأمم المتحـدة ، كي نحـذوَ حـذوَه حـين يتـطـلـّـب الموقـف منا فـنـتـرجـمها مثله .
خامساً : في مقال السيد سعـيد سـيـﭙـو ، الصحـفي المزعـوم قال (  أما في حالة حـصولهم للحكم الذاتي في مناطق تواجـدهم كما هـو موجـود في دستور أقـليم كردستان ... فإن الأكـثـرية منهم ستبقى ) . لكن الصحـفي فاته أن دستور إقـليم كـردستان مَحـمي مِن قِـبَـل الأمريكان ، طيِّـب هـل يمكـن للصحـفي الموقـر أخـونا ضمان الحـكم الذاتي بالضبط كما هـو موجـود في الإقـليم شمال العـراق ! طالما يستـشـهد به ؟ .
سادساً : إن قادة العـراق الذين يحـصدون العـراق اليوم ، يُـهَـرّبون ملايـينهم من الدولارات إلى خارج العـراق ولا يستـثمرونها في الداخـل ، فـكـيف يمكن تصديق مقـولة الصحـفي المجـهـول حـين صرّح عـلى لسان أبناء جاليتـنا في الخارج وقال : ( لا بل أضاف بعـضهم بأنهم على أهـبة الإستعـداد للرجـوع الى الوطن والمساهمة في بنائه حالما تم تـنفـيذ هـذا المشروع على أرضهم التأريخـية ) .
سابعاً : إن السيد سـعـيد سـيـﭙـو لم يصرّح إنْ كان هـو من الجـماعة التي ستهـرول رجـوعاً إلى المحافـظة المسيحـية المقـترحة كي يكـمّل مشوار حـياته مع أسرته مزاولاً عـمله أياً كان نوعه من أجـل بناء الوطن الأم عـلى أرضنا التأريخـية .
ثامناً : وكما قـلتُ في مقال منشور قـبل أسابأيع ، وجاء في إحـدى فـقـراته : (( هـل نـحـتاج إلى زيادة عـدد المحافـظات ؟ وإذا كان يسكـن في المحافـظة المفـتـرضة مثـلما ذكـرتم ، كـل فـئات الشعـب وأديانه ومذاهـبه كـبقـية المحافـظات ، طـيـب مَن سيكـون مديرها ومَن سيكـون شُـرطـيُّها ، ثم لماذا هـذا التأطـير والإنـزواء والإنـكماش وما الهدف منه ؟ وفي الحـقـيقة فإن موضوع - المحافـظة ﮔالتْ وسهـل نينوى حِـﭽا - غـريـب فـعلاً )) . وسؤالنا المباشر لحـضرتك : ما الذي جـعـلك تـؤيد المجـلس الآغا جاني وتـطالب بمحافـظة سهل نينوى والتي تسميتها المقـتـرحة هي المحافـظة المسيحـية ، وأنـت ذلك الناشط الألقـوشي في أميركا  ؟
تاسعاً : لم يقـل الأستاذ سعـيد إلى مَن سيكـون ولاء المحافـظة المقـتـرحة ، هـل إلى سلطة إقـليم الشمال أم السلطة المركزية ؟ أم ستـرتبط بالأمم المتـحـدة مباشرة .
عاشراً : إن التعـتيم الإعلامي عـلى شخـصية مهمة مثل الصحـفي المذكـور ، جـريمة بحـق حـرية الصحافة ومفاهـيم الديمقـراطية يجـب أن يُـعاقـَـب عـليها المُـعَـتــِّـمون .
حادي عـشر : إن مَن يهمّه شعـبنا الكـلداني ومعه شعـبنا الآثوري ، عـليه أن يكافح من أجـل تـثبـيت إسمائنا في دستور العـراق والشمال ، كـشعـب أصيل ليس إلاّ ، وبعـد ذلك فإن ما يحـلم به الكـثيرون ويأمل منه الآخـرون سوف يتـحـقـق ويُـزاد لهم ، ليس فـقـط في المحافـظة القـفـصية وإنما في ساحات العـراق المفـتوحة كـلها .
ثاني عـشر : وكما كـتبتُ في مقال سوف يُـنـشَر لاحـقاً وكـرّره سيادة المطران سرهـد جـمّـو عـند أروقة المؤتمر ( يكـفي التباكي عـلى ما مضى وما قـيل ، إبدأ بالعـمل لشعـبك اليوم قـبل أن يُـلغى إسمه من الخارطة ، إعـمَـل من أجـل الغـد ) .
ثالث عـشر : نـنـتـظر ردّ السيد سعـيد سـيـﭙـو عـلى هـذا المقال ، كي نلحـقه بردُّ آخـر جاهـز للنشر .
 
 
 

388
مشاعـلُ مؤتمر النهـضة الكلدانية تـضيء 
 30/3  –  1/ 4/2011 
( 1 )
بركات الرب والشكر والإمتـنان لكـل مَن ساهـم في إقامة مؤتمر سان ديـيـﮔـو

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
شـكـراً لكـل مَن ساهـم في فـكـرة عـقـد المؤتمر - مؤتمر النهـضة الكـلدانية في سان ديـيـﮔـو - وخـطـَّـط له وهـيأ مستـلزماته الفـكـرية والإدارية واللوجـستية وكـرَم الضيافة الأخـوية ، والحـفاوة التي إستــُـقـبـِلـنا بها ونحـن محاطـون بالمحـبة القـلبـية ، ورتـَّـب فـرص التـرفـيه عـن ساعات عـمل المؤتمر في برامج الصلاة والأناشيد القـومية واللقاءات الشعـبـية ، ولكل مَن ضحى من أجـل إتمامه ونجاحه بدرجة عالية . وإعـتماداً عـلى ذاكـرتي يسرني أن أذكـر أسماءاً محـتـرمة  وأكـيد سوف أنسى بعـضها فأرجـو المعـذرة مسبقاً . لا أبـدأ إلاّ بالسادة العـلمانيّـين لغاية في نـفـس إبراهـيم ( فالغاية ليست دائماً في نـفـس يعـقـوب ) ولكـن لأمانة الكـتابة لابد أن أكـون صريحاً ولستُ ممن ينـتـظر تـرفـيعاً أوتـكـريماً وقـد أثـبَـتُّ ذلك عـملياً وأمام المؤتـمرين كافة . لـقـد بذل الإخـوة : د. نـوري بركة ، مؤيـد هـيلو ، وصباح دمان ، سـتيـﭭـن ( تـركـيا ) ، رياض حـمامة جـهـوداً مخـلصة لا تـقـيَّـم بثمن في إنجاح المؤتمر وخـدمة المؤتمرين لوجـستياً وإدارياً . ومما لا شك أن سيادة المطران سـرهـد جـمو كان المسانـد القـوي لابل المقاتل الصلب في الساحة مع الأخ الحـبـيـب مهـنـدس الوحـدة المسيحـية المندمجة بالوحـدة القـومية سيادة الأسقـف باوي سورو الذي جـسَّـد محـبته للشعـب الكـلداني متحـداً بإخـوة المسيح مع شعـبنا الآشوري في كـنيسة واحـدة وأمة واحـدة حـين ساهم بكـلمته ذات المعاني الأصيلة الصادقة وبرسالته المسيحـية التي نـذر نـفـسه لأجـلها ، وكـيف أنسى الأب الفاضل نـوئيل ( وأيّ نوئيل ) إنه بحـق ذلك الكـلداني الشهم الذي مِن بَعـد ربه لا يُـساوم أبداً عـلى كـلدانيته ، سريع الحـركة دؤوباً في عـمله لا يكـل عـن أية خـدمة تــُـطـلـَـب منه ولهذا نـراه رشيقاً في قامته . إن مِلاك العـمل واسع في كـنيسة مار ﭙـطرس فـقـد لاحـظـتُ الأخ نـصرت دمان لا يكل بكامرته ومتابعـته نشاطات المؤتمر بالإضافة إلى إدارة موقع كـلدايا . نت ، والآنسة مورين مهـندسة التصاميم ، والماسير تـربـيثا النشطة الودودة والسيدة أو الآنسة نوال وعـريفة الحـفل المتمكـّـنة لغـوياً لينا في الأمسية السيمـفـونية ، والآباء الشباب مايكل ، فـيلكس ويؤسفـني لست أتـذكـر الباقـين ، والسيد كامل قـوجا المتواضع والمحـب لعـمله داخـل الكـنيسة ، والكـثيرون العاملون في إدارة القاعة ومستلزمات الضيافة بقـلوب منشرحة وفي الحـقـيقة لم نـكن ضيوفاً بل كـنا في دارنا ، معـتـرفـين بأنَّ منـذ لحـظة حـضورنا إلى - وحـتى مغادرتـنا مؤتمر سان ديـيـﮔـو لم يُـكـلفـنا سنـتاً واحـداً إقامة وضيافة ولجـميع المؤتمرين عـلى الإطلاق .  وإلتـقـيتُ بزميل مقاعـد الدراسة في ألقـوش عـزيز رزوقي الذي أدّى دور عـريف الحـفل بكـفاءة أكـثر من مرة ، ورأيتُ الأخ عادل زوري نشطاً بـين أروقة المؤتمر وفي متابعة موقعه الإلكـتـروني ، وكـذلك نشأت دمان خـدوماً أثـناء إنعـقاد المؤتمر والذي أعـجـبني آخـر مقال كان قـد كـتبه قـبَـيل إنعـقاده ، وريمون شلال صاحـب الأشعار الحادة والسهام المدبّـبة بلغـتـنا الكـلدانية المحـكـيّة والذي سَـرَّهُ تـعَـرّفه بي . ولابد من ذكـر الذين ساهـموا في إنجاح المؤتمر كل من جانبه وحـسب فـرصته في خـدمة مدعـوّيه ودفع عـجـلته إلى الأمام دون أية عـرقلة ، فـقد كان في إستـقـبالنا عـند المطار السيد موشي من تـلكـيف وزوجـته الألقـوشية وفاء ( وهي أم مورين المذكـورة ) حـيث أخـذونا إلى مكان إقامتـنا لفـترة قـصيرة ثم إلى مأدبة عـراقـية - وهم ممتـلئين فـرحاً في خـدمتهم لنا - ومن بعـد ذلك إلى فـنجان قـهـوة في دارهم حـتى الساعة الحادية عـشرة ليلاً وأخـيراً إلى محـل إقامتـنا ، كما لم يوفـروا جـهداً في الأيام التالية حـيث ساهـموا في إيصال المؤتمرين من وإلى قاعة الإجـتماع . وعـند إنـتهاء عـمل المؤتمر بقـيتُ يومَـين إضافـيّـين والإخـوة مستعـدون لنقـلنا إلى حـيث نشاء فـكان السيد رحـيم العـم ﭙـولص غـني النـفـس كـريم الروح أخـذنا إلى داره ثم إلى جـولة عامة ، وفي يوم آخـر أخـذنا فاروق إبن خال أردوان إلى دار السيناتـور الكـلداني وديع دَدّة حـيث سأخـصص له مقالاً مستـقلاً ، ، وأخـيراً أوصلني سامر العـوصـﭽـي مشـكـوراً إلى المطار ، أدام الله بركاته عـلى الجـميع . وإلى اللقاء في المؤتمر المقـبل والذي يسرني أن أسميه ( مؤتمر نهـضة العـمل الكـلداني ) متمنياً إنعـقاده في أستـراليا إذا تهـيأتْ الأجـواء المشجعة والمؤسسات السانـدة مثـلما رأينا في سان ديـيـﮔـو ، كي نـردّ ، لا الجـميل بل الواجـب  بالعـمل والتـضحـية والوفاء فـسيكـونون في مقلة عـيونـنا قـبل ممرّات قـلوبنا . 

( 2 )
أنـتم ملح الأرض ، كـونوا روّاداً في قـمة جـلجـلة الفادي ، لا أتباعاً في قـعـر الوادي   
يخـتـلف المخـرجـون السينمائـيون في طريقة إخـراجهم أفلامهم ، فـمنهم مَن يعـرض مشكـلة القـصة الأساسية في المقـدمة كي يشدّ المُشاهـِد إلى الشاشة وينـتـظر حلاً ، ومنهم مَن يعـرض نـتيجة القـصة مقـدّماً كي يجـعـل المُـشاهِـد يتـتـبّع الفـلم حـتى يرى كـيف آلتْ إليه تـلك النهاية ، أو يسأل سؤالاً ذا علاقة بمجـرياتها فـيجـعـل المُشاهـد يتـوق إلى الجـواب ، ومنهم مَن يسرد القـصة كما حـدثـتْ متسلسلة بالطريقة الكـلاسيكـية المألوفة . أما المقالات التي سأكـتبها حـول مؤتمر النهضة الكلدانية فـستكـون ضوءاً ليزرياً عـلى منعـطفات الحـقـول المحـيطة به قـبل وُلوجي ممراته أحـياناً ، وأحـياناً أخـرى ضوءاً من عـدسة لامّة عـلى مداخـله ، وربما ألقي الضوء أيضاً عـلى سـفـوحه من بَعـيد قـبل الإقـتـراب إليه ، ثم حـين أرى الوقـت المناسب أدخل قاعاته لأرى وأستمع إلى ما يجـول بخـواطر الذين دَعـوا له والمدعـوّين إليه ، والدردشات في أروقـته ولوجـستية إداريّـيه وخـدماتهم بعـد إنـتهائه كي نـتـعـلَّـمَ منه لمؤتـمرات تــُعـقــَـد بعـده ، نعم سأصوّر تلك المَشاهِـد في أجـواء المؤتمر المُـقام عـلى أرض سان ديـيـﮔـو التي تراها عـدسة قـلمي وتسمعـها لاقـطة أناملي ، ولا أستـطيع أن أرسم ما لا أراه ، مثـلما لن أسجّـل ما لم أسمعه من رعـد وبرق وأمطار عـند الجـهة المقابلة من الكـرة الأرضية حـيث كازخـستان مثلاً . 
عـندما حان وقـت مغادرتي سان ديـيـﮔـو مساء الإثـنين 4 / 4 حـيث عـُـقِـدَ مؤتمر النهـضة الكـلدانية لأيام ثلاث ، إلى سان فـرانسيسكـو ومنها إلى سدني ، وبعـد تـناول وجـبة العـشاء في الطائرة سألني المضيّـف بالإنـﮔـليزية إنْ كـنـتُ أحـتاج شيئاً بصورة خاصة فـقـلتُ كلاّ ، ثم سألني إنْ كـنـتُ أرغـب قـدحاً من القـهـوة أو الشاي ، فـقـلتُ شاي مع سـكـّـر زيادة ، فـكان لي ذلك ثم سألني : هـل أنـتَ إيراني ؟ قـلتُ : كلاّ أنا عـراقي كاثوليكي ، كـلداني القـومية ! قال : أتشـرّف بك وأنا لبناني ، وهـنا إنـقـلب الحـديث إلى اللغة العـربـية فأضاف : قـبل فـتـرة كان في الطائرة ﭙاطريرك آشوري ، فـقـلتُ : هـل كان إسمه مار دنخا ؟ لم يُـجـب ، ثم : هـل إسمه مار أدّاي ، مار ميلس ؟ فـلم ينـتبه بل قال : إنه الـﭙاطريرك الشاب الذي عُـيِّـنَ بديلاً عـن المطران الذي قـتل في نينوى ! وهـنا إستوقـفـته وقـلتُ : إنه المطران إيميل ، قال : إيميل ! إيميل نعـم كان ذاهـباً إلى موديستـو – أميركا ، قـلتُ : إنه مطـران كـلداني القـومية صديقي ، إنه شاب فعلاً ومِن بلدتي ألقـوش المذكـورة في الكـتاب المقـدّس في سفـر ناحـوم . ولمـّا كان مِن طبعي حـبّ الحـوار أضفـتُ وقـلتُ : نحـن الكـلدانيّون كـُـنا نملأ العـراق مع أبناء شعـبنا الآشوري ، إلاّ أنّ الزمن جـعـلنا اليوم أقـلية ، فـقال : ونحـن أيضاً في لبنان هـذا حالنا ، قـلتُ : أتـدري أين السبـب ؟ السبـب هـو أنّ ربنا يسوع المسيح ركـب جـحـشاً إبن أتان أما الآخـر إمتـطى الحـصان ، فـهـزّ رأسه إلى الأعـلى والأسفل مع إبتـسامة ورِقـّـة الفـنان . 
وطالما جـرى الحـديث عـن المطران والكـتاب المقـدس ، قادتـني ذاكـرتي الآن إلى مقال لي مكـتوب في صفحات كـثيرة تربو عـلى الثلاثين غـير منشور وبعـنوان (  في رحاب الكـنيسة ) أتـحـدّث فـيه عـن ذكـرياتي الكـنسية منذ الطفـولة ، وقـد وردتْ فـيه الفـقـرة التالية :
(( وكان زميلي في صفـِّي الدراسي عام 1962 وجـيراني من المحلة ويعـرف هـيامي بالكـنيسة وفـضاءاتها هـو: عـزيز ﮔوريال أودو ( ﮔــُـدّا ) ، وقـد سألني مرة : هـل ترافـقـني إلى الكـنيسة يوم الأحـد المقـبل الساعة الرابعة عـصراً ؟ قـلتُ له : هـل توجـد مناسبة ؟ قال : نجـتمع سوية للصلاة ونبحـث في تفـسير الإنجـيل والشؤون الدينية ؟ قـلتُ : نعـم ، فـذهـبنا سوية إلى ساحة الكـنيسة ( والإجـتماع المزمع سيكـون في الغـرفة العـليا ) . لاحـظـتُ أنّ دردشات ثـنائية بدأتْ عـند البعـض وحـركات غامضة غـير ضرورية لدى آخـرين ، فـتارة يُـسـتـدعى صاحـبي لعـدّة دقائق ثم يأتيني ، وتارة أخـرى يقـول لي إنـتظر سآتيك ، وآخـرون يتشاورون بصوت خافـت ثم يذهـبون عـند مجـموعة أخـرى فـرأيتُ نفـسي غـريباً وأنا إبن الكـنيسة ولي أصدقاء كـثيرون من بين الحاضرين هـناك بحـكـم قـربي الروحي من هـذه البناية . وإقـتربتْ الساعة من الخامسة وليس هـناك أيّ إجـتماع ! سألتُ صديقي : متى يبدأ الحاضرون بالصلاة والوعـظ ... قال : بعـد قـليل . وأخـيراً إستـدعاني قائـلاً : لقـد تأجّـل إجـتماع ( الأخـوية ) إلى الأسبوع القادم وهـلمّ نخـرج . خـرجـنا سوية وحـدسي يقـول أنّ هـناك شيئاً أجهله . وبعـد أسبوع حـضرتُ معه إجـتماعهم وأصبحـتُ من الناشطـين بينهم . أما لماذا كان ذلك المشهـد في ساحة الكـنيسة حـين تواجَـدْتُ معهـم للمرة الأولى حـيث الإرتباك والقـلق والنظرات وكأنّ هـناك عـتاب ؟ لقـد عـلمْـتُ السبب لاحـقاً وهـو: إنّ صاحـبي لم يُـبَـلـّغ رئيس الأخـوية أو الكاهـن أو أيّ مسؤول هـناك عـن قـدومي ، فـكان المطلوب منه أن يطرح إسمي أمامهم في إجـتماعـهم أولاً ، وإذا لم يعـترض عـليّ أحـد عـندئـذ يمكـنه أن يأخـذني لحـضور لقاءاتهم  فـيرحّـبون بي ويقـبَـلوني بينهـم عـضواً في أخـويّـتهم وهـكـذا حـصل )) . إنتهى
ومثـلما يُـقال أنّ التأريخ يعـيد نـفـسه فالمَشاهِـد الدرامية تـتـكـرّر في الحـياة بتـشابه ملفِـت للنـظر ، لـذا يسرّني اليوم أن أعـلق عـلى ذلك الحـدث رغم مرور ما يقارب الخـمسين عاماً عـليه وأقـول : لم يكـونوا رفاق الأخـوية ملزمين للتباحـث في الأمر ليقـرّروا قـبولي بـين صفـوفهم وخاصة عـلى الملأ أمام الجـميع ، بل كان الأولى بأولئك الرفاق رفاق الكـنيسة أن يزدادوا غـبطة وإفـتخاراً برغـبة أمثالي في الإنـتماء إلى مجـموعـتهم ، خاصة وأنا متخـرج من المذبح المقـدس ، وأخـدم خادمه ، فـقـد سمعـوا رنات أوتار حـنجـرتي وإستمتعـوا بنبرات صوتي وهامـوا بالحجاز والبـيات من مقاماتي بالإضافة إلى عِـلمهم بمواقـفي المتحـفـظة في الخـضم الهائج في ألقـوش الحـبـيـبة قـصبتي . ولم يكـونوا بحاجة إلى إرضاء مخـتار المحـلة ، ولا ساعـور الكـنيسة ، ولا مباركة شيخ الديرة ، بل ولا إلى أخـذ الحـيطة والحـذر من السلطات المحـلية ، فلا حاجة لمداهـنـتها ، وإنما كان الأفـضل لو أعـطوا لي فـرصة الدفاع عـن نـفـسي وجهاً لوجه من أجـل إيضاح الغـوامض أمامهم إنْ وُجـِدَتْ عـندهم . وهـناك مسألة قـد تـكـون جـديرة بالذكـر ، وفي غاية الأهـمية اليوم ، تلك التي تــُـشغِـل البعـض منـذ زمن وحـتى الآن ، ألا وهي التـصويت والأصوات ، المناصب والقـيادات ، الإنـتماءات والولاءات ، للشماليات أو الجـنوبـيات ، أقـول لربما كان البعـض منهم غـير ملمّ بثبات رأيي وصلابة فـكـري في حالة التصويت لإنـتـخاب رئيس الأخـوية مثلاً . نعـم فالصوت الواحـد قـد يقـلب الموازين ، ولكـني من النوع الذي أعـمل بما يملي عـليّ ضميري ليس إلاّ ، وقـد تـعـلـّـمتُ ذلك من أساتـذتي ذوي الضمير الحي ، فـلماذا يهاب البعـض من هـذا الموضوع في هـذه الأيام ، وهم يتـعاملون مع أشخاص لهم مكانـتهم وضميرهم وشخـصيتهم الفـذة ، لا بل ليسوا كـمَن إرتـخـتْ مفاصله أمام بعـض الهـِـبات الفانيات ، وزعـزعـتـْهم الهـزات العابرات ، وإنما هم فـلسفـيّـو الطروحات عـميقـو النـظـرات أبـِـيُّـو النـفـسيّات . نعـم لا يقـبلون بالزائغ من الخـطـوات ، نحـن  نعـرفهم عـن قـرب ، إنهم واثـقـو الخـطوة يمشون مَـلـّـكاً عـلى الأرض كما في السماوات .     
إنّ مشـهـداً مماثلاً قـد يتـكـرّر اليوم أو غـداً ، ومَن يدري فـلربما حـدَثَ البارحة ! بـين رفاق الهامة الجُـمبدية أو أعـضاء الأخـوية أو أفـراد حـلقة رياضة روحـية أو وفـود روما الـﭙـطرسية ، أو بـين أغـصان نـحـن كـُـلنا وُرَيقاتها الفـتية ، والكـرمة هـو الرب سـيِّــد الكائـنات الأرضية والسماوية . عـجـيـبة هـذه الأيام ، تـَـرى الأولاد الإخـوة يتـصافـحـون ويصافـحـون أباهم الحيّ كأيتام ، صغـيرُهم وَعَـدَ ونـذرَ تـقـواه وبَـتوليَّـته وطاعـته وإسكـيمه وعـْـد الخـتام ، تـَـوَسَّـمـْـنا فـيه خـيراً منذ أوّل الأيام ، كـنا سبّاقـين في رش العـطـور فـوق هامته عـلى الدوام ، لكـنه أخـيراً تجـنـَّـب مجالسة أخـيه الأكـبر حاملُ غـصن زيتون السلام ، لماذا يا سيادة سـيدي ؟ هـل من أجـل إرضاء الذئاب في وادي الحـراب والسهام ؟ وآخـَـرٌ ثاني ، رفـض عـناقاً وقـبلة من غـصن ريّان ذي جـدارة وحـب صادق لا غـش فـيه ولا حـطام ، لماذا أيها الساكـن في قـلوبنا ؟ هـل من أجـل جـدار سينـدثـر يوماً ولا يـبقى إلاّ ذو الجـلال والإكـرام ؟ وآخـرٌ ثالثهم ورابعـهم رفاق الصِّـبا ضمن المشهد والصورة عـلى الدوام ، نـسَوا التأريخ الماضي فـتـفاخـروا بالصلابة وبحـجة ركـيكة القِـوام ، جـميعهم لم يسمعـوا إرشاد المعـلم فـضاعـتْ منهم حـكمة الحـيّات وَ ريش الحـمام ، فـبأيّ حـجة تـقابلون ربكم يوماً يا أصحاب الرتب والمقام ؟ الأصوات تـناديكم : (( الآن الآن وليس غـداً ، أجـراس العَـودة فـلتـقـرع )) فـنحـن بأمسّ الحاجة إلى سماع قـرع الأجـراس في الساحات الخالدات ، أكـثر من دَويّ صخـور الوديان الهابطات ـ طوريه ﭙَـشـْـرينْ أخْ شـْـعـوثا ـ .....  نعـم اليوم ، وليس بعـد مغادرة العُـمدة في ليالٍ حالكات ، وحـينها ستـتمزق الأشرعة فـتأتي الرياح بما لا يشتهي السَفـن والمُجَـذفات ، فـهـل - لِـﮔـفــْـتـوها وهـيّه طايـرة - يا سادتـنا حَـمَـلة الأوسمة والشهادات ؟ . 





389
ردٌ عـلى ، ردِ جـمعـية الثـقافة الكـلدانية في ألقـوش

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
 
إطـلعـتُ عـلى ردّكم الأنيق وأفـرحـتـني مشاعـركم ، ولكـنـنا نـتـكلم بما يتيسَّـر بـينـنا اليوم ، فكـل واحـد يُـعـرف بإسمه ( فـ سعـيد يـبقى إسمه سعـيد بـين أفـراد أسرته ، ولكـنه عـنـدما يخـتار له إسماً آخـراً مثل جـرجـيس ، فإنه سيُـعـْـرَف رسمياً بالإسم الجـديد الذي إخـتاره ) ، أو بملابسه ( فإبن بلجـيكا الذي يرتـدي قـميصاً مع ربـطة عـنق ، قـد يخـتار يشماغاً عـوضاً عـنها ، وعـنـدئـذ سيعـرفه الناس بالمظـهر الجـديد الذي إخـتاره ) ،  وهـكـذا كان شعار الجـمهورية العـراقـية عـند إنبثاقـها في عـهد الزعـيم عـبد الكـريم قاسم ، هـو شعارنا الثماني المستـمد من تراثـنا الكـلداني فـصار رمـزاً للعـراق ، ولكن الإنـقلابـيّـين الذين أطاحـوا به غـيَّـروا شعار الدولة إلى النسر ( المصري ) ، فـصار العـراق يُـعـرَف بالشعار الجـديد . وبالمناسبة فإن النـظام السابق في العـراق كان يطبع شعارنا الثماني عـلى المشاريع المشيـدة حـديثاً كالجـسور والصروح الفـخـمة إعـتـزازاً بتـراثـنا الكـلداني ( وبدون شك فـفي نـظرهم كان كل شيء عـربـياً ) . إذن أين العـلة ؟ اليوم يستـخـدم الكـلدانيون الشعار الثماني ، أما إخـوتـنا الآثوريّـون فإنهم اليوم ، يستـخـدمون الشعار الرباعي ( الذي كما وضحـتم هـو موجـود في تراثـنا البابلي ) كي يمَـيِّـزوا تـنـظيماتهم ذات الآيديولوجـية الرافـضة للكـلدان عـن تـنـظيمات شعـبنا الكـلداني الذي لا يـرفـض الآثوريّـين ( لاحـظـوا الفـرق ) ، وصار هـذا الشعار يرمز إليهم بغـض النـظر عـن أنهم سرقـوه أم لا ! . فـعـندما نرى الشعار الرباعي في أي موقـف فإنـنا سنعـرف أن ذلك الإجـتماع أو الجـلسة أو المقـر أو الكـتاب أو التـنـظيم إنما هـو يعـود إلى الآثوريّـين ، وهـكـذا بالنسبة إلينا نحـن الكـلدان ، فالمسألة لا تـحـتاج إلى عـبقـرية ( وللتأكـيد من كـلامي إسألوا أي واحـد من أبناء شعـبنا حـول هـذا الموضوع ) ، إنما خـوفـنا من أن يَـلِج إخـوانـنا الآثوريّـون بأفـكارهم الرافـضة للكـلدان إلى تـنـظيماتـنا الكـلدانية ، ويتـلمذون أبناء شعـبنا بهذا المفهوم الذي وضـّـحـتـموه ( ونحـن نائـمون وأرجـلنا تـحـت الشمس ) ، وإذا قال أحـدهم أن كـلامي ينمُّ عـن شوفـينية وعـنـصرية ونـظرة ضيقة ، فـنـقول لهم هـل أنّ كـل شيء مباح وحـلال لهم ولكـن عـلينا حـرام ؟ فأنا قـلت في أكـثر من مقال ، أن الرب يسوع قال : مَن ينـكرني أمام الناس أنـكره أمام أبي الذي في السماوات ، كما قال : بالكـيل الذي تـكـيلون يُـكال لكم ويُـزاد . إن ما أكـتبه لكم الآن تـعـرفـونه ، طيـب أما كان الأجـدر أن تـفـكـرون به كي يعـرف الناس هـويَّـتكم ؟ وكـبرهان عـلى كلامي ، وطالما أن كِـلا الشعارَين بابـلِـيّان ، قـولوا لأي آثوري أن يستـخـدم شعارنا الثماني ، ستـرَونه يرفـض ، ثم جـرّبـوا أن تضعـوا شعارنا الثماني جـنباً إلى جـنب شعارهم الرباعي في أي نشاط مشترك آثوري – كـلداني ، فإنهم سيمنعـونكم حـتى إذا جادلتموهم وناقـشـتـموهم بالمنـطق . آمل أن تـكـون الفـكرة قـد وصلتْ دون أن تـسيئوا الظـن ، ويُـسعِـدني لو قـرأتُ رداً آخـراً منكم . 



390
تآلف إتحاد الكلدان الأمريكان وتـنظيم سركيس آغا جان لا يستـنهض أمة الكلدان
(( مَن يركـب أية عـربة في القـطار يصل إلى المكان الذي يذهـب إليه القـطار ))
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني – أواخـر آذار 2011
كـتب ماجـد عـزيـزة من ديترويت مقالاً تـحـت عـنـوان - جـوزيف كساب : ينبغي منح المسيحـيـين العـراقـيـين حـقـوقهم المدنية والدينية - نـُـشِر في موقع عـنكاوا . كـوم بتأريخ 24 آذار 2011 عـلى الرابط في أدناه ، أنـقـلُ بعـضاً من فـقـراته عـلى التـوالي : http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,492765.0.html مع ملحـوظة : إن الكـلمات بـين الأقـواس هي تـصحـيح لِـما بعـدها .
 يقول جـوزيف  كساب المدير التـنفـيذي للإتحاد الكلداني الأمريكي : المسيحـيون هم من السكان الأصليـين ( في العـراق ) للعـراق ، ينبغي منحهم حـقـوقهم المدنية والدينية ، لكن للأسف ليس هـذا واقع الحال ، إذ يجـبر المسيحـيون و أقليات أخـرى على ترك منازلهم ويقـتلون بوحـشية . ولهذا فإن منظمته تطلب من الولايات المتحـدة التدخل والضغـط على الحكـومة العـراقـية لضمان الحـريات الدينية للأقـليات. 
التعـليق :
أخي جـوزيف : إن الحـق والحـقـوق الدينية أو المدنية هي إستـحـقاقات يعـتـز بها كل إنسان لأنها مُـلـْـكـُه ، فإذا إغـتــُـصِـبَتْ منه أصبحَـتْ منـتهَـكة ، عـندئـذ يكافح ويناضل ويطالِب بها كي يستـرجـعها إسـتـرجاعاً ! وليست منحة تـقـّـدم له كهدية ، لأن كـلمة منحة تعـني هِـبة أو تـكـريم أو فـضل أو مساعـدة حـيث تـدخـل في حـقل المِنـِّـية مِن قِـبَل المعـتـدي وتسجَّـل نـقـطة لصالحه ، في حـين أنّ إبن البلد الأصيل أولى بحـقـوق المواطـنة من الدخـيل ، وإبن البلـد هـو مالك حـق الدار وحـقـوقه عُـرفاً وشـرعاً وقانوناً ، ألا تـؤيـد ! إقـرأ في هـذا الشأن قـول الرب يسوع لسمعان ﭙـطرس في متى 17 : 26  ! . ثم إذا كان الإتحاد الكلداني الأمريكي وأنـت مديره ، يستـطيع الوصول إلى الحـلقات المؤثـرة والمنـفـذة في الولايات المتحـدة ، فهذا مدعاة للفـخـر لجـميعـنا ، فأطـلب - وأنـت الرجـل المتمكـّـن - من الجـهات الأميركـية المتـنـفـذةِ التـدخـُّـلَ والضغـط عـلى الحـكـومة العـراقـية للإعـتـراف أولاً بأصالة الشعـب الكـلداني وحـقـوقه الوطـنية في الدسـتـور - وبقـية الأمور الأخـرى كلها تـُـزاد لكم - . ومن جـهة أخـرى فإنّ عـضو مجـلس النواب العـراقي الشيخ أياد جـمال الدين ذو الفـكـر العـلماني المتحـرّر ، يستهجـن مصطلح - حـقـوق الأقـليات - الذي يحـطّ من شأنهم حـسب رأيه ، فـيطالب بتـغـيـيـره إلى تـعـبـير - حـقـوق المواطـنين -  فـما بالنا نحـن أبو الـ آنا يا أخـونا ؟ وقـد يفـيد الإستـشهاد بمكانة الأبورجـينيّـين في أستراليا والهـنود الحـمر في أميركا حـين التـكلم عـن حـقـوق الشعـوب الأصيلة . إنـتهى 

وأضاف السيد كساب : إن منظمته تريد أن ينص الدستور العـراقي صراحة عـلى ضمان الحـرية الدينية للمسيحـيـين والأقـليات الأخرى . و ينبغي أن تـُـحـترَم الحـرية الدينية وأن تصان وأن يُعـتـَـرَفَ بها في العـراق ، إذ أننا لا نعـتـقـد أن الدستور العـراقي الحالي يفي بهذا الغـرض ، وأن الحكـومة الحالية لا تستطيع حـماية المسيحـيـين .
التعـليق :
عـزيـزي السيد جـوزيف : إنْ أردتَ أن تــُـضمَن الحـرية الدينية للمسيحـيّـين وللأقـليات الأخـرى - لا ، وﭽـمالة بالدسـتـور كما تـريد منـظمتك - فـهذا بدون شك شيء رائع ، إذن يجـب أن تـطالب بإلغاء الفـقـرة الدستـورية التي تـنصّ : الإسلام دين الدولة  ! لماذا ؟ لأن الدولة هي مساحة ذات حـدود ، هي البُـنية التـحـتية ، هي الأبنية والمؤسسات ، هي الدوائر والمكاتب والوزارات ، هي جـدران ، كما أنّ الدولة هي  قـوائم المِلاكات الإدارية والوظائـف ، هي التـخـطيط وهي الدفاع وإيصال الرسائل بالبريـد .... وهـذه كـلها مهمتها ليست الدين بل أداء واجـبها الوطني وتـنـظيم حـياة الشعـب إدارياً وحـمايته عـلى أرض الوطن . أما الدين إنما يحـمله الناس في أفـكارهم ويؤمن به الأشخاص في قـلوبهم ، فـما العـمل ؟ أطلبْ تـغـيـير هـذه الفـقـرة لـتـصبح - الإسلام دين الشعـب -  هـذه بادئة للحـوار ، ثم إعـتـرض عـليهم مرة أخـرى وأطلب أن يغـيَّـر النص إلى  - الإسلام دين غالبـية الشعـب العـراقي ! لماذا ؟ لأن الشعـب العـراقي ليس كـله مسلماً وهـذا هـو التـفـكـير المنـطقي السليم في عـصر الحـرية بعـد أن ولـَّـتْ الدكـتاتـورية ، ولم تعـد الشعـوب في عـقـلية قـبل 1400 عام . إنـتهى
وإسـتـطرد السيد جـوزيف قائلاً : أن منظمته والمجلس الكـلداني الآشوري السرياني الأمريكي يرغـبان ( في أنْ ) أن تقام في العـراق محافـظة سهل نينوى ، والتي ستكـون موطناً لكل الأقـليات العِـرقـيِّة والدينية القديمة في العـراق ، وأن العـراق اليوم مخـتلف جـداً عما كان عـليه قـبل حـرب الإطاحة بصدام حسين ، لكـنه ليس بالضرورةِ كما يتصوره الأمريكيون ، وحدثت تغـيـيرات جـذرية بعـد الحرب ، إستحـوذ التـفكير الطائفي على كـثير من الناس مما أدى إلى خلق مليشيات وتبعات أخـرى سببت المشاكل للمسيحـيـين ، كان العـراق يُحكَمْ مِنْ ( قِـبَلِ ) قِـبَّـلْ حـزب أو ( حـزبَـين ) حـزبان، أما الآن فـيوجد 300 حـزب يحـرص ( كـل واحـد ) كلواحد منها على مصالحِهِ الخاصة ، لا عـلى المصلحة العامة للشعـب ، إن المسيحـيـين بحاجة ( إلى تـدخـُّـل ) لتدخل الولايات المتحدة ومساعـدتها في إنشاء حـرية دينية حـقـيقـية ، إنّ حـرية من غـير أمن ليست حـرية حـقـيقـية .
التعـليق :
أستاذنا الموقـر : يـبدو أن منـظمتك والمجـلس الشعـبي الآغا جاني في إنسجام ووئام ، وفـيزياوياً نـقـول يتموّجان في طـَـور واحـد - والله يثـخـِّـن من لبنكم - فـمن جـهة تـفـتخـر منـظمتـكم بتماثل رغـبتها مع رغـبة المجـلس الشعـبي ، ومن جهة ثانية وهـذا لا يقـبل الشك تـقـبل بالإسم القـطاري الثلاثي والذي لا يقـبله الكـلدان الناهـضون ، لماذا ؟ لأن مَن يركـب أية عـربة في القـطار فإنه سيـصل إلى حـيث القـطار ذاهـبٌ ! أما الكـلدانيّـون فـقـد نهـضوا ليتـجـدّد حـماسهم للعـمل وبوصلتهم تـشير إلى حـيث الأصالة التأريخـية والإعـتـزاز بالإسم الأصيل ، هم يسوقـون القـطار وليس إلى حـيث يأخـذهم القـطار . وإسمح لي هـنا أنْ أقـف وأقـول للأعـزاء الذين دارت بـينـنا حـوارات عَـبر الإيميلات : لقـد عـُـرِفَ السـبـب ، فـَـلِمَ الزعـل والعـجـب ؟ كم كان بودّي أن أتـطرق معـكم أيها الأعـزاء إلى هـذا الموضوع في حـينها معكم ، ولكن - مِن خـبرتي السابقة في الـﭙالتوك - وبسـبـب عـدم قـبولكم بالإستـنـتاجات المنـطقـية من جانب ، ومن جانب ثاني عـدم تـوفـر الأدلة الملموسة باليـد والمقـنعة لكم وقـت الحـوار ، جـعـلتـني أتـحاشى الخـوض فـيه . أما اليوم فـقـد وُضِـعَـتْ النـقاط عـلى الحـروف وصرنا نـقـرأ بوضوح أن : الزاوية بـين التجارة التجارية والمبادىء المبدئية هي 180 من درجات الدرَجـية  .إنـتهى
أما قـوله عـن محافـظة سهل نينوى فإن الأستاذ جـوزيف لم يُـسّـمِّ إسم هـذه المحافـظة كي نعـلق عـليها بإرتياح
التعـليق :
ومع ذلك نسأل : هـل نـحـتاج إلى زيادة عـدد المحافـظات ؟ وإذا كان يسكـن في المحافـظة المفـتـرضة مثـلما ذكـرتم ، كـل فـئات الشعـب وأديانه ومذاهـبه كـبقية المحافـظات ، طـيـب مَن سيكـون مديرها ومَن سيكـون شُـرطـيُّها ، ثم لماذا هـذا التأطـير والإنـزواء والإنـكماش وما الهدف منه ؟ وفي الحـقـيقة فإن موضوع ( المحافـظة ﮔالتْ وسهـل نينوى حِـﭽا ) غـريـب فـعلاً . وسؤالنا المباشر لحـضرتك : ما الذي جـعـلك تـؤيد المجـلس الآغا جاني وتـطالب بمحافـظة سهل نينوى والتي تسميتها المقـتـرحة هي المحافـظة المسيحـية ، وأنـت مدير أو رئيس الإتحاد ( الإتحاد الكـلداني ) ؟ وأستـسمحـك عـذراً مرة أخـرى وأقـول : إرجع إلى قـول ربنا يسوع المسيح في لوقا 16 : 13 . إنـتهى
 أما بخـصوص جـلسات الإستماع المتعـلقة بالتطرف الإسلامي  في واشنطن ، يقول السيد جـوزيف كساب : نريد أن نضمن عـدم إساءة إستخـدام الناس الحرية الدينية ، وأن نصون الحـريات المدنية للجميع . لكـننا بالتأكـيد نحـتاج لحماية هـذا البلد ممن ( يـريـدون إيـذاءه ) يريديون إيذائه . تواجه أميركا تهديداً حـقـيقـياً و فـريداً من نوعه . لم يكن هـنالك من قـبلُ مجموعة مهاجـريين ؟؟ دينية أو عـرقـية بـينها طائفة متطرفة تسعى ( إلى تـدمير) لتدمير هـذا البلد . لم يشكل الآيرلنديون أو الألمان أو اليهود أو غـيرهم مطلقاً التهديد ( الذي ) ذي يشكله المتطرفـون المسلمون على الولايات المتحدة ، لذلك فـوجـود الكـثير من الناس الذين يشعـرون بالحاجة إلى إتخاذ خـطوات غـير مسبوقة لمواجهة هذا الخـطر أمر مفهوم ، فـسيكـون من السخرية حـقاً إذا أصبحـتْ الحـرية الدينية في أميركا سبباً في إنهيارها  .
التعـليق :
كلامك جـميل ، وحـبذا لو حـضرتـك شاركـتَ مرة أخـرى في تـلك الجـلسات لتـقـول للمعـنيّـين أنّ الحـل يـبدأ من عـنـد الجـذور ، من ينبوع التـطرف ، من الـتعابـير التي تـدعـو إلى تـدمير البلد والساكـنين فـيه ، وإعـلم أن ألمطالبة بإلغاء فـقـرة - الإسلام دين الدولة - وتـفـعـيل ما يترتـب عـليها من تشريعات جـديدة في البلدان الإسلامية ، هـو بداية الحـل الأصلح وباكـورة العلاج الأنجح لتـلك التهـديدات في المجـتمعات المسيحـية أينما كانـت في عالمنا المعاصر ، سواءاً في وطـنـنا الأم ، أم في البلدان الأخـرى . نـتـمنى لك الخـير الوافـر حاضراً ومستـقـبلاً . إنـتهى


391
حـفـلة الأكاديميّـين الكـلدان في سـدني
الجـمعة 18 / آذار / 2011 مساءاً


بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
 
 في أجـواء من الإفـتخار والغـبطة العارمة ، إحـتـفلت الجـمعـية الأكاديمية الكـلـدانية الأستـرالية في سـدني يوم الجـمعة 18 / آذار / 2011 في قاعة نادي الرياضة والثـقافة الآثـوري ، بأمسية رائعة بهـيجة ناجـحة هي الحـفلة الأولى التي خـطط لها  ونـظـَّـمها طلبتـنا الجامعـيّـون والخـرّيجـون الأكاديميّـون ، حـضرها جـمع غـفـير فاق الـ ( 400 ) محـتـفِـل من أبناء جاليتـنا الكـلدانية ، ومسؤولون من ﭙـرلمان نيو ساوث ويلز ، وشخـصيات بارزة ومرشـحة من قـوى المعارضة السياسية وأعـضاء مهمّـون في مجـلس بلدية فـيرفـيلد ، ورؤساء تـنـظيمات إجـتماعـية وثـقافـية ، ألقِـيَـتْ فـيها الكـلمات الإرتـجالية ، وكــُـرِّمَ خلالها المتخـرجـون الجامعـيّـون من شبـيـبتـنا الكـلـدانية ، وأحـيا الحـفـلة المطربون ريمون ورائـد وﭭِـلي بألحانهم الجـميلة ترافـقهم براعة الفـرقة الموسيقـية .
  
إبتدأ الإحـتـفال بإيعاز من عـريفة الحـفـل أدريانا ، الطالبة الجامعـية والعـضوة الناشطة في الجـمعـية ، للوقـوف وقاراً والإستماع إلى النشيد الوطني الأستـرالي ، ثم توالت الكـلمات الإرتـجالية وباللغة الإنـﮔـليزية التي بدأها رئيس الجـمعـية المهـندس هاني مرحـباً بالضيوف الكرام ومُعَـرّفاً بجـمعـيتهم ، ثم دُعِيَ السيد نينوس خـوشابا عـضو ﭙـرلمان فـيرفـيلد فإعـتلى المنصّة وألقى كـلمته مبتـدئاً بتهـنئة الخـريجـين الجامعـيّـين الكـلدان ومؤكـِّـداً عـلى ضرورة التواصل العـلمي لأبناء الجالية . وبعـده كان للسيد جـو  تـْـراﭙـودي مشاركة ، فأتحـفـنا بكـلمة رشيقة هـنأ بها الخـريجـين الكـلدان وأثـنى عـلى جـهودهم وتـوجـيه أولياء أمورهم نحـو العِـلم ومُـرَكــِّـزاً عـلى أهـمية التربـية والتعـليم لخـدمة الجالية وبناء الوطن أستراليا . ثم جاء دَور شابا صَليـبا مهـنئاً خـرّيجـينا الكـلـدانيّـين وأسَرِهِم ومؤكـداً عـلى أهـمية العـلم في الحـياة والشكـر لهذا البلد المبارك ( أثـرا بْـريخا ) حـسبما قال . ولما طـُـلِبَ من السيد سمير يوسف مشاركـته في هـذا الحـفل ، تـناول المايكـروفـون وإعـتلى المنصّة و دشـن كـلمته وألحـقها مباشرة بأخـرى باللغة الكـلدانية بتهنـئة من كل قـلبه إلى الخـريجـين الجامعـيّـين ومؤكـداً أن له فـرحـته الخاصة بإنجازات شبابنا الكـلدان وحـصولهم عـلى درجاتهم الجامعـية في الإخـتـصاصات المتـنوعة ، ومتمنياً لهم المواصلة للحـصول عـلى درجات جامعـية أعـلى وأعـلى ، ومشجـعاً أبناء جاليتـنا عـلى الإهـتمام بالعِـلم قـبل العـمل ، كما أضاف قائلاً : إن كل درجة عـلمية ينالها أبناؤنا إنما تـضيف حـجـراً إضافـياً يُـزيد من عُـلوّ جـدار أمتـنا المتين .
  
ولما حان وقـت تـكـريم الخـريجـين الجامعـيّـين الكـلدان في هـذا الحـفـل ، كان للشخـصيات المسانـدة للجـمعـية مادّياً أو معـنـوياً دَورٌ ، وكـذلك الرجالِ البارزين في حـقل السياسة والمجـتمع ، فـتـكـَـرَّمـوا مشـكـورين وقـدَّموا الهدايا المخـصّصة للخـريجـين تـثميناً لجـهـودهم وإنجازاتهم التي أثمرتْ بحـصولهم عـلى درجاتهم الجامعـية ، ومِن بـينهم كل مِن السادة : نينوس خـوشابا ، جـو  تـْـراﭙـودي ، شابا صَليـبا ، ﮔاي زنـﮔاري ، سمير يوسف ، كـريم يوسف ،  صباح صارو ، طلال ﮔـردي ، أديـب ﮔـوﮔا ، جمال اليشاع ، أنثـوني ، آشـور ياقـو . ويسرّني أن أذكـر أنَّ تـهـنـئة خاصة قــُـدَّمَـتْ لطالب كـلداني تـخـَـرَّجَ من المرحـلة الإعـدادية بمعـدل فاق الـ 99% .
وبعـد ذلك كان موعـد قـص كـيكة فـرحة الخـرّيجـين بهذه المناسبة السعـيدة ، فإجـتمع الشباب حـولها وإمتـدّتْ أيادي الشابات لتـفـصّـل الكـيكة إلى قـطع صغـيرات ، ومِن ثـَـمَّ وُزّعَـتْ عـلى الحاضرين والحاضرات . ولما مـضى شيء من الوقـت كان لا بدّ من كـلمة للشخـصية الآشورية المعـروفة في نيوساوث ويلز وبالأخـص في فـيرفـيلد ، الموقـر الـ ( سـير Sir. ) أنـور خـوشابا نائب محافـظ فـيرفـيلد حالياً ( وسابقاً محافـظ مدينة فـيرفـيلد لثلاث دَورات متـتالية ) الذي حـضر وألقى كلمته لا بل رسالته بالسورث كانـت بمثابة كـلمة أبوية وإرشادات قـلبـية وتشجـيعات لأبناء الجالية أكـثر مما كانـتْ رسمية ، ومما قاله : ( أنـني قـدِمْـتُ إلى أسـتـراليا عام 1970 وأنا لا أعـرف حـرفاً من اللغة الإنـﮔـليزية ) مما يدل عـلى مثابرته وإهـتمامه ونشاطه مع مواصلة عـمله وإرتـقائه إلى هـذه المكانة المرموقة في هـذا البلد الحـر والخـيِّـر حـيث تـكافـؤ الفـرص للجـميع كـلٌ حـسبَ كـفاءته ، ثم عَـبَّـر عـن محـبته لكافة أبناء جاليتـنا أياً كانـت تسميتهم ودون تـفـرقة حـين قال : ( أنا أعـتبر سـمير يوسف الكـلداني بمثابة ومكانة إبني نينوس ) ، والحـق يُـقال إن الرجـل أنور خـوشابا تجاوز مرحـلة كـسب الأصوات وإنما هـذه هي طـبـيعـته بالذات .
 
 
وإيماناً من شبـيـبتـنا بأن العِـلم أساس الحـضارة ، فإنّ أكاديميّـينا متحـمّـسون لإستـنهاض الشوق العـلمي لدى الشباب الكـلداني لبناء حاضرهم ومستـقـبلهم للإفـتخار به ، ومن أجـل خـدمة البلد الذي نـعـيش فـيه ، قـد خـطـَـوا الخـطوة الأولى مساهـمين في طريق رفع راية الأمة عالياً بجـهدهم الذاتي وطاقاتهم الشـخـصية دون الإعـتماد عـلى الغـير أو التشـبُّـث بالآخـرين . إنّ إستـقلالية الفـكـر والعـمل والقـرار والتـنـفـيذ ، تـفـتح الآفاق وتـفـجِّـر الطاقات الشبابـية في المجـتمعات الحـرة ، ومن جانبنا ، واجـب عـلينا أن نشجـعـها ونسانـدها ولا نبخـل بتـقـديم أية مشورة بَـنـّاءة لها لدفع عـجـلتها إلى الأمام ونـحـو مستـقـبلها ، والأهم أنْ لا نـضع عـصا في المتـحـرّك من دواليـبها بهدف تـعـطيلها أو إيقافها . إن أولادنا يحـملون إسمنا وصورتـنا و دمنا ، فـلـنحافـظ من خلالهم عـلى ديمومة أصالتـنا .
  
ومن الجـدير بالذكـر ورجـوعاً قـليلاً إلى الماضي من مخـزون ذاكـرتي ، أن الأب يوسف تـوما حـين زار أستراليا عام 1999 ، وأثـناء محاضرته الثالثة وبمنـطقة ( سميث فـيـلد – نيو ساوث ويلـز ) وفي كـلمته موجِّهاً خـطابه إلينا قال : للحـفاظ عـلى كـيانكم الكـلداني في بلدان المهـجـر وربط بعـضكم بالبعـض الآخـر بأواصر قـوية ، يجـب عـليكم تأسيس مـنظمات كـلدانية نـوعـية ( إجـتماعـية وثـقافـية و رياضية وعـلمية ) ويمكـن منها أن تـتـفـرع لجان للنشاطات الخاصة ، مؤكـداً بالوقـت نـفـسه عـلى عـدم تجاهـل وإهـمال وتـناسي لغـتـنا القـومية التي يدرسها الأجانب أما نحـن أصحابها بدأنا نغـض الطرف عـنها .
وبهذه المناسبة أقـول : إنَّ أمامنا حـقـول ثلاث : فـفي حـقل العـقـيدة نحـن مؤمنون نؤدّي واجـبنا الإيماني بما في وسْعِـنا والكـنيسة تجـمعـنا ، والحـقل الثاني السياسي ، له رجاله الناشـطـون في ساحاتهم السياسية يعـملون بكـفاءة كـلما تـطلـَّـبتْ الأمور و دَعَـتْ المناسبات . أما في الحـقل الثالث الإجـتماعي الثـقافي فعـندنا جـمعـية الثـقافة الكـلدانية الأستـرالية ، جـمعـيتـنا الأولى والمؤسـسة في مطلع التسعـينات من القـرن الماضي ، بُـنِـيَـتْ لنـنـتـسِـبَ إليها فـتكـون هـيكلاً وجـذعاً يحـملنا ويمثـلنا جـميعاً . فإنْ كـنا نبحـث عـن متانة الأواصر بـينـنا ، لأهداف صالحة في دواخـلنا ، كان من الأفـضل أنْ تـرتبط بها لجانـنا ( جـمعـياتـنا ) القـروية بممثـلين عـنها ، دون أن تـفـقـد كل جـمعـية هـويتها ، فـتمارس كل لجـنة أو جـمعـية قـروية نشاطاتها المستـقـلة في مناسباتها الخاصة بإستـقلالية ، وتؤدّي فعالياتها العامة في الأحـداث العامة بالتآلف والوصالية ، أما النـظرة الأنانية الضيقة والتجـزئة الفـردية ، دون ترابطـنا سوية بعـضنا بالبعـض الآخـر في كـيان عـلماني صَلِـب البُـنـْـية ، فإن هـذه النـظرة تؤدي بنا إلى تبعـثـرنا بهـيئة فـئات ، وإنـقـسامنا بصورة مجـموعات ، وتـوجَّهُـنا إلى النفاق إرضاءاً لهذا أو ذاك في ساحة العـمليات ، وهـذا يقـودنا إلى إرتـداء قـميصٍ بـين طـياته ﭭايروسات الخـضوع والخـنوع لأصحاب الجاه والمال والمقامات ، سبـبه نـقـصان وعـينا وإنـدثار إبائـنا وفـقـدانـنا إعـتـزازنا بأنـفـسنا ، متراكـضين وراء ديمقـراطية الدكـتاتـوريات ، وبالتالي تـقـويض تأثيرنا في المجـتمع متعـدد الجـنسيات .  وإنّ كان هـناك مَن له إستعـداد لتبادل وجهات النـظر بالحـوارات ، المبنية عـلى المنطقـيات ، وبالسليمة من النيات ، فـلنـتـفـق عـلى موعـد من الأوقات ، ونـتجاذب أطراف الحـديث بالأخـوة والصداقات ، وصولاً إلى ما يخدم الجالية والجـمعـيات ، فـنكون قـد عـملنا بما نصَحَـنا به أبونا يوسف توما مِن توصيات .
 


392
مؤتـمر النهـضة الكـلـدانية كـلـدانيٌ صِـرف
ومَن لا يحـمل شعـوراً كـلدانياً صِرفاً لن يستـنهض حـتى نـفـسَه

بقـلم : مايكل سـيـپـي / سـدني  

(( إن الإنـتماءَ القـومي شـعـورٌ لا يـؤجَّـر ولا يُـستأجَـر وإنما هـو إعـتـزاز لـدى الإنسان الموقــَّـر ))
منـذ طـفـولتـنا ونحـن نسمع في البـيت من أولياء أمورنا ، وفي المدرسة من أساتـذتـنا ، وفي الكـنيسة من آبائـنا وشمامستـنا ، وفي بلداتـنا من الأميّات من أمهاتـنا والكهول أصحاب الخـبرة من شعـبنا ، نسمع منهم بأنـنا كـلـدانيّـون وفـخـورون بكـلدانيتـنا ، وهـكـذا لما كـبرنا وتـَـعَـلـَّـمنا وبحـثـنا وناقـشـنا ، إزداد فـخـرنا بأجـدادنا وتـراثـنا وآثارنا وأصالة قـوميتـنا .  
وإستـناداً إلى ذلك كـنا نسجـل بدون شـك أو تـمحـيصٍ بل بصورة عـفـوية ، في الإحـصاء العام إسمَ قـوميتـنا ( كـلـدانية ) ، دون أن يهمنا ما الذي سيكـتبه المأمورون من موظـفي الدولة في السجلات الرسمية للحـكـومات الدكـتاتورية ، ونحـن لم نكن نملك عـصا موسى السحـرية ( لا ، و إحـنا الكـلدان چَـم نـفـر غــُـشـْـمة من أور الجـنوبـية ! وچْـمالة سَـحـَّـرچـِـيَّة ! بَسْ ما عـدنا عـصا سحـرية ! ولا عـدنا تـعاويذ فانوسية ! ولا طلاسم جـنـّـية ماركة شـُـبَّـيـك لـُـبَّـيـكـية ! ) كي نجابه السلطة ونـتمرّد عـليها ونـتحـدّاها بضربة واحـدة قاضية ، في عَـرض نهر الدماء الجارية ، ليقـف تـيّاره بصورة فـجائية ، من أجـل سواد عـيونـنا النـرجـسية ، حـتى نـمرَّ أرتالاً وفـصائلَ عـلى أرضه الذهـبـية ، وإلى الضفة الشرقـية أو الغـربـية ، فـنصيح قائلين : ناضلـْـنا وقاتـَـلـْـنا وإستــُـشهـِدَ منا حـتى رضخـتْ لنا الحـكـومة الهمجـية . ولكـنـنا في الحـقـيقة بقـينا وسنبقى كـلدانيّـين قـوميتـنا كـلدانية ، وحـبذا لو نقـرأ غـداً تعـليقَ أصحاب الأفـكار الإقـصائية ، فـرَدُّنا جاهـز بروحـنا الأخـوية ؟ .
وعـلى صعـيد آخـر ترجع بي ذاكـرتي إلى قـبل أو بعـد عام 1970  حـين رأيتُ كـتاب ( القـوميات العـراقـية ماضيها وحاضرها ) وصورة عـبد الكـريم قاسم عـلى صفـحـته الأولى ، والمطبوع في نهاية الخـمسينات قـبل تـقاعـد مؤلفه الكـلداني العـقـيد جـرجـيس جـبرائيل هـومي الساكـن في مدينة الضباط - بغـداد ، فـزرتــُه في حـينها مع صديق وطـلبتُ نسخاً من كـتابه المذكـور فـزوّدني إياها ووزعـتها بـين الأصدقاء بتحـفـظ . دارَ بـينـنا حـوار شـيِّـقٌ حـول الشأن القـومي ورأيته متـوقـداً حـباً لأمته الكـلـدانية تـحاكـيه في مشاعـره عـقـيلته الموقـرة ، وقـلتُ له أن الكـثيرين يرغـبون بإقـتـناء نسخة من هـذا الكـتاب ، فـقال : يمكـنـني أن أكـرّر طباعـته ، فـقـلت : كـيف وأنّ صورة عـبد الكـريم قاسم فـيه والمقـدمة كـلها إطـراء له ؟ قال : أكـيد ، ولكـنـني في حالة كهذه يجـب أن ألغي الصورة ونستعـيض عـنها بغـيرها وكـذلك المقـدمة .
فـنـقـول للإخـوان إنّ مشاعـرنا الكـلدانية هي أصيلة عـفـوية لا يمكـنـنا فـصلها عـن نسغ الدم الصاعـد والنازل في شرايـينـنا وأوردتـنا ، إنها نابعة من قـلبنا وفـكـرنا ، ورافـضة أية وسيلة خادعة لنا ، وتـرفـضُ فـرضَ الأسماء الغـريـبة الهجـينية عـلينا ، ومَن يتـقـبَّـلها ويقـبلها عـلى نـفـسه مِن أجـل مجـد زائل يأمله ، فـهـو حـرٌ وهـنيئاً له إنـقلابه عـلى أصالة ذاته . ولكن هـذا لا يمنع أن نـقـول أنّ لـنا إخـوة ، وكـلنا شعـب واحـد بأسماء تأريخـية مخـتـلفة وقـد فـسَّـرنا قـصدنا هـذا في أكـثر من مناسبة في مقالاتـنا السابقة .
 أما عـراق ما بعـد 2003 وبفـضل الحـرية التي حـلت محـل الدكـتاتورية ، فـقـد تــَـمـَـيَّـزَتْ فـيه أنـشطة كـثيرة عـلى كافة الأصعـدة وكلها تهمنا ، ومن بـينها الجانب القـومي للشعـب الكـلداني الذي إنـتـفـضتْ مشاعـره كغاز كان مضغـوطاً في خـزّانٍ مغـلقٍ وفـجأة فــُـتِحَ صنبوره فإنـتـشر بسرعة إلى كل الإتجاهات ، فـبرزتْ مؤسساته بصورة واضحة ومتـنـوّعة والمعـبِّـرة عـن كِـيانه وماهـيَّـته ، وتأمَّـلـْـنا فـيها كل الخـير للعـراق وللشـعـب الكـلداني . فـكانـت لنا تـنـظيماتـنا الكـلدانية ( 1 ) الحـزب الديمقـراطي الكـلداني الذي بقي صامداً أصيلاً معـتـزاً بإسمه القـومي الكـلداني دون أيّ بديل آخـر مهما كان مغـرياً وحـتى اليوم ، و( 2 ) المنبر الديمقـراطي الكـلداني الذي أسسه في أميركا شبابُـنا الكـلداني الغـيورون عـلى أمتهم الكـلدانية ولكـنهم أخـطأوا في واحـدة حـين سـلـَّـموا أوليّاته وحـيثياته ومسؤولياته إلى مَن قال يوماً أن الدماء الآثورية تـجـري في عـروقه ( إنها مشاعـره الشـخـصية فهـنيئاً له عـروقه - وهـنا أؤكـد أنْ ليس لنا إعـتـراض عـلى أبناء شعـبنا الآثوري في هـذا الكلام عـلى الإطلاق ) ولمّا ذكـرتُ ذلك لأحـد أعـضاء المنبر في أميركا يوماً وعـلى الـپالتـوك والذي سألتـقـيه عـن قـريـب في سان ديـيـگـو ، لم يؤيّـدني في حـينها ولكن الأحـداث أثبتـتْ له صحة كلامي ، مما دفعهم أخـيراً إلى تأسيس منبر ديمقـراطي كـلداني موحّـد ليست له أية علاقة بالأول ، و ( 3 ) المجـلس القـومي الكـلداني ( الذي كـنا نـراقـبه عـن كـثب ونـؤازره في أستـراليا ) كان له مساره القـومي المستـقـيم ، إلاّ أنه إرتـضى لنـفـسه أن ينحـرف عـن خـط الأصالة وينـزلق عـنـد نـفايات مكـتب مؤثـث ليرتميَ بـين جـدرانه ويتـخـذ منه مقـراً له بالإضافة إلى بـيع الإسم الأصيل لأمتـنا الأصيلة بأبخـس الأثمان ـ لناكـريها والمخـطـطين لمحـوها ـ مِن مُـنـَحٍ ورواتبَ نظامية وسفـرات مجانية ومناصب كارتونية ، وعـليه فإن نخـبة من الشباب الكـلداني يطمحـون إلى تأسيس مجـلس بديل . و ( 4 ) أما الجـمعـيات والتـنـظيمات الإجـتماعـية والثـقافـية الكـلدانية فإن إسمها يدل عـليها ولكـن مغـريات الزمن ، تضع الإنسان عـلى المَحَـك عـند المحـن ، ولا يـبقى أمامها صامداً حـتى خـط النهاية إلاّ الواثـق من نـفـسه ، والأصيل في دواخـله ، فالكـثيرون مدعـوّون ولكن القلائلَ منـتـخـَـبون .
إنَّ التـغـيُّـرات المناخـية من جـهة ، والإفـتـقار إلى خـبرة التجـذيف الصحـيح في هـذا اليم المتلاطمة أمواجه من جـهة أخـرى ، جـعـل تـنـظيمات شعـبنا الكـلداني تـتأثـر بالأمواج الهائجة عـند مراسي الموانىء الساحـلية من جانب ، والتيارات الدوّارة في أعـماق البحار المرجانية من جانب آخـر ، ناهـيك عـن تـراخي براغي وصامولات البعـض أمام الإغـراءات الفـلوسية من جانب ثالث ، فـمنهم مَن قاوم وتـَحَـمـَّـلَ وصـبـرَ ولم يَـبـِعْ نـفـسَه وهـو يواصل العـمل بأصالة حـتى اليوم وبسلام ، ومنهم مَن ركـب الموجة الآنية دون تـحَـسُّـبٍ لإرتـطاماتها المستـقـبلية ، فـقـذفـتْ به إلى ميناء ليس وجـْـهَـتـَه ، وقــُـدِّمَـتْ له أزياءٌ غـريـبة إرتـداها فـصار نشازاً بـين أبناء فـصيله من قـومه . نعـم إنّ هـذا التبعـثـر مؤلم فلابـدّ من حـل من أجـل تـوحـيد كـلمة ورأي وخـطاب جـميع الأبناء ذوي المشاعـر الكـلدانية الأصيلة والأحاسيس القـومية النـقـية الخالصة قـولاً وفـعلاً ، ولهـذا عُـقِـدَتْ النيات للقاء عام ، ووُجـِّـهَـتْ الدعـوة فـقـط إلى الذين يعـتـزون بقـوميتهم الكلدانية ، مِن تـنـظيمات وجـمعـيات وأشخاص مستـقـلين غـيورين عـلى أمتهم ، للحـضور إلى مؤتـمر كـلداني عام سًـمـِّيَ ( بمؤتـمر النهـضة الكـلـدانية ) يُعـقـد في سان ديـيـگـو  كاليفـورنيا للفـتـرة 30 آذار – 1 نيسان 2011 ، حـيث الفـكر الحـر دون أن تـستـطيعَ أية جهة مهما كانت أن تـؤثـر عـلى قـرار الكـلدان الأحـرار ، وبالمقابل من ذلك لم توجَّه دعـوة إلى أي واحـد آخـر حـتى مِـمَّـن يرتـقي مقاماً عالياً في المجـتمع الكـنسي ، أو منـصَباً في العالـَم المدني الإجـتماعي أوالمالي .
إن مؤتمرنا هـذا هـو مؤتمر كـلداني صرف لا تشوبه شائبة من المتأثورين ، أو مِن بائعي أمتهم الأصيلة بطـقم كـراسي ومنـضدة وپَـردات نـوافـذ ، موضوعة في غـرفة مدفـوعة الإيجار طالما المُهـرّج يواصل أهازيجه في بـيع قِـيَـم أمته من تراث وتأريخ وأصالة الإسم القـومي ، مقابل ( چـم فـليسات بالجـيـب وجـلسة أنيقة في مكـتب ) ، فإذا توقـف عـن دلاليته في المزادات ، سُـحِـبَـتْ منه الكـراسي والدواليـب والخـُـردَوات ، وتـصبح النوافـذ بلا  پَـردات ، إنّ مؤتمرنا هـو للأحـرار وليس لعـبـيد الآغـَـوات .
إن مؤتمرنا الكـلداني ليس ضـد أيّ شخـص أو تـنـظيم ، بل إنه مؤتمر لإستـنهاض الحـس القـومي لدى أبناء شعـبنا الكـلداني في أرض الآباء العـراق وفي المَهـْجـَـر عـلى حـدّ سـواء ، ولتحـفـيز مشاعـرهم القـومية والإعـتـزاز بهـويتهم الكـلدانية الأصيلة دون أن يقـبلوا بـبـديل لها ، ومَن يرى في نـفـسه ويشعـر في داخـل كـيانه أنه جـزء منها قـولاً وفعلاً وعـلى الملأ أمام الناس ، فهـو مدعـوٌ إليه لا محالة .
إن مؤتمرنا الكـلداني هـو للجـمْع والتـكاتـف والألفة ، وليس للبتر أو الإقـصاء أو التـفـرقة ، لـذا سـيجـتمع الأبناء الأصلاء الكـلـدان المنـتـشرون في الجـهات الأربع من أرض الله الواسعة ، لمناقـشة حاضر الأمة ومستـقـبلها ، ويواصلون الطـَّرقَ عـلى الأبواب الداخـلية والخارجـية حـتى يُـفـتح لهم ، فـيَسمع القائمون عـلى إدارة الـبلد صوتـَـهم ، ويعـرفـون ماذا يريده شـعـبُـنا الكـلـداني خـدمة للكـلدانيّـين والآثوريّـين أبناء شعـبنا ، والذي يهدف في نهاية المطاف إلى خـدمة وبناء عـراقـنا الشامل موطن الآباء والأجـداد .
 

393
الأكاديميّـون الكـلدان في سـدني
مشاعـلُ منيرة في طريق جاليتـنا الكـلدانية

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سدني – منـتـصف آذار 2011
حـينما قـرّر البعـض من أبناء شـعـبنا الكـلـداني الهـجـرة من أرض الآباء ، تـركـوا وراءهم آمالاً كـثيرة خابتْ ، وحـسابات متـنوّعة ضاعـتْ ، ووعـوداً عـديدة أجَّـلتْ ، ومشاريعَ مهمة ألغـيتْ ، لأن في رأيهم كان قـرارهم  ذا أهـمية فاقـتْ كل مخـطـطات حـياتهم فـفـضلوا المجازفة ومتاعـبها متـحـملين جـميع عـواقـبها وتـداعـياتها . فـكم من طفل فـقـد ذكـريات طـفـولية ، وطالب ضاعـت منه فـرصاً دراسية ، وشاب حُـرِم من فـترة عـنـفـوان شبابـية ، ووالدَين لم يحـضرا زفاف إبنهم أو إبنتهم  فـخـسـرا حـفـلة ذهـبـية ، ولا نـدري إنْ كان ذلك حـظاً أم صدفة أم قـضاء القـدَرِيّة ، وحـين وصل المحـظوظون منهم إلى بلد الإستـقـرار ، بدأ أغـلبهم حـياتهم القـلقة من نـقـطة البـداية . فالشباب الذين ظـنـوا أنهم تجاوزوا مرحـلة الجـلوس عـلى المقاعـد الدراسية ، إتـجـهوا نـحـو العـمل لمساعـدة والدَيهم و سـدّ حاجاتهم الشخـصية من المقـتـنيات التـكـنولوجـية العـصرية بالإضافة إلى تكاليف التـفاخـر بالكـشخة الشبابـية ( ويستاهـلون ولـدنا ) ، والمراهـقـين مـرّوا بمرحـلة حادة وصعـبة ، فـمنهم مَن واصل وأكـمل الدراسة الإعـدادية ومنهم مَن توقـف عـنـد منـتـصف الطريق وإتـجه نـحـو العـمل أيضاً . والبعـض مِـمَّـن أنهَـوا الدراسـة الإعـدادية رغـبوا في مواصلة التـحـصيل العـلمي فـإلتـحـقـوا بالدراسة الجامعـية ، ومِن هـؤلاء مَن أكـمل وتـخـرّجَ ( بشهادة ماجـستير ) وحـصل عـلى وظيفة مناسبة لإخـتـصاصه ، ومنهم لا يزالون في طور الدراسة ، كي يكملوا تـحـصيلهم العـلمي ويحـقـقـوا طموحهم . إنّ زيادة أعـداد شبابنا الجامعـيّـين يوماً بعـد يوم دليل عـلى زيادة الوعي العـلمي لـدى الأبناء ولا شك لـدى الآباء والأمهات أيضاً ، مما جـعـلهم يفـكـرون في إنشاء رابطة أو تـجـمّع أو مؤسسة أو تـعاونية أو أي تـنظيم يربط هـؤلاء الأكاديميّـين بعـضهم بالبعـض الآخـر من أجـل تبادل المعـلومات وزيادة الخـبرات وتـقـديم المساعـدات الأكاديمية للطلبة حـديثي التسجـيل أو أولئك عـلى وشك التسجـيل بالجامعات ، وأيضاً زيادة التعارف بـين الفـئة الشبابـية نـفـسها . وبعـد سلسلة من اللقاءات والمناقـشات بـين هـؤلاء الشبـيـبة في سـدني ، خـرجـوا بتأسيس جـمعـية تـضمُّهم سُـمِّـيَـتْ ( الجـمعـية الكـلدانية الأسترالية الأكاديمية )   Chaldean Australian Academic Society وسُـجـِّـلتْ في الدائرة الرسمية ذات العـلاقة ، وتـتـمـيَّـز بمركـزيتها ، أعـضاؤها أحـرار في بلد الحـرية ، فلا هي يمينية ولا يسارية ، لا ذيلية ولا إنـتـمائية . وإبتهاجاً بجـمعـيتهم هـذه ، شاء هـؤلاء الشباب الأكاديميّـون أن يقـيموا حـفلة ترفـيهـية للطلبة الجامعـيّـين والمتخـرجـين السابقـين ومعـهم طلبة الدراسة الإعـدادية الكـلدان للتعارف فـيما بـينهم وبـين الجالية في سـدني ، وسـيستـغـلون هـذه المناسبة لـتـكريم الخـرّيجـين السابقـين تشجـيعاً للدارسين الحاليّـين . إنـنا ككـلدان وكافة العـراقـيّـين في سدني مدعـوون لتشجـيع شبابنا الأكاديميّـين في أمسيتهم هـذه ، مرة واحـدة ، وأن نـزيل العـقـبات من أمامهم ونـفـرش بالورود طريقهم ، لأنهم أولادنا أكـبادنا وأرواحـنا ، فإن لم نشجـعهم نـحـن هـل نـنـتـظر من غـيرنا ذلك ؟ إنهم مشاعـل أمتـنا الكـلدانية وفـخـرُها ، ورفـعة الرأس لنا عامة ولأولياء أمورهم خاصة ، بهم نـزداد غـبطة وإنـتعاشاً . موعـد الحـفلة 18 آذار الحالي مساءاً في قاعة نادي الثـقافة الآشوري Cultural Club تـتخـللها أغاني المطربـين مع الفـرقة الموسيقـية وبسعـر دخـول زهـيد فالغاية ليست الأرباح المادية إنها الروح الأكاديمية ، فـلـنضحي ببعـض من أوقات جـلساتـنا ، بجـلسة معهم شعـبـية وتشجـيعـية  .     

394
قـلتُ : الكـلدان تـنـّـين نائم إحـذروه إذا نـهـض

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
في مقال سابق ذكـرتُ عـن مشاركاتي في إجـتماعات 2004 - 2005  مع الإخـوة في سدني ، وألمحـتُ لهم قـول ناﭙـليون عـن الصين ، وقـلتُ : الكـلدان تـنـّـين نائم ، إحـذروه إذا نـهـض .  
تـزداد ألقـوش هـيـبة وإفـتخاراً بالبلدات الكـلدانية الأخـرى وظـهرها متين بالشعـب الكـلداني المنـتـشر سواءاً في بقاع العـراق أو في العالم ، بالإضافة إلى تمتعها بتأريخها الذاتي الذي جعـلها موضع إهـتمام الجـميع ، أما الإخـوة (( القـوميّـون الوحـيدون في العالم )) جـميعهم يرصدون أي كاتب أو شاعـر أو سياسي أو أديـب ألقـوشي ، كما أنّ أية كـتابة أو كلام أو حـركة من ألقـوشي تـكـون منبـِّهة ومفاجـئة تـصرع الإخـوان ، لابل حـتى عـطستهم مرصودة ، ولا يدرون أنّ إلى جانبهم يوجـد كـلدانيّـون كـثيرون بارعـون بكـُـتــّابهم وأدبائهم وشعـرائهم ومثـقـفـيهم الذين يُـغـْـنون الأمة الكـلدانية بآرائهم السديدة وأفـكارهم الرشيدة ، وبعُـمَالِهم الجادّين في العـمل وفلاحـيهم المخـلصين لأرضهم وأينما وُجـِدوا . وإذا إفـتـخـر الألقـوشي أو التلسقـفي أو الدهـوكي أو العـنكاوي والشقلاوي وأيّ كـلداني آخـر ، أقـول إذا إفـتـخـر بقـوميته الكـلدانية فإنه مُـحِـقٌ ( ويستاهـلون ولدنا ) ، فلا أدري لماذا ينـزعـج الإخـوان ؟ هـل لأنهم يريدون أن يكـون الشعـب الكـلداني بدون قـومية ؟ أم يستأجـر له قـومية مؤقـتة ؟ وإلاّ !! هـل يـريدوه أن يستـجـدي له قـومية من هـنا وهـناك مجاناً ؟ أم أنّ هـناك مَن يـتبرّع له بعِـدّة حـروف أبجـدية متبعـثرة ليشكـّـل منها إسماً قـومياً لأمَّـته ؟ فإذا كان الكـلداني شماساً قالوا عـنه إنه شماس يناقـض نـفـسه وليس يؤمن بالوحـدة والرب قال لتـكـونوا جـميعـكم واحـداً ، وإذا كان أمـمياً قالوا عـنه إنّ الأممي لا يعـتـرف بالقـومية فـما الذي غـيَّـره وصار المدافع العـنيد عـن قـومية الكـلدان ، وإذا عـرفـوا قليلاً من رياضيات السنـوات فإنهم يسألونـنا قائـلين أين كـنـتم قـبل 2003 - يا لسـذاجـتـهم -  وإذا ضاقـت بهم الأمور عـزفـوا عـلى تـَـنـَـكـَـتِهم الفارغة ( سوناتا الخائبـين التعـيسين ) : قال المذهـب الكـنسي ، وحـكى ﭙـطركـنا الراحـل بـيداويد الآثـوري ، وأبونا مؤرخ حـكايات جـدّتي ، ولكـنهم يتـناسَون (( محـيلا شمعـون ﭙـطريركا د كـلذايـيه )) ، وتراهم لا يذهـبون إلى الكـنيسة مساء يوم الجـمعة كي لا يسمعـون صلاة الرمشا (( هالين كـُـلهين ﮔـدَشلان ولا طعـينان .......... تـْـهَـر كـلذايـيه كـذ قـَـيمين ..... )) ، ولا يذهـبون إلى حـديقة الحـيوانات كي لا تـُـذكـِّـرهم بأسد بابل الكـلداني . ألا تؤمنون معي أن كـلمة كـلدان تـسحـر عـقـول قـبل قـلوب الإخـوان ؟ ــ يابه حـقـهم الإخـوان يـﮔـولون أن الكـلدان مجـموعة أفـراد سَـحـَّـرﭽـيّة ، لأن بعـد آلاف السنين وكـلمة الكـلدان تسحـرهم ، فإشْـلون كان الوضع قـبل آلاف السنين ــ ؟  
وبـين فـترة وأخـرى يطل عـلينا واحـد من هـؤلاء الإخـوة فـنـتـوقع منه أنْ يُرفـّه عـنا تعـبنا اليومي ، فإذا به يأتينا بنكات فاقـدة الطعم خالية من الروح ، وهـو لا يعـلم أنّ وقـت إستراحـتـنا ثمين وليس للهدر بالإستـماع إلى ما ينـسجه في مخـيِّـلته من مُـضحِـكات ـ والتي لا تــُـضحِـك حـتى بعـوضته ـ بل تـدعـونا ( وهـذه حـقـيقة ) إلى العـطف والإشفاق عـليه . فها هـو الشاويش المتأرهم والمتورّم من كـتابات الأدباء الكـلدان ، لا يملك حـجة منـطـقـية ، إستـهلك كل حجارته فلجأ إلى كـلمة (( تـحـريض منـظــَّم )) .
إنّ صاحـبنا الشاويشي المتأرهم لا يـدري بنا نـحـن الألقـوشيون وكل الكـلدان ، بأنـنا في إحـصاء عام 1967 كـتبنا قـوميتـنا (( كـلدانية )) قـبل أن تـكـون هـناك أحـزاب حـكـومية حاكـمة ، ولا كانـت هـناك تـنـظيمات إخـوانية مِن جـماعة الشاويش المتأرهم ، وإنما إنـطـلقـنا من كـيانـنا العـفـوي المتوارث وليس المكـتسب كما لغـيرنا .
إنّ شعـباً كـلدانياً لا ينـجـرف أبناؤه وراء المنـصّات والمايكـروفـونات ، ولا يرتـخي أمام المناصب والدولارات ، هـو شـعـب جـدير بالإحـتـرام ، معـتـز بأصالته فـخـور بنـفـسه ، ويستـحـق أن يسجـل إسمه في لوحة الشرف التأريخي . إنّ مؤتـمر النهـضة الكـلدانية للشعـب الأبي الكـلداني سيكـون شوكة في عـيون مَن لا يتـحـمَّـل رؤية شعـلة الكـلدان المنيرة ، وسيكـون أقلاماً أصيلة برّاقة تــُعـمي البصائر الحاقـدة ، وحـناجـر صافـية مدوّية تـزلزل الأرض تـحـت أقـدام الكـثيرين . إنّ مؤتـمر النهـضة الكـلدانية سـيحـيـيه أبناؤه القادمون من بقاع العالم ، مِن رجال الكـنيسة ، قادة تـنـظيمات ، رؤساء وأعـضاء إتحادات وجـمعـيات ، رجال مستـقـلون جُـلّ إعـتـزازهم هـو إسم قـوميتهم الكـلدانية ، ومِن بـين جـميع هؤلاء سيـكـون فـطاحل إتحاد الأدباء والكـتــّاب الكـلدان العالمي -  نعـم العالمي - عـناصرَ مشعة ومتلألـئة في قاعة المؤتمر .
إن الغاية من كل ذلك ليست إستلام رواتب شهرية ومكـرمات ، ولا الحـصول عـلى مكاتب مؤثـثة مدفـوعة الإيجارات ، ولا الحـصول عـلى بطاقات سفر سياحـية بالمجّانيات ، وإنما هي ربـط أبناء الأمة الكـلدانية بعـضهم بالبعـض الآخـر أينما كانوا منـتـشرين في العالم ، وإستـنهاض مشاعـرهم لينادوا بإسم قـوميتهم عالياً ، وتـزويدهم بأمصال واقـية من الـﭭايروسات التسموية التي تـحاول النيل من إعـتـزازهم بإسم قـوميتهم الأصيل .
وأقـولها صراحة (( لا مكان في مؤتـمر النهـضة الكـلدانية لمن لا يصر أمام الجـميع عـلى إعـتـزازه بقـوميته الكـلدانية دون أيّ إسم آخـر ، ولا مكان في مؤتـمر النهـضة الكـلدانية لبائع أمته من أجـل مكـتب مؤثـث وراتب شـهـري )) .  



395
نشَـرَ المسلمون دينهم الإسلامي بـيننا بالقـوة

فـلننشر نحـن المسالمون ديننا المسيحي بينهم بالأخـُوّة ؟

بقـلم : مايكل سـيــﭙـي / سـدني - أواخـر شـباط   2011
بكل صراحة :

بكل صراحة ، وبدون لف ولا دوران ــ والمسلمون يعـرفـون ذلك جـيداً ــ أنّ المسيحـيّـين ينـظرون إلى المسلمين كإخـوة لهم في الخـَـلق لأن لنا خالق واحـد ولهم جـميعاً الحـق في الحـياة والحـرية ، ، ولهذا السبـب يهاجـرالمسلمون إلى الديار المسيحـية الكافـرة حـيث تـتـجـسّد فـيها مفاهـيم حـقـوق الإنسان ، ولا يطلبون اللجـوء إلى الدول الإسلامية المؤمنة بالله التي هي من دينهم ، لأن البلدان الإسلامية ليست لديها مبادىء كهذه ، ويُـنـظر إلى مواطنيها الأصليّـين المسيحـيّـين كأناس من الدرجة الثانية لا يستـحـقـون كل الحـقـوق . أما من جانب آخـر وأكـثر صراحة ، فإن دِيناً إسمه الإسلام ليس له وجـود في الإنـجـيل ولا في الفـكر والتراث المسيحـيَّـين ( ولا تهمنا خـرافات في إنجـيل خـيالي مزعـوم ليس عـند أحـد نسخة منه عـلى الإطلاق ) . ولكـن نـظراً لأنـنا مسيحـيون نعـيش بـين أناس لهم إعـتـقادهم وإيمانهم إسمه الإسلام ، فإنـنا نحـترم مشاعـرهم في حـرية معـتـقـدهم من باب إحـترام ديانة وحـقـوق الإنسان ليس إلاّ ، سواءاً كـنا قـليلي العـدد في بلدانـنا الأصلية أو غالبـية كما في العالم الغـربي .

التبشير :

بَـشِـرَ = سُـرَّ ..... بشارة = خـبر مُـفـرح ، وباللغة اليونانية فإن كـلمة (( إيوِنـْـﮔـاليون )) تـعـني الخـبر السار...... إنَّ التبشير في أبسط معانيه هـو إعلان الخـبر المفـرح إلى آخـرين وبالوسائل المتاحة المباشرة شفـوياً -  تلفـونياً ، أو غـير المباشرة مثل : ساعي البريد ، رسالة إلكـترونية ، كـتاب -  صحـيفة ، إذاعة صوتية ، قـناة تلفزيونية -  فـضائية . وبشأن الأديان فالتبشير يعـني نشر وإيصال الرسالة الدينية إلى مَن لم يسمع أو مَن لم تــُـنـقـَـل إليه وتعـريفه بحـقـيقـتها . وبدون شك فإن الغاية من النشر هـذا هـو كـسب الناس للإيمان بها طوعاً دون إكـراه أو خـداع أو إستغلال للظروف ، ودون إستـخـدام أية وسيلة أخـرى مرفـوضة بحكم المنطق . وجـدير بالذكـر أن التبشير يتغـلغـل اليوم إلى أعـمق مكان في البادية أو فـوق الجـبال ، و يدخـل في أكـثر الأماكـن تحـصيناً عـلى الأرض بواسطة القـنوات الفـضائية وبدون تأشيرة دخـول ، متجاوزاً الحـدود الدولية والرقابة الأمنية ، ومتحـدياً بدون خـوف جـميع موانع الدكـتاتورية ، فـمرحى لعـصر التكـنولوجـيا .

حـرص الإسلام على تعـليم الأطفال أركان الإسلام والإيمان منذ الصغـر وقـبل سن التكـليـف ، وجعـل مسؤولية هذا الأمر على عاتق الأهل الموكلين بتربية الطفل التربية السليمة التي تـنجِّـيه وتـنجِّـيهم في الدنيا والآخـرة ، وتكـون نجاتهم في الدنيا بـبرّ الولد لأهله ، لقول رسول الإسلام : رحم الله والداً أعان ولده عـلى برّه . قال الإمام الغـزالي في تـفسير هـذا الحديث أي : " لم يحمله عـلى العـقـوق بسوء عـمله " .

رُوي عن عـمر بن الخـطاب " أن رجلاً جاء إليه بإبنه ، فقال : إن إبني هـذا يعـقـني . فقال عمر للإبن : أما تخاف الله من عـقوق والدك ؟ فإن من حق الوالد كـذا ومن حق الوالد كذا . فقال الإبن : يا أمير المؤمنين ، أما للإبن عـلى والده حق ؟ قال : نعـم ، حـقّه عـليه أن يستـنجـب أمه ، يعـني لا يتزوج إمرأة دنيئة ، لكيلا يكون للإبن تعـيـير بها . قال : ويُحسن إسمه ، ويعـلمه الكتاب . فقال الإبن : فوالله ما إستـنجـب أمي ، وما هي إلا سِنْدِيّة إشتراها بأربعـمائة درهم ، ولا حسّنَ إسمي ( سماني جُعَـلاً - ذكر الخفاش )  ولا عـلمني من كـتاب الله آية واحدة . فإلتفـت عمر إلى الأب وقال : تقول : إبني يعـقـني ! فـقـد عَـقـَـقــْـتــَه قـبل أن يعـُـقـْـكَ ، قم عـني "

ويشدد رسول الإسلام على هذه المسؤولية بقوله : " كل مولود يولد عـلى الفـطرة ، فأبواه يُهَـوِّدانه أو يُـنـَـصِّرانه أو يُـمَجـِّسانه ، كمثل البهيمة تـنـتج البهيمة فهل ترى فـيها جدعاء – مقـطوعة الأنـف ؟ . وهذه المسؤولية ممكن أن تكـون بصورة مباشرة إذا عـلـَّماه اليهودية أو النصرانية أو المجـوسية حـتى يدين بها ، وتكـون مسؤوليتهما غـير مباشرة إذا تركا تعـليمه عـقـيدة الإسلام ومعانيه ، وتركاه فريسة للمجـتمع الفاسد الضال الذي تشيع فـيه عـقائد الكـفـر والضلال من يهودية أو نصرانية أو مجـوسية وغـيرها فـيؤمن و يدين بها " . إن رسول الإسلام يستعـين بمثال البهائم كـوسيلة إيضاح ليفـسِّـر لنا عـلاقة المولود بأبوَيه النصرانيّـين ، ولا شك لو كان قـد أوردَ المولودَ الإسلامي مثالاً ، لقال : كل مولود يولد عـلى الفـطرة ، فأبواه يُأسلِمانه ( يجعـلانه مسلماً ) كـشجرة التفاح تـنـتج التـفاح فهل ترى فـيها عـنقـوداً ؟ . ( دون أن يستخـدم البهيمة كـوسيلة للإيضاح ) .

إذن العـقـيدة المسيحـيّة في نـظر رسول الإسلام هي كـفـر وضلال وفـساد ( إِنَّ الَّذِينَ كَـفَـرُوا مِنْ أَهْـلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَـنَّـمَ خَالِدِينَ ) . ونحـن حـين نسمع أو نـقـرأ رأيه ، نحـترمه كـشخـص له حـرية الرأي ، ويكـون لنا الحـق في الردّ عـليه بمحـبة ، بما عـندنا من حجج مُهَـذبة ومنطـقـية .

مَن هـو المسلم الحـقـيقي ؟ :

إن الشخـص الذي يقـول فـقـط : لا إله إلاّ الله (( مثـلما يؤمن بها المسيحـيّـون واليهـود )) ويكـتـفي ! ، فإن هـذا غـير مقـبول منه إلاّ إذا أشرك مع الله إنساناً آخـراً وقال : (( وأشهد أنّ محـمداً رسول الله )) وعـندئـذ تــُـقـبل منه شهادتــَـيه ليصبح مسلماً !  

إنّ المسلم الصحـيح هـو ذلك الذي يفهم قـرآنه ويقـرأ تـفاسير آياته ، كي يطـَّـلِع عـلى إلتـزاماته الدينية المطلوبة منه ويحـذو حـذوَ قـدوته رسوله . إن المسلم ( والمسلمة أيضاً ) يجـب أن لا يصلـّي عـلى أرض محـتلة مِن قِـبَـل العـدو الكافـر ولكـنه مسموح له أنْ يحـتل أراضي الغـير ، وأنْ يقاتلهم حـتى يتـخـذوا من الإسلام ديناً ، وأنْ يضايقهم في الطريق ، ولا يجالسهم بمودّة ولا يشاركهم مائدة الطعام ، ولا يقـبل أن يكـون لاجـئاً عـندهم كي لا يصبحـوا أولياء أمره ، ولا يرتشف من أنواع كـؤوس الخـمر ما لـذ وطاب في حـياته الأرضية إلاّ حـين يصل إلى الجـنة فـفـيها أنهار كـُـثار منها ، ويجـب أن يقـتـنع ولا يرفـض مبدأ تعـدّد الزوجات ، وأنْ يضرب زوجـته عـند حـصول سوء تـفاهم بـينهما ، ويُـعِـدَّ القـوة ورباط الخـيل للعـدو كي يُرهـبه  ، أقـول إن شخـصاً كهذا هـو المسلم الحـقـيقي . وإذا لم تـتـجـسَّـد تلك المفاهـيم في فـكـره وسلوكه ، فإنَّ إسلامه هـو حِـبـرٌ عـلى بطاقـته الشخـصية فـقـط ، حـتى إذا كان يصلي خـمس مرات في اليوم وبركعات كـثيرة ويصوم ثلاثين يوماً رمضانية ويحج إلى مكة ويؤدي مناسك العـمرة ، ويقـرأ القـرآن يومياً ويطالب بتحـرير القـدس ! ؟ إنّ المسلمَ الدارك لدينـِه لا يستـغـرب من هـذا الكلام ، ولكـن المسلم الساذج البسيط ، الذي يرى كل العـظـَـمة والجـمال في الإسلام فـقـد يحـتجُّ عـليه ، فـمن أجـل ذلك حـدّدتُ عـنوان المقال بالإرهابي المسلم فـقـط لأنه هـو المسلم الدارك لدينه .

 فـكـيف كانـت البـداية ؟ كان اليهود والمسيحـيّـون في الجـزيرة العـربـية ذوي سمعة ومكانة ونـفـوذ عاليات ، جاءت نـتيجة للهالة الروحـية التي يتمتعـون بها والمؤثرة في مجـتمع البسطاء والمستـندة إلى المفاهـيم الدينية كـنقـطة قـوة ، وليس بسبـب كــُـبْـر حـجم قـبـيلتهم أو عـشيرتهم ، لـذا فـطن رسول العـرب إلى هـذا اللغـز ، فـلم يعـتمد عـلى أسلوب رئاسة قـبـيلة لتـكـوين دولته لأن فـي الجـزيرة العـربـية رؤساء قـبائل كـثيرون سيرفـضونه ، ولكـنه ولأجل إنشاء دولته السياسية إتجه إلى الأداة الدينية الفعّالة ، فكانت النبوّة وسيلة لتأسيس الدين الجـديد للهـيمنة وبسط النـفوذ .

 

المسلمون إخـوة لنا ولكن الإسلام الإرهابي شيء آخـر :

في العالم أديان عـديدة : مسيحـية ، بوذية ، هـندوسية ، يهودية ، مجـوسية ، زرادشتية ، إلحادية ، يزيدية ، أو لا دينية ، وهـذه كلها لم ولن تـنـشرَ ( تـبشرَ ) دينها بـين الشعـوب بالقـوة والإعـتداء أبداً ، ما عَـدا الدين الإسلامي الذي إتـبع أساليـب الترغـيـب لجـيوشه بوعـود مشجعة تـجـعـله يندفع إلى القـتال من أجـل الغـزو والإحـتلال بأمر من رسولهم ، حـيث الغـنائم مِن مالٍ وملـَـكات اليمين بإنـتـظارهم عـلى الأرض المحـتلة بعـد النـصر في ساحة المعـركة  ((  اُغْـزُوا تَـبُوك تَغْـنَمُوا بَـنَات الْأَصْفَر وَنِسَاء الرُّوم )) أما إذا قــُـتِـلَ ! فـحـور العـين والغـلمان في الجـنة مهـيأة له (( وزوجـناهم بـِ حـور عـين )) 53 - الدخان ، (( إِنَّ أَصْحَاب الْجَـنَّة الْيَوْم فِي شُغـُـل فَاكِهُـونَ )) 54 - يس ، (( يطوف عـليهم ولدان مخـلدون )) 16 – الواقعة ، قـراءة حـفـص بن عاصم . وهـكـذا إنـتـشر الإسلام بقـوة السيف وإرهاب الشعـوب . في الواقع لا يمكن أنْ ينكـر المسلمون أنَّ جـيوشهم الغازية أينما حـلـَّـتْ ، إحـتـلتْ الأرض وأذلـّـتْ شعـوبها وبالأخـص المسيحـية المسالمة ، وتـحـديداً في دول الشرق الأوسط ومصر نماذج واضحة حـيث فـرضوا عـليهم الدين ولغة القـرآن العـربي وخـيَّـروا هـذه الشعـوب بواحـدة من ثلاثة غـير سلمية ولا منطقـية : 1- الإنـخـراط في هـذا الدين دون إرادتها وبقـوة السيف منذ 1400 سنة ، 2- دفع الجـزية وهي بمثابة ضريـبة تـُـدفع للمحـتل ثمناً لإحـتلاله أرضَهم ، وأجـرة سنوية لمقاتلي الجـيش الإسلامي ثمن عـدوانهم عـلى المسيحـيّـين وهم صاغـرون ، 3- القـتال بكل عـنف وعـنجهية ودون مستـحاة ، والمسيحـيّـون رُسُـل سلام وليسوا هـواة معارك ، ولهذا ونـتيجة لسياسة التبشير الإسلامي الإرهابي ، فـرغـتْ دول كـثيرة من مسيحـيّـيها يوم كانوا شعـوباً أصيلة فـيها . إنَّ المسلمين لا يستـطـيعـون إقـناعـنا بأيّ مبرّر لنشر دينهم بهذه الطريقة ولا لسياستهم وتعاملهم معـنا كـمسيحـيّـين آمنين في أوطانـنا . إنهم جاؤوا إلى بلدانـنا دون أن نـدعـوهم لتحـريرنا من محـتـلين غـيرهم ـ كما يـدَّعـون ـ  وإذا كانـوا قـد حـرّرونا فـشكـراً لهم ولكـن ! لماذا لم يغادروا أرضنا بعـد تـحـريرها ؟ فإحـتـلونا و تـحَـمَّـلـْـنا منهم الويلات ، مما إضطرنا إلى الخـنوع لهم أو الهـروب تاركـين أرضنا وممتلكاتـنا مُـلكاً لهم ، فـلجأنا إلى الجـبال المستـعـصية في شمال المنطقة المعـيقة لتـقـدّم العـربان الحـجازيّـين المحـتـلين أصحاب الدين الجـديد ( عِـلماً أنَّ أجـداد أكـثر السنة والشيعة العـراقـيّـين اليوم ، كانوا بالأمس كـلداناً مسيحـيِّـين مسالمين بالإضافة إلى سريان وعـرب ، وهـناك حـتى الآن دلائل حـية كـثيرة عـلى ذلك ) . أما القـلة القـليلة المسيحـية التي كانت متمكـنة مادياً إرتـضت عـلى نـفـسها دفع الجـزية وهي صاغـرة ولكـنها في نهاية المطاف وبعـد المضايقات ، رأت نـفـسها أمام خـيارَين أيضاً : إما الخـنوع والإنخـراط في الدين الجـديد كإخـوانهم وهم كارهـون ، أو الهروب حـيث أرض الله واسعة كـمن سبقهم فهـربوا قـبل أن يُـقـتــَـلوا، ونـتيجة لذلك صار المسلمون أكـثرية مسيـطِـرة مضطهـِدة للمسيحـيـين الأقـلية الخاضعة المـضـطهَـدة ، و خـير شهادة تأريخـية إسلامية عـلى ذلك هي الوثيقة العـُـمَـرية سيِّـئة الصيت والتي يخـجـل منها اليوم المسلمون المتمدّنون ذوو الفـكـر النـَـيِّـر . وبعـد كل هـذا يـبقى سؤال هام : ما الذي دفعهم إلى إحـتلال إسـ?انيا وهـو بلد أورو?ـي لا عـلاقة له بالجـزيرة العـربـية ؟  

إن زحـف الجـيوش الإسلامية لم يكـن عـشوائياً وإنما مخـطـطاً ومبرمجاً مقـصوداً للوصول إلى أهـداف ، إنه كان أمراً من محـمد ، حـين قال : لـقـد أمِـرْتُ أن أقاتل الناس حـتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله (( وهـذا ليس كافـياً بل أن يقـولوا أيضاً )) وأن محـمداً رسول الله ، إنّ إلهاً يجـنـد مقاتلين لمقاتلة الناس حـتى يشهدوا له ولرسوله ، إنه حـقاً لإله غـريـب الأطوار . في حـين أن أنبـياء اليهود والمبشرين المسيحـيّـين دَعـوا الناس إلى عـبادة الله وحـده بالوعـظ والإرشاد والسلام أولاً ، وثانياً دون مطالبتهم أن يشهدوا لهم بأنهم مبشرون أو أنبـياء أو رسل أو أيّ نوع من الإعـتراف بهم أو تمجـيدهم كأشخاص . وخلاصة القـول في هـذا المقال هي ، أن المسلمين نشروا دينهم لا بطريقة التبشير السلمي وإنما بالغـزو العـسكـري والإحـتلال والسيطرة عـلى البلاد وإذلال شعـوبها أولاً ، ثم بالإكـراه والإرهاب وكأنّ لسان حالهم يقـول : إما الإسلام ، أو فـلتـنهزم الشعـوب المبتـلية إلى حـيث أرض الله الواسعة . والآن نـقـول : إنّ الذي فات مات فـما هـو المانع من أن نـنـشر دينـنا المسيحي بـينهم لا بالقـتال ولا بالجـزية ، بل بالمحـبة وهم أحـرار في قـبوله أو رفـضه ؟ إنه سؤال بسيط فـهـل من مجـيـب ؟

ملاحـظة : 1*- في تـحـقـيق خاص مع أحـد صِغار شيوخ الإسلام حـضرْتُ جـلسَـتـَه ، ذكـَـرَ عـبارة (( لمّا فـتحَ الإسلامُ العـراقَ .... )) ! وهـنا سأله أحـد المشتـركـين بالجـلسة قائلاً : فـتحَ ؟ ماذا فـتحَ ؟؟؟؟ أعـقـبَ الشيخ الموقـر قائلاً : أتـريدني أنْ أقـول الغـزوات الإسلامية ؟ طيِّـب ، لما غـزا الإسلامُ العـراقَ ......  

 2*- بتأريخ 8 / 11 / 2007 نشرتُ في مواقع إلكـترونية عـديدة وصحـيفة محـلية في سدني ، مراسلاتي مع الأمين العام لمجـلس الوزراء العـراقي السيد عـلي محـسن إسماعـيل ، أقـتـطف منها مقـطعاً صريحاً وجـريئاً حـين كـتبَ لي : نعـم إنكم سكان أصليون بلا ريب ، وإنْ كـُـنا وافدين فلا ضير في ذلك . إنَّ السيد عـلى محـسن قال بعـض الحـق وليس كـل الحـق ، لماذا ؟ لأنه وصف قـدومهم من الجـزيرة العـربـية بـ وافـدين وليس محـتـلين ، ولم يوضح لنا مَن أوفـده إلينا ولأيّ غـرض ، أو مَن مِـنـّا طلب حـضوره عـنـدنا متحـمـِّلاً مشقة الطريق من الحـجاز إلى بـيث نهـرين أرض العـراق قـبل 1400 سنة .



396
محافـظ ميسان وعـبارة ( الإخـوة المسيحـيّـين )

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
نـُـشِرَ في الشبكة الإلكـترونية ( أخـبار العـراق ) بتأريخ 12 / 2 / 2011 خـبرٌ عـن زيارة محافـظ ميسان عـلى دواي لازم لكـنيسة أم الأحـزان وقال : إن الإخـوة المسيحـيين إخـوة لـنا ونعـتبرهم الطائفة الثانية في البلد التي ضحـت من أجل العـراق الذي يسع الجميع ، وأضاف دواي : " لن نسمح لأي شخـص بالتجاوز على الإخـوة المسيحـيـين في ميسان " ، ويمكـن قـراءته عـلى الرابط التالي :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,482801.0.html . من حـيث المبدأ لا يسعـنا إلاّ أن نـشكـر المشاعـر المعـلنة للمحافـظ عـلي دواي لازم ونحـترم شخـصه الكـريم ، فهو الرجـل الأول في المحافـظة وعـلى عاتـقه تـقع مسؤولية الحـفاظ عـلى أمان وراحة وهـناء وممتـلكات سكان ميسان قاطبة ، ولكـنـنا لابد وأنْ نـلقي الضوء عـلى كـلماته البراقة مثل ( الإخـوة ، الطائـفة الثانية ) ونـقـول :
أثـناء خـدمتي العـسكـرية الإلزامية في كركوك عام 1972 - 1973 كان معي جـنود أكـراد من السليمانية وأربـيل ورغـم عـدم إنـتهاء صلاحـية بـيان 11 آذار إلاّ أن المنطقة الشمالية لم تـكـن خالية من الشوائب إنْ لم نقـل الشكـوك بالنوايا المتبادلة المدفـونة لـدى الطرفـين والتي أدت إلى إنهيار البـيان في نهاية المطاف . وفي أحـدى جـلساتـنا الودّية داخـل المعـسكـر بعـد الدوام كانت لديّ مداخـلتي فـقـلتُ : أنا أرى أنّ كـلمة ( الإخـوة ) ليست لائـقة عـندما نـذكـر ونشير إلى الأكـراد زملائـنا وأبناء شعـبنا المتساوين بنا ، لأنها توحي وكأنـنا نـتكلم عـن غـرباء ، بدليل عـندما نلاقي غـريـباً ونريد الإشارة إليه بإحـترام نـقـول (( الأخ )) .... أو حـين نـصادف إمرأة لا نعـرفها ويتـطلب الموقـف أنْ نشير إليها ونـكسب ودّها فإنـنا نـقـول (( الأخـت )) أو الأخـت فلانة .... ، أما إذا كانوا من معارفـنا وأحـبائـنا فإنـنا نـذكرهم بالإسم مباشرة مثـل لمياء ، عـلى ، جـرجـيس ، منيرة ..... . وهـنا أومأ إليّ عـريف الفـصيل الذي يكـنّ لي الإحـترام ، فـرافـقـته إلى مكان خارج جـلستـنا وقال لي هامساً وبلغة المُـنبِّه : إن كلامك خـطير وغـير مقـبول ، أليس الأكـراد إخـواناً لنا في الوطن ، ومتساوين معـنا بالحـقـوق والواجـبات ؟ كـن حـذراً عـند الكلام فـقد تحاسَب عـليه يوماً !! ثم أنت ياهو مالتك بالموضوع ؟ . ورغم نياتي الصافـية والمخـلصة في مداخـلتي تلك ، إلاّ أنـني بعـد كلام العـريف ، فـكـرتُ وخـفـتُ وتـنـدّمتُ وقـلتُ لنـفـسي ( صدﮒ ! آني ياهـو مالتي ، وليش أدَخـّـلْ نـفسي بمتاهات ، ويجـوز ما أطلع منها سالم ) ؟ ولما مرّت بضعة سنين وعـُـقِـد المؤتمر الإسلامي في السليمانية وحـضره صدام حـسين ، وضمن خـطابه قال الكلام ذاته الذي أنا قـلته في جـلستـنا الودية المذكـورة ، حـين قال : (( أنا لمّا أذكـر الأكـراد في شمالنا الحـبـيـب ، ما أريد أﮔـول إخـوانـنا الأكـراد ، لأن هـذه الكـلمة ـ إخـوان ـ يـﮔـولوها للغـرباء ، والأكـراد مو غـرباء بل أبناء الوطن الواحـد )) ، فـصفـَّـق له الحاضرون بحـرارة ، ومع الأسف لم يحالفـني الحـظ يوماً أن أرى عـريفي العـزيز المشار إليه كي أذكـِّـره بالماضي . ورجـوعاً إلى السيد المحافـظ ، ألا يرى معي أن عـبارة ( الإخـوة المسيحـيّـين ) تـعـني الغـرباء المسيحـيّـين أو الضيوف المسيحـيّـين ؟ أو إنّ حـماية إخـوته المسيحـيّـين ليست من واجـباته ولكن لكـونه صاحـب نـخـوة عـربـية فـيتـفـضل ويحـميهم ، أو إنه يقـوم بعـمل خارج واجـبه الرسمي ، وبمثابة تـضحـية منه بوقـته وراحـته ؟ 
أما عـبارة ( الطائـفة الثانية ) التي وردتْ في كلام المحافـظ فـنحـن نستـفـسر عـن معـنى الطائفة أولاً ! هـل أن مفهومها عـنده هـو عـددهم القـليل اليوم ، ناسياً أصالتهم وكـثافـتهم في عـراق البارحة قـبل مجيء ( الأخ ) المحافـظ مع جـيوشه غـزاة ومحـتـلون أرض الرافـدين قـبل 14 قـرناً من السنين ؟ أم أنهم سواح أو ضيوف مؤقـتون ويترتب عـليه أن يحـميهم منـطلِقاً من شهامته العـربـية أو تسامحه الإسلامي ؟ عـلماً أن السيد أياد جمال الدين عـضو مجـلس النواب في العـراق http://www.youtube.com/watch?v=lKjVSluln6U&feature=related قال : أنا لا أؤيـد عـبارة ((( حـقـوق الأقـليات ))) لأن هـذه التسمية هي تـكـريس للتميـيـز ضد قسم من المواطنين ووصمهم بسِمَة هي التقـليل من شأنهم ولكـنهم مواطـنون لا يقـلون أهـمية عـن غـيرهم ، ولكـنـني أؤيد عـبارة ((( حـقـوق الإنسان ))) فهي مساواة بـين الناس ، ولو كان تـعـبـير الأقـلية وارد في أميركا لـَما كان بإمكان أوباما أن يصبح رئيساً للولايات المتحـدة الأمريكـية بإعـتباره من أقـلية سوداء ، فأنا مع رفع التميـيز ضد أي إنسان ولأي سبب كان . ونرجع الآن إلى معـنى كـلمة ( الثانية ) في قـول السيد المحافـظ !! تــُرى مَن هي الطائفة الأولى كي يكـون المسيحـيّـون طائفة ثانية ؟ أخي المحافـظ : أنـت ونـحـن نـعـيش في القـرن الواحـد والعـشرين وعـلينا جـميعـنا أن نـفـكـر بعـقـلية عـصرنا الحالي وليس بعـقـلية الوثيقة العـمرية سيئة الصيت ، ثم شئـنا أم أبـينا فـنحـن في طريق العـولمة وليس الـتــَـكـَـوُّخ ( سجـن الذات في كـوخ ) ، ومطلوب منا أن نـوسّع عـيونـنا ونـمدّ أبصارنا ونـفـتح آذانـنا ونرحّـب صدورنا ونـحـرّر ذواتـنا من قـيود تـقاليدنا وسجـون عاداتـنا ، ونـثور عـلى بؤس أفـكارنا ونـطغي عـلى ظلام تعاليمنا والبالي من مناهـجـنا ، ونـنبـذ الرديء من توجـيهات أشخاص أئـمتـنا والتي لا تـخـدم إنسانيتـنا التي يريدها الله منا ، حـينـئذ نستـحـق العـيش مع أبناء جـنسنا في حـديقة عالمنا ، بالزاهي من ألوانـنا والفـوّاح من عـطورنا ، وعـنـدئـذ ينـتعـش الأقارب معـنا ، ويشتاق الأغارب إلينا ويتـودّد الأجانب لنا ، فـهـنيئاً لك عـزيزي المحافـظ وأنت بـين المسيحـيّـين الميسانيّـين إخـوانك .




397
الكـلـدانيّـون يحـتـفـلون بـ أكـيـتو 7311
ومؤتمر النهضة الكـلـدانية 2011
في آنٍ واحـد

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
الإنسان ، حـياة ونشاط تـتعـدّد فـيها المنعـطفات لتـصبح مناسبات ، يعـتـز بها كـذكـريات ، تـخـلـِّـده ويخـلـِّـدها في القادم من الأيام والسنوات ، يطبع بصماته عـليها فـيفـتخـر بها ، أو تـترك آثارها عـنده فلا ينساها ، وفي الحالتين هـو محـورها . لا شـك أنّ مصائب الحـياة تـفاجـئـنا بأقـدارها دون إنـتـظارها منا ، فـتـؤلمنا وتـسلبنا متعـتـنا وتـنغـص عـيشـنا ، ولكن الخالق وهـبنا قابلية فـريدة فـعـوَّضنا ، بمسرّات وأفـراح نحـن نخـطط لها وعـلى الملإ نوجـدها فـتــُـفـرِحُـنا ، فـكانت مناسبات زواجـنا وأعـياد ميلاد أولادنا وعِـماذات أطفالنا ، ثم أيام إستـقلال أوطانـنا وإكـرام أمهاتـنا وأساتـذتـنا ، وإستـقبال أحـبائـنا ، كل ذلك من إبتكاراتـنا كي نخـلق أفـراحاً لقـلوبنا فـتبتهج نـفـوسُـنا .
يحـبُّ الإنسان التجـمّعَ والإلـفة والمشاركة مع بني البشر جـنسه ، فهو إجـتماعي بطبعه يكـرّس حـياته من أجـل ذاته والآخـرين معه ، فالحـياة الفـردية في ملكـوتٍ بعـيد عن الجـموع مكروهة مثلما الحـياة الوحـدانية في الجـنة بدون الآخـرين منبوذة ، وهـكـذا لن يكـتمل فـرحٌ عـنـد الجموع إذا حُـرِم فـرد أو أشخاص منه . إن هـذه المبادىء تبلورت عـند الإنسان بفعـل الفـطرة والغـريـزة ، فـقادته إلى خـلق فـرص للإستـمتاع بالحـياة بمشاركة آخـرين لإضفاء معـنى أو بُـعـد آخـر لها . وبتـطـوّر الإنسان ظهرَ عـنده إعـجابه بالطبـيعة ، وصار يُـنـسبها إلى قـوى مجهولة وآلهة مخـفـية مهيـبة فـصار يحـترمها ويهابها فـخـصّص أياماً لتـكـريمها ، ثم كانت له نشاطاته الموسمية او السنوية يتـخـذ منها سبـباً لحـشد الجـموع من أجـل إنشاء طـقـوس أو مراسيم يحـتـفل بها فـيُـبدع فـيها كموسم جـني التمر من أشجار النخـيل أو موسم جـزّ الصوف أو الحـصاد ، فـيستعـرض قابلياته العـقـلية والفـنية والمهارات الجسمية من صلوات وقـراءات وغـناء ورقـص وألعاب وأية نشاطات متـنـوعة أخـرى .
وهـكـذا كان الكـلـدان منذ بدء الزمان في بـيث نهرين العـراق يهـتمون بحـياتهم ونشاطاتهم ، وبسبب إلمامهم بقـوانين الطبيعة والزمن وعلم الفـلك ، فـقـد كانوا سباقـين في تحـديد موعـد أو يوم يُـعـتبر بداية لكل عام فـيحـتـفـلون به إيذاناً بـبـدء السنة الجـديدة ، بالإضافة إلى ضرورة تـنـظيم شؤونهم السنوية الدورية . فـإتـخـذوا الأول من نيسان من كل عام ذكـرى لجـزّ الصوف وإعـتبروه عـيداً لبداية أو رأس السنة البابلية الذي تــُـوِّج في بابل أولاً وسمي أكـيتـو .
إنّ الكـلـدان اليوم يُـحـيون هـذا العـيد ليس بهـدف إعادة أمجاد الإمبراطورية الكـلـدانية آخـر أنـظمة الحـكم الوطني الأصيل في بـيث نهـرين العـراق في العـهـد القـديم ، ولا لكي يرجعـوا إلى الوثـنية أو إلى الإله مردوخ أو إعادة بناء برج بابل ولا إلى أيّ شيء من هـذا القـبـيل ، وإنما هـو من أجـل التـذكـير بحـيوية ونشاطات أجـدادنا الكـلدان محـفـزاً لنا لإستـنهاض الحـس القـومي لدى شـعـبنا الكـلـداني اليوم ، حـفاظاً على هـويتـنا الكـلـدانية وتـثبـيتها في ضميره إعـتـزازاً بها وعـدم إنصهارها بـين تسميات دخـيلة من هـنا وهـناك . إن يوم 1 / نيسان / 2011 هـو يوم أكـيتـو للسنة البابلية 7311 ، وفي هـذا اليوم نـفـسه سيـكـون ( مؤتمر النهـضة الكـلـدانية المزمع عـقـده في ساند يـيغـو / كاليفـورنيا ) في أوجّه جـلساته حـيث ستـلتـئم فـيه تـنـظيماتـنا الكـلدانية ذات الأصالة القـومية ، تلك التي لا تــُساير تـقـلـّـب الأمواج الموسمية ولا تـنجـرف وراء المصالح الشخـصية ولا تـؤدي الأدوار المسرحـية الكارتونية ، ثم لا تـرتـضي لنـفـسها أن تـكـون جـزءاً من الأجـزاء الجـزئية ، بل الكـلدان ينـتـمون إلى السلطة العـراقـية المركـزية وليس إلى المواقع الشرقـية أو الشمالية أو الجـنوبـية ، ولا إلى المذاهـب السنية والشيعـية ، وبذلك يثـبتـون بأنهم ينـتمون إلى الجـماهـير العـراقـية ، مثلما كانوا إبّان عـهد الإمبراطورية العـثمانية والحـكومة الملكـية ومخـتـلف رؤساء حـكومات الجـمهـورية العـراقـية .
إن الشريحة الكـلـدانية ومعـنا إخـوانـنا الآثوريّـين أبناء شعـبنا مدعـوّون إلى التـذكـير بعـظـَـمة بـيث نهـرين وحـضارته البابلية وعـيد رأس السنة الكـلـدانية التي يحـتـفل بها أبناء شعـبنا الآثوري أيضاً ، إنه عـيد الجـميع يجـمعـنا سوية في وقـت نـحن بأمسّ الحاجة إلى تـوحـيد الصفـوف كما يراها الأصلاء النجـباء وليس كما يريدها الغـرباء ، ولتـوضيح مقـصدنا أقـول : في يوم المحـن لا نستـنـجـد بالغـرباء بل بالإخـوان ، وفي يوم سمّيل لم يستـنـجـد إخـوانـنا بالأجانب بل بنا نحـن الأشقاء الأقارب ، أيـكـون ذلك عـبرة لأصحاب التجارب ؟          
 
المصادر : الكـلـدان ... منـذ بدء الزمان -  للباحـث عامر حـنا فـتـوحي



398
الإعـتراف بالشعـب الأصيل هـو البديل عـن محافـظة مام جـلال الجـليل
( رأي مستـقـل )

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني - شـباط  2011
كـتب السيد داود بـرنو بتأريخ 23 / 12 / 2010 مقالاً بعـنوان : ( إن لم نطالب بالمحافظة الآن فما هـو البديل ) ، سؤال وجـيه ومنطقي ، ويسرنا في هـذا المقال أن نقـدِّمَ رؤيانا البسيطة بديلة عـن أنماط التـقـوقع والإنكماش والإنـزواء وسَجـن الذات في قـفـص معـزول بعـد أنْ ألِـفـنا العـيش في ساحات العـراق كـله ضمن اللوحة الفـسيفـسائية للشعـب العـراقي ، في بصرته وموصله وكـوتِه ورماديته وناصريته وأربـيله ...... دون أن نـفـصل ألقـوش وتللسقـف عـن العـراق ، إنه عـراقـنا الجـميل . فـفي مقالنا ( لقاء مساء الثلاثاء والأضواء ) المنشور سابقاً تـطـرّقـنا إلى ما يُـخـطـِّـط له البعـض ممن عُـيِّـنـوا قادة لأبناء قـومنا عـند الحـكومة في بلدنا الأصلي عـراق بـيث نهـرين ، ونـوَّهـنا إلى ما تعـنيه تلك الخـطط ، والعـواقـب المحـتملة والمدمِّـرة لشعـبنا المسيحي عامة إذا ما نـُـفـِّـذَتْ ، فهواة المناصب وجـمع الدولارات في هـذا العـصر تهمُّهم مصالحهم وليس شعـوبهم ، وما التبجُّح بالمصطلحات والخـطابات إلاّ لِـذرّ الرماد في عـيون الذين ينـتـظرون منهم الإنجازات ، ولا حَـول لهم ولا قـوة سوى قـبول الأقـدار والمفاجآت .
( الوقاية خـير من العلاج ) شعار يسقـط عـنـد إنـتشار المرض :
عـنـد إنـتـشار مرض ما بـين مجـموعة كـبـيرة من البشر ، فإن العلاج لا يـبدأ بوضع كـيس الماء الحار عـلى جـوانب المرضى ، ولا بشد رؤوسهم بقـطعة قـماش ، ولا بشربهم مغـلي زهـور البَـيْـبون ، وأيضاً لا يـبدأ العلاج بكـتابة التعاويذ وتعـليقها عـلى صدورهم أو بتـقـديم النذور وتبخـير البخـور ، بل إنّ الأطباء والبايوكـيميائيّـين يدرسون الحالة مبتـدئين بالفـحـص السريري للمصابـين وإجـراء تحاليل عـديدة وتصوير جـسمهم شعاعـياً وأمور أخـرى ، بهدف الوصول إلى جـذور المرض والعـوامل التي أدَّتْ إليه ومنابعها والتعـرف عـلى الـﭭايروسات المسبِّـبة له وإخـتبارها ، لمعـرفة المضادّات الحـيوية التي يمكـن أن تعالجـها وتـقـضي عـليها ، عـنـدئـذ تــُـجَـهَّـز الأدوية وتعـطى للمرضى لعلاجهم وشفائهم . وهـكـذا عـند ظهـور أية آفة إجـتماعـية خـطيرة عـلى أبناء الشعـب فإن القائمين عـلى إدارة البلاد يـبحـثون عـن مصادر تلك الآفة لمعالجـتها من جـذورها وليس من سطحها ، فإذا كان هـناك رواج للمخـدرات في البلد مثلاً فإن السلطات في الدولة تـحـقـق في الموضوع كي تـصل إلى المنابع التي تــُـزوّد هـذه المادة لقلعها من أصلها ، ثم إكـتشاف طرق نـقلها ليتمَّ قـطعها ، ثم معـرفة مُروّجـيها وإيصالها إلى مستهلكـيها لمعاقـبتهم ومنعهم من المتاجـرة بهذه المادة المحـظورة والفـتاكة بالناس كي يصبحـوا عـبرة لغـيرهم ، هـذا بالإضافة إلى برامج التوعـية في مؤسسات التعـليم ووسائل الإعلام . 
آيـديولوجـيتان متباينـتان :
أنـَـوِّهُ القارىء اللبـيـب بأن نـظرة المسيحي إلى البوذي والمسلم والملحِـد والمجـوسي واليزيدي والهـندوسي وغـيرهم هي : إنهم أناسٌ خـليقة الله ولهم حـق الحـياة والتمتع بها طبـيعـياً ومنـطقـياً وقانونياً ، وأمنيته ( أقـول أمنية المسيحي ) أن يحـصل هـؤلاء عـلى خـلاص نـفـوسهم في الحـياة الأبـدية من خلال إيمانهم بالمخـلـّـص يسوع المسيح بعـد أن يعـرفـوا الحـق والحـق يحـرّرهم ، دون إكـراه أو خـداع أو إستـغلال للظروف أو أية وسيلة أخـرى مرفـوضة بحـكم قـوانين البلد ومن ضمنها التبشير أينما هـو ممنوع . إنّ أقـطاراً كـثيرة في العالم اليوم يحـكمها المسلمون بعـد أن إحـتلتها الجـيوش الإسلامية البارحة بقـوة السيف ، والعـراق ومصر نموذجان حـيث يواجه المسيحـيون المسالمون فـيهما حالياً ظاهـرة ظالمة مؤلمة رهـيـبة أيَّـما إرهاب وكأن التأريخ يرجع إلى الوراء ، يُـقـتلون ذبحاً بالسكـين أو رمياً بالرصاص أو حـرقاً بالنار أو خـنقاً بالحـبال وكـل وسائل إنهاء حـياة الفـرد عـلى الأرض ، بأيدي أفـراد وجماعات تـنادي ( الله أكـبر ) عـند كل عـملية سفك دماء ، ويتـفاخـرون بتـصريحاتهم بوسائل الإعلام العالمية بأنهم مسلمون ، ولا يكـتـفـون بذلك السلوك الدموي الهمجي بل يطلقون التهـديد والوعـيد للمسيحـيّـين الباقـين ، بالقـتل إنْ لم يغادروا الأرض التي رُوِيَـتْ بدماء آبائهم وأجـدادهم شهـداء المسيح عَـبر 14 قـرناً وسُـقِـيَـتْ من عـرق جـبـينهم ، وعـمَّـروها وساهـموا في بناء حـضارتها طـيلة فـترة مسيحـيّـتهم 2000 سنة وقـبلها بآلاف السنين أيضاً ، وهم أصلاء البلد وبناة حـضاراته . إنَّ مشكلة الإخـوة المسلمين مع الإنسان المسيحي ليست في عـدم إستيعابهم لمفـهوم لاهـوتية المسيح فـحـسبْ ، وإنما تكمن أيضاً في المبادىء السامية التي ترتـقي بأخلاق الإنسان وسلوكه إلى مصافي ملائكة السماء ، والتي تـضـَـمَّـنـتـْـها عِـظة المسيح عـلى الجـبل كـدستور حـياة المسيحـيّـين وعـقـيدتهم ، إنها فعلاً مشكلة أمام الأسس الفـكـرية القاهـرة للحـرية والسالِبة لحـق الحـياة والمستـقاة من الكـتب الدينية للإخـوة المسلمين ، وإخـتلافهم العـميق في المفاهيمَ الإنسانية بـين تعاليمهما كالغـفـران والمسامحة والعـدل والمحـبة وحـق المرأة ، وغـرابة أوامـر إلههم والتي غــُـرِسَـتْ في أذهانهم ، فـصارت التربـية المسيحـية عائقاً أخلاقـياً في مسارات حـياتهم ، ورغم أنها لا تـخـصّهم وليسوا ملزمين عـليها ، إلاّ أنهم يرَون فـيها شبحاً وكابوساً يقـضّ مضاجعهم . إن الأخ المسلم الذي يستـغـرب من كـتاباتـنا هـذه وينـدهـش منها ، ليس هـو المقـصود بها لأنه متمـدّن عـصري عـقلاني يؤمن بالحـداثة وبعـيد عـن هـكـذا أفـكار شاذة ، إنما المقـصود بها هـو ذلك المسلم الذي لا يستـغـرب منها لأنه يعـرف أنّ ما نذكـره هـنا أمـرٌ واقـعيٌّ لا يمكن نكـرانه ، وقـد كان أحـدهم دمث الأخلاق صادق الأقـوال وبعـد أنْ وثِـقَ فيَّ قال لي : أستاذ ، إن الإرهابـيّـين هم المسلمون الحـقـيقـيّون لأنهم يطـبّـقـون ما ورد في القـرآن حـرفـياً دون الرجـوع إلى تـحـليل وتأويل ذلك إلى ظروف ومستوى المجـتمع القـبائلي الذي جاءت فـيه ، والذي قـد نـجـد لها مبرّراً في ذلك الوقـت ، دون أخـذ حـداثة وعـقلانية عـصرنا الحالي بنـظر الإعـتبار ، وأضاف قائلاً : نحـن لسنا مؤمنين اليوم بحـرفـيّة كل ما ورد فـيه ، لـذا فـلسنا مسلمين حـقـيقـيّـين بالمعـنى المطلوب .
كـفى بنا تـجـنـُّـبُ قـول الحـق وحان الوقـت كي نـكـفَّ عـن اللـفّ والدوَران وإخـفاء الحـقـيقة ، لأنّ المسألة لم تـعُـد تـتـحَـمّل المجاملة بل الشفافـية والصراحة . نعـم ، يصعـب عـلى الإخـوة المسلمين موازنة وموازاة وصية المسيح ( أحِـبّوا أعـداءكم ) مثلاً في عِـظـته عـلى الجـبل ، مع ( أعِـدّوا للعـدو ما إستـطعـتم من قـوة ورباط الخـيل فـتــُرهِـبونه ) ، فالفكـرتان في صراع وعـلى طـرَفي نـقـيض بوضوح ، ولا شك أنّ النصر القـتالي والعـسكري التعـبَـوي لن يكـون من جانب المؤمن المُـحِـب المسالم الوديع والأعـزل مكـشوف الوجه ، بل سيكـون حـليف المجاهـد المسلح بأسلحة نارية وآلات حادة قاتلة والذي يمارس الإرهاب والعـنف سواءاً كان ملثــّماً أم لم يكن . وهاكم مثالاً آخـراً : الشهـيد لغـوياً هـو مَن يعـترف برؤية شيء أو يقـرّ بسماع خـبر ، أما دينياً فهـو عـند المسيحـيّـين ( كل مَن يشـهـد للمسيح وسلاحه كـلمة الله ، فـيُـقـتـَـل بسبب شهادته للمسيح دون أن يقاوم في سبـيل القـتل ، والحـب يملأ قـلبه طالباً الغـفران للقاتل ، وإمتيازه هـو أنه شاهـد للمسيح فـيرث ملكـوت السماوات ) ، أما عـند المسلمين فإن الشهـيد هـو ( كل مَن يَـقـتل غـيرَ المسلم في الوقـت الذي لا يقـبل الإسلام ديناً له ، بدم بارد مستـخـدماً أيّ سلاح متاح ثم ينـتحـر أو يُـقـتـَـل وقـلبه ممتلىء حـقـداً وضغـينة ، فـيقال له شـهـيد ويذهـب إلى الجـنة فـيتـعـشّى من رسول الإسلام ، بالإضافة إلى إمتيازات ومحـفـزات كـثيرة مشجـعة عـلى الإستـشهاد بإندفاع وحـماس ) ، وهـكـذا أمثلة أخـرى كالجهاد والصلاة وغـيرها ........ إنه إخـتلاف آيديولوجي واضح فِـكراً وتـطبـيقاً . هـذه هي المحـنة عـلى مسرح الشرق الأوسط ومصر وغـيرها من البلدان منـذ حـلَّ الدين الإسلامي فـيها بقـوة الجـيوش الخـيالة والراجـلة المسلحة بالرماح والسيوف سابقاً ، واليوم بالأسلحة الفـتاكة المتيسّـرة وبأساليـب وحـشية غابوية صعـبة الوصف . إنّ هـذه المشكـلة وعَـبر الزمن ، تـوارتْ عـن الأنـظار بعـضاً من الوقـت بصورة مقــَـنـَّعة أو مُـمَـوّهة ولكـنها بزغـتْ فـوق الأفـق لاحـقاً وتـقـدّمَـتْ اليوم كاشفة قـناعها عـلناً وبكل صلافة حـتى إنـتـشرتْ روائحها النـتـنة ولم تـعـد تـطاق ، والحـكـومات المسلمة المعـنية تـقـف متـفـرجة أو مستـنـكرة ظاهـرياً للحـفاظ عـلى ماء الوجه أمام الرأي العام العالمي دون أيّ إجـراء عـمليّ رادع يحـمي المسيحـيّـين سكان البلد الأصليّـين المسالمين العـزّل قـليلي العـدد ، الذين ليس من مبادئهم حـمل السلاح الناري بل سلاح سلام المسيح  ، ولا يردّون الشر بالشر ! بل محـبة مُـبغـضيهم ومباركة لاعـنيهم . نعـم ، إنَّ الله لم يَخـلقْ إنساناً شِـرّيراً أياً كان موطنه ولونه ، ولكـن ما يُـلـَـقــَّـن به ويُـغـرَس في رأسه من تـعاليم وأهـواء البشر ( قـد ) لابل يجـعـله شِـرّيراً ، فـرْداً كان أم جـماعات .  إنـنا نرى أنـفـسنا إزاء مشكـلة واسعة مترسّـخة منـتـشرة فـتاكة بجـموع من البشر المسيحي ، والكـيل قـد طـفح وغـمر وفـيَّـض الساحة تـحـت هـذه الأحـداث ، وأولويّة العلاج لن يكـون بالبحـث عـن خـرق قـماش لإمتـصاص الرطوبة النـتـنة وتـنشيف المكان ، وإنما يكـون بقـطع المجـرى الرئيسي الذي يأتي منه السيل ، أو تـغـيـير إتجاه جـريانه ليصبّ في خـزان مُهَـيأٍ لهذا الغـرض كي يُـعامَل مجـدَّداً ويُـحَـوَّل إلى سائل يصلح للإستـخـدام ، فالعِـبرة هي بمعالجة المنبع وليس المصب ، وهـكـذا لن يكـون الحـلّ أبداً بعـزل هـذا المكـوَّن المسيحي المسالم ، في بقعة المحافـظة المسيحـية أو الآمنة أو غـيرها ، ويُحـيط بها هـؤلاء الذئاب البشرية من كـل صَوب ليسيل لهم لعابهم أكـثر . 
إنّ نـقـطـتان إثـنـتان أساسيّـتان برزتا في هـذه المقدمة السريعة وهما : 1- الأصالة الجغـرافـية للمواطن المسيحي المسالم أمام المحـتل المجاهد المسلم . 2- الفكـر الإسلامي المهيمن المناقـض للمبادىء المسيحـية السامية وفي صراع معها . وهـنا حان الوقـت لنسأل : فهل تشكـل هاتان النقـطـتان مانعاً للعـيش المشترك يفـصل بـين المسيحـيّـين الأصلاء والمسلمين الدخلاء بعـد مرور أربعة عـشر قـرناً من الإحـتلال ؟ أم أنّـنا بحاجة إلى مراجعة وإعادة صياغة مفاهـيم عـقائـدية بعـقلانية العـصر وتـحديث تـفـسيرها بما يخـدم إنسانـنا الحاضر كي تصلح ليومنا هـذا ، عـنـدئـذ يمكن أن نـقـول أنّ هـناك حـل يعـمل عـلى تـطبـيع الأجـواء للشراكة الوطـنية بـينهما ؟





399
لقـــــــــــــاء مســـــــــــاء الثلاثـــــــــــاء والأضــــــــــــواء
( رأي مستـقـل )

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني - كانون الثاني 2011
الإنـتمائية إخـتيار وإرتباط ، والمنـتمون يخـتارون فـيرتبطون ، مثـلما الإستـقلالية حـرية والمستـقـلون أحـرارٌ ولكـنهم منـتمون أيضاً بدون ملء قـسيمة أو إجـتماع في خـلية أو تـحـت سلطة أمير ، إنهم منـتمون إلى وطنهم وأمتهم وإنسانيتهم وفـكرهم ، ومن وجهة نـظري أقـول : ما أحـلى إستـقـلالية المرء ، ذلك الذي لا يرتبط بأشكال تـَجَـمُّعـية أو قـيود تـنـظيمية أو ولاءات شخـصية ، عـندها يستـطيع أنْ يكـتب ويتـكـلم بإسمه الشخـصي دون أن يكـون ساعيَ بـريـد أو مراسلاً لآمرٍ أو مداهِـناً وفي ذات الوقـت خاضعاً لسيدٍ لإنجاز خـرائط لمشاريع غامضة وهـمية ، لكـن هـذا المستـقل يخـسر ! نعـم المستـقل يخـسر الجـلوس عـلى كـرسيّ المناصب الكارتونية ، ويخـسر طأطأة الرأس تأيـيداً للخـطابات الخادعة وهـو مستـمعٌ وساكـتٌ في ديوان الأكابر وجـلساتهم الفـراغـية ، وأيضاً بدون شك يخـسر تـذكـرات سـفـر للسياحة المجانية . المستـقل ينزل إلى الساحة لوحـده دون أن ينـتـظر تصفـيق المنافـقـين ، أو إهـتزاز ذيول ( الـلوﮔِـيّـين ) ، ولا يسمح لنـفـسه أن يكـون سُـلـّماً للصعـوديّـين . إنه يجابه ولا يُحابي ، يُجاهِـر ولا ينافـق ، يَـصْدُق مع نـفـسه ولا يُـكاذِب ذاته ، إنه لا يطمح إلى ما لا يستـحـقه فـلذلك لا يَـغِـير ولا يغـدر بغـيره ، يقـول ما يـراه حـقاً ويتحـمّـل المسؤولية لوحـده ، نـعم إنه يخـسر فـرصة قـطف الأثمار من الأشجار الباسقة إلاّ ما يتـناثر منها عـلى الأرض الواسعة ، وكـتحـصيل حاصل فإنه يقول رأيه دون أنْ ينـتـظر تـرفـيعاً أو كـلمة عـفـرم من أحـد لشخـصه . 
إستـلمتُ دعـوة من زميل وهـو مشكور عـلى دعـوته ، لحـضور لقاء في قاعة / سدني بـزائـر من أبناء جـلدتـِنا قادمٌ  من العـراق الحـبـيـب ، إستمعـنا إليه بشغـف وأفادنا بما كان لديه . رأيته مندوباً وليس قائداً ، رسولاً وليس مسؤولاً ، ناقلاً لنا الواقع وليس ناقـداً ، أميناً في واجـبه وليس مقـرِّراً ، مبشراً وليس سيـداً . إستمعـتُ إلى كـلماته المتباطـئة والهادئة ، فـتـخـيَّـلـْـتُ نـفـسي وكأنـني أقـرأ رسالة من قـريـب لي أو لبـيـب كـتـبَ كلماتها متـفـرّقة ، أنـتـقل من كـلمة في بداية السطر وعـلى إمتـداده فـراغ إلى منـتـصفه حـيث الكـلمة الثانية ، ثم تأتي الكـلمة الثالثة في نهايته ، وكأنها قلادة فـصوصها متباعـدة عـن بعـضها فـفـقـدَتْ رونـقها والتواصل في لمعانها .
إسترسل في بداية حـديثه ممهّـداً لفكـرة ( المحافـظة المسيحـية ) التي جاء من أجـل أنْ يعـرضها أمام أبناء جاليتـنا في أستراليا لا من أجـل أن يعـرف أنـنا موافـقون أم رافـضون ( لأنـنا لسنا في الساحة ولا نـحـسم الموقـف ) ، وإنما لإعلامِنا أنّ الفـكرة هـذه مطروحة في الساحة العـراقـية كـضرورة لإنهاء أزمة المسيحـيّـين ، وهي ليست قـيد البحـث فـقـط وإنما تجاوزتْ نصف الطريق للوصول إليها ووضع أسس دستورية لها ، وتصبح أمراً واقعاً ، وإستهـجن موضوع الحـماية الدولية ملمّحاً إلى أنّ ذلك يسبِّـب إستـفـزازاً أكـثراً . نعـم ، لقـد شارك عـدد من الحاضرين بأسئـلتهم فـكانـت إجاباته عـليها غـير مُشبعة لطموحاتهم ، والسبـب واضح فالرجُـل ليس مخـوَّلاً بحـسم الأمور ، وفي الخـتام صفـقـنا للزائر الكـريم . ومن المتوقع في مثل هـذه الإيفادات أن الموفـد سيزوّد مُـرسِـلـَـه بتـقـرير عـن لقائه هـذا ليُـثـْـريه بآراء أبناء الجالية العـراقـية المسيحـية الذين إلتـقى بهم .
وعـند خـروجـنا من قاعة اللقاء المشار إليه في أعلاه ، سألتُ أحـد الحاضرين معـنا ونـحـن نرتشف الشاي قائلاً : ( إذا كـنتَ في رحـلة صيد الغـزلان ، ورأيتَ منها واحـداً شرقاً وآخـراً غـرباً وفي الوقـت نـفـسه رأيتَ قـطيعاً منها وهي متجـمّعة وكـلها عـلى بُـعـدٍ متساوٍ عـنك ، فأيهما يكـون سهل الإصطياد ! هـل التصويـب نـحـو قـطيع الغـزلان أم نـحـو الغـزال المنـفـرد مثلاً ؟ ) . فأجاب الجـواب البـديهي وهـو : رميُ القـطيع يكـون أسهلاً لأنه مُـتـجَـمّع فـمساحـته تـحـت الرمي أكـبر ، وإحـتمال إصابتها أضمَن ( لابل سيصيـبها بالتأكـيد ) .   
وفي الموضوع ذاته كـنـتُ قـد كـتبتُ سابقاً عـن مصير الخـراف الوديعة التي تــُجـمَع في حـضيرة ، وهـنا أضيف لأقـول : في يوم من أيام الثمانينات من القـرن الماضي ونـحـن زملاء الهـيئة التـدريسية وحـديثـنا المشترك حـول مفارز التـفـتيش في الشوارع والأماكـن الرئيسية في بغـداد ، قال أحـدهم أنّ هـناك مفارز تـفـتيش خاصة حـتى في مداخـل كـثير من الفـروع السكـنية أيضاً ، ولما إستـفـسرتُ عـن الأمـر ، أفادني زميل آخـر بأنّ هـناك مسؤولاً كـبـيراً عـضواً في فـرع ( الحـزب ) يسكـن في الشارع الفلاني ، وفي المنـطقة الأخـرى يسكـن قائـد الجـيش ، وفي المحـلة الثالثة يسكـن عـضو القـيادة القـطرية ، وهـكـذا فإن الأماكـن التي يسكـن فـيها المسؤولون القـياديّـون كالوزراء والعـسكـريّـين القادة والحـزبـيّـين والأمنيّـين ، توجـد فـيها مفارز تـفـتيش خاصة لحـمايتهم خـوفاً مِن أنْ يكـونوا مستـهـدَفـين بحـكم مناصبهم الرفـيعة والحـساسة ، وهـذه الفـرق التـفـتيشية تــُـفـتـش المارّة قـبل دخـولهم إليها ، لابل فإن في بعـضٍ من تلك الفـروع لا يُـسمح بدخـولها إلاّ الساكـنين فـيها فـقـط ( إنْ لم نـقـل يتـعـرّض المارة هـناك إلى المُساءَلة وإلى ما لا تــُـحـمَد عُـقـباه ) . فـقـلتُ : طالما أن الموقـف حـسّاس إلى هـذه الدرجة والغاية هي ضرورة أمنية لحـماية المسؤولين الكِـبار ، فـلماذا لا يُـبنى حيٌّ سكـنيٌّ مسيَّجٌ مَـحـميٌّ ومحـروسٌ بالقـوات الخاصة المدجّـجة بالأسلحة المتـطوّرة ووسائل الإنـذار المبكــّر ، ويكـون خاصاً بهـؤلاء الكِـبار وفي مكان معـزول من ضواحي بغـداد وبأجـمل التـصاميم وأغـلى التـكاليف وهم أصحاب القـدرة والأمر والنهي ، وسوف لن يقـترب منهم أحـدٌ غـريـب طالما ستـكـون منـطقة خاصة ومحـظورة ، وليس لأحـد من المواطـنين حاجة هـناك . فـرَدَّ أحـد الزملاء وقال : هـذا أكـثر خـطورة عـلى حـياتهم ! قـلتُ : ولماذا ؟ قال : لأنهم حـين يتجـمّعـون في بقـعة واحـدة يكـون إستهدافهم -  جـماعـياً -  أسهـل مما لو كانـوا مبعـثرين ، فإذا خـطـّـطـ الأعـداء لساعة الصفـر ، فإن الحي هـذا سوف يُـدَكُّ بالهاونات من بعـيد ومن جـميع الجـوانب ولن يكـون هـناك منفـذ للفـرار . وبالمناسبة فإنّ هـذا المبدأ يُـتــَّـبَع في التـكـتيكات العـسكـرية أيضاً .
لقـد مرّت أيامٌ من ستينات القـرن الماضي كان شمال العـراق مكاناً غـير آمنٍ ، وكان البعـض الساكـنين والثابتين في ألقـوش وغـيرها ينـقـلون أفـراد أسرهم إلى الموصل أو أماكن أخـرى لتأمين حـمايتهم ، وإذا داهمَ الخـطرُ الرجـلَ في المنطقة المتوتـرة فإنه كـفـرد واحـد سيتـدبَّـر أمر نـفـسه بسهـولة . ثم مُـنِـعَـتْ الهـجـرة إلى الجـنوب خـوفاً من أنْ تـفـرغ بعـض القـرى الشمالية وتـصبح مرتعاً للثوار الأكـراد أو غـيرهم ، إلاّ لعائلة الموظف الذي كان يعـمل في محافـظات الجـنوب ( في عام 1974 سُـمِحَ بنقـل سكـن عائلتي من ألقـوش إلى بغـداد بعـد أن حـصلتُ عـلى كـتاب رسمي من السلطات الحـكومية في محافـظة واسط يفـيد بأنـني موظف هـناك ) . واليوم تـغـيَّـر إتجاه المعادلة الكـيميائية الهجـرويّة تلك 180 درجة فالشمال أصبح آمناً . ثم وفي سنوات حـصار التسعـينات أصبح السفـر إلى الشمال خاضعاً لتـفـتيش دقـيق ( في أيلول عام 1992 مُـنِـعـتُ مع عائلتي في نـقـطة تـفـتيش قـرب ألقـوش من السفـر إلى دهـوك ) ، وأسمع في هـذه الأيام ( وبالتأكـيد لأسباب أمنية ) أنّ العـراقي من أهـل الجـنوب لا يُـسمح له بالسفر إلى الشمال لأيّ سبب كان إلاّ بشروط قـد تبدو تـعـجـيزية للبعـض منهم . نستـنـتج أن عـراقـنا في السنوات السـتــّـين الأخـيرة ، أصبح ساحة تـتأرجح أوضاعها بـين الإستـقـرار والتوتـر ، وبحـراً يتـناوب فـيه المدّ والجـزر ، لا نـدري متى تهدأ أمواجه ليهنأ الناس للسباحة والتشمّس بسواحـله .
إن مَن يُـخـطط للمكان الآمن والمنطقة الآمنة والحـكم الذاتي والإدارة الذاتية وغـيرها من الأماكن المسيحـية والمصطلحات الثورية العـصرية المُمَـوّهة ، ( إنْ كان صادقاً ) لابـدّ وأن يستيقـظ من أحلام يقـظـته ويتـرك خـيالات المناصب والمراتب لـذاته ، ويكـون أكـثر بُـعـداً في نـظره ، ويتجـنـب التوجـيهات الغامضة من غـيره ، ليـبحـث عـن أسباب الهـيجان في المنـطقة ومنابعها وتـحـديد ﭭايروساتها ، ليمكـنه معالجة الخـلل في جـذورها وحـقـنها بالمضادّات الحـيوية لإبادتها ، وليس بالإنسحاب إلى مكان معـزول منمّـق ظاهـره ، ولكـنه يصبح أكـثر مسيلاً للعاب الإرهابـيّـين وأسهـل إستـهـدافاً ، وعـندها يكون فـريسة جاهـزة وكما قال الرب يسوع ( حـيثما تـكـون الفـريسة تجـتمع النسور ) . إنّ مَن إخـتبر النـكـبات في حـياته بتجارب خادعة مماثلة وتـحَـمَّـلَـها أكـثر مِن مرة ، هـو أولى بالتـفـكـير مرتين بدلاً من مرة واحـدة ، وهـو أدرى ممن لم تــُـصِـبْه النكـبات ، فإرحـموا البقـية المتبقـية من أبناء شعـبنا وجَـنـَّـبوهم السير في الظلمات .   


400
بْـﮔـو ألقـوش كـْخاهِ شِـمّا دْ كــَـلـْـذَيوثا

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
بْـﮔو ألقـوش كـْـخاهِ شِـــــــمـّا دْ كــَـــــــلـْـذيوثا
وْألقـوش لـَـكْ مـَـعِـلـْـيا ﮔـْـيانـَه حْ  لِـخــْـذا ماثا
إلاّ ألقـوش قــُـنـْـطـْـرونيلا  دْ كــُـل مـَـثــْـــــواثا
و بْـﮔـو كــُـل ماثا كـْـيارِمْ بـيرَق دْ آذي أومْـــثا
*      *      *
ألقـوش وْناشـَه حْ مِـلـْـيـيـليه مِنْ مـَـكـّــيخـوثا
وْ كِـمـْـبَـرِقــْلا صيرا وْ شِـمـْـشا بْـﮔـو عَـلـْـيوثا
مـْـليثيلا مِنْ يولـْـﭙـانا وْ مِنْ هـيمانـوثــــــــــــا
وْ كــْـثاوا قــَـدّيشا كـْـتاخـيرا بــِنـْـوِيّـــــــــــوثا
*      *      *
( شـْـرارا ) دْ أومـْـثانْ وولِه بْـﮔاوَه حْ مِن تــَـشـْـعـيثا
( شـْـرارا ) دْ أومـْـثانْ وولِه بْـلِـبّا دْ بَـبَــــــــــــــــواثا
وْ بْـلِـبّا دْ يــِمـّا دْ مـُـهْـويلا جـونـْـقِه وْ خــَــــــــــــماثا
وْبـِدْ خازِتــّـِه بْـلِـبّا دْ كـُل يَـلـّـوذِه وْ بْـنـــــــــــــــــــاثا
*      *      *
ﮔـورِه وْ إنـْـشِه وْ يَـلـّـوذِه  دْ أومـْـثانْ كـَــــلـذيثا
وْإمـَّـنْ عـَـمـَّـنْ آثـورايا بـِرْدْ إيهْ أومـْــــــــــــــثا
مـْـزونِه دْ فِـتــْـليه طـْإنـّـيه ﭽَـكــّـِه وْرَخـْـتــَـواثا
رِشْ طـُـرانِه وْ بـيني رَأولِه وْ دَشـْــتـــــــــــــاثا
*      *      *
 نـْـطيريهْ ماثا وْ دِخـْـيــِه وْ ﮔـِـيــِﮔــْـرِه بّـِدْراثا
نـْـطيريهْ خِـطّـِه  وْصارِه وْ وَرْزانِه بْـدَشـْـتاثا
مُـدْإيـرِيه قـوطِانِه دْ أرْوِه وْبُـقــْـرا لـْـمــــــاثا
وْلا ويـوا صْـيـرِه بْـ ( آغا ) وْلا بْـ ( ﮔـَـبَّواثا)
*      *      *
شوقـولي دْمـْـبَـقــْـرِنْ خــَـكـْـما تــَــنــَــــــــــياثا
ﭙــِشـْـليه قـْـطيرِه بْـﮔو خــُـشـْـكا دْلا مـَـشـَـرْياثا
وْكـِـمْ أوذيلا قامـَـنْ عــَـسْـقا وْلـَـتــّـا شـْـــــريثا
هـَـمْ إنْ آثيلا مـَلاخِه دِ شـْــمـَــيــّــــــــــــــــــاثا
*      *      *
شـُـمـْـعـون ويـوا أخـونا رابا بْـﮔـو بـيـــــــــــــــــــثا
وْ إمـّـِه حْ أنـْـدْراوُسْ أخـونِه حْ بْـﮔـو خا بـيــــــــــثا
إنْ قارِخْ (أنـْـدْراوُسْ شـُـمـْعـون ) بْـﮔو خـْـذا قــْريثا
ماني مِـنـّـايْ شامِـيه وْ آثِه  بْآذي قــْـــــــــــــريثا ؟
*      *      *
وْهادَخْ إتـَانْ شـْـموني وْ صارا تِـتــّـيه بْــــناثا
ما شـُــﭙْـرا حَـلويا إتــّـيه وْ جـِنـْــــــــــــــــدَياثا
إيمِـنْ دْ باإخْ ( صارا ) تا خا  شولا  دْ بـيـــــثا
أمْـرِخ كـيوَتْ ( صارا شـْـموني ) يا حَـليـــثا ؟
*      *      *
هادَخ أخـْـني ياليوِخْ دْ أومـْـثا كــَــــــــلـْـذيثا
وْ إتــّان ناشـوثا مِن أومـْـثا آثوريـــــــــــــثا
وْ ليوِخ رَحـوقِه مِن أومـْـثا سِــــــــــــرْيانيثا
وْ كـُـدْ خا شِمـّـيه حْ حَلويـيلـِه رِشْ سِـﭙْـواثا
*      *      *
مـيريه كــَـلــْـدوآثـور خــْـديـﮔِـدْ خــْـذا تــَـنيثا
بَـثــْـرَه حْ  ﭙــِـشـْـلا كــَـلــْـدوآثـور سِـــرْيانيثا
وْ كِـمـَّــتــْـويلـَـنْ بْـخا مـَـوِتــْــوا بْـﮔـو ليـبوثا
وْ- وايا  لآوا  دْ أثــْــــــيا مِنْ إيـذِه حْ  لـيـبوثا 
*      *      *
نـَـعِـمْ ، كـُـلاّن سـورايـيـوِخْ ( مـْـشـيحَـيْـتوثا )
وْ أخـْـني كـُـلاّن مـْـشيحايـيـوِخْ ( سورَيْـتوثا )
وْلا  ﮔـولِـخـْـلِه خالا - إمـّـدْ  خــَـمُـصــــْــــــياثا
كــُـدْ خا طِمـْـإحْ بْـﮔـو كِـمـّا إتــّـِه بــِسـْـــــموثا
*      *      *
ميلـِه أثْ قِـطـْـرا لـْـﮔـيبوخــُن لـَـتــّـِه شـْـريثا
كِـمْ يَـصـْـريـلـِه بْهـونوخـُــنْ بْأثْ ســانـَـيـوثا
مْـتــَـخِـمـْــلو إمـّـدْ گــْـيَـنوخــُـنْ بْـكــُـلْ آزوثا
هْـوُو  شـْـيارْ ! بـيـدْ  خــْـريويـلـِـيه  نيتــــاثا
*      *      *
زَوعــَـنوثا لـَـكــْـبا إمّاحْ أخِـنــْـــــــــــــــــــــــــواثا
إلاّ كــْـﭙَـلــْـخا تا مـْــشايا دْ أومـْـثا كــَـلـْـــــــــــذيثا
وْ مـَـوِتــْـــوا دْ ( آغا ) وْ مـَـنْ دِ كــْـــطارِﭗْ إيـداثا
خــْـذا لــْـوِشـْـتا كــْـلوشي وْ ( ﭙَـرّا ) رِشْ كــَـلوياثا 
*      *      *
تــَـلـْگا لـَـتــّـِه گـِلـْـدا لـْـﭙـَـغــْـرِه حْ خــْـبَـرْناشـوثا
تــَـلـْگا كِـمْـكاسيلا گــْـيانـيه حْ  بــِخـْــــــــــوَروثا
إلاّ تــَـلـْگا كــُـدْ كــْـﭙـاشِــــــــــــــــــرْ مْـخـَـميموثا
كـّـيما ﭙاثِه حْ ! وْ كـْـﭙايــِشْ ﮔِـلـْـيا مـَـدْ إيثْ خوثا
*      *      *
مـْـقــَـمـّا دْ ﭙـيـشِخـْـوا مـْـشيحايــِه بْأذ بْـريثا
وِخــْـوا بـيخايــِه يالِـدْ أومـْـثا كـــَــــــــلـْـذيثا
وْكـُـدْ قــْـبــِلاّنْ مـْـشيحا سـْـتاذَنْ بْـهيمانـوثا
لا مـْـسـُـكـيرِه  شِـمـّا دْ أذ أومـْـثا كـــَـــلـْـذيثا 
*      *      *
بْـﮔو بـيث نــَـهـْـرين أريا كـْـناطِر رِشْ رومـْـياثا
وْ أريا دْ بابــــــــــــــــل لـَـتَ رْءَلــْـتا قــَـمْ توراثا
وْإنْ  خا ، زارِطْ  شِـمـّا دْ بابل بْـأنْ يُــــــــــــماثا
بابل لا كِـثــْـيا لِـمـْـشايا مِن تــَـشـْـــــــــــــــــعـيثا 
*      *      * 
إنْ مِنْ ألقـوش قــْـدِحـْـلِه بــِرْقا بــِـشـْــــــمـَـيّـاثا
إيـﮔا بيثْ نـَـهـْـرينْ  مـْـگــَـرِگـْـما گــَـرْگــَـمـْـــياثا 
وْ هـَـلــّـليلويَه حْ بــِدْ ﭙارِسْ بْـأرْبـيه ﭙــِـنــْــــياثا
بْـنـَـﭙْـصا بابل وْ بْـرَأشا نينوِى مْخِـلـْما دْ شِـنـْـثا
*      *      *

401
لنعـطي ما لألقـوش لألقـوش ، وما لكلدو لكلدو ، وأيضاً ما لقـيصر لقـيصر
( وْياهـو مالـَـتـنا بالإقـصائيّـين الأنانيّـين )


بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
هاجـر أبونا إبراهـيم من أور الكلدانيّـين إلى أرض الكـنعانيّـين ولم يرجع ولكـنه لم ينـسَ جـذورَه الأولى ، وهاجـر الرسول ﭙـولص من دمشق إلى الجـزيرة العـربـية ثم رجع إليها ليواصل رحـلته إلى روما ويستـشهد فـيها ، وكان مار يوسف البار وخـطيـبته مريم العـذراء برفـقة الطفل يسوع قـد سبقـوا وأنْ هاجـروا من بـيت لحم إلى مصر ثم رجعـوا إليها ليتمّ ما هـو مكـتوب في النبؤات . أقـول ذلك والهـجرة ليست فـخـراً ولا عَـيـباً ، فإذا كان أبو الأمم ورسول الأمم وجـليل الأمم هاجـروا في مرحلة من مراحل حـياتهم والهجـرة مؤلمة ، فلا غـرابة منا نحـن الذين هاجـرنا ، ولكن الظروف تـتحـكـَّم أحـياناً بمصير الإنسان وتــُـغـَـيِّـر خـططـَه في الحـياة رغـماً عـن إرادته ، لابل إنها إرادة الله وحكمته .   
نحـن الكلدان نعـتـز بكل قـرية في العـراق من ( كاني بَلاﭭـيه وإلى الفاو مروراً بـبغـداد ) ونعـتـز بكل عـراقي وكلداني إبن قـومنا أياً كانـت تسميته ، فهذا لا يؤثــِّر عـلى إيمانـنا المسيحي ولا عـلى إخلاصنا الوطـني ولا عـلى شعـورنا القـومي ، فـتأريخـنا في العـراق يشهد لنا بأنـنا مؤمنون رغم الإضطهادات والمضايقات عَـبر الزمن وواقعـنا دليل عـلينا ، ومخـلصون لوطـنـنا ولم نخـُـنه يوماً مما جعـل الحـكومات العـراقـية المتعاقـبة عـلى إخـتلافها مطمئـنة إلينا وتـثـق بنا ، ومتمسّكـون بإسمنا القـومي الكـلداني ولم نسترخـصه ساعة ولكن سجلات الإحـصاء العام للدولة لم تـكن بأيدينا . نعم قـد نقـرأ عـن فـردٍ باع دينه أو شخـصٍ خان وطنه أو آخـر إنـقـلب عـلى قـوميّـته ولا نـتـفاجأ !! فـشجـرة التفاح قد تـنمو فـيها ثمرة عـفـنة سرعان ما تـسقـط عـلى التراب لتسحـق تـحـت الأقـدام .
ذكـرتُ سابقاً أنّ الأرض لا تــُـنبتُ بشراً ، ولكـن البشر يأتون إلى الأرض ويستـثمرونها ، فالعِـبرة بالبشر وليست بالتضاريس الجـغـرافـية ، فعـندما خـلق الرب الأرض لم يكن للبحار والقارات أسماء ؟ وهل كان هـناك مكان إسمه الشرق الأقـصى أو الأدنى أو الأوسط أو مثـلث برمودا ؟ إنّ البشر هم الذين أطلقـوا هـذه التسميات معـتمدين عـلى عـوامل عـديدة ، فالناس هم الفـعَـلة وليس التراب ، ولما تـطـَـلـَّـبَ الأمر تـعـريف أو تسمية شعـب ما ، يسكن في بقعة معـيّـنة ، كان إسم المعـبود أو الجـد الأكـبر أو إسم تلك الأرض خـير دليل عـليه وأسهل وأقـرب إلى ذهـن الناس ، فـتسمية - أوروﭙـيّون - مثلاً جاءت نسبة إلى أوروﭙا ، وإسم الآشوريّـين نسبة إلى الصنم آشور والذي يعـني باللغة البابلية ( ثـور ) ، والساسانيّـون نسبة إلى جـدّهم ساسان ، وهـكـذا .
 وبعـد ما صار للأرض والشعـوب أسماءٌ ، لم تبق الحـياة ساكـنة بل كانـت ولا تزال في ديناميكـية لا تـتـوقـف ، فـخـريطة العالم وأسماء الأقـطار عـليها قـبل مائة عام لابل قـبل خـمسين سنة ليست كما هي عـليه خـريطة اليوم ، فـما بالنا إذاً قـبل آلاف من السنين ؟ لقـد سادت حـضارات ثم بادتْ ، دولٌ تلاشـتْ وأخـرى إنبثـقـتْ ، وإشتهرتْ أسماء أماكن ثم تـغـيَّـرتْ أو زالت عـن الوجـود وغـيرها إستــُـحـدِثـتْ ، إمبراطوريات إضمَحـلـَّـتْ ودُوَيلات تبلوَرَتْ وبرزتْ ، فهذه قـبرص من تأريخـنا الحـديث قـد إنشطـرتْ وكـوسوﭭـو وُلِـدَتْ . إنّ الشعـوب نـفـسها إمتـدّتْ وإنـتـقـلتْ وتـكـَـتــَّـلـَـتْ وبسطـتْ نـفـوذها وفـرضتْ إسمها عـلى أماكـن لم تكن تـتـواجد فـيها سابقاً ، فـخـليج كـلديا والشعـب الذي كان ساكـناً حـوله قـبل 7000 عام  كان إسمه سومريون وكـلدان ، أما اليوم فـهو الخـليج العـربي أو الفارسي والشعـب هـو العـرب ، فهل من المنطق اليوم أن نـقـول لهم ( شـيلو جـوالاتـكم وإرحـلوا مِن هـنا فهذه أرضنا ) ؟ ومن جانب آخـر مدينـتا بابل والحـضر لم يـبق منهما إلاّ آثاراً فـقـط فأين صفا الدهـر بسكانهما ، هل ماتـوا جـميعاً ولم يفـلت واحـد منهم حـياً ؟ إنها أمثـلة متـنوعة فأنـظروا إلى الشعـب العـبراني كان عـلى الأراضي الفـرعـونية لمئات من السنين ثم في صحـراء سيناء أربعـين سنة واليوم مستـقـر عـلى أرض فـلسطين وسُـمّيتْ إسرائيل والشعـب تـغـيَّـر إسمه إلى إسرائيلي ، ثم يمكـنـنا أنْ نـتـساءلَ اليوم أين الغـساسنة والمناذرة ، أين يهود بني قـريظة في السعـودية ، هـل ماتوا جـميعـهم ولم يـبق واحـداً ؟ لقد إنـتـقـلوا إلى أماكن أخـرى عـلى سطح الكرة الأرضية ، وكما نعـلم أنّ الشعـب الأسترالي البالغ تـعـداده عـشرين مليوناً ، ليس أبوريجـينياً بل أتى مِن ديار أخـرى ، فهل نأمره بمغادرة أستراليا أم نظل نطرق عـلى آذانه ونـقـول إنك غـريـب ههنا ؟ وهـكـذا صار حال أسماء مثل أور وقـطيسفـون وشرقاط وأربائيلـّـو وبابل . وإزاء تلك الأمثلة والآلاف منها غـيرها ، هل نبقى نردّد نغـمة : إن منطقة الآشوريّـين بقـيتْ بإسم آشور وأن الساكـنين عـليها هم آشوريّون ، وإنْ لم يقـبلوا بهذه التسمية فـيجـب إرغامهم عـلى قـبولها ؟ وإذا كان المنطق هـكذا ، فـلماذا لا يطالب الآشوريّـون الأكـرادَ بمغادرة أربـيل أو البقاء فـيها تـحـت سلطتهم بإعـتبارها أرضهم التأريخـية وإسمها الآرامي خـير دليل عـليها ولا أحـد ينكره ــ أربا إيل ، أربعة آلهة ــ ؟ وعـليهم أيضاً مطالبة العـرب آل جـبور بمغادرة شرقاط وجـبل حـمرين أو الخـضوع تـحـت إدارة الآثوريّـين أصحاب الأرض قـبل آلاف السنين .... ؟ ومطالبتهم المصلاويّـين العـرب والتلعـفـريّـين التركـمان واليزيديّـين في القـرى المحـيطة بألقـوش بترك الموصل ( نينوى ) والقـرى المذكـورة ، وإلاّ ..... ؟ وعـلى سلامة هـذا المنطق وهـذا المنوال سيقـولون لأكـثر من 99% مِن الشعـب العـراقي اليوم ، أخـرج وإذهـب إلى الديار التي جاء منها أجـدادكم ( كما فـعـل صدام حـسين أيام زمان ) ، وعـلى الحـكـومة التركـية أنْ تــُـفـرّغ جـبال حـكاري ، وإلاّ فـنحـن قادمون ...... ! فالآشوريّـون قـبل آلاف من السنين هم أحـياءٌ اليوم ومستورون ومحـفـوظون مِن عـنـد الإله ، أما الكـلدان في ذهن الآثوريّـين اليوم فإنهم كانوا أساطـير من حـكايات جـدتي ، هـل هـذا منطق القـرن الواحـد والعـشرين ؟ أجـيـبونا يا إخـوان فأنـتم الأدرى ، كي نهـتدي إلى صراطكم المستـقيم ، وأياً كان جـوابكم فحـتماً سيكـون لنا ردٌ عـليكم .
إنّ مَن ينادي ويصيح ويسأل ما الذي جاء بالشعـب الكـلداني إلى الديار الألقـوشية أو غـيرها ، نجـيـبه :
( لقـد شـنّ الملك تغـلات بلاصر حـملات عـسكـرية عـلى بابل 731 ق. م. ، 728 ق. م. ورحّـل مِن سكـّانها الكلدانيّـين 155 ألف فـرد أسرى حرب إلى دياره وسار عـلى خـُـطاه الملك سرجـون الذي قام بحـملة ضد الكلدان  710 ق.م. فـرحّل  16490 فـرداً منهم أسرى أيضاً . وفي سنة 707ق.م. أسَرَ الملك نفسه 90800  فرداً تلتها حـملة أخـرى وأسر 20800 فـرداً من الكـلدان كما تـُـثـبت الألواح الطينية في المتحـف البريطاني . وهـناك سبب آخـر أدى إلى إنـتشار الشعـب الكلداني في المناطق الشمالية ألا وهـو سقـوط الإمبراطورية الآشورية عـلى يد الكـلدانيّـين سنة 625 ق.م. فالدولة المنـتصرة تبعـث بجـيوشها وإداريّـيها لبسط نفـوذها وتـنفـيذ قـوانينها وهـيمنة حُـكـْمها عـلى أرض الإمبراطورية المنكـسِرة مما جـعـل الكـلدانيون ينـتقـلون ويلتقـون أبناء جـلدتهم وينـتشرون في شمال العـراق ) . وإذا لم يقـبل الإخـوة بهذا الكلام ، نـقـول لهم طـيِّـبْ ، ولكن واقعـنا (((اليوم نحـن هـنا ))) ، ما الذي تريدوه منا ؟ وقـبل أن تــُجـيـبوا ، لا تـنسوا أنْ تـضعـوا نصب أعـينكم أنـنا كـلدان ، لسنا ولن نكـون آثوريّـين ، ولكـنـنا بذات الوقـت نعـتـز بتـسمية شعـبنا الآثوري لأنه هـو يعـتـز بإسمه فعـلينا إحـترامه . 
 لقـد كـتبتُ سابقاً : (( إن دماءنا الكـلدانية ليست مكـتسبة من قانون إيمان كاثوليكـيّـتـنا كـما يحـلو القـول عـند الآخـرين البسطاء القـياديّـين الذين يزمّرون بهـذه القـصبة المتهـرّئة ، وإنما هي متأصّـلة فـينا من أصالة أجـدادنا منذ آلاف السنين . فـلنعـطها حـقـها مستقـلة حـرة لا تابعة مرتبطة ، ولنكن صادقـين مع أنفـسنا أولاً ، فالأسد الصامد لا يرزح تحـت وطآت القـدر ، ولا النخـيل الباسق ينحـني تحـت زخات المطر . إن ذلك لا يمنعـنا من التعاون والتعايش مع الإخـوة والأقارب ثم الأصدقاء ، فـمَن منا لا تشغـل باله أسرته أولاً ، ثم قـريته وقـوميته ووطنه ثانياً ، وفي نهاية المطاف الإنسانية كلها )) .
نحـن كـلدانيون وهـذا إعـتـزازنا ، لإنّ إسمنا موصول بتأريخ أجـدادنا منـذ وثـنيتهم قـبل آلاف السنين ، مروراً بقـبولنا الرب يسوع إلهاً لنا حـتى اليوم ، ولم نـقـرأ عـن إسم آخـر لنا طيلة تأريخـنا العـلماني أو الكـنسي ــ إرجـعـوا إلى صلوات الـحُـذرا في كـنيسة المشرق لمساء يوم الجـمعة ــ ومَن يريد التعامل معـنا عـليه أن يحـترم إعـتزازنا هـذا ، وإذا ليس بوسعه التعايش معـنا بهذا الإطار فـليـبتعـد عـنا إلى حـين نـفـقـد صوابنا ونكـتسي رداءاً هـجـينيّاً غـريـباً ، ونبـيع بالفـضة هـويتـنا ، ونـفـقـد أصالتـنا ونصبح مبتـذلين ، عـنـدئـذ فـليحـتوينا مَن يريدنا . ومن جانبنا نحـن نحـترم إخـتيار كل جـماعة للقـبها ونخاطبها بإسمها الذي يريحها ولسنا مُعَـقــَّـدين ولا إقـصائـيّـين منغـلقـين ، ونـقـول لهم الآن : نحـن الكـلدان نرفـضكم ولا نـقـبلكم إنْ تعاملتم معـنا بالطريقة التي لا تــُسِـرّنا ، ألم يـقـل المسيح : (( وأية مدينة دخلتم ولم يقـبلوكم فأخـرجـوا إلى ساحاتها ، وقـولوا:  حـتى الغـبار العالق بأقـدامنا من مدينتكم ننفضه لكم )) ، إذاً ليش مْـﭽَـلـَّـبـين يا إخـوان خاصة وإحـنا الّلي أسقـطـنا إمبراطوريتكم ، إتركـونا والله معـكم ؟ إنّ الرب المسيح يقـول : (( لأن مَن ينكرني أمام الناس ... أنكره أنا أيضاً أمام أبي الذى في السموات )) ونحـن أيضاً نـقـولها لكم يا إخـوان عـلناً وبدون تـردّد ( حـينما تـنكروننا فـنحـن نـنكركم ) هـل هـذا واضح أم يحـتاج إلى توضيح ؟ .   
ثم ومثلما قـلتُ في مطلع المقال هـذا ، أنـنا نـحـن الكـلدان نعـتـز بكل قـرية في العـراق من ( كاني بَلاﭭـيه وإلى الفاو مروراً بـبغـداد ) ، طيِّـب فـلماذا تـتـركـَّـز الأنـظار على ألقـوش ؟ خـفـَّـفـوا عـلينا قـليلاً وإذهـبوا إلى بسقـين ، تلكيف ، تللسقـف ، شرفـية ، عـنكاوا ، شقلاوا ، ديانا ، منـﮔـيش ، بيرسـﭭـي ، صـﭙـنا ، آزخ وهرماش ، بدرية ، مار ياقـو ، أومرا ، بـيدارو .... وأثـناء جـولتـكم لا تـنسوا القـرى اليزيدية حـول ألقـوش مثل ــ بوزان ، بـيـبان ، داكـَن العـليا والسفلى ، سَريـﭽكـَن ، حـْـطارا .... ــ وأسماء قـرانا العـزيزة لا تـنـتهي وشعـبنا الكـلداني فـيها أصيل ؟ وستـجابهون الموقـف نـفـسه ، إلاّ إذا قــُـطِـعَـتْ الأرزاق ، فالحـياة أغـلى من الإسم . إنّ شعـباً كالألقـوشـيّـين والكلدان عامة ليسوا عـجـينة سهلة الهـضم ، بل ذوي عـقـول متـفـتــّـحة لا منغـلقة ، وإذا تـسـلل أحـد منا والثلاثين فـضة بـيدَيه إلى خارج سربنا ، فإنه أخـيراً سيرميها في الهـيكل وتــُـرفـض منه ، ويُـنهي نـفـسه قـبل عـيد القـيامة .
نعم ، إنّ ألقـوش محـط أنـظار الكـلدان قاطبة بكافة تسمياتهم ، وبؤرة تـفـكيرهم ونحـن نغـتبط لإهـتمامهم ، عـمرها الموثـق يزيد عـلى 2700 عام ، فـقـد باركها الله بـذكـر إسمها في الكـتاب المقـدّس ، وكانـت قـبلة سياحـية لليهود سابقاً في العـراق وهم يحـتـفـلون كـل عام فـيها بزيارة مرقـد نبـيّهم ناحـوم ، وإعـتـزازاً بها فًإن اليهود الذين إستـطاعـوا الرجـوع إلى ديارهم أيام الملك الفارسي كـورش ، بَـنـَـوا ألقـوش أخـرى في إسرائيل وهي قائمة حـتى اليوم ويمكن زيارتها ، أما ألقـوشنا فهي الأولى  .
من طـبـيعـتي ، أنا لا أتجاوز ولا أستـخـدم تعابـير الإقـصاء والإلغاء والنبذ والتهميش عـلى الغـير كالتي يستـخـدمها الإخـوة المتجاوزون عـلى الكلدان ، ولكـن أودّ أنْ أذكــِّـرَ القـرّاء الأعـزاء أنّ الرب يسوع قال : (( لا تدينوا لكي لا تـدانوا ، لأنكم بالدينونة التي بها تـَـدينون تــُدانون ، وبالكيل الذي به تكـيلون يكال لكم . ولماذا تـنظر القذى الذي في عـين أخـيك ، وأما الخـشبة التي في عـينك فلا تـفـطن لها. أم كيف تقول لأخـيك دعـني أخرج القذى من عـينك وها الخشبة في عـينك . يا مرائي أخرج أولاً الخـشبة من عـينك ، وحـينـئذ تبصر جـيداً أن تخـرج القذى من عـين أخـيك )) ، وغايتي من ذلك إذا جاء ردّي مستـقـبلاً عـلى أحـد باللغة نـفـسها التي يخاطِب بها الكـلدانيّـين ، أرجـو أنْ لا أعاتــَـب لأن الكـيل قـد طـفح ! وإلاّ ليكن العـتاب موجّهاً إلى الطرفـين ، فإذا أردتُ أن يحـترمني الناس يجـب عـليَّ أن أحـترمهم ، وإذا كان هـناك مكـيالاً منطـقـياً أفـضلاً من ذلك ، فـيا حـبّـذا لو أفـحَـمتموني به كي آستـخـدمه محـبة للجـميع .
 
وأخـيراً ، سواءاً شاء الآخـرون أم أبَـوا فإنّ ألقـوش ماسَة الدهـر وماؤه العـذبُ ، قـلعة فـيها الشجاعة والصُـلـْـبُ ، مركـز يشعّ منه الإيمان والحـبُّ ، هي الشـُعـراء والأدبُ ، يليق بها الإسم الرفـيع واللقـبُ ، ومَن لا تــُسِـرُّه كـلماتـنا فـليكـتب ما يكـتبُ ،  فهي مركـز ثـقـل الأمة والعـجـبُ ، والكـلـدان شعـبها الطـيْـبُ .



402
عـراقي في العـراق بجـنسيته الأسترالية وعـيد الميلاد 2009

قادتـني الأيام وإستعانة بمؤهَـلاتي ، إلى فـرصة عـمل عـلى أرض العـراق وليس تـحـت إدارة عـراقـية ، كانـتْ ممتعة حـقاً ومفـيدة في أكـثر من صعـيد ، حـيث حـطـّـتْ الطائرة بي في ما يقارب الـعـشرة مطارات كـبـيرة في العالم وإكـتسبتُ خـبرة ورأيتُ أناساً ومَشاهـدَ ما كـنـتُ أتوقعها لنـفسي أنْ أراها يوماً ، فـشكراً للمهـنـدس مبرمج الحـياة . ومن بـين ذكـرياتي ، أيام عـيد الميلاد عام 2009 ، فـقـد بـدأنا بتـزيـين قاعة الإحـتـفال التابعة إلى الدائرة التي كـنـتُ أعـمل فـيها  منـذ ظهر الخـميس 24 /12 / 2009 ، وفي المساء بـدأ الإحـتـفال بكـلمة المدير الترحـيـبـية ثم سأل : مَن هـو مِن مواليد يوم 25 /12 ؟ فـصاح الكـثيرون من منـتسبي عـملنا وقالوا : مايكل ،  فـدعاني لأقـف أمام الحـفل ثم أنشدوا ( Happy Birth Day to Michael ( وقـدّموا لي هـدية رمزية هي محـفـظة ((wallet بسيطة وعـليها قـطعة معـدنية ( ستيل ) محـفـور عـليها ( M C ) ، وقـلادة ( necklace) منظرها بسيط ولكـنها تراثية ، وطقم ( تراﭽـي مع بروﭺ Brooch ) زينة للصدر وقال هـذه للـ مَـدام ، ثم كان لنا عـشاء فاخـر ، وإلتـقـطـنا صوراً تـذكارية ، وفي نهاية المطاف غادرْنا إلى مسكـنـنا . 
وفي يوم  25 / 12 /  ذهـبتُ إلى صالة المطعـم العام المُـزَيَّـن بشكل عـجـيب ، فـهـو أكـبر من قاعة ويستيلاّ وأوسع من قاعة ﭙاراديسو المشهورتـين عـنـد جاليتـنا في سدني ، فـفي تلك الصالة وعـنـد كـل زاوية رأيتُ رمزاً للإحـتـفال بذكـرى ولادة المسيح : مغارة بـيت لحـم مُـدهـشة ، ملائكة ترفـرف ، شجـرة العـيد فـخـمة ، نجـمة ساطعة ، الكـتاب المقـدّس مفـتوح عـنـد آية الميلاد في العـهـد الجـديد ، شموعاً منيرة مخـتـلفة الألوان والأحـجام ، عـربات غـزلان متلألئة ، وأشكالاً مخـتلفة من الماء الملوّن مجـمّـداً في الفـريـزر ومنصوباً عـلى منضدة أو صينية بهـيئة قـلب رمز المحـبة ، وحـمَامات ترمز إلى الروح القـدس و دلـَّـة قـهـوة عـربـية ، و خـزّان ماء ..... ، وتماثيل للحـيوانات . وداخـل الصالة أيضاً كانـت هـناك شابات رشيقات جـميلات بفـساتين فـضفاضة طويلة بيضاء وعـلى أكـتافـهـنّ أجـنحة رمز للملائكة ، وكـذلك شباب بملابس قـديمة وعـلى رؤوس بعـضهم تيجان مثل التي نشاهـدها في نماذج ( مغارة بيت لحم )  يـتمشـَّـونَ بين الناس بالإضافة إلى بابانوئيل مع رجال رعاة وبيدهم عـكازاتهم الطويلة وفـتيات أخـريات بملابس ملونة ، إنَّ هـولاء لم يكونوا جالسين وإنما يتمشـّـون ذهاباً وإياباً مبتسمين متجـوّلين بين الحاضرين إلى الصالة لإضفاء بهـجة وإنشراح عـنـدهم وعـلى إمتـداد النهار ، إنه حـقاً عـيد ميلاد جـليل الأمم . 
أما عـن المأكولات فـهي صعـبة الوصف حـيث مخـتلف أنواع اللحـوم والأغـذية والمعـجّـنات والفـواكه والحـلويات والكـرزات والمشروبات الغازية والعـصير مع المجـمّـدات ( آيس كـْريم ) ، تجـعـل الناظر يشبع من المنـظر قـبل أن يتـناول منها شيئاً ، ولهـذا لم أشـتهِ منها إلاّ قـطعة كيك مع عـصير وجـلستُ ساكـتاً مستـمتـعاً بهـذا الإستـعـراض الديني الحـيَـوي داخـل المطعم ، فجاء إثـنان من أولئـك الجـوّالين بـين الحـضور ( شاب وشابة ) وجَـلسا عـنـدي وقالت الفـتاة : لماذا تبـدو ساكـتاً ؟ قـلتُ لها : لأنـني وحـيدٌ ! فـردّت : كـلا ! إنك لستَ وحـيداً ، اليوم هـو عـيد الميلاد وكـلنا معـك ! فـشكـرتها ثم سألتـني مِن أيِّ بلد أنا ، فأجـبتــُها : عـراقي بجـنسية أسترالية عـلى أرض الـ عـراق .... العـظيم ! وأخـيراً غادرتُ المكان . 
تـرى ! ألا يمكـنـنا نحـن أن نـخـلق فـرصاً ممتعة كالتي يخـلقها غـيرنا من البشر لأنـفـسهم ولأجانب ليسوا من جـنسياتهم ؟ ثم إنْ وُجـدَتْ ، هل يمكـنـنا أن نستـمـتـع بالحـياة مثـلهم ؟ وسـؤالنا : هـل تــُـشجّع جـمعـياتـنا مَن يقـترح مثل هـذه المشاريع ، لا لمتعة ذاتية ولا لغـرباء أجانب !! بل لأطفال جاليتـنا الألقـوشية في سدني وبراعم المسيحـيّـين عامة (( وعـلى حسابه الخاص دون أن تـتـكـلـّـف الجـمعـية سنـتاً واحـداً )) ؟ أم أنهم يضعـون عـصيّـهم في الدواليـب الديناميكـية للمبادرين المُـحـبّـين لجاليتهم ، فـيمنعـونها عـن الدوران ؟ وسنـكـتب عـن الموضوع لاحـقاً مقالاً شـيّـقاً .

403
إلى السيد آشور كـيواركـيس وألقـوشِـهِ قـلب آتورِهِ

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
تحـياتي ولن أطيل عـليك كـلماتي ، بل إقـرأ ( مَن هم سـكـّان ألقـوش ) وملاحـظاتي ، عـلى حـقـل مدنـنا وقـرانا  وعـلى الموقـع التالي مع خالص أمنياتي :


http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,102110.0.html

404
كل يوم جـديـد وفـكرة جـديدة عـند السيد داود بـرنـو  

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
كـنـتُ قـد كـتبتُ إلى السيد داود بـرنـو ردَّين إثـنين عـلى بعـض من آرائه اللا ثابتة ، فـفي 21 / 5 / 2010 كـتب المقال : ( تشكيل قوة مسلحة هي الضمان الوحـيد لحماية شعـبنا من الأرهاب ) ويظهر من عـنوان مقاله إنه يريدنا أنْ نشكـل جـيشاً مسلحاً ، وقـد سبق وأن عـرض خـبرته العـسكـرية فـيه بإعـتباره كان ضابطاً في جـيش صدام ، فـمن المؤكـد سيكـون هـو أحـد قادة هـذا الجـيش ويزيدنا بذلك إفـتخاراً . وبتأريخ 27 / 7 / 2010 كـتب لنا مقالاً بعـنوان ( مشروع أميركي لحـماية الأقـليات في العـراق ) ، يطلب منا العـمل يدآ بيد مع القـيادة الكردية بزعامة السيد مسعـود البارزاني حـيث قال : وهذا أيضآ لن يحـقق جميع طموحاتنا القومية المشروعة, ولكن هو الأفضل ما يمكن تحقيقه, وهو أكثر واقعية وأكثر قبولآ لدى الجميع في الوقت الحاضر . ومن المؤكـد أيضاً إنه في هـذا المشروع سيكـون برنو من القادة البارزين نـظراً لعلاقـته الحـميمة مع الأكـراد . ثم بتأريخ 19 / 9 / 2010 كـتب مقالاً آخـراً بعـنوان (زيارة البطريرك مار دنخا الرابع الى أيران وأبعادها السياسية ) ، يوصينا بمغازلة ومصادقة إيران للحـفاظ عـلى كيان شعـبنا في العـراق . ولا شك سيكـون هـو من كـبار القادة أيضاً . وكـنـتُ قـد كـتبتُ رداً عـلى مقالاته بتأريخ 7 / 10 / 2010 وإستـفـسرتُ منه الكـثير وخـتمته قائلاً : بأنـنا لم نعـد نفهمك يا أخي ( هـل تريدنا  ويّه الأكـراد ، ويّه الإيرانيّـين ، نـْـشـَـكـّـل جـيش ، نـناشد أبو ناجي أو الـﭭاتيـكان ، هـل نـلغي التعامل مع حـكـومتـنا أياّ كانـت ، وليش ما نلجأ إلى أولاد الخال ــ شـتـﮕـول ؟ حاول أن تـثبت عـلى رأي واحـد وقـرار واحـد وإستـراتيجـية واحـدة كي يمكـنـنا أن نـمشي وراءك وعـلى خـطاك وعـنـدئـذ لن نـنـجـرف إلى المجـهول وأنـت ألقـوشي ) فأجاب عـن أشياء بعـيدة عـن إستـفـساراتي فـعـلمتُ أنه لا يمكـنه أو ليس مسموح له أن يُـجـيـب . فـكـتبتُ له مرة أخـرى بتأريخ 18 / 10 / 2010  قـلتُ فـيه : مع كل الأسف إنّ إجابتـكَ لم تكن كافـية ولا شافـية وأتـمنى لك العافـية . وبتأريخ 2 / 11 / 2010 كـتب المقال المنشور عـلى الرابط
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,453661.0.html ( إلى متى يستمر إستهداف المسيحـيـين في العـراق ؟ ) جاء فـيه : (( لقـد حان الوقت للأصلاح السياسي في هذا البلد, ومنح شعبنا ــ الكلداني السرياني الآشوري ــ حقوقه القومية المشروعة والمتجسدة في الحكم الذاتي لشعبنا في مناطق سكناه التاريخية وبالذات في منطقة سهل نينوى,ليتحمل شعبنا مسؤوليته الكاملة في حماية أبنائه والدفاع عن مصالحهم وكيانهم, وهذا هو الحَلً الوحيد والمتبقي لأنقاذ شعبنا من الحالة المآساوية التي يعـيشها )) إنـتهى . إذن الآن يطالب بالحـكم الذاتي !
ثم كـتب مقالاً آخـراً بتأريخ 17 / 11 / 2010 بعـنوان (( رسالة - الى الرئيس جلال الطالباني المحترم )) يمكـن قـراءته عـلى الرابط : http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,458005.0.html جاء فـيه :
( لنا الأمل من الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية أن تأخذ على عاتقها مسؤولية توفير الأمن والأستقرار للمواطنين جميعآ وخاصة المسيحيين منهم, بسبب أستهدافهم من قبل المنظمات الأرهابية المتشددة, الزاحفة الينا من خارج الحدود وبالتحديد من السعودية ودول الخليج,ونطالب أيضآ هذه الدول إتخاذ الأجراءات اللازمة بحق بعض رجال الدين المتطرفين الذين يصدرون فتاوى الجهاد, ويقومون بشحن وتعبئة هؤلاء الشباب وتوجيههم لأرتكاب عمليات أرهابية ضد المواطنين الأبرياء في وطننا العراق الحبيب ) إنـتهى . وهـنا يطالب رئيس جـمهوريتـنا بحـمايتـنا .
أما بتأريخ 7 / 12 / 2010 فـقـد كـتب داود المقال : (((التدويل – هو الحل الناجع والضامن ))) يمكـن الإطلاع عـليه عـلى الرابط  http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,463434.0.html  ومما جاء فـيه :

( منذ سنوات عديدة ونحن نطالب قادة تنظيماتنا السياسية بأن تكون بمستوى المسؤولية وفوق كل الخلافات والتجاذبات بحيث تعمل كفريق في إطار مشروع موحد يصنع القرار السياسي ويمتاز بالعقلانية والواقعية, ويكون بمستوى الأحداث الدامية في العراق والمنطقة, لنتمكن من الصمود أمام التحديات الخطيرة التي تواجهنا, ونسعى أيضآ لتحقيق أهدافنا وطموحاتنا القومية المشروعة في هذا الوطن أسوة بالمكونات القومية والطائفية العراقية الأخرى ) إنـتهى . وهـنا يلقي اللوم عـلى تـنـظيماتـنا السياسية ناصحاً إياها بأن تكـون بمستوى المسؤولية .
وأخـيراً وبتأريخ 16 / 12 / 2010 كـتب السيد داود مقالاً بعـنوان ( إعـلان تـقـرير المصير للأكـراد جاءَ بالوقـت المناسب ) يمكـن قـراءته عـلى الرابط  http://www.alqosh.net/article_000/david_barno/db_9.htm  جاء فـيه : ( أما قـضية شعـبنا ــ الكـلداني السرياني الآشوري ــ إنها مرتبطة بقـضية الشعـب الكردي تأريخـياً وجـغـرافـياً ومصيرياً  ويتـطلب من أحـزابنا ومنظماتـنا السياسية أن تـقـف إلى جانب مصلحة شعـبنا وقـضيتـنا القـومية العادلة أينما كانـت ، بحـيث تـنسجم مع التـطورات التي ستـحـصل في العـراق والمنطقة دون أي إعـتبارات أخـرى ... ) إنـتهى . وهـنا يريد أن يقـنـعـنا بأن من مصلحـتـنا أن نكـون خاضعـين للأكـراد ( طبعاً وليس للحـكومة المركـزية ) .
لقـد حـيَّـرَنا السيد داود ، ولا بدّ من التعـليق :
أولاً : وأودّ أن أقـول لكل كـلداني يكـتب عـبارة ــ الكلداني السرياني الآشوري ــ أنَّ أفـكاره مُـدَجَّـنة ، وهـو حائر بإسم قـوميته المُرقــّـطة المُـهَـجَّـنة ، ومُحْـرَجٌ أكـثر لو سُـئِلَ عـنها ، وإجابته ستـكون متـناقـضة مُلقــّـنة . فإذا قال إسماً واحـداً من تلك الأسماء الثـَـلـَـوْلـَـويّة سنـقـول له أين الإسمَين الآخـرَين ، وإذا نـطق بالأسماء الثلاثة دفـقة ودفعة واحـدة سنـقـول له أخي إثبتْ عـلى دين ، فلا يوجـد شخـص بثلاثة أسماء ولا بثلاثة أديان ولا بثلاثة إنـتماءات سياسية حـتى وإنْ كانـت ذات أهـداف واحـدة ، كما لا يوجـد ثلاثة إخـوة بإسم واحـد ، ومَن لديه معـلومات خلافاً لِما أقـول فـليأتـنا بمثال . إنّ أخانا هـذا لا يتـجـرّأ أن يسأل مبتـكري هـذه التسمية القـوافـلية الأضحـوكية ليقول لهم : لماذا لا تغـيّـرون أسماء أحـزابكم أو تـنظيماتكم أو جـمعـياتكم أو مؤسّـساتكم أو أخـوياتكم وأينما وَرَدَ إسمكم إلى هـذه التسمية التي ترفـضونها في بواطنكم ولكنكم تـتظاهـرون بها وتـضعـونها قـبَّـعة عـلى رؤوس المتوهـمين وتـنصبونها فـخاً مَـخـفِـياً لإصطياد المغـفــّـلين بحـبة الحـنطة فـوق التراب ، التي ما أن تمسّها حـتى تطبق عـلى رقـبتهم ؟ ثم هـل نـحن مظـطرّون إلى هـذه التسمية ؟ نـحـن لا نستـغـرب من شركة بإسم إخـوان ثلاثة : حامد ــ حـمّاد ــ حـمود ؟ ولكـن أستـحـلفـكم بربّـكم هـل ستـكـون بإسم ( حامد حـمّاد حـمود ) ؟ هـل وصل بكم الإعـياء كي تـعـجـزون عـن التـفـكير حـتى بالمنطق البسيط ؟ ثم يـبدو أنّ السيد داود يجـهل مناطقـنا التأريخـية إنْ كانت دينية أو قـومية ، فأديرتـنا وكـنائسنا ممتدّة من البصرة وإلى ( كاني بَلاﭭِـه ) ثم في الفاو مروراً بكـربلاء والنجـف وبغـداد وسامراء وتـكـريت والموصل وكل مساحة العـراق ، أما آثارنا فـقـل ما شئـتَ من أور الكـلدانيّـين إلى الزقـورة والحـضر ونمرود وأربائيلـّـو وكـرخ سلوخ والمدائن ، فمناطقـنا التأريخـية ( إنْ أرادها السيد داود ) فهي العـراق كل العـراق ، ولم نكن يوماً ــ ولن نكـون ــ في زنـزانة إسمها آمنة أو محافـظة مُسيَّـجة عـقـيدتها مسيحـية .  
ثانياً :
في عام 2005 كـتبتُ مقالاً بعـنوان ــ الآشوكـلدانيّـين أم الكـلدوآشوريّـين ــ نشِر في مجـلة بابل الغـراء التي تـصدرها جـمعـية الثـقافة الكـلـدانية الأسترالية في سدني ، وكـذلك نشِر في موقع عـنكاوا . كـوم يمكن قـراءته عـلى الرابط في أدناه http://www.ankawa.com/cgi-bin/ikonboard/topic.cgi?forum=4&topic=3400  جاء فـيه :
( وعلى الرغم من أن هذا الشعـب الآشوري هو جزء من شعـبنا الكلداني إلا أنه يعـتز بتسميته ولا يريد الرجـوع إلى تسميته الأصلية وهو مُحِق بإعـتزازه هذا، شأنه شأننا نحن الذين نعـتز بتسميتـنا الكلدانية ولا نقبل الرجوع إلى تسمية أخرى لأجدادنا القدامى في العـصور الغابرة من التاريخ . ولطالما نحن نعـيش الآن فلنبدأ اليوم من أجل الغـد ولنفتح لنا طريقاً مستقيمة صقيلة ومضيئة واضحة للجميع ولنضمن مستـقـبلاً آمناً للأمة ولنؤسس عملاً مشتركاً بنيات صافـية لا غـبار عليها معـتمدين المنطق في تعاملنا على الأقل.  ولنفترض الآن أن كلدانياً وآشورياً رغـَـبا في تأسيس شركة إستـثمارية تدرّ عليهما ربحاً ، فأي إسم تجاري يطلقون عليها ؟ من المؤكد أن أي طرف لا يقبل أن تسمى شركـتهما بإسم الطرف الآخر لوحده ، وليس أمامهما خـيار سوى أن يسمى بإسمهما الكاملين (وليس المبتورَين) وإلا فـبإسم ثان يقبله الطرفان بحـيث لا يمتّ بصلة خاصة إلى أي منهما . هكذا يقول المنطق حينما لا نـُدخل في الحسبان مقدار رأس المال الذي سيساهم به كل طرف.  إن هذا المشروع الرائع لا يأتي إلى الوجـود بجلسة مناقشة بين ثلاثة أو سبعة أشخاص لمدة نصف ساعة مثلاً ، ولا برمية قـطعة نقود لنقول : صورة أم كتابة ، كما أن فكرة الشراكة هذه ليست شبيهة بمزج الشاي مع الحليب ولا بخلط برادة الحديد مع برادة النحاس ، بل هو شبيه بسوار ذهـبي مرصع بالماس يظهر للعـيان جسماً واحداً ذا معـدنين ثمينين ، كل واحد يزيّن ويتزيّن بالآخر دون حساب نسبة الوزن والحجم . إن الشراكة هذه لا تعـني الإنصهار أو الذوبان ولا تعـني غروب هوية أحدهما وشروق الأخرى ولا تعـني خضوع وسيطرة أحد الجانبين دون الثاني ،  ولايعـني .. ولا يعـني .. ولا يعـني .. سوى الشراكة من أجل البناء والتطوير لصالح مستقبل الشركاء . وإن لم يكن الهدف كذلك فما الغاية من الشراكة ؟ إن تأسيس مشروع قومي كهذا يتطلب جهداً إستـثـنائياً من كل الأطراف وفكراً خلّاقاً يعمل بثبات وبمبدئية لا مجاملة فـيها وبتوازن يجعـل كل طرف بمثابة سيد وخادم في آن واحد . وعلى كل طرف تهيئة الأرضية الصلبة عـند أبناء قـومه قبل الشروع والخوض في تفاصيل العمل الجاد ، وجس نبضهم لمعرفة مدى تقبلهم لهذه الشراكة وقـبولهم بإسم موحّد لا إعـتراض عليه ثم قـناعـتهم بمبدأ التساوي العـددي في إدارته وما يتفرع منها من لجان ، وإعـتماد هـذه المبادئ في أي نشاط مخـصص لخدمة الجالية ومستقبلها ، وتعـيـين مراقـبـين لأنشطتها لرصد وتصحيح ما يطرأ على الساحة من أخـطاء تضر بها ، ومحاسبة المقصر المتعـمد ، وبذلك تستطيع ماكنة شعـبنا أن تعمل بتـناغم وتوافق كاملين بين قـنوات الطاقة التي تحركها لتصل بكفاءتها أعلى المستويات.  أن من يرى في نفسه روح التضحـية والإيثار ويهمه تقدم الأمة فليتقدم ، وسيلاقي الأيادي المستعـدة للمصافحة من أجل بناء مستقبلها ) إنـتهى .
ثالثاً :
وبشأن ( المحافـَـظة المسيحـية ) أقـول : إنّ المسيحـية عـقـيدتـنا عـزيـزة عـلينا ، وفي التأريخ ظهـرتْ إمبراطوريات قادتها وشعـوبها مسيحـية ، وإنّ دُوَلاً كـثيرة اليوم ديانة غالبـية شعـوبها مسيحـية وعـقـيدة زعـمائها مسيحـية ، وأحـزاباً إسماؤها ديمقـراطية مسيحـية ، ولكـنها لم تــُسَـمِّ قـرية أو مدينة أو محـلة أو شارعاً ولا فـندقاً بكـلمة ((( مسيحـية ))) ، وحـتى كـنائسنا رغـم كـونها مسيحـية تعـبد الرب يسوع المسيح ولكـنها لا تسمي نـفـسها بكـنيسة القـديس كـذا .... المسيحـية ، فـما الغاية من حـَـصْرِنا في منطقة إسمها الأول آمنة ، وإسمها الثاني مسيحـية في وسط بلـد لم يحـكمه المسيحـيون يوماً بل حـكـَمه المسلمون لمدة 1400 عام ولا يزال ؟ أقـول لمن عـنـده بُـعـد نـظر ، إنّ ذلك إستـفـزاز وتـحَـرّش وإثارة لسمّيل أخـرى ، وإعادة تـصوير لصوريا جـديدة ، ونهاية مأساوية لروّاد سيدة النجاة ثانية ــ سوف لن تـكون لنا فـرصة لنـرى ثالثـتها !!! .
رابعاً :
إنّ تعـليقي عـلى أمل السيد برنو من رئيس جـمهـوريتـنا ، أقـول : كان الأفـضل له أن يسأل سيادة الرئيس لماذا إستـطاع أنْ يحـقـق الأمان والسلام والطمأنينة والإزدهار في الجـزء الشمالي من العـراق ــ كـردستان ــ وليس في العـراق كـله طالما هـو رئيس كـل العـراق ؟
 
خامساً :
إنّ مَن يصل إلى السلطة بطرق غـير عـقلانية وواقعـية لا يَـقـبل ، بل لا يفـكـر بالعـقلانية والواقعـية ، فـهـل يمكـنه الوصول إلى قـرار يتــّسِم بالعـقلانية والواقعـية ؟
ويستمر السيد داود برنو بالكـتابة حـتى يصل إلى :
( لذا نطالب منظماتنا السياسية ورؤساء الكنائس ومؤسساتنا الأجتماعية أينما كانوا بأن ترفع صوتها عاليآ وتطالب المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بالتدخل السريع لإيجاد صيغة إنسانية تنقذنا من المآساة التي نحن فيها, وتحفظ لنا كرامتنا وحقوقنا القومية المشروعة في وطننا العراق العزيز, ولأنهاء مسلسل التفجيرات والقتل على الهوية التي يتعرض لها شعبنا في هذا البلد منذ أكثر من سبع سنوات ونيف,وهذا هو الخيار الوحيد الذي بقي لدينا,أما إذا لم يتحقق هذا المشروع لسبب ما, فعند ذلك لم يبق أمامنا سوى الهجرة الجماعية للحفاظ على ما تبقى من أبناء شعبنا, ونكون قدً أصبحنا أول الضحايا للمشروع الأمريكي الأسرائيلي في المنطقة ) إنـتهى .
فأقـول سادساً :
إنّ أنظمة حُكُم الدول الصغـيرة وشعـوبها المهـضومة حـقـوقها ومجـتمعاتها البسيطة ، وبعـد فـترة طويلة من تعاملها مع المنظمات الدولية ــ لابل مع الدول ذات القـدرة عـلى الهـيمنة ــ خـرجَـتْ بنـتيجة مفادها أنّ هـذه الدول العـظمى أو القـوية لا تـتـدخـل في أمور أنـظمة الحُـكُم تلك ما لَم تـكـن بحاجة إلى الحـصول عـلى موطىء قـدم في بلدانها ، كما لا تـضع نـفـسها في موقـف المُـدافِع عـن الشعـوب والتـدخـّـل لحـمايتها إلاّ إذا كان لـديها مصالح عـنـد تلك الشعـوب ( وليس لسواد عـيونها ) ، والآن نـتساءل ونـقـول : ما هي مصلحة الدول العـظمى عـنـد الكـلدان والآشوريّـين والسريان في العـراق كي تـتـدخـّـل وبسرعة لإيجاد صيغة إنسانية لتـنـقـذنا من المأساة التي نـحـن فـيها حـسب قـول السيد برنو ؟ لابل يمكـنـني أن أقـول إنه ليس من مصلحة هـذه الدول أن تــُحـفــَـظ لنا حـقـوق وكـرامة بإستـقلالية أيّاً كان شكـلها في بلدنا الأم ، لأن وزنـنا النوعي ( فـيزياوياً ) كـبـير لا يستـطيع سبّاحـوها أن يسبحـوا ويغـوصوا في أعـماق مياهـنا بسهـولة بل يطـفـون عـلى السطح وتـظهر ( ﭙـهـلوانيّاتهم ) أمام أعـينـنا ولا تــُعَـبَّر عـلينا وعـندها سيكـون لنا موقـف لا يوازي خـط تلك الدول العـظمى . إنّ ما أعـتـقِـدُه قـلتــُه حـين سألتُ يوماً صديقاً راجعاً من زيارته إلى العـراق بعـد أحـداث عام 2003 عـن وضع أبناء قـومنا وآرائهم وتوقعاتهم المستـقـبلية عـن المصطلحات المتداولة والرائجة في هـذه الأيام مثل ــ المنطقة الآمنة الزوعاوية ، فـكرة الحـكم الذاتي الآغاجانية ، وبعـد سؤالي له ظـهـرتْ لاحـقاً أسطوانة المحافـظة المسيحـية الجلالية ــ ؟ فـقال أنّ كل شيء غامض لديهم حالياً ، فعـلــّـقـتُ في حـينها قائلاً : كـثيراً ما شاهـدنا في التـلفـزيون أفلاماً مشوّقة ومُـعْـجـِـبة لنا ، لرعاة قـطعان الغـنم الغـربـيّـين وأساليـبهم الفـنية في توجـيه كلابهم المُـدَرَّبة عـلى التعامل مع قـطعان الخـراف الوديعة ، فـتحـميها في الحـقـول الممتـدّة والمفـتوحة أو توجـهُـها لتشرب المياه في المناطق الآمنة ــ أوردتُ المثال لمغـزاه فـقـط ، فـعـذراً ــ ولكـن الأكـثر غـرابة وإنـدهاشاً تلك الحـركات الرشيقة ، السريعة والبطيئة ، الهادئة والمفاجـئة ، قـفـزاً أو زحـفاً أو جـرياً ، التي يؤدّيها كـلب الراعي حـول القـطيع حـسبما يَـطـلب منه الراعي ، والتي سبق وأنْ تـدَرَّبَ عـليها بـبراعة ، فـنراه يمشي تارة وتارة أخـرى ينبطح ، ثم يدور حـول القـطيع جامعاً وموجِّهاً إيّاه ، وكل ذلك نـتيجة تـدريـبه بقـيادة الراعي مستخـدِماً أصواتاً متـنوّعة يطلقها من صفارته المعـروفة بـ ( صفارة الراعي التي يسمع الكـلب صوت صفـيرها والإنسان لا يسمعـها ) أو من حـنجـرته ، الغاية منها هي جـمع الخـراف في حـضيرة مسيّـجة مُسبقاً ، فـتصبح مهـيَّـئة وجاهـزة للمصير النهائيّ المعـروف للخـرفان وعـنـدئـذٍ تـنـتـهي مهـمّـته . وليتـذكـّر أبناء شعـبنا الآثوري فـكرة تدويلهم مِن قِـبَـل الإنـﮕـليز أو الروس أو غـيرهم ونـتائجها وكـفى بذلك شهادة .


405
النضوج النـفـسي عـنـد المُحَـنــَّـك السياسي

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

قال هـتلر : عـلمتـني الحـياة أن لا أنخـرط في السياسة إلاّ بعـد الثلاثين من عـمري . ولما ذكـرتُ هـذه المقـولة لأحـد الشباب الذي تجاوز مرحـلة المراهـقة قـليلاً وإتـخـذ لنـفـسه مسلكاً خـطيراً ، إستـخـفَّ بهذا القـول و رَدّ عـليّ بقـوله : ( لـَعِـد شـْـوَكـتْ نـْـلـَـحّـﮓْ وْ نـْـصير مثل صدام ... ) ولما ضيّع عـلى نـفـسه فـرصة الندم إنـتهى أخـيراً . 
وقال بسمارك الألماني : إنّ السياسة فـن العـمل في حـدود الممكن . نعم هي فـنٌ يمارسه فـنان وليس أيّ إنسان ، هي ذوق وإحـساس مرهـف لا يملكه أياً كان ، إنها رغـبة وتـحَـسّسٌ وعـمل وهِـمّة ونشاط وحـماس ومثابرة وتصميم وكـفاح ونضال وصبر وتضحـية وهي رسالة فـِكـر وإيمان . ليس كـل مَن يفاخـر ويتكلم بالسياسة يدخـل أبواب الجـنان ، بل ذلك الذي لا يوجـد في جـدوله السياسيّ عَـدُّ الأيام والسنين من الزمان ، فالسياسي الصادق ( الصادق ) يستـحـق كل الإحـترام من عـمق الوجـدان ، لأنه أول المضحّـين من أجـل الآخـرين عـند الطوفان ، وليس سياسيّـي التصنيع العـسكـري آخـر زمان ، لا يفـقهون منها سوى حـروف إنْ نـطـقـوها أخـمدتها الجـدران  .
إنّ وُجـوهاً ، كـلماتٍ ، مَشاهِـدَ ، إشاعاتٍ وممارساتٍ ألِفـناها في مرحلة الصبا والمراهـقة ، لم تكن تـثيرنا ، ولم نـتوقـف عـندها في حـينها لنـتأمّلها بل مرّتْ كأنها لا تـخـصّـنا ، وتراكـمَتْ عـليها الأتربة وحُـفِـظـتْ في مخابىء ذاكـرتـنا . ولما جاءت رياح المرحـلة الإعـدادية الشبابية من دراستـنا ، بدأتْ شيئاً فـشيئاً تـنفـض غـبارها عـن مخـيّـلتـنا ، وتـتضح معالمها أمامنا ، لنبدأ في إستعـراضها مجـدّداً ــ والقــُـصْـرُ في نـظـرنا ــ لتحـليلها وهـضمها كما لو كانـت تـواً حـدثـتْ لنا . حـقاً إنّ تلك السنين كانـت من أشد سنين العـمر عـنفـواناً وإندفاعاً وتـقـبّلاً ورفـضاً دون تـحَـسُّبٍ أو إكـتراثٍ للكـثير مما في بـيئـتـنا . فـصرنا نـنتبه إلى مجـريات الأحـداث الآنية ونـتذكـّر معها القـصص الماضية ، نحاول إكـتشاف خـيوط نسيجـية ، تـقـودنا إلى تـفاصيل صورة ﭙانورامية . إنه تـطـَـفــُّـل منا أو حـب إطلاع عـلى محـيطـنا ، إنْ لم نـقـل أنّ الأمـرَ قـد يخـصُّـنا ، وليس مِن المنطق أنْ نكـْـتــُـف أيادينا ونغـمض عـيوننا عـما يحـيط بنا ، وكأنـنا لا نـراه ولا يرانا ولا يعـنينا . إنها روح الشباب وروعة الألباب ، تسبر غـَـوْر المناظر المحـجـوبة بالضباب ، في أعـماق الوديان كانت أم فـوق الهـضاب .
أنا والقـلة مِمَّن شاطرني الرأي أيام زمانـنا ، لم نرتبط بحـزام دوّار مع آلية العـمل السياسي في عـراقـنا ، عـلى إخـتلاف منشآته سواءاً تلك التي كانـت تعـمل جَـهاراً منذ الفـجـر من نهارنا ، أو تلك التي لم تكن تدور عـجلاتها إلاّ في الحالك من ليالينا ( ولهـذا إحـْـنا ما نـفـتهم أي شي بالسياسة ) ، إلاّ أنّ إشعاعاته كانـت تـصِلنا ونسماته تهبّ عـلينا ، وأصوات ماكـناته تـصدع رؤوسـنا ، ولاحـظـنا منذ صِبانا شباباً سياسيّـين متـحـمّسين ومندفعـين بتـلهُّـفٍ إلى هـذا النشاط ، وبتـقادم السنين كـَـبرنا جـميعـنا فـصرنا نسمع أخـبار الكـثيرين منهم منـتشرين في قاعات أكاديمية ، ساحات ثـقافـية ، جـبهات قـتالية ، محاكم رمزية ، زنزانات تعـذيـبـية ، نهايات مفجعة إنـتقامية ، ومع كل أولئك كان هـناك البعـض منهم في سفـرات سياحـية ، وَ( وِلـْـدِ الخايـبة يدفعـون الثمنَ دماءَهم الزكـية ) .   
نعم ، هـناك مَن قـَـدّم حـياته قـرباناً لقـناعاته السياسية في خِـضـَـمِّ سلطات أحـكامها قـرَه قـوشية ، فـكان قـدوة لرفاق الآيديولوجـية في حـقـوله التـنظيمية ، وهـناك مَن ناضلَ ونـَـفـَّـذ واجـباته مِن خـلف الكـواليس بعـيداً عـن سـطوة القـوى الأمنية ، وهـناك مَن واصَل الإبحار في هـذا اليَم حـتى قـذفـته الأمواج العاتية إلى شواطىء بعـيدة عـن ساحاته النضالية . نعم ، هـناك مَن إنكمش في محـله أو راح في سبات الأيام الشتائية ، وغـيره تـركَ هـتافاته بقـناعـته الذاتية ، ولكـن هـناك مَن إنـقـلب ليس فـقـط عـلى نـفـسه ، بل صار عـند السلطات الغاشمة يهـوذاً يُـقـَـبـَّـلُ الرفاقَ رفاقُ الخـلية ، ناهـيك عـن آخـرين عـملوا كـخـطوط مائلة غـدّارة بـين أهـل الدار والمتربّصين أولاد الحـرامية ، إنها حـقـيقة قـد لا يعـرفها الكـثيرون ممن أبحـروا في المياه السياسية . نعم ، هـناك مَن غـيَّـرَ مساره في هـذا المجال المغـناطيسي برغـبته الشخـصية ، إلاّ أنّ خميرة خـبرته الماضية ، لا تــُمحى بل تـظهـر عـنده في النقاشات الفـلسفـية ، فالرزانة والرصانة واللباقة بائـنة في جُـمَله التعـبـيرية ، وترتسم بكل وضوح عـلى مُـحَـيّاه أثـناء الجـلسات الأخـوية ، وتـكـون محـصلتها النهائية نضوج في الشخـصية ، وبالنسبة لنا فإن مُجالستـنا لأشخاص يتصفون بهذه المزايا يُـكـسِبنا مُـتعة إضافـية .
 
إن العـمل في المجـتمع يُـكـسِب الفـرد خـبرةٌ ، ترفع من مكانـته الإجـتماعـية ، تصقـل شخـصيته المهنية ، وتهذب سلوكـياته العـملية ، وتـنـظـّـف عـقله من ترسّبات الأنا والأنانية ، وتـبعِـده عن الحـقـد والكـراهـية ، وتـنقله إلى آفاق سامية يتجاوز عـندها موانع طرح الآراء العـلنية ، فـيـتـقـبّـل الإنـتـقادات المنطـقـية العـلمية ، ويتعامل بمواجهة شفافـية وليس بتهرّب وإستدارة الظهر الضبابـية (إنْ لم أقـل شيئاً آخـراً قـد يخـدّش مشاعـره الإنسانية ) . إن السياسي المحـنك يرفـض الإنكـماش والإخـتباء والإنعـزالية ، ولا يترك فـرصة لأيّ كان ليتــّهمه بضعـف في الشخـصية أو نـقـص الشجاعة الأدبـية أو القـدرة المعـلوماتية ، بل يكـون دوماً منفـتح الشخـصية ، صاحـب صدر رحـب مسلح بأفـكار عـلمية ومنطقية ، يواجه منـتـقديه بروح رياضية سياسية ، فالحـجّة بالحـجّة توصل الأطراف المتحاورة إلى نـتائج مُرضية . السياسي المحـنك أسمى مِن أن يكـون من جـماعة ــ أنـصر أخاك ظالماً كان أم مظلوماً ــ فـلقـد صَقـلتْ التجارب معـدنه ومَحَـتْ أشواكه ، فـينعـكس نور الشمس ساطعاً من سطحه ، ولا يقـبل الأخـطاء أو الظلم من أقـرب أقاربه أو رفاق دربه ، وإلاّ فـما الفـرق بـينه وبـين ذلك الشاب المندفع بدون دراية والذي سألتــُه يوماً ( بلغة السورث ) وقـلتُ : هـل فهمتَ شيئاً عـن الفـلسفة الماركـسية واللينينية والإشتراكية والتـقـدّمية وهـذه العِـبارات التجـميلية ؟ فـقال بكل ثـقة وصراحة : (( بْآلاها لـَـكـيذنْ ﭽـو مِـنـْـدي مِنـّه ح ، آنا بَسْ كـيذن عَـمّي توما )) والله لا أعـرف أيّ شيء منها ، أنا فـقـط أعـرف عـمي توما ــ نسبة إلى المرحـوم توما توماس . فإذا كان هـناك مَن لا يتــّسم بهـذه الروحـية ، فـمن المؤسف أنْ يسجّل إسمه في القـوائم السياسية ، وإنما عـليه أنْ يكـتـفي بجـلسة حـول منـقل فـحم في ليالي شـتوية يستمع إلى حـكايات جـدّتي ( بَـبّي دْ بي دايْ خـنـدي ) ويرتشف الشاي من أقـداح زجاجـية ، أو يستلقي عـلى ظهره في بـيدر ينصُت إلى قـصص جـدّي ( إيسف زلاّ ) عـن الـ شالا وشـَـﭙّـوكْ والحـياكة اليـدوية ، وينـتعـش من نسمات ليالي قـمرية . شاءتْ الصدفة يوماً أنْ حـضرتُ موقـفاً في أوائل الستينات لسياسي بارز في ألقـوش يُـثـنى عـليه ، ويعـكس رُقيَّ وَعْـيـِه ، ويُـبَـيَّـن نزاهـته وإخـلاصه لمبادئه دون تحـيّـز لأقـرب أقـربائه ، ولا يكـيل بمكـيالـَين تـحـتَ أيّ ظرف إذا كان ظلماً عـلى غـيره . فـفي موسم حـصاد في صيف الستينات وأصحاب الدرّاسات يُسَـعّـرون أجـرتهم ( حـصاد الغـلة + نـقـلها ) إلى أقـرب مكان ممكن للدار في القرية عـلى أساس مساحة الأرض المحـصودة بالفـدّانات ، كان صاحـب الدرّاسة للحـصاد والتـراكـتـر لنقل الغـلة هـو المرحـوم زورا بوكا ، فـحـصد الأرض الزراعـية لأحـد الفلاحـين تاركاً الغـلة في الحـقل إلى صباح اليوم التالي بسبـب الظلام ، مما سيُـعَـرّض المحـصول إلى إحـتمال السرقة ، فإضطر صاحـبه إلى إستـئجار ناقـلة ( قلاّب ) وأوصَلـَه إلى داره ليلاً . ولما جاء وقـت دفع أجـرة الحـصاد ، ذهـب الفلاح إلى دار المرحـوم زورا الذي أراد أن يحـسب عـليه أجـرة كاملة ( حـصاد + نـقل ) فإعـترض الفلاح قائلاً أنه لم ينـقل المحـصول بتـراكـتـره بل دفع أجـرة النـقل لغـيره ، فـعاند زورا عـلى رأيه ، فـتعالتْ الصياح وشاءت أن تـحـدث مشكـلة كـبـيرة وكل واحـد متـشبّـث برأيه ولا يقـبل أن يتـنازل عـن حـقه ، وفي هـذه اللحـظات كان حاضراً وزائراً ألقـوش السياسي المعـروف أخـو زورا ( سليمان بوكا ) جالساً داخـل الدار وسمع أصوات الشجار ، فـخـرج وتـفـهَّم الأمر فـقال لأخـيه : لو كـنـتَ نـقـلتَ الغـلة ، أما كانـت تايرات التراكـتـر تستـهـلك بعـض الشيء ، أما كانت ماكـنة التراكـتـر نـفـسها تستـهلك بعـض الشيء ، أما كـنـتَ تـدفع أجـرة السائق والعامل الذين ينـقلان المحـصول ؟ أما كـنتَ أنـتَ تـتـعـب بعـض الشيء ؟ فـهـذه كـلها لم تستهـلكها فـلماذا تأخـذ ثمنها ؟ إن الحـق هـو من جانب الفلاح ويجـب أن تستحـصل منه أجـرة الحـصاد فـقـط ، وكان كما قال .
 
 
 ما هـو النضوج النـفـسي ؟
تــُـذكـّـرني محاضرات عـلم النفـس الجامعـية بهـذا المصطلح الذي ليست له علاقة بالنضوج الفـسيولوجي أو العُـمر ، وإنما يعـني نضوج في سلوك الفـرد وسرعة ردود أفعاله المناسبة إزاء تـغـيُّـر المواقـف المتباينة أمامه ، فإذا إفـترضنا أنك تـواً أنـتهـيتَ من شجار مع صاحـب دكان مجاور لدكانك في السوق ولا تـزال منفعلاً ،  وفي تلك اللحـظة جاءك زائر أو متسوّق .... ! هـنا يظهر نضوجك النفـسي ، فإذا أمكنك التعامل معه بصورة طبـيعـية بحـيث لا يكـتشف فـيك إنفعالك السابق ، يُـقال عـنك أنك ناضج نفسياً ، أما إذا إستقـبلتـَه وإنفعالك لا يزال ممتـدّاً واضحاً عـلى مُحـيّاك عـنـدئـذ يُـقال عـنك أنك غـير ناضج نفـسياً . قـراتُ في الموقع الإلكـتروني الآتي العـنوان (( مَن هـو الشخـص الناضج نـفـسياً وروحـياً http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=185658  إنه الشخـص الذي يُـقـَـيِّم نفسه التقـيـيمَ الصحـيح ، ويعـرف قـدر ذاته ، يعـرف مميزاته دون أن يغـتَـرّ أو يرتفع قـلبه ، ويعـرف عـيوبه ونقائصه دون أن يفشل أو يشعـر بصغـر النفس ، يكون راضياً وشاكراً ومتقـبِّلاً وضعه كما أراده الله . وهـو الشخص الذي له اللون الواضح والمحدَّد ، ويتعامل مع الأمور بشكل ثابت في المواقف المخـتلفة ، وله رأيه الثابت وليس شخـص مهزوز ومتقلب في أفكاره ، وهـو الذي يضع أمامه أهـدافاً عـظيمة راقـية في الحـياة ، وليس أهـدافاً تافهة صغـيرة ، إنه لا يسعى لتعـظيم نـفـسه ، ولا يهمه كثيراً مديح الناس بل المدح الذي من الله . وهو الذي يعـرف كـيف يستخدم الوقـت إستخداماً مثالياً ونافعاً ، ويرتِّب أولوياته في الحـياة بحسب القـيمة الحـقـيقية . فالشخص الذي يقضي ساعات طويلة في اللهو أو في ألعاب الـﮕـهاوي أو تبادل المحادثات الفارغة لمجـرّد التسلية دون هدف واضح ، غـير مقدِّر قـيمة الوقت الذي يُهدَر ، إنسان كـهـذا لا يمكن إعـتباره شخـصاً ناضجاً . فكل العـظماء عـرفـوا قـيمة الوقت ، وتيَـقــَّـنوا أن الحـياة قـصيرة فإجـتهَدوا ليفتدوا الوقـت ويستغلوا كل فرصة . والشخص الناضج هو الذي يقبل النقد الموضوعي الهادف والبنَّاء ، إنه مقـتـنع تماماً أنه لا يعـرف كل شيء ، ولا يقدر أن يعـمل كل شيء ، إنه يفهم نقاط ضعـفه وعلى إستعـداد أن يقبل النصيحة والتوجـيه ، ويعـترف بأخـطائه . والآن ، هل تـنفتح عـيناك على عـيوب الآخرين ، هل تـنظر القذى الذي في عـين أخـيك أما الخشبة التي في عـينك فلا تـفـطن لها ؟ لاحـظ ، أنـنا في أشياء كـثيرة نعـثر جميعـنا ، والكمال هـو لله وحده . الإتضاع والإستعـداد لتغـيـير المفاهـيم الخاطئة هو سمة الناضجـين والناضج لا يحكم بحسب الظاهر ، ولا يتسرع في إصدار الأحكام وإدانة الآخـرين ولا يعـمِّم الأخـطاء ، إنه يتعامل مع الكل بقلب متسع ، ويحـتمل ضعـفاتهم ، ويسمو فـوق أخـطائهم ، وبهذا يجعـلهم ينجذبون إليه ويثقون به . الإنسان الناضج عـنده توقعات إيجابية من جهة الأشخاص ، وهذا ناتج عن ثـقـته في الله وفي نـفـسه ، بأنه سيغـيرهم ويعمل منهم وعاءاً آخراً كما حَسُنَ في عـينيه ، والناضج يدرك تماماً أن كل الأشياء تعمل معاً للخـير . إن رسول الأمم ﭙـولص خاطب أهـل روما قائلاً : لا تــُشاكـِلوا العالم ، وهـو مِن خـلال دعـوَته إلى التـغـيـير يناشد الإنسان بأن يحـتـفـظ بشخـصية خاصة ومتفردة لا تشابه أو تشاكل الآخرين بل تخـتلف عـنهم . فلابد لنا أن نعـرف أن واحـدة من أهم سمات النضج النفسي ، هي قـدرة الفرد على الوقـوف صامداً متماسكاً محـتـفـظاً بذات (هـوية) متفردة مستقلة ومخـتلفة أمام قوة ضغـط الآخرين لتشكيل الفرد على شاكلتهم of Conformity Power ، أو كما يسميها إبراهام ماسلو "مقاومة التـشكـُّـل بالبيئة" )) إنـتـهى الإقـتباس . وكـتعـبـير بديل آخـر هـو النضج الإنفعالى ، ويعـني إرتقاء الفرد إلى مستوى ضبط إنفعالاته وتـناسبها مع مستوى عـمره الزمني وخـبراته وطبـيعة المواقـف المتغايرة بحـيث تـتـفق إستجاباته الإنفعالية مع ما هـو متوقع ومتـناسب مع الموقـف .  إنـنا كـلنا بُـسطاء أمام الكمال الإلهي وكـلما تـواضعـنا نرتـفع أكـثر في عـين الآخـرين ، وسنبقى تلاميذ نرتشف من كؤوس المعـرفة لنستزيد خـبرة ..... ولكـن هـناك مَن يعـتبر نفسه وصل إلى القـمة وتجاوزها وصار يرفـرف فـوق الناس وهـو جالس عـلى مقعـده لساعات ، إنّ مثل هـذا ضعـيف النـفـس لا يرافق إلاّ مَن يستـطيع الهـيمنة عـليهم كي يكون سيداً ولا يتجـرأ عـلى مصاحـبة غـيرهم خـوفاً من ذوبانه وتلاشيه . إنّ الفـسيلة التي تــُـزرَع مائلة أو تلك التي تميّـلها الرياح ولا تــُـقــَـوَّم ، ستـنمو وتكـبر منحـرفة . فهل تشتاق أن تكـون قـدوة ، ناجحاً ونافعاً لخدمة المجـتمع ومستعـداً لتحمل المسؤلية بأمانة وكفاءة ! لا سبيل إلى ذلك سوى بالنضوج . والنضوج لن يحدث فجأة ، لكـنه يحـتاج إلى وقت ، إلى سنين ، ومع النمو والتدريب ، والإخـتبارات والتعـلم ، والإستفادة من الأخـطاء سيتحـقق النضوج . وأخـيراً نـقـول : هـل لدى الشخـص أعـداء ؟ عـظيم ... فـهـذا يعـني أنه في أحـد الأيام وقـف مدافعاً عـن شيء ما ، عـن قـضية ما ، عـن مبـدأ ما وهـذا فـخـر له ، ولا يحـصل عـليه مَن لم يقـف مدافعاً عـن شيء ما .


406
الشعـب الكلداني حيٌّ بأبنائه بأوراقه الخـضراء ، ببراعـمه وتــُـوَيجاته الإخـوة الأعـزاء

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
 
نقـرأ في كـتب التأريخ عـن فـيضانات وبراكـين ثائرة ، زلازل وأعاصير مدمّـرة ، إنهيارات أرضية قاهـرة ، كـوارث طبـيعـية مريرة ، شوَهـتْ تضاريس الأرض وخـصوبتها ، وتسبّـبتْ مؤقـتاً أو بصورة دائمية في هـجـرة الساكـنين فـيها ، والرحـمة عـلى مَن وافاه الأجـل في حـينها . كـما يعـلم الجـميع بالصراعات الدولية والحـروب الأهـلية وهي من صنع أهاليها ، دفعـتْ بشعـوبها إلى هـجـرة أوطانها ، مشواراً من الزمن أو عـلى إمتـداد الأيام أمامها ، بعـد أن ضحّـتْ بحـياة الآلاف من خـيرة أبنائها ، كل ذلك حـصل ويحـصل بثـوانٍ أو أشـهُـرٍ أو حـقـب تأريخـية طويلة سنينها . إنّ ما ذكـرناه من أسباب الفـواجع وتأثيرها ، ألـَـمَّـتْ بالبشرية وحـصدتْ الملايـين من أفـرادها ، مُخـلـَّـفة مشاكلَ صحـية وأمراضاً إجـتماعـية كانـت أو ربما لم تـكـن في حسبانها ، فالرحـمة عـلى شهدائها . ورغـم ذلك فالشعـوب باقـية حـية بأبنائها متواصِلة مسيرتها معـتـزة بكـيانها وأصالتها ، إنها سُـنة الحـياة وديمومتها بمُجـملها لا يمكـن إيقافها . ولا يخـفى عـلى أحـد أياً كانت قـناعاته ، بأنّ شعـبنا الكـلداني غـنيّ بتـراثه شهـِمٌ بتواضعه رفـيع بأصالته ، أمين في تـفـكـيره ، واثـق من نـفـسه ، لا ينكـر آثار غـيره خِلاّناً كانوا أم أقـواماً آخـرين مثـله ، ولا يستـصغـر جـليسَه مهما كان حـجـمه . إنّه غـزير بعـلومه عـميق بثـقافـته لا يطالب شيئاً مِمَّن نـقـلَ مِن كـتبه وأودعها في مكـتبته ، لا يسمح أن تـتغـلب جـزئِـيّاته عـلى مصلحة وطـنه ، وليس أنانياً ليخـطّ إسمه وحـيداً منـفـرداً في سجلاته ، إنه متشبّـث ومخـلص لأرضه ،  ولكن كـوارث الزمن الماضي والحاضر أدّت إلى إنـتـشاره مرغـماً إلى أرض فـصار جـزءاً منها ، أو ضرورة حـين دارت الأيام فإتحـد وتآصَر وتــَـواصَـل أبناؤه في بـيث نهـرين أرضِه والخلاّن معه ، أو طوعاً فأرض الله واسعة أمامه . الشعـب الكـلدانيُّ أبيٌّ ومقـتـدرٌ نسِيَ منغــِّـصات الماضي وأحَـبَّ محـفـزات الحاضر ليـبني مستـقـبله الباهـر ، فعانق الجـميع ، وآمن وإعـتـمذ فأصبحـوا واحـداً في المسيح الفادي القادر ، وهُـم اليوم يواصلون الحـياة بجـدّية وإبـداع وتـفانٍ نادر ، ولم يقـولوا عـن أبناء الأسرة الواحـدة يوماً (هـذا ورديٌ لونه فاتر ، والآخـر جُـمـْـبَـديٌ لونه وافـر ) بل يرَون الحـديقة مَـزهُـوّة بألوانها الكـثيرة وكل عـطر فـيها طاهـر . وحـينما يـفـتخـرون بالماضي لا لكي يعـيشوه مجـدّداً بمحـراثه وثيرانه ، ولمّا يعـرضون شريطه السينمائي الفائت ليس تشفـياً بذكـريات المتألـّمين من أبنائه بل لأخـذ العـبرة من أحـداثه ، ولا يريدون لغـيرهم ما لا يـتمنوه لأنفـسهم ولكـنهم يضطـرّون أحـياناً فـيردّون عـلى البعـض مِن بُسطاء القـوم الممتـلئين سذاجة حـينما يهذون ويقـولون إلى دياركم تلك أرضكم إذهـبوا ، فـيعَـبّـرون عـن حالتهم الدنيئة الذميمة ، ونياتهم المبَـيَّـتة غـير السليمة ، فـيـبوحـون بغـرابتهم عـنا وينهـون قـرابتهم منا ، ويعـلنون زيف وحـدتهم معـنا ، ويطلقـون صراحة ما في أعـماق مشاعـرهم المريضة حـولنا ، وهُم يَدْرون أنّ الأرض لا تـنبت بشراً ، بل يأتي إليها البشر ليـبنوها ويسكـنوها ويحـرثوها ويزرعـوها ومن دمائهم يسقـونها ، ومِن تعَـبـِهم يـجْـنون خـيراتها ، وهـكـذا يواصلون المسيرة أجـيالاً لا تـنـتهي من أحـفادها ، فـتصبح جـزءاً منهم وهم جـزءٌ منها . الكـلدان أمة أصيلة وجـذع شجـرة باسقة لا تبالي  بضباب صباحات مؤقـت يحـجـب إسمها ، وشمس الضحى مشرقة عـند أفـقها ، ولا تــُعـير أهـمية بالأوراق اليابسة من أغـصانها والمتـناثرة عـلى مخارج ظلالها ، فالرياح والزمن كـفـيلان بإنـدثارها ، وتبقى الأوراق المخـضرّة علامة حَـيَويتها ، وبراعـم أغـصانها مصدر ديمومتها ، وتــُـويجاتها دليل رُقـيّها . كـما ليست تـنـتـظر ــ بل ليست بحاجة إلى ــ مَن يمدحها لأنها أمة جـذورٍ عـميقة في التأريخ أوجـد عـلماؤها الثواني ودرجات الستينات ، سَـنَّ حُـكماؤها مَسَـلة القـوانين لتـنـظيم الحـياة ، صمّـمَ مهـندسوها جـنائـنها المعـلقة رمزَ الحُـب بساتينَ عاليات ، وسَقـوها من جـبـينهم عَـرَقاً ومن النهر مياهاً أيامأ وسنوات . هم أهـل العـجـلة والقـيثارات ، ويتـحـدّثـون بلغة إعـتـز وتـكلم بها ربّ الكائـنات ، مَنَّ الله عـليهم بمياه خالدات ، وليقـل ماء شاء طوارق المشارق والمغارب من تـرّهات ، فالخـميرة الأصيلة لا تـشوّبها شائبات . إنّ المتخـلفـين عـن الرتل لا يمثـلون فـيالق شعـبهم ، وإنما هم متوهّـمون . نعـم ، نـتـوق إلى يوم صحـوَتهم ، وإنْ لم يـرغـبوا فهم أحـرار لا سلطة لنا عـليهم ، ولا يمكـنـنا أنْ نـَـهدي مَن نشاء إلاّ إذا هم يريدون ، وليس بعـيداً يومُ نهضتهم ورجـوعهم إلى دارهم ، فـكـلنا أخـطأنا وأعـوَزنا مجـد الله .            

407
مع الإدارة الجـديـدة لجـمعـية شـيرا الربّان هـرمزد الكـلـدانية الأسـتـرالية / سـدني 2010
( 5 )

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني  
 
 
والحـق يُـقـال إنّ لجـنة عـام 2001 كانت متميّزة لإنجازاتها التالية :

أولاً : أصدار بيان إلى الجالية الألقـوشية تـُوَضّح فـيه مُجـْرَيات أمور اللجـنة .
ثانياً : تسمية الهـيئة الإستشارية .
ثالثاً : تسمية عـضوات مساعـدات للجـنة شيرا ( ثلاث نساء ) يجـتمعـنَ مع اللجـنة عـنـد الحاجة فـقـط .
رايعاً : القـيام بسفـرة خاصة للكـبار وكانت ممتعة وفي يوم ممطر قـليلاً وهي زيارة إلى دير مار گـورگـيس في منطـقـة Springwood للآباء والأمهات فـقـط ( عـدا إمرأة واحـدة لم تلتزم بالتوصيات بل حـضرتْ ومعـها إبنها ) ، وأتذكـّر أننا أكـلـنا هـريسة من طبخ إحـدى السيدات اللائي اشـتركـنَ معـنا . وأود الإشارة هـنا إلى أن اللجـنة لم تستـطع تهيئة باصات من البلدية بسعـر رمزي كما كان مقـرراً ، فإستأجـرتْ حافلات صغـيرة فـدفع كل واحـد منا 7 دولارات وأكمل الباقي عـلى حساب ميزانية اللجـنة .
خامساً : التفـكـير بإصدار نشرة دورية تـتضمّن أخـبار ونشاطات جـاليتـنا ، إلاّ أنها لم تـتحـقــّق . وهـنا أتذكـر أنه طـُـلبَ مني أنْ أكـتبَ مقـالاً للمشاركة في تلك النشرة ، فـلما كـتبتُ ، سـألتُ أحـد الوقـورين ( غادَرَنا إلى الديار الأبـدية ) مسـتفـسراً عـمـّن يُـقـرّر صلاحـية المقال ، فـقال لي إنـّه فلان ، ولما أخـبرتُ فلان بالموضـوع قال لي : إنّ هـذا المقال لا يقـبلـون به ، ولم يـقـل لي مَن هـم أولـئـك الذين لا يقـبـلون ، قـلتُ له : وما رأيك به ؟ قال : لستُ أنا المـقـرّر ، فـسكـتّ ُ. ولكـن مقالي نشـرتـُه في جـريدة - عـما كـلدايا - الغـرّاء في الشهـر نفـسه ( تموز 2001 ) ، وكـرّرتُ نشـره في مجـلة بابل عـام 2005 ولم تحـدث هـزة أرضـية بسبـبه ولا إنـقـلاباً عـسكـرياً . وهـذا هـو :
 
 
أنـفـلونزا الطيور والكـناري والـزرزور

إنّ طـيور الكـــــــــناري    معـروفـة في الـديـــــار ِ
فـكـيـف زقـزقـتْ يـومــاً    لـــــــزرزور لا لـصـقـر ٍ
 
يُحـكى أن سـرباً من طـيور الـكـناري كان يحـوم كـل يوم فـوق جـبل أشـمّ مُطـلّ عـلى سـهـول مخـضرّة فـسيحـة ، لـتـنظـر بلـبلاً بنى عـشـّه نقـراً بمنقاره في صخـرة عالية عـلى ذلك الجـبل ، ولتسمع صوتــَه الصامت صادحاً . طار البلبل إلى الفـضاء ولم يرجـع ، فـحـزنتْ الطيور لـغـيابه وصارتْ تحـتفـل كـل عـام مرحـاً ، بذكـرى طيرانه إلى العـلاء فـرحـاً ، تزقـزق بأصواتها الشـجـية ، تـتباهى بألوان ريشـها الزاهـية وتقـبّـل بعـضها بعـضاً بمناقـيرها حـباً ، فـكـيف لا وهي طيور الحـبّ لقـباً ! وذات يوم والكـناري تحـتفـل كـعادتها في حـديقـة كـثيرة أورادها ، عـالية أشجارها ، وجـدْول الماء العـذب يجـري فـيها ، إسـتحـسـنتْ أنْ يُـدَشـّـنَ نـهارها طائرٌ ، تفـرح بـه بـديلاً عـن بلـبلها المرتفـع إلى سـمائها . فـجـاؤوا بـزرزور أسود مـبرقـع الريش . زقـزقـتْ الكـناري وصـفـّقـتْ بأجـنحـتها ظـناً منها بأنه مثـيل لبلبلها ، وقـفـزتْ من الجـدْوَل ضفـدعة أكـرمَتْ الضيف بنـقـيقـها ، والحـرباء المتلـوّنـة تـهـز ذيلها ، وانطلقـتْ من بين الأشـجـار دجاجات وقــْوَقــَتْ ومهـّدتْ له الطـريق بأرجـلها ، ثم كـان صمتٌ . سكتَ الجـميع كـعادة المعـجـبين وزرزورنا يمشي الهـُوَينا ، لا يبالي بالكـناري الأكـرمين ولا بالبلبل الأكـرم فـينا ، وعـندئـذ ( خـرّ الجـمل فـولــَد فـأراً ) فـغـرّد الضيف الزرزرينا وقـال : ما بكـم يا معـشر الكـناري الأقـدمين ؟ ما لكـم بـبُـلبلكـم مفـتخـرين ؟ بلبلكـم ما كـان يفـوح الياسـمين ! لا هـو ولا غـيره من الطائرين ، بلبلكـم ما طار إلى العـلاء بل وقـع عـلى الأرض وذاق تراب الميّـتين . إسـمعـوني ! أنا الزرزور ملك الرئيـسين ، لي الزقـزقات والـنقـنقات والوقـوقات تـُـدَ وّي وتـهـز الأذيال أجـمعـين ، وعـندما أغـرّد الزرزرينا ، تــُنــَـكــّسُ الطيورُ مناقـيرَها جـاثـمة مع الساكـتين . سكـتتْ الكـناري ورضـيتْ مع الراضين ، ذليلة ميّـتة تقــْـبَـلُ بالجـرح طعـناً تطاول الجـبين . وعـزيز النـفـس من بعـيد ينـدب مع الشاعـر نحـيب الشاكـين :
مَنْ يهُن، يسهـل الهـوان عـليه    ما لـجُـرح ٍ بـميّـتٍ إيــــــــــــلامُ
.................................................................................
 
يا صاح يا إبن الكـرام ، هـو ذا ناحــــــــوم
يطرق التابوت يسـأل أصحــــــاب المقـام :
هـل إنـتـكـس الـنخـيل هـل فـــُـرضَ اللجام ؟
هـل ذابت الجـبال الشـُم ّ هـل جَـبُن الهـمام ؟
أيـَصْـمـتُ الشـحْـرور ، أم سَــكـَتَ الـحَـمَام ؟
كـيـف يهـلهـل الكـناري ويـقــْـبَـل بالحُـطام ؟
وهـو ذو الريـش الجـميل فـخـرٌ للعُــــــظام
 يـُـغـرّد حـباً كـريماً فـيُخـجـل أشباه الكـرام .
أتـقــْـبَـلُ بـَـزْبـوزاً وتهْـجُــرُ البازَ اللهـَــــام ؟
 أتـَـسْـمَعُ لـبـومة وتـَصُم ّ للنـسـر الصّـرام ؟
ولكن الدهـرَ  يَوْمان : أيام وأيــــام .........
للباز والنـسر والأيـمان أيـــــــــــام .........
وللبـومة والبزبوز والفـَـلـَـتان أيام .........
أما حـق للأجـداد أنْ قـالوا عـلى الـدوام ...؟
( لا تـناموا إستـفـيقـوا  فـقـدْ تغـدُرُ الأيام ؟)
بـْـشوپـا دْ باز ِه بزبوز ِه وْبـْشوپـا دْ نشْر ِه قـوپـْياثا
( بدلاً من الباز بزبوز ، وَعـوَضاً عن النسر، بومة)
  ولكم مني ألف سـلام.............................إنتهى
 
عـيد الميلاد  2001 :

دعـتْ الهـيئة ُ الإدارية للجـنة ، الهـيئة َ الإستـشارية َ للتباحـث في التحـضيرات اللازمة لحـفـلة عـيد الميلاد وإتفـقـنا عـلى الخـطوط العـريضة لها ، وأتذكـّر أني سألتُ : هـل يمكـنني أنْ أدعـوَ عائلة صديقة معـنا إلى الحـفـلة ؟ فـكان الجـواب ( وبدون تأخـير) : نعـم . أما عـيد الميلاد فـكان في قاعة مستأجـرة ( وأعـتقـد أن مأكولاتـنا ومشروباتـنا كانت منْ عـنـدنا ) ، ولما استعـدّتْ الفـرقة الغـنائية للغـناء حـدثتْ مفاجأة ! حـينما بدأ المطرب بالغـناء ومنذ الدقـيقة الأولى شـرع يغـني مقاماً ذا طـبقة عالية جـداً كي ينقـل السامعـين إلى أجـواء منعـشة رومانسية سامية تمهـيداً للأغـنية ( الـپـستة ) إلاّ أنه ولسوء حـظـّه حـسرَ صوته فـجأة وانطـبقـتْ أوتار حـنجـرته ، فـقـلتُ لصاحـبي الـجالس إلى جـانـبي : إنّ هـذا المطرب سوف يتوقــّـف عـن الغـناء ! قال : لماذا وكـيف عـلمتَ ؟ قـلتُ له : تحـَسّسْتُ صوته  وهـكـذا خـمّـنـتـُه وسوف ترى . وما أنْ مرّت دقـيقـتين لا أكـثر حـتى توقــّـف عـن الغـناء واعـتذر عـن المواصلة واعـداً إيّـانا بتعـويض ذلك في السنة القادمة ومجاناً ( لأنه أخـذ أجـرته كاملة دون غـناء ) إلاّ أنـنا كـنا محـظوظين فـقـد كانت من بين الـحـضور مطربة منـّا عـوّضتْ بصوتها الشـجي وملأتْ فـراغـنا ، كما  شاءتْ الصدفة أنْ مـرّ عـلينا مرّ الكـرام مطربٌ أكـرَمَـنا بمقامات وأغاني عـراقـية وبها إستمْـتعـنا . ولابدّ من أنْ أذكـر للتوثيق أنّ العائلة الصديقة ( من مناطـق عـقـرة ) والمدعـوّة مـِنْ قـِبَلي تبرّعـتْ بهـدية قـيمتها ( 200 $ ) ربحَـها أحـد المحـتفـلين المعـروفـين عـند إجـراء القـرعة عـلى البطاقات ثم رجعـنا إلى بيوتـنا فـَرحـين . وبشأن المطـرب المذكـور فإنه لم يفِ بوعـده ولم يـعـوّضـْـنا ولم نرَهُ في السنة التالية ونبقى نقـول : عـفى الله عـما سلف ، فـهل يعـفي لنا الآخـرون أخـطاءنا ؟ .
 
 
إجـتماع الإنتخابات في أوائـل عام 2002 :

أتذكـّر أننا إجـتمعـنا في القاعة المجاورة لمقـر جـمعـية الثقافة الكـلدانية الأسترالية في أوائل عـام 2002 وكنتُ أدير الجـلسة . سألتُ أعـضاء الهـيئة الإدارية السابقة واحـداً فـواحـداً عـن رغـبته في الترشيح ثانية للسنة الجـديدة ، فـكان جـواب الجـميع : لا . ثم وكالعادة تشـكـّـلتْ الهـيئة الإدارية الجـديدة بدون إنتخاب لأن عـدد المرشـّحـين كان كافـياً للعـمل وليس هـناك مَنْ ينافـسهـم وعـندئـذ نقـول إنهـم فازوا بالتزكـية ( كما هـو معـتاد في كـل سنة عـند إنتخاب هـيئة إدارية جـديدة للجـنتـنا ).  ولكـن بعـد مشـوار قـصير إنسـحـب أكـثر أعـضاء هـذه الهـيئة الجـديدة وبـدون عـذر ولم يـتـزعـزع الأعـضاء الباقـون بل ضلــّوا صامدين وإنضمّ إليهم إثـنان من رفاق الجـلسات وأكملوا مشـوارهـم سوية بصورة مُرْضية وكانوا يسـتعـينون بالـهـيئة الإسـتشارية عـند الحاجة مثـلما فـعـل غـيرهـم .
 
ملاحـظة :
إن المجـموعة المحـدّدة العـدد والتي تشكـّـلتْ في أحـد إجـتماعات عـام 1999 لجـمع التبرعات وإرسالها إلى ألقـوش ظـلـّتْ في سـبات ولم تبدأ نشاطها إلاّ حـين إرتقائها إلى الهـيئة الإدارية كي يكـون الفـخـر لها . وقـد إستطاعـتْ أنْ تجـمع مبلغاً بسيطاً من المال ، ثم أضافـتْ إليه مقـداراً آخـراً من رصيد اللجـنة ( دون إسـتشارة الهـيئة الإستشارية ) وأرسل إلى ألقـوش .
موقـف البعـض يُحـبط عـزائم الآخـرين  :
ذكـر لي زميل كان من بين رواد جـمع التبرعات أنه دخـل مع زميله داراً وكان رب البيت وسيّدته فـيه ، وبعـد السلام إفـتـتحا الموضوع لصاحـب الدار بديباجة جـميلة ثم طـَرَحا فـكـرة جـمع التبرعات شهـرياً بمعـدل 10$ في كل شهـر بهـدف إرسالها إلى ألقـوش لمحـتاجـيها أو لمشاريعـها ، فإلتفـتَ سيد البيت إلى زوجـته وقال لها باللغة العـربية : ( لا ، هـْوايا إشْـترينا بيت !) ويقـصد أنّ تبرعه بـ  10 دولارات شهرياً سوف يؤخـر مشروع شراء بيت للعائلة وبعـد هـنيهة من الصمت قال : سنفكـر بالموضوع . والنتيجة النهائية ... لم يفـكـّر ... لم يتبرع ... ولم يشتر بيتاً إلى يوم كـتابة هـذه الكـلمات .
حـفـلة عـيد القـيامة لعام  2002 :
أقـيمتْ حـفـلة في 31 /3/2002 بمناسبة عـيد القـيامة المجـيدة ، وفي هـذه المرة تعـهـّد عـضوان إثـنان منْ اللجـنة بتحـضير المأكـولات للمحـتفـلين لقاء مبلغ متــّـفـَق عـليه مع اللجـنة نفـسها ، إلاّ أنـّهـما لم يُـرْضِيا الجـميع ، حـيث لم يصل العـشاء المدفـوع ثـمنه ضمن بطاقة دخـول إلى الكـثيرين . وأتذكـّر أن اللجـنة دفـعـتْ غـرامة مالية للبلدية تعـويضاً عـن الأوساخ المتروكة في القاعة بعـد مغادرتـنا إيّاها .
 
الـشـيرا 14/4/2002 :
أما مهـرجان الشـيرا فـكان في الـمنـتزه الذي ألفـناه عادة وكان بديعاً ، بفـرقـته الموسيقـية ومطربه الذي أطرب الجـميع بأغانيه المتـنوّعة بدليل مشاركة الأعـداد الغـفـيرة بالدبكات العـديدة ، كما حـضر فـريق منْ قـناة  C – 31  التلفـزيونية الأسترالية ( القـسم الآشـوري ) لـتصوير المـَشاهـد الفـلكـلورية وفـعاليات هـذا المهـرجان الديني والإجـتماعي الترفـيهي المتميّـز . وأتذكـّر أنّ الأب الفاضل القـس آشـور منْ كـنيسة ربان هـرمز الآشورية في سدني كان قـد دُعي ضيف شـرف إلي الشيرا هـذا ، وقـد إفـتـتحـه بصلاة وأناشـيد كـنـَسية رائعة بمشاركة مجـموعة من الشـمامسة ، وأبدى إعـجابه بالتحـضيرات المتـّخـذة لهـذا المهـرجان وقـلتُ له : إنّ الألحان والصلوات التي سمعـناها منكم اليوم كلها ( ألقـوشـيّة ) ! ردّ عـليّ بابتسامة عـريضة و مؤيـّداً كلامي قائلاُ : ومَنْ الذي يقـول لا ؟. وقـد إستأذن أحـد الألقـوشيّـين من الهـيئة المشرفة عـلى هـذا الإحـتفال فـجاء بسيارته الـ ( VAN  ) المليئة بأنواع من حـلويات الأطفال والبسكـويت مقابل تبرّعه بمبلغ ( 100$ ) للجـنة . ومن الجـدير بالذكـر بأن بائعاً للمثلجات كان يُسمح له هـو الآخـر بترويج مبيعاته في أغـلب إحـتفالاتـنا بالـ شيرا مقابل تزويدنا مؤقـتاً بمولـّدة الطاقة الكهـربائية لتشغـيل الأجـهـزة الموسيقـية والمايكـروفـون .
 
حـفـلة نهاية سـنة 2002 :
أما حـفـلة نهاية السنة فـكانت في Fairfield Show Ground مع فـرقة موسيقـية وقـد إرتدى بعـض الشباب الزي الألقـوشي خـلالها ، وكانت فـيها مفارقـتين :
أولاً : أن أحـد الإخـوة غـيّر ملابسه الألقـوشية بعـد حـين ووضعـها في غـرفة تابعة للقاعة ثم نسيها هـناك ، وفي نهاية الحـفـلة أعاد أعـضاء اللجـنة ترتيب القاعة وإلتقـطـوا ما سقـط عـلى الأرض منْ أوراق ومأكـولات ووضعـوها في أكـياس ، وحـينما  حـمل أحـدهـم كـيس النفايات إلى الحاوية الكـبيرة ليرميه فـيها ، شاهـد إحـدى البدلات الألقـوشية التراثية مرميّة في الحاوية الكـبيرة فأخـذها وحـفـظها مع الأخـريات ، ( إنها أموال اللجـنة فـهـل نحـرص عـليها كأموالنا ؟ ) .
ثانياً : إستمرّتْ الحـفـلة إلى ما بعـد الوقـت المسموح به ( 1:25 am ) وبذلك فـرَضَ ضابط أمن القاعة غـرامة مالية بسيطة عـلى اللجـنة .

408
مع الإدارة الجـديـدة لجـمعـية شـيرا الربّان هـرمزد الكـلـدانية الأسـتـرالية / سـدني 2010
( 4 )

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
في مناسبة من عام 2006 ليس لها أية عـلاقة بلجـنة شيرا ، قـرأتُ في ( الأنترنيت / عـنكاوا . كـوم ) شـعـراً سـَـرّني أنْ أعـلـّـق عـليه بمقال قـصير أشبـَه بـدراسة بسيطة  داركـتـُه بشعـر . وهـذا بعـض مـما جاء في المقال : [[ إنّ أ ُناساً كثيرين مولعـون بقـراءة الشعـر ويستـمتعـون به موسيقـياً ولكـنهم قـد لا يدركـونه مقـصداً و بعـضهم يحاول تـنظيمه أحـرفاً ، ولا بأس فالمحاولات الأولى تحـتاج إلى تشـذيب و صـقـل لـُغـَـوياً . ولكن قـبل كل ذلك يتطلب توفـّرالأذن الموسيقـية والأيقاعـية ، والقابلية عـلى إخـتيار النقـطة الوسطية في العـتلة الشطرية والعـجـزية لأغـراض الموازنة الـعـروضية . والشعـر قانون وأوزان توافـقـية وما عـدا ذلك فإنه سيكون نثراً أجـملُ منْ رسالة عادية تـكـتبها إلى صديق أو طلب رسمي تقـدّمه إلى مدير الـمديرية . فالشعـر ليس مستطيلاً طويلاً عـمودياً ذي خـطوط أفـقـية بشكله ، وإنما الشعـرَ خـطابٌ يقـود رتلاً عـسكرياً بإيقاعه ، يـُـنـَـوّمُ طفـلاً صـغـيراً في مهـده ، يُشـفـي عـليلاً يئنّ عـلى سريره ، يسحـر فـتاة رشيقة بعـباراته ، يكسب ودّ المرهـفة الحـس ببلاغـته ، يهـزّ كـيان منظـّمهِ ، وينقـل السامعـين جـميعـهم إلى سماء الخـَيال بقافـيته . هـكذا هـو الشعـر وإلا فـسيكـون نثراً برمّـته . وكـلـنا تعـَلـّمْـنا مـمّن سبقــَـنا فـشكرناهـم ، واللاحـقـون بنا يتعـلـّمون منـّا فـنرشدُهـم ، أللهمّ إلاّ مَنْ يمنـَحـَه الخالق مَوهـبة منْ عـنده ، فـتلك هـبة منْ لـدنـْه لا يمَـسّها غـيره . و كما قـلتُ في السطر الأول من هـذا الكلام ، فالأحـتكاك حـراره قـد يقـدح وميضاً ، و الفـعـل يوَلـّـد رداً - عاجلاً أم آجلاً - يُعادله قـوة ً، و اليـد المـُصافـِـحَة ُ تـَرفَـعُ صـفـعـة ً لـمَـنْ يضع فـيها جـمراً ، هـذه بعـض منْ خـلجات الصدر نبضاً ، هي التي تـنضحُ الشعـرَ عادةً ، و نحـن لها فـُرساناً . و الكتابة عامة ، نحـوٌ وإملاءٌ وثـقافةٌ ، فـالـ ( لام ) تجـرّ ولا ترفع ، و التشـَفـّي هـُـذاء لا يُبـَرّد القـلبَ ولايـُدمع ، إنما الحـياةَ درسٌ و تجاربٌ تـُـقـنعُ ، و إنْ لا ! فـلا تـُـطـْمـِعُ ، مثـلما الأصنام لا تــُـشـْـفـِعُ ، لكن الـوجهَ الصقـيلَ دائماً يلمعُ ، سواء يرضى الغـيرُ أو يمنعُ . وبعـض منـّا حـين يقـرأ شعـراً ، يصادف أنّ تـهزّ أبياتـُه حالتــَه نفـسياً ، فـيرى نفـسَه في الحَـدَث حـدثاً ؛ فـيـذهـب بعـيداً في إعـتقـاده متصـوّراً ، بأنـّـه هـو المـقـصـود بـه هـدفاً. ]] إنتهـى
 
كـنـتُ قـد خـتـمتُ الحـلقة ( 3 ) الماضية بفـقـرة عـيد القـيامة المجـيدة المقامة بتأريخ 24/4/2000 . أما القـصيدة التي قـرأتــُها في وقـت مناسب أثـناء الحـفلة  كانـت قـد نالتْ إعـجاب الـكـثيرين ، وعـند إنتهائي منْ قـراءتها أشار إليّ أحـد الرجال الوقـورين والمتقـدّمين بالسن نوعاً ما وهـوَ ذو مكانة محـترمة بيـننا ( ومع الأسف فـقـد غادَرَنا إلى الحـياة الأبـدية ) أشارَ بإبهامه اليُمنى وإلى الأعـلى دلالة عـلى إعـجابه بكـلماتها أولاً وبصياغـتها ثانية ، ثم نوّه لي لاحـقاً أنـّها ( بإعـتقاده ) موجـّهة إلى كاهـن ما . وإمرأة أخـرى موقــّرة قالت لي : هـنيئاً إنّ شـِعْـرَك عـظيم عـسى أن يحـرّك أولئك الذين لا يساعـدون أبناء قـريتهم ، وهـكـذا فإنّ كـل مَنْ سـمعه فـسّـره بما يحـلو له ويفهمه ( وهـذا شأن أيّ شعـر ، لهـذا قالوا : المعـنى في قـلب الشاعـر ) ، أما عـريف الحـفـل وكان أحـد أعـضاء اللجـنة قال لي : أراك متـأثــّراً كـثيراً .
وحـينما كـنـتُ منشغلاً بقـراءتها ، كان المحـتـفـلون يرتـشفـون كـؤوسهم وهـنيئاً لهم فإنـنا في إحـتـفال والناس تبحـث عـن فـرصة للفـرح والإستـمتاع والنكات وحـكايات الترفـيه عـن متاعـب العـمل في أيام السنة ، كـيف لا ونحـن نـحـتـفل بمناسبة عـظيمة هي ذكـرى قـيامة ربنا يسوع المسيح ، إنه واجـب أن نحـتـفل كمؤمنين ، طيّـب ومن المؤكـّـد كان البعـض الآخـر موزعـين بـين مستمع وآخـر متحـدث مع مجـموعـته وغـيرهم منشغلاً مع أطفاله وهـكـذا ، ولكن هـل تصدّقـون أن البعـض له هـواية الترصّـد مع سبق الإصرار للإيقاع بأصدقائه وحـتى في حـفلة كـهـذه ؟ .
إذا ركـلك أحـدهـم من الخـلف فأعـلم أنك في المقـدمة ..... قـل لي مَن هـم أصدقاؤك أقـول لك مَن أنتَ :

فـقـد كان ضمن إحـدى المجـموعات مثـقـف ( في نـظر الكـثيرين ) يحـمل شهادة جامعـية يستمع إلى قـصيدتي فـصاح من عـنـده (( لا تهتم سوف نـُسمِعـك القـصيدة بجـملتها )) موجّـهاً صوته إلى زميل له ــ ظـناً منه أنه ليس يسمع القـصيدة ــ جالس في مكان آخـر مستمتـعاً مع مجـموعـته بالمناسبة السعـيدة .
ولكن بعـد أسبوع لم يكـتـفِ مثـقـفـنا الشهم بذلك بل أكـّـد لزميله وبلسانه مباشرة وشاية ضدي قائلا له : ( إن القـصيدة كانت موجّهة إليك ! ) مما إستفـزّه فـتهـوّر هـذا بسلوك غـير مهذب معي عـبْرالتلفـون . فـكان ردّي عـليه بمثـل ما أوصى الرب ( باركـوا مُـضطهـديكم ) وقـلتُ له : شكـراً ! ست عـشرة مرة متعاقـبة عـلى التوالي مع كـل لفـظة قـذرة كانت تـنضح من تجـويف فـمه ، لماذا ؟ لأنـني مؤمن بأنه لا يملك في جـعـبته غـيرها . ولم يفـكـّر هـذا في الإعـتـذار مني يوماً إن كان بحـجة أو بأخـرى وحـتى كـتابة هـذه الأسطر . وهـنا أشار البعـض في حـينها قائلين لي : إن صاحـب تلك الألفاظ كان سـكـّـيراً فـلا تؤاخـذه عـلى تصرفه !  فـقـلتُ لهـم : هـل يُمكـنكـم أن تخـدعـوه وتأخـذوا منه 100$ وهـو في حالة سُـكـْـر ؟ قالوا : كـلاّ !! . إتصلتُ بالأخ المثـقـف وعاتبته فـنـكر فـعـله ، ولكـنه ! إتصل فـوراً بزميله معاتباً إياه عـلى إيصاله الوشاية لي ( مع الأسف ــ لو هـيـﭽـي رجّال لو ما لازم ) . ومن جانبي لاحـقاً أكـرمته بما هـو خـير له بناءاً عـلى توصية سليمان الملك الحـكـيم في الكـتاب المقـدس ( أمثال 21:25 ) بطريقة أثـنى عـليها الكـثيرون ولستُ نادماً عـليها ، ولكـن مجـريات الأحـداث عـلمتـني أنـني إرتكـبتُ خـطاً ! لأني لا يُمكـنـني التـنبّـؤ بالمستقـبل ، وهـو أنـني لم أتــّعـظ من توجـيهات الرب المسيح فـهـو الذي يقـول : [ لا ترموا جـواهـرَكم أمام ..... لئلاّ تدوسها بأرجـلها ثم ترتـدّ إليكم فـتمزقـكم ] . ولم أتعـلـّم من فـلاسفـتـنا وحُكـمائنا ، فها هـو المتـنبي الشاعـرالفـيلسوف يُخـبرنا عـن تجاربه في حـياته مع البشـر فـيقـول : * إذا أنت أكـرمْتَ الكـريم ملـَـكـْـتــَه      وإنْ أنت أكـرمْتَ ....... تمرّدا *. وهـنا تذكـّرتُ خاطرة كـتـبْـتـُها في جـريدة - عـما كـلدايا - الغـراء في تموز 2001 : (( البعـض يلفّ نفسه بورقة - شهادة تخـَـرّج -  وعـندما يغـوص في الماء ، تـتـفـتتْ  فـيتعـرّى )) .
 
 
الشـيرا في عام 2000 :

وبعـد أسبوعـين من العـيد كان الشيرا ، وبسبب حـادث أليم لقـريـب لنا ، فإننا كعائلة لم نشترك في أفـراح ذلك المهـرجان ولكن اللجـنة كانت قـد طلبتْ من بعـض الرجال الذين لهـم حـضورهم الدائم في المناسبات ، مساندتها في التحـضيرات له وأنا واحـد منهم ، لـذا فـبالنسبة لي أدّيتُ دوري بالوقـوف في ( الباب النظامي ) مع أحـد المؤسّسين الأوائـل للجـنة الأخ رمزي قـلو وذلك للسيطرة عـلى دخـول المركـبات وتوزيع البطاقات التي ستجـرى عـليها القـرعة والفائزون يربحـون الهـدايا ( كما أوضحـنا سابقاً ) ثم رجـعـتُ مع الشاب فـريد ﭘـطرس حـيـدو بسيارته إلى البيت .
 
(( مشاركة السيد عـيسى قـلـّو )) :

زرتُ السيد عـيسى قـلـّو في داره مساء يوم الإثـنين 26/2/2007 وذكـر لي عـن مشاركاته الأدبية في مناسباتـنا السابقة ، وفي المساء نفـسه بعـثها إلى بريدي الإلكـتروني لنشرها في المكان المناسب لتاريخـها ، وهـذه مشاركـته في شيرا عام 2000 كما وصلتـني :
 
[ان زيلن وهم بدزالــــــي      وتكليا بياون بالــــــــــــي
آن وأمــــــي كل نشواثي      كو طوراني كروزا كياني
 
ناشي أثــي من كل براني      درحقي ميوماثا حشانـــي
قاشي وشماشي مزموري      وريخا بفياحا مبيبونـــــي
  
قلياثا دن ربانــــــــــــــي       نقيريلي من زونا وداري  
آني ربانــــــــــي خيلاني       بشلي تكلن ملبانــــــــــي
 
كو لبن طاواثا دريلــــــي       من حبا دمشيحا زريلـــي  
او ربن هرمزثيوالـــــــي       رش طور دالقوش توالي
 
اينح لماثا دلريوالـــــــــي       وناشي ديح مبصخوالــي  
بشمد دمشيحا رشموالـــي       بركاثا منح ولوالـــــــــي
  
عجيبواثامخزيوالــــــــــي       شلي وشبيلي منخوالـــي
بخيلد دمريا مبسموالـــــي       كودني شمح برسوالــــيٍ]
                      
عيسى قلو / سـدني   في نيسان عام  2000
..................................................................................



حـفـلة عـيد الميلاد لسنة 2000 :

أقـيمتْ حـفـلة عـيد الميلاد عـلى إحـدى القاعات ، وبالنسبة لي لم أشترك للسبب المذكـور في الـشـيرا السابق ، وليس لدي عـنها أية معـلومات .
إجـتماع الهـيئة العـامة بتأريخ 21/1/2001 :

إجـتمعـَتْ الـهيئة العـامة للألـقـوشيين في بيت أحـد الإخـوة حـسـبما أتذكـر بتأريخ 21/1/2001 وتشكـّـلتْ الهـيئة الإدارية الجـديدة للجـنة شيرا الربان هـرمز، وكان الإجـتماع متمـيّـزاً بنقـلة نوعـية دلــّتْ عـلى وعي ناضج ، وشعـور بالمسـؤولية لدى أعـضاء الهـيئة الإدارية الجـديدة ، فـقـد تباحـثوا موضوعَ موقـف اللجـنة من إتــّـخاذ  القـرارات الهامة التي تخـص الجالية في سدني وعـدم تحـمّـلها المسؤولية لوحـدها بل الهـيئة العامة كـلها هـذا منْ جهة ، ومن جهة أخـرى يصعـب دعـوة الجالية كـلها ( الهـيئة العامة ) كـلما تطلــّبتْ الحاجة إلى إتخاذ قـرار ما ، وعـليه فـقـد تم الإتفاق عـلى إخـتيار مجـموعة من الرجال يتميّـزون بالخـبرة والحـنكة والدراية معـروفـين ومقـبولين في المجـتمع ينوبون عـن الجالية ويمثــّـلون صوتــَها في الإجـتماعات ، أطلق عـليها أسم ( الهـيئة الإسـتـشارية ) وتم تسـمية خـمسة أشخـاص ، ثـلاثة منهـم موجـودين بينـنا اليوم ، والرابع إنتقـل إلى الـديار الأبدية وخامسهم أنا . ومن الجـدير بالذكـر أنّ الهـيئة الإستشارية هـذه لم يكـن عـدد أعـضائها محـدوداً بل كان يزداد تبـَعاً لإزدياد عـدد الرجال الواصلين حـديثاً منْ ذوي الخـبرة في الحـياة ، مما يدلّ عـلى إستمراريـتها أوتوماتيكـياً ، ولا زلتُ أحـتفـظ بوثيقة طـُبعَـتْ في وقـتها هي أشبـَه بـبيان إلى الجالية الألقـوشية في سدني .
 
حـفـلة عـيد القـيامة :

أقامت اللجـنة حـفـلة عـيد القـيامة المجـيدة في يوم 15/4/2001 عـلى قاعة Fairfield Show Ground ، وبدلاً من الفـرقة الموسيـقـية كان الـ D.J. ( وقـد قـيل لي في وقـتها أن أحـد الإخـوة الألقـوشـيّـين هـو الذي أتى بالجـهاز وأخـذ أجـرة تشغـيله له ، ولكـنه لما نشـرتُ هـذه المعـلومة في الصحـيفة المحـلية  في 2006 أخـبرني الأخ الذي يهـمّه الأمـر بأن الجـهاز هـذا كان مسـتأجـراً أصلاً وأنه أخـذ تلك الأجـرة فـقـط ، والعـهدة عـلى الرواة ، وهـذه إحـدى تبعات إهـمال كـتابة المَحاضر ) ، أما المأكـولات فـكانت بإدارة أحـد المتعـهـّـدين . وصادف في تلك السنة أنّ أربعة من الطـلبة الألقـوشـيّـين الذين أنهَـوا الدراسة الإعـدادية في المدارس الأسترالية كانوا قـد قــُبـِلوا في جامعات سـدني لذلك فـقـد إستغـلّ أحـد أعـضاء اللجـنة حـضورَ طلابنا المذكـورين الحـفـلة وهـنـّأهـم بمناسبة مباشـرتهم الدوام في الجامعة ، وبـينهم اليوم حاملة ماجـستير .
(( ملحـوظة )) : في هـذه الحـفـلة ذكـرتْ عـريفة الحـفـل أسماء بعـض من أعـضاء لجـنة شيرا الربان هـرمز بإخـتصاصاتهـم مثل المهـندس فـلان .... فـكان نشازاً مما سبّـبَ إمتعاض البعـض لأنه إذا كان هـذا سياق مقـبول فـكان يُـفـتـرض أن يذكـر إخـتـصاصات الآخـرين ويقـول مثلاً : النجار الفلاني والحـداد الفـلاني والفلاح الفلاني ، وتـكـرّرتْ هـذه الظاهـرة ثانية في حـفلة عـيد القـيامة عام 2005 كـما سنذكـر لاحـقاً مع التعـليق .
 
شيرا عام 2001 :

في مساء السبت 28/4/2001 ذهـبنا إلى الكـنيسة واحـتفـلـنا هـناك بكلمة ( أو كـلمات ) ومشهـد تمثيلي عـن الربان هـرمز ، ثم اعـتـلى الكاهـن موقـعه ليخـطب ، فـإبـتدأ كلامه بمقـولته الشهيرة : إنّ هـؤلاء ربان هـرمز ومار گـورگـيس لم يكـونوا قـدّيسين بل أناساً مثـلنا ..... وفي صباح اليوم التالي (الشيرا 29/4/2001) ذهـبنا إلى مكان الإحـتفال الخاص بمهـرجان الربان هـرمز عـلى مروج المنتزه المعـتاد كـل سنة حـضره أكـثر من 1300 شخـص ، تضمّن الإحـتفال سحـبة يانصيب (Raffle Ticket  ) ، دبكات فـولكـلورية وقـد شارك في الغـناء الفـنانة لينا صارو والفـنان نبـيل عـبود . وكان الكاهـن المذكـور مدعـوّاً ، فـلما وصل إلى مكان الإحـتفال إنطـلقـتْ الـهلاهـل وأهـازيج عـريف الحـفـل المُبالغ بها ، ويبدو أن الكاهـن كان قـد أحـسّ بخـطئه أو أنّ هـناك مَنْ نبّهه عـليه فـصحـّح الخـطأ بقـوله في الشيرا : إنّ اليوم هـو إحـتفال بذكرى القـدّيس ربان هـرمز ..... ولكن مقـولته المشهـورة ظـلـّتْ عالقة في ذهـني ولابدّ أنْ يكـون لها رد فعـل . كـنا قـد إستأذنـّـا من ذوي العـلاقة فـوزعْـنا للمحـتفـلين عـدد شهـر نيسان من جـريدة ( عـما كـلدايا ) الغـرّاء بسعـر ( 1 $ ) إلاّ أن أكـثرهـم أظهـروا سخاءاً معـنا مما جـعـلونا نحـصل عـلى كـلفة طـبع عـددها المقـبل الذي نشـرْنا فـيه خـبر الشـيرا هـذا ، مع تعـليق قـلنا فـيه : حـبّـذا لو أن الـ ( سِـعـتا – اللجـنة ) الموقـرة طـوّرتْ الإحـتفال هـذا ، نعـم جـميلة هي الدبكات والأكـلات والأجـمل أن يُضاف إليها بُعـدٌ آخـر فـيصبح مهـرجاناً .
 
نـشـاط آخـر مصوّر :

دعـتْ الهـيئة الإدارية لعـام 2001 الهـيئة العامة ( الجالية الألقـوشـية ) إلى إجـتماع وكان في قاعة مجاورة لمقـر جـمعـية الثقـافة الكـلدانية الأسترالية ، ومع الأسف لستُ أتـذكـّرالتأريخ ولكـنني أتذكـّر أنّ أحـد الشباب ( في عـمر العـشرين تقـريباً ) كان يصوّر بعـض اللقـطات منْ جـلستـنا بكاميرا الفـيديو- وقـد طلبتُ الفـيلم من كِلاً من والديه فـلم يستجـيبا - وسبب عـدم إستجابتهـما سوف أوضـّحه مع أمور أخـرى في قـسم آخـر من هـذه الوثيقة . بدأ رئيس اللجـنة بإفـتـتاحـية جـميلة مبـيّـناً طـموح رفاقه أعـضاء اللجـنة في تطوير عـملها خـدمة للجالية ، فـعـرضَ مجـموعة نقاط عـلى السبّورة كانت بمثابة ورقة عـمل لمناقـشـتها ، وإنْ لم تخـُـنــّي ذاكـرتي فـإنّ منْ بينها ... إنشاء نادي ألقـوشي ، لقاءات دورية شهـرية كأمسيات عـائلية مسلــّية بالـ ( بينـْگـو مثلاً أو غـيره ) ، إصدار نشرة ثقافـية .... وغـيرها لا أتذكـّرها ما لم أشاهـد الشريط السينمائي المشار إليه .
 
البعـض يخـطـّطون هـباءاً :

أخـذ صاحـبنا يشرح كل نقـطة عـلى انفـراد وبالتفـصيل ثم قال : والآن سنرى أياً منْ هـذه الإقـتراحات تفـضّـلون من خـلال عـملية إستفـتاء لآرائكم كي يمكـننا المضي قــُدُماً في التخـطيط لتـنفـيذ مطالبكم . وكان الجالس بجانبي رجـلاً ( واعـياً ، داركاً ، ناضجاً ، مثقــّـفاً ، مُحـباً لجاليته ، لكـنه غـير نشيط إجـتماعـياً ) فـقـلتُ له : إسمع يا فلان سترى نتيجة الإستفـتاء أنّ الغـالبية ( إنْ لم أقــُل الجـميع ) سيوافـقـون عـلى كـل الإقـتراحات ولا يعـترضون عـلى أيّ منها ! قال : كـيف يمكـن ذلك ؟ قـلتُ : سترى . ولما أجـريَ الإستفـتاء عـلى كـل مقـتــَرَح عـلى إنفـراد إمتـدّتْ الأيادي إلى الأعالى كالرماح عـلى كـل مقـتـرح دلالة عـلى الموافـقة ، فـكانت النتيجة مثلما أخـبرتُ صاحـبي . فـاستغـربَ منْ هـذا الواقع الساذج وسألني : ما الخـبر مع هـؤلاء ؟ قـلتُ له : ألا تعـرف لماذا ؟ إنّ إخـوتــَـنا أبناء جاليتـنا لا يعـرفـون ماذا يريدون ، وليس لديهم راياً ثابتاً إليه يستـندون ، وإذا كـَـوّنوا لهم فـكـرة فإنهم منها يخافـون ، وعـنها لا يدافـعـون ، وهـم يظـنـّون أنّ إعـتراضهم عـلى أيّ مقـترح سيجـلب عـليهـم الوَيلات من وراء المناقـشة ... لماذا ، كـيف ، ما هـو البديل ! لذلك  فإنهم إلى أفـضل الطرق يلجأون ، وعـن الإجابة عـلى هـذه التساؤلات يـبتعـدون ، ومن هـذه الورطة التي ليس لديهـم مخـرجاً منها يتهـرّبون ، فـيقـولون مع أنفـسهم : نحـن ليس لنا فـيها ناقة ولا جـمل ، فـكـلنا موافـقـون ( أحـسن من الشيخ محـمـد عـريـبي ) .
 
كـلمة ( نعـم ) تحـل كـل المشاكـل  :

 إنهم يُدلون برأيهم كما أدلى محـمد عـريبي برأيه : ( مْوافج ) هـذا منْ جهة ومنْ جهة أخـرى - وهـذه أهـم - أنّ هـؤلاء الأخـوة يعـتقـدون ــ وهم عـلى خـطأً ــ أنّ الإعـتراض عـلى أيّ مقـترح يجـعـل منهم أناساً مكروهـين ، إنّ هـذه الأسباب جعـلتـْهم يخـتارون الإجابة المُـثلى وهي ( نعـم ) . وفي الحـقـيقة فإنّ لهم بعـض الحـق في نظريّـتهم تلك ، لأن هـذه الكـلمة السحـرية تحـلّ كـل الإشكالات تجاه البعـض من أصحاب الرُتــَب والمقاعـد ، وإذا إعـترضَ أحـدهـم فـإنّ رأيه يوصف بالمؤامرة تارة وتارة أخـرى بالإنشقاق ، ناهـيك عـن وصفات طبية يصفها المرْضى للأصحـّاء ، ( وسيأتي موقـف حـقـيقي يُـثـبتُ صحة كـلامي وذلك في إجـتماع يوم 11/3/2007 كما سنرى ) ، وأخـيراً قال مدير الندوة -  وهـو أيضاً حائر مع هـؤلاء الإخـوة - : سنعـمل بما هـو مناسب . ودارتْ الأيام ولم يفـعـلوا شيـئاً ليس لأنهم قـصّروا في عـملهم ولكـن لأنهم لا يمكـنهم ولا غـيرهـم مِن عـمل شيء وليس بيدهـم شيء في مجـتمع يريد كـل شيء ولا يفـعـل شيئاً ، فالمشاريع الضخـمة تحـتاج إلى إمكانيات هـائلة ومجاميع كـبيرة مؤيدة من البشر . وأتذكـّر أنّ أحـدهـم في تلك الجـلسة وهـو الآن في دياره الأبـدية إنـتـقـد الهـيئات الإدارية كـلها بصورة عامة قائلاً : لماذا تستعـينون بمطربين من هـنا وهـناك ولا تشـجـّعـون مطربينا ؟ فـردّ عـليه أحـدهم وقال : نحـن نـلبّي طلب وذوق الأكـثرية . وقـد عـلـّـقـتُ لاحـقاً ومازحاً مع السيد الرئيس وقـلتُ له : إنكـم مقـصّرون ! قال : لماذا ؟ قـلتُ لأن جـماعـتـنا أرادوا كـل شيء وأنـتم لم تعـملوا أيّ شيء .  
 
أنا غـير ملزم ...... ! :

هـناك من الناس مَن يـبيع الوطنيات برخـص شـنيع ، فـقـد قال أحـدهـم يوماً أن الطلاب الألقـوشـيّـين في ألقـوش يحـتاجـون إلى سيارة نقـل كـبيرة لتـنقـلهم مٍن وإلى ( ألقـوش - جامعة الموصل ) وإلاّ فـسوف يُحـرَمون من مواصلة الدراسة ( مُبالـَغ به طبعاً ) ، وعـليه يجـب جـمع الأموال اللازمة كي نبعـثها لهـم ويواصلوا دراستهم . إن هـؤلاء الوطـنيّـين وإنْ كانوا مستعـدّين للمساهـمة إلاّ أنـّهم يريدونه بشروطهـم الخاصة وهي أن يـبعـثوا هـذه المبالغ بإسمهم كي يحـصلوا عـلى أنواط  لصدورهـم ورُتب عـلى أكـتافهم . ومع ذلك فـحـينما ناقـشنا الموضوع إخـتلفـتْ الآراء وكانت محـصّـلتها النهائية عـدم الموافـقة . ومن جـملة الآراء الرافـضة لهـذا المشروع ، قــَول أحـدهـم : أنا غـير ملزم عـلى ذلك ! لأنني حـرَمْتُ أولادي من الدراسة في الجامعة وبعـثـتــُهم للعـمل ، هـل تريدون أن آخـذ أتعابهم وأبعـثها لغـيرهـم كي يدرسوا ؟ لماذا لا يشتغـل أولائك مثـلما يعـمل أولادي ، خاصة وأنّ ظرفهم طارىء ؟ إنه منطق سـليم .
في الحـلقة القادمة : طيور الكـناري والزرزور + السيد الرئيس ، الله حـفـظه ، ومهّـدَ بالورود طريقه ، وأنار بالمشاعـل دروبه ، يتخـذ قـرارات فـردية دون إحـترام الأعـضاء ولكـنه أُجـبــِـرَ عـلى تـغـيـير رأيه .

409
حَـفـَّـزتـَـني أكـثر يا سيد داود برنو : ردُّكَ لم يُـشبع خـيالي


بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

يُـعـجـبني باللهجة الآثـورية الـتعـبـير ( ليه مَـسْـوِ خِـيالي = لا يُـشبـِع خـيالي ) مع تضخـيم الـ لام ، وكـثيراً ما أستعـمله أثـناء الحـوار مع الأصدقاء حـينما يحل في محله ، كـهذه الحالة في ردّ السيد داود برنو عـلى مقالي الموجّه إليه ، إنه لم يُشبع عـطش مقالي لأنه لم يضعه أمامه للإجابة عـلى كل تساؤلاتي ــ فآني وين وْ هُـوَّ وْ رَدّه وين ــ  ثم لاحـظـتُ فـيه يلقي اللوم عـلى حـرية النشر في المواقع للمهمّشين ، وأودّ أن أنبّهه إنْ كان لا يـدري ، وإنْ كان يـدري فالويل عـلينا ! وليس عـليه ، أنّ هـناك أناس مهـمّشون ليس لهم أهـدافاً وُضِعـوا فـوق كـراسي ذات مناصب ، مثلما هـناك أناس ليس لهم كراسي ولا مناصب ولكـنهم ليسوا مهمّـشين بل لهم أهـداف نـزيهة مخـلصة لا مصلحـية ، وإنك لا تستـطيع أن تـُهَـمّـش مَن تشاء .
أخي : حـينما تـقـرأ مقالاً لا تـخـتلق عـندك ما لا يوجـد فـيه وإلاّ نـتهمك بعـدم التركـيز ، ثم تـقـول في ردّكَ : (( والبعض الآخر أصبحت هوايتهم الكتابة بسبب الفراغ الهائل والممل الذي يزعجهم ويسبب لهم مشاكل  عائلية وأمراضآ نفسية, لأن معظمهم عاطلين عن العمل,وأن الدول الأجنبية التي يعيشون فيها تؤمن لهم كل مستلزمات الحياة الحرة الكريمة وبمستوى جيد جدآ من المعيشة والسكن والتأمين الصحي وغيرها, ولم يبق لهم أية مسؤولية عائلية سوى الأهتمام بالجانب الثقافي الذاتي ولاسيما في إعداد وكتابة المقالات هنا وهناك )) . أنا لا أكـَـذّبَـكَ ، ولكـن ما كان يجـب أن تـزج هـذه الفـقـرة في ردّك عـليّ ، لماذا ؟ لأنك لا تـدري بأني في أستراليا لستُ عالة عـلى الدولة بل عـملتُ في أكـثر من قـطاع عـمل ، ومن بـينها أكـثر من ثمان سنوات متتالية وبدون إنـقـطاع في عـمل مرهـق عـضلياً ولا يناسب عـمري والحـمد لله عـلى نعـمته وقـبل ذهابي إلى العـراق ، وحـضرتك رأيتـني هـناك ، ولما رجعـتُ باشرتُ العـمل في معـمل آخـر ولا أزال حـتى كـتابة هـذه الأسطر ويمكـنك التأكـد من جـميع حـلقاتك في أستراليا وبدون إستـثـناء إنْ كان الأمر يهمّك ، ثم يجـب أن لا تـنسى المثل العـراقي ( إحـنا وِلـْـد لِـﮕـرَيّه ، واحـد يعـرف أخـَـيَّه ................) . أما فـقـرتك : ((  ولهذا السبب فإن السجال معهم لا يؤدي الى أي فائدة,وكم كنت أتمنى أن أقرأ إنتقادآحتى لو كان لاذعآ من كاتب أو شخص سياسي يعيش داخل العراق, عندها سأردً عليه بالكامل وأكون له من الشاكرين, بغض النظر عن رأيه وموقفه السياسي, لأن عناصر التفاهم  المشتركة بيننا تكون أكثر واقعية وموضوعيةَ ومتيسرة )) أقـول : أجـبنا عـلى قـدر حالنا ومستـوانا يا أخي لماذا تـبخل عـلينا ، نـحـن بسطاء ، إرجع إلى مقالي وأجـب على أسئـلتي البسيطة ولا تـتهـرّب منها كما فـعـل غـيرك قـبل حـوالي شهـرَين ؟ وقـد أعـجـبني قـولكَ عـني : (( لايمكن مناقشتها بهذه الطريقة وبشكل علني, ولكن هو حُرً في التعبيرعن رأيه وموقفه السياسي )) فـيسعـدني أن أبوح لك بأني ــ منذ أنهـيتُ الدراسة الثانوية في ألقـوش والأخـويات الكـنسية ــ لا أرغـب في الإرتباط أياً كان شكله ، وحـينما سُـنَّ قانون حـرية الإنـتماء إلى النقابات في منـتـصف الثمانينات ألغـيتُ إرتباطي بنقابة المعـلمين ، ثم إلى درجة لا أقـبل بسيامتي كشماس لأنها في نـظري مسؤولية وإرتباط ، ولكـني نشيط في الكـنيسة والمجـتمع وعـلى الصعـيد القـومي الكـلداني الأصيل ، وفي لقائك معي في المطار الصغـير إعـتـرفـتَ لي بـبعـض الشيء من هـذا القـبـيل .
وتـقـول : (( لقد أثبتت الأحداث والوقائع صحة ما ذهبت اليه بأن النظام الأيراني يشكل مركز ثقل في المعادلة السياسية العراقية, لا بل في القضية اللبنانية والقضية الفلسطينية أيضآ, بالإضافة الى نشاطه  المتزايد في منطقة الشرق الأوسط وعلى كافة الأصعدة ولاسيما مشروعه النووي, إذن فلا بُدً لنا من التعامل معه بشكل من الأشكال شئنا أو أبينا, إنطلاقآ من هذه المعادلة السياسية القائمة في العراق, وفي هذه الأيام نشاهد في وسائل الأعلام المختلفة المسؤولين العراقيين ينتقدون موقف أيران لتدخلها السافر والمباشر في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ........))
يا داود : هـذا شأن دولة ورئيس وجـيش وحـكومة ودستور ووزير ، وليس شأن قس ومطران وكـنيسة وناقـوس ولا هـو شأني وشأنك كأفـراد إلاّ إذا كـنا مكـلـَّـفـين أو مجـنـًّـدين من جـهات أخـرى ذات مصالح ثمينة ويقـشمرون عـلينا بـنـفـر كـباب . أما بالنسبة إلى الأكـراد فإن وجـودنا معـهم ليس وليد صدفة وإنما منذ أجـيال وأجـيال ، وعـندنا من بـينهم ( دوست ) لنا في ألقـوش مثلاً ، وهـذا يعـني أن عـلاقـتـنا معهم جـيدة منذ أزمان فـلـنحافـظ عـليها بدون رتوش ولا نـفاق ولا رياء ولا هـز الذيل ولا نعـطي بـيدهم مستـمسك ضد بعـضنا البعـض بالوشاية عـلى إخـوانـنا ، ونـحـن نـتـذكـّـر المثل في ألقـوش : ــ قـيسا لا كـيثِ لِـتـْـوارا إنْ لا هـويا إيـذِح مِنـَّـح ــ  .
أما رأيكَ بأبو ناجي والـﭭاتيكان أحـترمه ، ولكن لا تـنسى أن حالهما حال الأمم المتحـدة ، ثم تـقـول : ((  لنا الأمل بوجود نخب سياسية مثقفة في هذا البلد تعترف بحقوق شعبنا وتعمل من أجل تأمين حقوق كافة الأقليات والقوميات في هذاالوطن العزيز )) وتـعـليقي هـو : إنّ فاقـد الشيء لا يعـطـيه .
وتـقـول في مقالك َ : (( لقد بدأت الأتصال بجهات عديدة منذ نهاية عام 2005 لتشكيل تلك القوة المسلحة وبشكل رسمي ولكن دون جدوى, ولو تحقق ذلك لَمًا إستشهد المطران فرج رحو ورفاقه الكهنة والشمامسة وطابور من المؤمنين الذين قتلوا وهُجًروا من مدينة الموصل الحدباء. كما إنني لازلت الآن أطالب بتشكيل تلك القوة لمجابهة الأخطار  والتحديات التي أمامنا, وإن القوات العراقية لاتزال غير مؤهلة لتأمين الحماية الكاملة للمنطقة ولا سيما إذا حصلت أشتباكات بين الأطراف المتنازعة في منطقة سهل نينوى لاسامح الله )) . يا سيد داود أراك في حـماس وإنـدفاع الشباب وأحـسُدك عـلى الروح الشبابـية التي فـيك ، هل تـعلم ، أجـدادنا الشيّاب كانوا يقـولون أن الشاب يستـهـلك طلـَـقات بنـدقـيته بسرعة أثـناء المعـركة دون أن يصيـب كـثيراً ، ولكـن عـنـد الشايـب تبقى فـترة أطول مع إحـتمالية أن يصيـب أكـثر ، فـعـن أية قـوة تـتـكلم وأية أسلحة وجهات وأطراف متـنازِعة ونينوى وإستـشهاد المطران ؟ إذا كانـت القـوات العـراقـية النظامية المسؤولة وذات هـيـبة قانونية ودستورية وعَـلم ودبابات ونجـمات وتيجان وخاكي ، كلها لا تستـطيع حـماية المنطقة ، كـيف تحـميها بـبعـض الأفـراد ، مائة أو خـمسمائة أو ثلاثة آلاف أو عـشرين ألف وقـل ما تشاء ؟ لا ، وﭽـماله أهـل الذمّة ، مع مَن ؟؟؟ المسألة ليست ( طِـﮕـَّـة ﭽـيلـَه ) وإنما المسألة ما بعـد صوت الـ طـَﮕـَّـة ، وهـنا أتـذكـّر كلام المرحـوم ( القـس ) المطران يوسف توماس في عام 1974 حـينما سألته سؤالاً عـفـوياً من مشاعـري حـول ما يُـروّج البعـض به اليوم عـن منـطقة قالت ، والذاتي حـكى ، فـقال : كلاّ ! ............. ؟؟؟
وقـد خـتـمتَ ردّكَ بـ : (( أما بالنسبة الى بلدتنا القوش الحبيبة إنني أفتخر بها ولكنني أفتخر أكثر لكوني عراقي من بلاد مابين النهرين وطن الآباء والأجداد, أرجوا أن تكون هذه الكلمة كافية وشافية )) فأقـول : مع كل الأسف لم تـكـن كافـية ولا شافـية وأتـمنى لك العافـية .

410
إلى الهـيئة الإدارية لجـمعـية شـيرا الربان هـرمزد الكـلدانية الأستـرالية / سـدني الموقـرة



سلام الرب معـكم وتحـياتـنا الكـلـدانية إليكم
في عام 2001 أقامت الهـيئة الإدارية للجـنة شيرا الربان هـرمزد بعـدد أعـضائها المحـدود حـينـئذ وقـبل تسجـيلها ، حـفلة ترفـيهية لبراعم ألقـوش في قاعة مستأجـرة من البلدية في منطقة Bonnyrigg عـلى نـفـقة ميزانية اللجـنة ، وقـد بذلتْ الآنسة سهـير عـوصچـي جـهـداً متمـيّـزاً وبمساعـدة اليافعة أور جلال جـلـّـو ، وهـيّـأتا لهم برنامجاً شـيّـقاً منْ مسابقات ، حـزّورات ،هـدايا متـنوّعة ، موسيقى وأغاني ممتعة رقـصوا عـلى أنغامها فإستمتع أطفالنا بأمسية جـميلة .
واليوم يسـرني أن أقـترح إليكم إقامة حـفلة تـرفـيهـية لأطفال جاليتـنا العـزيزة في سدني بكافة تسمياتها وبإسمكم ( جـمعـية شـيرا الربان هـرمزد الكـلدانية الأستـرالية / سـدني ــ الجالية الألقـوشية ) وبتـخـطيطكم وإدارتـكم وتحـت إشـرافـكم في إحـدى قاعات البـلدية عـلى أنغام الـ : دي جَي أو أية وسيلة موسيقـية أخـرى مناسبة للأطـفال متـضمّـنة مشروبات منعـشة ( drinks Soft) ، مقـبّـلات ، ساندويـﭽات وأية برامج ترفـيهية أخـرى ترونها ملائمة لنشاط كهذا . 
إن ما تــُـكـلـَّـف به الهـيئة الإدارية للجـمعـية لتـنـفـيذ هـذا الإقـتراح هـو :
أولاً   : التخـطـيط لإقامة هـذه الحـفلة من حـيث الوقـت والتأريخ والمكان وأعـمارالأطفال والحـد الأقـصى للعـدد المشارك منهم ، وإبلاغ جاليتـنا بموعـدها بوسائل عـملية فـعّالة بالإضافة إلى الصحـف المحـلية والأنـتـرنيت وإطـْـلاعي بالإيمَيل عـلى نـصّ التبليغ قـبل نشره ، مع إمكانية تـغـيـير موعـد الحـفلة بعـد إعلانه إذا إستـوجـبتْ الظروف القاهـرة .
ثــــانياً : جـرد العـدد التـقريـبي للأطفال المحـتـفِـلين وإعلامي به قـبل موعـد الحـفلة بأسبوع واحـد عـلى الأقـل بالإيمَيل .
ثـــالثاً  : حـجـز قاعة ملائمة من البلدية + ضمان حـجـز ونـقـل الـ دي جَي أو غـيره من أجـهزة موسيقـية والإحـتـفاظ بتـذاكـر الحـجـز إلى ما بعـد إنـتهاء الحـفلة ، ولا مانع من تصوير الحـفلة مجاناً .
رابعـــاً : تــَحَـمُّـل الغـرامات عـن أية مخالفات قانونية ، أضرار ، إهـمال وكل ما شابه ذلك وله علاقة  بالحـفـلة .
خامساً : مناقـشتي إذا تـطلـّـب الأمر عـن كـل ما يجـول بالخاطر حـول هـذا الإقـتراح للوصول إلى إنجاز أفـضل . وفي حالة رفـضكم للإقـتراح يرجى إبلاغي مع ذِكـْـر الأسباب الموجـبة تحـريرياً أو بالـ إيمَيل ( وليس شـفـوياً ) أو بواسطة وسائل الإعلام خلال شهر من تأريخ نشر هـذا الإعـلان .   
ومن جانبي سأتـكـفـَّـل بـ :
أولاً   : نـَـشْـرُ هـذا الإعـلان في الصحـف المحـلية المتاحة وفي الإنترنيت بتأريخ 13 و 14 / 10 / 2010  وإرساله إلى إيمَيل سكـرتير الجـمعـية السيد عـيسى قـلو مع تسليم نسخة له باليد بتأريخ  12 / 10 / 2010 .
ثــانياً : كتابة تـقرير عـمّا سيتمخـض عـنه إقـتراحي هذا من نـتائج ومواقـف الهـيئة الإدارية ونشره في وسائل الإعلام .
ثــالثاً : تجهيز المشروبات (( Soft drinks  والمقـبلات والسَّـندويـﭽات اللازمة للمحـتـفِـلين والمشرفـين .
رابــعاً : أجـرة القاعة مع أجـرة الـ  دي جَي أو غـيره بعـد (( إقامة )) الحـفلة وعـند إستلامي تـذاكـر حـجـزها + أية كلفة مادية أخـرى يُـتــّـفـق عـليها معي قـبل موعـد الحـفـلة .
خامساً : يـبقى هـذا العَـرض نافـذ المفعـول لمدة أربعة أشهـر من تأريخ نشره في وسائل الإعلام لإتاحة الفرصة الكافـية للهـيئة الإدارية للجـمعـية لمناقـشته والتخـطيط له لتـنـفـيذه مع مراعاة جـميع مسؤوليات الهـيئة والمذكـورة في أعـلاه ، وإذا لم تـتم إقامة الحـفلة عـملياً ( لأي سبب كان ) تـُـلغى كافة إلـتـزاماتي المادية بشأنها ، مع شكـري لكل جـهـد خـير .
                                                                                                                        مايكل سيـﭙـي
                                                                     

411
كيف تـقـبل أن نـنجـرف إلى المجهـول يا داود بـرنـو
وأنـت ألقـوشي

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

المقـدمة :

صدفة كانـت حـين تـفاجأتُ وإلتـقـيتُ بواحـد ممن تـربطـني به صلة قـرابة نوعاً ما ، ويكـبرني عـمراً في حي آسيا / الدورة في نهاية الثمانينات ، وبعـد روتين التحـية عـلمتُ أنه يسكن في ذلك الحي منـذ زمن ويعـلم أنـني أسكن هـناك أيضاً ، فـسألته بالحُـسنى سؤالاً بريئاً عـفـوياً وبنيّة حـسنة معـتمِداً عـلى ( مَيانة ) القـرابة ليس إلاّ ، ولم أحـتـسب معادلته الرياضية الضيقة ، وقـلتُ : ليس لي عِـلمٌ بسَكـنِكم في هـذا الحي وعـجَـباً لم نـرَكـُم ، ولم تـزُرونا طيلة هذه الفـترة وأنتم تعـلمون أننا هـنا ؟ فأجابني بدَم بارد مشوّب بإستعلاء وقال : أليس المفـروض بالصغار أن يُـبادروا بزيارة الكِـبار ! . إن هـذا الجـواب ليس قانوناً إجـتماعـياً ولا تعـليماً سماوياً ، كما ولم يكن ضرورياً أنْ يـرُدَّ عـليّ بهـذه الصيغة ، لكـنـني رأيتُ بعـض المنطق في كلامه لـذا فـضـّـلتُ السكـوت في حـينها أكـثر من التعـليق عـليها .
المتـن :
في 21 / 5 / 2010 وعـلى الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,415029.0.html
نشر السيد داود برنو المقال ( تشكيل قـوة مسلحة هي الضمان الوحـيد لحـماية شعـبنا من الإرهاب ) ، فـكان جـوابي له في 26 / 5 / 2010 عـلى الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,416248.0.html بمقال قـلتُ فـيه : (( لأن ثـقافة إمتلاك السلاح ليست آيـديولوجـية كل الفـئات ، كما أنّ إستخـدامه للوقاية ودرء المَخاطر ليس من ممارسات  كل الجـماعات ، فالشعـوب الواعـية تعـرف أنّ العـنف يولد العـنف ، والإنـتقام يدفع إلى الإنـتقام ، والشر يشجّع الشرير عـنـد الأزمات )) .
وفي 27/7/2010 وعـلى الرابط  http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,429983.0.html  نشر السيد داود مقاله الآخـر وقال فـيه : ((  وأن المشروع الحقيقي الذي يمكن أن يتحقق  لحماية شعبنا هوً: العمل يدآ بيد مع القيادة الكردية بزعامة السيد مسعود البارزاني وهذا أيضآ لن يحقق جميع طموحاتنا القومية المشروعة, ولكن هو الأفضل ما يمكن تحقيقه, وهو أكثر واقعية وأكثر قبولآ لدى الجميع في الوقت الحاضر )) .
ولم أعـلق عـليه إنـتـظاراً مني كي أعـرف ما الذي يريده هـذا الرجـل .
لكـن بتأريخ 19 / 9 / 2010 كـتب السيد داود عـن ( زيارة الـﭙطرك مار دنخا الرابع إلى إيران وأبعادها السياسية ) يمكن قـراءته في الرابط  http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,443164.0.html يُـطالبنا فـيه بمغازلة ومصادقة إيران للحـفاظ عـلى كيان شعـبنا في العـراق . وعـليه فأقـول :
يقـتـضي الواجـب الأخلاقي والكـياسة الإجـتـماعـية أن نـحـترم الرجال الكـبار وذوي المناصب العـليا المدنية ، فـكم بالأحـرى الدينية منهم ومن مخـتـلف المعـتـقـدات ، وَ زِدْ عـلى ذلك إذا كانوا من أبناء شعـبنا ، فـلدينا أعـمدة شامخة هم قادتـنا ﭙـطاركـتـنا الأجـلاّء في كـنائسنا المشرقـية الأصل لشعـبنا الكـلداني والآثوري والسرياني ( وحـتى الأرمني ـ  وهل من مانع ) ومن مخـتـلف المذاهـب ، أمناء عـلى خـلاص النـفـوس بالإرشاد والوعـظ ، وحـريصون عـلى بناء بـيوت الرب ، ونحـن رعـيّـتهم نكـُـنُّ لهم كل الإحـتـرام والتـقـدير مع المسانـدة . ورجـوعاً إلى السيد برنو فـيقـول :
(( ولكن مع شديد الأسف لم يكن لدينا مرجعية دينية أو قيادة سياسية موحدة تأخذ على عاتقها هذه المسؤولية,وأن القيادة الأيرانية تفضًل التعامل مع المرجعيات الدينية لأنها لا تؤمن بالقوميات وحقوقها المشروعة, بالرغم من وجود قوميات عديدة في أيران لها لغتها وثقافتها ومنطقتها ومنها على سبيل المثال القومية الفارسية, التركمانية, الكردية, العربية,البلوش...الخ ,وأن النظام الأيراني يطبق الشريعة الأسلامية وفق منهج ولاية الفقيه على جميع المواطنين دون تفرقة أو تمييز ))
إن الأخ برنو متأسف لإفـتـقارنا ـ وأكـيد يقـصدنا نحـن الشعـب المسيحي في العـراق ـ إلى ( 1 ) مرجعـية دينية تأخـذ عـلى عاتـقها هـذه المسؤولية .... وهـو لم يذكـر إسم ونوعـية تلك المسؤولية التي يريدها تحـديداً ولم يضع النقاط عـلى حـروفها كي نـقـرأها بسهولة ، كما لم يـذكـر لنا هـيكل المرجعـية تلك التي يتمناها والأسس التي يجـب أن تستـنـد عـليها ، ونوعـية الأواصر التي تربطها ومَن هم الذين يُـفـتـرض أن يدخـلوا في تركـيـبتها ، ولطالما هـو قـريـب من البعـض منهم حـسب ما أفاد في مقاله ، تــُرى هـل سأل أولئك الذين يهمهم الأمر لماذا لم يُـنـشِـئوا مثل هـذه المرجعـية ، وهـل حـصل عـلى جـواب ؟ وإذا أكـّـد في ردّه المتوقع لاحـقاً بأنه حاول ولم يحـصل عـلى جـواب ، فسأزوّدُه به وأنا الممنون منه حـيث لا يحـق لي أن أسبقه . وفي سطره الثاني أعلاه يجـزم بأن الإيرانيّـين يتعاملون مع الدين وليس القـومية ثم يرجع في السطر الأخـير ويقـول أنهم يطبّـقون الشريعة الإسلامية عـلى جـميع المواطنين ! طيـب سيد داود نحـن نسألك ، إنّ الذي يطبق شريعة معـتـقـده عـلى الغـير عـنوة وهم صاغـرون ، هـل يتعامل معهم بإعـتبارهم أصحاب عـقـيدة أخـرى مخـتـلفة أساساً عـن تلك التي عـنده ! ولأي هـدف يتعامل ؟ إلاّ إذا قـلنا أنّ وراء ذلك غايات سياسية للتمويه عـلى الرأي العام العالمي  شأنهم شأن صاحـبنا أيام زمان ! ( لا و ﭽـْـماله أنـت مْـسَـوّي فـضل وتـﮕـول : وفق منهج ولاية الفقيه على جميع المواطنين دون تفرقة أو تمييز ـ  دون تفرقة أو تميـيز ـ ) . وأضيف هـنا هـل تـريد من رجال الدين المسيحـيّـين العـراقـيّـين ـ وهم جزء من الشعـب العـراقي ـ أن يتجاوزا السلطة الدستورية في العـراق ويذهـبوا بصورة كـيفـية وشخـصية للتعامل مع قـيادات سياسية خارج العـراق لحـل مشكلة المكـوّن المسيحي العـراقي الذي هـو جـزء من الشعـب العـراقي ؟ وما الذي عـندهم ليقـولوه للإيرانيّـين ؟ لا شك إنهم سوف يـُـتــّهَمون بالتعامل مع الأجـنبي والتي تعـني بوضوح خـيانة الوطن ، فـيـستـحـقـون عـقوبة الخـيانة العـظمى ، ليُـقال عـنهم بعـدئذٍ : عـلى نـفسها جـنـتْ براقـش ( كمَن عـنده مشكلة عائلية فلا يتـناقـش بها فـيما بـين أعـضاء الأسرة أو الأقارب القـريـبـين ، فـيستـنـجـد بالغـرباء ) . نـحـن لا نـتعامل مع الأجـنبي في ستراتيجـية بناء الوطن ، وإذا كانـت كـلمة ( نـحـن ) غامضة عـليك فأقـول نـحـن مسيحـيّو العـراق . كان بالإمكان أن يؤخـذ رأيك بنـظر الإعـتبار لو أنك إقـتـرحـتَ عـقـدَ مؤتـمرٍ عالمي شامل ـ وليس فـردي ـ برعاية تـنـظيم دولي كلأمم المتحـدة مثلاً أو الـﭭاتيكان أو مجـلس السلم العالمي .
لا يا داود !! كـيف تـقـبل أنْ نـنجـرف إلى المجهـول وأنـت ألقـوشي .
ويواصل السيد داود برنو أسفه الـ ( 2 ) لإفـتـقارنا ـ وعـلى الأكـثر يقـصد الكـلدان والآثوريّـين والسريان العـراقـيّـين ـ إلى قـيادة سياسية موحّـدة ، وهـنا نـعـيد الكـَـرّة مرة أخـرى ونـقـول : أنـتَ ترى أن مجـلس السيد آغجان وتـنـظيم زوعا محـسوبان كـقـيادتين لشعـبنا ومشاركـَـين في سلطة بلدنا أكان ذلك في الشمال أو في الجـنوب وهـذا هـو المرئي والمعـلن ، فـلماذا لم توجّه نداءك إليهما وبالإسم ! وأنـت تمتدح هـذا يوماً ، وذاك يوماً آخـراً ؟ أما إذا كان قـصدك مشاركة القـيادات السياسية لشعـبنا الكـلداني في القـيادة الموحـدة التي تـنـشدها ، فهذا موضوع شيّق للتباحـث فـيه ونـقـول : مع مَن تـريدنا أن نشتـرك ؟ هـل مع مَن يريد تـهـميشنا ، إصهارنا ، لا يميِّـز بـين الهـوية القـومية والمذهـب الديني ، أم مع السُـذّج القياديّـن الآخـرين الإقـصائيّـين ؟ أتـعـرف وأنـتَ ألقـوشي ، نـحـن ركنٌ مهمٌ من أركان البناء ، ولكَ حـرية إخـتـيار المقايـيس والأصعـدة التي تريدها أنـتَ ! أتـعـرف أنـنا شعـب أصيل ؟ إنك مطـّـلع عـلى مجـريات الأمور فـلماذا تجـعـل من نـفـسك  غـشيماً ، أطلب الجـواب عـن سؤالك وأسفـك مِـمّن يهمهم الأمر .
لا يا داود !! كـيف تـقـبل أنْ نـنجـرف إلى المجهـول وأنـت ألقـوشي .
وفي فـقـرة أخـرى من مقال السيد داود يقـول فـيه :
(( وإن المشروع الأيراني الجديد في العراق لا بُدً وأن يأخذ بنظر الأعتبار حقوق هؤلاء المسيحيين المسالمين المظلومين وبكافة تسمياتهم القومية, لأن ثورة الإمام الخميني جاءت لنصرة  الشعوب المظلومة والمسحوقة في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن دينهم وقوميتهم, ولنا أمل كبير بأن تلاميذ الأمام  الراحل آية الله العظمى الخميني الذين في سدة الحكم الآن سوف يسلكون نهجه ويعملون على تحقيق أهدافه ))
يا داود ! عـندنا مثل في ألقـوش يقـول : ـ إذا أقـرباؤك أكـلوا لحـمك فإنهم لن يرمـوا عـظامك ـ  
عـزيزي داود ، إن القـريـب إذا عاداك سيحـس بعـدائه يوماً ، وإذا ظلمك سيشعـر بظـلمه وقـتاً ، ولو سرقـك سيعـرف الحـرام زمناً ، وإذا قـتلك سيرى دمَك يسقي تربتـَـك ويرى جـرمه بـين يديه ولو لحـظة ، فـقـد يتحـرّك عـنده ضميره الميّت ساعة ، أما الغـريـب فـليس له كل هـذه ، ولا هـو كما تـتـخـيّـله . داود ! كـيف تـتـجـرّأ وتـنـطق عـبارة ( المشروع الإيراني الجديد في العـراق ) ؟ إن حَـماسَك له يجـعـلني أراك جـزءاً من هـذا المشروع ! هـل سألتَ نفـسك : مَن هـو هـذا الإيراني الذي عـنده مشروع في العـراق ؟ ما الذي يعـمله في العـراق ؟ وما هـو مشروعه الذي سيخـدم العـراق ؟ وهل مات العـراقي الذي عـنده خـططه لخـير شعـب العـراق ؟ نعـم ، تلاميذ المرحـوم الخميني يسلكـون نهجه ويعـملون عـلى تـحـقـيق أهـدافه ، ولكن ! فـكـّر ملياً وإسأل نـفـسك بصدق وإسمع ضميرك العـميق وقـل لنا بربك : في عـمق التأريخ متى أراد الفـرس خـيرَ العـراق ؟ وهـل أراد المرحـوم الخـميني خـير العـراق ؟ وهـل ينوي تلاميذه خـير العـراق ؟ وعـن أي خـير تـتـكلم ، ((( إلاّ إذا كانـت لك حـصة من ذلك الخـير للعـراق ))) .
لا يا داود !! كـيف تـقـبل أنْ نـنجـرف إلى المجهـول وأنـت ألقـوشي .
ويضيف داود في مقال :
((إن المبادرة التي قام بها أبينا البطريرك أعطت زخمآ هائلآ وأملآ كبيرآ لأبناء شعبنا في كل من  العراق وأيران لمواصلة جهودهم الحثيثة في البقاء على أرضهم داخل الوطن ))
أي زخم وأي أمل وأي جـهـود حـثيثة وأي بقاء ، وبقاء أين ؟ إنك تـجـبرنا عـلى الكلام ! هـل تـتـذكـّر في ألقـوش مصطلح ـ  يارا ـ في مخـبأ الدجاجة في الـ بيكارِه ؟ الآن لن أوضـّـح ذلك لك ، كي تذهـب وتسأل أهـل العِـلم إنْ كـنـتَ لا تـعـلم ! وإذا لم تحـصل عـلى الجـواب فـسيأتيك بعـد ردّك . ثم وبناءاً عـلى كلامك يمكـنـنا الإستـنـتاج بأن ممثـلي سفارات دول الهجـرة في اليونان وتركـيا والأردن وسوريا وربما في دول أخـرى ينادون من باب طائراتهم وهي عـلى أهـبة المغادرة إلى عـواصمهم ويقـولون : واحـد ، واحـد ، واحـد ، واحـد ! ولا يوجـد واحـد مجـيـب من أبناء شعـبنا ، ولا واحـد صاعـد . نـحـن مع فـكـرة الـتـشبّـث بالأرض ولكـنـنا ( نـحـن في دول المهـجـر ) إذا زمّـرنا وطـبَّـلنا بها ، سينـتـقـدنا المتشبَّـثون الحـقـيقـيّون إنـتـقاداً منطقـياً ومعـقـولاً ولهم الحـق في ذلك لأنـنا في بلدان المهـجـر وهم ذوو مصير مجهـول .
لا يا داود !! كـيف تـقـبل أنْ نـنجـرف إلى المجهـول وأنـت ألقـوشي .
ويضيف السيد داود برنو في مقاله :
((  ان قداسة البطريرك غنيُ عن التعريف  ومعروف بمواقفه التاريخية الثابتة والجريئة التي لاتتغير ولا تتزعزع مهما تغيرت الظروف,إنه حقآ رئيسآ للكنيسة الشرقية الآشورية في العالم, وبنفس الوقت إنه قائد الأمة ومحطً آمالها,يتعاطى مع الواقع بكل عقلانية وشفافية, لقد التقيناه في عام 1983 وكانت مواقفه نفسها التي عبر عنها قبل شهر تقريبآ أثناء أستقباله لوفدً من المجلس الشعبي(الكلداني السرياني الآشوري) في ولاية مشيكن, والتي يمتزج فيها الفكر القومي  والأيمان المسيحي والأخلاق الروحية العالية تجاه قضيتنا القومية العادلة وحقوقنا المشروعة في وطننا العراق العزيز ))
إنّ عِـبارة ـ إنه حـقاً رئيساً ( رئيسٌ  √) للكـنيسة الشرقـية الآشورية في العالم  ـ لا غـبار عـليها ولكن لماذا تـقـول ـ حـقاً ـ ! هـل هـناك مَن يشك بذلك ؟ ثم إنك وضـّحـتَ موقعه كرئيس للكـنيسة الشرقـية الآشورية ، طيّـب ولكن عـبارة ـ قائد الـ أمّة ـ لم توضـّـح لنا أيّة أمّة كي يمكـنـنا تـحـديد موقعـنا ، خاصة وأنك ألحـقـتَ ـ ألـ التـعـريف ـ بها وكأنها لا تـقـبل التأويل ولكـنها قابلة للتأويل إلى كل الأجـناس البشرية . وأنا شخـصياً لا أمتلك معـلومات عـن مواقـف خاصة بغـبطة الـﭙاطريرك مار دنخا الرابع الجـزيل الإحـتـرام ، تلك التي وصفـتـَها بـ (( مواقـفه التاريخية الثابتة والجـريئة التي لا تـتغـير ولا تـتزعـزع مهما تغـيرت الظروف )) فأنا بودّي أن أطلع عـليها مثـلما أنا مطـّـلع عـلى غـيره .
لا يا داود !! كـيف تـقـبل أنْ نـنجـرف إلى المجهـول وأنـت ألقـوشي .
وأخـيراً يُـهـيـب مْـيُـقـرا داود برنو الألقـوشي بالرؤساء الآخـرين للكـنائس ويقـول :
(( إننا نهيب برؤساء الكنائس الآخرين بأن تحذو حذوه وأن يتخذوا خطوات مماثلة  بأتجاه الوحدة القومية الشاملة لشعبنا وكنيستنا, وأن تتخًذ نفس الموقف السياسي الذي إتخذه قداسته والذي يعزز مطالبتنا بالحكم الذاتي لشعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) في المناطق التاريخية التي يسكنها داخل وطننا العراق العزيز ))
وهـنا تـحـلو الوقـفة مع أخـينا داود ونـقـول له : إن كـبارَنا يُهـيـبون بنا ، وقادة الجـيش بجـنودهم ، والرؤساء بأبناء شعـبهم ، وقادة الكـنيسة برعـيتهم ....... وهـكذا ، ولكـنك جـعـلتَ مِن أنـفـسكم مجهـولين بقـولكَ ( إنـنا نهـيـب برؤساء الكـنائس الآخـرين .... ) فـمَن أنـتم يا تــُرى ومِن أيّ موقع تـتـكـلمون كي تــُهـيـبون بالرؤساء ؟
 لا يا داود !! كـيف تـقـبل أنْ نـنجـرف إلى المجهـول وأنـت ألقـوشي .
ويطالبهم بأنْ يحـذوا حَذوَه .... بإتجاه الوحدة القـومية الشاملة لشعـبنا وكـنيستـنا . يا سيد داود ( وحـدة وحـدة ، خـلينا نـتـفاهم ، وكما عَـبَّـر عـنها سيادة المطران سرهـد جـمّـو في محاضرته في فـترة وجـوده في أستراليا عـنـد تـتويج مار جـبرائيل كـسّأب مطراناً لأستراليا ونيوزيلـنـدا ، حـين قارن بـين العـمل القـومي ـ لابل الطموح القـومي ـ لأبناء شعـبنا من الآثوريّـين والكـلدانيّـين وقال : إنّ الإخـوة الآثوريّـين شباب متحـمسون يسوقـون سياراتهم بسرعة دون مبالاة بإشارات المرور وقـوانين قـيادة المركـبات فـيـتـعَـرّضون للخـطر ، أما الكـلـدان فإنهم يسوقـون مركـباتهم بتأني وتـروّي وتعـقـل ويتـحـسّـبون علامات المرور ومفاجآت الشارع ألف حـساب ولذلك فإنهم بطيئي السير ، ونكـبات الدهـر عـليهم هي أقـل ) .
خـلينا بالوحـدة القـومية أولاً ( واحـد فـيترﭽـي فـتح براغي مكينة سيارته كلها ، وبعـد أن نـظـّـفـها شـدْها ورجَّع البراغي كل واحـد بمـﭽانه عـلى كـيفه ، وفي النهاية فـضلتْ براغي كـثيرة ما إلها مـﭽان ، فـقال : هـذي زايدة ما نـريدها ) فـيا داود برنو هـل تريد الوحـدة بهذه الطريقة ؟ ومَن هم الذين لا يريدون الوحـدة ! أؤكـّـد لك إنهم أولئك الذين ينادون بها ! نعم إنك تستـغـرب ولكـن هـذا هـو الواقع . وحـتى تـقـتـنع إليك المثال الآتي : إذا أسّسنا أنا وأنـتَ شركة مساهمة بـينـنا وبرأس مال ((( متساوي ))) ، فـسنـطلق عـليها إسماً لا يمتُّ بـِصِلة إلى إسمي وإسمك كأن تـكـون شركة البطحاء أو الرافـدَين أو بـيث نـهرين ......  أو نسميها بإسمي وإسمك وهـذا أفـضل كي يعـرف الناس أنـنا نملكـها كِـلينا فـتكـون ( شركة مايكل وداود ـ أو داود ومايكل ) هـل عـندك إعـتراض ؟ أما أن تكـون ( شركة مايكل داود ـ أو داود مايكل ـ فـهـذا لا يقـبله العـقـل ولا المنـطق ولا الله ولا الملائكة ولا الذين هـبطوا من السماء ولا الشياطين تـحـت الأرض ) لماذا ؟ لأن السبب واضح ـ فالقارىء سيتـصوّر أن داود هـو إبن مايكل أو مايكل هـو إبن داود . أمّا أن تـقـول أنـنا ( أنا وأنـتَ ) متـفاهـمين ويكـفي ! فـهـذا مرفـوض لأنـنا لسنا نعـمل من أجـلي وأجـلك وبالخـفـية بل بوضوح أمام الشعـب ومن أجـل الشعـب ! فـما هـو رأيك ؟ وإذا قـيل أنّ هـذه تسمية مؤقـتة مرحـلية سياسية أسفـنيكـية فـنحـن لا نقـبل بهـذه الجـنجـلوتية ، وقـل لهم ( شوفـولكم غـيرها ) ، وكما قال سيف العـرب في مسرحـيته ( هـذي الكلاوات ما تعـبُر عـل العـراقـيّـين ) .  
لا يا داود !! كـيف تـقـبل أنْ نـنجـرف إلى المجهـول وأنـت ألقـوشي .
وماذا عـن الوحـدة الكـنسية ؟ هـل أنت صادق في قـولك : (( تحذو حذوه وأن يتخذوا خطوات مماثلة  بأتجاه الوحدة لكنيستنا )) ؟ إن هـذا الموضوع مرتبط بفـقـرة المرجـعـية التي تكـلمنا عـنها ، وأكـلـفـك أن تستـفـسر عـنها وعـن مصير وثيقة التفاهم بـين القائـدَين مار دنخا الرابع الجالس سعـيداً والمرحـوم مار روفائيل بـيدويذ وأسباب توقـفها فإذا تجاهـل أحـد أمامك ، عـندئـذ سيصلك الجـواب ويزول عـنك الغامض والمجـهول .
لا يا داود !! كـيف تـقـبل أنْ نـنجـرف إلى المجهـول وأنـت ألقـوشي .
وتبقى الفـقـرة الأخـيرة من مقال السيد داود الألقـوشي فـيقـول : (( وأن تتخًذ نفس الموقف السياسي الذي إتخذه قداسته والذي يعزز مطالبتنا بالحكم الذاتي لشعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) في المناطق التاريخية التي يسكنها داخل وطننا العراق العزيز ))
أقـول : إنـنا نطالب بالحكم الذاتي في العـراق كـله ، لأن العـراق كـله أرض الأجـداد من زاخـو إلى الكـويت وبضمنها شرقاط وأربـيل وكركوك والمدائن ، ولا نقـبل بأن نـُحاصَر في زاوية ضيقة كي نـُساق إلى سمّيل أخـرى ، وعـندها بمَن نستـنـجـد ؟ ومِن أين نأتي  ـــ  بألقـوش أخـرى ـــ  حـين لا ينفع مال ولا بنون ؟
فـهل تـرضى يا داود أن نـنجـرف إلى المجهـول وأنـت ألقـوشي ؟ .
الخاتمة :
وعـنـد الخـتام ، رسالتي إلى السيد داود برنو الموقـر :
إنـنا لم نعـد نفهمك يا أخي ( هـل تريدنا  ويّه الأكـراد ، ويّه الإيرانيّـين ، نـْـشـَـكـّـل جـيش ، نـناشد أبو ناجي أو الـﭭاتيـكان ، هـل نـلغي التعامل مع حـكـومتـنا أياّ كانـت ، وليش ما نلجأ إلى أولاد الخال ــ شـتـﮕـول ؟ ــ  وكل الطرق مفـتوحة أمام مَن ليس له طريق ). حاول أن تـثبت عـلى رأي واحـد وقـرار واحـد وإستـراتيجـية واحـدة كي يمكـنـنا أن نـمشي وراءك وعـلى خـطاك وعـنـدئـذ لن نـنـجـرف إلى المجـهول وأنـت ألقـوشي ، فـهل سنـقـرأ رداً منك ؟ ولجـمالية مقالك ، أرجـو أن تـنـتـبه إلى قـواعـد الإملاء والنـحـو أثـناء الطباعة .


 

 






412
مع الإدارة الجـديـدة لجـمعـية شـيرا الربّان هـرمزد الكـلـدانية الأسـتـرالية / سـدني 2010
 ( 3 )

 
في شيرا 18 نيسان 1999 أجـريَتْ مسابقة جـرّ الحـبل مرّتين ، واحـدة للرجال وأخـرى للنساء وفي نهاية إحـتفالنا في المنتزه أجـرينا سحـبة يانصيب عـلى بطاقات الدخـول والمشاركة ، كي نقـدّم للرابحـين جـوائز بسيطة هي منْ تبرّع الكـُرَماء منْ أبناء جاليـتـنا ثم غادرْنا المكان بسلام .
 
وهـنا لابـدّ منْ أنْ أذكـرَ لـمَنْ تـنفعُـه الذكـرى فأقـول : كان منْ بين الجـوائز مكواة سعـرها في السـوق$17.5  تبرّع بها شـَهـمٌ كـريمٌ منْ أصحاب المحـلاّت وكـنـّا نحـن أعـضاء اللجـنة منْ بين جـموع الحاضرين الـذين إقـتـنــَوا بطاقات الـيانصيب وشاء حـظي الفـريد أنْ أربح تلك المكـواة ، فـعـلــّق أحـدهـم قائلاً : طبعاً أعـضاء اللجـنة يربحـون ، لأنهـم قـد خـطــّطوا ورتــّبوا لها مسبقا ً ( زين يابا ؟؟ خـطـطـنا ورتـبنا لـ $17.5 ) . أما بشأن الأم التي تركـتْ إبنها وإبنـتها في حـفلة 4/4/1999 فـقـد عاتـبها أحـد أعـضاء اللجـنة في يوم الـشيرا هـذا ( فـزعـلـتْ ) وفـسّرتْ عـتابَه لها بأنه يريد ثـمن بطاقـتيهـما ( ثمن مشاركـتهـما في الحـفـلة ) وقالتْ له : تفـضـّل هـذا ثـمن بطاقـتيهـما ! فـقال لها : أنا لستُ أطـلبُ منكِ ذلك وإنما أقـول ُ لا تـُحـَمّـلينـنا مسـؤولية أولادكِ وأنتِ غائبة .
 
الزؤانُ ، زؤانٌ ولو طـوّقـتـَه بالحـنطة : 

كما يجـب ( ويجـب ) أنْ أذكـر شيئاً عـن تفـكـير وسـلوك  البعـض الـذي هـمّه الوحـيد إثارة المشاكـل وزرع البلـبلة بـين الأحـباب ببـذور رخـيصة مُـخـجـلة . وكـل ما في الموضوع هـو أنـّـنا أعـضاء اللجـنة تعـبْـنا فـعلاً ونحـن فـرحـين في يوم الإحـتفال ( شيرا الربان هـرمز) ولم تـتوفــّر لنا فـرصة الإستمتاع به بسـبب متابعاتـنا لأنشـطـته بـُغـْية ضمان نجاحه وكـنا أهـلاً له فـقـد حـقـقـناه وهـكـذا يجـب أن يكـون كـبـير القـوم خادمهم وليس شـيخهم كما يتـخـيّل بعـض الرؤساء . وبعـد أسبوع إجـتمعـنا لـنـُقـيّم عـملـَـنا وإتـّـفـقــْـنا عـلى القـيام بسفـرة محـدّدة ولأعـضاء اللجـنة فـقـط ، حـيث لا مسؤولية ولا تهـيئة ولا مستلزمات ولا تبليغات ولا صرفـيّات ولا موسيقى بل كل واحـد منا بسيارته ، أما الـمأكـل والمشرب فـيكـون جـماعـياً نتقاسم كـلفـته بـينـنا ، فإشـتركـنا جـميعـنا إلاّ واحـداً وبسبب ظروفه غاب عـن الحـضور ، فـقـضينا نهارنا هـناك ورجـعْـنا إلى بيوتـنا . وبعـد أيام تطـرّق إلى مسامعـنا أنّ أحـدهـم من المُهَـرّجـين والذي ليستْ لديه الجـرأة الكافـية للمواجهة ( ليس العـضو الـذي غاب ) ، روّج دعاية مفادها أن تكاليف سفـرتـنا كانت منْ رصيد لجـنـتـنا ، ولكـني لم أسكـتْ عـليه بل إستـغـلــّيتُ فـرصة ( إنتخابات أوائل شباط عام 2000 ) وبحـضوره مع الجـموع وضـّحـْتُ الموقـف وبإثـباتات مقـنعة ، ورغـم ذلك فـقـد كـرّر هـذا الفـلان المحـترم كلامه مرّة أخـرى في مناسبة أخـرى وردّ عـليه أحـد الـرفاق في اللجـنة بضبط اللسان طالما أن الموضوع قـد فــُسّرَ له بوضوح وأمان ، فـهل نـجـني حـنطة من الزؤان ؟
 
عـيد رأس السنة والكـاميرا والفـيلم :
تهـيّأنا لحـفـلة عـيد رأس السنة ووضعـنا البرنامج الخاص بها وحـجـزنا قاعة الـبلدية لمساء 31/12/1999 ولتخـفـيف العـبء الـمادّي عـلى عـوائـل جـماعـتـنا فـقـد أوصَيناهـم أنْ يأتـوا ومعـهم أكـلهم وشـربهم فـلا يكـلـّـفهم سوى أجـرة القاعة والفـرقة الـموسيقـيّة ومستلـزمات الـزينة وبـهذا فإن سعـر البطاقة أصبح رخـيصاً ( إنّ هـذا الشكل منْ خـدمة الـذات يُحـبّـبه الـبعـض ويستهـجـنه الآخـر) وكل شيء لحـفـلتـنا أصبح جاهـزاً ولجـميعـنا مُرْضيٌاً . وكان أحـد الشباب الناشـطين من أعـضاء لجـنتـنا لـتلك السنة والمندفـعـين للعـمل الجـماعـي - تباهـياً - قـد  صار عـريفاً للحـفل وأحْـضـَر كاميرته السينمائية ليُـصوّر فـعاليات سهـرتـنا الواحـدة تـلــْوَ الأخـرى . إنّ تلك الدورة من حـياة اللجـنة ربما كانت فـريـدة بوقـفاتها ومنعـطـفاتها كما سيتـّضح فـيما يلي :
 
*) كانت اللجـنة ذات نشاطات مـمَيـّـزة عـن باقي السنين الماضية منْ حـيث تدريب فـرقة الشباب للدبكات ، مسابقات ، توثيق بسيط ومصَـوّر للنشاطات . 
*) في مساء يوم 31/12/1999 بدأ الألقـوشـيّون بالحـضور إلى القاعة ووضع قـناني كـحـولهم ومزّاتهم عـلى مناضدهـم ويرتشفـون من كؤوس مشروبهم مع أحاديثهم ، كـيف لا ! إنها ليلة العـيد السعـيد نودّع عاماً ونستقـبل رأس السنة الميلادية المجـيدة . ولكن السيد عـريف الحـفل ( شاب عـديم الخـبرة ) فاجأنا بإفـتـتاحـيّة إرتجالية وشخـصية غـير مُـدْرجة في برنامجـنا ، ولا هي مذكـورة أو متـّـفـق عـليها بينـنا ، إيذاناً بـبدء سهـرتـنا ، فاجَأنا قائلاً : أيها الحـضور الكـرام نقـف دقـيقة صمت إكراماً واحـتراماً لروح فـقـيدنا الـعـزيزعـلينا المطران يوسف توماس . فاضطرّ البعـض منهـم أن يقـف والكأس بيـده ، وآخـرٌ تركه عـلى المنضـدة وقام بتكـلـّـف ومنهـم مَنْ لم يقـف بل ظلّ جالساً في مكانه . وفي الحـقـيقة لم أتحـمّـل المشهـد ولكـننا في إحـتفال ولا نريد أنْ نـُـنغـّص عـلى أحـد فإكـتـفـيتُ في حـينها بالتعـبير عـن تذمّري لـبعـض الإخـوة من أعـضاء اللجـنة منْ ذلك التصرف . ولكـني وقــُبيل إنتخابات الهـيئة الجـديدة عاتبـتـُه عـلى ذلك حـين اجـتمعـنا ، فـخـجـل من تصرّفه وغـطـّاه بالزعـل مني ثم الإنـتقام لاحـقاً بأخـذ الثأر بطريقة رخـيصة لا تمـتّ بـِصِلة إلى لجـنة شيرا وذلك بحَـجْـبه مقالاً لي ومَـنـْعِه نشره في مجـلة بابل يوم كانت مفاتيحها بيده سنة 2000 ، ولما إجـتمعـتْ الهـيئة الإدارية لجـمعـية الثـقافة الكـلدانية ( مالكة المجـلة ) لمناقـشة جَـوْدة المقال وافـق الجـميع عـلى نشره وهـو الوحـيد المُـعارض ، مما أغـضبَه وقال لهـم بالحـرف الواحـد : لقـد كسرتـُم رأسي أمام مايكـل سيـﭘـي . أما من جانبي فـقـد بعـثـتُ له رسالة شـفـوية بواسطة إثـنين من زملائي قـلتُ فـيها : هـل يستوجـب أن تـنطق بهـذه العـبارة مِن أجـل مقال ! إنـني أرمي بمقالي في سلة المهـملات ونكـسر رأس كـل مَن يصيبكَ بسوء . فـخـجـل أكـثر ولم يتجـرّأ عـلى اللقاء بي فـقـدّم إستقالته من الجـمعـية . وبعـد مشوار من الزمن ذهـبتُ إلى داره قــُبَـيل موعـد رجـوعه من عـمله ، للترحـيب بوالده الزائر والقادم مِن خارج أستراليا ، إلاّ أنه كان هـناك مَن إتصل به وأعـلمه بوجـودي زائراً في بـيته فـتأخـّرَ كـثيراً حـتى مغادرتي دارَه توقـعاً وخـوفاً مِن إثارتي للموضوع أمام والده ، وفي نهاية المطاف غاب عـن أنظارنا إلى خارج أستراليا ، وقـد إلـتقى معي صدفة في دردشة الأنـترنيت فـكان يُلـقـبني من ذلك الـبُـعـد بـ ( أستاذي العـزيز ) ، أما بقـربه لم أكـن أستاذه ؟
 
*) إنّ الكاميرا - وكما ذكرتُ - كانت تواصل تسجـيلها لفـعالياتـنا وكانت لـديّ مشاركة بقـصيدة قـرأتـُها والكاميرا تصوّر قـراءتي لها مثلما كانت تصوّر بقـية الأنشطة والفعاليات الأخـرى . ولكن حـين ظهـرَ الـفـيديوكاسيت ....؟ إكـتشفـتُ شيئاً مؤسفاً سأوضـّحه في الفـقـرة التالية .
*) وفي مطلع السنة التالية أصبح الـفـيديو كـاسيت جاهـزاً بعـد أن أخـرجَه صاحـبنا العـريف المشار إليه ، ولما شاهـدتــُه تفاجأتُ مفاجأتين : أولاً أنّ قـصـيدتي لم تظـهـر فـيه ، لأن عـريفـنا العـزيز أوقـف الكاميرا وإبتـعـدَ عـنها مُـمَـوّهاً عـليّ ( وكأنـني سأنال جائـزة نوبل بها ، وهـنا تـظهـر غـَـيرَة الرجال ) ، ثانياً في بداية الكاسيت ظـهـرتْ لوحة مدوّن عـليها أسماء أعـضاء لجـنة شـيرا الربان هـرمز لسنة 1999 وقـد حُـذف إسمي منها ( وهـنا يتـجَـسّـد السلوك الطـفـولي لأشباه الرجال )، والأنكـى منْ ذلك فـقـد كـُتبَ إسم شخـص آخـر بدلاً منْ إسمي لم يحـضر إجـتماعات اللجـنة عـلى الإطـلاق وعـلى مـدار السنة ، أما كـيف ورد إسمه بدلاً عـن إسمي فـهـذا لم أعـرفه وحـتى اليوم ، ولما سألتُ أحـد الأعـضاء عـن ذلك في حـينها قال بأنه لا يعـرف ، وسألتُ آخـراً فـأجابني جـواباً - مال واحـد گـلـبه گـلـب الـسمْـچـه - وقال : لا تهـتم فـفي السـنة الـمقـبلة سـنــَـنــْـتـخـبُـك رئـيساً ، وقـلتُ لـنفسي : (( صُـدُگ ﭽـذب ! هاذي ينـْرادلـْها بَخـَـتْ ، راح تصير ريّس ، روح رَبّـيلـَكْ كـرش وتراسل هـذا وذاك بإسم السيد الرئيس ، صُـدُگ يــِنرادلها بَـخــَـتْ )) .
 
صيدلية المجـتمع :

الكـثيرون ( لا القـليلون ) مصابون بـداء الغـَـيرة مِن الغــَيْر ، فإن كـشفـوه كانوا أرحـم وإنْ أخـفـوه كانوا أسَمّ ، ولا تـفـيدهـم إلاّ المضادّات الحـيَوية المتوفـرة عـند صيدلية مجـتمعـنا الأهـم ، وهي معـبّـأة في كـﭘـسولات صغـيرة الحـجـم ، من إنـتاج شركات عالمية تحـت إسم : (( فـضحـوسيتامول ، عَـزلومايـسين )) وإنْ لم نعالجـهـم فإنّ عَـدْواهـم تصل إلى قـمم الجـبال الشـُم . لقـد كـشفـَتْ لي خِـبرتي في الحـياة أنّ معـدن الرجال يُـفـحـص عـلى النار فإنْ لم تجـدها فـلا تبحـث عـن غـيرها مِسْبار . ولكل واحـد مبدأ ، فـعـند أكـثرهم لا يتعـدّى نهاية وسطى أصابعهم ، والقـليلون منهـم يمتـدّ إلى مدى أبصارهم .
 
إنّ مسؤولية أعـضاء اللجـنة كانت تـنـتهي بإنتهاء أعـياد الميلاد ورأس السنة ، وفي كـل دورة إنتخابية سنوية كان أعـضاء الهـيئة الإدارية ( للجـنة شيرا ) المنتهـية دورتها يُبلــّغـون الألقـوشيّـين في سدني بطرق مخـتلفة للحـضور في المكان والزمان المحـدّدين إلاّ أنّ عـدد الحاضرين عادة كان يتراوح ما بين الثلاثين والأربعـين شخـصاً دوماً ، وربما في بعـض السنوات يقـل أو يزداد عـن ذلك .
 
إنتخابات أوائل سنة 2000 :
فـفي أوائل شباط من عـام 2000 أبلغـْـنا الألقـوشيّـين في سدني فـحـضروا في إحـدى القاعات المستأجـرة من البلدية واجـتمعـنا لغـرض إنتخاب الهـيئة الإدارية الجـديدة للجـنتـنا ولتستلم مهامّها للسنة الجـديدة وتـتولـّى مسؤوليتها في إدارة أنشطـتـنا التقـليدية المتمثـلة بالسفـرات والحـفلات وشيرا الربان هـرمز ، ورغـم وجـود وجـوه جـديدة من الواصلين حـديثاً إلاً أنّ عـدد الحـضور لم يـتجاوز الثلاثين رجـلاً . ولأجـل إدارة الجـلسة  كان البعـض قـد ذكـَرَ إسم فلان الفلاني وقالوا أنه أدرى بإدارة الندوات وأكـثر لباقة بالكلام ، ولكن غـيرهـم إعـترضوا عـلى هـذا المبدأ من حـيث الأساس- وهـذا كـله لم أكن أعـرف به - ثم وقـبل بداية الجـلسة أبلغـوني بأنّ الإخـتيار وقع عـليّ كي أديرها . رأيتُ أنّ الموقـف يتطلـّب إيضاحاً للواصلين حـديثاً حـول لجـنة شيرا الربان هـرمز ( المؤسّسة بصورة غـير رسمية ) منذ منتصف الثـمانينات وتبلـْوَرتْ أكـثر في أوائل التسعـينات ، فـقـلتُ : إخـواني تعـرفـون أننا نحـن الألقـوشـيـين متواجـدون في أستراليا منذ سنين ولأجـل الحـفاظ عـلى صـِلاتـنا وروابطنا وتقاليدنا فـقـد إرتأتْ مجـموعة من الشباب الألقـوشي هـنا والمحـبـين لأبناء قـريتهم إحـياء ذكـرياتـنا و عاداتـنا ومناسباتـنا كي نبقى قـريبين من بعـضنا البعـض ، فإجـتمع هـؤلاء وشكـّـلوا فـيما بينهم نواة لتـنظيم إجـتماعي أطلق عـليه إسم ( لجـنة شـيرا الربان هـرمز ) تـتلخـص واجـباتها في تهيئة وإدارة السفـرات والحـفـلات وتبليغ أبناء الجالية بطرق مخـتلفة للمشاركة في مهـرجان ( شيرا الربان هـرمز ) ولكي يكـون لهذه النواة هـيكلاً تـنظيمـياً مهـنياً فـقـد وُزّعـتْ مناصب إدارية للأعـضاء بهـدف توزيع الـمهام ليس إلاّ ، فـمـثلاً كان السيد (...) رئيساً بينـنا في الهـيئة الإدارية للعام الماضي ، والأخ (...) نائبه عـندنا والأستاذ (...) أميناً للصندوق يحافـظ عـلى أموالنا والصديق (...) مسؤول عـلاقـاتـنا الثـقافـية  .....أما أنا فـكـنتُ عـنصراً بسيطاً يُسـتخـدم أثـناء الحاجة - فـضحـك جـميع الحاضرين - ثم أضفـتُ : إنّ الرئيس ليس رئيساً عـلينا بل حـين وزّعـْـنا المناصب كانت حـصّـته الرئاسة وليس لأحـد فـضل عـلى الثاني لأننا كـلنا رؤساء وخـدم ، وأنّ أمين الصندوق لا يمكـنه التصرف بأموال اللجـنة بل يحافـظ عـليها بإعـتبارها أموالنا ، وهـكـذا مع بقـية الأخـوة كـلنا نعـمل سوية بروحـية هـدفـها خـدمة الجـماعة . وقـد إعـتـدنا أنْ ننتخـب كل سنة مجـموعة جـديدة من الأشخاص الغـيورين للعـمل الجـماعي والمحـبّين لخـدمة جاليتـنا كي يشارك الجـميع رفاقَهم هـذا النشاط الجـميل . ثم فـُـتح باب الترشيح - وكما ألِـفــْـنا منذ البداية وإلى اليوم - فـإنّ الأخـوةَ الذين يُـقــْدِمون عـلى الترشيح قـليلون ، لذلك نضطرّ في أغـلب الأحـيان إلى تكليف البعـض والطلب منهم مباشرة لقـبول هـذه المهـمة لـيشاركـونا عـلى الأقـل مرة واحـدة في حـياتهم ، وبعـد هـذه الديباجة تقـدّم البعـض وكـلـّـفــْـنا آخـرين ،  وأخـيراً تكـونتْ الهـيئة الإدارية للجـنة .
 
عـيد القـيامة المجـيدة :
إنّ لجـنة عـام 2000 بـذلتْ ما بوسعـها ، حـيث نظمتْ سفـرة عائلية إلى المنتزهات ، وبتأريخ 24/4/2000 أقامتْ حـفـلة عـيد القـيامة المجـيدة في إحـدى القاعات المستأجـرة ، وكانت حـفـلة مـمتعة تهـيّـأتُ لها بقـصيدة ، وما أنْ دخـلتُ القاعة حـتى أبلغـتُ أحـد أعـضاء اللجـنة بأنّ لـدي شعـراً للقـراءة ، فـقال : رائع وجـيد ( ولكـونه يحـب المبالغة بعـض الشيء فـقـد قال لي بعـد أسابيع عـديدة : كادوا يطردوني من اللجـنة بسـبب قـصيدتك ) . أما القـصيدة فـقـد قـرأتـُها في وقـت مناسب أثـناء الحـفلة  ونالتْ إعـجاب الـكـثيرين ، وعـند إنتهائي منْ قـراءتها أشار إليّ أحـد الرجال الوقـورين والمتقـدّمين بالسن نوعاً ما وهـوَ ذو مكانة محـترمة بيـننا ( ومع الأسف فـقـد غادَرَنا إلى الحـياة الأبـدية ) ، أشارَ بإبهامه اليُمنى وإلى الأعـلى دلالة عـلى إعـجابه بكـلماتها أولاً وبصياغـتها ثانية ، ثم نوّه لي لاحـقاً أنـّها ( بإعـتقاده ) موجـّهة إلى كاهـن ما . وإمرأة أخـرى موقــّرة قالت لي : هـنيئاً إنّ شـِـعْـرَك عـظيم وهي فـهـمَـتــْه كأنه موَجّه إلى أولـئك الذين لا يساعـدون أبناء قـريتهـم ، وهـكـذا فإنّ كـل مَنْ سـمعه فـسّـره بما يحـلو له ، أما عـريف الحـفـل ( وكان أحـد أعـضاء اللجـنة ) فـقال : أراك متـأثــّراً كـثيراً .
 
ملاحـظة : في مقالنا القادم : وشاية ضـدّي من مثـقـف شهادته الجامعـية أطول منه إلى  مثـقـف آخـر مثـله !


413
مع الإدارة الجـديـدة لجـمعـية شـيرا الربّان هـرمزد الكلدانية الأسـترالية / سـدني 2010
( 2 )
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
الإستـشارة لا تـقـلل من شأن صاحـبها بل يزداد مكانة عـنـد الجـميع ، ومَن لا يسـتـشر الجالية في الشأن العام فإنه يستـخـف بها ، فـلنـتـعـلـّم بعـضنا من البعـض الآخـر .
إنّ أول مشاركة لي وأنا فـرد لوحـدي في سفـرة جـماعـية كانت مع حـوالي عـشرعـوائل ألقـوشيّة ليلة 31/12/ 1997 - 1/1/1998 في Chipping Norton . كان وقـتاً سعـيداً تسامرناه سـوية بأشرطة الكاسيت الغـنائية ، بالأحاديث المنعـشة للروح والنكات المرحة الهـزلية ، وكـذلك بالمأكـولات والمشروبات الكـحـولية . وما أن سلـّمَتْ الـثانية الأخـيرة منْ عام 1997 نبضتها إلى الثانية الأولى من عام 1998 حـتى راح أغـلـبُـنا يتبادل القـبُلات مع بعـضنا الآخـر إبتهاجاً بالسنة الـجـديدة وبـدء عـلاقات متجـددة بين أبناء ألقـوش الأم الحـبيبة .
 
وبـعـد أن وصـلتْ أسرتي أستراليا مساء يوم 15/1/1998 قادمة من اليونان ، لاحـظـنا أنّ العـلاقات الإجـتماعـية بين كـل أفـراد جـماعـتـنا جـيدة جـداُ في ذلك الوقـت . ولمّـا حان موسم شـيرا الربّان هـرمز( في 26 نيسان 1998 كما أعـتقـد ) لم تكن لـدينا سيارة ، فـتدبّـرَ أمْـرَ نقــْـلنا مشكـوراً المرحـوم جلال جـلـّو بسيارته إلى مكان الإحـتفال في منتزه ( ( Lieutenant Cantello Reserve وفي الطريق صار يُحـدثـني عـن جاليتـنا الألقـوشية في سدني وقال : أنّ الغاية الأساسيّة من نشاطاتـنا هـذه هي الحـفاظ عـلى هـويّـتـنا وأولادنا من الضياع في هـذا المجـتمع المتعـدّد الجـنسـيّات ، وتوفـير فـرص تعارف بعـضهم عـلى البعـض الآخـر، فـغـداً سيكـْبرون ويخـطـّطون لمستقـبلهم وزواجهم فـيجـب أنْ نفـتح أمامهم المجالات المناسبة للتفاهـم فـيما بينهم . فـقـلتُ مع نفـسي ......هـنيئاً ، إنّ خـميرة الآباء محـفـوظة بأمانة عـند الأبناء .
 
وفي أوائل سنة 1999 عـلمتُ أنّ الشباب منـظمي الشيرا إجـتمعـوا ليخـتاروا لجـنة جـديـدة لتلك السنة وأنا لم أحـضرْها لأني لم أكـُنْ أعـرف أناساً كـثيرين وبالمقابل فإنهـم لا يعـرفـونني عـند لقائي بهم أيضاً بل وحـتى جـيراني في ألقـوش ، لأنّ بعـضاً منهـم لم يكـونوا قـد وُلـِـدوا حـين غـادرتـُها أو كانوا يرضعـون منْ أمّهاتهـم فـكـيف لهم أنْ يعـرفـوني شخـصـياً ، ولكـنـنا بـمرور الزمن تـَعَـرفــْـنا عـلى الكـثيرين . وشاءت الصدفة أنْ تحـدّثَ أحـد أعـضاء اللجـنة إلى السـيد طلال ﮔـردي ( أحـد مؤسّسي اللجـنة ) سائلاً إياه عـني ، فأجابه بقـوله : إنه عـنصر جـيد ، مما شجع العـضو عـلى مفاتحة أصحابه في اللجـنة حـوْلَ إنضـمامي إليهـم فـحـبّـذوا الفـكـرة ، ولمّا عَـرَضَ عـليّ ذلك وافـقـتُ وبدأتُ أجـتمع مع اللجـنة منذ أوائل عـام 1999 كـواحـدٍ منْ أعـضائها وإلى نهاية دورتها ، إلاّ أنّ القارىء سيرى في سَـرْد الموضوع هـذا ، أنّ مَـنجَـلي كان حاداً وسليماً وَوقــّاداً حـتى في أيام الكـساد ، لكـن إسمي حُـذف من قائمة العاملين بالحـصاد ... ! لأن البعـض فاقـدي السَـداد ، من ضِعاف النفـوس المبتلين بـﭭايروس الحُـسّاد ، يعـتقـدون أن ذلك يوصِلهم إلى المُـراد .
 
في أوائل ذلك العام ( 1999 ) تـداولـْـنا نحـن أعـضاء اللجـنة موضوعاً آنيـّاً هـو جـمع مبلغ من المال كي نبعـث به إلى المحـتاجـين من أهالي ألقـوش كهـدية العـيد ، واتـفـقـنا عـلى جَـمعِه من نشاطـنا الخاص بحـيث نطـلبه من الألقـوشيـين الأستراليـين مباشرة ( وليس منْ رصـيد اللجـنة المتراكـم والمستحـصل من أنشطـتها الإجـتماعـية ) . وهـكـذا وُزّعـَتْ أسماء الألقـوشيين الأستراليين عـلينا نحـن أعـضاء اللجـنة لنقـوم كل واحـد منا باتصالاته معهم ونسألهـم مبلغاً بحـدود ( 25 ) دولار أسترالي وبعـد أنْ نفـّـذتُ واجـبي أخـذتُ منه درساً قاسياً كـجابي نقـود وقـرّرتُ عـدم الإنخـراط في أية مجـموعة من هـذا القـبيل لجـمع المال مستقـبلاً . وبعـد أنْ تـمّ جـمع ما يُعادل 1500 دولار أميركي في شهـر آذار 1999( حـوالي 2395 دولار أسترالي ) ، سلـّمناها بيـَد رجـل زائـر فأخـذها معـه إلى العـراق وتمّ توزيعها في ألقـوش وقـد تأكـدتُ من ذلك بطـريقـتي الخاصة . ولا زلتُ محـتفـظاً بقائمة تـتضمّن أسماء المتبرّعـين آنذاك والتي تراوح مقـدار تبرّعاتهم منْ ( 10 - 100 ) دولار ما عـدا أحـد البيوت الذي يضم مجـموعة من العـوائل فـقـد تبرع بمبلغ مقـداره ( 360 ) دولار . 
 
 
وأتذكـّر جـيداً أنّ بعـضاً منْ جـماعـتـنا طلبوا إجـتماعاً عاماً للتحـدّث عـن مشاريع عـديدة لجاليتـنا في أستراليا / سـدني . ومنها مشروع جـمع أموال ( أو إشـتراكات ) بصورة دورية بهـدف إرسالها إلى ألقـوش للتصرف بها هـناك وفـق إحـتياجاتهم واجـتمعـنا في قاعة بشارع برباره – فـيرفـيلد ، ( قـبْـل سَـفـر الزائـر المذكـور ) وأدار الجـلسة إثـنان من الإخـوان ، وطـُرحـَتْ أفـكار وآراء بهـذا الشأن فـنهـض أحـدهـم وقال : ألا ترَوْنَ أنّ عـدد الحـاضرين قـليل بالنسبة إلى عـدد الألقـوشـيين في سـدني؟ السبب هـو لأنهـم يتوقـعـون منْ دعـوتكم لهم إحـراجـهم وطلب الفـلوس منهم ، ثم أضاف بصورة توحي إلى الهـزل قائلاً : أنا لا أريد أنْ أدفـع شيئاً . وأتذكـر أنّ أسماءاً سُجـّـلتْ كـمجـموعة تـتولى مهـمّة جـمع إشتراكات للغـرض المذكـور والتي طـُلبَ مني الإنضمام إليها فـرفـضت ُ، ولكـنها لم تباشرعـملها إلاّ بعـد إستلامهم مَهـمّة إدارة اللجـنة لاحـقاً والسبب معـروف ........، وبعـد جـمعـهم بعـض الفـلوس من هـنا وهـناك ، فـرزوا وأضافـوا إليه من رصـيد ( لجـنة  شـيرا ) مبلغاً من المال دون إستـشارة الهـيئة العامة أو ممثـليهم الهـيئة الإستـشارية وكأنها فـلوسهم ، كل ذلك للحـصول عـلى كلمة ( عـفـرم ) ولكـن لمن ! المثل الألقـوشي يقـول : سِـعـْـتا وصِـفــْرا دْ ماثا ، و ماليهْ آﭭا دْ رَيِّـسْ ( العاملون والمائـدة من أهالي القـرية ، والبـيت العامر للسيد الرئيـس ) أدام الله طيـبته ، وطيَّـب عـطره ، وعَـطـَّر ذكـراه ، وذكـَـرَنا بالخـير في جَـلساته ، وأجـلـَسَـنا بجانبه ، وأوصى بنا خـيراً عـند رفاقه . المهم في تلك الجـلسة أنّ السؤال والجـواب أثـناء الجـلسة كانا غـير منتـظمَين مما جـعـل أحـد الرجال يطلب من مديرَيْـها أنْ تكـون هـناك مركزية في إدارتها . وفي حـينها  رفـعـتُ يدي وسُمح لي بالكلام وإقـترحـتُ تسجـيل اللجـنة رسمياً ، إنبرى الرجـل نفـسه وبدون إستـئـذان من مديرَي الجـلسة قائلاً لي : لا لا ، لا داعـي لـذلك ، والحاضرون ساكـتون لا يؤيّدون ولا يرفـضون وحـتى عـن رأيهم ليسوا يُعَـبّرون ولا عـن إقـتراحي يستـفسرون وكأنهم من الظلال يتهـيـّبون لابل في صَمْـتهم عـن ضعـفهم يُعـبّرون . وبشأن التسجـيل ستـكون لي في مقال قادم مداخـلة خاصة بشأنها .
 
ومن الأنشطة التي أتذكـّرها لتلك السنة حـفـلة ممتعة مساء يوم الأحـد 4/4/1999  بمناسبة عـيد القـيامة المجـيدة في قاعة مستأجـرة من البلدية قــُرئتْ فـيها كـلمات وأنشـدَ أعـضاء اللجـنة وبمشاركة الشباب نشـيد ( ألقـوش ) ثم أدّى الشباب ( بـنين و بنات ) لوحة جـميلة من دبكاتـنا الشعـبية التراثية وبعـدها جـرتْ مسابقة نقـر البيض ( نـْقارا دْ بيء ) ثـم مسابقة أجـمل بيضة مطرّزة فاز بها الشاب سيزار ياقـو كادو ، وأخـيراً مشهـد تمثيلى قـصير . وأتذكـّر بأن إحـدى السيدات أتتْ بولدها وإبنـتها الصغـيرَين ليلاً وتركـَـتـْهما في قاعة الإحـتفال مع الأطـفال ، أما هي فـقـد غادرتْ  لتحـتـفـل في مكان آخـر كي لا ينغـّص أطـفالـُها راحـتـَها  أما نحـن فـعـلينا تحَـمّـل مسؤوليتهـما بدلاً عـنها .
 
أما في مساء يوم السبت 17/4/1999 فـقـد كان لنا مهـرجان قـصير في الكـنيسة ، ووضعـنا له برنامجاً لائقاً بهـذا العـيد ضمّ كـلمات شاعـرية ، وأخـرى تأريخـية حـول دير ربان هـرمز ومؤسـّسه عـلى أمل أنْ أقـرأها أنا ، ولكـن لسوء الحـظ ضاعـتْ فرصتي لقـراءتها ،  فإن خـللاً  طرأ عـلى سيارتي وأنا في طريقي إلى الكـنيسة ولم يكـن لـدي وسيلة إتصال ( موبايل ) كي أبلـّغ الإخـوة الأعـضاء في اللجـنة بذلك ، ونودِيَ إسمي لقـراءة الكـلمة وليس مِن مجـيب ، فعـلـّق الكاهـن في وقـتها قائلاً : إنّ مايكل سـيـپـي موجـود في ساحة الكـنيسة ولا يدخـل تحـت سقـف الهـيكـل ، فـقــُرأتْ الرسالة منْ قـِبـَل زميل لي ، ثم شارك السيد عـيسى قـلـّو بالقـصيدة التالية التي بعـثها إلى بريدي الألكـتروني بتاريخ 26/2/2007 أنـقـلها كما وصلتـني :
من القوش لديرا علايا
[ بارخي تديرا --- قمطرءا دبي باخوخا رخشلي
ولبيرا دبي شكوانا مطيلي -- وتاما كو رأوولا نخثلي
تطلشا مطنمبيري وسقلي -- كو جري دشماشي
داول زورنا بدياقا --- وخزيلي جنقي وخماثا
زوري ورابي برقاذا-- وبئرايا خكد ماثا
باورخي تديرا --- بثلي تدركوشياثا 
وكبيري طبياثا-- ولكناشنا سارجتا
من زونا كيبن بئيثا -- واورخد جوبا حليثا
ديلا بكليا عليثا --- بارخي تديرا
خزيلي ان هيلاني--- وخوثي تيويلي
أبنوني وبناثا -- كمحكي حوكياثا
لربن هرمز واخنواثا --- اثيلي لئيذا خاثا
مكبيري مثواثا --- بارخي تديرا
منخلي بكافا سموقا--  ونقوشا بدياقا
ورباني هم بيمارا--- هيو اسقو قلولا
دم شارخ شيرا خاثا -- وطلبخ  من مارن بركاثا
تد بصخي لبواثا -- تناشي باثراواثا
وبارخي تديرا --- مطيلي لأينا د قديشا
 ومن مايح بشلي نيخا -- ألديرا اويري بايقارا
مبقيري لو كبارا -- تبخشوكي رخشوالي
وفندي ملهيوالي -- بقليثا بركوالي
 صلوثي مصليوالي -- من ايشوع مشيا طلبلي
دناطر سوراي واثري -- شلاما تا القوش يمي
وبطورح بشواله  نشري ]
 
وبعـد أن أسعـفـَـنا أحـدهـم ، إسـتطعـنا الوصول إلى الكـنيسة وأبلغـتُ الكاهـن بما حـدث للإطـّلاع  فـقـط . وخـرجـنا منْ داخـل هـيكل الكـنيسة وإلى الحـديقة الخارجـية بنشيد ( شـبّاح لــْمَرْيا بْقـُدْشـيه .... ) وقال الكاهـن في حـينها : لتكـنْ هـذه بداية طـيّبة للمناسبات المقـبلة . ( إن تساهـل الكاهـن مع الألقـوشيّـين لم يكـن مجاناً بل مدفـوع الثمن ) . كما كـنا قـد أقـمنا في الحـديقة نفـسها معـرضاً لصـوَرعـديدة تمثل الدير وألقـوش وتراثها ، وإستـنسخ أحـد الناشطين من شبابنا كـُتيباً عـن دير الربان هـرمز وُزع للمحـتفـلين ، ثم كانت هـناك مرطـّبات ، شاي ، قـهـوة ، بسكـويت . وأذكر هـنا أنّ أحـد أعـضاء لجـنـتـنا طلبَ بصورة شفـوية من بقـية الأعـضاء السماح له بتـوزيع نسـخ منْ كــُتــَيـبات ذات طابع ديني خاص في المهـرجان - شـيرا - المُقام غـداً ( وأنا غائب كما ذكـرتُ ) فـرُفـضَ طـلبه ، وعـندما عـلمتُ قـلتُ لهم : لماذا رفـضْـتم ؟ كان الأفـضل أنْ نسمح له بشرط سهل جـداً يضعه عـلى المحـك ولكـنه يصعـب عـليه تـنفـيذه ، وإنْ نفــّـذه فـنحـن الفائزون .
 
شيرا عام 1999 :
وفي اليوم التالي كان موعـد الـشيرا المقـدّس لتلك السنة في 18/4/1999 وكـنتُ منْ بين المنظـّمين له ، وتـناوبنا السيـطرة عـلى الباب النظامي لساحة الإحـتـفال وذلك عـنـد دخـول مركـبات المشاركـين لتوزيع بطاقات اليانصـيب  ( ( Raffle Ticket  لـقاء مبلغ بسيـط والغاية منه تغـطـية نفـقات الإحـتـفال ، أما هـدايا الفائزين فـهي مِن تبرع الخـيّرين . وكان قـد حـضرَ الزمّار والطبّال ( داول وزورنا ) بالإضافة إلى فـرقة موسيقـية تعـزف لـمطربين عـديـدين إتـّـفـقــْـنا معـهم ليـُضيفـوا بألحانهم إلى رونق العـيد هـذا بهـجة وسروراً . وقـد أعـجَـبَني المهـرجان كـثيراً فـحـفـّـز عـندي رغـبة خاصة ، فـبحـثـتُ عـن ورقة منْ هـنا وهـناك وبدأتُ أسَـطـّرُ عـليها بعـضَ الكـلمات وفي النهاية صارتْ شعـراً فـقـرأتـُه عـلى مسْمـَع الحاضرين وهـو محـفـوظ عـنـدي دون أن  يُسـجـّل .
 
ملاحـظة : في المقال القادم حـجـرات عـثرة في حـقـل اللجـنة لا في مسيرتها ....... 



414
صدفة مع المنـدائيّـين ( عـلى هامش مقال الأستاذ حـبـيب تومي )
بقـلم : مايكل سيـﭙـي / سدني
كانـت الساعة الخامسة من عـصر يوم الجـمعة 3 أيلول 2010 حـين أخـبرني زميلي تلفونياً عـن معـرض للصابئة سيفـتـتح مساء اليوم نـفسه الساعة السادسة في قاعة المتحـف / فـيرفـيلد / سـدني ، فـتـهيأتُ ووصلتُ وجـلستُ بجـوار صاحـبي وكان العـنصر النسائي هـو البارز بـين الحـضور ، ثم حـضر الرئيس الديني للصابئة في أستراليا . إنـتـظرنا بعـض الوقـت وصول مسؤولين من بلدية فـيرفـيلد لإفـتـتاح المعـرض إلاّ أن القائم عـلى إدارة المتحـف كـلمنا بإنـﮕـليزيته المصطبغة بالنبرة الفـرنسية وهـو إعـترف بذلك ثم قال : إن المسؤولين منشغلون وليس بإمكانهم الحـضور ولذلك نـحـن سنـفـتـتح المعـرض ، فألقى كلمته عـن تأريخ المندائيّـين حـسبما قـرأه من الشبكات الإلكـترونية ومن سجلات الأمم المتحـدة ، وعـلِمنا أن عـضوات رابطة المرأة المندائية في سدني هـنّ اللائي عـملن ونـظمن وأقـمن المعـرض المذكـور ، ثم قرأتْ رئيسة الرابطة كـلمتها وأشادت بجـهـود المشتركات بالمعـرض وبعـدها جاء دَور الرئيس الروحي والذي سمعـتُ لقـبه من إمرأة حاضرة وقالت ( كـنـزﭭـرا ـ إنْ لم أكـن مخـطئاً ) فألقى كلمته مشيداً ومادحاً أستراليا ، ثم قـدّم المسؤول عـن المتحـف باقة ورد كـبـيرة لرئيسة الرابطة إكـراماً لها ولدَورها ، ووردة لكل مشتركة في المعـرض مع المصافحة الجـميلة وهـدية للكـنـزﭭـرا ، ومن ثم دعانا إلى المعـرض والرئيس الروحي في المقدمة . كان معـرض رابطة المرأة المندائية في غـرفة إحـتوت عـلى منـتوجات صوفـية من نسج يدوي وتركيبات زهـرية ورسومات معـبّرة وفـساتين مزركشة جـميلة وﭙـوسـتـرات بالإضافة إلى الشعار المندائي المتمثل بالصليـب وقـطعة قـماش منشورة بأناقة فـوق ضلعه الأفـقي . وحـينما كان الكـنـزﭭـرا الموقـر منشغلاً بالإستماع إلى شرح الرئيسة للـﭙوستر الذي يحكي قـصة المندائيّـين ووصولهم إلى أستراليا ، لاحـظـتُ إمرأتين أستراليتين رشيقـتين متـقـدمتين بالعـمر تسألان عـن المندائية إمرأتين أخـريَـين مندائيتين في منـتـصف العـمر مكـتـنـزتين بعـض الشيء . ومما سجـلـَـتــْه ذاكـرتي من ذلك الحِـوار :
الأستراليتان : بماذا تؤمنون ؟  
المندائيتان : بـيوحـنا المعـمذان
الأستراليتان : هل أنـتم تؤمنون بالمسيح ؟
المندائيتان : نعم .
الأستراليتان : هل تؤمنون بأنه إبن الله ؟
المندائيتان : نعم .
الأستراليتان : هـذا يعـني أنكم لستم كـغـيركم الذين يعـتبرون المسيح نبـياً فـقـط ؟
المندائيتان : صحيح .
الأستراليتان : وهـذا يعـني أنكم مسيحـيون مثلنا ؟
المندائيتان : صحيح .
وكـرّرتْ الأستراليتان السؤال الأخـير : يعـني أنتم ونـحـن مسيحـيون ( مع الإشارة بالسبّابة إلى الإتجاهَـين ) ؟
المندائيتان : نعم .
وفي ركـن آخـر كان رجل مندائي مهندَماً أنيقاً في منـتصف العـمر يكلم أسترالياً تجاوز منـتصف عـمره ، ويشرح له الشعار وقال : إن الصليـب هـو صليـب يوحـنا وقـطعة القـماش هي ملابسه .
والآن ، بالرغـم من أنـنا عـراقـيون وإلتقـينا بالصابئة مرات كـثيرة في العـراق ( في الجامعة ، في الوظيفة ، في العـسكـرية ، في سوق الصاغة ، وطالبة درّستـها في دارها ، وفي أستراليا زميل في العـمل ) ولكـنهم لم يذكـروا لنا يوماً أي شيء عـن معـتـقـدهم مثلما نـفعـل نـحـن المسيحـيون بوضوح ، لابل لا يتشجـعـون أن يكـلمونـنا عـن مرتكـزات إيمانهم ولست أدري لماذا ، والأهم من كل ذلك إنهم يجـهـلون لغـتهم الكـلدانية ما عـدا رجال دينهم ( حسب إعـتـقادي ) . وفي إحـصاء 1987 كـنت عـداداً في مدينة الثورة ومن بـين البـيوت التي كـنت مكـلفاً بإحـصاء الساكـنين فـيها ( عائلة ) كانت من حـصتي ، وبدوبلوماسيتي بالكلام ومعـرفـتهم بديانـتي من خلال إسمي جـعـلـتها تطمئن لي وأنا كـذلك ، وعـلمتُ من خلال تسجـيلي لأفـراد الأسرة من بطاقاتهم الشخـصية أن العائلة صابئية ، ولكن الذي جـذب إنـتباهي أسماءُ الأطفال التي توحي لكل قارىء بأنهم من الإخـوة المسلمين مثل : أحـمد ، حـماد ، حـسون ، شيماء .... فـدعاني فـضولي إلى الإستـفـسار من ربة الأسرة وقـلت لها : نـحـن لنا أسماؤنا المتـداولة بـينـنا مثل حـنا ، بطرس ، ميخائيل ، ريتا ، إيفلين ... أليس عـنـدكم أسماءاً صابئية مثل يحـيى وهـو إسم مقـبول أو غـيره فأنا لا أعـرف بأسمائكم المتـداولة بـينكم ؟ قالت : نعـم عـندنا ولكـنـنا لا نريد أن نـُـعَـرَف الآخـرين مَن نـحـن ، وأن سكان محـلـتـنا يتـصوّرون أنـنا مسلمون ، قـلتُ : ولماذا ؟ قالت : تجـنباً لبعـض الإستـخـفاف بنا وهـو شكل من أشكال الإضطهاد ، قـلتُ : ولماذا تسكـنون بـينهم ؟ قالت : إن المنطقة هي مورد رزقـنا فـنـحن نـتـعاطى الصياغة .
ورجـوعاً إلى موضوع المعـرض ، فـفي نهاية المطاف خـرجـتُ مع زميلي إلى الحـديقة الخارجـية في طريقـنا للمغادرة وتوقـفـتُ قـليلاً وقـلتُ لصاحـبي : إن المعـرض كان بسيطاً ، فـقال : ولكـنه كـبـير إعـلامياً  ، قـلتُ : فـعلاً ، فـسترى غـداً تكـتب الصحـف عـنه مثلاً : ألقـيَـتْ الكـلمات ، إلتـقِطـت الصور ، وأشاد مدير المتحـف بالإنجازات ، وقالت الرئيسة وحـكى الرئيس الروحي للصابئة ، ووُزّعَـتْ الهـدايا ، وهـنا عـلـقـَـتْ إمرأة مندائية كانت تسترق السمع عـلى حـديثـنا  فأضافـتْ : ( ووُزّعَـتْ القــُـبُـلات ..... ) .
ويـبقى سؤالي معـلقاً : الصابئة هم صابئة ولكن لماذا أجابت الإمرأتان المندائيتان بذلك الجـواب للأستراليتين ؟ ثم إنّ الصليـب معـروف تأريخـياً وعالمياً قـبل وبعـد الميلاد ، طيـب كـيف إرتبط بـيوحـنا المعـمذان ؟ كم بودّي أن أعـرف عـن المندائيّـين من حـيث كـتاب صَلاتِـهم ، رُتـبهم الدينية ، نظرة دينهم الرسمية إلى الأديان الأخـرى و الخـطيئة والغـفـران والحـياة الأبـدية ..... .

415
الآثوريّون أضلـّـوا المتأثـْـورين وأظلـّـوهم ليحجـبوا عـنهم نور شمس الكلدانيّـين ــ وأﭙـرم شـﭙّـيرا .... ماذا ؟ 


بقلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
يسرني في كل مرة ويسعـدني أن أقـول عـبارة ( أبناء شعـبنا ) كـلما ذكـرتُ الآثوريّـين من أبناء شعـبنا درعاً للوقاية من سهام العـشوائيّـين المغـرضين ومع ذلك لا يسلم الشرف الرفـيع من الأذى ، وليفـسِّـرُ منها ما يريد المفـسِّـرُ . اليوم أرى الرفـيق الشاب أﭙـرم شـﭙّـيرا يمشي في كـتاباته بالإتجاه الذي يأتي به مزاجُه بدون بوصلة تـوَجّهه ، ويجُـرّ قـلمَه المسكـين وراءه بخـيط فـيطيعه شاء أم أبى بحُكم الخـيط الذي به يشـدّه ، فـتراه تارة يقـفـز هـنا وهـناك ، وتارة أخـرى يهوي في حـفـرة ويتوتــّر المَـشـَـد فـينقـذف عـشوائياً ، وأﭙـرم غـير مهتم بما يحـدث خـلفه وإنما الذي يهمّه هـو القلم الذي يتبعه عـمياوياً حـتى صَـيَّـرَه آثورياً ، وأخـونا لا يـبالي بتـضاريس الأرض تـحـت قـدَمَيه أو بالفـلك فـوق رأسه ولا بالمناخ حـوله . أﭙـرم شـﭙّـيرا نـموذج لآثوري قــُح ، لستُ أدري إن كان بصيراً أم مبصراً ولكـنـني عـلى يقـين أنّ نظارات عـينيه قاتمة يأبى أن يرفعها ليتـسنـّى له المناورة بها ويُـمَـوِّه عـلينا فـيرانا دون أن نرى بؤبؤ عـينيه ، ومَن يدري فـقـد تـكـون مرشـّحاتٍ لآثوريته فـقـط ( عـلى غـرار مرشحات ألوان الضوء في الفـيزياء ) . 
أﭙـرم شـﭙّـيرا يتجاهل ( لابل أعـتـقـد أنه يجهل فعلاً ) النهضة القومية للشعـب الكـلداني الأصيل حالـُه كـحال ( رَبْـعِه ) من جهة ، ومن جهة أخـرى نظاراته تحجـب عـنه رؤية الندم والحـسرة المخـتـفـيَـيْن في أعـماق المتأثـورين الذين لم يتـوقعـوا يوماً هـذه النهضة العـفـوية لقـوميتهم الأصيلة ، عـملوا بالأجـرة في قافلة تجارية وطـَـفـَّـحـوا خـُـرْجَهم الفارغ لنقـل منـتوج ليس لهم ، من أرض مُـنـهَـكـَة زراعـياً لولا السماد الكـيمياوي الذي يُـحـفـزها للإنـتاج مؤقـتاً ولكـنه يسلب مناعـتها دائمياً . إنّ الإخـوة المتأثورين يعـرفـون جـيداً أنهم إخـتاروا طريقاً غـير صائبة ولا حـصة لهم فـيها بل يعـملون بما نسمّيه في ألقـوش ( بـ لخـْما دْ كـَـسَـيه = بـ خـبز البطن ) إنهم بأيدي سادتهم مَهَـفـّاتٌ للتهوية صيفاً ، وجـمراتٌ متـقـدة للتدفـئة شتاءاً ، وفـوانيسٌ للإضاءة ليلاً ، ورصاصات من كاتمات الصوت في صدور أبناء أمتهم الكلدانية نهاراً . أنا واثـق أنّ تورّطـَهم صعْـبٌ عـلى شهامتهم ، ولكن في الوقـت نـفسه أصعَـبُ عـليهم تـفـريغ حـمولتهم في منـتـصف الطريق فـذلك يكـلفهم كـثيراً ، كما لا يقـبلون بـبداية جـديدة من نـقـطة الصفر ظـناً منهم أنهم سيكـونون في مؤخرة موكـب سبق وأن إنـطلق ، مما لا يرتـضون لأنـفـسهم حالة كهذه ، خاصة أولئك الذين كانوا يقـفـون عـلى سفـوح تـنظيمات سابقة أو يجـلسون اليوم عـلى وسادات خادعة ، ولكـني أقـول شهادة إنهم بهذا التـفكـير مخـطـئون ، وليعْـلموا أنّ أوراقهم لن تـوضع عـلى ( قــُـﭙرانا ) سقـيفة الآثوريّـين إلاّ لحـجـب نور الشمس الكـلدانية الساطع عـن عـيونهم ، والآثوريون من أبناء شعـبنا لا يستظلون بأوراقهم حـباً بأصالتهم ، بل ليضلـّـوهم عـن كـلدانيّـتهم .   
الكـلدانيّـون ليسوا إنشطاريّـين بل يرفـضون الإقـصائيّـين ، ليسوا فارزين بل يرفـضون الإنصهار ، ليسوا جارفـين بل يرفـضون الإنجـراف ، ليسوا مزوّرين بل يرفـضون المخادعـين . نعـم الكـلدانيّـون ليسوا ظالمين بل يرفـضون الخـنوع ، ليسوا ضعـفاء بل يرفـضون الإستـضعاف ، ليسوا أصحاب عـقـول متسلطة ولكـنهم يرفـضون التبعـيّة ، ليسوا رافـضين بل يرفـضون الرافـضين ، ولم يشعـروا بالنـقـص يوماً بل دائماً ممتـلئون تأريخاً وإيماناً وثـقافة وعِـلماً وأدباً وشجاعة وهـمّة ومقـدرة وإطمئـناناً من لدن السلطات عَـبر الزمن لأنهم مخلِـصون لبلدهم ولا يخـونوه ، ونـحـن محـظوظون بأن الآثوريّـين إخـوتـنا لا ينكـرون عـلينا ذلك ، هـؤلاء هم نـحـن الكـلدان ومَن لم يتـعَـرّف عـلينا إلى الآن فـليَعْـرفـنا اليوم .   
السيد أﭙـرم شـﭙّـيرا كـتبَ عـن التـحـجّـر الآشوري والتعـصّب الكـلداني ، نعم أصاب في الأولى حـيث هـو جـزء من شعـبه وأهـل البـيت أدرى بما فـيها ، ولكـنه أخـفـق في الثانية ، لماذا ؟ لأنـنا نـحـن الكـلدان وبكل عـلنية منفـتحـين عـلى الغـير وليست عـقـولـنا منغـلقة ولا تـفـكـيرُنا جامداً ، كما وليس لدينا قـوالب فـكـرية جاهـزة للتعـبئة ووضعها في المجـمّدة ( فـريـزر ) ولا تـقـبل التـغـيـير بل بالعـكس ، لدينا المرونة الكافـية للتـفاهم والتـفاوض مع الصغـير والكـبـير ومَن يريد التأكـّـد فـليُـجـرّب ، وهـل هـناك مَن يشك في ذلك طالما أنّ كتاباتـنا تـدل عـلى حـبنا لأبناء قـومنا أياً كانـت التسمية التي إخـتاروها لأنـفـسهم ؟ إنـنا مؤمنون بحـرية الشعـوب ومَن لا يؤمن بحـريّـتـنا كشعـب كـلداني أصيل فـليـبتعـد عـنا . وإذا شاء أحـد أن يسألنا مَن أنـتم ومَن تـمَـثــّـلون ، وبأيّ حـزب أو تـنـظيم أو جـمعـية أو مكـتب مرتبطون ؟ فـجـوابنا هـو : إنّ كل كـلداني هـو مرتبط بالأمة الكـلدانية وممثل لها برمّـتها ، جابـِهـوه أميّاً كان أو متعـلماً وستـرَون في عـيونه الشعـب الكـلداني بكامله مملوءاً ثـقة وشهامة وإخلاصاً وغـيرة وحـباً . وللتـذكـير إنْ نـفـعَـتْ الذكـرى نـحـن لم نـقل للغـير يوماً ، ما قـيل بحـقـنا من مصطلحات يَـقـْـشَعِـرّ لها البدن وتـَـشمَـئِـز منها النـفس مثل قـليـبايـيه كلبايـيه ﭙاﭙايـيه رومايـيه وتـنمّ عـن ( ؟؟ ) مدفـون تـحـت الثـلوج إنـكشف بعـد ذوبانها .
في الفـقـرة الأولى من مقال الكاتب أﭙـرم وردتْ العـبارة :
(( أكرر وأقول بعض الأفراد للتأكيد والانتباه ، خاصة الذين يدعون اشتغالهم بالسياسة ويبدون اهتماماً بالمسائل القومية ، فحالهم كحال هذا الفلاح مصابين بمرض أنيميـا ( فقر الدم ) الفكري في فهم تطور الحياة والتاريخ وإدراك تقدم الواقع الموضوعي السائر دوماً إلى الأمام على خلاف استاتيكيا الجمود والتحجر الذي يلف صندوق دماغهم ويسيطر على فهمهم وإدراكهم للواقع ،  ليس كما هو في الموضوع ، وإنما كما هو في ذاتهم العاجية )) .
يؤسفـنا قـولنا أنّه هـو أحـد أولئك الأفـراد ، إنه فـعلاً مصاب بما إصطلحه بأنيميا الفكـر ، إنه يفـتـقـر إلى متابعة التأريخ بأزمنـته ووقائعه ، وإذا إدّعى بمتابعـته له سيكـون كـمَن يقـرأ ولا يهـضم أو يعـجـز عـن الربط والإستـنـتاج ، والدليل هـو أنه لا يستـطيع إلى اليوم إستيعاب أو التميـيـز بـين ( المذهـب الكاثوليكي للشعـب الكـلداني ــ والهـوية القـومية للشعـب الكـلداني ) ويكمن السبـب في أحـد الإحـتمالين : إما أنّ مستـواه الثـقافي لم يصل به إلى إدراك ذلك ، أو أن حـجـيرات دماغه مقـنـنة ( ذات قـوالب جاهـزة ) لا تـمتلك المرونة الكافـية لإستـقبال فـكرة تحـتاج إلى هـضم وتفاعـل وتحـليل وتمثيل وخـزن ....  وإذا إعـترض عـلى كلامي هـذا فـعـليه أن يقـبل بالآتي : 
((  أخي أﭙـرم شـﭙّـيرا ، الآن إسمح لي أن أكـتب ، طالما ليس في اللسان عـظمٌ ـ يعـيق حـركـته ـ وأقـول : إن الآثورية والسريانية والآرامية والأكـدية والسومرية والشرقاطية والأربائيلوية وحـتى المدغـشقـرية كـلها تسميات مقـبولة لدينا نـحـن الكـلدان لأنهم جـميعهم كـلدانيّـون ، وكـنيستكم هي عـلى المذهـب الآثوري لأن إسمها الحـديث هـو الكـنيسة الشرقـية الآثورية ، إذاً الآثورية مذهـب ! هـل عـنـدك إعـتراض ؟ )) أكـتب إجابتك ولا تـكـن كـغـيرك الذين عـجـزوا عـن الإجابة عـلى أسئلتي المنطقـية ، بل تشبّـثوا بقـشة إكـليريكـية نوفـلية وخـيوط عـنكـبوتية أوشانية وسراب طريق إيشوية  ، لا تسعـف نملة في هـيجان الأمواج البحـرية .
 ومما قاله أيضاً : (( سبق وأن قـلنا أنه بسبب التحجر الفكري عند بعض الآشوريين خلق رداً فعليا عند بعض الكلدان أنعكس في إنعزاليتهم ودعوتهم في كون الكلدان قومية مستقلة منفصلة عن الآشوريين والسريان وبذلك يقلدون الجانب الآشوري المتحجر أحسن تقليد )) .
إن هـذا الكلام يـبدو منطقـياً للوهلة الأولى ولكـن الحـقـيقة ليست كـذلك ، فإعـتـزاز الكـلدان بقـوميتهم لم يأتِ كـ ردّ الفعـل عـلى التحـجّـر الآثوري لأن كـيانـنا ليس مبنياً عـلى الغـير بل آثارنا تـدل عـلينا ، و تأريخـنا توارثـناه من أجـدادنا ، بالإضافة إلى أصالة مشاعـرنا . فـفي إحـصاء 1967 كـنـت في ألقـوش وكـتبنا ( الكـلدانية ) إسم قـوميتـنا بدون إرشاد كـنيسة أو تـوعـية حـزب ، ولم يـجىءْ كـ ردّ فـعـل ضد تـنـظيم آثوري أو حـكـومي وإنما عـبَّـرنا عـن شعـورنا القـومي الطبـيعي ( بدون طموح حُـكـْـمَوي ذاتـَـوي ! ) . إن هـذه العِـبارة الأخـيرة هي التي تـجـعـل الآثوريّـين يـدّعـون أن الشعـور القـومي عـنـد الكـلـدانيّـين ضعـيفٌ ، فهذا التـفسير ليس صحـيحاً بل الأصح هـو أنـنا لا نـطمح بـبعـث إمبراطورية كـلدانية جـديدة وبالتالي سوف لن نـرجع إلى عام 625 ق . م لنمحيَ الإمبراطورية الآشورية مجـدّداً . أما الإحـصاءَين 1977 ، 1987 ( 1997 لم أكـن في العـراق ) فالجـميع يعـرف ظروف العـراق والسلطة وتعاملها مع القـوميات .
يقـول السيد أﭙـرم شـﭙّـيرا : (( أنا آشوري وأعتز بآشوريتي وأستمد إنتمائي إليها إلى الحضارة العظيمة للأمة الآشورية أساسها اللغة والثقافة والتراث والتاريخ والجغرافيا. وحق الإعتزاز هذا لا يمنعني إطلاقاً أن أقبل إعتزاز الكلداني بكلدانيته والسرياني بسريانته وأحترمها لأنهما جزء من الأمة التي أنتمي إليها رغم تعدد التسميات في المرحلة الحالي )) .
إنه صادق ( فـعـل و ﮔـول ) ، فـهـو يعـتـز بآشوريّـته وإنـتـمائه إلى أمته الآشورية ، ولا يمتـنع عـن قـبول إعـتـزاز الكـلـداني بكـلدانيته ( لماذا ؟ ) لأنها جـزء من آشوريّـته .... إنّ أﭙـرم شـﭙّـيرا صادق لأنه عـبَّـر عـما بداخـله ودواخله المنغـلقة ، إنه يرفـض الجـميع فلا وجـود لغـير الآثورية في مخازنه وخـرائـطه ، وإن وُجـدتْ فإنه يقـبلها (مَكـْـرَمة منه ) بإعـتبارها آثورية ! وبكل براعة يتهم غـيره بالإنغلاق ، هـذا هـو كاتبنا المثـقـف والمعـوّل عـليه ، فـكـيف بنا لو صار الموقـر أﭙـرم شـﭙّـيرا وزيراً للداخـلية يوماً أو مديراً للأمن العام في الجـمهورية الآثورية الديمقـراطية المنفـتحة للعـظم ، والكـلدان جالية فـيها ؟   
كما قال السيد أﭙـرم : (( أما الحقوق القومية فإن مسألة العدد والتركز الجغرافية يلعبان دوراً أساساً ومهما في الإقرار بمثل هذه الحقوق . فهل يوجد أكثرمن التسمية المركبة ضماناً لتوفير العدد والتركز الجغرافي لضمان حقوقنا القومية ؟ )) .
أية قـومية أنـتَ تـطالب بحـقـوقها يا أستاذ أﭙـرم ، ما هـو إسمها ؟ إذا سألونا عـنها وأجـبناهم بإسمَين أو ثلاثة وربما أربعة فإنهم سيستهـزئون بنا أتـدري ذلك ؟ وإذا سألوك عـن قـومية أخـرى عَـبر التأريخ ذات إسمَين فـماذا سيكـون جـوابك ؟ ثم عـن أية جـغـرافية تـتـكلم ؟ هـل ستـطالب بكـركـوك وأربـيل والشرقاط وتـكـريت والنجـف وكـربلاء والبصرة والعـراق كـله ، أليست هـذه كـلها مناطق جـغـرافـية لشعـبنا ؟ أم تريدنا محاصَرون في حـضيرة خـراف جاهـزة للذبح لـتــُعاد مأساة سمّـيل ثانية ؟ فـكـّر بالمنطق ولا تبتـذل الكـلمات .
أما رأيك القائل : (( فـزوعا مولود شرعي للأمة الآشورية بجميع تسمياتها المختلفة )) .
فـهـذا رأيك المنغـلق عـلى ذاتك ولا يقـبله منك الكـثيرون من شعـبك الآثوري فـكـيف بالأمة الكـلدانية ؟ وأنا بإنـتـظار مقالك .



416
مع كـهـنوت الأب سـرمـد يوسف باليوس
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
أسعـدتـني قـراءة مقالك الأول الذي تـذكـر فـيه الأسباب التي دفعـتـكَ إلى أن تـصبح كاهـن الرب . لا شك إنها الجـسد المائت ينفي ذاته إلى بقاع الأرض المنبسطة وليس يقـبع في أوجار المخـفـيات ، هي الروح الحـيّة المتسامية في الأعالي ولا تهـبط إلى الهاويات ، يغـتسل في نهر الأردن لا في رغـوة الشلالات ، يغـض النظر عـن وُجَهاء القـوم ويـدعـو جَهَـلـَـتهم لـيُـخـزيَ بهم حكماءَ الفـلسفات ، لا يملك وسادة لرأسه ولا مكاناً يأوي إليه لأن له منازل كـثيرة في السماويات ، لا يمارس حساب الجـمع والطرح لأنه لا يملك حساباً مصرفـياً وهـو مالك كل شيء واللاشيئيات ، لا يعـرف الكلمات : لي ... لكَ ... أنـتَ ... أنا ... لأنه يُـجـيد كل اللغات ، لا يحـيا متـطفلاً عـلى سذاجة البسطاء لأنه وديع كالحـمام حـكـيم كالحـيّات ، لا يأبه بتملق الوضيع لأنه أسمى من مجاراة الوضيع والوضيعات ، يوبّخ مُـضـَـيّـفـَه المتعالي لأن ليس عـنده محاباة ، يُعَـقــّـمَ كـفـّه من جـراثيم مصافـحـيه لأن له في البحـر أسماك في فـمها لؤلؤات ، ليس له عائلة بل عائلته البشريات ، إنه واقـف أمام مرآة لـنرى فـيها مسيحـنا الآتي بمجـده العـظيم يوم القـيامات ، فـهل سنرى المسيح في تلك المِرْآة يا أبونا أم سنرى أشباحاً تخـدع رب الكائـنات ؟
أين أولئك الكهنة الذين كانوا يشـمّون رائحة الشموع والبخـور ، يتجـنبون السهر بـين القـبور ، يقـتدون بقـديس فـيَـتـَسَمّـون بإسمه المشهور ـ يوحـنا ، عـمانوئيل ، ﭙـولص ، يوسف ، أوﮔـين ، ﮔـوَرﮔـيس ؟ اليوم عـندنا مُمارسـو الكِهانة يتـعـطـّرون بالعـطور ، ويسهـرون حـتى السحـور . يسمي نـفـسه الأب سرمد وهـو ليس سرمدياً ، ماهـر وليس ماهـراً ، روني وليس رياناً ، أركان وليس رُكـناً ، سـرور ولم يحـقق له الكهنوت سروراً ، حاله حال راهـبة هـذا الزمان فهي الأخـت بثينة ترى كل شيء جـميلاً ، ليلى ترى ربّان السفينة هاتـفاً وبـيده مُـلـَـوّحاً ، سناء تضم في فانوسها السحري عـفـريتاً ، فـهل إخـتاروا طريق القـديسين والقـديسات بـطراً ، أم عـلينا تمويهاً ؟ .
لقـد مَـثــَّـلوا ربَّهم بالصنميات ، ونصبوها أمامنا بالتمتمات ، وهم يَعْـلمون أنها وهـميّات ، ودَعَـوا سُـذّجَ القـوم إلى تـقـبـيلها بالروﭙـّـيات ، ثم إلى وليمة فـباعـوا الأكلات في هـيكل القـدس يوم صوم رب الكائـنات ، فـهل سيرى المُـمَـجَّـدُ إبن الإنسان إيماناً حـين يأتي ليدين الأحـياء والأموات ؟
إستـوقـفــّـتــْـني عِـبارتـكَ : ( كهنة الطرقات ، ولديهم تـصريح خاص من المطران قـبل الخـروج إلى الشارع ) ، يا أبونا لقـد تـنـوّعَـتْ الدروب والطرقات ، وجاء الإنـتـرنيت والموبايلات ، والأعـذار كـثيرة عـنـد الأمسيات ، فـما فائدة التصاريح والتـصريحات ، حـتى إذا كانـت بعـِلم المطران والـﭙطركـيات ؟ كما إنـني أراك شاباً بريئاً قـليل الخـبرات ، يوم تلـقـّـيتَ مكالمة من الأم المنكـوبة وربما مكالمات ، نعـم إنك بريءٌ ولكـني أقـول لك أنـك لستَ شرطي المباحِـث والأمنيات ! كان الأفـضل أن تسألها : هل إنـقـطعـتْ كل المداخـل والمخارج أمامها لتـطـلبكَ في تلك الساعة من الأوقات ؟ إنّ مَن لا تبحـث عـن إبنها نهاراً أو تستـفـسر عـنه من رفاقه عـصراً ، كـيف تـتـجـرّأ وتسأل الكاهـنَ بهذا الخـصوص في ساعة متأخـرة ليلاً ، ولا تـنـتـظر حـتى تشرق شمس الضحى صباحاً ؟ المنطق منطق يا أبونا وإذا كان مقالنا يؤلمكَ وجـعاً فـعـذراً ، ومع ذلك أدّيتَ واجـبكَ فـشكراً ، وأنـتَ أفـضل من غـيرك الذي كانت له قـصته التالية ـ الحـقـيقـية ـ مع إحـدى العـجـوزات : كانـت عـجـوز ساذجة تـعـبد ربها وتـؤمن بمسيحها وتسلك طريق إنجـيلها تجمع في صرتها بعـض الدراهم من بـيع بـيض دجاجاتها ، وقـروشاً بيضاء يـبعـثها لها إبنها كل شهر فـتجمعها للأيام السوداء من حـياتها . خافـتْ عـجـوزتـنا عـلى أموالها من فـقـدانها وأرادتْ أنْ تستـثمرها حـفاظاً عـليها ، وعـسى أنْ تـدُرّ عـليها بـبعـض الفـليسات لتـسعـفها . فإستـشارت الـ أبونا في كـنيستها وقالت : أريد أن أشتري داراً فـيدرّ إيجاره عـليّ مالاً ، أو أشتري أرضاً زراعـية أستـفـيد من غـلتها سنوياً ، فـما هـو رأيك يا أبونا . قال لها : لا تـفـكـّري بالدار والأرض والغـلة الفانيات ، بل إحـصلي لكِ عـلى دار الأبديات ، قالت : أنا لا أعـرف الوكيل أو الدلاّل هـناك ، فـقال : أنا الوكـيل ! فأعـطتْ له كل ما عـندها حالاً ، وصارت تسلـّمه كل ما يأتيها لاحـقاً ، وتسأله : ما خـبر الدار الأبدي يا أبونا أما وفـَّـيْـتــُه ثمناً ؟ فـيقول : الثمن غالٍ ولا يَكـْمل مهما طال العـمر عـمراً ، فلا تـقـلقي طالما توفـين من ثمنه شهرياً ، وحـين يأخـذ الله أمانـته ستـذهـبـين وتستلمينها حالاً ( خـلـّينا ساكـتين يا أبونا ليش دا تـْـحَـﭽّـينا ) ، وأتمنى لك السلامة في حـياتك الكـهـنوتية .   



417
إجابتي وأنا ماشي إلى Khigaa الحـلو
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
حـقاً سأضيف أسطرك إلى خـطوط الجـماعة ، وعـليّ أن أمـدّد وقـت إستمتاعي بقـراءات التسلية المنعـشة لحَـيَـويّـتي من بعـد التـركـيز المتعـب عـلى المقالات الجـديـرة وألف عـين لأجل عَـين تــُـكـرَم ( ولو ما لخاطر القـرّاء ما كـنتْ أجاوب ) .
عـزيـزي Khigaa
ليست مشكـلة كـبـيرة إنْ كـنـتَ غـير مُلمّ ٍ باللغة العـربـية الفـصحى لأن المسألة في غاية البساطة ، وعـليه إذا قـلـنا لك : نـقـدّم لك الطـبـيب الفلاني والموظـف الصحّي الثاني والممرّض الآخـر المشهـور والمهـندس العـلاني ! هل تـفهم من هـذا أنّ المهـندس المذكـور يعـمل في الحـقـل الطبّي ؟ نعـم سيستمع إلى آراء الأطباء عـن حاجـتهم إلى عـدد الغـرف وكـُـبر المصعـد في مبنى المستـشفى المقـتـرح أو الجـهاز الطبي الإلكـتـروني المطلوب من جانب إخـتـصاصهم طـبّـياً ، أما هـو فله رأيه في الخـرائط الهـندسية وعـدد الطوابق ومنافـذ الهـواء والشمس للبناية ، ثم ﭭـولتية الجـهاز الإلكتروني وحجـمه وسهولة إستـعماله ووسائل الأمان فـيه ، ولا يعـطي رأيه في المضادّات الحـيوية والنزيف المحـتمل في العـمليات الجـراحـية ، فـكل له إخــصاصه ، مثـلما بُخاري المسيحـيّـين له إخـتـصاصه والـنـّـعـم ، وأكـتـفي بهذا معـتـقِـداً أنّ الرسالة وصلتْ ( إنْ كان هـناك مَن يلـﮕـفـها وهـيّه طايـرة ) .


جاءت إجابتي عـلى السؤال التالي

 khigaa
عضو جديد

    سؤال للسيد مايكل سبي
« في: الأمس في 11:47:58 pm »  

--------------------------------------------------------------------------------

الكتاب المقدس - العهد القديم
سفر دانيال
الإصحاح الثاني
2: 1 و في السنة الثانية من ملك نبوخذنصر حلم نبوخذنصر احلاما فانزعجت روحه و طار عنه نومه

2: 2 فامر الملك بان يستدعى المجوس و السحرة و العرافون و الكلدانيون ليخبروا الملك باحلامه فاتوا و وقفوا امام الملك

حيث انك نصبت نفسك بخاري المسيحيين اطلب منك ان تفسر هذه الاية و هل الملك هنا  يسأل المنجميين الفلكيين( الكلدانيين)
(وهم طبقة راقية في بابل واشور) اما انه جمع كل الشعب في قصره وشكرا

418
إنـبهـرَ الـكـلدانُ نهاراً فـلماذا أرِقَ الآخـرون ليلاً ؟
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
إنّ قـراءتي كـتابات النـوفـلي والبرواري والأوشاني والطوباوي واليساري هي ممتعة لي شخـصياً ، ومَن يـدري فـقـد أستمتع غـداً إذا إطـلعـتُ عـلى كـتابات أخـرى مستـحـدثة للـيميني والـﭽـرخاوي والسنبلاوي أوغـيرهم ، فـهـذه أعـتـبرها إستراحة فاصلة وضرورية بـين تـَـصَفــّحي لمقال جاد وقـراءتي لآخـر مهم ، فـتـتجـدّد فيّ روحُ الإنـطلاق بحـماسة شـديدة وطاقة جـديـدة فـشكـراً لهم سـلفاً وجـزاءاً حـميداً تـرفاً . وبعـد أن أضحى إنبهار الكـلـدان تاريخاً مُوَثـقاً ومشهـداً بـديعاً ونـجـماً قـطبـياً مُشِـعاً في صفحات الـ حُـذرا ، صعُـبَ عـلى العاجـزين الإعـترافَ بهذا الـنص الرائع ، وإنـتـشار نـوره الساطع ، فـتهـرّبوا مـن الإجابة عـن الأسـئلة التي أثيرتْ حـوله فأتــَـوا لنا بكلام فارغ غـير نافع ، كما فـشلتْ محاولات البعـض تـقـديم محاضرات يائسة لإنـقاذ الطالب الراسب المائع ، إسمحـوا لـنا أن نـتـرك الإنبهار النابع من الحـقيقة والواقع ، ونـجـول بهم في دروب هـذا البلد الـفارع ، آملين أن يرسوا تـحـت سقـف يستـظـلون به ويكـون لهم كالمعـين الشافع .
نـقـرأ صلاة الـ  ܡܓܗܝ ليوم ثلاثاء الـباعـوثا في حُـذرا الكـنيسة الكاثوليكية للكـلـدانيّـين - المجلد الأول صفحة 188 ( وفي حُـذرا الكـنيسة النسطورية صفحة 325 طبعـة تريشور ) العـونيثة الأخـيرة لهذه الصفحة ما يلي :
    ܨܡ ܕܢܝܐܝܠ ܒܐܪܥܐ ܕܒܒܠ . ܕܒܝܬ ܚܢܢܝܐ ܒܐܪܥܐ ܕܟܠܕܝ̈ܐ، ܘܣܟܪ ܦܘܡܐ ܕܐܪ̈ܝܘܬܐ ܘܕܥܟܘ ܚܝܠܐ ܕܢܘܪܐ ܝܩܕܬܐ ، ܨܘܡܗ ܕܡܪܢ ܣܟܪܗ ܠܦܘܡܐ ܕܣܛܢܐ ، ܘܐܲܒ݂ܗܬܹܗ ܠܒܥܠܕܪܐ ܀
وتـرجـمتها : ( صام دانيال بأرض بابل . في بـيت حَـنـَّـنـْـيا بأرض الكـلـدانيّـين ، وأغـلق أفـواه الأسود وأطـفأ قـوة النار المُـحـرقة ، صَوم الرب أغـلق فم الشيطان ، وأخـجَـلَ الأعـداء ) ....... إنّ المرنم من آباء الكـنيسة الأوائل يتكلم عـن صوم دانيال بأرض بابل ويُـعـيد إسم المكان مرة ثانية قائلاً أرض الكـلـدانيّـين ، تــُرى أما كان يكـتـفي بإسم بابل ليُـكـرّره بالكـلـدانيّـين ؟ ألا تـميِّـزون بابل عـن الكـلـدانيّـين ؟ مَـن كان يقـصد بهـذا الإسم العـظيم ؟ هـل ستـكـرّرون مرة أخـرى وتـقـولون أن قـصده كان وثـنيّـين ؟ إنْ كان يتـكلــّم عـن الصوم ودانيال والرب وبـيت حَـنـَّـنـْـيا في جانب الخـير ، ثم عـن الأسود والنار والشيطان والأعـداء في جانب الشر ، ما دخـل الوثـنيّـين بالموضوع ! أراكم كلما صرتم في موقـف محـرج ... تشبَّـثـتم بالوثـنيّـين وكأنهم صاروا مسعـفـين لكم ، وإذا ليس في جـعـبتـكم غـير الوثـنيّـين فـليكـونوا مباركـين لكم ؟ ونسأل أبناء شعـبنا من الآثوريّـين ونـقـول : لماذا تـذكـرون هـذا الإسم في صلواتكم بالـ حُـذرا ، إحـذفـوا الإسم والصلاة فـتـتـخـلـّـصون من شـرّهـما ؟ وإذا كـرّرتم ما قـلـتـموه في السابق - ﮔـالتْ الوثـنية وحِـﭽَـوا فـتـّاحي الفال - ! عـنـدئـذ (( راح أطلعـلكم طلعة لا عَـل بال ولا عَـل خاطر )) وستـكـون القـشة التي تـقـصم ظهر البعـير وأعـتـقـد أنكم لن تـكـرّروها مرة أخـرى ، وإذا إستـطعـتم تحَـمُّـلها سأتيكم بالأخـرى التي ستـجـعـلكم تـتـمَـنـّـون لو إكـتـفـيتم بالأولى . 
أعـزائي الآثـوريّـين أبناء شـعـبنا : إنَ آباءنا المرنمين في كـنيستـنا المشرقـية العـظيمة لم يعـرفـوا شعـباً غـير الكلـدان ( والدلـيل ألولو ) ، وإلاّ هـل كانوا بُخلاء ولـَم يُوزّعـوا لهم حـصة من الأبـيات الشعـرية الصَّلواتية ؟ هل كانوا في عـداء معهم ؟ أم كانوا خائـفـين من ذكـْـر إسمهم ، ومِـمَّن يخافـون ؟ وهـل كان لشعـبنا الآثـوري في مشرقـنا كـنيسته المخـفـية في القـرون الأولى للمسيحـية مما جـعـل إسمه مخـفـياً ؟ إن كـنيسة المشرق العـظيمة كانـت لجـميعـنا ، إلاّ أنّ الإسم البارز والشائع والمعـروف والمألوف كان إسم الكـلـدان ، وهـذا لا يمنع وجـود إيّ إسم آخـر من الأسماء ولكـنها كأقلية غـير طاغـية إنْ لم نـقـل غـير معـروفة ( وهـذه كـلها إفـتـراضات ) . ولِـمَ الإستـغـراب ، فـلـقـد عَـبَّـر المرنم عـن مشاعـره لأن بابل هي لجـميعـنا مدينة الإستـقـرار ، عاصمة الإزدهار ، مساكـن الأحـرار ، شوارع تـزيّـنها الأشجار ، مكاتب الدولة الغـزيرة بالعِـلم والأسرار ، أما الكلدان فهم ذلك الشعـب المستـضيء في هـذه المدينة بأنوارها ، وذلك الجَّـمْع الذي يحـقـق لهـذه العاصمة شـُهـرتها ، هم أولئـك المستـقـرّون في مساكـنها ، إنهم أولئـك الناس الذين يمشون في شوارعـها ، أولئـك الموظـفـون الذين يُـديرون مكاتبها ، هم أجـدادنا الذين نـفـتـخـر بهم نـحـن وأنـتم أحـفادهم والـنـِّعـمْ ، هـل مِن مانع ؟ إنـّـنا بأصبعـنا نشير ولسان حالـنا يقـول إنّ الآثـوريّـين أبناءُ شـعـبنا أياً كان عـددهم ، طـيّـب ! ولكـن هل تـكـبر أرقام حساباتـكم المصرفـية أم تسمو مناصبكم الأرضية إذا نكـرتم الكـلـدان الأكـثرية ؟ إسعـفـونا بإجاباتكم عـلى إستـفـساراتـنا أولاً ، والله يُسعـفـكم ويُـعـينكم بالإجابة عـلى أسئلـتـنا ثانياً ، ثم لا يخـصنا إذا أردتم  ألكـتابة عـن أموركم الخاصة ثالثاً ، ورابعاً إنسـوا مَن نـحـن ولا تـذكـروا إسمنا وإتـركـونا عـلى حالـنا ، فإذا إحـتـجـنا إليكم سنأتيكم نهاراً ، وإذا تـتـطلـّب الأمر سنبحـث عـنكم بفـوانيسنا ليلاً ، أتـرفـضون كل شيء جـزافاً ؟ .   



419
“مواقـف حـفـرتْ مكانها في الذاكـرة
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
لن تعـني الأرض شيئاً لو لم يكن الإنسان ساكـناً فـوقها ، فـفي وجـوده تـدُبُّ الحـياة في البـيت والشارع وأمكـنة العـمل ، لابل في أعـماق الأرض كما في الفـضاء ، والمثل الألـقـوشي يـقـول : ( أرْأ بْـكــْـنـوشـْـتا وْ بَـرناشا بْـلـْـوشـْـتا ) الأرض بالجماعة والإنسان بالملبس ، فالأرض المسكـونة بالبشر تـكـون جـذابة تستـقـطب الزائـر والطالب والعامل والمبشّر والحاكم ، فـكأن الإنسان الذي يعـيش عـلى أرض ويغـطّي مساحـتها يصبح رداءاً لها كملابس الإنسان المهندم ، أما الأرض القـفـر فـهي رخـيصة لا تـجـذب إليها الناس ، والمثل المذكـور يُشَبـِّه الأرضَ المسكـونة بالإنسان الذي تـكـسوه الملابس فـيكـون أكـثـر قـبولاً ووقاراً وإحـتراماً من رجـل عاري بدون رداء ، إلاّ أنّ القـيمة الحـقـيقـية للإنسان ليست في ملابسه أو مظهره بل هي في مشاعـره وأحاسيسه وإستـعـداده للتعـبـير عـن إنسانيته تجاه الآخـرين حـين يتـرجـمها إلى فعـل ملموس يخـدمهم به ، وقـد عَـبَّـر الشاعـر عـن هـذا الواقع حـين قال :
 الناس للناس مِن بَـدوٍ ومِن حـضـرٍ       بعـض لبعـض وإنْ لم يشعـروا خـدمٌ
في مسيرة حـياةِ جـميعِـنا محـطات ومواقـف ومشاهـد لن تــُـنسى مدى الحـياة ، منها إسـتراحة تـنـفـضُ التعـبَ عـنا ، تأمّـل تــُـطلِق العـنان لأفكارنا ، تألـّـمٌ يُـعَـبِّـر عـن ظلم يصيـبنا ، فـرح لسعادة تـنعِـشـنا ، خـوف من خـطر يواجهنا ، إعـجاب يغـتبط له كيانـنا ، إفـتـخار يُـزيد من ثـقـتـنا ، هـذا بالإضافة إلى العـمل والنوم الضروريّـين لـنواصِل حـياتـنا ، ولكـن هـناك أيضاً محـطة ندم نـتيجة لخـطأ إرتـكَـبْـنا أو تـقـصير مارَسنا ، وإذا نستـخـدم أنا وغـيري وعـيَـنا فـنصحّح خـطأنا ونـُـعالج تـقـصيرنا ، فـفي المحـصلة لابـدّ أن نـنجح في حـقل من حـقـول حـياتـنا بعـد فـشلنا ، والأم تيريزا تـقـول : إذا كـنـتَ ناجحاً في حـياتك فإنك سوف تـربح بعـض الأصدقاء المزوَّرين ، كما ستـربح بعـض الأعـداء الحـقـيقـيّـين . ومن بـين المواقـف الكـثيرة التي حـفـرتْ مكانها في ذاكـرتي :
أولاً : في دراستي الثانوية كان الكـثيرون - ودون أن يـطلب والدي منهم - يعـرضون إستـعـدادهم لكـفالتي حـين أحـتاجها للقـبول في الجامعة ، ولكن حـين تـمَّ قـبولي في كـلية التربـية ـ بغـداد ( الملغاة مِن قِـبَـل النظام السابق في نهاية الستينات من القـرن الماضي وأعـيدَ فـتحها بعـد سنة واحـدة بشروط بعـثية ) وإحـتجـتُ فـعلاً إلى كـفالة بمقـدار 400 دينار من تاجـر أو موظف ذي راتب يؤهـله لذلك ، تـنـحّى كل أولئك جانباً بحجة أو بأخـرى ، كما قال الشاعـر :
ما أكـثر الإخـوان حـين تعـدّهم     ولكـنهم في النائبات قـليل
وقـد أعـجـبتـني صراحة أحـدهم حـين قال : أنا يمكـنـني أن أكـفـلك ولكن إبن أخي سيحـتاجـني في السنة المقـبلة حـين يدخل الجامعة وسأحـتـفـظ بالكـفالة له كي لا يحـير مثـلك . وقـد طرقـنا أبواباً عـديـدة فلم يُـفـتح أحـدها ، وأخـيراً تـذكـَّـر والدي صديقاً ألقـوشياً مخـلصاً أصيلاً يوم كُـنا في كـركـوك هـو السعـيد الذكـر سنحاريب ساكـو ( أخـو المرحـوم أوﭽـو ) وكان يعـمل محاسباً في شركة فـورستـر وصباغ ـ بغـداد ، فـلما سأله والدي حاجـتي لم يتـوانَ أبداً بل تـناول الهاتـف وإتصل فـوراً بتاجـر فـلبّاها ، والآن سؤالي هـو : ما الذي نـخـسره لو إتـخـذنا من هـذا الشهم قـدوة لنا فـنـنـقـذ كل مَن كان في مأزق بدون أن نعـطي له نـقـوداً .  
ثانياً : إستـلمتُ الأمر الإداري لتعـيـيني في محافـظة واسط  بتأريخ 3 /12 / 1973 وقـبل سـفـري إليها أوصاني خالي بأن أسأل عـن موظف تـلكـيفي في مديرية تـربـية واسط عـسى أن يفـيدني ( وهـذا يعـني أنه عـلى معـرفة تامة به ) ، ولما حـضرتُ صباح اليوم التالي المديريّة َ وسألتُ عـنه وكـتاب التعـيـين بـيدي ! رأيته وسلمتُ عـليه وقـلتُ له : خالي يسلم عـليك ! فـقال : مَن هـو خالك ؟ قـلتُ : جـرجـيس !!! نـظر إليّ بإستغـراب وطلب مني أولاً الأوراق التي بـيدي فـمسكـها بـيده بقـوة وكأنه حـجـزها عـنـده ثم قال : أنا لا أعـرفك سابقاً ولا أعـرف خالك ولا أعـرف شخـصاً بهـذا الإسم ولكـني سوف لن أترك أوراقـك مِن يـدي إلاّ حـينما أوصلها إلى المكان الذي تـريده ، فـما الذي تـريده ؟ في الحـقـيقة أنا إصطدمتُ وخـجـلتُ من الموقـف وتلعـثـمتُ بالكلام وقـلتُ له : أرجـو عـدم المؤاخـذة فأنا مجـرد أوصلتُ سلامه لك ولا أريـد غـير سلامتكَ وأنا أستأذن كي أذهـب وأتابع تـعـيـيني ، ثم مددتُ يدي نـحـوه لأخـذ أوراقي منه !! فـكـرّر كلامه أنه لن يترك أوراقي من يـدَيه إلاّ بعـد أن يصل بي إلى ما يُـريحـني ، فـقـلتُ له : إنّ هـذا أول تـعـيـين لي وأنا لا أعـرف شيئاً عـن أفـضل مكان شاغـر في مدارس الكـوت ! فـقال : إجـلس وسآتيك بعـد قـليل ، ولما جاء أخـبرني بأن أفـضل مكان شاغـر في حـينها هـو في مدرسة ثانـوية تبعـد عـن المركز بالباص زمناً أقـل من خـمسة دقائـق كما ويمكن الذهاب إليها مشياً عَـبر سـدة الكـوت حـيث تـقع في نهايته مباشرة ، فـشكرتـُه عـلى شهامته . والآن ، كم من أمثال هـذا الرجـل نـجـد في المجـتـمع ؟ ولماذا لا نـكـون أصحاب نـخـوة مثـله للمحـتاجـين قـبل أن يطلبوا منا حاجـتهم ، طالما لا يكـلفـنا ذلك دولاراً واحـداً ؟ بعـد ذلك عـلمتُ بأن خالي لا يعـرفه شـخـصياً بل يعـرف أخاه وهـو جاره في منـطقة البتاويّـين .
ثالثاً : تسرحـتُ من خـدمة الإحـتياط بتاريخ 5 تشرين الثاني 1984 أثـناء ساعات هـجـوم سيف سعـد ، وأنا في الجـبهة سلمتُ تجـهـيزاتي العـسكرية كافة وإرتديتُ ملابسي المدنية وصرتُ أنـتـظر كـتاب تسريحي من وحـدتي العـسكـرية المطبوع والجاهـز لإمضاء السيد الآمر المقـدم الذي لن يكـلفه أكـثر من شخـطة قـلم ، إلاّ أنه كان مشغـولاً بالإستـلقاء في ملجـئه للراحة فـلم يوقعه في ذلك اليوم ونمتُ عـلى مسؤوليتي في معـسكر قاطع سيف سعـد وبالملابس المدنية . وفي صباح اليوم التالي إنـتـظرتُ حـتى إستـراحة الساعة العاشرة ولم يوقعه حـيث قال لعـريف الفصيل قـل لـ مايكل أن ينـتـظر . ثم صارت فـتـرة الغـداء وقـدّم العـريف كتابي إلى السيد الآمـر لتـوقـيعه ، فـقال له : لماذا مايكل مستـعـجـل ؟ وأخـيراً قال لي البعـض أنّ هـناك شخـص يمكـنه التأثير عـلى الآمـر هـو نائب ضابط ورفـيق في قـلم اللواء ، فـذهـبتُ إليه وقـلتُ له : أخي أنا لا أعـرفـك ولا تـعـرفـني ولكـني في مأزق ، وقـيل لي أن لا أحـد يمكـنه مساعـدتي به إلاّ أنـتَ ، فـقال : قـل لي ما هـو وإعـتـبـره مقـضياً . ولما أوضحـتُ له كل شيء ، قال : هات الأوراق ، فـذهـب إلى الآمـر ووقع كـتابي خلال ثوان وسلمني إياه وشكرته . إن المقـدم الآمر قـبـِلَ عـلى نـفـسه أن يركع أمام نائب ضابط رفـيق حـزبي ولم يقـبل أن يكـون قائـداً عـسكـرياً محـتـرفاً ويسلك وفـق السياقات العـسكـرية ومحـتـفـظاً بكرامته .
رابعاً : حـينما وصلنا إلى اليونان كـمحـطة إنـتـظار ، كان عـلينا في البـداية أن نبحـث عـن أيّ عـمل حـتى يمكـنـنا مواصلة الحـياة لحـين حـصولنا عـلى موطىء قـدم ثم وصولنا إلى المستـقـَـر . وبعـد مدة عـلمنا أن هـناك فرصة عـمل سهـلة حـيث تـؤخـذ أجـزاء اللعَـب من مصنع أو مخـزن إلى الدار ، وتــُجـمع ( تــُـرَكـّـب ) ثم تــُرَد إلى صاحـبها لقاء أجـرة بسيطة هي أفـضل من لا شيء . وفي تلك الأثـناء كـنا قـد تـعـَرفـنا عـلى رجـل يوناني يخـدم العـراقـيّـين كـثيراً ، وحـكـينا له الموضوع فـقال لنـذهـب الآن ونـكلم صاحـب العـمل ـ قـلتُ له : إذا تـكـلمنا مع اليوناني نـحـصل عـلى عـمل وإذا كان الأمر بـيد عـراقـي لن نـحـصل عـلى شيء ، فإستـغـرب وقال : أنا أعـتـقـد العـكس . ولما وصلنا إلى المكان رأينا شاباً عـراقـياً جالساً مثل المدير وبمثابة ( المسؤول عـن التـعـيـينات !) فـكـلـّمتــُه بالسورث عـن الموضوع فـقال أنا ليس بـيـدي شيء بل بـيـد صاحـبة العـمل ، قـلتُ له : كـلـّمها عـوضاً عـني فأنا لا أعـرف اللغة اليونانية ، قال : طيّـب سأكـلمها بعـد مشوار ، قـلتُ : قـل لها أنّ لي عائلة كـبـيرة وحـديثة الوصول ونـحـن بحاجة فـعلاً ، فـقال : هل تـريدني أن أحـكي لها قـصة حـياتك ؟ فـعـلمتُ أنه لن يعـطي لنا فـرصة عـمل وعـليه قـلتُ له : إترك الموضوع ولا تــُـزعج نـفـسك ، ثم شكـرته وغادرتُ ، فـقـلتُ لصاحـبي اليوناني الذي معي إنّ تـنـبّـئي كان صحـيحاً ، فهـذا العـراقي من جـماعـتـنا لن يعـطي لنا فـرصة عـمل ، وغادرنا المكان .
والآن إستـمتـعـوا بـبعـض الأبـيات الشعـرية من إيليا أبو ماضي :

أيقِـظ شــــــعـورَك بالمحـبة إنْ غـفا     لولا شــــــعـور الناس كانوا كالدّمى
وإعـمل لإسعاد السِّـوى وهـنائــــهم   إنْ شِـئـتَ تسعـد في  الحـياة وتـنـعّـما
أحـسِنْ وإن لـم تــُجـزَ حـتى بالــثـنا    أيَّ الجـــزاء الغـيثُ يبغي إنْ هـمى ؟
لا تطلبنَ مَحَـبة مِن جاهــــــــــــــــلٍ    ألمرء ليسَ يُحـِـبُ حـتى يَـفهــــــــما
وإرفـِق بأبناءِ الغـــــــــــــباءِ كأنهم    مرضى ، فإنَ الجهلَ شيءٌ كالعَــــمى
ومِن الإمام الشافـعي :
سـلام عـلى الدنــــيا إذا لم يكن بها     صديق صدوق صادق الوعـد منصفا
إذا لم يكـُن صَـفـْــوَ الوداد طبـيـــعة     فلا خـيــــــــر في خـل يجئ تـكَـلــُّـفاً
إذا المرء لا يَـرعــــــــاكَ إلاّ تـكـلفاً    فـدَعه ولا تـكـثر عـليه التأسُّــــــــــفا
ولا خـير في خـل يخـون خـليلــــــه     ويلقاه مِن بَعـد المودّة بالجـــــــــــفا
ويـنكـرُ عَـيشـــــاً قـد تـقادمَ عـهـدُه     ويظهر سراً كان بالأمس قد خــــــفا
فـما كـلُّ مَن تــَهـواهُ يَهـواك قـلــبُه      ولا كـل مَن صافـيتــَه لك قـد صفــا
فـفي الناس إبدال وفي الترك راحة    وفي القـلب صبرٌ للحـبـيب ولو جَــفا
وأخـيراً ، قال شاعـر :
فـلـقـد نصحـتـكَ إن قـبلتَ نصيحـتي    والـنصح أغــــلى ما يُـباع ويـوهَـب



          
  

420
إدارة جـديـدة لجـمعـية شـيرا الربّان هـرمزد الكـلـدانية / سـدني
(1 )
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
تـهـنـئة حـميمة من قـلوبنا إلى الهـيئة الإدارية الجـديـدة لجـمعـيتـنا التي إستـلمت مهامّها يوم 25 تـموز 2010 ولمدة سنة واحـدة متـمنـّـين لها كـل الخـير والتـوفـيـق في خـدمة جاليتـنا الألقـوشية في سدني ، وكـذلك التأكـيد عـلى وجـودها الإيجابي والفاعـل في الساحة الكـلـدانية والآشورية ـ سـدني ، الله يـبارك في جهودها وكلـنا سَـواعـدُ عـمل في حـقـول نشاطاتها الإجـتـماعـية والثـقافية والفـنية .
قـبل سنين كـتـبتُ تـوثيقاً حـول جـمعـيتـنا الألقـوشية في سـدني مبتـدئاً من بدايات تأسيسها حـتى إجـتـماع 15 حـزيران 2008 في أكـثر من مائة صفـحة عـلى الكـومـﭙـيوتـر ، وبعـدها تـوقـفـْت حـين غادرْت أسـتـراليا لِما يقارب السنـتين ثم رجـعـت . بـدأت مقـدّمتـَـه بالديـباجة التالية :
جـمعـية شـيرا الـربـّان هـرمـزد الـكـلـدانـية للألقـوشيـيّن في أستراليا
  ( ماضـيها و حـاضـرها )
إنّ الـلسـان لـبـيـب ليـس يُـبتـذل     لكـن مثـلي له القـرطاس والقـلم
إحـذر يا بُـنـَي :
من غـيرة الرجــــــــال
من إغـراء النساء والأمـــوال
من تغـيّر المزاج والأحـــــــــــــــــوال
فالناس صـنفان :
 جـريحٌ يلملم جـراحـَه لـضـيوفِـه بالإكـــرام والإجـلال
 وجارح يقـضي عـلى الطـــــموح ، الكـفاءة ، الحُـبّ والآمال
وَ ثِـقْ بمَـن يقـف معـك مقاتلاً في الخـندق الأمامي في ساحة الأهـوال



ألإهـــــــــــــــــــداء


                       إلى كـل شــــــجاع ثابت الرأي بالحـق
                             إلى كـل أبيٍّ يســـــــــلك طـريق الحـق
                                   إلى كـل لســـــــــان يقـول كـلام الحـق
                                         إلى كـل مَن يقـبل عـلى نفـســـه الحـق
                                               تاج الـشــوك عـلى الهامة ثـمن الحـق
                                                     والـجـلجـلة طـريـق الحــــــــــــــــــــق
الغاية الأساسية : 
إنـني أضـع هـذا التوثيق البسيط بين أيـدي الألقـوشيـين أينما تواجـدوا ليطــّـلِعـوا عـلى نشاطاتـنا منْ جانب وعـلى فـشلنا ونجاحاتـنا منْ جانب آخـر فـيأخـذوا عـبرة ويضيفـوا إلى خـبراتهم خـبرة . وكـذلك لأولادنا وأحـفادنا فـيقـرؤوا عـنـّا ويفهـمونـنا ، ويستمـْـتعـوا بقـصـصنا ، فـيغـتـبطوا بحـكمتـنا إنْ كـُـنـّا حُكـماء ويستهزئوا بنا إذا كـنا سُـذجاً بُسطاءَ فـيتبعـوا صـوابنا ويتجـنـّـبوا إخـفاقاتـنا . ولأن الغاية ليستْ التشهـير بـِمَنْ زاغ عـن الطريق السويّة وآدابها ، لذلك سوف لن أذكـرَ أسماءاً فـيه إلاّ إذا اسـتشـرتُ أصـحابَها ، ولا قـصة أوأقـوالاً إلاّ تلك العالقة منها بذهـني والواثـق منها وليس غـيرها . وأعـرف أنّ بعـضاً من الناس ( لا كلـّهم ) يكرهـون الحـق لأنه مُـرٌ ولأنهم معـْـتــَـدون يبـيعـون بكـيل وبـكيل آخـر يشترون ولا ينصفـون ، الخـط المستـقـيمَ يرفـضون لأنّ مسارهـم لا يـوازيه وهُـمْ ينظـرون بإستـعلاء ، ولا يهـمّـنا ذلك طالما في الصيـدلية سموم هي الدواء .
جانب من ذكـريات الـصـبا :
ترجع بي ذكريات فـترة الـصبا إلى نهاية الخـمسينات في ألقـوش بلدتـنا الكـلدانية موطن الآباء والأجـداد حـين كـنـّا نستمتع بالعـطلة الصيفـية ونحن صغار ، أمّا الكبار المتفـرّغـون ومعهم الشيـّاب مِن المحلـّة التحـتانية وخلال أوقات العـصر ، فإنهم كانوا يجـلسون جـلسة ديوان الرفاق أمام دار المرحـوم ( زورا جـبّو لاوو) المُشرفة عـلى بناية ثانوية ألقـوش القـديمة ( أملاك شيشا ) الواقعة عـلى الشارع العام في ألبلدة ، ولم نكُن نتجـرّأ على مشاركـتهم ديوانهم ولا المرور من أمامهم ، فـبذلك نتحاشى  توبيخهم . كان أولئك الشياب يتجاذبون أطراف الحـديث عـما يسمعـونه من الجهات الأربع للمعـمورة وأحـداثها ومعها أخـبارالعـراق بتفاصيلها ، الحـروب وتحـليلاتها والخـبرات الشخـصية وبطولاتها . كما أتذكـّر جـيداً ديوان القـس الراحـل هـرمز صنا فـكـنتُ أرافق  والدي مرات كـثيرة وأنا في مرحلة الدراسة الـمتوسّطة ويحـضره البسطاء والحـكماء من الرجال الكـرماء ، فـكان يبدأ مساءاً الساعة السادسة ثم وفي الساعة الثامنة يستمعـون إلى أخـبار إذاعة لـندن أوالـﭭاتيكان وبعـد دردشة قـصيرة حـولها - نصف ساعة - يحـين موعـد نهاية جـلسة الـديوان ويغادر روّاده المكان ، فكاهـن أيام زمان ( وليس هـذه الأيام ) لم يكـن من هـواة السهـر بل إعـتاد أن ينام رَزناً قـبل أن يبدو عـليه مظهر الـنعـسان . كما تعـَـوّدنا أيضاً ونحـن في مرحـلة الدراسة الإعـدادية أنْ نحـْضر ديوان الأب الـراحل يوحـنان چـولاغ الـذي كان في الغالب مزدحـماً بالشباب فـنتعـلـّم ونتـدرّب عـلى ألحان وأناشيد كـنسيتـنا وقـد ترك بصماته عـلى حـنجـرتـنا يكـتشفـها كل مَن يسْـمَعـنا ، وكـنا نـدخل بنقاشات فـلسفـية ولاهـوتية في فـترة الصراعات الفكرية في ألقـوشِـنا القـرمزية وكـثيراً منها إستـفـدنا . وكم منْ مرّة ومرات صادف وقـت العـشاء ، وعـند الـ ( رابي ) ضيوف المساء ، فـكان يُـؤتى بطبق زاده البسيط والأنيق ويأكل أمامنا بهـناء .

التوثـيق وأهـميّـته :
كم هـو بـِوِدنا ألآن لوأنّ تلك اللقاءات والحـوارات وأحـياناً المجادلات ، وُثــّـقــَـتْ أو سُجـّـلتْ بأية وسيلة حـتى نطـّـلِع عـليها اليوم فـنستمتع بقـراءتها ونستـفـيد منْ نتائجها بأخـطائها وصوابها ونستـكشف أفـكار مَنْ سـبَـقــَـنا ومصـطلحاتها ، نوعـية الـمشاكـل وحِـدّتها ، كـيفـية الفـعـل وَ رَدّ الفـعـل لـدى أصحابها ، فـنتعـرف عـلى نفـسيّة أجـدادنا ورغـباتها وطموحاتها ، ومرونتها مع الآخـرين في تعاملها ، وهـذا هـو الهـدف منْ فـكرتـنا التوثـيقـية وغايتها . فالوثـيقة ( سنـدٌ ، صـك ٌ ، كومـپـيالة ، خـتم ) بها يمكـنـنا إثبات الحَـدَثية ، وتحـقـيق الـوقائع التأريخـية . إنّ أصالة الآثار تـتميّـز بوثائقها الـمُدَونة أو المصـوّرة أو المشَـيّـدة  ومعـها أيضاً تلك الأخـبارالشـفـوية الموروثة . وكم منْ حـضارات بأحـداثها وآثارها ، لم يـعُـد لها وجـود اليوم ولا نعـرف شيئاً عـنها سوى نظريات وأسماء من تخـمين العـلماء واضعـيها ، وذلك لإنعـدام توثيقها أو تـَـلـَـف وثائـقها ، كالإنسان الـقـديم والعـصور الحـجـرية وجـليدها ، ونشوء الحـياة والأرض بما فـيها ، والـذين هـبطـوا من السماء فـوقها . إنّ التوثيق لا يعـني تـدوين الجـوانب الإيجابية فـقـط من حـياة شريحة معـينة من الشعـوب أو أفـرادها ، وإنما يُـقـصَـد به أيضاً كـل أنواع الأنشطة الفـكرية والسـلوكية وبسلـبـياتها ، وإلاّ نكـون منافـقـين من الدرجـة الأولى أو نحـوها . 
وصول الألقـوشـيّـين إلى أستـراليا :
إنّ أول كلداني وطأتْ رجـلاه أرض أستراليا كانت إمرأة إسمها ( وارينة - القـوشية ) وصلتْ عام 1934 برفـقة زوجها الهـندي وكان شـُرطـياً ، تبعـتها بعـد عـدة أشهر أخـتها . وفي سنة 1969 وصـلتْ إمرأة ألقـوشية أخرى برفـقة زوجها الآثوري العـراقي وهي ( باسمة ميخا جاورو – وتعـرف الآن نسبة إلى زوجها بإسم : باسمة سولومون ) ومعـروفة لدينا شخـصياً في سدني ، وعـلمتُ أيضاً أنّ شـبّاناً ألقـوشيـين وصلوا أستراليا منذ مطلع الثمانينات وبمرور الـزمن وفي عام 1982 وصلتْ أول عائلة ، وبعـد ثلاثة أشهـر تبعـَـتها عائلة ثانية ثم صار الألاقـشة يتـقاطرون إلى هـذه القارة الجـميلة حـتى عام 1991 وعـندها أخـذوا يتوافـدون أفـواجاً أفـواجاً وإلى يومنا هـذا .
إحـياء ذكرى الشيرا في أستراليا :
إنّ كـلمة ( شـيرا ) باللهـجة العاميّة هي ( شـَهْـرا ) بالفـصحى . ومعـناها :  مشاركة الفـرد مع أية مجـموعة من الناس في جـلسة سَمَر أوغـيرها... وتقابلها كـلمة ( سَـهـْرة ) باللغة العـربية . إنّ هـذه الكلمة تطـوّر معـناها وصارت تعـني مهرجاناً أو إحـتفالاً، واعـتزازاً بهـذا المهرجان فـلابـدّ للألقـوشيّـين أنْ يُـحـْـيُـوه أينما حلـّـوا، إنهم يحـتفـلون بهذا المهرجان مع الجـميع ( وليس لوحـدهـم فـقـط ) كـتراث عـزيزعـليهم وصار تقـليداً مألوفاً لـديهم في كل مكان . من هـنا بدأتْ الفكرة عـند الألاقـشة المتواجـدين في أستراليا للإحـتفال بهـذا العـيد سنوياً في ساحة واسعة ويعـلنون عـنه قـبل موعـده لإبلاغ أكـبر عـدد ممكن من الناس كي يشاركوا فـيه ويستمتعـوا بوقائعه منْ فـولكـلور وبرامج ترفـيهـية فـكانت الـبداية . كانت ( دَشَـنــْـتا ) بسيطة وعـدد العـوائل الألقـوشية لم يكـنْ يتعـدّى عـدد الأصابع فـيلـتقـون في قاعة إحـدى الكـنائس لقاءاً أخـوياً فـيأكلون ويشربون سوية ويستمتعـون . ومع تـزايـد أعـدادهم أسّسـوا لهـم تـنظيماً إجـتماعـياً خاصّاً وَضَـعـَتْ نواتــَه نخـبة منـْهم في نهاية ثمانينات القـرن المنصرم أطلقـوا عـليه أسم : لـجـنة شـيرا الربـّان هـرمزد ، والتي إسـتــُـبـْـدلَ إسمها بالتصويت مع الـهـيئة الإستشارية في مطلع عـام 2005  وأصبح جـمعـية شيرا الربّان هـرمزد الكـلدانية الأسترالية ( وكان الإتـفاق أن يُـبحـثَ موضوع تسجـيلها لاحـقاً لمعـرفة إيجابـياته وسلبـياته ، عـلى أن يتم البت به عـلى ضوء نـتائج البحـث الذي لم يَـرَ النـور – وسنـتـكلم عـنه لاحـقاً ) . أما مهـمّـتها الأولى فهي الحـفاظ عـلى الترابط بين أبناء ألقـوش الأستراليـين والأستمرار في التواصل مع أبناء القـوش الأم وذلك منْ خلال أنشطة إجـتماعـية مخـتلفة ، ونؤكــّد هـنا أن ليس لها طموحات ربحـية عـلى الإطـلاق وفـقاً للقانون . ونـحـيطكم عِـلماً بأن مقالنا (2) المقـبل سيكون بعـنوان : ( هـكـذا كانـت جـمعـيتـنا ) .


     
                             



421
حـقاً قـلنا للنوفـلي : أنـتَ وين وطنبورة وين
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
أعـرف الآن إمرأة سعـيـدة كان أحـد أقاربها يـبعـثها إلى سوق البلدة القـريـبة من دارهم في فـتـرة طـفـولتها كي تشتـري له عـلبة سـيـﮕاير ، فـكانـت تأتي بقـدح زجاجي أو كـيلو شكر أو ربع كيلو دهـن أو دفـتر وقـلم .....  وفي بغـداد سُـئِلَ طبـيـب الأمراض القـلبـية الشهـير الدكـتور يوسف النعـمان عـن كـيفـية تـجَـنـّـب الأمراض القـلبـية أو الوقاية منها فـقال : عِـش بدون تـفـكير وبإخـتـصار إستـغـشم نـفـسك وثــَـوّلها . إن البعـض قـد إستـفاد من نـصيحة طبـيـبنا فأخـذ يقـرأ ويستـغـشم أو يغـمض عـينيه ، وهـناك إحـتمال وارد أنه لا يفـقه ما يقـرأه .
قـرأتُ عـن هـتـلر في كتابه ( كـفاحي ) حـينما كان يناقـش الإشتـراكـيّـين فـكـتبَ يقـول - إذا بـدا لهم أنهم قادرون عـلى الجـواب يرفعـون صوتهم وإذا لم يتمكـنوا من الإجابة إستـغـشموا وإدّعـوا بأنهم لم يفـهـموا القـصد .
في ردنا عـلى أستاذنا النوفلي كـتبنا عـن الشاهـد الساذج الذي قال (  والله العـظيم لا أقـول الحـق ) فلم يهـضمها ، وذكـرنا عـن منـتحـل شخـصية المتخـرج من الجامعة وهـو لا يعـرف إسم كـليته ولم يحـلـلها ، وأوردنا له نكـتة المسرحـية الآثورية حـين قالوا للقس : إذا كـنـتَ لا تـعـرف الطريق المؤدية إلى البريد فـكـيف ستعـرّفـنا بالطريق المؤدية إلى الله ولم يفـقهها ، بربك يا أبو سـعـود قـل لي بأية لغة تريدني أن أكـتب لك ؟
إنك دفـعـتـني إلى أن أسألك عـدة اسئلة وطلبتُ منك الإجابة عـليها ، ثم أراك تـذهـب في طور آخـر ! أنا أغـني لك مقام الـسيـﮕاه وأنـت تـردّ عـليّ بخـرير المياه .
يا أخي : إذا أنـتَ سألتـني سؤالاً ولم أعـرف جـوابه ، سأقـول لك إنـني لا أعـرف الجـواب ولن أطير بك إلى غابة أخـرى ، لذلك ليس عَـيـباً عـليك إنْ كـنـتَ لا تعـرف الإجابة عـن أسئـلتي ، ولكن العـيـب حـينما تـتـركها وتـذهـب إلى حـقول لم أطلبها منك !! فأنـتَ وين وطنبورة خاتون وين !! أنا وأنـتَ في إمتحان لا تـوجـد فـيه أسئلة للترك ، فإنْ لم تــُجـب عـنـدئـذ سترسب ولا يوجد إمتـحان للمكملين .
لقـد إكـتشفـتُ فـيك نـفـورك من كـلمة ـ كـلـدان ـ دون مبـرّر ، وهي فـخـري وإعـتـزازي لأنها دليل أصالتي ، وكِلانا ومعـنا الآخـرون كـلنا أحـرار في تـصَوّرنا ، فإذا أردتَ مواصلة الحـوار عـليك أن تجـيـب عـن أسئـلتي وإلاّ أتـرك الموضوع وتـنـحَّ جانباً وَ دَع غـيرك يستـلم المهـمة . ولخاطرك أعـيد أسئـلتي لك مرة أخـرى لغاية في نـفـسي ، عـسى أن لا تستغـشم نفـسك هـذه المرة فأنا من النوع الذي لا أمل أبـداً :
أولآً : أين صورة غـلاف الكـتاب وإسم المرحـوم الأب يوحـنان ﭽـولاغ عـليه ؟
ثانياً : أين تـرجـمة ( ﭙارق لـْهـون ) ؟ هـل هي (( بـْخـيليه ح كـْـديشيل موثا )) ؟ إرجع إلى الترجـمة المزعـومة في كـتابك ولا تـتـرجـمها لي الآن ، إنـتـبه !! .
ثالثاً : أين طارت كـلمة ( رَب ) ، وتـرجـمتـها ؟ لا تـتـرجـمها الآن بل أرنيها في التـرجـمة المزعـومة ؟
رابعاً : إذا كانـت كـلمة كـلـدان تـعـني وثـنيّـين ، فـلماذا جـماعـتـك يقـولون إنـهم سَـحَـرة ؟ وإذا كانـوا سَـحَـرة فـلماذا لم تـتـرجَـم - خـرّاشـيه - ؟
خامساً : حاول أن تـرنــّم النـشيـد مع كـلمة ( كـلـذايـيه أو خـرّاشيه ، وليس حَـنـﭙـيه ) ما الذي ستـلاحـظه من حـيث التـوازن الموسيقي ؟ هـذا إذا كانـت لديك أذن موسيقـية !! .
سادساً : أين كان الآشوريّـون في تلك المناسبة المؤلمة ؟
سابعاً : هـل كانـوا قـريـبـين يتـفـرجـون بإستـشفاء عـلى مذبحة شهـداء المسيح ، أم كانـوا عـلى بُـعـد غائبـين عـن المشهـد ولا يـدرون ماذا يجـري في الساحة ؟
ثامناً : أم عـرفـوا بالأمر ولم يكـتـرثـوا له عـلى إعـتـبار أن الأمر لا يخـصّـهم ؟
تاسعاً : أم كانـوا مخـتـفـين في الكـهـوف ؟
عاشراً : إذا كان الكـلـدان شعـبَكم كما تـدّعـون ، هـل ذكـَـرتم يوماً عـظمة الكـلـدان عَـبر التأريخ في كـتاباتـكم ؟
أحـد عـشر : إذا كان الكـلدان إخـوانكم كما تـتـظاهـرون هـل كـتـبتـم يوماً عـن إنـجازات الكـلـدانيّـين عَـبر الزمن في مقالاتـكم ؟
إثـنا عـشر : هـل أعـطى قـلمكم من نـفـسه قـليلاً ليخـُـطَّ عـلوم الكـلـدان قـبل آلاف من السنين في مناسباتـكم ؟
ثلاثة عـشر : هل ذكـرتـم يوماً من أين أتى أبونا إبـراهيم ، مَن هـو حـمورابي ، ما هـو أسد بابل ، ما هي العاصمة بابل ، بوابة عـشتار ، مَن هـو نبوخـذنصر ، ما هـو النظام الزمني الستيني ، ما هي القـيثارة ، مَن إبتـكـر العـجـلة ، ماذا كانـت مادة البناء في مـدينة بابل التي آثارها باقـية إلى اليوم ؟
أربعة عـشر : هل عـنـك مشكلة مع الكـلـدان ؟
خـمسة عـشر : إذا كانـوا موجـودين أم لا ، ماذا يعـنيك مِن أمرهم ؟
ستة عـشر : هل سيـزداد راتـبك أو يـرتـفع منـصبك بإلغاء الكـلـدان ؟
سبعة عـشر : هل طلب منك أحـد أن تصبح كـلـدانياً ؟
ثمانية عـشر : هل ليس نومك هـنيئاً ، ولكـن إذا ألغـيتْ كـلمة الكـلدان من القاموس سوف تـنام هـنيئاً مرتاح البال ؟
وما هـو رأيك بالتسعة عـشر  ؟؟ : إذا قال أحـدهم أنه ليس يـؤدّي إمتـحاناً ، فـلِـمَ كـل هـذه الأسئـلة ؟ أقـول له : إذاً ، إسحـب نـفـسك وتـفـرّج فـقـط وأتـرك الساحة للاعـبـين ، فأنـتَ لستَ مؤهّـلاً لتـقـيـيـم المبارات .  


422
أعـيـد أسـئـلتي للشجاع الذي يهـمّه الأمر ، فإما مجـيـب أو هارب !!

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
سمعـتُ نـكـتة مفادها أنّ رجلاً بسيطاً دُعي ليشـهـد لقـضية في إحـدى المحاكم ، طلب الحاكمُ منه أن يـقـول : ( والله العـظيم لا أقـول إلاّ الحـق ) قـبل الإدلاء بشهادته ، فـقال الرجل بشجاعة : (( والله العـظيم لا أقـول الحـق )) معـتـقـداً أنه لبّى الطلب ، ولما كـرّر الحاكم سؤاله منه كي يُـعـيـدَ القـسَم بالصورة المطلوبة منه ، ردّ عـليه الشاهـدُ الساذج إجابته الأولى بصدق وإخـلاص دون تـغـيـيـر ، فـكلمة ( إلاّ ) ليست متيسّـرة في قاموسه ، ولا يُـعاتــَـب ! فـقال الحاكم وهـو لم يتــّهمْ الرجـل بالسذاجة : هـذا الشاهـد لا يـريد أن يشهـد بالحـق ، هاتـوا غـيره .
كـنـتُ مكـَـلـّـفاً بمقابلة مقـدّمي طلبات التعـيـين كـباحـثين إجـتـماعـيّـين في مكان ما ، فـسألتُ أحـدهم : ما هـو إسم الكـلية التي تـخـرّجْـتَ منها ؟ قال : في الجادرية ! قـلتُ : إنـني أسألك عـن إسم الكـلية التي درستَ فـيها أربع سنـوات وتـخـرّجْـتَ ، ما هـو إسمها ؟ قال : كـلية الإجـتـماع !! فـقـلتُ له : أخي ، إنك لم تـرَ الكـلية في حـياتك يوماً ، ولم تـدخـلْ من بابها مَرّة !!! .
وشاهـدتُ مقـطعاً من مسرحـية باللهـجة الآثـورية ، يسأل فـيها العـريسُ الكاهـنَ قائلاً : رابي ، هـل تـصف لي الطريق المؤدية إلى البـريـد ؟ قال الكاهـن : لا أعـرفـها ! فـقال العـريسُ : إذا كـنـتَ لا تـعـرف الطريق البسيطة المؤدّية إلى البـريـد ، فـكـيف تـعـرف الطريق الصعـبة التي تـصِل إلى الله !!
ليس عَـيـباً أن لا يعـرف المرء كل شيء ، وإنما العـيـب أن يتـظاهـر بمعـرفة كل شيء وهـو يجـهل أموراً ، وأمـوراً كـثيرة .
هـذه بـعـض من أمراضنا الإجـتـماعـية ، فالكـثيرون يجـهـلون الكـثير ولكـنهم يخـجـلون من أن يعـتـرفـوا بالحـق فـيـدّعـون المعـرفة وهم لا يفـقـهـون .
نسأل الإخـوة الذين تـثـور ثائـرتهم من كـلمة ( كـلـدان ) ويقـشـعـرّ بـدنهم ؟ وكما نـقـول في المثل الشعـبي - قـذليه صار ح لـْـدوقا - من إسم نـبوخـذنـصر ، وتـشبّـثـوا بإدّعاءاتـهم الفاشلة والتي قادتْ إلى الأىسئـلة التالية ولم يُـجــِـبوا عـنها ، وإذا أمـكـنـهم فـلـيُـجــِـبوا الآن أو يسكـتـوا ، فالله لا يكـلف نـفـساً إلاّ وسعـها :  
أين صورة غـلاف الكـتاب وإسم المرحـوم الأب يوحـنان ﭽـولاغ عـليه ؟
أين تـرجـمة ( ﭙارق لـْهـون ) ؟ هـل هي (( بـْخـيليه ح كـْـديشيل موثا )) ؟ إرجع إلى الترجـمة المزعـومة في كـتابك ولا تـتـرجـمها لي الآن ، إنـتـبه !! .
أين طارت كـلمة ( رَب ) ، وتـرجـمتـها ؟ لا تـتـرجـمها الآن بل أرنيها في التـرجـمة المزعـومة ؟
إذا كانـت كـلمة كـلـدان تـعـني وثـنيّـين ، فـلماذا جـماعـتـك يقـولون إنـهم سَـحَـرة ؟ وإذا كانـوا سَـحَـرة فـلماذا لم تـتـرجَـم - خـرّاشـيه - ؟
حاول أن تـرنــّم النـشيـد مع كـلمة ( كـلـذايـيه أو خـرّاشيه ، وليس حَـنـﭙـيه ) ما الذي ستـلاحـظه من حـيث التـوازن الموسيقي ؟ هـذا إذا كانـت لديك أذن موسيقـية !! .
أين كان الآشوريّـون في تلك المناسبة المؤلمة ؟
هـل كانـوا قـريـبـين يتـفـرجـون بإستـشفاء عـلى مذبحة شهـداء المسيح ، أم كانـوا عـلى بُـعـد غائبـين عـن المشهـد ولا يـدرون ماذا يجـري في الساحة ؟
أم عـرفـوا بالأمر ولم يكـتـرثـوا له عـلى إعـتـبار أن الأمر لا يخـصّـهم ؟
أم كانـوا مخـتـفـين في الكـهـوف ؟
إذا كان الكـلـدان شعـبَكم كما تـدّعـون ، هـل ذكـَـرتم يوماً عـظمة الكـلدان عَـبر التأريخ في كـتاباتـكم ؟
إذا كان الكـلـدان إخـوانـكم كما تـتـظاهـرون هـل كـتـبتـم يوماً عـن إنـجازات الكـلـدانيّـين عَـبر الزمن في مقالاتـكم ؟
هـل أعـطى قـلمكم من نـفـسه قـليلاً ليخـُـطَّ عـلوم الكـلـدان قـبل آلاف من السنين في مناسباتـكم ؟
هل ذكـرتـم يوماً من أين أتى أبونا إبـراهيم ، مَن هـو حـمورابي ، ما هـو أسد بابل ، ما هي العاصمة بابل ، بوابة عـشتار ، مَن هـو نبوخـذنصر ، ما هـو النظام الزمني الستيني ، ما هي القـيثارة ، مَن إبتـكـر العـجـلة ، ماذا كانـت مادة البناء في مـدينة بابل التي آثارها باقـية إلى اليوم ؟
هل عـنـك مشكلة مع الكـلـدان ؟
إذا كانـوا موجـودين أم لا ، ماذا يعـنيك مِن أمرهم ؟
هل سيـزداد راتـبك أو يـرتـفع منـصبك بإلغاء الكـلـدان ؟
هل طلب منك أحـد أن تصبح كـلـدانياً ؟
هل ليس نومك هـنيئاً ، ولكـن إذا ألغـيتْ كـلمة الكـلدان من القاموس سوف تـنام هـنيئاً مرتاح البال ؟
وإذا قال أحـدهم أنه ليس يـؤدّي إمتـحاناً ، فـلِـمَ كـل هـذه الأسئـلة ؟ أقـول له : إذاً ، إسحـب نـفـسك وتـفـرّج فـقـط وأتـرك الساحة للاعـبـين ، فأنـتَ لستَ مؤهّـلاً لتـقـيـيـم المبارات .  

  


423
النافع يتأنفل في البراري والسعـيد ينهزم في القـفار  

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
تـَـنبتُ في برارينا أثـمار ، أزهار ، أشـواك متـنـوّعة وتــُـنبـِتُ أرضـُـنا أدغالاً ، وتـزحـف عـليها حـشرات وزواحـف أشكالاً ، مثـلما تـمشي عـليها بهائم أرتالاً ، منها النافعة وأخـرى الضارة ، ولكن الخالق وهـب الإنسان قـدرة عـلى تـدجـين بعـض الضار منها ، بل يحافـظ عـلى نسلها من الإنـقـراض بإيوائها ورعايتها وتـكـثيـرها في حـدائق الحـيوانات للإستـمتاع برؤيتها ، ولم يكـتـفِ بـذلك وإنما صنع من سموم الحـيات دواءاً ومن الجـلود حـقـيبة ورداءاً ومن الغـدد عـطراً . وزرع الإنسان الأرض وأنـتـجَـتْ له الغـلة فـكان غـرباله الخـشن ( سَـرادا ) وسيلة لتـصفـيتها وفـرز الجـيّـد منها ، فالخـشن يـبقى فـوق الشبكة أما الناعـم فـيسقـط واالبعـض يتـتـطايـر . وهـكـذا تـنـوّع الإنسان أيضاً فـكانـت كتاباته صورة له ، يكـتب بإنشراح تارة وتارة أخـرى بلهـفة ، مرة بشوق وطـَـوراً بـبهـجة ، كما يكـتب أحـياناً بإرتـفاع وأوقاتاً أخـرى بإنخـفاض تبعاً للتـضاريس ، والبعـضُ من الأميّـين العاجـزين يسمّي هـذا الأسلوب تـطـرفاً ، وما أحـلاه من تـتـطرف . ما أجـمل التـطرف في سبـيل الحـق حـين يكـون المرء شريكاً في الحـق ! إنه مكـواة عـلى خـد اللامتـطرف المستـرخي فـيشـدّه ، صعـقة كـهـربائية في جـسمه المغـمى عـليه فـيـهـزه ليوقـظه ، وتـوبـيخاً لتـعـجـرفه فـيلقـنه في البلاغة درساً لن ينساه . ما أجـمل التـطرف حـين يكـون المرء طرفاً في معادلة رياضية من الدرجة الأولى ذات مجـهـول واحـد ، إنه يحل الألغاز ويـبـسِّـط النـتائج ويـزيل الإشكال . ما أروع التـطرف حـين يُـدَوّي فـيُـداوي ، يـجـرّ فـيَـجـبـر . نعم ، هـنيئاً للمتـطـرف الذي يـقـضّ منام العـنـجـهـيّـين ، لا فـضَّ فاه المتـطرف الذي يمزق الخـرائـط المشـوّهة كي يستـبـدلها بأخـرى أصيلة وأنيقة ، بارك الله بالمتـطرف الذي يهدم البناء المندثـر والذي يكـون خـطراً عـلى الساكـنين فـيه كي يـبني عِـوَضاً عـنه بناءاً متيناً لأبناء البشر ، المجـد للمتـطرفـين الذين يُـقـَـوّمون عِـظام اللامتـطرفـين الهـزيلة المصابة بالكـساح . بـراﭭـو للمتـطرف المنـفـتح عـلى العالم ، الذي يـقـود اللامتـطرف الأعـمى ذي الفـكـر المظلم المنغـلق عـلى ذاته ، مرحى للمتـطرف الذي يعـزف عـلى الطـنبور ( ولا نعـرف معـناه ! ) الذي يُـزعج البعـضَ  فـيُـخـرج منها ألحاناً يغار منها الأبله الذي ليست له أذناً موسيقـية ، العافـية للمتـطرف الذي يفـتـخـر بحـضارة لم يـبنِـها هـو بل أجـداده فـيتـخـذها منـطلقاً له ليُـضيف إليها بنـوداً حـديثة فـيساهم في حـضارة اليوم . سلاماً إلى المتـطرف المسالم والساكـن في أقـصى الكـرة الأرضية ولا يعـيش مأساة شعـبه ، لكـنه يُـقـلق مضاجع اللامتـطرفـين المتـقـوقـعـين في داخـل كـرتهم الأرضية وبالقـرب من لـُـبـِّها في عـمقـها . لـيعـِش القـومـﭽـي ( وما أحـلى هـذه الكـلمة ) حـين يعـجـز الآخـر الأمّي في النهـوض !!!! .... ولا يرجع إلى الماضي !!!!..... فـيعـتـكـز عـلى عـصا ويصبح ( دينـﭽـي : أو مسيحـﭽـي ) وهـو يائس ، فـيكـتب أروع ما عـنده من فـلسفة فـيقول : " ولكن نحن ابناء اليوم علينا أن لا نبكي على الأطلال بل أن ننهظ ونستفيق من أحلام اليقظة التي نحن فيها. لأنّ الرجوع الى الماظي السحيق لجلد الذات والتهرب من الواقع الحالي هو كالذي يهرب من مشاكله باللجوء الى المخدرات ".  إنّ هـذه الكـلمات تستـحق أن تــُـبعَـث إلى وكالة CNN  الإخـبارية مع إستلام الأجـور مقـدماً ، ولكن وين ذاك البَخـَـتْ ؟ ويقـول أيضاً : " وبعد أن شاهدنا صور الكتاب المترجم للأب المرحوم تبقى مُصِراً على رأيك مع شديد الأسف " .... وأنا أسأله بدَوري وأقـول له : يا حـبـيب العـمر ، رفـيق الدرب ، أين صورة غـلاف الكـتاب وإسم المرحـوم عـليه ، لا تأتي بصفحات من هـنا وهـناك إنـتبه ؟ وأين إجابات أبو السعـود - ولو واحـدة - عـلى أسئلتي الكـثيرة ؟ لقـد إنهزم إلى القـفار وخـذ مجـراكَ وراءه  . وأكـرّر لك أيضاً وأقـول إرجع إلى الأسئلة وأجـب أنـت عـليها ، وإنْ لم تــُجـِبْ فـمن الأفـضل أن لا تـردّ عـلى هـذه المقالة !! .

424
وأخـيراً صار الكـلـدان في نـظـر النـوفـلي ( ماذا ) ؟

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / أستـراليا
إنـتـظـرتُ بفارغ الصـبـر ردّ الأسـتاذ مسعـود هـرمـز النـوفـلي ، فإنه وإنْ كان الأخـير زمانه لكـنه أتى بما لم تسـتـطِعه الأوائل ، جاء بإخـتـراع جـديـد يفـيـد الآثاريّـين والمؤرخـين ويفـيـدنا جـميعاً وعـليه يستـحـق التـكـريم . فـنـحـن كـُـنا ( رايحـين بالغـلط ) ، إذن المسألة لم تـكـن إضـطـهاداً أربعـينياً ولا تسعـينياً ولا في زمن القـرن الرابع ولا العاشـر ، ولا مسيحـيّـين  ولا هـم يـحـزنـون ، وإنما كانـت تـشبـيهاً لِما حـدث في زمن نـبوخـذنـصّـر ، وإحـياءاً لذكـرى اليهـود المسبـيّـين وإلهـهـم يـهـوه ، وذكـرى شَـدْرَخ وميشَـخ وعـبدَ نـَغـو وسراويلهم والنار ، وفـرحانين بـدليل ( يـطـﮔــّون أصْـبُع ، ومَن يـدري ! ممكـن يـدَبّـﭽـون ) . وعـليه فإن الشاعـر الذي نـظــَّم القـصيـدة أخـطأ بكـلمة – سـيـف ، فـلم يكـن القـتل به بل كان حـرقاً بالنار –  فالقـضية هي قـضية أتــّون ونار ، فـكان عـليه أن يقـول (( نــْـﭙـَـق ﭙـوﮔـدانا دْ نـثـقــَـطــْـلون سـهـذيه كـينيه بْـيَـذ نــــــــورا )) بعـد أن أهـمل موضوع الإضطهاد بالسيف ووضـَعـَه عـلى الرف فـتـذكــَّـرَ سبي بابل لليـهـود ، وربـط هـذه بتـلك بحـبل متين وقـفـل ، أما المتـفـرجّـون فـيا عـيني عـليهم ، فـقـد كانـوا وثـنيّـين ونـحـن نائـمون لا نـعـرف . يقـول الأستاذ مسعـود النـوفـلي : " لاحـظ يا أخي الأعـجاب خلاّهُم يدقـون الأصبعـتين وما أحلى التمثيل ، وهـو نوع من الأعـتراف والأقـرار بوجـود الله وقـوته الذي كان مرفوضاً عـندهم ويعـبدون بدلهُ الأوثان والأصنام !! " . لم تـعـد الفـصحى مـجـدية للنـوفـلي إزاء إعـجاب الوثـنـيّـين ، مما جـعـله يغـيّـر الموجة إلى الكـتابة بالعامّية ، والأصبع الواحـد صار أصبعـتــَين ( وخـلاَهُم يـدقـون ) ، إذن من الآن فـصاعـداً حـينما نـتـعـجّـب بالله في الكـنيسة ( نـْد ﮒ أصبعـتين ، بـقــَتْ عـلينا ؟ ) . الوثـنـيّـون واثـقـون من أنّ إله اليـهـود الذي لا يُـرى سـيخـلــَّصُـهم من النار ولـذلك تـعـجّـبوا ، ولكـنهم بقـوا عـلى تشبُّـثِـهم بأصنامهم الصمّاء ، يا أخي مسـعـود مِن أين لك هـذا ؟ ومع مَن تـتـكـلــّم ؟ حـدّثْ العاقـل بما لا يُـعـقـل فإن صدَّق لا عـقـل له . إذا كانـت المسألة مسألة يـهـود وسَـبْـيــِهم ، ما الذي حـرق قـلب الشاعـر المسيحي في القـرن الرابع فـتـذكــَّـرَهم ؟ هـل تـرك الموضوع الرئيسي الذي يـنـدى له الجـبـين ويعـتـصر القـلب ألماً والدماء الزكـية تــُسـفـك من أجـل الإيمان بالمسيح وهـو يعـيش الحـدث و المشـهـد ، فـتـذكــَّـرَ أحـفاد قـتــَـلة المسيح ، واليهـود المسبـيّـين قـبل زمن طـويل وطـويل فتـألــّمَ لهـم ؟ يا مسـعـود : أنـتَ وين وطـنـبورة وين ؟ وشـكـراً لك فـقـد أفـحَـمْـتــَـنا بتـفـسير الضمير المتـصل ( هـون : بأنه يفـيـد الجـمع ، وتسألنا هـل تـمّ تـوضيح القـصـد أم لا ؟ ) ، شـكـراً لك مرة أخـرى فـقـد كـنا نـعـتـبـر ( هـون = هُـنا ، باللهـجة اللبنانية أو السورية !! ) .  
عـزيـزي مسـعـود ، أجـب عـن أسـئـلتي التالية :
أين صورة غـلاف الكـتاب الذي تـرجـمه المرحـوم الأب يوحـنان ﭽـولاغ ؟
أين ترجـمة ( ﭙارق لــْهـون ) ؟ هـل هي ((بْـخـيليه ح كــْديشيل ِ موثا )) ؟ إرجـع إلى التـرجـمة المزعـومة في كـتابـكَ ولا تـتـرجـمها لي الآن ، إنـتـبه !! .
أين طارت كـلمة ( رَب ) ، وأين تـرجـمتها ؟ لا تـتـرجـمها لي الآن بل أرنـيها في التـرجـمة المزعـومة ؟
إذا كانـت كـلمة كـلـدان تـعـني وثـنيّـين فـلماذا جـماعـتـك يقـولون أنهم سَـحَـرة ؟ وإذا كانـوا سَـحَـرة فـلماذا لم تــُـتــَـرجَـم - خـَـرّاشـيه - ؟
حاول أنْ تــُـرنــِّم النـشـيـد مع كـلمة ( كـلـذايـيه أو خـَـرّاشـيه ، وليس حَـنـﭙـيه ) ما الذي سـتـلاحـظه من حـيث التـوازن الموسـيـقي ، هـذا إذا كانـت لـديك أذن موسيـقـية !! .
كـما سألتُ أسـئـلة أخـرى وحـضرتــُك لم تـجـبني عـليها وهي :
أين كان الآشوريّـون في تـلك المناسبة المؤلمة ؟
هـل كانـوا قـريـبـين يـتـفـرّجـون بإستـشفاء عـلى مذبحة شـهـداء المسيح ، أم كانـوا عـلى بُـعـد غائـبـين عـن المشـهـد ولا يـدرون ماذا يـجـري في الساحة ؟
أم عَـرفـوا بالأمـر ولم يكـتـرثـوا له عـلى إعـتـبار أنّ الأمـر لا يخـصّـهم ؟
أم كانـوا مخـتـفـين في الكـهـوف ؟
إذا كان الكـلـدان شعـبَـكم كما تـدّعـون ، هـل ذكـَرتم يوماً عـظمة الكـلـدان عَـبر التأريخ في كـتاباتـكم ؟
إذا كان أبناء الكلـدان إخـوانكم كما تـتـظاهـرون هـل كـتبتم يوماً عـن إنجازات الكـلـدانيّـين عَـبر الزمن في مقالاتكم ؟ هـل أعـطى قـلمكم من نـفـسِه قـليلاً ليـخــُط َّ عـلوم الكـلـدان قـبل آلاف من السنين في مناسباتـكم ؟
هـل ذكـَرتـُم يوماً مِن أين أتى أبونا إبراهـيم ، مَن هـو حمورابي ، ما هـو أسد بابل ، ما هي العاصمة بابل ، بوّابة عـشتار ، مَن هـو نبوخـذنـصّر ؟ ما هـو النظام الزمني الستيني ؟ ما هي القـيثارة ؟ مَن إبتـكر العـجـلة ؟ ماذا كانـت مادة البناء في مدينة بابل التي آثارها باقـية إلى اليوم ؟
السيد نـوفـلي :
هـل عـنـدك مشـكـلة مع الكـلـدان ؟
إذا كانـوا موجـودين أم لا ، ماذا يعـنيك مِن أمرهم ؟
هـل سـيـزداد راتـبك أو يـرتـفـع منصبك بإلغاء الكـلـدان ؟
هـل طـلب منـك أحـد أن تـصبح كـلـدانياً ؟
هـل ليس نـومك هـنيئاً الآن ، ولكـن إذا ألغـيَـتْ كـلمة الكـلـدان من القاموس سوف تـنام هـنيئاً مرتاح البال ؟
أكـرّر ، أجـب عـن هـذه الأسـئـلة ولا تـتـهـرّب ، هـل فـهـمتـني الآن أم لا ؟
إن لم تــُجــِبْ عـلى هـذه الأسـئـلة ، فـمن الأفـضل أن لا تـرُدّ عـلى هـذا المقال .
ومع ألف سـلامة


425
السيد النوفـلي :أولاً أجـب عن أسئلتي في ردّي لكَ ولا تـتـهـرّب

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / أستـراليا
أرجـو الرجـوع إلى كـتاب الـ حُـذرا وتـتـبّـع الترجـمة ستـرى نـقـصاً في الكـلمات المترجـمة وهـذا يعـني عـدم الدقة أولاً ، وثانياً الترجـمة بتـصـرّف شخـصي سواءاً كان المرحـوم الأب يوحـنان ( إنـشر صورة الغـلاف الذي إسمه عـليه )  أم غـيره . أنا أسألك اليوم إذهـب إلى أيّ شماس وكـلــِّـفه بتـرجمة هـذه الصلاة وستـستـنـتـج صحة كلامي . وعـلى سبـيل المثال  :
أولاً : سَـيَّـغ لـْـغـودا دَ مْـهَـيمنيه ( فـصحى ) .... تــُرجـِمَـتْ ...... فــْـزعـْـل ِ كـنـشا د مهويمنيه ( لهجة محـكيّة )
ثانياً : رَبْ آلاهـون دَمهَـيمنيه ( فـصحى )  ..... تــُرجـمَـتْ ......  بآلاها د مهويمنيه ( لهجة محـكيّة )
ثالثاً : ﭙارق لــْهـون ( فـصحى )............ ...... تــُرجـمَتْ ........ بْـخـيليه ح كــْديشيل ِ موثا ( لهجة محـكيّة )

سؤالي الأول : أين كـلمة  لـْـغـودا ........ التي تــُرجـمَـتْ ......... فــْـزعـْـل ِ كـنـشا ( هل هي تـرجمة دقـيقة ) ؟  
سؤالي الثاني : أين طارت كـلمة ( رَب ) ؟؟ وأين تـرجـمتـها ؟؟ ثم أنّ الموازنة الموسيقـية تـخـتل بالكـلمة الطـويلة ( كـلـذايـيه ) المؤلفة من ثلاث مقاطع ، أما ( حـنـﭙـيه – وثـنيّـين ) فـهي ذات مقـطعَـين فـيتـوازن الإيقاع ، لـذا إرتأى المترجم تلك الكـلمة البـديلة ، ثم إنـتـبه أنه لم يتـرجـمها إلى ( خـرّاشـيه - منـجّـمين ) ، إذن الترجـمة هي بتـصرف .
سؤالي الثالث : أين ترجمة ( ﭙارق لــْهـون ) ؟ هـل هي ((بْـخـيليه ح كــْديشيل ِ موثا )) ؟ إسأل أهـل العِـلم رجاءاً .

الله وياك

426
ردّ قـصير إلى مسعـود النـوفـلي حـول ردّه

بقـلم : مايكل سيبي / سدني
أرجـو الرجـوع إلى كـتاب الـ حُـذرا وتـتـبّـع الترجـمة ستـرى نـقـصاً في الكـلمات المترجـمة وهـذا يعـني عـدم الدقة أولاً ، وثانياً الترجـمة بتـصـرّف شخـصي . أنا أسألك اليوم إذهـب إلى أيّ شماس وكـلــِّـفه بتـرجمة هـذه الصلاة وستـستـنـتـج صحة كلامي . وعـلى سبـيل المثال :
أولاً : سَـيَّـغ لـْـغـودا دَ مْـهَـيمنيه ( فـصحى ) .... تــُرجـِمَـتْ ...... فــْـزعـْـل ِ كـنـشا د مهويمنيه ( لهجة محـكيّة )
ثانياً : رَبْ آلاهـون دَمهَـيمنيه ( فـصحى )  ..... تــُرجـمَـتْ ......  بآلاها د مهويمنيه ( لهجة محـكيّة )
ثالثاً : ﭙارق لــْهـون ( فـصحى ) ...... تــُرجـمَتْ ........ بْـخـيليه ح كــْديشيل ِ موثا ( لهجة محـكيّة )

سؤالي الأول : أين كـلمة  لـْـغـودا ........ تــُرجـمَـتْ ......... فــْـزعـْـل ِ كـنـشا ( هل هي تـرجمة دقـيقة ) ؟ 
سؤالي الثاني : أين طارت كـلمة ( رَب ) ؟؟ وأين تـرجـمتـها ؟؟ ثم أنّ الموازنة الموسيقـية تـخـتل بالكـلمة الطـويلة ( كـلـذايـيه ) المؤلفة من ثلاث مقاطع ، أما ( حـنـﭙـيه – وثـنيّـين ) فـهي ذات مقـطعَـين فـيتـوازن الإيقاع ، لـذا إرتأى المترجم تلك الكـلمة البـديلة ، ثم إنـتـبه أنه لم يتـرجـمها إلى ( خـرّاشـيه - منـجّـمين ) ، إذن الترجـمة هي بتـصرف .
سؤالي الثالث : أين ترجمة ( ﭙارق لــْهـون ) ؟ هـل هي ((بْـخـيليه ح كــْديشيل ِ موثا )) ؟ إسأل أهـل العِـلم رجاءاً .
مع السلامة

427
في الـ حُـذرا إنـبـَهَـرَ الكـلـدانـيّـــــون
فـلماذا تـَـنـْـبَـهـِرون يا آشــــوريّون

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
في الــ حُـذرا إنـبـَهَـرَ الكـلـدانـيّـون من صمود المؤمنين أمام ظــُلم شابور الثاني الملك ، بَعـد ميلاد الرب يسوع بأكـثر من ثلاثة قـرون - بُخـور دْ ﭙـيـرْما وهـلــِّـلويا لهم - هـل مِن مانع يا صاحـب السعادة مسـعـود النوفـلي ؟ الكـلـدانـيّـون واثـقـون بأن الربَّ العـظـيمَّ سـيكـون بجانب شهدائه أيام الإضـطـهاد الأربعـيني ، هـل مِن إعـتـراض يا تـيري ﭙـطرس وكل مَن يـدور في مـداراتـكـما ؟ الكـلـدان في أيام شابور الثاني هـذا ، يـؤمنـون بأنّ للمـضـطــَهَـدين المسيحـيّـين إله سـيُـنـقـذهم ، هـل كانـوا وثـنـيّـين ؟ كـيف يعـبـدون الأصنامَ من جـهة ، ومن جـهة أخـرى يـرفـعـون سـبّابتهم ( أصبعهم ) إلى الأعـلى قائلين : عـظيم هـو ربّ المومنين وهـو سيُـخــَلـَصهم ! كـيف يَعـتـرفـون بإله أقـوى من الأصنام إنْ لم يُـؤمنـوا به ؟ وإذا كان الكـلـدان عُـلـَماءَ الفـلك ومبتـكـري التـقـسيم الزمني الستــّيني قـبل خـمسة أو سبعة آلاف سنة ومُـنــَجِّـمين وثـنـيّـين ، ماذا في ذلك ! وبعـد قـرابة أربعة قـرون من بُـشرى الخـلاص وهُم في ساحة إعـدام المؤمنين بالرب ، ما الذي جـعـلهم ينبهـرون ؟ أكان ذلك تـرفاً أم بـطـَراً أم مَـلأ ً لوقـت فـراغـهم ؟ هـل إنـبـهـروا لغـرباء سُـفِـكَ دمُهم الغالي بإسم المسيح يا أبـو السـعـداء ويا حـضرة التيري ؟ وما الذي جاء بالكـلـدانـيّـيـن إلى موقع مجـزرة المسيحـيّـيـن إذا كان الموضوع لا يخـصّـهم ؟ أم كانـوا ضيوفاً مدعُـوّين إلى وليمة مِن قِـبَل الملك ، أم أنّ لهم شأنٌ آخـر معه ، أم أنّ لديك تـفـسيرك الخاص ؟ لقـد عـبَّـرَ الكـلـدان في ذلك النـشيد عـن إعـجابهم بـبـقائهم صامدين عـلى إيمانهم بالرب يسوع رغـم الإضطهادات والمذابح التي تـعـرّضوا لها عـلى أيدي المجـوس عَـبَـدة النار والشمس ، وأشاروا بأصبعـهم إلى السماء قائلين عـظيم هـو إله المؤمنين ...... . أنا لا أكـتـرث بما ذكـَـرْتــَه عـن : قال المتـرجـم وحـكى الخـطـّاط ، وحـضرتـك تـظـهـر بأنك لا تـستـخـدم المنـطق في التـفـكـير وإنـك غـير مُـلِـمِّ بالتـرجـمة - راجع النـصوص التي كـتــَبتــَها وتـرجـمتـها في تـبَـجّـحِـكَ في مقالكَ - . إن الأب المرحـوم يوحـنا ﭽـولاغ تـرجم مع الأب المطران المرحـوم يوسف توماس كَُـتــُباً معـروفة ومُوثــَـقة ، أما النـصوص التي تـدّعـيها بأنها من تـرجـمته لم نسمع بها ، وإذا كـنـتَ تــُصِـرّ فأنا أشكّ في تـنـسيـبك التـرجـمة إليه ، ومع ذلك أقـول : إذا أردتَ ( اليوم ) ترجـمة نـصٍّ هـو مدار البحـث ( اليوم ) ، إرجع إلى المترجـمين الأحـياء الفـطاحل ( اليوم ) وليس البارحة لأنه من السهل الكـذب عـلى الموتى . 
نـرجع إلى موضوعـنا ونـقـول : إذا كان لآخـرين غـير الكـلـدان وجـودٌ في المنـطقة ، أما كان مؤلف القـصيـدة في القـرن الرابع يـذكرهم حـتـماً ولا يقـتـصر عـلى ذِكـَْـر إسم الشعـب الكـلـداني فـقـط ( لا ، وﭽـماله وثـنـيّـين حـسب رأيكَ ! ) ، مثـلما فـعـل القـديس لوقا في أعـمال الرسل عـند حـلول الروح القـدس عـلى التـلاميذ في اليوم الخـمسين لقـيامة الرب فـذكـر أسماء الحاضرين معـهم بقـومياتهم أو لغاتهم أو بـلـدانهم السبعة عـشر ؟ لـقـد جـعـلتـم الكـيلَ يطـفح يا إخـوان ، لـذا إسمحـوا لي أن أسأل مباشرة : أين كان الآشوريّـون في تـلك المناسبة المؤلمة ؟ هـل كانـوا قـريـبـين يـتـفـرّجـون بإستـشفاء عـلى مذبحة شـهـداء المسيح ، أم كانـوا عـلى بُـعـد غائـبـين عـن المشـهـد ولا يـدرون ماذا يـجـري في الساحة ؟ أم عَـرفـوا بالأمـر ولم يكـتـرثـوا له عـلى إعـتـبار أنّ الأمـر لا يخـصّـهم ؟ أم كانـوا مخـتـفـين في الكـهـوف ؟ أم ، وَ أم ، وَ أم ؟ أنا لا أتـحَـمّس إلى مثل هـذه المناقـشات والإستـفـسارات لولا الإخـوان ( يـدوسـون بالبطن ) كما يقـول المثل الشعـبي ، وإلاّ فإنّ أسـئلة كـثيرة يمكـن أنْ نـثيـرها إذا كان التـشكـيك غايتــَـنا ! . مَن يـدري ، ربما حـضر الكـلـدانُ المأساة َ تألــّماً ومواساة ًمثـلما حـضر الجـلجـلة يوحـنا والمريمات وقـلة متعاطفة مع الحـدث المؤلم وكـذلك اليـهـود في جـمعة الآلام ، فـهل كانـوا وثـنـيّـين ؟ أو ربما جاء الملك بـهـؤلاء الكـلـدان عـنـوة لينـظـروا المشـهـد المُـفجع عـسى أنْ يصبح عِـبْـرة لهم ولِـمَن يعـتـبـر ، لردعـهم عـن إيمانهم بالمسيح ، مثـلما حـضرنا مُـرغــَمين مشهـداً فـظيعاً مماثلاً في ألقـوش عام 1963 طلاباً وأهـل البلـدة لـردعِـنا عـن أمور في حـينها ، كـما حـضرنا أيضاً مُـجـبَـرين مشهـداً آخـراً في حي أسيا / الدورة / بغـداد في نهاية الثمانينات مع أهـل المنـطـقة كي نــُرْدَعَ مِن جانبنا ، ومِن جانب آخـر نـصبح - لا إرادياً - أبواقاً تـنـقـل الخـبر المُـفـزع لـزرع الخـوف في قـلوب غـيرنا مثـلما زُرع في قـلوبنا .
ما الذي تـريـدون قـوله يا سادة ، الكـلـدان كانوا خـبراء النـجـوم ومداراتها قـبل آلاف السنين ، نـعم كانـوا وما الضرر في ذلك ، فـليكـونوا كما تشاؤون ولكـنـنا اليوم كـلـدانٌ نـؤمن بالمسيح ، هـل كانوا سَـحَـرَة ! فـليـكـونوا ولكـنـنا اليوم كـلـدانـيّـون لنا إله واحـد خالق السماء والأرض ، هـل كانوا فـتــّاحي الفال ! فـليكـونوا ولكـنـنا اليوم كـلـدان كاثوليك في كـنيسة مار ﭙـطرس وكـيل المسيح بـعـد القـيامة ورئيس التلاميـذ وشـهـيد المسيح في روما ، هـل كانوا يتعاملون مع العـفاريت ! فـليكـونوا ولكـنـنا اليوم كـلـدان نـتـعامل مع التـكـنولوجـيا + المنطق والعـقـل ، هـل كانوا كـلـداناً فـطاحـلاً في عِـلـْم الفـلك ولمّا حـضروا المشهـد المروّع إنبهـروا إزاءه ! نعم إنـنا اليوم أيضاً كـلـدانـيّـون أحـفادهم وبإمتياز نـعـمل بالممكـن وليس بالتهـوّر والخـيال . أم ماذا تـريـدون قـوله ! أ بشخـطة أقـلامكم تـمسحـون التأريخ ! أ بنـفـخ أبـواقـكم تــُغـَـيّـرون مجـرى ماء النـهـرين ! أ بوسائل رخـيصة تـغـتالون إسم شـعـب عـريق وأصيل ؟
إذا كان الكـلـدان شعـبَـكم كما تـدّعـون ، هـل ذكـَرتم يوماً عـظمة الكـلـدان عَـبر التأريخ في كـتاباتـكم ؟ إذا كان أبناء الكـلـدان إخـوانكم كما تـتـظاهـرون هـل كـتبتم يوماً عـن إنجازات الكـلـدانيّـين عَـبر الزمن في مقالاتـكم ؟ هـل أعـطى قـلمكم من نـفـسِه قـليلاً ليـخــُط َّ عـلوم الكـلـدان قـبل آلاف من السنين في مناسباتـكم ؟ هـل ذكـَرتـُم يوماً مِن أين أتى أبونا إبراهـيم ، مَن هـو حمورابي ، ما هـو أسد بابل ، ما هي العاصمة بابل ، بوّابة عـشتار ، مَن هـو نبوخـذنـصّر ؟ ما هـو النظام الزمني الستيني ؟ ما هي القـيثارة ؟ مَن إبتـكر العـجـلة ؟ ماذا كانـت مادة البناء في مدينة بابل التي آثارها باقـية إلى اليوم ؟
 
أيها الكـُـتــّاب الآشوريّـون النـجَـباء :
إنْ كان يهـمكم أنْ نـفـهمَكم ، كـيلوا بميزان واحـد كي يسهل التعامل معـكم ، قـيسوا درجات الحـرارة بمقـياس واحـد كي نستـقـرىء صحة أجسامكم ، إتــَّبــِعـوا المنـطق في تـفـكيركم كي تـنـفـتح إلينا قـنواتـكم ، وإلاّ إتـركـونا يا أخـوان ، إتـركـونا نـحـن مقـسّمي الأمة فلا نـنـفـعـكم وتـَـوَحّـدوا أنـتم فـنـفـرح معـكم ، إتـركـونا نـحـن المتعـصّـبـين المتـوتــّرين وإسـتـرخـوا أنـتم فـنـنـشرح لكم ، إتـركـونا نـحـن مستـعـمري إخـوتـنا والمستـولين عـلى حـقـوق غـيرنا وكـونوا أنـتم محَـرّرين مانـحـين فـنـهـتـف لكم ، إتـركـونا نـحـن أصحاب اللاتأريخ الكـلـداني وإرفـعـوا تأريخـكم إلى الأعالي فـنـستـمتع بألوان بالوناتـكم ، إتـركـونا مع تـسميتـنا التي لم يعـرفـها أحـد ورَوّجـوا أنـتم تـسميتـكم الأكـثر شـيوعاً ، إتـركـونا نـحـن المؤقـتين أدام الله إستـمراريّـتـكم ، إتـركـونا نـحـن القـليلين كـَـثــّر الله كـثـرتــَكم ، إتـركـونا نـحـن الإنـفـصاليّـين وسيروا إلى أمام أنـتم الإلـتـحاميّـين ، إتـركـونا نـحـن الطلائع وهـرولوا أنـتم الروّاد ، إتـركـونا نـحـن الهـوائيّـين وإثبتوا أنـتم أصحاب الأرض الصخـريّـين ، إتـركـونا نـحـن الإشكاليّـين عَـظــَّـمَ الله لاإشكاليّـتـكم ، إتـركـونا نـحـن الغامضين ولِـتــَشعّ وضوحـيّـتـكم ، إتـركـونا نـحـن الذين نـفـكــّر في مساحة العـراق فـقـط وإطـلقـوا العـنان لأنـفـسكم عـلى مساحات إيـران وتـركـيا وسوريا ولبنان وروسيا وحـتى مدغـشـقـر وموزمبـبق ، إتـركـونا في ألقـوش وتـلكـيف وزاخـو وكـرمليس ومنـﮔـيش وفـشخابور وأومْـرا وشقـلاوا وعـين سفـني وهـنيئاً لكم أربـيلكم وشرقاطكم ، إتـركـونا نـحـن الذين لا نـقـبل بالإسم المركــّب كـمخـرج وإركـبوا أنـتم قـطاركم السريع لتـصِـلوا بسرعة البرق ، إتـركـونا دون أن تـشكـرونا ونـحـن نسلــّم عـليكم شاكـرين ، إتـركـونا لِـيُـسَـمِّي كـل واحـد إسمَه كـيفـما يشاء ونـحـن كـلـدانـيّـون وأنـتم آشوريّـون ، إتـركـونا ليرسم كل واحـد شكله كما يسرّه ونـحـن كـلـدانـيّون بكـبرياء وأنـتم آشوريّـون بإعـتـزاز ، إتـركـونا ليكـتب كل واحـد رسالته باللغة التي تـناسبه ونـحـن كـلـدانـيّـون بإغـتـباط وأنـتم آشوريّـون بإفـتـخار ، إتـركـونا ليهـتـف كل واحـد بالطريقة التي يريـدها ونـحـن كـلـدانـيّـون بـرأس مرفـوع وأنـتم آشوريّـون مرفـوعي الرأس والريشة ، إتـركـونا فـقـط إتـركـونا ، وأنا أتـركـكـم كما فـعـلتُ سابقاً حـين قـرأتُ بتأريخ 6 / 9 / 2006 مقالاً بعـنـوان : ( أتركـوا السيد مايكل سـيـﭙـي وشأنه رجاء .. للكاتب يوخـنا نيسان / أبو آشور / أستـراليا ) ، فـلم أجـد ردّاً مناسباً عـليه إلاّ بقـصيـدة عـنـوانها (( إتـركـوني )) التي جـعـلـَـتــْه يتـوقـف ، وإنْ كـرّر الكـتابة سيأتيه الرد ، وقـد كـتـبتُ مقـدّمة للقـصيـدة قـلتُ فـيها : لشباب شـهـور الزمان ربـيع ،  لكـنه تحـت مقالاتي صريع ، وعـنوان المقال ( مقاله ) رائع لكن متـنـَه مائع . شكـراً له فـقـد حـفـّزني لأكـتب كلّ ما هـو نافع ، من أعـماق القـلب والنوابع ، ولسنا من الـتوابع ، إلاّ لخالق الأمطار والزوابع .  فإذا كان لـديه منْ بليغ الأفـكار والروائع ، فـلـيكن كـريماً معـنا و يُسعـفـنا بما عـنده من شـذرات فـصاحـة اللسان و البدائع ، كي يحـفـّزنا ثانية فـنأتي له بما لم يأتِ به هـو وأسياد الصـنائع . فـليقـرأ خـطابي الشائع ، ولا يسحـب نفـسه كـخـروف ضائع ، بين السهـول والجـبال والمقالع ، إني هـنا بلا خـوف ولا موانع ، فـهل أنت هـنا أم عـلى غـير مواقع ؟
وهـذه هي القـصيـدة 28 بـيتاً ، تـفـضـّـلوا وإقـرؤوها :
 

حـفـّـزوني في مقـــــال حـفـّـزوني      لـيـت شـــعـري كل يوم حـفــّـزوني


إعـذروني جــــــاء ردّي بعـد حـين      كـنتُ مشغـولاً كثيراً في شــــؤوني
 

كـنتُ أسعـى كي يتركـوني وشـأني      أمضي أنا  والخـيّــــــــــرون لأبني


هـم نيامٌ في النهــــــــار بـَيـْـدَ  أني      في الليالي أحـقـادَهـــم توقـضـَـنـّي


لأحـرق الحـقـدَ ، حــــــــباً لإخـواني      مَنْ تاهَ منهـم في ربىً وَ ودْيــــان


إني هـنا إقـرؤوا ما بوجـْــــــــــداني      فـيه  حـبٌ  وإخـلاصٌ  وتــَـفــــــــان


مِـنْ مقالا تي  إنــّـكــــــم  تعـرفـوني      ليس فـيها ســــــوى أصـيل المعاني


الصـّــــارخ أوْصى بي كَي يتركـوني      منْ يأســـــه لا مِنْ بأس ٍلـيُـضـنيني


قــد مَـهّـد الدروبَ لي لـيــُـلــْهــِمَـني      من الشعـر أطـرّزُ  بألــــــــــــــواني


سيقـرؤه مَنْ شـــــــــــــاء يقـرؤني      يُســــــــــــائِـل مذهـولاً نفـسَه عـني


إنْ أرادوا أنْ يســـــــــــألوني فـإني      في الهـواء ، وعـلـى كل مكـــــــــان


لستُ بعـيداً في الـــــــــدُ نى  فإنـني      إنـّي ههـنا  تــَرَوْنــَــَـني في ســدني


لا تــُـنال الأمانيَ بالـتمنـّـــــــــــــــي      بل بالجهد ، وبالعـقـل ، بالتأنـّـــــي


إســـــــــــألوني قـبل أنْ تـدنـوَ مني      أمنيـــــــــــاتي فـتـصبحُ في كـيـاني

........................................
الداركـــــــــــــــــون يدركـونه فـنـّي      مرْحى لهـم ، ولهـم كل التـــــهاني


والعاجـز الأحـمــق ، فـيه يرانـــــي      كـَـبَّـلــْـتــُه و حـَجَـزْ تـُه في ســجـن


إنـتـظرتُ يوحــــــــــــــنا يـُمَـهـّـدُني      للركـوع للـســــــــــــجـود والحـنين


فـإذا به ينادي : يتركـــــــــــــــوني      في غابة الـوغى في دنـــــــيا الأنـين


يا زهـور نـيســــان قـولي و حِـنـّي      فـلونــُـكِ الأحـــمــــــر في شـرايـيني

........................................

هاتوا ما عـندكـم أنتم مِنْ أوانـــــي      فارغـــــــــــــات تـُصَوّتُ كالطــَـنين
 
نحـــــن لكم تــِــــبْر أور ٍ و كـلـدان      نحــــــن لكم شمسٌ ومنها الـثـواني


نحـن حـمّورابي أفـتى بقانـــــــــون      نحـن لكم صخـرُ نار ٍ كالصـــــــُوان


نحـن لكـم إخـوانـــــــــكم منْ زمان      درع الـرحــــى نــَـصُـدّ  كـل عـدوان


نحـن لكـــــم خـفـقـة القـلب الأمين      فـيه شـَوق وحـلاء وأمـــــــــــــــاني


الشـفــّــــــــــــــــتان أوتار للِساني      غـذاء الروح تســـــــــــــمعـونه مني


منْ مزاميرَ ، نشـيـــــــد ، وألحان      منْ صــــميم الـقـلب منْ مُـقـلة العـين


فالكـلـدان أصالة وإيمـــــــــــــــان      فـخـر لأهـل الشرق والـﭭـاتـــــــــيكان


نحـن للوحـدة نـدعـوَ   كــــــلّ آن      فـهـل لـها عـنـدَكــــــــم غـيرنا  ثاني ؟   


428
المنبر الحر / غـَـيْـرَة الرجال
« في: 13:26 21/07/2010  »
غـَـيْـرَة الرجال
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني      

 الغــَيـور بأحـسن الأحـوال يُـمَرّغ أنـفـَه في الأوحــــــال  
   يأتيك في صورة كالملاك  والأجـيال تـراهُ كـدجّـــــــــال  
   تـراهُ يـصعـد فـوق الجـبال ونـفــْسَه يـراها في الـتــلال
   يـنـزل في مـيـدانه وحـيـداً مسـتـعـدّاً للحـرب والـنــزال
   إذا واجه قــَوْمَـنا نـهاراً ، يُـخـفي لـنا رأسَه في الرمـال
   إذا صرّحَ يكـذب كـثيراً عـلى الصديق وعـلى إبن الخال
    قـيمته كـقـيمة الأدغـــــــــــال سـلوكه يُـضـرَبُ بالأمثال
الغـِـيْـرة هي النـخـوَة يفـتـخِـر بها صاحـبها ، أما الغــَـيْـرَة : فهي مذمومة يتــّصف بها كـلّ مَن يَـكــْرَه مشاركة الغـَـيْـر في حـقّ يعـتـبـره الشخـص له ، لا بل حـتى إذا لم يكـن له فإنه يـبخـل عـلى الآخـر الإستـمتاع به ، وقـد ألِـفــْـنا الغـَـيْـرَة عـنـد المديـر أو الوزيـر أو المسؤول ( عـنـد بعـض العـراقـيّـين في العـراق وخارجه ) حـين يـرى موظـَّـفـَه في دائـرته أكـثـر منه كـفاءة أو يمتـلك مَـواهـبَ يفـتـقـر هـو إليها ، فـيتـربّـص به لجـمع هـفـواته البسيطة ويسجّـلها عـليه مخالفات بُـغـية كـبح حـماسه والإقلال من عـزيمته ليُشـعِـره بـذنبه بـهـدف كـسر معـنـويّـته كي لا يغـتـبط بكـفاءته فـتسهـل محاسبته التي تـؤدي في نـهاية المطاف إلى إزاحـته . كما تـظهـر الغـَـيـْرَة أيضاً عـنـد بعـض العاجـزين الذين ينـتـقـدون ويُـثـبطـون عـزيمة الكـفـوء البارز في نشاطه أو المتميّـز في موهـبته ، وهـنا يَـصِلـون إلى أوَجّ الغــَيـْرَة قـذارة ًوالتي تـجـعـلهم يَـتمَـنـّون الظلام لصاحـبهم وليس النور . فالرجـل الـ ( غــَـيـْران ، غـَـيـور ) مُـتــْعِـبٌ في تعامله ، مُـؤذٍ في سلوكه ، خـطِـر بـين أقـرانه ، عـيونه تـحـكي الحـسـد الذي في قـلبه الأسود النابض بالحـقـد ، تـصعـبُ معالـجـته أكـثـر من المرأة الـ (غــَـيـْرَى ، غـَـيـور ) لأن غـَيـْرتـَها بسيطة الأسباب ، خـفـيفة الحِـدّة ، سـهلة الحَـل . إنّ الرجـل الغـَـيور تـراه في كلامه ينـتـحـل كل الصفات المحـمودة في المجـتـمع والتي يتـمتــَّع بها صديقه أو قـريـبه ، مُـدّعِـياً إمتلاكه كل ما لصاحـبه من قِـيَم راقـية معـنوية أو مادية وذلك تـعـويضاً عـن الشـعـور بالنـقـص الذي يعاني منه ، وإذا شـعـر أنّ صديقه قـد يسبقه في مضمار ما ، فإنه لا يتـوانى عـن وضع العـراقـيل أمامه ليمنعه مِن الوصول إلى هـدفه ، ناهـيك عـن إستماتِـته مِن أجـل تشويه سمعـته الحـسنة في بـيئـته ! ليس مِن أجـل أنْ يربح هـو ! .... بل مِن أجـل أنْ يخـسر صديقــُه مَحـبّة َالناس له !! إنه يرفـض أيَّ شخـص مقـتـدر في مجالات المعـرفة ، وهـذا ما يُـشـير إليه الكـتاب المقـدّس ( أنّ النبيّ مرفـوض في مدينـته ) . وبالمناسبة فإنّ لي تـجـربة شخـصية ، حـين إخـتـبَـرتُ في حـياتي هـذا النوع من الناس في أكـثـر من حـقـل ، في العـراق وخارجه ، بالإضافة إلى معـرفـتي بتجارب زملاء آخـرين تـعـرّضـوا إلى عـنجهـيّات هـؤلاء الغـيورين الذين لم يغــْـنـَموا من تـصَـرّفهم شـيئاً ولكـنهم كانوا سـبَـباً في إنـهـيار علاقات حـميمة بـين الأصقاء والأقارب أيضاً منـذ سنين وحـتى اليوم .  
إنّ الغــَـيْـرَة ليست خاصية أصحاب الـعَـوَز في المجـتـمع أو غـير المؤهّـلين فـقـط ، وإنما نـراها بارزة أيضاً عـنـد المتـَمَكـّـنين والمؤهّـلين أيضاً ، فـمشـكـلة هـؤلاء ليست إنـعـكاساً وتـذمّراً مِن الحـظ التـعـيس أو نكـبات الأيام أو أقـدار الزمن التي فاجأتهم ، وإنما هي عِـلة في ذاتهم تـجـعـلهم لا يـريـدون الخـير لأيّ كان . وقـد يُـقـنِع الغـَـيـور نـفـسه ويَخـدع المقابل بالتـظاهـر بــِحُـبِّ الخـير للآخـرين ولكـنه يشـتـرط أن يكـون هـو الـخـَـيِّـرُ صانع الخـَـيْـر كي يكـون الفـخـر له ، ثم ليُـمَكـِّـنه من التعالي عـلى الآخـر بإعـتباره هـو صاحـب الفـضل عـليه مهـدّداً إياه بسحـبه منه متى شاء ، وإذا جاء الخـير ولم يكن هـو مانحه ! عـنـدئـذ يُحاول عـرقـلـته بقـدر إمكانه كي لا يـصل إلى مُسـتــَحِـقــِّه .
وأغـلب الظن في الغــَـيْـرَة إنها طـفـولية المنـشأ سبـبها الحـرمان بالدرجة الأولى أو أنانيّة الوالـدَين أو تــَحَـيُّـزهما عـنـد تعاملهما مع الأبناء أو إمتـداحهما طفلاً من خارج الأسرة عـلى حـساب إبن العائلة ، وما عـدا كـل ذلك فـهـناك سبـب واردٌ هـو معانات الشخـص ( الغـَـيـْران ) من أزمة مَـرَضـيّة في أحشائه أو من مقايـيس جـسمه ، مما يخـلق فـيه يأساً من تحـقـيق طموحه سواءاً كان يمتلك بعـض المؤهلات أم لا ، فـيتـبلوَرُ هـذا النوع من الشـعـور بصورة عـقـدة ( الغــَيـْرَة ) .
إنّ كـُـتــّابَـنا في المواقع الإلكـتـرونية ذوو مستـويات أدبـية متباينة ، نـرى الكاتب في فـئة أمّياً مُـتـثـقــّـفاً يخـطأ بالإملاء البسيط فـيكـتب مثلاً ( حـياتي أفـديكي = حـياتي أفـديـكِ ) ، ( أنـتا = أنـتَ ) ، ( لاكـن = لـكـن ، هـية = هي ) أما الأخـطاء النـحَـويّة فـحَـدّث ولا حَـرَج حـيث لا يُـميِّـز بـين حـروف النصب والجـرّ وعـملها ، ولا يفـرّق بـين الحال والتـميّـيـز، والفاعـل والمفـعـول به ، وتـغـلب اللغة العاميّة عـلى مقاله . وقـد يقـول قائل : إنّ الله لا يكـَلــّـفُ نـفـساً إلاّ وسعـها ! نـقـول نعـم ولكن ليس للإنسان إلاّ ما سـعى ، والله لم يوص ِالمشلول بأنْ يقـفـزَ فـوق العارضة بالزانة ، كما لم يأمُر المتـلعـثم في كلامه أن يخـطـُب بـين الجـماهـير . وهـناك الفـئة الثانية متعـلمون يتـخـذون من الكـتابة ( حـشرٌ مع الناس عـيـد ) ، أما الكـَـتـَبة الجـديـرون رفـيعـو المستـوى فـهُـم مؤهّـلون أدبـياً وثـقافـياً ويستـحـقـون موقعـهم فـعلاً . إنّ هـؤلاءَ جـميعـهم ينـشرون نـتاجاتهم في مواقع عـديـدة لإتاحة الفـرصة أمام أكـبر عـدد من القـراء لقـراءتها ، وأنّ قـسماً مِن هـذه المواقع يـتـحـفــّـظ عـلى نـشر بعـض المقالات التي لا تـنـسجـم مع آراء مديـريها أو تــُخـدّش الذوق العام ، ولكـن مواقع أخـرى تـنـشرها بـدون حـذر ، كما أنّ عـدم نـشر المقال لا يعـني بالضرورة دائماً أنّ موضوعَه رديءٌ أو أنه يعارض آيـديولوجـية المدير أو يتعـرّض إلى أسماء معـيّـنة لأشخاص ، وإنما قـد يُـحـجَـبُ بسبـب غــَـيْـرَة المدير ونـفـسـيّـته المريضة ليس إلاّ ، في الوقـت الذي لا يمتـنع هـذا المدير عـن نـشر مقالات تافهة .
نـشرتُ مقالات متـنـوّعة باللغة العـربية والسورث المَحْـكـيّة في البـيت ( عـلمية ، إجـتـماعـية ، قـومية ، دينية ، رومانسية ، نـقـدية ، شـعـر موزون ومقـفـّى ) في مواقع مخـتـلفة . ومن منـطـلق - الأقـربون أولى بالمعـروف - فـقـد سـرَني أنْ أبعـثها لنـشرها أيضاً في أحـد المواقع العـديـدة الخاصة بأبناء بلدتي والتي يديره واحـد من آل شـعـيوكا لا أعـرف شـخـصَه عـلى الإطلاق ، وعـلمتُ بأن جـميعـها تـصل وتــُهـمَل بدون سبـب ، ولكـني إكـتـشفـتُ بأن السيد المدير شـعـيوكا هـذا ، إقـتـبس بعـضَ العـبارات من مقالي المنـشور في (عـنـكاوا. كـوم ) حـول ألقـوش ، و زَيَّـنَ بها مقـدّمة الصفـحة الرئيسية لموقعه إفـتـخاراً بها دون إستـشارتي ولا ضـرَر في ذلك ، ولكـني تـعَـمّـدتُ مراسلـتـُه فـدارتْ بـينـنا هـذه الرسائـل الإلكـتـرونية :
سؤالي (1) في 18 آذار 2010 : السيد .... الموقـر - هـل تخـبرني رجاءاً مِن أين حـصلتَ عـلى هـذه العـبارات (( ألقـوش ماسة الدهـر وماؤه العـذب ، قـلعة فـيها الشجاعة والصُـلـْبُ ، مركـز يشعّ منه الإيمان والحـبّ ،  هي الشعـراء والأدبُ ، يليق بها الإسم الرفـيع واللقـبُ )) . إنـني بإنـتـظار إجابتـكَ .
جـوابه (1) بعـد أربع وثلاثـون دقـيقة : حـصلتُ عـليها من مقالك فـقـد أعـجـبتـني . هـل يهـمّك ظهـورها عـلى صفـحة موقـعي ؟ إذا كان كـذلك ، فأنا يمكـنـني رفـعها .
سؤالي (2) في 5 آيار 2010 : السيد ... الموقـر   تحـياتي - بعـثـتُ لكم رسالة عـزاء للمرحـوم جلال جلو ، ثم مقالة ثانية ، ثم أخرى ثالثة حـول شيرا د ربان هرمز مُـعَـظــِّمين فيها إعـتـزاز ألقـوش بدَيرها وكـلـدانيتها ، ولم تـتوفـر لها فرصة لنشرها في حـقول شبكـتكم ، قـد تـكـون هـناك فـرصة لغـيرها مستـقـبلاً مع الشكـر .
جـوابه (2) في 7 آيار 2010 : مجـرّد أزمة وقـت وأرجـو المعـذرة ،  تحـياتي .
سؤالي (3) في 16 آيار 2010 : سلام الرب معـكم - اليوم عـلمتُ بالسبب الكامن وراء حـجـب كتاباتي عن شبكـتـكم والدليل هـو إني أتـحـدّاكم في نشر مقالتي أدناه مع الشكر الجـزيل .
المقال : (  سلاماً صباحـنا الريّان ، سلاماً مرشحـونا الكـلـدان ) .
لا تـوجـد إجابة !
سؤالي (4) في 17 آيار 2010 : تـحـية - يسرني أن أخـبركَ بأني أضفـتُ بعـض الكـلمات إلى مقالي الأصلي ، يُـرجى إضافـتها إلى العـبارة التي في صفـحـتـك الرئيسية ، وإذا كانـت تـصعـبُ عـليكَ فأنا أسألك أن تمسح كل الكـلمات .
(( ألقـوش ماسة الدهـر وماؤه العـذب ، قـلعة فـيها الشجاعة والصُـلـْبُ ، مركـز يشعّ منه الإيمان والحـبّ ،  هي الشعـراء والأدبُ ، يليق بها الإسم الرفـيع واللقـبُ ، والكـلـدان شـعـبها الطـيْـبُ )) .
لا تـوجـد إجابة !!
سؤالي (5) في 18 آيار 2010 : سلامي - أنا أذكــِّـرُكَ مرة أخـرى برسالتي السابقة في سؤالي (4) .
جـوابه (3) بعـد ثلاث عـشرة ساعة ونـصف : حـبـيـبي إنـتا والله أعـرف يـبقى البـعـير عـلى التل .. تحـياتي .
ملاحـظة أولى للقارىء : لـقـد أضاف الكـلمات المطلوبة ، ولكن لاحِـظ ْ أمّـية مديرنا العـزيـز ولهـجـته الخالية من الكـياسة .
 سؤالي (6) في 6 تـموز 2010 : السيد .... الموقـر - هـل إنـتـهـتْ أزمة الوقـت التي ذكـرتــَها سابقاً في 7 آيار ، أم لا ؟ إنْ لم تـنـتهِ ، فأنا سأفهم منـك شيئاً آخـراً ، ودمـتَ .
لا تـوجـد إجابة !!!
ملاحـظة ثانية للقارىء : كي لا يُـظــَنُّ أنـني أنا الذي أخـذتُ تـلك الكلمات من الموقع وأضفـتــُها إلى مقالي ، إضـْطـَرَرتُ إلى الكـتابة إليه ما يلي :
سؤالي (7) في 8 تـموز 2010 : السيد ... الموقـر - إنّ بعـض القـرّاء إطـّـلعـوا عـلى العـبارات الجـميلة في مقـدمة موقعـك ولم يعـرفـوا أنها كـلماتي ، أرجـو أن تـكـتب تحـتـها ( مِن مقالة الأستاذ مايكل سيبي ) أو إحـذفها كـلياً ، أرجـو أن لا أكـرر طلبي منـكَ مع خالص شـكـري لك .
جـوابه (4) في 9 تـموز 2010 : لا تـوجـد مشكـلة ، شـكـراً .
ملاحـظة ثالثة للقارىء : بـهـذه الإجابة يـبـدو أنه لا تـوجـد مشكلة ، لكـنها إجابة خـبـيثة من شخـص خالي من الذوق ، لإنه حـذف الكـلمات من الصفـحة الرئيسية من موقعه ويقـول لا تـوجـد مشكلة ، كما نسيَ وجـودَها أيضاً عـلى إحـدى الصفـحات الداخـلية ، فـكـتـبتُ له :
سؤالي (8) في 10 تـموز 2010 : السيد ... الموقـر -  لقـد نسيتَ أنتَ الكـلمات في أعـلى ( صفحة - صور خاصة ) من موقعـكَ ، إذهـب إليها وإمسحها كي لا تـتـوسّخ صفحـتـكَ بها . وأودّ أن أقـول لك إنـني أشـكّ في أصالة ألقـوشـيّـتـكَ ! لماذا ؟ لأنـنا تـرَبَّـينا في ألقـوش منـذ الصّـغـَر أن نـفـتـخـر بكل ألقـوشي كـفـوء ، سواءاً كان في عِـلمِه أو مالِه أو شجاعـتِه أو إيمانه أو شـرفِه أو خـدمته للآخـرين ، فأنا لم أكـن من جـماعة المرحـوم توما ولكـنـني أفـتـخـر به أمام الناس ، وهـكـذا أفـتـخـر بأساتـذتي الكـفـوئين مثل منصور أودا ، جـرجـيس حـميكا ، وأفـتـخـر بالقـس يوسف عَـبَـيّا والبطرك بولص شـيخـو ، وأفـتـخـر بتأريخ ميخا زراكا ، إلياس برد شـلــّي الذي زرته قـبل وفاته وهـو عـلى الفـراش في محـلة سـينا ، وأفـتـخـر بإلياس بولا كـرئيس ذكي للبلـدة ، وأفـتـخـر بالأثـرياء الألقـوشيّـين الذين نـجحـوا في حـياتـهم الإقـتـصادية رغـم أن فـلوسهم ليست لي ، وأفـتـخـر بكل مَن يحـب قـوميته أياً كانـتْ مثل حـبـيب تومي الألقـوشي الكـلـداني ، ويونادم كـنا الآثوري لآثوريّـتِه ، وبكل عـربي لعـربـيّـته ، وأفـتـخـر كل مَن خـدم ألقـوش وخـدم البشرية ،  وأفـتـخـر بكَ رغم أنـني لا أعـرفـكَ شخـصياً وبالآخـرين الذين يُـديرون مواقعهم الإلكـتـرونية ، حـيث إنـني لن أخـسر شيئاً حـينما أفـتـخـر بهم جـميعاً ، وأنا مِن جانبي لا أقـصّـر في خـدمة جـميع الناس إذا كان بإمكاني خـدمتهم ، وعـندي أدلـّة كـثيرة عـلى ذلك ، وإذا أردتَ التأكـد يمكـنـني أن أذكـرَ لك بعـضاً منها . نـصيحـتي لك : كـنْ مُـلـْـكاً لنـفـسِكَ ولا تـؤجّـر شـخـصيّـتــَـكَ لغـيركَ ، كـُنْ صاحـبَ الرأي المستـقـل ولا تـكـن تابعاً ، ليكـن لكَ ميزانـكَ الخاص ولا تـستـخـدم ميزان غـيركَ ، إرتـدِ ما يروق لـذوقِـكَ ولا تـنصاع لذوق الآخـرين ، كـن مؤمناً وأميناً وصادقاً مع كل الناس فالحـياة هي مؤقـتة لجـميعـنا ولن تـبقى لنا إلاّ الذكـريات الطـيّـبة وكـذلك سيـذكـرنا الناس بأفـعالنا ، سلامي لكَ ولأسـرتـكَ ولأهـلك ، وأمنياتي أن تـنجح في إدارة موقـعـكَ الإلكـتـروني وفي حـياتك العـملية .
ملاحـظة رابعة للقارىء : لا تـوجـد إجابة إلى هـذا اليوم !!! كما مسح ( كـلمات مقالي ) التي كانـت تــُـزَيِّـن أيضاً الصفـحة الداخـلية لموقعه ، فـهـل سأقـرأ ردّاً عـلى مقالي هـذا ؟

   
   

429
ردٌّ أشـبه بـِ  ردّ ٍ قـبل تسع سـنوات
لم وَلن تــُـثـمِرَ البذورُ المتـناثـرة عـلى الطرقات
( 1 )
بـقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
في شـهـر أيلول من عام 2001 صدر العـدد الثامن من جـريـدة ( عـمّا كـلـدايا ) الغـرّاء في سـدني جاء في صفـحـتـها السادسة عـمودان : الأيـمن منهـما حـمل العـنـوان ( ناقـد أعـجـبَـنا نـقـدَه لـنا ) ومما جاء فـي تـقـديمي له " قارىء شـهم مخـلص في مشاعـره ، أمين في نياته صادق في طروحاته ، حـريص في تعامله شجاع في إقـدامه ،  يؤلـمه تـشتــّت الأمة ويجـرحه إنـشـقاقها ، يتكلم ببلاغة جـميلة ويـثـني عـلى الجهود الخـيِّرة ، كما يعاتب عـلى الوخـزات المثيرة . نعـم لقـد أجاد قارئـنا العـزيز السيد لبرون سـيمون خـنـنيا " ... ثم وردَتْ في العـمود نـفـسه من مقاله الكـلمات " تـنابز - لـمـز - تجـريح " بالإضافة إلى ذِكـْره بـيت الشعـر : ليس الفـتى مَن قال كان أبي  بل الفـتى مَن قال هأنـذا " .
أما العـمود الأيسر فـقـد تـضَـمّـن ردنا عـليه بعـنـوان ( ردٌّ منير عـلى نـقـد جـدير ) أقـتبس منه ما يلي :
"إن الإسـمَـين الأكـثر بـروزاً في ساحة وادي الرافـدين قـديماً كانا الكـلدانيّـين والآشوريّـين ( وهـما شـعـب واحـد يتكـلمان لغة واحـدة عـلى أرض واحـدة يـشتـركان بتأريخ واحد ) كما أن هـذين الشعـبَـين تداخلا فـيما بـينهما كـتـداخل السمن والعـسل بحـيث لا يمكن فـرز هـذا عـن ذاك ، شاءا أن يـبنيا لهما حـضارتين متميزتين وإمبراطوريتين مستقلتين ".
إنّ مَن يقـرأ كـتاباتـنا السابقة في جـريـدتـنا تـلك أو اللاحـقة في صحافة اليوم ، يشمّ منها رائـحة التـحابـب ومشاعـر التـجاذب ورغـبات التـقارب بـين أبناء شعـبنا الواحـد ، وقـبول بعـضنا للـبعـض الآخـر وإنْ إخـتـلفـتْ التسميات فالمنـطق لا يقـبل أن نـنـكـر أحـد منا طالما هـو حيٌّ موجـود ومعـتـزٌّ بإسمه ، إنها مبادئـنا ، ولكـن في الوقـت نـفـسه نعاتِـب ونلوم ونـنـتـقـد ، لا بل نـُعـيـب أصحاب الفـكـر الإنـفـرادي الإنـعـزالي الإقـصائي الأناني المنغـلق في العائـلة الواحـدة والذين يـريـدون الساحة لهم ولـوحـدهم دون أن يكـتـرثوا بـمَن هم بجانبهم من أفـراد أسرتهم ، وكأنّ الحـياة عـنـدهم هي يوم واحـد ناسين أو متـناسين أنّـها كانـت دائمة لأجـدادنا مثـلما هي لنا الآن وستـستـمر لأبنائـنا ولأحـفادهم في القادم من أيامنا . نـحـن من جانبنا لا نـكلّ جـهـداً وسوف نستـمر في نهـجـنا وأسُس تـفـكـيرنا ولن نـتـنازل عـنها ، هادفـين إلى ربط أبناء الشعـب الواحـد بآصرة واحـدة وإنْ إخـتـلفـتْ ألوان عـيونهم وتسريحات شعـرهم . إنّ تـفـسيرنا البريء لأفـكار الإخـوان الإقـصائـيّـين من أبناء شعـبنا لا يخـرج من دائـرة إعـتـبارنا إياهم بأنهم مرحـليّـون منغـلقـون قـصيرو النـظر لابد أن يأتي يومٌ حـين يرفـعـون الغـشاوة عـن عـيونهم ، في الوقـت الذي نستـغـرب من نمط تـفـكـيرهم عـنـدما يستـغـربون من إسم القـومية الكـلـدانية ويستـكـثـرونها عـلى أبناء أمتـنا ولا يـقـوَوْن عـلى قـبول إسمَين متـميّـزَين نابعَـين من قـناة واحـدة ، وكأنهم لم يرَوا في الخـرائـط الجـغـرافـية نـهراً متـفـرّعاً إلى فـرعَـين ، وأغـلب الظن أنهم متأثــّرون بالأغـنية العـراقـية القـديمة التي يقـول مطلعـها : ( يا للي تحـبْ غـيري روح عـني إنهزم  ..... رُمّانـتين بْـفــَدْ إيـدْ ما تِـنـْـلـزم ) .
ويسرني هـنا أن ألفـتَ نـظر القارىء العـزيـز لأحـرّك ذهـنه للغـرض ذاته عـسى أن ( يتـلقــّـفـها وهي طايرة ) وأسأله : هـل تـعـرف المطرب المحـبوب ( هـيثم سـيـﭙـي – الملقـب بأمير الحـب ؟ ) وهـل تـعـرف ( مايكل يوسف – كاتب هـذه المقالة ؟ ) بالتأكـيد سيكون الجـواب : كـَـلاّ ! لإن المطرب هـو هـيثم يوسف وليس شيئاً آخـراً ، كما أن الكاتب هـو مايكل سـيـﭙـي وليس غـيره ، والقارىء معـذور لأنه لا يعـلم بأنّ كِـلينا من عائلة سـيـﭙـي الواحـدة ، شاءت الأيام أن يتسمى مطربنا بـ ( هـيثم يوسف ) الذي جـدّه هـو يوسف زلاّ ويعـتـز به ولا يتـنازل عـنه ، ولكـن الناس عـرفـوا مطربنا بإسمه الفـني وهـو فـخـور به ولا يُـعـرف بإسم آخـر ، وسيـبقى هـذا الإسم ملازماً له مدى الحـياة ، وبعـدها عـلى الأقـراص والأشرطة المسجّـلة والإنـتـرنيت ، مثـلما عـرفـوا مايكل سـيـﭙـي ، وفي ذات الوقـت حـينما أتـمسّـك بلقـبي ليس إستـخـفافاً أو تـنافـراً مع لقـب غـيري وإنما إعـتـزازاً بتـسميَـتي التي يعـرفـني الناس بها وأنا أقـدّر تسمية الآخـر ، وهـكـذا فإنّ تـقـديري لغـيري يأتي من خـلال إحـترامي لإخـتياراته وإيمانه وآرائه وإلاّ فـسوف أخـسر تـقـديره لي ، إنه منـطق بسيط جـداً لا يحـتاج إلى جـهـد ذهـنيّ لإدراكه إلاّ الذي ليس له ذهـنٌ متـذكـّرين قـول المسيح " بالكـيل الذي تـكـيلون يُـكال لكم ".
وأزيـد القارىء الموقـر معـلومة هي أن إخـْوَة من أب واحـد وأم واحـدة من عائـلتـنا الواحـدة هم أحـياء يُـرزقـون اليوم في العـراق ، وَرَدَ إسم لقـب البعـض منهم في شهادة جـنسيتهم  بصورة ( زلاّ ) وللبعـض الآخـر بإسم  (عـبـدالا ) حـيث أن هـذا الإسم وارد في عائـلتـنا أيضاً ، وستـظـهر أجـيال بـهـذا الإسم الجـديـد يعـتـزّ به الأحـفاد ويعـتـقـدون إعـتـقاداً راسخاً بأنهم من بـيت أولاد عـمهم ، ولكـن لا هـذا ولا ذاك وإنـما بإسمهم الخاص ، ولكي نـكـون واقـعـيّـين فإن أياً منا (سـيـﭙـي – زلاّ – عـبدالا ) لا يحـق لنا أنْ نـفـرض إسمَـنا عـلى الآخـر طالما طـُبع في ذاكـرة أبنائـنا ومجـتـمعـنا وتأريخـنا ، إنّ ذلك مثال واحـد من ملايـين الأمثلة في المجـتـمع البشري ، والغاية منه هي أن لا يتـعـجـب البـعـض من أنّ لإسمَين مخـتـلفـَين أصلاً واحـداً . إنّ التـكـتيك المرحـلي المخادع لبعـض الجـماعات بتـكـريس وتـعـبئة الـتسمية الهـجـينية المقـرفة في قـناني ، والتي لم نـرَ مثـلها في التأريخ الإنساني ، أقـول إنّ هـذا التكـتيك لن يجـدَ له مَمَرّاً في عـقـولنا نـحـن الكـلـدان ، ولا يمكن لأيّ كان أن يفـرضها عـلينا فـرضاً ولا مساومة ، بل عـلينا أن نـتـبادل المشاعـر ( كـياسة أدبـية عـلى الأقـل ) ونـقـبل الآخـر بقـناعة كـواقع ملموس مدى الحـياة نـؤمن به ولا نـنـكره وهـذا لا يمكـن الوصول إليه إلاّ حـينما تـكـون النيات صافـية ، والحـق نـقـوله لمَن لا يؤمن ولا يقـبل بهـذا المنـطق الواضح والصريح ، بأنـنا ملـتـزمون بإرشاد ربنا حـين قال : مَن ينـكـرني أمام الناس أنـكره أمام أبي الذي في السماوات ( متي 10 : 33 ) ، ونـحـن نـنـتـظر دون ملل وبإستـعـداد للردّ عـلى كـتابات مَن يعـتـرض أو يـردّ .


( 2 )
نشرتْ جـريـدة العـراقـية الغـراء بتأريخ 23 / 6 / 2010 مقالاً بعـنـوان " التعـصب يقـود إلى الشـطط " للكاتب لبرون سيمون ، رداً عـلى مقالي في الصحـيفة ذاتها " فـخـر الكـلـدان بماضيهم .... " المنشور بتأريخ 9 / 6 / 2010 . وفي هـذه المناسبة أودّ الإشارة إلى الأسطر الإيجابـية الواضحة في ردّ السيد لبرون وسلبـياته المغـروزة تـحـتها ، فـقـد أكـون مبالِغاً إذا قـلتُ إنها المرة الأولى وإنه أول آثوري يكـتب النص التالي ( نعـم إستـفـدنا نحن الآشوريون عام 1933م في مذابح سميل من الكـنيسة الكـلـدانية وخـصوصاً من إخـوتـنا الألقوشيّـين في وقـفـتهم المشرفة والبطولية الكـثير ) إنه إعـتـراف يتـطلـّب شجاعة من رجـل آثـوري ، بحـقـيقة تأريخـية خالـدة حـتى يوم القـيامة ، يــُشكـَر عـليها رغـم أنـنا لم نـكـن في إنـتـظار إيّ إعـتراف مِن هـذا القـبـيل . ثم يُـكـْمِل الكاتب كلامه عـن وقـفة ألقوش ويقـول (  في الدفاع عـن العـقـيدة المسيحـية في المذابح التي إرتـُكِـبَتْ في السميل ) وذاكـراً بعـض فـقـرات من قانون الإيمان المسيحي وغاية الفـداء عـلى الصليـب ، وكأنه كاهـن يـكرز بـين المؤمنين في قـداس ، وهـنا أسأله : هـل أن فرمان الإبادة بحـق الآثوريّـين كان بسبب مسيحـيتهم ، كي يـدافع الألقـوشيّـون عـن العـقـيـدة المسيحـية ؟ هات الدليل !
يعـترف السيد لبرون (( أن بعـض الكـُـتـّاب الآشوريّـون ( الآشوريّـين ) ينـكرون بأن الكـلـدان شعـب ينـتـمي إلى قـومية وله حـضارة وثـقافة ..... وإن قـصور ( قـصر ) النـظر في قـول الحـقـيقة لـدى البعـض هي التي أصبحـتْ السمة الغالبة للجـدل ....! )) ولكـنه في الوقـت نـفسه يتـعـجّـب من متابعـتي المقـصودة لتـلك الكـتابات ، فأنا أسأله : لِـمَن يكـتب أولـئـكَ ، وهـل يكـتـبون للقـراءة فـقـط ؟ أين المنطق هـنا يا أخـونا وأنـت تـنـدهـش من كتاباتي وليس من كـتاباتهم ، وتـريدنا ساكـتين ؟ ولطالما يسـرّك أن تـذكـر الرب المسيح فأنا سأقـول : هـل سكـت المسيح عـلى المخـطئين والمُـحابـين والدجالين والظالمين ؟ وهـل أنّ كـلامه مع اليـهـود كان تـعـصّباً وتـعـبـيراً عـن عـقـدة في داخـله ؟  أهـكـذا تـزن الأمور بالعـلمية التي تـنـصح بها ؟ ثم هـل تـجـرّأتَ يوماً أن تـردّ عـلى أولئـك الكـُـتــّاب الذين تـقـصدهم وأنـتَ غـير راض عـنهم ، لـتوَجّـهَـهم بإتجاه البناء والتـكاتـف مثـلما لك الهمّة في الردّ غـير المنـطقي عـلى الطرف الثاني ؟ هـل قـلتَ لهم يوماً إن الكـلـدان قـومية عـريقة وأصيلة من بـيث نـهـرين ، لا ولن يمكـنـنا أنْ نـمحـوَهم من الخارطة الديموغـرافـية العـراقـية ؟ هـل قـلتَ لهم يوماً أنّ مَن ينـكـر الكـلـدان ، فالكـلـدان سوف ينـكـرونهم ؟ هـل كـتـبتَ يوماً أن إقـصاء الآثوريّـين للكـلـدان يستـنـهـضُ ويُـلهِبُ مشاعـر الشعـب الكـلـداني أكـثر وأكـثر ؟ وأوَدّ أن أذكــِّـرَكَ للعِـلم فـقـط أن أحـد المسؤولين الآثوريّـين إسمه رامي أو آرام أو ما يشبه ذلك قال قـبل بضعة سنين في القـناة الأسـترالية  ( C – 31  ) في مقابلة أدارها المذيع ولسن : نـحـن نعـلـَم أنّ إخـوتـنا الكـلـدانيّـين مثـقـفـون ودارسون ... ( لقـد شـهـد عـلينا شاهـد من أهـلهم ) .
في مقاله الجـديـد المشار إليه ، أعاد الكاتب لبرون كـلمات مثل الهـمز واللمـز التي كان قـد أوردها في مقاله القـديم قـبل تسع سنوات في ردّه عـلى مقالي وقـتـئـذ ، يـبـدو أن صاحـبنا يردّد بعـض الكـلمات في ذهـنه كي لا ينـساها وتـكـون جاهـزة عـنـد الحاجة إليها ليطـرّز بها مقاله . ثم أراه يستـهـجـن دعـوتي للقـراء إلى الإستـمتاع سوية بقـصيـدة المعـرّي ( التي لم تـكن دعـوة لحـسم نـزاع كما يـدّعي السيد لبرون ، ولستُ أدري أيّ نزاع ! ) ويستـكـثر عـليّ أن أفـتخـر بأمجاد أمتي عـلى طريقـتي الخاصة كما لا يَرغــَبـُـني أن أذكـر شِعـْر المعـرّي في المفاخـرة وهـو لا يـدري أني قـد أطـَعّـم مقالاتي مستـقـبلاً بقـصائـد شـعـراء آخـرين من أمثال أبو فـراس الحـمداني ، عـنـترة بن شـدّاد والمتـنبّي .... فـليوفــّر جـهـده في الإعـتراض مقـدّماً . وأفهم من الفـقـرة اللاحـقة في مقاله هـذا أنَ هـناك فـتـنة معـبّأة ومركـونة عـلى الرفـوف ، وأنّ نارها جاهـزة للإشتعال وسعـيرها مستـعـدٌ للإلـتهاب بقـدحة من قـصـيدة الذم والمفاخـرة ، حـيث يرجـو مني قائلاً أن أهـتم في الكـتابة عـن ( القـضايا المهمة لأمتـنا ولشعـبنا دون اللجـوء إلى الذم والمفاخـرة عـلى لسان شاعـر وقـصيدته والتي تـشعـل نار الفـتـنة وسعـيرها بـين جاليتـنا ومجـتمعـنا الموحّـد تـحـت كـنيسة السيد المسيح الموحّـدة ) .... عـفـية عـلى قـصيدة لها هـذا التأثير السحـري المباشر . أنا ليس لـديّ عِـلمٌ لا مِن بعـيد ولا من قـريـب بالفـتـنة التي يخاف كاتبنا إشتعالها ، ولكـنه زلّ قـلمه عـنـد مصطلح ( مجـتـمعـنا الموحّـد ) ! يا أخي أين هـو ذلك المجـتـمع الموحّـد الذي ذكـرتــَه ؟ نعـم إنها أمنيات في الخـيال ولكن أنـظر إلى الواقع عـلى الأرض وعـلى الصعـيد الرسمي وفي بنـود الأنـظمة الداخـلية لأصحاب النـوادي السياسية وغـير السياسية ، لا بل في الضمائـر ، هـل سـتـرى التـوحّـد ! أما كـنيسة المسيح الموحّـدة التي ذكـرتــَها في ردّك ، فـذلك موضوع ثـريّ وواسع ومثـيـر ومُـشـَوّق ولـذيـذ فـهـل عـنـدك الإستـعـداد للخـوض فـيه ؟ أكـتب عـن تلك الوحـدة ليأتيك الرد . أما مسألة ناﭙـليون والتـنــّين النائم فـلنؤجـله إلى مناسبة أخـرى . لقـد لاحـظـتُ بكاتبنا الموقـر إنه يُـعـيد ما كـتـبه في الفـقـرات الأولى من ردّه الجـديـد ربما ليُـزيد من حـجـم الصفـحة ، أدام الله في عُـمرهِ وحـيويّة قـلمِهِ .   

430
فـخـر الكـلـدان بماضيهم وحاضرهم والآثوريّـين بما عـنـدهم
فـهـل مِن خـلل في سـلوك أيّ منهم ؟
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
لا يـمـرّ يوم إلاّ ونـقـرأ خـبراً أو تعـليقاً أو مقالاً يكـتبه أبناء شعـبنا من الآثوريّـين أو الرفاق الكـلدان الذين قـدّموا قـسيمتهم فـتـوظـفـوا في دوائـرهم ، يُـلـوّنون صفـحاتهم باللون الذي يـحـلو لهم ونـحـن فـرحـون لهم ومؤمنون بأن الكاتبَ حـرٌ فـيما يخـتاره ويؤمن به ويعـتـنـقه أو يقـرأه ويفـكـّر به ويكـتبه أو يأكـله ويلبسه ، وحـريته هـذه مُـصانة له طالما ( كما عـبَّـر عـنها مفـكر غـربي ) أنّ ذراعه تـمتـد إلى حـيث يشاء دون أن تلامس أنف صاحـبه الذي أمامه ، فإن تـجاوز عـنـدئـذ يتـوقع رداً قـد لا يُـسِـرّه . إنّ ذلك منـطِـقــُنا نـحـن الكـلـدان وشعـورنا وضميرنا وتـربـيتـنا ، ولا تــُستـثار حـفـيظـتـنا مِمّن يُـمَجّـد إسمَ أجـداده أو إنـتمائه أو قـوميته ، لن نـنـتـقـده ولن نـعـيـبه أو نــُعَـيِّـره ولن نستـهزىء به يوماً ، وهـذه هي ثـقافة قـبول الآخـر ، وإذا تـمَـنــّينا من الآخـر أن يـحـذو حـذونا ، فإنما ينبع ذلك من رغـبتـنا في الوصول إلى قاسم مشترك من دماثة الأخلاق ومحـبة المشـتاق بـينـنا ، وإنْ لم يـلقَ كـلامنا صدىً عـنـد إخـوانـنا ، فإنـنا ثابتون عـلى مبادئـنا وسـنبقى عـلى سـليقـتـنا وإيجابـية نـظرتـنا عـلى غـيرنا .
لـقـد مَـلـَـلـْـنا من قـراءة كـتابات مبتـذلة راح وقـتها وفـقـدَتْ قـيمتها من كـثرة إعادتها وصارتْ تـتآكل ذاتياً من التمادي في صقـلها ، ولم يَـعُـد يُجـدي نفـعاً زرعُـها . فأسـطوانة الـ : ( كـُـنا نـسجـل عـرباً في إحـصاءات السنين الماضية ) تـخـدّشـتْ ، لأنـنا في حـينها وما بعـدها ، سجـّـلنا إسم قـوميّـتـنا الذي هـو فـخـر لـنا ، أما الموظـف العـدّاد فـكان يـقـولها لـنا عـلـناً أنه مـلزم بتغـيـيرها ، وقـد ذكـرتُ في مقال سابق كـيف إلتـقـيتُ في ألقـوش بـِعَـدّادين من الموصل عام 1977 تـذمّـروا أمامي من الأوامر الصادرة لهم تـقـضي بتسجـيل قـومية اليزيديّـين عـربـية في إستمارة الإحـصاء . وفي جانب آخـر نـقـرأ هـراء البعـض بــِقــَولهم أن أحـزابنا بـدأتْ بالظـهـور بعـد عام 2003 فـنقـول لهم : هـل ذلك يـلغي قـوميتـنا من عـمق التأريخ قـبل المسيح ؟ هـل يمسح إسم قـوميتـنا من كـتاب الحُـضرة للصلوات الطخـسية من كـنائـسنا منـذ القـرن الرابع بعـد ميلاد الرب المسيح ؟ هـل نـنـكر الخـتم ( محـيلا شمعـون ﭙـطرك د كـلـدايـيه ) لكـنيستـنا المشرقـية العـريقة قـبل 1552 ، وإستمرار خـتم الوثائـق به في كـنيسة الآثوريّـين إلى حـد عام 1930 ؟ ونسأل : إذا خـسر أحـدهم في صفـقة تجارية أو مباراة رياضية ، هـل ينـكـر أصله ، وما علاقة هـذا بـذاك ؟ وإذا قال واحـد من أبنائـنا أنا ياباني من جـنوب إفـريقـيا ناضلـتُ مع جـيـﭭارا في مدغـشـقـر ، فـهل ينسحـب قـوله عـلى جـميعـنا ونصطبغ بإدّعائه ؟ عـلى كـُـتــّابنا الواقـفـين عـنـد الضفة الأخـرى من النهـر أن يـعـيدوا النظر في طروحاتهم المتهـرئة تلك ويَجـِدوا بـدائـل جـديـدة لها ، وسـنـستـمر بالرد الرصين عـليها حـتى يـُغـيِّـروا ستراتيجـيتهم للأيام القادمة منها .
أيها الإخـوان : تــَعَـلــّموا بعـضاً من عِـلم المنطق من الحـياة الإجـتماعـية البسيطة ، فهـناك مَنْ بـدأ بكـتابة سيرة حـياته منـذ سنين ، فـهـل يمنع أن يـبـدأ آخـر بكـتابة سيرة حـياته اليوم أو غـداً ؟ هـل سنـقـول له أين كـنـتَ طيلة الفـترة السابقة ؟ وهـل أنّ القـلم والورق لا يملكه ، أو لا يحـق لأحـد أن يمتـلكه إلاّ أولـئـك الذين كان عـنـدهم سابقاً ؟ وإذا كان زَيـد من الناس قـد بـدأ الصلاة منـذ نـعـومة أظفاره بصورة منـتـظمة وسـيضمن كـرسيّه في الجـنة ، هـل يمنع عُـبَـيد من أن يـبـدأ الصلاة في فـترة شبابه ليرث الملكـوت السماوي ، أم أنه كـُـتِبَ عـليه نار جـهـنم مدى حـياته ؟ ومثال آخـر : لـقـد بـدأ إكـليروس كـنيستـنا الكاثوليكـية للـكـلدان بـدراسة الفـلسفة واللاهـوت في المعاهـد الإكـليريكية الوطـنية والجامعات الإيطالية والفـرنسية منـذ عـهـود طويلة ، فـهـل فات الزمن عـلى كهـنة الكـنيسة الآثورية ولا يحـق لهم أن يـدرسوا فـيها لاحـقاً ! عـلماً أن كـهـنة عـديدين آثوريّـين غـير كاثوليك ولا يتـبعـون روما ، باشـروا يدرسون اليوم  في معاهـد روما الكاثوليكـية ، بالله عـليكم أليس جـديرٌ بكم أنْ تـُغـيّـروا طـريقة تـفـكيركم لـتـكـسبوا من النعَـم الكـثيـر لكم ، وإلاّ فـما هـو الخـوف من الكـلـدان ! هـل هم ذلك التـنـّين النائم الذي قال عـنه ناﭙـلـيـون : إحـذروه إذا نهض ؟ نعـم نـهـضنا ولكـن هـل لكي نصارع إخـوانـنا ؟ تـذكــَّروا أيام الشدّة عام 1933 ، ألا تــُطــَمئِـنـُكم وقـفـتـُـنا ؟ وقـبل أن أغادركم وأسـلــّم عـليكم ، دعـونا نستـمـتع سـويّة بما قاله المعـرّي في الماضي من زمانـنا :
( اّلا في سبـيل المجـد ما أنا فاعـــــــل.....عـفاف وإقـدام وحـزم ونائـــــــــــــل )
( وقـد سار ذكـري في البلاد فـمَن لهم..... بإخـفاء شمس ضـوءها متكامــــــل )
( وإني وإنْ كـنـتُ الأخـير زمـــــــــانه..... لآتٍ بما لم تستـطعْه الأوائـــــــــــــل )
( ينافـس يومي في أمسي تشــــــــرفاً..... وتـحـسد أسحاري عَـليّ الأصائــــــل )
( وأغـدو ولو كان الزمــــــان صوارم.....  وأسْري ولـَو كان الظلام جَـحافِــــــل )
( وطال إعـترافي بالزمان وصرفــــــه..... فـلستُ أبالي مَن تغـول الغـوائــــــــل )
( حُـسامُـكَ للأعْـمـارِ أبْـرَى من الرّدى..... وعَـفــْوُكَ للجاني أعَــــــــزُّ المَـعاقِـل )
( وطاولتْ الأرضُ السماءَ ســــــفاهة.....  وفاخـرَتْ الشهبَ الحـصى والجـنادلُ )
(وقال الســـــهى للشمس أنتِ ضئـيلة.....  وقال الدجى للصبح لونــُـكِ حائــــــل )
(إذا عُـدّ خـَـلـْخالاً لها ، كـنتَ تاجَــــها ..... ولم تــَـزَلِ التـّيـجانُ فــَوْقَ الخـَلاخِـل )
( إذا قـيلَ بحْـرٌ ، فـهْـوَ مِلـْحٌ مُكـَـــــدَّرٌ ..... وأنتَ نـَميرُ الجـود ، عَـذبُ الشّمائـل )
( فــَوا عـجـباً كـَم يدّعي الفـضلَ جاهـلٌ..... وَوا أسـفاً كـَم يظـهـر الجـهـلَ فاضلُ )
( ولما رأيتُ الجهلَ في الناس فاشـــياً ..... تــَجاهـلـْـتُ حـتى ظــُـــنَّ أني جاهـل )







431
أساقـفة شـبابٌ نــُجَـباءُ بـين أساقـفة أجـِلاّء كُـرَماء






بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني  
تـفـتـخـر كـنيسة روما العـريقة بكاثوليكـيتها الـمُـتــَلـمِـذة لجـميع الأمم ، وكـنيستــُـنا المشرقـية الكاثوليكية لشعـبنا الكـلـداني والآثـوري ( ﭙـاطريركية بابل عـلى الكـلدان ) التي تأسـست في مشرقـنا منذ السنين الأولى للبشارة المسيحـية ، هي غـصن فـيها مرتـبـطة معـها بالوحـدة الكـنـَسية وبقانون إيمان واحـد ومستـقـلة عـنها من حـيث الطقـوس والتقاليد فـبقـيتْ محافـظة عـلى لغـتـنا وتـراثـنا المشرقي لآبائـنا وأجـدادنا ، وعـملاً بتوصية ربنا إلى مار ﭙـطرس رئيس التلاميذ فإن ﭙـاﭙـا الـﭭاتيكان هـو رئيس الكـنيسة المنظور وعـلى قـمة الهـيكل القـيادي للكـنائس الكاثوليكية في العالم يعاضده أكـثر من 180 من الكـرادلة بالإضافة إلى آلاف الـﭙـطاركة والمطارنة والكـهـنة ، لإدارة الكـنيسة وحـل المعـضلات الدينية وشؤون المؤمنين في خِـضـَم هـذا العالم ، ولا يحـصل رجـل الدين الكاثوليكي عـلى مرتبة أسـقـف إلا بأمر من الـﭙـاﭙـا ( الأسقـف هـو أعـلى درجة كـهـنوتية أما الرتـَب الأخـرى فـهي مناصب إدارية ) ، وهـذا الهـيكل المتماسـك هـو مصدر قـوة الـﭭاتيكان . لـقـد غادر أساقـفة موقـرون إلى الحـياة الأبـدية ، نـتـمنى عـمراً مديداً لأساقـفـتـنا الحاليّـين وهُم يواصلون رسالتـهم ، وبعـد كـل حـقـبة زمنية تـظهر الحاجة إلى مطران لإحـدى الأبرشيات سـداً للشاغـر فـيجـتمع أساقـفة الكـنيسة مع الـﭙـاطريرك في تـجَـمّع ( سنهادس ) تــُطرَح فـيه أسماء كهـنة مخـتارين من قِـبَل مطارنـتهم ثم تــُـناقـش سوية ، معـتـمدين عـلى مقايـيس عـديـدة دينية ودنيوية في المفاضلة وإخـتيار إسم أو أكـثر من المؤهّـلين لهـذه الدرجة الرفـيعة ، وعـنـدها تــُرفع إلى الـﭭاتيكان حـيث لـديهم المعـلومات الكافـية عـن كل كاهـن في الكـنيسة الكاثوليكية ، وبناءاً عـلى ذلك يتـقـرر إخـتيار الأفـضل من بـينهم ويُـعـلن رسمياً بمرسوم ﭙـاﭙـوي .      
إن قـيادة ﭙاطريركـية بابل عـلى الكـلـدان المتـمثـلة بالأساقـفة الأجلاّء وغـبطة الـﭙـاطريرك الموقـر وخلال الأشهُـر الثمانية الماضية قـدّمتْ لرعـيتـنا أسقـفــَين إثـنين كـفـوءَين ووَسـيمَـين تجـري في عـروقـهـما دماء شابة ، تـشعّ من فـكـرَيهـما مفاهـيم إجـتماعـية حـديثة وصُـوَراً لاهـوتية عـصرية تـتـناسب وأفـكار الجـيل الجـديد ، تـشـَبـَّعـا منها أثـناء دراساتهما داخـل وخارج العـراق لـيُـواكِـبا تـطـوّر فـلسفة الحـضارة الحـديثة فـيؤديان رسالتـهما بـين المؤمنين بفاعـلية أقـوى ، وعـليه فـقـد صدر المرسوم الـﭙـاﭙـوي يوم 14 /10 / 2009 بتـرقـية الأب إيميل شـمعـون نـونا ( دكـتوراه باللاهـوت ) إلى درجة الأسـقـفـية في منـصب رئـيس أساقـفة الموصل ، وفي يوم 24 / 5 / 2010 صدر المرسوم الـﭙـاﭙـوي الآخـر بتـرقـية الأب بشار متي وردا ( ماجـستـير باللاهـوت ) إلى درجة الأسـقـفـية أيضاً ليـكـون رئـيساً لأساقـفة أربـيل . إن أساقـفـتـنا مفـعـمون بالإيمان ، نـجـوم ساطعة في سماء كـنيستـنا وجـواهـر في هـياكـلها ، منهم مَن تـجاوز منـتـصف العـمر يتـميَّـزون بخـبرة طويلة في إدارة شـؤون الكـنيسة والرعـية ، ومنهم لا يزال في الـنصف الأول مِن عـمره وأمامَه مساحة زمنية واسعة ، يُـعَـوّل عـلى هِـمّـتهم وعـنـفـوان شـبابهم في التـخـطـيط لإنـطلاقة نـشطة في جـسم الكـنيسة لِـزيادة حـيويتها والمحافـظة عـلى إتـجاه بوصلـتها التراثية ، وصيانة الأرث الذي تركـَه لـنا آباؤنا شـهـداء الكـنيسة الخالـدون ، مِن تراث غـزيـر بـ طـُخـوس عـريقة دون ثـلمِها ، وتـرميم ما إنـدثر من ألحانـنا الموسيقـية ذات الـنـكهة المشرقـية الأصيلة دون تـشويهها ، وإعادة بناء ما تآكـَل من نصوصنا الثـمينة باللغة الكـلـدانية الأصيلة دون بتـرها ، لإبعاد كل ما هـو فاهٍ متسـلـل إليها ، والذي صارَ دخـيلاً عـليها بسبـب إنـهـيار الأسْـيــِجَة حـولها وإرتـخاء الحـبال وإهـمال شـَـدّها . إنّ روح التـجـديـد التي يمتـلكـونها سـتـقـودهم إلى إضاءة الطريق أمام السالكـين في الظـلمة كي لا يقـعـوا في مطبّات الدنيا ودروبها ، وإرشاد الزائغـين في وضح النهار لوضعـهم عـلى طريق الحـق وإستـقامتها ، وتـوجـيه الضعـفاء والعابثين سـهـواً بُـغـية تـقـويم سلوكـياتهم وصقـلها . إن تـراثـنا الثريّ بمعانيه والغـنيّ بـقِـيَمِه والثمين بروحـيّـته هـو مصدر إعـجاب عـنـد أمم كـثيرة ، فالإعـتـزاز به والحـفاظ عـلى ديمومته واجـب وفـخـر وليس تخـلـفاً ( أو تـمسكاً بماض متهـرّىء كما يحـلو للاأباليّـين والعاجـزين أن يَصِفـوه ) ، وإنما هـو جـزءٌ من الوفاء لـدِماء آبائـنا الكـُرَماء ، وأمانة في أعـناق قادتـنا الـنــُجَـباء يـتـطلب منهم الحـزم قـبل الحـسم ، فالتأريخ سوف يَـذكـُرهم دون رتـوش ومحاباة ، مثـلما نـذكـُر اليوم أسماءَ مطارنة أجلاء وﭙـطاركة عـظماء تـمَـيَّـزوا بإيمانهم الأصلب من نـكـبات الحـياة وأقـوى من الموت ، إنها شهادة متواضعة منا لِـما تـركـوه من بصمات متـوهّـجة في الكـنيسة ومؤمنيها لن تــُمحى مدى الدهـر . إن الراعي الكـنـَسي ينـذر نـفـسه بمحـض إرادتِه ، هـو صاحـبُ رسالة يحـملها إلى رعـيته ، ليس مُـحَـمّلاً بأيّ عـبءٍ مادّي سوى متـطـلبات التـبشير بإنـجـيل المسيح ربه ، وحاجاته اليومية كـرسول في بـيئـته ، مـتـذكـّراً أنّ أمه ولـَدتــْهُ عارياً ويـغادر الدنـيا عارياً تاركاً مباهج الدنيا وإغـراءاتها المادية بالـدرجة الأولى والمعـنوية ثانياً وذلك حـباً بالفادي جـليل الأمم وشـَوقاً إلى المـلكـوت السماوي ، مترجـماً ما أوصى به المعـلم الأعـظم إلى عـمل ملموس وفـعـل منـظور وليس كـَلاماً يـتـلاشى صـداه بـين جـدران الكـنيسة ، وكما أنّ المسيح بـذل نـفـسه من أجـل مُـحـبّـيه ، هـكـذا يكـون الأسقـف راعـياً صالحاً لخـرافه وقائـداً شجاعاً أحـرص عـلى حـياة جـنوده من نـفـسه فـيكـون قـدوة لجـميع أبناء رعـيّـته . وبـهـذه المناسبة كـُـنا قـد كـتـبْـنا تهـنـئة إلى مار إيميل لـحَـمْـله الصليـب عـلى أكـتافه ، جاء فـيها (  عـمرٌ مـديـدٌ لك وعِِـش سـعـيـداً في أبرشـيّـتـك ، صـليـبك دليلك تـقـتـفي آثار الجـلجـلة بـصولجانك ) ، وأخـرى إلى مار بشار قـلـنا له ( تهانـينا شايف خـير ومستأهـلها ) . ومن الجـدير بالذكـر أن العـمر التقاعـدي للمطران هـو 75 سنة في كـنيستـنا ، واليوم فإن أبرشيّاتـنا الكـلـدانية عامرة بالأساقـفة أصحاب السيادة :  
الكاردينال عـمانوئيل الثالث دلـّي 1927 - ( متقاعد 2002 ) ( ﭙاطريرك 2003 ) ( كاردينال 2007 )
المطران أندراوس صنا – متقاعـد 1922
المطران إبراهيم إبراهيم - مشيـﮔان 1937
المطران جـبرائيل كساب - أستراليا ونيوزيلانـدا  1938      
المطران جاك إسحق - معاون الـﭙـطرك 1938
المطران حـنا زورا -  الأهـواز ( حالياً مدبر ﭙاطريركي في كـنـدا ) 1939
المطران سرهد جـمو - كاليفـورنيا 1941
المطران أندراوس أبونا - معاون الـﭙـطرك 1943 ( إنـتـقل إلى الحـياة الأبـدية في 27 تموز 2010 )
المطران توما س ميرم  - أورميا 1943
المطران شليمون وردوني -  معاون الـﭙـطرك 1943
المطران رمزي ﮔـرمو - طهران 1945        
المطران ﭙـولس هربولي  - زاخـو ( وتركيا )  1946    
المطران أنطوان أودو - حـلب 1946
المطران لويس ساكو - كـركـوك 1948
المطران ربان القس - عمادية 1949
المطران ميخائيل مقدسي  - ألقوش  1949
المطران باوي سورو - 1954  في كاليفـورنيا ملتحـق بالكـنيسة الكاثوليكية للكـلدان والآثوريّـين  
 المطران ميشيل قـصارﭽـي - لبنان 1956      
 المطران إيميل نونا -  الموصل 1967
المطران بشار وردا  - أربيل 1969



432
كل كـلـداني يرفع راية الكلدان هـو ناطق بإسم شـعـبنا الكـلـداني

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
كم من مرة نـُحَيّ شخـصاً تحـية بإستـخـدام أيادينا أو بإيماءة من عـيونـنا أو بإنحـناءة من رأسنا تـعـبـيراً عـن ترحـيـبنا به وإعـتـزازنا ، فـأياديـنا وعـيونـنا ورأسنا هي أقسام مِن جـسمنا تمثـل شخـصنا حـين نؤدي بها حـركات معـبِّـرة عـمّا يجـول بخـواطـرنا . وعـندما يؤلمنا أصبعـنا أو كـتـفـنا أو ساقـنا أو سِـنـُّـنا أو أيّ جـزء من جـسدنا فإن الجـسمَ بكامله يمثـله ويستـنـفـر متأثـراً به فـيئنّ له . وفي عِـرفِـنا الإجـتماعي وتقاليـدنا الشرقـية وربما الغـربـية أيضاً فإن الإبن يمثــّل أباه والأخ الأكـبر يمثل أهـله في المناسبات دونما حاجة إلى وكالة رسمية ، أليس شخـص السفـير فـرداً واحـداً يمثل حـكومته وشعـبه تعـداده بالملايـين ، وهـكـذا الموظف في عـمله يمثل نظام دولته وشعـبه في أداء واجـبه ، إن ما نـريـد قـوله من كـلامنا هـنا هـو أنّ علاقة وثيقة تربط الأجـزاء مع بعـضها في المجـموعة ، فإذا تـَحـركَ الجـزءُ إنـتـبَهَتْ المجـموعة والعـكس بالعـكس ، مثـلما نطبع حـرفاً بـين الكـلمات عـلى شاشة الكـومـﭙـيوتر فإن المقال يتحـرك بكامله . وربّاط الحـديث (كما نقـول بالعامية) هـو أن شعـبنا بكافة تسمياته ينطق بلغة واحـدة وله تأريخ واحـد بالإضافة إلى الدين الواحـد ، نمثـل فـيه نـحـن الكـلـدانيون قـسمه الأعـظم ، ولكن إخـوانـنا والداخـلين في أقـفاصهم من أبنائـنا يريدون تـهميش إسمنا مِن خـلال طمس هـويتـنا بهـدف إلغاء وجـودنا ومَحْـو ذكـرانا من الخارطة الديموغـرافـية لعـراقــنا ، ولستُ أدري ما الذي سـيربحـونه من غـيابنا ، إنه منطق غـريـب الأطـوار قـذر الأدوار ، لم يـَرد مثـله في كل الأمصار ولا يخـضع حـتى لقـوانين الأقـدار . أيّ أخـُوَّة هـذه ! قـد يتـنافـس الإخـوان نعـم ، قـد يتـسابق الإخـوان بلى ، قـد يتـزاعـل الإخـوان آمين ، ولكـن لا يتـنـكـّر أحـدهـما للثاني إلاّ إنْ لم يكـُـنوا إخـواناً ! وعـنـدها فإن معادلة رياضية أخـرى تربطهـما ، فإذا كان إخـوانـنا من النوع الأخـير فـهـذه مسألة بسيطة وسنعـرف أنّ حُـسنَ ظـنـنا وطيـبة أخلاقـنا كانا سـهـواً منا أو لم نــُجــِدْ إستـخـدام حاسبتـنا ، وبالتالي لا يـُجـديان نفـعاً مع مَن نعـتـبرهم لـنا إخـواناً وينكـرون أخـُوَّتــَهم معـنا عـلـناً ، ولن يكـون أمامنا إلاّ الإقـتـداء بقـول ربّـنا في إنـجـيل متى 10 : 33  حـينـئـذ كل أرض تـسقى بما ينزل عـليها مِن أمطار سمائـنا ، عالِـمينَ أنّ مَن يتـنـكـّر لقـوميته الكلدانية حـرٌ ، ومبارك له إخـتياره ولا تهـمنا فـلسفـته ، وليكـتب غـداً ما يرغـبه هـو أو غـيره ؟
قـرأنا من كتابات البعـض أن مهمة الكـنيسة الكاثوليكية للشعـب الكـلداني روحـية ولا عـلاقة لها بالقـومية بحـجة أن الله قال وقـيصر حـكى ، والبعـض الآخـر يقول أن الناشطين الكـلدان ليسوا مخـولين للتكلم بإسم شعـبهم لأنهم أفـرادٌ ، وراح غـيرهم الذين يتأنـّـقـون بهـندامهم ولا يزال فـكـرهم أسير في كـهـوف ظلامهم يتجاوزون كـمَن لهم سلطة ويقولون أن الإتحاد العالمي للكـتـّاب الكـلدان غـير قانوني ولم يجـتمع مرة في مكان ولم يُـنـتـَخـَبْ وعـليه لا يحـق له كتابة رسالة بإسم الكـلدان ، و يدّعي آخـرون أن التـنـظيمات الكـلدانية ليس لها وزن طالما لم يُـصوّت لها الناخـبون ، إذن السكـوت فـرض عـلى الجـميع ، ولكـن هـؤلاء الكـتبة المخـْلِصين الحـريصين عـلينا نحـن الكـلدان لم يـذكـروا لنا الجـهة أو الشخـص الذي يحـق له التكـلم بإسمنا ! كما لم يعـلنوا لنا ما هـو دَورنا ، ومَن هم أولئك الذين يحـق لهم أن يسمعـوا صوتـنا ! ولم يوجّـهـونا إلى أين نـذهـب ونبشر برسالتـنا ، ولم يضـعـوا لنا جـدولاً كي نعـرف متى نـذهـب لـنـنام في فـراشنا ، ومتى نصحـو ، ومتى نشتغـل ، وماذا نطبخ وهل يحـق لنا أن نشتهي الـﭙاﭽـة ونأكـلها ! وهـل نصلي أم ماذا نصلي ومَن نـذكر في صلواتـنا ! حـقاً إن هـؤلاء الأوصياء عـلينا ساذجـون أميّون ونقـول لهم : إنّ كل كلدانيّ يرفع راية الكـلدان هـو ناطق بإسم شعـبنا الكـلداني .



433
ردّ ثالــــث عـلى oshana 47
 
28 May 2010

مايـكـل سـيـبي / سدني
لا يوضع الفارغ في الميـــــــــزان
ولا يَـشــْـغــَـلُ رَفــّاً في الدكــّــــان
أنـصحـك ، لا تـتـقارش وتـتـحارش ......
لا يوضع الفارغ في الميــــــــزان      لا تــُزرع الأشـــــــواك في البسـتان
لن أجـيـبَ الفاهي من الخـــــــلاّن      فالفاهي لا يُـطـَيـِّبُ ديـــــــــــــواني
لا يسـتحـقّ الردَّ مَن قـــــد هـَـوى      في مسـتـنـقـعات الجـهـل والهَـذيان
كـلامــــــــــه الفارغ لا يُـشـتــُرى      ولا يُـسألُ عـنه في الدكـّــــــــــــــان
ولكـن
هـناك مَن ينـتـظـــــــــــــر جـوابي    وإحـتـرامي لأشـــــــــــراف  الخـلاّن ِ
ألف عـين لأجـل عـين تــُكــــــــرم    ولا لأجـل سـاذج تـعـبــــــــــــــــــان ِ
نعـم !
لا تســــــــألوا المصابَ بالنسـيان      إســـــــــألوا أهـل العِـلــْمِ يا إخـواني
ليس شـماتة ، ولـكـن - أ لـيـسَ ؟
الأســــــــــــــــد في بابل الكـلـدان     فـما هـو الآخـــَـــــــر ذو القـرنــَين ؟

إذا كان الأســـــــــــــد لا يعـجـبـك     بـرَبـِّـكَ !! فـسّــــــــــر لـنا الثـيران ؟

ماذا الغـرابُ يسـأل الباشــــــــــقَ      بـين الغـــــــــــــــزال والمها شـتــّان
أجـدادنا ذخـرٌ  وفـخـرٌ لنــــــــــــا      فـنحـن نســــــــــــرٌ في السـماء الآن
نحـن هـنا في الماضي مِن أزمان      و سـنبقى حـتى العالــَـــــــــــم الثاني
مـذهـبنا منـذ فـــــــــجـر المشـرق     بـربِّـنا وربُّ الفاتـيـــــــــــــــــــــــكان
هـذا هـو ( بَـر صَـبّاعي ) يـشـهـدُ     بالعـدل والحــــــــــــــــــــق بالقـبّـان
وتـشهـد الـ(حُـضـرا) لنا(رمشـُنا)      في مســـــــــــــــاء الجـمعة ، كـلّ آن
الكـلـدان يرفـعـون الأصــــــــــــبعَ     بالثـقة بالإعــــــــــــــــــجاب بالإيمان
الكـلـــــــــــــــدان قـومُـنا وإسمـنا      وفـخـرنا عـلى طـول الزمـــــــــــان
(الـ 47 أوشـعـنا) ليسـت لأيٍّ كان    بل إنــــــــــــــــــــــها لخالق الأكـوان
أوصيكَ :
لا تـنـطـق حـرفاً عـلى كـُـتــّابــِـنا      لا تـذكـرْ الأســـــــــــــــماءَ بعـد الآن  
الخاتمة :
فإنْ كــُــــــــــــنـّا لا نـليـق بـكــُـمُ      أتـركـونا أتـركـونا إخــــــــــــــــواني
أكـرّر
فإنْ كــُــــــــــــنـتم بهـكـذا عـقـول    أتـركونا وْلا ( تــْﭽـَـلـّـبوا )   جـيرااني


434

ردّ مـكـرّر إلى  oshana 47  
27 May 2010

مايـكـل سـيـبي / سدني
لا يوضع الفارغ في الميـــــــــزان

لن أجـيـبَ الفاهي من الخـــــــلاّن      فالفاهي لا يُـطـَيـِّبُ ديـــــــــــــواني

لأنـه !
لا يوضع الفارغ في الميــــــــزان      لا تــُزرع الأشـــــــواك في البسـتان
لا يسـتحـقّ الردَّ مَن قـــــد هـَـوى      في مسـتـنـقـعات الجـهل والأحـضان
لا تســــــــألوا المصابَ بالنسـيان      إســـــــــألوا أهـل العِـلــْمِ يا إخـواني
أوَ لـيـسَ ؟
الأســــــــــــــــد في بابل الكـلـدان     فـما هـو الآخــَر في البـلـــــــــــــدان
ماذا الغـرابُ يسـأل الباشــــــــــقَ      بـين الغـــــــــــــــزال والمها شـتــّان
أجـدادنا ذخـرٌ  وفـخـرٌ لنــــــــــــا      فـنحـن نســــــــــــرٌ في السـماء الآن
نحـن هـنا في الماضي مِن أزمان      و سـنبقى حـتى العالــَـــــــــــم الثاني
مـذهـبنا منـذ فـــــــــجـر المشـرق     بـربِّـنا وربُّ الفاتـيـــــــــــــــــــــــكان
هـذا هـو ( بَـر صَـبّاعي ) يـشـهـدُ     بالعـدل والحــــــــــــــــــــق بالقـبّـان
وتـشهـد الـ(حُـضـرا) لنا(رمشـُنا)      في مســـــــــــــــاء الجـمعة ، كـلّ آن
الكـلـدان يرفـعـون الأصــــــــــــبعَ     بالثـقة بالإعــــــــــــــــــجاب بالإيمان
(الـ 47 أوشـعـنا) ليسـت لأيٍّ كان    بل إنــــــــــــــــــــــها لخالق الأكـوان
أوصيكَ :
لا تـنـطـق حـرفاً عـلى الإخـــــوان      لا تـذكـر إســـــــــــماً من بعـد الآن  
الخاتمة :
فإنْ كــُــــــــــــنـّا لا نـليـق بـكــُـمُ      أتـركـونا أتـركـونا إخــــــــــــــــواني


435
هـل تـشكـيل قـوة مسلحة هـو الحل الأمثل ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
المقـدمة :
يحـدثـنا التأريخ عـن آخـر حُـكم وطني عـراقي قـديم كان بـيـد الكـلدانيّـين وإنـتهى سنة 539 ق . م  ومنـذ ذلك اليوم لم تـشـهَـد الخارطة العـراقـية إستقـراراً طويل الأمد فـقـد صارت تحـت سلطة الفـرس ، الجـيوش الإسلامية ، المغـول ، العـثمانيّـين ، الإستعـمار البريطاني  ثم حـكـومات عـديـدة عـراقـية المنشأ وأغـلبها تـمدّ أبصارها أو مسامعـها إلى خارج حـدود الوطن ، لا تؤمِن بقـيمة الإنسان ولا تفـكر بحـقوقه وحـريته بل تـتـصف بأنانية الإنـفـراد بالسلطة التي لا تـتـخـلى عـنها طواعـيّة وسلمياً إلاّ بعـد سفك الدماء الغـزيرة والعـزيزة ، واليوم نـحـن أمام تـجـربة وطـنية غـير مطروقة سابقاً ومفـروضة فـرضاً لا يزال مـدّ وجـزر أمواجها وما ستـؤول إليها نـتائجها غامضة ، وخلال الفسحة بـين المـد والجـزر ، هـُـنــَيهة متاحة إنـطلقـتْ أثـناءها فـئات الشعـب المنسية لتعـلن وجـودها عـلى الساحة في التـنـظيمات والصحـف واللافـتات والملصقات ومن بـينها شعـبنا الكـلـداني والآشوري والسرياني والأرمني والصابئي والشبكي بالإضافة إلى كـتل العـرب المهـيمنة .  
العَـرض :
وفي غـمرة الأحـداث هـذه ساد العـنف والفـوضى العـشوائيّان أو المُبرمجان في بلدنا سبّـبهما الغـياب الفـعـلي للسلطة والقانون ، كان فـيه المتصارعـون في الساحة مسلحـين مُهَـيّـئين مسبقاً فـيَـقـتلون و يُـقـتلون ، أما الشعـب الأصيل الذي ليس له في هـذا الصراع ناقة ولا جـمل ، لم يشعـر بحاجة إلى التسلـّح ضد إخـوان الوطن طالما يحـمل مبادىء السلام والعـيش المشترك بشرف رفـيع ، فلم ينـتم إلى هـذا العـنف والقـتال ولم يرتـض أن يكـون طرفاً فـيه ، إلاً أنه ومع ذلك لم يسلم من الأذى بل كان دائماً وإلى اليوم يُـقـتل ولم يـبادر إلى ردّة فـعـل مماثـلة لحـماية نـفسه كما ليس هـناك مَن يحـميه ، فلم نسمع أنّ أحـداً مِن هـذا الشعـب ذو الجـذور العـريقة في الوطن أنْ قـتلَ نملة عـلى الإطلاق . لقـد تـعـدّدت النـداءات والإستـنـكارات والإستـنـجادات والتوسّلات ، وأصحاب القـدرة الرادعة يراقـبون الأحـداث وكأنهم في قاعة يشاهـدون أفلام العـصابات ، مما دفع بالكـثيرين من هـؤلاء المسالمين ممّن وجـدوا فـرصاً مناسبة إلى الهـجرة حـفاظاً عـلى حـياتهم ، وهُم يحـقـقـون في الوقـت نفـسه الأمنيات والرغـبات السوداء الكامنة في مخـططات القـتـَلة ، والنـتيجة التي يمكن إستقـراؤها إزاء إستمرار وضع كـهـذا هي أن الوطن سوف يفـرغ من أبنائه الأصليّـين الذين ثارت غـيرة البعـض منهم فـدقـوا ناقـوس الخـطر وفـكروا بوسائل للحد من كـوارثه المؤلمة .  
وفي سياق هـذه الأفـكار نــُشِر أكـثر من مقال لكُـتـّاب يقـترحـون فـيها تشكيل قـوة خاصة وخالصة من المنـتمين إلى الأسماء الثلاثة ( آشوريّـين - سريان - كـلدان ) لحـماية وجـودهم في العـراق ، ولستُ أدري بدوافع أصحاب هـذا الرأي الذين تـنوّعَـتْ ميولهم وخاصة أولئك الذين تـنـَـقــّلوا بـين أكـثر من مربع عَـبر سنين حـياتهم . وعـند التسليم بصِدق وجـدّية إقـتراحهم وإخلاص مشاعـرهم ، فإن مشروعاً كـهذا ليس أمراً هـيّـناً لنـتحـمّس له من أجـل الدفاع ، ولا يكـون إتـفاقاً مستعـجلاً بـين مجاميع هي أصلاً في صراع ، ولا هـو إصابة هـدف برمية حـجـر بالمقـراع ، في بلـد صار فـريسة تحـوم حـوله منـذ القِـدَم نسور جارحة ذات أطماع ، ولكـنها مسألة تحـتاج إلى دراسة مجـتمع (الأسماء الثلاثة) كل عـلى إنـفراد وبدون قـناع ، ثم التلاقي بـينها سوية لهـدف واحـد بإقـتـناع ، وبعـدَها دراسته كشعـب داخل مجـتمع عـراق اليوم متـعـدّد الثـقافات ، من الناحـية التأريخـية والجـغـرافـية والسايكولوجـية والإجـتماعـية والسياسية والأهم الدينية منها ، ثم بحـْث وضْع دول الجـوار ذات الدين المخالف المحـيطة بإطباق عـلى هـذا الوطن الذي تـتـقاذفه أمواج عاتية داخـلية لا تـوفــّر فـرصة التجـذيف للزوارق الصغـيرة الراسية ، وتـتلاطم فـيه أمواج غـريـبة المنبع تحاول تحـطيم السفن العـملاقة الطافـية ، إن مهمة حارس الأرض عـلى ساحـل والبحـر أمامه أسلمُ وأسهـل من عـمل مماثل عـلى جـزيرة صغـيرة في وسط بحـر يحـيط بها ، إنه قـدَر وواقـع لا مناص منه ، إنْ تجاهـلناه لا تــُحـمَـد عـواقـبه . إنّ كـلامنا هـذا ليس بخـلاً عـلى رصيـد مؤَمَّن في حـساب مصرفيّ ، وليس عـرقـلة لمساعي بإتجاه خـير الأمة ، ولا هـو إنـعـكاس عـن حال جُـبُن أو إنـكسار شخـصي ، كما ليس تـخـويفاً لشعـب يتـميّـز بعـمق تأريخي ، وإنما هـو إضاءة تـنير الطريق أمام سائق مركـبة لمدى بعـيد في غابة كـثيفة أشجارها يتحَـسَّب مفاجآتها ، ليرى أمامه إلى أبعـد ما يمكن رؤيتها ، فـنحـن بحاجة إلى بُـعْـد نـظر من راصد هامته مرفـوعة أكـثر من قــُصْر نـظر لمرشد يتـقـدّمنا وحـبال ظهـره مقـطوعة . نعـم إنّ العـنف يسود المجـتمع منـذ القِـدَم وإلى الآن ، والصراع بـين العـدل والظلم في كل مكان ، ولكنـنا اليوم أمام ظرف مخـتلف الزمان ، من حـيث التطور الإجـتماعي والتكـنولوجـي والمخابراتي وأمام أشكال معـقـدة من ردود أفـعال العـدوان ، التي خـلقـتْ حالة ترقــُّب حـدث مذهل وتـوَقــُّع سلوك غامض من مجهول مطــْلق العـنان ، تـعـجـز نظريات الإحـتمالات أن تـفـكّ ألغازه أو تصل إلى خـيوطه بأمان . لقـد إستــُـنيرَتْ عـقـول الناس وأصبحـوا يميّـزون الطـُرق المثـلى للمطالبة بحـقـوقـهم المسلوبة والمهـضومة ليتجـنـّبوا تلك المحـفـوفة بالتـحـدّي والمليئة بالمَخاطر ، ويخـتاروا الأسلم منها بالحـوار المنطقي المتمدّن من عـلى المنابر ، لأن ثـقافة إمتلاك السلاح ليست آيـديولوجـية كل الفـئات ، كما أنّ إستخـدامه للوقاية ودرء المَخاطر ليس من ممارسات  كل الجـماعات ، فالشعـوب الواعـية تعـرف أنّ العـنف يولد العـنف ، والإنـتقام يدفع إلى الإنـتقام ، والشر يشجّع الشرير عـند الأزمات . ويـبقى إنـدهاشي من هـؤلاء الكـتبة أن إقـتراحـهم هـذا لا يشملون به الأرمن وهم يشاركونـنا في الدين والمصائب ، أم أنّ تلك مسألة لا تـخـصنا ، وإنه شأن لا يهـمّـنا وعـليهم أن يخـطـطـوا لِـذاتهم ويشكــّلوا جـيشاً خاصاً بهم ! مستـنـدين إلى الفـتوى : ( لا يؤلم الجـرح إلاّ مَن به الألم ) ؟ وهـكـذا الصابئة وغـيرهم .......
سؤال وعِـبرة :
إستـعْـمَـرَتـنا الإمبراطورية العـثمانية أربعة قـرون ولم يَـثــُر العـراقـيون ولكـن لما جاء الإنـﮔـليز وحـرّرونا ثاروا ضدّهم ، ثم بعـد أن عانينا مدة خـمس وثلاثين سنة من بطش الدكـتاتورية وكانـت مواقـفـنا المعـلنة هي السير في خـط الحـزب والثورة  ولكـن لما جاء الأمريكان وحـرّرونا من تلك العـبودية ثاروا عـليهم أيضاً ، لماذا ؟




436
سـلاماً صباحُـنا الريان ، سـلاماً مرشحـونا الكـلـدان
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سدني
في إحـدى محاضراتي في الثمانينات عـرضتُ مسألة عـلمية ذات جـواب محـدّد أمام طلابي فـتـنوعـتْ إجاباتهم وقـلتُ لهم بسُخـرية : نصَوّت عـليها لنخـتار الإجابة الصحـيحة بأصوات الأكـثرية ، فـردّ بعـض الطلاب قائلين : أستاذ ، هـذا عِـلـْم ، ما علاقـته بالتصويت ؟ قـلتُ : أريـد أن أمارس معـكم الديمقـراطية ! قالوا : لو إعـتـمدنا عـلى هـذه العـملية ، فـقـد تأتينا بنـتيجة مخالفة للحـقـيقة العـلمية ، قـلتُ : إنـني أخـتبركم وأنا فـخـور بنباهـتـكم ، نعـم إنّ المناخات البـيئية والدوافع الذاتية ، تـؤثـر عـلى ركـّاب الديمقـراطية فـيحـصلون على نـتيجة قـد تـتـناقـض مع الحـق والبديهية ، فـهل هي نعـمة لهم أم نـقـمة عـليهم وهُم عـلى مَركـَب تـتـقاذفه الأمواج البحـرية أو في عـربة تهـبّ عـليها العـواصف الرملية ؟ وفي حادثة مماثـلة في مطلع عام 2007 شاء زميل أن يشاركَ ، رجالاً آخـرين إجـتماعاتهم لمناقـشة مسألة ما ، ولم يكـن ملماً بمادة البحـث فـوافـقـهم مبـدئياً عـلى أمر ( لا يقـبله المنطق ) ، ولما سألته كـيف قـبــِلَ بذلك ؟ قال : أنـنا صوّتـنا عـليه ديمقراطياً ! فـقـلتُ له : إنّ أمراً كـهـذا لا يخـضع للتصويت الكـلول ، بل تـتحـكـّم به العـقـول ، فالمنطق أقـوى من ديمقـراطية الفـلول .  
ذكـرتُ هـذا كمدخل للتحـدّث عـن مجـريات الأحـداث الحالية لأمتـنا في العـراق بلـدنا ، لأشارك تـفـكيرَ المخـلصين الكـلـدان إخـوانـنا . فـنـتائج إنـتخابات مرشحـينا لا تـرسم الخـريطة الواقعـية ولا تعـكس المشاعـر الأصيلة لشعـبنا ، فـمعالِم اللعـبة واضحة لأبنائنا ، حـينما يرَونَ أنْ ليس بالخـبز وحـده يحـيا إنسانـنا ، بل بكل ورقة يمنحـها لهم السيد الملهَم مُموّل المحـتاجـين من أبناء قـوميتـنا . نعـم ، وبالإضافة إلى ذلك فالصراحة حـلوٌ مذاقـها ، الرب أعـطانا شمساً غـنية بأشعـتها وسماءاً سخـية بأمطارها ، وأرضاً صالحة لزراعـتها ولكـن أين هِـمّة ساكـنيها ، أليست الحـقـول تـُـثـمِـر بجـهـد زارعـيها ؟ لن تـتـوقـف الحـياة إذا واجه الزارعُ موسمَ كساد ولم يحـصد غـلـته ، فأمامه موسم قادم يـنـتـظره ، وإذا لم يفـلح ثانية والسنة مَطـّارة فـليواجه الخـلل المسبّـب له ، وإذا خاب أمله ثالثة فـليـبحـث عـن تـقـصيره ، وإذا عالج كل ذلك ولم يَـجْـن محـصولاً فالبـذور مريضة وليسأل عـن دواء يستخـدمه ، وإذا يئسَ وفـقـد أمله كـله ، فـلينسحـب من مباريات إحـتلال الكـرسي والإسم والمنصب وراتبه ، وليتـواضع دون خـجل ويتـقـوقع في مغارته دون أن ينـدب حـظه ، ، وينسى هَـمّه ويُغـَـطي جـسمَه حـياً بكـفـنه ، وينـتـظر برحابة صدر تابوته ، فالتـشبّـث بالأعـذار لن يحـل مشكـلته ، والرثاء عـلى نـتائج الماضي لن يُجـْديَ نفـعاً له ، وليطمئن ! فالفـلاّحـون كـثيرون بَدائـلَ عـنه ، والأرض كـفـيلة بـبـذور أصيلة في عـمق التراب لتــُـنـْبت زرعاً جـديـداً سليماً قِـوامُه غـزيرة سـنابله .
بكل صراحة نوصيكم يا سادتـنا أن تكـتـبوا نـظرياتكم في سجلات أطماعـكم تـضمنون عِـلـّيـَّـتــَكم ، أسِّـسـوا لكم منـتـدياتكم الربحـية تــُـثــْبـِتون تــَـقـدّمكم ، فـربطات أعـناقـكم تــُظـهـِر أناقـتكم في حـفـلاتـكم ، لكن حـناجـركم مقـطوعة الأوتار في مؤتـمرات شـعـبكم ، وتـجـعـلكم  مَـنـْسـيّـين أنـتم وأسماؤكم ، فـلا يسعـنا إلاّ أنْ نـقـول هـنيئاً لكم وأنـتم جالسون فـوق كراسيكم ومناصبكم مُصانة في جـيوبكم والمظلات تحـميكم من فـوق رؤوسكم .  
بكل أمانة نسألكم يا سادتـنا مرشحـونا ، أما كان يُـفـترض بكم أن تـتشبّعـوا بفـكر قـومنا لكسب ثـقة أبناء شعـبنا ؟ أما كان الأفـضل لكم تـحـديد الممكـن إنجازه في برنامجـكم الذي تـناضلون من أجل تـقـديمه حـقاً لأمتـنا ؟ أما كان الأولى بكم تجَـنـب التـظاهـر أمامنا بالمطالبة بحـقـوق تعـجـيزية مغـرية لنا ، لتـعـوّضوا بـدلاً عـنها بما يتـيسّر في أفـقـنا ، من حـقـوق جـديرة بالسعي كي تـُـنـتـزعَ من الميدان والزمان الذين يرفـضانها كمكسب لصالح أبنائـنا ؟ ولكن مع الأسف ! فالمتهافـِت عـلى المناصب لا يمكـنه تحـقـيق المكاسِب ، ومَن يشترط أن يكـون الأول في تسلسل الأرقام والمراتب ، لا يَهمّه قـيادة المواكـب بل الظـهور في الملاعـب وفـوزه بالرواتب ، و يوهِـمنا بكـتابة سلسلة عـناوين لمشاريع العجـز في قائمة الفـرز وهـو عاجـز عـن قـيادة المراكـب .
 نـحـن نـكـنّ إحـتراماً لكل أبناء شعـبنا ولكـن أين قادتـنا بل أين قائـدـنا ؟ هـل يعـرفه أحـفاد الرافـدين في عـراقـنا ؟ هـل سمع العـراقـيون صوته مرة واحـدة من إحـدى قـنوات إعـلامِنا ؟ أين فارسنا المقـدام ليخاطِـب العـراقـيـين ويقـول لهم : هـذه قائـمتكم يا أبناء بـيث نهـرين الأصلاء أحـفاد حـمورابي ونبوخـذنصر النجـباء من زاخـو إلى الوركاء والبصرة الشماء ، إنـتـخـبونا فـنحـن منكم وإليكم ، فأرض العـراق تجـمعـنا وإياكم ، ومياه الفـراتـَين تـُروينا وتـُرويكم ، مثـلما دماء أجـدادنا تسقـينا وتسقـيكم .
يا سادتي الأشاوس : إلى اللقاء بعـد أربع سنوات حِـداد من نـَـفـْـيــِكُم ، لنراكم واقـفـين بإستـعـداد عـلى سواحل جُـزُركم تصفــّـقـون لركاب مخـتارين وهُم عـلى سفـينة نوح جـديـدة تبحـر أمامكم عـسى أن ترسو عـلى شاطىء أمان تــُـنـقـذ شعـبنا الذي هـو شعـبكم . ولا تـنسوا أنّ كـل كـلدانيّ يمثـل شعـبَـنا الكـلداني بإفـتخار ، في البيت كان أم في حـقـله العـلمي أم في مرفأ الإبحار ، فالسماء خـيمته وحـقـولنا موطىء قـدَمَيه في ساحة الأبرار بهـمّة الثـوّار .  



437
( المجاملة والنقـد )

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سدني
المجاملة :
هـل هي فـنٌّ أنعَـم الله به عـلى البعـض لكـسب ودّ الغـير ، أم هي نفاق مبطـّن لا يُراد منه الخـير ؟ هل هي ( بالعاميّة ـ تـَلـَوُّ ﮒٌ ) لترضية المقابل ، أم هي إبتـذالٌ وضعـفٌ عـند المجامِل ؟ هل هي إعجابٌ نزيه بالصديق ، أم هي خـدعة عـنـد وقـت الضيق تـُـعَـبَّـرُعـلى الرفـيق ؟  ومَن يدري فـقـد تكون إمتحاناً ، تـُكـتـشف به شخـصية الثاني مجاناً ، وفي كل الأحـوال إنها إقـرار العاطل بما هـو باطلٌ ، ينـتـعـش لها الجاهل ، ويستهـجـنها الأبيٍّ العاقل الذي نكـُنُّ له إحـترامنا بالمقابل . وفي مقالنا هـذا سنركـّز عـلى الجـهلة القـلائل ، ونـنير زقاقهم الضيق بالمشاعـل ، عـسى أن نستـنـهض وعـيَهم الخامـد الغافل  .
 تسحـبني الذكـريات إلى مطلع عام 1974 في الكـوت وأنا مقـيم في فـنـدق متوسط المستوى بإجرة ثـلاثة دنانير شهرياً متـفـق عـليها سواءاً نـمتُ في سـريري أم لا ، وفي الغالب كـنـتُ أسـتـخـدمه خـمسة ليال في الأسبوع بسبب سـفـري إلى بغـداد مساء كل يوم خـميس ورجوعي صباح السبت ، ويقضي العِـرف الإجـتماعي والقانوني أنْ لا يُستـخـدم فـراشي لغـيري طالما إني أدفع أجـرته الشهرية كاملة ، ثم أنّ إقامتي كموظف في فـندق بسيط هـو فـخر لصاحـبه ودعاية له . وذات ليلة جـمعة شتائية ممطرة فـضـّلتُ الرجـوع ليلاً تحَـسُّباً لأيّ تأخـير صباحي عـن الدوام فوصلتُ الفـندق في الساعة الواحـدة والنصف بعـد منـتصف الليل  (السبت) وفـتح العاملُ البابَ وإتجـهتُ إلى غرفتي ، وحـين هممتُ بالدخـول إليها تـفاجأتُ حـين رأيتُ رجلاً نائماً في سريري ، فـخـرجتُ منها لأكلـِّمَ العامل الذي أفادني بأنّ سريري مشغـول بأمر من صاحب الفـندق ، وعـرض عـليّ أن أشغل سريره الخاص كي أرتاحَ فـرفـضتُ وشكرتـُه ثم خـرجـتُ في تلك الليلة الباردة أطرق أبواب الفنادق لأجـد مكاناً أنام فـيه ليلتي حـتى حـصلتُ ، وصارَ هـو محل إقامتي للسنوات التالية حـتى إنـتقالي إلى بغداد . وبشأن المفاجأة المذكـورة ، رجعـتُ من دوامي نهار ذلك اليوم ، وقـبل أن أذهـب إلى الفـندق الأول حـيث كتبي ومستلزماتي اليومية رآني صاحـبه في الطريق وقال لي : هـيّا نجـلس في المقهى لنشرب أي شيء ، فـقـلتُ له : شكراً أنا مشغـول ، فـقال : أراك تـفهمني بأني أجاملكَ ؟ فـقلتُ : وهل هناك ما يتـطلب ذلك ؟ قال : إنّ موضوع ليلة البارحة كان خـطأ منا ونحن نعـتـذر ، قـلتُ : إنّ الذي فات مات وعـلينا بالآتي ، إنسَ الموضوع . سألتُ نفسي عـمّا يعـنيه إعـترافه  بمجاملته لي قـبل إعـتـذاره ؟ ما هذه المراوغة وما هـذا الجـشع ، كـيف يتظاهـر بودّه لي وفي غـيابي يستغلني ؟ وحـين ذهـبتُ لنقل حاجاتي البسيطة طلب مني بإلحاح البقاءَ فـلم يفـلح معي فإستأذنـتُ بالخـروج ، مما أثار حـقـده عـليّ وصرتُ أسمع لاحـقاً كلامَه المسيء عـني مما أكـد لي نفـسيته ( لا الضعـيفة ) بل المريضة ، وعـلمتُ أن أمثال هؤلاء أصحاب ضمائـر ميتة ، فـتركـتـُه وأنا أتـذكـر قـول المسيح : ( دع الموتى يـدفـنون موتاهم ) ، حـقاً إنّ للمجاملة ثـلة واطئة مِن رجالها ، وغـيرُهم لا يُجـيـدونها . 
إن الخـبرة الإجـتماعـية تـزوّدنا بمصفاة للوجـوه والنـفـوس وبالتالي تـُعَـلـّمُـنا أن شبـيه الشيء ينجـذب إليه مما يجـعـلنا أمام قـطبَـين : فاعلٌ خامل عـدّته فـرشاته ودهـنه ، والآخـر مفعـول به يتـخـذ مِن لمعان كسائه ذريعة لكـينونـته ، بإنشراح خادع وغـبطة فارغة يعرفها الطرفان ، والأنكى من ذلك أنّ المتـقـبّلَ يسلك ذات السلوك فـيُحاكي صاحـبَه الأول بالأصباغ نـفسها وكأنهما ثـعـلبان توأمان يدرك أحـدهما حـيلة الآخـر ، إنه مشهد رائع لدُمىً تـتـحرك أمامنا وتـتحاور بسيناريو فـيلم كارتوني أشبه بـ توم & جـيري نستمتع به وقـت الفـراغ .
كان كارل ماركس عـلى عِـلم بطبائع بعـض أفـراد المجـتمع ، خـمول وإتكالية متـفاعلة مع الحـسد والغـَيريّة التي تـقودهم إلى الغـدر المبَطـّن والخيانة البشرية ، ولم يـبق معهم من عُـملة لكـسب الرضى أو شراء الذمم سوى هـزّ ذيولهم أمام أمثالهم فـيـبتعـدون عـن الحق مقـتربـين إلى الباطل ضالـّـتهم . و(حَـﭽـي بـيناتـنا) فإن كارل ماركس هـذا مخـتبـِـر المجـتمع كان يدري بـِرَداءة هـؤلاء الذين يكـيلون المديح للأردأ منهم بُغـيَة إسـترضائهم والحـصول عـلى كلمة ( عـفـرم ) منهم عـسى أن يغـطي أحـدهم إرتجاف الآخـر في أيام البرد من شـتائهم ، لذلك كـتب رسالة مخـلصة إلى صديقه الحـميم قال فـيها : إذا مدَحـك أحـد فإعْـلـَمْ أنك عـلى خـطأ .
نحـن أمام معـضلة إجـتماعـية ثـنائية القـطبَين تـنـدرج ضمن الأمراض النفـسية ، قـطب يحمل ﭭايروساته ، وقـطب ثان يتشرنق بها ويأويها في بـيئـته ، وفي الحـقيقة إنها داءٌ ينـتـشر بينـنا وليس فـينا مَن يداوينا ، فأين الطبـيب الذي يُـشفـينا والصيدلاني الذي يعـطينا دواءنا  ؟
الـنـقـد :
وما أدراك ما النـقـد ، إنه يُـبكِمُ الأفـواه ويَصُـمّ المَسامِع ، يقـضّ مضاجع (الموتى) في كل المواقع ، ينـْصُبُ الموانع فـيعرقل مسيرَ الأحـياء في الشوارع فـترتـجـف الأصابع ، ينبش السهول القاحـلة فـيحـوّلها إلى مقالع ويسبب الفـواجع ، وما أدراك ما النقـد ثانية ، إنه كارثة يومية ، يُـنغـّص حـياة الغـد قـبل الأيام الحالية ، ويرسم طرقاً مستقـيمة فـيُحـرج سالك الممرات الملتوية . إنه يُـعمي بؤبؤ عَـينيه والشبكية في وضح النهار والشمس سمتية ، فالخـطوات الأمامية يراها خـلفية ، والصروح المضيئة العالية تبـدو أمامه سراديـب مظلمة تحـتية ، والآن يا إخـوانـنا نكـتـفي بهذا القـدر من السجَـعـية ، إلى مناسبة أخرى قـوية ، تـحَـفـزونـنا بالدّرَر اليومية ، لا شـفـهية ! بل عـلى هـذه الصفحة التحـريرية .
فالنقـد فـن آخـر غايته إصلاح الفـرد قـبل الشعـوب ، يُـظهـِر العـيوب للترميم وليس لزيادة دقات القلوب ، يسعى إليه الناقـد بنيّة صافـية وإخـلاص دؤوب ، في مواقـع العـمل ومقاهي المَـلل أم في الدروب ، فلا يَهابُه إلاّ أصحاب الذنوب .
ومثـلما يقـول المخـتصّون أن أمراضاً غـريبة عـضوية ، تظهر بعـد كل حـقبة زمنية ، فإن النفـسَ الأمّارة بالسوء تبتـكـر أنماطاً من عـقـد في المسالك النفـسية ، لم تكـن في السابق موجـودة أو مرئية ، سببها فـراغ وعـجـزٌ ـ غـيرة وحـسدٌ ـ كـبتٌ ويأسٌ ـ في حـياتـنا اليومية ، عَـلِمَ بها الرب المسيح قـبل ألفي سنة حـين قال : " تـُقـفِـلون ملكـوتَ السماوات في وجـوه الناس ، فلا أنتم تـدخـلون ، ولا الذين يريدون الدخولَ تدعـونهم يدخلون " متى 23 : 13 ، إنّ تفـسير الآية الإنجـيلية القـيّمة المذكـورة شيءٌ ، وما أريد قـوله شيءٌ آخـر ، فـقـد لا يرغـب أحـدهم بزيارة الملكـوت للترحـيب بساكـنيها ولكـن ! لماذا يمنع البعـضُ غـيرَهم ( لابل يعاتبونهم ) على زيارتها لأداء التحـية إلى داخليها ؟ أبهـذا يفـتخـر المخـتار بحـكمته الوهـمية وخـيالها ؟ وإلى اللقاء مع السلام في كل آن وأوانٍ .
           

 
 




438
موسم الربان هـرمزد في ألقـوش الكـلـدانيّة والعـراقـيّـين في العالـَم

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
مقـدّمة : نشرتْ إحـدى الصحـف المحـلية في سـدني ، تقـريراً مقـتضباً كـتبه أحـد محـرّريها مع صوَر عـن سفـرة إجـتماعـية في يوم 18 نيسان 2010 قام بها أبناء الوطن (العـراق) دون أن يـذكـر إسم مناسبة الإحـتـفال ومكانه والجـمعـية المنظمة له التي لم يـُعِـر أعـضاء هـيئتها الإدارية أية أهـمية أو تعـليق أو إعـتراض لصيغة التقـرير المبهمة واللادقـيقة . ولتوضيح كل ذلك لقـرّاء الصحـيفة الغـرّاء المشار إليها ،  كتـبتُ المقال في أدناه ونـُشِـر في الصحـيفة نـفسها في عـددها التالي بكل رحابة صدر وهي مشكـورة .
المقال : إنّ يوم الإثـنين الثاني بعـد عـيـد القـيامة من كـل عام هـو الذكـرى المثـبّـتة رسمياً في كـنيستـنا لإحـياء إسم القـديس ( ربّان هـرمزد ) الراهـب الفارسي الذي بنى دَيـره في القـرن السادس الميلادي عـنـد أعـلى الجـبل بالقـرب من ألقـوش ، وإعـتاد الـ ألقـوشيّـون منـذ القِـدَم وإلى الآن عـلى الإحـتـفال بهـذه المناسبة الدينية السعـيـدة بطقـوس دينية وبرامج إحـتفالية تـرفـيهـية تـطـوّرتْ مع الزمن لتـتـحـوّل إلى ( شـيرا - مهـرجان ) ديني وشـعـبي كـبـيرَين . وفي حـدود السنين الثلاثين الأخـيرة أو أكـثر ، صار سكان القـرى المجاورة لألقـوش والبعـيـدة عـنها مع أهالي مدينة الموصل ومحافـظات أخـرى من مسيحـيّـين وغـيرهم يشتـركـون إعـتزازاً بهـذا الـ شـيرا بصورة مكـثـفة ويضيفـون إليه رونـقاً وبهاءاً فـيـبدو إزدحام الفـرحة فـيه شـديـداً واضحاً ، مما جـعل القـيادة الكـنسية في ألقـوش تـُمَـدّدُه إلى يَـومَين (اليوم الأول - الأحـد لسكان القـرى المجاورة والبعـيدة من غـير الألقـوشـيّـين ، واليوم الثاني - الإثـنين لأبناء ألقـوش وأقاربهم القادمين من المحافظات أوالزائرين من أنحاء العالـَم) . وعـلى المنوال نـفـسه صار الـ ألاقـشـة في العالـَم أينما تواجَـدوا يُـنـَـظــّمون إحـتـفالاً واسعاً بهذه المناسبة السعـيـدة ( ثاني يوم الأحـد بعـد عـيـد القـيامة ) ليس لعـوائـلهم فـقـط بل لأبناء شعـبنا الآثـوري والسرياني ، لابل لكل العـراقـيّـين الراغـبـين بالمشاركة به وحـتى غـير العـراقـيّـين . وهـكـذا فالـ ألقـوشـيّـون في أستـراليا أسّـسوا لجـنة من شبابهم المتحـمسين سُـمّـيتْ ( لجـنة شـيرا ربان هـرمزد ) منـذ أوائل التسعـينات مهمتها الإعـلان للجـميع سنوياً عـن تـنـظيم سفـرة إلى متـنـزّه واسع للإحـتـفال بـذكـرى هـذا القـديس التأريخي الذي صار شـفـيعاً لبلـدتـنا ألقـوش وإرتـبط إسمه بإسمها ، فإذا ذكـَرنا إسم ألقـوش تـرتسم صورة ديـر ( ربّان هـرمزد ) في مخـيّـلة العارفـين به ، وإذا كـتـبنا أو نـطقـنا شـيئاً عـن الديـر هـذا ،  فإن ألقـوش تـتـلألأ في العـيون عـنـد كـل مَن يعـرف تلك المنطقة . إن اللجـنة المذكـورة وهـيئـتها الإستـشارية وبرغـبة الألقـوشـيّـين من خلال سلسلة من إجـتماعات ومناقـشات كانوا قـد قـرروا في عام 2005 إضافة ( الكـلـدانية ) إلى إسمها تيمّـناً بالإنـتـماء التأريخي القـومي للألقـوشـيّين في بـيث نهـرين مـنـذ آلاف السنين وقـبل إعـتـناقـنا المسيحـية - اليوم هم ثالث قـومية في العـراق - . وجـدير بالذكـر أنّ كـنيستـنا المشرقـية وإعـتزازاً منها بالإنـتماء القـومي الكـلداني لأبنائها وضعـتْ إسم الكـلدان في صلواتها الطقـسية منذ القـرن الرابع الميلادي والذي تصلـّيه حـتى اليوم جـميع كـنائس المشرق بمخـتلف إنـتماءاتها ( صلاة مساء الجـمعة ) ، هـذا بالإضافة إلى أنّ الخـتم الرسمي لها كان يحـمل إسم ﭙاطريرك الكـلـدان ومؤمنوها نساطرة المذهـب .
إنّ الهـيئة الإدارية للجـنة ( جـمعـية ) شيرا ربان هـرمزد الكـلـدانية  محـصورة بـين الألقـوشـيّـين فـقـط بسبـب الإرتباط التأريخي والجـغـرافي بـين ألقـوش والديـر ولكـونهم مؤسّـسيها أيضاً ، وهم يزدادون غـبطة وإفـتخاراً عـنـد مشاركة الجـميع بهـذه المناسبة المـفـرحة ، وكم لاحـظنا في إحـتفالاتـنا الفائـتة مشاركة أبناء شعـبنا العـراقي من عـوائل صابئة ومسلمة أيضاً دلالة عـلى إعـتبارنا هـذا العـيد ، عـيد جـميع العـراقـيّـين ، وهـكـذا كان يوم 18 نيسان 2010 في حـدائـق ﭽـﭙـينـﮓ نورتن موعـداً لنموذج رائع لهـذا الإحـتفال نظـّمتــْه جـمعـية شيرا ربان هـرمزد الكـلدانية في سـدني / أستراليا ، وباركه سيادة المطران جـبرائيل كساب الموقـر ، وأحـياه إبن ألقـوش المطرب نـديم مع فـرقـته الموسيقـية ، ثم شاركه المطرب رائـد عادل ، وإلى اللقاء في المهـرجان الممائـل السنة المقـبلة .  


439
هـمسات خافـتة في صالة صامتة 
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
إضطهـد مار ﭙولس المسيحـيّين ثم تاب و صار من أشـد المبشـِّرين حماسة بالمسيحـية وهـو الذي قال :" إنّ الجـميع أخـطأوا وأعـوَزَهم مجـد الله " لابل تحـمّسَ أكـثر لتقـويم أخـطاء غـيره فـلمْ يتوانَ عـلناً عـن معاتبة الأعـظم منه مار ﭙـطرس وبصوته العالي حـينما عـلِمَ بريائه . ربنا هـوالحـق لا يُحابي أحـداً من بـينـنا ، ولكن أغـلبنا لا يقـتـدي به بل يتجـنب قـول الحـق محاباة ً لغـيرنا ، وإذا جاهـر أحـدنا بالحـق برماحه المدبّبة ومسحاته الحادة فإنه يُـؤلـِمُ مسامع الكـثيرين منا الذين يتحـيَّـنون الفـرص للإصطياد بالماء العكـر في بعض بُـرَكِـنا ، دون أن يراجـعـوا ذواتهم ويسألوا أنـفـسهم : مَن منا يصيد غـزالا ًبرماح مثلومة في البرية ؟ مَن منهم يحـرث أرضاً بمسحاة قـصَبـية ؟ ما نـفـْعُ جـرجـر لم تـُحَـد سكاكينه الفـولاذية ؟ وما العِـبرة من دَويٍّ في بئـر مكـبوتة أمواجه الصوتية ؟ . 
ما فائدة حـناجـر تـهـمس داخل الخـيَم الصحـراوية ، بـينما الأقـلام الشجاعة تـخـُط حِـكـَماً في ساحات الإحـتـفالات العـلنية ، ما الغاية من قـدَحات خافـتة داخل أكـواخ طينية ، ومصابـيح الغـَيـر منيرة تــُبْهـِرُ العـيون من فـوق أبراجها العاجـية . لقـد غـدا الكـثيرون مَرَضى من فايروسات حـريّة الحـضارة اليومية ، وليسوا يـبحـثـون عـن عـلاج بالأدوية الشعـبـية ولا يكـتـرثـون بالمضادات الحـيـوية ، تـُرى إلى متى يـفـترشون سـفـوح التلال الرملية وهم يحـلمون بإستـنشاق هـواء نقيّ فـوق قـمم الجـبال العالية . أليس الإحـتـفاظ بـتـذكرة الحـجـز والإنـزواء بصمت عـند المقاعـد الخـلفـية ، أفـضل من تـبـذيـر دُرَرهم في أماكن خالية وكأنهم يكـلــّمون ذاتهم الفـردية ؟
أليست حـياتـنا مسرحـية ؟ البعـض منا أبطال أدوارها الثـورية ، يرفـعـون المشاعـل لإنارة الطرق الملـتوية ، وبعـضنا الآخـر يؤدّون أدواراً هامشية بقـناعة راضية مَرْضية ، وغـيرنا كومبارس يأخـذون أجـرتهم ولاعـلاقة لهم بنصوص التمثـيلية ، أما الآخـرون المتميِّزون يتقـوقعـون كمتـفـرّجـين في المواقـع المَنسية لا يـزوّدون نملة بالطاقة الحـركية . وعـنـد بوّابة المسرح تــُبتـذل آراءٌ بتحـليلاتهم المتـرهّـلة الشـفهية في الليالي القـمرية دون أن يُواجـِهوا رشاقة الكتابات الصحـفية تحت أشعة الشمس اليومية ، فـيَحـْرموننا من لـذة الإطلاع عـلى مخـزوناتهم الفكـرية ، كـما يـَحـْرمون أنفـسَهم من فـرصة المساواة المتاحة لعـرض نفائسِهم الأولية ونـتاجاتهم العـصرية في المتــَنـزَّهات الثـقافية . البعض لهم رأيهم ، وغـيرهم لهم رأي حاديهم ، وآخـرون لا أباليّـون لا رأيَ لهم ، وبـينما نحـن نعانق فـرداً فـرداً منهم فـكلنا أحـرار في الإنـتماء إلى أيّ من صفـوفهم . ولكـن الأرضَ نـحـن عِـطرها ، أزهارها ، فـصوصُ وجـيْـدُ عِـقــْدِها ، ويلٌ للحـلقة الضعـيفة منها فهي العَـثـرة ، إذا إنقطعتْ إنفصلتْ باقي لآلـئها ، فـتـفـقـد القـلادة قـيمتها وتخـسرالحـديقة رونـقها ، فهل نبكي عـلى قِـشـِّها ، أدغالها ، ترابها ، أم نـنـدب حـظنا والعلة فـينا وليس فـيها ، إلاّ إذا أعـدنا تـنظيمها بما يُـؤمّـن متانـتها ! بودّنا أنْ نـقـرأ الإجابة عـلى هـذه الصفـحة فـتكـون عِـبرة نستـفـيد منها وليس صدىً نسمعه مُرتـدّاً من عـنـد جـدرانها ، ونـؤكـّد مرة أخـرى " إنّ الجـميع أخـطأوا وأعـوَزَهم مجـد الله ".

440
إنّ حـبة الحـنـطة إنْ لم تـمـتْ في التـربة لن تحـيا
( بمناسبة أربعـينية المرحـوم جـلال جـرجـيس جـلو )
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
يُـراودنا سـؤال في مخـيَّـلتـنا : كـيف ستـصبح حـياتـنا لو ألغي الموت ونصبح خالـدين عـلى الأرض ؟ الإجابة المنـطقـية لسؤالنا هي إنـّها سوف تـتـوقـف بعـد عـشر أيام أو خـمسين شهـراً أو بعـد ....... سنة ! نعـم سوف لن تـكـون هـناك ضرورة لتـناول الطعام أو الذهاب إلى العـمل مبكـّرين ، ولا نـفـكـّر بالحاجة إلى الإنـدفاع بإلحاح وتـفان نحـو الإنـتاج وتحـسينه أو التخـطيط للمستـقـبل بدقة وإخـلاص لبنائه ، وإنما ستـتـاح لنا فـرص لا نهائية فـنؤجـل أو لا نـؤجـل نشاطات كل يوم إلى يوم غـد أو بعـد  .....  شهـر أو كـذا من الوقـت حـسب مزاجـنا أو دون حاجة إلى مزاج ! فالزمن يصبح مُـلـكـَنا ونـفـقـد الإحـساس بالبقاء ولن نـتـذوّق أيَّ طعـم للـوجـود .
لقـد جُـبــِلَ آدم من تراب الأرض ليعـمل عـليها ومن عـرقه يسقـيها فـيأكل من ثـمرها ، وبعـد زمن يعـود إليها فـيُواريه ثــَراها ، ونحـن نـُسَـطـِّر كـِتابَـنا عـلى هـذه المسكـونة بلغات عـديدة وخـطوط متباينة وألوان مخـتلفة ، لابل فـمِنـّا مَن يكـتب بـيُمناه وآخـر بـيساره ، بعـضنا يكـتبه بحـبر عـرق جـبـينه وآخـر بدم شرايـينه وثالث بدموع عَـينيه وغـيرنا بماء نـهر يجـري بجانبه ، بعـضنا تــُمحى كـتاباته وتــُنسى ذكـرياته فـلا يـبقى أثـره ، وبعـضنا الآخـر يـدخـل التاريخ من الباب الذي يُـتاح له فـيسجـِّل إسمه بـين ثـناياه فـتـخـلـد ذكـراه عـنـد الأجـيال مِن بعـده ، فأين فـقـيـدُنا جـلال جـلو مِن كـل هـذا الذي عـرضناه ؟
ترجـع ذكـرياتي بجـلال إلى عام 1960 وكِـلانا في الصف السادس الإبتـدائي نـفـسه في مدرسة ألقـوش الأولى للبنين بعـد أن إنـتـقـل سـكـن عائـلته إلى بلدتـنا ألقـوش ، وأتـذكـّر جـيـداً نشاطه الصفي وإهـتمامه بمادة التأريخ حـيث كان المعـلم يـكـرر تـوجـيه الأسئـلة إليه أكـثر من غـيره . وعـلى مستوى صداقة الأحـداث مِن أعـمارنا أتـذكـّر ما قالتــْه والدته المرحـومة ( مـكـّو ) مِن أنّ أخاه الأكـبر السعـيد الذكـر ( يونس ) أوصاه بأنْ يرافـقـني أكـثر مِن غـيري نظراً لإهـتمامي بواجـباتي المدرسية وسلوكي المنـظـَّم ولكـن لم يـدُمْ في ألقـوش طويلاً حـيث كان قـد غادرها لاحـقاً .
كـَـبُـر جـلال وكـبرتْ معه أفـكاره فإخـتار طريقاً وفـلسفة في الحـياة مقـتـنـعاً بأنها هي الأصوَبُ شأنه شأن شباب كـثيرين في تلك الحـقـبة الزمنية من عُـمر الشعـب العـراقي حـين كانـت أمواج الأفـكار تـتلاطم يميناً ويساراً ، وهـنا أتـذكـّره في عام 1969 أو 1970 حـين زار كـلية التربـية ( الملغاة ) - الوزيرية وسمعـْـتــُه يقـول لبعـض الأصدقاء : تأتـون إلى المدائـن عـنـد آثار طاق كـسرى الجـمعة صباحاً ! ولم أسأله عـن ذلك شيئاً فالأمر لا يخـصّـني ، إلاّ أن صديقاً لي ولثـقـته بي ، طلب مني أن أرافـقـهـم - ربما ليكـسبني إلى أفـكاره - موضحاً لي بأنها أشبه بسفـرة طلابـية . ولما حـضرتُ في الزمان والمكان المحـدّدَين شاهـدتُ بضعة أفـراد من شباب مُوَحَّـدي الزي ذوي قـمصان زرقاء فاتـحة وسروال نيلي متـناثـرين هـنا وهـناك بـدَوا أمامي وكأنهم رجال أمن ، أما شبابنا الذين سأرافـقهم في سفـرتهم الطلابـية تلك شاهـدتهم يشكـلون مجاميع بسيطة لا تـجـذب الشك ويـتجـهـون إلى جـهة واحـدة بعـيـدة عـن الآثار وبسبـب تضاريس الأرض المتموّجة فإنهم سرعان ما كانوا يخـتـفـون عـن الأنـظار . قـلتُ لصـديقي : إلى أين نحـن ذاهـبون ؟ فأجاب بما لا يقـلقـني ، وفي نهاية المطاف تجـمّـعـنا في بقـعة أشبه بوادي فـلا يرانا أحـد ولم يكـن جـلال معـنا ، وعـنـدها إستـلم أحـدهم القـيادة فـصار يخـطب وكأنه في إجـتماع رسمي ومِن خـلال كـلماته عـلمتُ بأنه إجـتماع تعـبوي للأفـكار التي تسمى تـقـدمية إشـتراكـية جـبهـوية وغـيرها من المصطلحات التي لم تـكن تـثيرني فأنا إبن الكـنيسة ما الذي جاء بي إلى إجـتماع كـهـذا ؟ وبـدأتْ تراودني أفـكار وإحـتمالات تـقـلقـني بعـض الشيء فأنا حاضر في إجـتماع حـزبي دون أن أدري وهـل يمكـنـني أن أنـكر ذلك ؟ وقـلتُ مع نـفـسي ليس من الكـياسة والذوق والمنطق أن أستأذن وأغادر هـذا التجـمّع منـفـرداً ولكـن أعـترف الآن أنّ منـطقي كان خـطأ ً.
وفي سياق مناسبة الأربعـين للمرحـوم جـلال ، فإنّ أكـثرنا يتـذكـّر كتاباته المسرحـية حـيث كان مولعاً فـيها وتحـكي قـصة الإنسان في المجـتمع وعـلاقـته بالأرض وعـمله فـيها ، في الحـقـيقة كانـت أفـكاراً بنـّاءة تـخـدم الفـرد والمجـتمع حـتى لو إفـترضنا أنّ مِن ورائها كانـت مقاصد فـكـرية أخرى . وتـواصلاً مع محـطات حـياته فإن نشاطاته وإهـتماماته الفـكـرية لم تـكن منسجـمة مع السلطة الحاكمة الغاشمة وهـذه جـعـلتْ حـدسه يخـمّن لابل يتـيقــّن أن عـواقـبَ وخـيمة تـنـتـظره مما دفـعـته إلى مغادرة العـراق لوحـده إلى بلغاريا سنة 1978 ثم إلتحـقـتْ به زوجـته سـلوى ومِن هـناك إلى اليمن وأخـيراً إسـتـقـرّ به الدهـر في أستراليا عام1981 .
وحـين قـدومي إلى أستراليا 1997 كان جـلال من بـين معارفي القـليلين فـيها ثم عـلمتُ أنه من بـين الناشـطين عـلى مستوى جاليتـنا الألقـوشية والكـلـدانية وعـلى مستوى الجالية العـراقـية بصورة عامة . نعـم كان جـلال ودوداً مسالماً خـدوماً ومحـباً للجـميع أمميّ التصوّر ولكـن في الوقـت نفـسه يتـذكـّر جالية بلـدته ألقـوش بحـرارة وقـوميته الكـلـدانية بإفـتخار، متـميَّـزاً  بنقاء القـلب وطيـبة الأخـلاق ومحـبة القـريـب والغـريـب . وقـد كـتبتُ عـن نشاطه في جـمعـية الألقـوشيـين في هـذا المجال ما يلي :
المؤسّـسون الأوائل :
(( وفي نهاية الثمانينات أخـذ بعـض من الشباب عـلى عاتـقهم متابعة الترتيبات اللازمة لهـذه اللقاءات حـتى تـبلوَرتْ الفـكرة فـصارت تقام عـلى المروج في موسم الربان هـرمز ( شيرا الربان هـرمز) واستمرّتْ عـلى هـذا المنوال حـتى أوائل التسعـينات حـين إقـترح أولئك الشبان الغـيارى ومنهـم : ( سـعـيد اسطيفانا ، جـلال جـلــّو ، رمزي قـلــّو ، طـلال گـردي ، وأسعـد گــُـلاّ ) تـنظيمَ هـذا المهرجان في موعـده بشكـل بسيط فـكانوا يخـرجـون إلى المنـتزهات ومعـهم مأكولاتهم ومشروباتهم ، وبتوالي السـنين إنضـمّ إليهم الوافـدون الجـدد والمتحـمّـسون للعـمل الجـماعـي فأصبحـوا جـميعهم يُنــَظــّمون تلك السفـرة الكـبيرة إلى الـمكان الذي يتـّـفـقـون عـليه للأحـتفال بهـذه الذكـرى المقـدّسة الذي كانت في أول سنـَـتيها مقـتصرة عـلى الألقـوشـيين فـقـط  ولكن بعـد ذلك صارت إحـتفالاً جـماهـيرياً ومـهرجاناً عاماً لكـل الفـئات ، ولكن الكل يعـرف لِما لهـذا الشيرا عـنـد ألقـوش مِن مكانة وخـصوصيّات  .
ولمّـا حان موسم شـيرا الربّان هـرمز( في 26 نيسان 1998 كما أعـتقـد ) لم تكن لـدينا سيارة ، فـتدبّـرَ أمْـرَ نقــْـلنا مشكـوراً الـسيد جلال جـلـّو- منْ أقاربي - بسيارته إلى مكان الإحـتفال في منتزه (Lieutenant Cantello Reserve) وفي الطريق صار يُحـدثـني عـن نشاطات جاليتـنا الألقـوشية في سدني وذكـَر لي أن نخـبة من الـشبّان الألقـوشيّـين المتحـمّسين لخـدمة الجالية تسـمّى ( لجـنة شيرا دْ ربّـان هـرمز) يتحـمّـلون عـبء تـنظيم الحـفلات والسفـرات وبالأخـص مهرجان ( شيرا الربان هـرمز ) وقال : أنّ الغاية الأساسيّة من نشاطاتـنا هـذه هي الحـفاظ عـلى هـويّـتـنا وأولادنا من الضـياع في هـذا المجـتمع المتعـدّد الجـنسـيّات ، وتوفـير فـرص تعارف بعـضهم عـلى البعـض الآخـر، فـغـداً سيكـْبرون ويخـطـّطون لمستقـبلهم وزواجهم فـيجـب أنْ نفـتح أمامهم المجالات المناسبة للتفاهـم فـيما بينهم . فـقـلتُ مع نفـسي ......هـنيئاً ، إنّ خـميرة الآباء محـفـوظة بأمانة عـند الأبناء )) .
رحـل عـنا المرحـوم جـلال وذكـراه تبقى خالدة عـنـد أفـراد أسرته  : زوجـته سلوى وإبنه منار وبناته مسار وأور ويسار وجـميعـنا أقاربه وأصدقائه ومعارفه فإن آثاره الجـميلة التي تركها في قـلوب الجـميع لن تــُمحى بسهـولة ، فـهـنيئاً لمَن تبقى له ذكـريات طيـبة في قـلوب الناس .
جـلال : إرقـد قـريـر العـين فأنـتَ حيٌّ في أفـراد أسرتك التي ستواصل الحـياة والمسيرة مِن بعـدك ومكانـك في القـلوب ونحـن جـميعـنا إلى مصير واحـد حـيث نـتساوى عـنـد خـط النهاية دون إستـثـناء أو تـفـرقة وليهـبك الله مكاناً في ملكـوته الأبـدي .  

  


441
كـل يوم وأنـتِ الحـب

بـقـلم : مايكل سـيـﭘـي / عَـبرَ البحار
أعـمل منـذ عـشرين شـهـراً عـلى أرض عَـبرَ البحار تـضم رجالاً ونساءاً من جـنسيات وأديان متباينة وبـِلغات وألوان مخـتـلفة ، ورغـم طبائعِـنا وأذواقِـنا وعاداتِـنا المتـنوّعة إلاّ أنـنا نعـمل سـوية بإنسجام يكاد يكـون تاماً بسبـب أهـدافـنا المشتركة . وشاءت المصادفة أن يكـون يوم 14 شباط 2010 عـيد ميلاد أحـد أعـضاء فـريق عـملنا والذي يُـحـتفل به كـذكـرى للحـب في أغـلب البلـدان والغـربـية منها بشكل خاص تجارياً ترويجاً لبضاعة الأسواق فـكأنّ الحـبّ يخـمـد طيلة أيام السنة لـيُستـنـهـض في ذلك اليوم ، فـتـكـْـتسي مشاعـرُ الحـب الجـيّاشة هـذه وروحُه الحـميمة بقـشرة ماديات هـذا العـصر ، ورغـم أنّ أحاسيس الحـب لا تـقـتصر عـلى يوم محـدّد واحـد في السنة إلاّ أنـنا ـ ومع ذلك ـ إحـتـفـلنا ، فـكان لصاحـب الميلاد فـرحة خاصة . وعـلى هامش تلك المناسبة كانـت لنا جـلساتـنا الجانبـية تجاذبنا خـلالها أطرافَ أحاديث شيّـقة ، تبادلنا أثـناءها خـواطرَ وشـجـوناً إخـتـلجـتْ في صدورنا ، ومشاعـرَ تسابقـتْ في دواخـلنا فإعـتصرتْ قـلوبُـنا لهـفة للـّقاء والعِـناق ! وفي حـديث ثـنائيّ قـلتُ لإحـداهـنّ إن الحـب ليس سِـواراً أو قـلادة ولا فـصّـاً من الماس أو جـوهـرة ، فـسبقـتـني وقالت : إنه أحاسيسٌ ، قـلتُ : نعـم إنه مشاعـرٌ تـتـلاطم أمواجها داخـل كـيانـنا بإيقاع هارمونيّ مع نبضات القـلب فـتشتاق الروح إلى لقاء الحـبيب لـتـذوب بنشوة لا يحسّها إلاّ صاحـبها ، فأضافـتْ وعـيونها تـحـكي حـبّها لزوجها : إنه بعـث بهذه الذكرى أربع كلمات بليغة عَـبَّـر فـيها عـن أحاسيسه الكامنة الغالية التي لا تـُـثـمَّـن بالياقـوت والزمرّد ولا يدركها إلاّ قـلب المحـب حـين قال لها في رسالته ( كل يوم وأنـتِ الحـب ) , تـُرى ما الذي تـعـنيه تلك العـبارة ؟ لا شك إنها (فـوائـد إسـتـثـمار) لأرصدتها توَفـرُها بإستـمرار عـنـد زوجها الأمين ، تودِعُها في قـلبه الوفي بصورة : كـلمات غـرام صادقة ، نظرات شوق ، لمحات لهـفة ، إنـتـظار حار ، بـيت شِعـر ، معانقة ، لمسة خـصر ، إستـقـبال بإبتسامة ، شـدّ ربطة قـميص ، جـو هادىءٍ ، فـرح وتألـّـمٌ ، إخـتيار بـذلة لحـضور حـفـلة ، نـداء بحـنان ، تـذوّقٌ ، ومشاعـر صافـية كـثيرة تـُحَـسّ ولا تـحـتاج إلى تـعـبـير ، كانـت ثـمرتها تلك الرسالة البليغة فإستـحـقـتْ أن تـكـون هي الحـبّ بعـينه وكان صادقاً بتعـبـيره ، أ في ذلك شـكٌ في قـوله ؟ وخـتـَمَتْ كـلامها وقالتْ : إنّ رسالته هـديته لي قـد ألهـبَتْ مشاعـري نـحـوَه . إنّ الإعـجاب شيء طارىء ، لكـن الحـبّ ليس وليـدُ صدفة وإنـما بناءٌ يجـري كل يوم وكل ساعة بلـُبُـنات متراصّة متينة ، فـهـل نقِـيمُ لنا صرحاً من المشاعـر الحارة في جـبالنا الثـلجـية ، ونـزرع حَـولنا بساتيناً من الأحاسيس الجـيّاشة دون ثـغـرات في حـقـولنا الصحـراوية ، مُـتـَحَـدّين الرعـود والعـواصف في الأيام الشـتـوية ، وحـرقة الشمس في الأيام الصيفـية ، فـيُـنـعِـشـنا خـفوت ضوء النجوم في الليالي القـمرية ؟     

442
وسام كاكـو ، يُـضيءُ هـواءَ المجـلس الشعـبي


بقـلم : مايكل ســيـﭘـي / عَـبر البحار
نشر السيد وسام كاكـو القسم الأول من مقاله الطويل بتأريخ 17 تشرين الثاني 2009 وملخـصّه : إن السيد آغـَجان يستـلهم حـلولاً لحاجاته العـويصة من عـنـد المسيح مباشرة دون وسيط وأن رجال الدين يستغـربون من إدّعاء كـهـذا وبـذلك ليس للسكة الحـديـدية ضرورة بـين الطرفـَين ، ولا توجـد مَبالِغ مخـصّصة للشعـب المسيحي العـراقي أو أيّة جـماعة دينية أخـرى ، كما أن آغـجان ليس له عـلاقة بالتهـيئة للمؤتمر الثاني لمجـلسه الشعـبي ، والأهـم من كـل ذلك هـو أنّ وزراء قـبله لم يستـطِعـوا أن يُحـركـوا نملة ولكـنه إستطاع أن يُحَـمِّـلَ الجـملَ فـيلا ً.
كـتبَ القـسم الثاني بتأريخ 22 تـشرين الثاني 2009 وملخـصه : أن الصحـفي البريطاني فِـل سانـدس كـتبَ عـن مقابلـته مع السـيد آغـَجان الذي قال : " أنا مُـتـديّن جـداً إذ لديّ الإلهام من الروح القـدس لأي شيء أقـوم به فأنا لا أُخـطط مطلقاً ، إن السيد المسيح هـو الذي يخـطط الأشياء في شخـصي " ، وأضاف : " في كـثير من الأحـيان عـندما أُخـطط شيئاً ما في ذهـني ينصحـني الروح القـدس بعـدم القيام به " .
وبتأريخ 26 تشرين الثاني 2009 كـتب قسمه الثالث ومفاده أن المرجـعـية الدينية الكـلـدانية لم تـبـد موافـقـتها لآغـَجان عـلى تأسيس لجـنة تولي زمام العـمل في الخارج على تحـقـيق أهـداف شعـبنا وبالتـنسيق معه في الداخل ، كما أنـّه لم يُـعِـر أهـمية لرغـبة الكـلـدان في إخـتياراتهم بشأن التسمية . 
في 28 تشرين الثاني 2009 نـُشِر القـسم الرابع الغامض الدائـر حـول التسمية وكـرّر الحـروف الأبجـدية : أ ، يع ، ت ، ج ، دح ، حت ، ك ، ب وبالتالي كـل الحـروف بإستـثـناء المترابطة منها : ك - لـ - د - ا- ن  . إنَّ ما قاله السيد وسام عـن : ج ثم أجابه ك وإتصل به ص ثم زَعَـلَ س ( فإنـنا نـترك مساحة المثـلث أ ب ج  ، وقـياس الزاوية س ص ع للبارعـين بالرياضيات ) .   
القـسم الخامس في 27 تشرين الثاني 2009 قـرأتـُه في (عـشتار تي في) : آغـَجان مريض ورجع إلى العـراق وتكلم مع البطرك .
أما القـسم السادس الذي نـُشِر بتأريخ 30 تشرين الثاني 2009 هـدفه تـبرير غـياب قـناة عـشتار والمجـلس الشعـبي عـن حـضور المؤتمر الثاني للمجـلس القـومي الكـلداني بحجج واهـية ( وكأنه يُكـلــّم أناساً قادمين من عـصور ما قـبل الكـتابة المسمارية ) .
القـسم السابع في 1 كانون الأول 2009 قـرأتـُه في (عـشتار تي في) : تضمّن رسالة سنهادُس الكـنيسة الكـلـدانية إلى مسعـود البرزاني ، وكـذلك بـيان البطريركـية الكـلـدانية بشأن طلب إدراج التسمية القـومية لشعـب الكـلـدان في الدستور .
القـسم الثامن في 2 كانون الأول 2009 موضوعه ليس مثيراً سوى أن أحـدهم أراد الرجـوع إلى المجـلس الشعـبي بعـد أن تركه بإخـتياره .
والتاسع نـُشِر يوم 3 كانون الأول 209 يريد به السيد وسام كاكـو إقـناعـنا بأن المجـلس الشعـبي ليس حـزباً وإنما هـو مؤسّسة ذات آلية ومفاصل لا تـُشابه ميكانيكية وقـطع غـيارالتـنـظيمات السياسية .
أما العاشر في 10 كانون الأول 2009 يُـناور به ويقـول أنّ هناك فـرق بـين مصطلح قـومي وشعـبي مفـيـداً أنْ لا يوجـد إسم قـوميّ واحـد يُـرضي الجـميع لـذا كان الإسم الثـلاثي القـطاري المرَكـَّب ) دليلاً عـلى أن مخـترعه لم يستـفـد من تجارب الشعـوب وهـذا مما زاد في الطـين بلــّة ) .
ولستُ أدري إنْ كان السيد وسام سيكـتب قـسمه الحادي عـشر أم لا ، ولكـني ألخـِّص كل ذلك بالقـول : لم يأتِ بشيءٍ جـديـد ! لماذا ؟ لأنـنا كـلنا مُـلهَـمون من الروح القـدس والمسيح يُـخـطـّط لنا ومريم العـذراء تحـمينا والملائـكة بأجـنحـتها تحـوم حـولنا والسرافـيم تحـرسنا والكـروبـيم لا يتركـونـنا ، ويمكـنـني أن أستشهـد بقـول أحـدهم حـين قال : ( إنَّ الرب نصحـني أن لا أستـثـمر نقـوداً عـنـد خالد في أستراليا ، وآخـر من المهـووسين بـبـدع هـذه الأيام ، دعَـوتــُه لزيارتـنا في التسعـينات ( أثينا – يونان ) فـَلـَم يُـلبِّ مُـدَّعـياً بأنه ينـتـظر المسيح أن يوافـق عـلى ذلك ، ومرّتْ خـمس سنين ولم يزرني .......فأوصلتُ له خـبراً بقـولي : إنّ المسيح قـد جاء عـنـدي فـكـيف لم يأتِ عـنـده بعـدُ ؟ وثالث قال مُـنكــِّـتاً : عـنـدنا في ألقـوش مار قـرداغ يمكـنه أن يقارع كل الـقـديسين في القـرى الأخـرى .........) . أما مسألة الشيطان التي كـرّرها السيد وسام في مقالاته أكـثر مِن مرة فـلنا أن نسأله كـيف تعـرّف عـليه ، وهـل رآه متجَـوِّلاً في السوق أم جالساً خـلف مكـتب وإلتـقـط له صورة .
نحـن واثـقـون بأنَّ لنا قـيادة كـنسية كاثوليكـية ﭭاتيكانية لشعـبنا الكـلـداني مع نخـبة من رجال مفـكـرين أنقـياء وأصحاب ضمير لا يفـرّطون بأمّـتهم ، كانوا عـبرالتأريخ وسيبقـون حـكـماء في تـقـرير مصير أبنائهم مستلهـمين إياه من ماضي وحاضرهـذه الأمة العـريقة وتـطلعاتها المستـقـبلية ، وتـُجَـنـِّبـُهم قـدرالمستطاع أيّ تهـلكة محـتملة ( ما لـَم تخـرج الأمور عـن سيطرتها ) ، أما الأوراق اليابسة فإنها تـتـساقـط مِن أصول أغـصانها ، والأغـصان ليست بحاجة إليها .
لن نضيّع وقـتـنا في مناقـشة كـلمة ( سورايا ) فـقـد كـتبنا عـنها بما فـيه الكـفاية في جـريـدة ( عـما كـلـدايا ) الصادرة في سـدني عام 2001 وكـرّرنا الكـتابة عـنها في سنة 2005 في مجـلة بابل التي تصدرها جـمعـية الثـقافة الكـلدانية الأسترالية - سدني . واليوم أجاد كـُـتــّابنا الكـلدان وأفـحـموا في مقالاتهم بشأنها وقـد يكـون لنا مقال شيّـق عـنها . إنَّ الكـلـدانيّـين لا يريدون مشكلة ولا يشـتركـون في مشكلة ويأملون أنْ لا تـُخلق لهم مشكـلة ، ولكـن - ما كـل ما يتمنى المرء يـدركه .... - بل إنّ هـنالك مَن يضع في طريقهم مشكلة ، فـليس لهم إلاّ الصدق والصبر والتـفاؤل بالغـد المشرق وهُـم قادة مصيرهم وليس غـيرهم .             

443
متى إحـتاجَـتْ الواسـطـية إلى ( مَـحـْـرََمْ )
 وقـد ولـدَتـْها أمُّـها حـرة شجاعة ؟
 
بقـلم : مايكل ســيـﭘـي / عَـبر البحار
قـضـيتُ خـمسة أعـوام مريحة في الكوت / مركـز محافـظة واسط  مدرّساً ( كانون الأول 1973 - تشرين الأول 978 )، وخلال عام 1974 كانت لي محاضرات في الثانوية المسائية المخـتلطة حـين أقـبلتْ أعـدادٌ هائلة من الطلبة إلى المدارس من كِلا الجـنسَين للإستفادة من فرصة التعـليم المجاني ، وكم من فـترات إسـتراحة بـين الدروس كانت تـمرّ دون أن أحـسّ بها وأنا في دردشات جانبـية مع الطالبات في ممرات المدرسة ، وفي السنة التالية حاضرتُ في متوسّـطة الكوت للبنات وأجـلس في غـرفة المديرة ومعـها مدرسات أثـناء الفـرص ، أما السنة الأخـيرة منها فـقـد كـُلـِّفـتُ بالتـدريس في معـهـد إعـداد المعـلمات كـمحاضر حـيث الغـرفة الواحـدة الواسـعة للكادر التـدريسي . كان العـمل في المعـهـد متميّـز فـنحـن نهيّء طالبات ناضجات ليصبحـن معـلمات المسـتقـبل ، وكباقي زملائي فإنّ تعاملي التربوي معهنَّ ولباقـتي بالتحـدّث إليهـنَّ ، جـعلاني أكـسب ودَّ جـميعِـهـنَّ كـصديقات عـراقـيات - لا بالمعـنى الغـربي - وإلتقـطـتُّ صوراً جـماعـية وثـنائية مع بعـضهـنَّ داخـل المدرسة ، ولا تـزال أسماءٌ عالقة في ذهـني من شابّات الصويرة أمثال : إقـبال مزهـر سمراء جـميلة الوجه وأيّ جـمال ، مُـنى ( جـبار ! ) حـنطاوية رشيقة القـوام صوتها يرنّ موسيقىً في أذنيّ ، سـلمى صبحي الهماوندي شـقـراء ذات العـينـَين الزرقاوَين ، شـكـرية ( ؟ ) عـراقـية القـوام وغـيرهـنَّ . وفي حـزيران 1978 عـلِمْـنَ أنـني سأكون في الصويرة مراقـباً للإمتحانات الوزارية العامة ، فـَجـِئـْنَ إلى مركـزي الإمتحاني ليستـضيفـنـَّـني عـندهـنَّ بعـد الإمتحان . قـلتُ لإحـداهـنَّ حـين عـرضتْ دعـوتها عـليَّ : مَن عـندكم في البيت ؟ قالت : والدتي وأخي . قـلتُ : وما عُـمر أخـيكِ ؟ قالت : إنه في الصف الثالث المتوسّـط ، قـلتُ لها : أشـكركِ عـلى دعـوتِكِ وأنا أعـتبرها واصلة ، ثم قالت الأخرى : وهـل تمتـنع من المجيءعـنـدنا ؟ سألتـُها السؤال نفـسه فأجابتْ : أخي وهـو طالب جامعي ، فأبـدَيتُ موافـقـتي وقـلتُ إنـني سأكون جاهـزاً في الساعة الثانية عـشرة ظـهـراً . وهـكذا كان حـين حـضرنَ فـتيات أخـريات إلى الدار نفـسها وقـضينا أكـثر من أربع ساعات حـيث كـرم الضيافة وجـمال الجـلسة المليئة بتبادل الآراء والنكات الطريفة ، ثم ودّعـني الجـميع وغادرتُ إلى بغـداد . وفي السنة نفـسها دعـوتُ بعـضَهـنَّ إلى زيارة معـرض بغـداد الدولي وإشـترطـتُ عـليهـن أن يرافـقـنـَـني بـدون عـباءة ( لأن أمّ العـباية تعـني شـيئاً غـير مرغـوب في بغـداد ) فـلبَّـينَ دعـوتي وقـضينا النهار كله سـوية ، وقـبل خـتام سـفـرتهن هـذه حـضرنا لمشاهَـدة مسرحـية في مسرح بغـداد حـين إلتحـقـتْ بنا أخـت منى ( ماجـستير ) وبقـينا حـتى الساعة الحادية عـشر والنصف ليلاً وأخـيراً ودّعـتهـن إلى الصويرة بسلام . هـذا قـبل ثـلاثين سنة ! كانـت أجـواؤنا الإجـتماعـية عـصرية منفـتحة وكانت الأنثى العـراقـية إمرأة تعـمل بجانب الرجـل بشجاعة وبداخـلها ثـقة في نفـسِها ، مثـقـفة واعـية كاملة العـقـل ولم تكـن ناقـصته ، تـدير شـؤونها البـيتية وواجـباتها الوظيفـية ، تعـرف دينها بالتمام وحـدود إلتزاماتها بـدون حـجاب ، تــُقـيِّـم نفـسَها كـعـنصر في المجـتمع مواز للرجل دونما حاجة إلى تقـيـيم الرجـل لها ، يوم لم تكن الفـضائيات قـد طرقـتْ بابنا ولا نـداعـب الإنـترنيت أوالموبايل بأناملنا ( لستُ أتـطرق إلى الوضع السياسي آنـذاك ) فأين نحـن اليوم بعـد ثـلاثين عام من تلك الواسطية ، المرأة الحـرة الجـديرة المعـتزة بكيانها المعـتمدة عـلى نفـسها وشجاعـتها ؟ ما الذي جـرى لتلك الفـتاة الكـيتاوية ( الكـوت ) الأنيقة بحـق كي تـتراجع إلى مستويات واطـئة تقـبل عـلى نفـسها الضعـف والهـوان والتقـوقع داخـل برقـع أو حـلزون فاقـدة ثـقـتها بنفـسها لتـطالب بـ ( مَحْـرَم ) يرافـقـها إلى مجـلس محافـظتها ؟ هـل دارت عـقارب الساعة إلى الوراء لتعـيش حـياة التخـلف البـدائي وظلامه ؟ هـل فـكـَّرتْ في المعـنى والغاية من المحـرم المرافـق ، أيّاً كانـت التوصيات بشأنه ؟  فإذا كانت بهـذا المسـتوى عاجـزة عـن التفـكير ولا تعي ذلك فإنـنا سنوصيها بأنْ لا ترفـع صوتها أعـلى من مَحْـرَمِها وهـو جالس في ديوان المحافـظة وعـليها أنْ تستأذنه في أية فـكرة تطـرحـها أوإقـتراح تقـدّمه وإلأفـضل أنْ تـناقـشه بشأن ذلك في البـيت وتأخـذ موافـقـته قـبل بـدء الدوام ثم تأتي لتــُكـَـلـّم زملاءها وزميلاتها ( ومحارمهـنَّ ) في ديوان المحافـظة ، وعـنـدئـذ يليق السؤال لنقـول : ما الحاجة إلى وجـودها في المجـلس تاركة دارها وهـو محـرم طبـيعيٌّ وسـتر لها ، ومبتعـدة عـن أولادها وهم بأمس الحاجة إلى وجـودها ؟ وإذا قال أحـدٌ أنَّ المرأة يجـب أنْ تعـمل ، فالنـتيجة الحـتمية هي أنَّ كـل إمرأة عـراقـية عاملة كـمهـندسة ، معـلـّمة ، عاملة في معـمل ، ممرضة ، طبيبة ، محاسبة ........ ستـصبح بحاجة إلى مَحـْرَم يرافـقـها فـتسبّـب في شـلل نصف المجـتمع من أجلها وبـذلك تصبح عالة عـليه بـدلاً مِن بانية ومُـنـتجة فـيه وهـذا لا ترتـضيه ولا نحـن نرتـضيه لها . ثم دعـونا نـنـبّه إلى إحـتمال وارد في هـذه الأيام : ماذا لو إخـتـُطِفَ ( المَحْـرَم ) من بـين يـديها وهي في طريقها إلى مجـلسها ؟ لنـتساءل : أليست الحاجة تـدعـو إلى ( مَـحـْرَمة ) ترافـقه حـين يرافـق حَـرَمَه المصون ، فـتحـميه وتمنع إخـتـطافه وتكون سلامته مضمونة لأنّ العـراقـيّـين أصحاب غـيرة وشهامة إذا إسـتـنجَـدتهم إمرأة ؟



444
هـكـذا نفـكـر نحـن الكـلـدان
 في كـل آن ومكان

بـقـلم : مايكل ســيـﭘـي / عَـبر البحار
يسـرنا أنْ نبعـثَ بسـؤالنا إلى كل مَن لا يعـرفـنا ومعهم أحـبابنا والأقـرب خـلانـنا فـنقـول بالفـصيح مِن لساننا : إذا سـلخـنا جـلـدنا فـهـل يـزداد قـدرنا ؟ إذا غـيّـرنا إسمَـنا هـل يكـبر إحـترامُ غـيرنا لـنا ؟ إذا نكـرنا أصـلـَنا هـل يُـرفـع عـلـَمُـنا ؟ وإذا إذا أنـنا ..... فـهـل فـهـل نـَـنـَـنــّـنا ؟ ليـعـلمْ مَن يسمعـنا وكلّ مَن يقـرأنا ، إنـنا لنا إسـمُـنا ، هُـوَ هُـوَ كـلـدانـنا ، إنه هـذا فـخـرنا ، شـاء أم أبى غـيرنا ، في الحـلة كـنا أم في ألقـوشـنا ، في الـ أور أو منـﮔـيشـنا ، في الحـضر في الشمال من بـيث نهـريننا أو في الجـنوب من سـومرنا ، قـلوبنا أرواحـنا في مجـمل عـراقـنا ، وكله منطـقة آمـنة لقـومِنا ، لن نـعـطيَ الفـرصة للشـرّيـر كي يخـدعَـنا ، في سـمّيلَ ثانية يجـمعُـنا ، ليسهـل عـليه إلتهامـنا .
ماذا جـرى في الأفـق في الهـواء في الأجـواء التي تحـيطنا ؟ أعاصفة هاجـتْ بنا ؟ أنيازك أحـرقـتـنا ؟ هل غابت الشمس عـنا لسنا نرى أمامنا ؟ وما الذي نجـتـنيه إذا نكرنا بعـضنا ؟ خـلانـنا في أعـماق قـلوبنا ، أبناؤكم أبناؤنا ، بناتكم بناتـنا ، آباؤكم آباؤنا وكـذا أمّهاتكم أمّـهاتـنا مِن دَمِنا ، والأرض أرض ربنا وأنتم إخـوانٌ لنا وإسمكم غالي عـندنا ، فـهل تبادلوننا إحـساسَـنا وترفـعـون في الأعالي إسمَنا يرفـرف في سمائنا ؟ فـما الذي يُـعَـكـّر مِن صَـفاء العـيش بـيننا ؟ أ َكرسيٌّ هـزّاز كي يهـزنا ، يُـغـفـلنا عـن مآسي شـعـبنا ، أم أرقام ورَيقات نقـبضها عـن ثمن بـيع أشـقاء لنا ؟ فإن راق لكم كـلامنا هـلمّـوا بنا ، وإنْ لا ! إتـركونا وشـأننا ولا تحـوموا حـولنا ، نحـن نرى طريقـنا في الجـبال في السـهـول فـكلها ديار ربّـنا ، وإذا كان بـيننا عـنـد البـيادر خارج سـوحـنا ، مَن ينزلق أو يتـدحـرج ويلتحـق بصفّ خارج صفـّـنا ، فإنّ ذلك شـأنه ولا ولا يهـمّـنا .
ألـ أرباإيلـّو في إنـتـظاركم ، مـرّوا عـلى الشـرقاط في طـريقـكم ، إبنوا فـيها بروجـكم لن نـثـبط حـماسـكم بل نكون دروعاً خـلف ظـهـركم ، سَـمّـوا بَنيكم من الأسماء ما شـئـتم فإنه إخـتياركم ترتفـع رؤوسُـنا بكم ، أطـلبوا ما تـرونـَه يفـيـدكم ليس لنا أيّ تـدَخـّل في أذواقـكم ، إرفـعـوه إلى العَلاء سـياجـكم ونحـن سـنشاركُ فـرحـتـكم ، كـيلوا بأيّ كـيل عـندكم ضـعـوه في ميـزانكم ، إجـمعـوا الأرقام وإضربوها في العـشـرة والناتج خـذوه لكم فإنكم أحـرار في تـفـكيركم . يا حـبّـذا لو تكـتبوا تـعـليقـكم كي نقـرأ جانباًً مِن دُرَر أفـكاركم فـنغـتـني بكم ، وتـتيحـوا لنا الفـرصة للردّ عـلى كتابكم وشـكراً لكم .


445
المـطـران أمـيل نـونا
نجـم قـطـبيّ كـلـدانيّ يسـطع في سـماء ألقـوش الكـلـدانية
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / عَـبر البحار
في عُـمق البحار (( لآلئ )) تـكـمن بـين أصـداف المحار

الشمس تـشعّ لنا نورَها ودفـأها والأرض الخـصبة تـعـطينا من غـزارة غـلـّـتها وأثمارها مثـلما تـُـنعِـشـنا بنقاء هـوائها ، كيف لا والينابـيع الصافـية تـمُـدنا بالعـذب من مائها ، ومعـها الأمم السبّاقة في ميادين الحـياة تـبرز بـين بني جـنسها بجـدارتها . تـدلـّـنا شـواهـد التأريخ وبحـوث الآثاريّـين عـن حـضارات سادت ثم تلاشـت ولم يـبقَ لها أثـر ، في وقـت تـوجـد اليوم شـعـوب حـية بلغـتها وإرثـها ، يـمـتـدّ تأريخـها إلى آلاف من سـنين مضـتْ إلى عـمق الزمن ومنها الكـلـدانيّـون في أرض الرافـدين الذين - ولأسباب عـديـدة - إصـطـفى بهم الدهـر ليسـتـقـرّ أغـلبهم في جـبال شمال بـيث نهـرين المستعـصية في مـدن وقـرى حـتى أيام ٍ خـلتْ ليست بعـيـدة عـن تأريخـنا المعاصر . ولا شـك أنّ تـواجـد هـذه الكـتـل البشـرية الكـثـيفة في تـلك المساحات الهائلة دفـعـها إلى إنشاء بـؤر سـكـنية كـثيرة ، وبفـعـل التـطـوّر الطبـيعي والتـنافـسي الغـريـزي برزتْ من بـينها مراكـز إسـتـقـطاب بشـرية متـعـدّدة تـوسّـعَـتْ وإكـتسـبتْ بمـرور الزمن شـهـرة وسِـمات العـظـمة مما أهّـلها أنْ تـتبـوّأ مواقـع القـيادة ، ومن أشهـر تلك المراكـز التأريخـية وإلى يومـنا هـذا - وبـدون منازع في مشـرقـنا- بـلـدة ألقـوش .
ألـقـوش ، يعـرفـها القاصي والـداني من مخـتـلف أبناء الشـعـب العـراقي وكـذلك أبناء كـثيرون من شـعـوب دول الجـوار بالإضافة إلى مَن يهـمّه الأمـر في مراكـز عـديـدة مِـن دول العالم . إنّ عُـمـرها الموثــّق يتـجاوز الـ 2700 عام ، وحـين إعـتـنـقـتْ إيمانها المسيحي وبعـد زمن ، كان من الطبـيعي لها أن تـبرز كـشـعـلة كـنسية منيرة متـوهـجة لتـتـبلور فـيها القـيادة الدينية لمئات من السنين في مشرقـنا الممـتـد المساحات . وماذا نقـول في زمن السياسة المبكـر ، إنها كانـت سبّاقة في هـذا النشاط الفـكـري ناهـيك عـن إهـتمام أبنائها بالعـلوم والآداب أيضاً ، والحـقـيقة تـقال إن ألـقـوش هي مـدينة كـل شيئ .
إنَ مـدينة كألقـوش هـذه التي أنجـبتْ ﭘـطاركة ، أساقـفة ، آباءاً ، مـفـكـّرين ، أساتـذة ، أطباءاً ، محامين ، صيادلة ، قادة سـياسـيّـين ، رجال النـخـوة والشـهامة ، أبناء الكـرَم والضـيافة ، هـل نسـتغـرب منها حـين تـنـجـب رجالاً اليوم ، وأيّ رجال ! . إنّ العـمق التأريخـي لألـقـوش يجـعـلها معـبـداً تـنيره شـموعٌ ، فـضاءاً تمـلؤه نجـومٌ ، منجـماً تِـبرٌه ذهـبٌ ، بحـراً مياهه عـميقة ٌ ، وفي عُـمق البحار لآلئ تـكـمن بين أصـداف المحار . اليوم إنـبـثـق من ألقـوش زمُـرّدٌ ، لـؤلـؤة ، جـوهـرة ، إنه المطـران ( أميل نـونا ) . ألف تهـنـئة لمطرانـنا الجـديـد في موصل الحـدباء ومباركة لك قـبّـعـتـك الحـمراء ، فـخـرٌ للشـعـب المسيحي ولألقـوش الشمّاء .
سـيّـدنا العـزيـز أميل : عـمرٌ مـديـدٌ لك وعِِـش سـعـيـداً في أبرشـيّـتـك ، صـليـبك دليلك تـقـتـفي آثار الجـلجـلة بـصولجانك ، فـهـل أوفى قـلمنا حـقـك ؟.



446
نحـن الكـلـدان
أصـيلة مشاعـرنا في الماضي والآن
وفي القادم من الأزمان

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / عَـبر البحار
أتـذكــّر إجـتماعاً للهـيئة التـدريسية في ثانوية القادسيّـتين / بغـداد عام 1979 بحـثـنا خـلاله قـضية طالب من الإتحاد الوطـني البعـثي كان يستحـق الفـصل من المدرسة وفـقاً لقانون المدارس الثانوية بسبـب تجاوزه عـلى مـدرّس داخـل الصف ، وكـنا نعـلم أنّ الطالب سـوف لن يُـفـصَل لأنه قـويّ الظهر مُسـلـّح الموقع . إبتـدأ المدير في شرح تفاصيل الحادث ثم قال : نحـن تربَـويّـون وعـلينا إحـتـضان الطالب كي لا يتسـكـّع في الشوارع ! فـما رأيكـم إخـواني المدرسين ؟ فـعَـمَّ السـكـوت بـينـنا . فـقال المـدير بقـهـقـهة مصـطـنعة : إنّ سـكـوتـكـم دليل عـلى رضاكـم أليس كـذلك ؟ فـكان السكوت أيضاً ، وهـنا أعـقـبْـتُ عـلى كـلامه وقـلتُ له : ليس السكـوت دليلاً عـلى الرضى دائماً وإنما قـد يكـون مؤشـراً عـلى التـذمّـر أيضاً ، فـقال : ماذا تقـصـد ؟ قـلتُ : أقـصد الذي قـلـتــُه ، وفي الخـتام لم يُـفـصل الطالب .
لقـد كان أكـثر العـراقـيّـين منـتـمين بالقـسائم إلى الحـكـومة السابقة الغاشمة ، لماذا ؟ لأنّ حـياتـَهم كانـت أسـيرة بـيـد الذئب الوحـشيٌّ حاكـمها ، فـما الذي كانوا سـيقـطـفـونه وهُـم عُـزّل لو صارعـوا نموراً في الغابة لا رحـمة في أنيابها ؟ أو إذا نطحـوا صخـوراً حادة حـوافــَّها ؟ .  
– كان من بـين المرتبطين بـدوائر العـراق السابق عـددٌ قـليل من المستقـلين طيلة خـمس وثـلاثـين سنة ـــ ولكـن الذي جـعـل غالبـية شعـبنا لابل جـميعـهم يكـتبون بخـط أيـديهم العـبارة الكاذبة ( سائـر في خـط الحـزب والثـورة ) ! حـينما كان يُـطـلـَب مِنهم مراراً الإفـصاح عـن موقـفِهم ، هـو خـوفـهم عـلى حـياتهم ممّن يُحارب رغـيف خـبزهم ويُـهـدَّد مصير أسَـرهم بقـطع شـريان الدم عـن أكـبادهم ، فـيضـطر الجـسـد الضعـيف (ﭼـفـيان شـر) إلى الرضوخ دون قـيـد أو شرط والقـبول بما يُـملى ويُـفـرض عـليهم ، إسعافاً لحـياة أبنائـهم وأحـفادهم . وهـكـذا كانـت نـتائج خـزعـبلات الإنـتخابات والإستـفـتاءات في كـل مرة تـتـجاوز الـ 100% لصالح القائـد الضرورة والضرورات . وعـليه فإن تلك النـتائج لم تـكن هي ولا أمثالـُها اللاحـقات مؤشـِّـراً عـلى صدق الميول وحـرية الإخـتيارات وإنما تـدلّ عـلى كـوابـيس خـلف الكـواليس ورفـض مكـْـتوم في دواخـل النفـوس . نعـم ، نعـلم أنْ ليس بالخـبز وحـده يحيا الإنسان ، ولكـن الخـبزَ هـو أحـدُ مقـوّمات إستمرار الحـياة ، تلك كانـت بعـضاً مِن أسباب نـتائج كـثير من الإنـتخابات .  
ومع التحـفــّظ عـلى الفـقـرة التالية : } قـرأتُ كـتابة عـلى واجهة مجـلة الصياد اللبنانية في أحـد أعـدادها في سـنة من سبعـينات القـرن الماضي العـبارة : إذا كانـت البطن جائعة فـهي لا تعـرف معـنى الوطنية ، كـما سمعـتُ خـطاباً لأنور السادات وهـو يقـول : حـينما يـُحاصَر الإنسان فـقـد يضـطـرُّ – ليس فـقـط إلى تغـيـير خـطـطه وإنما – إلى تغـيـير مبادئه أيضاً { ، أقـول : إنّ لضرورات الحـياة أحـكام .
لـقـد كـتبَ أدباؤنا الكـلـدان قـبل أيام وأيام من الزمان ، مقالات بليغة ومحاضرات قـيّمة إستـنـهـضَتْ الأحاسيس والوجـدان ، وألهـبَتْ مشاعـر الأهـل وأُفـحَـمتْ الخـلان بالمنطـق بالكـيل بالميزان ، لا مِن أجـل التباكي عـلى أصوات مغـلوبيّ الأمـر أو إنـتـقاد الجـيران ، بل لكي تـضع نصبَ العَـينـَين أموراً كـثيرة في الحـسبان ، فالـدهـْـر يوم ويومان .
فـنحـن في الألفـيّة الثالثة الغـزيرة بالمستجَـدات ( التكـنولوجـية والفـلسفات ) نعـرف أنّ نــُظــُماً وأفـكاراً وقِـيَماً ومفاهـيمَ وممارسات ، طرأتْ وصارت واقـعاً ملموساً في حـياتـنا اليومية بالذات ، وستـشـهـد الساحة العالمية تغـيُّـرات ومتغـيِّرات ونحـن العـنصر البشريّ الواعي والمتـفـهّـم نـدرك أنّ عـلينا مُـواكـبة العـصر بروح متـفـَـتــّحة ، نقــُرّ بما لـَـنا وما عـلينا والشراكة في الحـياة هاجـسـنا عـلامة للتآخي والسلام في داخـلنا ، وديمومة للأواصر الإنسانية التي تربطـنا . وهـذا لا يمنعـنا مِن بناء دار تــُقـيم فـيه أسرتـنا مجاورة ليس فـقـط لأخـينا بل لهـذا إبن عـّـمّنا وذاك جارنا ، وتلك خالتـنا وكل معارفـنا ، أليست الأرضُ أرضَ الله واسعة لجـميعـنا ؟  
فـنحـن الكـلـدان شريحة عـريقة في الجـسم البشريّ جـسمنا ، نمتـدّ في أعـماق الدهـور وإلى الحاضر مِن أيامنا ، شـعـورنا كيانـنا ، واقـعـنا إسمنا ، تأريخـنا تراثـنا ، أرضنا آباؤنا ، واليوم ريشـتـنا تكـتب أحاسيسَـنا ، وترسم أفـكارنا صُـوَراً تــُـنشـَر أمام الملأ حـولـنا ، وتـبعـث بإشعاعاتـنا نوراً يضيء غـياهـب الظـلمة عـنـد مَن لا يعـرفـنا ولكـن ( وكما ذكـرتُ في مناسبة سابقة ) ليس بناءَ برج بابل ثانية في ذهـنـنا ، ولا التخـطيط لسبْي بابليّ آخـر هـدفـنا ، وإنما الإعـتـزاز بـوجـودنا غايتـنا ، والحـفاظ عـلى (مَن نحـن) وردة ، زنبقة أو أقـحـواناً يـضيف عـطراً إلى أجـوائـنا وزينة في حـديقة الأقـوام البشرية بـينـنا .
أيها الخـلان : مَن نحـن ومَن أنـتم ؟ إنـكم تسكـنون في داخـل قـلوبنا وليس جـمْعُ الأعـداد وطرحُها أسـلوبَـنا ، فـهل لـديكـم عـنـد حافة ضميركم مكان لنا ، كي نصبح مُستــَوحِـدين وَحـدَويّـين موَحِّـدين فـتقـبلونـنا ؟ إنـنا في هـذا كـلامِنا ، لسنا نستجـدي أحـداً بل إنه رجاؤنا ، ولن نطأطئ رأسَـنا بل إنه شموخـُـنا ، ولا نشعـر بالهَـوان أو التعالي بل كـلنا قـوة لجـميعـنا ، ولنـتــّعِـظ مِن أقـوال مسيحِـنا : مَن ينكـر إسمي أمام هـؤلاء مِن أبنائـنا ، سأنكـر وجـوده أمام الآب في سمائـنا ، وهـكـذا نحـن لنا مبـدؤنا كما قاله ربّـنا ، في السماء كـنا أم عـلى سطوح أرضـنا ، فإن كان هـذا خــَيار مَن نحـبّـهم ، سنـترك لهـم خـَيارَهـم ونملك الحـرية في التعـبـير عـن آرائـنا ، ويـبقى الكـلـدان راية خـفاقة تـَرفـعُ إسـمَـنا ، في العـراق ، عَـبر البحار والأجـواء أو أينما حَـلّ جـسُمنا وروحُـنا .
البعـض لم يَـطــّـلع عـلى البليغ من العـبارات وَهُـمْ يحـتـلون المقاعـد الأمامية في القـيادات ، ولم يُـتيحـوا لأنفـسهم فـرصة التعـرف عـلى معاني كـثير من المصطلحات ، ولشـدّة مشاعـرهم القـومية الذائبة بالولاء لأصحاب السيادات ، باتوا لا يميّـزون بـين المـذاهـب والقـوميات ، والأنـكى مِن ذلك ينغـلقـون عـلى أنفـسهم ولا ينـوَوْنَ تـَعـَـلـُّم بضعة كـلمات . فـقـد كـتبتُ يوماً إلى رفـيق يـطـفو بجـسمه عـلى سطح البحـيرات بنجّادة القـناني الفارغات ، وإسمه ( جـميل ) بلـُغـتِـنا وقـلتُ له بالعـربـية العامّية والفـصحى هـذه الفـقـرات :
1 ـ إرجَـعْ شْـوَيّـا لِـوَرا ، و شوف بكـتاب الـ حُـضـْرا ، اللي يقــْرو بكـلّ الكنائس المشرقـية وكـنيستـكْ الموقـرة ، صفـحة 364 النشيـد التاسعْ مالْ يوم الجـمعة لـْـعَـصرْ ، اللي مْألــّـفـيه بالقـرن الرابع الميلادي يَعـْـني سنة 300 + شْوَيّا ، وْ أقـرأ -  قالا دْ تـشْـعا دْ رَمْشا د عـْـروتا ـ  البـيتْ الأوّل يـﮔـولْ : هالينْ كُـلـْهـينْ ﮔــْـدَشْـلــَنْ وْلا طــْعـيلــَنْ ...... وْ البـيتْ التاسع يـﮔول : إيرَمرْمَخْ مارْ مَـلـْكا.... تــْهَـرْ كـَـلــْـذاييه كـَـذ قــَـيْمينْ .... ( إنــْبَهَـرَ الكـلـدانيّون حـين قاموا.... ) . وصاحـبنا لم يسأل أسياده مَن هم هـؤلاء الـكـلـدانيّـون ؟ ولم يسأل نفـسَه لماذا ذ ُكِـر إسم الكـلـدان ولم يُـذكـَر غـيره ؟ هـذا في القـرن الرابع الميلادي حـيث لا سولاقا ولا كاثوليك ولا البابا أوجـين أو غـيره ، بل كـنيسة المشرق ومؤمنيها الـذين إنبـهـروا مِن قـسوة منـظر شـُهـَداء المسيح يومذاك !.
ملاحـظة : أطـلب بشُكـر وإمتـنان مِمَّـن له تـفـسير لهـذا الـنـَص ويلغي إسم الشعـب الكـلـداني كـأمّة في التأريخ وكـمؤمنين في كـنيسة المشرق العـظيمة أنْ يأتـنا به ولا يـبـخـل عـلينا .  
2 ـ الخـتم الشخـصي لـ مار شـمعـون النـسطوري (( مْـحـيلا شمعـون ﭘـَـطــْرَك دْ كـَـلـْـدايـيه )) ! تــُرى هـل كان الـﭘـَـطــْرَك مار شمعـون مزدوج المـذهـب يجـمع بـين المذهـب الكـلـدانيّ - حـسب تـفـسير البعـض - مع مذهـبه النسطوري الحـقـيقي في آن واحـد ؟ وليسأل كل قارئ نفـسه : لأية جـماعة من المؤمنين كان شـمعـون بطريركاً ؟ ولا تـنسوا أنّ الخـتم يتـضـمّن كـلمة ( كـَـلـْـدايـيه ) وهي إشارة إلى جـمع لشـَعـب ، وليس ( كـلـدايا ) للمفـرد المادّي أو المعـنوي ، وهـل نحـتاج إلى جـهـد ذهـني لفـهـمها وتحـليلها ؟ إنها كـلمات بسيطة سَـلِسة يسهـل إدراكـها . فـلـَو كانـت معادلة كـيمياوية كـنا نوازن طرفــّيها ، أم معادلة جـبريّة من الدرجة الثانية نوجـد جـذرَيها .
3 ـ نــُشِر مقال في مَجَـلـة / SYDNEY Assyrian Academic Society- 1992 كـتـبَه البروفـيسور عـبـيـد أسـتاذ الشرقـيات بجامعة سدني ، يَـذكـُرُ فـيه قائـمة بأسماء مطارنة ، أحـدهم إسمه ﮔـورﮔـيس كان قـد أ ُرسِل سنة 1490 م إلى النساطرة الكـلـدان ! أليست تلك السنة قـبل سولاقا ؟ فـمَن كان أولـئـك الكـلـدان ؟ لا  ، و ﭼـْماله نساطـرة ! .  
 4 ـ مِن هـذا الرابـط : http://www.st-adday.com/HTML/Chaldean Church/Relationship with The Holy See.htm    
أقـتـطـعُ مقـطعاً للإطــّلاع : (( في سنة 1445 عـندما إقـتـنع المطران المشرقي في قـبرص بإنحراف التعاليم النسطورية أرسل صورة إيمانه إلى البابا مطلقا عـلى نفـسه لقـب مطران الكـلدان . وقـد أجابه البابا بكـتاب يمنع فـيه إطلاق لقـب نساطرة عـلى كلدان قـبرص... فـكانت تلك هي المرة الأولى التي يطلق فـيها لقـب الكـلدان عـلى مسيحـيي كـنيسة المشرق المتحـدين بالكـرسي الرسولي )) . إذاً فـنساطـرة قـبرص و مسيحـيي كـنيسة المشرق كان إسمهـم كـلـداناً قـبل الإرتباط بالفاتيكان .
 5 ـ ثم ما رأيكـم بـمبـدأ : الأسـبقـية لِـمَن كان في الساحة منـذ عام 625 ق . م . وبقي في الصورة إلى سـنة 539 ق . م . حـين تـنحّى عـن الساحة ولكـن إسمه بقي متلألئاً متميّـزاً ؟
لكـن الرفـيق الموقـر جـميل لم يُـجــِبْ عـلى تساؤلاتي ، ربما تـرفــّعاً منه فلا يليق به النـزول إلى مستوى بساطة أسـئـلتي ، أو تهَـرّباً فـتجـنــّب المنازلة بالكلام المنطـقيّ في ساحـتي ، دام هـو وللجـميع تحـيّـتي ، ونحـن الكـلـدانيّـون معـكم يا إخـوتي .









447
الشماس : جـيمس إيشا برجـم الموقــّر/ للعِـلـم فـقـط
مايكـل سـيـبي / عَـبر البحار
قـرأتُ مقالك الذي كـتـبْـتــَه حـضرتــُـك عـن سيادة المطران سـرهـد جـمّـو في الرابـط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,351472.0.html
ولستُ بشأن الإعـتراض عـليـك وإنما أودّ أن أؤكــّـد لك بثـقة تامّـة وأقـول : أن جـماعة يُـسَـمّـون أنفـسَـهم مسيحـيّـين كانوا قـد أعـطوا لي عام 1997 في أستراليا نسـخة من الكـتاب المقـدس تشـبه صورتــَه كالذي وضـعـتَ أنـتَ صورتــَه في مقالِك ( ولكـن بـدون إسم بطركـنا ) . وأنّ الصفـحة الأولى مكـتوب فـيها مقـدمة تـقـول أن هـذه النسخة هي مترجـمة مِن قِـبَـل إخـتـصاصيّـين من مخـتلف المذاهـب ( الكاثوليكـية والأورثوذوكـسية والإنجـيلية ) . ولكـنـني لما قـرأتــُها بإمعان تبـيّـن لديّ أنّ فـيها تـزويراً واضحاً في النصوص والأسماء ، وأنّ آيات عـديـدة قـد حُـذفــَتْ وعـلِـمـتُ ذلك مِن عـدم إستـقامة المعـنى . وكـان بـودّي أن أذكـر لك شيئاً مفـصّـلاً عـن ذلك ولكـنـني مع كل الأسف فـقـد رمَـيتُ ذلك الكـتاب (( اللامقـدّس )) في سلة النفايات وأخـذ مجـراه في حـينها إلى الحـرق . ليس لـديّ أيّ تعـليق أكـثـر مِن هـذا التـنـبـيه مع خالص إعـتـزازي بـكَ .   

448
أبونا
القـديس ألبـير أبونا

كـتابة : مايكل سيـبي / عـبر البحار

يا أبونـــــــــــــا
مَن ذا الذي يوقـظـــــنا
صوت ناقـوس أخـْمَدَه الصدأ  
أم صوت مزمار يزمّـر في الفـنا
يرتـدّ صَــــــــداه الصادح مِن بابنا
نحـن مسيحـيّـو شرقــــــــــــــــــــنا
أكـثرُنا ننافـق في حـضرة قـدواتـِنا
************
يا أبونـــــــــا
 لا نظـلم الجـميعَ بل بعــضِــهم في قــَولِنا  
أصنامُهـم دولارنا ، صكـوكهــــــم غـفـران لنا
أليسوا يـبـيعـون صَـلاتـهم في السـوق بـيت ربّـنا  
آراؤهم حِـوارهم جـوهـرهم  ليس فـيه غـير الـ أنا
إنْ أخـطأوا في مقال صـــــــــــار الخـطأ نهـجَـنا
إنْ بُـحـنا لهم بالخـبَــر اليـقـين مِن جُـهَـيــنة
زمْجَـروا فــــــــــــــــــــــــــي وجـوهـنا
 إنْ قـلنا بالحـقـيقة خارج عِـلـْمِهم
 تـنكـَّـــــــــــــــــــــــــــــروا لجَـهْـلهم
 فـعَـوّضوه بالبــــــــــــاطل بالكـذب لنا
إنـحـدروا وإنحـدرنا وهـذا هـو قـدَرُنا  
فإن كـنـّــــــــــا نقـبل فـيما بـينـنا
لا نعي حـقَّ قــَـــــــــــــــدْرنا
لا أســـــف    لا أســـــف
هـذا هـو إستحـقـاقـنا
************
يا أبونـــــــــا
مشرقـنا ، عـراقـنا والكـلـدانيّ شعـبُـنا
مسيحـنا قـدوتـنا فــــــــــي أعـماق قـلوبنا
قادتـنا رموزنا الآنَ أم في الماضي من أيامنا
 هــذا هـو واقـعـنا
 نـهـِبُ لهـم طاعـتـنا
نـُخـفِـض لهـم جـفـونـنا
نـطأطئ رؤوســــــــــــــــنا
 إحـتراماً ، تواضـــــــــــــــــعاً
  سـذاجة إنْ شـئـتـَها في وصـفـنا
  سـيّان اليومَ أم فـي الغابر من زمانـنا
************
يا أبونـــــــــا
كـيف نجازي ربّـــــــــــــنا وهـو عـلى صـليـبه
تألـّم المسمار في جـسده والخـشب ترنـّح تحـت ثـقـله
فإصطـبغ رأسُه وكـَـفـُّه وقـدمُه ! بأحـمر الألوان مِن آلامه
وصاحِـب القــُبلة في بستانه والقِـطـَعُ الثلاثون في قـبضـتــــــه
يغـدر بالخـبز بالماء بالهـيكـل الحـــــــــــــــــــيِّ بالمخـلــّص ربِّه
إسـتـَرخـَص الدم الزكيّ مِن أجـلنا ، أ بالفـضة البيضاء نسـتـبـدله
ها إنهم قـد إشـتروا عـمارة أو ذهـباً أو مبلغاً في المصرف بـدمه
ها إنهم قـد عـوّضوا آلامه وحــــــــــــــزمة الشـوك تحـزّ رأسه
بحـزمة من شـُعَـيرات لحـية أنيقة تخـدع الناس تحـت إسمه  
************
يا أبونـــــــــا
أين هـو السامريّ الذي تريــدُه
 مَن ذا الذي مِن نومـــــه يوقـظه
ستــَـتـعَـبُ و تــَتـعَـبُ ثـمَّ  تــُـتـعَـبُ
حـتى إذا وجَـدتَ يومــاً غـيرَهُ بـديلـَه
 لن يكـون مَـثيـلـَه ، وأنـتَ إنْ سـألتــَه
أين هـو صليـبه !
يُجـيبُ عـن سؤالك بأنها تبعـثرتْ أجـزاؤه
لم يـبق منها ما عـدا عـكـّــــــــــــازه
يلتحـف الأخــــــــضرَ مِن أوراقه
يزدوج السَّــــيِّـدانُ في يـده
لا ، ولن يخــــــدم ربَّه  
فـ تارة عـكـّازه يرفـــــــعـه
في ليلة بـدريّة ترفـرف أوراقه
 بهالة منيرة يُـحـيـطـــُـــــــــــــــه
فـيــنــْـصُب بالجــــــــــرِّ مَن يرغـبُه
و تارة أخـرى يُـلـَــــــــوِّح في نهاره
والأرقـــــــــــــــــــــــــم تحـت إبطه
فـيجـزم المرفـوع حـتى ســـكـونه
والعـسل في الطـرَف من لسانه
 فـنكـشـف مأربــــَـــــــــــــه  
نحـن هـنا تـفـتــّحَـتْ عــيـونـنا
 باللبن بالتيزاب بالبركــــــان أحَـرّه
************
يا أبونـــــــــا
لا يخـجـل من قـوله
حـين صاحَ أحـدهم في داره
هاتوا لنا – أولادكــــــــــــــــــم -
حـتى إذا أحـدهـم كان مَسٌّ في رأســه
نرسمه راعي لكم وإسمه في القـرعة نضيفه
ولما تـشـــْـــــــــــــــــــــــــــــــــتـدّ الوغى
سـترجـح كـفــّـتــُـنا والأثـقـل نــَـصرعـه
هـذا هـو واقـعـنا يا أبونــــــــــــــا
فإعـْرفــْه إنْ كـنـتَ لا تعـرفه
لابـدّك تعـرفـــــــــــــــه
************  
يا أبونـــــــــا
قـصورهـــــم لا تـُشـترى
وربُّـهم ليس له مخـَـدَّة فـوق الثرى
أنوفـهم فـوق السماء رداؤهم من الفـراء
وربُّهم يملؤه التواضـــــــــعُ جـوّالٌ بـين القـرى
ثروتهم أرقامها مجـهولة ، أسرارها عـنـدَ مَن درى!
وربُّهم في البريّة في شــــــــقاء لم يفـكـّر في الثراء
تراهـم هُـم يُـجَـرّبـــــــــــــــــون أبليـسَ في الخـفاء
وربُّهـم جـرّبَـه الإبليسُ خائباً في البريّة في العـراء
قـد زاغـوا عـن طريـقـهم ورجــــــعـوا إلى الوراء
وماتوا في حـياتهم عـنـد بـِئرهـِم دون إرتـــــواء
والمعـلـّم الأعـظم حـقٌّ وطريق وينبوع الحـياة
نحـن نـكـُـنــُّهُ له كـل الولاء والوفـــــــاء
***********
يا أبونـــــــــا
تراه كل يوم يقـرأ في كتابه
كأنـّه مكـلـّـفٌ بالإجـرة في شغـله
يكـدِّس جـهــــــــــــــــــــده في رصيـده  
فإن تجـرّأتَ يومـــــــــــــــــــــــــــاً وسألتــَه
قال لك : مَن يعـمل في المـذبح يأكـل مِن مـذبحه
( نحـن عـملنا وشَـقــَينا ولم نـثـقـل عـلى أحـد )
 كـلام بولـص القـدوة والرســـــــــول لا يـذكـره
. وقـول ربّه إلهه :
 ( أخـذتم مجاناً وأعـطـوا مجاناً ) لن يقـوله
إذا مَـلّ مِن ســـــــــــــــــاعاته في مكـتبه
يعـوّض ذلك - بعـيــــداً - في سهـرته
وإذا ســــيّـدُه ( إلى أين ؟) يسأله  
قال له :
تلك أيام الإلتـزام قـديمة فـقـد مضتْ
فـنحـن أولاد اليوم وغـده وبعـدِه
************
يا أبونـــــــــا
نام راعـيـنا فـــــــــــــــــــي واديه وإحـتـلم
وخِـرافــُهِ التسعـين والتسعة ضاعـوا في القـمم
إلاّ  واحـداً في الـــــــــــــــــــــوادي كان قـد توهّـم
ولما قـيل للراعــــــــــــــــــــــي أين القـطيع يا زلم ؟
قال : يكـفـينا الواحـد ولن أبحـثَ عـن الباقـينَ بعـد اليوم
***********
يا أبونـــــــــا
أمينة نظرتك ، مثيرة آراؤك
حـزينة صرخـَـتـُك ، كـبـيرة هي الأحـداث في وصـفـك
لكـنــــــــــــــــــك
لِـمَـن  تــُوجّـهُ دعـوَتـك ؟
الـ لاويّ لا ينـصت لنـــدائك
لا أحـد يريـد أن يَسْـــــــــــمَعـك
الصمم أصابهـــــــــــــم في مطـلبـك
إنـهم أموات يمشـون الهـوينا في دروبك
************
يا أبونـــــــــا
إنّ بعـضـنا وجـميعــــــــــــــــنا نعـرف الحـق ونحـرفه
إنْ كان جُـبناً ، تملـّـقاً ، رأس نعامة أو غـيره ، لا أعـرفـه
ولكـني أقـولها إن هـؤلاءَ في إنـتـظار مَن مِثـلنا بجُــــرأة يعـلنه
فـهـل تريـد مني المزيـد كي أكـتبه ! إنـني مشـغـول بواجـبات غـيره
إنـتـظرني .............................................. فإنّ لـديّ الكـثير لأقـوله
************

449
سلام وتهـنـئة لحَـمَـلـَة القـلم مِن أبناء أمتـنا الكـلـدانية
بقـلم : مايكل سيبي / عـَـبر البحار
سلام وتهـنئة لكـُـتــّابنا وأدبائـنا ومثـقـفـينا أبناء أمتـنا الكـلـدانية المجـيـدة وأنـتم تـضعـون الصخـرة التي يقـف عـليها بشموخ كـل كاتب ، شاعـر ، أديـب ، مفـكــّر ومثـقـف كـلـداني أصيل لينطلق بإشعاعاته الفـكـرية عـبر القـلم و يُـنير الطريق أمام شعـبنا عـلى أرضنا الوطـنية وللبشرية في العالم أجـمع . إنـكم حـقاً طلائع قـوميّـتـنا ونحـن معـكم تـنبض قـلوبنا سوية إفـتخاراً وإبتهاجاً بهـذه المؤسّسة الأدبـية المتلألئة وهي تجـمع بـين ثـناياها خـيرة الأقـلام الجـيّاشة بمشاعـرها الملتهـبة حـباً وشوقاً بأحاسـيسها لإعلان شعـلة شعـبنا الكـلـداني وضّاءة بـين الشعـوب .
إنّ مَهامّاً جـسيمة سـتكـون ملقاة عـلى عاتـقـكم في هـذه الأيام العاصفة من حـقـبتـنا الزمنية التي نحـياها وأمتـنا الكـلـدانية تـتعـرّض إلى شتى الوسائل الرخـيصة المعـروضة منها أوالمنسوجة خـلف الكـواليس لتهـميشها بهـدف إلغائها والتي إنْ دلـّتْ هـذه الوسائل عـلى شيء إنما تـدل عـلى رخـص مبتـكـريها وخساسة المخـطـّطين لها في الدهاليز الداكـنة . إنّ ما يفـرضه الواقـع عـلى كـُـتــّابنا اليوم هـو بناء الإنسان الكـلـداني من داخـله ليكـون صـلـداً صامـداً أمام العـواصف الهائجة يتحـدّاها بعَـينـَين منفـتحـتــَين وعـقـل نـَـيّـر وقـلب مفـعـم بالإيمان . إنّ الشعـور القـومي لأبناء أمتـنا كامن في ضمائرهـم وهـو طاقة مخـزونة في عـروقـهم ، يتطـلب من كـُـتــّابنا ومنـّا جـميعـنا إستـنهاضه وصقـله ورفـعه وتفـعـيله فـهـو كيانـُـنا وهـويـتـنا ووجـودنا بـين الأمم .
إن قـمحَـنا الناصع البـياض نريـده صافياً لا يشـوّهه زؤاناً ومشربنا الرائـق نريـده شفافاً لا تعَـكــّره شائبة ومسارنا في الحـياة نريـده صلِـباً في مبادئه وإنسيابـياً مرناً في تعامله مع الغـير ومستقـيماً لا تــُحـرفه الذيول المهـتـزة . إنّ ما عـنـدنا مكشوف للملأ وليس مخـفـيّاً خـلف أبواب موصـدة ، وصوتـنا يـدَوّي عـلناً في الساحات وليس يهـمس خـلف الحـيطان .
تأريخـنا ، لغـتـنا ، تراثـنا ، آثارنا وتقاليـدنا معـروفة كـلها ومكـتوبة لمَـن لا يعـرفـها فـلا نــُلـَـوّح بها يومياً ولكـنـنا نستعـين بها محـفــّـزاً لنا لبثّ الحـماس وإستـنهاض الهِـمَم فـينا تارة ، وتارة أخـرى ليكـون دليلاً للجاهـلين غـيرنا والتائهـين الذين لا يعـرفـونـنا . فالكـلـدانيون قـبل آلآف السنين يومَ لم تـكـن رسالة الرب السماوية قـد وصـَـلـَتْ بعـد ، لم يقـبلوا بالفـراغ الزمني ولا باللاوجـود العـشوائي ولكـن عـبقـريّـتهم دفـعـتهـم إلى تأويل إرتباط حـياتهم بما حَـولـَهـم بقـوى مجـهـولة فإخـتـلقـوا لأنفـسهم آلهة جـبارة في قـدرتها سامية في معانيها منطقـية في هـويّـتها فـنــَسَـبوا كل مظاهـر الكـَون إليها ، وإن هـذه الذهـنية المتوقـدة ذكاءاً فـتحـتْ أمامهـم آفاقاً واسعة قادتـْهم إلى إكـتـشاف أسرار الطبـيعة في عـلم الفـلك وقـوانينه مثلاً ، إلاّ أنَ بعـض السُـذ ّج والبُسطاء راحـوا يصِفـونهم بالمنجّـمين وهـم يعـرفـون الحـقـيقة ولكـن نور الشمس الباهـر قـد أعـماهم . ولما جاءت رسالة ربنا يسوع المسيح كانوا أهـلاً لها وإسـتساغـوها دون عـناء ، فـكانـت الأمل الذي ملأ هاجـسهـم الفـطري وإعـتـنقـوها رغـبة ومحـبة وإيماناً . اليوم ، الكـلـدانيّون مفـعـمون بالإيمان بالرب يسوع ، فـهـو نبراسهـم وطريقـهم وحـياتهم وكـفـَـته ترجـح عـلى أية كـفة أخـرى وطـموحـهم الأبـدي هـو الحـياة الأبـدية وكـل الإعـتبارات الأخـرى تـتلاشى إزاءها ، إلاّ أنّ متـطلبات الحـياة عـلى الأرض لها شأن آخـر ومقايـيس أخـرى لابـدّ من إحـتسابها والتعامل معـها لأنـنا نعـيشها وهي التي تجـعـلنا نعـتز بما عـنـدنا وعـنـد أجـدادنا .
ولابـد مرة أخـرى من وقـفة إجلال وإكـرام للرجال الرجال مؤسّـسي إتحادنا ( الإتحاد العالمي للكـتـّاب والأدباء الكـلـدان ) الذين يـبعـثون النشوة في نفـوسـنا اليوم ، والأمل في مستـقـبلنا غـداً . إنهم فـريق عـمل متجانس في أفـكاره ومتآلف في مشاعـره متحـمّس في أدائه فـفـيهم الأقـلام الشابة المَـبريّة حـديثاً نحـتاجـها في مقـدمة المواكـب لخـطـها الرفـيع ، وبـينهـم الأقـلام التي جـرّبتْ الكـتابة وإخـتبرتــْها نحـتاجـها خـميرة للحـياة ، فـليـباركـهم الرب جـميعاً.               

450
المنطق أقـوى من التصويت أيها الموقـرون القادة الأكـراد
بقـلم : مايكـل سيـبي / عَـبر البحار
الديمقـراطية هي حـكـم الشعـب بما يخـدم الشعـب وليس بما يهـضم حـقـوق الشعـب .
ليست الشعـوب آلات للإستخـدام كـما ليست صناديق فارغة للتعـبئة .
إنّ الشعـوبَ بشرٌ ومشاعـر وأفـكار وقِـيَـمٌ وتاريخ وتراث وقـوة وإعـتـزاز بالذات .

في عام 1978 نــُـقـِـلتُ من الكـوت إلى بغـداد وكان من السياقات الإدارية أنْ يملأ المدير صفـحة في سجـل المـدرسين خاصة بالمـدرس الملتحـق حـديثاً بالمـدرسة ، وكان حـقـل القـومية واحـداً من بـين حـقـول تلك الصفـحة . سألني حـضرته عـن قـوميتي فأجـبتــُه : الكـلـدانية ، فـقال : ( شـنو كـلـدانية ؟ ) فأردفـتُ : أنا قـوميتي كـلـدانية ، فسألني مستفـسراً بإستغـراب : ( منو هـُمـّه هـذوله الكـلـدان ؟ ) فـقـلتُ له : أستاذ ! أنـت عـراقي ومـدير مـدرسة ومُطــَّـلِع ثـقافـياً ، ألا تـتـذكــَّر ما الذي درسناه في دراستـنا الإبتـدائية والمتوسطة عـن تاريخ العـراق القـديم ! ألـَمْ يـبقَ في بالك شيئاً عـمّا قـرأتــَه عـن حـضارة الكـلـدانيـّين والآشوريّـين ! هـل نسَيتَ معـلوماتك عـن السومريّـين والأكـديّـين والبابليّـين ؟ آثار بابل ونينوى والحـضر والزقـورة ؟ فـردَّ عـليّ قائلاً : ( والله آني ما أعـرف غـير العـرب والأكـراد ) . فـقـلتُ له : أستاذ ، إنْ كــُـنـتَ تسألني عـن قـوميّـتي فأنا كـلـداني وإنْ كـنـتَ تريـد أن تكـتب ما يروق لك ، فـلماذا تسألني ، أنـتَ حـر واكـتب الذي تريـده دون أن تسألني ! وتركـتــُه دون أن أعـرف ما الذي كـتبـَه .
وفي عام 1981 شاءتْ الضرورة أن أقابل وزير التربـية آنـذاك عـبـد الجـبار عـبـد المـجـيـد ( قـيل أنه كان رئيس نقابات العـمال سابقاً ) ، مع خـمسة مـدرسين آخـرين كـلٌ له موضوعه الخاص به . وفي عَـرض ٍ لشكـوى أحـدهم قال للوزير : أنا مـدرس اللغة العـربـية حـصلتُ عـلى مقـعـد دراسي في جامعة لـنـدن لمواصلة دراستي العـليا ، إستوفـيتُ شروط الخـدمة العـسكـرية والأمنية والإدارية وهـيّأتُ بـديلاً لي في المدرسة وأنا جاهـز للسفـر الآن ، إلاّ أن حـضرة المدير ليس يوافـق عـلى تزويـدي بكـتاب الإنـفـكاك من المدرسة . سأله الوزير : وما الذي ستـدرسه هـناك ؟ قال المدرس : والله أستاذ سأخـتار المتوفـر إنْ كانـت اللغة العـربـية نفـسها ، الإنـكـليزية ، الآرامية ، أوالعـبرية . وهـنا إستوقـفه الوزير بلهـجة فــَـضـّة بعـض الشيء دلـَّتْ عـلى إفـتـقاره الواضح إلى الثـقافة العامة وجـموده الفـكـري ، قائلاً : ماكو آرامي وعـبري ، هـذي كـلها عـربـية ! . ولشدة إنـدهاشي من كـلام الوزير الموقـر صرتُ لا أركـّـز ولم أدر ماذا كانـت نـتيجة شكوى المدرس . ولو لم أخـَـفْ في حـينها ، كـنـتُ أكـلـِّمُ السيد الوزير بلغـتي الكـلـدانية ، وإذا سألـني ما هـذه ! كـنـتُ أقـول له : أنا أكـلــِّمك باللغة التي ذكـرتــَها وقـلتَ بأنها عـربـية فـكـيف لستَ تفـهـمني ؟
وفي إجـتماع خاص مع أبناء جاليتـنا في أستراليا قـبل بضع سنوات ، دار نقاش بـينـنا حـول موضوع بـديهي لا يقـبل الخـطأ ولما شعَـر المعـترضون بركاكة رأيهـم طـلبوا التصويت للحـفاظ عـلى ماء الوجه ولتبرير النـتائج ، فـقـلتُ لهـم : وَ لِـمَ التصويت ؟ إنّ منطق الحـقـيقة أقـوى من التصويت الديمقـراطي وليس بحاجة إلى أي نوع من الأصوات قـليلها أو كـثيرها ، فـهل يتـطـلـّب أن نـُصَوّتَ حـول شروق الشمس شرقاً إنْ شـَـكَّ البعـض بذلك مثلاً ؟ وهـل نحـن في حاجة إلى أصوات الأكـثرية لحـسم موقـف كـهـذا ؟
هـذه محـطات بسيطة من أيام الحـياة إتـخـذتــُها كـمقـدمة للمشاركة في الحـديث الجاري خـلال هـذه الأيام من رغـبات ومداخـلات وآراء متفـقة في بعـضها ومتـناقـضة في بعـضها الأ ُخـَر وما آلت إليه في نهاية المطاف فـكانـت رياحاً جـرتْ بما لا يشتهي السَّـفـن عـنـد مراسي البعـض ولكـنها عـنـد غـيرهـم كانـت رسواً بجانب الشواطئ .
نعـم نحـن أولاد آبائنا وأجـدادنا ولكـنـنا لسنا أبناء أيامهـم ، فـلنا يومنا الذي نحـياه الآن مليءٌ بمشاعـر وأحاسيس ومفاهـيم ومقايـيس تخـتلف عـما كانوا عـليه في زمانهـم ، ونحـن في أجـواء وإمكانيات لم تـتوفــّر عـنـدهم إبّان تلك العـهـود القـديمة . اليوم لنا ديمقـراطيـتـنا وحـريّـتـنا وإخـتياراتـنا مع فـضائيّاتـنا والأهـم من كـل ذلك صار لنا منطـقـنا الذي يُـمَـكــِّـنـُـنا من أنْ نضع الرفـيق المقابل تحـت أمر واقـعه بأسلوب مهـذب عـصري لا يمكـنه مغالطـته إذا كان سَـويَّ العـقل ، ولا يرفـضه إذا كان متواضعاً قـوي الشخـصية ، ولا يقـبل أن يوصف بأوصاف سلبية لا تليق به كالمتعـنــّت بموقـفه أوالمنفـرد برأيه أوالمنجـرف وراء أهـوائه . إنّ كـثافـتـنا الكـلـدانية في شمال الوطن مع الأكـراد كانـت في السابق ولا تزال هي واقـعـنا اليوم ، والعـلاقة التاريخـية متأصلة وعـميقة بـينـنا دونما حاجة إلى مزايـدات ، والإقـليم الكـردي صار واقـعاً بعـد نضال شعـبه المرير وليس بحاجة إلى توضيحات ، والكـلـدان معـهم لهـم من الطاقات الكـثير والتي تؤهـلهـم للمساهـمة في تـطوير البلد الإقـليمي أو العـراق كـكل بأفـق واسع ونظرة شاملة تمتـد إلى كل مساحة العـراق ، وعـليه فالإقـصاء والتهـميش أو عـدم إحـترام المشاعـر ، يثبط العـزائم ويخـيـب الآمال ويهـدر الطاقات وفي نهاية المطاف يقـلل من كـفاءة الماكـنة الوطـنية وهـذا لا يرتضيه لنفـسه كل وطني غـيور .
يشعـر الكـلـدانيّون بأنّ قـوميتهم كـلـدانية منـذ عـهـود قـبل الميلاد فهـل يحـق لأحـد أن يَـنـكـُرَ شعـورَهم هـذا ؟ لقـد تعَـرّض موطنهم إلى موجات إحـتلال عـديـدة عـبر التاريخ فـهل تلاشتْ تربتهم ؟ إعـتـنـقـوا المسيحـية ديناً لهـم فـهـل جـرّدتهـم مـن قـوميّـتهـم ؟ شاء النظام السابق أن يحـسبهم مع العـربان ( مع إحـترامنا للعـرب ) فـهل تبخـّرَتْ مشاعـرهم القـومية بجـرّة قـلم الطاغـية ؟
المنطق يقـول إنّ الأكـراد أبناء وطـنـنا ونحـن الكـلـدان أبناء الوطن ذاته الذي يعـيش فـيه العـرب والآثوريّـون والسريان والتركـمان والأرمن واليزيديّـون والصابئة والشبك ، وبهـذا المنطق نفـهم أنـنا إخـوان في الوطن شركاء فـيه بأسهـم متساوية كإستحـقاق الأبناء من أبـيهـم دونما حـساب الأعـمار . وكـل منا يسَمّى بإسمه الذي سُمّيَ به يوم تسجـيله في السجـلات الرسمية ويحـلو له ذلك ، أليس جـميلاً أن نـنادي كـل بإسمه ! إنه سؤال بسيط يجـيـب عـنه المنطق ولا يحـتاج إلى تصويت ديمقـراطي ، شأنه شأن أفـراد الأسرة الواحـدة فـيها سمير وسعـيـد ومنير ولبـيـب ، فإذا كانـت لي حاجة عـنـد لبـيـب مثلاً فـهل أناديه ( سمير سعـيـد منير لبـيـب تعالَ أريـدك ؟ ) فـكـيف بالشعـوب والحالة هـذه ! أليست تجـربة جيكو- سلوفاكيا كافـية لنا ؟ ضـغـط الدكـتاتورُ الشعـبَـين عـلى بعـضهـما ليجـعـل منهـما شعـباً واحـداً وكأنهـما قـطعـتا حـجـر – ولكن بعـد سنين طويلة وأجـيال مُروّضة قـسراً – وحـين زالت القـوة الدكـتاتورية الضاغـطة رجـعـتْ القـطعـتان كما كانـتا أصلاً . إنّ الشعـوب ليست آلات للإستخـدام وليست صناديق فارغة للتعـبئة ، ولكـن الشعـوبَ بشرٌ ومشاعـر وأفـكار وقِـيَـمٌ وتاريخ وتراث وإعـتزاز بالذات .
تــَعـلـَّـمْـنا من غـيرنا من الشعـوب التي تحـترم الإنسان ، كـيف يسألون الشخـص عـن الإسم الذي يريـد أنْ يُـنادى به ، وحـتى معـلمات رياض الأطفال يستفـسِرنَ من أولياء أمورهم عـن الإسم الذي به يُنادون طفـلهم في البـيت كي يستخـدمْـنـَه عـنـد نـدائهـن للطفـل أثـناء وجـوده بـين أصدقائه في الروضة لأن إسمه في محـل إعـتـزاز عـنـده . إنّ الإسم مُـلــْـكُ الشخـص نفـسه ولا يسمح للغـير بتـشويهه . فـهل نحـتاج إلى التصويت الديمقـراطي في قـضية كـهـذه ؟ وعـلى ضوء ذلك تـتسمّى الشعـوب بأسمائها القـومية وتعـتـز بها ولا تسمح بتـشويهـها . وهـنا أودّ أن أعـلـّق مزاحاً وأقـول : هـل يقـبل الأكـراد أن نسميهم - سورهـدينان أو بيهديسوران أو ما شابه ذلك ، مستـنـدين إلى بهـدينان و سوران ؟  
فـيا أيها الإخـوة الأكـراد ، هـل تعـملون بالمنطق الذي لا يقـبل الجـدل أم تـحـكـمون بما سُمّيَ سابقاً - حُـكم قـره قـوش – إرضاءاً لهـذا أو ذاك ؟ نحـن كـلـدان متغـلغـلون في عـمق تاريخ أصيل وآثارنا تـدل عـلينا لمن لا يعـرفـنا ، نعـتـز بما لدينا ليس لإنشاء إمبراطورية جـديـدة ولا لبناء برج بابلي آخـر في الحـلة ولكن لمواصلة الحـياة والمشاركة مع الشعـوب في بناء حـضارة اليوم بالتآخي والسلام مسترشـدين بالقـيم العـصرية . لقـد كـتب الكـثيرون من الإخـوة الكــُـتــّاب الكـلـدان في السياق هـذا وأوفـوا منطقـياً وعـلمياً وجـدلياً والآن جاء دَوركـم لإعـطاء أذناً صاغـية لرفاقـكـم في الحـياة والوطن والإقـليم - كـلٌ حـسب شخـصه - معـتمـدين عـلى المنطق السليم الذي لا يحـتاج إلى جـمع الأصوات أو مناقـشات ، فالديمقـراطية هي حـكـم الشعـب بما يخـدم الشعـب وليس بما يهـضم حـقـوق الشعـب . إنّ التاريخ سيكـتـب أوراقه عـنـكم فأكـتبوا أنـتم مسودّته اليوم ودام الجـميع بخـير .    


451
قِـيَـمٌ تـتـلألأ في بُـؤَر الشـرِّ والظـلام

بقـلم : مايكل سيـبي / عَـبر البحار
إن غـياب الضمير الإنساني في موقـع عـملي السابق مُـتـَمثــِّلاً بتجاهـلِه كـفاءتي وإخـلاصي ، بالإضافة إلى نسج البعـض مِن إداريّـيهِ خـِرَقاً بالية مِن خـلف الكـواليس لحـجـب نور مَن يحـمل بـيـَدَيه الفـوانيس ، بالإضافة إلى سلوكـهم الرخـيص عـلى مسرح العـمل في إبعاد صوت الحـق الذي يزأر ويؤرق ليلـَهـم الخـسيس ، ورغـم مشاعـري الحـميمة الصادقة التي فاقـتْ تمَـلـُّق رفاقَ الأزقــّة والدهاليز ، أقـول إنَّ كـلَّ ذلك دعاني إلى تـَذمََُّري منه وهـجـرهِ بــِخـَياري الحُـرّ في مطلع عام 2008 . ولكـنَّ الشـكـرَ للرب مانح الحـياة الذي فـتح أمامي باباً آخـراً حـين قادتـني الأيام إلى العـمل في إحـدى القارات عَـبر البحار ، فـإستمتـعـتُ بالسياحة الكـثير وعـلـَّـمَـتـْـني الأيام أكـثر وإخـتبرتُ الحـياة الأكـثر ، وهـناك شاءت الصـدفة أن ألتقي بـالبعـض من جـماعات غـير المعـتـدلين في إحـدى الدول من تلك البقاع . وأثـناء أحـد اللقاءات رغـبتُ أن أحـدّثــَهـم بما يجـول في خاطري ويخـتلج في صـدري بطريقة رشيقة سَـلِسة لا تـثيرهـم ، فـكـلـّمْـتــُهم باللغة التي يفـهـمونها بأسلوب إجـتماعيِّ وتربويِّ شَـيّـق كي يستمعـوا إليَّ بإنـتباه وقـلتُ لهـم : أنا كـنتُ من روّاد الأفـلام الهـنـدية في أواخـر الستينات وأوائل السبعـينات من القـرن الماضي ( فـعـلـّق أحـدهم قائلاً : يـبـدو أنك رومانسيٌّ أستاذ ) وأنا لا زلتُ أواصل حـديثي قائلاً : وفي أحـد الأفـلام منها غـنـّى الممثل أغـنية باللغة الإنكـليزية ، تأثــَّرتُ بجـمالية لحـنها وعـمق معانيها فـحـفـظـتــُها فـوراً لبساطة كـلماتها وهي : 
Come shake my hand
And  love  each other
Let us feel happiness
In this world together
This is the only truth
Remember my brother
وهـذه ترجـمتها البسيطة جـداً : تعالَ وصافـحـني ، ولنحـبّ بعـضنا بعـضاً ، دعـنا نشعـر بالسعادة ، في هـذا العالم سـويّة ، هـذه هي الحـقـيقة الوحـيـدة ، تـذَكــَّر يا أخي  . ( فـنادى أحـدهـم من مكانه ممَّن تأثــَّر بها أيضاً وقال برزانة وذكاء الواعي : أستاذ ، لقـد وصَـلــَتْ الرسالة ) . ثم قـلتُ لهـم : الأغـنية إنـتهـتْ ولكـن إسمحـوا لي أن أعَـلـِّقَ عـليها بعـض الشيء .... فــَسادَ السكـوتُ بـينهـم ، ثم أردَفــْتُ : نحـن جـميعـنا خـليقة الله ، خـَـلـَـقــَـنا عـراة في هـذا العالـَم ، فـترعـرعـنا وكـبـِرنا وعـمِلنا وبَـنـَينا وعـمَّـرنا ووَفــَّرنا وأنجَـبْـنا ، ومهـما طالَ عـمْـرُنا فإنـنا كـلنا متجـهـون نحـو خـط نهايتـنا ، وهـناك لن نأخـذ معـنا .......( فـعـلـَّق أحـدهـم وقال : سِوى الكـَـفـَن ) . وأضفـتُ : إنـنا سوف نـترك كل شيء ونغادر هـذه الأرض دون أن نأخـذ معـنا شيئاً مما كـسَـبناه ووفــَّرناه في هـذه الدنيا ، وإخـتصاراً لقـد جـئنا إلى العالـَم عـراة ً ونغادرها عـراة ً . إذاً ، لِـمَ كل هـذا العِـراك ، القـتال ، الصراع ، الـذبح ، الحـقـد ، الكـراهـية ، الإنـتقام ، الإنحـراف ، السرقة ، الإغـتصاب ، الإخـتطاف والسطو في العالـَم ؟ ( فـنادى أحـدهـم من مكانه وقال : أستاذ ، هـل أنـتَ مَسيحِيٌّ ؟ ) . وهـنا بـيت القـصيـد في مقالي ! فـقـلتُ له : نعـم إنـني مسيحيٌّ ( فـقال : يظهر عـليك ذلك ) وأكـملتُ قائلاً : مسيحيٌّ من العـراق والآن أسترالي الجـنسية . ثم خـتمتُ كلاميَ لهـم قائلاً : ثِـقـوا ، وأنـتم تعـلـَمون ، إنَّ كـل مَن عـلى هـذه الأرض فاني ولا يـبقى إلاّ وجـه خالقِها ، وما عـلينا إلاّ أن نـُـبْـقيَ إسمَـنا مرفـوعاً ومتجـسِّداً في أعـمالـنا الجـليلة وذكـرياتـنا الجـميلة .
تـُرى ، ما الذي قـلتـُه لذلك المستمع إلى حـديثي ليكـتشفَ مسيحـيَّـتي ؟ لـَمْ يكـن يعـرف إسمي ، ولا معـتقـدي ولم أذكـر له شيئاً مِن الإنجـيل أو آياته ، ولا قـدّيسيه المؤمنين به أو رُسُـلِه ، ولم أصف له الـدير ورُهـبانه . ولكـنـني إخـتــَصَرتُ موعـظة يسوع عـلى الجـبل وتعاليمه ، رسائل بولص الرسول وأفـكاره ، نـذور الراهـب وصومعـته ، وعـظ الكاهـن وكـنيسته ، الفادي الذي حَـمَـلَ الصـليـب طائعاً قـبل أنْ يحـمله ، وغـفـرانه لأعـدائه ! وكـذلك عَـرَضتُ مسيرة ألفـَين سنة من تاريخ المُـخـَـلــِّص وقـيامته ، الطريق والحـق والحـياة وكـلامه العـذب الذي كـلـَّـمَـنا به  ، دماء الشـهـداء من أجـل الإيمان بالرب وأقـواله , نور العالـَم الذي تـَـنـَـوَّرْنا به . عَـبَّـرتُ عـن كـل ذلك بالكـلمات المضيئة لتلك الأغـنية المعَـبِّـرة عـن المبادئ المسيحـية المُـجَـسِّدة لـ ( الله محـبَّة ) دون ذكـر المسيح ، المُـحِـبَّة لتـحُـلَّ مَحَـلّ حـقـد المنـتقـمين لتـنير دروب الضالـّين ، الهادئة لتـُريح أعـصاب المنفـعـلين ، المُسالِمة لتـُـقــَوِّم سلوك العُـدوانيّـين ، الكـريمة لتشرح قـلوبَ اللئـيمين ، المليئة بـدعَـوات الخـير لتـزرع الرجاءَ والأمل في نفـوس بني البشر التائهـين ، العـذبة المُـنعِـشة المُـفـرحة عسى أن تـُغـيَّـر بعـضاً مِن سلوك الحاقـدين . تلك هي الكـلمات المتلألـئة بإشعاعاتها لا يُحـجَـب بريقــُها مهـما وُضِـعَـتْ الحـواجـز حـولـَها ، ولا يُـبْـطـَل نبضُها مهـما عُـزلـَتْ شرايـينها ، ولا ينـقـطع صوتـُها مهـما إبتعـدتْ أو أ ُبْـعِـدَتْ الآذان السامعة لها . ومما لا شـكّ فـيه أنَّ مستمعي المشار إليه سرعان ما أثـمرَتْ فـيه كـلماتي وجَـعـلـَـتـْه يستعـرض تعاليمَه الهـدّامة مع نفـسه ،  ويستـذكـر ممارساتِه السلبـيّة في قـلبه ، ويتخـيَّـل خـطـَطـَه الشرّيرة أمامه ، وبضمير ! صَحا فـجأة في داخـله ، ليقارن بـينهما ويفـصح عـن خـلاصة إستـنـتاجاته وهي أنَّ ماء الحـياة ينبع فـعلاً من ينبوع الحـياة ، ومَن يشرب منه يرتوي فـترتسم ملامح إنـتعاشه عـلى وجـهه ، ويُسـتـدلّ عـليها من أقـواله وأفـكاره المسيحـية وأفـعاله ، وبـذك نكـون قـد تـَـلـْـمَـذنا الأممَ دون أن نرتـديَ جُـبَّة أو نحـمل صولجاناً ، ودون أن نقـفَ خـلف منبـرٍ وعـيونـنا ترسم منحـنياتٍ يميناً ويساراً لإستـطلاع الكـتلة البشرية  التي أمامنا . نعـمْ إنَّ الأصفاد كَـم ُطـوِّقــَتْ زنود المؤمنين الأحـرار فـكانـت طريق المسيحـيَّة مَرْويٌّة بـدماء الشهـداء الأبرار ، ولكـن كـلمة الحـياة خالـدة منـيرة تـقـضُّ مضاجـع الحـمقى الدائرين في رديء المـدار ، وأبواب الجـحـيم لن تـقـوى عـليها بل تبقى القِـيَمُ المسيحـية تـتلألأ في بؤر الظلام والأشرار ، عـسى أن تـُـنير عـقـول القابعـين في دنيء الأطـوار ، فـتـقـود العُـتاة العابثـين بتعاليم السماء إلى شاطئ الأمان والرفاء . إنهـم فـعلاً تـُـعَـساء ، نـتألـّم لهـم وعـلى حالهـم نحـزن ونـُواسيهـم بالرثاء ، وعـلى طبق ذهـبيٍّ قـدَّمـنا لهـم الدواء ، فـهـل يمتـلكـون إستعـداداً للشِـفاء ؟ .


452
قـد تـَمشي الأرض بنا تحـت أقـدامِـنا


بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / عَـبر البحار

المقال مستـَوحى من أغـنية فـيروز ( مِن عِـزّ النوم ) والتي تقـول فـيها – أمشي وتمشي فيَّ الأرض .
ومَن قال الأرض لا تمشي ؟ ها هي الأحـزمة تمشي تحـت أقـدامِنا خـلال فـترة التـدريب في القاعات ، أوعـنـد الممرات الطويلة في المطارات ، وكـذلك في أروقة السياسة أثـناء عـرض مسرحـية الإنـتخابات . البعـض يمشي عـلى الأرض فـيَصلُ هـدفـَه الـذي يبتغـيه فـيُصفـق له المُعـجـبون كـصاحـب جـلل ، والبعـض الآخـر يقـف عـلى الحـزام الماشي عـلى الأرض ويأخـذه إلى المَوصِل الـذي يريـده فـيُـزقـزق له العاجـزون برُخــْصٍ ومَـلل . الأول يتسلق الجـبال ويتصبّب عـرَقاً فـيرتقي قـمة إڤـِرسْتْ الناتـئة ، وآخـر يخـطو عـلى العـتبة الـدنيا لحـزام سُـلــّم كـهربائي ليصل به إلى الرفـوف الخاسئة . الأول يقـف في ساحة أنيقة يحـطم الأرقام السابقة فـيحـرز عـلى إنجازات فائقة ، والثاني يضم نفـسه داخـل خانات مظلمة مغـلقة ، ويؤخـذ عـلى كـرسيّ المعـوقـين فـوق أحـزمة متزحـلقة تحـت قـدمَيه الـدبقة ، لـترسوَ عـليه الراية المُـتجـعِّـدة البراقة ، دونما حاجـة إلى وُرَيقات ممزَّقة ، فـَيـُطِـلّ بإبتسامة مُخـجـِلة خـَرقة ، عـلى شـُرفة مُـنمّـقة . الأول يبذل جـهـداً فـتـُكـرمه الحـشود في سطور الشرف ، والثاني ليس له ما يفـقـده أو يستهـلكه سوى موائـد الترف ، فـيتـَبجّـح بسَطـْوٍ مُقــْرفٍ ، والمتفـرجـون غـصون مائلة ترقـص عـلى إيقاعات الـدف . هُـوَ ذا الصنــّوج يرنّ من هَـبّة الرياح أو رعـود أصنام الأرواح ولكـن حاوياتها جَـوفاء فـيركـن إلى الجـفاء . مَن ذا الـذي يُـؤَمِّنُ لنا الوفاء ؟ فالوفيّ نزع الرداء في وقـت الشـتاء ، ليستـَضعِـف نفـسَه ويبحـث عـن وهـم الشفاء ، فإرتشف من أقـداح الرياء أملاً في معانقة سـراب الأثير وفـراغ الهـواء ، إنها سـمفـونية العـصر تعالِج الـــــــــــــدَّواء بالـداء .         

453
شـَعـبٌ تــُسَـيّـرُه الذيول والصّـنـَمُ       تـتـطـوّر الـدنيــــــــــا ولا يتـقـدّمُ
( إستعارة من شـعـر المرحـوم الجـواهـري )

بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / عِـبرَ البحار

لسنا نبتـذل التواضعَ إذا قـلنا أنـنا كـلنا أخـطأنا ويعـوزنا مجـد الله ، فالكمال لله وحـده ، وتجارب حـياتـنا حـلوة لِمَن يخـتبرها ، إنها زيتٌ يمـدّ فـتيلة قـنـديل يتلألأ في الظــُـلـُمات وحُـلـْـكـتها ، نور يـُجَـنــّـبـنا التعَـثــّر بحُـجَـيرات عـلى قارعة طريقـنا وحُـفــَرها ، و لكـن الأحـلى لِمَن لم يخـتبرْها ، نعـم إنه أسـعـدُ حـين يحـمل سراجاً ناشفة فـتيلتها ، فـلا يرى طـريقه حـين يرافـقـنا خـلـْـفـنا ، فـيسـير في مقـدّمتـنا مستضيئاً بنبراسنا ، مادّاً أنفـه إلى الأمام ليلامس شعاعَ النهاية في مضمارنا ، وفي الخـتام يتطـفــّل ويُسَـجّـل فـوزاً ويرتقي مدرجاً ويستلم كأساً  في مبارياتـنا ، فـيفـتح كـُوّة في جـدار صريفـته الداكـنة سـذاجة ليستأثر بشعاع رفـيع من الشمس ، ومن بساطته لا يـدري بأن نورها وافـرٌ بسخاءٍ لجـميعـنا ، والمتفـرّجـون حـشرٌ مع الناس كأنهـم في عـيـد الشعانينا . إن مواكـب حـياتـنا منوّعة ، مهـرجاناتها جـميلة ، مسيراتها صاخـبة ، أعـيادها مباركة ، مناسباتها عـديـدة ، كـلها مُشَـوّقة تـنعِـشـُـنا ، ومُحـبّبة تــُفـرحُـنا ، ومثيرة تسـعِـدنا ، و لولا تــَبايُـنها لـَما جَـذبَـتــْـنا ، ومن كـثـرتها فــَرّغـتْ حـبر أقـلامنا . ولكـنها حـينما تـُـكـَرَّر لنا ،  فإنها تبعـث المللَ فـينا كالأفـلام التي تــُعْـرَض مراراً عـلينا ، شأنها شأن خـَـلـَـفِـنا لا يقـبلون إرتـداء الزيّ نفـسه ثانية في حـفـلاتـنا ، فـيقـولون : أنّ ذلك عـيبٌ عـلينا والناس يستهـزئون بنا . أفـلا نـتعـلـّم نحـن الآباء بعـضاً من أذواق أبنائـنا كي نبقى سادة لأحـفادنا ؟ ولا نكون كـبعـض الملوك الذين لا يكـتسـبون عِـبرة من أباطرتـنا . فأحـداث القـرن العـشرين باليابان تــُذكـّرنا ، حـين إنهارتْ  فإستسلمتْ عام 1945 لقـوات الحـلفاء دون قـيـد أو شرط ، إحـتـفـظ شعـبُها بإمبراطوره ولم يفـرّط به رغـم هـزيمته وذلك حُـباً به وإعـتزازاً بمكانـته ، ثم تعَـلـّموا دروساً فإتجـهـوا إلى بناء يابان أخـرى ، هـذه التي نراها اليوم دولة تكـنولوجـية تعـتمـد عـلى عـقـول أبنائها وهِـمّة شغـيلتها ، فـغـزتْ العالـَم كـله بإنـتاجها وبقـيتْ موالية لإمبراطورها . أما في بلـدنا ، حَـدّثْ ولا حـرَج فـيها ، فـعـندما إنهارتْ مؤسّسة صدام العـوجـية يوم 9/4/2003 عـلى أيـدي مُحْـتـلـّيها ، تلهّـف العـراقـيّون وإستـبشروا خـيراً بالخـبر، متشَـوقـين لهـذا الحـدث الأغـر ، وتـَوّجـوا حـماسهـم لحـظات إعـدامه في 30/12/2006 فـرَحاً ، ولكـنهـم لم يتوجّـهـوا إلى بناء الدولة صرحاً فـصرحاً ، بل راحـوا يزيـدون الطين بلـّـة ، وصارتْ المشكـلة لا تلقى حـلاً . فـمخـلـّـفات نظامه البائـد سوف تبقى إلى أجـيال مِن بعـده ، نفـوساً مريضة مُرَوّضة تـدَرّبـَتْ عـلى الإنحـراف بكـل أنماطه ، فـما الذي نعـرفه عـن هـذا القائـد وما هي خـصائصه ؟ إنّ لدى كـل عـراقي ثروة من الذكـريات للكـتابة عـنه ، مَشاهـد ، قصص ، أقـوال ، أوامر ، عـنجـهـية وحـتى غـباء ، كان قـد رآها أو قـرأها أو سمعـها أو حـلم بها ليلاً ، خـوفاً من أن يتخـيّـلها نهاراً فـيـذوق ناراً . كان هـذا الرجـل معـقـد التركـيـب صعـب المراس ، مَسَحَ من قاموسه أغـلب كـلمات حـضارة العـصر الحـديث ، وكـما نقـول بالعامية ( لا يمكـن المشي أمامه ولا خـلفه ) فإنْ مـدحْـتــَه بـبلاغة تــَمَكّــُـناً ـ  خـيّـبَـكَ ، وإنْ تحَـفــّـظــْتَ في إطرائه إعـتزازاً ـ  شَـكّ بكَ ، وإنْ عـبّـرتَ عـن إعـجابكَ به صمتاً وَ رزانة ً ـ  نـَبّـهَـكَ ، ولم يَـفــُزْ في الإقـتراب منه إلاّ أصحاب الذيول المطرّزة ذوي المفاصل الهـزّازة ،  فـقـبضوا أنواع المَـكـْرمات ثمن أخـلاقـهـم المحـزّزة ، مع كـلمة ( عَـفـَـرمْ ) الصغـيرة المقـزّزة التي تكـبر في عـيون أفـراد هـذه المفـرزة . لكـن الأباةَ ، أباة في كل زمان ومكان ، كانوا معه حـكـماء كالحـيات ووديعـين كالحـمام ، فـمن أضعـف إيمانهـم ساروا في خـط ثورته بسلام ، فالوقاية خـير من العلاج عـلى مدى الأيام ، دون أن يـستـبـدلـوا خــُـلـُقـَهـم النقيّ بالخام ، ولم ينـتظروا لقـمة من بـين الأكـوام . أتـذكـّر في فـترة منـتصف السبعـينات كان لا يزال ( حـفـظه الله اليوم في مثواه ) نائباً يحـضر جـلسات مناقـشة ورقة الإنـتاج والإنـتاجـية ـ  فـهـو مخـتار البلـد والسيـد المطلق ـ  يستمع ويعـلق عـلى تقارير المدراء العامين ورؤساء المؤسّسات ، التي تضمّـنتْ شرحاً للمعـوقات ومعالجـتها بالإقـتراحات ، بهـدف الوصول إلى أفـضل الصيغ للحـصول عـلى أعـلى معـدلات الإنـتاج والإنـتاجـيات . وفي واحـدة من تلك الجـلسات حان وقـت مدير أحـد المصانع -  دكـتوراه في الإقـتصاد -  ليقـرأ تقـريره الذي أعـدّه هـو بالـذات ، فإبتـدأ بقـراءة السطر الأول مستعـرضاً عـوامل الإنـتاج في أي مشروع إقـتصادي : الأرض ، الأيـدي العاملة ، رأس المال ، العـقـل المفـكّر . وهـنا ، وبـدون سابق إنـذار أو الإسـتـئـذان الذي تـتطـلـّبه الكـياسة وأدب الحـوار ، وكأنّ الرجـل أجـرم كـواحـد مهـذار ، شعَـرَ صـدام  بإنكـماش أمام عِـلمِه وأكاديمية تحـصيله ، وفـجأة قاطعه دون أن يوجّه نظره إليه كما يفـعـل الآخـرون تعالياً ، وقال : " البعـض يتكـلـّمون وكـأنـنا تلاميـذ أمامهم " ، فـتلعـثم الرجـل وأكـمل تقـريره كالنعـسان خـوفاً من بطش السجّان . وهـنا إتــّعـض الباقـون ، فـجاء دَور رئيس مؤسّسة إنـتاج السكـّر في الموصـل الذي كان السيد النائب قـد زارها قـبلاً ، وقال : "سـيدي النائب – بناءاً عـلى زيارتكـم الحـمـيـدة وتوجـيهاتكـم السـديـدة وتوصياتكـم الرشـيـدة وآرائكـم المفـيـدة ، وعـملاً بما أمرتم به من إجـراءات جـديـدة .... " وهـنا لم ينـتظر صـدام أن يكـمل الرجُـل ( سجـع وقافـية ــديـداتــــِـه ) بل أوقـفه بـطريقة خالية من الـذوق كعادته المعـهـودة ، وقال له : " إحـنا حِـﭼـينالـْـنا حْـﭼـايْـتين شْـﭼـَـلـّبَـكْ بـيها " ؟؟ فـما كان من الرجـل إلاّ أنه قـرأ تقـريره بإرتعاش ورجـع إلى مكانه بإنـدهاش .  فـما الذي يريـده هـذا الرئيس النائب ؟ حـقاً إنه غـريـب الأطـوار ! وكل ذلك لم يُشبع غـرائزه التسلـّطية ، ولم يكـتفِ بحـصته الشخـصية من واردات النفـط الخـيالية ، ولا بهـدر دماء أبناء الشعـب الزكـية ، ولا بأخـذ مجـوهـرات الماجـدات الشخـصـية ، فراح يمجّـد إسمه في البنايات وينشر صوَره في الساحات ، وفي يوم بطشه بأصحابه يوصي بتـنظيم المهـرجانات ، ناسياً الثـكالى من الأمهات ، ونـدرة الحـليب للأطفال الرضـّع والرضيعات . وأصبح يتمادي في غـيّه فـيأمر بالإحـتفاء في ذكـرى دخـوله ساحة الإحـتفالات ، وهـو يمتطي جـواداً أصيلاً ، متباهـياً ومتـناسياً أجـداده راكـبي الجـمال في الأيام الغابرات . 
وفي مناسبة أخـرى زار الرئيس إحـدى الوزارات ، ومعـروف أنّ عـلى جـميع منـتسبـيها أنْ يتهـيّـؤوا قـبل موعـد وصوله بساعات ، تاركـين مهامّهم والمعاملات ، كـيف لا والعـريس قادم لملاقاة المعـجَـبين والمعـجَـبات ، ولما حان الوقـت ووصل ، وقـبل أن ينطق القائـد بـ ( أحِـمْ ) ! أو حـرف به يُـدَمـدِم ، إرتفـعـتْ هـلهـلة الأصوات وهُـدرتْ الدماء الفاديات ، دلالة عـلى ضحالة وعي بعـض هـذا الشعـب الساذج في كل الأوقات ، فاقـد المبادئ وكل مشاعـر الإعـتزاز بالـذات . ولكن أحـدهم من الواقـفـين نسيَ نفـسَه ، فـلم يهـلهـلْ ولم يصفـقْ مع المصفـقـين والمصفـقات ، بل كان يركـّز بؤبؤ مُقـلته وحَـدقة عـينه عـلى القائـد الضرورة بإمعان شـديـد وإهـتمامات ، فـشاء حـظه العاثر أنْ لمَحَـتاه عَـينا الفارس الفـذ فـدعاه إليه ، ولما جاء بشجاعة البريء عـنده ، توقــّعَ منه أن يكـرمه ! فـما الذي قاله الرئيس حـفـظه الله ورعاه ؟ قال: " لماذا أراك لا تصـفـق "؟ فـحـزم الأخ أعـصابه وتـنبّه إلى زلـّـته التي لا تـُُـغـفـر له ، وإعـتصرتْ قـريحـته فـجاء ببـديهة أنقـذتْ رقـبته حـين أجاب بملء فـمه قائلاً : "سيدي ! لقـد هَـمَـمْتُ إعـجاباً  بكَ ، تراءيتَ أمامي وديعاً من نبرات صوتكَ ، حـكـيماً من دُرَر أقـوالكَ ، مَلاكاً من هـيـبة قامتكَ ،  فـنسيتُ نفـسي ، وَ فـعـلاً إنني مقـصّـرٌ في أداء واجـبي تجاهـكَ ، فأعـتـذرُ وأطلب غـفـرانـكَ"، ردّ عـليه سيادته وقال : "روح لـمكانك ، شوفْ شـْـما يْسَـوّون رَبْـعَـك ، تسَـوّي مثلهـم" .  حـقاً قال الشاعـر: ( لا يسلم الشرف الرفـيع من الأذى    حـتى يُراق عـلى جـوانبه الدم ) .
يا رئيسُـنا رحـمكَ الله : أما كـنتَ تكـتفي بكـرسـيّـك الذي إنـتشـلـْـتـَه خـلسة أمام أنظار السادة والسيدات ؟ مجّـدناكَ في يوم إنقـلابكَ عـلى رفاقـكَ وهـتفـنا من أعـماق حـناجـرنا دون أن نـتساءل أو نسأل عـنكَ ، أما يكـفـيكَ كل ذلك تــَفاخـُراً، وجـنابكَ عـبـد الله المؤمن الخاشع أمام خالق الحـياة ؟ فـلماذا كـل هـذا التكـبّر والتعالي في هـذه الأوقات ، وتبـذير الأموال بالإكـثار و تِكـرار المناسبات ، إبتـداءاً من الرقـص في عـيـد ميلادكَ عـنـد البوّابات ، وإنـتهاءاً بجـداريّات الكـيكات . فإن حـضروها مُجـبَرين حَـزّ في نفـوسهم الذل المرير ، وإنْ غابوا عـنها لن يأمنوا شرّ خـفايا التقارير ، فهـل كان ذلك شـعـوركَ بالنقـص أمام الكـفاءات ، أم هـو إنـتقاص من هـيـبة الشرفاء الموشّـحـين بوَشاح الفـخـر حاملي الرايات ، وحـياتك رهـينة بـيـد رب السماوات ؟ أما كـنـتَ تـَكـْـبر أكـثر في عـيون الناس لو أنك ترفــّـعْـتَ وأوصيتَ ضعـفاء النفـوس مُطأطـئي الرؤوس بائعـيكَ بالفـلوس ، بالكـفّ عـن التملـّـق أمام حـضرتكَ رياءاً وفي ديوانـكَ جُـلوس ؟   
أنا أبـدي رأيي في زمن الفانيات ، وأنت في عالم الأزليات ، وأقـول : إرتضيتَ أن تكـونَ ماوتسي تونـﮒ الصيني وليس ديغـول الفـرنسي ، فـلو كُـنتَ رئيساً أو ملِكاً في إحـدى دول الغـربـيّات وقائـداً مؤمناً حـقاً ، برب الكائـنات المسيح المخـَـلـّص فادي البشرية التي صالـَحَـها مع الله لتـدخـل الملكـوت ، أقـول لو كـُـنتَ كـذلك ، لـَـتـذكـّرْتَ الفادي المصلوب عـلى الصليـب المشهـود ، وإكـتفــَيتَ بالإحـتفال بيوم ميلاد جـليل الأمم ويوم قـيامته الفـريـد ، شأنـك شأن كل القادة الغـربيّـين الذين ليس بـبالهـم تمجـيـد ذاتهـم في زمنـنا المعـهـود . وهاك مثال : فالملكة جـوليانا الهـولنـدية يحـتفـل شعـبها في عـيـد ميلادها ، فـكل عائلة تعـمل كـيكة في بـيتها ، وكـفى بـذلك إعـتزازاً بها ، أليس ذلك فـخـراً  لهـم ولها دون أنْ يُؤلــّهـوها ؟؟ ولكـن نرجـع ونقـول : إن الخـلل الأكـبر يكـمن في شعـب الرافـدَين الذي كان سليماً معافى بالأمسِ ، فـغـدا اليومَ مُروّضاً مريضاً كأنه بلا حـِسّ ، فـكـلما طال عـمره إنحـنى ظهـره وتقـوّس ذيله نحـو أسفـله بـين رجـليه ، وإزداد إرتعاشه ، فـهل نـنـتظر تقـدّماً منه ؟ إنـنا حـين نستعـرض ذكـريات الماضي ورجاله نهـدف بالإخلاص إلى شعـبنا العـراقي والإستفادة من زلاّته وأخـطاء قادة جـهاده ، كي نـتجـنـّب المشيَ حـفاة بـين الأدغال والوقـوع في الفـخاخ المنصوبة في الحـقـول ، فالدنيا تـتطوّر وأمثالك لا يزال يتقـوقـع داخـل تمثال فـخـم ، يرتضي لنفـسه أن يُسجـد له ويُمجّـد كالصنم . يا صاحـب السيادة وأنتَ في العالم الآخـر نـذكـّركَ ونقـول : حاشانا لسنا نحـن ! ولكن الله هـو الغـفـّار في الأخـدار ، ونصلــّي " لا تــُدخِـلنا في التجـربة " وحـقـيقة الأمر إنّ الله لا ينصب فـخـّاً لـَنا ، ولا نحـن نجـرب الله رغـبة منا ، ولكـنـنا حـمقى نجـرب أنفـسَـنا ، في الوقـت الذي نطلب منه تعالى أن يُعـينـنا عـلى تجـنـّب تجـاربنا ، والضمير الحي عـلى نفـسه شاهـدٌ ، وكل تجـربة في الحـياة شـهادة ، وتكـفـينا عـزتـُـنا في اللقاءات شـهامة ، وكما يقـول البعـض : كل مَن عـليها فانٍ ، ولا يـبقى إلاّ وجـه ربّـك ذي الجـلال والإكـرام . نعـم ، ومِن جانبي لم يـبقَ عـنـدي إلاّ قـبلة مسيحـية لكـم ، وإذا كُـنـتُ غائباً عـنكم فـمن الرب سلام إليكم ، وإلى اللقاء معكم.



454
أين الشبـيـبة الكلـدانية التي مثــّلتْ الكـنيسة الكلـدانية / سـدني في لقائها مع الـﭙاﭙا؟

بقـلم : مايكـل سيبي / عَـبر البحار

في حـياتي الوظيفـية لم أكن من هـواة المسيرات ، فـقـد إبتـعـدتُ عـنها قـدر المستطاع إلا حـينما كان يشتـد الخـناق وأرى أنْ لا بـدّ منها ، كـما حـدث يوم 15 كانون الثاني 1991 . وأتـذكـر في أحـد أيام الدوام المـدرسي من عام 1974 طافـت مسيرة في محافـظة واسط / الكـوت ، فـخـرج طلاب المـدارس مع الشغـيلة ومعـهـم الرفاق ، وهـم يرددون الشعارات والهـتافات وأنا واقـف عـنـد رصيف مع الكـثيرين . مرّت من أمامنا مجـموعة من الطلاب الصبـيان يهـرّجـون ويرددون أهـزوجة فارغة المعـنى لا تمتّ بأية صِلة إلى المظاهـرة بأي شكـل من الأشكال وهي :
كـيسنجـر بطنه ﭽـبـيرة ......كـيسنجـر يشرب بـيرة
قـلتُ مع نفـسي ثم لصديق مثلي يشاطرني المشاعـر : ما هـذا الهـراء ؟ أين منظــّمو المسيرة ؟ أين القادة الصغار ؟ أين المسؤولون ؟ وأين الرفاق ؟ ماذا لو أن صحافـياًّ عـربياً أو أجـنبياً صوّر المشهـد بالصورة والصوت ؟ أليس هـذا تفاهة وعـبث ومهـزلة ومضيعة للجـهـود ؟ إن المسيرة لها قادتها ومنظــّموها وخـطباؤها ومتابعـوها وقـبل هـؤلاء جـميعـهـم ، إنّ لها أهـدافـها . هـذا في زمن مضى .
والآن ، وقـبل أيام حـضر مئات الألاف من الشباب المسيحي من مخـتلف أرجاء العالم مع الحـبر الأعـظم قـداسة الـﭙاﭙا بـيندكـتوس السادس عـشر إلى إحـتفال مسكوني في يوم الشبـيـبة العالمي الذي أقـيم هـذه السنة في سدني . حـضر الشباب وهـم يمثــّلون كـنائسهـم في دولهـم . نعـم كـنائسهـم وليس دولهـم ، كما وليس أية تـنظيمات أخـرى ، وكـنا نـتوقـع من شبابنا الكـلـداني في سدني أن يمثـلوا ( بأصواتهـم حـيثما سنحـت الفـرصة ) ومظهـرهـم المرئي، شبـيـبة الكـلـدان في كـنيسة مار توما الرسول أثـناء مسيرتهـم ومشاركـتهـم شباب العالم هـذا اللقاء الـديني السعـيـد . ولكـن هـل عـبّر شـبابنا الكـلـداني عـن تمثيلهـم الصحـيح الذي كـنا نـتوقـعه منهـم ؟ هـل عـرف الضيوف الأجانب وهـم ينظرون إلى أبـدانهـم ولافـتاتهـم أنهـم أبناء أور الكـلـدانيّـين ؟
ونظراً لأني أعـرف شبابنا وعـنفـوانهـم اللامدروس ، فـقـد كـتبتُ مقالاً بتاريخ 1 نيسان 2008 مشجـعاً إياهـم من جـهة وموجـهاً من جـهة أخـرى بصورة غـير مباشرة ، ومما قـلتــُه فـيه : ((يمكـن لشبابنا أن يرفـعـوا أثـناء مسيراتهـم لافـتات تــُدوّن عـليها كـتابات دينية مقـتبسة من الإنجـيل باللغة الإنـگـليزية والكـلـدانية بالإضافة إلى شعارات مكـتوبة أخـرى تمجّـد إنـتماءنا التاريخي كي يعـرف المشاركـون أن الشعـب الكـلـداني الأصيل والنابع من أرض أور بـيئة أبونا إبراهـيم ، لا يزال حـياً بوجـوده ولغـته التي نطق بها ربنا يسوع المسيح مثـلما عـرف كـل سكان المعـمورة هـذا الإسم عِـبر الفـضائيات في مأساة إخـتطاف وقـتل شـهـيـد الإيمان المطران مار ﭘولص فـرج رحّـو . كـما يمكـن لشبابنا أيضاً أن يتوشـحـوا بوشاح حـول الظهـر والصـدر أو يرتــَدوا رداءاً يُطــْـبَع عـليه بالألوان شعارنا الكـلـداني المشتـق والمستـنبط من تراثـنا وآثارنا التي تـدل عـلينا كالنجـمة الثــُمانيّة التي إتــّـُخِـذتْ شعاراً عـنـد ولادة الجـمهـورية العـراقـية )) ، وكـنـتُ قـد إستفـسرتُ من مهـنـدس يعـمل في مطبعة ، عـن سعـر قـميص أو ما شابه ذلك يُطبع عـليه من الجـهـتــَين الشعارات التي نخـتارها فـقال أنها ستكـلف أقـل من 25 $ ، وقـد ذكـرتُ كل ذلك في المقال المشار إليه .
إنـنا حـين نكـتب مقالاً ، فـيه موعـظة أو إقـتراحاً أو شكـوى أو أية فـكـرة ، إنما نكـتبها لمن يهـمهم الأمر أولاً سواء كان واحـداً أم كـثيرين ، ثم لغـيرهـم . فـهـل يقـرأ قادتـنا بجـميع مستوياتهـم المقالات التي تخـصهـم مما يكـتبها الكـُـتــّاب ؟ نعـم إنهـم يقـرؤونها . طيّب ، هـل ناقـشوا مع شبـيـبـتـنا ( وهـم في شباب العـمر ) مسألة ظهـورهـم بالمظهـر المناسب في هـذا المهـرجان العالمي بما يعـكس التمثيل الصحـيح لهـم ولكـنيستـنا الكـلـدانية فـيه ؟
إنّ الـذي دعاني إلى كـتابة هـذا المقال هـو إطلاعي بتاريخ 22 تموز 2008 عـلى خـبر نــُشِر في الشبكة الإلكـترونية - كـلـدايا . نيت - عـن إشتراك شبـيـبتـنا في هـذا اللقاء العالمي مع الحـبر الأعـظم كما نـُشِرتْ معه صُـوَرٌ لمجـموعة منهـم ، والملفـت في تلك الصور هـو أنهـم يحـملون فـيها يافـطة مكـتوب عـليها ( أكــبـر ) دلالة عـلى أنهـم حـملوا العـلم العـراقي أثـناء ذلك القـداس التاريخي والمهـرجان المسكوني ! . تــُرى ألا تـدل تلك الصورة ومَن ظهـر فـيها بأنهـم يمثلون شباب العـراق وهـم قادمون من العـراق ؟ فأين الشباب الكـلـداني الذي مثــّل كـنيسة مار توما الرسول الكاثوليكـية للـكـلـدان / سـدني ، في هـذا اليوم البهي ؟

455
أربعـينينة الشماس لـويس منصـور

بقـلم : مايكل سـيـﭘـي / سـدني
7/7/2008
فـتـلِه زونا وأخـني بخــْهايا بْـأذ زونـــــــــــــا
وْ كـُـلاّنْ دَها  ووخ بسْــﭘـارا لــْخِـنــّا زونــــــا
فـتلِه زونا دْ ويـوا مِـلــْيا من يُـثـرانـــــــــــــــا
وثـيـلِه يوما  كـُـلــّـِه ح مِـلـْيا من يُـلـــــــــﭘـانا

بَـبَـواثــَنْ لا ويـوا سْـويـئِه مْـقِـرْيونـــــــــــــــا
وْلا ويـوا كـُـلــّيه أتـيرِ بْـمِـنــْـدي دْ زونــــــــــا
إلاّ إثــْواليه شـوهارا بْـكــُـلْ عِـدّانــــــــــــــــــا
مْهـيرِ ويـوا بْـشولا وْ طــَكــَسْـتا وْ خِــــجْـبونا

ﮔـوْ  حَـخـّـمْـثا مْسَـقــْـليوالِه كـُل ديوانـــــــــــا
يَـلــْـﭘـيـوالا من  يُـماثا وْ من نِـسْـيونـــــــــــــا
بْـﮔـو دوبارِ مَخـْويـوا ديليه مَـر هـونـــــــــــــا
وْ كــُـلْ ﭘـثــْغاما دْ كِـمّا هاويـوا دَرْمانـــــــــــــا

عْـمِـرتا واوا هـيمانوثا بْـكـُل ﮔــْـــــــــــــــــيانا
وْ مَـكــّيخـوثا هـوياوا ﮔــْوِلـْـتا بكــْيانـــــــــــــا
ولـِـبّا مِـلــْيا من حُـبّا دْ إيشوع مْـخــَـــــلــْصانا
هادَخ ويـوا بابا ويــِمّا دْ آوا زونــــــــــــــــــــا

ثـيليه يالـدْ آذي دارا وْ بْآذ عِـدّانــــــــــــــــــــا
قـريـليه كـبـيرا بّـيث صَـوبـيه وْ مْـخـَجــــبْـنانا
كـْـطـلــْبي مِـنــْدانِه بشْ قــَريوِ تا هـونــــــــــا
وْ كِـبي د ﮔـيشيليه وْ خازيليه بَرقــُـلْ إينـــــــا

مطيـليه لــْصيرا وْ لـْـكـَوخـْوا خِـنـــّا مْـعَـجْـبانا
وْ لـَـكْ كاليه هِـلْ دْ ماطيه لأو بابا شْـــــمَـيـّـانا
وْإنْ مْشـُخــْـلِـﭘـْـليه شِـمّايهي بْـخا شِـمّا خِـنــّـا
لـَـكــْهاوِ بــِشْـطو مِنْ مار توما مْشَـكــّانـــــــــا

إمّـدْ كــُـلْ آذي سْــنـيـقـيليه لــْمِـنــْـدي خِـــنــّـا
حُـبّا وْ مَـكــّيخـوثا وْ شْـلاما إمّـدْ شـيـــــــــــنا
دْ ليليه فــْريهِه بْشـوقا وْلا كـيثيه لِـزوانــــــــا
إلاّ بْـخازيليه بْأو خـميرا دْ بابا وْ زونــــــــــــا

خا من أنيه بَـبَـواثا  مَـرْ  حَـخــّـمْـــــــــــــــــثا
مِلــْيا مْـطاواثا وكـُـلْ تــَرز د مْـيَـطــْراثـــــــــا
من مَـكــّيخـوثا وْ إيقارا تا ناشـوثـــــــــــــــــا
نيخا دْ شـَماشا لويس وْ دُكــْـثيه ح مَــــلكـوثا

أذ شَـماشا مْهـيرا ويـوا  بْـتــَـشْـمِـشْــــــــياثا
وْ بْـكـُلْ تــَرْزِ دْ قالِه وبْـطــَخـسا دْإيـتا كــلديثا
وبْـﮔـو لِـشانا آرامايا مَـرْ إيـذعْــــــــــــــــــــثا
وخـذا سَـهْـدوثا بْـﮔـو يُـلـْﭘـانا دْ خـَجْـبونــْــياثا

شْـراءا ويوا طالـَن بْـعِـدّانا دِ صْـــــــــــــــلوثا
وْ رْخاشا بْـزوياحا بــِخــْـتــَـمْـتا يانْ بْـشَــريثا
ماحـورا  طاوا وْ لا مـُـفِـتــْـلِه خـذا مشْـــــتوثا
إلاّ مْـشاركــْـوا بــِمْـشوحْـثا يان بْـكــُــــــــثوثا

أذ  شَـماشا  إثـوالِه  حُـبّا  دْ  ناشــــــــــــــوثا
وْ مَـرْ كــْيانا نـيخا وْ مِـلــْيا من مَـكـّـيـخــــوثا
وْ كــُد يَـتــْـوخــْوا بـيناثــَنْ تا خــْـذا مَـحْـكـيـثا
آمِـرْوالــَه إيه مَـحْـكـيثيه ح بّـسّـــــــــــــيموثا

ياولــْوا ناثا تا كـُـلْ ناشا بْـصِـﭘـْـيـــــــــــــــوثا
ومنْ كــُـلْ خـورِ شاميـواليه مَـحْـكـَـيـــــــــــاثا
رَعْـيا ديّـيـه ح ياولــْوالِه بْـكـُـلْ كـيـنوثــــــــــا
إنْ تا زورا هاويـوا يانْ  مَـرْ  رَبــــــــــــــــوثا

مْـياقِـرْواليه ماردْ ﭘـيشا وْ رابِه دْ ماثـــــــــــــا
دِخــْـدْ مْـياقِـروا مسْـكـينِه وْجـونــْـقِه دْبـيثـــــا
بْـشـيقا ويوا بْـتــَـخــْمَـلــْـتا إمّـدْ مَـحْـكـــــــــيثا
رمْـزا طاوا ويـوا بْـدَبَـرتا وْ خــَـيوثــــــــــــــــا

بـيني سِـذرا دْ شَـماشِه إثــْـوالِه دوكــْـثــــــــا
لا كِـثــْيا لِـمْـلايـَه ح إديو بْـسانــَيوثــــــــــــــا
شـوﭘـيه ح بــِدْ ﭘايــِشْ سْـﭘـيقا تا يوماثـــــــــا
بـيناثــَن أخــْـني شَماشِه أخِـنــْواثـــــــــــــــــا

هادَخ ﮔـورا مَـثــْلا ويـوا دْ بَـبَـواثـــــــــــــــــــا
مِنــّيه ح إيلِـﭘـْـلانْ دوبارِ تا بـيـثـوثـــــــــــــــــا
مْـشونيلِه مْـﮔـيـبَـنْ وولِه دَها بّــِسْــــــــــــموثا
إمّـدْ مَـلاخِه وْ قــَـدّيشِه  بْـﮔـو مَـلــْـكـــــــــــوثا

مْصالِخ طالِه ح وْ كـُـدْ أخــني صيرِ نيـــــــــتاثا
دْرَخـْشِخ بْشوﭘاﭘـيه ح وْلامْسَكـْرِخـْـليه أورْخاثا
تــَدْ قانِـخــْـليه خـواثِـه ح أنيه مَـرْﮔــَـنــْـــــــياثا
وْ ﭘـيشِخ خاشِـخ تا مَـنــْـزالِه دِ شْــــــــــــمَـيّاثا

شوقـولي دْ ﭘـرْإنّ خـورا دْ شَـمَـشـــــــــــــــوثا
بْـخا زومارا ، بْـخا مَـدْراشا ، يان عـونـيــــــثا
مْـشَـبْـحِـخ كـُلاّن تا مَـرْيا ماردْ بــِرْيـــــــــــــاثا
شوحا طاليه ح مَسْــــــــــــقِـخ كـُلاّن بْـدائِـموثا
....................................................

مْـشيحا مَـلـْـكا دَ لـْعَـلـْـمين ، ياهـووا دْ رَحـْمينْ ، نــَحّـيمْ إنـّونْ لـْـذشْـخـيوين ، عَـلْ سَـوراخ تــْخـيلينْ .
مْـشـوحْـثي إيمَنْ دْ قِـرْيالي ، دإيري وْ تــــُوّالي ، وْ إ يـﮔـا بْـمَـرْأَ رأشْوالــــي ،  يا مريم قــْريــــــــلي  .

 مَـنْ مّاشِـــــــــــــــــــــــــــحْـلي وْ مْصالِه إلــّي ، وْ مَـنْ طائِـنــّـــــــــــــــــــــــــــــــي ، وْ لأيتا نوبِلــّي .
 لــْـمَـذِبْـحا تــَـدْ مَـقــْرولي ، شْـلاميه ح ياولــّي ، أخِـنــْواثي بْـطــَأنيلي ، لـْبـيـثْ قـورا بْـزالــــــــــــــي .

هـلـيلـويا (3) وْ بْـحَـشّا مْـشَـمْـشيلي .

456
القائـد المـيـداني وعـيون المـدينة

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
حـينما يكـون الإنسان والياً لـذاته فـهـو زعـيمُ نفـسه ، يـبسط سُـلطـته عـلى مساحة لا تـتعـدّى إمتـداد يدَيه . ورغـم بساطة حـضيرته هـذه فإنه بحاجة إلى مفـرزة تستطلع منطقـتـَه ، ومسبار يتفـحـص غـورَه ، وعـدسة تصور تحـركاتِه ، فـمَن الذي يُـنـجـز له هـذه المهام وهـو الوحـيـد لوحـده ؟ إنه ضميرَه من أعـماقه ، يراقـبُه ويستطلع دواخـلَ ذاته ويصور مَشاهِـدَ سـلوكه ويتفـحّـص التربة تحـت قـدَمَيه ، ليكـتب تقـريراً عـنه ويقـدمه مَـلفاً جاهـزاً إلى ذهـنه الذي سـيُـقــَـيّمُه وعـلى ضوئـه يصدر أمرَه الذي يجـسّـد فـيه قـيادتـَه ويراقـب تـنفـيـذه فـيحـصل عـلى نـتيجة منه ، وفي النهاية يفـتخـر بأدائه وبنفـسه . قـد تــُعَـبّـر هـذه المقـدمة عـن نصيحة أرسـطو ـ أعـرف نفـسك ـ  وكـذلك قـول الرب يسوع المسيح ( إعـرف الحـق والحـق يحـرّرك ) . فإذا كانت قـيادة الإنسان لنفـسه بهـذه الجـسامة ، فـماذا نقـول عـن القائـد العام وهـو مسؤول عـن شعـب بكامله ؟ ما الذي يحـتاجه إنْ كان لبناء وطنه أو للدفاع عـن أرضه ؟ إنّ المعـركة عـنـد خـطوط الجـبهات ، والحـقـد يملأ أغـماد القـوى البعـيـدات ، المعادية المخـطـّطة المتـكالبَة بالشائـنة من النيات ، مع تلك القـريـبة المتمرّدة عـلى مواقـع الرئاسات ؟ والعُـصاة الخائبـون يـبـذلون قـصارى جـهـدهـم  في سبـيل تمزيق الخارطة الجـميلة للهـيكل الذي جـمع شمل الجـماهـير تحـت سقـفه وعـلى الأرضيات ، وينوون ثلم التجـربة الفـريـدة التي حـقـقـتْ النجاحات بإتجاه السماويات في زمن قـياسيّ بالحـسابات ، ليُشوّهـوا صورة القـيادة الحـكـيمة عـلى المقـياس الفـردي ومستوى الجـماعات ، لغاية شـرّيرة داكـنة مخـفـيّة هي التملـّص من قـيود العـرف المألوف في كل المناسبات ، والتحـرر من سلطة القـيادات ، لتـنـتهي بالإنغـماس في الممنوع من الحـريات . فأين الفارس الميـداني البارع أمام هـذه التحـديات ؟ والصراع بات واضحاً للعـيان مَرة ً ، ومن كـمائن مجـهـولة مرّات ؟ وما المُـراد منه كـقائـد فـذ ّ في هـذه الساعات ؟ وهـو مع جـمهـوره يمثـّلان العـتلة الواحـدة المرتكـزة عـلى نقـطة تقـترب إلى التـناغـم ، و يشكـّلان عُـنـصُـرَيْ معادلة كـيميائية تـنـتظر الحـرارة للإسراع بالتفاعـل المنسجـم ؟ والفوضوية تـنـتشر في ساحة الجـمال والتفاهـم ، مثيرة الشغـبَ في شارع التلاحـم ليخـلق التصادم ، تــُلهِبه أياديَ سوداء تعـمل في خـفاء الليل المظلم ؟ إنه بحاجة في المدينة إلى نواظير( بعـيـدة المدى ) سليمة فـعّالة تكـون عـيوناً ( وكـلنا عـيون ) يَـقِـظة في سهـر دائم ، تـتصدّى لأي مظهـر من مظاهـرالتزاحـم ، بــِرَويّة وتأنّ ٍ تـتجـنب التلاطم ، فـتعـمل كالمَرايا الصقـيلة أمامه فـيُـميّـز فـيها العـواصف والنسائم . إنّ ذلك ليس بكافٍ بل وأيضاً بحاجة إلى رُسُل رداؤهـم من كـتــّان بـياضه ناصع ، حـدقات بؤبؤها لامع ، أنامل ترسم بالريشة وَ خـَطـّها رائع ، مرنـّم مزمورُه شافـع ، ماكـنة نشطة وقـودُها دافـع ؟ ونحـن في عـصر إخـتــُصِرتْ فـيه المسافات وإستــُعـجـِلتْ البرقـيات وتعـدّدتْ أنواع الخــُدع والدعايات ، تــُديره ثلاث سُـلـُطات : تشريعـية ، قـضائية ، تـنـفـذية ، ولكـن ! ألا تسألوني عـن الرابعة الجـلـيّة ؟ فإنها أشَـدّها بالعـمل المثمر فـعّـالة في عـصر السرعة والتقـنية ، بـين الجـموع تعـمل كالشـظية ، تستـنـهـض المشاعـر في الوديان في السهـول السـويّة ، إنـني بإنـتظاركم فـوق الهـضاب العالية ، وإنْ لم نلـتـقِ هـهـنا ، سأبعـثُ مني لكـم عـبْـرَ الأثير الصامت ، قـنطاراً من السلام والتحـية .   

457
عـمـيـد الشمامسة يغادر الـكـنيسة
إلى الحـياة الأبـدية



بقـلم : مايكل سـيـﭘـي / عـن الشمامسة في سـدني
الرياح تعـصف بقـمم الجـبال قـبل غـيرها
حُـزنٌ يُخـيّم عـلى كـنيسة مار توما الرسول الكاثوليكـية الكـلدانية في سـدني وهي تـنـتحِـب عـلى شـُعـلة رُفـعَـتْ من حـول مـذبحها وشجـرة فـريـدة مثمرة إقـتــُـلِـعَـتْ من منـتزهها ، والشمامسة يفـقـدون حادي موكـبهـم الشماس الرسائلي القـديـر لويس منصور نيسان وهـو يغادر إلى السماء ومنازلها . فـلقـد فاجأته جـلطة قـلبـية مساء الأحـد 25/5/2008 وهـو يحـضر إحـتفالاً خـيرياً مما تطلـّب نقـله إلى المستشفى فـوراً ، ولم تـنقـطع جـموع الزوّار المتقاطرة عـنده طيلة 7 أيام من رقاده فـيه ، ومن مخـتلف الملل والأعـمار والفـئات لتـفـقــّده وكأنّ حـدسهـم يدفـعـهـم لإلقاء آخـر نظرة عـليه ، حـتى وافـته المنية مساء الأحـد 1/6/2008 . 
ولـدَ المرحـوم في عام 1939 ببلـدة فـيشخابور ( هوزي الاصل ) والتي أنهى دراسته الإبتـدائية فـيها . تعيّن موظفا في شركة نفط الشمال في قسم الحسابات ، وبعـد أن أثـبتَ كفاءته في عـمله أوفـدته الشركة إلى بريطانيا لحاجـتها الماسّة إلى خبرات اوسع في حـقـل إخـتصاصه ، فـدرس المحاسبة في معـهـد المحاسبـين البريطانيّـين ونال شهادة في فـترة قـياسية موازية لدراسة 7 سنوات بعـد الإعـدادية والتي تعادل شهادة الدكـتوراه فـكــُـرّم بالعـضوية فـيه ، وأهّـلتــْه تلك الأتعاب والمثابرات للتقـدير ، فــقــُـيِّـمَـتْ جـهـوده وشـُمِـل بقانون ذوي الكـفاءات وحـصل عـلى كافة الإمتيازات التي إستحَـقـها ، ثم مُـنِـحَ فـرصاً للإشترك في المؤتمرات العـلمية داخـل وخارج العـراق والعـمل كأستاذ محاضر في المعـهـد الفـني في كـركـوك ، كـما ترأسَ قـسم التكاليف والميزانية لسنوات طويلة ، ثم مستشاراً لرئيس شركة نفـط الشمال ، حـتى عام 1995 حـين غادر الوطن الأم ووصل أستراليا سنة 1997 ، وله خـمسة بنين وأربع بنات وزوجة عـلى قـيـد الحـياة . 
تعـرّفـنا عـلى هـذا الرجُـل في أستراليا منـذ سنوات وصفات المسيحيّ متجـسّـدة فـيه ، رأيناه غـيوراً عـلى إيمانه ، شمّاساً متمكــّـناً في الكـنيسة وفـعّـالاًً في التـنظيمات الإجـتماعـية المحـلية لغـزارة ثـقافـته . أما عـلى الصعـيـد الكـنسي فـقـد ترك وراءه فـراغاً لن يسـدّه غـيره بسـهـولة ، لِـقابليّـته في اللغة الكـلـدانية وتـضلـَّعه بمصطلحاتها وقـواعـدها ، إلى درجة كتابة القـصائـد الشعـرية الموزونة والمقـفــّاة باللغة الفـصحى بالإضافة إلى أشعاره باللهـجة العامية ، وكـذلك معـرفـته الواسعة في فـنون صلوات وألحان طخـس كـنيستـنا الكـلـدانية. شاهَـدنا فـيه هِـمّة وقــّادة في خـدمة بـيت الرب بكافة متطلـّباته ومنـتسبـيه العاملين فـيه من أكـليروس وشمامسة ، حـيث حـضوره الدائم عـلى مـدار أيام السنة ومشاركاته في الأنشطة الكـنسية كافة وحـيثما تـدعـو الحاجة وبقـلب فـرح دون كـلل ، فـيرتــّب برامج ( طخـس ) الصلوات الموسمية وحـتى اليومية الخاصة بتسلسلها ثم يطبعـها كُلاً  في حـينها ، و يستـنسخـها لتكـون جاهـزة بأيـدي الشمامسة مرتــّـليها ، كـما لم يكـن يألُ جـهـداً إذا كـُلــّـف شخـصياً بمهـمّة يقـدر عـليها فـينجـزها . لقـد كان فـعـلاً ذلك الجـنـديّ المجـهـول الذي لا يعـرفه إلاّ المقـرّبـون إليه في الخـدمة ، والمؤمنون الذين شاهـدوه عـن كـثب وكـذلك عـن بُـعْـد .  ولم تمرْ إحـتفالية دينية أو تأبـينية ، أو أية ذكرى إحـتفائية لقـيادتـنا الكـنسية إلاّ وكانت له مشاركـته الأدبـية المتميّـزة ذات المعاني المؤثــّرة ، لقـد كان فـعـلاً العـمود الرئيس في خـدمة مـذبحـنا . وعـلى الصعـيـد الإجـتماعي ، كان متــّـزناً سلساً يُـهَـدّىءُ المنفـعـل بطبعه الهادىء ، وقـوراً لم يُـثـقِـلْ عـلى أحـد نفـسَه ، ولم يـبتـذل الكـلام هـباءاً يوماً إلاّ وفـيه حـكـمته ، ولم يحـبّ لنفـسه وحـده بل يشارك غـيره بما تــَوفــّرَ في ساحـته ، فـكان ذلك الأب والمربّي الفاضل ، ذلك المرشـد الذي أحـبّ الجـميع ، والجـميع أحَـبّـوه لكـياسته الخـُلـُقـية ولباقـته في الجـلـَسات الأخـوية وبشاشته الشخـصية ، أحَـبّ أبناء قـومه وكل البشرية ، كمحـبّـته للحـق الذي كان يقـوله أينما يصادف دون تـردّد أو إعـتبارات حـسابـية ، تاركاً المقابل حـرية إقـراره متجـنــّباً إحـراجات شخـصية . كان بعـيـداً عـن الإغـراءات الزمانية ولكـنه مُـفـعـم بالأحاسيس القـومية ومعـتـز بـبلـدته الخابورية ، ومشاعـرُه هـذه إسـتـنهـضـَـتــْه ليؤسس جـمعـيتها ( كـما أشار الشماس أديب ﮔـوﮔـا في معـرض كـلمة عـزاء له بهـذه المناسبة ) وليخـطــّط ويقـيم مع أبناء جـلـدته المهـرجان الثقافي الأول لجـمعـية خابور الكـلـدانية في سـدني فـكان هـو البارع المتميّـز في إدارته مع الناشطين من بلـدته ، وبمقالته وقـصيـدته . 
إن شخـصية كـالشماس لويس هـو مُـلــْـكٌ للكـنيسة والشمامسة أكـثر من عائلته ، لذلك فـقـد خـسرناه جـميعـنا كـنيسة وشمامسة ومؤمنين قـبل أهـله وذويه ، ولكنها إرادة الرب ونظام الحـياة ، تـُسلــّم الأدوار لغـيرها تباعاً ، ونحـن بـدَورنا سـنسلــّمها لآخـرين من بَـعـدنا حـتى مجيء يسوع المسيح ربنا . تضرعاتـنا وصلواتـنا نرفـعـها إلى الباري عـز و جـل إلهـنا ، وإبتهالاتـنا إلى سـيدة الكون أمنا مريم العـذراء لتـترجّى إبنها يسوع عِـوَضاً عـنا ، فـيُـكـرموا شماسنا المرحـوم كـما يستحـقـه ، في ملكـوته السماوي الأبـدي مشاركاً القـديسين المنعـمين فـيه ، وليمنح أفـراد أسرته وكافة ذويه العـزاء والصبر أمام مصابهـم الأليم ، والإيمان بأنـنا جـميعَـنا في موكـب الحـياة الأرضية الفانية ، سائرون في طريق الحـق ومتجـهون نحـو ملكوت الرب في الحـياة الأبـدية ـ آمين .




458
خـطاب مار سـرهـد  جـمّـو في الإحـتفال مع مار باوي سـورو


بقـلم : مايكل سـيـﭘـي / سـدني

المطران مار سـرهـد جـمّو مطران كـنيسة مار ﭘـطرس الكاثوليكـية الكـلـدانية / غـرب كاليفـورنيا ، والمطران مار باوي سورو زعـيم الحـركة التوحـيـدية الكـنسية الآثورية يتوحّـدان . فـقـد جـرَتْ إحـتفالات مَهـيبة بإعلان الإندماج الكـنائسي بـين الكـلـدانيّـين والآثوريّـين ، كاثوليك ورسوليّـين ، ضمن أبرشية مار ﭘـطرس الكاثوليكـية الكـلـدانية في غـرب أميركا في كل مِن ترلوك ، سيريس ، وَ مودِسـتو في يومَي السبت وأحـد الـﭘـانتيقـوسـطِه 10 – 11 /5/2008 في كاليفـورنيا . اليوم يليق بنا جـميعاً أن نردّد مع المرنم ونقـول : ما أحـلى أن يسكن الإخـوة معاً ( مزمور 133 : 1 ) . وخـلال ذلك الإحـتفال خـطب المطران مار سـرهـد جـمّو ، فـقال :

 أخي وصديق الـ 25 سنة حـينما كان إسمكَ القـس آشور وإسمي القـس سـرهـد ( الجـمهـور ينـتعـش بإبتسامة واضحة ) . إن إسمَ سيادتكَ اليوم كـمطران ، يدخـل التاريخ كما هـو إسم الجـبّـار يوحـنان سولاقا ( تصفـيق حار ) ، أيها الإخـوة الكـهـنة والشمامسة والراهـبات والشعـب المبارك ، سيكـون كـلامي ذا جـزءين أولهـما  في الأمور الرسمية كي نـنـتهي منها ، ثم نـتكـلم كأقارب فـيما بـينـنا في البـيت الواحـد . إنّ طلــَبات الرعـيّـات هـنا وإرسالياتها ، قــُـدّمَـتْ لي بموافـقـتكم بكـهـنـتها وشمامستها والمدبّرين - أخي الحـبيب والموقـر المطران مار باوي والذي تفـضـّـلتَ بفـخـر كمطران الكـنيسة الكاثوليكية للآثوريين والكـلـدان في رعـيتـنا ( تصفـيق حار ) ، هـذه الطلبات قــُـدّمَـتْ لي كمطران في الكـنيسة الكاثوليكـية الكـلـدانية ، في أبرشية مار ﭘـطرس الرسول للكـلـدان والآثوريّـين التي أنا في خـدمتها قـرابة الست سنـوات الأخـيرة ، والتي جـرتْ وفـق الأنظمة الكـنسية وخاصة إكـمال القـوانين في الكـنيسة الكاثوليكـية ، وبالأخـص وقـبل كـل شيء صورة الإيمان التي قــُدّمَـتْ لي والمتضمّـنة وكالة مار ﭘـطرس رئيس الرسل لقـداسة سـيـدنا ﭘـاﭘـا الـ روما ، وتعاليم آبائـنا والكـنيسة الكاثوليكـية . هـذا هـو الشيء الذي نقـبله بيننا اليوم ، والذي هـو جـزء من النظام المتبع ، منتظرين الموافـقة الرسمية الكاملة والتي لابـد أن تأتي . إن هـذا الإنـدماج قـد حـدث مـنـذ يوم مجـيء كـهـنـتـنا بعـد عـيـد القـيامة و في يوم جـمعة المعـترفـين وأما م مذبح الرب ، وأمام القـربان المقـدس وأمام صـليـب سـيـدنا المسيح ، وتــُـلِـيَتْ صورة الإيمان الكاثوليكي متــّحِـدين كـلنا سوية ، ثم ومن بعـد ذلك تعانقـنا معاً مطارنة وكـهـنة ، ومنـذ ذلك اليوم فإن رعـيّـتـنا الكاثوليكـية هي واحـدة ، واليوم إتخـذتْ شكـلاً رسمياً أمام أنظار الشعـب وخاتمة لفـصل التحـرك والبداية من أجـل الوصول . والآن عـزيـزي أسقـفي المحـترم الطاهـر والكـهـنة المباركـون والشمامسة ومؤمني جـميع رعـيّـاتـنا ، الآن وأمام مذبح الرب نحـن واحـد ، نحـن رعاة كـلنا وَ رعـية كاثوليكـية واحـدة . المجـد للرب ( تصفـيق حار ) . لم يعُـد هـناك أنـتم ونحـن ، بل كـلـنا ( نحـن ) ، كـهـنة جـميعـنا وشمامسة جـميعـنا ، وكـنائس جـميعـنا ، وحـيثما توجـد كـنيسة فـهي لجـميعـنا ، القـديمة والحـديثة ، التي هي اليوم والتي ستـتولـد حـديثة في المساء ، والتي ستأتي مستقـبلاً ، فـجـميعـها لجـميعـنا ، ومَن ليستْ لـديه كـنيسة فإن الكـنائس الموجـودة هي كـنائسه أينما يـتواجـد ، إنْ كان في أستراليا ، في شيكاغـو وأينما يكـون ، وعـلى الأقـل أستطيع أن أعـطي هـذا التـوجـيه إستـناداً إلى مسؤولياتي وصلاحـياتي ، وأعـتقـد أنّ الأساقـفة الآخـرون سيعـمل كل واحـد منهـم ويعـرف واجـبه وفـقاً للقـوانين . وأينما نتواجـد سواءاً في فـينكس ، تكامنتو ، أو قـريباً سيكـون لنا كـنيسة جـديـدة في لاس فـيـﮔاس ، فـكنائسنا لجـميعـنا ولم يعـد نقـول ، أنا أنـتَ ، أو نحـن وأنتم ، بل إنّ كل ما نملكه هـو لجـميعـنا ، هـل هـذا واضح ( تصفـيق حار ) وأساقـفـتـنا جـميعـنا هـم أساقـفة لجـميعـنا وكل واحـد بموجـب حـدود مسؤولياتـنا  وبموجـب الأنظمة الكـنسية ستسير كـل الأمور بإنـتظام بعـون الله . لقـد إنـتهـينا من التكـلم عـن الأمور الرسمية ، فـدعـونا الآن نتكلم مع بعـضنا بسهـولة وبحـرية . إخـواني وأخـواتي :  في أحـد الأيام جاء صوت لنبي إسمه يونان قائلاً له أن يـذهـب إلى نينوى ويقـول لها ـ  لقـد أنـتهى أمركِ وسوف تـنقـلبين فـوق رؤوس شعـبكِ ، إنكِ هالكة إلى الأبـد ـ  إن عُـمْر هـذه القـصة هـو حـوالي 800 سنة قـبل المسيح وتناسب ذلك الزمان ، وليس الأنبياءُ أنبـياءَ الشر وأنبياءَ الضياع لـذلك الزمان فـقـط ، بل في كل الأزمنة يوجـد مثل هـكـذا أنبياء ، أنا أقـول لكـم إنّ ذلك صحـيح ، نحـن نشاهـد ما الذي يحـصل ، فـوطننا الأم صار خـراباً ، كـنائسنا محـترقة ، أساقـفـتـنا شـهـداء قـتلى ، كـهـنـتنا مضطهـدون  ومشردون ، شعـبنا وشمامستـنا جـميعـهـم بقـساوة مظلومون ومُهانون . يمكـن أن يقـول أحـدهـم أنّ هـذا هـو قــَدَر وطنـنا وإنه إنـتهى !  ذلك هـو الذي قـيل لنا اليوم . ولكـن في الحـقـيقة يوجـد شيء في دواخـلنا وفي دواخـل هـذا الشعـب وكأنه يقـول : طيب أنا سأتحـدى المصير ، سأتحـدى الأمر الواقع ، ولو لم يكـن الرب معـنا لـَما كان بإستطاعـتـنا أن نقـول ذلك ! ولكن الرب وضع فـينا وفي دواخـلنا ، خـميرة الجـبروت وخـميرة اللاموت وإن آباءنا كانوا هُـم الأوائل الذين عـرفـوا ما الذي يعـني ذلك ! فأهـل نينوى تحَـدّوا ذلك وتحـدّوا الله ! كـيف ؟؟ لأنهـم عـلِـموا أن عـليهـم أن يؤدّوا واجـبهـم ودَورهـم وهـو سيكـمل دَوره وهـكـذا عـملوا ، بالصوم والصلاة تحـدّوا بقـوة الروح القـدس ، فالذي بـداخـلنا هـو تسليم الأمر لله بتواضع وبالإستماع إليه ، وهـذه هي الأداة وهـكذا عـمل أجـدادنا أهـل نينوى ونجـحـوا وأعـتقـد أننا يمكـننا أن نعـملها ثانية ، سيكـون لنا قـدر مشؤوم إنْ لم نـتــّحـد ، إنْ لم نكـن مع حـقـيقة الرب ، إنْ لم نــُكـْمِل إرادته ، إنْ لم نحـب بعـضنا البعـض ونحـب الحـقـيقة . متى يمكـنـنا أنْ نصل إلى مآربنا ؟ هـل نحـن في أمان ؟ لا أعـتقـد ذلك ، ولكـني أعـتقـد أنـنا يمكـنـنا أن نعـمل أفـضل . والبابليّون أرادوا أن يـبنوا برجاً ( تباهـياً وتكـبّراً ) فـشتـتهـم الله ، طـيب ، نحـن سنبني برجاً روحـياً ، ويمكـنـنا أن نعـمله وسنعـمله ، و نبني برجاً روحـياً لمجـد الرب ولمجـد كـنيسته المقـدسة ، وذلك البرج اليوم هـو الكـنيسة الكاثوليكـية كـنيسة آبائنا لكـليهـما ـ  بابل و نينوى ـ   وأنا أتيتُ لكـم بمثالـَين من بابل ومن نينوى ، من نينوى ومن بابل ، كي تعـرفـوا أن كـل نينوى هي لجـميعـنا وكـل بابل هي لجـميعـنا ( تصفـيق حار ) وكل إسم كـلـداني هـو لجـميعـنا وكـل إسم آثوري هـو لجـميعـنا ، تلك هي المعادلة من أجـل الخـير ومن أجـل إكـمال رضى الرب ، ونحـن وضـعْـناها ونبني عـليها ونسير بها ، وفي الحـقـيقة الآن هي إفـتـتاحـية للثورة ، لكـل الشعـب ولخـيره الروحي . إذا أمكـنـنا أن نبني برجاً للرب ، عـنـدئـذ فالرب سيبني برجاً لسعادتـنا ، ولكـنـنا يجـب عـلينا أن نبني برجاً للرب أولاً ، فـهـو سيـبني لنا بـيتاً جـميلاً . إن لم يـبنِ الربُ البـيتَ ، فـباطلاً يتعـب البناؤون ، وإنْ لم يحـرس الرب القـرية ، فـباطلاً يسهـر الحـراس . فـنحـن عـنـدما نـذهـب ونبني كـنيسة الرب كـما يريـد هـو وصَـلـّى ، عـنـدئـذ نعـرف أن البـيت مبنيّ عـلى الصخـر وهـو يباركه ونـنـتفـع ونـتقـدم إلى الأمام . إخـواني وأخـواتي هـذه هي البـداية فـقـط  . أيتها العـذراء نرجـوك أن تطلبي من إبنكِ كي يجـمعـنا سوية ويربطنا بالمحـبة والإتحاد ويأخـذنا إلى الأمام ويأتي بإخـوانـنا وأخـواتـنا الآخـرين كي نكـون جـميعـنا في سفـينة الخـلاص هـذه كي نصِل إليه . يا أيها الشهـيـد مار شمعـون برصباعي الذي مُـتّ من أجـل إيمانـنا ، يا مار يوحـنان سولاقا شهـيـد الإتحاد والحـق ، يا روح القـدس الذي حلـلـْتَ أخـيراً عـلى التلاميـذ ، حـل عـلينا نحـن التلاميـذ الجـدد ، تلاميـذك في هـذا الزمان ، وإملأ قـلوبنا من حـكـمتـكَ ومن قـوتكَ وخاصة من حـبّـكَ ، آمين .
 


459
هـذا هـو اليوم الذي صنعه الرب فـلنفـرح ولنـتهـلل به
(10- 11/5/2008 )


بقـلم : مايكل سـيـﭘـي / سـدني

طوبى للساعـين إلى السلام لأنهم ابناء الله يُـدعَـون
سـرهـد جـمّو &  باوي سـورو
زعـيمان يتوحّـدان في كـنيسة واحـدة

المطران مار باوي سورو زعـيم الحـركة التوحـيـدية الكـنسية الآثورية و توأمه مار سـرهـد جـمّو مطران كـنيسة مار ﭘـطرس الكاثوليكـية الكـلـدانية / غـرب كاليفـورنيا . يقـف كـل منهـما عـلى أرضية صلبة ، واثـقاً من خـطوته ، مؤمناً بربه ، متواضعاً بشخـصيته ، عـميقاً بفـلسفـته ، والمحـبة تملأ قـلبه من حـبه لأمّـته ، يعـلنان الوحـدة الكـنسية كما يريـدها الرب يسوع المسيح . إنها حـدث القـرن الحادي والعـشرين في كـنيسة المشرق الكاثوليكـية العـظيمة المتسلسلة والمتمثـلة اليوم في الكـنيسة الكـلـدانية .   
منـذ مئات من السنين ونحـن مكـبّـلون بقـيود الماضي ، إخـْـوَة نعـيش بعـضنا بمحاذاة البعـض الآخـر والخـجـل يملؤنا ويحـيطنا ، يحَـيّي أحـدنا الآخـرَ من خـلال نوافـذ دورنا والجـدار يفـصل بينـنا من دون سبب منطقيّ يقـنعـنا ، والتقـوقـع الفـكـري وإعـتزال إخـواننا عـن دارنا لا ينفـعـهم في زمن الأنـترنيت والكـومـﭘـوتر وسرعة زمانـنا ، فـلقـد تسلـّحـنا جـميعـنا بالمناهـج العـلمية المعاصرة وصرنا قادرين عـلى التعـبـير عـن أصالة تأريخـنا ، والدخـول في تفاهـم ووفاق بعـقـلية عـلمية متفـتحة فـيما بـينـنا ، أفـضل من أن نبقى أمراء معـتـكـفـين أو متصوفـين في صوامعـنا ، وكل مفاصل الحـياة وجُـسورها عـنـد غـيرنا ، إنها دقـّات قـلبنا ترفـض التشاؤم لتـنبّهـنا بروحـية التفاؤل ، إلى التـناغـم والتفاهـم لا إلى التصادم ، تقـودنا إلى الإنضمام وليس إلى الإنفـصام ، توجّـهُـنا نحـو التلاحـم لا إلى التشرذم ، إنها إرادة المسيح الذي نسلك طريقه ونقـبل حـقه ونحـيا حـياته ، وإلاّ فأيّ ربّ نعـبـده ؟. بهـذه الشفافـية الجـميلة والإرادة النبـيلة وفي أجـواء الـﭘـانتيقـوسـطِه المفـرحة ، والمحـبة الروحـية المسيحـية جـرَتْ إحـتفالات مَهـيبة بإعلان الإندماج الكـنائسي بـين الكـلـدانيّـين والآثوريّـين ، كاثوليك ورسوليّـين ، ضمن أبرشية مار ﭘـطرس الكاثوليكـية الكـلـدانية في غـرب أميركا في كل مِن ترلوك ، سيريس ، وَ مودِسـتو في يومَي السبت وأحـد الـﭘـانتيقـوسـطِه 10 – 11 /5/2008 في كاليفـورنيا . في هـذا اليوم تزعـزع الجـدار الذي بناه عـدوّ الأخـُـوّة قـبل قـرون ، وإنهار قـسم منه وأزيلتْ أنقاضه ليُـوحّـد حـدائقـنا في منـتزه واحـد ، اليوم يليق بنا جـميعاً أن نردّد مع المرنم ونقـول : ما أحـلى أن يسكن الإخـوة معاً ( مزمور 133 : 1 ) فـهـناك في ذلك البيت تحـل بركات الرب . اليوم تركْـنا تشبّـثـنا بمغـريات أرضنا لنـنـضمّ إلى كـنيسة المصلوب له المجـد ، الذي سلم مفاتيحها إلى مار ﭘـطرس شـهـيـد المسيح الحي في روما حـين أوصاه أن يجـمع إخـوته ليكـونوا واحـداً ، وتـذوب حـياتهـم كـجـماعة في بعـضهـم البعـض كـواحـد  ، وكأعـضاء في جـسـد الفادي يسوع ليعـرف العالم أنهـم تلاميـذه . وغـداً لابـد أن ينهار بقـية الجـدار الذي فـرّق الإخـْـوة عـن بعـضهـم لتـتوسّع ساحـتـنا أكـثر ، إنه المنطق الذي أوصانا به معـلـّمنا الأعـظم ، فـفـيه تـنصهـر كـل القـيود والفـوارق وتقـترب أبعـد المسافات وتـتوحّـد كل النيات وتـتلاشى كـلمات الـ أنا وأنت ، لي ولك ، إنها ترجـمة عـملية ملموسة للكاثوليكـية التي تجـمع فـعـلاً الآثوري والكـلـداني وليس شعاراً ملوناً مطبوعاً عـلى اللافـتات ومعـلـّـقاً عـلى الجـدران . إنه فـعـلٌ يجـعـلنا كـلنا للمسيح الواحـد في مؤسّـسته الواحـدة ، شعارنا صليـب واحـد وراع واحـد ، فهـل مِن قـوة أعـظم من الوحـدة المنظورة بالعـين المجـرّدة يا دعاة الوحـدة التي لا ترى حـتى بالمجاهـر الإلكـترونية ؟     
في عـيـد الـﭘـانتيقـوسـطِه ، بـدأ موكـب الإحـتفال من ساحة الكـنيسة داخلاً في الهـيكل بأناشيـد رائعة للجوقات المتنوعة شبان وشابات شمامسة وراهـبات ، تمجّـد كـلماتـُها وألحانـُها الربّ َ إبتهاجاً بإنبثاق الكـنيسة الواحـدة وإفـتخاراً بالرعـية الواحـدة ، تبعـتها الصلاة الربـية والأسقـفان الوقـوران ( مار باوي سورو وَ مار سرهـد جـمو ) واقـفان أمام المـذبح ، ثم قـرأ المطران جـمّو فـصلاً من الإنجـيل المقـدس ناطقاً وملوناً إياه باللهـجة الآثورية ، تبعه الأب كـمال بـيـداويـذ بكلمة إفـتـتاحـية قـيّمة ذكـر فـيها أقـوال الرب يسوع وتوصياته من أجـل الوحـدة الكـنسية ، بـدأها بالإشارة إلى سيادة المطران سرهـد جـمو مطران الكـنيسة الآثورية الكـلـدانية الكاثوليكية ، وإلى مار باوي سورو واصفاً إياه أيضاً بمطران الكـنيسة الآثورية الكـلـدانية الكاثوليكـية مما جـعـل الجـميع ينهـض وقوفاً وبتصفـيق حار إجـلالاً لسيادته ، فـنهـض هـو أيضاً بـدَوره واقـفاً وشاكراً لهـم بإيماءته الرقـيـقة المألوفة ، ومما قاله الأب كـمال " أن هـذه الوحـدة هي إكـمال لرضى الرب وليست ضـد أية فـئة أو حـزب أو تجـمع أو شـخـص " . ولما تكـلم سيادة المطران باوي الكـلي الوقار مخاطباً جـمْع المؤمنين وموجهاً خـطابه إلى مار سرهـد جـمو أيضاً ، وقـف أمام جـمهـوره مؤمناً ودرعه الإنجـيل كما عـرفـناه ، شامخاً مَهـيـباً كـما شاهـدناه ، متواضعاً مثلما ألفـناه . الرزانة ترتسم عـلى وجـهه ، العـمق في كـلامه ، والدماثة عـنوان أخـلاقه . ألهـب مشاعـر سامعـيه مما جـعـلهـم يصفـقـون مرات ومرات له ، وقال : سـيكـون كـلامي ذا شطرين ، أحـدهـما لكم والآخـر لسيادة المطران سـرهـد يوسف ، ثم واصَلَ قائلاً : إخـواني وأخـواتي بالمسيح كهنة موقــّرون وشمامسة محـبّـون وأخـواتي الراهـبات ، أعـزائي أبناء وبنات الكـنيسة وأمّـتي العـزيزة ، اليوم هـو يوم تاريخي ومجـيئكم هـنا يُـؤكـد أهـميته ، جاء نـتيجة وثمرة جـهـود مضنية لعـشرات السنين من قِـبَـل جـميعـنا كما سمعـنا من الأب كـمال . إن الأسباب التي دفـعـتـنا إلى المُضي قــُدُماً وإتمام هـذا الحـدث اليوم هي (1) لنكمل إرادة الرب (2) لنلبّي تعاليم كـنيسة المشرق وكـنيسة آبائنا المتجـسدة اليوم في الكـنيسة الكـلـدانية في تفـكـيرها وفـعـلها (3) نحـن نتعـلـّم من تاريخـنا أنّ إرجاع الوحـدة شيء جـيـد لكـنيستـنا وأمتـنا . أنا أفـهـم مجـيئكـم إلى هـذه الكـنيسة والسَير في هـذه الطـريق ، وأفـهـم أيضاً مسانـدة إخـوتـنا وأخـواتـنا الذين ليسوا معـنا اليوم في هـذا المسار . أخي المحـبوب مار سـرهـد جـمّو مطران كـنيسة مار ﭘـطرس أهلاً بكـم ، سيـدنا إعـطوا لنا فـرصة للترحـيـب بكـم في رعـيتكـم ونحـن فـرحـين برؤيتكـم وسعـداء بما نسمعه دائماً عـنكـم وأنـتم تــُسْعِـدون الناس بمثال محـبتكم وتعاليمكم المسيحـية أينما تـذهـبون . قـبل أربعة أشهـر ، نحـن الكـهـنة الذين كـنا سابقاً في كـنيسة المشرق الآثورية والشمامسة مع مسانـدة أعـضائـنا ، بَيـّـنـّا رأيـنا وقـلنا أننا نرغـب بالدخـول في الكـنيسة الكاثوليكـية عـن طريق الكـنيسة الكـلـدانية ، وأخـيراً وبعـد شهـرَين فإن ثمان رعـيات لنا ممن لهم كـهنة ، وإرساليات ليستْ لديهـا كـهـنة ( ثمان مدن ) كـتبوا رسائل لكـم ولأسقـفـَين كـلـدانيّـين إثـنين هـما المطران مار إبراهـيم في ديترويت ، والمطران مار جـبرائيل في سـدني ، وأنّ ستاً من رعـياتنا وإرسالياتنا كـتبوا إليكـم لأنـنا نعـيش في أبرشيتكم ، وطلبنا الدخـول في كـنيسة الكـلـدان عـن طريق أبرشيتكم ومن خـلالها ندخـل في الكـنيسة الكاثوليكـية . لماذا كـتبنا إليكـم ولماذا بعـثَ لكم الكـهـنة والشمامسة والمؤمنين بهـذه البرقـيات والرسائل وفي الأنـترنيت بالإضافة إلى الإتصالات التلفـونية وأيّـدوا هـذا العـمل واليوم أتينا وإحـتفـلنا به عـلى الملأ  ؟ (1) : لأنـنا منذ صِغـَرنا ومن تربية آبائنا وأمهاتِـنا عـلـّمونا أن نحـب غـيرنا من الناس ، و هـذا الشعـب اليوم يطرق باب الكنيسة الكـلـدانية ، هـو شعـب مثـقـف ونجـيب ذو تربية ومحـبة كـبيرتين في قـلبه وهـذه متأتية من تعـليم الوالدَين . (2) : لماذا نـَمَتْ هـذه الفـكـرة في حـياتـنا ؟ لأنـنا نعـيش في هـذه الدنيا و نتعلـّم شيئاً من اخـطاء وتجارب ومصاعـب العالـَم ، وهـو أن الإنسان الذي يجـب أن يستفـيـد من هـذه الدنيا هـو ذلك الذي يسلك طريقاً واحـدة هي مخافة الله والعـمل عـلى إرضائه . (3) عـنـدما بـدءنا نـتعـلم شيئاً فـشيئاً ما هي مخافة الله ، ما هـو رضى الله ؟ إن الله الآب يُعـطي لنا في وصاياه العـشر ويقـول : أحِـب قـريـبك كـنفـسك . مَن هـو قـريـبي؟ هـو أي كل إنسان يعـيش في هـذه الحـياة وبالأخـص ذلك الذي لا أعـرفه ولا يعـرفـني ! فـجـلسنا وفـكـّرنا مع أنفـسنا وقـلنا : إذا كان الله يقـول لنا أنْ نحـب ذلك الغـريـب ! كم بالأحـرى يجـب أن نحـب أنفـسنا وأهـلنا أبناء كـنيستـنا الذين هُـم من طخـسنا وقـداسنا وأمتـنا ، وعـنـدما فـتحـنا الإنجـيل رأينا أن الرب يسوع هـو أول مَن صلـّى من أجـل إتحادنا . والسبب الآخـر عـنـدما تعـلـّمنا أكـثر ، ما الذي يريـده آباؤنا القـديسون منا ، عـلِمنا أننا سالكـين في طريق ، وأنّ أي واحـد  وضع الله فيه نية حـسنة وإيمان وعـقـل في حـياته لا يمكـنه إلاّ ، أنْ يضع نفـسه عـلى هـذا المسار ويصل إلى هـذه الخاتمة ، وأننا لابـد أن ننـتـمي إلى الكـنيسة الكاثوليكية  . لقـد كانت هـناك عـقـدة صغـيرة عَـلـّموها لنا منـذ صغـرنا وهي أننا يجـب أن لا نقـبل رئاسة قـداسة الـﭘاﭘا لأن لنا رئاستـنا ( نعـم نحـبه ونوقــّره ولكـنـنا يجـب أنْ لا نستمع إليه ) . ولكـنـنا عـنـدما فـتحـنا الكـتاب المقـدس وقـوانين السنهادس وطـخـس آبائنا الجـبابرة وتعاليمهـم لاحـظنا أنها كلها تــُعـلـّم عـكـس ذلك الذي قـيل لنا ، فـكـنيسة المشرق كـنيسة آبائي وآبائك ، وهي كـنيسة أجـدادي وأجـدادك ، توقــّر شمعـون كـيـﭘا وتضعُه بمكانـته التي وهـبها له المسيح وتحـترم مـدينة روما وتعـتبرها المركـز الأكـثر أهـمية للمسيحـية ، وتوقــّر وكالة مار شمعون كـيـﭘا المتمثـلة في شخـص الـﭘاﭘا مار بينيدكـتــُس السادس عـشر . في الحـقـيقة رأينا وتعـجـّبنا  وتغـيّر عـقـلنا حـين لاحـظنا كـنيسة المشرق نفـسها وهي تقـول لنا : مثلما الـﭘـطريرك هـو ذو سلطة بين المطارنة فـهـكـذا أسقـف روما هـو ذو سلطة عالية عـلى كل الـﭘطاركة . قـبل 450 سنة ولهـذه الأسباب قامتْ في كـنيستـنا حـركة إتحاد وإرجاع القـوانين إلى نصابها ، قادها مار يوحـنان سـولاقا الشـهـيـد وقـديس الإتحاد والمنتخـب من قِـبَـل رؤساء الكـنيسة ، كي يكـرّس فـكـرة الإتحاد ، والذي أصبح ﭘاطريركاً برسامة ﭘاﭘا الـ روما ، ولمدة 129 سنة فإن المطارنة والـﭘطاركة الذين جاؤوا من بعـده ثبـَـتوا عـلى إيمان ونظام القـوانين الكاثوليكية كـما أنـتم اليوم ، إلا أنه ولأسباب زمنية وخاصة ، إبتعـدتْ الكـنيسة المتسلسلة من ماريوحـنان سولاقا وإنقـطعـتْ عـلاقـتها وشراكـتها مع روما ، واليوم تلك الكـنيسة تسلسلتْ وإمـتدتْ في كـنيسة المشرق الآثورية وكـنيسة المشرق القـديمة التي كانتا سابقاً في شراكة مع الكنيسة الكاثوليكية . وهـكـذا ومن بعـد ذلك عـلى مـدى 200 عام أصبح لدينا كنيستان في المشرق ( القديمة ، والأخـرى التي كانت كاثوليكية والآن هي خارجة عـن الشراكة مع الكاثوليكية ) وحـقـيقة كلتا الكـنيستين أن ممثليها ليسوا كاثوليكيّـين ، حـتى جاء ذلك الجـذر الأصيل من بيت أبونا مار يوحـنان هـرمز الذي كان ﭘاطريركاً في ألقـوش سنة 1830 ليُرجـع إتحاده مع روما . واليوم فإن غـبطة الـﭘاطريرك مار عـمانوئيل دلـّي و مار سـرهـد جـمو مطران الكـنيسة الكـلـدانية ، يتسلسلان من كـنيسة آبائنا المشرقـية تلك التي إتفـقـتْ وإتحـدتْ مع الكـنيسة الكاثوليكـية  ولا تزال منـذ 180 سنة . وطيلة هـذه المدة فإنها تكـبر وتزداد وتحـيا اليوم جـنباً إلى جـنب مع الكـنيستين الأخـرَيَـين والتي تمثل جـميعـها كـنيسة المشرق ولكننا من جانبنا إفـتهـمنا أن الإكـتمال الكـنسي يكـون مع الكـنيسة الكـلدانية ، لأن الشراكة التي بينها وبين شمعـون كـيـﭘا هي تـوصية الكتاب المقـدس وتوصية وإدراك طخـس آبائنا . لذلك فإن تلك المصاعـب التي كـنا بها ، والعـقـد التي بـينـنا و إخـوانـنا في كـنيسة المشرق الآثورية ، كانت فـرصة لنا لتغـيـير مصاعـبنا ونأتي بكمال رضى الله ، ولأجـل هـذا كـتبنا لكـم تلك الرسائل حـيث كانت لـدينا الشجاعة والجـرأة والثـقة بأن عـنـدكم ذلك الإدراك التاريخي والثيولوجي وتـدفـعـون بهـذه المهـمة إلى الأمام ، و لديكم كـهـنة أنقـياء يسانـدونكم ، كـما أنّ هـؤلاء إخـوانكـم وأخـواتكـم يصلـّون اليوم كي يـذهـب الأمر إلى الأمام ، ولا نريـد شيئاً سوى رضى الله . ونحـن من جانبنا لا فـرق عـنـدنا ، فـمَن هـو مارباوي ، ومار سـرهـد ، ومَن هـو القـس كـمال ومايكل و يوشيّا و شموئيل و ديمتري ؟ إنّ شمامستـنا أو، لجانـنا أو أعـضاءنا ، كـلنا إخـوان وأخـوات نحـب بعـضنا البعـض الآخـر( تصفـيق حار ) .
إخـواني : إن المسيح إنحـنى ليغـسّل رجْـلـَيْ شمعـون كـيـﭘا وهـذا قال له : لا ! كـيف تغـسّل رجْـلـَيّ ! لم يتحـمّـل شمعـون أن يرى إبن الله الذي هـو الله بعـينه وهـو يغـسّـل أرجـل إنسان ! صدقـوني ، أنا لا أستطيع أن أقـبل ذلك ، ولا أي واحـد منا يقـبل ذلك بسهـولة ، ولكن قـواعـد وفـلسفة وطريق المسيح هي هـكـذا بالضبط . فـمَن يريـد من بينكم أن يكـون مسيحـياً جـباراً عـليه أنْ ينحـني ويغـسّـل أرجـل الآخـرين ، ونحـن بمجـيئـنا عـنـد بعـضنا البعـض ، بهـذا الحـب لبعـضنا البعـض إنما هـو في الحـقـيقة كي نغـسل أرجـل الآخـرين وهـذا ليس تـنازلاً بل هـو مجـداًً ورجـولة لأن آباءنا الذين ماتوا وبالأخـص القـديسين ، هـم في السماء بكـنيسة واحـدة ولا فـرق هـناك . نحـن نريـد أن نحـيا في كـنيسة الله بأنفـسنا ولهـذا يجـب أن نـتحـد ونعَـلـّم إخـوانـنا الذين هُـم في حالة عـناد وغـضب أن يتأنـّوا ويتساهـلوا . ( أخـوني وخاثي ) أعـطوا فـرصة لأنفـسكـم كي تفـهـموا وتحْـيوا طريق الله ووصاياه بمحـبة بعـضنا للبعـض الآخـر ، وهـذا هـو مطلبنا خاصة وأمتـنا المسكـينة هـذه المبعـثرة هـنا وهـناك في كل الـدنيا وحـقـوقـها مسلوبة ، وكل مَن أتى من صغـير أو كـبـير صار يلعـب بها من وقـت إلى وقـت ، أما حان الوقـت كي نصطف إلى بعـضنا البعـض ؟ إن الجـسور التي وضعـتْ بينـنا ، وفي بعـض المرات فإن رؤساء الدين هـم الذين وضعـوها ، ومرات أخـرى كانت مِن وضع مسؤولين أجانب ، وفي غـيرها من المرات أناس مثلكم يضعـونها بينـنا ، حان الوقـت كي نـنهـض جـميعـنا بمحـبة وبــِنيّة مسيحـية صافـية ونظيفة ونقـول لا يوجـد بينـنا أي فـرق ، لا كـنسياً ولا قـومياً ، أسماؤنا واحـدة ، نينوى وبابل هـما واحـدة من بيث نهـرين ، كـلـدانيون وآثوريون من هـذا اليوم هـم واحـد وسيبقـون واحـداً إلى مجيء المسيح ( تصفـيق حار ) ، ولهـذا سيدنا وأخي العـزيز : أنا وأنت قـد أصبحـنا إخـواناً وإن المحـبة التي بينـنا قـد وهـبناها إلى كـهـنـتنا ونحـن مع كـهـنتـنا نريـد أن نعـطيها إلى هـولاء الناس وهـذا هـو مطلبنا . لهـذا إجـتمعـنا اليوم هـنا ، نريـد من شخـصك المسيحي هـذا ومن قـلبك المسيحي ومن فـهـمك الكـنسي أن نسمع ما هي نظرتك لهـذا الشعـب المسيحي الذي اليوم أمسى إسمه كـنيسة المشرق التي إسمها الكـنيسة الكـلـدانية ، سـيدنا مار  سـرهـد جـمّـو تفـضـّـل ( تصفـيق حار ) .
ملاحـظة : مقالنا القادم سيكـون خـطاب مار سـرهـد جـمو بهـذه المناسبة .         







460
هـنيئاً للشباب مع مكـرمة كـنيسة مار توما
 الرسول الكاثوليكـية للكـلـدان في سـدني

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي
بتاريخ 2/نيسان/2088 كـنا قـد نشرنا مقالاً بعـنوان ( الشبـيـبة العالمية تـلتـقي الـﭘـا ﭘـا في سـدني ) أشدنا فـيه بهـذا اللقاء الشبابي العالمي في سـدني مع رأس الكـنيسة الكاثوليكية في العالم قـداسة الحـبر الجـليل سيـدنا الـﭙـاﭙـا ، مشجّـعـين الشباب ممن تـتوفـر لـديه الفـرصة للحـضور والإستمتاع بهـذه الذكـرى التي سوف لن تمحـو من الـذاكـرة . ونظراً لأن معـظم الشباب يعـتمـدون عـلى دفـوعات الضمان الإجـتماعي ( سنـترلينـك ) بالإضافة إلى مسانـدة أولياء أمورهـم ، لـذلك كان لكـنيستـنا ، كـنيسة مار توما الرسول الكاثوليكـية للـكـلـدان في سـدني إلتفاتة مشجـعة لهـم . فـفي يوم الأحـد الموافـق 27/نيسان/ 2008 أعـلن سيادة المطران جـبرائيل كسّـاب الكـلي الوقار أثـناء القـداس الإحـتفالي أن كـنيستـنا قـرّرتْ تخـفـيض رسوم المشاركة بهـذا اليوم العالمي للطـلبة الشباب ( وعـلمنا لاحـقاً أن المشمولين بها هُـم طلبة الدراسة الثانوية حـصراً ، بإعـتبارهـم طـلاباً يعـتمـدون عـلى مساعـدات الضمان الإجـتماعي و ليسوا يعـملون ) . إنـنا بالوقـت الذي نشكـر هـذه المبادرة الجـميلة مؤكـدين أنها تستحـق الشـكـر والثـناء ، إلاّ أنـنا في الوقـت نفـسه نـذكــّر ونؤكــّد أن الطالب الجامعي الذي يواصل دراسته  ــ بكالوريوس – ماجستير – دكـتوراه ــ  الذي لا يعـمل بالمرة ( ولا تـدفـع له دائرة الضمان الإجـتماعي دولاراً واحـداً عـلى الإطلاق بحـكـم التعـليمات الفـيـدرالية التي يمكن توضيحـها لِـمَن يهـمه الأمر ) هـو أولى بهـذه المكـرمة وعـليه نرى أنهـم يستحـقـون مثل هـذه التخـفـيضات حـتى وإنْ كانوا قـد دفـعـوا رسوم مشاركـتهـم كاملة قـبل إعـلان هـذه التخـفـيضات ، أسـوة بمَن إنـتظر وحـجـز مقـعـده مؤخـراً برسوم أقـل ، فالقـوانين المُـنصِـفة يكـون لها أثراً رجـعـياً طالما أن مفـعـولها لم يأخـذ تأثيره بعـدُ ، كي لا يحـصل غـبن عـلى أحـد ، فالرب يستقـبل محـبّـيه المقـبلين إليه البارحة أم اليوم بنفـس الحـرارة .     

461
نيشـان سـراب سـلــّومي & رنا لازار
بتــــــــــاريخ 26/4/2008
في قاعة ميرامار ـ  سـدني

مصوّر الـڤـيـديو : سـتوديوV2U  بإدارة المصور أدور رسّام
المـطـــــــــــــرب: بسّـام ريـكاني + رائـد عادل ، وفـرقة Sweet Band 
عـريف الحـفـــل : مايكـل سـيـپـي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إبـتـدأ الحـفـل بعـد الساعة الثامنة والنصف مساءاً حـين رحّـب عـريف الحـفـل بالمحـتفـلين الضيوف وشَـكـَرَهـم عـلى تلبـية هـذه الدعـوة المباركة والمُـفـرحة ، وقال : أذكــّرُكـم بتاريخ 9 / 9 / 2000  كـنـتُ عـريف حـفـلة الأخ ثائـر سـلـّومي ، قـلتُ فـيها :

بْـشينا  بْـكـُـلـّوخــُن  دَأوايــِـه
ﭙـْصيخِه هاووتــُن ﮔـو خايــِه
إيـمَـن تــَـدْ  ﮔـوري  يُـلوخـُنْ
أخـْـني  بـِدْ  هاوِخ  دَأوايـِــــه

ﭙـْصيخـيوِخ بْـآذي عِـدّانـــــــا
بْإيثـيثوخــُن آخا  بْـشــــــــينا
إيـﮔا  بْروزا  دِيّـان  ﮔــْــــيانـا
إيمـَنْ  دْ صْـخـوتـُن زودانــا

ناشِـد مَحَــلــّـِه خـْـتيـثيــــــوِخ
شـْواوِ دْ بي سـينا وْ قاشــيوِخ
وْهَـم  لـْـــــخِـﭙـَرتا  قــَريويوِخ
دوسْـتْ  دْ  كـُـلـّيه مَـثــْواثيوِخ

ثم واصَـل قائـلاً : واليوم جاء يوم الأولاد فـصـرتُ عـريف حـفـل نيشان الشاب سـراب سـلــّومي ، وأيام الشباب جـميلة وإليكـم هـذه الأبـيات:

جـونـْـقا كـْداءِلـّيه خايــِه ح كـُلـّيه جـونـْـقـوثا
شِــذنـْـتا كـْـفـيتا دْ لا مِـنـْـتا مِـخْ خـيـﭙـوثــــــا
وْهَـمْ بْـراتا كـْـدَألالا ﮔـْيانـَه ح هَـرْ إيه خـَـمْـثا
ما حَـلويـيليه يُـماثا دْ جــِهـيلوثــــــــــــــــــــا

شْـموءْ يا بْروني لـْـتــَـنيثا وْ مَـشَـرتا دْ بــابُخ
كِـليليليه وْ شـوهارا بْـدارتــّيه لـْريشـُـــــــــخ
وْ إيلـُپْ من دَبَرتا وْحَـنينــــــــوثا دْ يــِــــمّوخ
ﮔـِـرْدَنيليه دْ نـَعْـمِه بْـخـَـذِتــّيه لـْـــپَـقــَرتـــــخ

  دُكـْـثا دِ طــْـلِـبْـتــُخ لا هـويا  كـُرسي لـْـدِپْـنـُتـخ
  دُكـْـثــَه ح هـويا مْسُـقــَـلـْـتا بْـگــَوايا دْ لِـبّـوخ
 إيمَنْ دَمْـخِـتْ قــْريلا  تــَدْ أثــْيا  بْگـو خِـلـْـمُـخ
  وْبْعِـدّانا دْ يَـتـْوتْ شَـمْإتــّهْ قالـَه حْ بْـنـَـثـْياثــُخ

  صُـرتــَه ح بـِدْ طوعِـتـّا لإينـُخْ كُـلـّيه ح زونـُخ
   وآذيلـِِه طــَخـْـسا وْ يُـلـْـپانا دْ هـيمانوثـــُــــــخ
  وْإنْ كِـبــِتْ دِ مْـبَـقــْـرِتْ إيكـيلا مَـلـْـكـوثــُــــخ
   جـول وْ مْـباقِـرْ بْـخـَرثا بْـخازتــّا بْـگـو لِـبّـوخ

يا حَـليثا يا رَنا قــُمْـتا دّ َليثـــــــــــــــــــــــــــا
وَرْدا سْـموقـيوَتْ بــِأوارا لـْـگـاوا دْ بـيـثــــــا
بْـگـو دوبارا وْ حُـبّا بــِدْ هـويَتْ جـِنــْــــــديثا
وْ آلاها بّـيثا كــْشاريليه كــُل بُـرْكـاثـــــــــــــا

مِـن پـير بْأخـْـلـَتْ إيه خـَـموصْـتا وْ حَـليثـــــا
وبــِسْـموثا دّ ُنيــِه ليلا إيخالا وْ شـْــتـيـثـــــــا
مَـلـْـكـوثا دْ آلاها بْـلِـبّـيلا حَـليثـــــــــــــــــــــا
وْ بْسَـﭙـْرِخ لِـمْـشيحا دْ آثِه بْـخـَـرثا دْ يُـماثـــا

مْـخـَـنـْـزو شِـپـّولالِه دْ پـَلـطوتــُنْ لأورخاثــــا
 مْسَـقــْـلو پـّوشـيّـا وْ فــَـرْمَـنيّا دْ مَـثــْـواثـــــــا
                                          رنا وسـراب ، بـِد خازخــْـليه رِشْ رَمْـياثــــــا
                                          طـْـليـبا وْطـْـلِـبْـتا بـِأواريليه  پّـلـْـﮔـا دْ گــَـنـْـثـا       

   آيــِتْ  شِـمْشا وْ آيي صـيرا بْــگـو پــِصْــــخـوثا
   رِخـْـشـو قامَن كـُدْ أخـْـتــُنْ إرْيــِه بْإيداثــــــــــــا       
   كـيليه بَـرْبُـوّاتْ  شِـدْ  مَعْـلـيه  كـَـفــّـــــــــــــياثا
    وإنـْـشِه شِـدْ  مَـرْمي  وْمْـزَنِـگـري بْـكـَـلـْكـَلـْياثا

والآن :  رنالازار  & سـراب سـلــّومي ..............  
فـدخـل الخـطيـبان القاعة تـتقـدّمهـما اليافـعات والشباب عـلى أنغام الموسيقى الشجـية في موكـب جـميل والكـل يرقـص فـرحاً بهـذه المناسـبة الـسعـيـدة ، ثم تراصف الجـميع عـفـوياً في سـلسـلة رائـعة من الدبكات الفـولكـلورية المتـنوعة وبأغانينا الشعـبـية المتـميّـزة من أداء المطرب الشـعـبي الصاعـد بسام الريكاني . وخـلال إستراحة قـصيرة طلب عـريف الحـفـل من السـيد سـعـيـد ( أبو سراب ) أن يُـسـمِعَ الحـضورَ كـلمة ، فـلم يتوانى إلاّ وتـناول المايكـروفـون مرحـباً بالحـضور شاكـراً مشاركـتهـم أفـراحـهـم بحـفـلة نيشان نجـله . وبعـد ذلك جاء دَور السـيد منير لازار ( أبو رنا ) فـسـلــّم عـلى الجـميع معـبّـراً عـن فـرحـته وشـُـكــْره لحـضورهـم حـفـلة نيشان كـريمته .   
وبعـد ذلك حان موعـد الخـطيـبَـين فإفـتـتحا المسرح بالرقـص الغـربي ، وشاركـهـما المحـتفـلين . ثم مُـنِحَـتْ الهـدايا الذهـبـية للخـطيـبة الأنيقة رنا ، وقـص الخـطيبان كـيكـة الحـفـلة فـكانـت أشـبه بتظاهـرة عائـلية رائـعة إمتـدّت عـلى هـيئة حـلقات ثم سلسلة من دبكة مشـحـونة بحـماس الشبان والشابات جـذبت أنظار الجالسين حـتى حان موعـد العـشاء الذي إستغـل العـريف دقائـقه الأخـيرة فـقـرأ القـصيـدة التالية التي تحـكي جانباً من تـراث ألقـوش :

       
  مْـكـُدْ مْـشـُـنيلــَنْ مْـأثــْرا لأثــْرا  بْـنِخـْـرَيوثـــــــــا
         مْـبُـرْبــِزلــَنْ  بْأرْبـيه  ﭙــِنــْياثا دْ أذ  بْـريثــــــــــــا
         كـُدْ  خا مِنـّان كِـمْ خازيلـِه خـْـذا قــُرنيثــــــــــــــــا
         وْ شْـكيرْ آلاها  أخـْـني صْـﭙـيلـَن ْ بْـﮕـو أذ دُكـْــــثا

         إدْيو  كـْـشَمْإخ دِ إتــّان آخا نــَشْـواثـــــــــــــــــــــا
         وْصَـﭙـْرا بـْـتــَـفـْـقِـخْ بْـﮕـو خا خـورا ناشِـــــدْ ماثا
         وْ ديـرَثْ يوما بـْخازخـْـلــَنْ خـورِ دْ مَـثــْـــــــــواثا
         ما حَـلويا  حُبّا خاثا وْ يوما خاثـــــــــــــــــــــــــــا

         إلاّ , لا ناشـِخْ أو مِـنــْدي دْ  بَـبـَواثـــــــــــــــــــــــا
         كـْـراوِزْ بـيناثــَنْ بْـيوما يان بْـليلــَـــــــــــــــــــواثا
          صيريلـِه مْـشِـنــّه  كـَـبيرِه  بْــلِـبّـواثـــــــــــــــــــــا
          خاهـيه عِـدّانِه بَـسّـيـمِه دْ ناشِه دْ ماثـــــــــــــــــــا

           كـُدْ كـْـتــَخـْـرخْ  شْـوَووثا دْ أنيه يـُماثـــــــــــــــــــا
           كـْـدايــِقْ  لِـبّا كـَـبـيـرا بــِشْــــتيخـَـنــْياثـــــــــــــــــا         
                                            كـْـقــَطـْرا دِ مّيأثا وْ كـِمْـشَـرتــْخا مِنْ  إيناثـــــــــــا
                                            وْ طــُـوّا  لناشِـه دِ كــْـتــَخــْريلا إيه شْـوَووثــــــــا

           ما حَـلويــِه هاويوا أنيه يُـماثـــــــــــــــــــــــــــــــا
           دْماخا  رِشْ  تــَخـْـتْ بْـﮕـو قـيطا  لــْـــــــﮔــَرَواثـا
           وْ مايــِه قــَـريره دْ  شَـرْباثا وْ تــَـلِـمْياثــــــــــــــــا
           وْ شََــمْـزيّا دِرْيا  تا  قـــْيارا  لــْصِـطــَرْواثـــــــــــا

          وْ كـُـدْ  آمْـرِخـْـوا بْـقــَـدَمْـتا سِـــــــــــقــْـلا مَسّـاثا
          قـيـمِخــْوا بْـكـُلْ كـَشّـيـروثا  مِن شْـويثـــــــــــــــا
          مْرَشونِخـْـوا قـِنــْيانِه وْ أخــْـني ﭙـّـصْـــــــــــخـوثا
          وْ تا وَرْزا ياوِخــْوا بالــَنْ  ﮔـو أورخاثــــــــــــــــا

          لـَـكـْـمَحْـكِـنْ بَحَـسْ بَـشيلـِه دْ قــَـدَمْـياثـــــتـــــــــا
          وْ لا شْـلـَـنــْـﮕـِه  وْلا تــَرْعـوزه  وْ لا شَــــمّـمْياثا
          كـُدْ  إيتوتا خـو طِـلـّـنـيثا دْ  كـولِـكـْـثــــــــــــــــــــا
          كـْطويا ( واليشْيا وكـَبَـريتا وﭙـْروسْـﭙــِكـْتْ ) دُكـْـثا

          إنْ ياويلي ( مَـنــْدَرينا ) خـْـذا  تــْيـَرّكــْـثــــــــــــــا
          لا كـوذي ﭼـو مِـنــْدي بَـرقــُلْ عِــنــْجـورْياثـــــــــا
          بـَدَمْ إنْ خازيه سيه ﭼـُقــُل وْبـُرْكا دْ ﮔــُمْــــــــــــلا
           كـُدْ خا بــِدْ ﭙايــِشْ بَـهاتي وْ آوو لا صـيثــــــــــــــا

          شِـدْ  مْشانِـخْ مِن وَرْزانِه تا بــِدْراثــــــــــــــــــــــا 
           بــِدْ  خازِتْ  دِخـْـيا وﮔــَيــِﮔــْـرا وْ صَـرنا  خاثــــــا
          خا مْـدَرويــِه وْخا بــِسْرادا وْخا بــِسْـﭙـايــــــــــــــا
          وْ خا مّـطـونِه رشْ  كـَوِذنِه أروخـْـياثــــــــــــــــــا

          كـْـداءِرْوا ﭙـَألا وْ آوو مِـلــْيا ﭙــِصْـخـوثــــــــــــــــا
          سـاويئوا مِن سِـمْـذِ وْ ﮔــَرْ ﮔــُرْ ديـقـِه بّـيثـــــــــــا
         ما آوِذ   ﮔـو( KFC ) بَـرقــُل كـَـﭙـّوثـــــــــــــــــا
         دْ بــِصْـلا وْ ﮔــُﭙـْـتا دْبي يَـقــونــْدا ناشِـدْ د ماثـــــا

         شيـﭙــِخـْوا طاحِـن دْ بي خـُبـِرْ رِشْ  تـَخـْراثــــــــا
         إيما ( ﭙـينــَتْ بَـتــَرْ ) دِرْيا بْـشـُـشِـكــْـــــــــــــــياثا     
         وْميـﭙـوخــْـتا بتــَلـْـﮕـا شاتِـخـْوا بْـﮕـو قـراثـــــــــا
         وْ لـَـكـْـبــِخـْواليه أنْ  مايــِه زْروطِه دْ  ﮔـِخـْــكـوثا

        زَحْـميلا دّأري طالــَن أنيه يُـماثــــــــــــــــــــــــــا
        وْ ماني مِنــّان دَها وْ باثِـر بْـزالِه لــْماثـــــــــــــــا
        شْـريلــَن آخا بْـآذي أثــْرا دْ نِـخـْرَيوثــــــــــــــــــا
        وْ ماقِـد إيـبَـنْ نــَطــْرِخْ يالــَن وْ بـيثـوثــــــــــــــا
ثم صار وقـت الأغاني الشرقـية العـربـية تألـّـق فـيها المطرب رائـد عادل ، خـتمها ثانية المطرب المحـبوب بسام الريكاني وكانت الساعة قـد تجاوزت الواحـدة بعـد منـتصف الليل ، فـودّعْـنا الخـطيـبَين ووالدَيهـما والأقارب كافة .



462
من رسالة پـولص الرسـول إلـَينا اليوم


يقـول يا إخـوة :   
   

بقـلم : مايكـل سـيـپـي / سـدني
خـلق الله الكـَون بهـنـدسة رائعة خاضعاً لقـوانين فـيزيائية رياضية تــُبهِـر عـقـل العالِم مما حـدا بغاليلـو إلى القـول " لقـد خـَطــّتْ الطبـيعة كـتابها المجـيـد بلغة الرياضيات " وخـير مثال عـلى ذلك قـوانين كِـپْـلــَرالفـلكـية . إن الرياضيات تمتـدّ إلى ما لانهاية وفي كـل الإتجاهات ، والنقـطة في هـذا الكـَون تــُمثــّـل موقـعاً فـيه ، وبـين النقـطـتين بُـعْــدٌ وأبعادٌ مخـتـلفة ، لا يَحـارُ المرء في إخـتيار ما يشاء منها مجاناً ولكـن قـد تـكـون بأغـلى حـساب ! فأيـّة مجانية هـذه وثمنها مطـلوبٌ حـتى الرقاب ؟ نعـم إنّ الإخـتيارَ ـ إخـتيارُالطريق بـين محـطـتين مجانيّ ـ ولكـن السيرَ فـيها محـسوب الـكـلفة دون عـتاب ، شأنه شأن المهـنـدس الذي يخـطط لفـتح طـريق بـين مـدينـتــَين ويأخـذ أجـرته بكـتاب . فإذا أراد مسايرة تضاريس الأرض المتـموّجة ليـلـتـفّ مع إلتـفافها وينعـطـف عـنـد منعـطـفاتها لينحـدر إلى منحـدراتها ، فـلابـدّ وأنْ يطمع إلى الإرتقاء مع إرتقائها وإلاّ كـيف يـتمايل مع ميلانها وهـوسـيّدها ! إنها تـُكـلــّفه ثـمناً يساوي طاعـته لها ، وعـنـدئـذ تكـون كارثـتـُه مع هـذه الأرض وكـوارثها ، ويكـون صوت نواقـيسِها أشـدّ دَوياً من زعـزعة صخـورها ، ألا يـَـقِـسْها ؟ ولِـمَ كـلّ ذلك ولأجـل مَن يُجاريها ؟ أيستحـق ما بقي من العـمر بقـية كي يُجاملها ؟ أليست قـلوبُـنا هـيكـلَ الله الحي ( كـورنـثوس 6 : 16 ) نبني فـيها منازل لأبـَدِيّـتـِنا ( يوحـنا 14 : 2 ) ؟ متجاوزون تلك الـتضاريس أياً كان نوعـها ، من أجـل أن نفـتح فـيها طـُرقاً للرب مستـقـيمها ( إنجـيل متى  3 : 3 ) لا غـبار عـليها ، نـتجـنـّب أطـْوَلـَها المنحـرفة لنخـتار أقـصرَها المستقـيمة ! ( متى 10 : 16 ) . فـهـل تواجــِهُـنا تـلالٌ ؟ طيّب ، نحـفـر فـيها نفـقاً وأنفاقاً ، ولإرادتـنا نــُخـْضِـعُـها ! وهَـل تــُصادفــُنا وديان ؟ ثم ماذا ، نبني جـسـراً فـوقها ونعـبرعـنـدها ولا نبالي بعـمقها ولا بزخـّات الأمطار عـليها أو دحـرجة الصخـور فـيها ! أنخاف ذلك ؟ إذا كان الله معـنا فـمَـن عـلينا ؟ ( رومية 8 : 31 ) ، هـل يتـطـلـّب منا تضحـية ؟ نعـم ، ألسنا من أجـله نـُعاني الموت طـَوال النهار ( رومية 8 : 36 ) ؟ أم ماذا ؟ هـل نــُرضي أهـواء عابري سـبـيلها ؟ فـلو كـنا إلى اليوم نـتوخـّى رضا الناس ، لــَما كُـنـّا عـبـيداً للمسيح ( غـلاطية 1 : 10 ) وهـل نـنجـرف وراء الكـثبان الرملية ونهـمل المعـتـدلة من سهـولها ( لوقا 11 : 42 ) ؟ عـلينا أن نواجه المصاعـبَ عـنـد تـنـفـيـذ مشاريع طـُرقـِنا ، ولن يفـصلنا أحـدٌ عـن حـب مُـحِـبّـِنا ( رومية 8 : 35 ) ؟ بعـد هـذا العـرض السريع لمسْح فـضاء سمائـنا وأرضها ، وإخـتيار نقـطـَـتـَين فـيها ، لابـدَ من المُضي قــُدماً في مَـدّ أقـصر الطرق المعَـبّرة عـن حِـكـمة الربط بـينها ( ولا غـيرها ) وذلك بإستشارة الفـنانين المسّاحـين العارفـين بأمتارها ، وليس الباعة المتجـوّلين في دروبها ، فلا تـُرهـقـنا كـثيراً كـلفـتــُها ، وهـذه تـتـمثــّـل بالخـط المستـقـيم الواصل بـينها ، لـنـُظهِـر للملأ جـمالـَها وللإعـلام صُوَرَها . ومع ذلك فـعـلى الحُـر أنْ يجـعـل من نفـسه عـبـداً للجـميع كي يربح الكـثيرين ( 1ـ كورنـثوس 9 : 19 ) ولا ينبـذ أحـداً كي لا يخـسر الآخـَرين . ومن جانبنا فـكـلنا أصوات صارخة في البرية لا نهاب النيازك والبروق الزمنية ، ولا العـواصف الرعـدية المكانية ، نفـرح مع الفـرحـين ونبكي مع الباكـين مهـتمّين بـبعـضنا البعـض بمشاعـرنا الأخـوية ، دون أن نطمع بجـلسة مع العالين ، بل منقادين إلى المتواضعـين ـ  دون أن نحـسب أنفـسنا عـقـلاء ـ مع العاقـلين ( رومية 12 : 15 ) ، فالأيام شـريرة وعـلينا أن نفـهـم ما هي مشـيئة الرب ( أفـسُس 5 : 15 ) . وأجـرتي أن أقـوم بالعـمل مجاناً ، منـتظرين مصير ملح الأرض ( متى 5 : 12 ) ، ولولا الرب مُعـينـي لــَسَـكـَـنتُ أرض السكـوت ( مزمور 94 : 17 ) ، والويل لي إنْ لم أبشـّر ( 1ـ كـورنـثوس 9 : 17 – 18 ) . فـيا تـَرى أين أ ُلى الألباب من رمْـزنا المعـَـلــّق عـلى الباب ؟ ويا حـبّـذا لو أقـرأ أو أسمع مُـعـلـِّـقاً عـلى هـذا الخـطاب ؟ فالقـلم المَـبريّ بأناقة جاهـز بكـل ترحاب ، والنعـمة والسلام مع جـميعـكـم يا أحـباب .

 

463
هـنيئاً لأعـضاء جـمعـية خابور الكـلـدانية
في مهـرجانها الثـقافي الأول / سـدني

 بقـلم : مايكـل سـيـپي
ألف تهـنـئة للروّاد السـبّاقـين ، أعـضاء الهـيئة الإدارية لجـمعـية خابور الكـلـدانية لنجاحـهـم في تـنظيم أول مهـرجان ثـقافي الذي إفـتـتـحـه سـيادة المطـران جـبرائيل كـسّـاب أسـقـف أستراليا ونيوزيلانـد يرافـقانه الأبـَوان الموقــّران آدم وعـمانوئيل ، إشترك فـي إحـيائه أبناء خابور بصورة متميزة بالإضافة إلى أبناء الجالية الكـلـدانية والآثورية من خـلال مقالاتهـم و قـصائـدهـم . أقـيم هـذا المهـرجان بتاريخ 14/ نيسان / 2008 في قاعة نادي نينوى التي كادت تـزدحـم من كـثافة الحـضور الذين حـضروا فإسـتمعـوا وإستمتعـوا بهـذا الحـفـل القـومي في سـدني . ورغـم أن التجـمع هـذا هـو بادرة أولى ، إلاّ أنه كان مليئاً بفـقـراته المشـوقة من  مقالات وقـصائـد للكـتــّـاب والشـعـراء ، ونشـيـد وأوپريت وأغـنية أو أنشـودة جـماعـية لأطفال ويافـعات خابور . في البـدء ( 7:20 مساءاً ) حـيّا عـريفُ الحـفل الحـضورَ ، وقـبل الشـروع في تفـعـيل النشاطات المثبـّـتة في برنامج الحـفـل عـلى المسـرح ، طـلب الوقـوف دقـيقة صمت تـذكـّـُراً ووقاراً لراحة نفـوس شـهـداء كـنيستـنا في العـراق وفي مقـدّمتهـم المرحـوم المطران پـولص فـرج رحّـو مع الكـهـنة والشماسة الذين سُـفِـكَ دمهـم معه ، ثم كانت كـلمة رئيس الجـمعـية الذي رحّـب بسيادة المطران وبالحـضور عامة ، أعـقـبها نشـيد قـومي وتربـوي من أداء فـرقة تلاميـذ جـمعية خابور الكـلـدانية الذي حـمل عـنوان ( جـئـنا عـطاشى للـثـقافة ) كـلمات وألحان الشماس أديب گـوگا ، حـتى جاء دَور شعـراء القـسـم الأول ( أربـع  قـصائـد ومقالــَين ) . ثـم عُـرضـتْ عـلى مسرح القاعة أوپريت بعـنوان ( ماذا سـنصـبح ؟) من قِـبَـل الفـرقة نفـسها التي أعـجـب الجـمهـور بها غاية الإعـجاب مما دعاهـم إلى التصفـيق الحار للفـعّالين فـيها عـدة مرات وكانت من كـلمات وألحان الشماس أديب گـوگا ، وهـنا تـذكــّرتُ وأنا في فـترة الصـبا في ألقـوش في أيام 1962 أوپريت فـكاهـية مماثـلة لستُ أتـذكــّر عـنوانها عَـرضتـْها طالبات مدرسة الراهـبات للبنات وتحـضرني بعـضاً من كـلماتها التي تقـول (( يا خــْواني عـنـدي پَسْـتا ـ جايـبْـها من كـَـلــْـكـُـتـّا ـ إسمعـوا هـيّا حـتى ـ تـنطـق بَـلا موسيقى ـ أنـتيكا أنـتيكا آنا الأسـمر أنـتيكا ـ  كانت تـردّدها صبـية نشِـطة ناعـمة ألقـوشية معـروفة ، الآن هي السـيـدة لـيـلى بـحّـو گـردي في سـدني )) وبعـد أوپريت المهـرجان تـلــَـتـْها مجـموعة ثانية من قـصائـد الشـعـراء ( خـمس قـصائـد ) ، فـحان موعـد أنشـودة ( نحـن التـلاميـذ ) من أداء الفـرقة المشار إليها وكانت من كـلمات الشماس لويس منصور وألحان جـيهان سالم ، وقـبل إخـتـتام الحـفـل كان لسيادة المطران جـبرائيل كساب كـلمة قـيّـمة أشاد بها بجـمعـية خابور الكـلـدانية ونشاطها المتميّـز هـذا ليكـون بادرة وبادئة لأنشطة وفعاليات مماثـلة للجـمعـيات الكـلـدانية الأخـرى ، كـما ذكـر في كـلمته عـن المحـبة التي أبـداها القائمون عـلى إدارة نادي نينوى وذلك بفـتحـهـم أبوابه لمثـل هـذه الأنشطة لنا بكـل حـرية ، وقال سيادته إن نادي نينوى هـو بـيت الجـميع كـلـدانيّـين وآثوريّـين فـنحـن أمة واحـدة وكـنيسة واحـدة ولغة واحـدة ، والكـنيسة تجـمعـنا جـميعاً كـشعـب واحـد لأنها هي التي حافـظتْ عـلى تراث الأمة ولغـتها ، كـما أن الكـنيسة أعـطتْ خـيرة أبنائها من قادة ومؤمنين شـهـداء لها و للأمة . وإخـتـتم المهـرجان في الساعة ( 9:05 ) . 
وجـدير بالـذكـر أن السـيـد الدكـتور بنيامين داود رئـيس نادي نينوى لـدورته الحالية كانـت له كـلمته الـثـمينة أثـناء المهـرجان شـكـر فـيها سيادة المطران عـلى  حـضوره ورعايته لهـذه التظاهـرة المشـجّـعة وقال أن النادي هـو لكـم وأن أبوابه مفـتوحة لجـميعـكـم . ومع الدكـتور بنيامين أودّ أن أذكـر وأذكــّـر القـراء الأعـزاء عـن الإستعـداد اللامحـدود الذي يـبـديه نادي نينوى بإداراته من خـلال توفـير الأجـواء والمستلزمات المناسبة لفـعالياتـنا حـيث كـتبتُ في توثـيق محـفـوظ عـنـدي سـيُـنـشر لاحـقاً ما يلي : [[ فإتصلنا بمسؤولي نادي نـينوى الآثوري فـفـتحـوا لـنا بابه عـلى مصـراعـيه ولمدة أكثر منْ سـتة أشهـر مؤمّـنـين لنا قاعة للتدريب مزوّدة بمكـيّـفات الهـواء بالإضافة إلى الشاي والسكـر والقـهـوة والماء الحار ، وفي نهاية المطاف عـرَضـْـنا المسرحـية عـلى قاعة النادي وكـل تلك الخـدمات مجـاناً مما جَـعَـلـَـنا نشـعـر بأنـنا في بيتـنا فـعـلاً ـ  25/9/ 2004 ]] . وفي هـذا المهـرجان كانـت لي مشاركة بسيطة بقـصيـدة باللهـجة الألقـوشية عـنوانها ــ  كـينوثا لــَـكـْـيَـصْـرا إمّـد عاصوطوثا ، العـدالة أو الإستقامة لا ترتبط أو لا تـتـفـّـق مع الضلالة أو الإنحـراف ــ وقـبل أن أكـتبها للقارىء لابـد هـنا من إيضاح بعـض مفـرداتها الألقـوشية المحـلية :
المقـطع الأول : يتـخـذ من إجـراءات الرب يسوع حـين دخـوله الهـيكـل في أورشـليم رمزاً إلى القـول بأنّ النفـس لأمّارة بالسوء فالإنسان الذي يضـل الطريق ويعـصى عـلى الله والبشر ، يجـب معالجـته قـبل أن يستـفحـل الـداء .
بقــّوشِه = حـصو ، وَرزا = حـقـل البطيخ ، عـنـْجـورياثا = بطيخ ناعـم مشوّه ، مْـيَطراثا = فـضائل ، قــَمـچي = سَـوْط  ، سْـتــْـيَـرّا = منـضـدة ، بورِه = قاحـلة ، پْـرازا = أرض زراعـية متروكة ، قـراثا ( جـمع قـرثا ) = برد ، ﭘــِصْـميرِا = المتـنفــّـذ في البلـدة ، حـكــّيما = طـبـيب .
المقـطع الثاني : ويتـلخـص بأن الإنسان الفارغ يكـون خـفـيفاً ينجـرف أمام الرياح ولا يُـعـتـمَد عـليه ، أما المُـخادعـون فـهم كالغـربان مشـوارها قـصير ، والـنسور لا تأبه بها .
قـلاّ = غـراب ، قـوقـتا ( قـوقا ) = بستوگة ، سْـﭘــِسْـتا  = متهـرّئة ، يـِرقا = خـضار ، مْـزيـذا شِـتـّه ح ﭽـِقـتا = كـيس من جـلـد الخـروف مثـقـوب الأسفـل ، طــَﭘايا دْ سولا = منحـدر الزبل ، ﭘـُرْصونـْـتا = بـذرة ، تِـكـثـا = حـبل شـدّ اللباس ، قــْمَصْـتا = حـفـنة ، بـيـبو متي = بـبغاء ، كِـنـْـتا = الدفـين من الحـقـد ، مِـحْـنوقــْـتا = قـلادة ، لا عَـقــْـتا ، ولا عَـمُـقــْـتا = لا يهـتم ، دَقــّا لـْدَنــْـوا = طير ذيله هـزّاز ، بازكّا = حـركة الرجـل عـنـد السباحة ، مْـتــَـشـْـقِـلاّ = يُشـغِـل ، خــَرْﭘـُشْـتا = خـنفـساء ، زَرْخا = طير بحـجـم القـبج أصـفر الريش ، جَـووذا = آلة قـطع الأغـصان وسعـف النخـيل - قـديمة ، قـيسُـسْـنِه = أغـصان رفـيعة ، سْـوَنانِه = نباتات شائـكة لسياج البستان ، قـوﭽا = قـمة ، شِـﭭــّا = غـصن طري ، سْـتونا = عـمود خـشبي متين ، خِـرشَـنـْـتا = أنقاض البناء من الجـصّ .

كـينـوثا  لــَـكـْـيَـصرِا إمّـدْ عاصوطـوثا ؟
المقـطع الأول :
مْـكـُـد بَـرناشا ﭘــِشْـلِه بــِـرْيا ، بْأذ بْــــــــــــريثا
كِـمْ داريلـِه بَـرايــِه ح بْإيه ،  گــَـنــْـثا  رَبـْــــــثا
تــْويرِه ﭘـُـگــْـدانا دْ آلاها ، بْـعاصـــــــــــوطـوثا
وْ بْإيه عِـدانا ﭘــِشْـلِه دَرقــُـل ، آلاهــــــــــــــوثا

إيـمَـنْ  ناشا دْ ﭘــِـشْــلِه دَرقــُـل ، آلاهـــــــــــوثا
   كــْـخـَـشْـوتْ بــِدْهاويلـِه حُـبّـا،  تا ناشـــــــــوثا ؟
مْهادَخ ﭘــِشْلا عْـمِـرتا بـْگاويه ح ، كـُل ﭘــِلـْموثا
وْ كِـبــِه دْ هاوِِه مارا وْ خِـنّ ، أودِه بّـيثــــــــــــا

كِـبــِه شِـمْــشا مْـشويا  لـْـگارِه ح ، كُـل يُـماثــا
وْ مِـطــْرا دْ ناخِـثْ رِشْ أرْآثِـه ح ، گـو دَشْــتاثا
وْ شِدْ كـُل ناشِـه يَـقــْـذي بْـنورا ، وْ شَـلـْهـيويثا
وْ آوو بْـمَــبْـسومِه بْـگـو ﭘـوخِه ، وْ طِـلـّـــــنيثا

وْ إن ثيلا عِـدّانا دْ سِـتــْـوا ، بْـليـــــــــــــــلـَواثا
كـْجايـِلْ بـِصّـِه لِهْـيــِه وْسْـميـقـِه ، تا شِـخـْـنوثا
وْ دامِـخ رِشْ مَـطــْــــــــــرَحْ  دْ أمْـرا ، دِ أوَناثا
وْ كــْـناشِـه خِـنــّـِه ديليه بــِصْـوايا ، مْـقــَـــراثا

أذ بَـرناشا ﭘــِشْـلِه دَرْقــُـل ، آلاهـوثــــــــــــــــــا
وْ نــْشيلـِِه مارِه ح ديلـِِه بــِـرْيــِه ح ، بْـأذ بْريثا
أذ بَـرناشا دْ ﭘــِشْـلـِِه رْحـيقا مِن كـينوثـــــــــــــا
كـْـبارِ كـينوثا  دِ مْـخـورا ، عاصوطـوثـــــــــا ؟

مْـكُــــــــــــدْ هْـويـلــَـنْ وْهِـلْ دَها ، بْآني يُـماثــا
خــْـزيلــَن گـو خايَـن كَـبـيرا،  شَـخــْـلــَـﭘـْـــــياثا
گاها سَـنــْـقِـخــْـوا لإيه خِـزنــْـتا ، دّولاثـــــــــــا
و گاها إثــْـوالـَن مِـنــْدي دِرْيا ، بْـخِــزناثـــــــــا

إلاّ كـُـلْ زونــَن أتيره ، بْـگـو تــَوْديثـــــــــــــــــا
إثــْـوالــَنْ  وْإتــّان إيقارا ، دْ بَـرناشوثــــــــــــــا
هَـم إنْ وِخــْـوا مْـحـيلـِه قــَم مارَ دْ ، عِــلـْـيوثـــا
إلاّ  لا قــْـبــِلاّنْ  لِـگــْـيانــَنْ ، ﭽـو توروثـــــــــا

قـريلــَـن وْ كـْـثولــَن خــَقِـصّـا ، بْـمََـدْرَِشـْـياثـــــا
وْ مِن سَـهْـذِه دِيّـانْ إيـلـِِـﭘـْـلــَنْ ، شَـنـَـياثـــــــــــا
ميريه  دْ لا هاوِخ رَحـوقـِه ، مِن حَـخـّـمْـثـــــــــا
وْ إيـذِخْ أجْـبونا دْ آلاها ، بْـكـُـل صِـﭘـْـيوثـــــــــــا

قــْري تــَـنـيثا دْ مار ﭘـولص ، گـو إگــّــــــــرْياثا
بإيذِتـّـِه طـيما دْ كـُل آني ، مَـحْــــــــــــــــــكـَـياثا
وْ ﭘـّرْشِـتــّيه بَـرْخِه مِـن گِـذيــِه ، بْـسانــَـــــيوثا
وْ لا كْـخـوخِـتــّيه بَـقــّوشِه بْـگـو ، مَـرگــَـنـْـياثا

لا دارتــّا خـــَبـُـشْـتا خــْروتا  بْـگـو ، قــَــــــلـْـثا
وخـْوِخـِتْ بـيني تــَرزِه  دْ ﭘـيـرِه ، وْ خـَـبـُـشْـياثا
ﭘـْروشْـليه بْگـو وَرْزُخْ بَـشـيلـِِه ، مْـعِـنـْجـورْياثا
تــَد لا طاﭘـيه أنْ طاوِه من ، آيا سْـــــــــــــــريثا

مْـشيحا كـيـمِـرْ أشـوﭘـْـلـِه زيوانا ، مْـخِـطـــّيـــثا
خـْـذولِه وموقـِـذلـِه بْـگـو نورا ، دْ تــَـنــُــــرْياثا
مْـسَـقــْـلِـتــّـِه زَرْأوخ بيني زَرْأِه ، دّشْــــــــــتاثا
وْبْـشَـقـْـلِتْ شوهارا بْگاويه ح مِلـْيا ، مْـيَـطـْراثا

وْ إنْ لــَـكْـﭘـَرْشِـتـِـّه زيوانا ، مِـنْ خِـطــّيـثــــــــا
لــَـكْـﭘـَرْشِـتـِـّه بـيهْـرا دْ يوما ، مْـليلــَـواثــــــــــا
وْ إنيلِـه زونا دِ شْـقالا ، خاصا وْ ﭘـاثــــــــــــــــا
لـْگـيـبــِدْ آلاها ليثْ شْـقالا ، ﭘـّـَـثــْـواثـــــــــــــــا

بــِشْ مِـنْ مارَنْ إيشوع مْـشيحا ، بْگـو بــِـرْياثا
ليثْ شاووقا دِ خــْـطـيثا ، بْـكــُـلــّـيه ﭘــِنــْـياثــــا
وْ هَـمْ أذ مارَن كـُـدْ خـزيـلـِـه ، عاصـوطـوثــــــا
مُـﭘـْـلِـخـْـلِه قــَمْـﭽـيْ لـْخاصِـدْ آنيه ، دْ لا نـْخِـبـثا

أويرِه لـْـدَرْتا دْ هَـيــِكـْـلا  بْـگـو ، كـُـل زَخــْـموثا
مُـنــْﭘــِلــّـِه سْـتــْـيَـرّه دْ ﭘــِلـْخـونا ، دْ تــَگــّاروثا
وْ ميـرِه تا كـُـل آنيه بـيشِه ، بْـكُـل حَـقــّوثــــــــا
بـيـثا دْ بابي كِـمْـريلــِِه بـيثا ، دِ صْـلوثـــــــــــــا

مَـرْ بـيثا كـْـمَـپْـلِخـْـليه أودِه ، تا سْــنيقـوثــــــــا
دْ  كـَـرْوي وْ تانيه أرآثا بورِه ، وْ ﭘـْـرَزاثـــــــــا 
ﭽـُگا مَـرْ بـيثا لــَـكــْـتاكِه ، لــْـغـُـلــَمـْــــــــــواثا
دْ مَحْـكيه بْـشِـمّيه ح قـَمْ ﭘــِصْـميرِه،وْرابه دْماثا   

زْديئـيوِنْ مايــِه دْ لــَـكـُـنْ ، أوري مْـشـَـقــْـياثــا
خـو كـْـثــَوانِه وْخـو مَطـْراحِه ، وْ خـو سْـﭘـَدْياثا
وْإنْ ناشا لـْگـَرْميه ح مْـطيليه ، وْأويريه قــَراثا
لا حَـكـّـيما إيـبــِدْ مَـنِـخْ ، وْ لا ســــــــــــــــوياثا
المقـطع الثاني :   
إثــْوا خا قــَـلاّ فايــِرْوا ، كُـد عاصِـرتــــــــــــــــا
هـيـبانا عْـلويا ، وْ كـُل هـونيه ح دِرْيا بْـقـوقــْـتا
وْ كُـدْ إيـذيلـَن ديلا إيه قـوقــْـتيه حِ ، سْــﭘــِقــْــتا
إيـذيلـَن مَـدْ دارِيه بْـگاوَه ح ، وولا  قــْـبــِلــْــــتا

أذ قــَلاّ كـيـذِخـْلا شوقــْـتيه ح ، وولا سْــﭘــِسْـــتا
كـْمَسْمِـقـْلا  گـْيانيه ح وْلا كـْياذيه ،ميلا سْموقـْـتا
وْ خا زونا صْويئالِه بْيــِرقا ، دْ كِـتــْـوِه  دّشـْــــتا
ما بْـشـَـقــْلِـتْ مِنْ هادَخ مْـزيـذا، شِـتـّه ح ﭽـِقـتا

ناخِـثــْـوا رشْ طــَـﭘايا دْ ســـــــــولا ، بْـقــَـدَمْـتا
مْخـَـﭘـْْـرﭘـْوا بَـلـْـكي خازيلِه ، خـْـذا ﭘـُرْصونــْـــتا
إيگا خـْـزيلـِِه خـَكـْما قـوقِـه ، مْحـولقـِه بْـسُـلـْــتا
سْـﭘـيقِه وْكـْداميوا لإيه قـوقـتيه ح، ديلا سْـﭘــِقـتا

آوو لا ياذيوا رْخاشا ، مِـنْ دَشـَــنــْــــــــــــــــــتا
لا بْرِشْ ريشا وْ لا بْـرَأولـْياثا ، وْ لا بـْـدَشـْـــــــتا
وْ كـُُـدْ  كِـمّرِخـْـشـيلـِه بْـگـو ، أورْخـا  عَـدولـْــتا
شْريلا تِكثيه ح وبْرِمْلا أقـليه ح، وْﭘــِشـْلا ﭘـْـلِمْـتا

إيمَنْ دْ قــَلاّ لـَتّ خـْـذا قــْـمَصْـتا ، مِـرْأشـْـــــــتـا
وْ مُـنـْشيلـِِه إيه رْخـَشْـتا ﭘـْلِـمْـتا ، وْإيه عَـدولـْـتا
ليبــِه دْ ياوِلْ تا ( بـيـبو مـتــّي ) ، مَـشَـــــــــرتا
وْلا سَــﭘـْرِتْ مِـنــّيه ح إلاّ خا ، عْـواذا دْ كِـنــْــتا

أنيه قـوقِـه  كِمْ تاويريه  ، بْـگـو خـْـــذا حُـجْـــتا
وْ مِـنْ ﭘـَرْچاچـِه أوِذلِه تا گـْيانيه ح، مِـحْـنوقــْـتا
وْ لـَـﭘـّـشْ كـْـآريلا  لا عَـقــْـتا ، ولا عَـمُـقــْــــــتا
وْ لـَتّ شـولا  بْـگـو كـُل طيرِه ، ديليه بْـدَشْـتــــا

خا دَقــّا لـْدَنــْـوا مْوَصْوصْوا ، رشْ إيلانــْـــــــتا
وْ ناذيوا خـْـگـويا مِنْ ، ﭘـَجّـنــْـتا لـْـﭘـَجّـنــْــــــــتا
ﭘــِسّوءيه ح كِـرْيـِه ، وْكِـبــِه دْ ياسِـقْ بْـسيمَـلـْـتا
بَـلــْكي ماطِه لـْـكاوِه وْ قانيلـِه ، خــْـذا خــْـيَـرْتــا

كِـبـيوالا  گـْيانيه ح صَخايا ، مخْ نــُـنــْــــــــــــتا
دْ ماخـيوا بازكّا لـْــيَـمّـِه ، دْ لا مَـنــَـخــْـــــــــــتا
وْ بازِكــّـا خِـنــّـا تا ﭽـَـﭘـّـه ، دْ لا بَـقــَـرْتـــــــــــا
هَـمْ إنْ ماطِـه لـْـمَـرزا دْ نيهْـرا ، تا عاصِـرتـــــا

دَقــّا لـْـدَنــْوا تا قــَلاّ ، وِلــّـِه خـْـذا ﭘـْـقــَـــــــــذتا
وْگــْـذِلـّـِه گِـرْويه وْ كِـمْ مَـلـْبـِشليه ، دْ لا صَولـتا
كِـمْ آميرِ ، قِـنــّي وْ ألولــْـتي بْـنــَـطــْرِتــّـــــــــــا
وْ كـُـدْ يُـمْ بــِدْ ميـثـِِـنـّوخ ، زُوّادا دْ أخـْـلِـتـــّــــــا

قــَلاّ خـيرِ بْـمـِِـرّ ، وْ كِـمْ داءِلاّ صُـرْتـــــــــــــــــا
صـِِثـلِه دِ خِزيالِه  گــْيانيه ح ، آوُ  مَرْ  قــُـمْـــــتا
كــْـخاشِـخْ تــَـدْ هاوِ نــَـطارا ، دْ لا صَـنيـــــــــــتا
مْـتــَـشـْـقِـلاّ  گــْيانيه ح ، مِنْ قــَـدَمْـتا لــْعاصِـرْتا

إيمَنْ دِ كـْـخازِه خــُرانيه ح ، طـيرِ دّشْـــــــــــــتا
كـيوِذِ گـْيانيه ح ، لـَـكـْـداءِلــّيه وْ لـَـتــّـِه شْــمَـأتا
كـْخاذيه گــُلـْـﭘانيه حِ ، وْ كـْـزايــِرْ مِـخْ خــَرْﭘـُشْـتا
زونا شْـوِقــْـلِه قــَـلــّـِه ، دْ نــَطــْـريلا ألولــْـــــــتا

زونا شْـوِقــْـلِه دَقــّا لـْـدَنــْوا ، ياتـو بْـدَرتـــــــــــا
وْ قــَـلاّ دْ ﭘايــِشْ نــَطارا دْ قِـنــّـا ، وألولــْـــــــــتا
وْ زَرْخِه مْـﭘـَرْﭘـورِه وْبــِخـْضارا ، دْ لا تـَخـْـمَـلتا
بَـلــْـكي قانيه خا زِيـلِـكــّا ، دْ لا شـِـﭭـِلــْـــــــــــتا

حَـقــّا ميريه بـَبـَـواثا ، مِن دَشَــنــْـــــــــــــــــــتا
بْـگـو جَـووذا كـْـقـيصي ، قـيسُـسْـنِه تا كـَـرْتــــا
إلاّ كـيـذِخْ  قـيسا خـْـليما ، دْ كـُـلْ إيـلـَـنــْـتـــــــــا
لا كـْـتاوِرْ إلاّ بْـگـو إيـذا ،  مِن إيـلــَـنــْـتـــــــــــا

إمّـدْ آذي لا كـْـلــَـزْما زْدوثا ، وْلا رْألــْـتــــــــــــا
وْ كـيـذِخْ قـَـلِـّه كـْجـيلي،  لـْقـيسُسْـنـِـه بْـرَأولــْـتا
وْ دَقــّا لـْـدَنــْوِه بيني سْـوَنانِه ، دْ بــِسْـتــَـنــْـتـــا
بَـلــْكي قانيه خا ﭘـَرْﭽا تــْويرا ، مْـشَـبُـقــْـتــــــــا

وْ كـيـذِخْ نِشْرا لــَـكـْياتو ، إلاّ رِشْ رَمْـتــــــــــــا
وْ رِشْ إيه رَمْـتا ما كـْـبَسْـما ، إمّـيه ح إيتوتــــا
وْ قـوﭽا دْ طـورا ليلِـه سـيـﭘا ، وْ لا خِـزِنــْـتـــــا
قـوﭽا دْ طورا  هـونيلـِِه ، إمّـدْ غـيرتــّــــــــــــــا

قايي آرتْ  بـْـشِـﭭــّا ، دِ كـْﭘـالِـمْ مِخْ قِـشـْـتــــــــا
أرِي سْـتونا بْـإيـذ ُخْ ، مِن قــَـدَمْـتا لــْعاصِرتــــا
ﭽـُگاها  لا مَـتــْـكِـتّ ِ ، خاصُخْ لــْـخِـرشَـنــْـتـــــا
إلاّ لـْـكـَـﭭــْرا ، بـطورا هاوِتْ يَنْ بْـگو دَشْـــــــتا

رِشْ تــَـخـْـتا ﭽـُـرّكْ لا ديشِـتْ ، بْـكـُـل خِـلـْمِـتــّـا
بّارلــّـيلــُخْ باوَروثا ، بْـكــُـل ﭘــِسّـــــــــــــــــــوتا
إيمَنْ دْ شـَمْـإتْ قالا  دْ صَـنــّوجِه ، لا بْإيـتـــــــــا
إيـذوءْ  شْـغـوشْـيا ، بْـريلِه بْگـو ماثا وْ بــِمْـذيـتا

التوديع :
وإن خـزيالوخون آذي قـصيدة بَسّـــــــمْـتا
بَسْـما گيانوخـون كولوخـون لأذ  مَصَـثــْـتا

464
أين يقـف الأب من أولاده

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
 
يسرني أن أوفــّر العـناء ، عـلى ضعـيفي النفـوس المهـرولين في الخـفاء ، وأصحاب الذيول المتقـرّحة الهـزّازة في العـراء ، منـذ أيام العـهـد البائـد وحـتى اليوم ونحـن في عـهـد الوفاء . والذين يهْـوَوْن الإصطياد بالمياه الآسـنة ، وقـلوبهـم من القـذارة عَـفِـنة ، وأصابعـهـم من الرياء الأسـود داكـنة . فأنا أوصيهـم بالغـوص في المستـنـقـعات ، عـسى أن تـدغـدغ البعـوضة ألسِـنـتــَهـم فـيشـعـرون بالصدمات ، أو دودة تــُـطـعِـمهـم مِن رَيقـها أو ضـفـدعات . فـمياه الينابـيع الصافـية ليست مشاربهـم ، بل إنـّهـم يرتــَوون من سواقـيهـم المتآكـلة مثـلهـم ، فيعالجـون عـطـشـهـم ، ويحـقــّـقـون دنيء مآربهـم وأقـول لهـم : إن الأب في مقالي ، هـو الرجـل المبارك مع إمرأة شـريكة حـياته وبغـيرها لا يـبالي ، والذي يفـتخـر بأولاده الأنجال ، وزينة لعائلته في كـل حـقـل ، وكـثيرون مثـله يطمحـون إلى الكـمال . ومَن لا يكـتفي بهـذا القـدر من ردع السجال ، فـلـيستفـسر مني الآن الآن وليس غـداً في النهار أو في الليل ، ليحـصل عـلى الجـواب الشافي في الحال ، ولا يُـتمـتم كالجـراد بـين وُرَيقات جافة في البَـوْر من الحـقـول .
في صيف عام 1963 قـضيتُ بضعة أيام في بغـداد لزيارة والدي الساكـن في غـرفة مستأجـرة عـنـد عائلة بطناوية في غاية الطيـبة والكـرم ( من عائلة گـيزي ) . وكان رب الأسرة يكـن لي إحـتراماً رغـم سـنـّي القـليلة المـدى ، لِـما عـرفه عـني خـلال تـلك الأيام القـصيرة من ميولي الكـنسية وإنـتباهي المركـّـز إلى حـكاياته الشعـبـية ، فـقال لي مرة : لو جاءني الملاك گـوريّـل في الليـل وقال ، أنا قادمٌ من عـنـد الله ومُخـول بأمـر كي آخـذ روحاً واحـدة فـقـط من أسرتكَ دون تحـديـد ، فـمَن تـريـدني أن أخـتار؟ ثم إسترسـل رب الأسـرة في حـديثه لي قائلاً : سأفـكـّر وأقـول لنفـسي أنـني إذا إخـترتُ زوجـتي ليأخـذ الملاك روحَـها ، فـسوف أحـزن عـلى تــَيــَـتــّم أولادي منها ، وأبتلي بفـقـدانهـم رعايتها ، وإذا إخـترتُ أحـد أولادي ! فـمَن أخـتاره منهـم ؟ صغـيرهـم ، كـبـيرهـم ، أوسطهـم ، أم واحـداً بالقـرعة بـينهـم ؟ لا يمكـنـني ذلك أبـداً لأنـني عـلى بُـعـد متساوٍ منهـم جـميعـهـم ، وإذا تألــّم أحـدهـم أصابني ألـَمَه كـما لو كان كـلــّهـم ، إنهـم مِن صُلـبي كـما لستُ أرى أيّ فارق في أضلاعـهـم ، إذن ما هـو الحـل ؟ وأردف رب الأسـرة وهـو يصف المشـهـد الإفـتراضي فـقال : سأطـلب من الملاك أن يأخـذ روحي ، فأنا بنفـسي أضحّي ، كي يـبقى أولادي وأمّهـم في مَـرَح . إن هـذا المشهـد الخـيالي الذي وصَـفـَه لي رب الأسرة ذاك ، يعـني أشياءاً كـثيرة ، فالمسافة بـين الأب وأولاده متساوية ، والحـب الذي بـينه وبـين أيّ واحـد منهـم ليس مخـتلفاً ولا يتغـيّـر بتعاقـب الليل والنهار ، حـتى لو أن الأولاد ليسوا يكـنــّون لوالـدهـم الحـب عـينه . نعـم إنّ المقايـيس الصحـيحة تـرى أنْ لا يخـتلف الأبناء في ودّهـم تجاه أعـضاء أسرتهـم ، ولكـن المثالية شيء والواقـع شيء آخـر ، والأولاد في كـل الأزمنة والبقاع ، لهـم رغـباتهـم المخـتلفة وآراؤهـم المتغايرة وميولهـم المتـنوعة وإخـتياراتهـم المتباينة ونظراتهـم المتميّـزة وأذواقـهـم المتلونة ، وهـذه تجـعـلهـم مخـتلفـين بمقـدار أو بآخـر ، ولا يُـشـترط أن يتماثـلوا أو يتساوَوا في مشاعـرهـم تجاه والـدتهـم أو والـدهـم . وكَـم من إبن ترك أباه وإبتعـد أو نسيَ أمه وقـعـد ، لكـن الوالـد يـبقى يسأل إبنه ليحـضر معه الموائـد ، لابل إذا فارقه قـد يـبكي له بكـل جَـد ، والأم تبقى تحـنّ ويتـصدّع قـلـبُـها ألماً لإبتعاد إبنها عـنها . إنها مشاهـد مألوفة في حـياتـنا وحـياة آبائنا ، وستـتـكـرّر عـنـد أحـفادنا ، فـلا تشـكــّـل غـرابة  عـنـدنا .
واليوم نحـن الشـغـيلة بكـل أصنافـنا مع متقاعـدينا ، والعِـلــْميّـون والرياضيّـاتيّـون والمهـنـدسون معـنا ، كـلنا نعـرف أشكالاً هـنـدسية جـميلة في بـيئـتـنا . فـمَن منـّا لم يرَ المربع والدائـرة والمستطـيل والمثـلث ........ ولكـل منها مـركـزه الهـندسيّ الذي يُـحـدّد بسـهـولة مكانه ( في أغـلب الأحـيان يمثــّـل مـركـز ثـقـلها أيضاً ـ نـترك ذلك لمناسبة شائـكة ) ، ورغـم جـماليتها ، إلاّ أن هـناك ظروفاً معـينة تـتطلب منا إخـتيار الأقـرب منها ، للحاجة الأوجـب فـيها . فـقـد سـمِعـْـنا كـثيراً عـن الدوَران ، الطاولة المسـتـديرة ، الـدائـرة الفـلانية ، دورة التخـرّج ، حـيث تـتـكـرّر فـيها كـلمة الدائرة ومشـتقاتها ، وليس الطاولة المربعة مصطلحاً مألوفاً ، ولا مربّع التخـرّج كـلاماً معـروفاً ! إنّ لـذلك أسبابه المنطـقـية عِـرفاً ، فـما هي يا تــُرى ؟ للدائـرة مـركـز في وسطـها والأب يحـمل شـعـلة مضيئة عـنـدها ، يَـشعّ نوره بشـدة متساوية عـلى الجالسين في مُـنحـنيات محـيطها ، إنها أنصاف الأقـطار متساوية فـيها ، فـالخـلود لأجـدادنا البابليّـين مخـترعـيها ، وهـنيئاً لكـل الشـعـوب مستـثـمريها . ولكـن والـدنا إذا وقـف في وسط مـربّـعـنا فإنه سـيُـبعِـد نفـسه عـن الأربعة المـدبّـبة المؤلمة رؤوسـها ، وستخـتل الموازين عـنـدها ونخاف عـليه وعـليها ، فالمربعات ( كـَـرْخِه ) مِن شأن فـلاحـينا هُـم أدرى فـيها . ولن اكـلــّمكـم عـن المثـلثات والمستطـيلات فالفـتـنة في مراكـزها تكـون أشـدّها . 

465
الشبـيـبة العالمية تـلتـقي الـﭘـا ﭘـا في سـدني
( 15 – 20 تـمـوز 2008 )
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

 

( سـتـنالون قـوة من الروح القـدس الـذي ينزل عـليكـم فـتـكـونون لي شـهـوداً ) أعـمال الرسـل 1 : 8 . تحـت هـذا الشـعار وعَـد رئيسُ الكـنيسة الكاثوليكـية في العالم الحـبرُ الأعـظم قـداسة الـﭘاﭘا بـيـنيـدِكــْـتــُس السادس عـشر في آب 2005 من كـولونيا ، شـبـيـبة العالم أن يكـون لقاؤه الثالث والعـشـرون معـهـم في سـدني عام 2008 . ومن لورينـزاغـو في 20 تـموز2007 وجّـه قـداسـته رسالة إلى الشـبـيـبة دعاهـم فـيها إلى المشاركة في هـذا اليوم التاريخي والإمـتلاء بالروح القـدس ليتجـدّدوا من داخـلهـم ويكـونوا رسُـلاً ليسوع ومستعـدّين للمراهـنة بحـياتهـم من أجـل إنارة العالم بحـقـيقة المسيح ، لكي يُـجـيـبوا بالحـب عـلى البغـض والإحـتـقار الـذي تـتعـرض له الحـياة . وينطـلق الـﭘاﭘا في رغـبته بلقاء شباب العالم إلى إيمانه بأن الشباب هـم غِـنى الحـياة وعـليهـم تقـع مسؤولية كـبـيرة في حـركة الكـنيسة لنشر بشرى الخـلاص إلى جـميع الأمم . إن هـذا الملتقى ليس تـنظيماً إتحادياً شبابـياً ولا تشـكـيلاً نقابـياً كـما وليس حـركة سياسية ولا هي دعـوة من سياسيّي الدولة ، بل إن الشباب الحاضرين إليه سـوف يمثــّـلون كـنائسـهـم التي في دولهـم ، فـهـو لقاء الشباب الكاثوليكي المنـتشرين في العالم يجـمعـهـم الروح القـدس بإيمان واحـد وصرخة مَحَـبة مدوّية إلى البشـرية كـلها ليكـونوا أعـضاءاً في جـسـد المسيح الواحـد . ولما كانـت الكـنيسة هي التي تـدعـو شبابها للمشاركة في هـذا الـمهـرجان الكاثوليكي البهي ، فـلابـد من أنْ توجّـهـهـم بإتجاه ينسجـم مع الغاية الإيمانية والإعـلامية له . وكـما أشار الأساقـفة في إحـدى الدول الغـير الناطقة بالإنـگـليزية والتي سـيشارك شباب كـنائسهـم في لقاء الـﭘاﭘا هـذا في سـدني إلى أنهـم يفـضـلون الشباب الذين تـتراوح أعـمارهـم بـين 18 – 30 عاماً مِن ذوي الشجاعة الإجـتماعـية وممَن يجـيـد لغة ثانية وتــُفـضّـل الإنـگـليزية ، فـبالنسبة لشباب كـنيستـنا ( كـنيسة مار توما الرسول الكاثوليكـية ) للكـلـدان في سـدني سـتكـون اللغة الثانية المتوفـرة هي ـ الكـلـدانية والعـربـية ـ والهـدف منها تعـريف الشباب الضيوف بإنـتمائـنا الأثـني وبجـذور كـنيستـنا المشرقـية في الوطن الأم وما تعانيه في هـذا العـصر الحـديث وذلك عـنـد اللقاءات الثـنائية أو الجـماعـية التي سـتـتوفـر لهـم خـلال هـذه المناسبة السـعـيـدة . إن هـذا اللقاء الشبابي الكاثوليكي والـﭘاﭘا في وسط الحـدث ، سـتـكـون أيامه مباركة وسـتـترك بصماتها وذكـرياتها في نفـوس المشاركـين جـميعـهـم ، فـعـلى شـبابنا إستغـلالها لرفـع إسم كـنيستـنا عالياً أولاً ، وثانياً لتعـريف الضيوف القادمين من بقاع المسكـونة بهـويتـنا القـومية الكـلـدانية كـيف لا وكـنيستـنا الكاثوليكـية تفـتخـر بحـمل إسمنا القـومي برأس مرفـوع . فـما الذي يمكـن عـمله يا تــُرى ؟ يمكـن لشبابنا أن يرفـعـوا أثـناء مسيراتهـم لافـتات تــُدوّن عـليها كـتابات دينية مقـتبسة من الإنجـيل باللغة الإنـگـليزية والكـلـدانية بالإضافة إلى شعارات مكـتوبة أخـرى تمجّـد إنـتماءنا التاريخي كي يعـرف المشاركـون أن الشعـب الكـلـداني الأصيل والنابع من أرض أور بـيئة أبونا إبراهـيم ، لا يزال حـياً بوجـوده ولغـته التي نطق بها ربنا يسوع المسيح مثـلما عـرف كـل سكان المعـمورة هـذا الإسم عِـبر الفـضائيات في مأساة إخـتطاف وقـتل شـهـيـد الإيمان المطران مار ﭘولص فـرج رحّـو . كـما يمكـن لشبابنا أيضاً أن يتوشـحـوا بوشاح حـول الظهـر والصـدر أو يرتــَدوا رداءاً يُطــْـبَع عـليه بالألوان شعارنا الكـلـداني المشتـق والمستـنبط من تراثـنا وآثارنا التي تـدل عـلينا كالنجـمة الثــُمانيّة التي إتــّـُخِـذتْ شعاراً عـنـد ولادة الجـمهـورية العـراقـية ، ومثيلتها التي حُـفِـرَتْ عـلى واجـهات الأبنية والمشاريع العـملاقة التي شـُيـّـدتْ إبّان فـترة الخـطة الخـمسية في عـراق السبعـينات . إنّ مثـل هـذا الرداء وإسم الكـلـدان مكـتوب عـليه باللغة الإنـگـليزية والكـلـدانية يمكـن الحـصول عـليه بسعـر بسيط الكـلفة ( أقـل من 30$ ) . هـذا ويمكـن لشـبابنا أن يخـتاروا ترانيم طخـسية متـنوعة لتـرنيمها باللغة الكـلـدانية أثـناء المسيرة إذا توفــّرتْ الفـرصة لها لتــُحـقــّق الهـدف المشار إليه في أعـلاه إضافة إلى ترانيم بأية لغة أخـرى . أن شـبابنا الكـلـداني في سـدني الذين سيشاركـون الشباب الكاثوليكي في العالم هـذا الإحـتفال الديني المسكـوني ، إنما سيمثــّـلون كـنيستـنا وإستجابة لنـداء حـبرنا الجـليل قـداسة الـﭘاﭘا ، فـشعار الكـلـدان والعِـبارات الكـلـدانية كافـية لنقـول للعالم أنـنا من بـيث نهـرين وعـليه فـلا يتطـلب رفـع أي عَـلـَم بعـيـد عـن هـذه الدعـوة الروحـية . ولا نـنسى أن إرتـداء شـبابنا ذكـوراً وإناثاً ملابساً فـولكـلورية تراثية كـل حـسب تقاليـده إنْ وُجــِدتْ ، سـيكـون أمراً مستحـباً و سـيجـعـل الإحـتفال هـذا فـسيفـساء رائعة . دمتـم أيها الشباب طاقة لا تـنضب ، مؤمنين وَرُسُـلاً مبشـرين برسالة المسيح .
 
       

466
إلى السـيـد المدير العام لقـناة عـشتار الفـضائية المحـترم
إلى السيد مدير مكـتب قـناة عـشتار في أستراليا المحـترم
إلى جـناب وكـيل قـناة عـشـتار في مـدينة ملـبورن الموقـر

سـلام الرب مع كـل الأمينين في واجـبهـم
ونعـمة الرب تحـل عـلى كـل الموَكـّـَـلين المخـلصين لأمّــتهـم ذات الأسـماء الثـلاثة
وتحـية من : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

حـتى أواخـر شـهـر شـباط من هـذا العام 2008 كـنــّـا نحـن العـراقـيون من أهـل تللسقـف ، عـقـرة ،  مَـنـگـيـش ، ألقـوش ، تلكـيف ، بـيـدارو ، أومـرا ، بـينـدوايا ، زاخـو ، عـنكـاوا ، كـرملش ، كاني بـلاﭭـيه ، كـومانيه ،........ لا نعـرف أن هـناك شـعـباً إسمه كـلـدان وكـلـدانيون ، أما نبوخـذنصّـر ، بابل ، أور ، ( بابَـن أوْراهَـمْ ) فـليسـوا إلاّ ضرباً من مصطلحات جاء ذكـرها في حـكايات جـدتي . ولكـن شـكـراً للأمـير الأردني حـسن بن طلال ، للرئيس بوش ، لـﭘاﭘا الـﭭـاتيكان ، للـﭘـرلمان السويـدي ، للوزيـر الفـرنسي ، للقادة المسلمين السنة والشيعة ، لليزيديّـين ، للشـبك ، للصابئة ، للمواطـنين السوريّـين ، للمسؤولين الأقـباط  واللبنانيّـين ، ولكـل الشرفاء الأجانب ، فإنهـم عـرّفـونا بأن هـناك شعـباً إسمه كـلـدان في العـراق من خـلال برقـياتهـم ورسائـلهـم أو مكالماتهـم عـبر الـقـنوات الفـضائية والـﭘالتوك ، وحـتى أبونا زكـريا في قـناة الحـياة يعـرف أن هـناك كـلـدانيين عـلى أرض العـراق وقـد عـزّانا بألم . هـؤلاء جـميعـهـم كانوا يواسونـنا ويعـزّونـنا في فـجـيعـتـنا حـين سُـفـك دم مطـرانـنا العـزيـز عـلى كـل مَن يعـرف أو عـرف الشـهـيد مار ﭘـولص فـرج رحّـو وهُمْ يُسـمّـونه بـ ( رئـيس أساقـفة الكـلـدان في الموصل أو راعي الكـنيسة الكـلـدانية في الموصل ، أو أي تعـبـير آخـر يحـتوي عـلى الكـلمتين : كـلـدان – موصل ) فـمن خـلالهـم عَـلـِـمْـنا بوجـود هـذا الشعـب العـريق في العـراق وعـلمنا أن هـذه الأمة لا تزال عـلى قـيـد الحـياة وفي الموصل بالـذات . ولا بـد أن أذكـر أيضاً جـميع المذيعـين في قـناة عـشـتار ووكـلائـهـم المنـتشرين في دول العالم ، حـين كانوا يتابعـون المكالمات فإنهـم يـذكـرون ( كـلـدان ، الموصل ) من خـلال قـراءتهـم برقـيات ورسائل المتألــّمين من أبناء شعـبـنا بكـل شـرائحـهـم في الوطـن الأم أو في المهـجـر . ولكـن الذي لفـت نظري ومسمعي كانت المقابلة التي أجـراها مـنـدوب أو وكـيل قـناة عـشـتار في ملـبورن أو أحـد موكــّـليه وهـو يتكـلــّم باللهـجة الآثـورية الجـميلة ( وقـد ظـهـر إسمه ـ  سـمير ـ عـلى الشاشة ) الذي أدى هـذه المهـمّـة عـنـد لقائه بالأب فائز جـرجـيس من كـنيسة حافـظة الزروع الكـاثوليكـية للكـلـدانيّـين في هـذه المـدينة المليئة بالكـلـدان وذلك في حـوالي الساعة الرابعة والنصف من بعـد ظـهـر يوم الخـميس المصادف 20/3/2008 . لقـد طـلب هـذا الأخ المراسل من الكاهـن المشار إليه أن يقـول ما يجـول بخاطره حـول هـذا الحـدث المؤلم ، قــَـتــْـل أسقـفـنا المتميـّـز بوداعـته وبراءته ، وبإيمانه الموثــّـق بشهادته الـبطولية المبنية عـلى المحـبة المسيحـية المستعـدة في أية لحـظة للإسـتشهاد . وتكـررتْ أسئلة الأخ المحاور مع الأب الموقـر وفي كـل سؤال يتـطلب ذكـر إسم المطـران كان صاحـب لاقـطة المايكـروفـون المُـعَـلــّمة بعـلامة ( عـشـتار ) وأقـصد به المراسل سـمير يقـول عـبارة [ مطران دشـتا دْ نينوي ] !! . تــُرى هـل هـناك مطران شـهـيـد بهـذا اللقـب الذي لم نسمع به طـوال حـياتـنا سـواء من شعـبنا الآثوري أم من أمتـنا الكـلـدانية أو من إخـوتـنا السريان ؟ أما كان الأفـرض بمراسـلـنا العـزيـز سمـير أن يقـول نـبـذة عـن هـذا اللقـب النيـنـوي الدشـتي كي يُـعَـرّف أهـل الموصل وكـل العـراقـيّـين به ، لابل حـتى الأجانب في دول العالم عـبر الفـضائيات ؟ هـل هـو لقـب مستحـدث أم مبتـكـر أم وُجــِـد صـدفة ، أم هـو مبرمج مسبقاً في رأس المراسل المحـترم ؟ وليس لي إلاّ تعـليق بسيط عـلى مثل هـذه الحالة في شعـبنا الذي نطـمح إلى توحـيـده لأقـول : إلى متى يـبقى البعـير لوحـده عـلى التـلّ ؟ 

467
ذِكـرياتي مع جـريـدة ( عَـمّـا كَـلـدايـــــا ) الغـرّاء
الـمتـوقـفة ــ  سـدني

بقـلم : مايكـل سـيبي / سـدني   
لم أكـن أعـلم أن العـمل الصحافي مـمـتع ، لأن عـملي كان في إخـتصاص لا يمتّ بــِصِـلة إلى وسائل الإعـلام ، كـما وأيضاً لم تـتوفـر لي في السابق أية فـرصة للعـمل فـيها . ولكـن في مطـلع عام 2001 وأنا جالس في البـيت رنّ جـرس التلفـون ليـكـلــّمني صـديق ويطـلب مني ( إنْ كـنـتُ متفـرّغاً ) الحـضور آنـياً إلى داره كـزيارة عادية فـلـبّـيتُ الطلب . ولما وصلتُ الـدار ، لم أكـن أنا الوحـيـد المـدعـو وإنـما رأيتُ في ذات الوقـت أربعة رجال ( إثـنان منهـم في عـنـفـوان الشـباب ) يشاركـونـني الزيارة هـذه فـعـلـمتُ أنّ الـدعـوة المقـدمة لي ليستْ خالية مِـن شأن . وبعـد الترحـيـب قال لي صاحـب الـدعـوة : إن لـدينا فـكـرة إصـدار جـريـدة تهـتم بالشأن القـومي الكـلـداني في سـدني ، فـما رأيك ؟ أما بالنسبة لي فـقـد حـبّـبْـتُ الفـكـرة من حـيث المـبـدأ ولكـني بـيّـنـتُ للحاضرين أنّ العـمل القـومي ينـطلق من شـعـور فـطري بحُـب القـومية ولا أرغـب بالعـمل لصالح أية جـهة سـياسـية ، فأيّـدوني وأكـّـدوا لي بأنها ستكـون مستـقـلة . ثم سألتُ عـن الهـدف مِن إصـدارها ، مصـدر تمويلها ( وهـو الأهـم ) ، مقـرّها ، طباعـتها ، توزيعـها ، وكـل ما يتعـلق بمشروعـها ، فـناقـشنا جـميع هـذه الأمور بتفاؤل ثم بحـماس وإنـدفاع . وكان من بـين الأمور التي ناقـشـناها في جـلستـنا تلك - إسم الصحـيفة - وهـو من الأولـويات الفـعالة والمؤثـرة في نفـسية القارىء ( المجـتمع ) الموالي منهـم أوالمناهـض عـلى حـد سـواء ولـذلك طُــُرحَـتْ أسماء عـديـدة من قِـبَـل الإخـوة الحاضرين مثل : الكـلـدانيون ، الأمة الكـلـدانية ، الكـلـدان ، وأسماء أخـرى لا أتـذكـّرها ، ومن المؤكـد أنـني ساهـمـتُ في إعـطاء رأيي بهـذا الأمر فـكان ( عـمّا كـلـذايا ) والذي تبنــّيناه في نهاية المطاف ، وأتـذكـّر حـينما إتصل صاحـب الـدعـوة بشماس قـديـر مستفـسِراً منه عـن أيّ اللفـظـتـَين تكـون أصح ( كـلـدايا أم كـلـذايا ) ؟ فـردّ عـليه الشماس المشار إليه وقال : كـلـدايا هي الأصح ، فأخـذنا بها وبالعـربـية تصبح الشعـب الكـلـداني وبالإنـگـليزية Chaldean People . ناقـشـنا موضوع الهـدف من إصـدارها ، فـهـو نشر ثـقافة الأمة الكـلـدانية وتراثـها بما يتيسّر بـين أيـدينا من قابليات وكـتابات عـنها ، والأهـم من ذلك هـو إسـتـنهاض الحـس القـومي عـنـد شعـبـنا الكـلـداني في أستراليا . أما عـن مصـدر تمويلها فإن صاحـب الدعـوة ( والذي سيصبح المـدير المسؤول للجـريـدة لاحـقاً ) قـلـّـل من القـلق بشأنه حـيث تعـهّـد بالإعـتماد عـلى نشر الإعـلانات التي سوف يأخـذها عـلى عاتقه معـتمـداً عـلى شـبكـة معارفه العـريضة وهـكـذا كان ، كـما أضاف أن دارَه والـ Computer الخاص له سـتـكـون بخـدمة هـيئة التحـرير لإصـدارها وكـمقـر للجـريـدة . إعـتمـدنا في عـملية طـبع مواضيعـها بالدرجة الأولي عـلى أنامل شاب قـدير والذي بالوقـت نفـسه كان كـفـوءاً ومساهـماً معي في التـنـقـيح اللغـوي ( وهـو سيصبح مـديراً لتحـريـرها ) ، أما صياغة الأفـكار والسباكة البلاغـية فـكانت مناطة بي في الغالب . ونظراً لإمكـانياتـنا المتواضعة فـقـد صار الإتـفاق عـلى أن يصـدر عـدد واحـد منها كـل شـهـر وبـ 12 صفـحة من حـجـم A3 تعـلوها عـبارة ( الكـلـدانيّون هـم شعـب ما بـين النهـرين بمخـتلف تسمياتهـم ) في الزاوية العـليا اليسرى من الصفـحة الأولى ، وعـلى حاشيتها الأفـقـية العـليا عـبارة : أول جـريـدة كـلـدانية عامة مستقـلة شـهـرية تصـدر في أستـراليا ، ووضعـنا في أعـلى الصفـحة الرئيسية صورة تخـطـيطـية لأسـد بابل عـلى كـل مِن جانبَي العـلم الكـلـداني الغـير المقـرّر ولكـنه مقـترح مِن قِـبَـل مصممه القـدير الأسـتاذ عـامر حـنا فـتوحي المقـيم في أميركا ( دون الإسـتـئـذان منه – وأنا لا أعـلم ) . أما مطبعة جـورج في منطقة فـيرفـيلـد فـقـد إتفـق السيد المـديـر المسؤول مع صاحـبها فـيما بـينهـما ، عـلى إستـنساخ 400 نسخة أو أكـثر وبكـلفة 400$  لكـل طبعة شـهـرية . لقـد كان سِعـرالنسخة الواحـدة منها للقارىء باهـضاً جـداً !!! لا يتعـدى الـدولار الـواحـد في الشهـر ( أليستْ غالية ؟ ) . إنطلق السيد المديـر وسجّـل المؤسّـسة التي ستصدر هـذه الجـريـدة في الدائرة الحـكـومية المخـتصة بإسم : مؤسسة الشعـب الكـلـداني للإعـلام ، وبـدأنا ستة أشـخاص ظـهـرتْ أسماؤنا كهـيئة التحـريـر في العـدد الأول الذي صـدر في شـهـر شـباط وكـتب إفـتـتاحـيتها شخـص لا أعـرفه ، وتزامن هـذا العـدد مع الشروع بـبناء كـنيسة مار توما الرسول الكاثوليكـية للـكـلـدان في سـدني فـكـتـبنا الخـبر في الصفـحة الرئيسية مبتـدئاً بالعـبارة التالية [ قـبل أن يلفـظ القـرن العـشرون أنفاسه الأخـيرة تمّ صب وتبليط جـزء من ساحة الكـنيسة لتكـون موقـفاً للسيارات كـمرحـلة أولى ] ، أما في الصفـحة العاشرة فـقـد نــُشِرتْ قـصيـدة بعـنوان [ تبّـاً لـك يا سارق الـبـيت ] بالإضافة إلى المقال الذي سبق أن مُـنِـع نشره في إحـدى المجـلات مِن قِـبَـل زميلٍ ، ومِن ثــَمّ آخـرٌ بـديلاً عـنه كان قـد تـبَوّأ منصب مسؤول الروابط الثـقافة الأسفـنيكـية والإجـتماعـية الداخـلية وعِـبْـرَ البحار و المحـيطات في إحـدى الجـمعـيات ، ولما سألتُ أخـينا الكـبـير هـذا عـن سبـب إمتـناعه عـن نشر مقالي الذي حـمل عـنوان [ أنا الراعي الصالح لأسرتي ] ، أجاب بكـل سـذاجة قائلاً : لا نريـد أن يعـرف الأمريكان أنّ عـنـدنا مشاكـل في أستراليا ! فـقـلتُ في نفـسي : فـعـلاً أني الراعي الصالح الذي يؤثر عـلى السياسة الأميركـية وأسبّـب خـللاً في توازن القِـوى فـيها وأعـرقل خـطـطـها التـنموية في الألفـية الثالثة ( مو هـيـﭽـي ؟ ) . ولو كـنـتُ أنا مسعـولـَه ، أرشّ عـلى صاحـبنا عـطر الـ ناردين وأضعه في قـنينة فـوق التلفـزيزن كـتــُحـفة ، وزينة للغـرفة . ولما نشرتُ مقالي ذلك في جـريـدتـنا لم تحـدث هـزة أرضية في أميركا ولا في جـزيـرة - واق واق . وبالمناسبة فإن السيد المدير المسؤول أخـذ النسخة المؤقـتة من هـذا العـدد الأول من جـريـدة عـما كـلـدايا وقـبل خـروجـها من المطـبعة ، وروّجـها متباهـياً بها في مجـلس عـزاء وأنا فـرحان معه أيضاً ، ولا أخـفي أنـنا كـنا فـرحـين في إنجازنا البسيط وبجهـودنا الـفـردية وخاصة من تمويلنا الـذاتي . وحـين أصبح العـدد الأول جاهـزاً مساءاً أخـذ المديرالمسؤول عـدة نسخ منه ووزّعـها إلى أعـضاء جـمعـية وهـم في جـلسة إجـتماع ولنفـس الغـرض السابق ( التباهي ) مما سبـب إمتعاضاً فارغاً عـنـد البعـض ، وقـد إتخـذها أحـدهـم ذريعة وهـمية للإنسحاب من العـمل في الجـريـدة ولم يظهـر إسمه في العـدد الثاني الصادر في شهـر آذار 2001 ، الذي تميز بإعـلان عـن إحـتفالنا بمهـرجان أكـيتو بتاريخ 30/3/2001 وكان فاشلاً ، كما ظهـرتْ أربع صوَر للسيد المدير المسؤول [ وكـما أجاب أحـد المصريّـين عـن سؤال يوماً ما قائلاً : هُـوّ عايز كِـدَه ] ولم نعـترض لأن ذلك في رأيي موضوع لا يستحـق المتابعة . إنّ كـل الأعـداد العـشرة التي صـدرتْ إحـتوتْ عـلى مقالات ناقـدة للأوضاع الآنية الزمانية والمكـانية والتي كانـت تــُشـَوّق الكـثيرين إلى قـراءتها . ومنـذ العـدد الثاني صرتُ أنا كاتب المقال الإفـتـتاحي للأعـداد التسعة الأخـرى من جـريـدتـنا . أما العـدد الثالث في شـهـر نيسان فـقـد تصـدّر خـبر زيارة المرحـوم مار بـيـداويـذ الـپاطريرك إلى أستراليا . لكـن العـدد الرابع / أيار ، تميز بمقاله الإفـتـتاحي الذي جاء رداّ عـلى مقال أرسِل إلينا بواسطة الفاكـس في وقـت متأخـر من ليلة أحـد أيام شهـر نيسان 2001 وقـرأه لي المدير عِـبْـرَ التلفـون وحـينها قـلتُ له : ولا يهـمّـك ، إنّ الردّ عـليه في غاية البساطة . إنّ المقال  كان قـد كـتبه كاهـن يستهـزىء ويتهـم المحـتفـلين بعـيـد أكـيتو في ملبورن  بأستعـلاء وعـجـرفة ، كما ظهـر في هـذا العـدد إسمان في هـيئة التحـريـر لم أعـرفـهـما . وجاء العـدد الخامس / حـزيران ، بمقال إفـتـتاحي ( سورايا ) والذي أوضحـنا فـيه مفـهـوم هـذه الكـلمة عـنـدنا نحـن الكـلـدان عـلى الأقـل ، ثم طرأتْ تغـيـيرات عـلى الهـيئة الإدارية ، فـقـل عـدد أعـضاؤها وتــَحَـدّد موقـع كـل واحـد منهـم فـيها أما المدير المسؤول بقي مـديراً مسؤولاً ، وأنا لم أكـن أؤيّـد موضوع المناصب لابل حـتى نشر الأسماء لأنـني أحـبـذ العـمل من خـلف الكـواليس طالما أن الغاية ليست إكـتساب الشهـرة وإنما الغاية هي مخاطبة الجـمهـور ، إلاّ أن المدير المسؤول ألحّ عـلى موضوع المواقـع الإدارية للعاملين في إدارتها مثـلما تعـمل الصحـف المعـروفة والواسعة الإنـتشار فـقـلنا : طيـب . وعـنـدما إقـترب صدور العـدد السادس / تموز ، كانت حـملة التهـيئة للإحـصاء السكاني قـد بـدأتْ فـنشرنا إعـلاناً نوضح فـيه للقـراء كـيفـية ملء حـقـلــَي المـذهـب الكاثوليكي والقـومية الـكـلدانية في قـسيمة الإحـصاء ، كـما نشرنا في هـذا العـدد مقالاً حـمل عـنوان [ صراحة أم قـباحة لأحـد الإخـوة الألقـوشيّـين ، طيور الكـناري والزرزور ] . ولما حان موعـد العـدد السابع / آب ، لم تــُوجّـه دعـوة إلى جـريـدة عـما كـلـدايا لحـضور مهـرجان مار أفـرام المقام في ملبورن وذلك لأن عـقـول البعـض الذين يجـلسون في الصدارة هـناك هي أشبه بعـقـول العـصافـير ، مما حـمَـلنا عـلى نقـد مَن كان يهـمه الأمر في وقـتها . أما العـدد الثامن / أيلول ، فـقـد تميز بخـبر قـرب موعـد وصول المرحـوم الـپاطريرك مار روفائيل بـيـداويـذ إلى أستراليا وإنـتخاب السيد أنـور خـوشابا محافـظاً لفـيرفـيلـد للمرة الثالثة ، ونشر صورة للخـتم الكـنسي القـديم لكـنائسنا والذي يحـمل عـبارة [ محـيلا شمعـون  پـطرك د كـلـدايه ] ،  حـتى جاء العـدد التاسع متأخـراً ثلاثة أشـهـر / كانون الأول 2001 ! الذي سبّـب لي بعـض الإحـراج حـيث كان يُـفـترض أن يُـنشر لي مقال كـتبتــُه عـن ذكـرى أربعـينية رجـل قـدير في شـهـر تشرين الأول ، ثم تبعه العـدد العاشر متأخـراً أيضاً بثلاثة أشهـر / آذار2002 والذي كان مقاله الإفـتـتاحي يرتكـز عـلى آخـر كـلمتــَين فـيه ولكـنهـما - لم تظـهـرا- في الطباعة ولم تصل الفـكـرة إلى القـراء فـفـقـد المقال هـدفه وقـيمته البـلاغـية ، وبهـذا العـدد توقـفـتْ صحـيفـتـنا نهائياً إثـر إنسحابي منها للأسباب : أولاً - إن التأخـيرَين المذكـورَين جـعـلاني أسـتـنـتج أنـنا لا يمكـنـنا مواصلة العـمل ولا يمكـن أن نخـدع الناس فـكان ذلك سبـباً في إتخاذي قـراراً شخـصياً بالإنسحاب بحـجة أنـني سأنشغـل بأموري الخاصة ولن يكـون بإمكاني المساهـمة بعـد ، أما السبب الآخـر ثانياُ -  فـقـد كـنا قـد قـررنا الإعـتماد عـلى تمويل جـريـدتـنا مالياً عـلى مصـدرَين : أجـور الإعـلانات والمبيعات . أما المبـيعات فـقـد إستطعـتُ أن أجـمع  40 مشتركاً لـمدة سنة واحـدة - في سـدني وملبورن - بجـهـدي الشخـصي وبمساعـدة إبن خالتي في ملبورن خـالـد مكـسابو ، وأتـذكـّر أن أحـد الإخـوة إستطاع أن يأتي بمشترك واحـد فـقـط في سـدني ، ولكـن السيد المدير حـفـظه الله كان يأخـذ بـيـده رزمة من نسخ كـل عـدد حـين صدوره ويتمشى في منطقة فـيرفـيلـد فـرحاً ويوزع منها للقـراء مجاناً أو يطلبونها منه مباشرة وهـو من النوع السخي أو يخـجـل من مطالبـتهـم بثمنها الباهـض ( 1$ في الشـهـر ) ! وبهـذاً أصبح بعـض القـراء أمام إشكال مشكـوك فـيه ولهـم الحـق في ذلك ، فـمن جـهة أنا أبـيع العـدد الواحـد بـدولار واحـد أما السيد المدير فإنه يوزع الجـريـدة مجاناً ؟  فـيا تــُرى ! لماذا هـذا التباين ، وما مصير هـذا الـدولار ؟ إنه سؤال فـطير ولكـن يوجـد بسطاء كـثيرون يسألونه مما أضاف عـنـدي دافـعاً إلى الإنسحاب بالتي هي أحـسن دون إثارة مشاكـل وعـتاب وزعـل . وللـذكـرى والحـقـيقة أقـولها أن صاحـب الدار ( المـدير المسؤول ) كان يهيّء بـيئة مناسبة لعـملنا بـدون تـذمّر أو ملل ولكـني أنا شخـصياً كـنـتُ أشعـر بأنـنا نثـقـل عـلى أهـل الدار ونحـرمهـم راحـتهـم ، وكـم من مرة إخـبرتــُه بـذلك ، ومن الطرائف التي صادفـتـنا في أحـد أيام العـمل كان مساء الجـمعة بقـينا نعـمل إلى ما بعـد الساعة الواحـدة ( صباح السبت ) نـناقـش ونطبع ونصحّـح فـنثير بعـض الضوضاء حـتى جاء طـفـل من أقارب أهـل الدار كان ضيفاً عـنـدهـم وقال بـبراءة الأطـفال : عـمو - نـريـد أن نـنام ! فـقال له عـمه : ولما لا تـنامون ؟ قال الطفـل : ليس بإمـكانـنا أن نـنام بسبـبكـم ، إن أصواتكـم تمنعـنا من النوم .
إن الرسالة وأية رسالة كانـت ، قـومية ، دينية ، إجـتماعية ، أو غـيرها هي مبادىء تـدعـو حاملها إلى إلغاء الـذات والزمن من حـساباته ثم الهــِـمّة عـلى التصميم والتضحـية ، وهـكـذا بـدأنا بكـل سـرور ، فـقـد كان مقـر الجـريـدة  يـبـعـد عـن سكـنـي مسافة 28 كـلم ويتطـلب مني أن أخـرج من العـمل في 6:15 مساءاً لأصل إلى البـيت للتهـيّـؤ وبسرعة والمرور من عـنـد سكـن مـدير التحـريـر كي آخـذه معي ونـنـطلق إلى حـيث مقـر الجـريـدة فـغالباً ما كـنا نـبـدأ عـنـد حـوالي الساعة الثامنة وإلى ما بعـد منـتصف الليل ، ولم نطالب يوماً بأي تعـويض أو مصروف نـبـذله بشأنها وأتعاب جـميعـنا كانـت مجاناً . وبسبب قـراري بالإنسحاب طـلبتُ أخـيراً إجـتماعاً في نادي ماركـوني في شـهـر نيسان 2002 حـضره العاملون معـنا سابقاً ، فـصـفــّينا حـساباتـنا المتعـلقة كافة بـدون إستـثـناء وبضمنها أجـور الإشتراك بالإنـترنيت لصاحـب الكـومبيوتر، وكان الفائض الصافي المتبقي من وارداتـنا هي (( 1600$ )) بقـيتْ ولا تزال محـفـوظة عـنـد السيد المـدير المسؤول إلى حـد كتابة هـذا المقال ، عِـلماً أن أثمان أعـداد الجـريـدة التي كـنا نبعـث بها إلى ملبورن لم نستلمها لأن السيد المدير قال في وقـتها أنه يخـجـل من أن يُـطالـِب بها . أما ثمن الجـريـدة ( للعـددَين الأخـيرين اللذين لم يصـدرا والمستوفى مسبقاً من المشتركـين 2$ + 50 سنـتْ للطابع )  فـقـد أرجعـتــُه إلى البعـض منهـم ، أما إلى بضعة أسماء من أهالي ملبورن ، فـلا . وبعـد مرور حـوالي سنة إقـترح المدير إحـياء جـريـدتـنا ( عـمّـا كـلدايا ) فـوافـقـتُ وهـيأتُ لـذلك مقالاً إفــتاحـياً أبرّر فـيه بصورة منطـقـية ومقـبولة عـن أسباب توقـف الجـريـدة وأسباب صـدورها مرة ثانية ولا زلـتُ أحـتفـظ بـذلك المقال ، ولكـن صرتُ أنـتظر الأجـواء المناسبة كي نباشر بالعـمل بشرط أن نضمن إستمراريتها لمشوار طـويل كي لا نخـجـل أمام الجالية مرة أخـرى ، ولكـن قـبل أن تأتينا مثل تلك الأجـواء ، فإذا بالسيد المدير يطلب طلباً مخالفاً للأسس المتفـق عـليها حـين جـلسنا وناقـشـنا قـبل صدور العـدد الأول منها وهي إستقـلاليتها ، حـيث أصرّ عـلى أن تصـدر هـذه المرة بإسم تـنظيم سياسي عـراقي دخـل الإنـتخابات العـراقـية في أوائل عام 2005 ، وقـلتُ له : بـدأناها مستقـلة ونواصل معـها مستقـلة ولن أعـمل في أية صورة أخرى مناقـضة لإتفاقـنا ، وأضفـتُ : من حـقـك أن تصدر أية صحـيفة ناطـقة بإسم تـنظيم سياسي أو يتبنى آيـديولوجـيّـته وبأيّ إسم تخـتاره ، ولكـن لا يحـق لك إستخـدام إسم جـريـدتـنا لغـرضك المشار إليه ، وعـليه أخـمـدَ الفـكـرة ثانية . وأود أو أضيف أن الأخ مـديـر التحـرير ذكــّـرني أكـثر من مرة في نهاية عام 2006 وخـلال عام 2007  عـن مصير الـ (( 1600$ )) فـقـلتُ له رأيي وهـو : نـتبرّع بها بالتساوي لتـنـظيماتـنا الـكـلـدانية في سـدني ( لا الجـمعـيات القـروية ) أما هـو فـكان رأيه أن نوزعـها بـينـنا بالتساوي ، قـلتُ : وهـذا ممكـن أيضاً حـيث يمكـن لكـل واحـد أن يتصرف بحـريته بها ولكـن إسأل المدير السابق للجـريـدة كي نسمع رأيه وعـنـدئـذ يمكـنـنا أن نـتوصل إلى القـرار النهائي التوافـقي بشأنها ، ولا زلتُ أنـتظر بـ ( شـوقٍ لا يوصـف ) إلى النـتيجة أو نقـترح تسليمها إلى جـهات دولية مثـل ( الـبنـك الدولي ) للنـظر بأمرها ، وإنّ غـداً لناظـره لقـريـب . ومن الجـدير بالـذكـر أنـني سألتُ المدير يوماً عـما إذا كان بالإمكان الحـصول من الدوائر الحـكـومية المعـنية عـلى منحة مالية قانونية نستحـقــّها عـلى هـذا النشاط الثـقافي و دعـماً لـهـذا المجـهـود الإجـتماعي ! أجابني قائـلاً  : لقـد راجـعـتُ وإستـفسرتُ ولم نحـصل عـلى شيء .
مـلاحـظة : إذا ظـهرتْ في مقالي هـذا أية معـلومة غـير صحـيحة ، أرجـو ممن يهـمّه الأمر تـنويهي عـليها في وسيلة الإعـلام هـذه تحـريرياً - وليس شـفـوياً - كي يتسنى لي الرد عـليها أمام نـظر القـراء ، فالإنسان ليس معـصوماً من الأخـطاء .

468
مع الـمـوقـر أﭘـرم شـﭘـّـيرا ثانية

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

قـرأتُ ردّ السيد أﭘـرم شـﭘـّـيرا http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,174163.0.html ودفاعه عـن مقاله السابق والـذي كان قـد أثار ردوداً عـديـدة ، لِـما إحـتواه من عـبارات أو سـمّـها محاولات لم تـتـزيّن بالرصانة البـلاغـية ولا بالسباكة اللغـوية وهـذه ليست ضرورية ولكـنها إفـتقـرتْ إلى الأدلـّة الثبوتية المادية المقـنعة للقـراء أياً كانـت مستوياتهـم الثـقافـية وشرائحـهـم الإجـتماعـية ، يمكـن قـراءته عـلى هـذا الرابـط : http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,167612.0.html إنّ الأخ أﭘـرم شـﭘـّـيرا وَ كـل القـراء يعـرفـون تاريخ ألقـوش الموثــّق والذي يـزيـد عـن 2700 سنة بمقـدار لا نعـرف كـم من مئات أو آلاف السنين قـبل ذلك ، وخـلال هـذا الزمن الطويل عاصرتْ صُـوَراً عـديـدة من أشـكال الإمبراطوريات وأنظـمة الحُـكـم المحـتلة الظالمة ، الغازية المتعـجـرفة ، الدكـتاتورية المسـتبـدة ، أو العـميلة المـكـتسية برداء الوطـنية ، لابل لم تسلم مِن بطـش قـطاع الطرق المَحَـلـّـيّـين المتوشـحـين بوشاح الإرتباط بالحـكومات المركـزية . ومع ذلك فإن ألقـوش واجَـهَـتْ تلك الـنـُـظــُم عـبر التاريخ بـبسالة أبنائها وبما أوتيتْ من شهامة رجالها ونسائها وإنْ كانـت قـد قـدّمتْ كـوكـبة من خـيرة شـبابها شـهـداءاً ، فـتلك كانـت ضرورة يـتطـلـّبها منطـق الـذود عـنها ، كـما صـمدتْ بقـوة إيمانها والتمسّـك بمبادىء كـنيسـتها وحـكـمة قادتها ، تلك التي جـعـلتْ منها ألقـوش اليوم كـما نشاهـدها اليوم ونـتكـلم عـنها اليوم . أودّ أن أشـير إلى أيّ كاتب يسرّه أن يكـتب عـن ألقـوش ونحـن مفـتخـرون به ، أن يضع نصب عـينيه ما كـتبتــُه في مقالي الأول الذي كان تعـقـيباً عـلى المحاولة الأولى للسيد أﭘـرم وقـلتُ فـيه (( إن ألقـوش هي التراث القـومي الكـلداني وينـابـيع الإيمان وأصالتها ، فـيها تـتجـسّد القـيم الروحـية المشرقـية وجـذورها ، فـهي منارة ، مرفأ، نبراس، ملجأ،  قـيادات، هي ألحان، أشعار، أناشيد، صلوات، وأخـويّـاتها ، وقــُل ما شـئتَ من إشعاعاتها . وأودّ أن أقـول لـكـل مَن يكـتب عـنها أنْ يعْـلمَ أنها رأس رمح الكـلـدانيّـين ودرعـها ، مـركـز ثـقـل الأمة الكـلـدانـيّـة ومُـرتـكـزها ، إنها رمـز الـ ( سـورَ يْـتوثا ) وعَـلــَمُها، مرفـوعة الرأس كـجـبلها ووديعة النفـس كـراهـبها ودَيـرها ، إنها نجـم قـطبي يتلألأ في مكانه أينما دارتْ النجـوم في سمائها . وفي ذات الوقـت هي ظـهـر متين للآثـوريّـين والسريانيّـين إخـواناً لأبـنائها ، وهـل مِن صِـلـَة أقـوى مِن الأخــُوّة عـنـدها ؟ )) . لقـد بـدا الأخ أﭘـرم متـذمّراً من قـراءته لردود القـراء الألقـوشيّـين وغـير الألقـوشيّـين عـلى مقاله الأول ، كـما طـلب منـّا الرجـوع إلى مقاله المشار إليه وقـراءته ثانية ، ونزولاً عـنـد رغـبته فـقـد عـمـلتُ بتوصيته وسأكـتب الآن في شأن مقالـَيه وكأنـّي لم أكـتب سابقاً عـنه . ربما يكـون السيد أﭘـرم - لكـثرة إعـتزازه بمقاله - غـير متصور أن هـناك مَن سيقـرأه ويردّ عـليه ، فـتفاجأ بالردود التي جاءت مخالفة لرأيه أو داحـضة لمعـلوماته فـوقـع في خـطأ ، مثـلما أنا أقـع فـيه لو عـمـلتُ مثـله . لا غـرابة في أنّ بعـضـنا يتعـلـّم من بعـضنا الآخـر وإلاّ لـَن نـتعَـلـّمَ أبـداً ، أو يغـدو تعـلـّمُـنا بطيئاً ، إلاّ أن الأخ شـﭘـّـيرا إتهـمَـنا بتعـلـّم عادات سـيئة من العـرب ( والحـمـد لله لم يتــّهـمْـنا بتعـلـّم عادات سـيّـئة من الإنـگليز الذين غـدروا بهـم - أبناء شعـبنا - حـين نكـثـوا بتعـهّـداتهـم لهـم أيام زمان ) . ثم صار يوجـهـنا إلى [ ضرورة الإلتزام بالقـواعـد الأصولية والاخـلاقية للكـتابة والنقـد ] مـثلما ظـهـر إلتزامه في مقاله وهـو يقـول : [ تـذكرتُ المقاهي التي كان يجـلس الألقـوشيون فـيها يلعـبون الورق وفي أحـيان أخـرى القـمار ثم ما أن يدق ناقـوس الكـنيسة الذي كان يهز بيوت البلدة حـتى يسرع الجميع إلى القـداس والصلاة ثم بعد الانتهاء منها يعـودون للعـب القـمار ] ، أما في رده الجـديـد فـيقـول : [[ بالله عليكم هل هناك متعلم يفهم بأن المقصد هو كل الألقوشيين... هل كل الألقوشيين لا شغل لهم ولا عمل إلا لعب القـمار ؟ أم يكون مثل هذا اللعب لبعـض الرجال وأيام العطل والأحاد ؟ ]] فـما هـو رأيكـم أخي والقـراء بكـلمتــَي : الجـميع ، البعـض ؟ ثم الكـلمتــَين : يعـودون ، لا شغـل لهـم ؟ .  ويقـول السيد شـﭘـّـيرا في مقاله الأول [ لأن أهاليها كانوا من المؤيدين للحركة القومية الآشورية ]  ويرجـع في مقاله الثاني فـيقـول : [[  من يعتقد بأنه عندما ذكرت كلمة الآشوريين أو الأشورية في المقال السالف الذكر هو إلغاء وإمحاء لبقية تسميات أمتنا الكلدانية والسريانية فهو غبي وأن كل من يحاول بالأسم الآشوري بلع وهضم بقية تسميات أمتنا الكلدانية والسريانية فهو أغبى ]] وأنا هـنا أخاطـب الأخ : نحـن لا يهـمّـنا ذلك ، كـما لستُ أتـّـهـمك شخـصياً ولكـن حـبـذا لو قـلتَ مثـل هـذا الكـلام لِمَن يهـمّه الأمر ، هـذا أولاً ، وثانياً إسألهـم بنفـسكَ هـل نطـقـوا يوماً بعـبارة القـومية الكـلـدانية ؟ هـل وضـعـوا مثـل هـذه العـبارة في دساتيرهـم إن كـُـنا شـعـبهـم ؟ هـل هـمسوا بها في إجـتماعاتهـم ؟ ثم أتساءل هـل أن المقاتلين الآثوريّـين إبان الحـرب العالمية الأولى كانوا قـد تبلوروا عـلى هـيئة تـنـظيمات سياسية أو حـزبـية ذات أنظمة داخـلية أم كانوا موالين للسلطة الدينية التي إسـتنـدت إلى ولاء رؤساء العـشائر لها ؟ وعـلى هـذا الأساس أرجـع لأسأل كـيف تقـول عـن ألقـوش [ أهاليها كانوا من المؤيدين للحركة القومية الآشورية التي كانت بوادرها قد بدأت قبل نشوء الحرب الكونية الأولى ] ولكـن كـلامي هـذا لا يُـعارض تعاطف الألقـوشيّـين مع إخـوتهـم الآثوريّـين أو مسانـدتهـم والذود عـنهـم في محـنهـم من منطـلق الأخـوّة القـومية والدين بالإضافة إلى المشاعـر الإنسانية العامة ، وعـليه هـل تـتصوّر أنـنا كألقـوشيّـين يصيبنا الـ  [[ الهلع عند ذكر أسم الحركة الديموقراطية الآشورية ]] كـما ذكـرتَ في مقالك الثاني ؟ أية حـركة كانت هـناك في الحـرب العالمية الأولى ؟ وأنت تقـول : [[ كلا الحالتين كانتا في السبعينيات من القرن الماضي ولم نتطرق في حينها إلا إلى قضايا قومية وسياسية عامة حيث لم يكن زوعا قد تأسس بعد ]] فـهـل يصيـب الألقـوشيّـين هـلع في الأزمنة الماضية من شبح مؤسسة لم يكـن لها وجـوداً ؟؟ وفي الفـقـرة الأخـرى من مقالك الأول تقـول : [ وهناك معلومات تشير إلى أن الألقوشيين كان قد قدموا طلباً إلى الباب العالي مبينين فيه رغبتهم في التخلي عن الكاثوليكية والإنظمام إلى كنيسة المشرق (النسطورية) كتعبير لتأييد ومساندة هذه الكنيسة التي كانت الأمواج والعواصف تعصف بها وتهددها بالدمار، غير أن بسبب تدخل فرنسا والضغط على السطان العثماني رفض طلب الألقوشيين وهددوهم بالقمع إذا رفضوا قرار السلطان . ] ألستَ ترى يا سيـد أﭘـرم شـﭘـّـيرا أن الضرورة تـدعـوك إلى تقـديم وثيقة أو إسم مصدر وصفـحـته لتـدعـم مقـولتـك ؟ أنا أؤكـّـد لك بكـل جـوارحي وأرجـو أن تـثـق بكـلامي أنك في عـبارة ((( الألقوشيين كان قد قدموا طلباً إلى الباب العالي  ))) قـد أخـطأتَ فـيها مضموناً وإملاءاً ، وأتوقـعـك أنك يوماً قـد سمعـتَ هـمساً ولكـنك لم تهـضمه أو نسيتَ نصوصه ، وأنا لا أريـد أن أقـول أكـثر من ذلك !! ولكـن أقـول كـن حـذراً عـنـد الكـتابة حـين يـتطلب منك البرهان وأنت تـفـقـده ، ثم وكـما يـبـدو لي أنك غـيّـرتَ عـبارة في مقالك الأول المنشور في يوم 13/ شباط 2008 كـنـتَ قـد ذكـرتــَها فـيه بل مُسِحَـتْ منه في يوم 14 / شباط بعـد إجـراء التعـديل عـليه ، وهـنا أودّ الإشارة إلى حُـسن فِـعـلكَ حـين إستمعـتَ إلى إرشادات الموقـرين !! . وفي مجال آخـر من فـتـرة 1933 أراك تـتهـرّب من إسم ( الآثوريون ) وتغـيرها إلى ( النساطرة ) ؟ وهـنا يمكـنـني أن أسألك وأقـول : حـين قاتل الآثوريون سواءاً في الحـرب العالمية الأولى أو بعـدها ، أو في عام 1933 أو ضمن قـوات الليـﭭـي ، هـل كان إسمهـم -  القـوات النسـطورية - ؟  ولكـنك ترجـع في مقالك الثاني لتشـير وتقـول : [[ في حين بقى بقية أبناء شعبنا من الكلدان والسريان في مناطقهم ولم تفرغ منهم ]] فـكـيف تخـوّل قـلمك ليكـتب عـن جـماعة بإسم مـذهـبهـم النساطرة ، وعـن إخـوانهـم الآخـرين بإسمهـم القـومي ! أم أنك كـزمـلائـك لا تفـهـم مصطـلح الكـلـدانية إلاّ صنفاً مرادفاً لصنف النسطورية !! أنا لستُ أفـهـم هـذه المعادلة . ومن جانب آخـر، فأنا قـلتُ في ردي الأول النص الآتي : ( أنا شـخـصياً أكـَـبّـرُ فـي السيد أﭘـرمْ شـَـﭘــّـيـرا مشاعِـره تجاه ألقـوش وقادتها ) ، وأعـيـدها ثانية حـين تكـتب في مقالك الثاني [[ فالإنتقال من مذهب إلى آخر ليس هلاكاً لشعب أو أمة بل هلاكاً للطائفيين المتزمتين فقط ]] ، ولكـني أطـلب منـك كأخ : هـذه قــُـلـْها للرفاق الأعـزاء وللسادة الكـرام ، ولا يتـطـلب أن تقـولها لنا . وبشأن قـوات الليـﭭـي تقـول في مقالك الثاني [[ إن قوات الليفي التي تأسست رسمياً بعد ثورة العشرين كانت تضم رجال من الكلدان، ومنهم المناضل توما توماس الذي أنخرط فيها في الأربعينيات من القرن الماضي، إضافة إلى بعض التركمان واليزيديين ولكن كانت تسمى (Assyrian Levy ) لكون معظمهم من الآشوريين ]] ، إنك لم تـذكـر متى بعـد ثورة العـشرين ! لأنـنا نحـن الآن في زمن القـرن الواحـد والعـشرين يمكـن أنْ نــُـعْـتــَبَر في زمن بعـد ثورة العـشرين هـذا من جـهة ، ومن جـهة أخـرى هـل أن قادة الليـﭭـي الإنـگليز ذهـبوا إلى ألقـوش لتجـنيـد الألقـوشيّـين بعـد عـشرات السنين من تأسيسه ؟ أنظـر مـذكـّرات المرحـوم توما توماس :  http://al-nnas.com/THEKRIAT/15jsf1.htm
 الجيش الليفي
بقيتُ بدون دراسة وبلا عمل تلك السنة فتوجهتُ الى القوش . وفي ربيع سنة 1942 باشر الانكليز بتجنيد الشباب في الجيش الليفي من ( الاثوريين والكلدان والاكراد ) وقد وصل القوش العقيد ( مك كويني ) (Mack Qeen ) مسؤولا عن التجنيد ، وكان والدي حينها مختار احدى المحلات في القوش ( محلة سينا ) فطلب منه العقيد الانكليزي المساعدة عارضا عليه الموافقة على تجنيدي في الجيش الليفي كـ ( ضابط ) ولم اكن اتجاوز حينها الـ ( 17 ) عاما . وافق والدي على مقترح العقيد .. وهكذا سافرت مع من تم تجنيدهم الى الحبانية بتاريخ 6 /3/ 1942 . دخلت دورة تدريبية لمدة ( 6 ) أشهر منحت بعدها رتبة ضابط . قضيت خدمتي في الحبانية والموصل والبصرة ، واستمرت خدمتي حتى سنة 1948. وعلى اثر الحرب العربية بعد قرار تقسيم فلسطين ، قررت الحكومة العراقية تشكيل لواء خاص ( متطوعين ) من الاثوريين للمشاركة في الحرب . وفعلا فتح باب التطوع للشباب الاثوري ، فأستقال المئات من الجيش الليفي والتحقوا باللواء الخاص ، وكنت من ضمنهم . فتم تنسيبي الى الفوج الاول في معسكر سعد ( بعقوبة ) بعد ان منحت لنا نفس الرتب التي كنا نحملها ، وهكذا اصبحت ملازما في الجيش العراقي .
أخي العـزيـز أﭘـرم شـﭘـّـيرا
مثـلما لم تــُرِدْ الإطالة فأنا لا أريـدها أيضاً ، إن أموراً كـثيرة لا تعـرفـها عـن ألقـوش بـدليل أنك تـتصور أن الجـرجـر يُـجَـرّ ( و ﭽـماله مِن قِـبِـل الثور والحـمار ) وهـذا خـطأ يـدل عـلى أنك لم تــَرَ الجـرجـر في حـياتك ولا تـميّـز بـين الثور والحـمار والحـصان والبغـل . إن أسـئـلة عـديـدة سألناك في ردنا الأول ولم تــُجـبْ عـنها في مقالك الثاني ، عـسى أن نـنـتظـر الثالث بكـل عـز ، معـتـنياً بالإمـلاء وقـواعـد النحـو . دمـتَ عـزيــزاً .

469
ذكـريات الـصِـبا - في ألقـوش
1958 - 1961

بقـلم : مايكل سـيـﭘـي / سـدني

يحـتاج المرء إلى إستراحة بـين ساعات العـمل لتجـديـد نشاطه ، وإلى مقـبّـلات وفـواكه بـين وجـبات طعامه لتسهـيل عـملية هـضم وتمثيل غـذائه ، وإلاّ فإن إرتخاءاً ومللاً يطرأ عـلى بـدنه . وللسبـب ذاته سأعـطي لنفـسي بعـض الفـرصة للراحة والإستجـمام وأترك مواضيع الساعة والآخـرين دون إهـتمام ، لأكـتب شيئاً عـن فـترة صباي في ألقـوش . فـقـد وُلِـدتُ في كـركـوك وبـدأتُ مرحـلة الصِـبا هـناك حـتى الصف الرابع الإبتـدائي ، تلك السنين الخاملة عـنـدي والتي لا أتـذكّـر فـيها نشاطاً إضطلعـتُ به أو هـواية مارسـتــُها سـوى تــَـعَـلـّمْ طي ورقة لأحـصل منها عـلى ما يشبه طيات الـ ( أوكورديون ) والتي كـنـتُ أفـتخـر بها في ألقـوش أمام زملائي في المدرسة والذين كانوا يُعـجـبون بي خاصة وأنا قادم من المدينة عام 1958 ، بالإضافة إلى خـطي الجـميل الذي كان يُـدهـش أصدقائي الصغار . وفي الصف الخامس الإبتـدائي إكـتشف معـلمنا الموسيقار حـكـمت زيـباري صوتيَ الصبـياني الرخـيم فـكان يـدعـوني لأقـف عـنـد السبورة في كـثير من دروس التربـية الفـنية وأنشـد لرئيس الجـمهـورية العـراقـية الأول الزعـيم عـبد الكـريم قاسم بمرافـقة موسيقاه وهـو يعـزف عـلى الأوكـورديون : [ عـبـد الكـريم كـل القـلوب تهـواك - عـبـد الكـريم ربّ العـباد يرعاك ] ، [ زعـيمنا الغالي - حـقـق لي آمالي ] ،  [ لاحـت رؤوسُ الحـراب -  تـلمع بـين الروابي ] ، ورغـم شـجاعـتي وإسـتعـدادي للإنشاد أمام الطلاب وما يتطـلـّبه من جـرأة لرفـع الصوت والتفـنــّن باللحـن ، إلاّ أنها لم تكـن كافـية لتخـلق لديّ الرغـبة للتقـدم وإلقاء قـصيـدة أمام إصطفاف الطلاب في ساحة المدرسة صباح كـل يوم قـبل بـدء الدوام ، لأسباب نفـسية إستطعـتُُ معالجـتـُها في كِـبَري ثم عالجـتُ حالات مثلها عـنـد غـيري . وإستـناداً إلى قـدراتي البسيطة هـذه فـقـد إخـتارني الأب المرحـوم هـرمز صنا في أحـد أيام الجـمعة التي تسبق عـيد القـيامة في عام 1959 للإشتراك في موكـب درب الصـليب بطقـوسه التراثـية الأصـيلة وكان دَوْري فـيه قـراءة صلاة السلام الملائـكي باللغة الكـلدانية الفـصحى ( ﮔـوشـْما ) بأسلوب فـرديّ مألوف في حـينها لم يكـن ترديداً جافاً بل ترنيماً مطلقاً ، وقـد أبدعـتُ فـيه بفـضل صَوتي في المرحـلة تلك ونلتُ المدح من سامعـيه وأتذكـّر تشجـيع معـلمي المرحـوم الأستاذ جـرجـيس زرا لي فـكانت بمثابة دفـعة زوّدتــْـني بزخـم لأنطلق إلى مرحـلة جـديدة من حـياتي الروحـية لتكـون نواة لمستقـبلي الفـكري . وفي المدرسة لم أكـن من هـواة الألعاب ، فـفي درس الرياضة كان المعـلم يقـسّم التلاميـذ إلى مجاميع ليمارسـوا أنواعاً مخـتلفة من اللعـب آخـذاً بنظر الإعـتبار رغـباتهـم ، فـكـنـتُ أخـتار الركـض ، لا لمنافـسة زملائي بل لسهـولته وعـدم حاجـتي إلى مهارة أو خـبرة للتفـنــّن به . وأتـذكـّر التغـذية المدرسية الحـكـومية المجانية منـذ العـهـد الملكي في كـركـوك ( والإستعـمار الغاشم جـداً جـداً يمتص ثرواتـنا ) وكـذلك في السنوات الأولى من العـهـد الجـمهـوري وأنا في ألقـوش فـكـنتُ ألاحـظ الفـراش ( داويـذ أو عـيسى ) يسـكـب حاويات الحـليب عـلى الأرض بعـد إكـتفاء التلاميـذ منه ، فـسألتــُه إنْ كان يقـبل أن آخـذه لي ، فـلما وافـق كـنـتُ أملأ سطلاً وآوصله بسرعة إلى والـدتي خـلال فـترة التغـذية لتــُخـثــّره لبناً ، فـلم نكـن نملك بقـرة ، إلاّ أن ذلك لم يـدمْ طويلاً فـقـد صار الحـليـب عـزيـزاً عـلى الكـثيرين حـين شاهـدوني وأنا آخـذه إلى بـيتـنا ، بعـد أن كان يُـسكـب في الشارع ولا يطـلبه أحـد ! . 

مظاهـرة للصبـيان : 
وأتـذكّر جـيداً المظاهـرة التي نظـمناها نحـن طلاب مدرسة العـزة الإبتـدائية عام 1959 وتبــِعََـنا طلاب بقـية المدارس في ألقـوش للإحـتجاج عـلى قـرار يُـلزمنا عـلى الـدوام في يوم الأحـد ( ومن دون شـك وأكـيـد إنها كانـت من تـدبـير الأكـبر منا ) حـيث تجـوّلنا في شوارع القـصبة كـلها ونحـن نهـتف [ لا دوام يوم الأحـد - من الآن إلى الأبـد ] ، وبـين مشوار وآخـر نـتوقـف لأطلاق صيحات أقـوى فـكانـت الألقـوشيّات تهـلـّـلـْـنَ تشجـيعاً منهـنّ لنا وإبتهاجاً بنا . هـذا عـدا المهـرجانات المستمرة التي كانت تقام تأيـيـداً وإسناداً للثورة الفـتية والتي كـسبتْ مؤازرة الغالبـية العـظمى من العـراقـيـين فـكـنتُ أرافـق أصدقائي في السير مع السائرين ونـتفـرّج عـلى الخـطباء والهاتفـين . وكان من بـين المتحـمّسين والنشيطين في هـذه المسيرات طالب في دراسته الثانوية يُرفـع عـلى الأكـتاف ليخـطب بـين الجـماهـير الألقـوشية وبـدون كـلل أو مـلل ، ولم أرَهُ إلاّ بعـد 38 سنة وأنا برفـقة صـديق في نادي نينوى عام 1997 الذي أراد أن يُـعـرفـني به حـين سألني : هـل تعـرف هـذا الرجُـل ؟ قـلتُ : كـيف لا أعـرفه ، أتـذكّـره حـين كان يُرفـع عـلى الأكـتاف ويخـطب بحـماس ويهـتـف بشعارات لم أكـن أدركـها في حـينها .

الأعـمال الفـنية :

كانـت أعـمالنا الفـنية في غاية البساطة ومن بـيئـتـنا المتواضعة كل حـسب مقـدرته وتـفـنــّـنه . ومن بـين تلك الأعـمال التي طـلبها منا المعـلم مرة صُـنع -  نفاضة - ولكـن ما هي المادة التي سنستخـدمها لـذلك ؟ إنها الحـجـر الرملي Sandstone وإسمه المحـلي عـنـدنا هـو ( خِـلانا ) نقـطعه من طبقاته الموجـودة في مرتفـع بسيط خارج القـصبة وبإتجاه الدير التحـتاني يسمى - رَمْـتا دْ مُـشِـلمانِه – فـنأخـذ أية قـطعة كانت ثم نجـعـلها مربعة الشكـل وبالأبعاد التي نريـدها وعادة بحـدود ( 15 x 15 x  أربعة ) سم بإستخـدام السكـين أو أية وسيلة معـدنية شـبـيهة بها ونحـفـر فـيها حـفـرة دائـرية  فـتصبح نفاضة نقـدّمها كـواجـب بـيتي مُـنجـز للمعـلم .
 
لــُـعَـبُـنا الصـبـيانـية
في نهاية الخـمسينات وفي بـلـدة كألقـوش لم تكـن لـدينا نحـن الصبـيان لـُعَـبٌ ﭘـلاسـتيكـية ولا ميكانيكـية ، فـكيف تكـون لـدينا الإلكـترونية ! ولكـن كانت لـدينا لـُعَـبنا الخاصة وعـلى قـدر مستوى الزمان والمكان ، لابل كانت كـلها من النوع المجاني المصنوعة بأيـدينا أو متوفـرة محـلياً دون أن تكـلـفـنا شيئاً ، نستمتع بها في فـترة العـطلة الصيفـية . وسأذكـر ما يأتيني بـبالي ومن المؤكـد أن هـناك لعَـباً أخـرى لستُ أتـذكّـرها فـحـبـذا لو كـتب غـيري عـنها ليُـذكّـرنا ويُـتحـفــُـنا بها . 

[ قـمار الصبـيان ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشروب الغازي ( سـيفـون ) :
أتـذكّـره في كـركـوك قـبل 1958 وسعـر القـنينة (عانة = 4 فـلوس) ، كان بمثابة شَـرْبتْ أو مياه غازية للصبـيان مطعّـمة بقـليل من السكر والحامض وعـندما نـَهـزّها فإن الغاز المـذاب في السائل يخـرج وينحـصر مضغـوطاً في فـراغ ألقـنينة ، وعـنـدها يأتي دَور الصبـيان للعـب القـمار! كـيف ؟ كان يتفـق إثـنان عـلى اللعـب فـيمسكان بالقـنينة وهي عـلى الأرض عـلى أمل أن تــُـفـتح بعـد هـزّها ( بإزالة السيفـون من فـوهـتها فـجأة بواسطة المفـتاح الخاص ) لكي يخـرج الغازالمضغـوط ومعه كـمية من السائل الذي سينسكـب عـلى الأرض فـيجـري لمسافة ، وهـنا اللغـز ؟ قـبل الفـتح يتـنافـس الصبـيّان عـلى تخـمين المسافة التي سيصـلها السائل المنسكـب والجاري وذلك بأن يضع كـل واحـد منهـما خـطاً عـلى الأرض ، وبعـد أخـذ وَ ردّ يصِـلان إلى حـد نهائي ( خـط واحـد ) لكـل منهـما ، ثم تــُـفـتح القـنينة فـجأة وينـتظران حـتى يتوقـف جـريان السائل ، والرابح هـو صاحـب الخـط الأبعـد الذي يصـله السائل أو الأقـرب إليه فـيشرب السيفـون ، ويـدفـع الخـسران ثـمنه .

المصراعة :
هي عـبارة عـن قـطـعة خـشبـية مخـروطـية الشـكل تـنـتهي برأس معـدني مـدبّـب مغـروس فـيها بحـيث تظـهـر فـيه حافة يمكـن تحـسّسها ، فـيُؤتى بخـيط قـطـني قـطره حـوالي ( 1.5 - 2 ملم ) ويُشـدّ طـرفه عـلى السطح الخارجي للقـطعة الخـشبـية المخـروطية مبتـدئين من الرأس المعـدني المدبّـب وبصورة متـناسقة متراصفة وحـلزونية صعـوداً حـتى يصل إلى مقـربة من القاعـدة الخـشبـية للمخـروط ، وعـندئـذ يُمسك الطرف الآخـر من الخـيط مع المصراعة بكـف اليـد بثبات ، وعـند سحـبه بقـوة نحـو الأعـلى ينحـل عـن محـيط المصراعة فـيتركـها تسقـط وتـدور بسرعة حـول محـورها لتضرب الأرض وهـي في حالة دوران مرتكـزة عـلى الرأس المعـدني المدبّـب ، وهـذا المنظـر كان متعة للصبي ، وكان يتفـنــّـن أكـثر وذلك بتـلقـفه المصراعة عـلى راحة كـفه من بـين الوسطى والسبابة ويهـزها به فـيطول زمن دورانها بعـض الشيء حـتى تـتوقـف . وكان اللاعـبون يستهـدفـون بهـذه الرمْية ، المصراعة المرمية عـلى الأرض ( الخاسرة ) ومَن لم يُـصِـبْها مباشرة أو بعـد تلقــّـفـها عـلى الكـف وهي تـدور ليلامسها بها ، يُـعـتبر خاسراً وسـيضع مصراعه عـلى الأرض بـدلاً من الأول . 

( تــَـبَـلــْياثا ) :
كانـت في السابق تــُصنع صنعاً يدوياً من الحـجـر بعـد بَـرْدِهِ بالحـجارة نفـسها لتـتكـوّر وتصبح بحـجـم ثـمرة الخـوخ ، ولكـن في زمنـنا كانـت ولا تزال عـبارة عـن كُـرات زجاجـية صـقـيلة جـداً قـطرها بحـدود 1.5 ــــ 2 سم ، وعـنـد اللعـب تــُحـصَر بـين الإبهامَين والوسطى وكُـنا نسمي هـذا النوع من مَسْـك الـ تــَبَـلـْـتا ( سـوري ) ، أو توضع عـلى الأرض ( وأظن أن هـذا النوع من المَـسْـك يسمى عـربي ) فـتــُدفـع بقـوة الـ - الوسطى في الحالتين - بـدفـعة قـوية نحـو تــَـبَـلــْـتا الخـصم من أجـل الإصـطـدام بها وعـنـدئـذ يربح الرامي . ومِن حُسن حـظي كـنـتُ هـدّافاً ماهـراً بالـ سـوري فأربح الكـثير منها ، ولم يكـن يلعـب معي إلاّ مَن يشعـر بمقـدرة عـلى التحـدي . وفي إحـدى المرات إتـفـق إثـنان من أصدقاء الصف من محـلة سـينا ( حـميـد – خـضـر ) عـلى شراكة سرية بـينهـما لِـلــّعـب ضـدّي بطـريقة مفـضوحة كـشفـتــُها دون عِـلــْمِـهــِما ، وفي نهاية المطاف ربحـتُ ما يملكـونه من تــَـبَـلــْياثا وفـشلــَتْ خـطــّـتهـما . وفي حالات كانـت أرباحـنا عـبارة عـن أغـطية فـتحات قـناني الكوكاكولا أو غـيرها ونسميها ( سيفـونات ) وبهـذا فـقـد جـمعـتُ منها نصف كـيس ( من فـئة 50 كـيلو غـرام ) ، ولما أراد والـدي أن يُـتلفـها بكـيتُ بكاءاً مراً إلى ان تـدخـلتْ والـدتي فـحـفـظـتها لي . ومع موضوع الـ تبلياثا فإن مباريات عـديـدة كان يتـفـنـّن الصبـيان في إبتكارها ووضع أسُسِـها وقـد نسيتُ أسماء أكـثرها ، ومِن بـينها ( ﭽـقــّا ، ﭽـقــّا وْ شـبر ، مات مِـنــّوخ ، مات مِنــّوخ وْمن عِـنــّوخ ) .

ﭽارگِه :
حـقاً إن الطـفـولة أو الصبا وحـتى المراهـقة أحـياناً تكـون مُـضحِـكة ، لأنـنا كـنا أذكـياء ونخـدع أنفـسنا بأنفـسنا وإقـناعـها بـ لاشيء . فـكانت الأوراق النظيفة والمُفــَرَقة من دفاترنا نطويها ثـلاث طـيّات فـتصبح صغـيرة الحـجـم ونسميها (ﭽـارِگِه) ونـتراهـن عـليها بإعـتبارها نقـوداً .

كَـعْـبــِه :
( الواحـد منها يُسمى : كَـعْـبا ) وهي الروابط العـظمية بـين مفاصل الأرجـل الأمامية للخـروف ، وعـند حـكّ سـطحـين منه ، يظهـر عـلى أحـدهـما أخـدود يشبه الحـفـرة - خِـرّا - أما السطح الآخـر فـيكـون مستوياً - تــَـفــّا - لكـن السطحـين الجانبـيّـين متميّـزان ويسمّيان : ﭽـِكـّا وَ بــِكـّا . وعـند اللعـب نرمي الكـعـبَين عـلى الأرض ! فالسطحَـان العـلويان الظاهـران أمامنا يحـددان الربح أو الخـسارة وفـق قـوانين متفـق عـليها بـين اللاعـبـين قـبلنا وكـما يلي :
( بــِكـّا  مع  تــَـفــّا )....الربح X 1     أما   بــِكـّا  مع  خِـرّا ....الخـسارة  X 1       تــَـفــّا  مع تــَـفــّا ...الربح X 2
( ﭽـِكـّا مع   خِـرّا  )....الربح X 1      و    ﭽـِكـّا  مع  تــَـفــّا...الخـسارة  X 1       ﭽـِكـّا   مع  ﭽـِكـّا ....الربح X 2
وأخـيراً : ( تــَـفــّا  مع  ﭽـِكـّا ) ... فالخـسارة X 2  ، وكان يُستخـدم مُصطلح ( وْ زوت ) دلالة عـلى اللعـب بالمضاعـف في الربح أو الخـسارة ، أما ( دْ لا زوت ) فـتعـني مفـرد حـيث الربح أو الخـسارة لا تــُضاعـف . ويـبقى السؤال : ما الذي نربحه أو نخـسره ونحـن أطفالٌ ؟ في الحـقـيقة إن كل عـملية غـير إنـتاجـية ، ولا تعـتمـد عـلى التفـكـير والقـوة العـضلية بل عـلى الحـظ والصـدفة ( أو الخـدعة ) من أجـل الربح و الخـسارة وتـتعامل بالنقـود ، إنما هي قـمار ، وعـليه فإن هـذا النوع من اللعـب هـو القـمار بعـينه  نربح أو نخـسر ثروتـنا الصبـيانية المتمثــّـلة في : سيفـونات أو  كـَـعْـبـِه نفـسها  أو ﭽـارِگِه أو تــَـبَـلــْياثا ، وربما فـلوس عـنـد البعـض . وفي أحـد أيام الشتاء من عام 1959 وأنا أتـفـرج عـلى مجـموعة من الصبـيان يلعـبون بالكـعـبــِه في مدخـل الـ بيكار التابع لبـيت ﭽـكـّو ﭽـولاغ ، جاء شاب ضخـم الجـسم والـجَـمّـدانِـه عـلى رأسه ( إنـتقـل إلى الديار الأبـدية ) وجـلس مع أولـئك الصبـيان ليلعـب معـهـم ولم يكـن بإمكانهـم أن يمنعـوه ، فـصار يلعـب ويستخـدم عـبارة ( بْـزوت * لاحـظ الباء !!  بْـ .. زوت ) ولم يستخـدم العـبارتــَين المألوفـتين = وْ زوت ، دلا زوت ، ثم ماذا ؟؟ حـينما يخـسر ويطلبون منه الضعـف يقـول لهـم : أنا لم أقـل ـ وْ زوت ... وحـينما كان يربح يطالبهـم بالضعـف ويقـول : أنا لم أقـل ـ  دلا زوت ؟؟ حـقاً إن النفـس للأمّارة بالسـوء ، لم ولن يشـبع صاحـبها إلاّ بحـفـنة من التراب لأنه تراب .

جَـمْـليـجــِه :
 إن ملكـوت السماوات هـي في القـلوب ، وحـقاً إن لم نصبح كالأطفال لن نـدخـل ملكـوت السماوات ، وحـقاٌ أن براءة الأطفال تستحـق الإكـرام . فـما هي الـ  جَـمْـليـجــِه ؟ هي قـطع متعـدّدة الألوان من مشط أو قـنينة أي شيء ﭘـلاسـتيكي مكـسور متـناثرة هـنا وهـناك ، حـجـومها تـتراوح بـين ( 3 ـــ  10 ملليمتر ) كـنا نعـتز بها أيّما إعـتزاز معـتبرين إياها ثروتـنا وأية ثروة . نلعـب بها وذلك بأن نحـفـر حـفـرة ( قـطرها 8  ـــ  12 سم )  ونرسم خـطاً أفـقـياً يـبعـد عـنها مسافة (  70 سم أكـثر أو أقـل ) ثم نضع قـطعة واحـدة من لآلـئـنا ( جَـمْـليجا ) عـلى الخـط ، وبإستخـدام إبهامنا نـدفـع بالقـطعة هـذه بإتجاه الحـفـرة ، بـدفـعات وبالتـناوب بـين اللاعـبـين ، وعادة يكونان إثـنين ، والرابح هـو اللاعـب الأخـير الذي يُـدخِـل هـذه الماسة ( جَـمْـليجا ) داخـل الحـفـرة . أما البنات فـكـنّ يلعـبنَ اللعـبة نفـسها ولكـن بالخـرز أو الـماشات ( فـركـيتات ، ماسكات الشـعـر ) .

نـْـقارا دْ بـيئـِه :
إنها لعـبة طريفة تراثية ترافـق عـيـد القـيامة يتبارى فـيها المتسابقـون بأن ينـتـقي كـل واحـد بـيضة من بـين بـيضات كـثيرة في البـيت ، وبواسطة طرقِـها عـدة طرقات خـفـيفة عـلى أسنانه الأمامية يمكـنه تحـسّس قـوة تحَـمّـل قـشرتها للصدمات عـند رأسها الأكـثر تحـدّباً وعـندها يقـرر خـوض مسابقة النقـر عـلى بـيضة أخـرى لصاحـب له ، ومَن تـنكـسر بـيضته يخـسرها للآخـر . ويُـقال أن البعـض كان يغـش البـيضة وذلك بأن يفـرغ محـتوياتها كـلياً من خـلال ثـقـب صغـير ، ثم يملؤها بالشمع المنصهـر فـينجـمد ويتصلــّب ( أو بمادة صلبة أخـرى ) وتسمى هـذه العـملية ـ  دَرْمـونِه ـ ونقـول للشخـص عـن بـيضـته ـــ وولِه مْـدُرِمْـنــَه حْ ـــ ، وفي هـذه الحالة تزداد مقاومة القـشرة للصدمات ، واللاعـب الخـصم الذي يكـتشفها لا يقـبل بها ولا يلعـب مع صاحـبها .

فاتـولي :
الـ فاتـولي هي وسيلة قـمار صبـيانية ، تـتألف من صفـيحة خـشبـية أو معـدنية دائرية الشكـل أو مربعة ( وقـد تكـون صينية البـيت ) يُقـسّم سـطـحـها إلى قـواطع مثـلـثة قـواعـدها عـنـد الحافة ورؤوسها ملـتقـية عـنـد مركـز هـذه الصفـيحة والذي ينـتصب فـوقه عـمود خـشبي إرتفاعه حـوالي 10 – 15 سـم ينـتهي من الأعـلى بمسمارعـموديّ أيضاً يـخـترق عـتـلة خـفـيفة الوزن خـشبـية أو ﭘـلاستيكـية أو معـدنية من وسطها لتـدور في مستوى أفـقـي بتوازن ، يتـدلى من إحـدى نهايتيها ثـقـل صغـير أو خـرزة معـلـّـقة بواسطة خـيط طوله أقـصر من طول العـمود الخـشبي الوسطي بحـيث أن الخـرزة لا تـلامس سطح الصفـيحة . تــُدار العـتـلة يـدوياً وتــُـترك حـتى تقـف فـتــُشير الخـرزة المتـدلية إلى أحـد القـواطع المـثـلـثة المرسومة عـلى سطح الصفـيحة . أين القـمار فـيها ؟ إن صاحـب الـ فاتولي يضع من عـنـده في كـل قاطع واحـدة من أشياء ثمينة ومُـغـرية في نظر الصبـيان وحـتى في نظر الشباب مثـل : لـُعـبة ما ، عُـلبة سيـگاير ، أو يتركـها فارغة . ثم يأتي اللاعـب الـ ( قـمارﭽـي ) ويضع مقـداراً من النقـود يريـد أن يُـقامِر به عـلى أي قاطع يخـتاره وينـتهي دَوره مؤقـتاً ، وعـنـدئـذ يأتي دَور المالك  الذي سـيُـدير العـتـلة في مسـتوى أفـقي وينـتظر الإثـنان حـتى تـتوقـف لتستقـر الخـرزة ! فإذا إسـتـقـرّتْ فـوق القاطع المُقامَر به فإن اللاعـب يأخـذ نقـوده واللعـبة الموجـودة عـنـدها ( أو مقـداراً من النقـود من المالك يعادل نقـوده إذا كان القاطع فارغاً ) ، أما إذا وقـفـتْ العـتـلة والخـرزة فـوق أي قاطع آخـر -  غـير مُقامَر به -  فإن اللاعـب يخـسَر نقـوده للمالك .


[ لـُعَـب الصبـيان ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيارة من الأسـلاك :
كـنا نحـصل عـلى سلك غـليظ نوعاً ما ، ونعـمل منه إطاراً دائرياً ( حـلقة قـطـرها حـوالي 50 سم ) ثم عـتلة مستقـيمة ( طولها حـوالي 50 سم ) نستخـدمها كـمِـقــْوَد بأيدينا نـدفـع به الحـلقة الدائرية فـنكـون قـد حـصلنا عـلى دراجة أو سـمّـها ما شـئتَ فـنفـرح بها فـرحاً لا يوصف .  وكان بعـض الصبـيان المَهَـرة يصنعـون من السلك هـذا تركـيـباً ذي أربع عـجـلات ، الإثـنـتين الأماميّـتين منها قابلة للإسـتـدارة بواسطة مقـوَد سـلكي طوله أكـثر من 100 سم فـتكـون بمثابة سيارة تعـمل بقـوة دفـع أيـدينا ، وصانعها كان يتباهى بها .

مـبـدأ الـ ( كـيـكانـدوس ) :
هـو مـبـدأ هـدفه تحـديـد الأولوية للبادىء في اللعـب . فـفي الوقـت الحاضر تــُستـخـدَم قـطعة النقـود المعـدنـية وإخـتيار الـ ( صورة أو الكـتابة ) ، أما نحـن الصبـيان فـقـد تعـلــّـمْـنا طريقة أكـثر حـيوية ، تـتمـثــّـل في تلاحـم ايادي اللاعـبـين مُـكَـونـين حـلقة دائرية فـيما بـينـنا ، وَ بــِهَـز الأيادي المترابطة سـوية صعـوداً ونزولاً مرتين أو ثلاث مُـرَدّدين عـبارة ( كـيـكانـدوس ) تــُـفـصل الأيادي فـجأة ثم يطــْبــِـق كل واحـد كـفــّيه عـلى بعـضهـما ( إما تكـون كِـلا الراحـَـتين نحـو الأعـلى أو نحـو الأسفـل ) وكـل إثـنان من الصوَر المتشابهة يخـرجان رابحَـين ، وتعاد الكـرة للباقـين وهـكـذا ، وإذا صادف إثـنان في الأخـير عـنـدئـذ يـدخـل ثالث بـينهـما لتحـديـد الفائز فـقـط دون أن يُـعـتـبَر .   

كـْــيَـلاّ ثا :
يلعـبُـها فـريقــَين ( كل فـريق 2 أو 3 لاعـبين ) لكـل منهـما ثـلاثة حـجارة كأهـداف تــُـنصَب واقـفة في جـهـتين متقابلتين وعـلى إستقامة واحـدة عـلى الأرض والمسافة بـينهـما تقـريـباً من ( 10 أمتار إلى 15 متراً ) ولكل لاعـب حـق رمي قـذيفـتين ( حـجـرين صغـيرين ) عـلى أهـداف الخـصم وبالتـناوب بـين الفـريقـين ، والفـريق الذي يستطيع إصابة جـميع أهـداف الخـصم وإسقاطها يكـون هـو الفائـز .
 
ﭽـَهايــِه :
هي لعـبة مجـموعة من الصبـيان ، يُغـمض أحـدهـم ( الباحـث ) عـينيه بصورة تامة أما الآخـرين فـيخـتـفـون في زوايا أو منعـطفات الدور القـريـبة أو أيّ مكان مُـمَـوّه ، ثم يصيح أحـدهـم - أو أيّ واحـد واقـف هـناك - بكـلمة ( حـلال أو قـبول ) لإعـطاء إشارة إلى الباحـث كي يفـتح عـينيه ويبحـث عـن المخـتـفـين ، فإذا إستطاع كـشف أحـدهـم فإنه يُعـتبر رابحاً ويجـلس عـلى مكان مجاور ، أما الآخـر الذي كـُشِـف مكانه نقـول عـنه ( يــِمّـِحـيلا – أي خـسران ) ويصبح هـو الباحـث ، أما الآخـرون المخـتفـون يـبقـون في أماكـنهـم أو يغـيّرونها حـسب رغـبتهـم . وإذا صادف أنّ الباحـث عـجـز عـن كـشف أماكـن رفاقه جـميعاً ، عـندئـذ يستسلم ويكـون هـو الخـسران ، فـتـتكـرّر اللعـبة مع الباقـين .

قــَـتــّا  و  ﭘـيـتْ :
( قــَـتــّا ) هي عـصا طولها حـوالي 70 سم ، و( ﭘـيتْ ) هي قـطعة أخـرى صغـيرة طولها حـوالي 15 – 20 سم ، ويلعـبها إثـنان . يـبـدأ أحـدهـما بأن يضع الـ  ﭘـيتْ في مكان متموّج كي يتسنى لإحـدى نهايتيها أن تكـون سائبة ، ثم يستخـدم الـ قــَـتــّا فـيضرب بها عـلى الطرف السائب المشار إليه لـترتـفـع إلى الأعـلى في حالة دوران ( العـزوم والطاقة الكامنة في الفـزياء ) وفي هـذه اللحـظات يستغـل الفـرصة ليضربها ثانية بالـ قــَـتــّا بما يؤتى من قـوة ويدفـعـها إلى ما إستطاع إليها مسافة بـين فـروع المحـلة ، وتـتكـرر العـملية ثـلاث مرات متـتالية للاعـب نفـسه ، مردّداً ثـلاث كـلمات كل واحـدة تصاحـب إحـدى الضربات وهي عـلى التوالي ( ﭘاص ، دَرْگـي مالاص ، كـَـنــَﭘا ﭽـوك ) التي أجـهـل أصلها ومعانيها ، وعـندها يتوقـف اللاعـب ! ولكن أين دَور الخـصم ؟ هـنا يأتي دَوره ليَـفيَ حـقه للاعـب الأول ، وذلك بأن يهـرول قاطعاً هـذه المسافة كـلها حابساً أنفاسه بـدون تـنفـس ليتعادل [ وإلاّ فـسيخـسر ] ، ومن بعـد ذلك هـو الذي يُـعـيـد الكـرّة بالمقابل فـيصبح هـو اللاعـب الضارب . وقـد يسأل سائل : ألا يمكـن للخـصم أن يخـدع اللاعـب الأول فـيتـنفـس أثـناء الهـرولة ؟ الجـواب : إن الصبـيان لهـم ذكاءهـم و دهاءهـم ، إن اللاعـب الضارب يطلب من الخـصم المهـرول أن يطلق صوتاً متواصلاً ومسموعاً من حـنجـرته أثـناء الركـض للتأكـد من عـدم التـنفـس ( وهـو يرافـقه عـنـد الركـض ) ، فإذا إنقـطع الصوت ، يخـسر اللعـبة .

ﭘـُرْصَـنـْـگِه :
هـو إخـتبار قـوة الـدفـع لعـضلة اليـد ، يلعـبها الأفـراد وليس مجاميع ، وهي إتفاق عـلى قـطعة حـجـر معـيّـنة ، يتـناوب الأفـراد وقـوفاً في رمْيــِها إلى أبعـد مسافة أفـقـية ممكـنة وعـلى ضوئـها يتـقـرّر الفائـز . 

إخـتبار القـوة :
هـو إخـتبار قـوة الرفـع لعـضلة اليـد ، يلعـبُـها الأفـراد وليس مجاميع ، وهي رفـع قـطعة حـجـر بـيـد واحـدة من الأرض وَ وقـوفاً بعـد إيجاد مَـمْـسَـكٍ فـيها ، ثم مـدّها بطولها إلى الأعـلى ، وكـنا نـتـباهى إذا إستطعـنا رفـع إحـداها والبعـض لا يمكـنهـم ذلك . 

ما هـو الـ (  ﭽـيـﭽـي مَـراقا ) ؟ :
رغـم كـونـنا صبـياناً إلا أنّ إخـوانـنا الأطفال الأقـل منا عـمراً يغـارون من مبارياتـنا من جـهة ومن جـهة أخـرى يستـقـوَوْن بنا فـيطلبون مشاركـتـنا ألعابنا ونحـن لا نـقـبلهـم بـينـنا بسبـب صِغــَرهـم ! فـما العـمل ؟ كـنا نحـن الكـبار !! نهـمس بعـضنا في أذن البعـض الآخـر ونـتـفـق عـلى أن نرافـق هـؤلاء معـنا ، نعـم ولكـنهـم لا يـدخـلون في الحـسابات الإعـتبارية . إنّ كـل واحـد من أولـئـك الذين لا يـدخـلون في قائمة الحسابات والنـتائج كـنا نــُطـلق عـليه إسم (  ﭽـيـﭽـي مَـراقا ) .

ﭽـولا :
( مارستــُها في كـركوك وألقـوش ) وهي سبعة مربعات مرسومة عـلى الأرض ، الخـمسة الأولى منها تـبـدأ برقـم 1 من مكان وقـوف الشخـص وإلى أمام لتـنـتهي عـنـد المربع رقـم 5  ، أما المربّـعَـين 6 ،7  فـيكـونان عـلى جانبَي المربع 5 مشَـكــّـلة حـرف T ، ثم نأتي بأية قـطعة مسطــّحة فـخارية أو غـيرها لنرميها عـلى المربع الأول بشرط أن لا تمس حـدوده ، وبرفـع إحـدى الرجْـلـَـين ليرتكـز الجـسم عـلى الأخـرى التي تـُستخـدم قـفـزاً لـدفـع القـطعة الفـخارية متـنقـلة من مربع إلى الآخـر تسلسلياً دون أن تمسّ ( ولا القـدم القافـزة ) حـدود أي مربع حـتى الخامس حـيث تـتاح له الإسـتراحة ، عـنـدئـذ وبقـفـزة دورانيه 180 درجة ( أو بـدون قـفـز ) يتغـير إتجاه اللاعـب ليرجـع بنفـس الطريقة التي جاء بها فـيربح ،  وإذا أخـل بشروط اللعـبة المـذكـورة يخـسر . إن كـل جـولة رابحة تــُعـطي حـق حـجـز مربع واحـد للرابح ، ولا يحـق للخـصم إستخـدامه فـيصعـب عـليه التـنقـل حـين يأتي دَوره .

بَـقــّوشِـه :
تــُـلعَـب جُـلوساً ، وهي خـمسة قـطع من الحـصو تــُرمى عـلى الأرض ثم يخـتار اللاعـب إحـداها ليرميها إلى الأعـلى وفي هـذه الأثـناء وقـبل أن تسقـط ! يلتقـط وبسرعة قـطعة أخـرى من الأرض كي يستطيع تلقــّـف تلك التي في الهـواء معـها وبالكـف نفـسه ( أو بالكـفــّين – حـسب الإتفاق ) . وهـكـذا حـتى إنـتهاء القـطع من عـلى الأرض وتـنـتهي المرحـلة الأولى ، ثم تـتكـرر العـملية بإلتقاط قـطعـتين من الأرض بـدلاً من واحـدة وهـكـذا ثـلاثة في الثالثة وأربعة في الرابعة فـيفـوز ، وإلاً يخـسر ويعـطي اللعـب للآخـر ، وهـناك فـنون أخـرى في هـذه اللعـبة .

كـرسي دّ يـوا :
هي لعـبة بسيطة للترفـيه عـن طـفـل صغـير وذلك بأن يعـقـد إثـنين سـواعـدهـما بحـيث يشـكـلان ما يشبه مربع ، ثم يجـلس الطفـل عـلى هـذا المربع ( سـواعـد الإثـنين ) مثـبتاً يـديه بكـتـفــَـيهـما فـيمشيان به مسافة فـيفـرح الطـلفـل .

 گــَيــِگـْرا :
كـنا نـتهافـت عـلى السماح لنا بركـوب گــَيــِگـْرا ( الـجـرجـر ) مجاناً رغـم أن البعـض منهـم كان يعـمل بالإجـرة فـنستمتع بـدورانه لـدرس سنابل الحـنطة والشعـير في البـيـدر حـين يجـرّه البغـل أو الحـصان ونحـن فـوقه في حَـر الصيف .

القـفـز فـوق أكـداس الحـنطة والشعـير :
كانـت بـيادر ألقـوش ( وخاصة تلك الموجـودة في الجـهة الشرقـية منها ) في مواقـع مخـتلفة الإرتفاعات وبالتالي مخـتلفة المستويات ، فـنستغـل موقـع البـيـدر المرتفـع ونقـفـز منه لنهـوى فـوق أكـداس الحـنطة الموجـودة فـوق البـيـدر ذي المستوى المنخـفـض ، والمتعة هي تلك اللحـظات التي نكـون في الهـواء حـيث لا وجـود لرد فـعـل الأرض عـلى أقـدامنا قـبل سـقـوطـنا عـلى الأكـداس بفـعـل الجاذبـية الأرضية . إنّ مالكي الـحـنطة هـذه كانوا يمنعـونـنا من القـفـز . 

اللعـب بالـثـلج :
في أيام الشتاء يتساقـط الثـلج بغـزارة ويتجـمع عـلى سطوح المنازل والبـيادر فـنستغـله في عـمل كـُـتل كـروية منه نرمي بها عـلى المارة من الناس أو عـلى البـيوت لتسقـط عـلى المتواجـدين هـنا أو هـناك في ساحة الـدار . هـذا بالإضافة إلى خـلطه مع السـيلان المصنوع في البـيت فـنشربه شـربتاً . وكان البعـض يـذهـب إلى البـيادر ويُـقـيم تمثالاً من الثـلج عـلى هـيئة إنسان .

خـَـشـْـخاشـِه :
كـنا نـنـتظر الـ (  خـَـنــْوِه ) حـتى تـجـفّ وتـتصَـلــّب وتصبح ( خـَشـْخاشِه ) عـنـدئـذ نفـرغ محـتواها ونعـمل فـيها ثـقـباً جانبـياً لـنــُـدخِـل فـيه قـصبة رفـيعة من ساق الحـنطة فـتغـدو كالـ ( Pipe ) وباللهـجة المحـلية نسميها ( قــَـلــْوُنْ ) ، ثم نملؤها بالتبن أو بالتبغ ونــُشعـلها فـنـدخــّـنها ، إنه تـدخـين الصبـيان .

طــَـقــّو طــَـقــّيقْ  -  گــُرْ گـيـمـِه -  خِـلـْـيا دْ مَرْيَـمْ عَـذرا :
ان موسم الربـيع بـديـعٌ مُـنعـشٌ في ألقـوش والله قـد مَـنّ عـلى البشرية بخـيرات غـير معـروفة . في هـذا الفـصل كـنا نـذهـب إلى الحـقـول ( عَـقارا ) لنأكـل أو نجـمع بعـضاً من نبات طبـيعي عـنقـودي الشـكـل أثماره صغـيرة مسطــّحة حـلوة المـذاق تسمى  گــُرْگـيـمـِه ، وبنفـس الوقـت هـناك نباتات زهـورها مُخـضرّة مكـوّرة منفـوخة مغـلقة والهـواء بـداخـلها ، فـنجـمعـها ونأتي بها إلى البـيت ونضعـها عـلى الأرض لنـدوسها بأرجـلنا بضربات فـجائية فـتـنفـجـر وينبعـث منها صوت الإنفـجار ، فـنصل إلى قـمة النشوة والفـرح فـهـذا هـو عـقـل الصبـيان . أما سفـح الجـبل فـكـنا نـتسلــّقه وعـلى مقـربة من القـصبة وفي المنطقة المحـصورة بـين ( گــُﭘـّا دْ مايا - گــُﭘـّا سْـموقا ) هـناك تـنـمو نباتات عُـشـبـية ذات أزهار صغـيرة مجـوفة متـنوّعة الألوان ( 3- 4 سم ) شـكـلها أشـبه بـبـيضوي مـذاقـها حـلو تسمى محـلياً  خِـلـْـيا دْ مَرْيَـمْ عَـذرا نأكـل منها .

مِـسَـرْدِ :
إن اللفـظة الصحـيحة هي ( نوسَـرْديل ) وتصادف في عـيـد مار توما 3 / تـموز ، وتوجـد عادة قـديمة وهي رش الناس بالماء بصورة مفاجـئة ، فـكـنا نراوغ ونخـدع المارة بحـيث نرشـّهـم بالماء وهُـم لا يتوقـعـون منا ذلك . وقـد تكـون هـذه العادة موروثة عـن فـكـرة غـسل الخـطايا بالماء عـنـد العـماذ ، أو تقـليـداً خاطئاً.

سـولاقا :
ومعـناه ( صـعـود ) وهـو عـيـد صعـود الرب يسوع المسيح إلى السماء في اليوم الأربعـين بعـد عـيـد القـيامة . وبهـذه المناسبة يأتي الصبـيان بحـبل ويُـعـلـَّـقـونه في فـتحة السقـف في غـرفة الأبنية القـديمة ( شِـﭘـوخــْـتا ) أو  عـلى غـصن متين في شجـرة ليعـمـلوا منها مرجـوحة فـيتمرجـحـون ويستمتعـون بها .

شـورخ شـورخ زيـزا :
إنها عادة الصبـيان في ليالي الشتاء أو أماسيها ، يطرقـون الأبواب ويغـنـّون أهازيجَ فـيها طلبات الخـير لصاحـب الدار أملينً في الحـصول عـلى هـدايا كالأثمار أو الخـبز الرشوش بالراشي ( طاحِـن ) أو النقـود ، فـيقـولون :
شورخْ شورخِْ زيـزا ــ آلاها ياولــّخـون خا بْـرونا عَـزيـزا ــ  فـينـگي فانو ــ فانو فانو ــ ما بـياوُتـونيلان ؟ وإنْ لم يحـصلوا شيئاً ، يردّون عـلى أهـل الدار بدعاء يطلبون فـيه أن لا يرزق الله شبابهـم أيّ خـير .

القـفـز عـلى الظهـر :
هي لعـبة بسيطة جـداً ، فـبعـد مقـدمات أولية لتحـديـد البادىء باللعـب أو كـبش الفـداء الأول بطــُرقـنا الصبـيانية المذكـورة ، يتقـدم هـذا لينحـني وجـسمه ثابت بساقــَين وذراعَـين متوازيتين شاقـوليتين وظهـر أفـقـي ليصبح كـعارضة للقـفـز ، فـيأتي اللاعـبـين بالتعاقـب من مسافة حـوالي 6 ــ 8 متر  مهـرولين بإتجاهه ، وحـين يصـل كـل لاعـب إليه يقـفـز بحـيث يمسّ ظهـر اللاعـب المحـني بكـفــّيه فـقـط  ، فإذا أخـفـق في القـفـز يخـسر ويحـل محـل الأول ويصبح هـو عارضة القـفـز ، وهـكـذا . 

شِـيّـوخــْـتا :
معـنى الكـلمة : التزحـلق ، مشتـقــّة من ( شــْياخا - باللهـجة الألقـوشية ) وهي مكان منحـدر صقـيل نوعاً ما طوله حـوالي 8 متر ، عـند سفـح الجـبل القـريـب من مركـز الشرطة القـديم ( قـشـلا ) وخـلفـه ، عـمـلتْ عـلى صقـله مياه الأمطار من جـهة ، ومن جـهة أخـرى تزحـلق الصبـيان عـليه وهُـم جـلوسٌ . فـكـنا نـتخـذه وسيلة للتزحـلق والترفـيه المجاني .

470
وصية المرحـوم الشـماس پـطـرس صادق سـورو
أمانة في  رقـبـتي أنـشــــرُها إلى أقاربه ومعارفه


بقـلم : مايكـل سـيـپـي / سـدني

أقام كاهـن قـداساً ولما حان وقـت الصلاة الربـّية والناس يُصلــّونها معه وقـبل أن يُـكـْمِـلوها أوقـفـَهـم فـجأة دون أن ينطـِقـوا بـ [ واغـفـر لنا خـطايانا كـما نحـن أيضاً نغـفـر لِمن أخـطأ إلينا ] وقال لهـم : اليوم نكـتـفي بما وصلنا إليه في هـذه الصلاة ولن نـكـملها بعـد ! إستغـرب الحاضرون المؤمنون والحـريصون عـلى الصلاة ولم يرض الملتزمون بطـقـوس قـداسنا من هـذا التوجـيه الغـير المنطـقي والتصرف الغـير المألوف ، والصادر من رجـل دين هـو المعـلم والقائـد والموجّـه والمرشـد ، لابل أراد البعـض أن يعارضوه بطريقة لا تـليق بأجـواء الكـنيسة ، ولما أحـسّ بهـيجانهـم أشار إليهـم بالسكـينة هُـنيهة وقال لهـم : لينـظر كـل واحـد منـكم إلى إخـيه الذي يجـلس بجـواره ويسأل نفـسه ( هـل يغـفـر لصاحـبه الذي أخـطأ إليه ؟ ) فإذا يغـفـر له يمكـنه إكـمال الصلاة ، ومَن لا يغـفـر لصاحـبه فـليتوقـف ! إنها حـكـمة نـتعـلـّمها من كاهـنـنا الحـكـيم هـذا ، فـكـلنا أخـطأنا وأعـوَزنا مجـد الله ، هـكـذا يقـول مار پـولس ، فـليس بـينـنا إنسان متـكامل في وعـيه وطاقـته وسـلوكه ، بل كـلنا خـليقة ضعـيفة عـلى هـذه الأرض الفانية ، وضعـفـنا هـذا يقـود بعـضنا لابل أكـثرنا إلى تجاوز حـدودنا وإستغـلال أخـينا والإعـتداء عـلى جارنا ، ووصايا الله عـلى الحـيطان ضَـرَبـْـنا وأهـملـنا ، وأقـوال المسيح لا نقـرّبها من بالـنا ، وأكـيـد ، نـنسى الخـط الأحـمر الذي من عـنـده نـنـتـقـل إلى الحـياة الأبـدية التي تـنـتـظرنا . ولكـن الرب لم يتركـنا في متاهاتـنا ولم يقـطع أمـلنا بل عـلــّمنا وأوصانا بما نصحّـح به مسارنا ونــُـقــَـوّم سـلوكـنا ونـتعـهّـد أن لا نكـرّر زلاتـنا وهـو وحـده الغافـر خـطايانا سـيمحـو أخـطاءنا كي نـتهـيّأ لنيل الميراث الذي به وعَـدَنا .  فـنحـن فـئـتان : خاطىء ومُـخـطىء إليه ، معـتـدي ومعـتــَدى عـليه ، متغـطرس ومتواضع ، بخـيل وكـريم ، أنانيّ وَ فادي ، كاره ومحـب ، وكـم تصادف أن تـتـداخـل هـذه الصفات فـينا ! بهـذه الأفـكار تجاذبتُ أطراف الحـديث مرات مع المرحـوم الشماس پـطـرس صادق سـورو إبن ألقـوشـنا ، وذلك عـبر مكالمات تـلفـونية طـويلة أو أثـناء لقاءاتـنا .   
وإذا كان الكاهـن المـذكـور في مقـدمة كـلامنا قائـداً واجـبه نشر الوعي المسيحي بـين أبناء رعـيته ، وإيمانه يـدعـوه إلى تـلمـذة الناس بالقـيم التي نادى بها ربنا يسوع المسيح وربه ، تلك التي تــَحـدّ من عـنجـهـية الإنسان وإستعـلائه وغـطرسته وتفـتح قـلبه بفـرح لأخـيه ، فـما من شـك أن مِن بـين أبناء رعـيّـته مؤمنون آمنوا بما آمَن به ، وذهـبوا إلى ما ذهـب إليه في وعـظه ، بحُـكـم نشأتهـم الكـنسية وتربـيتهـم العائـلية وثـقافـتهـم الشخـصية ، التي خـلـقـتْ فـيهـم إنساناً ذي روح سلسة متواضعة راضية بالحـياة وللجـميع مُـرْضـية ، والمرحـوم الشماس پـطـرس صادق سـورو واحـد من أولئـك الرجال الذين جاهـدوا ونجـحـوا في حـياتهـم العـملية والثـقافـية جـنباً إلى جـنب خـدمتهـم في الحـقـول الكـنسية بالإضافة إلى مساهـماتهـم الإجـتماعـية . ولا أنسى  نــُبل موقـفـه وَ رقــّة مشـاعـره وعَـظــَـمة تواضـعه النابعة من أعـماق قـلبه ، يوم إعـتـذر مني نيابة عـن سـوء تصرف غـيره ، فـقـلتُ له : إنك أخ كـبـير تستحـق كـل التقـديـر . وكـم مِن مرة -  وبخـفــّـة دم تجـعـل المقابل يصغـر أمامه -  عارضني في موقـف أو كـتابة جـملة أو نـطــْق عـبارة ، فـكـنـتُ أدافـع عـن نفـسي بما أجـعـله يقـول لي بكـل تواضع : ( شـماس ! لا أسـتطيع إصـطـيادكَ ) .
كـلــّمني مساء يوم الخـميس 14/2/2008 بالتلفـون من داره لأكـثر من نصـف ساعة ، تـطرقـنا في حـديثـنا وكـعادتـنا في كـل مرة ، إلى مواضيع شـتى منها القـومية والـدينية والإجـتماعـية وكـذلك أمور ثـقافـية متـنوعة ، وخـلال دردشـتـنا سـألني طـلباً ، جـعـلني اليوم أكـتـب هـذا المقال . فـما الذي قاله لي ؟ قال لي : شـماس -  نحـن مؤقـتون عـلى الأرض ، قـلتُ : نعـم وهـذا الكـلام أقـوله أنا أيضاً لأولادي . قال : إنـتظر ، إنك لا تزال شاباً . قـلتُ له : وأنـتَ أكـثر شباباً ، فـلطالما أولادك شباب فإنك شاب مثـلهـم . قال : أشـكـرك ، لي طـلب منكَ ولستُ أدري إنْ كـنـتَ تـلـبّـيه أم سـتردني خائباً ؟ قـلتُ له : إنـك الأخ العـزيـز تـفـضــّـل . قال : لقـد خابرتُ أخـتي ( أنــّو) في أميركا وطـلبتُ منها الشيء نفـسه حـين قـلتُ لها أن تصل إلى كـل أقاربي وأصـدقائي ومعارفي وكـل مَن سـبـق وَ أن رآني في حـياتي ، أن تستغـفـره نيابة عـني ، لأيّ ذنب إقـترفـتــُه بحـقه ، أو خـطأ عـملتــُه ضـدّه ، أو سـلوك تصرفـتــُه معه لم يُـرِْضِـه ، أو كـلام جارح سمعَـه يوماً مني ، أو أية سـلبـية بـدرَتْ دون عِـلــْمي ، فأنا أعـتـذر عـن كـل ذلك طالباً منهـم جـميعاً الغـفـران .
لقـد تألــّمـْتُ شـخـصياً له وحـسِـبْـتــُه راكـعاً عـنـد منبر الإعـتراف أمام كاهـنه وقـلتُ له : إن كـلامك هـذا يا شماس هـو الغـفـران بـحـدّ ذاته ، وغافـر الخـطايا هـو المسيح وحـده ، وَمَن منــّا لم يخـطأ في حـياته بل كـلنا أخـطاء . قال : أنا سـوف أدخـل المسـتشـفى غـداً لإجـراء عـملية ولا أحـد يضمن حـياته وعـليه أطـلب منـك أن تكـتب وصيتي مثـلما قـلتــُها لأخـتي وتـنشـرها بإسمي ، ولكـن بالعـبارات التي تخـتارها بأناقـتك ورشاقة قـلمك . قـلتُ له : إذا كـتبتُ ويقـرؤها القـراء سيعـرفـون أني أنا الكاتب وليس غـيري ، مثـلما كـتبتُ يوماً لغـيري وبطلب منه ، لكـن القـراء إكـتـشـفـوا أني كاتـبها ، ومن جانب آخـر فإن مشاعـرَ كالتي تقـولها تـنبع من قـلبك الآن ، هي أصـدق من آخـر لا يشعـر بها وعـليه إذا كـتــَـبْـتــَها أنت وبخـط يـدك يكـون الأفـضل وأنا أنقـحها لك ثم أنشـرها ، قال : وهـذه المرة أيضاً لم أستطع مصارعـتـكَ . وفي الحـقـيقة كـنـتُ أقـصـد في كـلامي أن ينسى الموضوع ويـبتـعـد عـن التفـكـير في نهاية الحـياة ، واليوم أعـتـذر إعـتـذاراً شـديـداً وأؤنــّب نفـسي ، فـلو كـنـتُ أعـرف أنه عـلى موعـد لملاقاة ربه ، كـنـتُ وفــّيتــُه طـلبه وهـو بـينـنا . لـذا أشـعـر في هـذه اللحـظات أنّ أمانة كان قـد سـلــّمها لي وعـلــّـقـها في رقـبتي كي أوصـلها إلى كـل أقاربه وأصدقائه ومعارفه أينما كانوا عـلى المسـكـونة :

أيها الإخـوة والأخـوات من الأقارب والأصدقاء وكـل مَن يعـرف المرحـوم الشـماس پـطـرس( أبو واثـق ) إبن الشماس صادق سـورو من عائلة ألقـوشية عـريقة والذي كان قـد إستـقـر لأكـثر من عـشر سنواته الأخـيرة في أستراليا مع أفـراد أسرته الواسعة ، قـد وافاه الأجـل يوم الأربعاء 27/2/2008 ، يطـلب من كـل أعـماق قـلبه غـفـران الله أولاً ، ثم غـفـرانـكـم عـن أية زلـّة بـدرَتْ منه تجاهـكـم أو كـلام جـَرَحَ به مشاعـركـم أو أية سـلـبـية صدرَتْ عـنه بـدون عِـلــْمِه ضـدّكـم ، أو أية إساءة إقـترفـها بحـقـكـم ، فالله يغـفـر للمعـترف بخـطاياه ويحـسبه من بـين الفاضـلين ، ونحـن الناس نقـبل المعـتـذر المتواضع ونحـسبه من بـين الصالحـين ، فـكـلنا مخـطـئون . نطـلب من الرب أن يُسـكـنه ملـكـوته الأبـدي الموعـود به ، وتعازينا لـجـميع أفـراد أسـرته وأقاربه سائـلينه أن يهـب لهـم الصبر والسـلوان ، إنـنا جـميعـنا في طـريق الحـق سائرون ، آمـين .
 
لقـد دخـل المرحـوم المسـتشفي يوم 15/2/2008 وأجـريت له عـملية إستـئصال القـولون ، فـزُرتــُه نهار الخـميس 21/2/2008 ورأيتــُه واهـن الجـسم ، لـكـنه قـوي الإرادة نشط الوعي حاضر المناقـشة وبحـضور كـنــّـته التي شـجّـعَـتــْه عـلى الـتـكـلـّم ، ولـذلك وهـو في تلك الحالة تبادلنا الآراء في أمور عـديـدة لا تمتّ بصلة إلى حالـته الصحـية ، وقال أنه سيغادر إلى البـيت غـداً أو حـسب توصية الطـبـيـب ، ثم سـلــّـمتُ عـليه وغادرتُ المكان . وقـد عـلمتُ أنه غادر المسـتشفى يوم 22/2/2008 بصحة مناسِـبة إلاّ أن المنيّـة إستعـجـلتْ معه فـغادرتـنا روحه يوم الأربعاء 27/2/2008 إلى السماء . وسيقام قـداس الجـنازة عـلى نية روحه الطاهـرة نهار يوم الجـمعة 29/2/2008 في كـنيسة مار توما الرسول الكاثوليكـية للكـلـدان ، ومنها في موكـب مهـيـب إلى حـيث سـيُوارى جـثـمانه الثرى . نرفـع صـلواتـنا إلى الباري تعالى من أجـله وتعازينا لـذويه .   




471
الأسـقـف مار باوي شـعـلة في مسار الكـنيسة


( والـتـمْـتامُ يهـذي في أزقـة فـرنسا )

بقـلم : مايكل سـيـپـي / سـدني
خـلال عام 2005 إشـتركـتُ في نقاشات خاصة مـمثــّلاً جـمعـية الثـقافة الكـلدانية وعـلى مـدار السنة حـتى مطلع عام 2006 ، وعـنـدها إنسحـبتُ حـين بـدا لي عِـلـْمَ اليقـين أن بعـضاً من مشاركـينا جـلساتـنا يُجـيـدون اللعـب عـلى الشاطـئـَين ، والقـفـز بـين حَـبلـَين إثـنين وأنا لستُ مِـمّنْ ينزلقـون في منحـدرات الخـطــّين ، ثم إنسحـب زملائي الآخـرين الذين شاطروني الرأيَ بعـد حـين . كان من بـين المناقـشين رجـل رزن هادىء الطبع حَـسن الخـُـلـُـق ، بـدين الجـسـد تربويّ المهـنة ، ولما تـَـعَـرفــْـنا عـلى بعـضنا خـلال اللقاءات تلك صار يخاطبني بلقـب ( شـماس ) ونعْـمَ التسمية .  وفي مطلع عام 2007 كـنـت مع أصدقاء لي في جـلسة ودّ مسائـية داخـل قاعة نادي الثـقافة والرياضة الآثوري نـتجاذب أطراف الحـديث الشـيّـق ، فـجاءنا هـذا الرجـل الموقـر وشارَكـَـنا جـلستـنا ولم أكـن غـريـباً عـليه فأنا الشماس نفـسه الذي يعـرفه ، ولكـنه لا يعـرف إسمي الصحـيح الذي يُـقــْرأ في حـقـول أخـرى . دار بـين الرجُـل وأحـد أصدقائي الجالسين حـديث متـنوّع في الشؤون السياسية ثم القـومية وصولاً إلى الدينية حـتى جاء ذِكـْر مار باوي في دردشـتهـما- وأنا مستمعٌ فـقـط حـين لا تــُطـلب مني المشاركة - وهـنا سأل الرجـلُ الرزن هـذا صاحـبي وقال له : ألا تــَـقــُـل لي مَن هـو مايكل سـيـپـي في سـدني ؟ أما صاحـبي فإنه من النوع الذي يقال عـنه (  گــَـلـْـبه گـَـلـْب السمْـﭽـه ) ردّ عـليه فــَوراً وبـدون تحَـسّب مشيراً إليّ  قائلاً له : هـذا هـو الجالس أمامك ! وهـنا حـوّل الرجـل نقاشـَه موجّـهاً حـديثه إليّ : قـل لي ، ما هـذه المقالات التي تكـتبها عـن مار باوي ؟ قـلتُ : نعـم أكـتب عـنه لأنـني أراه رجُـلاً يستحـق كل ذلك ، فـقال : ولكـنك تكـتب عـنه بإندفاع منقـطع النظـير ، هـل تعـرفه ؟ قـلتُ : في الحـقـيقة أنا تعـرفــْتُ عـليه منـذ سنوات من خـلال أشرطة الـﭭـيـديو ومن بعـد ذلك رأيتــُه وجـهاً لوجه عـند زيارته لجـمعـيتـنا الكـلدانية في سدني 5/5/2006 ، ثم أصبحـتُ أقـرب إليه في الحـفـل الذي أقـيم في قاعة هـذا النادي بمناسبة توديعه ومغادرته إلى مقـرّه في أميركا 8/5/2006 ، An address by Michael Cipi
http://www.shrara.com/20060508_cultureclub.html  . قال : أراك متحـمّساً كـثيراً في مسانـدته ! قـلتُ : نعـم ، وأكـثر من ذلك فأنا أردّ عـلى أي مقال يُكـتب عـنه ينال من شخـصيته المتواضعة وأفـكاره النيّرة وأهـدافه النبـيلة ، إنه شعـلة منيرة في طريق وحـدة كـنيستـنا وزنـدٌ مُـعاضـدٌ لكـل صوت ينادي في هـذا الإتجاه . قال : أنا أتابع مقالاتك وردودك عـلى الكـُـتــّـاب ، وحـينما يُـجـيـبون عـلى ردودك فإنك لا تـمَـل بل ترجـع وتـردّ عـليهـم ثانية ! قـلتُ : نعـم وتــَوَقــّعْ مني ثالثة ورابعة ، قال : أعـرف ، ولهـذا سأتصل بالكاتب ( الفـرنسي ) وأوصيه بعـدم الرد عـليك مرة أخـرى لأنك لا تـتوقــّـف! .   
واليوم أخـذتْ حـركة مار باوي تـتبلور ، ومصيرها يتمحْـور ، وأهـدافـها تـتجَـذر ، ومتعـلقاتها تأخـذ مجـراها القانوني المنطـقي فـَـلِـمَ الحـذر ؟ لكـن البعـض ظـلّ يـبـيع أسمالاً عـلى رصيف قـذر ، ويحـرث أرضاً بَوراً ولا يزرع فـيها بـذر، ينفـخ في زِقّ كل ما عـنده من هَـذر ومَـذر ، يتكـلم عـن عـربة وحـصان وهـو ليس بفارس ولا بماهـر أجـدر ، يتجـرأ عـلى الأحـياء وهـو عـبدٌ خانعٌ خاضعٌ غافـلٌ في قـبر ، يا حـيف عـلى هـؤلاء البشر. فـقـد إطـّـلعْـتُ في 12/2/2008 عـلى مقالة أشبه بمروحة شبكـية ، إسم كاتبها مـنقـذ في أزقة فـرنسا ، يأمل منها أن يهـفّ وجـهه بها عـسى أن يخـفـّـف من وطأة حـرارة الشمس وأشعّـتها ، ويا ليتها ! أبالمنخـل تُـحـجـب الشمسُ يا گـيورگيسُ ؟ يقـول منقـذنا [[ لقد أكدنا في أكثر من مقال وفي اكثر من مناسبة  بان مار باوي قد تخلى عن صفته الدينية والكهنوتية ]] ! يا أخي : أولاً مَن أنت وما هـو موقـعـك كي تؤكـّد ؟ ثانياً هـل أنت مفـتي الديار كي تــُبلــّغ بتخـلــّيه عـن صفـته وتــُوَطــّد ؟ وإذا كـنـتَ أنت مانحـها له فأنا أقـول لك نيابة عـنه ( إسحـبها منه ولا يريـد منـّـيّـتـك عـليه ) ، أما مصطلحاتك - قال الإنشقاق وحـكـتْ العـدالة وروى الإضعاف - فـهـذه أكـل عـليها الدهـر وشرب ، وإبحـث عـن غـيرها ذات فائـدة تــُسعِـف تخـبّـطـك في الكـتابة أو تــُـشـطب ، أما تـطـرقـك في مقالك إلى القـول [[ المحاولة الاخيرة لمار باوي او الفتوى الجديدة بتأسيس ما يسمى أبرشية اشورية كاثوليكية رسولية ]] فهـذا يمّ عـميق ، مياهه دوّارة ، لا تزجّ نفـسك بداخـله ، لآنك لا تــُجـيـد السباحة فـيه حـتى إذا تسرّج حـصانك نجّادة ، وكـما قـلتُ لغـيرك - إعـط القـوس باريها -  وتفـرّج عـلى المَـشاهـد وإستمتع برومانسيّـتها ، لأقـول :
 
أولاً : إن طريق الرب واحـدة منيرة ، ومِن يسلكـها بالحـقّ فإنها تقـوده إلى إتحاد الأخــُوّة والحـياة في المسيح الذي ينادينا ونحـن نعـرف صوته ، ومار باوي قائـد والمؤمنون معه يسمعـون صوت الفادي ويتحـركـون سائرين في طريق الرب الحـق المؤدية إلى الحـياة ، ومَن يريـد محاكاته أو الإقـتداء به فالباب واسعة مفـتوحة .
ثانياُ : إنّ ظـنونك ومفاوضاتك ورفـوضاتك المزعـومة والتي تـتشـدّق بها ، تـدلّ عـلى جـهـلك وكـسلك في مواكـبة مجـريات الأمور ، أرجـو أن تجاهـد وتـطــّـلع عـلى ما يـدور بـين أبناء الله وتـتابع ، أو تـنصت وتستمع .
ثالثاً : إن الكـنيسة التي كان فـيها مار باوي عـنوانها ( كاثوليكـية ) فـهـو مصطبغ بكاثوليكـيتها أليس كـذلك ؟ فأينما يـذهـب فإن إيمانه وكاثوليكيته ودرجـته وهـيـبته ووقاره وشخـصه كـلها تكـون معه ، ولا تقـلق عـليه .
رابعاً : إذا كـنـتَ قـلقاً فـعـلاً ، مـدّ يـد العـون ، فالصديق وقـت الضيق ، والسبّاح الشهـم يُـبـدي عَـونــَه لِـمَن هـو وسط الدوّامة وليس بعـد أن يصبح عـلى الشاطىء الأمين .
خامساً : حـينما تـتكـلم عـن إخـوتـك قـل : إخـوتي من أبناء قـوميتي كـلدانيّـين وآثوريّـين وهُـم الآن أعـضاء في الكـنيسة الكاثوليكـية التي تجـمع كـل القـوميات . وما عـدا ذلك فـسوف لن تلقى أذناً صاغـية يا أخي .
هـنيـئاً لك ، لقـد إستـفـدتَ من المعـلومات الواردة في مقالي السابق لك ، وها إنك تسرد بعـضاً منها في أطروحـتك الفـرنسية الأخـيرة دون الإشارة إلى مصـدرها ، ولكـنك أخـطأتَ في أخـرى ولا أدري إلى متى أكـون معـك ، مما يتطلب مني ثانية أن أتابعـك لأقـول لك : إنك لا تميز بـين المذهـب والطخـس واللغة ! إن المؤمنين في كـنيسة المشرق الكاثوليكـية كـلـدانيون كانوا أم آثوريون وطخـسهـم يسمى ( الطخـس الكـلداني ) الموضوع مِن قِـبَـل مار ماري ومار أدّاي ، ومذهـبهـم هـو كاثوليكي (( وليس لاتيني – كما ذكـرتَ أنت )) ، وإذا كانت كـل الكـنائس كاثوليكية فأين الإشكال فـيما بـينها ؟ وما هـو إعـتراضك وإعـتراض غـيرك عـلى مصاحـبة مار باوي لهـذه الكـنيسة أو تلك ؟ دعه وشأنه وهـو يقـرّر مصيره ، ألستَ ترى كـلامي صحـيحاً أو منطـقـياً عـلى الأقـل ؟ لا تـدخـل في عـمليات الجـذر التكـعـيـبي والقـسمة فأنت لا تـجـيـد الحـساب ولا تملك حاسبة .
سادساً : تقـول [[ فاننا سنظل نفتخر بأيمان اهل نينوى قبل المسيح ونفتخر بايمان الملك الاشوري أبكراوكوما ]] ، أستحـلفـك بالله أن تجـلس لوحـدك أمام المرآة وتحاسب نفـسك عـلى تعابـيرك ، كـيف ستــُـقـيّم ذاتك ؟ وأنا أقـول لك : مِن أيّ كـوكـب أتيتَ يا أخي ؟ مِن بعـث بك إلى أرضنا البسيطة ؟ أيّ مَـلاك حـملك وأوصلك إلينا ؟ إنْ كـنـتَ تفـتخـر عـشوائـياً بأي إيمان كان قـبل المسيح ! إبق عـلى إيمانك ذاك ولا أحـد يمسّـك ، وعـندها نقـول لك : هـنيـئاً لك إيمانك الـ  ( ما قـبل المسيح ) ثم ، ما هي مشكـلتـك مع مار باوي المؤمن بالمسيح ؟ هـل ضايقـك في إيمانك الذي ورثــْـتــَه قـبل أكـثر من 3500 عام حـسب إشارتك ؟ وهـل عـنـدك شيء تريـد توضيحه لنا ؟ أليس الأصح عـليك أن تستوضح لـنفـسك ، ثم تضيف قائلاً : [[ ان خصوصية تقاليدنا الكنسية الرسولية لا يمكن ان تصان الا في كنيسة المشرق وهو يعلم جيدا ان كنيسة روما التي يسميها الكنيسة الكاثوليكية انما هي كنيسة غربية لاتينية ]] حـقاً هـذا هـراء وينم عـن ثـقافة مسيحـية متواضعة وإيمان ضعـيف ، وخـير تعـليق أقـدمه لك هـو " إنّ مار ﭘـطرس لم يُستشهَـد في نينوى " وإذا كان لك تعـليق أفـضل ، هاته . ولا يتطلب أن أطـوّل الحـديث معك حـيث تـنقـصك المعـلومات الأولية في أسس التربـية المسيحـية ، والمقـدرة عـلى إخـتيار ما يناسب من النصوص الإنجـيلية ، وكـذلك تحـتاج إلى قـواعـد المناقـشة المنطقـية ، دمتَ أخاً .

472
إنّ المِكْـيالــَين رمـز الرجـل ذي الوجـهَـين


بقـلم : مايكل سيبي / سـدني  

بتأريخ 14/11/2005 كـتــَـبْـتُ قـصيدة قـصيرة بلغة السورث المحـكـيّة الألقـوشية حَـولَ الزائغـين الطامعـين بهـذه الـدنيا والذين يكـيلون بمكـيالــَين وسـجّـلـتــُها بصَوتي بلحـن حـزين ، تـصِف سـلوك الإنسان المتربّي في الوديان المتموّجـة ، والذي عـندما يكْـبـر يتعامَـل بالبَـيْـع والشـراء بالطرق المتعـرّجة فـيغـلـب عـنده الإنحـراف حـين يتسابق طـمعه مع طـموحه فـينـقاد إلى سرقة الأتعاب بطــُرق فـنــّـيّة وذكـيّة . وقـد كـتـبتُ لاحـقاً مقالاً جاء فـيه : ( إن الطـمّاع وطموحه لا يتعارضان بل يترافـقان نحـو خـط الأفـق الذي لا يمكـن معانقـته ) . يمكـن قـراءته عـلى الرابط  http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,163533.0.html . وعَـنيتُ في ذلك أن الطـمع ! وهـو دافـع يقـود الإنسان إلى ممارسات سـلبـية مُـدانة ، لا شأن له كـما لا يعـرقـل دافـع الطموح الإيجابي المقـبول بل يشـتركان بالإتجاه ، ومعـنى كِـلـَيهـما الرغـبة في إمتلاك ما هـو فـوق الإشباع ، ذلك الذي لا حاجة إليه عـلى المدى البعـيـد المنظور ومَن يقـع في أسْـرهـما ليس له حـدّ للإشـباع ، فالأفـق عـنده هـو خـط ّ النهاية الذي مهـما سار إليه ملتزماً كان أم مخالفاً ، عـلناً أم خـفــْية فإنه يـبقى بعـيداً عـنه . وهـناك أقـوالٌ مأثـورة بهـذا الشأن مثـل ( ما أثرى ثـريّ إلاّ عـلى حـساب الفـقـير ) المنسوب إلى عـلي إبن أبي طالب ، وآخـر منسوب إلى ماركـس ( ثوروا فإنكـم سوف لن تخـسَروا سـوى أصفادكـم ) ، أما قـول المسيح ( بالكـيل الذي تكـيلـون يُـكال لكـم ) فإنه تـنبـيه إلى أصحاب الخان المُـسْـتــَـغِـلــّين وأساليـبهـم الخـفـية والدنيئة في التعامل مع الناس وجـمع المال الحـرام . ولِـمَن لا يعـرف أوَضـّح أنّ الخان في الزمن الماضي كان بمثابة ( مركـزاً أو مكـتباً للبـيع والشراء ، مكاناً للتبادل التجاري ، عَـلاوي) كما كان فـندقاً أيضاً ، لم تـتوفــّر فـيه وسـيلة كَـيْـل أو وزن الحـبوب بالجـملة فـكان البـديل عـبارة عـن حاوية خـشبـية متوازية المستطيلات تــُعـتبر مكـيالاً وبمثابة وحـدة قـياس أبعادها تـتقارب من ( 12 × 28 × 48 سـم ) سُـمّـيتْ عُـلبة . كان صاحـب الخان يوصي النجّـار بأن يعـمل له مكـيالـَين إثـنين :" العـلبة الكـبـيرة " بها يكـيل الحـبوب عـند شـرائها فـيحـصل عـلى كـمية كـبـيرة بثمن قـليل حـراماً ، من البائع الذي زرع وحـصد بتعـب وجُـهـد البـدن فـيـبـيع محـصوله بإبتسامة لـيُـعـيل عائـلته ، أما " العـلبة الصغـيرة " فإنه يستخـدمها حـراماً ثانية حـين يكـيل بها تلك الحـبوب - بكـميات أقـل وبتسـعـيرة أعـلى - ليَـبـيعَـها للكادحـين الآخـرين العاملين بعـرق جـبـينهـم والذين لا يمتهـنون الزراعة وبفـرحة الآباء لأولادهـم يشـترون ، وبالنـتيجة فإن صاحـب الخان وبقـذارة ضميره الميّـت هـذا يسمح لنفـسه بسَرقة الطرفـين بقـلق والخـوف يملأ قـلبه من داخـله ليحـقـق منهـما ظـلماً ربحاً فاحـشاً كـتحـصيل حاصل ! ( يغـش الناس في وضح النهار ويقـولون له - بـيتك عامر ) ، ويحـلو الوصـف الدقـيـق الآن إذ تـذكـّـرْتُ أن صاحـب الخان الشهـم هـذا حـين يكـيل لنفـسه كان يجـعـل عـلبته ( الكـبـيرة ) أفـقـية دلالة عـلى عـدالته ! ولكـنه حـين يكـيل لغـيره كانت عـلبته ( الصغـيرة ) مائلة ، لماذا - أترك الإجابة للقارىء ؟ إنّ أولـئـك أشباه رجالٍ وليسوا برجال ، غادرونا ولم يأخـذوا أرباحهـم الحـرام معهـم ولم تــُخـْـزَن عُـلـَـبُهـم في مثـواهـم ، ولكـنهـم تركـوها عـندنا آثاراً لتـدلّ عـليهـم وتحـكي عـنهـم ، أما نحـن فـفي كـل ديوان نـذكـرهـم بآثارهـم ! فـهـل يصرخـوا عـلينا ويُعاتـبونـنا مِـن قـبورهـم ؟ وفي كـتابتي لقـصيدتي المشار إليها ، وظــّـفـتُ فـيها فـكـرة صاحـب الخان وإزدواجـية مكـياله الرنـّان وسلوكه الحـسّان ، مُـبَـيّـناً أن الطريق الترابية للمُـكـْـتــَـفـين القانعـين ، والمبَـلـّطة للمَيسورين النهّـامين ، متوازيتان وتـتوحّـدان عـند ملتـقى الترابيّـين ( يا بَرناشا مْأوﭘـْرا بْريلوخْ وْ لأوﭘـْرا بْـدَأرتْ ـ يا إنسان من التراب تــَـكَـونــْـتَ وإلى التراب تــَعـود ) فـينالون في النهاية كـأس الفائـزين ويشربون أنخاب الأبـدية أجـمعـين ، إلاّ أن الفارق بـينهـما هـو إطمئـنان الفـؤاد كالمتواضعـين وراحة الضمير كالـوديعـين ، وفاءاً لتعـب الكادحـين الذين كافـحـوا بجـهاد المخـلصين . أما مَن يتمنى هـطول المطر عـلى سطـحه دون غـيره فإنه ( فاقـد الضمير لا يخـطىء ) وعـن هـذا كـتبتُ مقالاً سابقاً بشأنه يمكـن قـراءته عـلى الرابط  http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,112482.0.html ، إنّ القـصـيدة هي أمامكـم تـفـضلوا لقـراءتها :     
     

تِـشـْـبوحْـياثا  تا  آلاهـا  بــِشـْـمَـيّـاثــــــــــــــــــا     إلــّـدْ  أرأ  شـْلاما  وْ  صَـوْرا  وْ  كـُـلْ  طاواثـــــــــــا
تا  بْـنــَـيْـناشا  بْـگو  كـُلْ  عِـدّانِه  وْ  يوماثــــــا     بارخْ  مارَنْ  لــْـكِـنــْـشا  دِيّـوخْ  بْآذي  بْـريثـــــــــــا

آذي  بْـريثا  مْـليثا  مْـﭘصْـخـوثا  وْ بــِسْموثــــــا     آذي  بْـريثا  إيـبا  حَـشـّا  وْ  مَـريروثـــــــــــــــــــــــا
هادَخـيلا  دُنــْيـيه  مْـليثا  مْـخـَجـْـبَــنــْـياثــــــــــا     خايـيه  ﭘـْـليـئِـه  مْـكـيوِه  وْ  طاواثا  بْــمَـسّـاثــــــــــا

أذ  مَـسّـاثا  خـْـديگِــد  عُـلــْبـِه  دْ  خـَــنــَواثــــــا     كـُـلْ  مَـرْواثا  كـْـزاوِنْ  خِـطــّـِه  بْـعُـلــْبـِه  رَﭘـْـثـــــــا
بْـگو أذ  عُـلــْبــِه  بــِزْدوثا  كـْـراخِـشْ  تا  موثـا     مْـﭽـيهْـوا  وْ  نيهْـوا  دْ  آنيه  سْـنيـقِه  بْـگو خـَيوثــا

كـُـدْ  كِـمْـزابنْ  كـْـمَـﭘـْـلِـخْ  هـونا  دْ  أتـيروثــــــا     كـّـايــِلْ بْـعُـلــْبــِه زورْتا وْ لِـبّـا مِـلــْيا زْدوثـــــــــــــــا
مْـآنيه سْـنيـقـِه ﭘـْـليخـِه وْ قِـنــْـيــِه بــِقــْـمَـصْياثا     وْ بْـخـَـرْثا دْ خايــِه كـْـقــَـرْوي لــْموثا بْـگو ﭘـصْخـوثا

كـُـلاّنْ  أخـْـني  ووخْ  بــِرْخاشا  بْـأنْ  أورْخاثــا     هاوِخْ  سْــنـيـقـِه  يانْ  أتـيرِه  بْـگو  خـَـيـوثــــــــــــــا
كـُلاّنْ  بْـخـَـرْثا  زيلِـخْ  طــَمْـأخـْـلِه  أذ  موثــــــا     وْ هادَخْ   كـُلاَنْ كـْـﭘـيشِـخْ  خـْـأخـْـذاذِه  بْـمَسّـاثـــــــــا


(( ترجـمة بسيطة للقـصيدة ))

المجـد لله في السمـــــــــــــــــــــــــــــــــــاوات      وعـلى الأرض السلام والأمل وكـل الخـــــــــــيرات
لبني البشر في كل الأزمنة والأيـــــــــــــــــــام      بارك يا رب شعـبك في هـذه الدنيـــــــــــــــــــــــــــا

هـذه الدنيا مليئة من الفـرح والطــــــــــــــيـبة      هـذه الدنيا فـيهــــــــــــــــــــــــــــــــا حـزن ومـرارة
هـكـذا هي الدنيا ملـيئة من الحـسابـــــــــــــات      والحـياة مقـسّمة بالمـــــــــــيزان إلى آلام وخـيرات
 
هـذا الميزان شبـيه بمكـيال الخــــــــــــــــــــان      كـل صاحـب خان يشـتري الحـنطة بالمكـيال الكـبـير
بهـذا المكـيال يسلك بخـوف نحــــــــــو الموت      من تعَـب وشقاء المحـتاجـين في الحـيــــــــــــــــــاة

حـين يـبـيع ، يستخـدم ذكـاء الثـــــــــــــــــراء      يكـيل بالمكـيال الصغـير والقـلب مــليء من الخـوف
من أولئـك الذين تعـبوا وجاهـدوا بحـفـنــــــات      وفي نهاية الحـياة يقـتربون من الموت فـرحــــــــين

جـميعـنا  نسير بهـذه الطرقات ( نحـو الموت )     سواءاًُ كـنا محـتاجـين أم أثـرياء في الحـيــــــــــــــاة
وكـلنا في النهاية ســـنذوق طعـم هـذا المـــوت     وهـكـذا جـميعـنا نصبح متســـــــــــاوين في الميزان           

473
غـريـب الأوصـاف فـَـتـَـنـّي

بقـلم : مايكل سيبي / سـدني

صار وحـيدا وحـتى الأقـرب منه جـفـــــــا
قـبع في القـفا ردحاً كأنه في منفــــــــــــى
جـسمه شفَّ وحـتى ريقـــــــــــــــــه جـفَّ
حـلقه نـشف ولا يطـبق شفة عـلى شـــفة
ســـقـيناه الماء وما كـفَ والقـوم به حـفَّ
من مرضه لم يشـفَ وعـن إثـمه ما وفــّـى
عادَ وعـلى قارعة الطريق شفـــــــــــــــــا
ينفـث من السم مـــــــــــــا تـبـقــّى ونـتـفة
ينثر هـنا وهـناك الـقـلف ولم يبلغ النصف
خـُـدع فـرقـص عـلى إيقاع مَن لـــــــه دفَّ
وبأسمال غـيره قـلمه لـــــــــــــــــــــــــــفَّ
فـصار يَغار ممّن أجاد القافـية وأوفـــــــــى
واعـتـصر دمعـة من عـجـزه ولا اقـتــــــفى
وبمرارة الحـنظـل صـرَّح الـزُّعاف وما نفى
أما كان الأجـدر لو شَـرَّفَ وبالشارب حـلف
فإذا استـنزف وما نـَكَـفَ ! قـلنا له بلطافة :
(( وإذا أتـتـك مـذمّـتي من نــــــــــاقـص ...
فهي الشهادة لي بأني كامل )) وكــــــــــفى
وتـحـية إجلال له لـو بهذا الــــــــرد اكـتـفى

474
رجـل الديـن وَ زقاق السـياسة اللعـين

بقـلم : مايكل سيبي / سـدني
بتاريخ 18/01/2008 كـتبَ الأب سالم ساكا مقالاً بعـنوان (المواطـن المسيحي والإلتزام السياسي ) يُبرّر فـيه تدخـّـل الرجـل المسيحي في السياسة ( ولا أدري لماذا المسيحي بالذات ) أم أنه أراد بذلك تمهـيد الطريق أمام رجـل الدين المسيحي ليسلكه ، فإتخـذ من الإنسان وحـدة متكاملة بقـوله مثـلاً : [[ لا يمكـن في الإنسان الفـصل بـين الحـياة المادية والسياسة ، الحـياد والصمت في الشؤون السياسية مستحـيل ....]] يمكن قـراءته عـلى الرابـط : http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,161144.msg2989533.html#msg2989533 ورغـبة مني في التعـقـيـب عـلى رأيه برأيي الذي لا يتــّـفـق معه أقـول :   
جـسـد الإنسان أجـهـزة بايولوجـية مخـتلفة التراكـيب عـديـدة المحـتويات مستقـلة المهام بالإضافة إلى المشاعـر والأحاسيس ، تعـمل كـل منها عـلى حِـدة وسـوية من أجـل ديمومة حـياته بإدارة الدماغ ، وبذلك فـهـو مجـتمع صغـير يتضمّن مؤسّسات متـنوّعة الواجـبات متباينة الأحـجام مخـتلفة المِلاكات تعـمل بإستقـلالية بهـدف ديمومة سيادة الدولة تحـت إدارة قـيادتها ، ومثـلما للإنسان تركـيـبة نفـسية مؤثرة عـلى ميكانيكية أجـهـزته ، فهـكـذا لقـيادة الدولة آيديولوجـيّـتها تؤثــّر عـلى عـمل مؤسّساتها . إن أجـهـزة جـسم الإنسان - ومؤسّسات الدولة ، تعـمل بإنـتظام دون أن تعـرقـل إحـداها واجـبات الأخـرى ، فـضابط الركـن في الجـيش لا يتدخـل في كـيفـية تقـسيم المياه للمزارعـين مثلاً ، والمحامي في قاعة المحـكمة لا تـثيره الواجـبات المدرسية التي يكـلف المعـلم طلابه لإنجازها وإنْ كان له أطفال في المدرسة ، والحارس الليلي لا يتدخـل في تحـديد سعـر برميل النفـط ، فـتلك ليست شؤونه ولكـنهـم جـميعـهـم يخـدمون الدولة كـل من موقـعه . وهـكـذا فـجـهاز السمع في جـسم الإنسان مثلاً لا يتدخـل في نمو الأظافـر ، كما أن الألم الناشىء من تقـليم الأظافـر عـميقاً ليس له تأثير عـلى قـوة البصر وتغـيّر لون الشعـر ، لأن أعـضاء جـسم الإنسان تعـمل بإستقلالية واضحة إنْ لم نقـل تامة 100% ، وكـم مرة تصادف عـند المصلـّي أنْ يعاني من ألم في الكـتف مثلاً إلا أنّ ذلك لا يعـيق ركـعاته ، كما أن إنشغال فـكـر عامل  في مرض والدته لا يؤخـره من الذهاب إلى العـمل لكـسب رزق أولاده ، مؤيّـدين بالوقـت نفـسه أنّ الخـلل في جانب من الجـسم ( قـد ) يسبّب تراجـعاً في سرعة الإنجاز عـند جانب آخـر ، سببه كونهـما في جـسم واحـد ليس إلاّ . نعـم ( الإنسان واحـد ويعـيش أكـثر من مجال في حـياته ) ولكـن هـذه المجالات منسّـقة مِن قـبَـل الجهاز المُـبرمِـج ، فالأجـهـزة تــُنـفــّـذ مهامّـها وتقـدّم له لائحة بإنجازاتها ، إلاّ أنها لا تـتدخـل في واجـبات بعـضها مع البعـض الآخـر . إنّ هـذا ليس حـياداً ، صمتاً ، عـدم إكـتراث أحـدهـما بالآخـر ، ولكـنه إخـتصاص كـطبـيب العـيون الذي لا يتدخـل في شؤون طبيب القـلب .
ومع الأب باسل نقـول : الفـرح مع الفـرحـين لا يعـني التدخـل في شؤون الوالـد الفـرحان بزواج إبنه كالإستفـسار عـن لون أزهار الزينة وكـلفة القاعة وفـستان العـرس وإسم المطرب الذي سيُـحْـيي الحـفـلة ... وإنما يعـني المشاركة في صلوات طقـوس الزواج والفـرحة بالرقـص وشرب الأنخاب وبذلك نكـون نشيطين أثـناء فـرحة العـرس ، غـير ذائبـين في عـجـينة أهـل الحـفـلة ، ولن نكـون إنعـزاليّـين ولا عـلى الهامش وبذلك يكـون لنا حـضور فـعال كـمسيحـيّـين ومحافـظين عـلى كـيانـنا وكـرامتـنا دون أن نـتدخـل في الحـيثـيات التي لا تخـصّـنا ونحـن في لب الحـدث ، وهـكـذا في مسألة البكـاء مع الباكـين .
أما قـول الرب يسـوع ( أعـطـوا ما لقـيصر لقـيصر وما لله لله ) فـلا غـموض فـيه حـين نـتـتبّعه منذ بدايته ، فاليهـود أرادوا أن يوقِـعـوا الرب في فـخ المعارضة لسلطة القـيصر ، كانوا ينـتظرون منه جـواباً سـلبـياً يؤاخـذ عـليه بمثابة مستمسك ويوشى به عـند السلطة ، ولكـنه خـيّـب أملهـم حـين وضـّح لهـم أنْ ليس من واجـبه التدخـل في تـدابير الدولة وقـوانينها ولا تتطلب إستشارة كاهـن بهـذا الخـصوص ، فـتلك من شـؤون الحـكام في الوقـت الذي لا تعـيق عـبادتـنا لله ، أما ما يطـلبه الله منا فـنؤدّيه ، نـنجـزه ، نعـطيه له دونما حاجة إلى إبلاغ القـيصر لأن فـخامته لا يعـترض عـلى صَلاتـنا ولا تؤثر عـليه من قـريـب ولا من بعـيد ،  والمسيح حـينما يوصينا بالصلاة في غـرفة أبوابها مغـلقة فالقـيصر لن يمنعـنا منها إذا عَـلِم بها ؟ إنـنا يجـب أن نميّـز ونفـصل بـينهـما ( الله وقـيصر ) وإلاّ لـَما قال الرب : لا يمكـنك أن تخـدم سـيّـدين الله ــــ والمال ، والشارحة بـينهـما واسعة خاصة ونحـن نؤمن أن مملكة يسوع ليست عـلى الأرض فأي كـرسيّ نـنـتظر؟ أما إنْ أراد أحـد أن يستغـل الإيمان لمآرب سياسية فـذلك زيغ في النيات والممارسات ، لابل هـو خـروج عـن القـيم والأخـلاقـيات .
ولما كان كاتب المقال إكـليروساً فـهـو يحاول جاهـداً أن يجـد مبرّراً منطقـياً كان أم فـلسفـياً لزج نفـسه في معـترك السياسة المفـسـد لكـل شيء ناسياً توصيات المسيح المشار إليها . وهـنا نسأله : إنْ كانت الضرورة تدعـو الأب الفاضل أن يعـمل في هـذا الحـقـل اللعـين وهـو الرسول المكـلف بحـمل رسالة التبشير بالخـلاص إلى الأمم أجـمعـين  ، تــُرى كـم هي أكـثر ضرورة لنا نحـن العـلمانيّـين المسيحـيّـين أن نـتدخـل برأس مرفـوع ونعـمل ونـناقـش ونــُصوّت ونقـرّر في مسائل الإيمان أولاً ، ومروراً بإخـتيار شكـل مذبح الكـنيسة والصُور المعـلقـة عـلى جـدرانها ونحـن نمثـل جـسم الكـنيسة ، وإنـتهاءاً بإخـتيار القائـد الديني بدرجاته المخـتلفة ! ألا يُـقال لنا في هـذه الحالة أنّ هـذه الأمور ليست من إخـتصاصكـم ولا يحـق لكـم التدخـل فـيها ؟ وبالمناسبة فـفي كِـرازة أحـد أيام الآحاد من عام 1999 / سـدني ،  والناس مستمعة ومُـنــْـفــَـغِـرةً فاها ، خـطب الكاهـن قائلاً : [ إنّ ما هـو مسموح لكـم أنـتم العـلمانيّـون هـو مسموح لنا نحـن الآباء الكـهـنة ، وما هـو مُحـرّم عـلينا نحـن الآباء الكـهـنة هـو مُـحـرّم عـليكـم أنـتم العـلمانيّـون ] ولأنه كان من النوع الذي لا تــُـناقــَش فـتاويه ، لذلك صار في خـبر ( كان ، وأخـوات ليت التي لا تبني البـيت ) . وعـليه يجـب أن لا نخـلط بـين الرجُـل المسيحي ورجُـل الدين المسيحي فالفـرق كـبـير- من وجـهة نظر الكـهـنة أنفـسهـم- في الواجـبات والمسؤوليات والطموحات والممارسات ، وإذا إدّعـوا بأن ليس هـنالك فـرقاً ، عـندئـذ ستكـون لنا طروحاتـنا التي ستـُحـرجهـم وهـم في غـنى عـنها .
وفي فـقـرة ( تصوّرات خاطئة عـن الإيمان والإلتزام بالحـياة العامّة ) من مقال الأب الفاضل سالم ساكا يقـول فـيها :
 [[ ليس الإيمان قـومية ....أو طقـسية ..... أو روحانية ...الإيمان حـصراً هـو ذلك الحـب الكـبـير لله والإنسان " كل إنسان " أعـيشه من خـلال القـومية والطقـس وأفـعال العـبادة ....، ليس الإيمان المسيحي أقـلية ....وليس مستورداً من الغـرب كي نحـمل تبعاته .....إيمانـنا يجـعـلنا أفـضل من غـيرنا .....إيمانـنا يقـول نبتعـد عـنهـم لنقيَ شرّهـم ]] .
وهـنا يتطلب التعـقـيـب لأقـول لحـضرة الـ رابي قاشا:
الإيمان عـند المؤمن العـلماني هـو فـوق القـومية والإعـتبارات الأخـرى المذكـورة في أعـلاه والتي تـتلاشى في فـضاءات السماء ، فـكـم بالأحـرى يجـب أن يكـون عـند الإكـليروس ؟ أخي ! وأنا سعـيد أن أكـلــّمك كـكاهـن إن ربنا يقـول لك أولا ً ثم لي أن نذهـب ونـتلمـذ جـميع الأمم وليس قـوميتـنا فـقـط  ، وأن ندخـل مخـدعـنا ونصلي بدون طقـوس ونصوم دون أن يعـلم بنا أحـد . وإذا كان إيمانـنا ليس مستورداً من الغـرب ، نعـم ولكـن الغـرب يترك بصماته عـلى وشاحـنا شيئاً فـشيئاً ، ورغـم أن الإيمان ليس بصمات أو مَـظاهـراً ، ولكـنها جـعـلتْ تقاليدنا تـتلاشى شيئاً وأكـثر شيئاً ، هـل تريـد أمثـلة ملموسة ؟ أما عـن الأفـضلية فأنا أسألكـم : ما الفـرق بـين المُـعَـمّـذ وغـيره ! فإذا قـلتَ أنّ هـناك فـرقاً فـتلك مصيـبة عـندكَ ، وإنْ أفـتــَيتَ بأنْ ليس هـناك فـرقاً فالمصيـبة أعـظم عـندنا جـميعاً ، وعـندها سوف لن نميّـز بـين رنـّات موسيقى النواقـيس وشحـطات دَوْيِ الأباليس .
وفي فـقـرة ( المبادىء التي يقـوم عـليها الإلتزام المسيحي بالحـياة العامة ) يقـول الأب:
[[ العـمل السياسي هـو خـدمة للصالح العام ......لا يجـوز لأحـد أن يتهـرّب منها ..... العـمل السياسي مفـروض عـلى كـل مواطن ******* ثم يرجـع ويتـناقـض في كتابته فـيقـول : إن المشروع السياسي المسيحي ، أي المُـنطلق من الإنجـيل ، يوضح ما يجـب أن تقـوم به ، لكـنه لا يفـرضه عـليك . فالسياسة عالـَم له قـوانينه ، أنظمته وأسلوب عـمله ، ومَن يلتزم به يجـب أن يدخـل في هـذه الدينامية . فالعـمل السياسي هـو من أعـمال المؤمنين أيضاً ، كل المؤمنين ، لكـن بدرجات متفاوتة . فـقـد يتفـرغ البعـض له ، بينما يبقى البعـض الآخـر مشاركاً فـيه بالإضافة إلى خـدمة أخـرى يؤديها في المجـتمع ]] .
وفي إجابتـنا عـلى رأي الـ رابي هـذا نقـول : العـمل الإجـتماعي والثـقافي والعـلمي بتشعّـباته والروحي بالإضافة إلى العـمل الدوبلوماسي كـلها خـدمة للصالح العام ، وإستـناداً إلى منطق الأب الكاهـن فإنه لا يجـب أن يتهـرّب منها أحـد وهـو مفـروض عـلى كل مواطن ! فـهل هـذا صحـيح يا أبونا ؟ أم أنكـم ستقـولون : كـل واحـد منا له إخـتصاصه المكـلف به ولا يحـق له التدخـل في شؤون غـيره ؟ ثم يرجـع أبونا ويقـول : [[ الكـنيسة عَـوْن لكل إنسان ولكـنها تأبى أن يستغـلها أحـد ليجـعـلها أحـد أعـوانه .... دَور الكـنيسة نبويّ ويجـب أن يـبقى نبويّاً ... لا توجـد محاذير مفـروضة عـلى المؤمن في إلتزامه السياسي . عـليه هـو أن يرى بإيمانه ما يناسب الإيمان أو لا يناسبه في الحـزب الذي ينـتمي إليه ... وهـذا موضوع طـويل ومعـقـد ]]  يا رابي ، حـيّـرتـنا ! ولسنا ندري متى ولماذا وكـيف وأين وبأيّ إتجاه نـتحـرك ! قـل لنا بإخـتصارً : أنـنـتمي أم لا نـنـتمي ؟ أما حـضرتك فأنـت حُـرٌ في أنْ تـنـتمي أو لا تـنـتمي ، ولا يتطلب تقـديم أيّ تبرير لإخـتياركَ ، كـما أنـنا لا نملك أيّ مشورة لك بهـذا الخـصوص وإنما خـذها من الإنجـيل الذي تقـرأه كـل يوم . وخـَوفي عـليك أن تـكـون كـكاهـنـنا الكـلداني المعـتمَـد في روما ونحـن في ندوته في كـنيسة ديـرألأم تيريزا / أثـينا عام 1996 حـين ردّ عـلى أحـدهـم لسؤال من الإنجـيل أحـرجه فأنقـذتــُه أنا من الموقـف ، كان ردّ الأب عـليه بالجـواب الآتي : (  لازم أروح وأقـرأ كل الإنجـيل ) ! .
أما المبادىء الأساسية للإلتزام السياسي كـما يسميها الـ رابي قاشا ، فـهي ليست سياسية عـلى الإطلاق وإنما هي أساسية للحـياة لا للسياسة . فالخــَـلق والتجـسّـد والفـداء وملح الأرض وُجـدَتْ قـبل السياسة وقـواميسها ، والوصايا العـشر هي التي عـلــّمَـتـنا أن لا نقـتل وليست السياسة ، لابل هي إنسانية قـبل الدين ...... ثم قـول الله لآدم : بعـرق وجـهك تأكل خـبزاً ، وأنا هـو الرب إلهك وليس غـيري ، هـذه كـلها مبادىء حـياتـنا ليست إزدواجـية لأن العـمل شيء وعـبادة الله شيء آخـر تعـلــّمناها من إيمانـنا وليس من السياسة . وبالمناسبة إذا كان العـمل والعـبادة يزدوجان فـلماذا لا يعـمل الكاهـن بعـرق جـبـينه ؟  وقـد تقـول أن الكـتاب المقـدس يقـول : إنّ مَن يعـمل للمذبح يأكل من المذبح . أقـول لك عـلى راسي ، ولكـن الكـتاب المقـدس نفـسه يقـول عـلى لسان مار بولص : ( كـُـنا نكرز لكـم بإنجـيل الله ونحـن عاملون ليلاً ونهاراً كي لا نـُـثـقـل عـلى أحـد منكم ) تسالونيكي الأولى 2: 9  فـما رأيك بهـذه ؟
وفي كـتابتك عـن مسألة الفـداء أرى كـلمات غـير مترابطة ! فـلا أدري كـيف عـلى الإنسان [[ أن يكـون ملزَماً بتطبـيق الفـداء ]] حـسب قـولكَ ، وتضيف : [[ في حـقـل السياسة يعـني إلتزامه في تحـقـيق خـلاص المسيح في تجـديـد مجالات حـياة البشر ]] ، عـبارات مبهَـمة لا يفـهـمها إلاّ كاتبها . وهـنا تـذكـّرتُ تجـربة من أيام الحـياة قـمتُ بها داخـل الصف حـين أمليتُ تعـريفاً للطلاب وهـم يكـتبونه في دفاترهـم قائلاً لهـم : # الوزن النوعي هـو الوزن الذي ليس فـيه بل إنه من عـلى ولكـنه ليس كـما هـو لآنه كـذلك # ، ولما طلبتُ من أحـد الطلاب قـراءته ، عـندها قال الطلاب : ما هـذا يا أستاذ ؟ قـلتُ : لقـد فاتـتْ عـليكـم ! إنـتبهـوا إلى ما يُـملى لكـم مستقـبلاً . ومع الأب سالم مرة أخـرى عـن ملح الأرض ونور العالـَم والخـميرة ، يؤسفـني أن أقـول لكـم أبونا العـزيـز إنكـم رايحـين بالغـلط ، وتخـطأ أكـثر في عـبارتك [[ إذا إنـتزع الملح من الطعام فـلا فائـدة منه ، وإذا أخـرجَـتْ الخـميرة عـن العـجـين تحَـجّـرتْ وفـسَـدتْ ]] وهـذا الوعـظ ليس بمستوى مَن درسَ في السيمينير .
إنّ مرَدّ الطروحات التي وردَتْ في مقال الأب الفاضل وتخـبّطاتها ناتجة عـن تركه مسار واجـبه والسير بدون سراج في متاهات موحـلة شائكة وداكـنة لم يألفــْها وليس مُجـبراً عـليها ، وقـد يكـون له الأفـضل لو أعـطى القـوسَ باريها . 

 يا رجال دينـنا الأفاضل :
لسنا نوصيكـم ، بل نطـلب منكـم بروح نقـية ونيات صافـية وقـلوب مؤمنة : رحـمة لا ذبـيحة ! إقـتراب مِن الإخــْوة بأخــُوّة وليس إبتعاد ، إحـتضان إبن أمّـنا وليس نبـذه ، العـمل عـلى بناء جـسم الكـنيسة وليس غـيره ، فأنـتم القادة نقـتدي بكـم ، فـما أحـلى أن يسـكـن الإخـوة معاً ، إجـمعـوا إخـوانكـم كي تكـونوا واحـداً ، فـنحـن كـلنا نـنـتظر الخـلاص الأبـدي وليس التكـريم الفاني .     
 

475
أدب / غـَرابة ُ المُـنـْـتـَمي
« في: 02:16 30/01/2008  »
غـَرابة ُ المُـنـْـتـَمي

 
مايكل سيبي

مِن يقـول لك مهـــــلاً لا تـنـتمي ؟ وتــُـبَرقِـع
أنت رمز الإنـتماءات ، إنـتمي !   سـنــُصدّق
أألوان الإنـتماء قـد هَـدَتــْـــــــك  لتــُصفــّق ؟
ها بينك والضباع أريكة ومُرَنــّــــــــــــــــــق
إبن العـراق أصله من بابـــــــــــــــل يترافـق
نبراسه شــــــــــــــــمعداناً ضياؤه للمطــَـبّـق
وثـقـله في مركـز الشامخات لن يُرقــّـــــــــَق
النواقـيس تــُغـَـنـّي في الأعالي بـتــَشـَــــــدّق 


- سـدني -


     

476
القــَـناعة والمُـتــَخـََـفــّون خـلـْـف القِـناع


بقـلم : مايكل سـيـﭘـي / سـدني
القـناعة سايكـولوجـياً هي ناتجٌ من تفاعـل رغـبة المقـتدر مع وعـيه ، بتواضع دون تذمّر . ومادّياً هي الرضى بالمقـسوم والإكـتفاء بالمُـتــَيسّر دون إطفاء المصابيح الزئبقـية التي تــُـنير طريق طموحات الإنسان الغـريزية . أما فـكـرياً فـهي إعـتزاز بالرأي الذاتي المبني عـلى المنطقـية والإحـتكاك مع رأي الآخـرين أقـلية كانوا أم أكـثرية ، وعـليه فإن مضامينها إيجابـية . والإنسان الطـمّاع له قـناعـته بشرعـية نهجه ولا تـتـقاطع معه بل توازيه وتـتوازن معه دون أن تـعـيق إنـدفاعه . كما أن الطـمّاع وطموحه لا يتعارضان أيضاً بل يترافـقان نحـو خـط الأفـق الذي لا يمكـن معانقـته . القـناعة ليست موروثة منـذ الصِغـَر كـما ليست هـبة من السماء عـنـد الكـبر وإنما تـتولـّد بُرعـماً من تربـية عائلية ، فـتـنمو مع النسغ الصاعـد من النصائح المدرسية والإرشادات الروحـية ، وتـنضج حـقاً لو كان مَن هـم حَـولنا يمارسـونها كـعادة يومية . وعـليه فـهي لا يُـنعَـم بها عـلى الفـرد وإنما تــُزرع فـتـنمو في أعـماق نفـسه ! فإن كانت التربة صالحة وماؤها زلالاً جاءت كالنسغ النازل حـتى وإن لم يكـن هـناك سمادٌ . القـناعة مشوارها طويل ووزنها يسير ، ومساحـتها ليست بالشيء الكـثير ، فـهي كـنزٌ ثـمين محـفـوظ  في مكان أمين وثراؤها خـير مُعـين . 

أيها الإنسان ! لا تـتـخـذ من جـهابـذة ( الكاردينال وطارق ) مركـباً تـنقـل عـلى ظهـره بضاعـتك الرديّة آملاً منه أنْ يوصِـلك إلى شواطىء ذهـبـية . هـلاّ تـنـَحّـيتَ جانباً لابل بعـيداً ! فأهـل البيت أدرى بما فـيه ينبوعاً نقـياً ، ومحـلات العـرائس لا تعـرض الأسمال البالية ، ولا تـتخـذ مِن جـمْعِـها هـواية .

أيها الإنسان ! أما خـُـلِـقــْـتــُم بشراً سوياً ؟ لماذا تـقـفـون بقِـناعـكم تحـت أشعة الشمس القـوية دون مظلة مطرية وترتفـع عـندكـم الحـمية ؟ خـذوا بطاقـتكـم إلى المشافي الصحّـية وسجّـلوا إسمكـم كـما هـو مكـتوب في الهـوية ؟ وإنْ أخـطأتم ، سـيروا نحـو الحـقـول الحـدودية لـتـتـنـزّهـوا فـتستضيفـكـم الخـيم السُمْرية .

أيها الإنسان ! لا ترمي سهامك عـلى الجـبال الفـوقـية ، إنها ليست مهـنـتك بل إعـط القـوسَ باريها من أضلاع الخـيزران الأصلية ، فـهـو أدرى بالتلال والقـمم العالية . قِـناعـك ليس سوى خِـمار أسْـوَدٍ خـيوطه قـطنية ، تكـشفها شمسنا بألوانها الطـيفـية . إنّ القِـناع لا يُخـفي وجه صاحـبه حـتى النهاية ، مثـلما البزة العـسكـرية لا تــُزكّـي مرتـديها منـذ البـداية ! هـكـذا تــَعَـلـّمْـنا من طـُرق الإستقامة والهـداية .
 
أيها الإنسان ! إنشر صورتكَ وأعـلمنا بــِمَخـبـئـكَ لنـتعـرف عـليك إنْ كـنــتَ رجُـلاً أبـيّاً ، كُـن شجاعاً لتحـمل وساماً فـخـرياً ، وتمشي واثق الخـطوة مَـلـَـكاً قـوياً ، ولا تكـتب بمصطلحات لستَ أهـلاً لها ، فـ ( العـراقـيّـين مـفـتــّحـين باللبن ) يُميّـزون الحـنطة من الزؤان جـلـيّـاً .   
 

477
مطربـونا الآثوريّـون والغــــــناء بإسم ( ألقـوش
)

بقـلم : مايكل سـيـﭘـي / سـدني

إلى مطـربـينا الآثـوريّـين الأعـزاء وكل المتغـنــّين بإسم ألقـوش
سـلام الرب معـكـم ، وتحـياتـنا مع تشجـيعـنا لكـم جـميعاً

نعـلم مثـلما تعـلمون أن الموسيقى غـذاء للروح ترفـع سامعها إلى أجـواء رومانسية سامية ، وكـلمات الشـعـر تــَـدخـل القـلبَ بعـفــَوية ، فـيعـتصر شـجـوناً وإنـتعاشا ونشوة ولهـفة ورْدية ، فـترتسم عـلى الوجـه إشراقة وإبتسامة لا إرادية ، وقـد تكـون كـلماته صمّام أمان له فـيُـنــَـفـّس عـن حـسرات مدفـونة وآلاماً مكـبوتة خـفـيّة ، فـتـتدمّع العـينان وترتجـف الشفـتان وقـد ينفـجـر سامعُها بُـكاءاً كـبُـكاء الثـكـلى الصبرية . والشعـر الغـنائي الذي يمثــّـل لوحة جـميلة من الفـولكـلور عـند كـل الشعـوب ، هـو صورة يرسمها الشاعـر بكـلماته معـبّـراً فـيها عـن أحـساسه المرهـف ببـيئـته فـهـو مرآة تــُرينا عادات وتقاليـد المجـتمع كل في زمانه ومكانه . وقـد تـنـوّع الغـناء بنصوصه فـهـو للصلاة تارة ( شـَـبّاح لـْـمَـرْيا بْـقــُـدْشـيه ) وللوطن تارة أخـرى كالأغاني الوطنية ( موطـني موطـني ) وكـذلك الأهازيج الشعـبـية ( شورخ شورخ زيزا آلاها ياولـّوخـون خا بْـرونا عـزيزا ) ، ولكـن الذي نريده وما يهـمـنا الآن في هـذا المقال هـو الغـناء للحـب ، لفارسة الأحـلام ، للمُحِــبّة ، للحـبـيـبة ، للخـطيـبة ، للصديقة ، لشريكة الحـياة أو لفـتاة نــُعـجـب بها لجـمالها أو لصوتها أو لمَشـيَـتها ، ومَن يدري فالبعـض قـد يُعـجـب في شابة رشيقة أظافـرها .
إن التعـبـير عـن حـبنا لهـذه المحـبوبة يتــّخـذ أشكالاً وأشكالا كل منا حـسب ثـقافـته وإحساسه بما حـوله ، وبـيئـته             التي توفــّر له الحَـيز المناسب الذي يـُمَكّـنه من المناورة بداخـله بكـلماته المسموح بها وإلاّ فـقـد يخـلق لنفـسه متاعـب هـو في غـنىً عـنها إنْ هـو تجاوز حـدود ساحـته أو عـبـثَ فـيها . والشاعـر يغـني لِـ ، وفي محـبوبـته ، كاسباً ودّها لتـنجـذب إليه كالفـراشة التي تقـترب من الورد لألوانها أو كالنحـلة التي تحـط عـلى الزهـرة لرحـيقـها ، ولا ( ولن ) تحـط عـلى الصـبّـير طول حـياتها .
وفي المجـتمعات القـديمة وبعـضها الحالية أيضاً لا تزال محافـظة في تقاليدها ، فالغـزل ليس مباحاً عـندها والبَوْح بإسم الحـبـيبة غـير مقـبولٌ فـيها ، فـكيف الحال إذا أصرّ المُـغـرم أن يتغـنـّى بمعـشوقة قـلبه ليُلفـتَ إليه نظرها ، كي يحـرك تـنهّـداتها ، ويُـنبّـه بعـضاً من رفـيقاتها إلى حـبّه لها فـيزدَدْن فـرحاً لها أو حـسداً منها ؟ إنه يضطـر إلى التلميح إلى عـشيقـته بصورة رمزية واصفاً إياها من خـلال أحـد ملامحـها البارزة ، فإذا كانـت مرتدية رداءاً نيليّ اللون مثلاً يقـول فـيها : ( يا أمّ الفـستان النيلي ... ) ، أو لضفائرها فـيقـول : يا أم الجـدائل ، أو لسَـواد عـيونها فـيقـول : يا أم العـيون السود ، وفي هـذه الحالة لا يُعـطي مستمسكاً عـلى نفـسه من جـهة ، ومن جـهة أخـرى فإن مَن يهـمه الأمر يعـرف نفـسه فـينـتعـش ، والآخـرين يـدركـون مَن هـو المقـصود فـيجـول في خاطرهـم ما يجـول . 
وفي شأن الشعـر الغـرامي فالحـبـيب يتفـنــّـن في وصف محـبوبته بأجـمل الكـلمات وألطف العـبارات مبالغاً بأرقّ المصطلحات ، كـيف لا ! إنها جـميلتــَه يُسمعـُها شجـونه وخـواطره فـيرسم القـمر مرة عـلى وجـهـها ، ومرة أخـرى يرى الشمس عـلى مُـحَـيّاها ، فـرط الرمان عـلى خـدّيها تارة ، وتارة أخـرى اللآلىء في عـينيها ، إنه مُحِـقّ وهي تستحـق . ولكن - وكـلكـم ستـؤيّـدونـني - ليس من المعـقـول ولا أحـد يصدّق أن حـبـيباً يقـول لحـبـيـبة قـلبه : أنـتِ متعـفــّـنة !! . فـما الخـبر مِن كـل هـذا يا تــُرى ؟
قـبل سنـين ولستُ أدري كـيف حـصل ، أنّ إثـنان من شبابنا الألقـوشي في إحـدى ضواحي سـدني حـيث الكـثافة السكانية المسيحـية العـراقـية ، جـهّـزا بعـض الكـلمات وإدّعـيا بأنها من تراث ألقـوش ويعـرفانها من زمن مضى ( وأنا شخـصياً أكـبر منهـما عُـمراً ولم أسمع بها قـط ) ، أبـياتها تـتغـزّل في فـتاة . يصف الشاعـر فـيها كـيف كان يتمشـّى في دروب ألقـوش ويغـنـّي في طريق الدير (( سـقــْـلي لألقـوشْ بخــْـضارا ، بْـديرا عْـلايا بســﭘارا  ، كـُـلاّح أورْخا بزمارا ..... هاوَرْ ليه هاوَرْ ليليه )) فـرأى فـتاة فـتغـزّل بها وأسهـب بالكـلام عـنها متمنياً أن يأكـل فـمها ، وقـد ورد فـيها ما يُـقـزّز النفـسَ عـند وصفه لها . ثم قـدّماها إلى مطرب آثوري في المنطقة وغـنـّاها دون أن يـدرك كل معانيها ، إنما كان يقـصد أن ينال رضى الألقـوشيّـين بها ، وصار بقـية المطربـين يقـلدونه تقـليداً أعـمى في غـنائها . ومن المؤكـّد أنـنا لو خاطـبْـنا حـبـيـبة المطرب نفـسه أو إحـدى محارمه بتلك الكـلمات فإنه بلا شـك سيُستـثار وينزع عـنه سـترته ، ويطوي أكـمام قـميصه عـدة طـيـّات ، وقـد يحِـلّ حـزام سـرواله ، ويسـتعـدّ للعـراك لا مَحالة وكل الناس سـيؤيّـدونه ضدنا . فـمن بـين تلك التعابـير الغـير اللائـقة : ( سـنـّـكْ مْخـيلا لـْـعَـقارا  -  بْـناثا أْريليه جـنگـارا ) ومعـناها : الحـشرة الضارة ضربـتْ الحـقـول الزراعـية – والزنجار ( أو الأوكـسيد ) ترسّـبَ عـلى البنات ! فـهـل يوجـد مطرب واحـد يقـبل أن نصفَ خـطيـبـته أو رفـيقة عـمره أو أخـتـَه بترسّـب الزنجار عـليها ؟ ثم كـيف يرتضي لنفـسه هـذا المطرب الشهـم أن يقـول ( خـلـّي آنا أو كـمّا ) وهـو يتـذوّق فــَمَ فـتاة يعـرف مُسبقاً بأنه مزنجـرٌ قـذرٌ ؟
وفي الحـقـيقة ومنذ أن سمعـتُ هـذه الأغـنية لم يتسنّ الوقـت ولا سنحـتْ لي الفـرصة أن ألاقي المطرب الأول كي أنبّـهه عـلى هـذه الأغـنية ، ولكن سبق أن توفــّرتْ لي وإلتقـيتُ آخـرين في قاعات الإحـتفالات ، فـكـنتُ أنـتظر إلى نهاية الحـفلة لأنبّه عـليها . فـفي شهـر آب / 2005 حـضرتُ حـفـلة خاصة بنا ، وكانت ممتعة غـنـّتْ فيها مطربة ومطرب . فالمطربة قـدّمَتْ نفـسها لنا في بداية الحـفـلة كما عـرّفــَـتــْـنا بخـطيبها الشاب الذي كان يرافـقـها ، وقـد لـفـتـَـتْ إنتباهي هـذه الكلمات حـين وردتْ في أغـنية غـنـّـتــْها والناس يرقـصون عـلى ( حـسّ الطـبل ) ولا يهـمّهـم ما الذي يغـنـّيه المطربون والمطربات ، وقـلتُ مع نفـسي متسائلاً : أين تلك الطبقة الألقـوشـيّة المثـقـفة التي كانت تـَعـتـَبر نفـسها واعـية وحـسّاسة لكـل صـغـيرة وكـبيرة ؟ أين أولئك الذين كانوا ( يـلـگـفـوها وْهِـيّة طايرة ) ؟ أين أبناء ألقـوش يـمّا د ْمَـثواثا ؟ أين آباؤنا وأجـدادنا الأميّون في ثـقافـتهـم ولكنهـم حُـكـَماءٌ في نقاشاتهـم ، بليغـون في عـباراتهم ، متكـلـّمون في ديوانهم ، راصـدون في بُـعـد نظرهم ، ومُحَـلـّـلون في آرائهم ؟ وأين هـم اللذين يقـولون : نحـن ونحـن .... ؟ فإنتظرتُ حـتى انتهاء الحـفـلة وعـندها بدأ أعـضاء الفـرقة برزم أجـهـزتهم فـتقـدّمتُ إلى الخـطيب العـزيز وقـلتُ له : لقـد عـلِمْـنا من كلام المطربة أنك خـطيبها فأهلاً بك ، قال : شكراً . قـلتُ له : حـضرتك تعـرف كيف يُغازل الخـطيبُ خـطيبتـَه بكـلمات جـميلة كأن يقـول لها مثلاً : وجـهُـكِ كالقـمر ، عـيناكِ دُرّتان ، ثـغـركِ باسمٌ كالفـستق ... قال : صحـيح . قـلتُ له : هـل يمكن أنْ يقـول مثلاً : وجـهكِ شاحـب ، كأنّ غـباراً نــُـثِـر عـليه ؟ قال : كلا ، ولا يجـوز ذلك ! قـلتُ له : هـل يليق أن نقـول لخـطيبـتـنا : أنتِ مُـتعـفــّـنة ، مزنجـرة ؟ قال : ذلك غـير معـقـول ، أيّ نوع من خـطيب يكـون ذلك الذي يقـول لعـزيزته مثل هـذا الكلام ؟ قـلتُ : إذن هـذا النوع من العـبارات غـير لائقة بين الحـبيـبَين . قال : أكـيد . قـلتُ : ولكن خـطيبتك الموقــّرة قالتْ مثل هـذه التعابـير ؟ قال : كـيف ؟ أنا لم أركـّز عـليها ، هـل ذلك معـقـول ؟ قـلتُ له : نعـم قالت بالأغـنية الفـلانية . وعـندها إسـتدركـني وقال : أنّ هـذه أغـنية يغـنـّيها المطرب الآثوري الفـلاني ، قـلتُ له : صحـيح لأنّ إثـنـَين من شـبابـنا الألقـوشيّـين أعـطيا هـذه الكـلمات له ، ولكن عـلى المطرب أن ينتـبه إلى ما يُـقـدّم له من قـصائـد للغـناء فـقـد يكون فـيها ألفاظاً بذيـئة لا يرتضيها السامع . قال : في الحـقـيقة حـينما نصل إلى البيت سأناقـش الموضوع مع خـطيبـتي . قـلتُ له : شكـراً . ثم غادرنا القاعة ولم تـتوفـر لي الفـرصة كي أسمعـها منها ثانية وهي تغـنـّيها . وفي مناسبة أخـرى كـرّرتُ الكـلام عـينه مع إحـدى الفـرق الغـنائـية المحـلية في سـدني وأبـدوا الإنـدهاش نفـسه ما عـدا أحـدهـم الأقـرب إلينا وهـو عـضو في الفـرقة ذاتها حـين قال : وماذا بها ؟ قـلتُ له : هـل تقـبل أن يُقال لأخـتكَ أو خـطيبتـكَ هـذا الكـلام ؟ فأجابني : وماذا بها ! فـتركـتـُه وقـلتُ مع نفـسي : إذا بقـيتْ الأمور بأيدي هـذا الجـيل المائع فـلـنـُحـَضّرالكـفن لقـيَم الآباء وتراث الأجداد . ولكـنـني لمّا نبّهْـتُ رئيس فـرقـته حـول الموضوع نفـسه كانت إستجابته بطريقة أخـرى ، فـفي حـفـلة لاحـقة إخـتصر المطرب الأغـنية ولم يصل إلى الكـلمات المذكـورة آنفاً مطلقاً . أما في حـفـلة أكـيتو 1/4/2007 فإن مطرباً جـديداً تـتطرّق إلى الأغـنية موضوع البحـث وقـد كـلـّمتـُه بشأنها بأسلوب دوبلوماسي وقـلتُ له : إذا أعـطـيتــُك كـلمات لأغـنية هـل ستغـنــّيها مهـما كان النص ؟ قال : طبعاً لا ! ولما ذكــّـرْتــُه بالأغـنية التي نحـن بصددها أظهـر تفـهّـماً مُرضياً لنا وسجّـل عـنده ملاحـظتي وتصحـيحي لتلك الكـلمات بأخـرى بديلة لم تؤثر عـلى الوزن والقافـية والإيقاع وهي -  بْـناثا زدْليه إيقارا - في تلفـونه النقال ( موبايل ) ووعـد بالأخـذ بها ، وسنرى لاحـقاً أنه كان ملتزماً و ذو أخلاق عالية .  فـفي الـ شيرا التالي والمصادف في يوم 22/4/2007 أطربنا هـذا المطرب وإتضح أنه خـفـيف الدم ، مُريح وبشوش يتقـبّـل النقـد والتصحـيح حـيث أنّ فـتيات أخـبَرنـَـني حـين إستمعـنَ إليه في أغـنيته الفولكـلورية الألقـوشية هـذه ، قال : ( بْـناثا زدْليه إيقارا ...... بدلاً من : بْـناثا أريليه جـنـْﮔارا ) ! إنه المطرب الصاعـد بسّـام الريگاني المحـبوب .
وهـناك موضوع آخـر ....:
إنـنا نستغـلّ أعـيادنا الدينية فـنقـيم فـيها حـفـلاتـنا الإجـتماعـية إبتهاجاً بعـيد ميلاد ربنا يسوع المسيح أو فـرحاً بقـيامته مِن بـين الأموات ، أو إحـياءاً لذكـرى رمز ألقـوش ( ربّان هـرمزد ) أو أية حـفـلة ترفـيهـية أخـرى ، وهـل عـندنا مُـبرّر آخـر لها عـدا التعـبـير عـن سـرورنا بها ؟ ولكـنـنا إذا قـلنا لأحـد المطربـين أن يغـني في الحـفـلة نشيداً دينياً ! سيقـول الكـثيرون أنـنا لسنا في كـنيسة ، طيّـب . وإذا قـلنا دعـونا نغـنــّي بإسم القـديس أو الـﭙاطريرك الفـلاني الألقـوشي الشهـير ! فـمن حـق الكـثيرين أن يُعارضوا بــِقــَـوْلهـم : نحـن جـئـنا لكي نأكل ونشرب ونرقـص بهـذه المناسبة السعـيدة فـما الداعي إلى ذكـْر إسم مَن مات ؟ وكـذلك لا يقـبلون أن نغـنـّي بإسم الأخـوية الكـنسية الفـلانية ، وهـذا حـقـهـم وأنا أؤيّـدهـم ، فالمبدأ في كـلامي باتَ واضحاً . إلاّ أنّ بعـض مطربـينا ( حـسبما يفـكـّرون ) يودّون أن يكـسبوا تعاطفـنا ورضانا بطريقة لم نكـلـّـفـهـم بها يوماً ، مستـندين إلى الإتجاه السياسي المزعـوم أو المُـفـترض خـطأ عـن الألقـوشيّـين ، فـيذكُـرون أثـناء غـنائهـم في حـفـلاتـنا الميلادية أو القـيامة ، إسم الحـزب الفـلاني أو الرجـل الفـلاني المنـتقـل إلى الديار الأبدية .
فـفي حـفـلة عـيد القـيامة 16/4/2006 أثبتَ أعـضاء الهـيئة الإدارية وأغـلب الحاضرين ( إنْ لم أقــُلْ جـميعهم ) أنهم لا يهمّهم ماذا يغـنـّيه المطرب ولذلك لا يعـطون أذناً لما يقـوله من كـلمات أوعـبارات ، تلك التي يُـؤمّـل فـيها أن تـنقـلهم إلى أجـواء رومانسية مـمتعة ومُلهـمة تـنشرح لها قـلوبهم وتريحـهم من روتين العـمل اليومي وتصل بهـم إلى قـمة النشوة والفـرح ، فـبدلاً من كـل ذلك نراهـم يرقـصون عـلى ضربات الطـبل وإيقاع الدفـوف ليس إلاّ ، فـلا إلهام ولا إعـجاب ولا رومانسـيّات ، وكـأنّ لسان حالهـم يقـول : ( نرْگـصْ وْ ياهـو مالـَـتــْـنا بالإنـﮕـليز) . صحـيح أنـنا حـين حـضرنا الحـفـلة بمناسبة عـيد قـيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات لم نأتِ للصلاة ، ولكـنـنا بالوقـت نفـسه لم نأتِ لأيّ غـرض سوى التعـبير عـن فـرحـتــنا بهـذا العـيد فـنغـني لأولادنا ، لبناتـنا ، لأعـزائنا ، لبلدتـنا ألقـوش ، نغـني بالحُبّ والغـرام وبعـبارات تراثـنا الإجـتماعي وحـتى بفكاهات بريئة ضمن حـدود الذوق المقـبول . ولكـن المناسبة ليستْ سياسية كي نهـتـف أو نغـني بالسياسة ولا هي عـيد ميلاد شخـص ما  لكي نمـتدح إسمه ، فـلهـذه المناسبات حـفـلات خاصة ومحـدّدة تقام لهـذا الهـدف حـصراً ، وأؤكـّـد أنّ حـفـلات كـهـذه لا يتطـرق فـيها المطرب إلى ذكـر إسم قـديس أو أخـوية كـنسية لأنّ لا عـلاقة لهـذه بتـلك . فـهـل من الصحـيح أنْ يتطرّق المطرب في غـنائه - وفي عـيد القـيامة المجـيدة - إلى التـنظيم السياسي الفلاني وأياً كان لونه أرجـوانياً أم گــُـلـگــُـلياً ؟ أو إلى إسم شخـص إنتقـل إلى الديار الأبدية والذي نطلب الرحـمة له ؟ والأكـثر من ذلك فالمطرب صار يتمادى في غـنائه فـيتمنـّى بلسان شبابنا أن تبعـثهـم أمهاتهـم إلى حـيث مَنْ غادرَنا ورقـد حـتى يوم القـيامة بحـجة أنّ تلك الكـلمات كانت تـُردّد في يوم ما !. فـمَنْ منا يقـبل أو يتمنى لأولاده أنْ توفـيهم المنية اليوم حُـباً بالإنتقال وبسرعة لمرافـقة مَنْ قـد توفى سابقاً ؟ هـل أصبحـنا مِن أتباع .......... ؟؟ إنهم لم يستـفِـدوا من حِـكـَم غـيرنا حـين قالوا : إنّ مَن كان يعـبد فلاناً فإن فلاناً قـد مات ، ومَن كان يعـبد الله فإن الله حيّ لا يموت . وإذا كان اللاأباليّون لا يهـمّهم الأمر فـهناك الكـثيرون يهمّهم . وفي نهاية الحـفـلة تكـلمتُ مع عـدد من الأعـضاء وقـلتُ لهم : هـل كـنتم قـد رتـّبتم برنامجاً للمطرب ؟ قالوا : لا . قـلتُ : هـل كنتم قـد أوصيتـموه بماذا يغـنـّي ؟ قالوا : لا . قـلتُ : هـل إستمَعـتم إلى ما غـنـّاه المطرب ؟ قالوا : لا . ولما أعْـلـَـمْـتـُهـم بالموضوع إنـدهـشوا ( وقـد يكون إندهاشهـم مصطنعاً والله أعـلم ) ! ولكـنـني لم أستغـربْ من دهـشتهم فـحالهم حال الكـثيرين . وكانت ردود فـعـلهم متباينة فـمنهـم مَنْ كان منطقـياً في تفـكيره وحـريصاً عـلى السلوك الرزن والقـويم فأيّـد كلامي ،  ومنهم مَنْ كان لا أبالياً وكأنه ليس في هـذا العالم ، ومنهم مَنْ كان حائراً بـين الـتأيـيد أوالرفـض خـوفاً من الإنـتقاد لأنه ليس شجاعاً ، والبعـض الآخر حـين سمع كلامي تصرف كالثعـلب فـحاول لاحـقاً التسلـّـل إلى المستـنقـعات للإصـطـياد بالماء العـكر ، فإذا حالفه الحـظ واصـطاد ضـفـدعة يلوّح بها نهاراً أمام زبانيّـته ، ثم يُلـقـيها  في نفـس المستـنقـع ليلاً  فـهـو ليس مستفـيداً ولا مُـفـيداً ولكـنه.....! يُحـبّ الأيقاع بغـيره عـسى أنْ يبقى هـو واقـفاً فـيراه الناس ، ولكـني لم أتـركـْه عـلى هـواه ، بل برَدْتُ وَمَحَـيْتُ رأسَ شـصّـه المدبّب بالمِـبرَد فـصار ناعـماً محـدّباً لا يصيـد البتة .
وقـبل الإحـتفال بعـيد الميلاد المجـيد لهـذا العام ، عـلِـمْتُ أن المطرب الذي غـنـّى في يوم 16/4/2006 الماضي هـو الذي سيغـني لنا أيضاً في حـفـلة عـيد الميلاد 25/12/2007 الحاضر ، لذلك نبّـهـتُ أحـد الإخـوة - وهـو حـريص عـلى مثل هـذه القـيَم - وكـلـّمتــُه بهـذا الخـصوص كي يتدارك الأمر مسبقاً فـوعـدَ وفـعـلاً جاهـدَ . ولكـن القـصة تكـرّرَتْ حـين ذكـر المطرب المشار إليه ، في غـنائه الحـزب الفـلاني والقائـد الفـلاني مرة أخـرى ! . ولما نوّهْـتُ الأخ في حـينها وهـو في حـلقة الدبكـة وقـلتُ له : هـل سمعـتَ ما الذي قاله المطرب ؟ قال : لا . قـلتُ : لقـد كـرّر العـبارات .... ! وفي الحـقـيقة إستغـرب وقال : كـيف حـصل هـذا ! إنـني في البارحة نـبّـهـتُ الإخـوة حـول هـذا الموضوع !! وأضاف : رأيتُ أحـد الأعـضاء قـبل قـليل يهـمس في أذن المطرب ، فـربما كان يُـكـلـّمه بهـذا الشأن !  وحـين أراد أن يتابع الموضوع آنـياً ، رجَـوتــُه أن ينسى الأمر حـتى إجـتماعـهـم المقـبل فـلا نريد أي مُـنغــّص في الحـفـلة .
إن مطربـينا الآثوريّـين حـريصون عـلى ملء أجـواء حـفـلاتـنا بالبهـجة والسرور ، فالأفـضل أن يخـتاروا ما هـو مناسب لكل مناسبة ، فـلكل مقام مقال ولكل قـضية نضال . ونحـن في غاية الحـرص عـلى مشاركاتهـم معـنا أفـراحـنا ، والله من وراء صفاء نياتـنا .   

478
إجابتي إلى الإخـوة الأعـزاء
وللطارق العـزاء
بقـلم : مايكل سـيـﭘـي / سـدني
كـتبَ العـديـد من الكـُـتـّاب وأجادوا ، مثـلما نـَـقــَـدَهـم آخـرون فأفادوا ، حـول موضوع طارقِـنا العـزيز وأفـدَحـوا . جـمال الكـتابة في قـراءتها وبريق القـراءة في إنـتقادها ، حـين نــُظهـر محاسـنها وعـيوبها بجـوارها ، وإلاّ فـتـقـيـيمـنا لها سيكـون جـيد 100% تملـّقاً أو رديـئاً 0 % غـيرة . لقـد أسـرع البعـض في إنـتقاده الثائر وأخـفـق الآخـر بمظهـر الحائر ، مثـلما قال فـريق رأيه بصورة الفاتر وآخـر بحـماسه الظاهـر . قـد تأتي الأفـكار بالكـلمات المعـبّـرة مرة وبالرموز مرة أخـرى مثلما يأتي الإيعاز عـند المُـدرّب بالكلام المسموع تارة وبالإيماءة تارة أخـرى . لقـد أجاد حـبـيب تومي في تعـبـيره الناقـد عـلى الرابط : http://www.nadibabil.com/nadibabil//1608 باسطاً أمامنا ما يراه من عـيوب المقال ومحاسنه ، ولنا وقـفة متشــَوّق لمصافـحة تعـليقه . فإن ما ذكـَرَه عـن تصريحات نيافة الكاردينال الإنسانية ، لم تغـبْ عـن بالنا بل أكـّدناها وذكَـرناها في مقالنا المنشـور عـلى الرابط : http://www.nadibabil.com/nadibabil//1574 فـكـتــَـبْـنا [ فـيصفـونكم بالمتحـيّزين وربما بالعـنصريّـين ونيافـتكم في غـنى عـن ، لابل بعـيدون عـن تــُهَمٍ كـتلك بدليل أنكـم قـلتم: إسألوني عـن العـراقـيّـين ولا تسألوني عـن المسيحـيّـين ؟..........] ولكـن الذي قـلناه هـو عـدم حاجة غـبطـته إلى ذكـر إسم محـدّد في وقـت يوجـد المئات إنْ لم نقـل الآلاف من الأبرياء والذين ينـتظرون كـإنـتظار طارق ، هـذا من جـهة ومن جـهة أخـرى لم تكـن هـناك أية ضرورة ملحّة كي يُـنشـر هـكـذا خـبر في وسائل الإعـلام التي قـد (( وأكـرّر قـد )) تـثير حـفـيظة البعـض ذوي النفـوس الضعـيفة ؟ حـيث أوردْتُ في مقالي النص التالي : [ ولكـن الأفـضل لموقـعـكـم في هـذه الحالة الإتصال هاتفـياً أو اللقاء شخـصياً بأصحاب النفـوذ وطلب الخـير منهـم دون التهـليل له بوسائل الإعـلام ( ولا تدع شمالك تعـلم ما تفـعـله يمينـك ، لتكـون صدقـتك في الخـفـية ، وأبوك الذي يرى في الخـفـية يجازيك ) ... ] . إنّ العـراقـيّـين يعـرفـون أن طارق عـزيز لم يكـن هـو البعـثي الوحـيد من بـين المسيحـيّـين بكـل قـومياتهـم أو مذاهـبهـم ، ويعْـلــَمون أيضاً أنه لم يكـن هـو الجـبان الأوحـد في حـظيرة القـيادة ولكـننا نقـول في ذات الوقـت أنه إرتضى لنفـسه أن يكـون هـكـذا ، أليس ذلك معـياراً مهـماً يُـرينا الوزن الشخـصي لهـذا الرجُـل ؟ أمّا ما الذي كان بإمكانه أنْ يعـمله إنْ لم يكـن موافـقاً عـلى هـكـذا حُـكم فـتلك قـصة أخـرى . وبشأن وصفـنا لطارق بأبي رغال وإعـتراض الأخ حـبـيب بقــَوله : [ * فهذا التشبيه غير وارد ، فالرجل كان ينتمي الى حزب سياسي ، ولم نسمع انه كان يشي بأبناء قومه لمنفعة شخصية ، ولم يخونهم في حادث معروف *! ] فأنا يسرني أن أقـتبس شيئاً مخـتصراً عـن هـذه الشخـصية من المصدر المنشور عـلى هـذا الرابط لإطـّلاع القارىء العـزيـز عـليه : http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B1%D8%BA%D8%A7%D9%84 : [ بعد أن انتهى أبرهة الحبشي من بناء القليس وأراد أن يحول قبلة العرب من الكعبة في مكة المكرمة إلى القليس في صنعاء ليحجوا إليه جهز جيشاً جراراً فيه فيلة كبيرة ليغزو مكة المكرمة ويهدم الكعبة وكان أبو رغال هو دليل أبرهة الحبشي إلى مكة المكرمة، وكان ذلك في نفس العام الذي ولد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسمي عام الفيل .] إنـتهى الإقـتباس . إذاً أنا أعـرف مَن هـو أبو رغال ولكـنـني أتساءل : هـل أن الخائن هـو ذلك الذي يشي بأبناء قـومه وشاية فـقـط ؟ ماذا يمكـن أن نـسمّي مَن يُغـمض عـينيه عـن حـزبه وهـو يخـطط ليفـرض معـتقـداً دينيّاً عـلى شـريحة مهـمة من شعـبه لينسف بذلك إيمانه الأصلي المعـتز به ؟ ثم أنّ رد فـعـل الـﭘاطريرك شـيخـو الرادع لم يأتِ لمجـرّد أن طارق هـذا لم يسعَ إلى مساعـدته فـقـط ؟ [ وكان من البطريرك الشجاع أن رفـع بوجـهه محـجـنه ( عكازته ، كَبّالة Goppala ) مستـنكـراً موقـفه ، وخـرج غاضباً وبعـد ذلك قابل أحـمد حـسن البكـر الذي ألغى القـرار بالنسبة للطـلبة المسيحـيّـين ] . ولكـنْ لأن السيد طارق إسْـتــَأسَـد عـلى ﭘـطركـنا مُـتــَـنمّراً بـبطش حـزبه الدموي متخـيّلاً أن التهـديـد والوعـيد هـما السبـيل الأمثل دائماً لديمومة العـنجـهـية الدكـتاتورية ، حـين قال : [ إن حـكومة الثورة التي فـعـلتْ برجال الدين الشيعة في كـربلاء والنجـف ما فـعـلتْ ، لا تـتردّد في إنهاء حـياة مَن يقـف في طريق تـنفـيذ خـطـطـها ] وهـذا الكـلام القـذر هـو الذي أغـضبَ ﭘـطركـنا الجـليل واضعاً أمامه إكـليل الشهادة تاجاً له قـبل أيّ إعـتبار أرضي آخـر وهـذه سمة أصحاب المبادىء ، والدينية منها بوجه خاص . ثم ماذا نسمي مَن يدري ويرى ويـبقى مكـتوف الأيدي عـن نار ملتهـبة سـتـنـتشر لتحـرق دار أخي أو جـيراني أو أيّ غـريب ؟ ويعـلم أن النار آكـلة لكل شيء ويمر دون أن يعـير أهـمية لمأساة هائلة متوقـعة ولا يحاول عـمل شيء ؟ فـهـل لأبي رغال صورة ( الوشاية ) فـقـط ؟ أليستْ له صور جانبـية ، منحـرفة بزاوية ، فـوقـية ، تحـتية ، أو رأسية ... ؟ أما بشأن مسيحـية طارق ، نعـم إنه كان ، كان مسيحـياً ، ولكـن حالـَه كَحال قـدوته مَـيّـوشي عـفـلق الذي قال : ( لم أفـهـم العـرب إلاّ مِن خـلال الإسـلام ) وأنا متأكـّد باليقـين أنه لم يفـهـم الإسـلام المُـوَثــّق ( المدوّن في مجـلـدات التفاسـير ) بالشكـل الذي نفـهـمه اليوم نحـن البسطاء ، وطارقـنا كانت ستــُُعـلـَن أسْـلـَمَـتــُه بوسائل الإعـلام بعـد مماته حـتماً كـرفـيقه وأمام كـل الشعـب ولكـن ومِن حـسن حـظه إحـترق الفـلم المعـروض أمامَنا قـبل نهايته ، فـضاعـتْ مقاطعه الأخـيرة . وإذا سألتَ عـن الضرورة التي دعَـتــْه إلى إعـتـناقه هـذا ، فالجـواب بسيط : إنّ الشرط الأساسي الواجـب توفـره في الرفـيق البعـثي  للإرتقاء إلى الدرجات المتقـدمة في حـزب البعـث كـعـضوية القـيادة القـطرية أو غـيرها هـو( أن يكـون مسلماً ) لأنه يجـب أن يؤمن بالرسالة الخالدة ، فـباع مخـلـّصه عـلى الصليب كي يربح سـيگاراً صار رماداً ! وهـذه أسـرار تسرّبتْ بصورة أو بأخـرى مِن عـند أصحاب الشأن . وأضيفُ : أنّ ذلك لا يمنع زوجة طارق من أن تذهـب إلى الكـنيسة وتسـجـد وتـتضرّع وتبكي وتـنذر وتـضع شيئاً في الصينية . ومع كل ذلك ليس لدينا غـرض شخـصي مع قـضية هـذا الرجـل ولكـنـنا قـلنا بأن هـناك دوراً للعـدل تـتصرف وفـق منظورها العادل مثـلما كان نظامه يحـكـم بعـدالته المعـهـودة والمعـروفة عـند الجـميع ! واليوم ، أليس هـناك أشخاص بقـوا في معـتقـل گـوانـتا نامو سنيناً ثم أفـرج عـنهـم وآخـرون لا يزالوا قـيد الإعـتقال في ذمة التحـقـيق ؟
وعـند مقال الأخ حـبـيب قـرأتُ رداً http://www.nadibabil.com/nadibabil//1609 كـتبَـتــْه إمرأة ، فـتفـرّجـتُ عـليه وإبتسـمـتُ .
ومقال الأخ نزار ملاخا : http://www.alqosh.net/nm4.htm سأتـتـبّعه بوقار للوقـوف في محـطاته وأقـول لحـضرته : أنا أعـتذر عـن إيضاح بسيط مني لكـم ( لـكَ ! ) يا أخ نزار تطلبتْ الحاجة فـي مقالكـم أن أكـتبه هـنا . إنّ الكـتابة بصورة الجـمع عـند التكـلم مع فـرد واحـد ، هي فـن البلاغة في اللغة العـربية هـدفـها رفـع شأنه ، فإذا قـلنا لك : كـيف حالكـم ؟ نقـصد بذلك تكـبيرنا لشخـصكـم ورفـعـنا من شأنكـم وكأنكـم كـثيرون . وإذا كان هـناك مَن يكـتب ( ولا يعي ولا يفـهـم ... ) كـما ذكـرتـُم في ردّكـم ، فـليس بوسعـنا سـوى أنْ نقـول له التعـبير الألقـوشي –  زال قاويرا گـْـيانيه ح بْـقـورا ، فـليذهـب ويقـبر نفـسه في القـبر – أما إعـتقادك بأنّ الكـُتــّابَ ملحـدون فـمع بالغ الأسـف أقـول إنك متوهّـم 100% يا أخي ! لأنـني عـلى عـلم المتيقــّن أن من بـين أولئك الكـتبة شمامسة لا تعـرفـهـم أنـت ، نهـلوا من فـضائل الكـنيسة ما لم تـتوفــّر لحـضرتك الفـرصة لتـنهَـل  مثـلها عـلى الإطلاق ،  ومتضلـّعـون بأمور الإيمان وتعاليمه ما لا يستطيعه ( بعـض ) الواعـظين المتخـرجـين من المعهـد الكهنوتي الذين إعـتادوا عـلى قـراءة عـظـتهـم مكـتوبة عـلى ورقة كالمذيع التلفـزيوني ، ويمكـنكم أن تسألوا أهـل العـلم من رفاقـكم في الدروب إنْ كـنـتم لا تعـلمون . وأرجـو أن تقـبل مني ، لا نصيحة ، بل إعـتبرها حـكاية للتأمّـل : حـين تـتكـلـّم عـن دينـنا المسيحي ، حاولْ جاهـداً أن تــُعـبّر عـنه بالمصطلحات المسيحـية المتداولة بينـنا أو المذكـورة في إنجـيلنا دون غـيرها حـتى وإنْ كانت مقـبولة لغـوياً ، إلاً إذا تـتطلبتْ الحاجة لغاية ! ثم أقـول لسيادتكـم : حـين تــُصوّب إلى هـدف ما فإن الطريق المباشر والمألوف هـو أقـصر وأسْـلــَم الطرق ولا تلتفـتْ يميناً أو يساراً ، ونعـبّر عـن ذلك في ألقـوش بقـولنا : -  لا أورتْ بْــَﭘلــْگا گـيه ، لا تدخـل في وسط الحـقـول -  ثم أستحـلفـك بربك هـل أنّ المقارنة بين طارق والصحّاف منطقـية ؟ وتطرقـتَ إلى موضوع الإعـدام ، ونحـن نسأل : هـل هـناك مَن طالبَ بإعـدام طارق ؟ ألـَمْ تقـرأ في مقالنا :  [ ولكـنـنا لسنا مخـوّلين أن نغـفـر لِمَن أخـطأ لغـيرنا لأن مانح الحـياة هـو الغافـر ، وهـل هـناك مَن يغـفـر الخـطايا غـيره ؟ ونسألكم سؤالاً طارئاً : لِـمَن وُجـدتْ دور العـدالة ؟ ........ ] . أما سؤالك عـن أين كان أصحاب الدعـوات ... فـهـذا سؤال ليس فـيه ما يستحـق التعـليق عـليه ولا يتطلب إعـجابك منه . و عـن إيشوع بن سيراخ 19 : 8 الذي قال: ( لا تـثرثر عـلى أحـد صديقاً كان أم عـدواً ) فـنحـن نذكّـركـم مثلما ذكّـرْنا نيافة الكاردينال بإرشادات الرب : لا ترموا جـواهـركـم .. لا تعـطوا خـبز الأبناء .. أتريد منا المزيـد يا أخ نزار ؟ وقـولكم : ألم يعـفُ ( يعـفـو ! ) الرب عـن صالبيه ؟ ألم يعـفُ أسطيفانوس الشهـيد عـن اللذين كانوا يرجـمونه ( يرجـموه ! ) " يا رب لا تحـسب عـليهـم هـذه الخـطيئة " أع 60:7  ، فـقـد عـلـّـقـنا عـلى مثل هـذا الكـلام في أعـلاه . ثم أراك تستـنجـد بأقـوال ربنا يسوع المسيح وهـذا مشـجّـع جـداً ولكـنك تـنسى غـيرها من الأقـوال . وسأذكـر واحـدة منها لا في سبـيل الدفاع عـن رأينا وإنما للتـنبـيه فـقـط ومَن يـدري فـقـد تـنفـع الذكـرى . فـفي عام 1963 ( إن لم تخـنـّي ذاكـرتي ) حـضرنا مُجْـبَرين مشاهـد إعـدام شاب ألقـوشي عـند مشارف ألقـوش وبالضبط في الجانب الجـنوبي من خِـَﭘرتا ، ولستُ أعـلـّق عـلى نوعـية نظام الحـكـم وإنما أقـول أن أولئـك الأنـذال إسـتشـهـدوا بقـول المسيح ، ليس تلك التي تـذكـرها أنت بل عـرضوا أمامنا لافـتة كـبيرة معـلقة مكـتوب عـليها " قال السيد المسيح عـليه السـلام : بالكـيل الذي تكـيلون يُـكال لكـم " إنجـيل متى ، فـهـل يمكـنك أن تقـول أنهـم أخـطأوا في تلك الآية ؟ فإذا كانوا يستشهـدون بأقـوال مسيحـنا وهـم ليسوا مسيحـيّـين ، كم بالأحـرى لك أن تستشهـد بتلك الآية نفـسها وأنت مسيحي ؟ ولا أريد منك الجـواب بل تأمّـل فـيه ! وقـد طلبتَ منا يا أخ نزار أن نـنطلق من الكـتاب الذي يقـول : " إن الحـكـم يكـون أشـد قـساوة عـلى اللذين يحـتلون المناصب الرفـيعة " حـكـمة 5:6  ، طيب ما رأيك بمنصب طارق ؟ هـل كان فـراشاً أم رزاماً أم بائع لبلبي ؟ في الحـقـيقة إن عـلى رجال دينـنا المكـرمين أن يوجّـهـوا كـتاب شـكـر لحـضرتك عـلى النصائح والإرشادات التي أسديتــَها لهـم ، وذكّـرْهـم كي لا ينسوا أن : " يتصرفـوا بحـكـمة مع اللذين هـم خارج الكـنيسة " كو 5:4 . ونصيحـتك لنا لا تــُقـدّر بثمن فـكـيف نجازيك حـين تقـول : أيها الإخـوة لا تكـونوا مثيري القـلاقـل والمشاكـل والفـتـن ، كي لا يحـذر الناس منكـم ويـبتعـدوا عـنكـم ، مؤيـداً إياها بـ " أناشدكـم أن تكـونوا عـلى حـذر من الذين يثيرون الخـلاف والمصاعـب ، إبتعـدوا عـنهـم " رو 17:16 . وبكل تأكـيد سوف يتعَـقــّـلون ويتـنبّهـون إمتـثالاً لتوجـيهاتك الأخـوية " تعـقـلوا وتـنبهـوا " 1 بطرس 8:5 . ومن يدري قـد تكـون أنت الـ .... المنـتظر . عـش سعـيداً .

الأخ زيـد ميشـو الموقــّر http://www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=1466
( في الحـقـيقة تعـبتُ من الكتابة والرد عـلى كل واحـد بمفـرده ) والأخ زيد راح يتكـلـّم بالمأجـور ، والنبال والسهام ، ويعـقـوب ، ولا يفـقه الكـتــّاب معـنى الحـرية ، أب يريد أن يغـفـر لإبنه الخاطىء ، قال الخـروف وحـكى الدرهـم ، جاء الحـكـم الذاتي ذهـب الأكـراد ... إن هـذه التعابـير لا تـتطـلــّب الرد فأنا أعـتذر للأخ زيـد وأرجـو منه العـفـوَ لعـدم تعـليقي عـلى ما كـتـبَه مِن ردّ .

ولكـني وعـن طريق الصدفة قـرأتُ مقالاً لك عـلى الرابط : http://www.zahrira.net/?p=4096 تذكـر فـيه إسمي . طابَ لي أن أقـول لك أنك رايح بالغـلط في تأويلك لمقالي ( القـناعة والمتخـفـون خـلف القـناعة ) لسبب بسيط وهـو أنك لستَ من بـين الذين أخـفــَـوا صورتهـم . ثم هـل أقـول عـنك أنّ شأنك شأن الآخـرين الذين قالوا عـني أنـني ( مدرس اللغة العـربية ، وضابط في الجـيش العـراقي ، وخـريج المعـهـد الكـهـنوتي - السيمينير ) ؟ ورغـم تباعـد هـذه الإخـتصاصات عـن بعـضها فأنا ليس لدي شرف الإنـتماء إلى أي واحـدة منها . ويمكـن لكم أن يتابعـوا ذلك في شبكة نادي بابل الكـلداني وتعـليقات الإخـوة عـلى مقالي المشار إليه http://www.nadibabil.com/nadibabil//1654 عـلى هـذا الرابط  . ألا يتطلب منك الآن أن تعـلـّق بنفـسك بعـض الشيء عـلى مقالكَ ؟؟ مع الشكر

أما السيد أبو فـرات - حـناني ميا ، فـقـد سجّـلتُ كتابته عـندي ولكـني فـقـدْتُ الرابط ، ومع ذلك ليس لدي القـول سوى أن لسان حاله يقـول : حـشر مع الناس عـيد . دامتْ أيامك أعـياداً سعـيدة يا أبا فـرات .
 
وأخـيراً ردُّ الدكـتور وديع  http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,159730.0.html
الذي جاء تعـليقاً عـلى  ردّي: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,158936.0.html
ولكـن قـلمي يأبى إلاّ أن يكـتب شيئاً : لقـد كـتـَبَ الأستاذ وديع (( 1- اما اعتراض الاستاذ مايكل سبًي – سـيبي - على استشهادنا بقول السيد المسيح , له المجد ,على خشبة الصليب حين نادى الاب طالبا الغفران لصالبيه , بدعوى فارق الزمن و إختلاف المستوى الحضاري لصالبيه من اليهود عن المستوى الحضاري لمن شغل ارفع المناصب السياسية في بلده في القرن العشرين ..... 2- كما ان التقارير اشارت الى ان اغلب المتورطين في التفجيرات الارهابية الاخيرة في لندن هم من الفئة ذات التعليم العالي , بل ان اغلبهم ينتمي الى المجموعة الطبية )) . يا أخ وديع أشـكـركَ حـقاً لأنك تعـترف بالذي أنا ذكَـرْتــُه ، فالذين صلبوا المسيح قـبل 2000 سنة كانوا بُسـطاء سُـذج *  لا يعـرفـون ماذا يفـعـلون * فالمنطق يأخـذ سذاجـتهـم بنظر الإعـتبار ، طيب ولكـنك تقـول أنّ المتورّطين اليوم هـم من فـئة التعـليم العالي ! وأطباء ! ونحـن نسألكَ : هـل أنّ هـؤلاء المتعَـلــّمين عالياً والأطباء، هُـم سُـذجٌ بُسـطاء * لا يعـرفـون ماذا يفـعـلون * كي يُـعامَـلون كرجـل الشارع اليهـودي قـبل عـشرين قـرن ؟ إذاً هـل تريـد أنْ يُعامَـل طارق كـرجـل ساذج في عـهـود قـديمة لا يدرك ما يعـمله - حـسب طلبكَ - ؟ أمْ كـقائـد مثـقـف رفـيع المنصب يتعامل مع التكـنولوجـيا ويركـب الطائرات ويدخـن الـسـيگار المسـتورد بالعـملة الصعـبة والناس تـنـتظر طـوابـيراً للحـصول عـلى عـلبة جـبن كما كـنـتُ أفـعـل أنا ؟ كـم أعـجـبتـني عـبارتـكَ التالية [[ فاقول له ان ( بوشك ) محور الشمس المشرقة , ربما يستحق قبل غيره ان يجلس في قفص الاتهام ]] لأقـول لحـضرتـكَ : هـل أنّ الأرض مركـز والشمس تـدور حـولها ، أم أنّ شـمسـنا و– بوشـنا– هي المركـز والكـل يدورون حـولها ومهـلهـلين لها ، لابل يتوسّـلون منها وأصحابكَ قـبل أصحابي ؟ عـزيزي الأستاذ وديع : كـنـتُ أتوقـع أن تعـلـّق عـلى مقالي المُوجّه إلى حـضرتكَ سطراً فـسطراً فـيهـزني هـزاً بالمنطق الذي لا يقـبل النقاش ،  كـنـتُ أتوقــّعه ( تــَجْـفـيـتاً ) لكـتاباتي ، ولكـنه خـيّـبَ أملي ولم يُشـبع خـيالي ، وبالآثوري ( ليه مَسْـوِ خِـيالي ) . إنـني منـذ الآن جاهـزٌ كـ أخ للردّ إذا قـرأتُ ردك الجـديـد .  دمتم جـميعـكـم سالمين . 

479
الدكـتور وديع بتــّي حـنا
بـين الكاردينال والسـوﭭـيـيت في الجـنة

بقـلم : مايكل سـيـﭘـي / سـدني
في عام 1969 وأنا مع إثـنين من أصدقائي الألقـوشـيّـين ( الآن أحـدهـما متقاعـد في ألقـوش - الصفار- والآخـر يرغـب أن يسمي نفـسه اليوم أثورياً وبذلك حـصل عـلى مركـز لا بأس به في مديرية تربـية نينوى ، إلاّ أنه لم يستطع التحـدّي فإنـتقـل إلى المنطقة الشمالية ) ذهـبنا إلى السفارة السوفـيتية ببغـداد فـواجـهتـنا في مكـتب الإستعـلامات شابة شـقـراء في غاية الجـمال ، إسـتفـسرنا منها فـعـلِمْـنا أنها لا تعـرف الإنگـليزية ولا العـربـية ، فأومأتْ إلينا بالإنـتظار ، وبعـد دقـيقـتــَين جاءنا رجـل طويل القامة في أوائل خـمسيناته يتكـلم العـربـية بطلاقة وباللهـجة المصرية فـرحّـب بنا ثم سألناه : هـل توجـد زمالات دراسـية للعـراقـيّـين للدراسة في الجامعات السوفـيتية ؟ قال : ليس لدينا زمالات دراسية عـلى الإطلاق ! ثم خـفــّف من وطأة إجابته المخـيّبة لنا فأضاف : يمكـنكـم أن تراجـعـوا وزاراتكـم بهـذا الشأن . ثم عـلمتُ لاحـقاً أن الدراسات العـلمية في ذلك البلـد تـتم عـن طريق الأحـزاب والتـنظيمات الموالية له وفي جامعات خاصة بالأجانب فـقـط  مثل جامعة ﭘاتريس لومـمبا ، ولا يتمتع طلابها بالحرية الغـربـية ، أما الدراسات العـسكرية فـتلك مسألة أخـرى مبنية عـلى إتفاقـيات ثنائية بـين الحـكومة السوفـيتيّة وحـكـومة أية دولة أخـرى ، اللتــَين تحـيطان الدارسـين والمتدرّبـين بقـيود أشـد . إن ما ذكـرْتــُه مِن وصف للطلبة الأجانب الدارسـين في دولة الطـّوق الحـديدي ، لم يفـصح عـنه الرفاق الدارسـون في غابة سايـبيريا - إنْ لم أقـل بالغـوا في وصف جَـنــّتها - حـتى إحـتضار الدب الأبيض حـينـئـذ لم يُـخـْـفـوا عـنا إمتعاضهـم منها ! بل صاروا أبواقاً تــُسْـمِعـنا أصوات تـذمّرهـم مما لاحـظوه من غـبن وتفـرقة ومحـسوبـية في تلك الثلوج الحـمراء ( التي لم تصمد طويلاً تحـت الشمس المشرقة ) . كـتبتُ هـذه المقـدمة لا لكي أنـتقـد الخـيارات الشخـصية للفـرد ، بل لكي أبـيّن للقارىء إحـدى الصفـحات الحـقـيقـية والمنظورة من هـوية وحـرية الأجانب اللذين كانوا يدرسون في الإتحاد السوفـيـيتي ، وفي المقال المنشور عـلى الرابط  في أدناه     http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,158093.0.html
كـتـبه الدكـتور وديع بتــّي حـنا ، تحـت عـنوان ( لينين وغـبطة الكاردينال وطارق عـزيز ) ومنه عـلمتُ أنه أحـد أولئك الطلبة . لقـد قـرأ إحـدى مقالاتـنا فـذكّـرَتـْه بالقـول الخالد ( الحـقـد مُوَجّهٌ سيّءٌ في السياسة ) والمنسوب إلى لينين حـسب وصفه ، كما يضيف الأستاذ معـرفـته المسبقة بأن أساتذتهم في اللغة الروسية كانوا عـملاء لجـهاز المخابرات السوفـيتية ، وأنا أودّ بنفـس الطريقة التي ذكّـرَتــْه أن أتـتبّع ما وردَ فـي مقاله المنشور بالتدريج متذكّـراً نسيج حـياتـنا الماضية وأيامَنا الحالية . وهـنا أعـلق عـلى كـتابة الدكـتور وديع لأقـول : إن كـلمة عـميل قـد تصلح وصفاً لغـريـب يعـمل سـراً بنفـس دنيئة لفائدة جـهة أو دولة ما ، ليست دولته ، ولكـنها ( ونحـن متحـفــّـظون عـلى هـذا النمط من المهـن ) لا تصلح لوصف إبن البلد وهـو يؤدي خـدمة تصبّ في نهاية المطاف في قـناة تحـمي بلده من كل خـطر محـتمل ، ثم أتساءل: أية طمأنينة كانت عـندكـم وأيّ إغـتباط كان لكم بالجهة التي بعـثـتْ بكـم للدراسة إلى دولة تشـكّ بكـم قـبل وصولكم إليها ، وأنـتم عـلى عِـلمٍ مسبق بأن أساتذتها فـيها هـم عـملاؤها ويراقـبونكم ؟ وما الذي كانوا يَرْجـونه أساتذتكم أولئك من عـملية متابعـتهـم لكم ؟ وماذا كانوا يتوقـعـون أن يحـصلوه منكم وأنـتم طلاباً ؟ مما يقـودنا إلى الـتساؤل : تــُرى كم كانت درجة شـكوكـهـم ومتابعـتهم ومراقـبتهـم للرجال القادة من بلادنا ، أولئك الحاملين رايتهـم ؟ ورجـوعاً إلى قـول لينين فإن إستفـساركـم عـن دوافـعه عـنده ، كان يعـني أنّ لديكـم الرغـبة بتشـوّق في الوصول إلى أعـماق الحـقائق وليس الإكـتفاء بسـطوحها . إن تفـسيركم المحـتمل لتلك الدوافع جـميل ، فـسواء كان لينين ينصح رجاله بكـلامه ذاك أويؤنــّب الذات عـن ذنب إقـترفه هـو ، فإنه بالوقـت نفـسه يتوافـق مع القـول الشـهـير - السياسة مفـسـدة لكل شيء - وتـتطابق هـذه الحـكـمة بمقـدار ملموس عـلى السياسيّـين اللذين يـبتغـون المصالح الشخـصية الضيقة عـند ولوجـهـم هـذه القـناة الرخـيصة وهـم بعـيدون عـن مبادىء الحـياة الأساسـية والسياسية ، لابل أؤكـد أن البعـض يستكـثر عـلى نفـسه ، فـلا يتحـمل ولا يُصدّق أن إسمه صار يُكـنــّى بالسياسي فـيفـتخـر بتبخـتر ، وهـو يطفـو عـلى السـطح كـفـقاعة هَـواء في هُـراء
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,115911.0.html .........
ولكـن السيد وديع قـرأ المقالات وراح متوهّـماً ومتهـماً كتــّابها واصفاً إياهـم بالسياسيّـين وهـم ليسوا كـذلك ، وإنْ كان الإداريّون في شبكة ( عـنكاوا . كـوم ) الغـراء قـد ألحـقـوها في باب المنبر السياسي . فـحـسب عـلمي وأنا مـتيقــّن منه 100% أنّ مِن بـينهـم شمامسة ترعـرعـوا في أحـضان الكـنيسة وتحـمّـلوا وصمدوا أمام مضايقات المناوئين لها في أيام ماضية الكـثير ، ولسنا بصددهـم اليوم وإنما أقـول للأسـتاذ وديع : لم يضع أحـد من الكتــّاب المشار إليهـم نفـسه في موقـع المحـكـمة الكـنسية ، ثم أن طارقاً هـذا موضوع البحـث وقـبل أن يولـد ، قـد قال عـنه الشاعـر منذ زمن بعـيد: * ما زاد حـنــّون ( طارق ) في الإسـلام خـردلة ... ولا النصارى لهـم شـغـل بحـنـّون *
فالناقـوس لن يوقـف ضرباته ولا المجـمع الفاتيكاني يؤجّـل جـلساته ، إذا ما الطارق عـن مسيحه الحي إرتـدّ ، ورحاله عـن قـمة الجـلجـلة شـدّ ، وإنحـدر بجُـبْـن حـين شـهادتـَيه أدّى ، وفي غـيّه تمادى وَ مـدّ . نعـم إنه سـلوكه الشخـصي الحـضاري كما أسـمَيـتــَه ، ولكـنك لم تقـرأ بإمعان حـين قـلنا لحـضرة الكاردينال : [ أتركه الآن ... وَدَعْ الموتى يدفـنون موتاهـم ] . وقـد ذكـرْتَ كـيف أن المسيح طلب الغـفـران لصالبـيه ، ولكـن فاتـَتـْـكَ عـبارتـنا لغـبطة الــﭘـاطريرك : [ نعـم نحـن نغـفـر لِـمَـن أخـطأ إلينا ، وطبـيعيّ أن تغـفـروا له إذا أخـطأ إليكم شخـصياً ، ولكـنـنا لسنا مخـوّلين أن نغـفـر لِمَن أخـطأ لغـيرنا لأن مانح الحـياة هـو الغافـر ، وهـل هـناك مَن يغـفـر الخـطايا غـيره ؟ ] . ثم قـل لي بربّـك هـل أن مستوى ثـقافة رجـل الشارع اليهـودي قـبل 2000 سنة كانت بمستوى ثقافة  وزير الخارجـية لدولة كالعـراق وفي القـرن العـشـرين ، كي نقـول عـنه : ليس يعـرف ما الذي هـو يفـعـله ، مثلما قال الرب يسوع عـن اللذين طالبوا بصلبه ؟ ثم مَن سيُعاتـب الكاردينال أو غـيره إذا طالبَ بأيّ خـير يعـم الجـميع دون تحـديـد أو تسـيـيج ....... [ إسألوني عـن العـراقـيّـين ولا تسألوني عـن المسيحـيّـين ] ؟ الدكـتور وديع الموقـر : عـن أي عـمر تـتكـلـّم وطارقـكَ هـذا لا حـدودَ لعـمره في نظره ، وإلاّ لكان عـلى الأقـل قـد حـسب مع نفـسه أنّ الدهـر يومان ..... ثم هـل صحـيح تذكـر في مقالتك أنه ممكـن أن يُستفاد منه ! إنـني أستغـرب من رأيك حـتى إذا كان موكـّـلكَ مِن بـين اللذين هـبطوا مِن السماء ؟ أما أن تسألنا عـن المردود المادّي لنا عـند الإقـتصاص من هـذا الرجـل ، فـنحـن نسألك بدَورنا ونقـول ما هـو المردود المادّي لك إذا أخـذتْ العـدالة حـقـها منه بالقـوانين القـرَقـوشـيّة التي كان هـو يحـكم بها ؟ تلك التي أعـدمتْ وزير الصحة وبعـد أيام صار شهـيداً عـند عادمه ، لأن سهـواً حـصل ؟ وتلك التي رأت نقـطة سوداء في عـين محـمد عايش وطارقـك يهـز رأسه صعوداً ونزولاً والإبتسامة لا تفارق محـيّاه ، لأن الأخ بشوش جـداً ؟ أخي العـزيز وديع : قـد تكـون أكـبر مني عُـمراً وأرفـع مني تحـصيلاً دراسياً وأكـثر مني وزناً وقـل ما شـئتَ من المفاضلات ، ولكـن كل ذلك لا يمنع من أن نـُسمِعـك رأينا مثلما قـلنا لسيدنا الكاردينال [ إنّ مِن التلامـيذ في التاريخ مَن أدهـش معـلمه ، وفي ذلك قـصص تاريخـية عـديدة موثـقة ، وأخـرى شخـصية عـندنا ...... ] أقـول : حـينما تـنوي ترجـمة أفـكار إلى مقال ، تصوّر أنّ أمامك وديعاً آخـراً بنفـس مستواك يناقـشك بالضـد و أنت تردّ عـليه بحُـجَـجـِك المنطقـية فـتقـلــّـل مِن فـرص الإعـتراض عـلى مقالك ، وإنـني بهـذا لستُ أعـلـّـمك بقـدر ما أنا أذكّـركَ فـقـط .  أما عـن نظام المحاصصة الذي تطرقـتَ إليه فـلنا فـيه وقـفة ، نحـن نـنتقـد المسؤولين اللذين ينهـجـونه بشـراهة ، وتريدنا أن نقـتفي آثارهـم  يا وديع ؟ وإذا كانت الغاية مثلما تفـضــّـلتَ وكل واحـد يدافـع عـن خاصته ، عـندئـذ نقـول أن هـناك من الأمور والإشـكالات التي تهـم الأمة عامة أولى بالبحـث عـن حـلول لها من قـضية خاصة بفـرد ، هـل أنتَ متفـق معي في هـذه أم لا ؟ وأخـيراً جـئتَ بمقـولة العـقـوبة التاريخـية ، تــُرى ألستَ متابعاً للأخـبار كيف أن مجـرماً أو متهـماً بإرتكاب جـرائم يفـلتُ من يد العـدالة سنيناً طويلة ، وبعـد أن يُـلقى القـبض عـليه يُـقـدّم إلى المحاكـمة وكأن الحادثة وقـعـتْ في البارحة ؟ ويكـفي أن سـتالين حـوكـم وهـو في القـبر . دمتُ سعـيداً .   

480
سـيدنا الكاردينال : ما لـكَ ولِـ  طارق أبي رغال ؟

بقـلم : مايكـل سيبي / سـدني
حـياتـنا مسيرة لذتها منسيّة ، جـنــّـتها حـديقة زهـورها مرئية ، جـحـيمها مقـبرة عـظامها مخـفـيّة . نمشي عـلى سـهـولها الواسـعة البهـيّة ، صفـصافـها رمالها صفاتها رديّة ، جـبالها شاهـقة سماؤها صافـية ، بحارها عـميقة في الظاهـر نقـيّة ، لكـنها غـدارة أعـطابُها خـفـيّـة ، تلك كانـت حـياتـنا سـنينها مطويّة ، طارقــُها عـبدٌ لِـمَنْ أنجـبتــْه صُبحـيّة .......
حـياتـنا مراحـل وقـفاتها عـديدة ، لنا فـيها صداقات كـثيرة فـريدة ، بعـض منها ضعـيفة وبعـضها مجـيدة ، فـتسقـط الرديئة وتـثبـت الشديدة ، محـطة مُخـْـزية – محـطة مفـيدة ، واحـدة مرعـبة شـُعـْـلتها وئيدة ، تـُحـرق مَن يمسّها ويصبح طريدا ، والثانية مفـخـرة لكـنها شـهـيدة ، تزيّـن دماؤها صدورَنا الحـميدة ، تلك كانت حـياتـنا دروبها مـديـدة ........
كـم مِن صديق مخـلص أخـبرنا ، سِـراً وبالسِـرّ هـو يُـعـْـلِـمُـنا ، كان لنا سُـلــّمٌ في عـراقـنا ، مدرّجٌ ليرتقـيه غـيرُنا ، نعـرفه هـو كما يعـرفـنا ، يتـخـذ وسادة أكـتافــَـنا ، يُشـترط أنْ ينكـر مسيحـنا ، فـيرتقـيه في النهار عـلنا ، ليس له حـياءٌ كـحـيائـنا ، والطارق واحـدهـم ناكـِرُنا .........
[ إنّ من بـين الأسـرار ما لا يعـرفـها إلاّ إذا الصدفة له شاءتْ أو من صديق حـميم إليه تسرّبـتْ . لقـد كان شرطاً أساسياً للإرتقاء إلى الدرجات المتقـدمة في حـزب أبو زيـّودي كـعـضوية القـيادة القـطرية أو غـيرها  ( أن يكـون مسلماً ) ، والمناضل الشهـم طارق هـذا ، كان لابـد له أن يؤدّي الشهادتين كي يصل إلى ذلك المستوى وإلاّ فـلا حـصة له في الفـريسة ، وقـد أخـفـيَ السرّ هـذا للغايات المعـروفة نفـسها التي كـُـتِـمَتْ بسببها أسْـلمة ميشيل عـفـلق حـتى فــُضح بعـد وفاته وعـلناً في الصحـف والإذاعات العـراقـية مبرّرين ذلك بحـجه أو أخـرى ، رغـم عِـلــْمِـنا بها قـبل ذلك بكـثير .] ........
لم تمر مناسبة وطنية مصوّرة تلفـزيونياً إلاّ وشاهـدتــُها بتركـيز وتعـمّد ولغاية في نفـسي وخـلال أكـثر من عـشرة أعـوام ، حـين كان أعـضاء القـيادات المتـنوعة في عـجـينة الحـكم ( مجـلس الثورة ، القـطرية ، القـومية وغـيرها ) يضعـون أكاليلاً من الزهـور في تلك المناسبات عـند النـُصُب العـديدة الموزعة في مناطق بغـداد ( الجـنديّ المجـهـول ، الشـهـيد ، قـبر فـلان ، أو غـيرها ) وأنا أتابع وأركـّز نظري عـلى شاشة التلفـزيون . لقـد كان المصوّر السينمائي يوجه كامِـرته نحـو جـميع الواقـفـين ويُـطيل من لقـطاته للأعـضاء الكـبار ومنهـم السيد طارق سواءاً عـند وضع الأكـليل أو قـراءة الكـلمات ، ولكـن ما أن يحـين موعـد الترحّـم عـلى أرواح الموتى وقـراءة صلاة الفاتحة الخاصة بالمسلمين ، كان المصوّر يدير كامرته إلى جـهة أخـرى لا يصوّر فـيها أخـينا ! ولهـذا لم أستطع طيلة تلك السنين أن أعـرف هـل أنّ طارق عـزيز يرسم عـلامة الصليب في صلاته الإجـبارية أم يفـتح كـفــّيه مادّاً إياهـما إلى الأمام ؟ وتفـسيري لهـذا المشهـد هـو : أنّ طارق لا يرسم عـلامة الصليـب إطلاقاً ، وكـذلك لا يزج نفـسه في مأزق الفـضيحة الإعـلامية حـين يقـرأ الفاتحة الإسلامية فـيعـرف الناس أنه قـد أصبح مسلماً من جـهة ، أما من جـهة أخـرى فإن تبجّـح السلطة الحاكـمة أمام الرأي العام العالمي والمحـلي بمسيحـيّـة عـضو قـيادي الظاهـرية وإستخـدامه كآخـر ورقة عــند الحاجة إليه ، هـذا التبجّـح كان سـيتلاشى .......
والآن يا سـيدنا الكاردينال : هـل تـتذكـرون إحـدى مآثر طارق ! وأنـتم خـير المتذكّـرين في مطلع السبعـينات حـين حاولتْ حـكومته المنهارة جـس النبض بهـدف فـرض تدريس القـرآن للمسيحـيّـين في المدارس ، فـشاء الـﭘاطريرك الراحـل القـديس ﭘـولص الثاني شـيخـو أن يستفـسر ويـبدي رأيه الرافـض لتلك المحاولة وبالتالي الطلب من ( المسيحي الكـلداني – طارق ) ظناً من غـبطـته - لابل يُـفـترض أن يكـون - أقـرب إلى تفـهّـم طلبه ، فـماذا كانـت إجابته للـﭘاطريرك الجـليل ؟ إنه وبكل صلافة قال حـسب ما تـناقـلته الألسن الموثوقة : إن حـكومة الثورة التي فـعـلتْ برجال الدين الشيعة في كـربلاء والنجـف ما فـعـلتْ ، لا تـتردّد في إنهاء حـياة مَن يقـف في طريق تـنفـيذ خـطـطـها . ونيافـتكـم تعـرفـون قـصة رد غـبطته الشجاع متسلحاً بإيمانه ومتدرّعاً بإنجـيله وبالتالي الوصول إلى مأربه رغـماً عـن أنف وصلافة ذلك المتعـجـرف ........
وحـضرتكـم تجـعـلونـنا نـتساءل : هـل سمعـتــُم الناكـر لمسيحـيّـته طارقاً هـذا ، أن نطق حـرفاً بلغة أمه وأبـيه يوماً ؟ هـل زار بلدته وأهـلها يوماً ؟ هـل تكـلـّم عـن - مسيحـيّـيه - في وسائل الإعـلام يوماً ؟ هـل جاهـد من أجـل أن يُخـلـّص مسيحـياً بريئاً من براثن سلطته يوماً ؟ هـل صلى في الكـنيسة يوماً ؟ وإذا قـلتـم : لم يكـن بإستطاعـته أن يعـمل كـل ذلك خـوفاً مِن بطش السلطة آنذاك ! نقـول : إنه كان جـزءاً من تلك السلطة ، ألم يشترك كالأسخـريوطي بصورة أو بأخـرى في إتخاذ قـرارات أنهـتْ حـياة مئات الألاف من الأبرياء ؟ ثم إذا كان - جـباناً - يومها ،  أتركه الآن في جـبنه أيضاً ، ودع الموتى يدفـنون موتاهـم .........   
يا سيدنا الكاردينال : ما الذي خـطـر ببالكـم وسمحـتم أن تزجّـوا بأنفـسكـم في ميدان ليس ساحـتكـم ؟ ما الذي ذكـّرَكم بواحـد فـقـط دون غـيره ، وهـو ذو غـلاف مسيحي ظاهـري وأعـطيتم مستمسكاً عـنكـم بـيد غـير المسيحـيّـين ، ولستم تـتـذكـّرون الأبرياء الكـثيرين حـتماً من مخـتلف الأديان والقابعـين في السجـون ، فـيصفـونكم بالمتحـيّزين وربما بالعـنصريّـين ونيافـتكم في غـنى عـن ، لابل بعـيدون عـن تــُهَمٍ كـتلك بدليل أنكـم قـلتم: إسألوني عـن العـراقـيّـين ولا تسألوني عـن المسيحـيّـين ؟..........
الأب الموقــّر : إنّ مكانـتكـم في قـلوب المؤمنين ومنصبكـم في الساحة الكـنسية والعالمية أرفـع من أن تـناشد مَن يهـمه الأمر مناشـدة عـلانية وعـلى الملأ هي ليست بمستواكـم لتطلبون العـفـوَ لـمن صال وجال شريكاً مع  مجـرمين ومتهـماً معـهـم بجـرائم أغـلظ من سـيگـاره الذي كان يتباهى به متخـيّـلاً أن الدهـر يومان : يوم له ويوم آخـر له أيضاً . نعـم نحـن نغـفـر لِـمَـن أخـطأ إلينا ، وطبـيعيّ أن تغـفـرون له إذا أخـطأ إليكم شخـصياً ، ولكـنـنا لسنا مخـوّلين أن نغـفـر لِمَن أخـطأ لغـيرنا لأن مانح الحـياة هـو الغافـر ، وهـل هـناك مَن يغـفـر الخـطايا غـيره ؟ ونسألكم سؤالاً طارئاً : لِـمَن وُجـدتْ دور العـدالة ؟ ........
سيدنا العـزيز : نحـن تلامذتكـم ولسنا نعـلـّمكـم فأنـتم القائـد والأب ، ولكـن جـيل الأبناء اليوم يخـتلف كـثيراً عـن جـيل الأبناء حـين كـنـتم إبناً ، وتخـتلفـون أكـثر عـن جـيل الأبناء قـبل 400 سنة ، ونيافـتكـم أدرى بذلك وتعاينونه وتلمسونه يومياً . اليوم صار كل أب يستمع إلى ما يقـوله أبناءه بالحـكـمة والمنطق ولا يسمح لأية صفـيحة زجاجـية مهـما كانـت شفافة ورقـيقة أن تجـد لها مكاناً بـينه وبـينهـم ، وإلاّ فبأية وسيلة يعـبّر عـن حـبه وإحـترامه لهـم ؟ .........
ﭘطركـنا الحـبـيب : إنّ مِن التلامـيذ في التاريخ مَن أدهـش معـلمه ، وفي ذلك قـصص تاريخـية عـديدة موثـقة ، وأخـرى شخـصية عـندنا كمدرّسـين . أعـيد وأكـرّر أنـكم أنـتم المعـلم ، ولكـن دعـنا نــُسْـمِعَـكم رأيـنا : أنـتم قائـد مسيحي يتمثـل فـيكـم الخـير والجـمال ، ولكـن مسيحـنا يقـول : لا ترموا جـواهـركـم أمام أيّ كان - - -  ولا تعـطـوا خـبز الأبناء لأي كان - - -  . نعـم ، جـميل عـندكـم أن تفـكّـروا بالخـير ، جـميل منكـم أن تـنصحـوا بالخـير ، جـميل فـيكـم أن تبادروا إلى عـمل الخـير . ولِـمَ لا ، ولكـن الأفـضل لموقـعـكـم في هـذه الحالة الإتصال هاتفـياً أو اللقاء شخـصياً بأصحاب النفـوذ وطلب الخـير منهـم دون التهـليل له بوسائل الإعـلام ( ولا تدع شمالك تعـلم ما تفـعـله يمينـك ، لتكـون صدقـتك في الخـفـية ، وأبوك الذي يرى في الخـفـية يجازيك ) ........
وأخـيراً سـيدنا المبجّـل : أتـذكـّر سيادة المطران سـرهـد جـمو يوم جاء إلى سـدني نيابة عـنكـم لتـنصيـب المطران مار جـبرائيل كساب للكـنيسة الكاثوليكـية للكـلدانيّـين في أستراليا ونيوزيلاند ، حـين قال في محاضرة له : نبني بـيتـنا أولاً . نعـم ، دعـنا نطلب ملكـوت الله في بـيتـنا كـلنا سوية أولاً ..... وهـذا الآخـر كـله يُـزاد لنا ، دمتم سعـيداً .

481
مار باوي المبارَك ، بارِكْ مُضـطـَهـديكَ ، ربّـك يُـباركُـك 


بقـلم : مايكل سيبي / سـدني

في أمسية أحـد أيام عام 2007 كـنتُ أشاهـد برنامجاً باللغة العـربـية في قـناة SCTV التلفـزيونية والتي تهـتم في معـظم ساعاتها ( وبلغات متعـدّدة ) بشؤون الإيمان المسيحي وغـيره . وكان الواعـظ يروي قـصة رواها له أحـد أصدقائه الذي وصف جانباً من حـياته في مكان عـمله قائلاً : صرتُ أعـمل مدة خـمس سنوات في المعـمل ولم يعـرفْ زملائي أنـني مسيحيّ ! فإستغـرب الواعـظ من صديقه وقال له : أمعـقـول ذلك ؟ قال الصديق : نعـم لأنـني لم أصرّح لهـم بأنـني كـذلك . وهـنا إنـتفـض الواعـظ مندهـشاً ومتعـجّـباً من خـمول وبلادة سلوك صديقه وقال له : كان يُـفـترض بك أن تجـعـل رفاقـك يعـرفـوك مسيحياً دون أن تعـلن لهـم ! كان يجـب عـليك أن تـترجـم مسيحـيتك بلغة سلوكـك فـيسمعـوك بتصرفاتك ويعـرفـوك دون أن تقـولها بلسانك! إنك مقـصّر يا صديقي . إنّ هـذه القـصة البسيطة تـُـثير عـندنا تساؤلاتـنا ممّن هـم أعـلى منا مقـعـداً وأكـبر حـجـماً ، لنستفـسر منهـم تواضعاً وليس إتــّضاعاً ونقـول: مَن هـو المسيحي ؟ هـل هـو مَن إعـتمذ ؟ كـلا ، فالأسخـريوطي كان كـبقـية التلاميذ معـمّـذاً ولكـنه غـدر بالمسيح ! هـل هـو كـل مَن يقـول يا رب يا رب ؟ كـلا ، لأن الرب نفـسه وضـّح لنا وقال ليس كل مَن يقـول يا رب يا رب يدخـل ملكـوت السماوات ! هـل هـو ذلك الذي يردد الصلاة كـثيراً كالبـبغاء ويوجّـه ضربات كـفــّه بقـوة إلى صدره ؟ كـلا ، لأن الرب شبّـهـنا بالوثـنيّـين إذا فـعـلنا ذلك ! وهـل هـو ذلك الذي يعـطي ألفاً من رصيده المليون ؟ كـلا ، لأن زمن صكـوك الغـفـران ولـّى ، والعـجـوزة التي أعـطت فـلسَين كانت أكـثر سخاءاً من غـيرها ! تـُرى مَن هـو المسيحي إذن ؟ المسيحي هـو السامريّ ، هـو الصوت الصارخ في البرية يهيّء الطريق لمجيء المسيح ، هـو مَن يُطعـم فـقـيراً بإسم المسيح ، هـو مَن يعـمل بوصايا المسيح ويحـب إخـوته كي يعـرفه الناس بأنه أحـد تلامذة المسيح ، هـم أبناء الله السُعاة إلى سلام المسيح ، إنه مَن يتحـمّـل الإفـتراء عـليه مِن أجـل المسيح ، نعـم إنه مَن يُحـبّ أعـداءه كما أراد منا المسيح ، وإلاّ !! فإنه بإسم المسيح يخـدع أتباع المسيح . فـفي تاريخ 8/6/2006 كـتبتُ مقالاً بعـنوان ( مار باوي سورو الرجـل الرجل ) عـبّرتُ فـيه عـن رأيي وإنطباعاتي حـول هـذا الرجـل الفـذ نـُشر عـلى موقع عـنكاوا . كـوم ، ولو أردتُ كـتابته اليوم لكـنـتُ أعـيده كـما هـو دون تغـيـير . ويمكن قـراءته عـلى الرابط : http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,43045.0.html         
فـحـين إلتقانا عـصر يوم 5/5/2006 زائراً عـند جـمعـية الثـقافة الكـلدانية / سـدني ، رأيتُ فـيه رجـل المبادىء والقـيم ، لا يتــّكىء عـلى حـجارة حـيطان ولا يستظل تحـت أسمال الخِـيَم ، ، يمشي وكُـلـّه إقـدامٌ وهِـمَم ، يؤمن بطريق الحـق هـدفاً لأمته كـما لكل الأمم ، حـياتـُه مِن واهِـب الحـياة وليستْ من إنسان أو صنم . صانع الليل والنهار خالقــُه ، السماوات مظلـّـتـُه ، الأفـق سياجه ، قـلبه طاهـرٌ ولملاقات ربه شـوقــُه ، الصليـب سـيفه والإنجـيل درعه ، وإلى ملكوت الله هـدفه . إنه يرى المسيحَ في قـلبه ومعه إلى الجُـلجـلة طريقه ، فـهـل مِن صروح أو مادة فانية تــُعـيقه ؟ جـنائن بابل إنهارتْ ، وأسوار نينوى تهـدّمتْ ، وآثارنا إندثرتْ ، وهـل بقـيتْ هـناك أبنية صمدَتْ ؟ أية مملكة بناها لنا ربنا ! أعَـلى الأرض أم في السماء ! وأين تـتجّه عـيونـنا ، أنحـوَ الأعالي أم البطحاء !  أيّ إيمان لنا ، أبـينبوع الحـياة أم بحـجارة صمّاء ؟ هادمَ الهـيكل طمأنـنا ، فـبَـناه جـسداً حـيّاً وحـلّ بـينـنا ، وليس أتربة سمنـتٍ تغـشي أبصارنا!  هـكـذا عـلـّمَـنا مسيحـنا وعـلـّمَـنا وعـلـّمَـنا ! وليس غـيره يُعَـلـّمنا .
مار باوي والمعَـمّـذون بإسم المسيح واحـدٌ ، لم أسمعْـهُ غاضباً عـلى أخـيه بل يترك ثوبَه ورداءه له ، يصرخ رُحْـماكَ ... ولا يسأل ذبائحُـك ، مبدؤه يحـبّ أعـداءَه - وليس له أعـداء- يصلّي كـل صباح ومساء أبانا الذي في السماوات ويقـف هُـنـَيهة عـند ( وإغـفـر لنا خـطايانا ) ليُشعّ من قـلبه حُـبٌ وصوتٌ يملآن فـمه ليقـول ( كما نحـن أيضاً نغـفـر لِـمَن أخـطأ إلينا ) ، إنه ملحٌ نقيٌ يُطـيّـب كـلَّ الطعام قـليلـُه . 

مار باوي الكـليّ الوقار :
أنـتَ ونحـن نؤمن بربنا يسوع المسيح طريقاً وحـقاً وحـياة ، فـهـلمّ نقـرأ سـويّة في بشارة القـديس متى في 12: 35- 36  و  15: 8- 9 ( الرجـل الطيّـب مِن كـنزه الطيّـب يُخـرج الطيّـب ..... وكـل كـلمة باطـلة يقـولها الناس يُحاسَبون عـليها يومَ الدين ) فالإناء ينضح بما فـيه ، ( وأن ما يُعَـلـّمونه ليس سوى أحـكام بشرية ويُكـرمون الله بشفاهـهـم فـقـط ) فـكـلـّـنا تلاميذ معـلِـّمِنا ، أوصانا بالوداعة والحـكـمة والصبر ثم الحـذر ، فالحـياة المسيحـية تـتخـلـّـلها محـن وآلام ، والخـلاص يكـون في الثبات حـتى منـتهى الأيام . أتستغـرب حـين يُـزدرى بنبيّ في وطـنه ! ألـَمْ يُسَـقْ المسيح ربّـنا إلى المجالس ، ألـَمْ يُجـلـد ، ألـَمْ يُجَـدف عـليه ، ألـَمْ يُصلـَبْ ، ألـَمْ يَمُتْ ، ألـَمْ يُـدفـَن ، ثم قام وحـقاً قام ! أليس تاج الشوْك يُحْـيى العالمين رغـماً عـن المنادين : ( دمه عـلينا وعـلى أولادنا ) والوصية الكـبرى متـناسـين ؟. إنّ حـبة الحـنطة إنْ لمْ تـَـتــَفــَسّخ في التربة لن تـَحـيا سُـنبلة وهـذا هـو رجاؤنا ( والحـجـر الذي رذله البناؤون هـو الذي صار رأس الزاوية ) متى  21: 42 . ولكن دعـنا نـتساءل محـبّة وأسـفاً : ما الذي إستفادته هـيروديا مِن رأس يوحـنا وإبنـتها ترقـص عـلى إيقاع الدفـوف ؟ وأي نشوة إنـتصار حـقــّقـها قــَيّافا وقـلبه ممتلىء من الأحـقاد والخـوف ؟ أو ماذا إقـتـنى حَـنـّانـْـيا مِن صَـلب مخـَـلـّـصِه الحـنون العـطوف ؟ إنهـم سُـذجٌ بُسطاء ، عـيونهـم كانـت تحَـدّق في مقاعـد الديوان ، فأرادوا قـتله ليظفـروا قـبل أن يهـدم الهـيكل ويحـرق الزؤان ، ولم يفـهـموا أنّ هـيكـله السماوي فـوق العـنان ، ولم يدركـوا أن فـداءَه الجُـلجـليّ عـرسٌ في الجـنان ، وشـَوكة الموت تـنكـسر عـند أقـدامه مانح السلام والأمان .   
يا مار باوي : أتدري! إنـك إنسان ، قامتـك أعـلى من إرتفاع البُـنيان ، وتطلـّعاتـك السامية تجاوزتْ حـجارة الجـدران ، ومن حُـبّـك طفح الكـيل والميزان ، فـهـنيئاً لكَ يوم ولـَدتــْـكَ أمّـك كـنزاً ثميناً نقـيّـاً للعـمل والإيمان .








482
السيد الأمين العام لمجـلس الوزراء في العـراق يُراسل مايكل سـيـپـي في أستراليا
هـل العـراقـيّون المسيحـيّون جالية في العـراق ؟

بقـلم : مايكل سـيـپـي / سـدني
كُـنا نحـن العـراقـيّون ولا زلنا كـثيري الكلام فـضوليّـين ، نـتدخـّـل فـيما يُعـنينا وما لا يُعـنينا من حـكايات الأوّلين والآخـرين ، في إخـتصاصنا أو في شؤون غـيرنا وإنْ لم نكن بها مضطلعـين ، نـنقـل الأخـبار من هـنا وإلى هـناك ولسنا مراسلين ، نصـدر الأحـكام ونحـن بعـيدون عـن مهـنة الحُـكّأم والمُحامين . تــَرانا نـتـناقـش بالسياسة ولسْـنا بسياسيّـين! نـتكلم عـن العـرض والطلب والأجـور والضرائب وما نحـن بأصدقاء الإقـتـصاديّـين . وكـثيراً ما يصل بنا الحال إلى الإفـتاء في أمور الحـياة ولم نقـرأ كـتاباً في عِـلم الإجـتماع والإصلاحـيّـين ، هـكـذا نحـن العـراقـيون نوحي لسامِعـيـنا بأنـنا باحـثون في كـنوز العارفـين وبعـضنا لم يتصفـح كتاباً للمؤلفـين ، ولكي لا نـُعاتــَب نقـول : إذا كـنا كـفـوءين قادرين عـلى النهـوض بتلك المهام ونحـن جادّين ! فـهـنيئاً لنا وكـلنا معـشر المستحـقـين ! فـلقـد كان الأجـداد يُعَـلـّموننا بأن الأعـمال بالنيات أما اليوم نقـول : النيات تـُمحـص بالنـتائج مثلما تـُمتحَـن المودّة بالوشائج . إن أكـثرنا يرضى بالميزان المخـتـل حـينما ترجـح إحدى كـفـتـَيه إلى جانبه ، ولا يقـبل بالتوازن الأفـقي ولا بمنطق الوفاق رغـم عِـلمه بعـدالة الخالق ، أليست مقـولة ( إنّ النفـس لأمّارة بالسوء ) مرآة تعـكس لنا بعـضاً مما ذهـبنا إليه يا رفاق ؟ فـفي مقال نشرناه بتاريخ 11/8/2007 بعـنوان ( فاقـد الضمير لا يخـطأ ) ورد فـيه :  
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,112482.0.html:
 [ وحـينما ظـَهَـر القانون بُـنيَ جـسر متين بـين ضفـتــَي النهـر وأقـيم سياج عـلى جانبَـيه خـوفاً من سقـوط السابلة ، ونـُصبَ تمثال العـدالة وهـو ( الميزان المتوازن أفـقـياً ) في وسط الساحة التي تـتقـدّم بناية المحـكـمة تباهـياً وإعـلاناً للجـمهـور أنّ دار العـدل تحـكـم بالعـدل ! ولكـن صار يُرثى عـلى الميزان وكـفــّـتــَيه ، لماذا ؟ لأن البعـض صار يُلقي حُـجَـيراته عـليه فـتـتساقـط بصورة عـشوائية وبتفاوت عـلى جانبـيه فأفـقـده توازنه مما حـدى بأفـلاطون قـبل أكـثر من 2400 عام أن حاور زميله بوليمارخـوس وهـما يسيران بجـوار صرح دار المحـكـمة في أثـينا فـسأله أولاً : ما هـذه البناية يا بوليمارخـوس ؟ قال : هـذه دار العـدالة ، فـسأله أفـلاطون : وما هـذا التمثال في وسط الساحة أمام البناية ؟ قال : هـذا رمز عـدالة الأحـكام داخـل المحـكـمة ، فـقال أفـلاطون : إذن الآن أصبح لي واضحاً لماذا نـُصب هـذا الرمز خارج المحـكـمة ] .
وأفـلاطون هـذا حـين ناقـش مسألة العـدالة مع زميله خـرج بوصف لها لـيُعـرّفـها قائلاً : هي أن يأخـذ كل ذي حـق حـقه الذي يستحـقه . هـذه المثالية بعـيدة عـن الواقـعـية ، فالحـق يُسلب اليوم من صاحـبه ويُمنع من أنْ يسأل عـنه لابل يُضـطـهـد مَن يُجاهـر بالمطالبة به إنْ لم نقـل يدفـع حـياته ثمناً لسؤاله عـنه . ونـتيجة لكل ذلك لم يعُـد أمام الإنسان سوى الهـزيمة ! هـزيمة من بـيئة مريرة ليحُط ّ في أخـرى غـريبة قـريرة , ووشائج الحـياة والعِـشرة تبقى تصل الإنسان بأرضه ، وذكـريات الإخـوان ترتسم أمامه ، فـيستحـيل في ليلة وضُحاها ( بل قــُل عـشرات السنين ) أنْ تـتقـطـّع تلك الخـيوط المنسوجة بـينه وبـين تراثه . إن الروابط القـومية هي قاسم مشترك بـين أبناء القـوم الواحـد ، ونسائم القـيم الروحـية إطار يجـمع المؤمنين تحـت خـيمة سماوية واحـدة ومصير أبدي واحـد ، ولكـن الروابط الوطنية كامنة في ضمائر أبناء الوطن أينما تشتـّـتوا وكـيفـما جارَ الزمن ، وما رفــْعُ أعـلام الوطن في دول الغـربة في بعـض المناسبات إلاّ تعـبـيراً عـنها ودلالة عـلى قـوّتها . إن الإنسان ملِكٌ عـلى أرضه فـهـو منها وإليها ، ومشاعـره تـنبع من كـوامنه لتـتغـلغـل جـذورها إلى داخـلها مما يجـعـله يرتضي الإستشهاد بحـياته حـينما يتطلب الأمر من أجـل صيانة كـرامتها . كما لا تـتوقـف وتيرتها الوجـدانية في أعـماق ذاته الفـردية بل تـتـنقــّـل من السلف إلى الخـَـلـَـف ممتدة إلى آلاف من السنين الجارية وهـذه هي الأصالة والهـوية . وبهـذا الصدد لابد أن نذكـر الشعـب العـراقي الأصيل وآثاره أور وبابل ونينوى تشهـد عـليه ، إنهم الكـلدانيّـون والآشوريّـون في وادي الرافـدين والذين إتخـذوا لهـم من الفادي يسوع المسيح ربّـاً وإلهاً منذ ألفي عام ، إنهـم تربة العـراق التي تحـتضن عـظام أجـدادهـم لعـصور خـلتْ وإلى اليوم ، إنهـم مِلـْحُها بحـق والعـراق كـله بقـلوبهـم ولا يرتضون بجـزء منه . نعـم إنّ ديموغـرافـية بـيث نهـرين الحالية ليستْ عـما كانـت عـليه قـبل أربعة عـشر قـرناً لغة وديانة ومكانة بـين الأمم لأسباب كـثيرة لسنا بصددها في هـذا المقال ، إلاّ أن الشعـب الأصيل يـبقى جـبـينه مخـتوماً بوشم الأصالة دون أخـذ حـسابات التعـداد السكاني بنظر الإعـتبار فـتلك أرقام إحـصائية لأمور الدنيا المادية لكـن المشاعـر والأحاسيس لا تقاس بالمكايـيل الصناعـية . إن المسيحـيّـين في العـراق اليوم خـميرة شعـب وادي الرافـدين المتعـدد الديانات والقـوميات وهـذه حـقـيقة لا ينكـرها المتعـلـّمون ، يتفانى جـميعهم في الذود عـن مياهه عِـبر الزمان وكل حـين ، كما أن أوضاع العـراق الآن هي حالة إستـثـنائية تـتطلب المؤازرة والتكاتف بـين أبنائه أكثر من أيّ وقـت مضى . إن مشاعـرنا الحـميمة هـذه والتي تـنبع من حـرصنا وتفـكيرنا المنطقي العـفـوي ، إنما نعـبّر عـنها نحـن البسطاء ومن مواقـعـنا العامة كأبناء الشعـب ، فـكم هـو حـريّ بقادتـنا الذين وصلوا إلى سدة الحـكم - بطريقة شطرنجـية - وأصبحـوا في مواقـع المسؤولية وقـبـِلوا أن يحـملوا مصير الشعـب عـلى أكـتافـهـم بهـمّة ثورية ليصِلوا به إلى ما إمتدتْ أياديهـم عالياً ! . إنهـم مسؤولون أدّوا اليمين الدستورية عـلى أن يكـونوا مخـلصين للوطن وأبنائه متفانين في خـدمته متساوين في التعامل معـهـم ، وإذا حـصل صدفة أو بغـير صدفة أن تبوّأ أحـدهـم منصباً وهـو غـير أهـلٍ له فإن الممارسات الإدارية والتجارب اليومية لأجـهـزة الدولة القـيادية كـفـيلة بكـشفه وفـرزه ووضعه في أنسب مكان له من الكـراسي الوظيفـية ، وليس في واجـهات المؤسّسات الحـكـومية التي يُؤمل فـيها أن تـُحـقـق طموحات الشعـب الشرعـية .  
إن المسألة وما فـيها هي أن موظفاً غـير قـدير خـط ّ كتاباً يعـبّر فـيه عـن موافـقة السيد رئيس الوزراء في العـراق عـلى الإسراع في تقـديم المساعـدة الممكـنة لتـنفـيذ طلبات شريحة أصيلة من بـين شرائح الشعـب العـراقي في بغـداد ، واصفاً إياها بـ (( الجالية )) !  وهـذا بدَوره قـدّم الكـتاب إلى الأمانة العامة لمجـلس الوزراء كإجـراء إداري لتعـميمه إلى الوزارات المعـنية ، والذي تسرّب بطريقة أو بأخـرى إلى وسائل إعـلامية . وقـد فات عـلى جـميع المسؤولين هـذا الخـطأ المجـحـف الذي سبّـب إحـباطاً في مشاعـر ومعـنويات هـذه الشريحة المتجـذرة في أرض الفـراتـَين والتي رَوَتْ دماءُ أجـدادها تربة العـراق العـزيز آلافاً من السنين ، ألا وهي الشريحة المسيحـية والمتمثلة بالدرجة الأولى بالكلدانيّـين والآثوريّـين بالإضافة إلى الأرمن والجـماعة التركمانية المسيحـية وغـيرها إنْ وُجـدتْ . نعـم إن هـذا الكـتاب أثار إستـنكار وإشمئزاز المسيحـيّـين وغـير المسيحـيّـين أيضاً من المنصفـين من أبناء شعـبنا العـزيز داخـل الوطن وخارجه عـلى حـد سواء ، فـكُـتِـبتْ المقالات العـديدة بهـذا الشأن في مواقـع الشبكات الإلكـترونية وفي صحـف أخـرى عـديدة ، مما أثار إنـتباه الأمانة العامة لمجـلس الوزراء نفـسها وأسرعـتْ إلى إستدراك الأمر وإلحاقه بكـتاب تـنويه إلى الجـهات نفـسها المرسل إليها والتعـبـير فـيه عـن أنّ ورود كـلمة الجالية كان سهـواً ، وإستــُبدلتْ بكـلمة ((  الطوائف )) التي لا تمثل الكـلمة البديلة والصحـيحة ، وإنما كان يُفـترض الإشارة إلى هـذه الشريحة الحـيّة والأمينة المخـلصة بـ (( الشعـب الأصيل في العـراق – أو أي تعـبـير يدلّ عـلى أصالته )) . ولقـد كانـت لنا مساهـمتـنا في مقال كـتبناه معـنوناً إلى المُوَقــّع عـلى الكـتاب المشار إليه مع مجـلس وزرائه . وأنا أعـترف بأن نسيج الجُـمل التي صغـتــُها في مقالي كان يخـتلف بعـض الشيء عـن صيغة المقالات الأخـرى كونـُها إفـتقـرتْ إلى الكـياسة والتي جاءت نـتيجة للألم الذي أصابنا والذي سبّـبه إخـوة لنا في الوطنية . وفي أدناه صورة لذينك الكـتابَـين ومع وثائق أخـرى بالإضافة إلى المقال الذي نشرتــُه في شبكة عـنكاوا . كـوم :






 



 
 
 
الى دولة رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي المحترم
السلام عليكم
م/ توضيح
وصلتنا هذه الوثيقة الصادرة من رئاسة الوزراء تقول فيها ( حصلت موافقة السيد رئيس الوزراء على تقديم المساعدة الممكنة بخصوص تنفيذ طلبات الجالية المسيحية في بغداد ).
نود معرفة حقيقة هذه الوثيقة وهل صحيح في مفهوم رئاسة الوزراء الشعب المسيحي اصبح جالية وهم السكان الاصليون في العراق.
وتقبلوا فائق التقدير والاحترام
حميد مراد / رئيس الجمعية العراقية لحقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية
25/10/2007
 
 
وتعـليقـنا عـلى السيد يونادم كـنــّا الموقـر هـو : إذا كان يقـبل بكـلمة - الطوائف - وصفاً لقـوميّـتـنا ولشريحة مسيحـيّـينا الأصيلة في عـراقـنا الحـبـيب فـنحـن لسنا قابلين ، بل يجـب أنْ يُشار إلينا بالشعـب الأصيل في العـراق ولسنا نـُطالب بحـقـوق إضافـية كما هي الحال عـند الأبورجـينيّـين في أستراليا مثلاً ، وإذا سألـَـنا السيد يونادم قائلاً مَن تكونون أنـتم ؟ نـُجـيـبه بقـولنا : نحـن الشعـب العـراقي الأصيل الذي تلتقي به هـنا وهـناك بـين الحـين والآخـر .

إلى : عـلى محـسن إسماعـيل وأعـضاء مجـلس وزرائه الموقـرين

بقـلم : مايكل سيـﭙـي / سـدني
         27/10/2007
إنّ أورك العـراق ليست بحاجة إلى التعـريف ، وباب عـشتار الكـلدانيّـين أعـلى من كـل الأبواب ، وأبناء بابل ونـينوى في غـنى عـن التوضيح ، وحـمورابي ونبوخـذنصر وسرجـون أسماء تـتلألأ في سماء بـيث نهـرين ، فـهـل تريدون المزيد ؟ إنـكـم وأنـتم تـتبوّءون مناصب رفـيعة يجـب أن تكـونوا بمستوى رفـيع من الحـرص عـلى مكانـتكم وتصاريحـكـم . إنكـم إن لم تقـرأوا التاريخ فـما الذي تعـملونه في بلد الأمجاد ؟ أسألتم مَن هـم أصحاب حـضارة وادي الرافـدين ؟ هـل إستـفـسرتم مَن هـم الكـلدان الذين ورد إسمهـم في الدستور مع الآثوريين ؟ هـلا ناقـشتم يوماً ماذا يعـني غـبطة ﭙاطريرك بابل عـلى الكـلدان ، ألستم تـتابعـون الأنباء التي ذكـرتْ عـن قـرار ﭙاﭙا الـﭭاتيكان بإخـتياره ﭙاطريرك الكـلدان غـبطة مار عـمانوئيل دلـّي كاردينالاً ؟ أيّ صنف من الموظـفـين أنـتم ؟ هـل إنكـم ساذجـون إلى هـذا المستوى ؟
أما فـكـّرتم مع أنفـسكـم يوماً : هـل مات سكان العـراق الأصليّـين ؟ وإذا كانوا قـد ماتوا ، فـمِـن أين أتيتم أنـتم ؟ ما الذي جاء بكـم إلى هـذا البلد العـزيز ؟ ألستم أنـتم الغـرباء في العـراق ؟ وإلاّ كان يـفـترض بكـم لابل يجـب عـليكـم أن تزدادوا إفـتخاراً بشـعـب العـراق الأصيل وأصالتهـم . إنكـم تعـلمون ماذا تعـني منطقة الدير بالقـرب من البصرة ؟ وماذا يعـني جامع برآثا ؟ وجامع نبي يونس في الموصل ؟ وآثار الكـنائس المسيحـية في تكـريت والنجـف وكـربلاء ؟ .
أهـكـذا صار السكان الأصليّـون في العـراق أناساً طارئين وَ زوّاراً مؤقـتين ، وكأنهـم سوّاح يقـيمون بصورة ما مجـهـولو الهـوية كي تصفـونهـم في كـتبكـم الرسمية بالجالية ؟ أليست هـذه الكـتب الرسمية عاراً عـلى مَن يصدرها ؟ فإذا كان السكان الأصليّـون جالية ، فـما الذي سيكـون إسم الأفـراد الذين قـدِموا إلى العـراق من دول مجاورة أخـرى وإحـتلـّوه وحـكـموه ؟ .
إن شعـبنا العـراقي يتضمن قـوميات عـديدة ، منها ما هـو حـساب عـددها كـبـير ومنها ما هـو صغـير وأن أبناء كـل قـومية يعـتزون بأمتهـم دون النظر إلى حـجـمها . إنّ ذلك شعـور طبـيعيٌ نابع من الأصالة يجـب إحـترامه ولا يعـتبر تـنازلاً لأياً كان ، مثلما لا يعـتبر خـضوعاً لآخـر . ومن بـين هـذه القـوميات ماهي متأصلة جـذورها في أرض الرافـدين بضعة آلاف من السنين كالكـلدان مثلاً وهي أقـدم قـومية من بـين جـميع الساكـنين عـلى أرض العـراق اليوم قاطبة ، ومعـهـم الآثوريّـين والأرمن وكـلهـم مسيحـيون ، إنهـم عـراقـيون أصلاء وليسوا سـوّاحاً ولا مسافـرين مؤقـتين . إن كـلمة الطوائف ليست البديل الصحـيح لأنكـم أنـتم الطوائف حـين دخـل أجـدادكـم أيام زمان أرض العـراق من البلدان المجاورة له . بل أن الضمـير الحي لكـل منصف يجـب أن يذكـرهـم بإسم : الشعـب المسيحي الأصيل في العـراق ، وهـل ستخـسر شيئاً ؟ أم أنكم تخافـون من أن يزيحـونكـم ويستلمون سلطـتكـم بكـلمة كـهـذه ؟ http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,135233.0.html  ( إنـتهـتْ ) :

وبتاريخ 8/11/2007 وصلتـني رسالة عـبْر بريدي الإلكـتروني من الرجـل الثاني في مجـلس الوزراء وهـو الأستاذ عـلي محـسن إسماعـيل الأمين العام للمجـلس ، هـذا نصّها :

 الأخ مايكل سيـﭙـي / سـدني
تحـية طـيـبة ...

إن دافـع رسالتي هـذه - التي أكـتبها إليك - هـو حـرصي الصادق عـلى أن أزيح بعـض اللبس الذي حـصل في الكـتاب الذي حـمل إسم " الجالية المسيحـية "وأود أن أضع أمام شخـصك المحـترم بعـض الحـقائق :
أولاً: إن سبب الخـطأ الذي حـصل هـو أن طلباً وردَنا مرفـقاً بجـداول بحاجات كـنائس ومراكـز تخـص الإخـوة المسيحـيّـين ، وكان العـنوان المثبت أعـلى الجـداول هـو " طلبات الجالية المسيحـية " وقـد قام محـرر كـتابنا بوضع نفـس العـنوان عـلى الكـتاب : إذاً الأصل في الخـطأ ليس من الأمانة العامة إنما من الجـهة التي رفـعـته إلينا وأعـترف بأنـنا لم نلاحـظ ذلك ... ويشفـع لنا بأنـنا ركـزنا عـلى ضرورة الإسراع بتلبـية حاجاتهـم وطلبْـنا من الوزارات المعـنية إجـراء اللازم بشأنها .
ثانياً : إن كـلمة " الطوائف " هي ما يستخـدمة ديوان الوقـف المسيحي والجـهات المسيحـية الأخـرى التي تخاطبنا وكل ذلك موثق لدينا ولا أعـتقـد أن في ذلك أي إشكال ؟! وهـو ما تستخـدمه الطوائف الإسلامية أو الطوائف الأخـرى في مخاطباتها .
ثالثاً : ربما يكـون الأغـرب من الخـطأ الذي ورد في كـتابنا هـو أسلوب التعـرض لنا بالطريقة التي وردتْ رغـم تصحـيحـنا للخـطأ في حـينه ، وإعـتذارنا بإتصال هاتفي من قـبلنا شخـصياً بالسيد يونادم كـنا / عـضو مجـلس النواب .
إن أعـظم ما في الديانة المسيحـية هي روح التسامح والمغـفـرة ، روح المسيح ( عـليه السلام ) حـيث الحـب والتواضع والرحـمة والشفـقة ، وهـو ما لم نلمسه في رسالتكـم إلينا ، حـيث تضمنتْ إتهامات لشخـص لا تعـرفـونه - وليس لكـم أيّ إطلاع عـلى خـلفـياته -  حـيث نشأتُ وترعـرعـتُ في منطقة ( الحـبانية ) المعـروفة بوجـود المسيحـيّـين بشكل كـبـير ، وكنا معـهم كعائلة واحـدة ، نفـرح ونحـزن سوياً ، وما زالت عـلاقاتـنا ممتدة رغـم أنـنا وإياهـم قـد توزعـنا داخـل العـراق وخارجه ، بعـد تهـجـير المدنيّـين من الحـبانية - إبان إستلام البعـثيّـين السلطة - وما زالوا من أعـز أصدقائـنا ، نـتواصل معـهم في الداخـل - في تل محـمد ، والـدورة وشمال العـراق - والخارج ( أميركا ، وأوروبا ) .
لقـد قـضيتُ أكـثر عـمري مع الإخـوة المسيحـيّـين فـبعـد ( الحـبانية ) عـشتُ عـشرين عاماً في كـندا وهـو مجـمع مسيحي معـروف بطبـيعـته السمحاء ، وخـُلقِـه الرفـيع .
إن الأسباب التي دعـتـني للعـودة لوطني الأم ( العـراق ) بعـد سقـوط النظام شعـوراً مني بالمسؤولية لا غـير ... وأنت تعـرف الفـرق بـين العـيش في أمن وأمان - كـندا- والعـيش في حـرائق العـراق المشتعـلة وتعـريضي وعائلتي إلى مخاطر لا حـدود لها .
أخي العـزيز لستُ أمياً في تاريخ هـذا البلد ! سواءً بمعـرفة أهـله وتاريخـهـم من خـلال المعايشة أم من خـلال الدراسة ، فـقـد أكـملتُ دراستي الجامعـية ودراستي العـليا في جامعة بغـداد ، ثم كـندا ... ولستُ ممن يميّزون بـين الطوائف العـراقـية المخـتلفة ، فأنا لا أعـرف سوى حـقـيقة أن الإنسان أخ للإنسان أينما إجـتمعـوا وأن قـيمة كل امرىء بما يحـمل من أخـلاق وقـيم وإخـلاص لتربة وطنه ... نعـم إنكـم سكان أصليون بلا ريب ، وإنْ كـنا وافـدين فـلا ضير في ذلك ، فـكل بقاع الأرض تخـتلط بالأجـناس والأصول وتجـمعـهم الإنسانية بعـنوانها الكـبـير .
خـتاماً ، أكـرر بأنـنا لم نكن نقـصد إطلاقاً التقـليل من شأن المسيحـيّـين بل العـكس تماماً حـيث سعـينا إلى تلبـية متطلباتهـم ، كما أؤكـد بأنـني شخـصياً ممن يكنّ لهـم إحـتراماً وعـلاقة مميزة ، وقـد طلبتُ عـند مباشرتي العـمل في الأمانة العامة نقـل أحـد الإخـوة المسيحـيّـين الذي أعـرف عـلميته وكـفاءته ليكـون نائباً لي ، ومع الأسف لم يوافـق وزيره لحاجـته إليه .
أرجـو أن يكـون الحـوار الهادىء والبنـّاء طريقـنا جـميعاً خـدمة لهـذا الوطن وأهـله .

           عـلي محـسن إسماعـيل
      الأمين العام لمجـلـس الوزراء
          8/11/2007    
إنّ قـراءتي لهـذه الرسالة غـيّرتْ من نظرتي السابقة إلى بعـض القادة العـراقـيّـين ، مما دفـعـني إلى الكـتابة إلى السيد الأمين العام لمجـلس الوزراء وهـذا نـَص الرسالة التي بعـثـتـُها  إلى سيادته عـبْر بريده الألكـتروني :                                                                         
الأسـتاذ عـلي محـسن إسماعـيل الجـزيل الإحـترام
سـلام الرب معـكـم
تحـياتي لكـم ، و بعـد :
وصـلتـني رسالتكم البليغة والتي فاجأتـني عـباراتها وصياغـتها ، فأنا لم أقـرأ وأبداً عـن مسؤول يحـتل مركزاً رفـيعاً في الدولة وهـو يعـترف بالحـق كإقـراركَ به وبهـذه الدرجة من الشفافـية والصراحة والمنطقـية وقـبول الحـقائق التاريخـية . فـلقـد كان زملاؤنا والمتقـدمون منهـم في الطيـبة وحـين يرون فـينا أصدقاءاً لهـم بكـل معـنى الكـلمة ، يمنـّون عـلينا بعـبارات المجاملة والتي تصل في حـدها الأقـصى إلى القـول بأنـنا كـلنا إخـوة في هـذا البلـد متساوون في خـدمة الوطن والعـمل لبنائه والإسـتشهاد من أجـله ، ولكـنـنا نعـلم في الوقـت نفـسه أن ليس لنا حـصة عـند توزيع أرغـفة التشريعـية والقـضائية والقـيادية .
إن ما كـتبَه العـراقـيون من مقالات عـلى شـبكات الإنـترنيت إنما كانت رداً عـلى التعـبـير الذي وردَ في الكـتاب الذي صـدَر من مجـلس وزرائكم الموقـر بشأن المسيحـيّـين أبناء الوطن العـراق ذوي الأصالة التاريخـية والمتجـذرة في أرض الرافـدين والموثــّـقة لِـما يزيد عـلى سبعة آلاف سنة ( والذي يُـقـرأ منه عـجـرفة وإستعـلاء المحـتل والناكـر لأصالتـنا ولحـقـنا في أرض أجـدادنا ، وكأن التاريخ أراد أن يعـيد نفـسه فـجاء صورة مثـيلة ومطابقة للوثيقة العُـمَرية المشؤومة ) . نعـم ، إن سـباكة مقالي الموجّه إلى حـضرتكـم كانت تخـتلف عـن غـيرها ولكـني في ذات الوقـت وبعـد قـراءة ردّكـم الذي بعـثـتـم به لي شخـصياً صرتُ أخـتلف في تقـيـيمي لشخـصكـم الكـريم ( واللي ما يعـرفـك ما يثمنك ) .
قـبل مدة كـتبتُ مقالاً بعـنوان ( إلى أعـضاء مجـلس الأقـليات العـراقـية المحـترمين ) ، ومما جاء فـيه :
[ إن الكـلدانيـين وهُـم بهـذا التعـداد اليوم يجـب أن لا يقاس حـجـمهـم بأرقام الرياضيات ، ولكن بإمتدادهـم الحـضاري والتراثي والتاريخي وبأحـقــّيتهـم الأصالتية ، إنهـم ليسوا أقـلية بل قـومية ، نعـم قـومية شاء الزمن أن يكـونوا اليوم قـوماً صغـيراً ، أفـليس قـليلاً من الملح يطيب الطعام كـله ؟ إن ما ذكـرتــُه تعـرفـونه جـيداً إنه فـخـركـم وأنـتم أحـفاد ذلك الشعـب الأصيل . وعـليه نحـن نرى أن إسم مجـلسكـم كان الأفـضل لو غـيرتموه إلى ( مجـلس القـوميات الأصيلة في العـراق أو مجـلس القـوميات التراثية في العـراق ) أو أي إسم تخـتارونه وتلغـون فـيه كـلمة الأقـلية . ولنـتكـلم بشجاعة أكـثر ونقـول أن التركـمان هـم بقايا الإمبراطورية العـثمانية التي إستعـمَرتْ بلدنا 400 عام وهُـم اليوم إخـوتـنا يشاركـونـنا في الوطـنية ، والأرمن هـم جـزء من تلك الموجات الهاربة من ويلات الحـرب في إرمينيا أصبحـوا منا وأعـضاء في أسرتـنا العـراقـية ، ومع ذلك فالأفـضل أن لا نصفـهـم بالأقـليات بل بالقـوميات الوافـدة مثلاً وهـل فـيه ضرر أو خـوف ؟ إنه سوف لن يؤثر عـلى قـيمة أو حـجـم أو وزن القـوميات الكـبـيرة وأقـصد العـرب والأكـراد بل بالعـكـس سيزيدهـم غـنىً بإعـتبار أن الشعـب العـراقي لوحة فـسيفـسائية واسعة غـير مغـلقة فـيها لونان بارزان هـما العـرب والأكـراد تزيّـنها القـوميات الأخـرى . إن المرء  صار لا يقـبل بسهـولة أي وصف أو تسمية يتسمى بها في عـصر التطـوّر والإنفـتاح والديمقـراطية والحـرية وفي زمن التكـنولوجـيا والسرعة ، إلاّ إذا كانت مناسبة لواقـعه الصحـيح ومعـبّرة عـن مشاعـره ، فـكـيف الحال إذا كان قـوماً أصيلاً ؟ ودمتم سالمين قادة في عـراقـنا ] .

السيد عـلي المحـترم :
عـلينا جـميعاً أن نفـكـر بعـقـل اليوم ، بتكـنولوجـيّـته وسرعـته ودِقـته الإلكـترونية وبشعاع ليزره ، وطائرة الـ إير باص والمركبات الفــضائية وإلاّ فـسنكـون في مؤخـرة القـوم حـتى إذا كان لدينا أمطارنا ومياهـنا ، كـما أن بـِحارَنا النفـطية لا تجـعـلنا عُـرفاء الفـصائل بل سنصبح الأرخـص في نظر الكـثيرين . ومن هـنا أقـول أن كـلمة ( طائف ، طوائف ) البديلة ليست موفــّـقة .
وأخـيراً أنا بودّي أن أنشر رسالتكم مع إجابتي هـذه عـلى صفـحات الإنـترنيت ألحـقـها بديباجة وخاتمة مناسبة ولكن بعـد الحـصول عـلى موافـقـتكـم ! فـما رأيكم يا ترى ؟ دمتم قادة في عـراقـنا الحـبـيب وأنـتم تقـودونه حـتى يصل إلى أمجاده التي يستحـقــّها وترفـعـونه أكـثر . مع أمنياتي المخـلصة لجـميعـكـم .
مايكـل سيـﭙـي
14/11/2007                                                                                
                                                                                            
وقـد رغـبتُ في نشر رسالة الأستاذ الأمين العام لمجـلس الوزراء الرقـيقة هـذه كما هـو مذكـور في خاتمة رسالتي في أعـلاه ، بعـد إستـشارته والحـصول عـلى موافـقـته ، فـكانـت بـينـنا هـذه المراسـلات :

السيد عـلي محـسن إسماعـيل الجـزيل الإحـترام    
سـلام الرب معـكـم وتحـياتي لكـم وبعـد :
 
كـنتُ قـد كتبتُ لحـضرتكم رسالة جـواباً على خـطابكم لي ، وسألتكم فـيها عـن إمكانية موافـقـتكم على نشر رسالتكم وإجابتي عـليها وذلك رغـبة مني في الإعـلان للملأ  أن هـناك قادة عـراقـيّـين معاصرين متحـرّرين من القـيود المتعـجـرفة اللامسؤولة من جـهة ومن جـهة أخـرى أزالوا عـن عـيونهـم غـشاوة السلطة الموروثة ، والنهـوض بكـل شجاعة لقـول الحـقـيقة التي لا تقـبل الشك . إنكم هـكـذا ، وهـذا هـو الذي قـرأتــُه في رسالتكـم التي كانت رداً عـلى مقالي المنشور في شـبكة ( عـنكاوا . كـوم ) . أكـرّر رغـبتي في ذلك منـتظراً موافـقـتكـم أو الإطلاع عـلى      رأيكـم بهـذا الخـصوص ، سائلاً المولى القـدير أن يديمكـم وأمثالكـم لصيانة كـرامة العـراق والعـراقـيّـين ودمــتم سالمين .
مايكـل سيـﭙـي
24/11/2007

إلى جناب المكــّرم الأخ مايكل  سيبي  المحترم
نهديكم أطيب تحية ….
     ببالغ الاهـتمام قـرأنا رسالتكم وسرنا ما جاء فـيها من عـبارات تعـبّر عن صدقية مشاعركم وتفهمكم للخطأ غير المقصود ، ولا مانع من نشر ما دار بيننا من خـطابات إيمانا ً منـّا بمبدأ الشفافية في إظهار الحـقيقة وإيقانا ً منـّا بحسن نواياكم .... مع فائق التقـدير   
أخـوكـم عـلي محـسن إسماعـيل
الأمين العام لمجـلس الوزراء
   27/11/2007  
 
السيد عـلي محـسن المحـترم
تحـية مخـلصة ، وبعـد : شـكـراً على روحـك السـلسة ونقاء قـلبك وشخـصيتك المتميزة . لقـد قـرأتُ رسالتك الأخـيرة فـكـبرْتَ في عـيني كـثيراً وإني لفـخـور بك وأنت من بـين قادتـنا في عـراقـنا الحـبـيب ، دمتَ سالماً وعـش سـعـيداً .  
مايكل سيـﭙـي
28/11/2007
وقـبل نشر هـذا المقال كـتبتُُ رسالة قـصيرة إلى السيد الأمين العام هـذا نصها :

السيد عـلي محـسن إسماعـيل الجـزيل الإحـترام
سـلام وتحـية ، وبعـد :
لقـد هـيّأتُ مقالاً لنشره أرجـو الإطلاع عـليه ، فإذا كان لحـضرتكـم رأي بشأن ما ورد به أرجـو تـنبـيهـي إليه خـدمة للمصلحة العامة قـبل يوم الأحـد الموافـق 9/12/2007 الذي في حـينه أبعـثه لنشره ، مع تحـياتي .
مايكـل سيـﭙـي
4/12/2007

Re: رد على الرسالة‏
From:   .............@yahoo.com)
Sent:   Thursday, 6 December 2007 9:42:09 PM
To:    michael cipi (..........@hotmail.com)
(( إجابة الأستاذ عـلي محـسن ))
السلام عليكم
نهـديكـم أطيب تحـية…
يرسل لك أستاذ عـلي إسماعـيل الأمين العام لمجـلس الوزراء السلام والتحـية ويـبلغـكـم بعـدم الممانعة من النشر وإعـلامنا تاريخ النشر .
 
Best regards
Mohammed.N.Muhsen
Mob +964 ........
Tel  743.........
 

Baghdad-Iraq
 Email :- .......@yahoo.ccm

وسـأوجّـه دعـوة شخـصية وعائـليه إلى الأسـتاذ عـلي محـسن إسماعـيل الموقـر وأهـل بـيـته لزيارة أستراليا ضـيفاً مكـرّماً في دارنا الواسعة المتواضعة ، بل نكـون نحـن الضيوف وهـو ربّ المنزل والله مِن وراء النيات والمقاصـد .

483
كـيف تأسّـست الكـنيسة الكاثوليكية للكـلدانيّـين في سـدني

بقـلم : سامي گـمّو / سـدني
تقـديم : مايكل سـيـﭘـي

بدأ الكـلدانيون بالوصول إلى أستراليا منذ ما يزيد عـلى 73 سنة ، فـقـد ذكـرتْ إحـداهـن  قـولاً سمعَـتــْه من الـكاهـن الكـلداني حـين إسـتفـسر منْ دائرة الـهـجـرة فـقـيل له أنّ أول كـلداني وطأتْ رجـلاه أرض أستراليا كانت إمرأة إسمها ( وارينة - القـوشية ) وصلتْ عام 1934 برفـقة زوجها الهـندي وكان شـُرطـياً ، تبعـتها بعـد عـدة أشهر أخـتها . وفي سنة 1964 وصل شبان كـلدان - تلكـيفـيّون ثم تبعـتهم إمرأة ألقـوشية أخـرى سنة 1969 معـروفة لدينا برفـقة زوجها الآثوري العـراقي وهي ( باسمة ميخا جاورو – وتعـرف الآن نسبة إلى زوجـها الموقــّر بإسم : باسمة سولومون) . واصل الكـلدانيون الإنـتقالَ من مخـتلف مناطق العـراق إلى هـذه القارة الجـميلة في مطلع السبعـينات ثم صاروا يتـقاطرون إليها حـتى عام 1991 وعـندها أخـذوا يتوافـدون أفـواجاً أفـواجاً بسبـب تدهـور الأوضاع الأمنية وإلى يومنا هـذا .
ولما توفـرتْ لي فـرصة التعـرف عـلى الشماس سامي گـمّو منذ بضعة سنين ، رأيتُ فـيه رجـلاً شهماً واثق الخـطوة ، دمث الخـُلـُق هادىء الطبع ، رزن الكـلام  منطقي التفـكـير ، سلس التعـبـير صريح العـبارة ، لا يتهافـت للوقـوف أمام الكاميرا ولا تحـت الأضواء ، كما لا يطمع في تكـريم ذاتي أو مصلحة شخـصية ولا يـبث دعاية عـن نفـسه لتلميع إسمه ، جاهـدَ من أجـل خدمة أبناء جـلدته في السنين السابقة حـتى حـقـق لهـم حـلمهـم وإستحـصل موافـقة رؤساء كـنيستـنا بتأسيس الكـنيسة الكاثوليكية للكـلدان في سـدني ، ويـبذل قـصارى جـهـده اليوم من أجـل رفـع إسم الكـلدان عالياً عـند المسؤولين الأستراليّـين وتعـريفـهـم بمعاناة شعـبنا الكـلداني ومعه شعـبنا الآثوري هـذه الأمّة العـظيمة في أرض بـيث نهـرين ، وللتعـرف عـلى هـذا الرجـل أدخل إلى هـذا الرابط لتقـرأ عـن بعـض من نشاطاته http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,131092.0.html ، فالشماس سامي گـمّو لم ينادِ بالأبواق ولم يطرقْ الطبول لنفـسه فهـو بحـق جـنديّ مجـهـول يعـمل خـلف الكـواليس . ولما عـلمتُ أنه من بـين الكـلدان الأوائل الذين هاجـروا إلى أستراليا ، سألتــُه عـن ممارساتهـم في تلك الأيام لطـقـوس عـبادتـنا ومتطلبات إيمانـنا وكـيفـية تبلور فـكرة طلب كاهـن لجاليتـنا وبالتالي إنشاء كـنيسة حـسب طخـسنا الشرقي من رئاسة كـنيستـنا الكاثوليكية للكـلدان في العـراق ، وقـبل أن يجـيـب عـلى إستفـساراتي أقـول : نحـن نعـلم أنّ بعـض الحـق مُـرٌ ، ولكـنْ إذا كان المسيح هـو الحـق فأيّة مرارة يمتعـض منها لسانـُـنا ونحـن نقـول الحـقـيقة ؟ وكـيف نحابي فـرداً وربّـنا لم يُحابِ أحـداً ؟ وعـليه فإنّ الأستاذ سامي  گـمّو أجابني بكل الحـقـيقة مشكوراً وقال:   

زرتُ العـراق في نهاية عام 1975 لمقابلة الكلي القـداسة الـﭙاطريرك الراحـل غـبطة مار ﭙولص الثاني شيخـو ومفاتحـته بشأن حاجـتـنا إلى كاهـن في أستراليا ، وما أنْ أشرقـتْ الأيام الأولى من كانون الثاني من عام 1976 حـتى ذهـبتُ إلى مقـر إقامته في بغـداد وطرقـتُ الباب فـفـتحه لي سكـرتيره القـس عـمانوئيل دلي ( حالياً نيافة الكاردينال مار عـمانوئيل الثالث دلي الموقـر ) وبعـد أن عـرّفـتـُه بنفـسي وخـلال دردشة بسيطة سألني عـن الحـياة في أستراليا وعـن عـدد الكـلدان فـيها ، أجـبتـُه وقـلتُ : أقـدّر عـددنا بحـوالي 100 عائلة كـلدانية لذلك فـنحـن بحاجة إلى كاهـن يرعى شؤونـنا الدينية ، فأجابني بالحـرف الواحـد : ليس لدينا قـس كي نبعـثه لكم لأن عـندنا نقـص بالقـسس ، وحـين ترجّـيتــُه كي أقابل غـبطة الـﭙاطريرك شـيخـو رفـض طلبي . وبعـد إلحاحي عـليه مكـرراً رغـبتي في مقابلته كي أسلـّم عـليه وأنال بركـته ، حـينئـذ قال : إنـتظر . ولما ذهـب وأخـبر غـبطته ، جاء قـداسته بنفـسه وجـلسنا سوية قـرابة ساعة من الزمن عـرّفـتـُه بنفـسي خـلالها وسألني عـن عـملي في سـدني فـقـلتُ : أعـمل في قـسم الكـيمياء في Maquarie University . وحـول سؤاله عـن أوضاع الكـلدان في أستراليا قـلتُ له : أن البعـض يتابع الصلوات ومتطلبات الإيمان والطقـوس الدينية عـند الكـنيسة الشرقـية القـديمة ، ثم واصلتُ الحـديث قائلاً : كم هـو بودنا أن يأتينا كاهـن ليقـيم لنا طقـوسنا الكاثوليكـية الدينية ( كالـتـناول الأول للقـربان المقـدس لأطفالنا مثلاً )  ويجـمع شملنا تحـت مظلة واحـدة وفي الوقـت نفـسه نحافـظ عـلى تراثـنا اللغـوي الكـلداني . سألني عـن عائلة مخـلصة وجـيّدة جـداً ( أوّيقـم وزوجـته بلندينا ) كانت تقـيم في الدورة وتساعـد الدير كـثيراً ثم سافـرتْ إلى أستراليا ، فأجـبتــُه : نعـم أنا أعـرفـهـم وهي عائلة مثالية . وبناءاً عـلى سؤاله عـن عـنواني في بغـداد أعْـلــَمْـتــُه بأني في ضيافة إبن العـم ميخائيل گـمّو . وقـد فـرحـتُ حـين أعـلن موافـقـته المبدئية عـلى إرسال كاهـن لنا ثم أردف قائلاً : سآتي عـندك وأزوّدك بكـتاب إلى الكاردينال James Freeman لتسلـّمه له وتفاتحه بالموضوع وتصبح أنت وكـيل كـنيستـنا في أستراليا . وبعـد عـدة أيام زارني غـبطته ومعه سكـرتيره الموقـر وزوّدني بالرسالة التي وعـدني بها معـنونة إلى الكاردينال المذكـور للحـصول عـلى موافـقـته ومساعـدته في الإجـراءات اللازمة لتعـيـين الكاهـن الجـديد وتأسيس الكـنيسة الكاثوليكـية للكـلدان في سدني ، وشكـرني عـلى هـدية متواضعة قـدّمتــُها له بمناسبة الزيارة . 
رجـعـتُ إلى سدني وإجـتمعـتُ إلى بعـض من أبناء أمتـنا الكـلدانيّة ووضحـتُ لهـم تفاصيل حـديثي مع غـبطة الـﭙاطريرك شيخـو ونـتائجه ، ورسالته إلى الكاردينال الأسترالي ، إلاً أن أكـثريّـتهـم لم يكـونوا راضين بتعـيـين كاهـن لنا بحـجة أنـنا قـليلو العـدد وبالتالي سوف لا يكـون  بإمكانـنا أن نـُسعـدَه مادياً . ولما كـنـتُ قـد بدأتُ بهـذا المشروع المهـم لأبناء جاليتـنا وتحـمّـلتُ مسؤوليته فـلابد أن أتابعه وأواصل السير به لأصل إلى نـتيجة إيجابـية ، خاصة وأن غـبطته ( شـيخـو)  قـد أبدى موافـقـته التي ترجـمها عـملياً بتزويدي برسالة إلى الكاردينال السامي الإحـترام لهـذا الهـدف . وعـند رجـوعي إلى أستراليا أخـذتُ موعـداً لمقابلة الكاردينال في كاتدرائية مريم العـذراء في سـدني وكان يرافـقـني السيد هـرمز دلـّو ( تـلكـيفي من إيران ) وهـو متحـمّس مثلي لقـدوم كاهـن كـلداني إلى  سـدني ، ولما واجـهـتــُه سلـّمتـُه الرسالة مكـرراً طلبي منه عـلى مساعـدتـنا لتأسيس أول كـنيسة كاثوليكـيه لجاليتـنا الكـلدانية والعـمل عـلى تسهـيل مهـمة قـدوم كاهـن كـلداني أيضاً ، فـدرس الموضوع وحـولني إلى سكـرتير دائرة الهـجـرة الكاثوليكـية للتحـقـيق بالموضوع Rev. John Heaps ، ولما أجـبتــُه عـن إستفـساراته حـول عـدد الكـلدان وظروفـهـم وإمكانياتهـم المادية ، قال : ليس لدينا مانع ، ثم عـقـدنا عـدة إجـتماعات مع الأب Rev Macarther من الكـنيسة الكاثوليكـية . وأنقـل هـنا النص الكامل للرسالة التي بعـثها لي السيد سكـرتير دائرة الهـجـرة الكاثوليكـية مؤرخة بتاريخ 30/ 8/1976 :

Catholic Ommigration Office
( ARCHDIOCESE OF SYDNEY )

CUSA HOUSE
175 ELIZABETH STREET,
SYDNEY, N.S.W.
AUSTRALIA
30/August,1976


Mr. S.  Gammo ,
21 Beazley Street ,
RYDE, N.S.W. 2112

Dear Mr.  Gammo ,

             His Eminence Cardinal Freeman has asked me to look into the need for a Chaldean priest in Sydney. I have written also to Mr. Hormas Hanall . Would you please contact Mr. Hanall with the view to having a talk with me about this. If you telephone this office we may be able to arrange a time suitable to the three of us.

                                                       With best wishes, I am,
                                                                  Yours sincerely,
                                                                      ( Rev. Father) John E. HEAPS
                                                                                DIRECTOR

ملاحـظة : في شباط عام 1976 أسّـسنا جـمعـية بابل الكـلدانية في سـدني للهـدف ذاته وهـذه أسماء بعـض من مؤسّسيها :Fred Fajou   ،Nabil  Fajou  , Sam Gammo , Hormes Dello , .

وشاءتْ الصدفة أن زار سدني في تموز عام 1977 المرحـوم سيادة المطران گـوريال قـودا ، فأقام لنا قـداساً رائعاً في كـنيسة Saint Charles / Ryde وبلغـتـنا الكـلدانية فـكان أول قـداس في أستراليا حـسب الطخـس الكـلداني المشرقي ، وتعـرفَ عـلى ظروفـنا فـقـدّم مشـكوراً توصيته إلى غـبطة الـﭙاطريرك شـيخـو لإرسال كاهـن إلى أستراليا . وبعـده زارنا في نهاية شباط من عام 1978 المطران مار حـنا زورا رئيس أساقـفة الأهـواز للكـلدان - إيران ، وحـضرنا قـداديس عـديدة له بصوته الجـميل وفي الكـنيسة نفـسها مما أبكى الكـثيرين ، وكـنـتُ من بـين الشمامسة الذين خـدموا القـداس برفـقة إبن عـمي گـورگـيس گـمو بصوته العـذب . إن سيادة الأسقـف حـنا الموقـر كـتب بدَوْره إلى غـبطته للإسراع في إرسال كاهـن لنا .

وفي 3/3/1978 كـتبتُ رسالة إلى غـبطته بإسم جـمعـيتـنا ( جـمعـية بابل الكـلدانية ) أذكـّره بمطلبنا وظروفـنا في تلك الأيام ، هـذا نصها :

غـبطة سـيدنا الجـليل مار ﭙولص الثاني شيخـو ﭙاطريرك بابل عـلى الكـلدان الكـلي الطوبى

كـلنا أبناء الطائفة الكـلدانية نطلب بركـتكـم المقـدسة وصلواتكـم الأبدية ونـتمنى لكـم عـمراً مديداً وصحة دائمة والله يحـفـظكـم لنا .
لقـد وصل سـدني سيادة المطران حـنا زورا في يوم الخـميس 23/2/1978 بعـد حـضور الإجـتماع الدولي لتـنظيم شؤون العائلة في مدينة ملبورن . وكان وصوله بدعـوة من أبناء الطائفة الكـلدانية في مدينة سدني بهـدف إقامة قـداس إلهي بلغة آبائنا وأجـدادنا فـكان لنا الشرف في إستقـبال سيادته وسماع القـداس الكـلداني حـيث منذ زمن بعـيد ونحـن بعـيدون عـن كـنيستـنا الكـلدانية . وحـضر القـداس مساعـد السفـير الـﭙاﭙـوي في أستراليا وأبناء جاليتـنا الكـلدانية ومعـهـم إخـوتـنا الكـلدان الذين لم نعـرفـهـم سابقاً حـيث أتوا من إيران ويزيد عـددهـم عـلى 250 عائلة ، وبذلك يصبح عـدد العـوائل الكـلدانية في سـدني من العـراق وإيران أكـثر من 300 عائلة ، هـذا بالإضافة إلى جـماعة النساطرة حـيث جاؤوا وحـضروا القـداس الذي أقامه سيادة المطران حـنا زورا الذي عـمل في شمال إيران ويعـرف كافة الكـلدانيّـين الذين هاجـروا من هـناك إلى سـدني .
سيدنا الموقـر:
قـبل أكـثر من سنـتين إلتقـيتُ بغـبطتكـم في بغـداد وطلبتُ منكـم بإسم الكـلدان الموجـودين في سدني إرسال كاهـن ليقـوم بخـدمة جـماعـتـنا في سدني فأعـطيتَ لي رسالة إلى الكاردينال James Freeman هـنا في سدني ، فـذهـبتُ عـنده في حـينها مع شخـص آخـر وسلـّمتُ له رسالتكـم الثمينة وهـو بدَوره أخـذ المسؤولية وقام بالواجـب وأمر دائرة الهـجـرة الكاثوليكية لإتخاذ الإجـراءات اللازمة وكل ما هـو مستلزم لمجيء الكاهـن ، كما كـتب رسالة إلى غـبطتكـم حـول هـذا الموضوع الذي وافـق عـليه . والآن بعـدما صار عـدد أبناء جـماعـتـنا الكـلدان في سـدني كـبـيراً وذلك بواسطة المطران مار حـنا زورا الذي عـرفـنا عـلى إخـوانـنا الكـلدان من إيران ، فـنحـن نفـتخـر بغـبطتكـم وبسيادته كآباء وأعـزاء لنا . إن عـدد أبناء الطائفة الكـلدانية في سدني الآن يقارب الـ 1800 شخـص من العـراق وإيران فـنطلب من غـبطتكـم أن تجـدوا كاهـناً فاضلاً حـكـيماً لأن في بداية الأمر نحـتاج إلى كاهـن بارع مثل سيادة المطران مار حـنا زورا لأنه هـو الشخـص الوحـيد حـسب إعـتقادي الذي يمكـنه إدارة شؤون الكـلدانيّـين في سدني بالإضافة إلى إخـوتـنا النساطرة بجانبنا وهـم محـتاجـون إلى كاهـن أيضاً . لقـد أثبت سيادته أنه هـو الأب الحـكيم أينما حـل ونزل حـيث أن عادات وتقاليد هـذا البلد تخـتلف عـما هي في وطنـنا الحـبـيـب ، فـكان لي الفـخـر أن أرافـقه أينما ذهـب خـلال زيارته لمدينة سـدني وكانـت قـصيرة جـداً ( أسبوع واحـد فـقـط ) وذلك لإنشغاله في شؤون رعـيته في الأهـواز .
بإسمي وبإسم أبناء الطائفة الكـلدانية في سدني أطلب من غـبطتكـم إرسال سيادة المطران حـنا زورا إلى سدني مؤقـتاً لمدة سنة أو أقـل ليؤسس ويجـمع شمل الكـلدان والكـنيسة لأنه كان محـترَماً كـثيراً مِن قِـبَـل الكـلدانيّـين وخاصة إنه من إيران ويعـرف أبناء جـماعـتـنا الكـلدانيّـين هـناك ، لأنه لو أتانا كاهـن آخـر سوف يلاقي صعـوبة إن لم يكـن مدبراً حـكيماً وسوف تفـشل مهـمته وقـد تـتجه جـماعـتـنا إلى الكـنائس الأخـرى .   

                                                                                      التوقـيع : سامي گـمّو





لقـد بذلتُ جـهـوداً في زيارة العـوائل الكـلدانية وطرح الفـكـرة أمامهـم للإستفادة من آرائهـم وجـمع التبرعات للكـنيسة المزمع أن تــُؤسّس في سـدني ، يساعـداني فـيها كـل من الأخ فـريد فـجّـو والأخ هـرمز دلـّو ، ولم تذهـب أتعابنا سُـدىً فـفي نهاية المطاف وبتاريخ 17/4/1978 وصلتـني رسالة من غـبطته معـنونة إليّ يقـول فـيها : لقـد خـصّصنا لكـم كاهـناً من العـراق وسيصل سـدني قـريـباً . إن وعـد الحـر دَينٌ ، فـقـد وعـدّ غـبطة الـﭙاطريرك مار ﭙولص الثاني شيخـو وأوفى ونِعْـمَ الوفاء فـكـلنا مدينون له .


ﭙاطريركية بابل الكـلدانية
بغـداد 17/4/1978

حـضرة الفاضل السيد سامي يوسف گـمّو المحـترم
بعـد السلام وإستمداد بركاته تعالى
إستلمتُ رسالتكـم المؤرخة 3/3/1978 وإفـتهـمتُ جـيداً موضوعـها المفـصّل وإطلعـتُ عـلى أخـبار جـماعـتـنا العـزيزة التي هي في سدني وفي أستراليا كـلها .   
بعـونه تعالى عـيّـنا لكـم كاهـناً من العـراق وقـريباً يصل إلى سدني وهـو مستعـد أن يخـدم أبناء جـماعـتـنا الأعـزاء بغـيرة كـهـنوتية . ولتكن بركاته تعالى فائضة عـلى جـميعـكـم وبواسطتها تـنجـح أموركـم كـلها وتـتقـدم جـماعـتـنا المباركة في التقـوى وتكـون مثالاً لغـيرها . إنـني أذكـركـم في الصلاة دائماً مستمداً لكـم معـونـته تعالى بشفاعة مريم العـذراء الأم الحـنون .
أتمنى لجـميعـكـم من صميم القـلب كل خـير وبركة وتقـدم أدامكـم الرب .

                                                                                               محـبكـم
                                                                                    + ﭙولص الثاني شيخـو
                                                                                 ﭙاطريرك بابل عـلى الكـــلدان

وقـد عـبّرنا عـن فـرحـتـنا بوعـد غـبطة الـﭙاطريرك لنا بأن بعـثـنا رسالة إلى الإتحاد الكلداني في أميركا هـذا نصها :


THE  CHALDEAN  BABYLON  ASSOCIATION
BOX 46 P.O. NORTH  RYDE,  N.S.W., 2113
AUSTRALIA

                                                                                              18th April, 1978

The President,
Chaldean Association,
DETROIT, MICHIGAN, U.S.A.

Dear President,
                  On behalf of the Chaldean Community, we take this opportunity to write to you and introduce ourselves to you and your association members.
                  We, the Chaldean in Australia are in the process of establishing Parish and Centre in Sydney. This will unite us all together in many ways and will produce greater benefits to our children by giving them proper education towards Chaldean way of life and the most importantly towards faith in God and Jesus Christ and the Holy Church as a whole.
                  Our Community is very small in number in this country, therefore, we are seeking your assistance and help to maintain the above targets and to be able to build a centre for our future generation. Who else is going to help us better than our generous brothers in America. You know yourselves how hard it is to start such projects without solid financial aid. We are certainly turning to you for financial assistance, after all we are all Chaldeans of Babylon. We know how much your work has been appreciated by all Chaldeans all over the world. Our aim is to ask you to organise some means for collecting donations on our behalf such as holding parties or through church services and others which you might think are suitable for this purpose.
                  Meantime, we are waiting for a priest to arrive here to establish the parish and to carry on with his spiritual duties. Also a member of our committee will arrive in the States within two months for this purpose and his name is Sammy Gammo. Due to this arrival, he will explain all our needs and goals which we are sure will be of satisfactory to you.
                  Our advance thanks to you and to all members of your Association. God bless you all.

                   We remain,

                                                                                                   Yours Sincerely,
                                                                                                   Sammy  Gammo
                                                                                                   Pr. COMMITTEE

وفي 15/3/1978 كـتب سيادة ( المرحـوم ) المطران روفائيل بـيداويذ مطران بـيروت عـلى الكـلدان رسالة بعـثها لي رداً عـلى رسالة كنـتُ قـد بعـثـتــُها له وهـذا نصها :

EVECHE  CHALDEEN  DE  BEYROUTH
B. P. 8566
BEYROUTH
LIBAN
______

                                                          Date                    1978/3/15
Tel. 232331
226339
        PROT. N.

عـزيزي الأخ الفاضل سامي يوسف گـمّو حـفـظه المولى الكـريم
 بعـد السلام والبركة بالرب
سررتُ جـداً بتسلم رسالتكم الكريمة بتاريخ 3 من الشهر الجاري ومطالعـتي أخـبار طائفـتـنا في أستراليا وإهـتمامكم بلغة الآباء والأجـداد وتراثها الشريف الخالد .
أسأل الله أن يحـقـق آمالكـم وآمالنا بتأسيس مركز للطائفة يرعى شؤون أبنائنا الكـلدان والآشوريّـين في سـدني وغـيرها من مدن القارة الأسترالية حـيث لنا رفاق في الدراسة هـم اليوم في أعـلى المناصب الكـنسية وحـتماً سيكـونون خـير عـون لنا في هـذا . وإنـني أعـدكـم بدرس الموضوع في إجـتماع المجـمع الـﭙاطريركي المقـبل حـيث سأعـرض الأمر أمام غـبطة مولانا الـﭙاطريرك والسادة المطارنة بأمل أن يدركـوا أهـمية تعـيـين كاهـن لائق يمثل الطائفة أحـسن تمثيل ويعـنى بشؤون الجـماعة المباركة هـناك .
تسألون عـن سعـر القاموس وكـتاب القـواعـد ، فالقاموس مع البريد سعّـرناه بخـمسة وعـشرون دولاراً ، والقـواعـد بخـمسة دولارات ، فـيكـون مجـموع ثمن الكـتابَين مع البريد ثلاثون دولاراً . وإنـني مستعـد لشحـن الكـمية التي ترغـبونها سواءاً بالجـملة عـلى عـنوانكـم وأنـتم تقـومون بتوزيعـها ، أو مباشرة عـلى عـنوان الأشخاص كل عـلى حـدة . وأنا بإنـتظار تعـليماتكـم لإجـراء اللازم . أما ثمن الكـتب فـبإمكانكـم إرساله بشيك لأمري والأفـضل أن يكـون مخـططاً 250$ لضمانة وصوله بدون مشاكل السرقة وسوء الإستعـمال .
الأحـوال في لبنان تميل نحـو التحـسّن البطيء لكنـنا بعـيدون عـن السلام الحـقـيقي وثقـتـنا بأن العـذراء سيدة لبنان لن تـتخـلى عـن أرضها وأولادها . نطلب من أدعـيتكـم عـلى هـذه النية ليـبقى لبنان ملجأ حـصيناً للمسيحـيّـين ومقـراً أميناً لكل اللاجـئين من جـميع أنواع الإضطهاد .
 أرجـو أن تـتاح لي الفـرصة يوماً ما لزيارتكـم في سدني لنشاركـكـم الأفـراح ونـتـمكن من أداء بعـض الخـدمة الدينية لجـماعـتـنا الحـبـيبة هـناك . وإذا إلتقـيتم بسيادة المطران خـليفة مطران الموارنة أرجـو إبلاغه تحـياتي مع إحـتراماتي فـسيادته صديق قـديم وحـميم وفـقه الله في خـدمته .
أنـتهـز المناسبة لأبعـث لحـضرتكـم ولسائر أبناء الطائفة الكـرام بأخـلص التهاني متمنياً لجـميعـكـم عـيداً مباركاً . قام الرب ! حـقاً قام ! وأدعـو بفـيض من النعـم والبركات السماوية في الروح والجـسد وأن تكـونوا موفـقـين في جـميع أموركـم ومفـخـرة بلاد كـلدو وأثور وموضوع إعـتزاز كـنيسة مار أدي ومار ماري في تلك الأصقاع النائية .
أخـتم مباركاً إياكـم وواضعاً الجـميع تحـت حـماية العـذراء مريم أمنا وملكتـنا القـديرة .


                                                                                         محـبكــــــــم المخـلص
                                                                                         + روفائيل بـيداويذ
                                                                            مطران بـيروت عـلى الكــــــــــــــلدان

ولما سافـرتُ إلى أميركا إلتقـيتُ بالأب گـورگـيس گـرمو راعي كـنيسة أم الله ( رحـمه الله ) ومعه الأب سرهـد جـمّو ( الآن سيادة المطران سرهـد جـمّو الموقـر) وطـرحـتُ أمامه أوضاع جاليتـنا في أستراليا وما نطمح إليه حـول الأبرشية ، قال لي الأب گـورگـيس : لا تفـكّـر ، إنـنا سنساعـدكـم كـثيراً ، هـل تريد فـلوس كي تأخـذها معـك الآن ؟ قـلتُ : لا ، بل إرسلها إلى الكاهـن الذي سيأتينا ، ولكـن إنْ كان لديكـم آلة طابعة كـلدانية فـنحـن سنحـتاجـها . قال : سأحاول ، وبعـد فـترة قـصيرة أخـبرني قائلاً : توجـد واحـدة تابعة لمجـلس الخـورنة يمكنـنا أن نعـطيها لكـم . وقـد أخـذتها معي إلى أستراليا وسلـّمتــُها للقـس زهـير حـين وصوله إلى سـدني . أما بشأن المساعـدة المالية التي وعـدني بها ، فأنا ليس لي أيّ عـلم بها ، بالإضافة إلى أن الحـكومة العـراقـية السابقة كانت توزع مساعـدات مالية للكـنائس العـراقـية المنـتشرة في العالم بُغـية كسب ودّها وتأيـيدها وهـذا أيضاً ليس لي عـلم إنْ كان كاهـنـنا السابق قـد إستلم شيئاً منها أم لا .   
وكان يوم 18/9/1978 شاهـداً عـلى تـنفـيذ وعـد غـبطة الـﭙاطريرك الذي لن نـنساه مدى العـمر ، فـقـد وصل القـس زهـير توما قـجـبو وإستقـبلناه في مطار سـدني ، وأقام في كـنيسة Saint Charles / Ryde بتوجـيه من الكاردينال James Freeman ويقـدّس في Holy Cross Chapel لمدة ثلاثة أشـهـر . وقـد قـدّمنا لكاهـنـنا مبلغاً قـدره ( 2000$ ) لتمشية الأمور في بداية الأمر كما تعـهّـدتْ الكـنيسة الكاثوليكـية بـبعـض المصروفات اليومية إضافة إلى راتب شـهـري له أسوة بالكـهـنة الكاثوليك الأستراليّـين ، إلاً أن حـضرة القـس زهـير أخـبرني بعـد مدة أنه غـير مرتاح هـنا في سـدني ويودّ الذهاب إلى روما للدراسة ، ولكـني أقـنعـتــُه بأن يصبر قـليلاً ويزور العـوائل الكـلدانية ويجـمعـهـم في إطار الكـنيسة ، ونحـن بدَوْرنا سنساعـده مادياً إضافة إلى مساعـدات الكـنيسة الكاثوليكـية . لقـد عـملتُ المستحـيل من أجـل تـثبـيته ، أرافـقه يومياً لزيارة عـوائلنا عـدا يوم الأحـد حـيث كـنـتُ أقـضيه معه من الصباح وحـتى المساء ، ثم شـكّـلنا هـيئة كـنسية بإسم الكـلدان والآثوريّـين الكاثوليك لخـدمته . دامتْ كـنيستـنا ومؤمنوها سالمين .     

484
مار جـبرائيل كسّاب وعام من الإنجازات

بقـلم : مايكل سيـﭙـي / سـدني

كان يوم الجـمعة 3/11/2006 مهـرجاناً تاريخـياً في حـياة المؤمنين في أستراليا ، حـين وصل سيادة المطران جـبرائيل كسّاب إلى سـدني كأسقـف عـلى أستراليا ونيوزيلاند . لقـد فـرح الشعـب الكـلداني وشاركه فـرحـته جـمع من الشخـصيات وأبناء الطوائف الأخـرى بولادة أبرشيتـنا وإرتقاء سدّتها هـذا الرجـل الورع . فـمنذ اليوم الأول لجـلوسه عـلى عـرش المطرانية شـمّر عـن ساعـديه للصلاة والبناء وفـوق كـل ذلك بث روح المحـبة بـين الجـميع . ها هي أيام قـليلة وتمر الذكـرى السنوية الأولى عـلى ذلك الحـدث في تاريخ كـنيستـنا ، وقـد ملأها بإنجازات متعـددة ومتـنوعة وعـلى أكـثر من صعـيد . ولسنا بهـدف الإطراء والمدح فأسقـفـنا الوقـور غـنيّ عـن البـيان وليس بحاجة إلى مصطلحات رنانة ولكن الحـق يجـب أن يقال ، والغـيوم قـد تحـجـب أشعة الشمس في مكان إلاً أن ضوءها منـتشر في كل آن وَ أوان .  لقـد زرع حُـبه في قـلوب الجـميع بتعامله المتواضع معـهـم وبدون إستـثـناء ، فـما أن وطأتْ قـدماه أرض أستراليا حـتى راح يضع برنامجاً منـتظماً لزيارة عـوائل أبرشيتـنا في سـدني ، وحـسب عـلمي فـقـد بلغ عـدد العـوائل التي زارها حـتى الآن إلى ما يزيد عـلى 700 عائلة ، هـذا عـدا حـضوره مجالس العـزاء و المناسبات الإجـتماعـية الأخـرى حـيث أن جاليتـنا بأمس الحاجة إلى زيارات كـهـذه التي لم نـرَ مثلها في السابق . وقـد بادر بإنجازاته الكـنسية التقـوية إلى إزالة أي مظهـر لا يراه لائقاً بإيمانـنا ، كما ربط أواصر قـوية بـينـنا وبـين كـنائس أبناء جـلدتـنا ذات الينبوع الواحـد ، وبذل جـهـده المستطاع لإيصال صوت شعـبنا المسيحي المُضـطـهَـد في وطـنـنا الأم إلى المسؤولين وباشر بإرجاع الطـقـوس الكـنسية إلى وضعـها الطبـيعي ، وإشترى كـنيسة في ( ماونتْ دْرُوّتْ ) ومن المؤمل أن يقـوم سيادته بتوسيعـها وبناء دار لسكن الكاهـن فـيها ، كما أنه وضع حـجـر الأساس لصرح المطرانية ، وشكّـل مجـلس الأبرشية للعـمل في خـدمة الكـنيسة والمؤمنين وهـناك إنجازات ليست تخـطر في بالنا الآن ولكنـنا واثـقـون بأن لا نهاية لها طالما الحـياة مستمرة . نعـم إن سيادة المطران قائد ، ولكن لا نـنسى أنه ليس وحـيداً بل هـناك معه المجالس الكـنسية والكـهـنة المساعـدون له والذين يـبذلون قـصارى جهـدهـم في جـذب الشباب المؤمن إلى بـيت الرب عـن طريق المحاضرات الدينية والإجـتماعـية وجـمعـهـم في أخـويات للشباب وتهـيئة كافة وسائل الترفـيه المتاحة وجـعـل قاعة الكـنيسة ورشة عـمل لهـم .

نشاطات الشباب :

لقـد كانت مسرحـية ( حـلم في منـتصف ليلة أيار ) التي قــُدّمتْ عـلى مسرح قاعة الكـنيسة بتاريخ 20/7/2007 والثانية التي عالجـتْ موضوع القـمار كـمشكـلة إجـتماعـية قــُـدّمتْ بتاريخ 14/10/2007 عـلى القاعة نفـسها خـير دليل عـلى ما ذهـبنا إليه . ولا يخـفى عـلى الجـميع أن هـذه النشاطات يُـثـنى عـليها ، لماذا ؟ لأن الشباب الذين يؤدّونها - أو أكـثرهـم -  ليسوا من ذوي الإخـتصاص في هـذا المجـهـود الفـني ، إلاً أن عـنفـوانهـم يدفـعـهـم إلى خـوض هـذا المعـترك بهـمة وثـقة بالنفس ، وأياً كان مستوى أدائهـم فـهـو كـبـير إذا ما أخـذنا بنظر الإعـتبار ولوجـهـم هـذا الحـقـل للمرة الأولى ، فـيستحـقـون الثـناء والتشجـيع . ولأجـل تطوير عـملهـم فالأفـضل أن نـنبّه العاملين مخـرجـين كانوا أم ممثلين إلى نقاط وعـلامات ظهـرتْ بمستوى بسيط من أجـل الوصول إلى مستوى الطموح ، فالمتفـرّج يرى أكـثر من اللاعـب . إنـنا بذلك نعـمل مِن أجـل التطوير كي يزداد فـخـرنا إفـتخاراً وليس لغاية أخـرى . وقـد وعـدنا بأن نكـتب رأينا بهـذا النشاط الإجـتماعي الأخـير فـنقـول :

من البديهـيات العـلمية أنه ( لا يمكـن لآنٍ ومكان أنْ يتكـرّرا سوية ) وهـذا يعـني عـلمياً أنك في موقـع عـلى الأرض في وقـت محـدّد ، وبعـد ثانية قـد تكـون في إحـداثـيات المكان نفـسه ولكـن الزمن تغـيّر وفاتـتْ عـليه تلك الثانية ، أو أنك في نفـس اللحـظة مع زميل لك ولكـنه في مكان آخـر مخـتلف الإحـداثـيات . فـكل شيء حـدثَ ، أصبح في مخـزن الذاكـرة لا يمكـن إسترجاعه عـلى الأرض والواقـع ، فالعـروض الفائـتة صارت أحـلاماً ماضية .
إنّ الفـن المسرحي نشاط حـضاريّ يعـرض فـكْـرته بأشكال متـنوّعة مثـل : الـجَـدّ ، الهـزل ، الكوميديا ، السخـرية ، وقـد يكـون درامياً أيضاً ، ولكـنه وإنْ تعـددتْ مظاهـره إنما الهـدف واحـد وهـو تعـليم الناس بطريقة النقـد المباشر مبالغاً في الحـركات تارة وفي النصوص تارة أخـرى ، ولذلك قـيل أن المسرح مدرسة الشعـب ، يتخـذ من أسلوب النقـد وسيلة لتعـليم الجـماهـير وتطوير وعـيها ، فإنه بذلك يقـدّم خـدمة للمجـتمع يُـثـنى عـليها ، وما أكـثر السلطات في دول كـثـيرة كانـت تمنع النشاطات المسرحـية خـوفاً من النقـد الموجّه إليها حـتى إذا كان كوميدياً مُضحـكاً ، وفي أماكن أخـرى من العالـَم لم تكـن الفـرق المسرحـية تـتجـرّأ عـلى نقـد الحـكومات خـوفاً من عـنجـهـية وقـسوة الملاحـقات . لقـد كـثــُرتْ النظريات المسرحـية وكان أصحابها يـبغـون تقـديم هـذا الفـن للشعـب بأفـضل ما يمكـن ، ومن المؤكـّد أن هـناك إخـتلافات بـينها ، وكل فـريق يدافـع عـن رأيه فـصارت فـرصة لنقـد أحـدهـما الآخـر فـيزدادون خـبرة وفائدة من أجـل دفـع العـملية المسرحـية إلى الأمام ، وهـذه هـي مظاهـر الحـضارة والمتحـضـّرين التي قـد لا نستوعـبها نحـن الشرقـيّـون لأن ترسّبات شرقـيّـتـنا بقـيتْ تغـطـّي أذهانـنا ولا نقـبل أحـداً أن يمسّها خـوفاً من أن تــُحـَكّ وفي هـذه الحالة يظهـر بريقـنا . فالمسرح نقـد بحـدّ ذاته ، والمُخـرجـون والممثـلون ينـتقـد أحـدهـم الآخـر فـيكـتسبون خـبرة ، فـهـل هـو مُحَـرّمٌ عـلى المتفـرّجـين ؟ . وكما ذكـرنا أن كل جـهـد يُـثـنى عـليه ولكـنـنا لا نبخـل بنصيحة أو تـنبـيه من أجـل تحـسين وتطوير الأداء والإنـتاج خـروجاً بنـتيجة مفـيدة للجـميع . ولابد أن أغـلبنا قـد لاحـظ حـينما تــُعـرض مباراة رياضية عـلى قـناة تلفـزيونية مثلاً فإن فـترة الإستراحة يستغـلها المذيع والمعـلقـون الرياضيون لمناقـشة أوجه الصواب والخـطأ في أداء الرياضيـين وكـذلك الحَـكـَم ، واللعـبة لا تزال قائمة ، فـما هي غايتهـم من ذلك ؟ 
وعـليه فـفي حُـلـْمٍ رآه متفـرّج قال : في مساء يوم الأحـد 14/10/2007 رأيتُ نشاطاً إجـتماعـياً جـميلاً في قاعة واسع سـقـفـها ، رحـبة أرضيّـتها جـيدة إضاءتها ، إستمعـنا فـيها إلى محاضرات وشاهـدنا عـروضاً مشجـعة لحاضريها وجـذاب عـنوانها ولذلك إكـتضّـتْ بجـموعها . لقـد كان عـرضاً مشوقاً بعـث البهـجة في نفـوس مشاهـديه ووزعَـتْ اللاقـطات بإنـتظام عـلى المسرح ( راجـع تعـليقـنا عـلى المسرحـية الأولى ) فـهـنيئاً لكل مَن ساهـم فـيه . ولكـن لنا ملاحـظاتـنا - والتي هي قابلة للنقـد أيضاً - كي يستفـيد منها المشتركـون في أي نشاط في المستقـبل .
أولاً : ظهـَرَ الملاكان الحارسان ( الطـفـلان ) عـند أشخاص زاغـوا عـن السلوك الإجـتماعي المستقـيم ، ولكن لم نرَ تأثـيرهـما في تقـويم ذلك الزيغان .
ثانياً :  كان في مكان القـمار شاب يرتجـف ويقـوم بحـركات أشبه بمَن أخـذ جـرعات من مواد مهلكة للأعـصاب ، ولكـنـه بعـد فـترة قـصيرة إستعاد صحـوه ثم رجـع يرتجـف كما كان في البداية ، فـلم نعـرف ما الذي جـعـله يصحـو ثم يرجـع كما كان .
ثالثاً : كان المشرَب ( BAR ) من جـهة يمين المشاهـدين ولكـن السكـّيرَين دخـلا من جـهة اليسار حـيث قاعة الديسكـو ، أما كان الأفـضل لو دخـَلا من جـهة المشرَب ؟ كما أن لغـتهـم كانت أقـرب إلى الرجـل الصاحي .
رابعاً : إن قاعة القـمار عادة ليست مكاناً للغـناء ، فـكان الأفـضل لو أن السكـّيرَين غـنيا بعـد السكـر ، ثم يلوجان من جـهة اليمين إلى محـل القـمار لممارسة هـذه العادة السيئة .
خامساً : يـبدو أن كان هـناك عابثون في نادي اللعـب ولكن ضابط الأمن لم يلعـب دَوره ما عـدا حـضوره لحـظة الشجار بـين رجـل وإمرأته . وهـنا طلبتْ منه الإمرأة رقـم هاتفه وهي في أوجّ شجارها مع رجـلها ، أليس ذلك إبتذال في النص ؟
سادساً : كان عـرض المشاكل وافـياً نوعاً ما ، ولكن المسرحـية لم تــُعـطِ حـلولاً لها . 
سابعاً : كانت نصوص الأهازيج الشعـبـية جـميلة وخاصة ألحانها التراثـية ولكن كان هـناك تراخـياً في الأداء ، وقـد يكـون مردّ ذلك هـو الفـحـوى المضحـك للمسرحـية نفـسها .
ثامناً : كان وصول الصوت إلى المشاهـدين أقـل جَـودة من المسرحـية الأولى ، ويمكن حـل ذلك بإستخـدام الـ MIC لكـل ممثل .
نأمل من شبابنا المتحـمّس أن يتقـدّم أكـثر في هـذه النشاطات المسلية من جـهة والتي تخـدم مجـتمعـنا من جـهة أخـرى ، وإلى أمام .

485
إلى : عـلى محـسن إسماعـيل وأعـضاء مجـلس وزرائه الموقـرين

بقـلم : مايكل سيـﭙـي / سـدني

إنّ أورك العـراق ليست بحاجة إلى التعـريف ، وباب عـشتار الكـلدانيّـين أعـلى من كـل الأبواب ، وأبناء بابل ونـينوى في غـنى عـن التوضيح ، وحـمورابي ونبوخـذنصر وسرجـون أسماء تـتلألأ في سماء بـيث نهـرين ، فـهـل تريدون المزيد ؟ إنـكـم وأنـتم تـتبوّءون مناصب رفـيعة يجـب أن تكـونوا بمستوى رفـيع من الحـرص عـلى مكانـتكم وتصاريحـكـم . إنكـم إن لم تقـرأوا التاريخ فـما الذي تعـملونه في بلد الأمجاد ؟ أسألتم مَن هـم أصحاب حـضارة وادي الرافـدين ؟ هـل إستـفـسرتم مَن هـم الكـلدان الذين ورد إسمهـم في الدستور مع الآثوريين ؟ هـلا ناقـشتم يوماً ماذا يعـني غـبطة ﭙاطريرك بابل عـلى الكـلدان ، ألستم تـتابعـون الأنباء التي ذكـرتْ عـن قـرار ﭙاﭙا الـﭭاتيكان بإخـتياره ﭙاطريرك الكـلدان غـبطة مار عـمانوئيل دلـّي كاردينالاً ؟ أيّ صنف من الموظـفـين أنـتم ؟ هـل إنكـم ساذجـون إلى هـذا المستوى ؟
أما فـكـّرتم مع أنفـسكـم يوماً : هـل مات سكان العـراق الأصليّـين ؟ وإذا كانوا قـد ماتوا ، فـمِـن أين أتيتم أنـتم ؟ ما الذي جاء بكـم إلى هـذا البلد العـزيز ؟ ألستم أنـتم الغـرباء في العـراق ؟ وإلاّ كان يـفـترض بكـم لابل يجـب عـليكـم أن تزدادوا إفـتخاراً بشـعـب العـراق الأصيل وأصالتهـم . إنكـم تعـلمون ماذا تعـني منطقة الدير بالقـرب من البصرة ؟ وماذا يعـني جامع برآثا ؟ وجامع نبي يونس في الموصل ؟ وآثار الكـنائس المسيحـية في تكـريت والنجـف وكـربلاء ؟ .
أهـكـذا صار السكان الأصليّـون في العـراق أناساً طارئين وَ زوّاراً مؤقـتين ، وكأنهـم سوّاح يقـيمون بصورة ما مجـهـولو الهـوية كي تصفـونهـم في كـتبكـم الرسمية بالجالية ؟ أليست هـذه الكـتب الرسمية عاراً عـلى مَن يصدرها ؟ فإذا كان السكان الأصليّـون جالية ، فـما الذي سيكـون إسم الأفـراد الذين قـدِموا إلى العـراق من دول مجاورة أخـرى وإحـتلـّوه وحـكـموه ؟ .
إن شعـبنا العـراقي يتضمن قـوميات عـديدة ، منها ما هـو حـساب عـددها كـبـير ومنها ما هـو صغـير وأن أبناء كـل قـومية يعـتزون بأمتهـم دون النظر إلى حـجـمها . إنّ ذلك شعـور طبـيعيٌ نابع من الأصالة يجـب إحـترامه ولا يعـتبر تـنازلاً لأياً كان ، مثلما لا يعـتبر خـضوعاً لآخـر . ومن بـين هـذه القـوميات ماهي متأصلة جـذورها في أرض الرافـدين بضعة آلاف من السنين كالكـلدان مثلاً وهي أقـدم قـومية من بـين جـميع الساكـنين عـلى أرض العـراق اليوم قاطبة ، ومعـهـم الآثوريّـين والأرمن وكـلهـم مسيحـيون ، إنهـم عـراقـيون أصلاء وليسوا سوّاحاً ولا مسافـرين مؤقـتين . إن كـلمة الطوائف ليست البديل الصحـيح لأنكـم أنـتم الطوائف حـين دخـل أجـدادكـم أيام زمان أرض العـراق من البلدان المجاورة له . بل أن الضمـير الحي لكـل منصف يجـب أن يذكـرهـم بإسم : الشعـب المسيحي الأصيل في العـراق ، وهـل ستخـسر شيئاً ؟ أم أنكم تخافون من أن يزيحـونكـم ويستلمون سلطـتكـم بكـلمة كـهـذه ؟

486
النقـد البنــّـاء يقـضّ مضاجـع الضـعـفاء

بقـلم : مايكل سيـﭙـي / سـدني

منذ أن خـُلقـتْ البشرية صار الناس يفـكـّرون ويتحـرّكون وحـواسّهـم يستخـدمون ، حُـباً بالإطلاع عـلى ما حـولهـم ويتكـلمون للتواصل مع غـيرهـم . ومع ضرورات ديمومة الحـياة إنبثـقـتْ من كـيانهـم سلوكـيات ذهـنية وعـملية هي الغـرائز ، تـدفـعهـم إلى ممارسات طبـيعـية نابعة من ذاتهـم تأخـذ طابع الليونة والنعـومة تارة كالرضاعة عـند الطـفل وإحـتضان أمّه له ، وتارة أخـرى تـرافـقها بعـض الخـشونة كالبحـث عـن الغـذاء والدفاع عـن النفس . وبمرور وجـبات من الأجـيال وبمرافـقة عـملية التطور ، ظهـرتْ أو تبلورتْ تطـلـّعات أخـرى عـندهـم أخـذتْ مظهـراً غـريزياً أيضاً كالتباهي بنـتاجاتهـم الفـكرية والمادية ، والعـمل عـلى ضمان مستقـبلهم المعـنوي والمعـيشي ، ومن هـنا بدأ صراعُهـم مع بـيئـتهم الطبـيعـية والإجـتماعـية من أجـل البقاء يأخـذ مَـنــْحَـيَـيْن متوازيَـين بسرعـتـَين متسابقـتين تخـتـلفان عـند الشخـص نفـسِه وكـذلك بـين الأشخاص ، المنحى الأول : إيجابيّ يفـكـّر عـنده المصارع بالمنطق والميزان المقـبول ، فـيخـوض السباق مثلاً بما يؤتى من قـوة وهـو يعـلم أن الفـوز للأحَـقّ دون أن يفـكـّر بالإستحـواذ عـليه مُسبقاً . والمنحى الثاني : سلبيّ يميل فـيه الإنسان إلى إقـصاء الغـير والتجاوز عـلى حـقـوقه ، ومنطِـقــُه بعـيدٌ عـن المنطق ولا يقـبل بالعـتلة الأفـقـية بل يريدها مائلة نحـوه ليأخـذ من قــُرْبـِها ويتشبّـث بها لوحـده ويلفّ الخـيمة الواسعة حـوله دون أن يكـترث بالآخـرين فـيحـرمهـم من الإستظلال بها . هاتـَان القـوّتـَان اللامتـآلفـتان تسيران جـنباً إلى جـنب في داخـل الإنسان ، فإن أسرعـتْ الأولى كان صاحـبها سلساً مسالماً طبـيعـياً في المجـتمع يقـبل الحـق عـلى نفـسه قـبل أن يَعـتدي عـلى غـيره ولا يعاني من أية مشكـلة مع مَن حـوله فـيُحـبه الكـثيرون . أما إذا تباطأتْ هـذه وسبقـتها الثانية كان الإنسان هـذا مرتبكاً عـند أول صافـرة لبدء السباق معـتبراً نقـطة الإنطلاق هـي خـط النهاية بالنسبة إليه ليحـتكـر النصر لنفـسه سواءاً إنطلق مع المُتسابقـين أم مكث في مكانه وهـذه هي شريعـته وهـو يعـرف أنها منحـرفة وبهـذا يصبح مكـروهاً عـند الآخـرين . ولكـن الإنسان السويّ وبتطوّره المستمر عـلمياً وأدبياً وإجـتماعـياً ، صار يتوجّه إلى إنسانيّـته شيئاً فـشيئاً ويطمح إلى تحـسين نشاطه مع إبداء رأيه في أداء ونـتاج الآخـرين حُـباً بهـم ولمواكـبة الحـياة سوية معهـم . ومن هـنا برزتْ الرغـبة في التميـيز بـين الفاضل والأفـضل ، وفـحـصه وتحـليله ثم عـرضه أمام الآخـرين كي يقارنوا ويقـيـّموا الأجْـوَد وهـذه العـملية قادتـْه إلى ما نسمّيه النقـد . فالنقـد عـملية يشـعّ صاحـبها - مِن وجـهة نظره - الضوءَ ويسلـّطه عـلى جـوانب موضوعٍ ما فـتـتوضـّح جَـودَتــَه من رداءتــَه بفارق يتـناسب مع ألوان الضوء هـذا وشِدتها . نعـم ، إن قابلية الفـرد اليوم محـدودة ولكـنها  قابلة للتطوّر غـدا ، والناس صنفان : (1) أحـدهـما ينظر إلى نـتاجه فـيراه فـوق القـمة متباهـياً به في كل وقـت ومعـتبراً إياه كاملاً متكاملاً دون أن يسمح لحامل مصباح أن يقـترب منه فـتظهـر حافاته المثـلومة أو سُـطوحه الوعـرة إنْ وُجـدتْ ، إنه لا يريد التـنبـيه إلى  إنـتاجه ، إنه لا يقـبل بالمواجـهة الإيجابـية كأنْ يُـبديَ تــَـقـبّـله لآراء الغـير بما هـو مفـيد وصالح ، ولا بالمواجـهة السلبـية ليدافـع عـندها عـن كـيانه ومنـتوجه ، إنه لا يريد أحـداً أن ينـتقـده وهـذه عـلامة ضعـفه وما أكـثر الضعـفاء اليوم . (2) والآخـر يعـرف أن الكمال لله وكـلنا يعـوزنا مجـده ( كما يقـول مار ﭙـولص ) وإن آراءنا وأعـمالنا ونـتاجاتـنا بحاجة إلى تشذيب وصقـل كي تظهـر بمظهـر لائق وجـميل ، إنه فـعـلاً يقـبل النقـد منـتظراً غـَده الأفـضل فـهـو قـوي الشخـصية والإرادة لا يأبه بالأغـصان المهـتزة عـند هـبوب الرياح .
 إن النموذج الأول من الناس مخـتـفـون خـلف الجـدار وبعـضهـم اليوم يحـكـمون و يطمحـون إلى التحـكـّم بالغـير  ناسين أو متـناسين أن فـتاوى الأيام الظالمة : ( هـذا فـيه روح شـرّيرة إحـرقـوه ، وذاك ليس يطيع فـهـو مخـتـلّ العـقـل إحـجـزوه ) ولـّتْ ولن تعـود ، كما أنّ النشوة  لدى البعـض من هـؤلاء أنــْستــْهـم أنـنا في بلد حُـرّ وشعـب سعـيد في ديمقـراطيته ، ولهـذا فإن قادة المجـتمع العـصري إخـتبروا الحـياة وسَـنـّـوا قـوانين الحـرية في كل أنشطتها .
 أما الصنف الثاني فإنهـم تجاوزا الأنا الضيقة وفـتحـوا الصدور الواسعة فإرتقـوا جالسين عـلى آخـر المدرّجات تاركـين الصفـوف الأولى لطلاب الإبتدائيات . ولنسأل الضعـفاء : هـل أخـطأتم لتخافـوا النقـد ؟ إنْ كـنتم عاجـزين ! نعاضدكم ، وإن إنحـرفـتْ عـربتكم ! فـلا يهـمّـكم ها نحـن جاهـزون لمدّ يد العَـوْن لتصحـيح مساركم ، وإنْ كـنـتم وصلتم درجة الكـمال! نفـرش سجادتـنا أمامكم ونعـبدكم . وقـد يسألنا سؤالاً جـريئاً ووجـيهاً ويقـول : ما لكَ ولنا يا رجـل ؟ نقـول له : إعـتـكـف في بـيتكَ فـلا أحـد يقـترب منك ، أما المجـتمع فـهـو مُـلـْـك الجـماعة ، فـما رأيك ؟
إن عـملية النقـد البنـّاء ضرورة مُلحّـة وإيجابـية التأثـير عـند الإنسان المتحـضر تــُـنـبّه صاحـب الشأن إلى سلبـياته فـيعـيد النظر فـيها لتصحـيحـها فـيطـوّر نـتاجه خـدمة للمجـتمع . فاللاعـب ينفـعـل في ساحة اللعـب لا ينـتبه إلى أخـطائه ولا يعـرفـها بل يعـتقـد أنه لا يخـطأ ، ولكـن المتفـرّج المتابع يركّـز من موقـع الراحة والرصد ويلتقـط الأخـطاء . ولِـمَن يهـمّه الأمر نذكـر له مثالاً ساطعاً تأكـيداً عـلى ما ذهـبنا إليه . فـلقـد كـتبنا مقالاً بتاريخ 28/8/2006 عـلى صفـحة المنبر الحـر من عـنكاوا . كوم ، كان له فـعـله ويمكن متابعـته عـلى هـذا الرابط :
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,53636.0.html ولِمَن يرغـب التأكـّد من كـلامنا يمكـنه الرجـوع إلى نسخـتــَي النشرة ( واللتين أحـتفـظ بهـما ) حـين صدرتا إحـداهـما في يوم الأحـد 3/9/2006 قـبل ان يتسنى لمَن يهـمّه الأمر قـراءته ، والأخـرى في يوم الأحـد 17/9/2006 بعـد أن قـرأه ، وسيعـرف ما أسرع ما أثـمر هـذا المقال وأنّ الغاية هي الإصلاح والتطوير وتحـسين الإنـتاج وليس غـير ذلك . وليعـرف أياً كان أنّ مَن يبالِـغ في مدحه له يضرّه ومَن يُـبكـيه إنما يفـعـل ذلك لمصلحـته .  نحـن  عـزمنا عـلى خـدمة المجـتمع عامة والقارىء خاصة وإنـنا في درب الصقـل والتشذيـب سائرون ، وفي مقالنا القادم سيستمتع الكـثيرون في قـصة حُـلم رآه مشاهـدٌ لنشاط إجـتماعي حـضره ، ويا حـبّـذا لو يُسْمِعـونـنا آراءهـم عـلى الملأ ليصحّـح المخـطئون أخـطاءهـم في تلك القـصة إنْ وُجـِدتْ ، ولكـنـنا لا نريدهم في الخـفاء يُـتمتمون .     

487
يتقـدّم الرجـل المغـوار دون مرافـقة المهـذار



بقـلم : مايكل سيـﭙـي / سـدني

في أوائل شهـر نيسان من عام 1979 كـلـّـفـني أحـد زملائي في إعـدادية الجـمهـورية للبنين - حي المعـلمين - أن أشـغـل محاضراته في إعـدادية نقابة المعـلمين المسائـية ( شارع أبو نواس ) لِما تـبَـقــّى من السنة ( شهـر واحـد ) بسبب مرضه فـلبّـيتُ النداء . ولكـن في مطلع العام الدراسي 1980 تفاجأتُ بكـتاب وصلني من مديرية تربـية الرصافة / بغـداد ، يتضمّن عـقـوبة إنـذار بإسمي مما يترتــّب عـليها إجـراءات إدارية بشأن الترفـيع والتقـيـيم إضافة إلى شعـوري الذاتي بالإحـباط المعـنوي فـتألـّمْتُ وإسغـربتُ إستغـراباً لا يمكـنـني وصفه ، فـقـرّرتُ أن أتابع الموضوع لأزيل عـني الغـبن الذي لحـقـني ولن يوقـفـني مانع حـتى أصل إلى أعـلى سلطة في الدولة بجـهـدي الذاتي دونما حاجة إلى توسّـط وهـكـذا كان . فإبتدأتُ بمدير الإعـدادية المسائية الأستاذ جـرجـيس ( الذي كان السبب ) فـتبرّأ ، ثم كـلمتُ معاون مدير التربـية لشؤون التخـطيط - السيد أبو لؤي - فـتـنصّل ، وإلتقـيتُ بمدير الإمتحانات العامة السـيد خـميس العاني فـتخـلـّى ، ثم إتصلتُ بالمدير العام لتربـية الرصافة  نفـسه الإسـتاذ خـير الله ( الذي توفي لاحـقاً في الأسـر – إيران ) فأنكـر مسؤوليته ، فـذهـبتُ عـند المدير العام للتعـليم الثانوي في وزارة التربـية الأستاذ خـليل العاني فـتعـجّـب هـو أيضاً ولكـنه لم يفـعـل شيئاً ، فـطلبتُ مقابلة السيد وزير التربـية عـبد الجـبار عـبد المجـيد - رئيس نقابة العـمال سابقاً وصارَ للتربـية وزيراً - ولمّا حُـدّد الموعـد حـضرتُ ، وبعـد طقـوس التفـتيش دخـلتُ مع خـمسة آخـرين ممن لهـم شكاوى (( وأتذكـّر هـنا أن أحـد المشتكـين قال للوزير : أستاذ ، أنا مدرس اللغة العـربـية ، موقـفي سليم من الخـدمة العـسكـرية ومن مديرية الأمن بدليل هـذا جـواز سفـري نافـذ المفـعـول وصالح للسفـر الآن ، وحـصلتُ عـلى إجازة دراسية من وزارة التربـية ومقـعـد دراسي في جامعة لندن عـلى حسابي الخاص ، ولكـن مدير مدرستي ليس يزوّدني بإنفـكاك بحـجّة عـدم وجـود بديل عـني يسد الشاغـر وحـين وجـدْتُ له البديل لم يقـبل به . فـسأله السيد الوزير : ماذا ستدرس في لندن ؟ أجاب المدرس : والله أستاذ أي إخـتصاص كان ، اللغة الإنـﮕـليزية أم العـربـية نفـسها ، أم العـبرية ، أم الآرامية !!! وهـنا قاطعه الوزير قائلاً : ماكـو عـبرية وآرامية ... هـذه كـلها لغة عـربـية.... !! ومن شـدة إندهاشي من إجابة السيد الوزير النقابـﭽـي هـذا ، لم أركـّز عـلى الحـل الذي قـرره لمشكلة المدرس المعـني ، ولو لا خــَوفي عـلى حـياتي كـنتُ أكـَـلــّم سيادته بلغـة السورث فإذا تظاهـر بعـدم الفـهـم عـندئذ أقـول له : إنـني أكَـلــّمكَ بالآرامية التي أنت تسمّيها عـربـية فـكـيف تجـهـلها يا أستاذ ؟ )) ولما جاء دَوْري بالكـلام شـرحْـتُ موضوعي للسيد الوزير ، فإلتفـتَ إلى المدير العام للتربـية وقال له : لماذا عاقـبتم هـذا المدرس ؟ قال السيد المدير العام ماداً أصابع يده اليُمنى إلى خـلف رأسه ليحـكّـه : والله أستاذ إحـنا عاقـبنا الكـُل ، قال له الوزير : ولكـن هـذا المدرّس لا يستحـق العـقاب ! فـسكـتَ المدير العام ، وهـنا أخـذ الوزير القـلمَ وكـتب : تـلغى العـقـوبة .... ، ولاحـظتُ مدير التعـليم الثانوي ينظر إليّ فأومأ لي بإنحـناءة رأس بسيطة تعـني أن مشكـلتك تلاشتْ ، وأخـيراً إسترجـعـتُ كافة حـقـوقي المتأخـرة بسبـبها . ولو لم يكن الوزير حـلّ الإشكال ، كنتُ سأقابل نائب رئيس الجـمهـورية طه ياسين رمضان ومن بعـده الرئيس في وقـتها صدام حـسين ، وعـندها سيكـون حـدّي النهائي أقـف ساكتاً راضياً بالأمر الواقـع ومحافـظاً عـلى ما تبقــّى من حـياتي . سردتُ هـذه القـصة البسيطة لأقـول أنـني لم أرافـق ، ولا رافـقـني أحـد في جـولتي هـذه للمطالبة بحـقي ، لأن موقـعي في مدرستي وإسمي في سجـلات المديرية أو الوزارة أو الدولة يكـفي لي سواءاً أكان هـذا الإسم صغـيراً أم كـبـيراً ولستُ بحاجة إلى أن أنفـخ نفـسي بشهـيق وزفـير شخـص ثان ، ولا أن أسرّح شـَعـري بمشط  غـيري وفي الحـقـيقة كـنـتُ - ولا أزال - أشعـر أنـني أنا ، ليس غـروراً ولا تباهـياً وإنما إكـتفاءاً ذاتياً غـير شاعـر بنقـص كي أعـوّضه بمرافـقة آخـر فأكـبر به ، ولا أن أشارك مليونيراً براتبي الشهـري لنؤسّس مشروعاً إستـثمارياً ، فالناس يعـرفـون بعـضهـم البعـض الآخـر كما يقـول المثل الشعـبي : إحـنا ولـْد الـﮕـْـرَيّة ، واحـد يعـرف أخــَيّة .
واليوم نقـرأ في الإنـترنيت عـن أناس لهـم من الغـيرة ما يكـفـيهـم لتحـسّس آلام شعـبهـم وحـقـوقه المهـضومة  ، فـيتـقـدّمون وهُـم واثـقـون بأنفـسهـم فــُرادى ويقابلون ذوي الشأن في السلطة للمطالبة بمستحـقات أبناء جـلدتهـم دون مرافـقة [ معالي دولة السيد جـلالة القـومسير العام للأمن القـومي ] . إن أصحاب الغـيرة هـؤلاء لا يطمعـون بـ ( عَـفــَرمْ ) من أحـد ، ولا ينـتظرون رحـمةً من آخـر ، كما ليسوا يُخـطــّطون للحـصول عـلى موطىء قـدم في باب السراي الحـكومي ، إنهـم أناس واثـقـو الخـطوة يمشون مَـلـَكاً ، ولا يصبغـون إسمهـم بالفـوسفـور كي تــُرى أبدانهـم ليل نهار ، إنهـم ليسوا مبتـذلين ولا ينـشرون نشاطاتهـم بهـدف كسب مدح القــُرّاء لهـم وإنما بإسم مستعار كي لا يفـتخـرون أمام الناس ولا ينـتظرون بركة من أحـد ، إنهـم يعـملون لخـدمة شعـبهـم في الخـفاء والله يجازي حـسب مشيئته . ومن متابعة الشبكة الإلكـترونية – ankawa.com في صفـحة أخـبار شعـبنا نقـرأ إسم ِACDF  مرات ومرات دون أن يعـرف القـراء مَن هـو هـذا ! إنه رجـل وقـور في أستراليا / سـدني ، يخـدم أمته الكـلدانية دون أن يكـلـّـفه أحـد . إنه شخـص متواضع هادىء الطبع يزن الكـلام قـبل أن ينطق به ، سلس التعامل مع الغـير ، متمكـّن عـلمياً وثقافـياً ولغـوياً  حاصل عـلى شهادة بكالوريوس / كـيمياء من جامعة سـدني ، عـمل مدرّساً في قـسم الكـيمياء / جامعة مَـكـْواري لمدة 24 سنة ، وحالياً مع كلية اليسوعـيـين / سدني ، وعـمل في خــَورنات أسترالية عـديدة فـهـو ناجـح في حـياته الإجـتماعـية ، جـريء بهـدوئه المعـهـود عـند مقابلة ذوي الشأن ، إنه جـنديّ مجـهـول يعـمل خـلف الكـواليس لا يريد أضواءاً مسلطة عـليه . إنه لا يقـبل المساومة عـلى حـساب الغـير ، يدرك أن الأسبقـية لمَن في الساحة وليس لعابر سبـيل طارىء ، يعـطي لكل ذي حـق حـقه دون مُحاباة ، كما يقـول مار ﭙولص : لا محاباة عـند الله ، وبالإضافة إلى كـل ذلك فإنه شـماس في كـنيستـنا الكـلدانية ، وبإخـتصار إنه رجـل غـنيّ عـن البـيان والتعـريف وهـكـذا عـلينا أن نقـول الحـق ولا نهاب الحـق . وقـد حـقـق الذي حـقـقه دون أن يدّعـيه لنفـسه ولا يهـمّه أن يقـطف الآخـرون ثماره ، إنه غـنيّ النفـس عالي المعـنوية متواضع الشخـصية . وللراغـبـين في متابعة نماذج من نشاطات وجـهـود هـذا الجـنديّ المغـوار والأثمار التي إقـتـطفـها لصالح أمّـته ، يمكـنه الدخـول عـلى هـذه الروابط :
   
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,129540.0.html
رئيس الوزراء الأسترالي يفاتح رئيس الوزراء العـراقي بشأن إضطهاد الأقـليات الدينية

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,127546.0.html
إستـنكار جـريمة بغـديدا

 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,127336.0.html
رسالة من وزير الهـجـرة الأسترالي

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,127300.0.html
مأدبة إفـطار مع سفـير العـراق في أستراليا

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,116147.0.html
معـلومات عـن كـيفـية الحـصول عـلى اللجـوء في أستراليا

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,115831.0.html
إجـتماع مع رئيس الوزراء الأسترالي

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,114479.0.html
إعـلان عـن عـدد اللاجـئين الذين سوف يُـقـبلون في أستراليا وزيادة عـدد العـراقـيين منهـم

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,112380.0.html
رسالة من وزير الهـجـرة والجـنسية

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,112368.0.html
مشاركة في المهـرجان الكـلداني الثاني

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,104552.0.html
مؤتمر حـول مسيحـيي الشرق الأوسط
 
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,101221.0.html
حـول سهـل نينوى

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,96868.0.html
رسالة من السيد وزير الهـجـرة والجـنسية الأسترالي

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,92772.0.html
إجـتماع مع فـخامة مساعـد رئيس الوزراء الأسترالي

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,92548.0.html
لقاء مع السيد وزير خارجـية العـراق هـوشيار الزيباري

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,91706.0.html
شكـر لهـذا الجـندي المجـهـول المغـوار

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,91413.0.html
إجـتماع مع وزير الهـجـرة

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,90279.0.html
رسالة إلى السيد بان كـيمون سكـرتير الأمم المتحـدة

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,90058.0.html
رسالة إلى رئيس الوزراء الأسترالي

نكـتـفي بهـذا المقـدار عـربوناً للقـراء وَ ضوءاً مسلطاً عـلى ذوي النفـوس الكـبار الذين يعـملون لا للتــّباهي ولا لكـسب ودّ هـذا أو ذاك ولا لمصـلحة ذاتية ضيقة ، بل لخـدمة أبناء شعـبهم فـقـط دون أن ينـتظروا شكـراً من أحـد ، ولا يجـمعـون أناس حـولهـم للتصفـيق لهـم أوللتهـليل عـليهـم ، وقـد طلبـتُ شخـصياً منه أن أذكـر إسمه فـرفـض تواضعاً ويمكـن للقارىء الراغـب في متابعـته من عـنوانه الإلكـتروني . ألف تهـنئة لجـنديّـنا المغـوار هـذا ، سـلاحه ثقـته بنفـسه متقـدماً في ساحة الوغى بمفـرده والله يعـوّضه عـلى خـدماته وأبناء شعـبنا مدينون له . وإنـتظروا مقالنا بعـنوان ( كـيف تأسّـستْ كـنيسة الكـلدانيّـين في سـدني ) حـول جـهـوده التي أثمرتْ نشوءها .


488
  ألقـوش يـمـّا د كـــُل مـثـواثـــــــــــــا


بقـلم : مايكل سيبي

المقـدّمة  :

      شلاما تا كـُـلْ ألقــُــشـنايي         و شينا تا كـُـلــّيه سـورايي
      ألـقـوش بـيبونا  د كــلدايي         شوهـارَن تا كــُـلــّّيه خايي

      كـيليه كـُلــّيه جـونق دْ ماثا         ألقـوش يمـّا دْ كـُـل مثواثــا
      بْريخ هاويه كـُل يوماثـــــا          دْ مشيحايي بـﮔـو ﭙصخـوثا

      ألقـوش يمّـا دْ كـَـــلـْـذ َيوثا         هـويا نيشا تا خـَيوثــــــــــا     
      لا مْـزَبْـنخـْلا  بأرزَنوثــــــا         لا مْسـاپـخـْلا بْسانـَيـوثــــــا

         
     
 أخـنواثي أخـني كـُــلا ّن ناش دْ ماثـــــــا     بـﮔـو إيـتـوتا أمّـوخـُن كـْـبَـسما مَـحـْــكـيـثا
 ﭙـْصيخ وْرْويزيوخ بْـﮔـو زومارِ وْ قــــــــــــيناثا     خا ث وْ أََََََََتـيق بـخـْــذاذ بْأثــْـرا خـاثــــــــا

سيعـتا دْ رَبّــن هـرمـزآذي دْ ألقـوشــنايي       هـاويه بْـريخ كـُـل ْهــدّامِـه ﭙـَـلوخـايــــــــي
أخـني لـْدﭙـْنـوخـُن بد ﭙـَلـْخـخ كـُلـّيه خايي     دْ مَمْطخ هدّامه دْأث سيعـْتا لـْقوﭽـِه عْلايي

سيعـْـتا ديّـان كـبخـْـلا دْ ﭙـيـشا شامـيثا      بدْ هـاويِِِِِِلا شـِﭭـانه رابه و مَـرواثــــــــــــــــا
بْـﮔـو ديوانِه بـدْ هـاويلا خـْـــــذا مَـحـكـيثا      وْ خـاه شمّا دْ ألقـوش يمّا دْ كـُـــل مَـثـواثا

القـصيـــــــــــــــــــــــد ة :

مْـكـُـدْ هـْويلي بْـﮔـو بـيَـلـْد دْ تـشْـأ وْ أرْبــي    ﮔـْياني وكـُل خـوشاودْ هـوني وْ كـُلـّيه ح ْ لبّي
نـْـﭙـيلا بَـثـر خـْـذا حَـلـيثـيلا وْ ﭽـَـلَبـــــــــي    لا كـمْـرنّ شـــــــــمّـه ح وْ كـْـﭙـيـشا من بي ..

من شُـﭙـْرَه حْ آنا بَـهـاتي بْـﮔـاوَه ح ﭙـشــْــلي   وْ دُني دْ واوا خـَـوضْـراني مُـنـشــْـيالـــــــي
مْهادَخ قـْرولي لـْـﮔـيبـَـــــه ح وْآيي قـْرولا الـّي   نـيخـا نـيخـا بْـخـَـرثا - الا ّ لـْـدﭙـْـنــَه ح تـولي

كـمْـباءنـّا مْـكـُـلــّيه ح لـبّي وْ كـمْ بَـأيالـــــي    ما أمْـرنـّـوخـون بـْخـرْطـوثا شْـقـلا ّ عـَـقــْلي؟
لا كـْـمَـيرْخـنـّـا إلــّـوخـون - د شـْـمـوءولـي    بْـخـَرْثـا آنا كـمْ قــَﭙـْـلـنـّـا وْ كـمْ قــَﭙـْـلالـــــــي

أذ ْ حـَـلـيثا أتـّـا خـا كـوسا حـَـلـويــــــــــــــا     دَمْـبـوقــْـياثـه ح - ﮔـّـذ ْلاليه قـطـْرا سمْـيــــــا
كـُـدْ كـْـدَرْيا كـَـمَـر كـْـﭙـايـشْ قـومَــه ح بأ ْيا    وْ مـنـْشوقـْـتا لـْعـَـصـّاص دْ ﭙاثـه ح لـْكـْمَـنشْيا

ما أمـْرنـّوخـُن لأينا ثــَه ح ما حـَـلويـــــــــي    مـَرْﮔـَـنـْياثــيليه بـْﮔـو ﭙـاثــَه حْ مـْﭙـَـلــْــــهـويي
لـْقــُشْـتا دْ مارَنْ ﭙـا ﭙـا  بْـﮔـْوينـَه ح مْـدَمويي   إيبـُخْ دْ خازتْ رشْ سـﭙـْواثـَه حْ كـُلاه ح دُنـْيي

بـْـلبـّـه ح بـدْ قـارتْ ألـﭙـايي دكــْـثــَوانـــِــــه     كـَّــثــْـويواليه طالـه َح كـَبيرِه ريشا نــــِــــــه
وْشْـراءَحْ بلـْهايا رشْ قـوﭼـا دْ كـُـلْ طـُرانـِه     بـْﮔـو قـَﭘـْله ح كـْحـَلـْيا شنـثا بَسّمـْتا دْ شـِﭭانـِه

لـَﭙـّـشْ كـيـذن مـَها أمْـرنْ لآذي خـَمـْـثـــــــا      بْيوما كـْرَخـْشنْ- كـْـناشنـّا ﮔـْياني بـْد َشْـتا ثا
وْبْـلـيل كـْﭙـَـثــْـلـنْ يَـمّ وْ ﭽـَﭖّ رشْ شــــويثا      وْ قـَـط لا كـْأورا لأيني خـْذا رُﭙـّـُﭙـْـتا دْ شنـْـثا

إمــّـدْ كــُـلْ أثْ حـُـبّي رابا تا أثْ بْـئـيـثـــــــا      آنا بورا -  كـمـْـشـوقـنــّـا بْـسا نـَـيـوثـــــــــا
كمـْـنـَـشــْـقـنـّا وْ مُنـْـثيري طالــه ح دمـّيئـْثا      وْ بـْـآلاها - آنا لا أ ْوذ ْلي أمـّـه ح خـْـطـــيثا

بَـلــْـكي مـْبـَـقــْـروتـُنْ مـيـكـيلا أذ ْجـنـْـديثا        مَـنـيلا يـمّـا دْ مـُهـْـويلا أذ ْ حـَـلـيـثــــــــــــا
وْمن إيما أوجـاغــِـه رابـِـه كــْـﭙـيشا مْـنـيثا       وْبابا دْمن خـاصِه حْ مُـبـْريل هادَخ خـَمـْـثـا

دْلا شـَك أثــْـوالا خـْذا يمّا – يمّا دْنا شــِـــه       بْـﮔـو خـانـَه ح رْويليه ألـﭙايي دْ شـَــما شــِه
وْ طـْأ نـّا لـْروشانـَه ح منـْيانا رابا مـْقا شِه       منْ أﭙـّـسـقـوپــِه وْﭙـَطـْراكـِه وْ ماردْ ﭙـيـشـِه

أذ ْ يمّـا واوا مَـرْ يوثــْـرانا وْ حـَخــّـمـْـثــــا       بُرجا دْبابل بنـْـيا بـْـﮔـاوه ح من قــَـمـيـثـــــا
أرْيا ﭙــشــْـلـِـه طالـَه حْ آثـا دْ ﮔــَـبـّــــاروثـا       بـْﮔـو كـُـل شوهارا بـْأمـْرنْ- أ ُمْـثا كـَـلـْديـثا-

دَهـا بـْـﮔـالـنـّـا طَـَـلـوخـُن كـُـل مَحـْـكـيثـــي        لـَكـمـْطاشـن ْ وْ بْـأمْـرن ّ شمـّا د خـْـليثــــي
أذ ْعـَزز ْتي شمـّـه ح ْإيـل ألـقـوش ْ ماثــي        كـْخـَشْووتـُن ْ إيث خـْذا خـرْتا شمّه ح ماثي ؟

وبمناسبة عـيد ميلاد الطفـلة ( ماثي بسّام وديع كـَﭽـّو) أخـتم القـصـيدة بالأبيات الثلاثة التالية :

نعـمْ – أدْيـو آخـا بـدْ خـازوتــُنْ ماثـــــــــي       وْ هَــرْ أذ ْ ماثـي كــْـﭙـيـشـا برتدْ آيا ما ثــــي
وْمنْ حـُـبـّـا رابا د إتــّـانْ تا إيه ماثـــــــــي       كـمـْـقـارخـْـلــِـه شـمـّا دْ أذ ْ حـَـلـيـثـا ماثــــي

ماثي كـﭽـّو- أذ ْ بـيبـونـْـتـا ما حـَـلـيثــــــــا       مـَحـْـكـَـياثــَـه حْ دْ أنـيه سـوياثا دْ قــَـمـيثــــا
وْ آيي آخـا بأوسـتـراليا ﭙــشــْـلا هـْـويـثــــا       أتــّـان شـوهـارا كـْـمـَحـكـْـيا سـورَث بـّـيـثـــا

أدْيـولــِه إيــــذا دْ مَـولاذه ح آذي خـَـمـْــــثا       مـْبـَرْخخـْلا كـُلا ّن بـْأذ ْ يوما بْـﮔـو ﭙـصخـوثا
طَلـْـبخْ منْ آلاها دْ ناطيرا بْـﮔـو كـُـل خـيوثا      وبابه ح ويمّه ح خازيه بْـگـاوه ح كـُـل بُرْكاثا

489
إن مَن يخـون ابناء قـومه لا يستحـقّ الحـياة

بقلم : مايكل سيبي / سدني

أتـذكر وأنا في الصف الرابع الابتدائي قـرأ لنا معـلمنا الألقـوشي ( المرحـوم الأسـتاذ جـرجـيس زرا ) قـصة عـلى ألسنة الطيور من كـتاب المطالعة العـربية عام 1958 . كان يقـرؤها بإيقاع مؤثـّر مفـعـم بالحـيوية ، والحركات الانفـعالية ترتسم عـلى وجهه ، أما قـلـْـبُه فـكان ينضح حُـباً لنا وقال : أراد صياد أن يصيد نوعاً من الطيور فـلم يفـلحْ ، فاشترى طيراً مشابها وهـو داخل قـفـصه (بعـد أن كان قـد وقع في الأسر) ووضعه عـند شبكة صيد مُحكـَمَة النصب ، فإذا اقـتربتْ منه الطيور يسحـب الصياد حـبلَ الشبكة لتطبق عـلى الطيور في داخـلها ، وانتظر بعـيدا والحـبل بيده وهـو يراقـب المكان المفـخـّخ دون أن يراه أحـد . أخـذ الطير يغـرّد من داخل قـفـصه ( بخـيانة لا تقـبل الشـك ) ويدعـو رفاقه إليه لقاء حـفـنات متعـفــّـنة يُـقـدّمها له صائده مما يتـناثر من مائدته ، فجاءت الطيور الأخرى نحـوَه فـشاهـدتـْه أسيراً داخـل قـفـصها الجـميل واقـتربتْ منه بهـدف اطلاق سراحه من الأسر ( لأنه إبن قـومها ، ثم هـذه هي الأصالة عـندها ) وفي تلك اللحـظة سحـب الصياد الحـبل فانتـفـضتْ الشبكة وأطبقـتْ عـلى باقي الطيور بداخـلها وأحـدثتْ ضجة وتصاعـد الغـبار بكـثرة فجاء الصياد منـتعـشاً ومتـبخـتراً ، وأمسك بالطيور واحـداً فـواحـداً ووضعها داخـل القـفـص مع الطير الأول . وعـندها صارت الطيور تـنـقـرُ رأسَ الطير الأول بمنقارها حـتى مات ولكـن بعـد فـوات الأوان ، ولما جاء الصياد ورأى المشهـدَ الحـزين قال : إن الطير يستحـقّ الموتَ فعـلاً ، فـمن يخـون ابناء قـومه لا يستحـق الحـياة . إن هـذه القـصة القـصيرة تــُذكـّرني بقـصة أخـرى عـنوانها : من يغـير جـلده يستحق الموت قـرأتها في مجـلة ( شـراغا ) الغـرّاء الصادرة في ألقـوش والتي قـدّمها لي صـديق في سـدني ، وإليكم ما جاء في تلك القـصة :

يحكى أن صياداً ماهـراً قال لزوجـته يوماً : لستُ مكـتفـياً بصيد الغـزلان والأيائل عـن طريق قـتـلها بل أريدُ مسكَها وهي حـية . فـعـزم عـلى ذلك واصطاد أيلاً كبيرا فـسلخ جـلده وغـطـّى به جـسمه وتظاهـر وكأنه أيلٌ ووقـف عـند جـدول ماء تأتي الغزلان والأيائل لترتوي منه . ولما جاءت هـذه إلى الماء رأتْ هـذا الأيل الكبير (الذي بداخله الصياد) ولم تأبه به ظـناً منها بأنه واحـد مِـن جـماعـتها . وقـبل أن تقـترب إليه كثيرا كان هـنالك في الجانب الثاني من الجـدول صياد ثان وبيده بندقـيته مخـتـفـياً بين الأحـراش . فـلما رأى ذلك الصياد قـطيع الأيائل لفـتَ انتباهه الأيل الكبير فـرماه بطلقـتين ناريتين وأرْداه قـتيلاً ، فـفـرح وامتلأ غـبطة لصيده هـذا وهَـرْوَل إليه ليحـمله ، ولكـنه تفاجأ حـين عَـلـِم بأنه قـتل إنساناً . وقـبل أن يسلـّم القـتيل روحَه ،  شرح لصائده غايته من إرتدائه جـلد الأيل ، فـردّ عـليه الصيّـاد بقــَولِه الحـكـيم : إنّ مَن يُغـيّر جـلده يستحـقّ طلقـتين ناريتين في قـلبه .

واليوم ونحـن نـتذكـّر ماضينا وكـيف تعَـلــّـمْـنا مِـن أساتذتـنا ، لابـدّ وأنْ نقـول لأنفـسـنا : ربما نحـن لم نسـتـفـدْ ، ولكـن قــُرّاءنا أفـضل منـّا فـقـد تــَشَـرّبوا مِـن حِـكـَم وأقـوال وقـصص آبائـنا  وإرشادات أجـدادنا الذين هُـم مفـخـرة لـنا ، ولابـدّ وأن أصبحـوا حُـكـَماء بما يكـفـيهم لتوجـيهـنا نحـن البُسـطاء لأنـنا حـين لا نرى أمامـنا ، تـنحـرف ُخـطواتـنا وتـزلّ أقـدامَـنا ونـتيه طـريقــَـنا ، تـُرى ! هـل يـبخـلوا عـلينا فـيغـضّوا النظر عـنـّا ويتركـونـنا في متاهاتـنا ؟ أهـذه هي ثـمرة جـلساتـنا ، و مَـوَدّة لقاءاتـنا ، وأصوات قــَهْـقـهاتـنا ؟ ثم ! ألــَمْ نـتبادل الـ NaCl  والنشـأ عـلى الموائـدالمشـتركة بـيننا ؟ أين العـيون المتلألـئة التي كـُـنـّا نـتـراشـق منها نظراتـنا ؟ والأكـفّ الحارة التي كـنا نـتصافـح بها ؟ هـل كـنا غافـلين ولا ندري بـبعـضنا ؟ فإن كانت هـكـذا ! فـتـلك مشـكـلتـنا ، وإن لا ، فـنحـن المُـخـطـئون عـلى أرضـنا ، ولكـن نؤكـّد بأنـنا لم نـُخـطىء بحـقّ سمائـنا حـيث لمْ نغــَـيّر جـلدنا وهـذا يكـفـينا رفـعة الرأس لـنا .


490
الراهـب دوماً بالناقـوس يَـنـشـغِـلُ ورُتبة الأكـتاف وهْـمٌ له أجَـلُ



بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

حـدّثـني الأب المرحـوم يوحـنان ﭽـولاغ في منـتصف الستينات من القـرن الماضي بعـض الشيء عـن الأديرة والرهـبنات ، فـقال إنّ الصَّـلاة وخـدمة الناس واجـب عـلى كـل المؤمنين والمؤمنات ، ولكـن حـين يَـنـذر شـخـص نفـسَه للإنخـراط في الأديرة والعُـمُرات ، يَعـرف أنّ الحـياة فـيها وإنْ كانت طبـيعـية شـبـيهة بعـض الشيء بالأقـسام الداخـلية للطلاب والطالبات ، حـيث يخـدمون أنفـسهـم بأنفـسهـم ومتضرّعـين لرب السماوات ، إلاّ أنهـم يكـونون مقـتـنعـين وقابلين إلزاماً بفـروض الدير الثلاث وهي : ( البتولية ، الطاعة ، العـمل ) بالإضافة إلى تجَـرّدهـم من الممتـلكات ومناصب الدنيويّات ، وإن إلإلتزام بها لا مناصّ منه وإلاّ ، فـمَن يرفـض واحـدة منها لا ينـتسب إلى الدير، وكـل ذلك إشتقاق من أقـوال ربنا يسوع المسيح ولحـياته مُحاكاة . ولما تقـدّمَـتْ بنا السـنون واخـتبرنا الحـياة صِرنا ندرك أن رسالة الراهـب مَهَـمّـة ترتقي به إلى مستوى فـوق الأرضيات ، تـتطلب منه الإلتزام إلزاماً بالإبتعاد عـن ملذات الذات الآنيّات ، وإغـراءات الدنيا المتلاشـيات . إنه يتفـرّغ للخـَيار الذي إخـتاره لنفـسه وليس مُجـبَراً عـليه بل بمحـض إرادته الذاتية ، ويسترخـص الصكـوك الورقـية والمناصب الترابـية ليرتقي بقـلبه وذهـنه وكل أحاسيـسه إلى فـضاءات الأرواح السماوية ، فـلا يرتبط بأسْرة بل أسْرتـُه هي البشرية ، إنه شخـص واحـد في ربه الواحـد فإذا صار ذي إلهَـين مزدَوَجَـين أمسى مزدوجَ الشخـصية ، وحـينـئذ يتيه في التـنقــّل ما بـين هـذين المعـبودَين كخادم سـيّـدَين ومناقـضاً مبادئه الإنجـيلية ، فـلابدّ من أن يوقـر أحـدهـما ويهـز ذيله أمام الآخـر ، أو يحـترم الثاني ويكـره الأول ، وبذلك قـد يربح العالم كـله بقـيمته الوهـمية بعـد أن يخـسر نفـسه المشـتراة من رابية الجـلجـلة الحـقـيقـية .

وحـديثـنا عـن الطاعة فإنها لا تعـني الخـنوع ولا الخـضوع لأن في هـذين المصطلحَـين معاني الإجـحاف والظلم اللذين قـد يمتـدّان إلى ممارسة إضطهاد المرؤوس الفـقـير مِن قِـبَـل الجالس عـلى كـرسيّ الرئاسة ، والتي ستقـود لا محالة إلى ثورة الفـلاّح عـلى الإقـطاعـية ، وإنما تعـني قـبول التعـليمات والتوصيات التي يضعها رئيس الدير ذو الحـكـمة والخِـبرة ، والذي يتـّصف برجاحة العـقـل ومنطقـية الفـكـرة ، وتعادل الميزان وعـدم التسرّع في  إصدارالأحـكام بالمَرة ، ورزانة الشخـصية وتواضع النفـس بالإضافة إلى دماثة الخــُلـُق وهـدوء الأعـصاب ورحابة الصدر ، يمتلىء قـلبه بالحـب والمودّة لخـدمة الآخـرين إخـوتِه ومِضياف لهـم . فإذا زاغ الراهـب عـمّا ذكـرناه مهـما كان موقـعـه ، فإن الأسكـيم لا يكـون إلاّ رداء له ومِن ضربة الشمس يقـيه . ولما إخـتبرْتُ الحـياة العـسكـرية صرتُ أميّـز طاعـتها العـمياء المسـبوقة بدعـوة إجـبارية ، والتي بها يُكـلـّـف الجـنديّ بخـدمة الوطن الإلزامية ، ولذلك نراه منذ اليوم الأول لسَـوقه إلى الجـيش ينـتظر يوم تسريحه منه . أما الطاعة الرهـبنية فإنها منبعـثة من رغـبة ذاتية لخـدمة البشرية ، تجـعـل الراهـب ينفــّـذ ما يترتــّب عـليه بصورة طـَوعـية ، واجـبات وتعـليمات وتوصيات تمليها عـليه قـوانين الحياة النسكـية ، مدى الحـياة برضىً تام وأفـراح قـلبـية .
 
أما العـمل ، فـكـلنا نعـلم وقـد رأينا بأمّ أعـينـنا في ربوع بلدنا ، أن الراهـب كان يعـمل في مخـتلف قـطاعات الإنـتاج في أديرتـنا ، والبعـض القـليل لا يزال يعـمل إلى يومنا . فهـو الزارع والساقي والحاصد والطباخ والمُنظــّـف وهـو يعـمل في الكـَرْم ويعـصر العـنب ويرعى الغـنم ، ويُعَـلــّم ويتعـلـّم ويخـط الكـتب.....ولا يوجـد راهـب ينهـض لتـناول الفـطور ثم ينـتظر الغـداء ليُخـطــّط  للعـشاء ، ويتــّكىء عـلى مخـدّة لمشاهـدة البرامج التلفـزيونية ، فـهـو لا يقـبل أن يُخـدَم بل يريد أن يَخـدُم مثـلما عـلـّمنا ربنا الذي هـو قـدوتـُـنا . وأتذكـّر موقـفاً كنـتُ في زيارة عـند صديق وشاءت الصدفة أنْ حـضر كاهـن جـلسَـتـنا ، فأراد أحـد الأصدقاء من الحاضرين أن يضفي جـواً من المرح عـلى لقائـنا فـقال لي : أما كان الأفـضل لك لو إخـترتَ لحـياتك سلك الأكـليروس فـهـو عـمل يدرّ عـليك ربحاً وفـيراً ، فـعـلـّـق مَن يهـمّـه الأمر فـوراً قائلاً : إنّ الكاهـن ليس موظفاً ولا هـو صاحـب متجـر وإنما الكـتاب المقـدس يقـول : إنّ مَن يعـمل للمذبح يأكل من المذبح ، فـقـلتُ له : ولكـن الكتاب المقـدس يقـول أيضاً : ( كـُـنا نكرز لكـم بإنجـيل الله ونحـن عاملون ليلاً ونهاراً كي لا نـُـثـقـل عـلى أحـد منكم ) تسالونيكي الأولى 2: 9  فـلماذا لا تذكـر هـذا ؟ فـلـَم يُجـب حـضرته عـلى سؤالي ! . 
لا شك أن حـياة اليوم ليست كالبارحة وراهـب القـرن الحادي والعـشرين ليس كراهـب السنين الماضية ! لأن  التكـنولوجـيا فـرضتْ نفـسها بمخـتلف حـقـولها ، والإنسان ومن أي موقـع كان ، لم يعـد بإمكانه الرجـوع إلى ركـوب الخـيل في بلد مترو الأنفاق ، ولا أن يـبعـث رسالة إلى مَن يهـمه الأمر بـيَـد ساعي البريد لينـتظر الجـواب بعـد أشهـر ونحـن في عـصر الإنـترنيت ، فـحـياتـنا المادية في تغـيّر مستمر ولكـن المبادىء ثابتة لا تـتغـيّر ! فـلا يمكـن تغـيـير الحـب الذي عـند الله المحَـبة ، ولا الأمانة والعـدل اللذين عـند الله الأمين والعادل ، وهـكـذا فإن القـيَم والأخـلاق التي عـلـّمها لنا الرب في إنجـيله لن تـتبدّل إذا نصبْـنا فـوق سطح منزلنا قـرصاً لإستلام البرامج التلفـزيونية من الأقـمار الإصطـناعـية .
نحـن المسيحـيّون كـلنا مدعـوّون إلى الإيمان والتوبة والإلتزام بمبادىء كِـتابنا المقـدس نبراساً ينير الدرب أمامنا للسَـير في خـُطى معـلـّمنا الأعـظم ، ولا يخـفى عـلى أحـد أنّ هـناك بـينـنا مَن تـَمـيّـز في موقـعه فـصار قـدوة لنا كراهـب الدير مثلاً فـهـو مرآة أمامنا ، نرى صورة المسيح في وجـهه ، ونسمع كـلام المسيح في أقـواله ، ونـتـتبّع أعـمال المسيح في سـلوكه ، إنه صاحـب رسالة إخـتارها كي يُبشـّرنا بها مُبتدئاً بنفـسه أولاً فـنقـلـّده نحـن ثانياً . فـحـياته هـذه ميّـزتـْه عـنا فـصار ذي موقـع يحـسـده عـليه الكـثيرون . إنّ راهـب الدير عـلى أكـتافه صـليب المسيح يحـملُ ، ذلك الذي تفـتخـر به الجـلجـلة والجـبلُ ، وعـليه وبكل تأكـيد لا يُحابي مَن يـبحـث عـن الرتبة بنفـض جُـبّـته وبهـذا السـلوك لا يقـبلُ ، ومع مَن يُلاسـنه ويُـداهـنه لا يعـملُ ، إنه قـنديل منير يكـون له الأفـضلُ ، لو أنّ جُـهـده لخـدمتـنا نحـن الخـطاة يُبـذلُ ، ويُعـطي ما لله لله جـلّ جـلاله ، وما لقـيصر يتركـه لإبن قـيصر القاصر وحـده . إنـنا نريد راهـبنا دَوماً بالناقـوس يـنشـغـل ، ورُتبة الأكـتاف وهْـمٌ له أجـل .   
 

491
الـفـقاعات تطـفـو عـلى سطح البحار
واللآلىء تكـمن بـين أصـداف المحار

بقـلم : مايكل سـيـﭘـي / سـدني

الكـون طاقة وحـجـر ، لم يتحـمّـلـْها فإنفـجـر وإلى قـطع تبعـثر ، فـمنها صارت النجـوم كالشـذر تـتلألأ ليلاً أوعـند الفـجـر ، تمنحـنا الضوء والدفأ كالجـمر ، ومنها مَن صار طــُفـيلياً لا نور فـيه بل يـدور حـول نفـسه تارة كـراقـصات الغـجـر ، وتارة أخـرى يحـوم حـول غـيره ليستضيء ببهائه الوافـر ، فـيراه الناس كـوكباً ولكـنه ترابٌ وصخـر . لا أدري لماذا غـشِـيتْ عـيون الأحـفاد ولم يعـد لهـم نظر ، ويجـهـلون أن أجـدادهـم وآباءهـم ما كانوا يرضـَون إلاّ بقـنديل أبهـر ، لكـن الخـَـلـَـف وأولادهـم يَـرَوْنَ القـمر كأنه مشكاة في قـصر و زيتــُه أصـفـر فـينبهـرون به كـمَن لم يمْسَـسْـه الفـقـر ، وإنْ سألتـَهـم عـن الأمر ! سـتـكـتشـف أنهـم لا يميّـزون اللون الـﮕـُلـﮕـُليّ عـن الأخـضر ، ولا يفـرّقـون بـين الشـوك والزهـر .  يا إلهي إني أعـلم أنّ لك في خـلقـك شـؤون وعِـبَر ، تسقي العـطاشى بالمطر ، ولكـنك لم تعـطِ لنا من اللآلىء إلاّ ما نـَدَر ، ومن الفـقاعات أكـثرتَ وأكـثر . فـهـذه لؤلؤة بـين أصداف المحار في أسـر ، والفـقاعات تسرح وتمرح هـنا وهـناك كأنها في سَـفـر ، بـين الخـلجان في سـواحـل البحـر . نعـم ! ليس لنا فـيها مِن وَطــَر، ولكـن البعـض سـرقـوا منا البزر وصاروا يذرّونه قـبل هـطول المطر ، ولا يدركـون أن العـصفـور ينـتظر فـوق الشـجـر كأنه في واجـب الخـفـر، يسـتغـفـلهـم وقـت الصافـر ليسـرق حَـبّـتـَهـم مثلما سُـرقــَتْ منا وقـت الباكـر . كُـلي أسـف أن البعـض لم يـرَ البـيدر وما أحـلاهـم لو عـرفـوا ما البـيدر !  فأنا رأيتُ فـلاّحـَـنا عـن ساعـده شـمّر ، متوكـّلاً عـلى رب الهـواء الظافـر ، مسـتعـيناً بهـمّـته ويرفـع مذراته الأجـدر ، فـتـتجـمّع الغـلة أكـواماً تغـذي البشر ، والتبن ! آه التبن ! خـفـيف حافٍ يطأطىء الرأس وراء قائده الهـواء الحائر والسـراب الثائر ، ثم يصيـبه الضجـر ، وفي الأخـير سـينال شهادة الصِـفــْر ويحـتضر ، فالتبن وقـود التـنـّور أو غـذاء البقـر . وإن سألتَ عـن المحار ، سـيُجـيـبك اللؤلؤ من بـين أصداف النادر : إنـنا في خـطر ! وسأسأل صديقي وكل مَن في زقاقـنا سـائر : ألم تقـرأ عـن الكـناري حـين زقـزقـت لزرزور لا لصقـر ......؟  وإذا نسـيـتــَها فإني سـأذكـّرك بها وقـد ينفـع الذكـر :

يا صاح يا إبن الكـرام ، هـو ذا ناحـوم يطرق التابوت يسـأل أصحـاب المقـام :
هـل إنتكـس النخـيل هـل فـُرض اللجام  ؟
هـل ذابت الجـبال الشـم هـل جـبُن الهـمام ؟
أيصمت الشـحـرور ، أم سكـت الحـمام  ؟
كـيف يهـلهـل الكـناري ويقـبل بالحـطام
وهـو ذو الريش الجـميل فـخـر للعـظام
 يـُـغـرّد حـباً كـريماً فـيُخـجـل أشباه الـكـرام .
أتقـبل بزبوزاً وتهـجـرالباز اللهام
 أتسمع لبومة وتصم للنسر الصرام .
ولكن الدهـريَوْمان أيام وأيام
للباز والنسر والأيمان أيام .
وللبومة والبزبوز والفـلتان أيام ،
أما حـق للأجـداد أنْ قـالوا عـلى الـدوام .
( لا تناموا إستـفـيقـوا  فـقـد تغـدر الأيام )
بشوپا دْ باز بزبوز
وبشوپا دْ نشر قـوپياثه (  بدلاً من الباز بزبوز ،
وعـوَضاً عـن النسر ، بومة ) ولكم مني ألف سـلام .

492
فاقـد الضـمير لا يخـطأ

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

إبتـدأتْ الجـريمة عـلى كـوكـبنا حـين قـتل قائينُ هابيلَ وتبــِِعَـتها مجازر بشـرية عـبر العـصور يندى لها الجـبـين أنـتـَجـتْ مقالع قـبور ضمّتْ عـظامها . إنـنا نرى عـلامات يومنا المظلم مستمرة عـلى نهـجـها ومنوالها الظالم وبهـذا فإنها تجـيز لنا التـنبّـؤ بكـوارث هائلة تـنتظر الإنسان إذا فـقـد كامل صفـته الإنسانية وعـندها سـيجـلس القـرفـصاء فاقـد الحـياء أمام الحـمل الوديع الذي يستمتع بالحـقـول ، وزهـور الربـيع التي تزيّن السهـول . إن بعـض عـلماء النفـس يرَون أن الإنسان عـدوانيّ الطبع ولكـنه قابل الترويض فـيتهـذب سـلوكه ، كما أن عـلماء إجـتماع آخـرين يقـرأون بـياض صفـحـة ولادته والتي سـرعان ما تمتلىء بكـتابات ملونة لا يقـرأها المصاب بعـمى الألوان . و فـريق آخـر يقـول : أعـطـني طفـلاً أعـطيك ما تريد ........محامياً ، محارباً ، ناسكاً ، طبـيـباً .......... . إنّ  إنسانـنا هـذا ، أرقى وأفـضل الكائنات الحـية فـهـو مطربها وراقـصها ، إنه عالمها وأديـبها ومبرمج نشاطها ، فـما الذي جـعـله يتـصف بروحـية جـميلة إيجابـية تارة ، و بسـلوكية هـمجـية سـلبـية تارة أخـرى ؟ إن الخالق أحاط الإنسان بنور الشمس وبالماء والهـواء والأرض المثمرة والمليئة بالكـنوز وأعـطاه القـدرة التي تمكـّـنه من متابعة المشوار تصاعـدياً حـتى يصبح كاملاً ( كما أن أبانا السماوي هـو كامل ) . إن المقـدرة المهـداة له هي التي تؤهّـله أن يكـون قائد نفـسه وما حـوله ، إنها روحَه ، قـدرته العـقـلية التي إذا إستطاع تحَـسّـسها وتسخـيرها لمشاركة الآخـرين حـياتـَه فإنه يرتقي درجة أعـلى في سُـلـّم القـيم الإنسانية ويصبح ذا ضـمير . فالضمير إحـساس ذاتيّ منبثـق من خـلايا الدماغ المتفاعـلة فـيما بـينها بحـركة نلمسها ذهـنياً ، إنه شـعـورٌ حي لا يشـعـر به إلاّ صاحـبه الذي يجـعـله يؤمِن أن الحـياة ليست جـديرة مع الوحـدانية الإنفـرادية ، والفـرحة لا تكـون مع الذات الوحـيدة المنفـردة في الكَـون بل أنّ السعادة شـعـور أمام الغـير يحـتاج إلى جـسر للمرور والعـبور كي يصـل إلى الطرف الثاني ، هـذا الجـسر لا يـبنيه إلا الضمير وإلاّ فأمام مَن سـيتباهى السعـيد بسعادتِه ؟ ثم ! إذا لم يشاركه غـيرُه إيّاها فإنه سينسج حـوله شرنقة ويتكـيّس بداخـلها فـتـنـتحـر متعـتـَُه هـناك ويخـسرها . إن شـرود الإنسان بتعـمّد عـن هـذا الإحـساس وتجـنـّبه التفاعـل معه والتمرّد عـلى السَـير بإتجاه شـعاعه سـيؤدي إلى فـقـدانه له حـتماً وعـندئـذ يوصف بأنه ليس له ضمير ، وبالعامّية نقـول عـنه ( ضميرسس ) فـيتصرف وفـقاً لإملاءاته بغـياب ضميره معـتقـداً أن مَن يحـيط به نيامٌ لا يرَونه . تـُرى كـيف يمكـن إسـتـنهاض الضمير عـند فاقـديه ؟ إن الداركـين والمُصلحـين وأصحاب الضمير عِـبر الزمن فـطِـنواإلى هـذه المأساة وإنطلقـوا مِن مبدأ حُـسن النية عـند الغـير وإعـتبروا أن بعـض الناس لا يملكـون تلك القـدرة الكامنة ولا ذلك الإحـساس كما ليست لديهـم القابلية عـلى الإستمتاع بالتآلف مع الغـير ، إنهـم فاقـدي الشـعـور بأنـنا شـُركاء في الكَـون ولنا حـصص متساوية في الإستمتاع بمشاهـدة نجـومه وإستـنشاق عـطر زهـوره وشرب مياهه ، إنهـم بلا ضمير فـليس عـندهـم ميزان ولا يتعاملون مع الآخـرين في السوق بالمقايضة أو بالنقـود ، إنهـم لا يعـرفـون ما هي الكـفة اليمنى واليسرى ، ولم تسنح لهـم الفـرصة يوماً أن شاهـدوا رمز العـدالة ، كما أنهـم أشـبه بسُـكارى لا يمشون بتوازن ...... وعـليه فإن فاقـد الضمير ليس مخـطئاً في أحـكامه ومكايـيله القــَرَقـوشـيّة . فـلأجـل كل ذلك نظر هـؤلاء المصلحـين الداركـين نظرة عـطف إليهـم وفـكّروا في تـنشيط خـلايا إحـساسهـم لغـرض إستـنهاض الضمير عـندهـم فـوضعـوا لهـم إرشادات مُلزمة و موثــّقة يعاقــَب الزائغ عـنها فـسُمّيتْ ( قـوانين ) فأمسَتْ المخالـَـفة معـروفة لمَن لا يدركها ، ويؤكـّد مار ﭘـولص بقـوله : أنا لم أعـرف الخـطيئة إلاّ بالشريعة – روما 7:7 ، وعـلى خـط مواز لها تبلوَرتْ عـند الناس أسُـسٌ تـنظــّم العلاقات بـين أفـراد المجـتمع يتـناقــَـلونها بـينهـم شـفـهـياً ويقـبلون بها طـَوعاً وهي ما تسمى ( العِـرف الإجـتماعي ) . وحـينما ظـَهَـر القانون بُـنيَ جـسر متين بـين ضفـتــَي النهـر وأقـيم سياج عـلى جانبَـيه خـوفاً من سقـوط السابلة ، ونـُصبَ تمثال العـدالة وهـو ( الميزان المتوازن أفـقـياً ) في وسط الساحة التي تـتقـدّم بناية المحـكـمة تباهـياً وإعـلاناً للجـمهـور أن دار العـدل تحـكـم بالعـدل ! ولكـن صار يُرثى عـلى الميزان وكـفــّـتــَيه ، لماذا ؟ لأن البعـض صار يُلقي حُـجَـيراته عـليه فـتـتساقـط بصورة عـشوائية وبتفاوت عـلى جانبـيه فأفـقـده توازنه مما حـدى بأفـلاطون قـبل أكـثر من 2400 عام أن حاور زميله بوليمارخـوس وهـما يسيران بجـوار صرح دار المحـكـمة في أثـينا فـسأله أولاً : ما هـذه البناية يا بوليمارخـوس ؟ قال : هـذه دار العـدالة ، فـسأله أفـلاطون : وما هـذا التمثال في وسط الساحة أمام البناية ؟ قال : هـذا رمز عـدالة الأحـكام داخـل المحـكـمة ، فـقال أفـلاطون : إذن الآن أصبح لي واضحاً لماذا نـُصب هـذا الرمز خارج المحـكـمة . وفي الحـقـيقة فإن الجـسر المشار إليه لم يحـل المشـكـلة ، لماذا ؟ لأن أولئك الناس الذين بُـنيَ لهـم صاروا يعـبرون النهـر سباحة من تحـت الجـسر ليلاً ويمدّون مَن يهـمّه الأمر بسَمَكة نهاراً وهـم يعـلمون ، وهـنا نقـول : أنّ تعاسـته أكـبر إذا كان الإنسان يعـلم أنه بلا ضمير ، لأنه يعـرف إطار الصورة ولكـنه يُخـرج حافـتها من أحـد جـوانبه فـيُشـوّهـها لغـيره . وسيعـلم الذين ظلموا أيّ منقـلب ينقـلبون إنْ لم يكـونوا قـد إنقـلبوا حـتى اليوم ، وإن غـداً لناظره لقـريـب . وتهــانينا لكـــل فاقـــد ضميـــره لأنـــه لا يخـــطأ .   

493
عـهـد ما بعـد المطرانية في كـنيسة مار توما الرسول / سـدني

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي
إن مصطلحات كـثيرة صارت تــُستخـدم في كـتابة التاريخ والعـلوم والأداب ، ومنها مثلاً : قـبل وبعـد الميلاد ، العـهـد القـديم والعـهـد الجـديد ، عـصر قـبل النهـضة وبعـد النهـضة ، الظروف الأمنية قـبل وبعـد الثورة ، وعـلى هـذا المنوال فإنـنا إذا أردنا التكـلم عـن التغـيّرات التي حـصلت في كـنيسة مار توما الرسول في سـدني ولا زالت مستمرة في نهـجـها التجـدّدي ، فإن أفـضل مصطلح نستخـدمه في كتابتـنا من أجـل المقارنة بـين الماضي الممتد إلى أكـثر من 28 سنة والحاضر الذي لا يتجاوز بضعة أشهـر هـو : ( القـيادة الروحـية قـبل وبعـد المطرانية ) . فالماضي شـأن مضى يكـتب عـنه الموثــِّقـون والمؤرخـون ولنا في ذلك ضلعٌ ، أما الحاضر فـيكـتبه اليوم الحاضرون الذين يعـيشـوه ومن المؤكـد أنّ لنا فـيه فـقـرات .
التغـيّرات الإيجابـية تعـني تبديل العـتيق بالجـديد ، مسح القـديم ووضع الحـديث بديلاً عـنه ،  نبذ الخـطأ ليحُـلّ الصحـيح في مكانه ،  ويعـني أيضاً صُوَرٌ جـديدة ، ترميم المندثر، تصحـيح المسار الأعـوج ، أضف إليها التطعـيم بعـناصر متميّزة ، التزيـين بإضافات جـمالية ، تشجـيع الضعـفاء ، جـمع المبتعـدين في حـضيرة المقـتربـين ، ثم الإبداع وقــُل ما تشـاء من هـذه المصطلحات المبشــّرة بالخـير .
فـفي عـهـد ما بعـد المطرانية والمقـصود به هـو ( المطران مار جـبرائيل كـسّـاب الكـلي الوقار ) نشـط نشاطاً بارزاً ومُعـلـَـناً للملاْ ، فـقـد زار مسـؤولي الدولة والمؤسّـسات الكـنسية ، شـدّ الأواصر وبقـوة مع الكـنائس الشـقـيقة وأزال الحـواجـز النفـسية أولاً ثم الموضوعـية من بـين جـدرانها ، كما شـهـدتْ الكـنيسة زخـماً متزايداً من الشمامسة خـُدّام المذبح ، نشاطاً متميّـزاً للأخـويّات ، إقـبالاً واضحاً لأطفال التعـليم المسيحي ، تعـليم اللغة الكـلدانية للكـبار . وهـناك مشاريع تصحـيحات تحـتاج إلى كـوادر ووقـت لإنجازها لأن بناء دار بخـريطة حـديثة عـلى موقـع بناء قـديم ، أصعـب من أن يُبنى عـلى أرض مستوية خاوية .
ومن بـين تلك التغـيرات المشار إليها ، أعـداد أخـوية الشباب التي كانت تضم العـشرات واليوم صارت بالمئات ، ونشاطاتهم المبدعة ، وهـنا يأتي دَور خـوري الرعـية والذي أسمّية أنا ( صديق الشباب ) . إنه صديق وليس آمراً ، فـيرى الشباب مجالهـم واسعاً في الحـركة مما يهـييء لهـم فـرص الإبداع والتآلف والإنسجام فـليس هـناك مَن يزجّ نفـسه في كـل صغـيرة وكـبـيرة مما شـجّـع أصحاب المواهـب والقابليات أن يتقـدّموا إلى الساحة الكـنسية للعـمل ، فـكانت مسرحـية ( حـلم في منـتصف ليلة آيار- 20/7/2007 ) مثالاً رائعاً عـلى ما ذهـبنا إليه . ومما تجـدر الإشارة ويزيدنا ثـقة أن الغاية من هـذا النشاط ( وأكـيد من النشاطات المقـبلة ) ليس مادياً بدليل أن ثمن البطاقة لمشاهـدة المسرحـية كان 2 $ ، فالهـدف ليس جـمع الفـلوس وإنما جـمع النفـوس في حـضيرة الرب ، هـو نشر الوعي الديني ، هـو ترسيخ الإيمان في قـلوب أبناء الرعـية ، هـو تبليط الساحة بكاملها للمؤمنين فـلا عائق أمامهـم في طريقـهـم إلى الكـنيسة ، وهـكـذا يجـب أن تكـون القـيادة الحـكـيمة الملتفة حـولها جـموع المؤمنين ، وإلاّ فـلا .
وحـينما نعـطي رأينا في أية قـضية أو نشاط أو شخـص إنما نـنطلق من مبدأ أن المتفـرّج يرى أكـثر من اللاعـب ، يرصد الهـفـوات أكـثر من الذي في الساحة ، ولسنا نبالغ إذا قـلنا أن المتفـرجـين عـن بُعـد لهـم زاوية نظر أوسع من المدرّب عـن قــُرب ، وعـليه فإن الغاية من طرح رأينا هي البناء نحـو الأعـلى والدفـع إلى الأمام فـنحـن ليس لنا فـيها ( بُرغي ولا صامولة ) ، فالديكـور كان جـميلاً  ، كما أن العـم ( ﭘـتــّو) أدّى دَوْرَه بنجاح بالإضافة إلى وارينة .  وفي هـذا الحـقـل أود الإشارة إلى ملاحـظاتي عـن المسرحـية عـسى أن تخـدم الجـميع :
أولاً : جاءت المسرحـية باللغة العـربـية ! لماذا أيها السيد المؤلف ؟ أما كان بالإمكان كـلدنـتـها أي تحـويل حـوارها إلى لهـجة السورث المحـكـية في البـيت ؟ هـل إنسلخـنا من جـلد آبائنا ولم تعـد هـناك حاجة إلى الحـفاظ عـلى لغة أجـدادنا ، لغة قـوميتـنا ؟ ثانياً : ورد المثل ( عـندما يسقـط الثور تحـدّ السكاكين ) في غـير محـله . ثالثاً : لم تكـن هـناك لاقـطة صوت من الجـهة اليمنى للمسرح . رابعاً : إن أبناء القـرية أناس بسطاء مؤمنون وأسماؤهـم تدلّ عـليهـم مثل ( ﭘـتـّو ، حـنوكا ) فـمن أين جاء إسم ولسن الغـربي بـين تلك الأسماء القـروية ؟ خامساً : في أكـثر من مشهـد كان الكاهـن واقـفاً وأهـل البـيت جالسين ! هـل هـذا صحـيح ؟ سادساً : عـند دخـول الكاهـن للمرة الأولى أوحى لأهـل الدار بأن عـنده سـر ولا يريد البوح به أمام النساء ، ولكـنه سرعان ما أباح للجـميع بما عـنده من كـلام مكـتوم . سابعاً : الكاهـن تراجـع إلى الخـلف والفـلاحـين البسطاء توزعـوا عـلى يمينه ويساره والبعـض الآخـر في المقـدمة ، هـل اللقـطة مقـبولة ؟ ثامناً : حـينما طرق الآغا باب البـيت لم يتجاسـر الرجال عـلى فـتحه ، ولكـن البنت فـتحـته له ، هـل هـذا معـقـول ؟ تاسعاً : الآغا قال عـن نفـسه متسائلاً إن كان هـو مجـرماً ، هـل يقـول الآغا ذلك عـن نفـسه وعـلى مسمع الجـميع ؟ عاشراً : فـحـوى المسرحـية كان ذلك النوع من الصراع بـين قـوى الشـر البشرية وقـوى الخـير الروحـية وبصورة مباشرة . إن هـذا النوع من الصراع لا يطرق اذن احـد في هـذه الأيام بل نحـن بحاجة إلى نوع من الصراع الواقـعي الملموس المؤثر عـن قــُرب . أحـد عـشـر : التراتيل الأولية كانت راخـية ولم تكـن مشحـونة بالعاطفة اللازمة لتحـريك شـجـون المشاهـدين ولذلك لم يستمتعـوا بها . 
فإلى مسرحـية أخـرى أفـضل .

494
بعـض الحـقـيقة للسيد داود برنو

بقـلم : مايكل سـيـﭘـي / سـدني

قـرأتُ مقالاً للسيد داود برنو بعـنوان (  قـراءة في أوراق توما توماس – الجـزء الثالث ) ، تطرق فـيه إلى ظروف ألقـوش بعـد 8 شباط 1963 وحـملة الإعـتقالات التي جـرتْ في مدرسة ثانوية ألقـوش للبنين . وفي نهاية مقاله ذكـر النص التالي : (( أتمنى أن يرد عـلي من الذين رافـقـوا المرحـوم فـؤاد بتلك المهـمة أو من الذين لهـم إطلاع دقـيق عـلى هـذه القـضية )) . ويسرّني أن أكـتب إنطباعاتي حـول ما ورد في المقال بصورة عامة رغـم عـمري المراهـق في تلك الأيام وإبتعادي مع أسرتي وإلى اليوم عـن أضواء السياسة وأنواطها .

أولاً : في أحـد أيام تلك الحـملة ، كـنت آنذاك في الصف الثالث المتوسّـط نرتقي إلى غـرفـته بـبضعة درجات من الجـهة الشرقـية من الفِـناء ( يساراً عـند دخـولنا المدرسة ) ، أما الصف الرابع الثانوي فـكان في غـرفة مقابلة للباب الرئيسي لبناية شيشا . وأتذكـر مشهـداً رأيناه من نافـذة صفــّـنا ، فـقـد دخـل أربعة رجال مسلحـين بزَيّهـم الزيتوني ساحة المدرسة وولجـوا في غـرفة الإدارة ، وكان الأستاذ وعـدالله / الموصل ، مدرس اللغة العـربية هـو المُحاضر في تلك الحـصّة في الصف الرابع الثانوي . ولا يخـفى عـلى أحـد أن أولئك الرجال المسلحـين قـدموا لإلقاء القـبض عـلى بعـض الطلاب المتهـمين بالإنـتماء إلى الأحـزاب المناوئة للحـكـومة . وعـند تلك اللحـظات إنطلق الطالب ( مَـﭽـّو - منصور ميخا خـُبـير ) من باب الصف الرابع المشار إليه بجاكيت خـضراء اللون ومتجـهاً نحـو الباب الرئيسي بخـطوَتين أو ثلاث خـطوات هادئة وبسيطة سرعان ما تحـوّلتْ إلى حـركة هـرْولة سريعة جـداً يصعـب تخـمين تعـجـيلها وخـرج من بناية المدرسة متـّجـهاً ومُلـْـتـفـّاً نحـو يمينها سالكاً الطريق المدرّج المؤدّي إلى بيت هاويل ، ومن هـناك بلا شك إنطلق إلى حـيث لا تـتجـرّأ تلك المجـموعة المسلـّحة من متابعـته واللحاق به . ترى ما الذي حـصل ؟ إن الطالب منصور خاف ! خاف من إحـتمال أن يكـون إسمه ضمن المطلوبـين ، فإستأذن من أستاذه - وعـدالله -  بحـجة الذهاب إلى المرافـق الصحـية الموجـودة خارج البناية . أما الجـماعة المسلـّحة فـقـد لاحـظوا من نوافـد غـرفة الإدارة حركة غـير طبـيعـية لطالب مُسرع بإتجاه الباب الخارجي فـخـرجـوا وراءه بسرعة مُذهـلة ولم يروا أحـداً فالساحة الخارجـية كانت خالية من الطلاب وتوقـعـوا أنه إخـتبأ في المرافـق الصحـية ، ولما فـتـّشوها رأوا هـناك طالباً يزيدياً تأخـر في قـضاء حاجـته فأخـرجـوه عـنوة قـبل أن يشد حـزام سرواله وساقـوه إلى داخل غـرفة الإدارة وهـو مُصْـفـرّ الوجه وحـقـقـوا معه ولم يصدّقـوا قـوله ، ثم إستـفـسر المدير ( منصور أودا )  فـعـلِـمَ أن طالباً هـرب من الصف الرابع الثانوي ، وعـندها سُـئل الأستاذ وعـدالله ، أكـّد ذلك قائلاً : أن الطالب طـلب مني أن أسمح له بالذهاب إلى المرافـق الصحـية لقـضاء حاجـته فـسمحـتُ له بالخـروج . وعـندها تـُرك الطالب اليزيدي حـراً.
 
ثانياً : أما بِشأن ورود إسم إبن أخـيه ( نوئيل صادق برنو) فـقـد لا يكـون دقـيقاً كـثيراً ، لماذا ؟ بحـسب رأيي أن شـباب عائلة برنو لم يكـونوا من المشتبه بهـم كـثيراً في تلك الأيام ، ولم نسمع نشاطاً للطالب نوئيل مثلما كـنا نسمع عـن الآخـرين الذين ورد ذكرهـم في المقال ، كما أن محـلة قاشا كانت في مأمن ( بعـض الشيء) من الإتهام . إن الطالب نوئيل لم يكـن زميلي في تلك السنة ولكـنه صار صـديقي ( أعـتقـد منذ الصف الرابع ) ومتأكـّد في الصف الخامس الثانوي ،  وبعـد ذلك صار نوئيل رئيس أخـويّـتـنا المريمية - الجـيش المريمي - في ألقـوش .

ثالثاً : في صباح يوم إعـتقال ﭘـَطرُس سْـخـَرْيا ونحـن في المدرسة شاهـدتُ صباح ياقـو توماس عـلى سطحها يصيح مشجّـعاً الطلاب عـلى ترك الدوام والنزول إلى الطرقات لمنع السلطة من أخـذ المقـبوض عـليه إلى الموصل . وكان كـذلك ، فـقـد خـرج الطلاب من المدرسة وإتجـهـوا إلى القـنطرة المجاورة لبيت ( وارينو زورا عـلى الله - عـيسى شعـيا بابي ) وأنا معهم عـلماً أنـني ليس لي فـيها ناقة ولا جـمل ولكـن حـشرٌ مع الناس عـيد وهـكـذا يكـون تفـكـير المراهـقـين . بدأ الطلاب الذين يهـمّهـم الأمر بدحـرجة الصخـور الكـبيرة من بيادر ومنحـدرات بـين ( خِـﭘـَرْتا وبيت عـزّوتي ) لنصبها في وسط الطريق وعـلامات الغـضب والإنفـعال بتوتـّر مرتسمة عـلى وجـوهـهم توحي لناظرهـم بأنهم سيقاومون فـيلقاً برمّـته . وأتذكـّر مشهـداً مقـزّزاً ومؤلماً بنفـس الوقـت من سلوك شاب ( طائش بكـل معـنى الكـلمة ) في منـتصف العـشرينات من عـمره أو أكـثر غادر إلى الديار الأبدية . دحـرج هـذا الشاب صخـراً كـبيراً ليُـثـبّـته في وسط الشارع فـجاء إليه المخـتار ( سادونا ) وهـو بعُـمر أبي الشاب المذكـور وكـلـّمَه بــِلـُـغة الواعـظ المرشـد والحـريص عـلى بلدته قائلاً له : ( يالي ، د خـَرْووتولا ماثا - أبنائي ، ستخـرّبون القـرية ) ، فـردّ عـليه الشاب بلـُغة المتسكـّع المتعـجـرف عـديم التربـية والأخـلاق وقال : إذهـب من هـنا قـبل أن أفـعـل ( كـذا وكـذا من ....زوجـتك ) ! فـماذا كان جـواب الرجـل الوقـور سادونا ؟ أحـنى رأسَه ساكـتاً ودار 180 درجة ورجـع إلى داره وأنا عـلى بُعـد مترَين من المشهـد . وفي تلك الأثـناء لاحـظتُ المرحـوم فـؤاد مقـبلاً من شارع غـرب القـنطرة ، جـهة بيادر المحـلة التحـتانية وبيده رشاشة قـصيرة ( أعـتقـد كانت تسمّى غـدّارة مصرية الصنع ) برفـقة بضعة شـبّان ووالدته خـلفه ولما إقـتربوا من المتجـمّعـين حـول الصخـور إرتفـعـتْ صيحات الوالدة وهي تقـول : ( كـيليه جـونقـد ألقـوش ، كـيليه ﮔـورِ ، ديخ ﭘـَطرُس هاو إرْيا ومَـنخـْـثـيلِ لموصل ! - أين شباب ألقـوش ،  أين الرجال ، كـيفَ  ﭘـَطرُس يكون مقـبوضاً ويُسَـفـّر إلى الموصل ! ) . هـذا ما أتذكـّره عـن ذلك اليوم ولا أعـرف أكـثر مما كـتـَـبْـتـُه سوى أن أعـمال أولئك الشباب لم تـُـثمِـرْ ، إنْ لم نقـل كانت لها تداعـياتها السلبـية عـلى ألقـوش لاحـقاً .

رابعاً : فـؤاد أكـبر مني وأنا أعـرفه جـيّداً بحكم الصداقة العائلية في كـركـوك ، وهـناك كم مِن مرة ذهـبْتُ عـنده بتوصية من والدي كي أمارس الرياضة ( السويدية ) أمامه ، وكان يـبدو وسيماً بملابسه العـسكـرية . أما ما هـو مصير فـؤاد ؟ كـيف قــُتِـل ؟ أين جُـثــّـتـَه ؟ ما الذي حـدّثـنا به رفاقــُه مِن قـصص ؟ إنها أسئلة كـثيرة طــُرحَـتْ ، أجـوبة عـديدة رُوّجَـتْ ، حـكايات متـنوّعة نـُشِـرَتْ ، ووجـوه رفاقه الذين خـذلوه ومن خـجـلهـم إصْـفــَرّتْ ، ورؤوسـهـم إنكـبّتْ ، ولكـن الحـقـيقة هـل قـيلتْ ...............؟ كـلاّ وإلى اليوم ! لأنها نقـطة سوداء في سجـلّ الرفاق والرفاقـيّة ،  إلاّ أنّ الصدفة لعـبَتْ دورها فـجـعـلتـْـني أفـكّ رموز مقـتله وأسـرارها . 
دُعـيَتْ مواليدي إلى الخـدمة العـسكـرية / إحـتياط  فإلتحـقـتُ في 24/8/1982 في معـسكـر التاجي ومن هـناك نـُقِـلتُ بتاريخ 6/11/1982 إلى جـبهات القـتال / قاطع الشرهاني / حـوالي 45 كـلم عـن الشارع الرئيسي بغـداد - عـمارة ، الفـصيل الكـيمياوي / سريّة مقـر لواء 24 البطل ، وإنْ لم تخـنـّي ذاكـرتي فإن الآمر كان العـقـيد الركـن عـبد الرزاق ( أو ما يشبه ذلك ) وكـنا نـتـنقـّل بـين القـواطع حـسب الحاجة ، ولما تسرّحـتُ كانت المعـركة مشتـدّة في قاطع سيف سـعـد بتاريخ 5/11/1984 . ومنذ الأيام الأولى في الجـبهة تعـرّفـتُ عـلى جـنود من الأفـواج التابعة للوائـنا ، ولما عـلموا بأنـني ألقـوشي سألوني عـن الملازم الأول ( داود ) ألقـوشي بعـد أن كان منقـولاً من الفـرقة العاشرة ، فـقـلتُ لهـم : أعـرفه وهـو من بلدتي ، فـمدحـوا به أمامي عـلى الأقـل . وفي إحـدى إجازاتي الخاصة خـرجـتُ من المعـسكـر ووقـفـتُ عـند الشارع الترابي منـتظراً أية عـجـلة عـسكـرية مارّة بالإتجاه الذي يُـفـيدني كي تأخـذني مسافة لأستقـلّ غـيرها وهـكـذا حـتى أصل إلى الشارع العام المبلـّط . مرّتْ عـجـلة ( إيفا ) ، أشـّرتُ إلى سائقـها فـوقـف وأخـذني معه ، ولما عـلم أن إتجاهي هـو إلى نقـطة السيطرة / عـمارة ، قال إطمئن فـطريقي إلى هـناك ، وهـذا يعـني أن مدّة لا تقـل عـن الساعة سأكـون بصـحـبته . سألني في الطريق قائلاً : إلى أين ذاهـب ، ومن أين أنت ومن أية بلدة ؟ قـلتُ : أنا ذاهـب إلى بغـداد ومرجـعي الشمال ومن ألقـوش . قال : أنا مِن بخـديدا ، ( كـيذتْ سورث ؟ أتعـرف اللغة الكـلدانية ؟ ) قـلتُ : نعـم ! وعـندها تحـوّل الحـديث إلى اللغة الكـلدانية أنا بلهـجـتي الألقـوشية وهـو بلهـجة بخـديدا . ولما رأيتـُه من مواليد متقـدّمة بعـض الشيء خـمّـنـتـُه عـسكـرياً إحـتياطياً  فـسألتــُه : متى دُعـيتَ إلى الخـدمة العـسكـرية ؟ قال : أنا متطوّع في الجـيش ومخـتص في الآليّـات ( الميكانيك ) . وسألني عـن عـملي خارج الجـيش فأجـبْـتــُه ثم سألني : مَن تعـرف من الألقـوشيّـين ؟ قـلتُ : أنا ألقـوشي أعـرف الكـثيرين منهـم . ولكن أنت مَن تعـرف منهـم ؟ فـقال : هـل تعـرف ألقـوشياً إسمه ( فـؤاد ) ؟ فأجـبتـُه بقـَولي : أعـرف واحـداً أصغـر مني عـمراً وليس صديقي ولا يوجـد بـينـنا أي تعارف . فـقال : هـل تعـرف فـؤاداً آخـراً شيوعـياً أكـبر منك ؟ قـلتُ له : نعـم ولكـنه متوفي ، فـقال : كيف توفى ؟ قـلتُ له : في الحـقـيقة قــُتل بطريقة غامضة أخـْـفِـيَـتْ عـنـّا حـتى اليوم . قال : أنا أعـرف وسأحـكي لك القـصة .... كـنتُ في أحـد المعـسكرات في أوائل الستينات في الشمال ، وذات ليلة صار عـلينا هـجـوم مِن قِـبَـل مجـموعة مِن المتمرّدين الـﭘـيشمرﮔـة وأخـذنا نـتبادل إطلاق النار معهـم فأصبـْـنا أحـدهـم ولم يتجـرّأ الآخـرون عـلى الإقـتراب منه رغـم صياحه فـتركـوه وإنهـزموا ، وعـند الفـجـر إستطلعـنا المكان فـرأينا قـتيلاً ، وعـندما فـتـّشناه عـثرنا عـلى هـويته بإسمه وبلدته فـعـرفـنا أنه فـؤاد شـمعـون ألقـوشي ، فـحُـمّل عـلى عـجـلة ودفـن في مكان ما . هـذه هي القـصة الغامضة لإستشهاد فـؤاد والتي عـرفـتــُها عـن طريق الصدفة ، وإلى السيد داود أحـلى سـلام . 

ملاحـظة : إن كان لأحـد معـلومة أكـثر دقـة مما ذكرتــُها عـن إستشهاد فـؤاد ، فـيذكـرها لنا و يُـبـيّـن أين إخـتفـتْ جـثــّـته ، و نحـن له شاكـرون .







 

 

495
شـُهـداء المسيح الحي


مايكل سيـﭘـي / سـدني

قــُم للصلاة فالناقـوس يوقـظــُــــــــــنا            صـلـّي السـلام فالقـدّاس يُـلهـِمُـنا
سـبّح لربّـك في الأعالي عـرشـُـــــــــه            أمــــــلٌ وسلامٌ عـلى الأرض لنــا
باركْ سـيّدي ، أبانا في الســــــــماوات            فإسـمك القـدّوس سـيف بأيدينـــا
ملكـوتـُـك العــــــــــــالي نحـن نـنـتــظر           مشـيئـتـك حـبٌ وطاعة منـّـــــــــا
كما في الســـــماء فـليكن على الأرض            أعـطـنا الخـبز بما اليوم يكـفـيـــنا
واغـفـر لنا خـطايانا يا مخـلـّصـــــــــنا            كما نحـن أيضـاً للمسيء سامَحْـنا
لا تـُداخِـلـْـنـــــا مع التجـريب ، أبعـِـدنا            نجّـنا من الشـرّير ثم أنقـذنــــــــــا

يا موصل الحـدباء انفـضي التراب من أسمالك البالية ، فالعـروس إتـّـشـحَـتْ بالخِـمار القـرمزيّ جالية ، لتـنصب خـيمتها فـوق الجـلجـلة العالية ، سوف ترى عـريسَها قـد صار قـرباناً عـلى مذبحـها صليـبُه أخـشابُه غالية . أين الذي يقـرأ ( مدراشا ) والأسـد في العـرين مكـبّلاً رضيّا ؟   
 
أيها الرسول رغـيد ، ، مَن أنتَ ؟ أنتَ الراقـد الرغـيد وللفادي شهـيد ، لم تـكن أنت الواحـد والوحـيد ، ها هُـمْ رفاقـك الشمامسة يشهـدون اليوم للمخـلـّص الفـريد ، غـسّان وبسمان ووحـيد ، أجسادكـم مرهـونة إلى يوم القـيامة العـتيد ، مَن ذا الذي يحـجـبها ! أترابٌ ؟ أم مرقـدٌ ؟ نام الحارسان فالملاكان عـندكم لوقـت مديد ، وبذرة المحـبّـة سـتــُـنبـتُ السنابل المليئة بالأمل في المنزل الجـديد ، أرواحـكم هي الحـياة بعـينها تـُمجّـد تسبـيحة ، تسبّح الرب المجـيد .

يا رغـيد ، الطائشون في الدنيا ( ثلاث ستـّات ) أفاعي أنيابها سامّة ! ها هـو مار ﭘـطرس يُسـتشهـد عـلى أيدي الجاهـلين في روما ، وأنت الـ ﭘـطرس الثاني تشـهـد للحـق للحـياة لِـمَـن طريقه خارطة السلامة ، تغـتالكـم زمرة الملامة ، وتطـفيء النور في كـنيسة النور كانت ترفـرف فـوقها الحـمامة . قـدّاسُـكم عـرس قانا إخـتــُـتِـمَ بخـمرة المقامة ،  فـلتكـن في دمائكم  خاتمة تحـكي لنا من قـصص الألم ثباتاً و شهادة الإيمان بالمسيح الحيّ والقـيامة ، إخـوانك رفاقـك يحـملون صليـبهم ، صليـبك فـوق الهامة .

496
مجـلة صدى الكـلدان ...وصداها عـند الخـلان

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سدني

أصدر المجـلس القـومي الكـلداني / سدني ، مجـلة ( صدى الكـلدان ) صاحـت كـتابات صفحاتها بين يديّ سروراً ولم تــنعـش كـثيراً ، دَوّى صنـّوجها دَوْياً كبيراً ولكن ما أنْ لمستــُه حـتى صار رنـينها يسيراً ومدى صداها قـصيراً . أرادت مقالاتها أن تزرع في البستان زهـوراً لكن فـعـلها في السهـول والوديان ما كان مثيراً . نعـم ، أطـلـّتْ وهي تهـتـف من خلال نوافـذ ملوّنة زجاجاتها ولكنها ليست من دارها ، تشَبّـثـتْ بقـضبان ليست سياجها ، وقالت: إني ها هـنا بأبواق غـيرها ، والبعـض إفـترش أسمالاً ليبيعها عـلى أرصفـتها . تزاحـمَتْ الأسئلة في مخـيّـلتي فـتذكـّرْتُ لقاءاً عـلى شاشة التلفـزيون مع شحـرورة الوادي والمُحاوِرة تسألها : أصحيح أن المكـياج يُخـفي صَبّوحة اليوم لتـُطلّ عـلينا صباحـنا الأمس ؟ أجابت الدلـّوعة وقالت : سأجـيبكِ بطريقة لا يمكن إخـفاء حـقـيقـتها ، فـصدحَـتْ بصَوتها مقاماً قـلّ مَن يحاكيها ثم سألتْ : أهـذا مكياجٌ ؟ فإنبهـرتْ المُحاورة وتـنازلتْ ، وأعـجـبَتْ بشباب مطربتـنا الدائم وإعـترفـتْ ، وعـلى أصالتها أثـنـَتْ . نعـم أعـطـيَتْ لي المجـلة وقـلتُ مثـلما قـلتُ لسابقـتها : سأقـرأها ولن أكـتـفي بقـراءتها فأخـذتها لأبديَ رأيي فـيها ، فإذا وُفـّـقــْتُ يُقال هـنيئاً وإنْ لم أوَفـّق أقـف معـتذراً وسبحان مَن لا يُخـطىء في القـول قــَوْلاً . وفي الحـقـيقة لمّـا قـرأتــُها رأيتــُها أرحـم من رفـيقـتها في مشاعـرها وولائها لأمّـتها ورحـيق الأصالة يُشـَمّ في عـطورها ، وقـلـّتْ أخـطاؤها الطباعـية والإملائية ونحـويّـتها وكـثــُرتْ صُوَرها . كان أربعة أعـشار مساحـتها دعايات فـيها ولا غـبار عـلى ذلك تمويلاً لكـلفـتها ، وعُـشـْرُها صوَرُها ، والباقي منها نصفها . إن مَن يعـمل في الأرض يخـطأ فـيها ، ولكـن إذا عـلـّـقــْـنا عـلماً كـلدانياً عـلى جـدران دارنا ! أنضعـه في أسفـلها أم في أعـلاها ؟ أنظر إلى كـل صفـحة فـسترى فـخـرَنا قـد هـبط إلى قـعـرها ! لماذا يا إخـوان ؟ أهـذا هـو جـزاء الأمّة الكـلدانية وشـعارها ؟ نحـن إذا نبّـهـنا أعـزّاءَنا فـذلك واجـبنا لا لتـثبـيط العـزائم بل لإستـنهاض الهـمم وتوجـيه القـلم أملاً في الوصول إلى القـمم ، والآن نقـول : ما الذي جاء فـيها ؟ رأيتُ في حُـلـّـتها - زَرَق وَرَق -  وحـتى في ألوانها . بحـثـتُ في غـلافـها ومتـنها فـلم أجـدْ ميلادها ، يومها ... شهـرها ... إذن هي مجهـولة التاريخ في ولادتها ! وكم منها صدرَ كي يُكـتب عـليها ( عـدد خاص ) في واجـهـتها ؟ . كـلائش نـُقـلتْ بالخـطأ فـطار صوابها . شعار الكـلدان سجـينٌ بزنزانة متصدّعة جـدرانها صارتْ شعارها ، وكـلدانها مُبهـمة أطيافها ، مجـهـولة طوائفها ، أترحـمونـنا رحـمكـم الله وتميّزونها لنا كي نفـهـمها ؟ واللام في كـلمة ( لـهـو) تـُستخـدَم بعـد إثارة مسألة وليس في بدايتها . وإذا كان دعاؤنا لكـم خـيراً ونقـول : ليضعـكم الله عـند يمينه ، فهـل يُحْـمَـل الصليب باليسرى كي نـتبارك به يا تـُرى ؟ إسألوا أهـل العـلم إنْ كـنـتـم لا تعـلمون ماذا في الورى ! ، فهـنيئاً لمجـموعة التحـرير الخـمسة عـشر في تحـريرهـم صفـحـتهم : رئيس التحـرير ، سكـرتير التحـرير ، مدير التحـرير مع أسرة التحـرير السبعة ، والمدراء الثلاثة بالإضافة إلى مهـندس التحـرير الإلكـتروني ثم السيد المشرف العام عـلى التحـرير .
كم يُسعـدنا لو عـلم مسؤولو التحـرير أن الطريق مؤنـّـثة فـنقـول : هـذه الطريق ، وأن النقـد البنـّاء يكون فـيما يخـصّ المواضيع وليس فـيما يخـتصّ بمواضيع  . في صفـحة الضيف يقـول السيد المحاور عـلى لسان القائد : إستلمتُ المسؤولية في حي الوحـدة بتاريخ 26/6/1966 حـتى ترفـيعي بتاريخ 5/5/1966  ! بالله عـليكـم هل رجـعـتْ عـقارب الساعة إلى الوراء ؟ وهـل تكـون القـلوب منفـتحة أم مفـتوحة ؟ وكم من مرة نبّهـنا أن : مار = سيادة ، فـهل يصح أن نقـول : سيادة السيد ؟ في الأشكال والألوان : الجالسون في أماكـنهـم وليس ( الجالسين في مكانهـم ) ! وفـيها الأسطر الثلاثة الأخـيرة مكـررة ، هـل هـو خطأ الأصابع أم زلة المطابع ؟ وفي المستطيل التحـتاني ، خـدمات المجـلس القـومي الكـلداني ، مجانية ونعْـمَ الخـدمات في كل آن وأوانِ ، ولكـن هـل باعـوا  مجاناً شعارنا الثــُماني ، أم إشتروا أخاه الرباعي بالأثمان ؟ 
أعـجـبتـني الرسالة الراعـوية ( لأنها من الراعي وليست من الرعـية ) تحـذرنا من المشيَخـيّة والسبعـينية ، ولكـن ما موقـف رفاق الحـربائية وهـم يحـملون في آن واحـد هـويات : الولادة الجـديداتية ، الحـمراوية ، النبوخـذنصرية ،  والناحـومية ، وحـتى الأسفـنيكية ؟ يعانقـون ذي القـبّـعة الحـمراء تملقاً ويستبشرون الخـير بإبن لوثر تودّداً ؟ هـل نبني صرحاً عـلى عـوّامة تهـزّها أمواجـها وفارغ داخـلها ؟
اللاهـوت ، هـو الجـدل في الإله وإدراك الألوهـية ، إنه دراسة الله وعـلاقة أولوية الروح بالمادة ، فـهـو إيمان وفـلسفة ، قـناعة ومنطق . إنه نشاط فـكـريّ محـض ينقـلنا إلى أعـماق الفـكـر بعـيداً عـن السنـتمتر والغـرام ودرجة الحـرارة ومتجـنـّباً الإحـتباس الحـراري والأوزون ، وغـير مبال بالمادة الأولى والثانية حـتى الأخـيرة من الدستور الفـلاني الوضعي ولا عـلاقة له بالسياسة المعـروفة لا من بعـيد ولا من قـريب ، إنه ليس من كـنه ذلك عـلى الإطـلاق . وعـليه لستُ أرى وجـوداً لشيء إسمه - اللاهـوت السياسي -  ولكني بعـد أن قـرأتُ مقال ( اللاهـوت السياسي بين الكـنيسة والعالم ) عـلمتُ ما الذي يريده كاتبه الأب حـبـيـب هـرمز النوفـلي . إنه لا يريد العـلاقة بين الدين والسياسة ، وإنما كـل الذي يريده هـو العـلاقة بين رجال الدين والسياسة . نعـم إن لرجـل الدين إيمانه الذي يحـدّد مسار فـكـره وبالتالي يرسم له حَـيزاً يمكـنه المناورة وضمْـنه ، إزاء مؤثرات الحـياة والتعامل مع صانعي الأحـداث . إنه دستور تعـلـّمه فـقـراته كـيفـية جـسّ نبض قـيصر والدولار وما بينهـما ، ليستطيع بمهارته الطبـية اللاهـوتية تحـديد الداء ووصف الدواء للمادة المريضة . وفي أكـيتو ليس لدي ما أقـوله سوى أن الشتاء لم يكـن قارصاً بل قارساً ، ثم يعـترف صاحـبه بأنه منقـولٌ ، وليس بقـلم . 
ولا أخـفي بل أقـول : إن أصْـدَقَ مقال في المجـلة هـو ( الألواح الطينية الكـلدانية ) فـهي الوحـيدة التي لا يمسّها قـلمنا بل نـنظرها بعـيونـنا وندركـها بعـقـولنا ، فـشكـراً لِـمَن أعـدّه لنا . وفي مسيرة الكـلدان طارت كـلمة في السطر الثاني من الفـقـرة الثالثة ( أسكـندر المقـدوني الذي -          -  كـلٌِ الأمم الشرقـية . أما بشأن كـلمة ( سورايي ) ومَـنشئها فالأفـضل أن نبحـث في مؤلفات أوجـين منـّـا لنعـرفـها . كما قـرأتُ في هـذا المقال : سفـر باك ... هـل تلك صحـيحة في كـتابتها ؟ .
الموسيقى أطـيب غـذاء للروح ولكـن حـين تـتكـرّر فـيه كـلمة ( موسيقى ) 37 مرّة في المقال ، و كـلمة ( النفـسية ) 6 مرات في الفـقـرة الأخـيرة لوحـدها ، تصبح مُـقــَيّـئة للروح ، ثم ألا يرى الكاتب معي أن المخـيّـلة والعـبقـرية والمهارة يمكـن إخـتصارها بالموهـبة ؟ وكـذلك حـبه حـزنه مرحه فـرحه ترحه ارتياحه ضيقه  رضائه  استيائه هـدوئه غـضبه رقـّـته خـشونـته ، هـذه كـلها يُعَـبّـر عـنها بـ ( شجـونه أو إنفـعالاته ) ؟ .
أما الشعـر الشعـبي فـقـد ذكـّرني بأغـنية أيام عـبد الكـريم قاسم تقـول بعـض كـلماتها : هـر بجي كـُرد وعـرب رمز النضال ، هاي خـُـوّتـنا والتاريخ انـْكـتـَب  ، بالمحافـل بالمجـد والتضحـيات ، ها الوطن شرْكـة لـكـْراد وعـرب ........   
فالقـصيد الشعـري لم أرَه موزوناً ولا تحـسّـسْتُ فـيه إيقاعاً ، وكـل مشوار تـتغـيّر قافـيتة فـلا غـرابة في ذلك لأنـنا في أستراليا يتغـيّرالمناخ فـيستعـرض الفـصول الأربعة خـلال 24 ساعة ، إلاّ أنه نـثر شعـبيّ جـيد . القـصة الواقـعـية الطريفة جـعـلتـني أشتهي الشاي عـلى الطريقة المتيّة . أكـثر مقالات المجـلة بحاجة إلى سبك لغـوي إذا قـبـِل أصحابها . وأخـيراً نسأل ﭽـبير الـﮔـوم : أين قـصيدة ألقـوش بعـد أن كـلـّـفـنا شيخ الشمامسة ليطبعـها باللغـة الكـلدانية ثم سـلـّمها لحـضرتكـم ؟ . وفي الخـتام مباركة جـهـودكم وإلى العـدد المقـبل لنقـرأ فـيه أسماءاً فاعـلة وفـعّـالة من مجـلـّتكـم .           


497
ماذا عـن مجـلة بابل في سدني ؟
العـدد 13 لسنة 2007


بقـلم : مايكل سيبي / سدني

بابل بكـلدانيتها ونبوخـذنصّرها ، بـبرجـها وجـنائنها ، وبموكـب عـشتارها ، تسمو بتاريخـها تزهـو بحـضارتها ، وهـذه جـمعـياتـنا وأنديتـنا تحـمل إسمها تيمّـناً بها ، ونحـن شعـبها فـخـورون بشـُهْـرتها . ضاقـت بنا بابلنا فغادرناها إلى بقاع معـمورتـنا وإلى أستراليا وصلنا فـتحَـمّس شبابنا وأسّـس جـمعـية الثـقافة الكـلدانية الأسترالية صَوْتــَـنا لتـنشر ثـقافـتـنا وتـُحْـيي تراثـنا وتبقى خـميرتها في قـلوب أبنائنا . واجـهـتْ جـمعـيتـنا قرصة بَرْد شتاءاً وضربة شمس صيفاً و هـيجان ريح خـريفاً فـقـلنا إنها مواسمنا ليست غـريبة عـلينا فانـتظرنا ربيعـنا نيساننا ،  ويا له مِن نيسان في مناخ أيامنا . البارحة واليوم دعَـوْنا كل واحـد منـّا ليعـمل في بستانـنا ، في كَـرْمِ أمّـتـنا . فـمنهـم مَن يأتي ومعه مسحاته وبذوره ليزرع لا لنفـسه بل لأبنائه ولأمّـته فـطوبى لفاعـلي الخـير ، ومنهـم مَن يتهـيّأ بمنجـله ليحـصد تعـب غـيره وقـلنا آمَـنـّا بالله فالسماء تمطر عـلى الوديان أكـثر من عـلى قـمم الجـبال . ولكـن البعـض يرصد بفأسه ليقـطع كـل شتلة أيْـنـَـعَـتْْ ويـبتر كل غـصن مزهـر في شجـرة زُرعـتْ . فـما بالكـم بمَن يُخـفي مِعْـوَلاَ خـلف ظهـره ليهـدم به جـدران بناية بُنيَـتْ ، وإذا سُـئلتْ عـن أيّ ذنب إقـترفـتْ ! فـليس سوى صمتٌ نسور عـلى فـريسة تجـمّعـتْ  ؟ ونقـول عـفى الله عـمّا سلف حـيث الأرض خـُلِـقـتْ : ( الجـميع أخـطأوا وأعـوَزهـم مجـد الله ) .
لقـد تعـلـّمْـنا مِن سلفـنا الأوائل وفي أيامنا ضفـَرْنا ما بوسْعـنا الجـدائل وبكل تفاؤل انـتظرنا خـلـَـفـَـنا كي يأتي بما لم تستطعْه القـلائل ، ولكـن خاب ظـنـّـنا في إخـوتـنا رفـيعي الشمائل . فـحـين أكـْرَمونا بالمجـلة الربيعـية ووافـَيناهـم بـبعـض حاجـتهـم الآنية قـلتُ لهـم : إنـني سأقـرأ مكـرّراً سأقـرأ وهـكـذا كان . قـرأتـُها جـميعـها أحـزنـني سواد حُـلـّـتها أذهـلتـني كـثرة أخـطائها ، تكـرّرتْ أسطرها وفـقـراتها والنائمون مِن أهـلها لا يعـرفـون ماذا جـرى لها ولم تـَخــْـلُ صفـحة إلاّ وأشـّرْتُ عـليها عـيبها ، باستـثـناء مقالة - الحـياة النسكـية والرهـبانية في تراثـنا المشرقي - فـقـد وردتْ فـيها ( الـ ) زائدة في ثلاث من كلماتها .
إن الزلاّت كـثيرة وكـثيرة جـداً تـُلـْـفِـتُ إنـتباه القارىء الوسيم وتمرّ بكـرامة عـند المتفـرّج الكـريم ! . فالأخـطاء الطباعـية تدلّ عـلى شرود ذهـن الطبّاع مما أفـقــَده التركـيز عـلى لوحة الكـتابة وحـروفها ، والأخـطاء الإملائية تـُظهـر ضآلة الممارسات القـراءاتية والكـتاباتية لدى صاحـبها فالأصابع ما ذنبها ؟ أما الأخـطاء اللغـوية فالأنـثى تصبح ذكـراً والذكـر يمسي انـثاً وليس في ذلك غـرابة ونحـن في سـدني بلد يقـبل بالمشي عـلى الحـبلـَين تحـضـّراً ، ولكـن بماذا نعـلـّل الأخـطاء النحـوية ، فـهل تلك مِن ذنوب أستراليا ؟ فالمنصوب يُكـبس وتـُكـسر أضلاعه والمجـرور يَركَـب حادلة فـيسحـب معه مَن يعانده والمرفـوع تـُبخـل عـليه مكانته فـتـُخـفـض درجـته ؟. وكم من عـبارات قـرأتـُها خالية من النسق اللغـوي وحـتى من الذوق الفـني ، والموضوع الواحـد مكـتوب بكـتابة ذات الناعـم والخـشنِ ، فأين الـمنـَـقـّون والمنقـّحـون والمصحّـحـون والفارزون وعـلى الكـرسيّ الدوّار جالسون ويتكـلمون بالفـنون ؟
إن مقالة واحـدة تجـزّأتْ أو جُـزّئتْ إلى ثلاث لتوظـّـف عـدداً أكـبراً من العاملين عـلى الطريقة الصينية ، فـكانت كـلمة إفـتـتاحـية المجـلة جَـمَلاً ولـَدَتْ فأراً ، وكان تقـرير المجـلة حِـملاً فـجاء فارغاً ، أما مقالة سـيّد جـمعـية المجـلة فـقـد خاطـَب السادة الأجـلـّة بما يعـرفه أبناء المحـلـّة .     
البعـض ذكـرَ عـن أبرشية مناطـقها ثلاث تفـصل بينها الواوات الجـميلات ( أستراليا ونيوزيلاندا .... والأوقـيانوس ) ، فالإثـنـتين الأوليتين عـرفـناهـما بعـد جـهـد العـضلات ولكـنـنا عـجـزنا عـن إدراك الثالثة يا أصحاب المقامات .
والمقابلات الست ! أهـذا هـو تقـدير بابل أن تكـون ديواناً للمقابلات ؟ أما كان الأولى أن تكـون منبراً للخـطابات وساحة عـلم للفـطاحـل للقادة للنوابغ كالجامعات ؟ ومع ذلك تعالوا معي إلى تلك المحـطـّات ، فـفي الأولى يمكن لعـمود البيت أن يُميّز بين الكـبير والصغـير ولكنـني لا أظـنه يخـلط بين الكـبير والوضيع ! فـكيف يكـتب الرجـل المُـعِـد ما لم يُـقــَـل له لا من بعـيد ولا من قـريب ؟ ثم هـل كانت كـلمات العُـمدة ( حاشاه ) صدا ؟؟؟؟ أم أن كاتبها أراد بها الصدى ! فـلينـتبه ليسلك طريق الهـدى وليكـفّ عـن مداهـنة الأحـقـد فـلقـد راح الأوحـد فـلمَن يرفـرف ويـهـفـهـف ويهـزالخـصر تقـدّداً ؟ وهـنيئاً له خـطـواته المتعـثرة مقـتفـياً آثار أمير السجع مقـلـّدا .
والبيت الكـلداني إنزلقـتْ أصابع كاتبها فأخـطأتْ إملاءها ، طباعـتها ونحـويّـتها فـلا مانع عـنده حـين يرفـع مجـرورها ؟ وفـقـرات كُـرّرتْ بكاملها دون إنـتباه من طـبّاعـها ، وجـمعـيتـنا صارت - الجـمعـية الكـلداني - وَسادتـُها لا يهـمّهـم بل الصُوَر هـواتها ، فأين المدير أين الزعـيم وأين راعـيها ليعرف ماذا يدور بداخـلها وإلاّ فإنه شريك بثريدها ؟ ثم عـبارات ، كـلمات إقـتـُبـِسَتْ من مقالاتي أما كان ينبغي أن يُـذكـر مصدرها أمانة لإستعارتها ؟ أما في اليوم الثالث للمهـرجان قـرأتُ : (( دزَرعوُةؤن  ىّو بخَؤةؤن )) ولم أفـهـمها فـهل مِن مُسعـف يفـسّرها ؟
من قالا سوريايا ، يُتـعـبنا نقلاً ميكانيكياً فالناقـل لا يهـمّه حـين ينقـل دون دراية ، وإلاً نحـن نسأل : هـل يوجـد في التاريخ لغة آشورية أو كـتابة أشورية ؟ ولذلك نريد من الفـكـر نضحاً وإشعاعاً لنـنافـسه وزناً ونضع عـلى رأس كل واحـد تاجاً . أما في مدلولات الأسماء يقـول كاتـبها : لما جاء السيد خالد بن الوليد فـتح الحـيرة! عـجـيب أمر بعـض كـُتـّابنا ، تـُرى هـل رأى خالدٌ الحـيرةَ مغـلقة ؟ إذاً لماذا فـتحها ؟
وفي الحـياة وسرّ الخـلق : مـنذ أن جُـبـِل الإنسان ، هـل حـدث شيء كي يؤكـّده الإنجـيل بأنه ظهر في حالة النعـمة ؟ ثم إن بشارة متى هي تكـرار وليست جـديدة ، وأنا لستُ أرى أيّ ربط في ذلك .
والمقابلة الثانية لا تفـرّق بين المفـرد والجـمع ، ولا بين المُُعـرّف والنـكرة ، ولا تأثير حـرف الجـزم نحـوياً . وفي الحـقـيقة تصوّرتـُها ( ﮔـعـدة بين رفـيـقـَين في ﮔـهـوة ) . ونقـول للرسام إن اللوحة أنت تخـتارها لكـن اللقـطة التصويرية تفـرض نفـسها وهي خارجة عـن إرادتك .
المقابلة الثالثة مع المخـرج كانت بسيطة وبحاجة إلى سبك لغـوي . أما الرابعة فـكـلمة ( بدايتـكا ) من أروع ما جاء فـيها ، ونهاية الحـلقة محـذوفة وحُـرمْـنا منها . أما الخامسة  مع أهـل الطرب فالبعـض يطمح إلى دَوْر ( دون جْـوان ) ومحـبوب الملايـين وعاشق أو معـشوق الجـمال وجـمْع الصُوَر بالحـلال .
بكـيتُ في بيث بخـيا لأنـني تألـّمْتُ من ( يتحـسرج ، أشبح ) . أما في الهـفـهـقات فـحـدّث ولا حـرج ، فإنـنا ( نقـر عـن منابع الريح ) دون أن نفـهـمها ، والأصوات الشذية ، والنفـْـس الذي يطغي ، ومَن قال أن كـل ما يلمع يُدعى ذهـباً ؟ وفي موضوع الكـآبة يظهـر حـرف الـ ظ عـند كـلمة الـ هـظم ، والنخـفاض بدلاً من الإنخـفاض .... يا الله مَشـّي لأن الله لا يكـلـّـف نفـساً إلا وسعـها . أما في الحـشيشات فـفـيها ( يميس ، ماتونا ، منة ، والستخـرجات ) ، وعـجـزتُ عـن قـراءة الأخـريات .
جاء دَوْرالسادسة وكـلمات طارتْ في وسط ملعـب الشعـب ولا ندري ما الذي حـدث ، كـلمات أخـرى غـريبة عـلى القاموس اللغـوي مللتُ من كـتابتها هـنا . وكـذلك في إهـمال الزوجة أخـطاء إملائية ، .... . وعادل يصرخ في فـقـرة مكـرّرة ولستُ أدري لماذا ؟ أما قارئة الفـنجان والحـنين إلى الوطن فـهي محاولة مناسبة للبادئين بكـتابة النـثر بقافـية مخـتلفة الحـركات ، أما الليالي المقـمرة ( فالكـل تـتحـدّث وتعـلق بهـذا ) إنه فـعلاً نقـيق ضفادع و( حـﭽـي ﮔـهاوي ) متوّج بالـ ألتعـبة .
إن مجـلـّـتـنا بل قـل مجـلتهـم فـُرّغـَتْ منها ثـقافـتها وقـوميّـتها فـلم تستـنهـضْ المشاعـر القـومية لقــُرّائها  وشتـّان ما بين وشاحِـهـم وكـلدانيتـنا ولله في خـَلـْقه شـؤون لا يفـقـهـها المهـرْولون في ساحة الوغى إلا مُقاتـليها .

498
وجـهة نظـر ألقـوشية في نيو ساوث ويلـز الأسـترالية
(( رأيٌ مستـقـل ))


بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

سـلام الرب إلى أبـناء الجالية كـلها :
بـدأ الكـلدانيون بالهـجرة إلى أستراليا منذ أكـثر من سبعـين سنة بأعـداد قـليلة  ثم أخـذتْ تزداد في نهاية السبعـينات وأوائل الثـمانينات ، وبلغـتْ أوجّـها في أوائل التسعـينات مستمرة إلى هـذا اليوم . وتكاد تكـون هـذه الزيادة متوازنة عـند أهالي أكـثر القـرى فـبلغـتْ أعـدادهم حـداً دفـعـهـم إلى إنشاء وتأسيس جـمعـيات عـديدة كل منها خاصة بإحـداها ، وبزيادتها إزدادت الحاجة إلى تـنوّع  نشاطاتها مما يستدعي اليوم تـنسيـقاً متكافـئاً بينها بما يخـدم مصلحة الجـميع ضمن الأهـداف الإجـتماعـية المرسومة لها . وإذا إرتأى ممثـلو هـذه الجـمعـيات أن ذلك ضروريّ ، فإنه يمكـن تحـقـيقه بتشكـيل مجـلس ( دونما حاجة إلى تسجـيله رسمياً ) مُـتــَكـوّن من عـدد متساو من رجال متفانين ممثـلي كـل قـرية معـروفـين ومقـبولين لدى جاليتهـم وليست لديهـم منافـع شخـصية ولا يتزاحـمون للجـلوس عـلى المقاعـد الأمامية ولا يتـكلمون باللغة الذاتية ، ولا شك بأنهـم كـلهـم ذوي نيات صافـية ، ويمكـن لمجـلس كـهـذا أن يكـون مستقـلاً أو مؤازراً ، والأفـضل أن يكـون مساهـماً في إدارة جـمعـية الثـقافة الكـلدانية التي أسـستْ لتكـون خـيمة لجـميعـنا ومنبراً ثـقافـياً وإجـتماعـياً لنا .

 إن هـذا المجـلس المقـترح يمكـن تسميته ( مجـلس الجـمعـيات الكـلدانية ) أو أية تسمية واضحة معـبرة عـن الواقـع الصادق لها ، خالية من أي تمويه يضم بين ثـناياها إحـتمالات مثيرة للجـدل فـيها ، ونحـن بعـيدون عـنها ولا نريد الخـوض فـي مجادلات قـد تـصل بنا إلى نـتيجة غـير مجـدية إنْ لم نقــُل عـواقـب أخـرى تـثبط العـزائم وتفـرّق الإخـوة الأكارم . إنّ أصدقاءنا من جـمع القـرى حـميمون إلينا ، وقـد يجـهـل البعـض منهـم ( لا كـلهـم ) خبرتـنا في حـياتـنا وسمرة جـلدنا تحـت شمسـنا ، وربما لا يدركـون أنّ أكـتافـنا شمخـتْ ويصعـب أنْ تكـون موطـئاً لأقـدام غـيرنا .
 
 نحـن كـألقـوشيّـين ، إجـتماعـيّـون نعاضـد كـل الجـمعـيات الكـلدانية ذات الأهـداف الإجـتماعـية المماثـلة ، وسياسيّون نساند كـل التـنظيمات الكـلدانية المهـتمة بصراعات الوضع الراهـن وطموحاتها المنطقـية ، آخـذين بنظر الإعـتبار تـناظر حـلقات السلسلة الواحـدة ، فإذا تباينـتْ ، تباينـتْ معـها المواقـف . وبنفـس الوقـت نحـن لا نطأطىء الرأس لأصحاب البدع الملوّنة ولا نهـزّ الخـصرّ للمصطلحات المدنـدنة ولا نجـيد المداهـنة ، وإنما نـتهيّـأ لكـل مقام بمقالات وألسِنة . إن أفـكارنا هـذه تعـبّر عـن إعـتزازنا بألقـوشيّـتـنا الكـلدانية أولاً ثم إستعـدادنا إلى التكاتف مع أبناء جاليتـنا الكـلدانية عامة . وإذا توسّعـتْ حـقـول العـمل فـنـتطلـّع كـقـومية كـلدانية أصيلة إلى فـتح قـنوات عـديدة للمشاركة الجادّة مع إخـوتـنا أبناء جاليتـنا الآثورية في كافة أنشطتها الإجـتماعـية والثـقافـية ، وقـد تظهـرالحاجة يوماً إلى بناء جـسور عـريضة إلى كافة أبناء شعـبنا المسيحي ، فالتـقـوقع مُـذبلٌ والإنفـتاح مُـنعِـشٌ .

إن لجاليتـنا الكـلدانية في أستراليا ثلاث مؤسّـسات ذات بُـنية خاصة واضحة الهـيكـل والجـوهـر ومعـروفة الهـوية عـندنا ، هي إمتـداد لتـنظيمات إشـتركـتْ في الإنـتـخابات العـراقـية الماضية . ورغـم أن البعـض منها أشبه بسقـف عـرهـون إلاً أنـنا وبكـل فـخـر صوَتـنا لصالحها تشجـيعاً لها . لقـد عـمد قادتها إلى تسجـيلها كـجـمعـيات تعاونية أو ما يشبهـها دون تغـيـير بإسمها ، وذلك لأسباب أسترالية خاصة ، وهي بهـذا الإجـراء لم تفـقـد أصالة صفاتها وإنما بقـيتْ محافـظة عـلى جـوهـرية وشمولية خـصائصها .

 إنّ مَن يريد العـمل في مسار آخـر موسّعاً دائرة نشاطه ليحـقـق طموحاته ، هـو حـرّ الشأن ومعـه مَن يَـوَدّ مؤازرته ، ونحـن لا نقـف حـجـر عـثرة في طريقه ، بل يمكنـنا أن نكـون مشجـعـين له من منطلق إيمانـنا بضرورة دعـم كل الأنشطة الإيجابية التي تخـدم مصلحة الجـميع ،. نقـول إنّ ذلك شأن التـنظيمات الثلاثة المذكـورة بالدرجة الأولى ، فإن رغـبتْ وهي صادقة مخـلصة ، يمكـنها أنْ تشـدّ الأواصر بينها بقـوة أمام الملأ وتضع مسودّة لبرنامج عـمل عـلنيّ دليلاً لطموحاتها وعـندئذ إذا فـرضتْ الضرورة نفـسها ، يأتي دَوْرالجـمعـيات الأكاديمية ، ثم الثقافـية ومِن ثـم الإجـتماعـية القـروية للإرتباط سوية بتجـمّع أو إتحاد أو رابطة أو هـيئة كـلدانية عـليا عـبرَ إجـتماع موسّع وشامل يديره مجـموعة من الرجال المستقـلين بإنـتمائاتهم السياسية مقـبولين بحـنكـتهم معـروفـين بـدرايتهم يخـتارهم المجـتمعـون الحاضرون ممثـلو جـميع تلك المؤسّـسات بالإضافة إلى دَورالشخـصيات المستقـلة المعـنية ، لدراسة مشروع المسودة موضوع البحـث بطريقة عـلمية ، وكـل ذلك من أجـل خـدمة جاليتـنا وليس من أجـل قـبضة مايكـروفـون أو وشاح عـريف الحـفـل أو مصلحة ذاتية .
 
الكـل يعـلم أنّ التـنظيم الذي يبعـث بممثـله لحـضور جـلسات لجـنة التـنسيق بين الأحـزاب العـراقـية ، لا يمكـن أن يكـون مماثلاً أو مرادفاً لجـمعـية قـروية مهما تـلوّن بها مِن ألوان زيتية ، كما أنّ هـذا التـنظيم الذي يشترك في الإنـتخابات العـراقـية مستـقـلاً كان أو متآلفاً مع غـيره ويأمل آمالاً ﭘرلمانية عـراقـية ، لن يكـون جـمعـية مِلـّـتية ، وعـليه فإنّ معـدن حـلقـتـنا كـجـمعـية قـروية يخـتلف عـن معـدن أي تـنظـيم آخـر حـلقـتة أرجـوانية ويُجالس الأحـزاب السياسية ، فـكيف يمكن ربطهما في سلسلة واحـدة توافـقـية ! ما لم تـتزيّن بحـلقات مماثـلة عـديدة ومن كل الأنواع لـتجَـنـّب الشذوذ والنشازية ؟ .

لندخـل إلى هـذا الرابط :
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,63877.0.html
وسنعـرف أنـنا لسنا بحاجة إلى أسـماء متـزاحـمة بل إلى زنود متلاحـمة تخـدم الجالية المتلاطـمة عـلى المرجان المتـقاسمة وتـشفـيها من ﭬايروساتها المتـعـشعـشة المتصادمة ، عـسى أن تـنقـلها إلى حالة متـناغـمة بحـبور تربـط بينها الجـسور ،  لا أن تصبح فـريسة تجـتمع حـولها النسور .
 
وكما يعـْـلم الجـميع فأنه بالرغـم من أنّ النظام الإداري للحـكـومة الأسترالية يؤمّن للشعـب الأسترالي الحـريّـة وكافة الحـقـوق القانونية أفـراداً كانوا أم جـماعات أثـنية ، إلاّ أن للدولة خـُطــّـتها لا تغـيّرها تـلبية لطلب تقـدّمه جـمعـية . ومع ذلك لا تمنع أحـداً من المطالبة تحـريرياً أو شفـوياً أو المظاهـرة العـلنية ، من أجـل أية قـضية محـلية أو دولية ، وفي هـذه الحالة فإن السلطة لا تأخـذ بنظر الإعـتبار إسم الفـرد بل مكانـته الإجـتماعـية ، وتستجـيب للمجـموعة بـما يتـناسب ومنطـق الطـلبية بالإضافة إلى قـوّة الكـتـلة البشرية المنضوية تحـت رايتها وليس لإسم طـنـّان تـتسمّى به ويرنّ كألة موسيقـية .
كـلنا أمل في أن نكـون متهـيّـئين ونحـن أهـل الخـير لكـل بادرة خـير تـُعـرض أمامنا  لفـحـصها أمام كـل الجالية كي لا ينـزلق أحـد منا سهـواً أو توهّـماً دون دراية كافـية ، ولكم منا أجـمل التحـيات كما في البداية كـذلك في هـذه اللحـظات الآنية .
 

499
 

 
لقـاء المطارنة الـثلاثة

وصـل سـدني سيادة المطران جـبرائيل كسّـاب بتاريخ 3/11/2006 بعـد تعـيـينه أسقـفاً للكـنيسة الكاثوليكـية للـكـدان في أستراليا ونيوزيلندا ، وبهـذه المناسبة أقـيمتْ حـفلة عـشاء مساء يوم الأحـد الموافـق 25/3/2007 في قاعة الروشة حـضرها المطران مار ياقـو دانيال أسقـف كـنيسة المشرق الآثورية ( التقـويم القـديم ) في سدني ، و سيادة المطران ميليس زيا أسقـف كـنيسة المشرق الآثورية ( التقـويم الجـديد ) في سدني ، و سيادة المطران عاد أبي كـرم أسقـف الكـنيسة المارونية في سدني ، مع نخـبة من الآباء ومسؤولي التـنظيمات السياسية العـراقية والأسترالية في نيو ساوث ويلز ، والسيد سفـير جـمهـورية العـراق في كانبيرا ، بالإضافة إلى رجال الدين المندائيـين ، ووفـد من الإتحاد الكـلداني في ولاية فـكـتوريا ، وشمامسة كـنيسة مار توما الرسول في سدني وجـمع غـفـير من المحـتفـلين .وقـد ألقـيتْ كـلمات عـدة من قـبل جـميع المسؤولين والمحـتفـلين ، وكانت لي مشاركـة متواضـعة هـذا نصـها :

             تـشْـبـوحْـتا للآلاها بـَمْـرَوْميه منْ لبّــواثا      شـوحا تا قـْـنوميه طـْلاثا د تـْـليثايوثــــا
             شْلاما منْ عـَمـّــــــــــا مْـشـيحايا بْأثـْرَواثا     تـــــــــا ريشانيه دْ إيتانْ كـُلانْ مَذنـْحـيثا
              شــْــــــلاما منْ عَـمّا كَـشّـيرا دْ آذي أومْثا      كَـلـْديثيلا آثوريثا يانْ ســـــــــــُــــرييثا
              أومْثا ديّان ﭘـايـيلا بْطـلاّثْ أقـْلاثـــــــــــــــا       لـَكـْشَأشا هَـمْ إنْ دارتـّا رشْ طـَـﭘـيثــــــا
                وْرشْ أثْ ﭘـايا بـدّارخـْــــــلا ديانْ دسْـتـيثا       بْمالخــْــــلا منْ تـَرْز  تـَرْز  دْمـيخـولـْياثا   
                                وْكـولاّنْ بدْ خـَضْرخْ خـَوْضْرانـَحْ بْشَـوْيوثا        وْهادَخْ كـْهاو حُـبـّــــا دْ بـيني أخـنـْـواثا
                                بْأوذخْ كـَرْتا منْ قـيـسِه دْ طـور وْ دَشـْــتاثا        رشْ خاصَنْ  بْطـَأنخـْلا وْلـيبـــا يُـقـْروثا
                                بدْ خازخْ گـو أورْخـــــــــــا زيوانِه وْأرْيوثا        وْبَـلكي رخـْشِه سامانِه وْ مَرْ دَنـْبـُسـْـياثا
                                بـْـنـَخـْـثـخْ گـَهاثا كــَـــــــــــــبير بْـرَأولـْياثا         وْگـَهاثا بْخازخـْلا گـْيانـَنْ رشْ رَمْيـــاثا
                                وْلـيثْ أورْخا ﭘـْرسْـتا طالـَنْ بْـســـــــانـَيوثا         وْمَدْهـويا قـْشيثا لـَكْمَطـْيا لـْﮕـاغـولـْياثا
                                بْرَخـْـشخْ وْ بالـَنْ تا أو نيشا دْ بـَبـَـــــــــواثا        إنْ يَرْخا أورْخا لـَكْ مانخْ ﭘـسّــــــــوياثا
                                كـُلاّنْ بـخـْـذاذِه زوره وْ جـونـْقِه وْخـَـــــــماثا         بدْ قـَرْوخْ لـْماي وْ أوﭘـْـرا دْ كـُل مَثـْواثا
                                بْـگـو دَشَـنـْـــــــتا بْشاتخْ ماي دْ نيهْـرَواثا         وبدْ يَتـْوخْ نيخـخْ خـَقـصــّـا رشْ بدْراثا
                                وْ خـَـكْـما زَلامِه شـدْ أوري بْألـولـْـــــــــــياثا        دْ ﭘَثـْخـي أورْخا ْوْ تاما أوذي ﭘـَتـَشْــياثا
                                إيـمـَنْ دْ إيـذخْ دجْـمنْ لـَتّ طـَـشـَــــــــــياثا          إيـﮕـاها بدْ مالخْ كـــُـــــــــلاّنْ باوَروثا
                                بْأورخِ لـْماثا بْسانـَيوثا وْ ﭘـصْخــــــــــــوثا          وْبـْـنـَـصْـوخـْلا ﭘايَـنْ آيا دْ طلاّثْ أقـْلاثا
                                بْگاوَحْ بـدّارخْ  قـيسِه  دْ إيه كَـرْتا خـْـــليثا          بْمَقـْذخْـليه بْگو كيـﭘـا وْمَقـْدَح دْ قــَميثا
                                أوذخْ نـورا دِ مـْـﭘَــلـْه بْـكـُـــــلْ خـَـمـيمـوثا          خـو دسْتـيثانْ دِ دِرْيالـَنْ منْ قــَمـــــيثا
                                بْـخـيرخْ باريلي وْمْشَـبْحـخْ لـْمارا دْ برْياثا           بْأخْـلخْ ، إلاّ مْقـَمّا دْسوءخْ بْهويا كْـليثا       
                                منْ خــــــا بارا دْ لا بَـرْيا لـْﮕـيـبَـنْ رﭘْـيوثا           وتاما دَمْخـخْ وْخازخْ خلمِه بْعـومْقا دْ شـنـْثا
                                وْمْبارْ خـنـّا يَـصْـرخ خاصَـنْ بإيـصورِْياثا            دْ رَأشخ ديوخ ﭘَـجّانِه بـْﮕـو خـذا دَليثـا
                                هاوخ هـشـْـيَرْ منْ بـشْـتا وْعـولا دْ يُـماثا            دْلا مْسَـكـْرا مـنـّان أذ خـليتا شـْمَـيّـنيثا
                                هـاوخ حَـكـّيـمِه مخْ خـُـوّاوِه دّ حْــــــلاثا   وْشيناييه مخ يـونِه د كـْـفـيري بْآزوثـا
                                   
                                                         
                                وْهادَخ ْ بدْ روزي وْنيخي كـُــلـّيه گــْــيَـناثا          وْبْخاهخْ بخْـذاذه بـْگـوحُـبّا وْنيتا صْـﭘـيثا
                                وْأثْ ﭘـايَـنْ بدْ ﭘـيـشا نيشا  تا  كـُــــلْ بـيـثا           بـْـتـَخـْرخـْلا وْبد إيذخْ ديــوخْ أخـنـْواثا
                             
                           

 

500
ماذا عـلى الكـلـدانيين في نيو ساوث ويـلز ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
في قارة وسط الأوقـيانوس أعـني بها أستراليا تـتـنوّع قـوميات شَعْـبها ولغاتهـا وأنماط حـياتها ولكن اللغة الإنـﮕـليزية الرسمية تجـمعـها والقانون الأسترالي يوَحّـدها فلا يُراود أية قـومية أو فـرد شعـور ولا دافـع للمطالبة بحـقـوق إضافـية . ولكن وفي الوقـت نفـسه فإن أبناء الوطن الواحـد الأم كالإيطاليّـين مثلا في أستراليا وإنْ كانوا من مدن إيطالية مخـتلفة ومقاطعات عـديدة إلاً أنهـم يقـولون نحـن إيطاليون ، وهـكـذا يقـول اليونانيون والصينيّون ، وكل منهـم شعـب واحـد داخـل الشعـب الأسترالي وهـكـذا يشعـرون . إنّ ذلك دليل عـلى وحـدة كل شعـب من تلك الشعـوب القادمة من أوطانها الأصلية يترجـمونها إلى واقـع جـميل فـيؤسـّسون نادي بإسمهـم جـميعاً ، ويـبنـون مدرسة لأبنائهـم كـلهـم رغـم تـنوّع لهـجاتهـم الوطـنية التي تركـوها خـلف ظـهرهـم كي لا تفـرّقـهـم .
والكـلـدانيّون اليوم في ولاية نيو ساوث ويـلز يفـتخـرون بأنهـم لوحة فـسيفـسائية جـميلة متـنوعة تـتلألأ فـيها أسماء البلـدات التي انحـدروا منها . وجـميل أيضاً أن يستقـطب أبناء كل بلـدة ممثـلينَ لجـموعِـهم ، في تـنظيم أو هـيكـل إداريّ ينسّق فـعالياتهـم ونشاطاتهـم ، يجـمع خـيوطـهـم بهـدف تقـوية الأواصر فـيما بينهـم ويحافـظ عـلى عاداتهم وتراثهـم ، ويصون  أبنائهـم من الضياع في هـذا المجـتمع ذو الأعـراف والممارسات البعـيدة عـن تقاليـد آبائهم . وطبيعي لابل ضروريّ أن يذكـر كل واحـد إسم بلـدته ، ويتذكـّر الساكـنين فـيها من أبناء جـلدته ، فـذلك كـفـيل ببقاء حـبل الوصال ممدوداً ومشدوداً بينهم عـلى قـوّته . إن مشاعـر مَن يفـتخـر بقـريته ذات العـشرة بيوت لا تقـل عـن مشاعـر أبناء البلـدة ذات العـشرين ألف نسمة في هـيبتها لابل هي المقـياس لأصالتها . ذلك كان الدافـع وراء كـل ملـّة حـين أنشأتْ لنفـسها ، لجـنة أو جـمعـية أو قــُل أخـوية تـجـمع أعـضائها وتخـطـط لمستقـبل أبنائها ، تضع جـدولاً تقـويمياً لسفـرات وحـفـلات وكل اللقاءات بين أفـراد وعـوائل  جاليتها . ولا غـبار عـلى كـل جالية تـتـفـنـّن في إبتكار طرق ووسائلَ تحافـظ من خـلالها عـلى بقائها مرفـوعة الرأس وتوطـّد كـينونـتها . ولكـن المغالات في هـذا النوع من التجـمّعات يكـرّس حالة التبعـثر والتفـرّقات ، ويقـودنا في نهاية المطاف إلى الإنعـزالية والتجـزئات . فـبعـد أن تركـنا أجـزاءنا القـروية المتـناثرة وإنتقـلنا إلى أرض الحـرية والخـيرات بإسم موحـد عـراقـيون أو عـراقـيات ، كـلدانيون أو كـلدانيات وليس بأسماء قـرانا الصغـيرات . أما كان الأفـضل والأصح أن نكـون واحـداً - ونحـن شعـب بيث نهـرين الأصيل - في التفـكـير والممارسات ؟ ألسنا بحاجة إلى سقـف نستظل جـميعـنا تحـته من وهـج الشمس الحارقة أو من هـطول الأمطار الغـدقة ؟ ألا يمكـنـنا أن نحـتمي تحـت مظـلة دائرية واحـدة نسند ظـهورنا إلى محـورها ، ووجـوهـنا بإتجاه إشعاعات نابعة من مركـزها ، فـيكـون لكـل جـماعة منا وجهة نـظرها وفي الوقـت نفـسه يكـون حامل الخـيمة الوسطي محـوراً لها ؟. 
ما بالنا نتشرذم ، وأين الهـمم ؟ نعـم ! لقـد إشـتدّت الحـمم وكـثرتْ حـبال الرزم وإزدادت التواقـيع بالقـلم ولم نقـرأ منها شيئاً يُـفـهـم ، فـهـل هـو زمن التجارة أم المتاجـرة بالعـدم ؟ أمعـقول أن نبـذل جـهـداً لنؤسّـس تـنظيم بإسم ( التوحـيد الإتحادي الموحـّد ) يفـرّق ولا يوحّـد ؟ أو نبني ( مجـمع الجامع التجـميعي ) في الوقـت الذي يطرح ولا يجـمع ؟ أنقـول : أعـوذ بالله مِن  قـلب لا يخـشع ومن عـين لا تدمع ومن إمرىءٍ لا ينفـع ؟ . إذا كان كـل واحـد منا يخـتار صـدارة الديوان ويقـول : هـذا مقـعـدنا ، نريد الشموع المضيئة تـتقـدّمنا ! فـلن نحـصل عـلى ما ينفـعـنا لأنه ليس ناكـراً لذاته بينـنا ، فـهـل نستورد حادينا من أرجـنتينا ؟.
إنـنا لسنا في ساحة الوغى كي يتقـدّمنا ذلك الذي يُزيل الألغام من أرضـنا ، وإنما نحـن في ورشة صدأتْ ماكـناتها وإبتلـّتْ جـدرانها وتهـرّأت أبوابها ولم يبق منها سوى بابها النظامي مدخـلاً منطـقـياً لها ، ندخـل من خـلاله لنـبدأ بـترميمها وصيانـتها ونمنع هـديل الحـَمام فـيها .  إنّ خـيمة الآباء أسلم لنا فـهي تراثـنا وأول منبع عـندنا ، وإذا كان – مثـنىً- في كـلامنا ، نقـول نعـمْ فالخـيمة والآباء كـلهم حـولنا ، ونِعْـمَ مَن فـينا . لقـد تجَـمّـعْـنا منذ 15 عاماً ونصـبنا خـيمة العـهـد لنا وإفـتخـرنا . ويح لـنا ! ونحـن نمزق مظلتـنا بأيدينا لـنتقاسمها أكـفاناً لـنا .
إن خـيمة الكـلدانيّـين في سدني أقـدم من أي وشاح نزيّن به أبدانـنا ، فـهي نواة إستـنهـضتْ فـينا حـب الأخـوة داخـلنا ، فـلماذا نـنزع بذرتها ونرميها في حاويات نفاياتـنا ، طمعاً في طـُعْـم آنيّ نسْـتـَطـْعِـمُـه بين فـجـوات أسنانـنا ، يتعـفـن في فـمـنا ونحـن نيام أو تـنام عـيونـنا ، وغـداً ننهـض في الصباح الباكـر فـنرى أفـرادنا ، ببغاءنا ، شُرطيّـنا ، وحـتى عـصافـير جـنـّتـنا ، لوحـدنا ؟ والقافـلة التي تسير لا ( تـُباليـ ـنا ) ولا تـنـتظرنا ، فـبأيّ حـجـة نـندب حـظـنا ؟ وهـل العـدّادة تـُسعـفـنا ؟ كـفانا هـدرالساعات من أوقاتـنا ، فإنـنا بحاجة إلى طاولة العـقـول تجـمعـنا  وليس حـرق الموائد في بطـونـنا . نحـن بحاجة إلى صولجان يقـودنا وليس عـوﭽـيّات أهالينا . فـلـنـنـتبه إلى أنفـسنا لنصقـل خـلايا أدمغـتـنا ، ونعـيد إفـتخارنا بالنخـلة الباسقة التي زُرعـتْ بأيدي الأصلاء إخـوتـنا ، نتـّكىء عـليها فـتسنـد ظـهـرنا ، وشتلاتـنا وزهـورنا رونقاً وبهاءاً بأيدينا ، عـسى أن يكـون خـيراً لنا .
ولكي لا يعـتبنا إخـوتـنا في غـموض كـلامنا ، فـجـمعـية الثـقافة الكـلدانية الأسترالية هي خـيمتـنا إنْ كـنا صادقـين في دعـوتـنا ، تجـمعـنا ولا تفـرّقـنا . نعـم نجـتمع حـولها ونوصل رداءنا بحافاتها ، فـتـتوسّع مساحـتها فـتزداد هـيبتـنا من هـيبتها ، ونكـون قـريبين من بعـضنا بقـربنا منها ، وليكـن ( عـمود البيت ) مَن نريده نحـن ويصلح للنهـوض بها . وعـندما يسألنا أحـدهم : مَنْ أنت ؟ نقـول : نحـن أمّة هـذه قـلعـتها ، ويفـتخـر الكـلداني بكـلدانيّته مثلما تفـتخـر الكـلدانيّة بكـلدانيّتها . ولنـترك عادة قـديمة فـينا حـين يسألنا أحـدهم : مَن أنت ؟ نجـيب : أنا من القـرية الفـلانية ! أفـلا يكـفـينا أن نقـول : أنا كـلداني  من أمة كـلدانية ؟ ودعـوا القـرية وما فـيها تسكـن بين جـدران بيوتـنا وممرّاتها .   [/b] [/font] [/size]

صفحات: [1] 2