عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - أوشانا نيسان

صفحات: [1]
1
فشل التحالفات الحزبية.. هو المسمار الاخير في نعش الانتهازيين وقيادات الصدفة!!
أوشـــانا نيســان
حلم الانفراد بالسلطة الحزبية والقرارات المصيرية للشعب، لطالما حلمت به معظم القيادات السياسية لاحزاب شعبنا الاشوري خلال ربع قرن الاخير.  وما أوصل محنة هذا الشعب المضطهد إلى ما آل إليه اليوم، ألا الحلف غير المقدس القائم سرّا وعلنا بين تلك القيادات التي تعودت الاتفاق على جميع دروب الفشل ومن دون خجل، ولكنها ترفض رفضا قاطعا الجلوس يوما حول طاولة الحوار ومناقشة بنود أجندة أيديولوجيا النهضة في الخطاب القومي - الوحدوي لشعبنا العظيم. وفي ظل هذا الاختلال الصارخ في نظام البلد، أصبحت جماعات الفشل، تنتهز الفرصة لاعادة أمجاد الماضي، وبالتالي اعادة صياغة الاولويات وأجندة الاهداف بالشكل الذي يتفق معها وليس التحديات التي تواجه شعبها.
ولآجل كشف جذورالفشل الذي ما فتئت تعانيه هذه القيادات الحزبية ، سنسلط الضوء على جوهر الاستياء الشعبي العام من نتائج انتخابات مجالس المحافظات بتاريخ 18 ديسمبر 2023.  ومن المنطلق هذا أدعو القيادات تلك على ضرورة اصلاح وتفعيل دورالاحزاب، بحيث يمكن لها تغيير قواعد اللعبة السياسية، لعلها تفلح في تحقيق هدف واحد وهو توحيد صفوف هذا الشعب المعان قبل فوات الاوان. لآن الحديث عن فشل جميع التحالفات الحزبية لمعظم أحزاب شعبنا خلال المرحلة الاخيرة، تؤكد على فكرة مبتذلة ومتداولة حزبيا بأمتيازوهي:
 أن المصالح الشخصية أو الحزبية الضيقة رغم أعتبارها الصخرة التي تتحطم عليها جميع القيّم والمبادئ الانسانية، هي المحرك الاساسي لنهج العديد من القيادات الحزبية التي تعودت المراهنة على مصالحها " الفردية والحزبية الضيقة " بدلا من المراهنة على القيّم  وحقوق شعبنا المضطهد.

معلوم أن الحزبية السياسية حسب وصف أصحاب الاختصاص بالشأن الحزبي، هي وسيلة لا هدف معين وهمها الاساسي هو، تحقيق مطالب الأكثرية من الشعب، رغم أنها هي نتيجة للثقافة المدنية المشوهة في النهاية . لآن النتيجة البديهية لهذه الثقافة، أن تكون الحزبية السياسية مظهرا لا جوهرا. بمعنى أخران يأخذ الحزب السياسي شكل الجماعة المنضوية وفق اختيارأفرادها في إطار فكرواحد او برنامج مشترك. فيما الحقيقة ان الاغلبية من قياداتنا الحزبية تتصرف كرؤساء عشيرة أو طائفة او جماعة دينية. ولا يعني ذلك بالضرورة ان كل واحد من اعضاء الحزب يقصد اتباع افراد عشيرته او طائفته من المنضوين في ذلك الحزب، وانما ان الجهة المسيطرة على قيادة الحزب و الموجهة لآدائه توظفه لخدمة أهداف شخصية وعشائرية او طائفية.
والمعلوم أيضا أنه خلال 20 سنة الاخيرة ظهرت عشرات التكوينات السياسية التي أطلقت على نفسها صفة التنظيم السياسي في مرحلة عراق ما بعد الطاغية صدام حسين. ولربما شاركت البعض منها في تغييرالواقع السياسي المهيمن، إلا أنّها واجهت وتواجه بأستمرار، الصعوبة في تطوير هويّات متّسقة، وإنشاء قواعد دعم فاعلة ضمن شرائح المجتمع. ومن الواقع هذا نؤكد على حقيقة مفادها، إذا ما أرادت أحزاب شعبنا، المشاركة الفاعلة في العملية السياسية العراقية  ينبغي على قياداتها، أن تتغلّب على مصالحها الحزبية والفردية، وأن تحسّن قدرتها على تحديد البنود "الوحدوية" المثبتة على أجندتها الحزبية. بأعتبار الاجندة هذه منطلقا نحو تحديد مصيرهذه الأحزاب الناشئة، لتلعب دوراً ملحوظا في تحديد نجاح مراحل الانتقال السياسي التي تشهدها مسيرة نصالنا القومي - الوطني  في الشرق المستبد عموما وفي العراق الجديد تحديدا.
أما بقدر ما يتعلق الامربالاسباب الحقيقية وراء تزايد التساؤلات بين الاكثرية، حول دورأحزابنا في نهج الاقصاء والتهميش المفروض من قبل الاكثريتين العربية والكوردية تحديدا في أنتخابات مجالس المحافظات الاخيرة، يمكن حصرها في الاسباب التالية:
1- كثيرا ما طرحت النخبة المثقفة، جملة من المقترحات والتوصيات الوحدوية خلال ربع قرن الاخير، في سبيل أعادة صياغة العمل الحزبي- الوحدوي المشترك على مبدأ التعددية في الفكر والراي والتنظيم مع الاحتفاظ بمتطلبات التنافس الديمقراطي المشروع. وحسب علمي تم رفض جوهرالمقترحات جملة وتفصيلا لآسباب وفي طليعتها، غريزة السيطرة على السلطة الحزبية أولا، ورفض مقترحات المثقف المستقل ثانيا
 
2- شخصيا أتصلت بممثلة الامم المتحدة السيدة جينين بلاسخارت وأبلغتها بضرورة حصر الانتخابات البرلمانية الخاصة بالمكونات وعلى راسها انتخاب نواب الكوتا المخصصة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري فقط. الامر الذي أستحسنته كثيرا، وأبلغت سكرتيرها في أربيل بضرورة لقائي ومناقشة الامروحله وفق دستور العراق لعام 2005، ثم رفع التقريرالنهائي الى مكتبها الخاص في بغدادا فورا. علما أن سكرتيرها السيد ريفالدو لاناو أبلغني عن أستغرابه حول تريث قياداتنا الحزبية وعدم طلب اللقاء معهم لحد اليوم، في سبيل وضع حد نهائي لكل هذه التجاوزات
3-" هناك العديد من الاحزاب المسيحية وعددها حسب معلوماتنا يصل الى 25 حزبا "، يؤكد المستشارالسياسي للامم المتحدة السيد مونياراتزي موتسي، خلال حوارنا مع سكرتير ممثلة الامم المتحدة في أربيل. والغريب في الامر كله يبلغني المستشار نفسه، لماذا ترفض قيادات هذه الاحزاب زيارتنا في سبيل مناقشة الازمات وتقديم الحلول المناسبة للحل
   
4- خلال 102 عام من عمر الدولة العراقية، فشلت الحكومات العراقية قاطبة في تقديم حل سياسي ووطني مناسب لمسألة العددية العرقية والمذهبية في العراق. والسؤال الذي يطرح نفسه بألحاح هو:
لو فشلت الاكثريتين العربية والكوردية في أيجاد حل وطني عادل يضع حدا للحروب والاقتتال الدموي بينهما خلال 100 عام، فكيف يمكن لهما طرح حل عادل لبقية المكونات والاقليات العرقية والطائفية العراقية الاخرى ؟
وما اشتداد حدة المنافسة بين العرب والاكراد في كركوك ألا دليلا قاطعا عل صحة قولنا:
 " سُجلت أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات في كركوك (70%) حيث دخلت المنافسة الأحزاب الرئيسية التي تمثل الكرد والعرب والتركمان.."، تنشر جريدة شفق نيوز بتاريخ 16 /12/2023.
5- تأخير مهمة تشكيل لوبي قومي فاعل ومؤثر بالقرب من الامم المتحدة وجمعياتها الخاصة بالدفاع عن حقوق الانسان والشعوب في واشنطن. علما أن وجودنا القومي الكلدواشوري هو وجود حاضر وكثيف تحديدا في الولايات المتحدة الامريكية، فما هو سبب التأخير؟
المادة (4) من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 61/295، المؤرخ في 13 أيلول/سبتمبر 2007 ، أدناه نصه:
" للشعوب الأصلية، الحق في ممارسة حقها في تقرير المصير، الحق في الاستقلال الذاتي أو الحكم الذاتي في المسائل المتصلة بشؤونها الداخلية والمحلية، وكذلك في سبل ووسائل تمويل مهام الحكم الذاتي التي تضطلع بها".
وفي الختام يمكن التأكيد، أن الردّ هذا هو بمثابة برقية مستعجلة للقيادات الحزبية التي تعودت أن تديرظهرها لنداء شعبها وطروحات النخبة من مثقفيه والمهتمين بقضيتهم القومية المشروعة. علما أن فشل التحالفات المبنيّة على المصالح الحزبية الضيقة تحديدا في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة، يمدّ بجذوره الى صميم الولاءات والمحسوبيات الحزبية المستترة.
ومن الزاوية هده أوجه ندائي للمخلصين في الائتلافات والتحالفات الحزبية وأقول:
أستعجلوا في توحيد صفوف شعبكم من خلال توحيد صفوف العمل القومي المشترك، بالتالي أعادة صياغة خارطة تحالفاتكم وفق رغبة الاكثرية من أبناء شعبكم المضطهد وحقه في التشبث بثرى الاباء والاجداد قبل فوات الاوان.



لقائي اليوم الثلاثاء بتاريخ 7مايو 2022  مع المستشارين السياسيين في بعثة الامم المتحدة في العراق،ومقرها أربيل كل من السيدين:
1- فرانسس ريفالدو لاناو
2- مونياراتزي موتسي
 الهدف من اللقاء.
كان الهدف تقديم تقرير حول أعادة صياغة ألية الانتخابات لجميع العراقيين وفق ألية جديدة بموجبها يتيه للمكونات عموما والمكون الاشوري الكلداني السرياني على وجه التحديد، حرية أو أستقلالية أختيار ممثليه أو نوابه في البرلمانين أربيل وبغداد ضمن الانتخابات القادمة.
في حين كان للمستشارين الاثنين، وجهات نظر مختلفة نوعا ما لا بسبب عدم اتفاقهم مع حرية أبناء شعبنا الاشوري في أختيار نوابه، وأنما بسبب التعقيدات السياسية المخيمة علىالمناخ السياسي في العراق عموما وفي أقليم كوردستان على وجه التحديد. حيث ذكروا، هناك خلافات سياسية عميقة داخل البيت الكوردي. في الوقت الذي أكد الاثنان، أن دور بعثة الامم المتحدة في الاقليم ، هو مجرد دور أستشار لعدم ترك العملية السياسية لتدخل في نفق مظلم وخطير.
أما بقدر ما يتعلق بالمشروع الذي قدمته بهدف ايجاد الية جديدة لاشراك أكبر عدد ممكن من ابناء شعبنا داخل الوطن وخارجه ضمن الحملات الانتخابية القادمة مستقبلا أضاف المستشاران أنه:
- قد يكون من الصعب تنفيذ هذا المطلب الشرعي خلال هذه الفترة القصيرة، ولكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع تنفيذه نهائيا
- هناك العديد من الاحزاب المسيحية وعددها حسب معلوماتنا يصل الى 25 حزبا، يقو المستشار مونياراتزي موتسي
- قد يكون من الافضل لكم ولنا، خلق نوعا من الوحدة بين الاحزاب المسيحية في سبيل تسهيل مهمة دعم وجودكم ومشاركتكم الفعلية ضمن الانتخابات مستقبلا.

الاستنتاج
1- يجب الاسراع في ايجاد القاسم المشترك بين جميع الاحزاب والتنظيمات السياسية التابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، في سبيل دخول المعارك الانتخابية بأجندة وطنية- قومية مشتركة تسمو فوق جميع الخلافات والانشقاقات في سبيل خدمة قضية شعبنا المشروعة وأختيار نواب شعبنا الحقيقين!!
( المهمة التي وعدت المستشارين الاثنين بالقيام بها، ذلك من خلال اجراء حوارات ولقاءات بناءة بهدف ضمان مسألة تحديد بنود أجندة المشاركة الحقيقية في الانتخابات القادة).
   
     


   

2
دعم مواقف غبطة البطريرك..تعّزز معركتنا في الحفاظ على مقدساتنا !!
أوشــانا نيســان
" أعبر لكم عن مدى ألمي وألم أخوتي المسيحيين أمام محنتنا، ولأناشد ضمائركم ليعمل كل منكم، أي شيء لتحرير بلدات مسيحيينا التي قطنوا فيها منذ عصور ولاسترجاع أملاكهم وحقوقهم.. ولست بعيدًا عن الواقع، إذ أؤكد لحضراتكم أن للحلّ الجذري أن يأتي منكم، فهو من الداخل وليس من الخارج"، يكتب غبطة البطريرك في رسالته حول مسيحيي سهل نينوى، للمؤتمر الذي نظمه مركزالملك عبد بن عبد العزيز العالمي للحوار بين الديانات و الثقافات في فيينا بتاريخ 18-19 تشرين الثاني 2014.
الفقرة المنشورة أعلاه مقتبسة من رسالة غبطة البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو الى مركز الحوار بين الديانات والثقافات، أن دلّت على شئ فأنها تدل بحق على حرس غبطته على وجود ومستقبل المسيحين في سهل نينوى. ويضيف غبطته في الرسالة" إن الصمت لا يليق بكم لان داعش واخرين سيوجهون مزيدا من الضربات التشويهية إلى الإسلام. حرام ان تفسحوا المجال امامهم فيتصّور الناس ان الإسلام مصدر خطر على السلام العالمي. ثقتنا كبيرة بانكم ستتحركون قبل فوات الاوان لئلا يضرب تسونامي جديد المنطقة فلا يبقى ولا يذر". وفي أخرلقاء لغبطة البطريرك مع فضائية ( كوردستان24) بتاريخ 8 أيار 2023 يؤكد أن:
 " ريان الكلداني قام بسرقة أملاك المسيحيين في بغداد ونينوى وسهل نينوى ويحاول شراء رجال الدين المسيح بمساعدة امرأة وضعها بمنصب وزير.. يقصد وزيرة الهجرة والمهجرين السيدة إيفان فائق يعقوب جابرو.. نحن لن نسمح له بذلك وسنقاضيه، وفي حال لم تستطع الحكومة العراقية فعل أي شيء فسوف نلجأ الى المحافل الدولية"، انتهى الاقتباس.
كثيرا ما نسمع أو نشاهد هذه الايام عن تصاعد حدّة الخلاف بين الرئيس الأعلى للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، والامين العام لحركة البابليون/ المسيحية في العاصمة بغداد. رغم أن المواطن العراقي وتحديدا المواطن المسيحي في العراق، يعرف جيدا عن نشاطات غبطة البطريرك ودفاعه المستميت عن سيادة العراق وكرامة المواطن المسيحي في جميع المحافل الوطنيّة والدولية. بينما لا يعرف المواطن العراقي عموما والمواطن العراقي المسيحي تحديدا، الكثيرعن دواعي الظهورالمفاجئ وعلى نحو غير متوقع للسيد ريّان سالم صادق الكلداني مواليد 3 أيلول 1989 والامين العام لحركة بابليون وقائد إحدى فصائل الحشد الشعبي سابقاً المسماة كتائب بابليون. الحركة التي أسّسها ريّان في محافظة نينوى وخصوصاً في سهل نينوى سنة 2014 بهدف تحريرنينوى حسب قوله :
" الهدف الرئيسي من تشكيل قواتنا هو تحرير الموصل، لكننا شاركنا في عمليات تحرير مدينة تكريت وعمليات اخرى بينها بيجي في محافظة صلاح الدين"، الجزيرة 9 شباط 2017.
الامر الذي دفع غبطة البطريرك الى التبرؤ عن الدور المشكوك ل "ريان الكلداني" وبروزنجمه الميليشياوي بأسم الكلدانين في بيان خاص تموزعام 2017 معتبرا أنه " لا يمثل مسيحيي العراق، ولا يمكن له أن يتحدث باسمهم..ورفض البيان بعد مجرد أسبوع من فرض الخزانة الامريكية العقوبات ضد ريّان الكلداني.. رفضه القاطع في تشكيل فصائل مسلحة من أبناء المكون المسيحي في العراق، بل على العكس يؤكد البطريرك أننا نشجع أبناءنا للانخراط في الأجهزة الأمنية الرسمية في الجيش والشرطة الاتحادية، ومن هم في إقليم كردستان العراق في قوات البيشمركة في إقليم كردستان العراق..مشدداً على أن الفصائل المسلحة باسم المسيحية تتعارض مع روحانية الدين المسيحي الذي يدعو إلى المحبة والتسامح والغفران والسلام".
وفي الختام نهيب بالمعنيّن وأصحاب الشأن من زعماء الكنائس في الشرق، النخبة المثقفة والتيارات السياسية الحزبية لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، أن تكون لهم وقفةٌ جادّةٌ بهدف وقف نهج خلط السياسة في حرم كنائسنا المقدسة. وما نلاحظه اليوم من الاجندات المتعددة للتلاعب بالاوزان الديموغرافية، خيردليل على المخاطر المحدقة والتهديدات المتعاظمة في سهل نينوى بسبب أستفحال خطر الميليشيات التي تعمل وفق أجندات أجنبية. حول ذلك  يقول محافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي لموقع الرصيف22 بتاريخ 29 سبتمبر 2019  " إن الشبك اعتمدوا على إيران وشكلوا فوج حماية تابع لمنظمة بدربزعامة هادي العامري، وبعض المسيحيين شكلوا أيضاً قوة مسلحة تابعة للحشد الشعبي بقيادة ريان الكلداني رغم رفض المسيحيين لها".

هذا من جهة ومن الجهة الثانية، ورغم أننا لسنا في محل المقارنة بين الانجازات التاريخية التي حققها غبطة البطريرك منذ أنتخابه على رأس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم شباط 2013، وبين تطاول منتقدي البطريرك على الانجازات التاريخية التي حققها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري منذ ظهورحركتهم الميليشياوية في سهل نينوى سنة 2014.
حيث يعرف المتابع، أنه في فبراير 2015 أي بعد مجرد عامين من انتخاب غبطة البطريرك لويس روفائيل الأول بطريركا، تم تعيّنه من قبل الحبرالاعظم البابا فرنسيس مستشارًا في المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان . وفي 21/سبتمبر من العام 2021 ، عيّن البابا البطريرك الكلداني مار لويس روفائيل ساكو، عضواً في مجمع التربية الكاثوليكية الفاتيكانية.
هذه الادوارالتي نجحت في تحقيق رغبة الفاتيكان وحبرها الاعظم البابا فرنسيس في زيارة مدينة أور، مسقط رأس النبي أبراهيم ليحج اليها ضمن زيارته الى بلاد الرافدين ما بين 5 و8 أذار 2021. هذا وبالاضافة الى الزيارات المتعددة لغبطة البطريرك الى السلطات العراقية بهدف حماية المكون المسيحي في العراق وأخرها زيارته الى وزارة الدفاع بتاريخ 12/3/2023 حيث شدد على:  "دور الحكومة المركزية في ضرورة الدفاع عن حقوقهم، وإرساء قواعد الاحترام المتبادل والشراكة الوطنية ومنع التجاوزات عليهم من قبل أية جهة كانت خاصة ما يساهم في عملية التغيير الديموغرافي".
أما بقدرما يتعلق الامربمنتقدي غبطة البطريرك ومعارضيه وعلى راسهم حركة البابليون خلال نفس العقد من الزمن، فأن الحركة فشلت في العام الاول من تأسيسها في الحصول على مقعد واحد في الانتخابات النيابية لعام 2014. وفي الانتخابات الثانية عام 2018 حصلت الحركة على ممقعدين من أصل 329 مقعدا في البرلمان العراقي. أما في الانتخابات النيابية الاخيرة التي جرت في 10 أكتوبر عام 2021، فأن حركة البابليون اكتسحت الكوتا المخصصة لابناء شعبنا وحصلت على 4 مقاعد من أصل 5 مقاعد مخصصة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري. هذا التطور السياسي المفاجئ الذي جاء على حساب النضال السياسي لجميع الآحزاب والمنظمات السياسية التابعة لشعبنا تلك التي أمتدت على ما يقارب من نصف قرن متواصل

3


لنجعل من أكيتو عام 6773 ..منطلقا للحوار والتفاهم والتوحيد !! 
أوشــانا نيســان
أيام معدودة تفصلنا عن العام البابلي- الاشوري الجديد عام 6773. بهذه المناسبة التاريخية، يطيب لي أن أتقدم الى جميع أبناء شعبي الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن ومنافي الاغتراب، بأحرّ التهاني والتبريكات بمناسبة أعياد " أكيتو" بأعتباره معلماً من المعالم التاريخية والحضارية لاقدم حضارة رافدينية وهي حضارة شعبنا الاشوري.
عام مضى والعالم الغربي الحرّ، يقيس السنوات بالزمن، بينما المكونات الاصلية والمتجذرة في الشرق المستبد تقيس السنوات بهول المجازروالذبح بلا وخز ضميروالتهجير بلا هوادة . ومن لدن هذا الواقع التاريخي المؤلم نقول، اللهم اجعل هذه السنة بدايتها مشرقة وفاتحة خير على العالم. سائلين الله عزّوجل أن يكون عام 6773 البابلي- الاشوري، فجرالسلام والأمان في العالم عموما وفي عراقنا الجديد تحديدا. أملين أن يحفظ العراقيين جميعا بعنايته في عراق يتمتع فيه المواطن بغض النظرعن انتماءه العرقي أو المذهبي بالخير وبروح الاخاء والتضامن والمحبة انه سميع مجيب.وكل عام وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري بالف خير.   
أما لماذا عنونت المقال بـ"نفثة مصدور" حين تبدأ مشاعر كل محب لشعبه ووطنه أن تثور ويجد حرقة في الصدرلا علاج لها ، سوى أن ينفثها على الورق حتى لا يتحول في داخلـه الى الرماد. ذلك حين ترتفع أصوات بعض السياسين ترافقهم حفنة من المحسوبين زورا على النخبة الاشورية المثقفة أوحتى الفنيّة، باذلة الجهد الكبير للضحك على ذقون الشعب وخداعه لما تتكرر من مشاهد الرقص على جراح الشعب في بداية كل عام جديد. علما أنه تعودنا أن نسمع ونقرأ الكثيرعن هذا الاستخفاف بتاريخ الشعب وتحزيب هوية نضاله الوطني خلال ربع القرن الاخير. رغم أن العديد من أبناء شعبي بات يعرفون جيدا، أن السياسين المنشغلون بصراعاتهم السياسية للانفراد بقرارالشعب وحرصهم على استغلال مناسباتنا القومية - التاريخية، سيتنّبهوا متأخرين للكارثة التي ستحلّ بوجود ومستقبل شعبنا الابي.  وكنّا ولا يزال على يقين أنّ هؤلاء الساسة سيستثمروا هذا المهرجان أمّا بالدعاية الإعلامية لحزبهم ولأنفسهم ولجوقتهم الفنيّة, أو باستثمارالفرصة بالمزيد من الفساد وسرقة الأموال المتبرع بها لاحياء هذه المناسبة التاريخية والربيعية كل عام.
صحيح أن أحتفالات شعبنا بالعام البابلي-الاشوري الجديد مفروضة ومطلوبة بحق، لأنها تأتي في ظروف سياسية معقدة، ولكنها يجب أن تحّول أيضا الى فرصة تاريخية لآعادة النظرفي رؤيتنا الحزبية ومراجعة المسار السياسي للاحزاب، بهدف أعادة توحيد الصفوف وصياغة بنود أستراتيجية وحدوية تتخطى الانقسامات الطائفية والاثنية بما فيها التسميات. ذلك تعزيزا لوحدة شعبنا الابي وتوحيدا  لقدراته السياسية والفكرية قبل فوات الاوان. هذا من جهة ومن الجهة الثانية يفترض بالقيادات الحزبية لجميع الاحزاب والمنظمات السياسية لشعبنا من دون استثناء، أن تتفق على بنود أجندة نضالها القومي من خلال بيان ختامي واضح يصدر في بداية كل عام جديد وفيه:
 
1 - تحويل الاول من نيسان في كل عام، الى فرصة تاريخية بهدف آعادة صياغة بنود أجندة التفاهم والحواربين جميع القيادات السياسية لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، بما فيها التركيز على التواصل مع الاطراف التي ما زالت متحفظة على الانظمام الى مائدة الحوار والنقاش. الامرالذي أثبته الأتفاق الذي جرى بين نواب وممثلي شعبنا رغم اختلافاتهم الحزبية،خلال اجتماع لرئاسة برلمان كردستان- العراق مع ممثلي المكونات وأعضاء مجالس المحافظات بتاريخ ١٣ آذار ٢٠٢٣، بحضور ممثل الأمم المتحدة. الاتفاق الذي حسم مسألة الخلاف بين الاحزاب الكوردية وجوهرها ألية توزيع مقاعد الكوتا للمكونات، بعدما تم الاتفاق وفق مبدأ التوافق الاخوي بين أحزاب شعبنا
2 - ضرورة وقف العمل بظاهرة تحزيب المناسبات القومية، الوطنية والفكرية لشعبنا بهدف تفريغها من مفاهيمها الاساسية، وعلى رأسها ظاهرة بنفسجة العام البابلي الاشوري الجديد في كل عام. ذلك من خلال منع رفع العلم القومي الاشوري الذي أختاره الشعب الاشوري لتمثيل الامة الاشورية داخل الوطن وفي الشتات، في سبيل رفع الأعلام البنفسجية وحدها
3 - فصل ميزانية أعياد أكيتو/ العام البابلي- الاشوري الجديد، عن ميزانية الاحزاب والمنظمات السياسية العاملة داخل الوطن. ذلك أثر اصرارحركة سياسية معينة، على أحتكار المساندة والدعم المالي الذي تقدمه منظماتنا في دول الشتات بسخاء، طبقا لمعلومات خاطئة تعرضها المنظمة عمدا على شرائح شعبنا ومنظماته في دول الشتات أو المهجر
4 - دعوة زعماء جميع مؤسساتنا الكنسية والقومية وأفراد من النخبة المثقفة داخل الوطن وخارجه، بهدف الاسراع في تشكيل مرجعية فاعلة ونزيهة، مهمتها تقييم مسيرة الاحزاب ودور كل حزب أو جهة سياسية، فكرية أوحتى فنيّة، شاركت ضمن مسيرة الاحتفالات الخاصة بشعبنا وبالتالي تقديم الحلول البديلة في سبيل تطويرالمناسبة وترسيخها ضمن عقلية كل حزبي أو مواطن من مواطني شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، بأعتبارها فرصة فرصة ذهبية لمواجهة التحديات بالاتحاد ورص الصفوف
5 - عدم حصرالاحتفالات الخاصة بالعام البابلي - الاشوري الجديد في محافظة دهوك/نوهدرا وحدها. حيث يفترض بأعتقادي نقل مسيرة الاحتفالات بأكيتو/ العام البابلي الاشوري الجديد من مركز محافظة الى محافظة أخرى في الأقليم
 
وفي الختام نامل ان تكون هذه الدعوة في الفاتح من العام البابلي-الاشوري الجديد عام 6773 ، الخطوة الاولى نحو مسيرة توحيد الجهود ورص صفوف العمل القومي المشترك في جميع المجالات السياسية والفكرية والفنيّة. ذلك من أجل تسهيل عملية المطالبة بحقوق شعبنا القومية المشروعة داخل الوطن وفي أروقة جميع المنظمات والجمعيات الدولية الخاصة بحقوق الشعوب والمكونات الاصلية بصوت واحد ويد واحدة. حيث لا يوجد أي شيء مستحيل ولا توجد أي عتبة لا يمكن تجاوزها، طالما وحّد شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، أفكاره وجهوده بروح الفريق الواحد وبالتساند والتعاضد حتى النهاية.



 
ترتفع هذه الأيام بصخب مزعج أصواتُ السياسيين في العراق الجريح, باذلةً الجهد الكبير للأحتيال على الشعب وخداعه, لأعادة انتخابهم مرة أخرى.بعد تجربة مريرة دامت 15 عاماً مليئة بالفساد والأنتكاسات. التي أودت بالبلاد وأوصلتها لحالة يرثى لها من ضياع أرضٍ ومحافظات. وتسليمها لقمة سائغة لداعش الأرهابية, و فساد صار مضرب المثل بالعالم. أحزابٌ تآمرت على الشعب. وأمسكت بخناقه بقانون انتخابات مجحف فُصل على مقاساتها. لتسيطر دائماً على مصدر التشريع والقرار.وبكل وقاحة وابتذال واستخفاف بالشعب لم تقدم هذه الكتل والأحزاب أي مشروع قرار لتعديل قانون الأنتخابات إلا في أواخر الدورة التشريعية لكي تمرر الأنتخابات بالوقت المحدد دستورياً. ليبقَ الحال على ما هو عليه .وتعود نفس الوجوه الكالحة لمجلس النواب. الذي عجز عن تعديل قانون الأنتخابات أو الدستور المتعدد التفسير والقابل للتأويل مما تسبب في اضطراب الحكم والأمن وتدهور الأقتصاد وتخلخل الحكم وشجع على الأنفصال والعصيان والفساد.

على مدى أكثر من 150 عاماً والصحافة اللبنانية تسجل ريادة على مستوى المنطقة
كما رفعوا عدداً من اللافتات التي تندد بمهرجان جرش، منها: "عار على أمة ترقص على أشلاء أبنائها "، "لا ترقصوا على جراح الشام"، "ثقافة وفنون ام استهتار ومجون"، "مساجد تهدم وحناجر تترنم".


لا ترقصوا على جراح العراقيين ولن ينسى لكم الشعب هذه الطعنة”.
نصيحه،،لا ترقص على جراح الآخرين لكي لا يأتي يوم تجد فيه من يرقص على جراحك
كنّا على يقين أنّ الساسة الفاسدون المنشغلون بصراعاتهم السياسية على الحكم سيتنّبهوا متأخرين للكارثة التي ستحلّ بالبلد .. وكنّا على يقين أنّ هؤلاء الساسة سيستثمروا هذه الكارثة أمّا بالدعاية الإعلامية لأنفسهم ولأحزابهم وتياراتهم السياسية , أو باستثمار هذه الفرصة بالمزيد من الفساد وسرقة الأموال المخصصة لمواجهة هذا الوباء
تحيتي للجميع! مع القدوم الوشيك لعام 2023، يطيب لي أن أتقدم إليكم من بكين بأطيب التبريكات بمناسبة حلول العام الجديد!
وبعد ظهور الجائحة، نتمسك دوماً بمبدأ الشعب أولاً والحياة أولاً،
إن الصين اليوم صين تتوارث روح الأمة
إن صين الغد تصنع المعجزات فيها بالكفاح. قال الشاعر الصيني القديم سو شي إن الهدف الأعظم ابن العمل الأصعب، بمعنى أنه لا تتحقق الأهداف الأكثر طموحاً إلا من خلال بذل قصارى الجهد لإنجاز الأعمال الأكثر صعوبة. إن ثابرنا على السير، فسنصل إلى الغاية رغم طول الطريق المؤدي إليها؛ إن ثابرنا على العمل، فسننجز الشغل رغم صعوبته. سننجح في تحويل الأهداف الطموحة إلى الوقائع الجميلة خطوة خطوة حتى إكمال رحلة الألف ميل، طالما عملنا بالجهود العملية والثابتة والشاقة، وبالعزيمة مثل الرجل المسن يوي قونغ الذي كان يصر على إزاحة الجبال، وبالمثابرة مثل قطرات الماء التي تتمكن من ثقب الصخور.

إن صين الغد تنبع قوتها من الوحدة. إن الصين كبيرة جداً، ومن الطبيعي أن تكون هناك مختلف المطالب لدى مختلف الناس، وتكون هناك مختلف الآراء حول نفس الأمر، فمن المطلوب بلورة التوافق عبر التواصل والتشاور.

لا يوجد أي شيء مستحيل ولا توجد أي عتبة لا تتجاوز طالما وحّد الشعب الصيني البالغ عدده 1.4 مليار نسمة أفكاره وجهوده بروح الفريق الواحد وبالتساند والتعاضد.
محاولة لايقاظ ضمير الشعب
مع إشراقة العام الهجري الجديد نتقدم بأحر التهاني والتبريكات وأصدق التمنيات إلى جميع المسلمين في العراق والعالم والبشرية جمعاء بعام يسوده السلام والازدهار والعدل وإلى شعبنا العراقي بمواصلة تقدمه نحو بناء دولة مزدهرة، اللهم اجعل هذه السنة بدايتها مشرقة وفاتحة خير على الجميع سائلين الله عز وجلّ، أن يكون هذا العام عام السلام والأمن والأمان في ربوع عراقنا الحبيب وأن يحفظ بعنايته العراقيين في وطن يتمتع فيه أبناء كل مكوناته بالخير والرفاه وبروح الاخاء والتضامن والمحبة انه سميع مجيب.وكل عام وانتم بالف خير.






4


شعبنا الكلدوأشوري يستغيث..ولايقبل ألا بتوحيد الصفوف !!
أوشــانا نيســـان
في البداية أستميح قداسة بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال لويس روفائيل ساكوعذرا مسبقا، أن كنت سأضيع جزءا من وقته في مناقشة مضمون الرسالة التي وجهها الى قيادة وحكومة أقليم كوردستان بتاريخ 4 شباط 2023. لآن قارئ كتابات قداسته يحسّ أنه مّل من نشرطروحات الوحدة والتقارب ولم يحصل على الاستجابة. حيث يذكرعن مشكلة الخلط بين الكنيسة والقومية وعلى موقع أبونا:
" أن محاولة تحويل الكنيسة من سرّ مقدّس وُهب للعالم الى قوميّة متقوقعة كما يريدها البعض يعني تحنيطها. فالكنيسة تتخطّى حدود الأعراق واللغات والقوميّات، لأنّ الكنيسة هي بشرى حياةٍ تتجسّد في كلّ الحضارات والثقافات"، أنتهى الاقتباس.

معيار تمييز الحقِّ من الباطل!!
" تعلن الرابطة الكلدانية العالمية تأييدها ومساندتها لرسالة غبطة البطريرك الكاردينال مارلويس ساكو والموجهة الى قيادة وحكومة اقليم كوردستان والتي تضمنت المطالبة بالغاء التسمية المركبة (كلداني سرياني اشوري).. بأدراج الكلدان كقومية مستقلة  الى جانب القوميات الاخرى للمكون المسيحي (الاشوريين والسريان والارمن)"، تنشر الرابطة الكلدانية العالمية بتاريخ 5 شباط 2023، أي في اليوم الثاني من نشر رسالة البطريرك.
الواضح أن أعتراف الرابطة الكلدانية العالمية أعلاه، لم يأت للاسف الشديد من موقع الريادة الاستراتيجية للمشاركة في عملية صنع القرارات المصيرية المتعلقة بشعبنا وأليات تفعيلها، وأنما جاء الاعتراف من موقع التبعيّة والضعّف وذلك لسببين:
أولهما: تبعية الرابطة لافكاروطروحات قداسة بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بأعتباره الاب الروحي للنخبة المثقفة من العلمانين الكلدان وعلى أمتداد مساحة الوطن ودول الاغتراب. لربما بسبب ثقافته المنفتحة على تحديات العالم وجرأته في طرح أفكاروأراء لربما تتجاوز الواقع كثيرا، بهذف تحريك العلاقات الاخوية والوطنية الراكدة بين السلطات الاتحادية وبقية المكونات العرقية والمذهبية شمال العراق وجنوبه
ثانيهما: غياب موقع العلمانين أن لم نقل غياب موقع النخبة الكلدانية المثقفة ضمن العراق الجديد، رغم جميع التغييرات السياسية التي طرأت وتطرأ بأنتظام ضمن المشهد السياسي المعقد في عراق ما بعد قرن من دكتاتورية النظم المركزية وعاصمتها بغداد. صحيح أن العلمانية كمشروع وحركة فكرية بدأت مع بدايات عصر النهضة الاوروبية، نتيجة لآستبداد رجال الدين وجمود الكنيسة الديني والفكري، في حين وللحق يقال، فأن دعوات قداسة البطريرك  لويس روفائيل ساكو الوحدوية حول كنيسة المشرق وجهوده "السياسية والقومية"، تصبّ من دون شك ضمن القدرات الروحية، الفكرية والعقلية المتعددة لقداسته !! 
وبالعودة الى مضمون طلب قداسة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، فأنني أستميح قداسة البطريرك وراعي كنيستنا الكاثوليكية المقدسة عذرا،أن جوهررسالته أعلاه، لا يتفق مع قول سيدنا المسيح:
" لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي" (يو 17: 21)
ولا يتفق المطلب أيضا مع جوهرالمقابلة التي أجرتها صحيفة " العربي الجديد" مع قداسة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو بتاريخ 7 يوليو 2017  حيث دعا فيها:
" المسيحيين والأحزاب السياسية للخروج من تناقضاتهم وتعزيزالوحدة بينهم، وترك التجاذبات غير النافعة، وإيجاد جو سليم ومريح للتفكير والنقاش والحوار والعمل الجماعي، مستندين للواقعية والعقلانية"، أنتهى الاقتباس.
لنترك خلافاتنا جانبا ونركّزعلى البقاء!!
خلال 20 عام من بعد سقوط نظام الطاغية في بغداد، والحكومات العراقية وبجميع مشاربها السياسية، تتراوح بين قرارالمحاصصة الطائفية الدينية( السنية والشيعية)، ونهج تقسيم المجتمع العراقي الى طوائف وهويات قاتلة في سبيل أخفاء ظاهرة التنوع الاثني التي تميز بها العراق منذ أقدم العصور. حيث كانت هناك منظمات سنيّة أرهابية دخلت العراق علنا منذ عام 2014، تتلطى بالدين والدين منها براء. وهناك أيضا ميليشيات شيعية وتحت عناوين مختلفة تنتقم مما تعتبره أجحافا تاريخيا لحق بشيعة العراق منذ تشكيل الدولة العراقية قبل 100 عام.
ومن الواقع التاريخي هذا يمكن تسليط الضوء على مضمون دعوة قداسة البطريرك في تقسيم صفوف شعبنا المسيحيي رغم هول التحديات المخيمة على الوجود ومستقبل مسيحيي الشرق الاوسط عموما والعراق على وجه التحديد. والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
لماذا يا قداسة البطريرك لا نستفيد من تجربة لبنان بأعتبارها أول دولة مسيحية وجدت على خارطة بلدان الشرق الاوسط منذ عام 1943، بدأت تنهار اليوم أمام مرأى ومسمع العالم المسيحي المتحضر؟
حيث شخصيا أستمعت لروايات العشرات من الاشوريين الذين طردتهم القوات اللبنانية المسيحية وهم على الخطوط الامامية من جبهات القتال للدفاع عن مسيحيي لبنان خلال الحرب الاهلية اللبنانية من عام 1975 وحتى عام 1990. بسبب أصرار القيادات المسيحية "المتنفذة" في القول، أن هذا الحرب هو حرب المارونين "المسيحيين " اللبنانين وليس حرب المسيحين الاشورين!! والتاريخ يذكرنا الان، كيف تحاول القيادات المسيحية نفسها وعلى رأسها زعيم القوات، في التقرب من المنظمات السياسية السريانية، الاشورية ولربما حتى الكلدانية، بهدف ملآ الفراغ الذي تركته هجرة الالاف من المارونين أولا، ثم تعاظم دور حزب الله الشيعي ضد مسيحيي لبنان ومؤسسات دولتهم ثانيا.
معلوم أننا تعودنا أن نكتب ونقول، أن التاريخ يعيد نفسه ولكن وللاسف الشديد فأن عددا غير قليل من القيادات السياسية والحزبية واليوم حتى الزعامات الكنسية لشعبنا، لا يأخذون لا العظّة ولا حتى العبرة من دروس الماضي القريب. فاذا نجح التطرف الاسلامي الذي يقوده حزب الله اللبناني وحده، في أختطاف هيبة الدولة اللبنانية "المسيحية" الوحيدة وتعطيل عملية انتخاب رئيس جمهوريتها لسنوات، فماذا ينتظرمسيحييوا العراق من دولة أو عراق دخل في مرحلة أنهارت فيها مؤسسات الحكم والدولة؟ 
هذا من جهة ومن الجهة الثانية، فأن شبح الانقراض مثلما بات يخييم على وجود مسيحيي الشرق الاوسط عموما ومسيحيي العراق على وجه التحديد، يفترض بنا جميعا وتحديدا علماء الدين المسيحيون، أن يعملا بجديّة في سبيل تهيئة الاجواء المناسبة للوحدة والتقارب قبل فوات الاوان. حيث أن يسوع عندما أختار الاثني عشر رسولا من بين تلاميذه العديدين، ينشرقداسة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو على صدر الموقع الالكتروني لكنيسته بتاريخ 23 نوفمبر 2020.. أذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمِّدوهم ( يوحنا 20/21-22). وأوصاهم: " خُذوا الرُّوحَ القُدُس باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم ان يحفظوا جميعَ ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كلّ الايام والى انقضاء الدهر (متى 28/ 19-20).


5

تحالف الاخوة الاعداء على صفيح ساخن !!
أوشــانا نيســان
" طلبت من سكرتيري الخاص السيد فرانسيس ريفالدو لاناو في أربيل، أن يلتقي بكم بهدف أعداد تقرير مفصل، يتضمن شرحا كاملا لكل الطرق القانونية التي ذكرتها في رسالتك"، تكتب الممثلة الخاصة للامم المتحدة في العراق السيدة جنين بلاسخارت ردا على الرسالة القصيرة التي بعثتها لها من السويد بتاريخ 7 حزيران 2022. علما أن رسالتي كانت تحمل المطاليب المدرجة أدناه:
1- تخصيص وقت محدد للآنتخابات الخاصة بالمسيحين بهدف أختيارممثليهم في البرلمانين
2- تخصيص سجل خاص بالمواطنين المسيحين المشمولين بالانتخابات
3- تخصيص يوم خاص أوساعات محدودة للانتخابات الخاصة بمسيحيي العراق
4- أحتساب أصوات المقترعين المسيحين في الاغتراب ضمن الانتخابات البرلمانية
   بدوري أتصلت بسكرتيرالسيدة بلاسخارت في نفس اليوم، وأبلغته عن مضمون رسالتها. حيث تم الاتفاق على ضرورة أجراء لقاء ودي بيننا بتاريخ 7 مايو 2022. وكان اللقاء صريحا بأمتيازولاسيما أثرأعتراف السيد فرانسيس والسيد مونياراتزي موتسي بالتعقيدات السياسية في المشهد السياسي العراقي وأنعكاساتها على وجود وحقوق المكونات المسيحية الاصلية. فاعترف الاثنان أنهما على علم بما يجري من التجاوزات على حقوق المكونات.
- لماذا لا تتحركوا كممثلي الامم المتحدة في العراق ومهمتها الحفاظ على الامن والاستقراروالعدالة السياسية، وكيف يمكن للامم المتحدة أن تقبل بهذه التجاوزات؟ قلت لسكرتيرالسيدة بلاسخارت.
- ولماذا لا تراجع قيادات الاحزاب المسيحية مكتبنا في أربيل، تعترض وتطلب الدعم في تغييرهذا الوضع؟ يردّ السيد فرانسيس لاناو. وأضاف قد يكون من الصعب علينا تنفيذ مطلب شعبكم هذا العام بسبب قصر الوقت، ولكن هذا لايعني أننا لا نستطيع تنفيذ مطلبكم في المستقبل القريب. ثم أجاب السيد مونياراتزي موتسي:   
- هناك العديد من الاحزاب المسيحية في العراق وعددها حسب معلوماتنا يصل الى 25 حزب.. ويضيف، قد يكون من الافضل لكم ولنا، خلق نوعا من الوحدة بين جميع هذه الاحزاب المسيحية في سبيل تسهيل مهمة دعم وجودكم ومشاركتكم الفعلية في الانتخابات العراقية مستقبلا.
وبعد الانتهاء من اللقاء، قررت الاتصال بنائب سكرتيرالحركة الديمقراطية الاشورية وأبلاغه عن كل ما جرى كأول حزب من أحزاب شعبنا الكلدواشوري، والتأكيد على ضرورة العمل على تدويل قضية شعبنا المشروعة وما يفترض بالقيادات الحزبية ان تعمله اليوم قبل الغد.
المواطنة والتحزّب في زمن العولمة!!
يبدوا اليوم ومن خلال متابعتي لدعوات السيدة بلاسخارت للقادة العراقيين وأهمية الشروع في مسار تحقيق الاستقراروالعدالة السياسية في العراق، أنها أخذت مسألة حقوق المكونات الاصلية بجدية، بعد أطلاعها على مضمون الرسالة الاحتجاجية التي بعثتها. وعليه بدأت بطرح الغبن المفروض على حقوق المكونات في المستويات الاعلى من مستويات اتخاذ القرارالسياسي في العراق، وتحديدا خلال لقاءها وفخامة الرئيس مسعود البارزاني في أربيل بتاريخ 25 كانون الثاني 2023 .       
- وجوب مراعاة أرادة ومصالح المكونات المتعددة وعدم فرض أية أرادة خارج أرادة مكونات شعب كوردستان، يؤكد فخامة الرئيس مسعود البارزاني خلال لقاءه والسيدة جنين بلاسخارت.
وهل يكفي بيان وهمي ومضللّ لتبرير فشل العقود ؟
يبدوا أن البيان الذي وقعته الاحزاب الاربعة وأؤكد الاحزاب الاربعة، لم تفلح في تبريرفشل منظومتها الحزبية ونهجها في تغيير قواعد اللعبة السياسية لتحقق هدف أساس وهو تشكيل منظومة حزبية كفوءة، فاعلة ومنسجمة مع طموحات شعبنا الكلدواشوري وتحديات في المرحلة الراهنة.
أذ بعد مجرد 222 يوم ولا ربع أو نصف قرن من نضال مرصع بالتضحيات والدم، كما يحلو لتلك القيادات أن تتدعي، قررت التحرك كالذئب الوحيد بهدف طرح مشروع تدويل قضية شعبنا الابي على طاولة جمعيات الامم المتحدة والخاصة بحقوق الانسان والشعوب المغلوبة على أمرها.
حيث يعرف المتابع أن الحقائق أعلاه، هي تحصيل حاصل تحركات أقل من عام، تعتبرشهادة موثوقة وطنيّا ودوليا على نجاح دورالمواطن المخلص لشعبه ووطنه حتى لو ناضل وحيدا ضمن العولمة. في حين فشلت القيادات المتنفذة وأخفقت تماما في كل ما أدعته ووعدت به، مما وضع شرعيتها القانونية موضع النقض والتغيير. حيث يعلمنا التاريخ أن الوحدة هي القوة ، ويحذرنا من الانغماس والتغلب على اختلافاتنا في السعي لتحقيق أهداف مشتركة ، والسعي بكل قوانا المشتركة ، من أجل الطريق الى الأخوة والوحدة الحقيقية.
 شعبنا بحاجة الى جبهة سياسية عابرة للطوائف والمذاهب!!

حقا أن شعبنا بحاجة الى تغيير جذري بهدف أصلاح المنظومة الحزبية التي فشلت من خلال:
 " تشكيل جبهة سياسية عابرة للطوائف والمذاهب والقرارات الفردية". بحيث تنجح قيادتها الشابة والجديدة في وقف الصراع السياسي على المصالح والامتيازات وليس على أساس حقوق الشعب والوطن. ولاسيما بعد أخفاق القيادات التقليدية في أدارة مسيرة التغييروالتحول نحو مستقبل أمن ومستقررغم مرور ما يقارب من نصف قرن. ومن خلال الواقع هذا يمكن قراءة المستوروالمخفي وراء سطورالبيان الذي وقعته الاحزاب المعارضة للوضع الامن في أقليم كوردستان- العراق، بالاضافة الى أعتراضها على ألية الانتخابات البرلمانية في الاقليم وللاسباب التالية:
1- شعرت القيادات الحزبية التقليدية فجأة، بتداعيات نهج الانفراد بقرارالشعب ووضع الامة على صفيح ساخن، ولاسيما بعد أفول نجم القيادات تلك، أمام تلآلآ نجم كتلة البابليون وزعيمها ريان الكلداني تحت سقف برلمان بغداد
2- الخطأ الكبيرفي حسابات القيادات المتنفذة، وعدم فهمها لعملية التغييروالتجديد. فقد أعتقدت أنه من حقها أحتكار سياسة الامة وتمثيلها في جميع المحافل الدولية، رغم أنها لم تحمل في جعبتها أي مخطط أستراتيجي يتمتع بمهارات التفكيرالاستراتيجي والتحليلي للمصيرالذي وصلته
3- رفض جميع أنواع الحواروالنقاش من أجل توحيد قوى شعبنا وطاقاته الوطنية والفكرية لسبب واحد فقط وهو، رفض تلك القيادات لكل مشروع وحدوي لا يضمن هيمنتها على أستراتيجية السيطرة والسلطة والنفوذ
4- عدم الاستفادة من تجارب الشعوب الحليفة والمشجعة لقضيتنا القومية في أقليم كوردستان- العراق. ذلك من خلال الاسراع في نقل سلطة القرارمن أربيل الى الحضن العربي ( السني - الشيعي) في بغداد. رغم كل الدعم والتشجيع من القيادات الكوردية  لقضية شعبنا العادلة منها:
أ- منح شعبنا الكلدواشوري (5) مقاعد تحت سقف برلمان أقليم كوردستان- العراق في أربيل منذ عام 1992 ولحد الان
ب- تردد السلطات المركزية والاتحادية العربية (السنّية والشيعية) في قبول هذا الحق الشرعي لشعبنا الكلدواشوري في برلمان بغداد وحتى عام 2009، أي أنها تريثت في القبول مدة 17 عام
- تحوّل الاقليم الى ملجأ أمن ومستقر لجميع الاسروالمواطنين المسيحيين الهاربين من دنس الارهابين في الوسط والجنوب العراقي.


6



عذرا روما..كل الطرق تؤدي اليوم الى أور و كوخي وانطاكيا!!
أوشــانا نيســان
" وَلكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلًا وَاحِدًا، وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ"، من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس1. بهذه الرسالة المسيحية الهادفة نسلط الضوء على مضمون البيان الصادر عن أجتماع البطاركة الذي عقد في المقر البطريركي للسريان الارثوذكس بتاريخ 16 /12/ 2022،  بهدف توحيد حرم الكنائس المشرقية بأعتبارها عوائل الكنائس التي تطورت خارج العالم الغربي عموما وخارج سلطة بابا الفاتيكان على وجه التحديد.
حيث المعلوم أن الوحدة باتت أمنية تتنامى في قلوب جميع المؤمنين وتحديدا مؤمني كنائس المشرق في مهد المسيحية، لاسيما بعدما تجددت الرغبة أثر زيارة البابا فرنسيس الى بيت النبي أبراهيم في أور الاثرية بتاريخ 5 أذار 2021. ذلك بعد تأكيده وفي حرم بيت النبي أبراهيم بقوله:
" هناك حجا مسيحيا وهو الحج الاكبر الذي يبدأ من موطن النبي أبراهيم في أور(ويقصد العراق) وينتهي في كنيسة القيامة في القدس". بمعنى أخر، أن كل الطرق التي كانت تؤدي الى روما حتى الامس، غيّرت مسارها اليوم وباتت تتجه نحو مهد المسيحية في قلب وطن الاباء والاجداد.
حيث خلقت تلك الزيارة البابوية الاولى، المناخ الملائم لتأجيج دعوات الحواروالتقارب بين جميع الكنائس الارثوذكسية المشرقية هذه المرة بدلا من التوجه الى روما. ولكن السؤال هو:
لماذا الحوارات الكنسية بشقيها الكاثوليكية والارثوذكسية ليست مثمرة؟
رغم أن المطلع على دورالكنائس المشرقية وتاريخها يعرف جيدا، أن مضمون الحوار مع الفاتيكان يختلف كثيرا عن جوهر الحوار الذي يجري بين زعماء الكنائس الارثوذكسية المشرقية لاسباب وفي مقدمتها:
- الحبرالاعظم بابا الفاتيكان في روما يرأس الكرسي الرسولي، حسب طقوس روما بأعتباره خليفة القديس بطرس. والقديس بطرس كان أحد رسل المسيح الإثنا عشر والذي أعدمه الامبراطور الروماني نيرون رأسا على عقب وسط روما، ثم دفن تحت المذبح العالي في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان. رغم الوصيّة الاخيرة التي أعطاها السيد المسيح له، بحمل بذورالمسيحية الى العالم، بقوله:
"أعطيك مفاتيح ملكوت السموات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا في السماء؛ وكل ما تحّلّه على الأرض يكون محلولاً في السماء ( 19:16).
- الاختلافات العقائدية بين الكنيسة الكاثوليكية في روما والكنائس الارثوذكسية في الشرق
- انتماء الكنائس الارثوذكسية الى مهد المسيحية، هو أنتماء شرقي وعلى ثرى الوطن، بينما انتماء الكنائس الكاثوليكية هو انتماء غربي 
- سبق ظهورالكنائس الارثوذكسية وعلو مناراتها في بلدان الشرق الاوسط وتحديدا في أنطاكيا وكنيسة كوخي جنوب بغداد، قبل ظهور الكنيسة الكاثوليكية في روما بأكثر من 300 عام
- وأخيرا في عام 380، في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الأول، أصبحت الكاثوليكية دين الدولة للإمبراطورية الرومانية بموجب مرسوم الإمبراطور، الذي استمر حتى سقوط الإمبراطورية الغربية/ تاريخ الكنيسة الكاثوليكة/ الموسوعة الحّرة.
البدايات الاولى لظهور المسيحية في بلاد ما بين النهرين!!
يذكرنا التاريخ، كيف حمل القديس بطرس، الوعظ والتبشيرالى بلاد ما بين النهرين في البدايات الاولى لظهور المسيحية في القرن الاول المسيحي، بعدما قال له السيد المسيح، ( أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي). 
فتوجه القديس بطرس الى مغارة في أنطاكيا عام 35م، تم ترميمها وتحويلها إلى ثان أقدم كنيسة في العالم، بعد أن تبنى الرومان الديانة المسيحية ورفعوا القيود المفروضة على المسيحيين. ودعى القديس بطرس المؤمنون بالمسيحية باسم " المسيحيين " للمرة الاولى في التاريخ في مدينة أنطاكية في نحو سنة 42 أو 43 للميلاد. حيث أثبتت نخبة من علماء المسيحية ومؤرخّيها الأقدمين، " أنّ القدّيس بطرس الرسول بشّر فيها بالدّين المسيحيّ وهدى وعمَّدَ فيها خلقًا كثيرًا وبنى أوّل كنيسة وسنّ للمؤمنين الإتّجاه في الصّلاة إلى الشّرق وأسّس فيها كرسيه الرسوليّ الأوّل وكان هو أوّل أساقفتها أي بطاركتها الّذين إليه يتسلسلون. وتخليدا لدوره، تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية يوم الاثنين 12 يوليومن كل عام، بعيد القديسين بطرس وبولس.
اتخذ القديس بطرس من أنطاكيا قاعدة لتحركاته ونشاطاته التبشيرية في العراق الحالي قبل أن يتوجه الى روما. حيث " يظهر من العدد الثالث عشر من الإصحاح الخامس من الرسالة أنها كتبت في بابل/ دائرة الدراسات السريانية". يقول المؤرخون إن القديس ماري أحد تلامذة القديس توما الذي كان من تلاميذ المسيح أيضا وكان من ابرز الذين قاموا بنشر الديانة المسيحية في بلاد الرافدين، أقام في منطقة قطيسفون/ جنوب غرب بغداد. ثم شيد " كنيسة كوخي " بأعتبارها ثالث أقدم كنيسة على وجه المعمورة، وأصبح القديس مار توما بطريركا على الكنيسة نفسها. ومن كنيسة كوخي أطلق حملة التبشير بالمسيحية في بلاد الرافدين تحديدا في بابل، كرخ سلوخ (كركوك) في القرن الاول. غير أن ابن العبري يذكر أن مارأدي هو المسؤول عن نشر المسيحية في كل من فارس وآشور وأرمينيا وميديا وبابل وغيرها، كما يوافقه في الرأي مؤرخون سريان آخرون مثل ماري ابن سليمان ومخطوطات تاريخ كنيسة المشرق منذ القرن السابع. 
هل ينجح الحوار بهذا الشكل؟
هذا هو السؤال الذي يجب أن يشغل بال زعماء الكنائس قبل الدخول في عملية الحواروالنقاش، من أجل التوصل الى خارطة الطريق لتحقيق الوحدة بين الكنائس بأعتبارها الهدف النهائي في جميع الحوارات. ذلك بالاتفاق مع الفارق بين الأمنية والهدف. لأن الأمنية هدف ليست له طاقة تحركه، وليس له مسار أو محرك، بينما الهدف له أربع خصائص يُسأل عنها ب ( ماذا، متى، أين وكيف).
أذ بأعتقادي، أن كل كنيسة بحاجة الى "لجنة تحضيرية للحوار بين الكنائس"،  تتكون اللجنة من المستشارين ( رجال الدين والعلمانيين المؤمنين والاكفاء)، مهمتها تثبت النقاط الخاصة بالوحدة على أجندة الحوار والنقاش. بالاضافة الى ضرورة تقديم تقريرها النهائي الى رئيس الكنيسة، في سبيل الاطلاع والمناقشة والتنقيح قبل الانظمام الى طاولة المؤتمرات أو الحوارات الخاصة بتوحيد الكنائس. ويحمل التقريرالمقدم الى رئيس الكنيسة الاجابة على:
- تثبيت وتجديد الاولويات المدونة على أجندة الحواروالنقاش
- متى يحدث الحوار/ زمان الحوار؟
- أين يحدث الحوار/ مكان الحوار؟
- وأخيرا كيف؟
صحيح أن السلام والقول للزعيم الروحي دالاي لاما، لا يعني غياب الصراعات، فالاختلاف سيستمر دائما في الوجود .. لآن السلام يعني أن نحل هذه الإختلافات بوسائل سلمية عن طريق الحوار، التعليم، المعرفة والطرق الانسانية.
في الوقت الذي يفلح القارئ المؤمن أيضا، أن يقرأ ما بين السطور، ليفهم خلفية العراقيل المنصوبة "عمدا" أمام مسيرة الحوار الحقيقي، بين زعماء الكنائس الارثوذكسية الشرقية بهدف الاندماج والتوحيد. حيث يذكرنا التاريخ، أن الحوارالاول بين الكنائس الأرثوذكسية بدأ عام 1964 في مدينة أورهوس الدانماركية. ذلك أثرأستيقاظ الضميرالعالمي والانساني حيال الجرائم الوحشية وتبعات الحربين العالميتين، وضرورة تكاتف المؤمنين من أجل بحث الخلافات اللاهوتيِّة وعلى رأسها البدعة الاوطاخية بطريقة موضوعية. علما أن الأوطاخيّة ابتدعها أوطيخا، حيث كان رئيسًا لأحد أديرة القسطنطينية ومشهورًا بمقاومته لتعاليم نسطور وبدعته "المختلقة" التي لطخت أيضا تاريخ كنيسة المشرق الاشورية، لا لشئ ألا بهدف تهميش دورها التاريخي العريق.
من أجل كنيسة موحدة ومقدسة!!
إن السبيل الوحيد للعالم يكتب ايبرهارد آرنولد في كتابه"أسباب حياتنا المشتركة" ليفهم رسالة الرب يسوع، هو من خلال وحدة كنيسته المقدسة. ويجب أن تترَجم وحدة الكنيسة هذه إلى جماعة مسيحية كليّة المشاركة. وقد تكلم يسوع عن الوحدة المطلقة فيما بينه وأبيه ( الله الاب). وصلاته لآجلنا هي أن نكون متحدين بالاسلوب نفسه. " إجعَلْهُم كُلَّهُم واحدًا ليَكونوا واحدًا فينا، أيُّها الآبُ مِثلَما أنتَ فيَّ وأنا فيكَ، فيُؤمِنَ العالَمُ أنَّكَ أرسَلْتَني. وأنا أعطَيتُهُمُ المَجدَ الّذي أعطَيتَني ليكونوا واحدًا مِثلَما أنتَ وأنا واحدٌ:" (يوحنا 17: 21).
في الوقت الذي يعرف المتابع لمضمون البيان الختامي الصادرعن اللقاء الاول لبطاركة الكنائس ذات التراث السرياني في المقر البطريركي للسريان الارثوذكس بتاريخ 16 كانون الاول 2022، أن اللقاء المذكورأعلاه حمل الكثير من بذور الوحدة والتعاون والتنسيق بين جميع الكنائس الارثوذكسية، مثلما كرر بعض المعوقات نفسها من جديد.
لآن الوحدة المؤملة بين الكنائس السريانية، الكنيسة المارونية، الكنيسة الكلدانية وكنيسة المشرق الاشورية، هي وحدة مطلوبة ومفروضة بحق بعدما زجت بالكنيسة مدفوعة الى لعب دور سياسي لآنقاذ ما يمكن انقاذه من مسيحيي الشرق. ولاسيما بعدما فُتِحت بوجههم بوابات الجحيم في أطارعالم شرقي تسوده الفوضى وتتنازع فيه القوى والتيارات المتطرفة من دون ضابط أو ايقاع سياسي متزن. تماما مثلما دفعت قوى الشّر والظلام بالشعب الاشوري بضرورة حمل كنيسته المقدسة كنيسة المشرق، واللجوء الى عمق الكهوف المعصية والمغارات الجبلية الوعرة في قلب أقليم هكاري في تركيا لقرون خلت. " جدّدنا عزمنا الثابت على متابعة رعايتنا الأبوية لهم (المؤمنون) بغية تثبيتهم في أوطانهم، والحَدّ من نزيف الهجرة بسبب الصراعات والنزاعات القائمة والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الصعبة التي يمرّ بها العالم، وبخاصة منطقة الشرق الأوسط"، نص ما ورد في بيان البطاركة أعلاه.
هذا من جهة ومن الجهة الثانية، فأن البيان يخلومن اي أشارة أو بادرة تنجح في معاملة مؤمني بقية الكنائس وكسب قلوبهم، كما قيل" رابح النفوس حكيم". حيث لم ترد مفردة واحدة تذكرفيها الكنيسة الكلدانية في العراق ولا كنيسة المشرق الاشورية في سياق البيان والحلول كلها، في حين:
- وردت كلمة السريان (18) مرة ضمن البيان الختامي للاجتماع
- غياب طروحات قداسة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو
- غياب مقترحات قداسة البطريرك لكنيسة المشرق القديمة
- عدم ذكرأسم كنيسة المشرق وتاريخها العريق رغم حضور البطريرك ورغم أن التاريخ يذكربمداد الذهب، أن كنيسة المشرق سابقا وكنيسة المشرق الاشورية اليوم، وجدت بأكثر من 300 عام قبل عدد من الكنائس المشاركة في الاجتماع المذكورأعلاه.
وفي الختام يجب التأكيد على أن، قرار توحيد حرم الكنائس الارثوذكسية المشرقية تحت أي صيغة ايمانية كانت، لا يتخذه ألا الكاهن المؤمن برسالة المسيح بأعتباره ممثلا له على الارض. لآن المؤمن يعرف أن ( الله يريد أن يكون المؤمنين في وحدة بحسب يوحنا 17: 21).
وأن الخلافات ليست وليدة اليوم، بل دبّت في جسم الكنيسة منذ أشتداد حدة الاجتهادات العقائدية، ورسائل القديس بولس هي الشاهد الأول على هذه الصراعات التي حاربها وحاول جاهدا السيطرة عليها ونبذها. حيث يذكر في احدى رسائله:
" أتوسل اليكم بأسم ربنا يسوع المسيح أن يكون لجميعكم صوت واحد وأن لا يكون بينكم أي انقسام. وإنما كونوا جميعا موحدي الفكر والرأي. فقد بلغني .. أن بينكم خلافات. أعني أن واحدا منكم يقول: " أنا مع بولس، وآخر أنا مع بطرس، وآخر أنا مع المسيح " فهل تجزأ المسيح؟ أم أن بولس صُلب من أجلكم أو بأسم بولس تعمدتم؟" 1 كورنثوس 1/ 10. وقد أكد أجتماع البطاركة أعلاه ايضا على، " أنّنا شعب واحد بتراثه السرياني المشترك، متجذّر في صلب هذا الشرق الحبيب وفي أساس تكوينه، رغم تعدّد كنائسنا وتنوّع تقاليدنا الرسولية"، فلماذا التأخيرفي الاتحاد؟ 
 أما الحلول المقترحة بأعتقادي قبل الجلوس حول طاولة النقاش والحوارالخاص بجهود التوحيد، المساواة والتنسيق الكامل تبدأ على الوجه التالي:
1- يفترض بزعماء كنيسة المشرق( الاشورية منها والقديمة)، أطلاق حملة الحوارالخاص بتوحيد حرم كنيسة المشرق بعد 59 عام من الانشقاق العبثي والمصلحي. ذلك بسبب عدم وجود أي خلاف لاهوتي أو عقائدي بين طقوس الكنيستين الشقيقتين، وبالتالي المشاركة الجدية في الجهود الخاصة بتوحيد بقيّة الكنائس المشرقية، بهدف دمجها فى حرم كنيسة واحدة وفي مهد المسيحية. لآن يسوع أسس كنيسة واحدة فقط كما جاء في الكتاب المقدس "الكنيسة هي عروس المسيح (إفسس 5: 23-32).
وللحق يقال، فأن مسؤولية التوحيد تقع على عاتق الكنائس المسيحية عموما وكنيسة المشرق الاشورية على وجه التحديد. ولاسيما بعد ورد أسم الاشوريين في العهد الجديد مرارا وتكرارا. ففي حوارالرّب يسوع مع الفرّيسيّين قال:     
" رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان.وهوذا اعظم من يونان ههنا (مت 41:12).
والمقضود، أنه " تاب أهل نينوى مع أن يونان لم يصنع أمامهم أية معجزة من معجزات الرحمة التي صنعها الرب يسوع من جهة العدد والكيفية، ومع ذلك لم يتب ذاك الجيل التعث، ولهذا سيدين أهل نينوى جيل السيد المسيح، ويرثون الملكوت بينما أبناء الملكوت يُلقَون خارجًا"، ينشر أ. حلمي القمص يعقوب على صدر الموقع الانبا تكلا هيمانوت.     
2- يعرف المتابع أن مؤمني الكنيسة الكاثوليكية- الكلدانية في العراق والعالم كله، كانوا من أتباع كنيسة المشرق، لحين أنشقاق مار يوخنا سولاقا بلو عن كنيسة المشرق ولجوءه الى كنيسة روما عام 1553م. ودخلت الكاثوليكية الى العراق بشكل رسمي قبل 192 عام.
" يوحنا سولاقا بلو رسم في روما عام 1553- 1555بطريركا، للمنشقين عن كنيسة المشرق النسطورية ( يقصد كنيسة المشرق الاشورية) والمتحدين مع كنيسة روما والذين اتخذوا التسمية الكلدانيـــــة"،  ينشر المطران الكلداني د.سرهد يوسپ جـمو على موقع ( الناس ) تحت عنوان "الهوية الكلدانية في لقب بطريرك الشرق" بتاريخ 29 أيلول 2012.
هذا وبالاضافة الى المقال الذي نشره الكاتب الكلداني "ظافر شانو" أيضا على موقع الحوار المتمدن العدد 7029 بتاريخ 25 أيلول 2021، حيث جاء فيه :
 " أن بطريركية الكلدان يقع على عاتقها أتخاذ الخطوة الاولى نحو عملية أعادة الوحدة. والسبب لأن كرسي الكلدان وجد بسبب الأنشقاق عن كنيسة المشرق وليس العكس وأخذ شرعيته من كنيسة روما كتابع لها. لهذا عندما نتكلم عن أعادة وحدة كنيسة المشرق علينا أن نبدأ من حيث تم الأنشقاق أول الأمر والطرف الذي أختار الأنشقاق والأسباب, يتبعها العمل على أيجاد السبل للعودة الى داخل أسوار كنيسة المشرق دون وضع قيود أو شروط تعجيزية من قبل الراعي كي يبرئ ساحته بأنه ليس بالضد من عملية أعادة لم الشمل!. فعلى سبيل المثال دعى غبطة البطريرك ساكو عام 2015 لوحدة كنيسة المشرق لكن بشرط وهو: (شركة الايمان والوحدة مع الكرسي الروماني قاعدة أساسية وجوهرية للوحدة)!! مع أنني كلداني لكن عن نفسي أجد أن هذا شرط تعجيزي لأخوته البطاركة الاجلاء. فإيمان كنيسة المشرق لم يكن ناقصاً يوماً كي يكتمل بالشراكة".
3- تؤكد المصادر الكنسية الموثوقة، أنّ القدّيس بطرس الرسول، دخل مغارة في أنطاكيا عام 35م، وبنى أوّل كنيسة وسنّ للمؤمنين الإتّجاه في الصّلاة إلى الشّرق. بينما أنا شخصيا حضرت مراسيم واحتفالات القداس في عدد غير قليل من الكنائس الكاثوليكية رغم أعتباري عضوا في كنيسة المشرق في مملكة السويد. وشاهدت بام عيني أن حرم معظم تلك الكنائس كان موجها صوب الغرب، ونحن نصلي متجهون نحو الغرب بدلا من "الإتّجاه في الصّلاة إلى الشّرق"، كما يؤكد القديس بطرس الرسول في رسالته التبشيرية من المغارة أعلاه.
4- من شأن قرار توحيد الكنائس المشرقية في بلدان الشرق الاوسط، أن يعيد الثقة والاطمئنان في قلوب الاعضاء والمؤمنين لها، وأن يشجّعهم على البقاء والتشبث بثرى الاباء والاجداد. ولاسيما بعدما أخفقت تنظيماتنا السياسية "مسيحيا" في التعامل مع المشهد السياسي المترهل بعد عام 2003، وتفاقم الصراعات السياسية والنزاعات المذهبية داخل الوطن بعنف.     
"بحثنا الآليات المتوفّرة للعمل على دعم حضور أبنائنا في أرض الشرق التي تعمّدت بدماء آبائنا وأجدادنا. وفي هذا الإطار، جدّدنا عزمنا الثابت على متابعة رعايتنا الأبوية لهم بغية تثبيتهم في أوطانهم، والحَدّ من نزيف الهجرة بسبب الصراعات والنزاعات القائمة والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الصعبة التي يمرّ بها العالم، وبخاصة منطقة الشرق الأوسط"، نص ما ورد في البيان. 
5- أشتد الخلاف العقائدي بعد مجمع خلقيدونية عام 451م، اثر تفاقم حدة الاجتهادات الكنسية حول "طبيعة المسيح". وبسببه أنشقت جماعة عن السلطة الكنسية تحت أسم " أرثوذكسية مشرقيةّ"." رغم أتفاق معظم المؤرخين والاكاديمين على أن، لفظي سريان أو سرياني، أطلقها الاغريق على سكان الامبراطورية الاشورية الحديثة. وان هناك شبه أجماع على أن السريان هو الاسم الديني للكنيسة الانطاكية، وليس هو مدلول سياسي أو قومي ولم يكن يوما الاسم السرياني يشير الى أمة بل الى الديانة المسيحية"، من كتابات ألبير أبونا.


7


أوشــانا نيســان
بالاشتراك مع دارالرواق للنشر والتوزيع صدرت عن دارالاهوار في بغداد، رواية تحت عنوان " أيفين .. حفرٌ في الذاكرة "، للإعلامي والمثقف العراقي جورج منصور. ورغم أن الكاتب يؤكد منذ البداية "أن هذه ليست رواية ولا حكاية عابرة ولا نسجا من الخيال. أنها سيرة ذاتية واقعية أقرب الى نفخ في الجمر أو حفر في الذاكرة من أجل أستذكار أحداث مضت". وكأن الراوي يريد أن يُباغت القارئ ويقول له، "كنت هناك في هذا الجحيم الارضي وهذه شهادتي"، يكتب زهير الجزائري في تقديمه للكتاب.
حقا أن رواية الإعلامي جورج منصورلسيرته الذاتية، مثلما كانت مثقلة بظلال التعذيب الوحشي الابيض في سجن أيفين السيِّئُ الصِّيت في طهران وسجن المزّة في دمشق، كذلك جاءت شاهدة على مسيرة العذاب المشترك بين جميع المواطنين العراقين خلال المائة عام من عمر الدولة العراقية. حيث مثلما استقبل رجال الامن السورية الاعلامي العراقي ونقلوه الى سجن المزّة لساعات وسط دمشق عام 1989، كذلك نقلوني وعائلتي، لربما نفس رجال الامن ونفس السيارة الى زنزانات فردية في نفس السجن لمدة ثلاثة أيام. وبعد أطلاق سراحنا سكنّا جنبا الى جنب مع جورج منصور وعائلته في ضاحية من ضواحي دمشق المتعددة الثقافات والاعراق والمسماة ب"مساكن برزة".
بالعودة الى الفصل الاول من الكتاب وعنوانه "أبي"، وكأن السارد يريد أن يكشف للقارئ، حقيقة التشابه الجيني المتلازم  بين الاب والابن، من خلال اصرارالاثنين على سلك دروب التحدي والالام. إذ مثلما يسرد الاب اليتيم بقلب موجوع " كنت أتألم كثيرا وأشعر بالمذلة وأنا أشاهد أختي تتعذب.. فبدأت أعاني من صراع داخلي وتدهور..وفي أحد الايام أقترح علي صديقي سولاقا أن أرافقه الى الدير، سررت ولم أتردد في الاعلان عن موافقتي". كذلك يكتب الابن عن حفلة التوديع والعودة من ليال الانس والحب في موسكو الى متاهات الجبل، فيقول" كانت صديقتي الروسية في حالة نفسية سيئة وبدت محبطة تماما. اذ لم تكن تستوعب فكرة مغادرتي موسكو لألتحق بحركة الانصار الشيوعين في جبال كردستان- العراق، لذا لم تتمالك نفسها وبكت". لربما بسبب أيمان الكاتب بأيديولوجية الفيلسوف الماركسي"أنطونيو غرامشي" وهو يكتب في رسالة الى أمه، " المقاتلون لا يمكن ولا يجب أن يكونوا محط شفقة من أي كان، عندما حاربوا لم يجبروا على ذلك، ولكن لأنهم أرادوا".
 صحيح أن خلفيات قرارالاب في قبوله الرهبنة في ديرالربان هرمزد في ألقوش، لا تختلف كثيرا عن الاعتقاد الايديولوجي للابن، رغم الأشكالية المتجذرة في العلاقة بين الدين والايديولوجية على الدوام. حيث ان الاثنين يهتمان بأمور الحقيقة والسلوك، وكلاهما يتطلب منهما الالتزام بالمعتقد رغم أختلافهما. لآن الاديان تنظر للواقع المعاش من خلال منظورألهي، بينما الايديولوجيات تؤمن أن اساسها العقل !! فالاوضاع الاقتصادية والنفسية الصعبة للأب، مثلما خلقت جوا أذكى فيه فكرة التحول الى الرهبنة، بالقدر نفسه أذكت ألايديولوجية الماركسية للابن، فكرة تنفيذ القرارالحزبي الذي أصدره الحزب الشيوعي، لخريجي المعاهد والجامعات في الاتحاد السوفيتي بضرورة العودة والالتحاق بحركة الانصار داخل الوطن. بعدما أيقن الكاتب حسب قوله" أن مغادرة ساحة النضال تحت أي ظرف، ستكون نوعا من الجبن وخروجا عما يفرضه الواجب". 
علما أن الاب الذي لم يتردد للحظة في أختيارمرتع الرهبانية في الديّربدلا عن مصاعب الحياة والاسرة، بالقدر نفسه ولربما أكثر، لم يتردد لحظة في التمرّد على أسلوب رئيس الديروسلوكه المخالف للطقوس المسيحية حين وبخهم رئيس الديربقوله " أنا رئيسكما وما عليكما الا الانصياع والطاعة ". ذلك خلافا لتعاليم المسيحية، كما ورد في أنجيل يوخنا ( 5:13): " قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة وأتزر بها. ثم صبّ ماء في مغسل وأبتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متّزرا بها".
 وفي الختام، على جبين التاريخ نحفرعميقا ونعترف، أن ما حفره سجن أيفين في ذاكرة الاعلامي جورج منصور، سيبقى شاهدا على العصروسيحفر وقعها على جبين كل قارئ حكمة، تتعلم منها الأجيال القادمة سر التغلب على التحديات. حيث نجح الكاتب بحق في وصفه للعذاب المشترك في ظلام الزنزانات الانفرادية التي حلّ فيها ضيفا ثقيلا في كل من سجن أيفين، وسجن قوجان، وزنزانات في تركمانستان وأخيرا سجن المّزة في دمشق.
 وفي قوله " من المواقف التي لم يستوعبها عقلي مهما حاولت أن أتغاضى عنها، هو أن السجناء لم يسمحوا لي نهائيا في يوم خفارة القاعة التي كان يتناوب عليها أثنان من بين النزلاء يتوليان مسؤولية تنظيفها، وتسلم الطعام وتوزيعه، أن المس أواني الاكل والاقداح". هذا اللغّز المحيرالذي تجّذرسرُّه عميقا في عقلية الاكثرية من المواطنين في بلدان الشرق الاوسط عموما وايران والعراق على وجه التحديد. أذ على سبيل المثال، رغم مرور 17 عام على مغادرة  السيد منصورسجن أيفين ورغم أنهيارنظام الطاغية في بغداد، وأصرار المعارضة العراقية على رفع شعار التحول نحو عراق ديمقراطي جديد، يهدد خطيب مسجد في بغداد ويؤكد:
" كيف يمكن لاعلامي ليس من دين الاغلبية ويحمل الجنسية الكندية أن يكون رئيسا لتلفزيزن العراق".
ومن صميم القول القائل" لا شيء يقرب بين الناس مثل العذاب المشترك"، يمكن للقارئ أيضا أن يلمس خلال مروره بتداعيات الحفرالعميق في ذاكرة الكاتب، أن كاتبنا منصورحتما ، كان ولايزال يؤمن تماما أنه، بسكوت أهل الحق عن الباطل، يتوهم أهل الباطل أنهم على حق!!
حيث خلافا لتوقعات العديد من المتشككين بمن فيهم من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، بقابليات الاعلامي جورج منصورونهجه الانساني، فقد حرص خلال تقديمه لمشروع الفضائية الى (رابي- الأستاذ)، بأعتبار الاعلامي جورج منصورمؤسس "قناة عشتار الفضائية"  الناطقة بأسم شعبنا المسيحي..على أن تكون قناة الفضائية توحيدية جامعة ومدرسة أعلامية لتدريب الطاقات الشابة ووطنيّة النهج وبخصوصية قومية من أجل أبرازتاريخ وحاضر شعبنا الاصيل والعمل على تأمين مستقبل أفضل للاجيال المقبلة". حيث حرصّ الكاتب أيضا على تكرارمفردة "الاشورية" ( 31) مرة ضمن روايته " أيفين.. حفر في الذاكرة" ، بينما وردت مفردة "الكلدانية" مجرد (7) مرات، والسريانية كلغة مرارا. ذلك أتساقا مع الصدق الايديولوجي والفني الذي ورد في روايته أو سيرته الذاتية كما يفضل الكاتب أن يسميها، تلك التي يمكن ختمها بالوعد الذي قطعه لوالده:
" أن ألتزم في تدوين شهادته بالوقائع التي حدّثني عنها بصوته الخفيض ..وعذرا لآنني تأخرت".


8


نعم للوحدة..ولكن ليس على حساب الإيمان الذي تسلمته الكنيسة من الرسل!!
 
أوشــانا نيســان

"الصلاة والعمل بجد استعدادًا لليوم الذي طال انتظاره، عندما تتحقق الوحدة الكاملة بين الكنيستين". بهذه الأمنية الغالية على قلوب جميع المؤمنين، حث قداسة البابا فرنسيس أعضاء الكنيستين على الوحدة، خلال استقباله لقداسة البطريرك مارآوا الثالث رويل في الفاتيكان بتاريخ 19 تشرين الثاني 2022. علما ان حلم وحدة الكنائس المسيحية بات يداعب عقول وقلوب كثير من المؤمنين الأتقياء برسالة المسيح طبقا لقوله "ٱحْفَظْهُمْ فِي ٱسْمِكَ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونـُوا وَٱحِداً كَمَا نَحْنُ" (يوحنا ١١:١٧).
لأن المؤمنين في كنيسة المشرق يعلمون جيدا، أن أي وحدة تعمد الى تحييد العقائد المسيحية الرسولية وعلى رأسها دور مار بطرس الرسول أحد تلاميذ المسيح الذي حمل الايمان المسيحي الى وادي الرافدين عام 33م، ودوره في بناء ثالث كنيسة على وجه الأرض وهي كنيسة كوخي، ليست وحدة من الاساس بل محض سراب. أذ على سبيل المثال، تعترف كنيسة الوحدة حسب طقوس زعيمها قداسة البطريرك بنيامين الأول عبود متروبوليت بلجيكا ورئيس أساقفة بروكسل، تعترف بسلطة البابا ولكنها ترفض أن تكون كنيسة كاثوليكية لتبقى على مسافة واحدة من جميع الكنائس..لآن كنيسة الوحدة لها هيكلتها وتنظيمها الكنسي وتترك حرية اختيار الطقوس الليتورجية لرجال الدين التابعين لها، أنتهى الاقتباس.
الواضح أن الوحدة باتت الهدف الأساسي لكل مؤمن حقيقي من مؤمني كنيسة المشرق والمغرب، لاسيما بعد تنامي ظاهرة الاصولية الاسلامية في بلدان الشرق الاوسط، تلك التي لم يفرق سيفها البتاربين رقبة الارثوذكسي، الكاثوليكي أو البروتستانتي.
معلوم أيضا أن كنيسة المشرق، باعتبارها احدى الكنائس الأولى التي شيّدت على وجه المعمورة، لا يمكن لها أن تكون سبب عثرة في طريق الوحدة، كما ورد في البيان. بل جاهدت الكنيسة بأستمرار من أجل التوحيد العادل. أد على سبيل المثال، أولى محاولات إعادة الوحدة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، بدأت في أواسط القرن الخامس عشر. ولكن المحاولة لم تنجح حتى عام 1687م. حينذاك قرر بابا الفاتيكان تأسيس ولاية رسولية لهؤلاء الكاثوليك الجدد ووضعها تحت إشراف الآباء الفرنسيسكان. ومن ضمن هؤلاء الأقباط، أًرسل عدد من الشبان إلى روما للدراسة بغية إعدادهم لاستلام المهام الكهنوتية لجماعتهم الناشئة/ تاريخ كنيسة الاقباط الكاثوليك.
 
هذا من جهة ومن الجهة الثانية، فأن كنيسة المشرق هي كنيسة رسولية وضع حجر زاويتها مار شمعون بطرس، أحد رسل السيد المسيح الاثني عشر: " تسلم عليكم جماعة المختارين التي في بابل، ومرقس ابني" (رسالة بطرس الاولى 5: 13) . أما التقليد السائد في الكنيسة الكاثوليكية يقول بأن القديس بطرس هو مؤسس كنيسة رومية وأول أسقف عليها، وأنه أقام بها 25 سنة من سنة 42 إلى سنة  67 م. علما أن عقائد الكنيسة الكاثوليكية نفسها تؤكد، أن بطرس قد صلب رأسًا على عقب أو على صليب مقلوب أيام الامبراطور نيرون عام 67 م، إذ إنه لم ير نفسه أهلاً ليموت بنفس الطريقة التي مات بها يسوع المسيح.
 
جذور الخلاف بين الكنيستين 
منذ الانشقاق الكبير بين كنيسة المشرق والكنائس الغربية تحت زعامة روما بسبب مخرجات مجمع أفسس الأول عام 431 م والمجمع الخلقيدوني عام 451 م، أصبحت  معظم كنائس الشرق تُعرَف بالكنائس"الأرثوذكسية"، وكنائس الغرب سميت بالكنائس الكاثوليكية. رغم كل المحاولات التي جرت وتجري بهدف توحيد كنائس المسيح تحت راية واحدة عنوانها" الاعتراف بابن الله الذي صار أنسانا حتى نصبح أبناء الله بنعمته". ولاسيما بعد أن حٌمّلت كنيسة المشرق، أرث الخلاف التاريخي بين نسطور من جهة  والبابا كيرلس من الجهة الثانية، حول جدل النسطورية / ثيوتوكس في كاتدرائية أفسس المسماة باسم " العذراء والدة الإله" عام 431م. حيث تصلي كنيسة المشرق الى العذراء مريم بصفتها "والدة المسيح" وليس والدة الإله / ثيوتوكس. في ضوء هذا الإيمان نفسه، يخاطب التقليد الكاثوليكي مريم العذراء بصفتها "والدة الإله" وأيضًا باسم "أم المسيح". الإيمان الذي يعتبر جذوة الخلاف التاريخي الذي حُمّلت كنيسة المشرق تبعاته 1591 عام. حيث بدأت جلسات مجمع أفسس في كاتدرائية أفسس المُسمّاة باسم " العذراء والدة الإله "، وتم حرمان نسطور بطريرك القسطنطينية وقطعه من درجته ومن أي شركة كهنوتية بالاضافة الى منع تعاليم مدرسة الرها المقربة منه أيضا. وبسبب عدم أعتراف كنيسة المشرق بمخرجات مجمع أفسس، وصفت بالنسطورية حتى اليوم.
ومن هذا المنطلق نعيد نشر مقتطف من كلمة نيافة المطران الآنبا بيشوي مطران دمياط في محاضرة بعنوان" التجسّد عند كيرلس الكبير بتاريخ 6 كانون الأول 2017 أنه، " يجب على الأشوريين (الكنيسة الآشورية) أن يقبلوا قرارات مجمع أفسس، ويقوموا بالتخلي عن تقديس نسطور (أي اعتباره قديسًا)، وألا فلن نقبل انضمامهم لمجلس كنائس الشرق الأوسط لكونهم نساطرة".
بمعنى أخر، رغم مرور 1591 عام على مخرجات مجمع أفسس، فأن بعض أتباع روما وفي مقدمتهم أتباع كيرلس في كنيسة مصر، مستمرون على نهج مقاطعة كنيسة المشرق ورفض التعامل معهم، رغم نداء روما الاخير وقول قداسة البابا " من أنه:
 " عندما وقع مثلث الرحمات ماردنخا الرابع مع قداسة مثلث الرحمات البابا يوحنا بولس الثاني الاعلان الكريستولوجي المشترك، وضعت الوثيقة حدا لسجال عقائدي حول مجمع أفسس دام ألف وخمسمائة سنة"، أنتهى الاقتباس.

بالعودة الى جذور الإيمان نستشرف مستقبل الكنيسة !!
لغرض انجاح أمنيّة القديس بابا، يفترض بالحوار المنطلق بين الكنيستين منذ عقود، أن يتأسس على الخلفيات والتقاليد الليتورجية المتجانسة، وتحديدا تلك التي تعود بجذورها الى العصور القديمة الجليلة. ومن الواقع هذا، لا يجوزمطالبة ثالث أقدم كنيسة شرقية وضع حجر أساسها مار بطرس الرسول، بتصحيح عقيدتها  وليتورجيتها لتتفق مع كنيسة وجدت 300 سنة بعدها؟
حيث يعرف قارئ التاريخ والباحث فيه، أن كنيسة المشرق كانت الاولى في التواصل مع روما وتحديدا في عهد غبطة البابا نيقولاوس الرابع (1288-1292)، من خلال الراهب برصوما الذي كان مساعدا للجاثليق مار يهبالاها الثالث المغولي (1291-1317 ) .لآن توحيد الصفوف وتشكيل جبهة مشتركة من أجل أنقاذ الأراضي المقدسة، كان مطلب الملك المغولي أرغون خان وزعيم كنيسة المشرق على حد سواء. وفي روما احتفل برصوما بالقداس في كنيسة مار يوحنا اللاتراني وبحسب الطقس المشرقي، حضره البابا وتناول القربان من يديه. حيث بواسطة برصوما، تعرّفت الدوائر الرومانية أيضا على كنيسة المشرق التي لم تكن معروفة لديهم كثيرا.
ولأجل زيادة  الفهم واستنباط المعاني الكامنة وراء التعابيرالمجازية التي لجأ إليها قداسة البابا فرنسيس في خطابه يوم السبت الموافق 19 تشرين الثاني 2022، نستعين بقوله وأشادته:

"وفي الفقرة المتعلقة بضرورة تحسين العلاقات بين الكنيستين يؤكد قداسة البابا فرانسيس بقوله:
" لقد أثمرت اجتماعاتكم وحواراتكم ، بعون الله ، ثمارًا جيدة وعززت التعاون الرعوي لصالح مؤمنينا، "مسكونية رعوية" هي الطريق الطبيعي نحو الوحدة الكاملة"، أنتهى الاقتباس.
ولآجل تفادي التفسيرات الخاطئة حول "مسكونية رعوية"، ننشر أدناه النص الكامل للتوجيهات الرعّوية المسكّونية وعلى الرابط أدناه.   
https://cms.abouna.org/sites/default/files/2021-11/Guidelines%20AR%201%208.pdf

"مهما كانت اختلافاتنا الكريستولوجية ، فإننا نختبر أنفسنا اليوم متحدين في الاعتراف بنفس الإيمان بابن الله الذي صار إنسانًا حتى نصبح أبناء الله بنعمته"، النص المقتطف من وثيقة الإعلان الكريستولوجي المشترك التي وقعها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني وقداسة البطريرك مار دنخا الرابع قبل 28 عام. أي بمجرد التوقيع على الإعلان الكريستولوجي عام 1994، تم غلق ملف الجدل أو الخلاف التاريخي حول الآثارالكريستولوجية قبل 1563 عام. " وإن الأمل الصادق للجنة المشتركة هو تسريع اليوم الذي ستتمكن فيه الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية من الاحتفال سويًا بالافخارستيا ، كعلامة على الشركة الكنسية المستعادة بالكامل"، كما جاء في الإعلان الموقع من قبل صاحب السيادة الكاردينال كورت كوخ / رئيس المجلس الحبري لتعزيز الوحدة المسيحية وصاحب الغبطة مار ميلس/ متروبوليتان أستراليا ونيوزيلندا ولبنان بتاريخ 24 نوفمبر 2017.

في حين يعرف القاصي والداني، أن أية كنيسة تريد ان يكون لها شركة كاملة مع الكنيسة الكاثوليكية والاحتفال سويًا بالافخارستيا، فعليهما الاتفاق والتوقيع سويا على ثلاث نقاط جوهرية:
1-الأتفاق على الكرستولوجيا
2-الأتفاق على اسرار الكنيسة
3-الأتفاق على قبول أسقف روما (البابا) كرئيس لتلك الكنيسة التي ترغب في الاتحاد معها.
وهذا ما جرى مع الكنائس الشرقية الاخرى، كالكنيسة الكلدانية، السريانية، القبطية، والأرمنية،التي اتحدت وانظمت الى كرسي روما قبل عقود.

أما بقدر ما يتعلق بكنيسة المشرق الأشورية، فأنها وقعت المرحلة الاولى مع الكنيسة الكاثوليكية عام 1994. والمرحلة الثانية عام 2017. لكن يبقى السؤال هنا كالتالي:
إذا ارادت كنيسة المشرق الأشورية في يوم من الايام، أن تكون لها الشركة الكاملة مع الكنيسة الكاثوليكية والاحتفال سويًا بالافخارستيا، يا ترى هل ستستثنى من قبول أسقف روما (البابا) رئيسا لها ؟
 
وفي الختام اتمنى ان يسهم جهدي المتواضع في اظهارحقائق تاريخية قد تكون غائبة عن أذهان المختصين بتاريخ فجر انتشار المسيحية في وادي الرافدين، خدمة لكنائس سيدنا المسيح. هذا الجهد الذي نختتمه بـ "شفاعة الشهداء والقديسين الذين اتحدوا بالفعل في السماء ، يشجعون تقدمنا هنا على الأرض"، يؤكد قداسة البابا خلال تقديمه مارآوا روئيل الثالث، هدية من ذخيرة القديس توما الرسول المرتبطة بتأسيس الكنائس في آشور، والتي ستقام في الكاتدرائية البطريركية الجديدة لكنيسة المشرق الآشورية في الشرق في أربيل - العراق.
علما أن اغلب مؤرخي الكنيسة يعتبرون مار توما أحد الرسل الاثني عشروبحسب التقليد المسيحي، أول مبشر بالمسيحية في بلاد ما بين النهرين وتركيا وايران وسوريا وبلاد الهند التي أجرى فيها أعاجيب قبل أستشهاده ودفنه. حيث ينشر مارسويريوس زكا في دائرة الدراسات السريانية، أنه " بتاريخ 3 تموز 394 م نقلت الجالية السريانية الرهاوية رفات مار توما الرسول من الهند الى "الرها" فوصل إليها في 22 أب من نفس السنة"، أنتهى الاقتباس.
أدناه التساؤلات المنطقية التي تطرح نفسها ولم تجد إجابات شافية لها بعد:
- كيف وصلت ذخيرة أول مبشّرللمسيحية في بلاد المشرق وهو القديس توما الرسول المرتبطة بالكنائس في آشور الى الفاتيكان ولم تطأ قدما القديس توما الرسول ثرى الفاتيكان؟
- كم من الوثائق الكنسية والتاريخية الاخرى والمتعلقة بفجر حملات التبشير المسيحي لكنيسة المشرق، توجد على رفوف الأرشيف السري للفاتيكان والكنوز الدفينة التي تم غلقها في روما لأكثر من ألف عام؟


9

أوشــانا نيســان
" أقل من 7 سنوات على الزمن الباقي لوصول درجة الحرارة لارتفاع مقداره 1،5 سليزيوس، وهو الحد الأقصى لمعدل ارتفاع درجة حرارة الأرض الذي يحذر علماء المناخ من تجاوزه حتى نهاية القرن الجاري"، تشير الساعة التي تم تعليقها في قاعة اجتماعات مؤتمر قمة المناخ " كوب 27" في مدينة شرم الشيخ المصرية ابتداء من 6 نوفمبر وحتى 18 من الشهر نفسه. "وإن الشرق الأوسط عرضة لعواقب تغير المناخ ..وأن المسؤول عن تغييرات المناخ بشكل "مؤكد" هم البشر"، تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية.
قبل 27 عام انعقد المؤتمر الخاص بالتغيرات المناخية للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة  للمرة الاولى، في الفترة من 28 أذار وحتى 7 نيسان عام 1995 في برلين في ألمانيا. والهدف من المؤتمر كان ولايزال، حاجة سكان الأرض إلى بذل جهود سياسية واقتصادية كبرى للتخفيف من التغييرات المناخية التي باتت تهدد بفناء البشرية بحلول عام 2030.
  حيث أظهر علماء المناخ، أن أنشطة الانسان تأتي في طليعة الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان والغازات الأخرى. حيث يعرف المتابع أنه، قبل عام 1968 لم يكن هناك أي أهتمام عالمي ملحوظ بقضايا البيئة عموما بظاهرة التغيرات المناخية على وجه التحديد. حيث قفزت هذه القضية إلى السطح عامي 1967 و1968 بسبب ظاهرة موت الأسماك في العديد من البحيرات في الدول كالسويد والنرويج والدنمارك. وقد طالبت شعوب هذه الدول بالحصول على تفسيرلهذه الظاهرة. لذلك، تم اجراء أبحاث اتضح بعدها أن الغازات المنبعثة من المصانع مثل ثاني أكسيد الكبريت والنيتروجين، ترتفع في الجو وتذوب في مياه الأمطار، مما ينتج ما يعرف بالأمطار الحمضية، التي تتسبب في رفع درجة حموضة البحيرات، وتسبب في موت الأسماك. الغريب أن مجرد استغاثة واحدة من الشعوب الاسكندنافية التي عاشت أوقاتا عصيبة لفترة معينة، نجحت في إيقاظ العالم ووقف جشع الدول الاقتصادية الكبيرة، بينما هنا في الشرق تعودنا أن نردد قصيدة عمرو بن ربيعة الزبيدي " لقد أسمعت لو ناديت حيـًا.. ولكن لا حياة لمـن تنادي". يومها بدأ علماء المناخ على البحث عن الأسباب الحقيقية وراء ظاهرة الاحتباس الحراري، كانت النتيجة: 
1- البشر ( التقدم الصناعي)
2- الطبيعة (حالة دورية)
3- الشمس (نشاطات زائدة في الشمس)
ولربما لهذه الاسباب وغيرها، طالب تقرير دولي بتريليون دولار سنويا حتى عام 2030، أذا أراد صنّاع القرار العالمي إيقاف ظاهرة الاحتباس الحراري والتعامل مع أثارها بعقلانية وعدالة.
 تقليل انبعاث غازات الاحتباس الحراري مسؤولية الجميع!!
" هناك أولويات فيما يتعلق بالعمل المناخي، وهي تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية..بهدف إنقاذ البشرية من السقوط عند منحدر المناخ..نحن بحاجة إلى خفض الانبعاثات بشكل كبير الآن، لآن العالم بحاجة إلى تحقيق قفزة عملاقة في الطموح المناخي، ووضع حدّ لإدمانه على الوقود الأحفوري من خلال الاستثمار "بشكل كبير" في مصادر الطاقة المتجددة.. نحن بالفعل في منتصف الطريق بين اتفاق باريس للمناخ عام 2015، والموعد النهائي المحدد لعام 2030.. نحن بحاجة إلى تضافر جهود الجميع لتحقيق العدالة والطموح، وأن هذا يشمل الطموح لإنهاء "الحرب الانتحارية" على الطبيعة التي تغذيها أزمة المناخ، وتتسبب في انقراض الأنواع وتدمير النظم البيئية. وفي الختام شدد الامين العام للامم المتحدة على الحاجة إلى الوفاء بالوعد الذي طال انتظاره بتقديم 100 مليار دولار سنوي، لتمويل تحديات المناخ للبلدان النامية"، يقول أنطونيو غوتيرس الامين العام للامم المتحدة في رسالة مصوّرة أوردها مركز أنباء الأمم المتحدة، في بيان، عبر موقعه الإلكتروني في ختام مؤتمر"كوب 27" الأخير المنعقد في شرم الشيخ في مصر.

أما بقدر ما يتعلق الأمر بمخرجات مؤتمرالاحتباس الحراري في مصر وتأثيرها على عقلية النظم السياسية في بلدان الشرق الاوسط عموما والمواطن الشرقي وتحديدا المواطن العراقي على وجه التحديد، فإن العمل بحاجة الى الكثير الكثير وعلى الأوجه التالية:
الأول: حث الانظمة السياسية في جميع بلدان الشرق الاوسط، على وقف تحزيب التربية الوطنية والثقافة العامة، والمراهنة على الثقافة التي تمهد الطريق أمام نشوء وعي وثقافة بيئية راسخة.  ولاسيما بعدما نجحت الدولة العراقية خلال 100 عام، على تحويل الشعب العراقي الى شعب غير مؤهل للديمقراطية، ولا يتسع تفكير صفوته السياسية لمعالم التحولات في التفكير الاستراتيجي العالمي  وأخرها مخرجات مؤتمر"كوب 27" في مصر. أذ على سبيل المثال، نادرا ما يعرف المواطن العادي، أن الأشجار تستنشق ثاني أكسيد الكربون من الهواء من خلال عملية التمثيل الضوئي وتطرح الأكسجين في الجو. من حسن حظنا يمكن لشجرة واحدة أن توفر كمية من الأكسجين تكفي لثمانية عشر شخصًا.
الثاني: الانسان بطبعه هو أكثر مؤثر على البيئة.  وقد بدأ الإنسان منذ أن أطلق ثورته الصناعية قبل 272 عام، في تغييرالبيئة تغييرا كبيرا بات يخل بالتوازن البيئي المطلوب. وبقدرما يتعلق بالمواطن العراقي فأن سبب عدم اهتمامه بالبيئة، هوغياب الوعي الذاتي من قبل المواطنين، واعتمادهم على ثقافة السلطة "الحزبية"، والإدعاء دائماً أن الاحتلال هو السبب في التخلف.
الثالث: تنكث السلطات الرسمية في دول الشرق وعلى رأسها دولة العراق بدورها الرئيسي في تأمين الحياة الحرّة وحاجات المواطنين، رغم أن العراق يعتبرعالميا في طليعة الدول التي تمتلك الثروات النفطية والغازية في باطن الارض، وفي طليعة تقصيرات الدولة العراقية بحق مواطنيها:
- عدم تأمين احتياجات الأسر العراقية من النفط الخام والغاز ولا سيما في المدن والقصبات المنتشرة في أقليم كوردستان- العراق. وأن المبرر الحقيقي وراء قطع أشجار الغابات وحرقها في الجبال هو شحّة النفط والغاز
-غياب القوانين الخاصة بحماية البيئة والحفاظ عليها من خلال منع القطع الجائر للاشجار، أو بالاحرى عدم تنفيذها حتى في حال تشريعها لأسباب مموهة
- تحسين التدابير القانونية اللازمة للتخلص من النفايات، واتّخاذ تدابير رامية إلى التخلّص من النفايات بمأمونية ومنع رميها في البيئة لتفادي تلّوث البيئة نهائيا، ذلك من خلال فرض غرامات عالية على المخالفين،
- حماية البيئة والطبيعية من آثار العمليات العدائية أثناء النزاعات المسلحة، مثال على ذلك قطع وحرق الأشجار وتجريف الاراضي العراقية من قبل تركيا وإيران باستمرار
- قراردعم الدول النامية والدول ذات الاقتصادات الناشئة بتريليوني دولار سنويا على الأقل حتى عام 2030 إذا أراد العالم إيقاف الاحتباس الحراري والتعامل مع آثاره. لكن الدعم هذا يجب بأعتقادي،  أن يكون من خلال "برنامج "جديد" للامم المتحدة للبيئة"، ووضع مراقبة دولية شديدة على الصرف، لعدم أنتقالها الى أيادي غير أمينة.

10
أوشــانا نيســان
لقد فشلت الانظمة العراقية القديمة منها والجديدة، في بلورة وعي سياسي وطني نزيه يجمع بين جميع المواطنين العراقين، ويحل محل العصبية القبلية أو العشائرية وأبعادهما الكارثية خلال 100 عام. مثلما فشلت بامتياز في المراهنة على عوامل القوة واستثمارها بصورة صحيحة، لأنها كفيلة بإعادة العراق إلى مجد حضارته، بأعتبارها أقدم الحضارات البشرية التي اهتمت اهتماما قانونيا بحقوق الإنسان والعدالة القانونيةومن الواقع هذا يمكن التأكيد، أن مهمة أنجاح تجربة الديمقراطية وإرساء حكم القانون في العراق بدلا من حكم الاشخاص، في دولة عانت وتعاني من أرث قبلي وعصبوي، كانت ولايزال مهمة معقدة وشاقة تشبه عبث البحث عن أبرة مفقودة في كومة قش. حيث مثلما فشلت الانظمة العراقية وأخرها النظام الاتحادي الحالي، في احتواء التعددية وإذابة الفوارق بين العرقيات، وصهرها في بوتقة الوطن الواحد، برزت مشكلة الصراعات الطائفية وهجرة العقول والمكونات العريقة بسياق أخطر. لربما بسبب التعقيدات التي ذكرها الملك فيصل الأول خلال وصفه للشعب العراقي قبل 101 عام بقوله " أقول وقلبي ملآن أسى، أنه في أعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد، بل توجد تكتلات بشرية خيالية خالية من أي فكرة وطنية، متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية، لا تجمع بينهم جامعة، سمّاعون للسوء، ميّالون للفوضى، مستعدون دائما للانتفاض على أي حكومة كانت"، أنتهى الاقتباس.والسبب الرئيسي وراء أزمة النظام، هو فشل جميع السلطات العراقية في فهم وتشريع آلية دستورية متكاملة بهدف التعامل مع سياسة اندماج المكونات الاصلية في الهوية وبناء الهوية الوطنية الشاملة لجميع العراقيين بغض النظرعن الانتماء العرقي أو المذهبي. لآن الفهم الإيجابي يحدد آلية التعامل مع جميع المكونات بدستور بدلا من التوافق سراأذ على سبيل المثال لا الحصر، مثلما أصرّ نظام الدولة العراقية "السنيّة" على تهميش وجود وحقوق جميع المكونات العراقية وعلى رأسها الاكثرية الشيعية خلال 82 عام، يصّرالنظام السياسي "الشيعي" في عراق ما بعد 2003، على خلق توافق حزبي "هش وسّري" بين أركان العملية السياسية، بدلا من تعميق جوهر الدستور العراقي الجديد في عقلية النخبة السياسية أولا، ثم في العقل الجمعي للشعوب العراقية ثانيا. الواقع الذي أجبر العملية السياسية، أن تركن على تقاسم الحصص بين الشركاء المتوافقين بدلا من تعزيز جذور الانتماء للوطن، الذي حولوه الى مجرد محميات تعود ملكيتها الى رموز وأركان العملية السياسية الجديدةدور الدستور العراقي الجديد في تشريع التهميش!!  " نحنُ ابناء وادي الرافدين..مهد الحضارة وصناع الكتابة ورواد الزراعة ووضاع الترقيم. على أرضنا سنّ أول قانون وضعه الانسان". بهذه الحقائق المستعارة من معالم الحضارة الاشورية العريقة في وادي الرافدين قبل 6772 عام، تم أفتتاح ديباجة دستور العراق عام 2005. في الوقت الذي يعرف كل قارئ التاريخ والباحث عنه، أن جذور حكام الدولة العراقية أبتداء من الملك فيصل الأول الذي تولى عرش العراق عام 1921 وحتى اليوم، لم تمتد عميقا في ثرى وادي الرافدين قطعا، مثلما امتدت جذور شعبنا الكلدوأشوري المهمش عمدا، في وادي الرافدين قبل 7 آلاف عام.في حين تشير التوافقات السياسية - السرية بين أركان السلطة، على ضرورة تهميش الوجود الاقلوي، من خلال الاستفادة من الغموض المثبت عمدا في ثنايا الدستور وفقراتهأذ على سبيل المثال ورد في المادة (55) من الدستور:" ينتخب مجلس النواب في اول جلسة له رئيساً، ثم نائباً أول ونائباً ثانياً بالاغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس بالانتخاب السري المباشر"وفي المادة (138) ما يلي:ثانياً: أ- ينتخب مجلس النواب رئيسا للدولة ونائبين له يؤلفون مجلسا يسمى(مجلس الرئاسة) يتم انتخابه بقائمة واحدة بأغلبية الثلثينوالغريب أنه لم يتم ذكرشيئا عن الهوية العرقية والمذهبية لنواب رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء ولا رئيس الجمهورية وانتمائهم العرقي او المذهبي في بلد معروف بالتعددية العرقية والمذهبية مثل العراق. الأمر الذي شرّع بحق، دستورية التوافق على إقصاء وتهميش وجود وحقوق المكونات العراقية الاصلية. رغم ما جاء في المادة (3) من إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية بتاريخ 13 أيلول 2007 وهذا نصه" للشعوب الاصلية الحق في تقرير المصير. وبمقتضى هذا الحق تقررهذه الشعوب بحرية وضعها السياسي وتسعى بحرية لتحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافيةصحيح أن العراق أصبح لديه دستور مكتوب منذ عام 2005، ولكن التوافق السياسي السري بين المكونات الاساسية في الحكم، هو القانون الاعلى الذي يرسي القواعد الاساسية للسلطة التنفيذية. بالشكل الذي سهل كثيرا عملية سلب السلطة واحتكارها، بدلا من الإسراع في بناء عراق ديمقراطي متطور ومزدهر.الظاهرة الكارثية التي تطورت كثيرا بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة في بغداد بتاريخ 10 تشرين الأول 2021.  بعدما نجح الاطار في إقصاء القائمة الفائزة الاولى وهي قائمة السيد مقتدى الصدر، رغم دوره كرجل الدين واعتباره الرقم الصعب. وفي الحالة هذه، سيكون السؤال الاول والاخير الذي يدور في ذهن جميع المكونات العرقية والمذهبية وعلى رأسها المكونات غيرالعربية وغير المسلمة في العراقأذا نجح الإطار"الشيعي" التنسيقي في إقصاء السيد مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي الذي يمثل الرقم الصعب في العراق ، فكيف سيكون تعامل الإطار مع بقيّة المكونات العرقية المهمشة من قبل النظام السني أولا والنظام الشيعي ثانيا في دولة العراق خلال 100 عام؟

11


لا لنظام الكوتا لأحزاب آشورية بلا جماهير آشورية!!
أوشــانا نيســان
جاء أصراربعض القيادات الحزبية الاشورية وأؤكد الاشورية على أحتكار السلطة بأي ثمن، على الاخضر واليابس الاشوري. أذ مثلما أثبتت الانتخابات البرلمانية لعام 2018، خسارة القيادات المتنفذة لموقعها تحت قبة البرلمان في الأقليم، بالقدر نفسه تظهرالدلائل بظهور طروحات جديدة في بغداد، لا توفر أي مساحة لآجراء أنتخابات برلمانية نزيهة لآختيار الممثلين الحقيقين لا للشعب العراقي ولا لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري تحت قبة برلمان الحكومة الاتحادية في بغداد.
والسبب بأعتقادي، يكمن والخلل السياسي الذي أصاب عقلية النظم السياسية العراقية بشقيها الملكية ثم الجمهورية خلال 100 عام من تأسيس الدولة العراقية الفاشلة. والدليل على صحة ما نذهب أليه، فشل السيد مقتدى الصدرفي تشكيل الحكومة رغم فوز قائمته بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية أولا، ورغم مرورعام على الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في العراق بتاريخ  10 أكتوبر2021 ثانيا، ورغم أن مقتدى الصدرهو الأبن الأصغر للمرجع الشيعي آية الله محمد صادق الصدرثالثا.
أما ما يتعلق بالتمثيل الحقيقي للمكونات العرقية والمذهبية العراقية، فقد أفاد " معهد الولايات المتحدة الامريكية للسلم، " أن الأحزاب الكبيرة استحوذت على أصواتهم ومقاعدهم في مجلس النواب، فيما حذرالمعهد من استمرار ذلك كونه يسهم في زيادة معدلات هجرتهم إلى الخارج، وأن موجات الهجرة قللت عدد مسيحيي العراق من 1.5 مليون شخص تقريبا قبل العام 2003 الى ما يقارب من 250,000 ألف شخص او اقل..ويؤكد التقريرأن التوصل لعراق أكثر استقراراً وأكثر سلماً يتطلب اشراك كامل للأقليات العرقية والدينية..ثم يضيف، أن اشراك جميع الأقليات يعتبر مهمة معقدة بالنسبة لنظام العراق الديمقراطي كون البلد يضم تنوعا واسعا من الأقليات العرقية والدينية، فهو يضم من بين أقليات أخرى الطوائف الايزيدية والمسيحية والصابئة المندائيين والشبك والتركمان والكاكائيين"، أنتهى الاقتباس.
وفي ظل هذه التحديات والاجواء السياسية الموبوءة التي خلفتها النظم المركزية في عقلية المواطن العراقي خلال 100 عام، بدأت تتسامى هوية المعارضة العراقية رغم قصورها فوق جميع الهويات الفرعية والمعاييرالسياسية والاخلاقية ضمن جميع الاستعدادات الوطنية لبناء دولة ديمقراطية عادلة.
حيث طبقا لواقع الظواهرالسياسية المقلقة التي تتحكم واقع التنمية السياسية ومراحل تطورها ضمن عراق ما بعد عام 2003، فأن الرهان الاشوري أيضا على الطائفية والعشائرية الموروثة بدلا من المراهنة على جماهيرالامة، أن دلّ على شئ فأنه يدلّ بحق على أنه رهان خاسر، وأن الاكثرية من أبناء شعبنا أصابها نوعا من العمى السياسي. علما أن الظاهرة هذه قد مسّت صميم العمل القومي الاشوري وتركيبته السياسية - الحزبية في المقتل، ولاسيما بعدما نتجت عنها ظواهر سلبية قاتلة وفي مقدمتها:

1- فشل النخب السياسية وتحديدا القيادات الحزبية العراقية عموما في خلق وتعميق أواصرالثقة بين الشعب وسلطة الدولة خلال 100 عام. حيث بدلا من أن يكون الشعب خالقا للدولة على صورته، جاءت الدولة ومؤسساتها تواجه مشكلة اللاشعب،يكتب جمال حسين على موقع العربية نت 2 يناير 2015. ولا سيما والعراق الجديد بدأ يشهد بعد 2003، أنفتاحا ديمقراطيا واتجاها واضحا نحو التعددية السياسية وأنغلاقا نحو التعددية في مجتمع يتصف بالتعددية العرقية والمذهبية.
هذا بقدر ما يتعلق الامربالاكثرية العربية، أما بقدر ما يتعلق بدوربعض القيادات الحزبية لشعبنا فحدث ولا حرج. حيث أن مجرد استمرارالهجرة الناجمة عن تصاعد وتيرة العنف الداخلي ضمن عراق ما بعد طاغية بغداد عام 2003، أن دلّ على شئ فأنه يدل على فقدان ثقة الاكثرية من أبناء شعبنا الاشوري بنهج القيادات الحزبية عموما ونهج تنمّرالبعض منها أثر رهانها العلني على ضرورة تحزيب القضية الاشورية.
2- تقسيم قضية شعبنا المشروعة بين العراقين العربي والكوردي، طبقا لمصالح القيادي الذي لا يؤرقه شئ مثل خوف التنحي عن الكرسي والاصرار على البقاء في موقعه حتى لو كان الثمن عراق بلا أشوريين. وما التغييب العمدي لممثلي شعبنا الحقيقين من المشاركة ضمن حملة التغييرالجذري والاصلاح في العراق الجديد وأخرها عدم أشراك الرموزالاشورية التقليدية ضمن قائمة أعضاء الحكومة التي يقدمها السيد محمد شياع السوداني المُكلّف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ألا دليل أخرعلى سحب البساط من تحت أقدام قيادات بعض الأحزاب الاشورية التي لا تبحث إلا عن مصالح الفردية والشخصية.
3- رفض جميع أوراق الوحدة ومقترحات توحيد القوى والقدرات القومية المطروحة من قبل بعض القيادات الحزبية والنخب المثقفة، رغم أن مفتاح الحل للتشرذم السائد، هو جلوس جميع قيادات القوى والاحزاب على طاولة الحوار بهدف مناقشة جميع القضايا الراهنة والمستقبلية ولو مرة. صحيح أن المشهد الحزبي في بغداد تعرض ويتعرض بانتظام الى مخاض حاسم ولاسيما بعدما أفرز وجوه حزبية قوية ومنافسة في العقد الاخير، ولكن التعددية في الاراء والافكاروحتى الاحزاب أمرمحبذ ومطلوب ضمن الديمقراطية. ولربما تفلح هذه القيادات في أنجاز ما تخفق الكثير من القيادات التقليدية تنفيذها في بغداد. طبعا في حال ﺗوزﻳﻊ اﻟﻣﻬﺎم واﻷﻫداف اﻟﻣطﻠوب ﺗﺣﻘﻳﻘﻬﺎ مستقبلا.
وفي الختام يجب القول، أن أبرز المراجعات المطلوبة أشوريا في هذه المرحلة المفصلية، هي مسألة ضعف الهوية القومية الجامعة للاحزاب والتنظيمات السياسية التابعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، أثر مراهنة "البعض" من قياداتها وتحديدا المخضرمة منها، على تغليب الانتماءات العشائرية أوالطائفية أو حتى المذهبية، في سبيل الحفاظ على كرسي السلطة والقرار. علما إنّ ضعف الهوية أو ضعف الانتماء القومي الاشوري، هو المدخل الاساسي للتعامل مع أى جهة خارجية في سبيل الحفاظ على المصالح الشخصية وكرسي السلطة والامتيازات الفردية من دون تردد.
وأخيرا فأن شعبنا بجميع تسمياته، بات يعاني من صراع بين تسميات مختلقة حديثا الى جانب محاولات يائسة لتشويه هويتنا الجامعة، من خلال تحويلها الى حالة متناقضة مع التنوع الاثني والمذهبي للشعب. وكأن المطلوب من بعض القيادات المتنفذة، هو نزع الهوية الحقيقية لهذه الامة الاشورية العريقة، من خلال تفعيل نزاع التسمية مرة وتشويه حقيقة انتماءنا القومي الاشوري مرة ثانية.  وأن الهوية الاشورية المطلوبة اليوم، ليست دعوة لالغاء الهويات القومية أو الثقافية الاخرى معاذ الله، بقدرما هي دعوة حقيقية للعودة الى جذورهذه الامة الرافدينية العريقة ودورها الحضاري والثقافي النابذ للتعّصب والانغلاق الفكري والجامع لجميع المشتركات التي تعزز وحدتنا القومية بمختلف انتماءاتنا الفرعية وهوياتنا الثقافية والانسانية.



12

ماذا تفعل في الصحافة ان كنت لا تؤمن بحقوق الانسان والشعوب !!
أوشــانا نيســان
" دين كان أو قومية، طائفة كانت أم مذهب، بالنسبة لي هذه دكاكين خردة، لاتهمني بضاعتها أبدا"، شعار السيد ميشيل برخو على صدر صفحته الرئيسية على الفيسبوك. عليه ليس غريبا أن ينشر"هنا اختبار أول لبطرككم الجديد ، فإما أن يحاسب أو سيكون كمن سبقوه ، تمريروتخدير ومشاركة في صناعة التعاسة لجموع المؤمنين من ابناء كنيستهم". بعدما دون في بداية منشوره، أنه منذ الامس تصله عدد غير قليل من الرسائل لمعرفة ما اذا كان هو من قام بكتابة المنشور الموجه لآسقف أسكندنافيا وألمانيا "أوديشو"، حسب وصفه. الامر الذي يثبت ويؤكد على مهنة السيد ميشيل التقليدية في خلق معارك الاشاعات وتشويه السمع، من النوع الذي يؤججها الباحثون عن الشهرة حتى على حساب الامة ومعتقداتها، بعدما أثبت في نشره، أن الوثنية المسيحية جهل وتخلف تماما.   
حقا أنه مجرد التمعن والتفكير في السطرين المذكورين أعلاه، يكفي للقارئ الكريم أن يحس فورا، أن الناشريحمل أحقاد شخصية وضغائن دفينة ومكبوتة ليس فقط ضد قدسية كنيسة المشرق وتاريخها العريق، وأنما ضد الشعب الاشوري باسره. ذلك طبقا للاسلوب غيرالمهذب الذي أختاره السيد " ميشيل برخو" في التمييز بين الحقيقة والرأي والادعاء.
أذ من حق القارئ الكريم أو المواطن الاشوري الغيور أن يسأل، كيف يحق لصحفي غيرمؤمن بالاختلاف وحقوق الانسان وغير مطلع أيضا على طقوس كنيسة المشرق الاشورية أن لم نقل غير مؤمن بها رغم أعتبارها ثالث كنيسة شيدت على وجه المعمورة شرق بغداد فجرالالفية المسيحية الاولى، أن ينتقد حرم الكنيسة وقداسة بطريركها قبل أن يضع أنسانيته وعقله أمام كينونته ؟ فالمؤمن بكنيسة المشرق يعرف جيدا، أن نيافة الاسقف مارعوديشو، لم يتأخر يوما في مهمته وهي خدمة أبناء كنيسته المقدسة شرق القارة الاوروبية وغربها خلال ما يقارب من 30 سنة متواصلة. صحيح أن الصحافة أو الكتابة الساخرة بالنقد الاجتماعي مطلوبة أحيانا، لسخريتها بالاوضاع السلبية في المجتمع، ولا بهدف تشويه الحقائق والترويج لمعلومات ملفقة والاخبار الكاذبة. والدليل على صحة ما نقول،سنعيد نشر ردّ الاخت يونيا جرجيس المذيل لمقال السيد ميشيل برخو:
" الوحيد الذي احترمه واحبه واسمع عظاته في كنيسة المشرق هو مارعوديشو، بالفعل محترم جدا والمنشور يدل على اخلاق الناشر". ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو:
هل يحق لكم أن تنعت نيافة الاسقف مار عوديشو بقولك هذا:
 "أن هذا المسمى أوديشو غير مرحب به في المدينة و بين ابناء هلمون لا في الأفراح و لا في الأتراح و هذا برأيي كان صحوة جيدة لأبناء قريتي". هذه الصحوة الجيدة كما تكتب، أن دلّت على شئ فأنها تدل بحق كما يقول سفر الامثال 1: 7"مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ. أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ".


13


هل تؤثر أستقالة البطريرك وترّجل الوزيرعلى مسيرة وحدة شعبنا!!
أوشــانا نيســان
أن المحبة والايمان بالمحبة بين المسيحيين، هي أمتيازات مجيدة لعضويتنا في كنيسة المسيح وتثبت  وتديم انتماءنا لها. لآن تفرقهم وانقسامهم يشير الى عدم سلامة أيمانهم أو محبتهم لبعضهم البعض والذي أنتج هذا الانقسام كما قال سيدنا المسيح، "بهذا يَعْرِفُ الجميعُ أنَّكُمْ تلاميذِي،إنْ كانَ لكُمْ حُبٌّ بعضًا لبعض (يو13: 35).
باديء ذي بدأ أود الاعتراف علنا، أنني لست هنا بصدد المزايدة على أي سياسي أو رجل من رجال ديننا المسيحي مطلقا، وأنما بصدد قول الحقيقة وكشف الخفايا من وراء الاجتماع الذي عقدته الهيئة السياسية الكلدانية الموحدة وأشخاص سياسين وأداريين، كما جاء في جوهرالخبر المنشور على موقع عنكاوا الالكتروني بتاريخ 11 سبتمبر 2022.
حيث شخصيا أكن كل الاحترام والتقدير لكل من حضرالاجتماع وفي مقدمتهم غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو ومعالي الوزيرالسيد آنوجوهرعبدوكا. ولكن عتبي على مخرجات أجتماع أربيل، بأعتباره منتجا لأنحراف جديد ضمن مسيرتنا الوحدوية ومبادئ الاخوة الانسانية، في وقت يدعو المجتمعون، أن يتحمّل السياسين، "المسلمين" مسؤولية الخروج من هذا الانسداد الحالي للصالح العام، أنتهى الاقتباس. وفي طليعة سلبيات مخرجات الاجتماع:
1- أتذكر جيدا، جلّ المحاولات الوحدوية التي نشرها مشكورا غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، منذ أصدارالبابا بندكتس مرسوما بتاريخ 1 شباط 2013، على رسامة المطران لويس ساكو بطريركا على الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم ولحد الان. حيث يفترض، محاولة، " ترسيخ الصورة الكاملة لوحدتنا مع الله والتي هي في السماء، ولكن الاساسيات التي تقوم عليه ولها عربونها لنا هنا على الأرض كما لها أيضًا غناها ومجدها الأبديان"، يكتب القمص صليب حكيم في كتابه "الكنيسة طريقي الى السماء"، الفصل الرابع - لماذا الوحدة. حيث اعترفت له شخصيا خلال مكالمة تلفونية، أن محاولات غبطته في سبيل توحيد صفوف كنيسة المشرق رغم شروطها، تجاوزت محاولات معظم زعماء كنيسة المشرق.
2- كان معالي الوزيرآنوجوهرعبدوكا ولايزال، عضوا فعالا في قائمة تحالف الوحدة القومية ورئيسها في البرلمان السيد روميو هكاري منذ انتخابات عام 2018. حيث طالب رئيس القائمة رئاسة البرلمان قبل بضعة أيام، بتنفيذ القوانين والقرارات الخاصة بحماية شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ولم يطلب ما يتعلق بالشعب الاشوري وحده أوالكلداني كما ورد في أجتماع أربيل. والسؤال هو لماذاّ لم يعترض معالي الوزيرويحصرالطلب بالكلدان وحدهم؟
3- " طالب المجتمعون بتعزيزالعيش المشترك في كل من المركز وأقليم كردستان والاسهام في خلق مجتمع أفضل"، كما جاء في جوهرالبيان. أستغرب كثيرا عن المقصود وراء الازدواجية الزائدة في خطاب الهيئة السياسية الكلدانية الجديدة. فأذا أخفقت القيادات المذهبية والعرقية الكلدانية في التفاهم مع أبناء شعبها من الاشوريين والسريان المسيحين، فكيف لها أن تطلب
بضرورة تعزيزالعيش الوطني المشترك مع أخوانها المسلمين؟؟
   4- خلال 100 عام من عمر الدولة العراقية/ العربية، رفضت في الاعتراف بوجود شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. اليوم بدلا من أن نكون فخورين بما أنجزناه معا، أبتداء ببنود وفقرات الاعتراف بوجود وحقوق شعبنا في دستوربرلمان أربيل عام 1992 ثم بغداد عام 2009، نطالب بسحب هذه الحقوق وأسقاط هذا الانجاز التاريخي للاسف الشديد.
5- ما جرى ويجري في العراق بعد عام 2003، هو درس قاس بحق المكونات العراقية وعلى راسها المسيحية. وعلى الكل أن يعلم، أن الانجازات القومية الوطنية التي تحققت في الدستور، جاءت بعد نضال قاس وشقّ الانفس زمن الدكتاتورية وعصرجمهورية الخوف، ولم تتحققها أراء متطرفة هنا وهناك. فالقيادات السياسية الاشورية ناضلت بحق في سبيل رفع "الواوات" بأعتبارها الغام مخفّية لتقسيم شعبنا الابي شرعيا. في حين وللاسف الشديد، تتحد القيادات الروحية والعلمانية في الهيئة السياسية الكلدانية الجديدة، بهدف تمزيق وحدة شعبنا الابي.

وأخيرا علينا أن نصرخ علنا في وجه المشككين بوحدتنا ونقول لهم، متى نتعلم من دروس الماضي البعيد والقريب جدا يا مروجي الوعي القومي "المتعصب" من جميع التسميات. ولماذا لم نتعلم من تجارب الدولة الاسلامية (داعش) الدموية والمُرّة اثراحتلالها لمدينة الموصل وسهل نينوى. فالسيف الداعشي الدموي لم يفرق يوما في حزّرقبة الكلداني او السرياني او الاشوري. ولماذا لا نفلح في تبني أستراتيجية قومية موحدة قوامها، النضال القومي الاشوري التاريخي، والحجم الديمغرافي والعلمي الكلداني الى جانب الثقافة السريانية وهويتها القومية في ثرى الاباء والاجداد. لنعلن لسياسي عراق ما بعد عام 2003 والعالم كله:
أن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، هوأكبر من كل المؤامرات ومحاولات التيئيس والاحباط، وأنه شعب "مسيحي" موحد أكثر من أي وقت مضى في وجه جميع مؤامرات التمزيق والتفريق، وأن الله مع الموحدين.
 

14

سياسة اللعب على حبال القضية الاشورية تقترب من نهايتها !!
أوشــانا نيســان
 يجدر بنخبة التغيير السياسي للقيادات الحزبية الخماسية أو حتى نخب التصحيح والتفكيرضمن قضية شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، بوضع استراتيجية معولمة لمواجهة مشروع التهميش الممنهج للدولة العراقية لشعبنا خلال 100 عام، أن تفكر وتقول، ما الذي علينا فعله حتى نتغير قبل التفكير في إصلاح الأليات السياسية لدولة فاشلة راهنوا عليها حتى الامس
فأجتماع القيادة الخماسية في أربيل، بعد أقل من أسبوعين من قرار تهميش ممثلي جميع الاحزاب والتنظيمات السياسية غيرالكوردية، وعلى رأسها أحزاب شعبنا في الحراك السياسي الذي أطلقه رئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني للمرة الثانية بحضور ممثلة الأمم المتحدة جنين بلاسخارت، إصدارها لبيان غاضب جاء فيه:
 " يعتبر الاجتماع تهميشاً للمكونات وإقصاءً لممثليه السياسيين وتجاوزاً على إرادته الحرّة". هذه القيادات التي للاسف الشديد لم تتحد ولم تتفق يوما على ضرورة توحيد صفوفنا رغم جميع التحديات والصعوبات لأكثر من ربع قرن قبل اليوم. والسبب واضح وجلي رغم أنني شخصيا كان لي أيضا ردّ فعل سلبي تجاه عدم دعوة أحزابنا. ولكن يبدوا أن القيادات تلك لم تجتمع ولم تتعارض بسبب تهميش دور شعبها العريق وحقوقه المشروعة، وانما خوفا على فقدان مقاعدها البرلمانية والوزارة اليتيمة، كما جاء في متن البيان.
أذ التاريخ يثبت، أن جميع الآراء ووجهات النظر التي طرحها الغيارى والمثقفين من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، على طاولة القيادات التي كانت تصّر على ثقافة القرار والإقصاء بدلا من ثقافة الحوار والوحدة والتفاهم، لم تحرّك ساكنا ما لم يلامس قرارالغبن شريان مصالحها الفئوية والحزبية الضيقة
أذ شخصيا أنتقدت العمل السياسي، وخطورة تحزيب قضيتنا القومية قبل أكثر من أربعة عقود، ونشرت الكثير من دون أي أجابة أوردّ. رغم أنني حذّرت وأكدت، من أن مسألة تحزيب القضية ستكون لها عواقب وخيمة لا يتحملها شعب صغير ومهمش بحجم شعبنا الابي لآن:
" قضية شعبنا الكلداني السرياني الاشوري أكبر من طروحات أي حزب أو أي تنظيم، وأكبر من طموحات أي مسؤول حزبي، مهما تباهى بسجل نضاله وتاريخه السياسي. وأن مسألة تغييب وحدة خطابنا القومي ضمن العراق الجديد، ستكون سببا لتهميش القضية برمتها "
علما أن مسألة تهميش قضية شعبنا بأعتباره أقدم مكون عرقي رافديني في تاريخ العراق، لا تتفق مطلقا مع استعداد القيادات السياسية للاكثريتين العربية والكوردية بهدف ترسيخ بذور العدالة والديمقراطية في ثرى العراق الجديد. لآن ضمان حقوق المكونات وتحديدا المكونات الاصلية، هو المحك الحقيقي لتعزيز وترسيخ قيم الديمقراطية ونزاهتها
 أما بقدر ما يتعلق بمطلب الاستحقاق الانتخابي لبرلمان الإقليم، كما ورد في البيان بالاضافة الى ضرورة تعديل قانون كوتا المكونات وبما يضمن حصر التصويت داخل شعبنا لتحقيق التمثيل الحقيقي له في السلطة التشريعية في الإقليم، فإنه قرارعين القلب ولا عين العقل وذلك للأسباب التالية:
أولا: شعبنا بحاجة الى قيادات كارزماتية، شجاعة وصادقة مع شعبها، تفلح في صياغة رؤية استراتيجية مبنيّة على العقل وليس على مجرد ردات الفعل. حيث يظهر البيان الأسباب الحقيقية وراء سكوت هذه القيادات لأكثر من 30 عام متواصل، وهي تحترف مهنة تحويل الشعب الى سلّم لبلوغ المصالح الحزبية الضيقة. والمتابع يعرف جيدا، أن الاوضاع السياسية عموما في عراق اليوم انحرفت كثيرا، ودفعت بالمزيد من شبابنا وشاباتنا الى الهجرة وترك الوطن. والسؤال هو: لماذا لم تتوحدوا يوما مثل اليوم في شجب واستنكار هذا الوضع المأساوي في سبيل وقف وتيرة الهجرة المتصاعدة يوما بعد يوم؟
ثانيا: شعبية الحزب ورموزه تكمن، في الدفاع عن قيم الشعب ومبادئه واشتراكه في حل الأزمات والمشاكل، من خلال تقديم حلول واقعية وعملية وليس من خلال الشعارات الفارغة. بحيث أصبح الشعب اليوم رغم مرور ما يقارب من نصف قرن، أمام تنظيمات سياسية هشّة وضعيفة، تتعامل مع المواطن بصورة فوقية ومصلحية فقط
ثالثا: عرضت على بعض القيادات المشاركة في هذا الاجتماع بالذات، أنني وبدعوة من ممثلة الامم المتحدة جنينة بلاسخارت، التقيت سكرتيرها في أربيل السيد فرانسس لاناو حول المقترح المذكور في صلب البيان. طرحت عليه مقترحي وهو "ضرورة تخصيص وقت للانتخابات البرلمانية الخاصة بالمسيحين فقط، بهدف أختيار ممثليهم الحقيقين في البرلمان والحكومة". ولكن للسكرتير كان مقترح أخر. حيث أكد أنهم يعرفون الوضع السياسي في العراق جيدا، ولكن من الصعب تغيير آليات الانتخابات هذا العام، بل يمكن في الانتخابات القادمة. لآن المقترح بحاجة الى بعض الاجراءات من الأمم المتحدة والاستعدادات الوطنية داخل الوطن. في حين ورغم ذلك، بدلا من التعامل مع مسؤولي الامم المتحدة كما شرحت لهم، يتوجهون الى القيادات المحلية
رابعا: خلو البيان من أي مقترح عابر للمصالح الحزبية الضيقة أو حتى طرح مقترح خاص وبديل بتوحيد العمل القومي المشترك بين جميع الاحزاب والتنظيمات السياسية التابعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، والمشاركة في الانتخابات البرلمانية وفق قائمة منسقة وموحدة في جميع الانتخابات القادمة.
وفي الختام يجب اعادة التأكيد على نقطة مهمة غابت أو غيّبت عمدا عن جوهر البيان ألا وهي
 أن السياسة فن الممكن حتى في الظروف والزمن المستحيل، ولاسيما عندما يتعلق الامر بسياسة المكونات والاقليات في المجتمعات النامية وغير الديمقراطية والعراق نموذجا. حيث كان يفترض بتلك القيادات، الاستفادة من الخلافات المزمنة في الاقليم، لا في ضمان الامتيازات الشخصية والحزبية مع هذا الطرف ضد الطرف الاخر، بل في أفهام القيادات العربية والكوردية، أننا أصحاب قضية مشروعة وفاعلة بحيث يصعب تهميشها من قبل جميع القيادات السياسية العراقية. أما العودة مرة أخرى إلى نهج إعادة تغييرالمواقع بين الاخوة الاعداء، فإن التاريخ أثبت فشل السياسة هذه وعدم جديتها مع مسألة العدالة والديمقراطية للمكونات ويكفي اللعب على الحبال رجاء.



15
عفوا ملفونو..الايمان المسيحي لا يتحمل وزر التطرّف العلماني!!
أوشــانا نيســان

أن تغّول دعاة القومية الاشورية بشقيها العرقي والمذهبي في طريقها، الى تفكيك أرث التلاحم التاريخي المتواصل بين الاشورية كأول نظام قومي وحدوي وسليل أقدم حضارة انسانية وجدت على وجه الارض وهي حضارة الامة الاشورية، وبين المسيحية كأول دين السلام والمحبة حتى اليوم. رغم أنه يفترض بالمسيحي الاشوري قبل القومي الاشوري أن يعرفا جيدا، أن المسيح لم يذكر شعبا ولم يمجد عدالة شعب على وجه المعمورة، مثلما ذكر شعبنا الاشوري وقبلة عدالته الانسانية أنطلاقا من منابرالعدالة في نينوى العاصمة بقوله:
 رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ، وَهُوَذَا  أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ ههُنَا "، (مت 12: 41).
أما لماذا يشكك المثقف الاشوري بدور المسيحية في خلق التبعية الفكرية التي نعيشها اليوم، فهذه مسألة تحتاج  الى المزيد من البحوثات والتحليلات العلمية والتاريخية. ولكن حقا كلما سمعت أو قرأت شيئا من هذا القبيل، تذكّرت  حكمة مهاتما غاندي حين ضجر وقال "لولا المسيحيين لصرت مسيحيا". رغم أنني وكأي أشوري أخر، أعتقد أن المكانة المميزة التي أنفردت المسيحية بوضع العدالة الاشورية في مركزها، تدفعنا الى خلق حالة جديدة من التفكير الابداعي حتى في أتخاذ القرارات المتعلقة بالوجود والمستقبل. أذ ليس من العدل أن نحمّل المسيحية تبعات سقوط الامبراطورية الاشورية التي أنهارت 612 عام قبل ظهور المسيحية. ولآجل ان يتأقلم هذا السّرألآلهي في الواقع الاشوري الصعب، يجب أن نكون مستعدين فكريا وداخلياً لأطلاق حملة التغيير ومواكبة التطور من دون التحجج بوقائع تاريخية عفى عليها الدهر.
ومن المنطلق هذا نؤكد، أن أصرار ملفونو سليمان يوسف يوسف في الربط بين مأساة "العبرانيون اليهود" والاشورين، جاء نتيجة للاوضاع غير الطبيعية التي خلقتها الانظمة الاستبدادية في بلدان الشرق الاوسط. ففي مقال للباحث سليمان بتاريخ 24 أب 2022 يكتب:
   " العبرانيون اليهود"، رغم قلة تعدادهم وافتقارهم إلى إرث حضاري عريق وتشتتهم... نجحوا في إعادة بناء دولتهم في وطنهم الأم (اسرائيل) بعد نحو 2700 عام على سقوطها على يد ملوك بابل و آشور... بينما الآشوريون...بسقوط  دولتهم على أيدي حاكم بلاد فارس (قورش)عام  612 قبل الميلاد ، أخفقوا في إعادة بناء دولتهم في بلاد آشور رغم عظمة إمبراطوريتهم وحضارتهم و كثرة تعدادهم وبقائهم في أرضهم"، أنتهى الاقتباس.
النبوءة التي سبقتها نبوءة أخرى نشرها ملفونو سليمان بتاريخ 11 سبتمبر 2020 جاء فيها:
" السقوط الأول للآشوريين كان (سقوطاً سياساً) تمثل بسقوط بابل 612 قبل الميلاد على يد الميديين الفرس. أما السقوط الثاني كان (سقوطاً قومياً) تمثل بدخولهم المسيحية". انتهى الاقتباس.
المتابع لمضمون ما ينشره ملفونو سليمان يوسف بأعتباره باحث ومحلل وصحفي غزيرالانتاج، يعرف أنه حاول ويحاول بأستمراراستقراء بواطن الاحداث التاريخية بعين العقل والتروي، في سبيل أستخلاص الدروس والنتائج التي تدللنا على دراسة الوضع المأساوي الذي آل اليه شعبنا الاشوري. ومن المنطلق هذا وحده، يجب تسليط الضوء على طروحات ملفونو سليمان وعلى رأسها نظرته الى دور المسيحية في "تعزيز روح الاستسلام والذل والهروب من مواجهة الواقع والتحديات"، كما يؤكد في مقاله الاخير.
في الوقت الذي يقرّفيه أخرون بضمنهم كاتب المقال، أن تحول الاشوريون الى المسيحية، جاء بمثابة خشبة أنقاذ للهوية الاشورية من الانقراض أثرالغزوات الاىسلامية، حالهم حال الملاين من الاشورين الذين تحولوا الى الاسلام ثم ضاعوا في العراق والدول المجاورة. حيث أن دور الحفاظ  على لغتنا القومية وعاداتنا وتقاليدنا وهويتنا كسليلي حضارة الامة الاشورية، يعود الى كنيسة المشرق بالدرجة الاولى. لآن الذبح كان الحد الفاصل بين خيارالاسلمة أو الموت، لذلك:
- خيّرالملايين من الاشوريين في العراق وتركيا وايران على الاسلمة بدلا من الموت. (الآشوريون المسلمون الذين أسسوا الجمعية الآشورية في جنوب شرق تركيا/ ايلاف.03 ديسمبر 2016)
- وجود عددا من العوائل الكوردية في الاقليم/شمال العراق، لا يزال ينعتون ب(بن - ديان) ويعني أحفاد المسيحيين/ الاشورين
الاجتهاد في تفسيرالمذاهب هو الخلاف الجوهري بين كنائس العالم!!
قد يستغرب القارئ عند قراءته لهذا العنوان الشاذ قليلا عن سياق الايمان المسيحي الواضح، ولكن يجب الاعتراف بحقيقة الاختلاف قبل الدخول في تفسيراته، للاسباب التالية:
 1- أن تحّول شعبنا الاشوري الى المسيحية كأول شعب على وجه المعمورة، جاء بقرار من الملك الاشوري أبجرالخامس أوكاما، ولا لآسباب أخرى. فالملك الاشوري طلب حضور المسيح ليشفيه من مرضه، أثر سماعه عن المعجزات التي عملها في فلسطين. فأجابه سيدنا المسيح، (سأرسل اليك أحد تلاميذي ليشفي عذابك ويعطي الحياة لك وللذين معك). الامر الذي يدل على أن مسيحية شعبنا الاشوري تؤكد على بقاء وأستمرارية الكيان السياسي الاشوري حتى فجر المسيحية، وفق خصوصياته التاريخية والقومية - الثقافية التي باتت تميّزه عن بقية مسيحيي العالم حتى اليوم. فقرارالملك الاشوري وقف ور عمليا وراء ديمومة الزعامة الدنيوية للبطريرك الاشوري الى جانب زعامته الدينية وحمايته لشعبه المسيحي-الاشوري في ولاية هكاري حتى اندلاع نيران الحرب العالمية الاولى عام 1914 وانفلات العنصرية االشرقية عن عقالها. 
 2- " الاهتداء إلى المسيحية كان سهلا على الآشوريين لأن الكثير من تعاليم الكنيسة في عهدها البدائي كانت مماثلة لمعتقدات ديانة الإمبراطورية الآشورية. في الحقيقة يمكن القول بأن العديد من مبادئ المسيحية في مهدها كانت مبنية على الممارسات والأفكار التي كانت سابقاً مركزية لأيديولوجية وديانة الإمبراطورية الآشورية"، يؤكد عالم الاشوريات في جامعة هلسنكي البروفيسور سيمو باربولا في محاضرة قدّمها في المؤتمر القومي الاشوري في لوس أنجلس 4 أيلول 1999.
3- ورث البطريرك لكنيسة المشرق الزعامة الدينية والدنيوية (وليس غيره من التسميات)، حتى أغتيال قداسة البطريرك مار أيشاي شمعون عام 1975. البطريرك الشاب الذي أكمل مسيرته الجامعية في جامعة كامبرديج عام 1927 وعاد الى العراق. حيث سارعت الحكومة العراقية في أسقاط جنسيته العراقية بقرار رقم 62 لسنة 1933 لآسباب قومية - سياسية، وتحديدا بعد أجتماعه والزعماء الاشوريين في مؤتمر سرعمادية 15-16 حزيران 1932، والمطالبة بحكم ذاتي عاصمته دهوك. علما أن مقتل البطريرك مارأيشاي شمعون والقول لمثلث الرحمات ماردنخا الرابع، كانت مسألة سياسية وليس بسبب بزواجه، وجاء القتل بيد عائلة مرموقة مثل عائلة ملك ياقو، ذلك بهدف تفرقة الشعب الاشوري).
ومن المنبرهذا نؤكد، أن كنيستنا كنيسة المشرق قدمت ضحايا لا تعّد ولا تحصى بضمنهم عدد غير قليل من البطاركة في سبيل الدفاع عن مصلحة الشعب الاشوري وحقوقه القومية الوطنية المشروعة، وليس دفاعا عن مبادئ المسيحية كما يجب أن يكون وعلى راسهم:
1- أعدام البطريرك مارشمعون برصباعي، مارميلس وشهدوست من قبل شابور الثاني عام 344 الميلادي لرفض زعيم كنيسة المشرق رفع المزيد من الضرائب على كاهل الاشوريين!!
2- أغتيال البطريرك مار بنيامين في منزل المجرم سمكو شكاك عام 1918، حاملا مشروع الاتفاقية التي وقعها القيصر الروسي، مضمونها تشكيل فيدرالية واسعة عاصمتها دهوك
3- أغتيال البطريرك مار أيشاي شمعون في أمريكا من قبل المجرم ديفيد ملك ياقو عام 1975.   
4 - تحّول موطن الاباء والاجداد في وادي الرافدين الى مهد المسيحية، حوّل المنطقة من جديد الى نقطة أستقطاب عالمي. وأن القرار مثلما عزّزهوية الانتماء الوطني الراسخ لكنيسة المشرق في كنيسة كوخي شرق بغداد بأعتباره ثالث كنيسة على وجه الارض، بالقدر نفسه شجّع بطاركة الكنيسة بضرورة البقاء داخل الوطن والتمسك بثرى الاباء والاجداد. وما عودة البطريرك الجديد بعد 89 عام من طرد مار ايشاي شمعون ونفيّه وسحب جنسيته العراقية، الا دليل أخرعلى صحة قولنا.
5 - يأتي الاختلاف بين الهوية العرقية لكنيسة المشرق لاحقا كنيسة المشرق الاشورية والكنائس المسيحية الاخرى، من خلال التأكيد الدائم لزعامة الكنسية على هوية شعبنا الاشوري. ففي كلمة البطريرك الجديد ماراوا الثالث رويل بمناسبة يوم الشهيد الاشوري وفي قصبة سميل يقول:
" صلّينا اليوم في كنيسة الشهداء هنا في سميل، أحياء لذكرى شهداءنا عام 1933. كلنا أمل أن لا ننسى كأشوريين رسالة شهداءنا ونحن في القرن 21. وعلينا أن نحقق أمنية شهداءنا مثلما علمونا بتضحياتهم...وعلينا أيضا أن نذّكر أبناء وبنات هذه الكنيسة بأستمرار، كي لا ننسى الماضي ونخطط للمستقبل بحكمة وتروي..أملين أن نفلح في الاعداد جيدا ليوم شهداءنا هنا في سميل العام المقبل وفي كل مكان بمناسبة مرور 90 عاما على يوم الشهيد الاشوري "، أنتهى الاقتباس.
6- دفاع كنيسة المشرق عن الهوية القومية وأؤكد دفاع زعماء كنيسة المشرق عن الهوية القومية الاشورية  في العراق والعالم، بات يميزهم تاريخيا عن بقية بطاركة الكنائس المسيحية الاخرى. أذ على سبيل المثال، تنامي الصحوة القومية بين أشوريي العراق وحدهم رغم قلة عددهم، يرجع الى دورزعماء الكنيسة ودورالمناطق الجبلية ذات التضاريس الصعبة التي سكنها الشعب، في الحرص على ايقاظ الصحوة القومية من سباتها ورفض الركوع بأستمرار. هذه الصحوة المغيّبة لدى الكثير من زعماء الكنائس وفي طليعتها، كنيسة الأقباط في مصر، كنيسة المارونيين في لبنان بما فيها كنائس سوريا، رغم الفارق الكبير في العدد.   
وفي الختام نؤكد على نقطة في غاية الاهمية الا وهي، غياب استراتيجية الوحدة والقدرة على التعامل مع الاحداث الطارئة خارج جدران الكنائس، أن لم نقل التأخير العمدي في تشكيل الوعي الجمعي للمسيحين العلمانين في بلدان الشرق الاوسط الشرق عموما وفي العراق وسوريا تحديدا. لربما بسبب تداعيات الهجرة التي أثخنت  جسد الامة بجروح عميقة تستصعب عليها التلاقي بين الشرائح المغيّبة داخل الوطن وغيرها من الشرائح المستقّرة في بلدان الاغتراب منذ عقود.     



16
إشكالية النظام السياسي في العراق تتجاوزأزمة رجل!!
أوشــانا نيســان

ما يجري في العراق الان وتحت سقف البرلمان الوطني العراقي، هو نتاج غياب الاستراتيجية البديلة للنظام السياسي العراقي القمعي في ثقافة ما كانت تسمى بالمعارضة العراقية عموما وعقلية رموز قياداتها الشيعية العراقية في بناء دولة المواطنة العادلة.
حيث الواضح أن الاحزاب والتنظيمات السياسية العراقية برمتها، كانت ولايزال تفتقد الى ثقافة الديمقراطية التي لا تنمو ولا تتورق بذورها من دون معارضة حقيقية ونزيهة. ومن المنطلق هذا تحتاج عملية نجاح التجربة الديمقراطية في العراق الى مؤسسات شرعية وفي مقدمتها برلمان وطني فاعل، كون البرلمان يمثل الالية الاساسية لتشريع الدستور ومراقبة الحكومة وتقييدها. في الوقت الذي يثبت ما جرى ويجري تحت قبة ما يسمى اليوم ب"بيت الشعب" أو البرلمان أن:
 - الثقافية البرلمانية لم تمسّ العقل الجمعي العراقي خلال 100 عام من عمر الدولة العراقية، لذلك فشلت الدولة العراقية. ذلك  بعدما أثبت كل نائب أو عضو برلماني، أنه يعمل ويجاهد وفقا لتوجهاته الحزبية، الطائفية والقومية، بدلا من السعي بأتجاه وطني وديمقراطي في سبيل وحدة الشعب العراقي وتحقيق طموحاته الوطنية. بمعنى أخرأن تعثر المرحلة الانتقالية أوتعثرمسيرة التوجه نحو الديمقراطية، سوف يهدد أي تجربة ديمقراطية مؤملة ويحكم على مصيرها بالفشل، بالاضافة الى فقدان الهوية الوطنية الجامعة أمام نمو وصعود الهويات الفرعية.
- لقد أثبت 17 سنة من عمرنظام الحكم البرلماني الذي أقره دستور العراق عام 2005 في البلاد، أن العراق بحاجة الى نظام رئاسي أكثر من النظام البرلماني. حيث واجهت جهود "البعض" في أقامة نظام ديمقراطي بديل في العراق، معارضة شرسة منذ عام 2003. الظاهرة التي شخصها معاوية بن أبي سفيان خلال وجوده في العراق قبل 1200 عام، بعدما أوصى أبنه يزيد قائلا:
" أذا طلب منك أهل العراق واليا جديدا في كل يوم، فأستجب لهم، لآن تبديل الوالي اسهل عليك من أن يرفعوا بوجهك عشرة ألاف سيف"، أنتهى الاقتباس.
- المعارضة العراقية وتحديدا الاكثرية التي جاءت الى الحكم بعد اسقاط الطاغية في بغداد عام 2003، كانت تفتقرإلى أدنى أستراتيجية سياسية واضحة لمرحلة ما بعد الطاغية. ولربما بسبب انتماءات المعارضة  الخارجية أو تشتت ايديولوجياتها وتباينها العرقي والانقسام المذهبي الحاد بما فيها التلوث المالي، سلبت أنتماءها الوطني المستقل حتى اليوم. كل  الاسباب تأتي في طليعة  الاخفاقات والانتكاسات السياسية التي تقع في العراق باستمرار، وأخرها ما جرى ويجري اليوم تحت قبة البرلمان العراقي.


17

أوشــانا نيســان
" الشهادة ورقة تثبت أنك متعلم، لكنها لا تثبت أنك تفهم"، من خلال هذه الكلمات الهادفة التي دونها الامريكي ماثيو ماكونهي، سنحاول تحديد أهم الدلالات المرتبطة بمفهوم المثقف الاشوري ومهمته. حيث كثيرا ما نسمع عن تراجع دور المثقف الاشوري العضوي ( المثقف القومي بجميع تسمياته)، ضمن التغييرات والمستجدات السياسية التي طرأت وتطرأ ضمن العراق بانتظام منذ سقوط الصنم عام 2003. صحيح أن المناخات الفكرية المهيمنة على الاكثرية من مثقفي أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في المنافي ودول الاغتراب، تختلف جذريا عن هموم المثقف في الداخل رغم أن المثقف في الداخل مثقل بهاجس ووعي التغييرأيضا، ولكن الظروف الحياتية داخل الوطن نادرا ما تساعد المثقف لأسباب يمكن تلخيصها كالآتي 
- تعثر الديمقراطية في بلدان الشرق، لآن العرب عموما والاكثرية من شعوب الشرق تحديدا، تعتقد أن الديمقراطية نظام سياسي غربي لا يصلح لشعوب الشرق الاوسط، بسبب الاختلافات العرقية والمذهبية أو حسب المقولة التي أطلقها الشاعر الانكليزي روديارد كبلنج ( الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا أبدا).
- تهميش دور المثقف العضوي أمام التحالف المشؤوم بين سلطة الاحزاب والمال والإعلام الحزبي وذوي الشهادات العليا، ذلك لسببين لا ثالث لهما:
أ- إسكات صوت الاكاديمي المنتمي الى قضيته الوطنية
ب- تزيين وتجميل صورة السلطة بالمخادعين الذين أنتجتهم الشهادات 
- أخبار المثقف العضوي والاقلوي تحديدا على التراجع والانكفاء، بعد التفرغ من معركة تحييد بعض الأكاديميين وشراء ذممهم. لأن المثقف العضوي رغم ظروفه الحياتية الصعبة، نادرا ما يمكن ترويضه بمقعد وزاري ناعم أو أغراءات مادية جوفاء
- المثقف الحقيقي " مكروهٌ" ، "مقصيّ" و"غير مرغوب" فيه ضمن مجتمعاتنا داخل الوطن وفي الشتات، بسبب أصرار الأخير على ضرورة تغيير مناهج التفكير ونبذ الصور النمطية الشائعة لدى الاكثرية، خلافا لمهمة الاكاديمي المنهمك على تقديم معلومات تختزنها الكتب، بعيدا عن الاندماج في الواقع اليومي المعاش للمواطن الاقلوي التائه
وقبل غلق ملف الفرق بين المثقف العضوي والأكاديمي الانتهازي وأؤكد على الانتهازي فقط، يجب على الإثنين أن لا يتشرنقا في البرج العالي، بقدر ما يفترض بهما الانخراط في العمل أو النضال السياسي والفكري الميداني لأبناء شعبهم. لآن المثقف الحقيقي طبقا لوصف غرامشي هو مَنْ لا يكتفي بالتنظير الفكري وأنما عليه أن يمارس فعليا دورا سياسيا فاعلا. لآن عملية بناء الرؤية الحقيقية لما يريده أو يقوم به شعبنا الاشوري بهدف الخروج من زاوية التهميش أن لم نقل تحقيق طموحاته القومية الوطنية داخل وطن الاباء والاجداد، لا تتحقق من دون المشاركة الفعلية للنخبة الاشورية المثقفة والاعتراف بدورها في تحقيق النهضة وإدارة التغيير في جميع المراحل النضالية.       
وفي سياق التعريف المثبت أعلاه، فأنه يفترض بالمثقف العضوي باعتباره ضمير شعبه ووطنه، أن يتقدم على المجتمع الذي هو جزء من مكوناته بكثير، ويحافظ  قدر الإمكان على ديمومة التواصل وأبقاء الجسور مفتوحة بينه وبين هذا المجتمع وثقافاته على الدوام. لإن أي ثقافة خارج دائرة الالتزام بهموم الناس وقضاياهم بأعتقادي، هي ترف فكري محض. هكذا وكما أستمر غرامشي في مطالبة " المثقف العضوي"، بالمزيد من " التواضع، وعدم المنة، وألا يعتقد أن تقدمه في الوعي، يمنحه أفضلية، في المكاسب أو المغانم. بعدما حذّرالمثقف بشكل صريح، من بعض ما يطلق عليه شرائح الانتلجنسيا، التي تنظر بدونية وريبة، لبقية أفراد المجتمع، ويحذر من مخاطر تسلمها مهام قيادية في الحزب"، انتهى الاقتباس.
ومن المنظورأعلاه، يمكن للمتابع رصد الشرخ العميق الفاصل بين معظم القيادات الحزبية وجماهيرها الشعبية وعلى راسها النخبة المثقفة من جهة والتداعيات السلبية التي خلفتها عملية الابتعاد خلال ما يقارب من نصف قرن من الجهة الثانية. حيث يؤكد معظم المراقبين السياسين، أن القيادات السياسية الحزبية، فشلت في إدارة التغيير والأمر يتطلب أصلاح النظام الحزبي الاشوري الكلداني السرياني قبل فوات الاوان. ذلك من خلال إعادة الثقة المفقودة بين المثقف باعتباره ضمير الشعب والقيادات الحزبية التقليدية تماما       


18
وداعا مارلين يلدا...حان موعد الرحيل
رحلت مارلين عن أهلها وأولادها وزوجها بصّمت رهيب، بعدما تركت في قلوب محبيها ندبات من الصعب أن تزول أثرها حتى وأن توالت الشهور ومرت السنون. رحلت الاخت العزيزة مارين عن عالمنا صباح اليوم الموافق 28 مايو/أيار الجاري، وهي صامتة لشهور،رغم أنها كانت تشاهد كل ما يجري حولها بصمت شفاهها المثقل وعيونها التي كانت تغمرها دموع الوجع والحسرة قبل أن تنهمر على خدودها بهدوء
رحلت الام مارلين يلدا بصّمت، بعدما تركت في قلوب المئات من الهاربين من بطش الحرب المستعّرة ونيرانها في عقد الثمانينات من القرن الماضي، أولئك الذين أجبرهم طاغية بغداد على ركوب أمواج الغربة المفتوحة بهدف الوصول الى برّ الأمان في دول الاغتراب. حيث أتذكر شخصيا كيف كانت الشابة مارلين تنّفذ نصيحة الوالدين، بعدم تناول لقمة من الطعام من دون مشاركة المهاجرين رغم الوضع المعيشي الصعب ومعاناة الحرب التي لا تنتهي. وكأنها تطبق قول سيدنا المسيح عندما نَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاسًا فِي الْخِزَانَةِ، فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمُ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ، لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا".
وفي الختام نكتب ونقول، أعانكم الله على رحيل الاخت والام مارلين، بأعتبارها فجيعة حلّت على قلوبنا جميعا وقلب كل مهاجرحمله سيل المعارك ليشارك سفرتها المفتوحة في زمن الاغتراب والمحن بأنتظام. نسأل الله أن يعينكم على الصبر والسلوان، و يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته.

بقلم/ أوشــانا نيســان
28 /maj/ 2022

19

ولاء المثقف لثقافة الحزب والتحزيب ينتقض من شرعية الولاء لقضية شعبه !!
أوشــانا نيســان
اتخذت الكتابة متنفسا لاستنشق حريتي في التعبير والنقد البناء وتصحيح الاعوجاج في مسيرة شعبنا الابي، قبل دراستي لقسم وسائل الاعلام والاتصالات في السويد قبل ثلاثة عقود. وقتها قررت أن لا أدخر جهدا في المشاركة ضمن مسارالتصحيح ووضع الاليات اللازمة لتحويل صحوتنا الجديدة الى واقع ملموس. ولكن علينا جميعا أن نعترف، أن دعاة قضية شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المصيرية، مثلما حاولوا تجنب الوقوع في كل ما من شأنه أن يثير غضب الكّتاب الانتهازيين، بالقدر نفسه راهنوا علنا على نهج الحيادية في قضايا الشعب والوطن. ومن المنطلق هذا سنحاول اليوم تسليط الضوء على النتائج السلبية لتهورات البعض من القيادات العشائرية سابقا، واخفاقات المثقف الولائي ومسؤوليته في صناعة تراث من الفشل المتراكم.
قضيتنا من الوجهة التاريخية!! 
" من أسباب رفض الاستقلال الكامل للعراق، أنه لم يُعتبر بعد أنه يمتلك روح التسامح تلك التي جعلت من الممكن  دون أي تخوف ، وضع مصيرالأقليات العرقية والدينية الموجودة في الأراضي الممنوحة له، تحت حمايته، ألا بضمان حماية تلك الاقليات شرطا مسبقا ومدونا لآنهاء الانتداب"، دونت هذه الملاحظة رسميا ضمن ديباجة قرارعصبة الامم المرقم 54 عام 1932.
الواضح أنه رغم مرور أكثر من 100 عام على تشكيل الدولة العراقية، و90 عام على توصية عصبة الامم ومقرها بروكسل، فأن النخبة السياسية العراقية بشقيها السنيّة والشعية خلال أكثر من 100 عام خلت، بأشد الحاجة اليوم الى آلية سياسية "نزيهةّ" خاصة بحقوق الشعوب العراقية الأصلية وعلى راسها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق، وحقه في تقرير المصير وعدم التمييز والثقافة، كما ورد ذلك في حلقة الخبراء الدراسية الدولية بشأن وصول الشعوب الاصلية الى العدالة والحقوق بتاريخ 27 شباط -1 أذار 2013.
صحيح أن الحكومات العراقية بجميع مشاربها السياسية والمذهبية انتهكت فعلا، جميع القوانين الدولية والوطنية التي تتعامل مع الحقوق الإنسانية والسياسية للأقليات الاصيلة وعلى راسها، البند المثبت في الفصل الاول من قرارموافقة الجمعية العامة لعصبة الامم في استقلال العراق بتاريخ  3 تشرين الاول من عام 1932، بشرط قانوني مفروض جاء فيه:
 " الحفاظ على الحقوق الخاصة للطوائف الاشورية والكلدانية في العراق، حسب وصف دانيرج في عصبة الامم .. ذلك يعتبرشرطًا قانونيًا لظهورالأمة العراقية بعد انتهاء الانتداب عام 1932. لآن العراق أساسا لم يكن يمتلك السيادة ولا الارادة الحقيقية حتى بعد نيل ذلك الاستقلال المزعوم".
بمعنى آخر، أن جميع اجراءات الاستعمارالبريطاني وخططه البشعة ضمن سياسة  فرّق تسد مثلما ولدت منقوصة، بالقدر نفسه أستغلتها العقلية العشائرية والمذهبية المتخلفة لمعظم الشعوب العراقية، بهدف ضرب شعبنا الاشوري وابادته عن بكرة أبيه، ولا في سبيل ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية وفق التعددية. رغم أن " وجود الآشوريين في شمال العراق كان عاملاً هامًا في تحديد حدود العراق مع تركيا، اذ لولا الآشوريين ، فمن المشكوك فيه للغاية أن العراق كان سيحصل على ولاية الموصل بأكملها"، ورد النص في موافقة عصبة الامم عام 1932.
علما أن الهدف الشوفيني لمعظم العشائر العراقية، ما كان له أن يتحقق أيضا، لولا تصاعد النخوة والشهامة في رؤوس بعض وأؤكد "البعض" من المماليك الاشورية وفي مقدمتهم المرحوم ملك ياقو ملك أسماعيل. الامر الذي يمكن للقارئ الكريم أن يستنتجه من خلال قراءة  كتابه المعنون  "الاشوريون بين الحربين العالميتين"، وكيف جاءت مذبحة سميل عام 1933 نتيجة لخيانة الاكثرية من المجتمعين في مؤتمر" سرعمادية " بتاريخ 16/حزيران/1932، ومن ثم عصيان ملك ياقو ولجوءه الى سوريا أولا، ثم جريمة أبنه ديفيد الثانية، بعد أغتياله لقداسة البطريرك مار ايشاي شمعون في سان هوزيه بولاية كاليفورنيا بتاريخ 6 تشرين الثاني 1975. الاغتيال الذي وضع حدا لزعامة البطريرك الدنيوية نهائيا عام 1976.
علما أن مسألة غياب الصحافة الوطنية النزيهة داخل العراق عموما وغياب صحافة شعبنا الاشوري على وجه التحديد، الى جانب غياب دورالمثقف الاشوري «العضوي» حسب وصف المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي، تم تشويه حقيقة ما جرى ويجري في العراق حتى يومنا هذا..     
حاجة شعبنا الى صحوة سياسية وفكرية نزيهة!!
الحق يقال، أن شعبنا اليوم بحاجة ماسة الى أستحقاقات أكثر، ليس مجرد مقاعد برلمانية أو حتى حقائب وزارية، وأنما بحاجة الى صحوة سياسية وفكرية نزيهة، بموجبها يمكن لنا اعادة صياغة تجمع ثقافي ملتزم وفاعل، من شأنه ربط العمل الحزبي النزيه في الداخل ونقل صورة النضال الحقيقي الى بلدان الاغتراب بالشكل الصحيح. لآن التلكؤ الاستثنائي الذي رافق وبات يرافق تجمعاتنا السياسية والثقافية والفكرية بأنتظام ولاسيما بعد الهزائم والنكسات التي تتعرض لها المسيرة والمثقف، مصدره غياب صحافة الشعب واستشراء ظاهرة الشعورباليأس أزاء الوقائع والاحداث وخيبات الامل منذ قرون. وأن الاكثرية من أبناء شعبنا وعلى راسها النخبة المثقفة في الاغتراب، باتت تعيش واقعا أكثرغرابة مما ينسجه خيال معتوه. بحيث سالت نفسي مرارا، أي سقوط مذهل ذاك الذي يقود مثقفا رزيناً ليصبح داعية أو مثقف ولائي لقيادي متهم أساسا، طبقا لما ذكره ديستوفسكي في رواية "الاخوة كرامازوف"،" أن البشر لا يريدون الحرية ولا يرحبون بمن سيقودهم الى الحرية".
وعن جدلية الخلاف بين السياسي والمثقف العضوي، فأنها شكلّت خللا كبيرا ضمن مسيرة نضالنا السياسي،لآن المثقف العضوي هو المرشح لردم الهوة الفاصلة بين جميع شرائح المجتمع. وأن مهمة المثقف النقدي الرصين، تبقى ضمن الرقابة ورفض الاستبداد السياسي أونهج التحّزب بقدر ما يتعلق الامر بنضال شعبنا في الوطن، بدلا من السكوت والولاء من أجل تأمين المكاسب الشخصية!!
فالثقافة طبقا لمداخلة ألياس خوري في مؤتمر مؤسسة الدراسات الفلسطينية، تستطيع أن تحمل المجتمع وتحميه من السقوط.. وميزخوري بين مثقف البترو دولار والمثقف المنحني والخائف، وجلهم ساهم في صناعة ثقافة الحضيض التي جسدت اختلاط الأصوليات والاستبداد وعلاقات التبعية معا..ثم ميز خوري بين مثقف البترو دولار، والمثقف الحر العضوي النقدي والمستقل الذي يضطلع بدور سياسي واجتماعي وينتج ثقافة تحرر مستقلة. وحذر من مغبة انعزال المثقف النقدي داخل بيئة أكاديمية بعيدا عن قضايا شعبه. بعدما رأى أنه يستطيع الحضور والتدخل عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح مستويات مختلفة من التأثير في الحراكات الاجتماعية.
وفي الختام يمكن التأكيد على النقاط المشتركة التي جمعت العراقيين قبل الصحوة وبعدها:

- جاء قرارألغاء الهيمنة ضمن مؤسساتنا الروحية والدنيوية بنتائج عكسية وسلبية، بعدما شجع ظاهرة التفرد بالسلطات السياسية - الحزبية وحتى العشائرية، لآن القرار ورد أساسا ضمن أطار مخطط مشبوه ودخيل. الى جانب غلق ملف نضالنا القومي - الوطني داخل وطن الاباء والاجداد لآكثر من نصف قرن متواصل
- أغتيال صحوة الفكرالقومي "النزيه" قبل ولادته، من خلال زرع ثقافة الكراهية والتحزيب، وبالتالي ربط هوية الثقافة والمثقف بمجموعات من الانتهازيين وسماسرة الاحزاب والثقافة. بحيث أصبحت المرحلة تاريخية  من حيث رموزها من المثقفين الولائين بأمتياز، مهمتهم مراقبة  العلاقة المتحركة بين الحزب والشعب حسب رؤيتهم الولاءية وليس حسب رؤية المثقف العضوي والمنحاز لشعبه. لآن المثقف في بلادنا عقل بلا سلطة حسب وصف كاتب عربي، في مواجهة سلطة بلا عقل!! ذلك نتيجة لحرص المثقف الولائي على تشجيع القيادات الحزبية المشبوهة، رغم استقوائها بالاجنبي، بدلا من تشجيع القيادات الفاعلة والنزيهة داخل الوطن. حيث ظل المثقف الولائي يجتهد بأنتظام ويقيم المحاضرات والندوات بهدف تشويه صورة بعض الاحزاب وقياداتها، بذلك تنامت ظاهرة اعتذارالقلة القليلة الباقية من مؤيدي بقية الاحزاب المنافسة وقياداتها في ساحات النصال.



20


التلاحم الشعبي الاشوري بين الداخل والخارج السبيل الوحيد لآستعادة الوطن!!
أوشــانا نيســان
هل تفلح قضية "بادرش" في غلق ملف التجاوزات التي أستمرت منذ عقود بين الشعبين الجارين والحليفين التاريخيين الاشوري والكوردي، بعد أطلاق سراح مختار قرية بادرش السيد زيا ميناس والناشط الاشوري جيمس البازي صباح يوم الخميس المصادف 12 مايو/أيار الجاري؟ وبالتالي هل تفلح تعقيدات المسألة هذه، في خلق المناخ الملائم لتبلورالفكرالإصلاحي الفعّال في دستور الاقليم والعراق، بهدف تفعيل أستراتيجية الحواروالتفاهم الجدي في سبيل تحقيق مبدأ التعايش والتآخي وبالتالي وضع حد قانوني ودستوري للتجاوزات التي حصلت وتحصل بين الشعبين الجارين نهائيا؟
حيث يعرف المتابع أنه في كل مرة حدثت فيها، أو تحدث حالة من التجاوزات على الاراضي وممتلكات شعبنا الاشوري، فأنها حدثت طبقا لشهادات مزوّرة وصياغات كاذبة ومختلقة أساسا، وأخرها المستندات المزوّرة التي قدمت في مسألة بادرش بهدف سلب الارض والاستيلاء على القرية نهائيا. رغم أن الفلاح الكوردي يعرف قبل الفلاح الاشوري، أن قانون الاصلاح الزراعي رقم (30) الذي اصبح نافذ المفعول ابتداءً من 30 أيلول 1958، هو أول وأخر قانون صدر في دولة العراق، ثم تبعه قانون الاصلاح الزراعي رقم 117 لسنة 1970، بهدف تثبيت الملكية في الاراضي الزراعية.
" أن الهجمة الموجهة ضد قرية بادرش نظمت بالاتفاق مع مجموعة من المسؤولين الاداريين في منطقة سرسنك، رغم ان الاشوريين سكنوا القرية منذ أكثر من 102 عام متواصل. ذلك من خلال تنظيم مجموعة من الاوراق المزورة، رغم أن مجرد أصدار هذه الوثائق المزورة وفي هذه المرحلة بالذات، تعتبرمسألة مخالفة لسندات الطابو الحكومية والمحاكم العراقية. بالاضافة الى ذلك، جرى هذا الهجوم المفاجئ على أهالي القرية مساء الامس بحضور مدير شرطة سرسنك، وعلى نفس أسلوب البعثيين. أي قبل الحصول على قرار صادر من جهة قضائية مختصة "، يؤكد الرفيق عامر حزيران مسؤول فرع دهوك لحزب بيت نهرين الديمقراطي في مقابلة مع فضائية كوردستان - نيوزبتاريخ 11مايو/أيار الجاري.
علما أنه ورد في المادة (15) من دستور جمهورية العراق لسنة 2005 نص ما ورد أدناه:
 ( لكل فرد الحق في الحياة والامن والحرية, ولا يجوز الحرمان من هذه الحقوق او تقييدها الا وفقا للقانون وبناءا على قرار صادر من جهة قضائية مختصة )، أنتهى الاقتباس.
وفي الختام، نبتهل الى الرب أن نفلح معا في تصحيح المسيرة وتعميق قواعد العيش المشترك بين الشعبين الجارين الاشوري والكوردي، بهدف ترسيخ دعائم العدالة والتجربة الديمقراطية في عقلية الصفوة ومواطني الاقليم من دون تمييز.  حيث التاريخ أثبت أن معظم الناس لا يهمهم من يحكم ومن يقرر، بقدر ما يهمهم كيف يحكم. وأن الاغلبية الحاكمة لا تملك دستوريا وفق مبادئ الديمقراطية النزيهة، أي حق في نكران حقوق الاقلية وتحديدا حقوق مكون عرقي تاريخي اصيل كالشعب الاشوري الذي بنى أول حضارة انسانية على وجه التاريخ. وأن الشعوب التي عانت من الاستبداد والفساد والاضطهاد وهدرالاموال وعلى رأسها الشعب الكوردي المضطهد تاريخيا، عليها اليوم أن تراهن على الدستوروالسلطات التنفيذية القوية، بدلا من الخضوع الى منطق غدر القوي بالضعيف كما حدث في الماضي البعيد.








21


يا ربّ أستجب لصلوات بطاركة كنيسة المشرق من أجل التوحيد!!
أوشـــــانا نيســـان
 "قوتنا كمسيحيين، تلاميذ المسيح هي في الوحدة والتماسك، وإذا التزمنا بإيمان آبائنا في قلوبنا، فستكون الكنيسة واحدة وقوية، بالرغم من تنوعها"، تصلي الكنيسة الكلدانية من أجل نجاح مساعي الوحدة بين حرم كنيستي المشرق الاشورية وكنيسة المشرق القديمة في شيكاغو/الولايات المتحدة الامريكية في التاسع من الشهر الجاري.
" صلّوا من أجلنا لنستطيع اعادة كنيسة المشرق الى مجدها"، يردّ غبطة المطران مار ياقو دانيل مطران الكنيسة الشرقية القديمة لابرشية استراليا ونيوزيلند، على دعوة قداسة البطريرك ماراوا الثالث بهدف توحيد صفوف كنيسة المشرق. باعتبار مطلب توحيد حرم كنيسة المشرق مطلب كنسي رغم تأخره كثيرا، لاسباب معظمها لا تتعلق بطقوس الكنيسة تماما كما جاء في جوهر دعوة قداسة البطريرك بقوله، " في التاسع من أيار القادم سنجتمع في مدينة شيكاغو، نحن ككنيسة المشرق الاشورية مع الكنيسة الشرقية القديمة، وذلك لحل كل المعظلات التي بيننا من أجل توحيد كنيسة المشرق".
حيث يعرف المتابع، أن زعماء كنيسة المشرق الاشورية وعلى رأسهم مثلث الرحمات مار دنخا الرابع، أستجاب لشروط التوحيد وعمل الكثير في سبيل تسهيل مهمة الوحدة قبل فوات الاوان، طبقا لقول سيدنا المسيح " مـَن لا يَجمعُ معي فهو يُفَرِق.. لوقا 11 : 23"، ذلك من خلال:
 - ألغاء نظام التوريث البطريركي أو نظام ناطر كورسيا - حارس الكرسي داخل كنيسة المشرق الاشورية، حيث أبتدأ نظام التوريث من البطريرك طيمثاوس الثاني (1317-1332)، وأنتهاء بالبطريرك مار ايشاي شمعون (1920-1975)،أي بعد اغتياله من قبل (ديفيد ملك ياقو ملك إسماعيل) أمام منزله في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 1975، ثم تنصيب ماردنخا الرابع بطريركا على كرسي الرسولي ساليق قطيسفون 
 - الاعتراف بقدسية جميع الرسامات الاسقفية والكهنوتية التي جرت وتجري ضمن حرم كنيسة المشرق القديمة
معلوم أن قرار قداسة البطريرك ماراوا الثالث جاء في وقت يواجه فيه شعبنا الاشوري قبل كنائسه المقدسة، مخاطروتحديات جديّة بعد تفاقم تطرف الاسلام السياسي في الشرق، ودعواته العلنية بهدف أنهاء وجودنا الاشوري /المسيحي في وطن الاباء والاجداد، ولكن دعوة قداسته هذه أن دلّت على شئ فأنها تدل بحق، على أن كنيستنا ما زالت كنيسة مستقلة ولها أرادتها وقرارها في مهد المسيحية.
اليوم وبعد مرور 58 عام على انقسام كنيسة المشرق على ذاتها، تتجه جميع الانظار الى الاجتماع المزمع عقده بين زعماء الكنيستين في شيكاغو يوم الاثنين المصادف 9 مايو/أيار الحالي. نرفع صلواتنا ودعائنا اليك يا ربّ ونطلب بركاتك، أن تنجح جهود وسعي زعماء الكنيسة نحو الوحدة المؤملة من جديد. لآن الوحدة هذه من شأنها أن تكون حجر الزاوية لاستعادة الوحدة المفقودة بين جميع كنائس المشرق بما فيها الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. علما أن غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو نفسه، كتب ونشر مرارا حول ضرورة توحيد كنيسة المشرق.
حيث يخبرنا التاريخ عن الوحدة التي كانت تربط بين جميع مؤمني كنيسة المشرق وحتى عام 1553 أو حتي بدايات قرن التاسع عشر. والمعلوم أن كنيسة المسيح كنيسة واحدة، وأيمان لا يقبل التشكيك وراسخ في قلوب المؤمنين. أما الطوائف والتسميات المذهبية ما هي ألا نتاج تدخلات بشرية نتيجتها هذا الانقسام والتشرذم الموجود على الارض، عليه يسعى المؤمنون عموما ومؤمني كنيسة المشرق على وجه التحديد، الى الوحدة والتجانس مرة أخرى. ولا سيما والوطن بات يترنح بعد سنوات من فقدان الهوية والتغييرات التي باتت تعصف به من دون رحمة. ومن الزاوية هذه يمكن تقييم عودة كرسي البطريركية الى موقعها الأساسي والاصيل بجانب كنيسة كوخي أول كرسي لكنيسة المشرق، باعتبارها ثالث كنيسة وجدت على وجه الأرض بعد كنيسة أورشليم وأنطاكية..



22



نصلي لنجاح دعوة قداسة البطريرك ماراوا الثالث روئيل بهدف أعادة مجد كنيسة المشرق!!
أوشانا نيسان
" في التاسع من أيارالقادم سنجتمع في مدينة شيكاغو، نحن ككنيسة المشرق الاشورية مع الكنيسة الشرقية القديمة، وذلك لحل كل المعظلات التي بيننا من أجل توحيد كنيسة المشرق". نص دعوة قداسة البطريرك مار آوا الثالث رويل في رسالته المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد مجرد شهور من تنصيب قداسته بطريركا على كرسي سلوقيا - قطيسفون بتاريخ 13 سبتمبر 2021. حيث جاءت رسالة قداسة بطريرك كنيسة المشرق في سياق قول سيدنا المسيح:
" أيها الآب القدوس ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني" (يو 21:17).
وبعد أيام من نشرالرسالة الوحدوية أعلاه لقداسة البطريرك ماراوا روئيل ، نشرغبطة مار ياقو دانيل مطران الكنيسة الشرقية القديمة لابرشية استراليا ونيوزيلند نص الرسالة المدرجة أدناه:
"صلّوا من أجلنا لنستطيع اعادة كنيسة المشرق الى مجدها". جوهر الرسالتين المدونتين أعلاه هو مطلب كنسي مسيحي قبل أن يكون مطلب جماهيري شرق المعمورة وغربها.
علما أن المتابع لتاريخ كنيسة المشرق العريقة يعرف جيدا، أن كنيسة المشرق الاشورية الحالية، هي أمتداد حقيقي لكنيسة المشرق منذ تأسيسها على يد رسل المسيح، مار توما الرسول ومار بطرس الرسول، وكل من مارأدي ومار ماري فجر القرن الاول الميلادي. بعدما تم تشيّد كنيسة كوخي الاثرية جنوب غرب بغداد العاصمة، بأعتبارها ثالث كنيسة وجدت على وجه المعمورة بعد كنيستي أورشليم وأنطاكيا، ومركزا للتبشير بالمسيحية في بلاد ما بين النهرين. لذلك فأن مسألة توحيد حرم الكنيستين الاشوريتين، كان ولايزال أحد الاحلام المؤجلة لدى المؤمنين الاشوريين الحالمين بوحدة الكنيستين، سواء كان ذلك لاهداف تتعلق بأيماننا الكنسي بأعتبار شعبنا أول شعب أعتنق المسيحية أولآهداف قومية تتعلق بضرورة توحيد البيت الاشوري وهو يخرج لتوه من أسوأ مراحله التاريخية المظلمة وهو على أرض الاباء والاجداد فجر القرن 21.
وبالعودة الى جوهررسالة قداسة البطريرك ماراوا روئيل وجواب غبطة مار ياقو دانيل مطران الكنيسة الشرقية القديمة نؤكد، أن الاكثرية من المؤمنين الاشوريين في الكنيستين مثلما ليسوا على دراية كاملة بما حدث قبل 58 عام من الخلافات والصراعات التي أدت الى الانشقاق وتصّدع في  حرم كنيسة المشرق وتقسيمها الى كنيستين، بالقدر نفسه ولربما أكثريتمنى الجميع بالاسراع في خلق الثقة المتبادلة بين الطرفين وتيسير تنفيذ قرارتوحيد حرم الكنيستين اليوم قبل الغد. حيث على المؤمن الاشوري أن يعرف جيدا، أن قداسة البطريرك ماراوا الثالث روئيل يترك جميع أبواب الحوار والتواصل مشرعة على مصراعيها من خلال تأكيده على، " حل كل المعظلات التي بيننا من أجل توحيد كنيسة المشرق"، كما يذكر في رسالته أعلاه. 
هذا بقدر ما يتعلق بكنيسة المشرق بشقيها الاشوري والقديم، بأعتبار الخطوة وفي حال نجاحها بعون لله، خطوة في الطريق الصحيح نحو بلورة أستراتيجية وحدوية تتسم بملامح ورؤى وحدوية صادقة لتوحيد جميع كنائس الله بهدف اعادة مجد كنيسة المشرق من جديد. لآن الكنائس العراقية تحديدا وعلى رأسها كنيسة المشرق، كانت قبلة جميع مسيحيي وادي الرافدين على أختلاف مذاهبهم وتسمياتهم خلال أكثر من 1553 عام متواصل.أما بقدر ما يتعلق بالكنائس العراقية الاخرى وعلى رأسها الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، فأن قداسة البطريرك ماراوا الثالث روئيل أشارضمن رسالة جوابية ردأً على التهنئة التي أرسلها غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو بمناسبة التنصيب يوم 13 أيلول 2021 هذا نصها:
- أشكر الله على أن كنيستينا تتمتعان بعلاقات أخوية متماسكة، وبإمكاننا العمل معاً لتحسين هذه العلاقات من أجل الصالح العام لرعايانا..إن التحديات التي تواجه جميع الكنائس المسيحية في الشرق الأوسط عموماً، وفي العراق على وجه الخصوص عديدة. لذا فمن المهم جداً أن تتعاون جميع الكنائس الموجودة على هذه الأرض التي باركها رسل ربنا يسوع المسيح القديسون (مار توما أحد الاثني عشر، وكل من مار أداي ومار ماري، من الاثنين والسبعين) بروح أخوية منسجمةّ..من جانبنا، نعاهدكم أن نكون أخاً وشريكاً من أجل خير المسيحية ووجودها في هذا البلد"، أنتهى الاقتباس. علما أن غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، كتب ونشر أيضا العديد من الطروحات الخاصة بضرورة توحيد كنيسة المشرق.
وفي الختام، نصلي الى الرب أن ينجح هذا المشروع الوحدوي بين الكنيستين كنيسة المشرق الاشورية والكنيسة الشرقية القديمة، لعل الوحدة هذه ستكون:
- نموذجا للبدء في توحيد مفردات الخطاب السياسي - الشعبي لجميع التنظيمات السياسية التابعة لآبناء شعبنا الاشوري داخل الوطن وخارجه. فالمرجعية الكنسية والشعبية الاشورية لبطريرك كنيسة المشرق، نجحت ولقرون في تحدي جميع الصعاب والتحديات التي واجهت الامة في سبيل أنقاذ وجود وهوية شعبنا الاشوري وتحقيق تطلعاته القومية والانسانية على حد سواء، رغم التضحيات الجسسيمة وقوافل الشهداء التي قدمتها زعامة كنيسة المشرق
- قد تكون سببا في غلق ملف الهجرة وقرار ترك وطن الاباء والاجداد ولاسيما بعد تصاعد وتيرة الهجرة نحو بلدان الغرب منذ عام 2003. ولربما ستكون المرجعية هذه بارقة أمل في قلوب المتشبثين بثرى الاباء والاجداد في وادي الرافدين، ودعوة صادقة من المرجعية الكنسية في رفع شعار الهجرة المعاكسة والعودة الى الوطن. حيث يعتبرأصرار قداسة البطريرك ماراوا الثالث روئيل في العودة الى أرض الوطن نهائيا، رغم ولادته في مدينة شيكاغو الامريكية وحصوله على شهادة الدكتوراه عام 2007، دليلا على حسّ الانتماء إلى الوطن والولاء لهموم وألام ومشاكل شعبه العراقي عموما وشعبه الاشوري على وجه التحديد
- وفي الختام نتمنى أن تكون الدعوة الثانية لقداسة البطريرك ماراوا الثالث روئيل، دعوة طوعية للحوار والنقاش من مرجعيتنا النزيهة، موجهة الى جميع القيادات السياسية للاحزاب والمراكز الفكرية والثقافية التابعة لشعبنا الاشوري ، في سبيل العمل على توحيد بنود أجندة الخطاب القومي الاشوري قبل فوات الاوان، وشكرا.
   


23
دعوة البطريرك مار آوا الثالث تعتبر حجر الزاوية لتجاوز الانقسام في الكنائس !!
أوشــانا نيســان
في ظل هده الظروف العصيبة التي يعيشها العراق الجديد منذ عام 2003، والتحديات المصيرية التي تخيّم على سماء كنائسنا ومؤمنيها، وأستجابة لليوم الاخير من أسبوع الصلاة من أجل وحدة مسيحيي العالم عموما والعراق على وجه التحديد، نجح قداسة البطريرك مارآوا الثالث بعد مجرد (134) يوم من تنصيبه بطريركا على كرسي كنيسة كوخي التاريخية، وبفضل ربنا في دعوة جمع غفيرمن رجال ديننا المسيحي وعلى أختلاف مذاهبهم في تحويل اليوم الاخير من أسبوع الصلاة من أجل وحدة مسيحيي العالم، الى رؤية واضحة للتوجه نحو توحيد كنائسنا، أنطلاقا من تحت قبة كنيسة المشرق الاشورية داخل الوطن، بتاريخ 25 كانون الثاني 2022.
مسألة توحيد مذابح كنائسنا المسيحية في العراق، كانت ولايزال أمنية معلقة على جدران العقل الباطني الذي مازال يعشعش في مخيلة كل مواطن مسيحي مؤمن برسالة سيدنا المسيح "الوحدوية" منذ دخول المسيحية الى وادي الرافدين قبل 2022 عام ولحد الان. لآن المسيح نفسه أكد بقوله "ليكون الجميع واحدا، كما انك أنت أيها الاب فيّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضا واحدا فينا، ليؤمن العالم أنك أرسلتني ( يوحنا 17:21) ".
حقا أن الروح القدس يعد جزءا أو ركنا أساسيا في حياة كل مسيحي مؤمن برسالة سيدنا المسيح، فكيف الامر بسلطة رجل دين بحجم بطريرك لآقدم كنيسة مشرقية. حيث منح المسيح مؤمنيه الروح القدس، ليمكث في روح المؤمن وعقله وبالتالي يرشده تجاه الطريق الصحيح "لآن محبة الله أنسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطي لنا (رومية 5:5)". ومن جوهرالحقيقة هذه يمكن القول، أن أمنية توحيد مذابح كنائسنا قد تكون صعبة المنال ونحن نعيش في عالم معقد عنوانه، طغيان المادة على القيم،والصراع على الزعامة ولكن السّرأيضا يكمن في الثقة بالله والاستعداد للازمة. فالبطريرك مارآوا الثالث حفظه الله، لاتربكه معاييرالعالم الخاطئ الذي نعيش فيه، وكأنه جاء ورفع راية العودة منط البداية، لوقف ظاهرة تراجع دقات نواقيس الكنائس والوجود المسيحي في مهد المسيحية في الشرق. ولربما قرر قداسته منذ اليوم الاول من تنصيبه بطريركا، أن يعمل بما قاله بولس الى أهل كولوسي" أهتموا بما فوق لا بما على الارض".
صحيح أن قداسة البطريرك مارآوا الثالث بأعتباره زعيما جديدا لكنيسة المشرق الاشورية في العراق والعالم، لم يتأخريوما في التضرع الى الله من أجل وحدة مسيحيي العالم، ولكن بأعتقادي وأكرر بأعتقادي الشخصي، أن مجرد أستجابة بقية زعماء الكنائس المسيحية في العراق وحضورهم جنبا الى جنب قداسته، كان يمكن للدعوة تلك أن تكون بمثابة مرجع نهائي يستمد منه مسيحي العراق وحدتهم الكنسية والمذهبية بعد أنشقاق دام قرون. رغم أن المتابع يعرف جيدا، أن الانقسام الكنسي المزمن، أتخذ أبعادا وجروح عميقة بين الشرق والغرب. بعدما حول  "البعض" من زعماء الكنائس، ظاهرة الانقسام الى واقع مربك ومشابه للصراعات الحزبية والايديولوجية التي باتت تعصف بقوانا وقدراتنا القومية والفكرية من أجل الفوز بكرسي الزعامة.
 أذ على سبيل المثال لا الحصر، يذكر غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، نفس الدعوات ولربما أكثر ، خلال اليوم الاخير من أسبوع الصلاة من أجل وحدة مسيحيي العالم ولكن في الكاتدرائية البطريركية الكلدانية مار يوسف في بغداد، حيث ذكر:
" تصلي الكنائس المختلفة من أجل الوحدة كل عام لمدة أسبوع ، لكي ينير الرب درب رؤساء الكنائس ويلطف قلبهم للتقارب وتوحيد الخطاب والمواقف كفريق واحد، أمام التحديات التي تواجهها كنائس العالم وكنائسنا في الشرق المتوسط بشكل خاص، فالمخاطر هنا وجودية مقلقة..ويضيف الكاردينال.. الوحدة تتطلب من جميع الكنائس التوبة والتجدد والاحترام وأن يرى كل واحد في وجه كنيسة الاخر وجه الكنيسة الواحدة في الجوهر، وأن يسعى للبلوغ الى كمال الشراكة. علينا أدراك أبعاد الوحدة ومستلزماتها حتى يشعر كل طرف بمضامينها فيكون هاجس الوحدة جزءا أساسيا من وعينا الايماني وسلوكنا الشخصي والكنسي"، أنتهى الاقتباس.
حقا أن مضمون دعوة الكاردينال ساكو، هي أيضا رسالة للتوبة والتجدد والاحترام كما جاء في دعوته، ولكن وللحق يقال، أن نهج الاحترام والخشوع الذي ساد فوق رؤوس جميع رجال ديننا المسيحي تحت سقف كنيستنا المقدسة في أربيل بتاريخ 25 كانون الثاني 2022، أن دلّ الخشوع على شئ فأنه يدل علنا على، أن بذورالخلاف والانقسام الكنسي يكمن في الزعامة الكنسية وليس بين مؤمني كنائسنا في العراق. تماما مثل الجرح الكنسي الذي وضع غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكوأصبعه عليه بقوله:
" تصلي الكنائس المختلفة من أجل الوحدة كل عام لمدة أسبوع ، لكي ينير الرب درب رؤساء الكنائس ويلطف قلبهم للتقارب"، أنتهى الاقتباس. 
وفي الختام، نصلي على نيّة كل من يقوم  بمبادرات جديدة للوحدة والسلام، حتى لو كانت مبادرة فردية كما أعد لها قداسة البطريرك مارآوا الثالث بكل أمانة ونزاهة. حيث يكفي هذا الانقسام الكنسي أو المذهبي الذي نتج عنه أنقسام أجتماعي وشعبي عميق في صفوف هذه الامة التي ظلت مهمشة على ثرى أباءها وأجدادها. وفي النهاية نختم موضوعنا بقول الفيلسوف ليو تولستوي:
" بدأت أُدرِك أن الأجوبة التي يقدمها الإيمان تحتوي على أنقى ينابيع الحكمة البشرية، وأنه لا يجوز لي أن أرفضها لمجرد تمرد العقل عليها، فهي وحدها الكفيلة بحل قضية الحياة".
 



24
هل تفلح الثقافة السريانية في دمج الثنائية العرقية والمذهبية في لبنان الجديد؟؟
     
أوشـانا نيسـان
- أنا شخص عندي هويات وانتماءات متنوعة تجاه الاخر. أنا تجاه التركي عربي وتجاه الايراني عربي بقبل هذا الكلام. ولكن أنا قوميا ما بقبل كوني عربي بالانصهاروبالقوة. أنا عندي خصوصيتي التاريخية واللغوية والاثنية. أنا لبناني كامل الاندماج وسرياني كامل الاندماج ومسيحي مشرقي كامل الاندماج وانسان بكل تنوع الانسان بالعالم وعربي بكل معنى العروبة.هذا اذا وجدت عروبة حضرية لا تنكلني ولا تصهرني وما عندي اي أشكالية، يقول الناشط والقيادي السرياني حبيب أفرام في مقابلة تلفزيونية، ردا على سؤال، هل حضرتك كناشط سياسي- سرياني مهم تعتبر نفسك عربي؟
في البداية أستميح الناشط السرياني حبيب أفرام عذرا، لآنحرافي عن صيغة الخطابات الروتينية والجمل التقليدية، لكي أتطرق الى بعض النقاط المؤلمة التي مسّت وتمسّ جوهرالنظام السياسي اللبناني ومستقبله على الاقل في العقود الاخيرة. فالخطأ الاكبربأعتقادي الذي حوّل لبنان من أول دولة ديمقراطية وعادلة من بين جميع بلدان الشرق الاوسط، يكمن في شغف بعض مثقفي الموارنة في تعريب ثقافتهم السريانية العريقة، بعدما أرتضوا أن يكونوا رواد اللغة العربية ولا لغتهم الاصلية.  تماما مثلما يناقش المؤرخ الماروني موضوع عروبة لبنان في كتابه المعنون " المارونية في أمسها وغدها "، ص 99  حيث يكتب "إن لم يكن الموارنة عربًا بالعرق، فهم حكمًا عرب بالثقافة، وبما قدموه للثقافة العربية". والغريب في الامر، أن الدولة اللبنانية فشلت منذ تأسيسها في تقديم الاليات الحقيقية التي تساهم في تعزيز التعايش الثقافي والاجتماعي المبني على تاريخ لبنان الاصيل. فالثقافة العربية التي حلتّ محل الثقافة السريانية، فشلت في تكريس الامن الثقافي المسؤول عن خلق هوية الانتماء للثقافة اللبنانية وخارطتها السياسية.
حيث يذكرنا التاريخ، أن لغة الكنيسة المارونية وثقافتها كانت سريانية لحين انتقال الكرسي البطريركي الى منطقة بكركي في لبنان عام 1823، وتعني كلمة بكركي بالعربية" مكان حفظ الوثائق والكتب". بمعنى أخر كانت الهوية الفينيقية - المارونية واضحة وترسخت قوائمها في ليتورجية الكنائس اللبنانية  قبل تأسيس الدولة اللبنانية ب 120 عام. ولكن بتراجع اللغة السريانية وثقافتها منتصف القرن التاسع عشر، تراجع الانتماء الحقيقي للارض بعدما خلقت الهوية اللبنانية أزمة في العقل السياسي الماروني.     
" ماذا ينفعنا كمسيحيين لو ربحنا كل عواصم العالم وخسرنا بيروت والقامشلي وبغداد واور، وعنكاوا وغيرها"، يقول رئيس الرابطة السريانية في لبنان في مقابلة مع الصحفية ليلى كوركيس بتاريخ 25 تشرين الاول 2009. هذه الاجابة التي أدهشتني كثيرا بالمقارنة مع أجابات القيادي السرياني القديرحبيب أفرام أعلاه بعد مرورمجرد 12 عام على المقابلة الاولى. ولربما يقصد ذلك، في حال "وجود عروبة حضرية لا تنكلني ولا تصهرني"، كما يؤكد. ولكن الواقع يقول عكس ذلك تماما. لآن الهوية حسب وصف السيد حبيب أفرام نفسه في مقابلته مع الصحفية ليلى كوركيس،" الهوية خلق دائم فكلما سعينا اليها أدركنا أنها بحاجة أكثر وأكثر الى خلق وإعادة خلق.. ويضيف، لن نكتفي بالبكاء على أطلال ما أعطينا في السابق. نحن أبناء التحدي، أبناء الشرق وسنربح رهان البقاء". أنتهى الاقتباس.
" اعادة انتاج شرق متنوع ومتعدد فيه كرامة كل انسان وكل جماعة"، يؤكد السيد حبيب أفرام في مقابلته أعلاه. صحيح أن الأمنية هذه تأتي على رأس قائمة الأمنيات التي تتمناها جميع الشعوب المهمشة والمكونات المسحوقة في بلدان الشرق الاوسط، ولكن السؤال:
 هل تحققت هده الامنية رغم مرور أكثر من 100 عام على الشرق؟ لذلك يفترض بالمواطن الاقلوي الذي راهن على أمنيات أثبت الدهر فشلها، المراهنة من جديد على مشاريع سياسية وواقعية أكثر وفي مقدمتها:
 ضرورة أعادة صياغة العلاقات التاريخية، العرقية، المذهبية وو، بين جميع مسيحيي بلدان الشرق الاوسط " أبناء العم". فللموارنة خبرة سياسية في ترسيخ دعائم الدولة والدستوريشهد لهم العالم كله. وللاشوريين حضارة عالمية عريقة تشهد لها كتب التاريخ. وللكلدان حضورمادي متميز تشهد لهم الزيارة التاريخية الاولى التي قام بها البابا فرانسيس الى مدينة أورالاثرية بداية شهر أذار/ 2021. وللسريان أيضا لغة وثقافة يمكن اعادة بناءها وعولمتها بالشكل المطلوب. هذه الحقيقة التي نطقها الرئيس اللبناني الشهيد " بشير الجميل" قبل وقوعه في شرك مؤامرة الاغتيال بتاريخ 14 سبتمبر 1982،وهو يخطب بين زملاءه من أعضاء في حزب الكتائب في معقلهم بالاشرفية. حيث ذكر عددا من المحللين السياسين، أن الغرض من الحرب الاهلية في لبنان عام 1975، كان لآقتلاع المسيحيين من لبنان وبالتالي ايقاف تنامي وتصاعد الشعورالقومي والثقافي السرياني الجديد في لبنان. ولربما لهذه الاسباب ذكر الشهيد بشير الجميّل في خطابه:
" إننا سنتسريٓن"، أي انه سيعيد الموارنة خصوصاً واللبنانيين عموماً الى سريانيتهم.


25
عوائق التحول الديمقراطي في أداء أحزاب شعبنا!!
أوشــانا نيســان
أن الاوان لمعظم القيادات الحزبية لآحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، أن تعتبرنتائج الانتخابات البرلمانية بتاريخ 10 أكتوبر2021، بمثابة ساعة الصدمة المصممة لآيقاظها من نومها العميق. وأن الاحزاب السياسية بوسعها أن تعيد بناء نفسها ودعمها الجماهيري لتصير مستدامة، رغم توقعات العديد بضمنهم كاتب المقال، بقرب أنتهاء عهد الحزب السياسي، بوصفه اليوم الكيان الرئيسي للمشاركة والتمثيل في عملية التحول الديمقراطي المؤمل. صحيح أن شعبنا فقد قدرة الاحتجاجات الشعبية في أجبارقياداته الحزبية على رفض نهج المراهنة على دور الاكثريتين العربية والكوردية، ولكن القيادات نفسها مجبرة أيضا، على أعادة النظر في سياق نهجها الحزبي المعقد جدا، بهدف خلق بوادر ايجابية لمواجهة التحديات والازمات العاصفة بالعملية السياسية العراقية برمتها.
ومن الزاوية هذه نؤكد، أن عددا من القيادات الحزبية الملوثة سياسيا، تبالغ كثيرا في نقدها للعقل أو الوعي الجمعي لآبناء شعبنا المغلوب على أمره. ذلك من خلال أختزال أزمة مواقفهم المخجلة ضمن عبارة موجزة تليها "أزمة في الوعي السياسي للشعب". علما أن التهمة هذه تأتي على رأس محاولات ذلك القيادي الحزبي المغمور في حزبه، في قراءة الاحداث من خلال منظور فوقي لا يتعب نفسه في تسليط الضوء على خلفيات وأبعاد الازمة للعثور على الحلول الواقعية.   
ومن المفارقات التي تنسف الفرضيات المتداولة حول ملف النصرّ أوالانجازات التي حققتها بعض الاحزاب السياسية التابعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، يمكن القول علنا:
 أن الاحزاب نفسها تفتقر الى القدرة على أن تحكم نفسها أو حتى مسارها السياسي على المدى البعيد. والسبب بأعتقادي، هو غياب الثقافة السياسية لدى معظم القيادات التي تسهم أسهاما مباشرا في بناء الوعي السياسي للحزبي المثقف، وتعّزز مفاهيمه للتوجه وعن قناعة نحو تعميق جذوراللعبة الديمقراطية في سبيل تغيير المشهد السياسي المهلهل منذ عقود.
حيث الواضح أنه مثلما يعتبرالمشهد السياسي المتقلب ضمن العراق الجديد، هو نتاج النهج السياسي الذي أنتهجته معظم الاحزاب العراقية، بالقدر نفسه ولربما أكثر تعتبرظاهرة تراجع ثقة المواطن الاقلوي (الاشوري الكلداني السرياني) بدوروفعالية قياداته الحزبية، بأعتبارالفشل  صناعة حزبية بأمتياز. ولآجل فهم الاوهام التي تحجب الرؤية في عقول البشر كما يكتب المفكر الانكليزي "فرنسيس بيكون" في كتابه ( الاورغانون الجديد أو الوسيلة الجديدة لآكتساب المعرفة)، نجده يعتقد بوجود أربعة أنواع من الاوهام. الاوهام التي صنفها الكاتب العراقي أياد العنبر في مقال تحت عنوان ( أصنام السياسة في سجالات العراقيين) وعلى موقع "الحرة" بتاريخ 26 ديسمبر 2021، وعلى الشكل الاتي:   
1- أوهام القَبيلة، ويقصد أعتقاد الانسان بالمعتقدات الزائفة التي تغرسها القبيلة أو العِرق أو الجماعة، والتي تشكّل تفكيرَه ووعيه العام.
شخصيا أتفق مع المفكر الانكليزي فرنسيس بيكون وقدرته في تشخيص هذا الوهم القبلي الزائف وتداعياته. أذ على سبيل المثال لا الحصر، يبقى رئيس الحزب الرقم الاول، رئيسا مخضرما وماسكا لزمام السلطات مدى بقاءه على كرسي زعامة الحزب. واذا دفعته الظروف السياسية فجأة على التخلي عن سلطاته ولو لفترة قصيرة، سيختاروفق المعاييرالقبلية أوالمعتقدات القبلية التي تشكّل تفكيرَه ووعيه العام، حتى لو جاءت الفكرة على وحدة الحزب ومستقبله. وفي الحالة هذه سيبقى السكرتير العام أمام خيارين لا ثالث لهما. أما البدء بشراء ذمم وولاء القيادات المتمردة، أو فصل أن لم نقل طرد جميع رفاقه من المعارضين.
     2- وهم الكهف، حيث لِكلّ إنسان كهفه الخاص به الذي يقوم بعكس الضوء الذي يدخل إلى هذا الكهف ويحوّله إلى صورٍ بناءً على أفكاره وتجربته الشخصية التي تشكّلت في كهفهِ المعزول والمحدود، ومِن ثمَّ يتوهم أنها الحقيقة. في حين هو ظلٌّ لِلصورة وليس انعكاسا حقيقاً لها.
(وفي الحالة هذه تكتسب عقلية القيادي المنكفئ في كهفه على ذاته، أبعادا مشابهة لعقلية الجواسيس التي يشرف على تحركاتهم شخصيا. والسبب بأعتقادي، هو عدم مشاركة القيادات تلك ضمن الحوارات السياسية الكفيلة بتفعيل المشاركة السياسية للشباب وبالتالي تطوير أليات وقواعد اللعبة الديمقراطية. والدليل على صحة ما نذهب اليه، هو عمق الشرخ الفكري الفاصل بين الاحزاب السياسية عموما وبين الشرائح الشبابية والنخب المثقفة لابناء شعبنا).   
3-وهم السّوق ويتحدد بما يتداوله النّاس في توصيف شؤونهم العامة في الأسواق والمقاهي ومناطق تجمّعهم. وعلى أساسها يتم تشكيل الآراء والمعتقدات المغلوطة الناتجة، وينتج عنه تبادل كلمات ومصطلحات عامّة يتم تَبنّيها رغم زيفها، بعدما تستقر بالأذهان كمجموعة من المغالطات المشوّهة. ( يكتسب وهم السّوق أهمية زائدة لدى العديد من القيادات المتنفذة، بعدما بدأ يتوهم العديد من مؤيديه أنَّ شرعية زعامته جاءت مِن خلال الاقتناع بمفردات خطابه السياسي ومواقفه الفكرية التي يعبّر فيها عن نصره لطبقته الاجتماعية والطائفية. بذلك تحولت هذه الزعامات في السجالات السياسية إلى خطوط حمراء لا يمكن المساس برمزيتها ولا عنوانها، ويجب أن تكون هذه الزعامات خارج منطقة الانتقاد. رغم أصرارالقيادات تلك على رفض المشاركة ضمن جميع  المنابرالحوارات المعّدة لمناقشة واقع الامة وأيجاد الحلول الكفيلة بانقاذ مستقبلها ووجودها). 
 4- وهم المسرح، ويعني العوالم الزائفة والخيالية التي تشكلت بسبب تداول الأفكار المغلوطة التي شكّلتها النخبةُ والشخصيات ذات النفوذ والتأثير في المجتمع، ويتمّ تناقلها مِن دون تفكير. وهنا يتمّ تشبيه النّاس بالمتفرجين في عرضٍ مسرحي وهم يتلقّون تلك الأفكار مِن خشبة المسرح بصورةٍ زائفة بعيدة عن تجارب حياتهم الحقيقة.
( الدليل على أبتعاد القيادات تلك عن مشاغل الاكثرية وهمومها، هو غياب التخطيط الاستراتيجي  أوالطروحات السياسية البديلة، التي تمتلك رؤى وتطلعات حضارية، قد تتفق مع واقع المكونات وتطلعات الاقليات المضطهدة تاريخيا).
 لهذه الاسباب وغيرها تستدعي الضرورة أجراء مسح شامل وعميق للملفات القديمة، لعله يساعد القيادات الحزبية على تحديد مصادر القوة والخلل في منهاج الحزب، قبل التوجه نحو طرح البدائل والحلول النمطية الجاهزة. لآن وضع شعبنا الاشوري الكلداني السرياني، يختلف جذريا عن وضع جميع الشعوب والمكونات العرقية العراقية تماما.عليه نقترح:   
- أعادة تحديث منهاج الاحزاب وتصوراتها للواقع من خلال تخطيط استراتيجي يشمل جميع الآحزاب والتنظيمات السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، بحيث يتفق التحديث  مع تطورات العصرومتغيراته. هذه الاجراءات التي يفترض بها أن تشمل التغييرات التي فرضت نوعا من التغيير، ضمن السمات الديموغرافية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري منذ عام 2003، وبالتالي تفلح القيادات تلك في تقديم الحلول الملائمة لوقف التغييروالانقراض
- رفع الحظر المفروض عمدا على دورالنخبة المثقفة وتحديد وظائفها الاساسية بعيدا عن السلطة الحزبية الحمراء في عملية التغيير المؤملة. حيث يعرف المتابع غيرالحزبي، كيف تم تحويل وجود المثقف وتحديدا المثقف العضوي الحريص على حقوق شعبه ووطنه، الى مصدر تهديد وجب أبعاده عن مصادر القرارات المصيرية فورا     
- وقف أعتبار سياسة المشاركة في السلطات الحكومية أو الفوز بالمقاعد البرلمانية باي وسيلة في البرلمانين بغداد وأربيل، شرطا لنجاح سياسة هذا الحزب وقيادته المتنفذة وفشل الحزب الاخر. علما أن التاريخ أثبت، أن الانحراف هذا كان ولايزال سببا رئيسيا وراء تراجع ثقة المواطن الاقلوي بسياسات ونهج معظم القيادات الحزبية للمكونات وعلى رأسها أحزاب شعبنا
- رفض أعتبارالتاريخ النضالي في صفوف أحزاب الاكثريتين العربية والكوردية على حد سواء، شرطا أو شهادة لاعتبارالقيادي الحزبي المتعطش للسلطة، مناضلا حقيقيا. حيث يثبت المشهد السياسي والطائفي المذهبي السائد في العراق، دليلا على صحة ما نذهب أليه
- العودة الى حضن الشعب والقبول بأمكانياته والشعور بمعاناته واخفاقاته، ذلك من خلال ايجاد قانون انتخابي نزيه، يقتصرفيه الحق في انتخاب مقاعد الكوتا المخصصة لشعبنا المسيحي (الكلداني السرياني الاشوري) فقط، بهدف انتخاب من يمثلهم ضمن البرلمانين في بغداد وأربيل،وفق المادة (18) من أعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية رقم 61/295، المؤرخ في 13 سبتمبر 2007، وهذا نصها:
" للشعوب الأصلية الحق في المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمسائل التي تمس حقوقها من خلال ممثلين تختارهم هي بنفسها ووفقا لإجراءاتها الخاصة، وكذلك الحق في حفظ وتطوير مؤسساتها الأصلية الخاصة بها التي تقوم باتخاذ القرارات".


26

نينوى من عاصمة الحضارة الاشورية الى عاصمة الخلافة الاسلامية..لماذا!!
أوشــانا نيســان
"الموصل هي قلب تنظيم الدولة الإسلامية النابض، بل في واقع الأمر، تنظيم الدولة الإسلامية عراقي المنشأ. والحقيقة المأساوية هي أنه بات الكيان السياسي السني الرئيسي في العراق في الوقت الراهن".يقول مسؤول غربي رفيع المستوى للصحافي والمراسل البريطاني المعروف جيم ميور، وهومنهمك بنشر تقريرحول تنظيم الدولة الاسلامية بتاريخ 27 نيسان 2016.
قد يستغرب القارئ الكريم حين يقرأ هذا العنوان البارز، ولكن الوثائق التي باتت تنكشف شيئا فشيئا، بعد أن حرر الجيش العراقي مدينة الموصل من قبضة الخلافة الاسلامية التي أعلنها ( البغدادي) من منبر جامع النوري وهو أكبر مساجد مدينة الموصل القديمة، باتت تثبت الكثير. وأن المسلمين أحتلوا العراق للمرة الاولى عام 637 م، ثم تقدموا شمالا ليحتلوا مدينة الموصل. وقتها عيّن الخليفة ( عمر بن الخطاب) عتبة بن فرقد السلمي واليا على الموصل، وهو الذي بنى المسجد الجامع. وفي عهد الخليفة علي بن أبي طالب زادت الهجرة العربية من الكوفة والبصرة الى الموصل، وهكذا توسعت المدينة واتخذها العرب دار أقامة بعدما صارت عاصمة لولاية الجزيرة الفراتية وأصبحت قاعدة للحملات العسكرية بأتجاه الاناضول واسيا الوسطى. علما أن التفجير لم يحدث لآزالة المرقد المبني فوق قصر الملك الاشوري أسرحدون، كما ذكرعددا من الصحف، وأنما بهدف سرقة جميع كنوز القصرغير المقدرة بثمن.   
في حين فأن التاريخ يذكرنا أيضا، أن مدينة الموصل( نينوى) القديمة، تم تطويرها لتصبح بحلول 2000 عام قبل الميلاد مركزا للالهة عشتار ومن ثم عاصمة للامبراطورية الاشورية التي حكمت الجهات الاربع.  معنى ذلك ان المدينة تعتبر الموطن الحقيقي لمسيحيي المدينة بعد تحّول الشعب الاشوري الى المسيحية قبل 2021 عام. ولربما لهذا السبب وحده، أحكم تنظيم داعش الارهابي قبضته على المدينة السنيّة حسب اعتقادهم، وأستهدف المجتمع المسيحي في المنطقة بشراسة بعد أن قتل، وسبى وطرد الاف من العوائل المسيحية ومن ثم الايزيدية، واستولى على منازلهم وعقاراتهم وممتلكاتهم ودنس كنائسهم ومعابدهم التاريخية عمدا، لا لشئ الا بهدف مسح معالم التعددية، والوجود القومي الاشوري عن بكرة أبيه.
لماذا نينوى؟
حقا أن ما يسمى بتنظيم الخلافة الاسلامية "داعش"، وكأنه خلق ضمن مختبرات خاصة بهدف محوالتعددية العرقية والمذهبية وتدمير البقايا المرئية من الماضي القديم، وبالتالي تدمير ممنهج للتراث الثقافي وأكثر من 360 معلما تاريخيا وأثريا في مدينة الموصل وحدها. كل ذلك خوفا من تداعيات الشواهد التاريخية لمعالم حضارة الامة الاشورية/ المسيحية العريقة، بالتالي قطع الوشائج التاريخية لآبناء المدينة بماضيهم العريق. "يرتبط سكان الموصل والمدن المحيطة ارتباطاً وثيقاً بالماضي القديم.. حيث كانت مدينة نينوى، إحدى أهم مدن الإمبراطورية الآشورية القديمة، تقع في منطقة الموصل، ويضيف يفخر سكان الموصل بانحدارهم من الملوك الآشوريين، الذين حكموا الكثير من بقاع الشرق الأوسط في أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد. ومع ذلك، فعل داعش كل شيء لتدمير البقايا المرئية من الماضي القديم للمنطقة"، يقول زيتلر وهو رئيس "برنامج تعزيز التراث العراقي" الذي ترعاه مؤسسة غيردا هنكل الألمانية، والذي يعيد بناء التراث المعماري للمدينة بالتعاون مع الحكومة العراقية وجمعيات المجتمع المدني.
علما أن فكرة تعريب الجذورالعميقة لمدينة نينوى وتزويرانتماءها التاريخي الذي يمتد لاكثر من 6771 عام، ولدت وترعرت أساسا تحت ظل النظام البعثي وطروحاته العنصرية بأمياز. بعدما باتت الفكرة تنمو وتتحين الفرصة للانقضاض على تاريخ المدينة نهائيا.الفرصة التي تحققت بعد الفوضى الخلاقة عام 2003، بقرار خارجي مفاده، يجب التخلي عن المدينة وعن كميات كبيرة من المدرعات والاسلحة المتطورة، الى جانب ملايين الدولارات التي نهبت من البنك المركزي في الموصل من قبل مرتزقة الدولة الاسلامية. علما أن جرائم تدميرالاثار وسرقتها من قبل داعش، أثارت حفيظة نائب رئيس الحشد الشعبي الشهيد أبو مهدي المهندس خلال مشاركته في معارك أستعادة نينوى. حيث طلب من الصحفيين والمراسلين لوكالات أجنبية لمرافقة قطعاته بعدما قال لهم " أن سبب دعوتي للصحفيين هو توثيق المكان، لكي لا يتم أتهام الحشد الشعبي بتدمير أثار نينوى، كما حدث في مواقع أخرى خلال حرب التحرير نيسان 2017." 
حيث يعرف المتابع عن التحولات التاريخية لجذور جميع هذه الحركات الشوفينية المتطرفة، وانتماءها الى جذوة النهج العنصري لقيادات حزب البعث العراقي. "تكمن قوة البغدادي في أنه هو الذي أحدث تحولًا إيدولوجيًا، مازجًا بين الأفكار الجهادية والطرق الأمنية لجهاز المخابرات العراقية إبان حكم حزب البعث، وتمخض عن ذلك تنظيمًا أشبه بالدولة"، يقول الخبير العراقي في شؤون الحركات المتطرفة هشام الهاشمي، قبل أن يغتال أمام منزله في حي زيونة ببغداد بتاريخ 6 تموز 2020.
والدليل على صحة كل هذه الدلائل والشهادات المنشورة أعلاه نحيل القارئ الكريم لقراءة،  عنوان الرسالة الجامعية التي قدمت في كلية الاداب بجامعة الموصل تحت عنوان" المسيحية الصهيونية الامريكية ودورها في غزو العراق 2003"، بعد أقل من 4 سنوات من دحر تنظيم داعش الارهابي. صحيح أن العنوان، أغضب جميع مسيحي العراق والعالم، ولكن العنوان وحده بأعتقادي، أن دلّ على شئ فأنه يدل على أن العنصرية متجذرة حتى في عقول النخب الفكرية والعلمية في جامعات الموصل. الرسالة التي تكشف حالة الانفصام والازدواجية في ثقافتهم العربية والاسلامية. حيث نجدهم يهتمون بالدعوات المطالبة بالعدالة الاقتصادية والاجتماعية والحرية عندما ترتفع في دول الغرب، لكنهم يدينونها ويرفضونها عندما يتعلق الامر بهم كعرب ومسلمي الموصل. "طوال قرون لم تستفد نينوى من آثار ممالكها العظيمة التي لا تقدر بثمن، والتي كانت يمكن ان تشكل قبلة للسياح. اليوم ونحن نبكي على أطلال كنوز لا يمكن استعادتها، يراودنا سؤال واحد فقط: لماذا دمرت؟ يؤكد الباحث العراقي عادل كمال/ شبكة(نيريج).


27


مقترح حراك الجيل الجديد يزعج المكونات في الاقليم!!
أوشــانا نيســان
بالأمس القريب كنا نفتقد حق التكلم بحرية وحتى الحرية في أتخاذ قراراتنا بأنفسنا في أقليم كوردستان. اليوم وبعد سنوات قليلة من التخلص من دنس دكتاتورية الانظمة المركزية في بغداد، بدأت بعض القيادات الحزبية وعلى رأسها اليوم رئيس كتلة حراك الجيل الجديد في برلمان أربيل، بدأ يتجاوز كل الخطوط الحمراء الممكن تصورها باسم سياسة التجديد والاصلاح. حيث بلغ ألاستهتاربقييم التاريخ والعيش المشترك حدا، يستوجب على الاحزاب الكوردية الكبرى، تحديد موقفها من التطاول على القواعد الاساسية في التعايش الاخوي والتاريخي بين الشعبين الجارين الشعب الكوردي والشعب الكلداني السرياني الاشوري قبل أن نفقد الثقة تماما.
" تأسس الحراك من أجل ‏حلحلة الأوضاع السياسية والاقتصادية والإدارية السيئة في إقليم كردستان، بسبب تصرفات ‏الحزبين الحاكمين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني..ويضيف، نطمح ان نصبح القوة الأولى ونشكل حكومة إقليم كوردستان"، يصّرح رئيس كتلة حراك الجيل الجديد شاسوار عبدالواحد في مقابلة مع جريدة القدس بتاريخ 18/10/2021.
معلوم أنه يحق لكل حزب أو تنظيم سياسي أن يطمح ليصبح القوة الاولى، ذلك من خلال نظرة أصلاحية عصرية وأيديولوجية راسخة تفلح في تصحيح المسيرة التي جاء أصلا من أجل تصحيحها، طبقا لمنهاج الحراك. ولكن الاصلاح يأتي من خلال البدء في تشريع وترسيخ اللبنة الاولى، ألا وهي صياغة دستورعصري معضد لتطلعات جميع الشعوب والمكونات الاصيلة في الاقليم من دون تمييز. أذ لا يمكن قياس حقوق شعب رافديني وتاريخي عريق كشعبنا الكلداني السرياني الاشوري من خلال حجمه بعد قرون من نهج التمييز وسياسات الالغاء والتهميش والقتل، وأنما من خلال دوره ووجوده وتاريخه على أرض الاباء والاجداد.
حيث يعرف المتابع أن أصل نظام الكوتا أو التمييز الايجابي أوجده الزعيمان البارزاني والطالباني قبل 29 عام، كأداة تمكين ومشاركة حقيقية للمكونات وتحديدا ممثلي الشعب الاشوري تحت قبة البرلمان. وأن النقاشات أو الجدال المذموم حول مقاعد الكوتا المخصصة لشعبنا الاشوري، بدأت تقلق قيادة حركة التغيير أولا وعارضتها وقتها بأعتباري مستشار لشؤون الشعب الكلداني السرياني الاشوري في البرلمان وفشل مشروع التغييروالحمدلله. واليوم يحذو رئيس كتلة حراك الجيل الجديد حذو كتلة التغييرولكنه سيفشل لامحالة. لآن التاريخ أثبت مرارا أنه لا يمكن التجاوزعلى حقوق شعب رافديني أصيل يمد بجذوره لآكثر من 10 ألاف عام في ثرى وادي الرافدين، بل العكس يفترض بحراك الجيل الجديد أن يقرأ جيدا، أن أحترام حقوق الاخرين يعني المسؤولية عن الافعال والاجراءات، كما ورد في قرارالامم المتحدة. وأن الواقع يفرض على المعارضين للكوتا، أن يفكروا مرتين قبل التفكير في التطاول على الكوتا المخصصة لشعبنا. وأن قرارمضاعفة مقاعد الكوتا بأعتقادي وليس تخفيضها، كما تحاول اليوم كتلة حراك الجيل الجديد، من شأنه تسريع عملية الاصلاح وتفعيل نهج دمقرطة المجتمعات الكوردستانية اليوم قبل الغد.
وفي الختام يجب التأكيد في القول، أنه يفترض بقيادة حراك الجيل الجديد، أن لا تراهن على النهج السياسي الذي جربته غيرها وفشلت، بل يجب المراهنة على أيجاد أفضل الطرق العقلانية لحل الخلافات والنهوض بالمجتمعات الكوردستانية واقتصادها. هذا من جهة ومن الجهة الثانية فأنه، لا تقتضي الضرورة حل خلافات "الجيل الكوردي الجديد" مع الاحزاب الكوردية الاخرى، من خلال التجاوز على حقوق وهوية أعرق شعب رافديني صنع أقدم حضارة أنسانية على وجه الارض وهي حضارة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. البديل الذي تشرعه المادة (18) من إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 61/295، المؤرخ في 13 أيلول/سبتمبر 2007 ، حيث ورد فيها:
" للشعوب الأصلية الحق في المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمسائل التي تمس حقوقها من خلال ممثلين تختارهم هي بنفسها ووفقا لإجراءاتها الخاصة، وكذلك الحق في حفظ وتطوير مؤسساتها الأصلية الخاصة بها التي تقوم باتخاذ القرارات"، أنتهى الاقتباس. 


28


أسوأ مصائب العقول الحزبية ان تعتقد أن شعبها جاهل!!
أوشــانا نيســان
أعتقد أنه حان الوقت لنعي الحياة الحزبية الجامدة بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت بتاريخ 10 أكتوبر 2021. ذلك أثرالكشف علنا عن أرتباط أغلب القيادات الحزبية المتنافسة على الكوتا المخصصة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري تحت قبة البرلمان الاتحادي في بغداد، بأجندات خارجية وتابعة للاكثريتين العربية والكوردية على حد سواء.
أذ على سبيل المثال، دخلت قائمة بابليون "الشيعية" حملة الانتخابات البرلمانية للمرة الاولى بعد تأسيسها عام 2014، ونجحت بعد مرورمجرد 6 سنوات على تاسيسها، الفوز ب 4 مقاعد من أصل 5 مقاعد مخصصة لشعبنا الابي. علما أن مرشحي القائمة دخلوا البرلمان من دون غطاء  كلداني سرياني أشوري ومن دون الاعلان عن برنامج أنتخابي أقلوي أو حتى رؤية أستراتيجية حول وجود ومستقبل شعبنا الابي. والدليل على صحة قولنا هذا، فأن دعوة السيد ريان الكلداني الى حوار عراقي - عراقي اليوم، تخلو من مجرد الاشارة الى أسم أو دور شعبنا الابي ضمن هذا الحوارالوطني المطلوب من قبل الجميع.
أما كيف حصل هذا الاختراق الدستوري على مقاعد الكوتا المخصصة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وأمام أنظار الجميع عام 2021، فأنه يجب العودة الى الذات الجريحة قبل تسديد سهام الانتقاد الى التنظيمات السياسية التي خلقتها الاكثريتين. حيث يعرف المتابع أن سكرتير "الحركة" الاشورية المدللة في الاقليم، نجح ومنذ عام 1992 في التغاضي عن جميع الانتقادات والاعتراضات التي وجهت أليه في سبيل العودة الى أحضان شعبه، بدلا من المراهنة على طموحاته الشخصية كوزيروأهداف حركته السياسية تحت قبة البرلمان الكوردستاني لآكثر من 20 عام. 
رغم أن الفارق الرئيسي بين نهج القيادتين الكوردية أولا والعربية ثانيا، يكمن في حرص القيادات الكوردية "مشكورة" على دعم النائب الاشوري الكلداني السرياني المؤمن بالتعايش الاخوي والسلمي في الاقليم خلال 29 عام من عمر الكوتا، أثر رفض المراهنة على السياسي الكوردي المنتمي الى هذا الحزب أو ذاك. في حين ضاق النهج بالقيادات العربية ضرعا وأستبدت بها شهوة السيطرة بعد أقل من 9 سنوات وأنقلبت على أجندة الكوتا وهويته الاقلوية. 
والحل بأعتقادي، لا يكمن في حشد الطاقات لسحب البساط من تحت أقدام مرشحي قائمة بابليون قطعا، بل يجب الاسراع في أيجاد حل شرعي ودستوري كامل، يضمن حقوق الشعب الكلداني السرياني الاشوري ضمن فقرات وبنود دستورالعراق الجديد. حيث يعتبرشعبنا الكلداني السرياني الاشوري أقدم مكون عرقي وجد على ضفاف وادي الرافدين/ عراق اليوم قبل أكثر من 6771 عام. عليه فأن الحل الشرعي يكمن في:
- على المستوى الوطني، يجب مطالبة المفوضية العليا للانتخابات المستقلة، بتخصيص يوم أو ساعات خاصة بالمقترعين من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، أسوة بقوات الجيش والامن بهدف، أجراء الانتخابات البرلمانية الخاصة بالمسيحيين فقط. علما أن الهوية الوطنية العميقة لشعبنا تضمن هذا الحق وفق المادة (18) من اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية وبموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 295/61 المؤرخ في 13 أيلول 2007، حيث ورد فيها:
" للشعوب الأصلية الحق في المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمسائل التي تمس حقوقها من خلال ممثلين تختارهم هي بنفسها ووفقا لإجراءاتها الخاصة، وكذلك الحق في حفظ وتطوير مؤسساتها الأصلية الخاصة بها التي تقوم باتخاذ القرارات".
- على المستوى القومي، يجب أجبار القيادات السياسية لجميع الاحزاب والمنظمات التابعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري من دون تمييز، على ضرورة الجلوس حول طاولة البحث والحوار القومي- الوطني الجاد قبل الانتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات، في سبيل أختيار قائمة "موحدة" باسماء مرشحين أكفاء وقديرين تحت سقف البرلمانين في كل من بغداد وأربيل. ولاسيما بعدما تحولت مسألة دخول البرلمان خلال 29 عام، الى مجرد جعجعة بلا طحين.   
- من شأن اتفاق العودة الى الشعب هذا فيما لو حصل، أن يرفع من ثقة جماهيرالشعب بقياداتنا الحزبية ورموزنا السياسية ولو مرة. حيث كان يفترض بالقيادات الحزبية المخضرمة، أن تفلح في تشخيص وقراءة خلفيات الحالة الصعبة التي بلغها الشعب في ظل المنافسات الحزبية-الفردية والاصراربالمراهنة على الامتيازات التي تقدمها الاحزاب التابعة للاكثريتين. عليه من الافضل لمستقبل شعبنا داخل وطن الاباء والاجداد، تجربة دور وخبرة نواب مستقلين جدد لهم قدرات فكرية وتجارب معرفية عابرة للانتماء الحزبي، المذهبي وحتى القبلي. فشعبنا اليوم بحاجة ماسة إلى توحيد الجهود والتشديد على الهوية القومية - الوطنية بدل اللهاث خلف مكاسب مادية آنية زائلة. والتاريخ أثبت أن الحزب أي حزب دون إيدولوجية ودون قاعدة جماهيرية مؤمنة به حزب فاشل، حتى لو بقي اسمه مسجلاً في جميع سجلات الدولة والانتخابات البرلمانية والمحافظات.


29

بإسم الكلدانية والمسيحية باكونا الحرامية
أوشــانا نيســان

 لقد فشل الشعب العراقي الذي نهض توا من كبوته في أقامة دولة المواطنة، بحيث يتسع صدرها لكل العراقيين بعض النظر عن انتماءاتهم العرقية والمذهبية تماما. ولربما السبب يعود وكما نشر الكاتب العربي محمد المحمود في موقع الحرة بتاريخ 19 نوفمبر2018 من أن
العرب في المجمل العام لا يزالون عرب القرون الأولى... يصنعون بمنطق الأحلام الشاعرية، بمنطق "أعذبُ الشِّعر أكْذبُه". علما أن القول أعلاه، لا ينطلق من مفاهيم الاستعلاء العنصري بقدر انتماء جذوره حصرا الى نسيج الواقع السياسي  الذي يعيشه أعرق وأقدم شعب عراقي أصيل وهو شعبنا الكلداني السرياني الاشوري تحت ظل الجمهورية السادسة، أي بعد مرور 100 عام على تأسيس الدولة العراقية. ولاسيما بعدما جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي جرت بتاريخ 10 أكتوبر الجاري، بالضد من جوهر المادة (18) من اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 295/61 المؤرخ في 13 أيلول 2007، حيث تنص المادة.ة
للشعوب الأصلية الحق في المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمسائل التي تمس حقوقها من خلال ممثلين  تختارهم هي بنفسها وفقا لإجراءاتها الخاصة، وكذلك الحق في حفظ وتطوير مؤسساتها الأصلية الخاصة بها التي تقوم باتخاذ القرارات.ت
صحيح أن نتائج الانتخابات الاخيرة تمثل زلزالا على مستوى الحياة السياسية المعقدة في العراق عموما، نظرا للتغييرات التي حصلت في نسب الاصوات الانتخابية للمرة الاولى منذ عام 2005. لكن الزلزال الانتخابي هذا أحدث شرخا أعمق في قلب ما يسمى بأكذوبة التعايش الإيجابي والسلمي في عراق ما بعد نصف قرن من الدكتاتورية. أذ للحق يقال، فأن القيادات الكوردية رغم مشاكلها وافتقارها الى تجربة الحكم التي يتعين عليها أن تكتسبها اليوم قبل الغد، نجحت في تخصيص (الكوتا)  أو خمسة مقاعد برلمانية لأبناء شعبنا الاشوري منذ عام 1992 والاحتفاظ بهذا الحق الشرعي لحد الان. في حين ومثلما فشلت جميع القيادات العربية السنيّة والشيعية على حد سواء، في توطين هذا الحق الشرعي تحت سقف البرلمان الاتحادي في بغداد بعد عقد من الزمان، كذلك فشلت الدولة الاتحادية في الحفاظ على سمة التعددية العرقية والمذهبية التي يتسم بها المجتمع العراقي
فالظهور المفاجئ لحركة بابليون وزجها في الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2014، لم يمنع البطريركية الكلدانية من أصدار بيان عدد 49 بتاريخ 13 مارس 2016، عن قطع العلاقة مع كتائب البابليون وبقائدها ريان الكلداني، بأعتبارها لا تمثل الكلدان وأن ممثليهم الرسميين هم أعضاء في مجلس النواب العراقي فقط، وتؤكد البطريركية الكلدانية الا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بكتائب بابليون أو غيرها من الفصائل المسيحية المسلحة ولا بشيوخ الكلدان..وأضافت البطريركية بتاريخ 15 شباط من نفس العام.. نعلن للجميع ان السيد ريان لا صلة له بأخلاق المسيح رسول السلام والمحبة والغفران، ولا يمثل المسيحيين بأي شكل من الاشكال، ولا هو مرجعية للمسيحيين، ولا نقبل ان يتكلم باسم المسيحيين"،ينشر الباحث في الشأن السياسي العراقي الدكتور رياض السندي  في 11 يوليو2017
في حين لم يمنع بيان البطريركية رغم أن البطريركية الكلدانية هي " مرجعية" لكلدان العراق والعالم عموما ورغم قصر تاريخ الحضور الانتخابي للبابليون في الانتخابات العراقية، من المشاركة بثقل أكبر وأوسع هذه المرة، ضمن الانتخابات التي جرت قبل خمسة أيام. بموجبها تم سرقة جميع المقاعد المخصصة أساسا من قبل القيادات الكوردية في الاقليم لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري.هذه الحقيقة التي أن دلت على شئ فأنها تدل بحق على أن النظام السياسي العربي في بغداد رغم شعاراته ودعواته المزعومة بالديمقراطية والعدالة والتعايش الاخوي، مستمر في عدم الالتزام بالبنود والفقرات الخاصة بحقوق المكونات الاصلية ضمن ميثاق الأمم المتحدة. فالعراق لا يبنى بالاستحواذ والتفرد ولا بوجود زعامات تتناحر فيما بينها، بل بالدستور والعدل والمساواة والمشاركة الفعلية لجميع العراقيين في بناء العراق الجديد.
الحلول المقترحة
قبل البدء في طرح الحلول المقترحة، رأيت مناسبا اعادة نشر المقولة المنسوبة لآول ملك من الملوك العراقية، الملك فيصل الأول حول ضرورة اعادة بناء دولة بهوية موحدة قبل 100 عام:
أقول وقلبي ملآن أسى، أنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد، بل توجد تكتلات بشرية خيالية خالية من أي فكرة وطنية، متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية، لا تجمع بينهم جامعة، سمّاعون للسوء، ميّالون للفوضى، مستعدون دائماً للانتفاض على أي حكومة كانت"، أنتهى الاقتباس.
اليوم ورغم مرور 100 عام على تأسيس الدولة العراقية،  فأن الشعوب العراقية وتحديدا مكوناته الاصلية وفي طليعتها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، يعاني من جميع أنواع التهميش والاضطهاد والقهر والابعاد بأسم الديمقراطية. ولأجل تصحيح المسيرة السياسية التي أنحرفت كثيرا وإعادة الحقوق المغتصبة لأصحابها الشرعيين يجب:
- الاسراع  في تقديم طلب رسمي وموقع من قبل جميع القيادات الحزبية ومؤسساتنا القومية والثقافية وحتى الكنسية الى المفوضية العليا للانتخابات المستقلة، بهدف تعديل قانون الانتخابات للكوتا المخصصة لأبناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري. أذ لا يجوز سلب حرية الشعب وحقوقه باسم الديمقراطية. حيث يعرف القاصي والداني، أن شعبنا "المسيحي" بحجمه الحالي، لا يمكن له دخول المنافسة الإنتخابية مع الاكثريتين العربية والكوردية. لذلك نقترح تحديد يوم أو ساعات قبل انطلاق الحملة الانتخابية البرلمانية للمقترعين من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري (المسيحي) فقط، أسوة بالانتخابات التي تجري للجيش وقوى الامن العراقية.
- الاسراع في أختبار مصداقية العمل السياسي لقياداتنا الحزبية وجديتها ولو مرة، بعد مرورعقود على نضالها الحزبي العقيم بشل او بأخر. بالاضافة الى ضرورة الاسراع في توحيد بنود أجندة العمل القومي وخطابه السياسي على المستوى القومي، الى جانب ضرورة أختبار حقيقة العلاقات الحزبية مع القيادات السياسية للعرب والاكراد السرية منها والعلنية. والا فان البيانات الصادرة في أطار الثنائية الحزبية بين هذا الحزب وذاك، هي مجرد فقاعات صابون وتختفي، تماما مثلما أختفت الانجازات المزعومة.
- الاسراع في تشكيل مرجعية سياسية قادرة على توحيد جميع القوى والقدرات الفكرية، السياسية، الثقافية والمذهبية لآبناء شعبنا داخل الوطن وخارجه. مرجعية يكون بأمكانها التسامي فوق جميع تخوم الخلافات الحزبية والعشائرية وحتى الطائفية بما فيها الشرخ العميق والفاصل بين الوطن والاغتراب.
- الاسراع في تشكيل لوبي (كلداني سرياني أشوري) عالمي فاعل ومؤثر، بأمكانه طرح ملف قضيتنا القومية - الوطنية المشروعة، على طاولة جميع منظمات الامم المتحدة، بما فيها المنظمات الدولية الخاصة بحقوق الانسان والشعوب المغلوبة على أمرها.       

30



أستراتيجية قداسة البطريرك مار آوا الثالث في التغيير !!

أوشــانا نيســان
يبدوا أن أجندة الحداثة التي بشربها قداسة البطريرك الجديد مارآوا الثالث "حفظه الرب"، تحمل العديد من التحديات والبنود الجوهرية لآدارة التغييربالشكل المؤمل وعلى راسها:
 - الاستمرارفي تنفيذ قرارأعادة الكرسي البطريركي الرسولي الى الوطن بعد غياب 83 عام
- تعزيز التنسيق والتعاون مع الكنائس المسيحية الشقيقة وعلى راسها كنيسة المشرق القديمة والكنيسة الكلدانية في العراق
- تطويروتجديد الحياة الداخلية للكنيسة، لآن كل مؤسسة حية لا بد من أن تشهد متغيرات ولا بد من التجديد ضمن المحاور التي لا تتعلق بالاسس والثوابت المقدسة، أنما بأدامة المسيرة وايصال رسالة الايمان بأسلوب معاصر الى الاجيال القادمة
- الاشارة الى تخفيف أن لم نقل وقف عجلة الهجرة التي باتت تنخر في جسد الامة الاشورية وكنائسها منذ فترة، بأعتبار قداسته مواطن أمريكي من الجيل الثاني
نتضرع الى الرب أن تحل نعمة روحه المقدسة فترد الى كنيستنا / كنيسة المشرق الاشورية  دورها وتاريخها العريق في مهد المسيحية، ويبارك جهود زعماء الكنيسة واليوم جهود قداسة البطريرك مار آوا الثالث، في ثني أبناء شعبنا الاشوري والمسيحيين عموما عن الهجرة والمراهنة على خيارالبقاء والتشبث بثرى الوطن. بعدما ذكر البطريرك مارآوا الثالث علنا بقوله " نحن أمناء لوطننا العراق وننتظر من السلطة العدل والمساواة".
هذا ما أثبته قداسة البطريرك ومن خلال تسليط الضوء على بنود الأجندة الروحية والانسانية التي يحملها خلال أقل من أسبوعين من تنصيبه بطريركا على كرسي "كوخي" المقدسة. حيث أثبت قداسته وفي خضم كل هذه التحديات، " أن هناك مهام ينبغي أن تؤديها الكنيسة في حياة أبنائها وبدورنا في كنيسة المشرق الاشورية، سنسعى جاهدا للقيام بها".
وبقدر ما يتعلق الامر بالتقارب مع الفرع الثاني من الكنيسة المشرقية "الكنيسة الشرقية القديمة"، والخلاف الذي لا يتجاوزعمره  نصف قرن، يؤكد قداسته أن:       
- العقبات التي بيننا وبين الكنيسة الشرقية القديمة هي عقبات قابلة للحل، ونحن أبناء كنيسة واحدة وأمة اشورية واحدة، ونحن مستعدون للتفاوض، لأن توحيد كنيسة المشرق هو ضرورة.
علما أن الدعوة هذه تتفق مع النداء الذي أطلقه عددا من المؤمنين بوحدة شعبنا الاشوري وكنيسته المقدسة، بعدما طلبوا علنا، بضرورة عقد سينودس مشترك في سبيل توحيد كنيسة المشرق وغلق ملف التقسيم نهائيا.   
أما بشأن رؤية البطريرك مارآوا الثالث في تعزيز التنسيق والعلاقات الروحية مع بقية زعماء الكنائس الشقيقة في العراق وعلى راسها الكنيسة الكلدانية في العراق، بهدف الخروج بموقف موحد ومشترك أكد قداسته:
- أنه لأمر مهم جداً وحاجة ملحة، لكي يرى الآخرون أن المسيحيين متحدون. ليس بالضرورة في التفاصيل اللاهوتية إنما في التعاليم والممارسات اليومية. نشكر غبطة الكاردينال البطريرك لويس ساكو والإخوة مطارنة الكنيسة على التواصل معنا.. إننا كرئيس للكنيسة على استعداد للتواصل مع غبطته من أجل الصالح العام للكنائس.. وأضاف، نصلي من أجل ايجاد سبل معالجة الامر مع توافر الارادة الحسنة من قبل الجانبين.. ولحين تحقق ذلك فأنه بأمكاننا العمل بشكل موحد من أجل حقوق أبناء الكنيسة والامة. أذ أننا نؤمن أننا أمة واحدة رغم تعدد التسميات، وأن التاريخ يثبت أن جذورنا أصيلة في هذا الوطن إنما هي واحدة، وآمل أن يكون ذلك هو أساس العمل معا. لا فقط مع غبطة البطريرك ساكو إنما حتى مع باقي إخوتنا رؤساء الكنائس الشقيقة الأخرى.
في وقت الذي يعرف المتابع  جيدا، أن غبطة الكاردينال نشر مرارا مقالات متعددة حول ضرورة توحيد الكنيسة الكلدانية وتحديدا مع الكنيستين الاشورية والشرقية القديمة ضمن "كنيسة المشرق الواحدة". الدعوة التي نشرها في جريدة النهاراللبنانية بتاريخ 25 حزيران 2015. هذا وبالاضافة الى مقالات ومقترحات وطروحات أخرى أخرها حول توحيد الكنيسة الكلدانية والمشرق الاشورية نشرها قبل أيام.
وقبل طي أوراق هذا الملف الساخن، أستميح قداسة البطريرك مارآوا الثالث عذرا، بالسماح لكلماتي القاصرة أمام قداسته واستراتيجيته الجديدة في التغيير،في التأكيد على نقطة رافقت مخيلتي منذ البداية وظلت تحفزني على القول:
 أن المؤمن الذي يستمع الى تصريحات وأقوال البطريرك مارآوا الثالث منذ تنصيبه بطريركا على كنيسة المشرق الاشورية بتاريخ 13 أيلول من العام الحالي وحتى اليوم، يحس وكأنه في حضور نياحة مثلث الرحمات قداسة البطريرك ماردنخا الربع، رحمه الرب واسكنه ملكوته السماوي. الامر الذي أثلج صدورجميع مؤمني كنيستنا المقدسة كنيسة المشرق الاشورية بالقول الذي نسمعه باستمرا "خير خلف لخير سلف".

         
 
 


31
البطريرك مار آوا الثالث يعيد أحياء دور كرسي كوخي ثالث كنيسة وجدت على وجه الأرض!!
أوشــانا نيســان
نتقدم بخالص التهاني وأصدق الأمنيات لقداسة البطريرك الجديد مارأوا الثالث، بعد أختياره من قبل روح القدس المبارك وفي عيد الصليب، ليكون البطريرك المئة والثاني والعشرين لكنيسة المشرق الاشورية، باعتبارها امتدادا تاريخيا وعقائديا لكنيسة كوخي الاثرية في منطقة بوعيتا جنوب غرب بغداد. حيث شيدت " كوخي" على يد متتلمذ المشرق القديس مار ماري أحد تلامذة القديس مار توما الرسول تلميذ سيدنا المسيح بداية القرن الاول الميلادي. ومنذ الفترة تلك أعتبرت الكنيسة ثالث كنيسة على وجه الارض بعد أورشليم وأنطاكيا. لاسيما بعد تحولها الى مقر رئيس كنيسة المشرق الذي كان يحمل لقب الجاثليق أنذاك، ثم "البطريرك" الجالس على كرسي كوخي، قبل أن ينقل مار تيموثاوس الاول كرسي البطريركية الى بغداد، لتتم اليوم مراسيم تنصيب البطريرك الشاب والقدير ماراوا الثالث على نفس الكرسي بعد 1222 عام من النقل.   
صحيح أن مجمع الكهنة المباركين لكنيستنا، تأخر كثيرا في الاجابة على مضمون الاستقالة التي قدمها قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا العام الماضي لآسباب صحيّة، ولكن أفة كورونا وتداعياتها كانت أيضا في مقدمة الاسباب التي وقعت وراء هذا التأجيل غير المقصود.
 ومن المنطلق هذا يجب التأكيد على، أن التركة الثقيلة التي حملها البطريرك الذي أجبره المرض على الاستقالة، يجب أن لا تترك بظلالها على أجندة البطريرك الجديد لوحده، بل يفترض بكل مؤمن أن يشعر وينهض بالواجب الذي يفرضه عليه إيمانه وكنيسته المقدسة، بهدف ترسيخ وتعميق جذور الكنيسة في الشرق وعلى أرض الآباء والاجداد من جديد. أذ ليس من العدل التريث أو حتى الانتظار، ليفهم المؤمن قدسية قرارعودة البطريرك الذي ولد وترعرع في الاغتراب، بعدما قررغلق ملف الغربة والعودة الى وطن الاباء والاجداد، بهدف ترسيخ دعائم الوجود والمستقبل على الصخرة الصلدة التي هي صخرة الرب يسوع المسيح. عليه يفترض بجميع آباء الكنيسة ورجالها ومؤمنيها، الإسراع في تقديم كل الدعم والحلول المناسبة في سبيل  إيجاد مخرج لأليات التركة الثقيلة التي باتت تثقل أجندة البطريرك الشاب أطال الله في عمره.
  حيث الواضح أن دور كنيستنا المقدسة كنيسة المشرق الاشورية، تراجع كثيرا داخل الوطن وفي العالم كله بعد رحيل مثلث الرحمات مار دنخا الرابع عام 2015، و اشتداد أعراض المرض الذي بات وللاسف الشديد ينهش جسد البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا. نبتهل الى الرب أن يفيض بواسع رحمته ونعمته ليستمرقداسته في عطاءه وخدمته المعهودة جنبا الى جنب أخوانه في حرم الكنيسة في مواجهة جل الأزمات والتحديات مستقبلا.   
ومن الواقع هذا يفترض بكل مؤمن أن يفكّر جيدا، أنه ليس من السهل ترتيب أولويات العمل واستراتيجية المرحلة الجديدة، عندما تكون جميع بنود الأجندة مهمة، ولكن الاهم في بداية المرحلة يكمن بأعتقادي في:
- اشكالية العلاقة بين التراث والحداثة عندما يتعلق الأمر بالمهمات الادارية في الكنيسة
- ترسيخ بذور الوحدة والمحبة الالهية ضمن قلوب رجال الكنيسة وحرمها المقدس
- دور كنيسة المشرق الاشورية في الحوار وعلاقاتها مع بقية كنائس المشرق
- رسامة عدد جديد من المطرافوليط
أذ للحق يقال، أن إصرار بعض زعماء الكنيسة ورجالاتها في الحفاظ على الموروث الإداري المتبع وأؤكد "الاداري" رغم سلبياته خلال ما يقارب من ألفي عام، سيعكس نوعا من تراكم تراث أداري ثقيل ومعقد على أجندة البطريرك الجديد.  فالخلل الاداري والمالي المترسخ في حدود وصلاحيات بعض الأبرشيات شرق المعمورة وغربها، بحاجة الى اعادة صياغته بالشكل الإداري المعاصر ليتفق مع بنود الأجندة التي يحملها البطريرك ورؤيته الجديدة للمستقبل.
وبقدر ما يتعلق بضرورات توحيد حرم الكنيسة من الداخل فأن المرحلة تتطلب أيضا، أعادة  تقوية أواصر الثقة والصراحة المبنيّة على ضرورة ترسيخ مفردات رسالة سيدنا المسيح داخل الحرم الكنسي، بصرح كرسي البطريركية داخل وطن الاباء والاجداد، وبين جميع الابرشيات المنتشرة شرق المعمورة وغربها. ذلك من خلال تأسيس رؤية أو مرجعية كنسيّة فاعلة، تحمل الدراية والمعرفة بجميع تحديات التفاعل بين الداخل كمرجعية أساسية وبين بلدان الاغتراب كأبرشيات تابعة للمركز. كل ذلك من خلال العودة الى صرح البطريركية والاخذ بمشورتها. لذلك يفترض بأعتقادي، رفض نشركل ما يتعلق بجذور الخلافات أو الطروحات الجديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرقمي، قبل مناقشتها مع صرح البطريركية والأخذ بمشورتها. لا لاعتبارات التردد من قول الحقيقة وأنما بهدف عدم أشغال البطريرك الجديد بمسائل جانبية غير مطروحة على بساط البحث والمناقشة بعد.                   
وبقدر ما يتعلق الامر بدوركنيسة المشرق الاشورية في الحوارات اللاهوتية وعلاقاتها مع بقية الكنائس في بلدان الشرق الاوسط والعالم، يجب أن تتفق ومضمون رسالة سيدنا المسيح بقوله:
  لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِن الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي (يو 17:21).
 حيث يبدو أن الحوارأصبح اليوم على رأس أولويات جميع الكنائس، الامر الذي أكده غبطة المطران مار ميلس زيا بقوله أيضا:
" نتطلع معا الى المضي في الطريق الذي أرساه جميع بطاركة الكنيسة العظيمة في الحوار والازدهارالروحي لهذه الكنيسة العريقة". 
علما أن نهج الحوارات اللاهوتية المؤملة للتفاهم أو التنسيق او حتى الاتحاد بين بعض الكنائس  في بداية المرحلة العصرية التي يتزعمها البطريرك مار اوا الثالث، يفترض بأعتقادي أن يبدأ، بجهود أعادة القسم المنشق عن جسد كنيستنا المقدسة مند عام 1964 ولحد الان. بأعتبار كنيسة المشرق القديمة، لديها نفس الطقوس والمراسيم الدينية والتراتيل العذبة، والعودة الى الاصل فضيلة، وفق المعلومة الشرقية.
وعن فقرة رسامة عدد اخر من المطرافوليط بالذات، وجهت رسالة الى مثلث الرحمات مار دنخا الرابع قبل أكثر من عقد من الزمان، بهدف إعادة صياغة دور وأدارة الأبرشيات التابعة لكنيسة المشرق الاشورية في العالم كله. حيث ذكرت أن الكنيسة وتحديدا قداسة البطريرك بحاجة الى هيئة لا تقل عن 3 أو 5 مطرافوليط، مهمتها الاساسية، البحث ودراسة جميع الأزمات والطروحات بما فيها التجديد ثم تقديم الحلول المناسبة قبل طرحها على طاولة قداسة البطريرك. الامر الذي سيسهل مهمة البطريرك ويشجع عملية التجديد والدعم ضمن جميع الابرشيات.




32


أزمة المسؤولية المهنيّة في مواجهة الاعلام المضلل والدكتور المرشح نموذجا
أوشــانا نيســان
أن يقف موظف عربي أو كوردي في باب السفارة العراقية في السويد، ويمنع شاب عراقي - أشوري من دخول السفارة العراقية، رغم حصوله على الموافقة المسبقة من سعادة السفير العراقي السيد بكر فتاح، في سبيل تطبيق ما درسه نظريا في مهنة العلوم السياسية/ قسم العلاقات الدولية، أمر تعّود عليه أبناء المكونات العرقية العراقية وتحديدا أبناء شعبنا الاشوري الكلداني السرياني خلال مائة عام من عمر الدولة العراقية. ولكن أن يقف دكتور بدرجة وزير مفوض ينتمي الى تسمية من التسميات الثلاث وهو الدكتور حكمت داود جبو حيدو"الكلداني"، فهذه مسألة يجب أن لا تمر مرور الكرام، وعلى شعبنا أن يتخذ قراره الصائب ولو مرة ليختار من ينوب عنه أو من يمثله بصدق وأمانة تحت سقف البرلمانين في كل من بغداد وأربيل. ولاسيما بعد أن قرر الدكتور حكمت داود جبو
حيدو، ترشيح نفسه للانتخابات البرلمانية العراقية بتاريخ 12 أكتوبر 2021 وعلى قائمة أئتلاف حمورابي
أنشر تفاصيل هذه الحادثة  بأمانة وصدق، لا في سبيل منع الدكتور حكمت داود جبو حيدو من دخول البرلمان، وأنما لكي لا نستمر في أعادة تكرار القول القائل" كم من الحاصلين على الشهادات العليا والقادة الكبار، ماتوا في قمصان شهداء وتغنى بهم الشعراء وطارت بشهرتهم الركبان وهم كانوا مجرد لصوص"، عليه تقتضي الضرورة أعادة تدوين بعض النقاط من برنامج الدكتور الانتخابي وفي طليعته :
- تركيز الاهتمام بمناطق شعبنا في سهل نينوى
- تأسيس الجمعيات الثقافية للمحافظة على الفلكلور والارث
- رفض الولاءات لآخرين من خارج استحقاقنا الذين لهم تاثير تحت قبة البرلمان
- سرقة أحلام شعبنا من خلال سرقة الكوتا المخصصة لشعبنا
- تأثير أصوات شعبنا المغترب في الخارج برغم عدم قدرة هذه الشرائح على التمييز في معرفة الذوات
رغم أنه بات معلوما لكل مواطن من أبناء شعبنا الابي في زمن العولمة وشبكات التواصل الاجتماعي، أن قرار أختيار أعضاء الكوتا المخصصة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري منذ عام 1992، بات على رأس الأولويات المزنرة على صدر أجندة الاكثريتين الكوردية والعربية على حد سواء. لا لاعتبارات حرص الاكثريتين على نهج التحول الديمقراطي والعدالة السياسية في العراق الفيدرالي الجديد، وأنما بسبب تداعيات بذور الشوفينية التي زرعتها الانظمة الدكتاتورية في عقلية المواطنين العراقيين.   
ولآجل تسليط الضوء على جوهر هذه الازدواجية المستمرة في شخصية المواطن الاقلوي ( الكلداني السرياني الاشوري) على وجه التحديد، يجب التأكيد من جديد، على أزمة غياب الصحافة الحقيقية والنزيهة وتراجع ثقة المواطن العراقي بالاعلام والصحافة عموما. الى جانب انتشار الأمية الثقافية بين أوساط حملة الشهادات التعليمية والجامعية في بلدان الشرق الاوسط والعراق نمودجا، بسبب الاقتصار على مجرد الحصول على شهادات التحصيل العلمي وتجاهل بناء الثقافة المنفتحة والمتجددة حتى لو كلفت الصفقة مئات الدولارات. ولربما السبب هذا بالذات، وقع وراء الازدواجية التي دفعت بالدكتور حكمت، في منع الشاب الآشوري الذي درس العلوم السياسية/ قسم العلاقات الدولية في جامعة أوبسالا السويدية، ومنعه من التطبيق ضمن السفارة العراقية. هذه الحادثة أو الحقيقة التي يجب أن تغيير، وجهات نظرالعديد من المقترعين الى جانب الحق والعدالة والنزاهة. لآن الدكتور الذي يرفض دعم المتعلمين من أبناء وبنات شعبه وأمته في بلدان الاغتراب، كيف يمكن له أن يقف الى جانب مضطهد أو مواطن معدوم من أبناء شعبه داخل وطن القوي يأكل الضعيف؟
صحيح يقال وفق المنطق العراقي، أن المجتمعات وتحديدا مجتمع المكونات العرقية بطبيعته، ينتخب دوما السياسي الفاسد الذي تحوم حوله شبهات الفساد والتهم والارتزاق. ولكن ألم يحن الوقت لنبحث عن أنتخاب المواطن الصالح والنظيف الذي لا تحوم حوله شبهات الفساد والعمالة والانتماء للغير، ليكون بالتالي قادرا على تولي زمام الامور وطرح قضايا شعبه العادلة والمشروعة تحت سقف البرلمانات العراقية بدون تردد أو خوف!


33
أجراس كنيسة كوخي دقّت لمؤمني بابل وبغداد قبل الفاتيكان بقرون

أوشــانا نيســان
 
منذ نشر البيان الختامي للسينودس الكلداني الذي عقد في بغداد بتاريخ 4-9 آب الجاري، برزت عاصفة من التعليقات والاعتراضات حول التغييرات التي اقترحها غبطة البطريرك، ضمن أجندة السينودس وفي طليعتها تسمية البطريركية بالبطريركية الكلدانية بدلا من بطريركية بابل للكلدان.
علما أن حملة الانتقادات انطلقت من معقلها الرئيسي في الاغتراب، بعد المقال الذي نشره الدكتور عبدالله رابي على موقع عنكاوا الالكتروني تحت عنوان " السينودس الكلداني لم يُوفّق في تسمية كنيستنا". حيث ينشر السيد رابي أن " كل كنيسة رسخت  وجودها تدريجياً من حيث الإدارة والتنظيم منحت لنفسها تسمية تتضمن دلالات جغرافية وتاريخية واثنية والتزمت بها، والامثلة عليها متعددة، كنيسة المشرق، وعرفت بكنيسة كوخي في قطيسفون وساليق، كنيسة البيزنطية، وثم كنيسة الروم بشقيها الكاثوليكي والأرثودوكسي، وحديثاً كنيسة المشرق الاشورية"، أنتهى الاقتباس
رغم أن بيان الكنيسة أشار أيضا على أن" تسمية بابل للكلدان تسمية متأخرة نسبيا تعود الى سنة 1724 ، ثم في زمن يوحنا هرمز 1830، وبابل عاصمة الامبراطورية الكلدانية، أي أنها قومية بحتة، ولم تكن كرسيا أسقفيا"، أنتهى الاقتباس
 النتائج المستخلصة
قبل الولوج بشكل أعمق وراء خلفية الانتقادات الموجهة ضد التغييرات التي تجري ضمن جدران كنائسنا داخل وطن الآباء والأجداد واليوم الكنيسة الكلدانية يجب القول، أن الانتقادات البناءة يجب أن تتفق مع جوهر كلمة غبطة البطريرك مارساكو حين ذكر، أن رسالة الكنيسة هي أيضا" الصوت المطلوب في زرع بذور الاخوّة والمحبة والمصالحة والسلام والأمان والتضامن والتعاون والعدالة الاجتماعية،  ومن الاهمية بمكان تقوية حضور كنيستنا في العراق،  الأرض واللغة والتاريخ والتراث"،أنتهى الاقتباس.
ومن المنطلق هذا يمكن القول:
- أن كل قرار انتقاد وأؤكد قرار الانتقاد وليس قرار النقد، يجب أن يفّرق بين عمل الكنيسة أي  كنيسة ورسالتها في زرع بذور الأخوة والمحبة والسلام، وبين العمل القومي.
حيث يفترض بالعلمانيين الاشوريين الكلدان السريان من دون استثناء، أن يكفوا عن تحميل الكنيسة ورجالاتها بهموم فشلهم السياسي واخفاقاتهم وتخبطهم المستمر.
أما السؤال الذي يتبادر الى الذهن مرارا وتكرارا فهو:
 لماذا يجب تحميل رسالة الكنيسة ومفرداتها المحملة ببذور المحبة والأخوة بين جميع مسيحيي العراق والعالم، بخطيئة فشل علمانيين هاربين من مشاق العيش التي يعاني منها أبناء شعبهم الكلداني السرياني الاشوري داخل وطن الاباء والاجداد؟
علما أن الملاحظة هذه ذكرتني بالتغييرات التي فرضت بأعتقادي فرضا على أجندة غبطة البطريرك مار ساكو منذ رسامته على كرسي البطريركية الكلدانية، ودعمه إن لم نقل إجباره على  التركيز على كل ما يفرق شعبنا الكلداني عن بقية أخوانه من الاشوريين والسريان، رغم تلاحم النسيج الإثني- القومي، المذهبي - المسيحي، الاجتماعي- العائلي بما فيها النسيج الوطني والدم بين التسميات الثلاث. والدليل على صحة قولنا هذا، لماذا لم يتحرك أي بروفيسور مغترب أو يعارض دكتور مغترب أو حتى مواطن كلداني مغترب، يحمل رؤية وحدوية صادقة ونزيهة في سبيل وقف تحركات غبطة البطريرك ودعوته للقيادات السياسية الكوردية في فصل التسمية الكلدانية عن شقيقاتها في الإقليم؟ هذا وبالاضافة الى التطورات السياسية الاخرى التي تدفعنا الى المزيد من التقارب في سبيل:
1- أن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وبجميع كنائسه ومذاهبه، بحاجة الى المزيد من الانسجام والتلاحم بهدف تجاوز هذه المرحلة التي سميت بمرحلة الانقراض، باعتبارها المرحلة الأكثر سوادا في تاريخ شعبنا في العراق وبقية الشعوب المسيحية في جميع بلدان الشرق الاوسط. حيث أن " 80 بالمئة من مسيحيي العراق غادروه منذ عام 2003، بسبب الصراعات المذهبية، والاعمال الارهابية. ولم يتبق في العراق حاليا سوى 300 ألف مسيحي يعيش أغلبهم في إقليم شمال العراق، من أصل حوالي مليون و800 ألف مسيحي عراقي، يؤكد السيد خالد ألبرت المسؤول عن الشؤون الدينية للمسيحيين في وزارة الاوقاف والشؤون الدينية بإقليم كوردستان العراق، في تصريح لوكالة الأناضول بتاريخ 10/10/ 2019 .
2- ليس من العدل التركيز على الكنيسة الكلدانية وغبطة البطريرك مار ساكو لوحده، بدلا من توجيه رسالة الانتقاد الى جميع زعماء كنائسنا الثلاث، الكلدانية، الاشورية والسريانية بدون استثناء. حيث يجب مطالبة الجميع، بالإسراع في تنفيذ العمل الروحي المشترك للكنائس الثلاث، لربما الخطوة هذه ستكون بادرة خير للتفكير جديا في توحيد صفوفنا الاثنية قبل فوات الاوان. صحيح أن كنيسة المشرق الاشورية أمام مفترق طريق، يصعب التكهن بنهج البطريرك الجديد، أثر الاستقالة التي قدمها قداسة البطريرك مار كيوركيس بسبب مرضه وإصراره على ضرورة اختيار البطريرك في الموعد المحدد للسينودس بتاريخ 5 أيلول القادم. في حين وبأعتقادي، يفترض أن تكون مهمة التفاهم والاتفاق على مشروع موحد يحظى بالاجماع والاتفاق من قبل الكنائس الثلاث داخل الوطن، على رأس أولويات المجمع المسكوني القادم لكنيسة المشرق الاشورية في الخامس من سبتمبر القادم.
3- شخصيا أعتبر رفع كلمة بابل عن الكنيسة الكلدانية، خطوة ايجابية نحو المسار الوحدوي الصحيح. لآن رسالة الكنيسة هي رسالة الوحدة بين جميع الكنائس المسيحية، وبابل لم تكن مسيحية في يوم من الأيام، بل كانت عاصمة العلوم. حيث كان الفلك هو العلم الذي أمتاز به البابليون قبل ظهور المسيحية بقرون. لذلك يفترض بزعماء كنيسة المشرق الاشورية أيضا، أن يفكروا مليا في رفع التسمية القومية الملحقة بكنيستنا المشرقية منذ عام 1976،وذلك في حال الاتفاق على التوحيد والعمل الروحي المشترك بين جميع كنائسنا المقدسة في مهد المسيحية.     

34
التسمية وظّفتها المذاهب لتمزيق وحدتنا... يا غبطة البطريرك!!

أوشــانا نيســان
" نحن عائلة واحدة، لكن بأسماء مختلفة"، يؤكد غبطة البطريرك مارلويس روفائيل ساكو في رسالته التي تحمل بشائرالدعوة الصريحة في تعميق جميع أواصر المحبة والسلام بين أبناء شعبنا الكلداني السرياني  الاشوري، والمنشورة على موقع عنكاوا الالكتروني بتاريخ 28 تموز 2021.
شخصيا أقرّبالطروحات الفكرية  الجريئة والقدرات الروحية لغبطة البطريرك، بأعتباره مرشد روحي لا يرضى بأنصاف الحلول. ولكن وللاسف الشديد فأن طروحاته ودعواته المستمرة بهدف ايجاد الحلول المناسبة والمعقولة  للخلافات والمعوقات "المصطنعة "بهدف تفريق وحدة شعبنا، تثير ريبة العديد من القيادات الحزبية والزعامات التقليدية، تلك التي تتدعي أن قداسة البطريرك مستمر في طرح بدائل وطروحات يصعب تحقيقها في الوقت الراهن. " عندما يتضح لك أنه لا يمكن تحقيق أهدافك فلا تقم بتعديل  تلك الاهداف، بل عدلّ خطواتك التي تأخذها للوصول أليها"، يقول الفيلسوف الصيني كونفوشيوس .
ومن الواقع هذا أستميح غبطة البطريرك عذرا ،فالعذرُ  في حضرة المرشد مغفرة، حيث أكن لغبطته كل المحبة والاحترام. في حين وقبل تسليط الضوء على بعض النقاط التي باتت تشغل حيزا كبيرا من أهتمامات العديد من نشطاء أبناء شعبنا داخل الوطن وخارجه، أود طرح التساؤل  الاتي على غبطته:
 هل يقبل البطريرك أن يتحول الى مرجعية للقرارات الوحدوية والوطن على مفترق طرق؟فلو جاءت الاجابة بنعم، وهذا ما يتمناه كل مواطن محب لشعبه وكل مؤمن بكنيسته  الوطنية ،رغم أن الخطوة هذه عليها أن تسبق مسألة ضرورة توحيد حرم كنائسنا الثلاث. حيث الكل يتمنى من غبطة البطريرك أن يتحول الى مرجعية نافذة على أرض الواقع من أجل تنفيذ دعواته  الوحدوية قبل فوات الاوان، كما قال يسوع:
" ليس كل من يقول لي: يا رب، يا رب، يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل ارادة أبي الذي في السماوات" ( متى 21:7). وكما ذكّرنا البابا فرنسيس خلال زيارته التاريخية الى مدينة أور الاثرية وما يسمى ب" بيت النبي أبراهيم الخليل" عليه السلام، بتاريخ 5و8 / أذار المنصرم .
حيث أكد بقوله " أن أستلهمام أبراهيم يضعنا أمام مسؤولية للتخلص من تشوهات طرأت علينا جميعا عبر الزمن، فنسينا الجوهر لذا يكرر" يا محبي ﷲ أتحدوا".  حقا أن قول البابا فرنسيس يعتبر بحق ،خارطة الطريق لتنفيذ وترسيخ الجهود الوحدوية بين حرم كنائسنا الثلاثة في العراق، لآن القول هذا يتفق مع قول المسيح " هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح ،وأعضاء بعضا  لبعض، كل واحد للاخر، رو 5:12".
 أما بقدر ما يتعلق بمسألة تطوير مضمون دعوة غبطة البطريرك الوحدوية فأنني أكتب:
1- " أعترف أن المسيحيين في بلدان الشرق الاوسط عموما وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق على وجه التحديد، بأنتظار زعيم سياسي أوحتى روحي منقذ، بأمكانه قيادة سفينة نجاة شعبنا وايصالها الى برّ الامان والطمأنينة قبل الانقراض نهائيا. شخصيا أقرّ بان قداسة البطريرك مار ساكو جدير بمهمة تشكيل المرجعية المنتظرة على الاقل في الوقت الراهن .هذا ما أعترفت به لغبطة البطريرك ،عندما أتصل بي قبل فترة من الزمن ولا يزال. حيث يفترض بالكل أن يعرف ويقرأيضا، أن القيادة في زمن أنقراض الامة أو الزمن الصعب الذي يمّر على وجود أبناء شعبنا وهو على أرض الاباء والاجداد ،تختلف كثيرا عن القيادة في زمن العولمة والديمقراطية والعدالة.
ومن الواقع هذا علينا جميعا أن نتسامى فوق الخلافات المذهبية وحتى السياسية والشخصية في  سبيل الحفاط وتعميق أواصرالوجود والهوية داخل العراق الجديد.
2- أن الازمة التي يفتعلها ويعمقها حرف " الواو" بين التسميات الثلاث، هي أزمة خارجية - تفكيكية  بأمتياز، زرعتها القيادات السياسية للاكثرية العربية بين ظهرانينا منذ تاسيس الدولة العراقية قبل 100 عام. فلماذا يجب أن نشارك في تنفيذ بنود هذا المخطط  الاجرامي الخاص باستراتيجية الفصل والتمزيق اللاوطني ضمن بيتنا الداخلي!! رغم أن جميع لغات العالم وحروفها بأعتقادي، يجب أن لا تفلح قطعا في زرع بذور الريبة والشك في رؤية الناشط المنقذ أو الموحد  لصفوف أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لا اليوم ولا غدا .
3-   ليكن معلوما للجميع ،أن الحاكم العربي أو الكوردي الذي تلكأ في الاعتراف بحقوق وهوية شعبنا بتسمياته الثلاث، لا يمكن له أن يعترف بحقوق مجموعة شذتّ أو تحاول الشذّ عن جلدتها أوتاريخها، الا في حال الرضوخ لتنفيذ بنود مخططاته التقسيمية. فالواقع السياسي العراقي هذا يثبت لكل عاقل أنه ،لا الاشوري العنصري، ولا الكلداني الذي أستيقظ متأخرا عن انتماءه القومي، ولا السرياني المثقف، بأمكانه تحقيق ولو فقرة من الفقرات المزنرة على أجندة نضاله القومي في عراق تمزقه الحروب الطائفية والخلافات المذهبية وتداعيات النظام اللاديمقراطي.
بينما يعرف القاصي والداني، أن مجرد نهج توحيد الصفوف وحده كفيل بتحقيق هذا الامرالمنشود  رغم جميع الصعوبات والمخاطر المحدقة بوجود ومستقبل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
4-   لا يمكن تحقيق وحدتنا القومية برغبة أو بقرار مفاجئ، بل الوحدة " تنبع من واقع التعددية والتناقض. لان تماسك المجتمع أو قوته أو ضعفه، تعتمد على نوع العلاقات بين مكوناته من تعدد واختلاف وتناقض وانقسام الى قبائل وجماعات أثنية وقومية ولغوية ومذاهب وأديان مختلفة .
وعملية التوحيد تتم اذا تمكن المجتمع من تجاوزهذه الجدلية بأخذ اسبابها في الاعتبار في مشروع  الوحدة المؤمل" من كتاب القومية والديمقراطية والثورة / عبدالكريم الحسني ص 351.
" حالما نقبل الاختلاف ونكتشف هوية الآخر في إطار التنوع والتعددية يتحول هذا التشنج الى حوار مثمر وتعاون. الوحدة تتطلب الانخراط في ثقافة الحوار، وتوحيد الأهداف"، يكتب  البطريرك أيضا في دعوته أعلاه.
وفي ختام المقال نؤكد من جديد على قول غبطة البطريرك " الطريق الى الوحدة، ليس سهلا"، وينبغي الإقرار أولاً ان ثمة سوء فهم بين الهوية والتعددية، والذي طالما خلق توتراً في الماضي، ولا يزال للأسف. لكن حالما نقبل الاختلاف ونكتشف هوية الآخر في إطار التنوع والتعددية يتحول هذا التشنج الى حوار مثمر وتعاون". الواقع الذي يثبت على أننا بحاجة الى أرادة طيبة وصادقة تكون ركيزة نشاطنا الوحدوي ومرجعية نزيهة للعمل الوحدوي المخطط. حيث شعبنا فعلا بحاجة الى حوار هادئ وبناء بأعتبار الحوارالصحيح، هو نقطة البداية نحو التغيير والاصلاح وبالتالي أعادة وضع قاطرة وحدة شعبنا على سكتها الصحيحة. لآن شعبنا وبجميع تسمياته لديه مشاكل متوارثة وأزمات مستديمة ومستفحلة، ومن حق أي مواطن من مواطني  شعبنا المضطهد، أن يتحاورويبحث  ويعبّرعن رأيه بكل جرأة وحرية، وشكرا.
 

35
أعلام البطريركية الكلدانية يشن حربا..الرابح فيها خاسرا!!
أوشــانا نيســان
ألاستعجال يفسد كل شئ، حتى لو كانت النيّة حسنة. هذا ما لاحظته ويلاحظه القارئ الكريم من الرد "المستعجل" الذي نشره أعلام البطريركية "الكلدانية" ضمن التعقيب المنشورفجر اليوم على صدرالموقع الرسمي لبطريركية بابل للكدان. حيث نشر أعلام البطريركية،" أن الكنيسة الكلدانية ولدت بسبب أعتماد التوريث في سنة 1953 من صلب كنيسة المشرق الجامعة"، أي أن الاعلام أخطأ 400 عام، لذلك أؤكد أن أعلام البطريكية استعجل في التصحيح بعد ساعات من نشره للرد، وأؤكد أيضا أن ردي هو موجه للعاملين في اعلام البطريركية وحدهم بسبب عدم اطلاعهم على تاريخ شعبهم وكنيستهم المقدسة !!
قبل البدء في تسليط الضوء على المغالطات المدونة ضمن الرد، أود أن أسأل الاخوة في اعلام البطريركية، لماذا تم حشر أسمي ضمن الرد؟ وهل يقصد العاملون في الاعلام، أن مجرد الرد على نيافة الاسقف، يكفي لتكميم الافواه واسكات المنتقدين في قول الحق؟
أما بقدر ما يتعلق بالمغالطات التاريخية التي وردت ضمن الرد، فيمكن حصرها كالاتي:
1- " ما حصل لم يكن أجتماعا"، ورد في بداية التعقيب، في حين عرف الاجتماع في اللغة العربية على أنه "عبارة عن تجمع شخصين أو أكثر في مكان معين للتداول وتبادل الرأي في موضوع معين"، انتهى الاقتباس. بينما تشكل الوفد "المسيحي" الذي ألتقى نائب رئيس البرلمان السيد هورامي من تسعة أشخاص، ودار الاجتماع حول حقوق ابناء شعبنا ضمن دستورالاقليم وتحت سقف البرلمان. رغم أن الزيارة هذه التي شملت كنائس شعبنا الثلاث، تعتبربأعتقادي الزيارة الاولى بهذا الشكل والحجم والاهمية.
 
2- ليس الكلدان وحدهم يرفضون أو غير راضين بهذا الاسم المصطنع، بل أنا أيضا أرفضه رفضا قاطعا، بعدما وجد أساسا للمجاملة أو ترضية جميع الاطراف. شخصيا أستعمل هذه التسمية مجبرا، لحين الاتفاق على التسمية الشاملة والمعبرة عن رغبة الجميع. أما القول،" أن السريان ساعون لادراج تسميتهم القومية في الدستور الاتحادي والاقليم"، فهذه جريمة لا يقل وقع خطورتها عن قولكم القائل" سوف تُدرج القومية الكلدانية في دستورالاقليم، شئتم أم أبيتم". لآن ثقافة شعبنا بجميع تسمياته، باتت ثقافة ولغة سريانية بشقيها الغربي والشرقي منذ أن صبأ شعبنا الى المسيحية. وأنتم ذكرتم في ردكم الاتي" اللغة الحالية في طقوسنا هي اللغة السريانية علمياً وتاريخياً وليست الارامية كما تفضلتم"، انتهى الاقتباس. صحيح أن اللغة الارامية هي الاصل، وان سيدنا المسيح بالارامية نطق كلماته الاخيرة وهو على الصليب، حين صرخ بصوت عظيم وقال" إيلي إيلي لما شبقتني". اي الاهي الاهي لماذا تركتني.
أما اللغة السريانية بشقيها الشرقي "مدنحويو" والغربي" معربويو"، فهي لغة سامية وجذورها تعود الى اللغة الأرامية، وتعتبر تطورا تاريخيا وطبيعيا للارامية. تعتبر اللغة السريانية وفق الباحثين، لغة الام لطوائف الاشورين والسريان والكلدان المنتشرة في العراق وسوريا، حيث أضحت من أهم العوامل التي تجمعهم / مجلة شرورو الحقيقة السريانية 14 كانون الثاني 2017.

3- " الهوية شعور وأنتماء والتزام. تتميز هوية قوم عن الهويات الاخرى في مجالات كثيرة ملموسة، كالانتماء الى الارض، التاريخ، اللغة والموروث الثقافي والعادات والتقاليد والدين/المذهب"، ينشر اعلام البطريركية. يبدوا أن الاعلام الكلداني في عجلة من أمره في كل ما يفعل من أجل الاسراع في تنفيذ قرار تقسيم صفوف هذا الشعب الابي، ليس فقط بين المذهبين المسيحيتين الكاثوليكية والاثوذكسية هذه المرة، بل حتى بين الطائفتين الاشورية/ السنيّة والكاثوليكية / الشيعية. وألا ما المقصود:

- بالانتماء الى الارض والتاريخ، فلو جاء الكلداني من أرض الرافدين فالاشوري لم يأت من كوكب اخر قطعا
- ولو أعترف الكلداني بأن لغته لغة سريانية، فأن أول جامعة في التاريخ أنشأها شعبنا في أورهي ولغتها " كانت سريانية بأعتبارها لغة العلوم والفنون، ونفتخر أن السريانية كانت لغة النبي أدم والنبي نوح عليهما السلام/ صحيفة " زهريري دبهرا" باللغة السريانية – ايران عام 1849.
- وبقدرما يتعلق بالعادات والتقاليد يكفي أن نقول أنه، نادرا ما يمكن العثور على أفراد أسرة اشورية عريقة تخلو من عنصر كلداني أو بالعكس. فعاداتنا وتقاليدنا هي نفسها في كل مكان.
- بخصوص الدين، قد لا نكشف سرا حين نقول، أن المذهب الارثوذكسي أو البروتستانتي، هما مذهبان مسيحيان وينتميان الى الدين المسيحي ويبشران بالانجيل، حالهما حال الكاثوليك. فلماذا نتفنن في نهج رفع المتاريس بين أبناء الشعب الواحد، كلداني سرياني اشوري، ولا نتسارع في أكمال بناء المخطط الاستراتيجي الجامع لحشد طاقات وكفاءات هذه التسيميات ضمن تسمية موحدة قبل فوات الاوان.
 
4- اللغة الحالية في طقوسنا هي اللغة السريانية علميا وتاريخيا وليست الارامية كما تفضلتم"، أنتهى الاقتباس. صحيح لغة طقوس كنيسة المشرق الاشورية أيضا تحولت كثيرا من الارامية نحو السريانية ، لسبب واحد، وهو صعوبة الفهم بين رجال الدين ومؤمني الكنيسة وأتباعها.( اليوم الكلدان ثقافة ولغة وليتورجيا وطقوس وهوية في خطر. ومع الاسف أرى أن الخطر المحدق بالكلدان من حيث ثقافتهم وهويتهم ولغتهم وليتورجيتهم وطقوسهم وأدبهم وشعرهم وفنونهم وغيره، يأتي من داخل البيت الكلداني ومن ذات المؤسسة التي واحد من واجباتها يجب ان يكون كما كان طوال التاريخ)، يكتب الدكتور ليون برخو على صدرصفحة عنكاوا.كوم بتاريخ 13/ 9/2015، ردا على بيان أو مقال في موقع البطريركية الكلدانية " التي تنتقد طقوس كنيستنا اليوم تحت عنوان" مسألة الطقوس الكنسية"، حيث جاء فيه :
" طقوسنا كانت بالسريانية الشرقية وبعضها ترجم الى العربية والى السريانية المحكية (سورث). أما اليوم فان الغالبية لا تفهم هذه اللغة، ليس فقط من المؤمنين، لكن لا يملك ناصيتها العديد من الكهنة ممن يمارسون الصلوات الليتورجية باللغة الطقسية الاصلية. المؤمنون بحاجة لا فقط الى ترجمة الطقوس ترجمة حرفية، بل الى التأوين والتجديد لتتلائم مع ثقافتهم الجديدة وحساسياتهم وواقعهم. فنحن بحاجة الى طقس مفهوم بالعربية والانكليزية والكوردية والفرنسية والالمانية والفارسية والتركية والهولندية والفلامنكية..الخ)، أنتهى الاقتباس.
5- "كنائسنا الثلاث لا تعود الى القرن الاول كما ذكر سيادتكم". هذا صحيح بالنسبة لكل من كنيسة الكلدان والفاتيكان في روما التي صبأت الى المسيحية بعد أعلان قسطنطين الاول عام 313م على " منح المسيحيين وغيرهم الحرية لاتباع الدين والنهج المناسب والافضل لكل فرد منهم بأعتبارها خطوة أخلاقية صائبة"، بعدما قتل وذبح وأعدم الالاف من المؤمنين بالدين المسيحي. أما كنيستنا كنيسة المشرق وهي أمتداد تاريخي للكنيسة الاولى التي تأسست في أرض ما بين النهرين وفي القرن الاول الميلادي. حيث أرسل الرب يسوع تلاميذه لنقل البشارة الى كل بقاع العالم، ووصل أحد تلامذة الرب يسوع المسيح وهو القديس توما الرسول بلاد الرافدين وأقام في منطقة قطيسفون/ المدائن حاليا. هناك تم وضع حجر زاوية كرسي المشرق في كنيسة كوخي من قبل القديس ماري أحد تلامذة القديس توما الرسول. بمعنى أخر، أن كنيسة المشرق سبقت مسيحية روما بما يقارب من قرنين ونصف، بأعتبارها ثالث كنيسة في الكون بعد كنيسة أورشليم وأنطاكيا. 
أما بقدر ما يتعلق بكنيسة المشرق، فأنها فعلا كانت كنيسة جامعة للجميع (الكلدان السريان الاشوريين). لآن تسمية الكنيسة الكلدانية أو الكثلكة لم تصل ارض الرافدين رغم الانشقاق الذي حصل في كنيسة المشرق عام 1553، ورسامة يوخنا سولاقا من قبل البابا يوليوس الثالث في 28 نيسان 1553، ولقبه بشمعون الثالث بطريرك الموصل في أثور الشرقية، والسبب أن أحد أسماء مدينة الموصل الجغرافية باللغة السريانية هو أثور.والتاريخ يذكر، كيف تعثرت جهود روما في نقل الكثلكة الى ارض بلاد الرافدين حتى نهايات قرن التاسع عشر وبدايات الحرب العالمية الاولى.
وفي الختام أود التأكيد على أن المعركة التي يعلنها هذا الشخص أو ذاك المؤمن المثقف من هذه الكنيسة او تلك واليوم يعلنها أعلام البطريركية الكلدانية، هي معركة خاسرة تماما، لأن الرابح الاول والاخير، هوالعدو وقوى الشر المترصدة لنا جميعا بغض النظر عن أشوريتنا كلدانيتنا سريانيتنا. هذا من جهة ومن الجهة الثانية، تزداد الغصة في القلب وتكاد أن تمزقه، عندما نسمع أو نقرأ لكاتب او أي جهة سياسية او كنسية، وهي ترفع أجندة التقسيم أوتنادي ببنود استراتيجية بغيضة هدفها الاول والاخيرتحريف مسيرة شعبنا الوحدوية وتمزيقها قبل ولادتها. لهذه الاسباب وأخرى يجب أن نرفع صوتنا ونقول:
- الا تكفي سياسات الذبح والقتل والحرق بما فيها الابادة الجماعية التي مورست ضد أبناء شعبنا وبجميع تسمياته وكنائسه ونحن على أرض الاباء والاجداد، أن نتعظ؟
- وهل يمكن لاي آنسان عاقل بعض النظر عن هويته العرقية والمذهبية، أن يمحي صورة الجثث الممزقة وأشلاء المصلين من المؤمنين والمؤمنات التي فجرت في صرح كنيسة النجاة وفي قلب بغداد العاصمة؟
واخيرا لماذا لا نحكم عقولنا ولو مرة لتفادي القرارات المتسرّعة وغير المحسوبة في مواجهة جل التحديات والاخفاقات، ونسير بثقة عالية نحو الوحدة التي تسموفوق جل التسميات، متغلبا على جميع الصعوبات والمفاجأت التي قد تعترض مسيرة وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري اليوم قبل الغد؟


36
رسالة الكاردينال أول خطوة على طريق النكبة !!
أوشــانا نيســان
على الرغم من أستمرار أنقسامات النخبة العميقة أفقيا وأخرها رسالة الكاردينال مار ساكو الى رئيس برلمان أقليم كوردستان – العراق، بهدف أدراج تسمية الكلدان في دستور أقليم كردستان بتاريخ 21 حزيران 2021، فأن الضمير الجمعي للامة ولحسن حظنا لم يرّ ولم يشاهد أي أنشقاق عمودي يذكر داخل صفوف شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لحد يومنا هذا. وأن اللقاء التاريخي الذي حدث تحت سقف برلمان أقليم كوردستان- العراق بتاريخ 7 تموز الجاري، هو تأكيد شرعي وعلني على وحدة شعبنا، كما ورد ضمن العنوان المنشور على صدر الموقع الالكتروني لبرلمان أقليم كوردستان -العراق، أثرالزيارة التاريخية التي قام بها وفد مشترك من كنائسنا الثلاث الكلدانية السريانية الاشورية ولقاءه السيد هيمن هورامي نائب رئيس برلمان كوردستان-العراق. وقد حضر اللقاء جنبا الى جنب أعضاء الوفد الزائر، نواب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في برلمان الاقليم وعلى راسهم، روميو هكاري رئيس كتلة تحالف الوحدة القومية في البرلمان،  فريد يعقوب أيليا رئيس قائمة الرافدين في البرلمان، جنان جبار بويا رئيس المجلس القومي الكلداني، وروبينا أويملك عزيز عن قائمة تحالف الوحدة القومية، حيث نرفع لهم القبعات فخرا وننعتهم بنواب الوحدة والتجانس والتفاهم باركهم الله.   
بعد ترحيبه بالوفد الزائر، أشار السيد هورامي الى الخطوات السياسية لرئاسة الاقليم ورئاسة البرلمان في سبيل كتابة دستور أقليم كوردستان المنتظر، ولا سيما بعد تشكيل لجان استشارية وقانونية لهذا الغرض. كما وأبلغهم نائب رئيس البرلمان بوجود ممثل عن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن اللجنة أثناء كتابة مسودة الدستور، في سبيل طرح وتدوين حقوقهم المشروعة ضمن الدستور.
حقا أن مشكلة الاختلاف في التسميات المذهبية  وحتى الانقسام المفروض فرضا على واقع شعبنا الابي منذ قرون، لا تكمن فقط ضمن النتائج الملموسة على أرض الواقع ، بل تكمن في الجهة الكنسية بالدرجة الاولى، ثم الجهات الحزبية أو حتى الشخص الذي يحاول عمدا مدّ هذا النهج الانقسامي الذي يمارسه أو يقوده عمدا داخل الوطن وخارجه، بما يؤسس لمحاولات مشبوهة بهدف خلق كيانات وهمية لا تفعل شيئا بأستثناء خلق وتكريس المزيد من التفرقة والنكبات في صفوف الامة.
هذا بقدر ما يتعلق بأوجاع شعب مقهور ومعان منذ قرون، أما بقدر ما يتعلق بغياب الديمقراطية في بلدان الشرق الاوسط عموما وفي عراق مابعد سقوط الطاغية عام 2003، فحدث ولا حرج. فالاكثرية العربية  في العراق، فقدت بوصلة النظام وقرارالتوجه نحو العدالة والديمقراطية رغم مرور 100 عام على تأسيس الدولة العراقية، لا بسبب قلة الموارد الاقتصادية وشحة ثروات النفط العراقية كما يقال، وأنما بسبب التكاليف الباهضة للحرب الاهلية – المذهبية في العراق الجديد. وفي ظل هذا المناخ السياسي الموبوء، تراجعت الثقة كثيرا بين المواطن والفاعلين السياسين، وتحديدا اولئك الذين جعلوا من السياسة حرفة، أما أن يعيش المرء"لآجل" السياسة، أو أن يعيش المرء"من" السياسة حسب قول ماكس فيبر. ومن المنطلق هذا علينا أعادة نشر قول الفيلسوف المصري المرحوم فرج فودة ومفاده:
" أن يرفع رجال الدين شعارات السياسة ارهابا ويرفع رجال السياسة شعارات الدين استقطابا، فهذا هو الخطر الذي يجب أن ننتبه له .. فإذا كنا نرفض تدخل الدين في السياسة فإننا أيضاً ندين تدخل السياسة في الدين .. إن تسييس الدين وتديين السياسة وجهان لعملة واحدة".

وقبل أن نختتم جوهر المقال ونطوي هذا الملف الشائك والمعقد، يجب أن نعترف ونقول، أن الشكوى العارمة من الانقسام في صفوف أبناء شعبنا، لا ترافقها شكوى موازية من غياب الاصلاحات الوحدوية أبدا. حيث خلال متابعتي لدور نواب شعبنا في برلماني بغداد وأربيل لا حظت جيدا، أن قرار الأعتراف  بوجود ممثلي أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري تحت قبة البرلمانين، لا يتعلق بحرص رئاسة البرلمانين في جعل الديمقراطية والدستور مصدرا للاعتراف بالحقوق والحريات دستوريا، وانما مجرد أستكمالا لمؤسسات الديمقراطيات المعيبة في معظم بلدان الشرق الاوسط. رغم أن حقوق المكونات العراقية الاصلية وعلى راسها حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، يجب أن لا تقاس وفق معايير الحجم والعدد، بل وفق التاريخ والانتماء الحقيقي لآرض الرافدي منذ 6771 عام. ومن الواقع هذا أكتب وأقول، أن فشل الانظمة السياسية العراقية خلال مائة عام في تشجيع وترسيخ الوعي الديمقراطي النزيه في عقلية المواطن العراقي بغض النظر عن انتماءه العرقي او المذهبي، مثلما كان سببا رئيسيا وراء فشل النظام السياسي في تحصين دعائم التجربة الديمقراطية المؤملة في ثرى العراق حتى في عراق ما بعد عام 2003 ، كذلك سيفشل الوعي في الممارسة السياسية اليومية في منع العودة  الى الممارسات الدكتاتورية لا سمح الله من جديد.


37
شعبنا عريق وعملاق ولا يقزمه سياسيو الصدفة !!
أوشــانا نيســان
كثيرا ما يتم استغلال أسم وعنوان شعبنا العظيم في سبيل بلوغ المصالح  الفردية والمقاعد البرلمانية ضمن العراق الجديد، ولكن النهج هذا حمل معه بذور سقوطه وتلاشيه منذ البداية. لذلك بأعتقادي، " ان التمسك بالتسمية الكلدانية وحدها، كتسمية قومية وهوية تاريخية لشعبنا بصورة مستقلة دون اي رتوش واضافات او تجمع ضمن مسميات مركبة مشوهة لا تمت للتاريخ باي صلة"،كما ورد ضمن الخطاب الذي نشره "اعلام حزب المجلس القومي الكلداني" على صدر موقع عنكاوا الالكتروني بتاريخ 19 حزيران الجاري، هي دعوة محرضة على المزيد من الكراهية والانشقاق. الدعوة التي يمكن أعتبارها بداية النهاية لهذا المشروع التقسيمي، حتى لو قدرلهذه القيادات الحزبية المأزومة،أن تتجاوز تداعيات مرحلة سياسية سوداء، مشابهة للمرحلة التي فرض على أبناء شعبها، الخيار بين الخيارين العربي في الوسط والجنوب والكوردي في الشمال، في حقل "القومية" ضمن التعداد العام للسكان في العراق عام 1977 . والسؤال هو، لماذا لا تتسارع هذه القيادات في فتح الملف الخاص بخيار وحدة الصفوف من خلال تسمية وحدوية متفق عليها من قبل الاكثرية من أبناء شعبنا أن لم نقل من قبل الجميع.
 
والدليل القطعي على الاخطاء التي تقترفها هذه القيادات بحق شعبها، هو أصرارها على نشرمفردات الخطاب التمزيقي والاستحواذي بدلا من الاسراع في مناقشة مسألة "التسمية" التي توحّد أبناء الشعب المجزأ عمدا، في وقت تجري فيه عمليات جرف أجزاء مهمة من سور نينوى القديم على قدم وساق في سبيل أعادة بناء قلعة " باشطابيا" في نينوى. رغم ان باشطابيا هي قلعة من بين سبع قلاع ضمن سور نينوى القديم وباشطابيا وحدها تذكرنا بعصور الاحتلال والغزو الاجنبي لبلاد وادي الرافدين. لآن ( باش- يعني رئيسي، وطابيا- برج)، وتعني القلعة الرئيسية أو البرج باللغة التركية. حيث تم تجديد بناء سور نينوى القديم عام 669 ميلادية وفي عهد الخليفة الاموي محمد بن مروان، في سبيل جرف معالم وتراث الحضارة الاشورية ، كما جرى ويجري بأنتظام على مرأى ومسمع سياسيي الصدفة.
اليوم وبعد 106 عام من الدعوة التي صاغ مضمونها مثلث الرحمات المطران الكلداني " أدي شير" ، بهدف أنقاذ الوجود المسيحي في شرق أناضول من دنس الحاكم التركي، وأنقاذه من اللوثة الشوفينية التي أصابت عقل العديد من المحسوبين  زوراعلى "النخبة المثقفة" التابعة لشعبنا، نجح " رجل الدين الكلداني" في خلق تسمية موحدة وعنوانها " كلدو-أثور"، رغم هول المخاطر وجورالمؤامرات العثمانية التي أنتهت بقطع رأس المغفور له المطران أدي شير نفسه. والسؤال هو اليوم، لماذا يفشل جميع علمانيي شعبنا في عصر العولمة، في ادرك جوهرالمعايير الوحدوية المشتركة التي تجمع صفوف هذا الشعب الجريح والذي يتجه بسرعة نحو الانقراض، بينما نجح المطران أدي شيرفي وضع الحجر الاساسي لوحدتنا رغم تعقيدات الظروف السياسية والفكرية ورغم التفاف حبل المشنقة على رقبته عام 1915؟
وبالعودة الى مضمون المقال يجب التأكيد على أن، شعبنا بحاجة الى زعامات كنسية وحزبية وثقافية ذات بصيرة ورؤية استراتيجية لجدوى الوحدة، بحجم المغفور له المطران أدي شير. حيث لا الغزوات الاسلامية، ولا البعثات التبشيرية ولا الحركات الاصولية والسلفية وأخرها مجرمي تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، وفرّت الارضية الصالحة لترسيخ ما يسمى بدعائم التعايش الاخوي والسلمي في أي بلد من بلدان الشرق الاوسط خلال أكثر من ألف سنة، وما يجري في لبنان، سوريا والعراق خير دليل على صحة ذلك. ومن الواقع هذا يجب التأكيد علنا أن:
- كل عمل سياسي أو نضال حزبي لا يشّرع وحدتنا ووحدة خطابنا القومي فهو باطل وكاذب أنبذوه!!
- كل سياسي أو حزبي لا يستمد الشرعية والعزيمة من لدن شرائح شعبه "المسيحي" وحده، هو سياسي فاقد للشرعية الشعبية والسياسية قاطعوه!!
- وكل تنظيم أو حزب سياسي ينشر خطاب الكراهية والضغينة في صفوف شعبه، يجب أن تكون محاربته فرضا على الجميع ، ويحّرم التصويت له في الانتخابات البرلمانية
أما بقدرما يتعلق بالتسمية التي توحد شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، فأن التاريخ خصص فصولا كاملة عن وحدتنا العرقية، في حال نجاح مساعي الخييرين من أبناء شعبنا، وفي حال وقف نهج التركيز في البحث عن كل ما يقلقنا ويفرقنا ونتسامي فوق جميع النعرات العصبية والفتن الطائفية التي يطلقها هذا الطرف أو ذاك، بهدف البحث عن التسمية التي توحدنا وترضي جميع الاطراف، ومنها على سبيل المثال:
- ما يتعلق بالتسميات الرئيسية وهي الكلدانية  والاشورية فأن التاريخ يذكرنا، أن غياب التفرقة المصطنعة بين التسميتين كان ولايزال سببا أساسيا في ترسيخ  دعائم الوحدة وبداية لانطلاق نهج العمل القومي - الوحدوي المشترك.  هذا السرّ الذي كشفه مثلث الرحمات المطران الكلداني ادي شير قبل 106 عام، لا بهدف استلام السلطة والزعامة، أعوذ بالله وانما بهدف توحيد جهود الامة نحو الخطر المحدق. لذلك يمكن القول أن، تسمية " كلدوأشور"، التي وضعها المطران، هي التسمية " المنقذة " على الاقل في الوقت الراهن، لانها تنقذ شعبنا من الضياع والانقراض الحقيقي وهوعلى أرض الاباء والاجداد.
- أما بقدرما يتعلق الامر بالتسمية "السريانية"، فأن التاريخ نفسه يذكرنا، أن التسمية السريانية لم تأت يوما للتفرقة بين الاشوريين أوالكلدان مطلقا، بل جاءت لتعمّد ثقافة شعبنا "المسيحي" في وادي الرافدين، وفق الدلائل التاريخية من جهة، ومن الجهة الثانية فان الاكثرية من السريان لديها أنتماء وطني رافديني حالها حال الانتماء الوطني والكنسي الاشوري. هذا ما لاحظته في السويد من سريان- أشوري تركيا بحيث :

أ- يتفق أغلب الاكاديميين، أن تسمية السريان أطلقت على الاشوريين بعد اعتناقهم المسيحية وانتشارها في وادي الرافدين. بأعتبار الاشوريين أول شعب على وجه المعمورة صبأ الى المسيحية بعد مجرد 30  أو 40 سنة بعد المسيح. والدليل طبقا لنفس المؤرخين، أن لفظة السريانية لا ترد أبدا في العهد القديم، وان ما يشارعوضا عنها هو اراميون ولغة ارامية. مما يدل على ان اللفظ لم يكن معروفا عند تدوين العهد القديم والسبعونية ترجمته الى اليونانية.  حيث أتفق الباحثون على أن أسم السريان واللغة السريانية حل مكان أرام واللغة الارامية بعد الميلاد وليس قبله وتحديدا عقب اعتناقهم المسيحية، وهكذا عندما تنصروا أتخذوا الاسم السرياني، لسبب انهم اختلفوا في العادات والعبادات عن الوثنيين، "اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية" لمؤلفه المطران اقليمس يوسف داود ص8- 9-10.
 ب- " أن تسمية "السريان" أو "السريانية" هي تحريف فارسي يوناني للاسم "أثور" او "أشور" مستندين في ذلك على ظاهرة تبدل الاصوات " ش- س" أو "ت- ث" بين اللهجتين الشرقية والغربية فتكون التسميتين السريانية والاشورية كمرادفات تعني أحدهما الاخرى. ورد في مقدمة قاموس "زهريرا" لمؤلفه القس شليمون خوشابا والقس عمانوئيل بيتو.
ج- أقدم وثيقة سريانية ذكرفيها مصطلح اللغة السريانية بدلا من الارامية، تعود الى الرها عام 132. وتذكرالوثيقة عن نشأة السريان وانتشارهم وثرائهم، مركز الدراسات والابحاث الرعوية لرعية أنطلياس، لبنان عام 1995 ص 11.  حيث تاسست مملكة الرها التي حكمتها عائلة الاباجرة والتي ينسب التقليد الكنسي انهم راسلوا يسوع المسيح. تعتبر مملكة الرها اول مملكة مسيحية في العالم/ مملكة الرها المحبة للمسيح، موقع بوابة تركال 30 تشرين الثاني، حيث أعتبرت اللغة السريانية  لغتها الرسمية.
د- " ان اللغة السريانية هي لهجة اللغة الارامية وعينها، رغم أن اللغة الارامية قد ظهرت قبلها بمئات السنين، والمكتشفات الاخيرة تؤيد هذا القول، خصوصا كتاب أخيقار وزير سنحاريب ملك أشور، مجلة الشرق المسيحي لعام 1980عدد 1 صفحة 106-108.
وفي الختام يجب القول، أن الحزبي المتزمت أو المثقف الساذج الذي لم يستيقظ ضميره  وهو يشاهد، كيف حزّ الداعشي رقاب المئات من أبناء جلدته من المسيحيين قبل أن يسأل عن مذهبه، فهو مثلما لا يستحق المكانة الحزبية التي وضع فيها، بالقدر نفسه ولربما أكثرلا يستحق شرف هذه التسمية. لآن السياسي المثقف، هو ضمير عصره بأعتباره الانسان الذي يتجاوز دائرة ذاته ليصل الى جميع شرائح المجتمع ويجعل من مشاكل أبناء جلدته والمجتمع بأسره همومه الشخصية. وأن شعبنا بحاجة اليوم، أن يوحد صفوفه قبل أن يجبرعلى أتخاذ "تسمية" مفروضة من الفوق. صحيح أن "هذه التسمية ( كلداني سرياني أشوري) مركبة حديثة لا تمت الى التاريخ بصلة، ولا تعبر عن هويتنا، ولا يمكنني أن أقول أنا كلداني – سرياني أشوري"، ينشرغبطة البطريرك مارساكو على صفحته الرئيسية بتاريخ 29 أبريل 2015، بالقدر نفسه لا يمكن أعتبار التسمية تلك دعوة "رسمية" لتشتيت وتمزيق صفوف الامة وتشظيها، بل يجب اعتبار الدعوة بمثابة جرس انذار لنا جميعا للاسراع في توحيد الصفوف والكلمة. لآن حجم المخاطر والتحديات التي تهدد وجود ومستقبل شعبنا المسيحي وهو على ارض الاباء والاجداد، يتعاظم يوما بعد يوم. وآن التحديات هذه لن تكون الاخيرة، وان خلاص شعبنا "الكلدواشوري" يكمن فقط في نهج الاصرارعلى توحيد الكلمة والصفوف قبل فوات الاوان.

38


بذرة وحدة الكنائس حاضرة ولكي تثمر أمر يعتمد علينا!!
أوشــانا نيســان
" على كل واحدٍ منَا ان يرى في وجه كنيسة الآخر وجه الكنيسة الواحدة في الجوهر، وان يسعى للبلوغ الى كمال الشركة. هذا هو المسعى والرجاء، وهو ما يجب ان يكون موضوع صلاتنا الى الروح القدس لكي يعضد مسيرة وحدتنا وينميها"، ينشر الكاردينال لويس روفائيل ساكو على صدر موقع عنكاوا الالكتروني تحت عنوان" وحدة الكنائس ليست سهلة كما يتصورها البعض" بتاريخ 11 حزيران الجاري.
قبل الولوج في الحديث عن قول غبطة البطريرك يجب القول علنا، أنني هنا أتحدث عن "الوحدة المستحيلة" التي كتب عنها الكاردينال وليس عن شخصه الذي أكن له كل الاحترام والتقدير بسبب جرأته في طرح مواضع ومشاريع يخشى البعض أن الكتابة عنها قد يكون مستفزا الى حد بعيد. ولاسيما بعدما حان وقت التغيير وضرورة شحذ جميع قدراتنا على ضرورة ايجاد حلول بناءة ترتوي جذورها من جوهر كلمات سيدنا المسيح، بهدف ترسيخ نسيج ثقافة التوحيد والتضامن، بعدما فشل الجميع في تقديم رؤية "موحدة" وبديلة لتأمين وجود " مرجعية" في مهد المسيح لجميع مسيحيي بلدان الشرق الاوسط عموما ومسيحيي العراق على وجه التحديد. رغم قوله " أيها الاب القدوس، أحفظهم في أسمك الذين أعطيتني، ليكونوا واحدا كما نحن (يو: 11:17).
" موضوع الوحدة متشابك بسبب تعدد الكنائس والثقافات واللغات والقوميات"، يدون غبطة البطريرك ساكو ضمن المقال المذكور أعلاه. صحيح جدا بقدر ما يتعلق الامر بتطوّر وتراجع المسيحية في معطم  بلدان الغرب، بعدما بدأ الايمان يتراجع فيها كثيرا أمام الأغراءات المادية والشبهات. ولكي يصمد ايمان مؤمني شعبنا "الكلدوأشوري" امام جميع هذه الصراعات والاغراءات ويحافظ  على وحدة كنائسه رغم تنوعها الليتورجي واللاهوتي، لا بد من ايمان راسخ وقائم على أساس وعي كامل، أن بذورالايمان المسيحي في قلوب المؤمنين من أبناء شعبنا، حملها ماربطرس الرسول أحد تلاميذ سيدنا المسيح، وعلى يده تلمذ أدي وماري المؤسسان لكنيسة المشرق في النصف الاول من القرن الاول الميلادي.  هذه الكنيسة التي سميت بكنيسة " كوخي"، حيث وضع حجرها الاساس في منطقة المدائن جنوب غرب بغداد، على يد متتلمذ المشرق مار ماري والمؤمنين من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بالاجماع قبل ورود الكثلكة الى وادي الرافدين بأكثر من 1800 عام. تماما كما يذكر غبطة البطريرك، جميع الطوائف الكنسية الرسمية وعددها (14) طائفة / كنسية متفاوتة العهد والعدد. حيث المعلوم تاريخيا، " أن كنيسة المشرق وعدد مؤمنيها 80 مليون مؤمن، لم يكونوا أشوريين ولا كلدان وحدهم أبدا"، يؤكد مثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل الاول بيداويد في مقابلة تلفزيونية مع تلفزيون النجم الاشوري سبتمبر 1974 رغم أن شعبنا، هو أول شعب صبأ الى المسيحية في العالم كله. ولاسيما بعدما نطق سيدنا المسيح  بالويلات للكتبة الفريسيين بقوله، "رجال نينوى سيقومون في الدّين مع هذا الجيل ويدينونه، لآنهم تابوا بمناداة يونان، وهوذا أعظم من يونان ههنا ( مت 41:12). علما أن الخلافات او الصراعات التي نمت في حرم كنيسة المشرق، لم تنمو ولم تتجدد يوما في ثرى الشرق، وأنما استوردناها من بلدان الغرب وتحديدا من روما بعدما صبأت الى المسيحية أثر مرسوم ميلانو الصادر بتاريخ 31 ديسمبرعام 329 والقاضي بالحريات الدينية في الامبراطورية الرومانية وقتها. "

 
ولهذا فإلانسان المؤمن بحاجة إلى أن ينيره وحي الله، ليس في ما يفوق إداركه وحسب، ولكن في أمر الحقائق الدينية وألانسانية التي يعجز عقل الانسان عن إداركها.  "قانون الإيمان واحد في جميع الكنائس. هذه الوحدة غير تامة كنسياً، لأن شكل الكنائس مختلف، جغرافيتها مختلفة، ولغتها مختلفة وهكذا بالنسبة لطقوسها وتقاليدها وقوانينها"، يكتب غبطة البطريرك. فلو كان قانون الايمان واحدا في جميع الكنائس كما يكتب غبطة البطريرك، لما تفجرت الثورات الاصلاحية التي هزّت الكنائس المسيحية، وتحديدا الثورة الاصلاحية التحررية التي اعلنها مارتن لوثربتاريخ 31 تشرين الاول عام 1517، وبموجبها قسم العالم المسيحي الى نصفين كاثوليكي وبروتستاتتي. أما ما يتعلق بالاختلاف في شكل الكنائس المسيحية، وجغرافيتها ولغتها وحتى طقوسها، باعتقادي ليست مسألة جذرية ولا تستدعي الوقوف عندها. ففي الكنيسة الكلدانية على سبيل المثال، توجد رغبة لدى العديد من مؤمني الكنيسة بالعودة الى تراثها العريق ولغتها الاصلية الدارجة في حرم كنيسة المشرق. في حين يوجد أيضا من يحاول تعريب طقوس الكنيسة الكلدانية وتراتيلها بحجة العصرنة وتسهيل الفهم. هذا وبالاضافة الى وجود كنائس مسيحية كاثوليكية في الغرب وتحديدا في السويد، لا تتخذ مذابحها بأتجاه الشرق، كما درجت العادة في صلاة الكنائس الشرقية أن يجثو المؤمن حد الارض متجها نحو الشرق.
وفي الختام تتطلب الضرورة أيضا، اعادة نشربعض العبارات المؤثرة التي دونها غبطة البطريرك بقوله:
" على كل واحدٍ منَا ان يرى في وجه كنيسة الآخر وجه الكنيسة الواحدة في الجوهر، وان يسعى للبلوغ الى كمال الشركة. هذا هو المسعى والرجاء، وهو ما يجب ان يكون موضوع صلاتنا الى الروح القدس لكي يعضد مسيرة وحدتنا وينميها". صحيح أن جميع الطوائف الكنسية الرسمية وعددها (14) طائفة / كنسية متفاوتة العهد والعدد في العراق وحده، حسب وصف غبطته، في حين لا توجد لنا مرجعية" كنسية- وطنية موحدة" تلجأ اليها زعماء كنائسنا عند اشتداد المحن والخلافات والصراعات. المرجعية التي يمكن تسميتها ب" مرجعية أور"، تلك التي ستكون قبلة لقضاء مناسك حج المسيحيين ومن يدري لربما ستبدأ مراسيم الحج الابراهيمي لغبطة بابا الفاتيكان فرنسيس مرة أخرى. رغم أن الطرح هذا، يجب أن تسبقه حملة تنوير فكري واصلاحات دينية وحدوية قبل الاعلان عن انطلاق ربيع  مسيحي( كلدواشوري) في مهد المسيحية في الشرق عموما وفي العراق الجديد على وجه التحديد. حيث يعرف المتابع أن الخلافات المذهبية بين هذا المذهب وذاك بالاضافة الى الصرعات الشخصية المستفحلة تحت سقف كل كنيسة من كنائسنا المقدسة، باتت في طريقها لا سمح الله الى تبديد ثقة المسيحي المؤمن برجالات ديننا في العديد من الكنائس الشرقية. ولربما كان غبطة البابا فرنسيس على علم بتداعيات هذه الخلافات والاجتهادات الدينية قبل زيارته الى العراق بكثير. لذلك أصّرغبطة الحبرالاعظم  خلال حجه لمسقط راس النبي أبراهيم في العراق بتاريخ 6 أذار 2021 بالقول: يا محبي الله أتّحدوا!!
وبالتالي علينا جميعا أن نتخلص من أفكار التطرف الديني والعرقي الاعمى، التي جعلتنا في مواجهة مكشوفة مع تطورات العصر والعولمة. وأعتقد أن شعبنا ينتظرزعيم ديني قديريعترف بالحوارالسلمي أساسا لتطبيق جوهررسالة سيدنا المسيح على أرض الواقع، لكي لا نرجع الى بنود فلسفة المهاتماغاندي ورده السلمي ضد المستعمرالانكليزي بقوله:
" أحب مسيحكم، ولكني لا أحب مسيحييكم فهم بعيدون جدا عن أن يكونوا كالمسيح".


39
النائب الذي لا يفتخر بقدرات شعبه العلمية و الفكرية لايمثله!!
أوشــانا نيســان
" مبروك سلفا للدكتورة منى ياقو بمناسبة ترشيحها لمنصب رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في أقليم كوردستان- العراق في جلسة برلمان الاقليم بتاريخ 18 مايس/ايار 2021  ". لآن البرلمان وفق ما ذكرته الدكتورة ريواز فايق حسين رئيسة البرلمان ،ردا على الاعتراض"الوحيد" الذي قدمه رئيس كتلة الرافدين في أقليم كوردستان السيد فريد يعقوب بقولها، " نحن قررنا ووافقنا على الترشيح بالاتكاء على سيرتها الذاتية وأنها عملت في مجال حقوق الانسان..وأكدت للنائب بقولها، نحن أستعملنا صلاحياتنا الخاصة وهذه القضية ليست لها علاقة بالاحزاب وليست مطروحة على بساط البحث والنقاش مع ممثلي الشعب الكلداني السرياني الاشوري، بل مسؤولية أعضاء البرلمان تقضي في الاقرار بالاجماع عليها وشكرا".
حقا أن اعتراض النائب على ترشيح الاستاذة القانونية  واشورية العرق والنسل في مجال حقوق الانسان، في دولة تستخدم جميع طاقاتها الفكرية والعلمية  لتمضي قدما في سبيل بناء وترسيخ دعائم دولة القانون والمواطنة بالشكل الصحيح، أن دلّ الاعتراض على شئ فأنه يدل على ثلاثة أمور:
أولهما: يريد النائب أن يؤكد من خلال أعتراضه العلني على تعيين واحدة من أفضل الناشطات والمهتمات بقضية شعبنا المشروعة في العراق كله، انه يمثل زوعا وينوب عن نهج حركته السياسية في البرلمان فقط وليس ممثلا أو نائبا عن قضية شعبه الكلداني السرياني الاشوري
ثانيهما: جاء الاعتراض ليثبت شرعيا لكل رفاقه المنشقين عن الحركة الاشورية ويقول لهم بعدما أستيقظوا بعد فوات الاوان ، أن الحركة مصّرة على نفس النهج التاريخي الذي قطعنا شعرة المكر معا قبل 28 عام، فلا نرخي ولا نشد، وأنما ندعوا لما فيه الخير والاستمرار لحركتنا الباسلة!!
ثالثهما: يعتبر قرارالاستهانة والتخوين العلنين لقدرات شعبنا العلمية والفكرية وحتى الاكاديمية وعلى راسها الدكتورة منى نموذجا، هو جرس أنذارحقيقي لجميع مثقفي وكتاب ونشطاء شعبنا، وتحديدا أولئك الذين تعودوا الدفاع عن نهج قيادات زوعا بمناسبة وبغيرها. أولئك الذين أكدوا في محاضراتهم ومن دون حرج، ان زوعا تمثل صحوة الامة الاشورية في العصر الحديث !! 
وعلى ضوء التهم التي وجهها النائب لرئيسة الهيئة المستقلة لحقوق الانسان الجديدة، فأنه يريد أن يعترف علنا، أن المنظمة السياسية التي يمثلها في البرلمان، أنقلبت على الأيديولوجية الاساسية للحركة واستراتيجيتها وعلى راسها، ملف التجاوزات بعدما حولوه الى بقرة حلوب خلال أكثر من 28 سنة متواصلة. ولاسيما بعد زجه لملف التجاوزات على راس  قائمة الاعتراضات التي قدمها، بهدف وقف قرارترشيح الدكتورة منى. حيث ذكرالسيد النائب بلهجته البادينانية الركيكة، بأعتبارالاعتراض شرعي وقانوني بسبب مشاركتها اللاقانونية ضمن الجرائم التالية حسب وصفه:
- المذكورة شاركت في المظاهرات السابقة ضد قرارالانتخابات في المرحلة السابقة
( علما أنها شاركت في سبيل رفض عملية مصادرة الكوتا وطالبت بضرورة أعادتها الى حضن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري). 
- المشاركة ضمن المظاهرات التي جرت ضد التجاوزات على اراضي شعبنا في منطقة نالا وغيرها من المناطق
( معروفة بدورها في تكثيف العمل السياسي في الخارج بهدف الضغط على سلطات الاقليم في سبيل وقف سياسة التجاوزات والاستيلاء على الاراضي الاشورية).
- عدم مشاركتها في الانتخابات لعدم قناعتها بحكومة الاقليم
" ان حكومة الاقليم لا تمتلك خطة منهجية وبرنامج عمل مدروس لحل مشكلة التجاوزات على اراضي وممتلكات شعبنا"، يقول النائب فريد يعقوب من خلال الفضائية الاشورية (أ.ن.ب) 13 ديسمبر 2020.
ويضيف السيد النائب في أعتراضه على قرارالترشيح، " يجب الاخذ برأي أعضاء البرلمان، وراي ممثلي شعبنا  في حال التعيينات. ويضيف بقوله، في 15 ايلول 2020 قدمنا مشروعا بهذا الشأن، وأن القرار هذا هو مصادرة لحق شعبنا وخلق مشاكل بين ابناء شعبنا ولا ينطبق القرار مع مبدأ الديمقراطية والتعايش الاخوي في الاقليم"، أنتهى الاقتباس.
حقا يستغرب المتابع الغيور عند قراءته لهذه الجمل والمفردات التي، مثلما لا تتفق مع طروحات  السيد النائب، بالقدر نفسه تخالف مضمون أعتراضه على الترشيح. حيث يبدو ومن خلال تأكيده أمام رئيسة البرلمان، أن المقصود ب"الاخذ برأي نواب الشعب" يعني أساسا:
1- ترشيخ شخص أخرمن حركته أو من مؤيديها أومن أي حزب من أحزاب الاكثرية بأستثناء الاشورية الدكتورة منى ياقو. أذ على سبيل المثال، لماذا لم يعترض السيد النائب الحريص على نشر مبدا الديمقراطية والعدالة والنزاهة، على الانتخابات التي أجراها مجلس محافظة دهوك لانتخاب نائب المحافظ بتاريخ 30 أب 2020، بعدما حصرت الانتخابات بين ثلاث مرشحين أعضاء في تنظيم "زوعا" وحده؟ وهل هذه هي الديمقراطية "النزيهة" التي يريد السيد النائب أن يعممها على الاقليم؟
2- جميع ملفات التجاوز على الاراضي وممتلكات شعبنا بما فيها مصادرة حقوق شعبنا، لا تمس جوهر مبدأ الديمقراطية والتعايش الاخوي في الاقليم، بل تعيين الدكتورة منى صاحبة أكبر شهادة علمية في مجال حقوق الانسان والشعوب، يصيب المبدأ في الصميم؟؟
3- يؤكد سيد النائب، أن ترشيح الدكتورة منى، يخلق مشاكل بين أبناء شعبنا. ولكنه يترك الباب مفتوحا أمام جميع الاجتهادات الشخصية لهذه المشاكل التي تمد بجذورها الى العصبيات القبلية والجذورالعشائرية المترسخة ضمن عقلية العديد من المتحزبين. ولربما يريد العودة الى المربع العشائري الاول رغم وصف السكرتير العام الاسبق للانشقاق الذي حصل داخل قيادة زوعا عام 2013 بقوله، "أن المشكلة داخل حركتنا ليست الا مشكلة ( تيارى ختيثا وتيارى عليثا/ ويقصد التياري السفلى والتياري العليا )". أما التساؤل الذي يفرض نفسه في الحالة هذه فهو:
أذا المسؤول الزوعوي في تياري العليا يرفض نفوذ المسؤول الزوعوي من التياري السفلى رغم نضالهم المشترك لاكثر من 20 سنة، فكيف يمكن يا ترى للمسؤول نفسه أن يقبل بسلطة رفيق أو رفيقة أخرى من خارج انتماءه العشائري؟


40
طفح الكيل يا أحزاب.. ودقّ ناقوس الخطر!!
أوشــانا نيســان
" نعبر عن أستغرابنا من عدم دعوة ممثلي شعبنا في الاجتماع (اجتماع رئاسة الاقليم مع الاحزاب 8 نيسان الجاري)، والذي يعتبر مؤشر سلبي لا يتفق ومبادئ الشراكة السياسية، حيث ينتظر من القائمين على مثل هذه المبادرات أو المساعي ملاحظة ذلك، خدمة للصالح العام وأحتراما لآرادة وحقوق الشركاء"، ينشر المكتب السياسي لزوعا مساء نفس اليوم.
" أن أجتماعا يبحث فيه حقوق ومستقبل جميع مكونات الاقليم منها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، تستوجب مشاركة فعالة لممثليه من الاحزاب القومية، ولكن ما جرى هو تهميش واستخفاف بحق أحزابنا المناضلة ودورها الفعّال قبل وبعد تشكيل المؤسسات الرسمية في الاقليم. وأن الذي اعتبر ممثلا لاحزاب شعبنا القومية في هذا الاجتماع مع جل احترامنا لشخصه الكريم، لا يمثلنا في هذا الاجتماع ولا في أجتماعات اخرى مستقبلا"، ينشر المكتب السياسي لحزب بيت نهرين الديمقراطي في نفس اليوم أيضا.
لقد صدق من قال، أن يأتي متأخرا خير من أن لا يأتي أبدا. حيث دعا العديد من مؤيدي قضيتنا القومية المشروعة وأنا واحدا منهم، الى ضرورة الاسراع في توحيد الجبهة الداخلية، كرد فعل مناسب للخروقات التي جرت سابقا والتجاوزات التي تجري هذه الايام. ولاسيما بعدما وصل الحد الى حد تهميش الشعب وقواه السياسية بأكملها.
وفي ضوء ذلك نقول، لقد حان الوقت اليوم، لوقفة أيديولوجية حاسمة وتاريخية في سبيل أستغلال هذه الفرصة المواتية والبدء بتنظيم حوارقومي- وطني ناجح قبل فوات الاوان. بحيث نجعل من شعار توحيد القوى والقدرات وبالتالي انهاء بذور التشرذم المزروع عمدا في صفوف قوانا السياسية، الهدف الاساسي من وراء المطالبة بفتح منبر الحواروالنقاش كوسيلة عصرية لتسوية الخلافات وحل نزاعات مختلقة وغير موجودة أساسا. 
صحيح أن أحزاب شعبنا كغيرها من الاحزاب والمنظمات السياسية في بلدان الشرق الاوسط عموما وفي العراق الجديد على وجه التحديد، كانت ولايزال تطمح بالمشاركة في الحكم والسلطة، على الرغم من أن الاحزاب ذاتها كثيرا ما كانت تفتقر الى القدرة على أن تحكم نفسها. والسبب بأعتقادي، هو نهج القيادات السياسية للاكثريتين العربية ثم الكوردية في زرع الخلافات وتعزيز الهويات الفرعية. النهج الذي مهد لقيام هيكل سلطة سياسية مشلولة أعادت انتاج الطائفية والمذهبية والفساد المالي والاداري، بدلا من خلق الاجواء السياسية المناسبة لترسيخ بذور التجربة الديمقراطية المؤملة في ثرى العراق الجديد.
وفي ظل غياب شبه تام للمحاسبة القانونية وغياب لآي مناخ ديمقراطي نزيه وعادل، بدأت تنقشع الغمة وتتضح المعالم فجأة، ليتسنى لنا التفكيرولو مرة، وفق نمط سياسي " أشوري" صحيح، يتفق مع وجود وبقاء أقدم مكون عرقي عراقي وجد على ثرى الاباء والاجداد في وادي الرافدين وهو شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. ذلك من خلال الاستفادة من الصحوة الفكرية والحزبية التي أوشكت الى الخروج من رحم المعاناة والتحديات المحدقة بوجود ومستقبل شعبنا داخل وطن الاباء والاجداد، وفق النهج الاتي:

1- تداعيات الدعوة لتحفيز أحزاب شعبنا لآبتكار واستخدام طرق بديلة وفي مقدمتها، ضرورة العودة الى
أحضان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. لقد جربت العديد من تنظيماتنا السياسية والحزبية الفعّالة داخل الوطن وخارجه لعقود، نهج المراهنة على دعم واغراءات الأحزاب والتظيمات السياسية التابعة
 للاكثريتين العربية والكوردية. ولكن سنوات القحط السياسي التي تلت سقوط الطاغية منذ عام 2003 ولحد الان أثبتت علنا، أن قيادات المعارضة فشلت فشلا ذريعا في تنفيذ ولو جزء بسيط من شعاراتها البراقة مثل، الحرية والمساواة والديمقراطية النزيهة. وأن حركات المعارضة، طبقا لما دونه عالم  الاجتماع العراقي فالح عبد الجبار في كتابه "الحركة الشيعية في العراق"، فشلت لأنّها لم تُوطِّن قضيّتها كافية. وأُرغمت الحركات الإسلامية الشيعية العراقية على الهروب إلى المنفى ودُمجت في جهود الحرب الإيرانية، فبدت للجماهير في العراق وكأنّها دولية مع مسار جانبي وطني". علما أن الظاهرة هذه، تنطبق على نضال ومسيرة أحزاب المكونات والاقليات غير العربية وغير الكوردية في الاقليم وعلى رأسها أحزاب شعبنا الاشوري. لا بسبب فشلها في توطين قضيتها الاشورية المشروعة، وانما بسبب عدم ولائها أو حتى أنتماءها لحقوق وهوية المكون الاشوري من جهة ، وفشل بنيّة النظام السياسي الفيدرالي في العراق الجديد من الجهة الثانية.
أذ على سبيل المثال لا الحصر، أختفت جميع الخطوط الحمراء بين أتباع ألايديولوجيات الدموية للاجهزة الامنية للنظام الصدامي البائد وبين أتباع الايديولوجيات السياسية والفكرية التابعة للقيادات السياسية "النزيهة" زمن المعارضة. وأن أزمة العراق السياسية طبقا لاعلان شيعة العراق بتاريخ 3/10/2004، لم تنجم عن طائفية اجتماعية، ولا من عقدة شيعية تجاه السنة، ولا العكس. إنما نشأت من النظام السياسي الحاكم الذي اعتمد النهج الطائفي كأساس لإدارة السلطة". هنا نستعير قول الفيلسوف ماركس في الرد على الاعلان أعلاه بقوله:
( أن التاريخ يعيد نفسه مرتين، مرة على شكل مأساة، ومرة على شكل مهزلة)، وما نراه اليوم هو مهزلة.

2- تأثير الدعوة على نهج التعايش الاخوي والسلمي في أقليم كوردستان- العراق.  فالاحزاب العراقية عموما وأحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على وجه التحديد، مطالبة اليوم أكثر من أي يوم مضى ، أن تكون أحزابا تمثل أرادة شعبها تمثيلا حقيقيا على كافة المستويات والاصعدة في سبيل أستعادة ثقة المواطن باهمية دور وعمل تلك الاحزاب . صحيح أن سلطة الاحزاب الكبيرة في العراق عموما وفي أقليم كوردستان على وجه التحديد، تحرك جميع مفاصل الدولة والحكومات، ولكن مسؤوليتها السياسية أيضا داخل المجتمع لا تقل عن دورها وسلطتها المطلقة. تماما كما يذكرالكاردينال لويس روفائيل ساكو في مقابلة له مع صحيفة "الاوسيرفاتوريه رومانو" بتاريخ 10 /4/ 2021   من أن " الاخوة والتنوع هما الاساس الانساني والاخلاقي الاساسي للتعايش". ومن الواقع هذا نؤكد، أن أصرار "البعض" من المسؤولين على ملف التعايش في الاقليم والمحسوبين على قائمة شعبنا الاشوري في رئاسة الاقليم، على تهميش الدور التاريخي لأحزاب شعبنا ومكانتها داخل وطن الاباء والاجداد، هو نتيجة لسياسة مزاجية فردية وقاتلة هدفها الاول والاخير ضرب اللحمة الوطنية والتعايش الاخوي في الصميم. وأن عدم دعوة الممثلين الحقيقين لشعبنا في الاجتماع الذي عقد 8 نيسان الجاري، يعتبر مؤشرا سلبيا لا يتفق ومبادئ الشراكة السياسية، يؤكد المكتب السياسي لزوعا في بيانه. بل تتطلب الضرورة بأعتقادي، الاسراع في تصحيح خارطة الطريق بهدف ترسيخ العلاقات السياسية النزيهة ضمن الاقليم، وفق اسس ومعايير نظام علماني نزيه، يتفق مع ثوابت التعددية العرقية والمذهبية التي يتميز بها الاقليم ويضع حدا للصراعات والنزاعات الطائفية والمذهبية نهائيا.
قبل الختام ومن المنبر هذا، ندعوا أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بجميع مؤسساته وقدراته  الفكرية والعقلية، بالضغط ولو مرة على القيادات السياسية والحزبية الاخرى لشعبنا داخل الوطن وخارجه، بالاسراع في الاندماج في مسعى القيادتين " زوعا وحزب بيت نهرين الديمقراطي"، ودعم رؤيتهما الاستراتيجية المعلنة عنها، بالعودة الى أحضان الامة والقبول والرضا بدور الامة، رغم صغر حجمها مقارنة بقدرات دولة أتحادية وفيدرالية في ان واحد. وخير ما نختم به المقال ونجعله مسك الختام:
" أصحاب المبادئ يعيشون مئات السنين وأصحاب المصالح يموتون مئات المرات"


41



أكيتو عام 6771 فرصة نحو أدارة التجديد والتغيير!!
أوشــانا نيســان
" في بابل بيت الالهة، بكّل فرح دخلت الايساغيلا (يقصد معبد مردوخ) ووجهي يشعّ بهجة، حيث أمسكت بشدّة يدّي سيدي مردوخ العظيم وسرنا سويّة الى "بيت أكيتو"، كذلك جاءت عدّة الهة من أقطار مختلفة، شاركتنا في موكب عظيم مع الالهة عشتار وخدامها الذين أبهجوا بابل بعزفهم الفرح على الناي"، يؤكد الملك الاشوري سرجون الثاني على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين العاصمتين قبل 2743 عام. علما أن بابل كانت تحكمها سلالة البابليين تحت حكم حمورابي (1792- 1750) قبل الميلاد بعدما حولها الى عاصمة سلطته.
" كل عام وشعبنا بجميع تسمياته بألف خير ومحبة، بمناسبة أكيتو عام 6771. نبتهل الى الرب، أن ينقذ جميع شعوب العالم من شرّ جائحة كورونا في هذا اليوم العظيم".
الغرض من تذكير جميع أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، بالزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك الاشوري الى مردوخ بدلا من الاحتفال في عاصمته نينوى، ومسكه بيد كبيرألهة بابل ليسيرا "سوية" الى بيت أكيتو، لها معان ودلائل قد تفوق أدراكنا ونحن في أخر مرحلة من مراحل التفكير الانساني في العالم المعاصر. حيث من دون وجود "مردوخ" في بابل كان يعدّ عاما عصيبا ومن المستحيل الاحتفال بمهرجان رأس السنة أكيتو"، يكتب مارك فان دي ميروب في كتابه ( بلاد الرافدين القديمة) ص48. ومن الواقع هذا يمكن التأكيد تاريخيا، أن  زيارة الملك الاشوري سرجون الثاني الى بابل، هو الاثر الاركيولوجي والتاريخي الذي يؤكد لنا جميعا ، أننا شعب واحد متماسك وقرار الوحدة أمانة في الاعناق!!
حيث جاءت ظاهرة الاعتدال الربيعي ليلة 20/21 من أذار وفي كل عام، بداية لأحتفالات شعبية بحلول بداية العام البابلي – الاشوري الجديد منذ 6771 عام. علما أن احتفالات ( أكيتو) الرسمية، كانت تبدأ بدءا من أول ليلة الاعتدال الربيعي في 21 أذار وتنتهي بعد 12 يوم في الاول من نيسان بأعتباره بداية العام الجديد حسب التقويم البابلي – الاشوري القديم. ثم أخذت شعوب أخرى تأخذ نفس المنحى للاحتفال برأس السنة الجديدة ولاسيما في بلاد فارس- أيران بعد عام 612 قبل الميلاد. حيث يحتفل به الزرادشت ويسمونه نوروز بمعنى اليوم الجديد، كذلك الفينيقين واليهود.  " أن الفرس اقتبسوا فكرة العيد ( نوروز) خلال فترة السيطرة الفارسية على العراق بعد سقوط بابل (539  ق.م)"، يكتب المؤرخ ( أرثر كريستنسن) في كتابه أيران في عهد الساسانيين. علما أن الفرس لم يكتفوا بسرقة أبداعات ورموز حضارتنا الانسانية وحدها، بل سرقوا معظم المنحوتات الاشورية وعلى رأسها منحوتة الاله أشور بعد تشويه صورة الاله وتحويلها الى منحوتة  تحت أسم " أهورا مزدا"، وهو الاله الاوحد الذي يمثل الخير عند الزرادشتين.
 أما الدرس الوحيد الذي لم نتعلمه بعد وللاسف الشديد، وهو أننا لا نتعلم من عبرالتاريخ رغم مرور ما يقارب من 7 ألاف عام على أنهيار سلطتنا وتراجع دورنا السياسي والحضاري في الشرق الاوسط، من خلال فرض سيكولوجية  الاقصاء وتنامي ثقافة التهميش وشعبنا على أرض الاباء والاجديد منذ 6771 عام متواصل.

 
حيث لم يتجرأ حتى الفرس الاخمينين في ضرب بؤرة حضارتنا في الصميم في سبيل أطفاء منارة شعلتنا الحضارية بأعتقادي، الا من خلال الشرخ الذي أحدثه جشع  بعض الاباطرة في التسلط وتوسيع النفوذ في العاصمتين التاريخيتين " نينوى وبابل". هذه الحقيقة التي أثبتت صحة ما نذهب أليه، ذلك من خلال أصرار الفرس الاخمينين في الاستمرار على التقدم جنوبا وأسقاط العاصمة "بابل" أيضا  في  معركة  "أوبيس"  بعد مجرد 73 عام من غزوالعاصمة الاولى "نينوى".
 وعلينا اليوم بأعتقادي، أن نتعلم الدرس من التاريخ وأن نتذكّر جيدا:
 أن سّر قوتنا في توحيد الكلمة ووحدة صفوفنا، وليس في التسابق على العثور على دلائل تاريخية وهمية، هدفها الاول والاخير، شرعنة مؤامرات تمزيق وحدة الكلمة وتقسيم صفوف وحدتنا العرقية اليوم قبل الغد. كما نجحت بعض العقول الممسوخة في الفترة الاخيرة، في أستحداث فجوة رقمية ملفتة للنظر بين أكيتو بابل وأكيتو نينوى بعد ألاف السنين.

 







42
أوشــانا نيســان

" أهلنا المسيحيين مكانهم في قرقوش، قرى تلكيف وبرطلة والقوش، أما في الموصل ما عندنا غير 70 عائلة داخل الموصل، وأتمنى أن يجو ويسكنوا في الموصل". يقول السيد نجم الجبوري محافظ نينوى في لقاء حصري أجراه معه الاعلامي نجم الربيعي في قناة التغيير بالامس. وكأن المحافظ يريد التأكيد على صحة التقرير الذي نشرته  صحيفة " واشنطن بوست" على موقعها الالكتروني بقولها، أن المسيحين في مدينة الموصل تعرضوا لوحشية "داعش" وفي بعض الاحيان خيانة جيرانهم، ما خلف لديهم ندوبا نفسية عميقة غير قابلة للشفاء". 
يظل الانتماء الجيوسياسي لهوية المدينة مشكوك فيها، رغم بعدها الجيوسياسي  ووزنها الديموغرافي بأعتبارها ثاني أكبر المدن العراقية، لا لآعتبارات الخلل في الانتماء الوطني لسكانها العراقيين وأنما بسبب ما تحمله المدينة من تراث غير عربي ورموز أول حصارة أنسانية- أشورية وجدت على سطح المعمورة. عليه سيظل هذا الارث التاريخي يحكي لسليلي شعبنا الاشوري  داخل الوطن وفي دول الاغتراب، عن البدايات الاولى لنمو معالم اقدم حضارة وجدت في التاريخ على ضفاف دجلة والفرات. والدليل على صحة قولنا، هو نجاح مجموعة هزيلة لا يتجاوز عددها عن ألفي مرتزق من عناصر "داعش" الارهابي، من أسقاط مدينة الموصل والسيطرة عليها في 10 يونيو عام 2014،  بعدما شعر الجيش العراقي رغم عتاده وسلاحه الجديد، أن الحاضنة المدنية كلها تعمل ضدهم. لآن مدينة الموصل باتت غريبة على النمط السلطوي "الشيعي" المستحدث في مرحلة ما بعد الطاغية صدام حسين عام 2003، وأن التحول السياسي الجديد يعتبره  سكان مدينة الموصل تشويها لهوية الدولة وانتقاصا من سلطة النظام المركزي وهيبة العاصمة بغداد.
وبالعودة الى الهجمة الشرسة التي تتعرض لها رموز ومعالم حضارة شعبنا الاشوري على مرأي ومسمع جميع المنظمات الدولية  الخاصة في الدفاع عن التراث الحضاري والثقافي العالمي نؤكد، أن محو الاثار التي تدل على أن شعبنا كان هناك يوما وقدم للانسانية العلم والمعرفة،  لا يمكن محو وجوده بحجة الحجم أو غيرها من المبررات والمسوغات. في حين وللحق يقال، أن الاجراءات التي أتخذها السيد المحافظ نجم الجبوري، تصب ضمن التوصيات والتوجهات التي وافق عليها السيد وزير الاسكان والتعمير في الحكومة الاتحادية في بغداد منذ عام 2008. الامر الذي أن دلّ على شئ فأنه يدل على أصرار الحكومات العراقية بجميع مشاربها السياسية، في العمل على تنفيذ قوانين وتشريعات قد تتعارض مع فقرات الدستور العراقي القديم منه والجديد. أذ طبقا لما ورد أدناه في المادة (113) من الدستورالعراقي لعام 2005:
"تعد الاثار والمواقع الاثرية والبنى التراثية والمخطوطات والمسكوكات من الثروات الوطنية التي هي من أختصاص السلطات الاتحادية وتدار بالتعاون مع الاقليم والمحافظات وينظم ذلك بقانون".
بمعنى أخر أن سياسة التجاوز على المواقع الاثرية والبنى التراثية في العراق عموما وفي مدينة الموصل على وجه التحديد ليست وليدة اليوم. حيث يبدوا أن صدى الاعتراض على نهج التغيير الديمغرافي الحاصل في المواقع الاثرية وغيرها من المواقع التابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، لا يحرك ساكنا.

 
أذ على سبيل المثال، يصّر رئيس السلطة المحلية في مدينة الموصل خلال حديثة في قناة التغيير المذكور أعلاه في القول، " شنو التغيير الديمغرافي في الموصل، وهذه الارض تعود لعائلة العمري. شنو التغيير الديمغرافي هي أصلا كم قطع أرض يمكن 10 أو 12 قطعة فقط". وكأنه يريد أن يؤكد على ما ذكره للاعلامي نجم الربيعي مرة أخرى ، "أن القضية ما تستاهل كل هذه الضجة لآنها أصلا مفتعلة"، حسب قوله.
أما العتب الاكبر بأعتقادي، فلا يمكن حصره ضمن القرار الذي نفذّه السيد المحافظ بالامس، وأنما الخلل يكمن ضمن الكراهية المنسوجة والمستلهمة بأتقان ضمن فقرات الخطاب الوطني لجميع الحكومات والاحزاب السياسية العراقية خلال مائة سنة الاخيرة. فالزعيم السياسي العراقي الذي لا يفتخر بالرموز والمعالم الحضارية لآقدم مكون عرقي عراقي وهو شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، كيف يمكن له أن يحافظ على بقاءها وديمومتها. ولاسيما في زمن باتت كرامة الشعوب وتاريخها تقاس بحجمها ووزنها وليس بما قدمته وتقدمه للوطن بأستمرار.
     



























 


 

43
الخطاب العراقي العاقل لا يقبل المساومة على الوطن!!
أوشــانا نيســان
رغم أنقضاء أكثر من أربعة أشهر على موازنة عام 2021، فأن الموازنة تخوض مخاضا عسيرا بين الاكثرية الشيعية في البرلمان من جهة وبقية المكونات العرقية والمذهبية بما فيهم الحكومة التي يترأسها السيد مصطفى الكاظمي من جهة أخرى. والسبب الرئيسي بأعتقادي، لأن نزاهة وطنية معظم الكتل السياسية في البرلمان مطعونة وذلك لسببين:
أولهما: عدم تحررعقلية "الصفوة السياسية العراقية الجديدة"، ولربما حتى عقلية المواطن العراقي من الأرث أوالتداعيات السلبية للنظم المركزية وأخرها سياسات نظام الطاغية صدام حسين. الامر الذي خلق صراع سياسي مرير بين النخب الشيعية الصاعدة بسبب أكثريتها والنخب السنية الخاسرة، بسبب عدم اتقانها لفنون ادارة الازمات والحكم
ثانيهما: أثبتت مرحلة ما بعد عام 2003، أن الشيعة باعتبارهم الاكثرية، ليسوا مؤهلين بكفاءة لادارة دولة عراقية أو اقامة حكومة عراقية شفافة ونزيهة تتفق مع روح العصر. رغم أصرارالمسؤولين العراقيين منذ تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة في يونيو/حزيران 2004  على أنه، سيظل قرار سيادة القانون وأحترام حقوق الانسان العراقي من أولويات الحكومات العراقية. والا كيف يمكن تبريراسباب التاخير وراء التصويت على ميزانية  عام 2021 والعراق يواجه أزمة أقتصادية ومالية حادة ألقت بظلالها على جميع مرافق الحياة ومؤسسات الدولة العراقية.

صحيح أن التداعيات السلبية المذكورة أعلاه، ساهمت بشكل أو بأخر في تعقيد المشهد السياسي العراقي، ولكن بروز دوررئيس الوزراء الجديد الدكتورمصطفى الكاظمي وأستراتيجية طروحاته الوسطية في سبيل انقاذ العراق من محنته واعادة هيبة الدولة العراقية المختطفة، سيفلح لامحالة في اعادة المسيرة السياسية الى سكتها الصحيحة. كل ذلك من خلال أجتماعاته المتكررة مع رؤساء الفراكسيونات في سبيل حسم الجدلية العقيمة التي أخرت قانون الميزانية. فاصرار"بعض" الكتل الشيعية على قطع رواتب موظفي أقليم كوردستان ليس الحل، وأنما الحل يكمن ضمن مسودة التوصيات الحكومية التي قدّمت للبرلمان في سبيل مواجهة التحديات وضمان تعافي الاقتصاد الوطني، بالتالي وقف الفساد المالي وأعادة الاموال العراقية المنهوبة التي قدرها الخبيرالاقتصادي همام الشمّاع  بأكثر من 300 مليار دولار.
الغريب هو أصرار بعض النواب تحت قبة البرلمان الوطني الجديد، على ربط قوت الشعوب العراقية عموما واقليم كوردستان- العراق على وجه التحديد، بالمساومات أو صفقات سياسية مخالفة للقيم الانسانية. أذ على سبيل المثال يمكن القول، أن الأزمة الدستورية المختلقة في البرلمان حول قانون المحكمة الاتحادية العليا بالتزامن مع التأخيرالحاصل في الموافقة على ميزانية عام 2021، هو مجرد وضع العصي في عجلة المشروع الاصلاحي لحكومة الكاظمي. ولاسيما بعد أصرارالاخيرعلى ضرب الفاسدين بيد من حديد، يقول عثمان الغانمي وزير الداخلية العراقي في مؤتمر حضره عدد من الوزراء الى جانب رئيس الوزراء الكاظمي بتاريخ 21 كانون الاول 2020 ،  ويؤكد على تطبيق القانون الصارم بحق كل من يحاول استغلال قوت الشعب والإساءة إلى هذه الميزانية الإصلاحية التي تُعتبر بداية إصلاح حقيقي للمراحل اللاحقة".
وعن أبرز الدروس والعبر المستفادة من ظاهرة تأخير ميزانية عام 2021 نؤكد، أن الشعب الكوردي كغيره من شعوب العالم يحق له المطالبة بالاستقلال أو فيدرالية متكاملة كحق طبيعي وشرعي، ولكن اسباب التأخيرفي تحقيق الهدف المنشود كوردية أكثر مما هي عربية. أذ طبقا للمادة (3) من أعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية رقم 61/295، المؤرخ في 13سبتمبر/أيلول 2007، ورد فيها:
" للشعوب الاصلية الحق في تقرير المصير. وبمقتضى هذا الحق تقرر هذه الشعوب بحرية وضعها السياسي وتسعى بحرية لتحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية".  ومن الواقع هذا، فأن اصرار بعض الكتل العربية على قطع قوت الشعوب الكوردستانية والتريث المقصود في حل مضمون المادة (140) من الدستور العراقي، من شأنهما تشجيع نهج توحيد القوى الكوردستانية والتفكير جديا بالبدائل القانونية الاخرى، أن لم نقل التفكيربالسيناريو الامريكي في تقسيم العراق الى ثلاث فيدراليات رئيسية. علما أن دعوة الحكومة الامريكية في تبني خيار التقسيم قاده النائب الديمقراطي أنذاك والرئيس الامريكي الحالي جوزيف بايدن منذ البداية.

44
من أور بدأ الايمان والتوحيد..يؤكد بابا فرنسيس!!
أوشــانا نيســان
" لم أتوقع رؤية هذا الدمار في الموصل، مشيرا الى أن وحشية الانسان لا تصدق"، يقول البابا في لقاءه مع الصحافيين على طائرة العودة من بغداد الى روما. " أن رؤية البابا فرنسيس وهو يزور المواقع  الدينية مثل مسقط رأس النبي إبراهيم، وقضاء بعض الوقت مع المرجع الشيعي علي السيستاني والصلاة في الموصل - المدينة التي عانت من العنف وتطرف جماعة مثل تنظيم داعش، يشكل رمزاً للأمل للعالم بأسره"، ينشرالرئيس الامريكي جو بايدن على موقع البيت الابيض الامريكي بعد مغادرة البابا فرنسيس.
الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان التي وصفها رئيس الوزراء العراقي السيد الكاظمي بزيارة تاريخية في رسالته المسجلة يوم 8 من أذار الجاري، حظيت بأجماع وطني جسدت معدن الشعب العراقي المحب لقيم السلام. وعلى أثرأجواء المحبة والتسامح التي نشرتها الزيارة، دعا السيد الكاظمي إلى عقد حوار وطني "حقيقي" يشمل جميع المختلفين من قوى سياسية وفعاليات شعبية وشبابية احتجاجية ومعارضي الحكومة، مطالباً ب "تغليب" مصلحة الوطن والابتعاد عن لغة الخطاب المتشنج والتسقيط السياسي لانجاح الانتخابات المبكرة.
المعلوم أن زيارة الحبرالاعظم جاءت في وقت تفاقمت  فيه الازمات بعدما ورثت حكومة الدكتور مصطفى الكاظمي تحديات  وأزمات أقتصادية صعبة، رغم أصراره على ضرورة توحيد الجهود من أجل الوصول الى الحلول لجميع القضايا وعلى رأسها الازمة المفتعلة عمدا بين بغداد وأربيل.  الورقة التي تمثل رؤية أستراتيجية مستقبلية هدفها، أعادة بناء عقلية المواطن العراقي قبل بناء المشهد السياسي العراقي المعقد. ومن المنطلق هذا، سنحاول اليوم تسليط الضوء عراقيا على الرسائل التي حملتها الزيارة وتأثيرها على مستقبل الوحدة الوطنية للشعوب العراقية بما فيها وحدة كنائسنا في العراق الجديد.

- عربيا يمكن الاعلان عن تلكؤ مقصود في أجندة الدولة العراقية بشقيها الملكي والجمهوري فترة 100 عام، في قرارتقديم الدعوة الرسمية لغبطة الحبرالاعظم من قبل النظم العراقية. لحين أنتخاب السياسي الكوردي الدكتور برهم صالح رئيسا للجمهورية العراقية، بأعتباره صاحب الدعوة الرسمية لهذه الزيارة التاريخية التي قام بها بابا الفاتيكان، رغم ان فترة رئاسته للجمهورية العراقية لا تتجاوز 29 شهرا. 
ففي اليوم الاول من الزيارة الحبرية الى أرض الحضارات، أقيمت على أرض مطاربغداد الدولي،  مراسيم رسمية تخللتها مجموعة تراتيل دينية وأغان عراقية ورقصات عربية باستخدام السيوف. الامرالذي حمل رسالة واضحة عنوانها، أن السيف تراث عربي وجزء من الحضر والبادية. رغم ظلال السيف على جوهر ثقافة التسامح والاعتدال الذي حملها رجل السلام ليبشر بها في أرض الحضارات. ولربما الاستقبال هذا شجّع البابا بضرورة التأكيد في كلمته في قصر السلام بالقول:
"لتصمت الاسلحة، ولنضع حدا لانتشارها هنا وفي كل مكان وكفى عنفا وتطرفا..وأضاف لتتوقف المصالح الخاصة التي لا تهتم بالسكان المحليين .. لنسمع لمن يبني ويصنع السلام، والتصدي لآفة الفساد وسوء استعمال السلطة وكل ما هو غير شرعي.واخيرا دعا البابا الى ضرورة ترميم الاواصر في المجتمع العراقي قبل التوجه نحوترميم الابنية المنهارة ذلك من خلال نبذ الطائفية والقتل بأسم الرب..ووقف البابا كثيرا في لقاءه السيد برهم صالح عند معاناة الايزيدين بقوله:
" لا يسعني إلا أن أذكرالأيزيديين، الضحايا الأبرياء للهمجية المتهورة وعديمة الإنسانية"، وأضاف "لقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني، وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر".
ولآجل تسليط الضوء على محركات الصراعات المذهبية والطائفية التي تفاقمت في العراق بعنف بعد أنهيار نظام الطاغية صدام حسين عام 2003، توجه رسول السلام البابا فرانسيس جنوبا نحو النجف في اليوم الثاني من زيارته بتاريخ 6 أذارالجاري، بهدف لقاء المرجع الشيعي الاعلى أية الله علي السيستاني، بعدما وافق الاخير على اللقاء بشرط ألا يحضرالاجتماع  أي مسؤول عراقي.
 اللقاء الذي شبّه بلقاء القمة بين الكاثوليك والمرجعية الشيعية العليا. حيث دارالحديث بين البابا فرنسيس وأية الله على السيستاني حول"التحديات التي تواجهها الانسانية ودور الايمان بالله وبرسالاته والالتزام بالقيم الاخلاقية السامية في التغلب عليها". وأكد المرجع الشيعي الاعلى للبابا فرنسيس، أهتمامه " أن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية"، بحسب البيان الذي صدر عن مكتب الاخير. وتأكيدا على هذا اللقاء التاريخي بين قطبي السلام ولقاء الاديان في مدينة أور التاريخية، أعلن السيد الكاظمي عن تسمية يوم السادس من اذار من كل عام، يوما وطنيا للتسامح والتعايش في العراق.
علما أن الدلالات المستخلصة من لقاء البابا- السيستاني يمكن حصرها بأعتقادي في نقطتين:
أولهما: ضرورة أستغلال مكانة اية الله علي السيستاني وموقعه كمرجعية داخليا وتحديدا في النجف في سبيل تهدئة الاجواء السياسية والخلافات المتفاقمة في المشهد السياسي العراقي
ثانيهما: أراد البابا فرنسيس أن يبعث أشارة خارجية من النجف مفادها، أن المرجعية الشيعية الكبرى مكانها وموقعها الاساسي هو النجف الاشرف والعراق وليس قم في أيران
- أما في أقليم كوردستان- العراق، فأختلفت لغة الدعوة التي بشّر بها البابا فرنسيس في الاقليم عن اللغة التي أستعملها في وسط العراق وجنوبه، بعدما لاحظ حقيقة التعايش الاخوي – السلمي بين جميع مواطني الاقليم بمسيحييه وأيزيديه ومسلميه، كما ذكر مرارا. ففي الموصل وقبل عودته الى أربيل وأثناء أشرافه على صلاة على أرواح ضحايا الحرب من أمام كنيسة أثرية مدمرة وسط أنقاض المدينة ، شدد البابا في القول "أن التناقص المأساوي في أعداد تلاميذ المسيح هنا وفي جميع أنحاء الشرق الاوسط، أنما هو ضرر جسيم لا يمكن تقديره". في اشارة الى تصاعد وتيرة هجرة المسيحين الى بلدان الغرب وضرورة وقفها. 
وفي رسالته الاخيرة الى العراقين جميعا، دخل ملعب الشهيد فرنسو حريري ضمن سيارة مكشوفة للمرة الاولى من زيارته الى العراق. حيث بدأ يلوح بيده وهو محاط بأجراءات أمنية مشددة وبحضور أكثر من 10 الاف مواطن قال " ألان أقتربت لحظة العودة الى روما، لكّن العراق سيبقى دائما معي وفي قلبي". الامر الذي دفعه الى تقديم تقديره الخاص للشعب الكوردي بقوله " أشكر الاكراد من أعماق قلبي". كما وأشكر حكومة الاقليم ونهجها الانساني جدا في أيواء الالاف من النازحين واللاجئين المسيحيين والايزيدين من سهل نينوى، وأصرارالحكومة على تثبيت دعائم السلام والاستقرار في الاقليم. لآن المسيحيين حسب قول البابا " أهل هذه الارض وملحها ولا يمكن تصور الشرق من دونهم". 
هذه الحقيقة التي أكدتها الرسالة التي نشرها رئيس الاقليم في تغريدة بمناسبة وصول البابا الى كوردستان:
"يشرفني أن أستقبل البابا فرنسيس في أربيل..وأضاف، مع بدء الزيارة الرسولية في كوردستان، نكرر التزامنا الدائم بالسلام والحرية الدينية والاخوة". تماما مثلما أكدت القنصلية الامريكية في اربيل :
" أن زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الى أقليم كوردستان العراق تمثل خطوة أضافية من شأنها تعزيز التعايش السلمي بين الاديان.. وأن الولايات المتحدة تواصل مناصرة التعايش السلمي والشمول الديني وقبول جميع العقائد في الاقليم والعراق والعالم".
المتابع للمحطات الرئيسية التي شملتها الزيارة الحبرية للعراق، أبتداء من استقباله في قصر السلام في العاصمة بغداد في اليوم الاول، ثم زيارة المرجعية ولقاءه السيد علي السيستاني في النجف والصلاة في مدينة أورالتاريخية في اليوم الثاني، ثم زيارة أربيل عاصمة الاقليم والانطلاق منها نحو مدينة الموصل وبلدات سهل نينوى، ومن ثم العودة الى أربيل لاقامة الصلاة الكبير في ملعب فرنسو حريري في اليوم الثالث والاخير، يلاحظ المتابع دلالات ورموزيفترض بالنخب العراقية السياسية والمثقفة أن تتلقى فحواها. فحج البابا فرانسيس الى أور، كانت زيارة مقصودة ولها مدلولات تاريخية ودينية عميقة بعدما قال أن:
" السماء تمنحنا الوحدة وهذا يعزز أخوتنا وانه لن يكون هناك سلام دون التعايش السلمي وأناس يساعدون بعضهم بعضا..وشدد نحن أحفاد أبراهيم ولا يمكن لآحدنا أن يعمل بمعزل عن الاخر..ثم أضاف يجب أن لا ننسى أخوتنا فنحن أحفاد ونحن من يجب أن يعمر الارض مشيرا الى أن النبي أبراهيم بدأ رحلته من هنا من "أور"..ومن هذا المكان بدأ الايمان والتوحيد من أرض أبينا ابراهيم". بمعنى أخر يريد بابا الفاتيكان أن يقول لنا جميعا، لن يكون هناك سلام في العراق من دون تعزيز بنود التعايش السلمي والاخوي بين جميع المواطنين العراقين من اليهود والمسيحيين والمسلمين من دون تمييز. وأنه جاء لهذا المكان المقدس"أور" حاجا ليخرج منه ويبشر بالسلام والمحبة في العالم مثلما خرج النبي أبراهيم وأصبح أبا لجميع الاديان. وان الايمان حسب قوله يقربنا معا أما الارهاب فيستغل الدين ليبعدنا ونحن يجب أن نمنع من يستغله كغطاء. حيث عندما هاجم الارهاب هذا البلد فقد هاجم جزءا من تاريخه، بعدما مات الكثير من الايزيديين وأضاف البابا انه يجب أن نحترم حرية الدين وهو حق أساس، ولربما لذلك شارك في صلاة مشتركة مع رجال دين شيعة وسنة وأيزيدين.
أما بقدرما يتعلق بالخلافات المذهبية المستعصية بين الكنائس في الشرق عموما وفي العراق على وجه التحديد والدروس المستخلصة من زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية في العالم الى مدينة أورعاصمة الدولة السومرية 2100 عام ق.م  في جنوب العراق ولا زيارة فلسطين أو روما أو أي بلد أخر، فان الزيارة بأعتقادي هي أعتراف حقيقي بدور كنيسة المشرق أنطلاقا من كنيسة "كوخي / كرسي الكوخي" الاثرية بأعتبارها ثالث كنيسة مسيحية وجدت بعد ظهورالمسيحية، بعد كنيسة أورشليم وأنطاكيا في منطقة المدائن جنوب بغداد الحالي. حيت تم بناءها على يد الرسول مار ماري أحد تلامذة القديس توما الذي كان من تلامذة يسوع المسيح، بعدما نجح في شفاء شقيقة الملك أرطبان الثالث. حدث ذلك في البدايات الاولى لآنتشار المسيحية في وادي الرافدين بعدما أوصى المسيح تلاميذه بقوله : (أذهبوا وتلمذوا جميع الامم وأعلنوا البشارة الى الخلق أجمعين: مرقس 16/15). ففي الوقت الذي كان يتسابق المبشرون من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في التبشير بالمسيحية في الهند والصين، كانت روما وامبراطورها نيرون يتسابق في قتل واعدام المؤمنين برسالة المسيح وفي طليعتهم الرسول بطرس الذي صلب على صليب مقلوب أذ أنه لم يرنفسه أهلا ليموت بنفس الطريقة التي صلب فيها يسوع المسيح.
صحيح أن التحالف وأكررالتحالف وليس الاتحاد أوالتوحيد ضمن كنيسة روما، قوة ضامنة لاستمرار وجود كنائسنا وبقاءنا كمسيحيين في بلدان الشرق الاوسط عموما وفي العراق على وجه التحديد. وصحيح أيضا أن زيارة البابا فرنسيس الى العراق، أثبتت لمسيحيي العراق  والعالم أجمع، أنه زعيم ديني مؤمن وقادرعلى ايجاد الحلول لمشاكل المسيحيين في العالم عموما وفي العالم الاسلامي المضطرب على وجه التحديد. ولكن لا يجوز المساومة على الهوية الوطنية-الشرقية  للمسيحية وارتباطها بالشرق منذ نشأتها. حيث البابا نفسه أشار في كلمته أن" النبي أبراهيم بدأ رحلته من هنا من أور، ومن هذا المكان بدأ الايمان والتوحيد من أرض أبينا أبراهيم".

45
البابا..أوافيكم حاجا يسوقني السلام الى مهد الحضارات!!
أوشــانا نيســان
زيارة حج تاريخية وحوارية لغبطة الحبرالاعظم البابا فرنسيس الى مدينة أورالتاريخية مسقط رأس النبي أبراهيم، مثلما تضع العراق ومسيحييه في دائرة أهتمام المجتمع الدولي من جديد، بالقدر نفسه ستعيد الزيارة الى الاذهان مجد مدنها التاريخية العريقة وعلى رأسها مدينة أور ونينوى وأربائيللو وقلعتها الاشورية الشهيرة.
" سيرون أن البابا موجود في بلادهم، وأنا راعي الناس التي تعاني"، يقول البابا فرنسيس في مقابلة مع خدمة الاخبار الكاثوليكية  أوائل فبراير 2021.  حقا كان ردّ غبطة البابا فرنسيس ردّ قصير ولكن زيارته تحمل رسالة محبة وسلام والتعايش الاخوي أنطلاقا من مدينة أورالتاريخية، كما طلب الرب من النبي أبراهام ( أب الاباء) أن يترك أور: تك 10:11. 
حيث في الوقت الذي يتحاشى العديد من السياسين العراقيين، زيارة مدينة الناصرية بسبب ازدياد موجات الغضب الجماهيري  والاحتجاجات الشعبية ضد النظام ومدينة الموصل بسبب التداعيات الماساوية والتدميرية التي خلفها تنظيم الدولة الاسلامية داعش منذ احتلاله للمدينة منتصف عام 2014 ولحد اليوم، يقرر البابا زيارة المدينتين. 
ففي مدينة الموصل وحدها، دمّرت أكثر من 30 كنيسة ومراقد ودور العبادة للمسيحيين. أذ مثلما لم يتم أعادة بناء المدينة وترميمها حتى اليوم، كذلك لم يتم تأمين عودة الالاف من ابناءها النازحين والمشردّين قسرا بعد ذبح المئات أن لم نقل الالاف منهم في سهل نينوى وتوابعها المدمرة. ولآجل ضماد جروح العراقيين عموما وجروح مسيحيي العراق والموصل على وجه التحديد، تم ترميم الجانب الايمن من المدينة بالقرب من مدينة موصل القديمة، لآستقبال البابا خلال زيارته الاولى من نوعها الى أرض الرافدين غدا. كلنا أمل أن تصل رسالة الانسانية والسلام والمحبة التي يحملها البابا بعدما الهمت العالم منذ أكثر من ألفي عام، الى قلوب العراقيين عموما والعالم كله. ونأمل أن لا يحدث مكروه قد يعكر صفو زيارته التاريخية الى ثرى وادي الرافدين أرض الانبياء.
زيارة البابا فرانسيس تحمل دلالات تاريخية، أنسانية وسياسية من شأنها أن تذّكر الصفّوة السياسية والنخبة المثقفة في العراق، أنها مطالبة بخلق عالم يتم فيه تقديرالاختلافات العرقية والمذهبية عاليا لتزدهر المجتمعات العراقية المتعددة الاطياف من جديد. ذلك من خلال اعادة صياغة نهج النظام السياسي ومفردات خطابه الوطني ضمن العراق الجديد وفق أجندة التعايش الوطني الصحيح:
- لمصلحة من يتّم تهميش وأقصاء تاريخ الشعب الكلداني السرياني الاشوري عمدا، رغم أعتباره وريثا لحضارة وادي الرافدين في العراق الحالي؟ والسؤال هو:
لماذا تخاف الانظمة السياسية العراقية من تاريخ وحضارة ودورأقدم وأعرق شعب وجد على سطح المعمورة؟  بمعنى أخر أن شعبنا يحمل معالم الحضارة الاولى وجذورالمسيحية معا، فلماذا الانكار. ومن المنطلق هذا يمكن القول، أن كنيسة المشرق هي الكنيسة "الوطنية" الاولى في تاريخ المسيحية على الاطلاق. حيث أن النبي أبراهيم كان موجدا في وادي الرافدين وتحديدا في مدينة أورجنوب العراق الحالي، حين أمره الرب بالخروج منها، باعتباره "أبي الانبياء" كما ورد في القرأن أيضا قال تعالى:
( كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ). 
- زيارة البابا فرنسيس الى العراق اليوم، تأتي امتدادا لوثيقة "الاخوة الانسانية" التي وقعها غبطته مع  الامام الاكبر أحمد الطيب في أبو ظبي بتاريخ 4 فبراير 2019 ، كما ذكر شيخ الازهر في كلمته بحضور حشد كبير من الشخصيات العالمية، "أن العالم كله يشهد أطلاق ثقافة السلام واحترام الغير وتحقيق الرفاهية بديلا عن ثقافة الكراهية والظلم والعنف". علما أن وثيقة الاخوة الانسانية التي وقعها البابا فرنسيس قبل سنة ويوم مع الامام "السني" الاكبر، ستتبعها في اليوم الثاني من الزيارة توقيع وثيقة " أخوة انسانية" مشابهة مع الشيعة، سيوقعها هذه المرة سماحة المرجع الشيعي الاعلى السيد على الحسيني السيستاني في النجف.
- توجيه أنظارصنّاع القرار السياسي العالمي عموما والنظام السياسي في العراق الجديد على وجه الخصوص، الى معاناة مسيحيي العراق" وتعرض أشقاؤنا وشقيقاتنا في المسيح الى الابادة، وتدمير وتدنيس كنائسهم بطرق وحشية..بالاضافة الى اجبارهم الى النزوح القسري من الارض الذي أنتشرمنها أيماننا بعدما عاشوا منذ الازمان الرسولية مع الطوائف الدينية الاخرى...وأخيرا دعوة المجتمع الدولي للقيام بخطوات عاجلة من أجل منع استمرار أخراج المسيحيين من الشرق الاوسط...ورفض جميع محاولات التبرير للاعمال الاجرامية من خلال شعارات دينية غير مقبولة قطعا، ولا يجوز ارتكاب أي جريمة باسم الله"، كما دعا البابا فرنسيس على راس الكنيسة الكاثوليكية في العالم والبطريرك كيريل على رأس أكبر الكنائس الارثوذكسية في أول لقاء جمعهما منذ ألف عام من القطيعة في هافانا بتاريخ 13 شباط 2016. بمعنى أخر يحاول البابا مع غيره من رجالات الدين المسيحي، توجيه انظارالعالم الى جريمة تفريغ العراق من مسيحييه، رغم مكانة العراق ودوره في انتشار المسيحية في العالم كله. 
- " بعد غد أذا أراد الله سأذهب في حجّ لثلاثة أيام الى العراق"، يعلن البابا فرانسيس في نهاية المقابلة التي ترأسها في مكتبة القصر الرسولي يوم الاربعاء 3 اذار الجاري. أعتقد أن قرارحجّ البابا الى الارض الذي أنتشر منها الايمان برسالة سيدنا المسيح، كما يذكرفي الوثيقة أعلاه، هو رسالة "توحيدية" لجميع كنائسنا في أرض الرافدين، بضرورة الاسراع في التوحيد على الاقل انطلاقا من الارض التي أنبعثت منها أيماننا برسالة المسيح!!
- تحمل الزيارة في طياتها كأول زيارة بابوية الى العراق والعراق يحترق في نيران الفوضى والفساد، وشعبه يختنق في جحيم الطائفية المقيتة، الكثير من معاني التضحية والاصرارعلى التشبث بالارض ورفض الهجرة والبقاء في الوطن. حيث كثيرا ما نسمع في الاونة الاخيرة، عن هجرة الاف من المواطنين ورجالات ديننا المسيحي في سبيل اللجوء الى بلدان الاغتراب، بحجة الخوف من تنامي جرائم الاسلاميين الراديكاليين ذوي المعتقدات الاصولية والسلفيين المتطرفين. أذ لو يصّرغبطة البابا فرنسيس على زيارة الحج الى العراق  برغم التهديد الامني والهجمات الصاروخية الاخيرة، فلماذا يتردد المواطن العراقي "المسيحي" في تعميق جذوره في ثرى أرضه ووطنه؟
وفي أطارجهود العالم المسيحي عموما وجهود البابا فرنسيس على وجه التحديد لآستيعاب وأحتضان العالم الاسلامي يجب التأكيد على أن، زعيمها "العربي" أخفق في دعوة البابا الى زيارة دولته رغم مرور 100 عام على تاسيس الدولة العراقية. أما اليوم بعد تنصيب القيادي الكوردي الدكتور برهم صالح رئيسا للجمهورية العراقية وفي أقل من عامين، بدأت زيارة البابا فرانسيس الى العراق أثرالدعوة الرسمية التي وجهها له رئيس الجمهورية السيد برهم صالح. 


46
الاشورية والمسيحية ..صنوان لا يفترقان!!
أوشــانا نيســان
" الشعب الاشوري من نسل حفيد نوح – أشور. أصبحوا على يد الله بناة امبراطورية عظيمة.  معظم المسيحيين يدركون ذلك من خلال المواجهات التي خاضوها مع أسرائيل، كما هو مسجل في الكتاب المقدس، فأن معظمهم لا يعرفون انهم كانوا ايضا بناة عظماء للحضارات. في الواقع مصطلح " مهد الحضارة" نشأ عن العمل الابداعي لآيديهم"، يكتب الدكتورالامريكي "رون سوسك"، في مقدمة كتابه الجديد ( نبوءة أشور)، الصادر عن مؤسسة أن أر بي. علما أن الهدف الاساسي من وراء نشر" نبوءة أشور" طبقا لحديث الكاتب نفسه ضمن المقابلة التي أجراها معه مقدم برنامج "فوكس توداي" الاعلامي "بيري أتكنسون" أنما هو، أخراج الاشوريين من سجن الغموض لمنحهم صوتا ووجها. علما أن تسمية الكتاب ب" نبوءة أشور" جاءت أيضا استدلالا على نبوءة أشعيا 23:25 التي ورد فيها:
 ( فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَمْتَدُّ طَرِيقٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ، وَمِنْ أَشُّورَ إِلَى مِصْرَ، فَيَعْبُدُ الْمِصْرِيُّونَ وَالأَشُّورِيُّون الرَّبَّ مَعاً، في ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ إِسْرَائِيلُ ثَالِثَ ثَلاثَةٍ مَعَ مِصْرَ وَأَشُّورَ، وَبَرَكَةً فِي وَسَطِ الأَرْضِ. فَيُبَارِكُهُمُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ قَائِلاً: «مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ، وَصَنْعَةُ يَدِي أَشُّورُ، وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ".
حيث يعتقد العديد من الناس وتحديدا أبناء شعبنا في بلاد ما بين النهرين، أن الاعتداءات والجرائم الوحشية التي جرت وتجري بأنتظام ضد مسيحيي الشرق عموما والشعب الاشوري المسيحي على وجه التحديد، هي علامات أن لم نقل أشارات واضحة على أقتراب الموعد لتتحقق النبوءة. 
وفي أجابته عن السبب الذي دفعه للكتابة عن الاشوريين واستحضار دورهم تحديدا الان يقول د. رون:
- دخول الكنيسة فجأة دائرة الاضواء من جديد رغم مرور اكثر من الفي عام على وجودها، وانه أن الاوان لتتحقق النبوءات!!
- بعد هجوم تنظيم داعش عام 2014  ومن خلال متابعتي الكثيرة للاخبارودراستي لوضع الاشوريين في المنطقة، عرفت كيف تعرض الشعب الاشوري لهجوم جديد ووقع تحت سيف الشيطان.
صحيح أن د. سوسك، نجح في لملمة كل شاردة وواردة تتعلق بالشعب الاشوري في الكتاب المقدس ، بالاضافة الى علاقاته الحميمة مع عدد غير قليل من الاشورين الناجين وعلى رأسهم حسب ذكره:
- الاشوري جان بكو الذي أبلغ المؤلف قبل سنين طويلة حسب قوله، أنه سيعطي كل بحوثاته للدكتور رون سوسك، اذا قررتأليف كتاب جديد عن مأساة الاشورين
 - ألآب جورج بيت رشو والاب توما مع عدد من القساوسة والاساقفة الذين التقاهم في مسيرتهم العظيمة حسب قوله، بالاضافة الى الجرائم الوحشية التي اقترفها تنظيم الدولة الاسلامية بحق الشعب الاشوري الجريح، ولكن باعتقادي كانت الصورة المأساوية تتضح أكثر في حال زيارته الى قلب الاحداث.
الامر الاخر الذي أثار أعجاب المؤلف ضمن كتابه هو، دورالاشوريين في التبشير وضرورة أيصال رسالة سيدنا المسيح الى جميع أنحاء العالم مرورا بالصين والهند. " الاشوريون أول شعب في العالم تبع المسيح وأول قوة تبشيرية على الارض..وضعوا الانجيل في يد والرغيف في اليد الاخرى وبأقدامهم الحافية انطلقوا من بلاد النهرين شمال العراق وصولا الى الصين ...ويؤكد  سوسك أنه، كتب ماركو بولو حول رؤيته لهم بالمحاكم العليا في الصين، كيف أطلق الصينيون على دينهم بالدين المستنير. حيث بشّروا

بالطب وكان لديهم أول مركز طبي رئيسي على الارض..وربحوا للمسيح نحو 60 الى 80 مليون نفس..وأضاف عندما رأي الشيطان ذلك، ضربهم بقوة فأصبحوا الكنيسة الاكثر استشهادا في التاريخ. وأن الارساليات التبشيرية الاشورية تعرضت الى تغيير المواقع والانتقال من المدن الى جبال هكاري الوعرة، ومدينة أورميا بعدما دمرهم جنكيزخان بعد ظهور الاسلام، ولكن ازداد اضطهادهم سوءا أثناء وبعد الحرب العالمية الاولى. حيث مثلما تعرض الشعب الاشوري الى الابادة الجماعية أبان الحرب العالمية الاولى، تعرض الاشوريين وبسبب مسيحيتهم الى الابادة الجماعية من جديد على يد تنظيم داعش عام 2014. بحيث لم يبق منهم غير 200 ألف داخل الوطن وأكثر من 3 ملايين في الشتات.
سؤال: القضية الاشورية كانت مهمة على الدوام بمعرفة وجود الاشوريين رغم سلب أرضهم لماذا؟
- ان الاشوريين كانوا بلا منازع الامبراطورية الاعظم على الارض لمدة الف سنة. بعد السقوط عام 612 ق.م. عاشوا ضمن مجتمعات مختلفة وفي امبراطوريات صغيرة لم تعد مستقلة لأكثر من 500 عام. لكنهم لم يفقدوا قوميتهم باعتبارهم امة. بعد القيامة بقليل وهذا يا "بيري" هو التاريخ الذي اريد من المؤمنين بالرب اكتشافه حيث تمت سرقته منهم.  رغم أن الاشوريين كانوا اول شعب في العالم تبع المسيح. واؤمن بان الرب لم يغب عن بالهم تماما رغم تحولهم الى الوثنية. الاشوريون هم الشعب الذي أصغى ليونان النبي. فان لم يكن لهم خلفية ما، ما كانوا ليصغوا الى يونان النبي في كرازته القصيرة ولم يكن ليتوبوا. ونحن نعلم ايضا بان الحكماء على الاغلب كانوا اشوريين وكانوا يراقبون النجوم ويدرسونها باحثين عن المسيح فكيف علموا بذلك؟ أن لم يكن لهم بعض الادراك عن اله نوح.وهناك ايضا ما يثبت بقوة، أن ابراهيم كان اشوريا وبذلك لديهم التاريخ العريق والضخم المتصل بالكتاب المقدس.
سؤال: كيف أصبح الاشوريين بهذه الصورة البعيدة عن المسيحية اليوم؟
- الاشوريون شعب مسالم ولم يكونوا متوحشين ولم يكونوا أشرارا يوما، والا لما اختارهم الرب للتأديب بعدما أقامهم ليكونوا صنعة يديه، ولم يكونوا أمة بربرية سافكة للدماء، فهذا ليس ما يسجله التاريخ. جل ما يريدونه حسب لقاءاتي معهم، يقولون أعطونا الحماية التي فقدناها منذ الفي عام فقط ونحن سنبني أمتنا. وعندما سيبنون أمتهم "بيري" سيكون ذلك الشئ الاكثر تالقا وتشجعا في الشرق الاوسط.
سؤال: ان الاشوريين مشتتون في العالم ولكن ان عادوا فالنبوءة موجودة وهذا امر مدهش لم يتحقق بعد. أين تضع هذا الامر بما ان اغلب النبوءات  لا تدركه ؟
- التحقق الفعلي لهذه النبوءة سيحدث عند حكم المسيح لمدة الف سنة، لكن هذا لا ينفي انه يمكننا البدء من الان. فقد بدأ الله مع اليهود عام 1948 واعادهم لوطنهم بالرغم من عدم مجئ الحكم الالفي للان. ونوح لم يشرع ببناء الفلك في ليلة وضحاها قبل الطوفان. نحن الغربيون نميل للتفكير، ان الامر سيحدث بلمحة بصر. شخصيا لا اجد سببا واحدا، لماذا لا نبدأ بدعم واسناد ومساعدة الامة الاشورية الان. فكر بهذا يا "بيري"، فكر بالعالم عندما يبدا هذا الامر بالحدوث، واؤمن بامكانية حدوثه اثناء حياتي وحياتك ولا اجد سببا لعدم حدوث ذلك.


وفي ختام المقال يجب التأكيد على نتائج مهمة يمكن استخلاصها من النص أعلاه:
1- التسمية "الاشورية" التي أصّرالدكتور رون سوسك على استعمالها في كتابه نبوءة أشور، لربما يمكن أن تكون حلا لثقافة الاختلاف بين أبناء الشعب الواحد. لآن المسيحية التي وحدت أبناء شعبنا منذ أكثر من الفي عام، سبقت الخلافات المذهبية بأكثر من 1550 عام متواصل. وما يذكره الدكتورفي كتابه هو تراث شعبنا بتسميته المصطنعة "الكلداني السرياني الاشوري"
2- الاختلاف الواضح في جوهرقضية شعبنا الاشوري عن قضايا معظم شعوب العالم للاسباب التالية:
أ- لا يجوز التفكير بنهج فصل الدين عن السياسة على الاقل في الوقت الراهن. لآننا بكل بساطة لسنا دولة !!
ب- أن مسؤولية شعبنا الاشوري تجاه مسيحيته مسؤولية روحانية وأيمانية وتاريخية لا تقل حجما عن مسؤوليته القومية مطلقا. ومن المنطلق هذا لا يمكن التقليل من مسؤولية رجال ديننا المسيحي بجميع مذاهبه، طبقا لشعارات دول مستقلة
3- فشل نهج القيادات الحزبية في تدويل قضيتنا القومية المشروعة، بسبب تقليدها للنمط الحزبي التقليدي للاكثريتين العربية والكوردية أولا، ثم أصرارالقيادات تلك على التموضع المحلي، بدلا من العمل على تجاوز الحاجز المفروض على التواصل مع العالم الغربي وجمعياته الخاصة في الدفاع عن حقوق الانسان والشعوب المغلوبة على أمرها ثانيا، بالتالي تعزيز لغة الحوار والتواصل مع تجمعات شعبنا في معظم دول الاغتراب ثالثا.

 

47
أكراد اليوم ليسوا أكراد الامس!!
أوشــانا نيســان
 المواطن الذي لم يتعلم من الدرس الاول الذي تقدمه له الحياة، لن يتمكن يوما من التغلب على خوفه"، يكتب الشاعر والناقد والكاتب المسرحي الانكليزي ( جون درايدن 1631- 1700).  القول هذا ينطبق كثيرا على "البعض" وأؤكد البعض من القيادات الشيعية الجديدة، التي ظهرت بعد سقوط الطاغية صدام حسين عام 2003، ولم يتعلموا الدرس بعد تجاوزهم لجميع الخطوط الحمراء التي لا يجب تخطيها. فالهجوم الذي تعرضت له عاصمة التعايش والسلام في العراق مدينة أربيل مساء الاثنين 15 شباط الجاري، أثر سقوط 14 صاروخا على أحياء وضواحي أربيل، بالاضافة الى قاعدة أمريكية بالقرب من مطارها الدولي، أن دلّ على شئ فأنه يدل على صحة ما ذكره جون درايدن. علما أنها ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها عاصمة الاقليم الى القصف الصاروخي. ففي يناير/كانون الثاني من عام 2020، تعرض المطار الدولي الى القصف ردا على مقتل الجنرال قاسم سليماني. وفي المرة الثانية ايضا تم قصف المطار بصواريخ  كاتيوشا في سبتمبر من العام نفسه، وقتها وجهت أصابع الاتهام الى ميليشيات الحشد الشعبي الموالي لآيران، مثلما توجه اليوم لائحة الاتهامات نفسها ضد أتباع أيران في العراق.
يبدو أن عجلة التغيير ضمن النظام السياسي في العراق الجديد توقفت عند عتبة المذهبية والطائفية هذه المرة، بدلا من الانتقال من مأزق الوطنية " المطعونة" في العراق القديم، الى معقل الديمقراطية المؤملة من قبل الجميع. والسبب الرئيسي بأعتقادي، يعود الى فشل جميع الانظمة السياسية المركزية خلال 100 عام من عمر الدولة العراقية، في إيجاد النظام السياسي الذي يتفق مع التعددية العرقية والمذهبية التي يتصف بها الشعب العراقي. فالنظام الملكي وحتى النظام الجمهوري، كذبا كثيرا حين رفعا شعار" على صخرة الاخوة العربية- الكردية تتحطم مؤامرات الاستعمار والرجعية"، بعدما صدئت أذان شعبنا برمتهِ من الشعارات الخيالية والوعود المتكررة
أما ما يجري في عراق اليوم/ عراق ما بعد قرن من أرث الدكتاتورية والقتل والتهجير والتدمير بما فيها القتل بالاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا، فأن دعائم الدولة العراقية المؤملة انهارت قبل أستقرارها بعدما فشلت في ترسيخ مقومات دولة المواطنة والديمقراطية وحكم القانون، أثر فشلها في الحفاظ على ثرواتها الطبيعية من ايدي الفاسدين.
الغريب في الامر، أن السلطة التنفيذية في العراق ( أقصد السلطة التنفيذية قبل مجئ دولة رئيس الوزراء الحالي السيد مصطفى الكاظمي)، فشلت أيضا في تنفيذ مضمون الدستور الذي شرعه البرلمان العراقي وتمت الموافقة عليه ضمن أستفتاء شعبي عام بتاريخ 15 أكتوبر 2005. حيث بدلا من أن" تخصص للاقاليم والمحافظات حصة عادلة من الايرادات المحصلة أتحاديا، تكفي للقيام بأعبائها ومسؤولياتها مع الاخذ بعين الاعتبار مواردها ونسبة السكان فيها"، كما ورد في (المادة 121) من الدستور العراقي، يتم قصف عاصمة الإقليم أربيل ومطارها الدولي بصواريخ كاتيوشا. بمعنى أخر يتم تحريم موظفي الدولة العراقية ومواطنيها في الإقليم عمدا من أدنى حقوقهم الوطنية وهي الرواتب الشهرية، بحجة انخفاض الطلب العالمي على النفط وشحة الموارد المالية. تماما مثلما دفع رئيس الوزراء العراقي الاسبق السيد حيدر العبادي فجأة بجيشه الجرار وأحتل مدينة كركوك وضواحيها خلال الاستفتاء التاريخي الذي جرى في الاقليم بتاريخ 25 سبتمبر 2017. رغم أن المطلع يعرف جيدا أنه، " للشعوب الاصلية الحق في تقرير المصيروبمقتضى هذا الحق تقررهذه الشعوب بحرية وضعها السياسي وتسعى بحرية لتحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية" وفق المادة (3) من أعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية ورغم ما جاء في الفقرة الرابعة من المادة (93) من الدستور العراقي الخاص بالمحكمة الاتحادية العليا بتاريخ 13 أيلول 2007.
" الفصل في المنازعات التي تحصل بين الحكومة الاتحادية وحكومات الاقاليم والمحافظات والبلديات والادارات المحلية".
ولكي لا يبقى الحديث محصورا في جوهر البنود الدستورية التي لم تتعود الانظمة العراقية في تنفيذها منذ تشكيل الدولة العراقية عام 1921 ولحد الان فأنه يجب القول، أن القيادات السياسية في اقليم كوردستان- العراق، نجحت بشكل أو بأخر في كسر حاجزالصمت المفروض على القضية الكوردية منذ عقود خلت. أذ قبل أن يهدأ دوي الانفجارات في مدينة أربيل، رنّ تلفون دولة رئيس الوزراء الكوردستاني السيد مسرورالبارزاني، وكان المتكلم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من القصر الأبيض الامريكي، ليعبر عن غضب بلاده من الهجوم الغادر على أربيل. وأضاف أنه تعهد بتقديم دعم بلاده للتحقيق في الهجوم ومحاسبة المسؤولين عنه. ومن جانبه ذكر السيد البارزاني أنه حث الوزير الأمريكي على دعم التحقيق المشترك لحكومة الاقليم والحكومة الفيدرالية لتحديد الجناة وتقديمهم للعدالة، أنتهى الاقتباس.
وفي صباح اليوم التالي، أدانت مبعوثة الأمم المتحدة السيدة جنين هينيس بلاسخارت العملية ودعت لحماية العراق من التناحرات الخارجية والي ضبط النفس وضرورة التعاون بين بغداد وأربيل بالتنسيق من أجل الوصول الى من يقف وراء الهجوم وبالتالي ضرورة محاسبة المسؤولين عنه، أنتهى الاقتباس. وفي نفس الوقت أدان المتحدث باسم خدمة العمل الخارجي الأوروبي في بروكسل"بيتر ستانو" الهجمات وقال، ان مثل هذه الهجمات تهدد استقرار كوردستان –العراق والمنطقة بأكملها، مشيرا الى ان الاتحاد الاوروبي يشجع التعاون بين السلطات الاتحادية والاقليمية لملاحقة الجناة ومحاسبتهم".هذا وبالاضافة الى قرار وزراء دفاع حلف الأطلسي اليوم، برفع عدد القوات في العراق من 500 إلى  4500 او 5000.
وفي الختام يجب التأكيد مجددا في القول، أن الهجوم الارهابي الذي تعرضت له مدينة أربيل ليلة الامس، مثلما هو عمل أجرامي يخالف كل الاعراف والقوانين الدولية، بالقدر نفسه يحمل رسالة عاجلة للمسؤولين العراقيين في بغداد وتحمل في طياتها:
- الاسراع في ايجاد حلول دائمة للأزمات المتفاقمة بأستمرار بين بغداد وأربيل وفق الدستور العراقي. أما الاعتراف بالفيدرالية الحقيقية في أقليم كوردستان –العراق وفق الدستور العراقي، أو الاعتراف بالعيش المشترك مع الدولة الكوردستانية في المدى القريب
- ترسيخ مبدأ المواطنة في العراق الجديد واعادة صياغة مبدأ الانتماء للوطن والهوية الوطنية في العراق الجديد
- ضرورة السيطرة على السلاح المنفلت بحيث أصبحنا نسمع كثيرا" أنقذونا من سطوة السلاح المنفلت"
- أيجاد حلول جذرية ودستورية لنشاط الميليشيات المسلحة داخل العراق، وأخرها ( سرايا أولياء الدم)، التي تبنّت عملية الهجوم على أربيل مساء الاثنين 15 شباط الجاري، وربط جميع الميليشيات بأوامرالقائد العام للقوات المسلحة العراقية حصرا، في حال عدم تفكيكها.


48
عندما يقع المحظور.. ويتحول خيار الانتحار الى منقذ!!
   أوشــانا نيســان
"إذا لم تكن هناك مساعدة فعالة للأهالي ( تقصد اهالي الموصل) تتبع النصر العسكري لضمان الاستقرار، فعندها ستتواصل دوامة العنف بالدوران"، صرخة أطلقتها النجمة العالمية أنجيلينا جولي في عدد من الصحف العالمية حول زيارتها الاخيرة الى الموصل، بهدف انقاذ ما تبقى من الارث الانساني والحضاري بعد تحريرالمدينة من تنظيم داعش الارهابي بتاريخ 30 يونيو 2018.
وأخيرا وقع المحظور وتحديدا أثر تصاعد وتيرة ما يسمى بالانتحارفي بعض المدن العراقية ولاسيما ما وقع في مدينة الموصل، وهو واحدة من أعظم علائم الانهيارالعلمي والاجتماعي الاخذ بالتصاعد بشكل جنوني ضد المرأة. رغم أن الرجل ضمن الثقافة الذكورية التي يدين بها المجتمع، نجح كثيرا في التسترعلى ظاهرة قتل النساء على أنها مجرد أنتحار. أذ على سبيل المثال، أقدمت شابة في مقتبل العمر في مدينة الموصل على الانتحار حرقا قبل يومين، بعدما قام والدها بأغتصابها وهو الان موقوف بعد صدور مذكرة قبض بحقه يوم الخميس المصادف 4 يناير 2021، وكالة سكاي برس 4 يناير 2021.
أذ يبدو أن التراث الظلامي الذي خلفه تنظيم الدولة الاسلامية/ داعش في عقلية العديد من العراقيين، أبتكر لنفسه نمطا مخيفا من التفكير حول وجود المرأة ودورها في المجتمع العراقي. الواقع المحبط الذي شجع المزيد من حالات الانتحارفي معظم المدن والمحافظات العراقية، يرجح المختصون " العراقيون" أسبابها الى الاحباط الكبيرالذي يعاني منه المواطن العراقي.  في الوقت الذي يعرف المتابع أن السبب الحقيقي وراء التصاعد في معدلات الانتحار بالاخص في صفوف النساء وتحديدا في مدينة الموصل ليس أقتصاديا بالمرة، بقدر ما هو تحصيل حاصل تنامي ظاهرة اليأس والاحباط ونمو الارهاب وتداعيات تراث تنظيم الدولة الاسلامية داعش ونهجها ضد المرأة عموما وضد النساء من المكونات العرقية والمذهبية غير العربية وغير المسلمة على وجه التحديد. وما جرى في مدينة الموصل وضواحيها ضد الالاف من النساء الايزيديات والمسيحيات  بعد أحتلال المدينة من قبل الدواعش، خير دليل على صحة ما نذهب اليه.
أما الفرق الوحيد بين انتحارالنساء أو حرقهن بالجملة كما حدث في الموصل زمن الدواعش، وبين الانتحار في زمن ما بعد تنظيم الدولة الاسلامية وفكره السلفي الارهابي، هوفشل النظام التعليمي والشعور بغياب منظومة التربية والاخلاق في سلوك وتصرفات الرجال المغتصبين. فالجيل أن لم نقل الاجيال التي ولدت وتربت في زمن جمهورية الخوف والرعب، اضافة الى تراث 18 عام من القهر وغياب سلطة الدولة والقانون، ستجبر المرأة العراقية "المثقفة" لا محالة، الى التشكيك أن لم نقل وقف دعوات المطالبة بفكرة المساواة بين الرجل والمرأة في العراق الجديد عراق ما بعد ارث من الدكتاتورية والماسي المتراكبة.

صحيح أن الانتحارظاهرة موجودة في جميع بلدان العالم شرق المعمورة وغربها منذ القدم، ولكن يجب البحث وراء الاسباب الموجبة للانتحار، في حال البحث عن الحلول اللازمة لتقليل نسبة التفكير في الانتحار، ان لم نقل التخلص من الانتحار والافكار الانتحارية نهائيا. أذ طبقا للتقريرالذي أصدرته منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة، فأن هناك أكثر من 1.200.000 شخص يقدمون على الانتحارفي العالم سنويا. وأضاف التقرير، أن شخصا واحدا ينتحر كل 40 ثانية حول العالم ومصرهي الاولى عربيا"، تقرير منظمة الصحة العالمية. ولكن السبب الرئيسي وراء الانتحار طبقا للتقرير العالمي، هو


الاكتئاب والانفصام الشخصي.. اضطرابات الادمان على تعاطي المخدرات..علاوة على الفشل الاقتصادي والدراسي والمهني والعاطفي.. وكذلك الامراض المزمنة والمستعصية على اختلافها"، أنتهى الاقتباس.
 في حين لو رجعنا الى مردودات تفاقم ظاهرة الانتحار في العراق عموما وفي محافظة نينوى على وجه التحديد، لراينا أن الاسباب الحقيقية وراء انتحار النساء تختلف كثيرا عن ما ذكرته منظمة الصحة العالمية. أدناه مجموعة من حالات الانتحارمعظمها ليس لها علاقة بالفشل الاقتصادي:
- أقدمت جماعة داعش الارهابية على أعدام 19 فتاة كوردية حرقا في مدينة الموصل بتاريخ 5 حزيران 2016
- قامت أمرأة بحرق نفسها في منطقة العكيدات في الجانب الايمن من مدينة الموصل دون ذكرالاسباب وراء الانتحار، بتاريخ 16 نيسان 2016
- جريمة اغتصاب جديدة لفتاة في الموصل بعد أختطافها، والتهم توجه لعناصر في الاجهزة الامنية الرسمية. الجريمة التي أكدها السيد عمر الفرحان مدير المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب في تصريح لمراسل باسنيوز بتاريخ 13 تموز 2020  بقوله" أن جريمة اغتصاب الفتاة في الموصل على يد عناصر في الاجهزة الامنية، يأتي تأكيدا لما نشره المركز قبل اسبوعين عن ممارسات الفصائل المسلحة في مدينة الموصل والعديد من اقضية ونواحي نينوى. وأضاف ان عمليات الاغتصاب والاعتقال التعسفي والتهديد بالسلاح والقتل لا تزال مستمرة وتمارسها الجهات التي تنتمي لمؤسسات الدولة.
- أقدمت فتاة عشرينية على الانتحار في مدينة الموصل. أفادت المصادر بأن الفتاة رمت بنفسها من أعلى الجسر القديم في المدينة. علما أن السبب الدافع وراء الانتحار ظل مجهولا حتى اليوم
- تصاعدت حالات الانتحار في الموصل طبقا لمفوضية حقوق الانسان في الموصل، حيث تصاعدت من 22 حالة في العام 2018 الى 45 حالة في العام عام 2019
- أقدمت 3 فتيات أيزيديات على الانتحار داخل مخيمات النزوح بهم، يعلق مستشار محافظ نينوى لشؤون المكون الايزيدي بتاريخ 7 كانون الثاني 2021
- تنشرالمفوضية العليا لحقوق الانسان أنها رصدت نحو 3000 حالة انتحار في الفترة 2015 و2017 لدوافع مختلفة، ( قناة الجزيرة)


49
الموصل بين تبعية عثمانية 386 عام وعراقية 83 عام!!

أوشــانان نيســان
تحمل مدينة الموصل/ نينوى التاريخية أرثا حضاريا عريقا وبعدا جيوسياسيا مهما في تاريخ وادي الرافدين وخارطة الدولة العراقية الحديثة. حيث يعود تاريخ بناء المدينة الى الالف الخامس قبل الميلاد، بعدما أصبحت نينوى ولاية تابعة للامبراطورية الاشورية ومن ثم عاصمتها السياسية لحد عام 612 ق.م. وفي عام 1534م أصبحت الموصل ولاية تابعة للامبراطورية العثمانية مدة 386 عام، لحين احتلالها من قبل الاستعمار البريطاني عام 1918. وفي مؤتمر سيفرعام 1920، تم الحاق تبعية الولاية بالعراق من قبل عصبة الامم قبل 101 عام. وفي 14 يونيو 2014، صعد زعيم الدولة الاسلامية أنذاك أبو بكر البغدادي الى منبر جامع النوري التاريخي وأقدم جامع في الموصل ليعلن نفسه "خليفة المسلمين في كل مكان". علما أن البغدادي حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في الدراسات الاسلامية من جامعة صدام حسين. وفي منتصف حزيران من العام نفسه، تم نشر بيانه الخاص بالمسيحين والايزيديين، حيث تم تخييرهم ما بين الدخول في الاسلام أو دفع الجزية أو القتل ومصادرة أملاكهم.   
ومن الواقع هذا تقتضي الضرورة تسليط الضوء على الابعاد القانونية والتداعيات العلمية لمضمون قراررئاسة جامعة الموصل، ونهجها في مناقشة رسالة ماجستير موسوم ب" المسيحية الصهيونية الامريكية ودورها في غزو العراق 2003".  بأعتبارعنوان البحث استفزازا لمشاعرمسيحيي العراق رغم أعتبارهم أقدم مكون عرقي رافديني في الموصل والعراق كله. حيث يعرف الكل أن نهج أدخال فقرات تحض على الكراهية المذهبية والطائفية،  ليس له مكان ضمن صرح علمي كبير بحجم جامعة يفترض بها عندما يتعلق الامر بوضع العراق الحالي، أن تتسابق في خلق كل ما من شأنه المساعدة في تهدئة الاجواء المحتقنة أساسا، بدلا من صبّ الزيت على نيران المذهبية التي أشعلها تنظيم داعش الارهابي.
 
علما أن الهفوة العلمية هذه من شأنها أن تحّرف العقيدة المعرفية عن مسارها الصحيح أولا، ثم تثبت للعراق والعالم كله، أن بروز ظاهرة تنظيم داعش الارهابي وأنطلاقه من منبر جامع النوري في الموصل، لم تكن ظاهرة عقائدية- أيديولوجية عابرة، وأنما وجدت في الموصل بيئة مناسبة للاخصاب والتحرك نحو الاهداف المرسومة ثانيا. حيث لا يتفق جوهرالامرالاداري الذي وقعته رئاسة جامعة الموصل، مع الطرح الذي نشره الكاتب التونسي أبو بكر العيادي في صحيفة العرب بتاريخ 21 مايس/ايار 2020 بقوله:
" جهل العوامّ ليس كجهل العلماء والمفكرين، لآن الاول يخص أناسا تسعى في الارض بغير غاية، بينما الثاني هو من سمة الباحثين عن الحقيقة".
أما السؤال الذي يطرح نفسه بعد الشرح أعلاه، هل يجب أن تكون تجارب الماضي عائقا لرغبة الاكثرية من أبناء الشعوب العراقية  في تعزيز اللحمة الوطنية والاستمتاع بحاضر ومستقبل واعد يتمناه كل عراقي مثقف ومحب لانقاذ العراق من محنته؟
حيث يذكرنا تاريخ أم الربيعين، أنه بعد مجرد 9 أشهر من تحرر العراق من الانتداب البريطاني ودخوله عصبة الامم عام 1932، وقع النظام العراقي قرارأبادة الشعب الاشوري عن بكرة أبيه ضمن مجزرة سميل عام 1933 انطلاقا من مدينة الموصل. اليوم وبعد مرور 100 عام على تأسيس الدولة العراقية، تصادق رئاسة جامعة الموصل من جديد، على مناقشة رسالة ماجستير في التاريخ، تحمل عنوانا استفزازيا بحق بعدما وسمت الرسالة ب " المسيحية الصهيونية الامريكية ودورها في غزو العراق 2003". وكأن السبب الحقيقي  وراء ضمور أركان الدولة العراقية وتراجع دورالعرب السنة في الحكم أمام نهوض العرب الشيعة، هو وجود المسيحين في العراق.
الملاحظ أن المشترك الاكبر بين قراردولة العراق في أبادة أقدم مكون عرقي رافديني وهو شعبنا الاشوري تحت خاصرة عاصمته التاريخية مدينة نينوى قبل 88 عام، والامر الاداري الذي أصدرته رئاسة جامعة الموصل قبل 20 يوما، هوأصرارالنخبة "المثقفة" الموصلية، على محو أثار التعددية العرقية والمذهبية في مدينة الموصل، رغم الفارق الزمني بين الحادثتين. ورغم ما ورد ضمن الفقرات المدونة في الدستور العراقي الجديد لعام 2005، والتي تقضي بوضع حد للتمييز العنصري المقيت وحالة أمتهان الكرامة التي عاشها ويعيشها المواطن الاقلوي ضمن أروقة الجامعات العراقية. الامر الذي يدفع بقيادات شعبنا الحزبية، الاسراع في تقديم شكوى الى منظمة اليونسكو/ منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة والتي تعمل على مساعدة الشعوب على العيش المشترك بمنأى عن الكراهية والتعصب. هذا وبالاضافة الى ضرورة أشعار المنظمات الدولية الاخرى والخاصة بحقوق الشعوب، بهدف أجراء تحقيق شامل ومستقل فيما يتعلق بنهج التمييز العنصري والمذهبي الذي مارسته وتمارسه المراكز العلمية والسياسية بحق المكونات في العراق عموما وفي مدينة الموصل على وجه التحديد.

ولكي لا ينحرف مضمون المقال عن غاياته النبيلة، سنحاول تسليط الضوء على خلفيات الامر الاداري المذكور أعلاه من حيث تداعياته على التعددية، أكاديميا ودستوريا وتاريخيا.
- أكاديميا يدفع الخبر بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقي، بضرورة أعادة النظر بالبحوثات العلمية التي تقدم تحت سقف الجامعات العراقية، في سبيل ترسيخ بذور القييم العلمية الكفيلة بالنهوض بالمجتمع وبناء دعائم عراق ديمقراطي عادل ومتسامح يتسع صدره لجميع المواطنين العراقين بغض النظر عن الانتماء العرقي او المذهبي أو حتى الايديولوجي. بأعتبارالجامعة أرفع مؤسسة علمية، تلعب بحوثاتها  دورا أساسيا في منظومة البحث والتحول نحوالعدالة والرقي.ولا سيما حيث العراق عموما ومدينة الموصل وجامعاتها على وجه التحديد، لم تشف جراحاتها بعد من تداعيات سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية / داعش والافكار الظلامية التي قدم بها رغم هزيمته منذ عام 2017 ولحد اليوم. 
- دستوريا ورد في المادة (7) من الدستور العراقي ما يلي:
" يحظر كل كيان أو نهج يتبنى العنصرية أو الارهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج أو يبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه وتحت أي مسمى كان، ولا يجوز أن يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون".
أذ طبقا للدستورالعراقي الذي وافق عليه العراقيون بنسبة تجاوزت 78% من الاصوات، فأنه يجب توجيه أنذاررسمي للاساتذة المشاركين في البحث الموسوم ب " المسيحية الصهيونية الامريكية ودورها في غزو العراق 2003"، كأنذار قانوني موجه للكف عن تبني مشاعر العنصرية أوالتحريض ضد وجود وهوية أي مكون من مكونات الشعب العراقي الاصيل.  لعل الانذارهذا سيكون عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بنتائج البحوثات العلمية واستخدامها لآغراض عنصرية بهدف تفتيت النسيج الوطني.
- تاريخيا يمكن القول، أن الانظمة السياسية العراقية بشقيها الملكي والجمهوري، فشلت خلال 100 عام، في أيجاد نظام دستوري أومشاركة سياسية عادلة لكل أطياف الشعب من دون تمييز.
حيث يذكر التاريخ، كيف تم الترويج ضمن الاعلام العراقي عموما وأعلام مدينة الموصل بالذات،  لاكمال جميع الاستعدادات المادية والمعنوية لتنفيذ بنود سياسة الابادة الجماعية عام 1933 ضد الشعب الاشوري المسالم، بحجة أن الاشورين وقفوا ضد أستقلال العراق من الاستعمار البريطاني، عليه وجب ابادة هذا الشعب"المتمرد" عن بكرة أبيه. علما أن تاريخ الدولة العراقية أثبت لاحقا، أن طموحات عرب الموصل كانت ولايزال أكبر من خريطة مدينة الموصل والعراق باكمله.
أما الدافع الحقيقي من وراء تنامي هذه النزعة الطائفية من بين أنقاض ثاني أكبر مدينة عراقية ضد أقدم مكون عرقي عراقي، هو مجرد تصفية الحسابات السياسية وتكثيف صراع تقسيم السلطة كغنائم بين صراع الطوائف والمذاهب بعدما أنتهكت السيادة واستبيحت الكرامة الوطنية حد النخاع. فقد يكون من الصعب على عرب السنة وهم الاقلية التي حكمت العراق فترة 82 عام، أن يرضخوا للامر الواقع ويقبلوا بديمقراطية الاكثرية الشيعية في العراق الجديد. رغم أن المتابع لتاريخ الانظمة السياسية  في بغداد يعرف جيدا، أن الازمة الطائفية التي بدأت تعصف بالعراق والعراقيين منذ سقوط الطاغية صدام حسين عام 2003، هي نتاج أرث من الاقصاء السياسي الذي طبقه النظام السني ضد الاكثرية من أبناء الشعب العراقي عموما والاقليات العرقية العراقية على وجه التحديد. 




50
شعبنا يعمل من دون وسائل أعلامية محترفة !!
أوشــانا نيســان
أزمة الاحتراف الاعلامي التي تعاني منها ذاكرة الشعوب العراقية منذ قرن، تحولت الى ظاهرة أكثر غرابة بعدما أعادة أنتاج نفسها وفق المنهج الاعلامي الكاذب الذي مارسته النظم المركزية ضد وجود المكونات وحقوقها المشروعة منذ تشكيل أول دولة عراقية قبل 100 عام. حيث المعلوم أن مهنة الصحافة والاعلام النزيه، تقوم على رصد الاخبار وجمع المعلومات والاراء ثم التحقق من مصداقيتها قبل تقديمها للجمهور.
 ومن الواقع هذا يعي المواطن الشرقي عموما، أنه لا توجد وسائل أعلام نزيهة مهمتها تعريف المواطن بالحقائق، بأستثناء عدد من وسائل اعلام معظمها "حزبية" مهمتها  نشرالاكاذيب وتشويه الحقائق. أذ على سبيل المثال لا الحصر،ما زال هناك بقايا من وسائل أعلام كلدواشورية تصّرعلى الاستمرار في التضليل والاشادة بعبقرية القيادات الحزبية التي تواجه تحديات ورطت فيها نفسها وقضية شعبها خلال ربع قرن الاخير. والسبب كان ولايزال هاجس الخوف من وسائل "الاعلام الحقيقي" الذي يؤرق الاحزاب بأعتبارالاعلام سلطة رابعة تمارس دورالرقيب والراصد ليضع الرأي العام الجماهيري في قلب الحدث.

أذ يجب الاعتراف علنا، أن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري مثلما ظل يناضل لعقود من دون أفكار أعلامية محترفة، بالقدر نفسه أصبح اليوم يعمل بالضد من وسائل أعلام نزيهة تعمل بخبرة وأحترافية لتنجح بالتالي في صياغة الراي العام الشعبي وتوجهه نحو الاهداف المتفق عليها مسبقا. رغم " أن وسائل الاعلام هي الكيان الاقوى على وجه الارض.. لديهم القدرة على جعل المذنب بريئا وجعل الابرياء مذنبين ..وهذه هي السلطة لآنها تتحكم في عقول الجماهير" يكتب الامريكي مالكولم أكس. ومن الواقع هذا يستطيع المدقق لجدلية الثورة والاعلام أن يلاحظ أنه، كان يمكن للقيادات الحزبية استغلال نهج القهروالاقصاء المنتظم لوجود وحقوق أقدم شعب رافديني وهو شعبنا الابي خلال 100 عام من عمر الدولة العراقية، في التحضير لثورة مضادة ولكن غياب الاعلام الحر والمستقل وقف عائقا أمام تحقيق النبوءة وحشد كافة الطاقات والقابليات الجماهيرية المطلوبة لآطلاق المسيرة النضالية بالشكل المدروس.
وفي طليعة الاسباب التي وقفت ولايزال وراء غياب الافكار الاعلامية المبدعة والمحركة لقدرات  جماهير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، هو المراهنة على أعلام حزبي تقليدي وكوادر أعلامية غير محترفة رغم سلبيات النهج على جوهر قضيتنا الوطنية المشروعة والتحشيد من أجلها. 
بمعنى أخر نجحت القيادات الحزبية في تنفيذ كل ما من شأنه تحزيب الافكاروالابداع في حال وجودهما، من خلال أصرارها على ضرورة تحزيب النخبة المثقفة وبالتالي تحزيب ثقافة الامة بأمتياز. النهج الذي سهل مهمة تحجيم ان لم نقل تحريف  دورالمثقف النقدي الذي يضع نفسه خارج القوالب الحزبية والايديولوجية الجاهزة. ولا سيما بعدما أتضح أن " المثقف الذي كان يصف المثقف الرسمي (المثقف المدافع عن نهج السلطة والنظام)، بأنه كلب حراسة، يكتشف أنه هو نفسه كلب حراسة للمؤسسة الحزبية التي ينتمي اليها)، تكتب عائشة بلحاج في العربي الجديد 27 أكتوبر 2019.
أذ على سبيل المثال ظهرت خلال العقود الاخيرة، أربع أو خمس قنوات تلفزيونية "حزبية" بأمتياز داخل الوطن وخارجه، ولم يبق منها اليوم غير قناة أو أثنتين. هذا وبالاضافة الى غياب الصحافة الحزبية  التي ظهرت بهدف الترويج  للافكارالحزبية والدفاع عن أرائها لتعّمد في النهاية  بلسان حال الاحزاب.

 
ومن المخرجات السلبية لنهج تحزيب الثقافة والمثقف بما فيها اقصاء من ليسوا من الاتباع:
أ- أتساع فجوة الثقة المفقودة بالاعلام الحزبي بين شرائح واسعة من جماهير شعبنا وعلى راسها شباب الامة وبين صنّاع القرارات السياسية لمستقبل شعبنا داخل الوطن وخارجه. ذلك بسبب عدم الاهتمام بالمعايير الصحفية والشفافية في التعامل مع الخبر أولا، وفشل القيادات الحزبية تلك في أستقطاب الشريحة الشبابية لبرامجها  أو رؤيتها السياسية ثانيا. ولربما لاسباب وفي طليعتها التحديات الفكرية والايديولوجية المرتهنة بعملية التغيير ضمن البرامج السياسية "التقليدية" للاحزاب، الي جانب التغييرات الهيكلية والتنظيمية التي تأجلت كثيرا ضمن المناصب والمواقع القيادية داخل الاحزاب
ب - تخفيض سقف المطاليب القومية والحقوق الوطنية المثبتة على أجندة أحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، والاكتفاء بمجرد مقد برلماني 1 أو 2 ، الى جانب مقعد وزاري يتيم لا علاقة له بهموم ومعاناة جماهير شعبنا لا من قريب ولا من بعيد. ذلك أثرالقبول غير المشروط بشروط الاكثريات  ونهج ديمقراطيتها العرجاء في ادارة دولة متعددة الاعراق والمذاهب مثل العراق
ج - تجاوز حدود الولاء للشعب والانتماء الى وطن الاباء والاجداد، ذلك من خلال ربط أجندة الحركة أو الحزب ومستقبلهما بأجندة أحزاب الاكثرية العربية وتحديدا"الشيعية" في العراق العربي وأجندة أحزاب الاكثرية الكوردية في اقليم كوردستان- العراق
د – فشل التحديات المهنية الاعلامية لمواجهة تحديات عصر العولمة. يبدوا أن الاعلامي الحزبي الموجه، ينقصه الكثير من المهنية وفهم أليات وطرق عمل الاعلام الجديد في عصر العولمة والتغيير. لربما بسبب قلة الاطلاع على نفوذ وتأثير وسائل الاعلام الجديدة على مختلف جوانب الحياة البشرية، وتحديدا ما وصلت اليه التقنيات الاعلامية الحديثة من التطور في البلدان المتقدمة أعلاميا. ورفض المراهنة على الكوادر الاعلامية المحترفة من أبناء شعبنا، بدلا من  المراهنة على الكوادر الحزبية التي تعمل باستمرار في سبيل ترسيخ الصورة "النمطية" للاعلام الحزبي
ه- التحديات الاقتصادية وشحة الموارد المالية المخصصة لوسائل الاعلام. تأتي مسألة الشفافية في تمويل الوسائل الاعلامية وعلى رأسها الفضائيات على رأس التحديات التي تواجه عملية ديمومتها أو فشلها في عصر العولمة. ولربما يختلف الوضع أكثرا بقدر ما يتعلق الامر بأعلام المكونات واعلام شعبنا المنقسم بين الداخل والشتات. فعملية تمويل قناة تلفزيونية أو فضائية تنجح في عملية البث والتواصل عبر الاقمار الصناعية، تحتاج الى رؤوس أموال عالية أو أصحاب اعمال لديها الرغبة في أستثمار أموالها ضمن مؤسسات اعلامية  وتحديدا الفضائيات بطريقة ذكية ومدروسة لكسب المال أوالدعايات التجارية
و – غياب التشريعات والقوانين الحكومية الداعمة لحرية التعبير بشكل عام وحرية الصحافة والاعلام من جهة، والقوانين التي تحمّل الحكومة العراقية لنسبة أن لم نقل نفقات وسائل الاعلام وعلى رأسها فضائيات خاصة بالمكونات العرقية العراقية الاصيلة. ومن الواقع هذا يمكن القول، أن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بأمس الحاجة الى فضائية تكفل البث الاعلامي اليومي باللغة السريانية في العراق الجديد، أسوة ببقية اللغات الرسمية الاخرى كالعربية والكوردية وحتى التركمانية. القانون الاعلامي الذي يضمن الابتعاد عن مصادر التمويل غير المشروعة ضمن الاعلام الوطني العراقي.

51


عندما يكون الغباء في السياسة عائقا!!

أوشــانا نيســان


100 عام من عمر النظام السياسي في الدولة العراقية، ولم تفلح بنظاميها الملكي  عام 1921 والجمهوري عام 1958، في أنتاج الخطاب الوطني الملائم لنهج التعايش الوطني السليم والمتفق مع التعددية العرقية والمذهبية التي يتصف بها الشعب العراقي. بل نجح النظام السياسي العراقي الجديد في خلق تعددية حزبية مبالغ فيها، بحيث أقتربت مفوضية الانتخابات العراقية  من تسجيل 292 حزب وحركة وتجمع سياسي يستعد لخوض سباق الانتخابات المقررة في 6 يونيو2021/ العربي الجديد/ 4 أكتوبر 2020. صحيح أن الدولة الوطنية بشكلها المعاصر قد أخفقت حتى بعد زوال عقود من دكتاتورية النظم المركزية وأخرها نظام الطاغية صدام حسين عام 2003، ولكن المعارضة التي استلمت الحكم فيما بعد فشلت أيضا فشلا ذريعا في تحقيق طموحات الشعب. لآن المعارضة العراقية لم تترك عقلية المعارضة يوما ولم تشعر بأنها بصدد تثبيت دعائم دولة ديمقراطية نزيهة من خلال وضع الأستراتيجية والبرامج اللازمة للوصول الى الاهداف الخاصة بالتغيير. وأن الخلل هذا تسلل للاسف الشديد، الى عقلية قيادات "النخبة" السياسية التابعة للمكونات العرقية العراقية وعلى راسها "النخبة الاشورية" المقهورة خلال قرون..

والدليل على صحة قولنا هذا، فقد أمرأخيرا زعيم الاكثرية الشيعية مقتدى الصدر في متابعة التجاوزات والاخفاقات الحاصلة بحق المكونات والاقليات العرقية العراقية في العراق. ذلك من خلال تشكيل لجنة مكلفة للتحقيق والجمع من الاخبار والشكاوي المتعلقة بحالات المصادرة ونزع الملكية التي عانى منها الملاك المسيحيون في السنوات الاخيرة في العاصمة بغداد ومناطق مختلفة من البلاد. القرارالشجاع الذي قدمه هدية بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية المجيدة الى غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو. في حين وعلى جانب الاخر تتريث أن لم نقل تتجاهل عن قصد بعض القيادات التقليدية للمكونات والاقليات، في تنفيذ مسؤولياتها القومية وواجباتها الوطنية تجاه شعبها المضطهد والمعاني. وذلك من خلال تحزيب وتسيس الانجازات وعلى حساب مصالح شعبنا المقموع والمضطهد منذ قرون.

أذ على سبيل المثال لا الحصر،بتاريخ 30 أب/أغسطس 2020 جرت أنتخابات مجلس محافظة دهوك بهدف أنتخاب نائب "مسيحي" لمحافظ دهوك، حيث تم أشراك ثلاثة أعضاء في انتخابات مجلس المحافظة وثلاثتهم أعضاء في قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية وحدها. حيث نال المرشح شمعون شليمون ثقة المجلس بعدما فاز ب 25 صوتا، بينما حصل المهندس أشور سخريا وهو عضو المكتب السياسي في قيادة الحركة على 17 صوتا، وحاز الرفيق وليم تيدورعلى 19 صوتا وهو كادرفرع دهوك لزوعا. علما أن رئيس مجلس المحافظة السيد فهيم عبدالله، أكد خلال مؤتمر صحفي عقده بعد الانتخابات، أن المجلس صّوت على المرشحين المتنافسين على منصب نائب محافظ دهوك، وأضاف أن هذا المنصب من حصة المكون المسيحي في محافظة دهوك. وأشاررئيس المجلس الى أن مجلس المحافظة سيصادق على نتائج التصويت وسيصدر كتاب رسمي عن فوز المرشح شمعون شليمون.

الغريب في الامر كله، هو تشكيك  قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية نفسها في صحّة نتائج الانتخابات التي جرت في مجلس محافظة دهوك وطريقة أختيارها لنائب المحافظ. رغم أن المشاركين الثلاث في الانتخابات الخاصة بمنصب نائب المحافظ، هم أعضاء في قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية وحدها.

أي أنه لم يتم قبول أو أشراك أي  مرشح أخر من مرشحي بقية الاحزاب السياسية التابعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري والعاملة ضمن المحافظة وتوابعها.

الامر الذي يثير أساسا، المزيد من "الشكوك" حول شفافية العملية الانتخابية وصحتها في مجلس محافظة دهوك اولا، بالاضافة الى الاسباب الحقيقية وراء رفض قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية نفسها لنتائج الانتخابات التي جرت في مجلس المحافظة ثانيا. حيث كان يفترض ببقية قيادات الاحزاب والتجمعات السياسية "المهمشة" في المحافظة وتوابعها على الاحتجاج، ولا الرفض من قيادة زوعا "المدللة" سياسيا.

وفي طليعة النتائج المستخلصة من الانتخابات المذكورة أعلاه يمكن القول:
- أن الاكثرية من السياسيين الاكراد وبقدر أمكانياتها المحدودة وظروفها السياسية الاستثنائية هذه الايام، تحاول بطريقة أو بأخرى ترسيخ دعائم مبدأ التعايش السلمي من خلال أشراك بقية المكونات والاقليات العرقية والمذهبية  وعلى رأسها المكون الاشوري، ضمن مؤسسات الحكومة المحلية في الاقليم. في حين تحاول "بعض" القيادات الحزبية المتنفذة  في الاقليم ومن خلال رؤية حزبية قاصرة وانانية، وضع العصي في عجلة الاستعدادات الجارية لتحقيق ذلك النهج الحضاري بين جميع المكونات العرقية والمذهبية في العراق عموما وفي أقليم كوردستان على جه التحديد.  حيث ليس المهم بأعتقادي، أي مرشح من مرشحي الحركة الديمقراطية الاشورية تم أختياره لهذا المنصب الاداري في المحافظة، بل الاهم هوالحفاظ على شرعية البقاء من خلال الاحتفاظ بهذا المنصب الاداري ضمن مجلس المحافظة ومؤسسات حكومة الاقليم بأعتبار شعبنا أقدم مكون عرقي وهو شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن العراق ووادي الرافدين  منذ 6770 عام متواصل.
ومن الواقع الشرعي هذا وبعد مرور 139 يوم على نتائج انتخابات مجلس المحافظة وعدم تعيين الفائزالسيد شمعون شليمون، تتطلب الضرورة توجيه دعوة جديدة من قبل مجلس محافظة دهوك الى جميع الاحزاب والتنظيمات السياسية الاخرى ضمن المحافظة، بهدف المشاركة في أنتخابات جديدة نزيهة وشفافة بهدف ترشيح نائب محافظ جديد يمثل جميع الاطياف ومكونات الشعب ضمن المحافظة.

 


52


غزوة الكونغرس الامريكي أثبتت فشل ديمقراطية الاحزاب!!

أوشــانا نيســان


يتسائل العديد من الناس وأنا واحدا منهم فجرعامنا الجديد عام 2021، حول ضرورات العمل الحزبي وأنجازاته وأليات استدامته ضمن مجتمعنا الممزق بين الداخل والخارج، ولاسيما بعدما أصبح وعي الشعوب وتحديدا وعي شعبنا متقدما على وعي المسؤولين الحزبيين بكثير.
أذ طبقا لمخرجات معظم البحوثات التي أجريت على أهم محركات التغييرات السياسية، فأن " الثقافة السياسية " التي تتشكل ضمن الاعلام والطروحات والرأي العام الجماهيري الى جانب مؤسسات التنشئة الفكرية، بأمكانها أن تتحول من مجرد كونها طروحات أو مقالات منشورة هنا وهناك الى أيديولوجيات قبل أن تصبح قناعات تشكل وعي المواطنين وتوجه سلوكهم الفكري والسياسي.
ومن الواقع هذا نؤكد أنه للثقافة وتحديدا الثقافة السياسية،  دورمفصلي في تحديد وتطويرألية قيادة الافراد من أجل أحداث التغييرات السياسية الكبرى داخل المجتمعات. رغم أن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بوضعه الحالي لا ينتظرمنه ثورة ثقافية بحجم الثورة الثقافية التي عصفت بالصين، ولكن مسألة تغيير الثقافة السياسية وألياتها أمر ضروري ولا يقبل التأخير. لأن الثقافة السياسية لدى الجماهير وتحديدا لدى الفئات الاجتماعية الشابة والمتعلمة  وثقافة الصفوة السياسية أو الحزبية التقليدية، خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا. ولربما بسبب هذا الاختلاف أو عدم الرضا عن السياسات القائمة تحدث الثورات أو الاحتجاجات وما شابه. والشرخ العميق الفاصل بين القيادات الحزبية لآبناء شعبنا الكلداني السريني الاشوري داخل الوطن وبين مجتمعات الشتات، هو الدليل على صحة ما يذهب اليه أهل العقل والمنطق.
حيث أثبتت معظم القيادات السياسية العليا لاحزاب شعبنا، ومن خلال واقع تشبثها بكرسي السلطة والمال السياسي خلال أكثر من نصف قرن، أثبتت على عدم أستجابتها أوحتى أكتراثها لمبدأ التغير ونتاجاته على الاطلاق. لآن " التغيرات السياسية المطلوبة  وفق روستو، هو نتاج عدم الرضا بالموقف القائم، وعدم الرضا يؤدي الى حركة سياسية. فالحركة السياسية هي في الواقع نتاج عدم الرضا، لذلك يصعب الرضوخ أو الاستجابة لمطاليب الشعب".

ومن الزاوية هذه تتطلب الضرورة، أستثمار واقع التغير من منظور مختلف بحثا عن ألية سياسية "جديدة" قد تتفق مع واقع شعبنا المثخن بجراحات الهجرة وأثارها المدمرة على واقع نضالنا ومسيرتنا السياسية داخل الوطن. ولا سيما أثر نجاح بعض القيادات "الحزبية" بشكل أو بأخر في تجنيد عدد غير قليل من     " المثقفين الصادقين" في سبيل تبريرفشلهم  من خلال اصرار"المثقف" على تحفيز ثقافة اللاوعي وتشويه الهوية والانتماء بهدف إماتة الشعور بقضيتنا القومية وضربها في الصميم.
ولاجل تصحيح مسارالحركة السياسية بالشكل الذي يتفق مع نتاج عدم الرضا أوعدم ثقة جماهير شعبنا بنهج القيادات الحزبية التقليدية، تتطلب الضرورة بحث ودراسة الاسباب الحقيقية وراء فقدان الثقة الجماهيرية بقيادة الاحزاب والمنظمات السياسية قبل طرح البدائل السياسية المقترحة وفي طليعتها:

- غياب الجهة الحقيقية القادرة على القيام بتشكيل رؤية عصرية لاعلام حقيقي ونزيه، يفلح بالتالي  في مشاركة المواطن أينما وجد في تثبيت الاهداف الأستراتيجية على أجندة نضالنا الوطني المشروع. الامر الذي أفسح المجال كثيرا أمام تنامي الاعلام الحزبي الخاص بترويض الشعب وتحويله الى مجرد مجموعات غير متجانسة من القطعان والطوائف والملل والمذاهب والاعراق

- غياب نهج العدالة ضمن الاليات الحزبية المتبعة في عملية أختيار القيادات الحزبية والتي تخضع قراءتها الى معايير مزدوجة لا تخلو من الانتقائية والاستنساب. الامر الذي شجع تنامي وصعود ظاهرة رفع حرمة سياج الاحزاب رغم ضيقها فوق حرمة الشعب ومقدسات الامة. الافة التي حددها الزعيم الدرزي الراحل كمال جنبلاط بقوله  " أذا خيّر أحدكم بين حزبه وضميره، فعليه أن يترك حزبه وأن يتبع ضميره. لآن الانسان يمكن أن يعيش بلا حزب لكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير".

- أقصاء وتهميش جل القابليات والكفاءات الخاصة بأبناء شعبنا في منافي الغرب ودول الاغتراب شرق المعمورة وغربها رغم أهميتها. بأعتبار الثقافة الغربية المعاصرة مصدر تهديد لنهج القيادات الحزبية في الشرق المستبد، ولا أمتدادا لمسيرة نضالنا الشرعي داخل الوطن وتجاوزا للشرخ المصطنع بهدف الفصل بين الداخل والخارج

- تجّذرالاستبداد في البنيّة الاساسية للنظم السياسية في جميع بلدان الشرق الاوسط ، بدد الاجواء الفكرية والابداع والعدالة المطلوبة بهدف اخصاب بذورالتجربة الديمقراطية في ثرى جدباء مثل ثرى بلدان الشرق الاوسط عموما والعراق على وجه التحديد، رغم مرور أكثر من 100 عام على تخطيط وتثبيت دعائم معظم الدول في الشرق الاوسط. لذلك نادرا ما يختلف نهج القيادات الحزبية للاقليات في الشرق بضمنها نهج أحزاب شعبناعن نهج القيادات الحزبية للاكثريات

ضرورة الاستفادة من تجارب الشعوب
لقد أن الاوان لندعوا الى الاحتكام الى المنطق والعقل في سبيل التوقف عن هدرالوقت أكثر. فنظرية الاحزاب والمنظمات وعلى راسها الاحزاب "المحلية" فشلت تماما ولاسيما  بعد  "غزوة الكونغرس" الامريكي بالامس وفشل النظام الحزبي في أجراء انتخابات نزيهة ومعتبرة في دولة تدعي أنها زعيمة العالم والمساواة والحرية وهي الولايات المتحدة الامريكية. لذلك تتطلب الضرورة الاسراع في البحث عن الوسائل السياسية البديلة، تلك التي تمكننا من رفع نداء شعبنا الابي وطرح مظلوميته التاريخية أمام الرأي العام العالمي والمنظمات والهيئات الدولية الخاصة في الدفاع عن حقوق الشعوب وعلى رأسها منظمة الامم المتحدة والدول العظمى.
ففي كتابه المعنون " التسوية..ماذا بعد العولمة؟ "، يذكر البريطاني مايكل سوليفان، كيف تشكلت جماعة في منتصف القرن السابع عشر في انكلترا وشاركت في ترسيخ المفاهيم الشعبية الاولى لما سمي لاحقا بالديمقراطية الدستورية. وفي طليعة انجازات تلك الجماعة صياغة ما عرف  ب" أتفاقية الشعب". حيث ورد في الاتفاقية نص ما يريده الشعب من اولئك الذي يحكمونهم ضمن فقرة واضحة جاء فيها " فرض قيود على مدة المنصب السياسي".

هذا وبالاضافة الى جهود الشعب اليهودي وجهود نخبته " المغتربة" في تأسيس " المنظمة الصهيونية العالمية" عام 1897 في سويسرا بهدف الترويج لفكرة العودة الى الديار. بأعتبارها تجربة مشابهة لتجربة شعبنا ويمكن الاستفادة منها في سبيل صياغة خارطة طريق العودة الى الوطن وتحقيق مطامح وحقوق شعبنا المشروعة على أرض الاباء والاجداد. حيث أنشأت المنظمة مؤسسات مالية لدعم وتمويل مشروع العودة وشراء الاراضي للقادمين الجدد. في حين حّول الاحزاب ومنظمات شعبنا الاشوري الكلداني السرياني، حول وجودنا في الاغتراب الى بقرة حلوب هادئة لجمع الاموال ونهب التبرعات تحت أسماء وهمية خلال أكثر من ربع قرن مضى. الامر الذي شجع الهجرة وتعاظم وتيرتها بالمقابل بدلا من وقف نزيفها. حيث نتج عن أنعقاد أول مؤتمر للمنظمة في بازل أمران مهمان:
أولهما: أقرار برنامج يهدف لآنشاء وطن قومي لليهود
ثانيهما: أنشاء مؤسسات مالية لدعم وتمويل مشروع العودة الى فلسطسن
لعل قائلا يقول، أن وضع شعبنا المشتت والمضطهد والمقموع  منذ قرون، لا يمكن تشبيهه أو مقارنته بوضع الشعب الانكليزي أو اليهودي لاسباب وفي طليعتها العبئ المادي. لذلك سنحيل القارئ الكريم الى خلفيات نشوء دولة البوسنة والهرسك في قلب الاتحادي الاوروبي قبل أقل من ربع قرن. حيث نجح الكروات ومسلمي يوغسلافيا السابقة في نقل مظلوميتهم بعد حروب دموية وجرائم انسانية لاقل من ثلاثة اعوام اقترفها الجيش الصربي ضدهما. حيث نجحوا في تدويل قضيتهم والوصول الى أتفاقية دايتون للسلام في البوسنة والهرسك برعاية أمريكية، بعد التوقيع على الاتفاقية التي بموجبها انتهى الصراع الدموي بتاريخ 14 ديسمبر 1995. وفي الحالة هذه يمكن القول، فشلت أحزابنا خلال ما يقارب من نصف قرن في تحقيق ما حققه مسلمي يوغوسلافيا في أقل من ثلاث سنوات. والسبب بأعتقادي يعود الى غياب اللوبي الفاعل والكفيل في حشد الرأي العام الغربي للدفاع عن قضيتنا المشروعة داخل وطن الاباء والاجداد.

ولاجل وضع النقاط على الاحرف وطرح البدائل السياسية المقترحة في سبيل الاسراع في التغيير، فأنه يجب الاستفادة من تجارب الشعوب الاخرى كما ذكرت أعلاه. علما أن المقصود بكلمة "الاستفادة" لا يعني مطلقا أستنساخ تجربة الدول الاخرى بل يجب تنظيمها وتطويعها بالشكل الذي يتفق مع مصالح شعبنا وطموحاته. وفي طليعة البدائل السياسية المقترحة بأعتقادي:

- تشكيل مرجعية سياسية موحدة. أثبت التاريخ أن عقلية شعبنا في الشرق وتحديدا في العراق، لا تختلف كثيرا عن عقلية مثيلاتها من الشعوب الاخرى في بلدان الشرق الاوسط. أذ لوأستعصت مشكلة على صاحب القرارأو رئيس السلطة السياسية في الدولة العراقية الجديدة، يرجع المسؤول فورا الى المرجعية الدينية في النجف في سبيل التدخل ووقف التدهور. والسؤال هو، لماذا يستصعب على قيادات شعبنا في العودة الى مرجعية علمانية  تشمل جميع القوى والرموزالسياسية والتيارات الفكرية والثقافية بما فيها الرموز الدينية، في سبيل التدخل وتذليل الصعوبات؟ ولآجل تنفيذ أهداف المرجعية وعلى رأسها قرارالعودة الى أرض الاباء والاجداد، تتخذ المرجعية عددا من القرارات وفي طليعتها:
- ترشيح رئيس المرجعية ونائبه
- تشكيل مكتب اللجنة التنفيذية ومن ضمن مسؤولياته:
- العمل بجدية على تنفيذ شعار الهجرة المعاكسة او الهجرة الى الوطن
- أنشاء صندوق العودة والاستقرار داخل الوطن
- تدويل قضية شعبنا عالميا

- تشكيل لوبي/ مجموعة الضغط ( كلدوأشوري) فاعل بجوار الامم المتحدة  في نيويورك وفي معظم الدول العظمى، يشمل كل كلداني سرياني أشوري يرغب بالاشتراك ضمن اللوبي ويدفع ثمن الاشتراك فيه شهريا. فحاجة الشعوب المضطهدة الى " لوبي" للتأثير على مصادر القرارات السياسية في الدول العظمى، أفضل بكثير من حزب تقليدي لا تتجاوز صلاحياته حدود بلد المنشأ. الغرض الاساسي من اللوبي، هو التأثير في صنع القرارات الدولية والسرعة في طرح المشكلة بالاضافة الى دوره الخاص في تشكيل صندوق أو بنك بهدف تمويل المشاريع السياسية الخاصة بالعودة والاستقرارأولا، ثم المراقبة أن لم نقل السيطرة على جمع الامول والتبرعات التي يقدمها الشعب لتسهيل مهمة القائمين بالواجب ثانيا.
وفي الختام أؤكد للقارئ الكريم، أن جلّ الطروحات والاراء الجديدة التي وردت في سياق الطرح هذا، دونته قبل غزوة أنصاردونالد ترامب في الكونغرس الامريكي أولا، وأن الاراء والمقترحات لربما جديدة على القارئ الكريم أو لربما جاءت في غير أوانها، لذلك بأمكان كل قارئ غيور ومحب لقضية شعبه المشروعة والعادلة، أن يدلو بدلوه ويعبر عن رأيه في سبيل تطويرالمشروع ونجاحه ثانيا

53
سرقة العراق وبيعه حلال..أما شرب الخمر فحرام !!
أوشــانا نيســان
العراق في أزمة خانقة، أذ قبل أن يخرج النظام من أزمته السياسية والذبح على المذاهب والهويات، دخل اليوم دهاليزأزمة مالية خانقة تحرمه حتى من دفع رواتب موظفي الدولة. والخلل بأعتقادي يكمن في الموت السريري الذي تواجهه التجربة الديمقراطية المستوردة، بأعتبارها ديمقراطية من دون ديمقراطيين نزيهين. حيث أن التهديد الذي تواجهه الديمقراطية  في العراق والعالم كله، هو تهديد داخلي تشرعه صناديق الاقتراع والقيادات التي تستلم السلطة عن طريق ما يسمى بالشرعية الانتخابية رغم أن الطريق الانتخابي خادع بشكل خطير، يكتب  أستاذا العلوم السياسية في جامعة هارفارد ستيفن ليفيتسكي ودانيال زبيلات في كتابهما المعنون" كيف تموت الديمقراطيات" الصادر في كانون الثاني/يناير 2018.
حقا أن العراق في أزمة بعدما أصبح الان كزورق لن ينجو منه أحد أذا تعرض للغرق لاسمح الله. حيث أكد رئيس الوزراء العراقي بالامس، وأنا منشغل بكتابة المقال " أن قصف المنطقة الخضراء يوم أمس عمل أرهابي جبان..وأضاف أن الصواريخ سقطت على عراقيين وأصابتهم"، الاثنين 21/12/2020.  فغياب الاستقرار الامني والمجتمعي في قلب العاصمة بغداد، هو مؤشر خطيرعلى ضعف الاجهزة الامنية وأرتفاع سلطة السلاح المنفلت عن قبضة الدولة على سلطة القانون وهيبة الدولة العراقية. كل ذلك من خلال أصرار بعض الميليشيات على تحويل نظام العراق وسيادته الوطنية الى ساحة للصراعات بهدف تقويض الامن والاستقرارداخل العراق. فاستهداف الاجانب، النوادي الليلية  وحرق المحلات المجازة قانونيا لبيع المشروبات الروحية في العراق، لا يختلف كثيرا عن أستهداف البعثات الاجنبية وعلى رأسها السفارة الامريكية في منطقة الخضراء قبل أيام. لأن العراق بأعتبارها الدولة المضيفة مسؤولة عن اتخاذ كافة الاجراءات التي تكفل حماية السفارات الاجنبية والبعثات الدبلوماسية داخل الدولة.هذا وبالاضافة الى تداعيات حرق هذه المراكزوالمحلات التجارية ودورها في زيادة نسبة البطالة داخل الوطن أثرقطع أرزاق الاف الاف من عوائل المكونات المنكوبة أساسا.
وبسبب هذه القرصنة السياسية والارتزاق السياسي السائد، تم تصحير الحياة السياسية والمدنية في العراق من جديد. لذلك آن الاوان بالنسبة لنا جميعاً، ان نعيد صياغة المعادلة من دون تردد. أذ لا أقتصاد متنام ولا تراجع في نسبة البطالة، إلا بارساء دعائم الديمقراطية النزيهة وصيانة حقوق الانسان وكرامته ضمن الدولة العلمانية أوالمدنية. حيث أثبت التاريخ، أن الاكراه الديني والمذهبي، لا يصنع منجزات تاريخية، وان صنعت سرعان ما يتلاشى تأثيرها من جراء متواليات الاكراه وامتهان كرامة الانسان. فالمواطن العراقي غير المسلم بغض النظرعن أنتماءه العرقي أو المذهبي، أذا قدرله الدهرأن يكون صاحب محل لبيع المشروبات الروحية، فأنه لايبيع ألا وفق بنود القوانين العراقية المسموح بها. لكن الميليشياوي الذي يحرق المحلات المجازة في بيع  المشروبات الكحولية وسط العاصمة بغداد، لا يحرقها بسبب خطرالمشروب على حياته أو تعارضه مع جوهر معتقداته الدينية أومبادئه السياسية، وانما بسبب تأثير تجارة المشروبات على تجارة المخدرات المعمول بها بكثرة في الاونة الاخيرة. "ان تجارة المخدرات أنتعشت مقابل تدني سوق المشروبات الكحولية..وأضاف الخبير القانوني طارق حرب، أن البلدان والجهات التي تهرب المخدرات للعراق، ستضاعف جهدها بعد تراجع سوق المشروبات الكحولية".
هذا من جهة ومن الجهة الثانية، فأن أصرارالجماعات المسلحة المنفلتة، على تحويل العراق الى جمهورية متأرجحة بين نظام جمهوري اسلامي وثقافة مقاتلي حركة طالبان الافغانية، لربما ستكون النتيجة ولادة قيصرية لحكومة عراقية فاشلة ومعتّلة لا تمتلك القدرة على حماية مواطنيها من العنف أو من الدمار نفسه، وبالتالي أطلاق يدها في ممارسة العنف وأرتكاب العدوان، يكتب نعوم تشومسكي في كتابه" الدولة الفاشلة". لآن المواطن العراقي الذي يتمرد علنا على قوانين الدولة العراقية التي سنّت بهدف تقنين المشروبات الروحية بدلا من أستهلاكها بشكل غير قانوني، سوف لن يتردد لحظة في التمرد على قرارات الدولة والعصيان على قوانينها في وضح النهار. في حين فأن الوطني العراقي المحب لبلده والحياة والمستقبل لا يرضى أيضا ولا يسكت بكبت حرياته الفردية والانسانية المثبتة ضمن الدستور العراقي منذ عام 2005. لآن تقنين سياسة بيع المشروبات الكحولية في أي بلد، تحددالسن القانوني الادنى للاستهلال في الاماكن الخاصة تحت أشراف البالغين في سبيل ردع القاصرين من شراء المشروبات الكحولية وأستهلاكها. 
ومن المنطلق هذا يمكن القول، أن اشادة المستشار الامني لكتائب حزب الله العراقية ( أبو على العسكري) على موقع تلغرام، بحرق وتفجير محل لبيع الكحول في بغداد/ منطقة الكرادة، بالقرب من المسرح الوطني والسفارة الفرنسية وعدد من نقاط التفتيش العراقية، لها مدلولات غامضة بعدما نشرعلنا:
" مع صوت قرأن الفجر، أطرب أرواحنا قبل مسامعنا صوت تخريب محلات الخمورفي الكرادة. سلمت اياديكم الطاهرة، اعملوا لرفع الحّرمة عن أخوانكم القاعدين..وأضاف مواجهة المنكرات واجب لا يقل أجرا عن قتل عصابات داعش والاحتلال. أعيدوا لبلدكم ثقافة الاصالة والشرف ولا تهنوا ولا تحزنوا" . علما أن المباركة أعلاه واجهت موجة من الرفض من قبل وطنيين عراقيين عبروا عن استغرابهم من الدعم العلني للتفجيرات التي قالوا أنها تشبه جرائم تنظيم داعش الارهابي ضد المكونات العراقية الاصيلة. حيث كتب أحد النشطاء بقوله" من المضحك أن الناطق بأسم حزب الله يثني على تفجير محلات الخمور، في الوقت الذي هو وكل حزبه يستمد قوته من ريع ضرائب المخدرات في العراق وسوريا ولبنان وباقي الدول".
أما بصدد الحلول وما يتعلق بالمحاور الاساسية التي يفترض بالنظام السياسي العراقي أتخاذها في سبيل أدارة مجتمع متعدد الاعراق، وهي بالاصل المحور الاقتصادي والمحور الثقافي بدلا من مجرد  المراهنة على المحور العسكري. فادارة ظاهرة "التنوع" أو التعدد العرقي والمذهبي في دولة العراق خلال 100 عام، مثلما تحولت الى القشة التي قصمت ظهر البعير، كذلك تحاول الميليشيات هذه الايام حرق الاختلافات المذهبية ضمن أتون الجحيم الذي اشعلته نيران الازمات السياسية والاقتصادية التي يعيشها العراق. لآن التنوع ليس بالضرورة عامل مشجع للصراعات فيما لو أحسنت ادارته، بحيث يمكن تحويله الى عنصر الوحدة والتعاون يساهم في تنمية البلد وتطويره وأستقراره. ولكن أدارة التنوع لا تكون فاعلة ولامؤثرة الا في إطار ترسيخ مفهوم القوانين والتشريعات الخاصة  في توزيع فرص العمل والنجاح بالتساوي، حينها ينعم الجميع بالأمن والاستقرار وتعزز ثقافة السلام وقبول الاخر.  وفي الحالة هذه لا يمكن لآي مواطن عراقي بغض النظر عن انتماءه العرقي أو المذهبي أوحتى السياسي،أن يتمرد أو يفكر بالتجاوزعلى حرمة القوانين المعمول بها بما فيها قانون أجازة بيع المشروبات الكحولية وتحديدا تامادة (3) الغقرة (ب) حيث جاء فيها:
- يشترط في مقدم الطلب ما يلي:
ب- أن يكون من الطوائف غير المسلمة
وفي ختام حديثنا حول حرق محلات بيع الكحول وأماكن للحياة الليلية في العراق، أستميح قرائي الاعزاء عذرا في أن أمضي مسترسلا في مشاركته بواقعة طريفة جرت معي في القطب الشمالي ومفادها:
- هل يمكن شراء المشروبات الروحية وشربها في بلدكم؟ سألني زميل من زملائي الطلبة السويدين في جامعة  "خوفدى" السويدية. قلت نعم. فأضاف مستغربا، كيف يمكن ذلك والعراق دولة مسلمة؟ قلت بصراحة تم تقنين تجارة المشروبات وبيعها بشكل غريب جدا. حيث ورد في أجازة بيع المشروبات الكحولية/ أن يكون البائع غير مسلم. ضحك السويدي وقال، أنها افضل طريقة لآثراء أبناء الشعوب العراقية غير المسلمة وتحديدا مسيحيي العراق. قلت نعم، المسيحي يحصل على أجازة البيع، في حين معظم زبائنه من المسلمين . حيث يربح غير المسلم كثيرا في المناطق ذات الاغلبية المسلمة، لآن البضاعة قليلة بينما الزبائن كثيرون.


54
أحفاد بابل وأشورمن دون لوبي فعّال...لماذا؟
أوشــانا نيســان
الهجرة وتحديدا هجرة النخبة المثقفة "الانتلجنسيا"، هو داء مزمن بات ينهش في جسد شعبنا الكلداني السرياني الاشوري منذ آكثر من 100 عام. وبالتزامن مع تنامي الخطاب الشعبوي المعادي للنخبة المثقفة  في بلدان الاغتراب، تراجعت بعنف فكرة أستغلال الوجود والقدرات العلمية والفكرية للعديد من المغتربين. أما اليوم وبعد حالة الضموروالوهن التي أصابت هيكل الاحزاب وأيديولوجياتها بسبب دوربعض القيادات الحزبية ونهجها في تعميق الفجوة الفاصلة بين الوطن والاغتراب، قد يكون الوقت حان للبحث عن أليات سياسية بديلة لتحقيق الاهداف والحقوق على ضوء معاييرالعولمة  الجديدة. وأن شعبنا لا يملك رفاهية الوقت ويجب التحرك سريعا لمواجهة التحديات وتداعيات الهجرة، لآن"أسوء تحد تواجهه الديمقراطية في العراق يكمن في قيام ديمقراطية من دون ديمقراطيين"، يكتب ستيفن ليفيتسكي أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفارد- قناة الحرة بتاريخ 21  نيسان  2018 .
ومن منطلق الحرص والمسؤولية نؤكد، أن غياب اللوبي ( الكلداني السرياني الاشوري) أو مجموعات الضغط المحترفة تحديدا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق، بهدف الضغط على صناع القرارات الدولية  وتحديدا في البيت الابيض الامريكي والمنظمات أوالجمعيات الدولية الخاصة بحقوق الشعوب والانسان وعلى رأسها منظمة الامم المتحدة، جاء بمثابة كعب أخيل نضال معظم الأحزاب والمنظمات التابعة لشعبنا الابي. ذلك وبالاضافة الى أن غياب دور الصحافة والاعلام المهني القادرعلى نشر الكلمة الصادقة وأيصالها الى أروقة الجهات المعنية والرأي العام الغربي على حد سواء. أما لماذا تأخرنا في صناعة اللوبي الخاص بشعبنا الكلداني السرياني الاشوري رغم أهميته، ورغم تعرض شعبنا الابي الى أقسى أنواع الاضطهاد والاقصاء والتهجير القسري، القتل الممنهج، الذبح وأخرها الابادة الجماعية في سهل نينوى عام 2014، فهذه مسألة يجب أن تخضع للحوار والنقاش وحتى المسائلة. صحيح توجد بعض التحركات هنا وهناك وأخرها، تكليف عضو الكونغرس الامريكي  ديبي ليسكو و6 أعضاء أخرين في الكونغرس من قبل منظمة " أشوريون بلا عنوان" ، بهدف أعتبار جريمة سميل عام 1933 جريمة أبادة جماعية بتاريخ 2/12/2020، ولكن بأعتقادي مجرد الاعتراف لا يكفي. لآن حالما يتم الاعتراف بحقوق الشعوب الاصلية وفق القانون، يعني الاعتراف بحقوقهم في الارض أيضا. 
ولآجل أنقاذ العمل القومي من القرارات العفوية غير المدروسة، تقتضي الاسراع في وضع أليات وأسس قوية لتطوير أستراتيجية عمل قومي جديد يتوائم مع روح العصر. كل ذلك من خلال صناعة مجموعات ضغط أو لوبي خاص بأبناء شعبنا قبل فوات الاوان. حيث " لا يجب أن ننتظر أحدا أن يعطينا الظروف الملائمة للثورة، لآن التصميم على الثورة هو من يخلق هذه الظروف"، قال الرفيق تشي جيفارا يوما. وبقدر ما يتعلق الامر بالطرح الخاص باللوبي المفقود، يجب أن لا ننتظر الظروف والمستجدات السياسية الاكثر ملائمة، لآن تداعيات الظروف المحيطة بنا من الجهات كافة لا تبشر بالخيرللاسف الشديد.
وفي سياق العودة الى السؤال، لماذا تأخرقرار صناعة اللوبي القومي في بلدان الاغتراب، يمكن القول:
أن المهاجر الشرقي عموما الى بلدان الغرب، يحمل معه الوطن وذكرياته ليستأنس بها بدلا من الاندماج والاستفادة من ثقافة المجتمعات المتحضرة ودورها في تثقيف المهاجر. رغم أن الثقافة السياسية تأتي في طليعة العوامل المؤثرة في الضغط على صّناع القرار. هذا وبالاضافة الى غياب نتاجات النخبة المثقفة من المهاجرين من أبناء شعبنا في صحف الغرب مثل نيويورك تايمز، واشنطن بوست، وفي أوربا ديرشبيغل


الالمانية وفي السويد داكس نيهيتر وغيرها. حيث يعرف المتابع عن مدى تأثيرالمقالات التي ينشرها المهاجر ضمن صحافة بلدان الاغتراب وتأثيرها على صنّاع القراروالراي العام الجماهيري.
أما بقدر ما يتعلق بأدوات الضغط، فأن أدوات الضغط تتغير من بلد الى أخر، طبقا لحجم الجالية وثقافة أبناءها في بلدان الاغتراب. أذ على سبيل المثال، بدأت هجرة الكلدان السريان الاشورين الى شيكاغو، ديترويت، مشيغان وكاليفورنيا وحتى البلدان الأوروبية منذ ثمانينات القرن التاسع عشر. بحيث أصبحت لنا جاليات كبيرة ومؤثرة من حيث العدد والنفوذ السياسي والاقتصادي في كل من أمريكا، الاتحاد الاوروبي وأستراليا، بأمكانها اليوم تنظيم صفوفها ضمن لوبي فعّال في سبيل ممارسة الضغط على عملية صنع القرارات السياسية في تلك البلدان. " أنا فخورة جدا بتمثيل عدد كبير من السكان الاشوريين الامريكيين في منطقة الكونغرس التاسعة في ألينوي"، تكتب جان  شاكوسكي في بيانها حول الاعتراف بمذبحة سميل 1933.
أما الهدف الاساسي من وراء طرح فكرة تشكيل  لوبي قومي محترف وفاعل يكمن في:
- تعريف العالم الغربي بمحنة مسيحيي العراق أبناء شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) والتحديات التي واجهها منذ تشكيل الدولة العراقية. أذ خلال 100 عام من عمر الدولة تم تهميش وجودنا القومي عمدا ضمن معظم مؤسسات الدولة العراقية، رغم وجودنا على أرض الاباء والاجداد. فتاريخنا في وادي الرافدين يعود الى ما يقارب من 7 ألاف سنة في حين يعود تاريخهم الى أقل من 1500 عام. " للشعوب الاصلية، في ممارسة حقها في تقرير المصير، الحق في الاستقلال الذاتي أو الحكم الذاتي في المسائل المتصلة بشؤونها الداخلية والمحلية، وكذلك في سبل ووسائل تمويل مهمام الحكم الذاتي التي تضطلع بها"، نص ما ورد في المادة (4) من أعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية الرقم 61/295 بتاريخ 13 أيلول 2007.
- حشد عطف الديانات السماوية الثلاث لقضيتنا القومية المشروعة في جميع بلدان الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية. " أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانيين ليعطيك هذه الارض لترثها"، يقول الرب لآبراهام / سفر التكوين 7:15. علما أن مدينة أور التاريخية التي تقع في جنوب العراق ولد فيها النبي أبراهيم أبو الانبياء وفقا للتوراة.
- تشكيل مجموعات الضغط على السلطات التشريعية في معظم بلدان الغرب  ودورالسلطات التنفيذية  في الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وبروكسل وبريطانيا وفرنسا وغيرها، بهدف دعم قضيتنا القومية والوطنية داخل العراق وتمويلها في سبيل أعادة أعمار ما دمرته الحروب والاقتتال من القرى والمدن التابعة لابناء شعبنا. " للشعوب الاصلية الحق في الحصول على مساعدات مالية وتقنية من الدول وعن طريق التعاون الدولي من أجل التمتع بالحقوق المنصوص عليها في هذا الاعلان"، نص المادة (39) من البيان أعلاه. 
- تشكيل شبكة من التعاون بين المراكز العلمية والثقافية وغيرها من المراكزالمعلوماتية  الخاصة بجالياتنا في دول الغرب، ومثيلاتها من المراكز والمنظمات التابعة  لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن. التوجه الذي سيسهل كشف العديد من المستجدات السياسية والاختراقات الامنية التي تحدث في بلدان الاغتراب قبل وقوعها.

55


وشــانا نيســان

فرأت ردّ الصديق والوزير الاسبق السيد جورج منصور المعنون ( ما هكذا تورد الابل يا أوشــانا نيسـتان)، المنشور على الموقع الالكتروني عنكاوا كوم بتاريخ 30 تشرين الثاني المنصرم. علما أن جوهر رده الاعلامي لم يفاجئني كثيرا، بعدما أختار التركيز على الانتقائية في الرد، بدلا من التركيز على النقاط الاساسية التي وردت في سياق المقال. ولآجل تسليط المزيد من الضوء على الانتقائية التي أختارها، نرى من الواجب والضروري توضيح ما يتعلق بخلفيات الخلاف في المقال قبل الاجابة على التساؤلات والملاحظات السريعة التي ذكرها:
أولا:

أعتقدت جازما أن عدد الوزراء من أبناء شعبنا ( الاشوري الكلداني السرياني) ضمن حكومات أقليم كوردستان-العراق منذ عام 1992 ولحد الان، كان (7)  وزراء بضمنهم الوزير الجديد وليس (9) وزراء  كما ظهر لاحقا. حيث يبدو أن المقعد الوزاري الخاص بوزارة شؤون منظمات المجتمع المدني كما يكتب معالي الوزير السابق، أختفى باختفائه من العراق قبل عقد من الزمان.
ثانيا: أن نجاح  أي وزارة أو وزير يقاس بانجازاته وإسهاماته في خدمة أبناء شعبه وبلده، وليس بالشعارات أو الكتابات. ذلك بقدر ما يتعلق الامر بوزراء شعبنا ونهجهم في تفعيل دور الشعوب الرافدينية المهمشة عمدا كالشعب الكلداني السرياني الاشوري وهو على أرض الاباء والاجداد. لآن الوزير وفق ردّ السيد جورج منصور يجب أن " يعمل وفق تخصص وزارته، وهو ليس وزيراً لشؤون المكونات، بل وزيراً للجميع ضمن اختصاص وزارته". في حين نجح الوزير الجديد في تجاوز الاليات المتبعة ضمن الوزارة، وحول الوزارة التي تولاها قبله وزراء، الى وزارة لحل مشاكل أبناء شعبنا.

قبل الاجابة على التساؤلات والملاحظات الاربعة التي طرحها معالي الوزير، يجب القول، أنه تعود أن لا يظهر المرونة في طرح معظم تساؤلاته، بل يدفع القارئ إلى التفكير في تأويلاته مثلما يكتب:
" محاولة غير موفقة لاتهام سبعة وزراء من أبناء شعبنا بالفشل، وفيه تطبيل ومحاباة لوزير منه".
علما أن الاعلام الحقيقي الذي درسته في دولة تتمتع بديمقراطية نزيهة بحجم مملكة السويد، ليس من شيمتها التطبيل ولا التهليل لأي شخص أو أي قرارحكومي غير منصف. هذا من جهة ومن الجهة الثانية، يبدو أن حل مسألة التجاوزات المتعلقة بالاراضي وعقارات أبناء شعبنا،لا ترتقي الى مصاف القضايا الاستراتيجية ضمن أجندة معظم وزراءنا، رغم أن مسألة التجاوزات خلفت تغييرات ديمغرافية أثرت في التركيبة السكانية لعدد من المدن والمناطق التي تقطنها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. وأن معالي الوزير أنو جوهر عبدوكا، الوزير الوحيد من بين جميع الوزراء السابقين، تجرأ في طرح المسألة على طاولة رئيس الوزراء رغم اعتبارها مسألة خارج أجندة عمل وزارته، ورغم أنه لم يمض على استيزاره سوى شهور. الطرح الذي حث دولة رئيس الوزراء، بتشكيل لجنة وزارية تتكون من 6 وزراء لمتابعة القضية وتسويتها. أما كيف ومتى ستحل القضية فهذه مسألة أخرى والزمن كفيل بحلها.

 
" يفترض توجيه اصابع الاتهام الى ممثلي شعبنا في البرلمان، بما فيهم شقيقه النائب، وكاتب المقال نفسه، المستشار السابق لرئيس البرلمان الكردستاني، لجهة أنهم  "فشلوا" في حل "عقدة التجاوزات".
وللاجابة على التهمة أعلاه أعترف وأقول، أن ألية عمل جميع البرلمانيين والوزراء السابقين محل شك. ولكنني فعلا فخوراليوم بالبرلمانيين الخمسة بضمنهم شقيقي في الدورة الحالية، بعدما نجحوا في تدشين أول تنسيق بين البرلمان والحكومة للمرة الاولى في تاريخ العراق بهدف حل مسألة التجاوزات رغم مرورما يقارب من 100 عام على عمر الدولة العراقية  و28 عام على عمر البرلمان في الأقليم.
وبالعودة الى التبريرات التي ذكرها الاخ جورج منصور لتبرير الدور الضحل لوزراء شعبنا بقوله:
" كان عام 2006 صعبا وحرجا تعرض فيه أبناء شعبنا المسيحي في الموصل وبغداد وكركوك الى عمليات قتل واختطاف استمرت سنوات. أرغمت تلك الظروف البعض من ابناء شعبنا الى النزوح الى مناطق أمنة في اقليم كردستان"، أنتهى الاقتباس.
علما أن عام 2006 والمرحلة الصعبة التي يذكرها السيد جورج لا يمكن قياسها بجريمة القرن، تلك التي اقترفت أب  2014 ، أمام مرأى ومسمع العالم المنافق، أثر أجتياح مرتزقة تنظيم الدولة الاسلامية – داعش، لمدينة الموصل وقضاء سنجار وخطف وذبح وسبي النساء وأبادة الالاف من الايزيدين والمسيحيين العزل. الجانب المظلم والمرير الذي أكده مكتب مفوضية حقوق الانسان في العراق لاحقا بقوله، العثور على 76 مقبرة في محافظة نينوى وضواحيها، غالبيتها في قضاء سنجار، بالاضافة الى الوضع الاقتصادي والمادي الأفضل في عراق عام 2006، قياسا بالاعوام السبعة الاخيرة.

وفي الإجابة على التساؤلات والملاحظات التي طرحها السيد جورج منصورنؤكد:
أولا: تقاعس أصحاب الاراضي وعدم طرحهم للقضية أمام الوزراء المعنين، سؤال وجيه، يتعلق بعقلية المواطنين ونهج المؤسسات الحكومية  في بلدان الشرق الاوسط عموما والعراق على وجه التحديد. حيث نادرا ما يفلح المواطن في الإبلاغ عن التجاوزات الى الجهات المعنية بشكل رسمي وقانوني.
ثانيا: صحيح أن الوزير الحالي أنو جوهر عبدوكا مسؤول منظمة ( ناوجة) في عنكاوا، كما تكتب، ولكن الصديق المخضرم جورج منصور أيضا رفيق من رفاق في الحزب الشيوعي العراقي، وهذه ليست تهمة بل شهادة فخر ونضال. والدليل على صحة قولنا، هو أستمراركم  في الكتابة وفق النهج المتبع في الخطابات السياسية لاحزاب الاكثرية.  أذ ذكرت التسمية "المسيحية" أربع مرات، بينما لم تذكر تسمية شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) ولو مرة ضمن المقال. علما أن الانخراط في صفوف أحزاب الاكثريتين العربية والكوردية باتت حقيقة وظاهرة لا يختلف عليها أثنان. ولكن الاختلاف بأعتقادي يبقى ضمن إطاره الديمقراطي العادل. حيث هناك من ينخرط في سبيل دعم وإيصال نداء ومظلومية شعبه الى مصادر القرار الرئيسية، بينما يوجد أيضا من ينخرط بهدف نيل السلطة والامتيازات الشخصية وحدها. رغم أنني لا أشك لحظة واحدة من أنكم من المهتمين بقضية شعبنا المشروعة، وأنتم وأنا معكم حريصون كل الحرص أن تبقى قضيتنا قضية حيّة وأن نقاوم ثقافة تهميش القضية بثقافة التعريف بعدالة القضية وإبراز حقائقها على أرض الواقع.

ثالثا: أما بقدر ما يتعلق الامر بقطع دابر الشك بالتهمة التي وجهها لي كمستشار لرئيس البرلمان أؤكد، أنه بأمكان أي مواطن توجيه هذا السؤال الى الدكتور يوسف محمد صادق رئيس برلمان أقليم كوردستان أنذاك، وعن دوري تحديدا في عملية افشال مخطط حركة التغيير في خفض الكوتا المخصصة لشعبنا من 5 مقاعد الى 2 أو 3 مقاعد. هذا من جهة ومن الجهة الثانية، لربما أعتبر نفسي المواطن الوحيد الذي قدّم أول تقرير مخطط ومدروس الى القيادات السياسية الثلاث في أقليم كوردستان- العراق، بهدف تصحيح آلية اختيار الوزير وواجبات الوزارة الممنوحة لابناء شعبنا ضمن التشكيلات الوزارية في الاقليم. حيث أكّدت، أن الوزارة في مراحلها السابقة كانت مجرد امتيازات خاصة للوزير، راتب خيالي، سيارة، قطعة أرض بالاضافة الى التقاعد بالملايين.  علما أن جوهر مشروعي تمحّور حول ضرورة استحداث مقعد وزاري خاص بشؤون المكونات وحدها وعلى رأسها المكون الكلداني السرياني الاشوري. كما وأكدت أيضا على ضرورة تخصيص ميزانية خاصة للوزارة بهدف تنفيذ برامج العمل والمشاريع الخاصة بالمكونات. الطرح الذي نفّذ فعلا في التشكيلة الوزارية الاخيرة التي يترأسها السيد مسرور البارزاني، بعد توزير الصديق أيدن معروف  كوزير للمكونات ولكن برنامج الوزارة لم يتضح بعد للأسف الشديد

56
إيران بين الرد العاجل والصبر الاسترتيجي الذي تجيده!!
أوشــانا نيســان
أن عملية أغتيال هيبة الجمهورية الاسلامية وقائد فيلق القدس المسؤول عن العمليات العسكرية والسرية خارج الحدود الاقليمية  الجنرال قاسم سليماني، ثم عقلها النووي محسن فخري زادة كبير العلماء النووين في أقل من سنة، تحتاج الى وقفة جادة لمراجعة الخطط الأمنيّة في أيران قبل الحديث عن التهديدات وأتهامات للدول الجوار. كما يذكر وزير الخارجية الايراني جواد ظريف على صفحته بأنستغرام قبل ساعات " أن عملية اغتيال العالم النووي محسن، هي مؤامرة سعودية أمريكية صهيونية".

حيث يبدوللمتابع، أن أمريكا وأسرائيل يعملان وفق مخطط منسق ومكشوف في سبيل أعادة صياغة خارطة بلدان الشرق الاوسط، بعد غياب الدب الروسي. المشهد السياسي الامريكي الذي بشّرت به كونداليزا رايس من (تل أبيب) عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الامريكية، وكرره مسؤولون أمريكيون أخرون أبرزهم، جو بايدن وقتها كان عضوا في مجلس الشيوخ الامريكي عام 2006 .
صحيح أن السيناريو الامريكي المقترح لم يتحقق بعد على أرض الواقع، ولكن كل الاحتمالات تدل على أن الرئيس الامريكي الجديد، سيعمل على تحقيق النبوءة الامريكية وأعادة هيبة الولايات المتحدة الامريكية ودورها في الشرق الاوسط، كما يؤكد جو بايدن، بعد أداءه لليمين الدستوري رئيسا للولايات المتحدة الامريكية رقم 46 يوم 20 يناير/كانون الثاني 2021.
هذه الحقيقة التي أكدها الكاتب الامريكي المعروف ( توماس فريدمان) في صحيفة " نيويورك تايمز" الاثنين بتاريخ 30/11/2020 ، خلال النصيحة التي وجهها الى الرئيس الامريكي المنتخب ( جو بايدن ) بالامس مخاطبا الرئيس بقوله:
- عزيزي جون، لم يعد الامر مجرد مسألة تتعلق ببرنامج أيران النووي.. وأن مقتل أهم مصمم للرأس الحربي النووي الايراني من قبل أسرائيل، يظهر أن عمل جو بايدن سيكون معقدا في الشرق الاوسط منذ اليوم الاول. ثم يؤكد فريدمان في عموده، بايدن يريد أعادة تفعيل الاتفاق النووي، ولكن قبل ذلك عليه مواجهة الشرق الاوسط الجديد ويضيف.. أن الرئيس المنتخب يعرف المنطقة جيدا..لكن أذا كانت لدي نصيحة واحدة له فسأقول، أن الشرق الاوسط ليس هو الذي تركته قبل أربع سنوات"، انتهى الاقتباس.
أما بقدر ما يتعلق بتداعيات مقتل العقل النووي الايراني فخري زادة على منطقة الشرق الاوسط وردود الجمهورية الاسلامية المتوقعة، فأن الامر يختلف بين الاصلاحيين والاصولين بشكل واضح، ولاسيما بعدما حث المرشد الاعلى أية الله على خامنئي في تغريدة على موقع تويتر على" المتابعة الجادة لهذه الجريمة ومعاقبة مرتكبيها ومن أمر بها". رغم أن عملية أغتيال محسن فخري زادة حسب قول عدد من المراقبين الايرانيين، تعكس وجود أختراق للنظام الامني الايراني، وهو ما يعرف بالقوة الرمادية العسكرية المتغلغلة في المؤسسات الايرانية النووية والعسكرية الامنية حسب وصفهم.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة "جمهوري أسلامي" في افتتاحيتها بتاريخ 30 تشرين الثاني المنصرم،   " المعنى الدقيق لاغتيال فخري زادة أن للعدو مندسين في النظام يمكنهم الحصول على كل هذه المعلومات الدقيقة حول تفاصيل المغادرة والساعات والدقائق، فقاموا بأغتيال فخري زادة بهذه الدقة".
الاختراق الذي سيصعد من حدة التوتر في منطقة الشرق الاوسط عموما وبين الاصلاحيين والمتشددين داخل أيران من جديد. حيث الواضح في الصحف المقربة من الاصلاحيين، التأكيد على أن الرد يجب أن


يكون وفق أستراتيجية أيرانية تقليدية ومفادها اللجوء الى الصبر الاستراتيجي في الوقت المناسب. ذلك في أشارة الى ضرورة تأجيل الرد وعدم المواجهة المباشرة مع أمريكا في فترة أدارة الرئيس دونالد ترامب. في حين يعارض الاصوليون/المتشددون هذا القول بشدة، من خلال تأكيدهم على ضرورة الرد العاجل والسريع على كل من شارك في العملية.
 وفي الختام نلفت نظر القارئ الكريم الى حقيقة مهمة ألا وهي، أن القيادات السياسية في أيران ستهدد كغيرها من أنظمة الحكم في بلدان الشرق الاوسط، ولكن الردّ بأعتقادي سيتأخرلما بعد رحيل دونالد ترامب ومجئ الرئيس المنتخب جو بايدن عام 2021. لآن أيران تعتقد، أن نهج جو بايدن المنتخب كرئيس للولايات المتحدة الامريكية سوف لن يختلف كثيرا عن نهجه السابق وهو نائبا للرئيس باراك أوباما وسياسات الاخير في بلدان الشرق الاوسط خلال ثمان سنوات من الحكم. حيث شهد الشرق أستقطابا اقليميا بين الجمهورية الاسلامية " الشيعية " والسعودية "السنية"، بسبب انحياز باراك أوباما لصالح طهران والتوصل معها الى أتفاق نووي غامض، ليقوم الرئيس ترامب بألغاءه مباشرة. لذلك تنتظرأيران المسار السياسي الذي تتبناه واشنطن في زمن جو بايدن كرئيس لأمريكا، فإما أعادة تأهيله من جديد أو المزيد من العزلة والعقوبات على نظام الجمهورية الاسلامية. وفي كلتا الحالتين، فان طهران ستعيد أولوياتها وتنتظرحتى 20 يناير/كانون الثاني 2021،  قبل الرد على عملية أغتيال أب المشروع النووي الايراني محسن فخري زاده.


57
بعد فشل 7 وزراء..ينجح الوزيرالجديد في حل عقدة التجاوزات!!
أوشــانا نيســان
للمرة الاولى منذ وضع حجر الزاوية لأول حكومة كوردستانية بعد أول أنتخابات نزيهة في اقليم كوردستان- العراق عام 1992 ، قررت الكابينة الوزارية التاسعة التي يترأسها السيد مسرور البارزاني، على أخذ مسألة التجاوزات على محمل كبير من الجد. حيث قرر رئيس الوزراء على تشكيل لجنة وزارية تتكون من 6 وزراء لمتابعة موضوع التجاوزات في محافظة دهوك وتعويضات أراضي الفلاحين في ناحية عنكاوا، ذلك من خلال متابعة المسألة جديا وأتخاذ الاجراءات القانونية لتسوية المسألة مرة واحدة وأخيرة. كل ذلك أستنادا على المقترح الذي قدمه معالي الوزيرالسيد أنو جوهرعبدوكا وزير النقل والاتصالات الى سدة مجلس الوزراء للمرة الاولى، رغم قصر عمر الوزارة ورغم توزير سبعة وزراء  " أشوريين" قبله ضمن التشكيلات الحكومية السابقة. ونتمنى من معالي الوزير أن يستمر في متابعة الجهود بنجاح بهدف فك عقدة التجاوزات المستعصية على الحل منذ عقود خلت!!
صحيح ومثلما ذكرالوزير في تصريحه بالامس، أنه رغم جل التحديات التي يمر بها أقليم كوردستان وعلى رأسها، قطع ميزانية الحكومة من قبل الحكومة المركزية وخطر الارهاب.. والتبعات البشرية والاقتصادية لجائحة كورونا كما يؤكد، فأن حكومة الاقليم ماضية في الاستجابة لمطالب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. وصحيح أيضا أنه في ظل هذا المشهد السياسي- المذهبي الذي يحمل في جنباته مخاطرسياسية واقتصادية جمّة، بحيث بات العراق يواجه شبح الانهيار الاقتصادي في ظل تهاوي أسعار النفط وأنهيار أركان الدولة العراقية. لآن العراق بلا حكومة قادرة على التحكّم بزمام الامور وأدارة البلد بشكل ديمقراطي عادل ومستقل، سيواجه مصيرا صعبا يصعب أنتشاله من الهاوية.
هذا بقدر ما يتعلق الامر بالاوضاع السياسية الصعبة التي تخيّم على سماء العراق عموما، أما بقدر ما يتعلق الامربدور القيادات السياسية التابعة لآبناء شعبنا فأنها أيقنت ولو متأخرا، ان دقة المرحلة تتطلب مراجعة السياسات وأستنفار قومي بعيدا عن جل التباينات والخلافات قبل فوات الاوان. ولربما الشعوربالخوف من المستقبل الغامض، حفّز الجميع على ضرورة الالتزام بوثيقة العهد والتضامن حتى لو كان العهد شفهيا، في سبيل أنقاذ ما يمكن أنقاذه من الحقوق والتشبث بثرى الاباء والاجداد. 
حيث طبقا لمصدر موثوق من داخل برلمان كوردستان - العراق، جرى أجتماع ممثلي أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري تحت قبة البرلمان بتاريخ 23 تشرين الثاني الجاري، بهدف خلق أجماع برلماني موحد بموجبه تم تقديم مذكرة الى رئاسة البرلمان أعتراضا على قرار محكمة التمييز بحق أبناء شعبنا في كشكاوا/كرى صور بتاريخ 24 تشرين الثاني الجاري. وفي اليوم نفسه أكد ممثلي شعبنا ضمن مؤتمر صحفي، أنه تم طرح مسألة التجاوزات رسميا على طاولة البرلمان وننتظر من ممثل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الحكومة، أن يطرح المسألة على طاولة  مجلس الوزراء أيضا. هذا التنسيق الاستراتيجي الذي أعلن عنه معالي الوزير أنو جوهر من خلال المقترح الذي طرحه على رئيس الوزراء في اليوم التالي من الاتفاق الذي جرى في البرلمان. علما أن تغييب  ذكرمسألة التنسيق بين ممثلي شعبنا في البرلمان وممثلهم الوحيد في حكومة أقليم كوردستان ضمن المنشور الذي نشره معالي الوزير، يمكن أعتباره نقطة نظام في بداية مسيرتنا الوحدوية الجديدة. لآن طرح  معالي الوزيرحسب قول البرلمانيين، جاء مكملا للاتفاق بين أكبر مؤسستين أثنتين وهي المؤسسة التشريعية والتنفيذية في أقليم كوردستان- العراق.

58
حفيد مؤسس الاخوان.. يغتصب 5 نساء ثم يفتح مركزا للاخلاق!!
أوشــانا نيســان
" كلنا أخوان" هكذا صرّح مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل أل سعود ( 15 يناير 1876- 9 نوفمبر 1953)، ردا على طلب مؤسس جماعة الاخوان ومرشدها         " حسن البنا"، حين أراد أنشاء فرع للجماعة في السعودية بعد تدهور وضع الاخوان في مصر. حيث كانت العلاقات بين السعودية ومصرتحت زعامة الراحل جمال عبدالناصر في أقصى توترها، بعدما شن الاخير حملة ضارية ضد أخوان مصر ومراكزهم، لذلك طلبوا اللجوء في السعودية. أما اليوم وتحديدا  بعد أختيارألامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد، شّرع في تحديث بلاده الموغلة في المحافظة وتفسيرها المتزمت للاسلام والشرع، من خلال ضرب المراكز الاسلامية المتزمتة وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين.
" إن جماعة الاخوان المسلمين جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام.. وأن الجماعة تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدى الدين..وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد.. وأن غايتها الوصول إلى الحكم.. وقد خرج من رحم جماعة الإخوان جماعات إرهابية عاثت في البلاد والعباد فسادا"، تقول هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بتاريخ 10/11/2020.
حيث جاء قول هيئة كبار العلماء أعلاه في تصنيف جماعة الاخوان المسلمين بالارهاب، في عهد الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز،وجهوده المعلنة عنها في سبيل مكافحة أفة الارهاب والتطرف. علما أن الامير نفسه أتهم أعلام الاخوان المسلمين قبل الهيئة المذكورة أعلاه بتاريخ 3 مايو/أيار 2017، " في العمل على أرباك العلاقة بين السعودية ومصروذلك من خلال الترويج لدعاياتها على وسائل التواصل الاجتماعي وفضائيات مثل الجزيرة القطرية،  ومكملين والشرق في تركيا وغيرها من المواقع الالكترونية.. ويضيف، أن الاعلام الاخونجي المصري كان يبث الاخبار حول تردي العلاقات بين الرياض والقاهرة"، نقلا عن جريدة العرب اللندنية بتاريخ 3/5/2017.
ولكي لا يبقى الحديث محصورا حول نهج الاخوان في بلدان الشرق الاوسط، بعدما منع وجودهم في معظم الدول العربية، سنحاول تسليط الضوء على المجلس الاوروبي للافتاء والبحوث ودور رئيسه يوسف القرضاوي بأعتبار أوروبا ساحة للقتال، حسب وصف الموقع الامريكي" ويكلي بليتز".
علما أن يوسف القرضاوي تعرض للسجن عدة مرات في مصربسبب أنتماءه الى الاخوان المسلمين.  حيث نجح الشيخ أبتداء من موقعه في لندن، في أستغلال قوانين الحرية والعلمانية في بلدان الغرب بأعتبارها أساسا لمبادئ حقوق الانسان وقيم التسامح والحريات الدينية. علما أن القرضاوي خسر الكثير بسبب أراءه المعادية للانسانية والسامية وفتاوي داعمة للعمليات الانتحارية بما فيها النساء، حتى لو نتج عنها ضحايا في صفوف المدنيين. النهج الذي أعتبرته المملكة مخالفا لقوانين بريطانيا لذلك أصبح القرضاوي ممنوعا من دخول بريطانيا، وفرنسا بسبب تمجيده للاراء المتطرفة، كما وصف ارهابيا في دول مثل الامارات والسعودية والبحرين ومصر.
وحول خطورة التنظيم الاخواني على مستقبل القارة الاوروبية، يقول طارق رمضان، " أن أوروبا المنحلة سوف تفسح الطريق لآسلمة أوروبا. وفي القرن الواحد والعشرين فان الغرب سوف يبدأ هبوطه الجديد، وسوف يبدأ العالم العربي والاسلامي بالتجديد. وسوف تستعيد الامة سيطرتها على العالم بعد 7 قرون من الهبوط، ووحدة الاسلام يمكن أن يحقق التوافق بين المسيحية والانسانية ويملآ الفراغ الروحي الذي يصيب الغرب حاليا. أن جميع الناس الجيدين هم مسلمون بشكل ضمني"، مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية/ المملكة المتحدة لندن 26 /3/2008.
وللزيادة في التوضيح نؤكد، أن طارق رمضان هذا المفكروالداعية الاسلامي، هو حفيد مؤسس جماعة الاخوان المسلمين "حسن البنا" ونجل الدكتور سعيد رمضان سكرتير البنا. طارق رمضان مقيم في سويسرا منذ سنوات. حيث حصل على الماجستير في الفلسفة والادب الفرنسي، وعلى درجة الدكتوراه في اللغة العربية والدراسات الاسلامية من جامعة جنيف. ثم كتب أطروحة الدكتوراه حول فريدريك نيتشة بعنوان" نيتشة مؤرخا للفلسفة".
الغريب أن كل هذه الشهادات والبحوثات التي قدمها طارق رمضان، لم تردعه من القيام بالاغتصاب رغم أن الاغتصاب في الاسلام يعتبر جريمة مركبة حيث يعتبر أرتكابا للزنا والحرابة معا.  حيث أعتقل في فرنسا بتهمة أغتصاب أربع نساء وأمرأة سويسرية أخرى تتهمه ايضا بأغتصابها في سويسرا عام 2008"، نقلا عن قناة الحرة بتاريخ 15 أكتوبر 2020.
وبتاريخ 8/8/ 2020، تنشر قناة الحرة نقلا عن مجلة "فلاور" الفرنسية  " في حين فأن طارق رمضان متهم بأغتصاب العديد من النساء، أعلن عن تأسيسه مركزا لتدريس القيم".
أنها فعلا مفارقة غريبة وجدل أخر يثيره حفيد مؤسس جماعة الاخوان المسلمين والمتهم بأربع قضايا أغتصاب تنشر العربية. نت بتاريخ 19/8/ 2020، بأعلانه تأسيس مركزا للأبحاث والتدريب، يعني بالدين والانسانية وحقوق المرأة والاخلاق والقانون".


   

59
 
آلية الاقتراض تدفع بأتجاه تدويل الازمة بين أربيل وبغداد!!
أوشــانا نيســان
" نحن على تواصل مع السيد رئيس الجمهورية العراقية بهدف حلحلة كل هذه الازمات والامور التي حاول البعض من نواب تصعيدها مع الاقليم.. وأن المشكلة ليست مع النفط وحده وانما توجد مشاكل عدة تستوجب تدخل الامم المتحدة ومن دون حلها سوف لن ينعم العراق بالاستقرار.. هذا وأن الحكومة الاتحادية أستغلت عدم دستورية اقتراض حكومة الاقليم من البنوك الخارجية من دون موافقة بغداد..وفي الاسبوع المقبل سيتوجه وفد الاقليم الى بغداد لحل هذه الازمة". مقتطفات مما قاله السيد نيجيرفان البارزاني رئيس أقليم كوردستان خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده بالامس بعد الانتهاء من أجتماع الرئاسات الثلاث في الاقليم بتاريخ 15 تشرين الثاني 2020.
جاء أجتماع الرئاسات الثلاث في أربيل من حيث المضمون  أنجازا في حد ذاته، لآنه جاء ردا على العقلية الشوفينية التي باتت تحكم العراق الفيدرالي الجديد أيضا بعدما عفى عليها الدهر منذ 17 عام. أذ كيف يمكن  لبرلمان دولة اتحادية أن يقّرقانونا يغطي العجز المالي في العراق، ويشمل رواتب جميع موظفي العراق بأستثناء رواتب موظفي اقليم كوردستان. هذه الخروقات التي أكدتها  دعوات متصاعدة بين الحين والاخر لآعتماد النظام الرئاسي في العراق بدلا من النظام البرلماني الحالي. حيث من المستحيل لدعاة الطائفية والمذهبية  أن يتحولوا الى دعاة الديمقراطية والعدالة في ليلة وضحاها. لآن الديمقراطية لايمكن أختصارها بمجموعة من القيم والاجراءات المستعجلة، فهي عبارة عن ثقافة، واسلوب ادارة، ونمط حياة يتوافق المجتمع على الالتزام بها. وأن الديمقراطية هي ثمرة ونتيجة لتطور مجتمعي بكل قطاعاته بشكله الطبيعي والتدريجي لتكون خيار كنظام إداري سياسي ديمقراطي داخل البلد. وبقدر ما يتعلق الامر بمستقبل النظام السياسي الجديد في العراق بعد عقود من الدكتاتورية وأخرها نظام الطاغية صدام حسين، فان العراق أيضا بحاجة الى بريسترويكا، نأمل أن تكون مسيرة الاصلاح والتجديد التي يلوح بها السيد مصطفى الكاظمي، نقطة الانطلاق نحو البريسترويكا عراقيا عام 2021. لآن التحول نحو بناء نظام ديمقراطي في العراق بعد الارث الاستبدادي للانظمة البائدة يتعلق بأمرين:
أولهما: غياب أمكانية النظام السياسي الجديد في بغداد ( على الاقل حتى العام) ورغبته في تطبيق النظام الفيدرالي في عراق ما بعد 2003، بسبب عدم قدرة النظام الاتحادي في التخلص من براثن البنيّة الاستبدادية المتوارثة والتي هيمنت على مفاصل الدولة العراقية لما يقارب من 100 عام، وعلى رأسها سيطرة نهج الزعيم الاوحد وسياسة الحزب الواحد
ثانيهما:  حاجة العراق الى قراءة جديدة وعصرية للدستور العراقي الجديد بعيدا عن تداعيات الطائفية والمذهبية ونهج الاكثرية والاقلية، ليتفق دستورالعراق الجديد مع الشراكة السياسية في العراق الاتحادي اولا، ويتفق مع روح العصر والتقدم ثانيا
هذه الحقيقة التي أكدها فخامة رئيس الجمهورية العراقية الدكتور برهم صالح بدوره أيضا بتاريخ 13 تشرين الثاني الجاري بقوله، " من المؤسف أن يتم أقرار قانون يتيح للحكومة أقتراض 12 ترليون دينار لتغطية العجز المالي وتأمين النفقات التشغيلية وعلى رأسها رواتب الموظفين العراقيين، دون أن يتضمن ذلك رواتب موظفي أقليم كوردستان.. وأضاف أن الترحيب بتوفير رواتب الموظفين في العراق لا يمكن أن يكون مكتملا دون حل لرواتب أقرانهم من موظفي الاقليم، وهم عراقيون ولهم حقوقهم المنصوص عليها في الدستور..وأكد فخامة الرئيس أيضا من المؤسف أن قرار القانون قد تم بغياب التوافق الوطني وتحديدا من المكون الكوردي مما يشكل سابقة سلبية في العمل السياسي"، أنتهى الاقتباس.
الاختلال الذي يؤكد على، أن الدستور العراقي الذي وافق عليه الشعب عبر الاستفتاء الذي جرى عام 2005 بنسبة 78 بالمائة، بحاجة الى تعديل فقرات عدة وفي طليعتها، ضرورة تفعيل التوازن بين الرئاسات الثلاث كتفعيل دور رئيس الجمهورية  ودور رئيس الوزراء العراقي، أن لم نقل أعتماد النظام الرئاسي بدلا من البرلماني. الأمر الذي يتطلب إجراء مراجعة إصلاحية من قبل المجلس لتصحيح مساره وإعادة ترميم هذه المؤسسة الدستورية بما يحسن صورتها في ذهن المواطن العراقي قبل فوات الاوان. أذ على سبيل المثال ورد في المادة (61) الفقرة الثانية: الرقابة على أداء السلطة التنفيذية. في حين أعترضت معظم السلطات بما فيها السلطة التنفيذية على الالية التي أتخذ بها القرار ودوره في تأزيم المعاناة الاقتصادية والمعيشية لدى المواطنين في اقليم كوردستان، بحيث أصبح الوضع أكبر من التحمل بكثير. صحيح أنه ورد في المادة (73) البند الثالث من صلاحيات رئيس الجمهورية ما يلي:
( يصادق ويصدر القوانين التي يسنها مجلس النواب، وتعد مصادقا عليها بعد مضي خمسة عشريوما من تاريخ تسلمها).
ولكن لا يحق لرئيس الجمهورية طبقا لهذا الدستور، أن يتدخل أو يرفض القوانين التي يسنها البرلمان العراقي، حتى في حال أصدار قوانين جائرة أن لم نقل مخالفة لجوهر الدستورالعراقي الجديد، كما ورد في قانون الاقتراض الذي سنه البرلمان بتاريخ 11 تشرين الثاني الجاري. رغم أن قانون الاقتراض المذكور أعلاه جاء مخالفا لما ورد في المادة (121) من الدستور العراقي ونصها:
المادة (121): تخصص للاقاليم والمحافظات حصة عادلة من الايرادات المحصلة اتحاديا، تكفي للقيام بأعباءها ومسؤولياتها مع الاخذ بعين الاعتبار مواردها وحاجاتها ونسبة السكان فيها.
وبقدر معرفتي للحرية المؤملة كما يكتب الراحل ألبير كامو، " أنني لم أتعلم الحرية من كتب ماركس وأنما تعلمتها من الفقر"،  فأن البرلمان العراقي دخل بازار السياسة وأصبح أسيرا لرغبات "البعض" من الزعامات السياسية الشيعية بأمتياز. تلك التي باتت تتدخل في الشأن البرلماني بسبب أنصياع أعضائها في البرلمان لرغبتها، وكأنما الزعامات تلك أدخلتهم  تحت قبة البرلمان وليس الشعب العراقي.
وفي الختام والعراق يعيش ظروف أقتصادية صعبة للغاية بسبب الفساد الاداري والمالي الذي بات ينهش جسد الدولة، فأن السبب بأعتقادي يعود الى خلط النائب عمدا بين وظيفته الاساسية وهي دراسة وأصدار التشريعات والقوانين العصرية وبين نهجه في أعادة تكرار مسيرة الاخطاء التاريخية للنظام العربي السني العراقي . وكأن البعض من الشيعة، بصدد أحياء ما تبقى من البنود "الشوفينية" على أجندة النظام السياسي السني الذي جاء على الاخضر واليابس العراقي لعقود من الدهر. حيث مثلما أصّر النظام العربي السني على التريث لآكثر من نصف قرن في قرار أرساء قواعد التجربة الديمقراطية في العراق، بعد ربطها بضرورة تحرير فلسطين قبل المطالبة بالديمقراطية، كذلك تحاول فئة من القيادات الشيعية "البارزة" في ربط الوضع في العراق بمصير الحصار المفروض على الجمهورية الاسلامية في أيران ومستقبل العلاقات الامريكية- الايرانية. وأتمنى من نخب الاحزاب الشيعية في العراق ، أن تصحو وتستيقظ على دوي طبول أنهياروافلاس الدولة العراقية، وتعمل جاهدة في التخطيط  لعملية البريسترويكا عراقيا من أجل أعادة بناء عراق ديمقراطي عادل يتسع صدره لكل العراقيين بغض النظر عن الانتماء العرقي، المذهبي وحتى الايديولوجي.


60

أن الاوان لعقول اشورية متحزبة أن تخرج من منطق الأنا والانانية !!

أوشــانا نيســان


الديمقراطية التمثيلية أو النيابية قوامها، أن الشعب يمنح الثقة وحق الامتياز لمن ينتخب لتمثيله مفترضا فيه، أن يملك القدرة ويتحلى بالنزاهة والاخلاص بعدما يقسم أن يبذل أقصى طاقاته للارتقاء الى مستوى الثقة التي لا يمكن أن تترجم ألا في تأدية واجباته في خدمة الشعب. حيث نجحت "بعض" الأحزاب في سعيها بالوصول الى سدة السلطة والاستئثار بالاموال والامتيازات والنفوذ، في حين نجحت "البعض" الآخر في تجسيد شعاراتها على أرض الواقع.  ومن منظور الخيار العقلاني واللعبة الديمقراطية يمكن القول، أنه يحق لكل حزب من أحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، أن يفتخر ويرفع نداءه عاليا حين ينجح في تحقيق المستحيل أو أي أختراق للسواتر المصطنعة في وجه مسيرة نضالنا القومي – الوطني داخل الوطن منذ قرون. ولكن أن تتذمر حفنة من القيادات الحزبية من "أعادة" بعض الحقوق الى أصحابها الاصليين وهم أبناء شعبنا، بعدما صرعونا وصرعوا العالم معنا بأهمية ملف التجاوزات على الاراضي وممتلكات شعبنا، فهذه ظاهرة لافتة للانتباه و تستدعي الوقوف عندها.

صحيح أن هاجس الفشل في الأنظمة اللاديمقراطية هاجس يمكن تبريره بالمطلق، ولكن السياسة أساسا يمكن لها أن تكون فن الممكن والمستحيل في أن واحد. حيث كتبت مرارا مثلما كتب العديد من كتاب شعبنا، أن القيادات الحزبية لأبناء شعبنا وتحديدا القيادات الاشورية، تلك التي سميتها ب"القيادات المتنفذة"، تعودت أن تستقوي بالاخررغم الثمن الباهض الذي دفعه شعبنا لهذا النهج، لتبقى القيادات تلك سيدة المشهد السياسي داخل الوطن وخارجه. رغم أن السؤال هو:
لماذا لا تجرب أحزاب شعبنا ولو مرة في المراهنة على قدرات وكفاءات جميع أحزاب ومنظمات  شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بدلا من المراهنة على الغير، في سبيل مواجهة تحديات العصر وخوض غمار المستقبل المجهول؟

ولتبقى الكتابة مجرد وسيلة وليست غاية، راجعت معظم المواقع الالكترونية التابعة لاحزاب شعبنا من أجل توثيق جوهر المكتوب، بهدف اكتشاف صدى الخبر السار الذي نشرته قائمة التحالف القومي تحت عنوان" بشرى أعادة حقوق شعبنا الى أصحابها" بتاريخ 9 تشرين الثاني 2020. حيث رأيت أن حزب أبناء النهرين يأتي في طليعة الاحزاب والمنظمات التابعة لشعبنا، التي يحمل قراءة واقعية للواقع وأستشرافا صادقا للمستقبل.  فقد نشر في بيانه النص الاتي:
" إن حزبنا يشيد بالقرار الصحيح والمنصف لمحكمة دهوك، ويحيي جهود السادة النواب من أبناء شعبنا وكل المهتمين المتابعين لهذه القضية، بالإضافة إلى جهود السيد المحامي"، أنتهى الاقتباس. الأمر الذي أن دلّ على شئ فأنه يدل بحق على أن، اشادة الحزب بمضمون الخبرنابعة من الوضوح في أيديولوجية هذه القيادة العريقة  قيادة " حزب أبناء النهرين" في سبيل توحيد الصفوف والخطاب السياسي للامة. حيث يلزمنا التاريخ أن نذكر، أن قيادة أبناء النهرين، لربما كانت الاولى في الاستجابة على المبادرة القومية التي وجهها حزب بيت نهرين الديمقراطي بتاريخ 18/8/2020 الى " كافة الاطراف السياسية القومية لشعبنا الفاعلة في المركز والاقليم، بغية تفعيل العمل القومي المشترك الموحد، والدعوة لعقد اجتماع موسع بحضور جميع الاطراف السياسية لمناقشة اوضاع شعبنا وايجاد آلية عمل قومي مشترك بين جميع الأطراف لضمان حقوق شعبنا الدستورية المشروعة والعادلة".

 

أما بقية الاحزاب وعلى رأسها الحركة الديمقراطية الاشورية، فأنها نقلت قرار رئاسة محكمة الاستئناف حرفيا على موقعها الالكتروني، من دون التذكير أن لم نقل من دون الاشادة بجهود رفاقهم من البرلمانيين، رغم أن الاشادة في العرف السياسي- الديمقراطي يوفر نوعا من التجربة الايجابية في العمل القومي المشترك.

أما بقدر ما يتعلق الامر بالنائبة كلارا عوديشو يعقوب رئيسة كتلة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في برلمان الاقليم، فقد نشرت الخبر على صفحتها على الفيسبوك أيضا، من دون الاشادة ولو بكلمة شكر بالدور الفاعل لرفاقها الثلاثة في البرلمان. في حين تكتب في بداية بيانها، " منذ ان مثلنا شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في برلمان اقليم كوردستان اكدنا على تطبيق مواد قانون رقم 5 لسنة 2015 الصادر من برلمان اقليم كوردستان و الذي يؤكد على حماية حقوق المكونات في الاقليم "، انتهى الاقتباس. هذا.وبالإضافة الى تثمينها لدور محامي القضية السيد بنيامين نيسان ياقو وجهوده في متابعة القضية لحين حسمها لصالح أبناء شعبنا، كما ورد في بيانها المقتضب.

 
وفي الختام وأثر تصاعد حدة الانانية وبلوغ المصالح الحزبية أعلى مستوياتها تحت قبة البرلمانين وحتى خارج البرلمان، فإنه يجب الإسراع في وضع حد لهذا التفكير الحزبي والاناني قبل فوات الاوان. ولاسيما بعد بلوغ الكوتا أو المقاعد البرلمانية المخصصة لأبناء شعبنا على رأس اولويات الاحزاب الشوفينية في كل من بغداد وأربيل ومطالبتها العلنية في ضرورة التهامها.

أذ في الواقع فأن ظاهرة غياب الديمقراطية في العراق والدلائل العلنية التي تشير على أن الاوضاع ستتحول من السئ الى الاسوأ، فأن شعبنا بحاجة الى خطاب قومي ووطني موحد وواضح المعالم تحت قبة البرلمانيين. فالتاريخ أثبت أن شعبنا فقد الكثير من خلال المراهنة على نهج القرارات الفردية غير المدروسة، باعتبار ان مرض النزعة الفردية هو دافع يقع وراء العديد من التصرفات الفردية للبرلمانيين والحزبيين . " يجب على القوميين الاجتماعيين أن يكافحوا النزعة الفردية مكافحتهم للاحتلال الاجنبي، بل أشد. فخطر الاحتلال الاجنبي من الخارج أما خطر النزعة الفردية على سلامة المجتمع من الداخل"، يكتب أنطوان سعادة في مغتربه القسري عام 1942 تحت عنوان" النزعة الفردية في شعبنا".

واختتم المقال بمقتطف من وصف الطبيبان النفسيان ليندا ألدر وريتشارد بول في كتابهما( دليل المفكر للعقل الانساني"، حول صاحب التفكير الفردي بقولهما:   
 " إذا كان صاحب التفكير الفردي الأناني بارعاً، فإنه يستخدم ذكاءه لتبرير وشرعنة تحقيق غاياته الأنانية على حساب الآخرين، ويتلاعب بالمعلومات بمهارة لتحقيق مصالحه، بحيث يخفي جيداً أطماعه ويغلفها بواجهات أخلاقية لتبدو عادلة ومعقولة. ويستطيع تسلق درجات المكانة الاجتماعية ويحصل على مواقع راقية ومشرفة، حيث يع

61

فوز بايدن..وعودة العراق الى المربع الاول!!

أوشــانا نيســان

 

العالم كله مشدوه وفي ترقب غير مألوف هذا العام 2020،  لنتائج الانتخابات الامريكية منذ 3 من تشرين الثاني الجاري ولحد الان. هذه الانتخابات التي حظيت بأعلى نسبة مشاركة منذ 120 عام من عمر الديمقراطية الامريكية، طبقا لوسائل الاعلام الامريكية. والسبب الرئيسي وراء تعقيدات الانتخابات الرئاسية في أمريكا، لا يعود هذه المرة كما يفترض الى الخلافات الايديولوجية هذا أن وجدت بين الحزبين الديمقراطي  الأمريكي ومرشحه جو بايدن والحزب الجمهوري ومرشحه الرئيس دونالد ترامب، بقدر ما يتعلق الامر بجائحة كورونا وتأثيرات القوى الخارجية والاجراءات الخفيّة والعلنية كما يقال لكل من روسيا والصين والجمهورية الاسلامية للتأثير على الناخب الأمريكي.

ومع أحتدام المنافسة وظهور مفاجأة غير متوقعة في الانتخابات الرئاسية الامريكية الجارية، سنحاول تسليط الضوء على تداعيات الانتخابات الرئاسية ونتيجتها على الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط. وبقدر ما يتعلق الامر بالرئيس دونالد ترامب والسنوات الأربع من حكمه، فأنه لم يكتف بتمزيق الاتفاق النووي مع أيران والانسحاب منها فقط، بل لجأ الى تفجير عددا من المفاجأة من العيار الثقيل كالمقاطعة والعقوبات على عدد من الشركات الايرانية وعلى المسؤولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية. ففي عام 2017 وقبل تولي منصبه، رفض الرئيس دونالد ترامب الصفقة التي أبرمتها أدارة باراك حسين أوباما مع إيران باعتبارها" الاسوأ على الاطلاق".

 وعلى نفس الوتيرة ولكن بشكل مغاير لها تماما، يعد المرشح الديمقراطي جو بايدن أيضا في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية لهذا العام 2020، الى أعادة الحياة ضمن العلاقات الأمريكية – الإيرانية التي دشنتها إدارة باراك أوباما. صحيح أن لكل حزب من الجمهوريين أو الديمقراطيين أفكاره وتوجهاته بصدد التقارب بين واشنطن وطهران، ولكن وتيرة التقارب تطورت بسرعة أكبر في ظل إدارة باراك أوباما، ذلك أثرتبني حزبه أستراتيجية جديدة للتقارب مع طهران. الاستراتيجية التي يدعو جو بايدن الى احيائها من جديد في حال فوزه. " من المرجح أن تقوم ادارة جو بايدن في حال فوزه بدفع دبلوماسي مبكر لتخفيف التوترات مع أيران. وأن طهران تطالب بتخفيف موثوق للعقوبات وتعويضات عن التداعيات الاقتصادية للعقوبات الامريكية. معتبرين أنه لتخفيف حدة التوترات على الفور، يمكن لإيران والولايات المتحدة اتباع نهج تدريجي ودفع القضايا الأكثر تعقيدا الى موعد أخر"، تنشر مؤسسة فريدريش ايبرت الالمانية بتاريخ 2 نوفمبر 2020.

علما أن مجرد أنطلاق نهج الديمقراطيين الأمريكيين وسياستهم الرعناء في الشرق الاوسط في حال فوز مرشحهم جو بايدن ، ستبدأ تداعيات سلبية على الأوضاع السياسية والاقتصادية المتدهورة في العراق من جديد. وتحديدا على مسيرة الحركة الاصلاحية أو المنهج الاصلاحي الذي أطلقه السيد مصطفى الكاظمي منذ "منح مجلس النواب الموقّر ثقته لحكومته، كما غرّد السيد الكاظمي على تويتر بتاريخ 7 مايو 2020، وأضاف سأعمل بمعية الفريق الوزاري الكريم بشكل حثيث على كسب ثقة ودعم شعبنا. أمتناني لكل من دعمنا، وأملي أن تتكاتف القوى السياسية جميعا لمواجهة التحديات الصعبة سيادة العراقي وأمنه واستقراره وازدهاره مسارنا"، أنتهى الاقتباس.

وحول تساهل باراك أوباما مع أيران،  يذكر ( بن رودس) في كتابه المعنون ( العالم كما هو: مذكرات البيت الأبيض في عصر أوباما) ويقول"أن الرئيس باراك أوباما يكره العرب في شكل غريب، وكان دائما يردد أمام مستشاريه أن العرب ليس عندهم مبدأ أو حضارة وأنهم متخلفون وبدو..وفي المقابل كان يتحدث عن ايران بود ظاهر بإعجاب شديد بحضارتها..حيث كان يعشق أيران وحضارتها الى حد العمى". ويكشف بن رودس في كتابه أيضا"أن أوباما بدأ يتواصل مع أيران منذ عام 2010 من أجل الاتفاق النووي. وقد عرضت عليه طهران أن توقف نشاطها النووي لمدة 10 سنوات مقابل رفع العقوبات وإطلاق يدها عبر ميليشياتها المختلفة للسيطرة على المشرق العربي. وهو ماحصل في العراق وسوريا اضافة الى محاولاتها في اليمن. ويضيف بن رودس، أن رفع العقوبات بعد التوصل الى الاتفاق النووي، أفاد الخزينة الأيرانية بنحو 400 مليار من واردات النفط حولت منها طهران نحو 100 مليار لدعم تمددها في سوريا والعراق واليمن ولبنان وأفريقيا والمغرب العربي". وفي الشأن العراقي وتحديدا في انتخابات 2010 يذكر بن رودس في كتابه" حذرت أيران أوباما من أنها لن تستمر في المفاوضات السرية مع واشنطن، أذا أصبح زعيم القائمة العراقية أياد علاوي رئيسا للوزراء ..وطلبت أيران أن يكون نوري المالكي(المقرب من طهران) رئيسا للوزراء بدلا من علاوي. وهو ما تم فعلا وسط دهشة المراقبين وبخلاف نتائج الاقتراع"، أنتهى الاقتباس.

وبالعودة الى جوهر الموضوع، فأن عودة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمدة ثماني سنوات كرئيس منتخب في البيت الابيض الامريكي هذه المرة، يعني عودة العراق الى المربع الاول. حيث مثلما تغاضى الديمقراطيون وتساهل رئيسهم باراك أوباما في جعل العراق دولة محميّة تحت الهيمنة الايرانية لعقود بهدف تسهيل مهمة نهب ثروات العراق وخيراته بعدما حوّل العراق الى بلد لا يجد الشعب قوته فيه، بالقدر نفسه ولربما أكثر ناقش الرئيس الامريكي دونالد ترامب مع السيد مصطفى الكاظمي خلال زيارته الاولى الى البيت الابيض الامريكي، عن السياسات الامريكية في أنقاذ العراق من النفوذ الايراني المباشر أو نفوذ القوى الحليفة لها، وبالتالي دعم الاقتصاد العراقي وتقديم المساعدات والحلول الاقتصادية الضرورية لإنقاذ العراق من مستقبل مجهول ومخيف. 

وفي الختام أتمنى وفي حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في دخول البيت الأبيض الامريكي، أن لا يرجع الى الشرق من خلال بوابة طهران وتداعيات فشل المراهنة على تيار الاسلام السياسي أو حتى أستراتيجية  أخونة بلدان الشرق الاوسط، كما كان مقررا من قبل الديمقراطيين. بل يجب دعم نهج السيد مصطفى الكاظمي ودعم قدرات حكومته في العودة بالعراق، الى الساحة الدولية قويا معافى ينعم بالامن والاستقرار ويتطلع لتحقيق التنمية وتنويع مصادر الدخل الوطني والتقليل من الاعتماد على النفط كمصدر وحيد.


62

تطّرف الإسلام الأوروبي..الى أين؟؟

 

أوشــانا نيســان

يخطئ من يظن أو يعتقد أن ما جرى ويجري في الكثير من بلدان الغرب وعلى رأسها البلدان الأوروبية من تنام الأصولية والتطرف أو الذبح وقطع الرؤوس بأسم الدين، هي جريمة في واقعة الذبح أو القتل، وأنما واقعة الذبح هي رأس جبل الجليد. حيث لا أبالغ أذا قلت، أن العالم أمام تراث ثقيل تراكمت فيه فتاوي القتل والتكفير والتطرف الى حد لا يطاق. هذا التراث المرعب الذي وصفه رئيس منتدى أئمة فرنسا حسن الشلغومي بالأمس بقوله:
- أن خطاب المظلومية الذي يروج له تنظيم الأخوان وأنصاره، يؤجج النار، مشيرا الى أن الاسلام السياسي سرطان هذه الامة، مساء الاحد 1 تشرين الثاني 2020. 

أذ الواضح أن التطرف في الإسلام السياسي تجاوز حدود المسموح به، تحديدا ضمن الإسلام الذي انطلقت شرارة غضبه من دول المغرب العربي وتحديدا شمال أفريقيا( مصر، تونس، الجزائر والمغرب) هذه المرة وليس من موطنه الاصلي، كما يعتقد الكثيرون. باعتبار الإسلام السياسي المتنامي عنوانا للاسلام الذي صنعته دول الغرب نفسها بأرادة مسبقة لحاجة في نفس يعقوب. والتنظيم الديني الذي نعت لاحقا ب"تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام /داعش"،والذي سمح له بالسيطرة في ليلة وضحاها على ثان أكبر مدينة عراقية وهي مدينة الموصل وعدد سكانها مليوني نسمة بتاريخ 10 مارس/اذار 2014، شكل حجر الزاوية في إقامة الخلافة الاسلامية والبطش بالتعددية العرقية والمذهبية لسببين:
أولهما: تصعيد الصراع المذهبي بين السنة والشيعة في جميع بلدان الشرق الاوسط
ثانيهما: تجنيد أكبر عدد ممكن من المتطرفين الاسلاميين في ضواحي المدن الاوروبية الكبيرة ودفعهم في الالتحاق بمعاركهم المقدسة، تلك التي كانت تنتظرهم في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من الدول

علما أن جذور تنامي خطاب الكراهية والعنف بين المهاجرين الى الدول الاوروبية، وتحديدا بين أبناء الجاليات الاسلامية المنتشرة في ضواحي المدن الكبيرة، يعود أساسا الى فشل سياسة الاندماج الاوروبية ونهج الغرب في إدماج المهاجرين ضمن مجتمعاتهم. حيث أتذكر جيدا، كيف تحولت ضواحي المدن السويدية الكبيرة وعلى رأسها مدينة مالمو ويوتوبوري وضواحي العاصمة ستوكهلم، الى غيتوهات لا يطبق فيها القوانين السويدية، بل مجرد عادات وتقاليد الاغلبية من المهاجرين. أولئك الذين تقطعت بهم سبل العيش، ثم أرغموا على العيش هناك. وأن تنامي خطاب الكراهية بين الغرب والشرق وتحديدا ضد الغرب المستعمر، تغذيه مجموعة من الأئمة المتطرفة والمستقدمة خصيصا لهذا الدور من بلدان الشرق الاوسط، وفق اتفاقية استراتيجية بين المال القطري والخطاب التركي. الخطاب الذي دفع بالسلطات الفرنسية بعد ذبح أستاذ التاريخ صاموئيل باتي، على فرض قرارات جديدة على المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية،وأجباره على التأسيس لمسار تأهيل وتدريب الائمة على الطريقة الفرنسية. ذلك بهدف تحقيق رغبة السلطة في أنهاء نشاط أكثر من 300 أمام في فرنسا مبتعثين من تركيا، المغرب والجزائر،دي دبليو بتاريخ 28/10/2020.

 

 ومن الواقع هذا يمكن القول أنه حتى السيد إيمانويل ماكرون رئيس جمهورية فرنسا، يخطأ كثيرا حين يربط بين الاسلام الحقيقي- المعتدل والاصولية الاسلامية المتطرفة التي بدأت تنمو وتورق تحت سياج العولمة البشعة. أذ على سبيل المثال، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للهجوم الذي وقع في كنيسة نوتردام في مدينة نيس الفرنسية وأسفر عن ذبح 3 أشخاص بسكين.وتزامن الهجوم مع أعلان الشرطة السعودية أيضا عن اعتقال مواطن سعودي حاول الاعتداء بألة حادة على حارس أمن القنصلية الفرنسية في جدة.
هذا وبالاضافة الى ادانة الأزهر للحادث عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، واصفا الجاني التونسي إبراهيم بن محمد صالح العويساوي وعمره 21 عام بالمتطرف، ودعا الى ضرورة التحلي بأخلاق وتعاليم الاديان التي تؤكد على احترام معتقدات الاخرين.وأضاف الازهر في بيانه، أن القتل جريمة لا يمكن تبريرها.

جذور خطاب الكراهية
" أن المسلمين في أوروبا يعيشون بين خطابين متطرفين، هما اليمين المتطرف والتيارات المسلمة المتشددة والخطابين نفس الهدف وهو عزل المسلمين في أوروبا عن المجتمع الغربي. وللاسف وقعت النخب السياسية ( يقصد النخب السياسية الاوروبية) في فخ تبني مفردات الخطاب اليميني في محاولة لكسب الاصوات"، يؤكد الدكتور صلاح القادري الكاتب والباحث في الشؤون العربية والاسلامية في باريس. بي بي سي بالعربي 30 تشرين الأول 2020.
ففي فرنسا تأتي الجالية المسلمة حسب إحصائيات الاتحاد الاوروبي لعام 2019، كثالث أكبر كتلة في فرنسا من حيث المعتقد الديني. أذ يشكل المسيحيون الكاثوليك 41 في المئة، يليهم 40 في المئة من اللادينيين، ثم 8.8 في المئة من المسلمين. علما أن المتابع لصراع الكثلكة والبابوية والتاج الفرنسي يعرف، أن صراع زعامة الكثلكة يعود الى زمن بابوية أفينيون الفترة ما بين عام 1309- 1376 والتي أقام فيها سبعة من البابوات في أفنيون في فرنسا الحالية. في حين فأن نسبة اللادينيين أو الملحدين في نفس فرنسا بدأ بالازدياد بحيث باتت هذه المجموعة تمثل ما بين 50 و60 بالمائة من الشعب الفرنسي، وفقا لصحيفة لاكروا الفرنسية 4/4/2019. هذه الحقيقة التي تدل على أن الغرب وتحديدا فرنسا قررت، عدم التراجع عن قيم العلمانية وقرار فصل الدين عن السياسة نهائيا. هذه الحقيقة التي دفعت بالرئيس الفرنسي ماكرون في التأكيد خلال تأبينه للأستاذ المذبوح في مدينة لي ميغو بتاريخ 2 تشرين الاول 2020 بقوله:
- أنا لا أطلب من أي من مواطنينا أن يؤمن أو لايؤمن، أن يؤمن قليلا أو على نحو معتدل، فهذا ليس من شأن الجمهورية، لكني أدعو كل مواطن أيا كان دينه أو غير مؤمن الى الاحترام المطلق لجميع قوانين الجمهورية الفرنسية، أنتهى الاقتباس.

صحيح ومثلما دعا الأزهر في بيانه الى، ضرورة الابتعاد عن أثارة خطاب الكراهية والتطرف من خلال الاساءة الى الاديان، داعيا الى ضرورة " تبني تشريع عالمي" يحرم الإساءة للأديان ورموزها المقدسة.

ولكن قرار الاساءة للاديان لا يمكن حصره بدين واحد، بل يجب تعميم قرار تحريم الازدراء بجميع الأديان والانبياء والمقدسات شرق المعمورة وغربها. وأن الجرائم الوحشية التي حدثت أمام أنظار المجتمع الدولي منتصف عام 2014 ، وفي طليعتها جرائم القتل والذبح واختطاف الآلاف من الايزيديات والمسيحيات في سهل نينوى أمام أنظار المجتمع الدولي، كان إيذانا بتنام "تطرف الاسلام السياسي" في أوساط الجاليات الإسلامية في الغرب، باعتبارالإسلام السياسي المتطرف هو صناعة أمريكية وأوروبية"، يكتب عبدالباري عطوان رئيس تحرير جريدة رأي اليوم.

ومن خلال النتائج المستحصلة من بحوث المعالجات المعرفية لتنامي ظاهرة التطرف ضمن الضواحي المهمشة للمدن الاوروبية الكبيرة، نستنتج أن العالم المتحضر مدعو الى الاسراع في اقرار حزمة من القرارات الدولية الملزمة وعلى رأسها:

1- حاجة العالم الى أيجاد لغة مشتركة  للتفاهم ووسيلة للحوار الجاد بين جميع الشعوب والأديان وتحديدا بين الإسلام والعروبة من جهة وبين العلمانية المسيحية قبل فوات الاوان.  كقول الله عزوجل" قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم".

صحيح أن الثورات الصناعية في الغرب وتحديدا في إنكلترا وفرنسا، تسببت في أذكاء نيران الاستعمار في معظم بلدان الشرق الاوسط والعالم، ولكن حتى رواد النهضة العربية وعلى رأسهم الطهطاوي (1801-1873) باعتباره الأب الروحي لعصر النهضة في الشرق، درس وتعلم الكثير من الغرب. حيث كان الطهطاوي رئيسا للبعثة التي أعدها محمد علي بيك لتذهب الى فرنسا ولتعود الى الوطن الام مصر وتقدم الفوائد التي حصلتها ليمكن أستثمارها داخل المجتمع المصري وبالتحديد لإطلاق عصر النهضة المصرية. عاد الطهطاوي غير أنه لم يعد الطهطاوي (الشيخ ذو العمّة) بل رجع وهو قرأ جان جاك روسو، مونتسكيو، كوندورسيه وفولتير وشاهد أحوال السياسة وحقيقة التقدم والتمدن والعمران والمدارس والجامعات عن قرب، ليفلح في النهاية في نقل العلم إلى وطنه وأبناء شعبه من المصريين.

2- يجب وقف جدلية الخلاف بين الشرق والغرب،في سبيل وقف خطاب التشنج بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي، قبل العودة من جديد الى جذور القول العنصري للشاعر الانكليزي المولود في الهند ( روديارد كبلنج 1865-1930)، والحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1907 مفاده ( الشرق شرق والغرب غرب..ولن يلتقيا أبدا).
في الوقت الذي يعرف القاصي والداني، أن الفرق الوحيد بين شعوب العالم الثالث وعلى رأسها شعوب بلدان الشرق الأوسط والشعوب الغربية، يكمن في قيم الحرية والعدالة وحرية الرأي وسيادة القانون.

3- تنامي دور أحزاب اليمين أو الاحزاب الاوروبية المتطرفة، تلك التي تنادي بالحد من الهجرة الى الغرب، أن لم نقل وقفها نهائيا وفي طليعتها هجرة المسلمين الى الغرب. هذه الاحزاب اليمينية التي تعمل بانتظام  في سبيل إنهاء وجود الجاليات المسلمة في بلدان الاتحاد الاوروبي، ووقف حرية الحركة والانتقال بين الدول الأوروبية. التحرك الذي سينتهي لا محالة، بألغاء تأشيرة أو فيزا شنغن وغلق هذا الملف نهائيا. باعتبار إتفاقية شنغن، اتفاقية أوروبية موقعة بين 27 دولة من دول الاتحاد الأوروبي. والغرض من الاتفاقية كان ولايزال، تسهيل الدخول والخروج على مواطني هذه الدول بدون تأشيرة مسبقة لأغراض متعددة، كالسياحة والعمل والدراسة والسفر بشكل عام بالاضافة الى تسهيل حركة التجارة بين دول منطقة شنغن الموقعى على الاتفاقية.

4- لا أعتقد أن فرنسا مستعدة بالعودة عن ثورتها الليبرالية الأولى في التاريخ   قبل 231 عام ، وأن فرنسا لا تتراجع عن مبادئها وقيمها الانسانية في حرية الرأي والتعبير والحقوق والنشر. أذ يذكرنا التاريخ كيف ثار الشعب الفرنسي بتاريخ 14 تموز من عام 1789، وأعلن عن أنطلاق أول ثورة ليبرالية أو حركة عقلانية نشأة في تاريخ العالم المتنور ضد الإقطاع والظلم وقرار رجال الدين في استغلال الدين لأغراض فردية.
حيث مع تشكيل الجمعية الوطنية عام 1789، تم الاقرار بإعلان بيان حقوق الانسان والمواطن، بعدما حولوا فرنسا الى دولة أجبروا فيها الملك للمرة الاولى، أن يقسم السلطة مع الجمعية الوطنية، ذلك بعد إلغاء الحقوق الدستورية للنبلاء ورجال الدين. وفي خضم أحداث تلك الثورة الفرنسية، بلغت باريس يومها نقطة اللاعودة، تماما مثلما يؤكد المتحدث بأسم الحكومة الفرنسية اليوم على نفس نقطة اللاعودة بقوله: -- - أن فرنسا لن تتراجع أبدا عن مبادئها وقيمها الخاصة في حرية التعبير والنشر..منوها بالوحدة الأوروبية الكبيرة حول قيمها في مواجهة انتقادات تركيا ودول مسلمة حول الرسوم الكاريكاتورية.. وأضاف أن فرنسا تتعرض لتهديد إرهابي متنام في الأيام الأخيرة تغذيه دعوات للكراهية".


63

هكاري يدعو لوقف القرصنة على أداء نوابنا!!

أوشــانا نيســان

في مسعى للخروج من مأزق نتائج الانتخابات البرلمانية والنظام الانتخابي المعتمد في سبيل تغييب أرادة الاكثرية من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وتجاهل طموحات شعبنا خلال أكثر من 28 عام من عمر برلمان أقليم كوردستان-العراق، تقدم بالامس تحالف الوحدة القومية بمشروع الى هيئة رئاسة البرلمان في أربيل . الهدف الأساسي من وراء المشروع حسب ما ورد فيه، هو حماية الكوتا المخصصة لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، الى جانب ضرورة وقف القرصنة على أليات الاقتراع والنتائج بالتالي تشويه صورة ممثلي الكوتا وادائهم البرلماني.

لكي لا يبقى الحديث محصورا على مخرجات الكوتا المخصصة لآبناء شعبنا في العراق والدور السلبي لبعض النواب فأنه، يجب أن لا ننسى دورالقيادات السياسية في أقليم كوردستان-العراق وعلى رأسهم السيد مسعود البارزاني والمرحوم جلال الطالباني، في سبيل تفعيل الدور والوجود الملغي لشعبنا الاشوري في عراق البعث رغم بقاء حكم الطاغية في بغداد عام 1992.
حيث يتذكر المواطن الكلدوأشوري، كيف خيّره نظام الطاغية صدام حسين ضمن التعداد السكاني لعام 1977 ، في الخيار بين القوميتين، الكوردية في الشمال والعربية في الوسط والجنوب. بمعنى أخر، ألغاء وجود الشعب الاشوري في العراق رسميا. في حين لم يتردد الزعيمان الكورديان في منح الكوتا أو ( 5)  مقاعد برلمانية لآبناء الشعب الاشوري في أول برلمان منتخب في الإقليم بتاريخ 19 مايو/أيار 1992. علما أن بغداد تريثت وتلكأت في القبول بمبدأ الكوتا المخصصة لأبناء شعبنا، حتى بعد أنهيار نظام الطاغية صدام حسين، لحين أجراء الانتخابات البرلمانية  الثانية بتاريخ 7 مارس عام 2010.

بالعودة الى مضمون المشروع الذي قدمه السيد هكاري الى رئاسة البرلمان فأنه للحق يقال،أن ايجابيات تضامن رئاسة البرلمان مع الطرح، تصب في خانة أولويات البرلمان والحكومة الكوردستانية أكثر مما تصب في خانة المكونات ، لسبب يتعلق وجوهر النظام الديمقراطي المؤمل تطبيقه في أقليم كوردستان-العراق. حيث يفترض بالقيادات السياسية في الاقليم أن تحسم أمرها اليوم قبل الغد لجهة المشاركة في إرساء دعائم دولة القانون والدستور من خلال بناء وإرساء ثقافة الديمقراطية القائمة على التعدد العرقي والمذهبي والثقافي والحزبي، تعطي لكل مكون حقوقه وتعترف بخصوصياته. حيث التاريخ أثبت، أن الاعتراف الدستوري بالتنوع العرقي والمذهبي والثقافي كفيل بضمان حقوق الأقليات مع العمل على نشر قيم التسامح والحوار بين جميع مكونات العراق عامة واقليم كوردستان على وجه التحديد.

ومن منظور المقترح الذي قدمته كتلة تحالف الوحدة القومية، يمكن القول، أن النقاط الثلاث وهي:
1- تحديد يوم خاص لانتخاب ممثلي شعبنا
2- تخصيص صناديق خاصة وسجل الناخبين الخاص بأنتخاب ممثلي كوتا شعبنا
3- زيادة عدد مقاعد الكوتا من 5 مقاعد الى  10 مقاعد
كلها مطاليب مشروعة ولا يمكن التحول نحو ترسيخ دعائم الديمقراطية والعدالة في العراق عموما وفي الاقليم على وجه التحديد، من دون تنفيذ هذه المقترحات تنفيذا عادلا ونزيها.
صحيح أن الديمقراطية تعني حكم الاكثرية ولكن الحفاظ على وجود وحقوق الأقليات وبقية المكونات الاخرى في البلد، هو المحك الحقيقي لنزاهة الانتخابات.

حيث يفترض بالنخب السياسية في العراق أن تعي جيدا، أن كل ما يجري من الفساد المالي والاداري وقهر المواطن العراقي ودوره في تحجيم النظام السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي في العراق، هو غياب الثقافة الديمقراطية وتراجع الانتماء الوطني ضمن الثقافة السياسية لمعظم الأحزاب والمنظمات السياسية العراقية. أذ ليس المهم كثيرا بالنسبة للكثيرين من يحكم العراق في الوقت الراهن من الأحزاب التي وصل عددها اليوم الى 230 حزب متنافس، حسب تصريح السيد عبد الحسين الهنداوي مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات، بقدر ما يهمهم كيف يحكم.

أما قراءتي الاخيرة لجوهرالمشروع الذي قدمه السيد هكاري وهول التحديات التي تخيّم وجود ومستقبل العراق عموما، فأن القيادات السياسية في أقليم كوردستان- العراق مطالبة اليوم أكثر من أي يوم أخر، بعدم تكرار أخطاء النظام المركزي ورفضه القاطع للتعددية العرقية والمذهبية والثقافية في العراق. أذ على سبيل المثال لا الحصر، لا يمكن نعت مسألة حصرالاقتراع بأبناء شعبنا "المسيحي" في يوم خاص للانتخابات نوعا من اللاديمقراطية، قبل التفرغ من بناء ثقافة الديمقراطية والبدء باللعبة الديمقراطية كما يفترض. ومن المنطلق هذا، يمكن استغلال الوجود الأقلوي من خلال زيادة عدد المقاعد تحت قبة البرلمان، في سبيل تحجيم دور بعض الكتل وصراع الأحزاب الكبيرة على المناصب والامتيازات بدلا من الإسراع في تشريع القوانين الكفيلة بترسيخ دعائم ثقافة المواطنة الصحيحة ومحاربة فكرالتطرف، وأخيرا ترسيخ الأمن والاستقرار ضمن اقليم كوردستان-العراق.

64

ليترجّل المثقف التقليدي عن صهوة جواده!!

أوشــانا نيســان

قد لا نبالغ في القول، أن تداعيات خلافاتنا الذاتية على آليات التفكير ونهج الابداع وتحفيزه  لدى النخبة المثقفة  لشعبنا داخل الوطن وخارجه، باتت في وضع لا يطاق ولا يمكن السماح باستمراره. والسبب الرئيسي وراء هذا التشاؤم المفرط، هو "التغييب العمدي" لدور المثقف النقدي أو العضوي والمراهنة على المثقف العاجي/ التقليدي، رغم سلبيات النهج الاخيرعلى المواطنين المقهورين والمسحوقين ضمن مجتمعاتنا، . حيث تغيير الزمن كثيرا وشعبنا ليس بحاجة للمثقف الذي كان ولايزال جزءا من منظومة الحزبية أو السلطة التي أنتهت الى مزبلة التاريخ. المطلوب قبل كل شئ، أعادة الثقة بين المثقف العضوي وشرائح واسعة من المجتمع بأعتباره عنصر فعّال لإحداث التغيير من خلال المشاركة مشاركة فعلية في مواصلة الحراك الجماهيري.

فحال مثقفينا اليوم لا يختلف كثيرا عن حال " شعراء يلطمون في شعرهم عن الجياع ولكن حلمهم الاقصى هو الحصول على قصور يسكنونها ليكتبوا فيها الشعر. لآن الشعر عندهم لا يكتب الا في ظروف جيدة"، يكتب المفكر العربي الراحل هادي العلوي وأنا كنت من المتابعين الدائمين لآرائه وطروحاته الفكرية الخلاقة عن قرب في دمشق أيام المعارضة العراقية لمدة ثلاث سنوات متواصلة.

  أن تراكمات قرون من الاضطهاد الديني والعرقي والكبت السياسي الموجه ضد وجود وتاريخ شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، يجب أن تكون بمثابة الشرارة التي تشعل حركة فكرية نيّرة هدفها الأول والأخير إيقاظ الوعي الجمعي لأبناء شعبنا وبالتالي أحياء الأفكار الجديدة والمؤثرة قبل فوات الاوان، لسببين:
أولهما: تراجع دور الصحافة الورقية واختفائها في زمن العولمة وشبكات الاعلام الاجتماعي
ثانيهما: نحن شعب لا يحب القراءة ونعيش في كنف شعوب أخرى نادرا ما تقرأ وحتى لو قرأت لا تحلل ولا تبن موقفا علميا وواقعيا على ضوء ما قرأت

والسؤال المطروح يبقى اليوم، عن دور الثقافة والمثقف  العضوي - النزيه في تصحيح مسيرة النخبة الفكرية، والمشاركة هذه ستكون كفيلة بأشعال الجمرات التي تتقد ولم تنطفئ تحت الرماد. حيث يبدوا أن  " مثقف السلطة" ترجل عن صحوة جياده، وبات يشعر اليوم بالحاجة الى ثورة على تلك الثقافة التي تسيّد مشهدها وأصبح أحد فرسانها حتى الامس القريب. وإن لم ينصب أهتمام النخبة المثقفة وتفكيرها على أحوال الشعب وهول الاضطهاد والتهميش المفروض عليه منذ الازل، لن يكون هناك لا أمة ولا شعب وإنما مجرد بقايا من الماضي البعيد.

لقد حان الوقت لاتخاذ بعض القرارات الصعبة، لقد حان وقت الحسم ولاسيما بعد حصر أزمة ثقافة شعبنا بين تخلف المثقفين وتدني النخب السياسية والحزبية التي فشلت بدورها. ويجب مناشدة المراكز الثقافية والجمعيات الفكرية التي تتحمل مسؤولية ثقافة الامة وحضارتها حسب ما ورد في النظام الأساسي للجمعية، بتحكيم صوت العقل ونداء المثقف العضوي، بدلا من فرش البساط الاحمر تحت أقدام المثقف التقليدي أو المثقف الضرورة. باعتباره المثقف الذي يتبدل بتبدل الاحوال، يسير دائما مع التيار ويوجه ملكاته كلها بحسب مصلحته الشخصية. يكتب حيدر الجراح في شبكة "النبأ" بتاريخ  18 تشرين الاول 2014 ويضيف:
" في الشورجة، اكبر الاسواق التجارية في العاصمة العراقية بغداد، واكبرها قاطبة في العراق، حين تسمع كلمة استاذ فانها تعني الحمار تحديدا، دون اضافات او فذلكات". أنتهى الاقتباس.

65
حملة ضد التطرف الاسلامي انطلاقا من باريس وبيروت!!

أوشــانا نيســان

منذ أن هزّ الانفجاران المدمران قلب بيروت  قبل 79 يوم، والانهيار الواضح في البنيّة التحتية لجميع المؤسسات الادارية والخدمية للدولة اللبنانية،زار السيد ماكرون بيروت بعجالة وأكد على ضرورة أعادة لبنان الى المسار الصحيح. حيث فرض السيد ماكرون شروط إصلاحية على رئيس الجمهورية ورئيس حزب الله اللبناني. الأمر الذي وقف وراء فشل جميع جهود ومحاولات حزب الله في تهميش دور ومكانة السيد سعد الحريري.
اليوم وبعد أقل من 24 ساعة حدث ما كان غير متوقعا في العاصمتين باريس وبيروت.  " أن الحريري هو مرشحه ومرشح كتلته النيابية ( كتلة التنمية والتحرير) لرئاسة الحكومة "، يقول السياسي  اللبناني -  الشيعي المحنّك ورئيس البرلمان اللبناني السيد نبيه بري قبل 34 يوما. في حين وفي نفس الوقت  تصّركتلة "حزب الله النيابية" في المقابل على الابقاء على لبنان مشلول لاحول له ولا قوة ذلك من خلال إعلانهم:
" أن كتلة " حزب الله النيابية لا ترشح أي أحد لمنصب رئيس الوزراء الجديد"، أنتهى الاقتباس. وكأن قيادة حزب الله مرتاحة جدا بغياب الدولة ومؤسساتها، ولاتريد المشاركة في أي مشروع سياسي لإنقاذ هيبة الدولة اللبنانية من دون التفكير بالاوضاع الاقتصادية السيئة التي تمر على كل لبناني ولبنانية. الاعتراف الذي يثبت، أن أجندة حزب الله اللبناني لا تحمل ولو بند أو فقرة من فقرات الاصلاح وتحسين الحالة الاقتصادية للمواطن اللبناني. رغم أن قيادة حزب الله اللبناني أثبتت للعالم كله، أنها مستعدة لبيع لبنان من أجل بقاءها. أذ على سبيل المثال لا الحصر، ينخرط قائد المقاومة هذه الايام "بنفسه" في ترسيم الحدود بين لبنان والعدوة أسرائيل بدلا عن السيد ميشال عون. فالحزب الذي تعود أن يهدد عاصمة اسرائيل بصواريخ بعدما حول الجنوب مصنعا لصواريخه وعتاده، بات اليوم يطلب صك البراءة من إسرائيل.

وفي باريس يختصر الرئيس ماكرون تفسيره لما جرى في باريس وبيروت بقوله:
" أن المذنب ( يقصد القاتل الشيشاني الذي ذبح مدرس التاريخ والجغرافيا) معروف هو الاسلام السياسي الذي يدعم منهجيا تفكيك الجمهورية... وأن مدرّس التاريخ الذي قطع رأسه الجمعة الماضية، قتل لآنه كان يجسّد الجمهورية، مؤكدا في الوقت نفسه، أن بلاده لن تتخلى عن رسوم الكاريكاتير...الاسلاميون يريدون الاستحواذ على مستقبلنا ويعرفون أنهم لن يحصلوا على مرادهم بوجود أبطال مطمئني النفس مثل صامويل باتي...وأن المدرس قتل بيد "جبناء" لآنه كان يجسد قيم العلمانية والديمقراطية في الجمهورية الفرنسية"، أنتهى الاقتباس.

الرؤية المشتركة بين ما جرى في كل من باريس وبيرت، يمكن وصفها بتنامي صحوة الإسلام السياسي وتياراته الاسلامية المتشددة في بلدان الاغتراب منذ 11 سبتمبر 2001 ولحد الان. والفرق الوحيد بأعتقادي يكمن وراء الإجراءات "الغربية" وعلى رأسها الإجراءات التي اتخذتها زعيمة العالم أمريكا مباشرة، في غزو أفغانستان وتدميرسلسلة من كهوف " طورا بورا" بأعتبارها المعتقل الرئيس لأسامة بن لادن وأنصاره  أنذاك
 في حين لم يتردد السيد ماكرون في وضع النقاط على الاحرف وينطق بقوله  المذنب هو الاسلام السياسي.

في حين وحسب متابعاتي لما يجري في بلدان الشرق والغرب باعتباري صحفي ومتابع جيد للمستجدات السياسية بأستمرار، فإن المتابع بإمكانه التفريق بين التطرف والتطرف. وأن معظم الجرائم التي حصلت بانتظام خلال العقدين الأخيرين مصدرها رؤية إخوانية جديدة لتغيير ملامح التنظيم الدولي وآلياته عالميا ولا سيما بعد فشله في عقر داره في مصر. أذ للحق يقال وانا شاهد لما اكتبه، أن الاخوانيين في جميع بلدان الاتحاد الاوروبي، نجحوا في استغلال غباوة الحاكم الأوروبي وايمانه المطلق بالتنظيمات الجماهيرية، نجحوا في تحويل تنظيمهم الى أخطر جماعة وأكبر الجماعات نفوذا في العالم. أكتب وأؤكد على نعت الحاكم الغربي بالابله والغبي وغير المطلع، وألا كيف يمكن لمنظمة فشلت في الحصول على موطئ قدم واحد في ثرى مصر العربية موطن السيد حسن البنأ والسيد القطب، لتصبح حسب صحافة الغرب أكبر وأخطر منظمة إسلامية في العالم.

66

أبرم شبيرا يتسّرع كثيرا في البحث عن مجده!!

أوشــانا نيســان

قبل الولوج في تفاصيل الموضوع وسبر أغوارالعقل البشري أعترف، أن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بحاجة الى طروحات "جادة" و"صادقة" و"أمينة" ، يقدمها المثقف العضوي لآجل أحداث التغيير وتصحيح الأداء ليتناسب مع روح العصر. رغم أنه في العراق كثيرا ما نقرأ أو نجد مثقفون تقليديون حسب وصف غرامشي، ولكن المثقفين العضوين لا وجود لهم على أمتداد التاريخ، والمثقف الاشوري ليس استثناء من الظاهرة. علما أن كتّاب شعبنا عموما بمن فيهم السيد شبيرا، لا يلتزمون كثيرا بالمهنية في النشر، رغم أن مجرد معرفة اللغة لا تكفي للكتابة والنشر.
أذ مهنيا لا ينبغي للكاتب أو الصحفي أن يثق بكل ما يقدم له من المعلومات مهما كانت مصادرها، بل أنه مطالب بالحصول على روايات أخرى من مصادر مختلفة لإثبات حقيقة الخبر ومصداقيته. حيث أن الكاتب القدير أو الصحفي الناجح، هو المبدع في خلق شبكة من مصادر معلوماتية موثوقة،  بما يتفق مع التزامات مهنة الصحافة في الحفاظ على السرية وتدابير سلامة المصدر. مثال على ذلك، نجاح مؤسسي فضائية "الجزيرة" في زرع مصادر معلوماتية ذكية شرق المعمورة وغربها، الامرالذي حولها ولو لفترة في طليعة الفضائيات العالمية التي كانت تحظى بأعلى نسبة من المتابعين..

بالعودة الى جوهر الموضوع ينشر السيد شبيرا في مقاله، " أما عن حزب بيت نهرين الديمقراطي فعدم تأكدي من عنوانهم المدون لدي، اضطريت أن أتصل بصديق في شيكاغو عضو في هذا الحزب طالباً منه العنوان الصحيح للحزب لكي أرسل له الرسالة.. فبعد يوم أستلمت ولأول مرة مكالمة هاتفية دولية من السيد روميو هكاري مؤكداً إستلام الرسالة ومثمناً محتوياتها ومقدراً إهتمامي بهذه المسألة المصيرية. كما أكد الإستعداد الكامل لحزبه للدخول في المباحثات مع بقية الأحزاب حول هذه المسألة ومحاولة إيجاد حل مناسب بها"، يكتب السيد أبرم شبيرا ضمن المقال المنشور على صدرالموقع الالكتروني عنكاوا كوم منذ أكثر من 10 أيام.
علما أن المقال ذكرني كثيرا بالافتتاحية الشهيرة التي كتبها الفنان السوري الكبير"حسني البورظان" قبل عقود ومفادها، " اذا أردنا أن نعرف ماذا يحدث في البرازيل، علينا أن نعرف ماذا يحدث في إيطاليا"، تماما مثلما فعل السيد أبرم شبيرا. ولأجل الاحتفاظ بمصداقية الرد أتصلت تلفونيا بالسيد روميو هكاري وقلت له: هل تعرف كم من المرات زار السيد أبرم شبيرا مدينة أربيل ودهوك خلال 28 سنة الاخيرة؟ فقال كثيرا ولكنني لا أعرف عدد المرات.
قلت له شخصيا حضرت محاضرة للسيد شبيرا في النادي الثقافي الاشوري في أربيل وهل زار مكتب حزبكم ولو مرة؟ أجاب كلا لم يزورمكتب حزب بيت نهرين الديمقراطي يوما. علما أن الطريقة العصرية المتبعة من قبل أي صحفي أو صحفية محترفة لا تعرف عنوانا أو شيئا ما، فأن كل هذه المعلومات متوفرة على الموقع الالكتروني الرسمي لكل حزب من الأحزاب.

وللزيادة في التأكيد راجعت كتابات السيد شبيرا على موقع عنكاوا الالكتروني حيث ينشر:
" منذ فرض الحظر الجوي على الحكومة العراقية عند خط العرض 36 شمالا عام 1991، قمت بزيارات عديدة للمنطقة بدافع الالتصاق بالوطن..ومعايشة التطورات المهمة ..المتمثلة في نشاطات وانجازات الحركة الديمقراطية الاشورية( زوعا)"، انتهى الاقتباس.

هذا بقدر ما يتعلق الامر بالمقاطعة التي فرضها السيد أبرم شبيرا وغيره من المنظّرين الاشوريين عمدا، على دورونهج بقية القيادات السياسية داخل وطن الاباء والاجداد وعلى رأسها حزب بيت نهرين الديمقراطي . أما ما يتعلق بنظرته على الواقع فأنه يؤكد ويقول " نعم تألمت جدا لآن وجعي بهذه التجاوزات عميق جدا، ودار حوله الكثير من المناقشات منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي مع بعض قادة الحركة الديمقراطية الاشورية التي كانت اللاعب الرئيسي في الساحة القومية لشعبنا"، أنتهى الاقتباس. 
صحيح كل ما ذكره السيد شبيرا أعلاه، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح يكمن في التساؤل التالي:
لماذا سكتم لأكثر من 30 عام على قضية التجاوزات على أراضينا وقيادة زوعا " كانت اللاعب الرئيسي في الساحة القومية" كما تكتب ضمن المقال وتضيف.. أنها فازت بأربع مقاعد برلمانية من أصل خمسة مقاعد منذ عام 1992؟
أذ طبقا لمصادري الموثوقة، جرى أجتماعان في مقر المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، بحضور المرحوم جوهر نامق أول رئيس برلمان والسيد آزاد برواري عضو المكتب السياسي وعضوان من المكتب السياسي لزوعا هما السيد توما خوشابا والسيد سالم كاكو وعضو في المكتب السياسي لحزب بيت نهرين الديمقراطي نهاية عام 1998، ذلك بعد جولة تفقدية قام بها السيد مسعود البارزاني الى منطقة التجاوزات في محافظة دهوك.

حيث تأكد لقيادة البارتي بعد عودة الرئيس البارزاني من جولته، ان التجاوزات موجودة بالفعل واعترفوا بها، لذلك يجب حل هذه المسألة المستعصية قبل استفحالها أكثر. وفي اللحظة الاخيرة وبعد الاتفاق على ضرورة تشكيل لجنة من مسؤولي الاحزاب والكنائس، لتقوم بزيارة المنطقة المتجاوز عليها، أعتذر السيد توما خوشابا وقال:
- نحن لدينا قرار في قيادة الحركة/زوعا بعدم المشاركة في أي لجنة من لجان التجاوزات!!
فردّ المرحوم جوهر نامق، أي قيادة هي هذه التي تقف ضد مطالب شعبها يا رفيق. بمعنى أخر تريدون القول، اننا لا نريد حل التجاوزات؟  ثم ردّ أزاد برواري بعصبية وقال:
- بالطبع لا تريدون حل مسألة التجاوزات على الأراضي وقرى أبناء شعبكم بعدما حولتوا المسألة الى بقرة حلوب لجمع الملايين من قوت أبناء شعبكم،والتظاهر بهذه الحجة لكسب عطف أبناء شعبكم!!

في الوقت الذي لايتردد السيد شبيرا في تمجيد نهج زوعا ودورها ضمن مقال آخر على موقع عنكاوا كوم بتاريخ 25/11/2019 بقوله:
"أن زوعا وبكل المقايس العلمية والموضوعية المعروفة في علم السياسة، تعتبر حزبا سياسيا بكل معنى الكلمة سواء من حيث كيفية تأسيسه أو هيكليته أو مؤتمراته أو جماهيريته وحتى من حيث استقلاليته الفكرية ان صح التعبير. وقد يمكن اعتبار تحالفه مع الاحزاب الاخرى ضمن الجبهة الكوردستانية في التسعينيات من القرن الماضي خير مثال على نجاحه في هذا السياق وتحقيق بعض الانجازات"، أنتهى الاقتباس. المعلومة التي يجب تصحيها، لأن الجبهة الكوردستانية تأسست منتصف الثمانينات من القرن الماضي وليس في التسعينيات كما يكتب السيد شبيرا. وأن الدور الريادي والايجابي لآي حزب أو تنظيم  سياسي لا يقاس وعدد المؤتمرات التي يعقدها هنا وهناك، وإنما يقاس وحجم الانجازات القومية- الوطنية التي حققها التنظيم.  ونحن بدورنا نسأل " محام" قيادة زوعا:
- لماذا تبنت قيادة زوعا ملف التجاوزات لما يقارب من 30 سنة لتشهر الملف فقط في وجه المغتربين من أبناء شعبنا في دول الاغتراب، في حين ترفض أن تكون جزءا من الحلول الجذرية لمسألة التجاوزات المزمنة داخل وطن الاباء والاجداد؟
حيث يذكر السيد شبيرا، قيام وفد كتلة تحالف الوحدة القومية البرلمانية برئاسة رئيس الكتلة السيد روميو هكاري شخصيا، بجولة تفقدية لقرى شعبنا في منطقة نالا(نهلة) بتاريخ 28 تموز الماضي. ويضيف "لحق الركب السيد النائب ممثل كتلة الرافدين في البرلمان". بمعنى أخر لولا زيارة رئيس كتلة التحالف القومية وتفقده للمنطقة بعد عقود من التريث "المفروض"، لما تحملوا عذاب السفروكابدوا مشقة الظمأ.
ثم يذكر السيد شبيرا وكأنه يحذر قيادة زوعا من المشاركة في الحلول بقوله " أن التعامل مع هذه المسألة الحساسة والمصيرية هي معركة خاسرة والمؤسف أكثر هو أن زوعا يدخل هذه المعركة الخاسرة لآنه لا يملك المستلزمات الضرورية للفوز بها أو تقليل الخسائر"، أنتهى الاقتباس.
أستغرب قول السيد شبيرا وحرصه المبالغ فيه على قيادة زوعا، أثر تحذيره لقيادة زوعا من مغبة المشاركة في معركة خاسرة بحجم التجاوزات على الاراضي، والسؤال هو:
 أذا كانت مسألة التجاوزات على اراضي وممتلكات شعبنا معركة خاسرة ويفترض بقيادة زوعا عدم المشاركة، فما هي المعارك "المصيرية" الاخرى التي يفترض بكم المشاركة  فيها يا ترى؟
ثم لماذا تصرون على إمكانيات قيادة زوعا وقابليتها "الخارقة" لوحدها، ولا تراهنون على استراتيجية موحدة أذا كانت النيات صادقة؟

 أما عن العوامل الذاتية والموضوعية وراء خسارة قيادة زوعا لمسألة التجاوزات بأعتبارها مسألة خاسرة منذ البداية حسب قول السيد شبيرا، فأنني شخصيا لا أتفق معه نهائيا. لأن الحلول لآي مشكلة أو أزمة في بلد لديه برلمان وحكومة وسلطة قضائية، لا تأتي من خلال العودة الى شيوخ وعشائر تحمل السلاح حسب قولكم ، بل بالعودة الى السلطة القضائية وحدها. حيث تعرف العشائر الكوردية وزعمائها قبل غيرها، أن شعبنا الاشوري وجد في المنطقة منذ قرون ولديه كل ما يثبت حقه في أراضيه وممتلكاته وقراه، وأن زمن الاقتتال والعنترة أنتهى للابد، فلماذا نعتبر القضية خاسرة؟؟  رغم أنني أكتب المقال وأتابع ميليشات ثائرة من الحشد الشعبي العراقي، وهي تقوم بأحراق مقر الحزب الديمقراطي في وسط بغداد. ولكن أعرف أيضا أن المسالة عادية وسيتجاوزها الشعب عاجلا أم أجلا.

وفي ختام مقاله يقترح السيد شبيرا، ثلاث مقترحات أيجابية، لعلها تعتبر الجانب الإيجابي الوحيد في المقال. رغم أن المتابع لكتابات السيد شبيرا ومحاضراته يعرف أنه تحاشا عمدا، طرح أي مقترح من شأنه تسليط الضوء على سلبيات قيادة زوعا. والجمل هي:
- الامة التي لا توجد فيها أحزاب نشطة فأن ارادتها ستكون مرهونة بإرادة الامم التي لديها أحزاب نشطة
- لا يوجد حزب سياسي واحد مهما كان قويا يستطيع تمثيل الامة وحماية مصالحها، وأن كان هناك حزب من هذا القبيل فأنه سرعان ما ينتهي مصيره في المزبلة كما كان مصير معظم الاحزاب من هذا النوع
- أن الاكراد وأحزابهم السياسية وحكومة الاقليم والبرلمان سيحترمون أحزابنا السياسية عندما يتوحد الخيرين منهم.
والدليل على صحة ما نذهب أليه، لو كان السيد شبيرا منشغلا بهموم وأجندة بقية الاحزاب مثلما يهتم بتمجيد نهج زوعا ومصالحها،  لماذا لم يكتب كلمة أو ينشر جملة حول مبادرة حزب بيت نهرين الديمقراطي نهاية أب المنصرم. رغم أن الهدف من المشروع كان، إيجاد ألية عمل قومي تجمع كافة الأطراف السياسية الفاعلة في المركز والاقليم،  وذلك من خلال الجلوس حول طاولة الحوار لمناقشة جميع القضايا المتعلقة بحقوق شعبنا ووجوده ومستقبله.
ورغم أنه يكتب علنا في مقال أخر على موقع عنكاوا بتاريخ 13 شباط 2010 بقوله:
- هناك العديد من المقترحات التي قدمناها على طاولة قيادة زوعا..ونأمل من قيادة زوعا اعادة النظر في تلك المقترحات وطرحها على مؤتمرها العام القادم وليس المقصد من ذلك ألا اهتمامنا وأحترامنا للحركة الديمقراطية الاشورية وتفعيل نشاطها أكثر فأكثر، أنتهى الاقتباس.
علما أن مجرد قراءتي لما ينشره السيد شبيرا من الطعون والكلمات الجارحة لبقية قيادات احزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، أن دل على شئ فأنه يدل على أمرين:
أولهما: أكمال المطلوب منه خلال مسيرته مع السكرتير العام لزوعا وفق ما تم الاتفاق عليه مسبقا
ثانيهما: يبدوا أن كتابات السيد شبيرا تعاني وتشتكي من شحة مصادر المعلومات حول المستجدات السياسية التي جرت وتجري داخل الوطن خلال 30 او 40 سنة خلت. لربما بسبب اعتماده الزائد على زوعا كمصدر وحيد للحصول على المعلومات أو بسبب تأثيرات الغربة على مجريات حياة اللاجئ او الكاتب.


67

البيت الأبيض الأمريكي يتبنى المنهج الإخواني في الشرق!!

أوشــانا نيســان

أن تذبل فكرة الاخوان المسلمين وتختفي  في أرض الكنانة مسقط رأس حسن البنا شئ، ولكن أن تنمو وتزدهر فكرته في أروقة البيت الأبيض الأمريكي عاصمة الديمقراطية الليبرالية المعاصرة حسب قول الفيلسوف الأمريكي- الياباني فرانسيس فوكوياما، فأن للحديث بقية.
ولكي لا تبقى الفكرة مجرد تأملات حول رؤية الولايات المتحدة الامريكية وتحديدا قيادات من الوزن الثقيل بحجم هيلاري كلينتون وأوباما على منطقة الشرق الأوسط ، سننشر مقتطفات من رسائل هلاري كلينتون ، وهي تثبت قطعا صحة ما نطرحه. هذه الحقيقة التي تحاول الديمقراطيون التستر عليها، خاصة والحملات الانتخابية الرئاسية على أشدها. حيث ترى وسائل إعلام أمريكية أن الكشف الرسمي عن رسائل هيلاري كلينتون يطيح بآمال الديمقراطيين وسيدفع مرشحهم جو بايدن ثمنها، والذي يعاني بالفعل في معركته الانتخابية ضد الرئيس الجمهوري  دونالد ترامب.

" واشنطن تترقب بريد كلينتون..وذعر بين الديمقراطيين من فضائح الوزيرة السابقة..أيميلات هيلاري تكشف مثلث الشرّ "أوباما- الإخوان- قطر"..مخطط أمريكي وتمويل قطري ل"الربيع العربي".. ودعم خاص ل"أعلام الارهابية"، تنشر جريدة " اليوم السابع" على صدر صفحتها الاولى بتاريخ 11 أكتوبر الجاري. مثلث الشرّ- العدواني  الذي أعتبرته قيادة الحزب الديمقراطي الامريكي خارطة الطريق لأعادة صياغة خارطة بلدان الشرق الاوسط من جديد.  ذلك من خلال تمويل الجماعات الاسلامية المتطرفة التي تتخذ من منهج جماعة الاخوان المسلمين نهجا، بهدف ضرب الاستقرار وزرع الفوضى باستخدام المال القطري، ومنابرها الاعلامية "فضائية الجزيرة"، لتسقط المنطقة في أزمات لا تزال يصعب التعافي من أثارها بالشكل الصحيح.
هذا النهج اللاأخلاقي الذي يتبناه اليوم " جو بايدن" مرشح الحزب الديمقراطي الامريكي خلال حملته الانتخابية  بكل وقاحة وخسّة سياسية. علما أن الفائز بدخول البيت الابيض الامريكي خلال الانتخابات الرئاسية التي من المقرر إجراؤها في 3 تشرين الثاني القادم، يحرزه كل مرشح يحصل على 270 صوت من أصل 538 صوتا.

في عام 2014 نشرت وزيرة الخارجية الامريكية "هيلاري كلينتون" كتابها الجديد تحت عنوان "خيارات صعبة". ذكرت فيه للمرة الاولى، كيف ذاقت كأس سقراط وهي ترى بأم عينيها، أنتصار ثورة الشعب المصري أثر القضاء نهائيا على حلم الاخوان المسلمين في اقامة الخلافة الاسلامية في مصر خلال 72 ساعة. اعتراف الديمقراطي الامريكي بحنكة الجنرال المصري ورئيس جمهوريتها الحالي السيد عبدالفتاح السيسي الذي انتخبه الشعب عام 2014، اثرنجاحه في الاطاحة ديمقراطيا، بالرئيس الاخواني محمد مرسي بعد أقل من سنة من انتخابه رئيسا لأول جمهورية إخوانية "رسمية" في العالم الإسلامي. علما أن الرئيس المصري الجديد، مثلما نجح في اسقاط الجمهورية الاخوانية التي قادها الدكتور محمد مرسي المبعث خصيصا من جامعة من الجامعات الامريكية، كذلك قرر ايقاف فضائية الجزيرة المتواطئة مع مثلث الشر في نفس العام.

لربما جاء قرار غلق مكتب فضائية الجزيرة في مصر، مخالفا لمفهوم الديمقراطية التي تتطلب الحرية في التعبير عن الآراء وحرية الاستماع لمصالح المواطنين ومناقشتها وسن التشريعات بشأنها، ولكن حنكة الجنرال المصري الدارس في أمريكا، أسقط المؤامرة الامريكية – القطرية قبل نموها وتعمق جذورها في أرض الكنانة. ونجح في القول، أن الاخوانية هي صورة انهزامية لما يسمى سهوا بالمد الليبرالي في الشرق الاوسط.
حيث تكشف رسالة وردت في البريد الالكتروني المكشوف لكلينتون أنها" زارت قناة "الجزيرة" في مايو 2010، واجتمعت مع مدير الشبكة وضاح خنفر. وتلا ذلك لقاء مع أعضاء مجلس ادارة القناة. حيث جرت مناقشة زيارة وفد من الجزيرة الى واشنطن في منتصف مايو من ذات العام" أنتهى الاقتباس. الواضح من مضمون الزيارة، أن الحزب الديمقراطي الأمريكي والسيدة هيلاري كلينتون، كانا يخططان بجدية في سبيل أنهاء الاستقرار في الشرق وما انطلاق ما سمي سهوا بالربيع العربي الا تتويجا للجمهوريات الاخوانية المؤملة أمريكيا في بلدان الشرق الاوسط.

وفي ختام كل هذه الحقائق المرة التي يسجلها التاريخ على ذمة النظام الليبرالي الذي كثيرا ما أعتبر نهاية التاريخ، تقتضي الضرورة توجيه التساؤلات التالية الى قيادة الحزب
الديمقراطي الامريكي  ومرشحه جو بايدن:

1- هل تعتقدون بفوز مرشحكم  جو بايدن بمنصب رئاسة الجمهورية الامريكية من خلال أتباع نهج الخداع والكذب وتزوير الحقائق والعالم كله يعرف ان الكذب جريمة بحق الانسان والانسانية؟؟


2- ألم تفكروا يوما بمصير الملايين من المواطنين المسيحيين في بلدان الشرق الاوسط وأنتم تخططون لأخونة الشرق وفترة حكم الاخواني محمد مرسي أثبتت للعالم أنها الاكثر مرارة في نفوس أقباط مصر والشرق بأكمله؟؟

68

أوشــانا نيســان

للمرة الاولى في تاريخ السلطة التشريعية في العراق عموما وفي أقليم كوردستان- العراق على وجه التحديد، يتم شرعا أستجواب رئيس وزراء حكومة كوردستانية - عراقية تحت سقف البرلمان لمدة 10 ساعات متواصلة، كما جرى صباح يوم الثلاثاء الموافق 5 أكتوبر الجاري. حيث لم يتردد السيد مسرور البارزاني رئيس الحكومة التي يمكن تسميتها بحكومة " الإنقاذ "، في تلبية دعوة رئاسة البرلمان  بزيارة البرلمان، بهدف شرح مشروع الحكومة وأولوياتها في سبيل تجاوز هذه المرحلة الصعبة والمخاطر الجمة التي يعاني منها مواطني الاقليم، أثر تداعيات مرحلة داعش منذ عام 2014، والازمة المستفحلة بين حكومة أقليم كوردستان والحكومة الاتحادية في بغداد الى جانب تفشي وباء كورونا في العالم. هذا وبالاضافة الى عدم تردده على تسليط الضوء علنا على خلفيات الازمة بين بغداد وأربيل ودورها في تعقيد الأجواء الاقتصادية بما فيها الاجواء النفسية في أقليم كوردستان-العراق.

هذا بقدر ما يتعلق بقدرة السيد رئيس الوزراء في وضع الأصابع على نقاط القوة والضعف للوضع الاقتصادي الهش، أما بقدر ما يتعلق بصحوة ضمير نواب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري تحت سقف البرلمان في أربيل، فأن نوابنا الخمسة نجح أيضا في تسجيل موقف تاريخي مشرف، سيبقى التاريخ يتذكره للابد. حيث التاريخ ، لا يتذكر إلا المتميزون بحجم نوابنا في برلمان أقليم كوردستان-العراق ضمن هذه المرحلة الصعبة،بعدما نجح النواب الخمسة في تصحيح الأخطاء التي اعترت المسيرة النيابية خلال 28 سنة خلت. ولا سيما بعد رفعهم لبنود أجندة قومية –وطنية لا تحمل فقرة واحدة، تتعلق بمصالح الاكثريتين كما كان يجرى سابقا، وأنما تم طرح مشاكل الأمة وهمومها فقط.
أذ للحق يقال، أن نجاح السيد البارزاني في خلق أجواء معيارية وأجرائية مواتية من أجل التصحيح والقضاء على ظاهرة الفساد، من خلال تطوير اقتصاد الاقليم من اقتصاد ريعي الى اقتصاد متعدد الموارد، حث النائب روميو هكاري رئيس كتلة تحالف الاتحاد القومي في برلمان أربيل بالقول:
- بقدر ما يتعلق بفقرة التجاوزات في الإقليم فأنه يجب التأكيد على، أن التجاوزات على القرى والأرياف التابعة لآبناء شعبنا مستمرة بشكل أو بأخر. هذا من جهة ومن الجهة الاخرى فأنني لاحظت خلال زيارتي الاخيرة الى منطقة نالا التابعة لقضاء عقرة- محافظة دهوك، بوجود فوارق في ضرورة إيصال الخدمات بالتساوي الى جميع مواطني الاقليم. أذ على سبيل المثال، تم إيصال شبكة الطرق والمواصلات الى آخر قرية من القرى الكوردية في منطقة نالا، من دون أن يتم الاستمرار في سياسة أيصال الخدمات تلك الى المناطق التابعة لأبناء شعبنا الكلدوأشوري والتي لا تتجاوز 15 أو 17 كيلومتر.

أما النائب فريد يعقوب رئيس كتلة الرافدين فقد دعا الى:
- أدراج ملف التجاوزات الخاصة بأملاك وأراضي شعبنا ضمن البرنامج الاصلاحي لهذه الكابينة ليتم معالجة الملف بصورة نهائية. وأكد السيد النائب، على ضرورة مراجعة المناهج الدراسية المعتمدة في الاقليم، لأنها لا تنسجم مع نهج العيش المشترك في الاقليم، بما تحويه حسب قول السيد النائب فريد، على مواضيع منافية لروح التعايش الاخوي المشترك.

 وبدورها نجحت النائب كلارا عوديشو يعقوب رئيس كتلة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في برلمان أربيل، في التأكيد على طلب رفاقها من النواب بقولها على:



- ضرورة الاسراع في تطبيق قانون حماية حقوق المكونات في أقليم كوردستان رقم (5) لسنة 2015 الفقرة (5)، والتي تخص معالجة وضع التجاوزات على أراضي المكونات. والسؤال المطروح هو، متى سيتم دمج ملف التجاوزات ضمن برنامج حكومة الاقليم، في سبيل إيجاد حل نهائي وعادل لملف التجاوزات على أراضي وممتلكات شعبنا في الاقليم؟

ومن خلال الحقائق والنتائج المدونة أعلاه للمرة الاولى خلال 28 سنة من عمر البرلمان في أربيل، نستنتج حقيقة واضحة ومفادها، أن حرص نواب شعبنا الكلداني السرياني
الاشوري وللمرة الاولى على ضرورة توحيد الرؤى والمواقف تجاه التجاوزات التاريخية المتراكمة على القرى وممتلكات شعبنا في أقليم كوردستان- العراق، سيحقق لا محالة نتائج مذهلة في المستقبل القريب. وأن الوحدة هذه ستنجح في إسقاط الايادي الخفية التي كانت تلعب في الخفاء بهدف تعميق الانقسام الطائفي والمذهبي وبالتالي ترسيخ مفاهيم ورؤى إقصائية بين أبناء الشعب الواحد. ومن خلال قراءتي لأبعاد هذه النتائج الايجابية، يبدوا أنه، حان الوقت لتقديم طلب الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، في وقف قرار مصادرة إرادة الناخب الكلداني السرياني الاشوري بأسم العدالة والديمقراطية. ذلك من خلال تخصيص يوم خاص أو ساعات محددة تخص ناخبي أبناء شعبنا "المسيحي" في الاقليم والعراق كله. 


69
مسيحيوالشرق يضعون النظام العالمي على المحك!!
أوشــانا نيســان
يبدوا أن أدارة الصراعات والخلافات المبنية على أختلافات مذهبية ، أثنية- حضارية في الشرق، تختلف كثيرا عن تجنبها لسبب واحد، وهوالدور التحفيزي للدول الاقليمية والعالمية الكبرى في أشعال فتيل تلك النزاعات بأنتظام. ولاسيما عندما يتعلق الامر بوجود وثقل دول مسيحية في جميع بلدان الشرق ولبنان نموذجا، بأعتبار المسيحية عنصر تهديد للعالم الاسلامي حسب قول التيارات الاسلامية المتطرفة. هذا وبالاضافة الى رغبة الشعوب والمكونات المسيحية المقموعة منذ القدم في التحرر من نير الاستبداد الوطني والديني وهم على أرض الاباء والاجداد.
أذ على سبيل المثال لا الحصر، نشرت اذاعة بي بي سي باللغة العربية بتاريخ 28 سبتمبر 2020 ما يلي:
- تجدد أحد أقدم النزاعات في العالم، وهو نزاع أقليمي بين أرمينيا وأذربيجان. حيث أندلع قتال عنيف بين الجانبين وهو الاشد منذ سنوات عديدة. وأفادت تقارير بمقتل العشرات في القتال بين الدولتين اللتين كانتا ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي على منطقة ناغورنوكرباخ المتنازع عليه. كاراباخ هي الترجمة الروسية لكلمة أذربيجانية وتعني "الحديقة السوداء"، بينما ناغورنو هي كلمة روسية تعني "جبلية"، ويفضل الارمن تسمية المنطقة بأسم ( آرتساخ )، وهو أسم أرمني قديم للمنطقة.
علما أن جمهورية أرمينيا الحالية تحتضن الارمن الناجين من الابادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الارمني أبان الامبراطورية العثمانية بداية القرن العشرين.
- في جمهورية لبنان الدولة الوحيدة التي يحكمها رئيس جمهورية ماروني/مسيحي في الشرق الاوسط منذ عام 1943 ولحد الان، بات حزب الله اللبناني اليوم مسيطرا على القرار في لبنان.  وما الانفجار الضخم الذي حدث في مرفأ بيروت مساء 4 أغسطس المنصرم، والذي تعادل قوته 4 درجات على مقياس ريختر أو بقوة قنبلة نووية صغيرة كما وصف، ألا نتاجا للفوضى السياسية في لبنان.  وحيث يقول المحقق العدلي المكلف بالتحقيق بمشاركة محققين فرنسيين وأمريكيين، أن المعنيين على مستويات عدة كانوا على دراية بوجود مواد خطيرة مخّزنة في المرفأ. ويضيف أخر:
" أن الذي كان ومازال يسيطر على المرفأ والامن وله يد طولى في الاجهزة القضائية داخل لبنان هو حزب الله. مرجحا أن يكون الحزب هو من يقف وراء أستيراد هذه الشحنة".
وبعد مجرد ( 59) يوم من كارثة مرفأ بيروت، يكشف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهوعلنا، عن وجود ثلاثة مواقع جديدة لانتاج مواد تستخدم في مشروع صناعة الصواريخ الدقيقة لحزب الله، وسط الاحياء السكنية في الضاحية الجنوبية من بيروت. الامر الذي ينذر بأمكانية تكرار كارثة الانفجارفي 4 أغسطس المنصرم. وفي رده على تصريحات بنيامين نتنياهو أعلن  حسن نصرالله أمين هام حزب الله اللبناني أنه، سيسمح لوسائل الاعلام بزيارة المنشأة التي تحدث عنها نتنياهو وأدعى بوجود الصواريخ فيها. علما أن كلمة " سيسمح " للاعلاميين بالدخول الى المنشأة، وهو أعتراف واضح منه أنه صاحب السلطة والقرار الاخير في لبنان.
أما في العراق وسوريا، فقد حاول تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، تكرار تجربة غزوة خيبر وأجبارمسيحيي العراق وسوريا على ترك المسيحية وهم في مهد المسيح، وألا فأن سيف حزّ الرقاب بأنتظارهم.  القرار الذي أكده راديو سوا بتاريخ 20 يوليو 2014 بالخبر التالي:
"خيّر تنظيم الدولة الاسلامية مسيحيي مدينة نينوى ثان أكبر المدن العراقية، بين أعتناق الدين الاسلامي أو عهد الذمة، أي دفع الجزية. مهددا بأنهم أن أبوا ذلك فليس لهم خيار أخر غير السيف".
 

وفي الختام يجب التأكيد على حقيقة ومفادها، أن صدر الانظمة السياسية  في الشرق عموما وفي الشرق الاوسط على وجه التحديد، مثلما لا يتسع في التعامل مع العدالة والديمقراطية ، كذلك لا يتعامل بعدالة  مع قرارات المجتمع الدولي بما فيها المادة ( 3) من الاعلان العالمي لحقوق الشعوب الاصلية، الصادر بتاريخ 23 سبتمبر 2007 حيث جاء فيها:
" للشعوب الاصلية الحق في تقرير المصير. وبمقتضى هذا الحق تقرر هذه الشعوب بحرية وضعها السياسي وتسعى بحرية لتحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
رغم أن الكل يعرف، أن وجود الدولة المسيحية أو وجود المواطن "المسيحي"، الذي يقبل بأعباء التنمية وبناء الوطن في المجتمع، يأتي بمثابة العامل المحرك للتطور في شرق ( مسلم ) متصّحر في ثقافته، يكتب " حسين منيمنة" على صدر موقع " منتدى فكرة " تحت عنوان " هل يشهد المشرق أندثار المسيحية؟
وذلك طبقا للمبدأ الوطني والانساني الذي يقضي بتساوي جميع الاثنيات والاديان والمذاهب في القيم الانسانية والروحية، وفي الحقوق المدنية، بغض النظر عن عدد أفراد كل منها. لآن الكم أو حجم المكون لا يضيف شيئا الى ماهيّة اثنية معينة أو دين معين أو مذهب معين.
" ليس لآن الشعب يضع الحرية في وسط دستوره يعني أنه أصبح شعب حرّ بالفعل، أذ لا بد أن يفلت من أسوأ أنواع العبودية: الجهل"، كتب مونتسكيو صاحب نظرية فصل السلطات قبل ما يقارب من ثلاثة قرون وما تزال تناسب وضع المسيحين في الشرق.



قول المؤرخ فيليب حتي إنّ نسبة المسيحيين في سورية والعراق عند نهاية الدولة الأموية
كانت في حدود 80 في المائة، الجزء الأكبر منهم عرب. وتفيد المعطيات أنّ نسبة المسيحيين في الشرق الأوسط -أي بعد إضافة مصر كانت نحو 25 في المائة عام 1900، لكنّ هذه النسبة انخفضت إلى 5 في المائة عام 2000. وهي بالتأكيد أقل من هذه النسبة في الوقت الحاضر/ العربي الجديد بتاريخ 27 سبتمبر 2017.


70
صمت دهراً ونطق فخرا !!
أوشــانا نيســان
" ثلاثون سنة مرت وقضية شعبنا لايزال تتراوح في مكانها بسبب انشغال معظم قياداتها الحزبية بالصراعات الداخلية المبنية أساسا على تهميش الطروحات البديلة والاراء المخالفة لها. اليوم حان الوقت أن نفكر كأشوريين ومسؤولين عن قضيتنا القومية وليس كأحزاب"، يقول السيد روميو هكاري خلال مقابلة أجراها معه الاعلامي القدير ديفيد البازي بتاريخ 23 سبتمبرالجاري.
من المنبر هذا اشد على نهج الاعلامي الاشوري القديرالسيد ديفيد البازي بعدما نجح وللمرة الاولى في حثّ السيد هكاري على القبول بصورة غير مباشرة، أنه أن الاوان على وضع الاصبع على الجرح في مقابلته ووقف نهجه في التستر "المقصود" على الجاني بحجة عدم التجني على هويته الاشورية خلال ما يقارب من 30 سنة من النضال داخل الوطن وخارجه. هذه النقطة التي أكدنا على ضرورة كشفها مرارا خلال كتاباتنا ونقدنا للعمل القومي الاشوري منذ البداية. لآن العمل القومي  النزيه كغيره من النشاطات الانسانية المدروسة بحاجة الى ممارسة النقد وكشف الاخطاء وتصحيح الاعوجاج بأستمرار.
هذا من جهة ومن الجهة الثانية، فأن المقابلة سلطت الضوء على الشرخ الفاصل بين الداخل والخارج بوضوح ومن خلال ثغرتين:
أولهما: تداعيات غياب صحافة اشورية مستقلة محايدة وعلى راسها غياب فضائية محترفة تفلح في نقل الكلمة الصادقة وجبر الاضرار الناتجة عن كل ما جرى ويجري داخل الوطن رغم مرور ما يقارب من نصف قرن متواصل
ثانيهما: دور الاشاعة والاخبار الزائفة المتداولة بشكل غيرعادي في معظم مراكز جالياتنا في دول الاغتراب وتحديدا في أمريكا، رغم أننا نعيش في عالم بات فيه التسارع والتحول سمتين أساسيتين تبصمان على هوية كل فرد معولم بغض النظر عن أنتماءه العرقي أو المذهبي.
وليبقى الحديث سائرا ضمن أتجاه وحيد هو صلب الموضوع ولب القضية، سنختار التساؤل الاساسي ضمن المقابلة المذكورة. حيث جاء السؤال المدون أدناه على رأس قائمة تساؤلات السيد ديفيد البازي:
لماذا شاركتم في الاستفتاء؟
- لآننا نعيش في الاقليم وطلبنا قبل اجراء الاستفتاء، بضرورة الاعتراف بالوجود وتثبيت حقوق جميع المكونات كالاشوريين والتركمان والارمن من خلال وثيقة تحمل جميع حقوقنا القومية الثابتة.
الاجابة أعلاه أن دلّت على شئ انها تدل على أن، السيد هكاري كان مصّرا حتى الامس، على عدم كشف أوراق البعض من رفاقه ضمن القيادات الحزبية الاخرى لآبناء شعبنا "الاشوري" لولا حنكة الاعلامي ديفيد البازي.
أذ على سبيل المثال لا الحصر، يعرف المتابع أن السيد هكاري لم يشارك في المجلس السياسي الاعلى للاستفتاء في أقليم كوردستان، بصفته ممثلا عن حزب بيت نهرين الديمقراطي وحده، بل شارك بأعتباره ممثلا عن معظم الاحزاب والمنظمات السياسية الفاعلة في أقليم كوردستان باستثناء زوعا، حزب أبناء النهرين والحزب الوطني الاشوري. بمعنى أخر كان السيد هكاري ممثلا عن الاحزاب التي وقعت على وثيقة مدونة تحمل معظم حقوق ومطالب شعبنا الاساسية في حال تشكيل الدولة الكوردستانية. هذه الحقيقة التي لم يكشفها السيد هكاري ضمن المقابلة للاسف.

 


في حين ومن الجانب الاخر، فأن السيد كنا لم يتردد يوما في تخوين السيد هكاري والتشكيك في ولاءه وأنتماءه القومي في معظم تصريحاته ولقاءاته الصحفية، وأخرها:   
 " المسيحيون في الاقليم جايين بأصوات ما عندهم أي شرعية التمثيل، خل يسمعوني جيدا. نعم بدون شرعية جابوهم باصوات من خارج المكون "، يقول السيد يونادم كنا عضو اللجنة النيابية المكلفة بالتعديلات الدستورية خلال مقابلة أجريت معه قبل أقل من أسبوع.
علما أن السيد هكاري يشدد في لقاءه هذا " أن السيد يونادم جاء ب 9 ألاف صوت من البصرة، النجف وكربلاء وأصوات أخرى من أفراد الحشد الشعبي والمواطنين الشيعة في جنوب العراق".
في الوقت الذي يعرف القاصي والداني، أن الغرض من التصريح المستفزللسيد كنا، هو الاعلان عن الاستمرار في نهج تخوين المنافسين له من أبناء جلدته في الاحزاب والمنظمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية، والعراق على أبواب أنتخابات نيابية جديدة في 6 حزيران 2021.
أذ كان يفترض بممثل شعبنا الوحيد في لجنة تعديل الدستورالعراقي المؤلفة من ثمانية عشر نائبا، تقديم دعوة لأجتماع طارئ بموجبه يمكن لجميع القيادات الحزبية والمهتمين بحقوق المواطنين من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن وخارجه، المشاركة والجلوس حول طاولة المناقشة والبحث باسرع وقت ممكن. والغرض من الدعوة، كان يمكن أعتباره نوعا من دعم الوجود والطروحات القانونية لممثل شعبنا السيد كنا في اللجنة الدستورية وبالتالي تثبيت حقوق شعبنا المشروعة ضمن الدستور قبل فوات الاوان. في الوقت الذي تنشر الحركة الديمقراطية الاشورية على صدر موقعها الالكتروني، تصريحا للسيد يونادم كنا قبل خمسة أيام من أن:
" اللجنة أنجزت 122 مادة دستورية والمتبقية نحو 22 الى 23 مادة سيتم الانتهاء منها خلال الاسبوعين المقبلين". من دون ذكر ولو كلمة واحدة حول حقوق شعبنا ضمن التعديلات المقترح أدخالها ضمن الدستور العراقي. هذا وبالاضافة الى توقيع السيد كنا على الرسالة الموجهة الى رئيس اللجنة الدستورية في البرلمان الوطني العراقي بتاريخ 15 /12/2019، بهدف تعديل المادة 125 من الدستوروأضافة أسم السريان كما يلي:
" يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان والكلدان والسريان والاشوريين وسائر المكونات الاخرى، وينظم بقانون". رغم تحفظات زوعا السابقة  وتحفظات العديد من المثقفين الاشوريين حول واوات الفصل العنصري بين أبناء الشعب الواحد.
وفي الختام يجب القول علنا، أن ثقافة الحوار والنقاش مقصية عمدا بين معظم القيادات الحزبية للاسف الشديد، رغم حاجة مجتمعاتنا الى منبر للحواروالتواصل، ودورالساسة في بناء مجتمع حضاري يتجلى أفراده بثقافة الحوار. والسؤال هو، لماذا تخشى القيادات الحزبية "المخضرمة" علنا من ثقافة الحوار والتواصل ؟

71
لماذ تخلف الاشوريون وتقدم غيرهم؟
أوشــانا نيســان
توحيد صفوف الشعب أمنية "أشورية" قديمة لم تتحقق خلال أكثر من ألفي عام. فشبح التحديات الهائلة وحجم ازمات مستديمة ومتوارثة، لا يمكن أن نجتازها بسلام دون توحيد الصفوف وأيجاد رؤية مشتركة لمواجهة التحديات. ولاسيما في بلد مثل العراق، حيث لم يذق سكانه من قبل طعم الحرية والعدالة والديمقراطية رغم مرور 100 عام على تأسيس الدولة العراقية. ومن المنطلق هذا يمكن القول، مثلما يحاول أعداء العدالة والتعددية العرقية والمذهبية، تصعيد مخططاتها ومؤامراتها من أجل ترسيخ وتعميق الهوة بين أبناء الشعب الواحد، كذلك تحاول نخبة من القيادات " الحزبية" المنتمية الى أحضان وهموم شعبنا، تقديم الغالي والنفيس من أجل تجاوز عقدة  الانشقاقات والخلافات المفروضة على واقع شعبنا بجميع تسمياته فرضا. والمبادرة الوحدوية التي قدمتها قيادة حزب بيت نهرين الديمقراطي مشكورة بتاريخ 18/ 8/ 2020، جاءت في صلب الامنية هذه.
" أنا أرفض الجلوس مع أحزاب قادتها خونة ووو...قيادة حزب أبناء النهرين و... رئيس الحزب الوطني مطلقا"، يقول قيادي "أشوري" عريق في عملية تبيض العمالة الحزبية. ذلك في رده على المبادرة " الوحدوية" التي أطلقها حزب بيت نهرين الديمقراطي بعد عقود من التشرذم والانشقاق. علما أن حزب أبناء النهرين واتحاد بيث نهرين الوطني، هما الحزبان الوحيدان اللذان قررا الانظمام الى طاولة النقاش والبحث، رغم شبح الانقراض المهدد على وجود الامة ومستقبلها داخل العراق الجديد.
هذه الحقيقة التي أن دلّت على شئ فأنها تدل بحق على، أن الانقسامات والخلافات المفروضة ستستمر، طالما تواصلت القيادات المتنفذة أعطاء الاولوية الى الطموحات الشخصية والمنافع الفردية على حساب الوحدة ووجود الامة الاشورية ومستقبلها داخل الوطن. وطالما هناك توجهات حزبية ضيقة على ضرورة فرض الشروط قبل الجلوس على طاولة البحث والمناقشة. وأخيرا طالما وجد شخص واحد يضحي بنفسه من أجل أنقاذ قيادة حزبية فاقدة للمصداقية ومنتهية الصلاحية منذ زمن طويل. 
في حين كان يفترض بجميع القيادات الحزبية الاخرى من أقصى اليمين الى أقصى اليسار، الاسراع في تلقف المبادرة، وأعتبارها مجرد بادرة حسن نيّة قد تمهد الطريق لترسيخ دعائم الائتلاف الوحدوي الكفيل بتأسيس جبهة الانقاذ القومي- الوطني، على أساس المبادئ الايديولوجية المشتركة وبالتالي تفعيل أليات العمل القومي المشترك بين جميع القيادات السياسية والحزبية. .
أما قراءتي المبدئية الاولى للمبادرة يمكن حصرها ضمن القول القائل:
 أن الايجابية الوحيدة ضمن مبادرة حزب بيت نهرين الديمقراطي، أنها المبادرة الاولى ولربما ستكون الاخيرة على ما أعتقد في الحفاظ على بصيص من الامل في نهاية النفق، في سبيل تقديم الاستعدادات المطلوبة لتبني أستراتيجية وحدوية قابلة للتنفيذ قبل فوات الاوان. لعل المبادرة هذه تفلح في كبح جماح نزيف الهجرة التي باتت تنخر في جسد هذه الامة المشلولة منذ زمن، أن لم نقل وقفها نهائيا.
أما الجانب السلبي المستورالذي كشفته المبادرة للمرة الاولى، فأنه يفوق سقف معظم التوقعات المنتظرة بأعتقادي. لآن السبب الحقيقي وراء تهميش المبادرات ليس له علاقة  بالصراع الايديولوجي أو المنافسة المشروعة بين قيادة هذا الحزب أو ذاك، بقدر انتماء الرفض المسبق الى بروز نسخة من الهويات المناطقية والقبلية وعلى حساب الهوية الاشورية الشاملة لا أكثر ولا أقل.
حيث أتذكر جيدا، كيف تعرضت أرائي وكتاباتي منذ لجوئي الى أيران ولحد الان، الى الاهانة والسجن من قبل العقل المدبر لزوعا، وأخرها المنع من السفرمن أيران الى موسكو لآكمال دراستي العليا عام 1988، مثلما تعرضت زاويتي الشهرية" وجهة نظر" في مجلة "خويادا" الى التعطيل والمنع من الصدور، بعد زيارة سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية الى السويد وأتفاقه مع السيد سعيد يلدز رئيس الاتحاد الاشوري في السويد منتصف التسعينات من القرن الماضي على قرار المنع. الصفحة الفكرية المستقلة والمخصصة للتحاوروالنقاش من خلال نقد العمل السياسي وطرح البدائل الوطنية الكفيلة بتطويره. في الوقت الذي يمكن القول، أنه مثلما نجحت كتاباتي ووجهات نظري في الكشف عن المستورفي العمل الحزبي قبل أكثر من 30 عام، كذلك نجحت اليوم مبادرة حزب بيت نهرين وسكرتيره السيد هكاري في الكشف عن الاسباب الحقيقية وراء رفض المبادرة رغم أنها الاساس الوحيد للتقارب وطرح الحلول في سبيل انقاذ ما يمكن انقاذه.
أذ من المفيد أن يعرف القاصي والداني، أن قرار رص صفوف شعبنا وتوحيد خطابنا السياسي ضمن هذه المرحلة الصعبة والخطيرة في تاريخ الوطن والشعب، مهمة بالغة الخطورة  في وجه السياسين أو المرتزقة بوجه مكشوف بهدف وقف المبادرة وتهميشها للاسباب التالية:
1- " أنا أرفض الجلوس مع أحزاب قادتها خونة "، هو أبتزاز مكشوف لوأد جميع مبادرات الاصلاح وجهود رأب الصدع ونبذ الخلافات، وبالتالي الاتفاق على خطاب قومي- وطني موحد لمواجهة جميع التحديات والازمات مستقبلا. حيث كان من الممكن للسياسي الذي بدأ رصيده بالتأكل أن يتعاطى بايجابية مع مبادرة حزب بيت نهرين، فيما لو فرضت من الفوق أو طرحتها قيادة أنهكتها التجاذبات الجهوية!! 
2- رفض الاعتراف بالسّر الذي كشفته خلال مقابلة أجراها معي الشماس داديشو بتاريخ 31/8/2017 ومفادها، " أن معظم قيادات الاحزاب والمنظمات السياسية التابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري باتت مخترقة، وعلى الاغلبية الصامتة والمهتمة بحقوق ومستقبل شعبنا ان تصحو وتستيقظ، لتفلح في النهاية في أعادة وضع عجلة قاطرة مسيرتنا القومية والوطنية النزيهة على سكتها الصحيحة قبل فوات الاوان". وهذا ما اؤكد عليه اليوم بنفس النبرة والاصرار رغم مرور 3 سنوات على المقابلة.
3-  فشل نهج الاستقواء بالاكثريتين العربية والكوردية وتبديل المواقف، بحيث أصبحت القيادة في الحزب في واد والجماهير في واد أخر. الامر الذي شجع ظاهرة أتخاذ الجماهير الشعبية مجرد مطية لبلوغ الاهداف والمصالح الشخصية. أذ على سبيل المثال لا الحصر، كيف يمكن لقيادي مخضرم، رفض مبادرة تخص استراتيجيات مستقبلية تتعلق بوجود ومستقبل اعرق شعب رافديني داخل الوطن، بحجة عدم الجلوس بجانب سياسي أخر كان منافسا له في حزبه في يوم من الايام؟
وفي الختام أقترح على القيادات الحزبية والسياسية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، على تتحمّل مسؤولياتها التاريخية ولو مرة، من خلال الاندماج ضمن كتلة سياسية موحدة ومنسقّة يمكن نعتها ب "جبهة الانقاذ القومي- الوطني". علما أن الامنيّة هذه لا تتحقق بالشعارات، وأنما من خلال ترسيخ نهج أستقلالية قرارنا السياسي- القومي وحماية صوت الناخب الاشوري وأنتماءه على حد سواء. حيث يستحيل على شعب بحجم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، أن ينافس أكثرية لا يقل عدد ناخبيها عن الملايين. عليه يفترض بالاكثرية الصامتة وكارهي الاحزاب الانتهازية التي وجدت بفعل أزمة سياسية معينة، تقديم شكوى رسمية الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، بهدف تحديد يوم خاص أو لربما مجرد ساعات  لاجراء التصويت لآبناء المكونات غير العربية وغير الكوردية وغير المسلمة. ولربما يقول قائلا، أن الطرح هذا يخالف مبدأ الديمقراطية،ولكن هل يمكن أعتبارعملية مصادرة  صوت الناخب الكلداني السرياني الاشوري أو الايزيدي أو الصابئي وتحويله الى مرشح أخر، عملية ديمقراطية نزيهة؟ا الاستقواء بالخارج والابتزاز وتبديل المواقف نهج دائم
 لاستقواء بالخارج والابتزاز وتبديل المواقف
 

72
لا ترجموا الكنيسة..أنها تجمع شملنا!!
أوشــانا نيسـان
رغم الحملات التاريخية الموثقة لنهج الأضطهاد الديني المنتظم من قبل الاكثرية المسلمة في الشرق ضد الوجود المسيحي، وتصاعد الزخم الشعبي للعنف ضد الكنائس المسيحية في جميع بلدان الشرق الاوسط بين الحين والاخر، ظلت أثار كنائس المشرق والشواهد التاريخية للديانة المسيحية التي بشّر بها الشعب الاشوري للمرة الاولى في التاريخ، شاهدة وتأبى الزوال في أكبر وأقدس المدن الاسلامية. هذه الحقيقة التي أن دلت على شئ، فأنها تدل، على زيف دعوات العديد من كتاب شعبنا ونهجهم غيرالمدروس في تحميل الكنيسة مصدرا لشقائهم. أو بالاحرى باعثا للظروف المتردية التي يعيشها أبناء شعبنا بجميع تسمياته في العراق أولا وفي جميع بلدان الشرق الاوسط ثانيا.
حيث يجب أن يقّركل مسيحي مؤمن بمسيحيته وهو في نهاية العقدين الاولين من بداية الألفية الثالثة للمسيحية، أن تراث وعظمة شعبنا بجميع تسمياته، جسدتها الرسالة التي بشّر بها شعبنا المسيحي شرق المعمورة وغربها. وأن التاريخ يشهد كيف أستعادت المسيحية دورشعبنا ( الاشوري الكلداني السريان) الحضاري بعدما أنهارت أمبراطوريته السياسية وصعدت أمبراطوريته الروحية لتشمل شرق المعمورة وغربها. " وأن كان معظم ما نقدره في القرن الحادي والعشرين كغربيين يعود أساسه الى المسيحية، فهل يمكن البقاء على قيد الحياة بأزالة هذا الاساس؟ يطرح التساؤل المؤرخ البريطاني توم هولاند في كتابه الموسوم " السيادة". علما أن قضية وجوب قول كلمة الحق أخلاقية ومفروصة على كل مؤمن بقضية ويجب أن تقال كالاتي:
أن كنيسة المشرق قدمت المئات أن لم نقل الالاف من زعماءها وأخرهم البطريركين الشهيدين،  مار بنيامين عام 1918 والبطريرك مار أيشاي شمعون عام 1975، على مذبحة حرية شعبنا المضطهد، ولكن هل يتحفنا التاريخ بأسم  زعيم واحد أو قيادي أشوري واحد، أستشهد دفاعا عن قضية شعبه خلال نصف قرن الاخير؟ هذه التضحية والاستشهاد التي تتفق مع قول سيدنا المسيح " خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فدى الشَّعْبِ ولا تَهْلِكَ الأُمَّةُ بِأَسْرِهَا" يوخنا 11/47-54.
في حين تعودنا أن نقرأ وفي متن كل بيان صادر حول أستشهاد مواطن أشوري، أن الشهادة تعبير عن التضحية بالروح في طريق التحرر والانعتاق. وأنه ليس هناك ما هو أعظم من أن يجود الانسان بنفسه من أجل تحقيق حلمه وحلم شعبه، ولكن السؤال، لماذا لا تشمل هذه التضحية الرفيعة زعيما أو رئيسا لحزب من الاحزاب السياسية العاملة داخل الوطن وخارجه؟
هذا من جهة ومن الجهة الثانية، فأن خطاب شعبنا " الحزبي" بدأ في الاونة الاخيرة يخلو شيئا فشيئا من جميع الحقائق التاريخية التي يجب الاستفادة منها في سبيل اعادة الثقة بين القيادة والقاعدة. أذ على سبيل المثال، تصّر القيادات الحزبية "المتنفذة" لآحزاب شعبنا الاشوري، على حصر زمام الامور بيدها، في الوقت الذي يعرف القاصي والداني أن لا أحد يثق فيهم ولا حتى هم يثقون ببعضم البعض.
الواقع الذي سهل مهمة قياداتنا الكنسية في الالتصاق بهموم واوجاع شعبنا وتحديدا داخل وطن الاباء والاجداد، رغم تبجحات بعض العلمانين. أشكال الخلل الذي يمكن أجمالها من خلال بعدين:
أولهما: تعود القيادي الحزبي أن يقرأ الواقع المخييم على وجود ومستقبل شعبنا من خلال منظور حزبي ضييق لا يتجاوز المصالح الضيقة والانية لحركته السياسية. الواقع الذي يقف بوضوح وراء ظاهرة غياب الثقة بين القيادات الحزبية وجماهير شعبنا. رغم تصاعد حدة ظاهرة الهجرة المخيفة وترك الوطن بدلا من دعم وتشجيع سياسة التشبث بالارض والبقاء داخل الوطن. هذه الظاهرة التي حولت وجود الامة وتاريخها الى مجرد مطية لتحقيق مصالح أنية وأمتيازات فردية لا أكثر ولا أقل.
أذ على سبيل المثال، أطلق غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو نداء بتاريخ 17 حزيران 2020، عنوانها" هل سيهب المسيحيون العراقيون لآجتماع يناقش أوضاعهم؟". علما أن الهدف الاساسي من وراء النداء، كان "تفعيل حضور شعبنا في الدولة والمجتمع العراقي". بالاصافة الى ضرورة تحديد التحديات وراء ظاهرة تهميش الحضور المسيحي، وبلورة رؤية واضحة وتقديم حلول للمعالجة وألية عملية للتطبيق، بالاضافة الى ضرورة تشكيل مرجعية موحدة للوجود المسيحي داخل الوطن والعالم. النداء الذي يمكن تسميته بنداء الاستغاثة لانقاذ ما يمكن انقاذه من الوجود والتشبث بالحقوق داخل الوطن، ولكن كما كان متوقعا ذهب النداء أدراج الرياح!!
ثانيهما: غياب رغبة معظم القيادات الحزبية في توحيد الخطاب السياسي وتفعيل أليات العمل القومي المشترك داخل الوطن. أذ رغم أن هبوط معدلات الوجود المسيحي في الشرق عموما وفي العراق على وجه التحديد، يشي بغياب مرجعية سياسية نزيهة، فأن الظاهرة تلك أخفقت في أيقاظ ضمير الاكثرية من القيادات الحزبية داخل الوطن. حيث مثلما أخفق نداء البطريرك في أيقاظ وعي الناس الى خطورة الوضع الذي يعيشونه داخل الوطن، بالقدر نفسه ستخفق المبادرة الوحيدة والفريدة من نوعها، تلك التي أطلقتها قيادة حزب بيت نهرين الديمقراطي في سبيل الجلوس حول طاولة البحث ونقاش وحدة الصفوف. رغم أن الهدف من المبادرة كان ولايزال، الخروج برؤية سياسية موحدة وكفيلة بتوحيد العمل القومي المشترك وايجاد ألية عصرية مجربة لانقاذ ما يمكن أنقاذه من الوجود ضمن عراق ديمقراطي عادل.
وفي الختام يجب التأكيد في القول مرة أخرى، أنه ليس لكنائسنا وتحديدا كنيسة المشرق، أي دور للدرك الذي ألت اليه التجربة الحزبية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، فلماذا يرجم الحزبي بيوت الله ضمن مناسكه الحزبية يا ترى؟ في الوقت الذي يعرف المتابع، أن مصدرمشكلة المكونات والاقليات العرقية في جميع بلدان الشرق، هو أصرار الاكثريات السياسية في الشرق الاوسط، على وأد رؤية الدولة المدنية - العصرية أو أسس بناء الدولة الحديثة قبل ولادتها.

73
شبح  ثورة هادئة يُخيِّم على الشرق منطلقها العراق !!
أوشــانا نيســان
أنطلقت ألاستعدادات الفعلية لانتخابات الرئاسة الامريكية في بلدان الشرق الاوسط هذه المرة، عشاء الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي الى واشنطن بتاريخ 18 أب/أغسطس الجاري. ورغم أزدحام جدول أعمال الزيارة التاريخية التي بدأها السيد رئيس الوزراء العراقي وتصاعد وتيرة الاحتجاجات الغاضبة في محافظة بصرة الجنوبية وغيرها من المدن العراقية، فأنه يجب القول، أن الزيارة تلك حققت نتائج مذهلة وستحقق لامحالة أنجاز تاريخي نادر في الشرق الاوسط.
حيث يبدوا، أن الزعيمين العراقي والامريكي وضعا ملامح أتفاقية أو أستراتيجية سياسية جديدة بين البلدين، قد تفلح في تغيير الخارطة السياسية في بلدان الشرق الاوسط عموما والعراق الجديد على وجه التحديد. فأصرار قيادة الحزب الديمقراطي الامريكي وعلى رأسها الرئيس الاسبق باراك أوباما، على ضرورة أعادة صياغة خارطة بلدان الشرق الاوسط وفق منهج حركة الأخوان المسلمين ونهج الرئيس التركي الاخواني رجب طيب أردوغان ولد ميتا. أذ أعلن أوباما مرارا أنه يجب الاعتماد على العمق التاريخي لنهج القيادات السياسية "الفارسية" في أيران، بدلا من نهج القيادات العربية وعلى رأسها الزعامة السعودية التي قدمت من الصحراء حسب قوله وفشلت في تطوير مجتمعاتها رغم مرور100عام.
ولربما بسبب التغييرالمفاجئ في الارث الاستراتيجي الامريكي خلال العقد الاخير وتحديدا بعد أستلام  السيد دونالد ترامب دفة الحكم في البيت الابيض، وأنحسار دور قيادات الحزب الجمهوري، أصبح تسارع منهج التغيير الامريكي متسارعا. علما أن الانفجار المدمر الذي حدث في مرفأ بيروت بتاريخ 4 أب/ أغسطس الجاري، كان ايذانا بتنفيذ بنود الاستراتيجية التي وقعت بين أمريكا وفرنسا ابان زيارة ماكرون الاخيرة الى البيت الابيض الامريكي. وأن السيد أيمانويل ماكرون كان أول رئيس دولة أجنبية يزور لبنان بعد ساعات من الانفجار، ووعد بتقديم مساعدات كبيرة وسريعة من الاسرة الدولية. وفي الوقت نفسه  صّرح الرئيس دونالد ترامب أنه سيعقد مؤتمرا عبر الفديو مع الرئيس ماكرون وقادة لبنان وقادة من أماكن أخرى في العالم بهدف أسعاف لبنان. ومن لبنان يصّرح وزير خارجية فرنسا جان أيف لودريان بالامس   " يجب الاسراع في تشكيل حكومة مهمات قبل فوات الاوان، محذرا أذا لم يتم ذلك فأن البلاد تواجه خطر الزوال. وأن الاجراء هذا يجب أن يتم قبل زيارة الرئيس ماكرون الى لبنان في الاول من سبتمبر القادم".
هذه الاجراءات الفرنسية التي تجري اليوم، بهدف أبعاد حزب الله اللبناني عن مصدرالقرارات السياسية في لبنان، تتفق مع الاجراءات الامريكية الاخيرة في أنقاذ العراق من مخالب الميليشيات العراقية المدعومة من قبل أيران. حيث مثلما يعرف المراقب السياسي المحايد أنه " لن يفيد أي تغيير سياسي أو حكومي في لبنان أذا بقي ميشيل عون وصهره جبران باسيل وحزب الله المتمسك بزمام القرارات السياسية في لبنان، كذلك ستبقى كل محاولات التغيير في العراق عبثية وبلا جدوى قبل أنقاذ العراق من تدخلات دول الجوار أيران وتركيا.
ففي تغريدة له على منصة التواصل تويتر ذكر السيد الكاظمي بعد أجتماعه في الاردن مع جلالة الملك الاردني، وفخامة الرئيس المصري " شاركت في الاجتماع الثلاثي العراقي المصري والاردني، بضيافة أخي جلالة الملك عبدالله الثاني ومشاركة أخي فخامة الرئيس السيسي ( 25 أب 2020)..واوضح أنه نتطلع الى أن يكون لقاء الاشقاء بوابة نحو المستقبل خدمة لشعوبنا من أجل مَشرِق جديد للتنمية والازدهار


وتكريس روح الحوار والتفاهم والامن في المنطقة..ونؤكد على أن العراق ملتزم برؤية أستراتيجية تدعم استقرار المنطقة وخلق فرص التهدئة "، أنتهى الاقتباس.
وفي ختام جميع هذه التحركات والزيارات التي قام بها رئيس الوزراء العراقي الجديد السيد مصطفى الكاظمي خلال أقل من أربع شهورمن تسنّمه منصب رئيس الوزراء، يؤكد علنا على ضرورة العمل على توحيد صفوف الشعب العراقي وأستقلالية قراره السياسي. هذا وبالاضافة الى قول فخامته أثناء أستقباله للامير فيصل بن فرحان وزير خارجية السعودية أثر زيارته الاولى الى بغداد من أن "السعودية شريك حقيقي للعراق، موضحا أهمية تفعيل مقررات اللجنة التنسيقية بين البلدين لتوطيد العلاقات الثنائية". في حين أستبق رئيس الوزراء العراقي مغادرته الى واشنطن برفض لعب دور ساعي البريد في صراعات المنطقة"، جريدة الشرق الاوسط بتاريخ 19 أب 2020، ويقصد بقوله، أنه ليس بساعي بريد بين طهران وواشنطن.
هذا من جهة ومن الجهة الثانية فأن حرص سنة العراق على دعه من خلال تصريح لرئيس مجلس النواب العراقي السيد محمد الحلبوسي، على ضرورة تصعيد الجهود الوطنية لآغتنام الفرصة التي خلقها السيد مصطفى الكاظمي لتوحيد الصفوف ومواجهة التحديات والازمات التي يواجهها العراق.  " يقود رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي حراكا كثيفا لتوحيد مواقف القوى السياسية السنّية بعد سنوات من التجاذبات والخلافات الداخلية والتراشق الاعلامي..حيث أتفق الحلبوسي مع النجيفي والخنجر والجبوري والمطلك على ضرورة دعم الكاظمي الذي ينتظر اليه الجمهور السني بوصفه ورقة الوقت الضائع للحد من النفوذ الايراني في العراق"، جريدة العرب 28/8/ 2020.
وفي الختام يجب الاعتراف والقول من دون تردد، لقد عانى الشعب العراقي الكثير من أخفاقات الانظمة السياسية بجميع مشاربها السياسية والايديولوجية خلال 100 عام من عمر الدولة العراقية وأخرها الحروب الطائفية المقيتة.  وأن الشعوب العراقية بجميع أنتماءاتها العرقية والمذهبية تستحق اليوم دعما قويا ومبدئيا من المجتمع الدولي وعلى راسها زعيمة العالم أمريكا، كي ينمو العراق وينهض لبناء نظام ديمقراطي عادل في وادي الرافدين من جديد.
 

74


أوشــانا نيســان

تعتبر الميثيولوجيا الاشورية المترسخة في ذهن المواطن الاشوري الرافديني  وتراث اله أشور، بداية للاعتراف بالاله الواحد في عالم كان يعج بمفهوم تعدد الالهة. هذا وبالاضافة الى أساطيرأشورية أخرى بحجم أسطورة جلجامش، تحكي عن موضوع الخلود والحياة الابدية للمرة الاولى في التاريخ. هذه العقيدة الايمانية التي تقف شامخا وراء عظمة الملك الاشوري وقدرة أمبراطوريته في ادارة التغيير والابداع من خلال فن تحويل الرؤى والافكارالى واقع جديد.
حيث يخبرنا التاريخ، أن لكل أمبراطورية ذروة لها نقطة تحطم تتلاشى منها الى التضاؤل والزوال، باستثناء الامبراطورية الاشورية التي بعدما دمّر كوروش عاصمتها نينوى في عام 612 ق.م، أبتدأت رسالتها الحضارية والانسانية تنتشرشرق المعمورة وغربها. لذلك كان أهتداء الشعب الاشوري الى المسيحية كأول شعب يهتدي الى الديانة المسيحية في العالم كله. حيث الكثير من تعاليم الكنيسة كانت ولايزال مماثلة لمعتقدات ديانة الامبراطورية الاشورية. والدليل على صحة قولنا، هو قول سيدنا المسيح أثرأختياره لرجال نينوى من بين رجالات العالم كله في أدانة هذا الجيل  حسب قوله:
" رجال نينوى سيقومون في الديّن مع هذا الجيل ويدينونه، لآنهم تابوا بمناداة يونان، وهوذا أعظم من يونان ههنا.. ( أنجيل متي 12: 41)".

 هذا من جهة ومن الجهة الثانية فأن التاريخ يذكرنا أيضا، أن الملك الاشوري أبجر أوكاما الخامس ملك أورهي كان يعاني من مرض داء البرص، حين علم بمعجزات السيد المسيح، بعث اليه برسالة يتوسل حضوره الى مملكته ليشفيه. وختم رسالته بأنه يريد أن يرى وجهه السامي. فشكره المسيح ووضع منديلا على وجهه فأرتسمت صورته المقدسة وأرسله الى ملك الرها. علما أن القصة هذه هي الاقدم طبقا لما تداولته كتب التاريخ التي أشارت الى أن أول من ذكرها هو( يوسابيوس القيصري) في كتابه تاريخ الكنيسة دونه في القرن الثالث. القصة نفسها أستخدمها المخرج ميل جيبسون في فيلم"الام المسيح" حينما منحت أمرأة منشفة قماش للمسيح لكي يمسح عن وجهه الدماء التي سالت عن رأسه وهويحمل صليبه على كتفه، وانطبعت ملامح وجهه على ذلك القماش لتسهم هذه الملامح في رسم صورته التي نراها الان.

" الذين لا يقرأون التاريخ محكوم عليهم أن يكرروه"، يقول الفيلسوف الاسباني جورج سانتيانا، وكأنه عاش ويعيش الان بين ظهرانينا. فالشعوب التي لا تستفيد من الكوارث والمجازر التي تعرضت لها في الماضي ولم تأخذ العبر والعظة منها، مكتوب عليها أن تتعرض للمزيد من الانتكاسات. ومن المنطلق هذا يمكن فهم ثقافة الانسان طبقا لما ذكره المؤلف شريف كناعنة في كتابه " دراسات في الثقافة والتراث والهوية" ص 48،  " من أن الرموزالمستوحاة من الثقافة الشعبية هي العنصرالاهم في تكوين الهوية الجماعية للشعب أو الامة ، وهي الجزء الاهم في أحتفاظ على هذه الهوية وضمان استمراريتها، وفي تعزيزها وذلك لعدد من الصفات تتوفر في الثقافة الشعبية دون الرسمية"، أنتهى الاقتباس.

أذ ليس من العدل تحميل ميثولوجية الامة الاشورية وتاريخها وأخيرا حرم كنيستها المقدسة، مسؤولية المواقف والمراحل الصعبة التي مرّ ويمر بها شعبنا الاشوري خلال القرون الاخيرة. حيث مثلما يفترض بالمؤمن بالله وأنبياءه أن يحترم أيمان وعقيدة كل أنسان غير مؤمن، كذلك يفترض بغير المؤمن أن لا يعتدي على عقيدة  أكثر من ملياري مسيحي على وجه الارض أبدا. أذ على سبيل المثال لا الحصر، نشرت في الصحيفة التي كنت رئيس تحريرها في السويد عن حادثة طريفة مفادها:
 وصلت مهاجرة عراقية مؤمنة ومحجبة الى السويد نهاية التسعينات من القرن الماضي. بعد أكمالها لجميع مراحل تعليم اللغة السويدية يفترض بها ان تبدأ بالعمل  مؤسسة من مؤسسات الدولة السويدية. طلب المسؤول عن العمل حضورها الى مكتب العمل فجاءت. استقبلها المسؤول بكل رحابة الصدر ومد يده للمصافحة فرفضت وغضبت ورجعت الى المنزل. تقدمت المهاجرة العراقية بشكوى الى السلطة القضائية السويدية واتهمت مسؤولها السويدي بجريمة مد يده لاستقبالها والتصافح معها. وفي النهاية قررت المحكمة بمعاقبة الرجل السويدي واجباره على دفع تعويضات مالية قدرها 64 ألف كرون سويدي للمهاجرة العراقية المتضررة، ذلك عقابا للجريمة التي أقترفها وهي" لا يحق لاي أنسان أن يمد يده ليصافح أمرأة متدينة يفترض بها طبقا لشعائرها الدينية أن لا تصافح رجلا غريبا".

في حين ينشر كاتب من كتاب شعبنا قبل أيام النص الاتي:
" أما من حيث التضحيات المجانية بالارواح التي قدمناها من أجل المسيحية مقابل لاشئ ألا من ما أوهمتنا به هذه الديانة وأوعدتنا به من أوهام لا وجود لها الا في مخيلة البعض من المخدرين والمضللين من بسطاء الناس ألا وهي ملكوت المسيح الرب في السماوات الاخيرة والاخرة"، أنتهى الاقتباس.  صحيح أن ثقل وحجم الاوضاع المأساوية التي تخييم على وجودنا ومستقبل شعبنا داخل الوطن وخارجه، هو الدافع الاساسي وراء شعور الكاتب كغيره من المواطنين الاشوريين بالاحباط وفقدانهم للحافز والدافعية، ولكن لا يجب أن نسمح لهذه النكسات أن توقف عزيمتنا، على الاقل هذا ما نتمناه من الجميع.
ومن المنطلق هذا يمكن حصرالاسباب الحقيقية وراء مسلسل الاحباط وتراجع دورالامة الى اسباب قد تتجاوز دور الكنائس المسيحية في بلدان الشرق الاوسط عموما والعراق على وجه التحديد وفي مقدمتها:

1- الانقلاب الحزبي- العشائري على زعامة الكنيسة للامة الاشورية، ذلك من خلال مؤامرة بعثية – ممالكية نفذها القاتل دافيد مللك ياقو مللك أسماعيل بأغتيال البطريرك مار ايشاي شمعون في مدينة سان هوزيه/ كاليفورنيا بتاريخ 6 تشرين الثاني 1975. هذه المهمة التي وضعت نهاية مأساوية للزعامة الكنيسة التي قادت الامة الاشورية بفخر واعتزاز خلال 1975 عام متواصل. صحيح أنه طبقا للفهم المسيحي الحديث يجب الفصل بين المؤسسات الزمنية والمؤسسة الكنسية/الدينية وتدخلهما في شؤون السياسة والاحزاب. لآن الشأن السياسي لا يدخل ضمن الشؤون الادارية للكنيسة بوصفها، كيان ذي رسالة روحية ولا سياسية. أما الخلل باعتقادي يكمن ضمن المؤامرة التي جاءت برغبة سلطة فاشية في أنهاء الزعامة الكنيسة الامينة، قبل التفرغ من الاتفاق على ضرورة نقل الزعامة أوالسلطة من الكنيسة الى الشعب. رغم أن أستمرار الترابط التاريخي والايماني المتواصل بين العقائد الروحية والقومية في عقلية رجل الدين الاشوري بحجم البطريرك، سهل عملية قيادة الامة والتضحية من أجلها في أصعب الظروف وأهلكها. أذ لم يتردد البطريرك مارشمعون برصباعي في صعود حبل المشنقة التي نصبها شابور الثاني بعدما رفض مضاعفة الضرائب المفروضة على مؤمني كنيسة المشرق عام 340 م، مثلما لم يتردد البطريرك الشهيد ماربنيامين عام 1918، في قبول دعوة المجرم سمكو شكاك ودخول منزله، رغم علمه ان الدعوة كانت مؤامرة أنكليزية لتصفية البطريرك وأفشال خطته مع القيصر الروسي في تشكيل الكيان السياسي الاشوري في العراق، وأخيرا أنهاء دور البطريرك مار ايشاي شمعون وأغتياله من قبل أقرب المقربين له، في سبيل أنهاء دوره السياسي بعدما ضحى بزعامة الكنيسة وقررالزواج علنا والتفرغ الى شؤون الامة وتحدياتها. والسؤال هو: هل أستشهد ملّك، أو زعيم سياسي أو حزبي أشوري أثناء دفاعه عن شعبه خلال مائة سنة الاخيرة؟؟

2- تشتيت الهوية القومية للشعب الاشوري وتمزيقها من خلال تأجيج الصراعات الداخلية، منها خلافات عقائدية كالمونوفيزية ( الطبيعة الواحدة للمسيح) والديوفيزية ( الايمان بالطبيعتين للمسيح)  بعد مرسوم ميلانو عام 313م، ومنها خلافات عشائرية واليوم خلافات حزبية. حيث منذ أهتداء شعبنا الاشوري وأؤكد شعبنا الاشوري الى الديانة المسيحية في بداياتها الاولى وحتى عام 1552م، وانتخاب رئيس دير الربان هرمزد ماريوخنا سولاقا بطريركا من قبل البابا يوليوس الثالث بتاريخ 3 أذار 1552، لم يذكرنا مؤرخ عن الهوية العرقية لمؤمني كنيسة المشرق، غير أبناء الشعب الاشوري وحده. بمعنى أخر كلدان، اشوريون وسريان، كنا جميعا مسيحيين تابعين لكنيسة المشرق " ولم تستعمل التسمية الكلدانية في الكنيسة، الا بزمن البطريرك يوسف أودو عام 1848، كتسمية لطائفة كنسية ليس ألا، ويؤكد البطريرك السابق المرحوم عمانوئيل دلي في كتابه " المؤسسة البطريركية لكنيسة المشرق"، يكتب الكاتب يعكوب أبونا في الموقع الالكتروني القوش كوم بتاريخ 27/10/2013. أما لماذا أختلفنا اليوم، فهذا هو السؤال الذي يجب أن يطرح على طاولة العلمانين من الاشوريين والكلدان على حد سواء!!

3- الهجرة ومضاعفاتها. كثيرا ما نسمع القول" لا تسألوا الطيور لماذا غادرت أوطانها، بل أسألوا الظروف التي أجبرتها على الرحيل". شخصيا لا أعترف بقدرة هذه الظروف السياسية مهما أشتدت قساوتها في اجبار الشعوب على ترك وطن الاباء والاجداد. لاسيما عندما يكون وقعها بمثابة جرس أنذار لانقراض أعرق شعب وجد على سطح المعمورة. 
صحيح أن العراق دولة وجدت على خارطة الشرق الاوسط قبل 99 عام ولكن سيادتها كانت ولايزال ثوب مهترئ لا يصلح للترقيع أيضا. في حين فأن العراق ينتظر زعيما بحجم العراق وتاريخه ونأمل أن يكون السيد مصطفى الكاظمي، هو الزعيم المنتظر أنشاءلله. ونأمل أن يفلح السيد الكاظمي في زيارته الحالية الى أمريكا، أن ينجح في وضع بنود أستراتيجية أمنية وأقتصادية وتقنية متكاملة بموجبها يمكن للحكومة أعادة بناء اللحمة الوطنية على اساس الشعور بالمواطنة والانتماء والولاء للعراق الجديد.
ومن هنا ومن هذا المنبر، نتمنى أن يكون صدى نضال الناشطة الاشورية لوديا ريمون ضمن الانتفاضة العراقية ، قوة حقيقية لترسيخ بنود العيش المشترك ونموذجا مميزا لايقاظ الوعي الوطني أو الصحوة الاشورية الجديدة في قلوب أبناء شعبنا داخل الوطن وفي جميع دول الاغتراب.

4- تحديد النسل. خلال وجودي في السويد وكتاباتي المتعددة حول مستقبل المملكة السويدية، أندهشت كثيرا بدور سياسة تحديد النسل بطفل أو طفلين على التقدير الاكثرفي مستقبل بلد بالتالي القارة الاوروبية التي وصفت أخيرا بالقارة العجوز. هذا التأثير الصادم لوجود ومستقبل دول أوروبية عريقة ومتطورة بحجم أنكلترا وفرنسا والمانيا، فكيف الامر بتأثير سياسة تحديد النسل على وجود ومستقبل شعب بحجم شعبنا الاشوري الكلداني السرياني.
هذا ما لاحظته خلال وجودي في السويد، أما بعد عودتي الى وطن الاباء والاجداد منذ عام 2013 ولحد الان لاحظت الكثير. ففي زيارة من زياراتي الى ناحية ديانا، التقيت فيها شخص معتوه، قالوا أنه أب      ل( 53) ولد وبنت. الخبر الذي جاء بمثابة صاعقة التي أيقظت الاحساس في تفكيري ونظرتي الى واقع ومستقبل شعبنا والقول:
 كيف يمكن لنا أن نستمر في العيش ونزدهر وننمو في عالم، المعتوه فيه لديه أكثر من 50 طفلا ونحن نكتفي بطفل أو أثنين وأحدهم يهاجر؟
الرد الذي أجبرني على التفكيربجذور سياسة تحديد النسل وأصلها؟  حيث بدا لي، أن التأثيرات السلبية للاستعمار البريطاني لم تتوقف عند الحدود الارضية لخارطة الدولة المستعمِرة ، بل تسللت بهدوء الى ذوات الشعوب العراقية المسيحية وعلى راسها شعبنا الاشوري. بحيث أصبح الرقي لدى شبابنا وفكرة تقليدهم وهجرتهم من دولهم المستعمَرة إلى الدول المستعمِرة أمنية يتمناها الجميع.

5- العلمانية بين النهج والتطبيق.  خلال قراءتي للكتب الصادرة أو المنشورة على المواقع الالكترونية حول تاريخ كنيسة المشرق من جهة الى جانب النتاجات السياسية المنشورة حول الثقافة الحزبية أو السياسية لحركتنا السياسية، لاحظت الفرق الواضح بين الاثنين. حيث درءا للصراعات والخلافات المتكررة حول الجلوس على الكرسي البطريركي، نجحت الكنيسة في حصر الكرسي ضمن عائلة بيت عمون أو بيت الاب أبونا في القوش لما يقارب من 658 عام. في حين ورغم التحديات والاعتداءات والتجاوزات المتكررة على وجود وحقوق شعبنا، لم تتحرك القيادات الحزبية في توحيد جهودها وقدراتها الذاتية ضمن ميثاق عمل قومي مشترك وموحد خلال أكثر من نصف قرن مضى ، بأستثناء المبادرة "اليتيمة" التي أطلقها حزب بيت نهرين الديمقراطي تحديدا اليوم. 

وفي الختام يجب التأكيد من جديد، أن الكوابح أو العوائق المصطنعة أمام مسيرتنا القومية - السياسية، لاتنتمي الى دور كنيسة المشرق وتعاليمها بأي شكل من الاشكال، بل تنتمي أساسا الى غياب نظام سياسي أو دولة المواطنة تتحقق فيها الحرية والعدالة والمساواة بكل تجلياتها. حيث المعلوم أن اصرار معظم القيادات الحزبية التقليدية لشعبناعلى تهميش أن لم نقل الغاء الاليات الديمقراطية في أختيار القيادة الحزبية، عقّدت دور الاحزاب وحولتها الى مجرد ديكوروخطاب عاجز عن التأثير في الشارع القومي. في حين " ساهمت الكنيسة في العراق.. في تعزيز ثقافة السلام والمواطنة والعيش المشترك"، يؤكد قداسة البطريرك الكردينال لويس روفائيل ساكو في حديث له في محاضرة في مؤتمر تورينو في أيطاليا بتاريخ 12 تشرين الثاني 2018. 

75
7 أب.. يوم سقوط الدولة العراقية !!
أوشــانا نيســان
ما أشبه اليوم بالبارحة وما أحوج العراق الى التصالح مع تأريخه وحضارته وأهله. حيث رغم الظروف الاسثنائية التي مرّت وتمرّ بها الدولة العراقية، أن المسؤولية والواجب الرئيسيين في تعزيز وحماية حقوق الانسان والحريات الاساسية يقعان على عاتق الدولة. وللشعوب الاصلية كما جاء في المادة (4) من أعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية، في ممارسة حقها في تقرير المصير، الحق في الاستقلال الذاتي أو الحكم الذاتي في المسائل المتعلقة بشؤونها الداخلية والمحلية، وكذلك في سبيل ووسائل تمويل مهمام الحكم الذاتي التي تضطلع بها".
في حين فأن الدولة العراقية دشنت عضويتها في عصبة الامم عام 1932، بأطلاق حملة الابادة الجماعية ضد أقدم مكوم عرقي عراقي، وهو الشعب الاشوري في قصبة سميل وضواحيها عام 1933. وأن مجرد هذا القرارأن دلّ على شئ فأنه يدل بحق، على أن الدولة العراقية كانت ومنذ تاسيها دولة فاشلة بعدما أخفقت في أعادة أنتاج ظروف بقائها وفق قوانين أنسانية معترف بها دوليا.
حيث لم يتردد رئيس الحكومة العراقية  رشيد عالي الكيلاني لحظة، رغم وجود الملك  العراقي في زيارة خارج العراق، في أطلاق حملة تضليل في الاعلام العراقي لاعداد الرأي العام الجماهيري لحملة من الاعدامات والجهاد والذبح  في صفوف أبناء الشعب الاشوري المسالم. الحملة التي أنتهت بمجزرة " سميل " يوم 7 أب عام 1933، وراح ضحيتها الالاف من المدنيين الاشوريين الابرياء.
هذه الجريمة التي مثلما تعتبر وصمة عار في جبين دولة أسمها المملكة العراقية، كذلك جاءت بمثابة أعلان حرب على تاريخ  وحقيقة أنتماء الدولة الى حضارة وادي الرافدين. رغم أن التاريخ يذكرنا، أن الاشوريين هم أول شعب وضع:
- أسم العراق الحالي/ أيراك ثم أوروك ثم أراكي ( أي بلاد الشمس )على خارطة الكون قبل أكثر من 3020 عام.
- أسم بغداد ورد أصله وجذوره من كلمة بغدادا/ بجدادو وتعني الجنة في اللغة البابلية والاشورية
- أقدم الشرائع والقوانين المدونة في تاريخ البشرية بلغة قانونية وأسلوب علمي من قبل الملك سرجون الاكدي (2371- 2316 ق.م.).
ومن المنطلق هذا يمكن القول، أن مقاصد الانسانية في الشريعة التي رسخها الملك الاشوري في عقلية حكام وادي الرافدين والعالم كله، مثلما كانت نقلة نوعية  في مسيرة الحضارة الانسانية الاولى، بالقدر نفسه تعتبر الشريعة تلك أكثرعدلا وأنسانية  من جوهر خطاب ما يسمى بالخطاب الوطني للدولة العراقية الحالية، رغم الفارق الزمني على مدار الاف السنين.
أذ بدلا من أشراك أبناء الشعب الاشوري وغيره من المكونات العراقية الاصلية ضمن مؤسسات الدولة والسلطة، شرعت الحكومة منذ البداية في تشريع وتنفيذ سياسة الاضطهاد والتهميش الممنهج . أذ مثلما أجبرت الدولة العراقية اعلامها، على نشر دعوة للجهاد ضد الاشوريين بأعتبارهم مسيحيين و"كفار"  قبل 81 عام، كذلك لجأت الحكومة التي ترأسها رئيس الوزراء العراقي الاسبق نوري المالكي في الثالث من أغسطس/أب عام 2014،على نفس النهج الاستبدادي ولربما أخطر. حيث هرب الجيش العراقي ومعه جميع القوات الامنية والقيادات والمسؤولين من الموصل بأيعاز من رئيس الوزراء، وتركوا خلفهم أحدث أنواع الاسلحة الثقيلة والخفيفة بما فيها الاموال المودعة في بنوك مدينة الموصل، ليغتنمها تنظيم داعش الارهابي ويستعملها بالتالي لآبادة التعددية العرقية والمذهبية في العراق الجديد.
القرار الذي يعتبر بحق، دعوة رسمية من حكومة العراق وسلطاته الى تنظيم داعش الدموي، للبدء بأطلاق حملات الفتك وأبادة المواطنين العراقيين من الايزيدين والمسيحيين في سهل نينوى وغيرها من المناطق. الغريب  في الامر، أن شرارة الابادة الجماعية لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، أنطلقت هذه المرة أيضا في نفس المنطقة التي جرت فيها كارثة سميل وفي نفس الشهر وهو بداية شهر أب ولنفس الاسباب وهي عنصرية الدولة العراقية.
عليه يمكن القول، أن حديثنا عن ذكرى يوم الشهيد الاشوري، لا يمكن أن يختزل بمجرد كلمات أوقصائد شعرية كما جرى ويجري كل عام، بل يجب أن نظل أوفياء للقيم والمبادئ التي سقط الشهيد من أجلها. ولاسيما بعدما أصّرت النخبة السياسية في العراق خلال 99 عام، على أختزال السلطات بيد حزب واحد أو زعيم واحد وأخيرا مذهب واحد، ليصبح ذاك الزعيم مصدرالسلطة بدلا من الشعب العراقي .
وفي ظل هذه الظروف السياسية المعقدة، يقبع الشعب العراقي عموما وراء حاجز الخوف من المجهول، يجتر أبناؤه أحزان الماضي ولا يأملون كثيرا في المستقبل.  في حين يفترض بشعبنا الاشوري وبجميع تسمياته أن ينهض في يوم الشهيد الاشوري، بشموخ وعزيمة لا تلين ليجد حلولا قانونية ومشروعة لقضيته القومية والوطنية المشروعة من خلال:
- ايجاد ألية سياسية أكثر فعالية بموجبها يمكن اشراك جميع القيادات السياسية والحزبية"الفاعلة"  وأعضاء من نخبتنا الثقافية، بدلا من الاستمرار في سياسة الحزب الواحد بعد فشل الحزب ونهجه في نصرة شعبه. أذ بدلا من المراهنة على قدرات شعبنا الذاتية، بات المراهنة على القوى الخارجية من قبل الحزب الواحد أمرا مقبولا. هذا وبالاضافة الى دورايديولوجية الحزب الواحد في تعميق الشرخ الفاصل بين الاحزاب وقاعدتها الجماهيرية
- تشكيل لوبي قومي فاعل يشمل جميع شرائح ابناء شعبنا الاشوري الكلداني السرياني داخل الوطن وفي جميع بلدان الاغتراب وتحديدا في الولايات المتحدة الامريكية
وأختتم المقال بكلمات نشرها الكاتب نينوس جوزيف عودة تحت عنوان " 7 أب..يوم الشهيد الاشوري"، في جريدة النهار اللبنانية بتاريخ 11 أب 2013 بقول:
" أن انتماءنا القومي الاشوري المشرقي والديني المسيحي يحتم علينا أن نكون شهود حق وأن ننطق بلسان الحقيقة. سنكمل مسيرتكم يا أشرف البشر. أما أن نعيش عظماء في أرضنا وشرقنا، وأما أن نكون عظاما في جوف الارض".
- المجدوالخلود لشهداء شعبنا في سميل وفي كل مكان
- المجد لشهداء الحق والحرية
- المجد لشعبنا العظيم



76
الدب الاحمرالروسي يقطع أنفاس العم سام!!
أوشــانا نيســان
فشلت عصبة الامم في تحقيق السلام العالمي بعد مجرد 20 سنة من تأسيسها، ولكنها نجحت حقا في طي ملف القياصرة في الغرب. منظمة الامم المتحدة فشلت أيضا في تحقيق السلام المنشود رغم مرور 75 عام على وجودها، ولكنها نجحت في طي ملف العنصرية وأسطورة تفوق العرق الاري الابيض. كذلك فشل المشروع الامريكي في عولمة الأخونة بعد مجرد 72 ساعة من أطلاقه في معقل مؤسسه ومرشده حسن البنا في مصر.
اليوم وبعدما نجاح الدب الروسي في اماطة اللثام عن وجه الغرب وكشف حقيقة الرأسمالية العالمية  ورؤية زعيمتها أمريكا، فأن العالم على موعد من فراغ جيوسياسي عالمي، تحديدا بعدما نجح الثنائي الاحمر مساء 11 تموز الجاري وبعد أربع محاولات فاشلة على أجبارمجلس الامن، على تبني قرار ألماني- بلجيكي جدد بموجبه عمل ألية المساعدات الانسانية عبر خطوط النزاع ومعبر حدودي واحد وهو باب الهوى لمدة عام واحد، كما أصرت كل من روسيا والصين وليس كما خططت أمريكا وتركيا على معبرين.
علما أن نهج التراجع الروسي – الصيني عن 6 أشهر والقبول بسنة،مثلما جاء اتساقا مع الاهداف الانسانية التي تقدمها الانسانية التابعة للامم المتحدة، كذلك يتفق مع نهج أصرارالبلدين على كشف زيف أمريكا وأصرارها على جعل المنظمات الخيرية التابعة للامم المتحدة جسرا لعبور الدعم المادي واللوجستي للمنظمات الارهابية المستقرة في المعسكرات الحدودية.
وفي طليعة الاسباب الحقيقية وراء قبول كل من روسيا والصين بالمشروع الاممي:
1- ضرورة أيصال المساعدات الانسانية لآكثر من مليوني لاجئ ضمن الحدود الفاصلة بين سوريا وتركيا 2- أفهام الغرب وتحديدا زعيمة العالم أمريكا، أن تركيا باتت تتجاوز كل العرف والقوانين الدولية أثر تدخلها السافر في كل من سوريا، العراق، البحر الابيض، أرمينيا ، ليبيا وعمليات التنقيب في المياه المتنازع عليها في البحر الابيض المتوسط وأخرها تحويل كاتدرائية أيا صوفيا الى مسجد
3- أثبتت دعوات تجديد النظام العالمي وأصلاحه في مرحلة ما بعد كورونا، أنه لا يمكن ترسيم ملامحه بالاتكاء على أرث النظام الحالي، لا بسبب فشله تماما وأنما بسبب بروز أقطاب أخرى وعددا من القوى الأقتصادية الأسيوية التي لا يمكن تجاهل دورها في اي نظام عالمي جديد
4- حاجة العالم الى نظام عالمي أكثر أنسانية وأكثرعدالة في غرس القيم الاخلاقية والثوابت التي تهتم بالانسان وتصون حقوقه ودولته الوطنية، من خلال الاعتراف علنا، آن المصالح الاقتصادية والتجارية يجب أن لا تعلوا حقوق الانسان مهما تعالت الدوافع والمبررات. 
ولاجل تفادي الاطالة في الموضوع وتسليط الضوء على دور روسيا الجديدة ورغبتها في أن تصبح طرفا فاعلا في النظام العالمي المؤمل، بسبب نفوذها القوي في منطقة الشرق الاوسط، بأعتبار الشرق مسرحا لولادة النظام العالمي الجديد، كما يعتقد العديد من المفكرين والسياسين. وأن ما جرى بالامس في مجلس الامن يفتح هذه المرة أفاقا جديدة أمام مستقبل الشعوب المغلوبة على أمرها. لآن روسيا طبقا للتقرير الذي نشره الصحفي الروسي أحمد بورخانوف في موقع "أياركس" بتاريخ 20/12/2019  " تستحوذ على أكبر مساحة في العالم فضلا عن مصادر الطاقة الهائلة والموارد الاستراتيجية، لا تحتل مكانة مشرفة في العالم من حيث نصيب الفرد في أجمالي الناتج المحلي"، أنتهى الاقتباس.

 ومن الواقع هذا يفترض بقيادة روسيا الحالية وعلى راسها بوتين بعدما نجح في تعديل دستوري يمنح له البقاء على راس السلطة لغاية عام 2016، زيادة الاهتمام بحرية الانسان وحقوقه الى جانب الاسراع في تطويرالاقتصاد الروسي بعد خفض الاهتمام الزائد بالسياسات الخارجية.
ففي موسكو عاصمة الاتحاد السوفيتي السابق، أثبتت الايديولوجية الشيوعية  فشلها أمام الحيوية القوية والفعالة لاقتصاد الدول الرأسمالية المزدهرة. مثلما فشلت الراسمالية أيضا  وفي عقر دارها أثر فشل النموذج الليبرالي الامريكي في التعامل مع جائحة كورونا منذ بداية عام 2020 ولحد الان. حيث يتذكر العالم بمرارة غضب برلين بعد سعي واشنطن الاستحواذ على عقار كورونا وأجبار وزير الاقتصاد الالماني في حكومة المستشارة انجيلا ميركل في القول أن،"ألمانيا ليست للبيع". ذلك في اجابة على طلب الرئيس دونالد ترامب منتصف أذار الماضي، وعرضه مليار دولار على شركة "كيورفاك" الالمانية المصنعة للادوية، بشرط أن تمتلك ادارته حصريا لقاح فيروس كورونا لمرضى الفيروس في الولايات المتحدة الامريكية فقط.
في الوقت الذي أعلن وزير الصحة العراقي حسن التميمي 19 حزيران المنصرم، رغم أنني شخصيا لا أثق بفعالية هذا اللقاح، من أن العراق بدأ بتصنيع اللقاح الروسي ضد كورونا داخل العراق، بعد أن أقرته اللجان العلمية العراقية. وأضاف المسؤول أن العراق سيكون ثاني بلد يستخدم هذا للقاح بعد روسيا، رغم عدم أقراره من قبل منظمة الصحة العالمية بعد.
 النموذج السويدي
قبل أن نختم هذا المقال يجب التوضيح،  أنني من أنصارالأحزاب الاشتراكية الديمقراطية بأعتبارها أيديولوجية سياسية تدعو الى تدخل اقتصادي واجتماعي من قبل الحكومة لترسيخ العدالة بشقيها الاجتماعية والاقتصادية وتحسين حالات المساواة والديمقراطية والتضامن المجتمعي. بمعنى أخرتلك الاحزاب التي تسمح بالعيش الكريم والمساهمة في الابداع والابتكار والعطاء، طبقا للنموذج الاسكندينافي وتحديدا في مملكة السويد. النموذج الاشتراكي الديمقراطي السويدي مثلما يقف وراء التطورالتكنولوجي والاجتماعي والاقتصادي الحاصل في المجتمع  السويدي منذ عقد الخمسينات من القرن الماضي، بالقدر نفسه يقف وراء تراجع ظاهرة الفقرفي المجتمع السويدي واختفاءها.
الامر الاخر فأن الغرب يمراليوم بمرحلة مخاض عسيروتحول جذري نحو التغيير منذ فجر عام 2020. " أن الاستجابة البطيئة والمتخبطة في أوروبا وأمريكا من الاشياء التي شوهت الهالة التي طالما أحاطت بالتعامل الغربي"، يقول العالم ستيفن والت أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد الامريكية وتوقع ستيفن، أن يسرع أنتشار الوباء وتيرة تحول السلطة والنفوذ من الغرب الى الشرق"، مجلة فورين بوليسي بتاريخ 21 أذار 2020.
علما أن قرارالتدخل الروسي في دمشق والدفاع عن نظام بشار الاسد وفي مجلس الامن منذ عام 2011 ولحد الان، يمكن أعتباره بداية أفول نجم الغرب وبزوغ نجم الشرق. لآن الاكثرية في المعارضة السورية تحولت وللاسف الشديد، الى تيارات سلفية ومجموعة من المنظمات الاسلامية المتشددة همها الاول والاخير كان ولايزال أغتيال الوجود المسيحي في الشرق عموما وفي سوريا على وجه التحديد.
الوجود الروسي الذي يتطلب تطعيمه بشكل من أشكال القوة الدولية لتحقيق نظام عالمي متعدد الاقطاب. وبالعودة الى نقطة البداية كما يذكر التقرير الدولي الذي نشره كل من وليام راند، ديفيد سبينز،براين.أ. فريدريك وعمر الشاهري في مؤسسة راند / كاليورنيا، كل الطرق تؤدي الى دمشق ومن ثم الى خارجها ولكن سيبقى المريض ومن حوله معرضين للخطر بطرق واتجاهات مختلفة. وبما أن مئات الجهاديين يأتون من أوروبا وروسيا والخليج العربي والولايات المتحدة للقتال في سوريا، تصبح على الارجح أوروبا وباقي دول الغرب ودول الخليج العربي وجهات العودة لهم وللمهارات التي أكتسبوها" ص 59.
هذا بقدر ما يتعلق الامر بوجود النظام السوري ورئيسه بشارالاسد، أما ما يتعلق بتداعيات القتال في سوريا على وجود المسيحيين كأقدم مكون عرقي ومذهبي في سوريا وبقية بلدان الشرق الاوسط، لكان بأمكان مخططي  الربيع العربي"الاخواني بأمتياز" والمدعوم أمريكيا وبريطانيا، من تفريغ سوريا ولبنان أولا ومن ثم العراق ولربما جميع بلدان الشرق الاوسط من مسيحييها تماما، لولا وجود القوات العسكرية الروسية في سوريا. هذه الحقيقة التي يؤكدها " تيغران يغافيان" خريج أحد أعرق معاهد فرنسا لدراسات الشرق الاوسط في كتابه المعنون " أقليات الشرق الاوسط المنسيّة تاريخيا"، بقوله:
" أن الاقليات المسيحية قلقت أزاء انتقاضة الربيع العربي في معظم الدول العربية. وأن نجاح هذه الانتفاضة سيؤدي الى تخلي الدول الغربية عن حماية هذه الاقليات في الشرق. ويؤكد أن قيادات الدول الغربية لم تقتنع أن سقوط بعض الانظمة الدكتاتورية في المنطقة  ستنتج أنظمة أكثر تشددا ضد الاقليات المسيحية وأن الاقليات تلك ستظطر بالنهاية الى الهجرة الى الغرب. ويضيف تيغران، حتى فرنسا التي كانت تتعهد في الماضي بحماية الاقليات المسيحية وغير المسيحية خالفت وعدها وشكل موقفها تواطئا ضد مسيحيي الشرق خاصة والاقليات عموما وذلك تمشيا مع مصالح فرنسا وغيرها من الدول وعلى حساب التزاماتها الاخلاقية.
 

77


أوشــانا نيســان

سجّل التاريخ الانساني كثيرا من الاحداث الدموية والديمقراطية التي غيّرت مجرى التاريخ في القرن العشرين، سجّل التاريخ الإنساني كثيرا من الأحداث الدموية والديمقراطية التي غيّرت ، بحيث

خلقت بيئة إيجابية  لإخصاب بذور الشّروالارهاب العالميين في ذهن العديد من مواطني العولمة حتى في القرن الواحد والعشرين . حيث مثلما أشعل المواطن الصربي المتهور غافريلو برينسيب وعمره 19 عام، فتيل نيران الحرب العالمية الأولى التي أودت بحياة أكثر من 8 ملايين شخص، أثر أغتياله للارشيدوق النمساوي فرديناند وزوجته وهم في زيارة خاصة لافتتاح مستشفى في سراييفو عام 1914، كذلك نجحت اللعبة الديمقراطية والانتخابات الرئاسية التي جرت عام 1933 والتي حقق فيها هتلرالنازي  نجاحا باهرا داخل البرلمان وفي المجتمع الألماني الذي أنهكه الكساد الاقتصادي الكبير بداية عام 1930. رغم أن هتلر دخل لعبة الانتخابات الالمانية ورشح نفسه شرعا أمام الرئيس الالماني عام 1932، قادما من النمسا قبل أن يحصل على الاوراق الثبوتية  القانونية التي تثبت له شرعية الترشيح لشغل أي منصب عام ضمن الدولة الالمانية.
وبقدر ما يتعلق بقرارات التغيير ونهج اشعال نيران خطاب الكراهية والعنف في العالم المتحضر، فأنه بدأ ينمو ويتصاعد هذه المرة أنطلاقا من بلدان الشرق الاوسط، خدمة لبنود أجندة الدول العظمى وشروط قد لا تخدم سوى مصالح تلك القوى وأملأ اتها وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا. أذ على سبيل المثال لا الحصر، فأن الربيع العربي الذي أغتالته  الثورة المضادة وزعيمها عبدالفتاح السيسي في أرض الكنانة في مصر معقل الاخوان المسلمين، مثلما غلقت ملف عبقرية فوكوياما ونظريته في " نهاية التاريخ"، كذلك نجحت الثورة في غلق ملف الصحوة الاسلامية المعتدلة والى الابد.

داعش والنظام العالمي الجديد
" أن وباء كوفيد- 19 سيغير النظام العالمي الى  الأبد"، يؤكد وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال بتاريخ 3 أبريل 2020. خلافا لرؤية العديد من مفكري العالم وفي طليعتهم صامويل هنتنغتون  ونظريته في " صدام الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي". حيث يؤكد العالم الامريكي، أن الصراعات ما بعد الدول القومية لن تكون بين الحرب الباردة واختلافاتها السياسية والاقتصادية، بل ستكون الاختلافات الثقافية المحرك الرئيسي للنزاعات بين البشر في السنين القادمة"، أنتهى الاقتباس.

والمتابع لبؤر التوتروالارهاب العالمي المتفاقم عالميا يشعر، أن نهج القتل والارهاب الذي يمارسه تنظيم داعش ضد المدنيين الابرياء في العالم، بدأ يتجاوز خارطة البلدان المحددة لنشاطاته وتحركاته، ويصب تماما في خانة الاختلافات الثقافية التي ستتحول الى المحرك الرئيسي للنزاعات بين البشر، حسب قول صامويل هنتنغتون.
الامر الذي بدأ يعيد الى الاذهان نداء العديد من المفكرين والقادة الكباروقولهم في أن، العالم أجمع يعيش في الوقت الراهن مخاض الانتقال الى عهد جديد أو نظام عالمي جديد وقد تسبق مرحلة الانتقال الى الحرب العالمية الثالثة بخطوة. ولكن يجب أن لا يكون هاجس الخوف من منظمة أرهابية كمنظمة داعش وتداعياتها الوحشية باعثا في تغييردعوات التغيير نحو عالم افضل أو حتى  تأخير الاستراتيجيات الخاصة في تحقيق الهدف العالمي المنشود. بل يفترض أن

 

حيث كثيرا ما نشاهد أو نقرأ هذه الايام، حول سياسة أنقرة في تركيا وتدخلاتها العلنية في سوريا، العراق، يونان، قبرص واخيرا في ليبيا، ذلك بالتزامن مع اجتماعات مجلس الأمن الدولي حول التطورات في جنوب تركيا. رغم أن تركيا عضو في منظمة حلف شمال الاطلسي"ناتو" منذ عام 1952،  ورغم أن المتابع يعرف أيضا، أن تركيا كعضو في حلف الناتو، لا تتحرك من دون موافقة حلفائها أمريكا وروسيا. هذا " وأن الولايات المتحدة الامريكية  طبقا لما أكده الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، اعطت الحكومة التركية الضوء الأخضر للتحرك في أقليم الشرق الاوسط ...وأضاف هل تركيا تتحرك بضوء أخضر أم لا؟ في اعتقادي تتحرك بضوء اخضر في إطار لعبة العلاقات الدولية، صحيفة مصراوي بتاريخ 5 يناير 2020. رغم أن سياسة التدخل التركي وقرار تجنيدها للالاف من اللاجئين السوريين بهدف الاشتراك في القتال في ليبيا، هو قرار مخالف لقرارات الأمم المتحدة الخاصة باللاجئين .

وما جرى بالأمس في مجلس الامن الدولي من النقاشات الساخنة بين الأعضاء 15 ، حول ضرورة الاستمرار في تقديم المساعدات الانسانية التي تقدمها الأمم المتحدة لسوريا عبر الممرين بين تركيا وسوريا، واعتراض كل من روسيا والصين على التمديد والموافقة على معبر واحد ولمدة 6 أشهر فقط، قد أعاد الى الاذهان زمن الحرب الباردة بين الغرب الامريكي والدب الروسي.
فقد ظهر بعد جهد مضني في البحث، أن أمريكا وحلفاءها  أستغلوا محنة السوريين الهاربين وظروفهم المعيشية الصعبة، بهدف الاستمرار في دعم المنظمات السلفية والارهابية في معسكرات اللاجئين المتاخمة للحدود التركية- السورية وعلى رأسها منظمة النصرة الاسلامية، جبهة تحرير الشام وأتباع تنظيم داعش وغيرها من المنظمات الارهابية. 

وفي الختام وقبل طرح المقترحات البديلة فأنه يجب القول أن قادة الدول العظمى مدعوة اليوم قبل الغد الى، وقف ظاهرة الاستقطاب والاعتراف علنا بفشلها في رسم خارطة النظام العالمي الجديد في زمن السلام، بدلا من أن تنتظر الكوارث النووية بعد اندلاع الحرب العالمية الثالثة، لتبدأ بصياغة نظام عالمي جديد وفق شروط حفنة من الدول المنتصرة هذا إذا وجد منتصرا، على حساب العالم والدول الخاسرة من جديد. وفي طليعة مميزات النظام العالمي الجديد وفق ما نستخلصه من العرض أعلاه:

1- يفترض بالنظم العالمية التي أثبتت فشلها خلال 100 سنة الماضية، العودة الى بديل متعدد الأقطاب بدلا من مجلس الأمن الحالي، يلعب فيه المارد الاسيوي دورا فعالا. حيث بدأت دول من القارة الآسيوية كالصين والهند ودول من العالم الاسلامي، بالاضافة الى دول من القارة الامريكية الجنوبية، والولايات المتحدة الامريكية دورا مهما في تشكيل الرقعة الجديدة للعلاقات الدولية كهياكل ومؤسسات وقيم ضمن النظام العالمي الجديد، يكتب المفكر الفرنسي الارمني جيرار شاليان في كتابه "نحو نظام عالمي جديد".

2- العالم فعلا بحاجة الى نظام عالمي جديد يرفض تكرار مسلسل إخفاقات عصبة الأمم واملاءات مجلس الامن في الامم المتحدة الحالي وتداعيات المصالح الاقتصادية والزعامة الدولية، وأنما العالم في انتظار نظام عالمي يراقب الامن والسلام العالميين، وخلق الأجواء الملائمة لإخصاب بذور العدالة والحرية والاعتراف بحقوق الإنسان والشعوب المغلوبة على أمرها شرق المعمورة وغربها، الى جانب أقامة العلاقات الدولية على أسس من الاحترام المتبادل


 

3- حاجة العالم الى نظام عالمي يرتكز على تقديم الخدمات الاجتماعية والمساعدات الانسانية، يتبنى نماذج اقتصادية جديدة تسمو فوق أزمات الرأسمالية واخفاق الايديولوجيات السياسية،
لتنجح في إشراك الفئات المهمشة والفقيرة داخل مجتمعاتها ضمن مؤسسات التنمية وفي الاستفادة من ثمارها كحق من حقوق المواطن

4- اصلاح دور الأمم المتحدة وتحويلها من آلة بيروقراطية ضخمة وفاسدة الى منظمة دولية معتبرة وحاضرة في حل جميع الخلافات والصراعات الدولية بشكل قانوني وانساني عادل ومتميز

5- عدم التريث في تنفيذ القوانين التي تصدرها الأمم المتحدة، وعلى رأسها القرارات المتعلقة بحقوق وحرية الشعوب والمكونات العرقية الاصلية "المهمشة" ضمن البلدان المستقلة

6- ضرورة ايجاد منظومة صحية عالمية - مستقلة قادرة على الاستجابة السريعة في جميع الحالات وخصوصا حالات الطوارئ والأوبئة التي تهدد البشرية، جائحة كورونا اليوم نموذجا


78
البرلمان الاشوري في المنفى في ورطة!!

أوشــانا نيســان

المطلع على مضمون الايضاح الصادر لما يسمى باللجنة الموحدة لتأسيس البرلمان الاشوري في المنفى   - يوكاب) منذ عام 2014، والمنشورعلى موقع عنكاوا كوم الالكتروني بالامس ينتابه الدهشة   UCAP(
والذهول، لمصير هذا الشعب وعقلية هذه "النخب" التي تقود الامة من السئ نحو الاسوأ. صحيح أنني وكغيري من المتابعين نعرف، أن الاتحاد الاشوري العالمي ومنذ تأسيسه قبل ما يقارب من 50 سنة، لم نقرأ عن طرح رؤية قومية موحدة أونشر مشروع فكري وعقلاني ناضج، قدمه الاتحاد خلال الفترة كلها للاسف الشديد. لذلك بأعتقادي كان يفترض بالعقل المدبروراء فكرة التأسيس أواللجنة التحضيرية للبرلمان الاشوري في المنفى، أن تفكر ثلاث مرات قبل الاعلان عن ولادة أي برلمان اشوري في المنفى:

الاولى: كيف يمكن لاعضاء اللجنة التحضيرية الموقرة أو اللجنة الموحدة من أعادة ثقة جماهير شعبنا بالرؤى والافكار الجديدة وأعادة هيبتها، قبل أن تولد النبتة وهي ميتة
الثانية: كان يفترض باعضاء اللجنة التحضيرية دراسة خلفيات الاخفاق في جميع مؤسساتنا السياسية- القومية السابقة قبل الاعلان عن ولادة أي بديل جديد، في سبيل تفادي الوقوع في فخ الاختصاص المقيت
الثالثة: لا يمكن بناء صرح أو بيت جديد بأستخدام نفس عناصر البيت القديم المهدم، وأنما يجب تطعيم المشروع بعناصر ووجوه جديدة بموجبها يمكن تحقيق أهداف الرؤى والاستراتيجيات العُلي

صحيح أن قضية شعبنا في زمن العولمة، بات يعوزها الكثير من مشاريع الاصلاح والتجديد والتغيير داخل الوطن وخارجه. ولكن وحسب رؤيتي الشخصية وتحديدا بعد رفعي لشعارالهجرة المعاكسة وعودتي الى الوطن منذ أكثرمن ثمان سنوات، أقرّ وأعترف أن معظم ما جرى ويجري خارج الوطن وداخله  بحاجة الى أعادة النظروتصحيح المسار والرؤى قبل فوات الاوان. والدليل على صحة قولنا هذا، هو تفاقم أزمة الهجرة وترك الوطن، الى جانب تعمق الشرخ الفاصل بين القيادات السياسية والحزبية لشعبنا الكلدوأشوري وبين أبناء شعبنا داخل الوطن بسبب غياب الثقة بين الطرفين.
أما السبب الاكثر شيوعا لتراجع الثقة، هو حرص "الاكثرية" وأشدد الاكثرية من القيادات الحزبية في الحصول أوتأمين المواقع والامتيازات الشخصية بدلا من الاصرار على ضرورة تحقيق الانجازات القومية – الوطنية لآبناء شعبنا ضمن دستور الحكومتين في كل من بغداد وأربيل. ذلك من خلال المراهنة على دور وطروحات النخبة الاشورية المثقفة والمهمشة على الدوام.

ومن المنطلق هذا، فأن المسؤولية التاريخية أو الطموحات المنتظرة من العقل المدبر وراء اللجنة التحضيرية لتاسيس البرلمان الاشوري في المنفى، تتجاوز فهم عقلية المؤسسين ونظرتهم الى واقع قضيتنا القومية ومستقبل هذا الشعب.  رغم جميع الظروف والمناخات السياسية المواتية لحل قضيتنا، في حال تم أقتناص هذه الفرص واستغلالها في الوقت والزمان المناسبين.
أذ طبقا لما يقول سيدنا المسيح" من أفواههم ندينهم"، فأن اللجنة الموحدة أرادت كما جاء في الايضاح، أرادت إشراك أوسع لأبناء شعبنا من خلال مؤسسات أخرى. ورغم ظروف الاجتماع الموسع فإنه قد تمّ توسيع اللجنة الى 17 شخصاً من الحاضرين وكان الأمر بالتعيين وليس بالانتخاب. النهج الذي أن دل على شئ فأنه يدل على:





1- أن مجرد الحضور أو عضوية أي شخص في ناد من نواد شعبنا، لكانت تكفي في الحصول على العضوية تحت سقف البرلمان الاشوري في المنفى. بمعنى أخر، أن درجة الوعي الفكري والايديولوجي للشخص ليس مطلوبا أو مهما، وألا كيف نجحت اللجنة التحضيرية في توسيع اللجنة من 9 أشخاص الى 17شخص من الحاضرين( أؤكد من الحاضرين) بالتعيين وليس بالانتخاب في أجتماع فيزبادن في المانيا فقط، كما جاء في الايضاح.
 
2- أن البرلمان الاشوري في المنفى يفتقد الى منهاج العمل وشروط العضوية والانظمام الى البرلمان بالشكل القانوني، والا كيف يمكن لعضو من أعضاء البرلمان أن يبعث "سرا" بدعوات خاصة لمؤسسات شعبنا الاشوري، بهدف الحضوروالمشاركة في مؤتمر أشوري عالمي مزمع عقده عام 2021، من دون العودة الى  قيادة البرلمان الاشوري في المنفى أو حتى أشعاراللجنة التحضيرية للبرلمان الاشوري؟
رغم أن الحل في دول الاغتراب ومؤسساتها الشرعية بسيط جدا قياسا بوضعنا في بلدان الشرق الاوسط. أذ بمجرد التهديد برفع القضية الى الشرطة أو المحاكم الشرعية في الدولة المضيفة، يختفي ويتراجع نهج الذين يجيدون الاصطياد في الماء العكر. أما لماذا لم تفكر اللجنة التحضيرية في تقديم الجاني أو الجناة الى العدالة، فالتردد بحد ذاته شكل أخرمن أشكال قلة الخبرة والتجربة، الى جانب الخلل التنظيمي في قرارات أدارة البرلمان الجديد كمؤسسة شرعية في معاقبة العضو أذا أرتكب سلوك غير منضبط.

3- أن الهدف من وراء تأسيس البرلمان الاشوري في المنفى هو مجرد تصفية حسابات بين الاخوة الاعداء، وفقا لما يستنتجه القارئ من الدلالات. حيث من بين ( 1069) كلمة وردت في سياق مضمون الايضاح المنشور، لم يرد غير (14) كلمة في متن الجملة الاخيرة من الايضاح ومضمونها كالاتي " نيل حقوقه المشروعة كافة ولو على جزء من أرضه التأريخية المسلوبة، أرض آشور المقدسة". أنتهى الايضاح.

برلمان من دون أهدأف!!
" نوضح لأبناء شعبنا في الوطن والعالم بأن عقد المؤتمر الآشوري العالمي والذي هو ضمن خطة لجنتنا لجنة ( يوكاب)، كما ورد في بيان اللجنة الموحدة، هو تكرار مملل للواقع التقليدي. حيث أشرنا منذ بداية المقال بوجود الاتحاد الاشوري العالمي منذ ما يقارب من 50 سنة، فما الداعي لتأسيس المؤتمر الاشوري العالمي يا ترى؟ هذا من جهة ومن الجهة الثانية مثلما يبدو أن اللجنة التحضيرية لتأسيس البرلمان الاشوري في المنفى، لم تفكر يوما في مسألة اعادة اللحمة المفقودة بين جميع أبناء شعبنا بكل تسمياته، وبالقدر نفسه لم تتطلع اللجنة على مضمون صرخة الكاردينال مارسكو قبل اسبوعين وعنوانها" هل سيهب المسيحيون العراقيون لاجتماع يناقش أوضاعهم؟". ومن الزاوية هذه يفترض باللجنة التحضيرية:

1- أعادة النظر في قراءة مفهوم التسمية الاشورية وسياقها التاريخي وفق رؤية أشورية ناضجة وقابلة للتطور وليس وفق سياق فكري متخلف ومبتور. مفهوم الاشورية بأعتقادي كان ولايزال يعني الخلق والابداع والعصرنة أبتداء من شخص جلالة الملك الاشوري وحتى أخرمواطن أشوري ضمن مؤسسات الدولة الاشورية وعاصمتها نينوى. والدليل على صحة قولنا، كيف نجحت الامة الاشورية أن تبتدع كل هذه الانجازات الفكرية في اللغة والتواصل، والابداعات العلمية وبناء صرح حضارة حيّرت العلماء في تفسيررموزها حتى اليوم، في وقت كان العالم يترنح تحت وطأة الجهالة والتخلف والعبودبة. عليه يمكن القول، أن الشعب والزمن تغييرا كثيرا سادتي في اللجنة التحضيرية، وأن أهمية قوة العاقل أو المثقف الاشوري الكلداني السرياني، تكمن في قدرته على السمو فوق تخوم جلّ هذه الاختلافات والانشقاقات المزروعة في جسد هذه الامة البريئة عمدا، ولا التركيز على حافات الخلاف وترسيخها مطلقا. والدليل على صحة رؤيتنا:

1- فشل الجالية الاشورية ونخبتها الواعية وهي في قلب الولايات المتحدة الامريكية وبجانب منظمة الامم المتحدة منذ أكثر من 100 عام، فشلت في التسلل الى مبنى الامم المتحدة وطرح ملف قضيتنا القومية المشروعة على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي حتى قبل عام أو عامين، ولربما لاسباب وفي طليعتها:
أ- حصر المراهنة على أعضاء في الجالية الاشورية فقط وتفضيلها "عمدا" على بقية جالياتنا القومية وعلى راسها، الجالية الكلدانية المشهورة بثراءها وعلاقاتها مع مؤسسات الدولة الامريكية وجاليات الشعوب والاعراق الاخرى داخل أمريكا
ب- لم تستغل مؤسسات الجالية الاشورية ولو جزءا من الامتيازات المادية والمعنوية التي يقدمها النظام الامريكي أوحتى الاسترالي بسخاء، الى أتحاد الجمعيات الاشورية، في سبيل خلق المناخ الفكري الملائم لآخصاب بذورالوحدة المؤملة ليس فقط بين أبناء شعبنا وبقية التسميات الاخرى كما يعتقد، وانما أستغلال الدعم بهدف التفريق بين رموزهذه الحركة الاشورية وغيرها من المنظمات والاحزاب التابعة لشعبنا الاشوري داخل الوطن. حيث الشائع أنه سنويا يتم صرف الالاف من الدولارات لآحياء التقليد السنوي المكلف " الفيدريشن" في هذه الولاية الامريكية أو غيرها من المدن الاسترالية، بهدف أحياء حفلات الرقص والغناء، ورفع الشعارات، وتقديم عروض ومزادات علنية، من دون التفكير بحصرريع "فيديريشن" واحد بجوهر قضيتنا القومية وتبعاتها، من خلال دعوة وجوه ثقافية وفكرية وأكاديمية جديدة بموجبها يمكن تسليط الضوء على الجوانب المنسيّة والمهملة وبالتالي طرح الحلول والبدائل، بما تتلائم  وروح العصروالتكيف مع متغيراته

2- فشل نشطاء الجالية الاشورية في جميع بلدان الغرب، في تشكيل لوبي أشوري فاعل ومقتدر في سبيل أقناع الرأي العام الدولي، بشرعية قضية شعب أصيل ومكون مضطهد ومهدد على أرض الاباء والاجداد منذ أكثر من 6770 عام متواصل
 
3- فشل حفنة من الانتهازيين والنفعيين أولئك الذين جثموا على سلطة قرار طرح قضية شعبنا على طاولة البحث والنقاش الدوليين رغم مرور ما يقارب من 100 عام في الاغتراب. في حين نجح عددا من الناشطين "السريان" ضمن الاحزاب السويدية في طرح ومناقشة قضية شعبنا تحت قبة البرلمان السويدي والاتحاد الاوروبي على حد سواء. مثال على ذلك، دعوة ممثلي وزعماء 12 حزبا أوتنظيما سياسيا من تنظيمات شعبنا داخل الوطن مع عددا من زعماء كنائسنا، الى عاصمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل بهدف طرح المسألة على طاولة الاتحاد وممثلي 28 دولة من دول الاتحاد الاوروبي بتاريخ 28-30 حزيران عام  2017.   

4- فشل القضية "الاشورية" بأعتقادي سببها الرئيسي حصر جميع خيوط القضية بيد المؤسسات التقليدية لمجموعة من الاثرياء والانتهازين في كل من أمريكا وأنكلترا واستراليا، وعلى رأسها قيادات الاتحاد الاشوري العالمي. لآن الانتهازية ليست وجهة نظر، أنها خداع ونفاق ورياء. رغم أن الكل يعرف كما يقول المثل الشائع" قد يتم خداع كل الناس بعض الوقت، وقد يتم خداع جزء من الناس طيلة الوقت، ولكن من المستحيل أن يتم خداع الناس كل الوقت". لذلك تقتضي اهمية الحرص على أداء الامانة القومية – الانسانية، على عدم اشراك أو زجّ الاسماء التي فشلت في الامتحان السياسي خلال نصف قرن متواصل ضمن المشاريع السياسية الجديدة.

5- ديمومة ظاهرة زواج المصلحة بين معظم الجمعيات التابعة لشعبنا الاشوري في أمريكا وأستراليا وحتى بعض بلدان أوروبا ورموز "حركة" معينة داخل الوطن لآكثر من ربع قرن متواصل. رغم المؤامرات والانشقاقات التي سجلتها فروع الحركة السياسية تلك ضمن المسيرة الوحدوية للاتحادات الاشورية وحتى كنائسنا في الغرب كله.


أما الدروس والعبر المستخلصة من الطرح الجديد فيمكن حصرها كالاتي:
1- أصرارالاكثرية من مسؤولي مؤسساتنا وجمعياتنا الاشورية ضمن بلدان الاغتراب على، ضرورة تحزيب قضيتنا القومية وأختصارها ضمن أيديولوجيات أوأجندات هذه الحركة أو ذاك التنظيم الحزبي داخل الوطن أو خارجه. رغم تداعيات التحزيب ومخرجاته العلنية في تضييق المسألة بدلا من توسيعها أو بالاخرى ضرورة عولمة القضية.
2- فشل المسؤولين عن جمعياتنا في بلدان الاغتراب في جسرالشرخ الفاصل بين الداخل المثقل بهموم وتحديات جسيمة وبين المنافي المثقلة بقدرات فكرية وأكاديمية ومهنية لكنها مهملة ومهمشة. ولاسيما بعد تراجع نسبة الوجود والبقاء داخل الوطن أمام تحديات الهجرة والعيش في بلدان الغرب. الامر الذي أن دل على شئ فأنه يدل على هاجس الخوف من النخبة الاشورية المثقفة داخل الوطن وخارجه
3- تهميش دور الاعلام النزيه وسلطة الكلمة الصادقة على تصحيح المسيرة وأعادة صياغتها من جديد. ذلك في سبيل عدم أزعاج قيادات الاكثرية من الاحزاب التقليدية، ونهجها في رفض الاستفادة أو حتى المراهنة على  مخرجات الاعلام الحقيقي وعناصره. بحيث أصبحت مهنة الاعلام، مهنة من لا مهنة له أو مهنة من لم يسبق له أكمال دراسة اعلامية مختصّة بطبيعة الرسالة التي يقوم بها.



79
وداعا للاحزاب المؤدلجة التي تجاوزت ثوابت الامة!!
أوشــانا نيســان
شعبنا الكلدوأشوري، أول سلالة أنسانية نجحت بحق في انتشال العالم من مستنقع الجهالة والتخلف بحضارتها وأبداعاتها المتواصلة وفي طليعتها، أكتشاف أول لغة مكتوبة "مسمارية"، مدارس، نظريات علمية، نظام دولة، دستور، عجلات والنظام الفلكي ووو، تعودنا أن نسمع ونقول ذلك بأستمرا، من دون أن نكلف أنفسنا ولو مرة مشقة السؤال:
إذن كيف وصلنا الى هذا الدرك الاسفل من الانحطاط  وما هي أسباب التخلف والتراجع الخطير الذي أقتنعنا بها منذ أكثر من 1500 عام؟
صحيح أن الاجابة على هذا التساؤل التاريخي المعقد، بحاجة الى الكثير من التروي والتفكير ولكن هول التداعيات والتحديات التي تخييم على وجود ومستقبل اجيالنا داخل الوطن وخارجه، تقتضي أيضا الاسراع في تقديم كل ما من شأنه ترسيخ الجذور داخل الوطن وتهدئة مخاوف الامة من الهجرة أن لم نقل وقفها نهائيا. ولاجل أطلاق مسيرة التغيير يجب دراسة أليات تراجع شعبية الاحزاب وتصاعد وتيرة الهجرة التي تنخر في جسد الشعب من منظورين:
أولهما: دراسة جذور الصراعات والمشاكل والخلافات التي تجري بين أبناء الشعب الواحد ذاتيا وموضوعيا بعين العقل والمنطق. هذا وبالاضافة الى دورالنخبة في تصحيح المسارأو تعقيده 
ثانيهما: تسليط الضوء على نهج الاكثريتين وتحديدا الاكثرية العربية ودورنظامها السياسي في زرع بذورالتفرقة والانشقاق ضمن التعددية العرقية والمذهبية العراقية التي كان يفترض بالنظام ، تحويلها الى قوة ايجابية من أجل التغيير والتطورنحو ترسيخ مقومات التجربة الديمقراطية
وبقدرما يتعلق الامر بخلافاتنا الذاتية المستعصية ودور النخبة ( أقصد بالنخبة الزعامات العشاءرية والكنسية أولا ثم المثقفة ثانيا ) في تحريف المسيرة لاسباب ذاتية وشخصية بدلا من وضعها على سكتها القومية- الوطنية الصحيحة، فأن الامر يتطلب المزيد من الجرأة في سبيل وضع النقاط على الاحرف. حيث يعرف المتابع، أن طموح القيادات العشائرية وأخرها طموحات المرحوم ملك ياقو ملك أسماعيل تجاوزت حدود الوطن والامة كثيرا.حيث مع بدايات الحرب العالمية الاولى وتجدد دعوات السلطان التركي في ابادة مسيحيي تركيا في منطقة هكاري وقوجانس، شمّرأميرشهداء كنيسة المشرق وشهداء الامة الاشورية البطريرك ماربنيامين، شمّرعن ساعد الجد في سبيل الله وخدمة شعبه " المهجّر"، رغم عمره الصغير. حيث قررالذهاب فورا الى روسيا ولقاء القيصر الروسي ودعوته الى ضرورة مد يد المساعدة الانية للشعب الاشوري. المهمة التي تكللت بالنجاح، لولا أنطلاق الثورة البلشفية  عام 1917 والانقلاب على مملكة القيصر الروسي وقتله مع جميع أفراد أسرته.

وعن أهم الدروس المستخلصة عن زيارة البطريرك الشهيد ماربنيامين الى روسيا يمكن حصرها كالاتي:
1- مع أطلاق الفرمان التركي عام 1914 في أبادة المسيحيين ( الارمن والاشوريين واليونانيين وغيرهم)، كان من غير الممكن للقوات العشائرية الاشورية أن تستمر في صدّ أو دحر هجمات امبراطورية بحجم الامبراطورية العثمانية وعدد غير قليل من زعماء العشائر الكوردية المتحالفة مع الاتراك، في سبيل قتل وذبح وسبي النساء والاطفال وحرق الكنائس والقرى والممتلكات الاشورية. لذلك يجب تقدير نهج سيد الشهداء البطريرك ماربنيامين وقراره الذي كلفه عمره.
2- أنطفاء جذوة وحدتنا القومية وتراجع رغبة قيادات الاحزاب السياسية، في طرح المشاريع الوحدوية الكفيلة في جسرالشروخات المذهبية والعرقية المصطنعة بين أبناء الشعب الواحد. حيث أثبت التاريخ أن أجندة الاحزاب وقياداتها السياسية "المخضرمة"، أتسعت لكل البنود المضللة والطروحات القاحلة بأستثناء فقرة توحيد الصف والكلمة لمجابهة العدو المشترك. بحيث باتت مسالة ديمومة الصراعات الداخلية وتأجيج خلافاتها بين الحين والاخرفي طليعة المهمات المزنرة على رأس قائمة أولوياتها.
أذ على سبيل المثال لا الحصر،سكتت قيادات جميع الاحزاب والمنظمات التابعة لشعبنا الكلدواشوري ولم تصدربيانا أو حتى مذكرة أحتجاج على خلفية قصف الطائرات والمدفعية التركية للمناطق التابعة لآبناء شعبنا في محافظة دهوك خلال 15 يوم خلت، بأستثناء المقابلة التي أجراها السيد سامر الياس مع رئيس كتلة الرافدين في برلمان اقليم كوردستان بتاريخ الامس 28 حزيران الجاري حيث قال" ليس هناك أي اضرار بالارواح أو بالشكل المادي الملموس بأستثناء الجانب المعنوي والنفسي جراء تجدد القصف".
في حين أوضح غبطة البطريرك الكاردينال ساكو في حوار مع موقع "فاتيكان نيوز" بتاريخ 25 حزيران الجاري من" أن السلطات التركية لم تُطلع الحكومة العراقية مسبقًا على الغارات الأخيرة التي استهدفت عددًا من القرى يقطنها المسيحيون، وقد أسفرت عن سقوط عشرة قتلى مدنيين على الأقل. كما لم يسلم من الصواريخ التركية أحد المدافن المسيحية الكلدانية".
3- يجب على كل اشوري مؤمن بقضيته القومية وحريص على وجود ومستقبل شعبه داخل الوطن، أن يلاحض حرص الكنيسة ودور زعماءها تحديدا سيد الشهداء البطريرك ماربنيامين وتحركاته الخاصة  بتدويل قضيتنا القومية قبل أكثر من 100 عام. في الوقت الذي فشلت فيه جميع القيادات الحزبية والسياسية لشعبنا الكلدوأشوري، ليس فقط فشلت في تدويل القضية وأنما فشلت القيادات تلك في طرح القضية على طاولة الامم المتحدة أو حتى جمعياتها الخاصة في الدفاع عن حقوق الانسان والشعوب المغلوبة على أمرها.  رغم جميع التسهيلات والقدرات المالية المتوفرة للشعب الكلدوأشوري في زمن العولمة،  قياسا مع وضع شعبنا المتقهقر أبان الحرب العالمية الاولى.
4- فشل القيادات السياسية - الحزبية لشعبنا الكلدوأشوري، في توسيع فضاء النضال الحزبي الضييق  رغم التعددية العرقية والمذهبية التي يتميز بها شعبنا داخل الوطن وخارجه. فحرية الراي والتعبير والاعتراف بالاخر مجرد مفردات بالية تنشرعلى صدرأعلامها الصفراء، بهدف استبعاد القوى المؤثرة عن عملية صنع القرار. والدليل على صحة قولنا، الاقرارعلى رفض دور زعماء الكنيسة في تدويل قضيتنا القومية المشروعة ودعم قرارأغتيال البطريرك مارايشاي شمعون في أمريكا من قبل داود ملك ياقو ملك اسماعيل بتاريخ 6 كانون الاول 1975. حيث يقال أن الاغتيال جاء بالتحريض من قبل حفنة من الحزبين بسبب أصرارالبطريرك الشهيد على ضرورة تدويل قضيتنا القومية المشروعة.

أما بقدرما يتعلق بالشق الثاني والمتعلق بدورالاكثريتين وتحديدا الاكثرية العربية ونهج نظامها السياسي في زرع بذورالتفرقة والفتنة بين أوساط الشعب الواحد والمصير المشترك، في عقلية المواطنين فحدث ولا حرج.
فالدولة العراقية التي فشلت في ترسيخ مقومات الدولة العميقة التي يتسامى دستورها فوق سياج الخلافات المذهبية والطائفية خلال أكثر من 99 عام متواصل، كيف يمكن لها أرساء مقومات الدولة القانونية الكفيلة في أقامة موازين العدالة وحماية الدستوروصون الحقوق والحريات لجميع المواطنين العراقيين، بغض النظر عن الانتماء العرقي أو المذهبي أو الايديولوجي.
لهذه الاسباب وغيرها يجب المراهنة على دعم فكرة الحوار الاستراتيجي وترسيخ وشائج العلاقات الوطنية النزيهة والعلنية بين قيادات الاحزاب الوطنية العراقية من جهة وقيادات الاحزاب والمنظمات السياسية التابعة لشعبنا الكلدوأشوري من الجهة الثانية.
الحلول المقترحة للتغيير!!
ما جرى ويجري من القصف التركي وتدميرعشرات القرى والارياف وحرق الممتلكات التابعة لآبناء الشعبين الكوردي والكلدواشوري في محافظة دهوك معقل الاشوريين/المسيحيين في التاريخ، يجب أن يكون درسا لتصحيح مسارحركتنا القومية- الوطنية داخل الوطن وخارجه، في سبيل تقريب وجهات النظروالاتفاق على قاسم مشترك موّحد لحل جميع الازمات والصراعات اليوم قبل الغد. لآن الزمن أو التاريخ المترع بالدماء والحروب والدمار، لايصلحه الا نهج التعايش والتصالح الحقيقي بين جميع شعوب العراق ومكوناته العرقية والمذهبية من دون تمييز. علما أن بذورالنهج الوطني الحقيقي لا يمكن لها أن تنمو في ثرى العراق عراق ما بعد قرن من الدكتاتورية، قبل التفرغ من خلق الاجواء السياسية والفكرية الملائمة لآخصابها. وبقدر ما يتعلق الامر بمسيرة شعبنا الكلدوأشوري فأن شعبنا بحاجة الى:
1- تشكيل " مرجعية " نزيهة وفاعلة تشمل قيادات جميع الاحزاب، جميع الكنائس، المنظمات المدنية، المراكزالثقافية  داخل الوطن وخارجه. حيث التاريخ أثبت، أن فشل السياسيين في تحقيق ولو جزءا يسيرا من طموحات شعبنا الكلدوأشوري داخل الوطن، أرتد بشكل أو بأخرعلى تطلعات الشعب الابي وشجعت فكرة الهجرة وترك الوطن بأنتظام. علما انني شخصيا أقرّبوجود هذا الشخص الغائب الحاضرلقيادة "الفكرة" وتنفيذها، بعدما برهن خلال فترة التحديات والمحن أنه نجح في اتخاذ قرارات حكيمة بهدف قيادة مسيرة التوجه نحو بّرالامان. وفي طليعة الأولويات المزنرة على صدرأجندة المرجعية:

أ- وقف نهج تحزيب قضيتنا القومية والوطنية مباشرة، ذلك من خلال أعادة توجيه المساربما يتفق مع المستجدات السياسية لكل مرحلة من المراحل. أذ لا يمكن ضمان الحقوق المشروعة للشعوب المغلوبة على امرها في زمن العولمة، بأليات عمل حزبي تقليدي عفى عليها الدهر. أذ على سبيل المثال، نجحت الاحزاب السياسية لشعبنا الكلدوأشوري خلال أكثر من ربع قرن متواصل، في تقزيم مطالب الشعب وحقوقه القومية المشروعة من خلال الاكتفاء بالمقاعد البرلمانية ومقعد وزاري يتيم فقط !!

ب- تشكيل لجنة أستراتيجية معتمدة لتثبيت أجراءات التخطيط الاستراتيجي وتقييم مسارالتوعية ورقابة العمل السياسي، لتكون اللجنة نواة لتصحيح المسار وتوجيهه وفق البنود المتفق عليها بالاجماع ضمن نقاشات المرجعية

ج- دعم وتشجيع الكفاءات والقدرات السياسية، والفكرية، الاكاديمية والاعلامية لكل مواطن، أو مثقف   أوسياسي، بهدف استغلالها ضمن مسارات عملية التغيير واعادة صياغتها وادماجها مع استعدادات التغيير. النهج الذي يمكن أعتباره عملية  شاملة تستوجب مشاركة الجميع في أدارة التغيير، خلافا لسياسات الاحزاب ونهجها في خلق شرخ عميق بينها وبين الاكثرية من أبناء شعبنا
 

د- تأسيس هيئة أو مركزللاعلام والاتصالات مهمتها أنشاء قناة تلفزيونية أو فضائية تقدم رؤية متّزنة للواقع عكس الصورة النمطية التي تقدمها فضائيات غير محترفة. يكون التعيين في الهيئة أو الفضائية  وفق القدرات الفكرية والكفاءات الاعلامية للفرد، ولاسيما بعد اختلاف المعاييروأليات التغيير في زمن العولمة. مهمة القناة بث سلسلة من البرامج الارشادية الخاصة بالتغييروالتوطين والاستقرار، ذلك من خلال تقديم برامج موجهة خاصة بالتغييروأستضافة العديد من القيادات السياسية "الكفوءة" أو الاكاديمية المقتدرة في هذا المجال
2- أضفاء المزيد من الشفافية على المال العام، من خلال فتح صندوق للتبرعات في سبيل دعم وتنفيذ جميع المشاريع والمقترحات الخاصة بالتغيير، تلك التي تطرحها المرجعية أو توافق على تنفيذها بعد الاطلاع على مضمونها ودرجة فعاليتها. الامر الذي سيساعد حتما على أعتماد الشفافية الزائدة في أدارة المدخولات والمصروفات الكترونيا
3- الاسراع في تشكيل لوبي "كلدوأشوري" فاعل ومحترف بموجبه يمكن لنا ايصال نداء الامة ومظلوميتها الى رأي العام العالمي وأروقة الامم المتحدة وجمعياتها الخاصة في الدفاع عن حقوق الشعوب وحرياتها
4- تشكيل مركز أو مجلس أستشاري، يتضمن خيرة السياسيين، الخبراء، اكاديميي الامة ومثقفيها، بهدف دراسة خلفية التحديات والازمات،  دراسة معمقة في سبيل تقديم المقترحات أو البدائل القانونية الناجحة قبل فوات الاوان وتعقد الامور، وفي طليعة أولويات المجلس ومهماته:
أ- وقف نهج الانفراد في اتخاذ القرارات السياسية والمصيرية، من خلال دراسة القرارات من جميع جوانبها الفنيّة والقانونية والموضوعية قبل أتخاذ أي قرار جماعي يعبر عن مواقف الجميع
ب- الاسراع في دراسة الجوانب القانونية لتفعيل المادة (4) من أعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 61/295 المؤرخ في 13 سبتمبر 2007 حيث ورد فيها:
" للشعوب الاصلية في ممارسة حقها في تقرير المصير، الحق في الاستقلال الذاتي أو الحكم الذاتي في المسائل المتصلة بشؤونها الداخلية والمحلية، وكذلك في سبل ووسائل تمويل مهام الحكم الذاتي التي تضطلع بها"


80
رؤية تركيا الاخوانية بين فقه الخلافة العثمانية وفقه ربيع الثورات العربية!!
أوشــانا نيســان
منذ ذبول أحلام الامة العربية على أعتاب الخلافة الاسلامية الذي تنبأ بها الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين في مصر، فشل العرب في "تحكيم شرع الله والعيش في ظلال الاسلام" في مصر أم العرب رغم مرور 92 عام على النبوءة التي بشروا بها. الامر الذي سهل مهمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في وأد خلافة الدولة الاخوانية في المهد تلك التي أعلنها الرئيس الراحل محمد مرسي، بأعتبارها نتاج تعاقب ألازمات السياسية والحزبية المتوارثة في مصر. رغم "أن شعب مصرهو أكثر شعوب العالم تدينا لكن مصر لم تعرف دولة دينية في تاريخها"، يكتب نشأت الديهي في كتابه مستقبل وطن ص 36. 
من الخطأ الاعتقاد أن ما يجري اليوم من التوتر بين مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي من جهة وبين فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي "المعترف بها غربيا" وارتباطات الاخير مع رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا من جهة أخرى، مجرد عقبة تزول بزوال اسبابها. لآن الخلاف يمد بجذوره عميقا الى حقيقة تبني الرئيس رجب طيب أردوغان نبوءة الشيخ حسن البنا، بتحويل العالم العربي والاسلامي الى خارطة أخوانية – عثمانية مرتبطة بأنقرة بدلا من مصر أم العرب. لآن الرئيس أردوغان المتعصب لآحياء أرث الدولة العثمانية، أطلق بداية مشروعه التوسعي رسميا أنطلاقا من المنطقة الامنة التي أعلنها في مدينتي رأس العين وتل الابيض شمال سوريا، واليوم في شمال العراق ثم نزولا نحو مصراتة وسرت في ليبيا وحتى تونس. 
" أن القادة العرب.. ما زالوا يعيشون حالة الصدمة التي حلت على رءوسهم بسبب مطرقة الاتفاق النووي الامريكي الايراني الثقيلة، ولكننا نأمل أن يتجاوزوها بسرعة قبل فوات الاوان، ويتبصروا عما يجري طبخه لهم في المستقبل، فالاحداث متلاحقة ولا مكان للطم والعويل، يكتب عبدالباري عطوان رئيس تحرير جريد "رأي اليوم" في جريدته تحت عنوان" أوباما يتعامل مع الزعماء العرب وكأنهم تلاميذ في مدرسته، بتاريخ 18 تموز 2015، ولكنه ينسى أو يتناسى السيد عطوان عمدا، لماذا تعامل أوباما مع الزعماء العرب وكأنهم تلاميذ في مدرسته. حيث بدلا من استيقاظ  زعماء العرب من سباتهم الطويل والبدء باصلاح بيتهم الداخلي كما نصحهم أوباما منذ فترة، بدا يتنافس عددا من زعماء ورؤساء الدول العربية في الركوع أمام أوامرالجمهورية الاسلامية في أيران وجمهورية تركيا ورئيسها أردوغان، رغم تراجع الدولة العثمانية عن الخلافة الاسلامية وقبولها بالعلمانية ، وتخليها عن الحروف العربية وتبنيها اللغة اللاتينية في أشارة واضحة الى نية الجمهورية التركية لادارة ظهرها للشرق"الاسلامي"  ووجهها صوب الغرب"المسيحي".
المتابع للمستجدات السياسية التي جرت وتجري في العالم الاسلامي عموما والعالم العربي على وجه التحديد أثر التدخل التركي في ليبيا بطلب من الزعيم"العربي" فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، يعرف أن للتدخل التركي تداعيات سلبية لايحمد عقباها. ولاسيما بعد تصريحات رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح بتاريخ 24 حزيران 2020  بقوله:
" أن الشعب الليبي سيطلب رسميا من مصر التدخل بقوات عسكرية اذا اقتضت ضرورات الحفاظ على الامن القومي الليبي والامن القومي المصري، وذلك دفاعا شرعيا عن النفس في حال قيام الميليشيات الارهابية والمسلحة التي نقلتها تركيا وعددها أكثر من 15 ألف مرتزق، وقامت بتجاوز الخط الاحمر الذي تحدث عنه الرئيس السيسي ومحاولة تجاوز مدينتي سرت او الجفرة".
هذا بقدر ما يتعلق الامر بالاكثرية من أبناء الشعب الليبي ورفضه العلني لنهج تركيا في البدء بأخونة الدول العربية في شمال أفريقيا ابتداء من جمهورية ليبيا وتونس ثم التوسع لاحقا نحوالدول الاخرى. أما ما يتعلق بالرفض الاقليمي والدولي، فحدث ولا حرج.
فقد أعربت الخارجية الامريكية  عن" ترحيب واشنطن باعلان القاهرة والجهود المصرية لدعم وقف اطلاق النارفي ليبيا، مثلما ندعو الى أنهاء فوري للتدخل الاجنبي في ليبيا"، تقول وزارة الخارجية الامريكية.
" لا حل في ليبيا سوى الجلوس حول طاولة المفاوضات..وعن مزاعم الوجود الروسي في ليبيا، فهو محل شك ونطالب بالتحقيق في الامر"، يقول سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا.
" نؤكد على وحدة ليبيا وسيادتها الوطنية ونرفض نقل الارهابيين والمتطرفين الى ليبيا"، تقول جامعة الدول العربية.
أما قيس سعيد رئيس جمهورية تونس فيقول في رده على التدخل التركي في ليبيا " حكومة السراج مؤقتة ونرفض التدخل الاجنبي في ليبيا ..والحلول في ليبيا يجب أن تكون ليبيا ليبيا. لذلك نرفض توريط تونس في ليبيا قطعا"، في أشارة الى تحركات راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي وعلاقاته الاخوانية مع أردوغان.
اما التساؤل الذي ظل يلاحق مخيلتي منذ بداية الاستعداد لكتابة هذا المقال وحتى نهايته هو:
لماذا دفع زعماء العرب الملايين من الشهداء والجرحى والمفقودين والمعوقين على مذبحة التحرر من نير الاستعمار "الغربي" الذي جلب للشرق المطابع وأسس مراكز ثقافية وحضارية وأنمائية للتطور والتحديث، وفي زمن الاستقلال والتحرربدأ يتسابق زعماء وقادة عرب في ربط مصيربلدهم ومستقبل شعوبهم بالاستعمار "الشرقي"الديني طوعا؟
 

81

أوشــانا نيســان

" أهيب بأحد الاحزاب أو المؤسسات المدنية  داخل البلاد، أن ينتخي فيبادرالى توجيه الدعوة الى عقد أجتماع طارئ وأستثنائي. أجتماع يوحّد تحت خيمته الفرقاء من المسيحيين، سياسيين أو ناشطين مدنيين، ويتنازل من وحي الحس المصيري لتشجيع كاريزما الزعامة لمن فيه الكفاءة رجلا كان أو أمرأة "، يكتب الكاردينال مارلويس روفائيل الاول ساكو في صرخته الموجهة الى الرأي العام الجماهيري لآبناء شعبنا بجميع تسمياته المذهبية بتاريخ 18 حزيران 2020.

يذكرني مضمون نداء الكاردينال مارلويس روفائيل الاول ساكوبمضمون الرواية  التي كتبها الروائي المصري القدير" أحسان عبد القدوس" الحاصل على جائزة نوبل للاداب عام 1988، وروايته " في بيتنا رجل". حيث كتب الرواية في وقت كانت النفوس تغلي من قهر الاحتلال والشعب كان على موعد من الثورة لاسترداد حقوقه وهويته الوطنية، تماما مثلما يجري هذه الايام في العراق الجديد من طغيان الاكثريات ضد المكونات العراقية الاصيلة وعلى راسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. وأن شخصية البطريرك مارلويس روفائيل الاول ساكو والفقرات المدونة على أجندة حركته المدنية السلمية، مشابهة لأجندة رؤساء حركات الحقوق المدنية ونجاحاتها في العالم. حيث بات نداءه يسكن خيال كل مؤمن مسيحي محب لوطنه وشعبه في الشرق بعدما قرر، أن يرفع صوته ولا يتراجع عن الدفاع عن العدالة والحق في زمن سكتت فيه قيادات الاحزاب والمنظمات المدنية عن التذكيربما جرى ويجري ولم تقدم بخطوة مشابهة يوما.

أهميّة النداء وتوقيته!!
لربما يسأل قارئ علماني ويؤكد، هل يجب المراهنة على صرخة أو دعوة زعيم ديني من زعماء كنائسنا ونحن نؤمن ونقّرعلنا بفصل الدين عن السياسة؟
قبل الاجابة على التساؤل المطروح أعلاه، يجب التأكيد ومن دون تردد:
أن مفهوم الامة أو الشعب قد تراجع كثيرا لصالح احزاب  "مصطنعة" من قبل الاكثريتين العراقيتين منذ سقوط الطاغية صدام حسين عام 2003. وأن معظم القيادات السياسية والحزبية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وأشدد ليس كلها، مخترقة ولا تعمل وفق البنود العلنية المثبتة على صدربرنامجها السياسي أوالحزبي المعلن عنه، وأنما تعمل وفق خارطة مصالحها الحزبية ودائرة ارتباطاتها المستترة. والدليل على صحة قولنا:
أختزال العمل الحزبي لمعظم أحزابنا السياسية الى مجرد مقعد وزاري يتيم ومقعد برلماني تحت قبة البرلمان من البرلمانين في كل من أربيل وبغداد. علما أن التاريخ أثبت عقم هذا النهج الحزبي وفشله منذ البداية. هذا من جهة ومن الجهة الثانية وبقدرما يتعلق الامر بالاحزاب الاشورية، فأن مسيرة نضال شعبنا الاشوري أنطلقت تحت قيادة زعامات دينية وليس علمانية منذ بدايات الحرب العالمية الاولى أي قبل 100 عام، أثراستشهاد البطريرك ماربنيامين عام 1918 ولحد عام 1975 عام أغتيال البطريرك مارأيشاي شمعون في أمريكا، فلماذا يجب أنكارهذه الحقيقة التاريخية؟
بالعودة الى مضمون الدعوة التي وجهها الكاردينال مارلويس روفائيل الاول ساكو وقوله " التوقف عن الشحن القومي الذي لايجلب سوى التباعد ..والدعوة الى عقد أجتماع طارئ وأستثنائي"، لآصبح من الصروري التأكيد في القول أنه، ان الاوان لعقد هذا الاجتماع الاستثنائي في سبيل تحقيق هذه الامنية بعد تأخرها كثيرا. صحيح لربما توجد خلافات في التفسيربين العرقيات المختلفة للشعب الواحد، ولكن لماذا نركز على عنصرالاختلاف، هذا اذا وجد ولا نحول الاختلاف الى طاقة أيجابية  في توحيد صفوف شعب رافديني أصيل ، يجتمع على لغة واحدة وتاريخ واحد ويشترك في ثقافة وحضارة واحدة ويتطلع الى مستقبل واحد.  والامر الاخر والاهم في الدعوة كما يكتب الكاردينال مارلويس روفائيل الاول ساكو " تشجيع كاريزما الزعامة لمن فيه الكفاءة رجلا كان أو أمراة، ومن أي تسمية مسيحية، فلعل ما أستحال على مستوى الزعامة الدينية يكون درس نجاح على المستوى المدني".
حقا أن الصرخة هذه من شأنها، تغييرمسيرة التفاهم العقلاني بين أبناء الشعب الواحد في حال استغلال الدعوة منبرا  لتحقيق فرصة النجاح أوعلى الاقل فرصة التقارب ولو مرة. أذ التاريخ أثبت أن معدن الزعيم الديني أو المدني يظهر عند الشدائد والمصاعب، بالمواقف التي يختارها لكنيسته أو شعبه على حد سواء. فالكاردينال مارلويس روفائيل الاول ساكو أختارفي زمن المراجعات الكبرى، خيمة الحوار والتفاهم والتنسيق  بين جميع الفرقاء من المسيحيين العلمانين، سياسيين أو ناشطين مدنيين، بسبب معايشته للهموم والتحديات الجسيمة التي تخيّم على وجود ومستقبل شعبه داخل الوطن وخارجه. ولكن الدورجاء الان على الخيارالعقلاني والوحدوي للقيادات السياسية والحزبية والنخبة المثقفة والاكاديمية لآبناء شعبنا بجميع تسمياته العرقية والمذهبية، فلنرى ما هو خيارهم؟

Attachments area

82

أوشــانا نيســان
" أصبح أصلاح الامم المتحدة في الوقت الراهن ضرورة هامة قبل أن تفقد مصداقيتها"، يؤكد الامين العام السابق للامم المتحدة الدكتور بطرس غالي في حوار مع "البيان" بتاريخ 10يناير 2002. الصرخة التي أطلقها الامين العام للامم المتحدة قبل 18 عام، تتفق مع دعوات العديد من المراقبين والمفكرين بمستقبل عالم أكثر استقرارا في زمن العولمة والتغيير. لذلك بات السؤال:
عالمنا اليوم بحاجة حقيقية الى التغيير ومراجعة اوراق وافكار وحتى ميثاق الامم المتحدة بشكلها الحالي ليتفق والعولمة ومستجداتها ولكن لماذا التأخير؟؟
وبصدد الاسباب الحقيقية وراء فشل جهود الامم المتحدة وجمعياتها في عولمة حقوق الانسان والشعوب وحمايتها بالشكل المثبت ضمن مواثيقها الدولية وعلى رأسها الاعلان العالمي لحقوق الانسان، رغم مرور 75 عام على تأسيسها، يمكن حصرالسببين الاساسين كالاتي:   
أولهما: تأسست الامم المتحدة وفق خارطة مصالح الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية في عالم ما بعد النازية. هذا الواقع الاستعماري الذي جسده مجلس الامن وتحديدا صلاحيات الدول الخمس دائمة العضوية وتأثير" الفيتو" على مصداقية قرارات الامم المتحدة
ثانيهما: غياب رؤية مستقبلية موحدة بين دول الاعضاء تحديدا في مجلس الامن ونظرة الاخيرالى مستقبل عالم جديد يسوده السلام والعدالة، بحيث نجح مجلس الامن في تحويل  هيئة الامم المتحدة ومنظماتها، الى منظمة عاجزة عن تقديم الحلول الجذرية لمعظم الخلافات والنزاعات التي تنخر ضمن خارطة الدول المنضوية  تحت سقف الامم المتحدة شرق المعمورة وغربها.
خلفيات عجز هيئة الامم المتحدة وفشلها
منذ ظهور الثورة الصناعية وحرص مفجريها على انتاج آيديولوجيات جديدة تأسست لقيام الدول الصناعية الكبرى وترسيخ سياساتها الاستعمارية في العالم، ظهرت الحاجة الى ضرورة لجم جشع الاستعمار الاقتصادي وأعتداءاته المتكررة على حقوق الانسان والشعوب في الدول الذي سميت لاحقا بالدول النامية.
حيث تأسست عصبة الامم في نهاية الحرب العالمية الاولى وعقب مؤتمر باريس للسلام عام 1919، ولكنها فشلت بعد مجرد عشرين سنة من تأسيسها في تحقيق هدفها الرئيسي وهو حفظ السلام العالمي. والسبب الاساسي وراء الفشل بأعتقادي، كان غياب ردع أيديولوجي أو حتى عسكري محايد أثرالاعتماد على قوات المستعمرنفسه في سبيل حفظ السلام ضمن الدول المستعمرة.
تماما مثلما بدأت معالم الفشل والاخفاق تلوح في سماء هيئة الامم المتحدة وقراراتها الدولية أيضا، منذ أنتهاء الحرب الباردة بين الشرق الروسي والغرب  الامريكي وأعتمادهما على نهج أزدواجية المعايير في حل الصراعات والخلافات الدولية. فالامم المتحدة باتت اليوم عاجزة عن تطبيق قواعد العدالة في المجتمع الدولي، بعدما أنحرفت وأجبرت على تطبيق قواعد القانون الدولي الوضعي التي وضعتها الدول الكبرى على ضوء مصالحها الخاصة.
ومن المنطلق هذا يمكن القول، أن فشل مجلس الامن في أستحضار عقوبات الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة للتدخل ومنع النزاعات الدموية، الصراعات المذهبية والعرقية وأخرها الابادة الجماعية في العديد من دول الشرق الاوسط وعلى رأسها:
 سوريا، العراق، أيران، تركيا، اليمن، فلسطين، لبنان وغيرها، كان ايذانا باعلان فشل الامم المتحدة. هذه الاخفاقات التي وصفها الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان في مذكراته الموسومة بعنوان ( تدخلات)، سردا فاضحا لبعض أخطاء الامم المتحدة خلال عمله الذي أستمر لعقود مع المنظمة ولاسيما في مجال مهمات حفط السلام في التسعينات في الصومال ورواندا والبوسنة التي وصفها أنان جميعها ب"حالات الفشل الكبرى".
هذا وبالاضافة الى رفض المملكة العربية السعودية في قبول مقعد في مجلس الامن الدولي أعتراضا على ألية عمل المجلس وفشله في حل الازمة السورية وموقفه من القضية الفلسطينية.
أما الفرق الوحيد بين فشل عصبة الامم بعد الحرب العالمية الاولى وفشل هيئة الامم المتحدة بعد 75 عام من تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية، هو أصرار الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وروسيا اليوم، على ضرورة صياغة خارطة الدول وفق مصالحهما السياسية والاقتصادية.
لذلك يبدوا أن العالم بحاجة اليوم أكثر من أي يوم مضى، الى الاسراع في أصلاح منظومة الامم المتحدة وتحديث ألياتهاهذا أذا أمكن أو أنشاء منظمة  دولية معاصرة مهمتها الاساسية الحفاظ على السلام العالمي وحقوق الانسان والشعوب وبالتالي صيانة السيادة الدولية في عصر العولمة وما بعد العولمة.
صحيح أن قضية أصلاح الامم المتحدة أثيرت مرارا في الجمعية العامة، ولكن يبدوا أن الدول الخمس الدائمة العضوية يريدون الابقاء على الوضع الراهن حتى في القرون القادمة، رغم غياب العدالة في النظام العالمي الحالي وعجز الامم المتحدة عن تحقيق "بعض" مما هو ملقى على عاتقها باستمرار. ذلك رغم التطورات التكنولوجية المذهلة والمستجدات السياسية التي تظهر بأنتظام.




83
فكتوريا تعيد هيبة الدولة التي أفسدها الرجال؟
أوشــانا نيســان
في ردّ مفاجئ وهو الاول من نوعه في تاريخ الدولة العراقية وتحديدا في تاريخ البنوك العراقية، تكتب فكتوريا جرجيس وكيل مديرعام في مصرف الرافدين/ الادارة العامة، رسالة جريئة الى رئيس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي وتقترح،  رؤية أستراتيجية وخطة ذات معالم واضحة هدفها وقف الفساد المالي وأعادة الاموال العراقية المنهوبة الى خزينة الدولة العراقية. في الوقت الذي كان ولايزال يتسابق مسؤولين سياسيين من الوزن الثقيل، بحجم رؤساء الوزراء والوزراء والمدراء العامين مع الشركات العالمية في نهب أموال العراق وسرقة كنوز ومعالم المتحف الوطني العراقي الذي كان يضم معالم أقدم حضارة رافدينية أنسانية وجدت على سطح الارض.
أذ على سبيل المثال لا الحصر" رئيس الدولة العميقة نوري المالكي يطالب بأعادة هيبة الدولة العراقية"، شبكة أخبار العراق بتاريخ 14 مايو 2020، في الوقت الذي سرق ونهب مئات المليارات من البنك المركزي العراقي/ ميدل أيست أونلاين بتاريخ 23/2/2020.

" أذا كان الفاسدون المتغلغلون في مؤسسات الدولة يخفون عنكم أيرادات الدولة..فنحن كشعب أثرنا مساعدتكم وكنا لهم بالمرصاد"، تدون الكلدوأشورية فكتوريا جرجيس مفرداتها الجريئة والعقلانية على صدر رسالتها الموجهة الى السيد رئيس الوزراء.
أعتقد معالي رئيس الوزراء، أن مفردات رسالة فكتوريا جرجيس بأمكانها أن تكون درسا في نهج التربية الوطنية في عراق ما بعد قرن من الدكتاتورية بهدف تعزيز القيم الوطنية والاخلاقية  لدى العديد من رجالات الدولة العراقية الجديدة. هذا من جهة ومن الجهة الثانية، فأن الخلل الاساسي وراء تفاقم أزمة ظاهرة الفساد المالي والاداري بأعتقادي، هو أنهيار نهج التعليم المنهجي الحكومي والاهلي في العراق، غياب الثقة بين المواطن والدولة وبالتالي غياب المفردات الحقيقية والنزيهة ضمن خطاب وطني موحد، بالتالي تهميش  وأبعاد المكونات العرقية العراقية الاصيلة وعلى رأسها أبناء الشعب الكلدوأشوري من الدوائر والمؤسسات العراقية قدر الامكان. هذا النهج العنصري الذي نجح وبأمتياز في أفشال الدولة العراقية  رغم مرور أكثر من 99 عام على تأسيسها، وبالتالي أجبار معظم أعضاء النخبة العراقية المثقفة عموما والنخبة المثقفة للمكونات العراقية وعلى رأسها النخبة الكلدوأشورية المثقفة على الهجرة وترك الوطن.
ولكي لا يبقى الرد محصورا في خانة ردود النخبة المثقفة للمكونات العرقية وأقلياتها، سنعيد نشرتعليق سجّله مواطن عراقي يحب وطنه وتاريخ بلده بقوله " هاي امراه مسيحية عراقية اشرف من المعمم السياسي الشيعي والسني الذين يتسترون بالعمائم والدين".
أما " الحلول الواقعية والمنصفة لحل الازمة الاقتصادية والمالية في العراق وأغراق العراق في ديون لاسبيل له للفكاك منه.. عليكم تصحيح مسار السياسات المالية وتلاعب مسؤوليها بمقدرات الوطن وعائدات الدولة"، تكتب السيدة فكتوريا جرجيس في رسالتها.

حيث يعرف القاصي والداني أن العراق:
- البلد الوحيد الذي يباع فيه مقاعد البرلمان، مقاعد وزارية، الفوز في الانتخابات حتى قبل أجراء الانتخابات البرلمانية / النيابية
- البلد الوحيد الذي يعصف بتاريخه ويضع حضارته وتاريخ أجداده في قفص الاتهام
- البلد الوحيد الذي يطلق انتخابات برلمانية مكلفة بهدف قياس وتحديد الراي العام الجماهيري ثم يرجع   الى المرجعيات الدينية في سبيل تقدير شرعيتها
- البلد الوحيد الذي رفع سياج الاحزاب فوق قدسية الوطن
- البلد الوحيد الذي يقاس فيه الرفاهية وفق ميزانية الاحزاب ولا ميزانية الدولة/ ارتفاع نسبة البطالة
- البلد الوحيد الذي يحتكر فيه الثروات الطبيعية والموارد الاحتياطية بأسم القيادات الحزبية والميليشيات
- البلد من أغنى عشر بلدان في العالم من حيث الثروات  الطبيعية وأحتياطي النفط والغاز، لكنه يخفق في توزيع الرواتب الشهرية للمواطنين العراقين
- البلد موجود منذ 99 عام ولا توجد فيه موازنة أتحادية منتظمة، ولا التوزيع بعدالة ولا التعيينات الادارية التي ترتكز على ألية تعتمد الكفاءة والجدارة والخبرة في سياسة التعيين
- صرف نسبة عالية من ميزانية الدولة على مشاريع وهمية بدلا من صرفها على أصلاح أو تطوير مؤسسات سلك التعليم والتعليم العالي والاقتصاد العراقي والصحة
- وأخيرا العراق البلد الوحيد في العالم يهمش المعرفة والعلم والعقل ويراهن على أجندة ثورات فاشلة من خلال أختطاف مؤسسات الدولة وتوظيفها لصالح أجندات مشبوهة
 

84
وحدوا كنائسنا.. فالكنيسة تسجل لكم بصمة تاريخية!!
أوشــانا نيســان
 " نحن نعرف في العمق..أننا شعب واحد، ولكن لاحقا تم وضع كل هذه الاسماء..أذ مثلما هم أثوريين فنحن أيضا كلدان منذ كنا صغارا.. نحن عملنا كثيرا من أجل الوحدة.. ونحن لسنا ضد الوحدة لكن الوحدة يجب أن تحدث بيننا جميعا. في حين فأن الوحدة أذا لم تنظم بيتنا بيد واحدة وقلب واحد، كيف يمكن للوحدة أن تتحقق؟، يؤكد زعيم ديني لآكبر كنيسة مسيحية في العراق.
بدت فكرة توحيد الكنائس وتحديدا جناحي كنيسة المشرق قبل أن تتحول الى كنيسة المشرق الاشورية عام 1978، بأعتبارها أول كنيسة مسيحية لآول شعب صبأ الى المسيحية في العالم قبل ألفي عام، بدت الفكرة مطلب أساسي وضروري لتظل أجراس الكنائس تدق في الشرق ويبقى المسيحيون في الشرق باعتبار الشرق مهد المسيحية. وأن الكنيسة طبقا لما يردده كل كاهن مسيحي، هي جسد سيدنا المسيح وعلى الكاهن أن يحافظ على وحدة هذا الجسد المقدس.
" المسؤولية أي مسؤولية الكاهن لا تقاس على مقدار الخطيئة الشخصية للكاهن بل على حجم العثرة التي يسببها للمؤمنين. لآن الكاهن أساسا رجل مسامحة ومصالحة بين المؤمنين"، ولدينا أمثلة كثيرة بين رجالات دين كنيسة المشرق مذ حمل ماربطرس الرسول أحد تلاميذ المسيح بذور الايمان المسيحي الى بلاد وادي الرافدين ووضع الحجر الاساس لكنيسة المشرق الرسولية الجاثلقية والتي تعد اليوم أقدم كنيسة في العالم. وفي تاريخ كنيستنا/ كنيسة المشرق الاشورية لدينا العديد من الامثلة الحيّة وعلى رأسها القديس ماريوسف خنانيشوع الذي خدم في حرم الكنيسة وهمومها (72 )عاما من عمره البالغ (84) عام فقط. علما أن مكانة القديسيين وعلى راسهم شفاعة القديس ماريوسف خنانيشوع تعودت أن تستمد حقيقتها من جذوة الشراكة والثقة التي تجمعه والمؤمنين من أبناء كنيسته في أحلك الظروف والمحن التي مرت على شعبنا الاشوري أبان الحرب العالمية الاولى والثانية معا. حيث ميز للجميع بين المصالح الشخصية للكاهن ومصالح كنيسته المقدسة من خلال دوره كأقدم مطرافوليط شارك بقوة في أختيارعدد من البطاركة ورفض قبول الترشيح لكرسي البطريركية ولو مرة.
" وفي عام 1441 تم تسميتنا بالكلدان ضمن كنيسة المشرق. يعني قبل 600 عام..ثم مؤخرا كل واحد يقول، أنا كلداني، أنا أثوري، أنا أرمني، في حين كل هذا الشعور لم يكن موجودا في السابق"، نفس المصدرأعلاه.
رغم أن كتب التاريخ تخبرنا أنه في عام 1552 بدأت بوادر الخلاف بين يوخنا سولاقا رئيس دير "الربان هرمزد" القريب من بلدة القوش ومطارنة كنيسة المشرق حول الزعامة في العراق الحالي. فتوجه سولاقا غاضبا الى روما عاصمة الكاثوليك ونال رسامة بطريركية من البابا يوليوس الثالث بتاريخ 20 أذار 1552 وليس 1441 كما يقال.
"نحن عملنا كثيرا من أجل وحدة شعبنا..ونحن لسنا ضد الوحدة..ولكن الوحدة يجب أن تحدث بيننا جميعا..كذلك مع السريان..ولكن اذا لم نكن يد واحدة وبيتنا منظم بيد واحدة وقلب واحد لم تتحقق الوحدة"، يؤكد المصدر نفسه.
صحيح لربما يكون من الصعب جدا علي كصحفي ورجل علماني، مناقشة غبطة البطريرك والراعي الصالح بحجم الكاردينال ساكو الذي أكن له جل الاحترام والتقدير، ولكنني كمهتم بشؤون كنيستنا كنت على الخط مواكبا للمشاريع الوحدوية التي قدمها غبطة الكاردينال ساكو بهدف التوحيد واعادة أمجاد كنيسة المشرق منذ تبوأه كرسي الزعامة وحتى الان. أذ بمجرد حدوث نوعا من التقارب عام 1984  وتوقيع وثيقة الايمان المسيحي المشترك بين البابا يوحنا بولس الثاني ومثلث الرحمات قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بتاريخ 11 تشرين الثاني 1994 والذي نص على الاعتراف المتبادل بصحة ايمان الكنيستين الكاثوليكية وكنيسة المشرق الاشورية، ثم تنصيب غبطة البطريرك مارلويس روفائيل الاول ساكو بطريركا على الكنيسة الكلدانية بتاريخ 6 أذار 2013، تقدم الاخير بمشروع توحيدي تحت عنوان اعادة توحيد صفوف كنيسة المشرق. وقتها نشرت، أنها فرصة تاريخية ثمينة لتوحيد شقي الكنيسة ضمن هذه الظروف الاستثنائية القاسية التي كان ولايزال يمر بها العراق. لكنني كتبت أيضا، أن الوحدة يفترض أن تكون بشروط زعماء الكنيستين وليس بشروط روما.
الطرح الذي صححه غبطة البطريرك لاحقا واضاف" شركة الايمان والوحدة مع الكرسي الروماني قاعدة أساسية وجوهرية للوحدة"، يكتب الكاردينال بتاريخ 23 يونيو 2015. بمعنى أخر أجبار زعامة كنيستنا / كنيسة المشرق الاشورية بالخضوع والانحناء تحت زعامة البابا، الامر الذي تم رفضه. لآن كنيسة المشرق وجدت ونظمت أدارتها أبتداء من الهرم الكنسي الاداري والطقوس والعقيدة وكل ما يربطها بالايمان المسيحي قبل روما بما يقارب من 300 سنة، فكيف يمكن لها أن تتطوع للخضوع. علما أن   فكرة الوحدة مع روما تعقدت أكثررغم أهميتها، أثرتكليف كاهن من الكهنة الذين حصلوا على زمالة دراسية في روما، بأحداث خلخلة منطق الوعي اللاهوتي في صفوف المؤمنين ووحدة كنيسة المشرق الاشورية وبالتالي اجبارالاخيرة على الالتحاق بركب روما. هذه المؤامرة التي ظلت تداعياتها تستمر وتتفاقم تعقيداتها حتى اليوم. الامر الذي أكده الدكتور ليون برخو في مقال نشره في "بوابة نركال" بتاريخ 20 /6/ 2013 ومفاده، " نحن الكلدان قد أصبحنا عبيدا للاتين.. حيث لا السينودس ولا الرئاسة بامكانهم التأثير على المونسنير فيليب نجم الزائر الرسولي لآوروبا لآن تعينه من الفاتيكان وهو صاحب القرار الاول والاخير في شؤون الكلدان في أوروبا شاءت الرئاسة أم أبت".
هذا من جهة ومن الجهة الثانية فأنه من خلال بحثنا للاسباب الحقيقية وراء سياسة روما ونهجها التاريخي في زرع هذا الخلاف المذهبي المحصوربين مسيحيي العراق وحده، فأنه يجب بحثه من خلال أمرين:
اولهما: يذكرنا التاريخ، أن الاشوريين هم أول شعب صبأ الى المسيحية قبل روما بما يقارب من 300 عام. لذلك تحاول روما أن تظهر بأعتبارها قبلة الكاثوليك في العالم، مدى أهمية موقعها على خارطة مسيحيي العالم، رغم سلطتها القاسية ضد المبشرين المسيحيين الاوائل وتحديدا في عهد الامبراطور نيرون. حيث أمر بقطع رأس القديس بولس الذي قال له السيد المسيح" أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي".
ثانيهما: زرع خلاف مذهبي ذو لون خاص بين مسيحيي العراق، بهدف تعميق هذا الخلاف الممزوج سهوا بجذور تاريخية بين الاشوريين أتباع كنيسة المشرق والكاثوليك في العراق، رغم أنهم شعب واحد، كما يقول غبطة البطريرك الكاردينال ساكو. والدليل على صحة قولنا، هو عدم تسمية الكنيسة بالكنيسة الكاثوليكية في العراق حالها حال جميع الكنائس الكاثوليكية في بلدان العالم، وأنما تسميتها بالكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم وتسمية بطريركها ب( بطريرك بابل على الكلدان).

85
اشكالية التعارض بين ثقافة البرلمان والموروث الحزبي!!
أوشــانا نيســان
" أطالب برلمان الاقليم ومن خلال النائب العام بالعمل على عقد جلسة عاجلة، بهدف رفع الحصانة عن أعضاء في برلمان الاقليم... ذلك على خلفية كشفهما عن فساد وتربح كبيرفي مفاصل حكومة الاقليم"، يكتب رئيس حكومة الاقليم السيد مسرور البارزاني الى رئاسة برلمان الاقليم بتاريخ 2 نيسان الجاري. علما أن الطلب هذا بغض النظرعن الجهة أوالشخص الذي قدمه، يمكن تفسيره من خلال فهمين :
أولهما: أصرار معظم الشعوب العراقية بمطالبة حكوماتها في كل من بغداد وأربيل، بضرورة وقف ظاهرة الفساد المالي والاداري الذي ينخر في جسد العراق الجديد اليوم قبل الغد
ثانيهما:لا يمكن للرقابة الدستورية وتحديدا رقابة البرلمان على السلطة التنفيذية/الحكومة، أن تتم أوتحقق التوازن بين السلطات الثلاث من دون ثلاث صورأساسية للرقابة. الاولى هي الرقابة من البرلمان على الحكومة، الثانية من الحكومة على البرلمان والرقابة الثالثة تأتي من الرأي العام على البرلمان.
بمعنى أخر، فأن طلب رئيس الوزراء في رفع الحصانة عن البرلمانيين، جاء دستوريا ووفق سياقات قانونية، كان يفترض بالجميع الترقب والانتظار لحين صدور قرارات السلطة القضائية في أقليم كوردستان- العراق. ولكن الأسراع في تفسير الطلب سيؤدي بشكل أو بأخر الى:
- أضرام نيران التفرقة وتمزيق وحدة الصف الكوردي الممزق أصلا
- تجديد الشرخ الذي كان يتمناه النظام المركزي في بغداد في صفوف المكونات العرقية والمذهبية العراقية ضد تطلعات الشعب الكوردي في الاقليم
هذا من حيث دستورية الاجراءات التي اتخذها برلمان الاقليم حول رفع الحصانة عن السيد سوران عمر بتاريخ 9أيارالجاري، أما من حيث تبعات التصويت وتداعياته الجانبية على المؤيدين للقرار وتحديدا ممثلي "الكوتا" المخصصة للمكونات العرقية وعلى رأسها نواب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في البرلمان، فأنه يجب أعادة النظر في جملة من المواقف والتصريحات الانفعالية التي تتعارض مع قيم الحداثة وأرث الثقافة البرلمانية في الاقليم.
حيث التاريخ أثبت، أن نواب الاحزاب السياسية تحت سقف جميع البرلمانات في بلدان الشرق الاوسط بما فيها برلمان أقليم كوردستان – العراق، بات يواجه بين الحين والأخر مزيدا من أشكاليات التعارض بين الثقافة الديمقراطية والتعددية بشقيها، التعددية العرقية والمذهبية والتعددية الايديولوجية. لربما لآعتبارات الارث الشوفيني للحروب الوحشية التي فرضتها الانظمة المركزية في بغداد على الاقليم لآكثر من نصف قرن. بحيث باتت نزاهة الانتخابات البرلمانية ونهج أعتبار البرلمان مرجعية على المحك، أثر تطور البرلمان بأتجاه أحتكار السلطة السياسية وتعزيز دور الاحزاب الكبيرة وقياداتها بزينة برلمانية. لأن البرلمان أخفق أن لم نقل فشل خلال 28 سنة من عمره، في خلق بيئة فكرية وسياسية مواتية لآقامة حوار سياسي بناء وحاضن للديمقراطية والثقافة الديمقراطية على حد سواء.
من المنطلق هذا والواجب الوطني الملقاة على عاتق نواب الكوتا "المسيحية"  أو المقاعد الخمسة المخصصة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري،  وحرصا منا على ضرورة ترسيخ دعائم التجربة الديمقراطية الفتية في فكر الحاكم والمحكوم في الاقليم، فأنه مثلما يفترض بنا دستوريا الرضوخ لقرارات الاكثرية السياسية تحت سقف البرلمان، بالقدر نفسه يفترض بالاكثرية أن تضمن وتحترم حقوق الاقليات والمكونات العرقية الاخرى كضمان لشفافية الانتخابات ونزاهة دستور برلمانها.
ومن المنطلق هذا يفترض بالمعارضة، أن لا تجعل من وجود ممثلي شعبنا جزءا من الخلافات والصراعات التقليدية التي باتت تنخر في جسد الاقليم وبرلمانه منذ عقود، بل تعمل على توسيع هامش الحريات ليتحول صوت نواب شعبنا الى جزء لايتجزأ من معركة الحلول والعدالة. فوجودنا في العراق والاقليم على حد سواء، وجود تاريخي ورافديني عريق لا يمكن حصره بالحجم الديمغرافي المتذبذب هنا وهناك، أو حتى تحويله الى الحلقة الاضعف بهدف شرعنة صراعات وأنقسامات عفى عليها الدهر.
أما ما يتعلق بجلسة البرلمان يوم الخميس المصادف 7 مايو/أيار الجاري، وقراررفع الحصانة عن أحد أعضاءه من أصل أربعة أعضاء من كتل الديمقراطي، والتغيير والجماعة الاسلامية، الى جانب التهم الموجهة  الى نواب الكوتا المخصصة لشعبنا، من قبل بعض نواب الكتل " المعارضة"، فأنه من غير المعقول أو المنطقي للمعارضة الكوردية تحت سقف البرلمان، أن تستخدم قوتها السياسية في تكميم أفواه نواب أقدم مكون عرقي عراقي وكوردستاني ألا وهو صوت شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، بدلا تشجيع نهجهم في المطالبة بالإصلاحات الفورية وفتح جميع ملفات الفساد المالي والاداري في الاقليم.

وفي الختام نؤكد لجميع القيادات السياسية والاحزاب الوطنية في العراق عموما وفي أقليم كوردستان – العراق على وجه التحديد، أن مهمة ترسيخ مقومات الثقافة الديمقراطية والبرلمانية في عقلية جميع نواب الاقليم، من شأنها أن تعزز نهج ثقافة التفاهم والحوارالعقلاني تحت قبة البرلمان، وبالتالي تسهيل مهمة الانتقال نحو الديمقراطية المؤملة وتؤسس لحالة من التعايش السلمي العادل.


86

أوشــانا نيســان
" الحكومة الجديدة هي حكومة حل لا حكومة الازمات"، يؤكد رئيس الوزراء العراقي الجديد السيد مصطفى الكاظمي في أول خطاب متلفز بعد نيل ثقة البرلمان العراقي برئاسة السيد محمد الحلبوسي وحضور 266 نائب من أصل 329 نائب بتاريخ 7/5/2020.
 
حقا أنها مرحلة صعبة..والعراق يواجه جملة من التحديات الاقتصادية والامنية والصحية والاجتماعية، يؤكد رئيس الوزراء الجديد في كلمته المقتضبة، وفي ظل كل هذه الازمات التي نجحت في اعادة انتاج نفسها بشكل أكثرتوحشا. في حين وبأعتقادي، أن الازمة الاساسية المترسخة ضمن جميع المناهج الحكومية العراقية خلال 99 عام من عمر الدولة العراقية، وأخره ما تم التصويت عليه بالامس من دون نقاش، تكمن ضمن عقلية الصفوة السياسية العراقية ونهجها في المراهنة على بنود ظاهرة الاستعلاء والكبرياء العرقي والمذهبي للاكثرية، بهدف تكريس نهج الاستلاب الفكري والحزبي كمدخل أساسي لتهميش جميع المكونات غير العربية وغير المسلمة. كل ذلك وفق معايير حزبية متفق عليها داخل البيت الشيعي وحده، رغم عدم موائمة مخرجات هذا الاتفاق لنهج التصالح مع التعددية الاثنية في سبيل صياغة حاضر ومستقبل عراق عصري. هذه الحقيقة التي تم مراعاتها بدقة ضمن كابينة الكاظمي أيضا والتي تعتبر الكابينة الوزارية السادسة بعد 2003، من خلال تفرده باختيار الوزراء وأتفاقه مع القوائم الشيعية الكبيرة فقط وبالتالي تهميش الاقليات العرقية والمذهبية.
أذ على سبيل المثال لا الحصر، أتفق النواب على توزيع معظم الوزارات الخدمية والسيادية بين القوائم الشيعية والسنيّة، ولكنهم أختلفوا على خمس وزارات وعلى رأسها وزارة يتيمة لآقدم مكون رافديني أصيل وهو الشعب الكلداني السرياني الاشوري. رغم أن المطلع على تاريخ تأسيس الدولة العراقية منذ عام 1921 ولحد الان يعرف، أن أول وزير مالية في تشكيلة الحكومة العراقية كان اليهودي " ساسون حسقيل" المولود في بغداد 17 مارس 1860. ويعتبر منظم أول ميزانية مالية في تاريخ الدولة العراقية وأول منظم لهيكل الضرائب على الاسس الحديثة. وأن الحكومة العراقية كلفته عام 1923، بمفاوضة الانكليز حول أمتياز شركة النفط العراقية التركية، بعدما أثبت أن الدفع بالشلن الذهب سعرا للنفط المباع يفيد الميزانية العراقية. وبفضله أسترجعت حكومة العراق واردات النفط بالباون الذهبي بدلا من العملة الورقية بعد أصراره على هذه المعاملة في المفاوضات عام 1925 مع الجانب البريطاني برغم أعتراض أعضاء الوفد العراقي على ذلك، كما تشير الموسوعة الدولية الحرة/ أيلاف 17 يونيو 2019.
 صحيح أن منح الثقة لحكومة السيد مصطفى الكاظمي جاءت لتضع حدا لحالة من الفراغ السياسي والجمود الاقتصادي المهيمن على العراق، ولكن يتعين على الزعيم الجديد التعامل مع ملفات شائكة ومعقدة والعالم كله ليس العراق وحده يمر بمرحلة أستثنائية بسبب جائحة كورونا وعلى رأسها:
- ضرورة التصويت على ميزانية عام 2020
- حل الازمة المستفحلة والمتوارثة من أرث النظم المركزية العراقية بين أربيل وبغداد والتي تعتبر بأعتقادي أم الازمات والخلافات السياسية في العراقين القديم منه والجديد
- أعادة التفاوض بشأن بقاء قوات التحالف الدولي وعلى رأسها مسألة بقاء القوات الامريكية في العراق
- أعادة أعمار ما دمرته النزاعات والحروب مع تنظيم داعش الارهابي بهدف أعادة النازحين الى ديارهم
- أعادة العلاقات مع دول الجواروتحديدا أيران والسعودية
- ضرورة علمنة النظام السياسي في العراق الجديد عراق ما بعد قرن من الدكتاتورية والقهر والتهميش 
جذور الازمة!!
" ساهم عجز العقل العراقي وقتها( ويقصد زمن الاستعمار) عن وعي ذاته، او الخوض في خاصياته الحضارية الكيانية، في جعل الخيار الاستعماري ممكنا، ان لم يكن عززه، ووطد اركانه، فالنخبة العراقية آنذاك مالت من جهتها لصياغة شكل من "الفبركة من اسفل"، كان وجهها الظاهر مضادا للاستعمار، انما بوسائله، وبما يكرس مشروعه، ويعزز استمراره مفهوميا. وهذا ماقد فعلته واستمرت "الوطنية الحزبية" تمارسه بفروعها الأكبر، القومية، والماركسية، والليبرالية الشعبوية الى الوقت الحاضر"، يكتب عبدالامير الركابي. هذه الحقيقة التي يؤكدها النظام العراقي "العربي- الشيعي" اليوم من جديد، رغم أستقلال العراق وتحرره من نير الاستعمارمنذ عقود، ذلك من خلال حنين "بعض" أفراد الصفوة السياسية الشيعية الى مرحلة الاستعماروفق الاطارالمرجعي وممارسة سلوك دولة ولكن من دون دولة.
حيث مجرد الموافقة على تمرير التشكيلة الوزارية التي تستثني وجود وزراء يمثلون الاكثرية الثانية في العراق وهو الشعب الكوردي الى جانب وزراء من بقية المكونات العرقية العراقية الاخرى ونسبتها يقارب من 30 بالمائة من الشعب، أن دلّ على شئ فأنه يدل على رفض ضمني في الاعتراف بما جاء في الدستور العراقي الجديد المادة (3) من أن: العراق بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب.. وفي المادة (117): " يقّر هذا الدستور عند نفاذه أقليم كوردستان وسلطاته القائمة أقليما اتحاديا"
هذا وبالاضافة الى الخلفية الكوردية لفخامة رئيس الجمهورية العراقية السيد برهم صالح ودوره الريادي في حل أزمة النظام السياسي العربي في الدولة الاتحادية وعاصمتها بغداد.
أما الخبرالاهم بأعتقادي والذي ظل في الخفاء لسنين طويلة، بات الان يطفو على السطح وهو:
كيف يمكن للحكومة الاتحادية في بغداد من أقناع الزعمات الكوردية وزعامات بقية المكونات العرقية العراقية في عدم المطالبة بعراق جديد والاسراع في تشكيل دولة ديمقراطية عصرية وعادلة؟


87
الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها!!
أوشــانا نيســان
قبل أكثر من 30 سنة قرأت هذا العنوان البارز والملفت للنظر لعالم الاجتماع والفيلسوف أبن خلدون       ( 1332- 1406م)  وقلت، سبحان الله ماذا يقصد أبن خلدون بمضمون هذه الفلسفة الغريبة؟ ولكن اليوم فقط بدأت أفهم مغزى هذا الفكر الفلسفي العميق، لعله سيرشدنا نحو تحليل نقدي واقعي للعقلية الجمعية الاشورية. أوبالاحرى فهم عقلية التفكيروالديمومة  لدى الاكثرية من أبناء شعبنا، في سبيل التوجه نحو أيجاد ثقافة وسطية دعائمها سجال مفتوح يحترم فيه مختلف الاراء والطروحات البناءة لتمثل قوة محركة أساسها العقل الناقد. رغم أنني وغيري من المتابعين نعرف جيدا، أن ألاسباب الحقيقية وراء تدني أخلاق الشعوب المقهورة في جميع بلدان الشرق، تعود بالدرجة الاولى الى الوجود تحت ظل النظام الاستبدادي والذي هو وجود الحاكم المستبد، والباقون مجرد وجودات هامشية لاتملك حق التفكير والمناقشة والحوار بل لاتملك حق استعمال كلمة انا موجود.
أما الغرض من العودة الى دفاتر أبن خلدون الفلسفية، هو الاسراع في العودة الى الاصل أوأختيارالطريق الامثل لفهم ظاهرة الفشل وأليات التراجع المترسخة في ذهن الاكثرية من أبناء شعبنا الاشوري داخل الوطن وخارجه. رغم الوثائق والمخطوطات التاريخية العريقة التي شهدت وتشهد أمام العالم كله، أن شعبنا الاشوري هو سليل أقدم حضارة أنسانية وجدت على وجه الارض في وادي الرافدين، تماما مثلما أصّر أبن خلدون خلال وصف أصله التاريخي البربري، أن أصله أمازيغي واللفظ في اللغة الامازيغية يعني الانسان الحر النبيل، ولا يعير أهمية للنظريات الهابطة حسب قوله، ويقصد النظريات العربية التي تسعى الى استلحاقه بالعرب وسلخه من تاريخه الامازيغي العريق.
 
صحيح أنه يوجد العديد من الفلاسفة التي يمكن الاستناد الى أقوالهم، ولكن على الفيلسوف أن يكون مثاليا في أقوله، يقول شوبنهاور. بمعنى أخر، أن السبب الحقيقي وراء الاستعانة بحكم وتفسيرات أبن خلدون لواقع الانسان والشعوب، لآنها تنطبق كثيرا مع واقع أبناء شعبنا الاشوري ونهج تفكير الاكثرية واسلوبها في الحياة.
فالبرابرة أو الامازيغ  ليسوا بعرب وأنما " الامة الامازيغية متعددة القبائل وكثيرة العدد، ملات جزءا كبيرا من الارض وبالاخص شمال أفريقيا والذي يعد قارة أكثر من أقليم جغرافي...الامة الامازيغية لم تأت لا من الشرق ولا من الغرب، فهي معروفة بتواجدها في هذه الرقعة الجغرافية منذ الاف السنين ومدركة بتسمياتها المتميزة..وموجودة قبل وصول الاسلام اليهم. يتساءل أبن خلدون مستنكرا، ما حاجتنا لهذه النظريات الهابطة التي تسعى الى استلحاقنا بالاخرين لهوى في نفوسهم، فما بالهم يريدون جعل الاصل فرعا والفرع أصلا؟" يكتب أبن خلدون.
من خلال هذه الحكمة الامازيغية  التي ذكرها أبن خلدون ووصفه للنظريات العربية ب"الهابطة "، تلك التي وجدت أساسا لسلخ أصل الفيلسوف أبن خلدون من جذوره الامازيغية لتلحقه بالاصل العربي، تماما مثلما فعل النظام المركزي في بغداد بوجود وتاريخ شعبنا في العراق. الامر الذي يساعدنا على فهم حقيقتين :



أولهما: فشل جميع النظريات "الشوفينية" التي حاولت وتحاول خلال 99 سنة من عمر الدولة العراقية، تزوير وتشويه تاريخ وحضارة شعبنا الاشوري العريق في وادي الرافدين وأخرها، حملة طاغية بغداد صدام حسين ونهجه في تخصيص الملايين من الدولارات، بهدف أعادة كتابة  تاريخ العراق القديم وتزويره بالشكل الذي يتفق مع بنود نظرية الشوفينين العرب في بغداد والعالم العربي. رغم أنه على الكل أن يفهم بما فيها الحاكم العراقي في العراق الجديد، أن المشارك كمواطن حقيقي وأصيل في الوطن يقوم على مفهوم المواطنة الصحيحة والتقييد بالدستور ولا على مفهوم الاكثرية والاقلية.
ثانيهما: طبقا لحكمة أبن خلدون فأن " الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها". حيث يفترض بالنخبة الاشورية المثقفة قبل غيرها من أبناء شعبنا، أن تعيد النظرفي جميع طروحاتها وتستعيد دورها الريادي في تحقيق نهضة الامة من دون تأخير. لآن التاريخ أثبت، أن القيادات الحزبية وأجنداتها القومية،  فشلت في تحقيق الحد الادنى من الحقوق القومية المشروعة، مثلما فشل خطابها السياسي في أستقطاب تأييد جماهيري وتحديدا من الشرائح الشابة والمثقفة.
أذ الواضح، أن المواطن الاشوري الذي يحمل كما هائلا من الاستبداد، بدءا بالاستبداد الفارسي، ومرورا بالاستبداد التركي، واليوم الاستبداد العربي والكوردي المكبوت، لم يجد للتنفيس سبيلا ألا من خلال الطعن برموزه العرقية والمذهبية وأخرها الحزبية.  صحيح أن النظام الاستبدادي في الشرق عموما وفي العراق على وجه الخصوص، لم يترك ثغرة في سلوكه لتكون أرضية للمصالحة والتفاهم بين الحاكم والمحكوم، ولكن قياداتنا الحزبية حفظها الرب، لم تترك بابا ألا وطرقته كي تجد حلا لآجندتها السياسية المستترة، بأستثناء بابها الحقيقي والشرعي ألا وهو باب العودة الى أحضان الامة وضميرشعبها. هذا النهج الحزبي الذي شجع نمووترسيخ القيم والعصبيات القبلية والطائفية والمذهبية من جديد، ليس داخل الوطن كما يفترض وأنما ضمن الشرائح المنتشرة في المنفى ودول الاغتراب هذه المرة. تماما كما وصف الظاهرة الفيلسوف أبن خلدون بقوله" الصراعات السياسية لا بدّ لها من نزعة قبليّة أو دينية، لكي يُحفّز قادتها أتباعهم على القتال والموت، فيتخيّلون أنّهم يموتون من أجلها".   
وختاما يجب التأكيد، أن قدر الشعب الاشوري الابي والمخلصين من النخبة الاشورية المثقفة والنزيهة، أن يبتكروا طريقة جديدة في التغيير تستغني عن قائمة معظم الزعامات القبلية والقيادات الحزبية المخضرمة، وتستعصي عن الانحراف والاحتواء من قبل الغيرمهما زادت الاغراءات والضغوطات الخارجية. فتغيير الأوضاع يبدأ بتغييرالعقول والقيادات المخضرمة التي أصابها الكثير من التشوّهات والترهل، فقدت القدرة على التأثير في الافراد كالسابق وقيادتهم نحو المجهول. وأن القيادي المخضرم سيسعى حتما للتغّول باسم الشعب زورا من خلال أغراءاته وعلاقاته المستترة، لحين مواجهته شعبا واعيا تحت قيادة جديدة محترفة تعتبرممثله الحقيقي!!

88
حراك الجيل الجديد الكوردي ..الى أين؟؟
أوشـــانا نيســان
" مقارنة الجوامع بالكنائس هو نوع من تجريح مشاعر المسلمين. وأن الجوامع مفتوحة للصلاة خمس مرات في اليوم وتحديدا في شهر رمضان المبارك، يقام فيها صلاة التراويح وقراءة القرأن وختمه. في حين فأن الكنائس تفتح ابوابها في الاسبوع مرة واحدة"، يؤكد كاوة عبدالقادرالبرلماني عن فراكسيون الجيل الجديد في برلمان أقليم كوردستان العراق بتاريخ 23 نيسان 2020.
حقا كان من الممكن أن لا يستغرب المواطن "المسيحي" الاصيل في أقليم كوردستان العراق، لو قرأ بأمعان مضمون التصريح أعلاه، فيما لو ردده تحت قبة البرلمان، برلماني شوفيني وعنصري من الحركات الكوردية العنصرية أو المتشددة في الاقليم أو العراق على حد سواء. ولكن التجريح سببّه برلماني من حراك الجيل الجديد وهو السيد كاوة عبدالقادر. علما أن التجريح الذي سببه البرلماني كاوة عمدا بالامس القريب في قلوب ومشاعر جميع مسيحيي الاقليم، سيؤثر حتما في ثقة المواطن بالبرلمان وشرعية تشريعاته وبالتالي جوهرالشعارات الخاصة بالتعايش الاخوي في الاقليم. ولكن الحكمة تكمن   في قراءة ما وراء السطور المنشورة، والازدواجية الواضحة في تعامل البرلماني مع جوهر القوانين. 
صحيح أن تنظيم الجيل الجديد يعاني أزمات فكرية وتنظيمية دبّت في أوساط التنظيم ولا سيما بعد أن " أنحرف عن مساره"، طبقا لما ذكره النواب الثلاثة المستقلون في كتاب الاستقالة عن كتلة الجيل الجديد في برلمان أقليم كوردستان بتاريخ 20 كانون الثاني 2020، ولكن السؤال هو:
لماذا يفترض بأقدم شعب عراقي - رافديني وهو شعبنا الكلداني السرياني الاشوريي" المسيحي" في الاقيم أن يكون ضحية الفتك بالتعايش الاخوي التاريخي في الاقليم؟
معلوم أن البرلمان أو مجلس النواب في أربيل، هو السلطة التشريعية والرقابية العليا في أقليم كوردستان- العراق، والمشّرع النزيه يجب أن يتقيّد تماما بشروط العضوية في البرلمان والنزاهة الفكرية والتشريعية. بمعنى أخر، يجب على عضو البرلمان أن يقرأ شروط العضوية وجوهر القرارات التي صدرت عن مؤسسته البرلمانية قبل ولوجه تحت قبة البرلمان. أذ عل سبيل المثال لا الحصر، هل يجوز للسيد كاوة أن يطعن بقرارت برلمانه  ويستمر في تجريح مشاعر شعب بكامله أن لم نقل ألغاء وجوده ومحوهويته العرقية والمذهبية، دون أن يقرأ المواد التالية في دستور أقليم كوردستان-العراق:
المادة ( 5):
يتكون شعب أقليم كوردستان من الكورد، التركمان، العرب، الكلدان السريان الاشوريين، الارمن وغيرهم ممن هم من مواطني أقليم كوردستان.
المادة ( 6):
يقرّ هذا الدستور ويحترم الهوية الإسلامية لغالبية شعب كوردستان العراق، ويقرّ ويحترم كامل الحقوق الدينية للمسيحيين والأيزديين وغيرهم، ويضمن لكل فرد في الاقليم حرية العقيدة وممارسة الشعائر والطقوس الدينية
وفي المادة (١٩) الكرامة والحیاة والحریة:
أولاً: كرامة الإنسان مصونة، واحترامها وحمایتها واجبان على سلطات الإقلیم كافة.
ثانیاً: لكل فرد الحق في الحیاة والحریة، ولا یجوز حرمانه منهما أو تقییدهما إلا وفقاً للقانون.
تاسعاً: لا إكراه في الدین، ولكل شخص الحق في حریة الدین والعقیدة والفكر والضمیر، وتكفل حكومة الإقلیم ضمان حریة المسلمین والمسیحیین والإیزدیین وغیرهم في ممارسة عباداتهم وشعائرهم وطقوس دیاناتهم دونما تعرض، وضمان حرمة الجوامع والمساجد والكنائس ودور العبادة، ولصون حرمتها وقدسیة رسالتها یحظر اتخاذ الجوامع أو المساجد أو الكنائس ودور العبادة ساحة لممارسة النشاط الحزبي أو السیاسي.
وفي الختام لايسعني ألا أن أختم المقال بجمل مقتبسة من كلمة السيد نيجيرفان البارزاني رئيس الاقليم في مراسيم أفتتاح مؤتمر التسامح والتعايش المشترك الذي أقامته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتاريخ 13 كانون الاول 2016:
" كوردستان كانت ومنذ مطلع التأريخ موطن التعايش والتسامح ومهد الاديان والاعراق والمكونات المتنوعة .. أحد الاهداف الرئيسة لهذا الفكر الظلامي هو الضرب المباشر لهذا التسامح  والتعايش وتراث كوردستان منذ الآف السنين، وعمر هذه الثقافة وهذا التراث اقدم من فكرهم الظلامي بالاف السنين... فاذا لم نفعل ذلك ولم نضرب في صلب وجذور الفكر الارهابي والمتشدد ولم نقطع عنه الطريق فبدون ادنى شك فان التعايش والتسامح وثقافتنا التاريخية تتعرض للمخاطر الحقيقة للفناء"، أنتهى الاقتباس.

89
فدرلة العراق أفضل من سقوط الدولة !!
أوشــانا نيســان
العراق على مفترق الطرق ويتجه نحو المجهول رغم مرور 99 عام على تشكيل الدولة العراقية. حيث كثيرا ما يقرأ المواطن، عددا من الاسباب وراء فقدان ثقته بالدولة العراقية القديمة منها والجديدة، من دون ذكر العلل  الحقيقية وراء الازمة المستفحلة. رغم أنني ومن خلال دراستي لتداعيات الاجواء السياسية المتدهورة لما يقارب من قرن من الزمان، أتضح لي ولغيري من المتابعين، أن أزمة النظام السياسي العراقي أكبر بكثير من المألوف. وأن مفردات الخطاب الوطني في العراق لم تتجاوز حدود مصالح أحزاب السلطة يوما. النهج الذي حول العراق الى  مجرد عنوان ضمن الايديولوجيات الحزبية الخاصة بتحزيب المجتمع وتقزيم هويته الوطنية، لاعتبارات في طليعتها هاجس زعماء العرب وخوفهم من تاريخ العراق القديم. أذ على سبيل المثال لا الحصر، وكما تنشر الكاتبة هالة قضماني في صحيفة ليبراسيون الفرنسية بتاريخ 20 تشرين الثاني 2019 من أن:
- عادل عبدالمهدي لم يفهم المطالب ( تقصد مطالب المحتجين والمتظاهرين وسط العراق وجنوبه منذ بداية أكتوبر 2019) حاله حال سائر المسؤولين الفاسدين..وتضرب مثلا لتعاطي الحكومة العراقية مع تزايد حالات الانتحار بين الشباب التي وصلت الى أرقام مفزعة خلال العاميين، من خلال أقامة حواجز أسمنتية عالية على طرفي نهر الفرات لمنع الشباب من رمي أنفسهم في النهر. أنتهى الاقتباس.
صحيح أن نهج التغيير في الحالة العراقية يصعب تفسيره بعدما أقتصر تاريخيا، على تغيير الاشخاص والنخب الحزبية الحاكمة فقط، دون المساس بتغييرأحوال الشعوب أو الشرائح المتضررة. ولربما أزداد أحوال الناس سوءا، عندما تحول الانقلابيون الجمهوريون منذ عام 1958 الى مستبدين جدد لاأكثر ولا أقل. أذ بدلا من تعزيز الامن والاستقرار مع مضاعفة فرص العمل للشباب والمتخرجين في العراق الجديد بعد عام 2003، تحاول الحكومة أقامة الحواجز الاسمنتية لمنع الشباب من رمي أنفسهم في النهر. ولكي لا يبقى الحديث عن التغيير نظريا، سأحاول تدوين ما يمكن تدوينه من سلبيات النظام بشقيه السني أولا والشيعي ثانيا وأزمتهما المستفحلة:
1- ظلت الشوفينية العربية أو الافراط في عروبة العراق بمثابة المسمار الاخير في نعش التعددية العراقية. حيث لم يكتف النظام العراقي السني خلال 82 عام من عمر الدولة العراقية  بالمراهنة على عروبة العراق وحدها، بل أستمرعلى القول علنا،" أن عروبة العراق مسلمة لا يمكن تجاهلها أو حتى محاولة البرهنة عليها. فهي واقع يمتد لالاف السنين ويمثل بنيّة العراق الثقافية والحضارية والبشرية، يكتب  د. لقاء مكي على صدر موقع الجزيرة نت. رغم أن مضمون القول لا يتفق مع تاريخ الشعوب العراقية القديمة والعريقة وعلى رأسها شعبنا الاشوري وحضارته العريقة قبل مجئ الاسلام الى العراق بأكثر من 6000 سنة. لربما بسبب حقيقة الانتماء الى جوهرالحضارة العراقية الاولى في وادي الرافدين، ظل أنتماء الشعب الاشوري الكلداني السرياني على المحك منذ مجزرة سميل عام 1933 وحتى السقوط في 9 نيسان 2003.
أذ على سبيل المثال، خلال كتابة الدستور العراقي الجديد عام 2005، حدث خلاف شديد بين العرب السنة من جهة والسنة الاكراد وبقية المكونات العراقية الاصيلة من جهة أخرى، حول النص الرسمي الموجود في دستور النظام السني العراقي الذي أصّر على ( أن العراق بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب وهو جزء من العالم الاسلامي والشعب العربي في العراق جزء من الامة العربية). وكحل وسط وتلبية للاعتراضات الجدية تم أعادة صياغة مضمون نفس المادة ( 3) من الدستور العراقي بالشكل الاتي:
( العراق بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب، وهو جزء من العالم الاسلامي وعضو مؤسس في جامعة الدول العربية وملتزم بميثاقها).
2- بعد أنهيار الطاغية في بغداد عام 2003 والفراغ السياسي الذي نتج عن السقوط، برزت نداءات وتحركات أصلاحية داخل التنظيمات الحزبية"الشيعية"، للتبرئ من تداعيات الاسلام السياسي "السني" ونهج معظم قياداته في أستغلال الدين للاغراض السياسية منذ عام 2005.  حيث ظهرهذا التحول الجذري جليا بعد أرتفاع حدة الفساد الاداري والمالي ودوره في تحجيم الاقتصاد وانعكاساته على مستقبل العراق الجديد. لاسيما بعد مجئ العراق في المرتبة 16 عربيا وفي ذيل قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم، طبقا لتقرير منظمة الشفافية الدولية العالمية. الامرالذي مهد بشكل أو بأخر على اضعاف الشعور بالانتماء الوطني للعديد من القيادات العراقية ومن الوزن الثقيل، وبالتالي تسهيل مهمة ربط الوطن بالخارج. رغم أن حرص المواطن في الانتماء للوطن هو مؤشر لقوة الشعوب وتماسكها.
وفي الختام نستنتج أن منهج النظام القومي العربي السني ، نجح خلال 82 عام في تأجيل جميع دعوات التطور والتوجه نحو بناء دولة عراقية عادلة وديمقراطية، لآسباب كما نطقها النظام البعثي الشوفيني:
- تحويل مسألة تحرير فلسطين وقضيتها المعقدة الى قضية العراق المركزية. بمعنى أخر لا يحق لآي مواطن عراقي أن يتحدث عن العدالة والديمقراطية في العراق حتى التحرير
- استعداد قيادات الانظمة المركزية في بغداد وأخرها الطاغية صدام حسين، في فتح قنوات الحوار والتفاهم مع جميع دول الجواربما فيها التنازل عن سيادة العراق وغلق الحوار وتخوينه وطنيا. أذ على سبيل المثال، تنازل الطاغية عام 1975 عن شط العرب ومعظم المراكز الحدودية شرق العراق بهدف أسكات نداء شعوب الاقليم وحركته الوطنية  في التحرر من نير الشوفينية العربية
- هاجس القيادات السياسية العربية للانظمة المركزية وخوفها من تاريخ العراق القديم، رغم تاريخ العراق المشرف. أّذ مجرد الاقرار في الانتماء الى الحضارة الاشورية في وادي الرافدين، تحولت الى تهمة عقابها الاعدام، رغم أنها أقدم حضارة أنسانية متكاملة وجدت على سطح المعمورة
- أطلاق حملات تشويه تاريخ العراق القديم وتزويره كما حاول الطاغية صدام حسين أطلاق حملة تزوير التاريخ تحت عنوان " من نبوخذنصر الامس الى صدام حسين اليوم"
أما ما يتعلق بالنظام العراقي "الشيعي" بعد عام 2003، فأن ملف الفساد الاداري والمالي هو الملف الاكبر من بين الملفات التي تحضر بأستمرار في المشهد الاعلامي العراقي والعالمي على حد سواء. حيث بات الفساد وتحديدا في زمن كورونا حديث الشارع العراقي، بأعتبار الفساد هو الملف الذي يمس حياة المواطنين العراقيين جميعا.
وفي كلمتي الاخيرة أود القول، أنني حاولت جهدي أن أكون موضوعيا في طرح وجهات نظري حول العراق وتاريخه. أرجو أن لا تكون هذه الموضوعية قد حجبت أمكانية رؤية جانب من الجوانب المضيئة في تاريخ العراق القديم منه والجديد. حيث يعرف المؤرخون أن أصل اسم العراق طبقا لقول العلامة العراقي طه باقر" أن أسم العراق مشتق من كلمة تعني المستوطن، ولفظها أوروك. وان أول استعمال لكلمة عراق ورد في العهد الكيشي منتصف الالف الثالث قبل الميلاد أي بحدود 2400 ق.م". والسؤال هو:
هل يمكن لزعيم وطني يفتخر بتاريخه وأنتماءه لآقدم حضارة انسانية على وجه الارض، أن يربط مستقبل وطنه ويرهن ديمقراطية بلده وعدالته الاقتصادية والاجتماعية بمستقبل الدول المجاورة؟ 


90


العراق ينتظر رئيس وزراء يضع تاريخه قبل جغرافيته!!
أوشــانا نيســان
708 أيام مرت على الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي جرت في العراق، والعراقيون جميعا في أنتظار غودو، أو تشكيلة وزارية مقبولة أوحتى تكنوقراطية كما يقال، لعلها تفلح في انقاذ العراق من تداعيات المحن والازمات السياسية الصعبة التي تعصف بالعراق والعراقيين من جميع الجهات. واليوم يخرج السيد مصطفى الكاظمي عن صمته بعد تكليفه من قبل رئيس الجمهورية العراقية الدكتور برهم صالح بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة في 9 نيسان الجاري، ليكون ثالث رئيس الوزراء خلال 10 أسابيع. حيث يعلن الكاظمي عن تشكيله للكابينة الورازية التي يرأسها والتي تتكون من 22 وزارة. بعدما وزع 11 وزارة بما فيها معظم الوزارات السيادية على المكون الشيعي بأعتباره الاكثرية، و6 وزارات للمكون السني بضمنها وزارة الدفاع، و4 وزارات للمكون الكوردي، ووزارة لا حظ وزارة واحدة للاقليتين المسيحية أو التركمانية، كما جاء في الخبر. 
بحثت في الكتب والمقالات التي نشرها كتاب عرب نعم كتاب عرب العراق فقط، حول طبيعة المواطن العراقي ونظرته الى مستقبل دولته العراقية، فوجدت" كتاب المكاريد" لمؤلفه العراقي محمد غازي الاخرس حيث يكتب:
" أن العراقيين طائفيون وغير متسامحين.. ولا ينتظرون فرجا ولايتوقعون مخرجا"، أنتهى الاقتباس. المكاريد لمن لا يعرف اللهجة العراقية وهي تسمية مشتقة من المحكية والفصحى في ان واحد. فالمكرود باللهجة العراقية تعني قليل الحظ أو سيئه، ويرجع تاريخ الكلمة الى"مشكينو" السومرية، حسب قوله.
أذ لو رجعنا الى مضمون مقالنا ونهج رئيس الوزراء الجديد في تشكيل الكابينة الوزارية الجديدة، لوجدنا أن المساحة الممنوحة للسيد مصطفى الكاظمي ، لا تتجاوز سابقاتها، لذلك سيكون الفشل حليفه لاسمح الله. حيث يبدوا أن أجتماع قادة الكتل السياسية الشيعية الرئيسية في منزل رئيس ائتلاف الفتح والامين العام لمنظمة بدرهادي العامري بتاريخ 16 نيسان الجاري، تم وضع المحاور الرئيسية لحكومة الكاظمي الجديدة أثر تخويله أستخدام كامل حريته في اختيار وزراء حكومته، كما جاء في الخبر.
الامر الذي أن دلّ على شئ فأنه يدل بحق على أن، مستقبل وحقوق ووجود المكونات العرقية العراقية الاصيلة كشعبنا الاشوري الكلداني السرياني ضمن الحكومة العراقية بات في خطر من جديد. لآن الحاكم الجديد أو" المصلح الذي يشكك في صحة نظام قديم أن يأتي للناس بنظام أصح منه" يكتب العالم الاجتماعي العراقي على الوردي. الامر الذي لم يفعله السيد مصطفى الكاظمي في كابينته الجديدة.
صحيح أن الرئيس المكلف أصّر بعد تكليفه في القول أن" السيادة خط أحمر ولايمكن التنازل عن كرامة العراق. وأن العراق للعراقيين وقرار العراق بيد أبناءه..وأضاف أن المرحلة تحتاج الى مصارحة بين جميع العراقيين". والسؤال هو:
كيف يمكن لمواطن عراقي اصيل أو مكون عراقي غير عربي ولكنه سليل أقدم حضارة عراقية في التاريخ، أن يثق بجوهر هذه الشعارات البراقة في الوقت الذي تستكثرون عليه مقعد وزاري يتيم؟
أصل المشكلة وخلفياتها!!
لو رجعنا الى خلفيات العقلية السياسية للنظام السياسي العراقي السني خلال 82 عام من الحكم، ثم العقلية السياسية للحاكم الشيعي منذ عام 2003 ولحد الان، لظهرت لنا تداعيات العهود الاستبدادية السابقة، العنف الطائفي المفزع، الاعمال الارهابية، تركت تأثيرات واضحة على سيكولوجية المواطن العراقي وعقلية النخبة السياسية ونهج الاخيرة في التفكير. يقال أنه سئل الحكيم الساساني ( بزر جمهر) عن سبب سقوط الإمبراطورية الساسانية أجاب بالقول : لأنهم استخدموا صغار الرجال في عظام الأمور.
حيث بدلا من تحويل التعددية أو التنوع بين مكونات الشعب العراقي الى عامل أثراء وقوة للحكومات العراقية، من خلال خلق منظومة قيم جديدة وخطاب وطني مغاير وبديل للمنظومات السياسية المتأزمة،تحاول الصفوة المنتخبة تعميق الشرخ بين المكونات العرقية والمذهبية العراقية من جديد. حيث جرت مناقشات تشكيل الحكومة الجديدة بين الكتل والقوى السياسية الكبيرة، يصّرح السيد حنين القدو النائب عن تحالف الفتح بتاريخ 14 نيسان الجاري ويضيف، اما ممثلي المكونات العراقية الصغيرة فهم مهمشون تماما مستبعدون من اية مشاورات ومناقشات في تشكيلة الوزارة، وتابع من المعيب جدا ان يتم تطبيق مبدأ دكتاتورية الديمقراطية على الحلقات الضعيفة في المجتمع العراقي فيجب ان يكون لهذه المكونات مدخلات حقيقية تتعلق بموضوع العراق..ويجب أن يكون لهم دور بناء في بناء وصيانة السياسات الوطنية وصياغة الاهداف التي تحقق طموحات كل العراقيين بغض النظر عن حجم هذه المكونات"، أنتهى الاقتباس.
العراق بوضعه الحالي بحاجة الى نخبة سياسية " وطنية" تفكر أستراتيجيا وتاريخيا وليس طائفيا، ولاسيما بعدما أثبت النظام الطائفي فشله. صحيح أن الشيعة في العراق هم الاكثرية، ولكن الشيعة  في العراق تمثل اليوم وتحكم بأسم جميع الشعوب العراقية. عليه يجب أعادة صياغة مفردات خطابها السياسي "الوطني" لنظام عراقي عصري، بعيدا عن تشنجات النظام السني العراقي الاسبق. لآن العراق يشكل أمتداد حضاري وثقافي عريق يفترض حمايته. وأن نهج الوطنية في العراق وتاريخه العريق في وادي الرافدين، يجب أن يحتل الاولوية أو الهدف الاستراتيجي للنظام السياسي في بغداد ونهجه في بناء دولة مدنية - علمانية يتسع صدرها لجميع الشعوب العراقية وعلى رأسها شعبنا الاشوري الكلداني السرياني الذي يعود تاريخه في العراق الى 6770 عام.وأن وطنية الاحزاب العربية العراقية الشيعية والسنية على حد سواء، ستكون على المحك، في حال الاستمرار على نهج تهميش المكونات العراقية الاصيلة ورفض اشراكها مشاركة حقيقية وفعالة في نظام الحكم والتوجه نحو بناء نظام ديمقراطي عادل ونزيه. لكي لانستمر في ترديد قول العالم العراقي علي الوردي:
" لو خيروا العرب بين دولتين علمانية ودينية لصوتوا للدولة الدينية وذهبوا للعيش في الدولة العلمانية".
   

91
كورونا الابن العاق يكشف عورات العقول!!
أوشــانا نيســان
يبدوا وباء العصركوفيد-19، بمثابة أختبار هائل بين جدلية الوعي الفاصل بين جيلين أومرحلتين متضادتين تماما. أحدهما وهو عصرما قبل كورونا حيث دشّن المرحلة بتطويرالايديولوجيات السياسية والتكنولوجيا خلال 100 عام خلت، والاخروهو نظام عالمي جديد لمرحلة ما بعد كورونا بدأ يتحدث عن مخاضات التحول والتشكيل لنظام جديد لم تتضح ملامحه بعد. صحيح أن الفرق بين المرحلتين سيبقى محط صراع أو جدال فكري بين مفكري العهدين، ولكن الصراع نفسه سيعلن عن ولادة نظام عالمي جديد، يفترض بزعماءه الاستفادة من الاخطاء الفكرية والمادية وحتى الاقتصادية التي ورثتها الانظمة الرأسمالية في كل من أنكلترا وأمريكا من جهة، والاخطاء الايديولوجية التي وقعت فيها البلدان الشيوعية في العالم من جهة أخرى. تحديدا ذلك الصراع التاريخي المستفحل بين أمريكا زعيمة الرأسمالية العالمية والصين الشيوعية، بعدما زادت حدة التوتر بعد تأكيدات "مؤسسة غولدمان ساكس" ومضمونها، أن الاقتصاد الصيني المتنامي سيحل محل الاقتصاد الامريكي كأكبر أقتصادات العالم عام 2027.
حيث لاحظ المتابع ومنذ بدايات عام 2020، مظاهر التراجع في مكانة الولايات المتحدة الامريكية كزعيمة العالم وأنحدار قوتها واختلال توازنها أمام أنتشار جائحة كورونا في معظم مدنها. هذا العدوغير المرئي الذي أثبت لزعماء العالم رغم عدم مشاهدته بالعين المجردة، أن سياسة تكديس الاسلحة المتطورة والصواريخ بما فيها محاولات السيطرة على الفضاء الخارجي، ما هي ألا نجاحات واهية ومكلفة لا تشبع جائعا، بل جاءت على حساب رفاهية الانسان والنظام الصحي للفرد ومستقبل السلام في العالم كله.
 
حيث يرى المراقب كيف يقف النظام الراسمالي العالمي، حائرا أمام جائحة كوفيد-19 بعدما أثبت أن أمريكا سوف لن تظل متربعة على رأس الهرم في النظام العالمي الذي لم يولد بعد. لأن صدمة جائحة كورونا ستجبر قيادة النظام العالمي المرتقب، أن تكون أكثر رحمة بالانسان ومستقبله الصحي. والدليل على وحشية النظام الرأسمالي العالمي، هو حرص الرئيس دونالد ترامب على استغلال جائحة كورونا كدعاية أنتخابية قبل موعدها بشهور، من خلال طباعة اسمه على شيكات الاعانات التي سيتلقاها ملايين الامريكيين الذين يعانون ماليا بسبب انتشار الجائحة.  تماما مثلما فعلت الصين والقول للسيد ترامب نفسه حين "حاولت طمس حقيقة وجود فايروس كورونا واسكات نداء الاطباء الذي حذروا منذ البداية من مخاطر الوباء، بعدما منعت نشر المعلومات الضرورية والحقيقية لجميع حكومات العالم بهدف المواجهة المبكرة". والكارثة الاكبر، فأن الاخطاء التي وقعت في الصين منذ سبتمبر 2019، لم تكن أخطاء طبية كما وقعت في أمريكا وفي جامعة هارفارد تحديدا، وأنما السلطة السياسية في الصين تتحمل المسؤولية كاملة. أذ كان يمكن تفادي هذه الكارثة الانسانية كما قال دونالد ترامب، لو أن القيادة السياسية في الصين أتخذت الاجراءات والاحتياطات الوقائية التي أتخذتها في فترة لاحقة بعد أنتشار الوباء في ووهان وألانطلاق لحصد أرواح الالاف من الابرياء شرق المعمورة وغربها.
وختاما لكل ما ورد أعلاه يمكن القول أن، فايروس كورونا هو "الابن العاق" للعلاقات التكنولوجية المشبوهة بين المراكز العلمية في كل من أمريكا والصين. ففي ديسمبر 2019 وقبل الاعلان عن ظهور فايروس كورونا بكثير، قدم عضو في مجلس الشيوخ الامريكي، مستندات تفيد أن هناك فيروس جديد تم صناعته في احدى مختبرات ووهان وأن الحكومة في الصين تخفيه عن العالم قائلا" علينا أن نسأل على الاقل". ولكن وللاسف الشديد فأن الحكومتين سكتا وأخفيا الحقيقة طبقا لقواعد المنافسة السياسية غير المشروعة بين البلدين.
حيث مثلما أخفق مجلس الشيوخ الامريكي في متابعة تداعيات الخبرالذي كشفه عضو مجلس الشيوخ الامريكي وكشف خلفيات الوباء قبل أنتقاله من ووهان الصينية الى معظم دول العالم، كذلك فشلت "خطة الالف موهبة" التي وضعتها السلطات الصينية منذ عام 2008، في معرفة ماهية محتوى الزجاجات التي سرقها وكلائها من المختبر الامريكي عام 2010. الامر الذي دفعها عام 2011  على عرض أموال طائلة على الدكتور تشارلز ليبر الامريكي لآستكمال أبحاثه في ووهان من دون علم السلطات الامريكية أوحتى من دون التفكير بالنتائج الكارثية التي أنطلقت من مدينة ووهان. ولاسيما بعد "أصرارالسلطات السياسية في بكين على أخفاء حقائق ظهور وباء كورونا، رغم مطالبة أمريكا بكشف الحقيقة بعد كشف جواسيس في الامن الفيدرالي عينات بيولوجية حساسة كما وصفوها في منزل الدكتور تشارلز دون معرفته"، وفقا لصحيفة أنترناشيونال بيزنس تايمز.
علما أن هذا الوباء/ كوفيد- 19 أثبت لكل عاقل، أن خطر انهيارالعالم بفعل خطأ تقني بسيط أو بيولوجي غير مرئي أو بفعل اسلحة نووية أو أزمة التغييرات المناخية المهددة للعالم، بلغ أقصاه منذ بداية عام 2020 وظهور هذا الوباء الوحشي بين الكتلتين، وفقا لدراسات وبحوث تذكر أن العالم أو البيئة الحالية غير مستقرة الى حد كبير. 
 
 


92
الكاظمي: أرث سومر وبابل واشوريسري في عروق العراقيين!!
أوشــانا نيســان
" نحن وأنتم أرث سومر وبابل وأشور، وهذه المسميات تسري في عروق العراقيين"، بهذه الرموز التاريخية للعراق سليل أكبر وأقدم حضارة أنسانية في التاريخ، أنهى المرشح الاخير لرئاسة الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي، خطابه المتلفز والموجه الى جميع أبناء الشعب العراقي مساء الامس بتاريخ 9 نيسان الجاري. علما أن الامس 9 نيسان، كان يوم سقوط الطاغية صدام حسين عام 2003 بعد أرث مخضب بالدم ودكتاتورية منفلتة عن عقالها لآكثرمن 99 عام.
أقتبست الجملة الاخيرة من كلمة المرشح الجديد السيد الكاظمي بأعتبارها وحسب قناعتي، بداية تبشّر بالعودة الى تاريخ شعوب العراقية الاصيلة في وادي الرافدين وعلى رأسها حضارة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، هذا الشعب الملغي من أجندة النظم المركزية رغم جذوره الرافدينية التي تمتد على مدار أكثر من عشرة ألاف عام. داعيا أن تكون فاتحة خير لبلدنا وشعوب الدول المجاورة والعالم كله، حسب قوله.
صحيح تعود الشعب العراقي ومنذ تشكيل دولته الاولى عام 1921، أن يسمع الكثير من المفردات أو الشعارات الرنانة التي تلهب مشاعر العراقيين  دون تقديم أية حلول عملية أومضمونة لمشاكل المواطن وهمومه المتوارثة، ولكن الكاظمي اصّرعلى أعتبار الحكومة المرتقبة، " حكومة خادمة للشعب بالافعال وليس بالاقوال..ولن تكون حكومة غرف مغلقة وأسرار"، كما أكّد خلال عرضه لستة ملفات شائكة في برنامجه لحل أزمات العراق الجديد.
أما الامر الاهم بأعتقادي في كلمته، فأن الكاظمي كغيره من السياسيين العراقيين بات يعرف جيدا، أن العراق بوضعه الحالي بات في مهب الريح ويتطلب جهود أستثنائية لآصلاح الوضع واعادة الامور الى مجاريها  قبل فوات الاوان!! لذلك أكدّ المرشح الجديد" أن السيادة خط أحمر ولا يمكن المجادلة على حساب العراق والعراقيين". 
وفي البند الخاص بالسلاح تابع السيد الكاظمي،" أن العراق للعراقيين والسلاح هو أختصاص الدولة فقط، وسنعمل على حصر السلاح..وأضاف أن المؤسسات العسكرية والامنية بمختلف صنوفها، الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة، ستقوم بواجبها لمنع انفلات السلاح"، أنتهى الاقتباس.
علما أن أشارة السيد الكاظمي في خطابه الى البيشمركة علنا وأشراكها رسميا ضمن المؤسسات العسكرية العراقية جاءت للمرة الاولى، وقد تكون أشارة تبشّر. لآن الاكراد والسنة أيضا أعلنوا تأييدهم لبرنامجه الوطني. حيث أجرى الرئيس مسعود البارزاني مساء الامس أتصالا هاتفيا معه عبّرخلالها عن دعمه في تشكيل الحكومة العراقية وتمنى له النجاح في مهمته. كما وتمنى سيادته أن تكون هذه الخطوة سببا للتقارب بين كافة المكونات العراقية وبوابة لمعالجة المشكلات والازمات في العراق"، انتهى الاقتباس.
وعند قراءة ما بين سطور خطاب المرشح السيد مصطفى الكاظمي والمحادثات التي جرت بينه وبين شخص الرئيس مسعود البارزاني يستنتج القارئ أمرين:
أولهما: حرص المرشح الجديد لرئاسة الجمهورية العراقية، على ضرورة العودة الى تاريخ العراق مع أعادة الثقة بين المواطن والدولة بالاضافة الى ضرورة مشاركة جميع المكونات العرقية في الدولة باعتبارها مهمة الجميع وليست مهمة شخص واحد حسب قوله. بمعنى أخر، أن مشاركة الجميع يعني نهاية الخلافات الدموية والنزاعات العسكرية بين الجيش العراقي من جهة والبيشمركة من جهة أخرى والى الابد.
ثانيهما: أن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس مسعود البارزاني بأعتباره زعيما وقائدا تاريخيا في تاريخ نضال الحركة التحررية الكوردستانية لآكثر من نصف قرن، والسيد مصطفى الكاظمي بأعتبارالاخير مرشح الاكثرية العربية الشيعية  في العراق لرئاسة الوزراء، أن دل على شئ فأنه يدل على حرص الزعيمان على غلق ملف الحروب والاقتتال بين الشمال الكوردي والجنوب العربي نهائيا. طبعا في حال أستمرار رئيس الوزراء الجديد، على أعتبار اقليم كوردستان العراق عراقيا بأمتياز وذلك من خلال الاسراع في حل النزاعات المختلقة بين أربيل وبغداد وفق فقرات دستورالعراق الجديد. كما ورد في المادة  (116) :
"يتكون النظام الاتحادي في جمهورية العراق من عاصمة وأقاليم ومحافظات لامركزية وادارات محلية"
وفي المادة( 117)  ورد ما يلي:
أولا: يقّر هذا الدستور عند نفاذه أقليم كوردستان وسلطاته القائمة أقليما أتحاديا
أما في المادة (121 ) جاء:
أولا: لسلطات الاقاليم الحق في ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وفقا لاحكام هذا الدستور، باستثناء ما ورد فيه من اختصاصات حصرية للسلطات الاتحادية
ثالثا: تخصص للاقاليم والمحافظات حصة عادلة من الايرادات المحصلة اتحاديا، تكفي للقيام بأعبائها ومسؤولياتها، مع الاخذ بعين الاعتبار مواردها وحاجاتها ونسبة السكان فيها
خامسا: تختص حكومة الاقليم بكل ما تتطلبه ادارة الاقليم،وبوجه خاص انشاء وتنظيم قوى الامن الداخلي للاقليم كالشرطة والامن وحرس الاقليم.




93
العالم يحارب كورونا بفلسفة ميكيافللي وأيطاليا أنكرته !!
أوشــانا نيســان
" ان سبب فقدان امراء ايطاليا لولاياتهم، أنه ما كان ينبغي للايطاليين ان يتهموا الثروة فيما لحقهم من انتكاسات وانما الامر يعود بالاحرى، الى "اللامبالاة" التي لم تكن سوى نتائج خطيئة الكسل"، من كتاب "الامير" الفصل الرابع والعشرين لمؤلفه ميكيافللي، حيث نشر الكتاب بعيد موته بسنوات خمس سنة 1532 والمؤلف مات 1527.
السؤال الذي بات يحيرني مثلما سيحيير كل قارئ المقال، كيف نجح الفيلسوف الايطالي ميكيافيللي  ورغم ميكيافيليته، أن يصف أمراء أيطاليا بالشكل الذي ينطبق تماما مع نهج القيادة السياسية التي تحكم أيطاليا وعلى رأسها رئيس وزرائها الحالي جوزيبي كونتي وفي زمن كورونا رغم مرور 493 عام بين الفترتين. ويكفي الفيلسوف ميكيافللي شرفا أنه، وجد لآيطاليا قبل ما يقارب من نصف الالفية، "الشجاعة ليصف لها السم كعلاج" لضعفها وتراجعها.
 لذلك ظل العديد من المراقبين وفي طليعتهم منظمة الصحة العالمية تسأل،لماذا أصبحت أيطاليا وعدد سكانها اليوم أكثر من 60 مليون نسمة بؤرة لتفشي هذا الوباء لتصبح في النهاية أكبر دولة متضررة بهذا الوباء لربما في العالم كله وما هي الاسباب وراء هذا الانتشار المقلق؟
 علما أن السبب وبأعتقاد العديد من المراقبين كان ولايزال نفس الخطيئة أو نهج "اللامبالاة" الذي وصفه الفيلسوف الايطالي قبل 493 عام حيث:
- ظلت أيطاليا في حالة انكار لتفشي فايروس أو جائحة كورونا في البلد، ولم تتحرك في الوقت المناسب لوقف تفشي الوباء رغم التقاريروالتحذيرات التي رفعتها أجهزة المخابرات والسلطات حول الوباء كجائحة قاتلة، ولكن القيادة لم تتخذ الاجراءات اللازمة لوقف الجائحة أو حتى تخفيفها!!
وفي النهاية وبعد مرور أكثر من أربعة أشهرمن تفشي الوباء في أكثر من 209 دولة ومنطقة في العالم، وأصابة أكثر من 1490986 مليون شخص  ووفاة أكثر من  87409 شخص في العالم كله، باتت أيطاليا تتجاوز الصين في عدد الاصابات بوباء كورونا. حيث جاءت أيطاليا على راس قائمة الدول المتضررة بحيث سميت ب" مقبرة كورونا"في العديد من الصحف الغربي للاسف الشديد بسبب لامبالاتها  التاريخي والمنسحب على خارطة نصف الالفية. حيث مات فيها:
- 17669 شخص
- 139422شخص مصاب بالفيروس
وفي الختام نبتهل الى الرب أن ينقذ العالم كله من قبضة جائحة كورونا والعالم على موعد مع بزوغ فجرربيع عام 2020.
 

94
كورونا يدق المسمارالاخير في نعش الصحافة المقروءة!!

أوشـــانا نيســان

تصّرجائحة كورونا المستجد/ طاعون العصر، أن تعتبر نفسها الوباء أو الكارثة الخامسة في تاريخ البشرية خلال أكثرمن 1500 سنة خلت. الكارثة هذه لم تفلح فقط في أطفاء أضواء معظم الشوارع الرئيسية في أكبر بلدان العالم وعلى رأسها زعيمة العالم أمريكا والصين وروسيا وانكلترا، وأنما ستنجح لامحالة في أطفاء أنوار معظم الصحف الورقية أيضا شرق المعمورة وغربها. الكارثة الخامسة التي جاءت بعد الكوارث الاربعة التي غيّرت مجرى التاريخ:
1- جستينيان عام 541 م حيث قضى الوباء على نصف سكان الارض
2- الطاعون الاسود عام 1331م  حيث أفنى الطاعون أكثر من 200 مليون شخص
3- الجدري عام 1519م وأفنى 95 % من سكان أمريكا الاصليين
4- طاعون لندن عام 1664م  قتل 20% من سكان عاصمة لندن
5- أما جائحة كورونا المستجد/ كوفيد- 19 والتي يتداعى العالم أمامها اليوم، فأنها كارثة بحق أذ لم أشهد بحياتي يقول مواطن عمره ( 90) عام مثل هذا الوباء ونحن في زمن متطورقياسا بالماضي أو بالمعنى الاخر والعالم كله في زمن العولمة.

صحيح أن وباء كورونا أظهر الجانب الخفي أوبالاحرى الجانب الحقيقي لجشع الانسان وغطرسته بعيدا عن قيمه وثوابته الانسانية السمحاء، ولكن نادرا ما يتحدث القارئ عن دورهذا الوباء في تقزيم أن لم نقل قبرالصحف الورقية نهائيا. رغم دور الصحافة تلك في خلق الاجواء الفكرية الملائمة لآخصاب بذورالانظمة الديمقراطية ضمن المجتمعات البشرية عموما، وبالتالي دورالصحافة في أبراز تداعيات الازمات الاقتصادية قبل حدوثها بوقت طويل. كل ذلك من خلال سعي الناس للحصول على المعلومات الحقيقية المنشورة على صدر صفحات الصحف الورقية بأعتبارها صحافة موثوقة.

" العالم يثق بالصحف الورقية أكثر من الصحف الالكترونية" هذا هونتائج الدراسة التي أجرتها الشركة الفرنسية " تولونا" المتخصصة في الابحاث الاستطلاعية المسحية عبر الانترنيت. حيث استطلعت أراء 10700 مستهلك في 10 دول وهي: الولايات المتحدة الامريكية، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، أيطاليا،نيوزيلاند، جنوب أفريقيا، أسبانيا، البرازيل واستراليا. علما أن الدراسة أجريت في عام 2019 وقبل ظهور وباء كورونا بما يقارب من ستة أشهرودخول العالم مرحلة غير مستقرة. في وقت ظهر الحديث عن أنتهاء زمن الصحافة الورقية ومغادرة المشهد الاعلامي الورقي كليا وأستبدالها بالنسخ الالكترونية. تماما كما بادرت صحف عالمية مشهورة وعلى رأسها:
صحيفة الاندبندنت والتلغراف البريطانيتين، وصحيفة كريستيان ساينس مونيتور ومجلة نيوزويك الامريكيتين. هذا وبالاضافة الى صحف عربية مشهورة وعلى رأسها:
( غلق مكتب صحيفة "الحياة" في بيروت بعد 70 عاما من الصدور وتوقف جريدة" السفير" اللبنانية جراء مصاعب مالية وترادع التمويل كثيرا بعد 42 عام من الصدور أيضا).
 
 في حين وللاسف الشديد، فقد جاءت رياح وباء جائحة كورونا منذ نهاية العام الماضي ولحد الان بما لاتشتهيه سفن الصحافة الورقية بشكل ملحوظ. حيث لولا قدرة الممولين في تغطية أكثر من 70 بالمائة من أجمالي المصروف الفعلي للصحافة الورقية، لآختفت خلال هذه المرحلة العصيبة نهائيا. رغم حدس القارئ العربي قبل الغربي، أن ما ينشر على الانترنيت أوالوسائل الاجتماعية الاخرى، مثلما لا يلتزم بالمعاييرالصحافية الاساسية كذلك لا يفرق بين الراي والخبر وبين الخبر الكاذب والصحيح عند النشر بسبب قدرة الناشر" المختفي" بالالتفاف على حقيقة الخبر ومصدره، وغياب حتى الرقابة الاخلاقية في النشر.   
أما ما يتعلق بالاسباب الحقيقية وراء تعثر الصحافة الورقية في هذا العصر، فأن المرحلة هذه لا تبشر بالخير وتحديدا في بلدان الشرق الاوسط للاسباب التالية:
1- غياب رغبة الممولين في الاستمرار على دعم عقود غير مربحة وغير أمينة بأستثناء الشركات السعودية الكبرى، جريدة الشرق الاوسط نموذجا
2- غياب القدرات التقنية أوالعلمية التي بموجبها يمكن دعم الصحافة الورقية ومساعدتها في ديمومة النشر والبقاء على وضعها في بلدان الشرق الاوسط . مثال على ذلك:
لجوء مجموعة من الصحف الورقية في الغرب الى أسلوب الدفع مقابل القراءة على الانترنيت ومنها، صحيفة فايننشال تايمز، تايمز، و تلغراف. بينما لجأت صحف ورقية أخرى الى وضع محتواها على الانترنيت وضخ المزيد من الاعلانات الرقمية التي تزاحم المحتوى.
3- تراجع أن لم نقل غياب دورالحكومات ودعمها لصحافة القطاع العام أمام نمو وازدهار دور القطاع الخاص الاعلامي/التجاري
4- تراجع دور الاعلام الورقي أو المكتوب أمام تنامي دورالفضائيات وحرصها الواضح في الانتقال من دور تلقي الخبر الى صناعة الرأي العام الجماهيري

أما النقطة الاهم وقبل غلق هذا الملف الحيوي، فأنه يجب الاشارة الى دور جائحة كورونا في تغيير عادات واسلوب حياة الشعوب في مرحلة يمكن تسميتها بمرحاة ما بعد كورونا. الامر الذي يكشف عن هشاشة النظام العالمي السائد وحاجة الكون الى نظام عالمي جديد يختلف عن سابقاته من حيث جوهره الانساني العادل وقدرته على مواجهة الازمات والتحديات التي تهدد البشرية مستقبلا. لذلك فأن الملامح الاكثر وضوحا في النظام العالمي المنتظر، يمكن حصرها بأعتقادي في:
- اعادة هيبة الدولة من خلال مركزيتها الاقتصادية الفاعلة
- أعادة مفهوم التضامن الدولي من خلال دعم وتمويل المشاريع الانسانية التي بموجها يمكن للزعامات الدولية ردم الهوة الفاصلة بين الدول الفقيرة والنامية وبين الدول المتقدمة والغنيّة
- تفعيل دورالانسانية في القرارات الدولية ضمن النظام العالمي الجديد. فزعيمة العالم الولايات المتحدة الامريكية تخاذلت عن تقديم الدعم والمساعدة الطبية لايطاليا، رغم أنها قبلة ما يقارب من مليوني مسيحي في العالم. في حين لم تتأخر دولة كوبا رغم الحصار الامريكي المفروض عليها منذ أكثر من نصف قرن متواصل، ولكنها هرعت في دعم أيطاليا ومساعدتها بهدف أنقاذها من طائحة كورونا
- العالم بعد كورونا سيثبت أنه بحاجة الى نظام عالمي أكثر أنسانية وأكثر واقعية ولاسيما بعد أنكشاف كارثية النظام الراسمالي خلال قرون وبروز زيف الاشتراكية التي أستغلها الاغنياء خلال 74 عام من عمرالاتحاد السوفيتي الاسبق.
- والنظام العالمي الجديد يعوزه أيضا السلطة الرابعة ولكنها ستكون رقمية وبأمكانها عرض أداء القطاعين الحكومي والخاص على حد سواء، للمحاسبة والمراقبة الشديدة
وفي ختام المقال رأيت مناسبا أن أختمه بما ذكره وزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر في مقال نشره اليوم 5 نيسان الجاري في صحيفة"وول ستريت جورنال الامريكية بقوله:
" كورونا سيغير النظام العالمي الى الابد..وأضاف، العالم يعيش الآن فترة تاريخية، والتحدي التاريخي أمام قادة العالم هو إدارة هذه الأزمة وبناء المستقبل والفشل في تحقيق ذلك قد يؤدي إلى إشعال العالم، أنتهى الاقتباس.


95

أكيتو 6770 في زمن جائحة كورونا المستجد!!
أوشــانا نيســان
كل عام وشعبنا الاشوري الكلداني السرياني بألف خير ومحبة.  يحتفل شعبنا اليوم ب( أكيتو/ عيد رأس السنة البابلية –الاشورية) في الاول من نيسان من هذا العام والعالم في قبضة جائحة عالمية. حيث نحتفل اليوم بمرور 6770 عام على هذه المناسبة التاريخية العريقة والتي تعتبر نيشان أو علامة بارزة تبشر بحلول فصل الربيع وولادة الحياة الجديدة ورمزا للخصب وحبل الارض بكل ما هو أخضربأعتباره لون الحياة حسب تعبير أجدادنا القدماء. حيث أكتشف علم الفلك البابلي قبل أكثر من ثلاثة ألاف سنة، أن شهر نيسان / نيشانو، هو بداية الاعتدال الربيعي في ليلة  20على 21 نيسان وفق المدونات الاثرية والمسمارية المحفوظة في متحف لندن. " أن الفرس اقتبسوا فكرة العيد ك( نوروز) خلال فترة السيطرة الفارسية على العراق بعد سقوط بابل (539  ق.م)"، المؤرخ ( أرثر كريستنسن) في كتابه أيران في عهد الساسانيين.
المتابع لتاريخ شعوب وادي الرافدين وعلى راسها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري يعرف ، أن الاحتفال بعيد أكيتو/ ريش نيشانو كان يلغى مرارا ولا يحتفل به لاسباب منها، غياب الملك بسبب الحروب أو الاحتلال أو الكوارث البيئية والوبائية. حيث كانت تعتبر هذه السنوات بمثابة كارثة قومية ووطنية. تماما كما يجري الان بمنع التجمعات في زمن كورونا، بعد مرور 2632 عام على الاحتفال الاخير للملك الاشوري ( سين شار اشكون)  الذي رفض الاستسلام قبل مقتله في نينوى وتولى شقيقه الملك  (أشورأوباليط الثاني) من بعده وخروجه من نينوى المحاصرة بسلام ليؤسس العاصمة الاشورية الاخيرة في حران. حيث أستمرت تلك الدولة الاشورية لحين سقوط أورهي بيد الفرس عام 336 الميلادي. 
في أكيتو هذا العام/ عام 6770 البابلي- الاشوري، سوف لن نتحدث عن الطقوس المعدلة في هذا العيد فقط، وأنما سنتحدث عن الجوانب المخفيّة ضمن حضارة شعبنا الرافديني العريق وتاريخه في كل ما وصلت أليه الحضارة الانسانية لحد يومنا هذا. حيث توصل العلماء بعد مرور أكثر من 2600 عام على سقوط الامبراطورية الاشورية الى حقيقة دامغة ومفادها، " أن التغيير المناخي في وادي الرافدين مثّل سببا رئيسيا في أنهيار الامبراطورية الاشورية عام 612 قبل الميلاد. ويضيف العلماء، أن تبّدل حظ الامبراطورية يبدو متزامنا مع التغييرات الشديدة في مناخها من الرطب الى الجاف. وهو تغيير قد يكون مصيريا في امبراطورية تعتمد على المحصولات الزراعية"، صحيفة الغارديان 14بتاريخ /11/2019 .
الجانب الاهم ضمن هذا الاكتشاف العلمي البارز، يكمن في حقيقة الدور العلمي والعطاء الحضاري المستمر لهذه الحضارة العريقة رغم مرور 2632 عام على أنهيارها. حيث يتابع العالم هذه الايام العصيبة في تاريخه، خطورة وباء أو فيروس كورونا، الذي غزا معقل الدول العظمى والمتحضرة شرق المعمورة وغربها، وكأن تاريخ وادي الرافدين القديم يعيد نفسه والعالم كله يتخبط في حلقة وبائية مفرغة. أذ يؤكد الباحثون أن" حدوث فيضانات عارمة في مدينة البندقية منتصف نوفمبر 2019، والحرائق التي اندلعت في أستراليا سبتمبر 2019، وأنتشار الطاعون في منطقة بالصين نوفمبر 2019 ،مهد الى التغيير المناخي..في حين حذر باحثون أخرين من أن الاحتباس الحراري قد يصيب أجيالا قادمة بأمراض تستمر طوال العمر"، نفس المصدر أعلاه.
أما دعوتي للتوحيد والتي تعتبر شفاعة لآبناء أمتي في زمن الوباء والهجرة، فهي حقا مناشدة تتجاوز في حجمها حجم الوثائق التاريخية التي تدمغ وحدة الاخوة في الدم والتاريخ والدين والوطن بين أبناء شعبنا بجميع تسمياته، لتلتقي وتخوم نزعات الحقد والكراهية والارهاب الديني الذي تبنته التيارات العنصرية والسلفية المتشددة خلال العقدين الاخيرين في سبيل ابادة شعبنا الابي وقلع جذوره التاريخية  المترسخة في عمق وادي الرافدين منذ أكثر من 6770 عام. أذ مثلما لم تفرق أفة عنصرية الدولة العراقية بين مذهب ومذهب أخر خلال 82 عام، كذلك ما فرّق سيف ما تسمى بالدولة الاسلامية بين رقبة مطران كلداني أو مطران أشوري أو سرياني من المسيحيين الذين ذبحوا في مدينة الموصل أو سهل نينوى، بأعتبار الجميع أخوة في الدم والعقيدة والتاريخ والانتماء، فلماذا لا نستوعب نتائج ما جرى ويجري حولنا من المؤامرات والدسائس بهدف تمزيق وتشتيت وحدتنا التاريخية العريقة.  حيث يكتب المؤلف التاريخي  ف.أ. بليافسكي في كتابه أسرار بابل ص57، " لقد تأخر الملك البابلي "نبوبولاسر"عمدا في في مساعدة الميديين ، لأن أشور ان بدت بالنسبة للميديين مدينة للعدو البغيض الذي لايستحق أي نصيب من العطف سوى تدميره بلا رحمة، فان البابليين ينظرون لها خلافا لذلك لانهم وان تحاربوا مع الاشورين فانهم لم ينسوا حتى ولا دقيقة الاخوة معهم . وكانت مدينة أشورالقديمة ومعابدها مقدسة بالنسبة لهم أيضا كمدينة بابل ومعابدها".
وبهدف التأكيد على خطورة الاحداث الدموية على وجود وجذورمسيحيي العراق، رأيت من المناسب أعادة نشرالنداء التاريخي الذي وجهه غبطة البطريرك مار لويس ساكو بداية نيسان 2019، بقوله:
"أن الهجرة نخرت الجسم المسيحي.. واخذت أعدادهم تتضاءل بشكل مخيف، وإذا استمرت الهجرة والتشظّي وضبابية الرؤية على هذا النحو، فمصيرنا سيكون مثل مصير اليهود عام 1948"، السومرية نيوز 4 نيسان 2019
 وفي الختام ونحن في فجر العام الجديد أكيتو 6770  نبتهل الى الرب، أن ينقذ العالم برحمته الواسعة من جائحة كورونا، ويجمع شمل أبناء شعبنا بجميع تسمياته داخل وطنهم التاريخي كضرورة أستراتيجية في سبيل الحفاظ على وطن الاباء والاجداد، قبل أن يتحّول شعبنا الى غرباء مطاردين في وطننا الاصلي مثلما تحّول هنود الحمرالسكان الاصليين للامريكيتين في وطنهم أمريكا الى مجرد غرباء.
 


96
السيد أمير المالح الموقر
السادة المحترمون في موقع عنكاوا كوم
لكم تحياتنا..
أتقدم لكم جميعا ولجميع متابعي صفحتكم الموقرة " عنكاوا كوم "، بوافر الشكر والتقديروالصحة الدائمة بمناسبة حلول أعياد أكيتو هذا العام 6770، عيد راس السنة البابلية- الاشورية الجديدة. نبتهل الى الرب أن يحفظكم جميعا في كفه الامين ومن خلالكم يحفظ العالم كله بعيدا من قبضة كورونا المستجد وشروره.
ولكم وافر الشكر والتقدير
أخوكم
أوشـــانا نيســـان
1 نيســــــان 2020

97
فايروس كورونا يكشف فشل الامم المتحدة!!
أوشـانا نيسـان
يشكل اليوم فيروس كورنا/كوفيد-19 وغيره من الفيروسات المنتظرة مستقبلا، تهديدا غير مسبوق على وجود ومستقبل الانسانية على وجه الارض. وفي الوقت نفسه يشكل فيروس كورونا فرصة أمام جميع زعماء العالم لأطلاق حملة من التغييرات الجذرية والكفيلة في أصلاح وتفعيل أليات المنظمات الدولية وعلى رأسها هيئة الامم المتحدة. الطرح الذي يقضي أيضا، بالاسراع في تقديم الاستعدادات الناجحة تسمو فوق تخوم الرأسمالية والاشتراكية وبالتالي تمهد لظهور نظام عالمي عادل وديمقراطي نزيه.
وفي ظل هذا المد الفكري والعلمي الذي حط كثيرا من شأن الانسان والثقافة والقيم الروحية، سعى العديد من مفكري الغرب الى أيجاد بصيصا من الامل في نهاية النفق. وفي طليعتهما فريدريك نيتشة وأوزفالد شبنجلر حيث سطعا نجمهما في فضاء الفلسفة الاوروبية، أثر اهتمامهما بالتدهور الغربي  وامكانيات النهوض به، بعدما ذكر نيتشة في نظرته الى الغرب" أن الحضارة الغربية دخلت دائرة التفسخ التي تبّدت خصوصا في اجواء الثقافة الاخلاق والروح".  وأضاف شبنجلر بدوره:
" أنت ايها الغرب ميت لامحالة. انني أجد فيك كل وصمات الاضمحلال. أنني قادر على البرهنة، بثرواتك وفقرك، برأسماليتك واشتراكيتك، بحروبك وثوراتك، بكفرك أو تشاؤمك وسخريتك، بفنائك الذي جاء من تحديد نسلك وجعلك تنزف من أسفلك حتى أمتد ذلك الى دماغك. أستطيع أن أبرهن لك أن هذه هي علامات الموت وقد حلت بالدول القديمة..في الاسكندرية واليونان وروما التي أصابها العصاب".
علامات التفكك والانهيار!!
صحيح أن المواطن أي مواطن شرق المعمورة وغربها، ليس مسؤولا عن القيم المشوهة والايديولوجيات الفاشلة التي شكلتنا وشكلت منظومة التفكير في مجتمعاتنا، ولكن يجب أن نتحمل مسؤولية تعاملنا معها، بحيث نفلح في أعادة صياغتها بالشكل الذي يتفق مع عالمنا الجديد. حيث يعرف المتابع، أن أول مفهوم لتأسيس رابطة لاجتماع الامم في التاريخ ظهر قبل 225 عام في كتاب لمؤلفه "أيمانويل كانت"، يحمل عنوان السلام الدائم. فقد دعا أيمانويل في كتابه الى تأسيس رابطة لآجتماع الامم بهدف التحاكم وحل النزاعات فيما بينها. بقيت فكرة تحقيق السلام في العالم مهمشة الى أن قامت حروب نابليون وأنتهت في القرن التاسع عشر، عندها بدأت القوى الاوروبية تسعى الى تجنّب وقوع حرب عن طريق خلق التوازن، ونشأت "منظمة السلام الدولية" وعرفت لاحقا بأسم " الاتحاد البرلماني الدولي".
وفي فجر القرن العشرين ونهاية الحرب العالمية الاولى، ظهرت "عصبة الامم" في مؤتمر باريس للسلام عام 1919. بعد مجرد 13عام من تأسيسها أنسحبت ألمانيا منها بوصول هتلر الى السلطة مباشرة ومهد لقيام حرب عالمية ثانية. عندما وضعت الحرب أوزارها تأسست منظمة الامم المتحدة في مدينة سان فرانسيسكو، كاليفورنيا بتاريخ 24 أكتوبر 1945. علما أن المنظمة الدولية فشلت منذ البداية في تحقيق السلام العالمي وتحقيق التوازن بين القطبين خلال 47 عام. والسبب بأعتقادي يعود الى فشل المنظمة في أيجاد الحلول للصراعات والتحديات العالمية لآن الامم المتحدة عبارة عن كتلة من الاجزاء المتخاصمة وعندما تعمل هذه الاجزاء تعمل ضد بعضها البعض فالنتيجة الحتمية ستكون العجزوالجمود. أذ عمليا يمكن أعتباروجود "مجلس الامن" أو الدول الخمس الدائمة العضوية، بمثابة وصفة للجمود والعجز الحقيقين. لآن نهج انتقاء وتعيين الموظفين الكبار في الهيئة لم يجريوما بهدف الحفاظ على السلام العالمي أو المصالح المشتركة للبشرية جمعاء وأنما بهدف الحفاظ على مصالح الدول العظمى وعلى رأسها أمريكا.
فلو رجعنا الى صلب الموضوع ودور فيروس كورونا في الكشف عن فشل مؤسسات أكبر منظمة عالمية في التاريخ وهي منظمة الامم المتحدة، فأنه يجب العودة الى الاجراءات، الخطط الوقائية أوالدعم الدولي المقدم للدول المتضررة وعلى رأسها ايطاليا قبلة الكاثوليك في العالم، في سبيل التخفيف من الخسائر البشرية خلال ثلاثة أشهر الاخيرة.
أذ بعد اتصال هاتفي للرئيس الروسي مع رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي بتاريخ 22 أذار الجاري، أرسلت موسكو 45 طنا من المواد الطبية الى جانب الاطباء والممرضين لمساعدة ايطاليا. وفي 16 أذار الجاري، وصلت بعثة طبية من كوبا "المحاصرة" أمريكيا الى أيطاليا بناء على طلب أيطاليا للمساعدة في مكافحة انتشار كورونا، بعد أستخدام أحد الادوية الكوبية في علاج المصابين في الصين.
في حين لم تقف زعيمة العالم الولايات المتحدة الامريكية ورئيسها دونالد ترامب، مجرد موقف المتفرج من الخسائر البشرية في العالم وتحديدا في الدول الاوروبية، بل حاول ترامب أحتكار الحقوق الحصرية لعقار يتم تطويره حاليا في المانيا من قبل شركة "كيور فاك" ضد فيروس كورونا الحالي. ذلك عقب معلومات تفيد أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب حاول أغراء الشركة مقابل مبلغ مليار دولار للحصول على الحقوق الحصرية للعقارالالماني واستعماله حصريا لآمريكا. الامر الذي أغضب وزير الخارجية الالماني هايكو ماس بقوله:
" الباحثون الألمان رائدون في مجال تطوير الأدوية والعقاقير. لا نستطيع أن نسمح للآخرين بالحصول على نتائج أبحاثهم حصريا. وأضاف.. سوف نستطيع هزيمة هذا الفيروس معا وليس ضد بعضنا البعض".


98

الكتابة في زمن كورونا!!
أوشــانا نيســان
حقا أن العالم وهو في قبضة كورونا، بات في زمن أصبحت فيه الكتابة  وحتى التفكير أوالابداع مجرد بدعة لا يستسيغها العقل. شخصيا أعرف هذا الزمن القحط وأختبرته مرارا ولكنني قررت أن أكتب وأصّر على الكتابة حتى لو أصبحت أخر كلمة من كلماتي شهادة على موت عالم ووولادة عالم جديد بأمتياز.
المعلوم أن هذا الزمن الذي وصفته عمدا بزمن كورونا، هو نتاج أنحراف العقول وتحديدا أنحراف عقول معظم زعماء العالم وعلى رأسهم زعماء الدول العظمى وتحول منظومة عقولهم الى ألة لآبتزاز حرية شعوبهم وتطورها في سبيل خدمة الانسانية جمعاء ومستقبل ألاجيال القادمة.
حيث أتذكر قبل 51 عام، عندما أشتد صراع التوغل الى الفضاء الخارجي بين الولايات المتحدة الامريكية وما كانت تسمى بالاتحاد السوفيتي الاسبق، عندما وصلت أول مركبة فضائية تابعة للولايات المتحدة الامريكية  الى القمرومشى رائدها ومهندس الفضاء الامريكي نيل أرمسترونغ على سطح القمربتاريخ 20 يوليو 1969حينها قلت:
- هل يمكن لوكالة الفضاء الامريكية (ناسا) أن تضمن عودة رواد فضاءها الثلاثة نيل أرمسترنغ، بز ألن ومايكل كولينز الى الارض بسلام؟
هذا التساؤل الذي بقي من دون أجابة حتى اليوم رغم مرور 51 عام، وتحديدا بعد نجاح جيش صغير من فيروس ضعيف لا يمكن مشاهدته بالعين المجردة وعلى رأسه فيروس كورونا الجديد/ كوفيد-19، أن ينطلق من معقله في مدينة يوهان الصينية ويغزو العالم قبل خلال أيام، بعدما هزم العالم رغم ترسانات دول مالكة لآسلحة نووية وكيمياوية وحتى بايولوجية وعلى راسها ترسانات زعيمة العالم الولايات المتحدة الامريكية.  هذه الحقيقة التي أن دلّت على شئ فأنها تدل بحق على أن:
" الروايات التي نسمعها وتنشرها أجهزة الاعلام الدولي والعولمة الجديدة، معظمها للاستهلاك المحلي والاختلال الاخباري في العالم. أذ على سبيل المثال لا الحصر، أستبشر العالم والمفكر الامريكي الجنسية من أصول يابانية  فرانسيس فوكوياما في كتابه، نهاية التاريخ والانسان الاخير". في الوقت الذي يقف اليوم رئيس الولايات المتحدة الامريكية السيد دونالد ترامب نفسه، مشدوها أمام أصغر فيروس أرهب العالم كله رغم أنه لاتراه العين المجردة.
وفي الختام، يجب التأكيد على أن فيروس كورونا الجديد كوفيد-19 ظهرهادئا والحمدلله والشكر، وليس قاتلا بالمعنى الحرفي مقارنة بغيره من الاوبئة والفيروسات المميتة التي ظهرت عبر التاريخ البشري. ومن الواقع هذا نؤكد، أن خطورة فيروس كوفيد-19 بعيدة جدا بالمقارنة مع بقية الامراض المعدية أو الصراعات التي حصدت وتحصد أرواح الملايين شرق المعمورة وغربها. أذ بلغت نسبة الوفيات بفيروس كورونا / كوفيد- 19 حتى الان 3.4% . وأن البشرية نجت على مر التاريخ من العديد من الامراض الوبائية المماثلة في عصر الكساد والتخلف والفقر، فكيف يمكن لوباء صغيربحجم فيروس كورونا حيث لاتراه العين المجردة أن ينتصرفي زمن العولمة؟
 

99
تركيا تحقق حلم اليمين الاوروبي في زمن كورونا!!
أوشــانا نيســان
" لا تتوجهوا نحوالسويد..فأن السويد امتلآت. والتوجه نحوها فكرة خاطئة. حيث لا نستطيع أن نوفر لكم المنح ولا أن نجهز لكم السكن، رغم أنني أعتذر عن مضمون رسالتي هذه"، يقول جيمي أوكسون رئيس حزب ديمقراطيوالسويد وهو موجودا على الحدود الفاصلة بين تركيا ويونان قبل أربعة أيام. علما أن هذا الحزب اليميني والعنصري نجح في أقل من عقدين من بعد التأسيس، أن يصبح أول وأكبر حزب سويدي بين سبع أحزاب سويدية تقليدية في البرلمان منها ما وجدت قبل أكثر من 100 عام. أما لماذا وصل رئيس حزب سويدي عنصري من أعالي البحار الى الحدود الفاصلة بين تركيا واليونان، هذا هو السؤال الذي سنحاول الاجابة عليه.
" قبل أن نتوجه إلى الحدود أخبرونا (في تركيا) بأن هناك منظمات ستساعدنا، خصوصاً مع وجود مخاوف من احتمال انتشار كورونا، لكن لا نرى أي منظمات أو استعدادات، فلا كمامات ولا مواد معقمة وتضيف،الناس لا تدري ماذا ستفعل. لا نستطيع أن نعود ولا نستطيع أن نكمل طريقنا نحو أوربا"، تقول لاجئة عالقة بين تركيا واليونان.
يبدوا أن تهديدات الرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان، بأرسال الملايين من اللاجئين العالقين في تركيا الى بلدان الاتحاد الاوروبي ستستمر، طالما ظلت بروكسل حسب وصف الرئيس التركي أردوغان، متقاعسة في الايفاء بوعدها تجاه أنقرة. حيث يعرف المتابع كيف نجحت تركيا في أبتزاز دول الاتحاد الاوروبي من خلال، فتح الحدود وتوجيه موجات لجوء من معظم بلدان الشرق الاوسط نحو بلدان أوروبا كما حدث ذلك في عامي 2015 و2016.
أذ للحق يقال، أن الدول الاوروبية بدورها متقاعسة في تنفيذ قراراتها بقدر ما يتعلق بالملايين من المهاجرين أواللاجئين المستقرين في تركيا. حيث شرعت تركيا وبالاتفاق مع الاتحاد الاوربي في أيواء الملايين من الفارين من جحيم الحروب الطاحنة في سوريا منذ عام 2011 ولحد يومنا هذا. ذلك طبقا للاتفاق الذي جري بين تركيا والاتحاد الاوربي عام 2016. حيث قرر الاتحاد بموجبه  دفع ( 6.78) مليار يورو لتركيا، بهدف تمويل المشاريع السكنية الخاصة بأيواء اللاجئين السوريين والفارين من الحرب في سوريا منذ عام 2011 على الاراضي التركية. ولكن الدعم الاوروبي لم يصل لتركيا حسب وصف قيادات في الحكومة التركية لحد اليوم. " أن حكومات الاتحاد الاوربي ستبحث تخصيص المزيد من الاموال للمهاجرين الى تركيا، لكنها لن تقبل أستخدام اللاجئين كأداة مساومة..وأضاف، صحيح أن تركيا تتحمل عبئا كبيرا علينا أن نتفهم ذلك ولكن في الوقت نفسه لا يمكننا قبول أستخدام اللاجئين كمصدر ضغط"، يؤكد جوزيف بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي بتاريخ 7 أذار 2020.
النتائج!!
خلال وجودي في السويد لآكثر من عقدين ونصف، بات واضحا لي، أن زمن الترحيب باللاجئ أو المهاجر القادم من بلدان الشرق الاوسط ولى وانتهى الى الابد. وأن المهاجرين العراقيون أصبحوا معلقا بين الطرد والموت البطئ بعدما كانوا على رأس قائمة المهاجرين المرغوبين في بلدان الغرب. وما يجري اليوم من تصاعد حدة نهج التيارات المتطرفة أو نهج الاحزاب اليمينية – العنصرية ضد المهاجرين في السويد، ألمانيا، هولندا، فرنسا، أنكلترا، أيطاليا، النمسا، دانمارك، أسبانيا وغيرها من دول الاتحاد الاوروبي، هو أيذانا بنهاية علاقات الغرام بين الشرق والغرب هذا اذا وجد أصلا وبداية مرحلة جديدة لم تتضح ملامحها بعد.
فالتطرف العرقي أو التطرف الديني الذي يتستر وراء عباءة  تدهور الاوضاع الاقتصادية في الغرب للتعبير عن خروجه على الايديولوجيات السياسية وقيم المجتمع الغربي الانساني، بدأ يطل بمشاعره السلبية علنا في ظل تنامي ظاهرة الاسلاموفوبيا ضد الاسلام والمسلمين في معظم بلدان الغرب وتحديدا بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001، واليوم ضد القادمين من الصين أوأيران أو غيرها من الدول الموبوءة خوفا من أنتشار وباء كورونا القاتل.
ومن الواقع هذا يمكن القول، أن بنود الاجندة التي ينفذها السيد أردوغان في زمن كورونا من خلال دفع الملايين من المهاجرين نحوبلدان الغرب، تتفق تماما مع نهج الاحزاب والتيارات العنصرية في أوروبا وحرص الاخيرة على ضرورة أيجاد المبرر القانوني والانساني في سبيل شرعنة قرارغلق جميع أبواب القارة الاوروبية بوجه المهاجرين من دول الشرق اليوم قبل الغد.   


100

العراق بحاجة الى قيادة بحجم الوطن!!
أوشــانا نيســان
العراق بلد مأزوم فكريا وسياسيا منذ تشكيل خارطة الدولة العراقية قبل 99 عام، ثم فشل ما يسمى بالمعارضة العراقية في خلق نظام ديمقراطي فاعل ونزيه منذ عام 2003 ولحد الان. والسبب بأعتقادي يعود الى، أن العراق دولة غنيّة بالثروات النفطية وأن سوء الادارة السياسية للنظام الملكي أولا ثم النظام الجمهوري ثانيا، كان ولايزال سببان في تحويل العراق رغم احتياطاته الهائلة من الثروات النفطية والطبيعية الى مجرد دولة فقيرة وساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية في بلدان الشرق الاوسط. الامر الذي يدفع بكل عراقي غيور أن يلتفت الى الحقيقة الدالة والواضحة، أن العراق موجود على خريطة قيد التمزيق سببها الصراعات الطائفية والمذهبية التي تستمد قوتها من تصاعد حدة هذا الاستقطاب الديني والطائفي على حد سواء.
"قدر العراق تنوعه وعلى من يحكمه أن يكون مستوعبا للجميع ومنفتحا على الجميع"، يؤكد السيد عمار الحكيم بتاريخ 16 كانون الثاني 2013. حقا أن قول السيد عمار الحكيم والقبول بالواقع العراقي والتعايش معه، هو عين العقل والصواب. هذا اذا قررت السلطة السياسية الفعلية في العراق أو العقلية السياسية الوطنية، الى أعادة قراءة الواقع العراقي العرقي والمذهبي والايديولوجي بحكمة وواقعية." صحيح عندما قال الامام على بن أبي طالب عليه السلام ( لو كان الفقر رجلا لقتلته)، ونحن نقول ( ما جاع فقير في العراق الا وكان السياسي حرامي)، يكتب علي محسن راضي في وكالة براثا بتاريخ 26 تموز 2015.
خلفيات الازمة السياسية
كثيرا ما نسمع أن مشكلة الانتخابات العراقية وفي جميع مراحلها، أنها غير قادرة على أنتاج نظام ديمقراطي نزيه ينتظره معظم العراقيين المؤملين بضرورة بناء عراق ديمقراطي عادل يتسع صدره لجميع العراقيين بغض النظر عن انتمائهم العرقي أو المذهبي أو حتى الايديولوجي. والسبب بأعتقادي يعود الى سوء استخدام الانظمة السياسية وأخرها ما يسمى بالنظام الديمقراطي  أثرتحويله الى مجرد شعار لاستغلال مشاعر المواطنين وعواطفهم لتأجيج المواقف وتفتيت اللحمة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي. وأن ازمة النظام السياسي العراقي بدأت قبل 99 عام وذلك من خلال:
- الالتفاف على دعوات أرساء النظام الملكي في الدولة العراقية التي تأسست عام 1921من خلال " أستيراد" ملك من خارج المجتمعات العراقية رغم نسيجها الفسيفسائي. ذلك من خلال" الاتفاق الذي تم بين فيصل قبيل تنصيبه وبين الوكالة اليهودية وايزمان على هامش مؤتمر فرساي ومن ثم توقيعها لاتفاق في لندن بتاريخ 3 كانون الثاني 1919"، من كتاب الاهداف والنتائج / د. بلقيس محمد كلية العلوم السياسية / جامعة بغداد.
- الالتفاف على الاكثرية الشيعية في العراق بحجة فتاوي المرجعيات الدينية في كل من كربلاء والنجف بهدف تصعيد المقاومة ضد الاستعمار البريطاني وثورة عام 1920
- الالتفاف على التيارات العلمانية وحركات أرساء حكم القانون وأقامة دولة المواطنة في العراق الجديد من خلال دمج أو ربط محنة اليسار والعلمانية المتنامية في العراق بحزب معين، بهدف افشالها تماما.
- وأخيرا الالتفاف على البنود والفقرات الرئيسية التي وردت في البيان الختامي الاخيرلمؤتمر المعارضة العراقية الذي سبق سقوط الطاغية في بغداد ب(115) يوم فقط. حيث ورد في البند الثاني من البيان:
" العراق دولة ديمقراطية برلمانية تعددية فيدرالية (لكل العراقيين) وانطلاقا من مفهوم انساني وحضاري للمواطنة في العراق قائم على اساس عدم التمييز بسبب العرق أو الدين أو الجنس أو المذهب".
وفي البند (12) يؤكد البيان حول حقوق الاشوريين( كما جاء في البيان):
" درس المؤتمر الاضطهاد والقهر الذي تعرض له الاشوريون فأقر بضرورة ضمان مساواتهم مع الاخرين ووجوب تمتعهم بحقوقهم القومية والثقافية والادارية المشروعة ضمن صيغة قانونية محددة وصيانة ذلك دستوريا"، أنتهى الاقتباس.
 الدروس المستخلصة

المتابع للخلافات والتحالفات السياسية التي حدثت وتحدث بانتظام وراء جميع نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت وتجري في بغداد منذ عام 2005 ولحد الان، يمكن للمراقب المحايد ملاحظة ما يللي:
1- فقدان أستقلالية القرار العراقي في بناء عراق ديمقراطي برلماني تعددي وفيدرالي كما جاء في بيان المعارضة العراقية
2- تأرجح النظام العراقي الاتحادي بين العلمانية والدين رغم مرور أكثر من ( 15) عام على الانتخابات البرلمانية الاولى. حيث أن المتابع للمستجدات السياسية في العراق الجديد يعرف، أن الحسابات الامريكية تعاملت وتتعامل مع الواقع العراقي وفق مبدأ الترويكا العراقية( الشيعة، السنة، الاكراد) بأعتباره النموذج الاسهل
3- تفاقم الازمة السياسية بين الاكثريتين العراقيتين وتحديدا بين العرب ( بغداد) والاكراد ( أربيل)
4- عدم ضمان الحقوق السياسية والادارية والثقافية للمكونات العراقية الاصلية، كما جاء في بيان المعارضة العراقية وعلى رأسها الشعب الاشوري( واليوم الشعب الكلداني السرياني الاشوري) وفقا للدستور وانما يجري وفق الحجم!!
وفي الختام يجب القول، أن العراق بحاجة الى قائد ذي رؤية وطنية بحجم العراق الجديد، يولي الاهتمام بالمطالب التي تحملها التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية في وسط بغداد وجميع محافظات الوسط والجنوب منذ أكثر من خمسة أشهر متواصلة.


101
العراق التائه بين الانتماء والولاء !!
أوشــانا نيســان
" أهذا هو البرلمان الذي صدعتمونا بادعاءاتكم أنه منبثق عن ارادة الشعب ؟" يكتب سفير السلام العالمي ومدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الانسان في سيدني السيد مصطفى منيغ في صحيفة " دنيا الوطن " بتاريخ 16 كانون الاول 2019. طبعا يقصد البرلمان العراقي الحالي وعدم شعوره وأحساسه بنداء الاحتجاجات أوالحراك الوطني الذي عمّ معظم  شوارع العاصمة بغداد وجميع ساحات المدن العراقية الكبرى في الوسط والجنوب قبل أكثر من 100 يوم متواصل.
قبل 2632  عام أصّرجارنا الشرقي "الميدي" الاصل، أن يطفئ شموع حضارة وادي الرافدين ويدمر معالم أول وأعرق حضارة أنسانية وجدت على سطح المعمورة ليؤسس على مجدها وانقاضها أول أمبراطورية فارسية في التاريخ. وقد حدث ذلك أثر الاتفاق الذي جرى بين ملك مدينة بابل، بعدما نجح الملك الاخميني كورش الكبير/ أبو القرنين كما ورد في القرأن، في أقناع ملك بابل " نبوخذنصر الثاني"، أن يضعا يدا في يد ضد الامبراطورية الاشورية وتدميرها. ولتبديد الشكوك وزيادة الثقة بين الطرفين خطب الملك البابلي " أميتس" أبنة الملك كورش لآبنه" نبوبولاسر"، بهدف أتمام بنود مؤامرة غزومدينة نينوى وأسقاط معالم حضارة وادي الرافدين عام 612 قبل الميلاد.

اليوم ورغم مرور 2632 عام يريد تاريخ العراق الحالي ومن خلال جمهورياته الاربع التي تلت سقوط الطاغية صدام حسين عام 2003، أن يعيد نفسه من جديد. حيث يعرف المتابع أن جميع مفاصل السياسة في دولة العراق بأستثاء أقليم كوردستان وحتى مقتل قائد فيلق القدس الايراني الجنرال قاسم سليماني والقائد الفعلي للحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، في غارة بطائرة أمريكية من دون طياربالقرب من مطار بغداد الدولي يوم الثالث من الشهر الجاري، كانت بيد أيران. وما ألسنة النيران أوحتى الشعارات التي يرفعها المتظاهرون أو الحراك الشعبي المنتفض في قلب كل من المدينتين المقدستين كربلاء والنجف، أنما هي دليل قاطع على صحة ما نذكره اليوم.

لربما يسأل سائل، عن خلفيات العنف أو دوافع الصراع السياسي والطائفي المستدام فوق أرض العراق منذ تاسيس الدولة العراقية عام 1921 ولحد الان؟ الجواب بأعتقادي يعود الى سببين:
أولهما: أبعاد أو تهميش دورالسكان العراقيين الاصليين وعلى راسهم أبناء شعبنا الكلدوأشوري وحرصهم الواضح على ضرورة العودة الى تاريخ العراق القديم والانتماء لثرى حضارة ميسوبوتاميا مهما كلف الثمن. ذلك من خلال رفض مشاركتهم الفعلية والجدية ضمن المؤسسات الفعلية للنظام السياسي العراقي .
في حين أصّرت وتصّرالانظمة السياسية في العراق وبجميع مشاربها السياسية والمذهبية في المراهنة على ضرورة ربط العراق بدول وكيانات عربية أسلامية أولا ثم فارسية ثانيا. لا بسبب الخلل أو الازمة السياسية المترسخة ضمن البنيّة الاساسية للنظام كما يعتقد الكثيرون، وأنما بسبب احساس النخبة السياسية التي دخلت العراق قبل 1400 عام بعدم انتماءها الى ثرى العراق المقدس وتاريخه الذي يمتد في الاول من نيسان القادم الى 6770 عام.
 
ثانيهما: تجدد رغبة البوابة الشرقية ومطامحها السياسية في تجديد عملية غزو عقلية الانظمة العراقية المتهالكة وجغرافيتها الممزقة وتحديدا بعد أشتداد حدة التظاهرات والاحتجاجات المطالبة علنا، بالتخلص بصورة نهائية من جميع افراد النخبة السياسية الحاكمة في العراق من دون تمييز ووضع حد نهائي للتدخل الايراني العلني. ولاسيما بعدما بدأ العديد من القادة الايرانيين في المطالبة علنا بالهلال الشيعي أو المصطلح السياسي الذي يعبر عن المشروع الفارسي الذي يدعوا علنا الى وجوب أعادة دور الامبراطورية الفارسية القديمة ليس فقط في العراق أو وادي الرافدين هذه المرة، كما يعتقد العديد وانما في جميع بلدان الشرق الاوسط، وأخرها" أن أيران أصبحت الان أمبراطورية، كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا وهي ( أي بغداد) مركز حضارتنا وثقافتنا كما كانت في الماضي"، يقول السيد علي يونس نائب الرئيس الايراني حسن الروحاني ومستشاره للشؤون الدينية/ العربية نت، بتاريخ 11 حزيران 2019.


 



102
هكذا تكلم غبطة البطريرك مار ساكو!!
أوشــانا نيســان
كثيرا ما كنت أنتظرردا أو حتى نقدا لاذعا من القيادات السياسية للاحزاب والمنظمات السياسية التابعة لشعبنا، حول ندائي المتكرر ونداء العديد من أمثالي بخصوص حاجة شعبنا الى الاسراع في تشكيل " مرجعية معتبرة " تضم ممثلي جميع الجهات المعنية والمهتمة بشرعية قضيتنا القومية-الوطنية داخل الوطن. ولكن المستجاب كان زعيما روحيا ومثقفا بحجم غبطة البطريرك ساكو قبل النخبة السياسية بجميع مشاربها الايديولوجية من خلال دعوته الى تشكيل تحالف مسيحي أولا ثم تشكيل "خلية أزمة" ثانيا، بعدما كرر دعوته بقوله:
" ادعو مجدداً النُخبة وكل الغيارى الى الجلوس معاً والحوار والتفكير والتحليل، بعيداً عن اي تحزُّب وتعصُّب، لتوحيد الصفوف والمواقف، وتوظيف كل ما لدينا في الداخل والخارج لتعزيز وجودنا التاريخي وحضورنا، ولئلا نذوب ونضيع في الشتات"، يكتب غبطة البطريرك الكاردينال ساكو في جوابه للمعلقين على مقترحه حول تشكيل " تحالف للاحزاب المسيحية في العراق" بتاريخ 9 كانون الثاني 2020.
القارئ لجوهرالطرح  أو المطلع على مضمون المقترح الذي نشره غبطة البطريرك مارساكو في التاسع من الشهر الجاري، يحس وكأن غبطته يعيد أنتاج نداءه من خلال صرخته " أستيقظوا من غيبوبتكم يا أبناء شعبي جميعا فأن الامور لا تبشر بالخير، وينبغي أن نفعل شيئا أقله " خلية أزمة" حيث العواطف لا تكفي ضمن هذه الظروف الحساسة لبلدنا والمنطقة ". ولكن وللاسف الشديد، اذ لا القيادات السياسية للاحزاب والمنظمات التابعة لشعبنا المضطهد أستيقظت من نومها العميق ولا الزعامات الدينية والكنسية الاخرى تجاوبت  وقفت علنا مع المشروع أو تضامنت معه.
وقد يسأل سائل من أتباع نهج " فصل الدين عن السياسية" وهم كثيرون، هل يحق لرجل دين بحجم غبطة البطريرك أن يحشر نفسه في الشؤون السياسية المتعثرة  للامة؟
الجواب، طبعا يحق له " شرعا " وتحديدا في حال سكوت أو تراجع أو حتى فشل نهج النخبة السياسية في تحقيق الحد الادنى من المطالب والانجازات وعلى راسها توحيد صفوف الامة الممزقة بشكل رهيب أوحتى توحيد مضمون الخطاب السياسي للقوى والمنظمات السياسية التابعة لنا.  فاحساس البطريرك بخطورة الحالة الراكدة، كما يكتب  ويقول بالاضافة الى طرحه لمقترح  تشكيل " خلية الازمة" بهدف الانقاذ، أن دل على شئ فأنه يدل على أن جدار الصمت والسكوت الذي كمم ويكمم أفواه القيادات السياسية والحزبية رغم أشتداد حدة المخاطر الجدية وتفاقم التحديات ضد الوجود التاريخي لآبناء شعبنا وهو على ثرى الاباء والاجداد،يجب أن يكسر قبل فوات الاوان، هذا من جهة، ومن الجهة الثانية يجب أن نعترف علنا ومن دون تردد، أن شعار" فصل الدين عن السياسة " لا يمكن تطبيقة بأي شكل من الاشكال على وضع شعبنا المتدهور من السئ الى الاسوأ في ظل جملة من السياسات المتخبطة لآننا:

أولا: شعبنا ليست له دولة أوأي كيان سياسي معترف به وطنيا ودوليا لنفصل الدين عنه. لأن الدولة وحدها طبقا لمضمون قانون فصل الدين عن السياسة لا تطبق الا القوانين والدساتيرالوضعية
ثانيا: لا تسمح تداعيات الهجرة التي تنخر في جسد شعبنا وتفاقم التحديات المخيمة على وجودنا داخل الوطن، في رفض دور اوتهميش طروحات هذا الرجل الديني أو ذاك الحامل على طروحات وأفكار أنسانية ووطنية من شأنها انقاذ ما يمكن انقاذه من الوجود داخل الوطن قبل فوات الاوان
الامر الاخر بأعتقادي وبهدف أضفاء الشرعية على طرح غبطة البطريرك، كان يفترض ببقية زعماء ورجالات ديننا المسيحي داخل الوطن وخارجه، أن يتبنو طرح غبطة البطريرك ساكو أو على الاقل الاعلان عن دراسته. حيث التاريخ أثبت أن تاثير الكنائس ودور زعمائها الروحانيين على أبرشياتها ومؤمنيها أكبر بكثير من دور القيادات السياسية على مجتمعاتنا. وضعه السياسي المتخبط وضعه السياسي المتخبط وضعه السياسي المتخبط وضعه السياسي المتخبط رغم أن الدورهذا قد يختلف من كنيسة الى أخرى طبقا للاحداث التاريخية المؤسفة التي جرت وتجري ضد وجودنا بأنتظام.
وفي الختام أود أعادة طرح التساؤل الذي طرحته خلال ردي على مقترح غبطة البطريرك والمنشور على صدر موقع عنكاوا الالكتروني مساء اليوم الاخير من عام 2019  ومفاده:
- هل يفلح الكاردينال لويس روفايل ساكو أن يتحمل المسؤولية وتداعيات الانتقال من مربع التنظير الى مربع تبني قضيتنا القومية المشروعة داخل الوطن وخارجه ليكون بطريركا ورمزا للجميع؟؟
حيث ليس المقصود بكلمة "التبني" كما وردت، مطالبة غبطة البطريرك بقيادة مسيرتنا السياسية داخل الوطن، بل كنت  أعرف جيدا، أن غايته الوحيدة من الطرح هي أنقاذ الوجود، وليس لاجل غايات أخرى ..وشعوره الواضح بالمسؤولية لفعل أي شئ يخدم المسيحيين في هذه الظروف الحساسة لبلدنا والمنطقة، مؤمنا بأن لا معنى لآي منصب "الكرسي" أن لم يرتج الخير منه، كما يكتب غبطته.
حيث يعرف المتابع أن زمن السلاح لتحرير الشعوب ولى في عصر العولمة والانترنيت وحل مكانه سلاح اللوبي السياسي والكلمة الفعّالة على الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي. فشعبنا كغيره من شعوب العالم بحاجة الى قيادات سياسية رشيدة وزعامات روحية لربما بحجم شخض واحد عالم ومدرك يستطيع التواصل مع العالم ومنظماته الخاصة في الدفاع عن حقوق الانسان والشعوب، بلغة العصر ومفاهيمه الحديثة. أذ للحق يقال، أن احزاب ومنظمات شعبنا من دون أستثناء، فشلت لآنها ظلت محصورة ضمن الدوائرأو التخوم الضيقة التي سمحت بها الاكثريتين العربية والكوردية داخل الوطن خلال ما يقارب من نصف قرن متواصل. رغم أن القاصي والداني يعرف ويحس بدور الدول الكبرى وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي وتأثيرهما الواضح على مصدر القرارات السياسية في جميع الدول والانظمة السياسية في بلدان الشرق الاوسط. وأخرها الضربة الامريكية قرب مطار بغداد الدولي ليلة 3 يناير/كانون الثاني 2020.
 


103
المنبر الحر / العراق بين جحيشين!!
« في: 01:15 05/01/2020  »
العراق بين جحيشين!!
أوشــانا نيســان
العراق سيظل يحترق ويحترق الى ما لا نهاية، لابسبب دكتاتورية  الانظمة "السنيّة" بالامس ولا تجاوزات الحشد الشعبي "الشيعي" اليوم، وانما بسبب عقلية النخبة السياسية للاكثرية العربية وعدم قبولها للاخر. فالخبير العسكري العراقي مؤيد سالم الجحيشي " السني" كما يكتب موقع "كيوبوست"، يستغرب كثيرا في حديث خاص مع الموقع، عن صمت السلطات الحكومية العراقية على أنتهاكات الميليشيات الاجرامية في مدينة الموصل دون  حساب. رغم الدورغير الوطني الذي لعبه عددا من الضباط "السنة"  وبالذات من مدينة الموصل في القوات المسلحة العراقية، منذ تأسيس الجيش العراقي عام 1921 ولحد سقوط الصنم عام 2003، وأصرارهم على تحويل قدرات الجيش العراقي الى معاول هدم وتمزيق نسيج الوحدة الوطنية داخل العراق. 
حيث المتابع لتاريخ الدولة العراقية التي وضع الاستعمار البريطاني حجرزاويتها عام 1921، يعرف جيدا، أنها أي الدولة العراقية لم تنم ولم تصحو ألا على جماجم المكونات غير العربية  وعلى رأسها جماجم أقدم وأعرق شعب عراقي أصيل وهو الشعب الاشوري وضع مقدمات أقدم حضارة أنسانية قبل 6769عام في وادي الرافدين.
ثم أستمرالجيش العراقي  في تجريب قدراته القتالية في أول جريمة للأبادة الجماعية بحق مواطنيه الاصليين العزل وهم أبناء الشعب الاشوري في مجزرة سميل الدموية عام 1933.  ثم تكرر المسلسل الدموي لاحقا بوتيرة أكثر عنفا، بحق بقية الشعوب العراقية غير العربية وعلى رأسها الشعب الكوردي الحليف للشعوب العراقية المضظهدة والمسالمة.
ففي 16 سبتمبر1969 هاجم الجيش العراقي من جديد بقيادة الملازم عبدالكريم الجحيشي قرية صوريا وأعدم أكثرمن 80 مواطنا من شيوخ وشباب ونساء وأطفال وفي مقدمتهم القس حنا قاشا وهوحاملا الانجيل في يديه، يترجى القاتل المجرم الجحيشي ليتوقف عن الذبح والقتل، بعدما أعلن استعداده للاستشهاد مع بقية أبناء رعيته في القصبة واستشهد فعلا، رحهمهم الله جميعا.

المكونات العراقية مجرد كبش الفداء!!
من حق المواطنين العراقيين من غير العرب، أن لا يثقوا  بمضمون الشعارات "الوطنية" التي يرفعها هذا التيار العراقي أو ذاك وفي جميع المراحل، وعليهم أن يدققوا ويفكروا بمصداقية الشعارات قبل الوثوق بها. أذ بالعودة الى قول الخبير العسكري العراقي مؤيد سالم الجحيشي بالامس وتأكيده على القول :
"لا تزال ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران لوائي 30 و50،  تفرض سيطرتها على المناطق والقرى التابعة لسهل نينوى في محافظة الموصل العراقية. حيث تمارس انتهاكات واسعة النطاق بحق المدنيين العزل، من بينها فرض إتاوات على المحلات التجارية وشاحنات نقل البضائع مقابل أطلاق سراحهم، وكذلك طالت ميسوري الحال، فضلًا عن تنفيذ اعتقالات تعسفية بحق أبناء تلك المناطق بهدف تهجيرهم ومساومة أُسرهم على مبالغ مالية كبيرة"، انتهى الاقتباس.
وكأنه يريد أن يلقي بجميع اخفاقات الدولة العراقية القديمة منها والجديدة وتداعيات جيشها وفشل نظامها السياسي الذي بدأ بالدكتاتورية "السنيّة" وأنتهت بالمحاصصة الطائفية "الشيعية"، على عاتق الضحايا من أبناء الشعوب والاقليات العرقية العراقية غير العربية.  بمعنى أخر يريد أن يقول علنا، أن وجود المكونات العرقية العراقية غير العربية في العراق، هو سبب شقاء العراق والعراقيين، لذلك يتوجه بنداء الى الاكثرية الشيعية الحاكمة ضمنا بقوله:

تعالوا لنضع اليد في اليد ونبن معا عراق "عربي" خالص بعد التخلص من العراقيين غير العرب، من خلال تنفيذ ما تبقى من البنود المزنرة على أجندة تنظيم ما كان يسمى بالدولة الاسلامية "داعش" وعاصمتها مدينة الموصل، وطرد ما تبقى من المواطنين العراقيين "المسيحين" في المدينة وتوابعها. رغم أن المتابع يعرف جيدا، أن خلاف أهل نينوى "السنة " مع الحاكم الشيعي في بغداد منذ سقوط الطاغية بعد أحتكار الاقلية السنيّة للسلطة العراقية 82 عام متواصل، لا يمكن حصره بنهج  اللواءين 30 و50 والذين يقودهما الاول وعد القدو (التركماني) والثاني ريان الكلداني ( المسيحي) مطلقا. وما جرى ويجري في بلدان الشرق الاوسط عموما وفي العراق وسوريا ولبنان على وجه الخصوص، تحت شعارما يسمى بالربيع العربي خير دليل على صحة قولنا هذا.


104
الكاردينال لويس ساكو.. طفح الكيل وبلغ السيل الزبى!!
أوشــانا نيســان
قد يختلف العديد من مواطني أبناء شعبنا داخل الوطن وخارجه مع الكثير من الافكارأو الطروحات أوحتى المواقف السياسية " الجريئة" التي يطرحها الكاردينال لويس روفائيل ساكو بين حين وأخر. لكن المواطن أي مواطن غيور على وحدة شعبه بجميع تسمياته، يجب أن يتفق مع مضمون العديد من طروحاته ويعترف أن الكاردينال يحاول تصحيح المسيرة السياسية وأعادة هيكلة المنظومة بالشكل الصحيح!! ومن المنطلق هذا سأحاول قدر الامكان تسليط الضوء على الجوانب النظرية لمقترح غبطة البطريرك والابعاد التطبيقية للاتحاد "المسيحي" الذي وضعه الكاردينال على طاولة جميع الاحزاب والمنظمات التابعة لشعبنا من دون تمييز. رغم أن غبطة البطريرك ذكر في رؤيته المسماة ب " تجمع الاحزاب المسيحية"، او التحالف المسيحي أو اي مسمى يتفقون عليه"، بهدف تجاوز سوء التفاهم أو الخلافات المتجذرة بين معظم الاحزاب والمنظمات السياسية التابعة لشعبنا الابي وبالتالي البحث عن القاسم المشترك بين الجميع. حيث يكتب:

" أصبح لزاما الآن قبل فوات الأوان، التفكير والتخطيط لاستراتيجية مسيحية موحدة، تخرج منها وثيقة يلتزم بها الكل تحت اسم مثل”تجمع الاحزاب المسيحية”، او التحالف المسيحي أو تحت اي مسمى يتفقون عليه، تنخرط فيه الأحزاب الموجودة والنخب والكفاءات. فالأحزاب الأكثر تباينا، تتحالف أمام التحدّيات، تحت مسميات مشتركة… ومثل هذا التحالف يعطي دفعاً قوياً للمسيحيين في دوائر صنع القرار. ويدخلون في انتخابات مجلس نواب المركز واقليم كردستان بقائمة واحدة مدروسة جيدا"،ينشر الكاردينال لويس روفائيل ساكو على موقع عنكاوا الالكتروني بتاريخ 29/12/2019، تحت عنوان" ألم يحن الاوان لتشكيل تجمع سياسي واحد لمسيحي العراق.
مقترح البطريرك بين الواقع والمأمول
تتراوح العلاقة ما بين هبوط وصعود وبحسب التطورات  السياسية، بين المواطن "المسيحي" العراقي وبين مرجعياته الكنسية الثلاث، لابسبب الخلل في المرجعيات وأنما بسبب التراجع  والضمورفي أجندة العمل السياسي التابع لجميع أحزاب ومنظمات شعبنا وبالتالي اختلاف الرؤية حول الحقوق ومستقبل الوجود داخل وطن الاباء والاجداد. رغم أشتداد حدة الهجرة وتفاقم وتيرتها خلال السنوات التي تلت سقوط الطاغية في بغداد عام 2003، والتوجه نحو بناء عراق ديمقراطي عادل يتسع صدره لجميع العراقيين بغض النظر عن الانتماء العرقي أو المذهبي أو حتى الايديولوجي، كما يحلو لهم القول.
 فشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وتحديدا ضمن هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق، بحاجة الى رؤية تحترمها الاغلبية من النخبة السياسية وأبناء شعبنا الابي، ورؤية غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكواليوم في وجوب توحيد الكلمة والمواقف ، قد تكون مشابهة لرؤية البطريرك الشهيد ماربنيامين ومارأيشاي شمعون وأصرارهما على ترجمة أرادة الكنيسة أن تكون دوما الى جانب هموم شعبها مهما قست الظروف وتفاقمت الازمات. لآن البطريكان الشهيدان ماربنيامين ومارايشاي شمعون، لم يترددا لحظة في الانتقال من مربع الحذر الى مربع تبني شرعية التضحية من أجل الحقوق وتوحيد معاناة الشعب ومستقبله، رغم الاختلاف في ظروف العصر والعولمة التي نعيش فيها وتقنياتها والياتها. حيث أثبتت الوقائع السياسية على ارض العراق خلال 99 عام خلت، أن الثقافة السياسية  للاكثريات أو عقلية النخب السياسية للاكثريتين العربية والكوردية رغم الفارق البسيط بينهما، لم ولن تستوعب نهج قبول الاخر وعدم تهميش أو حتى أقصاء حقوق بقية الشعوب والمكونات العرقية العراقية الاصيلة وعلى رأسها حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أولا وأخيرا هو:
هل يفلح الكاردينال لويس روفايل ساكو أن يتحمل المسؤولية وتداعيات الانتقال من مربع التنظير الى مربع تبني قضيتنا القومية المشروعة داخل الوطن وخارجه ليكون بطريركا ورمزا للجميع؟؟
وفي الختام لا يسعنا ألا أن نوجه تحياتنا العطرة بمناسبة حلول أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة عام 2020، لغبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو ومن خلاله لقداسة البطريرك ماركيوركيس صليوا الثالث وغبطة البطريرك مارأغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس وقداسة البطريرك مار أدي الثاني بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة ومن خلالهم تحياتنا بهذه المناسبة المباركة الى جميع رؤساء ورجالات الدين المسيحي، والشعوب المسيحية وغيرها من الشعوب في جميع بلدان الشرق الاوسط والعالم كله، وشكرا.
 



105
مسيحيو العراق ليسوا غرباء بل أصلاء !!
أوشـــانا نيســان
في غياب المنطق والعقل في التعامل مع الاختلافات العرقية، الدينية والمذهبية في بلدان الشرق الاوسط عموما وفي أقليم كوردستان على وجه الخصوص،يعود منطق التيارات الاسلامية المتشددة في أقليم كوردستان العراقي بالظهور، ويطل براسه من جديد في سبيل رفض التعايش الاخوي بين جميع الشعوب والمكونات العرقية العراقية الاصيلة وعلى رأسها أبناء شعبنا الاشوري الكلداني السرياني"المسيحي". حيث بدأ منطق الرفض يشتد ويحتدم ضد العالم المسيحي عموما والمسيحيين وهم في عقر دار أبائهم وأجدادهم مهد المسيحية، والعالم يقترب من أعياد الميلاد المجيد وأفراح راس السنة الميلادية الجديدة. حيث نجحت حفنة من الانتهازيين والساعيين وراء المادة والاضواء من جديد، في عرض سلعة مهينة لجميع الاديان السماوية وتحديدا الدين المسيحي المسالم، من خلال عرض أحذية تحمل صورة الصليب رغم أعتباره أكبر رمز مقدس من رموز الديانة المسيحية شرق المعمورة وغربها.

صحيح أن ذلك المحل التجاري في ميغا مول وفي محافظة أربيل قد أغلق مشكورا، بأمر مباشر من قبل محافظ أربيل السيد فرست صوفي بالامس، والقرار حسب قوله جاء أحتراما للاديان السماوية، ولكن المتابع يعرف أن المحل الذي عرض نفس السلعة المهينة والمصنوعة تركيا للاستخفاف برمز الدين المسيحي بتاريخ 25 مارس عام 2016، أغلق أيضا ولربما أحرقت البضاعة ولكن هل أكتفى الاجراء؟ فالمطلوب من القيادات السياسية الكوردية بجميع مشاربها السياسية في أقليم كوردستان العراق، أن تحافظ على جوهر شعار التعايش السلمي والديني والقومي الذي ينعم به أقليم كوردستان قولا وعملا، فيما لو أنتظرت أي دعم أوالمساندة من قبل ديمقراطيات العالم. والحل الجذري لوقف نهج هذه التيارات الاصولية والتحركات الظلامية لا يكمن في الحرق أو غلق المحل فقط، بل يجب تحويل القضية الى طاولة السلطات القضائية النزيهة في الاقليم من أجل فرض أقسى العقوبات والاجراءات الرادعة على المخالف بما فيها رفع سقف التعويضات والسجن لسنوات. لعل الاجراء هذا يكون كفيلا في ردع كل من يسول له نفسه أرتكاب هكذا أفعال مماثلة وشنيعة.
 
حيث يعرف القاصي والداني، أن المقصود بعرض الاحذية التي تحمل رموز على هيئة الصليب، هو الاساءة للرموز الدينية المقدسة وخرقا لحقوق الانسان والشعوب المسيحية وأستهتارعلني بالمقدسات الدينية وبالتالي خرقا للمواثيق الدولية الخاصة بحرية الاديان وفي طليعتها: 
- المادة (18) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1948
" لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده، وحريته في اظهار دينه أو معتقده بالتعبّد واقامة الشعائروالممارسة والتعليم بمفرده أو مع الجماعة، وأمام الملآ أو على حدة".
صحيح أن البيانات الخاصة بحقوق الانسان على الصعيد الاسلامي جاءت متأخرة كما يكتب سفير الضمير العالمي السيد محمد عيد دياب، وخاصة على الصعيد الرسمي. فقد جاءت أول محاولة لآصدار بيان عن حقوق الانسان من المنظور الاسلامي من قبل رابطة العالم الاسلامي في العام 1979 بأصدار "أعلان حقوق الانسان وواجباته في الاسلام"، ثم صدر" البيان الاسلامي العالمي لحقوق الانسان" عن المجلس الاسلامي في لندن سنة 1980 وتلاه في العام 1981 صدور" البيان العالمي عن حقوق الانسان في الاسلام" عن المجلس الاسلامي الدولي للعالم، وهي منظمة غير دولية تعمل في أوروبا ومركزها باريس، وقد أعد البيان أربعون شخصية دينية وحقوقية أسلامية. ولكن أختلاف الظروف وتسارع التطورات العلمية والتقنية التي حصلت وتحصل كل دقيقة ضمن العولمة، يجب أن تعجل من وتيرة التطور في بلدان الشرق الاوسط أيضا، بهدف الالتحاق بركب الدول المتقدمة في الغرب.
 
 

لماذا الان وفي الاقليم؟؟
يبدوا أن الدول المجاورة للعراق عموما والاقليم على وجه الخصوص، سوف لن تسكت ولن تهدأ والاقليم يتعافى والاستقرار يتحقق وثقة المواطنين بحكومتهم تتعزز. فالمسيحيون( الارمن والاشورين) في تركيا والاقليم بأعتبارهم الحلقة الاضعف، مثلما كانوا ضحايا الامبراطورية العثمانية خلال الابادة الجماعية أبان الحرب العالمية الاولى 1915، كذلك حولتهم الحكومة التركية اليوم رغم مرور أكثر من 100 عام على الابادة الجماعية، الى ضحايا لاعتراف الكونغرس الامريكي والعالم الغربي بجريمة الابادة الجماعية للارمن والاشورين "سيفو عام 1915". لسبب بسيط مفاده، أن المسيحية بأعتبارها القاسم الديني المشترك بين العديد من شعوب الشرق الاوسط والاستعمار الغربي، عليه تحولت المسيحية الى تهمة ويجب معاقبة مؤمنيها في بلدان الشرق الاسلامي!!
وما يلاحظه المتابع من التطورات والتصعيد العسكري الخطير للجيش التركي وسياساته في كل من ليبيا وسوريا وسواحل قبرص واليوم في الاقليم، هو جزء مما يدور سرا في كواليس السياسة الدولية من مؤامرات وتحالفات ضد الشعوب المظلومة وعلى رأسها الشعبين الكوردي والاشوري. لذلك تقتضي الضرورة على قيادات الشعبين، أن يستيقظا ويعيا جيدا، عن خلفات كل ما يدور من المخططات الاجرامية لتدميراللحمة الوطنية من خلال أحداث شرخ في النسيج الوطني والمذهبي في الاقليم. وأن زمن السياسة الاستعمارية البغيضة "سياسة فرق تسد" قد أنتهى، وعلينا أن نفتح صفحة جديدة على أساس الثقة المتبادلة والحوار الصريح قبل فوات الاوان.

106
تثبيت الحقوق في الدستور أكبر من خلافنا على المستور!!
أوشـــانا نيســان
" غالباً ما يشوب وضع دستور جديد او اصلاح دستور قائم، الاخطاء والتحديات في اعقاب ثورة او صراع عنيف. واذا كان السلام الدائم هو الهدف المبتغى، فعملية الوصول له تصبح هامة بقدر أهمية محتوى الدستور نفسه.. وتؤكد المنظمة ان المخاطر كبيرة، فإذا ما أخطأ واضعو الدستور في العملية، فذلك سيضع بذاراً لصراع مستقبلي. ولكن اذا ما أجريت العملية بشكل صحيح، يمكن للدستور ان يقدم أساساً لسلام دائم"، تكتب منظمة أنتربيس في دليلها العملي حول: وضع الدستور والاصلاح الدستوري – خيارات عملية / عام 2011.
حقا تأتي عملية كتابة الدستور أو أصلاحه على رأس التحديات الجسيمة التي تواجه وجود ومستقبل الشعوب وعلى رأسها حقوق المكونات والاقليات العرقية الاصيلة ضمن بلدان الشرق الاوسط. حيث على ضوءه تتأسس حياة سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة، تجسّد أماني الشعوب المنتفظة ومطاليبها تماما كما جرى وتجري من المظاهرات والاحتجاجات في العراق ولبنان وغيرها من بلدان الشرق الاوسط.
وبالعودة الى أجندة ثورة أكتوبرالعراقية لهذا العام والمطاليب التي حددها المتظاهرون وعلى رأسها أصلاح دستور البلد، يفترض بالمكونات العرقية الاصيلة في العراق وعلى رأسها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري أن:
" تكون على درجة عالية من الوعي القومي- الوطني في سبيل عدم أضاعة هذه الفرصة الذهبية بهدف تقويض البنيان العنصري والنظام الطائفي الذي زرعه النظام العراقي الجديد، وأعادة تأسيسه وفق دستور عراقي عادل وديمقراطي، بموجبه يمكن لنا تدوين حقوق شعبنا الرافديني ضمن دستور البلد على الاقل هذه المرة وعدم أضاعة الفرصة التي تلوح في الافق ضمن خلافات عقيمة لننتظر100 عام أخرى. لآن الدستور سيكتب أجلا أم عاجلا بوجود ممثلي أبناء شعبنا في لجنة التعديلات الدستورية أو عدمه، ولكن خلافاتنا الذاتية أوالجانبية رغم مرارتها، سيكون بأمكاننا حلها لاحقا ضمن حوارات أخوية صادقة فيما لو صدّقت النيات لجميع الاطراف".
" أدعوا لاجتماع تشاوري يضم جميع القوى السياسية القومية الفاعلة على الساحة العراقية والاقليم و رؤساء او ممثلى كافة الطوائف المسيحية في العراق وعدد من الشخصيات الاكاديمية والقانونية المستقلة والمختصة،لاعداد ورقة او وثيقة مطالب واهم التعديلات الواجب تعديلها فيما يخص حقوق شعبنا ومنها مسألة التسمية التي توحد شعبنا الذي لا يمكن ان يتحمل القسمة على ثلاثة، كما يبغى البعض لغايات لا نعرف ماذا يستفاد اذا اصبحنا فرق متعددة و متفرقة. حيث يمكن ان تكون هذه الفرصة الاخيرة والمتاحة لشعبنا لانصافه اسوة بباقي القوميات و المكونات العراقية الاخرى، ولكي يكون الجميع مشارك في هذه المسؤولية التأريخية وتبيان الخط الابيض من الخط الاسود واخذ القرارات بالاغلبية المطلقة. لكي لا نقع في حرب البيانات وتقديم المذكرات كل جهة حسب ما يحلوا لهاوتطبيق اجنداتها الحزبية على مصير شعب بأكمله، يقول السيد النائب يونادم يوسف كناعضو لجنة التعديلات الدستورية وممثل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الوحيد في لجنة التعديلات الدستورية التي شكلها رئيس البرلمان العراقي.
المتابع لمضمون الدعوة أعلاه التي أطلقها السيد النائب كنا، يلاحظ مدى أصراره على وجوب  تسيس أو تحزيب المهمة الدستورية من خلال دعوته:
أ- القوى السياسية "الفاعلة"
ب- ممثلي الطوائف والمذاهب المسيحية
ج- الشخصيات الاكاديمية والقانونية المستقلة والمختصة
تماما كالمخفي والمستور ما بين سطور بيان حزب المجلس القومي الكلداني حول لجنة التعديلات الدستورية والمنشور على موقع عنكاوا الالكتروني بتاريخ 18 كانون الاول الجاري، حيث جاء فيه:
" في خضم الأحداث والتحركات السياسية والشعبية الشائكة الجارية على الساحة العراقية وما أفرزته من مؤشرات تنم عن تغيير في مسار العملية السياسية من خلال الأصلاحات والتعديلات في كل مرافقها ومنها التعديلات الدستورية، سعى بعض برلمانيي الكوتا المسيحية في البرلمان العراقي ركوب الموجة وأنتهاز الفرصة وبالتنسيق مع أطراف قومية أخرى وبمشاركة كل برلمانيي الكوتا في التوقيع على وثيقة مقدمة الى لجنة التعديلات الدستورية في البرلمان العراقي لتغيير ما ورد في المادة (125) من الدستور العراقي في التسمية الواردة فيه (كلدان وآشوريين) الى تسمية مركبة (الكلدان السريان الآشوريين) والتي لا تمثل أي مدلول قومي لشعب أصيل حاله حال بقية قوميات وأعراق الشعب العراقي".
أذ للتاريخ نكتب ونقول أن السيد كنا بقوله:
"التعديلات الواجب تعديلها فيما يخص حقوق شعبنا ومنها مسألة التسمية التي توحد شعبنا الذي لا يمكن ان يتحمل القسمة على ثلاثة كما يبغى البعض لغايات لا نعرف ماذا يستفاد اذا اصبحنا فرق متعددة و متفرقة"، لم يكن موفقا بسبب حراجة الوضع ودقة المرحلة التي يمرّبها تاريخ العراق الجديد وتاريخ شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. هذا التصعيد الذي أعتمدته  قيادة حزب المجلس القومي الكلداني في بيانها بقولها:
"وبقدر تعلق الأمر بالوثيقة السيئة الصيت الموقعة من قبل برلمانيي الكوتا في البرلمان العراقي والتي أثارت رفض وأستياء وأستهجان أغلب الكلدان في العراق والمهجر في محاولة بائسة لمحو الوجود الكلداني فأننا نعلن رفضنا القاطع لهذه الوثيقة بالصيغة المقدمة ونطالب بإلغائها وسحبها".  حيث يبدوا أن تصريحات  السيد كنا، قدحت شرارة التوتروالتصعيد  بين القوى السياسية الفاعلة التي أستنجد بها قبل ألتأمها كما ورد في بيان المجلس. وألا لماذا تفتش قيادة المجلس الكلداني وراء عناصر الفرقة والشقاق بين الكلداني وأخوه الاشوري والسرياني أو بالعكس ، بدلا من التفتيش وراء عناصر الالتحام بين أبناء الشعب الواحد؟ حيث لا أكشف سرا عندما أكتب طبقا لما أعاينه وأعيشه داخل الوطن، أن شعبنا وعلى أرض أباءه وأجداده العظماء تحول للاسف الشديد الى حالة بائسة لا حول لها ولا قوة!! لان الشعوب وفق نهج جميع الانظمة السائدة في بلدان الشرق الاوسط عامة والعراق على وجه الخصوص، لا تقاس بتاريخها وحضارتها العريقة في وادي الرافدين 6769 عام بل تقاس بحجهما السكاني / الاثنوغرافي فقط!! 
وفي الختام وقبل أن نختتم مقالنا هذا، يجب التأكيد على نقطة مهمة وهي، أن المطلوب من ممثلي شعبنا وبجميع تسمياته والعراق يمّر بمرحلة تاريخية حرجة، أن نطوي ملف جميع الخلافات والصراعات هذا ان وجدت، ونضع يدا بيد متعاونين متراصي الصفوف وأن نمضي قدما مع ممثلي شعبنا في لجنة التعديلات الدستورية في سبيل تثبيت الفقرات الخاصة بحقوق ووجود شعبنا في دستور العراق الجديد قبل فوات الاوان.

107
جدلية العلاقة بين السياسي والمثقف أبرم شبيرا نموذجا!!

أوشــانا نيســان
الشجاعة الفكرية للمثقف وتحديدا المثقف الاشوري ضمن هذه المرحلة المحورية الحرجة التي يمر بها شعبنا الاشوري، واجب مقدس من خلال المزيد من التلاحم والالتصاق بهموم ومعاناة الشعب وحرصه على كشف خيوط  الايديولوجيات المتأمرة على وجود وحاضر الامة ومستقبلها.  لذلك تفترض الضرورة التاريخية على المثقف الاشوري أن يتميز بالاستقلالية  في حرية أبداء الرأي والتعبير والانتقاد في سبيل صناعة وصياغة الرأي العام الجماهيري الاشوري من جديد بالشكل الحضاري الصحيح.
" المثقف أنسان  امتاز عن بقية أبناء مجتمعه بقابلية على التفكير والنقد، ذات نزوع فلسفي وأدراك التحديات التي تواجه محيطه الاجتماعي، وبخزان معرفي وفكري أيضا، واتخاذ المثقف مواقف مصيرية حساسة وبالتالي فأن النخبة هي التي تلتصق بهموم أوطانها"، يكتب المفكر والفيلسوف المغربي الراحل محمد عابد الجابري في معرض حديثه عن مفهوم المثقف الحقيقي.
لم يسبق للمثقف العراقي العضوي بأعتباره عنصر نخبوي أن وضع على المحك وتعرضت وتتعرض مقولاته وطروحاته للاختبار وامتحان المصداقية ، مثلما يحصل الان والعراق أمام مستقبل غامض. عليه يفترض بالمثقف الاشوري أيضا وفي ظل التجربة الحزبية الاشورية المتعثرة، أن لا يتردد في قول الحقيقة والكشف عن موقفه وذاته أكثر من أي يوم مضى. حيث تتحمل معظم تنظيمات شعبنا المسؤولية التاريخية فيما ألت أليه أوضاع شعبنا من تدهور وفشل وأستمرار الهجرة، نتيجة للانقسامات والاختلافات التي جرت وتجري بانتظام في صفوف الاحزاب، بحيث يبقى من المعيب على المثقف الاشوري العضوي، أن يختار بين السئ والاسوأ، بدلا من الخيارالمنتظر بين الحزب أو السياسي الافضل وعكسه.
أذ يفترض بالباحث عن الاسباب الحقيقية وراء فشل تجربتنا الحزبية رغم عمرها الطويل ورغم كل التحالفات التي جرت وأخرها لقاء " زوعا والمجلس وبيت نهرين" بتاريخ 18و 23 تشرين الاول المنصرم كما يكتب الاخ شبيرا، يفترض به أن يقّر ويعترف بحقائق على ارض الواقع وعلى رأسها:

1- أن احزاب شعبنا الاشوري أولا ثم الاحزاب الكلدانية السريانية ثانيا، نشأة في ظروف سياسية وفكرية غير طبيعية تماما. وأن " الصحوة" القومية لآبناء شعبنا الاشوري سرقت قبل نموها وتعاظم شوكتها، لذلك ظلت بنود أجندة خطابها القومي والوطني تتأرجح بين الحركة أو الحزب المنتمي لهموم ومعاناة شعبه والحزب المنتمي لآجندة الاكثريات.
2- أن اليقظة أو "الصحوة" الاولى لقضية شعبنا الاشوري كانت شأن النخبة المثقفة ومن دون صحوة جماهيرية ملفتة للنظر، بسبب دور الانظمة في تهميش دورالمكونات وحقوق الاقليات العرقية والمذهبية/ المسيحية في جميع بلدان الشرق. مثال على ذلك،الحزب الاشتراكي الاشوري الذي اسسه المثقف الاشوري فريدون أتورايا مع بنيامين أرسانيس وغيرهما بعد أندلاع الثورة الشيوعية عام 1917. المنظمة الديمقراطية الاثورية التي أسسها مجموعة من المثقفين وفي طليعتهم، أشور يوسف دخربوت، برصوم بيرلي، نعوم فايق، فريد نزها وسنحاريب بالي وغيرهم من المفكرين في الاغتراب بتاريخ 15 تموز 1957.
3- للاكثرية العربية والكوردية  دورا مشهودا في خلق وصناعة عدد من التنظيمات أو الاحزاب السياسية التي نشأة وأعتملت في العراق بشكل أو بأخر، ولاسيما بعد سقوط الطاغية صدام حسين عام 2003، ثم التوجه نحو التعددية الحزبية الممنوعة في العراق سابقا. هذا التواطؤ أو الشك الذي سيبقى محصورا ضمن الخارطة السياسية للدولة العراقية وليس في دول الاغتراب. خير دليل على ذلك خلافات الاخوة الاعداء على مقعد برلماني يتيم بين النائبين السيد يونادم كنا تسلسل رقم 1 والنائب عمانوئيل خوشابا يوخنا تسلسل رقم 2  ضمن قائمة واحدة وهي قائمة الرافدين.
4- غياب الوسائل الاعلامية غير الحزبية لشعبنا الاشوري وتحديدا فضائية غير حزبية، نجح دوما في تحريك الطابور الخامس في جميع بلدان الاغتراب ضد حقيقة ما جرى ويجري داخل الوطن بأنتظام. حيث لا يعرف سوى عدد قليل من ابناء شعبنا وقد لايتجاوزعددهم عدد اصابع اليد الواحدة، أن حزب بيت نهرين الديمقراطي هو أول حزب اشوري أطلق عملية الكفاح المسلح داخل الوطن بهدف تحقيق حقوق شعبنا الاشوري منذ عام 1980، أي قبل زوعا بكثير.
5- صحيح أن "زوعا" فازت بأربعة مقاعد برلمانية من أصل خمسة مقاعد بعد اول انتخابات جرت في الاقليم بتاريخ 19 ايار 1992، حيث دخلت الانتخابات لوحدها بأستثناء حزب جديد شكله الديمقراطي الكوردستاني، ولكن السؤال هو، لماذا لم تفلح قيادة " زوعا" في الحصول ألا على مقعد واحد في الانتخابات التي جرت بعد 26 عام. في حين حصلت قائمة الوحدة القومية التي ترأسها هكاري على ثلاث مقاعد. علما أن الخلل الاساسي بأعتقادي يكمن في ألية الانتخابات البرلمانية التي تجري في العراق. حيث يصعب على اي مرشح أقلوي من مرشحي ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري أن يحصل على مقعد واحد تحت قبة اي برلمان من برلماني بغداد وأربيل من دون دعم احزاب الاكثريتين العربية والكوردية. هذه حقيقة يجب العمل على تصحيهها " قانونيا" من خلال المفوضية العليا للانتخابات العراقية وليس من خلال الصاق التهم بهذ الحزب أو ذاك.
6- " معظم الاختلافات بين أحزابنا السياسية لا ترتقي الى خلافات ايديولوجية وتنافضات فكرية، بل هي خلافات تكتيكية مرتبطة بموقف أو حدث معين، يكتب السيد شبيرا. سبحان الله على اشكالية تبرير الاخطاء السياسية في تفكير المثقف المنحاز!! حيث شخصيا كنت مشاركا في مؤتمر بروكسل وأتذكر حرص النائب السويدي لارش أداكتسن على الوقوف مسافة واحدة من جميع أحزاب أبناء شعبنا وزياراته المتكررة لاقناع زوعا بالمشاركة وفشل، لآن بغداد وقفت ضد تدويل قضيتنا القومية المشروعة.
هذا من جهة ومن الجهة الثانية أتذكرأيضا كيف حاول السيد روميو هكاري سكرتير حزب بيت نهرين الديمقراطي أقناع جميع القيادات الحزبية داخل الوطن في الجلوس على طاولة البحث والاتفاق على خوض الانتخابات البرلمانية بتاريخ 30 سبتمبر 2018 بقائمة  موحدة، ولكنه أخفق ولم يحصل حتى على الرد بأستثناء الرد الايجابي من اتحاد بيث نهرين الوطني والمجلس القومي الكلداني. رغم انه ذكر في رسالته للاحزاب أنه من المعيب أن نختلف على مقاعد مضمونة لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
الدعوة للانحياز للشعب!!
" ثقة أبناء شعبنا بتنظيماته السياسية والقومية أنحسرت كثيرا، أن لم نقل فقدت ولم يعد تثير أهتمامهم مثلما في السابق..ويضيف السيد شبيرا لعل السبب الرئيسي في هذا الوضع يكمن في الظروف المأساوية التي أحيط بها شعبنا.. وفشل وأخفاق جميع التحالفات والتفاهمات بينهم وانفراط عقدة أي تقارب بينهم..وأخيرا غياب العمل الجبهوي أو الجماعي على المسائل القومية"، أنتهى الاقتباس.
حقا أن ظاهرة فقدان الثقة بجميع القيادات الحزبية من دون تمييز، كما يكتب السيد شبيرا باتت حقيقة واضحة وشعرت بتداعياتها السلبية منذ عودتي الى الوطن قبل 6 سنوات.  ولكنه لا يجب أن يصاب المثقف الاشوري العضوي بوهم الحياد أوحتى التردد في الانحياز لجانب  أي حزب او أي قيادي سياسي منتمي لحقوق وطموحات شعبه بنزاهة، في حال فقدان ثقة الاكثرية من أبناء شعبنا بتنظيماتنا السياسية والحزبية كما برزت واضحا في الاونة الاخيرة. في الوقت الذي أثبتت النخبة السياسية في بغداد خلال 98 عام، أنه يصعب عليها أن تلتفت ولو مرة أو تسمع لنداء الاحزاب والتنظيمات السياسية التابعة للمكونات والاقليات العرقية والمذهبية وعلى راسها أحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. 
هذا بقدر ما يتعلق بنهج النظام السياسي في العراق، أما ما يتعلق بالتأكيد القطعي للسيد شبيرا وقوله، " أن أستقلالية زوعا أو أي حزب من أحزابنا السياسية وتمسكه بالفكر الاستراتيجي يجب أن لا يمنعه من أن يمارس السياسة التكتيكية التي حتما لاتتعارض مع استراتيجية في خدمة ابناء شعبنا في الوطن"، أنتهى الاقتباس.
أؤكد للسيد شبيرا والقارئ الكريم أنني وبعد عودتي وعملي داخل الوطن منذ عام 2013 ولحد الان، لم ألاحظ خطوة سياسية موحدة على أرض الواقع ، لا من أجل توحيد الصفوف السياسية لاحزاب شعبنا بأعتبارها أمل الجميع  ولا من أجل وقف مسيرة الهجرة التي باتت تنخر في جسد هذا الشعب المضطهد، وأنما لاحظت سلسلة من الانشقاقات والانقسامات المبنيّة على المصالح الحزبية والشخصية. بأستثناء مؤتمر بروكسل حزيران 2017 بأعتباره نتاج عمل متواصل لجميع  قيادات أحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وزعماء كنائسه لسنوات متواصلة من أجل تعريف العالم عامة والاتحاد الاوروبي على وجه الخصوص على معاناة شعبنا وعدالة قضيتنا المشروعة. هذا المؤتمر الذي قاطعته الحركة الديمقراطية الاشورية لوحدها رغم اعتباره أول أختراق على الحصار الدولي المفروض على قضيتنا المشروعة، ذلك بتوجيه من مجموعة من النواب العرب، أولئك الذين طرقوا جميع أبواب الاتحاد الاوروبي في بروكسل بهدف أفشال المؤتمرومنعه ، كما صرح لي السيد لارش أداكتسن عضو البرلمان الاوروبي في بروكسل ومسؤول اللجنة الخارجية في الاتحاد وقتها.




108
عندما يكون حجم المثقف أكبر من حجم تنظيمه!!
أوشــانا نيســان
" بدأت الحكومة العراقية في تقديم ملفات الفساد الى لجنة النزاهة البرلمانية، وأن الحكومة جادة في محاسبة كل المتورطين والمهتمين في قضايا فساد من بينهم وزراء سابقين ومحافظين وشخصيات من هيئات مختلفة ورجال أعمال في البلاد"، هذا ما صّرح به المتحدث الرسمي للمكتب الاعلامي للسيد رئيس الوزراء السيد وليم وردة في تصريح خاص لقناة " العربية الحدث " الاخبارية بتاريخ 23 تشرين الثاني 2019.
بهذه العبارات الهادفة يختصر المتحدث بأسم الحكومة العراقية المهمة الاعلامية التي كلف بها رسميا، من خلال موقعه الحكومي بأعتباره متحدثا بأسمها. هذا الموقع الذي لم تستسيغه مجموعة من رفاق سلاحه القديم.
قبل الولوج في صميم البحث تقتضي الضرورة أن أعترف علنا، أنه لم يحالفني الحظ أن ألتقي السيد وليم وردة شخصيا لآدافع عنه أو عن الايديولوجيا السياسية التي ناضل ويناضل من أجلها. في الوقت الذي أؤكد، أن السبب الرئيسي وراء رفضه من قبل العديد من رفاقه في القيادات الحزبية " التقليدية" ونهج تنظيمهم  في ضرورة تسقيط  دورالنخبة المثقفة من أبناء شعبنا الاشوري المضطهد، يعود الى أصرار القيادات تلك على رفض تغيير نمط تفكيرها، رغم أن التاريخ أثبت أن المثقف أو حتى الحزبي العاجز عن فهم جوهرالتغيير سيظل أكذوبة لا تصمد أمام الواقع.
علما أن منهجية الحكومات العراقية في توزيع المناصب العليا في مؤسسات الدولة العراقية، أنتقائية للغاية وليس وفق منطق " الرجل المناسب في المكان المناسب"، بحيث بات عرفا سائدا في عراق اليوم. وما يجري الان في شوارع العراق وأمام ألابواب الرئيسية للقصر الجمهوري والبرلمان والحكومة في ساحة الخضراء من المظاهرات والاحتجاجات، أن دلّ على شئ فأنه يدل بحق على صحة ما كتبناه بالامس وما ندرجه اليوم.
ولكن وللاسف الشديد فأن أصرار النظام في تهميش البعد الاقلوي من نتائج الانتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات والاقضية، أجبرت المكونات العرقية العراقية الاصيلة أن تكون حبيسة أرادات الكتل والقوائم الانتخابية الكبيرة، بحيث أصبحت الديمقراطية والعدالة المؤملة شعار المستبد بأمتياز. الامر الذي دفع بالمكونات العراقية غير العربية وغير الكوردية وعلى راسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري،  في الاسراع بالبحث عن البدائل السياسية الاكثر فعّالية من النوع الذي قد تؤجل نهج الاضمحلال والتقوقع والتهميش ولو لفترة أن لم نقل وقفه قدر المستطاع في العراق الجديد.
أشكالية المثقف في الاحزاب السياسية!!
خلال تحرينا عن المسيرة السياسية والثقافية للسيد وليم وردة ، تبين أنه فعلا تقلد العديد من المواقع الريادية أعدها بنفسه في سبيل تجاوز التقليد الحزبي الذي فشل ووضع خارطة الطريق لتحقيق طموحاته كمثقف أشوري وأعلامي عراقي ناجح، بهدف وضع قاطرة قضيتنا القومية- الوطنية على سكتها الصحيحة. بمعنى أخر يمكن القول أنه السيد وردة حاول جاهدا أعادة تشكيل خارطة التنظيمات السياسية التي كان يعمل بضمنها لتتفق طموحاتها وتوجهاتها القومية مع وحدة قضيتنا القومية وعدالتها الوطنية، ولكن يبدوا أن فكره ونهجه كانا أكبرمنهما بكثير.
أما بقدرما يتعلق الامر بجوهرالتهم الموجهة الى الناطق الرسمي للحكومة العراقية وتسويقها جزافا وعلى رأسها، لماذا يستلم هذا المنصب  ويصبح " الاشوري" ناطقا رسميا بأسم رئيس الوزراء الحالي السيد عادل عبدالمهدي، في وقت تتواصل الاحتجاجات والمظاهرات في قلب بغداد والوسط والجنوب منذ الاول من تشرين الثاني الجاري بهدف تغييرهذا النظام ومحاسبة المسؤولين عن الاوضاع السياسية وأستشراء الفساد المالي والاداري في جسد العراق.
في حين تسكت كل هذه المجاميع وعلى رأسها حفنة من المثقفين المحسوبين زورا على النخبة المثقفة مثلما سكتت للعقود ولم تستيقظ ولو مرة في سبيل وقف أن لم نقل لجم مسيرة هذا التيار الذي نجح فعلا في تمزيق وحدة تنظيم سياسي فعّال ونشط أثر تعطيل طاقات وامكانيات رفاقية تاريخية وتحميلهم مسؤولية الخلل الحاصل في الحركة أو بالاحرى مسؤولية تعثر مسيرتنا الحزبية والسياسية داخل وطن الاباء والاجداد خلال 40 سنة الاخيرة.


109
ردا على مقال المعماري خسرو جاف كيف قدم النسطوريون الى كوردستان:
ثقافة التعايش الاخوي سرّالامان والاستقرار في أقليم كوردستان-العراق!!
أوشــانا نيســان
" ليس من العجب أن يختلف الناس في ميولهم وأذواقهم ولكن العجب أن يتخاصموا من أجل هذا الاختلاف"، يكتب عالم الاجتماع والمؤرخ العراقي على الوردي. القول هذا يتفق مع طروحات العديد من الكتاب والمثقفين العراقين حين يكتبون عن حقوق بقية الاقليات والمكونات العرقية والمذهبية المضطهدة في العراق، وتحديدا مع المقال الذي نشره المهندس المعماري والفنان خسرو جاف باللغة الكوردية تحت عنوان" النسطوريون كيف قدموا الى كوردستان" والمنشور على الموقع الالكتروني جاوي كورد:
http://Http://chawykurd.com
بعدما أصّرالكاتب أن يحلف يمينا على القول" أن أشوريي اليوم ليست لهم علاقة بالاشوريين القدماء مطلقا". رغم أن التاريخ  يذكرنا، أن مشكلة الاكثريتين العربية والكوردية هي نتاج سياسات الانظمة المركزية الشوفينية في بغداد وغياب العدالة والديمقراطية في نهج الدولة ونظامها السياسي خلال أكثر من  98  عام متواصل. وأن حصة المكونات والاقليات العرقية العراقية الاصيلة الاخرى كالشعب الاشوري والتركماني من تراث الدولة الدكتاتورية، لا تقل عن حصة الاكثريتين العربية والكوردية باي شئ. لآن الدولة العراقية ولدت أساسا كدولة مأزومة منذ التأسيس عام 1921 ولحد الان.
فلو رجعنا الى مضمون المقال الذي نشره المعماري والفنان  الكوردي خسرو جاف تحت عنوان" النسطوريون..كيف قدموا الى كوردستان"، لأتضح للقارئ الكريم أمران:
الاول، أما الكاتب لم يطلع على جذورالوجود وتاريخ الشعب الاشوري العريق وحضارته القديمة في وادي الرافدين قبل 6769عام، ويريد أن يشطب تاريخهم بجرة قلم
والامر الثاني، فأنه كتب على ضوء الاتجاهات التعصبية المنغلقة حد الاعماق. علما أن زيارة سياحية واحدة الى المتحف البريطاني/ جناح الحضارة الاشورية أو متحف اللوفر في باريس أو ألمانيا أو حتى الولايات المتحدة الامريكية، تكفي لتؤكد للكاتب والعالم كله، أن الاشوريين هم فعلا أصحاب الارض في وادي الرافدين وباني أول حضارة أنسانية على وجه الارض. والسؤال هو، هل يمكن أن نعتبر كل هذه الحقائق التاريخية أيضا نوعا من التورهات كما يكتب؟
ألامر الاخر في مقال السيد خسرو جاف وهو، أن تاريخ وادي الرافدين فعلا بحاجة الى المزيد من البحث والتقصي وتحديدا ما جرى ويجري خلال 1500 سنة الاخيرة. ولكن البحث أيضا لا يمكن له أن يكون نافعا فيما لو أجرى على ضوء اتجاهات عرقية أو دينية عمياء. حيث يمكن للمثقف القارئ أن يعثر على سلسلة من الاخطاء الجذرية في سرد الكاتب لتاريخ ظهور المسيحية ومذاهبها وتحديدا النسطورية في الشرق وليس "الناطرة" كما يذكرالكاتب. لآن تاريخ المسيحية يذكر أن الشعب الاشوري هو أول شعب صبأ الى المسيحية في العالم كله زمن يسوع المسيح  قبل ظهور الدين الاسلامي بأكثرمن 700 عام.
أما بقدر ما تكتبه حول" نسطوريوس" وعلاقته بكنيسة المشرق سابقا وكنيسة المشرق الاشورية اليوم، فأن التاريخ وللاسف الشديد يدحض كل ما ذكرته سيدي العزيز. فمارنسطوريوس  ( 386م - 451م) كان بطريركا للقسطنطينية ولم ينتم أو يلجأ يوما الى حرم كنيسة المشرق طوال حياته. بل حاول اللجوء الى كنيسة المشرق بعدما حرّم وأبعد من مجمع أفسس الاول عام 431 م، من قبل "كيرلس" رئيس أساقفة الاسكندرية بأعتبار الاخير وكيلا لكنيسة روما في المجمع وبسبب تعابيرنسطوريوس اللاهوتية وأيمانه بطبيعتين وأقنومين في شخص يسوع المسيح،مثلما تؤمن كنيسة المشرق تماما. ولربما الأيمان هذا كان سببا وراء تفكيره باللجوء الى حرم كنيسة المشرق. ولكنه منع وأبعد الى شبه جزيرة سيناء لسنوات ثم مات في صحراء ليبيا عام 451 م أولا. ثانيا لقد رفض نسطوريوس أن يطلق على العذراء مريم لقب "والدة الله" أتفاقا مع أيمان كنيسة المشرق رغم عدم حضور ممثلي كنيسة المشرق الى المجمع أفسس عام 431م.
الخلط بين الكاثوليكية والانجليكانية
" في منتصف القرن 18 لم يتم العثورعلى أي نسطوري بأستثناء مجموعة هنا وهناك في منطقة هكاري حيث أصروا البقاء على مذهبهم...ويضيف أنه تم نعتهم من قبل المبشرين الانكليز في نهاية القرن 19 باسم كلدان وكنيستهم بأسم كنيسة المشرق الاشورية"، يكتب الكاتب خسرو جاف. في حين يعرف المتابع أن مذهب المبشرين الانكليز" الانجليكاني" والذي نشأ في عهد الملك هنري الثامن ملك أنكلترا، يختلف كثيرا عن مذهب المبشرين الايطالين وغيرهم من دول الكاثوليك كالفرنسيين على سبيل المثال. والتاريخ يذكرنا أيضا، أن الكنيسة الكاثوليكية الحالية في العراق كانت أول شريحة من المؤمنين/ المسيحيين أتحدت مع روما عام 1553، بعد أعلان ماريوحنا سولاقا أنشقاقه عن كنيسة المشرق الام واعلانه بطريركا من قبل البابا يوليوس الثالث بعد مباحثات طويلة مع الفاتيكان بتاريخ 3شباط 1552.  في حين أن الكاثوليكية وتحديدا الكاثوليكية الكلدانية لم تدخل أرض الوطن الا في بدايات الحرب العالمية الاولى.
وعن الليتورجية المعتمدة في الكنيسة الكلدانية، فأنها وخلافا لما يذكره السيد خسرو جاف فأن مضمونها لم يختلف عن جذورها قبل الانشقاق عن كنيسة المشرق ولحد يومنا هذا، بأستثناء بعض استعمالات اللغة العربية. لأن اللغة الارامية كانت ولايزال القاسم المشترك بين الكنيستين الشرقية الاشورية والغربية الكلدانية.
وفي الختام أؤكد للكاتب المعماري والفنان العزيز خسرو جاف، لربما تعود جذورالعديد من الكوردستانيين الى قبائل المغول أوالقبائل الافريقية وغيرها كما ينعت نفسه السيد خسرو جاف غاضبا، ولكن الاشورين وفي طليعتهم أنا،ولدت ضمن عائلة أشورية تتشرف بأنتماءها وهويتها  وجذورها الاشورية – المسيحية العميقة في ثرى وادي الرافدين حد النخاع!! لآن النظم العراقية العنصرية علمتنا أن نتذكربأستمرار، أن تداعيات السياسات الشوفينية وأخرها الطاغية صدام حسين الذي حاول تطبيقها بيد من الحديد والنار على الشعب الكوردي المسالم خلال عقود من الدهر ولكنه فشل وولى الى مزبلة التاريخ، فلماذا يجب أن نعيد تكرارنفس السيناريوهات المظلمة والعداوات المفتعلة وجروحات الشعب الكوردي قبل غيره من الشعوب والمكونات العرقية والمذهبية العراقية لم تندمل بعد !!

 


110
الاعتراف بحقوق شعبنا واجهة للصراع المكتوم بين بغداد وأربيل!!
أوشــانا نيســان
بتاريخ 30 تشرين الاول 2019، تم تشريع مادة دستورية وتاريخية مهمة ضمن بنود دستورأقليم كوردستان/ العراق، ذلك بفضل جهود ووحدة نواب أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن برلمان كوردستان في أربيل.
ففي جلسة برلمان الاعتيادية السادسة ليوم الاربعاء، كانت مسودة مشروع " حق تمليك التجاوزات"، مطروحة على طاولة البحث والمناقشة والتشريع. هذا المشروع الذي وحّد نوابنا الخمسة بحق بعدما اتفق الجميع على ضرورة تقديم الدلائل والقرائن القانونية التي بموجبها يمكن لهم دحض مضمون هذا المشروع الجائر، بسبب ما يحمله من تداعيات على ملف التجاوزات المستمرة على حقوق الاراضي وممتلكات أبناء شعبنا في أقليم كوردستان – العراق. علما أن مضمون القرار أعلاه يشمل جميع التجاوزات التي جرت على الاراضي وممتلكات شعبنا سابقا ولغاية 13 أذار 2018. حيث تم تشريع  المادة (9 ) ومضمونها الاتي:
" أحكام هذا الدستور لايشمل الاراضي المملوكة من قبل الاقليات المذهبية والعرقية ( يقصد بأبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري) والتي تم التجاوز عليها من قبل أخرين، بأستثناء تلك المكونات"
علما أن مدى التلاؤم والتجانس وعملية تبادل الاراء والافكار البناءة بين كتلة نواب أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في البرلمان وللمرة الاولى منذ عام 1992، أن دلّ على شئ فأنه يدل حقا على شعور نواب شعبنا بالمسؤولية واحساسهم بالمهمة الملقاة على أكتافهم ولاسيما ضمن تداعيات هذه المرحلة المهيمنة على وجود ومستقبل شعبنا داخل الوطن. ولربما يقول قائل، جاء الاتفاق متأخرا، في حين شخصيا أعترف بالقول السويدي القائل" أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا".
ولربما مضمون التفاهم والتلاحم القومي الذي حصل بين برلمانيي أبناء شعبنا الابي، كان سببا وراء حصول القرار على ( 88 ) صوت من أصل (111 ) عضو، ومن بين أحدى عشر مادة أخرى لم تحصل واحدة منها على سبعين صوتا. هذا الاتفاق الذي أشادت به رئيسة البرلمان الدكتورة  ريواز فائق بقولها    " أنه لشئ مفرح أن يحصل قرارالمكونات العرقية والمذهبية في اقليم كوردستان على هذه النسبة العالية من أصوات بقية الفراكسيونات في البرلمان".
الفرق بين أربيل وبغداد
المتابع لما يجري في الوسط والجنوب من المظاهرات والاحتجاجات " الدموية" هذه الايام، والمطالبة بأستقالة الحكومة العراقية وتغيير النظام السياسي في بغداد وغيرها من البنود المثبتة على أجندة المطاليب، وكأنه أمر لا يهم أقليم كوردستان - العراق.
ففي هذه الاجواء السياسية الملتهبة في بغداد العاصمة،  يشّرع برلمان كوردستان في أربيل هذا القرارالتاريخي الذي أنتظره أبناء شعبنا بفارغ الصبر منذ تشكيل الدولة العراقية عام 1921 ولحد يومنا هذا.  الامر الذي يحثنا جميعا على مباركة هذه الصحوة الدستورية في العراق عموما وفي أقليم كوردستان- العراق على وجه التحديد.
صحيح أن التطورات الايجابية وتحديدا التطورات الدستورية المتعلقة بحقوق ووجود أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق شحيحة جدا، ولكن وللتاريخ نقول فأن الصحوة تلك رغم شحتها تعودت أن تنطلق دوما من تحت قبة برلمان كوردستان – العراق في أربيل وليس من بغداد للاسف الشديد.
أذ للحق يقال، أن أول أعتراف بحقوق شعبنا الاشوري العريق داخل العراق جاء منذ تخصيص ال "كوتا" أو المقاعد الخمسة المخصصة لآبناء شعبنا الاشوري في أول برلمان كوردستاني بعد الأنتخابات البرلمانية التي جرت بتاريخ 19 مايو 1992.
ثم شرعت المادة (٣٥) ضمن دستوراقليم كوردستان بالشكل الاتي بتاريخ 25 حزيران 2009:
" يضمن هذا الدستور الحقوق القومية والثقافية والإدارية للتركمان، العرب، الكلدان والسريان والأشوريين، الأرمن بما فيها الحكم الذاتي حيثما تكون لأي مكون منهم أكثرية سكانية وينظم ذلك بقانون".
في حين سجل قرارتشريع المادة ( 9) بالامس ضمن دستور الاقليم، دورا تاريخيا في توحيد جهود وقدرة  برلمانيي أبناء شعبنا في برلمان أربيل للمرة الاولى. لآن وحدة الامة في قراراتها وسياساتها وليس في الشعارات الرنانة، والسؤال هو اليوم:
هل يفلح النائب يونادم كنا بدوره في تدوين البنود الخاصة بحقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن الدستور الوطني العراقي بأعتباره النائب " المسيحيي"الوحيد ضمن  اللجنة التي شكلها رئيس البرلمان بهدف تعديل الدستور خلال مدة لاتتجاوز أربعة أشهر؟؟
هذا الاختبارالدستوري الذي سيضع حدا للعديد من التكهنات حول قدرة النائب يونادم يوسف كنا ودوره الجديد في البرلمان العراقي، ولاسيما بعد أزاحته للنائب عمانوئيل خوشابا رغم أنه كان الاسم الثاني ضمن القائمة/ قائمة الرافدين النيابية التي ترأسها السيد كنا نفسه خلال الانتخابات النيابية الاخيرة في بغداد.

111
أوشــانا نيســان

المطالبة بأقالة الحكومة التي يقودها عادل عبدالمهدي بعد تأجيج الشارع العراقي، أنما هو قرارشيعي بأمتياز. والهدف منه وقف مسيرة الاصلاح والتحول نحو دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة وبالتالي أفشال الفرصة الاخيرة لآنقاذ العراق من المضي قدما نحو نفق مظلم، تماما مثلما ردّ السيد عادل عبدالمهدي على المطالبين منه تشكيل حكومة عراقية جديدة بقوله"  أشكركم فالشروط غير متوفرة".

لقد فشلت النخب السياسية فشلا ذريعا في العراق وعلى رأسها الصفوة السياسية العربية، في أختيار النظام السياسي الذي يتفق مع التعددية المذهبية والعرقية وحتى الايديولوجيا في العراق رغم مرور أكثر من 98 عام متواصل على تأسيس الدولة العراقية. وأن مشكلة النظام السياسي في العراق كما يكتب "باتريك كوكبيرن" في "الاندبندنت" بتاريخ 8 أيلول المنصرم، " ليست في فساد الأفراد، وإنما في المنظومة بأكملها، حيث تُوزع الوزارات بين الأحزاب التي تستخدمها كمشروعات مدرة للأموال ومصادر للوظائف بالمحسوبية . ويضيف الكاتب.. بالرغم من أن كثيرا من العراقيين يريدون تغييرا جذريا ، إلا أن الوضع القائم يصعب اقتلاعه من جذوره. فهناك 4.5 مليون شخص يحصلون على رواتب من الحكومة، وبالتالي لديهم دافع لإبقاء الوضع على ما هو عليه"، أنتهى الاقتباس.

أما عن حاجة عراق اليوم / عراق ما بعد مسلسل دكتاتوريات وأنظمة شوفينية، فأن العراق ومنذ تشكيله وفق نظام ملكي "مستورد" عام 1921 ، ومرورا بالجمهوريات الدموية"السبعة" التي مرّت وأخرها الجمهورية الثامنة التي يعيشها العراق اليوم، فأن الامور أو نتائج الثورات العراقية لا تقاس بخواتيمها ونتاجاتها للاسف الشديد، كما يقول العرب.

حيث يعرف الباحث والخبير في شؤون الشعب العراقي، أن الشعب ملّ الثورات أو الانقلابات العسكرية، وملّ الحروب والصراعات الدموية بين أبناء الوطن الواحد، وملّ تماما من الوعود الكاذبة والشعارات الوطنية الفارغة التي دمرّت البنيّة التحتية للوطن بعدما جاءت أصلا على خيّرات وثروات طبيعية هائلة، كان يفترض أن يتم أستغلالها لصالح المواطن العراقي وبناء الوطن المزدهر.

هل يعتبرعبدالمهدي منقذا للعراق !!

نجحت المملكة العراقية منذ تأسيسها عام 1921 وحتى سقوط جمهورية الرعب عام 2003، نجحت فعلا في تسويق نفسها كدولة عراقية ذات سيادة سنيّة بأمتياز، رغم وجود الاكثرية الشيعية. هذه الضبابية السياسية التي نجحت بالمقابل في خلق نظام شيعي أنتقامي بأمتياز. الواقع السياسي الذي يجب الاعتراف به رغم مرارته في سبيل أيجاد الالية السياسية الصحيحة التي ترشيد العراق الجديد نحو برّ الامان والاستقرار.

 

حيث المعلوم أن نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في العراق 12 مايو 2018، لم تختلف كثيرا عن سابقاتها من حيث فوزالقوائم الشيعية التي جاءت ب( 177) مقعد من مجموع مقاعد البرلمان الوطني العراقي البالغ عددها ( 239 ) مقعدا بضمنها مقاعد الكوتا وهي المقاعد المخصصة للمكونات العرقية والمذهبية العراقية وعددها ( 9 ) مقاعد.

في حين يبدوا أن المشهد السياسي في عراق ما بعد الانتخابات الاخيرة، بدأ يأخذ أبعادا أكثر أشراقا وأدق تعبيرا عن المستقبل رغم الاحتجاجات والمظاهرات التي تعم البلد. فترشيح السيد عادل عبدالمهدي جاء من خلال التوافق بين الكتل الكبيرة وهي كتلة البناء وكتلة الاصلاح التي تضم سائرون، النصر والحكمة، وليس عن طريق الكتلة الاكبر، كما جرى خلال 14 عام خلت. لآن العراق مثلما هو بحاجة الى دولة قوية تخدم مواطنيها، كذلك ينتظر رجل دولة لآنقاذ العراق من محنته.

حيث يعرف القاصي والداني، أن الازمة السياسية في العراقين القديم منه والجديد لا تتعلق وشخص السيد عادل عبدالمهدي مطلقا، وأنما المشكلة الاساسية تتعلق والتركة الثقيلة الموروثة التي خلفتها الانظمة الدكتاتورية في عقلية المواطن العراقي أولا، وغياب مشروع سياسي- وطني جامع تلتف حوله جميع القوى السياسية العراقية ثانيا.

وفي الختام يمكن القول أن العراق بحاجة الى رئيس وزراء من خارج الكتل المتصارعة ولاينتمي لآي كتلة من الكتل السياسية المصابة بهوس السرقة أوالفساد المالي والاداري الذي ينخرفي جسد الدولة العراقية، والسيد عادل عبدالمهدي بأعتقادي هو الاوفر حظا على الاقل في المدى القريب.


112
لا لعولمة الاستعمار في شرق يتغّول ولا يتعولم!!
أوشـــانا نيســان
oshananissan@gmail.com
جاء التدخل التركي " المشروع عالميا" على شمال سوريا منذ 6 تشرين الاول الجاري على عفرين وقامشلي والحسكة وعين عيسى وكوباني، أيذانا ببدء مرحلة جديدة من الاستعمارالمعولم  في جميع بلدان الشرق الاوسط. فالمطلع على تاريخنا في الشرق يعرف جيدا، أن الاستعمار وتحديدا أستعمار بريطانيا العظمى، كان وليد النهضة العلمية الشاملة التي أجتاحت أوروبا الغربية قبل 259 عام.
حيث مثلما أرادت بريطانيا العظمى قبل قرن من الدهر صياغة خارطة جديدة للعالم يتفق ومصالحها الاستعمارية والاقتصادية، كذلك تحاول اليوم زعيمة العالم الولايات المتحدة الامريكية ومنذ أنهيار سور برلين نهاية عام 1989 وتفكك ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي الاسبق، تحاول العمل على تعميم نمط  حضاري – أستعماري معولم يتسامى فوق جميع الحدود القومية والهويات الوطنية ليتفق ومصالحها شرق المعمورة وغربها.
صحيح أن مسيرة العولمة أنطلقت مباشرة بعد أنهيار الاتحاد السوفيتي الاسبق ولكن ولربما يسأل سائل، ما هي علاقة العولمة بعفرين وحسكة وكوبانى أو غيرها من المدن التي وقعت تحت نيران الجيش التركي المشروع " ناتوويا" منذ أسبوعين. وللاجابة على هذا السؤال الذي يشعر به الكثيرون من أبناء منطقة الشرق، علينا أيضا أن نرجع بالتاريخ قرنا الى الوراء لنتحدث علنا عن أسقاطات الاستعمار البريطاني على الشعبين الاشوري والكوردي وغيرهما من المكونات العراقية التي لعبت دورا في تشكيل الدولة العراقية عام 1921، مشابهة تماما لما جرى ويجري هذه الايام في شمال سوريا. الفرق الوحيد بأعتقادي هو، أن الاستعمارالبريطاني كان محظوظا جدا بسبب شحة دورالاعلام وأداءه الضعيف أن لم نقل غيابه تماما، قياسا بشبكات تكنولوجيا المعلومات المتطورة في زمن العولمة ودورفضائيات الاعلام و وتكنولوجيا الاتصال حولّت العالم الى مجرد قرية صغيرة، هذا من جهة.
ومن الجهة الثانية، فأن الاستعمار البريطاني ومنذ أن وطأة أقدامه مدينة البصرة عام 1915 بهدف  أحتلال بلاد ما بين النهرين، فأن الانكليز حاولوا تجنيد عناصرعراقية بدلا من الجيش الانكليزي للعمل كمجندين لخدمة التاج البريطاني من خلال تشكيل " الجيش الليفي" في العراق، طبقا لمقترح من قبل ضابط بريطاني عمل في الجيش البريطاني الذي أحتل الهند. حيث أنطلق المشروع من خلال البدء بتجنيد 40 شخصا من أبناء العشائر العربية القاطنة حول الناصرية. تماما كما فعلت زعيمة العالم مع " قوات سوريا الديمقراطية / قسد " سبتمبر عام 2018. حيث تم تسليح قوات "قسد" بهدف مواجهة تحديات تنظيم داعش الارهابي في سوريا ووقف مخططاته الاجرامية. علما أن قوات " قسد" نجحت تماما في ألحاق هزيمة نهائية بتنظيم داعش وأسر أكثر من (  12) ألف مرتزق من مقاتلي التنظيم  وأفراد عائلاتهم وزجّهم في سجون "قسد". الامر الذي أغضب زعيمة العالم وحليفها التقليدي بعدما حاولوا بطريقة أو بأخرى تحريرهم ونقلهم الى مناطق أخرى.
أما أوجه التشابه بين تداعيات الاستعمار البريطاني لمنطقة الشرق الاوسط قبل 100 عام وبين سياسة أمريكا ونهجها في عولمة الأستعمارفي نفس المنطقة، يمكن حصرها كالاتي:



1- نجحت زعيمة العالم الولايات المتحدة الامريكية في عولمة الاستعمار ونحن في بدايات الالفية الثالثة، ذلك من خلال أعادة صياغة بنود الخطاب السياسي – الاستعماري الذي طبقته بريطانيا العظمى في بلدان الشرق الاوسط. حيث مثلما نجح الاستعمار قبل 100 عام في تشكيل دول يمكن تسميتها بدول الامر الواقع، كذلك تحاول أمريكا اليوم أستغلال دور الشعوب والمكونات العرقية الاصلية في تحقيق مصالحها وعلى الوجه الاتي:
أ- مثلما تم تهميش حقوق ووجود المكونات العرقية العراقية  وعلى رأسها الشعب الاشوري والكوردي عند تشكيل الدولة العراقية عام 1921، لآسباب تتعلق بالثروات الطبيعية وأبارالنفط، كذلك يتم اليوم علنا  تهميش دورنفس المكونات أي الكوردية والسريانية/الاشورية من قبل أمريكا، ضمن الادارة الذاتية التي شكلتها في منطقة "روزافا" السورية شرقي الفرات عام 2018.
ب- مثلما نجح الاستعمارالبريطاني في خلق المزيد من بؤرالتوتروالاستقطاب من خلال تكريس بنود أجندة الخلافات المذهبية والعرقية عميقا في بلدان الشرق الاوسط، ، بالقدر نفسه نجحت زعيمة العالم وحلفاءها في الشرق، نجحتا في خلق الاسلام السياسي مع دعم وتشجيع التيارات الاسلامية المتطرفة أبتداء بنشر ثقافة " الاخوان المسلمين" في معظم  بلدان الشرق الاوسط، ثم لاحقا أجندة  تنظيم  الدولة الاسلامية " داعش"، بهدف تكريس سياسات الفكر الاسلام السياسي والترويع والارهاب في المنطقة.
2- كثيرا ما نسمع القول القائل" لاحياء في الدين"، ولكن اليوم أصبحنا نسمع " لاحياء في السياسة"، لآن السياسة وفق منطق عقل المواطن الشرقي " كلها كذب ونفاق". فلو قدر لزعيم العالم السيد دونالد ترامب أن يكذب على شاشات التلفزة والاعلام في زمن العولمة بقوله، أن أمريكا لم تعط الاشارة لأردوغان ليغزو شمال سوريا، بينما أردوغان يؤكد في اليوم نفسه، انهم يكذبون لآنني طرحت فكرتي على أمريكا وحلف ناتو قبل الغزو ووافقوا على مشروعي فلماذا ينكروا.
حيث يعرف المتابع أن الجيش الامريكي أنسحب من المنطقة المنكوبة في الخامس من الشهرالجاري، والجيش التركي تسلل الى المنطقة في اليوم التالي. علما أن أردوغان أعلن أيضا عن طموحاته هذه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة خلال دورتها ال ( 74 ).
3- لا فرق لنهج الاستعمارالقديم  أو نهج العولمة الامريكية الجديدة عندما يتعلق الامر بحقوق الشعوب والمكونات العرقية المضطهدة في جميع بلدان الشرق الاوسط والعالم كله. فالاستعمارالبريطاني  أدار ظهره تماما للاكثرية الشيعية في العراق خلال تشكيله للدولة العراقية "السنيّة" عام 1921، تماما مثلما تفعل زعيمة العالم مع " الادارة الذاتية في روزاوا"هذه الايام. ذلك بعد اتفاقها مع الحالم باستنهاظ حلم الامبراطورية العثمانية، رغم تداعيات الاتفاق هذا على مفهوم الديمقراطية التي تتشدق بها أمريكا ليل نهار. أّذ مثلما دفعت الاكثرية الشيعية والاشوريين والاكراد ثمن الاستعمارالبريطاني قبل 100 عام، سيدفع الاكراد والسريان الاشوريين من جديد ثمن غباوة زعيم العولمة بحجة " أن الاكراد ليسوا ملائكة.. وأضاف..الاكراد لم يساعدونا في الحرب العالمية الثانية.. ولم يساعدونا في انزال النورماندي ".
4-أحياء فكرة أنشاء المناطق العازلة وتحديدا على الحدود بين تركيا وسوريا. المقترح الذي قدمه دومينيك ترينكان الخبير العسكري السابق لدى الامم المتحدة بالاتفاق مع رغبة تركية " مدعومة من قبل فرنسا والولايات المتحدة الامريكية في عام 2011". حيث سبق أن أقيمت مناطق عازلة زمن الاستعماربين الكوريتين، في قبرص، في الجولان وبين أرتيريا وأثيوبيا. والهدف المعلن عنه زمن الاستعمار، كان حماية السكان المحليين، في حين تحول الهدف الاساسي من وراء أنشاء المناطق الامنة  زمن العولمة، الى تخفيف موجات الهجرة من بلدان الشرق الاوسط وطلبات اللجوء الى القارة الاوروبية والغرب.
وفي الختام يجب التأكيد على نقطة الخلاف الوحيدة والمهمة بين المرحلتين الاستعمارالبريطاني والعولمة الترامبوية ألا وهي، غياب الزعامات الكفوءة والنخب السياسية المتنفذة في العالم عموما وفي أمريكا وانكلترا على وجه الخصوص. حيث يعرف المتابع أن الرئيس الامريكي فرانكلين روزفلت قاد بلاده والحلفاء الى النصر بجدارة في الحرب العالمية الثانية وتحديدا بعد الهجوم الياباني المفاجئ  على ميناء    "بيرل هاربور" في 7 كانون الاول 1941. وأنه صنف من أعظم ثلاث رؤساء لامريكا. وعن مقولته الشهيرة يقول" الشئ الوحيد الذي يجب أن نخاف منه هو الخوف نفسه".
أما ونسنون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني في الحرب العالمية الثانية فغني عن التعريف بسبب سياساته وحنكته السياسية والادارية والعسكرية قياسا مع الرئيس الحالي بوريس جونسون. فالرئيس تشرشل هو رئيس الوزراء الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل في الادب. وفي أستطلاع للرأي أجري عام 2002، وصف تشرشل بأكثر الشخصيات البريطانية تأثيرا في التاريخ البريطاني.
وللتأكيد على صحة ما نذهب أليه أدناه ما نشرته صحيفة" الرأى اليوم" المستقلة بتاريخ 25 سبتمبر 2019 حيث جاء فيها:
" يُواجه أبرز زعيمين .. في العالم أزمات سياسيّة ضخمة قد تُطيح بهما من السلطة، وكرسي الحُكم، وهُما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي بدأت التّحقيقات من قبل مجلس النواب حول تجاوزه الأعراف في مُحاولتهِ للإطاحة بخصمه الديمقراطي جون بايدن، والتعاون مع الرئيس الأوكراني في هذا المجال، أمّا الثاني، فهو بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، الذي ألغت المحكمة الدستوريّة وبالإجماع قراره بتعليق أعمال البرلمان لمُدّة شهر تقريبًا في إطار خطّته لإخراج بريطانيا من الاتّحاد الأوروبي دون اتّفاق.












113
صّورني وأنا أعدم أبناء بلدي!!
أوشــانا نيســان
" القوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري باشرا عملية نبع السلام في شمال سوريا"، هذا ما كتبه الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان على تويتر يوم الاربعاء بتاريخ 9 تشرين الاول 2019.
" أخبروا الكفار أن جيش محمد قادم"، وهو العنوان الذي أختارته الصحيفة الاسلامية "المتشددة"              " يني أكيت" التركية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان في اليوم الثاني من الهجوم على شمال سوريا.
الحرب في جميع القوانين الدولية تعني القتل والحرق وتدمير البيوت، لربما لذلك وضعت هيئة الامم المتحدة والمنظمات الدولية  التابعة لحقوق الانسان والشعوب قوانين خاصة بمراقبة الانظمة والدول ومدى أمتثالها للاحكام المتعلقة بحقوق الانسان في الاتفاقيات وعلى رأسها" هيومن رايتش ووتش / منظمة مراقب حقوق الانسان" ومقرها مدينة نيويورك، وفي مقدمة أهدافها:
- محاسبة الحكومات التي تنتهك حقوق الانسان أثناء الحروب والتجاوزات
هذا وبالاضافة الى قرارات المحكمة الجنائية الدولية حول جرائم الحرب.
 أذ للحق يقال، أن ما جري ويجري في سوريا وتحديدا عملية أعدام 9 مدنيين سوريين بعد ظهرالامس، سوف لن يمتد فقط الى ما وراء الحدود الهشة لهذا البلد الشرق أوسطي كما يحذر تقرير لصحيفة واشنطن بوست، وأنما يمتد الى خلفيات أعمق ضمن عقول المطلعين على فقرات التاريخ وعلى راسها، المشروع السياسي الجديد لأحياء طموحات الدولة العثمانية في بلدان الشرق الاوسط، طبعا على أنقاض الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الاسلامية" داعش"، وفي طليعة تلك النتائج والتداعيات:
- معظم القوى والتيارات السياسية المحسوبة على ما يسمى بالمعارضة في بلدان الشرق الاوسط في زمن العولمة، ما هي الا أدوات تصنعها القوى العالمية أو ما يسمى بديمقراطيات الغرب، بالاتفاق مع الانظمة السياسية والدكتاتورية  في بلدان الشرق. حيث  أظهرت الولايات المتحدة الامريكية، الاتحاد الاوروبي وحلف ناتو وغيرها من بلدان الغرب ، أنها أتفقت علنا وقبل أكثر من شهر حول شرعية غزو شمال سوريا والقضاء على الادارة الذاتية التي أسسها قوات سوريا الديمقرطية "قسد". علما أن قوات قسد تعتبر شريكا رئيسيا للغرب في دحر مرتزقة تنظيم داعش ولاسيما بعدما نجحت في سجن الالاف من قياديي تنظيم الدولة الاسلامية ومرتزقته، وذلك طبقا لتقارير تلك الدول الغربية.
- كيف يمكن لعاقل أن يعتبر القوات التي تسحل وتقتل وتعدم العشرات من المدنيين الابرياء بالاتفاق مع الدولة الغازية وأمام عدسات الكاميرات الاحترافية، أن يعتبر تلك القوات عناصر تابعة " للجيش الوطني السوري" الحقيقي. أوبالاحرى  الجيش الوطني الذي بدأ يؤسس للديمقراطية والعدالة وجاء أساسا ليحرربلده وينقذ مواطنيه بغض النظر عن أنتماءهم العرقي أو المذهبي من خلال طي ملف دكتاتورية النظام الحالي وأطلاق تجربة العدالة والديمقراطية المنتظرة.
- ماذا ينتظر المواطن السوري غير المسلم أو بالاحرى المواطن المسيحي الشامي"الاصيل" من المنقذ القادم من وراء الحدود تحت شعار" أخبروا الكفار أن جيش محمد قادم". حيث يبدوا أن "المعارض" السوري القادم على ظهر دبابات القوات المسلحة التركية  حيث تحتل المرتبة 3 في حلف ناتو، لا يمكن له أن يكون الزعيم المنقذ قبل أن يعترف مبدئيا وعمليا، أن مسيرة الانتقال الديمقراطي في بلد متعدد الاعراق والمذاهب، لايمكن لها أن تنجح قبل التفرغ من اقامة الادارات الذاتية الديمقراطية، بأعتبارها مرحلة من مراحل الانتقال الديمقراطي النزيه.
- " أذا سميتم العملية العسكرية "بالغزو" فسنفتح بواباتنا ونرسل 3،6 مليون لاجئ سوري الى أوربا"، يقول الرئيس رجب طيّب أردوغان بعد يومين من الهجوم على سوريا. هذا التصريح يمكن أعتباره أبتزازا صريحا للدول الاوروبية وعلى راسها ألمانيا وفرنسا وقرارالاتحاد في رفض قبول تركيا عضوا في الاتحاد الاوروبي منذ 32 عام و6 أشهر. حيث بدلا من محاولات النظام في تحسين سجّل حقوق الانسان وفق بنود وقواعد حقوق الانسان الخاصة بالاتحاد الاوروبي، يحاول النظام اليوم و خلال غزوه لشمال سوريا أعطاء مبرر جديد للاتحاد على طبق من الذهب لرفض أنظمام تركيا الى الاتحاد مستقبلا.
- ما يجري في سوريا أن دلّ على شئ فأنه يدل حتما على أن، العالم وهيئة الامم المتحدة بجميع منظماتها وعلى رأسها المنظمات الخاصة في الدفاع عن حقوق الانسان والشعوب، بحاجة قصوى الى أصلاح جذري وحقيقي اليوم قبل الغد. علما أن السويد رغم أنها دولة صغيرة، تقدم رئيس وزرائها الاسبق السيد  أنغفار كارلسن نهاية عقد التسعينات من القرن الماضي بعدة مقترحات عملية لجعل الامم المتحدة أقوى وأكثر كفاءة وأكثر ديمقراطية. حيث مفهوم المواطنة والحقوق في عصر المعرفة والعولمة يختلف كثيرا عن سابقاتها من العصور.
 


114
أنطونيو غوتيرس يدعوا الكلدان والاشوريين الى التمسك بحضارتهم العريقة!!
أوشــانا نيســان
" سوف أتذكر دائما عندما كنت المفوض السامي لشؤون اللاجئين وفي مناقشة حول المجتمعات الكلدانية والآشورية في العراق ، أوالمجتمعات المسيحية  عموما، كان هناك بالطبع اهتمام كبير بهذه المجتمعات. أتذكر ذات مرة قال لي صديقًا:
 "حسنًا ، أنت بحاجة إلى إعادة توطينهم جميعًا في العالم الغربي". وقلت..بالطبع  الناس بحاجة إلى الحماية  وإعادة التوطين وهذا هو التدبير. لكنني لا أستطيع أن أقبل أن هذه المجتمعات التي كانت هناك منذ آلاف السنين تختفي من منطقتها. وقلت لصديقي:
" انظرعندما كنا في بلدي في البرتغال ، كنا ما زلنا نعبد الأشجار والأنهار ، بينما في العراق والشرق الأوسط بشكل عام ، كانت هناك مجتمعات مسيحية تناقش اللاهوت وتناقش ما إذا كان الروح القدس قادمًا من الآب أو من أب الابن.  وهكذا من الواضح أن هذه المجتمعات ، مثل الايزيديين ، مثلهم مثل الكثيرين الآخرين في هذه المنطقة ، كما هو الحال في بقية أنحاء العالم. من الضروري جدا الحفاظ على التنوع الديني في جميع أنحاء العالم. وأضاف.. يجب أن نبذل قصارى جهدنا لتجنب التطهير الديني للمجتمعات الاصيلة..ثم أكد أنه يجب أن نرفض أولئك الذين يحتجّون كذباً بالدين لبناء مفاهيم خاطئة ، لإذكاء الانقسام  ونشر الخوف والكراهية. كما ويجب أن نكون يقظين بشأن محاولات تفعيل الدين والهوية لتقييد تمتع الآخرين الكامل بالحقوق أوإلى إدامة أو تبرير عدم المساواة،  يقول الامين العام للامم المتحدة السيد أنطونيو غوتيرس في حديثه بشأن الحرية الدينية وأعلانه لمبادرات مكافحة خطاب الكراهية وضمان السلامة في أماكن العبادة بحضور معظم رؤساء وملوك العالم بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر 2019.
ولكي لا تبقى أمنيات شعبنا الكلدوأشوري في سهل نينوى ورغبة الامين العام للامم المتحدة مجرد أحلام كما تعودنا أن نسمع ذلك ذلك خلال 100 سنة خلت، عقدت منظمة الامم المتحدة بالتعاون مع لجنة التعايش والسلم المجتمعي بعد أسبوع من كلمة الامين العام للامم المتحدة السيد أنطونيو غوتيرس، عقدت حوارا مفتوحا بين رجال الدين وأعضاء لجان سلام الموصل حول ضرورة تعزيز التماسك الاجتماعي والتعايش السلمي في المنطقة. حيث تضمّنت الورشة، حوار صريح وشفاف للتحديات والمخاوف من مستقبل المسيحيين في سهل نينوى. علما أنه تم طرح بعض الحلول للحفاظ على الارض والشعب. علما ان جلسة الامس كانت بداية لجلسات اخرى قادمة يشترك فيها جميع مكونات سهل نينوى ضمن برامج التماسك المجتمعي والحفاظ على حقوق وخصوصيات كل مكون.
حيث يعرف المتابع أن المشاكل بدأت تواجه المسيحيين بعد عام 2003 أي بعد تعرّضهم إلى التهجير والقتل والخطف وإستهدافات متعمّدة وتغييرات ديموغرافية لأراضيهم. ولاسيما بعد تصفية العديد من المسيحيين الساكنين في مدينة الموصل والإستيلاء على أراضيهم وتهجيرهم إلى خارج العراق واخرها كانت هجمة تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" وجرائمه البشعة منتصف عام 2014.




هاجس التطرف بات يؤرق زعماء الغرب!!
في خضم كل هذه التطورات الوطنية والمستجدات السياسية العالمية حول وجود شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل العراق أرض الاباء والاجداد وأخرها حديث الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيرس، سأحاول التعرف على الاسباب الحقيقية  من وراء هذا التطور المفاجئ في نظرة أصحاب القرارات الدولية حول وجودنا وتاريخنا وبالتالي حقوقنا في العراق الجديد بعد 100 عام من التهميش والاقصاء المتعمد.
 حقا أن الواقع يذكرنا، أن مسيحيي الشرق الاوسط عموما وأبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق على وجه الخصوص على مفترق طرق وأمام مقص من يصنعون التاريخ، عليه يفترض بنا أن نقّر ونعترف أنه:
أولا - يجب أستغلال صحوة ضمير المجتمع العالمي وعلى راسه هيئة الامم المتحدة وجمعياتها الخاصة بالدفاع عن حقوق الانسان والشعوب المضطهدة، بعد صمت دام أكثر من 100 عام بقدر ما يتعلق الامر بحقوق شعبنا في العراق منذ تشكيل أول دولة عراقية عام 1921 ولحد الان. لآن الدول العظمى وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية أو الاتحاد الاوروبي، نادرا ما يضحيا بمصالحهما من أجل حقوق شعب مضطهد ينشد مساعدته.
ثانيا- يجب الاعداد والتخطيط الجيد في سبيل تهيئة مناخ سياسي وعقلاني ملائم لولادة تنظيم وحدوي أو تيارسياسي موحد، من شأنه فهم واستيعاب جميع المستجدات السياسية والتطورات الفكرية التي طرأت وتطرأ كل يوم بأستمرار. بحيث يفلح التيار المناهض في قلب المنظومات الحزبية التقليدية ولاسيما بعدما أثبتت قياداتها وبجميع مشاربها السياسية والايديولوجيا، أنها فشلت فشلا ذريعا خلال 30 أو 40 سنة الاخيرة في الدفاع علنا عن وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ونصرته في جميع المحافل الوطنية والاقليمية وحتى الدولية.
أما التفسير الاخر لصحوة الضمير العالمي والالتفاتة الغربية المفاجئة للكراهية المعلنة ضد مسيحيي الشرق الاوسط عموما بعد سكوت دام 100 عام، فأن مصدرالالتفاتة بأعتقادي يعود الى أن الامين العام للامم المتحدة السيد أنطونيو غوتيرس بات يعرف قبل غيره من السياسين والمقريبين من الدوائر السياسية والامنية في جميع بلدان الغرب، أن الارهاب والتطرف المبالغ فيه سيبقى أرهابا دينيا على جه الارض وعلى مدى المستقبل المنظور. وأن هاجس التطرف المنفلت عن عقاله ونيران الارهاب الديني المتسلل جهارا الى بلدان الغرب، بدأ يلتهم أجزاء مهمة من أبناء الجاليات العربية والمسلمة في الغرب وتحديدا في بلدان القارة الاوروبية المتاخمة للشرق الاوسط.


115


أوشــانا نيســان

تجري هذه الايام الاستعدادات والمبادرات الوطنية الرامية الى ضرورة ترسيخ دعائم العدالة والديمقراطية في العراق الجديد، في سبيل أقامة مجتمع يسوده العدل والمساواة بين جميع الشعوب والمكونات العراقية الاصيلة وعلى رأسها حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من خلال حملتين:

أولهما : عملية كتابة دستور أقليم كوردستان في ضوء أحترام حقوق جميع المكونات مع تثبيت أسس حقوق الانسان والمكونات الاخرى في أقليم كوردستان – العراق

ثانيهما: بدء أجراءات التعداد السكاني العام في العراق وهو الاول من نوعه منذ 32 عام

اليوم وبعد مرورما يقارب من 100 عام من تجربة العيش كمواطن من الدرجة الثانية تحت ظل ثقافة الاقصاء والتهميش داخل الوطن وعلى أرض الاباء والاجداد، بأعتبار الثقافة تلك نتاج الواقع الاستبدادي الذي تعيشه جميع المجتمعات العراقية من دون تمييز، علينا التفكير بعقلانية حول الجهة التي تعترف واعترفت بحقوقنا من دون تردد.
ولآجل وقف هذا الانحراف السياسي على الاقل بقدرالشق المتعلق بمستقبل الوجود وحقوق شعبنا داخل العراق الجديد، فأنه يجب أستنفار جميع الجهود المخلصة والافكار النزيهة في سبيل تجاوز هذه التحديات المحدقة وبالتالي تحقيق طموحات شعبنا المشروعة من خلال البحث عن أليات المواجهة والعلاج والحيلولة دون المزيد من التردي والانحراف.

وبقدر ما يتعلق بالشق الاول من الاستعدادات التي تجري على قدم وساق هذه الايام في أقليم كوردستان- العراق، في سبيل أعادة صياغة بنود  دستورالاقليم، فأن المتابع  يقّر علنا، أن المؤسسة العراقية الشرعية الوحيدة التي أعترفت علنا بوجود وحقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في تاريخ الدولة العراقية، هي البرلمان في أقليم كوردستان – العراق وحده. هذه الشرعية الدستورية التي يجب دعمها من قبل جميع المكونات والاقليات العرقية والمذهبية العراقية في سبيل أنجاح هذه التجربة قبل فوات الاوان. 

أذ يعرف المتابع، أن القيادات الكوردية أعترفت  زمن المعارضة أي معارضة الشعوب العراقية ضد الطاغية صدام حسين في بغداد، على منح الشعب الاشوري/ ممثل الشعوب المسيحية في المعارضة جملة من الأمتيازات والمراكز، بسبب دوره المشهود ضمن الثورات الكوردستانية أبتداء بالثورة التي قادها الزعيم الراحل مصطفى البارزاني عام 1961. هذا التوجه الوطني الاستثنائي الذي تأخر وصوله الى بغداد أوحتى  دخوله تحت قبة البرلمان الوطني الجديد حتى عام 2009.
ففي مسودة مشروع دستور أقليم كوردستان – العراق لعام 2009 أي بعد مجرد 4 سنوات من بعد سقوط الطاغية عام 2003،  ورد نص المدون أدناه ضمن المادة (35) في الفصل الثالث / الحقوق القومية والدينية للمكونات المختلفة في مشروع دستورأقليم كوردستان – العراق:


" يضمن هذا الدستور الحقوق القومية والثقافية والإدارية للتركمان، العرب، الكلدان والسريان والأشوريين، الأرمن بما فيها الحكم الذاتي حيثما تكون لأي مكون منهم أكثرية سكانية وينظم ذلك بقانون".

وفي الزيارة الاخيرة لهيئة رئاسة برلمان كوردستان – العراق الى مكتب رئيس أقليم كوردستان فخامة السيد نيجيرفان بارزاني يوم الاحد بتاريخ 15 أيلول الجاري أي قبل يومين أكد الجانبان من جديد على:

" ضرورة أنجاح التجربة الديمقراطية من خلال صياغة دستور لآقليم كوردستان يضمن الحقوق الشرعية لجميع المكونات في الاقليم.. هذا ودعت رئيسة برلمان كوردستان السيدة ريواس فائق رئيس اقليم كوردستان على ضرورة دعوة كافة الاطراف الكوردستانية بهدف انجاح مشروع صياغة الدستور.ثم أكد الطرفان على وجوب التنسيق والعمل المشترك بين الرئاسات الثلاث لإقليم كوردستان، وعقد اجتماعات دورية بينها. ".

هذا من جهة ومن الجهة الثانية يجب القول، أن برلمان أقليم كوردستان – العراق، هو الجهة الشرعية الوحيدة التي بأمكانها وقف محاولات البعض من العنصريين العرب في تفتيت نسيج الوحدة الوطنية في العراق الجديد من خلال أسلمة القضاء العراقي رغم ما جاء في المادة (  19) من الدستورعلى أن" القضاء مستقل لاسلطان عليه غير القانون". ولاسيما بعد موافقة المجلس النيابي العراقي على قرار البطاقة الوطنية رقم (3) لسنة 2016 وعلى راسها ما جاء في المادة ( 26) من القرار :
أولا: يجوز لغير المسلم تبديل دينه وفقاً للقانون
ثانيا: يتبع الاولاد القاصرون في الدين من اعتنق الدين الإسلامي من الأبوين

علما أن مجرد سكوت التيار العلماني وتراجعه أمام صعود وتنامي التيارالاصولي الاسلامي تحت قبة البرلمان العراقي،بقدر ما يتعلق بالحقوق الوطنية المشروعة لبقية المكونات العراقية الاصيلة وعلى رأسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بتهمة المسيحية، هو الاعتراف الضمني والصريح بشرعية التيار الاصولي المتنامي . فقد ورد في محضر أجتماع مجلس النواب العراقي المنعقد بتاريخ 30/6/2019 والمنشور على الموقع الالكتروني للمجلس تضّمن منعطف خطير في تشريع قانون المحكمة الاتحادية العليا، يكتب الخبير القانوني محمد الشريف ويضيف.. أن المحضر تحدث على الابقاء على عدد خبراء الشريعة الاسلامية الاربعة، ودورهم بوصفهم أعضاء في المحكمة ولهم حق التصويت، أنتهى الاقتباس.

أما ما يتعلق بالشق الثاني من الاستعدادات الوطنية لاجراء التعداد السكاني العام في العراق، فقد أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة التخطيط أن "الاستعدادات لتنفيذ التعداد بدأت وفقا للتوقيتات الزمنية المحددة.. مشيرا الى تشكيل غرفة عمليات التعداد العام للسكان والمساكن عام 2020 برئاسة رئيس الجهاز المركزي للاحصاء وتضم في عضويتها ممثلين عن اقليم كردستان وعددا من المديرين العامين ومديري الاقسام ورؤساء قطاعات العمل الخاصة بالتعداد. وأكد أن غرفة العمليات ستتولى وضع الخطة العامة للتعداد ودراسة الخطط والمقترحات المقدمة من رؤساء قطاعات العمل ومتابعة سير الاعمال التحضيرية في جميع المراحل واعمال اللجان العليا في المحافظات ورفع توصياتها إلى الهيئة العليا للتعداد" أنتهى الاقتباس.

 

أحزابنا وكنائسنا مدعوة لوقف ظاهرة أسلمة الدستور والقضاء!! 

ما يتعلق بالدستور في أقليم كوردستان- العراق تقتضي الضرورة الاستفادة من الظروف السياسية المواتية في أقليم كوردستان-العراق، وتوجه القيادات السياسية الكوردستانية في الاعتراف شرعا منذ سقوط النظام المركزي في بغداد عام 2003،  بحقوق جميع المكونات العرقية والمذهبية الاصلية في الاقليم وذلك من خلال:

1- الاسراع فورا في غلق ملف الخلافات والصراعات المصطنعة بين القيادات الحزبية والتنظيمات السياسية التابعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ولو مرة، بهدف عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية من خلال توحيد جهود وأجندة ممثلي شعبنا الخمسة في برلمان الاقليم، وتدوين الحقوق المشروعة لأبناء شعبنا ضمن بنود وفقرات دستور أقليم كوردستان- العراق قبل فوات الاوان. فالتاريخ لا يرحم وحان وقت كشف المستور من الاوراق المخفيّة لكل "سياسي" أو " زعيم حزبي" لديه شجاعة الوقوف بالضد من هذا التوجه الوطني والعقلاني الموحّد.

2- تدشين غرفة للعمليات الاستشارية والقانونية بالتزامن مع حملة أعادة كتابة الدستور في أقليم كوردستان- العراق. حيث ليس العيب في عدم خبرة السياسي أو نائب من نواب الشعب في البرلمان،  بالقوانين الوضعية والاحكام القضائية، وانما العيب في عدم الاستشارة وطلب المساعدة والدعم القانونيين من الخبراء والمؤهلين من أبناء شعبنا في سبيل اتمام هذه المهمة الدستورية والتشريعية في وقتها المناسب.

أما بقدر ما يتعلق بالاحصاء السكاني في العراق،فأن مجرد " فتح غرفة العمليات لوضع الخطة العامة للتعداد ودراسة الخطط والمقترحات المقدمة من رؤساء قطاعات العمل ومتابعة سير الاعمال التحضيرية في جميع المراحل واعمال اللجان العليا في المحافظات ورفع توصياتها الى الهيئة العليا للتعداد، كما يصّرح الناطق الرسمي بأسم وزارة التخطيط العراقية، فأنه يمكن لممثلي أبناء شعبنا من:


- تقديم تقرير كامل وموثوق مع كامل المرفقات القانونية التي تثبت  نهج الحكومات العراقية الشوفينية  السابقة في ترحيل وحرق وتدمير جميع القرى والقصبات التابعة لآبناء شعبنا خلال 88 سنة خلت. هذا وبالاضافة الى مخططاته العنصرية في صنع الخلل الديمغرافي الذي زرعته أجهزة النظام البعثي عمدا ضمن المناطق التاريخية  والقصبات التابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في أقليم كوردستان والعراق عموما وفي محافظة دهوك وسهل نينوى على وجه التحديد. لعل التقرير هذا بأمكانه طرح المبررات القانونية والثابتة وراء الانحسار الديمغرافي الذي تعودنا أن نتهم به بعد ترحيل الاكثرية من أبناء شعبنا من المناطق الحدودية الى المراكز السكانية الكبرى في الوسط والجنوب أو أجبارها الى الهجرة وترك الوطن نهائيا.

- تشكيل لجنة من الخبراء من أبناء شعبنا،لتفقد أوضاع جالياتنا في دول الجوار وتسجيل أسمائهم  جميعا  من دون تمييز. أو بالاحرى أولئك الذين تقطعت بهم السبل من أبناء شعبنا في كل من تركيا، الاردن ولبنان. ولعل الاستجابة هذه ستكون بادرة خير في سبيل طرح محنة اللاجئين المسيحيين في دول الجوار وبالتالي تسهيل مهمة عودة العديد منهم الى بيوتهم وأراضيهم ووطنهم بعون الله


116



أوشــانا نيســان

50 سنة مرت على الجريمة البشعة والجبانة التي أقترفها الشوفيني العفن الملازم عبدالكريم الجحيشي بحق المدنين العزل والابرياء من أبناء شعبنا الابي وعلى رأسهم الكاهن حنا قاشا ومختار القرية خمو مروكي والشهيدة ليلى خمو أثر محاولتها البطولية بهدف أجبار المجرم الجحيشي من العدول عن قراره في توجيه بندقيته وبنادق جنوده نحو الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ في قرية صوريا التابعة لمحافظة دهوك بتاريخ 16 أيلول 1969. علما أن الحكومات المركزية العراقية جميعها سكتت ولم تنطق بكلمة الحق في زمن الخرس المطبق على النظام. أذ لو نطق الحق في حينه لجنّب العراق الكثير من الويلات والنزاعات وأنهى الكثير من المواقف الشوفينية بكلمة الحق وحدها.

بدأت الجريمة أثر أنفجار لغم تحت عجلة عسكرية تابعة لسرية عسكرية كان يقودها الضابط  الجزار والمجرم عبدالكريم الجحيشي بأتجاه منطقة فيشخابور الحدودية صباح يوم الثلاثاء الموافق 16 أيلول 1969. ثم رجعت القوة العسكرية في الحال بأتجاه القرية المسيحية  الامنّة وجمع المجرم جميع أهالي القرية وبدأ يكيل السب والشتم والقذف لآهالي القرية الابرياء أثراتهامهم بالتعاون مع البيشمركة. حيث أصّر المجرم الجحيشي على وجوب تسليم الفاعل لآعدامه على مرأي ومسمع أهالي القرية، رغم عدم معرفتهم بكل ما جرى. فقرر الشوفيني الحاقد حشر أهالي القرية في زريبة للحيوانات بهدف تصفيتهم جميعا.وبعدما  أشتد غضب الجحيشي وغيظه، أمر جنوده ببدأ الرمي وقتل الجميع من دون رأفة. حينها قفزت الشابة ليلى خمو بوجه المجرم وسلبت رشاشته من يده الملوثتين بدماء الابرياء من أبناء شعبنا، ولكنه تمكن من تصفيتها  بمسدسه وبالتالي أمر بقتل الجميع  بلا رحمة وأشعال النيران بالقرية وحرق بساتينها وتركها منكوبة تماما.

العبر والدروس المستخلصة
لا أعتقد أنه يوجد شعب جريح ومستعبد ومنكوب شرق المعمورة وغربها مثل شعبنا الابي بجميع تسمياته في العراقين القديم منه والجديد. تذكرنا كتب التاريخ كيف نجح هذا الشعب الابي في الحفاظ على وجوده وهويته  وتاريخه، رغم سلسلة من المجازر الدموية والابادة الجماعية لآبناء شعبنا في العراق. فتاريخ شعبنا بات يؤرق الانظمة العراقية المركزية بجميع مشاربها السياسية من الملكية وحتى الجمهورية  خلال ما يقارب من 100 عام متواصل. ومسيحية شعبنا تحولت للاسف الشديد الى تهمة كانت عقوبتها الموت أو الحرق أو قطع الراس بالسيف أو الرجم وأخرها ما جرى في عاصمة تنظيم داعش الارهابي  مدينة الموصل خلال السنوات الاربع الاخيرة. أوحتى تحولت الى  بدعة أخرى في عيون العديد من المبشرين القادمين من بلدان الغرب المسيحي ويجب النهي عنها حسب وصفهم.

ولكي لا تبقى هذه الجريمة/ مجزرة صوريا بتاريخ 16 أيلول عام 1969، مجرد ظاهرة منسيّة تذروها رياح العنصرية واللامبالاة كغيرها من المجازر والمأسي التي مرت على أبناء شعبنا الابي في تاريخ العراق الحديث، تقتضي الضرورة الوطنية:

- أعتبار الجريمة مجزرة ضد الانسانية وضد أعرق مكون عرقي رافديني في العراق وهو الشعب الكلداني السرياني الاشوري وذلك من خلال بناء نصب تذكاري يخلد الجريمة البشعة في نفس الموقع أو بالاحرى في قصبة صوريا
- تعويض جميع أهالي الشهداء والضحايا والجرحى من أبناء قرية صوريا
- فتح تحقيق جدي وقانوني ضد جميع المسؤولين عن الجريمة وعلى رأسهم المجرم عبدالكريم الجحيشي وأتباعه
- أدخال تداعيات المجزرة ضمن فصول المنهاج الدراسي في جميع المدارس العراقية 
- أشعار الحكومة في أقليم كوردستان- العراق بدور أبناء شعبنا في ثورة أيلول عام 1961 والتضحيات التي قدمها أبناء شعبنا في سبيل أنجاح الثورة التي قادها المناضل والاب الروحي للكورد مصطفى البارزاني .


117

فريق ديانا لكرة القدم يضع مدينته على خارطة محافظة أربيل !!
أوشــانا نيســان
ألهب فوز فريق ديانا لكرة القدم جمهوره ومشجعيه من محبي كرة القدم بعد فوزه على فريق عنكاوا مساء الامس بتاريخ 7 سبتمبر الجاري وفي اليوم الاخير من مهرجان "ماركيوركيس" الرياضي والثقافي لكنيسة ماركيوركيس في ديانا. حيث أنطلقت فعاليات المهرجان الرياضي والثقافي في ديانا في الفاتح من أيلول وحتى السابع منه. علما أن المهرجان هذا أنطلق بجهود القس يترون يونان راعي كنيسة المشرق الاشورية في ناحية ديانا وقصبة هاوديان وبيديال.
بالامس أختتمت ديانا اليوم الاخير من مهرجانها الرياضي والثقافي بحضور أسقف كنيسة المشرق الاشورية نيافة الاسقف مارأبرس أسقف محافظتي أربيل وكركوك. حيث شارك نيافته في توزيع الجوائز على فريق ديانا الفائز وعدد من المشاركين في الاستعدادات التي وقفت وراء نجاح المهرجان الذي أنطلق تحت رعاية كنيستنا المقدسة/ كنيسة المشرق الاشورية.
وقد تخلل المهرجان الذي شاركت فيه فرق من معظم البلدات والقصبات التابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في معظم مدن وقصبات الاقليم ضمن هذا المهرجان الذي تعود القس يترون يونان   أن يعده بين الحين والاخر وعلى مدار سبعة أيام فعاليات متعددة وعلى رأسها:
- مسابقات كرة قدم/ شاركت فيه ( 9 )  فرق من ديانا شرق الاقليم وحتى برواري بالا ونهلة غربه
- لعبة الشطرنج
- لعبة المنضدة
علما أنه شارك في أنجاح نشاطات المهرجان وفعالياته المتنوعة عددا من المؤسسات الحكومية والخيرية الى جانب اللجان والمراكز وعلى رأسها لجنة المرأة في كنيسة المشرق الاشورية والفرق الرياضية التابعة لآبناء شعبنا في ناحية ديانا.
وفي الختام يجب التأكيد على أن نجاح هذا المهرجان الرياضي والثقافي في ديانا في دورته الحالية لعام 2019 وعلى مدار سبعة أيام متواصلة، يعود بالدرجة الاولى الى حقيقة نجاح نهج التعايش الاخوي بين جميع أبناء الشعوب والاقليات العرقية والمذهبية والمؤسسات الحكومية في اقليم كوردستان، لا سيما بعد القضاء على مرتزقة تنظيم "داعش" الارهابي نهائيا.
حيث لم تتأخر الجهات الادارية والحكومية وعلى رأسها قائمقام سوران السيد كرمانج عزّت ومؤسسة بارزاني الخيرية وغيرها، في تقديم كل ما من شأنه أنجاح فعاليات المهرجان بالشكل المطلوب. هذا وبالاضافة الى حرص رجالات الامن والاجهزة الامنيّة في القضاء والناحية على توفير البيئة والاجواء الامنية المستقرة والمناسبة لآنجاح جميع فعاليات مهرجان " ماركيوركيس" ليلا ونهارا. وأخيرا نتمنى أن تستمر هذه الفعاليات والمهرجانات كل عام بأعتبارها مناسبة لترسيخ دعائم ثقافة قبول الاخر بهدف  دعم نهج التعايش الاخوي والسلام والمحبة في أقليم كوردستان- العراق وفي العراق كله.

118

ذبح الاشوريون والاكراد على مذبح العروبة..واجب مقدس!!
أوشــانا نيســان
" ان القضاء التام على الاقليات المسيحية والاكراد معا في لواء الموصل واقعة لا محالة. يجب تضحية الاقليات على مذبح العروبة، وعلى العراق أن تنظر عليه كواجب مقدس"، صّرح الشوفيني العروبوي المهاجر من بعلبك الى بغداد " رستان حيدر" قبل عام من مجزرة " سميل"، لمراسل احدى الصحف العراقية التابعة لنهج الملك فيصل "العروبوي".
حيث عمل " رستان حيدر" سكرتيرا للملك فيصل ووزيرا لتنفيذ فصول الكارثة اللاانسانية التي خططت لها التيارات العربوية والكوردية الشوفينية ضد أبناء شعبنا الاشوري بدقة متناهية، في أقل من عشرة شهور من قبول العراق كدولة مستقلة في عصبة الامم.
يحزنني كثيرا رؤية أو سماع مسؤولين عراقيين من العيار الثقيل وهم يتكلمون اليوم بأسم العراق الجديد/ عراق ديمقراطي عادل يتسع صدره لجميع العراقيين بغض النظر عن الانتماء العرقي أو المذهبي، في الوقت الذي يذبح علنا " المواطن الاشوري" أو "المسيحي العراقي" عموما سليل " حضارة لم يعرف العالم حضارة ودولة مثل الحضارة والدولة الاشورية التي جسدت كل ميزات حضارة وادي الرافدين القديمة الى أقصى حد"، يكتب زيد خلدون جميل في القدس العربي بتاريخ 28 نيسان 2015.
 الغريب في الامركله، أن الاجراءات الشوفينية والدكتاتورية للتيار العروبوي ضد جميع المكونات العرقية العراقية غير المسلمة بما فيها العرب الشيعة، شّرعت علنا بعدما تحولت الى فقرة ثابتة ضمن أولويات النظم العراقية منذ تأسيسها عام 1921 وحتى بعد سقوط ما يسمى بالانظمة المركزية الدكتاتورية. وأن الاعتداءات الوحشية التي نفذها تنظيم داعش الارهابي ضد مسيحيي العراق عموما وفي سهل نينوى على وجه التحديد، أكملها جيراننا العرب، طبقا للمقال الذي نشرته صحيفة العرب اللندنية والمتهمة بعنصريتها العربية الزائدة تحت عنوان " مسيحيو العراق .. شواهد الوطن المتعدد المهددون بالابعاد" بتاريخ 2 شباط 2017 جاء فيه :
" الذين أقتحموا بيوتنا لسرقتنا واغتصاب بناتنا، وضربنا وقتلنا، لم يكونوا عناصر فقط من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، بل كانوا جيراننا، لهذا كانوا يهجمون وهم يغطون وجوههم، حتى لا نتمكن من التعرف عليهم".
والدليل وراء صحة الرواية المذكورة أعلاه، هو الغموض القابع وراء تسليم مدينة "الموصل" ثاني كبريات  المدن العراقية لابشع تنظيم أرهابي دموي في الكون وهو تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وما كان يسمى بثوار العشائر العراقية ( تلك التي شاركت في ذبح وقتل وأغتصاب الالاف من أبناء وبنات شعبنا في مدينة الموصل وضواحيها بهمجية ووحشية منقطعة النظير)  وجيش رجال الطريقة النقشبندية، بتاريخ 9 حزيران 2014 ، خلال أيام أن لم نقل ساعات.
هذا وبالاضافة الى أعترافات محلية ودولية وتقارير تلفزيونية مصّورة وعلى رأسها زيارة كاميرا "العربية" الى آبرشية "مارمتي" التاريخية في سهل نينوى بتاريخ 1 فبراير 2018، بهدف نقل معاناة المسيحيين مع الحشد كما جا ء في التقرير مفاده:
" المسيحيون في سهل نينوى يتهمون ميليشيا الحشد الشعبي بالعمل على تغيير ديموغرافية مناطقهم بجلب
سكان من الشبك والشيعة واسكانهم فيها. ففي أعالي جبال سهل نينوى يقع دير القديس "مار متى" الأكبر والأقدم في العراق، ويعتبر أقدم أثر تاريخي ما زال مأهولاً في الشرق الأوسط.
ثم يضيف مطران الدير، أن قوات البيشمركة تصدت لجميع هجمات تنظيم "داعش" على الدير، كما أنها منعت قوات الحشد الشعبي من الوصول إليه. معظم المسيحيين في سهل نينوى التي كانت مركزاً لهم في العراق، فروا من فظائع تنظيم "داعش". عاد الكثيرُ منهم بعد أن استعادت البيشمركة مناطقهم في بعشيقة وبحزاني وقراقوش ومناطق كثيرة أخرى.  الا أن السبل عادت وتقطعت بهم بعد سيطرة القوات العراقية وميليشيا الحشد على مناطقهم، إثر استفتاء إقليم كردستان. ويؤكد المطران.. مليون ونصف المليون مسيحي كانوا يقطنون سهل نينوى قبل عام 2003، لكن لم يتبق منهم الا 250 ألفاً. لربما بسبب المحاولات التي تجري لتغيير ديموغرافية مناطق كاملة خصوصا برطلة التي عليها توجه غريب ومحاولات لتغيير ديموغرافيتها وشراء ممتلكات المسيحيين وخلق نوع من الاستفزازات ومحاولات لضم مناطق شبكية كالخزنة الى برطلة. هناك مخطط لبناء ألف وحدة سكنية توزع عليهم حتى تكون لهم الكلمة الاولى والاخيرة. رجال الدين المسيحيون يطالبون بضمان حقوقهم مهما كان الثمن، مؤكدين أنها كانت محفوظة عندما كانت هذه المناطق تحت سيطرة اقليم كوردستان، أنتهى الاقتباس.
أما الدليل القانوني والشرعي الذي يثبت صحة قول المطران، هوحرص البرلمان الكوردستاني على الاعتراف بالحقوق القومية والثقافية والادارية لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى في أقل من 5 سنوات من تشريع بنود مسودة مشروع دستور أقليم كوردستان- العراق، كما تكتب اللجنة القانونية والمعدة لآعادة النظر في الدستور بتاريخ 22 حزيران 2009 . حيث ورد في المادة(35):
يضمن هذا الدستور الحقوق القومية والثقافية والادارية للتركمان، العرب، الكلدان والسريان والاشوريين، الارمن بما فيها الحكم الذاتي حيثما تكون لآي مكون منهم أكثرية سكانية وينظم ذلك بقانون.
بين الامس واليوم..
يحزنني كثيرا أن أؤكد، أن  أصرار النظم المركزية العراقية بجميع مشاربها السياسية أبتداء من أول دولة ملكية عراقية تأسست عام 1921 وحتى الجمهورية  السادسة التي ولدت بعد أنهيار الطاغية صدام حسين عام 2003، أن الأصرارعلى المضي قدما في نهج أبادة المكونات العراقية الاصلية وعلى رأسها أبناء شعبنا الاشوري، لا يرتقي مع سياقات عمل دولة وطنية متحضرة في العالم كله. بل أثبتت للجميع أن عقلية الصفوة السياسية هي هي ولم تتطور قيد أنملة رغم التغييرات والمستجدات السياسية التي طرأت في العراق والعالم المتحضركله.أذ على سبيل المثال لا الحصر، كيف يمكن لبرلمان عصري في دولة متعددة الاعراق والمذاهب مثل العراق أن يشّرع القانون الاتي:
المادة 26 ( يتبع الاولاد القاصرون في الدين من أعتنق الدين الاسلامي من الابوين)
المادة العنصرية التي مثلما أقلقت جميع مسيحيي العراق والعالم، كذلك أقلقت مدير مكتب حقوق الانسان لدى بعثة الامم المتحدة وممثل مفوض الامم المتحدة السامي لحقوق الانسان السيد فرانشيسكو موتا بقوله" إن حرية الدين بضمنها حرية تغيير دين الفرد، هي حق أساسي من حقوق الإنسان وتكفلها مجموعة من اتفاقيات حقوق الإنسان التي انضم إليها العراق.. مضيفاً وكمبدأ في القانون الدولي والدستور العراقي الذي يحمي الحرية الدينية، يبقى اختيار المعتنق الديني خياراً شخصياً لكل فرد بصرف النظر عن العمر أو نوع الجنس أو العوامل المميزة الأخرى. وانه من غير المناسب أن يفرض القانون هذا الخيار نيابة عن أي فرد. وأكد السيد موتا.. عن قلقه إزاء التأثير المحتمل للمادة 26 على الأقليات العرقية والدينية في العراق، انتهى الاقتباس.

تماما كما حذرالخبير القانوني العراقي محمد الشريف بالامس من تحايل الكتل السياسية  الكبيرةعلى الاقليات في المحكمة الاتحادية العليا بقوله:
" أن المقترح يتضمن منح ممثلي المسيحيين والصابئة المندائيين مقاعد فقهاء القانون في المحكمة الاتحادية العليا بحجة أرضائهم، لافتا الى أن المشروع المعروض أمام مجلس النواب لا يمنحهم حق التصويت مشددا على أن الغلبة ستكون لرجال الدين الاسلامي في أصدار القرارات والاحكام. وأشار الى أن هذا المقترح خطير للغاية ويشكل تحايلا على المكونات غير المسلمة في العراق"، أنتهى الاقتباس.
أما التساؤل الذي بات يحيرني مثلما حيّر العديد من المراقبين والعراقيين الشرفاء منذ سقوط الصنم في بغداد عام 2003 وهو، كيف يمكن للمواطن العراقي الاقلوي "المسيحي"  وتحديدا المواطن الكلداني السرياني الاشوري، أن يطمئن لهذه الانظمة والمحاكم العراقية التي حاولت وتحاول تضليل الرأي العام العراقي وتفتيت وتمزيق نسيجه الاجتماعي وفق مؤامرات الطائفية السياسية والطائفية المذهبية على الدوام؟؟



119


أوشــانا نيســان

المكونات والاقليات العرقية - المذهبية  الاصلية وعلى رأسها " المسيحية" في جميع بلدان الشرق الاوسط، تتعرض الى خطرالزوال والانقراض، لابسبب الخلل في البنيّة أو عقلية المكونات كما تعتقد الاكثريات وأنما بسبب الخلل في عقلية الحاكم الشرقي وحبه الزائد في السيطرة وتهميش البقية من المكونات والاقليات وتهجيرها عمدا. وأن الوجود المسيحي في الشرق يواجه خطر الزوال والاضمحلال، طبقا لما تنشره الصحافة الوطنية والعالمية. والحل بأعتقادي واضح ويكمن ضمن النظام الفيدرالي الذي شرعّه الدستورالعراقي  عام 2005. 
أذ على سبيل المثال لا الحصر، المطلع على تاريخ تأسيس عددا من الدول الشرقية وعلى رأسها الدولة العراقية، السورية وحتى اللبنانية، يعرف جيدا كيف نعت "المواطن المسيحي" رغم تشبثه بأرض أباءه وأجداده وتحديدا خلال مرحلة تحرير الارض من نيرالامبراطورية العثمانية ، بالعمالة، الاجنبي، الدخيل، الكافر، المسيحي المتصهين، أهل الذمة، دافعي الجزية وأخرها فتوى مفتي الجمهورية العراقية "الجديدة" عراق ما بعد سقوط الصنم الشيخ مهدي الصميدعي، حيث أفتى علنا أنه " لا يجوز الاحتفال برأس السنة ولا تهنئة المسيحيين في أعيادهم". 
الظاهر أن عقلية الصفوة السياسية في بلدان الشرق الاوسط عموما وفي العراق على وجه الخصوص، مثلما فشلت خلال 100 سنة الاخيرة، في تدبير الشأن العام وتثقيف المواطن الشرقي المسلم وأعلامه عن  الدورالوطني الذي يفترض به أن يسمو فوق تخوم جميع الاديان والمذاهب وفقا للقول العربي القائل" الدين لله والوطن للجميع"، بالقدر نفسه فشلت "النخبة" تلك في تقديم الخطاب الوطني البديل والمناسب لآخصاب بذورالتعددية والمساواة والاحترام المتبادل بين جميع المواطنين.

هذه الحقيقة التي دفعت بكل مواطن "أقلوي" غيور على شعبه ووطنه، أن لا يكف يوما عن تبني أليات الخروج من هذا المأزق الظلامي ولايسكت عن المطالبة علنا، بضرورة الاسراع في تنفيذ جميع البنود والفقرات في الدستور العراقي الجديد على أرض الواقع نصّا وروحا، قبل الانتظار 100 عام أخرى. فالدستور العراقي يعترف علنا بالمكونات العرقية العراقية الاصيلة كما جاء في المادة (125) من الدستور العراقي الدائم والذي صوت عليه في 15 تشرين الاول 2005:
" يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والاشوريين، وسائر المكونات الاخرى، وينظم ذلك بقانون". المادة الدستورية التي يتفق مضمونها مع جوهر المادة (4) من اعلان الامم المتحدة رقم 61/295 المؤرخ في 13 أيلول/سبتمبر 2007، بشأن حقوق الشعوب الاصلية، حيث ورد فيها:
" للشعوب الأصلية، في ممارسة حقها في تقرير المصير، الحق في الاستقلال الذاتي أو الحكم الذاتي في المسائل المتصلة بشؤونها الداخلية والمحلية، وكذلك في سبل ووسائل تمويل مهام الحكم الذاتي التي تضطلع بها".
صحيح أن الواقع أثبت للمواطن الشرقي وتحديدا العراقي خلال 100 سنة الاخيرة، أن الدستور أو القرارات التي يصدرها الحاكم "العراقي"  شئ وما نلاحظه على أرض الواقع شئ مغاير تماما. وأن النخبة السياسية للاكثريات الشرقية سوف لن ولن تعترف يوما بوجود وحقوق المكونات الاخرى وتحديدا غير المسلمة منها، رغم أصالتها ودورها الحضاري والتاريخي العريق بقدر ما يتعلق بالشعب الاشوري في العراق منذ أكثر من 6769 عام.
لهذه الاسباب وأخرى وعلى رأسها، حق جميع الشعوب في العالم في تقرير مصيرها وسياساتها بنفسها بعيدا عن أي تدخلات أو سياسات عنصرية أولا، ومسألة الحفاظ على وحدة العراق ومستقبله قدر الامكان، نقترح الحل العصري الاتي بالاعتماد على الدستور العراقي والعالمي:

1- يتيح الدستور في العراق والقوانين المتفرعة عنه تكوين أقاليم في بلد  فدرالي اتحادي موحد يسمى العراق الجديد. تماما كما ورد في المادة (119) من الدستور:
 يحق لكل محافظة أو اكثر تكوين اقليم بناء على طلب بالاستفتاء عليه، يقدم بأحدى طريقيتين:
أولاً: طلب من ثلث الاعضاء في كل مجلس من مجالس المحافظات التي تروم تكوين الاقليم.
ثانياً: طلب من عُشر الناخبين في كل محافظة من المحافظات التي تروم تكوين الاقليم
المادة الدستورية العراقية (119)  أعلاه تتفق مع المادة (4) من اعلان الامم المتحدة رقم 61/295 المؤرخ في 13 أيلول/سبتمبر 2007، بشأن حقوق الشعوب الاصلية، حيث ورد فيها:
" للشعوب الأصلية، في ممارسة حقها في تقرير المصير، الحق في الاستقلال الذاتي أو الحكم الذاتي في المسائل المتصلة بشؤونها الداخلية والمحلية، وكذلك في سبل ووسائل تمويل مهام الحكم الذاتي التي تضطلع بها".
علما أن مجلس الوزراء العراقي أيضا وافق بجلسته المنعقدة بتاريخ 13 كانون الثاني 2014، علي تأسيس اربعة محافظات جديدة وهي "سهل نينوى - تلعفر - طوزخورماتو والفلوجة". علما أن المحافظتين سهل نينوى وتلعفرسيتم تأسيسهما في سهل نينوى للمسيحيين والتركمان والايزيدين جنبا الى جنب. الامر الذي يسهل عملية بناء وتشكيل الفيدرالية المقترحة دستوريا بالاضافة الى محافظة طوزخورماتو التركمانية.

2- يحق للفيدرالية المقترحة تشريع الدستورالذي يمّكن المكونات والاقليات من الحفاظ على تاريخها ولغتها من خلال تطويرالاقليم المقترح  لهم والتحكم بأليات مستقبله، بالتالي الحفاظ على فسيفسائية ملوّنة ترفض دخان الحروب، تماما كما جاء في المادة (120):
" يقوم الاقليم بوضع دستور له، يحدد هيكل سلطات الاقليم، وصلاحياته، وآليات ممارسة تلك الصلاحيات، على ان لايتعارض مع هذا الدستور".

3- يمكن للفيدرالية الاقلوية أن تحافظ على التوازن السياسي والاقتصادي بين الحكومة الاتحادية والولايات، من خلال تهدئة الاجواء والتخوم الوطنية الملتهبة بنيران المدافع والحروب المستمرة منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 بين الاكثريتين العراقيتين ، العربية في الوسط والجنوب والكوردية في الاقليم. الامر الذي سيسهل عملية تنفيذ المادة (140) من الدستور العراقي للمرة الاولى. هذه المادة المختصة بالمناطق المتنازع عليها وبالتالي يشجع النمو والتطورالاقتصادي في نفس المنطقة أيضا.

4- أعادة ثقة المواطن بين الحكومة والمواطنين بعدما أتسعت هذه الفجوة بسبب الحروب المتواصلة بين الاكثريتين. لأن التاريخ أثبت أن المكونات الاصلية العراقية وتحديدا الشعب الاشوري العريق، هو أول شعب عراقي رافديني أنشأ أول حضارة أنسانية متكاملة على وجه التاريخ في وادي الرافدين، ولكنه همشّ وأبعد ولم يسمح له بالمشاركة الفعلية ضمن المؤسسات الرئيسية لتطوير الدولة العراقية.
5- من شأن هذا المقترح الاقلوي في حال تحقيقه على أرض الواقع، أن يفلح في أختزال تداعيات الحروب والانقسام والتناحر العرقي والمذهبي المستمر بأدوات عراقية منذ أكثر من 90 عام، ذلك من خلال تغليب نهج الحوارالحقيقي بين المكونات العراقية هذه المرة بدلا من الحلول العسكرية التي عفا عليها الدهر، في سبيل رسم أفاق أستراتيجية معينة ومحكمة للمستقبل والتطورضمن الدولة العراقية الفيدرالية


120
لعبة الاخوين "القدو" بالنار في سهل نينوى..الى أين؟؟
أوشــانا نيســان
" نؤكد على أهمية التعايش والتسامح في إقليم كوردستان والعراق، وتحقيق وحماية حقوق جميع المكونات الدينية والقومية في الاقليم".هذا ما أكده رئيس الاقليم السيد نيجيرفان البارزاني خلال لقاءه وفد من الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم برئاسة الكاردينال مار ساكو بتاريخ 7 أب 2019.
وفي نفس اليوم السابع من أب الجاري ولربما في نفس الساعة يؤكد النائب عن المكون الشبكي الدكتورحنين القدو أمين عام تجمع الشبك، أثناء التظاهرة التي غرر بها مجموعة من الشبك والتركمان الشيعيين بهدف المطالبة بأبقاء الحشد الشعبي في سهل نينوى " أن المتظاهرين أرسلوا رسائل واضحة وقوية إلى العملاء من العرب والشبك الذين يتآمرون على بني جلدتهم وعلى العراق، بان أبناء المنطقة يرفضون رفضا قاطعا عودة البيشمركة إلى مناطق سهل نينوى مهما بذلوا من عمالة وتآمر على وحدة العراق. وأدعوا هؤلاء الى رفع ايديهم عن منطقة سهل نينوى"، أنتهى الاقتباس.
قبل الدخول في شرح تداعيات النهج الذي أتخذه الدكتور حنين القدو يجب القول علنا، أنه من المؤسف جدا لما ألت أليه الظروف السياسية وتحديدا العلاقات الاخوية والتاريخية بين المكونات والاقليات العرقية العراقية في عراق ما بعد سقوط نظام الطاغية صدام حسين عام 2003. حيث تعترف وتقّر جميع الوثائق التاريخية الخاصة بأصل وجذور المكونات العراقية ، أن أصل المكون الشبكي" الشيعي" قدم من أيران الى العراق الحالي خلال القرن السابع عشر الميلادي. في حين يعرف الدكتور حنين القدو قبل غيره من العراقيين، أن وجود أبناء شعبنا الاشوري وبجميع تسمياته في مدينة نينوى وسهل نينوى يعود الى أكثر من 6769 عام. 
المتابع للتصريحات النارية التي يطلقها الاخوين "قدو" مسؤولي اللواء (30) للحشد الشعبي يعرف جيدا، أن مصدرها ليس الخوف من الوجود أو الدور الحضاري - التاريخي لآبناء شعبنا في سهل نينوى منذ قرون، وأنما الخوف الحقيقي من تداعيات تطبيق القرار الذي أصدره رئيس الوزراء الحالي السيد عادل عبدالمهدي في الاول من تموز 2019 ومفاده:
" بناء على مقتضيات المصلحة العامة واستنادا إلى الصلاحيات الممنوحة لنا قررنا أن تعمل جميع قوات الحشد الشعبي كجزء لا يتجزأ من القوات المسلحة. وأن يسري عليها جميع ما يسري على القوات المسلحة عدا ما يرد به نص خاص، وعلى أن تعمل هذه القوات بإمرة القائد العام للقوات المسلحة، وفق قانونها المشرع من مجلس النواب والضوابط والتعليمات الصادرة بموجبه .. وأكد على التخلي نهائيا عن جميع المسميات التي عملت بها فصائل الحشد الشعبي في المعارك البطولية للقضاء على كيان داعش الإرهابي، وتستبدل بتسميات عسكرية (فرقة، لواء، فوج، إلخ)، ويشمل ذلك الحشد العشائري أو أي تشكيلات أخرى.
وفي تصريح لاحق بتاريخ 9 أب الجاري يؤكد السيد رئيس الوزراء الدكتور عادل عبدالمهدي من جديد على" ان كل السيطرات غير المصرح بها ستزال تدريجيا بما فيها في اللواء 30 من سهل نينوى"، أنتهى الاقتباس.






حيث يبدوا أن الاخوين "القدو" تلقوا الضوء الاخضر من الجمهورية الاسلامية في أيران منذ سقوط النظام وبداية الفلتان الامني في العراق، بضرورة الاسراع في تنفيذ بنود الاستراتيجية الخاصة في تمزيق النسيج الوطني العراقي، ذلك بهدف تسهيل تفتيت العلاقات الاخوية والتاريخية بين جميع المكونات العرقية العراقية، أنطلاقا من حدود محافظة نينوى المدمرة تماما. كل ذلك وفق المخطط  المرسوم له سلفا قبل البدء بدخول المنظمات الدولية الخاصة بحقوق الانسان والشعوب ومن ثم البدء باعادة تعمير المحافظة المنكوبة وعلى وجه الخصوص قرى وقصبات سهل نينوى.
 " أن اللواء الثلاثين مسؤول عن ارتكاب جرائم فظيعة بما في ذلك التخويف الجسدي والابتزاز والسرقة والاختطاف والاغتصاب"، يقول عددا من السكان المسيحيين المحليين تأييدا للاسباب الذي نشرته وزارة الخزانة الامريكية وراء أدراجها لال "القدو" على قائمة عقوباتها.
رغم أن الفلتان الامني المستشري في مفاصل جميع مؤسسات العراق الجديد / عراق ما بعد الدكتاتورية يعود بالدرجة الاولى الى:
- فشل النظام السياسي العراقي خلال 82 عام من عمر الدولة العراقية "السنية" بأمتياز، في خلق الحد الادنى من المناخ السياسي الملائم لترسيخ دعائم الدولة العراقية العادلة والتوجه نحو بناء دولة ديمقراطية عادلة يتسع صدرها لجميع العراقيين من دون تمييز، بأستثناء نجاح النظام "المركزي" العراقي في خلق جرح عميق في الضمير الجمعي للاكثرية من أبناء الشعوب العراقية وعلى رأسها الاكثرية العربية- الشيعية.  الامر الذي جعل من الاكثرية الشيعية، الكوردية وبقية المكونات العرقية والمذهبية العراقية في انتظار الفرصة المناسبة للانتقام من مؤسسي الدولة العراقية والموروث الاستبدادي المركزي"السني" أنطلاقا من العاصمة بغداد. هذا النظام السياسي"الطائفي" أو الغضب الجماهيري الذي ولده موروث النظام السابق، بحيث نجح خلال أقل من 14 عام أن يؤسس لنظام سياسي طائفي ومذهبي وأنتقامي فريد من نوعه.
- فشل النظام السياسي المركزي في ترسيخ قدسية الانتماء الى الوطن والعراق ضمن عقلية المواطن أو الانسان العراقي بغض النظر عن أنتماءه العرقي أو المذهبي خلال 82 عام. الامر الذي خلق الاجواء المناسبة للقبول بظاهرة تقديس الانتماء للمصالح الفردية والخارجية وتفضيلها على قدسية الانتماء للوطن. لذلك أصبحت ظاهرة الاستثراء  غير المشروع على حساب الوطن والشعب أو حتى الخيانة للوطن بطريقة أو بأخرى، حرفة مربحة تستهوي عددا من سياسيي العراق هذه الايام. الامر الذي سهل عملية  التطوع في الحرب بالوكالة. أذ على سبيل المثال لا الحصر:
أ- إيران تطلب من الميليشيات التابعة لها الاستعداد لخوض حرب بالوكالة في الشرق الأوسط وتحديدا في العراق وسوريا، تنشر صحيفة الغارديان في تقريرعن الملف الإيراني على صدر صفحتها الأولى بتاريخ 17 أيار 2019. وما جرى ويجري في سهل نينوى وأخرها فصول من سياسات البطش وعرقلة عودة النازحين المسيحيين الى مدنهم بعد نزوحهم الى اقليم كوردستان قبل أكثر من خمس سنوات، حّول سهل نينوى أوبالاحرى المناطق المتنازع عليها الى حلبة الصراع بالنيابة بين الانتماء للداخل او الخارج أوحتى  تنفيذ أستراتيجية الاحزاب العراقية الكبيرة.
 ب - التأخيرالمقصود في فرض هيبة الدولة العراقية في محافظة نينوى وسهل نينوى والتريث في تنفيذ بنود المادة (140) من الدستور العراقي والخاصة بالمناطق المتنازع عليها. الامر الذي فتح الابواب مشرعا أمام الاحزاب والفصائل المستقوية بالخارج، تلك التي دخلت المنطقة بحجة مقاتلة انصار تنظيم داعش الارهابي لتتحول لاحقا الى أدوات الصراع المفتوح بين المكونات والاقليات العراقية المسحوقة أصلا أوحتى الحرب بالوكالة.
وفي الختام يمكن القول أن الاكثرية العربية- الشيعية نجحت وفي فترة قياسية في تغيير نهج  أدارة الصراعات التاريخية من خلال أستخدام نوع جديد من أستراتيجية تخفيض الصراعات على الاقل في سهل نينوى، وتحويله من صراع تاريخي مستديم بين الاكثريتين العربية والكوردية بأعتبار المنطقة نقطة تماس،الى صراع دموي من نوع خاص بين المكونات والاقليات العرقية العراقية الاصلية هذه المرة. هذه النيران التي تحتاج لسعتها الى وقفة نقد ذاتي طويلة وجريئة قبل أن تحرق الاخضر واليابس العراقي الاصيل. حيث الكل مايزال يتذكر دكتاتورية الانظمة المركزية في بغداد ودسائس أجهزتها القمعية في البطش بأبناء الشعوب الاصلية والمكونات غير العربية وعلى رأسها أبناء شعبنا الاشوري الكلداني السرياني خلال 82 عام، واليوم يحاول الاخوين "القدو" أن يبطشا بوجود وحواضرما تبقى منهم في العراق الجديد وهم على أرض الاباء والاجداد.
 

121
شهداءنا تركوا لنا وصية..هل نسير في خطاهم لتحقيقها؟؟
أوشــانا نيســان
شهداءنا الذين جادوا بأرواحهم تركوا لنا الوصيّة لنعيش الامة الاشورية بجميع تسمياتها في أسمى معاني الوحدة والتلاحم بين الشعب والقيادات الحكيمة، فهل حققنا لشداءنا الوصيّة؟
تعودنا في (7) من أب وفي كل عام أن نحيي ذكرى يوم الشهيد الاشوري حدادا على أرواح شهداء شعبنا الاشوري في مجزرة سميل عام 1933. لكن تقتضي الضرورة أن نعترف أنّ ذكرى شهداءنا لهذا العام ترتدي معنىً للشهادة أعمق وأهم من أي عام مضى. حيث نحتفل هذا العام ب"يوم الشهيد الاشوري" وأطياف من العراقيين وعلى رأسهم ابناء شعبنا الاشوري العريق في طورالتهديد الجدي بالانقراض وأختفاء سليلي أقدم حضارة في التاريخ. والسبب بأعتقادي وكما يكتب محمد هلال الخليفي " الاستبداد ظاهرة لا ينفع معها القول إن الاستبداد لم يكن حكرا على تاريخ المسلمين". هذه الحقيقة التي كررها تنظيم داعش الارهابي بدموية ووحشية أكثربتاريخ 6 أب 2014 ، في سبيل أبادة أبناء شعبنا في سهل نينوى عن بكرة أبيهم هذه المرة أولا، وأن التاريخ أثبت أن شعوب الشرق الاوسط عموما والشعب العراقي على وجه التحديد، غير مهيأ لممارسة العدالة والديمقراطية النزيهة بعدما كممت دكتاتورية الانظمة "الوطنية" في العراق، عقول مثقفيها وأفواه أنصار العدالة والديمقراطية  لما يقارب من 100 عام متواصل ثانيا.

حيث لولاكم يا شهداء الامة والحضارة الاشورية، لآقتلعت قوى الشر والارهاب الضالة وأخرها مرتزقة ما سمي بالدولة الاسلامية "داعش"، لآقتلعت جذورنا العميقة وطمست تاريخ العراق وأنتماءه الحضاري الى معالم أقدم حضارة في التاريخ ألا وهي حضارتكم العريقة في وادي الرافدين قبل أكثر من 6769 عام.
أذ لولاكم لحولونا منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 الى مجرد أهل الذمة ولا سليلي أول حضارة خطّت بمداد العقل والحكمة والفكر أروع معالم الحضارة الانسانية في التاريخ.
لقد أثبت التاريخ أن شهداءنا الابرار، أختاروا طريق العزّ والفخروالكبرياء من خلال التضحية بأعزّ ما يملكون من أجل أن يكونوا وجه حضارتنا ويحافظوا على تاريخنا وقناديل السماء المسرجة بالدماء الطاهرة ضمن مسيرة مضرجة بدم الشهادة،  ولكنهم ( أي معظم حاملي الراية بأسمهم) أختاروا نهج الخضوع والطاعة بعدما ظللوا الطريق ونسوا وصيّة شهداءهم الابرارومسيرتهم الخالدة!!
 اليوم ونحن نقف أجلالا لهذا اليوم الاغر" يوم الشهيد الاشوري"، وتعظيما لمن قدموا أرواحهم الطاهرة فداء لهذا الشعب الابي ووسام فخر وعزة على جبين الامة والوطن، لابد لنا من أن ننغمس ولو مرة في منبر للنقاش الحر والحوار الحقيقي البناء بهدف الخروج من عنق الزجاجة ووقف مسيرة تبريرنهج الاستسلام والتواطؤ والخداع.
لآن يوم الشهيد أكبربكثير من مجرد وقوف دقيقة صمت أوحداد على أرواح شهداءنا الابرارأوحتى قراءة ديوان من الشعارات البراقة، وأن يوم الشهيد هو مناسبة لترسيخ خيار المقاومة وأستنهاض القوى حتى لاتذهب تضحياتهم هدرا.
 
أمامنا اليوم تحديات جسام ومخاطر محدقة ونحن نقف جميعا وقفة أجلال وأكرام لكل الدماء التي سالت من أجل تجديد العهد والوفاء والولاء لشهداءنا، ونعاهدهم بأننا سائرون على نهجهم من خلال العمل


والتمسك بالوصيّة في سبيل أعادة الصراع والمسيرة برمتها الى سكتها الصحيحة، بعدما أختطفتها " نخبة" من القيادات الحزبية وأبعدتها عن جادة المقاومة والنضال الحقيقي.
وفي الختام يجب التأكيد على أن يوم الشهيد يجب أن نحوّله الى منصّة حقيقية نؤكد من خلالها على وجوب تحقيق حلم شهداءنا الابرار. علما أن الحلم هذا سوف لن يتحقق ألا من خلال حملة تجديد الفكر الحزبي والتنظيمي للاحزاب والمنظات السياسية التابعة لشعبنا الاشوري. هذا من جهة ومن الجهة الثانية يجب الاسراع في أعادة هيكلة الحياة الحزبية وفق أسس مهنية عادلة بالشكل الذي يسمح بوصول الشباب وقوى الحرية والتغيير ديمقراطيا الى سدة القيادات الحزبية " المنغلقة" منذ عقود خلت. هذا فيما لو قررت القيادات التقليدية تطوير نفسها وتجديد ذاتها ليتفق نهجها وعملها مع وصيّة شهداء شعبنا الاشوري، لتبدأ فورا في تحريك البنود المثبتة على أجندتها السياسية وأعادة صياغتها من جديد لتتجاوزمجرد مهمة الحصول على مقعد أو مقعدين من المقاعد البرلمانية المخصصة أصلا لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والمقعد الوزاري اليتيم في حكومة أربيل أو بغداد.
- المجد والخلود لشهداء هذه الامة التي صنعت الامجاد
- المجد والخلود لشهداء الحرية والعدالة في كل مكان

122
الاسلام ليس هو الحل والعراق ليس اخوانيا!!
أوشــانا نيســان
" حين سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق"، قال أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام. وكأن الامام عليه السلام كان على بيّنة مما سيجري من الظلم والاقصاء ضد أهل العراق الاصليين وتحديدا ضد أهل الكتاب من مسيحيي العراق، لذلك تراه ثار على الظلم قبل أكثر من 1358 عام. ولكن أتباعه من المشرعين الدستوريين ضمن النظام العراقي، بدأوا في التمرد على العدالة والشرعية التي تبناها ورسخها في عقلية كل مؤمن من أتباع نهجه العادل. الحقيقة التي يؤكدها خبراء في القانون الوطني العراقي والدولي بتاريخ 24 تموز 2019  بقولهم " أن مخاوف المكون المسيحي من أسلمة المجتمع نتيجة وجود رجال الدين في المحكمة الاتحادية العليا واقعية وتستند إلى اسباب حقيقية ولا يمكن التغاضي عنها ويجب التعامل معها بجديّة ".
حيث الواقع أن أصرارالنخبة السياسية العراقية الجديدة أؤكد الجديدة على ضرورة أسلمة المجتمعات العراقية  رغم التعددية أو الفسيفسائية العرقية التي تتميز بها المجتمعات العراقية وتحديدا منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ولحد سقوط الطاغية في بغداد 2003، لم يأت الاصرارهذا اعتباطا وانما ولد نتيجة لسكوت النخبة العراقية المؤمنة بالدولة العلمانية أو مشروع بناء عراق ديمقراطي عادل يتسع صدره لجميع العراقيين بغض النظر عن الاختلاف المذهبي او العرقي أوحتى السياسي، منذ التصويت على الدستور العراقي بتاريخ 15 تشرين الاول 2005، كما  ورد في المادة ( 2) من الدستور الوطني:
اولاً ـ الاسـلام دين الدولــة الرسمي، وهـو مصدر أســاس للتشريع
أ ـ لايجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام
ب ـ لايجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية
ج ـ لايجوز سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور
ثانياً ـ يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراقي، كما و يضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية كالمسيحيين والآيزديين والصابئة المندائيين 
أذ طبقا للنصوص المذكورة أعلاه يحق للمواطن العراقي غير المسلم أن يطرح التساؤل الاتي على المشرعين العراقيين:
كيف يمكن للمشّرع أن يسن قانونا ديمقراطيا ووطنيا عادلا ولايتعارض مع ثوابت أحكام الاسلام ومبادئ الديمقراطية ولا يفرق بين المواطنين العراقيين المسلمين والمسيحيين بأي شكل كان؟
علما أن وصول رجال الدين الى الهيئة القضائية وتحت أي مسمى من شأنه وفق ما قاله الخبير محمد الشريف “ يعني فرض سيطرتهم على الاحكام . حيث أن المشرع يتيح لهم تلك السطوة بموجب احكامه، وأن الظروف تسمح بذلك ايضاً. ثم أضاف الشريف، أن مخاوف المكونات هي من استغلال عبارة ثوابت الاسلام الواردة في الدستور بوصفها شرط لعدم تشريع قانون يتعارض معها في تمرير احكام تقصي حقوق المكونات الاخرى ومن بينها فرض الزي الاسلامي والتضييق على الحريات العامة، ثم أكمل الشريف، أن مجلس النواب عليه دعم القضاء الدستوري العراقي من أجل تطوير العمل بالدستور وليس اقحام رجال الدين فيه بوصفهم اعضاء ولهم حق المشاركة في القرارات، في وقت أن النظام السياسي يحتاج إلى إيصال رسائل اطمئنان بأنه كفيل بالحفاظ على التنوع الديني والعرقي في البلاد"، أنتهى الاقتباس.
جذور الازمة!!
يبدوا أن التداعيات السلبية لحقيقة أنتماء أو لجوء معظم القيادات السياسية والحزبية المحسوبة على الشعب الكلداني السرياني الاشوري الى صوت الاكثرية، خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت وتجري في بغداد العاصمة منذ أكثر من عقدين من الزمان،باتت تظهرنتائجها  علنا هذه الايام. والدليل على صحة قولنا هذا:
- تصاعد وتيرة أنكار حق الشعوب العراقية غير المسلمة علنا رغم هويتها الرافيدينية العريقة وعلى رأسها الشعب الاشوري الكلداني السرياني، لابسبب الخلل في الانتماء الاقلوي للمكونات العراقية الاصيلة وأنما بسبب تداعيات العنصرية الزائدة في عقلية المشرعين الجدد.
- صمت القوى والتيارات العراقية المؤمنة بضرورة بناء الدولة العراقية المدنية حول المطالبة بالمشاركة "الحقيقية" لممثلي أبناء شعبنا الحقيقيين ضمن مؤسسات الحياة السياسية في العراق الجديد.
- الخلط بين الدين والسياسة من خلال شخصنة مسألة الحقوق بين هذا المسؤول الحزبي وذاك الزعيم الديني، أثرألباس الدين ملابس السياسة واللعب على جميع الاوتار. " نُعلن رسمياً رفضنا القاطع لوجود أي فصيل أو حركة مسلحة تحمل صفة مسيحية خاصة، بل على العكس نشجع أبناءنا للانخراط في الأجهزة الأمنية الرسمية في الجيش العراقي والشرطة الاتحادية، ومن هم في إقليم كردستان العراق في قوات البيشمركة"، يكتب الكاردينال مارساكو الى رئيس الوزراء العراقي بتاريخ 24 تموز 2019، ردا على العلاقة المتوترة بينه وبين الامين العام لحركة بابليون ريّان الكلداني.
- كل هذه الاسباب وغيرها نجحت في خلق مناخ سياسي موبوء بالازمات وتأجيج الصراعات الطائفية، بحيث أصبح من السهل على القيادات السياسية والحزبية لجميع الأحزاب والمنظمات غير المسلمة، أختزال بنود أجندة الحقوق الشرعية للمواطنين ضمن مقعد أو مقعدين في البرلمان ووزارة يتيمة في حكومة من الحكومتين.





123
عولمة الخيانة البريطانية ضد مؤمني كنيسة المشرق الاشورية!!
أوشــانا نيســان
 
" بصفتي أسقفًا في الكنيسة الآشورية ، كانت مسؤوليتي أن أعتني بقطاعي في بلدي خلال فترة مضطربة. لهذا أكتب وأؤكد لكم أنه، لا علاقة لجمعية أسيرو أو السيد أندي درمو بالمسألة مطلقا..وأضاف الاسقف في خطابه لصحيفة صنداي تايمز، إن ما حدث هو بيني وبين إلهي"، يكتب نيافة الاسقف مارأبرم أثنييل أسقف كنيسة المشرق الاشورية في سوريا في رسالة توضيحية لجريدة صنداي تايمز الذي نشرت الخبر للمرة الاولى تحت عنوان: "جمعية الاسقف الخيرية دفعت فدية لرهائن داعش"، بتاريخ 13 تموز 2019.
 
وفي الرد على الرسالة أعلاه تقول مفوضية المملكة المتحدة الخيرية، إنها غير راضية عن توضيحات الاسقف وان المفوضية قلقة من "تصور وجود صلة بين المؤسسة الخيرية ( تقصد جمعية أسيرو) ودفع الأموال إلى منظمة إرهابية (داعش) والتي أحتجزت 280 من الرهائن، بسبب تورط رئيس الجمعية الخيرية ( أندي درمو) في تأمين الإفراج عنهم"، تكتب صحيفة صنداي تايمز.
صحيح أنه من حق الرأي العام الغربي عموما والانكليزي على وجه التحديد أن يفكرا جديا في ضرورة ابعاد المجتمعات الغربية والعالم من دنس المنظمات الدموية وشرورالتنظيمات الارهابية وعلى رأسها تنظيم داعش، ولكن ليس على حساب " فوبيا" البريطانية  ضد الشعوب والاقليات العرقية المغلوبة على أمرها في الشرق الاوسط وعلى رأسها أبناء شعبنا الاشوري في سوريا. فقد وقع اشوريو لبنان وسوريا والعراق، ضحية صراعات وحروب الاخرين على السلطة ومذهب الحاكم الاسلامي الذي سيحكم البلد مستقبلا.
حيث يعرف المتابع، كيف نجحت المنظمات الارهابية على تحويل بريطانيا وعاصمتها لندن، الى منصات الارهاب التي تبث سموم طائفيتها من لندن الى المدنيين العزل في بلدان الشرق الاوسط خلال نصف القرن الاخير. الامر الذي أكده تقرير نشرته لجنة مكونة من أجهزة الأمن والمخابرات البريطانية(ميت) في تقريرها السنوي الصادر ديسمبر 2017 ، أكدت على وجود وعمل المنظمات الارهابية التالية في لندن وحدها على راسها:
( حزب التحرير الإسلامى بريطانيا، جماعة أنصار الشريعة، جماعة المهاجرون البريطانية، الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، مؤسسة قرطبة، لجنة النصح والإصلاح،  مجموعة السلمون ضد الحملات الصليبة، خلية الفرسان الثلاثة وخلية ليستر).
هذا الواقع المأساوي الذي وصفته رئيسة الوزراء البريطاني تيريزا ماي بقولها يونيو 2017:
" أن التسامح مع الارهاب في المملكة المتحدة ذهب بعيدا..وتوعدت بضرورة تصعيد الحرب على ما وصفته بأرهاب المتطرفين الاسلامويين".
في الوقت الذي يعرف المسيحي الشرقي البريء قبل غيره من الابرياء شرق المعمورة وغربها، أنها فعلا صعّدت حربها واجراءاتها التعسفية هذه المرة، ضد ضحايا الارهاب وضحايا التيارات الاسلامية المتشددة بالتوازي مع أستراتيجيات تلك المنظمات الارهابية واعتداءاتها المتكررة .
 
 
 
 
مسيحيو الشرق الى أين؟

" من هو الصحيح ومن هو الخطأ؟ هناك بعض الحس السليم الواضح وراء الموقف المعلن للحكومة البريطانية وأعتقادها، أن الدفع للارهابين قد يشجع على أخذ المزيد من الرهائن وقد تستخدم الأموال المدفوعة في زيادة الإرهاب"، تكتب الصحيفة المذكورة أعلاه.

قد يحس المرء للوهلة الاولى بوجود نوع من الواقعية في رؤية الحكومة البريطانية عندما يتعلق الامر، بدور الدول العظمى بحجم كل من الولايات المتحدة الامريكية، بريطانيا، فرنسا وغيرها من دول الغرب وأستراتيجياتها المتذبذبة في العالم كله. ولكن يفترض بصّناع القرارات السياسية في الدول نفسها، أن لا تستمر في تحميل الشعوب والاقليات العرقية والمذهبية المتهمة في الشرق أساسا بتهمة "التبعية للغرب"، مسؤولية الفشل في ما ألت اليه الامور في المشهد السياسي لما بعد المرحلة التي سميت  زورا بالربيع العربي أولا، ثم الكف عن ألقاء مسؤولية التخلف والانحطاط المتجذر في بلدان الشرق على كاهل الشعوب والمكونات الاصلية " المسيحية" في كل من لبنان، سوريا والعراق ثانيا.
علما أن الحكومة البريطانية تعرف أكثر من غيرها عن بنود أجندة الانظمة السياسية ودسائس المنظمات الارهابية حيال مسيحيي الشرق الاوسط، بسبب دورها الاستعماري البغيض في المنطقة والعالم كله. لذلك يجب بأعتقادي أن تكف لندن عن تحميل المسؤولية لضحايا نهجها الاستعماري البغيض من خلال عولمة الخيانة. أذ على سبيل المثال لا الحصر:
لماذا لم تعترض الدولة العظمى ،عندما نجح النظام السوري في التوصل الى أتفاق مع أبشع أرهابيي "جيش الاسلام"  بهدف تحرير عددا من المختطفين المحتجزين لديهم بتاريخ 8 نيسان 2018 ، مقابل أخراج الارهابيين وعائلاتهم الى بلدة أمنة في سوريا؟
ولماذا سكت الغرب، عندما دفع أمير قطر مبلغ مليار دولار لمنظمات إرهابية ضمن صفقة إطلاق سراح 28 قطرياً اختطفوا في العراق عام 2015، وفقا لما نشرته قناة (BBC) البريطانية بتاريخ 18 تموز 2018. في حين تعترض "المملكة" البريطانية بقوة على جهود الاسقف المسيحي  ودوره الانساني الملحوظ  في انقاذ أرواح الاشوريين المختطفين وشبح الموت الحقيقي كان يخيّم على رؤوسهم ليل نهار.
 
هذا بالنسبة للتطورات المشابهة التي جرت رسميا وعلنيا بين النظم السياسية الرسمية والقريبة من لندن والمنظمات الارهابية الاخرى في الشرق الاوسط. أما بقدر ما يتعلق الامر بديمقراطيات الغرب، فأنها لم تتردد أيضا وهذا من حقها في دفع الملايين في سبيل تحرير رعاياها المختطفين لدى تلك التنظيمات الارهابية والدموية. والسؤال هو: لماذا يجب أن يكون الدفاع عن مواطني أنكلترا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وغيرها من بلدان الغرب حلالا، بينما تعتبر عملية تحرير المئات من المختطفين من أبناء شعبنا الاشوري "المسيحي" من قبل نيافة الاسقف مارأبرم أثنييل حراما ؟؟
 
علما أن حوادث الاختطاف وملامح وحشيتها الزائدة كانت الباعث الرئيسي وراء قيام "جويل سايمون"، مدير لجنة حماية الصحفيين CPJ، بإعداد كتابه "نحن نريد التفاوض: العالم السري للخطف والرهائن والفدية". يحاول فيه، الإجابة على تساؤل يشغل تفكير الكثيرين حول ما إذا كان ينبغي على الحكومات التفاوض مع الخاطفين أم لا. وفي السياق نفسه يذكر "سايمون" أنه في إحدى الحالات، حاول صحفي من صحيفة "نيويورك تايمز" تم خطفه في أفغانستان عام 2008، أن يتجادل مع خاطفيه، الذين طالبوا بمبلغ 25 مليون دولار مقابل الإفراج عنه بجانب 15 سجينًا آخرين. حيث قال لهم إن الحصول على هذا المبلغ بعيد المنال بالنسبة لهم، فردّوا بأن الفرنسيين دفعوا مؤخرًا 38 مليون دولار للإفراج عن عامل إغاثة، وأن إيطاليا دفعت 15 مليون دولار مقابل الإفراج عن عدة سجناء.
 
أما النقطة ألاخيرة وقبل غلق أوراق هذا الملف الحساس والمعقد جدا، سأعيد نشر الجملة الاخيرة فقط من رسالة نيافة الاسقف مارأبرم نثنايل الى جريدة صنداي تايمز ورغبته الواضحة في ضرورة ايقاظ الضميرالجمعي للشعب الانكليزي والغربي "المسيحي"  جدا، مفادها" إن ما حدث هو بيني وبين إلهي"، أنتهى الاقتباس. 
حيث أن رجل الدين أو الاسقف في كنيسة المشرق الاشورية بحجم نيافة الاسقف مارأبرم أثنييل وأصراره على تحمّل جميع أنواع القهر والظلم في سبيل الاعتناء بمؤمنيه كما يكتب في رسالته " مسؤوليتي أن أعتني بقطاعي في بلدي خلال فترة مضطربة ". بمعنى أخرأيمانه المتقد بتعاليم يسوع المسيح جعله يبصر السلام وكأنه يعيش في زمن النعمة بين المؤمنين رغم هول النيران التي أشعلت سعيرها قوى الشر والظلام لحرق سوريا ومؤمني سوريا وعلى رأسهم أتباع كنيستنا "المسيحية" كنيسة المشرق المقدسة. رغم أنني وغيري من المتجنسين في الغرب نعرف جيدا عن حجم الفرق بين مسيحية المواطن في الشرق ومسيحية المواطن الانكليزي او الغربي عموما في بلدان الغرب. ولاسيما بعدما أصبحت  شعوب وثقافات شرقية وهويات أصيلة وتارخية وعلى رأسها هوية مسيحيي سوريا، العراق ولبنان، على وشك الانقراض وهي في مهد المسيح، بفعل ازدواجية المعايير في سياسات دول الغرب وتداعياتها السلبية على الوجود المسيحي في الشرق الاوسط.
حيث بدلا من دعم جهود " المؤمن المنقذ " نيافة الاسقف مارأبرم أثنييل أسقف كنيسة المشرق الاشورية والغيارى من مؤمني أبناء شعبنا الاشوري في سوريا، في ضرورة التشبث بالارض والبقاء في مهد المسيحية الذي تعّود الغرب أن يذرف دموع التماسيح على هجرتهم منه، كما تكتب وتنشر صحافة الغرب، نرى الغرب نفسه اليوم وتحديدا بريطانيا " العظمى" تمتعض وتعترض علنا على الفدية التي تقل كثيرا عن مليوني جنيه لانقاذ المئات من المختطفين. رغم نجاح جهود نيافة الاسقف مارأبرم أثنييل في تحرير الاشوريين المختطفين، في وقت مات  فيه ضميرالغرب المتطور"جدا"  وسكت ضمير جمعيات الامم المتحدة وعلى راسها الخاصة في الدفاع عن حقوق الشعوب والامم، حيال الجريمة تلك رغم بشاعتها.

124
أنو جوهر عبدوكا – وزير فوق العادة!!

أوشــانا نيســان

لعل العديد من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن وخارجه يتوقعون اليوم كل الخير، بعد أن أنكشف الضباب على أفق وزارة النقل والاتصالات في الحكومة التي يترأسها السيد مسرور البارزاني في الاقليم، يوم تسنم السيد أنو جوهر عبدوكا منصب الوزارة. شخصيا أسعدني قرار توزير السيد أنو عبدوكا، بأعتباره من ضمن الكفاءات والقدرات الوحدوية التي نعتز ونفتحرونأمل أن يحمل في جعبته قائمة بالمشاريع والافكار التي يمكن أن تغري الاقليم.

" هذا العلم هو علم شعبي وأفتخر به فلماذا يجب أن أرفعه من مكتبي "، هذا هو نص ما قاله السيد أنو رئيس تيار شلاما لشؤون المسيحيين لمسؤول في الاقليم خلال زيارته له واستغرابه عن وجود العلم الاشوري في مكتبه قبل أن يصبح وزيرا. علما أنني شخصيا أعرف السيد أنو وأسرته المتمسكة بثرى أربائيللو التي تمتلك جذورها المترسخة في عمق التاريخ، وأعرف عن مدى حرصه المعلن عنه مرارا في ضرورة تجاوز جميع خطوط الحمر من أجل وحدة شعبنا بأعتباره المبدأ الذي ناضل ويناضل من أجله بلا هوادة.

هنا يجب أن أستميح معالي الوزير عذرا وأقول:
أن العدالة والموضوعية  في التقدير تقتضي الانصاف بنسب الفضل الى أهله وعلى قاعدة " ولا تبخسوا الناس أشيائهم"، أمر مطلوب، لآن المديح أوالافراط في الاعجاب قد ينقلب سلبا ضد الممدوح!! ولكن وللحق يقال، أن المتابع لخلفيات الحقيبة الوزارية التي دشنت بتوزيرالسيد يونادم يوسف كنا بأعتباره ممثلا عن شعبنا الاشوري في حكومة الاقليم عام 1992 ولمدة 18 عام أو بالاحرى لحين بروز وتنامي دور المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري يعرف جيدا أنه:

- جرى تغيب وتهميش مقصود  لصوت شعبنا  الاشوري الكلداني السرياني في عملية الترشيح أوتوزير أي وزير"مسيحي" من الوزراء ( أقصد وزير غير حزبي) من الذين أستلموا مناصبهم ضمن التشكيلات الحكومية العراقية خلال 82 عام. في حين فأن مجرد وجود قيادات  كوردية  أمنت باستراتيجية التعايش الاخوي ومبدأ العمل بالمساواة بين أبناء شعوب الاقليم وعلى راسها قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وقفت وبعزيمة وراء عملية التوزير منذ عام 1992 ولحد الان. ولربما لاسباب ذاتية أخرى يجب ذكرها بعدما حاول الكثير من القيادات والرموزالحزبية المخضرمة طمسها ولم يتجرؤا في ذكرها يوما ألا وهي:
أ- نقص الحنكة السياسية  لدى القيادات الحزبية التابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في ترشيح الانسان المناسب في المكان المناسب، كما تعودنا أن نقرأ هذا الشعار في جميع بياناتهم وبلاغاتهم الموجهة لابناء شعبهم. لربما بسبب الانانية الزائدة لدى تلك القيادات من الوزن الثقيل وسيكولوجية كرسي السلطة والمال والنفوذ في عقلية المسؤول نفسه وقرار توظيفه لخدمة المصالح الشخصية والفردية ولا خدمة الصالح العام. الامر الذي شجع أحزاب الاكثريتين في التدخل ضمن اليات الترشيح علنا. أذ على سبيل المثال لا الحصر:

 


- أحتكارالمقاعد والمناصب العليا والحساسة من قبل الحركة الديمقراطية الاشورية وعلى راسها، المقعد الوزاري المخصص لآبناء شعبنا الاشوري لآكثر من 17 عام متواصل من قبل شخص السكرتير العام ورئاسة التعليم السرياني وغيرها من الرئاسات

- توريث المقاعد والامتيازات من قبل رئاسة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري وفشل القيادة في أختيار الوزراء والاستراتيجيات الاكثر توائما في سبيل تسهيل القدرة على أختزال الوقت واستيعاب محنة شعبهم وايجاد الحلول لها لآسباب عدة وفي مقدمتها:
" أختيار شخصيات حزبية هزيلة أو أقرباء مسؤولين ومن عيار الثقيل في قمة المجلس"

- توظيف العلاقات الشخصية " التقليدية" مع مراكز صنع القرارات السياسية العليا في الاقليم وبغداد، بهدف التعيين والحصول على أكبر الوظائف التي تدر دخلا على أصحابها وعلى راسها الوزارة

ب- فشل القيادات الحزبية  بجميع مشاربها الفكرية والايديولوجية في أيجاد ألية وحدوية بموجبها يمكن حل أشكالية التعين في المناصب والمقاعد العليا وفي طليعتها، عملية الترشح الى المقاعد البرلمانية المخصصة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري تحت سقف البرلمانين خلال 28 عام، أو حتى المشاركة ضمن تشكيلة الحكومتين الاتحادية والاقليم بشكل عقلاني عادل. الامر الذي خلق المناخ السياسي الملائم لآخصاب بذورالمنافسة غيرالمشروعة وبالتالي أستخدام الظرف السياسي المواتي والمهيمن لطرف معين ومعروف، بالضد من تطلعات بقية الاحزاب بل بالضد من تطلعات وأماني شعبنا الابي تماما.

وفي الختام نبتهل الى الرب، أن ينجح السيد أنو جوهر عبدوكا في مهمته الجديدة ليكون عبرة لجميع القيادات السياسية والحزبية التي جاهدت في سبيل تحزيب فكرة أحياء الامة والمستقبل من جهة وتصحيح مسار العملية السياسية الذي يدعوا له الغيارى من أبناء شعبنا بعدما تعثرت منذ عقود من الجهة الثانية.


125
مركز للبحوث والدراسات ..ترف نخبوي أم ضرورات العولمة!!
أوشــانا نيســان
يعتبر وجود مراكز الابحاث والدراسات الاستراتيجية  لاي شعب من شعوب العالم وعلى راسها الشعوب المغلوبة على أمرها، هو الدليل القطعي على أصرار تلك الشعوب على ضرورة التحول من مرحلة مجرد الكتابة والبحث والنقد الى المشاركة في عملية صنع القرارات السياسية المتعلقة بحقوق الشعب وضرورة من ضرورات عولمة القضية، بالاضافة الي تقديم الحلول الموضوعية والعصرية للاخفاقات المتكررة التي أنتابت مسيرتنا القومية خلال أكثر من ربع قرن متواصل.
في الوقت الذي يجب التأكيد، أن مجرد تأسيس المركزأي مركز وتحت أي عنوان كان لا يكفي،  بل يجب أن يأخذ المركز دوره العلمي والبحثي والرقابي المحايد ضمن المحيط السياسي والعصري الذي يعمل فيه من خلال الاستعانة بدوره وطروحاته المنسقة في سبيل تصحيح المسيرة أولا وتحقيق بنود الاجندة السياسية لجميع أحزابنا ومنظماتنا السياسية داخل الوطن وخارجه ثانيا. في الوقت الذي يجب التفريق بين مهمة المركز ومحاولاته في جمع الاطار التطبيقي مع الاطار النظري من خلال عرض الحلول والخيارت المعقولة على طاولة صناع القرارات السياسية، وبين المراكز أو الجمعيات الخيرية التي تقوم بتقديم المساعدات والخدمات الانسانية والخيرية للمنكوبين والمعوزيين رغم حاجة شعبنا الى الخيارين.
علما أن المركز المطلوب تأسيسه اليوم، هو" تجمع وتنظيم لنخبة متميزة ومتخصصة من الخبراء والباحثين تعكف على دراسة معمقة ومستفيضة لتقدم استشارات أو طروحات مستقبلية يمكن أن تساعد أصحاب القرارات السياسية في تعديل أو رسم سياستهم بناء على هذه المقترحات في مجالات مختلفة"، تكتب نيلي كمال الأمير عن  دور المراكز البحثية في تشكيل الرأي العام، وليس بديلا عن صنّاع القرارات السياسية.
صحيح لربما السبب الاساسي وراء غياب أو ظاهرة تغييب مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية التابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن وخارجه، مرتبط  بالعقلية السياسية السائدة للقيادات الحزبية وتحديدا "المتنفذة" منها ونهجها الانفرادي في التعامل مع جميع قضايانا المصيرية رغم التداعيات السلبية للنهج على قضيتنا المشروعة والعادلة. وفي مقدمتها تخفيض سقف الحقوق والمطالب والالتفاف على حقوق شعبنا من خلال تجاوز الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري بالاضافة الى رغبة البعض منها في منح الشرعية لسياسات الامر الواقع.
كل هذه الأمور وغيرها من دلالات الضعف مصدرها أرث حقبة من الهزائم وعدم التفكير في اللحاق بركب التطور والتقدم وعلى رأسها، تهميش أن لم نقل الاقصاء المتعمد لفكرة تأسيس المراكزالخاصة بالبحوث والدراسات الاستراتيجية. الواقع الذي مثلما نجح في تأزيم قضيتنا القومية – الوطنية وتعقيدها أكثر بسبب محليتها الزائدة، نجح أيضا في أفشال جميع محاولات خلق أليات التواصل مع الدول أوالجمعيات العالمية الخاصة في الدفاع عن حقوق الشعوب والمكونات الاصلية رغم مرور ما يقارب من نصف قرن متواصل، ورغم توفر جميع الامكانيات المطلوبة بقدرما يتعلق بالعقول والامكانيات المادية للمغتربين من أبناء شعبنا على الاقل في دول الاغتراب مثل الولايات المتحدة الامريكية أو القارة الاوروبية.
أذ على سبيل المثال لا الحصر، نجح  "مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية" التابع لمجموعة من مستضعفي سوريا، نجح في فترة قياسية لا تتعدى خمس سنوات في أطلاق فعاليات " المنتدى الدولي" حول جرائم الدولة الاسلامية" داعش"، انطلاقا من مدينة عامودا شمال شرق تركيا الى جانب جملة من الاهداف الهامة تتعلق بأمن الاكراد في سوريا ومستقبلهم، كما ورد في الخبر المنشور. حيث شارك في المنتدى عدد غير قليل من الباحثين والسياسيين الكبار والاكاديميين من 15 دولة بضمنها الولايات المتحدة الامريكية ودول أوروبية والسعودية ومصر.
في الوقت الذي يجب أن نعترف علنا، أنه رغم المجازرالدموية ومسلسل المحن والتحديات وعلى رأسها مجزرة سميل بتاريخ 7 أب 1933، ثم البدء هذه المرة بأطلاق حملة ذبح المكونات العراقية الاصيلة كالايزيدين وابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى عام 2014، ذلك أثر الزواج المصلحي بين الاستعمار البريطاني والعنصرية المقيتة التي كانت تتنفس بصوت علني ضمن أوراق الصحافة العلنية العراقية أبان وبعد تأسيس الدولة العراقية عام 1921، ثم تنامي بذورالاسلام السياسي ودورالتيارات الاصولية المتشددة " للاكثريات" ضمن الفراغ السياسي الذي تركته الثورات العراقية الفاشلة واخرها النظام الفاشي والدكتاتوري في بغداد عام 2003 ، فأنه مثلما فشلت صفوتنا السياسية في تأسيس هكذا مراكز، أخفقت نخبتنا المثقفة أيضا في تقديم الاستعدادات الموضوعية  لتحقيق هذا الهدف السامي للاسف الشديد.
وفي العودة الى التغطية الإعلامية للمنتدى المذكور أعلاه، تناقلت المصادر الكردية تصريحا لأحد المشاركين في المنتدى وهو الخبير الأمريكي مايكل روبين حيث قال:
"لقد حان الوقت للتوقف عن معاملة الكرد على أنهم كرة قدم دبلوماسية وهم كسبوا مكانهم وراء   " الطاولة" ، ولديهم مصداقية أكبر من الآخرين لصياغة مستقبل ما بعد "داعش، أنتهى الاقتباس.
وفي الختام أتمنى أن تكون تصريحات الخبير الامريكي الى جانب مخرجات هذا المنتدى وغيره من الفعاليات التي تعدها هكذا مراكز ومنتديات شرق المعمورة وغربها، باعثا جوهريا ومحفزا للقيادات الحزبية " المتنفذة" أن تكف ولو مرة عن محاولاتها العقيمة في الانفراد بسلطة القرارات السياسية - المصيرية قبل فوات الاوان، وتبدأ فورا في قراءة واقعنا بعيون عقلانية ولو مرة. أذ على سبيل المثال:
- يجب فهم تداعيات قول الخبير الأمريكي مايكل روبين على العلاقات التاريخية العريقة بين تركيا وأمريكا والتي تمتد لما يقارب من قرن خلال تأكيده علنا على أنه " حان الوقت للتوقف عن معاملة الكرد على أنهم كرة قدم دبلوماسية،  وهم كسبوا مكانهم وراء " الطاولة". بمعنى أخر نجح "مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية" خلال أقل من خمس سنوات من عمره، نجح في عولمة الطموحات وحقوق الشعوب المغلوبة على أمرها في غرب سوريا رغم التحديات الجسيمة في منطقة الشرق الاوسط. 
- في أقل من أربع سنوات تم توحيد القوات العسكرية السريانية الديمقراطية مع قوات حرس خابور الاشوريين ضمن قوة موحدة عنوانها " المجلس العسكري السرياني الاشوري" بتاريخ 7 تموز الجاري، مهمة المجلس الرئيسية الدفاع عن القرى والقصبات التابعة لابناء شعبنا السرياني الاشوري في عموم المنطقة.
في حين فضلت قيادات حزبية "متنفذة" لتنظيمات شعبنا في التحالف حتى مع الحشد الشعبي رغم ألاعتداءات المتكررة من قبل بعض منتسبيه على أهالي قرانا وقصباتنا في سهل نينوى، ورغم عمليات التغيير الديمغرافي لمناطق أبناء شعبنا، بدلا من مد يد الوحدة والتحالف مع بقية القوات والفصائل العسكرية التابعة لشعبنا في سهل نينوى، رغم الدعوات المتكررة لتأسيس قيادة مشتركة لجميع القوات والفصائل العسكرية التابعة لآبناء شعبنا في سهل نينوى، ورغم حاجة المنطقة الى سياسة موحدة تكون بمثابة استراتيجية فعالة ومؤثرة تفلح في تحقيق الاهداف الموضوعة.


126
قيادات أشورية نجحت في تزييف الوعي الجمعي للامة ليتفق مع واقعها المزيف!!
أوشــانا نيســان
منذ رفع شعار العودة الى الوطن عام 2013 ولحد هذه الساعة أسأل نفسي مثلما يسألني غيري:
لماذا فشلت جميع الاحزاب والتنظيمات السياسية التابعة لابناء شعبنا الاشوري في تحقيق مطالب ومطامح وآمال المواطنين من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن العراق الجديد؟؟
ولكن خصوصية التساؤل وحساسيته كانتا تمنعني من الاجابة لحين قراءتي للتحليل الذي نشره الناشط الاشوري والسياسي المخضرم غسان يونان تحت عنوان " أين الاتحاد العالمي الاشوري" المنشور على موقع عنكاوا كوم الالكتروني  بتاريخ 17 حزيران الجاري. بأعتبار السيد غسان يونان طبقا لمعرفتي الشخصية وكما يؤكد في مقاله " أنـي مـن حاملـي رايـة التجـدد والحـداثـة فـي الاتحـاد". هذا الطرح العقلاني الذي مثلما شجعني اليوم سيشجع الكثيرين من أمثالي لاحقا في البحث عن الاسباب الحقيقية وراء أصرارالقيادات الحزبية " التقليدية" الفاشلة سياسيا والمرفوضة مجتمعيا في التشبث بكرسي السلطة والحكم بأسم الشعب المغلوب على أمره لحين تأسيس المرجعية السياسية التي تعمل على وقف الانحدار والتخبط.
حيث الكل يرى ويتابع مسلسل المهازل السياسية- الحزبية خلال أكثر من ربع قرن متواصل  وأخرها     " صفقات القرن" للمحكمة الاتحادية العليا وقرارها العدد 214/ اتحادية/ 2018 في 17/4/ 2019، من دون التفكير بتداعيات القرار على الانحدار السياسي والحزبي الملفت في العراق الجديد عموما ودورها في تعميق الازمة السياسية التي تعاني منها الاقليات العرقية أو المكونات العرقية العراقية وعلى رأسها أبناء شعبنا الاشوري في دولة العراق منذ عام 1921 ولحد الان. تماما كما يكتب السيد عدنان حسين في في جريدة المدى تحت عنوان " لماذا فشل عراق ما بعد صدام حسين؟"  بتاريخ 21 كانون الثاني 2019  بقوله:
" القيادات الحزبية التي أدارت هذه العملية ويقصد ( عملية تهافت حماسي على مناصب الدولة التي صارت تُشترى بالملايين من الدولارات في الكثير من الأحيان، وتولى السلطة التشريعية والتنفيذية في الغالب أشخاص لا كفاءة لهم ولا خبرة ولا معرفة بفن الحكم وأصوله)  وجدت في هذه العناصر التي اختارتها لمناصب السلطة التنفيذية ولمقاعد البرلمان، قاعدة وسنداً لها لضمان بقائها في السلطة ولتدفّق الثروة عليها "، أنتهى الاقتباس.
وللحق يقال، أن القيادات التقليدية  "المخضرمة"  للاحزاب والتنظيمات السياسية وحتى الثقافية التابعة لشعبنا الاشوري منذ زمن " المعارضة "، ثم الكلداني السرياني الاشوري بعد سقوط الطاغية صدام حسين عام 2003، مثلما نجحت في أدارة نهج الانبطاح الطوعي أمام القوى السياسية العراقية ، بالقدر نفسه، نجحت القيادات تلك في خلق مناخ سياسي مخيب للامال ومحبط لعزيمة المحبين للشعب والوطن، بعدما ألغت  دورالنخبة المثقفة أساسا أو بالاحرى همشت دورالمثقف العضوي ورغبته الواضحة في ضرورة أطلاق مسيرة التغيير والتوجه نحو تغيير المجتمعات نحو مسارالديمقراطية والعدالة!!
وللحديث عن الدوافع الحقيقية وراء الفشل السياسي الذي بدأ يفتك ليس فقط بالبنيّة الاساسية المعقدة للتنظيمات الحزبية  وأنما حّول المسار ليفتك بالمنجزات التي تحققت بشكل او باخر ضمن مسيرتنا النضالية، ويكفي الاشارة الى سببين أساسيين:
أولهما: أنتهاء صلاحية القيادات الحزبية لأقدم الاحزاب والتنظيمات السياسية التابعة لشعبنا الاشوري وعلى رأسها الاتحاد الاشوري العالمي، الحزب الوطني الاثوري وحزب بيت نهرين الديمقراطي والحركة الديمقراطية الاشورية وغيرها. بحيث أصبح من الصعب جدا أعادة أنعاش البنيّة الاساسة للاحزاب التي شاخت وترهلت بعدما فقدت عمليا قدرتها على القبول بمرحلة التحول نحو الديمقراطية النزيهة حتى في عصر العولمة والتغيير. والسبب بأعتقادي هو تحولها الي أذرع أضافية للاكثريات هدفها الاول والاخير تكريس ثقافة التبعية والعبودية ولكن بطرق شرعية وقانونية هذه المرة.
بهدف التأكيد على قولنا هذا سنعيد نشر مقتطف مما نشره مسؤول العلاقات العامة الاسبق في الاتحاد العالمي الاشوري السيد غسان يونان على موقع عنكاوا كوم الالكتروني بتاريخ 17 حزيران الجاري، حيث يكتب ويقول:
" إن الاتحـاد الآشـوري العالمـي وبعـد مـرور أكـثر مـن نصفِ قـرنٍ على تأسـيسـه ... بات اليـوم معضلة بحق نفسه وعـالق فـي ماضٍ لا يـريـد الخـروج منـه ممـا يجعلـه غـير قـادر حـتى علـى تسـيير أمـوره الداخلية فكيف بالحـري تسـيير أمـور شـعبه كما كان سـابقا". والسبب طبقا لما ذكره الاخ غسان يونان في تحليله يكمن في:
- "الهيكليـة القـائمـة" الـتي بأغلبيتهـا  بحـاجـة  إلـى التقـاعـد وتقـديم  خـبرتهـم  للجيـل الجـديـد الـذي مَـلّ    " القيل والقال". هذا بقدر ما يتعلق الامر بالاتحاد العالمي الاشوري أما ما يتعلق ببقية الاحزاب الاشورية فحدث ولا حرج. حيث يعرف المتابع، أن السياسة في الاغتراب أنطلاقا من الولايات المتحدة الامريكية أختزلت ومنذ عقود خلت ضمن شعارات المزايدة على الوطن والاستثراء على حساب الامة ومعاناتها المزمنة. أذ على سبيل المثال لا الحصر، الخلافات المتأزمة بين الرموز التقليدية لحزب بيت نهرين  الديمقراطي وقيادات معروفة بأنحيازها ودعمها اللامحدود للسيد يونادم يوسف كنا أؤكد السيد كنا وليس قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية في " اتحاد الجمعيات والاندية الاشورية الامريكية" المسماة ب" فيدريشن" في أمريكا، ليست لها أي علاقة بالتيارات الفكرية أو الايديولوجية المتصارعة  داخل رحم هذا الحزب أو ذاك، بقدر خضوع الخلافات المفتعلة  في الاغتراب عموما الى منطق أقتصادي وتجاري مبني على " الربح والخسارة " أولا، ثم  تنامي دور الطائفية وتصاعدها في الاغتراب من جديد في سبيل تأجيج ثقافة التهميش والاقصاء ثانيا.
 
ثانيهما: ربط قضية الوجود والهوية بأجندات مخفيّة  لشخص السيد " الرئيس" وتوظيفها من أجل تكريس نهج التفرد بالسلطة والامتيازات المغرية التي توفرها بنود الاتفاقيات السرية المتحكمة باللعبة السياسية بين الاكثريات والاقليات الاخرى. 
"ارتباطات بعـض كـوادره ( يقصد كوادر الاتحاد الاشوري العالمي) بأجنـدات إقليميـة تفقـد مصداقيتـه وتُبعـده عـن لعب دوره الخارجـي والداخـلـي كمظلـة تتكيف تحـت ظلهـا أغلبيـة مؤسـسـات شـعبنـا الاشوري كما كـان الاتحـاد منـذ بـدايـاتـه وحـتى نهـايـة التسـعينيـات"، يكتب السيد غسان يونان في نفس المقال المذكور أعلاه. هذه الحقيقة سهلت عملية الابتزاز لكل سياسي " مخضرم" أن يتصرف على وفق أهواءه ورغباته الفردية ومصالحه الشخصية من دون خجل أو تردد أو ارتباك.
مثال على ذلك أستهزاء النائب يونادم كنا بالنائب عمانوئيل خوشابا وهو المرشح الثاني في قائمة الرافدين القائمة التي ترأسها السيد كنا نفسه في الانتخابات البرلمانية الاخيرة مايو 2018، خلال مقابلة أجراها معه الاعلامي زيا يارو وهو يقول:
" أن السيد عمانوئيل مع أحترامي له، هو شخص يتبع مصالحه الخاصة ويعمل لنفسه ولايستطيع العمل مع الاخرين. ففي أجتماع طلبنا حضوره في دهوك قال علنا " أين توجد مصلحتي أنا هناك".. ثم أكد السيد كنا، كان يفترض بالسيد عمانوئيل أن يتعظ بعد أنشقاق أكثر من 45 عضومن أعضاء حزبه عنه لآنه لم يتغيير وسيبقى نفس الشخص الذي لا يتقن لغة العمل الجماعي".
 في حين ينسى أو يتناسى السيد كنا قصدا، أن 95% من القياديين المخضرمين والمناضلين المؤسسين للحركة الديمقراطية الاشورية أنشقوا عن شخصه ونهجه الانفرادي في اتخاذ القرارات السياسية المهمة علنا وليس عن مبدأ زوعا كما نشروا وأكدوا على ذلك مرارا، بعد تأسيسهم لحزب كيان أبناء النهرين. 
 
أما ما يتعلق بتداعيات نهج الانفراد بالقرارات السياسية، فأنه يمكن الاشارة الى جملة من المخرجات التي يجب العمل على ايجاد الحلول المناسبة لها اليوم قبل الغد وفي طليعتها:
1- تصاعد وتيرة الهجرة والرغبة  في ترك الوطن بين الاكثرية من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري خلال الفترة التي تلت سقوط الطاغية صدام حسين عام 2003 ولحد الان. يعود السبب طبقا لتقارير محلية ودولية الى تنامي التيارات الاسلامية المتطرفة وتصاعد حدة العنف والاقتتال الطائفي من جهة وغياب الثقة بالقيادات السياسية "المعارضة" التي أستلمت السلطة باسم الشعب وفشلها في تقديم البديل السياسي - الديمقراطي الذي كان ينتظره الشعب العراقي بشغف من الجهة الثانية. هذا الواقع المرير الذي دفع ببطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الكاردينال لويس ساكو في القول ما يلي بتاريخ 4/4/ 2019:
 
 "الهجرة نخرت الجسم المسيحي لأسباب واقعية، واخذت أعدادهم تتضاءل بشكل مخيف، وإذا استمرت الهجرة والتشظّي وضبابية الرؤية على هذا النحو، فمصيرنا سيكون مثل مصير اليهود عام 1948"، لافتا الى "اني أحترم القرار الشخصي في الهجرة والشخص هو من يتحمل مسؤولية قراره.. لكنني اؤمن أن الهجرة سوسٌ ينخر الجسم المسيحي، بسبب التشتت هنا وهناك والضياع في ثقافات ومجتمعات جديدة وغريبة عن تراثنا وثقافتنا"، أنتهى الاقتباس.
2- عزوف كبير وملفت للنظرلدى الشباب من الرغبة في الانتماء أوحتى المشاركة ضمن النشاطات السياسية الحزبية بجميع مشاربها السياسية والايديولوجية داخل الوطن وخارجه. حيث طبقا لتقرير الجمعية العامة للامم المتحدة عند أعلانها العام الدولي للشباب من أن" عزوف الشباب عن المشاركة السياسية في الاحزاب يرجع إلى الاسباب التالية:
- غياب الديمقراطية داخل الأحزاب
- غياب البرامج الحزبية
- عدم منح الشباب الفرصة داخل الأحزاب السياسية للترشح للانتخابات التشريعية والمحلية
- عدم وجود سلوك سياسي وسياسات خاصة للشباب تعكس ثقافة سياسية مختلفة لهم عن فئات المجتمع
 وما نلاحظه أو نسمعه من دعايات الانخراط في صفوف هذا الحزب أو تلك التشكيلات أو الفصائل العسكرية التي شكلتها القيادات الحزبية في سهل نينوى وغيرها من المناطق خلال السنوات الاربع الاخيرة، قطعا لا تتعلق بتطور الايدولوجيات الحزبية لا من قريب ولا من بعيد، بقدرما هو تحصيل حاصل للوضع المعيشي المتدهور للاكثرية من أبناء شعبنا خلال المرحلة الاخيرة، وتحديدا في سهل نينوى بعد احتلال مدينة الموصل وتوابعها من قبل مجرمي " تنظيم الدولة الاسلامية " منتصف عام 2014، ونشر الفوضى والقتل والتدميروالنزوح لاسيما ضد المواطنين العراقيين من أبناء المكونات وعلى راسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري "المسيحي" وأبناء الشعب الايزيدي المسالم.
والدليل على صحة قولنا، أن القيادات الحزبية تلك لم تفكر ولم تتفاهم يوما على المشتركات القومية والتاريخية الأساسية التي تجمعنا، رغم أشتداد حدة القتل والترويع على رأسها نشر ثقافة قطع رؤوس الابرياء من قبل وحوش العصر اولئك الذين سعوا في الارض خرابا ودمارا.
3- أثبتت نتائج الانتخابات البرلمانية لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في كل من أربيل ثم بعداد خلال 27 عام متواصل ، أن نجاح ألاحزاب والمنظمات  وفوزها في الانتخابات أبتداء بسلسلة من النجاحات الباهرة التي سطرتها  قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية زمن المعارضة أي قبل سقوط الصنم عام 2003، ثم نجاح الاحزاب والمنظمات السياسية الاخرى التي طفحت على السطح فجأة، مصدرها الاكثريتين العربية والكوردية بأمتياز!!
صحيح أنه يجوز بأعتقادي ترسيخ دور المكونات العرقية والمذهبية  ضمن العراق الجديد من خلال أستثمار دورالقوى والتيارات السياسية العربية والكوردية الطامحة بالاسراع في التحول نحوبناء وترسيخ دعائم الديمقراطية والعدالة في الاقليم أو العراق كله اليوم قبل الغد، ولكن يفترض بالقيادات الحزبية  للمكونات نفسها، أن لا تفرط بأستقلالية قراراتها السياسية وهويتها الاقلوية من أجل مقعد برلماني أو أي أمتيازات شخصية أخرى مهما تكالبت الضغوطات والتحديات.
4- تحويل أسم أو عنوان قضيتنا القومية - الوطنية وحتى الانسانية داخل الوطن الى مجرد ورقة للولوج تحت قبة البرلمان في كل من أربيل وبغداد، أو حتى ورقة شرعية للحصول على الرواتب العالية والمغرية أو حتى المكاسب والامتيازات التي لا تعد ولا تحصى!!
5- مع أصرارالرموز الاشورية المخضرمة على ضرورة المضي قدما في نهج تمزيق وحدة صفوفنا وتشتيت النهج الايديولوجي- القومي الخاص بمسيرة نضالنا القومي والوطني داخل الوطن، نلاحظ أصرار قيادات سريانية كلدانية فاعلة داخل الوطن وخارجه ، على بذل الغالي والنفيس من أجل تحريك الرأي العام العالمي حيال ماجرى ويجري لقضيتنا القومية العادلة بانتظام. حيث قبل أن يهدأ الخصام وأوار السجال حول توزيع المناصب والمكاسب ضمن حكومة الاقليم المؤملة، سافر رئيس أتحاد بيث نهرين الوطني السيد يوسف يعقوب على راس وفد أتحاده الى أوربا، بهدف لقاء أعضاء في البرلمان الهولندي ورئيس  مؤسسة سالوكس المسيحية في أوربا في مبنى البرلمان الهولندي/ دنهاغ. حيث تحدث  السيد يوسف يعقوب عن " وضع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والمسيحيين  عموما في العراق وعن عدم مبادرة حكومة العراق، بمنح حقوق الاقليات لا بموجب المادة الدستورية 125 ولا المادة 119 والمواد الاخرى فيما يخص الادارة الذاتية ومحافظة سهل نينوى ولا بخصوص أقليم سهل نينوى وسنجار. كما ولم تبادر الحكومة العراقية بأي عمل من شأنه أن ينم عن مساعدة شعبنا والايزيديين لا بأعادة الاعمار ولا بتنمية الاقتصاد. ولم يتم بناء أمن الاقليات وانما أقتصر العمل على جعل أمن سهل نينوى بيد الحشد الشعبي فقط وقليل من الشرطة"، أنتهى الاقتباس.

127
الزعيمان عادل عبدالمهدي والبارزاني يتفقان على حوار العقلاء بين أربيل وبغداد

أوشــانا نيســان
 
للمرة الاولى بعد مرور أكثر من 98 عام على تأسيس الدولة العراقية، بدأت رياح التغيير تعصف لتهزّمراكز القوى في العراق، استعدادا لفتح صفحة جديدة يمكن نعتها بصفقة تجديد العراق الفيدرالي بأمتياز. صحيح أن الرغبة في التغيير هي أول خطوات التغيير ولكن الرغبة وحدها لاتكفي من دون خلق المناخ الملائم أو الظروف المواتية لآخصاب بذور التغيير في عقلية كل مواطن أو مواطنة عراقية. وبقدر ما يتعلق الامر بالزيارة التي قام بها السيد نيجيرفان البارزاني الرئيس المنتخب للاقليم الى بغداد، فأنه يجب الاسراع في الدعوة الى اطلاق " حوار العقلاء" بين جميع أبناء الشعوب العراقية بعربه وأكراده وكافة مكوناته العرقية والمذهبية من دون تمييز، بهدف  بناء عراق فيدرالي وديمقراطي عادل قبل فوات الاوان.
"هناك رغبة لرئيس الوزراء الحالي عادل عبدالمهدي في جعل العلاقات جيدة بين بغداد وأربيل، ويمكنني أن أقول..أن العلاقة التي نتمتع بها حاليا مع بغداد أفضل بكثير مما كانت عليه في السابق. فقد عانينا خلال الأربع سنوات الماضية، وعلقنا في نفق عميق وطويل مظلم، أما الآن فنحن نرى الضوء في نهاية النفق". هذا ما أكده رئيس الاقليم الجديد السيد نيجيرفان البارزاني خلال أداء اليمين القانونية بحضور فخامة رئيس الجمهورية العراقية الدكتور برهم صالح ورئيس البرلمان العراقي السيد محمد الحلبوسي مع مشاركة المئات من المسؤولين العراقيين والدبلوماسيين والمدعوين من البلدان المجاورة بتاريخ 10/ 6/2019.
من جهته، دعا الرئيس العراقي برهم صالح إلى دعم رئيس الإقليم الجديد معتبراً، أن الحوار هو الطريق الوحيد لحل الخلافات وليس القتال، في إشارة منه للخلافات بين الحكومة العراقية في بغداد والإقليم، معتبراً أن قوة الإقليم من قوة البصرة وبغداد والعراق عموماً، معولاً على ما وصفها بـ"خبرة البارزاني" في توطيد العلاقة بين بغداد وإربيل". ولربما جاءت كلمات الاعجاب والثناء للرئيس العراقي بعدما دخل الرئيسان صالح والبارزاني الى حفل التنصيب معا، وهو ما دعا الحاضرين من مختلف التيارات والاحزاب السياسية داخل العراق وخارجه الى التصفيق لهذا المشهد الاخوي الذي نجح في وضع ملف الخلافات بين الطرفين جانبا.
أذ للحق يقال، أن الرئيس نيجيرفان البارزاني لم يتوان لحظة في أستغلال خبراته ومهاراته السياسية في رسم أحداثيات خارطة طريق جديدة نحو بغداد العاصمة منذ أنتخابه رئيسا لآقليم كوردستان في برلمان كوردستان بتاريخ 28 أيار 2019. حيث بات بأمكان زعيم قوي وشجاع بحجم البارزاني أن لايتردد في دعم توجهات النخبة السياسية الجديدة في الحكومة الاتحادية العراقية وعلى رأسها رئيس الوزراء الجديد السيد عادل عبدالمهدي كما عهدناه، من خلال تقديم الدعم اللازم لهذا التوجه وبأصرار نحو أستغلال القواسم المشتركة بين أربيل وبغداد بهدف حل جميع القضايا المعلقة وفقا للدستور.
وأن حرص رئيس أقليم كوردستان - العراق الجديد في الذهاب الى بغداد بعد أقل من عشرة أيام من تنصيبه رئيسا للاقليم، أن دل على شئ فأنه يدل على أن الرئيس البارزاني قررالدخول في حوار جدي وصريح مع بغداد هذه المرة من أجل حل جميع الخلافات الماضي والحاضر والمستقبل عبر الحوار الوطني الجاد. رغم أن المتابع يعرف جيدا، أن تحقيق ألاهداف الوطنية وعلى رأسها تحقيق مبدأ الديمقراطية النزيهة والعدالة في دولة مثل العراق مرجعه "الدين" ليس سهلا. ولاسيما وأن الاحزاب السياسية العراقية بجميع مشاربها السياسية تركث خلال 98 عام من عمر الدولة العراقية، أرثا سلبيا في ذهن المواطن العراقي بغض النظر عن أنتماءه العرقي والمذهبي أو حتى الايديولوجي.
في حين وفي الوقت نفسه، فأن مجرد قراءة نتائج اللقاءات  المكثفة تلك التي جمعت بين رئيس السلطة التنفيذية السيد عادل عبدالمهدي والبارزاني ورئيس الجمهورية العراقية الدكتور برهم صالح ورئيس السلطة التشريعية السيد محمد الحلبوسي، بأمكانها أن تبعث برسائل أطمئنان الى قلوب جميع المواطنين العراقين من دون تمييز وأن الحل في العراق الاتحادي قادم لا محالة. حيث ينشر البارزاني على صفحته في موقع تويترما يلي:
"التقيت بالزعماء العراقيين في بغداد وأكدت مجددا ان اقليم كوردستان مستعد لحل جميع القضايا المعلقة مع الحكومة الاتحادية العراقية وفقا للدستور ومواصلة التعاون الثنائي". ثم أضاف :
"انني حرصت على ان تكون بغداد محطة الزيارة الاولى لأنها عاصمتنا الاتحادية، ونحن وجميع القادة في الاقليم ننظرالى بغداد بأنها عمقنا الاستراتيجي، ولدينا ارادة جادة بتجاوز وحل جميع الخلافات والمسائل العالقة".
من جهته أكد السيد عادل عبد المهدي أيضا أن:
"وحدة العراق وأهمية العمل المشترك والتعاون من أجل تحقيق مصالح جميع المواطنين، والعمل كفريق واحد وبشكل ودي وصريح لحل جميع المسائل العالقة وتعزيز العلاقات الإيجابية بين أبناء الوطن الواحد، وتطبيق روح ونص الدستور، وتشكيل لجنة لمناقشة وحل جميع الملفات".
وفي ختام لقاء رئيس الاقليم مع رئيس البرلمان العراقي أكد مكتب السيد محمد الحلبوسي في بيان له:
"ناقش خلال الإجتماع الإلتزامات المالية على الإقليم فيما يتعلقُ منها ببيع النفط حسب ماجاء بقانون الموازنة الاتحادية العامة لسنة 2019 وضرورة الحرص على تطوير العلاقات بين الإقليم والحكومة الإتحادية وحل جميع المشاكل العالقة بينهما بروح الأخوة والشراكة الوطنية".
وفي الختام يبدوا أن الحل الوحيد أمام جميع القيادات السياسية في العراق الجديد عراق ما بعد 100 عام من الاستبداد والدكتاتورية والفساد، هو الاصراروالسعي على ضرورة بناء واعلاء صرح العراق الجديد بشروط عراقية حقيقية لا تستمد العزم من خارج الحدود وانما تستمد العزيمة من  تاريخ العراق العظيم، تماما كما يقول الرئيس البارزاني في دعوته الاخيرة:
" لنداو جراح الماضي بالتسامح وسعة الصدر وليس بالانتقام والخطط التي لا تتفق مع نهج التعايش السلمي والاخوي ضمن العراق الجديد".

128

أحزاب أشورية حرّفت دعوة النضال من اجل الحقوق الى دعوة حق يراد بها باطل!!
أوشـــانا نيســان
" أعتقد أنه من الافضل تشكيل مجلس أعلى يجمع قيادات منتخبة من جميع ألاحزاب السياسية الاشورية بهدف تصحيح المسيرة السياسية". هذا ما قاله رجل دين بارز في كنيسة المشرق الاشورية لسكرتير حزب سياسي أشوري معروف، أثناء مشاركته في أنعقاد المجمع السنهادوسي الثالث في أربيل اعتبارا من 13-18 مايو/أيار 2019.  المقترح الذي يتفق مضمونه كثيرا مع دعوة الكاردينال لويس روفائيل ساكو لمسيحيّي العراق،  بتشكيل مرجعية مسيحية موحدة بتاريخ 02 نيسان 2019. الفرق الوحيد بين الدعوتين هي المرجعية المسيحية بدلا من المرجعية القومية كما يراد لها.
علما أن الدعوتين جاءتا ضمن سياق الملاحظات التي أثارت أهتماماتي شخصيا بعدما حفظتها في ذاكرتي قبل رفع شعار العودة الى الوطن عام 2013. حيث أعتقد وبعد معايشتي للواقع السياسي داخل الوطن عن قرب، أن مسيرتنا السياسية وتحديدا مسيرة أحزابنا ومنظماتنا السياسية فشلت نوعا ما خلال ما يقارب من نصف قرن متواصل، فشلت في أنجاز مهمتها الاساسية واليوم بحاجة الى تغييرات جذرية وقرارات شجاعة وحاسمة قد لا تحبذها الكثير من القيادات الحزبية المتنفذة.
ولتفادي الوقوع في أي التباس ذي نتائج تاريخية عكسية خلال البحث عن أيجاد الدليل القطعي الذي يثبت مسألة تراجع دور الاحزاب أن لم نقل فشلها، تلك الدعوة التي وجهها البيت الأبيض الامريكي الى المطران مار بشار متي وردة راعي ابرشية اربيل للكلدان الكاثوليك بتاريخ 12/12/2018، لحضور مراسيم توقيع مشروع القرارالذي يقّر بأن جرائم داعش ضد المسيحيين والايزيديين في العراق وسوريا هي " ابادة جماعية"، وان الحكومة الامريكية تعهدت في تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لهم لإعادة إعمار مناطقهم المحررة وملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم.
هذه الدعوة/ دعوة زعيمة العالم كان يفترض بها أن توجه أساسا الى القيادات الحزبية ونحن في بداية الالفية الثالثة، ولكنها لم توجه لا لاعتبارات الغباء الامريكي كما يعتقد الكثيرون، وانما بسبب أصرار النخب السياسية "المتحزبة" لابناء شعبنا الابي على رفع اسوار الاحزاب فوق تخوم وارادة شعبنا المضطهد. رغم أن الدول المتحكمة في خيوط صنع القرارات الدولية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية، تفضل دوما التعامل مع النواب او الممثلين الحقيقين للشعوب وليس مع أجندة الاحزاب ومصالحها الفئوية الضيقة.
ولربما لهذه الاسباب وغيرها تعهد هذا الرجل الديني البارز، أن لايقف ساكنا وشعبه يباد أويدفع للهجرة عنوة كما يجري في العراق وسوريا ولبنان، فقد قررتكثيف جولاته المكوكية ولقاء وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، بهدف دعوة الحكومة البريطانية الى تقديم مساعدات عاجلة لمنع جماعات الأقليات الدينية المضطهدة من الموت في أوطانها القديمة. وفي الاجتماعات التي عُقِدتْ بتاريخ 21/مايو الجاري طلبَ رئيس الأساقفة الكاثوليكي الكلداني، المطران بشار وردة، من حكومة المملكة المتحدة تقديم مساعدة مباشرة للمسيحيين وغيرهم ممن عانوا من الإبادة الجماعية في العراق. وطلبَ رئيس الأساقفة الذي إلتقى أيضاً بوزير الدائرة الخارجية لورد أحمد من ويمبلدون من المملكة المتحدة ممارسة الضغط الدبلوماسي على حكومة العراق لتحسين الأمن وإنهاء التمييز المؤسسي ضد المسيحيين والأقليات الأخرى، أنتهى الاقتباس.
 
 
في الوقت الذي تستمرفيه القيادات الحزبية التي أدمنت الفردية والشمولية والاحتراف الزائف في تصعيد خلافاتها الذاتية وتحويلها الى المحاكم من دون تردد رغم تداعياتها المادية المكلفة ودورها في تبديد ألاموال التي يتبرع بها المغتربون في بلدان الغرب للعوائل النازحة والاسر المحتاجة داخل الوطن.
اليوم وبعد جل هذه الاختراقات والاختلاسات العلنية، يفترض بنا جميعا أن نقرأ ذاتنا وتاريخنا لنفلح ولو مرة في تغييرمستقبل الاجيال، وألا سنستمر في ترديد القول القائل" نحن شعب لا يقرأ ولايفهم التاريخ ومشكلتنا الاساسية هي أننا لا نعرف ماذا نريد". 
حيث الكل بات يعرف، أن نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في البرلمانين بغداد وأربيل خلال العقود الاخيرة، أثبتت بالدليل القطعي أن بوصلة القيادات الحزبية أنحرفت كثيرا عن مسارها الحقيقي الذي يجب أن تكون عليه. حيث بدلا من أن يكون هم القيادات الحزبية، تحقيق حقوقنا ورص صفوفنا القومية والوطنية الممزقة، أصبح همها الوحيد، التكالب على كرسي السلطة والبرلمان الى جانب ضرورة التمسك بأجندة الجهة السياسية الممولة من وراء الكواليس. لدرجة يمكن القول ، أن الفشل سينتظر منذ البداية مصير كل مرشح يحمل أجندة التغيير ويتكيء على أصوات أبناء شعبه الاشوري، كما حدث معي في الانتخابات النيابية في بغداد بتاريخ 12 مايو 2018، لابسبب الخلل في برنامجي الانتخابي وانما بسبب غياب العناصر التالية:
- غياب المناخ السياسي والفكري المناسب لاخصاب بذور التجربة الديمقراطية النزيهة في العراق
- غياب الصفوة السياسية الراغبة في أطلاق مسيرة الاصلاح والتغيير
- غياب البرنامج القومي – الوطني المتفق عليه من قبل الاكثرية والذي يمكن تسميته بالمرجعية
فالمعلوم أن غياب العناصر المذكورة أعلاه ، مهدت بشكل أو باخر في توسيع الفجوة القاتلة بين الأحزاب السياسية على اختلاف تسمياتها و بين المواطنين المتشبثين بجذورهم داخل الوطن، بعدما نفضت الجماهير يدها من تلك القيادات الحزبية. ولاسيما بعدما أصبح الشغل الشاغل للاحزاب، هو الوصول تحت قبة البرلمان أوالمشاركة في  الحكومة بأية وسيلة كانت حتى و لو جاء الوصول على حساب المبادئ والشعب كله، بالاضافة الى حرص نتفة من القيادات الحزبية المتنفذة على تفضيل الانتماء القبلي على الايديولوجي.
الامر الاخر، فأن المعروف عن الانشقاقات أوالخلافات الحزبية التي عصفت وتعصف باستمرار بين القيادات الحزبية لآبناء شعبنا، فأنها نادرا ما تحمل طابعا ايديولوجيا أو فكريا أو حتى الحرص على وحدة صفوف أبناء شعبنا الابي، وانما مسألة التطاحن والتنافس على رئاسة الحزب الى جانب الرغبة الجامحة بالاستحواذ على ميزانية الحزب ومصادرها، جاءت دوما في مقدمة الاسباب التي وقفت وتقف بانتظام وراء مجمل الانشقاقات التي جرت داخل الاحزاب.
وفي الختام لربما يقول قائل، أن عصر الحركات القومية وتحديدا التقدمية منها قد انتهى منذ الربع الأخير من القرن العشرين تقريبا فلماذا يجب أن أن نتبع الاحزاب؟  ولكن وللحق يقال فان النظام الديمقراطي الليبرالي الموعود لم يزدهر بعد في عصر ما بعد الحداثة أو حتى عصر نهاية التاريخ كما بشّر فوكوياما قبل عقود، لا في الغرب ولا في جميع بلدان الشرق الاوسط . وأن الاحزاب العراقية عموما وأحزابنا على وجه التحديد مثلما لم تنجح في ايصال شعبنا الى بر الامان بالقدر نفسه نجحت في اطفاء بذور الامل في قلوبهم للاسف الشديد. لآن القيادات الحزبية المسموعة صوتها، لاتستمد قوة الارادة ومشروعيتها من ارادة شعبها ومعاناته وتطلعاته، وانما من الجهات الخارجية التي تضافرت حتى الامس القريب في أضعاف أرادتنا وتقزيم وجودنا القومي والوطني ونحن على أرض الاباء والاجداد. عليه يجب الاسراع في خلق المناخ السياسي الملائم في تصحيح المسار وضبط البوصلة التي ترشدنا نحو المسار القومي الصحيح تحت ظل مرجعية جديدة أو قيادة نزيهة لا تدخر اي جهد في سبيل ضمان شرعية وجودنا وحقوقنا القومية داخل العراق الجديد اليوم قبل الغد!!

129
بغداد تعانق أكيتو في ساحة الاحتفالات !!
أوشــانا نيســان
بعد 98 عام من عمر الدولة العراقية، يقرر رءيس الوزراء العراقي الحالي الدكتور عادل عبدالمهدي، تغيير اسم ساحة الاحتفالات في وسط بغداد باسم ساحة "اكيتو" اعتبارا من يوم الاثنين الموافق 8 نيسان 2019.ويؤكد القرار أن أكيتو هو عيد رأس السنة لدى الأكاديين والبابليين والآشوريين والكلدانيين، ويبدأ عيد رأس السنة الجديدة في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة اثنا عشر يوماً. ثم يضيف يعود الاحتفال برأس السنة الرافدية في الأول من نيسان إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، إذ تم على عهد هذه السلالة العمورية ترتيب حلقات الحياة بشكلها شبه النهائي في حياة سكان بلاد ما بين النهرين سواء من الناحية الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية"، أنتهى الاقتباس.
صحيح أن قرار الدولة العراقية في الاعتراف بتاريخه وتاريخ أعرق شعب بنى أقدم حضارة أنسانية على وجه الكون وهو شعبنا الكلداني السرياني الاشوري قبل 6769 عام، جاء متأخرا ولكن أن يأتي القرار متأخرا خيرمن أن لايأتي أبدا، يقول المثل السويدي.
أذ للحق يقال، أن الدكتور عادل عبدالمهدي وهو الرئيس الاول الذي أطلق مسيرة التغييرفي العراق الجديد عن قناعة  وبصدر رحب وعقل راجح حاول ويحاول منذ مجيئه على ضرورة أيجاد الحلول الواقعية لآزمة النظام السياسي في عراق متعدد الاعراق وتحديدا أزمة النظام الاتحادي مع الفيدرالية في الاقليم أولا ومع بقية المكونات والاقليات العرقية والمذهبية العراقية ثانيا. 
حيث مجرد تفّرغ السياسي العراقي المخضرم الدكتورعادل عبدالمهدي رغم جميع التحديات، الى البنود الوطنية التي أهملتها جميع الحكومات العراقية السابقة خلال 98 عام، قد تذيب الجليد بين الاقليم وبغداد من جهة وبين سياسات الحكومات العراقية ونهجها في التعامل مع حقوق المكونات والاقليات العرقية العراقية الاصيلة وعلى رأسها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من جهة أخرى.
 
ومن المنطلق هذا يمكن القول، أن قراررئيس الوزراء العراقي الجديد هو قرار مخالف لأجندة جميع الحكومات العراقية العربية السنيّة بأمتياز. ففي الوقت الذي كان يتسابق رؤساء النظم المركزية العراقية وأخرهم الطاغية صدام حسين في اعادة كتابة تاريخ العراق القديم وتزويرها وفق نهجه الشمولي من خلال شعاره الشوفيني "نبوخذنصر الامس وصدام حسين اليوم"، يحاول اليوم السيد عادل عبدالمهدي أعادة كتابة تاريخ العراق الجديد بما يتناسب مع حقوق ووجود المكونات العرقية والمذهبية العراقية في بلاد ما بين النهرين حسب تسلسلها الزمني الحقيقي. حيث دشن مسيرته الجديدة في بناء العراق بموافقته على طلب المفوضية العليا لحقوق الانسان، بتخصيص درجات وظيفية للمتضررين من أبناء الاقليات ضمن موازنة عام 2019، أفاق 20 كانون الثاني 2019.
علما أن شعبنا الاشوري في اقليم كوردستان تعود الاحتفال علنا بعيده القومي عيد أكيتو/ راس السنة الاشورية في الاول من نيسان من كل عام خلال 27 سنة خلت، ولاسيما بعد موافقة الحكومة في الاقليم على قرار تعطيل الدوام الرسمي للمكون المسيحي في الاول من نيسان بمناسبة حلول رأس السنة البابلية أكيتو، كما جاء في القرار الصادر بتاريخ 31 أذار 2019. ومن الزاوية هذه يمكن أعتبار أعتراف الحكومة في اقليم كوردستان بأعياد أكيتو في الاول من نيسان من كل عام الى جانب قرار السيد رئيس الوزراء العراقي الجديد في تغيير اسم ساحة الاحتفالات في وسط بغداد باسم ساحة "اكيتو" بتاريخ 8 نيسان الجاري، أن دل على شئ فانه يدل على بروز تطورات ايجابية ضمن أجندة الحكومة الاتحادية للمرة الاولى وفي مقدمتها:
- الاعتراف الرسمي بالتعددية العرقية والمذهبية التي يتسم بها المجتمع العراقي، بأعتبارها حقيقة تاريخية للمرة الاولى رغم مرور 98 عام على تاسيس الدولة العراقية
- أعادة كتابة تاريخ العراق وفق حقائق وشواهد تاريخية ملموسة لايمكن التغاضي عنها أو تهميشها حتى الابد. فأعتراف رئيس الوزراء العراقي السيد عادل عبدالمهدي بأعياد أكيتو/ رأس السنة البابلية - الاشورية، يعني الاعتراف بالانتماء العرقي العراقي لشعبنا الرافديني الاصيل الشعب الكلداني السرياني الاشوري
- تستدعي الضرورة تصحيح رؤية الصفوة السياسية الجديدة بهدف تثقيف المواطنين في العراق الجديد، من خلال أعادة كتابة مفردات الخطاب الوطني العصري، وفق منطق التاريخ والواقع والمستقبل، ليفلح بالتالي في ايجاد هامش وطني قديريتفق مع القدرات الفكرية والذهنية وحتى السياسية لابناء الشعوب العراقية الصغيرة أيضا
 

 

130
قلعة أربيل الاشورية تضع الشرق على خارطة الكون!!
أوشــانا نيســان
" قلعة أربيل هي أقدم بقعة سكن فيها البشر على وجه الأرض، وأن تاريخ القلعة يعود إلى 6 آلاف عام..وتؤكد وكالة ناسا الامريكية في تقريرها.. إن قلعة أربيل أقدم حضارة قامت في ميسوبوتاميا...وأن موقع قلعة أربيل احتفظ بمكانة مرموقة لدى جميع الحضارات التي مرت بالمنطقة، بدءً من حضارات ميسوبوتاميا القديمة، إلى المغول ومن ثم العثمانيين وغيرهم..وأضافت ناسا.. إن قلعة أربيل تعد أقدم مستوطنة بشرية مأهولة باستمرار على الأرض"، تنشر وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) على صدر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 3 نيسان الجاري.
وأن احتفالات رأس السنة البابلية - الاشورية (أكيتو) عام 6769 التي جرت في الاقليم الكوردستاني وتحديدا في محافظة دهوك والمدن الاخرى في الاول من نيسان الجاري، أن دلت على شئ فأنها تدل حتما على أصرار شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على البقاء والاحتفاظ بهويته القومية والمذهبية  رغم جميع التحديات والمخاطر والمحن.
لقد شغل موضوع الخلق وتاريخه مساحات واسعة من أهتمامات الانسان والعقل البشري الذي ظل ولايزال يبحث بكافة الوسائل والطرق الممكنة، عن الاجابات الشافية لحل هذا اللغز البشري العصي على الفهم والادراك. علما أن بوادرالاهتمام بالتاريخ العراقي القديم وتحديدا مواقع الاثارالعراقية "القديمة"، تلك التي تحولت في النهاية، الى شفرة لحل ذلك السر العجيب، بدأ مع الزيارة الاولى للاركيولوجي الانكليزي هنري وستن لايارد الى مدن العراق وعلى رأسها نينوى ونمرود قبل 179 عام.
أذ للحق يقال، أن قلعة أربيل التاريخية وهي تقع في قلب مدينة أربيل، بنيت أساسا لاغراض دفاعية والحفاظ على قدسية الامبراطورية الاشورية، بأعتبار" أربائيلو" المكان المقدس للاشوريين. " "إن أربيل كانت تفوق في قدسيتها مدينة دلفوس اليونانية التي اتخذت مقرا لعبادة الإلهة أولمبوس"، حتى إن "الملك الآشوري، سنحاريب الذي تربع على عرش إمبراطورية امتدت من كوردستان إلى وسط العراق وأطراف من سورية وتركيا، عبّر عن احترام وتقديس كبير لأربيل، موطن السيدة الجليلة الإلهة عشتار التي أقامت في المدينة المقدسة صاحبة آلهة الآشوريين، مدينة: أربائيلو، أوربيلم، أربيلا، الآلهة الأربعة، أربل، أربيل"، يكتب الدكتور محسن محمد أستاذ في جامعة صلاح الدين. وللزيادة في التوضيح يجب القول:

أن أصل تسمية المدينة بأربيل يعود إلى الاسم الآشوري للمدينة ( أربائيلو)  أي أربعة آلهة وهي كناية عن المعابد الآشورية المهمة في اربيل. كانت في العهد الآشوري مركزا رئيسيا لعبادة الإلهة عشتار وكان الآشوريون يقدسون أربيل ويحج إليها ملوكهم قبل الإقدام على أي حملة عسكرية.
لقد فتح المسلمون أربيل وما يجاورها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة 32 هـ بقيادة عتبة بن فرقد.  ثم أصبحت أربيل مسيحية وسميت باسم آرامي (حدياب) في القرن الثالث بعد الميلاد، وصارت من أهم مراكز المسيحية العراقية (النسطورية) ، المستقبل العراقي بتاريخ 25/12/ 2014.

حيث يعرف المتابع، أن قصة علم الاثار في العراق والمعالم التاريخية الشاهدة مثل قلعة أربيل وغيرها من المواقع والمعالم الاثرية الشاهدة، بدأت طبقا للاشارات والدلائل الواردة في الكتب المقدسة وعلى راسها ما ورد في التوراة. السر الذي شجع العديد من الاركيولوجين الاجانب بالاضافة الى عدد غير قليل من الرحالة العرب الى زيارة هذه المواقع التاريخية والاثرية باستمرار، وعلى راسها قلعة أربيل

بأعتبارها تقع في قلب أقدم المدن المأهولة في العالم كله والمعروفة اليوم بأسم أربيل.
ولربما لهذه الاعتبارات التاريخية لقلعة أربيل، باشرت حكومة الاقليم بالعمل مع منظمة اليونسكو لحماية هذا التراث التاريخي العريق وصيانته في الاقليم منذ عام 2007.
   
وعن قدسية قلعة أربيل يكتب ملك بلاد أشور" أنا سنحاريب، ملك بلاد آشور حفرت ثلاثة أنهر من جبال خاني التي في أعالي مدينة أربائيلو وأضفت إليها مياه العيون التي في اليمين واليسار من جوانب تلك الأنهار ثم حفرت قناة إلى وسط مدينة أربائيلو موطن السيدة الجليلة الإلهة عشتار وجعلت مجراها مستقيما" تكتب البعثة الالمانية المتخصصة بالتنقيب عن الاثارفي مدينة أربيل والتابعة لمعهد الاثار الالماني الممول من وزارة الخارجية الالمانية، السومرية نيوز بتاريخ 30/11/2011.







131
لنجعل من الاول من نيسان ربيعا مسيحيا لتوحيد الصفوف!!
أوشــانا نيســان
أقولها بملء الفم، لولا خلافاتنا الداخلية وصراعاتنا الحزبية واستقواء البعض منا على الاخر، لما نجحت قطعا القوى والانظمة والشخصيات العراقية المتعاقبة على الحكم، أن تهمشنا وتلغي وجودنا العابر للقرون لتدفعنا الى الهجرة المفروضة خلال مائة سنة خلت. حيث الواضح أن نهج التهميش والالغاء المقصود من قبل الانظمة المركزية العراقية ضد المكونات العرقية العراقية الاصيلة وعلى راسها ضد الشعب الكلداني السرياني الاشوري، لم يأت أعتباطا بل كان ولايزال بندا مزنرا على أجندة معظم الانظمة السياسية العراقية التي حاولت وتحاول عمدا تجاهل تاريخها وتاريخ شعوبها، في سبيل قهرالشعوب العراقية وبالتالي تشويه الخطاب الوطني ضمن العراق الجديد.
وشعبنا يستعد هذه الايام للاحتفال برأس السنة البابلية - الاشورية في الاول من شهر نيسان القادم، يفترض بالمثقف الكلداني السرياني الاشوري قبل القيادات السياسية لأحزابنا ومنظماتنا، أن يفلح في فتح ملف التوحيد وعلى جبهتين الانا والاخر، ولربما الاكثر على جبهة الانا وهي " الداخلية".
حيث التاريخ أثبت خلال ما يقارب من أكثر من ربع قرن متواصل وتحديدا أثناء الاحتفال برأس السنة البابلية- الاشورية، أن بعض القيادات الحزبية لآبناء شعبنا، وعلى رأسها القيادات من الصف الاول في الحزب تلك التي تربعت على السلطة وجاهدت بقوة في سبيل الابقاء والحفاظ على دورها التقسيمي من خلال تعميق هوة الخلافات حتى لو جاءت على حساب شعبنا الابي بكامله.
ولاجل الاسراع في غلق ملف هذه الخلافات سأقدم هذا المقترح القومي والانساني المتكامل قبل الاول من نيسان بما يقارب من شهر، هدفه الاول والاخيرغلق ملف الانقسامات الحزبية والطائفية والمذهبية وحتى العشائرية التي باتت تنخر في جسد شعبنا المثخن أساسا بالجراحات.
أذ المعلوم أن مناسبة رأس السنة البابلية الاشورية أسمى وأرفع من تخوم هذا الحزب أو ذاك الذي تأسس بعد مرورأكثر من سبعة ألاف عام من الاحتفال برأس السنة البابلية- الاشورية، بغض النظر عن جميع المبررات والحجج الواهية التي تساق وتطرح. لذلك أقترح:
 " دعوة رؤساء ومسؤولي جميع الاحزاب والمنظمات السياسية الى جانب مراكزنا الثقافية ومنظمات المجتمع المدني، في حوارصريح وأجتماع مفتوح، بهدف تقديم جميع الاستعدادات المطلوبة وتهيئة الاجواء السياسية والفكرية والقومية لآحياء هذه المناسبة القومية الغالية في جو من الوحدة والتضامن، وقد يليق بهذه المناسبة التي تتعدى أنها مجرد تظاهرة احتفالية وانما صرخة أستغاثة لتوحيد صفوف الشعب".
 حيث الواضح، أن الاجواء النفسية والفكرية وحتى السياسية المهيمنة على سماء أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن، تتطلب المزيد من التقارب والتفاهم وتعزيز المزيد من أليات الانفتاح والشفافية والمصارحة، تتجاوزتخوم جميع الاحزاب السياسية قبل فوات الاوان. وأن الوضع يتطلب من الجميع، الابتعاد قدرالامكان عن ألاجواء الحزبية الضيقة والتشنج والتوترلتحل محلها المزيد من أجواء المهادنة والتعقل وسياسات النفس الطويل. على الاقل ضمن هذه المرحلة الصعبة والحرجة التي تمرعلى شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. والدليل على صحة التوجه هذا، سأدون نص الرسالة التي أستلمتها صباح اليوم من مقاتل من مقاتلي أبناء شعبنا وهو يكتب ويقول:
" لماذا لا نحتفل بالاول من نيسان "جماعي" في سهل نينوى تحت علم واحد، حتى ننال حقوقنا لاننا تعبنا من الوعود وهذا راي الشخص"، يكتب المقاتل ستيف اتورايا تحت منشوري صباح الامس.
والمقترح يفترض به أن يتجاوز مضمونه جغرافية المناطق التقليدية المقسمة بين الاحزاب. لذلك فأن تنفيذ مضمون المقترح المطروح أعلاه وفي أي منطقة أو بلدة من محافظتي أربيل أو دهوك أوحتى في سهل نينوى، بأمكانه أن يعيد الفرحة ويجدد الامال ويخلق نوعا من الطمأنينة في قلوب أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في وطن الاباء والاجداد. ولتبديد الشكوك التي تغذيها مسألة عدم التفاهم بين القيادات الحزبية لآبناء شعبنا ينبغي الاتفاق على:
أ- تشكيل  منسقية للاحتفالات بمثابة المرجعية العليا مؤلفة من عضو قيادي من كل حزب أو تنظيم سياسي مشارك في الاحتفال، مهمتها الاولى:
- أصدار بيان باسم جميع الاحزاب المشاركة بأعتبار التضامن قوة شعبنا والتنديد علنا بالقيادة الحزبية التي ترفض المشاركة في الاحتفال الجماعي لهذه السنة التي يمكن أعتبارها ربيعا جديدا وموعودا
ب - تشكيل لجنة مصغرة أو هيئة أدارية مشرفة على الاستعدادات الخاصة بأحتفالات رأس السنة البابلية-  الاشورية في كل عام وفي طليعة مهماتها:
- مفاتحة الجهات الحكومية في الاقليم بهدف ضمان الاجازة الرسمية لهذا التظاهر والاحتفال السنوي
- تشكيل مركز أعلامي هدفه الاساسي، صياغة مضمون جميع الشعارات المرفوعة ضمن الاحتفال السنوي الخاص برأس السنة البابلية- الاشورية، ويفضل أن تستمد قوتها وعزيمتها من تاريخ شعبنا العريق بالاضافة الى جذور ثقافة التعايش الاخوي الصحيح في الاقليم والعراق على حد سواء
- تخصيص صندوق خاص للصرف على جميع الاستعدادات الخاصة بالاحتفال
ج- ما يقال عن الخلاف حول رفع الاعلام الاشورية/ الكلدانية / السريانية، باعتقادي ليس بالحدث المقلق أو المخيف. لآن الامر الاهم بأعتقادي هو، البدء باطلاق مسيرة احتفالات وحدوية منسقة بين جميع الاحزاب من دون تمييز أو محاباة. والمسائل الاخرى يمكن حلها لاحقا بعد الانتهاء من المناسبة.

 



132


 العولمة مشروع أشوري وأشور بانيبال منارة لحضارتها!!

أوشــانا نيســان


" كان الملك الاشوري أشور بانيبال ( 626- 685 ق. م) عالما ومفكرا متمكنا، ما كان يتخلى عن قلمه وكتاباته لدرجة، كان يضع قلمه في حزامه، حيث كان مولعا بالكتب والكتابة لدرجة اقرب ما يكون مدمنا بهذا العالم. حيث قام بتجميع كل ما أمكن جمعه من كتابات رقمية تتناول شتى علوم المعرفة وتصنيفها في أروقة مكتبته في أقسام متنوعة"، يكتب (غاريث بريريتون) المنسق العام للمعرض الذي يعده المتحف البريطاني بعد استعارة للمعروضات من المتاحف العالمية وتحديدا من متحف (اللوفر)، ومتحف (الارميتاج) في سان بطرس بيرغ، ومتحف برلين، ومتحف الفاتيكان ومتحف أمريكا غيرها. علما أن العرض هذا سيستمر في المتحف البريطاني في مدينة لندن للفترة من 8-11- 2018 ولغاية 8-11-2019 .

الهدف من المعرض المعنون ( أنا أشور بانيبال..ملك العالم..ملك أشور) كما جاء في الاعلان هو،تسليط الضوء على أقوى شخصية على وجه الارض. وعن معروضات الملك الاشوري الكبيريصّرح ( غاريث بريريتون)، أن الملك (اشور بانيبال) الذي حكم بلاد أشور بين عامي 631 و668 قبل الميلاد، وهي الفترة التي كانت فيها الإمبراطورية (الأشورية) الأكبر والأقوى في العالم، امتاز بشخصية فريدة، إضافة على ما عرف عنه كملك قوي استطاع إن يؤسس إمبراطورية حقيقية وسمى بـ(ملك الجهات الأربع) ككل أسلافه من ملوك (الأشوريين). فقد أضيفت إلى قوته وقوة شخصيته صفة الهيبة والعظمة، لأنه كان يسيطر على آلة حرب مرعبة, لدرجة التي أدرك حجم قوته فوصف نفسه بأنه (ملك العالم). علما أن الملك (اشور بانيبال) أثبت للعالم كله، أن الأشوريين هم من أول من اوجدوا الكتابة ونشروها، وهم أول من كتبوا القانون المكتوب، وكذلك كان هم أول من أنجزوا في بدايات التخطيط البشري كيفية السيطرة على الفيضانات، وإنشاء السدود، وقد قاموا بحفر القنوات والجداول والتي عدت من معجزات المشاريع الاروائية، وهم كانوا أيضا من أوائل من انشئوا الجامعات والمستشفيات إن لم يكن أولها في العالم اجمع، يؤرخ المنسق العام ( غاريث بريريتون).
وعن الملك الاشوري أشور بانيبال يقول (غاريث بريريتون) أمين المعرض:
"بالنسبة لنا هو (ملك) لا يمكن نسيانه, لكن بالنسبة إلى عامة الناس لم يسمع احد عن (اشور بانيبال)، إلا عدد قليل من الناس الذين سمعوا عن (الإمبراطورية الأشورية), لان الإعلام لم يسلط الضوء بما فيه الكفاية على هذه الإمبراطورية، لان جل اهتمامهم كان يتوجه إلى اثأر الفراعنة في (مصر) والتي حصلت على اهتمام الإعلاميين. حيث الجميع قد سمع عن (اليونان) و(رومان) ولكن هناك هذا التاريخ لحضارة عظيمة والتي تسمى بحضارة (أشور) الذي لا يدرس عنه في المدارس، والناس اليوم ليس لديهم أية معرفة بهذا الملك العظيم"، فهذا العرض الذي سيقام في (لندن) إنما يأتي لقيمة (الحضارة الأشورية) في العلوم والمعرفة والتي غيرت مجرى التاريخ نحو الوعي والتطور والتقدم.

أشوربانيبال في الوعي الثقافي العراقي!!

( لا يزدري نبي إلا في وطنه وبيته) يقول سيدنا المسيح. حيث يعرض الكثير وينشربانتظام سلسلة من البحوثات العلمية والكتب التاريخية عن الانجازات والابداعات الانسانية المتميزة للحضارة الاشورية، بأعتبارها حصيلة حضارة وادي الرافدين، في جميع الصحف والمؤسسات الاعلامية العالمية باستثناء بلد الام/ العراق الحالي. تماما كما يعيد الدكتور فؤاد الكنجي نشر التساؤل الذي طرحه المنسق العام للمتحف البريطاني ( غاريث بريريتون)، في مؤسسة النور للثقافة والاعلام بتاريخ 27/10/2018 تحت عنوان " غياب الوعي العراقي عن التاريخ الثقافي للحضارة الاشورية" بقوله:

 

 


- لماذا الدولة (العراقية) بمختلف حكوماتها ومؤسساتها ومنذ تأسيس الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي لم تسلط الضوء على الحضارة (الأشورية)، في وقت الذي يعود أصول وجذور كل العراقيين إليها، بغض النظر عن عقائدهم ودياناتهم التي هي وليدة العصور اللاحقة ؟

علما ان عددا من العراقيين يتذكرون أخراحصائية سكانية جرت في العراق زمن الشوفينية البعثية بتاريخ 17/ تشرين الاول/1977، كيف تم أجبارالعراقيين من أبناء جميع المكونات العرقية العراقية أو بالاحرى من غيرالاكثريتين العربية والكوردية، بضرورة الخياربين القوميتين العربية أو الكوردية في ملئ الحقل الخاص بالقومية، بحجة عدم وجود أي قومية أخرى غير الاكثريتين أعلاه في العراق. الاحصائية التي تشهد على عنصرية الانظمة المركزية العراقية في بغداد، وأصرارحكامها العنصرين خلال 82 عام على الغاء تاريخ العراق العريق وحجب شعلة منارة اقدم وأول حضارة انسانية متكاملة وجدت في وادي الرافدين قبل 6768 عام. علما أن تاريخ النخب السياسية العراقية مرتبط بالفتوحات الاسلامية في وادي الرافدين . في حين تاريخ الاشورين باعتبارهم العراقيين القدماء يقترب من 7 الاف عام.

ولفت المنسق العام للمتحف البريطاني ( غاريث بريريتون) الانتباه عن التغاضي المتعمد عن حضارة الاشوريين بقوله، ليس هناك من دولة في العالم لا تكترث بإرث حضارتها تثمينا وافتخارا بحضارتها القديمة باعتباره جزا لا يتجزأ من تاريخها . ففي الوقت الذي يدرس التاريخ (الأشوري) في ارقي جامعات العالم لدرجة استحدثوا علما جديدا سموه بـ (علم الأشوريات)، فان الجامعات العراقية وأكاديمياتها تتجاهل هذا العلم ولا تعير له أية أهمية، بل تكاد تخلوا مناهج التربية والتعليم من تخصيص منهج خاص يخصص إلى تاريخ العراق القديم ودور الحضارة  الأشورية في العلم والمعرفة أو حتى إشارة إلى الحضارة  الأشورية ودور الملوك الذين يتجاوز عددهم 116 ملكا أشوريا. وهذه هي كارثة المجتمع العراقي بحق وهو يجهل تاريخه.

رغم أن جذور هذا الوطن العراق يضيف المنسق العام للمتحف البريطاني، هو من أصول أشورية وهم أصل هذا العراق، وان أصول أجداد وإباء العراقيين بكل مكونات المجتمع العراقي الأصيل يعود إليهم. وهم من سقوا هذه الأرض، ارض العراق بعرقهم وبدمائهم الطاهرة.. فتوثيق مواقع الآثار للحضارة الأشورية في الوطن العراق من ضروريات ليس على مستوى الوطن بل على مستوى الحضارة الإنسانية. ولن يكون ذلك إلا بوجود وعي جماعي يستنطق الوثائق والبحوث وكل مرتكزات إثبات الوجود الحضاري لدولة العراق وعن طريق التنشئة والممارسة الفعلية واقعيا وعمليا وليس تنظيرا فحسب، ليتم التفاعل الحضاري بين الماضي والحاضر لبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.

وفي الختام يمكن القول، أن إقامة هذا المعرض وبهذا العمق الحضاري السحيق بعيدا عن وطنه الأصلي العراق وفي بلد أستعمرالعراق لمدة (40) عام متواصل، سيضع النخبة السياسية العراقية بما فيها الصفوة العراقية المثقفة امام تساؤلات عدة وفي مقدمتها:

ضرورة أعادة قراءة التاريخ العراقي عبر قراءة واقعية بعيدة عن السياسة والدين، بموجبها يمكن العمل على تغير مناهج التربية والتعليم وحث المؤوسسات الإعلامية في العراق إلى إعطاء دور اكبر بحق حضارة العراقيين بجميع مشاربهم السياسية والمذهبية. لآن تدوين التاريخ والاهتمام بالتراث الحضاري مهمة وطنية ضرورية تحتاج الى المزيد من الموضوعية والعقلانية بعيدا عن السياسة في سبيل حفظ تراث الشعوب العراقية وعلى رأسها حضارة الاشوريين وتدوينه للاجيال القادمة وحمايته من الاندثار.


133
مور نيقوديموس شرف زعيم بحجم وطنه ومعاناة شعبه!!
أوشـــانا نيســان
" نحن فعلا تحملنا الكثير بعدما هجرّنا ومورست ضدنا أبشع أنواع الابادة الجماعية، هدمت كنائسنا وبيوتنا وهتكت الاعراض، دمّر كل ما نملك ونحن على أرضنا، ولكن أن يدمرّوا أولادنا فلا نسكت أبدا "، يرّد نيافة المطرافوليط  مور نيقوديموس داود متي شرف يوم الجمعة الموافق 8 شباط، أزاء التصّرف غير اللائق والكلمات الخارجة عن حدود الادب واللياقة التي تحدث بها رئيس اللجنة الطبية في وزارة الصحة أمام النابغة الكفيفة ( مينا رغيد عسكر) دون وازع من ضميره، وقال لها بأصرار:
- لا يمكن تعينك في هذه الجامعة لآنكي ضريرة، وحتى لو تدخل رئيس الوزراء العراقي سوف أرفض قرار تعينك !!
الغرض من نشر هذه الحادثة الحقيقية والمخلة بحقوق المواطنة النابغة والضريرة الاخت ( مينا رغيد)، لا يكمن في مجرد حق الدفاع عن حقوق الانسانية للمواطنة وفق بنود الدستور العراقي والعالمي بغض النظر عن انتماء المواطن العرقي أو المذهبي وتحديدا مواطنة ضريرة ونابغة بحجم نينا، وأنما الهدف الاساسي هو ضررورة الاستفادة من النتائج الايجابية السريعة  للجرأة التي أبداها نيافة المطرافوليط مور نيقوديموس شرف وأجباره للمسؤولين العراقين واليوم من هم في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على ضرورة  فحص مجالات مسؤولياتهم بأمانة أكثروفق رسالة انسانية بلا حدود.
هذه التجربة التي يجب أن تدفع بالقيادات السياسية لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بدون استثناء، بضرورة الاستفادة من النتائج السريعة لتجربة المطرافوليط وخبرته الواضحة منذ اجباره ومؤمني كنيسة الارثوذكس في مدينة الموصل على النزوح والتوجه نحو الاقليم، ولاسيما بعد القرارالسريع الذي وجهه وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي السيد قصي السهيل في اليوم التالي من تصريحات المطرافوليط أي بتاريخ 9 شباط، بتعيين النابغة  " مينا رغيد" خريجة كلية الاداب- قسم اللغة العربية والاولى على جامعة الموصل للعام الدراسي 2017/ 2018 رسميا.
ولعل خير دليل سأسوقه بهدف أيقاظ الضمير الانساني والوطني لدى العديد من المسؤولين العراقين والراي العام العراقي حيال ما جرى ويجري بحق أبناء شعبنا " المسيحي" في العراق وأخرها الضريرة الاخت مينا رغيد وكيف نجحت النابغة في فتح عيون المسؤولين المغلقة على كل ما جرى يجري في العراق ضد مسيحييه، من خلال القول الذي ذكره الاديب الكبير والكاتب والمؤلف والكفيف ( محمد بن سعد بن حسين) بتاريخ 27/ كتنون الثاني/ 2011، حيث بدأ محاضرته كالاتي:
" لست أدري ما الذي أتحدث معكم فيه؟  فشؤون المكفوفين شؤون رحبة وواسعة، وحديثها أكثر ثراء من قديمها، غير أن في القديم أشياء كثيرة أهملها كثير من المؤرخين العرب، ولم يلتفتوا إليها، من ذلك على سبيل المثال:
- أن أحد رجال الدين المسيحي في القرن الرابع للميلاد، أي قبل البعثة النبوية بزمن، قد حاول بقص بعض القصاصات من الخشب، تعليم المكفوفين حروف الكتابة في ذلك الزمن، وقد صار على نهجه عالم عربي في العصر العباسي، كان يصنع الحروف من الورق، ويلصقها في الكتب التي يريد أن يتعرف عليها ليدرك باللمس أسماء الكتب وأثمانها وما أشبه ذلك، ثم صار يَقُد شيئاً من الخشب، ويصنع كالذي يصنعه الرجل المسيحي سابق الذكر، ولست أدري ما إذا كان العالم العربي قد استفاد من النصراني أم لا؟
وفي الختام لا يسعني ألا أن أكرر القول الذي ردده الاديب والمؤلف الكفيف ( محمد بن سعد بن حسين)، لست أدري ما إذا كان العالم العربي قد استفاد من النصراني أم لا؟ وأنا أكررنفس القول وأقول بشكل أخر، لست أدري لو أن جرأة نيافة المطرافوليط مور نيقوديموس شرف وتجربة النابغة الاخت مينا رغيد عسكرنجحت  في ايقاظ الشعور بالمسؤولية لدى أكبرمسؤول عربي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، هل تفلح التجربة هذه في تصحيح مسيرة نضال القيادات السياسية لاحزاب ومنظمات شعبنا وبالتالي تغيير بنود أجندة نضالهم القومي - الوطني من أجل تثبيت حقوق شعبنا المشروعة ضمن جميع  دساتير الوطن وقوانينه الجديدة. فالوطن وكما يذكر نيافة مطرافوليط مورنيقوديموس شرف في مؤتمره الصحفي اليوم:
" الوطن لن يتقدم بالرجعية والتخلف والامية، بل هذه الافكار هي التي وّلدت داعش وغيرها من الافكار الظلامية التي ترفض الاخر!!".

 

134
أول قداس مسيحي يقيمه بابا الفاتيان في مهد الاسلام!!
أوشــانا نيســان
" أزورهذا البلد كأخ لنكتب معا صفحة حوار ونمضي في مسار السلام سوية"، يكتب الحبر الاعظم البابا فرانسيس في حسابه على موقع التويتر قبل توجه طائرته الى أبو ظبي عاصمة الامارات بدقائق بهدف التوقيع على وثيقة " الاخوة الانسانية بين الفاتيكان والازهر" والمشاركة ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للاخوة الانسانية الذي أنطلقت أعماله في أبو ظبي يوم الاحد بتاريخ 4 شباط 2019.
المتابع للزيارة التي قام بها كل من قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في روما وفضيلة الامام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر في القاهرة، يعرف أن الغرض من الزيارة حسب قول " مجلس حكماء المسلمين" يهدف الى " تفعيل الحوار حول الاخوة الانسانية وأهميتها ومنطلقاتها وسبل تعزيزها عالميا. كما ويسعى الى التصدي للتطرف الفكري وسلبياته وتعزيز العلاقات الانسانية وأرساء قواعد جديدة لها بين أهل الاديان والعقائد المتعددة"، انتهى الاقتباس.
اما أنا فيمكن حصر أستنتاجاتي وقناعاتي الشخصية حول نتائج مؤتمر" اللقاء العالمي للاخوة الانسانية"، والذي عقد في أبو ظبي وفق ثلاث مسؤوليات تم الاتفاق عليها، رغم انني اسأل مستغربا، كيف نجح الحبر الاعظم البابا فرنسيس في أقناع الامام الاكبر في جامعة الازهر بالتصدي للتشدد الاسلامي ونعته بالارهاب رغم عدم تسميته، في الوقت الذي فشلت فيه جميع المحاولات السابقة في أقناع جامعة الازهربهذه الحقيقة.
هذه الزيارة التي يمكن تشبيهها حقا بالزيارة التي قام بها قداسة البطريرك مارأيشو عياب الثاني ( 628- 644) بطريرك كنيسة المشرق الى مدينة يثرب عام 630 م بهدف التداول مع نبي الاسلام محمد (ص) ، والحصول على عهد من ( محمد سلام الله عليه ومن أمته الى الامة الاشورية) كما جاء في وثيقة العهد التي حصل عليها البطريرك.
المسؤولية الاولى:
يقول الامام الاكبر شيخ الازهر في كلمته " أن وثيقة الأخوة الإنسانية تدعو لنشرِ ثقافة السلام والعدالة واحترام الغير والرفاهية للبشريَّةِ جمعاء، بديلًا من ثقافة الكراهية والظلم والعُنف والدماء، مؤكدا أن الأديان الإلهيَّة بريئة كل البراءة من الحركات والجماعات المسلَّحة التي تُسمَّى حديثًا بـ «الإرهاب»، كائنًا ما كان دينها أو عقيدتها أو فكره أو ضحاياها أو الأرض التي تُمارِس عليها جرائمَها المنكرة. هذا ودعا لوقف اسـتخدام الأديان والمذاهب في تأجيج الكراهية والعنف والتعصُّب الأعمى، والكفِّ عن استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش. كما وذكر أن أوَّل أسباب أزمة العالَم المُعاصر اليوم إنما يعود إلى غياب الضمير الإنساني والأخلاق الدِّينيَّة وتَحكُّم النزعات والشهوات الماديَّة والإلحاديَّة والفلسفات العقيمة البائسة التي ألَّهت الإنسان وسخرت من الله ومن المؤمنين به"، أنتهى الاقتباس.
الاعتراف التاريخي هذا يأتي بعد أخفاق جميع الجرائم اللاانسانية والدموية والاغتصاب وأختطاف الالاف من الايزيديات والمسيحيات في سهل نينوى، في أقناع جامعة الازهربأدانتها باعتبارها جرائم ضد الانسانية ومن نوع الابادة الجماعية. في حين نجح البابا فرنسيس والحمدلله والشكر، في أقناع الازهر بضرورة التوقيع على الوثيقة التاريخية التي تهدف الى أحلال السلام والعيش المشترك، وهي اعلان لدعوة المؤمنين للتوحد على ثقافة الاحترام وتقبل الاخر، ونشر قيم الخير والسلام والمحبة باسم الاخوة بين البشر اجمعين. ستكون الوثيقة موضع بحث بالمدارس والمعاهد والجامعات للمساعدة في خلق أجيال جديدة تحمل الخير والسلام والتاخي للجميع بغض النظر عن الانتماء المذهبي.
المسؤولية الثانية:
يقول الامام الاكبر في جامعة الازهر مخاطبا المسلمين في دول الغرب،" اندمجوا في مجتمعاتكم اندماجًا إيجابيًّا، تحافظون فيها على هويتكم الدِّينيَّة كما تحافظون على احترام قوانين هذه المجتمعات، واعلموا أن أمن هذه المجتمعات مسؤوليَّة شرعيَّة، وأمانة دينيَّة في رقابكم تُسألون عنها أمام الله تعالى"، انتهى الاقتباس.
الدعوة التي يمكن أعتبارها بمثابة فتوى دينية في سبيل دعم وتشجيع سياسة الاندماج في بلدان الغرب، بعدما أخفق الغرب كله وتحديدا الدول الاوروبية في تطبيق سياسة الاندماج  بالشكل المطلوب. والدليل على صحة قولنا:
" وجود أو وقوف الالاف من الدواعش الاوروبين المسلحين  وراء سلسلة من الجرائم الدموية والاغتصاب والقتل الذي جرى ويجرى بأنتظام في كل من سوريا والعراق وغيرها من المناطق الملتهبة".
المسؤولية الثالثة:
 وفي الجانب الاخر وفي حديثه الموجه الى مسيحيي الشرق الاوسط يقول شيخ الازهر، " أنتم جزء من هذه الأمة وأنتم مواطنون ولستم أقلية وأرجوكم أن تتخلصوا من ثقافة مصطلح الأقلية الكريه، فأنتم مواطنون كاملوا الحقوق والمسؤوليات، واعلموا أن وحدتنا هي الصخرة الوحيدة التي تتحطم عليها المؤامرات التي لا تفرق بين مسيحي ومسلم اذا جد الجد وحان قطف الثمار"، أنتهى الاقتباس.
هذا النهج الذي بأمكانه وعلى المدى البعيد، تهدئة الاجواء السياسية المعقدة وافشال سياسة التيارات الاسلامية المتطرفة  ونهجها المعلن عنها  في ضرورة أخلاء جميع بلدان الشرق الاوسط من سكانها الاصليين بأعتبارهم مواطنين مسيحيين وغير مرغوب فيهم. رغم أن شيخ الازهر لم يعترف علنا في حديثه، بوجود شعوب ومكونات  مسيحية غير عربية وغير مسلمة في بلدان الشرق الاوسط، بالاضافة الى عدم أشارته الى غياب الدولة المدنية أو دولة المواطنة الدستورية في الشرق كله.
وفي الختام يجب القول، أن المؤتمر العالمي للاخوة الانسانية  الذي عقد تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد في أبو ظبي، سيكون له لا محالة تأثيرات أيجابية على تجفيف البيئة الحاضنة لظهور ونشأة النهج التطرفي ومسبباته  في الشرق عموما وعلى المدى البعيد، ولكن المؤتمركغيره من المؤتمرات التي تعقد في بلدان الشرق الاوسط، لم يخلو بأعتقادي من بعض نقاط الضعف ولعل نقطة ضعف المؤتمر الاساسية، كان غياب مشاركة رؤساء أو زعماء الدين أو الفكرالمسيحي الملحوظ  في المؤتمر.

135
الفساد المالي يسجل هدفا في مرمى النظام !!
أوشـــانان نيســـان
" لاعب عراقي يجلب الحزن للعراقيين"، كان عنوانا للنتيجة النهائية بين المنتخبين العراقي والقطري ضمن مباريات بطولة كأس أسيا 2019. حيث نجح الفساد المالي والاداري الذي ينخر في بنيّة النظام السياسي العراقي الجديد منذ عام 2003، نجح في الكشف عن الثغرات التي باتت تؤرق الذات العراقية المبدعة والقاتلة للطموح واحلام الشعوب العراقية باسرها. ولاسيما بعدما أخفقت الملايين أن لم نقل المليارات من الدولارات التي هدرتها ما يسمى بهيئة النزاهة والشفافية العراقية من قوت الشعوب العراقية، في الكشف عن تداعيات الفساد المالي والاداري الذي بدأت تعاني منه جميع مؤسسات الدولة العراقية.
صحيح أن ظاهرة الفساد المالي والاداري أفة مجتمعية قديمة وفتاكة  وقفت وتقف على الدوام عقبة في سبيل النمو وتطور المجتمع وتحديثه من خلال تركيز ثروات البلد وزمام الامور بيد حفنة قليلة وفاسدة من المجتمع، ولكن أن يقف الفساد حجر عثرة في وجه مسيرة الابداع والانتعاش الاقتصادي وسلسلة من النجاحات الوطنية والفردية، فهذه مسألة يجب وقفها قبل فوات الاوان. تماما كما أكد السيد عادل عبدالمهدي رئيس الوزراء الجديد خلال ترؤسه الجلسة الاولى للمجلس الاعلى لمكافحة الفساد بحضور رؤساء الادعاء العام وهيئىة الاشراف القضائي وديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة ومفتش عام وزارة الداخلية وعدد من المستشارين بتاريخ 31 كانون الاول 2018، بقوله:

" أن الهدف من اعادة تشكيل المجلس الاعلى لمكافحة الفساد هو تمكينه من اتخاذ الاجراءات الرادعة وتوحيد جهود الجهات الرقابية في سياق عمل جديد قادر على التصدي لاية جهة أو شخص مهما كان موقعه وان نتصرف كدولة في كشف الفساد وحماية المجتمع والمواطنين والمال العام على حد سواء"، نقلا عن رووداو 31 /12/2018. ".
حيث يتذكر المتابع كيف هيمن الحزن على وجوه معطم العراقيين وتحديدا محبي كرة القدم العراقية، بعد خسارة الفريق العراقي أمام قطريوم الثلاثاء بتاريخ 22 يناير الجاري. ذلك بعد نجاح اللاعب العراقي الاصل بسام الراوي والمتجنس جنسية قطرية في تسجيل الهدف الوحيد الذي أهل الفريق القطري لدورالربع النهائي على حساب فريق بلده الاصلي/ العراق في كاس أسيا الدورة 16.
أذ الواضح أن صدى الهدف الذي سجله اللاعب بسام الراوي في مرمى بلده الاصلي العراق، يمكن وصفه بمثابة دق ناقوس الخطر فيما يخص تداعيات هجرة الادمغة والقابليات العراقية. حيث سيكون العراق معّرضا لتداعيات مستقبلية خطيرة بسبب هجرة العقول والمبدعين العراقيين. كل ذلك بسبب التهميش المتعمد للثقافة والمثقفين والمبدعين والاكاديميين والفنانين أثرتحديد مساحات الحرية الفكرية والابداع بجميع أنواعه.
ففي روايته الخاصة يصف الروائي العراقي عباس خضرحنينه الى الوطن ويقول" حنيني للعراق أنتهى حينما زرته عام 2003 بعد سبع سنوات من مغادرتي عام 1996 والعيش في المنفى. فعندما عدت لم أجد سوى الخراب، ولا أقصد خراب المدن انما خراب القلوب والارواح. من يومها وأنا أعيش في وطن لا دخل له بالاوطان، وطن شخصي أحدد ملامحه حسب رغبتي"، يقول الروائي الذي زج به الطاغية صدام حسين في السجن رغم صغر سنه، وظل في السجن حتى صدر عفو رئاسي أتاح له الخروج مع المعفو عنهم.
خلال استقراري في مملكة السويد لاكثر من ربع قرن، زرت معظم الدول الاوربية وعلى راسها أنكلترا، النمسا والسويد وغيرها، التقيت شخصيا بعدد غير قليل من الأطباء العراقيين من الدرجة الاولى فضلوا البقاء في المنافي والاغتراب رغم حاجة العراق الى الاطباء ورغم الانتكاسة التي يعيشها القطاع الصحي في العراق. كل ذلك لا بسبب رغبة الطبيب أو المثقف أو المبدع العراقي في تفضيل الاغتراب على الوطن وأنما بسبب التهميش وغياب الاجواء الفكرية والعلمية المطلوبة لتطوير البلد. وعن ذلك نشرت " وكالة أنباء براثا" تحت عنوان" العراق يهجّر أطباءه ويستورد الاطباء الهنود" بتاريخ 2/10/2012 ما يلي:
- تم الاتفاق مع وزارة الصحة الهندية على تزويد المؤسسات الصحية العراقية بـ150 من أطباء التخدير و1000 من الممرضات لمعالجة النقص في هذه الاختصاصات.
هذا وأشارت دراسة أخرى أجريت في سنة 2011 الى أن" مجموع الاطباء العراقيين في المملكة المتحدة هو 5 ألاف طبيب وأن 3 ألاف و800 طبيب منهم يقيمون في لندن فقط، المصدر أعلاه.
 هذا بالنسبة للاطباء العراقيين أما ما يتعلق بالمهن والفنون الاخرى وتحديدا ما يتعلق بالتصاميم الهندسية فحدث ولا حرج. فقد جاءت المهندسة المعمارية العراقية زها حديد على راس قائمة معماري العالم. حيث كانت أعلى المعماريين أجرا على مستوى العالم، وأول سيدة حصلت على الميدالية الذهبية من المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين. حيث نادرا ما يلاحظ المرء تصاميم معمارية ملهمة في العالم كله، من دون أن يتذكربصمات المعمارية زها حداد، ولكن أعمالها في بلدها الاصلي رفض. " لقد ذهبت عدة مرات للعراق لآخدم بلدي ولم أوفق"، أكدت المعمارية زها حديد في ردها على تساؤل، هل تعتقدين مشكلة العراق اليوم هو التدني الحضاري حيث لايوجد الرجل المناسب في المكان المناسب؟
أما ما يتعلق بالمهن الاخرى وتحديدا ما يتعلق بالملاعب العالمية، تنشر شبكة " أرم" تحت عنوان   "لاعبون عراقييون يتالقون في الملاعب العالمية" بتاريخ 27 يناير الجاري ما يلي:
- انتقال اللاعب العراقي علي عدنان إلى أودينيزي الإيطالي وتألقه في اللقاء الودي الأول
- مهند على نجم منتخب العراق على رادار يوفنتوس الايطالي
- انتقال مهاجم منتخب العراق شيركو كريم وعمره 19 سنة في بداية سنة 2015 الى فريق جراسهوبرزالسويسري وهو من المواهب الصاعدة في كرة القدم العراقية
- اللاعب ريبين غريب سولاقا وعمره 22 سنة وهومدافع فريق سيريانسكا السويدي أحد فرق الدرجة الاولى.
أما بالنسبة للكتابة والفكرفقد توجد ايضا أقلام حازت على جوائز عالمية منها:
- حصول الكاتب العراقي حسن بلاسم على جائزة "انديبيندنت" لآفضل كتاب خيالي أجنبي بفضل روايته " المسيح العراقي". علما أن بلاسم هو شاعر ومخرج وكاتب قصص قصيرة وهو أول كاتب عربي يفوز بهذه الجائزة.
وفي الختام أؤكد، أن ما ذكرته أعلاه من الاسماء العراقية اللامعة في سماء دول الاغتراب، لم تات اعتباطا بل جاءت محصلة التفاعل النهائي بين العوامل البيئية - المجتمعية في دول الاغتراب والعوامل الوراثية للانسان. فعملية تطوير القدرات الابداعية للفرد، تتاثر كثيرا بطبيعة الاجواء الابداعية الذي يعيش في ظله الفرد نفسه. عليه تتطلب الضرورة، خلق وتوفير الاجواء الفكرية والاقتصادية الملائمة لتطوير القدرات الابداعية والمواطنة الفاعلة لدى المواطنين العراقيين من دون تمييز، اذا قدر لنا التفكير بوقف هجرة الادمغة والقدرات العراقية.

136
حين تسقط الاقنعة عن وجوه المنافقين على شاشات التلفزة !!
أوشــانا نيســان
" أمام الفشل الحزبي والقومي المهيمن بسبب الاضطهادات التي يشهدها شعبنا..كانت الفرصة سانحة لتأسيس قناة تلفزيونية تكون بمثابة صلة وصل بين جميع أفراد المجتمع الاشوري..بهدف تكوين رأي اشوري عام ملفت حول قضاياه القومية والكنسية"، يقول مؤسس وصاحب قناة (أ.ن.بي) السيد نينوس ياقو والملقب بنينوس تيرنيان الى جريدة " ملتا " بتاريخ 8/5/2017
المواقف هي وحدها من تكشف الاقنعة عن وجوه المنافقين. ففي زمن قياسي نجح السيد نينوس ياقو في الكشف عن وجهه نحو حرمة كنيسة المشرق الاشورية. وتحديدا بعدما نجح في الفرزبين العمل القومي النزيه للسياسي الذي يعمل بعقل لتفكيك الواقع الانهزامي المهيمن وأعادة بناءه بما يخدم أهداف شعبه ووطنه داخل العراق الجديد وبين السياسي الوصولي المستعد للتضحية بالاهداف الاستراتيجية من أجل تحقيق أهداف مرحلية وشخصية خالصة.  اليوم وبعد خبو بريق السياسي الانتهازي بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي جرت في بغداد، نجح السيد نينوس ياقو في لحظة خاطفة من لحظات البث التلفزيوني  المباشر أن يكشف أوراق هذا " القيادي " الذي دوخ الاكثريتين العربية والكوردية  خلال أكثر من 40 سنة خلت، والذي أعتبره يوما وفي حديث مباشرله أنه قطعة من قلبه النابض.
دور الاعلام في صناعة الرأي العام
قبل الدخول ضمن تداعيات زواج المصلحة بين الاعلام والسياسة، رأيت من الضروري تسليط الضوء على الاعلام وأنواعه. فالاعلام عموما هو " وسيلة أتصال (الصحف، الراديو، التلفزيون) بهدف الوصول الى أكبرمجموعة من الناس. حيث  يعّرف الاعلام في الشرق على أنه " العملية التي يتم فيها نشر الاخبار والحقائق والاراء والافكار بين الناس بمختلف الوسائل المتاحة لاجل الآقناع ونشرالتوعية والحصول على التأييد. وفي الغرب يعّرف أنه" التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير ولروحها وميولها وأتجاهاتها في نفس الوقت/ يكتب الالماني أوتوجرت والمختص في الاعلام. كل ذلك من خلال:
- الاعلام الحكومي / أعلام القطاع العام/ الاعلام أكثر انتشارا في بلدان الشرق الاوسط والعالم
- الاعلام التجاري/ أعلام القطاع الخاص/ المنتشرغالبا في جميع ديمقراطيات الغرب
 ومن الواقع هذا يمكن القول أنه، نخطي كثيرا حين نختزل أزمة فضائية ( أ.ن.ب) وألاهانات المتكررة لمهنة الصحافة وثقافة شعبنا الابي من قبل صاحبها، في مجرد هفوة من هفواته الاخيرة وتطاوله على حرمة الكنيسة ورجالاتها. حيث في الواقع لا توجد صحافة يمكن تسميتها بصحافة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري أو أعلامه، بقدرما يمكن نعت الموجود بالاعلام الحزبي الضيّق أو الفردي المنتفع. وما نسمعه أو نشاهده من القنوات هي مجرد محاولات ميؤوسة من برجوازي أو جهة سياسية لاتنتمي الى معاناة وهموم شعبنا. لربما بسبب النقص الحاد في القدرات المالية للاكثرية من أبناء شعبنا وأليات المساعدة في تأسيس فضائيات أخرى منافسة وتأهيل الكوادر الصحفية والادارية المحترفة في نفس الوقت.
ففي رسالة لنيافة الاسقف مار اوا رويل بتاريخ 9 كانون الثاني الجاري، يطلب نيافته من صاحب الفضائية باعتذار رسمي وطرد كل من يسئ لكنيسة المشرق واكليروسها. ويضيف.. أن القناة لا تمثل الصوت الاشوري العام بل هي مدعومة علنا من أحد الاحزاب المتهمة بالضلوع في قضية الاسقف الموقوف أشور سورو..ويضيف نيافته.. أن الشعب الاشوري في الولايات المتحدة الامريكية، بدأ فعلا بتحشيد حملة لايقاف دعم هذه القناة التي تستمر ببث سمومها بين اعضاء كنيستهم الام، أنتهى الاقتباس.
علما أن المتابع يعرف جيدا ، أن معظم العاملون في القناة بذلوا جهودا مضنية في سبيل ايصال الكلمة الاشورية الصادقة لآبناء شعبهم في كل مكان، ولكن يفترض بهم أن يتبعوا بنود نهج التسقيط وأجندة التهميش الاعلامي الذي صاغها السيد نينوس بالاتفاق مع سياسيين انتهازيين منذ تأسيس القناة عام 2011 ولحد الان.حيث شخصيا أتذكر كيف تعرضت الى نهج الاقصاء الذي فرضه صاحب القناة خلال حملتي للانتخابات النيابية التي جرت في بغداد مايو 2017. بعدما  أتصلت بالاخ زيا ياروالعامل في القناة وطلبت منه ضرورة أجراء المقابلة معي بهدف تسليط الضوء على منهاج عملي. وأقّر بأن الاخ زيا وعدني ولكن يبدوا أن عقوبات صارمة كانت بانتظار كل من يخالف بنود النهج الاعلامي الذي صاغه السيد نينوس.   
الخلاصة
" خلال زيارتي التقيت بطريرك كنيسة المشرق الاشورية مار كوركيس الثالث صليوا في اربيل، و حزب زوعا الديمقراطي الاشوري، كيان ابناء النهرين في اربيل , أتحاد النساء الاشوري والجمعية الاشورية الخيرية في نوهدرا ,ايضا زرنا مدارس الاشورية في نوهدرا ومناطق الاشورية التاريخية (خنس)ومنطقة (النهله) وايضا زرنا مناطق سهل نينوى (تلسقوف وبطنايي وبغدايدا)"، يقول السيد نينوس لجريدة"ملتا" بتاريخ 8/5/2011.
الواضح أن المسألة الاساسية وراء كل ما جرى ويجري هذه الايام ضمن القنوات والمؤسسات الاعلامية المحسوبة على شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وأخرها أهانة صاحب فضائية (أ.ن.ب) للكنيسة، هوغياب الاعلام الحقيقي المنافس والاحترافية الصحافية لدى العاملين في محطات التلفزة والنشر عموما.  لذلك علينا أن ننتظر المزيد من الانتهاكات الاعلامية  الممنهجة. هذا من جهة ومن الجهة الثانية لو نظرنا مليا الى الزيارة التي قام بها السيد نينوس ياقو الى الوطن عام 2017، لظهر لنا وكأن رفيق من رفاق "حزب زوعا" كما يقول قدم الى الوطن للمشاركة في نشاط من نشاطاتها. لذلك فرض عليه عدم زيارة بقية مكاتب الاحزاب ومقراتها والتقييد ببنود جدول اللقاءات والزيارات التي أعدت له قبل وصوله.
يقول السيد نينوس ياقو أن " الهدف من وراء القناة هو تكوين رأي اشوري عام ملفت حول قضاياه القومية والكنسية". بمعنى أخر لدية ولرفيقه داخل الوطن، أجندة مستورة هدفها ضرورة أجراء تغييرات أيديولوجية وروحانية ضمن جميع مؤسساتنا القومية والكنسية  من دون تريث. هذا النهج الذي أشار أليه علنا نيافة الاسقف مار اوا رويل حين طلب من صاحب الفضائية بأعتذار رسمي..ثم أضاف نيافته.. أن القناة لا تمثل الصوت الاشوري العام بل هي مدعومة علنا من أحد الاحزاب المتهمة بالضلوع في قضية الاسقف الموقوف أشور سورو. علما أنه يقصد وقوف السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية الى جانب التمرد في كنيسة المشرق الاشورية.
وفي الختام يجب القول، أن رسالة الفضائية التي يديرها السيد نينوس ياقومن الولايات المتحدة الامريكية بدعم من داخل الوطن، تحمل في طياتها أشارات سلبية يجب أن تؤخذ على محمل الجد من قبل المعنيين في الساحتين. صحيح أن الصحافة مهنة حرة ومن حق أي شخص لديه القدرة المادية والاعلامية ولاسيما في الغرب، ان يؤسس فضائية او صحيفة اواذاعة أو أي شئ من هذا القبيل ليتاجربه، ولكن لايحق له مطلقا بث سموم الكراهية وتشتيت الجهود الوحدوية وتمزيق الصفوف داخل الوطن وخارجه طبقا لجميع القوانين الدولية. هذا وبالاضافة الى رغبة صاحب الفضائية العلنية  في التطاول على أقدم مؤسسة مسيحية - اشورية وجدت على سطح المعمورة ألا وهي كنيستنا المقدسة كنيسة المشرق الاشورية ورجالاتها.

137
محنة العراق ليست مسيحية !!
أوشــانا نيســان
يبدو أن نشوة الفتاوى الشاذة والغريبة التى أسكرت أبو بكر البغدادي يوما ودفعته لاصدار فتاوي في هدر دماء المسيحيين وسبي الالاف من نساء الايزيديات والمسيحيات، باتت تسكر اليوم عددا من مشايخ الفتن وقيادات دينية تحمل نفس الفكر المتطرف لتنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام / داعش. حيث لم يخرج النظام العراقي من نقاحته بعد لينتهي من تعقيدات تشكيل وزارة جديدة تحت رئاسة الدكتور عادل عبدالمهدي، ليخرج فقهاء لآثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد وتحديدا ضد أقدم مكون عرقي عراقي وهم مسيحيو العراق. أولئك الذين ضحوا وقدموا الغالي والنفيس  من أجل محاربة العنصريين ثم الارهابيين منذ تشكيل الدولة العراقية عام 1921 ولحد الان. 
حقا أن العراق مبتلي منذ الازل بالمزمن من أدران العقليات الشوفينية التي يصعب أستئصالها على الاقل في الوقت القريب. فكلما اشتدت أزمة سياسية وتعقدت أو تصاعدت حدة التشدد وتفاقم التوترالمذهبي أو الايديولوجي ، ظهرت النخب العراقية على حقيقتها. الغريب أن الخلل أو الأزمة السياسية التي وقفت وراء فشل النظام السياسي العراقي، باتت تعصف اليوم بعقلية النخب السياسة العراقية أيضا. بحيث لم تفلت حتى عوائل المرشحين في التشكيلة الوزارية الاخيرة التي قدمها السيد عادل عبدالمهدي الى البرلمان العراقي قبل أيام من الانتماء الى تنظيم داعش الارهابي والدموي الذي بات يفتك بالعراق والعراقيين ونهجهم في بناء العراق الجديد.
   
صحيح أن أضطهاد المسيحيين وهم على أرض الاباء والاجداد في ميسوبوتاميا، يعود الى العصور المبكرة  رغم أن هذه الاضطهادات كانت تخبو نيرانها في مرحلة من مراحل التشدد ثم تقوي وتشتد أغلب الاحيان وأخرها بدايات عام 2014. أي عند بروز بدعة ما سمي بالدولة الاسلامية في العراق والشام" داعش". ولربما قد يتغّيرنهج الاضطهاد من فترة الى أخرى في العراق ولكن الضحايا دوما هم من أبناء المكونات وعلى راسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بالدرجة الاولى.
حيث أستبشر مسيحييو العراق وبقية المكونات العرقية والمذهبية الاخرى في سهل نينوى بتاريخ 10 كانون الاول الجاري، بذكرى مرور عام على الاعلان بالفوزعلى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). ولم تمرألا 18 يوما على الانتصارعلى مجرمي داعش في العراق، وبدء الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية  في العراق، وأذا بمفتي الجمهورية العراقية أو الديار العراقية الشيخ مهدي الصميدعي والذي يشرف على لوائين من المقاتلين السنة ضمن الحشد الشعبي، يفتي في خطبة صلاة الجمعة في " جامع أم الطبول" في بغداد بتاريخ 28 كانون الاول الجاري ويقول:
" لايجوز الاحتفال برأس السنة ولا التهنئة لها ولا المشاركة فيها..وأضاف قال أبن القيم رحمه الله، من هنأ النصارى في أعيادهم كمن هنأهم في السجود لصلبانهم".
هذه الفتوى التي حثت رئيس ديوان الوقف الشيعي علاء الموسوي أن يشكك بدوره في ميلاد سيدنا المسيح بقوله:
" أن الاحتفال بأعياد الميلاد فاحشة والمحتفلين بها سفلة وأراذل.وأضاف خلال محاضرة دينية متلفزة، إن"الملوك الرومان حددوا هذا الموعد لميلاد السيد المسيح، إلا أن موعد ميلاده مختلف تماماً عما محدد له الآن..وأضاف إن هذه الاحتفالات تشهد أفعالاً ماجنة ومنكرة وبعيدة عن الأخلاق والدين،مؤكدا أن المشاركة فيها غير جائزة".
صحيح أن العديد من السياسيين والائمة والوجهاء العراقيين ورؤساء الدين المسيحي في بغداد، أنتقدوا الفتاوي المحرضة للفتن والتفرقة وقدموا مذكرة احتجاج الى السيد عادل عبد المهدي، ولكن يأتي البيان الذي اصدرته وزارة الاوقاف في الاقليم بالامس في المقدمة.  حيث ورد فيه:
"في الوقت الذي تحتفل به أغلب دول العالم بعيد ميلاد النبي عيسى... ويستعد العالم عموماً لاستقبال عام ميلادي جديد، كحال كل عام يتعالى من هنا وهناك صوت نشاز. فبدلاً من الحديث عن التعايش المشترك واحترام أتباع الدين المسيحي وقبول الآخر، يبدأون بالهجوم على مناسبات المواطنين المسيحيين بالعديد من المصطلحات والكلمات الجارحة التي تتعارض قبل كل شيء مع روح ومضمون الدين الإسلامي الحنيف" وأضافت وزارة الاوقاف أن تصريحات الصميدعي "الشبيهة بالفتوى" تناقض "منطق العدل والتسامح الديني".
وتابعت "ومن منطلق إيماننا الكامل بحرية الأديان وأسس التعايش السلمي بين الأديان والحفاظ على الأمن المجتمعي وحماية حق المعتقد والدين، وإستناداً إلى التجربة الطويلة والناجحة للتعايش السلمي بين الأديان في كوردستان، نقف بشدة ضد هذه التصريحات..وقالت الوزارة إن "هذه التوجهات الخاطئة تشابه تماماً معتقدات تنظيم داعش الوحشي"  وفي الختام طالبت الوزارة "باتخاذ الإجراءات القانونية بحقه لكي لا يتسبب مثل هؤلاء الأشخاص... بتفكيك النسيج المجتمعي وتغيير مناسبات وأعياد أي مكون من مناسبة سعيدة إلى إثارة وتأجيج حرب طائفية وفوضى دينية".

138
بغداد تهمّش حقوق المكونات وأربيل تقدم الحلول !!
أوشــانا نيســان
أقرؤا مليا نص ما نطق به نائب في ما يسمى بالبرلمان الوطني في العراق الجديد/ عراق ما بعد الطاغية صدام حسين، وذلك بعد مرور98 عام على تأسيس الدولة " العربية" العراقية.  ففي سؤال وجه للنائب عن كتلة البناء الشيخ عبدالامير التعيبان، هل تقدم التهنئة للمسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد ؟ فأجاب متهكما:
" لا لن أقدم التهنئة.. قبل قليل ذهبت لآحدى الكنائس لتهنئتهم، وسألتهم ..أذا شيعي أراد التقدم لخطبة مسيحية، هل تقبلون؟؟
أجابوا بالرفض قائلين: أن الدستور لايسمح بذلك. وبين أن الدستور يمنع المسلم من خطبة الحدث المسيحية، ألا اذا حولت دينها، ولايجوز تحويل ديانتها اذا تجاوزت عمرها كحدث. لذلك يجب تعديل الدستور"، صحيفة بغداد اليوم بتاريخ 26 كانون الاول 2018.
لاحظوا جيدا يا أبناء المكونات والمذاهب غير الاسلامية وعلى رأسها أبناء أقدم مكون عرقي عراقي أصيل وجد على ثرى ما يسمى اليوم بالعراق. المكون الذي نجح في وضع وادي الرافدين على خارطة أقدم وأول حضارة أنسانية متكاملة. أذ بدلا من تقديم التهنئة للمسيحيين العراقيين الذين شيدوا أقدم كنيسة مسيحية على وجه المعمورة غرب بغداد وقبل مجئ العرب والاسلام الى بلاد الرافدين بأكثر من 600 عام، يعتذراليوم  الشيخ النائب عبدالامير التعيبان من تقديم التهنئة للمسيحيين الا بعد القبول بأهانة المؤمنين بالدين المسيحي وهم في مهد المسيحية  ويحاول تأجيج مشاعر الاهانة والطعن بوطنية المواطن العراقي الاصيل بأعتبار المسيحية مجرد أهانة للدين الاسلامي عموما وللمذهب الشيعي العراقي على وجه الخصوص!!
خلفيات الاهانة
قبل الولوج في صلب الموضوع أعلاه لا بد لي من أن أكبح جماح قلمي لآجعله في طوعية لسبر خلفيات الديمقراطية النيابية، التي تنتظر شعوب العراق أن يصوغوا نوابها نظاما دستوريا عادلا في العراق الجديد. لعلهم يفلحوا ولو مرة في مسح دموع الحزن منوجوه العراقيين جميعا. حيث يعرف المتبع في جميع ديمقراطيات العالم من أن:
المهمة  الاساسية للبرلماني المثقف والعضوي تحت قبة اي برلمان، تكمن ودوره التشريعي والرقابي في سبيل تعميق الاصول الدستورية والديمقراطية التي تعتبر البرلماني بغض النظر عن عرقه او مذهبه مشرعا بالاساس وليس مأذونا شرعيا ليزوج القاصرات من المسيحيين بشباب من المسلمين.
حيث الواضح أن الحوارالحقيقي والتعايش الاخوي بين جميع شرائح المجتمع بغض النظر عن الانتماء العرقي او المذهبي وحتى الايديولوجي، هو أساس دمقرطة المجتمع  ودوره في خلق بيئة سياسية وفكرية ملائمة للوصول الى ديمقراطية الانظمة والحكم. والخلل الاكبر بأعتقادي ضمن النظام السياسي العراقي الجديد كما يحلو لهم القول ، يكمن في الخلط الواضح بين العلمانية المزيفة أو الدولة المدنية المؤجلة وبين الاتجاهات الاسلامية المعاصرة. الخلل  المستأصل الذي شجع دخول النظام العراقي الجديد في دوامة عنف طائفي ودموي خطير بما لايحمد عقباه.
 
المكونات بين النظامين العربي والكوردي!!
قبل الدخول في عملية شرح الفروقات الواضحة بين النظام السياسي  في العراقيين العربي والكوردي خلال 98 عام خلت بقدر ما يتعلق بالنظام العربي وأقل من 13 عام بالنسبة للنظام السياسي في اقليم كوردستان، تتطلب الضرورة أن نقّر، أن النظام العربي في العراقين القديم منه والجديد، فشل فشلا ذريعا في تقديم الحلول الوطنية الناجعة لحل مسألة التعددية العرقية والمذهبية التي تتصف بها المجتمعات العراقية. الواقع الذي يدفع بالشعوب غير العربية وغير الكوردية في العراق واقليم كوردستان، أن تكف عن المراهنة على بغداد أوحتى التعويل على الشعارات الرنانة التي فشلت في خلق مناخ سياسي تتوافر فيه معايير يمكنها تحقيق الحد الادنى من حقوق المكونات والاقليات العرقية العراقية. والدليل على صحة ما ذكرناه:
1- خلوبنود وفقرات جميع الدساتير العراقية المؤقتة وحتى السقوط عام 2003، من ذكرأي فقرة تتعلق بحقوق الشعوب غير العربية بأستثناء المادة الخامسة من الدستور العراقي المؤقت والصادر بتاريخ 16 تموز 1970 حيث جاء فيها:
المادة الخامسة: أ ـ العراق جزء من الأمة العربية.
ب ـ يتكون الشعب العراقي من قوميتين رئيسيتين، هما القومية العربية والقومية الكردية، ويقر هذا الدستور حقوق الشعب الكردي القومية والحقوق المشروعة للأقليات كافة ضمن الوحدة العراقية.
- في حين وبعد مجرد عام واحد من تشريع دستور العراق الجديد عام 2005، ورد في مسودة دستور أقليم كوردستان المادة ( 6) :
أولاً: يتكون شعب كوردستان العراق من الكورد والقوميات ألاخرى (التركمان والكلدان والآشوريين والأرمن والعرب) ممن هم من مواطني الاقليم وفق القانون.

2- أبان الانتخابات الاولى التي جرت في الاقليم وتشكيل أول برلمان كوردستاني منتخب في زمن الطاغية صدام حسين بتاريخ 19 مايو/أيار 1992، تم تخصيص خمسة مقاعد أوما يعرف ب " الكوتا" لشعبنا الاشوري في برلمان أربيل. النهج الذي طبق في الاقليم لحد كتابة هذا المقال.
في حين مثلما تأخرالاعتراف بوجود وحقوق أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في بغداد العاصمة لحين أجراء الانتخابات البرلمانية في بغداد عام 2010، اي بعد 18 عام، نجح البرلمان الاتحادي في الالتفاف على حقوق شعبنا في ثان انتخابات برلمانية جرت عام 2018. حيث رغم تراجع الوجود المسيحي في بغداد، نجحت قائمة البابليون في الحصول على مقعدين من أصل خمسة مقاعد مخصصة للمسيحيين. ولم تكتف القائمة بالمقعدين بل سارعت لاحقا في تقديم وثيقة بأسم المسيحيين في العراق الى السيد عادل عبدالمهدي، بهدف أختيار وزيرمن بين الاسماء الاربعة المرشحة للتوزير، بضمنها شقيقتان لريان الكلداني. في حين لم تحمل القائمة ولو مرشحا واحدا من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
3- بعد سقوط مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية بيد مجرمي داعش، بدأ النزوح الجماعي لمئات الالاف من مسيحيي مدينة الموصل وتوابعها من الاقضية والقصبات التابعة لمحافظة نينوى وبغداد وحتى البصرة. حيث توجه النازحون المسيحيون الى مدن الاقليم وعاصمته أربيل. شخصيا أتذكر جيدا، حين قرر السيد البارزاني رئيس الاقليم، فتح جميع أبواب الاقليم بوجه المسيحيين النازحين وأيوائهم.
في حين ورغم مرور عام على دحرتنظيم داعش طبقا للخطاب السياسي في بغداد، فضل عدد غير قليل من نازحي سهل نينوى وبغداد والبصرة بالبقاء وعدم العودة. ففي بغداد العاصمة نفسها تم الاستيلاء على أكثر من 60 ألف منزل وعقارات ودكاكين تابعة لمسيحي بغداد والمحافظات الاخرى، بسبب أستمرار بعض الميليشيات وقوى خارجة عن القانون والدولة في الاستيلاء وحجز عقارات المسيحيين بما فيها الكنائس ودور العبادة ، بعد تحويلها الى ثكنات عسكرية أو سجون أومقار للميليشيات المسلحة.
4- نجح الوجود المسيحي المكثف في الاقليم وبدعم من شخص السيد البارزاني رئيس الاقليم، في أيقاظ ضمير المجتمع الدولي والتحرك بعجالة في سبيل حل قضية المكونات العرقية العراقية وفي طليعتها قضية أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى. حيث أرسل مبعوثه الشخصي للمشاركة ودعم جهود الاتحاد الاوروبي في مؤتمره  في بروكسل حزيران 2017، بهدف ايجاد حل وطني مقبول للمكونات ضمن حدود الدولة العراقية.
المؤتمر الذي خرج بالنتائج الذي قرأها عضو البرلمان الاوروبي ورئيس لجنة الدفاع عن مسيحيي الشرق في الاتحاد الاوروبي السيد لارش أداكتسون في يومه الاخير كما يلي:
" مشاركتكم في المؤتمرهي توصية لاولادكم انها وصية للديمقراطية وما انجزتموه اليوم وتحديدا الوثيقة التي وقعتموها تجسد امال كل واحد منكم. مطاليبكم مشروعة ومن حقكم ان تعيشوا بحرية لتمارسوا معتقداتكم دون اضطهاد وتأخذوا مكانكم اللائق على ارض هي ارضكم أصلا. مطاليبكم موجودة في الدستورالعراقي وتتماشى مع مبادئ الفيدرالية في العراق. شعبكم لا يطلب مطاليب غير مشروعة بل واقعية ومشروعة وتتخذون المسؤولية في تحقيقها مستقبلا. انتم اليوم قمتم بتوضيح موقف شعبكم بدلا من شعبكم وليس هنالك اي سوء فهم حول مطاليب الشعب الكلداني السرياني الاشوري وان ممثلي الاتحاد الاوروبي وامريكا سيغادرون المؤتمر حاملين وثيقة تعبرعن حلول المستقبل. أنا شخصيا ملتزم بالعمل لمساعدتكم بهدف تحقيق مطالب ملموسة مستقبلا".
أما في بغداد فقد أقرّ مجلس النواب العراقي قبل المؤتمر المذكور بشهرين أي في 4 أبريل /نيسان 2017، قرارا يحظربموجبه حضور أو مشاركة السياسيين أوحتى المسؤولين العراقيين في المؤتمرات داخل العراق وخارج العراق دون موافقة السلطات العراقية. مضمون القرار الذي لخصه النائب عن مدينة الموصل عبدالرحيم الشمري في تصريح له الى " الصباح الجديد" بقوله بتاريخ 6 أذار 2017 من أن:
"المكوّن العربي يقف بالضد من تحويل مناطق سهل نينوى إلى اقليم ويتابع الشمري، أن هذا الرأي يشاطرنا فيه، ممثلو الاقليات من المسيحين في مجلس النواب والحكومة المحلية، فالجميع مع ابقاء المحافظة موحدة بعيداً عن مساعي التقسيم". 
ولربما بسبب هذا الرفض العربي العلني ، سارع البرلمان العراقي في ارسال وفدا برلمانيا رفيع المستوى بضمنه البرلماني يونادم يوسف كنا الى بروكسل قبل عقد المؤتمر المذكور باسبوع بهدف أفشال المؤتمر. الامر الذي فشل الوفد في تحقيقه ورجع خائبا.
5- " خلال هجمات الإرهابيين الدواعش، أبلغ الأخوات والإخوة المسيحيين، أن مصيرنا مشترك وسنبقى معاً في الحياة، أو نموت معاً. كما تحدث عن التصرفات السيئة للإرهابيين وتضحيات الكوردستانيين مؤكداً، ضرورة تشجيع الجميع للأخوات والإخوة المسيحيين على البقاء في بلادهم، واصفاً موضوع تشجيعهم على الهجرة بالخطأ. داعياً المجتمع الدولي الى المساهمة في تقديم المساعدات الى المكونات وتحسين ظروف حياتهم ومعيشته. كما عبر الرئيس البارزاني عن اعتزازه بثقافة التعايش والاحترام المتبادل وقبول الاختلافات القومية والدينية السائدة بين الكوردستانيين، معلناً إننا جميعاً إخوة في الإنسانية، وبالأعمال والتصرفات الإنسانية الحسنة نستطيع أن نعيش معاً بسلام وأمان" يقول الرئيس مسعود البارزاني خلال استقباله لرئيس وزراء الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين والوفد المرافق الى اربيل يوم الخميس الموافق 27 كانون الاول 2018. نقلا عن رووداو.


139
فجرنا المنشود يتجاوز تخوم الاحزاب وأجنداتها!!
أوشــانا نيســان
- سوف نركز ونؤكد على ان يكون لنا شراكة حقيقة في الحكومة وفي صنع القرارالسياسي وهذا سيكون مبدأنا نناقشه مع جميع الوفود التي سوف تحاورنا حول عملية تشكيل الكابينة القادمة لحكومة اقليم"، يقول السيد انو جوهر رئيس تحالف الوحدة القومية في تصريح خاص حول مفاوضات تشكيل حكومة اقليم كوردستان الجديدة، نشرعلى الموقع الالكتروني لصفحة عنكاوا. كوم بتاريخ 19 تشرين الثاني 2018.
 
- لقد عانى شعبنا كثيرا من القتل والتهجير القسري وسلب اراضيه وممتلكاته وهدم كياناته الاقتصادية والامنية والدينية والتربوية والتعليمية والاجتماعية منذ عام 2003 ولحد الان. لذلك يجب التأكيد على ضمان كامل لحقوق شعبنا وفق دستور العراق بمساعدة المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية. لأن الحكومة العراقية لم تبادر لحد الان بأي حل ينهي مأساة شعبنا في العراق عامة وفي منطقة سهل نينوى بشكل خاص. وفي حال سكوت حكومة بغداد جهلا او تعمدا وسكوت المجتمع الدولي عن هذه المعاناة المريرة، يعني اقتلاع جذور المسيحيين من العراق نهائيا.  وفي ختام اللقاء أكد رئيس الوفد الامريكي على ضرورة نقل معاناة شعبنا وفق تقرير خاص الى الرئيس الامريكي والحكومة الامريكية والكونكرس، بهدف ايجاد حل منصف وعادل، يقول رؤساء ثمانية أحزاب خلال أستقبالهم وفدا من الكونغرس الامريكي برئاسة توماس كيتي بتاريخ 19 تشرين الثاني 2018.
قبل الولوج في صلب الموضوع وخلفياته، رأيت مناسبا تذكير القارئ الكريم، أنه رغم كل هذه المستجدات السياسية التي جرت وتجري على قدم وساق، فأن البرلمان الجديد في الاقليم لم يلتئم بعد بأستثناء مرة واحدة ولم يتم عقد الاجتماع الرئيسي لآختيار رئيس البرلمان ونائبه وسكرتيره لحد الان.
ألامر الذي يدل بحق على، أن نوابنا الخمسة وبجميع مشاربهم السياسية والفكرية عقدوا العزم هذه المرة على ضرورة طي صفحة العمل الفردي والحزبي الضيق من خلال تحريك عجلة العمل القومي البرلماني المتعلق بنهج تشريع جملة من البنود والقوانين الخاصة بحقوق أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بعدما تعثر الامر هذا خلال أكثر من 26 عام خلت.
اليوم ورغم عدم أكتمال توزيع المهمات والادوارتحت سقف برلمان الاقليم، أرى بوادر أمال جديدة تتفتح قبل موعدها ضمن الاولويات المثبتة على أجندة نوابنا الخمسة. ففي أخر أتصال معهم ، تم التأكيد على أنهم فرغوا من مهمة أعداد مشروع خاص يقضي بأنصاف المكونات غير الكوردية في الاقليم وعلى راسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والشعب التركماني . ذلك من خلال الاتصال برؤساء الفراكسيونات الكوردية واقناعهم على ضرورة تخصيص مقعد نائب رئيس البرلمان في الاقليم لشعبنا، ونائب لرئيس حكومة  الاقليم للشعب التركماني أو بالعكس.
 
الامر الاهم ضمن أولويات نوابنا الخمسة  يتعلق بجوهر المسألة التي تؤكد أن، يأس البرلمانيين الاّولين خلال 26 عام صنّع الهزيمة المرة كما أن تفاؤل البرلمانيين الجدد سيصنع النصر النهائي لا محالة. ومن الواقع هذا ينبغي تقديم كل ما من شأنه تفعيل جهود ودعم وحدة نوابنا الغيارى بأعتبارهم نواب شعبنا جميعا، ليكونوا قدوة ونموذجا لجهود وطاقاتنا الممزقة خارج البرلمان أيضا.
هذا وبالاضافة الى أصرار رئيس الفراكسيون السيد هكاري خلال أتصال معه، على ضرورة ترسيخ البنود الوحدوية الاساسية ضمن البرنامج  الانتخابي لقائمة تحالف الوحدة القومية لتصبح في النهاية حجر الزاوية للعمل القومي المنشود، هذا من جهة ومن الجهة الثانية تتطلب الضرورة القومية الاسراع في تنفيذ كل ما يتعلق بالاستعدادات الخاصة في تسريع تفعيل أليات وحدتنا القومية أولا، ثانيا تثبيت بنود العمل القومي الموحد والمشترك نهائيا.
أما بقدرما يتعلق الامر بوجهات نظرنا حول المطروح أعلاه، فأنه يجب الفصل بين الامرين:
أولهما: يجب دعم التوجهات  الجديدة ل" قائمة تحالف الوحدة القومية" وعلى رأسها، الدعوة التي وجهها رؤساء الاحزاب الثمانية الى االادارة الامريكية ، بضرورة دعم مسيرتنا القومية والدفاع عن حقه السيادي في حكم نفسه بنفسه في موطن الاباء والاجداد وفق الدستور. حيث يكفي الضحك على الذقون وأستغباء الشعب من خلال، نشر صورالتباهي والتفاخر بمجرد الوقوف أمام شباك دوائر صنع القرارات السياسية في الغرب وعلى راسها البيت الابيض الامريكي. أذ على سبيل المثال لا الحصر، نجحت قيادة اتحاد بيث نهرين الوطني مشكورة  وفي أقل من عامين في كسرحاجز الصمت المفروض بعناية على قضيتنا القومية منذ أكثر من نصف قرن وبالتالي أجبارالقيادات السياسية في الاتحاد الاوروبي في بروكسل عام 2017 وصانعي القرار السياسي الامريكي في البيت الابيض الامريكي عام 2018، على وجوب التعامل والتعاطي مع القيادات السياسية لآبناء شعبنا داخل الوطن والاستماع الى مطاليبهم وهم على أرض الاباء والاجداد. النهج الذي فشلت في تحقيقه نخبتنا الكلداني الاشوري في الغرب وتحديدا في أمريكا لآكثر من 100 عام.
 
ثانيهما: يجب تجاوزالنهج المتبع من قبل الاكثرية من القيادات الحزبية وتحديدا " القيادات المتنفذة " منها ونهجها التقليدي في تقزيم قضيتنا القومية وتحويلها الى مجرد وزارة من الوزارات ضمن تشكيلات الحكومة في الاقليم وبغداد. حيث لو رجعنا قليلا الى الوراء وتحديدا العقدين الاولين من تأسيس البرلمان والحكومة في ألاقليم منذ عام 1992ولاحقا، لرأينا كيف أستوزر سكرتير زوعا لوزارة الاشغال والاسكان في حكومة الاقليم الكوردستاني  لمدة 18 عام، ثم أستوزر غيره في قيادة زوعا، ثم غيره في وزارة السياحة وغيرها من الوزارات وأخرها وزارة النقل والمواصلات، لرأينا أن المستفيد الاول والاخيرهو معالي الوزيرنفسه وما تقاضاه من الراتب والامتيازات الاخرى فقط. في حين ظّل الشعب مهمشا ومتفرجا رغم ان الجميع يتحدثون باسمه . الدليل على صحة قولنا، هو الطلب اليوم فقط بعد 26 عام، بتحديث سجل خاص للناخبين المسيحيين من أجل الحد من سرقة أصوات  الكوتا من قبل الاحزاب الكبيرة والمتنفذة / عنكاوا كوم بتاريخ 20 تشرين الثاني 2018.
 
أما الحل الجذري لازمة النظام السياسي العراقي بأمتياز والتي يمكن نعتها ب" أزمة الوطنية في عقلية النظام " خلال ما يقارب من 100 عام، ألا وهو:
قرار أستحداث مقعد وزاري جديد خاص بالمكونات العرقية العراقية الاصلية وعلى رأسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن التشكيلة الوزارية في الحكومتين الاتحادية والاقليم. وزارة تعني بشؤون التعددية العرقية وتخطط بعقلانية في سبيل ادماج حقوق الاقليات العرقية العراقية الاصيلة ضمن التشريعات الوطنية العراقية بعدالة. رغم أنه يفترض بالمتابع للتطورات السياسية التي جرت في عراق ما بعد انتفاضة عام 1991-1992 ،أن يعترف علنا بنهج القيادات السياسية الكوردية وعلى رأسها نهج الرئيس مسعود البارزاني والمرحوم جلال الطالباني ، وحرصهما على تخصيص مساحة أكبرللاقليات ضمن تشكيلة النظام السياسي في الاقليم. أذ مجرد الاعتراف بوجود المكونات والاقليات العرقية غير العربية وغير الكوردية في العراق، يعني ضرورة أعادة صياغة خطاب وطني جديد يتفق وحقوق هذه المكونات ويعيد صياغة ميثاق جديد وعقد جديد عصري بين الاكثريتين الى جانب جميع المكونات والاقليات العرقية العراقية الاصلية. بمعنى أخر، أن مشروع العراق الجديد بحاجة الى خطاب وطني جديد بأمكانه تعويض الغبن والتهميش وفقدان الثقة بين الحاكم والمحكوم عليه اليوم قبل الغد.

140
حقوق المكونات بين شمولية جاهزة وديمقراطية عرجاء!!
أوشــانا نيســان
العراق الجديد/ عراق ما بعد 100 عام  من الدكتاتورية والتسلط ، بحاجة اليوم أكثر من اي وقت مضى الي زعيم حكيم من أتباع العقلية التسامحية - التصالحية التي رسخها القائد الاسطورة نيلسون مانيلا في جنوب أفريقيا قبل 24 عام، ليحسن بموجبها أدارة التنوع العرقي والمذهبي الذي يزخر به العراق، بالتالي ترسيخ مقومات العدالة السياسية والاقتصادية لصالح المشروع الوطني الذي قد يفلح يوما في أنتشال العراق من أزمته السياسية والاقتصادية التي تأخذ بخناق العباد والبلاد. العراق الجديد بحاجة الى رئيس حكيم ومستعد لخلق انماط متميزة من القيادة في تاريخ العراق الجديد تحاكي تلك التي صنعها  " مانديلا " في حياته ومماته. لآن المكونات العرقية العراقية ملتّ حقا وسئمت من الشعارات البراقة ونهج النظم المستمرة في قهر وتفكيك النسيج الوطني، وفق نظام عنصري ممنهج  لا يقل وحشية عن نظام  "الابارثايد" الذي طبقه البيض بحق الشعوب  الاصيلة في جنوب أفريقيا.
خلال رحلة حياتي المهنيّة تعلمت الكثيرمن تجارب الحياة والساسة والاعلام وفي مقدمتها، أن الانظمة الشمولية في جميع بلدان الشرق الاوسط وأخرها نظام الطاغية صدام حسين في العراق، خلف أرثا من الاستبداد السياسي والتخلف والفساد المالي والاداري في عقلية ضحايا أيضا. بحيث أصبح من الصعب على النظام الخلف أن يتمتع باي رصيد من العدالة والديمقراطية والانسانية رغم شعاراته البراقة، تماما كما ذكرالفيلسوف الصيني كونفوشيوس في وصيته " تذكروا يا أبنائي وأحفظوه، أن الحكومات المستبدة  شّر من الوحوش المفترسة".
وفي الحالة هذه لاشيء يؤلمنا أكثرمن أدعاءات النخبة السياسية العراقية الجديدة في بغداد وتحديدا تلك التي نعتت ب" المعارضة" لما يقارب من نصف قرن متواصل قبل أن تستلم زمام الحكم والسلطة بعد السقوط عام 2003، وحرصها على تفضيل نهج المجاملات السياسية ونعت بقيّة المكونات والاقليات العرقية العراقية التي اضطهدها الطاغية وتحديدا مسيحي العراق "أنهم ورود العراق واصل العراق ووو". في الوقت الذي نادرا ما يمرّ يوم من دون سحق أوقطف وردة من تلك الورود أن لم نقل أبادة باقة من تلك الورود. رغم أنهم يعرفون جيدا،" ربما يمكنهم قطف وسحق كل الزهور ولكن لن ولن يستطيعوا أبدا أن يمنعوا ربيع الشعوب من القدوم".
أزمة أدارة التنوع في العراق
الواضح أن حرص الانظمة الشمولية العراقية وبجميع مشاربها السياسية على ضرورة تغييب ثقافة الديمقراطية والعدالة، أثرأختزال الوطن في شخص واحد وهوالرئيس بعيدا عن ثقافة وهوية مجتمع متكاملة، هو سبب الازمة البنيوية في النظام السياسي العراقي منذ تاسيسه عام 1921 وأصراره على تغييب وتهميش دور المكونات غير العربية كالشعب الكلداني السرياني الاشوري من المشاركة في صنع القرار الوطني ابتداء من عام 1958 وحتى اليوم. بأستثناء بعض المشاركات الخجولة هدفها الاول والاخير ايهام الرأي العام العالمي وتضليله بانتظام.
ففي كل حملة من حملات تشكيل الحكومات العراقية أو ترشيدها منذ تشكيل أول حكومة عراقية منتخبة بعد انتخابات عام 2005  أظهرت نتائج الحملة، أن حجر العثرة في طريق مسيرة الخصخصة والاصلاح والترشيد والتطورواعمار العراق الجديد، أنما هم الوزراء من أبناء المكونات غير العربية فقط، عليه يجب أبعادهم والتخلص منهم باسرع وقت ممكن والسبب باعتقادي يعود الى:
أولا: أعتبار المكونات العرقية العراقية بحق الحلقة الاضعف في عقلية النخبة السياسية للاكثريات،  رغم أن تاريخ وجود وحضارة هذه المكونات  يعود الى ما يقارب من سبعة الاف عام. أذ على سبيل المثال لا الحصر، يصعب على رئيس الوزراء العراقي أو اي مسؤول في بغداد، أعفاء وزير أو أزاحة مسؤول من الوزن الثقيل ينتمي لهذا التحالف الشيعي أو ذاك، لذلك أصبح من السهل على فخامة الرئيس أن يضحي بأبناء المكونات أو الاقليات  حتى لو كان وزيرا من دون وجع راس!!
وبهدف تجميل صورة التشكيلة الوزارية التي شكلها رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور حيدر العبادي، تقرربتاريخ 8 سبتمبر 2014، تعيين المهندس فارس ججو( مسيحي) وزيرا لوزارة العلوم والتكنولوجيا، والسيد محمد البياتي (تركماني) وزيرا لوزارة حقوق الانسان، ووزارة الدولة لشؤون المراة ترأستها السيدة بيان نوري ( كوردية) مع وزارة أخرى.
في حين وبعد أقل من عام بعدما ضاقت السبل برئيس الوزراء وتحديدا بتاريخ 9 أب 2015،أقر الدكتورحيدرالعبادي الحزمة الاولى من الاصلاحات بهدف ترشيد تشكيلته الوزارية وفقا للمادة الثامنة والسبعين من الدستور العراقي. رغم أن الابعاد أوالالغاء أو حتى الدمج لم تشمل وزيرا من وزراء الاكثرية المتمسكة بالسلطة والحكم ،باستثناء أبعاد معظم وزراء من حصة الاقليات العرقية العراقية، بعدما شملت الوزير المسيحي والتركماني والكوردي، اي المذكورين أعلاه جميعا !!.
ثانيا: أستسهال عملية تحويل وجود المكونات  وحقوقهم الى مجرد صفقة من الصفقات السياسية الهزيلة في حال نجاح هذا الطرف أو ذاك في توفير فرصة أكبر لترضية خواطر الاكثرية الشيعية في الحكومات الجديدة أومساومتها. ففي أول رد فعل ممثل المكون المسيحي في البرلمان النائب برهان الدين اسحق، حول نهج التسقيط والتشهير الممنهج كما ذكر، بحق أول مرشحة ممثلي المكون المسيحي " أسماء صادق" ضمن قائمة الكابينة الوزارية الاولى التي تقدم بها رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي الى البرلمان، النهج الذي يميط اللثام عن توجه عدائي لازال البعض يخفيه ليس تجاه المكون المسيحي فحسب بل أتجاه كل قيم التعايش والاخاء التي ينبغي لها ان تنتصر على كل مفاهيم الفتنة والتفرقة التي ارادها الاعداء في العراق"، السومرية نيوز بتاريخ 28 تشرين الاول 2018.
ثالثا: حل الصراعات المؤجلة وتصفية الحسابات الحزبية " المزمنة" بين الكتل والقوى السياسية على حساب حقوق المكونات. كل  ذلك من خلال الاتفاق على ألغاء جميع الحقوق والامتيازات التي تحققت للمكونات وعلى رأسها الكوتا أو المقاعد ( 5) التي خصصتها القيادات السياسية الكوردية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري تحت قبة البرلمان في أربيل منذ عام 1992، ثم بغداد بعد قرار المحكمة الاتحادية حول الكوتا نفسها  بتاريخ 3/ 3/ 2010. 
حيث أتذكر شخصيا، جوهرالنقاش الصعب الذي جرى بيني كمستشار رئيس البرلمان لشؤون الشعب الكلداني السرياني الاشوري وبين رؤساء فراكسيون حركة التغييرالسلف والخلف والمستشار الخاص لرئيس البرلمان أنذاك قبل ما يقارب من عامين. حيث أصّرالثلاث على وجوب وضع حد لهذا التجاوز، أو اللاعدالة المتمركزة في عملية أختيار مرشحي أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ويجب تصحيح ألية الاختياربأسرع وقت ممكن، حسب قولهم . والحل المطروح بأعتقادهم كان، ضرورة تخفيض نسبة الكوتا المرشحة لآبناء شعبنا من خمس مقاعد الى 2 أو 3.
المشروع الذي أجهض من قبلي وهو في المهد، بعدما حددت لهم الاسباب الحقيقية وراء هذا المشروع وخلفياته. حيث ذكرت لهم، أن قيادة حركة التغيير ليس لها أي صراع أوخلاف سياسي أو حتى حزبي مع حقوق شعبنا وأنما جذور الاعتراض على الكوتا تنتمي الى اعتبارات أخرى أهمها:
الصراع الحزبي المتنامي بينكم كحركة منشقة عن الاتحاد الوطني الكوردستاني، بالاضافة الى مفردات خطابكم السياسي القومي والداعي علنا، الى ضرورة التغيير وأعادة صياغة الواقع السياسي الذي نجح الحزبان الكبيران في اقليم كوردستان وهما الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة البارزاني والاتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة جلال الطالباني تثبيته خلال 50 سنة خلت.
ومن الواقع هذا أكدت، أن مشروعكم هذا يحمل نظرة غير ديمقراطية ولديه رؤية مناقضة لمصالح شعوب الاقليم ونظرتها الى العدالة والمساواة والعيش المشترك.
والحل الافضل كما شرحت لهم، لا يكمن في اصراركم على المطالبة بتخفيض نسبة الكوتا المخصصة للشعوب المضطهدة وعلى راسها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري منذ عام 1992، وأنما العكس المطالبة بمضاعفة نسبة الكوتا من 5 مقاعد الى 10 أو 15 مقعد في حال الاقرارعلى ضرورة مناقشة اليات ادارة التغييرالجدي داخل المجتمعات الكوردستانية والتوجه بعقلانية نحو خلق المناخ الفكري والسياسي الملائم لآخصاب بذور التعددية والعدالة والديمقراطية النزيهة داخل أقليم كوردستان – العراق. بأعتبار الحفاظ على حقوق الاقلية هو المحك الحقيقي لضمان التجربة الديمقراطية النزيهة أولا، وحرص نوابنا على التحالف مع القوائم التي تؤمن بالديمقراطية التوافقية طريقا للامن والاستقرار في البلد ثانيا. علما أن قيادة حركة التغيير لم تتوقف عند هذا الحد، بل جربت حظها مرة أخرى من خلال دخول معركة الانتخابات النيابية التي جرت في الاقليم 30 سبتمبر 2018 ،  بقائمة " مسيحية" منفردة ولكن المحاولة هذه فشلت كسابقاتها أيضا.
وفي الختام لا يسعني الا أن أقول وأؤكد، أن خوفي الكبير بعد نشر كل هذه الحقائق والوثائق التي تدمغ تجاوزات النظام العراقي الجديد على وجود وحقوق الاقليات العرقية العراقية خلال 15 سنة الاخيرة، وهوخوفي من أتحاد القوى الكوردية المعارضة لنهج التسامح والعيش المشترك والاعتراف بحقوق المكونات في اقليم كوردستان، مع القيادات السياسية والحزبية العربية – الشيعية التي جاءت على الحكم بعقلية الانتقام، في سبيل شرعنة هذا البند الخاص  بالالغاء والتهميش وجعله بندا على رأس أولويات أجندة الحكومات الاتحادية مستقبلا.

141
مساومات سريّة للالتفاف على حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في بغداد!!
!!

أوشـــانا نيســان



صعدت الحكومة العراقية الجديدة لهجة المساومة بين بغداد والاقليم، بهدف الخروج من مأزقها والبحث عن طوق النجاة في سبيل أتمام مهمة تشكيل حكومتها الجديدة قبل فوات الاوان. والامر الملفت للنظر هو المساومة على حقوق أقدم مكون عرقي عراقي سكن وادي الرافدين، الا وهو شعبنا الكلداني السرياني الاشوري قبل 6768 عام.

أّذ نشرت الصحافة العراقية جوانب مهمة من المفاوضات التي جرت بين قيادات الاتحاد الوطني الكوردستاني والعرب الشيعة في بغداد، حول حقيبتي العدل والثقافة العراقية. رغم أن الدستور العراقي لا يسمح لاي جهة سياسية أو حزبية أن تمس بحقوق ووطنية شعب عريق وأصيل من خلال ورقة المذهب أو الدين، بأعتبار الحقوق الوطنية  جزء من العقيدة الوطنية ولا المذهبية.

اوضح مثال على صحة هذا النهج المتنامي رغم خطورته هو، الاجتماع المغلق الذي جرى

خلال الساعات الاخيرة من ليلة الثلاثاء المنصرم، بين قيادات الاتحاد الوطني الكوردستاني والاطراف المسيحية (حركة بابليون التي يتزعمها القيادي في الحشد الشعبي ريان الكلداني) والعهدة على الراوي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه.  حيث بموجب الاتفاق تم حسم منصب وزير العدل لصالح القيادي في الاتحاد، خالد شواني، بعد منح ضمانات للمسيحيين في بغداد وكركوك والسليمانية مقابل الحصول على المنصب..وأضاف المصدر أيضا، أنه تم التوصل لعدة اتفاقات تخص المكون والاتحاد الوطني الكردستاني، مبيناً أن الاطراف المسيحية كانت تصر على إناطة منصب وزير العدل لمرشح عنهم وهي شقيقة ريان الكلداني. إلا أن قيادات الاتحاد اعطتهم ضمانات للتنازل عن المنصب مشيراً الى ان الضمانات التي اعطاها الاتحاد مقابل التنازل هي، مناصب في بغداد وكركوك والسليمانية، أبرزها معاون محافظ كركوك للشؤون الفنية، ورئاسة مجلس مدينة كركوك"، نقلا عن وكالة أنباء براثا 7/11/2018.

هذا وأعلنت النائبة السابقة عن الاتحاد الوطني الكردستاني، ريزان الشيخ دلير أيضا الأربعاء المنصرم عن موافقة رئيس مجلس الوزراء، عادل عبد المهدي، على منح وزارة العدل في الحكومة المركزية للكرد. كنا (الاكراد) نفاوض كل تلك الفترة من أجل الحصول على وزارة العدل وهي أستحقاق لنا وهذا ما أكده عبدالمهدي الذي اعطى تطمينات وموافقة بذلك وابلغ الكتل السياسية بأن وزارة العدل من حق المكونات غير الشيعية والسنية، نفس المصدر أعلاه (وأب) 7/11/2018.

 

نهج التهميش والمهمشين في الواقع العراقي!!

في البداية تتطلب الضرورة التأكيد على، أن نظام المحاصصة الطائفية والمذهبية المستأصلة  ضمن بنيّة الحكومات العراقية التي تلت تباعا بعد سقوط الطاغية صدام حسين عام 2003 ولحد الان، يعتبر من كبرى الازمات التي تقع وراء فشل جميع الاحزاب العراقية في أدارة النظام السياسي الجديد ضمن العراق الجديد. ولا يمكن اطلاق مرحلة التغييروالاصلاح  والمساواة من دون العودة الى مؤسسات الدولة المدنية والديمقراطية النزيهة .

أما بقدرما يتعلق بخلفية المساومات التي جرت وراء الكواليس  وتجري اليوم علنا بين قيادات شيعية وقيادات ضمن الاتحاد الوطني الكوردستاني في بغداد حول المشاركة ضمن الحكومة التي شكلها السيد عادل عبدالمهدي وعلى حساب الكوتا المخصصة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وحقوقه القومية والوطنية المشروعة هذه المرة، يمكن القول:

اولا: استعداد النظام السياسي العراقي الجديد على أعادة أنتاج أليات التهميش والاقصاء الذي مارسته الانظمة  التي حكمت العراق خلال 98 عام، ذلك وفق قراراعادة تأسيس البنيان السياسي للنظام وتحديث مؤسساته المؤثرة عن طريق توسيع رقعة قاعدته السياسية  وزيادة ادماج المهمشين أبا عن جد من المكونات العرقية العراقية  ضمن الحكومات العراقية الجديدة من خلال تهميشهم والالتفاف على حقوقهم من جديد !!

ثانيا: يعرف المتابع للتطورات السياسية التي جرت في اقليم كوردستان بعد الانتخابات البرلمانية الاول التي جرت بتاريخ 19 مايو/ايار 1992 ، أن الانتخابات أسفرت عن نيل الحزب الديمقراطي الكوردستاني على 51 مقعد من أصل 105 مقاعد في برلمان كوردستان ونيل الاتحاد الوطني الكوردستاني على 49 مقعدا، ونيل الحركة الديمقراطية الاشورية على 4 مقاعد من أصل 5 مقاعد مخصصة لابناء شعبنا الاشوري وحزب الاتحاد المسيحي الكوردستاني على مقعد واحد. علما أن الرئيسين مسعود البارزاني والمرحوم جلال الطالباني كانا مؤسسي الكوتا المخصصة لآبناء شعبنا تحت قبة البرلمان في أربيل.

بينما تأخرت بغداد وأنتظرت أكثر من 18 عام لتعترف اعترافا ضمنيا بالمقاعد الخمسة المخصصة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الاقليم، ولحين تشكيل المحكمة الاتحادية العليا بتاريخ 3/3/2010 ، حينها قررت المحكمة منح  المكون المسيحي حصة الكوتا 5 مقاعد توزع على محافظات بغداد ، نينوى، كركوك، أربيل والسليمانية. علما أنه بعد مجرد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية الاولى التي جاءت بعد الاعتراف، أعدت قائمة بابليون المسيحية نفسها ونجحت في الفوز بمقعدين من أصل 5 مقاعد. بمعني أخر، أذا أستمر الوضع على ما هو عليه الان، ففي الانتخابات القادمة، اي انتخابات عام 2022 سوف نقرأ الفاتحة ليس على الكوتا فقط وانما حتى على حصة شعبنا المشروعة في المشاركة ضمن حكومات بغداد ايضا.

الامر الذي أكده السيد نائيل عوديشو مسؤول علاقات الحركة الديمقراطية الاشورية في دهوك بدوره  خلال تصريحه لشبكة رووداد الاعلامية الكوردية بتاريخ 21/5/ 2018 بقوله:
- تعرضت كوتا المسيحيين للحيف، فقائمة بابليون المقربة إلى هادي العامري، حصلت في الانتخابات السابقة على أربعة آلاف صوت فقط، ولم تحصل على مقعد، لكن عدد أصواتها ارتفع هذه المرة إلى 33 ألفاً، وحسب متابعاتنا فإن 30 ألفاً منها أصوات شيعية.. ويستدل عوديشو لادعائه بالقول: "هناك إحدى عشرة عائلة مسيحية في مركز قضاء تلكيف، لكن قائمة بابليون حصلت على سبعة آلاف صوت هناك"..

ثالثا: وفي أطار الحديث عن الضمانات الممنوحة من قبل قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني للطرف المسيحي، كما جاء في الاتفاق ، أنها تتعلق والمسيحيين القاطنين في بغداد وكركوك والسليمانية فقط وليس العراق كله. أبرزها معاون محافظ كركوك للشؤون الفنية،ورئاسة مجلس مدينة كركوك.
في حين يعرف المتابع لجوهرهذه المناقشات، أن الاتفاق جرى من دون علم بقية الاطراف الاساسية في الاقليم كالحزب الديمقراطي الكوردستاني والقيادات التابعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وعلى رأسها قائمة وحدتنا القومية.  لذلك تم أستثناء محافظتي أربيل ودهوك من خارطة الضمانات الممنوحة رغم ان المحافظتين تعتبران المركز الرئيسي لديمومة وجود أبناء شعبنا التاريخي في ا

142
تحالف الاتحاد القومي يعلن ميلاد فجر برلماني  جديد !!
أوشــانا نيســان
قبل الولوج في الحديث عن مدى أهمية النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية التي جرت في أقليم كوردستان – العراق بتاريخ 30 سبتمبر/ ايلول الماضي، أود أن أهنئ جميع القيادات السياسية والرفاق ضمن تنظيمات الاحزاب والمنظمات السياسية التي شاركت الانتخابات وعلى رأسها تلك التي نحجت وللمرة الاولى في توحيد قرارها القومي- الوطني من أجل وحدة هذا الشعب المعاني ضمن قائمة تحالف الوحدة القومية.  القائمة التي فازت فوزا ساحقا وحصلت على ثلاثة مقاعد برلمانية تحت قبة برلمان الاقليم من أصل خمسة مقاعد أو الكوتا المخصصة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري منذ عام 1992. أملين أن تنجح كتلتنا البرلمانية الجديدة في طي ملف الخلافات والانقسام البغيض وتبدأ في الحال، في أطلاق مرحلة جديدة من التلاحم والتقارب لعلها تفلح في اعادة الثقة بين المواطنين ومن ينوب عنهم في السلطات التشريعية ولاسيما بعد نجاح حفنة من البرلمانيين التقليديين في تحويل المؤسسة التشريعية الى حلبة للصراعات الحزبية الضيقة.
بالعودة الى مضمون المقال سننشر أدناه النتائج النهائية التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في اقليم كوردستان بتاريخ 21 تشرين الاول 2018 وتحديدا ما يتعلق بأسماء أعضاء البرلمان الجدد من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في برلمان أقليم كوردستان حيث جاءت النتائج كالاتي:
1- قائمة الرافدين، مقعد واحد، فريد يعقوب إيليا كوركيس/ 897 صوت
2- المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، مقعد واحد، كلارا عوديشو يعقوب كوركيس/687
3- تحالف الاتحاد القومي، ثلاثة مقاعد
- روميو حزيران نيسان هكاري/ 3252 صوت
- جنان جبار بويا شابو/1599 صوت
- روبينة أويملك عزيز مملوك/ 815 صوت
المجموع الكلي/ 7250 صوت.
فجر جديد !!
المتابع لما حدث ويحدث بانتظام تحت قبة برلمان كوردستان- العراق منذ عام 1992 أولا ثم برلمان بغداد بعد الاطاحة بالطاغية صدام حسين عام 2003 وتحديدا منذ الانتخابات البرلمانية الاولى عام 2005 ثانيا ، لا ينتابه غير المزيد من اليأس والصدمة بسبب الوجود الصامت للاكثرية من برلمانيي  أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وحرصهم الواضح على أعلاء شأن الاحزاب السياسية على حساب أجندة حقوق ومصالح هذا الشعب الابي.
حيث نادرا ما سمعنا نقاشا أو سجالا حادا وقع تحت سقف برلمان الاقليم أو حتى في بغداد حول الخروقات أو التجاوزات التي  صدعوا رؤوسنا باكراهات الحكومة وتناقضاتها منذ عقود. هذه الظاهرة التي يمكن أعتبارها سببا أساسيا وراء هذا الانخفاض المخيف في أعداد المصوتين لقوائم أبناء شعبنا في اقليم كوردستان.
والدليل على صحة تحليلنا للفكر القومي - الحزبي المهيمن تحت سقف البرلمانيين، سنعيد نشرنص التهنئة التي كتبها البرلماني السابق السيد جوني يعقوب على صدر صفحته أو حسابه على الفيسبوك الى النائب الجديد السيد فريد يعقوب بمناسبة فوزه في الانتخابات الاخيرة:
 " اتقدم لقائمة الرافدين وللرفيق فريد يعقوب فوزه بمقعد في برلمان الاقليم بالتهنئة  واتمنى له ان يكون اهلا للمسؤولية ولتمثيل شعبنا وزوعا في السلطة ويدافع عن الحقوق والقضية. انه مقعد واحد ولكن بارادة شعبنا الحرة وقراره المستقل"، أنتهى الاقتباس.
حيث يمكن للقارئ الكريم والمهتم بوجود ومستقبل شعبه، أن يقرأ الاتي والمستور وراء مجرد 33 مفردة من المفردات التي سطرها النائب الذي قضى أربع سنوات في برلمان الاقليم بالاضافة الى دوره وموقعه كنائب السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا):
- غياب أو محاولة تغيب روح العمل الجماعي وروح الفريق والتواصل قصدا مع بقية ممثلي أبناء شعبنا تحت سقف البرلمان، رغم أيجابيات نتائج مرحلة الانتخابات النيابية الجديدة بأعتبارها مرحلة تبشر بامال وطموحات يمكن استغلالها بهدف تحقيق ما تبقى من الحقوق والاهداف القومية الوطنية داخل وطن الاباء والاجداد. أذ يفترض بممثلي شعبنا الخمسة أن يكونا قلبا واحدا وأجندة واحدة كمقدمة لاطلاق مرحلة جديدة من التغيير ليس فقط تحت سقف البرلمان وأنما خارجه أيضا.
- عدم الاشارة الى ضرورة التفاهم والتوحد حول البنود أو الاولويات المشتركة  الانية والمستقبلية الواجب تثبيتها على أجندة النواب الخمسة الجدد. بمعنى أخر أصرارالنائب السابق على تبليغ  نائب زوعا الجديد على ضرورة الاستمرارفي نهج الانفراد بالقرار القومي رغم أيجابيات وحدة صفوف الفراكسيون الذي يمثل وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري 
- " انه مقعد واحد ولكن بارادة شعبنا الحرة وقراره المستقل"، يكتب السيد النائب السابق ويحث النائب الجديد والقدير فريد يعقوب أيليا، ليعمل منفردا ويقاطع أجندة التحالف القومي والوطني الموحد قدر الامكان. 
أما نقطة التحول والاهم التي أقرأها خلف سطور النائب السابق تكمن بأعتقادي، في ضرورة كشف المستور في مراجعات نواب شعبنا خلال 26 سنة. لان المرحلة هذه تبشر بالمزيد من الخيرويعلق عليها الامال بالاستفادة من التجربة البرلمانية لرئيس قائمة تحالف الاتحاد القومي النائب روميو هكاري بعدما حصل على 3252 صوت من أصل 7249 صوت للمقاعد الخمسة أو الكوتا المخصصة لابناء شعبنا.
وفي الختام يجب التأكيد على أهمية بروز نجم خمسة نواب جدد وفي طليعتهم النائب فريد يعقوب أيليا، حيث بامكانهم اطلاق مرحلة جديدة وفي طليعتها:
- التسامي فوق تخوم الخلافات والصراعات المفبركة عمدا بين الاحزاب والمنظمات التابعة لشعبنا بهدف تمثيل شعبنا المضطهد تمثيلا عادلا ونزيها
- مد اليد الى الغيارى في جميع الاحزاب والمنظمات السياسية والثقافية وحتى الفكرية التابعة لشعبنا وتحديدا النخب القادرة على تقديم مشاريع سياسية ناضجة من شأنها أن تكون أساسا للبنود والفقرات التي يشرعها البرلمان في سبيل تثبيتها ضمن دستور البلد
- الاسراع في تشكيل المرجعية التي بموجبها يمكن لنا تصحيح المسيرة وبالتالي الاسراع في " توحید بنود أجندة‌ مهماتنا وأولوياتنا القومية فی البرلمان وحاجة شعبنا الی وحدة‌ الصفوف والكلمة والراي ، علی الاقل بالنسبة للاحزاب التي يقدر لها الفوزبالمقاعد البرلمانیة الخمسة‌ والمخصصة لابناء شعبنا الكلدانی السریانی الاشوری فی برلمان اقلیم كوردستان أو برلمان بغداد على حد سواء. لعل الوحدة‌ هذه ستكون بمثابة‌ حجر الزاویه‌ والاساس، تترسخ تحت قبة البرلمانین بهدف التوجه نحو توحيد بقية الصفوف والقدرات والانتماءات الفكرية الجديدة"، مقتبس من المقال الذي نشرته على صدر موقع عنكاوا الالكتروني تحت عنوان " مشروع برلماني لتحويل الهزيمة في الانتخابات الى نصر دائم" بتاريخ 29 سبتمبر/ايلول 2018.
 

143
هل تنجح الحركة الانقاذية في أنقاذ الاتحاد الاشوري العالمي ؟؟

أوشــانا نيســـان
اخيرا طفح كيل الاكثرية  في قيادة الاتحاد الاشوري العالمي وقررت اعلان حركة تصحيحية من خلال تشكيل جبهة الانقاذ في طليعة مهماتها، تجديد وتفعيل  دورالاتحاد ولجم تحركات راس الهرم التنفيذي وحفنة من مؤيديه التقليديين في أمريكا في قيادة الاتحاد من خلال تشكيل الحركة الانقاذية لآنقاذ ما تبقى من دور وهيبة الاتحاد الاشوري العالمي  وتقويم مساره قبل فوات الاوان.
الغريب في الامر كله، أن الازمة السياسية التي تفجرت ضمن قيادة الاتحاد الاشوري العالمي أثر الاجتماع غير العادي الذي عقد بعجالة  في بيروت أيلول المنصرم، تتفق الازمة تماما مع مخرجات ونتائج الانتخابات الاخيرة التي جرت في الاقليم بتاريخ 30 أيلول/ سبتمبر المنصرم.
حيث بدأ الشعب ينتظر وللمرة الاولى مرحلة جديدة في تاريخ مسيرتنا القومية داخل الوطن، قد تختلف عن جميع المراحل السابقة لابسبب المستجدات السياسية التي طرأت على المشهد السياسي في العراق عراق ما بعد الدكتاتورية، بل بسبب التغييرات الجذرية التي طرأت وستطرأ لا محالة على المشهد السياسي القومي وفق النتائج الاخيرة للانتخابات في الاقليم الكوردستاني. 
أذ للحق يقال أن الازمة السياسية والفكرية المعقدة التي المت بقيادة الاتحاد الاشوري العالمي في اجتماعه غير العادي جاءت نتيجة عاملين لا ثالث لهما:
أولهما: خروج عجلة قيادة الاتحاد الاشوري العالمي عن سكتها الحقيقية والمرسوم لها منذ ما يقارب من نصف قرن، أثر أندفاع قيادة الاتحاد وراء مصالح الدول والشعوب التي أستغلتنا حد الجشع وفي طليعتها النظم السياسية في كل من العراق وسوريا واليوم أيران وذلك على حساب مصلحة شعبنا الاشوري وحقوقه المشروعة. والدليل على صحة قولنا هذا، الاجتماع الذي جرى في بيروت تحت عنوان مؤتمر الاتحاد الاشوري العالمي رغم عدم تكامل نصاب الحضور المنصوص عليه في النظام ولم يخرج المؤتمر أوالاجتماع عن صمته ويصدر بيانا حول مجريات الاجتماع ونتائجه حتى يومنا هذا.
ثانيهما: بسبب دور والصلاحيات الممنوحة لشخص السكرتير العام للاتحاد الاشوري العالمي خلال ما يقارب من نصف قرن متواصل بما فيها الأتصالات غير الدستورية للسكرتير العام مع الجهات أو القيادات  الحزبية القريبة أو المندمجة  مع نهجه وجوهرالصلاحيات غير المحدودة الممنوحة له في توظيف عمل الاتحاد الاشوري العالمي ضمن أجنداته الشخصية وعلاقاته الفردية وحتى العشائرية. عليه يمكن القول، أن الهيئة التنفيذية فشلت للاسف الشديد خلال سنوات من عقد مؤتمرها 29 وانتخاب هيئة تنفيذية جديدة وقديرة بتحمل مسؤولياتها القومية بجدارة في سياق هذه المرحلة المصيرية التي يمر بها العراق والعالم كله. 
أذ على سبيل المثال لا الحصر تم حصرألية تعامل قيادة الاتحاد الاشوري العالمي في الولايات المتحدة الامريكية خلال العقود الثلاثة الاخيرة فقط مع قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية وشخص السيد كنا وحده في العراق من خلال تهميش بقية القيادات الحزبية والسياسية لاسباب أهم ما يقال عنها أنها عشائرية وقرابية صرفة.
اليوم وبعد جل هذه المستجدات السياسية "الايجابية" التي طرأت في عراق مابعد قرن من الدكتاتورية  عامة والاقليم الكوردستاني على وجه الخصوص، أن شعبنا الاشوري بجميع تسمياته وقياداته الحزبية وتنظيماته السياسية والثقافية والفكرية، ينتظر من قيادة الحركة الانقاذية في الاتحاد الاشوري العالمي الاسراع في أعادة مسيرة الحركة التصحيحية في قيادة الاتحاد صوب نهجها الحقيقي والثابت وهو خدمة شعبنا الاشوري في جميع بلدان الشرق الاوسط وفي العراق الجديد أرض الاباء والاجداد على وجه الخصوص، لتفلح القيادة السياسية الجديدة للاتحاد الاشوري العالمي على الفوز بقيادة أدارة الازمات وسبل التعامل معها ومواجهتها بالشكل الصحيح. 
علما أن المخلصين من أبناء شعبنا الاشوري وحراجة المرحلة السياسية التي نمر بها تنتظر من الحركة الانقاذية الكثيرالكثير وفي مقدمتها:
1- اعادة مسيرة قيادة الاتحاد الاشوري العالمي الى سكتها القومية الصحيحة من جديد في سبيل تحقيق حقوق وطموحات شعبنا المضطهد على أرض الاباء والاجداد وذلك من خلال:
أ- اكمال جميع الاستعدادت الكفيلة بانجاز مؤتمرقومي موحد وناجح يعيد جميع الفروع والقيادات المتمردة على نهج السكرتير العام الحالي الى مكانها الصحيح ، وذلك من خلال أطلاق حركة تصحيحية تعيد المياه الى مجاريها
ب- تحديد صلاحيات السكرتير العام القادم للاتحاد الاشوري العالمي وتشديد دور الهيئة التنفيذية في مراقبة عمله وصلاحياته
ج- تشكيل لجنة من المستشارين والمختصين بشؤون شعبنا ومستقبل وجوده وحقوقه داخل الوطن بهدف الاستشارة وطلب البدائل والطروحات التي تتفق وأجندة الاتحاد كتنظيم جامع وموجه
د- تثبيت حيادية القيادة السياسية للاتحاد الاشوري العالمي من جديد، من خلال مد يد التعاون والتعامل مع جميع القيادات الحزبية والسياسية وحتى المستقلة من دون تمييز، بهدف تثبيت واعادة صياغة مفردات العمل القومي المشترك وتصحيح مسيرة بعض القيادات الحزبية " المنحرفة" على أساس الامن القومي الاشوري والوطني الديمقراطي وفق رؤية سياسية عصرية تحقق المشاركة الفعلية بين جميع أعضاء القيادة والمهتمين
2- اعادة صياغة الاولويات والمهمات القومية والوطنية وحتى العالمية المثبتة على أجندة الاتحاد الاشوري العالمي بالشكل الذي يتجاوز الشرخ الفاصل بين الداخل والخارج
3- تثبيت المهمات حسب الاهمية والمراحل وعلى رأسها تحديد المهمات الانية المتعلقة بالهوية والانتماء ثم الاعلان عن جوهر مهماتنا المستقبلية – الاستراتيجية وكالاتي:
- المطالبة بالحكم الذاتي في سهل نينوى
- المطالبة بتنفيذ قرار المجلس الوزاري في عام 2014 والقاضي في تشكيل محافظة للمسيحين في سهل نينوى تحت أسم محافظة سهل نينوى
- المطالبة بأقليم او فيدرالية في سهل نينوى طبقا للمادة  119 من الدستورالوطني العراقي، بهدف تشكيل منطقة امنة بين اربيل وبغداد. هذا وبالاضافة الى ضرورة حل قضية المكونات العرقية العراقية الاصيلة وعلى رأسها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن العراق الجديد
4- تشكيل لوبي قومي فاعل بموجبه يمكن الاستفادة من جميع القدرات العلمية والفكرية التابعة لابناء شعبنا في جميع دول الاغتراب
5- تأسيس ذراع قومي ووطني "فعال"  للاتحاد الاشوري العالمي داخل الوطن في كل من أربيل وبغداد بموجبهما يمكن لقيادة الاتحاد اعادة صياغة البعد القومي والايديولوجي ضمن الاستراتيجية المتعلقة بنهج الاتحاد الاشوري العالمي وعلى المدى الاني والمستقبلي

144
مشروع برلماني لتحویل الهزیمه‌ في الانتخابات الى نصردائم !!

أوشانا نیسان
لم یبق ألا ساعات معدودة وشعبنا فی اقلیم كوردستان سیتوجه نحو صنادیق الاقتراع فی سبیل أقتراع نواب شعبنا فی برلمان الاقلیم ، وحجز الكوتا أو المقاعد الخمسة المخصصة ڵابناء شعبنا الكلدانی السریانی الاشوری من أصل 111 مقعد.  حیث طبقا لما یلاحظه المتابع للحملات الانتخابیه‌ المستعرة بين أحزابنا ومنطماتنا السیاسیه‌ یعرف جیدا، عن هول التشرذم وسنديان الانقسام القومي ضمن بنود الفقرات المزنره‌ علی اجندة كل تنظيم أو حركة أو حزب من أحزاب شعبنا ، تحدیدا ما یتعلق بمسألة الانتماء الوطنی الی بغداد أو اربیل أو بالاحری الانتماء الی العراق الجدید. رغم أن القاصی والدانی یعرف ، أن جمیع  الاحتمالات واردة‌ بخصوص حسم الانتخابات فی اللعبه‌ الدیمقراطیه‌. ولكن الاهم باعتقادی یكمن فی ضرورة العودة‌ الی أحضان الشعب بأعتباره المرجعیة‌ الشرعیة‌ لمسیرتنا القومیه‌ - الوطنیه‌ ولاسيما خلال هذه المراحل العصیبه‌ والمصیریه‌ من قضيتنا القومية أولا وألاعتراف علنا أن الهزیمة‌ والنصر لا یرتبطان بأنجازات حزب معین أی حزب كان أو مرحلة‌ معینة‌ بقدر ارتباطهما بحالة یصنعها الانسان أو السیاسی ثانیا.
قبل الولوج فی الخلفیات التاریخیة والحقیقیة وراء هذا التشرذم وعلی رأسها محاولات الاستفراد بالقرار القومی لمسیرتنا الوطنیة، علینا أن نشدد علی ضرورة‌ توحید بنود أجندة‌ مهماتنا القومیة‌ فی البرلمان وحاجة شعبنا الی وحدة‌ الصفوف والكلمة، علی الاقل بالنسبة للاحزاب التي يقدر لها الفوزبالمقاعد البرلمانیة الخمسة‌ والمخصصة لابناء شعبنا الكلدانی السریانی الاشوری فی برلمان اقلیم كوردستان أو برلمان بغداد. لعل الوحدة‌ هذه ستكون بمثابة‌ حجر الزاویه‌ والاساس، تترسخ تحت قبة البرلمانین بهدف التوجه نحو توحید بقية الصفوف والقدرات والانتماءات الفكریة  والایدیولوجیة لشعبنا داخل العراق الجدید.

وفی أعقاب الفشل أو الهزیمة التی أصابت القوائم الحقيقية التابعه‌ ڵابناء شعبنا، أثر دخول الاكثریه‌ الشیعیه‌ للمرة الاولی وعلی راسها قائمة حركة بابلیون الشیعیة‌ حملة‌‌ الانتخابات البرلمانیة‌ الاخیرة فی بغداد، وأكتساحها لنصف المقاعد  البرلمانیة المخصصة لابناء شعبنا فی الاقلیم منذ عام 1992، فأنه یجب أن نعمل بأخلاص فی سبیل تحویل الفشل الی مشروع وحدوی ناجح، قد ینجح مع الزمن فی وقف نزیف التشرذم والهذیان الذی یعانی منه ضمیرشعبنا الابی. ذلك من خلال تغییر النهج  وألیه‌ التعامل مع مستجدات المشهد السیاسی ومخرجات الانتخابات البرلمانية التي تجري بعد ساعات وذلك على مرحلتين الانيّة والمستقبلية:

المرحلة الانية: يفترض بالمقترع من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري أن يكون مدركا لقيمة صوته الانتخابي ومتصديا لمراوغة المرشح والاكاذيب التي استمرت لما يقارب من 30 سنة خلت.  بحيث تكون الوحدة الحقيقية وعدد الاحزاب المشاركة في القائمة الواحدة، معيارا حقيقيا للاختيار. لأن الاستمرار في قرار الانفراد بقائمة الحزب الواحد يوسع الانقسام في صفوف الشعب ويؤدي الى تراجع ثقة المواطن في القيادات والاحزاب السياسية.
أذ على سبيل المثال ستتنافس أربعة قوائم رئيسية لاحزاب شعبنا ضمن الانتخابات البرلمانية التي تجري في الاقليم بعد ساعات وكالاتي:
- القائمة الديمقراطية المسيحية ( 317) أعدتها " حركة التغيير" التي أسسها المرحوم نوشيروان مصطفى.
- قائمة الرافدين (306) تابعة للحركة الديمقراطية الاشورية وسكرتيرها يونادم يوسف كنا
- قائمة تحالف الوحدة القومية (368) وتتضمن أربعة أحزاب وتنظيمات تابعة لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ورئيسها روميو هكاري
- قائمة مجلس الشعب الكلداني السرياني الاشوري( 344) تابعة للمجلس الشعبي ورئيسها جميل زيتو
أذ طبقا لهذه الحقائق المثبتة أعلاه ودورالقيادات الحزبية المتنفذة ونتائج نزعاتها الانقسامية خلال 26 سنة خلت، أن الاوان أن يتجرأ المقترع القومي الجرئ على الاقل هذه المرة، في غلق ملف الحزبية والانتماءات الطائفية والعشائرية والعلاقات التقليدية والمذهبية، رفقا بما تبقى من أبناء هذا الشعب الابي داخل الوطن، ويصّوت للقائمة التي تتضمن أربعة تنظيمات لمختلف تسميات أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
المرحلة المستقبلية:
وهي الاهم في التخطيط وتحديد الاهداف الرئيسية لمسيرة شعبنا في جميع المراحل السياسية وفي مقدمتها:
1- تفعیل دور الشعب ضمن القرارات المصیریه‌ بأعتباره المرجعیة الحقیقیة لجمیع الاحزاب والمنظمات السیاسیه‌ والثقافیه‌ التابعة ڵابناء شعبنا الكلدانی السریانی الاشوری.
أذ علی سبیل المثال لا الحصر، ان غیاب المرجعیة التی يمكن وصفها بخارطة الطريق لنقل الامة والشعب الی برالامان، كان سببا رئيسيا وراء التجاوزات والخروقات التی جرت فی وضح النهار ضمن الانتخابات البرلمانیه‌ بتاریخ 12 مایو 2018.
الملفت للنظر ضمن الانتخابات الاخیره‌ هو ألازدیاد المفاجئ فی نسبه‌ المواطنین المسیحیین المشاركین فی الانتخابات التی جرت فی بغداد.  حیث عملیا تعودنا أن نقرأ العدید من البیانات والاحصاءات غیر الرسمیه‌ التی تنشرها هذه الجهات الحزبیه‌ أو تلك القیادات السیاسیه‌ التابعه‌ للاكثریه‌ ووصفها للوجود المسیحی فی العراق، أنه بات فی خطر بعدما تراجعت نسبته كثیرا بعد سقوط الطاغیه‌ صدام حسین عام 2003 . بحیث لم یبق أكثرمن ربع ملیون مسیحی فی العراق بعدما كان عددهم أكثر من ملیونی مواطن مسیحی حتی السقوط. هذه الكذبه‌ التی صدقها الجمیع بمن فیهم الزعامات الدینیه‌ لكنائسنا وعلی راسها غبطه‌ البطریرك الكاردینال مار لویس روفائیل الاول ساكو. حیث حسابیا لو رجعنا الی النتائج النهائیة للانتخابات النیابیة الاخیرة التی جرت فی بغداد قیاسا مع عدد مسیحیی العراق والبالغ عددهم أقل من 250 ألف شخص طبقا لوسائل الاعلام المركزیه‌ للاحزاب والمۆسسات الحكومیه‌ یطرح التساۆل الاتی نفسه:
كیف نجحت 8 قوائم " مسيحية"‌ شاركت فی الانتخابات أن تحصد فجأه‌ 109634 صوت مسیحی من أصل ربع ملیون مواطن مسیحی في العراق ؟ هذه الكذبة التی تۆكد أمران لا ثالث لهما:
أولهما: أما الانتخابات التی صرف علیها ما یقارب من 4 ملیار دولار كانت فعلا انتخابات مزوره‌ وغیر نزیهه‌.
ثانيهما: أن النخبه‌ السیاسیه‌ العراقیه‌ فی العراق الجدید تخطط وعن قناعة فی القضاء علی التعددیه‌ وتحاول عمدا اخلاء العراق من سكانه الاصلیین وهم أبناء شعبنا الكلدانی السریانی الاشوری‌.
أما الحل الجذری لتشكیل المرجعیة المۆمله‌ باعتقادی یكمن فی:
أ- تشكیل هیئه‌ قیادیه‌ علیا " المرجعیة" وأخری أستشاریه‌ مساعدة لها‌ فی سبیل قیاده‌ المسیره‌ الی برالامان . تتضمن المرجعية جمیع زعماء كنائسنا المقدسه‌ وتحدیدا " البطاركة " من دون تمییز الی جانب الشخص الاول في قيادة كل حزب أو تنظيم سياسي أو مركز ثقافي أو مدني معتبر‌ بغض النظرعن الحجم أوالوزن علی الاقل فی الوقت الراهن.
ب- تستمرمهمة المرجعية من بعد التأسيس لمدة سنة ، سنتان أو ثلاث وحسب الحاجة بهدف وقف الخلط بين السياسة والدين
ج- منح " المرجعیه "‌ صلاحیات سیادیه‌ وأستثنائیه‌ نافذه‌ بهدف الاسراع فی بناء نظام التخطيط وألاصلاح، بالتالی تطویر ألیات توحید مسیرتنا القومیه‌ والوطنیه‌ داخل الوطن وخارجه لتتفق مع روح العصر ومتطلبات الواقع الذی یتمیز بالتغییر السریع والتطور المستمر.
فی طلیعه‌ الاولويات المثبتة على أجندة المرجعیة:
أ- استلام زمام الامور القیادیه‌ فی قیادة مسیرتنا القومیة والوطنیة ضمن هذه المرحله‌
ب- أنشاء مركز الدراسات والبحوث التاریخیه‌ والاستراتیجیه‌ بهدف دراسه‌ جمیع المسائل المعقده‌ ومناقشتها  بالتالي تقدیم الطروحات والبدائل المقبوله‌ على طاولة المرجعية وفی مقدمتها:
- مسأله‌ التسمیه‌ وتعقیداتها
- رص صفوف العمل القومی السیاسی وتوحيد الكلمة والاجندات
- تحدید المهمات المرحلیة والمستقبلية وتثبيت الاولویات علی أجنده‌ نضالنا القومی وفق المراحل
- تشجیع القیادی النزیه والموحد والاستفادة من خبراته وتجاربه
- وقف دعم وتشجیع القیادی المصاب بلوثه‌ الكرسی والعداء والغرور
- تاسيس صندوق للدعم والتبرعات ومراقبة المدخولات والمصروفات من خلال مراقبة ميزانية العمل القومي داخل الوطن وخارجه
- أجبارالقيادات الحزبية على المزيد من الشفافية والكشف عن مصادر الاموال والممتلكات
- اقامة مركز لتدريب ودعم القيادات الشابة وتحفيزها للانخراط في صفوف العمل السياسي - القومي

2- ڵاجل وقف الاتهامات والشبهات المثاره‌ حول زعامات كنائسنا المقدسه‌ یفترض  وقف الاجتهادات الشخصیه‌ لهذا البطریرك او ذاك الزعیم الدینی.
أذ علی سبیل المثال حدث سوء تفاهم علی ما یبدوا فی دعوة غبطه‌ البطریرك الكاردینال مار لویس روفائیل ساكو والبرلمانی الجدید عمانوئیل خوشابا. صحیح أن دعوة غبطة الكاردینال دعوة انسانیه‌ ووحدویه‌ ولكنها كانت تفتقرالی استعدادات أخرى وفی طلیعتها:
أ- ان الكتلة التی ینتظرها غبطة البطریرك مارساكو ونعتها ب" كتلة‌ الاقلیات " هي فعلا فكرة‌ ناجحة ومطلوبة ولكنها تسبق الاستعدادات التی یجب توفرها من خلال تشكیل كتلتنا القومیة – الوطنیة أی المسیحیة‌ فی البرلمانین بغداد وأربیل، قبل الطلب من بقیه‌ المكونات كالصابئة والايزيدين الی الانظمام  والعمل ضمن " كتلة الاقلیات" حسب وصف غبطه‌ الكاردینال.
ب- "حضر اللقاء المطرانين  مار شليمون وردوني ومار باسيليوس يلدو، ومسستشارو البطريركية ورئيس فرع بغداد للرابطة الكلدانية ". بمعنى أخر حصرت الدعوة برجالات الكنيسة الكاثوليكية فقط ولم يتم دعوة زعماء بقية الكنائس.
ج- أنا شخصيا أثق بقدرات وقابليات غبطه‌ البطریرك الكاردینال مار لویس روفائیل الاول ساكو بأعتباره زعيم ديني وروحي قديرومتمكن ، بأمكانه أن يعمل المستحيل من أجل توحيد صفوف هذه الامة الممزقة بعيدا عن كل هذه المناكفات العقيمة لانها اصلا نقيض الحوار الوحدوي المفيد والمنتظر.

145
منتحلوا الكلدانية نذير خطر على وحدتنا القومية!!

أوشــانا نيســان
" القومية الكلدانية وهي نفسها الاشورية وهي عينها السريانية، شعب وأمة كلدانية سريانية أشورية، أمتداد تاريخي واحد، ولغة واحدة وحضارة واحدة . نحن كلدانيون بفخر،  أشوريون ونعتز، سريان والنعم. كلدان أشوريون سريان وشعب واحد منذ البدأ وعلى مر الزمان". هذه الحقيقة التي سجلها السيد أنو جوهر ونشرها بالامس ردا على تخرصات السيد فاروق اكووأسمه الحقيقي ( المهندس فاروق يوسف خيا) وهو عضو الاتحاد الكلداني العالمي وعضو الاتحاد العالمي للادباء والكتاب الكلدان، بحق السيد روميو هكاري وهو مرشح لانتخابات البرلمان في أربيل ورئيس قائمة تحالف الوحدة القومية والسكرتير العام لحزب بيت نهرين الديمقراطي.
قبل الحديث عن ايجابيات قائمة تحالف الوحدة القومية بأعتبارها أول قائمة تضم أربع قيادات حزبية ووطنية بأمتياز، يجب الاشارة الى دور السياسي المثقف أنو جوهر وأصراره الواضح في ترسيخ دعائم السلام والتعايش الاخوي بين جميع الشعوب والمكونات العرقية والمذهبية التي تتخذ من الاقليم موطنا لها ولاجيالها القادمة. هذا الدورالوطني والانساني الذي تشهد له قيادة حزبه الحزب الديمقراطي الكوردستاني وعلى نشاطه وعمله الدؤوب في سبيل تحويل عاصمة الاقليم " أربائيللو" بأعتباره أبن أربيل الى موطن الاباء والاجداد من جديد. هذا وبالاضافة الى استعداده الواضح في قبول دور الضحية دوما وأنا شخصيا أشكره على هذه المواقف الفريدة من نوعها في هذا الزمن السياسي الردئ. حيث لم يتوان في اضافة مكون جديد في أنتاج القيادات السياسية المثقفة في الاقليم الكوردستاني، والتي تحمل أجندة التغيير وتطمح علنا الى تغييرالنخب السياسية التقليدية  وتحديدا بين صفوف أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، تلك التي لا تطمح سوى الى كرسي الرئاسة والمجد والامتيازات.
وبالعودة الى جوهر الموضوع وأوهام ومغالطات السيد فاروق أكو حين يرد على قائمة تحالف الوحدة القومية يقول أن " شعبنا يدرك تماما انها قائمة وحدة تحالف المصالح الشخصية. عار على الكلداني ان يجلس مع المتعصب الاشوري روميو هكاري، وعار على من يمتلك ذرة من الوطنية ان يجلس مع روميو هكاري البوق الاكبروالداعي لتقسيم وحدة اراضي العراق. مصالحكم الشخصية اهم من كل القييم والمبادئ"، أنتهى رد السيد فاروق أكو.
ولتفادي المس بقدسية الاخوة العرقية والمذهبية وحتى وحدة الدم التي تربط بين جميع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، قررنا البحث في خلفية عضو الاتحاد العالمي للادباء والكتاب الكلدان السيد فاروق يوسف خيا وتداعيات دوره في تأزيم المشهد القومي والمذهبي بين أبناء شعبنا في سان دييغو/ أمريكا قبل الرد. حيث يبدوا أنه كان ولايزال المحرك الرئيسي والمؤجج المشاغب لكل ما جرى بين رجالات الكنيسة الكلدانية في سان دييغو والبطريرك مارساكو. أدناه نص ما كتبه تحت صورة البطريرك مارساكو وهو في مقابلة تلفزيونية في تركيا بتاريخ 12 حزيران 2015:
" هل حقا هذا الرجل المدني ( الأفندي ) هو بطريرك الكنيسة الكلدانية ؟؟
أم رجلا يشبهه وأراد تقليده ..ولكنه نسى أن يضع الصليب ويلبس (قله ) ليوحي بأنه رجل دين".
 هذا وبالاضافة الى ما نشرالسيد فاروق على موقع عنكاوا كوم الالكتروني بتاريخ 14 شباط 2013 عندما بلغت الازمة بين البطريرك مارساكو وجمعية ماركوركيس الكلدانية في سان دييغو أوجها وهذا نصها:
" نطلب منك لانك الاب الصالح ... وخصوصا في هذا الوقت لما تتعرض له  امتنا الكلدانية وابنائها من هجمة شرسة  كما ذكرت من قبل الأحزاب الأشورية لمحو الاسم القومي الكلداني الجميل  من كل مكان ..في  محاولات يائسة لالغاء القومية الكلدانية من دستور الدولة العراقية  ,.. كما حصل في دستور اقليم كردستان والتي تصدى لها ابناء هذه الامة الغيارى وفضح غاياتها الاقصائية الشريرة .واختراعهم لقومية لا مثيل لها لا في التاريخ القديم ولا الحديث وانت بنفسك يا سيادة البطريرك غير راضي عنها وهذا ما صرحت به من قبل. ناهيك عن أسؤ مشروع تتعرض له المسيحية في العراق والذي يحاك لنا  من قبل الاشوريين  الا وهو المحافظة المسيحية والذي اسميته سيادتك ( بالقفص ) ظنا منهم  انهم سيحققون احلامهم  المريضة بانشاء اقليم اشورعلى حساب ابناءك الكلدان، أنتهى الاقتباس.

هذا هو غيض من فيض تطاول هذا المهندس المتمرد على بطريرك الكلدان في العراق والعالم كله مارلويس روفائيل ساكو، أما بقدر ما يتعلق بأخواننا الكلدان في بلدان الاغتراب وداخل الوطن فحدث ولا حرج . أدناه نعيد نشر نص مقتطف من الرسالة التي كتبها السيد سامي كوركيس الى السيد فاروق يوسف خيا بتاريخ  0/ 10/ 2012:
" مرحبا فاروق أنت تعتبر أن رستم وجماعته قد أفلسوا أمام أسود الكلدان...دعنا نسلم لهذا الامر ولكن، هل أنتم ستقيمون أقليم فدرالي للكلدان في أمريكا أم أنكم ستقيمون حكما ذاتيا للكلدان في سانتياكو مثلا. أن أصل الكلدان هو في بلاد الرافدين في أرض بابل وأنتم هجرتم ارضكم الام التي انتجت أولى الحضارات في البشرية، فكيف سيصدقكم من تدعوهم للكلدانية وأنتم هجرتم أرضكم وتاريخكم ووطنكم دون سبب؟ أنتباه دون سبب!! أما الاسباب المخترعة فلا داعي لمناقشتها لانكم هجرتم ارضكم لسبب واحد فقط...وهوالحياة الافضل في أمريكا... ولم تفكروا في صناعة الحياة الافضل في الارض الكلدانية التي (كانت) الحياة فيها الافضل دائما... تحياتي لكم ولكل الكلدان ووصيتي لكم أن تنتبهوا الى صوت الطبل الذي يكون ممتعا من بعيد ودوشتة عظيمة من قريب"
وفي الختام لابد لنا من ألتأكيد من جديد على حقيقة ساطعة ألا وهي، حاجة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، على ضرورة الاسراع في خلق جميع الاجواء المناسبة لآخصاب بذور وحدتنا القومية في ثرى وادي الرافدين اليوم قبل الغد وقبل فوات الاوان. وأن قائمة تحالف وحدتنا القومية تلك التي صاغها السيد هكاري مهندس وحدة هذا الشعب في مشروع دستور كوردستان، كما يكتب السيد أنو،هي القائمة المطلوبة بالذات من قبل كل مهتم وحريص على ضرورة تشريع وتثبيت حقوق شعبه فوق تراب أرض الاباء والاجداد. لآنها القائمة الوحيدة التي تسامت فوق تخوم جميع الخلافات العرقية والمذهبية المصطنعة عمدا بين  صفوف أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. علما ان السيد روميو هكاري لا يمثل ولم يجاهريوما بوجهات نظره الشخصية بقدرما ناضل ويناضل في سبيل تحقيق طموحات شعبه ووطنه باستمرار. لآن الوحدة أو سيادة الدولة العراقية التي تطبل لها يا سيد فاروق أكو وأمثالكم منذ تأسيسها عام 1921، لم تتجرأ يوما في الاعتراف بوجود أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن جميع بنود وفقرات دساتيرها المشرعة في العصرين الملكي والجمهوري على الاطلاق، فلماذا يجب أن نبقى أوفياء وأمناء لدولة أو سلطة لم تعترف بنا ؟
ورأيت مناسبا أن نستعير قول السيد أنوعبدوكا لنختتم مقالنا بقوله السديد ونقول للسيد فاروق وأمثاله " لا تكونوا ملكيا أكثر من الملك" و:
" نحن كلدانيون بفخر،  أشوريون ونعتز، سريان والنعم... كلدان أشوريون سريان وشعب واحد منذ البدأ وعلى مر الزمان".

146

نحو مرجعية بحجم خلافاتنا المذهبية والتسميات!!

أوشـــانا نيســان


كثيرا ما نسمع من يقول، أن الاستعمار البريطاني هو مصدر شقاء مسيحي جميع بلدان الشرق الاوسط عامة ومسيحي العراق بالدرجة الاولى. ذلك بعد أصرار الاستعمارعلى تهميش وجود وحقوق المكونات العراقية الاصلية وعلى رأسها أبناء شعبنا الاشوري الكلداني السرياني. كل ذلك من خلال التركيز على ضرورة ترسيخ حدود الدولة العراقية منذ تشكيلها عام 1921، على تخوم أبار النفط والموارد الطبيعية الموجودة  في باطن الارض وليس وفق العلاقة او الدينامية المتبادلة بين الجغرافيا وتاريخ حضارة وادي الرافدين كما يفترض.
اليوم ورغم مرور ما يقارب من 100 عام على مخاض تشكيل دعائم الدولة العراقية الاولى وتعقيدات النفاق السياسي المستديم، فأن تاريخ العراق بدأ يعيد نفسه بنفس الحوادث ونفس الشخوص ولربما بشكل أقسى وان تغييرت بعض الاسماء والمسارات أو مراحل في النهج السياسي. والفارق الوحيد بين الامس واليوم، هو فشل قياداتنا السياسية والحزبية  داخل الوطن وخارجه في أستغلال دور ووجود الاكثرية من أبناء شعبنا  وتحديدا دور النخبة المثقفة في دول الاغتراب، بهدف تشكيل اللوبي القومي الفاعل والمتمكن على الضغط على مراكز القرارات السياسية في العالم واجبارها على فهم قضيتنا القومية والوطنية العادلة والمشروعة داخل العراق الجديد عراق ما بعد قرن من الدكتاتورية قبل فوات الاوان.

أين يكمن الخلل؟؟

تأتي عملية تحديد الهدف وأختيار الوقت المناسب للتنفيذ في طليعة العناصر التي يتشكل منها المنهج السياسي أو النضال القومي الناجح. ومن الواقع هذا يجب الاعتراف علنا، أن الخلل المتوارث ضمن مسيرتنا القومية النضالية لا يمكن حصره ضمن تعقيدات العوامل الخارجية وتداعياتها المستمرة في العراق وعلى راسها، الصراع السياسي المستديم بين الاكثريتين العربية والكوردية أوحتى الانقسام المذهبي وتفاقم حدة الفتنة  بين عرب السنة وعرب الشيعة على السلطة السياسية بعد سقوط الطاغية عام 2003، بل يتجاوز حدود التقليد المسموح به ويلامس الذات الجماعية فيما لو قدر لنا طرح الحلول والبدائل المتاحة لاعادة صياغة أجندة العمل والتوجهات الاساسية وفق نظرة جديدة وعلى رأسها:

1- غياب اجندة سياسية قومية ووطنية واضحة ومتفق على بنودها من قبل الاكثرية من القيادات الحزبية والروحية والسياسية. الاجندة التي بموجبها يمكن لقيادات شعبنا، وضعها على طاولة الدول الكبرى أو مراكز صنع القرارات السياسية في العالم. حيث المعلوم أن العالم في تغيير مستمر وان القرارات التي يتخذها البيت الابيض الامريكي أو الرئيس دونالد ترامب لربما تتعثر في بروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي، رغم أعتبار أمريكا زعيمة العالم. لذلك يجب توحيد الجهود والخطاب والكلمة ونبذ الخلافات الجانبية رغم صغرها في سبيل تحقيق طموحاتنا القومية – الوطنية المشروعة.

2- ضرورة فصل الدين عن العمل الحزبي في سبيل وقف مؤامرات السلطات السياسية في العراق في توظيف الدين المسيحي المقدس ورجالاته في شؤون الحكم والسياسة والمستقبل.

حيث نلاحظ هذه الايام، بروز وجهات نظر مختلفة ولربما متقاطعة بين ما تطرحه غالبية القيادات السياسية للاحزاب والمنظمات التابعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وما تطرحه القيادات الدينية والمرجعيات الروحية لمعظم كنائسنا المقدسة، بأستثناء كلِّ من قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني كريم، وغبطة البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان، وسيادة المطران مار يوحنا بطرس موشي وعدد من الكهنة الذين حضروا مؤتمر بروكسل بتاريخ 28-30 حزيران 2017. 

" ليس من صالح المسيحيين التخندق في تنظيمات أو مليشيات أو الاستقواء بالخارج، فقوتنا من انتمائنا الوطني وانخراطنا في كل مفاصل الحياة، المجتمعية والثقافية والسياسية، كمواطنين أكفاء ومخلصين لبلدهم .. ويضيف .. نحن لسنا مع اقامة منطقة أمنة للمسيحيين في سهل نينوى"، يقول غبطة الكاردينال مارساكو ل (العربي الجديد) بتاريخ 27 أب الجاري . تماما كما وقف قداسة البطريرك ماركوركيس الثالث صليوا بطريرك كنيسة المشرق الاشورية بالضد من مؤتمر بروكسل أثر طلب من الحكومة العراقية من خلال السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية بعد زيارته مع وفد من برلمان بغداد الى بروكسل، بهدف أفشال المؤتمرودعوة  الاتحاد الاوروبي جميع الاحزاب والمنظمات السياسية التابعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري الى بروكسل ، بهدف أيجاد حل دستوري وقانوني مشروع لقضيتنا القومية الوطنية وعلى رأسها تشكيل منطقة أمنة للمسيحيين في سهل نينوى. 

صحيح يفترض بكل مواطن عراقي بغض النظر عن انتماءه القومي او المذهبي أوحتى الايديولوجي، أن يفتخر بأنتماءه الوطني – العراقي، في حال تطبيق جوهر مفهوم المواطنة الدستورية الصحيحة والالتزام ببنود دستورعلماني معولم يطّبق على الجميع ومن دون استثناء، بهدف تحقيق عدالة اقتصادية واجتماعية وانسانية، يمّكن الدستوروالسلطة السياسية من مواجهة العنصرية والطائفية التي تثار داخل الوطن من قبل حفنة أو مجموعة من النواب الشوفينيين والعنصريين داخل البرلمان العراقي الجديد. ولكن هل من المعقول تحميل المواطن المسيحي الاقلوي ( الكلداني السرياني الاشوري) في العراقين القديم والجديد مسؤولية ما جرى خلال 82 عام من جرائم الدكتاتورية والقتل وتأجيل عملية دمقرطة المجتمعات العراقية  تحت ظل الانظمة العربية السنيّة، واليوم وبعد  15 عام من حكم الاكثرية الشيعية  دون اللجوء الى ترسيخ بنود دستور وطني وعلماني يفلح في نشر ثقافة التسامح والعدالة والاعتراف بالاخر ونشر ثقافة حقوق الانسان العراقي بغض النظر عن انتماءه العرقي أو المذهبي؟ وهل يفترض بالمكونات غير العربية أن تنتظر 100 عام أخرى لتصحيح المسيرة؟
3- أن التعقيدات الخطيرة للمشهد السياسي العراقي وافلاس القيادات السياسية المتصارعة على السلطة والمال خلال 15 سنة الاخيرة تظهر، مدى حاجة العراق الجديد الى رجال دولة قادرين على تقديم الحلول والمبادرات الوطنية في الوقت المناسب. عليه يفترض بقياداتنا السياسية والروحية أيضا أن لا تتأخرا في ترسيخ مفاهيم الوحدة والانسجام واليقظة في سبيل أحباط مؤامرات بغداد القديمة الجديدة. حيث يتذكر المتابع جيدا، كيف نجحت الانظمة المركزية في بغداد وأخرها الطغمة البعثية المجرمة في اسكات الشعور القومي المتنامي في صفوف الطلبة والمثقفين من أبناء شعبنا في جميع المراكز العلمية والاكاديمية العراقية، واخرها أعدام كوكبة من مثقفي أبناء شعبنا الاشوري وفي طليعتهم ( الشهيد يوسف توما هرمز والشهيد يوبرت بنيامين والشهيد يوخنا ايشو ججو) عام 1985.

ومن المنظلق هذا يفترض بقياداتنا الحزبية والروحية أن يتمسكا جيدا بأهداب الحرص واليقظة قبل الوقوع في شرك الحكومات العراقية الجديدة ودعواتها بالاسراع في حلحلة أزمة المكونات العرقية العراقية الاصلية. حيث يبدوا واضحا، أن الانقسام الذي أحدثه قرار الاستفتاء في الاقليم يوم 25 سبتمبر 2017، في صفوف مسيرتنا القومية – الوطنية، تجاوز حدود الازمة المفتعلة بين كل من بغداد وأربيل بكثير. فالنهج السياسي الزوعوي المبني على توجهات رجالات السياسة العربية في بغداد العاصمة، نجح فعلا في تمزيق صفوف وحدتنا السياسية بين بغداد وأربيل. رغم تداعيات التوجه هذا على رئيس قائمة الرافدين ضمن الانتخابات البرلمانية الاخيرة في بغداد.

وفي الختام يجب القول علنا، أن شعبنا وهو يقف على مفترق طرق تاريخي بحاجة اليوم الى مرجعية روحية وقومية بحجم مرجعية البطريرك الشهيد ماربنيامين، بامكانها أيجاد الحلول الناجعة  لجميع خلافاتنا الموروثة من جيل الى جيل وعلى راسها خلافاتنا المصطنعة على التسمية أو المذاهب او حتى الايديولوجيات السياسية المعاصرة.

صحيح أن الخلافات باتت تغرق أروقة أحزابنا ومنظماتنا السياسية وتهدد مستقبل وجودنا على أرض الاباء والاجداد وتحديدا بعد غياب رغبة الحواروالتفاهم عن المشهد الثقافي والفكري للاكثرية من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ولكن يجب أن لانستسلم للواقع الذي نرفضه ويجب ان نثبت للعالم من جديد، أننا نحن أحفاد أقدم أرث حضاري وانساني متكامل أعطى البشرية الكثير الكثير فلا تدعونا أن نضّيع هذا الارث الحضاري ونخون تراثه المقدس أبدا.

147

أوشــانا نيســان

نسبّح الرب ونحمده في هذه الظروف العصيبة والمراحل الصعبة التي تمرعلى وجود ومستقبل شعبنا الاشوري داخل الوطن وخارجه، بوجود الاسقف الذي لا يقل صوته العذب وشغفه بالترانيم المسيحية  عن شغف الملك داوود في تصفية ذهن المؤمن وجذبه نحو حرم الكنيسة المقدسة. حيث ظل يجاهد ومنذ رسامته أسقفا ومسؤولا عن أبرشية القارة الاوروبية قبل ما يقارب من ثلاثة عقود، حرص في الاحتفاظ بدورالموسيقى والصوت الجميل في جذب المؤمنين الخاشعين ولمهّم بأنتظام بجانب حرم كنيسة المشرق الاشورية. حيث يعرف المتابع لظهور المسيحية وفي مهدها في بلاد مابين النهرين قبل 2018 عام، أن طقوس كنيسة المشرق ولغتها وألحانها العذبة كانت ولايزال أكبر من حجم الجغرافيا التي قسمت بين الشرق والغرب. بعدما أتقدت جذوة الايمان واشتعلت في الافئدة وعقول رجالات الدين في كنسية المشرق وعلى رأسهم مار أفرام ومار نرساي أبتداء من مدينة نصيبين ثم أنتقالا الى أورهاي.

بهدف الاحتفاظ بهذا التراث العريق والالحان الكنسية ودور الموسيقى في أيصالها الى الذوات المؤمنة لآن " من حزن فليسمع  للاصوات الطيبة فأن النفس اذا حزنت خمد منها نورها وأذا سمعت ما يطربها اشتعل منها ما خمد"، يقول الفيلسوف أفلاطون، وبمبادرة رائعة من نيافة الاسقف مارعوديشو، أجتمع عدد غفير من مؤمني كنيسة المشرق الاشورية ومحبي الالحان الكنسية في قاعة أورهاي في ستوكهلم بمناسبة تذكار مريم العذراء يوم الاحد الموافق 12/ أب الجاري.

حيث يعرف المتابع أن جذورالموسيقى والالحان في الشرق ولربما في العالم كله، أنبثقت أساسا من الالحان والترانيم التي كان مؤمني كنيسة المشرق يمجدون أسم ربهم في معابدهم في أرض ما بين النهرين وتحديدا في كنيسة كوخي بأعتبارها أول كنيسة شيدت في وادي الرافدين لتكون مقرا لكرسي جثالقة المشرق.

والامر الاهم في جدول الحفلة الموسيقية المذكورة أعلاه، هو دعوة الشماس القديرليون برخو من الكنيسة الكاثوليكية الشقيقة بالمشاركة  ضمن هذه الفعالية التي عنونها ب " مبادرة طيبة لكنيسة المشرق الاشورية في السويد – نأمل تعميمها وتكرارها، الى جانب الفنانة القديرة سعاد ألياس وكاهن وشمامسة كنيسة مارتوما في ستوكهلم والقس أبرم كاهن كنيسة مارقرياقوس في لينشوبيك.

علما أن الشماس برخو نال شهادة الدكتوراه في "الصحافة والاعلام" من جامعة يونشوبيك في السويد وهو يحاضر اليوم في جامعة من جامعات دولة قطر.

حيث صعد الشماس على المسرح حاملا معه ألته الموسيقية المفضلة  "كمان" والابتسامة لا تفارق محياه. وللحق يقال فانه نجح في أشراك الحضور معه وسط تفاعل لافت ولاسيما بعدما أكد للحضور " أن كنيسة المشرق وطقسها وتراثها وأناشيدها تتطلب المشاركة من الجميع وهي مناسبة للفرح والسعادة وليس الحزن والقنوط".

وفي الختام شدد نيافة الاسقف مارعوديشو والشماس ليون برخو مرارا، على أن المسيحية جاءت لتعزِّز السعادة وترسخها في قلوب المؤمنين. حيث شدد الرواد القدماء في كنيسة المشرق ابتداء من مدرستي أورهاي ونصيبين على الموسيقى والتراتيل الكنسية ولنداءات ماربولس الرسول الموسيقية  لأهل كولوسي حين قال، "مكلّمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح روحية، مترنّمين ومرتلين في قلوبكم للربّ"، كذلك أستجاب الحضور في قاعة اورهاي للالحان والتراتيل التي قدمتها الفنانة القديرة سعاد ألياس وبمشاركة كورال كنيسة مارتوما في ستوكهلم.

وفي ختام الحفلة كان يمكن مشاهدة الفرحة والابتسامة على وجوه الحاضرين وتحديدا عندما اصّر عددا من الحاضرين على مطالبة نيافة الاسقف مار عوديشو على ضرورة تكرار هذا النوع من الانشطة والترانيم الموسيقية والتفاعل لما فيه من الاثرالجيد على الترابط بين الكنيسة وبقية شرائح مجتمعاتنا المسيحية في كل مكان.

148


أزمة الثقة في قيادة الاتحاد الاشوري العالمي !!
   
أوشـــانان نيســان
في خضم المعاناة الحقيقية التي كانت تخيّم على وجود ومستقبل شعبنا الاشوري في العراق والعالم، أبتداء من التداعيات المأساوية التي خلفتها الدولة العثمانية ضد وجود شعبنا الاشوري أبان الحرب العالمية الاولى ومرورا بسلسلة من الجرائم البشعة وعلى راسها الجريمة اللاانسانية التي أقترفتها الدولة العراقية الشوفينية والجيش العراقي تحت رئاسة وزير دفاعه المجرم بكر صدقي، في خضم كل تلك الاحداث الدموية المتفاقمة جاءت ولادة الاتحاد الاشوري العالمي في فرنسا  13 نيسان عام  1968، بمثابة ولادة حقيقية للامال التي كانت في طريقها أن تتبدد أثر اصطدامها بصخرة الدولة العراقية الجديدة أولا ثم الانانية الذاتية والتعصب القبلي في سلوك العديد من المماليك وشيوخ القبائل اي فئة السادة ثانيا.
صحيح أن قيادة الاتحاد الاشوري العالمي نجحت وبأمتياز في  البدايات الاولى من التأسيس، في تحقيق بعض الاختراقات في نسيج جدار العزلة التي فرضتها الدولة العراقية بالتعاون من الاستعمار البريطاني على وجود وحقوق شعبنا الاشوري وهو على ارض اباءه وأجداده في العراق وعلى راس تلك الانجازات، شبه تدويل قضيتنا القومية – الوطنية على الاقل ضمن أروقة الامم المتحدة، الى جانب تقييم دور شهداءنا الابرار من خلال تعميد يوم الشهيد الاشوري والاحتفال به في السابع من أب/ أغسطس وفي كل عام.
 
ولكن وفي الوقت نفسه يجب الاعتراف، أن قيادة الاتحاد الاشوري العالمي وتحديدا "الجناح العراقي"  انحرف كثيرا عن خطه العام باعتبارالاتحاد " التنظيم الام أو الجامع" لجميع تنظيماتنا السياسية من دون تمييزأو تهميش، بحيث نجحت القيادات تلك ومنذ السبعينات من القرن الماضي في تحويل الصراع على الجيوبولوتيك والعصبية القبلية بدلا من الصراع على هوية الامة الجامعة وحقوق شعبنا المضطهد. كل ذلك حصل من خلال تحويل قضية شعبنا المصيرية الى مهمة ثانوية وفرعية للاسف الشديد بعدما ثبتّت مصالح الدول أو الجهات المانحة على رأس أولوياتها. ولاسيما بعد أخفاق قيادة الاتحاد الاشوري العالمي في تشكيل اللوبي القومي الاشوري الفاعل، طبقا لما تعودوا أن يتبجحوا به في كل اجتماعاتهم بمناسبة وبغيرها.
هذا النهج الذي مثلما سهل عملية فقدان الثقة والاحباط بين قيادة الاتحاد الاشوري العالمي وبين بقية ألاحزاب والمنظمات السياسية ومؤيديها من أبناء شعبنا الاشوري، بالقدر نفسه سهل عملية تقويض قدرة هؤلاء القادة من الصف الاول على القيادة بعدما فقدوا الثقة في بعضهم البعض منذ عقود.

والسبب يمد بجذوره الى حقيقة أخفاق القيادات السياسية للاتحاد في تحمل مسؤولية الهزيمة وأعداد الخطط الناجعة والبديلة لمجمل التغييرات التي طرأت وتطرأ داخل الوطن والعالم  بانتظام من جهة، الى جانب غياب القدرة الذاتية لقيادة الاتحاد الاشوري العالمي في أستيعاب جوهرهذه التغييرات  داخل العراقين القديم منه والجديد. هذا العراق الذي تحول الى أتحاد فيدرالي ولربما سيتحول مستقبلا الى ثلاث سيناريوهات محتملة من الجهة الثانية.

أما السبب الحقيقي باعتقادي وراء تفاقم ازمة الثقة في صفوف قيادة الاتحاد الاشوري العالمي وبقية الاحزاب والمنظمات التابعة لابناء شعبنا يعود باعتقادي، الى الجهة السياسية "الخارجية" أو الدولة التي تتبنى مسؤولية تخطيط أجندة ألاتحاد والاولويات المثبتة عليها بما فيها التنفيذ باعتبارها الجهة التي تتحمل الاعباء المالية وفق الشرط المثبت مسبقا على راس أجندة الاتفاق السري الموقع بين شخص رئيس الاتحاد أو رئيس الحزب والجهة الممولة.

هذا من جهة ومن الجهة الثانية، يجب الاستفسارعن الاسباب الحقيقية وراء عدم ترشيح مسؤول فرع الاتحاد الاشوري العالمي في وطن الاباء والاجداد العراق خلال كل هذه المراحل. رغم أن تداعيات الكوارث والمأسي التي مرت أصلا على أبناء شعبنا الاشوري داخل الوطن، كانت باعثا أساسيا وراء حاجة شعبنا الى هذا الاتحاد الجامع رغم معرفتي أيضا، أن مطلب وجود ممثل الاتحاد الاشوري العالمي داخل الوطن كان ولايزال على رأس أجندة المطاليب التي كانت تطرحها معظم القيادات السياسية لآبناء شعبنا وتناقشها بجدية مع السكرتير العام للاتحاد الاشوري العالمي السيد يوناثن بيث كوليا في كل زيارة من زياراته ولقاءاته المتكررة مع المسؤولين داخل الوطن .

لذلك سيكون من الصعب على رئيس الاتحاد الاشوري العالمي أو غيره من رؤساء الاحزاب والمنظمات المرتبطة بأجندات أجنبية وغير أشورية، أن يكون حرا في العودة الى مرجعيته الاصلية ويتخذ القرارات المناسبة لآبناء جلدته وشعبه بقدر ما يجب، أن ينفذ المطلوب منه حرفيا حتى لو جاء قرارالتنفيذ مخالفا لحقوق ووحدة هذا الشعب المعاني منذ قرون. أذ على سبيل المثال، تم دعوة السيد يوناثن بيت كوليا في جميع لقاءاته مع أغلبية القيادات السياسية والحزبية داخل الوطن باستثناء قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية الى ضرورة تنشيط دورالاتحاد الاشوري وجهوده بهدف توحيد الصفوف والكلمة والخطاب القومي الشامل بأعتبارالاتحاد تنظيم جامع لجميع الاحزاب والمنظمات، ولكنه أخفق حتى في تحقيق هذا الهدف وتنفيذه ايضا لغاية في نفس يعقوب ، رغم أن الحليم تكفيه الاشارة.
ففي أخر مناشدة للسيد يوناثن بيت كوليا يقول" أن المجتمع المسيحي والاتحاد العالمي الاشوري في أيران، لايحتاج الى ذرف دموع أمريكي وهو يعيش بسلام وراحة في ظل نظام الجمهورية الاسلامية... ويضيف أن السلطات في أمريكا لا تطرق الى الجرائم التي ترتكب ضد الاقلية العربية الفلسطينية تحت الاحتلال الصهيوني أو ضد أقلية الايغور المسلمة في الصين أو أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار أو في مخيمات بنغلادش... والجرائم في اليمن ضد الاطال والمدنيين بأيدي حكومات مدعومة من أمريكا متسائلا لماذا لا تستنكر أمريكا الظلم الذي يقع على الاقلية المسيحية في سوريا وباكستان وأفغانستان والتي ترتكب بأيدي جماعات ارهابية تبنتها أمريكا طداعش والقاعدة وطالبان"، ينشر رئيس الاتحاد العالمي الاشوري السيد يوناثن بيت كوليا على صدر الموقع الالكتروني عنكاوا كوم بتاريخ 16 / 08/ 2018.  الغريب في رسالة السكرتير العام للاتحاد الاشوري والمسيحي أن القارئ يحس وكأنه يقرأ بيان الحكومة الايرانية في الدفاع عن مسلمي فلسطين والصين والروهينغا وفي باكستان وأفغانستان واليمن ووو، بعدما نسى أو تناسى رئيس الاتحاد الاشوري عمدا ما حدث ويحدث بانتظام من الجرائم الدموية ضد مسيحيي العراق وطن الاباء والاجداد وتحديدا ضد أبناء الشعب الذي يمثله في البرلمان الايراني والعالم كله وهو الشعب الاشوري طبقا لاتحاده. ولكننا حقا يجب أن نشكر السيد السكرتير العام الجديد لجرأته الواضحة في كشف البنود المستورة والمثبتة على اجندة اللاتحاد خلال أكثر من نصف قرن متواصل.

ولكي لايبقى الحديث محصورا على مضمون بيان واحد يمكن أن نضيف، أن السكرتير العام الحالي للاتحاد الاشوري العالمي السيد يوناثن بيت كوليا، زار لبنان ضمن وفد برلماني أيراني بأعتباره عضوا في برلمان الجمهورية الاسلامية في أيران بتاريخ 5/ أب الجاري ولمدة خمسة أيام. علما أنه لم يلتق بأحد من ابناء شعبه ألا بعد عودة الوفد البرلماني الايراني. حينذاك فضل السيد يوناثن بيث كوليا لقاء بعض الشخصيات السياسية "المسيحية" في لبنان بأعتباره السكرتير العام للاتحاد الاشوري العالمي وفي طليعتها، رئيس الجمهورية اللبنانية السيد ميشال عون وصهره وزير الخارجية اللبنانية السيد جبران باسيل يرافقه شخص من السفارة الايرانية في بيروت. كما والتقى وكيل المطرانية الاشورية في لبنان وهو الاب يترون كوليانا ومطران جبل لبنان للسريان الارثوذكس نيافة المطران جورج صليبا ثم التقى رئيس الرابطة السريانية في لبنان السيد حبيب أفرام.

صحيح أن زيارة السيد يوناثن بيت كوليا جاءت ضمن برنامج الوفد البرلماني للجمهورية الاسلامية في أيران ومن حقه أن يزور العالم كله باعتباره نائبا عن شعبنا الاشوري في البرلمان الايراني، ولكن أذا كانت لديه رغبة في لقاء المسؤولين اللبنانيين السياسيين والدينيين كسكرتير عام للاتحاد الاشوري العالمي ولديه مسؤول فرع للاتحاد الاشوري في لبنان وهو السيد سركون ماروكل، لماذا لم يتم مفاتحته ولا دعوته لحضور جانبا من كل هذه اللقاءات الرسمية والتنسيق بينهما طبقا للمثل القائل، أهل مكة أدرى بشعابها؟ وهل يمكن القول، أن هناك بنود سرية مثبتة على أجندة كل سكرتيرمن سكرتاريي الاتحاد العالمي الاشوري منذ تأسيسه في القرن الماضي وحتى الان، أن يناقشها لوحده من دون اعلام أو حتى أشعار بقية المسؤولين في قيادة الاتحاد الاشوري العالمي؟ ولربما كل هذه الاسباب وأخرى كانت ولايزال في طليعة الاسباب التي تقف وراء التأخيرالمقصود أو تاجيل عقد مؤتمرات الاتحاد الاشوري العالمي. حيث طبقا للمنهاج الداخلي للاتحاد الاشوري العالمي يجب عقد المؤتمر مرة كل سنتين، ولكن تعذرعقد المؤتمر منذ عام 2011 ولحد يومنا هذا لاسباب أقل ما يقال عنها أنها انتماءات ما دون هيبة الاتحاد الجامع لاحزابنا ونهجه في تصحيح مسيرتنا السياسية. أذ كان مقررا قبل شهور عقده في جورجيا وتأجل، ثم تقرر لاحقا عقده في جمهورية لبنان منتصف شهر أيلول القادم، في وقت لم يتم توجيه بطاقات الدعوة للحضور حتى كتابة هذا المقال.


149
يوم الشهيد.. يوم تجدد الالام في وجدان الامة!!
أوشــــانا نيســـان
في السابع من أب/ أغسطس من كل عام تحل على ذاكرة شعبنا الجريح، ذكرى يوم الشهيد الاشوري، فيه نجدد عهد الوفاء لشهداءنا الابرار أولئك الذي سقطوا وبذلوا دمائهم سخيّة دفاعا عن شرف هذه الارض وكرامة شعبنا العريق. حيث ينحنى التاريخ لشهداءنا الابرارفي هذا اليوم الاغر وسيخلد ذكراهم وأسمائهم ونضالهم بمداد من نور ونار.
حقا أنه ليس هنالك كلمة أو مفردة في قاموس جميع لغات العالم، بامكانها أن توصف شهيد الحرية والعدالة والديمقراطية، ولاسيما شهداء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. لآن شهيد شعبنا الجريح هو شمعة احترقت لتنير الطريق والدروب المظلمة للاجيال القادمة، بعدما قرر الشهيد أن يجعل من عظامه جسرا ليعبرالقادمون بعده من أبناء شعبه الى الحرية والانعتاق!!
علما أن الشهيد هو لحظة التسامي فوق كل التخوم والحدود التي زرعتها الاحزاب ورسمتها المنظمات السياسية لشعبنا عن وعي أو من دون وعي لاختطاف قدسية الهالة التي صنعها المحب لشعبه ووطنه في ذاكرته ليحول قبر الشهيد فيها الى مزار يوءمه كل اشوري كلداني سرياني تواق للحرية ولا يقبل بالمقاسات النسبية لكرامة الشهيد ودماءه.
أيها الشعب العظيم ...
نحن كأحفاد الامة الاشورية الكلدانية السريانية التي يعود تاريخها الى 6768 عام وسليلي أقدم حضارة أنسانية أوجدت اللغة المكتوبة على سطح المعمورة قبل قرون، بعدما نجحت في ترسيخ دعائم أول نظام الدولة والحكم في وادي الرافدين، يجب أن نرتقي الى مستوى تلك المسؤولية التاريخية والحضارية ونعلن بجرأة في هذا اليوم المشهود يوم الشهيد:
أننا بحق أبناء شعب واحد وعريق يضرب بجذوره في قلب ثرى وادي الرافدين أو عراق اليوم، لان مصائبنا وتحدياتنا وهويتنا العرقية والمذهبية وحتى لغتنا واحدة وننتظر مستقبل واحد أما الخلاص والتحرر أو لاسمح الله الانقراض والفناء للجميع. فالكلمات التي رددها الشهداء الثلاثة وهم على مقصلة الاعدام التي نصبها جلادي نظام الطاغية وأجهزته القمعية والدموية عام 1985، لاتختلف كثيرا عن مفردات الرسالة الجوابية التي بعثها بطريرك كنيسة المشرق الشهيد مار بنيامين الى الباب العالي حين طلبوا منه الخيار بين الانصياع لحكم الطغاة أو أعدام شقيقه في الموصل. حيث ردّ :  " أني قائد شعبي وهل من الممكن أن أخونه من أجل شخص واحد حتى لو كان ذلك الشخص شقيقي". بذلك تم أعدام السيد هرمز شقيق البطريرك في الموصل ليصبح شهيدا من أجل شعبه ودينه".
هذا من جهة ومن الجهة الثانية فأنه يجب أن لا يغيب عن بالنا أبدا، أن سيوف أعداء شعبنا ونيران أحقادهم المتقدة على الدوام وأخرها المجزرة التي اقترفها مجرمي ما يسمى بمنظمة الدولة الاسلامية التابعة لتنظيم داعش الارهابي، هذه المنظمة الارهابية التي صنعها الغرب المتطور خصيصا لآبادة التعددية العرقية في العراق وعلى رأسها الشعببين المسالمين الايزيدي وشعبنا في كل من سنجار وسهل نينوى وفي حرم كنيسة سيدة النجاة بالكرادة في بغداد أثناء أداء مراسيم القداس عصر يوم 31/10/2010. حيث  لم يفرق سيف العدو بين هذا المسيحي المؤمن بمسيحيته وذاك الذي كان يصلي من أجل السلام والعراق، بل ذبحوا المؤمنين واحدا تلو الاخر وفي حرم الكنيسة بيت الله.
عليه فأن الاحتفال بيوم الشهيد العظيم لا يمكن حصره ضمن المفردات التي ينسجها خيال هذا الحزبي أوذاك السياسي أوالشاعرلدغدغة المشاعر القومية وأثارتها عند البسطاء من أبناء شعبنا، ولا حتى بوضع باقة من الورود على ضريح هذا الشهيد أو ذاك بل يجب بأعتقادي، الاسراع في توحيد الكلمة والصفوف وتعزيز أسس الوحدة وتفعيل ألياتها من خلال تشكيل مرجعية قومية نزيهة تسموفوق تخوم جميع الاحزاب والمنظمات السياسية، مهمتها تعزيز مسيرة الاصلاح وتصحيح النهج الحزبي والسياسي الخاطئ قبل فوات الاوان.
فالانتهاء من أعداد مشروع الوحدة والمصالحة الحقيقية بين جميع شرائح الامة وبجميع تسمياتها، هي أستكمالا أو تنفيذا للبنود المتبقية على صدرألاجندة القومية والانسانية التي سقط من أجلها ملايين الشهداء منذ سقوط الامبراطورية الاشورية 612 عام قبل المسيح، ومرورا بشهداء " سيفو" أبان الحرب العالمية الاولى والمجزرة الدموية أو الكارثة الانسانية التي اقترفتها المملكة العراقية ووزير دفاعها المجرم بكر صدقي في أب/ أغسطس 1933، وانتهاء بشهداء شعبنا الذين ذبحوا في سوح معارك العراق الجديد عراق ما بعد الدكتاتورية وعلى رأسها المذبحة التي يمكن تسميتها ب" واقعة" السيدة النجاة تشرين الاول عام 2010، والموصل وسهل نينوى بجميع مدنها وقراها المدمرة.
وأخيرا أن دماء الابطال الزكية لشهداءنا التي أريقت فوق كل شبر من ثرى العراق خلال وجودنا، ما هي الا نبراسا لتنير دروب الوحدة والانعتاق والتلاحم والاصرار على تحقيق أهداف شعبنا اليوم قبل الغد!!.
المجد والخلود لشهداءنا الابرار
المجد والخلود لشهداء الحرية والعدالة في كل مكان


 

 

150
اذا كان الغراب دليل شعب فعيب القوم لا عيب الغراب!!
أوشــانا نيســان

قد يستغرب القارئ الكريم عند قراءة هذا العنوان ولكنني شخصيا أستغربت أكثر بعد مشاهدتي لجوانب من المظاهرة الزوعوية بأمتياز، تلك التي نظمتها قيادة زوعا بالوكالة أمام البرلمان الكوردستاني في أربيل صباح الاثنين المصادف 30 تموز 2018، أي أمام البرلمان الذي أقّر وأعترف للمرة الاولى في تاريخ الدساتيرالعراقية في مسودة دستور الاقليم بوجود وحقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري طبقا للوثيقة أدناه والتي وقعها السكرتير العام لزوعا السيد يونادم يوسف كنا بنفسه، في الوقت الذي فضل السكرتيرالصمت والسكوت على الدوام تحت قبة البرلمان الاتحادي الذي شّرع قانون تعسفي وعنصري يمد بجذوره الى القرون المظلمة وتحديدا ما جاء في المادة (26) من قانون البطاقة الوطنية الموحدة في العراق الجديد عراق ما بعد الدكتاتورية وفيها:

أولا- يجوز لغير المسلم تبديل دينه وفقا للقانون
ثانيا- يتبع الاولاد القاصرون في الدين من أعتنق الدين الاسلامي من الابوين
رغم أن المسيحيين وعلى رأسهم الكاردينال مارساكو عد القرار المجحف هذا " أن قانون البطاقة الموحدة يشكل أجراء عنصريا بأمتياز، ولم يبال بقيمة العراق الحضارية، ومن يعّدون بأوائل مواطنيه، فضلا عن كونه مسيئا للوحدة الوطنية وعن التوازن المجتمعي والتعددية الدينية في العراق"، عنكاوا كوم بتاريخ 9/11/2015. 

في حين يبدوا أن السكرتير العام لزوعا رضخ للادعاءات الفارغة التي قدمتها القيادات العربية وعلى رأسها  مسؤولي الميليشيات المسلحة والاحزاب السياسية العربية ولم يستغل حقه الطبيعي في التظاهر أمام البرلمان أو رئاسة الوزراء والمطالبة بوجوب أعادة أكثر من 57 ألف عقار للمسيحيين صادرتها القيادات العربية في وضح النهار في العاصمة بغداد وحدها ( العربي الجديد بتاريخ 26 تموز 2018).
لذلك فأن المظاهرة بأعتقادي كانت ولايزال رسالة موجهة الى المهتمين بتشكيل الحكومة الجديدة في بغداد، من أن السكرتير العام لزوعا نفّذ المطلوب منه في أربيل وينتظرالمكافأة من بغداد باشراكه في حكومتها الجديدة، بعدما خرج من مولد الانتخابات البرلمانية الاخيرة بلا حمص !!
صحيح أن التظاهر السلمي مثلما هو أمر ضروري وديمقراطي حين ينسجم هذا الحراك الشعبي مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الشعوب والانسان، كذلك يفترض بأجندة المتظاهرين أن تتفق وطموحات الشعب كله وليس مع أجندة هذا الحزب أوتوجهات حركة سياسية معينة وبالضد من حقوق شعبنا المضطهد في العراق عامة وفي الاقليم الكوردستاني على وجه الخصوص. وأن حصرالمظاهرة بمجرد ثلاثة أحزاب أشورية بدلا من تحالف بقية الاحزاب والمنظمات التابعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، أنما هي رسالة عنوانها أصرارقيادات الاحزاب الثلاثة على ضرورة ترسيخ التشرذم وزيادة الانقسام في صفوف مسيرتنا السياسية والقومية. 

حيث ذكرممثلو المتظاهرين في مؤتمر صحفي أمام البرلمان" قدمنا مشروعا الى رئاسة برلمان الاقليم بهدف تعديل قانون الانتخابات من أجل أن يكون لدينا ممثلون حقيقيون تحت قبة البرلمان". في الوقت الذي يعرف المتابع جيدا، أن المتظاهرين الزوعاوين لم يتظاهروا قطعا للمطالبة بحقوق شعبنا الاشوري وانما بحقوق زوعا وحدها وللاسباب التالية:
1-  لماذا سكت نواب زوعا وعلى راسهم السكرتير العام مدة 26 عام خلت أي منذ تاسيس البرلمان في الاقليم عام 1992 ، ولم يتظاهروا أو يحتجّوا يوما الا بعد الخسارة المدوية التي ألمت بقيادة زوعا وتحديدا سكرتيرها العام ضمن الانتخابات البرلمانية الاخيرة في بغداد؟  علما أن الديمقراطية ثقافة ومحاولة جدية لتأسيس تيار ثقافي سياسي وديمقراطي حواري ضمن هيكل الاحزاب والمنظمات التابعة لشعبنا. فاذا كانت الديمقراطية شكل من اشكال الحكم شارك فيها جميع اعضاء القيادة السياسية في زوعا، فلماذا سكتت الاكثرية في قيادة زوعا بأستثناء قيادة ( كيان أبناء النهرين) وتمردت ولو متأخرا على سلطة  السكرتيرالعام ورغبته الواضحة في أحتلال المواقع القيادية في الحكم ابتداء بكرسي الوزارة في حكومة الاقليم منذ عام 1992 ولحد السقوط عام 2003، ثم عضوا في مجلس الحكم  العراقي عام 2003 ولحد الانتخابات العراقية الاولى عام 2005، ثم عضوا في مجلس النواب العراقي ولحد الان. 
2- أذا كان الهدف من الاحتجاج كما تتدعون، هو تعديل قانون الانتخابات من أجل أن يكون لشعبنا الاشوري ممثلون حقيقيون تحت قبة البرلمان كما تتدعون، لماذا حصرالتظاهر بزوعا وأتباع زوعا ولم يتم مفاتحة أو حشد طاقات تحالف بقية الاحزاب التابعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري بهدف دعم التظاهروتقوية رسالة المتظاهرين وشرعنتها؟ علما ان المتابع لنهج قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية وسكرتيرها العام يعرف جيدا،أن الهدف الاساسي من وراء المظاهرة هذه، هو أبلاغ الاشوريين المهجّرين في بلدان الغرب وتحديدا في الولايات المتحدة الامريكية وأستراليا على الدوام، من أن قيادة زوعا وأتباعها هم حماة الامة  والمدافعون الحقيقيون عن مصالحها والبقية هم مجرد أتباع للقيادات الكوردية في الاقليم أولا، ثانيا أبلاغ الصفوة السياسية العربية في العاصمة بغداد، أن قيادة زوعا ستظل حريصة بمهنيّة ودقّة على تنفيذ المطلوب منها في الاقليم الكوردستاني، طبقا لارثها التاريخي المتواصل وبنود الاجندة الخاصة بالخطاب العربي الشيعي هذه المرة حتى في الاقليم.
3- لماذا لم تفكر قيادة زوعا بتحويل المظاهرة الى مظاهرة حاشدة تشمل جميع شرائح أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، لعل الاجماع هذا كان من شأنه أن يكون عامل ضغط قوي ومؤثرذاتيا هدفه تفعيل مسيرة وحدة الصفوف بين جميع الاحزاب والمكونات وبالتالي تفعيل أليات التعاون والعمل المشترك في المستقبل القريب، بهدف حشد طاقات الشعب وقدراته ضد الاعتداءات والتجاوزات التي جرت وتجري علنا ليس فقط في الاقليم كما تعلن قيادة زوعا بأستمرار وانما في بغداد العاصمة أيضا.
4- لماذا سكتت القيادة السياسية للحركة الديمقراطية الاشورية ولم تتظاهر أمام أبواب البرلمان الاتحادي في بغداد، بعدما تأخرالبرلمان العربي في الاعتراف بالكوتا التي خصصتها القيادات السياسية الكوردستانية لآبناء شعبنا الاشوري منذ عام 1992حتى عام 2009؟ رغم أنني وغيري يعرف جيدا، لآن السكرتير العام السيد يونادم يوسف كنا أصبح وزيرا في اول وزارة في الاقليم وحتى سقوط الصنم في بغداد. والاعتراض على سلطة السكرتير ورغبته طبقا للخطاب الزوعوي هو خيانة للشعب والامة الاشورية، لان تخوم الحركة الديمقراطية الاشورية تعالت للاسف الشديد فوق تخوم الشعب بكامله في عقلية اعضاء زوعا ومؤيدوها.
وختاما يجب أن نعترف ونقول طبقا لملاحظاتي الشخصية وأنا في قلب التحديات والمخاطر الجسيمة التي باتت تهدد مستقبل الشعب والوطن، أن العامل الاساسي وراء الهجرة التي باتت تنخر في جسد شعبنا المثخن بجراحاته منذ ارساء دعائم الدولة العراقية كان ولايزال النهج الشوفيني والعنصري للحكومات السنيّة المتعاقبة حتى عام 2003 ثم أنطلاق حملة شوفينية مستحدثة من قبل بعض الاحزاب أو الميليشيات الشيعية الجديدة، ولكن فقدان ثقة المواطن الكلداني السرياني الاشوري بالقيادات السياسية لآحزابنا ومنظماتنا السياسية عموما لاتقل عن تداعيات شوفينة الاكثريات في العراق مطلقا. فليكن أنتماءنا للوطن وللشعب الذي يجب أن نحوله الى مرجعية نزيهة وقادرة على تصحيح مسيرة قيادات جميع الاحزاب والمنظمات التابعة لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري قبل فوات الاوان.


151
وشهد شاهد وهو سكرتيرها !!
أوشــانا نيســان
وشاءت الاقدار أن تهب شرارة ما يمكن تسميته بالربيع الاشوري المتأخرانطلاقا من داخل الحلقة الضيقة والمحيطة بكرسي السكرتيرالعام للحركة الديمقراطية الاشورية، بحيث نجحت رياح التغييرللمرة الاولى بعد أكثر من 30 عام من التأسيس، نجحت في تحريك موقع القرار تحت أقدام السكرتيرين المسيطرين على سلطة الحركة الاشورية وقرارها السياسي حتى النهاية. علما أن التغيير هذا أثبت للجميع ، أنه مثلما لا توجد أمارة حزبية عصيّة على التغيير، بالقدر نفسه يمكن القول أن فكرة المصالحة أوقرارالعودة، صعّد أكثر من قبل الاكثرية المنشقة تحديدا بعد فشل حملة السكرتير العام  السيد يونادم يوسف كنا ضمن الانتخابية البرلمانية العراقية بتاريخ 12 مايو 208. هذا من جهة ومن الجهة الثانية يجب الاعتراف والقول علنا، ان شغف المهندس يونادم كنا في التنازل عن شهادته الاكاديمية وتسمية نفسه قبل أكثر من ربع قرن ب( ياقو) تيمنا بدور مالك ياقو مالك أسماعيل وتاريخ رئيس عشيرة التياري العليا، هو بحد ذاته قرار مبطن يحمل دلالات ومحاولات واضحة لتجديد دور الفصل العشائري ومؤذياته داخل قيادة زوعا، ولاسكوت الاكثرية المنشقة عن ذلك لثلاثة عقود، كما يكتب السكرتير العام السابق.
ولكي نقطع دابرالشك باليقين سننشر مقتطفات من رأي السكرتير العام السابق للحركة الاشورية في رسالته المفتوحة الى قيادة حزب كيان أبناء النهرين وفي مقدمتها يكتب:
" ذهبت الى مقرهم ( يقصد مقر كيان أبناء النهرين) لطلب نسخة من منهاجهم وبرنامجهم السياسي ونظامهم الداخلي , ولم اجد تطورا في طروحاتهم الفكرية والمنهجية مختلفة عن الطروحات التي تبناها زوعا منذ تأسيسه عام 1979 , وهذا يلغي مبرر خروجهم من زوعا وتشكيل حزب اخر , الا أذا كانت المبررات شخصية وشخصنة الامور"، يرّد السيد نينوس بتيو/ السكرتير العام السابق للحركة الديمقراطية الاشورية بتاريخ 2حزيران 2018، على الرسالة المفتوحة التي وجهتها قيادة كيان أبناء النهرين الى قيادة زوعا بهدف المصالحة والعمل المشترك. وللتاريخ نقول أن الحقيقة التي ذكرها السكرتير العام السابق في رده على الرسالة المفتوحة لكيان أبناء النهرين، أيدتها قيادة كيان أبناء النهرين رسميا وأكدت عليها مرارا منذ اجتماعها الاول بعد الانشقاق وحتى اليوم.
" نمد يدنا إليكم صادقين مخلصين لنمضي معا نحو التصدي باتجاه تغيير هذا الواقع نحو ما يصبو إليه شعبنا في تحقيق طموحاته المشروعة، وذلك بالتنسيق المشترك ودون تحفظ في الوطن والمهجر، ولنضع الآليات والفعاليات القومية المناسبة التي ترتقي ومستوى التحديات التي يمر بها شعبنا"، مقتطف من الرسالة التي بعثها حزب كيان أبناء النهرين الى قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية بتاريخ 31 أيار 2018.
كثيرا ما تعرضت كتاباتي وكتابات غيري من المهتمين بالشأن القومي الى أنتقادات لاذعة وشتائم لا تعد ولا تحصى ضمن الاعلام المركزي لزوعا، بسبب كشفنا لجوانب مهمة من الخروقات والهفوات المحسوبة على القيادات السياسية للحركة الديمقراطية الاشورية وعلى رأسها السكرتيرين السابق والحالي، ولكنني أعترف أنني لم أتجرأ يوما في نشر ما ذكره السيد نينوس بثيو في رسالته الاخيرة وهو يعزو السبب الرئيسي وراء انشقاق أبناء النهرين عن قيادة زوعا الى " تراكمات متخلفة متوارثة من زمن حكاري وتفاعلت في احداث سميل عام 1933. يبدو ان البعض " يؤكد السكرتير العام السابق" لا يزال يحتفظ بها رغم سنوات قضوها في مدرسة زوعا ولكن يبدو انهم لم يستوعبوا درسا أوليا من فكر ومبادئ زوعا"، أنتهى الاقتباس.
رغم أنني ككاتب مستقل وغيري من الرفاق الاعضاء في قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية وتحديدا من أبناء قصبتنا هاوديان، تحولوا الى ضحايا لهذا التعامل العشائري المتجذر في عقلية العديد من رموز القيادات السياسية التقليدية للحركة، كما ذكروا لنا بعد فصلهم من الحركة الاشورية.
هذا الخلل المتأصل بدأ يكشف عن خلفيات رفض معظم القيادات السياسية التقليدية في زوعا، في العودة الى الشعب باعتباره مرجعية عندما كان يتعلق الامر بمصيرهذا الشعب ومستقبله الا في حالة واحدة، ألا وهي مرحلة الانتخابات وشراء الذمم للبقاء في سدة السلطة والحكم.  تماما كما أكد كيان أبناء النهرين في رسالته على صعوبة الاوضاع السياسية الصعبة التي يمر بها شعبنا الكلدوأشوري السرياني وقضيته القومية في ظل التجاذبات الداخلية وغياب قيادته السياسية وعدم تحقق الوحدة القومية ولو بأدنى مستوياتها.
أوحتى ما أكده السيد السكرتير العام السابق من أن التنسيق مع زوعا تعوزه رسالة تتجاوز الجمل والعبارات العاطفية عن أوضاع شعبنا الصعبة واستخدام المصطلحات التي يستخدمها عموم الناس والافراد البسطاء (خويادا) في الوحدة قوة وغيرها من التعابير العاطفية التي تهدف الى استدراج البسطاء والسذج لاسيما للاستعداد لكسب الاصوات في انتخابات الاقليم المقبلة وهذه الطروحات تشير الى خبث الخابثين المعروفين منذ سنوات طويلة، أنتهى الاقتباس.
في حين وللتاريخ نقول، أن كل هذه الجمل والتعابير العاطفية كما يكتب السيد السكرتير العام السابق في ردّه، لاتتجاوز مسألة الاستمرار في نهج الضحك على الذقون وذر الرماد في عيون البسطاء من أبناء شعبنا الاشوري وتحديدا ضمن المنافي ودول الاغتراب.

أذ على سبيل المثال لا الحصر، لو وضعت القيادتان مصلحة شعبهما نصب عينيها لما فشلتا في تسجيل تحالف رصين بين زوعا وكيان أبناء النهرين بعد أكثر من ثلاث أجتماعات متواصلة ومكثفة أخره سبق اليوم الاخير من التسجيل ضمن المفوضية العليا للانتخابات بساعات معدودة.
حيث الواضح أن مفوضية الانتخابات في اقليم كوردستان أعلنت عن موعد البدء بتسجيل الكيانات السياسية المشاركة في انتخابات برلمان الاقليم لعام 2018 أعتبارا من 27 أيار الماضي ولغاية  7 حزيران المنصرم. ولكن الحزبين فشلا في الاتفاق لا بسبب الاختلاف على الفقرات أو الاولويات المثبتة على أجندة تحالفهم كما يعتقد الكثيرون من الاعضاء والمؤازرين لزوعا وأنما بسبب الاختلاف على رئاسة القائمة أو الرقم الاول ضمن القائمة. فقد ظهرأن قيادة الحركة الاشورية أصرت على تعويض سكرتيرها بمقعد في برلمان كوردستان بعدما فشل في تجديد مقعده تحت قبة البرلمان العراقي في بغداد وأختيارالسيد عمانوئيل خوشابا بدلا عنه، وذلك أثر أصرار القيادات السياسية في كيان أبناء النهرين على رفض مطلب زوعا في قبول السيد يونادم يوسف رئيسا لقائمة تحالفهم رفضا قاطعا. الرفض الذي جاء بمثابة حجر عثرة بوجه جهود المصالحة والاندماج في اللحظات الاخيرة.
هذا بقدر ما يتعلق الامر بالعلاقات السياسية المتوترة بين زوعا وجميع الاحزاب والتنظيمات السياسية التابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن، أما ما يتعلق بالتراكمات المتوارثة من زمن حكاري كما يكتب السكرتير العام السابق، فأنها قد تحمل تبعات أخطروبأمكانها أن تهدد البنيّة الاساسية للتنظيم وتهدد وحدة شعبنا الابي أكثر وأكثر.
حيث يعرف المتابع لقضيتنا القومية كيف نجحت الامبراطورية العثمانية في العقد الاخير من القرن التاسع عشر، في زرع بذور الخلافات التاريخية المعقدة بين مماليك التيارى العليا بزعامة مالك اسماعيل والبطريرك من جهة والتياري السفلى تحت قيادة مالك خوشابا من جهة اخرى. ثم سارعت الحكومة العراقية لتستغل هذا الخلاف التاريخي المعقد منذ ولادتها عام 1921، ليس فقط في تفتيت صفوف الامة الاشورية وتمزيقها وأنما تسبب الخلاف العشائري هذا في شق حرم كنيسة المشرق منذ بداية الستينات من القرن الماضي ولحد كتابة هذه الكلمات. حيث لوتأملنا قليلا وراء الاسباب التي أوقدت جذوة الخلافات في صفوف القيادات السياسية من الصف الاول لظهرت لنا جليا أن الفصل العشائري وتحديدا كما يؤكد ذلك السكرتير الاول السابق للحركة الديمقراطية الاشورية، كان ولايزال في طليعة الاسباب الحقيقية وراء عزل أو فصل أوطرد أوتهميش الاكثرية من القيادات السياسية لزوعا.
وفي الختام يجب القول، أن التغييرات السياسية التي طرات في العراق والعالم كله بسبب العولمة ورياح التغيير لم تفلح يوما في تغيير النهج الفكري والعقائدي التقليدي ضمن القيادتين. وما يذكر من الانتقادات حول نهج قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية ينطبق بشكل أو باخرعلى نهج قيادة كيان ابناء النهرين، وذلك بعد اصرارقيادة كيان أبناء النهرين على المضي قدما في نهج الحركة الديمقراطية الاشورية وخطابها القومي منذ الانشقاق والتاسيس.
الحقيقة التي لم يكشفها السيد نينوس بثيو بعد في رسالته المذكورة أعلاه بقوله " أنهم أي المنشقون عن الحركة" خرجوا من زوعا أحتجاجا ورفضهم أداء زوعا"، انتهى الاقتباس. في الوقت الذي

يعرف القاصي والداني أنهم لم يخرجوا احتجاجا ولا رفضا لأداء الحركة الديمقراطية الاشورية يوما بأعتبارزوعا خيمة للتيار القومي الاشوري للطرفين. بل خرجوا احتجاجا ورفضا لاداء السكرتير العام وشخص السيد يونادم كنا، والا كيف ينشروا في أول بيان لتأسيسهم، ان كيان أبناء النهرين هو أمتداد طبيعي لنهج زوعا  أو لماذا اصّر وفد كيان أبناء النهرين المحاور مع وفد الحركة الديمقراطية الاشورية في المحور الثاني/ الجانب القومي- السياسي الفقرة(2):
أن يبقى السكرتير العام الحالي لفترة أنتقالية لحين عقد المؤتمر الاندماجي ولا يحق له الترشيح فيه لموقع السكرتير العام.










152
شعبنا الاشوري الكلداني السرياني يدفع ثمن صمته !!
أوشـــانا نيســـان

كثيرا ما يراودني هذا التساؤل المؤلم والمبكي لماذا لا نمتلك القدرة الفكرية أو البصيرة القادرة على التفاعل مع معطيات العصرلرؤية الصورة الكاملة للاحداث قبل فوات الاوان؟ علما ان غياب القدرة تلك تدفع بشعبنا عموما والقيادات الحزبية على وجه التحديد، على فهم قاصرللاحداث ينعكس سلبا على فكرة التغييروالاصلاح ويستنزف ثروات الامة وقابلياتها من خلال خلق استقطابات عفى عليها الزمن على الاقل بقدر ما يتعلق بالمهاجرين من أبناء شعبنا في دول المنافي والاغتراب.
اليوم وبعد بلوغ السكين العظم وحصر وجود وحقوق شعبنا الابي في زاوية قاتلة وتحديدا بعد الانتهاء من فرز نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة في 12 أيار المنصرم، أصبح لزاما على كل صاحب ضمير ومحب لنضال شعبه ووطنه أن يرفع صوته عاليا ولايسكت من أجل مصالح حزبه أي حزب كان، ولا من أجل منافعه الفردية والشخصية ولا حتى من أجل أنتماءه الطائفي المذهبي أو حتى العشائري، وانما من أجل رفع سقف الانتماء لهموم شعبه وأعتباره مرجعية معتبرة لا يجب تجاوزها.
حيث يعرف المتابع والقول للمحلل العراقي أحمد الطائي في مقاله المنشورفي "العربي الجديد"  بتاريخ 11/4/2018 تحت عنوان " عين الاحزاب الكبيرة على كوتا الاقليات في انتخابات أيار بالعراق" ، أن الاقليات ظلمت مرتين، الاولى حين تم منحها كوتا لا تتناسب مع حجمها الحقيقي وجذورها التاريخية، والاخرى حين لم تتكفل قوانين الانتخابات بحمايتها من سطوة الاحزاب الكبيرة.. ثم يضيف الكاتب أن هذا الامر يحتم وجود قوانين تحمي حقوق الاقليات"، أنتهى الاقتباس.
والسبب في تعاظم هاجس خوف الاقليات من المستقبل، هو ألازدياد الملحوظ في عدد المشاركين والمقترعين في الانتخابات البرلمانية التي جرت في بغداد للاستحواذ على مقاعد الكوتا المخصصة لشعبنا، رغم الازدياد الملحوظ  في حدة الهجرة المفروضة والخلل في التركيبة الديمغرافية لوجود أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وتحديدا بعد احتلال مدينة الموصل من قبل مجرمي العصر صيف عام 2014. 
أذ على سبيل المثال لا الحصر،بلغ عدد المقترعين لقوائم الكوتا المخصصة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في أخرالانتخابات البرلمانية التي جرت في الاقليم الكوردستاني بتاريخ 21 سبتمبر/أيلول 2013، أقل من ( 13) ألف مقترع، طبقا لنتائج المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، رغم تواجد الكثافة السكانية للمسيحيين في الاقليم.  في حين ارتفع عدد المشاركين في الانتخابات البرلمانية التي جرت في بغداد ارتفاعا خياليا قد لايتناسب قطعا والانخفاض المؤلم الذي سجله ويسجله هذا التهجير القسري والتغيير الديمغرافي المفروض على أبناء شعبنا المسيحي في العراق عامة وفي المناطق الخاضعة للحكومة الاتحادية على وجه الخصوص.



حيث طبقا لما أعلنته المفوضية العليا المستقلة للانتخابات النيابية في العراق، تلك التي جرت بتاريخ 30 نيسان 2014، بلغ المجموع الكلي للاصوات المشاركة في الانتخابات النيابية في بغداد ( 105 109) ألف مقترع.
في حين أرتفع المجموع الكلي للمقترعين من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الانتخابات النيابية الاخيرة التي جرت في العراق بتاريخ 12 مايو/أيار 2018، ليبلغ ( 120573) ألف ناخب. 
ولفك اللغز الغامض وراء هذا الازدياد السكاني المفاجئ لمسيحي العراق رغم الانحسار المعلن عنه رسميا بهدف الحفاظ على نهج المشاركة الانتقائية في السلطة.
علما ان الزيادة الملحوظة في عدد المسيحيين المشاركين في الانتخابات البرلمانية وتحديدا الانتخابات الاتحادية في بغداد تدفعنا الى رفع نداء المطالبة ب:
- رفع أو زيادة عدد مقاعد المكونات أو ال(كوتا) المخصصة للاقليات العرقية أوالمذهبية ضمن المجلسين النيابيين في كل من بغداد وأربيل، بأعتبار المكون الكلداني السرياني الاشوري هو أقدم مكون عرقي عراقي وجد على ثرى وادي الرافدين . وان الزيادة هذه من شأنها فرملة أو تعويق عملية استفحال ظاهرة التيارات العنصرية والشوفينية للاكثريتين العربية والكوردية وبالتالي ضمان نزاهة قواعد اللعبة الديمقراطية بالشكل الصحيح من خلال:
- أعتماد معايير دولية للانتخابات الحرة والنزيهة التي جربت ضمن ديمقراطيات الغرب، بدلا مما ورد في المادة (2) من الدستور العراقي ومفاده/ لايجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام الاسلام/ لايجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية وأخيرا لايجوز سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور.
- أن النظام العراقي استيقظ فجأة بعد أحداث 16 أكتوبر عام 2017، فوجد أن اعتراف القيادات السياسية الكوردستانية بالمقاعد الخمسة أو الكوتا المخصصة لابناءأع الشعب الكلداني السرياني الاشوري منذ عام 1992، هو خطأ كبير ويجب تطويقه قبل أن يصبح الاعتراف أمر واقع وقرارمن شأنه أن يتسلل شرعا الى جوهر الدستور العراقي الجديد. لذلك تم تطبيق أستراتيجية تقليل الاضرار أنطلاقا من بغداد العاصمة أولا، ثم التسلل نحو محافظة نينوى وما يسمى بالمناطق المتنازع عليها طبقا للمادة (140) أو المناطق المتاخمة للاقليم الكوردستاني.
- ضرورة أعطاء الفرصة والحرية التامة للمقترع الكلداني السرياني الاشوريفي العراق الجديد أن يختيارالنائب الاكفأ والاجدرالذي يدافع عن حقوقه تحت قبة البرلمانيين والذي بدونه لا تترسخ التجربة الديمقراطية ولا يتحقق النظام الديمقراطي الفيدرالي في جمهورية العراق بأعتبارها " دولة أتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة، ونظام الحكم فيها جمهوري نيابي ( برلماني) ديمقراطي وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق، كما جاء في المادة (1) من الدستور العراقي الجديد.
أما النقطة الاهم  في هذه الانتخابات تتعلق بحكمة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، من وراء الاتكاء على أجهزة أنتخابات قديمة وهي " نظام سانت ليغو" يعود اختراعه الى عام 1910. هذا وبالاضافة الى تحريات صحفية سابقة أوضحت أن هناك غموض يشوب عملية تعاقد المفوضية مع
شركات كورية واسبانية على توريد هذه الاجهزة البالية التي ثبت أنها تعرضت للاختراقات مرارا  وأخرها الانتخابات الرئاسية في قيرغيستان عام 2015.
علما أن المبرر الوحيد وراء توريد هذه الاجهزة باعتقادي، هو سهولة تزوير نتائجها مع سهولة تفكيك وتبديل شفراتها . أما الخلل الاقلوي الاخر فيمكن شرحه وفق اسقاطاته على الكوتا بالشكل الاتي:
لماذا لم يترك مرشحي شعبنا الكلداني السرياني الاشوري أن يختاروا مرشحيهم بحرية في كل محافظة من المحافظات العراقية الخمس كما يختارون شركاء حياتهم والقول لسماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد مقتدى الصدر؟
حيث شخصيا زرت معظم المدن والنواحي والقرى والقصبات التابعة لابناء شعبنا في محافظة دهوك مرتين أثناء حملتي الانتخابية باعتباري المرشح الاول في المحافظة، بقدر ما يتعلق الامر بقائمة اتحاد بيث نهرين الوطني في دهوك، فلم ألتق مواطنا واحدا وأؤكد مواطنا واحدا يرغب في ترشيح السيد عمانوئيل خوشابا مع جزيل الاحترام له ولنضاله. في الوقت الذي صرّحت لي مصادر وثيقة الصلة بالمشهد الانتخابي في المحافظة نفسها، أن السيد عمانوئيل خوشابا لم يحصل على أكثرمن بضع عشرات من الاصوات، ولكن نظام سانت ليغو أو بالاحرى المخزون من الاصوات الشيعية التي وعد بها رئيس قائمة الرافدين السيد يونادم يوسف كنا في محافظات الوسط والجنوب الشيعي، ضمّنت فوز السيد عمانوئيل خوشابا في محافظة دهوك هذه المرة بدلا من السيد يونادم كنا في بغداد.
الامر الذي فتح ملفات عدم النزاهة وشبهات التزوير حول نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12/ مايو المنصرم على مصراعيها اولا، بالاضافة الى حاجة شعبنا الى تشريع قوانين وفقرات ضمن الدستور العراقي بموجبها يمكن لنا المطالبة بزيادة عدد مقاعدنا وحماية حقوقنا كأقدم شعب عراقي أصيل ثانيا.

153
أكتساح الكوتا المخصصة لشعبنا العريق هو أجهاض للديمقراطية!!

أوشـــانا نيســـان

مستشار لشؤون الشعب الكلداني السرياني الاشوري/ برلمان أربيل- العراق
ان الوقت بعد أن أنجلى غبار معركة الانتخابات النيابية في بغداد بتاريخ 12مايو/ايار الجاري،  أن نكشف الكثير من الحقائق التي يجب أن يعرفها كل متابع غيورعلى وجود وحقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وهو على أرض الاباء والاجداد قبل فوات الاوان حيث لايعود ينفع الندم. لآن ما جرى في انتخابات أيار الجاري ليس حادثا عاديا ولا عابرا بل هو مخطط" شيعي" يضع الوجود وهوية شعبنا الابي في دائرة الخطر الشديد والذي يجب أن يأخذ بنظر الاعتبار خلال السنوات الاربع القادمة.
الملفت للنظر هو هذا الصمت العراقي والوطني المريب لهذا الغزو الديمغرافي المهدد للمكونات العراقية الاصيلة باسم الديمقراطية وأنشغال قياداتنا الحزبية بالتمسك بالمقاعد البرلمانية وكراسي السلطة.
قبل وضع الاصبع على الجرح وتحديد مكامن الضعف والخلل في قمة الهرم التنظيمي لاحزاب ومنظمات شعبنا يجب القول ومن دون تردد، أن المناخ السياسي الذي خلقته ما كانت تسمى بالمعارضة العراقية خلال أكثر من 15 عام من بعد سقوط الطاغية صدام حسين، يفتقرأساسا الى الاجواء السياسية الملائمة لارساء قواعد الديمقراطية والعدالة وترسيخ دعائم الدولة المدنية في عراق ما بعد الدكتاتورية، كما كانت تتدعي وتقول في جميع خطاباتها السياسية.
الامر الذي شجع الانتهازيين والمقامرين المحسوبين على المكونات غير الاكثريتين العربية والكوردية على المضي قدما في نهج تحقيق مطامحهم الفردية والشخصية وعلى أحداث المزيد من الانشقاقات في جسد الاحزاب والامم المضطهدة أساسا. رغم أن تاريخ الدولة العراقية أثبت خلال 82 عام خلت، أن هناك حقائق يجب ان لاتغيب عن بال شعبنا وفي طليعتها، حرص النخبة السياسية في بغداد على تهميش وجود المكونات العراقية الاصلية ورفض الاعتراف بحقوقها وعلى رأسها حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في جميع الدساتير العراقية، أبتداء من أول دستور عراقي سمي بالنظام الاساسي لعام 1925 وتعديلاته، تلك التي رسخت شكل الدولة العراقية في العصر الحديث، كما يحلو للبعض القول. ثم مرورا بالدساتيرالعراقية المؤقتة عام 1958، ثم دستور عام 1964، ومرورا بدستور عام 1968 وصولا الى دستورالعراق المؤقت عام 1970، لحين أصدار مسودة دستور العراق لعام 1990.
هذه الحقيقة التي غابت أو غيبت تفاصيلها عمدا عن الذاكرة الجمعية لمعظم نواب شعبنا في المجلس الوطني العراقي ومعظم المرشحين الجدد لحجز مقعد من المقاعد الخمسة المخصصة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري تحت قبة البرلمان العراقي خلال الانتخابات الاخيرة بتاريخ 12 أيار الجاري.
رغم أن تداعيات الكارثة التي حيكت قبل الانتخابات الاخيرة بأيام، تنبئنا بمصيبة أكبر واخطر بكثير ضمن الانتخابات القادمة. لآن مجرد حصول قائمة البابليون على مقعدين من أصل خمسة مقاعد مخصصة لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري (المسيحي) في أول مشاركة انتخابات نيابية لها يعني التخطيط لغزوجميع المقاعد في الانتخابات القادمة وللاسباب التالية:




1- أصرار الاكثرية على تغييب أو تهميش صوت الناخب القومي( الكلداني السرياني الاشوري) في جميع الحملات الانتخابية لا بسبب عدم أكتراثة أو عدم أهتمامه كما نسمع ونقرأ، بل بسبب الخلل في اللعبة الديمقراطية التي تستعمل كالسيف ذو حدين ضد رقاب الاقليات العرقية والمذهبية ضمن اللعبة الديمقراطية. حيث يجب أن يعرف القاصي والداني، أن قواعد اللعبة الديمقراطية جاءت وستاتي دوما بالضد من تطلعات المكون الاقلوي في الدول النامية بسبب العدد أو الحجم الديموغرافي كما يقال ويبرر. لذلك يجب العمل وكما ذكرت على راس أجندة أولوياتي كمرشح " مستقل" خلال حملتي الانتخابية البرلمانية الاخيرة على :

" ضرورة أعادة الكوتا المختطفة من قبل الاكثريات الى أحضان شعبنا الابي". والدليل على صحة قولنا هذا، اشتداد حدة الخلاف والتنافس المحموم  بين القيادات الحزبية "المتنفذة" وعلى راسها قائمة البابليون وائتلاف الرافدين للفوز بالمقعد أو الكوتا الخاصة بالعاصمة رغم شحة عدد المرشحين من أبناء شعبنا في بغداد.
حيث يفترض بالنخبة السياسية  للاكثرية أن تعي جيدا، أن ضمان حقوق الاقلية ضمن العملية الانتخابية هو المحك الاساسي لنزاهة التجربة الديمقراطية في أي بلد من بلدان العالم وتحديدا في بلد مثل العراق يتأرجح يمينا ويسارا بين الحروب الطائفية والمذهبية. الى جانب الدراسات والبحوث الخاصة بشخصية المواطن العراقي وعلى راسها الدراسة التي نشرها الاستاذ باقر ياسين، حيث يصف شخصية الفرد العرقي بثلاث صفات سلبية خطيرة وهي ( التناقض، التسلط والدموية)، ثم يضيف الباحث، أن سبب عدم نجاح النهج الديمقراطي في العراق هو ازدواجية الاكثرية الجاهلة بين الناس في العراق، أنتهى الاقتباس.
والحل بأعتقادي يكمن في ضرورة الحفاظ على التعددية وحقوق المكونات والاقليات العرقية الاصلية كأبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ( المسيحي) من خلال:
- حصرعملية الانتخابات أوالترشح للفوز بمقعد من المقاعد الخمسة أو الكوتا المخصصة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بالمسيحيين فقط قبل موعدها بساعات أو بعد العملية، طبقا للمادة (2) من الدستور العراقي الجديد:
ج- لايجوز سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور. حيث جاء في المادة (125) من الدستور نفسه: يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان والكلدان والاشوريين وسائر المكونات الاخرى وينظم ذلك بقانون.

2- منذ تشكيل البرلمان الكوردستاني قبل 26 عام قررت القيادات السياسية الكوردستانية وللمرة الاولى في تاريخ العراق الحديث، منح ( 5) مقاعد أو الكوتا لآبناء الشعب الاشوري ثم لاحقا ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري. القرار الذي ظل عصيا على بغداد لسبب أو لآخر ولم تستسيغه الصفوة السياسية في بغداد حتى عام 2009. في حين يجب الاشارة الى حقيقة أكثر مرارة ومفادها، أن الاحزاب الكوردية يمينا ويسارا لم تدخل معركة الانتخابات أو تنافس أحزابنا أو منظماتنا السياسية بقائمة "كوردية" منفصلة خلال 26 عام خلت، مثلما صعّدت الاحزاب والميليشيات العربية " الشيعية" هذه المرة من منافستها الشرسة واللاعادلة لقوائم شعبنا خلال الانتخابات الاخيرة.
الامر الذي يدفعنا بقوة الى الاسراع في ايجاد استراتيجية خاصة أوفقرة دستورية خاصة بالانتخابات التي ستجري مستقبلا وابتداء من عام 2022. لآن القائمة الشيعية/ البابليون والتي حصدت مقعدين من أصل خمسة مقاعد في الجولة الاولى من دخولها معركة الانتخابات هذا العام،  ستحصد من دون شك جميع المقاعد النيابية في الانتخابات القادمة .
3-  غياب المرجعية " القومية" القادرة على فصل الصالح من الطالح بين القيادات الحزبية التابعة لابناء شعبنا. أذ للحق يقال ذهبت جميع نداءاتنا أدراج الرياح حول ضرورة الاسراع في تشكيل مرجعية بموجبها يمكن لنا تقييم الاداء السياسي للقيادات السياسية والحزبية اليوم قبل الغد، في حين نجحت نتائج الانتخابات الاخيرة وللمرة الاولى بعد عقود من الدهر في الكشف عن حقيقة القياديين المقامرين بوجود وحقوق الشعب وعلى رأسها رئيس قائمة الرافدين، بعدما نجح وبأمتياز في خلط الاوراق لعقود وتحريف الحقائق بالشكل الذي يخدم نهجه في تعطيل حوار الوحدة وتعميق الشرخ الفاصل بين المتشبثين بالارض والوطن في العراق وبين المغتربين من أبناء شعبنا في المنافي والاغتراب.
وفي الختام أعلن نجاح فكرة التغيير ضمن أولويات أجندة حملتي الانتخابية في الانتخابات البرلمانية التي جرت 12 أيار/ مايو الجاري رغم فشلي في الحصول على مقعد من المقاعد الخمسة المخصصة لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
لآن شعارالتغيير والتصحيح وايجاد البديل المناسب الذي رفعته خلال 40 سنة من الكتابة والنشر وكشف الحقائق، كان ولايزال الهدفي الاول والاخير من دخولي معركة الانتخابات. وأن الهدف تحقق ولو جزئيا بعد سحب البساط الاحمر وللمرة الاولى من تحت أقدام العناصر الكابحة والمعطلة لمسيرة وحدتنا القومية – الوطنية ضمن هذه الانتخابات. وعلى القيادات السياسية والحزبية المؤمنة بوحدة شعبنا ومستقبل أجيالنا أن تتحد وتسارع في تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم وتعمل بجد واخلاص من أجل ايجاد أرضية مشتركة بين جميع الاحزاب والقيادات المؤمنة بالعمل القومي المشترك ضمن عراق ديمقراطي وفيدرالي يتسع صدره لكل العراقيين بغض النظر عن الانتماء العرقي او المذهبي أو حتى الايديولوجي.


154
الديمقراطية - حكم القانون والدستور ولا حكم الاشخاص!!
أوشـــانا نيســـان
تعودت شعوب الشرق الاوسط عموما والشعب العراقي على وجه الخصوص، أن يختار بين السئ والاسوأ، حين يحلم بالدولة العصرية التي تحترم مبادئ العدالة والحرية والمساواة، بدلا من الاختياربين الجيد والاسوأ. ففي العراق من يحن الى عهد الملكية التي تم سحل رموزه في شوارع بغداد وفيه من يحن الى عصرالجمهوريات وزمن الانفلات الامني وتنفيذ الاعدامات بالجملة، بدلا من الحلم بدولة عراقية ديمقراطية يحكمها دستور دائم ونزيه !!
الحقيقة التي تبرز في قول المواطنة العراقية ( مريم يوخنا ) لمراسل جريدة الشرق الاوسط بتاريخ 31 يناير 2005  " لقد توجه العراقييون الى مراكز الاقتراع مشيا على الاقدام وهذا اكبر دليل على اصرارهم على المشاركة ولاتوجد هناك مقاطعة بل خوف من الاوضاع الامنية غير المستقرة...وأضافت، كنا نتمنى ان يشهد العراق مثل هذه الممارسات الديمقراطية من أجل مستقبل أطفالنا وأنا هنا لاشارك في أول عرس ديمقراطي يشهده العراق الذي يقام وسط وابل الرصاص الذي تحداه العراقي الاصيل لقول كلمته في هذا الظرف الحرج من حياة العراق".
الكل يتذكر نضال الشعوب العراقية ودور المعارضة العراقية ضد النظم المركزية الجائرة وأخرها نظام
الطاغية صدام حسين وأنا واحدا منهم، ولكن نادرا ما نتجرأ في الكشف عن دور المعارضة الحقيقية او
المعارضة التي استلمت السلطة بعد غياب الدكتاتورية لاسباب منها حزبية أوطائفية أو حتى شخصية.
لان الديمقراطية في العراق تحولت للاسف الشديد الى مجرد شعارات تسبق الحملات الانتخابات النيابية بهدف تحقيق الاغلبية تحت سقف البرلمان، ولا العمل على ضرورة اجراء التغييرالسياسي وتحسين نوعية
المستوى المعيشي للمواطن العراقي. لآن الحاكم العراقي المستقوي بالاكثرية في العراق يحاول قهرالاقلية
السياسية وابعاد دورها من المشاركة الحقيقية في الحكم. رغم أن المطلع على ثقافة الديمقراطية باعتبارها
أفضل مشروع سياسي مشترك لادارة شؤون البلاد  يعرف جيدا، أن ضمان أو حماية حقوق الاقليات
ضمن التجربة الديمقراطية " النزيهة"، هو المحك الحقيقي للديمقراطية الناجحة. وأن المحك الحقيقي
للديمقراطية ليس كما يقال ويدون ضمن فقرات الدستور وبنوده المدونة على الورق، وانما في الكيفية
التي يطبق أو يسري بها الدستور على أرض الواقع.

أذ في الواقع يمكن حصر الازمة السياسية في العراقين القديم منه والجديد ضمن نهج السلطة في " عدم اشراك النخبة العراقية المثقفة والطامحة ايديولوجيا نحو ترسيخ دعائم الدولة الديمقراطية – المدنية في ثرى العراق". رغم أن المطلع على مضمون الخطاب السياسي للمعارضة العراقية وبجميع مشاربها السياسية والمذهبية خلال ما يقارب من نصف قرن يعرف، ان الباعث أو الخلل الرئيسي وراء غياب العدالة والديمقراطية ضمن النظم المركزية المتعاقبة في بغداد العاصمة، كان أصرارحكامها على وجوب تهميش النخبة العراقية المثقفة واستبعادها قدر الامكان عن عملية صناعة القرارات السياسية المصيرية بعدما باتت حكرا على طوائف وأحزاب معينة.
ومن الواقع هذا يمكن القول، أن ما جرى ويجري بأنتظام في عراق ديمقراطي وفيدرالي من العمليات الارهابية وغياب الامن والاستقرار في معظم المدن العراقية الكبيرة، أنما هو أمتداد حقيقي  لسياسات التهميش ونهج الاقصاء المتبع قبل السقوط. لذلك علينا القول أنه حان الوقت للحاكم العراقي الجديد أن يقّر، أن التعددية العرقية والمذهبية التي يتصف بها الشعب العراقي، تتطلب نظام سياسي متميز تشارك فيه النخبة السياسية والثقافية العراقية بجميع مشاربها السياسية والمذهبية والايديولوجيا من دون تمييز. ولاسيما بعدما أثبت النظام السياسي العراقي تحت ظل نظام الحزب الواحد والمذهب الواحد فشله خلال 82 عام متواصل، فلماذا يجب أن نكرر الخطأ التاريخي مرة أخرى.
حيث يعرف المتابع أن قرار التهميش الذي أتخذته شريحة عراقية معينة وهي "السنّة" العراقية، تلك التي مسكت زمام الامور السياسية في العراق منذ تاسيس الدولة العراقية عام 1921 وحتى سقوط الطاغية صدام حسين عام 2003 بيد من النار والحديد، كان ولايزال السبب الرئيسي وراء جميع التعقيدات السياسية التي تواجه مسيرة التوجه نحو ترسيخ دعائم النظام السياسي الديمقراطي ضمن العراق الجديد. لآن تهميش الاكثرية في العراق وهي " العرب الشيعة" خلال 82 عام من عمر النظام السياسي "السني"، مثلما كان على راس التحديات التي واجهته جميع النظم المركزية في بغداد، بالقدر نفسه سيظل قرارتهميش العرب السنة وغيرها من المكونات العرقية العراقية في العراق الجديد، باعثا وراء التعقيدات والتحديات التي تخيم على وجود ومستقبل النظام السياسي الجديد منذ عام 2003 ولحد الان. وأن تنامي جميع أنواع التيارات الارهابية والمجاميع الاصولية الاسلامية والسلفية وأخرها منظمة داعش الدموية في العراق وسوريا خلال السنوات العشرالاخيرة، هي نتاج أخطر الاخفاقات السياسية وعنوانها ثقافة التهميش والاستبعاد والتي تعني بحق ابعاد المعارضة وتجاهل دورها قدر الامكان.
صحيح أن بنيّة النظام السياسي العراقي تغيير كثيرا منذ عام 2005، ولكن سوء أستغلال نهج التغيير في النظام نفسه شّرع تدخلات الدول الاقليمية والعالمية في الشؤون الداخلية العراقية بوضوح. هذا بقدر ما يتعلق الامر بالنظام السياسي للاكثرية " الشيعية" الحاكمة، أما بقدر ما يتعلق ببقية المكونات العراقية المحكومة وعلى راسها الشعب الكوردي، فأنه لم يتم أستقبال وفد الحركة التحررية الكوردستانية علنا ورسميا خلال ما يقارب من نصف قرن من الزمان، مثلما تم أستقبال وفد الاقليم برئاسة البارزاني ونائبه قوباد الطالباني من قبل رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون في قصرالرئاسة  (الاليزيه) بتاريخ 1كانون الاول 2017. التحّول الذي اشار أليه الدكتور ماجد السامرائي بدوره ضمن مقال منشور له في صحيفة العرب بتاريخ 22/اب/2017 بقوله أن " الاكراد كسبوا جولتهم الاولى وخسرها سياسيو العرب".

والسبب بأعتقادي هو العودة الى المربع الاول من جديد وحصر القرارات المصيرية في العراق بيد الاشخاص بدلا من اللجان الدستورية. أذ حتى لو سلمنا جدلا أن منصب رئيس الجمهورية في العراق الجديد هو منصب رمزي وبروتوكولي كما يقال ويكتب في الصحافة العراقية، فان السلطة التنفيذية الاتحادية في العراق طبقا للمادة(66) تتكون من " رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء تمارس صلاحياتها وفقا للدستور".
وفي المادة (67) من الدستور ورد ما يللي:
"رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز الوطن يمثل سيادة البلاد، ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على أستقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامة ارضه وفقا لاحكام الدستور".
البنود التي تم تهميش مضمونها منذ تفاقم الازمة السياسية بين بغداد وأربيل واستفحالها حتى اللحظة هذه، رغم المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية العراقية في سبيل حلحلة العقدة المستعصية، بالاضافة الى توسط عدد من القادة العراقيين بحجم رئيس البرلمان الدكتور سليم الجبوري ونواب رئيس الجمهورية الثلاثة السادة أياد علاوي، نوري المالكي وأسامة النجيفي.
أما الحل الجذري للازمة السياسية المستعصية في تركيبة النظام السياسي في عراق ديمقراطي وفيدرالي، هو باعتقادي وجوب العودة الى فقرات الدستوربهدف حل النزاعات بالطرق السلمية. لآن الدستور هو الاساس لكل الخلافات والاصلاحات. حيث لا توجد مشكلة أو أزمة سياسية لايمكن حلها من خلال العودة الى بنود وفقرات الدستور العراقي الذي وافق عليه العراقيون في استفتاء شعبي في أكتوبر/ تشرين الاول 2005 بنسبة تجاوزت 78% من الاصوات.
وبهذه الطريقة وحدها يمكن للنظام العراقي اشراك جميع اطياف المجتمع العراقي ضمن التجربة الديمقراطية النزيهة مشاركة فعّالة، بهدف تحقيق المصالحة الوطنية وضمان الشراكة الحقيقية في صنع جميع القرارات المصيرية. لآن مشكلة العراق الحالية ليست في ترجمة مضمون الدستور وحده كما نسمع بين الحين والاخر، بقدرانتماءها والخلافات التي تشكلها الحملات الانتخابية ونتائجها.

155
يجب توظيف حكم الاقلية لطي قرن من فشل الاكثرية!!
أوشـــانا نيســـان
أعتقد ان الاقليات العراقية الاصلية لا تطلب الكثير من الاكثريتين العربية والكوردية على حد سواء، عندما تدعوهما الى ضرورة الاعتراف بالحق والعدل والديمقراطية النزيهة من خلال اشراك ممثلي المكونات مشاركة جدية وفعّالة ضمن القرارات السيادية للنظام السياسي الجديد في عراق ديمقراطي فيدرالي مزدهر. حيث يعرف المتابع لتاريخ العراق الحديث، كيف فشلت جميع الانظمة المركزية للاكثرية العربية بجميع مشاربها السياسية والمذهبية وحتى الايديولوجيا في تحقيق أدنى تطلعات الشعوب العراقية في العيش الكريم وحقوق المواطن والاستقرار السياسي خلال 97 عام خلت، فلماذا تترد الاكثريات وتخشى هذه الايام  من مقترح تسليم زمام الامور السياسية خلال مجرد (3) سنوات قادمة للعراقي " الاقلوي" المستعد للتضحية بنفسه من أجل بناء وطن مستقر وليس"السياسي" الذي تعوّد أن " يضحي بالوطن من أجل كرسيه" منذ تاسيس دولة العراق عام 1921 ولحد عام 2018!!
ولآجل تحقيق هذا الحلم الوطني واطلاق الخطوة الاولى من المرحلة، تقدمت بتاريخ 28 كانون الاول 2017، بطرح مقترح مفاده ضرورة ترشيح نائب من نواب الكوتا للمكونات العرقية غير الكوردية في البرلمان الكوردستاني ( نائب من نواب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، التركماني أو الارمني) ، رئيسا للبرلمان خلال الفترة الزمنية التي تسبق الانتخابات البرلمانية المزمع أجراءها في الاقليم ربيع عام 2018. والغرض من وراء مقترحي كان بالدرجة الاولى:
 أختبارمصداقية التجربة الديمقراطية الفتيّة في الاقليم على وجه الخصوص والعراق عموما، بالاضافة الى ضرورة مشاركة نواب الكتل التابعة للمكونات الاخرى مشاركة فعلية وجديّة في القرارات المصيرية والسلطات وليس مجرد تلميع صورة التعددية البائسة في البرلمانين في بغداد وأربيل.
رغم أن الثقة السياسية المفقودة بين المواطن الاقلوي والنخبة السياسية العراقية بشقيها العربي والكوردي وبشتى تلاوينها السياسية والايديولوجية حصل على النصيب الاكبر من النقاش. الامر الذي كان واضحا في رد النائب يعقوب كوركيس حين أكد، أن هيئة رئاسة البرلمان سوف لن تقبل بهذا الطرح. الردّ الذي جذب أهتمام رفيقه النائب كمال يلدا ووافق عليه ضمنيا.
علما أن الغرض من وراء المقترح يمكن ترجمته على المستويين القومي والوطني، حيث على المستوى القومي :
- يفترض بالمقترح أن يكون سببا لتجاوز جميع الخلافات الحزبية التي أمتدت لعقود متواصلة أو حتى الخلافات الايديولوجية هذا أن وجدت أصلا بين هذا الطرف الحزبي أوذاك ضمن مسيرة نضالنا القومي داخل الوطن، ومبعثا للاتفاق على أي نائب من نواب شعبنا الخمسة، لا بهدف الفوز بالمقعد الرئاسي لحزب معين ولفترة معينة وأنما بهدف تغيير نظرة الاكثريتين (العربية والكوردية) على دور ووجود وأليات المشاركة الفعلية لممثلي أبناء شعبنا أو غيرهم من ممثلي بقية المكونات ضمن السلطات الثلاث التشريعية، التنفيذية والقضائية.
ولربما مجرد التوافق على مضمون هذا المقترح، من شأنه مستقبلا أن يتجاوزنظرة الاكثريات الدونية للاقليات وانتشار ازدراءها السلبي من منطق الحجم والمذاهب كما النار في الهشيم.
 
أما بقدر ما يتعلق بالمستوى الوطني فأنه يمكن للطرح هذا أن:
- يعيد الثقة بالشعارات التقليدية أو الخطابات المنمقة حول مفهوم "التعددية" العرقية والمذهبية في العراق عامة وفي الاقليم على وجه الخصوص، تلك التي تدعي الحداثة والعصرنة ضمن الخطاب الوطني للاكثريتين العربية والكوردية.
- اعادة صياغة استراتيجية النظام الامني والسياسي ضمن مؤسسات عراق ديمقراطي وفيدرالي جديد يتسع صدره لممثلي جميع المكونات العرقية والمذهبية العراقية من دون مجاملة. فالبرلمان العراقي أو الاقليمي الذي لايتسع صدره لنائب من نواب أقدم شعب وجد على أرض الرافدين قبل 6767 عام لفترة لا تتجاوز بضعة شهور، كيف يمكن للبرلمانين أن يقنعا المواطن العراقي الاقلوي أن أدائهما في ارقى درجاته ولا يسمح بغير التحول نحو عراق ديمقراطي متسامح؟
أذ لو قارنّا بين العراقين القديم والجديد منذ تاسيس الدولة العراقية عام 1921 في عهد الاستعمار البريطاني والجمهورية العراقية الاولى عام 1958 وحتى عام 2017، لشعرنا باحباط كبير من عدم أهلية الصفوة السياسية العراقية في الحكم رغم غرابة المقارنة بين الحكم في زمن الاستعماروعصر الاستقلال. لربما بسبب حكمة السياسي العراقي في تغييب دور النخبة العراقية المثقفة عن زمام السلطة والمشهد السياسي في جميع مراحله التاريخية.
ففي غضون 11 عام نجح العراقيون في الاعلان عن استقلال العراق عن الادارة البريطانية المنتدبة من جانب عصبة الامم في 3 تشرين الاول/ أكتوبر عام 1932. في حين ظل العراق "الوطني والمستقل من براثن الاستعمار" يرزح تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة لاكثر من 27 عام، رغم المستجدات السياسية والتقنية التي طرأت على السياسة العالمية خلال نصف قرن الاخير.
علما أن النجاحات هذه مثلما لم تحققها " الثورات التي تعودت أن تلتهم ابناءها" كما يقال، كذلك لم تحققها خطابات الهوية العنصرية ولا السلطة الدكتاتورية للاكثرية التي استلمت زمام السلطة لاكثر من 82 عام، بل تحققت بفعل اشراك الغيارى من العراقيين في هرم الدولة  بغض النظر عن أنتمائهم العرقي أو المذهبي.
حيث يذكرنا التاريخ أن ساسون حسقيل يهودي عراقي هو أول وافضل وزير مالية في تاريخ الدولة العراقية، بسبب أصراره على رفض صرف المبالغ الاضافية حتى لو كان الامر يتعلق ببلاط الملك نفسه واهتمامه الزائد بالمصلحة الوطنية. ففي أحد الايام جرى حديث بينه وبين وزير الداخلية ناجي السويدي وعلى مبلغ (45) دينار لترميم بناية القشلة التي كانت ثكنة عسكرية في بغداد، ووصف الطلب انه تبذير بالمال العام وان المال السائب حسب وصفه يعلم السرقة كما كان يردد مرارا وتكرارا. في حين وصفت منظمة الشفافية العالمية العراق الجديد في تقريرها الاخيروفي ظل ما يسمى بالربيع العربي بتاريخ 25 كانون الثاني 2017، " أن 6 من أكثر 10 دول فسادا في العالم عربية هي: سوريا العراق والصومال والسودان واليمن وليبيا".
هذا وبالاضافة الى نهج المملكة العراقية في تجاوز تخوم الاعراق والمذاهب عندما كان يتعلق الامر ببناء الدولة العراقية وصيانة حدودها. ففي أقل من 30 سنة نجح المرحوم نوري باشا السعيد الكوردي الاصل والانتماء في تبوأ منصب رئيس وزراء المملكة العراقية  14 مرة، بالاضافة الى سياسيين اخرين بحجم وزير الداخلية حكمت سليمان تركي الاصل، والسيد أحمد مختارجاف كوردي الاصل وغيرهم، في حين لم يتسن لسياسي عراقي غير عربي أن يتسلم منصب رفيع أو رئاسة الوزارة باستثناء المرحوم طارق عزيز بسبب انتماءه البعثي الزائد خلال 59 عام من عمر الجمهورية العراقية.
وفي الختام نتمنى من الصفوة السياسية في بغداد وأربيل على حد سواء والعراق في فجر العام الجديد عام 2018، أن تتحلى النخبة السياسية بالشجاعة أو المسؤولية الكاملة لآتخاذ القرار الجرئ في سبيل انقاذ العراق الجديد من براثن العنصرية المتنامية كالفطر والتطرف الاسلامي بجميع أشكاله قبل فوات الاوان والانتظار 100 عام أخرى.  حيث مثلما أثبت التاريخ فشل الدولة المبنيّة على المراجع الدينية والاستقطابات الطائفية شرق المعمورة وغربها، كذلك أثبت التاريخ نجاح الدولة العلمانية المدنية والديمقراطية المبنيّة على العلم والمعرفة والمنطق السليم ولاسيما ضمن مجتمع متعدد الثقافات والمذاهب والاعراق كالشعب العراقي على سبيل المثال.   
 


156
أشكالية الديمقراطية والمعارضة في عقلية الاحزاب !!
أوشــــانا نيســـان
الاختلافات المتباينة في المواقف الكوردية وغياب الجهود الحقيقية في بناء الوئام داخل البيت الكوردستاني، هو الباعث الاهم كورديا وراء كل ما جرى ويجري في الاقليم الكوردستاني وأخرها المظاهرات التي أندلعت في كل من محافظتي السليمانية وحلبجة وغيرها من المدن الى جانب الشعارات التي يرددها المتظاهرون وعلى راسها ضرورة اسقاط الحكومة الكوردستانية وتشكيل حكومة مؤقتة أو حكومة أنتقالية وكوردستان يمر في أهلك الظروف السياسية .
هذه المطالب وغيرها كان يمكن حلها ضمن البيت الكوردستاني لولا الاستقواء بالاجنبي ورهان بعض القيادات الكوردستانية على "ربيع كوردي" موعود مشابه للربيع العربي، بهدف تشكيل تحالفات "حزبية" جديدة تسبق حملة الانتخابات النيابية خلال الشهور الثلاثة القادمة. علما أن الهدف من وراء تغيير خارطة التحالفات لا يتعلق ورغبة الاكثرية في وجوب تحسين أوضاع الشعوب الكوردستانية وترسيخ دعائم التجربة الديمقراطية في الاقليم بقدرالاهتمام بأهميّة سحب البساط من تحت اقدام أحزاب السلطة.
 
علما أن التظاهر" السلمي" واشدد "التظاهر السلمي" في العرف الديمقراطي المتفق عليه، هو وسيلة مهمة تاتي في طليعة الوسائل الجماهيرية المتبعة للتعبيرعن الراي القومي أوالوطني في سبيل الضغط سلميا على المؤسسات الحكومية لتحقيق مطالب الشعوب بشكل علني وسلمي. وأن تعزيز الاستقرار السياسي وتمكين الوطنين الاحرارمن ممارسة حقهم في التظاهر بأعتباره حقا متلازما لتاسيس الاحزاب السياسية والنقابات بهدف التحول نحو بناء مجتمع مدني في حالة وفاق مع الحكومات، حيث الاصل" أن المجتمع المدني المستقل لا يكون في حالة صراع مع الحكومة، بل أن دور مؤسسات المجتمع المدني يجب أن يكون خلق مواطن يحترم الدولة ويسعى للمشاركة فيها"، يكتب زهير جمعة المالكي/ الحوار المتمدن العدد/4198 بتاريخ 28/8/2013.
مهمات صعبة للحكومة الانتقالية في زمن صعب
جاء مقترح الحكومة الانتقالية التي قدمته حركة التغييربشأن العمل السياسي في الاقليم بتاريخ 17 كانون الاول الجاري، على راس الشعارات المرفوعة في المظاهرات التي تطوف مدينة السليمانية وغيرها من القصبات والارياف. رغم أن المعروف عن الحكومة المؤقتة بأعتبارها حكومة أنتقالية تتشكل بعد سقوط نظام سياسي أما بسبب ثورة أوانقلاب عسكري أو غزو خارجي وتتشكل الى حين أنتهاء الفترة الانتقالية وتنتهي الفترة الانتقالية بعد اكتمال النظام السياسي الجديد/ الموسوعة الحرة.
أما بقدر ما يتعلق بالاحتجاجات التي تجري في شرق كوردستان، ان مسيرة التظاهرات أنحرفت كثيرا عن مسارها المعلن عنه وهو التوجه نحو الحكومة الانتقالية أو المؤقتة ونهجها في أنقاذ المصلحة المشتركة للشعوب الكوردستانية في الاقليم. حيث على سبيل المثال، قتل وجرح المواطنين الكوردستانين، حرق المؤسسات الحكومية، حرق وتدمير المقرات الحزبية والجماهيرية، كلها عمليات تخريبية لاتتفق مع مصلحة كوردستان بقدرانحيازها لبنود أجندات غير كوردستانية هدفها الاول والاخيرتعقيد الاوضاع السياسية في الاقليم أكثر وأكثر.
ففي زحمة المسيرات والاحتجاجات التي تعم شرق كوردستان والانفلات الامني في معظم المدن والقصبات،  تعلن حركة التغيير والجماعة الإسلامية انسحابهما من حكومة إلاقليم، مؤكدين دعمهما للمظاهرات السليمانية وإدنة حرق المقرات الحزبية والحكومية. هذا وبالاضافة الى أعلان محافظ السليمانية الجديد هفال أبو بكر، عن دعمه الكامل لمطلب المتظاهرين المشروعة وداعيا الى عدم السماح بحدوث اشتباكات قد تؤدي الى زعزعة أمن المجتمع الكوردستاني/ رووداو 19/12/2017..
ومن ألمانيا يصّرح رئيس وزراء حكومة الاقليم  نيجيرفان البارزاني بدوره في مقابلة مع شبكة رووداو بتاريخ 20/12/2017 " ناسف كثيرا لما يجري في محافظة السليمانية وقصباتها، وأن التظاهرات ومطالبة المواطنين بحقوقهم أمر مشروع، الا أن أحراق المقرات والدوائر الحكومية التي وجدت لخدمة المواطن، فهذا الامر لن يخدم أي طرف. نحن نعلم أن المرحلة الحالية صعبة، ألا أن هذه التصرفات لن تغير من الامور شيئا. واطالب القوات الامنية بحماية القانون، وأن لايسمح بأن تكبر هذه المشاكل التي لايمكن حلها فرادا، في حين يمكن تجاوز هذه المحن كلها معا". النداء الذي أكدته بعثة الامم المتحدة (يونامي) في العراق بتاريخ 20كانون الاول الجاري في بيانها " أن حق المشاركة في تظاهرات سلمية مكفول للمواطنين، وتقع على السلطات في اقليم كوردستان العراق مسؤولية حماية مواطنيها بمن فيهم المتظاهرون السلميون..ودعت البعثة في بيانها الى " تجنب أية أعمال عنف بما في ذلك تدمير الممتلكات العامة والخاصة".
علما ان البارزاني ونائبه في حكومة الاقليم السيد قوباد الطالباني كلفا دوليا وتحديدا من قبل الولايات المتحدة الامريكية بعد الاستفتاء الذي جرى في الاقليم بتاريخ 25سبتمبر الماضي، كلفا بقيادة مسيرة التغيير وتصعيد لغة  الحوارواللقاءات الاخوية بين جميع القيادات والفرقاء السياسية في الاقليم من دون تمييز، بهدف ترتيب الاجواء في البيت الكوردستاني طبقا للدستور العراقي قبل التوجه نحو العاصمة بغداد. وان زيارتهما المفاجئة الى قصر الاليزيه واقناع الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون بالتوسط بين رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي وأربيل بتاريخ 1 كانون الاول 2017، ثم انتقالهما الى ألمانيا ولقاؤهما المستشارة الالمانية، وزير الخارجية ووزيرة الدفاع الالمانية، أن دلت على شئ فأنها تدل على حرصهما الواضح في ضرورة ايجاد الحلول المناسبة لحل تداعيات ومضاعفات الازمة المستعصية بين بغداد وأربيل وفق الدستور العراقي .
أما بقدر ما يتعلق الامر بالمظاهرات وتصاعد حدة الاحتجاجات في عدد من المدن والقصبات الكوردية شرق الاقليم، تزامنا مع زيارة وفد الحكومة الكوردستانية الى الغرب، فأنه يفترض بالمتظاهرين أن لايحرفوا المسيرة ولا يحرقوا أوراق ملف الحلول الذي حمله رئيس الوزراء ونائبه بدعوة رسمية الى عواصم الغرب للمرة الاولى في تاريخ الحركة التحررية الكوردستانية.
وفي الختام يجب التأكيد على أشكالية العلاقة الجدلية بين جهود "النخبة السياسية المثقفة"، تلك التي تعمل على ضرورة ترسيخ دعائم التجربة الديمقراطية النزيهة والعدالة في المجتمع الكوردستاني، وبين الاحزاب المحسوبة على المعارضة في اللعبة الديمقراطية التي طال انتظارها. حيث للاسف الشديد ظل الصراع السياسي في الاقليم الكوردستاني محصورا ضمن التخوم الضيقة للاحزاب ولم يرتق الولاء والانتماء بعد لا للشعب كله ولا لخارطة كوردستان باكملها.  فالمعارضة الحقيقية تبني ولاتهدم لانها أساسا تحمل بذور التغيير والبناء والتحول نحو مستقبل أفضل، أما معارضة الحكومة أو السلطة من خلال قتل وجرح المواطنين وحرق المؤسسات الحكومية والمقار الحزبية وتخريب ممتلكات المواطنين والدولة، فهي معارضة مركونة بأجندات خارجية لاتحمل الخير لا لمصلحة شعوب الاقليم ولا لمصلحة العراق الجديد.
والخلل الاساسي في قرارالتغيير يكمن في اختيار الوقت المناسب له بأعتقادي. حيث يعرف المتابع عن جميع المراحل السياسية الخصبة التي مرّت على الاقليم منذ سقوط الطاغية صدام حسين في بغداد 2003، من دون أن تفلح الحكومات الكوردستانية في تهيئة الاجواء المناسبة للتغييروالتسامى فوق تخوم الاحزاب وخلافاتها السياسية من أجل ضمان مستقبل عادل وديمقراطي للجميع، تماما كما أخفقت المعارضة هذه المرة ايضا في اطلاق حملة التغيير والاصلاح المؤمل في وقت باتت فيه اجندة الانجازات التي تحققت في الاقليم في مهب الريح، والمواطن الكوردستاني عانى ويعاني الامرين خلال السنوات العجاف التي مرت بسبب الجرائم الدموية والوحشية لتنظيم داعش الارهابي، بالاضافة الى أصرار الحكومة الاتحادية على قطع رواتب الاقليم في نفس المرحلة الصعبة.
الامر الذي يدفعنا الى ضرورة التفكير مليا والتمييزبعدالة بين قرارالمعارضة بجميع تسمياتها ومشاربها السياسية في الانسحاب من الحكومة الكوردستانية ودور الانسحاب في هذا الوقت الحرج والمفصلي في تاريخ الحركة التحررية الكوردستانية، وبين جهود رئيس وزراء الحكومة ونائبه في طرق ابواب مراكز صناعة القرارات الدولية، بهدف ايجاد الحل الملائم للازمة المفتعلة بين بغداد وأربيل.


157
 
أيهما أقرب الى أربيل..باريس أم بغداد؟؟
أوشــانا نيســـان
يبدوا أن العراق على موعد مع فصل جديد من الدكتاتورية ولكن بثوب جديد هذه المرة وتحت عباءة ما يسمى بالتجربة الديمقراطية العراقية. حيث مثلما جاءت ولادة الدولة العراقية قبل 100 عام، ولادة عسيرة وبعملية قيصرية لتتفق مع مصالح شريحة عراقية معيّنة وهي العرب السنّة ورغبتها في مسك زمام ألامور والعبث بحقوق ومستقبل جميع المكونات العراقية الاخرى التي حشرت ضمن حدود دولة سميّت بالدولة العراقية منذ عام 1921، كذلك أنتفضت "الضحية" بعد سقوط الصنم الطاغية صدام حسين في عام 2003، ثم حاولت وتحاول خلال 15 عام خلت، أن تتقمص شخصية الجلاد الاخيروتستبد بما تبقى من نسيج وحدة العراق وسيادته الوطنية باسم نظام جمهوري اتحادي ديمقراطي تعددي هذه المرة، كما ورد في دستور عام 2005.
أذ لو تمعنا النظر جيدا ضمن خلفيات الازمة المفتعلة حاليا بين أربيل وبغداد أثرالاستفتاء الذي جرى في الاقليم الكوردستاني بتاريخ 25 سبتمبر/أيلول المنصرم، لرأينا انها مجرد زوبعة في فنجان لتحويل الازمة الى ورقة انتخابية رابحة أثرتأجيج حدة الصراع ضمن خريطة التحالفات السياسية والانتخابية التي باتت تخيّم على الابواب، ذلك خلافا للدستورالعراقي وشعارالاخوة والمساواة بين جميع العراقيين تبعا لحقيقتين:
أولهما: صحيح أن قرارالاستفتاء جاء دون التحضيرله وفي زمن تدهورفيه الوضع الاقتصادي في الاقليم والعراق أثر دخول تنظيم داعش الارهابي منتصف عام 2014 ولحد الان. هذا وبالاضافة الى الخلافات المستفحلة في البيت الكوردي، وبالضد من مضمون المادة (109) من الدستور العراقي حيث جاء فيه:
- ( تحافظ السلطات الاتحادية على وحدة العراق وسلامته واستقلاله وسيادته ونظامه الديمقراطي الاتحادي).
ثانيهما: صحيح أيضا أنه ورد في المادة(20) من الدستور العراقي ما يشرع عملية استطلاع اراء الشعوب العراقية:
المادة (20)/ للمواطنين رجالا ونساء حق المشاركة في الشؤون العامة، والتمتع بالحقوق السياسية بما فيها التصويت والانتخاب والترشح).
بمعنى أخر يحق للسلطات العراقية في كل من بغداد وأربيل طبقا لما ورد في الدستور، أن تستطلع رأي جماهيرالشعوب العراقية بمختلف طوائفها العرقية والمذهبية في كل ما يتعلق بحقوقهم ومستقبلهم ضمن حدودو دولة عراقية موحدة بشرط عدم المساس بوحدة النظام الاتحادي او الفيدرالي الجديد في العراق.  أذ طبقا للمادة (115) من الدستور يتكون النظام الاتحادي في جمهورية العراق من عاصمة وأقاليم ومحافظات لامركزية وادارات محلية.
أي أن الفيدرالية وهي تعني الاتحاد الاختياري أي التعايش المشترك بين الشعوب والاقليات العرقية العراقية الاصيلة وحتى بين الشعب الواحد في أقاليم متعددة، هو أحد الممارسات السياسية التي تسبق حق تقرير المصير المنصوص عليه في المواثيق الدولية لحقوق الانسان والشعوب وميثاق الامم المتحدة. فلماذا يجب أن يكون مجرد اللجوء الى عملية أستطلاع الرأي العام للشعوب العراقية ممنوعا؟

أزمة العراق أكبر من الغلطات المطبعية!!
حقا يحتار المرء كثيرا حين يفكر بما يلف ويدور هذه الايام في أروقة النظام العراقي الجديد وتبعاته على العراقيين الابرياء أولئك الذين لم تضمد جراحاتم بعد، تلك التي زرعها تنظيم داعش الاجرامي في جسد العراق والعراقيين خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة. فالقيادات العراقية التي استلمت زمام الحكم بعد زوال الدكتاتورية عام 2003 أتفقت على صياغة بنود دستورعراقي واضح بامكانه حل جميع الخلافات والازمات التي تعصف بالعراق والعراقيين دون نشر غسيلنا على الملا.
حيث يعرف القاصي والداني ان المسافة التي تفصل بين أربيل وفرنسا أو بين بغداد وفرنسا، هي أقل بكثير من المسافة التي تفصل بغداد عن أربيل. فلماذا يفترض برئيس الحكومة في أربيل ورئيس الوزراء العراقي، أن يتحملا مشقة السفر الى باريس ليقول لهم رئيس جمهورية فرنسا السيد ايمانويل ماكرون، أن الحوار هو الحل الاساسي والكفيل في الخروج من عنق الازمة المفتعلة بين أربيل وبغداد. ثم لماذا يؤكد السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي بقوله وعلى هامش مؤتمر باريس للمناخ الاربعاء بتاريخ 13 كانون الاول الجاري" أن البيشمركة هي جزء من القوات وقد حييناها مثل ما حيينا جميع المقاتلين"، مشيرا الى أن البيشمركة قاتلت الى جانب الجيش العراقي وبقية قواتنا في تحرير الموصل". في حين أوضح سعد الحديثي المتحدث بأسم رئيس الوزراء العراقي، أن عدم ذكر اسم البيشمركة في خطاب النصر على تنظيم الدولة الاسلامية"داعش" حدث سهوا نتيجة خطأ مطبعي غير مقصود على الاطلاق"، صوت العراق 13 /12/2017.
الحل الذي أكده رئيس الجمهورية العراقية أيضا خلال أجتماعه مع نائبيه السيد نوري المالكي والسيد أياد علاوي الاربعاء 14 /12/2017. حيث صدر عن الاجتماع عدة قرارات وفي طليعتها:
- الدعوة الى بدء حوار فوري بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان على أن يكون الحوار برعاية رئاسة الجمهورية والدعم الفني للامم المتحدة، يهدف الى أحلال العلاقات الطبيعية بين الجانبين على أساس الدستور وقرارات المحكمة الاتحادية"، أنتهى الاقتباس.
علما أن السيد رئيس الحكومة في الاقليم ونائبه ذكرا مرارا، باستعداد الحكومة في الاعتراف بقرارات المحكمة الاتحادية ورغبتهما الجدية في ضرورة اطلاق عملية الحوارالحقيقي بين أربيل وبغداد، من دون الحاجة الى حمل ملف الخلافات والازمات العراقية الى باريس.
وفي الختام تتطلب الضرورة توضيح هوية الازمات السياسية وانتماءاتها في العراق واخرها ازمة اليوم بين أربيل وبغداد، بسبب تداعياتها الخطيرة والمثقلة على كاهل الشعوب العراقية ولا القيادات السياسية في العراق. خلال كلمته على هامش مؤتمر باريس للمناخ بالامس، يؤكد السيد العبادي أن " أهم أسباب دخول الارهاب الى العراق هو الفساد ومحاربته جزء أساسي وحيوي". بمعنى أخر، أن ظاهرة الفساد المستشري في جسد العراق ومفاصله طبقا لتقرير منظمة الشفافية الدولية التي تعتبره ضمن الدول العشرالاكثر فسادا في العالم، تتورط في ترسيخها واستمراريتها، معظم القيادات والرموز السياسية الكبرى ضمن العراق الجديد وليس عامة الشعب الذي لا يتحمل غيرالاعباء والتبعات الكارثية.
 


158
غياب الاليات الدستورية لضمان حقوق الاقليات العراقية تحت قبة البرلمان!!

أوشــــانا نيســـان
 يقال أن " المحن والتحديات التي تهدد مصير ومستقبل الشعوب المضطهدة، توحد نوابها المخلصين وتشجعهم على الاصرارفي وجوب تشريع العدالة وأرساء دعائم الحرية والديمقراطية داخل الاوطان"، في حين فشلت وللاسف الشديد جل التحديات والمخاطر التي واجهها ويواجهها مسيحيو الشرق الاوسط عامة ومسيحيو العراق على وجه الخصوص، فشلت في توحيد الاولويات المزنرة على أجندة الكوتا المخصصة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في كل من المجلس الوطني في بغداد وبرلمان أقليم كوردستان وذلك لسببين، أولهما أنحراف مسيرة التجربة الديمقراطية في العراق الجديد بحيث أصبح من الصعب الاعتراف بحقوق الاقليات العرقية والمذهبية بسبب دكتاتورية الاكثرية، وثانيهما غياب الثقافة السياسية والنابذة للصراعات الحزبية التي تعرقل مسيرة التحول نحو الديمقراطية التوافقية باعتبارها البديل الشرعي والحل الاخيرفي مواجهة نهج الاقصاء والتهميش.
ولكي لا يبقى الحديث محصورا تحت قبة البرلمانات والاستمرارفي البحث عن دور "الضحية" كالفاشلين، فأن الضرورة تقتضي التعجيل بأتخاذ كل ما من شأنه أسترجاع الثقة وتحقيق أنفراج سياسي خلال المراحل الانتخابية القادمة وفي مقدمتها، أطلاق مشروع سياسي جامع بموجبه يمكن تسليط الضوء على الجوانب الايجابية والسلبية التي رافقت مسيرتنا السياسية خلال العقود الاخيرة، لا من أجل تشويه سمعة هذا الطرف الحزبي أو ذاك وانما بهدف الاعلان عن تشكيل مرجعية جامعة ونزيهة تسهل قرارتوحيد جميع قدراتنا السياسية والفكرية وحتى الاقتصادية وبالتالي تصحيح مسيرتنا القومية ضمن عراق ديمقراطي يتسع صدره لكل العراقيين من دون تمييز.
حيث يعرف المراقب السياسي المحايد، أن المجلس الوطني العراقي بوضعه الحالي لايمكن له أن يحسم جدل الدين والعلمانية بين التيارين المتشددين تحت قبة البرلمان، من دون تحويل المكونات غير العربية وغير المسلمة وعلى راسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري/ المسيحي الى الضحية من جديد. هذا من جهة ومن الجهة الثانية فأن تدخلات الاكثريتين في شؤون المكونات العرقية العراقية تجاوزت كل الحدود المسموح بها في اللعبة الديمقراطية، بعدما أخفقت قيادات المكونات في التعامل "بعقلانية" مع الواقع السياسي الذي أعادت قيادات الاكثريتين أنتاجه بعد سقوط الطاغية صدام حسين عام 2003.
هذه الظاهرة السياسية التي فسرها الدكتور رياض السندي وفق رؤية منهجية ضمن مقال نشرله في الموقع الالكتروني " الحوار المتمدن " تحت عنوان " من يمثل مسيحي العراق؟" بتاريخ 7 تموز 2017 بقوله، " أن مسيحيي العراق لم يتمكنوا من إختيار من يمثلهم سياسيا، منذ قيام دولة العراق الحديث عام 1921 وحتى يومنا هذا. فهذه المجموعات المسيحية أو الطوائف الدينية، أو الكنائس التاريخية تعاني من إنقساماتها المذهبية وعدم إتفاقها على من يمثلها سياسيا، على الرغم من إتفاقها الظاهري فيما بينها. كما إنها تفتقد للقوة التي توحدها بخلاف العرب الذين ظهر فيهم الإسلام كقوة موحدة لهم. وفي تاريخ الكنيسة الطويل فإن إتفاق الجماعات المسيحية وأتحادها كان يتم بإرادة الحاكم وقوة السلطة، كما هو الحال في معظم الأقليات والمجتمعات"، أنتهى الاقتباس.
أذ على سبيل المثال لا الحصر، هنالك قطيعة كاملة بين نواب شعبنا في برلمان بغداد وبرلمان أربيل، رغم حاجة شعبنا وتحديدا ضمن هذه المرحلة المصيرية على وجوب تشديد أواصرالتفاهم والتفاعل بين نوابنا في كل من بغداد وأربيل من جهة وبين أعضاء الكوتا الواحدة والتابعة لابناء شعبنا تحت سقف كل برلمان من البرلمانين من جهة أخرى.
حيث بدلا من ضرورة تصعيد حدة الحوار السياسي المطلوب اثر تصاعد حدة الازمة السياسية المتفاقمة بين بغداد وأربيل بعد 16 أكتوبر المنصرم وتداعيات الازمة تلك على وجود ومستقبل شعبنا أولا، ثم تسهيل مهمة عودة مئات الالاف من النازحين من أبناء شعبنا في سهل نينوى ثانيا، سارعت بعض الكتل في الانحياز الى الطرف معين وبالضد من الطرف الاخر، رغم تداعيات الانحيازهذا على مستقبل الانجازات القومية التي تحققت في العراقين خلال ربع قرن الاخير.

هذا وبالاضافة الى التحركات المشبوهة التي زادت الطين بلة بعدما سارع رئيس كتلة "معينة" في برلمان بغداد في تقديم شكوى الى المحكمة العليا، بهدف محاسبة المشاركين في الاستفتاء الذي جرى في الاقليم بتاريخ 15 سبتمبر/أيلول الماضي، بتهمة الحنث باليمين وخرق الدستور والخيانة العظمى، بالاضافة الى حشره لأسم رفيق من رفاق دربه ضمن القائمة أعلاه، لا بسبب مشاركة الاخيرفي الاستفتاء كما يفترض، وانما بسبب أختياره عضوا ضمن المجلس السياسي الاعلى الذي شكله رئيس الاقليم قبل الاستفتاء بفترة. حيث الكل يعرف أن الحنث باليمين والخيانة جريمة تصل خطورتها حد الاعدام.
في الوقت الذي ظهر لاحقا، أن سكرتير الحركة نفسه والذي أعلن رفضه للاستفتاء الكوردستاني في البرلمان العراقي في بغداد، وقع نائبه في برلمان كوردستان قبل سكرتيره بشهورعلى مشروع الدولة الكوردستانية في برلمان كوردستان في أربيل.
الامر الذي يشجعنا في القول، أن الخلافات التي زرعتها الاكثريتين العربية والكوردية  بين نواب شعبنا تحت قبة البرلمان الوطني في بغداد، نجحت وللاسف الشديد في خلق نوعا من الازدواجية السياسية التي تشجع المناخات السياسية الملائمة لتمرير حفنة من القوانين المجحفة ضد وجود وهوية أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق الجديد وأخرها، المادة (26) من قانون البطاقة الوطنية الموحدة الذي أجازه مجلس النواب العراقي بتاريخ 27/10/2015.
هذا بقدر ما يتعلق الامر بما يجري في بغداد أما ما جرى ويجري تحت سقف البرلمان الكوردستاني في أربيل، فهو سجال مغايرنوعا ما يتجاوز سقف شرعيته حدود السجال الاعلامي ولاينحني بهامته تحت سقف الانتهازية الحزبية والمصالح الفردية. أذ على سبيل المثال، نجح الدكتور سرود سليم متي رئيس قائمة أبناء النهرين في جمع الاصوات المطلوبة للمشروع الذي قدمه الى هيئة الرئاسة في البرلمان بالاتفاق مع زميله البرلماني كمال يلدا / قائمة المجلس الشعبي. المشروع الذي أجرى له البرلمان الكوردستاني قراءته الاولى في جلسته بتاريخ 6/كانون الاول/2017. علما أن المشروع هو أجتهاد برلماني شرعي تحت عنوان "قانون مجلس شؤون المكونات في الاقليم"، يهدف الى أيجاد الاليات والسبل الضرورية والعملية للاستفادة من الحقوق التي وردت في القوانين والتي سترد في الدستور، مع ضمان تنفيذ كل النصوص القانونية الخاصة بالمكونات ولضمان الرقي بحقوق المكونات الى المستوى المشار اليه في الاتفاقيات والاعلانات الدولية التي صادق عليها، كما ورد في المشروع.
وأن المشروع هذا الذي وقعه (16) عضوا من اعضاء برلمان كوردستان، لم يوقعه من الكوتا المخصصة لآبناء شعبنا في البرلمان غير أصحاب الفكرة وهما الدكتور سرود سليم متي والسيد كمال يلدا رغم أيجابيات المشروع وأبعاده القانونية والحضارية مستقبلا.

حيث يعرف المتابع أن جوهر المشروع القانوني الذي قدمه النائبان، جاء مخالفا للتقليد الشائع ضمن العراق الجديد ومفاده، أن القوانين والدساتير العراقية هي مجرد حبر على ورق ولا أحد يحاول تنفيذ مضمونها، ومطابقا لرغبة الاكثرية من أبناء الشعوب العراقية وعلى راسها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المضطهد والذي ينتظر نخبة سياسية " جديدة" تتجاوز رؤيتها الفكرية والسياسية اسوارالعقم الفكري والعجز السياسي الذي يشكل مانعا بوجه جميع محاولات تجديد الفكر القومي – الوطني لابناء شعبنا ضمن عراق ديمقراطي فيدرالي، وجهود الغيارى من ابناء شعبنا في تهيئة الاستعدادات والمناخ السياسي الملائم لترسيخ بذور الوحدة وتعزيز القواسم المشتركة بين جميع أحزاب ومنظمات شعبنا.
 


 

159

كنيسة المشرق بحاجة الى أحياء تراثها في الشرق ولا استيراد التجديد من الغرب!!

أوشــانا نيســان

" يجب التركيزعلى الحياة المسيحية بدل الخوض في مناقشة الجوانب العقائدية للكنائس ". العنوان هذا أستعرته من البيان الذي تمخض عن ” اللقاء التاريخي الذي جرى في لندن عام 1847، بعدما التقى 800 شخص ينتمون الى 52 كنيسة في اوروبا وأمريكا الشمالية تحدوهم الرغبة المشتركة للتعبير عن شركتهم في الايمان"، أنتهى الاىقتباس. وكأن المجتمعين كانوا على دراية بما يخبئه الدهر لمسيحي الشرق بعد أصرار بعض الزعامات الكنسية وعلى رأسها الفاتيكان، في التركيزعلى الاختلافات العقائدية والاجتهادات المذهبية رغم اشتداد المحن والكوارث والتحديات المسلطة كالسيف، ليس فقط على رقاب مؤمني هذه الكنيسة بالضد من الكنائس الاخرى، بل على الوجود المسيحي الذي بات مهددا في مهد المسيحية لاعتبارات عدة وفي مقدمتها، الانتهازية الزائدة في نهج الغرب ودوره في تسهيل مهمة الانقراض !!
أذ لو رجعنا الى جوهرالخطاب الذي وجهه غبطة البابا فرنسيس خلال أستقباله أعضاء اللجنة المختلطة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية في الفاتيكان يوم الجمعة المصادف 24/11/2017، لتذكّرالقارئ الكريم حكمة اباء الكنيسة القدماء وقدرتهم الخارقة في قراءة علامات الازمنة وما يحمله المستقبل لمسيحيي الشرق قبل قرون .

حيث بدلا من تشديد دعوات الولاء والانتماء الى ثرى ارض الاباء والاجداد، وتقديم الخطط لاعادة الاعمار وتوطين النازحين المسيحيين في مهد المسيحية لتفادي تفريغه من مسيحيه كما نسمع ونقرأ في الصحافة الغربية ليل نهار، يتوجه غبطة البابا فرنسيس نحو أعضاء اللجنة المختلطة للحواراللاهوتي بين الشرق والغرب ويشرح لهم، المغزى من رشم الصليب خلال حديثه عن مضمون الاعلان الجديد بقوله" عملية رسم شارة الصليب تشكل تعبيرا واضحا للوحدة بين جميع الاحتفالات بالاسرار مذكرا أن الرب المصلوب والقائم من الموت هو خلاصنا وحياتنا".

علما أن المؤمنين الشرقيين أتباع كنيسة المشرق الاشورية هم أول شعب أعتنق المسيحية عن بكرة أبيه قبل جميع شعوب العالم، وحتى قبل روما  نفسها باكثر من 300 سنة. ورغم ذلك لم يتدخل "الغرب" المسيحي في نصرة مسيحيتنا، بل تركنا بين الذئاب والوحوش التي رباها لتعيش في عالم ممهد بالشراسة والذبح والقتل والتدمير.
والغريب انه رغم مرور 1704 عام على مسيحانية الامبراطورية الرومانية و2017 عام على مسيحانية الشعب الاشوري وكنيسته المقدسة، فان روما لم تعترف لحد كتابة هذه الكلمات بطقوس كنيسة المشرق، ولم تبرئها من الهرطقة أوحتى تهمة النسطورية التي حولتها الى وصمة عار يستحيل التنصل أو التبرؤ منها. رغم أن نسطوريوس نفسه اعترف قبل وفاته بايام وهو في منفاه في صحراء ليبيا عام 451م وقال " لتكن مريم العذاء أم الله وينتهي هذا السجال العقيم".
اذ حتى الاقتراح الذي طرحه البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو بتاريخ 26/6/2015، تحت عنوان أعتماد " تسمية كنيسة واحدة" وهي كنيسة المشرق كما كانت طوال قرون حسب قوله، يصب أيضا في نهج الشكوك في ايمان كنيسة المشرق العريقة ووجوب أخضاعها تحت خيمة الفاتيكان بعدما أشترط وقال" أن شركة الايمان والوحدة مع الكرسي الروماني قاعدة أساسية وجوهرية للوحدة"، انتهى الاقتباس.
في حين وللتاريخ نكتب أن نظرة بقية كنائس الغرب تختلف كثيرا عن نهج الفاتيكان حيال تاريخ وطقوس كنيستنا المقدسة. ففي عام  1908 وبعد قرار مؤتمر لامب، كتب الدكتور دافيدسون رئيس أساقفة كانتربري رسالة الى بطريرك كنيسة المشرق لاستجلاء الشكوك حول مسيحانية كنيسة المشرق. فرّد البطريرك بعد مشاورة اساقفته في 13 حزيران 1911 مبديا قبول بيان الايمان المقدم أليه (the Quicunque vult) والمعبر عن ايمان كنيسة المشرق.  علما أن البيان أرسل بواسطة و.أ. ويغرام رئيس البعثة (المكلفة) من رئيس ألاساقفة في كانتربري، الذي نوّه في مذكرته الى رئيس الاساقفة:
" أجرؤ على الامل أن رسالة مارشمعون لنيافتكم كافية لتبرئة هذه الكنيسة من تهمة الهرطقة التي وصمت بها أمدا طويلا"، الاب البير ابونا/ أدب اللغة السريانية الصفحة 519-520 .
هذه الوثيقة التاريخية التي تثبت، أن مجرد رسالة واحدة من قداسة مارشمعون بطريرك كنيسة المشرق الاشورية الى رئيس أساقفة كانتربري، كانت كافية لتبديد حلك الشكوك والسجال العقيم حول أيمان كنيسة المشرق الاشورية. في حين لم تفلح لجنة الحوار بين روما وكنيستنا في أختراق سياج الاوهام التاريخية المزنرة على أجندة النقاش بين الكنيستين رغم مرور 23 عام  ، باستثناء التفرغ من الفقرة الاولى والتوجه نحو الفقرتين الباقيتين وأصعبها الفقرة الاخيرة.
جذور الخلاف العقائدي بين الكنائس
تحولت التسميات الخاصة بمكانة مريم العذراء وتحديدا ( ثيئوتوكوس بمعنى والدة الاله)  و(خريستوتوكوس بمعنى والدة المسيح) في وصف تجسد يسوع المسيح، الى عداء قرون متواصلة لم ينته لحد كتابة هذه الكلمات بين روما وكنيسة المشرق. بحيث لم تفلح حتى نقاشات اللجنة المختلطة للحواراللاهوتي بين الشرق والغرب في حله رغم مرور23 عام على الدراسة والنقاش. علما أن الخلاف اللاهوتي هذا بدأ كخلاف كنسي – سياسي بين كرسي الاسكندرية وكرسي القسطنطينية قبل تحوّله الى صراع شخصي بين كيرلس بطريرك الاسكندرية ونسطوريوس بطريرك القسطنطينية في مجمع أفسس عام 431م. رغم أن المطلع على تاريخ كنيسة المشرق وزعمائها يعرف جيدا أن كنيسة المشرق الاشورية أصبحت ضحية لهذا السجال العقيم للاسباب التالية:
1- كنيسة المشرق لم تكن حاضرة في مجمع افسس عام 431م/ طبقا للرسالة التي وجهها الامبراطور تاودوسيوس الثاني لحسم النزاع واعادة النظام والوحدة في الكنيسة بتاريخ 19/تشرين الثاني 430، ويدعو فيها الاساقفة الى مجمع عام في مدينة أفسس/ الاب ألبير أبونا "، في كتابه "تاريخ الكنيسة الشرقية الصفحة 81".
2- مارنسطوريوس لم يكن كاهنا في كنيسة المشرق في يوم من الايام بل رسم بطريركا في كنيسة القسطنطينية من عام 428م وحتى عام 431م يوم ادانته وتجريده من منصبه ثم نفيه ووفاته.
3- الخلاف اللاهوتي "المصطنع"اشعل صراعا لاهوتيا بين روما الكاثوليكية وبقية الكنائس لقرون، بحيث أصبح من الممكن أذكاء نيران الصراع أو أخماده عند الضرورة ." وإذا خمدت الآن ثورة هذا البركان الهادر، فهي لاتزال حاضـرة للوثوب كلما دعت إليها الظروف وكلما استفزتها التصرفات التـي لا تتـسم بطابع المحبة المسيحية الصادقة"، يكتب الاب ألبير أبونا في كتابه "تاريخ الكنيسة الشرقية" قبل 44عام.
ومن الواقع هذا، لو رجعنا الى تاريخ الكنائس المسيحية في الشرق والغرب، لوجدنا العديد من الوثائق التاريخية التي تدمغ حقيقة واضحة مفادها:

 أن زعماء كنيسة المشرق قبل تسميتها بكنيسة المشرق الاشورية عام 1978، جاهدت كثيرا رغم امكانياتها المتواضعة في سبيل توحيد حرمة الكنائس المسيحية في الشرق والعالم كله بما فيها الكنيسة الكاثوليكية في روما. في حين لم تتردد الفاتيكان يوما في خلق كل ما من شأنه اسكات دقات نواقيس كنيستنا المقدسة اذا تعذراخضاعها ابتداء من عام 431 وحتى اليوم، ذلك لاسباب وفي مقدمتها:

1- التاريخ العريق لكنيسة المشرق الاشورية وحرص زعماءها ومجتهديها في الحفاظ على جذوة الايمان فيها وأحياء تراثها وطقوسها في مهد المسيحية منذ عام 33م ولحد الان، رغم المحن والصعوبات التي واجهتها وتواجهها بأستمرار. في حين يذكرالتاريخ عندما أقر الامبراطور قسطنطين الكبيروفي مرسوم ميلانو بحرية جميع الاديان بما فيها المسيحية في الامبراطورية الرومانية عام 313. وفي عهد الامبراطور ثيودوسيوس الكبير 380م، غدت المسيحية دين الدولة الرسمي وتبنت الكنيسة التسمية" الكاثوليكية" اي العامة. في حين لم يتحقق حلم أساقفة روما الا بحلول القرن الخامس حين نال أسقف روما "ليو" الاول الكبير لقب البابا (440-461).

2- اصرارزعماء كنيسة المشرق في الحفاظ على طقوس الكنيسة وتراتيلها التي تمجد الرب بلغة سيدنا المسيح منذ التاسيس. أذ على سبيل المثال لا الحصر،" تأتي ليتورجية القديسين أدي وماري والتي تسمى بالقداس الاول أو قداس الرسل، وتستعمل للايام البسيطة كلها، والاحاد والاعياد الواقعة بين احد الشعانيين وأحد البشارة. وهي أقدم الليتورجيات الشرقية، يكتب الراهب اشور ياقو البازي " السنة الطقسية لكنيسة المشرق (الكلدانية –الاثورية).
 
3- مشاركة زعماء كنيسة المشرق في وضع الحجرالاساسي لبناء أكبرتجمع للكنائس العالمية في العالم. فقد مثل كنيستنا الشرقية القديمة مثلث الرحمات مار طيمثاوس مطرافوليط الهند، في الحركة المسكونية التي دعا أليها رئيس أساقفة أوبسالا السويدية  الدكتورناثان سودربلوم عام 1925. بلغ عدد المشاركين 661 مشاركا من مختلف كنائس اوروبا وامريكا والعالم التي جاءت الى اجتماع ستوكهلم المسكوني، بأستثناء كنيسة واحدة وهي كنيسة روما الكاثوليكية التي رفضت الدعوة. رغم أن النداء المسكوني للدكتور سودربلوم وضع الحجر الاساس لبناء صرح مجلس الكنائس العالمي عام 1948.
أما السبب وراء عدم مشاركة روما الكاثوليكية كما يذكر الدكتور سودربلوم في تقريره رغم ما أوصى به رأس الكنيسة يسوع المسيح بقوله" ليكون الجميع واحدا/ يوحنا 17/21"، فأن رؤية الكنائس البروتستانتية تختلف عن رؤية الفاتيكان حول الوحدة المسيحية. فرؤية الاولى تتلخص في كون كل الطوائف والكنائس المسيحية الاخرى فروع من الكنيسة الام التي هي الاصل ولا تتم الوحدة المسيحية الا بانضواء سائر الكنائس تحت لواء الفاتيكان وبزعامة البابا أسقف روما خليفة بطرس الرسول. في حين ترى الكنائس الاخرى، أن كل كنيسة هي فرع من شجرة الكنيسة الجامعة ولا تقل الفروع عن بعضها البعض أهمية في تكامل شجرة الكنيسة القويمة / أضواء على الحركة المسكونية ومجلس الكنائس العالمي/ الصفحة/ 46/96 مجموعة مقالات المؤلف: كبرييل أرميا كوركيس/ دانمارك 2001 .

خطر المسيحية من أدعياءه ولا من أعداءه!!
يبدوا أن مسيرة الانجازات التي حققتها كنيسة المشرق الاشورية تحت زعامة مثلث الرحمات ماردنخا الرابع منذ سيامته بطريركا على كنيسة المشرق الاشورية في كنيسة القديس برنابا في لندن بتاريخ 17 أوكتوبر 1976 ولحد أنتقاله الى الاخدار السماوية بتاريخ 26 أذار 2015، كانت حافلة بالمنجزات والمحاولات في سبيل توحيد جميع الكنائس المسيحية وعلى راسها كنائس شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وحتى العالمية من دون تمييز.
ففي عام 1978 التقى قداسة مثلث الرحمات ماردنخا الرابع غبطة البابا يوحنا بولس الثاني للمرة الاولى، وفي 11 تشرين الثاني 1994 وقع البيان الكريستولوجي المشترك معه والذي يؤكد على وحدة كنيسة المشرق الاشورية والكنيسة الكاثوليكية.
البيان الذي سهل مهمة الفاتيكان التقليدية في البدء بتنفيذ ما تبقى من بنود الصراع التاريخي واللاهوتي المبيت، بشكل حضاري وعلمي هذه المرة و بالشكل الاتي:

1- بعد رحيل مثلث الرحمات ماردنخا الرابع مباشرة في 26 أذار 2015 ، أستغلت روما فرصة غياب مفجر فكرة الانفتاح والتوحيد بين الكنائس وتدهور صحة البطريرك الجديد بالاضافة الى أشتداد حدة التحديات والمواجهات بين أربيل وبغداد. لذلك تراها سارعت في طلب اعادة النظرفي صلاحيات مسؤولي اللجنة المختلطة للحواراللاهوتي بين الكنيستين من خلال الغاء شرط وجوب توقيع النسخة النهائية للاتفاقية من قبل غبطة البابا وقداسة البطريرك على حد سواء، ونقل ملف التوقيع من كرسي رئاسة الكنيستين غبطة البابا وقداسة البطريرك، وحصره بعهدة كاردينال من كرادلة روما، والمطرافوليط مار ميلس ممثلا عن كنيسة المشرق الاشورية.

2- رحيل البطريرك مثلث الرحمات ماردنخا الرابع في وقت غير متوقع، أحدث أرباكا لدى بقية رجالات الدين في قيادة كنيسة المشرق الاشورية. حيث المتبع لتاريخ كنيستنا يعرف، أن قيادة كنيسة المشرق وخلال أكثر من ألفي سنة لم تتخذ الاجراءات المسبقة حول تعيين الخلف الصالح الا بعد غياب السلف الصالح. الامر الذي حوّل ملف القرارات الصعبة وغير المكتملة الى مكتب الخلف الصالح وعلى راسها:

أ- وجوب تنفيذ القرار الذي أتخذته الكنيسة قبل رحيل زعيمها بفترة قصيرة، والقاضي بأعادة بطريركية الكنيسة من الاغتراب الى داخل الوطن. رغم الظروف السياسية والنفسية الصعبة التي تخيّم على مستقبل العراق والعراقيين، الى جانب تداعيات الغربة الطويلة على عقلية الجيل الجديد من رجالات كنيسة المشرق الاشورية في الاغتراب.

ب- الغموض الذي يلف قرار تأخيرعملية بناء مركز بطريركية كنيسة المشرق الاشورية في مدينة أربيل. الامر الذي يستصعب قرارالعودة ويعقد فكرة أعادة تنظيم شؤون الكنيسة في وطن بات مستقبله على مهب الريح. هذا الواقع الذي يقف للاسف الشديد بالضد من المؤيدين لقرارالعودة ولصالح المفكرين جديا في وجوب التحضيرلاعادة البطريركية الى موقعها في الاغتراب من جديد. هذا الصرح الكنسي الذي كان من الممكن تحويله الى مركز أو كلية اللاهوت المشرقية وفيها مراكز للدراسات والبحوث لتوثيق المخطوطات الخاصة بتراث كنيستنا المقدسة خلال الفي سنة خلت. هذا وبالاضافة الى قسم خاص لتدريس طقوس الكنيسة وليتورجياتها دراسة أكاديمية بهدف وقف نهج أستيراد التجديد والتغيير من روما أوغيرها من المراكز العلمية في الخارج.

ج- غياب البرامج الخاصة باستيعاب مسارالتغييروالافكار الجديدة التي تتفق مع روح العصر ضمن أجندة البطريركية السابقة واللاحقة للكنيسة. لا بسبب شحّة القدرات الفكرية واللاهوتية لرجالات كنيسة المشرق الاشورية أعود بالله، وانما بسبب دخول ملف الحداثة والتجديد "فجأة" قبل خلق الاجواء اللاهوتية والفكرية المناسبة لآخصاب بذور التغيير والتجديد داخل اروقة الكنيسة في الشرق بالشكل الصحيح.

د- ضعف الحلقة الفاصلة بين البطريرك والاساقفة بعد حصرها بسلطة مطرافوليط واحد لفترة غير قصيرة. في حين تتطلب الضرورة أعداد لجنة من 3-4 أو 5 مطرافوليط تحمل أجندة جميع المهمات والاولويات المتعلقة بالشؤون اللاهوتية، الادارية، المالية وغيرها من الطروحات والمقترحات التي تنتظرتوقيع قداسة البطريرك، ذلك بهدف منع تقاطع مراكز النفوذ ضمن الابرشيات وفتح أفاق التطور والتجديد وفق حاجة الكنيسة في كل ابرشية ولا الاكتفاء بالموجود. 

3- عدم دراسة المغزى الحقيقي من وراء منح المقاعد الدراسية "المجانية" لكنيسة المشرق الاشورية في روما. الامر الذي سيخلق لامحالة نوعا من عدم الاستقرار وحتمية التصادم بين التقليد الموروث في كنيسة المشرق الاشورية وبين الموروث الحداثوي التي تصدره روما على شكل أفكار وطروحات جيدة نادرا ما يتفق جزهرها المستورة مع التقليد الموروث ونحن في زمن العولمة ومرحلة صدام الحضارات.

وفي الختام نبتهل الى الرب أن يمنح قداسة البطريرك ماركيوركيس الثالث صليوا بطريرك كنيسة المشرق الاشورية في الوطن و العالم، المزيد من الصحة والسلامة ويرجع الى كرسيه داخل الوطن ليكمل مشوار خدمته بخطوات مدروسة وثابتة. كلنا أمل بدور قداسته ونيافة المطارنة والاساقفة وأباء كنيستنا الاجلاء، أن ينجحوا كما عودونا هذه المرة ايضا في تجاوز صعوبات المرحلة والانتقال الى مرحلة البناء والازدهار في تاريخ كنيستنا المقدسة. لان الكنيسة كنيسة المشرق الاشورية وحدها تحملت أعباء المؤمن وتداعيات هويته ولغته القومية خلال أكثر من ألفي سنة.






























160
تزويج القاصرات دعشنة مذهبية شرّعتها العقلية الطائفية!!
أوشــانا نيســـان
بالامس أعلنت القوات العراقية قضاءها على اخر جيوب داعش المتاخمة للحدود السورية بعد ثلاث سنوات من المسلسل الدموي للتنظيمات التكفيرية ومسلسل قطع الرؤوس، سبي النساء، تحطيم معالم التاريخ والاثار والكنائس والمساجد والاستيلاء على ممتلكات الابرياء، قبل أن تكشف السلطة السياسية، أن الفكر الداعشي الذي صاغه الاسلام السياسي المتطرف أستقرتحت قبة البرلمان الوطني العراقي.
أذ مجرد تصويت الاحزاب الاسلامية في البرلمان العراقي "الجديد" على قرار تعديل مشروع قانون الاحوال الشخصية بتاريخ 1 تشرين الثاني 2017، يعتبر “نكسة للمرأة العراقية”، كما وصفت القرار الاوساط السياسية في بغداد والعالم المتحضر كله.
حيث بدأت تقاليد الثقافة الذكورية الجائرة تطل برأسها من جديد تحت سقف البرلمان الوطني العراقي، رغم مرور 58 عام على نضال المراة العراقية من أجل التحرر وتحقيق المساواة في القانون والمساواة في الموقف. هذا ما أكدته النائبة شروق العبايجي بقولها “الجميع متابع لمخاطر وأضرار تعديل قانون الأحوال الشخصية النافذ رقم 88 لسنة 1959 الذي حافظ على وحدة النسيج العراقي طوال هذه السنوات، لافتة إلى أن.. القانون المقترح الذي بينا اسباب رفضنا له كونه يتضمن مخالفة دستورية واضحة كما أنه يحيل الأحوال الشخصية إلى الأوقاف رغم أنه بكل دول العالم هي قضية قانونية لتنظيم أمور المجتمع وهذا خرق لمبدأ الفصل بين السلطات فكيف أعطي قضية الأحوال الشخصية إلى الأوقاف”، أنتهى الاقتباس.
للاسف الشديد بات من الواضح حتى في العراق الجديد عراق ما بعد قرن من الدكتاتورية السياسية والظلم والقهر ضد المرأة الام العراقية رغم أعتبارها نصف المجتمع وتربى النصف الاخر، أن شعاع التطورات الذهنية والعلمية المذهلة التي جرت وتجري في العالم المتحضربانتظام، لم يفلح في خلق المناخ الفكري الملائم لفتح أفاق التغييروالتجديد أمام المرأة العراقية المحصورة بين مطرقة التشريع وسندان المجتمع الذكوري ضمن المجتمعات الشرقية.
علما أن القانون الجعفري الجديد قانون تزويج الفتيات القاصرات يتعارض تماما مع مبادئ الديمقراطية وخرقا للمادة 14 من الباب الثاني في الدستور العراقي حيث تنص على أن "العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييزٍ بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي".
ومن الواقع هذا يفترض بالصفوة العراقية السياسية الى جانبها النخبة العراقية المثقفة أن تعملا بجدية وفق أجندة وطنية وأنسانية مدروسة من أجل تصحيح الحركة التشريعية وانقاذ وجود المراة  ومستقبل حقوقها من خلال تشريع قوانين عصرية عادلة  بموجبها يمكن اعادة مسيرة التشريع الى سكتها الصحيحية. علما أن مجرد "شرعنة" مسألة تحويل قضية الاحوال الشخصية من البرلمان الى الاوقاف، هو مخالفة دستورية بحق القوانين العراقية الخاصة بحقوق المراة العراقية أولا، ومخالفة دستورية أخرى بحق التيار المدني العلماني للاكثرية من الشعوب العراقية التي قارعت الدكتاتورية لعقود متواصلة من أجل تثبيت العدالة والمساواة ضمن المجتمع العراقي اسوة بديمقراطيات جميع الدول المتقدمة في العالم الغربي ثانيا.


عواقب الخلل في عقلية المشّرع العراقي
ما جرى ويجري هذه الايام في العراق الجديد، نكسة خطيرة ليس فقط للمراة العراقية وحدها كما يعتقد الكثيرون، وانما بداية لعواقب أشّد خطورة من شأنها تحريف نهج التطوروالعصرنة وبالتالي تعويق مسيرة الاكثرية في التوجه نحو بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الاتحادية المدنية وعلى أنقاض الدكتاتورية ودكتاتورية الفرد الواحد. ومن الواقع هذا يمكننا طرح التساؤلات التالية:

1- هل يتردد المشّرع العراقي في رفض أوألغاء القوانين الخاصة بالعدالة والمساواة بين العراقيين جميعا بغض النظر عن الانتماءات العرقية والمذهبية وحتى الايديولوجية، في الوقت الذي لا يتردد المشّرع نفسه في الغاء وجود ودور المراة بجرة قلم رغم اعتبارها نصف المجتمع ؟
هذا الخطر الذي تؤكده النائبة ريزان شيخ دليرعضو لجنة المرأة والأسرة في البرلمان العراقي بقولها، " تعتبر تعديل قانون الاحوال الشخصية انتكاسة لحقوق المرأة في العراق.. وتضيف.. إن مقترح القانون الجديد يشجع على زواج النساء القاصرات ويذكرنا بتصرفات تنظيم داعش مع الفتيات عندما أجبر صغيرات السن على الزواج من عناصره أثناء وجوده في الموصل والرقة".
2- ما هو الضمان لدى المشّرع العراقي الذي يلغي نصف المجتمع العراقي رغم اسلامية الاكثرية الملغاة، في تأمين الحقوق الادارية، المدنية والسياسية للشعوب والمكونات غير العربية وغير المسلمة وعلى راسها حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري" المسيحي" في العراق الجديد؟
علما أن المادة (26) من قانون البطاقة الوطنية الموحدة الذي أجازه مجلس النواب العراقي بتاريخ 27/10/2015 ، كان ايذانا باقتراب مرحلة مظلمة في تاريخ العراق وخرقا جديدا لحقوق المكونات العرقية غير المسلمة وتحديدا أبناء شعبنا المسيحي، حيث ورد فيها:
أولا: يجوز لغير المسلم تبديل دينه وفقا للقانون
ثانيا: يتبع الاولاد القاصرون في الدين من أعتنق الدين الاسلامي من الابوين
هذه التشريعات التي تدل علنا على أصرار البرلمان العراقي "الجديد" على أسلمة المجتمعات العراقية وفق خطة مدروسة ومنتظمة بهدف القضاء على التعددية المذهبية والعرقية التي تميزت بها الدولة في وادي الرافدين، ذلك بسبب تصاعد وتيرة الاصولية الاسلامية وتنامي التطرف في العراق وبلدان الشرق الاوسط بعد ما سمي زورا بالربيع العربي. ولربما بسبب غياب المسؤولية المجتمعية وفقدان الالية أو الكوابح التي بموجبهما يمكن لمناصري الدولة العراقية الرصينة وعلى راسها الدكتور حيدر العبادي تسريع مسيرة التحول نحو الديمقراطية النزيهة والبدء ببناء الدولة العراقية المدنية.
3- وأخيرا هل يمكن بناء وترسيخ مقومات النظام الديمقراطي في العراق الجديد من دون فصل الدين عن السياسة؟
الجواب، طبعا لا يمكن تحقيق الديمقراطية والعدالة والحريات من دون فصل الدين عن السياسة. وان الازمة السياسية التي بدأت تعصف بالاسلام السياسي داخل البرلمان العراقي، يمكن حلها  طبقا للمادتين (1و2) من المبادئ الاساسية لدستور العراق الصادر عام 2005،تماما كما نجحت الثورة الفرنسية في حلها قبل 228 عام، هذا اذا نجحت السلطة التنفيذية او الحكومة في تنفيذ القوانين المشّرعة. حيث جاء في المادتين الاولى والثانية ما يللي:

المادة (1) جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوري نيابي( برلماني) ديمقراطي، وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق.
المادة (2) ب/ لايجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية
ج/ لايجوز سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات
وعلى ضوء ما ورد أعلاه ضمن المبادئ الاساسية للدستورالعراقي الذي وافق عليه العراقيين في أستفتاء شعبي في تشرين الاول عام 2005، قرر "الشعب العراقي الناهض توّا من كبوته كما جاء في ديباجة الدستور، والمتطلع بثقة الى مستقبله من خلال نظام جمهوري اتحادي ديمقراطي تعددي، عقّدنا العزم برجالنا ونسائنا، وشيوخنا وشبابنا، على أحترام قواعد القانون وتحقيق العدل والمساواة، ونبذ سياسة العدوان، والاهتمام بالمراة وحقوقها، والشيخ وهمومه، والطفل وشؤونه، واشاعة ثقافة التنوع، ونزع فتيل الارهاب"، أنتهى الاقتباس.
ومن المنطلق هذا يمكن القول، أنه حان الوقت على تنفيذ مضمون البنود وفقرات الدستور العراقي على أرض الواقع، من خلال تحرير العراق من قبضة التيارات الاصولية والسلفية التي أختطفت القرار السياسي في برلمان العراق الجديد لاكثر من عقد من الزمان. عليه تستوجب الضرورة الاسراع في توحيد أجندة فصائل القوى العلمانية وجهود التيارات المدنية لجميع شرائح المجتمعات العراقية التي تعمل باخلاص من أجل بناء عراق ديمقراطي عادل يتسع صدره لجميع المواطنين العراقيين بصرف النظر عن الجنس أو الدين.

 


161
بغداد تستعجل الكورد لتقسيم العراق!!
أوشـــانا نيســـان
 " إن سادة الفرات الملاّكين هم مصدر قوة لنا ، فكلهم تقريباً ضد الأتراك لكونهم شيعة لايكنّون أيّ حبًّ لكل حكومة سنية.. وتضيف.. أنا متأكدة من أن تسعين بالمائة من أهل السنة ينفرون من الاحتكاك بالشيعة والعكس بالعكس"، ورد ذلك في كتاب السنة والشيعة في مذكرات المس بيل (العراق في رسائل المس بيل) الصفحة 69 و 148 شبكة المنصور. هذا ما كتبته المستشارة البريطانية قبل 100 عام عن وحدة الشعب العربي العراقي، بعدما دخلت العراق عام 1917 وبقيت في العراق لحين وفاتها عام 1926 ثم دفنت في العراق.
للاسف الشديد انتهت أسطورة المستشارة التي سميت بين العراقيين ب" خاتون"،  قبل أن ترى بأم عينها كيف تحققت نبوءتها بعد وفاتها بقرن من الزمان. علما أن الهدف الاساسي من وراء اعادة نشر نبوءة المس جيرترود بيل يتمثل في قراءتها الصحيحة لذهنيّة المواطن العراقي بغض النظر عن انتماءه العرقي أو المذهبي أو قراءتها للذهنية اوالعقلية الحاكمة للسلطات المركزية التي لم تتغيير كثيرا رغم المستجدات التي طرات وتطرا باستمرارعلى النظام السياسي في عصرالعولمة.
حيث يعرف المتابع، كيف نجح النظام " السني" المركزي خلال ( 82) عام من عمر الدولة العراقية، في تحويل الاكثرية العربية الشيعية في العراق الى مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة ضمن جمهورية الرعب. هذا وبالاضافة الى تحويل بقية المكونات العرقية العراقية الاصلية وعلى رأسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والشعب الكوردي والتركمان الى مجرد رعايا وأتباع لا يحق لهم المشاركة في البنى الاساسية للدولة أوحتى تولي المناصب العالية والحساسة ضمن مؤسسات الجمهورية العراقية.
هذه الطروحات الشوفينية التي صاغها التيارالعروبي الوحدوي ونفذها الطاغية صدام حسين حتى سقوطه بأمتياز، رغم تبعاتها الكارثية على العراقيين جميعا وتحديدا على الاكثرية الشيعية في الوسط والجنوب وعلى الشعب الكوردي وبقية الشعوب العراقية الاخرى في العراق الشمالي. ورغم تأثيرات النهج هذا على عرقلة مسيرة تطور المجتمعات العراقية وتبديد جهود الوطنيين العراقيين الغيارى وبالتالي تأخير جهود التحول نحو الديمقراطية واللحاق بركب الدول المتقدمة.
اليوم رغم مرورمجرد 14 عام على سقوط الجمهورية العراقية الخامسة ورغم أنشغال القوات المسلحة العراقية هذه الايام بتطهير ما تبقى من مدن العراق الغربية من دنس الدواعش وجرائمهم الدموية ، بدأ التاريخ العراقي يعيد نفسه من جديد والعراق على أعتاب الانتخابات البرلمانية. ذلك أثر محاولات بعض القوى والتيارات العراقية، تغذية الالة الحربية من خلال أشعال الفتن الطائفية والمذهبية في العراق. رغم حرص السيد حيدرالعبادي رئيس الوزراء العراقي على ضرورة تحريم الاقتتال الداخلي وحقن الدماء، " وأن يكونوا حسب قوله على درجة عالية من اليقظة والحذر لمنع مروجي الفتن من أن يوقعوا بين أبناء الوطن الواحد. كما ويعاهد أبناء شعبنا العراقي على المضي بالدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم وثروتهم الوطنية من الهدر والفساد فهي ملك لجميع العراقيين ، والعمل على أن نعيش أخوة في هذا الوطن دون تمييز"، من بيان رئيس الوزراء بتاريخ 16/10/2017.
علما أن المتابع يعرف جيدا، كيف أنحرفت مسيرة الملكية العراقية الاولى عن مسارها الوطني الصحيح بعد أقل من عقدين من تاريخ الاعلان عن تأسيسها، ذلك من خلال ضرب اللحمة الوطنية وضرب جذوة التعددية العرقية والمذهبية في الوسط والجنوب وبث النفس الطائفي بين أبناء الشعب الواحد. حيث سارعت قوات الدولة العراقية على أسكات الثورة التي قادها الشيخ محمود الحفيد في السليمانية وشعارها تحقيق الحكم الذاتي من عام 1919 وحتى عام  1931، ثم توجيه القوات نفسها نحو الانتفاضة التي أنطلقت في منطقة بارزان أحتجاجا على دخول العراق في عصبة الامم وتجاهل دعوات الاكراد في الحكم الذاتي عام 1932.
وفي العام التالي أستعجل الجيش العراقي تحت قيادة وزير الدفاع العراقي بكر صدقي في أبادة الشعب الاشوري عن بكرة أبيه في قصبة سميل عام 1933بأعتباره الحلقة الاضعف. كل ذلك على ضوء الخيارات العسكرية التي راهنت عليها القيادات السياسية العراقية ضد وجود وحقوق الشعوب العراقية غير العربية حتى سقوط الطاغية عام 2003، بعيدا عن خيار الحوار والتفاهم بين أبناء الوطن الواحد.
التساؤل المطروح هنا ضمن السرد هو: هل تنجح الجمهورية العراقية السادسة بأعتبارها جمهورية شيعية بأمتياز في طي صفحة الحلول العسكرية والتوجه نحو ترسيخ نظام ديمقراطي عادل يعتمد الحواروالتفاهم والتسامح حلا لتجاوز الازمة السياسية الحالية بين اربيل وبغداد؟
جذور أزمة النظام العراقي
كثيرا ما نسمع عن وحدة العراق ووحدة سيادته الوطنية من دون أن نسأل، وحدة العراق مسؤولية من؟ حيث يعرف المتابع، ان الحاكم العراقي "العربي" ابتداء من تشكيل الدولة العراقية عام 1921 وانتهاء بانهيارالجمهورية الخامسة  في نيسان 2003، لم يفلح ولربما لم يفكر الحاكم العراقي يوما في ضرورة ترسيخ ثقافة المواطنة النزيهة وحقوق الانسان وحرياته في عقلية المواطن العراقي بالشكل الصحيح. بحيث أصبح الحديث عن الديمقراطية والعدالة نوعا من المحرمات أو الممنوعات ولاسيما عندما يتعلق الامر بالشعوب العراقية غير العربية عامة وغير المسلمة على وجه الخصوص.
صحيح أن الاستفتاء الكوردي جاء في غير وقته رغم حق الشعب الكوردي كغيره من شعوب العالم في تقرير مصيره بنفسه طبقا للقرار المرقم 3070 والصادرفي 30/ تشرين الثاني/ 1973، حيث طلبت الجمعية العامة للامم المتحدة من جميع الدول الأعضاء الاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها وتقديم الدعم المادي والمعنوي وكافة أنواع المساعدات للشعوب التي تناضل من أجل هذا الهدف، لان قرار الاستفتاء:
أولا: جاء قبل ترتيب البيت الكوردي 
ثانيا: ورد في ظل ظروف سياسية ومعيشية صعبة للغاية وتاخر صرف رواتب الموظفين والبيشمركة والمتقاعدين لاكثر من عامين.
ثالثا: تغاضي عن مطالب الحكومة الاتحادية وتجاهل جميع ضغوطات الغرب وعلى رأسها ضغوطات الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي.
 في حين وللاسف الشديد فأن رد الحكومة الاتحادية في بغداد، لم يكن أفضل من نهج القيادات الكوردية، وكأن بغداد كانت على عجلة من أمرها في دفع القيادات الكوردية في الاقليم الى الانفصال وتقسيم العراق الى عراقين اليوم قبل الغد. ولاسيما بعد أصرار حكومة الاتحاد على دفع جميع القوات الكوردية الى الانسحاب من المناطق المتنازع عليها  وحتى حدود عام 2003في ليلة واحدة رغم تلكئها في تنفيذ المادة (140) والمتعلقة بكركوك والمناطق المتنازع عليها لاكثر من (12) عام، وكأن الحكومة الاتحادية تريد فجأة أن تقول للاكراد، من حق الشعب الكوردي الاسراع في الاعلان عن دولته ولكن ضمن حدود المحافظات الثلاث وهي محافظة دهوك، أربيل والسليمانية. هذا اللغز الذي لم تتلقفه القيادات الكوردية في وقته ولم تفك شفرته رغم عودة التعاطف الدولي وتحديدا دعم الولايات المتحدة الامريكية ونداء رئيسها ترامب بضرورة العودة الى الحوار الجدي بين بغداد  وأربيل وتحديدا بعد موافقة القيادات الكوردستانية على تجميد نتائج الاستفتاء.
وكذلك عودة روسيا الى العراق من خلال أبواب الاقليم هذه المرة ومصالح شركة روسنفت الروسية العملاقة التي سارعت في ابرام اتفاق تمويل مسبق لابتياع صادرات النفط الخام من اقليم كوردستان قبل العودة الى العاصمة بغداد.
ختاما تقتضي الضرورة والمصلحة العليا للعراق والقيادات السياسية العربية والكوردية في بغداد وأربيل، غلق ملف التصعيد العسكري بينهما بأسرع وقت ممكن والعودة الى طاولة الحوار والمناقشات الجدية من دون شروط مسبقة، بهدف حلحلة جميع المشاكل العالقة بين الاقليم وبغداد منذ قرن، وذلك عن طريق الحواروالنقاش والدستور بين العراقيين أنفسهم باعتبارهم ابناء الوطن الواحد وبعيدا عن تدخلات الدول الاقليمية وتأثيرات القوى الكبرى ومحاولاتها في تدويل القضية الكوردية على الاقل خلال العامين القادمين.
 
 
   


162
الشعب يدفع فاتورة جائحة الكذب تحت قبة البرلمان!!
أوشـــانا نيســـان
" اعلن الرئيس الجبوري احالة اعضاء مفوضية الانتخابات الحالية على التقاعد بناءا على القوانين النافذة. وصوت المجلس على أضافة عضوين مسيحي وتركماني احدهما امراة الى مجلس المفوضين على ان لايحق لهما التصويت". نص القرار من القرارات النيابية الاربعة التي صوت عليها مجلس النواب العراقي بتاريخ 23 أكتوبر 2017. علما أن القرار المجحف هذا هو أمتداد لسلسلة من القرارات الجائرة التي أصدرها البرلمان العراقي خلال (94) سنة خلت. حيث خلت الدساتير العراقية التي سنّها المشّرع "السني" أعتبارا من القانون الاساسي الاول عام 1925 والدساتير العراقية اللاحقة من أي اشارة الى وجود وحقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري حتى سقوط الصنم عام 2003. ثم جاءت ايديولوجية التهميش بعد السقوط بغطاء مذهبي هذه المرة وعلى رأسها، مسألة أصدار قرارات جائرة بحق أبناء شعبنا "المسيحي" وعلى رأسها قانون الاحوال الشخصية الجعفري، قانون البطاقة الوطنية الموحدة الذي أجازه مجلس النواب العراقي بتاريخ 27/10/2015. حيث ورد في المادة (26) ما يلي:
أولا- يجوز لغير المسلم تبديل دينه وفقاً للقانون
 ثانيا- يتبع الاولاد القاصرون في الدين من اعتنق الدين الإسلامي من الأبوين
" بمعنى أخر يجوز أسلمة المجتمعات العراقية دستوريا من دون العودة الى جوهر الدستور العراقي الجديد وواقع التعددية أو الفسيفسائية التي يمتاز بها الشعب العراقي. بالاضافة الى ما ورد في المادة 41 من الدستورالعراقي الجديد والتي تنص على أن "العراقيين أحرار في الالتزام بأحوالهم الشخصية، حسب ديانتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو اختياراتهم، وينظم ذلك بقانون".
علما أن قرارالمجلس النيابي الاخيرحول مفوضية الانتخابات أن دل على شئ فأنه يدل على أمرين:
أولهما: مصداقية القرارات التي يتخذها نواب الاكثريتين العربية والكوردية حول ما يسمى بشعارالديمقراطية الحقيقية، هي فعلا مصداقية هشّة وفاقدة للشرعية، ولا سيما بعد تصويت 152 نائب من أصل 176 صوت على القائمة (ب) الخاصة بالمرشحين من أصل اربع قوائم في برلمان بغداد. رغم أقرار الخلافة أواعتراف الحاكم العربي بعراقية جذورالشعب الكلداني السرياني الاشوري ودورهذا الشعب العريق في وضع معالم اول حضارة أنسانية سبقت المسيحية في وادي الرافدين باعتبار شعبنا أول شعب أعتنق المسيحية بعد ظهورها ليس فقط في وادي الرافدين وأنما في العالم كله، فلماذا يجب أن يختاروا عضو مسيحي "أخرس" في مجلس المفوضين، ولماذا يفترض بنواب شعبنا أن يوقعوا على هذا القرار الجائر؟؟
ثانيهما: مصداقية النائب أو الممثل "المسيحي" الوحيد وهو النائب يونادم يوسف كنا الذي وقع على نصّ هذا القرارالجائر باتت على المحك، رغم بكاءه وتصريحاته المتكررة في الحرص على وجود ومستقبل شعبنا الابي داخل الوطن، ورغم اصراره على حجب الشمس بالغربال. حيث أصّرالسيد كنا خلال المقابلة الاخيرة التي أجرتها معه فضائيته ( أ.ن.بي ) الاشورية "بامتياز" في الدقائق الاولى من فجر  يوم 28 تشرين الاول الجاري على مجافاة الحقيقة في رده على التساؤل الذي وجهه له السيد زيا يارو:
- هذه هي القائمة (ظهرت القائمة على الشاشة للمشاهدين ) باسماء الموقعين بالوان متنوعة على القرار واسمك يحمل الرقم (176) والاخير في القائمة، ما هو ردك؟
الجواب:
1- أن جميع أعضاء مجلس المفوضين لايحق لهم التصويت وليس فقط ممثلنا. ثم أضاف في نهاية رده، أنه ( ويقصد ممثل شعبنا) ينتظر قرار المحكمة الفيدرالية ليحق لممثلنا أن يصّوت!!
( في حين جاء في المادة/3  الفقرة الاولى من قانون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ما يلي:
" ينتخب المجلس في جلسته الاولى من بين اعضائه وباغلبية خمسة من اعضائه على الاقل رئيسا ونائبا ومقررا ومديرا لا يتمتع بحق التصويت" .
2- القائمة المذكورة حسب قول السيد كنا،هي قائمة الحضورالى البرلمان ليكتمل النصاب القانوني وتلاحظ أن أسمي ورد في نهاية القائمة لانه يبدأ بحرف الياء وهذا هو حظنا، يقول ضاحكا.
(( في حين فان العنوان المكتوب على راس القائمة الاولى (1) وبالحبرالاحمرهو الاتي تماما( أسماء الموقعين على المفوضية وليس قائمة الحضوركما يدعي اولا، ثانيا قائمة الحضور لا تكتب بالاقلام الملونة كما ظهرت القائمة على الشاشة وكما هي موجودة عندي ايضا)).
الجذور التاريخية للمسألة
غياب الاعلام القومي النزيه والمحترف بأعتقادي هو الباعث الرئيسي وراء ديمومة هذه الازدواجية التي منعتنا وتمنعنا باستمرار من الوصول الى مرحلة التمييز بين الغث والسمين أو بين الخبر الصادق والمعلومة الكاذبة.
حيث لو تركنا الماضي القريب لبرهة وركّزنا على قرار البرلمان المذكوراعلاه، لظهرت لنا حقيقة الانقسام والاختلاف في الاراء علنا حتى بين أعضاء الكتلة الواحدة وعلى راسها كتلة الرافدين وهي الكتلة البرلمانية التي يترأسها السيد كنا السكرتيرالعام للحركة الديمقراطية الاشورية ومقرر البرلمان النائب عماد يوخنا. حيث يذكر السيد عماد يوخنا أن، " تصويت البرلمان العراقي على مجلس المفوضين الجديد في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات كان ضربة للديمقراطية وحقوق المكونات الأصلية وخرقا للدستور..وأضاف أن هذا الاجراء هو استمرار لمنهجية الاستئثار بالسلطة من جانب الكتل البرلمانية المهيمنة التي لم تعر اي احترام والالتزام بقرارالمحكمة الاتحادية القاضي بوجوب تمثيل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري".
علما أن مقررالبرلمان نفسه لم يوجه سهام الاتهام لرئيس قائمته بعد توقيعه على القرار الذي شبهه العديد من النواب العراقيين باعلان الحداد على الديمقراطية في العراق، بل ذهب أبعد بكثيرخلال مقابلة تلفزيونية أجرتها معه فضائية الشرقية / المانشيت الاحمر، بعد أصراره على القاء اللوم على الاحزاب الليبرالية والتيارات العلمانية بقوله:
- عندما كنا نصّوت على القانون تحت قبة البرلمان لاحظت أن، أكثر الكتل التي وقفت بالضد كانت الكتل اللليبرالية والتيارات المدنية التي كنا نظن انها اقرب منّا وعلى رأسها "قائمة الوركاء" والتي تعتبر نفسها المكون المسيحي كما تتدعي، بحجة أننا نرسخ المحاصصة" .
https://www.youtube.com/watch?v=zLu2L_F38cY
التاريخ يعيد نفسه
يقال ان الذين لا يقرأون التاريخ محكوم عليهم أن يعيدوه أكثر من مرة.. وأن يلدغوا من ذات الجحر ألف مرة. القول هذا ينطق تماما على أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. فالكل بات يعرف مصدر الخلل الذي حرّف مسيرتنا القومية الوطنية عمدا خلال العقود الثلاثة الاخيرة، ولكن لا أحد يتجرأ في قول الحقيقة لاسباب منها ذاتية/عشائرية وحزبية ومنها موضوعية/ عراقية وعالمية.
وعن ذلك لدينا الكثيرمن الدلائل والوثائق لتدوينها، ولكننا سنركز على قرارالبرلمان المدون أعلاه .حيث شاهدنا السيد النائب يونادم كنا رئيس كتلة الرافدين في برلمان بغداد وهو يرثي حال ووجود المسيحين في عراق اليوم ضمن فضائية " روسيا اليوم"، وذلك بعد ساعات من توقيعه على قرار البرلما ن والقاضي باضافة مسيحي وتركماني الى مجلس المفوضين " بشروط" على أن لا يحق لهما التصويت وعلى أن يكون أحدهما أمراة. رغم أن حليفه في جهود ألغاء نتائج  مؤتمر بروكسل حزيران الماضي وصديقه النائب الشيخ على، لم يتردد في نشرنص الوثيقة التي وقع عليها السيد كنا علنا والرقم (176) يحمل توقيع السيد النائب يونادم يوسف كنا.
رغم أن النائب كنا ترأس الوفد البرلماني العراقي الى بلجيكا بصحبة النائب الشيخ على  واخرين قبل اسبوع من بدأ أعمال مؤتمرالبرلمان الاوروبي في بروكسل حزيران 2017. المؤتمر الذي رفضته قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية بعد اتهامها للمؤتمر الدولي بانه يحاول تدويل قضيتنا القومية ويطالب بالحماية الدولية بتاريخ 29،28 و30 حزيران المنصرم. حيث يقول في تصريح عبر الهاتف من بروكسل لاذاعة العراق الحر:
"إننا نرفض أي حماية دولية، لاننا مواطنون عراقيون أصلاء، بل نريد سلطة قانون".
https://www.iraqhurr.org/a/24353969.html
اليوم وبعد مرور أقل من أربعة أشهرمن نهج تخوين استراتيجية قيادات الاحزاب والمنظمات السياسية العشرة التي اتفقت مع البرلمان الاوربي والكونغرس الامريكي في مؤتمر بروكسل العالمي على ضرورة تأمين الحماية الدولية لابناء شعبنا في سهل نينوى وابعاد السهل عن نزاعات بغداد واربيل، صعّدت قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية التي يقودها السيد كنا، نبرتها هذه الايام لتبزّ القيادات تلك بالمطالبة بالحماية الدولية اليوم قبل الغد!!
الامر الذي يشجعنا في الاستمرار ضمن المشروع الذي أعددناه تحت عنوان " المرجعية العلمانية " لاحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بعيدا عن الآجندات الخارجية والمصالح الحزبية أوالفردية الضيقة، بهدف توحيد الجهود ورص الصفوف قبل فوات الاوان. ولاسيما بعدما أظهرت النتائج التي أكدتها مصادر حزبية، كيف دفعت جل هذه الاستقراءات الخاطئة للقيادات الحزبية "المنفردة" بالاكثرية من أبناء شعبنا الى الابتعاد عن سوح النضال الحزبي واختيار الهجرة منفذا سهلا.
لقد حان الوقت لتأسيس مرجعية سياسية وشرعية معتبرة بأمكانها وقف القيادي المتخاذل والمستمر في أفشال البنود والفقرات المثبتة على صدر أجندتنا القومية والوطنية وتقديم المذنب الى العدالة. لقد حان الوقت أيضا على البدء في اصلاح النظام المالي بشفافية وكشف شبكات التمويل المالي الذي تعتمده القيادات الحزبية "المتنفذة"، تلك التي حولت القضية الى بقرة حلوب، فيما لو قدر لنا التصحيح واطلاق الحملة ضد الفساد المالي والاداري المتبع خلال ما يقارب من نصف قرن.


163
حان الوقت على ترجمة الابعاد الاثنية للاستفتاء أشوريا وليس عربيا أو كورديا !!
أوشـــانا نيســـان
الوطن هو شعور وأحساس راق لا يأتي الا للذين يتنفسون عبق الوطن. لا أريد أن أتفلسف هنا ولكن الحاكم العراقي أثبت خلال 96 عام من عمر الدولة العراقية، أن الملكية في العراق فشلت بسبب طموحات الملك العراقي المستورد، والجمهورية أيضا فشلت بعد ضموربذور الفكر الماركسي بين النظرية والتطبيق في ثرى وادي الرافدين، وأخيرا فشلت حتى قومية النظام العربي الحاكم فشلا ذريعا رغم شعارها " على صخرة الاخوة العربية الكردية تتحطم مؤامرات العملاء" لانها كانت تفتقد المقومات الضرورية لوجود القومية بدلا من المذهبية أو الرغبة الحقيقية في التاخي. هذا الاخفاق الذي يقف اليوم بأمتياز وراء بروز مشروعات الاسلام السياسي والنظام الطائفي - المذهبي في عراق ما بعد الدكتاتورية.
تحّول العراق ومنذ تشكيل الدولة العراقية عام 1921 أثرانهيار ثورة العشرين في الوسط وجنوب العراق بأعتبارها ثورة الاكثرية الشيعية، الى مرجل يغلي وبركان قد يثور وينفجر في كل لحظة من لحظات عمر الدولة العراقية. والسبب بأعتقادي هو التحالف غير المقدس بين بعض الشرائح العراقية وتحديدا "العربية " المرتبطة مصالحها بالاستعمار البريطاني أنذاك وبالضد من مصالح الاكثرية من أبناء الشعوب العراقية الاصلية. هذه الازمة السياسية التي تذكرنا دوما بغياب دور الوطنيين العراقيين الاصلاء، تماما كما يذكر بول برايمر في ذكرياته في العراق صفحة  17" أننا كنا بعيدين عن تحديد العراقيين الوطنين الشرفاء والنشطين الذين بوسعهم حكم العراق بعد سقوط البعث".
ومن الواقع هذا يمكن للقارئ العراقي الكريم أن يقرأ خلفيات الضجّة المثارة هذه الايام حول ألاستفتاء الذي جرى في الاقليم الكوردستاني بتاريخ 25 سبتمبر المنصرم. رغم ان المتابع يعرف جيدا، أن حق تقرير مصيرالشعوب المغلوبة على امرها يعتبر من المبادئ للاساسية في القانون الدولي، طبقا لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة المرقم ( 3040) والصادر بتاريخ 30 تشرين الثاني 1973، بموجبه طلبت الجمعية العامة من جميع دول الاعضاء الاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها وتقديم الدعم المادي والمعنوي وكافة انواع المساعدات للشعوب التي تناضل من أجل هذا الهدف.
حيث يعرف الخبيربالشؤون العراقية، أن الشعب العراقي لم يكن شعبا واحدا موحدا في يوم من الايام وانما هو مجموعة من بقايا شعوب وادي الرافدين والشعوب التي غزت البلاد، وان الحاكم العراقي أراد دوما أن يختصرهذه الشعوب ضمن أجندة سلطة طائفية أو مذهبية أو دكتاتورية بهدف تسهيل سياسة القمع وطمس الهويات والاضطهاد العنصري للاقليات الاخرى. الامر الذي سهل عملية أنتقال العدوى الى عقلية المواطن العراقي أو القيادي الاقلوي بشكل ابشع.

أزمة الهويات في الدساتير العراقية
خلال 82 عام من عمرالدولة العراقية خلت دساتيرها من أي أشارة الى وجود أو حقوق أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري تماما، بأستثناء قرارما كان يسمى بمجلس قيادة الثورة بجلسته المنعقدة بتاريخ 16 نيسان 1972. حيث قررالمجلس منح الحقوق الثقافية للمواطنين الناطقين باللغة السريانية من الاثوريين والكلدان والسريان في العراق.
في حين يعرف المتابع ما ورد في المادة (35) من مسودة دستور الاقليم الكوردستاني في أقل من ثمان سنوات بعد رحيل الطاغية وهذا نص القرار:
" يضمن هذا الدستور الحقوق القومية والثقافية والادارية للتركمان، العرب، الكلدان السريان الاشوريين، الارمن ، الايزيدية، الفيلية، والكاكائية بما فيها الحكم الذاتي او الادارة الذاتية حيثما تكون لأي مكون منهم أكثرية سكانية وينظم ذلك بقانون".
في الوقت الذي أستغرب عن تصريحات بعض القيادات الحزبية "المتنفذة" للمكون التركماني وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وأصرارهما على المراهنة على طروحات بغداد ونهجها تجاه مطاليب الشعب الكوردي باسره رغم كونه ثان أكثرية مسلمة في دستورالعراق. فالحاكم العربي الذي لا يتردد في الوقوف بالضد من مطاليب الملايين من أبناء الشعب الكوردي وهم ثان أكبر أكثرية مسلمة في العراق، لماذا يتردد الحاكم نفسه في القبول بحقوق أقلية "مسيحية" لا يتجاوزعددها نصف المليون مواطن؟
أذ كيف يشعر العراقي الاصيل وتحديدا أبناء أقدم مكون عرقي عراقي اصيل وهو شعبنا الذي وجد على ضفاف دجلة والفرات وسجل أول قانون أنساني قبل ما يقارب من أربعة الاف عام، بعد قراءته لهذه العبارات المقتطفة من ديباجة أخر دستورعراقي شرع تحت سقف البرلمان العراقي الجديد عام 2005.
" زحفنا لأول مرةٍ في تاريخنا لصناديق الاقتراع بالملايين، رجالاً ونساءً وشيباً وشباناً في الثلاثين من شهر كانون الثاني من سنة الفين و خمسة ميلادية، مستذكرين مواجع القمع الطائفي من قبل الطغمة المستبدة ومستلهمين فجائعَ شهداءِ العراق شيعةً وسنةً، عرباً وكورداً وتركماناً"،أنتهى الاقتباس. أي أن شعبنا شعب مهمش ولايستاهل حتى ذكره ضمن فقرات الدستور العراقي.
صحيح أنه ورد في المادة الاولى من المبادئ الاساسية لدستور العراق ان" جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوري نيابي (برلماني) ديمقراطي. وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق"، ولكن الحكومة الاتحادية حاولت مرارا أن تتجاهل جوهر هذه البنود وتهمش الحقوق الاساسية لمواطني الاقليم وعلى راسها فرض الحصار على الاقليم وتجويع شعوبه، قطع رواتب الموظفين والبيشمركة وغيرها من الحقوق. وأن العراقيون طبقا لما نشره الكاتب العربي جاسر الجاسر على موقع جزيرة كوم بتاريخ 01/10/2017، ركزوا على وحدة الأراضي العراقية ولم يتطرقوا إلى الدوافع والأسباب التي جعلت أكثر من تسعين بالمئة من الأكراد يطالبون بالانفصال من العراق، سوى القوى الوطنية للمكون السني العربي الذي يعاني من تهميش وسلب حقوق المنتمين إليه أكثر من تعرض الأكراد". أنتهى الاقتباس.
وللحق يقال، أن 82 عام من دكتاتورية النظام المركزي "السني" في بغداد وقف ضد جميع الشعوب العراقية بما فيها العرب الشيعة، ولم يترك مجالا ولا هامشا للثقة بتضامن عرب السنة مع استفتاء الشعوب الكوردستانية هذه الايام، وانما جاء التضامن نتيجة للتهميش والمظالم التي تعتمل في صدور حكام الامس منذ سقوط طاغية بغداد عام 2003 ولحد الان. 
هذا وبالاضافة الى التفسيرات الخاطئة لمعظم بنود الدستور العراقي الجديد والمتعلقة أساسا بالاختصاصات المشتركة بين السلطات الاتحادية وسلطات الاقليم وتحديدا ما يتعلق بادارة الكمارك والثروات الطبيعية في العراق. فقد ورد في المادتين (114و115) مايلي:
المادة (114): تكون الاختصاصات الاتية مشتركة بين السلطات الاتحادية وسلطات الاقاليم:
اولا: إدارة الكمارك بالتنسيق مع حكومات الاقاليم والمحافظات غير المنتظمة في اقليم، وينظم ذلك بقانون.
المادة (115): كل ما لم ينص عليه في الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية يكون من صلاحية الاقاليم والمحافظات غير المنتظمة في اقليم والصلاحيات الاخرى المشتركة بين الحكومة الاتحادية والاقاليم تكون الأولوية فيها لقانون الاقاليم و المحافظات غير المنتظمة في اقليم في حالة الخلاف بينهما.
هذا وبالاضافة الى ما يتعلق بصلاحيات سلطات الاقاليم في المادة (121) من الدستور العراقي:
اولاً: لسلطات الاقاليم الحق في ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وفقا لاحكام هذا الدستور، باستثناء ما ورد فيه من اختصاصات حصرية للسلطات الاتحادية.
ثانياً: يحق لسلطة الاقليم تعديل تطبيق القانون الاتحادي في الاقليم، في حالة وجود تناقض أو تعارض بين القانون الاتحادي وقانون الاقليم بخصوص مسألةٍ لاتدخل في الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية.
ثالثاً: تخصص للاقاليم والمحافظات حصة عادلة من الايرادات المحصلة اتحادياً، تكفي للقيام باعبائها ومسؤولياتها، مع الاخذ بعين الاعتبار مواردها وحاجاتها، ونسبة السكان فيها.
حقوق المكونات في دستوري بغداد وأربيل
لعله من المنصف الاعتراف علنا، بوجود خلافات تاريخية وتجاوزات موروثة على الاراضي والممتلكات التابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الاقليم الكوردستاني، وتحديدا في منطقة بهدينان بغض النظر عن الاجندات السياسية التي تقف وراءها وتعقّد حلولها. ولكن تقتضي الضرورة أن نسال أنفسنا، لماذا التجاوزات في الاقليم على وجه الخصوص وليس في بغداد او بصرة أو غيرها من المدن العراقية على سبيل المثال. الجواب، لآن الشعب الجارلنا ولمناطق تواجدنا التاريخي في الاقليم هو الشعب الكوردي شئنا أم أبينا. وأن الانظمة المركزية في بغداد تعودت أن تتربص الفرص المتاحة لتأجيج المنازعات والتجاوزات بين الشعبين من خلال صبّ المزيد من الزيت على النار بدلا من أخمادها. رغم معرفتي بتقاعس القيادة الحزبية للحركة الديمقراطية الاشورية بالمشاركة ضمن اللجنة التي شكلت بقرار من السيد رئيس الاقليم قبل عشرين سنة بهدف حل مسألة التجاوزات على قرانا والممتلكات التابعة لابناء شعبنا في محافظة دهوك.
شخصيا أتذكركيف حرمت من دخول جامعة بغداد عام 1970 بسبب حرماني من الحصول على شهادة الجنسية العراقية بسبب التهم التي لفقها لي مدقق في مديرية الجنسية العراقية في بغداد باعتباري حسب قوله من أحفاد اللاجئين الى سوريا بعد 37 عام من مجزرة سميل، بسببها حرمت من دخول الفرع الذي أخترته.
هذه الاحداث التاريخية التي أستذكرها الحاكم العربي في سبيل غلق ملف نضالنا القومي الوطني ضمن حدود السلطة المركزية في بغداد لاكثر من نصف قرن، بأستثناء اللجوء الى المواقع التي حررتها الثورة الكوردستانية في الاقليم، منها على سبيل المثال لا الحصر، لجوء مجموعة من أعضاء في قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية الى المناطق التي كانت تحت سيطرة الحزب الشيوعي العراقي في منطقة بهدينان بعد أعدام كوكبة من مؤسسي الحركة الديمقراطية الاشورية في سجون البعث الفاشي.
وأتذكر ايضا كيف تأخر الاعتراف بوجود وحقوق شعبنا وعلى راسها الكوتا التي منحتها القيادات السياسية الكوردية لشعبنا الاشوري منذ عام 1992 واستغلتها القيادة السياسية للحركة الديمقراطية الاشورية مدة 17 عام في الحكومة والبرلمان قبل أن تعترف حكومة بغداد بحقوق شعبنا الكلداني الاشوري داخل البرلمان الوطني العراقي.
هذا وبالاضافة الى حقيقة نزوح مئات الالاف من أبناء شعبنا في سهل نينوى وبغداد وجنوب العراق الى أربيل ودهوك وحتى السليمانية، أثر الجرائم الدموية والوحشية التي اقترفها تنظيم الدولة الاسلامية " داعش" الارهابي بحق المواطنين العزل والابرياء من أبناء شعبنا والايزيدين وغيرهم من المكونات العرقية غير العربية. علما أن تقاريرالاجهزة الامنية والعسكرية لدول الغرب أثبتت على الدوام، أن مجرمي تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية " داعش" هم مجرد بقايا رموز ومرتزقة نظام البعث الفاشي ورجالات أجهزته القمعية، تلك التي تفننت في وحشيتها ودمويتها ضد الشعوب غير العربية خلال ما يقارب من أربعين عام.
وفي الختام يجب التأكيد على أن الضمانة الاكيدة والدائمة لنجاح مسيرتنا السياسية وتحقيق حقوقنا القومية والوطنية المشروعة داخل العراق الجديد، هي وحدة الصفوف والاسراع في توحيد خطابنا السياسي اليوم قبل الغد، وقبل تثبيت السيناريوهات الجديدة لمستقبل الشعوب العراقية. أذ طبقا لسيناريو النائب الجمهوري ماك ثورنبيري رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الامريكي، أنه سيتم تقسيم العراق الى دولتين، دولة كوردية في الشمال ودولة شيعية في الوسط والجنوب، الى جانب أنشاء الأقليم السني في محافظة الانبار وعاصته الرمادي. علما أن أمريكا والاتحاد الاوروبي وقفا علنا مع قضيتنا المشروعة وساندا أجندة مؤتمر بروكسل الخاص بالمكونات التي تسكن سهل نينوى في حزيران الماضي. الامر الذي يدل على أننا بحاجة الى نخبة سياسية تؤمن بالتغيير وتتجاوزأفاق تفكيرها حدود العراق القديم وتتسامى فوق الخلافات الحزبية والجانبية ولو مرة لتفلح بالنهاية في تحقيق ما يمكن تحقيقه من الحقوق المشروعة في سهل نينوى.

164

رحيل مام جلال الرئيس السابع للجمهورية العراقية
أوشـــانا نيســـان
ترجل رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني عن صهوة جواده اليوم بعد صراع طويل مع المرض في أحد مستشفيات العاصمة برلين في ألمانيا بتاريخ 3 اكتوبر 2017 عن عمر يناهز 84 عاما. علما أن الرئيس الراحل مام جلال كان أول رئيس جمهورية غيرعربي يدشن مرحلة جديدة في تاريخ الجمهوريات العراقية بعد انتخابه رئيسا للجمهورية الرابعة في بغداد أثرالاطاحة بالطاغية صدام حسين عام 2005، ثم اعيد أنتخابه رئيسا لولاية ثانية في نيسان 2010  قبل أن يخلفه الدكتور فؤاد معصوم على كرسي الرئاسة في 24 تموز 2014 بعد تدهور صحة الرئيس الراحل جلال الطالباني.
يعتبر الرئيس المرحوم جلال الطالباني أول رئيس جمهورية " منتخب" في تاريخ الجمهوريات العراقية الاربع، وهو يدخل القصر الجمهوري بناء على توافق وطني أنتخابي وشرعي وليس على ظهر الدبابة كما تعودنا أن نقرأ ونسمع البلاغات الخاصة بالانقلابات العسكرية التي جرت في العراق منذ عام 1936.
حقا أن صراع الرئيس الراحل جلال الطالباني مع الجلطة الدماغية رغم قساوتها وأصراره على البقاء والمواجهة والتحدي لحين الانتهاء من الاستفتاء التي جرت في الاقليم والقول "نعم" للدولة الكوردستانية في 25 سبتمبر الماضي، لا يقل صراعه مع المرض عن مقارعته لآبشع دكتاتورية عرفها تاريخ العراق الحديث في سبيل تحقيق العدالة والمساواة والديمقراطية لجميع الشعوب العراقية بغض النظر عن الانتماء العرقي او المذهبي او حتى السياسي.
لقد رحل عنا الرئيس جلال الطالباني ولكنه سيبقى خالدا في أذهان الاجيال رمزا وملهما للشعوب الطامحة الى الاخوة والمساواة والديمقراطية لجميع الشعوب من دون تمييز، باعتباره " القوة الخفية" التي نجحت في تهدئة العواصف والازمات السياسية التي كانت ولايزال تعصف بالعراق الجديد عراق ما بعد دكتاتورية النظم المركزية وتحديدا تفاقم الازمة بين بغداد وأربيل. الامر الذي دفع العديد من المراقبين في القول، لو كان مام جلال موجودا على كرسي الرئاسة خلال هذه الفترة لما وصلت الازمة السياسية بين بغداد وأربيل الى ما وصلت اليه هذه الايام.
وفي الختام لن نقول سوى " أنا لله وأنا اليه راجعون"، ونأمل أن تفلح القيادة السياسية للاتحاد الوطني الكوردستاني أن تحقق أمنية سكرتيره الراحل في تحقيق الوحدة والتضامن بين صفوف جميع اعضاء ومؤازري الاتحاد الوطني الكوردستاني، كما جاء في بيان المكتب السياسي للاتحاد.



165
المصيبة ليس في ظلم الأشرار بل في صمت الاخيار!!

أوشــانا نيســـان

العراق على مفترق الطرق في الاستفتاء المقرر أجراءه في 25 سبتمبر/ايلول 2017، بحثا عن نظام سياسي عادل ونزيه يوفر العدالة، المواطنة الكاملة والحريات لجميع الشعوب العراقية عن طريق الحوار والتفاهم ضمن دولة مدنية ديمقراطية. ذلك بعدما أثبت النظام السياسي المركزي خلال ما يقارب من 100 عام مضت، أن النظام السياسي الذي أعتمدته وتعتمده الاكثرية العربية حتى بعد سقوط الصنم عام 2003، أخفق في بناء دولة مدنية كاملة بموجبها يمكن تحقيق العدالة والمساواة لجميع المواطنين العراقيين بغض النظر عن انتمائهم العرقي او المذهبي أو الايديولوجي.

وبقدر ما يتعلق الامر بالمعارضين من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وتحديدا رئيس الاتحاد العالمي الاشوري في أيران، الى جانب أنصار ومؤيدي الحركة الديمقراطية الاشورية " زوعا"، فانه لا يوجد خلاف مبدئي أو عقائدي قائم على أساس نهج الاصرارعلى ضرورة ضمان حقوقنا القومية والتاريخية على أرض الاباء والاجداد في الدولة العراقية الجديدة في حال الاعلان عن تأسيسها، بقدر" البكاء على اللبن المهراق"، كما جاء في القول العربي المأثور أوالبكاء على الارادات والاجندات الخارجية التي يعملون لصالحها.
خلفيات الاعتراص على الاستفتاء

بهدف فهم وتفسيرمجريات الاحداث الوطنية والاقليمية بدقة وتسليط الضوء على الخلفيات التاريخية للاعتراض على الاستفتاء في الاقليم، وجدنا من الضروري العودة الى الوثائق المنشورة ضمن الكتاب المعنون" ثورة أيلول في الوثائق السرية الامريكية" ترجمة وريا رحماني باللغة الكوردية. حيث تؤكد الوثائق المنشورة في الصفحة 234 خلفيات النهج الذي مارسه ويمارسه رئيس الاتحاد الاشوري العالمي خلال ما يقارب من نصف قرن. أدناه النص المترجم من اللغة الكوردية:
" جاءت أسماء وفد الثورة الكوردستانية التي حملت رسالة الزعيم مصطفى البارزاني الى الولايات المتحدة الامريكية ولقاءها مع اللجنة الامريكية بتاريخ 29 اذار 1969 كالاتي:
- السيد زيا ملك اسماعيل
- السيد سام أندروز
-السيد وليام يونان
- السيد راجير ديويس من قبل( نيا)
- السيد برايان باس من قبل( نيا/ ارن)

" في بداية نيسان 1969 زار أيران كل من السيد أسماعيل والسيد أندروز بطلب من النائب الاشوري في برلمان أيران وتمكنوا من الحصول على موافقة الشاهنشاه الايراني لدخول كوردستان ولقاء البارزاني الخالد. الهدف من الزيارة كان الاطمئنان على وضع الاشوريين في كوردستان. تحملت القوات المسلحة الايرانية مهمة نقل السيد اسماعيل والسيد اندروز بطائرة هيليكوبتر الى كوردستان بتاريخ 20 نيسان.
يقول السيد سام اندروز، جلسنا مع الملا مصطفى كل مساء وناقشنا كل الامور معه، ثم كلفنا الملا مصطفى بايصال رسالة الى وزير خارجية أمريكا راجيرز. وأن الرسالة ربطت بشكل رسمي بهدف تقديمها الى وزير الخارجية بحضور ممثل الاكراد في واشنطن شفيق قزاز. علما أن السيد ملا مصطفى طلب تحديدا من السيد أندروز والسيد اسماعيل ايصال الرسالة الى الدولة الامريكية". أنتهى الاقتباس.

علما أن السادة المذكورين أعلاه كانوا في قمة الهرم القيادي للاتحاد الاشوري العالمي، قدموا الى أيران بطلب من النائب الاشوري في البرلمان الايراني زمن الشاهنشاه الايراني، تماما كما يجري الان في زمن الجمهورية الاسلامية، ولكن بشكل مغاييرلا بسبب معارضة قومية – أشورية بين صفوف أشوريي أيران ضد الاستفتاء، وانما بسبب معارضة نظام الجمهورية الاسلامية لقرار الاستفتاء في اقليم كوردستان.
ومن الواقع التاريخي هذا على جميع القيادات الحزبية من دون تمييز أن تنتبه وتاخذ العبرة من تجارب الشعوب المجاورة لنا وتحديدا ما جرى ضد الشعب الكوردي وترجع الى حضن الشعب باعتباره مرجعية في كل شاردة وواردة قبل وقوع الكارثة وفوات الاوان.

فالكتاب المذكور أعلاه يذكربوضوح في صفحاته الاخيرة، كيف تراجع الشاهنشاه المقبورعن وعوده      " السخيّة" لزعيم ثورة أيلول، بعدما أجبر الزعيم الكوردي مصطفى البارزاني على ترك السلاح والتخلي عن راية الثورة التي قدمت الالاف من الشهداء مع حرق وتدميرالالاف من المدن والقرى ، ذلك بعد اتفاق الشاهنشاه الايراني مع الرئيس العراقي المقبور صدام حسين حول شط العرب في اتفاقية الجزائر بتاريخ 6 أذار1975. بمعنى أخر، يجب أن تكون الاتفاقية نموذجا فريدا يحتذى به في مواجهة التغييرات السياسية التي قد تعصف بالخارطة السياسية ومستقبل الشعوب العراقية في العراق الجديد.
أما ما يتعلق بالحركة الديمقراطية الاشورية وأنتماء قياداتها السياسية، فأن الامرلا يختلف كثيرا بين اجندة التنظيمين ( الاتحاد الاشوري العالمي وزوعا) باستثناء الاختلاف بين مصالح قيادات الشعبين الفارسي والعربي.
حيث يتذكر القارئ الكريم ما نشرته جريدة" الحوزة" العراقية في عددها الصادر (54) بتاريخ 6 كانون الثاني 2005، جاء فيها " أن كلا من يونادم يوسف كنا سكرتير الحركة الديمقراطية ونينوس بثيو ( كوركيس رشو زيا) السكرتير السابق للحركة الديمقراطية الآشورية  عملا لمخابرات صدام حسين وقدما معلومات عن تحركات المعارضة العراقية والأمريكيين والأتراك في شمال العراق وفقا للوثائق المنشورة، أنتهى الاقتباس.

وأن مجرد الكشف عن مضمون هذه الوثائق التاريخية المنشورة علنا، أن دلت على شئ فانها تثبت لكل قارئ غيور، أن حملة المعارضة التي يقودانها التنظيمين بشراسة ضد الاستفتاء المقرر في 25 سبتمبرالقادم، هو مجرد خدمة لآجندات خارجية والمؤامرات التي حيكت من قبل وتحاك اليوم علنا ضد حقوق وقضيتنا القومية العادلة.

" نرفض ما أعلنته مفوضية الانتخابات في الاقليم بشان شمول مناطق سهل نينوى باجراء استفتاء استقلال كردستان، لعدم شمول المنطقة بالحدود الدستورية للاقليم والوضع الكارثي للمنطقة"، يقول السيد يونادم يوسف كنا السكرتير العام للحركة الاشورية. في حين ورد في الوثيقة التي قدمتها أحزاب شعبنا الى السيد رئيس الاقليم واللجنة العليا للاستفتاء نص الفقرات المدرجة أدناه:
15- ابعاد مناطق وبلدات سهل نينوى عن دائرة الصراعات الداخلية والاقليمية وايجاد الصيغة القانونية والدستورية لتمكين أبناء شعبنا للتعبير عن ارادتهم الحرة في الممارسات الديمقراطية.
16- نؤكد على وحدة أراضي سهل نينوى وعدم تقسيمها تحت اي ظرف كان.
في الوقت الذي يفترض بالقيادات السياسية المعارضة للاستفتاء أن تجيب على التساؤلات التالية:
لماذا يجب أن نثق بالانظمة المركزية في بغداد وهي لم تعترف ولو ب" كلمة" واحدة عن وجود وحقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن جميع البنود والدساتير العراقية الاربعة خلال 82 عام، مثلما لم تعترف علنا بحقوق المكونات الاخرى في سهل نينوى خلال رفضها بالامس لقرار الاستفتاء في الاقليم ؟؟
ثم لماذا تعترضون على الوثيقة التي حملت (16) بندا من بنود حقوق شعبنا وعلى راسها:
" أن يكون الاستفتاء لدولة مدنية فدرالية ديمقراطية تضمن حقوق كل المكونات القومية والدينية والشراكة الحقيقية، وتؤمن حق شعبنا باقليم فيدرالي ضمن الدولة الفيدرالية".
" الحكم الذاتي لابناء شعبنا وفق المادة(35) ضمن مسودة دستور الاقليم"، بينما الجبهة المعارضة تتردد في تقديم ورقة المطالب الى اللجنة العليا للاستفتاء.
وأخيرا يجب مسائلة قيادات الاحزاب الثلاثة عن جدوى المظاهرات وحملات التأليب وتأجيج مشاعرالعديد من أبناء شعبنا في دول الاغتراب ضد الاستفتاء وحق جميع الشعوب المضطهدة بما فيها حق الشعب الكوردي الحليف في تقرير مصيره بنفسه وفق جميع المواثيق الدولية وقرارات الامم المتحدة، وعلى راسها رفع شعارات عنصرية معادية لمنطق العصر وتحض على كراهية الاخرين.
الاغلبية الصامتة نطقت
نعم الاغلبية الصامتة نطقت هذه المرة عندما أختارعددا من أحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري السيد روميو هكاري ممثلا للمسيحين في اللجنة العليا للاستفتاء بتاريخ 28 تموز 2017. وأن مجرد أختيار شخص اخرغيرالقائد الملهم، يعني وفق مقاييس معارضة غيرمؤتمنة على ادارة ملف قضيتنا، انه طعن بثوابت الامة وانتهاك صارخ للمواقف القومية والوطنية. رغم أن المعترض على حملة الاستفتاء يعرف جيدا، أنه خلال 30 سنة خلت لم يتم تحقيق ولو (5 ) بالمائة من حقوقنا القومية المشروعة والعادلة ولم يتم طرحها على طاولة القيادات السياسية للاكثريتين العربية والكوردية يوما فلماذا كل هذا الضجيج يا ترى؟.
في حين وفي أقل من شهر نجح السيد هكاري في أقناع رئيس الاقليم ونائبه السيد كوسرت رسول وأعضاء اللجنة العليا للاستفتاء على ضرورة تشكيل لجنة خاصة بهدف إعداد وثيقة لضمان حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، مشيرا الى أن الوثيقة تلك ينبغي أن تكون جاهزة قبل موعد الاستفتاء المقرر في 25 سبتمبر الجاري. علما أن اللجنة المذكورة أعلاه ستجتمع مع الاحزاب التي قدمت الوثيقة بهدف التاكيد على أن البنود (16) التي وردت في وثيقة ضمان المطالب المشتركة، ستدخل ومن دون تغييرضمن الدستورالقادم في الاقليم وفي طليعتها:
" أن يكون الاستفتاء لدولة مدنية فدرالية ديمقراطية تضمن حقوق كل المكونات القومية والدينية والشراكة الحقيقية، وتؤمن حق شعبنا باقليم فيدرالي ضمن الدولة الفيدرالية".
علما أن الاحزاب "المعارضة" فشلت لحد كتابة هذا المقال، في تقديم أي وثيقة تتضمن حقوق أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لسبب واحد مفاده، هاجس الخوف من ألاجراءات التي ستتخذها الاكثرية العربية وتحديدا الكتلة السنيّة في مجلس النواب العراقي ضد الجبهة المعارضة للاستفتاء، أثر أصرار الكتلة في جلسة برلمان الامس على رفض قرار الاستفتاء في الاقليم وأعتباره قرارا غير دستوري. تماما كما وقفت بالضد من جميع الطروحات والمشاريع السياسية الاخرى التي قدمتها القيادات السياسية العربية المعتدلة والقيادات الكوردية في الاقليم بشأن مستقبل شعبنا في سهل نينوى.
حيث طبقا لمصادرنا الصحفية فان نواب المجلس الشعبي انسحبوا من قاعة البرلمان العراقي في بغداد مع النواب الاكراد، اعتراضا على قرار البرلمان العراقي في جلسة يوم الثلاثاء بتاريخ 12 سبتمبر 2017 والمخصصة اصلا لمناقشة قرار رفض الاستفتاء في الاقليم. أما النائب جوزيف صليوا فانه لم ينسحب ولكنه رفض التصويت على القرار، في حين صّوت مقرر البرلمان النائب عماد يوخنا من كتلة الرافدين/ الحركة الديمقراطية الاشورية مع النواب العرب والتركمان وعددهم ( 173) نائب رفضوا الاستفتاء الكوردستاني واعتبروه غير قانوني. في الوقت الذي لم يحضرالقاعة النائب يونادم يوسف كنا أثناء أجراء التصويت على القرار، تداركا لحراجة الموقف الذي لا حشر فيه، بين "نعم" تغيض الشعب الكوردي و"لا" تغيض الاكثرية من نواب العرب.


166

هكاري لا يساوم على انتماءه ومبادئه بهدف حماية حقوق شعبه!!

أوشانا نيسان

واخيرا قّدمت ورقة المطالب المشتركة رسميا بأعتبارها وثيقة الاتفاق السياسي "الشرعي" بين الاحزاب والتنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية العشرة الى مكتب السيد رئيس الاقليم ، السيد نائب رئيس الاقليم ، السادة أعضاء المجلس الاعلى للاستفتاء والسادة أعضاء لجنة أعداد وثيقة ضمان حقوق المكونات.  علما أن الاحزاب الثلاثة الاخرى التي " أجتمعت بهدف البحث في أليات توحيد المطالب بشأن الاستفتاء في الاقليم" والمحسوبة على معارضة الحوارالمشترك، تستعد بدورها في تقديم ورقة مطالبها الى المجلس الاعلى للاستفتاء ايضا، لتجدد لابناء شعبنا في كل مكان وللسادة أعضاء المجلس الاعلى للاستفتاء والاقليم والعراق والعالم كله، أنها ستستمر في نهجها المعادي لجهود توحيد صفوف نضال شعبنا المشروع وأنها ستقف مثلما وقفت وعلى مر ربع قرن متواصل حجرعثرة أمام مسيرة وحدتنا القومية والوطنية وحتى الحزبية.
 
لربما يسأل القارئ الكريم، هل يعقل أن تفلح القيادات الحزبية الثلاث في السباحة عكس التيارالجماهيري الجارف والمنادي بالوحدة، وذلك من خلال اللجوء مرة أخرى الى الاستقواء بثقافة الغير وتنفيذ اجندات غير قومية وتحالفات قد تزول وتنتهي مع أول أتفاق يتم بين الاكثريتين العربية والكوردية؟
الجواب نعم، لان تعريف الحزب السياسي اي حزب أو اي قيادة حزبية في العالم كله تسعى علنا وفق ايديولوجية سياسية واضحة ومعلنة بهدف بلوغ السلطة عندما يتعلق الامر بسياسة الدول أو تحقيق أهداف وحقوق شعبها بقدرما يتعلق الامر بالشعوب المغلوبة على أمرها كشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، في حين تسعى القيادات هذه وفق طرق سياسية متعرجة أو طرق التضليل السياسي.
حيث لو نظرنا الى الخبر المنشور على صدرالموقع الالكتروني لزوعا أورغ بتاريخ الاول من سبتمبرحول وثيقة الاحزاب العشرة وبنودها (16)، لظهرت لنا حقيقة مفادها أن القيادات السياسية للاحزاب الثلاثة قررت مواصلة نهج المقاطعة حتى النهاية تماما كما فعل شمشون الجبار وهو يهدم المعبد على راسه ورأس الالاف من أعداءه، حين قال قولته الشهيرة" علي وعلى أعدائي".
حيث جاء في الخبر، أن " الوثيقة خلت من اي مطلب لاستبعاد سهل نينوى من عملية الاستفتاء"، أنتهى الاقتباس. في حين ورد في الوثيقة نص الفقرات المدرجة أدناه:
   
15- أبعاد مناطق وبلدات سهل نينوى عن دائرة الصراعات الداخلية والاقليمية وايجاد الصيغة القانونية والدستورية لتمكين أبناء شعبنا للتعبير عن ارادتهم الحرة في الممارسات الديمقراطية.

 - 16 نؤكد على وحدة أراضي سهل نينوى وعدم تقسيمها تحت أي ظرف كان. أنتهى الاقتباس.

أما عن البند الخاص بالضمانات المطلوبة، فأنه يجب الاعتراف أنها فعلا نقطة مهمة بالنسبة للجميع وتستوجب الضرورة التأكيد عليها في جميع اللقاءات والاجتماعات التي تجري ضمن اللجنة العليا للاستفتاء وجلسات البرلمانين أيضا، لا كأجابة للاشكالية التي تخلقها هذه الاحزاب الثلاثة لمجرد الاحراج أوالمزايدات السياسية او ما شابه، وانما لاعتبارات أهم وفي طليعتها السياسات المبنية على الوعود والمقولات المعلبة تلك التي لا تتجاوز مفعولها حدود الشعارات التي طالما تغذّت عليها النظم المركزية في بغداد خلال 82 عام.
حيث جاء في الخبر المنشور أعلاه " ان الورقة التي اعدت كمطالب لضمان حقوق شعبنا وحملت عنوان وثيقة الاتفاق السياسي "كعقد" بين تلك الاحزاب والقيادة السياسية الكوردية لم تشر في مطالبها الى اي ضمانات حقيقية لتنفيذها قبل الدخول الى الاستفتاء"، أنتهى الاقتباس.
علما أن المطلع على خلفيات المراحل السياسية لمسيرتنا القومية والحزبية يعرف جيدا، أن القيادات الحزبية وعلى راسها "المتنفذة" بأمتياز، نجحت خلال 30 سنة خلت في الالتفاف على قرار شعبنا رغم أعتباره المرجعية الحقيقية في حل جميع التجاوزات والتعقيدات التي تعودت العقليات العنصرية والشوفينية للاكثريتين أن تخلقها، لآنها لم تعترف يوما بوجود التعددية العرقية والمذهبية في العراقين القديم منه والجديد وأخرها الاشكاليات المتعلقة بما يسمى بالبطاقة الوطنية. في حين دعا السيد روميو هكاري في أول أجتماع له في المجلس الاعلى للاستفتاء بتاريخ 23 أب المنصرم، دعا السيد رئيس الإقليم وأعضاء المجلس للاجتماع مع قيادات القوى السياسية الكلدانية السريانية الآشورية قبل إجراء عملية الاستفتاء بهدف الأخذ بآرائهم والتوصل الى الصيغة القانونية التي تضمن مستقبل شعبنا وحقوقه المشروعة في أي تحول يطرأ على طبيعة الحكم في الإقليم. من جانبه قرر رئيس الإقليم وبموافقة أعضاء المجلس تشكيل لجنة خاصة للاجتماع بالقوى السياسية لشعبنا وصياغة وثيقة ضمان رسمية بين الجانبين بأسرع وقت ممكن لكتابة حقوق شعبنا والتوقيع عليها بغية تثبيتها في دستور الإقليم.
ولكي لا تبقى وثيقة ضمان حقوق المكونات الاصلية كحقوق أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري حصرا بين المؤيدين للوثيقة والمعارضين لها، فانه يجب العودة الى اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 61/295، المؤرخ في 13 أيلول/سبتمبر 2007، كما ورد في المواد التالية:
المادة 3 : للشعوب الأصلية الحق في تقرير المصير. وبمقتضى هذا الحق تقرر هذه الشعوب بحرية وضعها السياسي وتسعى بحرية لتحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
المادة 4: للشعوب الأصلية، في ممارسة حقها في تقرير المصير، الحق في الاستقلال الذاتي أو الحكم الذاتي في المسائل المتصلة بشؤونها الداخلية والمحلية، وكذلك في سبل ووسائل تمويل مهام الحكم الذاتي التي تضطلع بها.
المادة 5: للشعوب الأصلية الحق في الحفاظ على مؤسساتها السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتميزة وتعزيزها، مع احتفاظها بحقها في المشاركة الكاملة، إذا اختارت ذلك، في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للدولة.

جذور الخلافات
بات من الواضح جيدا أن عددا من القيادات الحزبية وتحديدا "المتنفذة" منها لم تكتف بمحاولات ابعاد القوى المغايرة لها ايديولوجيا وفكريا ولم تتخلص بعد من عقلية السيطرة والاستئثار رغم تداعيات النهج هذا على وجود ومستقبل شعبنا الابي. لذلك تراها تحاول خلق كل الاعذار والعقد في سبيل فرملة حراك جهود الاحزاب العشرة وتبديد الامال المعقودة عليها، رغم حراجة المرحلة المصيرية لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والاقليم على أبواب الاستفتاء على استقلاله عن دولة العراق.
حيث يعرف المتابع جيدا أن السيد روميو هكاري تم أختياره ممثلا عن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في اللجنة العليا للاستفتاء بناء على مواقفه ومواقف حزبه الثابتة تجاه قضية شعبنا العادلة والمشروعة، تماما كما صّرح قبل أكثر من 11 عام خلال مقابلة أجرتها معه " عنكاوا كوم" خلال حملة استطلاع أراء ومواقف شخصيات وممثلي القوى السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري من مسودة الدستور في اقليم كوردستان العراق، بأعتباره وكما جاء في الخبرالعضو البرلماني الوحيد من أبناء شعبنا في لجنة صياغة الدستور الكردستاني، حاوره السيد كلدو أوغنا بتاريخ 3 حزيران 2006 حيث أكد:

- هناك اشارات  وتلميحات في الدستور بانه في المستقبل ان لم تلب طموحات شعب الاقليم او ان كان هناك تجاوز على الدستورالدائم وخاصة المادة التي تتعلق بمستقبل الاقليم فتقول من حق شعب الاقليم ان يختار الصيغة التي تناسبه في اختيار مصيره فاذا تحول الاقليم الى دولة مثلا فاكيد هناك مجال دستوري للقوميات الاخرى كابناء شعبنا بادارة انفسهم ذاتيا ومطالبة بمنطقة خاصة بهم وبالاخص تلك التي تتواجد بها بنسبة كبيرة. ثانيا لا ننسى ان هناك مواد تتحدث عن تعديلات في الدستور حسب التغيرات التي تطرا على الاقليم ، فاي تغيير يطرأ على الاقليم يجب ان يصاحبه تطور في حقوقنا القومية وهذا طبعا بالتفاهم والعمل المشترك مع مكونات الاقليم"، أنتهى الاقتباس.

هذا وتؤكد لجنة الاحزاب العشرة في نهاية بيانها المذكورأعلاه أنه " سيكون هناك لقاءات أخرى بينها وبين الجهات الدينية المسيحية لتقريب وجهات النظر وتوحيدها لضمان ادراجها بوثيقة موحدة في دستور كوردستان". بمعنى أخر تحاول اللجنة ومن موقع المسؤولية والحرص على حماية قضيتنا المشروعة والعادلة، على عدم تهميش أراء اي جهة قومية وتبني وجهات نظر جميع مؤسساتنا القومية والدينية في سبيل تحقيق الاهداف المنشودة اليوم قبل الغد.
 

167

البارزاني يوافق على مطلب هكاري في ضمان حقوقنا المشروعة قبل الاستفتاء !!

أوشــانان نيســـان

" وافقنا بتشكيل لجنة خاصة لصياغة وثيقة ضمان رسمية بين الطرفين( اللجنة العليا وأحزابنا القومية/ الاشورية) باسرع وقت ممكن لكتابة وتثبيت حقوق شعبنا في دستور الاقليم قبل أجراء الاستفتاء، يقول  روميو هكاري ممثل شعبنا في اللجنة العليا للاستفتاء عقب مشاركته في الاجتماع الذي عقد في مصيف صلاح الدين بحضور رئيس الاقليم ونائبه مع الوفد الذي توجه نحو بغداد العاصمة بتاريخ 14  أب الجاري، بهدف الحوار مع الجهات الرسمية الحكومية منهم السيد العبادي رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب العراقي ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم والاحزاب الوطنية الشيعية والسنية لمدة اسبوع كامل. اما الفقرة الاهم بأعتقادي على رأس أجندة كل هذه المناقشات والحوارات المصيرية التي جرت بين وفد الاقليم وبغداد هو:
مطالبة السيد هكاري لسيادة رئيس الاقليم والمجلس الاعلى للاستفتاء، على ضرورة الاجتماع مع قيادات أحزابنا القومية والاستماع الى أرائهم ومطاليبهم القومية بالشكل الذي يرونه ضامنا لمستقبل شعبنا في كل التغييرات التي قد تطرأ في الاقليم والعراق وتثبيت حقوق شعبنا دستوريا وقانونيا. لذا قرر رئيس الاقليم وبموافقة المجلس الاعلى للاستفتاء، بتشكيل لجنة خاصة لصياغة وثيقة ضمان رسمية بين الطرفين        ( اللجنة العليا للاستفتاء وأحزابنا القومية) بأسرع وقت ممكن لكتابة وتثبيت حقوق شعبنا في دستور الاقليم، أنتهى الاقتباس.   
حقوقنا على أرض الواقع
حقا أن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في حالة مزرية من الضعف والتشتت يرثى لها، لا لمجرد النتائج الكارثية لنهج دكتاتوريات النظم المركزية في بغداد خلال ما يقارب من مائة عام، أو حتى نظرة الحاكم العراقي "المسلم" على المواطن العراقي "المسيحي"، ولا حتى جرائم رؤساء العشائر العربية والكوردية وغيرها من الكوارث التي لا تعد ولا تحصى، ولا عواقب الهجرة المفروضة على ابناء شعبنا داخل الوطن، وأنما بسبب غياب الايديولوجيات السياسية الجامعة لقياداتنا السياسية أوالقراءات المنصفة لواقعنا والكفيلة بأنتاج هوية قومية جامعة بموجبها يمكن للقيادات الحزبية أن تتسامى ولو مرة فوق جميع تخوم القيادات العشائرية والقبلية التي أهلكتنا بالامس وباتت تلاحقنا حتى في زمن العولمة والاغتراب.
حيث يعرف المراقب السياسي المحايد خلال أكثر من 30 سنة خلت، كيف أغمضنا الطرف عن هفوات العديد من القيادات الحزبية وعلى رأسها "المدللة"، بسبب انتماءاتها العشائرية والقبلية أولا والقراءات الخاطئة للواقع ثانيا، رغم تداعيات هذا النهج الكارثي على مستقبل ووحدة شعبنا وهو على أرض الاباء والاجداد. لذلك تستوجب الضرورة  أن نتسامى ولو مرة فوق جراح الصراعات الموهومة التي كلفتنا الكثير ونستغل هذه الفرصة التاريخية التي صنعها هكاري قبل التيه ضمن الاجتهادات الفردية والتقديرات الشخصية من جديد!! هذا النداء الذي يشمل للاسف الشديد القراءات الخاطئة للاكثرية من الكتاب المحسوبين على النخبة المثقفة. أولئك الذين تعودوا على فرز حجم احزاب شعبنا ومنظماته السياسية وتقييم دورهما وفق معاييرمسبقة وغريبة تتعلق بكل شئ بأستثناء حقيقة الانتماء الى هوية الشعب وهمومه ومعاناته المتراكمة منذ قرون.

وأن جوهر هذا النداء العقلاني والمنطقي يشمل بالدرجة الاولى، أبطال الفيسبوك ومناضلي التويتر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي في بلدان الغرب. أولئك الذين تعودوا على تفسيروترجمة  المستجدات السياسية وفق أهوائهم الشخصية وانتماءاتهم الحزبية القاصرة من دون تقديروقع هذه النتائج وقراءاتهم الخاطئة على جوهر مسيرتنا القومية والسياسية على حد سواء.
أذ على سبيل المثال لا الحصر، نشرت شبكة ( أسيريان بوست) اليوم وعلى صفحتها الاولى على الفيسبوك الخبر أدناه :
- أي حديث عن مستقبل الاقليم يجب أن يكون مع ممثلينا الحقيقين الذين لا يخافون على منصب أو ثروة...
- المسالة مصيرية وليست مجاملات ..
# ليس كل مسيحي يمثلني..
# لاأتشرف بان يتحدث البعض باسمي...
#  مجاملاتكم الزائدة تقرفني...
# لن أسمح بمصادرة رايي أبدا...
السؤال هذا يدفعنا من جديد على فتح بعض الملفات القديمة- الجديدة والتساؤل من المهتمين بقضية شعبنا بأمانة وأخلاص، وتحديدا أولئك الذين استغلوا وسائل التواصل الاجتماعي  وحولوا حرية المواطن ضمن ديمقراطيات الغرب الى وسيلة قذرة لتشويه سمعة المخالفين لارائهم بدلا من أستغلالها بالشكل الامثل. وللاجابة عن التساؤل المطروح، من هم ممثلينا الحقيقين والذين لايخافون على منصب أو ثروة ؟ 
يجب القول انه بقدر أطلاعي على مجريات مسيرتنا القومية خلال ما يقارب من نصف قرن، استطيع القول علنا وبدون تردد، أنه لا يوجد ممثل حقيقي ومنتمي لهموم أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن وخارجه لحد كتابة هذه الكلمات ولا يمكن أن ننتظر قدوم هذا الممثل الحقيقي"المنتظر" على الاقل خلال هذه الفترة الحرجة من تاريخ شعبنا، لا بسبب عدم وجود القيادي من الصف الاول بين أبناء شعبنا أعوذ بالله وانما بسبب تدخلات الاكثريتين العربية والكوردية بطلب من بعض القيادات الحزبية وتحديدا "المتنفذة" منها.
لذا فان طرحنا لهذه التساؤلات هو كالاتي:
لماذا سكتت هذه المعارضة الاشورية " الغيورة" يوم وقع ممثل حزبهم في البرلمان الكوردستاني خلسة على مشروع أستقلال الدولة الكوردية قبل الاستفتاء المزمع في 25 سبتمبر القادم بشهور، بعيدا عن عدسات الكاميرات ووسائل الاعلام تماما؟
علما أن " النائب في برلمان الاقليم والقيادي في زوعا السيد يعقوب كوركيس ياقو( وهو نائب السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية) وقع رسميا لمشروع أقامة دولة كوردستان مع 54 نائب في برلمان الاقليم"، يكتب أنطوان الصنا في عنكاوا كوم بتاريخ 23 أب الجاري.
هذا من جهة ومن الجهة الثانية، فأن وصفي للممثل الحقيقي لابناء شعبنا اليوم هو، القيادي الذي لم يخاف على ثروته ولم يفكر بمنصبه ولم يتردد أيضا في المطالبة بحقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في ثان او ثالث أجتماع له مع السيد رئيس الاقليم مسعود البارزاني طوال السنوات الثلاث الاخيرة، بحضور جميع أعضاء اللجنة العليا للاستفتاء في مصيف صلاح الدين بتاريخ 23 أب الجاري،
 وليس وأشدد "ليس" القيادي المدلل الذي شرّعت بوجهه أبواب جميع مكاتب القيادات السياسية، يصول ويجول بين الاقليم وبغداد وأخرها الزيارة التي طلب من السيد رئيس الاقليم، عن سبب أختياره لممثل شعبنا في اللجنة العليا للاستفتاء من حزب ليس له نواب في البرلمانيين بغداد وأربيل؟
 لست أنا الذي رشحت كاك روميو هكاري وانما الاحزاب السياسية لشعبكم الكلداني السرياني الاشوري، أجابه السيد رئيس الاقليم!! 


168
نعم للتغيرات الجذرية التي تحرك الاداء الحزبي وتعصف بالقيادات التي تمسكت بتأزيل وجودها!!

أوشـــانا نيســان

أذا كان نهج التغيير والاصلاح هو هدف جميع شرائح أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن وخارجه وإن اختلفت الدوافع السياسية وتقاطعت مرجعياتها الفكرية، فلماذا يجب أن نتردد في أطلاق عملية التغيير الجدي، ولا نقتفي أثرالدول الكبيرة وحكمة الشعوب العريقة التي بنت نهضتها ورسخت قيمها الديمقراطية وأجندة التعددية وحقوق الانسان في عقلية مواطنيها وعلى راسها زعيمة العالم الولايات المتحدة الامريكية بعدما استفاقت في  التاسع من نوفمبر 2016على زلزال ترامب بعد الانتخابات الرئاسية الاخيرة. فالتغيير واجب في جميع المراحل بأعتباره الارضية الصالحة لخلق بذور التجديد والابداع.

أذ لو تمعنّا جيدا ضمن الانتكاسات الدراماتيكية للمشهد الحزبي المتأزم داخل الوطن وخارجه أثرالحالة من الغليان وتصاعد مساحات الرفض بين العديد من القطاعات الشعبية بعد الاصرارعلى تهميش قدرات النخبة المثقفة لآبناء شعبنا على وجه الخصوص لظهر لنا جليا، أن المعطيات الحالية للمشهد الحزبي المتفكك والمنهار تقودنا الى الاستفسار عن سر الهدوء الذي يسبق العاصفة وأن التغيير قادم لا محالة. رغم أن حركة التغييرالمؤملة طبقا لقراءتي لواقع شعبنا، ستخفق مرة أخرى في تفعيل دور وقدرات شعبنا الفكرية والارادة المهمشة للاكثرية الصامتة، بسبب رغبة القيادات الحزبية وعلى راسها "القيادات المتنفذة" تلك التي شاخت على مقاعدها البنفسجية  أثرالاستمرار في نهج تهميش القدرات السياسية والفكرية لدى العديد من القيادات الحزبية " الشابة" بسبب رغبة الاخيرة في العمل بأحترافية والتوجه نحو بناء مستقبل واعد ومنيرمن جهة الى جانب تصاعد حدة الاوضاع السياسية المتفاقمة هذه الايام بين الاقليم وبغداد من جهة اخرى.   

 أما التغيير الذي نحن بصدده، فأنه يختلف كثيرا عن التغيير المبرمج والمدروس ضمن معظم دوائر ومؤسسات الدولة أي دولة رسمية أو اي حزب سياسي وشرعي مشارك علنا ضمن عملية صناعة القرارات السياسية داخل البلد. ومن الواقع هذا تتطلب الضرورة، الاسراع في اعادة ترتيب دوراحزاب شعبنا مع اعادة هيكلة القيادات الحزبية التي بالغت في البقاء في قمة الهرم الحزبي، بالشكل الذي يتناسب مع مجريات التغيير والاصلاح ولاسيما بعد أشتداد حدة التحديات المحدقة بوجود ومستقبل شعبنا في كل بقعة من بقاع العالم.

التغيير أشوريا!!
من الطبيعي جدا أن ينتصر الانسان أي أنسان لنهج البعض واشدد "البعض" من القيادات الحزبية لابناء شعبنا الاشوري تلك التي ضحّت بمصالحها الفردية والشخصية من أجل تحقيق مصلحة شعبنا الابي وعلى راسها السكرتيرالاسبق للحزب الوطني الاشوري السيد نمرود بيتو، ولكن من الصعب جدا على الانسان نفسه أن يبقى مؤيدا لتلك السياسات الحزبية بأستمرار. لآن التاريخ أثبت أن الزعيم أو السكرتيرالحزبي الذي قدر له أن يفوز برئاسة الحزب في أكثرمن مؤتمرين، فهو فعلا " حزبي محنك" وفق مقايس الزعماء التقليدين في بلدان الشرق الاوسط، لا لانه قرر بعدم الاعتراف بعملية التناوب على السلطة الحزبية والسياسية وانما برفض اللعبة الديمقراطية من الاساس!!

والسبب باعتقادي يعود الى:

- أقتصاد الحزب وثرواته المستترة طريق للاغتناء غير المشروع والسلطة المستبدة ولاسيما في بلدان الشرق الاوسط
- نهج القيادات الحزبية التي شاخت في قمة الهرم وأصرارها على التشبث بقمة هرم السلطة الحزبية وعدم اعطاءها الفرصة لجيل أخر من الشباب حتى في حال أنشقاق أكثر من ثلثي اعضاء القيادة السياسية في الحركة السياسية
- غياب المرجعية القانونية أو معايير التقييم الشرعي بهدف مراقبة الاداء الحزبي النزيه للقيادات الحزبية وتقييم دور الانماط القيادية في تحسين الاداء والقيادة، بهدف ترسيخ الاصلاحات الديمقراطية داخل الهيكل التنظيمي للاحزاب وبالتالي أيجاد نوع من المنافسة القانونية والمشروعة بين قيادة هذا الحزب أو ذاك 

أذ لو تمعّنا قليلا في تاريخ نشوء أحزاب شعبنا ومنظماته السياسية أبتداء بالمنظمة الديمقراطية الاثورية التي تأسست عام 1957والملتقى الفكري أوالسياسي الاشوري الذي سمي لاحقا بالاتحاد الاشوري العالمي نهاية عقد الستينات من القرن الماضي، وفق المعايير المثبتة أعلاه لظهر لنا بوضوح، دور الاحداث المأسوية والمجازر الوحشية التي أقترفتها التيارات المذهبية والمنظمات الشوفينية والعنصرية التركية والعربية وحتى الفارسية منذ بداية عقد التسعينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا في عقلية المواطن الاشوري خاصة أو عقلية مسيحي الشرق عموما.

وللتأكيد على صحة قولنا هذا نكتب، أن أرهاصات الفكر الاشوري في كل من أيران وتركيا نجحتا في خلق المناخ الفكري الملائم في ترسيخ دعائم الثقافة الاشورية، تلك التي نجحت بدورها في التمرد على الواقع المرّ والاثبات للعالم كله أن احتلال عقول الشعوب أكبر بكثير من أحتلال ارض الشعوب نفسها. عليه فأن الاوراق التي صدرت قبل 168 عام كانت حبلى ببذور مرحلة جديدة في تاريخ ثقافة الامة الاشورية. بعدما قام الدكتور بنيامين لاباري ومساعده ميرزا شموئيل بأصدار أول صحيفة أشورية- سريانية( زهريرا دبهرا)  في أورميا بأيران  بتاريخ 1/11/ 1849.

علما أن نموعهد الصحافة الاشورية في اورميا كان ايذانا بتدشين مرحلة جديدة في تاريخ شعبنا الابي، وأن بزوغ بوادر الفكر القومي الاشوري في كل من أيران وتركيا قبل العراق، كان ردا على التعصب القومي والديني الذي مارسته سلاطين الامبراطورية العثمانية والصفوية وأخرها الجماعات الاسلامية المتطرفة بحق عموم مسيحي الشرق واشوريي مابين النهرين على وجه الخصوص. هذا وبالاضافة الى اسقاطات عقلية الاكثريات على عقلية المواطن الاشوري في كل بلد من بلدان الشرق.

ومن الواقع هذا يمكن للقارئ الكريم فهم دور ثقافة الاكثريتين الصفوية والعثمانية على عقلية المواطن الاشوري في الدولتين المتخاصمتين وقياسها مع تأثيرات الثقافة العربية على واقع الصراع القومي للمواطن الاشوري وعقليته في دولة العراق العربي منذ تاسيسها عام 1921.
لذلك فأن الجهة السياسية المرشحة والمعتدلة أو حتى المحايدة  لأطلاق عملية التغييرالمزمع وقيادتها باعتقادي، ستكون بلا شك قيادة الاتحاد الاشوري العالمي. حيث يعرف المطلع على تاريخ مسيرتنا السياسية وأنا واحدا منهم:


- أن التغييرات السياسية التي طرأت على النظم السياسية في الشرق وتحديدا في كل من ايران وتركيا خلال أكثر من 40 سنة خلت، يجب أن تعقبها تغييرات مشابهة في القيادات السياسية والحزبية للمكونات العرقية الاخرى في المنطقة وعلى رأسها القيادات الحزبية التي شاخت في قمة الهرم السياسي للاتحاد الاشوري العالمي وغيرها من القيادات الحزبية التي هرمت.
- ضرورة تطعيم قيادة الاتحاد الاشوري وغيرها من القيادات الحزبية الاخرى بالدماء الجديدة والشابة. هذا لا يعني بالضرورة تهميش دور تلك القيادات المخضرمة ومكانتها القومية أبدا وانما تحويلها الى مرجعية شرعية يمكن الاستشارة بها في كل شاردة وواردة. بالاضافة الى حاجة قيادة الاتحاد الى أفكارجديدة، دماء جديدة  وطروحات سياسية عصرية تتفق مع روح العصر وتطوراته أكثر من أي وقت مضى ولاسيما ما يتعلق بالعراق الذي تواجهه تحديات جدية ومصيرية قد تفلح في النهاية في تفكيك الخارطة السياسية للعراق القديم.
- يفترض بالقيادة السياسية الجديدة للاتحاد الاشوري العالمي أن تقف على مسافة واحدة من جميع القيادات الحزبية لابناء شعبنا داخل الوطن وخارجه، لان الاتحاد وجد أصلا من أجل هذا الغرض ولم تفتح له مكاتب في العراق وسوريا ولبنان لهذا السبب أيضا. هذه المهمة التي تراجعت للاسف الشديد منذ تراجع الدور أو الطروحات السياسية البديلة والمحايدة لاشوريي أيران أمام زحف طروحات القيادات السياسية "العراقية" المنحازة لطرف "معين" وفق ولاءات عشائرية وعلى حساب بقية الاطراف!!
- حرص بعض القيادات في التمسك بزمام الاموروتحديدا أولئك الذين بقوا في قيادة الاتحاد لاكثر من عقود، باتت مسألة معقدة وتثني الاتحاد عن مهمته القومية ورسالته الانسانية بالشكل المرسوم. عليه تتطلب الضرورة حل الازمة والتخلص منها ديمقراطيا من خلال ترشيح قيادات جديدة مخلصة لقضية شعبنا الاشوري ومؤمنة بنهج الاتحاد الاشوري العالمي خلال ما يقارب من نصف قرن.
- يجب أن يكون للقيادة السياسية التي تنتخب في الخريف القادم موقفا واضحا، من شأنها تقديم مشاريع سياسية بديلة  لجميع المستجدات السياسية التي تنمو وتتطور ضمن خارطة العراق القديم وعلى راسها:
أ- موقف الاتحاد الاشوري العالمي من الاستفتاء الكوردي المقرر 25 سبتمبر القادم
ب- موقف الاتحاد الاشوري العالمي من التحالفات السياسية داخل الوطن وأخرها الاعلان عن تأسيس المجلس الأعلى لأحزاب شعبنا الكلداني السرياني الآشوري (سورايا)  بتاريخ 16 أب 2017.
ج- موقف الاتحاد الاشوري العالمي وطروحاته البديلة بهدف تحقيق وحدتنا القومية والكنسية على حد سواء. بالاضافة الى ألاجراءات القانونية التي تفرضها الضرورة على قيادة الاتحاد الاشوري العالمي المنتخب، لوقف كل قيادي حزبي "متهور" يعمل وعن كامل ارادته في سبيل تمزيق وحدة شعبنا.

169

لقد حان وقت التغيير والاعتذار للشعب وقياداته الجديدة!!

أوشـــانا نيســـان

تعودنا أن نقرأ الكثير لآقلام مأجورة ظهرت خلال الفترة الاخيرة كالفطر السام بعد أنهيار ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي السابق ولاسيما أولئك الذين ينشرون في مواقع الانترنيت والفيسبوك والتويتر وماشابه ، بحيث ملّ القارئ من تهمهم الباطلة وحملاتهم الزائفة للتشهيربهدف اقصاء كل مثقف ملتزم بقضيته القومية العادلة أوتشويه سمعة كل سياسي يتنفس هموم ومعاناة شعبه، حتى لو جاءت التهمة هذه على حساب وجود ومستقبل الشعب بأكمله.
حيث الكل بات يعرف ويتذكر جيدا خلال 35 سنة خلت، ماذا فعل الذين يجاهدون اليوم دون كلل لوضع العصي في عجلة حركة الاصلاح والتغيير القادمة، بعدما أنطلقت بقدرة الغيارى من بعض الوجوه السياسية الجديدة وألاصرارعلى وجوب التحرر من قيود التبعية التي كانت ولايزال تتذبذب بين الشمال والجنوب بامتياز، وعلى أساس الربحية المادية وتجاهل الجوانب القومية الشرعية وحتى الاخلاقية.
فالهدف من الزيارة التي قام بها وفد اللجنة العليا للاستفتاء في الاقليم الكوردستاني الى بغداد بتاريخ 14 أب الجاري، كان عقد اجتماعات مع الرئاسات الثلاث وسفراء الدول والهيئات الدبلوماسية الاجنبية في بغداد لشرح وجهة نظر شعوب الاقليم بشأن الاستفتاء المزمع أجراءه في 25 سبتمبر المقبل. علما أن الرؤية السياسية والفكرية الجديدة للقيادات الجديدة أزعجت القيادات التقليدية وباتت تهددها هذه المرة ليس فقط في الاقليم وأنما في عقر دارها وفي بغداد العاصمة. 
حيث يذكر مقرر مجلس النواب العراقي السيد عماد يوخنا والنائب عن قائمة الرافدين:
" أنه من المؤسف ان تتنصل بعض احزاب الشعب الكلداني السرياني الاشوري عن التجمع الذي طالما طالب به ابناءه وخاصة بعد وجود اتفاق لتوحيد رؤى ومطاليب شعبنا، الا انه كما كنا نتوقع، ففي المراحل والقرارات المفصلية اثبتت هذه الاحزاب وقاداتها عدم قدرتهم لاتخاذ قرار مستقل يلتصق بمصالح شعبنا واختاروا ان يساوموا على حساب مصالحهم الشخصية والحزبية ويأتمروا بـ (ولي نعمتهم) وبالتالي فان من نصب نفسه ممثلا عن الشعب الكلداني السرياني الاشوري في اللجنة العليا للاستفتاء لا يمثلنا ولا يمثل إرادة شعبنا ولسنا ملزمين باي اتفاق يعقده مع الاحزاب الكوردية وتحديدا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وان ما يتم التصريح به من قبل هذه الاحزاب يخصهم فقط ولا يتعدى للتصريف الإعلامي"، أنتهى الاقتباس.
هنا تتطلب الضرورة وضع النقاط على الاحرف وكشف بعض الثغرات التي حاولت هذه القيادات المستقوية بالغير " فجأة"، المطالبة بالتجمع وتوحيد الرؤى والحقوق القومية المشروعة لابناء شعبنا، كما تكتب. في الوقت الذي يعرف القاصي والداني، أن حزب بيت نهرين الديمقراطي لربما هو الحزب الاشوري الوحيد الذي شمله قرار حكومة الاقليم في وقف صرف ميزانية الاحزاب التي وصفت بالمعارضة خلال أكثر من ثلاث سنوات مضت. في حين تستمر القياداة السياسية " المدللة" في بغداد وأربيل على استلام الملايين من الحكومتين بالاضافة الى ما تقدمه ما يسمى بالجمعيات الخيرية والمنظمات المدنية وما تتبرع به أبناء شعبنا في جميع دول الاغتراب.
بالعودة الى ما ذكره السيد النائب عماد يوخنا " ان من نصب نفسه ممثلا عن الشعب الكلداني السرياني الاشوري في اللجنة العليا للاستفتاء لا يمثلنا ولا يمثل إرادة شعبنا ولسنا ملزمين باي اتفاق يعقده مع الاحزاب الكوردية وتحديدا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني".
ننشر أدناه علنا عملية ترشيح السيد روميو هكاري من قبل الاحزاب الكلدانية السريانية الاشورية ممثلا عن الشعب الكلداني السرياني الاشوري في اللجنة العليا للاستفتاء. في حين تقتضي الضرورة وعملا بدليل مقارعة الحجة بالحجة، يجب كشف الطريقة التي سلكتها قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية في أنتخاب السيد عماد يوخنا ممثلا عن " مسيحي" محافظة كركوك وبالتالي مقررا في البرلمان الوطني العراقي. 
وعن ما يتعلق بالسيد هكاري" اجتمعت عدد من الاحزاب الكلدانية السريانية الاشورية الجمعة 28/7/2017 في مقر منظمة كلدو اشور للحزب الشيوعي ببلدة عنكاوا وذلك بناءا على طلب من مكتب رئاسة اقليم كردستان لاختيار ممثل للمسيحيين في اللجنة العليا للاستفتاء. وفي اتصال هاتفي لموقع "عنكاوا كوم" ذكر ابلحد افرام سكرتير الحزب الديمقراطي الكلداني انه شارك في هذا الاجتماع تلبية لدعوة تلقاها من مكتب رئاسة الاقليم بالرغم من مقاطعته لاجتماعات احزاب التجمع الكلداني السرياني الاشوري مؤكدا ان المقاطعة لازالت مستمرة.
واوضح افرام ان الاحزاب المشاركة في الاجتماعات اتفقت على تسمية روميو هكاري سكرتير حزب بيث نهرين الديمقراطي ممثلا للمسيحيين في اللجنة العليا للاستفتاء وسط تمسك المجلس الشعبي بمرشحهم هالان هرمز و تحفظ البعض...وأكد أفرام، ان الاحزاب المجتمعة اختارت مرشحا واحدا وهو روميو وانهم بانتظار قرار الاقليم بخصوص المرشح الثاني، مرجحا منح مقعد اخر للأرمن في اللجنة"، أنتهى الاقتباس.
 أعتقد أن الاجابة واضحة وصريحة ولا تعوزها المزيد من التاويلات ولكن تساؤلي ولربما تساؤل الجميع هو الان :
هل جاءت زيارة النائب يونادم يوسف كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية برفقة الوفد النيابي العراقي الذي توجه نحو بروكسل منتصف حزيران المنصرم، بهدف أفشال مهمة احزابنا السبعة التي اجتمعت في بروكسل بدعوة من البرلمان الاوروبي  28و29 و30 حزيران المنصرم ، جاءت الزيارة بطلب من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري أم بالضد من أجندتنا القومية الوطنية؟
هذا المؤتمر الذي وصفه السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي بالمؤتمر الوطني بأمتياز، طبقا لما ذكره سعادة السفير العراقي في بروكسل خلال مشاركته ضمن المؤتمر المذكورأعلاه.
أما عن التهديدات التي ختم السيد النائب عماد يوخنا رسالته بها بقوله " لن نقف مكتوفي الايدي واراضينا تغتصب تارة ضمن الحدود الحالية للاقليم وتارة اخرى على محاذاة حدوده وسوف نعمل مع باقي الاحزاب المؤثرة في الاقليم والوطن والمجتمع الدولي لضمان حقوقنا وحماية مناطقنا، وان ابناء هذه المناطق هم من يقررون عبر ممثليهم مصيريهم كما للأخرين"،نقول:
يكفي الضحك على ذقون هذه الامة البريئة من خلال مقولة، اراضينا تغتصب تارة ضمن الحدود الحالية للاقليم وتارة أخرى على محاذاة حدوده. ولماذا لا تتجرؤا في كشف الجهة أو القيادة الحزبية التي تراجعت واختفت بهدف عدم المشاركة في اللجنة التي شكلها رئيس الاقليم قبل 20 سنة، بهدف وضع حد لهذه التجاوزات وغلق ملفها نهائيا؟؟ 
وفي الختام لا يسعني الا تكرار ما قاله السيد النائب عماد يوخنا من أن" ابناء هذه المناطق هم من يقررون عبر ممثليهم مصيريهم كما للأخرين". كلام منطقي ومقبول مائة بالمائة ولكن السؤال هو: عن أي ممثل تتحدث سيدي النائب وهل تقصد النائب عن قائمتكم الرافدينية في برلمان كوردستان الذي وقّع على مشروع الدولة الكوردستانية من دون أن يرجع الى قرارشعبه بأعتباره المرجعية قبل قرار الاستفتاء الاخير في 25 سبتمبر القادم لما يقارب من سنة؟
وللحق يقال فأن السيد هكاري مثلما لم يوقع على أي قرار تاريخي بالضد من أجندة حقوقنا المشروعة ومستقبل شعبنا داخل الوطن وخارجه، فأنه يعلن جهارا:
بوجوب ضمان حقوق شعبنا المشروعة على أرض الاباء والاجداد، وينادي باستحداث محافظة تحت أسم محافظة سهل نينوى بما فيها الحكم الذاتي لابناء شعبنا في سهل نينوى، ورفع التجاوزات التاريخية المفروضة على الاراضي وعقارات أبناء شعبنا في منطقة بهدينان وحل هذا الملف المعقد قانونيا. كما ويدعوا الجميع وفي أغلب تصريحاته ومواقفه، على تحمل مسؤولياتهم الوطنية والإسراع بإعادة إعمار سهل نينوى وتعويض الأهالي تعويضاً عادلاً وإبعاده عن دائرة الصراعات السياسية وتسليم ملف إدارته بالكامل الى سكانه الأصليين مع وجوب توفير الحماية الدولية له للحيلولة دون تكرار المأساة التي لحقت بهم مستقبلا.
هذا وفي الاجتماع الاخيرالذي دعا أليه السيد مسعود البارزاني مع رؤساء وممثلي القوى السياسية الكوردية، الكلدانية السريانية الاشورية والتركمانية في مصيف صلاح الدين بتاريخ 10 حزيران 2017 أكد السيد هكاري وأمام الحضور:
" لكل شعب الحق في تقرير مصيره ضمن الأطر الدستورية للعراق على أن يضمن هذا الاستفتاء حقوق شعبنا كاملة وتطلعاته المشروعة دستورياً، وأن أي تحول يطرأ على نظام الحكم في الإقليم سواء كان ايجابياً أو سلبياً إنما يؤثر أيضاً على شعبنا ومستقبله كونه جزء أصيل من هذا الإقليم".


170
التاريخ أعاد نفسه في سميّل كمأساة وفي سهل نينوى كمهزلة !!
أوشـــانا نيســـان

نبهت مرارا عن حاجة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لصحافة محترفة، حرة ونزيهة تماما،  بموجبها يمكن لكوادرها المحترفة تقديم الخبرالصحيح في وقته وموعده، لتخسأ الصحافة المتحزبة أو المؤدلجة أوحتى فضائياتنا وأخرها فضائية ( أ. ن. بي) التي حولها مؤسسها الى مجرد بوق لتضليل الراي العام والتشويش على التجارب القومية الناجحة رغم حراجة المرحلة السياسية الصعبة التي يمرّ بها شعبنا المضطهد هذه الايام والعراق كله على فوهة بركان.
نستنتج مما ورد أعلاه، أن الخبر في الصحافة عموما لا يتحدد بالنظر الى احتمال صدقه أو كذبه، وإنما أيضا وبشكل أساسي بالنظر إلى ارتباطه بالزمن الذي وقع فيه ليمنحه الكيان الأقرب إلى زمن القارئ والمتلقي. ومن الواقع هذا سنلقي نظرة على الخبر المنشور في موقع عنكاوا كوم الالكتروني بتاريخ 30 تموز 2017:
" أن عناصر القوة ( يقصد وحدات سهل نينوى ) منتشرين على امتداد البلدة  التي تبدا من مدخل مركز القضاء بالاضافة لتامين الحماية لدير مار بهنام الواقع بقرية الخضر التابعة لناحية النمرود  وهي تعد القوة الرئيسية المتواجدة في القضاء  والتي تعمل بالتعاون والاسناد لقوات الشرطة المحلية  فضلا عن كوادر من جهاز الامن الوطني بما يتعلق بالجانب الامني"، يكتب مراسل عنكاوا كوم من قضاء الحمدانية نقلا عن العقيد ميخائيل صليوا حنا معاون أمر فوج (13) لقوة ( آن . بي. يو)، أمر القوة " المسيحية" الوحيدة التي تؤمن الحماية لهذا القاطع.
علما أن المنطقة المذكورة أعلاه هي أقرب منطقة ذات كثافة سكانية ( كلدانية سريانية أشورية) لقصبة سميل التي وقع فيها ابشع سيناريو دموي دشنت بها الدولة العراقية جرائمها الدموية في قصبة  سميل عام 1933، ضد أقدم وأعرق مكون عراقي وجد في وادي الرافدين وهو شعبنا العريق.
قراءة ما بين السطور
لو وضعنا حملة الاستفتاء الكوردي أو الانتخابات المزمع أجراءها في الاقليم بتاريخ 25 سبتمبر القادم جانبا وتحدثنا علنا عن دور جميع القيادات الحزبية لابناء شعبنا بدون استثناء، لوجدنا أن نشاطها أنقسم بين العراقين/ العراق العربي والعراق الكوردي منذ سقوط الطاغية صدام حسين عام 2003 ولحد الان. رغم أن الواقع المفروض يتطلب منا جميعا ونحن على أعتاب يوم الشهيد الاشوري في السابع من اب القادم، على ضرورة قراءة ملف تاريخ الدولة العراقية بامعان لاستنباط العبر والاستفادة من الدروس والكوارث والمجازر لعلها تساعد القيادات الحزبية وتحديدا " المتنفذة" منها على اتخاذ القرار الحكيم والمناسب لتحقيق ما يمكن تحقيقه من حقوق شعبنا المشروعة ضمن العراق الجديد قبل فوات لاوان.
حيث التاريخ يذكرنا كيف نجحت الحكومة العربية العراقية الفتيّة، في تفتيت وتمزيق وحدة شعبنا المذهبية والعرقية بامتياز. ذلك من خلال اعلان الابادة الجماعية لابناء الشعب الاشوري ومسح وجوده وهويته على مرأى ومسمع البقية من أبناء شعبنا.
علما أن التاريخ يحاول اليوم اعادة نفسه رغم مرور 84 عام على مجزرة سميل المؤلمة، من خلال مؤامرة جديدة بدأت تتضح ملامحها بنفس القّوة والارادة وبنفس القيادة والاسم مرة أخرى.
فالقوة التي تعد القوة الرئيسية المتواجدة في قضاء الحمدانية حسب قول العقيد ميخائيل صليوا حنا معاون أمر فوج (13) لقوة ( آن . بي. يو)، تلك التي تعمل بالتعاون والاسناد لقوات الشرطة المحلية  فضلا عن كوادر من جهاز الامن الوطني بما يتعلق بالجانب الامني حسب قول العقيد، هي فعلا قوة تابعة ومساندة لقوات الشرطة المحلية/ العربية، وليس القوة التي يفترض بها مسك الملف الامني في المنطقة أو سهل نينوى كما تعودنا أن نسمع هذه الاسطوانة المشروخة ليل نهار من قبل القيادة الحزبية لتلك القوات.
أما ما يتعلق بالجانب الامني، فهنالك كوادر من جهاز الامن الوطني حسب قول العقيد حنا، تركوا مهمة التجسس والمراقية على القوات التابعة لابناء شعبنا بدلا من قوات الشرطة العربية وقوات الحشد الشعبي كما يفترض:
" يقوم عدد من عناصر القوة بممارسة عملهم بالتدقيق الامني... التدقيق للداخلين والخارجين للبلدة"، يذكرالعقيد لا بسبب حرفية القوة العسكرية الجديدة تلك وامكانياتها الامنية الخارقة، كما يفترض وانما بسبب السمات القومية المشتركة مثل، اللغة، القرابة والتعارف وما شابه بين سكان سهل نينوى الاصليين وابناءهم ضمن وحدات سهل نينوى المشكلة حديثا.
لا لأجندات مخترقة ومسيرة !!
قبل طي ملف مسك الامن في جعبة وحدات سهل نينوى بالطريقة التي تم شرحها اعلاه، تستوجب الضرورة تقديم أجندة البدائل المتوفرة بهدف تغييرمسيرة الانحراف وتصحيها ونحن نستعد لوضع اللمسات الاخيرة للاحتفال بيوم الشهيد الاشوري الاسبوع القادم بالشكل الاتي:
أ- قرارتوحيد صفوف القوى السياسية والفكرية بما فيه قرار توحيد قواتنا العسكرية بجميع تسمياتها، هو القرارالاهم والانسب لتصحيح المسيرة والتوجه نهائيا نحوتصعيد جميع الاستعدادات الكفيلة بتنفيذ الوعود وتفعيل القرارات الدولية الخاصة بحقوق شعبنا المشروعة في سهل نينوى والعراق كله.
ب- حان الوقت للاسراع في تحديد البنود والفقرات الاساسية المثبتة على أجندتنا القومية الوطنية لتتفق والمصلحة العليا لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في حال بقاء العراق على وضعه الحالي،الى جانب ضرورة تحديد بنود الاجندة الخاصة بحقوقنا القومية المشروعة في حال تقسيم العراق وبناء الدولة الكوردية في الاقليم الشمالي بعد الاستفتاء المقرر في 25 سبتمبر القادم.
ج- يجب الاسراع في أستغلال العطف والتأييد الدولي لقضيتنا القومية والوطنية المشروعة ضمن العراق الجديد ولاسيما قرار البرلمان الاوروبي الخاص بالحكم الذاتي لابناء شعبنا في سهل نينوى  بتاريخ  27 تشرين الاول 2016، وقرار الكونغرس الامريكي المرقم 152 والصادر بتاريخ 16 سبتمبر 2016 وغيرها من القرارات الدولية قبل فوات الاوان والانتظار 100 عام قادمة.
د - يفترض بنا أن لانصدق اقوال النخبة السياسية للاكثريتين العربية والكوردية على حد سواء، باستثناء ما نقرأه من البنود المدرجة ضمن الدستورين في كل من بغداد وأربيل. بل يفترض بالقيادات الحزبية العودة الى أحضان الشعب بأعتباره المرجعية الحقيقية والنزيهة. لقد ملّ شعبنا من الوعود والشعارات الفارغة التي سمعناها من بغداد خلال 100 سنة خلت. صحيح أن القيادات الكوردية نجحت في أدخال فقرة خاصة بالحكم الذاتي لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري أو المادة (35) ضمن مسودة دستور الاقليم، ولكن مستقبل الاقليم أيضا بات هذه الايام على كف عفريت وتحديدا بعد الاعلان عن الاستفتاء حول مصير الدولة الكوردية.
في الوقت الذي أعتقد اعتقادا جازما، أن مطالبة الحقوق من شعب مضطهد لقرون ومحروم من التنعم بخيراته مثله مثل شعبنا المضطهد وهو على ارض الاباء والاجداد، أسهل بكثير من مطالبة القيادات السياسية لشعب أو حكام شعب أخرجرّب أخر ما في جعبته من السهام والعتاد والمؤامرات البغيضة بهدف تمزيق وحدة شعبنا وابادته عن بكرة أبيه!!



171
لماذا أخترتم المواجهة على حوار بروكسل !!
أوشــانا نيســان
" تذكروا جيدا يا مسيحي العراق والشرق، أن دوركم قادم لا محالة نتيجة للفوضى العارمة باسم قوميات عراقية غير منضبطة بحدود العقل أو الدين أو أي قانون. وأن خاتمة مسيحي العراق معروفة لربما ستكون أسوأ بكثير من خاتمة يهود العراق. لذلك استعدوا ووحدوا أنفسكم قبل فوات الاوان". هذا هو التحذيرالذي وجهه أخر يهودي كان يسكن الضيعة المحاذية لمنزل جدي في الاقليم، قبل أن يلملم أخر ممتلكاته ويتوجه مرغما نحو ارض الميعاد لانقاذ حياته وحياة عائلته من نيران القومويين العرب والاكراد اولئك الذين استغلوا بوادراندلاع الثورة بهدف ضرب التعددية العرقية والمذهبية في الصميم.
اليوم ورغم مرور 100 عام على مضمون الرسالة التحذيرية أعلاه بأعتبارها فصلا من فصول الملف التاريخي الذي سمي بوعد بلفور عام 1917، فأن شبه الخوف من المستقبل المجهول والغامض، لايزال يلقي بظلاله السوداء على جل المشاريع السياسية المطروحة لمستقبل شعبنا في المرحلة الحالية والرؤية المستقبلية لمرحلة ما بعد داعش.
وفي طليعة الاسباب وراء هاجس الخوف من المستقبل المجهول:
- أصرار بعض القيادات الحزبية "المتنفذة" على قراءة الوجود والهوية بما فيها ملف الحقوق القومية لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وفق مصالح الاكثريات، وليس وفق أجندتنا القومية مثال على ذلك:
رافق السيد كنا زيارة الأمين ِالعام لمجلسِ الوزراء الدكتور مهدي العلاق وكريم سنجاري ممثلا عن الإقليم والسيدة آلاء طالباني وحجي كندور عن لجنة حقوق الانسان وممثلي الشبك والتركمان، بهدف أفشال مضمون قرار الكونغرس الامريكي المرقم 152 والصادر بتاريخ 16 سبتمبر 2016، الى جانب قرارالاحزاب المسيحية في البرلمان الاوربي بزعامة الديمقراطي المسيحي لارش أداكتسن، والذي يدعو علنا، لاقامة منطقة الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في منطقة سهل نينوى والمؤرخ 27 تشرين الاول 2016.
- ذاكرة معظم القيادات الحزبية ذاكرة مثقوبة ولا تؤسس لاطلاق حركة تغيير تتناسب والمرحلة الراهنة بقدر حرصها على أحتلال كرسي الزعامة والربح الشخصي. أذ على سبيل المثال لا الحصريؤكد غبطة البطريرك مارلويس:
" التقى غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو بالامس بناء على طلب بعض أهالي القوش برئيس مجلس محافظة نينوى السيد بشار الكيكي وبحث معه حساسية تغيير الإدارات الحالية في سهل نينوى ومنها مدير ناحية القوش وقال أن:
" المشكلة في المكون المسيحي غير المتفق على رؤية واضحة ومطالب قابلة للتنفيذ والعديد من احزابه هو تابع وقابض للمال"، عنكاوا الاكترونية بتاريخ 19 تموز الجاري.
- تحالف وثيق بين السياسي والمثقف الانتهازي. لآثبات التحالف هذا نقتبس من قولهم وكتاباتهم المنشورة وندونه أدناه  كما نشر:
" نود أن نوضح حالة شاهدناه وسمعناه في مقر زوعا في بغداد. كنت جالساً مع رفاق زوعا وبمن فيهم السكرتير العام لزوعا عندما وصلوا ممثلين شعبنا من احزاب وتنظيمات الذين كانوا على موعود للقاء رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان واعتقد حتى العبادي ولتسليم الورقة الموقعة من قبل احزاب وتنظيمات شعبنا ، وقد خرجت من مكان اللقاء كوني غير معني بها من حيث التنظيم ، وجلست عند الرفاق الاخرين، وأثناء تقديم الشاي والقهوة للضيوف سمعت من الموجودين يطالبون فيها النائب يوناذم كنا بالحديث عند لقائهم روئساء الثلاثة ، ويبدو انهم كانوا مصرين على ذلك ، ومن  بين الحاضرين كان السيد شمس الدين كيوركيس رئيس المجلس الشعبي والسيد روميو هكاري السكرتير العام لحزب بيت نهرين". أنتهى الاقتباس من صفحة عنكاوا كوم بتاريخ 19/6/2017.
 ولكي لا ينحرف الحوار وينجرف بعيدا عن المسار نؤكد من جديد على الكلمات الاخيرة التي شدد عليها البرلماني السويدي لارش أداكتسن في اليوم الاخير من مؤتمر بروكسل بقوله:
" الحكم على القادة الشجعان يجب أن يكون على ما يقدمونه من الاعمال والانجازات لشعبهم، وليس على ما يقولونه...وأضاف تحدثت مع السفير العراقي حول نتائج المؤتمر فأجاب سعادته، أنني بعثت برسالة الى حكومتي وقلت أن المؤتمر الذي عقد في بروكسل كان مؤتمرا وطنيا مائة بالمائة!!
لذلك يمكن القول علنا، أن التحركات المشبوهة التي كلفت بها بعض القيادات الحزبية " المتنفذة" بالتنسيق مع حفنة من المثقفين الانتهازيين، كانت مجرد زوبعة في الفنجان وأن الايام القادمة ستثبت لامحالة صحة قولنا وتوجهاتنا نحو المستقبل.
 ففي أول رد لرئيس أساقفة السريان يتهم المطران اثناسيوس توما داود بتاريخ الامس 16 تموز الجاري سكرتير عام الحركة الديمقراطية الآشورية وعضو في مجلس النواب يونادم كنا بالعمل على تفريق المسيحيين وتلقي رشاوى من أجل تهجيرهم من العراق..وأضاف اثناسيوس في لقاء تلفزيوني  إنه “تفاجأت وتألمت عندما سمعت النائب يونادم كنا وهو يمثل المسيحيين يقول أن الكلدان والأشوريين فقط هم من يمثلان المسيحيين في العراق ليلغي بذلك السريان والأرمن من البطاقة الوطنية"، أنتهى الاقتباس.
رغم أن الكل بات يعرف الكثيرعن خلفيات نهج العنصريين تجاه وجود وحقوق المكونات العرقية والمذهبية في العراق بأستثناء الذين لايريدون سماع نداء الحقيقة والتاريخ. هذه الحقيقة التي يكشفها مضمون البيان العاجل الذي نشرته القيادة السياسية للحركة التي يقودها السيد النائب كنا بعد مجرد أيام من رجوعه الى الوطن بعد زيارته الى بروكسل لافشال المؤتمر الاوروبي الخاص بحقوق وطموحات شعبنا في سهل نينوى حيث ورد في بيان المكتب السياسي للحركة:
" ان قوة شيعية تنتمي للحشد الشعبي توجهت من تل عبطة غرب الموصل الى داخل مدينة قرةقوش (بخديدا) مركز قضاء الحمدانية، باعداد كبيرة وهجمت على نقطة من نقاط وحدات حماية سهل نينوى وجاء هذا التصرف بهدف تهريب ستة عناصر من كتائب بابليون موقوفين لدى شرطة الحمدانية المتورطين بسرقة عدد من المنازل والكنائس. وأضاف المصدر ان القوة استغفلت وغدرت القوات الموجودة في المدينة من وحدات حماية سهل نينوى NPU والشرطة باعتبارها قوة صديقة، وبعد دخولهم المدينة غدرت بهم واستولت على نقطة والية وعدد من الأسلحة الخفيفة للوحدات، انتهى الاقتباس. 
علما أن القوة الشيعية التي تذكرها الحركة الديمقراطية الاشورية هي جزء من الحشد الشعبي الذي أقّر البرلمان العراقي دستوريا على دمجه بالجيش العراقي المنظم بتاريخ 26 نوفمبر 2016. وأن القوة العراقية التي تجرأت في التوغل خلف الخطوط المسموح لها داخل المدن والبلدات التابعة لابناء شعبنا في سهل نينوى وليس في بغداد، بهدف نزع سلاح الوحدات التابعة للفصيل السياسي المتحالف مع بغداد وليس مع أربيل كما يعتقد، فكيف تفلح تلك القيادة الحزبية "المتنفذة" يا ترى في حل اللغز وبناء الثقة المطلوبة لدى مؤيديها ومناصريها من جديد، بهدف الاستمرار في هذا التحالف المبني أصلا على اساس ضمان الامن والاستقرار لابناء شعبنا على ارض الاباء والاجداد؟


المثقف من بوصلة هادية للمجتمع الى عرّاب السلطة والاحزاب
يبدوا إن التحولات التي يمربها عراق اليوم، تتطلب منا أعادة النظر في أمور عدة وعلى راسها علاقة المثقف بالصفوة السياسية ومحيطه. ولم يكن لنا لنفكر في هذا الأمر لولا ما نلاحظه هذه الايام من تجاوز الحراك الشعبي الكلداني السرياني الاشوري للعديد من المحسوبين على النخبة المثقفة وما تبين لنا من قصور في نظرة العديد من المثقفين ومواقفهم مما يجري.
حيث التاريخ أثبت أنه من الممكن للسياسي أن يكون سياسيا مثقفا بأمتياز، ولكن من الصعب على المثقف المنتمي لنسيج  الثقافته النزيهة أن يكون سياسيا ناجحا. لذلك حان الوقت أن يختار المثقف فاما أن يكون بوصلة هادية للمجتمع واما أنه يسعى علنا لكسب ود القيادات السياسية المتنفذة من أجل مكاسب ظرفية أو مناصب في الهرم السياسي. " وكم هو مخيب للأمل أن يتنازل المثقف عن دوره عن طيبة خاطر، ويقبل بلعب دور الكومبارس في شريط التخلف الذي ما فتئت الأنظمة العربية تتقن إخراجه، مع العلم أن ظروف القمع لم تعد كما هي في ضراوتها وقسوته"، يكتب عبدالسلام دحان في بيان اليوم بتاريخ 9 تشرين الاول 2012.
ومن الواقع هذا علينا أن نسلط الاضواء على دور المؤسسات، المنظمات الحزبية، قنوات التلفزة والراديو، المثقف الانتهازي وغيرها من الشخصيات التي أختارت المواجهة بدلا من الحوار في سبيل قراءة نتائج مؤتمر بروكسل، تماما عكس ما يكتبه النائب لارش أداكتسن:
" نسعى لبناء حلول مشتركة هي أكثر أهمية من أي وقت مضى. وهذا يتطلب شجاعة سياسية وقيادة مسؤولة من النوع الذي أظهرته قيادة الاحزاب السبعة في مؤتمر بروكسل. أنه لآمر محزن للغاية أن تختاروا مسارا مختلفا بعد اختياركم للمواجهة العقيمة في الوقت الذي تكون فيه الحاجة إلى الحوار والمصالحة مطلوبة جدا"، يكتب النائب لارش أداكتسن في جريدة "العالم اليوم" ردا على منتقديه من الاشوريين بتاريخ 14 تموز 2017.
حقا أنني أستغرب كثيرا عن جرأة الكاتب الذي يتطوع من تلقاء نفسه للدفاع عن قضية أو مسألة وهو لايعرف عنها شيئا باستثناء المعلومات الهزيلة التي أستمدها من الجهة التي قررالدفاع عنها، طبقا للمثل السويدي القائل " وهل يمكن للمرء أن يعضَّ اليد التي تطعمه".
ففي الأسابيع الأخيرة ردّ النائب لارش أداكتسن على منتقديه بقوله:
" قضيتم الكثير من الوقت والموارد والطاقة لاطلاق حملة لتشويه السمعة والافتراء لي والموظفين التابعين لي في البرلمان الأوروبي". في الوقت الذي يختار العالم الغربي الانحياز الى جانب قضيتنا والدفاع عن وجودنا وحقوقنا القومية في وادي الرافدين بعد قرن من التهميش والالغاء والقتل والتدمير، تختار مجموعة موجهة من قبل شوفينيي العصر على وأد هذا المشروع التاريخي وهو في المهد.
أذ على سبيل المثال تنشر قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية علنا في رسالتها الموجهة الى البرلمان الاوروبي بتاريخ 27 حزيران 2017، وتقول، لهذه الاسباب قاطعنا مؤتمر بروكسل ونتسائل عن شرعيته.
" أن النيّة المعلنة لعضو البرلمان أداكتسون من مؤتمر بروكسل هي مناقشة" حق العودة، المصالحة، الامن والمستقبل السياسي لسهل نينوى" أنتهى الاقتباس.
شخصيا أتفق مع نيّة البرلماني السويدي وعلى صحة كل مفردة من مفردات لارش أداكتسن تلك التي وردت ضمن قائمة الاعتراضات التي وجهها المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشوري الى البرلمان الاوربي. لأن الواضح أن السبب الحقيقي وراء ضرورة أفشال مؤتمر بروكسل، لايكمن في اقوال السيد لارش أداكتسن كما تنشر قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية، بل يكمن أصلا ضمن النهج القديم- الجديد للقيادة السياسية المتنفذة للحركة واصرارها على وجوب مسك زمام الامور وتمثيل شعبنا في جميع المنابر والمحافل والمؤسسات الدولية مهما كلف الثمن حتى لو كان نظير ذلك ذهاب الشعب كله.

في حين سنحيل القارئ الكريم على ردّ البرلماني السويدي على مضمون رسالة الحركة ومؤيديها في وسائل التواصل الاجتماعي:
أولا: تزعمون أن المؤتمر عقد بطريقة تعود فائدتها على الحكم الذاتي الكردي، بدلا من الأقليات المضطهدة. والحقيقة هي أن المؤتمر تم تنظيمه لدعم السكان في سهل نينوى وحقهم في السيادة واتخاذ قرار بشأن مستقبلهم بمفردهم. حيث ورد في نص وثيقة سياسة المؤتمر أنه "بعد اضطهاد طويل لشعبنا تلك التي بلغت ذروتها في الإبادة الجماعية من قبل الجمهورية الاسلامية ( يقصد داعش)، نؤكد على شرعية مطالبنا في سهل نينوى لتصبح منطقة حكم ذاتي في إطار الدستور العراقي".
ثانيا: تزعمون في رسالتكم أن الهدف الرئيسي من المؤتمر، وجوب وضع مصير الاشوريين وأراضيهم في يد حكومة الاقليم الكردية، التي تريد ضم سهل نينوى والتي فعلا بدات في حفر دعامات على الحدود. والحقيقة، أن وثيقة سياسة المؤتمر تنص على أن  سهل نينوى سيتحول الى أقليم ضمن الجمهورية العراقية - ويذكر النص "نرفض قبول جدار برلين في سهل نينوى". ولا يمكن أن يبقى تقسيم اليوم بشكل دائمي، ثم وجود البشمركة يجب أن ينتهي مباشرة مع تشكيل إلاقليم".

ثالثا: بالامس أشار الدبلوماسي البريطاني كريستوفر سيغار أن مستقبل مسيحيي العراق سوف يستقر في غضون ستة الى اثني عشر شهرا " ، يكتب النائب لارش أداكتسن في جريدة "العالم اليوم" ردا على منتقديه من الاشوريين بتاريخ 14 تموز 2017.
وعن مزاعم المثقفين!!
لكي لا يكون كلامنا عشوائيا  دونما سند يسنده كما يكتب السيد شوكت توسا في ردّه:
" بحثنا  فعثرنا على معلومه مؤكده مصدرها مدينة أوبسالا السويديه التي تقيم فيها جاليه كرديه كثيفه، فتبين أنكم بسبب خشيتكم من فشلكم المتوقع( يقصد فشل البرلماني لارش اداكتسن) في الانتخابات البرلمانيه السويديه المقبله  امام حزب الديمقراطيين السويديين اتفقتم  كشخص وليس حزبيا مع اطراف من هذه الجاليه تتبنون على اساسه دعم فكرة الاستفتاء ثم عقد مؤتمر بروكسيل  لقاء ضمانكم اصوات الاكراد المقيمين في هذه المدينه"، انتهى الاقتباس.
الجواب: للاسف الشديد سيدي شوكت المعلومات التي وردت في مقالك ضحلة ، كاذبة ولاتكفي لاقناع المعتوه فكيف الامر بمواطن سويدي من أصول اشورية عمل رئيسا لتحرير جريدة سويدية في السويد لاكثر من 14 عام؟
وللزيادة في معلوماتك ومعلومات مصدرك الصحفي نؤكد:
أولا: أن النائب عن الديمقراطي المسيحي في البرلمان الاوربي السيد لارش أداكتسن من سكنة جنوب السويد وتحديدا من سكنة أقليم " سمولاند" المعروف ب "أورشليم سمولاند"وليس من أوبسالا كما تكتب وتنشر.
ثانيا: يوجد حاليا 6 أعضاء من ذوي الاصول الكوردية في البرلمان السويدي وحسب الترتيب الاتي. أربعة نواب من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ونائب من حزب البيئة / الخضر وأخر من حزب اليسار السويدي، فلماذا يفترض بالمقترع من الاصول الكوردية "المسلمة" أن يصّوت للنائب السويدي وتحديدا في الحزب الديمقراطي "المسيحي" يا ترى؟
ثالثا: اعلان الاستفتاء في الاقليم لاقى رفضا من جانب السيد العبادي رئيس الوزراء العراقي معتبرا إياه مخالفه دستوريه بما معناه ان الحكومه العراقيه غير معنيه  بما سيتمخض عنه"،يكتب السيد توسا في رده.
الجواب: لا أحد في المؤتمر تحدث عن الاستفتاء وتأثيراته المستقبلية، في حين أقّر سعادة السفير العراقي بنفسه، أن السيد رئيس الوزراء العراقي كلفه بوجوب حضورهذا المؤتمر الوطني، حسب قول الدكتور حيدر العبادي، وشكرا.

172
لماذا تختصرون مؤتمر بروكسل بأجندة نائب واحد !!
أوشـــانا نيســــان
لقد أنتهى مؤتمر بروكسل في الثلاثين من حزيران المنصرم وخرج بنفس التوصيات المنتظرة كما كان متوقعا بعد الاتفاق على الفقرات التي ثبتها الاتحاد الاوروبي والكونغرس الامريكي منذ البداية ضمن أجندة الحلول المقترحة لابناء شعبنا في سهل نينوى منذ العام الماضي. وقد قاطع بروكسل عدد من القيادات الحزبية والزعامات الدينية التي تتدعي أن المسؤول عن لجنة الدفاع عن مسيحي العراق النائب لارش أداكتسن تخطى التفويض المسموح له، ثم غيّرالكثير من البنود المثبتة مسبقا على أجندة الاتفاق. رغم أن المراقب يعرف جيدا، أن السبب الاساسي وراء المقاطعة، لايكمن أصلا ضمن المبررات المساقة والمنشورة علنا، بل المقاطعة تستمد عزيمتها من الاجندات الخفية وحقيقة غياب استقلالية القرار السياسي ضمن القيادات الحزبية التي تراجعت عن الحضور بعد عودة وفد البرلمان العراقي من بروكسل خالي الوفاض. في حين يبقى السؤال المطروح أدناه من دون اجابة:
هل ينجح مؤتمرواحد حتى لو عقد في بروكسل أو واشنطن أو اي عاصمة غربية اخرى أن يحل قضية أمة تعرضت لجميع أنواع البطش والتنكيل والاحتلال والغزو والتهميش بما فيها الابادة الجماعية لقرون خلت؟ الجواب، طبعا هذا هو حلم جميع أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن وفي الشتات ونتمنى أن يتحقق هذا الحلم القومي والوطني اليوم قبل الغد، ولكنني شخصيا لا أعتقد ذلك !!
لذلك تريثت كثيرا قبل الرد على الطعون المنشورة علنا والاقاويل في جميع مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتروانستكرام، حول مجريات  المؤتمرالوطني الذي عقد في بروكسل حسب قول سفير الجمهورية العراقية، بتاريخ 28و29و30 حزيران المنصرم، ذلك لاسباب سأحاول في الاسطر التالية الاجابة على التساؤلات العالقة في أذهان البعض.
علما أن المؤتمر لم يخرج عن سياق المتفق عليه داخل الوطن، كما يحلو لبعض القيادات الحزبية أوالجهات المقاطعة للمؤتمر ان تكتب وتنشر، بل جرى الحوار والنقاش وفق أجندة الاجتماع الذي وقعه الاحزاب السبعة بضمنهم السيد عمانوئيل خوشابا/ الامين العام للحزب الوطني الاشوري والسيد يعقوب كوركيس/ نائب السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية. الاجتماع الذي عقد بحضور قداسة البطريرك ماركيوركيس الثالث صليوا بطريرك كنيسة المشرق الاشورية ونيافة المطران مار يوخنا بطرس موشي في مقر مطرانية السريان الكاثوليك بتاريخ29 تشرين الاول 2016.
ومن الواقع هذا تتطلب الضرورة كشف الاسباب الحقيقية وراء المقاطعة الثلاثية للمؤتمر. علما أن قرار المقاطعة لم يأت اعتباطا كما يعتقد الكثيرون، بل جاء بالاتفاق مع النتائج المخيبة لامال البرلمانيين العراقيين في بغداد بضمنهم النائب المسيحي كنا. أولئك الذين قرروا طرق جميع الابواب الخلفية للاتحاد الاوروبي بهدف افشال هذه الفرصة التاريخية التي لا تعّوض ولا تتكرر الا كل قرن مرة. ذلك بسبب العقلية السياسية التي حكمت في العراقين القديم منه والحديث ونهج الحاكم العراقي في رفض الاعتراف بالتعددية العرقية والمذهبية قدر الامكان. تماما كما تصّر بعض القيادات الحزبية لابناء شعبنا أيضا على رفع اسوارالحزبية والتحزب فوق أسوار الامة ومصالحها المستقبلية، رغم جميع الشعارات القومية والوطنية البراقة التي تعودا أن يتخفوا وراءها منذ أكثر من ربع قرن متواصل.

شعبنا بحاجة الى وحدة الخطاب القومي والوطني

كثيرا ما نسمع من مسيحي الشرق، أن الغرب المسيحي لا يتحمل مسؤوليته الانسانية والقانونية بما فيها الاخلاقية في الدفاع عن مسيحي الشرق الاوسط ومهد المسيحية، الا من خلال شعارات قد لاتحدث ضجيجا يذكر لدى أروقة النظم السياسية في جميع بلدان الشرق الاوسط. ولكن اليوم وبعد بزوغ نجم الاحزاب المسيحية في الغرب للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية ونجاح جهود الاكثرية من الاحزاب المسيحية في الاتحاد الاوروبي والعالم الغربي في ضرورة تقديم الدعم والمساعدة لمسيحي الشرق الاوسط، أنساقت للاسف الشديد بعض القيادات الحزبية للمكونات وراء الوعود والشعارات البراقة للاكثرية مرة أخرى. لذلك ترى بعض الاحزاب والقيادات السياسية التابعة لشعبنا رفعت راية رفض دعم العالم الغربي وافشال جهود الغرب المسيحي في حماية مسيحي الشرق الاوسط عامة ومسيحي العراق على وجه التحديد، تماما كما جرى عامي 1932 و1933.
ولاجل عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية التي لا تتكرربسهولة، أتصلت بأعتباري مستشار لشؤون شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في برلمان الاقليم منذ أربع سنوات، أتصلت بجميع الاحزاب والقيادات السياسية التي وقعت على الاتفاقية الموقعة أعلاه وطلبت منهم الحضورحول طاولة النقاش والحوار بهدف تذليل جميع الصعوبات أمام توحيد جهودنا القومية والخروج بورقة خطاب قومي ووطني موحد يمكن تقديمه على طاولة المؤتمر الذي أعده الاتحاد الاوروبي في بروكسل اعتبارا من 28 حزيران الماضي وحتى نهايته. وبهدف تسهيل مهمة الاتحاد الاوروبي ورئيس لجنة الدفاع عن مسيحي العراق السيد لارش اداكتسن بأعتباره صحفيا سويديا تعرفت عليه منذ انتمائي الى نقابة الصحافة السويدية التي احمل هويتها قبل اكثر من عقدين من الزمان، أعددت ورشة عمل لتحديد الفقرات والمواد الدستورية التي تشّرع حقوقنا وتحديدا المادة 119 و125 و140 في الدستور الوطني العراقي والمادة 35 ضمن مسودة دستورالاقليم الكوردستاني ، تلك التي تكفل حقوقنا القومية المشروعة علنا ضمن العراق الجديد.
هذه المهمة التي شّرعت واجبنا القومي والانساني وسهلت قرار التوجه نحو بروكسل بورقة موحدة تحمل أجندة حقوق شعبنا المشروعة ومطاليب سبعة أحزاب من أحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، تلك التي وصفها السيد لارش أداكتسن في اليوم الاخير من المؤتمر كالاتي:
" مشاركتكم في المؤتمرهي توصية لاولادكم انها وصية للديمقراطية وما انجزتموه اليوم وتحديدا الوثيقة التي وقعتموها تجسد امال كل واحد منكم. مطاليبكم مشروعة ومن حقكم ان تعيشوا بحرية لتمارسوا معتقداتكم دون اضطهاد وتأخذوا مكانكم اللائق على ارض هي ارضكم أصلا. مطاليبكم موجودة في الدستور العراقي وتتماشى مع مبادئ الفيدرالية في العراق. شعبكم لا يطلب مطاليب غير مشروعة بل واقعية ومشروعة وتتخذون المسؤولية في تحقيقها مستقبلا. انتم اليوم قمتم بتوضيح موقف شعبكم بدلا من شعبكم وليس هنالك اي سوء فهم حول مطاليب الشعب الكلداني السرياني الاشوري وان ممثلي الاتحاد الاوروبي وامريكا سيغادرون المؤتمر حاملين وثيقة تعبرعن حلول المستقبل. أنا شخصيا ملتزم بالعمل لمساعدتكم بهدف تحقيق مطالب ملموسة مستقبلا".

ثقافة الحوار وحق الاختلاف

من حقنا كأبناء لشعب متحضرأو لاجئين في دول الغرب ان نتحاور ونختلف من دون اقصاء أوتهميش والاجمل أن نتبادل الاراء والمعرفة والحقائق من دون ترهيب. ومن المنطلق هذا نؤكد انه علينا كمواطنين من أبناء المكونات العرقية العراقية غير العربية وغير الكوردية في العراق أن نعي جيدا، أن المناخ السياسي الذي خلقته الانظمة المركزية في عقلية المواطن العراقي وتحديدا ضمن عقلية الحاكم العربي، الكوردي أو حتى المسؤول الاقلوي "المسيحي" خلال أكثر من 90 سنة خلت، سوف لن ولن يفلح ذلك المناخ في قبول الاخر أو حتى العمل بقواعد الديمقراطية والعدالة بالشكل الصحيح.
أذ لو دققنا النظر ضمن مواقف جميع الاحزاب والشخصيات التي قاطعت المؤتمر ورفضت نتائج بروكسل، لرأينا ان قرار المقاطعة مبني على تبريرات واهية ومختلقة تماما. ومن خلال مشاركتي في الايام الثلاثة للمؤتمر، رأيت كيف كانت جميع القيادات الحزبية المشاركة في المؤتمر وعلى رأسها رئيس لجنة الدفاع عن مسيحي العراق السيد لارش اداكتسن، حريصا على تذكيرمقترح مجلس الوزراء العراقي الصادر في كانون الثاني سنة 2014 ، والقاضي بإنشاء ثلاث محافظات وتحديدا محافظة سهل نينوى، بأعتبارها اساسا لكل المشاريع والطروحات المستقبلية في السهل سواء ما يتعلق بالحكم الذاتي او الاقليم الخاص بابناء شعبنا لاحقا، خلافا لما ورد في بيان الحركة الديمقراطية الاشورية للبرلمان الاوروبي  بتاريخ  27 حزيران 2017 من أن عضو البرلمان الاوروبي السيد لارش أداكتسن أختار المضي قدما في مؤتمره من دون اي احترام لارادتنا والمبادئ الدستورية. وفي طليعة الخروقات التي جانبت ما اتفقت عليه احزاب شعبنا، كما ورد في البيان:
" يغفل تماما الاشارة إلى قرار حكومة العراق في 21 يناير 2014  بإستحداث محافظة سهل نينوى ، ويمحو دعوتنا إلى تفعيل  قرار استحداث  محافظة سهل نينوى"
في الوقت الذي يعرف المتابع والمهتم أن الفقرة 10من مشروع قرار الكونغرس الامريكي والفقرة 15 من قرار البرلمان الاوربي تؤكدان على وجوب تنفيذ قرار انشاء محافظة سهل نينوى وفقا لقرار مجلس الوزراء بتاريخ 21 كانون الثاني 2014. وان معظم النقاشات التي جرت ضمن المؤتمر كانت تؤكد على ضرورة الاسراع في انشاء محافظة سهل نينوى باعتبارها الحل الوحيد لاقامة المنطقة الامنة للمسيحين في سهل نينوى.
في حين تنسى أو تتناسى بيانات المقاطعة الثلاثية وعلى رأسها بيان المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية، الاشارة الى القرار الذي أتخذه البرلمان العراقي برفض تقسيم محافظة نينوى الى محافظات بتاريخ 26 /9/ 2016. حيث يقول النائب عن الموصل عبد الرحيم الشمري في تصريح إلى “الصباح الجديد” بتاريخ 6اذار 2017، إن “المكوّن العربي يقف بالضد من تحويل مناطق سهل نينوى إلى اقليم”. ويتابع الشمري أن" هذا الرأي يشاطرنا فيه، ممثلو الاقليات من المسيحين في مجلس النواب والحكومة المحلية، فالجميع مع ابقاء المحافظة موحدة بعيداً عن مساعي التقسيم”.
علما انه ورد في التوصيات الختامية لمؤتمر بروكسل أنه " نطالب بانشاء محافظة لشعبنا في سهل نينوى جنبا الى جنب المكونات العرقية والدينية الاخرى للمنطقة على اساس اداري وجغرافي وفقا لاحصاء عام 1957، شريطة ان يكون للمحافظة الحق في التطور وان تصبح اقليما وفقا للمادة 119 من الدستور العراقي"، انتهى الاقتباس.
أما ما يتعلق بالبند الخاص بقرار أستعادة الوضع الامني ومراقبة السلام  في سهل نينوى ، وتمكين قدرات الأقليات العراقية الإدارية والأمنية في السهل بهدف اعادة الاوضاع الى سابق عهدها، كما ورد في بيان المقاطعة فقد وردت فقرة ضمن التوصيات مفادها" يجب تشكيل لجنة تنسيق عسكرية بين قوات شعبنا الحالية تحت إشراف قوات التحالف الدولي والحكومة الإتحادية  وحكومة إقليم كوردستان للحفاظ على أمن سهل نينوى، لحين يتم تشكيل قوة دفاع سهل نينوى الموحدة"، انتهى الاقتباس.
هذا من جهة ومن الجهة الثانية، فأنه على المراقب أن يعرف جيدا، أن فكرة عقد المؤتمرفي بروكسل جاءت قبل أصدار قرارالاستفتاء في الاقليم بشهور، فلماذا يجب ربط نتائج مؤتمربروكسل باستفتاء الشعب الكوردي في 25 سبتمبر 2017 أولا، ودور الاستفتاء في تصعيد الازمة السياسية بين بغداد والاقليم ثانيا كما ورد في الفقرة 5 من بيان الحركة الديمقراطية الاشورية.
صحيح أن هذه الازمة مرشحة للتصاعد أثر قرار شمول الاستفتاء لمحافظة كركوك وغيرها من المناطق التي سميت بالمناطق المتنازع عليها أيضا، ولكن لماذا يفترض بقياداتنا ان يكونوا جزءا من الصراع الدائر بين الاقليم وبغداد وليس طرفا في حل الصراع يا ترى؟
هذا بقدر ما يتعلق الامر بالمبررات التي ساقتها الحركة الديمقراطية الاشورية، أما ما يتعلق برفض القيادة السياسية لكيان أبناء النهرين، فأن القرار واضح ويؤكده ايضاح قائمة أبناء النهرين بتاريخ 22 أب 2013 حيث جاء فيه:
" في الوقت الذي نرفض فيه الخوض في سجالات تنعكس سلباً على معنويات رفاقنا وأبناء شعبنا عموماً، فأننا نؤكد على تمسكنا بما طرحناه في رسالتنا من أننا سنظل ملتزمين بفكر ونهج الحركة الديمقراطية الآشورية وإرثها النضالي، مع تأكيد اختلافنا مع مرجعيتها الإدارية المتمثلة بالقيادة الحالية".
وفي الختام وبقدر ما يتعلق الامر بموقف الحزب الوطني الاشوري من مؤتمر بروكسل، فما علينا ألا ان نقتبس ما كتبه الخوري عمانوئيل في صفحة الفيسبوك بقوله:
" حسب معلوماتي ومشاهداتي على الواقع وفي الاعلام والمنابر والمواقف السياسية فان البارتي والـبيدا  اكثر من مجرد مختلفين. فكيف التقى الاثنان في مؤامرة مشتركة على شعبنا في مؤتمربروكسل. أنها انها فضيحة سياسية من العيار الثقيل ان ثلاثة احزاب يقاطعون نفس المؤتمر بهكذا سببين متناقضين تماما
وهذا يثير الاسئلة عن الاسباب الحقيقية وراء المقاطعة. انتهى الاقتباس.


173
                                                               دعوة

نتشرف بدعوتكم لحضور محاضرة تحت عنوان ( مؤتمر بروكسل حول مستقبل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى بعد داعش) وعلى قاعة جمعية الثقافة الكلدانية في تمام الساعة السادسة مساء من يوم الاثنين المصادف 19 حزيران 2017.

حضوركم يشرفنــــــــــــــــــــــــــــا

أوشـــانا نيســـان
مستشار شؤون الكلدان السريان الاشوريين
في برلمان اقليم كوردستان

174
ما حدث في المينيا وسيدة النجاة وحلب يثبت أن الشرق مهد المسيحية!!
أوشـــانا نيســـان
يبدو ان المواطنين المسيحيين في الشرق على موعد مع فصل جديد من الهولوكست على وقع قرار اعادة صياغة خارطة الشرق الاوسط، تلك التي قررت عواصم الغرب وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية تدشينها رغم تداعيات هذا القرارعلى الوجود المسيحي في الشرق. بحيث أصبح من الصعب علينا فصل معاناة المواطنين المسيحيين في كل من مصروسوريا وأخرها جريمة المينيا عن معاناة الاسر المسيحية التي ذبحت أبناءها في سهل نينوى، بعدما نجحت السيناريوهات الدموية في تعميق الاستقطاب المذهبي بين المسيحيين والمسلمين ووضعت ملف التعايش الاخوي بينهما على المحك.
لقد حان الوقت على أدانة الهجوم الارهابي الجبان الذي تعرضت له حافلة تقل أقباط مسيحين أثناء توجههم الى دير الانبا صموئيل في المينيا جنوب مصر يوم الجمعة المصادف 26 مايو 2017. حيث قامت جماعة مسلحة ملثمة تابعة لمرتزقة ما يسمى بالدولة الاسلامية، بفتح النارعلى المسيحين الابرياء بينهم النساء والاطفال وقتل أكثر من 29 شخصا وجرح أكثر من 24 بينهم عدد كبير اصاباتهم خطيرة.
علما ان الجريمة التي وقعت في مصر ليست الاولى، وسوف لن تكون الاخيرة بسبب السكوت المطبق على ضميرالمجتمع الغربي حيال كل هذه المجازرالدموية التي ترتكب ضد مسيحي الشرق وعدم اتخاذه لاي اجراءات رادعة ضد التنظيمات الارهابية باعتبارها صناعة غربية بامتياز. حيث أن الاقباط تعرضوا وعلى مدار العقود الماضية على سلسلة من احداث دموية واعتداءات منتظمة بما فيها جريمة أحد الشعانين قبل أقل من شهرين والتي قتل 43 شخصا في انفجارين ضربا كنيستين بشمال مصر. رغم أن الاقباط يمثلون أكبر تجمع للمسيحين في منطقة الشرق الاوسط، طبقا لجميع التقديرات المصرية ويصل عددهم الى أكثر من 10 في المئة من أجمالي عدد سكان مصر والذي يبلغ أكثر من 90 مليون نسمة.
يا ضمير العالم اصحى..
لقد أحترقت الانسانية في بلدان الشرق الاوسط  بنيران ما سمي بالربيع العربي المضطرب، انطلاقا من مصر ومن المنهج السلفي الجهادي للاخوان المسلمين الذي رفع راية الشريعة الاسلامية واقامة الدولة الاسلامية في الشرق طبعا بعد تفريغه من مسيحيه، طبقا لخطابهم الديني. كل ذلك على مرأي ومسمع من جميع  ديمقراطيات الغرب، أن لم نقل بتشجيع ودعم مادي ومعنوي منه.
لذلك بات اليوم ضروريا أن نكرر ما قاله الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب من أن "المسيحيين يقتلون بأعداد كبيرة في الشرق الأوسط"، لربما جاء اعتراف ترامب بالواقع المروع بعد قراءته لكتاب هيلاري كلينتون " الخيارات الصعبة" وهي تكتب وتعترف أن " داعش صناعة أمريكية". ثم تابعت " دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شيء كان على ما يرام وجيد جدا، وفجأة قامت ثورة 30/6 - 3/7 في مصر وكل شيء تغير خلال 72 ساعة". وأضافت: تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 5/7/2013، وکلنا ننتظر الإعلان لكي نعترف نحن وأوروبا بها فورا".
اليوم وبعد قرون من فكر وتراث يكّرسان العنف والتدمير وانتهاء بجرائم تنظيم الدولة الاسلامية  بحق أقدم مكون عرقي شرق اوسطي وهو مسيحي الشرق في مصر، العراق، سوريا، لبنان وغيرها من دول الشرق، بات لزاما على دوائر صناعة القرار السياسي في بلدان الغرب أن تكف عن ذرف دموع التماسيح على ما تجنيه من الحصاد المر من وراء سياساتها الغبية في تفريغ الشرق من مسيحييه، أثر تصعيد النزاعات الطائفية والمذهبية في بلدان الشرق الاوسط، وتبدأ فورا في وقف دعمها المادي والمعنوي للمنظمات الارهابية والتيارات الاصولية والسلفية، والقيام بدلا عن ذلك بدعم أجندة القوى الوطنية والعلمانية وتشجيع المنظمات الليبرالية العربية في سبيل دمقرطة المجتمعات في بلدان الشرق الاوسط عامة وفي العراق على وجه الخصوص.
وفي الحالة هذه سيكون بامكان الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الامريكية تحت زعامة الرئيس الجديد، اللجوء الى بنود استراتيجية حل المشكلات في سبيل وقف الفتنة والعنف المتصاعد بين المسلمين والمسيحيين في بلدان الشرق الاوسط ، وبالتالي ايقاف موجات الهجرة غير الشرعية نحو بلدان الغرب وعلى راسها البلدان الاوربية المطلة لشواطئ البحر الابيض المتوسط.
ومن أهم أولويات استراتيجية حل المشكلات:
- دعم جهود الاقباط الاحرار في مصر ونضالهم الوطني المشروع في سبيل تاسيس الدولة القبطية غرب مصر، ولاسيما بعدما أثبت النظام السياسي العربي خلال المائة سنة الاخيرة أنه في أزمة موروثة بحيث باتت مسألة تطبيق مبادئ وقواعد الحريات العامة والخاصة أمر مستحيل ضمن جميع بلدان الشرق بما فيها جمهورية مصر العربية.
- دعم دعوات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في المطالبة بضرورة اقامة حكم ذاتي أو أقليم خاص به في سهل نينوى ضمن اطار الجمهورية العراقية. كل ذلك يمكن تحقيقه قبل تحديد واستقرار الملامح النهائية لخارطة الشرق الاوسط الجديد والانتظار لسايكس بيكو جديد.
- على الغرب أن يغيير خارطة تحالفاته مع بلدان الشرق الاوسط ويبن تحالفات جديدة على أساس قاعدة التفاهم والبناء والتطور ولا الاستمرار على المصالح الاستعمارية وحدها. أذ على سبيل المثال يستعد الاتحاد الاوروبي على دعم المجلس الرئاسي في ليبيا في الوقت الذي يستهجن قصف طائرات القوة الجوية المصرية لمواقع ارهابية وعلى رأسها المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة شرق ليبيا ردا على هجوم الارهابين على حافلة للاقباط بمنطقة المينيا.

بهذه الاجراءا ت يمكن لدول الغرب دعم القوى العلمانية في الشرق وتشجيعها نحو تصعيد مرحلة بناء الوطن من خلال الانتقال من مرحلة الحرب الى مرحلة السلام والاستقرار بهدف مواجهة التحديات التي تنتظر مستقل الحداثة والعولمة ضمن ديمقراطيات الغرب، بدلا من الاستمرارفي دعم الانظمة الشوفينية التي تعمل ليل نهار في سبيل رفع نسبة البطالة بين الشباب وبالتالي تشجيع الهجرة غير الشرعية الى بلدان الغرب.
 

175

ما حدث في المينيا وسيدة النجاة وحلب يثبت أن الشرق مهد المسيحية!!
أوشـــانا نيســـان

يبدو ان المواطنين المسيحيين في الشرق على موعد مع فصل جديد من الهولوكست على وقع قرار اعادة صياغة خارطة الشرق الاوسط، تلك التي قررت عواصم الغرب وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية تدشينها رغم تداعيات هذا القرارعلى الوجود المسيحي في الشرق. بحيث أصبح من الصعب علينا فصل معاناة المواطنين المسيحيين في كل من مصروسوريا وأخرها جريمة المينيا عن معاناة الاسر المسيحية التي ذبحت أبناءها في سهل نينوى، بعدما نجحت السيناريوهات الدموية في تعميق الاستقطاب المذهبي بين المسيحيين والمسلمين ووضعت ملف التعايش الاخوي بينهما على المحك.

لقد حان الوقت على أدانة الهجوم الارهابي الجبان الذي تعرضت له حافلة تقل أقباط مسيحين أثناء توجههم الى دير الانبا صموئيل في المينيا جنوب مصر يوم الجمعة المصادف 26 مايو 2017. حيث قامت جماعة مسلحة ملثمة تابعة لمرتزقة ما يسمى بالدولة الاسلامية، بفتح النارعلى المسيحين الابرياء بينهم النساء والاطفال وقتل أكثر من 29 شخصا وجرح أكثر من 24 بينهم عدد كبير اصاباتهم خطيرة.
علما ان الجريمة التي وقعت في مصر ليست الاولى، وسوف لن تكون الاخيرة بسبب السكوت المطبق على ضميرالمجتمع الغربي حيال كل هذه المجازرالدموية التي ترتكب ضد مسيحي الشرق وعدم اتخاذه لاي اجراءات رادعة ضد التنظيمات الارهابية باعتبارها صناعة غربية بامتياز. حيث أن الاقباط تعرضوا وعلى مدار العقود الماضية على سلسلة من احداث دموية واعتداءات منتظمة بما فيها جريمة أحد الشعانين قبل أقل من شهرين والتي قتل 43 شخصا في انفجارين ضربا كنيستين بشمال مصر. رغم أن الاقباط يمثلون أكبر تجمع للمسيحين في منطقة الشرق الاوسط، طبقا لجميع التقديرات المصرية ويصل عددهم الى أكثر من 10 في المئة من أجمالي عدد سكان مصر والذي يبلغ أكثر من 90 مليون نسمة.

يا ضمير العالم اصحى..
لقد أحترقت الانسانية في بلدان الشرق الاوسط  بنيران ما سمي بالربيع العربي المضطرب، انطلاقا من مصر ومن المنهج السلفي الجهادي للاخوان المسلمين الذي رفع راية الشريعة الاسلامية واقامة الدولة الاسلامية في الشرق طبعا بعد تفريغه من مسيحيه، طبقا لخطابهم الديني. كل ذلك على مرأي ومسمع من جميع  ديمقراطيات الغرب، أن لم نقل بتشجيع ودعم مادي ومعنوي منه.
لذلك بات اليوم ضروريا أن نكرر ما قاله الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب من أن "المسيحيين يقتلون بأعداد كبيرة في الشرق الأوسط"، لربما جاء اعتراف ترامب بالواقع المروع بعد قراءته لكتاب هيلاري كلينتون " الخيارات الصعبة" وهي تكتب وتعترف أن " داعش صناعة أمريكية". ثم تابعت " دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شيء كان على ما يرام وجيد جدا، وفجأة قامت ثورة 30/6 - 3/7 في مصر وكل شيء تغير خلال 72 ساعة". وأضافت: تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 5/7/2013، وکلنا ننتظر الإعلان لكي نعترف نحن وأوروبا بها فورا".

اليوم وبعد قرون من فكر وتراث يكّرسان العنف والتدمير وانتهاء بجرائم تنظيم الدولة الاسلامية  بحق أقدم مكون عرقي شرق اوسطي وهو مسيحي الشرق في مصر، العراق، سوريا، لبنان وغيرها من دول الشرق، بات لزاما على دوائر صناعة القرار السياسي في بلدان الغرب أن تكف عن ذرف دموع التماسيح على ما تجنيه من الحصاد المر من وراء سياساتها الغبية في تفريغ الشرق من مسيحييه، أثر تصعيد النزاعات الطائفية والمذهبية في بلدان الشرق الاوسط، وتبدأ فورا في وقف دعمها المادي والمعنوي للمنظمات الارهابية والتيارات الاصولية والسلفية، والقيام بدلا عن ذلك بدعم أجندة القوى الوطنية والعلمانية وتشجيع المنظمات الليبرالية العربية في سبيل دمقرطة المجتمعات في بلدان الشرق الاوسط عامة وفي العراق على وجه الخصوص.

وفي الحالة هذه سيكون بامكان الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الامريكية تحت زعامة الرئيس الجديد، اللجوء الى بنود استراتيجية حل المشكلات في سبيل وقف الفتنة والعنف المتصاعد بين المسلمين والمسيحيين في بلدان الشرق الاوسط ، وبالتالي ايقاف موجات الهجرة غير الشرعية نحو بلدان الغرب وعلى راسها البلدان الاوربية المطلة لشواطئ البحر الابيض المتوسط.
ومن أهم أولويات استراتيجية حل المشكلات:
- دعم جهود الاقباط الاحرار في مصر ونضالهم الوطني المشروع في سبيل تاسيس الدولة القبطية غرب مصر، ولاسيما بعدما أثبت النظام السياسي العربي خلال المائة سنة الاخيرة أنه في أزمة موروثة بحيث باتت مسألة تطبيق مبادئ وقواعد الحريات العامة والخاصة أمر مستحيل ضمن جميع بلدان الشرق بما فيها جمهورية مصر العربية.
- دعم دعوات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في المطالبة بضرورة اقامة حكم ذاتي أو أقليم خاص به في سهل نينوى ضمن اطار الجمهورية العراقية. كل ذلك يمكن تحقيقه قبل تحديد واستقرار الملامح النهائية لخارطة الشرق الاوسط الجديد والانتظار لسايكس بيكو جديد.
- على الغرب أن يغيير خارطة تحالفاته مع بلدان الشرق الاوسط ويبن تحالفات جديدة على أساس قاعدة التفاهم والبناء والتطور ولا الاستمرار على المصالح الاستعمارية وحدها. أذ على سبيل المثال يستعد الاتحاد الاوروبي على دعم المجلس الرئاسي في ليبيا في الوقت الذي يستهجن قصف طائرات القوة الجوية المصرية لمواقع ارهابية وعلى رأسها المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة شرق ليبيا ردا على هجوم الارهابين على حافلة للاقباط بمنطقة المينيا.

بهذه الاجراءا ت يمكن لدول الغرب دعم القوى العلمانية في الشرق وتشجيعها نحو تصعيد مرحلة بناء الوطن من خلال الانتقال من مرحلة الحرب الى مرحلة السلام والاستقرار بهدف مواجهة التحديات التي تنتظر مستقل الحداثة والعولمة ضمن ديمقراطيات الغرب، بدلا من الاستمرارفي دعم الانظمة الشوفينية التي تعمل ليل نهار في سبيل رفع نسبة البطالة بين الشباب وبالتالي تشجيع الهجرة غير الشرعية الى بلدان الغرب.
 

176
المثقف الناقد في زمن العهر الثقافي!!
اوشــــانا نيســـان
خلال رحلتي الطويلة مع الكتابة من أجل خلق الاجواء الفكرية أوالذهنية الملائمة لتسهيل مهمة السياسي المثقف في طرق ابواب جميع المنظمات الدولية والانسانية المدافعة عن حقوق الانسان والشعوب المضطهدة، بهدف ايصال نداء شعبنا المضطهد والمعاني الى مسامع العالم،  تعلمت أن مهمة المثقف الناقد أو المثقف الايديولوجي الوفي والمؤمن بعدالة قضيته القومية المشروعة لا تكمن في مجرد التنظير ولا في الافاضة في الكتابة واطلاق التحليلات المملة، بقدر ما تكمن في فهم الواقع والتفاعل معه عن قرب، من خلال الشجاعة والجراة في ممارسة النقد البناء ومعالجة الاختلالات من دون مجاملات فكرية او تواطؤ ايديويوجي على حساب الامة.

لآن المثقف الناقد ينظر اليه باعتباره الاكثر تمثلا لمفهوم ودور المثقف العضوي والمنتمي، خلافا لدور المثقف الاعتذاري، باعتباره مثقف التسويغ مهمته تبريرالوضع القائم وتبرير اخطاء القيادات السياسية على رأسها الاخطاء الحزبية من خلال الدفاع المفترض عن شعبه، بحيث تحول في الحالة العربية الى"شاعر قبيلة أو داعية" وفي حالة شعبنا الاشوري يرتقي الى مرتبة المثقف الانتهازي أو منظر يمارس النقد من زاوية منقوصة بكون نقده موجه لكل ما يقع خارج فضاءه الايديولوجي، في الوقت الذي يعلي من شأن ايديولوجيته ونهج مؤيديه ويرى فيها وفيهم تعاليا واكتمال رغم كل ما أعترى هذا النهج الانفرادي او مسيرة الحزب النموذج سلسلة من الاخفاقات التي ساهمت بشكل فعّال في تعميق وتكريس نهج انهزامي واضح يستهدف ارادةالمقاومة في الامة.
علما ان المثقف العضوي او المثقف الناقد معروف في اعتماده للرؤية في مقاربة المواقف والانظمة والتضامن مع القضايا المشروعة والمصيرية، لانه " لا تضامن من دون نقد"، يكتب أدوارد سعيد. أذ بامكان المثقف الناقد وحده ان يتجاوز حالة الجمود واسوارالتكلس الفكري، عندما يرفع المثقف معول النقد ويخترق تخوم المقدس التراثي، الفكري ، الديني والسياسي من دون تردد أو مراعاة للاحراج الذي يشكله النقد لاقرب المقربين.
هذه الارادة التي نادرا ما يمكن ملاحظتها ضمن الكتابات المنشورة على صدرالمواقع الالكترونية لابناء شعبنا، صحافتنا الحزبية ان وجدت أو حتى الحوارات والنقاشات التي تبثها فضائياتنا "المتحزبة" حد النخاع باعتبارها فضائيات موجهة ومدعومة حزبيا بحيث يتعذر على مسؤوليها تجاوز الخطوط الحمرالمرسومة لها مسبقا.

لا للخطاب الثقافي المازوم
للاسف الشديد نجحت نخبة من المثقفين الانتهازين والمتواطئين مع قيادات سياسية وحزبية " متنفذة" على خلق حالة أستثنائية شاذة أومناخ ثقافي غير صحي هدفه الاول والاخير الحد من عملية النقد البناء وحرية الابداع والتعبير داخل الوطن وخارجه.

 
لأن الخطاب الثقافي المأزوم ما هو الا نتاج مزيج من الاجواء الانتهازية والانهزامية التي رسخها المثقف الانتهازي ضمن الضمير الجمعي لمجتمعاتنا. بحيث تحولت مهمة نقد الازدواجية في المعاييرالحزبية والكيل بمكيالين على راس قائمة الممنوعات.
أذ على سبيل المثال لا الحصر، يجوز لنائب من نواب أبناء شعبنا في البرلمان أن يوقع على مشروع المطالبة بالدولة الكوردية في الاقليم الكوردستاني وهذا حق طبيعي للشعب الكوردي باعتباره أكبر شعب في العالم من دون دولة، ولكن النائب نفسه يصر على ضرورة رفض مشروع الحكم الذاتي لابناء شعبنا في محاضرة من محاضراته خارج الوطن!! رغم أن الازدواجية في المواقف والمعايير والضحك على ذقون السذج من أبناء شعبنا اصبحت سمة من سمات الثقافة الحزبية للقيادات الحزبية المدللة بسبب تغليب دور المثقف الانتهازي الساكت عن الحق والاصرار على تغييب دورالمثقف الناقد الذي بامكانه كشف زيف الحزبي الذي يحرم على شعبه ما يحلله للشعوب الاخرى.
صحيح ان مطلب تصحيح المسار واعادة صياغة مفردات الخطاب القومي للتغيير، يتسم بالتلازم بين الحاجة داخل الوطن وضغوطات الاغتراب، في حين فان الارضية هذه لا يمكن خلقها من دون وجود حرية النقد وعلى راسها نقد العقل الحزبي "المنفرد" ضمن الصحافة الحرة باعتبار الاخيرة الكتاب اليومي للقارئ. هذه المهمة التي غيّبت عمدا بسبب فقدان مستلزمات الصحافة الحرة والقلم الصادق ضمن مجتمعاتنا المقسمة أصلا بين هموم الداخل وتغول الحزبية ونهج قياداتها في المراهنة على موظفين كتبة محترفين في هذا المجال وبين فقدان امكانيات المثقف الناقد وشحة قدراته المادية في تاسيس صحافة حرة ونزيهة رغم مرور 168 عام على صدور جريدة" زهريرا د بهرا"  باعتبارها أول صحيفة ناطقة باسم شعبنا وهمومه بتاريخ 11/1/ 1849.
ولكي لا يبقى الحديث مجرد تنظير وكلام يمكن القول جهارا، نعم سقط المثقف الكلداني السرياني الاشوري حين احترف مهنة الانتهازي بعدما باع مبادئه وقلمه، وسقط المثقف حين سخر جميع قدراته الفكرية وعلاقاته الشخصية في سبيل انقاذ القيادي الحزبي الذي تربع على كرسي الزعامة لعقود متواصلة رغم أنشقاق 90 بالمائة من رفاقه القدماء مبررا ذلك بأن المرحلة تتطلب بقاءه على سدة الرئاسة، وسقط المثقف نفسه حينما أختارتهميش نداء شعبه المضطهد وهو يتلظى بنيران النظم المركزية الشوفينة واحقاد التيارات الاسلامية المتطرفة وجرائمها البشعة ضد ابناء شعبنا وتحديدا في سهل نينوى منذ حزيران عام 2014 ولحد الان، ولم يزور الوطن مرة ليطلب جلسة حوارية لتقريب وجهات النظر حول ضرورة  توحيد الخطاب السياسي رغم حراجة المرحلة وتداعياتها السلبية أكثر من أي وقت مضى. في حين لم يتوان "المثقف" نفسه لحظة في المشاركة في معظم فعاليات الحزب " الاكثر شعبية ونشاطا من بين بقية الاحزاب والحركات السياسية لامتنا وربما حتى العراقية، كما يكتب وذلك من خلال الاسراع في تشكيل لجنة للانقاذ وتجنيد قيادات حزبية تقليدية ضمن قيادة الاتحاد العالمي الاشوري، بهدف حلحلة الامور على طريق التوقيع على المصالحة وانقاذ القيادي الصديق. هذه المحاولة التي فشلت للاسف الشديد.
ومن أجل تنقية ساحات العمل السياسي وابعادها عن نفوذ هؤلاء الانتهازيين وتقييماتهم غير العادلة، لابد أن تستيقظ الجماهير وعلى الاغلبية الصامتة ان تقول كلمتها ، وتعمل بجدية على استعادة ثقتها في الحركات الحزبية كجزء من استعادة الثقة في المستقبل الذي يفترض فيه أن يكون مستقبل الأمل وفرض احترام إرادة الاكثرية في ضرورة وقف تداعيات الهجرة التي تنخر في جسد شعبنا الهزيل من خلال تشجيع الهجرة المعاكسة وتامين فرص العمل والمكان المناسب للعائدين.

177
كركوك تحترق بينما نيران الموصل لم تخمد بعد !!

أوشــــانا نيســـان
قبل الولوج في تعقيدات مسألة كركوك باعتبارها المدينة المرشحة للاحتراق في نيران التصعيد الاعلامي والسياسي المنتظر بين خارطة العراقين القديم منه والجديد. فالعراق القديم صممه الاستعمار البريطاني ليتفق مع طموحات العرب السنة ضد طموحات جميع الشعوب العراقية بما فيها الاكثرية الشيعية. والعراق الجديد لم تتحدد ملامحه بعد لاعتبارات داخلية وخارجية وفي مقدمتها، صحوة المكونات العراقية لتصحيح المسار السياسي الجديد بمعزل عن السلطة المركزية، من خلال بناء دولة المواطنة والعدالة والديمقراطية للجميع. لذلك سيكون من الصعب على القيادات السياسية للمكونات غير العربية وغير الكوردية في أن يقبلوا ان يكونوا طرفا من جديد ضمن الصراع المحتدم لتوسيع النفوذ والهيمنة في العراق الجديد.
"التركمان قومية اساسية وليس ثالثة وهم ابناء اصلاء لهذا الوطن."، يكتب رئيس الوزراء العراقي السيد حيدر العبادي في رسالته بمناسبة عقد مؤتمر" مستقبل التركمان في العراق" في بغداد بتاريخ 17 أيار 2017. حيث يعرف المتابع لشؤون الشعب التركماني، أن هذا الشعب العراقي المسالم عانى وتعرض كغيره من أبناء الشعوب العراقية الى حملات الابادة والتطهير العرقي خلال فترات مختلفة من عهد الجمهوريات العراقية وأخرها جمهورية الخوف التي شيدها الطاغية صدام حسين على جماجم العراقيين الشرفاء.
هذا الواقع فرض على جميع المكونات العرقية غير العربية مواجهة التقسيم الذي فرض عليهم قسرا منذ تاسيس دعامات الدولة العراقية الاولى قبل 96عام ولحد الان. وما حضور الزعامات التقليدية للمرجعية الشيعية وعلى راسها رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم في الخط الامامي من المؤتمر والسيد رئيس البرلمان العراقي الدكتور سليم الجبوري الذي استغل منبر المؤتمر، لابلاغ بقية المكونات العرقية العراقية الاخرى وفي مقدمتها قيادات الشعب الكوردي في كركوك، أن كركوك خط أحمر. الرسالة التي أكد مضمونها السيد عباس البياتي خلال قراته لكلمة رئيس الوزراء نيابة عنه بقوله " ان العراق من دون وجود التركمان ليس العراق... وان  التركمان شركاء اساسيين في هذا الوطن وليسوا الثالثة.. ثم اضاف.. يجب ان تصبح كركوك مدينة التعايش وان الانتخابات ستجري في موعدها بلا تعطيل اوتغيير". هذه الرسالة التي يفترض بالجميع أن ياخذوا مضمونها على محمل الجد، باعتبارها الخطوة الاولى نحو الحل.
لماذا المؤتمر في بغداد وليس في كركوك؟
يفترض بالقيادات السياسية في العراق وجيشنا على وشك اعلان النصر الكبير في معركة تحريرالعراق من دنس داعش وما تبقى من جذوة الافكار المتطرفة في ألاحياء القديمة من مدينة الموصل وغيرها من البؤر المتوترة في وسط العراق ، أن تستعد القيادات في الاعلان، أنه حان الوقت لفتح صفحة جديدة في تاريخ العراق الجديد والاسراع في تصحيح الذاكرة العفنة حول مفهوم الوطنية في عراق ما بعد الطاغية، هذا العراق الذي سمى بالعراق الديمقراطي الفيدرالي الذي يجب أن يتسع صدره لكل العراقيين قبل فوات الاوان ولكي أن " نكون قادرين على خلق صمامات امان شرسة بامكانها مواجهة أي خطر جديد من الارهاب وبوسعها تبديد طموحات الظلاميين والارهابيين"، كما يردد السيد رئيس المجلس الوطني العراقي الجديد خلال الكلمة التي ألقاها ضمن المؤتمر، لا يفترض باقدم مكون عرقي عراقي في وادي الرافدين وهو مسيحيو العراق، ان يسمعوا تهديدات مغرضة كالتي أطلقها السيد علاء الموسوي  رئيس الوقف الشيعي في العراق علنا بتاريخ 13 / 5/ 2017  بقوله ان" أحكام الإسلام تجاه المسيحيين واضحة وهي إشهار إسلامهم أو دفع الجزية أو القتل... ويجب قتال اليهود والنصارى لإرغامهم على الدخول في الدين الإسلامي .. كما يجب قتال الصابئة والمجوس"،.
ومن الواقع المؤلم هذا يمكن القول، أن فكرة التجديد والتغييرفي العراق الجديد لا يمكن تحقيقها من خلال تاجيج نيران ملف العنصرية والمذهبية بين هذا المكون التركماني الذي تعرض الى التمييز العرقي وذاك المكون المسيحي الذي تعود ان يتعرض الى تمييزعرقي ومذهبي مزدوج وغيرهما من المكونات، وانما التغيير يمكن حدوثه من خلال تجديد بنود الاجندة الوطنية ومفرداتها لتتفق تماما مع روح العصر أثر الاعتراف بحقوق جميع المكونات العرقية العراقية من دون خوف او منية.
 لربما لهذه الاسباب واخرى بدا يساور عدد من القيادات السياسية التركمانية هاجسا مرعبا من طموحات غريبة، كما وصفها رئيس حزب الشعب التركماني في كركوك بعدما صرح أن "إقليم كركوك الذي طالب به البعض يمزق المناطق التي يعيش فيها التركمان وسيبقى الكثير من التركمان في أربيل والموصل وكفري والسليمانية ويفتت الامتداد الطبيعي لجغرافيا وجودهم"، موضحا أن سعي الأحزاب التركمانية في بغداد سيضر الشعب التركماني ويجب عدم الانجرار وراء طموحات غريبة لا تخدم الشعب التركماني وإنما مصالح دول وكتل حزبية كبيرة متنفذة تعمل ضمن دعاية انتخابية.. مؤكدا.. أن التاريخ المشترك بين أبناء المنطقة اثبت وجود التعايش السلمي بين مكونات كركوك وان العلاقة التي تربطنا بالكورد لسنين عدة كانت لصالح الجميع، وأصبح إقليم كوردستان ملاذا أمنا لجميع القوميات".
في الوقت الذي يعرف المتابع، أن محاولات التغيير الديمغرافي في العديد من المناطق العراقية وتحديدا المناطق المتنازع عليها والمشمولة بالمادة (140) وفي مقدمتها محافظة كركوك ونينوى، بدأت تفرمل مسيرة التغيير والتجديد وتعيق تطورها، بعدما تحولت الفقرة الى أولوية من أولويات الحكومة الاتحادية في بغداد. لربما بسبب التريث في مسألة أعادة بناء عقلية المواطن العراقي بالشكل الذي يتفق وبنود نهج قبول الخلافات الفكرية والتعددية العرقية والمذهبية التي يمتاز بها العراق.
أذ على سبيل المثال لا الحصر، كيف يمكن للمواطن العراقي الغيور أن يصدق أقوال المسؤول السياسي حول التغيير واعادة كرامة المواطن العراقي وهو يسمع لكلمات الجندي العراقي المنتسب الى الجيش العراقي وهو يروي كيف سرقت كليته أثناء معالجة أصابته بطلق ناري في كتفه الايمن في مستشفى الكاظمية التعليمي بعدما جرح في معركة من معارك الجيش في جبهات القتال ضد مجرمي داعش.
الحلول
تعتبر مشكلة التعدد العرقي والمذهبي في العراق واحدة من أكبر التحديات المصيرية التي واجهت النظام السياسي في العراقين القديم والجديد على حد سواء. ففي الوقت الذي يغرق العراق في بحر من الدماء وتسكن ملايينه الخيام وترتفع نسبة الفقر والجهل والبطالة بين صفوف جميع ابناء الشعوب العراقية خلال الاعوام 14 التي تلت سقوط الطاغية صدام حسين، بدأت الصفوة السياسية تدق طبول الحرب من جديد وهذه المرة في محافظة كركوك، قبل التفكير باعادة اعمارما خربته الحرب ضد قوى الشر والظلام في عموم العراق وتحديدا في محافظة نينوى باعتبارها المحافظة الثانية في العراق من حيث السكان. ذلك خلافا لمضمون الدستور العراقي الجديد وجوهر الشعارات الوطنية البراقة التي يتشدق بها كل مسؤول عراقي باعتباره جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل.
علما أن خارطة الدولة العراقية صممت أساسا ومنذ تشكيلها بالضد من مصالح الاكثرية في العراق أولا، وضد طموحات جميع المكونات العرقية العراقية الاخرى ثانيا.
عليه فان مجرد التفكير في قرار اعادة تصحيح الاوضاع في العراق الجديد وارجاع الحقوق الى اصحابها الشرعيين  وذلك من خلال:
1- تقديم الاستعدادات الكفيلة باجراء استفتاء شعبي نزيه ضمن محافظة كركوك تراقبه لجنة دولية من خلال قيام مراقبي الامم المتحدة بالاشراف المباشرعلى سير الانتخابات.
2- طرح خيار تحويل محافظة كركوك الى محافظة للتعايش الاخوي والسلمي  لجميع سكان المدينة. أو طرح خيار تحويل المحافظة جزءا من الاقليم المؤمل ضمن المناطق المشمولة بالمادة (140).
هذا الاستفتاء الذي ستفلح نتائجه قطعا في اقناع القيادات السياسية في العراق بما فيها الشعوب التي تسكن محافظة كركوك، في العمل جديا على تحويل المحافظة الى سلة غذاء لكل العراقيين ومركزا للتعايش السلمي وجذوة للتطورالاقتصادي ليس فقط في وسط العراق وانما في العراق كله. أما اصرار البعض على تصعيد نهج التوتر وتشجيع بؤرالازمات من خلال توسيع شرخ العداء بين مكونات المجتمع العراقي، فان العراق سيظل غارقا في بحر من الدماء ومتأرجحا بين حرب وأخرى تنتظره وراء الباب.

 
 

178
هكاري يستصرخ ضمير القيادات الحزبية ويدعوها الى التوحيد!!

أوشـــانا نيســـان

في تصريح  ملفت للنظر وخارج عن الاطارالحزبي المألوف في تاريخ نضالنا القومي المعاصر، يدعوا السيد هكاري جميع القيادات السياسية لأحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بدون استثناء، الى تحمل مسؤولية هذه "الخطيئة" الكبرى أو التراجع والتقوقع الحزبي، وينتقد علنا الخطاب الحزبي المشتت الذي نعته بالانحراف الكبير حيث لا يتفق ومطالب شعبنا المشروعة في الظرف الراهن. كما ويحث القيادات الحزبية ويدعوها الى ضرورة الاسراع في الاتفاق على كلمة سواء أو بالاحرى توحيد المنهاج السياسي الحزبي لجميع الاحزاب والتنظيمات السياسية بهدف الاتفاق على أجندة حزبية موحدة ومتكاملة لمرحلة ما بعد تحرير نينوى ودحر مرتزقة الدولة الاسلامية " داعش" من العراق نهائيا.

 حيث يؤكد السيد هكاري في رسالته أنه " قبل ثلاثة اعوام وفي احدى اجتماعات تجمّعنا الموقر في مدينتنا المغتصبة (بغديدا / قرقوش ) وفي الخطوط الامامية لجبهات قتال مرتزقة داعش، اقترحنا فكرة التوحيد بين احزابنا من خلال تشكيل تنظيم قومي واحد موحد ذات قيادة متكاملة تتحمل العبأ القومي الملقاة على عاتق تنظيماتنا السياسية"، ثم يضيف السيد هكاري.. ولكن الجواب كالعادة كان السكوت من قبل الحاضرين".

اليوم وبعد مرور أربعة أيام على النداء الوحدوي الذي جدده السيد هكاري والذي يمكن تسميته بحوار الشجعان، فان الجواب كان السكوت من جديد وعدم الرد للاسف الشديد. رغم أنه كان يمكن لقيادات أحزاب شعبنا لو اتخذت قضية شعبنا على محمل الجد وتحديدا القيادة السياسية للحركة الديمقراطية الاشورية التي دشنت مؤتمرها الثامن في محافظة دهوك ابتداء من يوم اطلاق الصرخة بتاريخ 23 أذار ولغاية 25 من الشهر الجاري، كان يمكن لها أن تضيف الدعوة تلك كفقرة اضافية ضمن أجندة البنود المطروحة للبحث ضمن المؤتمر في سبيل طرحها على طاولة النقاش واحترام مبدأ تعدد الاراء والافكار وبالتالي الخروج بنتيجة نهائية قد ترضي أبناء شعبنا في الداخل والخارج.

الامر الذي أن دل على شئ فأنه يدل بحق على أن خطاب توحيد المرجعيات الحزبية أو الحوارالجدي البناء لم يرتق يوما الى مستوى التحديات المحدقة بوجودنا ولم يتسن له التسلل الى أجندة الاولويات الحزبية التقليدية، لذلك " ندعوكم... يكتب السيد هكاري من جديد... الى المساهمة في هذا المطلب القومي الملح وهو ضرورة العودة الى طاولة الحوارواستئناف الحوار القومي والحزبي باسرع وقت، لان الهجرة باتت في طليعة المشاكل التي تدق ابوابنا وتاكدوا انها ستتعمق وستنخر في جسد هذه الامة المضطهدة أكثر وأكثر،وأن المستفيد الاول والاخير هم اعداء شعبنا ومن يسير في ركبهم من المنتفعين الذين حولوا قضيتنا القومية الى تجارة رابحة".

الواضح أن عواقب الهجرة المزمنة التي كانت ولايزال تنخر في جسد شعبنا الهزيل، باتت تطفح على السطح بشكل مخيف، بسبب عدم طرح هموم المواطن المتشبث بجذوره بشفافية أولا، وأشكالية غياب الاعلام الحقيقي الصادق بدلا من الابواق المدفوع لها سلفا ثانيا. الواقع الذي سهل عملية اللجوء الى الهجرة باعتبارها الخيار الامثل لانقاذ ما تبقى من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري .

الحوار هو الحل الوحيد

المطلع على مضمون نداء السيد هكاري يعرف جيدا، ان ما ذكره هو غيض من فيض لا بسبب شحة الحلول الجذرية المطروحة رغم تفاقم حدة التحديات المحدقة بمستقبل قضيتنا القومية أثر مرورها بمرحلة دقيقة وحرجة ولاسيما بعد الانتهاكات الوحشية والجرائم الدموية التي اقترفها مجرمي داعش ضد أبناء مدينة الموصل وسهل نينوى من المسيحين منذ حزيران 2014 ولحد الان، بل بسبب اشتداد أزمة العقل القومي المعاصر لنخبتنا المثقفة وتحديدا النخبة المثقفة في الاغتراب، وانسياقها وراء الشائعات وحملة من الافتراءات والاكاذيب التي تهدف عمدا الى بث الفرقة في نسيج اللحمة القومية والوطنية بدلا من خلق المناخ الفكري والسياسي الملائم لاخصاب بذور الوحدة والاندماج.

ومن المنطلق هذا يكتب السيد هكاري ويقول" ندعوكم من جديد الى المساهمة في هذا المطلب
القومي القاضي بضرورة العودة الى طاولة الحوارواستئناف الحوار القومي والحزبي باسرع وقت، لان الهجرة باتت في طليعة المشاكل التي تدق ابوابنا وتاكدوا انها ستتعمق وستنخر في جسد هذه الامة المضطهدة أكثر وأكثر،وأن المستفيد الاول والاخير هم اعداء شعبنا ومن يسير في ركبهم من المنتفعين الذين حولوا قضيتنا القومية الى تجارة رابحة، بهدف زيادة ثرواتهم المالية ضمن الحسابات المصرفية في بنوك دول المهاجر".

حقا انها لكارثة كبرى أن يضطر مسؤول سياسي وحزبي بحجم السيد هكاري أن يصرخ بعد مرور ما يقارب من نصف قرن من النضال الحزبي المتواصل ويقول علنا، " يجب أن يحاسب هؤلاء المقصرين والكل حسب دوره اللاقومي وعلى مدار عقود من النضال الذي لايليق بتاريخ هذه الاحزاب القومية والوطنية... ويضيف..لا يكفي ما عملتم ضد نهج احزابكم اولا وضد الهدف القومي النبيل الذي تاسستم وناضلتم وقدمتم شهداء من اجله ثانيا ؟ ام انه لا يزال هناك مجالا للسكوت عن دماء شبابنا الذين قتلوا أوقطعت رؤوسهم بدم بارد بالاضافة الى دماء ودموع اهالينا القابعين تحت رحمة أولئك الاعداء الذين لا رحمة في قلوبهم، من خلال الاكتفاء ببيانات اعلامية هزيلة لا تليق بتاريخ ونضال اجدادنا الذين نتغنى ونفتخر بامجادهم".

وعن نهج بعض القيادات الحزبية التي نجحت ولعقود في تحويل أجواء الحروب والتجاوزات على الاراضي والعقارات والمظالم الحقيقية ضد ابناء شعبنا داخل الوطن، الى بقرة حلوب ومادة للارتزاق والاثراء غير المشروع باسم قضيتنا العادلة يقول السيد هكاري" اليوم مرة أخرى ومن دون أدنى خجل أو خشية من حساب أو عتاب تريدون حشر أسم قواتكم العسكرية في نهج الاتجار والارتزاق او جمع مئات الالاف من الدولارات من عرق جبين اهلكم الذين يكسبون رزقهم بتعبهم وشقائهم في دول الاغتراب بحجة صرفها على القوات، في الوقت الذي مثلما لم ير أو يسمع فردا من المتبرعين بتلك القوات كذلك لم يستلم مقاتلا من تلك الابطال أوالمتطوعين دولارا واحدا كمنحة أو راتب شهري من التبرع ؟ وسؤالنا هو، هل هناك هزيمة اكبر واذل من هذه الهزيمة التي لا نعترف بها لنبدأ في تصحيح اخطاؤنا القديمة والجديدة ولنتعلم منها الدروس والعبر ؟




179
صراع الاجندات الخفية يحتدم في رسالة الى الدكتور حيدر العبادي!!
أوشـــانا نيســـان

يبدوا أن عملية تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية والاستعداد لمرحلة ما بعد داعش، في طريقها أن تكشف وتعري جذورأزمة النظام السياسي في العراق للمرة الاولى منذ عام 1921 ولحد يومنا هذا، لا باعتبارنينوى المحافظة العراقية الاخيرة التي ستحرر من قبضة المنظمة الارهابية " داعش"، وانما بسبب الخلاف على الجهة التي تتكفل بادارة سهل نينوى في مرحلة ما بعد داعش. علما أن مسألة مدينة الموصل تحولت في أجندة الاكثرية العربية الى ملف خاص نعت مرارا ب" ملف الخلافات السياسية بأمتياز"، لا بسبب سياسات الشد والجذب بين الاكثريتين العربية والكوردية كما نسمع، وانما بسب العنصرية التي تحولت الى فقرة يمكن تسميتها بالاستراتيجية العنصرية في أجندة النظام السياسي العراقي الذي أصّر منذ البداية على رفض الاعتراف بحقوق المكونات العرقية العراقية غير العربية وعدم اشراكها في سبيل التوصل الى ألية وطنية وشرعية لنقل السلطة الى اصحابها الشرعيين.

ومن هذا المنطلق يمكن لنا كشف مضمون الرسالة التي بعثتها قيادات الاحزاب والتنظيمات السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري الى دولة رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي بتاريخ 6 أذار 2017. ومن أبرز الاخطاء التي يمكن رصدها ضمن الرسالة أعلاه:

1- كشف مضمون الرسالة قبل وصولها الى الرئاسات الثلاث. والسبب باعتقادي هو غياب المرجعية الواحدة والحازمة التي أدت الى الشعور بالاحراج بسبب غياب وحدة الخطاب القومي العقلاني ضمن الرسالة، الى جانب تداعيات سياسات الاقصاء والتهميش لعدد من القوى السياسية والاحزاب الفاعلة في الوطن وخارجه.
2- عدم طرح مضمون الرسالة للراي العام الكلداني السرياني الاشوري بهدف مناقشة بنودها  والاتفاق على مضمونها قبل التفرغ من صياغتها وتقديمها الى الرئاسات الثلاث، لتبقى الرسالة مجرد مشروع حزبي بأمتياز.
3- تفاقم اشكالية الانتماءات الحزبية بعد غياب القاسم الوطني المشترك بين أجندة معظم القيادات السياسية الموقعة على الرسالة. ولاسيما بعد تفاقم الازمات السياسية بين أربيل وبغداد. أذ على سبيل المثال يقول السيد داود ويليم لازار رئيس منظمة الرافدين لجريدة النهار اللبنانية بتاريخ 6 اذار 2017:
" ان الحماية الامنية لاقليم الرافدين ستقوم بها في بدء الامر قوات حماية سهل نينوى وقوات تابعة للتركمان في تلعفر ونحن بصدد زيادة عددها وتدريبها"...واضاف" ان الدستور يسمح  للاقليم بان يكون لديه قوة امنية خاصة به تحفظ امنه مثل أقليم كوردستان، مشروعنا عراقي ونامل أن تكون القوات الفيدرالية العراقية موجودة في الاقليم وتدرب القوات المحلية واذا اعتذرت الحكومة المركزية عن ذلك سنطالب بقوات اممية لتدريب قواتنا كما دربت واشنطن قوات اقليم كوردستان ودفعوا رواتبهم". بمعنى أخر رغبة بعض القيادات الحزبية في ضرورة الحاق اقليم الرافدين المزمع انشاءه في سهل نينوى بالحكومة المركزية وقطع جميع علاقاته مع الاقليم الكوردستاني تماما.

4- خلط الاوراق وتأرجح الاولوية ضمن البنود المدونة على أجندة المطاليب القومية المطروحة ضمن الرسالة. اذ طبقا لفقرات الدستور الاتحادي والفيدرالي في الاقليم يحق لقيادات شعبنا المطالبة بالحكم الذاتي لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطق تواجده وتحديدا في سهل نينوى طبقا للمادة (35) من مسودة دستور اقليم كوردستان. فلو تحقق الهدف الوطني هذا، لماذا يجب أن نعول على الحكومتين في بغداد واربيل ونطالبهما بمعالجة البرامج التربوية...ومنها التعديل في المناهج التربوية ومراعاة الحقائق التاريخية والتعددية الدينية والقومية، لان المهمة هذه ستكون ضمن ألاولويات الشرعية والقانونية للحكم الذاتي لابناء شعبنا أو الاقليم الذي سمي ب" أقليم الرافدين" في سهل نينوى.

5- معالجة ازمة الطائفية في العراق وطرح الحلول الدستورية والقانونية لمستقبل ابناء شعبنا وفق تداعيات الاجندات العنصرية التي رسختها الانظمة الشوفينية في عقلية المواطنين العراقين وعلى راسهم ابناء المكونات غير العربية وغير الكوردية، رغم اعتبارهم من المكونات العراقية المهمشة. حيث نجح النظام السياسي العربي/ السني في الدفاع عن سلطته اللاشرعية بيد من الحديد والنار من خلال مسح وجود الاكثرية ومحو تاريخ المكونات غير العربية وعلى راسها الشعب الكلداني السرياني الاشوري لاكثر من 82 عام من عمر الدولة العراقية. في الوقت الذي يعرف المتابع اعتراف مسودة دستورالاقليم بوجود وحقوق أبناء شعبنا بعد اقل من ثمان سنوات. ورغم الاعتراف الدستوري الكوردي هذا هنالك من يراهن على غودو العربي الذي لا يأتي مطلقا.

هل تفلح الجغرافيا الجديدة في محو معالم التاريخ العريق؟؟
حيث الواضح أن الصراع على مستقبل مدينة الموصل باعتبارها مهد الحضارة الانسانية الاولى ضمن الخارطة السياسية للعراق الجديد، سيضع لا محالة مستقبل العراق الحالي على المحك.
أذ من حق المكونات العراقية الاصيلة والمهمشة على مر التاريخ في الموصل، أن يكون لها دورا ضمن الاستعدادات الوطنية والاقليمية والدولية لمرحلة ما بعد داعش. لان النظام السياسي العراقي أثبت خلال ما يقارب من مائة عام، أن الجغرافيا الجديدة سوف لن تنجح في محو معالم التاريخ القديم مثلما فشل الدواعش في محو معالم الامة الاشورية واسوار حضارتها في قلب مدينة الموصل.
فقرار الغاء تاريخ وحقوق أقدم شعب عراقي وجد على ثرى وادي الرافدين قبل أكثر من 7000 عام وهو شعبنا الاشوري وعاصمته التاريخية نينوى، بالاضافة الى محاولات البعض في طي ملف الماسي والنكبات والمجازر الدموية التي حلت بالمكونات العراقية الاصيلة واخرها جرائم الدولة الاسلامية "داعش" ضد الالاف من النساء الايزيديات والمسيحيات في محافظة نينوى منذ حزيران 2014 ولحد يومنا هذا، من شأنه أن يشجعنا على المضي قدما في المطالبة بحكم ذاتي أو اقليم من شأنه أن يضع حدا لمسلسل الكوارث والمذابح والابادة الجماعية التي طالت ابناء المكونات العرقية غير العربية في سهل نينوى.
أذ أثبت الواقع القريب أن عداء جيراننا في مدن وقصبات سهل نينوى تجاوز العداء الداعشي وجرائم منظمتهم الدموية. حيث استبشر نازحي سهل نينوى خيرا برحيل مجرمي الدولة الاسلامية تنظيم "داعش" ومنهم من عاد ولقي الكثير من الاشياء والاغراض التي تركها أصحابها في مكانها رغم جرائم الدواعش، في حين رجع النازحون ليكملوا جلب ما تبقى من حاجاتهم الضرورية، فوجدزا بيوتهم مسروقة أو محروقة أو مهدومة من قبل المحررين هذه المرة للاسف الشديد!!




 
ومن الواقع هذا يحق لابناء الشعوب المهمشة وعلى راسها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، والايزيدي والتركماني في العراق عامة وفي سهل نينوى على وجه الخصوص، أن يفكرا جديا بظاهرة تصاعد النزعة العنصرية تحت قبة البرلمان الوطني العراقي، ولا تسكرهم الخطب الوطنية الرنانة من جديد. لان صناعة الفكر الداعشي صناعة عراقية بامتياز ولا يمكن القضاء على هذا الفكر الظلامي عسكريا بل تقتضي الضرورة تجفيف الحواضن والمنابع التي ترعاه وترشده وتحديدا في مدينة الموصل.

 أذ على سبيل المثال لا الحصر، يقول النائب عن محافظة نينوى السيد أحمد جربا في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان بتاريخ 26 سبتمبر 2016/ جريدة العربي الجديد:
" صوت البرلمان خلال جلسة اليوم  بالأغلبية على قرار إبقاء محافظة نينوى على حدودها الإدارية قبل عام 2003، كمحافظة عراقيّة محميّة، ولا يمكن إجراء أي تغيير بوضعها القانوني والإداري"، جازماً بأنّ "القرار يعدّ ملزماً للجميع، ولا يمكن لأي جهة أن تتجاوزه، وتسعى لتنفيذ مشاريع التقسيم في المحافظة". وأشار الجربا الى أنّ " القرار يخول أهالي المحافظة تحديد مصير محافظتهم بعد تحريرها". أي العودة بالعراق الى ما قبل سقوط الطاغية عام 2003 من جديد.

في الوقت الذي يكشف وزير عراقي أخر في حكومة العبادي / المصدر نفسه، عن وجود ثلاثة مشاريع لحل الازمة السياسية في العراق الجديد طرحها زعماء الكتل السياسية في البلاد. والمشاريع بحسب الوزير:
1 - مشروع القوى السنية، يقضي بتحويل نينوى الى اقليم سني مستقل وشبيه باقليم كوردستان هدفه الحفاظ على كيان نينوى وهويته السنية من خلال تحويل أقضية تلعفر ومخمور وسهل نينوى وسنجار والحضر الى محافظات بداخله، فيما تتحول مدينة الموصل الى محافظة وتكون عاصمة الاقليم السني بامتياز.

2- المشروع الكوردي يقضي بتحويل نينوى الى محافظات عدة، مع حسم مشكلة المناطق المتنازع عليها في سهل نينوى وفق المادة (140) من الدستور العراقي. بالاضافة الى ضرورة اجراء استفتاء شعبي تشرف عليه الامم المتحدة لتحديد مصير سكان المناطق الحدودية مع الاقليم الكوردستاني في حال قرروا البقاء في نينوى أو الالتحاق بالاقليم الكوردستاني، وهو مشروع يتجاوب معه الامريكيون والمجتمع الدولي.
وهو المشروع الوحيد الذي يرجع الى نداء المواطن الاصلي في سهل نينوى ورغبته في العيش بحرية وكرامة انسانية والتي انتفض وخاطر بحياته من أجلها. أو بالاحرى المشروع الذي يعتبر المواطن العراقي الاصيل، المرجعية الحقيقية لتحديد ملامح الخارطة السياسية للعراق الجديد هذا اذا ما بقي العراق في بنيته الحالية.

3- المشروع الشيعي وهو المشروع الذي تتبناه حكومة الدكتور حيدر العبادي وميليشيات الحشد الشعبي وتدعمه أيران. يقضي المشروع في بقاء الوضع على ما هو عليه قبل " داعش". بمعنى أخر اعادة الوضع السياسي في العراق الى عام 2003، ولكن بمرجعية دينية شيعية هذه المرة.



180
أضواء على مقال الدكتور عبدالله مرقس رابي وعنوانها " أنسحاب الكنيسة الكلدانية من مجلس رؤساء الطوائف المسيحية/ رؤية وتحليل:
نريد بطريركا بحجم التحديات التي تواجه مستقبل مؤمني كنيسة المشرق داخل الوطن

أوشـــانا نيســـان
 "إن الناس في الحكمة رجلان، رجل أتقنها بقوله وضيعها بسوء فعله، ورجل أتقنها بقوله وصدقها بفعله، وشتان بينهما !فطوبي للعلماء بالفعل وويل للعلماء بالقول"، من أقوال سيدنا المسيح. بهذا القول يمكن لنا   تسليط الضوء على خلفيات قرارأنسحاب بطريرك الكنيسة الكلدانية من مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في الشرق. رغم أن نظرتي للمجلس المسيحي الذي تأسس قبل ما يقارب من ست سنوات، قد تختلف عن نظرة الكثيرمن المحللين والباحثين الاكاديمين وفي طليعتهم الدكتور عبدالله مرقس رابي. في وقت اعترف فيه انني شخصيا من متابعي الاراء البناءة والطروحات المتنوعة التي ينشرها الدكتورعبدالله على المواقع الاليكترونية، لانه فعلا باحث مقتدر ومتضلع في كل ما يكتبه ويحاول نشره باسلوب اكاديمي قلما تستطيع الايام محوها.
الهدف من المجلس المذكور كما ورد في البيان طبقا لما جاء في مقال الدكتور عبدالله مرقس رابي هو" توحيد الراي والموقف والقرار بين كنائس العراق وترشيد علاقاتها مع الدولة من اجل أزدهار وتقرير الحضور المسيحي وتفعيل التعاون والعمل المشترك دون التدخل في خصوصية الكنائس أو الكيانات الخاصة لاية منها). الامر الذي يحثنا على البحث بين شغف واصرار البعض واقول البعض من رجالات ديننا المسيحي في حشر الكنيسة في أتون السياسة رغم معرفة الجميع أنه، أن الاوان على فصل الدين عن السياسة ورفض تدخل رجالات الدين في الشؤون السياسية لا لاعتبارات عدم الاطلاع أو ما شابه بل في سبيل وقف توظيف الدين المسيحي النزيه وحشره في خدمة السياسة.  لذلك أستغرب عن طرح الدكتور في نهاية المقال بقوله وجوب اقحام العلمانيين الى المجلس المسيحي من خلال قوله " افتقار مجلسكم ( يقصد الجلس المسيحي) الى وجود العلمانيين فيه مؤشر أخر الى تمتعكم بالصيغ الادارية التقليدية في التعامل فجميعكم تنادون من منابر الكنيسة ان الكنيسة هي انتم اي المؤمنين وليست كومة الحجارة ،فتبقى اعمالكم مشلولة طالما لم يكن للعلمانيين مشاركة في صنع القرار وادارة الكنيسة .واتمنى أيضا من البطريركية الكلدانية أضافة فقرة لمشاركة العلمانيين في مسودتها للنظام الداخلي التي اقترحتها في بيانها وشكرا".
أما ما يتعلق بالمكانة المعروفة لغبطة البطريرك كما يكتب الدكتور رابي ويقول:
ترى الوفود من الرؤساء والوزراء والسفراء والمنظمات الانسانية ورجال الدين والشيوخ وكافة المسؤولين بمختلف مراتبهم يتوافدون يومياً للالتقاء به ولا يخلو يوما للبطريركية الكلدانية ولها زوار من خارج العراق وداخله وعلى جميع المستويات ،ألم يسأل أعضاء المجلس أنفسهم لماذا هذا التقاطر والزخم من التوافد الى البطريك ساكو وقلما نرى زيارة للرؤساء الاخرين مع شدة احترامي لهم وهذا هو الواقع ؟ الكلام صحيح ونؤيده من دون أدنى شك، ولكن اليس من حقنا ونحن أبناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري وأبناء الله بالإيمان بيسوع المسيح، أن نستفسرمن غبطة أبينا البطريرك مار ساكو حول الاسباب الحقيقية وراء التريث في زيارة الكنائس الاخرى الشقيقة والمجاورة للكنائس الكلدانية في العراق، بهدف تفعيل الحوار والتقارب والوحدة بين كنائسنا قبل البحث عن الوحدة خارج العراق!! لآن شعبنا وكنائسنا بالدرجة الاولى بحاجة الى شخصية كاريزمية ومؤثرة بحجم شخصية غبطة البطريرك في سبيل تحريك الجمود المهيمن على دعوات الوحدة والتقارب بين جميع شرائح شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. ولكن حجم التحديات المهيمنة على وجود ومستقبل أبناء شعبنا داخل الوطن، تتطلب من الجميع وتحديدا زعماء كنائسنا وقياداتنا الحزبية ان لا يبخلوا على أبناء شعبهم ولو ببضع كلمات التشجيع أو حتى بدعاء. اذ الملاحظ في بيان البطريركية الكلدانية حول تحرير الموصل وبلدات سهل نينوى  بتاريخ 19 أكتوبر 2016، انه يخلو تماما من اي أشارة الى قوات شعبنا العسكرية لا من قريب ولا من بعيد كما جا فيه:
" اننا نوجه تحية افتخار الى جميع قواتنا الباسلة المشتركة في تحرير الموصل وبلدات سهل نينوى من الجيش والشرطة الاتحادية والبيشمركة والحشد الشعبي والوطني وقوات التحالف، اننا نؤكد وقوفنا معهم في هذه المهمة النبيلة والصعبة بصلاتنا ليحميهم الرب القدير ويحفظهم".

هذا بقدر ما يتعلق الامر ببعض النقاط التي دونها الدكتورمرقس مشكورا، أما ما يتعلق بالاسباب الحقيقية وراء قرار أنسحاب غبطة بطريرك الكنيسة الكلدانية من مجلس رؤساء الطوائف المسيحية، فان الضرورة تتطلب قراءة جوهر القرار من خلال منظور الدين المسيحي وتعاليمه السمحاء كالاتي:

أولا: طلبت البطريركية ان تكون رئاسة المجلس لبطريرك الكلدان بسبب عدد الأساقفة الكلدان وعدد مؤمنيهم كما هو معمول به في مصر والأردن، طبقا لما جاء في نص القرار المنشور على الموقع الرسمي لبطريركية بابل للكلدان، لذلك قررغبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الانسحاب من المجلس.
صحيح أن وجود غبطة البطريرك في قمة الهرم ضروري، بعدما تحول غبطته كما يذكر الدكتور الى " شخصية معروفة عالمياً وأقليمياً ومحلياً وهو موضع تقدير واحترام من الجميع ،يتميز بقدرته لبناء علاقات مع الجميع "، ولكن مجرد وجود غبطة البطريرك ضمن الهيئة الادارية لذلك المجلس كان ضروريا باعتقادي، فيما لو كانت النية تعزيز روح الوحدة المسيحية بين كنائسنا الثلاثة في العراق. ولربما كان يفلح البطريرك في تحقيق مضمون المسودة المقترحة من قبل كنيسته، وتبديل أسم المجلس الى " مجلس كنائس العراق"، وحصر العضوية ضمن الهيئة التنفيذية للمجلس لرؤساء الكنائس العراقية ممثلة بالبطاركة الثلاث وممثلي البطاركة الاخرين الذي يقيمون في دول اخرى، كما جاء في المقال. لان الوحدة بين الكنائس الثلاث من شأنها أن تحقق الحلم القومي الذي فشلت جميع أحزابنا السياسية وقياداتنا الحزبية في تحقيقه حتى اليوم.

ثانيا: ان تبرير قرارالانسحاب من المجلس المسيحي بسبب الثقل الديمغرافي للكنيسة الكلدانية وبدواعي أن الكلدان هم الاكثرية، فان التبرير هذا هومجرد تبريرسياسي وعلماني بحت، عكس روح التواضع الذي يطلبه الرب فينا بقوله " تَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ اللهِ الْقَوِيَّةِ لِكَيْ يَرْفَعَكُمْ فِي حِينِهِ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 5: 6). ويضيف الدكتور... معروف للجميع أن مؤمني الكنيسة الكلدانية هي أكثر عدداً من غيرها وربما قد يفوق عدد مؤمني الكنائس الاخرى مجتمعة أو مساوِ لها . وهذا الثقل الديمغرافي يمنح لها مكانة من بين الكنائس الاخرى وهذا هو واقع الحال .فكيف سيكون ممثل لكنيسة لا يعدو عدد اتباعها العشرات ليرأس المجلس وفي عضويته كنيسة عدد اتباعها عشرات او مئات الالاف؟مسالة غريبة!!
ليست غريبة يا سيدي الدكتور، لان العمل الصالح في الدين المسيحي لا يقاس بالعدد ولا حتى بالحجم وانما يقاس بمدى صدقه واستمراريته في الاخلاص لقول سيدنا المسيح " إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه " (لوقا 17: 10). 
ثالثا: تقتضي الضرورة الاعتراف باعتباري شاهدا من قلب الاحداث، أن الكنيسة الكلدانية قدمت ولايزال تقدم الكثير للمسيحين النازحين من المدن والقصبات التي تعرضت للاحتلال الدموي البشع من قبل مجرمي ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام" داعش" في سهل نينوى منذ 6 حزيران 2014. ولكن يجب الاعتراف أيضا ان جميع كنائس شعبنا الكلداني السرياني الاشوري فتحت أبوابها على مصراعيها أمام موجات النازحين والمتوجهين صوب المدن والقرى التي يسكنها المسيحين بغض النظر عن المذاهب أو الكنائس التي استقبلتهم بحفاوة منقطعة النظير. رغم الفرق بين الامكانيات الهائلة للكنيسة الكلدانية بسبب الدعم الذي تتلقاه بانتظام من الكاثوليكية العالمية والمنظمات الخيرية التابعة لها في جميع بلدان العالم. لذلك ليس من العدل أن نقول" ان الكلدان أستقبلوا الاخوة من اتباع الكنائس المنضمة الى المجلس في بيوتهم وفتحوا كنائسهم لهم في اقليم كوردستان للتخفيف عن معاناتهم  وابنائهم في دول الانتشار تبرعوا لمساعدتهم ولا يزال، والبطريرك ساكو يتحدث عن جميع المسيحيين في لقاءاته.فالكلدان لم يقصروا ابدا تجاه اخوتهم من المسيحيين في العراق". أذ على سبيل المثال لا الحصر استقبلت أبعد الكنائس الاشورية في كل من ناحية ديانا وقصبة هاوديان بالاضافة الى كنيسة يوخنا المعمدان في عنكاوا، استقبلت المئات من العوائل النازحة من سهل نينوى رغم قلة الامكانيات المتاحة لساكني تلك المنطقة وغياب الدعم الدولي لها لبضعة اشهر.



181
المسيحية ليست الحل مثلما فشل الاخوان في جعل الاسلام هو الحل
أوشـــانا نيســـان
قرأت المقال الذي نشره الاستاذ ألياس متي منصور وعنوانه " هل أصاب غبطة مارلويس ساكو كبد الحقيقة؟ لدي ملاحظات أرجو منه ان يتقبل أرائي ولربما يرضى لاحقا باعادة النظر في بعض المسميات والوقائع التاريخية التي تحمل معاني سلبية.
بادئ ذي بدأ يجب القبول، أن عملية طرح المقترحات البناءة أو الطروحات المقبولة والبديلة تسبقها بعض الاستعدادات النظرية والتجارب التي اثبت الدهر نجاحها، لتكون مقبولة لدى المتلقي أو القارئ الكريم. ومن الزاوية هذه تبقى طروحات الاستاذ ألياس بحاجة الى المزيد من البحث والتقصي والتحقيق قبل الانحياز الى مقترح "المكون المسيحي" الذي طرحه غبطة بطريركنا مار لويس ساكو. أذ بدون شك ان غبطة البطريرك مارساكو يجتهد ليلا ونهارا في سبيل أيجاد القاسم المشترك الذي يجمع شرائح هذا الشعب الذي تنخره تبعات الهجرة المفروضة على ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لاكثر من عقود خلت. ولكن المقترح أي مقترح يجب أن لا يؤسس على مجرد النتائج السلبية لسياسة الامر الواقع "دي فاكتو"بل يجب أن تتجاوزتخوم الواقع المر وتحديدا المجريات التاريخية وما يجري هذه الايام في العراق الجديد عراق ما بعد الطاغية من تفاعلات سياسية موروثة تعوزها عقلية سياسية غير مؤزمة.
فالاضواء التي سلطها الاستاذ منصور على خلفياتنا العرقية والكنسية وتحديدا رواد الحركة القومية الاوائل، مثلما لم تكن مهنية قطعا بالقدر نفسه لم تكن تاريخية مطلقا. حيث التاريخ يذكرنا أن رواد حركتنا القومية وعلى رأسها أشور بيت خربوط، نعوم فائق، فريدون أتورايا وفريدون نزهت، لم يدعيا بالسريانية يوما خلال تاريخ نضالهم القومي رغم احترامي للتسمية السريانية، بل تجاوزوا بأفكارهم القومية الجامعة جميع أسوار الكنائس والمذاهب. حيث يخبرنا التاريخ كيف نجح الملفان نعوم فائق ورفاقه في تأسيس أول تنظيم سياسي جامع في الاغتراب وهو" المنظمة الاثورية الديمقراطية " عام 1957، تسامت المنظمة بحق فوق جميع أسوار التسميات والمذاهب الدينية عموما. وللتاريخ نذكر، ان الكلدان ولربما بسبب انتمائهم للمذهب الكاثوليكي وارتباطهم بدولة غربية وهي روما، لم تختمر النخوة القومية ضمن عقلية المؤمن الكاثوليكي حتى سقوط الصنم في العراق عام 2003.
أذ على سبيل المثال لا الحصر، ان الكلمة التي تلاها المرحوم أغا بطرس في مؤتمر فرساي للصلح عام 1919، بهدف الدفاع عن حقوق شعبنا التاريخية في وادي الرافدين وبالتالي تحقيق الوعود التي وعد بها الاستعمار البريطاني والفرنسي ابان الحرب العالمية الاولى، ألهمتها طروحات المغفور له نيافة مطران سعرد أدي شير، بعدما أعدم وقطع راسه من قبل العثمانين المجرمين بسبب أعتراضه على نهج الامبراطورية العثمانية وحملاتها الوحشية في ابادة الوجود المسيحي عموما في أناضول. هذا الشعب الذي نعته مطران سعرد للكاثوليك في كتابه ب "كلدوأثور"، ان دل على شئ فانه يدل على قربه من مصدر القرارضمن الامبراطورية العثمانية التي لم تفرق يوما بين حز رقبة الكاهن او المواطن الاشوري وبين شقيقه الكلداني يوما، هذا اولا.
ثانيا يذكر الاستاذ متي في مقاله، "علينا ان ننقاد للعقل، ونعمل من اجل تحقيق ما يفيدنا، ما يوحدنا، ما يحقق اهدافنا لانقاذ ما يمكن انقاذه، ولملمة وتضميد  جراحات أبناء شعبنا ... وبدلاً من توحيد الجهود وانتخاب مرجعية سياسية  مخولة، تعمل وتتفاوض وتنطق بأسم أبناء امتنا المنكوبة  والمغلوب على امرها" . الواضح أن السيد ألياس وضع اصبعه على الجرح النازف وكشف علنا عن السبب الرئيسي وراء فشل حركتنا القومية في توحيد أبناء شعبنا تحت خيمة وتسمية واحدة. بمعنى أخر فشلت الحركة في تحقيق الحلم والهدف النبيل لرواد الحركة القومية التي انبثقت قبل أكثر من اثنا عشر عقدا من الزمان، يدكر الاستاذ في نهاية مقاله.
ولكن يبقى التساؤل التاريخي:
وهل ننتظر طروحات رجالات ديننا المسيحي في سبيل أنقاذ ما تبقى من الوجود والكرامة لابناء شعبنا داخل الوطن، أم يفترض بنا كعلمانيين ومثقفين أن نستفيد من طروحاتهم ومقترحاتهم وعلى رأسها طرح غبطة البطريرك مار ساكو من خلال الاسراع في انتخاب مرجعية سياسية وليس "مذهبية" مخولة بموجبها يمكن لنا طرق جميع أبواب مصادر القرارات السياسية داخل العراق الجديد وفي أروقة المنظمات والجمعيات الدولية الحريصة في الدفاع عن حقوق الانسان والشعوب المغلوبة على أمرها؟
حيث للحق يقال، أن الشهداء التي ضحت بها كنيسة المشرق بشقيها( الاشورية والكلدانية) في سبيل التشبث بأرض الاباء والاجداد، يفوق شهداء حركتنا القومية بجميع تسمياتها ومشاربها السياسية عموما. فالتاريخ يذكر كيف نجحت الشعوب المسلمة وحركاتها الاسلامية المتشددة وعلى راسها تنظيم داعش الارهابي، في اغتيال كبار رجالات ديننا بضمنهم البطاركة واسكات أصوات ونداءات معظمهم واخرهم المطران بولس فرج رحو كبير أساقفة الكنيسة الكلدانية بالعراق.
ثالثا: رغم التفسيرات التي ساقها الاستاذ الياس حول نهوض أمتنا من جديد بعد سقوط نينوى 612 ق.م وبابل 538 ق.م اي قبل 2628 عام، فان التاريخ يحفظ في ذاكرته، كيف اندمج شعبنا وبجميع تسمياته ضمن كنيسة واحدة وهي كنيسة المشرق منذ القرن الاول للميلاد، أي قبل أن تنجح روما في تحويل جزء كبير من أبناء شعبنا الى الكثلكة بدايات عام 1553، لا لاعتبارات الايمان الكاثوليكي وحده كما يفترض، بل لاعتبارات أهم وفي مقدمتها ضرورة شق صفوف هذه الكنيسة التاريخية العريقة وهي كنيسة المشرق والتي وجدت في ساليق قطيسفون لاكثر من 313  عام، قبل أن تتحول العاصمة روما الى المسيحية. والدليل على حرص روما على ضرورة تمزيق وحدة كنيسة المشرق، هو الاصرار على عدم نعت الكنيسة الكاثوليكية في وادي الرافدين بالكنيسة الكاثوليكية اسوة ببقية الكنائس الكاثوليكية في بلدان الشرق الاوسط بل نعتت البطريرك ب" بطريرك للكلدان الكاثوليك أو بطريرك بابل للكلدان". وان مجرد اصرار غبطة البطريرك الكاثوليكي في العراق على تفضيل المؤمن العربي المسيحي في القادسية، بغداد أو البصرة أوحتى المسيحي الفارسي أوالتركي على مؤمني كنيسة المشرق التي جمعتنا لاكثر من الف عام، هو الاصرار على رفض جميع جسور التلاقي والاندماج والتكامل من جديد.
اذ لو تركنا التاريخ القديم جانبا وامعنا النظر في بنود وفقرات الدساتير الوطنية العراقية، لظهر لنا واضحا غياب كل ما يتعلق بحقوق أو وجود الشعب  الاشوري أو الكلداني أو حتى السرياني بأستثناء بعض الحقوق الثقافية التي صدرت للناطقين بالسريانية كما ورد في قرار مجلس قيادة الثورة العراقية منذ تاسيس الدولة العراقية عام 1921 وحتى عام 2009. وعلينا جميعا أن نعرف جيدا، أنه لا الاشوري ولا الكلداني ولا السرياني لوحده قادر على تحقيق حقوق شعبنا وكسب الاعتراف الوطني المشروع من دون التوحيد والعودة الى القواسم التاريخية واللغوية والعرقية وحتى الدينية المشتركة التي تجمعنا.


 حيث مجرد نظرة بسيطة على الازمة السياسية المعقدة التي تعصف بانتظام بقواعد النظام السياسي اللبناني الذي وجد منذ عام 1943 ولحد تعاظم دور حزب الله اللبناني واصراره على الشغور الرئاسي في لبنان لاكثر من 29 شهر، تكفي لتحثنا على الاسراع في الالتفاف حول ثوابت شعبنا وامتنا المسيحية وذلك من خلال تجاوز جميع الخلافات والموانع التي زرعتها الانظمة الدكتاتورية في عقلية العديد من ابناء شعبنا بمن فيهم النخبة المثقفة للطرفين. وللتأكيد على قولنا هذا يجب الاعتراف، انه لا التسامح المسيحي للمارونين ولا الهوية المسيحية للرئيس اللبناني نجحتا في ايقاف زحف قوى الشر والظلام ضد اول واقدم نظام سياسي ديمقراطي وجد في بلدان الشرق الاوسط. والسبب بأعتقادي هوحرص زعماء الطوائف والمذاهب اللبنانية المسيحية على تقاسم النفوذ والامتيازات فيما بينها "عربيا"، بدلا من العودة الى الاصل الفينيقي بهدف ترسيخ دعائم الدولة الفينيقية "المسيحية" في لبنان وليس الدولة العربية.
وفي الختام يجب أن نعترف، أنه لا يوجد شعب أو عرق في تاريخ وادي الرافدين القديم اسمه سرياني. عليه أستغرب كثيرا حين يكتب السيد ألياس، " لقد حملوا التسمية السريانية ، عما سُريايا ( الشعب السرياني)، او أمتا سُريّتا منذ القرون الاولى للمسيحية  وحتى يومنا هذا". صحيح نجحت أجهزة النظم الشوفينية العربية في كل من العراق وسوريا ولبنان في نعتنا بالسريانيين أو المسيحين لتثبيت كذبة عدم الانتماء وترسيخ سياسات تزويروتشويه تاريخ المنطقة، ولكن كتب التاريخ تقول عكس ذلك تماما. في حين يجب أن يعترف الاشوري قبل الكلداني، أن أصل المشكلة باعتقادي تكمن في خوف الزعامات الدينية والدنيوية الكاثوليكية من أنفراد القيادات الحزبية الاشورية بالقرارات المصيرية لابناء شعبنا داخل الوطن، كما نسمع بانتظام، الى جانب أصرار النخب الكاثوليكية داخل الوطن وخارجه على العزف بمناسبة أوبغيرها على وتر الاقلية والاكثرية الكاثوليكية في العراق.
ومن المنطلق هذا تقتضي الضرورة تجاوزجميع الخلافات المذهبية والايديولوجيات الحزبية من خلال دعم القيادات السياسية الرائدة أوالدينية النزيهة لكنائس شعبنا من دون تمييز، بهدف الالتفاف حول المرشد الديني المقتدر أو الزعيم الحزبي الذي ينجح ولو مرة في طرح كل ما يجمعنا قبل فوات الاوان. أملا أن ينجح البطريرك مار ساكو أن يكون قدوة للجميع وجامعا لكل الاشوريين الكلدان والسريان من خلال انتخاب مرجعية سياسية جامعة يتسع صدرها لكل سياسي أو مثقف من مثقفي شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بدون تمييز.



182
لا تلوموا غبطة البطريرك مارساكو بل الانتهازية الحزبية !!
أوشـــانا نيســـان
كثرت في الاونة الاخيرة الكتابات حول مقترحات غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو وزياراته المتكررة واخرها الزيارة الرسمية التي قام بها مع وفد حكومي عراقي رفيع المستوى ضم ممثلين عن رئاسة الجمهورية والديانات الإسلامية والايزيدية والصابئة الى كل من بلجيكا وأيطاليا بتاريخ 12 تشرين الثاني 2016. هذه الزيارة الرسمية التي أعتبرها عددا من مؤيدي البطريرك ومنتقديه بمثابة كرة الثلج العملاقة المتدحرجة من أعلى قمة الجبل تتقاذفها التهم والتهم المضادة.
حقا ان المراقب للتصريحات، المقترحات  أو حتى الزيارات المكوكية التي يقوم بها غبطة البطريرك مارساكو الى الغرب أو داخل الوطن بما فيها زياراته المتكررة الى القصبات والمدن التابعة لابناء شعبنا تلك التي تحررت من قبضة تنظيم داعش الارهابي، ان دلت على شئ فانها تدل قطعا على غياب دور وحضور الصفوة السياسية وتحديدا دور القيادات الحزبية التابعة للكنيسة التي يتزعمها غبطة البطريرك مار ساكو وهي كنيسة الكلدان الكاثوليك في العراق والاقليم على حد سواء. فالفراغ السياسي الذي يحاول غبطة البطريرك ملآه يتمظهر باشكال مختلفة منها صراع الاحزاب على كرسي السلطة ومغرياتها وامتيازاتها بدلا من خلق الاجواء السياسية والنفسية العالية التي تسهل مهمة ترسيخ نهج التشبث بالجذورالعميقة داخل وطن الاباء والاجداد وبالتالي أعادة الثقة المفقودة بين القيادات الحزبية والاكثرية من ابناء شعبنا الابي.
 
حيث يعرف المتابع لخطوات البطريرك أنه دعا بتاريخ 23 كانون الثاني 2016 الى تشكيل " تجمع مسيحي مسكوني موحد" ليكون بمثابة مرجعية سياسية للمسيحيين ، يدخل الى الانتخابات القادمة بقائمة واحدة وبقوة الأشخاص الذين لهم قدرة وحرص. فيما دعا المؤمنين الى الانخراط في الرابطة الكلدانية العالمية ودعمها. هذا المقترح الذي كان يمكن اعتباره الخطوة الصحيحة بهدف الجلوس على مائدة الحوار والمفاوضات بين الاخوة الاعداء في سبيل التاكيد على القواسم المشتركة التي توحدنا وتعزز قيمنا ومبادئنا، رغم ان التجمع المسكوني الذي دعا اليه غبطته هو تجمع مشابه  للمجمع المسكوني الاول باعتباره احد المجاميع المسكونية السبعة وفق الكنيستين الرومانية والبزنطية والذي نتج أصلا عن مجمع نيقية أول أشكال قانون الايمان المسيحي، حيث بدأت علاقة الكنيسة بالسلطة بالتشكل "للمرة الاولى" بعد أن كانت كيانا دينيا خالصا. في حين وللاسف الشديد فان مبادرة غبطة البطريرك مارساكو ولدت ميتة بسبب تحفظات العديد من الحزبين على تسمية التجمع المقترح بالمسيحية وهذا من حق البطريرك باعتباره زعيم ديني وليس زعيم حزب أو أي تكتل سياسي أولا، الى جانب اعتراض الاخرين على دور غبطته في حشر الكنيسة الكاثوليكية ضمن السياسة والفساد المالي والاداري الذي بات ينخر في جسد مؤسسات الدولة العراقية، وغياب حضور الصفوة السياسية رغم تفاقم حدة المأسي والويلات ثانيا.
بصرف النظر عن الجوانب الايجابية أو السلبية ضمن الانتقادات التي وجهت الى زيارة غبطة البطريرك مار ساكو، فان مجرد تعاظم نفوذ التيار الاسلام السياسي بجميع مذاهبه ومراجعه المختلفة ضمن المجتمع أي مجتمع يعني بكل بساطة تراجع دورونفوذ العلمانيين وفشل جوهر ايديولوجياتهم المستوردة، تماما كما جرى في العراق القديم ويجري اليوم بانتظام في العراق الجديد عراق ما بعد الدكتاتورية وسقوط الطاغية صدام حسين عام 2003.
أذ يتذكر العراقيون وانا واحدا منهم، كيف وعدت المعارضة العراقية بجميع مشاربها السياسية والفكرية ابناء الشعوب العراقية خلال أكثر من ثلاثة عقود متتالية، ان قرار الخلاص من الدكتاتورية التي جثمت على صدور العراقيين واقامة البديل الوطني الديمقراطي الذي يتسع صدره لجميع أبناء الشعوب العراقية بغض النظر عن انتمائهم العرقي او المذهبي ، كان على راس أجندة اولويات المعارضة العراقية، ولكن النتيجة ترونها اليوم بام اعينكم. حيث فشل النظام الفيدرالي الجديد في تحقيق الوعود التي وعد بها الشارع العراقي وعلى رأسها بناء الدولة المدنية وترسيخ بنود دولة القانون والعدالة والديمقراطية، تلك التي كان بامكانها تبديد الصمت الذي خييم على أجراس أقدم الكنائس المسيحية في الموصل على مرأى ومسمع العالم المتحضر والقيادات العراقية التي اكتفت بعد البيوت المسيحية التي وضع التنظيم الارهابي على جدرانها حرف النون (ن)  بهدف المباشرة بمصادرتها وتحويلها الى بيت المال للدولة الاسلامية التي يقودها هذا التنظيم الارهابي.

ومن الواقع هذا تتطلب الضرورة باعتقادي، عدم تحميل غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو أوأي رجل دين من رجالات ديننا المسيحي مسؤولية الازمة السياسية وتداعيات افغنة السياسية التي يراعيها النظام باعتبارها ازمة بنيوية رافقت النظام منذ تشكيله قبل 95 عام،  واسلوب تعاطي مؤسسات النظام وأجهزته مع القيادات السياسية وتحديدا ممثلي المكونات العرقية غير العربية وغير المسيحية على راسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري رغم اعتباره من أقدم المكونات العرقية العراقية التي سكنت وادي الرافدين قبل 6766 عام.
في الوقت الذي يفترض بمنتقدي زيارة غبطة البطريرك وطروحاته، توجيه سهام اللوم والنقد الى المنظمات السياسية والقيادات الحزبية التي تحولت الى مجرد مراكزانتخابية ضمن أجندة النظام العراقي الذي اختار نهج الطائفية والمحاصصة الحزبية في كافة مفاصل الدولة العراقية ومؤسساتها بدلا من خلق الاجواء السياسية التي تعكس جوهر التعددية السياسية والعرقية والمذهبية التي تشوب البنية الاساسية لشرائح المجتمع المجتمع العراقي.

 

183
تدمير الاثارالاشورية في نينوى وكالح تأمر على الحضارة الانسانية !!
أوشـــانا نيســـان
النقاب بدأ ينكشف تدريجيا عن خلفية ظاهرة الارهاب والتطرف والاجرام لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وهو يلفظ أنفاسه الاخيرة كالفئران المريضة داخل السراديب والانفاق المظلمة تحت الارض، وذلك من خلال الاصرار على تنفيذ ما تبقى من البنود والايديولوجيات العنصرية والشوفينية التي ثبتها الطاغية صدام حسين على أجندة النظام المركزي في بغداد قبل عقود. كل ذلك اثر تدمير ما تبقى من المعالم التاريخية والرموز المسيحية للشعب الاشوري العريق واخرها معالم مدينة  "كالح" التي شيدها الملك الاشوري شلمنصر الاول (1274- 1245) على نهر دجلة وجعلها عاصمة لدولته خلال الامبراطورية الاشورية الوسيطة. هذه المدينة التاريخية التي سميت اواخر الثمانينات من القرن الماضي بناحية نمرود بأعتبارها على رأس لائحة المواقع الاثرية والتاريخية في العراق وعموم بلدان الشرق الاوسط.
صحيح أن المجتمعات الدولية المتحضرة باسرها وعلى راسها منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة صدمت بالامس اثرتلقيها خبرتدميرما تبقى من الاثارالتاريخية في مدينة نمرود واعتبرته "جريمة حرب"، ولكن الوصف هذا لايكفي من دون استيقاظ ضمير العالم المتحضر من سباته جديا والاسراع في الوقوف الى جانب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المضطهد على مر القرون، والدفاع عن حقوقه القومية والوطنية المشروعة ضمن سهل نينوى باعتبار المنطقة وطن الاباء والاجداد.
حيث يذكرنا تاريخ العراق الحديث كيف أصر الطاغية في بغداد على اطلاق حملات تزوير التاريخ واعتبار نفسه امتدادا لملوك تاريخية رسخت دعائم اقدم حضارة انسانية وجدت على سطح المعمورة وهي حضارة الامة الاشورية في وادي الرافدين قبل ما يقارب من 7000 عام من خلال ايديولوجية قومية ممنهجة عنوانها " من نبوخذنصر الامس الى صدام حسين اليوم".  هذا الخطاب العنصري والدموي الذي يتبناه ما يعرف اليوم بتنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، لانه بالاصل هوما تبقى من أيتام حزب البعث العربي الشوفيني وأزلام منظماته الامنية والاجرامية في مدينة الموصل.
هذه الحقيقة التي أثبتها أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم حرفيا منذ دخوله مدينة الموصل قبل أكثر من عامين واعتلاءه لآكبر المنابر في مدينة الموصل والاعلان عن توليه منصب الخليفة، ثم يثبتها اليوم عددا من المراقبين العراقيين بقولهم أن "90 بالمائة من الدواعش هم من العراقيين وتحديدا من العرب السنة، بعدما همشوا وأبعدوا بقرار من الحاكم المدني الامريكي في العراق بول بريمر بعد تسريح الجيش العراقي بدعم من البنتاغون والبيت الابيض الامريكي، كما يذكر بريمرفي مذكراته".
لذلك نرى أيتام البعث وهم يتسابقون في تدمير ما تبقى من المعالم الحضارية للامة الاشورية في وادي الرافدين، بداعي أنها أصنام وثنية لا يجب الابقاء عليها في صرح الدولة الاسلامية. فيما يعرف القاصي والداني أن قرار تحطيم الشواهد التاريخية والمعالم الاثرية للحضارة الاشورية العريقة في مدينة نينوى وضواحيها كان ومنذ البداية هاجسا يقلق السلطات المركزية ورؤيتها  اللاوطنية للشواهد التاريخية التي تعكس حضارة الشعب الاشوري وتاريخه العريق في نينوى ولا تاريخ الغزاة!!
الموصل كعب أخيل النظام السياسي في العراق
ظلت محافظة الموصل ولاحقا محافظة نينوى كعب أخيل النظام السياسي في العراق خلال 95 عام من عمر الدولة العراقية، رغم نعتها بسلة خبز العراق باعتبارها أم الربيعين. هذا بقدر ما يتعلق بخصوبة الارض في الموصل، ولكن الخلل الحقيقي وقع منذ تاسيس الدولة العراقية ونهج السلطة واستراتيجياتها السياسية في كيفية تحويل التعددية العرقية والمذهبية التي شابت الاكثرية في المحافظة من عامل تفتيت الى عامل توحيد الصفوف وتعزيزاللحمة الوطنية.
أذ على سبيل المثال لا الحصر، ظلت المادة (140) من الدستور العراقي الجديد مادة مجمدة ولا يعمل بتنفيذ مضمونها حتى أشعار أخر، لا بسبب الخلل في ذهن المواطن العراقي غير العربي في المنطقة كما يعتقد وانما بسبب الخلل ضمن البنود والفقرات الدستورية التي تتعلق بوجود وهوية المكونات العرقية الاصيلة في العراق عامة وفي سهل نينوى على وجه التحديد . والدليل على صحة قولنا هذا، هو أصرار الشرائح العراقية المهمشة تلك التي حكمت العراق 82 عاما على تحويل محافظة نينوى الى قلعة للمتمردين والارهابين بهدف تحريف المسيرة الوطنية ونهجها في بناء عراق ديمقراطي وفيدرالي يتسع صدره لكل العراقيين بغض النظر عن اختلافهم العرقي أو المذهبي. والسؤال هو:
لماذا يتسابق الداعشي الاسلاموي على تفجير أوتدمير جميع المواقع التاريخية غير العربية وغير الاسلامية في الموصل وعلى راسها اسوار نينوى التاريخية ومعالمها الاثرية، قصر اشور ناصر بال، معبد عشتار، معبد نابو بالاضافة الى اقتحام مكتبة الموصل والاستيلاء على حوالى 8000 كتب واتلاف جميع المخطوطات النادرة في الكنائس المسيحية، حتى في الوقت الذي بدأ التنظيم يلفظ أنفاسه الاخيرة في سراديب الموصل، ان لم يكن ذلك الداعشي المجرم بعثيا واداة لتنفيذ الفكر القومي الشوفيني في العراق من جديد؟



184

بماذا تنذر رياح التغيير التي عصفت بأمريكا ؟؟
أوشـــانا نيســـان
حقق المرشح الجمهوري دونالد ترامب انتصارا تاريخيا ليس فقط على مرشحة الحزب الديمقراطي الامريكي السيدة هيلاري كلينتون، وانما على الصفوة السياسية "التقليدية" في حزبه وفي الولايات المتحدة الامريكية والعالم كله. ومن الواقع هذا يفترض باعتقادي دراسة هذه الظاهرة السياسية الجديدة التي نمت من بين شقوق جدران أعرق ديمقراطية في العالم المتحضر والعولمة الجديدة وهي ديمقراطية أمريكا. حيث يعرف المتابع أن حملة انتخابات الرئاسة الامريكية التي جرت يوم الثلاثاء المنصرم بتاريخ 8 تشرين الثاني 2016، مثلما كانت حملة انتخابية مفاجئة للحزب الجمهوري نفسه، بالقدر نفسه أحدثت النتائج تغييرا في اركان السياسة الامريكية والية المراقبة على حملة الانتخابات ومراكز الاستطلاع للراي العام الامريكي.
ومن أبرز الحقائق التاريخية التي سجلها فوز الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب ليس فقط على المرشحة الديمقراطية السيدة هيلاري كلينتون وانما على الاليات والاجراءات التي تؤثر على الديمقراطية التشاركية التي تمكن من اشراك المواطنين في صنع القرارات السياسية التي تتعلق بالحياة اليومية للمواطن وفي طليعتها :
- قلب المعادلة السياسية التقليدية بين السياسة واقتصاديات البلدان. حيث نجح المليارديروللمرة الاولى في التاريخ الحديث، في تسليط الضوء على دورالاقتصاد في تحديد معالم السياسة الوطنية وتوجيه مسارها بالشكل الذي يخدم المواطن ومستقبله، ولا الاعتماد على الايديولوجيات السياسية في تخطيط وتوجيه الاقتصاد الوطني، كما يجري في جميع بلدان الشرق الاوسط. حيث المعلوم أن دونالد ترامب هو أول مرشح يدخل البيت الابيض الامريكي من دون أدنى خبرة في المجال السياسي وانما بالاتكاء على فكره الاقتصادي السحري كما وصفه خبير اقتصادي في جامعة كاليفورنيا. لذلك تراه يحمل في جعبته خطة اقتصادية كبيرة لمضاعفة النمو الاقتصادي في امريكا وليس مجرد أجندة سياسية  كما كنا نرى ونسمع أونقرأ خلال كل حملة من حملات الانتخابات الرئاسية.
والدليل على صحة دورالاقتصاد باعتباره مذهب دونالدي جديد في تحديد وصياغة ملامح السياسة الوطنية الجديدة في عصر العولمة، فأن قادة كبارفي الحزب الجمهوري الامريكي بحجم رئيس الجمهورية السابق جورج بوش رفض اعطاء صوته للسيد ترامب، والمرشح الجمهوري السابق للانتخابات الرئاسية ميت رومني، ورئيس مجلس الشيوخ بول ريان وسيناتور ساوث كاليفورنيا ليندزي غراهام والسيناتور عن ولاية تكساس تيد كروز وغيرهم من القادة الكبار في الحزب الجمهوري، كلهم هاجموا خطابات السيد دونالد ترامب ورفضوا نهجه ومذهبه الاقتصادي ولكن نظريته الاقتصادية أثبتت عكس ذلك ودخل البيت الابيض من أوسع ابوابه.
- دور الهجرة وتحديدا الهجرة من بلدان الشرق الاوسط الى الولايات المتحدة الامريكية. حيث يتذكر المتابع كيف كانت بلدان الغرب بما فيها أمريكا في عقد الستينات والسبعينات من القرن الماضي، تتنافس بقوة على تشجيع الكفاءات والعقول المتميزة في بلدان الشرق الاوسط على ترك الاوطان والتوجه فورا نحو سوق العمل في الغرب. ولكن اليوم وبسبب تداعيات الازمات الاقتصادية التي تخييم على مستقبل الاقتصاد الغربي، أصبحت سياسات الهجرة في طليعة الفقرات المدونة على أجندة الاصلاحات الاقتصادية المؤملة في الغرب وعلى راس قائمة الاسباب التي تمهد على صعود نجم اليمين المتطرف في بلدان الاتحاد الاوروبي. لذلك لم يتردد الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية في الاصرار علنا على وجوب غلق بوابة المكسيك للمهاجرين غير الشرعين، باعتبار المهاجر أو اللاجئ أصبح عالة على اقتصاد البلد وان أمريكا ستتحول الى بيئة طاردة للمهاجرين. هذا المذهب الاقتصادي الذي لاقى ترحيبا لدى الملايين من المواطنين الامريكيين البيض بظمنهم المواطن الامريكي المسلم، رغم ما نشرته جريدة الغارديان البريطانية من أن " أمريكا ترامب لا وجود للمسلمين فيها.. وأشار الكاتب إلى معاداة ترامب الواضحة للمسلمين بأنهم يؤوون الإرهابيين بينما يتودد إلى الجماعات العرقية الأخرى كالأميركيين الأفارقة واللاتينيين لكسب ودهم وسعيه المباشر لطلب دعم اليهود الأميركيين، وخلص الكاتب من ذلك إلى وصف أسلوبه في القيادة بأنه قد يهينك ولكنه لا يزال يريد صوتك".
- فوز الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب أحدث صدمة في جميع مراكز الاستطلاع وقياس الراي العام في الولايات المتحدة الامريكية والعالم كله، بأعتبارها من الاذرع الهامة جدا لصانعي القرارات السياسية في أمريكا والغرب كله. حيث اشارت معظم استطلاعات للراي والتي جرت في أمريكا خلال حملة الانتخابات بتفوق هيلاري كلينتون على دونالد ترامب حتى الساعات الاخيرة من مساء السابع من تشرين الثاني الليلة التي سبقت انتخابات الرئاسة في 8 تشرين الثاني 2016. الامر الذي يثبت المقولة السويدية التي تنعت مراكز الاستطلاع للراي بقولها انها مجرد "أكاذيب، أكاذيب اللعينة واحصاءت".
أما الامر الاهم باعتقادي في كل هذه النتائج التي أظهرتها ظاهرة صعود نجم دونالد ترامب باعتباره رجل اعمال وملياردير، يكمن والاشارات التي تبعثها حملته الانتخابية الى جميع رؤساء الدول ورؤساء الاحزاب والمنظمات السياسية في العالم كله، من أن عصر السياسات التقليدية والايديولوجيات الليبرالية التي ظهرت في العالم بعد الحرب العالمية الثانية أي بعد عام 1945 أنتهى بعد فوز الرئيس الامريكي رقم 45. ولربما الفوز هذا ينذر بعصف رياح التغييربالديمقراطية وفي اعرق ديمقراطيات العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية.

 
   


185
من دايتون الى أربيل والمطلوب ضمانة أمريكية!!
أوشـــانا نيســان
بادئ ذي بدأ ادعوا جميع القيادات السياسية والحزبية لابناء شعبنا أن تتحد وفق استراتيجية موحدة في سبيل تحقيق الحلم القومي الذي طال انتظاره مائة عام، لربما يتحقق هذا الحلم في يوم ترشيح الرئيس الامريكي الجديد. حيث ما جرى ويجري من الجرائم الوحشية والدموية المنتظمة في سهل نينوى تلك التي ترتقي الى مستوى الابادة الجماعية ضد المواطنين العراقيين الابرياء وتحديدا أبناء الشعوب العراقية الاصيلة وعلى رأسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والمكون الايزيدي الاصيل في قضاء سنجار، بعشيقة وبحزاني، يلقي بعبأ اخلاقي كبيرعلى مراكز القرارات السياسية ضمن المجتمعات الدولية المتحضرة وعلى راسها زعيمة العالم الولايات المتحدة الامريكية. لان أمريكا باتت الضمانة الوحيدة لتقرير مصير ومستقبل الشعوب التي استغلها الاستعمار البريطاني والفرنسي في بلدان الشرق الاوسط ولاسيما بعد رفعها لشعاراعادة صياغة الخارطة السياسية في بلدان  الشرق الاوسط.
اذ لو رجعنا الى البدايات الاولى لتاسيس الدولة العراقية عام 1921 باعتبار دولة العراق حصيلة اتفاقية سايكس - بيكو لعام 1916 ، لاثبت لنا التاريخ كيف نجح الاستعمار البريطاني في استغلال القدرات العسكرية لابناء الشعوب العراقية الاصيلة في كسر شوكة الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الاولى واجبار قواتها على التقهقر والتراجع من جميع المدن العراقية واخرها ولاية الموصل. هذا التراجع التركي الذي يلقى بظلاله على الخارطة السياسية في العراقين القديم منه والجديد، وذلك من خلال المادة (140) من الدستور العراقي الجديد والذي يتعلق بالمناطق المتوترة طبقا للخطاب السياسي في العراق الجديد عراق ما بعد الدكتاتورية. حيث المقصود بالمناطق المتوترة، ان التركيبة أوالديمغرافية السكانية في سهل نينوى والسلطة المركزية في بغداد في اختلال توازن على مر التاريخ، لاعتبارات عدة وفي مقدمتها اصرار الانظمة المركزية في بغداد وبجميع مشاربها السياسية على وجوب تهميش الحقوق الادارية والغاء الهويات الوطنية للشعوب غير العربية وغير المسلمة وعلى راسها الشعب الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى.
اليوم وبعد مرور( 100)عام على اتفاقية سايكس- بيكو وتزايد نفوذ الولايات المتحدة الامريكية في معظم عواصم بلدان الشرق الاوسط وعلى راسها العراق بعد احتلاله عام 2003، فان الشعوب العراقية المهمشة وعلى راسها الشعب الكلداني السرياني الاشوري ينتابه هاجس الخوف والحذر من أن تاريخ الاستعمارالبريطاني سيعيد نفسه حتى في زمن أمريكا رغم اعتبارها زعيمة العالم، وان الوعود التي نتلقاها بمناسة وبغيرها من جميع دول الغرب واخرها قرار الاتحاد الاوروبي في الاعتراف بالحكم الذاتي والحماية الامنية لمجتمعات سهل نينوى وتلعفر وسنجار ضمن اطار جمهورية العراق الاتحادية، طبقا للمادة (125) من الدستور العراقي، سوف تبقى مجرد حبر على ورق بعد التحريرمن دون ضمانة دستورية مدونة ضمن فقرات الدستور العراقي أو ضمانة أمريكية مشابهة لاتفاقية دايتون للسلام عام 1995، تلك التي وقعها قادة صربيا البوسنة والهرسك وتضم المسلمين وكروات البوسنة، وقسمت البوسنة الى دولتين، هما فدرالية البوسنة  والهرسك وتضم المسلمين وكروات البوسنة وجمهورية صرب البوسنة.
ففي الاول والخامس والعشرين من نوفمبر من عام 1995، نجح الدبلوماسيان الامريكيان ريتشارد هلبروك وكريستوفر هيل في دفع أطراف النزاع في يوغسلافيا السابقة الى الذهاب الى مفاوضات انعقدت في دايتون في أمريكا. حينها تم الاتفاق على منح الصرب جمهورية مستقلة، في حين جمعت المسلمين والكروات ضمن فيدرالية وجعلت رئاسة فدرالية البوسنة والهرسك جماعية طبقا لما جاء في الاتفاقية، وتتالف من مجلس ثلاثي يمثل المكونات الثلاث الصرب والكروات والمسلمين.
علما أن بنود اتفاقية دايتون للسلام مثلما جاءت تحديدا خلال هذه الايام من شهر نوفمبر الجاري قبل 21 عام، يمكن تطبيق مضمونها في سهل نينوى/ العراقية ايضا، في حال استعداد الولايات المتحدة الامريكية على رعاية الاتفاقية اولا، ثم استعدادها على اجبار الاطراف العراقية على تحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه الشعوب العراقية الاصيلة ولو مرة ثانيا. لان وضع المكونات الاساسية في السهل وعلى راسها أبناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري والايزيدي، مشابه لوضع مسلمي يوغسلافيا السابقة من حيث الاختلاف في العرق والتهميش وحتى الاختلاف المذهبي. لذلك نهيب بالقيادات السياسية لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، تلك التي ستجتمع اليوم مع المسؤول الامريكي في مدينة أربيل، أن تنجح في حث هذا المسؤول على تقديم الضمان الغربي الكامل لاقناع القيادات السياسية العربية والكوردية المنهمكة في تحرير مدينة الموصل اخر معقل لمجرمي ما يسمى بالدولة الاسلامية (داعش)، على اقامة فيدرالية في سهل نينوى مشابهة لفيدرالية البوسنة والهرسك ووضعها تحت الوصاية الدولية لفترة معينة. لعل الفيدرالية هذه ستفلح في طي ملف الغبن والتهميش التاريخي المفروض على أبناء المكونين لقرون خلت.
 


 


186
واخيرا أستيقظ ضمير العالم امام اسوار نينوى!!
أوشـــانا نيســـان
بعد مرور 95 عام على دور الاستعمار البريطاني في تشكيل الدولة العراقية الاولى بالضد من طموحات الشعوب العراقية الاصيلة في وادي الرافدين، أستيقظ ضمير العالم الغربي المتمدن من سباته فجأة، وحصل الشعب الكلداني السرياني الاشوري المضطهد على الاعتراف الدولي والشرعي على اقامة منطقة الحكم الذاتي في سهل نينوى بأعتباره من أقدم المكونات العرقية العراقية التي وجدت في هذا السهل منذ قرون. هذا القرار الذي يعترف بالحكم الذاتي والحماية الامنية لمجتمعات سهل نينوى وتلعفر وسنجار ضمن اطار جمهورية العراق الاتحادية، طبقا للمادة (125) من الدستور العراقي الذي جاء فيها " تضمن الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة مثل التركمان والكلدان والاشوريين وسائر المكونات الاخرى"، الى جانب تصريحات السيد رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي في 15 نيسان 2015 يقول فيها " بالنسبة لي، لا توجد قيود على اللامركزية في العراق"، كما ورد في سياق القرار الاوروبي.
الجانب الاهم باعتقادي في قرار برلمان الاتحاد الاوروبي الحاسم، هو أعتماد الجانب القانوني ضمن خلفية جميع القرارات الدولية التي بلغ عددها( 17) قرارا حول الوضع في العراق وسوريا اعتبارا من 27 شباط 2014 وحتى 26 تشرين الاول 2016، طبقا لما جاء في نص القرار. في حين يبدوا أن القيادات السياسية العراقية بجميع مشاربها السياسية والعرقية والمذهبية لم تصحوا بعد من نومها ولم تستوعب اثار التسونامي السياسي الذي وقع في الشرق المستبد حد النخاع!!
 " يجب اعتماد خارطة الطريق لما بعد تحرير نينوى"، يقول السيد اياد علاوي خلال لقاء مع الشرقية نيوز بتاريخ 30 تشرين الاول 2016. بمعنى أخر يؤكد السيد علاوي مرغما عدم وجود خارطة الطريق لمرحلة ما بعد التحرير بعد، رغم القرارات الدولية التي صدرت حول العراق ورغم تحول العراق الى بؤرة توتر تستقطب فيه كل القوى الارهابية واشكال التطرف للاسف الشديد.
" موصل مدينة متعددة الاعراق حيث يعيش فيها اغلبية من العرب السنة جنبا الى جنب مع الكلدان السريان الاشوريين والاكراد والايزيديين والشبك والكاكائيين والتركمان (الشيعة والسنة)، ورد في نص قرار البرلمان الاوروبي. في الوقت الذي يذكرسياسي عراقي اخر أن "اقل المحافظات تشددا واكثرها تسامحا هي نينوى.. ويضيف ان الحديث عن اقامة الحكم الذاتي في سهل نينوى سيؤدي الى تخريب وحدة العراق". هذا هو الخلل الجذري الذي مثلما اصاب وحدة الشعوب العراقية في الصميم، بالقدر نفسه يمكن اعتباره الشرخ الفاصل بين نظرة النخبة السياسية العراقية لحرية الشعوب والمكونات غير العربية ونظرة العالم المتمدن والمتحضر الى حقوق الانسان والشعوب. لآن حرص النظام العراقي في بغداد على اسكات حرية الشعوب العراقية غير العربية أولا ثم غير السنية وغير المسلمة بشكل ملحوظ ثانيا، كان على راس اولويات النظام المركزي في بغداد خلال 82 عام خلت. والمحزن أنه حتى في العراق الجديد عراق ما بعد الطاغية يرتفع من جديد نداء ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وصيانة السيادة اللاوطنية التي فرضها الاستعمار البريطاني على رقاب معظم الشعوب العراقية الاصيلة.
تعودنا نحن أبناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري خلال 95 عام، على نهج التهميش واستراتيجيات الاقصاء وعدم المشاركة ضمن جميع القرارات المصيرية التي تشمل حاضرنا ومستقبل أجيالنا داخل الوطن، رغم أن تواجد المسيحين والاقليات الاخرى في العراق، كما جاء في القرار الاوروبي، له تاثير واهمية اجتماعية كبيرة وساهم ذلك بشكل كبير في تحقيق الاستقرار السياسي، واذا انقرضت هذه الاقليات في المنطقة سيكون لذلك تاثير كبير على امن وزعزعة الاستقرار في المنطقة". علما ان القرار نفسه يؤكد على أن عدد المسيحين في العراق حتى عام 2003 كان اكثر من1،5  مليون نسمة ولكن تضاءل اليوم في العراق الجديد الى أقل من 200،000-350،000 والكثير منهم يعيشون في فقر!!
ومن جملة القرارات المهمة الاخرى التي اتخذها البرلمان الاوروبي في البند 14،15،16،17 بهدف انشاء محافظة تتمتع بالحكم الذاتي في سهل نينوى وسنجار وتلعفر، مسالة تامين الاستعدادات العملية والمادية والدبلوماسية والتقنية بما فيها اعادة بناء سيادة القانون والخدمات الاساسية للمواطنين في السهل. الامر الذي يدفع بالنخبة السياسية في العراق على اعادة النظر ضمن الدعوات الخاصة في رفع وتيرة ما يسمى بالحوار الوطني الجاد وارساء دعائم الاستقرار والازدهار بالشكل الصحيح وليس على حساب هذا المكون او ذاك كما جرى ويجري لحد الان. النهج الذي بموجبه يمكن لنا جميعا ارساء قواعد المصالحة والتعايش الوطني ضمن عراق ديمقراطي عادل يتسع صدره لكل العراقيين بعض النظر عن انتمائهم العرقي المذهبي باعتبارها الطريقة الوحيدة لهزيمة الكراهية والانقسام والتهميش ضمن المجتمع العراقي ونظامه السياسي.
 هذا بقدر ما يتعلق بشرعية قرار البرلمان الاوروبي اما ما يتعلق بمهمة الصفوة السياسية لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وبقية المكونات العرقية الاخرى في السهل كالايزيدين بالدرجة الاولى والعرب والاكراد والشبك والتركمان والكاكائيين والصابئة المندائيون وغيرهم من المكونات الاخرى، انه يجب الاسراع في توحيد مفردات الخطاب الوطني- الوحدوي للجميع بالشكل الذي يتفق وجوهر هذا الاعتراف الدولي بالحكم الذاتي لشعبنا في سهل نينوى، في حال التفكير  بحث القيادات السياسية العراقية على تنفيذ جوهر القرار الاوروبي او حتى التفكيرمستقبلا بتشكيل أقليم جديد في السهل. علما أن المقترح الاوروبي لم يأت من لاشئ وانما يعتمد على أمرين. أولهما حقيقة الجرائم الوحشية والدموية التي جرت وتجري بانتظام وأخرها جرائم منظمة داعش الارهابية ضد المواطنين لهذه المكونات المهمشة، تلك التي أعتبرت جريمة أبادة بحق الايزيدين والمسيحين في سهل نينوى. ثانيهما الدستور العراقي الجديد يدعم قرار البرلمان الاوروبي دستوريا من خلال ما جاء شمن المادة ( 119) من الدستور العراقي الجديد ومفادها: يحق لكل محافظة أو أكثر تكوين أقليم بناء على طلب بالاستفتاء عليه.
ختاما يجب التأكيد من جديد، أن التاريخ أثبت أن الفرصة هذه يجب استغلالها بسرعة لانها فعلا لا تتكررعلى مصير ومستقبل الشعوب الشرقية المضطهدة وعلى راسها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، الا كل مائة عام مرة فهل يجب أن ننتظر مائة عام أخرى يا ترى؟؟؟؟



187
نظرة الدستور العراقي حول المواطن العراقي غير المسلم
من الضروري القول أن الانظمة المركزية في بغداد لم تتفق يوما على بند واحد من القرارات الدستورية المتعلقة بالحقوق الادارية الوطنية للمكونات العرقية العراقية غير العربية وغير المسلمة بأستثناء الاتفاق الجماعي على قرار تهميش الوجود والغاء الحقوق وأخرها ما يتعلق بقانون البطاقة الوطنية الذي صوت عليه مجلس النواب العراقي في 27 تشرين الاول/ أكتوبر 2015 وتحديدا المادة (26) من القانون.
حيث ورد في القانون أمران يؤسسان علنا للتميز ضد المكونات العرقية والمذهبية غير المسلمة بما يللي:
أوّلاً- يجوز لغير المسلم تبديل دينه وفقاً للقانون.
ثانياً- يتبع الأولاد القاصرون في الدين من اعتنق الدين الإسلاميّ من الأبوين".أنتهى الاقتباس.
بمعنى أخر "ّ أنّ غير المسلم يمكنه أن يصبح مسلماً بحسب القانون، ولا يجوز العكس، وأنّ الأولاد يتبعون الطرف المسلم من أبويهم قسراً، أي إذا أسلم أحد الأبوين، يعتبر القانون الأولاد مسلمين تلقائيّاً.
هذا القانون الذي جاء أصلا لنسف ما شرعه الدستور العراقي الاخير في المادتين:
المادة (41): العراقيون احرارٌ في الالتزام باحوالهم الشخصية، حسب دياناتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو اختياراتهم، وينظم ذلك بقانون.
المادة (42): لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة.
أما ما يتعلق بالقرارالتعسفي الذي صوت عليه مجلس النواب العراقي بالغالبية حسب ما ورد في جلسته المنعقدة بتاريخ 22  تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وهو قرار " منع بيع واستيراد المشروبات الكحولية في العراق عدا إقليم كردستان"، فان القرار جاء ايضا بالضد من مضمون المادة (  43) من الدستور العراقي الاخير ومفاده:
 اولاً :ـ اتباع كل دينٍ او مذهبٍ احرارٌ في:
أ ـ ممارسة الشعائر الدينية، بما فيها الشعائر الحسينية.
ب  ـ ادارة الاوقاف وشؤونها ومؤسساتها الدينية، وينظم ذلك بقانون.
ثانياً :ـ تكفل الدولة حرية العبادة وحماية اماكنها.
هذا من حيث الجانب القانوني ومسؤولية النظام السياسي العراقي تجاه الحقوق الوطنية والحريات المذهبية لكل مكون من المكونات غير العربية وغير المسلمة في ما يسمى بالدولة العراقية هذا اذا وجدت لنا دولة في العراق طبقا لتصريح الصحفي للسيد النائب فائق الشيخ عضو اللجنة القانونية في البرلمان العراق حيث يقول: 
-  أدعياء الاسلام المزيف يسّيرون الدولة لان احنا ماعندنا دولة. ليش الان يريدون منع بيع المشروبات. أقول لكم صراحة، لان المال العام هسة بالعراق قليل والاموال ما موجودة وقليلين هم الذين يروحون الى صالات القمار والبارات. فاذا منعوا بيع واستيراد المشروبات تزداد تجارة السوق السوداء في العراق أولا والامر الثاني تزداد زراعة الخشخاش في جنوب العراق ناهيك عن السيارات المحملة بالمخدرات والتي تاتي من ايران وهذه هي الكارثة. 
وفي الختام علينا أن نقول للاسف الشديد انه مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في العراق يكون العراقيون دوما على موعد مع قرارات وتشريعات مجحفة، ضحيتها الاولى طبعا هم ابناء المكونات العرقية غير العربية وغير المسلمة لا لشئ الا بهدف كسب ثقة التيارات الدينية الاسلامية المتنامية بعنف ضمن المجتمعات العراقية، حتى لو حدث ذلك على حساب رغبة الملايين من العراقيين الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل بناء عراق ديمقراطي وفيدرالي عادل.
حيث يعترف رئيس البرلمان العراقي الدكتور سليم الجبوري اثناء اجابته على سؤال من احد الصحفيين التونسيين، ان الفقرة ( ويقصد فقرة حظر المشروبات الكحولية) تمت اضافتها من قبل اطراف معينة!! الامر الذي أكدته رئيسة لجنة الثقافة والإعلام النيابية السيدة ميسون الدملوجي بقولها:
 ان تمرير القانون لم يكن بشكل قانوني وانه جاء بطريقة الحشر. موضحة انها تحدثت مع رئيس مجلس النواب ونائبه همام حمودي بالكيفية التي تم تمرير القانون بها ورفضها الطريقة. مشددة، ان عدة اعتراضات سيتم تقديمها.
وفي الختام يجب التأكيد طبقا لما ورد في المادة (2) في الاعلان العالمي لحقوق الانسان والصادرعام 1984 انه:
" لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء".
هذا من منطلق القرارات الدولية الخاصة بحقوق الانسان أما بقدر ما يتعلق بحقوق الانسان أو المواطن العراقي ضمن الدستور العراقي ، فان تشريع القوانين والدساتير الخاصة بالدفاع عن وجود وحقوق المكونات العرقية والمذهبية واليات الدفاع عنها هو المحك الاساسي للتوجه نحو بناء نظام سياسي ديمقراطي وترسيخ مقومات الدولة المدنية والعلمانية التي بموجبها يمكن للعراقيين الديمقراطيين سد الابواب بوجه جميع التيارات الاسلامية المتشددة واصرارها على اعادة العراق الى المربع الاول بداية العصور المظلمة.
   


188
قانون منع الخمورهو المسمار الاخير في نعش الدولة العراقية المدنية!!
أوشـــانا نيســـان
خلال 95 سنة من عمر الدولة العراقية لم يتجرأ المشرع العراقي "القدير" أن يتنازل ولو مرة عن كبرياءه وغروره ليعترف دستوريا ولو بفقرة يتيمة من فقرات الدستور العراقي، بالوجود الشرعي والتاريخي للشعوب والمكونات العرقية العراقية الاصيلة في العراق أو وادي الرافدين أو حتى في "ميسوبوتاميا" قبل وصول الغزوات الاسلامية وتحديدا قبل عام 1921. هذا الخلل الموروث الذي أصاب عقلية المشرع العراقي في الصميم، اصبح بمثابة كعب أخيل مجمل الانظمة السياسية العراقية ابتداء بالملكية المستوردة عام 1921 وانتهاء بالجمهوريات اللاوطنية واخرها 2003.
حقا ان ظاهرة تغييب القانون وهيبة الدستورضمن النظم السياسية العراقية، تحولت الى حقيقة ترسخت بعمق في عقلية كل عراقي بغض النظرعن انتماءه العرقي والمذهبي وحتى السياسي وما نشاهده هذه الايام من تصاعد حدة عمليات القتل والذبح والتدميرومسلسل النزوح بالجملة في المدن والقصبات التابعة لسهل نينوى، هي فعلا تحصيل حاصل هذه الاستهانة بالدستوروعقلية الصفوة العراقية في ترسيخ دعائم أول دولة مدنية علمانية في وادي الرافدين من جديد. وان الخلل هذا باعتقادي، لا يمكن استئصاله والتخلص منه من عقلية المواطن العراقي حتى لو كان في "الصين"، من دون تهيئة الاجواء السياسية المناسبة وخلق المناخ الفكري والايديولوجي الملائم لترسيخ دعائم دولة القانون واخصاب بذورالدستورضمن عقلية المواطن العراقي وليس مجرد حبر على ورق كما جرى ويجري خلال 95 سنة خلت.
أذ على سبيل المثال لا الحصر، خلال دراستي لقسم الصحافة وعلوم الاتصالات في جامعة من الجامعات السويدية، اصبحت مجبرا على العمل في دائرة الهجرة في مدينة لينشوبينك السويدية لتأمين تكاليف الدراسة والاسرة معا، لان الطالبة اوالطالب السويدي لا يحصل على المعونة او الرعاية الاسرية خلال دراسته الجامعية حسب قوانين البلد باستثناء القرض الشهري الذي كان وقتها اقل من الف دولار شهريا. حينها تحجج عدد من الاسر العراقية وتظاهرامام بناية المكتبة العامة وفيها مكتب الهجرة بسبب عدم حصولهم على الجنسية السويدية رغم "مرور" أكثر من 6 او 7 سنوات حسب قولهم. فاضطرت مديرة الدائرة وهي سويدية بعد شرح مستفيض للقوانين السويدية الخاصة بالمواطن الذي يقدم اوراق ثبوتية غير صحيحة الى دائر الهجرة، اضطرت الى الاستعانة بدوري باعتباري عراقي الاصل ولغتي الرسمية عربية. بدوري قمت بشرح القوانين والاسباب القانونية لعدم حصولهم على الجنسية رغم مرور 6أو 7 سنوات ولكن دائرة الهجرة تؤكد على حصولكم عليها بعد تقديم الاوراق الثبوتية المطلوبة. حينها استشاط عددا من العراقيين بوجهنا غضبا وقال احدهم:
" السويد دولة عنصرية وغير ديمقراطية أنتم تكتبون شئ وتطبقون شئ اخر!!". فقلت لهم هل يمكن لمجموعة من معدي الاحتجاج ان يدخلوا معي لاشرح لكم المسألة بهدوء وتفاهم. عندما دخلنا الغرفة قلت لهم. انا مثلكم عراقي ولكن ليس عدلا اتهام مملكة السويد أنها دولة عنصرية لانها فعلا دولة ديمقراطية وفي مقدمة ديمقراطيات الغرب. لانني وانتم جميعا نعرف تماما لماذا أستقر بنا المطاف في هذا البلد الاسكندينافي في القطب الشمالي ووو. فوقف أحدهم وهو يرتجف غضبا وصرخ في وجهي وقال، صحيح لدينا نظام دكتاتوري ودموي يقوده الطاغية صدام حسين ولكن دوائرنا لا تفرق بين مواطن واخر بسبب الدين او القومية!! فقلت له بكل هدوء:
" صحيح يبدوا أنك مواطن عربي ومن اتباع الاكثرية المتسلطة على رقاب كل العراقيين ولا يمكن لك ولغيرك من العرب ومن اتباع السلطة المركزية في بغداد أن يشعر أو يحس يوما بمعاناة بقية الشعوب العراقية وعلى راسها أبناء شعبنا الاشوري على سبيل المثال لا الحصر. هذا الشعب الذي ظل مهمشا ومضطهدا وهو على ارض اباءه واجداده وعلى مدار قرون. ثم اضفت وقلت لهم بالمناسبة أنا كنت من الاوائل بعد تخرجي من الاعدادية، قدمت أوراق قبولي لجميع الجامعات العراقية ورفض قبولي تعرفون لماذا؟؟ لآن جدي نعم جدي وليس والدي حسب قول دائرة الجنسية العراقية في بغداد "الحبيبة" غير عراقي والعائلة كلها لا تستحق الجنسية العراقية رغم ان جدي كاشوري عراقي الاصل وأن أول أثر قانوني مشّرع وصل العالم كله دونته شعوب وادي الرافدين وعلى راسها الشعب الاشوري حسب جميع الكتب التاريخية والوثائق الدولية بما فيها " ديباجة جميع الدساتير العراقية" التي شرّعت لاحقا!! وللتأكيد على صحة ما ندونه ورد على سبيل المثال في ديباجة الدستور العراقي الاخير:
 "نَحْنُ أبناء وادِي الرافدينِ، مَوْطِن الرُسُلِ وَالأنبياءِ، وَمَثْوىَ الأئِمَةِ الأطْهَارِ، وَمَهد الحضارةِ، وَصُنَّاع الكتابةِ، وَرواد الزراعة، وَوُضَّاع التَرقيمِ. عَلَى أرْضِنَا سُنَّ أولُ قانُونٍ وَضَعَهُ الإنْسَان، وفي وَطَنِنا خُطَّ أعْرَقُ عَهْدٍ عَادِلٍ لِسياسةِ الأوْطان".
بالعودة الى جذور المسألة فان دستور العراق هذا اذا قدر لنا تسميته بالقوانين الشرعية، فانها وضعت اصلا وفق العقلية الاستبدادية للسلطات المركزية ونهجها في تهميش الاخر والغاءه تماما. اذ على سبيل المثال جاء في المادة (2) من المبادئ الاساسية لدستور العراق الحالي:
المادة (2):  اولاً ـ الاسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدرٌ اساس للتشريع
أ ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام.
 ب ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع مبادئ الديمقراطية.
ج ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور.
ثانياً :ـ يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراقي، انتهي الاقتباس.
صحيح ان الاسلام هو دين الاكثرية في العراق وهذا حق وواقع ولكن بمجرد الاعتراف بوجود التعددية العرقية والمذهبية في العراق والافتخار بهذه التعددية عند مصادر القرارات السياسية الدولية!! فانه يفضل باعتقادي حسم معركة المذاهب والمعتقدات الدينية في العراق الجديد من خلال مادة دستورية أو فقرة قانونية بموجبها يمكن الغاء حقل الدين والقومية من جميع الهويات والاوراق الثبوتية المطلوبة على الاقل داخل الوطن، هذا اذا قدر للصفوة السياسية العراقية مجرد التفكير ببناء عراق ديمقراطي وفيدرالي يتسع صدره لكل العراقيين بغض النظر عن انتمائهم العرقي او المذهبي، كما تعودنا ان نقرا او نسمع على الدوام.

189
حتى البطريرك لم ينجح في أستحضار ارادة التوحيد لدى القيادات الحزبية!!
أوشـــانا نيســان
oshananissan2013@gmail.com
لقد كذبوا هذه المرة حتى على قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا بطريرك كنيسة المشرق الاشورية وأصحاب النيافة رؤساء الكنائس الكلدانية والسريانية وخانوا العهد الذي قطعوه على أنفسهم خلال الدعوة التي وجهها قداسته لقيادات الاحزاب السياسية لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري يوم الخميس المنصرم بتاريخ 20 تشرين الاول الجاري في قاعة ماريوحنا المعمدان في أربيل، رغم اعترافهم جهارا بأنهم سيكونون أمناء على وجوب توحيد الكلمة وبالتالي توحيد صفوف قواتنا العسكرية المشاركة في عمليات تحرير سهل نينوى وتطهيرها من دنس عصابات داعش وانهاء معاناة النازحين والمهجرين من ابناء شعبنا. هذا الاتفاق الذي جرى دحضه والالتفاف عليه من قبل نفس القيادات الحزبية في اليوم التالي لذلك الاجتماع.
ان حجم العصي للدعوة الوحدوية "المقدسة" التي وجهها قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث لقيادات الاحزاب، يدفعنا الى العودة بذاكرتنا الى ملف البدايات الاولى من القرن المنصرم وتحديدا عواقب الدعوة التي وجهها قداسة البطريرك الشهيد مارايشاي شمعون الى رؤساء العشائر الاشورية للاجتماع في سر عمادية بتاريخ 16 حزيران 1932 ، بهدف الاتفاق على ميثاق العمل القومي المشترك للمرة الاولى في تاريخ شعبنا الحديث.
هذه الدعوة التي كان يعرف قداسته مسبقا رغم صغرسنه أنها ستكون صعبة ومفصلية لامحالة بسبب تصاعد حدة الصراعات العرقية والمذهبية التي كانت تعصف بملف الاستعدادات الانكليزية والعراقية/ العربية السنية في وضع الحجر الاساس لتاسيس أول دولة عراقية في وادي الرافدين عام 1921، تماما كما تتصاعد هذه الايام وتيرة الانتهاكات الدموية والارهابية التي تقترفها مرتزقة داعش من دون وازع أو تبكيت للضمير ضمن القرى والقصبات التابعة لآبناء شعبنا في سهل نينوى.
التاريخ يعيد نفسه
"التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة"، يكتب كارل ماركس في مذكراته قبل أكثر من مائة عام وكأن الرجل كان على دراية كاملة بمجريات الاحداث التاريخية التي ستجري مستقبلا في بلدان الشرق الاوسط  وتحديدا ضد مسيحي الشرق. أذ لو أجرينا مقارنة بسيطة بين مخرجات الدعوة التي وجهها البطريرك الشهيد مارايشاي شمعون عام 1932ودعوة قداسة البطريرك مار كيوركيس صليوا الثالث تشرين الاول 2016، لظهر لنا جليا، أن العقلية المتشنجة التي حكمت سلوكيات العديد من القيادات العشائرية التي حضرت اجتماع سرعمادية  قبل 84 عام، لم تتغيير وتحديدا بعض الاسماء التي نجحت في تغيير نهجها وجلدها كالحرباء لتتفق مع أجندات العمل السياسي والحزبي لاحزاب شعبنا في عصر العولمة.   
في حين ورغم تصاعد حدة التحديات الشوفينية العربية في دولة العراق وارتفاع دعوات فصل الدين عن السياسة بين ابناء شعبنا للمرة الاولى، فأن قداسة مارايشاي شمعون الشهيد نجح  رغم تحفظاتنا على الدور التامري والتخريبي لبعض رؤساء العشائر ورغم هيمنة العقلية القبلية والعائلية للمرحلة تلك، نجح في حصر الاولويات على أجندة ميثاق العمل القومي الاشوري وتقديمها شخصيا الى سدة المملكة العراقية من خلال وزيرالداخلية حكمت سليمان، رغم اعتراضات العديد من المشاركين نظرا لخطورة الطرح. 
في حين فأن دعوة قداسة البطريرك ماركيوركيس صليوا الثالث أخفقت في تحقيق البند اليتيم على جدول الاعمال والقاضي بضرورة توحيد قواتنا المسلحة ضمن هذه المرحلة الحرجة التي يفترض بها الاعداد الجيد لمرحلة ما بعد تحرير سهل نينوى وبالتالي التهيئة لتحقيق الوعود التي وعدت بها القيادات الكوردية والعربية في سهل نينوى قبل فوات الاوان.
صحيح ان مسألة انتماء التشكيلات العسكرية الثلاثة والتابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير خلال مناقشة موجبات توحيد الفصائل العسكرية، رغم انه كان يمكن للسياسي القديران يحولها الى قارب النجاة لانقاذ نفسه من الورطة التي حشر فيها نفسه وشعبه من دون الاقرار بدوروتاثيرالاجندات الخارجية على تمزيق وحدتنا القومية والعسكرية وبالتالي افشال رغبة بطريركنا الجليل. أما مجرد الاصرار على وجوب عسكرة الطروحات السياسية ان دلّ على شئ فانه يدل بحق على:
- غياب استقلالية القرار القومي- السياسي والعسكري لدى العديد من قياديي الاحزاب السياسية لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وتحديدا القيادات المتنفذة أو الذين تحولوا بقدرة قادر الى ارقام صعبة يصعب تجاوزها.
- غياب الولاء الحقيقي والصادق لقضيتنا القومية ولرموز قياداتنا الكنسية وعلى راسها قيادات كنيسة المشرق الاشورية رغم تضحياتها اللامحدودة من أجل تامين حقوق شعبنا المشروعة. أذ لم نسمع أو نقرأ يوما خلال مائة سنة خلت عن سجن رئيس عشيرة معينة بسبب نضاله ودفاعه عن وجود وحقوق ابناء عشيرته أو حتى القاء القبض أو اغتيال رئيس حزب من رؤساء أحزابنا القومية، في الوقت الذي يعرف المطلع على تاريخ رجالات كنيستنا الاشورية خلال القرن المنصرم وحده انها قدمت مئات الشهداء على مذبحة الحرية والدفاع عن حقوق وهوية شعبنا المضطهد وعلى راسهم البطريرك الشهيد ماربنيامين اذار 1918 والبطريرك الشهيد مار ايشاي شمعون عام 1975.
- واخيرا غياب الاستعداد لدى معظم القيادات الحزبية في التضحية بكرسي السلطة والجاه من أجل وجود ومستقبل هذا الشعب المضطهد على مر القرون.


190




أوشــانا نيســـان
نشرت قبل فترة مقالا مقتضبا بهدف تحريك الجمود الذي كان ولايزال يطبع المشهد السياسي والحزبي بامتياز وتحديدا ما يتعلق بالملف الخاص بمطاليب المكونات العرقية والمذهبية غير العربية وغير الكوردية في السهل وعلى راسها مطاليب شعبنا الكلدواشوري في مرحلة ما بعد التحرير. هذه المطاليب الشرعية التي عطلها البرلمان العراقي بقرار، يرفض بموجبه تقسيم محافظة نينوى الى محافظات ويؤكد بقاءها ضمن حدودها الادارية قبل عام 2003.
اليوم وبعد أن دقت ساعة الانتصار كما وصفها السيد رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي وانطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل من عدة محاور فجرهذا اليوم الاثنين المصادف 17 أكتوبر 2016، يبدوا أن قواتنا العسكرية شاركت جنبا الى جنب قوات التحالف الدولي والقوات العراقية والبيشمركة بهدف تحرير سهل نينوى والتوجه صوب قلب مدينة الموصل، من دون تخطيط مسبق يستند الى رؤية أو استراتيجية قومية ووطنية بموجبهما يمكن لنا الحفاظ على حقوقنا المشروعة أوتحقيق الحد الادنى من طموحات شعبنا سواء اكانت على شكل محافظة جديدة في السهل أوالحكم الذاتي ضمن سهل نينوى، كما تعودنا ان نسمع بين الحين واخر.
في حين وفي الجانب الاخر يلاحظ المتابع، كيف بدأت تتضح ملامح المخططات المستقبلية لبقية المكونات لمرحلة ما بعد التحرير وعلى راسها المخطط الايزيدي وبقية المكونات الاخرى في سهل نينوى باستثناء غياب ألاجندة المستقبلية لأحزابنا السياسية. حيث نجحت جهود زعماء الجالية الايزيدية في الغرب وتحديدا في المانيا في حث المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالاسراع في دعوة السياسيين العراقيين في كل من بغداد وأربيل،  الى منح الايزيدين منطقة محمية في اطار الدولة العراقية تمكنهم من العودة اليها باسرع وقت ممكن.
حيث أبلغت أنجيلا ميركل يوم السبت الموافق 15 أكتوبر من الشهر الجاري، مؤتمر رابطة الطلاب المسيحيين الديمقراطيين التابعة لحزبها المحافظ بهذا الامر وقالت " لكي أكون أمينة معكم فإن الخطط        ( وتقصد خطة منح مكان امن للايزيدين) لم تكتمل بعد لكنها في جدول الاولويات"، وأضافت أن " من المهم التفكير في إيجاد مكان آمن للايزيديين الذين أجبرهم تنظيم داعش على ترك ديارهم ويستطيعون العودة إليه بعد دحر التنظيم". وتابعت المستشارة الالمانية أن " من الضروري مناقشة ذلك مع الايزيديين وقوات البيشمركة الكردية في شمال العراق".
أما في الداخل وتحديدا تحت قبة البرلمان العراقي وخارجه، فقد أرتفعت دعوات سياسية مماثلة لتحويل محافظة نينوى الى محافظات عدة حتى يتسنى للعرب السنة أولا اقامة اقليم مشابه لاقليم كوردستان العراق بالاضافة الى شرعية الاعتراف بالحقوق القومية والوطنية لبقية المكونات العرقية في السهل وعلى رأسها ابناء شعبنا الكلدواشوري ثانيا.

أذ على سبيل المثال لا الحصر، طالبت النائبة الايزيدية فيان دخيل بالامس، بتحويل قضاء سنجار معقل الايزيدين الى محافظة وضمه الى أقليم كوردستان، مبينة أن على كل الايزيدين مطالبة حكومة المركزبعد تحرير نينوى بالكامل بضم القضاء الى أقليم كوردستان، لربما جراء الاعتداءات اللانسانية والانتهاكات الوحشية التي نفذها تنظيم "داعش" الارهابي ضد ابناء مدينة سنجار.
ففي حديث ل" الاتجاه برس" تقول فيان دخيل، أن دعوات تقسيم محافظة نينوى الى محافظات عدة يعتبر شأن داخلي لاهالي نينوى وهم من يقررون هذا الامر، لافتة الى " أننا كمكون ايزيدي دائما ندعو ونطالب بتحويل سنجار الى محافظة وتلتحق بكوردستان. ثم اضافت علينا أن نعمل من الان وقبل تحرير المحافظة من داعش الارهابي، على هذا الموضوع ولا نكتفي بدعوات تطلق هنا وهناك، مضيفة أن تحديد مصير الايزيديين صار لزاما علينا ان تقرره لتحفظ كرامة هذا المكون العراقي المهم.
أما الحل وبقدر ما يتعلق الامر بحقوقنا، فانه لا يكمن ضمن الاجتماعات الدورية الحزبية التي تعقد هنا وهناك، وانما يكمن في تغيير ألية طرح الاولوية ضمن المطاليب المشروعة داخل الوطن من خلال الاستعانة بدور النخب الاكاديمية والعلمية والثقافية لابناء شعبنا ضمن بلدان الغرب، بسبب قربها من مصادر القرارات الدولية وتاثيرات الاخيرة على الانظمة السياسية في بلدان الشرق الاوسط. وان مصدر الخلل هذا، يكمن في اصرار الاغلبية من القيادات الحزبية على وجوب تحزيب المطاليب المشروعة لتتفق مع أجندات خارجية بدلا من توسيع افاقها وربطها بالتطورات والمستجدات السياسية التي طرأت وتطرا بانتظام في بلدان الشرق الاوسط والعالم كله.
حيث بدلا من الاسراع في توحيد الكلمة وتوحيد مفردات الخطاب السياسي للنخبة السياسية ليتفق ومتطلبات المرحلة والعصر بالاضافة الى وجوب الاستفادة من قدراتنا الفكرية والسياسية المتزايدة في الاغتراب، نراهم وقد حولوا الخلاف على "التسمية"، أو مسألة الانتماء الى المركز أو الاقليم أو غيرها من السجالات العقيمة على راس اولويات اجتماعاتهم الحزبية. أما الامر الاهم باعتقادي فانه يكمن ضمن الاجواء السياسية الوطنية والدولية الملائمة لرفع سقف المطاليب في سهل نينوى قبل أتضاح ملامح خارطة العراق الجديد والانتظار قرن أخر!!!




بعد أكثر من عامين من الانتظار لتحقيق حلم شعبنا بتحرير مناطقه التاريخية في سهل نينوى، إنطلقت فجر اليوم، الاثنين 17 تشرين الأول 2016، العملية العسكرية الكبيرة لتحرير مدينة الموصل وأطرافها.
ونحن في قوات سهل نينوى إذ نحيي قوات البيشمركة والقوات العراقية وقوات التحالف الدولي بإنطلاق عمليات التحرير وقواتنا NPF التابعة لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري والتي لها شرف المشاركة في هذه العمليات حتى تحرير كافة أراضي شعبنا المغتصبة من قبل عصابات داعش الإرهابية، نؤكد لأبناء شعبنا ونطمأنهم أننا على العهد باقون الذي قطعناه على أنفسنا بمواصلة القتال حتى تحرير كافة قرى وبلدات شعبنا في سهل نينوى ومدينة الموصل جنباً الى جنب القوات الحليفة المشاركة في عمليات التحرير.

191
حق تقرير مصير شعبنا قاب قوسين أو أدنى
أوشـــانا نيســـان
" قانون حق تقرير المصير وحماية المسيحيين العراقيين من الانقراض"، كان جوهرالحملة التي أطلقتها شبكة حقوق الانسان في الشرق الاوسط تحت عنوان "نصرة مسيحيي العراق والموصل"  بتاريخ 3 أب المنصرم. الشبكة تضم 56 منظمة حقوق إنسان ومجتمع مدني ومقرها في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان. الحملة هذه مثلما ستنجح لامحالة  في افشال مؤامرات المنظمات الارهابية ومخططاتها الدموية في تفريغ الشرق مهد المسيح من مسيحييه، ستنجح في تعزيز جهونا القومية في تقرير مصير شعبنا في سهل نينوى!!
وفي خضم التهديدات الارهابية المهيمنة على رؤوس أبناء شعبنا داخل الوطن منذ أكثر من عامين، بدأت بشائرالنصر الناجز تلوح في الافق فجأة، ولاسيما بعدما أحتلت قضية سهل نينوى ومستقبل الشعوب والمكونات العرقية غير العربية وغير الكوردية وعلى رأسها مستقبل وحقوق الشعب الكلداني السرياني الاشوري "المسيحي" والايزيدي في المنطقة، أحتلت الاولوية ضمن تصريحات القيادات السياسية العراقية في كل من بغداد وأربيل والدول الغربية وتحديدا ضمن السياسة الأولوية لفريق السياسة الخارجية الامريكية. علما ان أمريكا في طريقها لانتخاب رئيس جديد في البيت الابيض نوفمبر القادم والمرشح الرئاسي الامريكي وتحديدا هيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي الحاكم يعوزها الكثير لتحسين سجل سلفها الرئيس باراك اوباما في بلدان الشرق الاوسط ولاسيما ما يتعلق بمسيحيي الشرق.

وفي قراءة متأنية لخلفية الاهتمامات الاقليمية والصحوة المفاجئة للضمير العالمي أزاء ما جرى ويجري من الانتهكات الدموية المنتظمة ونهج الارهاب والتهجير ضد وجود ومستقبل المكونات العرقية غير المسلمة وتحديدا مسيحيي الشرق والايزيدين، يتضح لنا أن تطورات المشهد السياسي الذي خلقته الاستراتيجية المتبعة للولايات المتحدة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط عموما وفي العراق وسوريا على وجه الخصوص، بهدف اعادة صياغة الخارطة السياسية لبلدان الشرق الاوسط، على وشك أيقاظ جذوة الامل من جديد في نفس كل مواطن من مواطني شعبنا المضطهد، بعدما خبت سراجها المشتعل أثرالجرائم الدموية والوحشية لمسلحي ما يسمى بتنظيم "داعش" الارهابي خلال السنوات الثلاث الاخيرة في العراق لربما بعدما أدار الغرب ظهره لمسيحي الشرق تماما.
حيث طبقا للفقرة (10) من القرارات العشرة التي اتخذها الكونغرس الامريكي ضمن القرار المرقم 152 بتاريخ 9 سبتمبر 2016وبموافقة مجلس الشيوخ الامريكي، فأنه " يجب على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أن يلتزمان بتقديم الدعم للحكومة العراقية في تنفيذ قرار استحداث محافظة سهل نينوى وفقا لقرار مجلس الوزراء للحكومة العراقية الصادر بتاريخ 21 كانون الثاني 2014، ودعم الادارة المحلية الجديدة لتحقيق كامل امكانياتها بما يتفق مع المعايير القانونية لتقرير المصير من قبل شعوبها الاصلية، انتهى الاقتباس.
هذا وجاء في الفقرة (3) من نفس القرار" ان المجتمعات العراقية للسكان الاصليين من سهل نينوى- الاشوريين الكلدانيين السريانيين المسيحيين، والايزيدين وغيرهم – لديهم الحق في الامن وتقرير المصير داخل الهيكل الاتحادي لجمهورية العراق، انتهى الاقتباس.
أما الفقرة(9) من القرار المذكور أعلاه فقد ورد فيها" يجب على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أن يعملوا مع الحكومات الوطنية والاقليمية لجمهورية العراق بما في ذلك حكومة اقليم كوردستان، لانشاء سهل نينوى واعتبارها منطقة غير متنازع عليها ويتم تمثيلها سياسيا من قبل الشعوب والمجتمعات الاصلية للمنطقة، انتهى الاقتباس.


خلفيات قرار الكونغرس الامريكي

لو رجعنا قليلا الى الوراء وتحديدا الاعوام الخمسة التي تلت أنهيار المنظومة الشيوعية التابعة لما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي السابق عام 1991، لظهر لنا كيف نجحت الدبلوماسية الامريكية باعتبارها زعيمة العالم والاتحاد الاوروبي وروسيا، على اجبار زعماء صربيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك التوقيع على اتفاقية السلام عام 1995. هذه الاتفاقية التي نجحت بحق في أنهاء النزاعات العرقية والصراعات المذهبية أو ما سمي بالحرب الاهلية بين المسيحيين والمسلمين في يوغسلافيا السابقة. أذ بناء على الافاق التي فتحتها هذه التجربة الامريكية في أوروبا ودور الدبلوماسية الامريكية في تصعيد المشهد السياسي العراقي أو حتى تهدئته في العراق الجديد يمكن القول:
حان الوقت لجميع القيادات الحزبية، الزعامات الكنسية بجميع مذاهبها والمنظمات المدنية والثقافية والاكاديمية التابعة لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن وفي الاغتراب، على وجوب تصعيد جميع الجهود الوحدوية "الحقيقية" ووضع ملف الخلافات هذا ان وجدت الخلافات جانبا ولو مرة في سبيل ترسيخ مطلب حق تقرير مصير شعبنا داخل الهيكل الاتحادي لجمهورية العراق وفي سهل نينوى، على رأس أولويات البنود المزنرة على صدر أجندة حقوقنا القومية الوطنية ضمن العراق الجديد عراق ما بعد الدكتاتورية قبل فوات الاوان!!
حيث يجب على القيادي بغض النظر عن انتماءه الحزبي أو الايديولوجي قبل المثقف العضوي أو الاكاديمي ان يعرفا جيدا، أن الفرصة هذه انتظرناها مائة عام وهل يعقل أن ننتظرها مائة عام أخرى وشعبنا في طريقه الى الانقراض والهجرة نحو الغرب؟؟
اذ يؤكد الكل بما فيه الكونغرس الامريكي والمجتمعات الدولية باسرها، أن عدد مسيحي العراق قبل سقوط الطاغية عام 2003 كان يتجاوز المليون ونصف المليون، وتضاءل العدد اليوم الى اقل من ثلاثة مائة وخمسون ألف. هذا من جهة ومن الجهة الثانية فان المادة(125) من الدستور العراقي الجديد تضمن علنا " الحقوق الادارية، والسياسية، والثقافية، والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والاشوريين، وسائر المكونات الاخرى"، فلماذا يجب على قياداتنا ان تتردد في المطالبة بحقوقها المشروعة على أرض اباءها واجدادها وعلى مشارف عاصمة الامبراطورية الاشورية نينوى؟


 

192

خلافهم على المكونات العرقية أم على المناطق المتنازع عليها!!
أوشـــانا نيســــان

" إدارة مناطق الأقليّات ( يقصد بها المناطق المتنازع عليها ضمن المادة 140 من الدستور العراقي الجديد) ستفتح أبواباً جديدة للصراع بعد هزيمة داعش"، يقول المتخصص في شؤون الاقليات العراقية ورئيس قسم البحوث في كليّة العلوم السياسيّة في جامعة المستنصريةالاكاديمي والصحافي سعد سلوم في حديث مع المونيتورنشرعلى صدر صفحة عنكاوا الاليكترونية بتاريخ 15 أب 2016.

الواضح أن مسألة الصراع على أدارة المناطق المتنازع عليها أوالحاق المناطق الشمولة بالمادة 140 ضمن الدستور العراقي الجديد بالعاصمة الاتحادية في بغداد أوالحديث عن ربطها بالاقليم الكوردستاني ستضع مصداقية القيادات السياسية العراقية بجميع مشاربها السياسية والعرقية في عراق ما بعد الطاغية صدام حسين على المحك. لآن العارف بخلفيات تشكيل الدولة العراقية عام 1921ونهج الاستعمار البريطاني من وراء تاسيسها يعرف جيدا، أن حرص الاستعمار البريطاني على تحديد سلطته الاستعمارية وفق تخوم ومصادر الثروات الطبيعية وعلى راسها ابارالنفط ضمن المناطق التي سميت اليوم بالمناطق المتنازع عليها سبقت حقيقة الوجود وحقوق المكونات العرقية العراقية بما فيها حقوق الاكثرية الشيعية في العراق قبل تاسيسه. بمعنى أخر، أن الانكليز نجحوا في تحويل هذه المناطق الغنية بالثروات النفطية وعلى راسها مدينتي موصل وكركوك الى قنبلة موقوتة قد تنفجر في كل لحظة، ولكن النظام المركزي العراقي والسني بأمتياز نجح في تاجيل الانفجار بسبب مصالحه واعتماده لغة النار والحديد واعمال منطق كسر العظام مع المعارضة العراقية خلال عقود مضت.

اليوم ورغم مرور أكثر من 13 عام على انهيار البنيّة التحتية للنظام المركزي في بغداد وصدور نص الدستور العراقي المستفتي عليه من قبل جميع الشعوب العراقية بتاريخ 15/10/2005 حول ما يسمى بالمناطق التنازع عليها ورغم ما جاء ضمن المادة (140) الفقرة الثانية: المسؤولية الملقاة على السلطة التنفيذية في الحكومة الانتقالية والمنصوص عليها في المادة (58) من قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية تمتد وتستمر إلى السلطة التنفيذية المنتخبة بموجب هذا الدستورعلى ان تنجز كاملة (التطبيع، الاحصاء وتنتهي باستفتاء في كركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها لتحديد إرادة مواطنيها) في مدة اقصاها الحادي والثلاثون من شهر كانون الاول سنة الفين وسبعة"، انتهى الاقتباس، رغم مرور 13 عاما من الفوضى السياسية والامنية في العراق، لم يجرلا التطبيع ولا الاحصاء ولا أي أستفتاء للرأي العام الجماهيري لا في كركوك ولا في اي منطقة من هذه المناطق المتنازع عليها للاسف الشديد.

ألامر الذي أن دل على شئ فأنه يدل بلا شك على أن القيادات السياسية في العراق الجديد أو ما سميت بالمعارضة العراقية لم تأت بمشروع سياسي وطني متكامل ومتفق عليه من قبل جميع المكونات والاعراق العرقية العراقية الاصيلة قبل اسقاط النظام المركزي في بغداد عام 2003، عليه سيكون من السهل على أعداء الديمقراطية والعدالة والمساواة في العراق بالاضافة الى مؤامرات دول الجواروالغرب في تحويل مسألة المناطق التنازع عليها اصلا الى بؤرمن التوتر والصراعات والنزاعات الحدودية بين المركز والاقليم هذه المرة من جديد.

أوراق الحل!!
كثيرا ما نسمع هذه الايام رغم جرائم ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام وتحديدا ضمن المناطق المتنازع عليها في سهل نينوى وكركوك ورغم موجات النزوح المليونية داخل العراق وخارجه، فأن حديث الحدود بين سلطة الاقليم الكوردستاني وسلطة المركز هو الخبر الساخن !! أي أن أجندة الانتماءات غير العربية وغير الكوردية وحقوقها الوطنية والانسانية ضمن هذه المناطق المتنازع عليها حولّت للاسف الشديد الى قضية وطنية معقدة قد يصعب حلها وفق المطروح، تماما كما وصفها ممثّل المؤسّسة الأميريّة للإيزيديّين الأمير برين تحسين بك لـ"المونيتور": "حينما نتحدّث مع ممثّلي الحكومة الإتحاديّة أو ممثّلي حكومة إقليم كردستان، نواجه خطاباً يسعى إلى إدخالنا في لعبة معنا أو ضدّنا، إذ لا تبدو الجديّة لدى النخب السياسيّة الكرديّة أو العربيّة في التّعامل مع الإبادة الّتي حلّت بالإيزيديّين، إلاّ من خلال سؤال: هل ستكون مناطقكم ضمن سلطة الحكومة الإتحاديّة أم ضمن سلطة الإقليم؟

هذا بقدر ما يتعلق الامر بالايزيدين والكارثة اللانسانية التي حلت بهم وبوجودهم وما يتعلق بأبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى فحدث ولا حرج!! ولاجل الالتفاف على حقوق هذه المكونات العرقية العراقية الاصيلة من جديد وتحديدا الحقوق المشروعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في أدارة شؤونه الادارية الذاتية بنفسه وعلى أرض اباءه واجداده، نسمع طروحات متناقضة واراء مختلفة حول مستقبل الوجود والحقوق. فمثلاً يقال "يمكن بالنّسبة إلى محافظة نينوى إجراء ترتيبات لاستحداث محافظات في كلّ من: سنجار، تلعفر، سهل نينوى، شيخان. أمّا المساحة المتبقّية فيمكن أن تمثّل محافظة نينوى الأصليّة، ومركزها الموصل". بمعنى أخر اشعال نيران التوتروالنزاع بين المكونات العرقية العراقية في المنطقة قد تأخذ لا سمح الله مائة عام اخرى لتنطفئ، لسبب واحد مرده اختلاف الانتماء السياسي والمذهبي بين المكونات التي تسكن المنطقة المذكورة وبالتالي صياغة الحلول وفق مصالح الاكثريتين وليس وفق مصلحة المكونات. أي أن شعار الديمقراطية والعدالة ضمن الخطاب الوطني للعراق الجديد قد تحوله الصراعات المذهبية والمصالح الجهوية الى مجرد شعار فارغ، رغم أن المادة (119) في الدستور العراقي جاء فيها " يحق لكل محافظة أو أكثر، تكوين إقليم بناءًا على طلب بالاستيفاء عليه، يقدم بإحدى طريقتين :

أولاً : - طلب من ثلث الأعضاء في كل مجلس من مجالس المحافظات التي تروم تكوين الإقليم .
ثانياً : - طلب من عشر الناخبين في كل محافظة من المحافظات التي تروم تكوين الإقليم .
بمعنى أخر يحق قانونيا ودستوريا للمكونات العرقية غير العربية وغير الكوردية أن تعد العدة لمرحلة ما بعد داعش، لتقديم جميع الاستعدادات الضرورية في سبيل بناء أقليم يخصهم ويراع حقوقهم القومية والوطنية المشروعة ضمن المناطق المشمولة بالمادة 140.

193

عهدا منّا في يوم الشهيد أن نبقى أوفياء للهدف الذي سقط الشهيد من أجله !!

أوشـــانا نيســـان


"أحزابنا السياسية بحاجة اليوم أكثر من أي يوم مضى الى مرجع قومي معتبر أو مرجعية سياسية وفكرية قادرة على توحيد نسق طاقاتنا وتصحيح مسيرة نضالنا القومي بالشكل الذي يتفق مع ثوابت العصر والمعايير الفكرية والتطور". المقترح أعلاه طرحته خلال لقاء مباشرأجراه مقدم برنامج "الحوار المفتوح" الشماس داديشو بريمو ضمن ( سورويو تي في)  مع البروفيسور مالك ميرزا والدكتور جوزيف من فرنسا وكاتب هذه السطور بمناسبة يوم الشهيد الاشوري يوم الاحد الماضي 7 أب الجاري.
 
تعودنا في مثل هذا اليوم العظيم أن نستذكر بطولات شهدائنا الذين ارتقوا إلى العلا خلال مسيرة نضالنا القومي- الوطني الشاق ومن كافة الفصائل والاحزاب وفي جميع المواقع النضالية داخل الوطن وخارجه وفي السجون وزنزانات التعذيب وحتى في عصر الهجرة المليونية الاخيرة عبرالبحار والمحيطات المحفوفة بالمخاطر والموت الحقيقي.

يتطلع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في يوم الشهيد إلى ضرورة إتمام الوحدة القومية من دون تأخير وذلك من خلال تصعيد لغة الحوار الأخوي الصادق تمثل قمة الوفاء مع دماء الشهداء الأبطال، فهذه الدماء الطاهرة تحثنا على إنهاء هذا الانقسام الذي بدأ ينخر في جسد شعبنا الهزيل ولاسيما بعدما انتقلت عدواه الان لتعصف بهويتنا ووجودنا رغم حاجة الامة الى التوجه نحو توحيد بوصلتنا القومية بهدف تشريع حقوقنا القومية – الوطنية ضمن دستورعراق ديمقراطي فيدرالي متسامح. ومن المنبرهذا دعونا القيادات الحزبية كافة والزعامات الدينية على حد سواء أن يجعلوا من "يوم الشهيد" أي يوم متفق عليه يوما للوحدة وانهاء الانقسام لان دماء الشهداء هي اكبر ما يجمعنا وأجمل وفاء لهذه الدماء الطاهرة والزكية هو السير على نهجهم وتحقيق الهدف الذي سقطوا من اجلها، فهم قدموا أغلى ما يملكون من اجل أن نحيا بحرية وكرامة داخل وطن الاباء والاجداد بحيث أصبح لزاما علينا أن نقطع العهد على أنفسنا جميعا وأن نبقى ما حيينا أوفياء ومخلصين لما خلف شهداءنا من الارث الانساني الذي يعتبرامتدادا لحضارة وادي الرافدين.

وقفة أتحاد الادباء والكتاب السريان في يوم الشهيد
في الوقفة الاستذكارية التي دعا اليها مشكورا "اتحاد الادباء والكتاب السريان"، رفع المحتشدون أمام كنيسة ماريوسف في ناحية عنكاوا صباح يوم الاحد الموافق 7 أب الجاري وفي مقدمتهم المطران مار يوحنا بطرس موشي رئيس اساقفة الموصل وكركوك وكردستان للسريان الكاثوليك، نوزاد هادي محافظ اربيل، بشتوان صادق وزير التربية في حكومة اقليم كردستان وعدد من ممثلي شعبنا في مجلس النواب العراقي وبرلمان اقليم كردستان ورؤساء وممثلي عدد من احزاب شعبنا القومية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والاعلامية والدوائر الحكومية المتواجدة في عنكاوا، رفع المحتشدون نداء صلواتهم استذكارا وحدادا بمناسبة الذكرى (83) لمذبحة سميل ، والذكرى الثانية للتهجير القسري الذي تعرض له ابنا شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الموصل وبلدات سهل نينوى، كما جاء في البيان، في حين غاب رجالات الكنيسة الكاثوليكية (الكلدانية)، أن لم نقل قاطعت الكنيسة الكاثوليكية في العراق وعلى رأسها غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم، هذا اليوم الفاصل رغم حرص غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكوعلى الحضور رسميا والتواجد أعلاميا في معظم المناسبات الوطنية والدينية والحكومية للعرب والاكراد داخل العراق!!

ففي الوقت الذي ينشرغبطته مشكورا رسالة بمناسبة مرور سنتين على مأساة تَهجير ِأهالي الموصل وبلدات سهل نينوى كما جاء في مقدمتها " في الذكرى الثانية لمأساةِ أهالي الموصل (10-17حزيران 2014) وسكانِ بلدات سهل نينوى (ليلة 6/7 آب 2014)" أنتهى الاقتباس،أي أن التاريخ يعيد نفسه بوجوه جديدة و أساليب أكثر دموية هذه المرة في نفس الزمان والمكان أي في سميل الذي رفض غبطته أن يمر ولو مرورالكرام على ذكرعنوان مذبحة سميل الدموية. ثم يضيف غبطة البطريرك في رسالته المذكورة أعلاه " يعودُ إلى الأذهان حرفُ النون (ن) الذي وَسَم به المُضطـَهـِدون بيوت المسيحيين في الموصل وغيرها ليكون رمزاً يُشير إلى هويّتهم الدينية، وإذا ما تأملنا في النون (نونا السريانية) السمكة،  وكيف استخدم المسيحيون المُضطـَهَدون كلمة (ichthus اليونانية–  السمكة) ايام الكنيسة الأولى في دياميس روما، للدلالة على بعضهم البعض لان الحروف الاُوَل تعبر عن شهادة إيمانِهم بالمسيح، وكيف انعكست الآية اليوم، قد نجد في عودة النون بهذه القُوّة بعد ألفي عامٍ تقريباً، مقاربةً ليست من قبيل الصدفة البحتة، بل علامةً من علاماتِ الأزمنة،  ودرساً جديراً بالاْهتمام والتأمل".  في حين يرفض غبطة البطريرك أن يذكر أن حرف النون(ن) يعيد الى اذهان ابناء الشعب الاشوري لربما نفس العلامة الذي وسم به جلاديي الحلف غير المقدس بين العنصرين العرب والاقطاعيين الاكراد جميع بيوت الاشوريين في سهل نينوى أب 1933، لتسهيل مهمة الذبح والقتل.
صحيح أن بشاعة الجرائم الدموية واللانسانية التي اقترفتها القيادة العسكرية للجيش العراقي وعلى راسها بكر صدقي وجل العشائر العربية والكوردية المتواطئة معه، لم تفلح للاسف الشديد في ايقاظ الضمير الجمعي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ولكنها نجحت في وضع الحجر الاساسي لظهور أول إتفاقية دولية لمنع ومعاقبة مرتكبي جريمة الإبادة الجماعية التي صادقت عليها الامم المتحدة في 9/12/1948، أستنادا الى الدراسة أوالبحث القانوني المفصل الذي قدمه المحامي اليهودي البولوني رافائيل ليمكين بعد تاثره الكبير بالمأساة الاشورية في العراق.
وفي ختام رسالته يقترح غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكوجملة من الأفكار العملية لمرحلة ما بعد داعش. حيث ورد في مقدمتها " دعوة العراقيين الى التفكير الموضوعي والتعاطي بعقلانيّة بعيدة عن الثأريّة، ومراجعة حقيقية للواقع المقلق لمنع الانجرار إلى مزيد من الدماء والخراب ". هذه الدعوة التي كان يفترض بها أن تكون رسالة سلام ومحبة تدعوا الى الوحدة بين مختلف تسمياتنا القومية لنكف عن نبش التاريخ لنعثرعلى كل ما يفرقنا بدلا من المراهنة على ايجاد القواسم المشتركة التي تجمعنا وما اكثرها.
حيث يفترض بجميع زعماء الكنائس المسيحية في الشرق ولاسيما بعد استفحال جرائم ما يسمى بعصابات الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش"، أن يستمروا في البحث عن كل ما يجمعنا قبل ان ينجح الارهاب التكفيري السلفي أن يفرغ بلدان الشرق الاوسط من مسيحييه. حيث سمعت عددا من النازحين وهم يسردون تفاصيل تعرض بناتهم ونساءهم للاغتصاب على يد جيرانهم من المسلمين، أولئك الذين تحولوا في ليلة وضحاها الى دواعش سرقوا بيوت المسيحيين معتبرين اياها غنائم الدولة الاسلامية داعش رغم القرون الطويلة التي عاشوها في مدينة الموصل جنبا الى جنب. السيناريو الدموي المؤلم الذي زرعته عصابات داعش ضد عموم أبناء شعبنا في مدينة موصل وضواحيها منذ 7 أب 2014 ولحد الان، أعاد الى الاذهان من جديد المذابح الدموية والمجازر الوحشية التي اقترفها دواعش الامس في قصبة سميل وضواحيها ضد أبناء شعبنا الاشوري "المسيحي" قبل 83 عام.
وفي الختام علينا جميعا أن نصحوا قبل فوات الاوان ونتحلى بروح المسؤولية الكاملة لنتجاوز كل ما يفرق بين أبناء الشعب الواحد. حيث يذكرنا التاريخ كيف تم ترسيخ دعائم خارطة العراق الحالي وفق خطة أستعمارية متقنة لتتناسب ومصالح فئة عربية سنيّة بالضد من طموحات الاكثرية الشيعية وبقية الشعوب العراقية قبل 95 عام. من هنا تقتضي الضرورة أن لا نتوجه الى الذين قال الله فيهم "لهم قلوب لا يعقلون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها"، في الوقت الذي يسعى كل مواطن غيور من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على حث زعماء الامة بشقيها الديني والدنيوي على الوحدة نعم الوحدة بعدما بات معلوما للجميع أنه لا سبيل لمسيحيي بلدان الشرق الاوسط وتحديدا في العراق الجديد من دون توحيد الكلمة ورص صفوفنا القومية في سبيل مواجهة جميع التحديات فيما لو قررنا البقاء في العراق والتشبث بارض الاباء والاجداد.
 

194

لنتوقف عن تحويل صندوق التبرعات الى بضاعة رخيصة !!
أوشـــانا نيســـان
فكرة "صندوق دعم سهل نينوى" ذكرتني برواية طريفة ونادرة دارت احداثها في مدينة أورمية الايرانية قبل أكثر من 42 عام. أتذكر وأنا طالب في كلية الاداب/ جامعة بغداد صيف عام 1974، حين تفاقمت الاوضاع السياسية بعد اتفاقية اذار 1974 ودارت رحى حرب طاحنة بين الاقليم بقيادة البارزاني وبغداد تحت زعامة الطاغية صدام حسين.  الامر الذي دفعني للتفكيرجديا في ترك الجامعة والالتحاق بأهلي وأقابي باسرع وقت، لاسيما بعدما سمعت أنهم هاجروا وتركوا بلداتهم في قصبة هاوديان وديانا وتوجهوا ليلا صوب الحدود الايرانية. بدأت في التخطيط لعملية الهروب من بغداد والالتحاق بأهلي قبل دخولهم مملكة محمد رضا بهلوي الذي حكم ايران قبل قيام الدولة الاسلامية عام 1979. بعد وصولي مدينة أربيل أنطلقنا أنا وزميل من زملائي في الجامعة شرقا نحو حاج عمران مشيا على الاقدام ومن هناك التحقت بأهلي وهم في منطقة جبلية أمنة قبل دخولهم الحدود الايرانية. في ايران وتحديدا في مدينة اورميا أو رضائية الحالية كلما ضاقت بنا الدنيا واشتدت الازمات باللاجئيين الذي تحولوا الى قطيع من البؤساء تحولت البارات موطنا بالنسبة لاولئك الذين يتعاطون الكحول رغم غلاءه الفاحش. بعد فترة أصبحنا في حيرة من أمررواد البار وسألناهم من أين لكم الاموال لتشربوا كل مساء نخب هزيمتكم وجنون هذا العصر. فأجابوا والابتسامة لا تفارق شفاههم:
لحسن حظنا صاحب المحل هو اشوري وقومي حد النخاع مستعد أن يضحي بكل ما يملك من أجل شعبه ووطنه!! لذلك يصّر كل مساء على استضافتنا وتقديم كل ما يملكه في المحل من المشروبات مجانا، معتقدا أننا جزءا من القوات الاشورية التي تشدد الخناق على أبواب نينوى حسب قوله ولم يبق لهم الا أيام معدودة وتدخل اسوارالمدينة وتحررأخر شبر من أرض نينوى من ربق الاعداء، بأعتبارها عاصمة امبراطوريتنا القديمة، رغم بعد مدينة"أورميا" مئات الكيلومترات عن مدينة نينوى العراقية.
تذكرت الرواية أعلاه وأنا أتابع بالامس قراءة مضمون الخبر المنشورعلى صدر موقع عنكاوا الالكتروني مفاده،" الاعلان عن أطلاق" صندوق دعم سهل نينوى" في شيكاغو هذه المرة وليس في نينوى أو حتى أورميا كما يفترض. علما أن الخبرهذا أكد لي وللاسف الشديد أننا لم نتطوربعد ولم نفارق مربع دولة الفرد رغم مرور أكثر من 42 عام، ورغم الفرص السياسية المتاحة هذه الايام أمام قياداتنا الحزبية والسياسية لتحقيق أجندة حقوقنا القومية بالاتكاء على المستجدات والحقائق المدرجة أناه:

- المطلع على خلفية التعقيدات السياسية بين بغداد وأربيل يعرف جيدا، أنه خلال السنتين الاخيرتين تم تشكيل أربع فصائل عسكرية في الاقليم من قبل أحزابنا السياسية وأخرها هو الفصيل التابع للحركة الديمقراطية الاشورية، طبعا من حيث الوجود. في حين يبدوا حظ هذه القوة المدللة انها القوة الوحيدة التي تستحق دعم الشعب وتبرعاته، باعتباره طبقا لآجندة مسؤولي الصندوق هوالفصيل الوحيد الذي يضع مسالة تحرير سهل نينوى أولوية ويقاتل ليل نهارعلى جبهات النضال والتحرير لوحده!! علما أن قوة حماية سهل نينوى/ أن. بي.أف  NPF
 كانت القوة الوحيدة في بلدة تللسقف وتصدت بشراسة لهجوم داعش في الثالث من مايو المنصرم وشاركت قوات البيشمركة في تمشيط البلدة من الالغام والمتفجرات التي زرعتها جحافل داعش الارهابي في البلدة.
- يجب وقف هذا النهج الابتزازي"الامريكي" الخطير والذي حولته حفنة من المتحزبين والعشائريين الى سيف بتار لتمزيق نسيج شعبنا وتفتيت حدة قوانا السياسية والحزبية أولا، ثم التوجه وفق مخطط مسبق ومتكامل في سبيل شل قدرة قواتنا العسكرية التي شكلت أساسا لآجل تحرير سهل نينوى وقصباته ثانيا. وألا لماذا يتم دعم فصيل معين وتهميش بقية الفصائل العسكرية الاخرى لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري رغم تواجدها في السهل!!
- لماذا يجب تسهيل مهمة أن لم نقل شرعنة طروحات بعض قياداتنا الحزبية وعلى رأسها القيادات الحزبية التقليدية وجهودها في تفتيت وحدتنا القومية وحصرها في طور التمني لاكثر من 30 سنة. كل ذلك من خلال دعم قيادة حزبية لها اجندات أجنبية وعلى حساب قيادات اخرى معروفة باجنداتها القومية والوطنية. علما أن مجرد دعم وتشجيع قوة أو قيادة معينة لاسباب غير قومية وغيرايديولوجيا، يعني بكل بساطة تشجيع وترسيخ نهج التفرقة والانشقاق وغلق ملف الوحدة نهائيا.
- يفترض بالمشرفين والمسؤولين عن صندوق دعم سهل نينوى في الولايات المتحدة الامريكية، أن  يرفعوا القطن من أذانهم ليسمعوا نداء الوحدة جيدا ويسارعوا قبل فوات الاوان في عملية تصحيح المسيرة وترتيب بيتنا القومي من الداخل ولو مرة. ولماذا لا نفكر في جعل استراتيجية " صندوق دعم سهل نينوى" وغيرها من حملات الدعم وجمع التبرعات في كل بقعة من بقاع العالم نهجا جديدا أو ألية جديدة لتشديد مشروع التضامن والتوحيد بدلا من المضي قدما في حصرنهج التبرعات مجرد سلاح فعال في ترسيخ ما تبقى من ثقافة التفرقة والطائفية أو العشائرية كما جرى ويجري في شيكاغو منذ عقود ؟؟
- الكل يتحدث عن سهل نينوى ومستقبل سهل نينوى بعد تحريرها من قوات داعش الارهابية والدموية، ولكن نادرا ما نسمع عن مخطط موحد لقياداتنا الحزبية بأستثناء التصريح الجرئ للسكرتير العام لحزب بيت نهرين الديمقراطي في لقاء مباشرله مع فضائية "رووداو" بتاريخ 21 تموز الجاري حين أكد علنا على أن:
" مناطق سهل نينوى يجب أن تدار من قبل شعبنا والمكونات المتعايشة معه في مرحلة مابعد داعش وان نعمل معا من اجل ان لا تتكرر محاولات تغيير ديمغرافية هذه المناطق كما كان سابقا قبل مجئ العدو البربري وان يشارك ابناؤها بتحديد وبناء مستقبلها معا".
ومن الواقع هذا يجب أن نطرح التساؤل الاتي لكل من له أذنان للسمع:
هل يفترض بالمسؤولين عن صندوق دعم سهل نينوى أن يقطعوا كل الدعم والتبرعات عن القوات العسكرية التابعة لهذا الحزب أو غيره من احزابنا المدافعة عن وجود شعبنا في سهل نينوى وفق أجندات حزبية أوشخصية أوحتى عشائرية رغم اسقاطات هذا الرفض على معنويات مقاتلينا ؟؟




195
البطريركان ماركيوركيس ومارساكو يملأن الفراغ السياسي في الوطن
أوشـــانا نيســـان
بعد مجرد يوم واحد من موافقه لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو)، في اجتماعها يوم الاحد بتاريخ 17 تموز 2016 في مدينة اسطنبول، على ادراج الاهوار والمناطق الاثرية بأعتبارها مهد الحضارة السومرية في جنوب العراق ضمن لائحة التراث العالمي، هنأ قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا بطريرك كنيسة المشرق الاشورية الشعب العراقي قبل السياسين العراقيين والقوميين والوطنيين وحتى الاسلاميين المعنيين أصلا بتراث الشعوب العراقية العريقة. حيث أكد قداسته أن " أراضي العراق عامة وبكافة مواقعها هي قطعة أثرية قديمة ذات حضارة تاريخية انسانية تجسدها القطع الاثرية الثمينة التي تحويها اشهرالمتاحف في العالم". علما أن الرسالة هذه وجهها بعد أقل من اسبوع من بعد عودته من رحلة علاج في الخارج.
ولم يتأخرغبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل على الكلدان بدوره بعد مرور مجرد ثلاثة ايام على الموافقة أن يتقدم بأطيب التهاني وأصدق التمنيات الى الشعب العراقي بمناسبة ضم الاهوار ومواقع أور الكلدانيين واريدو وأوروك الى لائحة التراث العالمي من قبل منظمة يونسكو، كما جاء في مضمون رسالته المنشورة على صفحة عنكاوا الاليكترونية بتاريخ 21 تموز الجاري. حيث أعتبر غبطة البطريرك "هذه المواقع الاثرية ثروة سياحية تفوق ثروة النفط"، فيما لو تم أستغلالها بالشكل الصحيح. في الوقت الذي ناشد الحكومة العراقية والمواطنين في ضرورة الحفاظ على جميع المواقع الاثرية المنتشرة طول البلاد وعرضه ووجوب الابقاء على أسمائها التاريخية وعدم تغييرها.
الامر الاهم وراء اعادة نشر رسالة البطريركين هو غياب دور واهتمام رجالات الحركة الوطنية العراقية وزعماءها التقليدين بتاريخ وحضارة العراق القديم رغم اعتبارها شواهد ومعالم أقدم حضارة انسانية وجدت على سطح المعمورة قبل أكثر من ستة الاف سنة. وأن سبب اللامبالاة باعتقادي عائد الى أعتبارات عدة وفي مقدمتها، العلاقة السلبية بين الهوية والتراث بقدر ما يتعلق الامر بايديولوجيات مستحدثة ضمن أجندة القيادات السياسية القومية العربية أولا ثم الاسلامية في العراق الجديد/ عراق ما بعد الطاغية ثانيا. أما بقدر ما يتعلق الامر بقياداتنا الحزبية والسياسية فأن قرارالاعتراف مرّ مرور الكرام رغم أهميته القانونية والدولية لآنه لم يرتق الى مستوى البنود وأهمية الفقرات المزنرة على اجنداتهم الحزبية للاسف الشديد !!
مراجعة نقدية لثقافتنا السياسية والقومية !!
تعودت الاكثرية من قياداتنا الحزبية أن تنساق وراء الشعارات السياسية البراقة قبل دراسة أسقاطاتها السلبية على واقعنا السياسي ووجودنا القومي المتذبذب داخل الوطن. حيث تعود القيادي"الحزبي" ولاسيما القيادي الزائر لبلدان الغرب والمنافي أن يتحدث مطولا بلغة تنتمي الى عصر العولمة وعلى راسها  شعار فصل الدين عن السياسة وغيرها من المصطلحات السياسية التي أنتجتها ديمقراطيات الغرب. علما أن الشعارهذا ولد أساسا ضمن مخاضات الثورة الفرنسية عام 1789 بهدف فصل دور رجالات الدين عن الدولة ومؤسساتها وليس أبعادهم عن السياسة كما يذكر!!
أذ لو رجعنا الى مضمون مقال اليوم لبات من الضروري تسجيل أيجابيات مشاركة رجالات ديننا المسيحي ضمن الحراك السياسي تحديدا بعد ضمور دور العديد من قياداتنا السياسية"الحزبية"، في وقت باتت منظمات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري يعوزها ربيع أشوري بأمتيازاليوم قبل الغد!! ولاسيما بعد أنحراف العديد من قياداتنا الحزبية عن مسارها القومي - الوطني على حساب مصالحها الفردية والشخصية.
صحيح أن مثلث الرحمات قداسة البطريرك مار دنخا الرابع حرّم على رجالات كنيسة المشرق الاشورية قبل رحيله بعقود من دخول الساحات السياسية والانظمام الى الاحزاب وضرورة تركها للسياسين وحدهم، ولكن هذا لايعني باي شكل من الاشكال محو دور بطريرك كنيسة المشرق الاشورية كزعيم ديني ودنيوي خلال مئات السنين بجّرة قلم أو مجرد قرار، لاسيما بعد أشتداد تعلق رجالات الدين وعلماني كنائسنا بحقوق أبناء شعبنا المضطهد بعدما تكالبت المصائب والكوارث على وجود وهوية أبناء شعبنا الابي، في وقت بات يتراجع فيه  حماس العديد من القياديين"المتحزبين" ويخبو حماسهم أمام بريق كرسي السلطة المنقوصة!!
علما ان الملاحظة هذه اكتشفتها شخصيا خلال وجودي في المهجر لعقود من الزمن. حيث أتذكرأنني كنت ادخل الكنيسة داخل الوطن لربما مرة أو مرتان في العام كله، في حين كان موقعي في المقاعد الامامية لكنيستنا كنيسة المشرق الاشورية في مدينة من مدن السويد في كل يوم السبت أو يوم الاحد من الاسبوع. هذا وبالاضافة الى الحقيقة المرة التي تؤكد هجرة الاكثرية من أبناء شعبنا الى دول الاغتراب وتحديدا بعد اشتداد الهجرة أثر الاعتداءات والجرائم الوحشية التي مارستها وتمارسها عصابات داعش الارهابية ضد وجود وهوية أبناء شعبنا داخل الوطن منذ أحتلالها لمدينة موصل منتصف عام 2014 ولحد الان.
 
ومن الواقع هذا يجب الاعتراف، ان لكل شعب ظروفه الموضوعية الخاصة ومبرراته المشروعة ليتجاوز أزماته. أذ لو  تم فصل العلمانين من كنائسنا في الاغتراب لفرغت مقاعد كنائسنا في دول الغرب تماما. أو حتى العكس، أذ لوتم عزل دور رجالات الدين وقدراتهم المشجعة اصلا لنضال شعبنا المضطهد ورسالة قداسة البطريرك نموذجا لازداد الوضع سوءا وتهاوت خطوط الدفاع ضد الانكسار ومتلازماته.
لان شعبنا ليس له كيان سياسي مستقل ليحرّم رجالات دينه من دخول مؤسسات دولته المستقلة على ارض الاباء والاجداد. وشعبنا بحاجة لكل أرادة خيّرة أو قوة ذاتية ايجابية بامكانها تحريك واقع ومسيرة نضال شعبنا نحو الابداع والتطور ليتجاوز جميع أزماته  الذاتية والموضوعية ويتسنى له المطالبة بشعارالحكم الذاتي أو المحافظة أو أي شئ من هذا القبيل في سهل نينوى على سبيل المثال.

 






196
مسيحو الشرق وخارطة الدم الامريكية على منهاج داعش!!
أوشـــانا نيســـان
كل الدماء التي سالت وتسيل ليل نهار في مدن العراق وقصباته وسوريا ولبنان والاعراض المسيحية والايزيدية التي هتكت وتهتك بالجملة تحت رايات الاسلام السياسي، لم تفلح في ايقاظ ضمير العالم الغربي "المسيحي" المتاجر بالديمقراطية وعلى راسه زعيمة العالم الولايات المتحدة الامريكية مثلما نجحت صواريخ المقاتلة التركية التي اسقطت الطائرة الروسية يوم الثلاثاء المصادف 24 نوفمبر 2015. لآن الحادثة وقعت في عهد القيصر الروسي الجديد فلاديمير بوتين وجهوده اللامتناهية في سبيل استعادة دور روسيا كقوة عظمى من جديد بعدما أكتوت بنيران التطرف الاسلامي والارهابي في الشيشان وبين تركيا التي يفكر رئيسها أردوغان جديا في أحياء الخلافة الاسلامية من خلال شوقه الزائد في الانخراط عمليا ضمن المخطط الامريكي ودوره في مد وتوجيه المنظمات الاسلامية الارهابية التي زرعت في معظم بلدان الشرق الاوسط. 
حيث الواضح أن ظاهرة الاسلام السياسي المتنامي والحرب على التطرف وعلى رأسه  تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" بالاضافة الى موجات الهجرة غير الشرعية الى السواحل الشرقية للاتحاد الاوروبي منذ ربيع هذا العام، كلها باعتقادي هي فقرات رئيسية بامتياز ضمن منظومة صناعة السياسة الخارجية ألامريكية. لآن الهدف الاستراتيجي الطويل الامد لزعيمة العالم ومصالحها في بلدان الشرق، مثلما هو تغيير خارطة الشرق الاوسط بالقدر نفسه وجد المخطط في سبيل تفكيك وحدة الاتحاد الاوروبي وغلق هذا الملف المقلق لها اليوم قبل الغد.
حيث يعرف القاصي والداني أن مجرد تنامي أتحاد أوروبي قوي ومتماسك اقتصاديا وتقنيا على مرمى البلدان العربية والاسلامية في الشرق الاوسط وتحديدا بالقرب من الحدود الشرقية لكل من السعودية، دول الخليج وتركيا، من شأن هذا الاتحاد الاقتصادي والتكنيكي المتنامي بقوة أن يفلح مستقبلا في طي ملف التبادل التجاري والصناعي مع الولايات المتحدة الامريكية بسبب بعدها الجغرافي رغم حرصها على اعتبارنفسها صاحبة اكبر اقتصاد في العالم. لذلك يفترض بالعقول الامريكية النيّرة والتابعة للبيت الابيض الامريكي أن تلجأ الى كل ما من شانه تعقيد مسيرة الاتحاد الاوروبي وتفكيك وحدته ليتحول مثله مثل السبحة التي انقطعت وتناثرت حباتها على الارض. علما ان عملية التفكيك بدأت عمليا بتاريخ 23 حزيران المنصرم بعد الاعلان رسميا عن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بأعتبار بريطانيا الحليف التاريخي لامريكا.

اعادة هيكلة استراتيجية أمريكا في العالم
المتابع للتطورات السياسية والمستجدات العسكرية التي جرت وتجري على قدم وساق في جميع بلدان الشرق الاوسط ولاسيما بعد أحتلال الولايات المتحدة الامريكية للعراق واسقاط طاغية بغداد عام 2003 الى جانب أسقاط الطائرة الروسية سوخوي من قبل مقاتلة تركية، يعرف جيدا أن الاحتجاجات والمظاهرات التي جرىت شرق العالم العربي وغربه تحت عنوان ما سمي زورا بالربيع العربي بالاضافة الى المستجدات السياسية التي طرأت فجأة بمحاذات الحدود الغربية لروسيا، أنما جرى وفق أستراتيجية سياسية أمريكية وللاسباب التالية :


أولا/ أعادة صياغة خارطة بلدان الشرق الاوسط بعد غياب الدب الروسي وتحديدا خارطة العراق، سوريا، مصر، السودان، ليبيا، اليمن وغيرها من البلدان العربية التي كانت تدوريوما في فلك ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي السابق.
حيث الواضح أن هذه التطورات، وجدت أصلا بهدف خلق بيئة الملائمة لنمو التطرف الاسلامي المتشدد وبالتالي تسهيل عملية احتلال مجرمي داعش لمدينة موصل طبقا لاجندة أمريكية حددت معالمها ووجودها مسبقا. وما جرى ويجري في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من بلدان الشرق الاوسط، هو تحصيل حاصل لما زرعته أمريكا ضمن هذه البلدان وعقول حكامها. الامر الذي أكده مايكل هايدن مدير المخابرات الأمريكية السابق خلال تصريحات لافتةً بتاريخ 18 حزيران 2016، بعدما أكّد على أنّ "عدّة دول عربية ستختفي عن خارطة الشرق الأوسط قريبًا"، على حدّ تعبيره. هذا وبالاضافة الى اعترافات المرشحة الديمقراطية المحتملة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون في كتابها الجديد تحت عنوان" خيارات صعبة" من أن ( الادارة الاميركية قامت بتأسيس مجاميع «داعش» الاجرامية لتقسيم منطقة الشرق الاوسط..واضافت دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شيء كان على ما يرام وجيدة جداً وفجأة قامت ثورة 30/6 - 3/7 في مصر وكل شيء تغير خلال 72 ساعة"..ثم أكدت أنه تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 5/7/2013، وكنا ننتظر الإعلان لكي نعترف نحن واوروبا بها فوراً).

ثانيا/ خلق التوترات السياسية أوالحدودية أو غيرها من بؤر التوتر بين بلدان الاتحاد الاوروبي من جهة وروسيا باعتبارها جارة أوروبية "مشاغبة"، طبقا للخطاب السياسي الامريكي من جهة اخرى. حيث يفترض بقيادة الاتحاد الاوروبي لجم طموحات موسكو اتفاقا مع الاستراتيجية الامريكية في الناتو.
ولا سيما بعد سعي الولايات المتحدة الامريكية للالتفاف على الاتفاقيات المبرمة مع روسيا من خلال اصرارها على وجوب زعزعة التوازن الاستراتيجي في أوروبا، بعد نشرها لقنابل نووية جديدة بإحدى القواعد الجوية في ألمانيا وغيرها من الدول الاوروبية المتاخمة لروسيا.
الأمر الذي مثلما أثار قلق روسيا كذلك اثار قلق الرأي العام الأوروبي الذي بدأ يبدي إنزعاجه من التسلط الأمريكي وتعريض أمن القارة الاوروبية للخطر من جديد من خلال اعادة نشر صواريخ عابرة القارات في الدول المجاورة لروسيا. حيث أعربت روسيا عن قلقها قبل أن تدخل قواتها العسكرية في أوكرانيا  بتسعة عشر شهرا، عندما استولت بتاريخ 27 فبراير 2014 على شبه جزيرة القرم واعلنت أنه من أجل ضمان الامن والاستقرار في أوروبا لا بد من اعادة الاسلحة النووية غير الاستراتيجية الى الاراضي الوطنية وحظر نشرها في الخارج كما جاء في الاتفاقية المبرمة بين البلدين.

ثالثا/ يفترض ببروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي ان تضع نهاية قانونية وشرعية لجميع السياسات التي تتبعها حكومة تركيا في مسك العصا من النصف الامريكي والنصف الاوروبي من خلال الابتزاز في قضية اللاجئين والارهابيين المتوجهين نحو دول القارة الاوروبية. حيث التاريخ أثبت ان تركيا لديها أوراق كثيرة ما زالت تحتفض بها في سبيل الضغط على الاتحاد الاوروبي للاسراع في القبول بعضويتها واجباره على دفع المليارات سنويا والا فان لتركيا أوراق ضغط اخرى وفي طليعتها، فتح جميع الابواب والموانئ التركية مجددا لتسهيل مهمة تدفق ألاف اللاجئين صوب موانئ أوروبا.



رابعا/ بقدرما يتعلق الامر بالاسطوانة الغربية المشروخة وعنوانها، حرص الغرب على بقاء المسيحين في بلدان الشرق باعتبار الشرق مهد سيدنا المسيح. فأن دموع التماسيح التي تذرفها زعيمة العالم حيال ما جرى ويجري من الجرائم المنتظمة ضد مسيحي الشرق من خلال فرض أجندات داعش الدموية كحز الرقاب بالسيوف، والقتل الجماعي والتهجير القسري بالاضافة الى أجبارمسيحي الشرق على الخيار بين التحول الى الاسلام، أو دفع الجزية أو قطع الرؤوس، كل ذلك أمام مرمى ومسامع جميع بلدان الغرب، لا تكفي أبدا بل ينتظر من امريكا والغرب كله عمل الكثيربهدف نقل التصريحات لتصبح انجازات ملموسة على ارض الواقع وفي مقدمتها:.
منع تكرار نهج الاستعمار البريطاني والفرنسي الذي شرّعته اتفاقية سايكس – بيكو قبل مائة عام بهدف تهميش وجود المكونات العرقية التاريخية وحقوق الشعوب الاصيلة في بلدان الشرق الاوسط تحديدا في العراق وسوريا ولبنان وعلى حساب الثروات النفطية وابار النفط والغاز. حيث يجب الضغط على القيادات السياسية في عراق ما بعد الدكتاتورية واجبارها على الاعتراف بالوجود القومي العريق للشعوب العراقية غير العربية وغير الكوردية داخل الوطن وعلى راسها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن الخارطة الامريكية الجديدة لعراق اليوم. كل ذلك من خلال الاعتراف بالحكم الذاتي أو المنطقة المحميّة لأبناء شعبنا في سهل نينوى.
وعلى أمريكا اليوم وتحديدا بعد سلسلة من الجرائم الوحشية والدموية التي ارتكبها مسلحو داعش ضد أبناء شعبنا المسالم في محافظة نينوى، أن تستوعب الدرس الذي نسيته بعد احداث 11 سبتمبر 2001 التاريخية، قبل ان نعيد التساؤل التقليدي ونقول، هل استوعبت أمريكا الدرس بعدما استفسر رئيسها يوما وقال: لماذا يكرهوننا؟ رغم أن الكل يعرف الاجابة، لآنكم بكل بساطة والقول للكاتب العربي حسن العطار تساندون الحكام الدكتاتوريين في العالم الاسلامي، موقع أيلاف الالكتروني بتاريخ 17 يناير 2015.


197
هل يفلح الاستفتاء الكوردي في ايقاظ قياداتنا الحزبية النائمة!!
أوشـــانا نيســـان
يخطئ من يعتقد أن شعوب العالم وفي مقدمتها الشعب الكوردي بأعتباره أكبر شعب في العالم من دون دولة، لا يحق له ونحن في عصر العولمة أن يقرر مصيره بنفسه كغيره من شعوب العالم، ولكن الحق هذا أو عملية الاعلان عن أرادة الامة الكوردية وغيرها من الشعوب المغلوبة على أمرها في الاقليم الكوردستاني، لا تأتي من خلال مجرد الدعوة الى الأستفتاء من دون التخطيط العملي والمصالحة في سبيل خلق الاجواء المناسبة للاعلان عن مصيرهذه الامم والشعوب في الوقت والمكان المناسبين. وأن البند المتعلق بضرورة أستغلال تأييد وعطف الدول الغربية وعلى راسها زعيمة العالم أمريكا لسياسات الاقليم وتحديدا نهج البيشمركة في الدفاع عن سيادة الاقليم وصد هجمات مرتزقة ما يسمى بالدولة الاسلامية"داعش"، يجب أن يحتل الاولوية القصوى في سلم أهتمامات القيادات السياسية الكوردية وغيرها من الشعوب في الاقليم. لآن دول الغرب هي نفسها التي وقفت قبل عقود من الدهر بالضد من طموحات الشعوب التي سكنت هذه المناطق المتنازع عليها بين دول المحور في الحرب العالمية الاولى عام 1918 والامبراطورية العثمانية التي اندحرت أمام أعداءها وتلاشت نهائيا.

حقوق شعوب الاقليم ضمن اتفاقية سيفر عام 1920
في العاشر من أب 1920، أجبرت الدولة العثمانية على أبرام معاهدة سيفر التاريخية مع الدول المتحالفة ضدها. وقد أخذت القضية الكوردية وللمرة الاولى في التاريخ الحديث مكاناً هاماً بموجب هذه المعاهدة إذ خصص القسم  الثالث من الباب الثالث من المعاهدة لمعالجة المسألة الكردية وحدها، وحمل عنوان (كردستان) وتألف من البنود /62-63-64 من أصل 433 بندا والتي هدفت لإنشاء دولة كردية مستقلة في تركيا. كما وشرعّت الاتفاقية عملية أنضمام كورد كوردستان العراق (ولاية الموصل) الى الدولة الكوردية إذا أرادوا ذلك. في الوقت الذي خصص الباب السادس من الاتفاقية كله للقضية الأرمنية.
أما المادة رقم ( 62) من اتفاقية سيفر والاهم باعتقادي بسبب قرار ممثلي الحكومات البريطانية والفرنسية والإيطالية أو دول المحورعلى ضرورة التحضير لتأسيس حكم ذاتي للمناطق ذات الأغلبية الكردية في الاقليم الكوردستاني الحالي، وحرصهم على أن يحتوي مشروع  الحكم الذاتي الكوردي على ضمانات كافية لحقوق الآشوريين وغيرهم من الأقليات العرقية، والطوائف الدينية، داخل هذه المناطق، كما ورد ضمن المادة (62) من الاتفاقية. هذه الضمانات الدولية التي تدمغ عمق علاقات النضال والاخوة بين الشعبين الجاريين الشعب الكوردي والاشوري في المنطقة.
أجندة قياداتنا لما بعد الاستقلال
المراقب لما يجري هذه الايام من تحضيرات واستعدادات على قدم وساق في سبيل أجراء عملية الاستفتاء حول تقرير مصير الشعب الكوردي في الاقليم الكوردستاني، يستغرب منطق القيادات السياسية والحزبية لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري واسلوب تعاطيها مع ملف الاستفتاء وحق تقرير المصير. رغم أن الاستفتاء هذا سيقدح لا محالة في جذوة الاستقطابات السياسية المتفاقمة أصلا في الاقليم والعراق منذ الاطاحة بالطاغية عام 2003 ولحد يومنا هذا.
حيث المعلوم أن خارطة العراق بوضعه الحالي تحولت الى مشروع سياسي متذبذب من شأنه أن يختفي والى الابد. فالدلائل كلها تشير هذه الايام الى فشل تركيبة النظام السياسي المركزي وضرورة الاستعانة بثلاثة سيناريوهات كحل أساسي وجذري لتقسيم العراق ووضع نهاية لعقد متواصل من الابادة الجماعية والكوارث والماسي التي حلت بجميع الشعوب العراقية. وأن المكونات الرئيسية الثلاث طبقا لما نشرته شبكة سي أن أن الاخبارية بتاريخ 30 /5/ 2015، هم أولا الاكراد حيث يشكلون 17 في المائة، العرب السنة ونسبتهم 20 بالمائة والشيعة يشكلون 60 في المائة من السكان.
علما أنه امام قياداتنا السياسية والحزبية فرصة تاريخية لتحقيق بنود أجندة طموحاتنا القومية التي طالما تشدقوا بها بعدما حولوها الى بقرة حلوب درّت عليهم أموالا لا تعد ولا تحصى. والتاريخ اثبت ان الفرصة هذه قد تعود كل مائة عام مرة.
حيث الواضح أن الاكثرية من أبناء شعبنا تسكن المناطق التي وصفها الدستور العراقي الجديد بالمناطق المتنازع عليها والمشمولة بالمادة (140)، بمعنى أخر أن 82 عام من نهج الدولة العراقية المركزية يمكن أعتبارها حلقة أخرى من حلقات الاحتراب المذهبي المستديم حتى اللحظة هذه بين الدولتين العثمانية باعتبارها " الخلافة السنية" والايرانية الصفوية "الشيعية".
أذ من حق القيادي الكوردي أن يفكرجديا في مد حدود دولته الكوردية المستقبلية أو حدود الفيدرالية أو حتى الكونفدرالية بالتوجه نحو الجنوب الغربي صوب نينوى في حال الاعتراف دستوريا بالحكم الذاتي لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، الايزيدي، التركماني وبقية الشعوب والاقليات العرقية والمذهبية المتحالفة معه ضمن المنطقة نفسها. تماما كما شعرت الحكومة الاتحادية بهذا الطرح وأعلن مجلس الوزراء العراقي من جانبه، تحويل نينوى الى ثلاث محافظات من خلال جعل قضاء تلعفر وسهل نينوى محافظتين مستقلتين، كخطوة استباقية لوأد الطرح الكوردي وهو في المهد أولا ثم منع تشكيل أي أقليم سني موحد ضمن المنطقة ثانيا.
ولكن ورغم هذا الشد والجذب الذي جرى ويجري بين القيادات السياسية في أربيل وبغداد لاكثر من عقد من الزمان، ورغم كل ما يحمله النزاع من تصورات مستقبلية واعدة بفتح أفاق رحبة أمام القيادات الحزبية للشعوب غير العربية وغير الكوردية، فأنها وللاسف الشديد مشغولة بترتيب وضعها الداخلي وترميم ما حصل من التصدع بعد الانشقاق وذلك على حساب وحدة الصفوف والخطاب وتحديدا ضمن هذه المرحلة الحرجة من تاريخ شعبنا ضمن العراق الجديد عراق ما بعد اتفاقية سايكس - بيكو.


 

198
بريطانيا تطلق طلقة الرحمة على الاتحاد الاوروبي!!
أوشـــانا نيســـان
" قضية المهاجرين لعبت دورا حاسما في قرار الخروج من الاتحاد الاوروبي"، يقول رئيس الوزراء المجري ردا على نتائج الانتخابات التي جرت في بريطانيا بتاريخ 23 حزيران 2016، بهدف البقاء في الاتحاد الاوروبي أو الخروج منه نهائيا. الامر الذي يثبت من جديد، أن البنية الاساسية للديمقراطية في جميع دول الغرب بما فيها محاولاتها الوحدوية قامت منذ البداية على اساس الثروات الاقتصادية الاوروبية قبل أن تتحول الفكرة الى الاتحادالاوروبي.  ففي 18 نيسان عام 1951 اتفقت ست دول اوروبية وهي فرنسا والمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا وايطاليا على تشكيل المجموعة الاوروبية للفحم والصلب والتي ستشكل نواة قيام المجموعة الاقتصادية الاوروبية الاولى، قبل أن تتحول المجموعة بعد 65 عام الى الاتحاد الاوروبي الذي يضم اليوم 27 دولة..
حقا أن نتائج الانتخابات البريطانية ليوم الخميس المنصرم مثلما جاءت بمثابة صدمة خيّمت على حي الاعمال والمصارف اللندنية بعد الطلاق الاوروبي، كذلك "كان اليوم يوما تاريخيا من الصعب أن نصدق ما حدث"، تقول المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل في وصفها لتداعيات الخروج ثم أضافت" نحن الاوروبيون نعاني من تبعات نزاعات وحروب بالقرب من حدودنا تسببت بهجرة الالاف نحو الاتحاد الاوروبي". واضاف نائبها " أن يوم خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي هو يوم مشؤوم بحق".
علما ان المراقب لظاهرة ارتفاع معدلات البطالة وتدهور الاوضاع الاقتصادية في الغرب خلال العقد الاخير، يعرف عن التداعيات السلبية للوضع ودوره في تصاعد نفوذ التيارات اليمينية المتطرفة المعروفة بعدائها للاجانب وتحديدا ضد المسلمين. الامر الذي قد يشجع الاحزاب المتطرفة في بقية دول الاتحاد الاوروبي أو التيارات التي يمكن تسميتها بمجموعات الضغط، بضرورة الخروج من الاتحاد  وتفكيكه باعتباره حسب قولهم وحسب مفردات أجندتهم القومية العنصرية، سببا لتسهيل مهمة ورود الالاف من المهاجرين القادمين من البلدان النامية وتحديدا من الشرق الاسلامي .
اذ على سبيل المثال لا الحصر، رحبت جميع الاحزاب اليمينية المتطرفة في اوروبا بنتيجة الانتخابات البريطانية واعتبرتها مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية العنصرية في فرنسا، أن النتيجة كانت " انتصار للحرية كما كنت أطالب لسنوات عدة، والآن نحتاج لاستفتاء مماثل في فرنسا، وفي دول الاتحاد الأوروبي". كما ورحب اليمين الهولندي المتطرف تحت زعامة خيرت فيلدز وقال" مرحى للبريطانين الان حان دورنا. حان الوقت لاستفتاء هولندي مماثل". هذه النتيجة التي وصفها المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الامريكية دونالد ترامب بقوله" هذا امر رائع ان البريطانيين تمكنوا من استعادة سلطتهم على بلدهم".
الشرق والغرب لا يلتقيا
يبدوا أن عقلية صانعي القرار السياسي في لندن تختلف كثيرا عن عقلية صناع القرارات المصيرية في جميع بلدان العالم. لان توفر هامش المناورة والخبرة الزائدة الى جانب المقدرة الحقيقية في عملية اتخاذ القرارات المصيرية، تجعله أهلا للتنبؤ باحداث المستقبل. فقد سبق لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن قال قبل يوم واحد من خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي " لا توجد إمكانية ولا حتى في الخطط لكي تصبح تركيا عضواً في الاتحاد الأوروبي في القريب العاجل، هم قدموا في عام 1987 طلباً للانضمام، وفي حال الحفاظ على وتيرة التقدم الحالية، قد يصلون إلى لحظة الانضمام في عام 3000 تقريباً، إذا صدقنا التنبؤات الأخيرة". ولربما كان ذلك ردا على ما عنونته صحيفة "صنداي اكسبرس" القريبة من "حزب الاستقلال" (يوكيب) المعادي للهجرة، من أن  "12 مليون تركي يقولون إنهم يريدون المجيء الى المملكة المتحدة ، وهم بصورة اساسية عاطلون عن العمل وطلاب".
ومن جانبه أيضا أعلن الرئيس اردوغان ادانته للسياسة التي يتبعها زعماء الغرب ازاء المهاجرين واللاجئين في كلمة القاها في انقره بتاريخ 12 شباط الماضي وأكد فيها "أنه هدد زعماء دول الاتحاد الاوروبي في قمة عقدت في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي وأنه بمقدور تركيا أن تقول "وداعا" للاجئين بعدما تفتح الابواب أمام الملايين من المهاجرين الموجودين في تركيا بالتوجه نحو دول الاتحاد الاوروبي". وجدد الرئيس التركي قوله بتاريخ 25 مايو 2016 من جديد خلال كلمته الختامية في مؤتمر القمة العالمية للعمل الإنساني قائلا:
"أن تركيا لا تنتظر من الاتحاد الأوروبي الرفق بها، وإنما تنتظر الصدق، إن المعايير لها حدود، ويمكن أن نقبل بهذه المعايير حتى حدّ معين، وبعدها نقول لهم، فكروا بأنفسكم، وتحملوا النتائج.. ثم اضاف انه هدد زعماء دول الاتحاد الاوروبي بقوله.. أنه لتركيا كل الحق في اخراج اللاجئين من البلاد اذا ارادت ذلك ...بعدما قال "لا توجد عبارة غبي مكتوبة على جباهنا. سنصبر ولكننا سنعمل ما ينبغي علينا عمله. لا تعتقدون ان الطائرات والحافلات موجودة لغير سبب.. ثم أختتم قوله "أني فخور بما قلته، فقد دافعنا عن حقوق تركيا واللاجئين واخبرناهم (الاوروبيين): آسفون، سنفتح الابواب ونقول وداعا للمهاجرين".
رؤية مسلمي بريطانيا
أظهرت الاستطلاعات التي جرت أخيرا في بريطانيا، أن مسلمي بريطانيا والبالغ عددهم نحو 4 ملايين و800 ألف شخص يميلون للتصويت لصالح البقاء داخل الاتحاد الاوروبي بسبب ترددهم وخشيتهم من صعود التيارات اليمينية المتطرفة ضد المهاجرين كما جاء في الموقع الالكتروني "الاسلام اليوم" بتاريخ 21 حزيران 2016. حيث ذكرت مريم خان ممثلة حزب العمال البريطاني في مجلس بلدية مدينة برمنغهام خلال مقابلة اجريت معها، "أنهم سيسعون جاهدين  لبقاء البلاد في الاتحاد، مشيرةً أن مجموعات متطرفة حولت الاستفتاء إلى قضية "مهاجرين.. ولفتت خان، أن المسلمين بشكل عام لا يعون أهمية الاستفتاء، موضحة أنهم يسعون إلى توعية المجتمع الإسلامي في هذا الإطار".
وفي الختام أعتقد أن عددا من الدول الاوروبية وعددها 27 دولة بعد خروج انكلترا ستحذو حذو بريطانيا مستقبلا، بسبب تداعيات الوضع الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة للايدي العاملة في معظم دول الاتحاد نفسها الى جانب ارتفاع وتيرة الهجرة وتدفق اللاجئين الى شواطئ البلدان المتاخمة لتركيا والبحرالابيض المتوسط. هذه الحقيقة التي تحولت الى هاجس بات يؤرق مخيلة المواطنين الاوروبين وعلى راسهم  بابا الفاتيكان فرنسيس الأول بعدما وصف أزمة اللاجئين بتاريخ 5 مارس 2016 بانها" غزو عربي لأوروبا..واضاف.. إذا كانت القارة ترغب بالتجدد، فعليها إعادة اكتشاف جذورها الثقافية وهي الأقوى بالغرب". لذلك تستوجب الضرورة اعادة صياغة القرارات الخاصة بالمهاجرين وحقهم بالمشاركة ضمن اليات صناعة القرارات السياسية في الغرب بالشكل الذي يتفق وقدرة كل بلد أوروبي على استيعاب السيل المتدفق من المهاجرين في حال الاستمرار على الاحتفاظ بوحدة اوروبا وثقافة اوروبا ونمط حياة الاوروبيين مستقبلا.
علما ان كل الدلائل تشيرهذه الايام الى فشل مقولة  الكاتب الامريكي فرانسيس فوكوياما وعنوانها   " نهاية التاريخ" أمام ظهور وسطوع نجم الفيلسوف الامريكي  صموئيل هنتنغتون وعنوان تنبوءاته "صدام الحضارات" قبل 23 عام. لا سيما بعد ضربه على وتر حساس عندما صور الخطر القادم ضد حضارة الغرب وهو خطراً أخضر أسلامي في أغلبه، وأن الصراع المستقبلي حسب قوله سيكون بين ثلاث حضارات رئيسية في العالم وهي الحضارة الإسلامية والحضارة الصينية والحضارة الغربية.

199
كنائسنا خرجت عن صمتها بعد سكوت أحزابنا عن قول الحقيقة!!

أوشـــانا نيســـان
قبل 101 عام أعلنت خلافة الدولة العثمانية عمليات الابادة الجماعية/ الجينوسايد أو المحرقة  تحت عنوان" الخلاص من المسيحين". طالت المحرقة تلك جميع مسيحي الامبراطورية بغض النظر عن انتمائهم القومي، العرقي أو المذهبي. حيث قدحت شرارة الهولوكست في نفس السلطان العثماني فتكا بالشعب الارمني الشقيق بعدما أصدرالسلطان قراراعدام بطريركهم المسن وعمره 84 عاما،  ليشمل قراره تباعا جميع الاشوريين واليونان وفي مقدمتهم زعماء كنائسنا المقدسة وعلى رأسها المطران أدي شير مطران سعرت ومن ثم تصفية بطريرك كنيسة المشرق الاشورية الشهيد مار بنيامين في قصبة كهنة شهرالايرانية.
هذه المذابح الوحشية التي تعتبر بحق عنوانا لجرائم الابادة الجماعية الاولى في التاريخ الحديث بعدما راح ضحيتها ما يقارب من مليوني مسيحي أرمني، سرياني أشوري ويوناني. شاركت في تنفيذ الحملة عشائر كوردية، شيشانية وتركمانية بحجة الجهاد المقدس والتخلص من المسيحيين الكفرة حسب قرارسلطانهم بالامس واعتقاد خليفة الدولة الاسلامية المتشددة في العراق والشام "داعش" هذه الايام.
اليوم وفي خضم الجرائم الوحشية التي يرتكبها تنطيم "داعش" الارهابي ضد المواطنين المسيحين الابرياء في جميع بلدان الشرق الاوسط وتحديدا في العراق وسوريا، لم يتوان زعماء كنائسنا لحظة في اداء مهامهم القومية الى جانب واجبهم الديني المقدس وهونشر بنود وتعاليم رسالة سيدنا المسيح.
في حين وفي الجانب الاخر يستغرب المتابع، كيف تمر ذكرى مرور مائة عام على الابادة الجماعية لآبناء شعبنا والشعب الارمني الشقيق مرور الكرام على أجندة معظم قياداتنا "الحزبية" والسياسية بعدما اكتفت معظمها أن لم نقل جميعها باصدار بيان شجب وادانة أو بلاغ باهت. رغم استمرار قوى الشر والظلام وعلى راسها تنظيم داعش الاجرامي على ضرورة تصعيد جرائمه البشعة ومؤامراته الدولية والاقليمية المنظمة ضد الابرياء من أبناء شعبنا ورموزنا الدينية في بلدان الشرق الاوسط.
أذ رغم مرور مائة عام على سيفو عام 1915، فان عددا من القيادات السياسية في الشرق، لم تكتف بالنتائج الدموية لجل الفضائع بحق الانسانية وجرائم ابادة الجنس البشري ابان الحرب العالمية الاولى، بل أرادت أن تحي الذكرى من جديد على طريقتها في زمن العولمة من خلال الاصرار على سفك المزيد من الدماء وقتل الابرياء وضرب الرقاب بغير حق وعلى راسهم رجالات الدين المسيحي المسالم. حيث جاء التفجيرالانتحاري الذي حدث بالامس 19 حزيران الجاري في حي الوسطاني في مدينة قامشلي السورية، شاهدا على أستمرار هذا الاجرام العثماني المتوارث من جيل الى جيل ولربما بشكل اخر. لآن المستهدف الاول في تفجير الامس كان البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني كريم بطريرك انطاكية وسائر المشرق،  والذي قدم بهدف تدشين النصب التذكاري لشهداء الابادة الجماعية بمناسبة الذكرى السنوية الاولى بعد المائة لمذابح سيفو عام 1915.
علما ان المؤمنين من أبناء شعبنا في دول الشتات والاغتراب أيضا شاركوا في احياء مراسيم الذكرى السنوية الاولى بعد المائة لمجازر الارمن وابناء شعبنا ضمن الامبراطورية العثمانية. حيث شارك نيافة الاسقف مار عبديشوع أوراهام أسقف كنيسة المشرق الاشورية وراعي أبرشية القارة الاوروبية ضمن المراسيم التي جرت في العاصمة الالمانية برلين بتاريخ 15 حزيران الجاري.

حيث ذكر نيافته" أن حضورنا هو لاستذكار الاشوريين الذين حافظوا على هويتهم القومية بدفع دمائهم ثمنا لبقاء الاسم القومي الاشوري، لذلك فان الشعب الذي تعرض للمذابح هو الشعب الاشوري وتلك المذابح هي مذابح بحق الاشوريين جنبا الى جنب اخوتهم من الشعب الارمني واليوناني وواجب علينا ودين في اعناقنا أن نستذكر سنويا تلك الاحداث الاليمة التي حلت بشعبنا.. ثم أضاف الاسقف.. من واجب هذه البرلمانات ان تعترف بان الضحايا الكثير من الاشوريين الابرياء هم ايضا جزء من تلك المذابح التي كان الهدف منها محو والغاء الهوية القومية الاشورية".
في حين ومن الجانب الاخر، تطالعنا الافتتاحيات واعمدة الصحف المحلية والمواقع الالكترونية التابعة لاحزابنا وفي اليوم نفسه، خبر اللقاءات الرسمية التي جرت بين سكرتير حزب من أحزاب شعبنا والاقطاب السياسية في رئاسة الاقليم الكوردستاني أو حتى زيارة من زياراته المفاجئة الى وحدات حماية سهل نينوى أو زيارة قوات البيشمركة في محاور مختلفة في تللسقف أو الخازر أومخمور أو غيرها من المواقع كما ورد في الخبر المنشور على موقع عنكاوا كوم بتاريخ 16 حزيران الجاري، باعتبار الزيارة دليلا على حسن النية ودافعا وطنيا "بحق" لتوثيق اواصر الصداقة بين الشعبين الكوردي والاشوري. رغم أن العارف بالمستجدات السياسية في الاقليم يعرف جيدا ان اللقاءات هذه أوالزيارات كلها مطلوبة ومفهومة تماما ولكن التساؤل الذي يفرض نفسه هو:
لماذا تحلل الشرعية الحزبية الضيقة أن يزور السكرتير "الحزبي" الاشوري قطعات البيشمركة في جميع المحاور القتالية في الاقليم في الوقت الذي تحرم عليه الشرعية نفسها زيارة فصيل واحد من فصائل أبناء شعبنا وهو صامدا على خط النار لتحرير مناطقنا وقرانا في سهل نينوى من دنس تنظيم داعش الارهابي؟

 

200
حقوق المكونات بين فشل النظام العربي والرؤية السياسية الكوردية البديلة!!
أوشـــانا نيســـان
وأخيرا أعترف الحاكم "العربي" باخطاءه الفظيعة تجاه حقوق ووجود جميع المكونات العرقية العراقية غير العربية وعلى راسها الشعوب غير المسلمة في العراق، رغم ان الاعتراف هذا جاء متاخرا وهو بطبيعة الحال افضل بكثير من أن لا ياتي أبدا، يقول المثل السويدي.
ولكن باعتقادي، ان أزمة النظام السياسي ودستوره في العراقيين القديم منه والجديد تجاوزت حدود القصد الذي توخاه المشرع العراقي"العنصري" من وراء الاهداف التي شّرعها على الورق بسبب غياب الثقة بين الحاكم والمحكوم. ذلك أثر ترسخ قناعة كاملة لدى المواطن العراقي بغض النظر عن انتماءه العرقي أو المذهبي، أن الحكمة في تنفيذ القرارات الدستورية التي مضى على تشريعها 91 عام وليس الخلل في بنود الدستور كما يقال. حيث الواضح أن العراق اليوم بحاجة الى وقفة تصحيح مسار الدولة ودستورها لتجعله أكثر قبولا من قبل جميع المكونات وليس قبوله من قبل انتماء محدد كأن يكون سني أو شيعي.
"هناك اقتراحات بإستحداث محافظات جديدة في سنجار وتلعفر وسهل نينوى... واضاف المستشار الاعلامي، أن استحداث ثلاث محافظات جديدة ضمن محافظة نينوى ذات المساحة الجغرافية الكبيرة ووفق تقسيم إداري جديد سيعود بالفائدة الكبيرة على أبناء المحافظة وسيكون له الأثر الإيجابي في إزالة آثار التهميش والإهمال الذي تعرضوا له خلال السنوات الماضية، كما أن كل من مناطق سنجار وتلعفر وسهل نينوى لديها خصوصيتها الخاصة الدينية والعرقية وتحويلها إلى محافظات سيكون إرساء للعيش المشترك بين مكونات هذه المناطق" يكشف المستشار الاعلامي لرئيس مجلس محافظة نينوى عبدالكريم كيلاني ARANEWS بتاريخ .14/6/2016
اليوم وبعد مرورما يقارب من قرن، يعترف الحاكم العراقي العربي بفشله وفشل النظام السياسي العراقي الذي صممه الاستعمار البريطاني خصيصا ليتفق مع مصالح شريحة معينة من الشرائح المتعددة ضمن المجتمع العراقي وعلى حساب المصالح الاكبرللنظام السياسي العام في دولة العراق. علما أن المتابع يعرف جيدا، ان الطموحات القومية - السياسية للشعوب العراقية التي حشرت ضمن الخارطة السياسية للعراق القديم وعلى رأسها طموحات الشعبين العربي والكوردي تجاوزت حدود الخارطة السياسية للعراق الجديد بكثير. حيث "هناك من بين القوميين من كل الاطراف الاثنية الكبرى التي ترى ان العراق، او المناطق التي تعيش عليها تلك الاثنيات، لا يساوي الا جزء من مشروع اكبر، وهذا ما نجده لدى القوميين العرب والقوميين الكرد. فكل من الاثنيتين يسود بينهما تيار قوي لا ينظر للعراق كدولة موحدة وطنية انما العراق هو تجميع لاستقطاعات من اجزاء اكبر كان يفترض ان تكون دول بعد الحرب العالمية الاولى ومنها الدولة الكردية والدولة العربية"، يكتب د. خضر عباس عطوان تحت عنوان( العراق معضلة بناء الدولة) في جريدة الزمان بتاريخ 17 نيسان 2013.


أجندة العراق الجديد
من حق المواطن العراقي من غير الاثنيتين أن لا يثق كثيرا بجوهرالتصريحات السياسية لهذا المسؤول السياسي العراقي أو ذاك، ولاسيما بعد فشل نهج التعايش الاخوي والسياسي تحديدا بين سنة العراق الجديد وشيعته.  أذ من حق المواطن العراقي غير المنتمي للاكثريتين أن يسأل، ما هو الضمان الدستوري والشرعي لوقف الحاكم العراقي "الشيعي" الجديد لعدم اعادة تكرار أخطاء الحاكم العربي"السني" وتجربته السياسية الفاشلة، تلك التي نجحت في خذلان الاكثرية الشيعية وعلى مدار 82 عام؟
ومن الواقع هذا من حق المثقف الكلدواشوري/ المسيحي أو المثقف الايزيدي الذي أثقلت كاهلهما أزمات قرون من الاستبداد والتهميش والدكتاتورية، أن يشكا بالطرح العراقي المفاجئ ويقولا، أن الطرح هذا لربما هو خطوة "عراقية عربية" أستباقية بامتياز هدفها الاول والاخير افشال خطط القيادات السياسية الكوردية في التوجه نحو الاستفتاء لبناء الدولة الكوردستانية أولا أو مد حدود الفيدرالية الكوردستانية جنوبا صوب القرى والمدن التابعة لابناء المكونات من غير الاثنيتين في سهل نينوى ثانيا.
صحيح ان تاريخ النظام السياسي العربي أثبت خلال قرون خلت، أن الحاكم العربي ليس مستعدا للتنازل عن سلطاته وامتيازاته لاي كائن كان باعتبار العراق حسب قناعته القومية جزء لا يتجزء من المشروع القومي العربي، ولكن الحقيقة هذه لا تبعث المزيد من الطمأنينة والامان في قلوب مواطني بقية المكونات العرقية العراقية الاصيلة في سهل نينوى ليضعوا كل بيضاتهم في سلة يحملها الحاكم الكوردي الذي بدأ يعترف ضمنا بالحقوق القومية لهذه المكونات العرقية في سهل نينوى، وعلى راسها حق الشعب الكلدوأشوري بالحكم الذاتي في سهل نينوى.
وختاما يجب القول، أن الكيان السياسي المهترئ الذي صممه الاستعمار البريطاني قبل 95 عام لقهر طموحات الشعوب العراقية بدون تمييز، انهاروتلاشى الى الابد، وعلى السياسي العراقي أن لا يحاول مرة اخرى اصلاح الاخطاء بالاخطاء. لآن العالم وكما يعرف القاصي والداني تغييربما فيه أليات التغييروالتحوّل نحو مستقبل أفضل. ومن المنطلق هذا على الحاكم العراقي الجديد سواء أكان عربيا أم كورديا أن يتقن لغة التعامل والتعاطي مع هذه المتغييرات دستوريا وليس فقط بهدف الالتفاف قرن اخرعلى حقوق الشعوب والاقليات العرقية الاصيلة لننتظر سايكس- بيكو أمريكي اخر بدلا من الانكليزي فرنسي.
 " هناك اقتراحات بإستحداث محافظات جديدة في سنجار وتلعفر وسهل نينوى"، يذكر المستشار في مقدمة المقترح المذكور من دون الدخول في صلب الموضوع وخلفياته. خوفي أن يكون الطرح هذا مجرد سيناريو جديد لمرحلة معينة أو غاية تخدم العنصريين العرب من جديد. والسؤال هو، ألم تستاهل كل هذه التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الايزيدي المسالم في قضاء  سنجار المدمرة والتي راح ضحيتها الالاف من أبناءه وبناته سبايا وقتلى ومشردين لتنظيم داعش الارهابي، كذلك الامر بالنسبة للنازحين من أبناء شعبنا الكلدواشوري في سهل نينوى باعتبار نينوى عاصمة امبراطوريتهم التاريخية، ألا تستاهل وقفة أعتذار والاعتراف بكيانهم السياسي ذو حكم ذاتي ضمن حدود دولتهم الوطنية يا ترى؟ هذا التوجه الذي من شأنه وفي حال تنفيذه وفق دستور ان يضع نهاية مشرفة لعراق غارق في الصراعات الطائفية، المذهبية والحروب والفساد ومظاهر الدولة الفاشلة، ويتوجه اليوم قبل الغد نحو بناء عراق جديد عراق ديمقراطي فيدرالي متسامح يتسع صدره لكل العراقيين بدون تمييز.   
   

201


أوشـــانا نيســـان

أثبت تنظيم داعش الارهابي أنه من أكثر التنظيمات الاسلامية عنفا في تاريخ الحركات الاسلامية المعاصرة، باعتباره أحد نتاج الفكر السلفي الجهادي الذي أستمد شرعيته من أعمال سيد قطب الذي أعدمه الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر. فالداعية الاسلامي سيد قطب هو الذي صاغ صفة جاهلية القرن العشرين على المجتمعات الاسلامية المعاصرة بهدف تطبيق الشريعة الاسلامية. في الوقت الذي يعرف المراقب، أن النهج التدميري ل"داعش" ولد بالاتفاق مع بنود أجندة الولايات المتحدة الامريكية في العالم العربي والتي أعلنتها وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس مطلع عام 2005، واستراتيجيتها الواضحة في نشر "الفوضى الخلاقة"، تلك التي نعتت زورا بالربيع العربي، كمرحلة تمهيدية لتحقيق حلم منظري التيار السلفي الجهادي  وتنبوءات سيد قطب نحو اقامة الخلافة الاسلامية.

ومن الواقع هذا يمكن القول، ان المتابع لا يحتاج إلى جهد كبير للربط بين ما اقترحه مؤلف كتاب «ادارة التوحش» للكاتب المصري «ابو بكر ناجي»، حيث يعتقد انه اسم مستعار لاحد منظري التيار السلفـي الجهادي المصري، وهو محمد حسن خليل الحكايمة، احد القادة المؤسسين فـي تنظيم «الجماعة الإسلامية» التي اشتهرت بعملياتها الإرهابية فـي مصر خلال تسعينيات القرن الماضي، وبين ما يمارسه تنظيم «داعش» بانتظام خلال السنتين الاخيرتين ضمن المدن والقرى العراقية التي باتت تحت قبضة ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش". لاسيما بعد أصرار ضمير العالم الاسلامي على الصمت والسكوت حيال ما جرى ويجري من التجاوزات والاعتداءات المنتظمة بما فيها سياسات الابادة الجماعية ضد الملايين من المواطنين المسيحين في بلدان الشرق الاوسط أبتداء من تركيا، ومرورا بالعراق والشام خلال مئات السنين.


الجذور التاريخية لتنظيم داعش
أنطلاقا من الادبيات المنشورة عبر المواقع والمنتديات الجهادية  " أن أيديولوجيا «داعش» هي تطوير لبنية أفكار ابن حنبل وابن تيمية وابن قيم الجوزية ومحمد بن عبد الوهاب وجهيمان العتيبي وعبد الله عزام والوهابيين الجدد باتجاه يفوق فـي خطورته كل ما ورد فـي افكار المشايخ المذكورين" يكتب نبيل هيثم في صدى الوطن بتاريخ 21  سبتمبر 2014. علما ان المرحلة هذه ليست مرحلة طارئة في التاريخ الاسلامي وفقا لكتاب " ادارة التوحش" باعتبارها ظاهرة مماثلة للنظام القبلي الذي حكم المدينة المنورة قبل وصول الرسول محمد، والخلافات الصغيرة التي تشكلت بعد هجمات المغول والصليبين وصولا الى التجربة الافغانية، يكتب أبي بكر ناجي. بمعنى أخر ، أن جماعات العنف والارهاب والتشدد خرجت جميعها من رحم جماعة الاخوان المسلمين في مصر خلال المائة سنة الاخيرة.

أذ انطلاقا مما سبق يمكن لنا الاعتماد على المعرفة التاريخية كشرط لفهم ردود افعال الحضور ضمن المحاضرة التي قدمها المستشار القانوني هفال وهاب رشيد تحت عنوان" جرائم داعش والقانون الدولي" بالتنسيق مع السيد حميد مراد رئيس الجمعية العراقية لحقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية بتاريخ 11 حزيران 2016، ولا سيما بعد اصرار عدد من المتسائلين على رفض فصل المسلسل الدموي لداعش عن سياقه التاريخي الموغل في القدم.

حيث ذكر المحاضر من خلال سرده للمراحل التاريخية التي سبقت ولادة هذا التنظيم الارهابي، ان دولة العراق ومنذ تشكيلها عام 1921 ولحد الان لم توقع على الاتفاقية المتعلقة بجرائم الابادة الجماعية لعام 1953. الامرالذي يدل على أن النظام السياسي العراقي "السني"  ولد معاقا منذ اليوم الاول من ولادته، بعدما فشل في ترسيخ دعائم البنيّة الاساسية لنظام سياسي قابل للتوجه نحو الديمقراطية والعدالة والتسامح.

لآن النظام صمم أساسا وفق رغبة أستعمارية لتتفق أجندته اللاوطنية مع الاقلية "السنية" الحاكمة بالضد من المصالح الوطنية للاكثرية العربية "الشيعية" والحقوق الوطنية المشروعة لبقية الشعوب والمكونات العرقية العراقية الاصيلة وعلى راسها شعبنا الكلدواشوري "المسيحي".

فاصرار قيادة داعش السلفية على تبني خطاب الكراهية والقتل والدم والحرق، لا يختلف كثيرا عن مفردات الخطاب "الوطني" الذي صاغه رئيس جمهورية الخوف وزعيمها الطاغية صدام حسين ومن سبقه من الملوك ورؤساء جمهوريات العراق..
حيث التاريخ يذكرنا كيف رسخت دعائم الدولة العراقية "الفتية" على جماجم الالاف من ضحايا أبناء شعبنا "المسيحي" في مجزرة سميل عام 1933 اي بعد أقل من عشرة شهور من استقلال العراق ودخوله عصبة الامم. هذا الشعب المسيحي الذي نجا بأعجوبة من نيران المحارق التي اشعلتها الخلافة العثمانية أبان الحرب العالمية الاولى بهدف الابادة الجماعية لجميع مسيحي الامبراطورية. حيث راح ضحية محرقة الخلافة تلك ما يقارب من مليوني أرمني، كلدواشوري، يوناني وغيره من مسيحي الامبراطورية. تماما كما تتدعي اليوم الخلافة الاسلامية في العراق والشام "داعش" ان العراق وثرى العراق أسلامية مطهرة لا يجب على غير المسلم أو بالاحرى المسيحي الكافر أن يدنسها، فاما ان يدفع الجزية وهو صاغرا والا جزّ السيف رقبته!! هذه السياسة اللانسانية التي دفعت بأكثرمن مليون مسيحي وايزيدي أمن ان يتشردوا ويتركوا قراهم ومدنهم التاريخية في سهل نينوى وسنجار ويتوجهوا كنازحين نحو القرى والمدن الرئيسية في الاقليم الكوردستاني أوالوقوع في قبضة داعش كما حدث للالاف من الايزيديات اللواتي اتخذ منهن داعش سبايا خلف الحدود العراقية في سوريا والمناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي.

اليوم وبعد مرور أكثر من مائة عام على محارق الابادة الجماعية لمسيحي الخلافة العثمانية، تعترف أكثر من 30 دولة غربية وأخرها الحكومة الالمانية التي شاركت الحرب العالمية الاولى الى جانب الخلافة العثمانية في تركيا، أعلنت أعترافها بالابادة الجماعية التي مارستها الخلافة العثمانية ضد المسيحين وتحديدا ضد الشعب الارمني والشعب الكلدواشوري السرياني. في حين وللاسف الشديد لم تتجرأ دولة اسلامية واحدة أن تعلن أعترافها بهذه المحرقة أو تداعيات الابادة الجماعية. وما نشاهده أو نقرأه هذه الايام من عبارات التنديد والشجب والادانة التي يطلقها بعض حكام ورؤساء الدول الاسلامية ضد نهج داعش وأتباعه في ذبح المواطنين المسيحين العزل أوأغتصاب وحرق النساء الايزيديات، لا يعني بداية نضوج الوعي الحضاري والفكري للانسان الشرقي أو محاولات جادة من الحاكم الشرقي لتجديد الفكر الاسلامي المعاصر في بلدان الشرق الاوسط، وانما هي باعتقادي مجرد أعتراض على تجاوز جرائم داعش للحدود المسموحة له وتحول المسلمين هذه المرة الى الهدف الجديد لداعش بعد المسيحيين والايزيدين.

202
عار على النائب الذي يخون قسمه الدستوري

أوشـــانا نيســـان
حقيقة يعجز القلم عن وصف معاناة الشعوب العراقية بجميع انتماءاتها العرقية والمذهبية في العراقيين الجديدين خلال 13 سنة مضت. الواضح أن اشكاليات الهوية الوطنية"الجامعة" التي فرضها الاستعمار البريطاني على عموم الهويات العرقية العراقية بضمنها الاكثرية في عراق متعدد الاثنيات والاعراق، باتت على المحك بعدما عادت تلوح في الافق مساعي التقسيم والتفتيت من جديد. فالعراق العربي وعاصمته بغداد أنسلخ والحمدلله والشكرعن محيطه القوموي والعروبوي، والعراق الكوردي وعاصمته أربيل تضعه التحديات المستقبلية أمام مفترق طرق، أما دولة عراقية مقسمة على ثلاث فيدراليات، شيعية، سنيّة وكوردية أو اللجوء الى خيار الاستفتاء واحترام قرارالشعب وحقه في تقريرالمصيرالذي تفرزه صناديق الاقتراع في الاقليم، فأما البقاء ضمن سيادة العراق القديم أوالانفصال عن جسد العراق العربي نهائيا.
حيث يذكرنا ملف تاريخ الدولة العراقية منذ تاسيسها عام  1921 ولحد الان، كيف تم سحل أخرملك من ملوك المملكة العراقية وهو الملك الشاب فيصل الثاني في شوارع بغداد فجريوم 14 تموز عام 1958. هذه الثورة التي فتحت ملف الانقلابات العسكرية والاطاحة بعدد من رؤساء الجمهوريات في عصر الجمهورية العراقية وأخرهم الطاغية صدام حسين، حيث سيق الى حبال المشنقة فجر 30 كانون الاول 2006وهو يهان ويشتم من قبل جموع عراقية غاضبة تعودت أن تنعت العملية بالغضب العراقي "بأمتياز"، ولكن نادرا ما شاهد المواطن العراقي أو سمع عن أهانة متلفزة ومنقولة حيا على الهواء على رئيس وزراء عراقي  وهو القائد العام للقوات المسلحة العراقية، بحملة من قناني الماء أو سماعات المقاعد النيابية أو غيرها من الاسلحة الممنوعة، مثلما جرى تحت قبة البرلمان الوطني العراقي يوم الثلاثاء الموافق 26 نيسان 2016!! هذا وبالاضافة الى تمزيق صور رئيس الوزراء السابق وهوحي يرزق، هذا التاريخ الذي يمكن تسميته باليوم الاسود في تاريخ عراق لم تتضح ملامح خارطته السياسية بعد.
فالنظام السياسي في العراق الجديد كما يكتب رئيس تحرير جريدة "المدى" السيد فخري كريم في ألافتتاحية المعنونة " الدولة اللادولة" بتاريخ 28 نيسان 2016، "أن النظام العراقي بوضعه الحالي لا يؤسس لبديل مغاير ديمقراطي مدني، بل يكرس قواعد لاشكال اخرى تطيح فكرة الدولة وسياقاتها الديمقراطية ويضّعف تأسيس ثقافة البديل الديمقراطي باليات الديمقراطية وما تفرصه من بديل متوافق مع تطلعات الناس".
أذ للاسف الشديد ان انجازات التعددية السياسية في العراق الجديد رغم انها تحصيل حاصل نضال شاق ومرير ضد السياسات القمعية والدموية للنظم المركزية خلال أكثر من نصف قرن متواصل، لم ترتق الى مستوى الاهداف الوطنية النبيلة التي سال من أجلها دماء الالاف من الشهداء والمعتقلين بالجملة في سجون الجمهوريتين الاولى والثانية، بالاضافة الى حرق وتدمير الالاف من القرى والمدن العراقية بعد ترحيل الملايين من ابناء الشعوب العراقية وتحديدا أبناء الشعب الكوردي، الشيعي، التركماني وابناء شعبنا الكلدواشوري.
فبين ليلة وضحاها انفرط عقد التحالفات المبنيّة على قواعد طائفية ومذهبية تحت قبة البرلمان العراقي، بمجرد الاعلان والكشف عن أسماء لوزراء في حكومة "التكنوقراط"  ضمن المبادرة الحكومية  التي نعتت ب"الظرف المغلق"، طبقا لمقترح قدمه السيد حيدر العبادي الى رئاسة البرلمان. علما أن الاعتراض على مضمون الظرف المغلق لم يأت بسبب التحفظ على قدرة التكنوقراطيين كما يفترض، وانما لاعتبارات أخرى تتعلق ومصلحة الاقطاب المتحالفة في ضرورة الابقاء على نفس أليات العملية السياسية المبنية أصلا على أسس المحاصصة الطائفية والعرقية التي باتت تدرعلى أصحابها المليارات من الدولارات المسروقة من مال وقوت الشعوب العراقية.
علما انه يفترض بالبرلماني أي برلماني خصص لها أو له مقعدا تحت قبة البرلمان الوطني في أي بلد من البلدان المستقلة، أن لا يقّر ولا يعترف بأي مرجعية باستثناء مرجعيته الدستورية والتشريعية وهي البرلمان. لآن التفويض الشعبي الذي حصل عليه ليس تكليفا حكوميا أو وظيفيا أو ما شابه، بل أنه مصدر سلطته ووظيفته الاساسية في تمثيل شعبه والدفاع عن حقوقه وواجباته من خلال المطالبة بالاصلاح والتغيير ومحاربة الفساد بجميع أشكاله داخل المجتمع. وبسبب تداعيات الفساد الاداري والمالي وحتى الاخلاقي المستشري في جسد البرلمان الوطني ومؤسسات الدولة العراقية، بات من الصعب على المواطن العراقي الغيور أن ينتظرأو يتأمل غدا افضل ولاسيما بعدما حل الانتماء الطائفي والمرجعيات المذهبية محل المواطنة الحقيقية والانتماء الوطني النزيه ضمن عراق يلهث انفاسه الاخيرة.
ختاما أن العراق بحاجة اليوم أكثر من أي يوم مضى الى نخبة سياسية مثقفة ونزيهة من الوطنيين التكنوقراط ضمن هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق، تتولى مهمة أعادة صياغة بنود وفقرات أجندة المرجعيات السياسية ضمن عراق ديمقراطي وعلماني يتسع صدره لكل العراقيين بغض النظر عن انتمائهم العرقي والمذهبي وحتى السياسي.


203
هل تفلح الاعتصامات في ضبط ايقاع الازمة السياسية المتفاقمة في العراق؟

أوشـــانا نيســـان
 "ظاهرة رشق القيادات السياسية العليا بالاحذية وقناني المياه المعدنية داخل صرح البرلمان الوطني  العراقي مساء يوم الثلاثاء المصادف 26 نيسان الجاري، هي الفقرة الاخيرة ضمن أجندة التشريعات القانونية المذهلة التي توصّلت اليها السلطة التشريعية تحت قبة البرلمان الوطني في العراق الجديد عراق ما بعد الطاغية صدام حسين".
هذه الجلسة التي كانت تنتظرها الشعوب العراقية بفارغ الصبرفي ظل تفاقم الاوضاع الاقتصادية وتدهور الاوضاع الامنية، لعل الجلسة هذه تفلح ولو مرة في اعداد العدة لمواجهة الفساد ومحاكمة المفسدين ومن يعبث باموال العراقيين من خلال الاصرار على اطلاق حملة التغيير والاصلاح ضمن بنيّة مؤسسات الدولة العراقية، لا سيما بعدما بدأ العراق الجديد يتصدر قائمة الدول التي ينخرها الفساد المالي والاداري في العالم كله. في وقت أجبرفيه السيد سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي على رفع الجلسة التي حضرها 172 نائبا الى يوم الخميس المقبل.
علما أن المظاهرات والاحتجاجات العربية التي نعتت سهوا بالربيع العربي أثبتت للعالم كله، أن أجهزة النظم العربية وتجربة رجالاتها نجحت بشكل أو باخر في امتصاص نقمة الجماهير المنتفضة وان الحوار الجدي بين السلطة والشعب هو السبيل الوحيد لحل كل الاخفاقات والمشاكل العالقة.
شعوب الشرق لا تتقن لغة الحوار
 أتذكر أنني قرات وقبل أكثر من 30 عاما قولا مأثورا لكاتب من كتاب الروس الكبار لربما كان الروائي الكبير ليو تولستوي مؤلف رواية  " الحرب والسلم"، من أن "الشعب الروسي لا يقبل التغيير الديمقراطي طوعا ألا خوفا من دكتاتورية الجماعات السياسية المتسلطة". هذه الظاهرة التي يمكن القول ان عدواها انتقلت الى عقلية مواطني معظم شعوب الشرق والانظمة السياسية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفيتي السابق. حيث تحولت الظاهرة تلك الى أفة خطيرة باتت اليوم تفتك بجميع مؤسسات الدولة العراقية الجديدة باعتبارها جزءا من نتاجات عمليات التاكل الفكري والعقلي للمواطن العراقي بجميع انتماءاته العرقية والمذهبية من دون تمييز.
أذ للاسف الشديد تفككت أجندة مرجعية الخطاب الوطني الموحد وتلاشت جميع أمال ووعود المعارضة العراقية لما قبل السقوط عام 2003، في تهيئة المناخ السياسي الملائم لآخصاب بذورالتجربة الديمقراطية والتعايش الاخوي في العراق الجديد ، بما فيها ادعاءات توسيع الافاق المستقبلية المشتركة لكل العراقيين بهدف بناء عراق فيدرالي أو حتى كونفدرالي على أنقاض دكتاتورية النظم المركزية واجهزتها القمعية. والواقع هذا ان دلّ على شئ  فانه يدل بحق، على غياب الرؤية الوحدوية أو الوعي او حتى الايمان بالنظام الديمقراطي النزيه وأخفاق معارضة الامس في تقديم  رؤية جديدة لمستقبل عراق اليوم عراق ما بعد التحرر من ربق الدكتاتورية.
حيث بقدر ما يتعلق الامر بالمكونات العرقية العراقية الاصيلة وعلى رأسها أبناء شعبنا الكلدواشوري، فان أصحاب القرار في النظام العراقي الجديد لا يتسع صدرهم مطلقا لطروحات وأفكار ممثلي ونواب الشعوب غير العربية وغير الكوردية مطلقا.  فخلال مشاهدتي لتفاصيل الاحتجاجات والاعتصامات التي جرت اليوم عمدا بهدف أفشال خطة الاصلاح والتغييرالتي قدم السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدرالعبادي لتقديمها الى سدة البرلمان ،  صدمت كثيرا بعد مشاهدتي للتحركات المشوبة بالحيطة والتوجس لنائب من نواب شعبنا في البرلمان العراقي وهوالسيد يونادم يوسف كنا وقلت في نفسي، وهل يمكن للسيد يونادم كنا باعتباره نائب كلدواشوري ومسيحي في نفس الوقت ان يفعل شيئا ضمن هذه الفوضى العارمة يا ترى؟ ولكن قد يقول قائل، مجرد الوجود يكفي!!
     


204
لا لتحزيب المظاهرات والاحتجاجات !!
أوشـــــانا نيســــان
" تحولت مخططات التهجيرالقسري وقلع جذورشعبنا الاصيل من أرض الاباء والاجداد الى أفة باتت تنخر حتى العظم في جسد هذه الامة لاكثر من نصف قرن، فما هي خططكم المستقبلية لردم الهوة بين الشرائح المهجّرة الى الغرب وعلى راسها النخبة الاشورية المثقفة ونشاطاتكم الحزبية داخل الوطن؟". هذا هو السؤال الذي دوخ جهابذة العصر وعلى راسهم الدكتور سرجون داديشو والوفد المرافق له خلال زيارته الحزبية الى السويد بداية عقد التسعينات من القرن الماضي، بعدما سكت المذكوربرهة في محاولة منه لايجاد اجابة معقولة لعلها تفلح في اقناعي واقناع المستمعين له.
مّرت عقود وبعض القيادات الحزبية، نجحت بشكل او بأخرفي خلق نوعا من الهيمنة مدفوعة الثمن في دول الاغتراب، ضمنّت بموجبها سكوت الاكثرية عن جل التجاوزات والاعتداءات التي كانت تجري داخل الوطن وعلى مرمى حجر من بعض المكاتب الحزبية في المنطقة المتنازع عليها، لحين وصول طلائع المظاهرة السلمية أبواب البرلمان الكوردستاني في أربيل الاربعاء الماضي 13 نيسان 2016. وقتها فقط خرجت الاكثرية في الاغتراب عن صمتها الرهيب ورددت مضمون التساؤل الذي طرحته على "الدكتور" قبل عقود ولكن بصيغة اخرى مفادها:  لماذا تأخرت قياداتنا الحزبية والسياسية عن تنفيذ دورها الاساسي داخل الوطن ورفض اللجوء الى الخيارات البديلة وفي مقدمتها خيارالمظاهرات السلمية؟
 صحيح ان "التظاهرحق دستوري ويتم ممارسته ضمن القانون"، ورد في البند الاول من المادة الثانية من قانون تنظيم المظاهرات في اقليم كوردستان العراق رقم (11) لسنة 2010، ولكن عملية اللجوء الى هذا الحق الدستوري باعتباره ضمان لتحقيق العدالة والديمقراطية في الاقليم والعراق، يفترض أن يكون الخيارالاخير. لآن ظاهرة المظاهرات والاعتصامات أو حتى الاحتجاجات أمام البرلمان في جميع دول الشرق الاوسط بضمنها العراق والاقليم، لم تتجاوزحدود الترف السياسي بالنسبة لعقلية الصفوة السياسية ونظرتها الى الحشود المتظاهرة والربيع العربي أثبت صحة ما نذهب اليه.
ومن المنطلق هذا يجب أن نعترف، أن غياب الاعلام القومي المتخصص في ايصال المعلومة الصحيحة والنزيهة الى المتلقي في الوقت والمكان المناسبين،هوأحد الاسباب الحقيقية وراء تفاقم الاشكاليات السياسية داخل الوطن بالتنسيق مع الصحوة الايديولوجية والتقنية المتنامية ضمن العولمة.
وما نشاهده أو نسمعه اليوم من الاخباروالتقاريرالمتحزبة لفكر مؤدلج لا يمثل أغلبية مجتمعية تلك التي تسّوق لها بعض وسائلنا الاعلامية، تعتبرجزءا رئيسيا من المشاكل وليس جزءا من الحلول المفترضة. لاسيما بعدما نجحت بعض القيادات الحزبية وبامتياز في تحويل دورجالياتنا في دول الاغتراب الى مجرد بقرة حلوب بضرع كبيرلا تصلح لشئ الا لاستجلاب العملة الخضراء!!
خلفيات الازمة..
لاجل كشف الابعاد الحقيقية لمظاهرة يوم الاربعاء المنصرم وخلفياتها، تستوجب الضرورة تسليط الضوء على الاستعدادات التي سبقت المظاهرة بساعات. حيث جرى الاجتماع الاول في مكتب أربيل لكيان أبناء النهرين بتاريخ 10 أذار بحضور معظم قيادات الاحزاب والتنظيمات الكلدانية الاشورية السريانية وعددها تسعة أحزاب بأستثناء الحركة الديمقراطية الاشورية.

وفي الاجتماع الثاني والاخيرالذي سبق المظاهرة ب(24) ساعة وفي نفس المكان، كلف ممثل حزب بيت نهرين الديمقراطي بايصال مذكرة الاحتجاج الى مكتب السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم. فوافق ممثل حزب بيت نهرين بعدما طلب "وجوب الانتظارلمدة لا تقل عن أسبوع" وترقب أجابة السيد رئيس الاقليم. المهمة التي أنجزها مثلما وعد. غير أن مشكلة بحجم التجاوزات التاريخية الحاصلة على الاراضي وممتلكات أبناء شعبنا في محافظة دهوك بأعتبارها المعقل الاساسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، لا يمكن لبرلمان معطل بالكامل وجلساته متوقفة أن يحل هذه المعضلة التي أجّلت أو رحّلت أوحتى سيّست لعقود، بل تعتبرأصلا من صلاحيات الرئيس الذي لم يتوانى بدوره عن قول الحق بعدما دعا فورا طبقا لمصادر صحفية موثوقة، الى وقف العمل البنائي والانشائي في المنطقة وتجميدها لحين تشكيل لجنة تقّصي حقائق بهدف التحقيق في الانتهاكات والتجاوزات التي جرت في المنطقة ضد الاراضي والممتلكات التابعة لاقدم مكون من المكونات العرقية العراقية في المنطقة المذكورة واعادة الحقوق لاصحابها الشرعيين.

اليوم وبعد بروز هذه المستجدات والمتغييرات السياسية التي طرأت على مسيرتنا القومية داخل الوطن، تقتضي الضرورة تجديد بنود وفقرات أجندتنا القومية الوطنية لتتفق مع التطور الحاصل والتأكيد بالدرجة الاولى على حق التعبير السلمي بما فيه حرية التظاهروالاعتصام السلمي، بهدف سّد الطريق أمام المتصيّدين بالماء العكر ووقف مخططات بعض الاحزاب في أستغلال هذه الانعطافة التاريخية من جديد وركب موجة المظاهرات والاحتجاجات السلمية وعلى الشعب أن ينتظر الفرج قرن أخر.
وقبل أن نختم حديثنا عن ملف التجاوزات في الاقليم بعدما تحول الاقليم نفسه ولا سيما خلال السنتين الاخيرتين الى ملاذ امن لاستقبال مئات الالاف من أبناء شعبنا المهجّرين قسرا من سهل نينوى ووسط وجنوب العراق العربي، يجب التأكيدعلى أن النظام السياسي في ما يسمى اليوم بالعراق الجديد عراق ما بعد الطاغية المقبور، ولد من رحم الاحتلال الامريكي بعاهات مشوهة لتصفية الحسابات المذهبية والطائفية تماما كما ولدت الدولة العراقية أصلا قبل 95 عام  من رحم الاحتلال البريطاني ومصالحه الاستراتيجية في جعل سلطة الاقلية السنيّة لا تتحكم مجرد في مصيرالاكثرية الشيعية وحدها بل تعداها لتتحكم بمصير جميع  الشعوب العراقية الاصيلة وعلى رأسها شعبنا الاشوري. حيث بسبب تفاقم نهج الانتقام وتصفية الحسابات القديمة بين حكام الامس واليوم، تحولت مسألة المشاركة الفعلية للشعوب والمكونات العراقية الاصيلة ضمن بنيّة النظام السياسي الجديد ومؤسساته، مجرد شعارات براقة لا اصل لها على الواقع العملي والتجربة الديمقراطية الموعودة بدورها مجرد حلم يصعب تحقيقه ضمن المناخ السياسي الموبوء. ففي مقابلة أجرتها شبكة روداو الاعلامية مع النائب الكوردي في برلمان بغداد السيد عادل نوري بالامس ذكر ما نصه: ان الاكراد مغيبون تماما من مصادر القرارات الاساسية والتعينات ضمن المواقع السياسية والادارية الفاعلة في بغداد فكيف الحال يا ترى بالنسبة لشعب حوله رئيس الوزراء العراقي في العراق الجديد الى مجرد جالية مسيحية للاسف الشديد؟


205
لماذا يؤذي الصليب مشاعر التيارات الاصولية المتشددة؟
أوشــــانا نيســــان
ونحن نقترب من يوم 24 نيسان القادم ذكرى العام الاول بعد المائة من مجازر سيفو الدموية التي راح ضحيتها أكثر من مليون مسيحي، بعدما أعلنت قيادة تركيا الفتاة جهادا مقدسا ضد المسيحين باعتبارهم أعداء الاسلام وتحديدا ابناء الشعبين الشقيقين الشعب الارمني الجريح والشعب الكلداني السرياني الاشوري داخل الامبراطورية العثمانية وضد الدول المسيحية روسيا وبريطانيا كما جاء في سياق الفرمان العثماني قبل 101عام، تبدوالقيادات السياسية للحزب الاسلامي الحاكم في تركيا وكأنها في عجلة من أمرها للاعلان الانتهاء عن جميع الاستعدادات والتحضيرات الكفيلة باطلاق حملتها المذهبية من جديد ضد مسيحي الشرق أولا ثم النادي المسيحي الاوروبي ثانيا. ولاسيما بعد تجاوز بعض تجار تركيا حدود اللياقة والاحترام في التعامل مع معتقدات الدين المسيحي وتحديدا مسيحي مدينة نينوى التاريخية، تماما كما تعود تنظيم داعش الارهابي نشر صورا تظهر فيه قيام عصاباته بنزع صلبان الكنائس في محافظة نينوى وأستبدالها برايات سوداء.
وبقدرما يتعلق الامر بأبناء شعبنا"المسيحي" في العراق وفي مدينة أربيل عاصمة الاقليم، فقد أغرق تجار تركيا أسواق الاقليم ببضاعة  تركية "مبتكرة" منها ما عرض في المجمع التجاري "ماكسي مول" في ناحية عنكاوا بتاريخ 23 اذار الجاري، طبقا لما ذكرته ادارة المجمع والتي قدمت أعتذارها لآهالي المدينة من خلال بيان جاء فيه" نحترم كل الاديان ونحترم الدين المسيحي أيضا..بالنسبة للاحذية نحن لا نعلم شيئا بشأنها ومن اللحظة التي انتبهنا الى الغلط الحاصل، جمعنا كل الاحذية وسنقوم بحرقها فورا".
علما أن الهدف الاساسي من وراء توزيع هذه البضاعة التي كانت تحمل صورا للصليب، مثلما  يعتبرالهدف اهانة للدين المسيحي ومعتقداته وتجريح مشاعر ما يقارب من المليارين من المؤمنين المسيحين في العالم، كذلك يعتبر أهانة لبقية الاديان السماوية بضمنها الدين الاسلامي الذي يحترم الدين المسيحي ورموزه وجوهر الشعارات"الوطنية" التي تخص ما يسمى بالتعايش الديني والاخوي واصرار القيادات السياسية العراقية "المسلمة" منها في كل من بغداد وأربيل على دعوة مسيحي العراق بالبقاء وعدم ترك الوطن والهجرة الى بلدان الغرب، باعتبارهم من أقدم المكونات العرقية العراقية الاصيلة حسب قولهم.
في حين ومن الجانب الاخر أفلح هذا العرض التركي الممسوخ، أن يتجاوز جميع معايير التحضر ومفردات السلوك الحضاري وحقوق الانسان. أذ بالرغم من تنافي الطرح مع التقاليد والاعراف الدولية المتبعة في عصر العولمة، فأن هذه البضاعة التركية جاءت اتساقا مع احلام الخلافة العثمانية التي ذبلت منذ الاعلان عن انهيارها في 1 نوفمبر 1922 ثم بدأت تزدهر فجأة في عقلية التيارات التركية المتشددة وحنينها الى ولاية موصل/ نينوى الحالية، باعتبارها كانت ولاية تابعة لتركيا، كما كان هذا التوجه التوسعي يؤرق مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية.
هذا السرالذي كشفته وسائل الاعلام العالمي وحتى التركي لاسيما بعد أصرار الرئيس التركي الحالي على عدم سحب قواته المتوغلة الى الجانب الاخر من الحدود التركية- العراقية والاستقرار بالقرب من مدينة موصل وتحديدا في معسكر"زليكان" الواقع بمنطقة بعشيقة ذات الاغلبية المسيحية.
ولكي لا يبقى الحديث محصورا بعناية ضمن افاق فهمنا وادراكنا المحليين بعيدا عن تطورات ومستجدات السياسية العالمية، ينبغي العودة الى جذورالمسألة وتحديدا الحلم العثماني الذي بات يؤرق هذه الايام الصفوة السياسية لحزب العدالة والتنمية وعلى راسها مؤسس الحزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعدما شرع في استكمال جميع الاستعدادات التي تساعده في تحقيق أحلامه التاريخية من خلال ارساء مقومات نظام رئاسي قوي في تركيا، حتى لو جاء ذلك على غرار زعيم النظام النازي الالماني، كما صّرح بذلك في ختام زيارته الى المملكة العربية السعودية بتاريخ 1كانون الثاني 2016 بقوله" عندما ننظر الى البلدان الاخرى يبدو أن ذلك أمر ممكن( يقصد نظام رئاسي قوي)، يكفي النظر الى دول مثل ألمانيا هتلر وغيرها". حيث يعتقد أردوغان أن تاريخه كمؤسس لحزب العدالة والتنمية الاسلامي يساعده على اعادة احياء أمجاد الامبراطورية العثمانية، اتساقا مع سعى السلطان عبدالحميد لترسيخ الخلافة الاسلامية عام 1908 بعدما أطلق شعار"يا مسلمي العالم أتحدوا".
ومن الزاوية هذه يمكن لنا تسليط الضوء على خلفية تسونامي الهجرة المتوجهة صوب شواطئ القارة الاوروبية انطلاقا من الموانئ التركية. حيث نجحت تركيا ومن خلال نهج تصعيد أزمة المهاجرين واللاجئين على أجبار قيادات الاتحاد الاوروبي على الجلوس حول مائدة المفاوضات مع القيادة السياسية التركية بتاريخ 29 نوفمبر 2015 والقبول مبدئيا بشروط أنقرة "التعجيزية" وفي طليعتها:
- أحياء محادثات أنضمام تركيا للاتحاد الاوروبي 
- الحصول على اكبر قدر ممكن من المساعدات المالية
علما ان تركيا نجحت ولو مؤقتا في ابتزازالاتحاد الاوروبي واجبار قياداته السياسية على تقديم  نحو ثلاثة مليارات يورو/ 3،2مليار دولار لحكومة تركيا بهدف تحسين حياة اللاجئين الذين يعيشون على اراضيها.  حيث أن السلطات التركية وعلى رأسها رجب طيب أردوغان يريد أن يثبت للعالم كله، ان تركيا الاسلامية باتت اليوم قوة عالمية بامتياز، لديها القدرة على التاثير وفرض الاراء والقرارات التي تخدم مصالح تركيا ورؤيتها المستقبلية على ضوء التغييرات التي بدأت تظهر ملامحها وعلى المديين القريب والبعيد. الامر الذي تنبأة به المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل منذ البداية حين حذرت قيادات الاتحاد الاوروبي بتاريخ 24 سبتمبر 2015 بقولها" أزمة المهاجرين ستحدد شكل أوروبا على المدى الطويل".

وختاما يمكن الاستنتاج  من استقراء جل هذه التطورات السياسية  وواقعات ميدانية أخرى، أنّ أفاق صدام الحضارات بانت وان التغيير ات لا محالة، لربما قد لا يرضي العديد من القيادات السياسية لدول الغرب المتطورة "تكنولوجيا". في الوقت الذي يفترض بتلك القيادات أن تستيقظ من نومها العميق وتدفع ثمن غباء سياساتها وعلاقاتها مع بلدان الشرق الاوسط قبل فوات الاوان. لآن العدو أو الارهابي الذي كانت تلاحقه أجهزتها الامنية بالامس في جبال طورا بورا أو الرقة أو الموصل، انتقل اليوم الى عقر داركم وتحديدا في الحدائق الخلفية لحكوماتكم، فما هو العمل يا ترى؟
فالرئيس التركي بات اليوم في وضع مكنّه من تهديد رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكرعلنا بقوله : "بامكاننا فتح الابواب الى اليونان وبلغاريا في اي وقت ووضع اللاجئين في حافلات." نقلا عن اذاعة بي بي سي 12 شباط 2016، ذلك بعد فتح الابواب أمام عشرات الالاف من المهاجرين المتوجهين صوب القارة الاوروبية، ثم اسقاط الطائرة الحربية الروسية في سوريا بتاريخ 24 نوفمبر 2015، وأخيرا وليس اخرا، عرض البضاعة التركية الممسوخة في أسواق الاقليم تلك التي صنعت خصيصا لاهانة رموز الدين المسيحي وتدنيسه. كل هذه العلامات ان دلت على شئ فانها تدل بحق، على نهاية الديمقراطية وسقوط ثوابت الحضارة الغربية، وبداية شيوع ثقافة الجهل والتخلف والتدين عكس ما بشر به الكاتب الامريكي فرانسيس فوكوياما تماما.

206
أما ان الاوان أن تهدأ نيران ثقافة شطب الاخر؟
أوشـــانا نيســـان
يستغرب المرء كثيرا حين يتابع النتاجات الفكرية والطروحات القومية للعديد من كتاب أبناء شعبنا، لالاعتبارات المنافسة المنتظرة بين هذا الكاتب أوذاك في سبيل طرح البدائل التاريخية التي تقرب وحدتنا وتمكننا من  تجاوز المسافات التي زرعتها أجهزة النظم الشرقية بين ظهرانينا، بهدف خلق المزيد من الاحقاد والقطيعة المبنية تارة على المذاهب وأخرى على الانتماء التاريخي. كل ذلك من خلال تغليب كفة المصالح الفردية والحزبية الضيقة على حساب مصلحة شعبنا بهدف تسهيل مهمة المراهنة على أسوأ الخيارات المتاحة لنا ألا وهو خيارثقافة شطب الاخر والغاء القدرات الفكرية والاخوية لهذه التسمية أو تلك من دون التفكير بعواقب واسقاطات ثقافة التزوير والاستهلاك الجماهيري على مستقبل وجودنا وحجمنا المتذبذب في الشرق.
اليوم وطبقا لمخططات زعيمة النظام العالمي الجديد ونهج الاخيرة في وجوب تغيير خارطة الشرق الاوسط وتاثيرات استراتيجية هذا التغييرعلى شعوب الشرق وتحديدا مسيحي الشرق منذ غياب الخصم التقليدي الاتحاد السوفيتي السابق عام 1989، يفترض بالشعوب المغلوبة على أمرها وعلى راسها شعبنا الكلدواشوري، الاسراع في طي ملف الخلافات الجانبية والحزبية واطفاء مواقد الصراعات المذهبية من خلال اختيار كل ما يوحدنا من أوراق التاريخ أكثر مما يفرقنا  بهدف الاسراع في رفع أثار الظلم والاستبداد الذي طال جميع أبناء شعبنا وبجميع تسمياته في زمن البعث وقبل البعث وحتى قبل تشكيل الدولة العراقية  عام 1921 ولحد الان.
حيث التاريخ أثبت خلال ما يقارب من مائة عام، أنه مثلما أخفقت عقلية النظام السني العراقي في ترسيخ دعائم بنيّة الدولة المؤسساتية "العصرية" القابلة للتوجه نحو دولة العدالة والديمقراطية النزيهة رغم مرور ما يقارب من قرن، كذلك أخفقت القيادات السياسية في الاقليم الكوردستاني في خلق المناخ السياسي الملائم لتثبيت الاستقرار السياسي المطلوب لآنجاح التنمية الاقتصادية في الاقليم تمهيدا لاطلاق مسيرة الحوار السياسي الشامل بهدف تقريب ساعة المطالبة بحق تقريرمصير الشعب الكوردي بأعتباره حقا طبيعيا ودستوريا له ولجميع الشعوب الكوردستانية المتحالفة معه. الامر الذي أكده جمال كوجر نائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية في البرلمان بقوله" حل المشاكل بين بغداد واربيل سيبعد خيار اقليم كردستان بالتفكير في الاستقلال عن العراق"، نقلا عن وكالة كل العراق الاخبارية 29 كانون الثاني 2016. علما أن ظاهرة تعاظم الاخطار المتمثلة بداعش والتي ترتبت على تراكم أخطاء العقلية السياسية والادارية للسياسين الجدد، كانت بمثابة أرضية خصبة لتنامي الصراعات المذهبية بين سنة العراق وشيعته بحيث بات الصراع يشكل خطرا جديا على وجود ومستقبل الشعوب العراقية بجميع انتماءتها العرقية والمذهبية. فالوضع السياسي السيئ دفع باول رئيس وزراء للحكومة العراقية المؤقتة بعد الاطاحة بالطاغية صدام حسين السيد أياد علاوي أن يعترف علنا ويقول في حديث لجريدة الشرق الاوسط "أننا مسؤولون عما حدث في العراق بعد السقوط"..وأضاف" العراقيون صاروا يترحمون على النظام السابق بسبب اداء الحكومات التي أحرقت العراقيين بنار الطائفية والمحاصصة"، جريدة الشرق الاوسط 25 يناير 2016.
أما بقدر ما يتعلق الامر برؤيتنا القومية والوحدوية تحديدا بعد أشتداد حدة الخلافات المذهبية والحزبية وحتى العشائرية التي تؤججها الزعامات الحزبية وتدخلات دول الجوار هذه الايام، فأن مستقبل وحدة شعبنا الممزق والمنحل أصلا سيتعرض في ظل استمرارهذا الصراع اللاعقلاني، الى نكسات اكثر صرامة مما كنا نعتقد حتى في زمن العولمة والعراق الجديد في حال المضي قدما وراء سياسات زرع التفرقة والغاء الاخر ونهج تاجيج النعرات الطائفية والمذهبية من خلال بث المزيد من التفرقة والتشتت والاختلافات  بين أبناء الشعب الواحد.
حيث يفترض بالعقل الاشوري الناضج أن لا يؤرقه هاجس نهوض أخيه الكلداني او السرياني ولايجعلهما خصما ولا مصدرا لشقاءه المتواصل عبر قرون، بل يفترض به أن يشعروفي قرارة نفسه بانهما مكملان له ولتوجهاته الوحدوية والسياسية والامر نفسه ينطبق على السرياني والكلداني على حد سواء. 
عليه يفترض بالعقل الاقلوي أو"المسيحي" الملاحق تاريخيا في الشرق، أن يتسامى ولو مرة فوق جراحاته المثخنة ويعترف من دون تردد، ان العقلية السياسية التي سهلت للحاكم السني الذي لم يفرد بندا واحدا ولا حتى فقرة واحدة تخص حقوق أقدم مكون عرقي عراقي ألا وهو شعبنا الكلدواشوري ضمن دستور العراق خلال أكثر من ثمانين عام، يجب أن تكون حقيقة العقلية تلك عبرة لكل اشوري كلداني سرياني أن لا ينتظر قرنا اخر ليستيقظ "هذا اذا قدر له أن يستيقظ داخل الوطن" ويحس ان الاقلوي للاسف الشديد مستغرق في الخسران وغافل عما يجري حوله بسبب دفاعه عن مجرد حفنة من الشعارات الوطنية. فلو أن سيف التطرف الاسلامي لم يفرق يوما بين رقاب مسيحي العراق، سوريا،لبنان أو أي
بلد من بلدان الشرق الاوسط، فلماذا يفترض بنا ونحن الضحية ان نفرق بين أشقاءنا يا ترى؟
 أما الامر الذي قد يثيرالدهشة الكبرى هذه الايام، هو أمر السرياني "المثقف" الذي يجتهد ويتسابق في تقديم الوثائق المستعربة حد النخاع من أجل الغاء وجود شقيقه الاشوري وانتماءه التاريخي المكمل له ولوطنه باعتبار الاشوري طبقا لتلك الدراسات المستعربة والمزورة عدوا لدودا للانسانية والحضارة التي خلقها بنفسه على ضفاف دجلة والفرات قبل 6766عام، طبقا لمعظم الدراسات والبحوثات التاريخية القديمة منها والحديثة وأن الاشوريين الحاليين انحدروا من الاشوريين الذين بنوا الامبراطورية الاشورية " سقوط الامبراطورية الاشورية لم يعن نهاية شعبها بل أنهم عملوا في الزراعة واصبحوا مسيحين بعد سبع او ثمان قرون"، يذكر هنري ساغس أحد أهم علماء الاشوريات،
الحقيقة التي أكدها عالم الاشوريات البروفسور سيمون بربولا في جامعة هلسنكي بقوله " أن اكتشاف رقم أرامية تحتوي على أسماء آشورية في منطقة الخابور بسوريا بعد سقوط نينوى بقرون يؤكد وجود قرى آشورية بتلك المنطقة.. وان دمرت المدن الرئيسية لاشور لكن هذا لايعني ان كل الشعب الاشوري ضاع وانقرض".
وفي الختام يجب القول والتأكيد، أن أكثر ما يقلقني ويثير الاستغراب والتساؤل لدى القارئ الكريم والمثقف الكلدوأشوري العضوي على حد سواء، هو مغزى السر الذي تحمله الاحقاد أوالعداء الذي زرعته أجهزة النظم الشرقية الاستبدادية في عقلية "حفنة" من أشباه المثقفين المحسوبين على أبناء شعبنا الابي، لينتهزوا كل فرصة مواتية للتسابق في التضامن من جديد مع أعداء شعبنا ومضطهديه كما فعلوا حتى الامس القريب في سبيل الانقضاض على أشقائهم ونهش لحمهم ودمهم وهم أحياء ؟
 
 


207
لنأخذ العبرة من مواقف الشهيدين مار بنيامين وفرج رحو!!
أوشـــــانا نيســـان
 
رغم مرور ما يقارب من مائة عام على اتفاقية سايكس- بيكو عام 1916 فان شعوب الشرق مقبلة وللاسف الشديد على فصل جديد من فصول نفس الاتفاقية المشؤومة ولكن بلمسات أكثرعصرية هذه المرة. ففي مثل هذا اليوم من عام 1918نجح الاستعمار في دق أسافين بين العلاقات التاريخية المتواصلة بين الشعبين الجارين الشعب الاشوري والشعب الكوردي في منطقة هكاري، من خلال شراء ذمة الاقطاعي الكوردي سمكو شكاك واقناعه بأغتيال البطريرك مار بنيامين وهو في ضيافته وفي عقر داره في قصبة كونا شهر، بهدف تأجيج العداوة وطي ملف علاقات الجيرة بين الشعبين بضمنه طي ملف  الزعامة الدنيوية للبطريرك الاشوري والى الابد.
حيث المتابع لاقوال نخبة من غبطة البطاركة وزياراتهم التاريخية هذه الايام الى سدة المراجع السياسية العليا في العراق الجديد عراق ما بعد الطاغية، لا يستغرب عن طغيان الهم القومي والوطني على البنود المزنرة على أجندة زياراتهم الابوية وحرصهم على طرح جميع البدائل الوطنية المقبولة مع المسؤولين العراقيين في سبيل انقاذ ما تبقى من الوجود المسيحي المتذبذب داخل الوطن. لا لاعتبارات الاعتداءات الوحشية المنتظمة والتحديات المصيرية التي حلّت بجميع أبناء شعبنا في العراق عامة وفي سهل نينوى على وجه التحديد، وانما بسبب عقم الارادة القومية والوطنية الحقيقية لدى "معظم" قياداتنا الحزبية والسياسية التي بدأت تقتنع بالحلول الترقيعية والارتجالية بدلا من الحلول الجذرية لهذا الشعب الاصيل.
صحيح أن نداء البرلماني العراقي وصحوته لم تتجاوز بعد حدود الصراخات الباطلة وتخوم الخلافات المذهبية والسجالات القومية رغم مرور اكثر من عقد من الزمان، ولكن الاصح فان حديث الاصلاح والديمقراطية مجرد الضحك على الذقون وخطابا مثقوبا يلوكه كل مستفيد من هذا العبث المتواصل. الامر الذي ان دل على شئ فانه يدل بكل وضوح على عدم نضوج عقلية "الاغلبية" من المشرعين للقوانين العراقية الجديدة بالشكل الذي يمكنها من خلق الاجواء السياسية المناسبة لاخصاب بذور التجربة الديمقراطية النزيهة والاعتراف علنا بضمان حقوق جميع الاقليات العرقية والمذهبية العراقية باعتبارالاعتراف محك التجربة نفسها وايذانا على المضي قدما في تحقيق ما تبقى من الاهداف الوطنية الكبرى.
أذ لو فرضنا جدلا ان البرلمانين نجحا فعلا في ترسيخ ألية تشريع القوانين وسن  جميع البنود والفقرات الخاصة بوجود وحقوق أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مسودة الدستورين في بغداد واربيل، فلماذا يجاهد رجل دين ويشقي نفسه في سبيل مطالبة رئيس البرلمان أو رئيس مجلس النواب في تنفيذ عمله التشريعي، تماما كما يؤكد قداسة البطريرك مار أعناطيوس أفرام الثاني كريم بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والرئيس الاعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم خلال لقاءه الدكتور سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي يرافقه عضوان في المجلس النيابي بتاريخ 29 شباط 2016 ، بعدما أكد البطريرك على ضرورة ادخال اسم السريان في الدستور العراقي كمكون أصيل من مكونات الشعب العراقي.
 
 
 هذا وبالاضافة الى النداء الذي وجهه غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو بتاريخ 16 كانون الثاني 2016، بهدف تشكيل "تجمع مسيحي مسكوني موحد"، يكون بمثابة مرجعية سياسية للمسيحين يقدم صورة واضحة وشاملة عن الوضع وخطة مدروسة والية تنفيذ عملية، ويدخل كما يؤكد الى الانتخابات القادمة بقائمة واحدة للمرشحين ممن لهم القدرة والشجاعة ليعملوا من اجل ان ياخذ المسيحيون مكانتهم الوطنية في البلاد وفي مراحل صنع القرارات"، انتهى الاقتباس.
صحيح أن الاجواء السياسية التي خلقتها النخب السياسية العراقية وبجميع مشاربها السياسية في مرحلة ما بعد الطاغية تركت مناخا سياسيا ملبدا شغلته الزعامات الدينية الاسلامية والمسيحية التي يفترض بنا جميعا أن نصونهم ونحافظ عليهم في ذواتنا بوعي وأصرار. ولكن المسلسل الدموي الرهيب لتدهور الاوضاع الامنية في العراق وتفاقمها من السئ الى الاسوا وتحديدا بعد الاعلان عن تاسيس ما يسمى بالدولة الاسلامية وتصرفاتها الوحشية منذ أكثر من عامين، يدفعنا الواقع هذا الى التحذير من مغبة تكرار الاعتداءات الوحشية على رجالات ديننا المسيحي في هذا الزمن الردئ واصرار الاسلاميين المتشددين على وجوب اعادة عجلات التاريخ الى الوراء بهدف فتح ملف الاغتيالات التي طالت الكبارمن رجالات ديننا المسيحي وفي طليعتهم شهيد الامة المغفور له البطريرك ماربنيامين حيث استشهد في مثل هذا اليوم قبل 98 عاما، كذلك المطران الشهيد بولص فرج رحو والذي اختطف من قبل جماعة ارهابية قاتلة  بتاريخ 29 شباط 2008 وهو خارجا من كنيسة الروح القدس في الموصل بعد اتمام رسالة السلام الذي حمله سيدنا المسيح،  ليعثر على جثته بعد 13 يوما من الاختطاف والتعذيب.
الغرض من وراء ذكر الشهيدين الخالدين رغم الفارق الزمني الممتد على مساحة 90 سنة بين البطريرك الشهيد باعتباره الحلقة الاخيرة في سلسلة بطاركة كنيسة المشرق وهو الزعيم الديني والدنيوي للاشوريين المسيحين، وبداية الصحوة القومية لدى شريحة كبيرة من رجالات الدين الكاثوليكي تحديدا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ شعبنا في العراق. حيث التاريخ يذكرنا رغم طروحات العديد من هواة التنظير والاجتهادات الباطلة من كتاب شعبنا، ان سيف الغدر والبطش واخره سيف ما يسمى بالدولة الاسلامية، لم يفرق يوما بين رقبة البطريرك الاشوري أو رقبة أي كاهن أو مطران كلداني باعتبارهما أخوة بالدم والعقيدة والانتماء ويجب القضاء عليهم طبقا لخطابهم الديني المتشدد والموغل في التطرف والسلفية.


208
ماذا بعد تحرير سهل نينوى؟
أوشــانا نيســـان

ومع تصاعد دقات طبول الحرب هذه الايام والتشديد على الاستعدادات العسكرية الضرورية بهدف تدمير أسوار عاصمة الدولة الاسلامية "داعش" في مدينة نينوى التاريخية بأعتبارها المعقل الاخير للدولة التي أختارت طريق الدم لاقامة شريعة الغاب في العراق، تتصاعد وتيرة الاهتمام بالقيادات الحزبية "المسيحية" في كل من بغداد وأربيل على حد سواء. ولكن السؤال هو، هل فكرت قياداتنا السياسية بجميع تسمياتها وهياكلها الحزبية في وضع مخطط استراتيجي قومي ووطني لما بعد تحرير سهل نينوى؟ أو هل أفلحت قياداتنا في أقناع القيادات السياسية في بغداد واربيل بالاضافة الى قيادات التحالف الدولي بالوصول الى أليات دستورية بموجبها يمكن لشعبنا تحقيق أحلامه القومية والوطنية في سهل نينوى؟
ولكي لا يبقى الحديث مجرد كلمات أوأجتهادات فردية يجب الاستعانة بفصول تاريخ الدولة العراقية "القديمة" منذ تشكيلها عام 1921 ولحد يومنا هذا. لان العراق القديم أنتهى بسقوط الطاغية في 9 نيسان 2003 ونهوض العراق الجديد/ عراق فيدرالي على انقاض دكتاتورية النظم المركزية المتعاقبة. ولكن على المثقف العراقي الغيور أن يعرف جيدا، أن زوال أجهزة النظم المركزية في بغداد لا يعني بأي شكل من الاشكال، زوال العقلية الشوفينية أو العقلية الاقصائية لدى العديد من القياديين العراقيين ضمن بنيّة النظام السياسي الجديد. وما نشهده اليوم من جرائم القتل والتدميروابادة المدنيين العزل والاستهداف الممنهج لتراثنا وتاريخنا العراقي بانتظام، لربما هو الفصل الاخير من المحاولات اليائسة للعراقيين العنصريين في محو جميع أثارالتعددية العرقية والمذهبية وحتى الثقافية التي كان ولايزال يزخر بها العراق.
صحيح ان الشعوب العراقية الاصيلة وعلى رأسها شعبنا الاشوري همش تماما ابان الاعلان عن قيام الدولة العراقية عام 1921 لاسباب ذاتية وموضوعية، رغم حضارته العريقة في قلب وادي الرافدين، ولكن يفترض بقياداتنا السياسية الحالية ان تتحمل مسؤولياتها القومية والوطنية في سبيل احتواء النتائج والتهيؤ لوضع خارطة الطريق لمرحلة ما بعد التحرير وبالتالي الانتهاء من تحديد الملامح السياسية الجديدة من خلال المشاركة في اعادة صياغة الخارطة الجيوسياسية لسهل نينوى ضمن عراق فيدرالي يتسع صدره لكل العراقيين من دون تمييز. ولربما شعبنا بحاجة اليوم أكثر من أي يوم مضى  الى أستفتاء شعبي لتقرير مصيره في سهل نينوى بعد التحرير بما فيه قرار ربط السهل بالعاصمة بغداد او الاقليم الكوردستاني. لكي لا نخطئ من جديد في قراءة المستجدات السياسية عند تحديد ملامح العراق الجديد، تماما كما حدث ابان تاسيس الدولة العراقية والنتائج الكارثية التي التي خلفتها مجزرة سميل عام 1933 حيث غلق ملف قضيتنا القومية – الوطنية لاكثر من ثمانين عام.
 
أذ يعرف قارئ التاريخ العراقي أن دستور الدولة العراقية "القديمة" وحتى الجديدة لغاية عام 2010 خلا تماما من اي بند دستوري يحمل الاشارة أوالاعتراف علنا بالحقوق الشرعية لأبناء الشعوب والمكونات العرقية غير العربية أو الكوردية وعلى راسها أبناء الشعب الاشوري خلال ما يقارب من 90 سنة مضت. في وقت أعترف البرلمان الكوردستاني بوجود وحقوق أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في أقل من 9 سنوات من بعد سقوط الطاغية والاعتراف بفيدرالية الاقليم. رغم ان المطلع على الاوضاع السياسية في بلداننا  يعرف، ان المشكلة في جميع بلدان الشرق الاوسط لا تتمثل بمجرد تشريع بنود أو فقرات الدستور، بل المشكلة الحقيقية تتمثل في كيفية تطبيق تلك القوانين على ارض الواقع. لآن حجم العراق الجديد بات وللاسف الشديد لا يتحمل حجم القاعدة الطائفية والمحاصصة السياسية التي قدم بها السياسي العراقي المغترب من وراء الحدود، بحيث أصبح المواطن العراقي الاقلوي أكثر وطنيا من العراقيين المتشدقين ليل نهاربالشعارات الوطنية الجوفاء.
أذ على سبيل المثال لا الحصر أكد النائب التركماني أرشد الصالحي رئيس لجنة حقوق الانسان في مجلس النواب الاتحادي في حديث صحفي من أن" تركمان العراق اعلنوا دائما عن موقفهم وهو رفض تقسيم العراق تحت اي مسمى...وان التركمان يفضلون دائما أن يتبعوا الى العاصمة العراقية بغداد، مشيرا الى أن التركمان يأملون في انهاء اي تشنج في العلاقية بين بغداد وأربيل، وان لا تكون محافظة كركوك صفقة بينهما".
ونحن نتحدث عن قبول النائب التركماني أو رفضه الانظمام الى الاقليم الكوردستاني، لا بد من الاشارة ايضا الى الاجتماع الذي دعا اليه مسؤول الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني بالامس مع الاحزاب السياسية التابعة لشعبنا في محافظة دهوك، وذلك من خلال تأكيده على أن" حزبه عقد اجتماعات ومشاورات مشابهة مع بقية المكونات العرقية والمذهبية كالتركمان والايزيدين بهدف ايصال رسالة الحزب والحديث عن مرحلة قبل وما بعد تحرير مدينة نينوى من ربق التنظيم الارهابي داعش. هذا واكد المسؤول، على أهمية مشاركة قوات شعبنا النظامية في عملية التحرير ومن ثم مسك الملف الامني وادارته من قبل أبناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري وفق استراتيجيتهم المستقبلية في ادارة شؤونهم بانفسهم وفق الصيغة التي ترضيهم.
ولكي لا نستمر في القول أن التاريخ العراقي بدأ يعيد نفسه من جديد، يجب أن تستعد قياداتنا الحزبية بجميع مشاربها السياسية في رفع نهج الحوار السياسي البناء، بهدف ايجاد القواسم الوطنية المشتركة في سبيل الوصول الى الحلول الجذرية التي بموجبها يمكن لنا تحقيق جميع أهداف شعبنا وفق دستور البلد والوطن. رغم ان المشكلة الاساسية باعتقادي لا يمكن حصرها ضمن قرار التوجه جنوبا نحو بغداد أو شمالا نحو اربيل بقدراستعداد المشرع العربي او الكوردي في الاعتراف دستوريا على ارض الواقع بحقوق وهوية اقدم مكون عرقي عراقي سكن وادي الرافدين قبل أكثر من 6765 عاما الا وهو شعبنا الاشوري.
 

209

تعالوا لنتحاور من أجل مرجعية تجمعنا!!
أوشــانا نيســان
خلال مقابلة مباشرة أجراها معي مشكورا السيد زيا في فضائية ( أ.ن.ب.سات) مساء يوم 25 يناير 2015 حول الرد الذي نشرته على صفحة عنكاوا الغراء، ظهر لي واضحا ان مجموعة من قياداتنا الحزبية لم تكتف باقحام حقوق وطموحات هذه الامة المضطهدة ونهجها السياسي في زاوية محرجة بمنطقها المغرق في التساهل مع الغير والخصوم مع الذات، بل نجحت أيضا في حشر نتفة من النخبة الاشورية المثقفة ضمن هذا السجال العقيم الذي يشبه القول القائل " لا ينفع البكاء على اللبن المهراق".
صحيح أن طموحات جميع قياداتنا الحزبية اخذت تتجاوز حدود الامكانيات المادية والقدرات الذاتية المتذبذبة لشعبنا بجميع تسمياته في العراق الجديد، ولكن الاهم يجب ان يعرف الجميع، اننا نعيش في بلد اصبح الدستورفيه مجرد نصوص يتم تفعيلها أواللجوء اليها فقط لخدمة سلطة أحزاب معينة وليس بهدف تامين مستقبل الشعوب العراقية بجميع مكوناتها العرقية والمذهبية. وان الاخطاء التي ارتكبها السياسيون بعد الاطاحة بالنظام السابق يقول نائب الرئيس العراقي السابق ورئيس القائمة العراقية الدكتور أياد علاوي في مقابلة مع جريدة الشرق الاوسط بتاريخ 25/1/2016، "جعلت العراقيين "يترحمون" على الرئيس السابق بسبب اداء الحكومات التي احرقت العراقيين بنار الطائفية والمحاصصة". الاعتراف الخطير هذا ان دل على شئ فأنه يدل على بروز عقليات سياسية جديدة جعلت من التعددية والمشاركة في النظام السياسي الجديد مجرد شعارات تدغدغ مشاعر البسطاء.
أذ على سبيل المثال لا الحصر سأدون هنا حقيقة التقرير الذي بثته فضائية رووداو الكوردية مجرد ساعات قبل أنطلاق المؤتمر الذي دعا اليه السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم معظم قيادات الاحزاب والتنظيمات السياسية في الاقليم الكوردستاني، بهدف دراسة مستقبل الاوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة في العراق والاقليم على وجه التحديد. حيث رغم حرص رئيس الاقليم على وجوب توجيه دعوة الحضور الى السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية، رئيس المجلس القومي الكلداني السرياني الاشوري ورئيسة كيان أبناء النهرين، خلت قائمة المدعوين لحضور الاجتماع من الاشارة الى اسماء القيادات الحزبية الثلاث تماما خلال شرح معد التقريرلمضمون الدعوة. الامر الذي يدعونا جميعا الى طرح السؤال التالي: نحن لسنا نواب لاكمال العدد فقط وانما نواب وممثلين عن هذا المكون العرقي العراقي الاصيل، فلماذا لا يتم اعادة صياغة العقلية السياسية في العراق الجديد لاضفاء الشرعية الدستورية والقانونية وعن قناعة على وجود هذا المكون التاريخي اسوة بالاكثريتين العربية والكوردية ؟
هذا بقدر ما يتعلق الامربالعقلية السياسية للاكثريتين العراقيتين، أما ما يتعلق بعقلية قياداتنا الحزبية ونظرتها الى واقع شعبنا ومستقبله، فأن الامر يختلف وبحاجة الى ضرورة الاسراع في اطلاق عملية الحوار والتغييرالجديين بهدف تشكيل مرجعية قومية- وطنية معتبرة يمكن العودة اليها عند الحديث عن الوجود والهوية بما فيها شروط وضوابط المشاركة في الحكم. حيث أثبت النظام السياسي العراقي القديم منه والحديث ، أن القيادات السياسية العراقية نجحت منذ البداية في استيعاب وجودنا واستغلال تاريخنا في جميع الميادين والمحافل الدولية لما يقارب من مائة عام، فلماذا تتردد قياداتنا الحزبية من دون تمييز في قبول النقد الذاتي ونصائح النخبة الاشورية المثقفة والخييرين من أبناء شعبنا بجميع تسمياته بهدف تصحيح المسيرة وتقييم الاداء السياسي في سبيل الاسراع في خلق الاجواء السياسية الملائمة في الاعلان اليوم قبل الغد عن تاسيس المرجعية القومية – الوطنية المقبولة من قبل الجميع باعتبارها المسؤولة الشرعية عن الفعل القومي السياسي، النشاط الفكري، الاجتماعي، الاقتصادي وغيرها من النشاطات القومية مستقبلا. علما أن التسميات المقترحة لشعبنا، ضرورات الوحدة، قرار الانتماء والتعامل مع الاكثريتين وغيرها من البنود ستكون حتما في طليعة البنود المقترحة على أجندة هذه المرجعية المؤملة أنشاءلله. ولربما ستفلح المرجعية المؤملة في حال تاسيسها في تعميق الامال في قلوب المتشبثين بالارض والهوية داخل الوطن وبالتالي وقف نزيف هذه الهجرة المدمرة التي باتت تؤرق مخيلة الغيارى من ابناء شعبنا في كل مكان.


210
لماذا تردد الرفيق شوكت توسا في نشر ما دار بينه وبين الرابي لساعات!!
أوشــانا نيســان

"الكلدان لا يمكن تبديلهم بجرة قلم الى آشوريين كما يحلو للأخوة الآشوريين، إنها تعقيد للعمل القومي والوحدة وإنها أمال البعض باحداث انقلاب في التاريخ ...وأن إصرار الأخوة الآشوريين على هذه التسمية هي استحالة العمل ووحدة الشعب "، ينشر الدكتور عيسى بطرس على صفحة كلدانايا نت، نقلا عن رسالة المناضل الاممي المرحوم توما توماس بتاريخ 15 تشرين الثاني 2006.
الهدف من اعادة نشرهذا المقتطف من مذكرات المرحوم توما توماس ليس النبش في سيرة قائد بحجم توما توماس وانما الهدف، هو مجرد تسليط الضوء على خلفية العلاقات الحزبية المختلفة بين الشهيد هرمز ملك جكو وبين القائد الشيوعي توما توماس في بداية الستينات. هذه العلاقة التي لم تسعد الاخرين لا الجانب الحكومي المركزي ولا الجانب الكوردي القومي حسب تعبيرهما. في حين وللتاريخ نكتب بأعتباري شاهدا على العديد من الصفحات المنسيّة من ملف أحداث هذا الوطن الجريح، أتذكر وأنا في السنة الاخيرة من كلية الاداب/ جامعة بغداد/ قسم اللغة الكوردية، عندما اجبرتنا نيران الطائرات الحربية للنظام العفلقي على وجوب ترك قرانا ومدننا ليلا والتوجه سيرا على الاقدام نحو الحدود الايرانية. قبل أن نحط رحالنا كلاجئين في معسكر بابك جنوب أيران ألتقيت السيد يونادم يوسف كنا للمرة الاولى في دربند/ حاج عمران صيف عام 1974. حيث قدم المذكور من منطقة دهوك لاستلام رواتب بيشمركة بتاليون الشهيد هرمز ملك جكو والتابع لمقر البارزاني باعتباره معاونا للشهيد حسو ميرخان دولومري طبقا لقرار من البارزاني مصطفى نفسه بعد تحرير منطقة بهدينان ( البارزاني والحركة التحررية الكوردية/ الجزء الثالث). وقتها رحل السيد يونادم كنا برفقة كل من الشماس كيوركيس شليمون زيا نائب محافظ دهوك الذي تقاعد للتو والمرحوم دنسا حريري متوجها نحو مقر البارزاني في كلالة بهدف تحقيق المهمة التي قدم من أجلها وهي استلام رواتب البيشمركة. ولابد للبيب أن يفهم الاشارة في هذه الحالة ويفكر!!
صحيح اننا لسنا هنا في معرض الحديث عن مكانة المناضل السياسي أوالماركسي المرحوم توما توماس وموقعه على خارطة نضال الحزب الشيوعي العراقي بعدما كان اشهر من نار على علم، بقدر ما يهمنا القاء الضوء على دورمجموعة من "الرفاق" القدماء باعتبارهم النخبة المؤثرة وتحديدا هذه الايام أثر أصرارهم على المشاركة في اتخاذ القرارات القومية "المصيرية" في عصر ما بعد تراجع الماركسية رغم حرص النخبة تلك في قراءة الواقع الحالي المعولم حد النخاع، بعيون السبعينات من القرن الماضي على الاقل بقدر ما يتعلق الامربكتاب أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في دول الاغتراب.
صحيح ايضا ان كتابات السيد شوكت توسا كتابات ملهمة ومشوقة بحق، لان الايديولوجية الماركسية كانت وراء تغييرات ثقافية وأبداعات أدبية هبّت للمرة الاولى على ثغرالعراق قبل ما يقارب من قرن من الزمان لتشمل بالتالي العراق كله ومنه الى معظم بلدان الشرق الاوسط.
أذ لو رجعنا الى مضمون المقالات التي تمخضت عن زيارته الاولى الى الوطن بعد أربعين عام ولقاءه مع المسؤولين السياسيين لآبناء شعبنا في الاقليم، لاصبح لزاما علينا جميعا أن نستفسر عن مغزى أختفاء الاجوبة الصحيحة والمعقولة لتساؤلات مصيرية كانت ولايزال تنتظر الاجابة ولا تحتمل المزيد من العبث والمناورة وفي مقدمتها:

 - الوحدة أووحدة الصفوف باعتبارها ضرورة قومية ووطنية/ لماذا لم يسأل السيد كنا رغم ظلاله التي خيّمت كل المقابلات التي اجراها السيد شوكت مع غيره من السياسيين، عن "سبب" أختفاء الرغبة الجدية لدى الحزبيين في توحيد الصفوف والرؤى والبحث في الخطط المستقبلية المشتركة بما فيها توحيد القوى السياسية والحزبية والعسكرية ورفض الاكتفاء بالاجوبة والتبريرات غير المقنعة وفي مقدمتها " اننا نكون احيانا حاضرين في ساحات ومجالات  متعدده لوحدنا  واصدقاؤنا  واخواننا في التجمع غائبون، وهل من المنطق ان نجمد نشاطاتنا بسبب غياب الاخرين؟" يقول السيد كنا في المقابلة. في وقت يعرف المتابع جيدا، أن قرار قيادة "زوعا" وتحديدا قرارالتوجه جنوبا نحو بغداد العاصمة بعد سقوط الطاغية صدام حسين عام 2003 باعتباره قرار السيد كنا بامتياز، لم يكن المفاجأة الاولى لابناء شعبنا بجميع تسمياته، بقدر ما كان مفاجئا لجميع القيادات السياسية في الاقليم الكوردستاني وفي مقدمتها الرموز والقيادات السياسية الفاعلة لعقود من الدهر في قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية نفسها. هذه الحقيقة التي كانت جانبا من الخلافات التي أستفحلت تداعياتها بشدة بين السكرتير الحالي لزوعا والرموز القيادية التي أنشقت عنه لاحقا، فكيف الامر بالقيادات السياسية والحزبية الاخرى أن تتحمل عواقب القرارات الانفرادية المفاجئة وفي طليعتها اليوم قرار العودة المفاجئة الى الاقليم يا ترى؟     
- فصائل قواتنا العسكرية وانتماءاتها/ الكل بات مطلعا اليوم أكثر من أي يوم مضى على معاناة شعبنا وتأثيرديمومة هذه التطورات الماساوية على دور ووجود أبناء شعبنا المضطهد وحجمه داخل الوطن لاسيما اثر الجرائم الدموية التي اقترفتها وتقترفها بانتظام جحافل ما يسمى بالدولة الاسلامية ضد أبناءنا الابرياء في العراق عامة وفي سهل نينوى على وجه التحديد.ولكن التساؤل هذا رغم أهميته وانيته لم يطرح على الساسة الاذكياء والسيد كنا واحدا منهم حسب تعبير السيد شوكت للاسف الشديد.
حيث يعرف المطلع أن هناك ثلاث فصائل عسكرية تابعة لآبناء شعبنا في الاقليم الكوردستاني، قوات الزيرفاني التابعة للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري التابعة لوزارة الداخلية، قوات سهل نينوى أم. بي. أف/ التابعة لحزب بيت نهرين الديمقراطي واتحاد بيث نهرين الوطني التابعة لوزارة البيشمركة في حكومة الاقليم وقوات الحركة الديمقراطية الاشورية التابعة للحشد الشعبي منذ التاسيس.علما ان قوات البيت نهرينين هي القوة الوحيدة التابعة رسميا الى وزارة البيشمركة من حيث التدريب والرواتب فقط، باعتبار الوزارة هي المسؤولة عن حماية سيادة الاقليم، لذلك تقررت القيادة المشتركة للحزبين في بيان تاسيس القوات، انها ستشترك في عملية تحرير قرانا ومدننا في سهل نينوى لتبقى لاحقا مسؤولية الحماية في عهدة قوات سهل نينوى أم. بي. أف . أما قوات المجلس الشعبي وقوات زوعا ومعسكرها الحالي في القوش، فانها تتبع الحزب الديمقراطي الكوردستاني(حدك) من حيث التدريب، الرواتب، التجهيزات، الاسلحة، الارزاق، المكائن والسيارات وغيرها من الحاجات العسكرية. علما أن التطور المفاجئ هذا طرأ بعد قرار نواب زوعا في الانضمام الى تحالف (حدك) والانسحاب من جلسة البرلمان قبل التصويت على المشاريع التي تم تقديمها حول رئاسة الاقليم بتاريخ 23 حزيران 2015. في حين تبقى قوات أم .بي. أف، القوة الوحيدة في الساتر الامامي المواجه لنيران قوات داعش المجرمة في قصبة تللسقف وما تبقى من التجهيزات العسكرية والمؤن والارزاق حتى الاسلحة والعتاد على عاتق قيادة الحزبين/ حزب بيت نهرين الديمقراطي واتحاد بيث نهرين الوطني منذ تشكيل هذه القوات في 6 كانون الثاني 2014 حتى يومنا هذا.

ومن الواقع هذا تستوجب الضرورة أن يعاد النظرضمن الاستراتيجيات القومية الوطنية المتبعة وفي  مقدمتها، الاسلوب التقليدي المتبع في توزيع التبرعات المادية والخيرية القادمة من بلدان الغرب، بما فيها أسلوب تنظيم حملات جمع التبرعات المادية والانسانية وحتى العسكرية، من خلال اضفاء المزيد من الشفافية ضمن طريقة الجمع والتوزيع وبالتالي عملية ايصال هذه المساعدات الى الجهات المستحقة من المحتاجين والمعوزين من دون تمييز. حيث يفترض بجمعياتنا الخيرية والاجتماعية في بلدان الغرب، أن تسارع في انشاء لجنة للمراقبة والمتابعة مهمتها الاساسية متابعة النشاطات السياسية، الحزبية، الاجتماعية وحتى الرياضية لجميع الاحزاب داخل الوطن، المراكزالثقافية والعلمية والجمعيات في سبيل تشجيع جميع نشاطاتنا القومية والانسانية وفق ثوابت ومعايير تستند الى الفكر والايديولوجيا وحتى الضمير ولا تستند كعادتها الى العلاقات الفردية، الحزبية، الولاءات العشائرية أوالانتماءات القبلية البغيضة.

 

   

211

أوكين بيت سامو رائد التغيير في الاغنية الاشورية!!
أوشــانا نيســان
في البداية أهنئ جميع أبناء شعبي والعالم كله بمناسبة أعياد الميلاد وراس السنة الميلادية الجديدة راجين من الله العلي القدير ان يجعل من العام القادم عاما لترسيخ القانون والعدالة والمبادئ الوطنية في العراق تتحقق فيه جميع أمنياتنا القومية والوطنية ويجعل من العراق الجديد وطنا أمنا يتسع صدره لكل العراقيين من دون تمييز.
قبل أن نطوي صفحات العام الحالي عام 2015 يفترض بالاشوري الغيور أن لا يدخل مطمئنا الى العام الجديد قبل أن يستمع الى كلمات الاغنية الجديدة وعنوانها" رياح التغيير"، تلك التي كتبها الشاعرالمبدع سامي الحريري وغناها الفنان الاشوري القدير أوكين بيت سامو. علما أن شهرة الاغنية هذه تكمن اساسا في محاولات الشاعر والفنان معا في الخروج عن المألوف للمرة الاولى والتمرد على بعض الاجندات الحزبية التي مثلما أخفقت في تشجيع عملية الهجرة المعاكسة والعودة الى الوطن، كذلك أخفقت تماما في تطويق دائرة الاحباط والياس أوحتى الشعورالمتولد لدى الاكثرية من أبناء شعبنا بعدم الأهمية في البقاء والتشبث بالجذور العميقة داخل الاوطان بسبب الخوف من المستقبل وتداعياته المجهولة ولاسيما بعد اشتداد هجمات قوى الشر والظلام ضد وجودنا داخل وطن الاباء والاجداد خلال العامين الاخيرين.
"لقد حان وقت وضع النقاط على الاحرف" يصرخ الفنان أوكين بأعلى صوته ويقول" نحن بحاجة الى قيادات سياسية وأحزاب تنتمي الى معاناة هذا الشعب وتصون وجوده من شبح المذابح والكوارث داخل الوطن من خلال رفض الاختفاء وراء الشعارات البراقة". والنداء هذا باعتقادي، يجب أن يكون بمثابة ناقوس الخطر يؤذن بخطورة الاجواء السياسية التي تخيّم على سماء وطننا الحبيب كي نفلح في النهاية جميعا في تصحيح أولويات أجندة مسيرة التغييروالنهوض بمسؤولياتنا القومية قبل فوات الاوان.
حيث الواضح أن كلمات الاغنية الجديدة" رياح التغيير" هي صرخة شاعراو فنان تمرد صوته بجرأة متناهية فوق الاصوات التقليدية التي تعودنا أن نسمعها طوال العقود الاخيرة. وأن الاغنية هذه بأعتقادي هي لبنة أولى على درب مسيرة التغيير الحقيقي في واقع الاغنية الاشورية أو بالاحرى هي صفارة أنذار تحذرنا اليوم بقرب وقوع الكارثة وتحملنا جميعا مسؤولية ترك الوطن وعدم الاصرار على توثيق عرى الوحدة والتضامن داخل حدود مجتمعاتنا في سبيل تحقيق أهدافنا القومية والوطنية أسوة ببقية الشعوب والمكونات العرقية العراقية الاخرى ضمن العراق الجديد.
صحيح ان رياح التغيير هزّت أركان الدول وأجهزة العديد من الانظمة السياسية وعلى راسها الدول الاشتراكية التابعة لما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي الاسبق قبل أكثر من 26عام، ولكن أن يأتي التغير ولو متأخرا خير من أن لا يأتي أبدا، يقول المثل السويدي.
فالنوستالجيا العابرة للزمان للمخرج الشاب فرانك كلبرت وقدرته الواضحة في ربط ماسي الماضي القريب باحداث الحاضر الغريب وفي مقدمتها صورالثائر والدكتور فريدون أتورايا وكأنه نهض من قبره ليؤرخ لاحداث اليوم ويقول من جديد" يا نسر التخوم ملك الطيور..أبسط جناحيك لآطير الى تياري..الى أورمية والموصل وكلتا البرواري..لآنقذ أمتي أشور القديمة..ساحط في نينوى واصلي..لخلاص أمتي.. من جسدي ودمي"، بعدما بدأ يلوح بيديه ويبتسم منتصرا أمام ضريح البطريرك الشهيد ماربنيامين وخلفهما يرفرف العلم الاشوري بهدوء.

علما أن قدرة الشاعراللغوية كانت سببا في انتقاء ما يلزمه من مشاهد العنف الدموية المنتظمة والمعروضة مجانا في جميع ارجاع الوطن ليثير الاحساس في نفس المتلقي ويؤسس لثقافة جديدة خارج النمطية، أتاحت بدورها لصوت الفنان القديرأوكين بيت سامو، أن يثور على واقعه بجرأة ويعلي صوته لتدوي صرخته في وجه الظلم والتعسف والجور وكأنه تشي جيفارا اشوري أستيقظ لتوه من رحم الغضب والقهر حاملا رسالة يبشر مضمونها برياح التغيير والتصحيح.
للاستماع على الاغنية كاملة زوروا موقع الفنان أوكين بيت سامو على العنوان التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=-88bstgawpE
 
 

212

دعوة لتشكيل نواة لوبي كلدواشوري في الاغتراب

أوشـــانا نيســـان
لقد دقت ساعة التغيير يا رؤساء أحزابنا ويا قيادات منظماتنا السياسية والاجتماعية والثقافية وحتى رجالات الدين المسيحي داخل الوطن وخارجه. هذه المرة أقرع جرس الانذار من داخل الوطن وأنا اشاهد بأم عيني وأوضاع شعبنا الكلدواشوري تنجرف للاسف الشديد نحو منحدرسحيق لا قعر له، لا لاعتبارات أزمة الثقة بين القيادات الحزبية والسياسية كما يفترض، وانما بسبب تعثر الخطاب السياسي الحزبي وحاجة القيادات الحزبية المتنفذة بجميع تسمياتها وتكتلاتها وتجمعاتها الى حركة للاصلاح والتغيير يتفق مضمونها مع أجندة التغيير والعولمة في العالم كله.
حيث الواضح أن التعقيدات التي رافقت هذه المرحلة السياسية المقلقة من تاريخ العراق والمنطقة باسرها، تدفع بالصفوة السياسية قبل النخبة المثقفة، الاسراع في خلق رؤية مستقبلية مشتركة في ظل التحديات التي تواجه افاق الوطن وتظلل وجود ومستقبل ابناء شعبنا في الداخل الى جانب الاثار السلبية "المقلقة" التي خلفتها ظاهرة الهجرة المستفحلة من القرى والارياف والتابعة لابناء شعبنا في الاقليم الكوردستاني اثر تفاقم أثارالجرائم الوحشية التي اقترفتها وتقترفها بانتظام مرتزقة ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق وسوريا خلال السنتين الاخيرتين. لذلك بات من الضروري جدا البحث عن أليات سياسية جديدة أوبدائل دبلوماسية عصرية قد تسهل نهج البقاء داخل الوطن والتشبث بأرض أباءنا واجدادنا لكي لا نكرر الاخطاء التاريخية التي وقعت فيها القيادات العربية في فلسطين ونضطر لبيع الوطن بسعر بطاقة سفر!!
علما أن الفكرة هذه كانت حصيلة نقاش جدي جرى بالامس بيني وبين سياسيين أثنين ذوي خبرة مؤهلة فعلا لمناقشة وضع الشعب ومستقبله. فظلال التحركات السياسية الدولية المكثفة التي تجري في المنطقة هذه الايام وتفصلنا مجرد أيام قلائل عن مرور 100 عام على اتفاقية سايكس – بيكو، ودورالاتفاقية تلك في تغير الملامح الجذرية لخارطة الشرق الاوسط، تدفعنا الى الاسراع في البحث عن البدائل السياسية أوالحلول الدبلوماسية المناسبة وفي مقدمتها، تشكيل لوبي كلدواشوري ضاغط من شانه أجبار القوى العالمية الكبرى وعلى راسها زعيمة العالم الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي للعمل بجدية، في سبيل وقف الابادة بحق مسيحي الشرق الاوسط عموما وأبناء شعبنا الكلدوأشوري على وجه الخصوص وذلك من خلال الضغط على القيادات السياسية العراقية أو حتى العودة الى التوصية التي قدمتها الحكومة البريطانية الى عصبة الامم وتحديدا في 15/10/1932 بموجبها، تم التاكيد على حقوق الاشوريين وذلك بعد صدور توصية من مجلس عصبة الامم في الجلسة الرابعة عشرة أقتضت باسكان الاشوريين في وحدات متجانسة لحماية وجودهم وحقهم في الحرية والحياة. القرار الذي رفضته الحكومة العراقية/ السنية مما دفع بعصبة الامم على أصدار قرار اخر رقم69  بتاريخ 15/12/1932 يشترط منح الحكم الذاتي للاشوريين في ولاية موصل.
هذا التحرك العربي "السني" المشبوه أو الخطاب القومي الناسيوناليزمي للحكومة العراقية قبل 83 عام، مثلما كان سببا وراء المذبحة الدموية التي وقعت في "سميل" بعد أقل من ثمانية أشهر من رفضها للقرار الدولي، يجب أن يكون اليوم ناقوسا لافشال محاولات القيادات العراقية "السنية" نفسها وطروحاتها بهدف اقناع مجموعة من القيادات الحزبية للمسيحين في القبول بربط منطقة سهل نينوى بالاقليم السني المؤمل وعاصمته نينوى كما يقول محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي في مقابلة مع فضائية دجلة بتاريخ 15 ديسمبر الجاري، بدلا من الارتباط بالاقليم الكوردستاني رغم اعتراف قياداته السياسية بشرعية وجود شعبنا الكلدواشوري وحقوقه الدستورية خلال أقل من 5 سنوات من بعد سقوط الصنم.
الحل أو البديل السياسي
بات من الضروري ان نعترف اليوم أنه فعلا بين القول والفعل مسافات شاسعة، وان الطروحات القومية والوطنية التي تشدقت بها القيادات الحزبية المتنفذة خلال عقود مضت سواء أكانت من خلال تجمعات أو نظام حزبي هرم، مثلما لم تفلح في تحقيق الحد الادنى من طموحاتنا القومية كذلك فشلت في اقناع المواطن الكلدواشوري في البقاء والتشبث بأرض الاباء والاجداد. وما اشتداد ظاهرة الهجرة في الاونة الاخيرة الا دليلاعلى فشل تلك الطروحات الحزبية التقليدية ودعوة مستعجلة للاسراع في تشكيل لوبي كلدواشوري فاعل وفق افضل وسائل الاتصال والضغط والاقناع في بلدان الغرب.
حيث يعرف المطلع أن الاجواء السياسية المعقدة في العراق عامة والاقليم على وجه الخصوص شّرعت مهمة تواجد القوات والقواعد العسكرية الدولية في المنطقة والاقليم على حد سواء. ولا سيما بعد 12 أكتوبرالماضي بعدما تعطلت جميع مؤسسات الحكومة الكوردستانية وشلّت مفاصلها الادارية بما فيها تعطيل دورالبرلمان الكوردستاني بعد منع رئيس البرلمان من دخول أربيل.
هذا الفلتان الامني والسياسي في العراق والاقليم من شأنه خلق الاجواء السياسية والدولية الملائمة للتفكير في أستغلال هذا التعاطف الغربي والاوروبي مع قضيتنا القومية في الداخل لاسيما بعد اشتداد موجات الهجرة الجماعية من الشرق الى الغرب وتاثيراتها المباشرة على الدخل القومي للمواطن الغربي في بلدان الغرب. والحلم هذا يمكن تحقيقه من خلال الدعوة الى مؤتمر أغترابي هدفه وضع الحجر الاساسي لتشكيل لوبي كلدواشوري، وان المعايير التي على اساسها يتم الاختيار سوف لن تكون حزبية أو دينية اساسا هذه المرة وانما هي النجاح الشخصي للمثقف المغترب وقراءته لعقول صنّاع القرار السياسي في الغرب. 
والحكمة باعتقادي تكمن في القدرة على التنظيم وتكوين لوبي قومي ضاغط داخل الولايات المتحدة الامريكية وبالقرب من هيئة الامم المتحدة وجمعياتها باعتبارالاخيرة مصدر القرارات الدولية. فحرص  زعيمة العالم على أشراك رموزالقيادات الكوردية ضمن التحضيرات والاستعدادات الخاصة بتغيير الخارطة السياسية لبلدان الشرق الاوسط وتحديدا خارطة العراق وسوريا وتركيا، من شأن التوجه هذا تسهيل ضغوطات الغرب على القيادات العر اقية وتحديدا السنيّة المعارضة للاعتراف بوجوب تحقيق حلمنا القومي والوطني في سهل نينوى منذ تشكيل الدولة العراقية قبل 94 عام ولحد يومنا هذا.

صحيح أن مشروع اللوبي الكلدواشوري يعوزه المزيد من الوقت والدعم والتخطيط والمثابرة ولكن تعقيدات الظروف السياسية في بلدان الشرق الاوسط والاجراءات الدموية لقوى الشر والظلام بهدف تفريغ منطقة الشرق الاوسط من مسيحيه على مرمى ومسامع بلدان الغرب، من شأن الواقع هذا أن يساعد في تسريع عملية التخطيط والتنفيذ في زمن قياسي. تماما كما يكتب إدوارد تيفنان في كتابه اللوبي، أنه" تم تطوير اللوبي اليهودي الكامل الصلاحية عام 1943 في أعقاب مؤتمر بيلتمور في الولايات المتحدة الامريكية، ولكن برز اللوبي فعلا بعد التحول الحاد في سياسة إدارة نيكسون تجاه دعم المساعدات العسكرية والخارجية لإسرائيل بعد حرب أكتوبر عام 1973".
 ومن الواقع هذا يمكن القول، أن الزيادة الملحوظة في النسبة السكانية لجيراننا من الاكثريتين المسلمتين العربية والكوردية، يقابلها انحفاض حاد في عدد المسيحين بسبب تحديد النسل والهجرة التي باتت تنخر بعنف في جسد الامة بعد اشتداد الصراعات السياسية والمذهبية. وان الواقع المؤسف هذا يدفعنا الى الاسراع في حث القيادات السياسية الحزبية في تقديم الاستعدادات الكاملة للتعالي فوق تخوم مكتسباتها الحزبية الضيقة ولو مرة من أجل المشاركة الحقيقية في انجاح هذا المشروع القومي الشامل قبل فوات الاوان.
حيث اثبت الدهر ان اصرار القيادات الحزبية على تهميش العقل الكلدواشوري وتغيبه عمدا، كان ولايزال سببا في حشد الانفعال السياسي غير الممنهج وبالتالي تفضيل نهج  تعددية الانتماءات معظمها انتماءات  خارجية يقابلها ضعف الارادة والرغبة في العمل الجماعي المشترك.
 
 


213
البارزاني يجدد الاعتراف بحقوق المكونات قبل تحرير نينوى!!

أوشـــانا نيســـان
 
"يجب التفكير بمرحلة ما بعد الهزيمة النهائية للارهابيين قبل تحرير مدينة موصل، كذلك يجب أن يكون هناك أتفاق متعدد الاطراف بأمكانه حماية حقوق جميع المكونات العرقية ويضمن عدم تعرضها الى المأسي والويلات مرة أخرى"، يقول السيد مسعود البارزاني رئيس أقليم كوردستان خلال لقاءه وفدا من البرلمان البريطاني برئاسة السيد نديم زهاوي عضو البرلمان البريطاني والوفد الدبلوماسي المرافق له بتاريخ 24 نوفمبر الجاري.
اليوم وشعبنا "المسيحي" باعتباره أضعف شريحة من شرائح المجتمع العراقي بات يتعرض من جديد لابشع أنواع الانتهاكات الدموية والعنصرية بعد تسلل هذا الوباء الداعشي القاتل الى العراق خلال السنتين الاخيرتين، بحيث ضاقت "الاكثرية" من السياسيين العراقيين ذرعا من سماع صراخ الناجين من محارق الابادة الجماعية ولم تعد تتحمل وجودهم ولا دعواتهم الى التمسك بأرض الاباء والاجداد ولا حتى التحرك في الحفاظ على وجودهم، باستثناء قلّة قليلة جدا من قادة الحكم في العراق الجديد وعلى رأسهم السيد مسعود البارزاني.
علما ان الموقف العلني الذي اتخذه البارزاني اليوم هو بحق امتدادا للموقف التاريخي الذي أتخذه السيد رئيس الاقليم خلال كتابة مسودة الدستور الوطني العراقي عام 2005، بعدما وقف صامدا في وجه محاولات العديد من القيادات العراقية "العربية" واصرارها على تحريف مسيرة التغييرالمطلوب وأذكاء نيران سياسة تهميش المكونات الاصيلة من جديد في سبيل محو الوجود التاريخي العريق لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن عراق ما بعد الدكتاتورية. وستبقى هذه المواقف من دون شك خالدة يطرزها التاريخ في ذاكرة العراقيين الشرفاء مثلما لن تمحي من ذاكرة ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على مر التاريخ.
مصيرالشعوب الصغيرة بين الاكثريتين
هناك من يقول إن الأكثرية هي التي تصنع الأقلية إما بمنحها الامتيازات والاعتراف بحقوقها الوطنية وإما بحرمانها من تلك الحقوق والامتيازات، وللمنح اوالحرمان أثر واحد في النهاية. بمراجعة تاريخية لحالة حقوق المكونات العرقية غير العربية وغير المسلمة في العراق منذ تشكيل الدولة العراقية قبل أكثر من 94 عاما خلت، تظهرأنها لم تعترف "دستوريا" بوجود وحقوق هذه المكونات العرقية العراقية الاصيلة وعلى رأسها حقوق شعبنا الكلدوأشوري علنا رغم استقراره في وادي الرافدين قبل مجئ الاسلام الى المنطقة باكثر من أربعة ألاف سنة.
هذا التهميش المتعمد أو المقصود الذي وقف حائلا بين قوة القانون العراقي وقانون القوة الذي دفع بالعراق منذ أنهيارالطاغية عام 2003، أن يحتل المرتبة الثانية بعد الصومال في لائحة أخطر دول العالم بالنسبة لوضع الاقليات الدينية والقومية، طبقا لتقرير أصدرته المجموعة الدولية لحقوق الاقليات MRG بتاريخ 13 تموز 2009.
علما ان الواقع هذا يجب أن يكون دافعا لصفوتنا السياسية أن لا تحتارولا تتردد في الخيار بين الشهادات الوطنية الزائفة تلك التي شوهتها الشوفينية العربية خلال 82 عاما مضت، وبين ما جاء في مسودة دستورالاقليم الكوردستاني المادة (35) منه " ضمان الحقوق القومية والثقافية والادارية للتركمان، العرب، الكلدان السريان الاشوريين، الارمن ، الايزيدية، الفيلية، والكاكائية بما فيها الحكم الذاتي او الادارة الذاتية حيثما تكون لأي مكون منهم أكثرية سكانية وينظم ذلك بقانون".
صحيح أنه من حق المواطن الشرقي وتحديدا المواطن "المسيحي" الذي خذلته جميع القوانين والانظمة العراقية المتعاقبة خلال 94 سنة خلت واخرها  قانون البطاقة الوطنية الصادر بتاريخ 27 تشرين الاول 2015، من حقه أن يشك كثيرا في مصداقية القوانين العراقية أو حتى التصريحات التي يدلي بها هذا السياسي العراقي أو ذاك، ولكن الحديث عن مصداقية أعتراف سياسي عراقي كبير بحجم السيد البارزاني وهول الماسي التي عاشها وهو في قمة دوائر صنع القرارات السياسية والمصيرية في العراقين، تختلف المصداقية تلك وتشجعنا على دعوة سياسينا للاحتكام الى منطق العقل ولغة الحوار من دون شروط مسبقة في سبيل توحيد مفردات خطابنا القومي- الوطني والتوجه نحو الحل الديمقراطي والدستوري في معالجة اشكاليات الارث السياسي المتوارث باعتبار شعبنا جزءا من الحل وليس جزءا من مشاكل العراق المعقدة.
 
وفي الختام يجب القول، أن حكمة القيادات السياسية العراقية وعلى راسها السيد مسعود البارزاني، تقتضي تنفيذ الاحكام والدساتير المشّرعة من قبل نواب الشعوب العراقية في البرلمانين في وقتها، لا لاعتبارات انعدام الثقة كما هو السائد بين القيادات السياسية في العراقين القديم منه والجديد، وانما بسبب تداعيات الترهل المخيف في بنيّة النظام السياسي العراقي الجديد والممزوج  أصلا بروح الانتقام وغياب الشجاعة الوطنية في الاعتراف بالمكونات العرقية العراقية الاصيلة، "بما فيها الحكم الذاتي او الادارة الذاتية " كما ورد في دستورالاقليم. حيث ان العراق بحاجة اليوم اكثر من اي يوم مضى الى حوار جدي وبناء بين جميع الفصائل السياسية والمكونات العرقية المؤمنة بالتغيير والاعتراف بالواقع، تدعوا له رموز سياسية تحمل رؤيا سياسية مشتركة لادارة هذا البلد العظيم.

هذا بقدرما يتعلق الامر بحكمة البارزاني وجرأته في تفعيل أليات المشاريع الوطنية الحساسة في العراق الجديد، أما ما يتعلق بصفوتنا السياسية فأن الكرة الان في ملعب قياداتنا السياسية والحزبية بجميع مشاربها السياسية، وعليها الاسراع في توحيد الكلمة وصياغة فقرات أجندة قومية ووطنية بموجبها يمكن لنا المطالبة بتحقيق مشروع الحكم الذاتي لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى قبل فوات الاوان.
الواضح أن عقلية العديد من قياداتنا "الحزبية" التقليدية لايزال يشوبها هاجس الخوف من رؤية القيادات السياسية الكوردية وطروحاتها وحتى التعامل معها لا بسبب الخلل في الطروحات الكوردية أساسا، وانما لدواعي مخلفات الايديولوجية الشوفينية التي خلفتها أنظمة الحزب الواحد في عقلية المواطن الاقلوي اسوة بجميع المواطنين العراقين وعلى راسها، العداء التاريخي للشعب الكوردي وقياداته السياسية، رغم حرص البرلمان الكوردستاني في الاعتراف للمرة الاولى في تاريخ العراق الحديث بشرعية الوجود القانوني والدستوري لآبناء شعبنا في الاقليم خلال أقل من تسع سنوات بعد التخلص من أرث دكتاتورية تربعت على صدورنا لآكثر من 90 سنة.
 
 
 
 

214

غزوة باريس تحث العالم الى عولمة الحرب ضد الارهاب !!

اوشــانا نيســان
 
قبل أن تجف دماء الغزوة التي نفذت من قبل أرهابي ما تسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام"داعش" في عاصمة الجمهورية الفرنسية الثالثة باريس الجمعة السوداء 13 نوفمبر الجاري، وقبل أن تنتهي باريس من دفن أبناءها الذين قتلوا بدم بارد من خلال أكبر غزوة أرهابية وقعت بهذا الحجم في قلب مدينة الفن والفكر والاقتصاد منذ الحرب العالمية الثانية، أجتمعت قيادات الغرب وعلى رأسها وزراء خارجية كل من أمريكا وروسيا وفرنسا في فيينا وفي اليوم التالي التقى زعماء قمة مجموعة العشرين في تركيا بهدف ابداء موقفهم حول نقطة خلافية واحدة من بين جميع الفقرات المتعلقة بأجندة الاعمال الارهابية والدموية التي يواجهها العالمين الغربي والشرقي على حد سواء، الا وهي الفقرة المتعلقة بمستقبل الرئيس السوري بشار الاسد ودوره في سورية ما بعد الاسد.
الخلاف هذا يذكرني والمقولة الشهيرة للمفكر الانكليزي روديارد كبلنج، حين ذكر قبل أكثر من 150 عام أن " الشرق شرق والغرب غرب ولا يلتقيان". وقتها لم يصدقه أحد واعتبروه مجردعنصري من البيض الفوقيين، ولكن الاحداث الدموية المتسارعة والخطابات الاسلاموية المتشددة التي بدأت تعكر مزاج العولمة في عقر دارها هذه الايام، باتت تؤكد صحة المقولة أعلاه فيما لو أستمرت قيادات الغرب وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية في تجاهلها للواقع والتعامل مع الاحداث وفق خارطة مصالحها الاقتصادية من خلال تشجيع نهج التيارات الاسلامية المتطرفة بهدف ملآ الفراغ الذي خلفته الشيوعية المنهارة، رغم دور الخطاب الديني في انعاش أمال الخلافة الاسلامية التي سقطت بسقوط الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الاولى وشغف الاخيرة في البطش بأركان حضارة الغرب في بلدان الغرب أولا، ثم تسهيل مهمة قلع جذورالوجود المسيحي المتذبذب أساسا في جميع بلدان الشرق الاوسط اليوم قبل الغد ثانيا.

حيث التاريخ أثبت منذ أنهيارما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي السابق عام 1991، أن الراسمالية العالمية لن تتوقف من دون مكابح أو روسيا جديدة ولن تنتهي قطعا بانتصار الليبرالية الاقتصادية والسياسية الامريكية التي بشّر بها فرانسيس فوكوياما في كتابه نهاية التاريخ. لآن العالم الغربي المقّيد بسلسلة من القيود والقوانين الدولية العادلة التي أفرزتها خمس سنوات من الحرب العالمية الثانية، بات يواجه اليوم تحديات نوعية غير مسبوقة وعلى رأسها تحديات ذات طابع ديني - مذهبي "أسلاموي" من شانها أن تفلح في النهاية، في فرملة عجلة التطورالاقتصادي والفكري والتكنولوجي في جميع بلدان الغرب وتعيد عقارب الساعة الى القرون المظلمة، فيما لو استمرالغرب في غلق عينيه وسد أذنيه حيال كل ما جرى ويجري،خوفا من الانزلاق القانوني أو الدستوري في مستقبل الحقوق الانسانية والشعوب طبقا للمواثيق الدولية. رغم أن الغرب المتمدن جدا نجح في نقل بؤر التوتر ومواقد الصراعات المذهبية التي أذكتها نيران سياسته الاستعمارية "الغبية" من بلدان الشرق الاوسط وتحديدا في الشام والعراق وبلدان شمال افريقيا قبل ما يقارب من قرن من الزمان الى عقر داره وفي جنّات الغرب أوالحدائق الخلفية لكل من لندن، باريس وأمريكا وغيرها من العواصم الغربية.
 
هذه الاستراتيجية الرعناء سهلت بشكل أو بأخر عملية تحقيق البنود المزنرة على أجندة كل أرهابي أو داعشي يحلم بدخول الجنة من أوسع أبوابها، ذلك بالاستفادة من التقنيّة الغربية المتاحة وأستغلاله للعدالة الانسانية والقوانين الاجتماعية والاقتصادية في بلدان الغرب.
ومن المنطلق هذا يمكن التأكيد، أن امال الشعب الكلدواشوري "المسيحي" في العراق، والشعوب المسيحية في كل من سوريا ولبنان وفلسطين ومصر راحت ادراج الرياح بعد أصرار المنتدب البريطاني والفرنسي على فرض شروطه القاسية على الشعوب والمكونات العرقية الاصيلة في المشرق العربي بموجب اتفاقية سان ريمو لعام 1920. ثم أستمر تخاذل القيادات الغربية تجاه الملوك والانظمة الدكتاتورية في الشرق وبدأت تأثيرات التخاذل الغربي تتغلغل في البنية الاساسية للانظمة الطامحة بالديمقراطية والعدالة وفي طليعتها جمهورية لبنان، بأعتبار الاخيرة الدولة الوحيدة ذات الاكثرية المسيحية في الوطن العربي حصلت على استقلالها عام 1943.
حيث لم يتردد الغرب وعلى راسه الولايات المتحدة الامريكية على حشر نظام لبنان الطائفي ضمن الصراعات المذهبية التي نجحت في جعل لبنان دولة بلا رئيس جمهورية منذ مايو 2014 ولحد يومنا هذا، لا لشئ الا نزولا عند رغبة حزب مذهبي وموقعه ضمن خارطة المصالح الامريكية وارتباطاتها مع الجمهورية الاسلامية في أيران.
هذه السياسة التي مهدت بقوة على تشجيع سياسة تفريغ الشرق الاوسط من مسيحيه أثرتشجيع التنظيمات الاسلامية المتطرفة وعلى راسها تنظيم داعش الارهابي وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الارهابية، على رفع شعار قطع رؤس المسيحين "الكفرة" أو حرق وتدمير ديارهم الاصيلة أواجبارهم على ترك بلدانهم والتوجه نحو الغرب المسيحي. النهج الذي مثلما سهل مسيرة الهجرة المليونية من مواطني الشرق بمن فيهم عناصر من التنظيمات الاسلامية المتطرفية على التوجه نحو بلدان الغرب، بالقدر نفسه سهل نهج القيادات الدينية المتطرفة في الغرب على استغلال أزمة المهاجرين واستقطابهم لتنفيذ عمليات التنظيم في دول الغرب، كما جرى في باريس يوم 13 نوفمبر الجاري.
وفي موازاة تنامي ارهاب الاسلام السياسي الذي زرعته زعيمة العالم في عقلية زعماء الحركات الاسلامية المتطرفة جدا في الطرف الافغاني المحاذي لحدود الاتحاد السوفيتي السابق قبل ما يقارب من نصف قرن، لا يمكن للغرب أن ينجو هذه المرة من المارد الذي تحرر من قمقه بمجرد التضحية بتأشيرة  "شنغن" الاوروبية أو منع الهجرة الى هذا البلد الاوروبي أو ذاك، بل يفترض بزعيمة العالم أن لا تكرر أخطاء الاستعمارين الانكليزي والفرنسي في بلدان الشرق الاوسط وتتسارع في تفكيك الحدود التي فرضها الاستعمارين وتطلق مشروع اعادة رسم خارطة دول الشرق الاوسط من جديد وعلى أسس عرقية، طائفية ومذهبية هذه المرة. بموجب الخارطة هذه يجب اعادة صياغة القوانين والدساتيرالوطنية التي تشّرع وترسّخ الوجود المسيحي في الشرق بأعتبارالوجود، تربة خصبة لآخصاب المنطلقات الفكرية للتعددية السياسية والمذهبية وقبول الاخر باعتبار الوجود منبرا لرفع راية الحوار الحضاري الحقيقي بين جميع الشعوب والحضارات.
أما الاستراتيجية الدفاعية في الغرب تعوزها ارادة دولية صارمة تتجاوز حدود القرارات الدولية السابقة وتتمركز حول الواقع الحالي وفي مقدمتها: يجب وقف العمل بالقوانين والدساتير التي عفى عليها الزمن، ولا بد من التضحية ببعض الحريات الفردية بهدف تأمين حريات الشعوب والاعراق، ذلك من خلال اعادة تعميق روح المواطنة لدى المواطن الغربي وغلق منابر الحقد والكراهية وأستعادة المواقع الاليكترونية من قبضة مروجي الافكار والمفاهيم التكفيرية والجهادية الهدامة وغيرها من الاجراءات.
 


215
شرعية البرلمان العراقي على المحك!!
أوشــانا نيســان
 
يفترض بالمتابع لتطورالاحداث السياسية والامنية الخطيرة في العراق الجديد، أن لا يستغرب عن مضمون القوانين والدساتير العراقية المسكونة بالارتهان الذكوري في منظومة التشريعات العراقية  التي يفترض بها حماية المواطن العراقي وتأمين حقوق المرأة العراقية بغض النظر عن انتماءها العرقي، المذهبي أو حتى السياسي، وأخرها قانون البطاقة الوطنية التي أقره مجلس النواب العراقي وصادق عليه رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم استنادا الى أحكام البند الاول من المادة (61) والبند الثالث من المادة (73) من الدستور، كما تنشر المسلة العراقية بتاريخ 27/10/2015. كما جاء في نص المادة(26) من المادة (26)  ثانيا- يتبع الاولاد القاصرون في الدين من اعتنق الدين الاسلامي من الابوين.
قبل الولوج في متاهات القانون اللاوطني واللاشرعي الذي أجازه البرلمان العراقي خلافا لقانون ودستورالدولة العراقية وفق الشريعة في النظام الاسلامي كما جاء في ديباجة الدستور، يجب القول أن قرار تشريع القوانين الخاصة بالمكونات العرقية والمذهبية في هذا الوقت الحرج من تاريخ العراق الجديد، أنما هي مجرد محاولات يائسة لتحريك الواقع السياسي الراكد في هذه المرحلة المتأزمة من تاريخ العراق السياسي الحديث وتحديدا بعد فشل جهود المعنيين في وقف مسيرة الحركة التصحيحية التي يقودها رئيس الحكومة العراقية الدكتور حيدرالعبادي ضد الفساد والمفسدين، وان البنود الخاصة بوجود وحقوق المكونات العرقية ضمن أجندة الاكثريات، أنماهي مجرد فقرات تلجأ اليها عند الحاجة وذر الرماد في العيون!!
أذ في الواقع أن القوانين العراقية وفي مقدمتها قانون العقوبات العراقية لسنة 1969 مبني أساسا على الشريعة الاسلامية بأعتبار الدين الاسلامي دين الاكثرية في العراق أولا، وان القوانين التي شرعت جاءت بتاثير العادات والتقاليد القبلية أو العشائرية"العربية" التي تراع الارتهان الذكوري في التشريع، طبقا لاراء العديد من الخبراء والمشرعين العراقيين.
 
لو رجعنا الى نص قانون البطاقة الوطنية ومفاده" يتبع الاولاد القاصرون في الدين من اعتنق الدين الاسلامي من الابوين" بغض النظر عن المعيارالاخلاقي والشرعي للزوجة بأعتبارها زانية في هذه الحالة لانها زوجة وتعشق رجل اخر، فان القانون هذا شرع باعتقادي لنسف مبدأ التعددية العرقية والمذهبية الذي أمتاز به العراق بلد الحضارة لقرون خلت.
أذ وفقا للشرائع السماوية وتحديدا الشريعة الاسلامية، أن الزوجة التي هي في عصمة الرجل الاول وتعشق رجلا أخر فهي زانية والزانية كما ورد في القانون العراقي " أن الزوجة عندما تعشق رجلا أخر وهي في عصمة الرجل الاول، فأنها تعتبر زانية ويجب تطليقها".
والزانية حسب جميع الشرائع السماوية لا يمكنها ولا يحق لها حسب الشريعة الاسلامية ايضا أن تجبر اولادها على تغير دينهم بتاتا.
حيث جاء في [الإسراء:32]: "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً"
وفي سورة النور( 3): "الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ".

أو في قوله تعالى سورة النور:” الــزَانِـيَةُ وَالــزَانِيْ فَــاجْلــِدُوا كُلَ وَاحِدٍ مِنْهُمَــا مِائَــةَ جَلــْدَةٍ وَلاَ تَـأْخُــذْكُمْ بِــهِمَـا رَأْفَــةً فِيْ دِينِ الله ِإنْ كـنُْــتُمْ تــُؤُمِنُونَ بِاللهِ وَاليَــوْمِ الآخِرِ، وَلْيَــشْهَدْ عَـذَابــَهُمــَا طــَائِفَةً مِنِ الُمؤْمِــنِيَن. الزَانِي لاَيـَنْكِحُ إِلاَ زَانِيَةً أَوْمُشْرِكَةً ، وَالزَانِــيَةُ لاَيَنْكِحُـــهَا إِلاَ زَانٍ أَوْ مُشْرِكْ ، وَحُـرِمَ ذَلِكَ عَلَى الُمؤْمِــنِيْنَ “.
وعن نسب الولد الى ابيه يتطابق مع قوله تعالى في سورة الاحزاب (5) " ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله". فهذه الاية صريحة في وجوب نسبة كل مولود لابيه متى ما عرف الاب، اي قبل أن تتحول الزوجة الى زانية.
وعن الزنا وردت أيضا أحاديث لرسول الاسلام يحرمها، كما ورد بقوله " المقيم على الزنا كعابد وثن"، ثم قال" لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن"، أو " إذا ظهر الزنا والربا في قرية؛ فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله".
الواضح أن التطورات السياسية المتلاحقة أفرغت مخيلة المشرع العراقي وحولته الى مجرد ألة لتحقيق بنود الاجندات الطائفية والمذهبية ولا التفرغ لصياغة بنود وفقرات دستورعراق فيدرالي وديمقراطي يسوده العدل ويحفظ كرامة مواطنيه من دون تمييز.

أّذ يفترض بالمشّرع العراقي أن يكون مطلعا على تاريخ وطنه وشعبه، ليعرف جيدا أن الشعب الكلدواشوري صبأ الى المسيحية قبل دخول الاسلام باكثر من 700 عام ونجح في ترسيخ دعائم أول حضارة انسانية في ميسوبوتاميا قبل أكثر من 6765عام، وذلك من خلال وضع بنود وفقرات اول قانون وضعي على وجه المعمورة، وأن "قانون اورنمو هو اصل القوانين ليس في العراق فقط وانما في العالم حتى ثبتت المقولة الشهيرة"ان تاريخ القانون يبدأ من سومر كتب هذا القانون في الالف الثالث قبل الميلاد حوالي سنة 2111 قبل الميلاد، وان قانون أورنمو يوازي باحكامه القوانين السائدة في الدول المتقدمة والمتحضرة فهو لايعاقب بالاعدام الا على جريمة واحدة فقط، حيث كان الانسان العراقي الذي كتب هذا القانون يرى ويفكر ويكتب ويشرع بعقلية انسان القرن الحادي والعشرين ما يدلل على رقي ذلك الانسان خلقيا وانسانيا"، يكتب المحامي طارق حرب في أصل القوانين الوضعية.
لا وجود لعقلية بناء الدولة العراقية المتحضرة 
يبدوا أن هموم الاستقطابات الطائفية الحادة ونهج الانتقام السياسي المتوارث في العراق خلال القرون الاخيرة، نجحا بقوة في تحريف مسيرة المشرع العراقي "الجديد" ونهجه في العمل وفق مبادئ النظام العالمي أوحتى وفق شرائع الاسلام كما ورد في الدستور العراقي الجديد المادة (2) أولا: الاسلام دين الدولة الرسمي وهو مصدر أساس للتشريع. ولايجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام.

فالدساتير العراقية الاخيرة لم تحمل أية اشارة الى مصادرالتشريع عند تشريعها للمرة الاولى عام 1925، ولكن مجرد استيقاظ الخطاب الديماغوجي المغلف بالدين في عقلية السلطة السياسية في العراق، خلق الاجواء المناسبة لتنامي بذور العقلية التسقيطية والاقصائية وبالتالي تسهيل عملية العودة والاستعانة بالمادة الثالثة من القوانين الوضعية للبدايات الاولى من جمهوريات الخوف ورئيسها عبدالسلام عارف قبل 51 عام، حيث ورد للمرة الاولى أن " الاسلام دين الدولة والقاعدة الاساسية لدستورها".
هذه المادة التي حركت هاجس التطرف وثقافة الكره والتمييزضمن العقل اللاوعي للعديد من البرلمانين المسكونين بخطابهم الاسلاموي وشجعهم في التمادي في غيّهم واستهتارهم بجميع القيم والثوابت الوطنية  التي حرمتها جميع الاديان السماوية وفي مقدمتها الدين الاسلامي، ذلك من خلال تشريع قانون البطاقة الوطنية التي يحّرم المواطن المسيحي المؤمن بعقيدته وشعبه وقضيته الوطنية من جميع حقوقه الابوية والقانونية وحتى الانسانية لا لشئ الا بسبب أسلمة زوجته الزانية !!


216


المطالبة بالحكم الذاتي حق مشروع من حقوق شعبنا الاصيل!!
أوشـــانا نيســان
"من طالب بهذا هم أناس من خارج العراق، أما نحن الذين نناضل في البرلمان فنعمل وفق مبادئ الدستور العراقي، ونؤكد على أهمية العيش في وطن واحد يجمع العراقيين بانتماءاتهم كافة، ونجد في طلب اقامة اقليم خطوة عنصرية تعزلنا عن الاخر". هذه التأكيدات وردت على لسان سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية السيد يونادم كنا، خلال لقاء أجرته معه صحيفة"المونيتور"، والمنشورعلى صدر صفحة عنكاوا كوم الالكترونية بتاريخ 04/ 11/ 2015.
 المتابع لهذا الكم الهائل من عدم الثقة بين قياداتنا الحزبية في العراق العربي متمثلا بزوعا وسكرتيرها والاقليم الكوردستاني متمثلا بقيادات تجمع تنظيماتنا السياسية، لايستغرب الازدواجية المفروضة على فكرنا القومي بسبب خلافات مفتعلة لم تصل الى الطريق المسدود بفعل خلاف أيديولوجي أو سياسي كما يفترض، بل بسب نهج الاكثريتين ورغبتهما المعلنة في الاسئثار بالقرار السياسي للاقليات العرقية وابعادها عن صلب القرارت المصيرية.
قبل البدء في شرح الابعاد الحقيقية للمقابلة، يجب الاعتراف أن السيد يونادم كنا تحّول الى رقم صعب ضمن المعادلة السياسية في العراقين القديم منه والجديد، لا بسبب غياب الند الحقيقي لدوره ضمن القيادة السياسية لمسيرتنا القومية، وانما بسبب الخلل في رؤية القيادات السياسية التقليدية للاكثريتين ودورهما في تعقيد ملف الارث السياسي الذي خلفه الطاغية ونظرتهما على الشعوب غير العربية وغير الكوردية.
ففي اخر أجتماع دوري لتجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية الذي عقد في مقر الحركة الديمقراطية الاشورية وسكرتيرها السيد كنا في دهوك بتاريخ 24 تشرين الاول 2015، أكد المجتمعون كما جاء في صلب البيان، "على ضرورة منح الحكم الذاتي لشعبنا في اقليم كوردستان وتضمين ذلك دستوريا، كحق مشروع نسبة للتضحيات الجسيمة التي اعطيت قربانا لمذبح الحرية والديمقراطية". علما أن المقصود بالحكم الذاتي في الاقليم، هو ربط جغرافية منطقة سهل نينوى بالاقليم الكوردستاني بهدف تثبيت الحكم الذاتي المطلوب للمكون المسيحي والايزيدي والشبك في المنطقة. لآن العراق العربي أثبت خلال 82 عام من الدكتاتورية، انه لامجال للاعتراف دستوريا بالتعددية العرقية العراقية في دستورالعراق لا اليوم ولا بعد قرن اخر.
الواضح ان جوهرالتصريحات هذه لا تتفق وأجندة القيادات السياسية بجميع مشاربها السياسية في الاقليم ورؤيتها الجديدة في ارساء بنود السلام والمحبة وترسيخ دعائم التعايش الاخوي بين جميع المكونات والطوائف العرقية والمذهبية التي تعيش في الاقليم. خلافا للعراق العربي الذي لم ينجح فقط في صد الابواب بوجه الطموحات الوطنية للمكونات العراقية غير العربية وانما أصّرت العاصمة بغداد قبل ما يقارب من شهرفي غلق جميع ابوابها بوجه المواطنين النازحين من "العرب السنة" والفارين من جحيم داعش في الفلوجة والرمادي.
ولربما بسبب تنامي بذورهذه النزعة المذهبية والعنصرية والكراهية في عقلية "العديد"من المشرعين العرب تحت قبة البرلمان "الوطني" العراقي، فقد خلا الدستور العراقي من الاعتراف الشرعي "الصريح" بأقدم مكون من المكونات العرقية العراقية التي سكنت وادي الرافدين الا وهو شعبنا الكلدواشوري. هذا وبالاضافة الى ألاعتراضات التي رفعها النواب العرب وفي مقدمتهم النائب عن العراقية أحمد الجبوري ضد فكرة تحويل قضاء سهل نينوى في محافظة نينوى الى محافظة طبقا لقرار مجلس الوزراء العراقي الصادر بتاريخ 21 كانون الثاني 2014 حسب قول السيد كنا،حيث ذكر النائب علنا"صعب جدا حاليا" ثم اضاف ان" التوجه العام الان هو وحدة المحافظة ووحدة البلد" منوها " ان الذين يدعون لتشكيل محافظة في سهل نينوى هم من السياسين وليسوا من عامة الشعب وذلك لمكاسب ومصالح شخصية ضيقة"، وتابع ان" محافظة نينوى تعيش اليوم وضعا امنيا مستتبا الى حد كبير والمسيحين مرحب بهم داخل الموصل للعودة الى مساكنهم والعيش مع اخوانهم بكل امان وحرية".
هذه الحرية والعودة التي ذكرها السيد النائب يمكن حصرها بين الخيارات الثلاثة احلاهما مر وهي:
 دفع الجزية في زمن العولمة، تغيير الديانة والتحول الى الاسلام أو حز الرقبة بالسيف!!
في حين وفي الطرف المقابل يمكن لاي باحث أن يقرأ نص المادة 35 كما وردت أدناه ضمن دستورالاقليم الكوردستاني:
"يضمن هذا الدستورالحقوق القومية والثقافية والادارية للتركمان، العرب، الكلدان والسريان والاشوريين، والارمن بما فيها الحكم الذاتي حيثما تكون لاي مكون منهم اكثرية سكانية وينظم ذلك بقانون". هذا وبالاضافة الى الموقف الوطني لكتلة التحالف الكوردستاني في بغداد بشأن استحداث المحافظة التي يستكثرها النائب احمد الجبوري، حيث تنشرالكتلة أن"كتلة التحالف الكوردستاني لن تعارض المطلب، لانها تحترم ارادة هذه المكونات وتعمل من اجل رفع المزالم عن جميع مكونات نينوى".
أشكاليات العقل الحزبي
يبدوا أن السيد كنا ومن خلال تأكيداته ضمن المقابلة وكانه لم يقتنع بعد لا بالعقلية السياسية المسكونة بالارهاب الفكري الذي يمد بجذوره الى البدايات الاولى لما يسمى بالفتوحات الاسلامية أولا ولا بمفردات الخطاب السياسي الوحدوي لجميع فصائلنا السياسية والحزبية ثانيا. وان قرارالمطالبة باقليم كما يقول" ان أي مشروع على أساس ديني أو مذهبي أو قومي، يعّد مشروعا عنصريا يميز بين الناس"، في الوقت الذي رجع السيد كنا وفي نفس المقابلة واعترف خلال رده على التساؤل: كم عدد المسيحين الذين بقوا في العراق 2003 وهل تتوقع وجود هجرة اكبر للمسيحين خلال السنوات المقبلة؟ الجواب "...لان الحكومات العراقية المتعاقبة بعد عام 2003استاثرت بالسلطة وعملت وفق رؤية تمييزية على اسس دينية ومذهبية مما دفع بالمسيحين الذين افتقدوا اي حماية الى مغادرة البلاد خوفا من الاضطهاد". الامر الذي يثبت صحة القول القائل، أن السيد كنا لايعترف بدور بقية احزابنا السياسية ولا بشرعية اجندتها القومية الوطنية في الاقليم، لانها تصر على ضرورة منح الحكم الذاتي لشعبنا في الاقليم وتضمين ذلك دستوريا/ بلاغ صادر عن تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية حول المستجدات السياسية الراهنة بتاريخ 27 تشرين الاول 2015.
عن قواتنا العسكرية
الكل يتحدث هذه الايام عن القوات أو الوحدات العسكرية التابعة لهذا الحزب أو ذاك الفصيل السياسي، ولكن نادرا ما نسمع عن الجهود الوحدوية المطلوبة في سبيل توحيد قيادة قواتنا المسلحة أو توحيد القدرات العسكرية لابناء شعبنا داخل الوطن. حيث يعرف المتابع جيدا أنه لولا الخلافات السياسية الراهنة في الاقليم والشلل الذي اصاب البرلمان الكوردستاني منتصف الشهر الماضي، لتعذرعلى الفوج الذي شكلته قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية منذ شهور، أن يستقر في المعسكر الذي يجري أنشاؤه "الان" في منطقة القوش كما يعترف السيد كنا!!
أذ على سبيل المثال لا الحصر، أخفق مسلسل الاعتداء الوحشي والدموي المنتظم لتنظيم"داعش" الارهابي رغم بشاعته في تجاوز سقف الخلافات المزروعة في عقلية قياداتنا الحزبية المقسمة بين بغداد العربي وأربيل الكوردي، أخفق في تشكيل قيادة عسكرية موحدة وكفوءة لجميع الفصائل العسكرية التي شكلت اساسا تحت عنوان "الدفاع عن الوجود في سهل نينوى وتحريرالسهل من دنس الارهابين الدمويين".
فقيادة الحركة الديمقراطية الاشورية شكلت وحدات عسكرية قبل ثمانية اشهر حسب قول السيد كنا، والمجلس القومي أعاد تنظيم قوات حراساته في السهل قبل شهور، وحزب بيت نهرين الديمقراطي شكل قوات سهل نينوى منذ الصيف الماضي، والحزب الوطني الاشوري شكل منذ البداية فصيلا من المتطوعين بالاضافة الى القوات التي سميت بكتائب بابيلون، ولكن القوات كلها شكلت من دون أي رؤية موحدة للحل ولا اي استراتيجية عسكرية موحدة تم دراستها من قيبل جميع قياداتنا الحزبية في سبيل الدفاع عن الوجود والتاريخ في سهل نينوى او غيرها من المناطق رغم تفاقم حدة الكوارث والتحديات المحدقة بوجود ومستقبل هذا شعبنا المشتت.
في وقت كان يفترض بالخلل هذا وحده، أن يفلح في دفع كل مواطن غيورللخروج عن صمته والوقوف في وجه كل سياسي يحاول قلب الحقائق ويروج لصورة سلبية عن واقعنا بهدف تقزيم الانجازات والمكاسب القومية والوطنية التي تحققت في بغداد أو في أربيل بفعل هذا الحزب أو ذاك التنظيم.
فقياداتنا السياسية والحزبية مدعوة اليوم أكثر من اي يوم أخر، على ضرورة الاسراع في نهج توحيد الصفوف وتعزيز الاخوة والتضامن بين جميع قوانا السياسية والفكرية، من خلال الكف عن الانفراد بسلطة الحزب الواحد قبل أن يتفرغ الوطن من سكانه الاصليين.

فالخراب الفكري والثقافي والحزبي الذي ورثناه عن زمرة الطاغية وأعوانه، يجب أن لا يبقى عائقا للتفريق بين القيادي الحريص على مستقبل شعبه ووطنه وبين القيادي المتنفذ بسلطة الاكثريات، وانه من العار علينا أن نكون ملكيا اكثر من الملك وان نضالنا في البرلمان كما يؤكد السيد كنا في المقابلة، يجب أن يكون وفق مبادئ الدستورالذي يعترف بوجودنا وليس الدستور الذي يهمشنّا . وان الخلافات "المذهبية" والطائفية التي أخذت تعصف باقطاب الحكومة الاتحادية في بغداد في الاونة الاخيرة، بدأت تغيير مسارها لتقلع أخر ما تبقى من جذورالمكونات العرقية غير العربية وغير المسلمة وتحديدا جذور شعبنا المسيحي في ثرى العراق عامة وسهل نينوى على وجه التحديد.
وفي الختام نعرف جيدا، ان العربي الناسيوناليزمي يحاول جاهدا توسيع رقعة الجغرافية السياسية للعراق العربي من خلال قضم أكبر مساحة ممكنة من أرض الفيدرالية في الاقليم، ولربما القيادات السياسية الكوردية في الاقليم فكرت في التوجه نحو الجنوب الغربي ايضا، ولكن يفترض بقياداتنا السياسية ان ترتفع الى مستوى المسؤولية وتعرف كيف تتحاور بعقلانية مع القيادات السياسية في العراقيين في سبيل كسب الاعتراف الحقيقي بحقوقنا الشرعية ضمن الدستورين.


217
خلافنا مع المشّرع المسلم ولا الاسلام!!
أوشـــانا نيســـان
تحول شعار ثقافة التسامح والتعددية والتعايش الاخوي بين ابناء الشعوب العراقية، الى مجرد شعارلايصدقه عاقل الا أصحاب العقول ألنخره أمثال حفنة من النواب العراقيين تحت
قبة البرلمان الوطني العراقي. الكتلة البرلمانية التي تعودت أن تختلف على كل ما من شانه خدمة الوطن والمواطن العراقي، باستثناء الاتفاق على القرارات والبنود التي جاءت بهدف تمزيق نسيج الوحدة الوطنية العراقية بامتياز، اخرها القانون الذي أقره مجلس النواب العراقي وصدقه فخامة السيد رئيس الجمهورية العراقية الدكتور فؤاد معصوم بتاريخ 27 تشرين الاول 2015. القانون الذي جاء مخالفا لشرائع الدين الاسلامي الذي حدد الركائز العقدية والفكرية لترسيخ ثقافة التسامح، واقرار ظاهرة التعددية كما ورد في الاية هود (118) " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مختلفين"، الاختلاف في الدين كما ورد في الاية يونس 99" وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ"، ووحدة الاسرة البشرية قبل اكثر من 1400 عام، كما أعلن رسول الإسلام هذه الحقيقة أمام الجموع الحاشدة في حجة الوداع قائلا: "يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم".أي أن حساب المختلفين في دياناتهم ومذاهبهم واتجاهاتهم الدينية والأخلاقية التي نشأوا عليها، ليس إلينا، ولكن إلى خالق الجميع، إلى الله وحده وليس في هذه الدنيا ولكن في يوم القيامة "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"       (الحج 17)."       (الحج 17).
حقا ان الازمة الجوهرية التي يعاني منها المشّرع العراقي تحت قبة البرلمان العراقي في عراق ما بعد الطاغية، لا يمكن حصرها باعتقادي وحقيقة تفاقم خلافات المرجعية الطائفية والمذهبية واشكاليات البنيّة التحتية للنظام العراقي المبني اساسا على مخلفات الدكتاتورية، وانما الخلل الاساسي يكمن واشكاليات عقلية المشرع العراقي أو السياسي العراقي الذي يعاني من مخلفات الانظمة الدكتاتورية وغياب الارادة الحقيقية بالتغيير والايمان بالشراكة السياسية في الحكم.     
ففي جعبة المواطن العراقي الذي عاش حقبة الطاغية سنينا عجافا تفوق سنين عمره، تفسيرا لهذه الطروحات الوقحة، الخراب الاقتصادي، الفساد الاداري والمالي وحتى الاخلاقي الذي كشفته منظمة الشفافية العالمية الى جانب العديد من التقارير والابحاث الدولية بهذا الصدد. أذ على سبيل المثال لا الحصر، يتذكر المواطن العراقي ان الدينار العراقي في زمن الطاغية كان يعادل ثلاثة دولارات واربعون سنتا، اما اليوم وفي عصر الديمقراطية فان  دولار واحد يعادل 1220 دينار عراقي!!
والاسوا من ذلك كله، هوالتراجع الخطير لموقع العراق ضمن اقتصادات العالم. ففي عام 2014، صنّفت منظمة الشفافية الدولية العراقَ في المرتبة 170 الأكثر فساداً من بين 175 بلداً قامت بمراقبته في كل أنحاء العالم. والاسباب طبقا للتقرير، التوظيف على أساس المحاباة والزبائنية في القطاع العام والفساد المنظّم، إلى انكماش حادّ في الاستثمار العام في البنية التحتية الأساسية، ومزاحمة القطاع الخاص، وتراجع القطاعات الإنتاجية غير النفطية، وخاصة الزراعة؛ وإضعاف نمو فرص العمل وزيادة الاعتماد على الدولة والتسبّب في "هجرة الأدمغة" إلى الخارج. ففي جداول الفساد في العالم التي تصدرها منظمة الشفافية العالمية يظهر العراق في المرتبة ما قبل الأخيرة للدول الفاشلة، حيث يقف في المرتبة الثانية في السلم بعد السودان والمتضمن تقييم الأوضاع في 177 دولة وفق معايير ومؤشرات اقتصادية واجتماعية وأمنية وغيرها. ويقول القاضي موسى فرج نائب رئيس هيئة النزاهة، إن خسارة العراق خلال السنوات التي أعقبت سقوط النظام بـ 250 بليون دولار.

وعن جغرافية الخارطة السياسية والادارية للعراق الحالي فحدث ولا حرج. حيث تفكك العراق بفعل الاثارالسلبية للحروب الطائفية والمذهبية التي تجري على قدم وساق. الامر الذي ادى الى خسارة اجزاء مهمة من أرض العراق، بما فيها محافظات بكاملها كمحافظة نينوى بعد احتلالها من قبل تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" حزيران 2014وتحويلها الى عاصمة الدولة الاسلامية، رغم اعتبارها ثاني اكبر محافظة من المحافظات العراقية بالاضافة محافظة صلاح الدين/ تكريت سابقا مع اجزاء في محافظة الانبار وعددا من المواقع السنية المحاذية للعاصمة بغداد. 
هذا من جهة ومن جهة اخرى فان المطر في العراق الجديد تحول الى مشكلة وكارثة بيئية في العراق رغم شحة المياه وحاجات البلد. حيث تقول المرجعية الدينية العليا في نقدها للحكومة، رغم ان المطرمن اعظم النعم على البشر وموسم الامطار من مواسم الخير لما فيه من بركات كثيرة ولكن من المؤسف انها تسببت بمعاناة الكثير من المواطنين في العديد من المدن والمناطق السكنية لان الحكومات المختلفة فشلت في انشاء واصلاح شبكات صرف مياه الامطار عندما كانت هناك وفرة مالية، فأما اليوم يتذرعون بعدم توفر مخصصات اللازمة وفي الحالتين يدفع المواطن الثمن". فمدينة بغداد، مدينة السلام، كانت ذات يوم عاصمة الدنيا ومركزا لحضارات الشرق تحولت بالامس 29 تشرين الاول الماضي، الى بحيرة من السيول والمياه القذرة التي تجمعت بفعل الامطار الغزيرة التي تعرضت لها العاصمة، مما دفع برئيس مجلس المحافظة على تعطيل الدوام الرسمي بسبب الامطارالتي ادت الى "غرق بغداد بالكامل والناس في حيرة  وأن الماء دخل إلى المنازل وشوارع العاصمة امتلأت بالبرك”، كما جاء في البيان. كل ذلك بسبب العقود الوهمية التي تربحت منها رموز سياسية على حساب نظافة العاصمة وسلامة المواطن العراقي!!
وعلى ضوء هذه الخروقات المتكررة وغيرها من التجاوزات المنتظمة التي تجري في العراق،  يجب أن لا يستغرب المواطن غير المسلم وغير العربي من جوهرهذه القرارات الجائرة لمجلس النواب العراقي واخرها "قانون البطاقة الوطنية" الصادر بتاريخ 27 تشرين الاول 2015 والقاضي في المادة (26/الفقرة الثانية)""يتبع الأولاد القاصرون الدين من أعتنق الدين الاسلامي من الأبويين". هذه القوانين أو الشرائع التي ان دلت على شئ فانها تدل بحق، على عقلية المشرع العراقي الجديد ونظرته"المتخلفة" جدا الى التعددية العرقية التي يمتاز بها العراق منذ ما يقارب من سبعة الاف سنة.
حيث بدلا من التسامح مع المواطن العراقي الاصيل وهو"المسيحي" الذي تعرض لابشع انواع التهميش والقتل والملاحقة والاضطهاد حتى الامس القريب، يحاول المشرع العراقي اليوم ونحن في عصر العولمة، جرعقارب الساعة الى الوراء والعودة بنا الى القرون المظلمة.
وفي الحالة هذه يفترض بابناء شعبنا الكلدواشوري، أن يتفقوا على تشكيل لوبي "مسيحي" مقتدريتجاوز سقفه حدود جميع احزابنا وكنائسنا وجمعياتنا، ليتسنى له طرق ابواب صنّاع القرارات السياسية في العالم، المنظمات المدنية والجمعيات الدولية الخاصة بحقوق الانسان والشعوب، لحث ضمير العالم الغربي المتحضر جدا، أن يستيقظ ولو مرة من نومه وغفوته ليرى ما يجري من الاعتداءات والتجاوزات على المكونات العرقية العراقية المسالمة وعلى راسها شعبنا الكلدواشوري المسيحي على مرمى حجر من أوروبا ومن زعيمة العالم!!
وعلى الغرب أن يدافع عن الوجود المسيحي المتذبذب في بلدان الشرق، لان العولمة حولت العالم الى مجرد قرية صغيرة. وان دعاة التطرف الاصولي ومنظروه ومرتكبوه لم يخططوا هذه المرة ضد الغرب من المواقع السرية في كهوف تورا بورا كما فعلوا بالامس، بل نجحوا للاسف الشديد في نقل مواقعهم ومراكزهم الى قلب العواصم الغربية. حيث سيكون بأمكان الغرب أن يضع استراتيجية متكاملة لردع قوى الشر والظلام من خلال الاشتراط، بقطع الامدادات العسكرية، الانسانية وحتى الخيرية للنظام العراقي في حال الاستمرار في تشريع  هذه القوانين الجائرة بحق أبناء ووجود الشعوب والاقليات العرقية العراقية الاصيلة.

هذا بقدر ما يتعلق بالاجراءات طويلة الامد، اما ما يتعلق بالاجراءات الانية، فقد ورد في المادة 25/ الفقرة الثانية من نفس القرار"- يجوز لاحد الزوجين أو من ينوب عنه في حالات انحلال عقد الزواج تقديم طلب لرفع لقب الزوج وعودة الزوجة الى لقبها قبل الزواج ان وجد بقــــرار من المدير العــام أو من يخوله ". الامر الذي يتيه للزوج المتضرر، أن يعلن الطلاق "ولو مؤقتا" ورفع لقب الزوج وعودة الزوجة الى لقبها قبل الزواج كما جاء في المادة 25أعلاه. الامر الذي يلغي الحق"الشرعي" للزوجة في المطالبة بالاولاد. البند الذي يخص اتباع ومؤمني المذهب الكاثوليكي بالدرجة الاولى،لان المذهب الكاثوليكي يحرم الطلاق تحريما باتا.
 
 
 
 


218
داعش صناعة امريكية لتفريغ الشرق من المسيحين!!

أوشـــانا نيســـان

ايقظت الشرارة التي انطلقت من النيران التي اشعلتها ثورات الربيع العربي في جسد العالم العربي، أيقظت ارادة التغيير الكامنة لدى المواطن الشرقي الذي أحس للمرة الاولى بسقوط النظام القومي "العربي" الذي مثلما فشل في خلق الاجواء الفكرية والسياسية الملائمة لاخصاب بذور التجربة الديمقراطية في ثرى العالم العربي، كذلك فشل في ضبط المعادلة السياسية التي يفترض بها ضبط التوازن السياسي بين الشرق والغرب خلال ما يقارب من مائة عام. وأن مواقد ثورات الربيع العربي وجمراتها أستعّرت في مصر قلب العروبة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الامريكي باراك أوباما عام 2009، كالعود الذي تقدح به النيران بعدما حاول طمانة شركائه العرب من الملوك والرؤساء القلقين من رايات الديمقراطية وحقوق الانسان بقوله  "نتيجة الحداثة ستفقد السيطرة على خياراتنا الاقتصادية والسياسية... ثم أضاف... الهدف الوحيد لتحقيق الثورات العربية هو العمل سويا...ثم ختم خطابه بالقول.. أن امريكا ليست ولن تكون ضد الاسلام".
الاشارة هذه أن دلت على شئ فانها تدل على أصرارالبيت الابيض الامريكي على تنبوءات الفيلسوف صاموئيل هنتنغتون ونظريته المؤمنة ب" صدام الحضارات وحتمية الصدام بين الاسلام والغرب". لذلك تصّر القيادات السياسية الامريكية على ملا الفراغ الذي تركته الشيوعية العالمية وفشلها، من خلال أختيارها للدين وتحديدا دين الاسلام السياسي بهدف أحتواء مرحلة ما بعد الاتحاد السوفيتي السابق وقيادة العالم الجديد وفق المصالح السياسية والاقتصادية للعالم ذو القطب الامريكي الواحد. لذلك جاء قرار تعميق وتأصيل الشرخ المذهبي بين المذهبين الاساسين في الاسلام "السنة والشيعة"، في باكورة القرارات الاستراتيجية التي نفذتها القيادة الامريكية بعجالة. وما المعارك الدموية الطاحنة والكوارث الانسانية التي جرت وتجري منذ أعوام في كل من سوريا، اليمن، العراق، مصر، ليبيا، تونس ولبنان وغيرها من البلدان العربية والاسلامية، الا جزءا من التصورات التي أعلنتها وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزا رايس عام 2006 بهدف اطلاق المشروع الامريكي الجديد والقاضي باعادة صياغة شرق أوسط جديد كما ذكرت، رغم جل التداعيات اللانسانية لهذا المشروع الدموي على شعوب الشرق الاوسط قاطبة وتحديدا شعبنا الكلدواشوري/ المسيحي الذي أجبرالالاف من ابناءه على الوقوف في طوابير طويلة أمام بوابات السفارات الغربية في الدول المجاورة بهدف الحصول على التأشيرة التي قد تنقذهم من عمليات الذبح أو حزّ الرؤوس بالجملة.


جذور الازمة
أن المتابع للاتفاقات الدولية التي جرت في القرن الاخير ولاسيما في منطقة الشرق الاوسط، ينتابه شعور مؤلم وعميق من ان الشعوب النامية وعلى رأسها شعوب الشرق الاوسط، بحاجة الى مائة عام لتستيقظ من سباتها العميق وتفلح ولو مرة في تجديد فكرها القومي ونهجها الوطني وفق مقتضيات العصر وتجلياته. ففي العام القادم تكون قد مرت مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، وهو يعني اعادة التقسيم وفق تصورات العولمة، وهو المشروع الذي بشرت به الولايات المتحدة الامريكية قبل أعوام.
أذ مثلما جاءت اتفاقية سايكس بيكو اثر التفاهم السري بين بريطانيا العظمى وفرنسا بموافقة روسيا القيصرية على تفكيك الامبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الاولى، سوف تنجح لا محالة الاتفاقيات والمعاهدات السرية التي تعقدها الزعامة الامريكية مع زعماء النظم والدول العربية في تحريف مسيرة النضال الحقيقي للشعوب الطامحة للعدالة و

 

قراءة في مخرجات الربيع العربي
يبدوا أن جرائم "داعش" في الاونة الاخيرة تجاوزت جميع القيم الانسانية والحدود المرسومة لها أمريكيا. الامر الذي احدث نوعا من الاحراج للقادة الامريكان وتواجدهم العسكري في المنطقة منذ عام 2001 ولحد الان. هذا التواجد الذي أخفق وعن قصد في تحقيق أي نجاح عسكري أوسياسي يذكر ضد قواعد وفصائل التيارات الاسلامية المتشددة على راسها "داعش" في كل من العراق وسوريا.
في وقت يمكن القول أن نجاح القيصر الروسي فلاديمير بوتين في اشعال بارقة امل في نهاية النفق السوري المظلم من خلال المبادرة السياسية التي قدمها وزير خارجيته سيرغي لافروف في سبيل حل الازمة السورية، هو تطورمفاجئ للادارة الامريكية مثلما تفاجأت بخبر التعاون الاستخباراتي والامني في بغداد بين كل من روسيا وايران وسوريا للمساعدة والمشاركة في جمع المعلومات عن تنظيم داعش الارهابي وامتداداته.
هذه المبادرة التي قدمها وزير الخارجية الروسي لنظيره الامريكي جون كيري خلال لقائهما الثنائي في فيينا يوم الجمعة المصادف 23 اوكتوبر، مضمونها " اتمام الاستعدادات الكاملة بهدف احياء مؤتمر حوار يضم معارضة الداخل والجيش السوري الحر ويتم الاتفاق بنهاية المؤتمر على التخطيط للانتخابات البرلمانية والرئاسية مع تشكيل حكومة وحدة وطنية بموجبها يمكن الموافقة على تغييرات في الدستور يتم بموجبها نقل صلاحيات الرئيس لرئيس الوزراء المنتخب بضمانات روسية بعدم ترشح الرئيس بشار الاسد بنفسه".
حيث المعروف ان روسيا الجريحة بفعل التيارات الاسلامية المتشددة في جمهورية الشيشان وغيرها من الجمهوريات التي استقلت بعد تفكك ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي، سوف لن تتهاون مع الاستراتيجية الامريكية في تشجيع هذه التيارات المتشددة مهما كانت التبريرات التي تلتحف بها.
صحيح أن الغرب نجح نوعا ما خلال عقود مضت في ترويض القيادات الاخوانية التي لاحقتها الاجهزة الامنية في معظم البلدان العربية، من خلال أستيعابها وفق خطط "غربية"مدروسة ليتم الاستفادة منها لاحقا في نهج أسلمة الانظمة السياسية في بلدان الشرق في اتساق وتناغم مع حزب العدالة والتنمية التركي وليس النموذج الاخواني في مصر. علما ان الواقع اثبت فشل المشروع الامريكي- الاخواني فشلا ذريعا بعد أقل من أربع سنوات.

ففي مصر على سبيل المثال مهد الاخوان وأم العروبة، تم انتخاب السيد محمد محمد مرسي أول رئيس مدني في جمهورية مصر العربية بعد ثورة 25 يناير2011، ثم عزل بانقلاب عسكري عام 2013 ليودع في سجن بانتظارالمحاكمة. أي أن الجنة التي وعد بها مرشد جماعة الاخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا من معقله في القاهرة قبل 84 عاما مضت، لم تصمد في وجه الطوفان وغضب الشعب المصري لأكثر من 374 يوما.
وفي تونس اصبح السيد راشد الغنوشي رئيسا لحركة الاخوان المسلمين ومؤسسها وعضو مكتب الإرشاد العالمي للجماعة، أول منافس لاول رئيس جمهورية تونس بعد الثورة الجماهيرية ضد بن على. حيث حصلت الحركة التي قادها على أكثر المقاعد البرلمانية خلال الانتخابات الاولى بواقع(89) مقعدا من اصل 217 ثم تراجع دور الحركة اليوم الى 69 مقعدا.
أما في ليبيا فقد أصبح السيد مصطفى محمد عبدالجليل"الاخواني" أول رئيس مؤقت لليبيا بعد اندلاع ثورة 17 فبراير2011 الليبية وأول رئيس لأول مجلس وطني انتقالي في ليبيا بعد معمر القذافي. حيث ذكر في خطابه الاول وقال: "إن أي قانون مخالف للشريعة الإسلامية هو موقوف فورا، ومنها القانون الذي يحد من تعدد الزوجات".

 


وفي سوريا يعرف القاصي والداني أن سبب استمرار نظام الاسد وبقاءه في دمشق، هوتردد العالم المتحضر في دعم المعارضين له وخوفهم من التحالف غيرالمقدس بين القوى والفصائل السورية المعارضة مع التيارات الاسلامية المتشددة وفي مقدمتها داعش وجبهة النصرة.

علما ان الصف الاول من القيادات الاخوانية في دول الربيع العربي، جاءت اثر تسلقها على أكتاف الشباب وعرق الطبقات الفقيرة والمسحوقة ودعم واضح من الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الامريكية بهدف  تأجيل المطالبة بدمقرطة المجتمعات الشرقية والاستمرار في نهج الغاء جميع الحريات الفردية والوطنية في البلدان العربية كافة، رغم الاسقاطات السلبية للنهج هذا على الوجود المسيحي المتذبذب في الشرق الاوسط باعتباره مهد المسيحة. حيث الكل يتذكرالتهديدات النارية التي كان يطلقها بالامس اسامة بن لادن وخليفته أيمن الظواهري واليوم قيادات تنظيم داعش، ضد الوجود المسيحي في الشرق باعتبارهم اذناب الاستعمار والصليبين ويجب تفريغ ارض الاسلام من وجودهم.

وختاما يمكن القول، صحيح ان روسيا تتحرك بدافع قوي من مصالحها الجيواستراتيجية في الشرق وهي مصالح تتقدم في اهميتها على فكرة المحافظة على مسيحي الشرق الاوسط، وان روسيا تريد اثبات نفسها كدولة قوية وتريد من امريكا احترام ما تعتبره مناطق نفوذ لها، ولكن مجرد دخول روسيا على الخط حسب اعتقادي، يعني ابعاد شبح سيوف المنظمات الارهابية ومخططاتهم الدموية التي تحاول أن تفرق ابناء الوطن وتستبيح دماء المواطنين الاصلاء وهم مسيحي الشرق وفق فتاوي باطلة لا عبرة لها في الشرع ، رغم أن مسيحي العراق على سبيل المثال هم أقدم مكون من المكونات العرقية التاريخية التي سكنت وادي الرافدين ووضعت أبجديات أقدم حضارة انسانية متكاملة وجدت على سطح المعمورة.

219
معا مع البطريرك الجديد لمواجهة تحديات المرحلة !!
أوشــانا نيســـان
"عودتنا الى مدينة أربيل هو دليل على وجودنا"، يؤكد البطريرك الجديد خلال مراسيم تنصيبه في أربيل بتاريخ 27 سبتمبر 2015. حيث عودتنا مدينتنا التاريخية بالصمود في وجه الغزاة الحاقدين وقوى الشر واخرها جحافل ما يسمى اليوم بالدولة الاسلامية "داعش"، بعدما نجحت هذه المرة أيضا في اتمام مراسيم تنصيب قداسة بطريرك التحدي ماركوركيس صليوا الثالث، البطريرك الواحد والعشرين بعد المائة في سلسلة بطاركة المشرق على كرسي كنيسة المشرق الاشورية، بحضور اصحاب الغبطة مار لويس روفائيل الاول ساكو وغبطة البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني كريم ونيافة الكاردينال كورت كوخ مبعوث قداسة البابا فرنسيس، واصحاب السيادة الاساقفة من مختلف الطوائف.
جرى الاحتفال بحضور رئيس وزراء حكومة الاقليم السيد نيجيرفان البارزاني، ونائبه السيد قوباد الطالباني، ووزير التعليم العراقي السيد حسين الشهرستاني والسيد رئيس ديوان الاقليم الدكتور فؤاد حسين، بالاضافة الى عدد كبير من السفراء والشخصيات الدبلوماسية والسياسية والدينية في العراق والاقليم والعالم كله، بعدما حظيت المناسبة باهتمام دولي واسع.
حقا انه للمناسبة أبعاد متعددة لاننا وكما يذكر بطريركنا الجليل في كلمته "نحن ورثة الحضارة في بلاد ما بين النهرين"، والعراق كله بات يحترق اليوم بسب تداعيات الاجواء السياسية الملبدة والمشحونة، تلك التي تخييم على سماء كل العراقيين من دون تمييز.
حيث جاءت عملية رسامة البطريرك داخل الوطن ايذانا بعودة الكرسي البطريركي الى موقعه التاريخي الاصيل قبل أن تصّرحفنة من الشوفينين العرب قبل 83 عاما على الصاق تهم باطلة بقداسة البطريرك الشهيد مارأيشاي شمعون بعد مجرد عشر سنوات من تنصيب قوائم الدولة العراقية"المنتدبة" في بغداد، بهدف اجبارالزعيم الروحي لشعبنا الاشوري على الخيار بين الخيارين أحلاهما مرّ، أما التخلي عن معظم صلاحياته أو مغادرة وطنه وارض اباءه وأجداده ليستقر المطاف بالكرسي البطريركي في المنفى وتحديدا في الولايات المتحدة الامريكية حتى اليوم.
اليوم وبعد الانتهاء من مراسيم التنصيب ورغم الصعوبات التي تنتظر راعي كنيستنا بسبب الضبابية التي باتت تخيم على الآفاق القومية والوطنية داخل الوطن، فأن أجندة الاصلاح والتغيير المطروحة على طاولة البطريرك، تنتظر المزيد من الحلول والبدائل منها أنية ومنها استراتيجية قد تتطلب المزيد من التفكير والتاني بهدف الوصول الى الخيارات الافضل لتأخذ الكنيسة كنيسة المشرق من جديد مكانتها التاريخية كما كانت منارة مسيحية قبل جميع الكنائس في العالم.
صحيح أن البنود المؤجلة على صدر أجندة البطريركية، هي بنود مهمة وصعبة للغاية بالاضافة الى المهمات الروحية الاخرى التي التزم قداسته خلال مراسيم التنصيب على تنفيذها بكل امانة، لآن "الخطاب الديني والسياسي يجب أن يكون عاملا على بث المحبة وليس التفرقة والإنشقاق"، كما ذكر البطريرك الجليل في كلمته. في حين يفترض بكل مؤمنة أو مؤمن من مؤمني كنيسة المشرق الاشورية وكل أشورية أو أشوري مؤمن بشرعية قضيته القومية العادلة، أن لا ينتظرا العصا السحري لحل المشاكل المتراكمة منذ عقود، بل علينا جميعا أن نساهم في خلق الاجواء الروحية والفكرية المساعدة على تذليل التعقيدات وازالتها في سبيل اتمام رسالة قداسة البطريرك ماركوركيس صليوا الثالث وفي طليعتها، اكمال المسيرة الوحدوية التي تركها مثلث الرحمة قداسة البطريرك مار دنحا الرابع والمضي قدما في تحريك هذا المسار المؤمل مع جميع الكنائس وتحديداوحدةالكنائس المشرقية الشقيقة على أساس رسالتنا المسيحية والعدالة والمحبة والتاريخ.
علما أن زعامة الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الاشورية وعلى راسها اليوم قداسة البطريرك ماركوركيس صليوا الثالث، لم تتردد يوما في مد يد الحوار والتفاهم والوحدة مع جميع الكنائس المنشقة على كنيسة المشرق وفي طليعتها الكنيسة الشرقية القديمة والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق، لان الوحدة مطلب الهي " ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني "يوحنا 17: 21 . العهد الذي قطعه بطريركنا الجديد خلال تنصيبه بحضورغبطة مار لويس روفائيل الاول ساكو وغبطة مار اغناطيوس افرام الثاني كريم.
وفي الختام تقف اليوم كنيستنا كنيسة المشرق العريقة، أمام تحديات كبار لايمكن حصرها في قراراعادة الكرسي البطريركي الى داخل الوطن وحده، بل تواجهها تحديات أخرى أخطرها، تداعيات الهجرة وامكانيات الزعامة الكنيسة في قرع أجراس الهجرة المعاكسة ووقف نزيفها من خلال الالتفاف حول نهج كنائسنا في العراق قبل أن تستفحل الظاهرة وتتحول الى أفة تكاد تنشر مخالبها عميقا لتقلع جذورنا القومية والمسيحية لاسمح الله من العراق باعتباره مهد الحضارة الانسانية


220
قرار تفريغ الشرق من مسيحيه بدأ يفتك بمسلميه
أوشـــانا نيســـان
للمرة الاولى بعد مائة عام من المجاملات السياسية الزائفة بين الشرق المستبد والغرب المجامل له، نجحت موجات من الهجرة غير الشرعية التي تطرق أبواب دول البلقان هذه الايام، نجحت في الكشف عن ملف التراكمات التاريخية المعقدة بين الشرق الاسلامي والغرب المسيحي. هذا الملف الذي تجرأ رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان أن يكشفه رغم اعتراضات الغرب بقوله"إن عصر تعدد الثقافات انتهى وإنه يجب حماية البلاد من آثاره بأي ثمن

ففي حديثه لجريدة السفير اللبنانية حذّر بطريرك الكنيسة الكلدانية في العالم لويس ساكو ايضا من مخطط إفراغ الشرق من مسيحييه، بقوله "إذا تمّ تفريغ الشرق من مسيحييه فمصير المسلمين سيكون أسوأ بكثير"، وشدّد على أن "الخطر يكمن، اليوم، في انتشار أصولية إسلامية تغذيها بعض الدول لتسعير الصراع المسلم ـ المسلم خدمة لإسرائيل والولايات والمتحدة".".
المعلوم ان تحذير قداسة البطريرك مارلويس روفائيل الاول ساكو بتاريخ 19/12/ 2013، كان بمثابة الهدوء الذي سبق عاصفة الهجرة غير الشرعية التي عصفت بدول البلقان منذ الاسبوع الاخير من شهر أب/أغسطس المنصرم وحتى يومنا هذا
علما أن موجات الهجرة غير الشرعية التي مثلما باتت تقلق ساسة الاتحاد الاوروبي والعالم الغربي هذه الايام، ستعقد الازمة الاقتصادية التي كانت تخيم بظلالها على مستقبل العديد من الدول الاوروبية، وتحديدا دول اوروبا الشرقية. ولكن الهجرة هذه نجحت وللمرة الاولى في التاريخ الحديث، في الكشف عن زيف أدعاءات العديد من الانظمة العربية والاسلامية حول مفهوم الانسانية والعدالة في منطقة الشرق الاوسط، وعلى النحو الاتي:
1- أن القرارات المؤسفة والظالمة للحاكم الشرقي "المسلم" تجاوزت أطارها التقليدي لتشمل مواطنيها المسلمين في عقر الديار الاسلامية في بلدان الشرق الاوسط أيضا، بعدما أقتصر تطبيقها على المواطنيين المسيحيين في الشرق لقرون متواصلة.
2- منظمة العفو الدولية تصف مسلك دول الخليج العربية بأنه "شائن تماما"، وانتقدت قطر والكويت والبحرين والسعودية والإمارات لأنها لم تقبل رسميا أي لاجئ، في حين تستضيف تركيا ما يقرب من مليوني لاجئ ولبنان أكثر من مليون بينما تستضيف دول أخرى مئات الالاف رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة.
3- الملياردير ورجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، وهو مسيحي مصري يتبع الكنيسة القبطية الارثوذكسية من بين جميع مليارديري الدول العربية والاسلامية، أعلن أنه على استعداد لشراء جزيرة إيطالية أو يونانية وتسميتها بجزيرة "ايلان" تيمنا بالطفل الكوردي الذي غرق واثارت صورته ميتا على شاطىء تركي صدمة في العالم، بهدف ايواء مئات الالاف من المهاجرين.
4- بلغ عدد اللاجئين القادمين من سوريا الى لبنان حوالي 1,172,753 ، منذ بدء النزاع منتصف آذار 2011 ، بحسب آخر ارقام للمفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة. أي ما يساوي عشرين في المئة من سكان لبنان، بالاضافة الى ما يقارب من نصف مليون لاجئ فلسطيني، رغم الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تخييم على لبنان، باعتباره البلد الوحيد في الوطن العربي الذي يتولى رئاسته "مسيحي" بحكم عرف دستوري واضح منذ استقلاله في عام 1943.
التداعيات السلبية للهجرة في الغرب
يبدوا أن تداعيات نزيف الهجرة المنتظمة من بلدان الشرق الى الغرب بدأت تعكر مزاج النخبة السياسية في بلدان الغرب, ولاسيما بعد نمو واستفحال شوكة التطرف الاسلامي في العديد من البلدان الاوروبية. هذا التطرف الذي نجح بشكل ملحوظ في استغلال فسحة الديمقراطية والعدالة التي افرزتها تجربة الديمقراطية ضمن المجتمعات الغربية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية
حيث على سبيل المثال لا الحصر، حاولت قبل أكثر من عشر سنوات وانا رئيس تحرير جريدة سويدية  , هدفها تسهيل مهمة ادماج المواطن السويدي الجديد Integrationsbladet
ضمن المجتمع السويدي المعاصر. فدخلت الكاتدرائيات السويدية والكنائس المسيحية كلها وقابلت معظم رجالات الدين المسيحي ونشرت تقارير طويلة وبحوث قيمة عن دورهم ونشاطاتهم الايجابية بهذا الخصوص من دون اعتراض يذكر. وبعد اتصالات مكثفة مع اشخاص كنت اعرفهم في سبيل تسهيل مهمة اجراء المقابلة الصحفية مع امام أكبر جامع في مدينتي. طرقت باب الجامع في الوقت المحدد واذا بشخص يمنعني من الدخول ويصرخ في وجهي: اذهب واترك هذا المكان هذا جامع وبيت الله ولا يجوز للسويدي أن يدخله؟ فقلت له مهلا يا رجل فانا لست سويديا واتحدث معك بلغة القران, وبالمناسبة قلت له، هذا جامع في القطب الشمالي وليس في مقديشو كما تعتقد، لان الرجل كان صوماليا, فلماذا لاتسمح لي بالدخول.ولكن الرجل أصّر على منعي وقفلت راجعا الى مكتبي من دون اجراء المقابلة في وقتها
وفي الختام يجب القول،أن السياسي الغربي لا يتصرف بمزاجية وافكار غير مهضومة وعجالة، بل وفق ارادة سياسية هادئة تتفق ومسؤلياته الانسانية ونهج الاتحاد الاوروبي على حد سواء. فالقرارالتاريخي الذي اتخذته المستشارة الالمانية في استقبال الالاف من المهاجرين القادمين، هو فعلا قرار صائب من شأنه ان يعيد صياغة عقلية المهاجرين واستوعابهم  ليتفقوا ولو مؤقتا مع وتوجهات العالم المتحضراولا، ثم التحضير والتخطيط عمليا لاعادتهم الى بلدانهم في الوقت المناسب ثانيا. لان المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل وهي رئيسة أكبر حزب مسيحي ديمقراطي في القارة الاوربية،تعني جيدا ما قالته:
"غدا سنخبر أطفالنا أن اللاجئين السوريين هربوا من بلادهم إلى بلادنا ، وكانت "مكة" بلاد المسلمين أقرب إليهم...واضافت "غدا سنخبر أطفالنا ان رحلة اللاجئين السوريين الى بلادنا، كانت كهجرة المسلمين الى الحبشة، ففيها حاكم لايظلم عنده أحد ابدا". والعاقل تكفيه الاشارة


221
لا يحق لشعبنا أن يحجب الثقة عن نوابه!!
أوشـــانا نيســان
 
" الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والمحتالين والناهبين و الخونة، لا يعتبر ضحية، بل شريكا في الجريمة ” يكتب الروائى والكاتب والصحافى الإنكليزى جورج أورويل. بصراحة ليس مجرد شعبنا الذي بات يعاني هذه الايام من أنتهازية نتفة من قياداته السياسية والحزبية، بل العراقيين بجميع مكوناتهم العرقية والمذهبية على حد سواء ! وما المظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي تكتسح شوارع العاصمة بغداد والمحافظات ألاخرى هذه الايام ألا دليلا قاطعا على صحة ما نذهب اليه.
ومن وحي هذا الواقع المؤلم سأحاول طرح مقترح سياسي "وحدوي" بديلا عن الانتهازية السياسية التي مثلما باتت تقلق كل صاحب ضميرحي باتت تخجلنا جميعا. لربما سيكون مقترحي هذا البلسم الشافي لآمتصاص الغضب الشعبي وايقاظ الاغلبية الصامتة للحراك والاسراع في تشكيل المرجعية التي نحتاجها اليوم اكثر من اي يوم مضى.
حيث المعلوم أن تصاعد حدة التوتر السياسي داخل الوطن وارتفاع ظاهرة تهميش ممثلي أبناء شعبنا "الحقيقين" وعدم مشاركتهم مشاركة فعلية ضمن القرارات المصيرية وأخرها عملية أعادة كتابة الدستور ضمن عراق فيدرالي جديد، من شأن هذا التهميش أن يحثنا جميعا وتحديدا نخبتنا المثقفة وصفوتنا السياسية، بعدم السكوت والاسراع في تقديم المقترحات البديلة قبل غلق ملف الدستور والانتظار قرن اخر.
لأن الانتهازية التي باتت تعمي بصيرة الاكثرية من سياسينا، ليست ظاهرة عامة في المجتمع بل ظاهرة فردية تخص التركيب الاخلاقي للفرد. وقد يجتمع الانتهازيون في حزب أو تجمع أو فئة معينة لاسباب شخصية ومصالح فئوية ضيقة ولكن هذا التجمّع مؤقت تقتضيه الظروف ويزول فور زوالها.
 
فن التغيير وبؤس التفكير!!
من المؤكد أن الاجواء السياسية المشحونة والملبدة داخل الوطن كان ولايزال مصدرا ملهما لسلطة القيادي الاقلوي الانتهازي بامتياز. لذلك سيكون من الصعب جدا على قدرات مكون عرقي صغير حاله حال شعبنا بوضعه الحالي، أن ينجح في اطلاق حملة التغيير بهدف تصحيح مسيرة السياسي الانتهازي واجباره العودة الى القيم والثوابت الحقيقية لهذه الامة.
حيث يعرف المطلع، ان جميع الخلافات والانشقاقات الحزبية ضمن الدائرة الضيقة والمحيطة بالقيادة الحزبية "المتنفذة" ، مردها صراع تغليب المصالح الشخصية والفئوية ولا الحرص أو حتى الدفاع عن حقوق هذا الشعب المضطهد على مر التاريخ.
عليه فانحناءات الخط البياني للقيادات الحزبية المدللة في الاقليم، تلك التي جعلت خارطة تحركاتها يمتد من أقصى الشمال"الكردي" الى أقصى الجنوب"العربي" ومن ثم العودة فجأة الى نقطة البداية، تدفعنا الى الاسراع في تهيئة الاستعدادات اللازمة لوقف هذه التحركات التي كانت ولا يزال سببا في تمزيق وحدة مسيرتنا السياسية لعقود خلت. وان مجرد الاستمرار في هذا الوضع الاستثنائي الشاذ من شأنه أن يخلّف سلسلة أخرى من الأنتكاسات الوخيمة على مصداقية قرارنا القومي والوطني على حد سواء.
 
 
وفي مقدمة النتائج التي خلفتها سلطة احزابنا المدللة في العراق الجديد:
1- تهميش جوهر قضيتنا القومية ومسخ هويتنا الوطنية من خلال الحرص على تفعيل البنود المستترة والخاصة بمصالح الاكثريتين العربية والكردية وأهمال البنود المتعلقة بحقوق وهوية شعبنا ضمن أجندة معظم احزابنا ومنظماتنا السياسية. كل ذلك من خلال أستغلال الاختلافات العرقية والمذهبية من أجل دوافع نفعية، انتهازية وحتى المرحلية وكانها في خدمة من يدفع اكثر !! ومن المنطلق هذا يجب أعادة صياغة أفاقنا القومية والسياسية بشكل جديد يتفق والتطورات السياسية العصرية ضمن عراق فيدرالي جديد.
 
2- نزاهة الانتخابات البرلمانية في العراق والاقليم على المحك في ظل المستجدات والاجواء المشحونة بالتوتر السياسي والحزبي على حد سواء. حيث يعرف المطلع، أنه لم يدخل نائبا أو ممثلا عن المكونات العرقية غير العربية وغير الكوردية تحت سقف قبة البرلمانين في أربيل أوبغداد بدعم من أصوات شعوبها منذ الانتخابات الاولى في 19 مايو 1992 ولحد الانتخابات الاخيرة في 21 سبتمبر 2013، بل بالاصوات المريحة التي تعودت مجموعة من قياداتها "المدللة" محليا، أن تضمنها مجانا من قيادات الاكثريتين الكوردية في الاقليم والعربية في الوسط والجنوب. لذلك سيكون من الطبيعي جدا أن تتحرك أقطاب الكتل المدعومة وفق أجندة الجهة الداعمة ولا مصالح وطموحات شعوبها المضطهدة. اذ على سبيل المثال:
 
أ- في يوم 23 حزيران المنصرم تحول البند الخاص بتمديد ولاية رئيس الاقليم الى أزمة سياسية بين الاحزاب الكوردية الاربعة من جهة والحزب الديمقراطي الكوردستاني وممثلي بقية الاحزاب الحليفة من المكونات العرقية غير الكوردية من جهة أخرى. حيث دفعت الازمة بنواب الحزب الديمقراطي وحلفاءه على الانسحاب من الجلسة، بأستثناء عضو برلماني واحد من ممثلي أبناء شعبنا، بعدما فضل البقاء وعدم مغادرة القاعة تماشيا مع "قراره المستقل وارادته الحرة"، كما ذكر النائب لاحقا. رغم أن الاحزاب "المعارضة" وعلى راسها حركة التغيير فرغت لتوها من تقديم مشروع سياسي وبرلماني هدفه تخفيض الكوتا المخصصة لابناء شعبنا من خمسة مقاعد الى ثلاثة، لا بسبب حقد المعارضة الكوردية على حقوق شعبنا المشروعة، بل بسبب الاعتراض على ألية ترشيح نواب شعبنا ودور أحزاب السلطة وعلى راسها الحزب الديمقراطي الكوردستاني في أختيارالشخص المناسب له ولسياساته ضمن تشكيلة ال"كوتا"، كما ذكروا لي.
الامر الذي أعترضت شخصيا على مقترحهم بقولي: لماذا تجبروا "الضحية" وهو شعبنا المضطهد والمهمش منذ تاسيس الدولة العراقية قبل ما يقارب من قرن، على دفع ثمن خلافاتكم الحزبية، في الوقت الذي يجب أن تعرفوا، ان النخبة المثقفة لشعبنا أيضا لديها اعتراضات حقيقية على ألية الترشيح والاختيار!!
 
ب- للحق يقال، أن نظرة معظم الاحزاب والقيادات السياسية الكوردية على حقوق ووجود شعبنا تغيير تغييرا ملحوظا خلال العقود الثلاثة الاخيرة. فالنظام العربي أخفق في الاعتراف بحقوق ووجود شعبنا داخل وطن الاباء والاجداد خلال 82 عام من عمر النظام المركزي في بغداد، في حين أعترفت القيادات الكوردية بحقوقنا القومية والوطنية خلال أقل من ثلاثة أعوام من بعد سقوط الدكتاتورية وزوال الصنم. وان البنود والفقرات الخاصة بحقوق شعبنا ضمن الدستور العراقي الجديد، ما كان لها أن تدخل مسودة الدستور لولا دعم القيادات الكوردية واصرارها على أشراك نواب شعبنا ضمن عملية كتابة مسودة الدستور في بغداد والاقليم معا.
 
في حين وللاسف الشديد لم يتسع صدر كتلتنا البرلمانية باشراك النائب الارمني الوحيد في البرلمان والحليف الدستوري لهم ضمن المناقشات الخاصة بانسحاب ممثلة شعبه من اللجنة القانونية. حيث يستغرب النائب المذكور من عدم تبليغه لحضور اجتماع جمع ممثلي قوائم"الرافدين، التجمع، كيان ابناء النهرين" مع ممثلة الشعبين في لجنة كتابة الدستور في الاقليم واسباب انسحابها من اللجنة المذكورة بتاريخ 11/أب/ 2015، كما ورد في التصريح المنشور في عنكاوا - كوم بتاريخ 12 /8/ 2015.
 
 
ج - بعد أختيار برلمان إقليم كوردستان لأعضاء اللجنة القانونية المختصة والمؤلفة من 21 عضوا لصياغة المسودة الجديدة لدستور برلمان الإقليم في جلسته المنعقدة بتاريخ 20 إيار 2015، تم أختيار الدكتورة منى يوخنا ياقو، ممثلة  شعبنا الكلداني السرياني الآشوري والشعب الارمني. وقد تم ترشيحها من قبل" كيان أبناء النهرين" وحضيت بالقبول من قبل نواب الشعبين في البرلمان، بسبب تخصصها ومكانتها العلمية. أي انه وقع الاختيار على الدكتورة منى من دون العودة الى التجمع الخاص باحزاب ومنظات شعبنا ولا العودة الى الشعب،رغم أعتباره المرجعية الحقيقية ومصدرا لكل القرارات المصيرية والشرعية.  حيث لم يتم حسب علمي تشكيل اللجنة المنظمة والداعمة لحلقات النقاش وورش العمل في الشأن القانوني المختص بحقوق شعبنا لحد كتابة هذا الموضوع.
 
د- القبول بالتقليد السياسي المفروض من قبل أحزاب السلطة في الاقليم الكوردستاني وتهميش جميع المبادرات، الاستشارات بما فيها محاولات المطالبة بوجوب مواكبة العولمة والتغيير في العمل البرلماني. فالكتلة البرلمانية الخاصة بممثلي أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في البرلمان لم تنجح رغم مرور أكثر من 23 عاما على وجودها في تشكيل ورش عمل، من القانونيين، البرلمانيين القدماء، الخبراء وغيرهم من أصحاب الخبرة والتجربة في سبيل العودة أليها ومناقشتها قبل تحديد الافاق المستقبلية والدستورية لحقوقنا ضمن الدستور.
أذ على سبيل المثال لم يتم اشراكي ضمن الحوارات، النقاشات وحتى الاجتماعات التي تسبق القرارات المصيرية المتعلقة بحقوق شعبنا داخل البرلمان طوال فترة تعييني كمستشار "وحيد" لشؤون شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وليس مستشار للمسيحين منذ اكثر من عامين.
 
الحل؟
يبدوا أن الامال المعقودة على مفردات الخطاب القومي والوطني لمعظم الأحزاب والمنظمات السياسية لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، تبددت وتبخرت تماما في الاونة الاخيرة، وتحديدا بعد المجازر الوحشية والدموية التي نفذتها وتنفذها منظمة داعش الارهابية بدم بارد ضد أبناء القرى والمدن التابعة لابناء شعبنا والشعوب غيرالعربية وغيرالكوردية في سهل نينوى منذ حزيران 2014 ولحد يومنا هذا. الامر الذي مهد بشكل أو باخرعلى تصعيد حدة  ظاهرة الهجرة التي كانت تنخر في جسد الشعوب المسيحية في الشرق، لتشمل اليوم الالاف ان لم نقل الملايين من مسلمي بلدان الشرق الاوسط ايضا.
ولاجل تفويت الفرصة على المتشككين الجدد بانتماءنا الوطني وافشال محاولات الالتفاف على قرار تثبيت حقوقنا القومية والوطنية ضمن مسودة دستور الاقليم والوطن:
 
 
 
 أقترح خارطة الطريق لتسهيل مهمة نوابنا ضمن الدورة هذه والدورات القادمة وبالتالي تشجيع الغيارى من أبناء شعبنا في تقديم المقترحات الكفيلة بتثبيت حقوقنا المشروعة ضمن دستور الاقليم والعراق الفيدرالي من خلال:
 
أولا: حث القيادات السياسية لجميع أحزابنا وتنظيماتنا السياسية من دون تمييز على الاسراع في أختيار تركيبة سياسية، قد تكون على شكل جبهة سياسية معاصرة تمكنها من تشكيل مجلس قيادي "انتقالي"، يضم كل القيادات الفاعلة لعلها تفلح ولو مرة في وضع مصلحة الشعب وثوابته الاساسية قبل جميع الاعتبارات، الفردية، الطائفية، المذهبية وحتى العشائرية أوالاسرية، وبالتالي وضع قاطرة التغيير والتصحيح على سكتها الصحيحة.
هذه التركيبة أو الجبهة السياسية المقترحة ستفلح لا محالة في حال تشكيلها والعمل بها، على غلق ملف التحفظ والتشكيك بسجل هذا الحزب أو ذاك القيادي، والبدء بنشر روح العمل الجماعي المقبول من قبل الاكثرية من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
 
 
ثانيا: في حال الموافقة على التركيبة السياسية المقترحة أعلاه، سيكون من السهل الانتقال نحو الخطوة الثانية بعد سنة أو سنتين، مضمونها:
دمج قيادات جميع الاحزاب والمنظمات السياسية التابعة لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ضمن تركيبة حزب سياسي واحد ذو قيادة سياسية نزيهة قادرة على تحقيق أهداف وطموحات شعبنا الابي في جميع الميادين المحلية والاقليمية على حد سواء. وبذلك سيتم غلق ملف انتاج وتعميق الشروخات المذهبية، العرقية وحتى السياسية بين صفوف شعبنا العظيم.
 
 


222
نريده بطريركا بحجم كنيسة المشرق!!

أوشـــانا نيســـان
"طلب من ونستون تشرشل ابداء الرأي في موضوع متنازع عليه بين حزب العمال البريطاني والمحافظين وعندما انتهى من كتابة الخطاب، طلب من سكرتيره الخاص ان يبدي رايه في الخطاب وبعد ان قرأه قال له : الخطاب جميل جدا ياسيدي ولكني لم أفهم هل انت مع ام ضد المشروع. فأجاب تشرشل مبتسما وهذا هو المطلوب تماماً".  فالمتابع لتصريحات غبطة بطريركنا مار لويس روفائيل الاول ساكو أو اراء العلمانيين المشاركين في المؤتمر التأسيسي للرابطة الكلدانية الذي عقد في عنكاوا للفترة من 1-3 تموز 2015، ينتابه الذعر نفسه تجاه تذبذب الاراء والمواقف المرتبكة للمشاركين في المؤتمرعلى حد سواء. حيث تعذرعلي وحتى اللحظة هذه معرفة موقف الكنيسة الكلدانية وبطريركها من رسالة الرابطة، وهل غبطته "مع" الرابطة في التأكيد على الكلدانية وحدها أو "ضدها" بسبب خطابها العلماني بامتياز ونهج تسترها وراء الدين. رغم التوضيح الذي  نشره الاعلام المركزي للبطريركية الكلدانية بتاريخ 14 نيسان 2013  جاء فيه" لا يمكن لمؤسسة كنسية بحجم الكنيسة الكلدانية ومسؤوليتها ان تزج نفسها في العمل القومي والسياسي على حساب رسالتها،هذان المجالان من اختصاص العلمانيين".
ففي الوقت الذي يذكرغبطة البطريرك في ختام أعمال المؤتمر التاسيسي للرابطة على أن الرابطة الكلدانية "تجمع مدني مستقل/ غير سياسي وغير ديني"، هدفه " تعزيز البيت الكلداني وحشد واستثمار كل طاقات وإمكانيات وخبرات الشعب الكلداني في العراق والعالم لترسيخ أسس العيش المشترك"، يحرص غبطته على ربط مسألة الاحتفال بالمولود الجديد بيوم تذكار القديس توما شفيع ورسول كنيسة المشرق كعيد رسمي للرابطة الكلدانية، باعتباره تجسيد عملي لهذه الأصالة". في حين كان يفترض بالقائمين على الرابطة تخليد كتاب أبناء شعبنا وأدباء كباربحجم المرحوم يوسف حبي، مار يعقوب اوجين منّا وتوما أودو وغيرهم من الاسماء اللامعة الذي لن ينسى ولن يمحى التاريخ أسمائهم. وفي وقت لم تتردد فيه الهيئة العليا للرابطة الكلدانية على:
" حصر المقر الرئيسي للرابطة في مقر البطرياكية الكلدانية في أربيل / العراق. وتكليف أعضاء الهيئه العليا المتمثلة بفروع العراق والعالم وبمساعدة أعضاء الهيئة التأسيسية بوضع دراسة حول امكانية فتح فروع الرابطة ومكاتبه الفرعية والمستلزمات المطلوبة لذللك من خلال الأتصال بأبرشيتنا الكلدانية في عموم العراق والعالم والتنسيق معه ووضع خطة كل فرع ورفعه للمركز لدراسته ووضع أجراءات تنفيذها، ومن ثم تكليف أعضاء الهيئه العليا المتمثلة بالفروع في العراق والعالم وبمساعدة أبرشياتنا الكلدانية وأعضاء الهيئة التأسيسية بعقد ندوات ولقاءات مع شعبنا الكلداني"، كما جاء في البيان الختامي للهيئة العليا للرابطة.
أما النقطة الاهم باعتقادي ضمن أولويات عمل الرابطة للمرحلة المقبلة، كما ورد في البيان فقد جاءت كالقشة التي تريد أن تقصم ظهر البعير. حيث مثلما تشك "الهيئة التاسيسية" للرابطة بأجندة عملها المستقبلي بقولها" وأخيرا نقول للمشككين في تأسيس الرابطة وهيئتها العليا بأننا سائرون الى الامام لتحقيق أهداف الرابطة وعلى أبناء شعبنا الكلداني ترك خلافاتهم والالتفاف نحو رابطتهم ودعمها لانها ولدت من رحم الأمة الكلدانية ، وفخرا لأمتنا وقوميتنا الكلدانية هذه "الولادة".
نعم هذه "الولادة" التي تعتبرها الرابطة فخرا، يمكن أن تتحول مستقبلا الى أعتراف بشرعية الخلافات التي زرعها "الاجنبي" بين ظهرانينا أولا، ثم رسختها الانظمة العربية الشوفينية بين أبناء الشعب الواحد لقرون خلت ثانيا.

علما أن مجرد تاكيد البيان الختامي للرابطة على "الامة الكلدانية" وتهميش دورالنخبة المثقفة للامة بكاملها وعدم دعوتها للمشاركة في أعمال المؤتمر، واخيرا أعتبار "الهوية" الكلدانية مطلب شرعي لمنح سمة الدخول والانخراط ضمن الهيئة التاسيسية للرابطة، يعتبر هذا القرار ذو الأثر الرجعي مبدئيا قرار غير مشروع لأنه يمس مبدأ وثوابت "وحدة شعبنا" وعلى راسها الجهود المشكورة لغبطة البطريرك في توحيد الكنائس الشرقية الثلاث، وقد تتحول الرابطة لاسمح الله عن قريب الى خندق اخر يتخندق فيه دعاة الانفصال والتمرد والمغردون خارج السرب. عليه يجب اعادة النظر في خطاب التاسيس وترشيده وفق منهج وحدوي معتمد من شأنه تسهيل مهمة الانتماء وتفعيل اليات الاندماج والتوحد.
حيث التاريخ اثبت أن التغلب على التحديات الداخلية، بمعنى اخر ترتيب البيت من الداخل يعد المدخل الطبيعي للتغلب على التحديات الخارجية والاستعداد للتوجه نحو عالم جديد. وعلينا جميعا أن ننجح ولو مرة في الخروج من عنق الزجاجة التي تشبه انتظار ساعة الانقراض داخل الوطن، كما وصفها غبطة البطريرك مارلويس روفائيل الاول ساكو والدخول الى حالة العمل الجماعي والمبادرة ضمن العراق الجديد رحمة بجذور أقدم شعب عرفه التاريخ في وادي الرافدين.
أما أصرار "القومي" الفاشل بغض النظر عن تسميته، على ربط مسألة فشل أيديولوجيته السياسية باسوار الكنيسة أو المعتقدات الدينية أو العكس، فهذه مسالة أتى عليها الدهر ونحن في زمن بات فيه مبدأ فصل الدين عن السياسة مطلب جماهيري. رغم ان الفارق واضح وكبير بين كنائس شعبنا عموما وكنائس الشعوب المستقلة، تلك التي نجحت منذ عقود في اخضاع فعالياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية لآحتكار سلطة الدولة أو النظام السياسي الذي نفتقده لربما بسبب هذه الخلافات العقيمة.
حيث أثبت الدهر، ان رهان السياسي "المحنك" جدا أو "المثقف" الذي يستنجد بالدين في سبيل كسب الشرعية لايديولوجيته السياسية او الفكرية، هورهان خاسر لامحالة. وعلينا جميعا أن ندعم غبطة البطريرك للوقوف بوجه الانتهازين ونهجهم القاضي على استخدام النفاق السياسي في التباكي على حقوق شعبنا، ذلك من خلال وقف نهج الانسياق والانجرار وراء معارك جانبية بهدف اشغال غبطته بقضايا قد تبعده عن هموم الكنيسة ورسالته السماوية، كما جرى لكنيسة المشرق الاشورية خلال قرون.
ومن المنطلق هذا وجب علينا جميعا أن نقّر ونعترف، أن القيادات الروحية لكنيسة المشرق الاشورية كانت ولايزال في طليعة الكنائس المسيحية التي قدمت قوافلا من الشهداء على مذبحة حرية ابناء شعبنا الاشوري لما يقارب من الفي سنة واخرهم البطريركين الشهيدين ماربنيامين عام 1918 و مارايشاي شمعون عام 1975. ولربما مثلما سهلت الظاهرة هذه عملية تشابك القضايا وتداخل المعايير الدينية والقومية وحتى الوطنية في أجندة الزعامة الروحية لكنيسة المشرق الاشورية، بالقدر نفسه سهلت مهمة "الملّك" الاشوري في ابتزاز القيادات الروحية عند استفحال المؤامرات وفي حال ترهله!!
وحرصا منا على دور هذا البطريرك التاريخي الشجاع، نبتهل الى الله اعدل العادلين ان يلهم بطريركنا الجليل الراي العادل والسديد فيبرئ حرمة الكنيسة من المبتزين ودعاة التفرقة والطائفية، ليفلح بالتالي في جمع الكلمة وتوحيد الصفوف والسمو فوق كل الخلافات المصطنعة، ليصبح بطريركا بحجم كنيسة المشرق وتاريخها العريق!!
 


223
كنيسة المشرق بين مطرقة الفاتيكان وسندان القوميين!!

أوشـــانا نيســـان
قدم غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو أفكارا شخصية جديدة، لعلها تسهم في حلحلة الجمود في ملف الوحدة "المستعصية" والدخول في عملية الانفراج لتحقيق مشروع وحدة كنيسة المشرق. رغم أن المقترح خطوة مهمة انتظرها شعبنا قرونا ولكن الطرح جاء متأخرا، لا بسبب الخلل في الطرح، وانما بسبب الوضع المأساوي المهدد "بالانقراض" كما وصفه غبطته، نتيجة للنزاعات الدموية التي أرغمت ابناء وبنات شعبنا في سهل نينوى للخيار مابين البقاء تحت بطش حفنة من  الارهابين والدمويين أواللجوء الى معسكرات النزوح داخل الوطن وخارجه، أوحتى الانتظار أمام شباك السفارات الاجنبية في الدول المجاورة بحثا عن تاشيرة اللجوء الى دول الاغتراب. لذلك ستصل وللاسف الشديد كل الحوارات التي حلّت ليس في وقتها ولا في زمانها الى باب مسدود.

بالعودة الى أفكارغبطة بطريركنا بأعتباره زعيم روحي قديريبحث عن سلام الشجعان، فأن المتابع لنهجه يعرف جيدا، أن التواضع ونكران الذات كانا عنوان الرسالة السمحاء التي اقتنع بها غبطته منذ 6 اذار 2013 ولحد كتابة هذه الكلمات. لربما حدة ايمانه المتقد بوحدة كنائسنا المشرقية كان ولايزال سببا وراء اشعال نيران الفتن والتمرد في قلوب مجموعة من معارضي نهجه الوحدوي داخل رعيته وعلى رأسها راعي أبرشية مار بطرس الرسول الكلدانية في ولاية كاليفورنيا - مدينة سان دييكو الامريكية. لآن الكنيسة الكلدانية وحسب رسالة مطران الابرشية نفسها "تحمل هويتها القومية الكلدانية، هي خط احمر لا مساومة عليها".

أما الحديث عن "الوحدة" بين الكنائس المشرقية الثلاث من دون التطرق الى الاستقطاب القومي الحاد لمرجعية هذه الكنائس، بالاضافة الى طرح شرط  شركة الايمان والوحدة مع الكرسي الروماني باعتباره قاعدة أساسية وجوهرية للوحدة، كما جاء على رأس شروط الوحدة، ورغم أن الوحدة المشروطة هي مسألة في غاية الصعوبة ان لم تكن مستحيلة بعد مرور قرون على الانشقاق وترسخ الاعتقاد بشرعية الانشقاق في عقلية العديد من المؤمنين. لذلك يمكن القول، أن "فكرة"ترك نقطة الخلاف وهي التسمية القومية للعلمانين كما جاء في النقطة الرابعة من المقترح، من شانها أن تعرض المقترح الى المزيد من انتقادات الطرفين. لآن غبطة البطريرك مارساكو يعرف أكثر من غيره وهو يذكر في كتابه الجديد" خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية"، "عندما أقام البطريرك الكاثوليكي كرسيَّه في دياربكر (أمد – تركيا)، استعمل التسمية هذه(ويقصد الكلدانية) إلى جانب تسمية "الكنيسة الكاثوليكية". وسَرَت تسميّة "الكنيسة الكلدانية" رويدًا رويدًا، وتغلّبت على التسميّات الأخرى، وخصوصًا عندما اتحد الكرسيّان الكاثوليكيّان: ديار بكر والموصل في شخص يوحنا هرمز عام 1828"، انتهى الاقتباس. ثم يذكر غبطته في الصفحة 7 من الكتاب نفسه" الكنيسة الكلدانية استخدمت هذه التسمية رسميا للدلالة على مجموعة من ابناء كنيسة المشرق الذين انظموا الى الكنيسة الكاثوليكية، اولا في قبرص عام 1340 في زمن البابا بندكتوس الثاني عشر، ولكن هذا الاتحاد لم يدم"، انتهى الاقتباس. 
رغم أن التاريخ يذكرنا، أن كنيسة المشرق الاشورية لم تعّمد بالتسمية الاشورية خلال ما يقارب من ألفي سنة الا في عام 1978 أولا، رغم اعتبارها اول كنيسة وجدت على سطح المعمورة باعتراف الفاتيكان. وأن اصرار قداسة البطريرك الراحل ماردنخا الرابع في الترحيب بالزيارة الاخوية التي قام بها غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو لقداسته في مقره بمدينة شيكاغو يوم الخميس ١٢ حزيران 2014، بهدف تحقيق وحدة كنيسة المشرق كما ورد    " نحن واحد، باعتبار الوحدة مطلبا ربانيا كما قال سيدنا المسيح" ليكونوا واحدا كما نحن/ يوحنا 11:17"، ثم أضاف... نحن نعمل من اجل وحدة كل المسيحيين، لكن من وجهة نظرنا ان وحدة شعبنا القومية هي التي تحقق وحدة كنيستينا . وأشار البطريرك الراحل الى بعض الإشكاليات التي عثرت مشروع الحوار نحو الوحدة، تلك التي بدأت  في التسعينيات من القرن الماضي       ( ويقصد الحوار الذي أطلقه خلال زيارته الى روما ولقاءه الحبرالاعظم المرحوم مار يوحنا بولس الثاني عام 1984، انتهى الحوار بمجرد التوقيع على الاتفاق الكريستولوجي عام 1994، بسبب أصرار روما وقتها على ربط مرجعية كنيسة المشرق الاشورية بروما ).
فرد غبطة البطريرك ساكو وقتها" ان الوحدة القومية مسؤولية العلمانيين بالدرجة الأولى، بينما وحدة كنيستينا هي مسؤوليتنا، وان وحدة شعبنا ستأتي لاحقا". من المنطلق هذا نقول، أن قصد البطريرك المرحوم مار دنخا بكلمة "نحن واحد" كان يريد أن يقول أن شعبنا بالتسميتين الكلدانية والاشورية هو أول شعب صبأ الى المسيحية وشيد كنيسته الاولى في ساليق قطيسفون. "كان وجود جماعة مسيحية في هذه المناطق واقعا معروفا من قبل معاصري لوقا الذي كتب أعمال الرسل(أعوام 80 -90 ) ...هذه التفاصيل تشير الى أن الاشورين ( أو مسيحي العراق الحالي) صبأوا الى المسيحية قبل أصدار الامبراطور الروماني قسطنطين مرسوم ميلانو عام 313 وتحوله الى المسيحية بأكثر من قرنين. تماما كما يؤكد الخبرغبطة البطريرك في كتابه المذكور من أن" حدث مؤكد هو دخول المسيحية بلاد ما بين النهرين منذ نهاية القرن الاول وبداية الثاني..ص10" من المصدر نفسه. بمعنى أخران الاعتراف هذا من شأنه تحقيق جوهرالشعار الذي رفعه غبطة البطريرك مار ساكو منذ البداية "الوحدة،الاصالة، التجديد".
نقاط الخلاف بين الكنيستين
انني ومن خلال المنبر الالكتروني الموقر صفحة عنكاوا الغراء، رحبت بجوهر الرسالة الوحدوية التي أطلقها غبطة البطريرك مارساكو منذ توليه كرسي البطريركية وحاولت تقديم كل ما من شانه تذليل الحواجزالتي تقف عائقا في وجه نداءه الذي بات اليوم مطلبا للجميع، بعدما كتبت : لو تحولت أشورية كنيستنا/كنيسة المشرق الاشورية الى حاجزلتاخيروحدة الكنيستين الشقيقتين واندماجهما، لوجب على بطريركنا رفع التسمية تلك!! أما الاصرار في القول، "ان الوحدة القومية مسؤولية العلمانيين بالدرجة الأولى" فانه لا يمكن مناقشة بقية القضايا المستعصية واطلاق الحوار من خلال تحديد سقف الحوار وفرض شروط مسبقة. لآننا فعلا أبناء شعب واحد، وطن واحد يجمعنا التاريخ، الارض، الاخوة والانتماء الشرعي الذي ورثناه من رسالة سيدنا المسيح. ومن الحقيقة هذه يبقى السؤال: عندما تبقى مسالة مناقشة "التسمية القومية" لكنيسة المشرق الاشورية مشروعة، لماذا يبقى الحديث عن"التسمية الكلدانية" للكنيسة الكاثوليكية نوعا من المحرمات أو تابو؟ حيث يعرف القاصي والداني أن التسميتين الكلدانية أولا ثم الاشورية جاءتا لاضفاء الشرعية القومية بغلاف ديني مقبول على مؤامرات الانشقاق." فالتسميات الحالية: الكلدانية والاشورية كتسميات كنسية متأخرة نسبيا، بالرغم من رجوعها الى حضارات وشعوب موغلة في القدم..ص 7 من كتاب الكنيسة الكلدانية / خلاصة تاريخية.
حيث المعروف أن أكبر موطن ودولة للكاثوليك في العالم ليست أيطاليا كما يعتقد الكثيرون، بل هي البرازيل في أمريكا اللاتينية ثم يليها المكسيك، الفليبين، الولايات المتحدة الامريكية ثم تأتي أيطاليا في المرتبة الخامسة. ولم تتحول كثلكة الدول الخمس عائقا في وجه تطور تلك الشعوب ووحدتها مطلقا. علما أن الفرق الوحيد بين كاثوليكية جميع كنائس العالم وكاثوليكية مسيحي العراق بشقيه، هومجرد غياب شرعية الكيان السياسي المعترف به دوليا لمسيحي العراق. لربما كان السبب نفسه وراء اصرار الكلدان قبل الاشوريين على تسمية كنيسة المشرق بالكنيسة الكلدانية عام 1828ثم كنيسة المشرق الاشورية عام 1978، بهدف تجاوز مسألة التهميش وكسب الاعتراف.
أما ما يتعلق بمرجعية الكنيسة وتذبذبها بين الشرق والغرب رغم اعتبارها الحصن الحصين، فأن كنيسة المشرق الاشورية أثبتت رغم فقرها المدقع خلال ما يقارب من ألفي سنة من وجودها، أن الاصرار على انتماءها الشرقي، لم يفقدها استقلاليتها ولا ارادتها الحرة في اتخاذ القرارات التي تتعلق بوجود ومستقبل الكنيسة الاولى، بل زادها الاهتمام بخصوصياتها وانتماءها المشرقي رغم التحديات والمخاطر الجسيمة التي واجهتها وتواجهها الكنائس المسيحية في بلدان الشرق الاوسط. لربما بسبب اعتقاد زعماء الكنيسة الاولى، أن مار ماري يعد المؤسس الرسمي لكرسي كنيسة المشرق في ساليق قطيسفون، وباني الكنيسة الاولى في "كوخي" في منطقة"بوعيثا" القريبة من حي الميكانيك/ الدورة ببغداد. وان الجاثليق داديشو الذي يقوم على راس كنيسة الله في بلاد المشرق هو بمثابة بطرس القائم على راس الرسل، واعلن مجمع اقاق عام 486 استقلالها العقائدي. ص 15، يكتب غبطة البطريرك مارساكو في كتابه.
ومن الحقيقة هذه يمكن القول، أنه بامكان الوحدة أن تدوم وتستقر بين الكنيستين الشقيقتين( الكاثوليكية والاشورية) حتى في غياب الدعم "الغربي" ومن الممكن لها أن تطوي ملف الانشقاق بين التسميتين نهائيا فيما لو صفت النيات وتعاملنا مع البعض كاخوة وأبناء شعب واحد. وان الوحدة تلك في حال تحقيقها من شانها ان تعطي المزيد من القوة والدعم والتشجيع في سبيل فتح افاق مستقبلية جديدة مع العالم الغرب وعلى راسه تشديد علاقات التعامل والتفاهم مع ايطاليا باعتبارها قبلة مسيحي العالم. وان العلاقات هذه يمكنها ان تكون مصدر قوة وليس انتقاصا كما يؤكد غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكوفي رسالته المعنونة"وحدة كنيسة المشرق".


224
لنتحاور بعقلانية في سبيل كسب الاعتراف بحقوقنا ضمن دستورالاقليم!!
أوشـــانا نيســـان
مستشار لشؤون شعبنا في البرلمان الكوردستاني
يبدوا أن القيادات السياسية لجميع أحزابنا ومنظماتنا السياسية من دون تمييز لم تتعلم بعد لغة الحوار والدبلوماسية في عصر العولمة رغم مرور أكثر من مائة عام على نكستنا القومية الاولى في مؤتمر الصلح بضواحي باريس عام 1919، ورغم التغييرات أوالمستجدات السياسية التي طرات على منطقة الشرق الاوسط اثر الحراك الشعبي الذي نعت سهوا بالربيع العربي.
صحيح ان أختيار الدكتورة منى يوخنا ياقوعضو لجنة صياغة دستور أقليم كوردستان العراق، هو أختيار صائب وخطوة نحو الاتجاه الصحيح، لكن يجب أن يعرف الكل، أن السيدة منى مثلما لا تملك عصا سحرية لحل كم الاشكاليات الصعبة والمعقدة التي زرعتها النظم المركزية في عقلية الصفوة السياسية العراقية المنهمكة هذه الايام في صياغة الدستورالجديد، كذلك لا تتحمل مسؤولية ما تفعله ثقافة الكراهية والتشرذم ضد الآخرين من ذوى الرؤى "الحزبية"
المختلفة!! عليه يفترض باعتقادي الاسراع في تشكيل لجنة من الخبراء، القانونيين والاختصاصين في سبيل دعم جهود ممثلتنا في اللجنة ومقارعة الحجة بالحجة.
 
حيث يجب ان يعرف القاصي والداني أن امكانية تعديل بنود الدستورالعراقي الذي أصّر مشرعه قبل 90 عاما، على رفص الاعتراف بوجود وهوية أقدم مكون من المكونات العرقية العراقية في وادي الرافدين وهو ابناء شعبنا، هو أمر في غاية الصعوبة، وتحديدا في ظل تنامي التيارات الاسلامية المسيسة واستفحال الازمات السياسية المفتعلة بين أربيل وبغداد. علما أن دستورالعراق الجديد لا يمكن تعديله واعادة صياغته صياغة وطنية عصرية بالشكل الذي يتفق مع "التعددية" العرقية العراقية قبل التفرغ من أشكاليات الفصل بين الشريعة والدستور.
 
ومن المنطلق هذا يفترض منطق القانون أن تكون جميع الاحزاب والقيادات السياسية التي ناضلت وتناضل من أجل تثبيت حقوقنا القومية ضمن الدستورين العراقي والكوردستاني، ان تربطها علاقة تكاملية وشفافة تحقق غاية الدستور ومقصده. غير أن التكامل والترابط بين جل هذه القيادات مثلما غاب عن الترشيح، بدأ اليوم وللاسف الشديد يغيب عن الدعم اللازم لمرشحة ابناء شعبنا ضمن لجنة صياغة الدستور. ومن جوهرالحقيقة هذه يفترض بالدكتورة منى يوخنا أن تصّعد من حوارها مع أصحاب الشان من الخبراء والسياسين من أبناء شعبنا على الاقل من المشاركين ضمن هذه التجربة البرلمانية بهدف رفد ملفها بجميع الحقائق والمقترحات الكفيلة في انجاح مهمتها الدستورية بدلا من تصعيد الحوار مع القانونيين العراقيين الذين سكتوا دهرا ثم نطقوا كفرا!!

اليوم وبعد أصرار معظم الشعوب الكوردستانية وقياداتها السياسية على وجوب ترسيخ بذور التجربة الديمقراطية في ثرى الاقليم، يفترض بصفوتنا السياسية وفي الحالة هذه نقصد كتلتنا البرلمانية في البرلمان الكوردستاني لعام 2015، أن تستغل الظروف السياسية المتاحة وتتجاوز خلافاتها الايديولوجية هذا ان وجدت أصلا في سبيل كسب الاعتراف الشرعي بالوجود للمرة الاولى في تاريخ العراق وبالتالي تثبت للعالم كله أنها كتلة برلمانية "جريئة" ومتجانسة تعرف جيدا، أن الهدف هذا لايمكن تحقيقه من دون السمو فوق تخوم التحزب وفتح جميع قنوات الحوار والتفاهم مع صفوتنا السياسية، النخبة المثقفة وجميع اصحاب الشأن والخبرة أوالتجربة، لابسبب الخلل في طروحات الكتلة ورؤيتها القومية، وانما بسبب أصرار بعض القوى السياسية الكوردية على المضي قدما في تطبيق ما تبقى من فصول نهج العهد البائد وفي مقدمتها سياسة التهميش والغاء هوية الشعوب العراقية الاصيلة وفي مقدمتها هويتنا القومية والوطنية على حد سواء. وأن التاريخ سيدون لامحالة اسم الكتلة هذه في سجل التاريخ بمداد من الذهب في حال اتفاقها على وجوب تثبيت اسم شعبنا وحقوقه المشروعة ضمن دستور الاقليم. ولاسيما بعدما أثبت التاريخ أن خلافاتنا "الوهمية" كانت سببا في تغييب حقوقنا "الشرعية" لاكثر من مائة عام، فلماذا يجب أن نستمر في انقساماتنا واساءاتنا ليتذكر أولادنا وأحفادنا من جديد أن خلافاتنا "الموهومة" ستكون سببا في شقائهم في القرن القادم أيضا!!

أما الحلول أوالمقترحات التي نطرجها على طاولة ممثلة أبناء شعبنا ضمن لجنة صياغة الدستور فهي الاتي:
1- ما يتعلق بسياسات التهميش أو نهج الاقصاء في رؤية الحاكم الشرقي وأجندته السياسية. ليس من السهل على المواطن الاقلوي المسيحي أن يتمرد على سلطة الحاكم المسلم في بنية الوعي الشرقي. وبما أن السياسة فن الممكن أي دراسة وتغيير الواقع موضوعيا وفق مقاسات ومعايير تنسجم مع تطورات العصر وتطلعات جماهير شعبنا، فانه يجب الاستعانة بكل ما من شأنه ابطال مضمون نظرة الحكام "المسلمين" وهم الاكثرية الى المواطنين المسيحيين وهم "الاقلية" باعتبارهم مواطنين وليس ذميين!! علما ان نهج الابتعاد أو ترك طاولة البحث والمفاوضات ليس حلا، بل أحيانا يكون للصمت صراخ يصّم الاذان أبلغ في وقعه من التنديد والتذمر الملفوظ.
 
2- الدين المسيحي في العالم الاسلامي. صحيح أن المسيحية في مهدها وهو الشرق تتعرض اليوم اكثر من اي يوم مضى الى الضياع والتهميش بسبب الهجرة المفروضة والتحديات المستفحلة بانتظام. ولكن المسيحية نفسها تحولت اليوم الى واقع لا يمكن لاي حاكم عربي أو مسلم أن ينكره. بل العكس يزداد عدد المسلمين المدافعين عن وجود مسيحي الشرق وحقوقهم تحديدا بعد الجرائم التي تقترفها جحافل الدولة الاسلامية باسم الدين الاسلامي ضد المواطنين المسيحين الابرياء منذ حزيران 2014 ولحد يومنا هذا. لذلك بأعتقادي يكفي ردود أفعال العلمانيين الاكراد ضد تصاعد وتيرة الاسلام السياسي والتمرد على طروحاتهم علنا، ومن جهتنا يفترض بنا:
- دعم وتشجيع دعوة معظم الاحزاب الكوردية التي تتجه نحو العلمانية والليبرالية وتنادي بوجوب ترسيخ دعائم المجمع المدني في الاقليم الكوردستاني.
- رفض دعوة الحركات الاسلامية التي تنادي بتطبيق بنود الشريعة الاسلامية على الاقل بقدر ما يتعلق الامر بالاحوال الشخصية للمواطنين غير المسلمين.

3- يجب الاتفاق "رسميا" على تسمية ثقافتنا، وتسجيل عنوان لغتنا القومية باللغة السريانية في جميع بنود وفقرات الدستور الجديد، ذلك بالاستناد على الحقائق التاريخية في العراق وجميع بلدان الشرق الاوسط أولا، ومن ثم الاعتراف بقيمة هذه التسمية وتاريخها ثانيا.

4- مشكلة التسمية وهي مربط الفرس. صحيح أن تسميتنا بالشعب "الكلداني السرياني الاشوري" أو التسمية القطارية الموحدة كما يكتب العديد من أبناء شعبنا، هي تسمية "طارئة" وغير مرغوبة من قبل العديد من ابناء شعبنا، فلماذا يجب أن نطلب من الاكثريتين العربية أوالكوردية تصحيحها؟ فالحل موجود أساسا لو رجعنا قليلا الى الوراء وكالاتي:
أ- الشعب ال"كلدوأشور"ي. بعد أنتهاء الحرب العالمية الاولى في 11/11/1918 حاولت (5) وفود من أبناء شعبنا مشاركة مؤتمر الصلح بضواحي باريس عام 1919، بهدف تثبيت حقوقنا القومية المشروعة على أرض الاباء والاجداد قبل تأسيس الدولة العراقية الاولى عام 1921، ولكنها فشلت بسبب نهج الاستعمار البريطاني والفرنسي أولا ونهج قياداتنا الروحية والزمنية في عدم الاتفاق على صيغة قومية موحدة ثانيا.  عليه أقترح الاتفاق على هذه الصيغة الوسطية المناسبة وهي التسمية التاريخية " كلدواشور" تلك التي عمدها رئيس أساقفة سعرد المطران أدي شير وقدمها الى مؤتمر الصلح قبل 90 عاما.
ب- الشعب الاشوري. قد لانبالغ في القول، أن الخطاب الوطني للنظام السياسي العراقي منذ تاسيسه والخطاب الوطني للمعارضة العراقية، لم يشملا عنوانا غير "الشعب الاشوري" وحقوقه المشروعة خلال مائة سنة الاخيرة. فالقيادات الروحية والعشائرية التي اجتمعت في سرعمادية حزيران 1932 سميت بالقيادات"الاثورية" في سجل الخطاب الوطني العراقي (راجع تاريخ الوزارات العراقية للمؤرخ عبدالرزاق الحسني) وفي جميع المحافل الدولية وعلى راسها عصبة الامم. ثم مجزرة سميل عام 1933 وجدت أصلا للبطش بالامة الاشورية وابادتها عن بكرة ابيها. هذا والى جانب أعتراف البرلمان الكوردستاني بحقوق الشعب الاشوري واستعمال هذه التسمية ضمن جميع نقاشات البرلمان الكوردستاني وخطاباته الرسمية لحين سقوط الصنم في بغداد 2003.
 
6- تحقيق المطلب القومي – الوطني القاضي بتثبت الحكم الذاتي لابناء شعبنا في سهل نينوى ضمن دستورالاقليم. وذلك لنضع حدا للاجتهادات الحزبية المتشنجة والمطالبات الفردية المتأرجحة بين الحكم الذاتي، الحكم المحلي، المحافظة أو غيرها. حيث أثبت التاريخ السياسي في بلدان الشرق، ان رفع سقف المطاليب القومية أفضل من تخفيضها خلال المفاوضات بين الاكثرية والاقلية، وشكرا.
 
 


225
أشكالية التسمية بعد تحول الاشورية الى خط أحمر!!

أوشـــانا نيســـان
قد يستغرب المتابع كثيرا خلال متابعته لنهج "نخبة" من كتاب ومثقفي هذا الشعب المغضوب عليه وجوهر الطروحات أوالحوارات غير المتمدنة التي تنشرها على صدر صفحاتنا الالكترونية حول البدعة القومية الاخيرة تحت عنوان "المسيحية"، باعتبارها حل وسط والاشورية خط أحمر. في وقت يجب أن يعرف"الكل" أن الخاسر الوحيد وراء كل هذه السجالات العقيمة التي يتبناها بعض رجال الدين والقوى السياسية الصاعدة هو شعبنا بجميع تسمياته ومكوناته العرقية والمذهبية. وفي هذه الحالة يصعب علينا أن نعاتب الاكثرية الكوردية في الاقليم أو نلوم الاكثرية العربية في بغداد وهي تسمي جميع الشعوب العراقية بمسمياتها الصحيحة باستثناء شعبنا الذي صبأ اليوم فجأة الى المسيحية في الاقليم الكوردستاني رغم مرور أكثر من ألفي سنة على مسيحيته، والى مجرد جالية مسيحية في قلب العاصمة بغداد!!
من خلال متابعتي المنتظمة للمناقشات الدستورية التي تجري تحت قبة البرلمان الكوردستاني في أربيل وأخرها المصادقة على أعضاء لجنة اعداد مشروع دستور كوردستان – العراق بتاريخ 20/5/2015، تم انتخاب اعضاء اللجنة التي تتكون من 21 عضوا بالشكل الاتي:
" الحزب الديمقراطي الكوردستاني 7 / الاتحاد الوطني الكوردستاني 4 / كوران4 /  يه ككرتوو2 /  كومه لى ئيسلامى كرسي واحد/ التركمان كرسي واحد/ المسيحيون كرسي واحد/  واخيرا لم يتم تقديم اسم المرشح التابع للاحزاب الاربعة وهي الحزب الشيوعي والحركة الاسلامية والحزب الاشتراكي والاتجاه الثالث". علما أن الحقيقة هذه يمكن أعتبارها بكل صراحة تحصيل حاصل لما يجري من معارك الزعامة والمصالح الحزبية الضيقة من وراء الكواليس.
كيف تحولنا الى حفنة من المسيحين؟
قبل الولوج في صلب هذا الموضوع الشائك أقر بانني كلداني مثل جميع أشقائي الكلدانيين واشوري كغيري من الاشوريين وسرياني الى حد النخاع. فلماذا يجب أن ننكر هذه الحقيقة ولا نعترف بالاخر؟
حيث المتابع للاقتراحات التي تطرح بين الحين والاخر وأخرها المقترح الذي تبناه غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو مع كل احترامي وتقديري لهذا البطريرك القدير والمثقف الذي حمّل في الاونة الاخيرة أكثر من طاقاته بكثير، يندهش المتابع عن مدى استعداد "الكثير" من أخواننا الكلدان في تعميق الشرخ الذي أوجدته كنيسة روما قبل 462 عام في سبيل تمزيق صفوف هذا الشعب الذي صبأ الى المسيحية قبل جميع شعوب وأمم العالم قاطبة. بالاضافة الى استعداد هذه"المجموعة" الى فتح جميع قنوات الحوار وتبادل الأفكاروالتفاهم مع جميع العراقيين العرب والاكراد وحتى البدو، بأستثناء الحوار مع اشقائهم الاشورين باعتبارهم مصدر شقائهم وتعاستهم في العراق وليست الانظمة المركزية الشمولية.
حيث يفترض بالكلداني الذي يستقوي على الاشوري بجذوره وانتماءاته التاريخية في الوسط والجنوب العراقي أوحتى الاشوري الحريص على تهميش الكلداني أواقصاءه في الاقليم أن يعرفا جيدا، أننا نعيش في زمن العهر السياسي وفي بلد أصبح ثلثه أمام قعقعة سيوف وصهيل خيول الخلفاء الجدد لما يسمى بالدولة الاسلامية"داعش" بعدما تحررنا للتو من ظلم أكبر واتعس نظام سياسي"مركزي" استمر لاكثر
من 82 عاما.
فلماذا يجب أن نرجع ألاف السنين الى الوراء لنعثر صدفة على حجة بغيضة تفرقنا. نعم مجرد حجة واهية تفلح في تمزيق وحدة شعبنا ولا نصدق جوهر الرسالة المسيحية التي وحدتنا قبل الفي عام، ثم نتنكر كالاغبياء لخطورة الاوضاع السياسية الانية وسيوف الارهاب أوشبه الانقراض يتسلط كل لحظة على رقاب جميع أبناء شعبنا من دون تمييز، ابتداء بهذه الهجرة التي باتت تنخر في جسد شعبنا بعد اشتداد ظاهرة الخطف وخطف المطران فرج رحّو وتصفيّته غدرا ثم مرورا بالمطرانين السريانين المخطوفين المطران بولس اليازجي والمتروبوليت يوحنا ابراهيم قبل أكثر من عامين واخير وليس اخرا اختطاف أكثر من 220 أشوري واشورية في سوريا، بعدما تحولت المسيحية في "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الى تهمة جزاؤها حزّ رؤوس من يختلفون عن شريعتهم.
لماذا تحولت الاشورية الى تهمة؟
أكثر ما يحزنني في ملف الطروحات أو مقترحات ما بعد سقوط الصنم عام 2003، هو الازدواجية الزائدة في المعاييرالمتبعة بدقة في سبيل تمزيق شملنا القومي والوطني على حد سواء.  ذلك طبقا لنهج حفنة من الرفاق "العائدين" توا الى صفوفنا القومية. هؤلاء الذين يحملون اليوم معاول الهدم ويسعون بإدراك منهم أوبجهل إلى تمزيق وحدة شعبنا والزج به نحو مصير مجهول لعل المهمة هذه تعوض فشل ايديولوجيتهم.

حيث يعرف المطلع على ملف المعارضة العراقية وخطابها السياسي- الوطني خلال ما يقارب من مائة عام خلت، أن النضال "الوطني المشّرف" لمجموعة من "الشيوعين" والذي انطلق عام 31 أذار 1934 ولحد انهيار الشيوعية رسميا عام 1991، كان مقرونا بيوتوبيا اممية تسمو فوق تخوم القومية باعتبار"القومية في جوهرها مجرد حركات رجعية من طينة الحركات الفاشية"، يكتب الدكتور هشام غصيب في صوت اليسار العراقي تحت عنوان"الماركسية والفاشية". في وقت ينسى أو يتناسى "الرفاق" أن الاشورين أجتمعوا في سر عمادية تحت زعامة البطريرك مارايشاي شمعون وطالبوا بالحكم الذاتي لشعبنا الاشوري في محافظة دهوك الحالية ثم ثاروا قبل تاسيس الحزب الشيوعي في العراق. حيث كان جواب النظام المركزي في بغداد كالعادة ابادة جماعية في سميل عام 1933 قبل دخول المصطلح ضمن قاموس الجرائم الدولية عام 1944.

في وقت كان يفترض بالمطلع على مسيرة النضال الوطني العراقي أن يعرف جيدا، أن خطابات المعارضة العراقية وفي أصعب مراحلها التاريخية خلت تماما من أي اشارة للتسمية الكلدانية أو السريانية أو حتى الارامية باستثناء النضال الوطني المشروع للشعب الاشوري وحقوقه القومية على الاقل في الاقليم الكوردستاني باعتبارالاقليم معقلا لجميع فصائل المعارضة العراقية بجميع مشاربها السياسية والحزبية وخندقا لمحبي السلام والعراق الجديد.
حيث لم يأت ذكر تسمية أي شعب"مسيحي " ثائر في العراق باستثناء الشعب الاشوري والاعتراف بحقوقه القومية والثقافية والادارية في جميع مؤتمرات المعارضة العراقية التي عقدت بالشكل الاتي:
1- نضال أبناء شعبنا الاشوري ضمن ثورة ايلول 1961 الثورة التي قادها المناضل مصطفى البارزاني وحتى انهيارها عام 1975.
2- المؤتمرالوطني العراقي الذي عقد في فينا 1992 يقر بحقوق وهوية الشعب الاشوري فقط
3- المؤتمر الوطني العراقي الموحد/ في صلاح الدين كوردستان العراق تشرين الاول  1992 أقر بشرعية حقوق الشعب الاشوري في عراق ما بعد الطاغية
4- المؤتمر الاخير للمعارضة العراقية في لندن كانون الاول عام 2002 يذكر حقوق الشعب الاشوري
5- الجلسة الاولى للبرلمان الكوردستاني عام 1992والتي عقدت بهدف تحديد نوعية العلاقة بين الاقليم الكوردستاني وبغداد ورد فيها" هذا ولم ينج من القمع والابادة ابناء الاقليات العرقية كالتركمان والاشوريين وغيرهم وهي جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية وفقا لقواعد القانون الدولي".

علما أن البيانات هذه كلها مدونة ومحفوظة ضمن أرشيف المعارضة العراقية وحكومة الاقليم، ولكن من الجائز أن يقول قائل، أن القيادات السياسية الاشورية لم تنصف أشقاءها "الكلدان" ضمن مفاصل العراق الجديد، لذلك يفترض بنا جميعا خلق استراتيجية تصغير المشكلات مع اعادة توزيع الادواربالشكل الذي يحقق الوحدة والانصاف بين جميع شرائح شعبنا الاشوري على الاقل خلال هذه المرحلة الانتقالية من تاريخ العراق الجديد. وعدم اللجوء الى خيار التشكيك بالاصل التاريخي لشعبنا الاشوري. وفي الحالة هذه يمكن لنا تسهيل مهمة نوابنا في الدفاع عن حقوقنا كشعب اشوري موحد تحت قبة البرلمانين الكوردستاني والاتحادي، وسحب البساط من تحت أقدام الحركات العنصرية"الاجنبية" التي تحاول التشكك في انتماءنا القومي الاشوري وتحاول بطريقة او باخرى تمزيق وحدتنا القومية ضمن عراق فيدرالي وديمقراطي.

أما المقترح الاخر باعتقادي، هو "الكلدوأشور". هذه التسمية التي جاء بها رئيس اساقفة سعرد للكلدان الكاثوليك المطران "ادي شير"، ابان سقوط الدولة العثمانية واشتراك وفود شعبنا في مؤتمر فرساي في باريس عام 1919. ثم تبنى هذه التسمية المؤتمر الذي عقدته قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية في بغداد عام 2003.
وفي الختام علينا جميعا أن نكون صرحاء مع بعضنا البعض لكي نفلح في تبني نهج الوسطية والاعتدال وقبول الاخر رحمة بوجود وحقوق ابناء شعبنا داخل الوطن. صحيح ومن خلال متابعتي للسجالات التي تجري تحت قبة البرلمان الكوردستاني عن قرب، أن عددا من البرلمانيين"الاكراد" يشكون من التسمية المركبة ويفضلون التسمية"المسيحية" بدلا عنها. أذ لو أستصعب على غبطة البطريرك أو حتى عليّ أو أي شخص اخر أن يقول، انني كلداني سرياني أشوري، بأي حق نستطيع أن نلوم البرلماني الكوردي أو العربي الذي ينعتنا بالمسيحي بدلا من الكلداني السرياني الاشوري يا ترى؟ هذا من جهة ومن الجهة الثانية، فلو كانت التسمية المركبة صعبة ومملة أساسا، كيف يمكن القبول بالمقترح الذي يقضي باضافة التسمية الارامية على التسمية نفسها والقول، أنني أرامي من الكلدان والسريان والاشوريين؟

226
البطريرك قبل البطريركية!!

أوشـــانا نيســـان/ مستشار رئيس البرلمان الكوردستاني لشؤون الشعب الكلداني السرياني الاشوري

"يجب أن نحب ونحترم ونعمل معا كأمةٌ واحدة، لسنا ثلاث أُمم، لكن أمةٌ واحدة وشعب واحد، بالدم، بالتاريخ، باللغة، وكلنا كأمة آشورية مسؤولين كي نحافظ على سلامة أبناء أمتنا كشعب واحد". مقتطف مختار من الرسالة السنوية التي وجهها قداسة البطريرك ماردنخا الرابع خننيا لإبناء أمتنا بمناسبة عيد ميلاد المسيح عام 2011. جوهر الرسالة أعلاه وغيرها من الرسائل والكرازات والخطابات المشحونة بالولاء للفكر القومي الاشوري، حولت قداسة البطريرك الراحل بحق ليصبح من افضل أباء الكنيسة وقديسيها الذين وجب علينا أن نفتخربهم لضرورة الاعتقاد برفعة شأنهم وحاجة شعبنا الى منقذ من طراز اخر.
حقا أن الحقبة التاريخية التي شغلها البطريرك ماردنخا الرابع خلال 39 عاما مضت، كانت مرحلة استثنائية بامتياز. حيث دشنت هذه المرحلة منذ قيام المدعو ديفيد ملك ياقو ملك اسماعيل باغتيال البطريرك مارشمعون أيشاي أمام منزله بتاريخ 6  تشرين الثاني عام 1975 ، وأنتخاب قداسة البطريرك مار دنخا الرابع خننيا بطريركا لكنيسة المشرق يوم17 أكتوبر 1976، ثم انتهت المرحلة برحيله في 26 اذار 2015.
صحيح ان قداسة البطريرك الراحل نجح بحكمته الزائدة في هيكلة المواقف السلبية وتحويلها الى مواقف ومكاسب ايجابية ولو مرحليا، ولكن يفترض بكل رجل دين غيور أو أي باحث اكاديمي مهموم بتوثيق مجريات تاريخ كنيستنا ان يعرف جيدا، أن الظروف الاستثانية والمعقدة التي مّر ويمر بها شعبنا "المهمش" لاكثر من ألفي سنة خلت، يجب أن تكون سببا في عدم اللجوء الى منظومة البحث العلمي الاعتيادي التي تلجأ اليها الشعوب أو الدول المستقلة في سبيل دراسة مجريات الاحداث التاريخية المحيطة بها. ومن الواقع هذا يمكن القول، ان أوقات ازدهار الكنيسة/ كنيسة المشرق أو خفوت نجمها في سماء الشرق، مرهون بقدرات البطريرك وطاقاته الروحية والابداعية "وحده".
فيما يلي قائمة بالانجازات التاريخية التي حققها البطريرك ماردنخا الرابع خلال فترة خدمته الكنسية والتي جعلت من صرح كنيسة المشرق الاشورية منارة تشع ضياء الايمان والتسامح في الشرق والعالم المسيحي كله:
- التاسيس لمرحلة العودة الى مرحلة الانتخابات في تاريخ الكرسي البطريركي من جديد. حيث نجح البطريرك ماردنخا الرابع في وضع نهاية لنهج الوراثة المحصورة بعائلة مارشمعون منذ عام 1328 وحتى عام 1975 
– افساح المجال امام الكوادر الشابة ودعوتها للانخراط في خدمة الكنيسة وقيادة ابرشياتها، طبعا بعد تأهيلهم كنسيا واكاديميا لاخذ مواقعهم الحقيقية في صرح الكنائس الموزعة شرق المعمورة وغربها. حيث نجح البطريرك وللمرة الاولى في تاريخ كنيستنا العريقة في وقف رسامة الاسقف غير الحاصل على الشهادة الجامعية أو PhD أو غيرها من الشهادات العليا.
- احراج السلطة المركزية  في بغداد بعد اصرارها على تنفيذ سياسات التعريب بحق جميع الشعوب والاقليات العرقية العراقية غير العربية والكوردية، وبالتالي الغاء التسمية الاشورية أو محوالوجود القومي الاشوري في العراق ضمن التعداد السكاني العام سنة 1977. ولاجل سد الابواب بوجه هذه التوجهات العنصرية لنظام البعث ومخططاته الشوفينية، قرر البطريرك تسمية كنيسة المشرق ب"كنيسة المشرق الاشورية" عام 1976.
- تصعيد لغة الحوارومد يد التسامح والتعاون مع جميع الكنائس المسيحية في العراق والعالم بهدف تحقيق الوحدة الكنسية، ابتداء بالكنيسة الشرقية القديمة في العراق، الكنيسة القبطية الارثوذكسية في مصروكنيسة المشرق الكلدانية بعد الاعلان عن البيان الكريستولوجي الذي وقعه البابا المرحوم ماريوحنا بولس الثاني والمرحوم ماردنخا الرابع في روما نوفمبر 1994.
- تحرير كنيسة المشرق الاشورية من التسمية النسطورية التي حرمها المجمع المسكوني في أفسس عام 431م والتي كانت سببا في نسف العلاقات الاخوية بين كنيسة المشرق وغيرها من الكنائس ولاسيما الكنيسة القبطية الارثوذكسية في مصر. رغم ان مار نسطورس بطريرك القسطنطينية لم يلجأ يوما الى حرم كنيستنا بعد تحريمه في المجمع المسكوني بل نفي الى مصر ليموت معزولا في صحراء ليبيا عام 450 م.
- اطلاق حملة منظمة لتشيد الكنائس الجديدة وتعمير الكنائس التي دمرتها أجهزة النظم المركزية داخل الوطن وخارجه.
- اصرارالبطريرك على وجوب اعادة الكرسي البطريركي الى موقعه الاصلي داخل العراق بعد أجبارها على الاغتراب وترك الوطن نهائيا بداية عام 1980. وما العمليات الإنشائية التي جرت لبعض أجزاء مبنى "البطريركية في أربيل" تلك التي لم تصل إلى مراحلها النهائية لسبب أوأخر، الا دليلا على صحة توجهاته ومحاولاته الجادة في هذا الاتجاه.
حكمة زعماء كنيسة المشرق
قبل طي اوراق هذا الملف "الصعب" يفترض بالعلماني العادل أن يعترف علنا" أن السبب الحقيقي وراء ديمومة الزعامة الكنسية لكنيسة المشرق تلك التي سميت لاحقا بكنيسة المشرق الاشورية من دون خلافات أوعواقب لاكثر من 500 عام، هو حكمة اباء المجمع المقدس للكنيسة واتفاقهم على وجوب تجاوزالولاءات العشائرية في صرح الكنيسة، ذلك من خلال توريث الخلافة وحصر الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق بعائلة مارشمعون باعتبارها أقلية مؤمنة منذ عام 1328 ولحد اغتيال مار شمعون ايشاي عام 1975".
هذه الحكمة التي افتقدتها معظم قياداتنا العشائرية، السياسية وحتى الحزبية خلال أكثر من 50 سنة مضت، رغم اننا في زمن العولمة والتطور والتغيير!!
نقاط ضعف الطرح
بالعودة الى النقاش الذي طرحه الاب الخوري عمانوئيل يوخنا مشكورا والذي لايخلو فعلا من صراحة مؤلمة، ان شعبنا وكنيستنا تفتقر الى سلسلة من الدراسات والبحوثات الكفيلة بكشف خلفيات الحقائق التاريخية على رغم مرارتها أولا، وأن الملاحظات المطروحة بحاجة الى المزيد من الدقــة والتاني في وقت تتكثف فيه الاستعدادات الجيدة والاجراءات الخاصة بانتخاب البطريرك "الخلف" لكنيسة المشرق الاشورية داخل الوطن.
وفي طليعة النقاط :
- أجرى الاب الخوري عمانوئيل يوخنا دراسة تحليلية حول المرحلة الاستثنائية التي قادها البطريرك ماردنخا الرابع، من خلال منظور سياسي محترف وقدير، رغم أن الخوري نفسه رجل دين معروف يمارس خدمته الكنسية منذ عقود، ورغم دور السياسة "البغيضة" في تأزيم العلاقات الروحية والقومية بين مؤمني كنيستنا المقدسة على مر التاريخ. حيث يفترض بالاب الخوري أن يكون مطلعا على الشبهات المثارة حول الاحزاب الاشورية التي تأسست داخل الوطن  في زمن "البعث" بداية عقد السبعينات من القرن الماضي ودور الاتحاد الاشوري العالمي في المهجر والداخل قبل اغتيال البطريرك عام 1975. حيث يؤكد الاب الخوري في نقاشه "كان هناك شبه استحواذ مطلق للاتحاد الاشوري العالمي وحضوره وفعاليته بحيث لم يكن من الممكن لاي بطريرك ان يتجاهله أو يتجاوزه"، انتهى الاقتباس.
- يذكر الاب الخوري في سياق نقاشه" أن التساؤل المشروع عن البطريرك القادم يفرض نفسه على مساحات النقاش وحلقات الحوار لكل منا مع نفسه وعائلته ومحيطه، بل ويتطلب نقل الحوار الى فضاء النقاش العام لانه ببساطة موضوع يخص عموم أبناء شعبنا..."، انتهى الاقتباس. صحيح أن مسألة انتخاب البطريرك مسألة تهم جميع مؤمني كنيسة المشرق الاشورية في كل مكان، ولكن يعلم المطلع على الشؤون الكنسية، أن مؤسستنا الكنسية تنظمها قوانين وتعليمات مستوحات من الكتاب المقدس والمجمع المقدس لكنيستنا، ولا يحق للعلماني بغض النظر عن صدق ايمانه ومقدارحرصه على الكنيسة، من الادلاء بصوته ولربما حتى المشاركة ضمن طقوس "المجمع المقدس".
- صحيح "أن الكنيسة هي أكبر أحزاب شعبنا" كما ورد في سياق النقاش، لا بسبب الحكمة السياسية لرجالات كنيستنا المقدسة، بل بسبب ضعف الارادة السياسية لقياداتنا والازدواجية الزائدة في سلوك معظم القيادات الحزبية لابناء شعبنا. وانني كغيري من العلمانين أقّر بنهج فصل الدين عن السياسة، عليه يفترض بالكاهن المؤمن أن يرفض رفضا قاطعا حشر نفسه في مجالس النزاعات والتساؤلات السياسية باعتبار السياسة "مهنة قذرة"، مثلما يفترص بالعلماني الفخور بكنيسته باعتبارها اقدم كنيسة وجدت على المعمورة، أن يرفض حشر الكنيسة ورجالاتها في اتون معركته السياسية ومصالحه الحزبية الضيقة.
- "ان البطريرك مارشمعون (يقصد مار شمعون ايشاي) لم يكن أبا شريكا يحاور ويستمع مما يعفيهم "عمليا" من المسؤولية في الانقسام". ثم يضيف الاب الخوري في سياق أخر"البطريركية كانت منفية ولاتعيش مع رعاياها المؤمنين ولا تتواصل بروح الشراكة مع اباء المجمع المقدس، بل لم يكن هناك اي التام دوري ومنتظم للمجع المقدس". صحيح ولكن مسألة اجبار البطريرك مارشمعون ايشاي على ترك الوطن الذي احبّه كثيرا واللجوء الى دول الاغتراب، لم تكن رغبة من رغباته مطلقا وانما فرضت عليه فرضا في اعقاب اصراره على المطالبة بحقوق شعبه وامته. عليه يفترض ابداء المزيد من الحذر عند الكتابة عن هذا البطريرك المغدور والذي أحس بالتحديات التي كانت تظلل افاق الوطن ومستقبل شعبه قبل دخول العراق الى عصبة الامم 3 تشرين الاول عام 1932. حيث التاريخ يكشف، أن حكمة البطريرك الشهيد وقفت وراء انعقاد اول حوار رسمي وعلني بين زعماء الكنيسة والقيادات العشائرية لابناء شعبنا الاشوري في سر عمادية 16 حزيران 1932. الاجتماع الذي تمخضت عنه النقاط التسع للميثاق الوطني الذي قدمه مارشمعون ايشاي بنفسه الى اللجنة الانتدابية في بغداد ثم حمله الى عصبة الامم في جنيف ايلول عام 1932.
-"انحسار وانكماش الحضور الكنسي في حياة المؤمنين"، يؤكد الاب خوري في سياق نقاشه. صحيح جدا أن الكنائس المسيحية باكملها باتت تعاني من هذا الانحسار العالمي الخطير. المعلوم أن امتداد ظاهرة العولمة وزحف عجلات التكنولوجيا والتقدم المادّي الرهيب والمغري جدا، جاء دوما على حساب تراجع مساحات واسعة من الدعوات الروحانية والايمانية في عقول مواطني ما يسمى بالعالم المتحضر والمتمدن. ففي السويد على سبيل المثال، اضطرت كنائسها الى صرف المليارت كل عام في سبيل استقطاب الشباب واعادتهم الى صرح الكنائس التي باتت وللاسف الشديد وكانها مهجورة أو مغلقة!!
- أما ما يتعلق بالدعوة الى رفع التسمية الاشورية من اسم الكنيسة والاكتفاء بالاسم التاريخي وهو "كنيسة المشرق الرسولية"، كما يكتب الاب الخوري فانه، يجب اعادة النظر في التسمية الاشورية كما كتبت شخصيا الى قداسة البطريرك ماردنخا عقب الدعوة الوحدوية التي رفعها غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو وذلك لسببين. أولهما جاءت التسمية في وقت كان الشعب بانتظار "منقذ" له بعدما كانت سياسة التعريب ومؤامرات الغاء الوجود القومي الاشوري على أشدها في عراق البعث ولكن السياسة هذه انتهت في العراق الجديد والحمدلله والشكر.
ثانيهما، من الجائز أن تتحول التسمية الاشورية الى حجة للعنصريين الذين أفسدتهم لوثة الانفصال واصرارهم على اسكات نداءات الوحدة والالتئام بين كنيسة المشرق الاشورية وكنيسة المشرق الكلدانية بهدف توحيد صفوف كنيسة المشرق من جديد.
وفي الختام نشكر جهود الاب الخوري عمانوئيل يوخنا ونأمل كما أكد، أن تكون رؤيته قادرة على تحريك هذا الواقع وتغييرما يمكن تغييره من التقليد بما يحقق الهدف المرتجى في انتخاب البطريرك "الخلف" وفق منهج السلف الصالح وحاجة الامة اليه وشكرا.


227
البرلمان الكوردستاني يشّرع قانون ليس له نظير فى الشرق الاوسط!!
أوشـــانا نيســان
منذ أختيار مدينة بغداد عاصمة للخلافة الاسلامية العباسية قبل 1253 عاما، فشل الحاكم الشرقي الذي اسكرته شهوة السلطة وأغراءات الكرسي في تقديم نموذج سياسي عادل متطور من شأنه أن يترك ولوهامشا ضيقا للتعايش السلمي والاخوي بين جميع  الشعوب والاقليات العرقية والمذهبية العراقية وتحديدا غير العربية منها الشعب الكوردي، الكلداني السرياني الاشوري، الارمن، الصابئة والمندائين، الايزيديين، الشبك وغيرها. والخلل باعتقادي يعود الى فقدان الثقة بين الحاكم والمحكوم الى جانب  تداعيات أصرار"العقلية" السياسية للانظمة العربية على الاخذ بالمظهر الحداثوي مع انها تنطوي على كل ما يتناقض مع حق المواطن في الحرية والعدالة والديمقراطية على الاقل خلال المائة سنة الاخيرة. رغم أن منطق الحياة في ظل الاستبداد والحكومات السلطوية لم يعد يقبل استمرار صيغة توفقية مفتعلة لواجهة ديمقراطية "مزييفة" ترتكز على شكل من اشكال عصرنة مطعمة ببعض شعارات حقوق الإنسان المرتكزة أصلا على جذر استبدادي في صورته الأصلية.
من هنا يمكن القول، أن مرتكزات النظام السياسي"الجديد" في العراق/عراق ما بعد سقوط الطاغية 9 نيسان 2003، قد تغييرت طبقا للتنوع العرقي والمذهبي الراسخ في ثرى العراق، ونزولا مع المطلب الشرعي لنضال جميع الشعوب العراقية غير العربية بعد فشل "عروبة" الانظمة المركزية خلال 82 عاما من تشكيلها، في تحقيق أبسط طموحات الشعوب والاقليات العرقية غير العربية تماما كما ذكّر السيد مسعود البارزاني أعضاء لجنة كتابة الدستور العراقي الجديد عام 2005 بقوله "نحن لسنا جزءا من الامة العربية!!. بذلك تم اسدال الستار على نزعة القوميين وطغيان عنصر العروبة على بقية القوميات ومحاولات صهرها ضمن البوتقة العربية.
من المنطلق هذا كان تاييد الشعوب والاقليات العرقية والمذهبية العراقية وعلى راسها الشعب الكوردي لمشروع الفيدرالية واضحا، بعد اقرار البرلمان الكوردستاني لهذا المبدأ عام 1992، باعتباره حلا واقعيا  للازمة المستفحلة في بنيّة النظام السياسي العراقي لعقود.
علما أن رؤية القيادات السياسية في الاقليم الكوردستاني نجحت في أحداث ثغرة واسعة ضمن جدارالصمت الذي كان يكتنف تحت قبة البرلمان العراقي، بعدما نجحت القيادات تلك في اطلاق جملة من التغييرات والانجازات الدستورية ضمن الدستورين العراقي والكوردستاني وعلى راسها قانون رقم 5 لعام 2015 المعنون" قانون الحفاظ على حقوق الاقليات في كوردستان- العراق".
حقا ان الدستور الذي أقره برلمان كوردستان بتاريخ 21 نيسان الجاري، يمكن اعتباره نموذجا فريدا في تاريخ القوانين والدساتير التي شرعتها جميع النظم والمجالس الوطنية في بلدان الشرق الاوسط. حيث أستغربت كثيرا وانا أراقب جلسات المرافعة والنقاش داخل البرلمان الكوردستاني عن مدى تفاهم البرلمانيين الاكراد وتعاونهم بهدف الاسراع في تشريع بنود وفقرات هذا الدستور التاريخي. ومن الواقع هذا يمكن القول، أن الانجازات والمكاسب الدستورية التي سجلتها كتلتنا البرلمانية مشكورة يوم الثلاثاء المنصرم يمكن اعتبارها حلا دستوريا وضمانا تشريعيا للحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية لجميع المكونات العرقية والمذهبية في الاقليم، وفي طليعتها/ نهج تهميش وجود المكونات في المشاركة ضمن القرارات المصيرية/ الاعتداءات والتجاوزات على الاراضي وممتلكات الشعوب والمكونات غيرالكوردية بما فيها سياسات التغيير الديمغرافي.
ففي الفصل الاول المادة (3) من قانون تنظيم حقوق المكونات في اقليم كوردستان – العراق ورد:
"يهدف هذا القانون الى تنظيم ممارسة المكونات لحقوقهم في كوردستان العراق اضافة لحقوقهم الدستورية الحقوق السياسة المدنية والادارية الثقافية التعليمية الدينية والاقتصادية بموجب القوانين الداخلية والخارجية".
كما وجاء في الفصل الثاني المادة (4) الفقرة الخامسة:
" معالجة التجاوزات الحاصلة على مناطق اي مكون واعادة الحال الى ما كان عليه قبل حصول التجاوز، وازالة اثار ومخلفات التي ادت او تؤدي الى التغيير الديمغرافي أو تعويضهم تعويضا مجازيا في حال استحالة اعادة الحال الى ما كان عليه سابقا".
هذا ولم يستثن الدستور ظاهرة الهجرة من لائحة الحلول التي حققتها كتلتنا البرلمانية، بأعتبار الهجرة في طليعة الاخطار التاريخية التي كانت ولايزال تهدد وجودنا وهويتنا الوطنية، حيث جاء في المادة (4) الفقرة السابعة: "تعمل الحكومة على تشجيع عودة الاشخاص المنتمين الى المكونات من سكان الاقليم سابقا والذين اضطروا للهجرة وضمان حقوقهم".
البند الاخر والمهم بأعتقادي يتعلق والحلول المطروحة لحل أزمة لغة الام وتأمين حق الاحتفاظ بثقافتنا القومية والحضارية وفق  المادة (4) الفقرة الثامنة:
1- تلتزم الحكومة بتمكين ابناء المكونات من الحفاظ على لغة الام، من خلال ضمان سبل التعليم بها والتثقيف وادارة قنوات اعلامية خاصة بهم.
2- تضمن الحكومة فتح أقسام في جامعات كوردستان خاصة باللغات القومية للمكونات وتاسيس المجاميع اللغوية العلمية خاصة بها وحسب حاجتهم.
كما وجاء في المادة (5):
أولا- يحق لكل فرد تحديد هويته القومية او الدينية وربط انتماءه بمكون معين وهذا الحق حصري للفرد ولا يحق لاية جهة سلبه منه كونه حقا غير قابل للتصرف.
ثانيا- لكل مكون وعلى قدم المساواة مع الاكثرية ان يمارس حقوقه وحرياته الاساسية بما في ذلك حرية الفكر، حرية التعبير، وسائل الاعلام، حرية الاجتماع وتاسيس الجمعيات والرابطات وحرية ممارسة المعتقد الديني وتلتزم الحكومة بدعم ورعاية هذه الممارسات بشكل متساوي بين المكونات وفقا للقوانين النافذة.
أما في المادة (7) فقد ورد ما يللي:
لضمان حقوق المكونات يكون رؤساء الوحدات الادارية ورؤساء المجالس المحلية الذي يمثل اغلبية سكانية في تلك الوحدة الادارية وفقا للقوانين النافذة.
وفي الختام نؤكد، انه من حق المواطن الشرقي وتحديدا المواطن الكلداني السرياني الاشوري ان يسأل بعد عقود من استبداد النظم المركزية واخرها نظام الطاغية، ان الحكمة ليست في تشريع البنود والفقرات الخاصة بالدستوروانما الحكمة في التنفيذ على أرض الواقع. ولكنه من شأن الواقع السياسي في الاقليم تحت ظل الفيدرالية الكوردستانية أن يطمئن بعد فرارالملايين من المواطنين العراقيين الناجين من الإبادة ذبحاً وسبياً على حد سيوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ولجوئهم الى مخيمات النازحين في محافظات الاقليم رغم الاوضاع الاقتصادية الصعبة. الامر الذي يدل على حرص القيادات السياسية الكوردستانية على طي صفحة الماضي الاليم ونشر ثقافة التسامح والاحترام وقبول الاخر في العراق الجديد.
 


228
لماذا تجاهل البطريرك رسالة بطرس!!
أوشـــانا نيســـان
في اليوم التالي من المبادرة التي طرحها الاخ تيري بطرس من خلال صفحة عنكاوا الغراء بتاريخ 8 نيسان الجاري تحت عنوان" هل سيتم اختيار قداسة مار ادي لقيادة الكنيسة؟ نشرت بطريركية الكنيسة الشرقية القديمة / مكتب الاعلام، رسالة قداسة البطريرك مار أدي الثاني للتهنئة بمناسبة عيد القيامة يوم الاحد الموافق 12 نيسان الجاري وعلى نفس الموقع الاليكتروني بتاريخ 9 نيسان 2015.
وفي نفس اليوم نشر الموقع المذكور مقالا لي بعنوان" ثلاث ملفات تركها البطريرك الراحل مار دنخا تنتظرالحسم!!، جاء فيه "أن الكنيسة التي قادها قداسة البطريرك المرحوم مار دنخا الرابع في بحر هائج من المشاكل والالام والانشقاقات لما يقرب من 39 عاما، تحتاج الى "خلف" من الجيل الجديد وليس في حال من الاحوال بطريرك من الحرس القديم، لا لاعتبارات التشكيك في ايمان رجالات كنيستنا ونزاهتهم المشهودة، بل بسبب حاجة الكرسي البطريركي الى "خلف" صالح من الجيل الجديد بامكانه ان يستوعب متطلبات العصر وضرورات المرحلة المقبلة".
قبل الدخول في صلب الموضوع وتسليط الضوء على خلفيات ملف الخلاف بين االكنيستين من خلال وجهات نظر مختلفة، أود تذكير القارئ الكريم، أن الخلافات بين الكنيسة الشرقية القديمة وكنيسة المشرق الاشورية، هذا ان وجد الخلاف أساسا كان ولايزال مرده نزاعات عشائرية قديمة ومصالح عائلية ضيقة لا تنتمي الى حقيقة الدين المسيحي المتسامح ولا مفردات رسالة سيدنا المسيح منها " طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون" (مت5: 9)، لذلك سيبقى أسم الكاهن المؤمن برسالة كنيسة المشرق أو "القومي" الذي عمل ويعمل بصدق ونزاهة من أجل السلام ووحدة شعبه المظلوم، سيبقى أسمه محفورا بكل فخر واعتزاز في سفر الوطن وقلوب أبنائه جيلا بعد جيل.
حيث لو رجعنا الى نص رسالة قداسة البطريرك مار أدي الثاني للتهنئة بمناسبة عيد القيامة الموافق يوم الاحد 12 نيسان الجاري من جديد، ودققنا مضمون ومفردات الرسالة بامان واخلاص، لبانت لنا: 
أن الرسالة كانت مخيبة لامال الالاف من أبناء شعبنا وفي مقدمتهم الاخ تيري بطرس!! لان الرسالة مثلما خلت تماما من اي ذكر أو حتى أشارة لرحيل البطريرك ماردنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الاشورية لا من قريب ولا من بعيد، كذلك خلت من تقديم التهنئة لاي مسيحي أو اي كنيسة من كنائس العالم باستثناء أبناء الكنيسة الشرقية القديمة في وطننا المبارك بيث نهرين وبلدان الاغتراب، كما ورد في رسالة التهنئة.
 
 

نقاط ضعف المقترح
لقد شاب مقترح الاخ تيري بطرس نقاط ضعف عديدة في وقت يفترض بالمثقف الاشوري أن يفلح في تحويل المقترح أو الفرصة الى عنصر قوة فعالة لاعادة توحيد الكنيستين في حال توفرت النيات الصادقة وتوحدت الجهود وأحسنا تدببير إختلافاتنا وتوافقنا على ما هو مشترك بين الكنيستين في سبيل تحقيق الوحدة التي تأخرت كثيرا لحاجة في نفس يعقوب، كما جاء في قول العرب، ومن اهم النقاط:

1- ورد في سياق الطرح الذي نشره الاخ بطرس " ان يكون للكنيسة بطريركين متساوين بالارادة وان ينتظران ما يقرره الله وحينها سيبقى بطريرك واحد ومن ثم تسير الكنيسة على هذه الخطى"، كان احد المخارج التي تم مناقشتها بين الكنيستين يكتب الاخ بطرس. في وقت يعرف المطلع على أجندة الجهود التاريخية التي قادها البطريرك المرحوم مار دنخا الرابع في سبيل التوافق والاتحاد بين الكنيستين الشقيقتين، أن الطرح هذا كان مجرد أمنية "شفوية" من قبل العلمانيين والمثقفين المؤيدين لاعلان الوحدة الاندماجية بين مؤمني الكنيستين، ولم يدرج بندا رسميا ومثبتا على أجندة البحث والنقاش مطلقا!!
2- ياتي الطرح بالنسبة للكرسي البطريركي في كنيسة المشرق الاشورية في وقت غير مناسب طقسيا ومنطقيا وحتى عقليا بعد رحيل البطريرك ماردنخا الرابع وتفرغ الكرسي البطريركي. لآن الحوار أي حوار كنسي لا يمكن له أن يتكامل قبل التفرغ من رسامة البطريرك الجديد لكنيسة المشرق الاشورية واطلاق حملة الاستعدادات الكفيلة بتكاتف جميع أطراف الحوار طبعا بعد خلق المناخ الاخوي المواتي لانجاز هذا الاستحقاق الكنسي ليتسنى لنا دعوة الاطراف المتحاورة للاسراع في تنفيذ مخرجات الحوار الكنسي المتمدن وتوحيد الكنيستين اليوم قبل الغد!! حيث لا يحق شرعا للقائم بأعمال البطريركية الزمنية طبقا لسنهادس الكنيسة، أن يقرر في مصير ما تريث سلفه في تقريره خلال مايقارب من 39 عاما. رغم أن التغلب على الانقسامات الكنسية والحركة المسكونية كانت واحدة من خصائص البطريرك الراحل مار دنخا الرابع.
  3- النقطة الاساسية والاهم باعتقادي وراء كل هذه الخلافات والانشقاقات المذهبية "المؤجلة" التي باتت تنخر في جسد هذا الشعب المثحن بجراحات المذاهب والتاريخ، هو غياب صوت العقل الجمعي أو صوت المثقف الاشوري الحريص على وجوب رفع تخوم سياج هذا الشعب المظلوم وصيانة وحدته وكرامته الانسانية فوق حدود المذاهب الكنسية أوتخوم الاحزاب السياسية. لاسيما بعدما أثبت التاريخ أن العقل الحزبي الضيق وبجميع مشاربه السياسية والدينية، لا يتسع صدره لسماع الراي المخالف دون أي تقييد للحريات أوتكميم الافواه.

 


229
ثلاث ملفات تركها البطريرك الراحل مار دنخا تنتظر الحسم !!

أوشـــانا نيســـان
"لقاءنا هذا مطبوع بالألم الذي نتقاسمه بسبب الحروب التي تدور في مختلف مناطق الشرق الأوسط، و العنف الذي يتعرض له المسيحيون و المنتمون للأقليات الأخرى، لاسيما في العراق و سوريا. إن أخواننا و أخواتنا يعانون من الاضطهاد بشكل يومي. فعندما نفكر بألمهم، لا يمكننا إلّا أن نذهب أبعد من اختلافات الطقوس و الطوائف، فمن خلالهم لا يزال اليوم أيضاً جسد المسيح يُجرَح و يُضرَب و يُهان. لا توجد أسباب دينية أو سياسية أو اقتصادية يمكن أن تبرر ما يحدث لمئات الآلاف من الرجال و النساء و الأطفال الأبرياء. نحن نشعر باتحادنا بصلواتنا و بالأعمال الخيرية مع أولئك الرازحين تحت تلك المعاناة"، يقول البابا بنديكتوس السادس عشر وفرنسيس خلال لقاءهما البطريرك المرحوم مار دنخا الرابع في روما 2 تشرين الأول عام 2014.
للتغلب على هذه الانقسامات التي حددها قداسة الحبرالاعظم خلال أستقباله لقداسة البطريرك الراحل في روما، جاهد البطريرك مار دنخا منذ توليه السدة البطريركية لكنيسة المشرق الاشورية عام 1976 في سبيل تجاوزجل العقبات المصطنعة في سبيل توحيد صفوف "كنيسة المشرق". والبيان الكرستولوجي الذي وقعه البطريرك الراحل مع البابا مار يوخنا بولس الثاني بتاريخ 11 تشرين الثاني 1994 بهدف توحيد كنيسة المشرق الآشورية و الكنيسة الكاثوليكية، يؤكد على حرص بطريركنا الراحل واصراره على وجوب توحيد جوهر رسالة سيدنا المسيح والتسامي فوق التخوم الوهمية التي باتت تتعمق كل يوم بين مسيحي العراق خاصة والشرق الاوسط عامة. فقد ورد ضمن الرسالة التي وجهها بطريركنا الراحل لإبناء أمته بمناسبة عيد ميلاد المسيح عام 2011 ما يلي:
"اليوم ونحن المسيحيين الذين نعيش في بلدان المشرق نعرف بأسماء ثلاث كنائس، الكنيسة الكلدانية، الكنيسة السريانية وكنيسة المشرق الآشورية. كمسيحيين مؤمنين يجب أن نحب ونحترم ونعمل معا كأعضاء قطيع مسيحي واحد، وكأمةٌ واحدة. نحن لسنا ثلاث أُممٍ، لكن أمةٌ واحدة وشعب واحد، بالدم، بالتاريخ، باللغة، وكلنا كأمة آشورية مسؤولين لكي نحافظ على سلامة أبناء أمتنا كشعب واحد". ينتهي الاقتباس.
بنود تنتظر الحلول على أجندة البطريرك القادم
كثر الحديث هذه الايام عن مهمات المرحلة القادمة واستحقاقات الفترة الانتقالية في تاريخ كنيسة المشرق الاشورية بعد غياب حامل رايتها، في وقت يعرف المطلع على التحديات الجسام التي واجهتها الكنيسة، أن قرارأختيار البطريرك الجديد ومسالة اعادة كرسي البطريركية من الاغتراب الى داخل الوطن وضرورة الاستمرارفي تنفيذ ما تبقى من بنود الرسالة الوحدوية التي أطلقها البطريرك الراحل، تأتي في طليعة أولى المهمات الثلاث التي ينتظرها الخلف الصالح.
 
قبل الدخول في ملف المهمة الاولى والاستعدادات الخاصة بمسالة أختيار البطريرك الجديد وطرح الاسماء المقترحة، يفترض بالعلماني المؤمن بعدالة قضيته القوميته وقدسية كنيسته أن لا يتجاوز الحدود الحمراء التي أقرتها القيادة الروحية لكنيستنا ويترك جميع الخيارات مفتوحة ومتاحة أمام رجالات الدين والكنيسة بهدف اختيار الخلف الصالح.
ومن منطلق المصلحة العليا لكنيستنا ورسالتها السمحاء، يجب أن نتفهم مخاوف رجال الدين ومؤمني الكنيسة من طروحات العلمانين واصرار "البعض" على حشر أنفسهم في التخندق لهذا الاسم أو ذاك لاسباب قد تكون عشائرية، قرابة أو صداقة أو ما شابه!! حيث بأعتقادي الشخصي المتواضع، أن الكنيسة التي قادها قداسة البطريرك المرحوم مار دنخا الرابع في بحر هائج من المشاكل والالام والانشقاقات لما يقرب من 39 عاما، تحتاج الى "خلف" من الجيل الجديد وليس في حال من الاحوال الى بطريرك من الحرس القديم، لا لاعتبارات التشكيك في ايمان رجالات كنيستنا ونزاهتهم المشهودة، بل بسبب حاجة الكرسي البطريركي الى "خلف" صالح من الجيل الجديد بامكانه ان يستوعب متطلبات العصر وضرورات المرحلة المقبلة وحاجاتها.
أما ما يتعلق بنقل الكرسي البطريركي الى موقعها التاريخي الاصيل، فأن التاريخ أثبت ولاسيما بعد سقوط الطاغية في بغداد 9 نيسان 2003، أن قياداتنا السياسية والحزبية على اختلاف تسمياتها وتلاوينها، فشلت الى حد كبير في الاستجابة للحد الادنى من التحديات التي تواجه وجود ومستقبل شعبنا داخل الوطن وخارجه، وتحديدا بعد غياب أو محاولاتها المقصودة لتغييب عناصر مهمة وفي مقدمتها، غياب عنصر الوحدة المنشودة بين فصائل تنظيماتنا وأحزابنا السياسة رغم أشتداد حدة سياسات القتل، ومؤامرات الاختطاف والبطش والتهجير القسري لمسيحي الشرق الاوسط عامة والعراق العربي على وجه الخصوص. في وقت يعرف المطلع على تاريخ الكنيسة، أن كنيسة المشرق الاشورية قدمت خلال القرن الماضي وحده قافلة من الشهداء الابرار في سبيل حرية شعبنا الاشوري وتثبيت حقوقه القومية ضمن دستورالوطن وفي مقدمتهم البطريرك الشهيد مار بنيامين والشهيد مار ايشاي شمعون، ولم يستشهد والحمدلله والشكر، لا ملكا من ملوك الانتفاضات المزعومة ولا رئيسا أو سكرتيرا لأي حزب من احزابنا القومية.
في وقت يعرف القاصي والداني، أن مجرد الخروج من مأزق الشغور الرئاسي للكنيسة ورسامة البطريرك الجديد في العراق، بات واجباً كنسيا ومطلبا وطنياً من شانه أن يفتح كوة في جدار الازمة التي وجدت بعد رحيل البطريرك مار دنخا الرابع في 26 اذار المنصرم.
صحيح أن عودة الكرسي البطريركي الى موقعها التاريخي في ساليق قطيسفون مثلما هو مطلب كنسي يعتبر مطلبا قوميا بامتياز بعد سنوات من الهجرة القسرية التي فرضتها الانظمة المركزية واخرها نظام الطاغية صدام حسين. ولربما مجرد قرار"العودة" الى الوطن من شأنه أن يعيد الامال الى قلوب الجماهير المحتشدة أمام شباك السفارات الاجنبية في سبيل الحصول على تأشيرات الهجرة وترك الوطن. حيث كنت شاهدا حين قدم عملاء من مخابرات النظام العراقي الي مقر أقامة قداسة البطريرك ماردنخا الرابع وهو ضيفا على بغداد شباط 1980، وسلموا قداسته رسالة تهديد شديدة اللهجة بموجبها وجب على البطريرك مغادرة العراق خلال 72 ساعة.
 

فقرارالعودة باعتقادي يجب أن يكون مشروطا ورغبة صادقة من قبل "معظم" القيادات السياسية العربية والكوردية في العراق الجديد، ليتسنى للكرسي البطريركي أن يستقر نهائيا بين مؤمني كنيسة المشرق الاشورية وابناء شعبنا داخل الوطن. ولاجل فتح باب الحوار مع السلطتين الاتحادية والفيدرالية في بغداد وأربيل، نقترح المباشرة في أعداد الاجراءات والاستعدادات الكفيلة بمسالة انتخاب البطريرك الجديد داخل الوطن،من أجل ايجاد حل قانوني مرضي لمسألة عودة الكرسي البطريركي وتسليط الضوء من جديد على بطريرك  كنيسة المشرق الاشورية ونهجه الوطني.
أما المقترح القاضي بدعوة الكرسي البطريركي الى العودة من منفاه في شيكاغو الى منفى أخر في لبنان أو غيرها من بلدان الشرق الاوسط فهو مقترح عقيم وفي ثناياه نوعا من المجاملة!!
أما بقدرما يتعلق بمستقبل مفردات الرسالة الوحدوية التي صاغ مضمونها البطريرك الراحل ماردنخا الرابع قبل أكثر من 30 عاما وحرص فيها على لملمة الجروح والدفع بمؤمني الامة الى التاخي والتعاون والتكاتف في سبيل توحيد صفوف هذه الكنيسة العريقة وهي "كنيسة المشرق" قبل فوات الاوان وتفريغ الوطن من اصحابه وهويته الحقيقية نهائيا.
صحيح أن حضارة الاكثريات تلك التي نعيش في كنفها بنيت أصلا على تركيبة التسويغات وحجم القرارات غير العقلانية التي نلبسها هدوم الاخلاق والقيم السماوية، ولكن علينا كشعب اقلوي "مسيحي" مؤمن وتحديدا على المثقف العضوي، أن يستوعب معطيات العصرالحديث ليفلح في القول علنا، ان رسائل مرجعيتنا "الكنسية" العليا  وفي مقدمتها رسالة غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ، ستكون في النهاية بمثابة رسالة لتوحيد كلمة القيادات السياسية والحزبية التي فشلت دوما في تنسيق الجهود والوقوف بوجه الارهابين وتوفير الحماية من "الداعشي" الذي لا يفرق سيفه بين رقبة الاشوري المتزمت أو الكلداني الصلف أو حتى السرياني المتعنت!!


230
هل تختفي أشورية الكنيسة بعد رحيل حامل رايتها؟؟


أوشـــانا نيســـان
" كان صوتا مهما للمسكونية والسلام في الشرق الاوسط"، ورد في برقية التعزية التي وجهتها السفارة الامريكية في بغداد الى كنيسة المشرق الاشورية واتباعها، بعد انتقال قداسة البطريرك مار دنخا الرابع الى الاخدار السماوية بتاريخ 26 أذار 2015، ذلك بعد مسيرة ايمانية واعية دامت لما يقارب من 39 عاما، عمل خلالها قداسة البطريرك ال 112 لكنيسة المشرق الاشورية بكامل الثِّقة والإيمان والتَّوكل على الله بعد توليه كرسي البطريركي في 17 تشرين الاول 1976 ولحد رحيله، كما أكد ذلك مرارا خلال كرازاته وخطبه ولقاءاته المنتظمة مع مؤمني كنيسة المشرق وجماهير الشعب الذي أحبه كثيرا. 
حقا أن الالم بدأ يجتاح قلوب جميع مؤمني كنيسة المشرق بعدما خطف الموت بطريركها ومؤسس المرحلة الكنسية "الجديدة" التي عمدها باسم القومية الاشورية للمرة الاولى في تاريخ كنيسة المشرق، ذلك بعد صراع شاق ومرير حاول اعداء هذا الشعب رغم اعتباره أقدم مكون عرقي عراقي سكن وادي الرافدين واخرهم الطاغية صدام حسين، خطط وعن قناعة في محو هوية شعبنا الاشوري من الوجود ومسح اسمه من البيانات الخاصة في استمارات أول أحصائية سكانية أجراها النظام في العراق عام 1977، بعد أقل من سنة من تولي قداسته كرسي البطريركية.
علما أن الرؤية "القومية" للبطريرك وحبه لشعبه العظيم لم تكتف بالتسمية وحدها، بل فرض على كل مؤمن من مؤمني كنيسة المشرق الاشورية أن يتذرع الى الله في صلواته ويحمده، ليحفظ وحدة هذا الشعب ويعلي من منزلته ومكانته بين جميع شعوب العالم، على عكس توجهات العديد من علمانيي شعبنا رغم اعتبارها مهمتهم الاساسية.
هذا وبالاضافة الى الحملة "الوحدوية" والاستثنائية التي أطلقها قداسته منذ منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي بهدف توحيد كنائس المشرق وغلق ملف تسمياتها الى الابد!! هذا الحلم التاريخي الذي سيبقى بندا اساسيا ضمن أجندة البطريرك الذي سيخلف قداسة مار دنخا الرابع، رغم صعوبة الظروف السياسية والانسانية المعقدة التي يمر بها العراق وبلدان الشرق الاوسط عموما هذه الايام.
 
بنود على أجندة السينودس الاستثنائي
"أن الكنيسة تنتظر المزيد من التغييرات التي تتفق وروح العصر... صحيح أن قداسة البطريرك متفق مع جميع رجالات كنيستنا، أن كرسي البطريركي لكنيسة المشرق الاشورية يجب أن يكون في بغداد، وأنا بأعتباري واحدا من مطرافوليطي الكنيسة، سأقترح شرطا ليس كمطرافوليط وأنما كمقترح شخصي في السنهادوس القادم ، أن كنيسة المشرق الاشورية يجب أن لا ترسم الاسقف الذي يخلف البطريرك الحالي "حفظه الله ورعاه"، اذا لم يقبل العودة وتبوء سدة البطريركية في بغداد". هذه العبارات وردت ضمن سياق المقابلة التي أجراها السيد ولسن يونان مع غبطة المطرافوليط مار ميليس زيا مطرافوليط كنيسة المشرق الاشورية في أستراليا، نيوزيلند ولبنان ضمن تلفزيون  SBS)) بتاريخ 12 تشرين الثاني 2014

صحيح أن الحديث عن تفاصل مرحلة ما بعد قداسة البطريرك المرحوم مار دنخا الرابع، البطريرك الاستثنائي والمحبوب جماهيريا، ليس بالامر السهل قبل أن نعترف علنا، أنه لا يحق للعلماني أن يحشر أنفه في المسائل الدينية وقرارات كنيسته مثلما لايحق لرجالات الدين أن يحشروا الدين في السياسة، باستثناء حق الرعيّة في تقديم الطروحات الكفيلة في أحتواء المخاطر وخلق الاجواء الفكرية الملائمة لترسيخ بذور الوحدة والعدالة والتسامح بين جميع المؤمنين من دون تمييز.
أما التساؤلات المطروحة على جدول اعمال سينودس المرحلة الاستثنائية في تاريخ كنيسة المشرق الاشورية يمكن ايجازها بالاتي:
- تحقيق حلم الاغلبية من زعامات كنسية المشرق الاشورية وعلى راسهم غبطة المطرافوليط مار ميليس زيا، في اعادة الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الاشورية الى موقعها التاريخي في بغداد أو أي مكان أخر أمن في العراق، بحيث سيكون بامكان البطريرك الجديد أن يعيد الحياة الى كرسي البطريركي داخل الوطن ويعيد الامال والثقة الى قلوب المتمسكين بارض الاباء والاجداد داخل الوطن. لعل قرار العودة هذه من شأنه رغم تأخره أن يعيد الامال الى قلوب الالاف من النازحين والمتشردين ويضع الحد من ظاهرة الهجرة التي باتت تنخر في جسد شعبنا .
- تسهيل مهمة البطريرك"الخلف" ونهجه في التعامل مع النزعة القومية التي اطلقها قداسة البطريرك المرحوم ماردنخا الرابع  ورسخها منذ عام 1978 لتظلل مساحات شاسعة من المرحلة التاريخية والاستثنائية في تاريخ كنيستنا كنيسة المشرق الاشورية. ولاجل تسهيل عملية اتخاذ أي قرار والتقليل من وقع اسقاطاته أقترح: المراهنة على النهج الوحدوي البديل الذي طرحه البطريرك المرحوم مع جميع كنائس شعبنا من دون تمييز.
 

231
هل تتحد أحزابنا في تنفيذ قرارالبرلمان الاوروبي؟

أوشـــانا نيســـان
هل تفلح القيادات السياسية لاحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، أن تمنع التاريخ من أن يعيد نفسه لينتج مشاهد مروعّة قبل أن نكف عن القول، أن ما يحدث اليوم لآبناء شعبنا من الجرائم الدموية المنتظمة بهدف ابادته وقلع جذوره التاريخية عن موطن أباءه وأجداده، هو نتيجة طبيعية لأفرازات المشهد السياسي المحتقن لاكثرية كبلت عقليتها أغلال أيديولوجية همها الاول والاخير اقصاء وتهميش كل عراقي يفتخر بعراقيته الاصيلة.
فالاجواء السياسية الملبدة التي مهدت بشكل أو بأخر لمجزرة سميل عام 1933، تلك التي خيمت على الاستعدادات البريطانية-العراقية، في سبيل أدخال العراق الى عصبة الامم، لم تختلف كثيرا عن المناخ السياسي الذي يسود العراق الجديد رغم مرور 82 عاما. عليه يفترض بقياداتنا السياسية من دون تمييز، أن تستيقظ من سباتها وتحلّ عن التزاماتها المشبوهة لتفلح في استغلال هذه الالتفاته الدولية وعلى راسها القرارالذي اصدره الاتحاد الاوروبي بتاريخ 12 أذار الجاري، ذلك من خلال تقديم مقترحات سياسية بضمنها، استقطاع نسبة معينة لا تقل نسبتها عن 2% من الدخل القومي العراقي لتحقيق حلم شعبنا في سهل نينوى ضمن عراق فيدرالي متسامح.
فتأكيد الاتحاد الاوروبي في قراره على "أهمية ضمان الملاذ الامن للكلدان الاشوريين السريان وغيرهم من هم في خطر في منطقة سهل نينوى العراقي- المنطقة التي تتواجد فيها العديد من الاقليات العرقية والدينية التاريخية التي كان لهم وجود قوي وعاشوا بسلام جنبا الى جنب" ثم يضيف القرار أن "التجاوزات التي يرتكبها تنظيم الدولة الاسلامية في الشرق الاوسط خصوصا بحق المسيحين، هي بمثابة جرائم ضد الانسانية ينبغي أن يحال مرتكبوها الى المحكمة الجنائية الدولية"، كما ورد في القرار هو أعتراف دولي- رسمي بالفقرة المزنرة ضمن الاجندة القومية- الوطنية لمعظم القيادات الحزبية التي تعودت ان تتباهى بانجازاتها وتتفاخربمناسبة أو بغيرها ضمن لقاءاتها مع الجمهور، فلماذا يجب أن تتردد اليوم في وحدة فصائلنا يا ترى؟
صحيح أن "مرجعية" الكثير من أحزابنا السياسية وتحديدا المتنفذة منها، لا تفرحها مسالة تدويل قضيتنا القومية ولكن التاريخ سيحاسب الزعيم "الاقلوي" المقصر أجلا ام عاجلا!! اذ لو أستمرت قياداتنا التقليدية في تحويل القضية الى بقرة حلوب وقلعة لنيل الامتيازات وتكديس الثروات، فأنه يفترض بأبناء شعبنا وتحديدا نخبتنا القومية المثقفة، أن تتمرد على الواقع الكئيب وتصحوا لتقول كلمتها الاخيرة قبل فوات الاوان.
فلهاث بعض قياداتنا "الحزبية" وراء المناصب والجاه رغم بشاعة الاوضاع السياسية وحراجتها قد لا يختلف كثيرا عن اصرار بعض "المماليك" وزعماء العشائر الاشورية في الانفراد بالقرارات وتطويع الانتفاضة الاشورية لخدمة أهداف عشائرية أبان مجزرة سميل عام 1933، رغم الكوارث والماسي التي كانت تظلل وجود ومستقبل شعبنا قبل تحديد ملامح خارطة العراق القديم.
ولكي لا يعيد التاريخ نفسه وتتعمق ماسي شعبنا أكثر والبيت الابيض الامريكي منهمك مع حلفاءه في أعادة صياغة خارطة الشرق الاوسط الجديد وعلى راسها اعادة ترسيم ملامح العراق الجديد/ عراق ما بعد الطاغية، تتطلب الضرورة طي صفحة الخلافات الحزبية بما فيها الخلافات الايديولوجية هذا ان وجدت اساسا، والاتفاق باسرع وقت حول مصيرهذا الشعب الجريح ومستقبله من خلال أستغلال مضمون القرار الذي اصدره الاتحاد الاوروبي قبل فوات الاوان. لان ما حدث لنا في العراق كما يكتب السيد عبد الرحمن الراشد في جريدة الشرق الاوسط بتاريخ 10 أذار الجاري" ليس مجرد أزمة عابرة، بل مسألة متجذرة تعرينا وبدلا من ان نلوم القلة المتطرفة علينا ان نعترف بحقيقة اننا أمة متخلفة تعيش عصر الظلام والانحطاط بوجود "داعش" و"القاعدة" ومن على شاكلتهما من المتطرفين، وبالتالي لا يوجد مبرر ان نكابر ونصّر على حقوقنا في ملكية الاثار، الواجب يقتضي تهريبها الى حيث يمكن حفظها ورعايتها ودراستها في متاحف العالم الكبرى". 


232
أثارنا شواهد حضارية ترعب قلوب الغزاة !!

أوشــــانا نيســـان
وأخيرا نجحت عصابات "دولة الخلافة" الاسلامية في مدينة موصل، تنفيذ ما تردد أعداء الحضارة الانسانية وقوى الشروالظلام وأخرها مرتزقة جمهورية الرعب/ جمهورية الطاغية صدام حسين في تنفيذه، ذلك أثرأقتحام عناصرتنظيم "داعش" الارهابي متحف نينوى بمدينة موصل وتحطيم جميع أثاره ومعالمه التاريخية، مستخدمين جميع أنواع المطارق والمعاول والالات الكهربائية لتحطيم وتدميروتشويه القطع الاثرية والتمائيل التي يعود تاريخها الى أكثر من سبعة ألاف سنة وفي مقدمتها تمثال الثورالمجنح، بأعتباره رمزا للحضارة الاشورية التي امتدت سلطتها من وادي الرافدين حتى وادي النيل. وكان حجتهم الاساسية " أن هذه ألاصنام وألاوثان تعود لاقوام في القرون السابقة كانت تعبد من دون الله. وأن من يسمون الاشوريين والاكاديين وغيرهم كانوا يتخذون ألهة للمطر والهة للزرع وأخرى للحرب يشركون بها بالله ويتقربون اليها بشتى انواع القرابين". هذه الجريمة البشعة التي مثلما أدمت قلوب الملايين من أنصارالعلم والعقل والثقافة والتحضر، نجحت الجريمة في الكشف علنا عن خوف التيارالسلفي "المتشدد" في الاسلام السياسي عن تأريخ العراق القديم.  وان "هؤلاء الارهابيون المجرمون والبرابرة يحاولون تدمير الإرث الانساني والحضارة العراقية. سنطاردهم ونجعلهم يدفعون ثمن كل قطرة دم اراقوها في العراق ولتدميرهم حضارة العراق." يقول السيد حيدر العبادي في كلمة ألقاها في حفل افتاح المتحف العراقي في بغداد بعد 12 عاما من تعرضه للنهب في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وردا على "جريمة داعش" الخاصة بتدمير آثار متحف الموصل.
" أن قرار تدمير محتويات متحف الموصل من قبل تنظيم "داعش"، هو أبادة للحضارة البشرية وبداية تاريخ جديد لاسلمة غريبة"، يقول قداسة البطريرك لويس روفائيل الاول ساكو. صحيح أن العمل الوحشي الذي اقترفته عصابات "داعش" ومرتزقتها ضد التراث الانساني، الثقافي والحضاري العريق لآقدم حضارة انسانية وجدت على سطح المعمورة، ألا وهي حضارة الاشوريين في وادي الرافدين، هو عمل "همجي جبان" كما وصفه السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء، ولكن تاريخ العراق القديم منه والحديث، أثبت لنا أمرا بما لا يدع مجالا للشك، أن "التعددية" العرقية أو المذهبية وكل ما ينتمي الى شعار ما يسمى ب"التعائش الاخوي" أو" التعايش السلمي" في العراق العربي، كان ولايزال مجرد وهم وشعارلا يمكن له أن يتحقق من دون ترجمة هذه الاقوال والشعارات الرنانة على أرض الواقع حتى تتعزز وتتأكد مصداقية من يطرحه.
صحيح أنه مثلما أدانت معظم القيادات السياسية في العراق الجديد، شجب العالم المتحضرهذا العمل الوحشي واللانساني بحق تراث العراق القديم ومعالم الحضارة الاشورية العريقة. ولكن بأعتقادي لا تكفي عملية الشجب والادانات الخارجية قبل التفرغ من خلق المناخ الفكري والعقلاني المناسب لآخصاب بذورالتعددية، الاراء المختلفة والتعايش الحقيقي في ثرى العراق الجديد ليترسخ في عقلية كل مواطن عراقي بغض النظر عن انتماءه العرقي أو المذهبي ضمن الجبهة الداخلية. لآن التاريخ أثبت أمرا بما لايدع مجالا للشك، أن حضن ناسيوناليزمية معظم الاكثريات "الشرقية" لا يتسع لغير"نخبة" مميزة من أبناء جلدتها!! ومن المنطلق هذا تعرضت شخصيا لانتقادات حادة من "المثقفين" العراقيين بما فيهم مثقفي أبناء شعبي، حول الادعاءات القائلة عن سرقة " الاستعمار" الغربي وسطوه على ألاثار وممتلكات الحضارة الاشورية القديمة ونقلها الى المتاحف الغربية باعتبارالجريمة ويجب أعادتها، بأعتقادي، سطوة "رحيمة" قياسا وما تعانيه ممتلكاتنا من الابادة بيد وحوش هذا العصر!!
وفي الختام يجب التأكيد، أن العداء الناسيوناليزمي المتنامي أوالعداء العنصري الموجه ضد المكونات العرقية العراقية غير العربية، هو  تاريخي ممنهج ومتواصل ضد معالم الشعوب والحضارات الانسانية التي كانت موجودة وقائمة قبل الغزوات الاسلامية بألاف السنين. لذلك يمكن القول، أن الداعشي الذي كان يفتخر بمعوله وهو يحطم معالم حضارة وادي الرافدين في متحف الموصل وغيرها من المواقع التاريخية الاخرى بعد أيام من حرق الالاف من الكتب والمخطوطات التاريخية في نينوى، هو نفس الطالباني الذي دمّر أكبر تمثال لبوذا في العالم سنة 2001، شيده أتباعه في وادي باميان في سلسلة جبال الهندوكوش في القرنين الثالث والخامس الميلادي، وهو نفس "الاخواني" الذي بات يقلق مخدعه هاجس معالم مصر القديمة وعلى رأسها الاهرامات، تمثال أبو الهول وحتى نهر النيل.القول الذي أكده القيادي في تنطيم الجهاد المصري الشيخ نبيل نعيم خلال مقابلة أجرتها معه جريدة الشرق الاوسط بتاريخ 2 أذار الجاري بقوله" لا فرق بين ما يعتنقه الاخوان وداعش، لكن الاخوان بسبب ما نزل بهم من البلاءات، اتبعوا نظام "التقية" اي يقولون الشئ وهم يخفون شئ أخر..يبيحون في أنفسهم سهم تكفير المجتمعات الاسلامية وان الدول كافرة يجوز استحلال الاموال الحكومية والكذب على الناس والتجسس. ثم يضيف القيادي نفسه" أن قول القرضاوي ان البغدادي كان ينتمي للاخوان، هذا خير دليل وكانه شهد شاهد من أهلها". 
 


233
حركوا قواتكم وأنقذوا رقاب أخوانكم في سوريا من حبال المشانق!!
أوشـــانا نيســـان
من السهل على المواطن الشرقي المتهم بمسيحيته، أن يقرأ التاريخ ولكنه من الصعب عليه أن يتعلم، ويتعظ من تجارب التاريخ في سبيل ازالة اثاره السلبية على وجود ومستقبل شعبه في جميع بلدان الشرق الاوسط. لا لاعتبارات الخلل في عقلية المواطن"المسيحي" كما تعتقد الانظمة السياسية للاكثريات المسلمة وأجهزتها القمعية، وأنما بسبب اصرار المواطن نفسه للاحتراق والتحول الى قناديل مضيئة لتنير دروب الجهالة والامية التي باتت تسد أفاق التغيير والعقول لدى الاكثرية المسلمة في الشرق.
هذه الحقيقة التي اعترفت بها قيادة الحركات الوطنية في العراق وبلدان الشرق الاوسط قاطبة، خلال المرحلة التي نعتت بمرحلة مقاومة الاستعمار والتحرر الوطني، ثم أدارت ظهرها للشعوب غير العربية بعد انجازتلك  المهمة المقدسة وتحول المواطن الاقلوي غير العربي في العالم الاسلامي الى مجرد "جرثومة" يجب استئصالها، طبقا لمفردات خطابهم غير الوطني.  وما جرى ويجري وفق مخطط منتظم وموجه بحق الاشورين رغم انهم أقدم مكون عرقي عراقي سكن وادي الرافدين، ثم اصرار تنظيم "داعش" على ذبح واعدام العشرات من الاشوريين المخطوفين في محافظة الحسكة اليوم، هو دليل قاطع على انعدام الارادة الحقيقية في التغيير والتوجه نحو نظام ديمقراطي نزيه وعادل لدى مؤسسات النظام العربي في الشرق الاسط. رغم أن التاريخ أثبت مرارا، أن المواطن"المسيحي" كان ولايزال جزءا من الحلول الوطنية وليس جزءا من المشكلة التي عقدتها مشايخ السلفية ودعاة الاسلام السياسي المتطرف!!
 صحيح أن عددا كبيرا من المؤرخين، الباحثين، المفكرين وحتى القيادات الغربية تعتقد اليوم، أن خارطة الشرق الأوسط التى رسمت بعد الحرب العالمية الأولى بموجب اتفاقية سايكس –بيكو ، بحاجة الى تصحيح ، وأن الأحداث العاصفة التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة وتداعياتها المخجلة ، قد تؤدى الى أعادة رسمها من جديد، ولكن نادرا ما فكر الغرب في المبادئ التي تحكم سياساته وألية مصالحه على خارطة وجود ومستقبل الشعوب المسيحية وعلى راسها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الشرق المستبد. 
فلو رجعنا بالتاريخ الى البدايات الاولى لقرن العشرين،  وأمعنا النظر في ملف تحرير معظم بلدان الشرق الاوسط من ربق الامبراطورية العثمانية أبان الحرب العالمية الاولى، لاتضح لنا جليا التداعيات السلبية لسياسة الابادة الجماعية الاولى في التاريخ الحديث، نفذتها الامبراطورية العثمانية ضد الارمن، الاشورين السريان واليونانيين وغيرها من الشعوب والنحل المسيحية في الشرق. بمعنى أخر، أن الدعامات الحدودية لمعظم بلدان الشرق لم ترسخ أوتادها الا على اشلاء الغيارى من المكونات العرقية الاصيلة غير العربية وتحديدا ابناء شعبنا الاشوري بعد قلع جذوره التاريخية من منطقة هكاري وميديات وغيرها من المناطق واجباره على الهجرة القسرية، ليتهم لاحقا انه شعب ليس له جذور وغارق في نوستالجيته المفرطة.
 اما ما يتعلق بمخططات الاستعمار البريطاني بعد كسر شوكة العثمانيين عام 1918، وحرص بريطانيا على تثبيت أعمدة مصالحها الاقتصادية والسياسية في بلدان الشرق الاوسط، فحدث بلا حرج. فقوائم عرش المملكة العراقية لم تستقو الا وعلى الدماء الزكية التي سالت اثرالمذابح التي ارتكبت بحق الابرياء من ابناء الشعوب العراقية غير العربية وعلى راسها ابناء شعبنا الاشوري في قصبة سميل وضواحيها عام 1933.
علما أن نهج التهميش الممنهج، البطش بلا رحمة والتهجير القسري لابناء شعبنا لم ينحسر، بل تضاعفت المعاناة بعد ثورة 14 تموز 1958 والانتقال من نظام التوريث الملكي الى عصر الجمهوريات. حيث يقّر المتابع المنصف لنهج الجمهوريات العراقية، أن الاشورين كانوا في طليعة المناصرين للثورة ضد النظم الدكتاتورية في بغداد بما فيها الالتحاق بصفوف ثورة أيلول عام 1961، الثورة التي قادها الزعيم الكردي مصطفى البارزاني. حيث يذكرنا التاريخ أن أول شهيد لثورة  أيلول كان اشوريا، ولربما كانت القرى والارياف الاشورية في مقدمة القرى والقصبات التي أحرقتها ودمرتها الماكنة العسكرية للنظم المركزية وعلى مراحل.
اليوم وبعد أشتداد حدة جرائم الحركات الاسلامية المتطرفة في بلدان الشرق الاوسط وعلى راسها جرائم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام" داعش"، فأن المستهدف الاول والاخير هو وجود الشعوب والمكونات العرقية والمذهبية غير العربية وغيرالمسلمة. حيث يعرف القاصي والداني أن الفقرة الاساسية ضمن أجندة سياسة تفريغ الشرق من مسيحيه ابتدأت بسيناريو تصعيد نهج القتل والذبح وتدمير بنيّة المكونات الاصلية بعد احتلال مدينة الموصل وتوابعها في الصيف الماضي. فالاشوري الذي نجا باعجوبة من اتون محرقة سميل عام 1933، تحول أبناءه، بناته وأحفاده من جديد وقودا للمحرقة التي اشعلها تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، ذلك بعد خطفه لاكثر من 150 شخصا بينهم عددا من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ في سلسلة من الهجمات شنها مسلحو التنظيم في مناطق قرب بلدة تل تمر، بمحافظة الحسكة. 
ومن الزاوية هذه ندعوا جميع المنظمات الدولية المختصة بالدفاع عن حقوق الشعوب أوالانسان بغض النظر عن انتماءه العرقي والمذهبي، بالاسراع في الوقوف الى جانب الاشوريين المخطوفين لدى تنظيم الدولة الاسلامية"داعش"، والتحرك الفوري بهدف انقاذ رقابهم البريئة من حدة سيوف الغدر وحبال المشانق بالجملة. ولاسيما بعدما تحولت "مسيحية" المواطن الاشوري الى خيانة عظمى بعد استقلال العراق وسوريا، واليوم الى "سمة" دخول الداعشي الى الجنة والالتحاق بالحوريات التي تنتظره!!
وفي الختام ندعوا جميع القيادات السياسية لاحزابنا ومنظماتنا السياسية ان تصعد من حدة حواراتها ونقاشاتها الوحدوية في سبيل الاتفاق مع السيد رئيس الاقليم والقيادات السياسية في الاقليم، بهدف أرسال قوة عسكرية الى محافظة حسكة السورية وتحريرالاشوريين المخطوفين، لعل المبادرة هذه من شأنها أن تكون "صحوة" أشورية للاتفاق على توحيد القوات العسكرية لاحزابنا واعادة صياغة خطابها السياسي وفق منهج عصراني ووحدوي جديد.
 
 


234
خيار مسيحي الشرق بين التهميش والذبح !!

أوشــــانا نيســـان
يبدوا أن العقلية الهمجية للتنظيمات الاسلامية "المتطرفة" جدا وعلى رأسها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" والاستراتيجية المنتظمة لهذا التنظيم في تنفيذ المجازرالجماعية خلال الفترة الاخيرة، نجحت بامتياز في تعرية مضمون شعار ما يسمى زورا ب"التعاشي الهش" بين جميع الاعراق والمذاهب التي تستوطن بلدان الشرق الاوسط. حيث تعود التنظيم أن يصّور اجراءاته الدموية البشعة ضد ابناء الاقليات العرقية غير العربية وغير المسلمة، بهدف بث الذعر في قلوب الاقليات واجبارهم على الهجرة. 
حيث قبل أن تجف دماء المواطنين الابرياء من أبناء محافظة نينوى العريقة، تم ذبح       (21 ) مواطنا قبطيا مصريا في ليبيا يوم الاحد المصادف 15 شباط الجاري، ثم تأكد بالامس ، خطف 150 أشوريا على يد تنظيم داعش من قريتي تل شاميرام وتل هرمز الآشوريتين الواقعتين في محيط بلدة " تل تمر" في محافظة الحسكة السورية بعد اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب والتنظيم إثر هجوم عنيف للأخير فجرا على المنطقة.
صحيح ان قرار التنظيمات الاسلامية المتطرفة جدا وعلى راسها تنظيم "داعش" الارهابي في تصوير عمليات الذبح والحرق ضد الابرياء من أبناء الاقليات العرقية المذهبية غير العربية في بلدان الشرق الاوسط، هو نتاج الارث الثقيل الذي تركته الاجهزة الدموية والشوفينية للانظمة الشرقية وتحديدا العربية التي خططت بانتظام في سبيل محو وجود وهوية المواطنين الاصليين وفي مقدمتهم الشعب الاشوري العريق في العراق. لان جهل النظم الشرقية بتاريخها بات امرا يخوفها ويقلقها باستمرار.
أذ للاسف الشديد مثلما سكت أعلام النظم الشرقية، العربية منها والاسلامية على حد سواء في قتل وأبادة الايزيدين في مدينة سنجار وضواحيها بالامس، أطبق الصمت من جديد على أبواق نظم الاستبداد العربية والعالم كله يحبس أنفاسه ترقبا لما سيحدث للاشوريين المخطوفين من قبل تنظيم "داعش" في سوريا، ولاسيما بعدما نقلوا بعجالة الى معقلهم "الشدادة" بعيدا عن أنظار المجتمع الدولي ليلاقوا لاسمح الله مصيرهم الاسود. رغم ان الكل بات يعرف، أن هناك حساسية واضحة بدأت تطفو على السطح ضد جميع الاقليات العرقية غير العربية والمذاهب غير الاسلامية أي هاجس المجتمعات المتنوعة، وذلك طبقا للفقرات المزنرة على أجندة الاسلام السياسي الجديد، خلافا لكل الايات والسورالتي وردت في القران الكريم :
"وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ، وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً" (سورة الحديد 27). بما فيها نظرة القران الى الانجيل. حيث يرى القران أن الانجيل كتاب سماوي مقدس منزل من الله على المسيحي والمسلم وكل من أمن بالله قراءته بقوله:

"نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ" (سورة أل عمران 3و4).
وفي الختام يفترض بنا جميعا ان نعرف، أن الاشوريين المختطفين هم أبناء وأحفاد الاشورين العزل أولئك الذين نجوا باعجوبة من مخططات مذبحة سميل عام 1933،المجزرة التي خلقتها عقلية النظام العراقي الجديد واودت بحياة الالاف من أبناء شعبنا الاشوري في مدينة سميل وضواحيها. ومن المنبر هذا يجب أن نرفع صوتنا عاليا لتصحوا جميع المنظمات الانسانية العالمية من غفوتها وتسارع في تحرير الاشوريين المختطفين من قبل "داعش" وانقاذ ما يمكن انقاذه مما تبقى من أبناء الشعوب الاقليات العرقية والمذهبية الاخرى من مصيرها المحتوم في الشرق الاوسط.
 


235
داعش صناعة أمريكية بامتياز!!

أوشـــــانا نيســــان
" هل يوجد شرف في هذا العالم!! لا أعتقد ذلك، فاذا كان هناك شرف وبقي من يدعي أن له شرف، يجب أن يصرخ في أعلى صوته ويقول ان ما حدث لنا هو ليس جريمة في حق الانسانية فقط، بل هو أنحلال كامل للانسانية في زمننا هذا، زمن الديمقراطية وحقوق الانسان"، يصرخ نيافة المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف رئيس اساقفة أبرشية الموصل وكوردستان وتوابعها للسريان ويندد بجرائم "داعش" البشعة تلك التي يندي لها جبين الانسانية.
لقد نطق نيافة المطران مار نيقوديموس بالحق ونجح في تشخيص مكامن الخلل في البنى التحتية لديمقراطيات الغرب وبلدان الشرق الاوسط، خلال الكلمة التي ألقاها من منبرالمؤتمر الذي عقد في اربيل تحت عنوان " مؤتمر أربيل لآبادة الايزيدين والمسيحين"، بتاريخ 7 و8 شباط  الجاري. حيث يفترض بقيادات الغرب وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية بأعتبارها زعيمة العالم ، أن تتخلى رحمة بأرواح الالاف من المسيحين الشهداء، عن سياسة الكيل بمكيالين وتجبرحلفائها من الانظمة الدائرة في فلكها،بالمراهنة على سياسة دمقرطة مجتمعات الشرق وفق نهج انساني وحضاري متكامل، خوفا من أن تتأكد شكوكنا في كون "الغرب" الفاعل الأول والاخير وراء هذه الافعال الهمجية وأستراتيجية المخططات الاجرامية المنسقة ضد مسيحي الشرق الاوسط في سبيل تفريغ المنطقة وتحديدا عراقنا من الوجود المسيحي الاصيل.

فقد يذكرنا التاريخ، كيف وافق الاستعمار الغربي"المسيحي" على تغييب حقوق ووجود مسيحي الشرق الاوسط ضمن مساوماته المخجلة مع رؤساء العشائر العربية- الاسلامية، ابتداء من ملف معاهدة سان ريمو عام 1920، بعدما تم أستغلال قدرات شعبنا العسكرية في تحرير العراق وترسيم خارطته السياسية على دماء الغيارى من أبناء شعبنا ومأسيه وفي مقدمتها مذبحة سميل عام 1933 ومن ثم الالتفاف على حقوق شعبنا وتهميشه
تماما، ذلك من خلال تسليم كرسي السلطة بيد "أقلية – سنية" على حساب حقوق وهوية الاكثرية من ابناء الشعوب العراقية لآكثر من 82 عاما.

هذه الشريحة "السلطوية" التي مثلما فشلت في استغلال التعددية العرقية العراقية لاعتبارات عدة وفي مقدمتها عمق أزمة أو إشكالية الهوية الوطنية للنظام العراقي "القومي" المختزل في "عروبة التسنن" وحدها.
هذا السيناريو البشع كرره الاستعمار البريطاني في مصر، السودان، فلسطين، ثم استنسخه الاستعمار الفرنسي في سوريا ولبنان وغيرها من البلدان التي كان يسكنها مسيحيوالشرق الاوسط، قبل أن يستفحل دور الولايات المتحدة الامريكية وحرص الاخيرة على أعادة رسم الخريطة الجديدة للمنطقة وفق مصالحها الاقتصادية والسياسية في الشرق الاوسط.
حيث يعرف الباحث المطلع على البدايات الاولى لانهيارما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي، أن احتلال القوات الروسية لآفغانستان عام 1978 كانت بمثابة كعب أخيل ذلك النظام الشيوعي الذي تهاوى وانهار رسميا عام 1991، ولاسيما بعد أشتداد وتعاظم دور الاسلام السياسي في المنطقة تلك.
أما الغرض من هذا الشرح أوالسرد التاريخي المبسط للتطورات السياسية في بلدان الشرق الاوسط وتحديدا في أفغانستان خلال العقود الثلاثة الاخيرة، فان المتابع يتذكر، كيف نجحت الدبلوماسية الامريكية في أستغلال ظاهرة الاحباط الفكري والنفسي في العالمين العربي والاسلامي، بعدما وجدت ضمن الاجواء النفسية المفعمة باليأس أوالمناخ الانهزامي الذي أصبح أرضا خصبا لزرع بذورالاسلام السياسي بأعتباره البديل المذهبي والايديولوجي لتراجع الماركسية والشيوعية، دون التفكير في عواقب النهج أوالتغيير أو حتى مردوداته السلبية على وجود ومستقبل الملايين من مسيحي الشرق الاوسط.

ومن المنطلق هذا يمكن للمتتبع أن يلاحظ، كيف تصاعدت حدة البطش، التهميش والقتل ضد مسيحي الشرق الاوسط عموما واجبارهم على الهجرة القسرية أو قتلهم أو ذبحهم بالجملة في حال البقاء والتشبث بالوطن، اثر تعاظم شوكة الحركات الاسلامية المتشددة وعلى رأسها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش". هذا التنظيم الاجرامي الذي يعتبرنسخة متطورة من التنظيم الذي صنعته المخابرات الامريكية وجندت له الالاف من الاسلامين المتشددين في دول الغرب، بهدف وقف زحف القوات السوفيتية في أفعانستان أولا ثم زعزعة بنيان الانظمة العربية التقليدية بزلزال ما سمي ب"الربيع العربي" ثانيا، وثالثا كشف أوكارالسلفيين المتشددين في المنافي والاغتراب وتنظيف الغرب من شرورهم.

لآن الغرب وكما يؤكد غبطة البطريرك بشارة الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للطائفة المارونية، "لا يرى أي مشكلة في التحالف مع الجماعات الإسلامية المتشددة والإخوان المسلمين، ما دام هؤلاء يوفرون مصالح الغرب. وتأكد أيضاً أنه ليس على جدول أعمال الدول العظمى أية إشارة إلى ما يعرف بحقوق الأقليات الطائفية أو المخاوف الفاتيكانية على مسيحيي الشرق".
حيث للاسف الشديد بات من الطبيعي جدا، أن نسمع أو نقرأ بانتظام خبر ذبح أصحاب الارض الاصليين في العراق، وانتهاك اعراضهم واغتصاب نسائهم في الموصل أوغيرها من المدن والقصبات التابعة لبقية المحافظات العراقية في العراق الجديد، لانهم مجرد حفنة من المسيحين التعساء!!
ومن طبيعي أيضا أن تذبح العمالة المصرية، لآن الضحايا مجرد مجموعة من الاقباط المسيحين العاملين في ليبيا !! أو يذبح المواطن السوري أو اللبناني بتهمة المسيحية في دولة الاسلام. وأخيرا طبيعي جدا أن تصّور عملية خطف الكاهن، الاسقف أو أي رجل من رجالات الدين المسيحي وهو يذبح من دون رحمة ضمن الجمهوريات التي تسهرالمخابرات الامريكية والغربية على أمنها ومستقبلها في الشرق الاوسط. ولربما اسقاطات الواقع هذا أجبرت نيافة المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف أن يصرخ ويقول
" هل يوجد شرف في هذا العالم!!".
.


236
تضليل ألامة حلال أما تسريب المعلومة حرام !!


أوشــــانا نيســـان
يعتصرني الالم وأنا أدون تفاصيل هذا المقال ليس دفاعا عن شرف المهنة التي زاولتها بالامس وأزاولها اليوم بكل صدق وأمانة، بل بسبب الدرك التي ألت اليه الاوضاع الفكرية، السياسية، الاجتماعية، وحتى الكنسية لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. حيث المتّبع في العرف الصحفي يقضي، أن تعبر الصحافة تعبيرا صادقا عن مصالح الامة ومستقبل الشعوب، وان قدرة الصحفي أو حرص الناقد العضوي في تحريك الجمود الفكري أو السياسي المسيطر، لا يعطلهما هاجس الخوف من المنظرين التقليدين ولا التردد من التعليقات الصفراء التي تعود هذا العاطل عن العمل أو ذاك أن يسطرها في نهاية كل مقال. لآن الواضح أن الكتابات المنشورة وللاسف الشديد، باتت تعبرعن أجتهادات "شخصية" أو انفعالات "حزبية" غير مثقفة، لآن الثقافة أساسا تعني القدرة على التفكير وصياغة الرؤية المستقبلية للشعوب في سبيل تجديد روح الابداع السياسي والفكري وتوسيع أفاقهما قدر الامكان.
وبهدف اثبات مصداقية القول، زرت صفحة عنكاوا الغراء في الثامن من شهر شباط الجاري، فوجدت هموم كتابنا ونتاجاتهم تمحورت حول المزاجية، وأقل ما يقال عنها أنها مجرد صفحات طواها الماضي البعيد، باستثناء التبعية العمياء لشروحات بعض رموز الاحزاب والاجتهادات الفردية التي لا تنتمي الى منطق العقل والشرع وفي طليعتها:
- رغبة الاكثرية من كتابنا في تجاوز خطوط الحمر بهدف التعرض الى رموز الامة وقياداتها التقليدية وتحديدا قياداتنا الكنسية وفي طليعتهم كرسي غبطة بطريركنا الجليل مار لويس روفائيل الأول ساكو، رغم تحركات غبطته الملحوظة وزياراته الرعوية للاطمئنان على حياة وسلامة أبناء رعيته في عموم العراق في زمن تحولت فيه فكرة السفر والانتقال الى مجرد أمنية بسبب الظروف الامنية المعقدة.
هذه الزيارات الرعويّة الى جانب الحملة الاصلاحية التي اطلقها غبطة البطريرك ضد الفساد المالي والاداري ضمن مؤسسات الكنيسة، كانت بمثابة نقطة التحول في نهج العلمانين ونظرتهم الى الدين والمتدينين. ولاسيما بعد أجتماع الأساقفة الكلدان بسينودس في بغداد يوم السبت 7 شباط الجاري. حيث تطرق الاجتماع ولربما للمرة الاولى وعلى المستويين الكنسي والعلماني ليخرج ببيان يوحي إلى غدٍ مشرق ومسيرة جديدة بخطوات منظمة للعلمانيين من خلال الرابطة الكلدانية المزمع تأسيسها لاحقا.
- توظيف ظاهرة النوستالجيا في فهم الحاضر وتحليل أفاق المستقبل، وذلك من خلال اصرارأولئك المتأثرين بالفكر الماركسي - الاشتراكي من الرفاق القدماء فى التشبث بأوراق الماضي وعدم الانفكاك عن ملف نظام العراق القديم رغم تداعيات الملف ومخرجاته على وجود وحقوق الشعوب العراقية غير العربية.
حيث تعود العديد من الكتّاب العراقيين ان يتغنوا بالثورات والانقلابات العسكرية التي الّتفت على أجندة الديمقراطية والعدالة وأفرغتها عن محتواها الحقيقي ولم تجلب على العراق غير الكوارث والماسي منذ اليوم الاول لاحتلال كرسي الحكم ولغاية يومنا هذا.
هذا بقدر ما يتعلق الامر بكتاب الاكثريتين العربية والكردية أما ما يتعلق بطروحات معظم كتابنا فالامر لا يختلف كثيرا، بسبب التداعيات التاريخية للاحباط المسيطر على عقلية أبناء شعبنا وغياب الحلول الواقعية والشرعية لازمة نظام الحكم في العراق القديم. حيث بدلا من الاصرار على المضي قدما في نهج فصل الدين عن الاجندات السياسية المشبوهة، يبحث أحد كتابنا وفق سياق تاريخي مطّول عن ألاسباب التاريخية وراء مقاطعة رجالات الدين المسيحي وعدم اشراكهم ضمن لائحة القيادات السياسية تحت عنوان   " فشل إشراك بطاركة كنيسة المشرق في العمل السياسي".
 
- النقطة الاخرى والاهم باعتقادي، تتعلق بحرص معظم قياداتنا الحزبية وتحديدا الرموزالمتنفذة منها في حجب الحقائق المزنرة على صدر أجندة اجتماعاتهم وسجالاتهم خلف الابواب المغلقة بعيدا عن مسامع وانظارالشعب، لربما بسبب غياب مؤسسات الصحافة والاعلام الحقيقي لابناء شعبنا داخل الوطن وخارجه. بحيث بدأ يتسرب هذا "الوباء " شيئا فشيئا إلى أذهان الاكثرية من كتاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وذلك بعد اصرارهم على تفضيل الهوية الحزبية الضيقة على هويتنا القومية الوطنية.

أما المعلومة التي يفترض بالصحفي المحترف أن يتسابق في كشفها ونشرها وفق معايير العرف الصحافي، لا تتعلق ومضمون المكالمات التلفونية التي تجري بانتظام بين السياسين داخل الوطن وكتابهم في دول المهجر، ولاسيما بعدما نجحت في رفع راية الهجرة المعاكسة لوحدي ولملمت أوراقي وحملت حقائبي وانتقلت الى داخل الوطن نهائيا. علما انه أصبح بأمكاني اليوم تسريب المزيد من المعلومات التي اعتبرها السياسي "المتنفذ" سرية للغاية ويعتاش عليها هو وطابوره من الكتاب في المهجر. في وقت  يفترض بمسألة تسريب  المعلومات أن تكون في غاية البساطة لسبب بسيط مفاده، ان ما يواجهه شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من تحديات جسيمة في وجوده ومستقبل بقائه على أرض الاباء والاجداد، هي أكبر بكثير من سلبيات النشر أو التسريب كما يقال. 

ومن المنطلق هذا يمكن القول، ان نشر الصديق أنطوان الصنا مقاله المعنون" تسريبات الكاتب اوشانا نيسان من داخل اجتماع قيادة التجمع بغياب زوعا" على صدر صفحة عنكاوا الاليكترونية بتاريخ 7 شباط الجاري، لا يمكن اعتباره نوعا من الممنوعات، في وقت يعرف الصحفي المحترف وأشدد الصحفي المحترف، أن ظاهرة تسريب المعلومات "السرية" والمعروفة اعلاميا بالسبق الصحفي(SCOOP) هي ظاهرة متبعة في جميع البلدان الديمقراطية وعلى راسها صحافة زعيمة العالم الولايات المتحدة الامريكية منها، تسريبات "إدوارد جوزيف سنودن" خلال شهر يونيو 2013 والذي كان يعمل اساسا كمتعاقد تقني وعميل مع وكالة الأمن القومي الأمريكية.
عليه يفترض بالقارئ الكريم أن لا يستغرب كثيرا وهو يلاحظ ان جل التعليقات المذيلة للّرد الذي نشره الاخ أنطوان الصنا حول مقالي، دارت حول المفردات المتعلقة بنهج الحركة الديمقراطية الاشورية ولا نقد مضمون الطروحات التي نشرتها أنا أوالسيد أنطوان الصنا على حد سواء.   

237
أحزابنا القومية ومهام أجهاض الهوية القومية!!
أوشـــانا نيســـان
من حق المواطن أي مواطن غيور من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري أن يطرح التساؤل الاتي: لماذا نجحت الجرائم الوحشية لتنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" الارهابي وأخرها جريمة أحراق الطيار الاردني معاذ الكساسبة حيا، في أستنفار مشاعر العالم المتحضر كله باستثناء مجموعة من القيادات الحزبية لتجمع تنظيمات شعبنا وأحزابه السياسية في العراق؟ حيث أنفض أخر أجتماع لتجمعهم مساء يوم الاربعاء المصادف 4 شباط الجاري وبعد ثلاث ساعات متواصلة من النقاش من دون تفاهمات أو اتفاقات تذكر، بعد أصرار "القيادات المتنفذة" على وضع العقبات والشروط التعجيزية بحيث أصبحت الخلافات بين الاطراف سيدة الموقف!!
حيث سربت جهات مختلفة قبل الاجتماع،أن معظم أحزابنا متفاهمة وقريبة من تحقيق الاتفاق على الاقل ما يتعلق بالبندين الاساسين ضمن أجندة الاجتماع، وفي طليعتهما مسألة توحيد جيش الدفاع عن سهل نينوى أولا، ومن ثم الاتفاق على وحدة الكلمة ثانيا، عادت المصادر نفسها لتؤكد، أن الإجتماع الذي عقد مساء هذا اليوم هو أحد أسوأ الإجتماعات التي عقدتها الاحزاب والتنظيمات السياسية التابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
والعلة الاساسية بأعتقادي باتت معروفة للجميع، ألا وهي مسالة  عدم الانتماء، بمعنى أخر عدم انتماء الخطاب القومي – الوطني لاحزابنا الى حضن الشعب وهويته القومية. فالخطاب السياسي لأحزابنا بات اليوم ممزقا بين العقليتين/ عقلية غير قادرة على الاندماج مع المتغيرات الجديدة في عراق ما بعد الطاغية وما زالت ترفض مغادرة عقلية السلطة المركزية، وعقلية أخرى تحاول قدرالامكان الاندماج مع  المستجدات السياسية التي طرأت في العراق الجديد وفي طليعتها تجربة الديمقراطية وقضية الاعتراف بحقوق شعبنا في الاقليم الكوردستاني. أذ على سبيل المثال لا الحصر، قررت القيادات السياسية في الاقليم وعلى رأسها السيد رئيس الاقليم مسعود البارزاني باعتباره رئيسا للقوات المسلحة، أنه من حق جميع المكونات العرقية والمذهبية في الاقليم تشكيل القوات العسكرية التابعة لها في سبيل الدفاع عن وجودها وتأمين حقوقها القومية والوطنية، ولاسيما بعد الاعتداءات الوحشية التي نفذها تنظيم داعش الارهابي في مدينة موصل وسنجار وغيرها من المدن والقصبات التابعة لمحافظة نينوى.
حيث قانونيا يفترض بالقوات العسكرية التابعة لآبناء شعبنا أن تكون جزءا من المنظومة العسكرية في الاقليم وعن طريق وزارة البيشمركة، ولكن بشرط حق الاحتفاظ بخصوصيتها القومية وقيادتها مستقبلا في مناطق تواجدها ضمن الاقليم. هذه الاستعدادات والتفاهمات القانونية التي أكملتها قيادة حزب بيت نهرين الديمقراطي بالاتفاق مع وزير البيشمركة السيد مصطفي سيد قادر وهوعضو في حركة التغيير، بهدف الاحتفاظ بخصوصية جيشنا وتأمين تدريباته العسكرية واللوجستية بما فيها الرواتب قبل الانتقال الى معسكراته في سهل نينوى. هذه القوة العسكرية "قوات سهل نينوى" التي يمكن لها أن تكون نواتا لجيش الدفاع عن وجود وحقوق شعبنا في مناطق سكناه، في حال الاتفاق على الخروج من تخوم الانانية المفرطة التي تعيشها معظم قياداتنا الحزبية.
في حين أصرت بقية القيادات السياسية لآحزابنا على الحاق جيشنا بالقوات العسكرية التابعة للحزبين الرئيسين في الاقليم بدلا من الانظمام الى جيش عقائدي موحد ذو قيادة قومية متناغمة.
أما النقطة الثانية والاهم، تتعلق واصرار بعض القيادات الحزبية في تقزيم دور أحزابنا وطاقات مثقفي ومفكري  شعبنا من خلال تهميش دور السياسي المثقف والاستراتيجيات القومية الفعالة أثر المراهنة على الاغراءات التي تقدمها الاكثريتين.
أذ على سبيل المثال، تعودت القيادات السياسية والحكومية في الاقليم أن تجتمع مع القوى السياسية الرئيسية في الاقليم والمشاركة في الحكومة من دون دعوة قياداتنا الحزبية وأخرها اجتماع رئيس حكومة اقليم كوردستان السيد نيجيرفان البارزاني مع الاحزاب السياسية الفاعلة والمشاركة في الحكومة بمدينة أربيل بتاريخ 2 شباط الجاري، من دون دعوة أومشاركة أي قيادي أو حزبي من أحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. علما أن اجندة أجتماع أحزابنا السياسية بالامس طبقا لمصدر رفض الافصاح عن اسمه خلت تماما من ذكر هذه النقطة رغم أهميتها وتحديدا خلال هذه المرحلة الراهنة.



238

صدام زور تارخ نينوى وداعش يفجر أسوارها
أوشـــانا نيســـان
الغريب أن قوائم النظام السياسي في العراق" العربي" لم تستقو يوما رغم مرور ما يقارب من مائة عام، الا على جثث واشلاء ابناء الشعوب العراقية غير السنية وغير العربية وعلى راسها أبناء شعبنا رغم أعتباره أقدم مكون من المكونات العرقية العراقية التي نجحت في وضع أبجديات أول حضارة انسانية متكاملة/ حضارة شعبنا الاشوري على ضفاف دجلة والفرات. حيث على العراقي الغيور أن يقّر علنا أن القيادات التاريخية للدولة العراقية التي تباهت كثيرا بأنتماءها الى الحضارة الاشورية العريقة، لم تتجرأ يوما في الاعتراف بانتماءنا العراقي الاصيل ولا بشرعية حقوقنا الوطنية جنبا الى جنب بقية الشعوب العراقية، بل ظلت تصّر عمدا على أجبار المواطن الاشوري الاصيل في الاحساس دوما أنه مواطن "أقلوي" مهان ولايحق له المشاركة في مفاصل النظام السياسي ومؤسساته باعتبار "المسيحية" تهمة أولا، ثم اجباره على ترك الوطن والانظمام الى قافلة من قوافل الهجرة القسرية لينعت في النهاية بأن الهجرة مطلبه الاول والاخير ثانيا!!
فالمطلع على المخاض العسير الذي سبق ولادة تخوم خارطة العراق الحالي وقرار انضمامه الى عصبة الامم عام 1933، يعرف جيدا أن عربون الانظام الى تلك المنظمة الدولية كانت مجزرة دموية بشعة أودت بحياة أكثر من (5) ألاف مواطن أشوري برئ في مدينة سميل وضواحيها عام 1933.
هذه الجريمة التي أصبحت وصمة عار في جبين الانظمة المركزية التي تفننت في عملية تهميش  المواطن الاصيل وتحديدا المواطن الكلداني السرياني الاشوري، بعدما حولت تاريخه العريق الى هاجس مخيف بات يؤرق مخدع صناع القرار السياسي في العراقين ابتداء من العراق الملكي عام 1921 وانتهاء بالجمهوريات العراقية الاولى والثانية 2003.

حيث لم تتخلص القيادات السياسية للجمهوريات العراقية من شكوكها تجاه الهوية الوطنية للعراقيين الاصلاء، لانها جاءت اصلا على ظهورالدبابات بعد الاطاحة بالعهد الملكي في 14تموزعام  1958 ، بل استفحل الشك  في ذهن هذا الرئيس الانقلابي او ذاك الطاغية يوما بعد يوم.
حيث يذكرنا التاريخ، أن جرائم ميليشيات ما كان يسمى بالقومين العرب ضد الابرياء من ابناء شعبنا في الموصل وكركوك وغيرها من المدن العراقية في  الخمسينات والستينات من القرن الماضي، لم تفلح يوما في تقديم الحلول الوطنية الناجعة لأحتواء الحواضن الموبوءة وتشجيعها على محارية الطائفيين والعنصريين والارهاب، بل سارع جميع زعماء العراق واخرهم الطاغية صدام حسين،  للعمل وفق مخططات شوفينية ومؤامرات ممنهجة في تدميرأواصر الاخوة والمواطنة والتعايش بين جميع أبناء الوطن الواحد. هذا النهج الطائفي الذي  نما بعد السقوط وفي ظل اشتداد النزاعات الطائفية  في خلق بيئة مناسبة لاشتداد جميع أنواع التطرف والطائفية واخرها تنظم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" هذه الايام.
ومن الزاوية هذه يمكن القول، أن أصرارالانظمة العراقية التي تعاقبت على حكم العراق القديم في نشر ثقافة الكراهية والعنصرية وتزوير تاريخ المواطنين الاصليين وفي مقدمتها الحملة العنصرية التي أطلقها الطاغية تحت عنوان حملة " أعادة كتابة التاريخ العراقي" في سبيل تزويرتاريخ العراق، كانت سببا في خلق المزيد من الحواضن الموبوءة بالاحقاد والكراهية على كل ما هو وطني أصيل وشريف.
 
فالمواطن العراقي الذي قدر الله له النجاة من سجون جمهورية الرعب وأجندتها اللاوطنية، يعرف جيدا كيف نجحت محاولات الانظمة المركزية خلال 82 عام، في نزع المواطنة العراقية "الحقيقية" من الاكثرية العربية وتهميشها بتهمة التشيع والشعوبية، ونعت العراقيين غير العرب واتهامهم بتهمة عدم سريان الدم العربي "النقي" في عروقهم وأنهم عملاء خونة مرتدون ومرتبطون بالاجنبي.
الاجندة المذكورة اعلاه لم تختلف بنودها كثيرا عن البنود المزنرة هذه الايام على صدر أجندة الدولة الاسلامية في العراق والشام"داعش"، رغم الفارق الزمني الطويل بين المرحلتين، بل يمكن اعتبارها امتدادا لنفس النهج. فتاريخ الحضارة الاشورية غير العربية التي أقلقت مضجع رئيس جمهورية الخوف الطاغية صدام حسين وأجبرته على وجوب اعادة كتابة تاريخ العراق وتزويرها لتتفق ومفردات نهجه القوموي –العروبوي، هو نفس النهج الذي أعلنه تنظيم داعش قبل أيام. حيث ذكرت شبكة "إرم" الإخبارية، نقلا عن سكان منطقة "باب نركال" المتاخمة لسور نينوى التاريخي، إن "عناصر تنظيم داعش المتشدد فجروا بوابات سور نينوى التاريخية والعائدة للعهد الآشوري في مناطق شمال شرق مدينة الموصل، بعد تفخيخها على مدى ثلاث أيام مضت".
وأضافوا أن "التنظيم جلب قبل تفجير البوابات، فريق خبراء يضم أجنبيين، رفع أربعة تماثيل للثور المجنح والعائدة للحقبة الآشورية، ونقلها إلى خارج المدينة، كما فعل التنظيم من قبل في موقع آثار النمرود، جنوب شرق الموصل".
وفي الختام يجب التأكيد، أنه على المواطن العراقي بغض النظر عن انتماءه العرقي، المذهبي أو حتى السياسي ضمن العراق الجديد / عراق ما بعد الدكتاتورية، أن يفتخر بالتعددية العرقية والمذهبية التي باتت تزخرف النسيج الوطني العراقي. فسور نينوى لم يعد مجرد معلما يعود تاريخه الى الحضارة الاشورية التي يمتد تاريخها الى 6765 سنة وحدها، وانما يعد معلما من المعالم العراقية الاصيلة لكل عراقي ناضل الدكتاتورية بالامس ويحاول اليوم خلق الاجواء السياسية الملائمة لترسيخ بذور الديمقراطية والعدالة في ثرى العراق الجديد.


239
لكي لا يتهم فدائيي سهل نينوى بتهمة الليفي !!

أوشـــانا نيســـان

قد لا نكشف سرا في القول علنا، أن "حفنة" من القيادات الحزبية "المتنفذة" لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري،  تصّر ومن دون أدنى حرج على دفن رأسها كالنعام في الرمل لتتغاضى عما يدور حولها من التطورات الخطيرة والمستجدات السياسية المقلقة التي باتت تخيم على مستقبل العراق الجديد  وأخرها الجرائم والاعمال الوحشية المنتظمة التي أرتكبتها وترتكبها عصابات "الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش" بحق الابرياء من أبناء الشعوب العراقية عامة وأبناء شعبنا المسالم على وجه التحديد في مدينة موصل والاقضية والنواحي التابعة لها. هذه الجرائم التي بدأت تتضاعف فيها مشاهد الذبح والقتل والسحل والاغتصاب وأجبار ما تبقى من مسيحي مدينة موصل على ترك الديانة المسيحية وأعتناق الدين الاسلامي قسرا.
حقا أنني وغيري من الاقلام المقلقة نبهنا مرارا من خلال منبر "عنكاوا"المستقل، وحذرنا من مغبة الاصرار على الانجرار وراء البنود المزنرة على أجندة الاكثريتين، بعدما شعرنا منذ فترة ليست بقصيرة أن "مجموعة " من قياداتنا الحزبية مثلما فقدت للاسف الشديد بوصلتها القومية فقدت مرجعيتها المعيارية التي تحدد ما هو "فعل قومي نزيه" وما هو " فعل قومي متواطئ" منذ فترة تتجاوز العقود. هذه الاشكالية التاريخية التي تذكرنا دوما ان الاقوياء حين يلعبون يدفع المهمشون الثمن عاليا.
حقا أن أشتداد حدة الاحداث الدموية والفواجع الامنية التي دفعت بأبناء شعبنا في سهل نينوى الى النزوح قسرا، نجحت في تعميق الاجواء المشجعة للهجرة وترك الوطن بأمتياز، لتضيف كل يوم مزيدا من النخر الى جسد هذا الشعب المثخن أساسا بجراحات عميقة وهو على أرض أباءه واجداده.
اليوم ونحن نقف على مفترق طرق في ما يتعلق بتحديد الملامح النهائية لخارطة عراق فيدرالي جديد بدأ  ينهض من بين ركام الانظمة المركزية الشوفينية،علينا أن لانتيأس ويجب أن تبقى شعلة الامل وهاجة تضئ لنا طريق المستقبل مهما أشتد الظلام. حيث أكد الواقع أن الحاكم العراقي "الجديد" مثلما لم يتردد يوما في الاعتراف بحقوقنا لا يمكن له أن يفكر لاحقا في أخفاء الشعلة الحضارية لآبناء شعبنا باعتباره أقدم مكون عرقي عراقي ضمن العراقين القديم منه والجديد، ولاسيما بعد تشكيل غرفة عمليات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية في الاقليم الكوردستاني. 
هذا التفاهم الدولي الذي نجح في تحويل الاقليم الى رقم دولي صعب في منطقة الشرق الاوسط باسرها. وان المبادرات القومية لبعض احزاب شعبنا في تشكيل جيش عقائدي مؤمن بقضية شعبنا العادلة والمشروعة بهدف حماية الوجود والدفاع عن كرامة شعبنا، وفي مقدمتها المبادرة "الوحدوية" للحزبين الحليفين اتحاد بيث نهرين الوطني وحزب بيت نهرين الديمقراطي بأعتبارها أول مبادرة تتجاوز أجندة الحزب الواحد، والاعلان عنها رسميا بعد وضع الحجر الاساسي لتشكيل مقر قوات سهل نينوى في مدينة تلسقف بحضورعدد غير قليل من المسؤولين السياسين والعسكرين والامنيين في الاقليم بتاريخ 6 كانون الثاني المنصرم، يفترض ببقية الاحزاب والقيادات السياسية أن لاتتردد في  دعم هذا المشروع القومي- العسكري وتلتف حوله بهدف الدفاع عن هذه المبادرة التاريخية قبل فوات الاوان.
لأن المبادرة جاءت طبقا للقرار الذي أصدرته وزارة البيشمركة بأمر من السيد رئيس الاقليم الكوردستاني، في تشكيل أفواج لكل الأقليات ضمن تشكيلات البيشمركة وسيتم تدريب المتطوعين من أبناء هذه الأقليات لتتولى فيما بعد حماية مناطقها.
ومن خلال المنبرهذا ندعوا جميع الآحزاب والمنظمات السياسية لابناء شعبنا من دون تمييز أن يستفيق الضمير المستتر لبعض قياداتنا من قفص أنانيته ولو مرة، وتطلق القيادات تلك حوارا من شأنه أن يتجاوز عقبة الخلافات المصطنعة بغية جمع القواسم القومية - الوطنية المشتركة ضمن هذا المشروع العسكري الذي يعتبر بحق ضمانا للحفاظ على هويتنا القومية وحقوقنا الوطنية المشروعة في سهل نينوى.
صحيح أن الكل بات يعرف جيدا أن مرجعية قياداتنا الحزبية باتت مقسمة اليوم أكثر من اي وقت مضى بين العراقين/ العربي في بغداد والكوردستاني في أربيل. ولكن التساؤل الذي يطرح نفسه بالحاح ضمن هذه المرحلة الحرجة من تاريخ شعبنا العريق هو:
وهل يعقل أن ينتظر شعبنا 82عاما أخرى ليعترف العراق العربي بحقوقنا الوطنية الشرعية تلك  التي أعترفت بها القيادات الكوردستانية في أقل من ثماني سنوات؟
صحيح أيضا، أن القيادات الكوردستانية باتت في حيرة من أمرها بسبب حالة الفرقة والتمزق وعدم الاعتراف بالاخر في صفوف قياداتنا، هذه المحنة التي أصابت عقلية العديد من المتحزبين، بسبب غياب دور الشعب التوازني ودورالمثقف المحايد بالاضافة الى دور المغترب المنتمي  لهموم شعبه ووطنه ضمن هذه المعادلة الصعبة


240
قوات سهل نينوى بين الواقع الوطني والحلم القومي!!
أوشــــانا نيســــان
" اليوم بدأ الامل يزحف الى قلوب هذا الحشد الذي يدفعه الحنين أن يجتمع كل يوم تحت سقف مقر حزبكم في تللسقف ليعيش يوما فرحة الانتصار على الداعشين الدمويين والعودة الى المدن التي هجرها أهلها خوفًا من فتك التنظيم الإرهابي بهم"، يقول مواطن من أبناء شعبنا حضر مراسيم افتتاح "مقر قوات سهل نينوى" في مدينة تللسقف بتاريخ 6 كانون الثاني 2015. علما أنه حضر الاحتفال عددا من المسؤولين السياسين والامنيين في الاقليم للمشاركة ضمن أجواء هذا الاحتفال التاريخي.
خلال كلمة الافتتاحية رحب السيد هكاري سكرتير حزب بيت نهرين الديمقراطي بالاتفاق مع السيد يوسف يعقوب( أبو فادي) رئيس اتحاد بيث نهرين الوطني، رحبا بالحضور الكريم على تلبيتهم الدعوة واشادا بكل المساهمين في إنجاح هذا المشروع القومي التاريخي لينسجم تماما وجوهرالمستجدات السياسية التي طرأت في العراق الجديد/ عراق فيدرالي وديمقراطي عادل، لتتفق بالتالي مع مخرجات الوحدة التي أجمع عليها أبناء شعبنا بكل تنظيماته السياسية والحزبية للمرة الاولى في تاريخنا السياسي الحديث.

كما وأكد السيد هكاري خلال اعلانه الرسمي عن تشكيل قوات سهل نينوى، أن جيشنا هذا سيكون انشاءالله، النواة الاولى لتحقيق حلم شعبنا القومي من خلال المشاركة في وقف المجازر البشعة بحق العزل والابرياء من أبناء شعبنا وبالتالي تحرير جميع المدن والقرى التابعة لابناء شعبنا تلك التي دنستها عصابات داعش الارهابية منذ السابع من أب/أغسطس المنصرم. هذا الانجاز التاريخي الذي سينجح لامحالة في وضع قاطرة حقوقنا المشروعة على سكتها الوطنية الصحيحة وفي طليعتها مسألة أستحداث محافظة أو الحكم الذاتي لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى. 
هذه الرسالة الوحدوية التي اتفق جوهر مضمونها مع  مفردات الكلمة التي تلاها السيد ممثل الحركة الديمقراطية الاشورية حين أكد بقوله" نأمل أن نفلح جميعا في توحيد جميع قوات شعبنا حول هذه النواة في سبيل تحقيق جميع بنود أجندة حقوقنا القومية داخل الوطن والدفاع عنها". الامر الذي ان دل على شئ انما يدل على حرص القائمين بهذا المشروع القومي في اعادة صياغة أستراتيجيتنا القومية وفق المتغييرات السياسية التي بدأت تطفو للعلن ضمن العراق الجديد.
لقد تعود التاريخ أن يعيد نفسه في العراق مرارا وتكرارا من دون تغيير، ولكن يبدوا ان "نخبة" من قياداتنا السياسية تعلمت الدرس جيدا وقررت هذه المرة أن تتعايش مع وجهات نظر بعضها البعض لمواجهة الاخطار التي تحدق وجود ومستقبل شعبنا الابي. حيث مثلما بات حديث الهجرة وترك الوطن للاسف الشديد حديث الشارع العراقي هذه الايام، سينجح المشروع القومي- التاريخي الذي أعلنه ال"بيت نهرينين" في تحقيق حلمنا القومي على أرض الاباء والاجداد، وتطمين المغترب داخل وطنه للبقاء وبالتالي خلق الاجواء السياسية، الذهنية وحتى الفكرية الملائمة في تشجيع الهجرة المعاكسة لاحقا!!

صحيح أن شعبنا تعرض ويتعرض بأنتظام الى مجازر وانتكاسات متتالية منذ تشكيل النواة الاولى للنظام المركزي العراقي في بغداد قبل 94 عاما ولحد يومنا هذا، ولكن قرار تشكيل"قوات سهل نينوى" من شأنه أن يبعث برسالة طمأنة لجميع أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن وخارجه ويؤكد لجميع القيادات السياسية العراقية من دون تمييز، أن زمن تهميش أقدم مكون من المكونات العرقية والمذهبية في وادي الرافدين وهو شعبنا العريق قد ولى بلا رجعة، ولاسيما بعد اعتراف القيادات السياسية في كل من بغداد وأربيل بأصالة شعبنا على أرض هذا الوطن وفق بنود وفقرات الدستور الوطني في العراق الجديد.

ومن المنطلق هذا يفترض بنا جميعا "أن نهيب بجميع مؤسسات شعبنا القومية بمختلف توجهاتها إلى التعاون معنا، ودعم وإسناد هذه القوة من أجل تحقيق هذا الواجب القومي والوطني المقدّس، كما أن الدعوة موجّهة إلى ابناء شعبنا للانخراط في صفوف هذه القوة العسكرية لنيل شرف المشاركة في تحرير مناطقنا، جنباً إلى جنب مع قوات البيشمركة والقوات العراقية الأخرى، والدفاع عنها بعد التحرير, وعليه ندعوا كافة أحزاب شعبنا ثانيةً، والتي شكّلت قوات عسكرية للتنسيق معاً، لتشكيل قوة نظامية مشتركة خاصة بشعبنا، وأداء الواجب المقدس الملقى على عاتقنا بأمانة واخلاص"، كما جاء في ختام البيان المشترك الصادر عن قيادتي حزبي اتحاد بيث نهرين الوطني وحزب بيت نهرين الديمقراطي.
 
   


241
 
الاعتراف بنا في خيمة للنازحين أكبر من دستور مجلس المزورين!!
أوشـــانا نيســـان
"أدعوكم الى التحلي بالصبر وعدم الخوف من العدو، هذا العدو الذي لم يتبق من عمره الكثير، لآنكم أصحاب أصلاء لهذا الوطن وعليكم ان لاتفقدوا الامل بتحسن الاحوال وأن حلم جميع المكونات الكردستانية كالمسيحين، الايزيدين، الشبك والتركمان، هو التعايش والسلام والطمأنينة"، يقول رئيس وزراء الاقليم الكوردستاني السيد نيجيرفان البارزاني خلال مشاركته في قداس في خيمة للنازحين بمناسبة عيد الميلاد المجيد في ناحية عنكاوا/ أربيل.

"نتقدم بازكى التهاني واطيب الأمنيات للإخوة المسيحيين بأن يكون العام الجديد عام أمن واستقرار وازدهار، وان ينعم المسيحيون وكل العراقيين بكل أمان وحرية بين أهلهم وأبناء وطنهم"، ثم يضيف البيان " ان المسيحيين اثبتوا في هذه المواجهة، أنهم أبناء أوفياء وأصلاء لهذا الوطن"، يكتب السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي في بيانه المنشور بمناسبة حلول أعياد ميلاد السيد المسيح في العراق والعالم كله.
 "أن شعبنا هو شعب أصيل لهذا الوطن"، جملة نطقها كل من دولة رئيس الوزراء الكوردستاني السيد البارزاني والسيد رئيس الوزراء العراقي حيدرالعبادي من دون تردد، في وقت ترددت فيه جميع الحكومات العراقية ولم تجد الجرأة خلال 82 عاما، أن تنطق هذه الجملة المقتضبة أو شهادة الاعتراف مطلقا. حيث لازالت تتردد في مخيلتي ومخيلة الالاف من أبناء شعبي المضطهد، كيف كتب علينا نحن جميعا تحت ظل حكوماتنا المركزية "الرشيدة" أن ننتظر بفارغ الصبر قبل أن نتجرأ في التفكير، هل يهنئ فخامة رئيس الجمهورية العراقية رسميا أو دولة رئيس الوزراء العراقي شعبنا "المسيحي" بهذه المناسبة الغالية أم تتردد الدولة العراقية كعادتها وتتجاهل أقدم مكون من المكونات العرقية العراقية من جديد؟
تهنئة هذا العام بأعتقادي، كانت موفقة بكل المقايس الوطنية ودعوة صادقة لكل مواطن عراقي غيور بغض النظر عن انتماءه العرقي، المذهبي وحتى السياسي أن يتذكردوما، أن عراق الامس عراق الدكتاتورية والنظم المركزية المتسلطة على رقاب العراقيين انتهى والحمدلله والشكر، وأن عراق اليوم هو عراق ديمقراطي وفيدرالي سيتسع صدره لامحالة لكل العراقيين بعد زوال غيوم الظلم والقهر والاستبداد، تلك التى خيمت للاسف الشديد على ربوع العراق الجديد منذ الصيف الماضي. فليتسع صدرشعبنا قليلا ونعطي فرصة للسياسين العراقيين الجدد، ليتمكنوا من اعادة اللحمة وصياغة الاولويات الوطنية عراقيا، في وقت كان مجرد الاعتراف بهوية وطنية غير "عربية" وغير "مسلمة"، تهمة بالخيانة الوطنية في ظل جمهوريات الرعب والخوف، تلك التي تعودت أن تجرف بالعقل العراقي المبدع نحو المتاهات وتحّرفه لتفلح بالتالي في وأد كل فكر ديمقراطي نزيه أو تخوين كل توجه وطني صائب حاول اصلاح ما حرّفته عجلة الدكتاتورية في العراق.
حقا انه ليس في الوجود من يستحق اليوم أن نهبه طوعا فرصة الشماتة بهجرتنا وتفريغ وطننا من أبناءه الاصليين. حيث التاريخ يشهد أننا فعلا أحفاد أقدم شعب سكن وادي الرافدين أو العراق الحالي قبل بزوغ فجر التاريخ والحضارة الانسانية بقرون، بأعتبار العراق دين في رقبة كل إنسان واع ومتحضرعلى وجه المعمورة، فهو مهد الحضارة وموطن الرسل والأنبياء. 
أما الفارق الرئيسي بين العراقين/ القديم منه والجديد، يكمن في أصرار رؤساء جميع الانظمة العراقية  السابقة على تجاهل وجود وحقوق شعبنا الاصيل بما فيها تجريم قرارأشراكه ضمن تركيبة النظامين الامني والسياسي وعلى مدار ما يقارب من قرن من الزمان. هذه السياسة التي خلقت أجواء سلبية خطيرة داخل الوطن بعدما نجحت في تحويل المواطنين الاصيلين الى غرباء داخل وطنهم العراقي. الامرالذي  برر هجرة الالاف من أبناء شعبنا وسهلت قرارهم في التفكير في بناء مستقبل جديد ضمن منافي الغرب.

أما اليوم فالتاريخ يشهد انه لولا غيمة "داعش" السوداء فان الساسة العراقيين وفي العراقين العربي والكردي، حاولا قدر الامكان بناء عراق ديمقراطي وفيدرالي يتسع صدره لكل العراقيين من دون تمييز. فرئيس الوزراء الكوردستاني يحضر قداس عيد ميلاد سيدنا المسيح ويطلب البقاء في الوطن، ورئيس الوزراء العراقي يتمنى الطلب نفسه، في حين "الاغلبية" من أبناء شعبنا استقرت في دول الجوار بسبب اصرارها على الهجرة وترك الوطن.

أما التساؤل الذي شغل مخيلتي وانا بصدد كتابة هذا المقال، لعله يكمن وراء الدافع الحقيقي الذي سهل وبررمهمة تفكيرالاكثرية بالهجرة وترك العراق الجديد/ عراق ديمقراطي وفيدرالي، في وقت تعترف جميع القيادات السياسية في العراقين العربي والكردي بحقوق شعبنا وتطلب من "مسيحي" العراق بوجوب البقاء داخل الوطن وعدم تركه باعتباره موطنهم الاصلي. في حين أصّرت اغلبية  واسعة من مجتمعات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في تفضيل قرارالبقاء داخل وطن الاباء والاجداد وعدم تركه رغم سياسات البطش والاعتقالات والتصفيات الجسدية المنتظمة التي مارستها النظم المركزية تباعا واخرها نظام الطاغية ضدام حسين ضد وجود وهوية الالاف من أبناء شعبنا طوال 82 عاما؟
 

242
هل تفلح حركة أشور الوطنية في ملآ الفراغ القومي داخل الوطن؟
أوشــــانا نيســـان
Oshananissan2013@gmail.com
" الفشل في التخطيط يقود الى التخطيط للفشل"، بهذه الكلمات السبعة يمكن ايجاز أستراتيجية العمل القومي والسياسي ضمن منهاج معظم احزابنا وتنظيماتنا السياسية ومنظمات المجتمع المدني الى جانب طروحات العديد من المثقفين، من حيث الاولوية والاهداف ومنهجية العمل القومي أو السياسي داخل الوطن وخارجه. بحيث أصبح من السهل على القارئ الكريم أن يلاحظ بوضوح، التأثيرات السلبية للهجرة المزمنة على آليات العمل القومي أو مشروع النضال الوطني المطلوب لكل حزب أو شخص حاول أو يحاول تدبيرالاختلاف الفكري أو الايديولوجي المهيمن بين جميع الفرقاء بالشكل الذي يؤمن حقوق شعبنا الابي.

" قرارنا هو العمل مع القوى العالمية الكبرى وتحديدا روسيا من خلال مجلس الامن الدولي بهدف تحقيق الحماية الدولية لآبناء شعبنا الاشوري على أرض أباءه وأجداده. وأن حركتنا "حركة أشور الوطنية" لا تؤمن بالعمل مع السياسيين العراقيين الجدد ولابنهج أحزابنا في الاكتفاء بسياسة أصدارالبيانات بعد مقتل كل مواطن أو أختطاف أحد أبناء شعبنا، لينتهي كل شئ بعد 24 ساعة". هذه جملة من العبارات التي رددها السيد أشور كيوركيس رئيس "حركة أشور الوطنية" ضمن مقابلة أجرتها معه قناة "أشور اليوم" بتاريخ 19 تشرين الثاني 2014.
أّذ في الواقع يجب على كل انسان عاقل وذي بصيرة أن يعترف، أن ظاهرة الاحباط والياس والهجرة وحتى الخوف من المستقبل المجهول داخل الوطن، مردها جملة من العوامل وفي طليعتها، فقدان ثقة المواطن بالعمل الحزبي واجندة معظم قياداتنا السياسية المتنفذة. هذه هي الحقيقة التي قد تتفق بشكل أو باخر مع "الفراغ القومي ولا الفراغ السياسي" كما يؤكد السيد اشور كيوركيس خلال مقابلته المذكورة. ولكن الخلل الاكبر باعتقادي يقع في الية الحلول التي أختارها وأصرار الاغلبية من المغتربين على رفض العمل الوطني داخل الوطن والمراهنة من جديد على الاغراءات أوالفضاءات الضيقة التي توفرها خارطة مصالح الدول الكبرى في الشرق الاوسط.
صحيح ان 82 عاما من عمر النظام المركزي الدكتاتوري في بغداد "العروبة" أثبتت، انه من الصعب أن يبنى للعراق الجديد مستقبل ديمقراطي وفيدرالي مقبول في زمن العولمة، من دون أشراك جميع المكونات العرقية والاثنية العراقية الاصيلة بغض النظر عن انتماءها المذهبي والسياسي وفي مقدمتها شعبنا الاشوري ضمن بنيّة النظام الفيدرالي الجديد. هذه هي الحقيقة التي شرعتها بنود وفقرات دستورعراق ما بعد الطاغية صدام حسين، ولا يمكن لاي كائن من كان أن يحجب هذه الحقيقة بغربال العنصرية أوحتى الادعاءات الباطلة، لآن شعب مكة أدرى بشعابها، كما جاء في القول العربي المأثور.
حيث لو رجعنا قليلا الى البدايات الاولى للحكومة العراقية التي شكلها الاستعمار البريطاني عام 1921، وبدأنا في فتح ملف مجلس الامة العراقي الاول زمن الملكية ومرورا بملف المجلس الوطني العراقي عهد الجمهورية بعد ثورة 14 تموز عام 1958وأنتهاء بسقوط الصنم عام 2003، لتعذرعلينا ايجاد فقرة واحدة تشرع وجودنا التاريخي الاصيل في العراق ولا حتى مادة واحدة تقّر علنا بحقوق وهوية شعبنا الاشوري الاصيل رغم أعتباره أول مكون عرقي عراقي سكن وادي الرافدين قبل أكثر من سبعة ألاف سنة. في وقت يمكن للسيد اشور وغيره من المتشككين بالنظام الفيدرالي العراقي، أن يزورا البرلمان العراقي الجديد في بغداد والبرلمان الكوردستاني في أربيل ويلتقيا مندوبي أبناء شعبنا تحت قبة البرلمانين ويناقشا مع نوابنا في البرلمان الكوردستاني أسباب مقاطعتهم لجلسات البرلمان بسبب "التغيب المتعمد" لمن يمثلهم ضمن أعضاء مفوضية الانتخابات الجديدة في كوردستان. هذا الاعتراض الذي دافع عنه بدوره السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم بشدة خلال اجتماعه وممثلي أبناء شعبنا بتاريخ 11 كانون الاول 2014 ووعدهم بعدم التوقيع عليه بصيغته الحالية. صحيح أن الوضع السياسي داخل العراق ليس سمنا على عسل وتحديدا بعد دخول "داعش" على خط الصراع المذهبي الشيعي والسني، ولكن العراق الفيدرالي الجديد سيقف على قدميه لا محالة.
أما الخلل الاساسي في الخطاب السياسي ل " حركة أشور الوطنية" وطروحاتها، هو اصرار الاكثرية من أبناء شعبنا، في عدم الاستفادة من التجارب المرة التي مرّ ويمر بها شعبنا على الدوام، لربما بسبب عدم قراءة الواقع قراءة موضوعية وواقعية طبقا للمستجدات السياسية التي أفرزتها العولمة والتغيير. حيث المفروض بالسياسي أو المثقف، أن يتذكر جيدا أن البلشفية الروسية أو الشيوعية دشنت غزوها نحو بلدان الشرق الاوسط منذ البداية بنقضها لبنود العهد الذي قطعه القيصر الروسي عام 1917في دعم مطاليب الزعيم الديني والدنيوي للبطريرك الاشوري ماربنيامين في الحفاظ على حرية شعبنا الاشوري ومستقبلنا السياسي. هذه الحقيقة التاريخية التي بدأت تطل برأسها من جديد في موقف روسيا الحالي تجاه ثورة الشعوب والاقليات العرقية التي ثارت ضد دكتاتورية النظام البعثي في دمشق، رغم ما يقارب من مائة عام. في وقت يجب أن يقّرالمثقف العضوي قبل السياسي، أن القرارالذي اصدره أوباما من البيت الابيض وليس البيت الاسود كما يدعي السيد اشور كيوركيس في السابع من أغسطس الماضي في توجيه ضربات جوية مدمرة ضد مقاتلي الدولة الاسلامية في الشام والعراق "داعش"، كان سببا في وقف زحف "داعش" وهي على مشارف أربيل عاصمة الاقليم، بهدف القضاء نهائيا على النازحين من المسيحين والايزيدين الناجين من القرى والمدن التابعة لمدينة موصل. فلماذا يجب أن ننكر هذه الحقيقة وألالاف من أبناء جلدتنا يفرشون الحدائق، الابنية التي لم تكتمل وكنائسنا في مدينة أربيل حتى كتابة هذه الكلمات!!
وفي ظل هذه الأوضاع الماسوية يصبح التساؤل المطروح، لماذا يفترض بالقيادة الروسية في كرملن أن تغيير نهجها السياسي فجأة تجاه اشوريي العراق وتدافع عن حقوقهم المهضومة ووجودهم، أن لم يكن هذا التحرك مجرد مناورة سياسية أخرى أو رغبة في كسب بعض التعاطف والاحترام الذي فقدته بسبب اصرارها على دعم دكتاتورية الحزب الواحد في سوريا وصمتها عن الانتهاكات المتواصلة لحقوق المواطنين في كل من سوريا وأوكراينا؟
أما ذكرالسيد اشور كيوركيس ب"عدم ايمانه بالعمل مع النظام العراقي الجديد، لآنه نظام مشابه لنظام البعث والطاغية صدام حسين. وان كل من يعمل أو يتعاون مع ممثلي هذا النظام في الاغتراب، مثله مثل المتعاونين مع أجهزة نظام البعث السابق لانه ليس أفضل منه"، فأنه تجاوز لحدود الانصاف في دفاعه الحماسي عن مشروعه القومي وأهانته لكل العراقيين المؤمنين بالتغيير والتجديد وتحديدا أبناء شعبنا ضمن عراق فيدرالي وديمقراطي. لآن التهمة هذه تذكرنا وردّ الفعل العشائري الذي اتخذه المرحوم مالك ياقو بعد اعتبار العراق أول دول الانتداب انضماما الى عصبة الامم عام 1932، ورفضه لجميع المقترحات "الوطنية" الحكومية منها والبريطانية تلك التي خذلته حسب قوله بعد عدم أقرار الدولتين بزعامة مالك ياقو للامة الاشورية. هذا المزاج السياسي الذي سهل مهمة القوموين العراقيين في خلق الاجواء السياسية المناسبة لتمرير مذبحة سميل الدموية عام 1933.
ومن المنطلق هذا يجب الاتفاق ولو مرة على أجندة وطنية وقومية تتفق وجوهر المستجدات السياسية الحاصلة في العراق الجديد قبل فوات الاوان.
صحيح أن مسيرة أحزاب شعبنا للاسف الشديد، تخللها المزيد من الاخطاء والعثرات في وقت بدأ الشعب يعاني من جديد من تبلد مشاعر الساسة وصناع القرار وجرائم المنظمات الارهابية واخرها منظمة "داعش" الدموية تتفاقم، فأن المرحلة هذه تحث قياداتنا الحزبية ونخبة مثقفينا وجميع شرائح شعبنا من دون تمييز الى تحالف جدي وثيق يتطلب منا جميعا نبذ الخلافات الحزبية الضيقة وطي ملف المهاترات الجانبية في سبيل تأمين الحقوق القومية الوطنية داخل الوطن وتشكيل لوبي ضاغط على المجتمع الدولي بما فيها روسيا بهدف دعم قضيتنا القومية ضمن عراق ديمقراطي وفيدرالي عادل. فعجز أي سياسي أو حزبي أو حتى مثقف عن الاصلاح ليس عيبا ولكن العيب هو في الاصرار في السير في الطريق الخطأ رغم أنين هذا الشعب المثقل بجروح ذاتية وتراكمات سياسية أقليمية ودولية خطيرة وأخرها ظاهرة الهجرة التي باتت تنخر بشدة في جسد شعبنا.
 


243
دور البارزاني في اعادة تصويب بوصلة الديمقراطية في الاقليم!!

أوشــــانا نيســـان
سخروا من أعتراضها الموضوعي تحت قبة البرلمان حول طريقة تشكيل مفوضية الانتخابات في الاقليم، حين نطقت النائبة وحيدة ياقو بالحق وهي في حالة غضب " يبدوا أن وجود وحقوق الاقليات والمكونات العرقية مهضومة في جميع مؤسسات الاقليم  بغياب دورالرئيس مسعود البارزاني ، وأننا كممثلي الشعب الكلداني السرياني الاشوري والارمني قررنا بالاجماع الانسحاب من هذه الجلسة والاحتجاج رسميا لدى رئيس الاقليم بهدف تصويب هذه المسيرة وتقويمها".
هذه المقاطعة أو الاعتراض الذي دافع عنه البارزاني خلال أجتماعه وممثلي المكونات العرقية غير الكردية في الاقليم بتاريخ 11 كانون الاول 2014، بعدما شدّد بقوله على ضرورة "أن يكون لكل جهة تمثيل حقيقي ضمن مفوضية الانتخابات في الاقليم الكوردستاني، وأن لا تعين أي جهة ممثليها بمعزل عن المكونات الأخرى".
صحيح أن تجربة الديمقراطية للقيادات السياسية الكوردستانية وفي طليعتها القيادات السياسية الشابة في الاقليم، هي تجربة جديدة وذا عمر قصير قياسا بما يسمى زورا بديمقراطيات الدول والانظمة السياسية في جميع بلدان الشرق الاوسط. ومن المنطلق هذا يفترض بالقيادات الكوردستانية أن تعمل وفق منطق سياسي جديد تتحكم فيه وقائع تاريخية داخلية ومتغيرات خارجية تمكنها من تجاوز هول الاخطاء والهفوات التي حالت دون بزوغ فجرالديمقراطية والعدالة في الشرق، بسبب اصرارهذه الانظمة على التصحير السياسي وزرع ثقافة الكراهية والحقد والاستخفاف بوجود الاخر والتفريط بحقوقه القومية والوطنية، لتتحول مع الوقت خارطة العراق  الى حاضنة لاستقطاب قوى الشر والارهاب وملجأ لاستبداد سياسي وفكر ديني متطرف أخره منظمة "داعش" الارهابية.
الامر الذي يحث المراقب السياسي المحايد الى التشكيك بجدوى التفاهم السياسي الذي جرى بين الاحزاب الكردية الخمسة في سبيل تشكيل مفوضية الانتخابات في كوردستان. لآن بنود الاتفاقية تلك مثلما لا تتفق والمسار الديمقراطي المؤمل لكل برلماني منتخب، بالقدر نفسه جاء التفاهم اصلا بالضد من جوهر الخطاب السياسي للاحزاب الخمسة، لأن طريقة تشكيل مفوضية الانتخابات في الاقليم كانت غير صحيحة، يقول السيد البارزاني ويشدد على ضرورة أن يكون لكل جهة تمثيل حقيقي، وأن لا تعين أي جهة ممثليها بمعزل عن المكونات الأخرى، مؤكدا مواصلة دعمه وحمايته لحقوقهم، وبذل كل ما بوسعه من أجل التوصل إلى حل ملائم لهذا الموضوع... لآن القرار يؤثر على مكانة وسمعة إقليم كردستان.. لان مفوضية الانتخابات مؤسسة وطنية، ولا يمكن التعامل معها وفق تفكير حزبي ضيق".
علما أن قرارمقاطعة دكتاتورية " التحزب" مثلما هو واجب شرعي لكل عضو برلماني مؤمن بمفهوم التألف والتعايش والتكافل، بالقدر نفسه هو واجب أنساني لكل مثقف يعمل من أجل ترسيخ قواعد العدالة والديمقراطية ضمن المجتمع الكوردستاني الذي تحرر لتوه من دنس الدكتاتورية والشوفينية ونهج الغاء الاخر. حيث لايشترط أن تنشأ الديمقراطية بعد كل دورة أنتخابات برلمانية ولكنها تحمّل الناخب مسؤولية تصحيح المسار وذلك بعد أن تنجح في وضع الثقل على كاهل الناخب الجديد ودوره في تصحيح مسار الديمقراطية. ولربما مجرد مهمة التقيد  ببنود أجندة العمل البرلماني المثقف سهل مهمة عددا من البرلمانيين في الاقليم وفي مقدمتهم السيد آيدن معروف رئيس الجبهة التركمانية في كردستان، والنائب عن الجبهة في برلمان الإقليم ليعترض على الاتفاقية خلال حديثه لـجريدة "الشرق الأوسط" بقوله "اعترضنا على تشكيل المفوضية لأنها لم تشكل حسب إرادتنا ولم تضم ممثلينا، فممثل التركمان في المفوضية تم ترشيحه من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني ليشغل مقعدنا، أما ممثل المسيحيين فرشح من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني، ورئيس الإقليم أكد لنا بالقول إنه لن يقبل من أي حزب كردي أن يرشح شخصا لشغل مقعد خاص بالتركمان".
وفي الختام أقّدر بصفتي مستشارا لرئيس البرلمان الكوردستاني لشؤون الشعب الكلداني السرياني الاشوري وحاضرا لمعظم جلسات البرلمان، أقدر تقديرا عاليا موقف نوابنا الخمسة واصرارهم على مقاطعة الجلسة الخاصة بتشكيل مفوضية الانتخابات في الاقليم بتاريخ 3 ديسمبر 2014. في وقت يجب الاعتراف، أن سر نجاح أي برلماني أو اي كتلة برلمانية مصدره فهم قواعد اللعبة الديمقراطية والعودة الى الشعب باعتباره المرجعية الشرعية لكل القرارات الوطنية، ليتسنى للكتلة نفسها بغض النظر عن حجمها وانتماءها الحزبي، الاصرارعلى وجوب ترسيخ قيم العدالة والديمقراطية النزيهة بهدف التوجه نحو مستقبل امن بروح التسامح والسلام.

244
جدلية مرجعيتنا بين عراق انتهى واخر لم تتضح ملامحه بعد!!
أوشـــانا نيســان
Oshananissan2013@gmail.com
وأخيرا لاحت في الافق معالم السياسة الحزبية الضيقة والمصالح الفئوية المبخسة للقيادات السياسية التي كثيرا ما وصفت بالمتنفذة، تلك التي حذرنا من نتائج استخدام التعميم والعبارات المبهمة في خطابها السياسي المتشنج. أذ رغم أشتداد وحشية قوى الشر والظلام هذه الايام وفي طليعتها جحافل الدولة الاشلامية في الشام والعراق" داعش" ضد وجود أقدم مكون من المكونات العرقية غير العربية وعلى رأسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مدينتهم التاريخية نينوى والقصبات التابعة لها وضد أبناء الديانة الايزيدية ومزاراتها القديمة في قضاء سنجار وغيرها من الاقليات العرقية كالتركمان والشبك والصابئة، فان المصالح الحزبية الضيقة لبعض قياداتنا، بدأت تتعاظم وتتفاعل بشكل مخيف، لتصبح بالتالي حجرعثرة أمام جميع الجهود الوحدوية المباركة ونهج التلاحم القومي المشترك في سبيل مواجهة جل هذه التهديدات المصيرية والمبرمجة مسبقا لقلع جذورنا ووجودنا من داخل الوطن.
حيث طبقا للبلاغ الصادر عن تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية الذي عقد في مقر حزب بيت نهرين الديمقراطي بأربيل يوم السبت 22 تشرين الثاني 2014، أن "الاجتماع أكد على وقوف أحزابنا القومية في مواجهة هذه الهجمة الإرهابية والتصدي لهذا الواقع المرير وعدم الاستسلام" ثم يضيف البلاغ على" ضرورة أن يكون لشعبنا وقواه السياسية الدور الواضح في تحرير مناطقه في سهل نينوى. وبين الاجتماع "استعداد الأحزاب للإضطلاع بهذا الدور وعدم الركون الى الأمر الواقع ورفض عودة الأمور في مناطقنا الى سابق عهدها بحيث تذهب سُدى تضحيات ومعاناة شعبنا وبقية أبناء سهل نينوى".
أما ما لم يتجرا بلاغ التجمع ذكره، هو امكانية قراءة الابعاد الحقيقية للمخفي والمستتر وراء سطورالتصريح الذي نشره  الحزب الوطني الاشوري في اليوم التالي من البلاغ المذكور اعلاه. حيث أشارالتصريح علنا بهول الخلافات الحزبية الحادة التي كانت ولايزال تعصف داخل بودقة التجمع  وفي طليعتها، التحزب الزائد واصرار الاكثرية من قيادات التجمع في تقديم المصالح الحزبية الضيقة على مسألة الوجود والهوية الوطنية رغم التحديات الجسيمة التي باتت تهدد الحاضر وتعكر مستقبل الاجيال القادمة. فالمشكلة بأعتقادي لا تكمن مطلقا في غياب البندقية التي بات يلوح بها الحزب الوطني الاشوري فجأة وليست خيرا من ألف كلمة مناشدة واستنكار، كما يكتب التصريح، بل المشكلة الاساسية تكمن في غياب الارادة السياسية في الاعتراف بالاخر وفرض مفردات الخطاب الوحدوي الجامع بعيدا عن كل المزايدات وسياسات الامر الواقع،وعلى راسها اصرار البعض على تمزيق مسيرة العمل القومي-الوطني لتنظيمات شعبنا بين العراق العربي والعراق الكردي قبل تحديد ملامح عراق ديمقراطي وفيدرالي جديد.
حيث التاريخ بشقيه البعيد والقريب جدا يذكرنا، كيف فشلت البندقية "المتمردة" والتي تراهنون عليها من جديد في وقف المجازر الدموية التي أقترفت بحق العزل من أبناء شعبنا المسالم في هكاري أبتداء من عام 1843، ومرورا بمذبحة سميل عام 1933 وأنتهاء بالمجازر الوحشية التي تقترفها جحافل "داعش" هذه الايام على مرمى ومسامع المنظمات الدولية جمعاء.
حيث التاريخ اثبت أمرا بما لا يدع مجالا للشك، أن البندقية التي تفتقد إلى أجندة الخطاب الفكري الموحد والتوجه السياسي المشترك والمعد من قبل صناع الفكر والسياسة، سترتد لامحالة على حامليها. والكل يعرف جيدا ان حجم شعبنا بوضعه الحالي لا يتحمل للاسف الشديد المزيد من الصدمات والقرارات غير المدروسة.
صحيح أن المرحلة السياسية الحالية التي اخذت  تعصف بالعراق الذي لم تكتمل ملامحه بعد، تتطلب مضاعفة الجهود والاستعدادات اللازمة بهدف ترسيخ بنيّة التجمع الجديد واعادة صياغة هيكلته بالشكل الذي يتفق والتهديدات المرحلية الموجهة ضد وجود وهوية شعبنا داخل الوطن، ولا يمكن أنقاذ "الوجود" من خلال التحزب وأرتهان مشروع العمل القومي-الوطني النزيه بأجندة الاملاءات الخارجية أوحتى الوصاية المفروضة من قبل الاكثريتين والعربية بالدرجة الاولى.
فالنضال الوطني لشعب صغير مثله مثل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لا يسمح لآي حزب أو اي  قيادة من قياداتنا السياسية أن تضع مستقبل شعبنا على كف عفريت وتراهن على وعود أثبت الدهر زيفها!! فالنظام السياسي المركزي الذي أصّر خلال ما يقارب من قرن على تهميش وجود أقدم مكون عرقي وضع ابجديات اول حضارة انسانية متكاملة في وادي الرافدين قبل أكثر من 6764 عاما وهو شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، لا يمكن لاي عاقل مهما بلغ مستوى تعليمه أن يقنع حتى أعته معتوه في البلد، أن الوقت قد حان للتغاضى عمدا عن سلة الامتيازات والمكاسب التي تحققت في الاقليم خلال أقل من عقد من الزمان، والشروع في المراهنة على الوعود السخية التي تعودت أن تنطلق من بغداد العاصمة ولم تتحقق ابدا.
اليوم وبعد سلسلة طويلة من هذه الجرائم الدموية البشعة، تلك التي تقترفها منظمة "داعش" وقوى الشر والظلام بانتظام ضد وجود الغيارى من أبناء الشعوب العراقية وعلى راسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى، فقد أن الاوان أن يرفع شعبنا نداءه ولو مرة ويسحب الثقة من المقصرين بغض النظر عن انتماءهم المذهبي، الطائفي أو حتى العشائري قبل فوات الاوان.
 
 


245
عذرا ان قلت كل عراقي يخبيء في دواخله داعشا !!!
أوشانا نيسان
" أكتب هذا المقال والعراق كله يراقب عن كثب نتائج أعلان ثقة البرلمان العراقي على أسماء التشكيلة الوزارية التي سيقدمها رئيس الوزراء المكلف السيد حيدر العبادي الى رئاسة البرلمان الوطني العراقي بعد لحظات. علما أن تأخر التشكيلة الوزارية جاء بسبب حدة الخلافات المتفاقمة حول المصالح والمقاعد الوزارية وليس حول البرنامج السياسي- الوطني للكابينة كما يفترض. في وقت لم يجر الحديث عن مشاركة المكونات العرقية العراقية الاصيلة ضمن الكابينة الوزارية حتى اللحظات الاخيرة من الاجتماع. رغم الاحتجاجات الخجولة من بعض رؤساء المكونات وتذمرهم من التهميش المقصود رغم الاوضاع المأساوية التي يمر بها أبناء شعوبهم المضطهدة هذه الايام".
الواقع الذي ان دل على شيء فانه يدّل على خصوبة الاجواء السياسية التي مهدت بشكل أو بأخر على تبني ثقافة الاختلاف أو سياسة الاختلاف الطائفي، تلك التي تلقفتها الدولة الاسلامية في العراق والشام " داعش" واستغلتها في العراق بامتياز.
أّذ لو رجعت قليلا الى الوراء وتذكرت جوهر السجال الذي جرى بيني وبين العديد من المثقفين العرب في بغداد قبل أكثر من 30 عاما، لتذكرت جيدا انني أصريت في القول، أن الطاغية صدام لا يمكن اعتباره مجرد شخص أو مجرد رئيسا للجمهورية وانما "ظاهرة" سياسية مقيتة يتقمصها كل مواطن عراقي في زمان ومكان معينين. فالاجندات السياسية للنظم المركزية التي تعودت أن تتباهى بالبنود الخاصة بالحروب الداخلية، القتل الوحشي، الانقلابات الدموية، الاعدامات بما فيها سحل الملوك في الشوارع، وأستعمالات الاسلحة الكيميائية ضد شعوبها، أصبحت بحق مصدرا لانتاج الفتن الطائفية والتكفير وتصدير القتلة باسم الدين وبالتالي تشويه نظرة المواطن العراقي الى الهوية والمستقبل وفقدان ثقته بالسطة السياسية الحاكمة في بغداد منذ 93 عاما. وما يقال اليوم عن مضمون الشعارات الوطنية ومفردات التلاحم الوطني في الاجندة السياسية للنظام المركزي رغم مرور ما يقارب من قرن من الزمان، مجرد وهم وخيال يصعب تصديقه بعد كل هذه التجاوزات واعتداءات الجيران على الجار. 
في وقت وللحق يقال، انه يجب التميز بين نهج العراق العربي ونهج العراق الكردي وخطاب قياداته السياسية ودور الاخيرة في ترسيخ دعائم الاخاء الوطني من خلال تثبيت حقوق الشعوب غير الكردية ضمن دستور الاقليم رغم قصرعمر الفيدرالية قياسا بالدولة العراقية التي شاخت وهرمت.  ففي وقت يهمش فيه علنا وجود وحقوق جميع المكونات غير العربية والكردية في الكابينة الوزارية التي قدمت لرئيس المجلس الوطني بالامس، يطالب اليوم رئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي على "ضرورة تخصيص حقيبة وزارية للإيزيديين في الكابينة الحكومية الجديدة، وذلك اثر تعرض الإيزيديون لمجازر على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي قتل أكثر من ألفي إيزيدي إعداماً بالرصاص وذبحاً، فيما فر الآلاف منهم إلى داخل العراق وخارجها إلى سوريا.
علما أن ولادة "داعش" جاءت أساسا كناتج طبيعي لسياسات التهميش والاقصاء التي فرضتها الحكومة المركزية على مناطق ومدن معينة، عانت منها بعض مكونات المجتمع العراقي وعلى رأسها العرب "السنة" رغم اعتبارهم ثاني أكبر شريحة سكانية في العراق. فالمطلوب اليوم قبل الغد، هو تغييرعقلية السلطة السياسية في بغداد ورفع القيود المفروضة على القوى والطاقات الوطنية العراقية تارة بأسم الاكثرية واخرى باسم المذهبية أو الطائفية، ذلك من خلال تقديم أجندة سياسية بديلة تتفق مع روح العصر وتستوعب كل المتغيرات.
حيث الكل شاهد وراقب عن كثب، فصول الاحداث الدموية والجرائم اللانسانية التي اقترفت خلال شهر أب المنصرم، ابتداء بمسيحي الموصل وانتهاء بالايزيدين العزل في سنجار وضواحيها. ذلك نتيجة لهشاشة الوضع الامني الذي خلفته الايديولوجية السياسية التي نفذها السيد نوري المالكي واجراءاته اللامسؤولة في عدم تشكيل الجيش العراقي بالشكل المطلوب. ومن المنطلق هذا يمكن لاي عراقي غيور ان يطرح التساؤل الاتي: ما هو السبب في عدم تشكيل حكومة عراقية جديدة يفترض بها ان تكون حكومة شراكة وطنية، تحمل استراتيجية جديدة للعمل الجدي في سبيل ايقاف خطاب التهميش وسياسات الاقصاء وتوفر الامن والاستقرار في جميع أرجاع العراق، ومن ثم الاعلان عن ولادة حكومة ناقصة من دون أهم وزارتين وهما وزارة الدفاع والداخلية؟ بمعنى أخر يمكن القول، ان الاجواء السياسية المعقدة التي خلقها الخطاب "الوطني" المنحاز، سارع بعجالة في خروج الداعشي المهمش من قمقه في الوقت والمكان المناسبين.

246
شهداؤنا أحياء في قلوبنا وضمائرنا
أوشـــــانا نيســــان
نستذكر بفخر شهدائنا الابرار ونستذكر تضحياتهم في هذا اليوم الخالد، حيث قدموا أرواحهم فداء لشعبهم وتراب وطنهم الغالي قبل أكثر من 81 عاما. نترحم على أرواح شهدائنا ونخلد ذكراهم في شغاف قلوبنا وضمائرنا نبراسا يضيء لنا طريق الوحدة للسير على خطاهم ومنارة نقتبس منها كل معاني التضحية والوفاء لتحريرهذا الشعب المضطهد منذ أكثر من قرون. ونعاهد الله بأن نبقى صادقين وسواعداً من الخير والوفاء لاجندة الاهداف القومية – الوطنية الشاملة التي سقط الشهيد من أجل تحقيق بنودها. ونرفض قطعا محاولات حفنة من المنتفعين ونهجهم في تحويل يوم الشهيد الاشوري الخالد منبرا لمجرد القاء الخطب وتكريس مفاهيم التحزب والتبعية في سبيل تجيير المسيرة بكاملها لخدمة أجنداتها السياسية والتعصب التنظيمي.
نستذكر اليوم ذكرى شهدائنا الابرار وجحافل الموت والظلام من مرتزقة الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" لم تستثن حرمة قبور شهدائنا وأضرحة مراقدنا الطاهرة من دنس الغزاة وحقدهم الاسود. ولا سيما بعد أطلاق حملة تدنيس المقدسات وتدمير الشواهد ونبش قبور شهداءنا وتدمير منابر كنائسنا في كل زاوية من زوايا مدينة نينوى العريقة، رغم القيم الحضارية والانسانية لهذه الشواهد التاريخية التي تعود بعضها الى البدايات الاولى لظهور المسيحية.
في حين فأن الحملة هذه نجحت وبأمتياز في الكشفت عن جملة من الحقائق والشواهد التاريخية التي أخفاها معظم حكام العراق عن الانظار لكي لا ينكشف التاريخ. هذه الحقائق التي نطقها شهداء شعبنا ودونتها جدران أديرتنا وكنائسنا بعدما سكت عن وجودها الاحياء منذ تاسيس الدولة العراقية عام 1921 ولحد هذا اليوم. حيث مجرد تفجير ضريح النبي يونس باعتباره من اقدم الشواهد الحضارية، التاريخية والتراثية في مدينة الموصل، أزاح الانفجارأطنانا من التراب الملقي قصدا على جدران الديرالمطمور والذي حوله الحكام الى جامع، وهي تحمل عبارات كتبت بلغة سريانية بالخط الاسطرنجيلي. لان ديريونان النبي يعود ملكيته اساسا لابناء شعبنا ولا الشعوب التي احتلت المدينة فيما بعد.
ختاما.. ما أحوجنا اليوم ونحن نحيي ذكرى شهداءنا الابرار، الى وقفة قومية موحدة تسموفوق شروخ جميع التسميات وتخوم الخلافات الحزبية الضيقة لنؤكد للعالم أجمع، ان دماء شهدائنا لم تذهب هدرا، وان التضحية التي قدموها في سبيل انقاذ هوية شعبنا وتاريخنا، تشكل حافزا من أجل تغليب مصلحة الشعب ومستقبل أجياله على ما عداها من المصالح الحزبية والفردية، خصوصا في هذه الظروف الاستثنائية التي خلقتها جحافل الدولة الاسلامية في العراق والشام وصراعات القوى والتيارات السياسية المهمشة أصلا ضمن العراق الجديد وأزمة التعقيدات الطائفية والمذهبية التي ألمت بتركيبة النظام السياسي الجديد.
تحية أكبار وأجلال لآرواح شهدائنا الابرار في السابع من أب
تحية لشهداء الحرية والعدالة والديمقراطية في كل مكان

 

247
شكرا ل"داعش" أيقظت العالم المتحضر من سباته!!

أوشـــانا نيســـان
أستميح القارئ العزيز عذرا على هذا العنوان الاستفزازي، لكن التاريخ وتحديدا تاريخ الشعوب الصغيرة والاقليات المضطهدة في بلدان الشرق الاوسط أثبت لنا أمرا بما لايدع مجالا للشك، أن عمليات خرق المعاهدات وبنود الاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق الانسان، الشعوب وحتى الحيوانات، لم تفلح يوما في تحريك ضميرالدول الغربية المتقدمة تكنولوجيا، بسبب حرصها على استمالة النظم السياسية الشرق أوسطية رغم دكتاتوريتها من بوابة مصالحها واتفاقاتها الاقتصادية رغم تجاوز هذه الخروقات لجميع القيم الانسانية والشرائع السماوية والقوانين الدولية.
اليوم وفي غضون أيام قليله نجحت عصابات "داعش" الارهابية في ايقاظ ضمير العالم الغربي "المسيحي"  الغافل عن التجاوزات العنصريه التى تفتقد للادميه ضد أبناء شعبنا والاعتراف ولو متأخرا بالاعتداءات الوحشية التي تجري ضد المسيحين في مدينة الموصل وادانتها بشدة من قبل مجلس الامن الدولي بتاريخ 22 تموز الجاري. هذا العالم الذي بقي يصم أذنيه عن سماع حقيقة ما يجري ضد أبناء شعبنا داخل الوطن ويغلق ابوابه لتفادي سماع النداءات والبيانات التي كانت تصدرها أحزابنا ومؤسساتنا الدينية والاجتماعية لاكثر من ثمانين عاما. 
حيث يذكرنا التاريخ، كيف نجح الاستعمار البريطاني والفرنسي ومن خلال بنود اتفاقية مشؤمة قبل ما يقارب من قرن، في تحويل  الثروات الطبيعية لشعوب الشرق الاوسط وعلى راسها الثروة النفطية، من "نعمة" لتحسين الواقع المعاشي لجميع المواطنين وتطوير مؤسسات البلدان، الى "نقمة" لتدمير البنيّة الاساسية للبلد وتخريب عقلية أبناءه ومواطنيه!!
هذه المؤامرة التي أخترعها الاستعمار البريطاني منذ تاسيس المجلس التأسيسي للدولة العراقية عام 1921، بالضد من مصلحة الشعوب العراقية وتحديدا العرب الشيعة باعتبارهم الاكثرية، الاكراد، الاشوريين، التركمان، الشبك والصابئة وغيرها من المكونات العراقية الاصيلة، بهدف الحفاظ على مصالح نخبة مختارة من العراقيين السنة.
حيث الواضح أن عملية التخلص من عواقب هذه الاحقاد والنعرات التي زرعها الاستعمار البريطاني كقنابل موقوتة في عقلية المواطن العراقي وتحديدا في عقلية السياسي"العروبي"، تعوزها عقود ان لم نقل قرون لتتخلص من براثن الاحقاد، الطائفية والعنف ومن ثم الاستعداد عمليا لمواجهة التحولات والمخاطر المتوقعة خلال التوجه نحو مسيرة الديمقراطية العدالة والسلام.
أّذ مثلما فشلت جميع قيادات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في تثبيت البنود والفقرات الخاصة بحقوق شعبنا ضمن دستور الوطن منذ البداية، كذلك في طريقها قوى الشر والظلام أن تبدد اليوم أجندة الامال والاهداف التي حققتها القيادات السياسية - الوطنية في العراق الفيدرالي الجديد/ عراق ما بعد الدكتاتورية، أمام أنظار ومسامع المجتمع الدولي مرة أخرى.

 
حيث يبدوا أن النظام العالمي الجديد وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية، لم تحركها فصول من الاعتداءات الدموية والتجاوزات الوحشية التي جرت وتجري بانتظام ضد وجود وحقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق وسوريا ولبنان خلال ما يقارب من قرن، وانما نجحت سلسلة من الاعتداءات الوحشية التي تنفذها منظمة "داعش" السلفية ضد مسيحي مدينة الموصل في تحريك ضميرالعالم من سباته العميق وتحريك سواكن أصحاب القرار في كل مكان.
هذا التطورالذي مثلما نجح ولو متاخرا في تحريك ضمير مجلس الامن الدولي، بالقدر نفسه يحثنا على القول: أن جحافل "داعش" السلفية تجاوزت المسموح به هذه المرة ويجب وقفها بسبب تداعيات التجاوز في حال استمراره على خارطة الشرق الاوسط الجديد أولا، وخارطة نظام عالمي جديد ذو قطب واحد ثانيا.
وفي الختام يجب حث اصحاب القرار في العالم الغربي بقولنا: أن لسياسات دول الغرب وعلى راسها سياسات الولايات المتحدة الامريكية ومحاولاتها في تفريغ العراق وبلدان الشرق الاوسط من مسيحيه، عواقب وخيمة لا تحمد عقباها، ولا يمكن لخارطة الشرق الاوسط الجديد أحتواء نتائجها، بل على العالم الغربي وتحديدا زعيمة النظام العالمي الجديد، أن تتحمل عواقب وتبعات سياستها على مسيحي الشرق الاوسط. علما أن التاريخ سوف لن يرحم نهج النخبة السياسية والفكرية في بلدان الغرب، في حال نجاح مخططات قوى الشر والظلام في نقل أم المعارك من معاقلها في دول الشرق الى قلب العواصم الغربية.
         

 

248
الفقرة الممنوعة في رسالة غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو!!
أوشــــانا نيســـان
"نهيب بالمسيحين في المنطقة اعتماد العقلانية والفطنة، وان يحسبوا حساباتهم بشكل جيد ويفهموا ما يخطط للمنطقة ويتكاتفوا بالمحبة ويتدارسوا معا وسوية وبتضامن سبل بناء الثقة بانفسهم وبجيرانهم والالتفاف حول كنيستهم ويصبروا ويتحملوا ويصلوا الى أن تعبر العاصفة"، مقتطفات من رسالة غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل على الكلدان بتاريخ 17 تموز 2014، بعد قرارات ما يسمى بالدولة الاسلامية حيال مسيحي الموصل.
حقا أن رسالة غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو "بطريرك الوحدة"، تستمد قوتها من رسالة سيدنا المسيح "طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون" (متي5: 9). لآن غبطته باعتباره رجل السلام والمحبة يوجه نداءه الرباني والانساني معا الى أصحاب الضمير الحي، صوت المعتدلين من اخوتنا المسلمين، قادة الفكر والرأي والناطقين بحرية الانسان والمدافعين عن كرامة الانسان وحرية الاديان في العراق والعالم كله. هذه هي الصرخة التي يصرخها رجل الدين الشجاع في وجه كل من يجترئ على أهانة محرمات المؤمن أو العبث بالهويات الوطنية التي تمد بجذورها السحيقة في ثرى وادي الرافدين قبل ظهور الدعوة الاسلامية بالاف السنين.
لقد صبرنا كثيرا يا غبطة البطريرك وتحمل شعبنا خلال هذه 1400 عاما، ما لا يمكن لاي شعب أو أي مواطن أخر في العالم أن يتحمل ما يتحمله أبناء شعب مسالم كشعبنا الجريح وهو في عقر داره ووطن أبائه وأجداده!! صحيح ان شعبنا بوضعه الحالي المتذبذب، ليس في موقع يسمح له الحديث أوالتنظيرعن أستراتيجيات تتعلق ومستقبل العراق الجديد، ولكن الرسالة هذه رغم مضمونها الرباني بأعتبارها أول رسالة تجاوزت تخوم الحزبية وأسوار التحزب، انها لامست شغاف قلوبنا وقلوب محبي السلام في العراق والعالم كله، وأظهرت لنا جميعا، عمق الشرخ الفاصل بين القيادات السياسية لجميع الاحزاب والمنظمات السياسية لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وبين تطورالاوضاع والمستجدات السياسية التي تتغير بين ليلة وضحاها داخل الوطن.
أكتب هذا المقال وعلى بعد بضعة أمتار، يتعالى صدى تظاهرة نظمها الالاف من أبناء الشعب الكردي في قلب عاصمة السويد يوم الاحد المصادف 20 تموز الجاري، وهم يلوحون بالشعارات التي تحث جميع قياداتهم السياسية، الى الاسراع في أعلان الدولة الكردية وتنفيذ مضمون شعار" حق تقرير مصير الشعب الكردي في كردستان" بأعتباره حق مشروع لجميع شعوب العالم.
هذا التحرك الذي عقّدته الهجمات المباغتة التي شنتها قوات الشر والظلام جحافل ما يسمى بمنظمة "داعش" الارهابية، ضد مسيحي محافظة نينوى والقصبات التابعة لها. في وقت تبدوا فيه معظم قياداتنا الحزبية وللاسف الشديد، تلك التي أسكرتها نشوة الفوز بالمقاعد البرلمانية داخل البرلمان الكردستاني 21 سبتمبر الماضي وفي المجلس الوطني في بغداد 30 نيسان المنصرم، وكأنها لم تصحوا بعد من سكرتها رغم كل هذه المفاجئات السياسية والتطورات الغريبة وأخرها قرارات الدولة الاسلامية في الموصل وأجراءاتها  في أجبار مسيحي الموصل على أعتناق الاسلام أو دفع الجزية أو مغادرة المدينة بعد ترك الامتعة. هذه الاجراءات العنصرية ضد مسيحي مدينة موصل، تلك التي أدانه مجلس الامن الدولي يوم 22 تموز الجاري.

 
أذ للحق يقال، أن قياداتنا الحزبية والمتنفذة منها في كل من بغداد وأربيل تسارعت كثيرا في الكشف عن بنود أجندة أستعداداتها الخاصة بتقسيم نضالها السياسي بين الاقليم والمركز، من دون العودة الى "التجمع" بأعتباره مرجعيتنا السياسية قبل أعلان الدولة الاسلامية في الموصل بشهور. الامر الذي من شأنه أن يثير أزمة المصداقية من جديد بسبب أحساس المواطن، أن مشكلة الكرسي أو احتكار السلطة واغراءاتها، هي الهم الاساسي للقيادي "المتنفذ" وليس عواقب الفرز هذا. وما تحدثه عصابات الشر ضد مسيحي العراق وكنائسهم لا تنجح في تحريك قياداتنا واجبارها على الجلوس حول طاولة البحث والحوار بهدف ايجاد الحلول الكفيلة لتجاوز هذه المحن بأقل الخسائر.
ومن المنطلق هذا يمكن لنا مساءلة القيادات تلك، عن سبب تأخرها في الاعلان عى رايها المتواضع ولو ببيان مقتضب أو توضيح عن مواقفها الوطنية والقومية حيال كل ما جري ويجري في العراق الجديد من المحاولات اليائسة لآقتلاع جذور شعبنا العراقي العريق . 
فغبطة البطريرك "يهيب بالمسيحين في المنطقة اعتماد العقلانية والفطنة"، ويقصد المهتمين بشؤن شعبنا من رجالات الدين والعلمانيين على حد سواء، في العودة الى المرجعية بشقيها وبالتالي تغيير وسائل النضال والوجود حسب متطلبات المرحلة الراهنة وتعقيداتها. لآن حساسية المرحلة وتحدياتها تتطلب منا جميعا السمو فوق الخلافات الحزبية وحتى الايديولوجية من أجل الحفاظ على الوحدة وجذوة الوجود، وان "يتكاتفوا بالمحبة ويتدارسوا معا وسوية وبتضامن سبل بناء الثقة بانفسهم"، كما يوصي غبطة البطريرك.
 
فالعراق دخل طور الانحلال وشبح تقسيم العراق دخل مراحله الاخيرة، بالاضافة الى دعوات أسلمة شعبنا المسيحي الممزق بين العراق العربي والعراق الكردي، فما هي الاستعدادات المرحلية والاستراتيجية التي اتخذتها مرجعيتنا السياسية يا ترى؟ وهل يمكن لنا الانتظار ليعيد التاريخ نفسه وتتكررفصول الاحداث المأساوية والدموية لاسمح الله، تلك التي جرت أبان دخول العراق عصبة الامم وفي مقدمتها مجزرة "سميل" عام 1933 وعلى مرمى ومسمع الدول المتحضرة ؟
كل هذه التساؤلات وغيرها تنظر الاجابة السريعة من قياداتنا الحزبية قبل أن ننتظر عبور هذه العاصفة السوداء!!

 

249
داعش وكيري في العراق الجديد!!
أوشـــانا نيســـان
" العراق القديم انهار والعراق الجديد وهو يستقوي على أبناء جلدته ووطنه خلف رايات "داعش" السوداء زائل لا محالة". حيث الكل يتفق على أن النظام المركزي العراقي وبسبب رغبة معظم قياداته "الوطنية" في ترجيح كفة السياسات الفئوية الضيقة، واعتماد التهميش والاقصاء المنتظم منذ تشكيل نواة الحكومة العراقية الاولى عام 1921، تعرض ويتعرض بانتظام الى انتكاسات متتالية مصدرها الاخلال المتأصلة في بنيّة نظامه السياسي. ومن المنطلق هذا يمكن القول، مثلما سقط  العراق الذي صممه الاستعمار البريطاني قبل 82 عاما ليتفق ومصالح أقلية عراقية "سنيّة" بالضد من مصالح الاكثرية من أبناء الشعوب العراقية، كذلك سينهارالنظام الفيدرالي الذي صممه الامريكان بعد عام 2003، ليتفق ورغبة مجموعة من قيادات "شيعية" معارضة جاءت لتنتقم وتصفي حساباتها القديمة مع أصحاب السلطة في العراق القديم.
الامر الذي يؤكد على حاجة العراق الفيدرالي الى حل جذري دستوري ودائمي. عليه فأن المقترح الامريكي –العراقي القاضي بتشكيل حكومة ائتلافية توافقية لادارة البلاد، هو مقترح ترقيعي لا يتفق مع واقع الاثنوغرافي العراقي المتعدد ولا المستجدات السياسية التي طرأت على الساحة العراقية قبل أقل من أسبوعين.
حيث طبقا للتقارير الصحفية المنشورة في الاقليم وفي مقدمتها التصريحات التي أدلت بها قيادات سياسية رفيعة المستوى على رأسها السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم خلال مقابلة أجرتها معه     الاخبارية:CNN شبكة
انه حذر الحكومة العراقية بالتهديد الذى فرضته الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" قبل أشهر من فرض التنظيم سيطرته على مدينة الموصل، والتى تعتبر ثانى أكبر مدن الدولة” وأوضح أن “لديه شهوداً على تحذيره”، لافتا إلى أن “كل ما يحدث لم يقع بسبب تنظيم داعش فقط، بل إنه استغل استياء الشعب العراقى من المالكى، مؤكدا ضرورة التفرقة بين الحقوق المشروعة وبين ما يحاول الإرهابيون تحقيقه”. ولكن الحكومة رفضت أن تأخذ المعلومة والتحذير على محمل الجد.

اليوم وبعد جل هذه المستجدات السياسية التي طرأت يمكن اعتبار التصريح أنذارا بالمخاطر المحدقة بمستقبل العراق الجديد كما يقول وزير الخارجية الامريكي جون كيري، خلال زيارته الى بغداد صباح الاثنين المصادف 23 حزيران الجاري بهدف اجراء محادثات مع القادة العراقيين بشأن الأزمة المتفاقمة "إن التقدم الذي حققه المسلحون السنة الى الشمال من العاصمة، يشكل "تهديدا وجوديا" لدولة العراق، وهذه هي لحظة مصيرية بالنسبة للقادة العراقيين.".
صحيح ان تسلل جحافل داعش الارهابية من وراء الحدود العراقية الغربية ، شكل تهديدا وجوديا لدولة العراق الحالي وان" الوضع في العراق خطير ولا يمكن الاستهانة به والاوضاع صعبة، والتحدي الذي يواجه العراق تحد وجودي يهدد كيانه ومقوماته ضمن هذه الهجمة الارهابية المتوحشة للقضاء على كل شي وعابرة للحدود، نحن في صراع مع هذه المجموعات وبقايا النظام السابق." يؤكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري.
علما ان جوهر هذه التصريحات والاعترافات العلنية تسهل عملية قراءة المستور خلف السطور. وأن البيت الابيض الامريكي ماض في نهجه القاضي في اعادة خلق شرق أوسط جديد، كما نعتته وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزا رايس، ليتفق ومصالح الولايات المتحدة الامريكية ودور الاخيرة بعدما أصبحت القوى العظمى الوحيدة في العالم بعد انتهاء الحرب الباردة. وأن المستجدات السياسية التي طرأت في منطقة الشرق الاوسط ابتداء من حرب الخليج الاولى والثانية وانتهاء بالنتائج الاولية "المهبطة" لما يسمي اليوم بالربيع العربي أظهرت: أن الخطاب السياسي للقوى العظمى مثلما نجح وبامتياز في تعميق الشرخ المذهبي بين السنة والشيعة، بدأ يبحث اليوم في اعادة صياغة خارطة الدول في المنطقة وتغّير دورالشعوب الاسلامية ليتفق وأحداثيات خارطة مصالحها في منطقة الشرق الاوسط. والصراع المذهبي المحتدم بضراوة بين السنة والشيعة هذه الايام شاهد على ما نكتبه.
 وليكن معلوما للجميع أن منهج التغيير في عقلية الامريكان لا تفرمله  جوهر القوانين وبنود المعاهدات الدولية المعترف بها، بقدر اصرار البيت الابيض الامريكي على تثبيت نهجه التوسعي طبعا بعد غياب الردع السوفيتي من الساحة. ومن الزاوية هذه يمكن رصد استراتيجية الاستدارة المتبعة في سياسة أمريكا انطلاقا من بغداد شرقا صوب طهران هذه المرة بدلا من التوجه غربا نحوالرياض، كما يفترض.
أما الحل الحقيقي للازمة الراهنة التي تعصف بنظام الحكم العراقي باعتقادي، فهو موجود في العراق وهو رغبة كل العراقيين الشرفاء في ضرورة اعادة فتح قنوات الحوار والاتصال مع جميع المكونات العرقية العراقية من دون اقصاء أو تهميش، بهدف الاسراع في تقسيم العراق دستوريا الى ثلاث فيدراليات ( تعزيز الفيدرالية في الاقليم الكردستاني، فيدرالية في المثلث السني وفيدرالية شيعية).  الطرح الذي بموجبه يمكن للعراق الفيدرالي أن يحقق جميع الطموحات القومية والوطنية لكل شعب من الشعوب العراقية، وبالتالي تحصين هذه الاختيارات الديمقراطية وتدعيمها بالإصلاحات المؤسساتية والدستورية الضرورية.
المقترح الذي يمكن له أن يضع حدا لتهور القوموين والطائفيين من العرب في المراهنة على جحافل منظمة ارهابية تسللت من وراء الحدود الى العمق العراقي، ولا الاتكاء على القدرة التدميرية ل 130 طائرة من الطائرات العراقية التي صدأت في مطارات أيران، لتعود اليوم فجأة "وهي مزودة باسلحة متطورة لتتشارك في المعارك ضد داعش"، حسب قول المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية.

250
عراقيون أختاروا داعش نموذجا!!
أوشانا نيسان
منذ وضع الحجر الاساسي للنظم العراقية قبل 93 عاما، لم تفكرالنخب السياسية العراقية وبجميع مشاربها السياسية والحزبية يوما في التركيز على مصدر الاخطاء وجذور الازمات التي ألمت بنظام الحكم في العراق، بل ركزت جل اهتمامها على النتائج الكارثية لسياساتها فقط. حيث يعرف القاصي والداني أن جذور الازمة السياسية الراهنة في العراق تنتمي الى أجندة سياسات التهميش والاقصاء التي تمارسها اليوم الحكومة العراقية بانتظام حيال شرائح معينة من العراقيين وفي مقدمتهم أهل السنة في الهلال السني الممتد من مدينة قائم غربا وحتى ديالى ومندلي شرقا. تماما كما فعلت النخبة  السياسية "السنيّة"  تجاه الاكثرية من أبناء الشعوب العراقية خلال أكثر من ثمانين عاما. بالاضافة الى حرص عرب العراق باعتبارهم أهل الحكم ( سنة وشيعة) في تشكيل عددا من "المرجعيات" التي يمكن الرجوع اليها عند الحاجة وأشتداد حدة الازمات السياسية والطائفية داخل الوطن. لكنهم نسوا أو تناسوا قصدا ضرورة تشكيل مرجعية واحدة تسمو فوق تخوم المذاهب، الطوائف واصطفافاتها العشائرية على مر التارخ.   
هذه الحقيقة التي تقف بحزم وراء سرعة انهيار خارطة الدولة العراقية الحديثة التي زرعها الاستعمار الانكليزي في عقلية المواطن العراقي قبل 93 عاما بالاتكاء على تخوم الثروات النفطية. مثلما وقفت الحقيقة تلك وراء انهيار بنيّة الدولة الوطنية المشوهة  التي ابتدعها مريدي ثورة 14 تموز عام 1958 ضد الملكية ثم حولها البعث الفاشي لاحقا الى محرقة ألقت بظلالها الكئيبة السوداء على أجندة الطموحات المشروعة للشعوب العراقية وتحديدا الشعوب العراقية الصغيرة التي يحق لها أن تحلم كشقيقاتها من شعوب العالم، بربيع مزدهر تتورق فيه زهور الديمقراطية العدالة والتحرر من نير الدكتاتورية ولو مرة.
علما أن مشكلة الحكم في العراق، تنتمي وحرص معظم النخب السياسية التي استولت على كرسي الحكم، على خلق نخوة وطنية زائفة منذ ولادتها القيصرية. هذه النخوة التي أخفقت وللاسف الشديد في الصمود مجرد ساعات بوجه جحافل منظمة ارهابية ك"داعش" شكلت قبل أقل من 15 شهرا. هذا ان دل على شيء فانما يدل على حاجة العراق الى اعادة صياغة مفهوم الوطنية في العراق الجديد مع اشراك جميع مكونات الشعب العراقي بغض النظر عن انتمائهم العرقي المذهبي في حكم العراق الجديد، بالاضافة الى قرارالاسراع في اعادة تأهيل البنيّة التحتية للجيش العراقي وتطوير قدراته العسكرية من حيث التعبئة والتدريب والتجهيز بالشكل الذي يسمو فوق حدود الطائفية والمذهبية باعتبارها كعب أخيل أجندة الوحدة الوطنية العراقية منذ عام  1921 لحد يومنا هذا.
أما اليوم وبعد سقوط جل الاقنعة وانكشاف أوراق الملف الوطني الزائف لاصحاب القرار السياسي في العراق واستعداد الاكثرية منهم في الاستنجاد حتى بالمنظمات الارهابية خارج الحدود في سبيل البقاء على كرسي الحكم والسلطة. في الوقت الذي سهلوا عملية تخوين وتشويه وطنية كل كيان أقلوي أصيل أو شعب عراقي غيرعربي ثاربوجه الانظمة الفاشية والدموية المركزية وعلى مدار اكثر من ثمانين عاما. رغم أن النخبة السياسية العراقية "المعارضة" اعترفت علنا خلال سلسلة من مؤتمراتها خارج الوطن وقبل سقوط الصنم عام 2003، أن مشروع الفيدراليات الثلاث أو السيناريوهات الثلاثة التي طرحتها الحكومة الامريكية قبل الغزو، هو الحل الوحيد لانقاذ النظام العراقي من أزمته السياسية وخروجه من عنق الزجاجة اكثر عدالة وديمقراطية. وما التطور الاقتصادي أوالاستقرار الامني السائد في الاقليم الا دليلا على صحة البدائل السياسية المقترحة لمستقبل العراق الجديد.


أدون تفاصيل هذه الحقائق التاريخية التي انكشفت رغم تأخرها والمشاهد العراقي يتطلع الى الصور المباشرة التي تنقلها الفضائيات العربية من داخل تكريت لحظة سقوطها بيد جحافل تنظيم"داعش" باعتبارها عاصمة محافظة صلاح الدين. طبعا جاء سقوط تكريت بعد سقوط مدينة" موصل" عاصمة محافظة نينوى والفلوجة والانبار وبيجي وسامراء وغيرها من المدن التي هي في وشك السقوط.
في الوقت الذي يشدد السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي خلال كلمته الاسبوعية على كلمة  المؤامرة من جديد بقوله:
"ما حصل في موصل هو مؤامرة وخدعة سمحت بدخول عناصر داعش الى الموصل". هذا الخطاب السياسي الذي لا تختلف مفرداته كثيرا عن الخطابات السياسية التي رددها قبله جميع رؤساء الجمهوريات العراقية الاولى، الثانية والثالثة.
علما ان السيد رئيس الوزراء العراقي أشاد بدور المرجعية وبمواقف الاحزاب، العشائر، الدول المجاورة والصديقة، الامم المتحدة، الجامعة العربية، الاتحاد الاوروبي وغيرها من الدول والمنظمات التي قدمت وتقدم المساعدة لانجاح الحملة العسكرية ضد الارهاب كما يقول. لكنه امتنع تماما عن ذكر ولو كلمة يشكر فيها ما قدمته وتقدمه القيادة السياسية في الاقليم من الدعم، الايواء والمساعدات الانسانية لجميع الهاربين والناجين من المدن العراقية المتضررة.

251
ألاخ العزيز أمير المالح
اتقدم لكم ولاسرتكم فردا فردا، باحر التعازي بمناسبة رحيل الاخ والمفكر الدكتور سعدي المالح قبل موعده. راجين ان يتغمده الله بوافر رحمته ويسكنه فسيح جناته.
من أراد أن يموت عظيما فليحترف الادب!!
أوشــــانا نيســـان
" وكأنه على موعد مع النهاية التي صدمتنا، فاختارالمدينة التي أحبها قلبه كثيرا عنكاوا ليودع رفاقه ومحبي كتاباته وأخرها روايته الاخيرة "عمكا" ليقول وداعا قبل أن ينتقل الى مثواه الاخير ويسكت قلمه الى الابد. حيث أبى الدكتور أن لا يختار دروب المنافي الموحشة لا لنفسه ولا لشخصيات رواياته باستثناء دروب الوطن!!".  هكذا عرفنا الاديب، الانسان والمثقف الراحل الدكتور سعدي المالح، بعدما رحل في طلب العلم والمعرفة عن العراق وأقتبس من مناهل العلوم في دول الغرب حتى أصبح بحق علما من أعلام عصره وعاد عام 2006 الى الوطن ليثبت لابناء شعبه ووطنه ومن خلال موقعه مديرا عاما للثقافة والفنون السريانية في اربيل، ان أبواب الثقافة كانت مشرعة لاستقباله والاحتفاء به.
ألتقيت الاخ سعدي المالح للمرة الاولى عام 2012وجها لوجه وبرفقة صديق مقرب جدا من الدكتور فسأله، هل تعرف الاخ أوشانا نيسان؟ فرد الاخ سعدي، كانت أمنيتي أن التقي الاخ أوشانا نيسان عن قرب وشكرا لقد تحققت أمنيتي.
حقا أن رحيل الاديب والمثقف الدكتور سعدي المالح يعد خسارة كبيرة فجعت بها ساحتنا الثقافية والادبية داخل الوطن وخارجه، رغم أن منابر الادب ستذكر من دون شك، أن المرحوم سعدي المالح مثلما كان وسيبقى علامة مضيئة في دروب الادب والثقافة مدى الدهر
وفي الختام لا يسعنا الا أن نتضرع الى الباري عزوجل ان يتغمد المرحوم بوافر رحمته وأن يسكنه فسيح ملكوته السماوي، وان يلهم اسرة الفقيد و اهله واصدقائه وجميع معارفه الراحة الابدية ولذويه الصبر والسلوان.

252
من أراد أن يموت عظيما فليحترف الادب!!

أوشــــانا نيســـان
" وكأنه على موعد مع النهاية التي صدمتنا، فاختارالمدينة التي أحبها قلبه كثيرا عنكاوا ليودع رفاقه ومحبي كتاباته وأخرها روايته الاخيرة "عمكا" ليقول وداعا قبل أن ينتقل الى مثواه الاخير ويسكت قلمه الى الابد. حيث أبى الدكتور أن لا يختار دروب المنافي الموحشة لا لنفسه ولا لشخصيات رواياته باستثناء دروب الوطن!!".  هكذا عرفنا الاديب، الانسان والمثقف الراحل الدكتور سعدي المالح، بعدما رحل في طلب العلم والمعرفة عن العراق وأقتبس من مناهل العلوم في دول الغرب حتى أصبح بحق علما من أعلام عصره وعاد عام 2006 الى الوطن ليثبت لابناء شعبه ووطنه ومن خلال موقعه مديرا عاما للثقافة والفنون السريانية في اربيل، ان أبواب الثقافة كانت مشرعة لاستقباله والاحتفاء به.
ألتقيت الاخ سعدي المالح للمرة الاولى عام 2012وجها لوجه وبرفقة صديق مقرب جدا من الدكتور فسأله، هل تعرف الاخ أوشانا نيسان؟ فرد الاخ سعدي، كانت أمنيتي أن التقي الاخ أوشانا نيسان عن قرب وشكرا لقد تحققت أمنيتي.
حقا أن رحيل الاديب والمثقف الدكتور سعدي المالح يعد خسارة كبيرة فجعت بها ساحتنا الثقافية والادبية داخل الوطن وخارجه، رغم أن منابر الادب ستذكر من دون شك، أن المرحوم سعدي المالح مثلما كان وسيبقى علامة مضيئة في دروب الادب والثقافة مدى الدهر
وفي الختام لا يسعنا الا أن نتضرع الى الباري عزوجل ان يتغمد المرحوم بوافر رحمته وأن يسكنه فسيح ملكوته السماوي، وان يلهم اسرة الفقيد و اهله واصدقائه وجميع معارفه الراحة الابدية ولذويه الصبر والسلوان

253
ألاخ العزيز أمير المالح
اتقدم لكم ولاسرتكم فردا فردا، باحر التعازي بمناسبة رحيل الاخ والمفكر الدكتور سعدي المالح قبل موعده. راجين ان يتغمده الله بوافر رحمته ويسكنه فسيح جناته.
من أراد أن يموت عظيما فليحترف الادب!!
أوشــــانا نيســـان
" وكأنه على موعد مع النهاية التي صدمتنا، فاختارالمدينة التي أحبها قلبه كثيرا عنكاوا ليودع رفاقه ومحبي كتاباته وأخرها روايته الاخيرة "عمكا" ليقول وداعا قبل أن ينتقل الى مثواه الاخير ويسكت قلمه الى الابد. حيث أبى الدكتور أن لا يختار دروب المنافي الموحشة لا لنفسه ولا لشخصيات رواياته باستثناء دروب الوطن!!".  هكذا عرفنا الاديب، الانسان والمثقف الراحل الدكتور سعدي المالح، بعدما رحل في طلب العلم والمعرفة عن العراق وأقتبس من مناهل العلوم في دول الغرب حتى أصبح بحق علما من أعلام عصره وعاد عام 2006 الى الوطن ليثبت لابناء شعبه ووطنه ومن خلال موقعه مديرا عاما للثقافة والفنون السريانية في اربيل، ان أبواب الثقافة كانت مشرعة لاستقباله والاحتفاء به.
ألتقيت الاخ سعدي المالح للمرة الاولى عام 2012وجها لوجه وبرفقة صديق مقرب جدا من الدكتور فسأله، هل تعرف الاخ أوشانا نيسان؟ فرد الاخ سعدي، كانت أمنيتي أن التقي الاخ أوشانا نيسان عن قرب وشكرا لقد تحققت أمنيتي.
حقا أن رحيل الاديب والمثقف الدكتور سعدي المالح يعد خسارة كبيرة فجعت بها ساحتنا الثقافية والادبية داخل الوطن وخارجه، رغم أن منابر الادب ستذكر من دون شك، أن المرحوم سعدي المالح مثلما كان وسيبقى علامة مضيئة في دروب الادب والثقافة مدى الدهر
وفي الختام لا يسعنا الا أن نتضرع الى الباري عزوجل ان يتغمد المرحوم بوافر رحمته وأن يسكنه فسيح ملكوته السماوي، وان يلهم اسرة الفقيد و اهله واصدقائه وجميع معارفه الراحة الابدية ولذويه الصبر والسلوان.

254
لا لتعريب الكوتا أوتكريدها!!

أوشــــانا نيســـان
قيل "أن قتل أنسان بريء جريمة، ولكن تزوير قرار شعب و تهميش ارادته الوطنية وهوعلى أرض أباءه وأجداده هي فعلا جريمة لا تغتفر". من حق المواطن الكلداني السرياني الاشوري في العراق الجديد عراق ما بعد الدكتاتورية، أن ينذهل هذه الايام حين يكشف، أن البنود والفقرات الخاصة بالحقوق القومية –الوطنية، تلك التي دونت ضمن مسودة الدساتير العراقية الجديدة، أخذت تسرق منه اليوم باليد اليسرى وفق قواعد اللعبة  الديمقراطية، بعدما دخل لعبة الانتخابات وهو صاغراً مستصغَراً قائمة التمزق قائمة الضياع قائمة الموت الزؤام. ولاسيما بعدما أثبتت نتائج الانتخابات السابقة وأخرها الانتخابات البرلمانية التي جرت في الاقليم بتاريخ 21 سبتمبر الماضي، عن تدخل الاحزاب والكتل الكبيرة في شؤون أبناء شعبنا ومستقبل ال"كوتا" وذلك من خلال التزوير وشراء الذمم.
فالمتابع لما تنشره الصحف والفضائيات المحلية،الاقليمية والعالمية حول النتائج الاولية لانتخابات مجلس النواب العراقي تلك التي جرت في 30 نيسان المنصرم، ينتابه العجب لكل هذه الخروقات التي جرت وتجري بانتظام حيال وجود وحقوق شعبنا المشروعة أمام مراى ومسمع جميع القيادات السياسية في عراق ما بعد الطاغية.
حيث يعرف المطلع أن القيادات السياسية الكردستانية هي التي منحت المقاعد الخمسة أو ما يسمى اليوم بال"كوتا" لابناء شعبنا الاشوري بعد أنتخابات 19 مايو 1992، بسبب مشاركته ضمن الجبهة الكردستانية أو بالاحرى المعارضة السياسية للنظام المركزي في بغداد. واليوم أخذت تتراجع عن الانجازات تلك وتلتف عن المعايير الديمقراطية بهدف الحفاظ على"الخلل" في التوازن بين القوى وسلطة الاحزاب الكبيرة.
 
أما ما يجري اليوم من صراع القوائم التسعة وفوضي الانتخابات في العديد من المراكز الانتخابية بهدف الاستيلاء على ال"كوتا" المخصصة أصلا لابناء شعبنا، هو اعتداء صارخ على أدعاءات الديمقراطية والعدالة قبل أن يكون اعتداء على حقوق هذا الشعب المضطهد تاريخيا، رغم كونه أقدم شعب نجح في  خلق أول حضارة انسانية متكاملة في وادي الرافدين. وأن صراع قوائم الكتل المتنفذة والمعروفة لدى ناخبنا القومي، تلك التي تستمد عزيمتها من انتماءها السياسي وتستغل موقعها ضمن أحزاب الاكثريتين بهدف السيطرة على مقاعدنا، هو صراع غير متكافئ وغير عادل يجب اعادة النظر فيه قبل فوات الاوان.
هذه الحقيقة التي يمكن قراءتها بوضوح في خضم التجاوزات التي حصلت وتحصل في جميع مراكز الانتخابات بحسب النتائج الأولية لفرز أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية العراقية.
 حيث أكدت مصادر مقربة من المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات، ان رؤساء قوائم وشيوخ أشهرت فجأة انتماءها القومي الجديد، حصدت عشرات الالاف من أصوات الناخبين في أماكن أو مراكز انتخابية لايتجاوز عدد سكانها بضع مئات مقترع من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. هذه النتائج المبالغ فيها نجحت وللمرة الاولى في احداث شرخ واسع ليس فقط في لحمة الانتماء للنسيج القومي وأهداف شعبنا الابي كما يفترض وانما في اشكالية الانتماء الحزبي ونسبة القرابة عن موقع القرار السياسي ضمن النظام السياسي الفيدرالي الجديد.
والشكوى الاخيرة التي قدمها المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري للمفوضية العليا للانتخابات المستقلة ضد قائمة شلاما بتاريخ 4 مايو 2014  هو دليل اخر يثبت صحة ما نذهب اليه.
 
من المنطلق هذا يجب الاعتراف، أن منع المواطن الكلداني السرياني الاشوري في الاختيار الحقيقي لمن يمثله في مجلس النواب العراقي الجديد، بعيدا عن نفوذ الاحزاب الكبيرة ومصالحها، بعد تقييد الاختيار من خلال  تعريبه أو تكريده، هواعتداء صارخ على حقوق الشعوب العراقية بجميع مشاربها المذهبية والعرقية قبل أن يكون اعتداء علي حرية الشعوب الصغيرة ووأد نبتة الديمقراطية قبل أخصابها في ثرى العراق الجديد.
حيث يعترف الجميع، أن شعبنا مثلما كان ولايزال شعبا محبا للسلام والديمقراطية والعدالة، كان مشاركا وعن قناعة في صفوف المعارضة العراقية من أجل دحرأجندة سياسات التهميش والالغاء المقصود ضمن نهج ما سمي بالنظام المركزي لآكثر من ثمانين سنة. فلماذا الخوف من دعاة السلام وبناة الحضارة الانسانية يا ترى، وحجم شعبنا في وضع لا يسمح له غير التفكير في تنمية روح الابداع وترسيخ مفاهيم الديمقراطية والسلام في العراق الجديد!!
ومن الزاوية هذه نقر، أن محاولات تحريف الخطاب السياسي الوطني الجديد وصراع تهميش أقدم مكون من المكونات العرقية العراقية قبل ترسيخ بنود العدالة السياسية والاجتماعية وفي طليعتها مؤسسات دولة القانون والديمقراطية ضمن عراق فيدرالي جديد، من شان التحول هذا ان يأتي بنتائج عكسية ويقضي لاسمح الله على جميع الامال التي نتمناها أوالتي كنا نحلم بها خلال عقود خلت.
 
 

   

255

حتى لا تكون ذاكرتنا التاريخية مثقوبة!!

أوشـــانا نيســـان
من حسن حظ شعبنا المضطهد والمهمش كثيرا، ان التاريخ لم يعرف يوما ذاكرة مثقوبة مثل ذاكرة معظم شعوب الشرق الاوسط ونظمها السياسية على مر التاريخ. هذه الحقيقة التي سهلت عملية تكرار أوهام "البعض"في المراهنة على نماذج وسياسات أثبت الدهر عقمها وفشلها منذ ولادتها.
صحيح أن الاوضاع السياسية بين مختلف التنظيمات والاحزاب السياسية التابعة لآبناء شعبنا داخل الوطن، تفتقر الى المرجعية القومية والشرعية التي تراعي حقوق شعبنا ومصالحه الوطنية بالشكل الصحيح والمطلوب. لكن الغياب هذا يجب أن لا يكون مبررا للتغطية على الانجازات الاخيرة التي تحققت ضمن العراق الجديد بعد مرور أكثر من 82 عاما على العراق، ولا مبررا في نشر سموم الاحباط والنكسات في قلوب الغيارى والمهتمين بوجود ومستقبل هذا الشعب الذي بدأت أثار سموم الهجرة تنخر في جسده الهزيل من دون رحمة.
أذ لو رجعنا بالتاريخ قليلا الى الوراء لوجدنا الكثير من التحركات والاجندات التي تشبه جوهرالخطاب الذي تنشره "حركة أشور الوطنية" ومؤيديها هذه الايام. رغم أنني أعرف واقر، أن الشعور بالاحباط والخيبة وفقدان الامل مرده غياب خطاب سياسيّ موحّد لتنظيماتنا السياسية وسط انقسامات تعودت أن تشقّ جسدنا القوميّ المثخن أصلا بجراحات التاريخ والجغرافيا.
حيث يذكرنا التاريخ عقب احتلال الانكليز للعراق عام 1917 أي قبل أكثر من 97 عاما، كيف حاول "أغا بطرس" الجنرال الاشوري، أستغلال الوضع السياسي المتدهور والوضع النفسي الصعب للامة الاشورية التي وصلت المعسكرات التي شيدها المستعمر البريطاني في بعقوبة، بعد مسيرة تاريخية دموية أوقعت عشرات الالاف من الشهداء والمفقودين في صفوف هذا الشعب المتشرد أولا والمعاني أصلا من عملية أغتيال قائد المسيرة البطريرك الشهيد مار بنيامين أذار 1918 ثانيا. حيث نجح الجنرال الاشوري في تحريض مؤيديه وتشجيعهم بامر من المستعمرالبريطاني، على مقاتلة القرى الكردية وهو في طريق العودة الى "هكاري" موطنه الاصلي كما ورد في خطاب التحريض، وذلك بهدف انهاء السلطة الدينية والدنيوية لبطريرك كنيسة المشرق الاشورية. والمطلع على مجريات التاريخ يعرف جيدا ما حل بقيادة الحركة تلك والنتائج الكارثية التي ظللت بغمائمها السوداء وجود ومستقبل شعبنا.
للاسف الشديد توغل المستعمر البريطاني في مؤامراته من خلال ايقاض طموحات حفنة من الضباط الاشوريين في البدء من جديد في تفتيت ما تبقى من الوجود على أرض الاباء والاجداد، والاعلان عن اطلاق ثورات جديدة بعد أقل من عقد من الزمان وتحديدا بعد رفع العلم العراقي فوق سارية مقر عصبة الامم المتحدة مع أعلام الدول الأخرى في اليوم الثالث من تشرين الأول –أكتوبر سنة 1932.
حيث تمرد القائد العسكري المرحوم "ملك ياقو" هذه المرة واعلن ثورته على الاستعمار البريطاني والحكومة العراقية المنتدبة، بعدما أقنع أنصاره ومؤيديه في المراهنة على الاستعمار الفرنسي في سوريا ومقاتلة الجيش العراقي والبريطاني على حد سواء، بهدف تحقيق حقوقنا المغتصبة في وادي الرافدين، كما جاء انذاك.
الامر الذي أن دل على شئ فانه يدل بدون شك على عدم اطلاع القائد العسكري على بنود إتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية وقرار إقتسام الهلال الخصيب بين انكلترا وفرنسا عام 1916.
هذه الانتفاضة التي لم تنجح فقط في ايقاظ ملف الغل الشوفيني والحقد المذهبي الدفين في نفوس العديد من العنصريين العرب والاقطاعيين الاكراد بهدف ذبح الالاف من أبرياء شعبنا ضمن المذبحة التي سجلها التاريخ بمداد من دم الا وهي "مذبحة سميل"، بل نجحت الحركة تلك في غلق ملف قضيتنا القومية والمشروعة داخل وطن الاباء والاجداد لآكثر من 37 عاما. وظلت الازمة تلد الازمة لحد يومنا هذا والحبل على الجرار.
اليوم وبعد نضوج الوعي السياسي والفكري في نفوس أبناء الشعوب العراقية وعقلية الاكثرية من القيادات السياسية العراقية في زمن العولمة وعلى رأسها القيادات الكردستانية التي سارعت في منح المقاعد البرلمانية الخمسة للحركة الديمقراطية الاثورية باعتبارها ممثلة شعبنا الاشوري ضمن البرلمان الكردستاني مباشرة بعد انتخابات الاقليم في 19 مايو 1992.
هذا التوجه الذي نجح رغم تأخره لآكثر من 18 عاما في التوجه جنوبا نحو أروقة العاصمة الفيدرالية بغداد واجبار قيادات الحكومة العراقية في عراق ما بعد الطاغية، الى الاعتراف بحقوق ووجود شعبنا باعتباره اقدم مكون من المكونات العرقية العراقية في وادي الرافدين. حيث تم تخصيص ال"كوتا" أي خمسة مقاعد لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن البرلمان العراقي بعد انتخابات عام 2010. كما وتم تخصيص مقعد وزاري في حكومة الاقليم واخر في حكومة بغداد، بالاضافة الى العديد من القائمقاميين، مدراء النواحي ومدراء العاميين ضمن مؤسسات الدولة العراقية الفيدرالية.
ومن الواقع هذا يستغرب المثقف السياسي المحايد، عن الدوافع الحقيقية وراء صرار "حركة أشور الوطنية" ومجموعتها من النشطاء الاشوريين في عصر العولمة، على التغاضي عن الواقع الجديد وجل الانجازات الوطنية والاهداف القومية التي تحققت على أرض الوطن، والاستعداد في مقايضتها بالاحلام والطموحات الخيالية ضمن مؤسسات ما يسمى بجمهورية المنفى أوالجزر الوهمية الموعودة اقصى الدول الغربية ومحيطاتها.لاسيما وشعبنا داخل الوطن على أعتاب انتخابات برلمانية ومجالس محافظات في 30 من الشهر الجاري، كان يفترض بالمغترب أن يتعاضد مع المواطن على ارض الاباء والاجداد في سبيل اكمال المسيرة الديمقراطية وتحقيق البنود المتبقية على صدر أجندتنا القومية الوطنية باسرع وقت ممكن.   
 

   



256
أشكالية التبعية السياسية للكاتب أنطوان الصنا!!
أوشـــانا نيســـان
" أنتم أبناء شعب أصيل جذوره راسخة في ثرى هذا الوطن ولا نقبل تهميش حقوقكم المشروعة باي شكل من الاشكال. أنا شخصيا سعيد جدا باللقاء معكم واستمع الى طلباتكم.أواعدكم بزيارة مقراتكم في الايام القادمة. أما بخصوص التجاوزات على الاراضي في ناحية عنكاوا، أطلب من معالي وزير البلديات ( كان حاضرا ضمن طاقم السيد رئيس الوزراء)، أن يتخذ جميع الاجراءات القانونية ضد التجاوزات التي حصلت أوتحصل مستقبلا في عنكاوا، في الوقت الذي أعرف شخصيا انكم تبيعون الاراضي لغير المسيحين، ولماذا تبيعون الاراضي لهم؟"
هذه نتفة مختصرة من بنود الاجندة التي بحثها السيد نيجيرفان البارزاني خلال لقاءه وممثلي أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بتاريخ 4- كانون الاول 2013. هذه الحقيقة التي تحاول مجموعة من قياداتنا السياسية وكتابنا وفي مقدمتهم السيد أنطوان الصنا تغيبها من خلال المراهنة على الشكليات وفي مقدمتها، عدم زيارة السيد رئيس الوزراء مقرات واحزابنا كما فعل مع الاحزاب الكوردية. هذه النقطة البروتوكولية التي يفترض بكل عاقل أو ذي بصيرة أن يحترمها في حال أوقفت "القيادة المتنفذة" نهج رفع سياج "التحزب" والتموضع فوق ثوابت الامة وتهميش خطاب وحدتنا القومية والسياسية من أجل نتائج انتخابات مرحلية كتحصيل حاصل للعلاقات "السرية" أو المغريات التي توفرها الاكثريتين. ومن المنطلق هذا يمكن اعتبارعدد الاصوات وبالالاف التي حصلت عليها القوائم الفائزة في المناطق المهمشة تاريخيا والبعيدة أصلا عن خارطة التمركز السكاني لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وهي محافظتي نينوى ودهوك، دليلا قاطعا على صحة ما نذكره.
أما ما يتعلق بالازدواجية أو المواقف غير المبررة التي سجلها السيد أنطوان الصنا على قائمة أبناء النهرين وسكرتير حزب بيت نهرين الديمقراطي، نؤكد أن عصر جبهات الصمود والتحدي أو حتى سياسات المقاطعة الغبيّة التي جربتها شعوب الشرق الاوسط وفي طليعتها الشعب الفلسطيني في زمن الاتحاد السوفيتي الاسبق، قد انتهى وولى الى مزبلة التاريخ، وان مبدأ "الحوار" هو الحل الوحيد ضمن عراق ديمقراطي وفيدرالي جديد.
 
ومن المنطلق هذا، يجب الاعتراف بالحقيقة رغم مرارتها ولا نخاف في الحق لومة لائم، أن وضع شعبنا والتذبذب الاثنوغرافي الذي بدأ ينخر في جسد الامة خلال هذه المرحلة الحرجة من تاريخ شعبنا، لايبشر بالخير في حال المضي قدما وراء سياسة عفى الله عما سلف لاعتبارات عدة وفي طليعتها، تفضيل نهج هذا القيادي أو ذاك الحزبي لاسباب تتعلق بعلاقات ومنافع شخصية، انتماءات أسرية أو حتى حزبية.
في الوقت الذي يجب أن نعترف، أن عدالة الناقد العضوي المهموم بمحنة شعبه وعدالة قضيته القومية والوطنية لا تقبل الكيل بمكيالين. فاذا قدر للسيد الصنا أن ينتقد موقف أبناء النهرين رغم رفضهم المسبق كما جاء في النص، للآلية التي اتـُبعت في عقد هذا اللقاء من خلال دعوة قوائم شعبنا الى مقره بدلا من زيارتهم في مقراتهم كما فعل مع الاحزاب الكوردية، لماذا يتردد الكاتب نفسه في انتقاد مسيرة الوزراء (وزراء زوعا والمجلس الشعبي) منذ عام 1992 ولحد كتابة هذا المقال، اثراتفاق الطرفين على توزيع المقاعد الوزارية التي تضمن الرواتب العالية لاتباعهما، والسكوت سكوت المقابرعن المقترح القاضي باستحداث موقع وزاري جديد يختص بشؤون ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
أما ما يتعلق بخصوص همسة السيد الصنا في اذن الاخ روميو هكاري كما يذكر في النقطة الثانية من لائحة انتقاداته، فان الهمسة هي الاخرى جاءت للاسف الشديد في غير مكانها واوانها. حيث المطلع على السجّل السياسي للسيد هكاري يعرف، انه سكت دهرا عن حقوق حزبه في سبيل ترسيخ صخرة مسيرة وحدتنا القومية ثم نطق حلا في سبيل حلحلة الازمات التي تخلقها سياسي الصدفة بهدف وضع العصي في عجلة مسيرتنا الوحدوية. حيث الكل بات يعرف بمن فيهم السيد الصنا، "ان الاستحقاقات المترتبة على نتائج انتخابية برلمان اقليم كوردستان ليست من حصة زوعا وانما من حصة المجلس الشعبي اما استحقاقات زوعا الانتخابية فهي في حكومة بغداد وهذا متفق عليه في التجمع"، ويقصد السيد الصنا طبقا لبنود الاتفاقية الستراتيجية بين الطرفين.
وبالاجابة على السؤال الذي حيّر السيد أنطوان الصنا أقول، ان السيد هكاري لم يرشح نفسه بنفسه ليكون طرفا ضمن المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد نيجيرفان البارزاني، وانما جاء بناء على طلب الجميع بمن فيهم السيد عمانوئيل خوشابا الامين العام للحزب الوطني الآشوري والسيد شمس الدين كوركيس زيا نائب رئيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، بسبب الحنكة السياسية واللباقة اللغوية التي اكتسبها خلال وجوده عضوا في البرلمان الكردستاني. وما الخلل في ذلك يا سيد أنطوان؟ وهل تعتقد بأن المطلوب هو تجميد نشاط  جميع القيادات السياسية التي لم تفزفي الانتخابات؟
 أما أبرز جوانب الخلل في طرح السيد الصنا، لا تقع ومعالم الصراحة والحنكة السياسية التي اظهرها السيد هكاري وهو يدافع بجراة عن هموم شعبه وعن حقيقة التجاوزات التي حصلت وتحصل أمام السيد رئيس وزراء الاقليم، وانما ضمن الخلل الذي يشوب المعايير التي تقاس بها صحة الاستراتيجيات التنويرية التي تصوغها النخبة المثقفة أو القيادات الحزبية من أجل تصحيح المسيرة وتقديم البدائل المشروعة.
ولاجل تثبيت هذه الحقيقة سنعيد كتابة ما دونه "كانط" في مجلة برلين الشهرية عام 1784 تحت عنوان: ما هو التنوير؟
"التنوير هو خروج الإنسان من قصوره الذي اقترفه في حق نفسه، وهذا القصور هو بسبب عجزه عن استخدام عقله إلا بتوجيه من إنسان آخر... ويقع الذنب في هذا القصور على الإنسان نفسه عندما لا يكون السبب فيه هو الافتقار إلى العقل، وإنما إلى العزم والشجاعة اللذين يحفزانه على استخدام عقله بغير توجيه من إنسان آخر".
أما النقاط المتعلقة بعدم نشر خبر اللقاء ضمن الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكوردستاني أو حتى الموقع الرسمي لحكومة اقليم كوردستان، فانه يجب عدم تحميل السيد نيجيرفان البارزاني الذي استأنف مشاوراته واتصالاته ولقاءاته في سبيل تشكيل حكومة تتلائم مع مقتضيات المصلحة الوطنية والاقليمية التي سيترأسها لاحقا، ولا السيد هكاري أو حتى أبناء النهرين، بل يفترض بالسيد انطوان الصنا أن يعود الى مرجعيته في سبيل الحصول على الاجابة المقنعة.

257
أربلينا نيسان تحصل على الماجستير بدرجة الامتياز

تخرجت في وقت كان العالم وتحديدا المملكة البريطانية العظمى التي تخرجت الطالبة أربلينا نيسان من احدى جامعاتها، يتراجع ويئن تحت وطأة الازمة الاقتصادية الخانقة التي بدأت عام 2008. فبدأت القارة الاوربية تعاني من أزمة مالية طاحنة ألقت بظلالها على أقتصاد بريطانيا فوقعت تحت ظل الكساد والبطالة بسبب تداعيات الازمة الاقتصادية.
الامر الذي أخفق رغم تداعياته السلبية في أجبارأربلينا نيسان على قبول الامر الواقع والاستسلام لنتائجه المهبطة، بل شمّرت عن ساعد الجد وفضلت مقاعد الدراسة على طوابيرالبطالة في سبيل تجاوز هذه المرحلة العصيبة ودخلت سوح الدراسات العليا وحصلت على شهادة الماجستير بامتياز من جامعة لندن ساوث بنك
 / قسم  الاتصالات والتسويق، بعدما حلت في المرتبة الاولى منLondon South Bank University
بين 6000 طلبة ماجستير لهذا العام الدراسي. علما أن أقسام الجامعة تلك تسع ل  24000طالب وطالبة كل عام، باعتبارها جامعة عريقة وجدت في بريطانيا قبل أكثر من 120 عاما.
وبهذه المناسبة الغالية تتقدم أسرة أربلينا نيسان بدأ بوالدتها ألبانيا نيسان وشقيقها الطموح أترا نيسان ووالدها أوشانا نيسان ، بأجمل ايات التهنئة والتبريك الى العزيزة أربلينا، ونبتهل الى الباري عزوجل أن يفتح في وجهها الرحب جميع أفاق المستقبل، وشكرا.



 أربلينا نيسان في مقدمة الحائزين على الجوائز التقديرية



 أربلينا نيسان مع شقيقها أترا نيسان وهو يدرس في وقت واحد الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعتي ستوكهلم وابسالا


الجالسون في الخط الامامي من اليسار/
  أربلينا نيسان
15 طالب وطالبة من المتفوقين والحائزين على الجوائز التقديرية من بين 6000







258
حضرت قداسا لمار أبرم ومار نرساي بصوت مار عوديشو!!
أوشـــانا نيســـان
قد يثيرالعنوان نوعاً من الدهشة والاستغراب عند معظم القراء، لاعتبارات عدة أهمها العمق التاريخي البعيد بين القديسين مار أبرم ومار نرساي والاسقف مار عوديشو اوراهام المسؤول عن أبرشية أوروبا التابعة لكنيسة المشرق الاشورية، هذا العمق التاريخي الممتد على مساحة زمنية لايقل عمرها عن 1500عاما.
 قبل الحديث عن القاسم الروحي المشترك بين المرحلتين الموغلتين في التاريخ، يجب الاعتراف بدور القديسين  مار أبرم ومار نرساي في زرع بذورالمسيحية في ثرى بلدان الشرق الاوسط ومن ثم التبشير بتعاليم المسيحية ونشرها من خلال أقدم منارة من منارات العلم والمعرفة وهي جامعتي أورهاي ونصيبين.
هذا السرالالهي الذي مثلما وقف خلف جذوة الايمان المتقدة في قلوب القديسين وقف وراء حركة البنيان ومسيرة التطور التي تشهده كنيسة المشرق الاشورية في أوروبا منذ سيامة الاسقف مارعوديشو أوراهم وتعينه مسؤولا عن الابرشية الاوروبية قبل أكثر من 19 عاما. باعتبار البلدان الاوروبية قبل وصول الاسقف معقلا لرجالات الدين الهاربين من جور الطاغية وأجهزته القمعية وموطنا لالاف اللاجئين من بلدان الشرق الاوسط، قبل أن يحّولها الى منارة للتطور والازدهار اشاد بها بطريرك كنيسة المشرق الاشورية البطريرك ماردنخا الرابع خلال زيارته الاخيرة الى السويد.
أذ رغم شحة الامكانيات المادية وغياب الدعم، نجح نيافة الاسقف مار عوديشو اوراهام وفي فترة قياسية في اعلاء صرح كنائس المشرق الاشورية في معظم عواصم أوروبا. هذا وبالاضافة الى هذا النجاح المنقطع النظير نجح الاسقف مارعوديشو في تحقيق الحلم الذي أخفقت كنيسة المشرق "الاشورية" في تحقيقه  طوال أكثر من ألفي سنة. هذا الحلم التاريخي الذي حققه نيافة الاسقف مارعوديشو بعد أصراره على رقمنة معظم المخطوطات،الكتب والطقوس الكنسية الخاصة بكنيسة المشرق. بحيث سيكون بامكان القارئ، المراكز العلمية أو الباحث في شؤون كنيسة المشرق الاشورية أن يستفيد منها في اي مكان وزمان. هذا التطورالذي يمكن اعتباره بحق مكملا لنهج المدارس الكنسية والمراكز العلمية التي أسسها مارأفرام ومار نرساي وغيرهما من رجالات الدين المسيحي في الشرق قبل قرون.
أما القاسم المشترك بين القديسين مارأفرام ومار نرساي والاسقف مارعوديشو، هو "الصوت" الملائكي الذي لقب ب" قيثارة الروح القدس" من قبل معظم المطلعين على روائع القديسين ومؤلفات رجالات ديننا المسيحي في الشرق.
هذا الصوت الملائكي الذي يتميز به نيافة الاسقف مارعوديشو والذي يفلح في غفلة من أمر المؤمن الخاشع في كل زاوية من زوايا كنائسنا، أن ينقله الى فسحة كهف في ربوع ميسوبوتاميا أضاءته شموع وهي تحترق على شفاه صخور جبلية وتذوب بهدوء لتضئ للمؤمن طريق ربه وهي تنفث بسحابة من الدخان على خصلات من الشعرالابيض المتدلي على وجوه كهنة رافعين الأيادي بتضرّع ان يحلّ السلام والرحمة في قلوب المؤمنين.
حيث للحق أقول، كلما حضرت القداس الذي يرتفع فيه الصوت الملائكي للاسقف مارعوديشو بعدما تداعب أنامله مفاتيح آلة البيانو أو الارغن، التفت يمينا ويسارا قبل أن ابدأ في مسح الدموع وهي تنهمر على الخدود، وكأننا في فسحة كهف بدأت فيه الشموع تذوب والضوء يتلاشى والرعية في وعظة قداس يصدح فيه نداء القديسين مارأبرم ومارنرساي. هذه النعمة الالهية التي قلما يغدقها الباري عزوجل على رجالات ديننا المسيحي باستثناء النخبة التي أكرمها الله بنعمة الصوت الجميل. حيث التاريخ يذكرنا كيف نجح الصوت العذب لجوقة كنيسة المشرق أن تفكك الجوقة الموسيقية التي قادها الفيلسوف الرهاوي برديصان الهرطوقي وتحوله الى المسيحية. أملين من الرب الذي منح نيافة الاسقف مارعوديشو أوراهم هذا الصوت الجميل ان يحمي أسقفنا في كفه الامين وان يغمره بالصحة والسلامة امين.



259
شهدائنا حققوا الوحدة التي فشل سياسينا في تحقيقها!!
اوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
في العاشرة من صباح يوم 7 أب يوم الشهيد الاشوري، دقّ ناقوس كنيسة مار يوسف في مدينة عنكاوة ايذانا ببدء مراسيم يوم الشهيد الاشوري وسط أجواء روحانية وشعبية مميزة تفاعل معها الحضور من جميع شرائح شعبنا بمشاركة كريمة من نيافة المطران بشار متي وردة باعتباره صاحب الفكرة ومقترحها، ووزراء في الحكومة الكردستانية، مسؤلي ألاحزاب والمنظمات الجماهيرية تقدمهم السيد نوزاد هادي محافظ أربيل.

أنطلقت مراسيم أحياء الذكرى 80 ليوم الشهيد الاشوري، بعدما دقت أجراس معظم كنائسنا في الاقليم ولاسيما في قصبة سميل وفق استعدادات متفق عليها مسبقا بين رجالات ديننا المسيحي بدون تمييز، لربما اثرالاستفادة من قرارالمجلس الوطني الكردستاني في اعتبار السابع من اب يوما للشهيد الكلداني السرياني الاشوري ولجميع شهداء كردستان، أيمانا من القيادات السياسية الكردية ونواب الشعوب الكردستانية في الاعتراف بهول المجازروالاعتداءات التي اقترفتها الحكومات المركزية العراقية بانتظام بحق أقدم مكون من المكونات الاثنية العراقية في الاقليم والعراق على حد سواء.
القول الذي كرره رئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني في بيانه بمناسبة يوم الشهيد الكلداني السرياني الآشوري من "
ان كارثة 7/8/1933، في منطقة سيميل لا تمحى من الذاكرة وهي دليل على إن جميع المكونات الكوردستانية قد تعرضت للكوارث وعدم الاعتراف والظلم على حد سواء. وناشد الجميع  من أجل العمل لتعميق روح الأخوة والتسامح والتعايش السلمي، آملا أن تدوم هذه الأجواء من الطمأنينة والسلام والتآخي في كوردستان، وأن نحقق غدا مشرقا يبعد عن شعبنا مثل تلك المعاناة مرة أخرى".

علما أن هذه الجرائم والمجازرالتي ارتكبت بحق ابناء شعبنا الاشوري في مدينة سميل عام 1933 وغيرها من الجرائم التي ارتكبت فيما بعد، يمكن وصفها بجرائم الحرب أوالجرائم المرتكبة ضد الإنسانية باعتبارها من أخطر الجرائم في القانون الدولي، تشملها اتفاقية عدم تقادم جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية وفق قرار الجمعية العامة للامم المتحدة2391  (د-23) المؤرخ في 26 تشرين الثاني1968.
بمعنى اخر يحق لقياداتنا السياسية تقديم دعوى قضائية إلى محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي، باعتبارأحكام هذه الاتفاقية تنطبق على ممثلي سلطة الدولة العراقية وعلي الأفراد بوصفهم فاعلين أصليين أو شركاء في الجريمة.

المقترح أعلاه ورد كتحصيل حاصل لناقشات جرت كالعادة في الشارع تحت درجات حرارة عالية اقتربت من الخمسين، بين طروحات نخبة من المثقفين والسياسين المهتمين بشؤون هذا الشعب وفي مقدمتهم الدكتورعوديشوملكو مؤلف كتاب صدرله حديثا حول مجزرة سميل 1933 وتداعياتها.
 علما ان النقاشات هذه جرت بعد الانتهاء من صلاة القداس على ارواح شهداءنا في كنيسة ماريوخنا المعمدان وسط حضور جماهيري كثيف وحضور عدد من رؤساء الاحزاب والمنظمات الجماهيرية.
أما الجانب الايجابي الملفت للنظر في ذكرى يوم الشهيد الاشوري هذا العام، هو قدرة رجالات الدين المسيحي في طليعتهم المطران بشار وردة وهم مشكورين في السمو فوق الجراحات التي أختلقها السياسيون في جسد هذه الامة المثخنة بالجراحات خلال قرون خلت، بحج واهية واخرها نهج التموضع وراء التسميات باعتبارها حسب وجهة نظرهم خطوط حمراء لايمكن تجاوزها مهما تعالت الاصوات او الاعتراضات!!
حيث على سبيل المثال لا الحصر، ورد ضمن كلمة نيافة المطران بشار وردة" دماء شهدائنا روت هذه الارض وان صوت شهدائنا هو صوت الحق مختوم بالدم، علينا ان نعمل بجد واخلاص لنستحق هذه الامانة وأضاف... انكار تضحيات شهدائنا الابرار مرفوض باعتبارنا شعب أصيل ومشعلنا لن ينطفأ!! من دون أن يذكر نيافته بكلمة من شانها أن تثيرنوعا من الحساسية بين هذه التسمية او تلك

 
وفي الختام تسوغ لنا هذه الخلفية أن نستخلص ما يلي، أن خيار الوحدة الذي يبالغ "الاحياء" من قياداتنا السياسية وتحديدا المتنفذة منها في استعماله بمناسبة وبغيرها، لم يتحقق وللاسف الشديد نتيجة لمسيرة نضال قومي وسياسي شرس قاده الاحياء من سياسينا لمراحل زمنية امتدت مساحتها بين 30 أو 40 سنة خلت، بل حققتها أرواح الخالدين ودماء شهداء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. بمعنى أخر حقق الاموات ما اخفق الاحياء في تحقيقه!!
   


260
ذكرى يوم الشهيد الاشوري
أوشــــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
في مثل هذا اليوم الخالد  ذكرى يوم الشهيد الاشوري في السابع من اب من كل عام، نترحم على ارواح شهداء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذين سطروا الملحمة و سقوا ثرى هذا الوطن العزيز بدمائهم الطاهرة قبل أكثر من 80 عاما. اليوم الذي سيظل فيه شهدائنا النبراس المضئ الذي نهتدي به في سبيل تحقيق جميع أهدافنا القومية وطموحاتنا الوطنية ضمن العراق الجديد عراق الفيدرالية والعدالة. 
ثمانون عاما مرت على الدماء الزكية التي سالت في مدينة "سميل" وضواحيها باعتبارها مدينة الشهداء ذبح فيها الابرياء الأطفال واغتصبت النساء و أباحت الحرمات، بعدما حولها الاستعمار البريطاني واذياله من حكام العراق وجنرالاته عام 1933 الى ثكنة عسكرية مغلقة على خلفية المعارك التي دارت رحاها بعنف بين قوات الجيش العراقي تحت أمرة بكر صدقي وفدائيي المرحوم ملّك ياقو ملّك اسماعيل، بعدما ثار الاخير على مؤامرات الاستعمار البريطاني وخذلانه للوعود الذي قطعه لابناء شعبنا الاشوري.
ثمانون عاما مرّت ودماء شهداءنا الابرار تستصرخ الضمائر الوطنيّة الحية في العراقين، عراق القديم معقل الدكتاتورية ونموذجها الاخيرجمهورية الخوف تلك التي قادها الطاغية صدام حسين ومن ثم العراق الجديد عراق الفيدرالية والديمقراطية كما تكتب القيادات العراقية الجديدة، تستصرخ أصحاب الضمائر لانقاذ الوجود وايجاد حل وطني مشرف لقضية أقدم مكون عرقي تاريخي سكن وادي الرافدين وقدم للبشرية أول حضارة انسانية متكاملة وهي حضارة الاشوريين. وكأن ساسة العراق جميعا في واد والصيحة المدوية التي اطلقها الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري في واد اخر حين قال " وطن تشيّده الجماجم والدم تتهدّم الدنيا ولا يتهــــدّم".
اليوم و نحن ننحني بهاماتنا إجلالا أمام أرواح شهداء شعبنا، حيث يستحقون منا تضامناً بحجم تضحياتهم وآلامهم، وهو أقل ما يمكن أن نقدمه لأرواح الابطال الذين سقطوا في مجازر سيفو في هكاري وطورعابدين، سميل، صوريا، سيدة النجاة وغيرها من المجازر، نعاهد شهدائنا الابرار أننا سوف لن نستمر في تحويل مجالس العزاء والمأتم منبرا لالقاء الخطب الرنانة من النوع الذي يدغدغ عواطف المساكين من أبناء شعبنا ويلهب مشاعرهم، بل نعاهد شهداءنا أن نعمل بأخلاص في تحويل منبرالشهيد الى يوم خاص لمراجعة النفس، تقييم الذات ومراجعة المراحل السابقة بالشكل الذي يتفق وقدسية الدماء التي سالت في سبيل تحقيق الاماني والاهداف القومية التي سقط الشهيد من أجلها.
لآن الحفاظ على ميراث الشهداء المحفور في قلوبنا جميعا، لايعني مجرد ترديد الشعارات والقاء الخطب النارية في يوم الشهيد وحده، وإنما في الحفاظ على بنود الاجندة القومية للشهداء وإحياء ذكراهم مستقبلا عبرالاسراع في صياغة رؤية سياسية وحدوية متكاملة وعلى أساس الاحترام المتبادل، وفي إطار من الحوار الوطني العقلاني البناء بهدف ترسيخ وحدة نضالنا القومي اليوم قبل الغد !!


261
أشكالية البنفسج بين الرافدين وابناء النهرين !!
أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
تعودنا خلال الفترة الاخيرة ان نقرا كل صباح عددا من البيانات، التعليقات،المنشورات بما فيها الرسائل التي تتوعد العقل المدبر للحركة الديمقراطية الاشورية وسكرتيرها الحالي السيد يونادم كنا أو خصومه من المتمردين وهم نخبة لا يستهان بها من قياديين وكوادر سابقون وحاليون في الحركة، كما ورد في رسالتهم المنشورة بتاريخ 20 تموز الجاري.
قبل الولوج في صلب الموضوع وفتح ملف الخلافات المحصورة بين فكي كماشة ذراعيها العقل المدبر لزوعا باعتباره السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية ومجموعة من القيادين وكوادر سابقين متمسكين بنهج تصحيح المسار التنظيمي لزوعا من الخارج هذه المرة كما يدعون، يجب أن يعترف الكل أن الحركة المطالبة بالتغييراذا قدر لنا تسميتها بالحركة التصحيحية جاءت أصلا في وقت وزمان غير ملائمين من شأنهما " تشظية الصف والموقف وتشتيت اصوات الناخبين من مؤازري الحركة بما يخدم الاخرين" كما ورد في ايضاح المكتب السياسي للحركة بتاريخ 23 تموز الجاري. وكأن القوائم الاخرى وتحديدا قائمة الائتلاف باعتبارها قائمة وحدة شعبنا هي قائمة معادية لاهداف وتطلعات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
حقا أن العقل المدبر للحركة نجح وبأتقان خلال ثلاثة عقود مضت في " اختزال كل شئ بنفسه بدءا من التنظيم وانتهاء بالقضية القومية"، كما ورد في سياق رسالة سحب الثقة ، لربما بسبب علاقاته الحميمة "العلنية منها والسرية" مع القيادات السياسية التقليدية للاكثريتين العربية والكردية على حد سواء. ولكن الانحراف السياسي المتهم به، لم يبدأ مطلقا كما تنشر الرسالة وتقول "منذ ما يقارب الثلاث سنوات وتحديدا بعد المؤتمر السادس للحركة الديمقراطية الاشورية"، بل حدث ذلك قبل أكثر من 30 سنة. عليه سيبقى تساؤلنا، لماذا انتظرت الحركة التصحيحية طوال هذه الفترة ولم تراجع نفسها الا قبل أيام معدودة من الانتخابات المزمع اجراءها بعد اسابيع؟
أعترافات جاءت متأخرة
أما ما يتعلق بخلفيات الفشل التاريخي لقيادة الحركة الديمقراطية الاشورية في معالجة الملفات التي يعاني منها شعبنا  ( التجاوزات على الاراضي والتغيير الديمغرافي في اقليم كردستان وسهل نينوى، التهجير، هضم الحقوق، التهميش، الاقصاء وفرض الوصاية)، كما تذكر الرسالة، هي فعلا اخفاق أو أزمة تضاف الى قائمة الازمات التي اختلقها العقل المدبر للحركة الديمقراطية الاشورية، كما ورد في سياق رسالة سحب الثقة من المرجعية الادارية لزوعا. ولكن علينا أن نعترف جميعا، ان مسالة مجاملة الحكام وتحديدا حكام الاكثرية على حساب نبض الشارع، وقفت ولايزال تقف بعنف وراء نهج تقزيم قضية شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وتهميش دوره وحصره بين فكي كماشة الازمات المفتعلة بين المركز والاقليم. هذا وبالاضافة الى اعتراف "الحركة التصحيحية" بفشل "العقل المدبر" للحركة في الوقوف على مسافة واحدة من جميع كنائس أبناء شعبنا. الاعتراف الذي يكشف من جديد بدور الحركة في المؤامرة التي انتهت بالقرار الذي اتخذته كنيسة المشرق الآشورية نهاية شهر تشرين الأول  2008 وبإجماع الأساقفة في تحريم الأسقف مار باوي سورو وابعاده نهائيا.
" من أبرز أخطائنا كان رضوخنا لنوايا السيد يونادم كنا وسكوتنا على اخطائه المتكررة وقبولنا بتبريراته المستمرة، والتي دشن مع بداية مرحلة ما بعد انتفاضة اذار 1991 واستمرت لحد اليوم"، ينتهي الاقتباس. تجارب الشعوب كلها واخرها تجربة الشعب المصري هذه الايام، تدل على استحالة الاستمرار والقبول بسلطة الدكتاتور حتى اشعار أخر، فلماذا رضختم للامر الواقع والحركة التصحيحية نفسها تقّر" ان النهج الذي انتهجته القيادة الحالية والذي ثبت بالادلة والتجربة بأنه في غير مصلحة شعبنا العليا"، أم ان سّرالحوافز واغراء الامتيازات التي تعود العقل المدبرأن يوزعها على الرفاق تكشّف بعد تراجعكم عن " اعلان قطع علاقاتكم التنظيمية بالحركة أثناء عملية التوزير ( السيئة) التي انتقلت بخيارات الحركة من اطارها القومي الى الاطار العائلي في تمادي واضح نحو تغليب المنسوبية والمحسوبية على النهج القومي الصحيح"، انتهى الاقتباس. في وقت كان يفترض بالنخبة المنشقة عن القيادة المتنفذة والمستأثرة بزمام الامور فى  زوعا، أن تعتبر مسألة اصرار "القيادة الحالية" في  الانحراف عن مصالح الشعب والتراجع عن الثوابت والايديولوجية الزوعاوية، بالخطوط الحمراء ولا المقعد الوزاري"اليتيم" الذي نجح في تحريك الرأي العام الزوعوي الذي سكت دهرا ونطق اليوم قهرا.
وفي الختام لا يسعني الا الاعتراف، أن شعبنا اليوم أسوة ببقية شعوب العراق والعالم كله، بحاجة الى حركات التغيير والاصلاح، وإن النخبة السياسية المنشقة عن الحركة الديمقراطية الاشورية التي أطلقت شرارة التغيير وسحب الثقة عن سكرتيرها العام السيد يونادم كنا، ليست بالضرورة هي القادرة علي تقويم البنيّة او تصحيح الخلل في التركيبة التنظيمية للحركة الديمقراطية الاشورية  "لوحدها"  من دون دعم جماهيري وثقافي واسع يمكنها من التخلص من الارث السياسي المعقد وبالتالي يسهل عملية مراجعة شاملة لخطابها القومي وتوجهاتها المستقبلية، لا لمجرد تركيز النخبة على ألاخطاء والقرارات السيادية - الفردية لسكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية السيد يونادم كنا ابتداء من مرحلة الكفاح المسلح عام 1983وانتهاء بالمرحلة السياسية الجديدة في عراق ما بعد الطاغية صدام حسين. وانما لاعتبارات أهم وفي مقدمتها ضحالة التبريرات التي قدمتها" الحركة التصحيحية" بهدف اعلان الطلاق وسحب الثقة، واعترافها بمسؤلية ما الت اليه اوضاع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري خلال 30 سنة مضت، قبل التفرغ من تقديم مقترحات بديلة واراء سياسية بناءة تواكب مراحل التطور ضمن العراق الجديد ومستقبل أجيال شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.






  

262
البطريرك مارلويس روفائيل الاول ساكو.. رجل المواقف!!
أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
ثمة مقولة مأثورة للقس الافريقي ديزموند توتو يقول " عندما جاءت البعثات التبشيرية إلى أفريقيا، جاءوا ومعهم الكتاب المقدس، وكانت معنا الأرض. قالوا لنا: لنصلِّ. أغمضنا أعيننا، وعندما فتحناها كان معنا الكتاب المقدس، واستولوا هم على الأرض". القول المدرج أعلاه يبدو مشابها لمحنة مسيحي العراق باستثناء فارق الزمن والمكان ولاسيما بعد اعتراف دولة رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي بهول المحنة التي تخيّم على مستقبل ابناء شعبنا رغم اعتبارهم اقدم مكون عرقي عراقي، خلال الكلمة التي القاها بمناسبة تنصيب البطريرك مارلويس روفائيل الاول ساكو بتاريخ 6 اذار 2013، بقوله "على الإخوة المسيحيين فعلاً أن لا يخافوا، ولماذا يخافوا، إنهم ليسوا قادمين على هذا البلاد، بل هم أهلُ البلد الاصليين، أصحابُ العمق والتاريخ، أصحابُ الحضور الذين ساهموا وأسهموا كثيرًا في بناء هذا البلد عبر محطاتٍ كثيرة من التاريخ. وإذا كانت شرذمةٌ من الذين يتبنون التعصّب والطائفية والعنف، من القاعدة والتنظيمات المسلحة والطائفيين، فهؤلاء ليسوا هوية الشعب العراقي وليست أخلاق العراقيين، إنما هؤلاء يشكلون حالةً طارئة تقتضي أن نتخطاها جميعًا، مسيحيين ومسلمين، لأنها غريبة ولأننا حصدنا آثارها دماءً ودموعًا وتخريبًا وتعطيلاً لمسيرة البناء التي نريد أن نعتمدها لبناء عراقٍ يسعد به الجميع".
حقا أن الشعب العراقي بجميع قومياته وأقلياته وطوائفه ومذاهبه وأديانه، مطالب اليوم في التعامل مع خطاب قداسة البطريرك مارلويس روفائيل الاول ساكو باعتباره ضمير العراقيين جميعا ولا مجرد رجل دين عادي مهتم بالشؤن الكنسية فقط !! ولا سيما بعدما نجحت مفردات لغة التسامح التي اختارها، لغة المحبة والاخوة التي يعتمدها، أن تغيير في توجهات الكثير من الساسة الكبار بحجم رئيس الوزراء العراقي.
هذه الرسالة التي نأمل أن تفلح في اعادة البند الخاص بوحدة شعبنا العراقي بجميع طوائفه ومذاهبه الى أجندة النخبة السياسية للاكثريتين العربية والكردية بعدما حرفها القومويون ابتداء من أول حكومة عراقية شكلت قبل أكثر من 80 عاما. هذا الاعتراف الذي أخفق علمانينا في انتزاعه، لا لاعتبارات ضبابية البند الخاص بوحدة شعبنا ضمن أجندة العمل القومي الوطني لجميع تنظيماتنا السياسية والحزبية وانما بسبب تداعيات طروحات النظام السياسي الجديد لعراق ما بعد الدكتاتورية واسقاطاته على استقرار الوضع السياسي واستقرار نظام البلاد. حيث صّدق البطريرك حين قال "اذا وُجِد الأمان والحرية، يظل المسيحي واذا انعدما فانه يهاجر".
ومن المنطلق هذا يمكن اعتبار المرسوم الجمهوري الذي وقّعه عن فخامة رئيس الجمهورية، السيد جلال الطالباني، نائبُهُ الدكتور خضير الخزاعي في العاشر من شهر تموز الجاري، بتعيين البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم ومتوليًا على أوقافها بناءً على ما عرضه رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية، أكبر دليل دستوري يقّر بشرعية مكانة قداسة البطريرك الجديد في قلوب العراقيين جميعا وتصحيحا لمسار العملية السياسية في البلاد والتعثر في ممارسة التجربة الديمقراطية واشكاليات المشاركة الحقيقية للشعوب العراقية الاصيلة في صنع السياسات واتخاذ القرارات المستقبلية ضمن العراق الجديد. 
وفي الختام يجب ان نقّر، ان قداسة البطريرك مارلويس روفائيل الاول ساكو سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه بسبب تواضعه، حنكته وحرصه الدائم على الوحدة وايمانه بقول سيدنا المسيح " ان كُلَّ مَن يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ".
ففي غضون شهور نجح البطريرك في صياغة مفاهيم ومفردات تتفق واستراتيجية الوطنية الجديدة في العراق الجديد عراق مابعد الدكتاتورية. ولاسيما بعدما توجه بنداءه الى القيادة السياسية العراقية خلال تنصيبه " ان بقاء المسيحيين في العراق والشرق الاوسط هي مسؤولية المسلمين والعرب بالدرجة الاولى". هذا الخطاب الاخوي الذي جعل من بطريركنا شخصية وطنية- تاريخية بامكانها توجيه دفة السفينة العراقية نحو بر الامان في ظل الاوضاع المرحلية المتسارعة الإيقاع .



 



263
أوقفوا صراخكم قبل أن نكشف المزيد من الاوراق!!
أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
أتذكر مثلما يتذكر الملايين من العراقيين محبي كرة القدم وتحديدا مباريات كاس شباب أسيا في العاصمة الايرانية طهران عام 1977، أتذكر مقولة شيخ المعلقين العراقيين مؤيد البدري حين ردد مرارا وقال     " بالاهداف سنرد عليهم"، وهو ينقل أحداث فوز منتخب الشباب العراقي على الشباب الايراني ويرد على المعاملة غير اللائقة وصل كرم الضيافة الإيراني حدَّ قيام أحد اللاعبينَ الإيرانيينَ بتمزيق العلم العراقي بمساعدة حراس الملعب والاعتداء على طاقم المنتخب العراقي.
أستعيرالمفردات الثلاث للمقولة التي رددها المعلق الرياضي الشهير مؤيد البدري قبل 36 عاما في الرد على تخرصات الفئة الزوعاوية الحاقدة والمصّرة على تغطية الشمس بالغربال. هذه الظاهرة التي لا تعمي الابصار وحدها وانما في طريقها لتعمي القلوب في الصدور وسط هذا السكوت المطبق للاكثرية من كتابنا ومثقفينا.
حيث بعد أقل من أسبوع من الألفاظ البذيئة والكلمات القبيحة التي سطرها متخصصون في النفاق والدجل من اتباع زوعا وايتامها، وصل السيد رئيس الاقليم على راس وفد رفيع المستوى يرافقه السيد روميو هكاري الى بغداد لبحث الملفات العالقة بين بغداد واربيل يوم الأحد المصادف 7 تموز الجاري. علما أن مشاركة السيد هكاري ضمن الوفد المذكورجاءت أساسا بأعتباره الممثل "الوحيد" لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذي شارك فعلا في لجنة صياغة مسودة دستورالاقليم ودافع بجد واخلاص في سبيل الحفاظ على حقوقنا القومية المشروعة.

روميو هكاري على يمين دولة رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي
ولكي لا يبقى الحديث مجرد كلام، يجب تقديم القرائن والدلائل التاريخية في سبيل "الكف عن رمي الحجارة على بيت زوعا، لان الحجارة لا تكسر الحديد بل تكسر بيتكم الذي هو من زجاج ركيك الصنع (صنع في مصنع البرزانين) يا سيد نيسان، يكتب السيد سرجون موديل 83 معلقا على المقال الذي نشرته تحت عنوان" هكاري يجدد ثقته بالدستور الذي شارك في صياغته. رغم أن عمر الحكومات المركزية العراقية يذكرنا أنه لولا دعم وتشجيع القيادات الكردستانية وعلى راسها نهج السيد البارزاني لما قدرلنا اليوم الحديث عن الحقوق المشروعة والمعترف بها ضمن الدستورين العراقي والكردستاني بتاتا.

قبل الخوض في مسألة نزاهة السياسة القومية-الوطنية التي مارسها ويمارسها السيد هكاري ضمن الاقليم، يجب القول وبملء الفم" أتحدى أي أنسان أو أي مواطن عراقي يفلح في تقديم اي برهان أو سند يثبت انني يوما كنت حزبيا في اي حزب أو أي تنظيم عربي، كردي أو حتى أشوري، باستثناء كتاباتي المؤيدة لقضية شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. هذه الكتابات التي تشرفني مثلما تشرف مسيرة حياتي وحياة اسرتي كلها".  

في حين وبمجرد الالتفاتة الى ارشيف ما نشرته جريدة المرجعية وغيرها من الجرائد العراقية بعد السقوط المدوي للصنم وكشف ملفات ونشر وثائق أزلام المخابرات العراقية يمكن للقارئ أن يقرا بوضوح مدى تعامل السيد ي.ن.ك ( يونادم يوسف كنا) وصهره مع المخابرات العراقية. هذا وبالاضافة الى  حقيقة أخرى ومفادها أنني شخصيا، والشماس كوركيس شليمون زيا معاون محافظ دهوك الحالي، التقينا السيد ياقو( يونادم يوسف كنا) في منتجع دربند/ جومان صيف عام  1975 وهو مهموما بنقل رواتب البيشمركة في الفرع الاول للحزب الديمقراطي، باعتباره محاسبا لباتاليون الشهيد هرمز التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني.

وبالعودة الى خلفيات السيد هكاري، أذكّر السيد سرجون 83 وجوقته، أن السيد هكاري لم يغادر العراق ولم يلتحق يوما بحماية الشهيد فرنسو حريري، كما يكتب. ولم يلتحق بصفوف الجيش العراقي بعد تخرجه من جامعة بغداد وظل هاربا من الخدمة العسكرية مختبئا ضمن الجبال المطلة على قريتنا قرية هاوديان لسنوات. في حين بدأت مفارز الامن وازلام المخابرات العسكرية تشدد من زياراتها المفاجئة وكمائنها في سبيل القبض على هكاري أو غيره من افراد عائلتنا بعد فراري من الخدمة العسكرية واللجوء الى ايران. نتيجة لذلك نجحت مفرزة من المفارز الامنية في القاء القبض على أحد اشقائنا ونقله الى زنزانة تحت مبنى ما كان يسمى بالفرقة الحزبية لتنظيمات حزب البعث العربي الفاشي. هذا الاعتداء الوحشي الذي دفع بالسيد هكاري الهارب أساسا، أن يخط لعميلة انتحارية بهدف انقاذ شقيقه المعتقل. علما انه نجح وبقدرة قادر في انتشال شقيقه من الزنزانة والانتقال به بسيارة في وضح النهارالى مكان أمن خارج سيطرة النظام وقطعاته العسكرية.

لربما تصادف توقيت هذه العملية الانتحارية للسيد هكاري ضد مواقع البعث وعملاءه مع بنود الاجندة المشكوكة لنضال سيدكم مسؤل العلاقات الخارجية لزوعا وقتها وهو يقدم تقاريره المنتظمة ضد اللاجئين من ابناء شعبنا الى منظمة الباسداران الامنية في مدينة اورمية الايرانية. بضمنها التقرير الذي انتهى بالقاء القبض علي وعلى زوجتي ونحن بصدد السفر الى موسكو في سبيل اتمام دراسة الدكتوراه بتاريخ الشعب الاشوري والهندسة المدنية في جامعة الاستشراق في الاتحاد السوفيتي السابق.

الهدف الذي حققناه والحمدلله في السويد رغم مشقة الاغتراب ومتاعب الحياة. حيث نجحت في طبع مؤلفي المعنون " الواقعية في الفكر الاشوري المعاصر" منتصف التسعينات من القرن الماضي. الكتاب الذي مدحه رئيس جامعة الاستشراق المرحوم البروفيسور قسطنطين ميتروفيج ماتفيف بنفسه، بعد مراجعته له ضمن رسالة وجهها لي قبل وفاته بسنوات من أن "الواقعية في الفكر الاشوري المعاصر" هو كتاب أعتبره في مصاف المؤلفات العالمية التي كتبت حول نضال شعبنا الاشوري. أرجوا أن تستمر في الكتابة وتمنحنا الكثير من مؤلفاتك القيمة، عزيزي اوشانا نيســـان.
  في حين حصلت زوجتي في السويد على شهادة الدكتوراه في الهندسة من جامعة التكنولوجيا الملكية السويدية ولا من كوريا الشمالية التي لم تطأ قدماها يوما أرضها، كما يذكر السيد سرجون 83 . علما انه في الوقت الذي كنت مهموما بكتابة هذا الرد، رجعت زوجتي من زيارتها الى موسكو بتاريخ 7 تموز الجاري وهي ضمن الطاقم الاكاديمي الاوروبي الخاص بدراسة العلوم والبرامج الخاصة بالنقل والمواصلات ضمن الاتحاد الاوروبي وهي تشرح فرحتها لي وتقول: نهض البرفيسور الروسي المسؤل عن الجامعات الروسية ليرحّب بالوفد الاوروبي الزائرويقول: فرحت جدا عندما شرحت لي مترجمتي من أن الدكتورة ألبانيا نيسان والقادمة من السويد اليوم، هي أصلا من ميسوبوتاميا بلاد اشور بلد الحضارات. عليه يجب الترحيب بها واعتبارها ملكة هذا المساء وحاملة رسالة هذا البلد العريق في التاريخ وتحديدا ما يتعلق بالمواصلات والنقل".
وفي الختام يجب ان نعترف، انه لا الانتقادات الرصينة ضد القيادة المتنفذة للحركة، تلك التي تعودنا أن نقرأها بانتظام على الصفحات الالكترونية وتحديدا صفحة عنكاوا، ولا القوائم الخاصة بالانشقاقات أو التمرد واخرها  توضيح السيد  ميخائيل بنيامين عضو اللجنة المركزية للحركة الديمقراطية الآشورية والمنشور أمس حول نشر مذكرة خمسة من أعضاء اللجنة المركزية، ولدت بالضد من النهج السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية ووجودها. ولكن الواضح أن الانتقادات كلها تصب ضد القرارات الاحادية الجانب ونهج العقل المدبر لزوعا في تهميش دورالاكثرية من القيادات السياسية بما فيها القيادات الشابة والمخضرمة.
 

264
  خطوط حمراء على الدستور العراقي
أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
"لدينا خطوط حمراء على الدستور. فالخط الاول يحثنا على المثابرة والاصرار في الدفاع عن البنود والفقرات الخاصة بحقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، هذه البنود التي شاركنا في صياغتها وادخالها ضمن مسودة دستورالاقليم. أما التسمية باعتبارها خط أحمر يعلو فوق كل الاعتبارات ولا يمكن التهاون فيه. حيث على سبيل المثال لا الحصر، تم اعتبار" الكلدانين والاشوريين" شعبان مختلفان ضمن الدستور العراقي. بالاضافة الى المادة 35 والمتعلقة بالحكم الذاتي لابناء شعبنا، يجب الاحتفاظ بها وتوسيعها"، يقول السيد روميو هكاري السكرتير العام لحزب بيت نهرين الديمقراطي والبرلماني المشارك في لجنة كتابة دستور الاقليم خلال مقابلة أجرتها معه جريدة هاولاتي ( المواطن) باللغة الكردية بتاريخ  25 حزيران المنصرم. 
المتابع لواقع صحافتنا وما تنشره مواقعنا الإلكترونية من الطروحات البعيدة عن الواقع السياسي المعاش، لن يتطلب الأمر منه عناء كبيرا ليكتشف ظاهرة غياب دورالمثقف العضوي ودور الاغتراب وتداعياته في الحياة السياسية لابناء شعبنا داخل الوطن وخارجه. ولاسيما بعدما حّولت الصحافة الى حلقة الربط مابين نوستالجيا المهاجر وشوقه إلى الوطن ومحاولات التأقلم مع الحاضر في عالم الاغتراب، مقابل غض الطرف تماماً عن كل ما هو إيجابي، وموضع فخر لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، بسبب استشراء ظاهرة الانتقائية في الكتابة والنشر مع بروز بوادر تصنيف المواطنين على اساس انتماءات عشائرية أوطائفية. بمعنى اخر انتقاء كل ما يعجبنا من ألافكار، الاخبار وسلوكيات الآخر، ورفض ومهاجمة كل ما لا يعجبنا تماما.
حيث قبل تصويت  برلمان إقليم كردستان العراق بتاريخ 30 حزيران المنصرم على تمديد رئاسة السيد  مسعود البارزاني للإقليم  وتمديد الدورة البرلمانية الحالية حتى نوفمبر المقبل، جرت وتجرى نقاشات وحوارات مستفيضة بين مختلف القوى والكتل السياسية بشأن قانونية اعادة مشروع الدستور الى البرلمان او طرحه للاستفتاء الشعبي، والسيد روميو هكاري كان ولايزال أبرز المدافعين عن حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ابتداء باجتماع رئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني وأعضاء لجنة كتابة مسودة دستور اقليم كردستان – العراق  بتاريخ 19 ايار الماضي، بعدما وجهت دعوة الرئاسة الى السيد هكاري وحده بأعتباره ممثل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الوحيد الذي شارك في لجنة صياغة الدستور. 
اليوم وعلى ضوء كل هذه التطورات والمستجدات السياسية فان شعبنا يفتقر الى قيادة مسؤلة تقود عملية التغيير وتجدد قناعاته التقليدية لكي لا نقول أن شعبنا بانتظار ربيع مشابه للربيع العربي. علما أنه ليس المهم من هو الذي يطلق التغيير، لكن المهم ما هو الفكر والتصور الذي يحكم الساعي إلى التغيير. عليه سيبقى السؤال: هل يتم التغيير بقرار حزبي من الفوق، أم أنه يجب أن تسبق القرارعملية التهيئة من خلال الإعداد النفسي والفكري والثقافي للإنسان عبرعملية تثقيفية تبني قيماً وتجسد وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على ارض الواقع؟ وما نتائج انتخابات مجلس محافظة نينوى وفوز المرشح السيد أنور متي هداية عن قائمة ائتلاف التجمع الكلداني السرياني الآشوري بمقعد الكوتا المخصص لأبناء شعبنا، الا دليلا على صحة حاجة شعبنا لقوائم وحدوية تعزز وحدة هذا الشعب الابي.

الواضح أن أزمة القيادة "المتنفذة" ودورها لايمكن حلها بمجرد الاعتذار كما يكتب هذا وينشرذاك أو حتى تطبيق مبدأ عفى الله عما سلف!! صحيح أن الشعب هو مصدر السلطات وهو صاحب الشرعية والقرار ولكن مصدرسلطة القيادة المتنفذة وانتماءها غير" قومي"، لذلك يجب اعادة النظر في صلاحياتها ودورها في تحديد ملامح الافاق المستقبلية لابناء شعبنا على الاقل داخل الوطن. رغم أنه أعترف انني قلت وكتبت مرارا من أن ذاكرة شعبنا وللاسف الشديد هي ذاكرة مثقوبة. 
ففي الوقت الذي كان السيد هكاري مهموما بترميم البيت الداخلي واصلاح عواقب التمرد على قائمة وحدة شعبنا، وذلك من خلال نقد المعارضة وقيادات كردية وتحديدا قيادات التغيير في كردستان وسكوتها عن حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الاقليم، كان السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية يجوب دول الاتحاد الاوروبي ويحاضر وعلى نفقة الحكومة العراقية ضمن جالياتنا المنتشرة في الاغتراب في سبيل ترميم صورته واعادة الثقة المهزوزة بأمل الفوز في الانتخابات البرلمانية نهاية هذا العام وبداية العام المقبل!!
 


265
لا تختزلوا مأساة أمة في حدود دعاية انتخابية!!   
      
         
أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
لقد أثبت الدهر، أن شعبنا بحاجة الى مثقف بحجم معاناة التاريخ يحمل راية الحداثة بعقلانية ليؤسس لفكر جديد من خلال ثورته على كل الموروثات والقيم الخاطئة بدون تمييز، ولا "المثقف" المهموم بمحاولات تنشيط التطبيع الثقافي مع السياسي الانتهازي والبلد على أبواب انتخابات برلمانية مصيرية.
شعبنا بمسيس الحاجة الى المثقف أو السياسي الذي يفلح في مراقبة المشهد السياسي ضمن العراق الجديد عراق ما بعد ما يقارب من قرن من الدكتاتورية والاضطهاد العرقي والمذهبي بعين العقل ومنطق المصارحة ليدرك تماما،ان هناك شعوب ودول في الشرق الاوسط وفي مقدمتها شعوب العراق، غير مهياة بما يكفي من الحصانة الفكرية والسياسية بعد للانفتاح الديمقراطي دون مواجهة تعقيدات الخلط بين الديمقراطية والتسيب!! لآن العراق عامة والاقليم الكردستاني على وجه التحديد في مرحلة مخاض وفي وضع الانتقال نحو الديمقراطية ولا وضع الانتقال الديمقراطي، كما يكتب هذا المنظّر أو ذاك.
 
ومن المنطلق هذا يمكن للمتابع تقيّم عملية التغيير والتنمية التي احدثتها تجربة الديمقراطية في الاقليم خلال فترة زمنية قصيرة، قياسا بنتائج ما يسمى بديمقراطيات الانظمة الوطنية العربية لما بعد الاستعمارين الانكليزي والفرنسي، واخرها الربيع العربي الذي سهل وصول الاسلام السياسي الى مقاعد السلطة.
نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن مسيرة الحكومة الكردستانية، فليست كلها سمن على عسل. ففي الوقت الذي يجب الاعتراف بجملة من الانجازات الوطنية وخطوات التنمية التي تحققت في الاقليم للمرة الاولى في تاريخ العراق السياسي الحديث وفي مقدمتها الكوتا المخصصة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، هنالك جملة من الاخفاقات أولها، أستشراء ظاهرة الفساد المالي والاداري التي تعرقل جهود ومبادرات رئاسة الاقليم، بهدف الغاء مخلفات الارث السياسي الذي خلفته النظم المركزية "العربية" في عقلية المواطن العراقي وتحديدا المواطن غير العربي منذ تشكيل أول حكومة عراقية عام 1920 ولحد سقوط الصنم عام 2002.
 
فالاحداث المتعلقة بسياسات التغيير الديمغرافي، أوالتجاوزات التاريخية على القرى والارياف التابعة لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الاقليم الكردستاني المقبل على الانتخابات البرلمانية والرئاسية، من شأنها أن تكشف خلفيات هذا الملف المعقد " أشوريا" على الاقل خلال العقدين الاخيرين. حيث طبقا لقواعد اللعبة الديمقراطية وفي جميع ديمقراطيات العالم، من الاسهل لقيادة أي حزب أو أي حركة سياسية حصلت على الاكثرية من أصوات المقترعين أوفازت بالكوتا في البرلمان، أن تمرر مشاريعها ومقترحاتها الموسومة ببعدها القومي من دون اعتراض يذكر!! و"أن الوضع النهائي لتشكيلة البرلمان( المقصود هنا هو البرلمان الكردستاني) كما ورد في موقع زوعا تحت عنوان " لمحات من مسيرتنا في برلمان الإقليم "، جعل القائمة البنفسجية بيضة القبان في البرلمان تستطيع أن ترجح كفة أي طرف من الطرفين اللذين تقاسما مقاعد البرلمان (الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني)، وهذا ما جعلها محط اهتمام كبير من كافة الأوساط السياسية في الداخل والخارج، وسلطت عليها أضواء إعلامية كبيرة فكان هذا مكسبا لشعبنا من خلال تعويم وجودنا وتعريف العالم بقضيتنا القومية والوطنية"، انتهى الاقتباس.
 
ولكن يبقى السؤال: لماذا أختارت القيادة البنفسجية"المدللة" والتي كان بامكانها أن ترجح كفة الحزب الديمقراطي الكردستاني على كفة الاتحاد الوطني الكردستاني أو العكس كما ورد أعلاه، أن تسكت سكوت القبور ولا تنبس ببنت شفة عن هول التجاوزات والاعتداءت التي جرت خلال 20 سنة الاخيرة؟ ثم لماذا يجب أن نحمّل بقية الاحزاب والمنظمات القومية المؤمنة بوحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على الاقل خلال مرحلة الانتخابات ديسمبر القادم، مسؤولية الاخفاق في حل تداعيات سكوت  القائمة البنفسجية عن مسألة التجاوزات قبل سقوط الصنم،  ثم قائمة الرافدين بعد السقوط باعتبارها القائمة التي تعودت أن تتمرد على وحدة الصفوف والعمل القومي المشترك؟
 
غياب دور الصحافة الحرة
يبدوا أن الاستعدادات الخاصة في خوض معركة الانتخابات البرلمانية والرئاسية في العراق والاقليم، أعادت الى الواجهة الحديث عن حاجتنا الماسة الى الصحافة الحرة التي تفلح في نقل الاخبار الصحيحة بحيادية ونزاهة في سبيل رفع دور المثقف العضوي الناقد.لآن المثقف العضوي بحسب المفكر غرامشي يناقض مفهوم المثقف التقليدي باعتباره الملتزم بقضايا طبقته والمدافع عنها والمنخرط فيها، وهو على عكس المثقف التقليدي المتأفف عن تلك القضايا والمنزوي في برجه العاجي، أو المتحالف ضمناً مع البورجوازيات الاقتصادية والسلطوية.

فالحوارالاخوي الذي جرى بتاريخ 16 حزيران الجاري، بين قائمة الائتلاف بجميع فصائلها السياسية والسيد كمال كركوكي عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيس البرلمان الكردستاني الاسبق يظهر مدى جدية الاطراف على وجوب حل تعقيدات الارث الشوفيني الذي خلفته النظم الشمولية بالطرق السلمية واخرها ما جرى من التجاوزات في قرية "جمي ربتكي" وغيرها من القرى، ومن ثم الالتفاف مبدئيا حول المقترح الذي قدمه عضو المكتب السياسي لحزب بيت نهرين الديمقراطي السيد عامر حزيران خلال الحوار، من أنه بصدد زيارة القرية المذكورة في اليوم التالي بهدف الاستماع لمقترحات مختار القرية ودعوات اهاليها عن قرب قبل الاتصال بمسؤولي الفرع الاول من الحزب الديمقراطي الكردستاني. المقترح الذي أثنى عليه الطرفان وشجعوا الرفيق عامر مسؤول فرع دهوك على الاسراع في تنفيذ مشروعه الاخوي بهدف وضع نهاية لعملية التجاوزات من دون ربطها بالحملات الانتخابية كما جرى وتجري ضمن اعلام الطرف المتمرد على الوحدة. علما أن مسؤول فرع دهوك لحزب بيت نهرين الديمقراطي أستقبل في مكتبه بتاريخ 18 حزيران الجاري وفدا من مختاري واعيان سبع قرى لابناء شعبنا برئاسة مختار قرية جمي ربتكي. وتطرق الرفيق خلال مأدبة غداء أقامها لهذا الغرض على ضرورة تفعيل بنود الحوار بين الطرفين بهدف تفعيل أواصر الارتباط التاريخي والجغرافي بين الشعبين الجارين، واتفق الجميع على ضرورة وضع نهاية قانونية مشرفة لكل هذه التجاوزات والاعتداءات التي جرت وتجري على ممتلكات وقرى أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. النهاية المشرفة التي ينتظرها كل وطني وقومي بفارغ الصبر.
 


266
الوحدة الهاجس المقلق لزوعا!!
أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
في يوم 9 حزيران الجاري ولربما في نفس الساعة التي اجتمعت فيها الحكومة العراقية بقيادة السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي والسيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم، بهدف حلحلة الخلافات وتفعيل بنود وحدة الشعوب العراقية ضمن عراق فيدرالي، اجتمعت القيادات السياسية لتجمع تنظيمات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في أربيل، لبحث عواقب قرار زوعا في التمرد من جديد على الامال الوحدوية لابناء شعبنا، وذلك من خلال اصرار الاخيرة على وجوب خوض معركة الانتخابات البرلمانية بقائمة منفردة "قائمة الرافدين"سبتمبرالقادم.
فلسفة الفكرة يمكن قبولها بدون شك باعتبارها حق طبيعي لكل حزب أو تنظيم يقررالمشاركة والعمل بموجب قواعد اللعبة الديمقراطية ضمن ديمقراطيات الغرب، ولكن هل تساءلنا يوما:
هل يمكن تطبيق الديمقراطية في بلد مازال يترنح تحت وطأة عقود من الدكتاتورية ونظام الكوتا يقنن وجود ومستقبل معظم شعوبه الاصيلة وفي مقدمتها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، من دون ثقافة ديمقراطية راسخة تهيء مناخ فكري وسياسي مناسبين لممارسة الديمقراطية بعدالة؟
مؤتمر الحسم
يبدوا أن النتائج غير المعلنة عن الكونفرانس الخامس للحركة الديمقراطية الاشورية والذي عقد بعجالة في دهوك من 31 ايار-1حزيران الجاري ، نجحت وللمرة الاولى في تاريخ زوعا الممتد على مساحة 31 عاما، في الكشف المستورعن العقل المدبر للحركة وعدم تردد الاخير في أعتبار "الامة" مجرد سلم لبلوغ غايات حركته السياسية وليس العكس كما يجب. حيث الكل يقّرأن قيادة الحركة وعلى رأسها السيد ياقو، صعقه الاستقبال الجماهيري الذي قوبل به يوم عودته الى حضن الوطن قبل 22 عاما، ولكن القيادة نفسها فشلت في استغلال هذا التعاطف والالتفاف الجماهيري حولها، بأعتراف الاكثرية من القيادات المفصولة أو المهمشة بسبب حسها القومي الزائد. ففي الوقت الذي دخلت قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية انتخابات الاقليم في 19 مايو 1992 من دون منافس، ومنحت 5 مقاعد في برلمان كردستان واستوزر سكرتيرها الحالي في أول حكومة كردستانية منتخبة، فشلت زوعا في تحقيق ادنى طموحات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الاقليم، فهل من الممكن أن تنجح اليوم في اقناع الناخب الكلداني السرياني الاشوري للتصويت لها بعد انقلابها الابيض على قائمة الوحدة ودخول معركة الانتخابات بمفردها؟
لكي لا يبقى الحديث مغمورا في نوستالجيته، يلاحظ المتتبع لنتائج المؤتمر الخامس للحركة الديمقراطية الاشورية، أن القيادة المتمسكة بزمام الحركة باتت على مفترق طرق وامام خيارين لا ثالث لهما. أما الاصرار في التضحية بالقيادات "التقليدية" وتهميش ندائها الوحدوي في سبيل انقاذ "القائد" الضرورة، النهج الذي اثبت التاريخ عدم جدواه، واما التضحية بوحدة أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري  واستقلالية قراره السياسي. هذا القرار الذي ستكشف حتما صناديق الاقتراع صوابه أو خطأه.
علما أن الخيارين باعتقادي لا يتجاوزان حدود مغامرة أو أنتحار سياسي يعدها العقل المدبرللحركة، لعل المغامرة هذه ستنجح ولو مرة في أثبات مصداقية قراراته الفردية ونهجه في احتكار سلطة القرار الزوعوي بأمتياز!!
أما الجانب الاهم باعتقادي ضمن المقترح الزوعوي هذه المرة، يكمن وقدرة بقية الاحزاب والمنظمات الجماهيرية المؤمنة بوحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في المضي قدما في رفع راية وحدة شعبنا من خلال الاعلان عن قائمة الائتلاف ضمن حملتها وقائمتها الانتخابية من دون لف أو دوران.
صحيح أن زمن الشعارات القوموية والكلمات الفضفاضة ولى الى مزبلة التاريخ، ولكن يجب أن نقّر ونعترف ايضا، بدور الحزب أوالقائمة أو حتى السياسي الذي يفلح في ايجاد نوعا من  التواؤم السياسي بين ما يقوله وما يفتي به وبين الواقع الذي يعيشه قبل وبعد وصوله إلى سدة السلطة. 
ومن المنطلق هذا يجب القول ايضا، ان التحالف مع أحزاب الاكثريتين العربية منها والكردية في مرحلة الانتخابات، حق شرعي وواجب وطني لكل حزب من أحزابنا القومية- الوطنية بدون تمييز. ولكن للتحالف شروط يجب أن تتفق مع واقع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وحقوقه في كل بقعة أرض من ثرى عراق ديمقراطي وفيدرالي عادل. فنظام الكوتا من شانه تشريع الوجود واقرارحقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري حتى من دون استحقاق انتخابي، فلماذا لا نجعل من حملة الانتخابات منبرا لترسيخ ثوابت وحدة شعبنا التاريخية، بدلا من تحويلها الى حلبة تتصارع فيها القوى والاحزاب المستقوية بالاكثريات؟ 
حيث للتاريخ نكتب، لولا حرص القيادات السياسية الكردستانية واصرار الاخيرة على وجوب تثبيت البنود الفقرات الخاصة بحقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مسودة دستور أقليم كردستان و العراق الجديد لتحّول الصراع على الاسم وشرعنة التقسيم على راس أولويات الكثير من حركات شعبنا السياسية. عليه يجب أستغلال هذه المرحلة الحساسة والتي يمكن وصفها بالمرحلة الانتقالية في تاريخ العراق الجديد، بهدف توحيد صفوف شعبنا الاثنيّة وسد الثغرات التي تعود الاجنبي أن يتسلل من خلالها في سبيل بث سموم التفرقة وزرع الشعورالانهزامي بين جميع أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.     


267
الكلمة التي كلفتنا ربع مليون دولار

أوشـــانا نيســـان

oschana@hotmail.com

رغم بدء العد التنازلي ليوم الاقتراع واشتداد الحراك الانتخابي الظاهرمنه والمستتر أثر تسابق مرشحي الاحزاب والكيانات السياسية لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في دخول اللعبة الديمقراطية واشغال الكوتا البرلمانية المخصصة لنا أصلا، فان الاكثرية من ابناء شعبنا وفي مقدمتها النخبة من مثقفينا، كانها في واد وما يجرى من الاستعدادات لدى الاكثرية حول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع اجراؤها في 21 من ايلول المقبل في واد أخر. والدليل هو انشغال معظم كتابنا ومثقفينا ونحن على أعتاب الانتخابات بروايات يمكن التطرق اليها ضمن المراحل اللاحقة وليس الان!!
حيث طبقا للخبر المنشور عن تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية وفي أجتماعه الاخير بتاريخ 16 إيار 2013،قرر التجمّع أن يخوض الانتخابات بقائمة موحدة وحسب"المستجدات"، كما ورد في سياق البيان. القرار الذي لم يتجاوز مفعوله حدود الشعارات التي لا يرافقها أي عمل. وللزيادة في التوضيح وقطع دابر الشك باليقين فان مصدر التريث هي "الجهة" ذاتها التي تعودت أن تضحي بوحدة الصفوف من أجل الاحتفاظ بسلطة القرار حتى لو كان ذلك على حساب وحدة شعبنا المغيّب تماما عن مجريات الساحة السياسية.!!

ومن الواقع هذا سنركزعلى المدلولات الخفيّة والعميقة وراء كلمة"المستجدات" التي وردت مجرد مرة من بين 324 كلمة وردت في سياق البيان، بسبب تداعيات الطرح وانتماء جذوره الى تداعيات الازمة التنظيمية التي باتت تعصف هذه الايام ورموز القيادة "المتنفذة".

بادئ ذي بدء يعترف القاصي والداني بالاداء السياسي المتردي لتجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية عموما وتأثيرات التبعية في أفقاد استقلالية قرار شعبنا وبلوغ الدرك السياسي الذي وصلنا اليه اليوم. حيث يفترض بالقيادي الذي يصّرعلى وضع العصي في دواليب عجلة المصالحة وتعطيل فكرة التوجه نحو الانتخابات بقائمة موحدة، بحجة الحديث عن المستجدات أن يعرف جيدا، أن زمن خداع الشعوب في عصر العولمة قد ولى الى غير رجعة، وأن المقصود بانتظار "المستجدات " وفقا لمفردات الدبلوماسية الحديثة، لا يمكن أن يراد بها غير العودة الى قيادات الاكثرية المتمسكة بزمام امور الحكم في العراق، بهدف لي عنق التجمع واختزال نهجه نحو أجندة الاكثريات!! 

حيث المطلع على شروط المفوضية العليا للانتخابات يعرف جيدا، أن الكيانات السياسية التابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والراغبة في خوض غمار المعركة الانتخابية القادمة، كان يفترض بها أن تحسم امرها قبل حلول 4 حزيران من الشهر الجاري والا فسيسقط حقها في المشاركة قانونيا. وطبقا لقرار المفوضية، على الحزب، الكيان السياسي او الائتلاف السياسي المشارك في الانتخابات ان يحسم مسالة المشاركة بواقع  50 مليون دينار عراقي أي أكثر من 40 ألف دولار أمريكي.
بمعنى أخر، على احزابنا الخمسة ان تدفع 250 مليون دينار عراقي. في حين كان بأمكان التجمع نفسه في حال "الاتفاق" على وحدته المغيبة!! أن يدفع مجرد 50 مليون دينار عراقي ويشارك قانونيا تحت اسم "أئتلاف" أو"تجمع" أحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. تصّور أيها القارئ الكريم، مدى سهولة التضحية بما يقارب من ربع مليون دولار أمريكي من المال العام في ظرف أسبوع أو اقل من أجل التريث بانتظار "المستجدات"، في وقت تعاني المئات أن لم نقل الالاف من العوائل المنكوبة والمشردة من بغداد، البصرة ونينوى من الحرمان والفقر بالاضافة الى جميع مراكزنا الثقافية التعليمية وحتى الاجتماعية التي تعاني من شحة مواردها المالية شرق المعمورة وغربها!!

أما بقدر ما يتعلق الامر بالشطرالمخفي من حجة "المستجدات" واسقاطات الاخيرة على ثقافة الديمقراطية والانتخابات فهي مسؤولية مشتركة بحاجة الى الكثير من التروي والمعالجة قبل اتخاذ المزيد من القرارت. ففي جميع ديمقراطيات العالم يحاول السياسي القدير، تقليل أن لم نقل حجب الصراعات، الخلافات الداخلية والقرارات الخاطئة قدر الامكان، وبلده أو كيانه السياسي يقف على اعتاب انتخابات مصيرية.
فالمتابع للتطورات التي تعصف بقيادة زوعا واستعدادات الاخيرة لتجاوز هذه المحن، ينتابه العجب العجاب. حيث بدلا من التفكير بعمق وترو في فهم دوافع الخلاف واسبابه في سبيل انقاذ مستقبل الحركة من ورطتها، زار السيد كنا كردستان بعجالة وعقد الكونفرانس الخامس للحركة الديمقراطية الاشورية في دهوك من 31 ايار-1حزيران 2013. هذا المؤتمر الذي أخفق وعلى غير عادته في الاعلان عن توصياته ونتائجه رغم مرور أيام على انتهاءه وعودة السكرتير العام الى بغداد. في وقت تشير الاخبار المسربة من خلف كواليس المؤتمرالى اعفاء عدد من قياديي الحركة المعروفين واعادة بناء الثقة وتجديد جسور التواصل مع نخبة من المفصولين عن الحركة باعتبارهم ذراع استراتيجي لتنفيذ مخططات السيد كنا لمرحلة ما بعد الانتخابات.

 



268
ربيع البطريرك وخريف الرفاق!!
أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
أستوقفتني حكمة قداسة بطريركنا الجليل مار لويس روفائيل الأول ساكو وحرصه على الوحدة التي عنونت رسالته الموجهة الى المؤتمر القومي الكلداني الذي عقد في  ولاية ميشكان/ ديترويت الامريكية من 15-19 أيار الجاري، لا لاعتبارات التواضع الذي أبداه فقيه العصر وبطريرك المرحلة، بل لاعتبارات شرارة الثورة التي أطلقها في الهشيم التاريخي المتوارث منذ قرون. هذه الثورة التي لا تقل شانا عن الثورات الاوروبية التي غيّرت مجرى التاريخ واطلقت مرحلة التنوير والتجديد، بأستثناء الحجم الديمغرافي لشعبنا وحجم امكانياته المتواضعة. علما أن الرسالة هذه وردت في الفقرة الاخيرة من البيان الختامي للعلمانين الذين حرصوا على نشرملاحظاتهم على الملآ من باب الشفافية والوعي.
" ان غاية المؤتمر هي توحيد كلمة الكلدان "، يفيد نيافة المطران ابراهيم ابراهيم في كلمته الافتتاحية. " أهنأ المؤتمرين والأمة الكلدانية بهذا الحدث. يقول نيافة المطران مار سرهد يوسب جمو في الكلمة التي ارتجلها نيابة عنه الأب نويل كوركيس الراهب، ثم يضيف "هنا في مشيغان حيث اكبر تجمع للكلدان في العالم، حان الوقت لنرفع علمنا الكلداني في كل بيت ومحل عمل وكنيسة فهو رمزنا الذي يجمعنا وفخر لنا الى الابد". بهذه الكلمات تم تدشين أعمال المؤتمر الكلداني العام في يومه الاول.
ثقافة تؤسس على التفرقة
قبل الولوج في صلب هذا الموضوع المعقد وبحث اسقاطات نتائج المؤتمر على دعوات وحدتنا القومية والكنسية على حد سواء، رأيت مناسبا أن أبدا بتسليط الضوء على العوامل المشجعة لاصرار البعض على نشر ثقافة جديدة تؤسس على قرار تمزيق وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بالنيابة. والسبب بأعتقادي، هوغياب البنية أو الاطر الحزبية "القومية" الكفيلة باستوعاب أوتأهيل الذين فشلوا  في كشف أزمة الماركسية بين الايديولوجيا وفكرة التطبيق ضمن واقع المجتمع العراقي القديم منه والجديد. هذه الحقيقة التي نجحت بحق في تفويت الفرصة على شرعية الوجود والاعتراف دستوريا بحقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن دستور وطن الاباء والاجداد لآكثر من نصف قرن متواصل!!
ففي رسالتي الى المشاركين في المؤتمر المذكور أعلاه  كتبت "نهيب بكل الاخوة المغتربين، المثقفين المهمومين بالاستعدادات الخاصة بنجاح المؤتمر، أن يضعوا مصلحة شعبهم( أقصد شعبنا الكلداني السرياني الاشوري)  نصب أعينهم، ليفلحوا ولو مرة في صياغة بنيّة وحدوية عقلانية تسمو فوق جراحاتنا وتليق بالتحديات الجسام التي باتت تظلل مستقبل شعبنا وافاق اجياله قبل فوات الاوان. عليه نتمنى من الله العلي القدير، أن لا يقع المعّدون للمؤتمر الكلداني في الخطأ ذاته الذي وقع فيه القيادي الاشوري "المتنفذ" (أقصد المتعصب)، لنصحو في غفلة بعد مرور 30 سنة أخرى ثم نقول، لا حياة لمن تنادي".
وحدتنا خط أحمر
من المنطلق هذا تحديدا تقتضي الضرورة اعادة ترديد الصيحة التي أطلقها قداسة البطريرك ومفادها " أن رجال الدين من قساوسة ورهبان، يجب أن يكونوا بعيدين عن الانخراط بتيارات سياسية كأعضاء فيها أو مؤيدين لها وأن ذلك يشكل خطاً أحمر لا ينبغي تجاوزه". ثم يضيف قداسته" أن جانب السياسة  يتولاه رجال السياسة الأكفاء الذين يدافعون عن حقوقنا". علما أن الراية نفسها رفعها قداسة البطريرك ماردنخا الرابع قبل قداسة البطريرك الجديد بعقود، ولكن لا حياة لمن نادى!!
قد يستغرب المتابع لنهج "النخبة" المشاركة ضمن المؤتمر، وأقصد النخبة التي تعودت أن تتستر بمزايدات قوموية بعد فشل الاممية، خلال اطلاعه على بنود البيان الختامي للمؤتمر ورد المشاركين على دعوة قداسة البطريرك وحكمته في الدفاع عن ضمير الامة وتاريخ كنيستها العريقة كنيسة المشرق باسلوب عصري وحضاري، سيما والمؤتمرعقد في أمريكا بأعتبارالاخيرة من أعرق ديمقراطيات الغرب ومهد العولمة.

حيث بدلا من "الزعل" الذي ابداه العلماني الاكاديمي، يفترض به أن ينحني اجلالا لدعوة البطريرك ويقبلها لاسباب نحن في غنى عن شرحها في سياق هذا المقال، باعتبارها دعوة وان تأخرت كثيرا يفترض فيها أن تكون بمثابة الخطوة الصحيحة نحو تطبيق شعار فصل الدين عن السياسة.

فالتاريخ يذكرنا كيف نجحت كنيسة المشرق لاكثر من الفي سنة متواصلة أن تحافظ على وجود وضمير شعبنا المضطهد، رغم هول الكوارث، التهجير القسري بما فيها سياسات الابادة الجماعية، فلماذا كل هذا الغرور والاستعلاء يا رفاق الامس وقومويي اليوم؟ وهل من الحكمة الاستمرار في رؤية الدنيا بعين واحدة، كما يؤكد قداسة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو في رسالته ويضيف " أمّا الوحدة فهي التحدي الأكبر، لأن لا مستقبل لنا من دونها. اؤكدُ على الوحدة وأحمّلُ الجميع مسؤوليةَ تحقيقها بعيدًا عن التصلّب والجدل العقيم والتجزئة، خصوصًا أنّ البيانات المشتركة بين مختلف الكنائس تركّز على حقيقة الإيمان الواحد بالرغم من اختلاف التعابير. لنعمل جميعًا من أجل وحدة كنيسة المشرق، فكلّ انقسام هو خطيئة. لقد عشنا في زيارتنا الراعوية لأبرشية استراليا (2-16 ايار) لقاءاتٍ وحدويّة صادقة مع كنيسة المشرق، وستبقى محفورةً في ذاكرتِنا وقلبِنا، وهي حافزٌ قويٌّ للمضي قُدُمًا بثقةٍ وثبات".
 
صحيح أن شعبنا وتحديدا ضمن هذه المرحلة الانتقالية باعتبارها أخطر مرحلة من مراحل الوجود في بلاد مابين النهرين، بحاجة الى عقل وحدوي قادر علي صياغة فلسفة موحدة قادرة علي قراءة أجندة القيم والمعاييرالتي تعتمدها الاكثريتين العربية منها والكردية في سبيل كسب الاعتراف وتحقيق طموحاتنا القومية-الوطنية داخل الوطن. لذلك ليس من الخطأ ترتيب البيت الكلداني( ونحن نتحدث عن المؤتمر الكلداني) واعادة صياغة هويته الإثنوغرافية بالشكل الذي يتفق وثوابت الوحدة الاندماجية"المؤملة" مع أخيه الاشوري والسرياني، بهدف سد الثغرات بوجه "الاجنبي" الطامح في تمزيق الابعاد الحقيقية لهويتنا القومية ككل.

وفي الختام أؤكد للجميع، أن المؤتمر نجح وفي ظرف قياسي محدود في وضع قاطرة وحدة شعبنا على سكة استراتيجيتنا الصحيحة من جديد، بعدما نجح فعلا في فرز الكلداني المثقف والمؤمن بوحدة ابناء جلدته من السريان والاشوريين وبين الكلداني الذي فشل في تحقيق الاممية وقرر اليوم العودة الى الاصل بشروط. عليه نؤكد انه:
لا الاشوري المبالغ جدا في أشوريته، ولا الكلداني الطامح بدولة الكلدان ولا حتى السرياني المثقل بثقافته المسيحية، ينجح يوما بمفرده في اعادة صياغة وحدتنا الحقيقية من دون لم شمل جميع أحزابنا القومية-الوطنية وتوحيد طاقاتنا الفكرية والذهنية لتتفق وطموحات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن العراق الجديد عراق فيدرالي وديمقراطي عادل!!
 


269

هكاري يجدد ثقته بالدستور الذي شارك في صياغته
أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
جدل الدستور وتداعيات طرح قانون رئاسة الاقليم الكردستاني على الاستفتاء الشعبي أو البرلمان الكردستاني، مثلما بات اليوم يعّقد شرعية اعادة ترشيح رئيس الاقليم لولاية أخرى، يقطع الجدل هذا  دابر الشك باليقين حول أسم القيادي أوالجهة الحزبية الحقيقية التي شاركت في عملية صياغة مسودة دستور الاقليم الكردستاني وطرحه على الاستفتاء الشعبي. والشطر الاخير من هذا التساؤل سيضع بلا شك نهاية لهذا السجال العقيم حول مصداقية السياسي الكلداني السرياني الاشوري الذي ضمّن موقعه ليدافع دستوريا عن حقوق شعبنا الابي ضمن اللجنة البرلمانية للمرة الاولى في تاريخ عراق ما بعد الدكتاتورية.
خلال الاجتماع الذي عقده رئيس الاقليم  السيد مسعود البارزاني مع جميع اعضاء لجنة كتابة مسودة دستور اقليم كردستان – العراق  بتاريخ 19 ايار الجاري، وجهت دعوة الرئاسة الى السيد روميو هكاري بأعتباره ممثل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذي شارك في لجنة صياغة الدستور.
"طرح الدستور الذي صاغته لجنة كتابة الدستور بمشاركة ممثلي جميع المكونات العرقية المذهبية والاحزاب السياسية المنضوية تحت قبة البرلمان الكردستاني الى الاستفتاء الشعبي أمر مهم ومطلوب  مراعاته. حيث أن شرعية الدستور من عدمه يمكن تعديلها من خلال المباشرة في تنفيذ بنوده ليتطابق ومستجدات العصر وحقوق شعوب الاقليم ومواطنيه"، يعلق السيد هكاري خلال رده لطرح السيد رئيس الاقليم حول المحاولات التي جرت وتجري هذه الايام حيال ما يسمى بالتعقيدات الدستورية والقانونية التي تواجه مسألة اعادة طرح الدستور على الاستفتاء الشعبي أو اعادته الى البرلمان.
الواضح أن مشاركة السيد هكاري ضمن الاجتماع وأصراره على طرح الدستور للاستفتاء الشعبي، مرده هاجس الخوف من المحاولات التي تعودت أن تجري من وراء الكواليس في سبيل تغيير المواد والفقرات المتعلقة بالحقوق الشرعية لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن الاقليم الكردستاني والعراق الفيدرالي بأسره. الهاجس الذي أيده السيد مسعود البارزاني من خلال تجربته المتراكمة وحضوره الفعلي ضمن جميع النقاشات المتعلقة باشكاليات الدستور الجديد، لربما بسبب غياب الثقة وانعدام الرؤية المستقبلية ضمن اجندة الكثير من السياسين. هذا النهج الذي يمكن قراءة مفرداته في ديباجة دستور جمهورية العراق الجديد بالشكل التالي:
" زَحَفْنا لأولِ مَرةٍ في تاريخِنَا لِصَنادِيقِ الاقتراعِ بالملايين، رجالاً وَنساءً وَشيباً وَشباناً في الثَلاثين منْ شَهرِ كَانُون الثَانِي منْ سَنَةِ أَلْفَين وَخمَس مِيلادِيَة، مُستذكرينَ مَواجِعَ القَمْعِ الطائفي من قِبَلِ الطُغْمةِ المستبدةِ، ومُسْتلهمين فَجَائعَ شُهداءِ العراقِ شيعةً وسنةً، عرباً وَكورداً وَتُركُماناً"، من دون الاكتراث بالفواجع النكبات والكوارث الدموية التي انزلتها انظمة الغدر والطغيان على رؤوس أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري رغم كونه اقدم مكون من المكونات العرقية التي سكنت وادي الرافدين.
 
في حين ورد في المادة (5) من مسودة دستور الاقليم الكردستاني، باعتباره الدستور الذي حرص السيد هكاري ورفاقه على تكريس مبدأ العلمانية فيه من خلال الاعتراف بدور وحقوق شعبنا وغيره من الشعوب الكردستانية في الاقليم كما ورد " يتكون شعب كردستان من الكرد التركمان العرب الكلدان السريان الاشورين الارمن وغيرهم ممن هم من مواطني اقليم كردستان".
بذلك نترك حرية الخيار للقارئ الكريم ليقرر ما بين حرص اعضاء لجنة كتابة مسودة دستور اقليم كردستان - العراق بالاجماع على أهميّة طرح المسودة الى الاستفتاء الشعبي وحق السيد رئيس الاقليم في التشكيك في  فكرة اعادة الدستور الى البرلمان واعتبارها مجرد مؤامرة لا أكثر ولا أقل!! 

 
 
 

270

هل يفلح المؤتمر الكلداني الجديد في تحقيق وحدتنا!!
أوشــانا نيســان
oschana@hotmail.com
علينا أن نعترف بالتقصير أو الفشل في حال حدوثه، لكي ننجح في تحقيق الاصلاح المنشود ودرء الفتنة قبل وقوعها. فالدهر أثبت مرارا فشل الاداء السياسي للقيادة السياسية الاشورية"المتنفذة"، تلك التي أحتكرت ملف التمثيل القومي  لاكثر من ثلاثة عقود متواصلة، دون ان تفلح في تقديم الحلول السياسية للانطلاق نحو مستقبل افضل أن لم نقل تحصين وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وترسيخه ذاتيا.
حيث بعد عقود من النضال وارتهان قرارنا السيادي بيد الاكثرية التي تعودت أن تختزل خيار التمثيل ضمن البرلمانين والتوزير ضمن الحكومتين الى مجرد "تعين وظيفي"، فقد شعبنا استقلالية قراره السياسي لدرجة  فقد فيه امكانية رؤية عواقب تذبذب الحجم السكاني لابناء شعبنا داخل الوطن من شهر لاخر. الامر الذي مهد الى اتساع حجم الشرخ الفاصل بين التيارات والحركات وأحزابنا السياسية وبين الاكثرية من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
من الواقع هذا، نهيب بكل الاخوة المغتربين، المثقفين المهمومين بالاستعدادات الخاصة بنجاح المؤتمر الكلداني الجديد في ولاية ميشكان/ ديترويت الامريكية من 15-19 أيار الجاري، أن يضعوا مصلحة شعبهم نصب أعينهم، ليفلحوا ولو مرة في صياغة بنيّة وحدوية عقلانية تسمو فوق جراحاتنا وتليق بالتحديات الجسام التي باتت تظلل مستقبل شعبنا وافاق اجياله قبل فوات الاوان. عليه نتمنى من الله العلي القدير، أن لا يقع المعّدون للمؤتمر الكلداني في الخطأ ذاته الذي وقع فيه القيادي الاشوري المتنفذ، لنصحو في غفلة بعد مرور 30 سنة أخرى ونقول، لا حياة لمن تنادي!!
الواضح أن المثقف "الكلداني" بحاجة اليوم الى كل خبراته للتعامل مع التحديات التي تعترض مسيرتنا الوحدوية في سبيل الوصول الى بّر الامان. لآن التاريخ أثبت وبجدارة عدم قدرة الاشوري"لوحده" في تحقيق طموحات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، عليه يفترض اليوم بالنخبة الكلدانية المثقفة أن تمتلك ضميرا يقضا يضع أمام عيونها عظم المسئولية التي تنتظرها من دون العودة الى خطاب ردات الفعل وسياسات الانتقام لا سمح الله.
ومن المنطلق هذا يجب أن نعترف، أنه لا "القيادي" الاشوري المتطرف جدا أو حتى "المثقف" الاشوري الذي يكشف فجأة عن الحلقة التاريخية "المفقودة" بين الثورة البلشفية أوالاشتراكية العالمية التي قادها فلاديمير لينين عام 1917 والاشتراكي الاشوري الذي نجح في الاعلان عن تاسيس أول حزب اشتراكي اشوري في العام نفسه اي عام 1917، ولا حتى الكلداني العائد للتو الى صفوف شعبه الكلداني السرياني الاشوري، بعدما اسكرته نشوة الماركسية لاكثر من 79 عاما وحولت قوميته على حد تعبير معظم منظري حزبه الشيوعي الى نوع من الافيون، سوف لن يفلحا قطعا في اجبار الاكثريتين، العربية في الوسط والجنوب والكردية في الاقليم الكردستاني، الى الاعتراف بشرعية حقوقنا الوطنية قبل تحقيق حلم وحدتنا القومية!!
ولكن حسب قراءتي للاحداث التاريخية التي غيرت مسيرتنا القومية، أن السبب الحقيقي وراء نفور أبناء شعبنا "الاشوري" من الانظمام الى صفوف الاحزاب الشيوعية في بلدان الشرق الاوسط عموما، يعود ومسألة انتصار الثورة البلشفية أو الشيوعية التي قضت تماما على بنود الاتفاقية التي جرت بين ممثلي القيصر الروسي والبطريرك الشهيد ماربنيامين ابان الحرب العالمية الاولى خلال زيارته التاريخية الى روسيا عام 1914 بهدف دعم وترسيخ الوجود"المسيحي" في منطقة هكاري وانقاذ ابناء شعبه الاشوري من تجاوزات الامبراطورية العثمانية ومؤامرات الاستعمار الغربي قبل التوجه نحو العراق.
 وفي الختام أتمنى من المشاركين في أعمال المؤتمر الكلداني العام، أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الشعب االكلداني السرياني الاشوري بجد وإخلاص وينسوا الانانية والمصالح الشخصية، وينجحوا في تحقيق أمنية قداسة بطريركنا الجديد مار لويس روفائيل الأول ساكو حين صرح،" أتمنى من الأحزاب المسيحية أن توحد خطابها ومواقفها من أجل قضية المسيحيين والعراقيين عامة....ثم أضاف قداسته   " أتمنى أن نمتلك الجرأة والشجاعة لنقول يكفي انفصال ولتعود كنيسة واحدة وأنا مستعد أن أتنازل عن البطريركية في سبيل الوحدة (وحدة الكنيستين) وأن أكون أسقف بسيط أو كاهن بالرعية أبدأ من أجل خير الكنيسة ومن كل قلبي مستعد أن أتنازل وأكون آخر شخص الوحدة التي هي اليوم مطلوبة ووحدة إيمانية موجودة وطقسية وتاريخ موجود هنالك اختلاف كرسي فقط". وربما سيكون سؤالنا الاخير:
هل يقبل سياسي من جميع سياسي ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري أن يتنحى أو يتنازل طوعا عن كرسيه في سبيل وحدة شعبنا الممزق، مثلما يقّر بطريركنا الجديد علنا ويستعد حسب قوله الى التنازل عن كرسي البطريركية في سبيل وحدة كنيستنا؟

 

271
وصايا بنفسجية لشبيرا!!
أوشــــانا نيســــان
Oschana@hotmail.com
بادئ ذي بدأ أشكر السيد شبيرا على جرأته في نقل الاحساس الذي ينتابني والالاف من أصدقاءه، أن ما يكتبه من المواضيع هي فعلا طويلة جداً يتعب القارئ من قراءتها فيتركها من دون ان يكملها.
أما بالنسبة للهاجس البفسجي الذي لم يعد مخفيا ضمن الانطباعات، التحليلات والنصائح القّيمة التي وجهها "خادم الامة" الى جميع أحزاب الامة "باستثناء زوعا " عقب زيارته الاخيرة الى "شمال العراق"  كما يكتب، فللحديث بقية.

في حين وقبل الرد على مقترحاته يفترض بالمثقف العضوي قبل الصفوة من سياسينا أن ينجح في تصحيح مفردات لغة الحوار والتعايش بين جميع أبناء شعوب العراق وتحديدا شعوب الفيدرالية وقياداتها، بحيث يجب الكف عن استعمال مفردات الخطاب السياسي الذي صاغه النظام السياسي المركزي الذي ولى الى مزبلة التاريخ. حيث أثبت الواقع الجديد في الاقليم ومنذ انتخابات مايو 1992،أن الفيدرالية في كردستان أصبحت أمر واقع/  Status de Quo ولايمكن تجاوز هذه الحقيقة مهما تعالت أصوات المشككين.

أما ما يتعلق بما وصفه السيد شبيرا بانجازات قائمة الرافدين على حكومة الإقليم والقوى السياسية المتنفذة.. وانتقادات الاخيرة بعد نقل مرجعية زوعا الى بغداد "ودخول رئيسها في تحالفات مع القوى التي لا تتوانى في ذبح أبناء أمتنا ورجال كنائسنا بدم بارد" يكتب السيد شبيرا، فالانتقاد في محله. لكن قلق الكرد على انتقاص عدد أبناء شعبنا بحيث لايكون كافيا لممارسة الحكم الذاتي، فهو قلق مبالغ فيه، لان القلق الكردي أو العربي يجب أن لايضاهي قلق شبيرا وقائمته في العمل على ترسيخ جذورنا داخل الوطن. وأؤكد أن تفاصيل المجاملة هذه مثلما لن تنطلي على القيادات الكردية التي قدر لها أن تجرب السيد رئيس القائمة وتختبره عن قرب لعقود من الدهر، بالقدرنفسه سوف لن تنطلي "المجاملة" نفسها على رئيس القائمة وعقدته ضد المثقف وقدرة مداد قلمه في كشف الاوراق الاخيرة من الملف الذي اخفقت صحافة المرجعية والاعلام الكردستاني في كشفه.

وبقدر ما يتعلق الامر بجوهر الرد، فانه يجب على المطلع المنصف والحريص على وجود ومستقبل شعبنا، أن يمييز دوما بين العقل السياسي"المتنفذ" لزوعا وبين الغيارى من قياديي ومؤيدي زوعا أولا وبين مهمة الرد على المقترحات" الانتقائية" لهذا المنظّر الانتهازي أو ذاك الكاتب الذي يعرف كيف يبحث عن كنه الحقائق من بين اكداس المعلومات ثانيا.

قد يستغربني الكثير من مفردات المديح وعبارات الاطراء لقادة زوعا أو لهذا الشخص أو ذاك "اللويا"، كما يكتب شبيرا ضمن وصاياه، لا بسبب هشاشة البنية أو حقيقة انفراط عقدة القيادة السياسية للمنظمة التي يعتبرها نموذجا في المجتمع العراقي باسره، وانما بسبب تغاضيه المتعمد أن لم نقل عدم اطلاعه على المقترح الذي قدمه السكرتير الاول للحركة السيد نينوس بتيو بنفسه، بتاريخ 19 شباط من العام الجاري، بهدف "العمل على انبثاق تنظيم جديد والإعلان عنه رسميا بعقد مؤتمر أو كونفرانس تأسيسي ، والعمل ضمن هذا التنظيم بشكل مستقل عن الحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا)." كما يكتب ويضيف ايضا، "من خلال متابعتي للأوضاع الداخلية للحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) والتي أراها لا تسير بانسيابية وتطورية، أتقدم بهذا الاقتراح/ الدعوة، خدمة لقضية شعبنا الكلدواشوري العادلة."

في حين يكتب السيد شبيرا بعد مرور مجرد 51  يوما من الدعوة اعلاه، "أن الحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا)، حزب سياسي نموذجي بالشكل والمضمون في مجتمعنا "الكداني السرياني الآشوري" لا بل وفي المجتمع العراقي أيضا."ثم يستمر السيد شبيرا في مدح الانجاز التاريخي الذي حققته قائمة الرافدين لأبناء أمتنا الكلدانية السريانية الآشورية، بتاريخ 21 من نيسان الجاري ".
 
الحكم هنا متروك للقارئ الكريم أن يفصل بانصاف بين دعوة السياسي الذي قاد المسيرة السياسية للحركة الديمقراطية الاثورية منذ انبثاقها عام 1982 وحتى المؤتمر الثالث للحركة عام 2001، وبين طروحات "المنظر" الذي تعود أن يزور الوطن كل عام للمشاركة في احتفالات أكيتو، أو كل أربع سنوات للدعاية عن قائمة الحركة الديمقراطية الاشورية!!

أجندة لا تتقن لغة الوحدة
ظلت أمنية تعزيز وحدة نضالنا القومي وتسهيل مهمة المشاركة الجماهيرية لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن أليات وحدتنا القومية، في طليعة مطاليب الاكثرية من ابناء شعبنا داخل الوطن وخارجه. هذه الامنية التي لم تتحق بفعل الخطاب السياسي لزوعا التي تحتفل هذه الايام بمرور 34 عاما على تاسيسها ولا "بإنجاز العصر الذي حققته قائمة الرافدين، باعتباره إنجاز قل نظيره في تاريخنا القديم والمعاصر،" نقلا عن شبيرا، وانما الامنيّة تلك، تحققت اثر تداعيات المجزرة الدموية التي تعرضت لها كنيسة سيدة النجاة 31 تشرين الاول 2010 والتجاوزات التي يتعرض لها وجودنا باستمرار. 
صحيح أن  تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية يشوبه الكثير من الاخلال ونقاط الضعف بسبب قصرتجربته السياسية أولا والتاثيرات المباشرة للعنصر الخارجي واغراءاته ثانيا، ولكن ظاهرة الفرقة والتشرذم يمكن حلها بالعمل المشترك والنيات الصادقة ولا الاملاءات السياسية المفروضة من قبل "الاخ الكبير" على "الاخ الصغير".
حيث الواضح أن المجتمعات العراقية عموما ومجتمعنا المسيحي على وجه التحديد، بات يعاني كثيرا من تداعيات التغيير الديمغرافي والتحول غير الطبيعي لما يمكن تسميتها بظاهرة "تريف المدن" والانتقال من  المجتمعات الزراعية الى المجتمعات شبه الصناعية ضمن العراق الجديد. لذلك يمكن القول أن الثقافة والقوى الريفية في طريقها أن تغزو المدن والمواقع الحضرية بما فيها العاصمة بغداد.

وعن المقترحات
وجه الغرابة في مقترحات السيد شبيرا، هو خروجه عن المألوف بسبب اعتراضه العلني على دور بقية الاحزاب والمنظمات القومية لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن الفيدرالية وعاصمتها اربيل، ذلك بسبب الاصرار على زوعنة المسيرة النيسانية-أكيتو وتحزيبها بامتياز، وكأن شعبنا الكلداني السرياني الآشوري بقضه وقضيضه بانتظار عودة "غودو" البنفسجي لانقاذه وتحريره من الاسر، ذلك من خلال اقتراحاته:

- أن تقوم زوعا وحدها بتنظيم المسيرة في الأول من نيسان وأن تدعو بقية الأحزاب والمنظمات القومية للمشاركة فيها.
غريب جدا أن يصّرالضيف القادم من ديمقراطيات الغرب على حصر جميع ألوان حدائق "أم الربيعين" بلون واحد وهو اللون البنفسجي أرضاء لطرف وعلى حساب رغبة جميع أطياف شعبنا. هذا الاصرار الذي سيستغل حتما من قبل دعاة التفرقة من الطرف الاخر، في البحث عن المبررات الشرعية للمطالبة بتقويم يفترض به أن يوحدنا ولا يفرقنا.
 
- أن تقوم بقية أعضاء التجمع بتنظيم نشاطات ثقافية، فنية، سياسية وإجتماعية في الأيام السابقة أو اللاحقة من المسيرة. وكأنه يريد القول، أن الواجب القومي-الوطني لجميع اعضاء التجمع باستثناء زوعا، هو مجرد الاستعدادات الادارية والتعبئة لتنظيم النشاطات الفنية والاحتفالات التي تتفق واجندة الاخ الكبير!!
أذ على سبيل المثال لا الحصر يحاول السيد شبيرا تمجيد مشاركة النائب يونادم كنا والنائب عماد يوخنا ضمن الوفد البرلماني العراقي الذي زار الكويت بعد استضافة الاخيرة للمؤتمر التاسع عشر للاتحاد البرلماني العربي،بهدف مناقشة القضايا المتعلقة بعمل الاتحاد والوضع العربي الراهن، وكأن البند المزنر على راس أجندة الاتحاد البرلماني العربي يتعلق والاعتدات المتكررة على حقوق وكنائس شعبنا وفي مقدمتها الاعتداء الغاشم على كنيسة سيدة النجاة.
في حين يبدوا أن السيد شبيرا لم يطلع بعد أو يتغاضى عمدا عن ذكر الاختراق الكبير الذي سجله أول حزب من أحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بعد نجاحه في كسر حاجز الصمت الدولي المفروض على قضية شعبنا وهو حزب بيت نهرين الديمقراطي وسكرتيره العام السيد هكاري، ذلك من خلال دعوة أكبر منظمة عالمية وهي منظمة الاشتراكية الدولية على أدراج قضية شعبنا ضمن أجندة اعمال اللجنة المختصة بهموم شعوب الشرق الاوسط، ضمن أول مؤتمرلها في السليمانية بتاريخ 12 نيسان 2013.

وفي الختام يجب أن أوكد من جديد، أن شعبنا اليوم بحاجة الى "المنظر" الذي يحمل الكثير من الحيادية والافكار البناءة  والطروحات البديلة بهدف تقديم أجندة قومية وطنية ووحدوية اكثر من أي يوم مضى.
حيث ليس المطلوب من قياداتنا السياسية ولا اقلام منظري ابناء شعبنا أن يحشدوا الناخبين من ابناء شعبنا ليختاروا بنظارات بنفسجية وحدها، كما يأمل المنّظر الزوعوي، وانما الواقع المأساوي الذي حول وجودنا ونحن على أرض اباءنا واجدادنا الى مجرد هوامش تتقاذفها مصالح الاكثريات، يفرض الواقع هذا علينا جميعا أن نتجاوز حدود التحزب،المذاهب والمصالح الشخصية في سبيل تحقيق طموحاتنا القومية واهدافنا الوطنية ضمن عراق ديمقراطي وفيدرالي عادل.

272
نداء البطريرك صوت صارخ في البرية!!

أوشــــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
"العلاقة مع الكنيسة الآشورية، علاقة مصيرية وكلنا كنيسة واحدة وهي كنيسة المشرق من دون تسميتها كنيسة المشرق الآشورية أو الكلدانية. هذه التسميات حديثة لكن بالعمق نحن كنيسة المشرق وهي كنيسة الأم وطقوسنا مشتركة وآباءنا مشتركين تاريخنا أيضاً مشترك. أتمنى أن نمتلك الجرأة والشجاعة لنقول يكفي انفصال ولتعود كنيسة واحدة وأنا مستعد أن أتنازل عن البطريركية في سبيل الوحدة (وحدة الكنيستين) وأن أكون أسقف بسيط أو كاهن بالرعية. وبالتالي نقول للعالم نحن أخوة وكنيسة واحدة بعد أن أصبحنا تسميتين مختلفتين واليوم ثلاثة تسميات، فلنعود لنصبح تسمية واحدة." هذه مقتطفات من أعذب الكلام الذي صّرح بها قداسة البطريرك الجديد مار لويس روفائيل الأول ساكو، أن لم نقل مبادرة هدفها تجديد مفردات الرسالة الوحدوية التي بشر بها مثلث الرحمة المرحوم مار روفائيل بيداويد بهدف توحيد صفوف كنيسة المشرق باعتبارها "الصخرة" التي شيدت عليها ثالث كنيسة من الكنائس المسيحية على وجه المعمورة تنفيذا لمشيئة الرب  " أنت هو الصخرة، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبوابُ الجحيم لن تقوى عليها"، متى 16: 18.
صحيح إن الكل يتمنى أن يحدث هذا الإنجاز التاريخي-  الوحدوي خلال أيام أو شهور، لكنني مقتنع تماما أن عقلياتنا بحاجة الى سنين أن لم نقل انقراض جيل ومجئ جيل أخر ليدرك الجميع، أن قوة هذا الشعب ومصلحته العليا  تكمن في ترسيخ أواصر وحدته المذهبية والعرقية .  فالاعمال العظيمة بحجم الدعوة التي أطلقها البطريرك مار ساكو، لا تأتي كما يقول الناقد والشاعر البريطاني صمويل جونسون، بالقوة والتمني وانما بالعمل الدؤوب والمثابرة.
من المنطلق هذا نهيب بزعامات كنائسنا الثلاث، أغتنام هذه الفرصة التاريخية وتفعيل مفردات شعاره الوحدوي الذي اختزله قداسة البطريرك الجديد ضمن كلماته الثلاث " الاصالة، الوحدة والتجدد." عليه يفترض بالرسالة أن تكون بمثابة حجر الزاوية لاعلاء صرح وحدتنا الذي يامل قداسة البطريرك الجديد والملايين من ابناء شعبنا تحقيقها باعتبار الشعار نابع من شروخات الانشقاق المذهبي المهيمن على سماء كنائسنا لآكثر من خمسة قرون وواقع شعب مثخن بجراحات واخرها جروح التسميات التي حولها "المتمرد" الى مجرد عقبات تقعدنا عن السير نحو طموحاتنا الوحدوية الكنسية كانت أو القومية على حد سواء.
حيث الواضح أن قداسة البطريرك الجديد نجح وبامتياز في هّز قوائم كرسي القيادات السياسية العراقية والقيادات السياسية لآبناء شعبنا بجميع تسمياته، وكأنه ينبههما الى خطئهما في التقليل من مخاطر الفئة الضالة ومؤامراتها في تفريغ العراق من سكانه الأصليين ومن مسيحييه بالذات ، قبل سيامته بطريركا على كرسي بابل من خلال لقاء أجرته معه الجمعية الكاثوليكية الخيرية لمساعدة الكنائس في العالم، ومقرها أستراليا ، "أن المسحيين فقدوا ثقتهم بالمستقبل، انهم محبطون، فالأمان والحرية هما اهم عوامل استمرارية بقاء الكنيسة في العراق، وعندما يشعر المسيحيون بالأمان والحرية، ويشعرون انهم متساوون مع الآخرين، فأنهم سيبقون ولا يفكرون بالمغادرة."
هذا الهاجس المرعب مثلما خيّم بظلاله على جوهر الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي خلال حفل تنصيب قداسة البطريرك في 6 أذار 2013، شجع السيد المالكي في الاعتراف بالعمق الحضاري والتاريخي لآبناء شعبنا في  العراق لربما للمرة الاولى بقوله "على الإخوة المسيحيين فعلاً أن لا يخافوا، ولماذا يخافوا، إنهم ليسوا قادمين على هذا البلاد، بل هم أهلُ البلد الأصليين، أصحابُ العمق والتاريخ. ويضيف السيد المالكي.. وحشة علينا جميعاً أن نرى المسيحيين يهاجرون بسبب تهديدات ثلة منحرفة، فنحن لا نريد أن يخلو العراق والشرق من المسيحيين كما لا نريد للغرب أن يخلو من المسلمين".

" اننا لسنا اقلية طارئة في هذه البلاد بل نحن سكان العراق الاصلاء منذ أكثر من الفي عام لنا تاريخ وعطاء اسهم في بناء الحضارة والفكر والثقافة مع العرب والاخوة المسلمين القادمين من الجزيرة العربية، مشيرا الى ان بقاء المسيحيين في العراق والشرق الاوسط هي مسؤولية المسلمين والعرب بالدرجة الاولى"، بهذه الكلمات المقتضبة رد قداسة البطريرك على خطاب المسؤولين في العراق الجديد ووضع مسؤولية القيادات السياسية العراقية وقيادات أحزابنا ومنظماتنا السياسية بدون أستثناء على المحك.
 
حيث الواضح أن الخلافات المذهبية، الطائفية بما فيها الاصطفافات العشائرية، كانت ولايزال السمة الغالبة في أداء قياداتنا الكنسية قبل السياسية لاكثر من قرون.  لذلك يمكن القول، أن الشعار الوحدوي الذي صاغه قداسة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو هذه الايام، كان حلما ظل يراود مخيلة كل مواطن من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. لآن شعبنا ولقرون، تعود أن ينصاع وراء خطابات التفرقة والتمييز بين هذا المواطن أو ذاك لاعتبارات أغلبها مذهبية تختفي وراء الخطابات الانفعالية والمواقف العاطفية التي لا تحس ولا تقدر مدى خطورة الاوضاع التي تتربص شرا بمستقبل وجودنا وهويتنا الوطنية.
أما الحل بأعتقادي يكمن وسرعة تشكيل لجنة محايدة من رجالات الدين واللاهوتين اللاهثين وراء كل ما يوحد رسالة كنيسة المشرق التاريخية ونبذ كل ما يفرق ويزلزل مذبحها المقدس. حيث يجب الكف عن محاولات شرعنة التسميات وتجذير الشروخات المذهبية التي باتت تتسع يوما بعد يوم، من خلال تغطية سياسات شق الصفوف وراء الستار الديني أو المذهبي.
ومن المنطلق هذا نقترح على البطريرك الجديد اطلاق مسيرة الحوار الاخوي واللاهوتي بين كنيسة الكلدان الكاثوليكية وكنيسة المشرق الاشورية من ساليق قطيسفون/ كنيسة كوخي أو (كرخا دبيث سلوخ) هذه المرة وتحديدا من البند الذي توقف فيه الحوار في الفاتيكان قبل سنوات.
اليوم وبعد تاريخ طويل من القهر والاستبداد والتهميش، حان الوقت لاقتناص هذه الفرصة الذهبية التي خلقها قداسة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، والذي يمكن تسميته بحق رجل المهمات الصعبة. لآن الدعوة باعتبارها حصيلة قرون من الخلافات، لايمكن حلها في يوم وليلة، بل تستوجب الضرورة تهيئة المناخات الاخوية الملائمة والاستعدادات التي تكفنا عن البكاء على اللبن المراق. "فأنا والقول لقداسة البطريرك، أنا كنيسة قبل أن أكون قومي، بمعنى آخر أنا رجل دين ولي رسالة احملها لكل الناس إن كان كلداني أو سرياني أو آشوري أو مسلماً أو صابئياً او إيزيدياً، فلا يجوز أن أقول أنا كلداني فقط رغم أنني اعتز بهويتي الكلدانية لكن الأولوية بالنسبة لي في رسالتي كبطريرك أو رجل دين هي الإنجيل من هنا أريد أن أكون صادقاً وأنا اعتز بهويتي كنيستنا الكلدانية التي لها تاريخها وتراثها وخصوصيتها لكن أنا احمل إنجيل يسوع المسيح بلغة معاصرة يفهمها الناس لنشدهم إلى المسيح ومنفتح على الكل."
صحيح أن رسالة البطريرك تتسامى فوق تخوم القومية لتتفق وجوهر رسالة المسيح والصليب الذي يحمله، ولكننا بحق أبناء شعب يعيش الحاضر بعقلية الماضي والمستقبل بعفوية وتلقائية ومن دون تفكير. لذلك يجب تقدير دعوة قداسة البطريرك باعتبارها امتدادا للرسالة الوحدوية التي بشّر بها مثلما أمن بها مثلث الرحمة البطريرك الراحل مار روفائيل بيداويد، رغم معرفة قداسته بصعوبة المهمة وخطورتها على التقليد الشائع.
لآن الواضح، أن مجرد رفع شعار الانتماء الشرقي للكنيسة، يعني بكل بساطة نوعا من التمردعلى الواقع والتقليد الذي رسخته روما منذ عام 1553 ولحد يومنا هذا. لذلك نهيب بكتاب ومثقفي أبناء شعبنا وتحديدا "النخبة الاشورية المثقفة" في الكف عن مطالبة قداسة البطريرك بالعجالة في اتخاذ القرارات المصيرية التي لاتتعلق بكرسي البطريرك الجديد وحده وانما البطاركة الثلاث.


حيث يعرف المؤمن الشرقي، أن مهمة الهوية"القومية الاشورية" التي حملتها كنيسة المشرق الاشورية بعد تنصيب قداسة البطريرك مار دنخا الرابع عام 1976، أنتهت بزوال الطاغية ونهج سياساته الشوفينية في مسح والغاء هويتنا القومية-الوطنية. رغم أن المطلع على سيرة قداسة ماردنخا الرابع يعرف جيدا عن مضمون الاجندة الوحدوية التي حملها منذ اعتلائه كرسي البطريركية وعلى أعلى المستويات، ابتداء بالمباحثات التي جرت بينه وبين بطريرك الكنيسة الكلدانية مثلث الرحمة المرحوم مار روفائيل بيداويد في بغداد ثم في بطريركية كنيسة المشرق الاشورية في لوس انجلوس، واخرها اللقاء الذي جمعهما عام 1996 باعتبارها نقطة الانطلاق والمسيرة التي يجب أن لاتتوقف.
بالقدر نفسه يمكن للمتابع القول ومن دون احراج، أن "المصالح" العشائرية بغض النظر عن دوافعها، وقفت ولايزال وراء الانشقاق الذي يؤسس على أوراق "التقويم" القديم منه والجديد. رغم أن هذا الانشقاق بني أصلا على التقويم الذي وضعه الراهب الارمني دنيسيوس الصغير والذي سمي بالتقويم الميلادي أو التقويم الغريغوري نسبة الى بابا روما غريغوريوس الثالث عشر لاكثر من خمسة قرون بعد ولادة سيدنا المسيح.
فشعبنا الذي دوخ العالم بحضارته بأعتباره أول شعب وضع القانون بشكل مقنن قبل 6763 عاما، أصبح اليوم "أجنبيا" في عقر داره بسبب طغيان الاستبداد الشرقي وافرازات صراعاتنا الداخلية وانقساماتنا، أخرها التسميات الثلاث ( كلدانية سريانية اشورية) وكأن كل تسمية منها وجدت لتلغي الاخرى وتمسحها عن بكرة أبيها، لدرجة حتى الحرم الكنسي المقدس  رغم اعتباره بيت الله، لم يسلم من الانقسامات المذهبية والاحقاد التي زلزلت صرح كنيسة الام "كنيسة المشرق"، مرة بحجة الاجتهادات اللاهوتية والفروق العقائدية بين الطوائف المسيحية، ثم بحجة الكثلكة واخرها بحجة التقويم والحبل على الجرار.
 
ولكن وفي الوقت نفسه أقر وغيري من المتفائلين من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بالقدرات الفكرية والذهنية لهذا الشعب الذي نجح في تجاوز بحار من الكوارث والنكبات والماسي، سيمكنه لامحالة في خلق الاجواء المناسبة في اخصاب بذور دعوة قداسة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، ورغبته الصادقة في اعلاء  صرح كنيسة المشرق الموحدة من جديد.




273
المنبر الحر / لماذا يكرهوننا؟
« في: 19:50 08/03/2013  »
لماذا يكرهوننا؟
أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
لماذا يكرهوننا؟ سؤال نطرحه أمام "الصفوة" من سياسي أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والاكثرية من الكتاب "المتلونين" الذين تعودوا التغاضي عن هول المصاعب والكوارث التي تصيب وجود ومستقبل هذه الامة، لا لشئ ألا لاجل عدم المس بالاغراءات التي وعدهم بها هذا السياسي أو ذاك!! العنوان اعلاه استعرته من الصدمة التي اصابت الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش الابن بعد أحداث 11 سبتمبر بقوله، لماذا يكرهوننا؟ علما انه مثلما لم يحصل الامريكان على الاجابة على صدمتهم رغم مرور أكثر من 12 عاما ، بالقدر نفسه أقر انه لا أنا الصحفي ولا غيري من الصحفين المتابعين لشؤن أبناء شعبنا يقدرلهم أن يحصلوا على الاجابة الصحيحة لهذا السؤال: لماذا يكرهون الناقد ويبقى نقده ثقيلا على مسامع الاكثرية في زمن نحن بامس الحاجة إلى البحث عن حلول عقلانية للمشكلات التي تواجه شعبنا في عصر العولمة ؟
أذ في الواقع يجب الاعتراف، ان أعلامنا (هذا ان وجد لنا الاعلام)، يعيش أزمة نقدية حادة تثير الشفقة. رغم أن الكل يعرف جيدا، أن جذور أزمة النقد وخلفياتها تنتمي ودوائر المناخ الفكري "المعقد" الذي عاشه و يعيشه المواطن الاقلوي وتحديدا المسيحي ضمن الاكثريات المسلمة في بلدان الشرق الاوسط. هذه الاكثريات التي راهنت خلال ما يقارب من قرن من الزمان على جميع أنواع النظم السياسية باستثناء النظام الديمقراطي العادل. لذلك ليس من المستغرب أن يستمر المواطن الشرقي في دعم عقلية قيادات "نفعية" أو احزاب سياسية"مغلقة"، تلك التي يمكن اعتبارها بحق امتدادا لسلطة الاحزاب والانظمة السياسية التي أستغلتنا أسوأ أستغلال، رغم استقرار المواطن الشرقي تحت جنح  ديمقراطيات الغرب وعدالة الاخيرة،  !! هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أن مجرد غياب الكيان السياسي الشرعي لشعبنا وأخفاق بقية مؤسساتنا القومية والاجتماعية بما فيها الكنيسة بجميع تسمياتها، يحثنا الواقع هذا الى الاسراع في المطالبة بالاعلان عن انطلاق"صحوة" أو ربيع اعلامي وفكري بموجبهما يمكن لنا البحث عن ألية البدائل الاعلامية العصرية في سبيل أيصال الكلمة الصادقة والصورة الناطقة للمواطن، بدلا من محاولات اعادة انتاج التخلف بشكل اكثر تخلفا.
لآن دور الصحافة في عالم متحضر، هو كشف الأخطاء في المجتمع وتسليط الاضواء عليها بغض النظر عن الجهة او الشخص الذي يقف وراءها، بهدف التصويب واعادة الحقوق لآصحابها وفق ما تقتضيه القوانين والأنظمة المرعية في البلد. في وقت أشعر بخيبة امل من تاثيرالحقد الاسود الذي اخذ يهرق مداد العديد من "الاقلام" التي تم تعبأتها بهدف تشويه الحقائق ودعم الحملات التي تعدها القيادات"المتنفذة"  في سبيل اعادة عقارب الزمن الى الوراء من خلال مصادرة حرية الراي والتعبير وتكميم الافواه وأخرها مسألة اقامة الدعاوي على الاقلام الحرة وتغريمها أن لم نقل اسكاتها.
صحيح أن الكاتب أو أي ناقد منصف من نقاد أبناء شعبنا يكتب أوينتقد من دون حصانة رسمية أو قانون يحميه باستثناء القوانين المشكوك في امرها داخل الوطن أو قوانين الدول المضيفة في الاغتراب. لذلك سيبقى ضمير الكاتب أو الناقد على الاقل في الوقت الراهن، رقيبه الاول الى جانب مسؤليته الاخلاقية ودرجة انتماءه الى صفوف ابناء شعبه المضطهد لقرون خلت. علما أن دقة دور الصحفي وحساسيته الزائدة في اقلاق السياسي الانتهازي، وقفت وستقف بلا شك خلف قائمة المحظورات التي يبالغ فيها عقل السياسي المسؤول عن قرار حجب الحقائق ورفض كشف مصادر المعلومات الصحيحة بما فيها تجفيف مصادر تمويلها قدر الامكان.
من الزاوية هذه نؤكد تماما، أن غياب الدور الحقيقي لصحافة مهنية صادقة، يعود بالدرجة الاولى الى حرص القيادات السياسية "التقليدية" منها، على أعتبار البند الخاص بالنشر على راس قائمة ممنوعاتها. لآن وقع المعلومة الصحيحة هو بمثابة القشة التي ستقصم حتما ظهر سلطة القيادات تلك، عليه يجب اجهاض المعلومة قبل أن تكبر وترى النور.
حيث مازلت أتذكر قول رفيق من الرفاق في المعارضة العراقية فجر عقد الثمانينات من القرن الماضي حين قال: تعرف أن عملية تشكيل حزب أو حركة سياسية في العراق لا تحتاج غير كرسي واحد وجريدة "كوبي" !! لذلك كان من السهل على المتابع أن يعرف عن الدوافع الحقيقية وراء لهفة القيادي المخضرم  في اصدار صحيفة ( أبيض واسود) في مطبعة من مطابع أحزاب الاكثرية باعتبارها لسان حال الحركة أو الحزب الذي يقوده حسب مفردات الخطاب السياسي الذي عفى عليه الدهر.  ثم تبدأ استعدادات العمل بالخطوة الثانية فورا وهي، تشكيل ما يسمى بالمراكز الثقافية أو رابطة الكتاب والمثقفين المنحازين لهذه الحركة أو تلك، بهدف أستوعاب الاراء وتحديدا الاراء المخالفة قبل نضوجها.
استنادا الى خلفيات هذا الواقع المرير يمكن القول بقدر ما يتعلق الامر بصحافتنا الحزبية في العراق: أن اوراق صحافتنا "الاشورية" زمن المعارضة ولدت وللاسف الشديد ولادة قيصرية لتكون سلطة تابعة ولا سلطة رابعة كما تعتقد الاكثرية من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. بذلك أصبحت مسألة كشف الحقائق بندا من بنود استراتيجيات امننا القومي، وبات خبر تقديس القائد الملهم وتعميم صورته المثالية في الداخل والخارج في طليعة واجبات تلك الاوراق الصفراء.  حيث الكل يتذكر الصور الملونة والبراقة للدكتور سرجون داديشو وهي تغطي أغلفة مجلة بيت نهرين ومحتواها، تلك التي كان يصدرها حزب بيت نهرين من أمريكا.
علما أن عملية استمرار القيادات "المتحزبة" في نهج تسيس الصحافة وتشويه الحقائق، كلف مسيرة نضالنا الوطني-القومي عقودا من التخلف والتاخير. أذ على سبيل المثال لا الحصر، نجحت المقالات الثلاث التي نشرها السيد خوشابا سولاقا مشكورا على صدر صفحة عنكاوا الاليكترونية نهاية عام 2012، نجحت في كسر حاجز الخوف وكشف ما أخفق في كشفه المئات لم نقل الالاف من الزوعاويين المطرودين والمفصولين بمن فيهم اعضاء بحجم اعضاء اللجنة المركزية أو المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية، رغم انتظار يمتد على مساحة أكثر من 30 سنة. هذه الثورة التي يمكن تسميتها بالصحوة التي انطلقت باعتبارها فصلا من فصول الربيع العربي.
لربما يسال القارئ الكريم، كيف نفلح في الوقوف بوجه قيادة سياسية تعززها امكانيات مادية هائلة وشبكة من العلاقات السياسية- الوطنية بحجم الوطن، وشعبنا لا يمتلك لا مؤسسة اعلامية واحدة ولا حتى جريدة يومية منتظمة؟
الجواب: صحيح ولكن يجب أن يعرف القاصي والداني، أن الثورة التي أحدثتها صفحة عينكاوا الاليكترونية مشكورة أثر نشرها للحلقات الثلاث التي خطها السيد خوشابا سولاقا حول سياسات السيد سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية السيد يونادم يوسف كنا، نجحت بحق في الكشف عن خبايا واسرار ظلت مخفيّة عن أنظار ومسامع الاكثرية من أبناء شعبنا لآكثر من 30 سنة، باعتبارها سرا من اسرار الامن القومي لهذا الشعب الذي بات اليوم مهددا على  ارض اباءه واجداده.
وفي الختام نؤكد، أن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى الى أعلام قومي مهني واعلام وطني شفاف، سيما العراق كله على أعتاب أنتخابات برلمانية بهدف اختيار قيادات سياسية منتخبة واعضاء في البرلمانين الوطنين في بعداد واربيل. لقد حان الوقت للقيادات السياسية التي تقلقها ظاهرة الركود الفكري ويرعبها هاجس التطور التقني ضمن وسائل اتصالات الاعلام،أن تترجل عن صهوة المجد المشكوك فيه رحمة بمستقبل هذا الشعب، وتسمح للقيادات الشابة جيل الصحوة والتغيير أن تأخذ موقعها الصحيح في سبيل وضع وتثبيت الحجر الاساسي لصحوة صحافة مهنية انطلقت لتستمر ضمن العراق الجديد.
فشعبنا لا يحنّ الى قيادات سياسية نفعية لا تقبل بالديمقراطية كنظام حياة يؤمن المشاركة العادلة والفاعلة لكل مكونات المجتمع، بل تعوزه قيادة سياسية  تتقن مهنة التعامل والاستفادة من وسائل التقنية والاتصالات العصرية وفي مقدمتها، الانترنيت، الفيسبوك، التويتر وغيرها من وسائل الاعلام. لان شعبنا بأعتباره اقدم مكون عرقي، حضاري وتاريخي في وادي الرافدين، يجب أن تفتح في وجهه المزيد من الافاق المستقبلية الرحبة، أسوة ببقية شعوب المنطقة والعالم ليشارك ولو مرة في صناعة قرارته المصيرية والمستقبلية قبل فوات الاوان.

274
الخلل في مرجعية زوعا ولا في السكرتير!!
أوشـــانا نيســــان
oschana@hotmail.com
يذكر انه طلب من رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ابداء الرأي في موضوع متنازع عليه بين حزب العمال والمحافظين وعندما انتهى من كتابة الخطاب الذي سيلقيه امام مجلس النواب طلب من سكرتيره الخاص ان يبدي رايه في الخطاب وبعد ان قرأه قال له، الخطاب جميل جدا ياسيدي ولكني لم أفهم هل انت مع ام ضد المشروع. فأجاب تشرشل مبتسما وهذا هو المطلوب تماماً.
القول اعلاه يذكرني ويذكر جيشا من المتابعين، بالغموض الذي ظل يواكب مسيرة قيادة الحركة الديمقراطية الاثورية منذ انطلاقها قبل 30 سنة، ولحد تقديم الاقتراح/الدعوة الذي يرى فيه السكرتيرالذي يرفض التقاعد، أن مقترحه هو خدمة لقضية شعبنا الكلدواشوري ولا شعبنا الكلداني السرياني الاشوري كما تنشر الحركة علنا ضمن خطابها السياسي. وكأن صاحب الدعوة أستيقظ اليوم بعد مجرد 10 سنوات من البعد عن موقع القرار في مسيرة 34 عاما كما يكتب، ويريد أن يعترف وللمرة الاولى"اثر متابعتي للأوضاع الداخلية للحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) والتي لا تسير بانسيابية وتطورية"، يكتب في بداية الدعوة.  وكانه يريد ان يقول أن ذاكرة أمتنا أو ذاكرة شعبنا الاشوري كما كتبت مرارا في كتاباتي، هي ذاكرة مثقوبة لاتعلق فيها ذكرى وتكرس غالبا لواقع الهزيمة والتراجع.   
حيث أتذكر ولم أصب بالزهايمر بعد، كيف اجبرني السكرتير الحالي لزوعا وشلته في المثول أمام محاكم مخابرات الجمهورية الاسلامية في اورمية قبل 26 عاما، بتهمة السفر الى الخارج واكمال الدراسات العليا / تاريخ الامة الاشورية في جامعة من جامعات موسكو، باعتبار تاريخ شعبنا من المحظورات.  كما واتذكر جيدا كيف دعاني المنادي بالتغيير و"تجاوز مرحلة النشاط عبر الإنترنت والفيس بوك" في أول زيارة حزبية له الى السويد قبل 20 عاما، بعدما اثني كثيرا على طروحاتي وكتاباتي منتصف "النهار" باعتبارها " نصوص من الانجيل" حسب قوله، وفي مساء نفس اليوم يطلب من رئيس تحرير القسم العربي في جريدة "خويادا"، وجوب الغاء صفحة "وجهة نظر" واسكات صوتي الذي بات يقلق قيادة الحركة ونضالها القومي كل شهر. بمعنى اخر إسكات صوت العقل ولجم دعوات التغيير قبل استفحال بوادر الثورة الفكرية والثقافية التي كانت تصّرعلى قراءة الابعاد التاريخية وتفعيل اليات العمل الجماعي بالشكل الذي يتفق وتعقيدات مسيرتنا القومية- الوطنية في العراق.
 
بالعودة الى الخلفيات التاريخية للمقترح نقول، أن بذور هذه المهمة الخطيرة التي كلفت بها قيادة الحركة منذ فجر الثمانينات من القرن الماضي، اخذت تتجدد اليوم  بين سطور مقترح السيد نينوس بثيو ودعوته "العجيبة" بهدف تحريف مسيرة  التغيير واسقاطات ما يسمى برياح التغيير ان لم نقل تاثيرات الربيع العربي. لان المقترح رغم تاخره، مثلما يكشف "للمستجد" عن معدن القيادة السياسية التي اختطفت الحس القومي الاشوري منذ البداية واستغلت دماء كوكبة من شهداءنا الابرار، بالقدر نفسه يكشف المقترح عن حقيقة الاوراق التي يتفاخر بها الرعيل الثقافي الاول من منظري النادي الثقافي الاثوري، باعتبارهم "المرجعية" لتلك المرحلة التي يمكن اعتبارها بحق اخطر مرحلة من مراحل نمو مسيرة نضالنا القومي الجديد في تاريخ العراق المعاصر. لكي لا يبقى حديث الكاتب وآلته النقدية في الميدان النظري، سأحيل القارئ الكريم الى اعادة قراءة البيان رقم (2) للسيد شبيرا، والذي يمدح نضال زوعا ويمجد تاريخ زوعا وضرورة تجديد دعوة زوعا من خلال تدوين أكثر من 1808 كلمة من دون ذكر دور بقية احزابنا السياسيةبما فيها تلك التي سبقت زوعا ولا حتى ذكردور الكوكبة الاولى من شهدائنا الابرار الا في السطور 4 الاخيرة من البيان.
تسيس المرجعية
من الصعب جدا تقيم نضال الشعوب العراقية وعلى راسها نضال الشعوب الصغيرة كشعبنا الاشوري، بمناى عن التاثيرات السياسية المحلية، الاقليمية والدولية التي سبقت  بيان 11 اذار  1970 ثم المرحلة التي تلتها، في اجبار الطاغية على اعادة صياغة خطاب النظام ونشاط اجهزته القمعية بعد انهيار الثورة التي قادها البارزاني الخالد عام 1975 وعودة قدامى المحاربين من ابناء شعبنا الى صلب ادوارهم الاصلية. 
ومن الزاوية هذه يمكن للمتابع تسليط الضوء على خلفية القرارات المتعلقة بنضال شعبنا الاشوري، وهي قرارات يمكن نعتها بالاستثنائية في اجندة الطاغية وفي طليعتها:
- تاسيس النادي الثقافي الاشوري من خلال  قرار وزير الداخلية في 27 اب 1970، بهدف "تحزيب"الفعل القومي الاشوري المتنامي بعنف وتحريف نهج القومين الاشوريين ليتفق وبنود اجندة حزب البعث الفاشي.
- اعادة الجنسية العراقية للبطريرك مارايشاي شمعون  والمرحوم مالك ياقو ودعوتهما لزيارة ابناء شعبهما في العراق. هذه الدعوة التي طوت ملف الزعيمين التاريخيين في اقل من سنتين، اثرمؤامرة دموية انتهت بموت "الملّك" في بغداد  بتاريخ 25 كانون الثاني 1974واغتيال البطريرك مار ايشاي شمعون بطلقات نارية اطلقها داود مالك ياقو في امريكا  بتاريخ 6 تشرين الثاني 1975. 
علما أن الطاغية وكعادته لم يدخر وسعا لتشويه دور النخبة الاشورية المثقفة "الحقيقية" منها وتقزيم دور السياسي النزيه الملتزم بهموم شعبه ووطنه، من خلال تطعيم قيادات نضالنا القومي بعناصر مشبوهة ومتواطئة مع أجهزة الحزب الحاكم لاكثر من ثلاثة عقود. هذه الحقيقة التي يصّر السكرتير الاول والسكرتير الثاني  للحركة بالاضافة الى عدد غير قليل من اعضاء ما يسمى بالرعيل الثقافي الاول للنادي الثقافي الاشوري اخفاءها رغم جميع الوثائق والاثباتات التي كشفتها الصحف العراقية بعد سقوط الصنم 2003.
من صميم الواقع هذا نستنتج، أن فكرة الانقلاب الحزبي الذي يقوده اليوم السيد نينوس بثيو بعد اعلان البيان رقم (1)، كانت موجودة جنينيا ضمن دوائر التخبط الفكري الذي حرّف البوصلة القومية لهذه"النخبة" غير المتجانسة، بعد تحولها  لاحقا الى فصول كوارث فكرية وثقافية لا تقل نتائجها الكارثية وعواقبها الديمغرافية عن مجزرة سميل، فيما لو قدر لنا المقارنة بين الحجم السكاني الذي فضل البقاء داخل الوطن بعد احداث المجزرة عام 1933، وبين الحجم المتبقي اليوم على أرض الاباء والاجداد في العهد الذهبي لقيادة زوعا. في وقت لاتتردد فيه القيادة بشقيها، المفصولين، المطرودين وحتى منظري الحركة في القول ملء الفم: أن "زوعا" هي حركة قومية مشروعة مؤهلة فكرياً وتنظيماً في تقدم مسيرة شعبنا نحو حقوقه المشروعة،" يكتب السيد شبيرا بعد استعارته لهذه الجمل من نص مقترح السيد بثيو. القول الذي يمكن اعتباره بحق، القاسم المشترك بين قيادة "زوعا" المخضرمة والمطرودين بعد اصرار الطرفين على اعلاء تخوم زوعا رغم علاتها المتكررة فوق تخوم الامة الاشورية بحذافيرها.
خلفيات المقترح
لو تمعننا جيدا في خلفية مقترح السكرتير السابق باعتباره صهر السكرتير الحالي للحركة السيد يونادم يوسف كنا، وتحديدا بعد تسونامي الخلافات واشتداد حدة صراع الاخوة الاعداء بالشكل الذي لم تعد تحتملها بوتقة"زوعا"، لظهرت لنا حقيقة مفادها، أن دعوة السيد نينوس بثيو هي مجرد حبل مهترئ لانقاذ رقبة رفيق الدرب وانتشاله من براثن التساؤلات التي كسرت حاجز الخوف، بعد صدور قرار محكمة قضايا النشر والأعلام في بغداد بتاريخ 13 / 2 / 2013 برد الدعوى القضائية ذي العدد 115 / نشر / مدني /2012 التي قدمها السكرتير العام للحركة الديمقراطية السيد يونادم يوسف كنا ضد رفيق دربه وعضو لجنته المركزية السيد خوشابا سولاقا، بتهمة القذف والتشهير أولا، مع احتمالية الانقلاب على القرار "البطولي" للسكرتير العام، بنقل قيادة الحركة الى بغداد بعد سقوط الطاغية عام 2003 ثانيا، واخيرا ضجر السكرتير السابق من سياسة التهميش والبعد عن موقع القرار، لربما بعد الاتصالات التي جرت معه وراء الكواليس بهدف اعادة صياغة بنية "الحركة" وهيكلتها كردستانيا لتتفق ومضمون التغيير والتحولات السياسية التي تجري ضمن الفيدرالية في العراق الجديد ثالثا.
رغم أن المطلع يعرف، أن دعوة السيد بثيو لاستوعاب القيادات المفصولة ضمن صفوف تنظيم سياسي قديم-جديد، لايمكن لها أن تحل جذور الازمة المستفحلة ضمن مرجعية "زوعا"، بل تزيد الطين بلة. فقراءة بسيطة لما وراء السطور، يبدوا أن القصد من عرض مؤهلاته الحزبية والقيادية باعتباره سكرتيرا لعدة مراحل نوعية، هو مجرد محاولة يائسة بهدف اشغال الوظيفة الشاغرة في قيادة التنظيم الجديد، أملا في تصحيح أخطاء 34 عاما، واسكات نهج التغيير وامتصاص نقمة جيش من المفصولين والمطرودين، كما يكتب" لست أعترض على تبني نفس الاسم مع إضافة أو تغيير ولو طفيف , للفرز أمام الإعلام والجماهير، فالمهم عندي هو العمل ضمن هذا التنظيم بشكل مستقل عن (زوعا)، وتجاوز مرحلة النشاط عبر الإنترنت والفيس بوك والتقاط ونشر صور جماعية."
وفي الختام نستنتج الطرح الاتي:
- أن نتائج القرار الاحادي الجانب للسيد يونادم يوسف كنا في نقل مرجعية زوعا الى بغداد بعد سقوط الطاغية عام 2003، ستكلف الحركة بلا شك ثمنا بالغا. لان الواضح أن رياح التغيير في عراق هبت وتهب في بغداد بما لاتشتهي سفن السكرتير. علما ان تبعات قرار النقل أصبحت اكثر وضوحا في نهج العديد من القيادات السياسية الكردستانية تحديدا بعد تفاقم الازمة السياسية بين الاقليم والمركز. رغم أن المتتبع لمجريات الشؤون السياسية في الاقليم يعرف، ان الوقت لم يحن بعد للاستغناء عن دور السيد يونادم يوسف كنا رغم جميع التحفظات على نهجه السياسي. وان أي قيادي اخر من المبعدين، المفصولين من قيادة زوعا بما فيها "نخبة" غير قليلة من القيادات السياسية لبقية احزاب ومنظمات شعبنا في العراق، سوف لن ترتقي الى مصاف الموقع الذي يحتله السيد يونادم كنا في عقلية القيادات السياسية التقليدية للاكثريتين العربية والكردية على الاقل في الوقت الراهن. لان الواضح ان الاجواء السياسية التي سهلت عملية انتاج دورالسيد ياقو في صفوف المعارضة العراقية قبل أكثر من 33 عاما، هي هي لم تتغير قيد أنملة باستثناء العودة الى اسمه الحقيقي.
وعلى ضوء هذه الحقائق وهذا الواقع السياسي المعقد، أقترح حفاظا على مصلحة شعبنا الوطنية العليا في العراق الجديد رغم تحفظاتي "الشخصية" على السيد ياقو، في الابقاء على سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية السيد يونادم يوسف كنا، طبعا بعد تحديد مسؤوليته السياسية وتعديل نهجه الوطني ليتفق وبنود اجندتنا القومية ولا اجندة الاكثريات. حيث من المفيد جدا لحركتنا السياسية ان تستغل شبكة العلاقات السياسية، الوطنية، الشخصية وحتى المهنية التي خلقها كنا مع الاقطاب والقيادات السياسية العراقية خلال 40 سنة الاخيرة، على الاقل خلال هذه المرحلة الانتقالية وتوجه العراق نحو الديمقراطية ودولة المؤسسات.
في حين سيكون من الصعب على المرء مهما بالغ في قوميته أو وطنيته، تقدير حجم ومستقبل التنظيم السياسي الذي يقترحه السيد نينوس بثيو والعراق كله على ابواب الانتخابات والتغييرات التي لا تحمد عقباها.
 
 


275
لنحرركنيسة المشرق من قبضة القوميين!!

أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
"العالم دون دين أعرج، والدين من دون علم أعمى"، صيحة أطلقها العالم البرت أينشتاين قبل وفاته عام 1955 بسنوات، وكأنه يحذرنا من عواقب أنتصارافكارالمادية الدياليكتية وتراجع الروحانيات في بلدان العالم المتحضر. لآن ظاهرة الابتعاد عن الله وجوهرالمبادئ الانسانية بالاتكاء على حفنة من المفردات المحسوبة على خطاب "القومية" ثم لاحقا "الاممية" التي أعمت بصيرة العديد من مثقفي أبناء شعبنا وتحديدا "رفاقنا" عن رؤية الواقع الماساوي الذي عاشه ويعيشه شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن وخارجه لقرون، يبقى الابتعاد عن وحدتنا مصدر شقاءنا وبلاءنا التاريخي. علما ان الابتعاد هذا يمكن اصلاحه من خلال أصالة الدعوة الوحدوية التي أطلقها غبطة البطريرك الجديد مارلويس روفائيل الأول ساكو، ومفادها "إننا منفتحون على جميع الكنائس الشقيقة وخصوصاً كنيسة المشرق الآشورية من خلال حوار صادق وشجاع لإزالة الجليد وتوطيد العلاقة والوحدة التي صلى من اجلها السيد المسيح له المجد. وبهذه المناسبة أرسل تحية إلى البطريرك مار حنانيشوع الرابع دنحا على رسالته الرقيقة واتصاله الهاتفي المشجع."
صحيح أنني مبدئيا في طليعة المنادين بوجوب فصل الدين عن السياسة بهدف المحافظة على قدسية الدين ونزاهة رجالات الدين المسيحي، ولكن الوضع داخل الوطن أصبح لا يحتمل المزيد من الفشل واختلاق بؤر التوتر وزرع ثقافة الكراهية، وجروح الأزمات التي مرت بها شعوب العراق وعلى راسها الشعوب غير العربية وغيرالمسلمة لم تندمل بعد. هذا الوضع الذي سيدفع بكل مواطن عراقي اصيل أن يجرب كل الاراء البناءة والمقترحات الايجابية في سبيل المحافظة على وجودنا التاريخي وازدهاره من جديد على ضفاف دخلة والفرات. ألامر الذي يدفعنا اليوم قبل الغد للاسراع في انقاذ ما يمكن انقاذه داخل الوطن قبل فوات الاوان. لاسيما بعد الاشارات الوحدوية والطروحات الاخوية التي حملتها رسالة البطريرك الجديد باعتباره بطريركا لاخطر مرحلة تحدق بمصير ومستقبل مسيحي العراق والشرق الاوسط عموما.

ومن المنطلق هذا نقول، أن الاعتراف بالاخطاء ولاسيما الاخطاء التاريخية التي ارتكبتها قياداتنا الدينية والدنيوية من دون تمييز، بداية الخطوة الاولى من مسيرة الف ميل. هذا الاعتراف الذي شكل عائقا خطيرا أمام جهود الغيارى ونضالهم في وجوب اعادة اللحمة المفقودة بين جميع شرائح أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وحرم كنيسته الاولى كنيسة المشرق الرسولية الجامعة، بأعتبارها أول كنيسة وحدتنا على ثرى وادي الرافدين منذ اكثرمن ألفي سنة، ومن حرمها انطلقت بشائر رسالة المسيحية الى جميع الشعوب شرق المعمورة وغربها.
 
في حين وقبل الحديث عن ثقافة الحوار، يجب التفرغ من جملة من الاستعدادات التي تسبق عملية خلق الاجواء الفكرية  والنفسية المناسبة للاعتراف بالاخر واحترامه من دون شروط مسبقة. لآن التحّول المذهبي- التاريخي الذي حدث في الشرق قبل ما يقارب من نصف قرن، لايمكن حله في ليلة وضحاها ولايمكن مطالبة كاهن أي كاهن في اصلاح هذا النوع من التعقيدات المذهبية حتى لو كان الكاهن من هذا الطراز النادر بحجم غبطة البطريرك مارلويس روفائيل الأول ساكو. ولكن الحلول ستبقى دوما ضمن امكانية وجود الارادة الحقيقية والجرأة لدى الاطراف المشاركة في الحوار. 

هذا وبالاضافة الى هاجس الغيوم السوداء التي باتت تظلل مستقبل أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن، لاسيما بعد تحول ما سمى سهوا بالربيع العربي الى شتاء اسلامي من الدرجة الاولى!! وان الكارثة هذه أن تحققت لاسمح الله  ( نقصد بها الاسلامية المتشددة التي تنادي بها مجموعة من قيادات الاسلام السياسي الراديكالي)، فأن سيف التشدد لا يفرق بين رقبة الاشوري أو الكلداني او السرياني ولربما حتى الاسلامي المعتدل، وانما سيبطش سيف الغدر برقبة كل مواطن مسيحي بعدما حولوا المسيحية في ظل هذه الصحوة الى تهمة عقوبتها قطع الرؤوس.
 
حيث يفترض بكل "مسيحي" مؤمن أو "وطني" مخلص أن يدرك: أن شعار ما يسمى بحرية الاديان السماوية وفي مقدمتها حرية الدين المسيحي في جميع بلدان الشرق الاوسط، اغتالته ما يسمى اليوم بصحوة الاسلام السياسي المتشدد في الصميم. وان اصرار أي مثقف كلداني أواشوري أوسرياني في احداث ثقبة في قعرالسفينة التي تمخرعباب هذا البحر الشرق أوسطي المتلاطم، فان الحماقة هذه ستؤدي بلا شك الى اغراقنا جميعنا.

 
بمعنى أخر اننا اليوم جميعا بغض النظر عن تعقيدات التسمية، بحاجة الى كل فعل سياسي ايجابي أو توجه من توجهات مرجعياتنا الدينية، من شأنها تحريك هذا الركود اوالجمود الفكري لهذه الامة المضطهدة وتفعيل الياتها في سبيل تحقيق حلم الوحدوة، سواء انطلقت فكرة التوحيد من حرم الكنائس أو من أجندة السياسين فالامر لايختلف عليه أي عاقل.
لان الخلاف العرقي الذي صنعته حفنة من المحسوبين على "الادباء والكتاب"، باعتباره خلافا تاريخيا وجد قبل قرون "هذا أن وجد الخلاف اصلا"، لا يمكن له أن يكون سببا في افشال الجهود الوحدوية لشعب يتمزق وينقرض في عصر العولمة. بالاضافة الى عواقب الارهاب الطائفي المسلط على رقاب أبناء شعبنا، بعد اصرارقيادات الطائفية على اعتبار كل هجوم على مسيحي العراق هو مجرد هجوم على الكفرة وحاملي لواء الصليب في الدول الاسلامية.

هذه الهجمة التي وان اختلف زمانها ومضمونها ولكنها لا تختلف كثيرا عن جوهر حملات "التعريب"، التي اطلقها الطاغية صدام حسين وفي مقدمتها، حملة التعداد السكاني العام عام 1977، بموجبها أجبركل مواطن من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري أن يختارما بين خيارين لاثالث لهما. اما القومية العربية في الوسط والجنوب واما القومية الكردية في كردستان. هذا وبالاضافة الى قرارجمهورية الخوف على اجبار جميع أبناء وبنات مسيحي العراق على وجوب قراءة القرأن في المدارس بدلا من الكتاب المقدس.
أذ لو رجعنا قليلا الى الملف التاريخي لنضال شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل عراق وتحديدا بعد الاحتلال البريطاني عام 1917، لظهرت لنا حقيقة مفادها، أن حسابات الحقل لاتنطبق مع حسابات البيدر. حيث على الاشوري أن يعترف تماما، أن نضالنا القومي داخل الوطن خلال 80 سنة مضت، أي بعد مجزرة سميل عام 1933 ولحد سقوط الطاغية صدام حسين 2003، كان نضالا "اشوريا" بامتياز!! وأن قيادات الاحزاب والحركات السياسية الاشورية ولاسيما "العقل" المدبرللحركة الديمقراطية الاثورية باعتباره امتدادا لعقلية "الملّك" وكنيته، أستيقظ بعد نضال دام اكثر من 30 سنة على كابوس مؤلم كشف حجم التمزق الذي أصاب خارطة وحدة شعبنا الاشوري قبل الحديث عن خارطة وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري عموما. حيث المعلوم أن الحركة الديمقراطية الاثورية "الحقيقية" التي تمحضت بدماء كوكبة من شباب شعبنا الاشوري انتهت بصعود هذه النخبة من شهداءنا الابرار( الشهيد يوسف توما زيباري، الشهيد يوبرت بنيامين والشهيد يوخنا إيشو) على اعواد المشانق بتاريخ 3 شباط 1985. وباعدام هذه النخبة التي حملت مشاعل الحرية والانعتاق رغم انف النظام الدكتاتوري واجهزته القمعية، تم غلق ملف الحركة الديمقراطية الاثورية كتنظيم سياسي مستقل له أهدافه واجندته القومية وتحول دور قيادة "الحركة" ابتداء بأول حكومة في الاقليم بعد أول انتخابات جرت في كردستان عام 1992 الى بيضة القبان بين مصالح الحزبين الرئيسين وسياسة الفيفتي فيفتي، حسب تصريحات الوزير يونادم يوسف كنا في أول حكومة كردستانية، ومن ثم تحولت الحركة تلك الى مجرد مؤسسة من مؤسسات الدولة في عراق ما بعد سقوط الصنم.
لكي نبقى صادقين مع الهدف "الوحدوي" المنشود ولا نستسيغ نهج وضع اللوم كل اللوم على الاشوريين أو اي تسمية من التسميات الثلاث، يجب أن نعترف أنه لا الاشوري المبالغ جدا في قوميته خلال مائة سنة الاخيرة، ولا الكلداني المبالغ بحجمه بعد سقوط الصنم 2003 ، ولا السرياني المبالغ كثيرا بثقافته الكنسية، يمكن له أن يقود سفينة وحدتنا الى بر الامان بمفرده، من دون وحدة صفوف هذا الشعب العظيم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري تحت راية قيادة سياسية موحدة تحمل بذور وحدتنا القومية ووحدة كنيستنا الوطنية كنيسة المشرق!! 
رغم أن العارف بشؤون الدين وتعقيدات مذاهبه يعرف، أن الانطلاق من خلفيات دينية ومذهبية في مخاطبة الآخر توفر كافة أسباب الخلاف لا مجرد الاختلاف، لآن التاريخ أثبت اننا اصلا من بقايا شعب واحد وعرق واحد ولغة واحدة رغم خلافات جغرافية الوطن ومفردات الخطاب "الملغم" للنظم العراقية منذ نشوئها عام 1921 ولحد الان. لذلك يفترض بقياداتنا الكنسية لكي تحافظ على شرقيتها العريقة، أن ترخي ولو جزئيا قبضة التشبث بالغرب وبامتيازاته.
فالحوارالذي اقترحه غبطة البطريرك وجرأته في ترك الابواب مشرعا بوجه كل الاراء، يحثنا الى العودة الى بعض الجمل من الرسالة التي وجهها بولس الرسول الى أهل أفسس 5:4 حيث جاء فيها: "هناك رب واحد، ايمان واحد ومعمودية واحدة." بمعنى أخر وجب علينا جميعا كابناء لكنيسة المشرق المقدسة باعتبارها الكنيسة الاولى للجيل المسيحي الاول، وجب علينا نحن ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري أن نتفق ولو مرة على وحدة ايماننا ووحدة شعبنا ووحدة لغتنا، حفاظا على تاريخ هذه الكنيسة العريقة والتي سبقت مسيحية الغرب كل الغرب بما فيها "روما" بقرون من الدهر.
وعن ما يتعلق بكنيسة المشرق الاشورية نؤكد، أن عنوان "كنيسة المشرق الرسولية المقدسة"  تحول الى "كنيسة المشرق الاشورية" عام 1976، ابان حملات التعريب ودعوة الطاغية بوجوب"اعادة كتابة التاريخ" بمعنى اخر تزويرها، قبل وبعد حملة التعداد السكاني العام عام 1977.


عليه يجب الاعتراف اليوم، أن مجرد زوال أثار حملات التعريب في العراق الجديد، فانه رفقا بماسي مسيحي العراق، يفضل العمل على اعادة كنيسة المشرق الاشوري الى اصولها التاريخية وهي " ܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ ܘܫܠܝܚܝܬܐ ܩܬܘܠܝܩܝ ܕܡܕܢܚܐ/ عيتا قَدشتا وشليختا قَتوليقَي دمَدنحا ". الاسم الذي سيمهد كثيرا لرفع راية الوحدة من جديد انطلاقا من أرض العراق الجديد. والدعوة هذه مثلما تعيد امجاد كنيسة المشرق الرسولية الجامعة من شأنها أن تغلق ملف الجدل البيزنطي حول طبيعة سيدنا المسيح ومريم العذراء، باعتبارها أم الله أم أم المسيح. هذا الخلاف الذي أحدث عداء تاريخيا وجدلا بين جميع الكنائس التابعة لروما وكنيسة المشرق الاشورية لقرون. رغم أن نسطوريوس نفسه باعتباره مفجرهذا الخلاف اللاهوتي، لم يتحمل عواقبه لاكثر من 20 سنة حين وقع في حالة ضجر وهو في منفاه  في صحراء في ليبيا سنة 451 م وقال: " فلتكن مريم العذراء أم الله ولينتهي هذا الخلاف". علما أن المطلع على تاريخ كنائس الشرق يعرف تماما، أن نسطوريوس لم يكن كاهنا ولم يخدم في كنيسة المشرق الاشوري أي يوم من الايام ، رغم الشائعات المغرضة التي بثها بطريرك الاسكندرية كيريلس بين اتباع كنيسته ضد كنيسة المشرق الاشوري واتباعها، انطلاقا من المجمع المسكوني الثالث مجمع أفسس عام 431م ولحد يومنا هذا.
ومن المنطلق هذا، ان مقترح عودة كنيسة المشرق الاشورية الى ملف تاريخها العريق، من شانه أن يشجع مقترح العودة الى الاصالة والتجديد كما يقترح البطريرك الجديد. لآن التاريخ يذكرنا أن الكنيسة الكاثوليكية للكلدان في بابل، لربما هي في مقدمة الكنائس التي تحولت الى الكاثوليكية عام 1553، بشرط الاحتفاظ بطقوسها الدينية وهويتها الشرقية وهي طقوس تابعة لكنيسة المشرق ولا الطقوس اللاتينية. 
وفي سياق هذا الطرح، ينبغي تسليط الضوء على جملة من الحوارات والطروحات التاريخية الاخرى التي طرحها هذا البطريرك أو ذاك خلال العقود الاخيرة بهدف اعادة اللحمة المقدسة بين مذابح كنائسنا من دون تمييز، وفي طليعتها مقترح "ثلاثية الزعامة المرحلية" والذي لا يستثن فيه أي بطريرك من البطاركة الثلاثة ( الكلداني اوالاشوري أوالسرياني) للعمل وفق قيادة ثلاثية وكرسي واحد، طبعا بعد التفرغ من الاتفاق على وجوب اعادة طقوس كنيسة المشرق الى مجدها وفق لغتها الارامية العريقة أو "السورث". أذ ليس المطلوب من زعامات الكنائس الكاثوليكية وتحديدا الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في العراق، أن تكرر الخطأ التاريخي الذي أقترفته القيادات المارونية بشقيها الديني والدنيوي في العقد الاخير من القرن التاسع عشر، ذلك من خلال تعريب طقوسها الدينية "مجانا"، في سبيل الاحتفاظ بالامتيازات السياسية وتأمين تاشيرة المرور الى العقل الجمعي للامة العربية، باعتبار لبنان أول دولة شرق أوسطية يحكمها رئيس جمهورية مسيحي منذ 22 نوفمبر 1943.
في الوقت الذي يفترض بزعامة الكنسية الكلدانية الجديدة أن تستفيد من الدروس ولا تكررالعبر"القاسية" التي كلفت كنيسة المشرق الاشورية وشعبها الكثير، في زمن يختلف كثيرا عن  سابقاتها. فشعارات العاطفة القومية الجياشة أوالحنين الوطني الذي أخذ يقبض على قلوب الالاف من مغتربي أبناء شعبنا بما فيهم رجالات الدين في أمريكا والبلدان الاوروبية، بدأت تتسلل وللاسف الشديد الى حرم كنائسنا في الاغتراب، لدرجة لا ينتظر كثيرا من الكاهن المحاضر أن يبشر برسالة المسيح وتعاليم الكتاب المقدس والموضوع بجانبه، بل يبقى الخطاب القومي المهموم بارهاصاته المختلفة يتصدر أولويات الكاهن والمستمع على حد سواء.
رغم ان التاريخ يذكرنا، كيف عاقبت الحكومة الملكية العراقية مارايشاي شمعون بطريرك كنيسة المشرق قبل 80 عاما، وسحبت منه ومن جميع افراد عائلته الجنسية العراقية، اثر قرار اصدره وزير الداخلية انذاك حكمت سليمان بمعاقبة البطريرك ونفيه مع جميع افراد اسرته أولا الى القبرص ثم بريطانيا ليسقرالمطاف بالكرسي البطريركي في أمريكا، ولانفي  مفجرالانتفاضة كما يعتقد. بمعنى أخر أن قرار نفي البطريرك مار ايشاي شمعون واجباره على نقل كرسيه الى الاغتراب، لم يكن قرارا اختياريا بل فرضته النتائج الوخيمة للانتفاضة التي نتجت عنها مجزرة سميل عام 1933. علما أن البطريرك مار ايشاي شمعون نفسه لم ينجو من براثن الاحقاد القوموية ولم تشفع له حتى قرابته العائلية من المدعو "زيا" مالك ياقو مالك اسماعيل ليغتاله الاخير بمسدس عام 1975. اليوم وبعد كل هذا البلاء والتخبط لايتردد "القومي" الاشوري في رفع راية المطالبة بوجوب الاسراع في اعادة الكرسي البطريركي الى احضان الوطن، وكأن البطريرك الشهيد كان باعثا وراء هذا الاغتراب المفروض ولا العقلية العشائرية التي ظلت تستبد بنا حتى اليوم.
ولا يفوتنا قبل أن نختم خلفيات هذه المقترحات أن نؤكد للقارئ الكريم، أننا نكتب عن أزمة شعب عريق قد لا يحتمل الاستمرار في المزيد من الانشقاقات في عالم حتى الربيع فيه يتّحول الى شتاء قارص. وليعلم كل سياسي من سياسينا أو كل رجل دين من رجالات ديننا المسيحي أن" الشعبية هي أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك كما يحبونك عندما تتسلمه"، كما يقول الفيلسوف الانكليزي جورج برنادشو. 


276
منارة شامخة تتألق في سماء كنيسة المشرق

أوشــانا نيســان
oschana@hotmail.com
قد يصعب على الانسان أن يفهم سّر الخالق وراء المعجزات التي يعجز العقل في فك طلاسمها. وان اختيارالمطران لويس ساكو رئيس أساقفة الكلدان في كركوك، بطريركا جديدا باسم مارلويس روفائيل الأول ساكولكرسي كنيسة الكلدان في العراق والعالم، تحديدا خلال ارهاصات هذه الازمة السياسية المعقدة التي يمر بها شعبنا في العراق الجديد، هي بركة من البركات الربانية التي ينتظرها بشغف كل مؤمن بوحدة ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق والعالم كله.
أذ الواضح أن الرموز الثلاثة "الاصالة والوحدة والتجديد" التي أختارها البطريرك الجديد عنوانا لتدشين مرحلة جديدة في كنيسة المشرق، أن دلت على شئ فأنها تدل على قدسية الرسالة الاخوية والمبادئ الانسانية التي ينتظرها كل مسيحي مؤمن برسالة سيدنا المسيح ودور كنيسة المشرق في نشر تعاليم المسيحية الاولى ابتداء من كنائس ميسوبوتاميا أولا، وحرص البطريرك بغض النظر عن المذاهب والتسميات، أن يكون أبا وراعيا للجميع، لا لآعتبارت قدسية الدين المسيحي ونزاهته وانما لآعتبارات الوضع الانساني الصعب الذي يدفع كل يوم الى تأزيم الاجواء واجبار مسيحي العراق الى الهجرة وترك وطن الاباء والاجداد رغم كونهم اقدم مكون من المكونات العرقية العراقية ثانيا.  "أشعر أني قد دُعيتُ إلى تحمّل مسؤولية كبيرة ولديَّ بعض الخوف، فنحن نواجه العديد من الصعوبات في داخل البلاد وخارجها ولكن بمساعدة السيد المسيح والتعاون بين الأساقفة سنعيش الوحدة التي ستسمح لنا إعادة بناء البيت الكلداني. إن هذا البيت سيكون مفتوحاً دائماً للكنائس الأخرى بدءاً بإخوتنا الآشوريين ومواطنينا المسلمين".
هذه الشهادة  كانت منهلا للتفاهم الاخوي الذي ساد أجواء المكالمة التلفونية الذي أجراها قداسة البطريرك مار دنخا الرابع مع غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو بعد ساعات من الاعلان رسميا على تنصيب الاخير بطريركا على كرسي بابل. ولاسيما بعد اصرار الزعيمين الروحانيين على "وجوب" تعميق لغة الحوار المتمدن وتمتين أواصرالعمل المشترك بين الكرسيين في القادم من الايام.
وللتاريخ نكتب أن قرارغبطة البطريرك "الجديد" مار لويس روفائيل الأول ساكو في ترك باب الحوار مشرعا بوجه كل الكنائس بدءأ بأخوتنا الاشوريين كما قال، يجدد الامال المشتركة في قلوب أبناء الشعوب العراقية وتحديدا أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن عراق فيدرالي وديمقراطي، وبالتالي اكمال ما تبقى من بنود الوصيّة التي تركها مثلث الرحمات مار روفائيل الاول بيداويد قبل أن ينتقل الى الاخدار السماوية تموز 2003، بعدما وجه بيانا الى أبناء الشعوب العراقية كافة جاء فيه: "تعاونوا في بناء العراق الجديد على اساس القانون والعدالة والمحبة والتسامح." علما أن مدينة كركوك كانت بمثابة القاسم المشترك الذي ربط البطريركين لتبوأ الكرسي البطريركي.
لكي لا يبقى الحديث محصورا ضمن فصول التاريخ القديم منه والجديد، ساذكر القارئ الكريم عن موقفا من المواقف الوحدوية "المميزة" لغبطة البطريرك الجديد مار لويس روفائيل الأول قبل أن ينتخب بطريركا على كرسي بابل بأقل من شهر.
حيث ذكرالسكرتيرالعام لحزب بيت نهرين الديمقراطي روميو هكاري وهو راجعا من زيارة من زياراته الى مدينة كركوك، انه اتصل بمكتب المطران لويس ساكوفي كركوك بهدف زيارة نيافته باعتباره علما من اعلام كنيسة المشرق، ولكن المطران لازمته وعكة صحّية مفاجئة تأجلت الزيارة بسببها.

بعد أيام معدودة زار نيافة المطران لويس ساكو مكتب السكرتير العام لحزب بيت نهرين في مدينة أربيل، واستعرض الجانبات الاوضاع السياسية والامنية في مدينة كركوك بالاضافة الى التباحث حول الاوضاع العامة لابناء شعبنا، والتركيز على صياغة رؤى وتصورات مشتركة من شأنها أن تخدم مستقبله وتساهم في ترسيخ حقوقه وتحقيق آماله وتطلعاته المشروعة كمكون أصيل من مكونات المدينة، كما ورد في سياق الخبر المنشور. في وقت لم يتردد نيافة المطران خلال زيارته أعلاه، للمطالبة بتصحيح نهج بعض القيادات السياسية وتشجيعها في الكف عن صناعة اجواء نفسية وسياسية محبطة من شانها تشجيع عملية الهجرة المفروضة على أبناء شعبنا داخل الوطن.
صحيح أن قيادات شعبنا الدينية والسياسية على حد سواء، بحاجة الى التجديد والتغيير كغيرها من قيادات شعوب العالم لتفلح في النهاية في اللحاق بركب الابداع الفكري والحضاري ضمن البلدان المتطورة شرق المعمورة وغربها. لكن حديث التجديد ضمن جدران كنيسة المشرق سيبقى حلما من دون وجود زعامات روحية بحجم البطريرك الجديد وعقليات سياسية تستوعب متغيرات العصر ومتطلبات المرحلة ومستقبلها.
هذا الواقع "المؤسف" الذي مهد بشكل أو باخر في تعميق نزيف الهجرة وتفريغ العراق الجديد من أقدم مكون من المكونات العرقية التاريخية في وادي الرافدين. والسبب كما أشار المطران لويس ساكو في مقابلة اجرتها معه وكالة الانباء الكاثوليكية "أسيا نيوز" بتاريخ 16 يناير 2013: الكنيسة لاتفعل شيئا والاحزاب السياسية المسيحية فشلت في اقناع المسيحين على البقاء في بلادهم، ويحصل هذا على الرغم من امكانية قيام المسيحيون ببناء جسور بين مختلف اطياف المجتمع بسبب مستواهم العلمي الراقي. وأكد المطران في حديثه، أن رعاة الكنيسة والسياسيين المسيحيين لا يتمتعون بنظرة واقعية واضحة وليس لديهم أي خطة أو أجوبة ملائمة، مضيفاً أن هناك اليوم في العراق ودول أخرى في المنطقة "دين الدولة" وهذا يقف عائقاً في وجه ضمان الحريات الدينية.
وفي الختام نبتهل الى الله العلي القدير أن يصون بطريركنا الجديد مار لويس روفائيل الأول ساكو في كفه الامين ويمنحه موفور الصحة والسلامة في سبيل تحقيق جميع بنود أجندة السلام والانسانية والاخوة وفي طليعتها وحدة هذه الامة التي فرقتها الخلافات المذهبية والعرقية والطائفية وهمشتها دكتاتورية الشرق الاوسط لقرون من الدهر.


277
حين يصبح المثقف رهينة الاجندة السياسية

أوشــانا نيســان
 
من حق " المنظّر" أي منظر، أن يصدر فتاوى قد تكون "ملزمة" وقد تكون تكفيرية وباطلة، ولاسيما الفتاوى السياسية التي تتعلق بمصداقية الاحزاب والقيادات السياسية لابناء الشعب الذي ينتمي اليه المنظر نفسه. في وقت يحق للمثقف "الملتزم" أن يدحض هذه البدع جملة وتفصيلا استنادا الى وقائع على ارض الواقع. لأن مفهوم المثقف عموما مفهوم ضبابي ضمن عقلية اي مواطن من مواطني شعوب الشرق الاوسط عموما بسبب غياب المرجعية "الحقيقية" للمثقفين، والاشكاليات التي تخلقها عملية الكتابة والتعاطي مع المسائل السياسية-الوطنية، تماما كما يكتب جان جينيه " أنك تدخل الحياة السياسية لحظة نشرك مقالاً في مجتمع ما، وبالتالي، إذا أردت أن تبتعد عن السياسة تماماً، فلا تكتب مقالات ولا تجهر باقوال ".

 فالمطلوب من "المثقف" المنحاز لقضية شعبه ووطنه قبل الحديث عن نتائج الاستعدادات الاولية التي تجري بهدف عقد المؤتمر القومي الثان داخل الوطن، أن يفلح في تجاوز  خارطة الازمات وتعقيدات التوصية التي خرج بها المؤتمر الاول والذي عقد في غفلة من عقلاء الامة عام 2003 وفي مقدمتها، التوصيّة التي نعتت بالتسمية الموحدة "الكلدوأشورية"، تلك التي جاءت بمثابة كارثة اضيفت الى رصيد التيار المتحكم بعقلية الحركة الديمقراطية ودوره في تفتيت كل ما يسمى بالعمل القومي "الوحدوي" داخل العراق الجديد.  
 
حيث اتساقا مع الاستعدادات المطلوبة للمؤتمر كما يكتب السيد شبيرا ضمن مقاله المنشور بتاريخ 2 كانون الثاني 2013 أؤكد وبعد معايشتي للوضع السياسي الراهن داخل الوطن حتى نهاية عام 2012: أن النظام الوطني" العراقي" الذي دشنته القيادات السياسية"الجديدة" لمرحلة ما بعد صدام حسين، لا يكفي لنأخذ بيد القيادي "المتعين" من القيادات السياسية لابناء جلدتنا ولا الاخذ على يد القيادات نفسها، قبل التفرغ من أصلاح بنيّة النظام السياسي الوطني ليتفق ومتطلبات التجربة الديمقراطية المؤملة في عراق ما بعد صدام. ولاسيما بعدما لاحظت وتاكدت تماما، أن الاكثرية من القيادات العراقية لا تعترف وعن قناعة بالشراكة السياسية-الوطنية لابناء الشعوب العراقية الصغيرة والاقليات المتاخية معها في سبيل اعادة بناء عراق ديمقراطي وفيدرالي، وانما تلجأ اليها عند الحاجة بهدف تثبيت أركان حكومة ما يسمى بالشراكة الوطنية، هذه الحكومة التي اثبت الدهر فشلها!!
لذلك يجب على الاقل خلال هذه المرحلة، أن يقفز البند الخاص بتوحيد جهودنا القومية على رأس أولويات أجندة جميع الاحزاب والمنظمات السياسية التابعة لابناء شعبنا قبل الحديث أوحتى التفكير في التعامل مع أجندة بقية الاحزاب والقوى الوطنية العراقية .
 
ومن الواقع هذا، يفترض بالمنظر او المثقف"الاقلوي" أن يكون محايدا في طروحاته قدر الامكان ويتخلص ولو مرة من عقد التهميش وتصغير الاخر. لآن مسؤولية صياغة الوعي الجماعي للامم المضطهدة تقع على عاتق المثقف العضوي وليس على عاتق السياسي المغامر. وأن أفكار المثقف يجب أن تنبع عن معرفته بتاريخ مجتمعه ووعي عميق بحاضره ليفلح في النهاية في السير قدما نحو ضمان مستقبل امن ومنير.

حيث المعلوم أن المؤتمر الاول عقد في بغداد برعاية سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية السيد يونادم كنا قبل 10 سنوات، ولكن الزمن كعادته لم يحن بعد للاكثرية من كتاب شعبنا، أن يفلحوا في تقييم نتائج المؤتمر بعين العقل ويطرحوا الاجابات التالية على طاولة السيد كنا باعتباره رئيسا للمؤتمر القومي الاول :

- هل نجح المؤتمر القومي الاول"حقا" في تجاوز عقبة الخلافات التي تستمد ديمومتها من جذوة الخلاف المتصاعد على التسمية في سبيل الاستعداد لاقامة مؤتمر ثان يخص وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري؟
- ما هي الجهة التي قبضت الملايين التي سددها فخامة السيد رئيس الجمهورية العراقية نقدا بهدف تخفيف عبء ضيوف المؤتمر ضمن الفندق خمس نجوم، كما يذكر الكاتب؟
- لماذا يجب العودة من جديد الى التهم الجاهزة وفي طليعتها ما سمى ب "حرامي بغداد"، وهل المطلوب هو الاستمرار في التغاضي عن كل ما لا يعجبنا من الشرارت حتى تصبح حريقا يلتهم وجودنا، لآن الحرامي دوما هو رفيق من رفاق الدرب ؟
- واخيرا هل تبقى طروحات "مثقفينا" ناقصا فيما لو تسامى المثقف فوق جراحات الامة وتوقف ولو مرة  في نعت جميع الاحزاب والمنظمات السياسية لابناء شعبنا الكلداني السرياني ، بالاحزاب"الصغيرة" أو "الذيلية" باستثناء الحركة الديمقراطية الاشورية الى جانب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري بعدما تحول المجلس الى سياسة امر الواقع/  
 ورقم صعب يهدد دور قيادة الحركة الديمقراطية وطروحات العديد من منظريها؟Status Quo  

وفي خضم هذا الوضع القومي المشوش، يندهش المرء أن لا يجد إلى يومنا هذا دراسة تاريخية محايدة أو أرشيف، من شانهما توثيق البدايات الاولى من مخاض كفاح شعبنا الاشوري المسلح قبل سقوط الطاغية صدام حسين واعوانه نيسان 2003. هذا الغموض الذي أصبح مرتعا خصبا لاعلام قومي مزيف تقوده مجموعة من "المثقفين" الحائرين بين خطاب التنوير في دول الاغتراب وخطاب التضليل الذي يمارسه السياسي "المتنفذ" والمدعوم باغراءت الاكثريات.

حيث أن المثقف باعتباره عقل الامة وضميرها، يجب أن تتوفر لديه المعرفة الزائدة، الوعي الكامل والموقف الشجاع ليتسنى له الحكم بعين العقل والعدالة،  وان اختلال أي عنصر من هذه العناصر الثلاثة لايمكن لنا أن نعتبر الناقد مثقفا حتى لو كان حاملا لاعلى الشهادات الاكاديمية. لأن الخلل الحقيقي وراء "الغموض" الذي يغلف ملف  تاريخ نضالنا السياسي وتحديدا نضال شعبنا القومي الاشوري، هو غياب اليات الرقابة القومية النزيهة التي تضمن نوعا من الردع الحقيقي لمن تسول له نفسه الاقدام على تشويه الحقائق التاريخية وثوابت الامة مهما تكالبت الاسباب، بحيث اصبح من السهل على المثقف غير المطلع على مجريات التاريخ، أن يكيل المديح جزافا ويمنح "رفاق الدرب"شهادات حسن السيرة والسلوك من دون وجه حق!!  

حيث أتذكر جيدا مثلما يجب أن يتذكر كل مهاجر من مهاجري أبناء شعبنا زار بلدة "زيوة" التابعة لمحافظة أورمية في ايران، وهو في طريقه الى الاغتراب فجرعقد الثمانينات من القرن الماضي، كيف رفعت مجموعة من مقاتلي حزب بيت نهرين الديمقراطي راية الكفاح المسلح بوجه النظام المركزي تحديدا مطلع عام 1980 وللمرة الاولى في تاريخ العراق الحديث ، أي بعد خمسين سنة من مجزرة سميل عام 1933  بسبب تداعيات المجزرة على ملف نضالنا القومي-الوطني. علما ان تفسيري الوحيد لاصرار المثقف واقصد المثقف غير المطلع، على تغيب أو تزوير الحقائق التاريخية ناتج عن جهل المثقف وشحة مصادر معلوماته بسبب البعد عن الوطن أو بالاحرى البعد عن السيناريوهات الدموية التي خلفتها حرب الثمان سنوات بين ايران والعراق. ولربما الاصرار هذا يقع وراء العلاقة المتوترة بين عقل النخب السياسية المنشغلة بالصراع على السلطة ومراكمة الثروات وبين غريزة المثقف الذي يجعل من نفسه مرجعية ويتكلم باسمها، رغم الفارق الكبير بين الصفوة السياسية والنخبة المثقفة.
حيث من الجائز أن يفشل النائب المختار في تمرير مشروعه السياسي ضمن الجولة الاولى من المناقشات التي تجري في البرلمان حتى في أقدم ديمقراطيات العالم ولكن السياسي نفسه قد ينجح في رد اعتباره والحصول على الثقة المطلوبة شرعيا في سبيل دعم  برنامجه السياسي ضمن الجولة الثانية. في وقت يصعب على المثقف المهزوز ثقته جماهيريا، أن ينجح في استعادة جوهر الثقة التي تراجعت بسبب العمل أوالمشاركة يوما ضمن المشاريع التي تقف وراءها العقلية العنادية للسياسي المتشبث برايه حتى وان كان رايه على  خطأ.  
 
ولا يفوتنا قبل أن نختم خلفيات هذا الموضوع "المعقد" أن نذكر القارئ الكريم، بالتحول"المفاجئ" الذي طرأ ويطرأ بانتظام ضمن مواقف الاغلبية من مثقفي أبناء شعبنا طبقا للمستجات السياسية التي  طرات ضمن خارطة الفيدرالية في كردستان.
حيث بقدر ما كان المشهد السياسي- الثقافي لابناء شعبنا الاشوري موحدا زمن المعارضة ضد دكتاتورية النظام المركزي في بغداد، تشذّر المشهد وانقسم  وفق ايديولوجيات انتقائية وطروحات أنتجها فيروس السلطة والمال، ليصبح هذه الايام مجرد الحديث عن الكلمة الصادقة فتنة.
صحيح أن الواقع يتغيّر ويتحرك نحو الامام باستمرار، ومن الطبيعي أن يظهر لكل مرحلة من المراحل  مثقفوها، لكن لماذا نتأخر الآن في إنتاج المثقف الكلداني السرياني الاشوري النزيه، بعدما نجحنا في انتاجه في العقود التي سبقت سقوط الطاغية في بغداد نيسان 2003؟
 

278
بالحوار لا بلغة الّدمار يمكن بناء الوطن!!
أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
مجرد أيام بعد نشر مقالي المعنون "وعكة رئيس قلبه بحجم الوطن"، على صدر صحيفة عنكاوة الالكترونية، تفاقمت حدة غضب الجماهير المهمشة واتسع نطاق غضبها ليتجاوز هذه المرة حدود خارطة الطائفية المرسوم لها، بعدما اتضح لكل عراقي غيور يتطلع نحو بناء وطن ديمقراطي عادل، ان العقلية الطائفية أوالارهابية التي نجحت من جديد في اذكاء  نيران الاحقاد في عموم العراق ولاسيما بعد اغتيال النائب عيفان سعدون العيساوي بحزام ناسف، اتضح لكل ذي بصيرة أن العقلية هذه لا تجلب الا الخراب للوطن وتدمر ما تبقى من صيغة التعايش الاخوي الذي استمر في وادي الرافدين لالاف السنين.
حيث اثبت التاريخ السياسي لبلدان الشرق الاوسط خلال ما يقارب من قرن من الزمان، انه من السهل على المغامر من فريق المغامرين الثلاثة من العرب، الترك أو الفرس، أن يحتل كرسي الرئاسة وينصب نفسه رئيسا للبلد في ليلة وضحاها، ولكن التاريخ نفسه يخفق في ايجاد رئيس واحد ضمن القائمة الطويلة لرؤساء منطقة الشرق الاوسط قاطبة، نجح أو حتى فكر في تحويل قصره الرئاسي منبرا للحوار ومرجعية للتحالف الوطني في ان واحد كالرئيس الداهية جلال الطالباني الذي حرمه الطاغية من شرب مياه دخلة والفرات. 
ولكن الازمة الصحية التي تعرض لها الرئيس، باعتبارها امتدادا للازمة السياسية التي خلفتها تعقيدات أزمة فقدان الثقة بين القيادات السياسية ولا سيما المذهبية التي سيطرت على زمام الامور ضمن العراق الجديد أولا،  وعدم استعداد القيادات تلك على تنفيذ الوعود "المعسولة" التي قطعتها على نفسها " زمن المعارضة" وفي مقدمتها، تنفيذ مبدأ الديمقراطية والعدالة للشعوب العراقية والدفاع عن حقوق الانسان العراقي من دون تمييز ثانيا، حالت وللاسف الشديد دون تحقيق الهدف الوطني المنشود. رغم أن الواقع أثبت مرارا أن الخلل الاساسي ضمن تركيبة النظام السياسي العراقي الجديد يكمن اساسا ضمن عقلية السياسي الذي لم يتسن له بعد التخلص نهائيا من ادران التراث السياسي العفن الذي زرعته الانظمة المركزية في عقلية كل عراقي خلال أكثر من ثمانين عام مضت. وأن التغيير الذي حدث بعد الاطاحة بالطاغية صدام 2003  وانطلاق شرارة ما سمى لاحقا بالربيع العربي، "ان التغيير في النخبة الحاكمة ونظام الحكم لايزال هدفا بعيدا، طبقا لما أوردته منظمة  ( كارنيغي انداومينت)، في دلالة واضحة الى أن الاسماء قد تتغير ولكن النظام سيستمر".

           
ومن المنطلق هذا نقول أن الاعتصامات السلمية التي تحركت من رمادي غربا، كانت تعبيرا عن مواقف شعبية اتقدت نيرانها عبر مخاض سياسي و تهميش في منتهى التعقيد، هدفها تغيير قواعد اللعبة السياسية بعدما " فشل السياسيين الجدد والقول للمرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، في تقديم الخدمات للشعب وتقصيرهم في اداء واجباتهم واتخاذ النفاق في التصريحات والمواقف وسيلة للخداع والتمسك بالمواقع والامتيازات".
صحيح أن العراق الجديد يعيش مخاضا يمهد لمرحلة جديدة يمكن نعتها بمرحلة ما بعد الدكتاتورية، لكن نهج التغيير وللاسف الشديد لم ينضج بعد في عقلية العديد من السياسين الجدد، بالشكل الذي يمكنهم من تجاوز تخوم الطائفية السياسية المقيتة، تلك التي يمكن وصفها ب(لعنة بابل القديمة). عليه نسترعي انتباه القيادات السياسية "المتنفذة" في اخذ المزيد من الحيطة والحذر قبل فوات الاوان، واشتداد حدة المطالبة بتقسيم العراق من جديد الى ثلاثة سيناريوهات، فيها الفيدرالية الكردية في كردستان، الفيدرالية السنية في الوسط والفيدرالية الشيعية في الجنوب. علما أن هذا السيناريو كان في طليعة المقترحات التي جلبها الغزاة الامريكان بهدف تحديد معالم عراق ما بعد الطاغية صدام حسين. ولكن وللحق يقال أن حنكة الرئيس العراقي جلال الطالباني ووطنيته الزائدة نجحتا في افشال هذا المخطط وهو في المهد.
حيث الواضح أن التعقيدات السياسية التي يثيرها السياسي " المتنفذ"  ضمن نظام يفترض به أن يكون نظاما مدنيا وعلمانيا، لايمكن حلها بالعودة الى المرجعيات الدينية ( شيعية كانت، أو سنية أو حتى مسيحية أو يهودية ) في زمن العولمة والتغيير، وانما تتطلب الضرورة وجوب العودة الى منبر الحوار الوطني الذي دشنه فخامة الرئيس جلال الطالباني قبل مغادرته للوطن، ومن ثم مناقشة الاخلال بصراحة من دون التشكيك في الهوية والولاء او حتى الانتماء لهذا المكون أو ذاك بسبب انتماءه الى طائفة معينة أو مذهب معين.
وفي الختام نكتب، لقد ولى زمن الاستهانة بالقدرات الفكرية والعقلية للمواطن اي مواطن في زمن العولمة بعدما حولت العالم الى مجرد قرية صغيرة. لان المواطن العراقي وتحديدا "الوطني الغيور" بغض النظر عن انتماءه المذهبي او العرقي، بات يقرف نهج مجموعة من القيادات العراقية ودور الاخيرة في اعادة انتاج تركيبة النظم الشمولية ونهج أجهزتها القمعية بشكل جديد من خلال تلوين جلدها بلون المذهبية أو الدين تارة أو القومية تارة اخرى. 

279
وعكة رئيس قلبه بحجم الوطن!!

أوشـــانا نيســـان
العراق في أزمة رغم اتساع رقعتها لتشمل جغرافية العراق كله ولكن الازمة تلك فشلت في غزو قلب بحجم قلب فخامة رئيس الجمهورية العراقية السيد جلال الطالباني، ولاسيما بعدما أثبت أول رئيس للجمهورية العراقية الثانية بعد الاطاحة بطاغية بغداد نيسان 2003 وغيابه المفاجئ أثر الوعكة الصحية التي المت به مساء الاثنين 17 كانون الاول 2012، ان قلب الرئيس العراقي الجديد بات يتسع لكل العراقيين بغض النظر عن انتمائهم العرقي المذهبي أو حتى السياسي. هذه الشخصية الكاريزمية التي نسأل الله عزوجل أن يعيدها الى أرض الوطن سالما ومعافى في سبيل اكمال المسيرة السياسية و بناء امجاد الوطن الذي دوخت حضارته حضارة وادي الرافدين شعوب الشرق والعالم كله لقرون من الدهر.
صحيح أن السيد جلال الطالباني باعتباره صمام أمان الوحدة الوطنية العراقية، حاول ومنذ البداية، خلق الاجواء السياسية الملائمة لآنجاح التجربة الديمقراطية من خلال تعزيز قيم التسامح وفتح قنوات الحوار بين جميع المكونات العرقية والقيادات السياسية، ولكن العراق لم يتعافى بعد من عقلية الانظمة المركزية "القوموية" ودسائس المجموعات التي عاثت في ارض العراق فسادا. لذلك بات ينتظر كل عراقي محب لوطنه أن يعود فخامة الرئيس سالما ليعيد للعراق دوره ومكانته ضمن خارطة منطقة الشرق الاوسط والعالم المتحضر كله.
لقد كتبنا مرارا، أن العراق الجديد عراق ديمقراطي وفيدرالي ، لايمكن اعلاء صرحه وفق نهج سياسي "انتقامي" أو خطاب سياسي "طائفي" مطلقا، فلماذا يجب العودة الى مضمون الشعارات التسويقية الزائفة، وبالتالي زج أرواح الملايين من أبناء الشعوب العراقية في اتون الحروب المدمرة من جديد؟  لأن الهدف الوطني هذا يصعب بلوغه من دون مشروع تنويري ووطني تشارك في صناعته جميع القوى والاحزاب الوطنية التي تؤمن بمبدأ الحوار الذي رعاه فخامة الرئيس العراقي جلال الطالباني. المنبر الذي يعتبر أرقى وسيلة حضارية لتجنب عواقب الصراعات العرقية واخرها طبول الحرب بين المركز والاقليم وبالتالي ردم الهوة المذهبية التي تتسع بين صفوف الاكثرية في الوسط والجنوب العراقي.
أذ الواضح أن غيوم الازمة المفتعلة  بين المركز والاقليم، أخذت تنشر بظلالها على بنود اجندة المصالحة الوطنية التي أطلقها الرئيس جلال الطالباني وتعكر مزاج الاكثرية من العراقيين الشرفاء. لآن المعلوم أن ذاكرة الشعوب والامم العراقية لم تسلم بعد من براثن  "عراق ما قبل 2003"، بعدما تحولت ذكريات السلطة المركزية الى كابوس بات يقض مضجع كل عراقي حر يحلم بعراق ديمقراطي وفيدرالي.
ومن المنطلق هذا يجب القول، أن مجرد وجود رئيس بحجم الوطن، بات اليوم مطلبا وطنيا أكثر الحاحا من اي وقت مضى، لان العراق باعتباره "وطن مجروح" بحاجة الى حكمة رئيس لا تهزه مشاعر "قوموية" ولا اعتبارات " طائفية" مهما اشتدت المحن وضاقت السبل على تراب ارضنا الطاهرة.
وفي الختام أن جذوة الازمات السياسية التي أتقدت بغياب السيد جلال الطالباني وأصرار الريّس على تحويل قصره الرئاسي منبرا للحوار والمصالحة الوطنية بعد العودة، أن دلت على شئ فانها تدل على أن العراق الديمقراطي الجديد لايمكن بناءه وفق أجندات مستترة وتوجهات سياسية لا تتجاوز حدود القرى والمناطق المتنازع عليها، بل يجب العودة الى الدستور الوطني العراقي اثر المراهنة على جهود أول رئيس كاريزمي منعه الطاغية صدام حسين من شرب مياه دجلة والفرات. هذه "التهمة" بحد ذاتها تثبت مصداقية بنود الاجندة الوطنية للرئيس العراقي وشرعية جهوده في بناء عراق ديمقراطي فيدرالي عادل.       
     
   
 

280
أرجو اضافة أسمي الى النخبة التي تطوعت للتضامن مع السيد خوشابا سولاقا.
الاسم: أوشانا نيسان / مؤلف وصحفي


281
نهاية مرحلة وبداية اخرى
أوشانا نيسان
" سبحان الله حتى في توزيع الغنائم لا تتفق أحزابنا ومنظماتنا السياسية "، هذه العبارة  الجريئة سمعتها أمس من مصدر من المصادر القريبة من مواقع القرار ضمن الاجتماع الدوري الاخير لتجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية الذي عقد في المجلس القومي الكلداني نهار الجمعة 16 تشرين الثاني الجاري.
صحيح أن هذا الكشف جاء متأخرا لكنه أفضل من أن لا يأت أبدا. في حين ان الكشف نجح في فضح أوراق السياسة التي يتبعها العديد من القيادات السياسية التي تستقوي بالآخر وتمضي قدما في استخدام مفاهيم عصبيات تنتمي لغتها الى ما قبل 9 نيسان 2003، ذلك من خلال محاولات ربط نضالنا القومي المشروع وتخوم الخارطة السياسية للمناطق المتنازع عليها وعلى راسها سهل نينوى وكركوك.
حيث المعلوم  أن "القيادات" تلك لم تتردد يوما في استغلال خطاب الوحدة وعلى رأسها قرار التجمع الاخير في المشاركة ب"قائمة موحدة" ضمن استراتيجية الانتخابات القادمة وفي مقدمتها انتخابات مجالس المحافظات غير المرتبطة بالإقليم، وفق أجندات سياسية لا تنتمي وهموم هذا الشعب المضطهد على مر التاريخ. لاسيما بعد أن أصبح واضحا لكل ذي بصيرة: أن الاجندات السياسية المطروحة "علنا" على طاولة تجمع تنظيماتنا السياسية، هي شئ  والأجندات المخفية تلك  " النافذة" شئ أخر لا يعرف مضمونها باستثناء "الغائب الحاضر ".
بقراءة موضوعية لسيرورة ونتائج الحملات الانتخابية التي جرت في العراق الفيدرالي وإقليم كردستان منذ السقوط ولحد كتابة هذا المقال يمكن الجزم، أن طريقة الاستعداد للانتخابات والية تنفيذها تأت دوما خدمة لتوافقات أو تحالفات سياسية عقدت وفق خرائط سياسية جديدة خطت أصلا بهدف تحديد ملامح العراق الجديد. هذا العراق الذي بدأ ينهض من بين ركام الانظمة المركزية من جهة ودعاة الحرية، الديمقراطية والتسامح بين جميع المكونات العرقية العراقية الاصيلة من جهة اخرى. أما المستفيد الاول والاخير من جل هذه الاجتماعات الشكلية باعتقادي، هو القطب المستقوي بالاكثريات وحده، أما الحزب المدافع والامين على حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري فدوره لايتجاوز وللأسف الشديد دور السلم لارتقاء الاخر وشرعنة دوره .
حيث قوميا واخلاقيا يجب الاعداد في مراجعة نتائج الانتخابات السابقة وتقييم دور الاعضاء القدامى في مجالس المحافظات، البرلمانيين وحتى الوزراء، لا لدواعي المحاسبة كما يجب ضمن قواعد دولة القانون وانما لآجل فرز الصالح عن الطالح واسقاط شرعية القيادات، الاحزاب والشخصيات التي تقف وراء هذا الصوت التشطيري المتنفذ بعد الاحتكام الى صوت العقل والمنطق والقانون.

فنظام ال"كوتا" والتي خصصت فيه القيادات السياسية الكردية قبل أكثر من 20 سنة،  5 مقاعد برلمانية لآبناء شعبنا ضمن أول برلمان كردستاني منتخب عام 1992 ومن ثم المقاعد البرلمانية الخمسة في البرلمان العراقي في بغداد، لربما تكفي لآستوعاب جميع الفصائل والاحزاب السياسية التابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، فيما لو وزعت هذه المقاعد وفق معايير موضوعية شفافة وبروح أخوية صادقة بين جميع الفصائل السياسية لآبناء شعبنا، وليس وفق أجندات خفية تعززها الصراعات الملتهبة هذه الايام بين بغداد واربيل.
وفي مواجهة هذا التطور المؤسف، يفترض بالقيادي النزيه، أن يحمل شعلة التغيير والتحدي ويعلن عن اغتيال مرحلة وانبلاج عصر جديد بموجبه يمكن لنا جميعا، وضع قاطرة مسيرتنا القومية- الوطنية على السكة الصحيحة قبل أن يصيبها الصدأ وتتآكل من جديد.
لآن حرية شعبنا لا تتحقق تنفيذا لتوجهات أو رغبة أي حزبي بمفرده، وإنما الهدف القومي هذا سيتحقق لا محالة وفق استراتيجية وحدوية من شأنها تحديد أفاق المستقبل ودور المواطن في التجربة الديمقراطية النزيهة. وليكن معلوما للجميع، أنه ليس الظلم وحده هو المطلق العنان لجميع الثورات بما فيها الثورات العربية التي اطاحت بعروش أكبر الطواغيت في العالم العربي، بل الشعور بالظلم نفسه.       
   



282
شرعية المعارضة من البرلمان !!
بقلم
أوشـــانا نيســـان

81 عاما والوطني العراقي مازال يعيش حلم الاستقلال الوطني والفكري من دون أن يتخلص من براثن الاستبداد الشرقي الذي يسكن في نفوسنا. 81 سنة انقضت من عمر دولة العراق وحرية المواطن العراقي مجرد حلم، لايفكر به غير النوستالجيين والمثقفين المنبوذين أبتداء بالعهد الملكي وأنتهاء بالجمهوريتين الاولى والثانية.
ففي فجر التسعينات من القرن الماضي، تم تأجيل البند الخاص بالحرية لآعتبارات التحرر من نيرالاستعمار البريطاني الذي غزا العراق عام 1917. ثم تأجل البند للمرة الثانية بعدما نجح الدب الروسي في حشر الغيارى من الوطنيين والمثقفين العراقين، مناصري "الثقافة الجديدة" بين سندان الغرب الرأسمالي الجشع ومطرقة نظام ماركسي لم يستعمله يوما باستثناء مهمة تهشيم جمجمة الوطنيين وانصار الحرية في بلدان العالم الثالث.
وفي غفلة من امر العراق، نجح حاملي راية  "القوموية " عام 1963 في خطف احلام الحرية ولمدة 40 عاما هذه المرة، بحجة تحرير فلسطين، توحيد الامة العربية وغيرها من الشعارات البراقة التي اثبت الدهر زيفها.
 
ربيع عام 2003 وبعد الاطاحة بالصنم، تنفس العراقيون الصعداء وأستعدوا بشغف لتحقيق حلم الحرية، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بعد انتظار دام أكثر من 81 عام. ولكن وللاسف الشديد ظل حلم الحرية من جديد عصيا على التحقيق رغم مرور أكثر من تسع سنوات على سقوط الطاغية. علما أن قرار التأجيل لا يمت للديمقراطية لا من قريب ولا من بعيد، باستثناء حرص القيادة السياسية المتمسكة بزمام الامور للالتفاف على الدستورالوطني الذي وضعه الجميع واعتبروه مرجعيتهم، بحجة تطبيق مبدأ المحاصصة الحزبية أوالطائفية، حكومة الشراكة الوطنية وغيرها من الشعارات التي تحول مثلها مثل حبل المشنقة الملفوف حول رقبة الديمقراطية الفتية.
رغم أن المعارض للدكتاتورية يعرف جيدا، أن النظام الديمقراطي المؤمل من شانه أن يفجر مشكلاتنا التي أخفاها الاستبداد المركزي المنتظم لعقود. وأن الديمقراطية هذه لايمكن تحقيقها من دون وجود قيادة سياسية تعمل ليل نهار في سبيل خلق المناخ السياسي الملائم لآخصاب بذور الديمقراطية والتعددية السياسية بالشكل الصحيح.
أذ طبقا لديمقراطيات الغرب، أن ما يسمى اليوم بحكومات الشراكة الوطنية التي يشكلها هذا الحزب الفائز على الاكثرية او ذاك، لا يمكنها أسقاط الاجماع الوطني الشرعي الذي تمخض عنه دستور البلد، بل العكس هو الصحيح تماما. حيث الواضح أن التنافس بين الكتل السياسية الوطنية تحدده نتائج صناديق الاقتراع ومن خلالها يتم تشكيل الحكومة من قبل الحزب الحائز على الاغلبية أو بالتحالف مع الكتل والاحزاب التي اختارها الشعب. أما الاحزاب التي خسرت الانتخابات لسبب او اخر، فتكون في صف المعارضة تحت سقف البرلمان، مهمتها تقويم الاداء السياسي للسلطة التنفيذية وفق المشاريع السياسية "البديلة" التي تطرحها وتناقشها علنا في سبيل اسقاط الحكومة أو سحب الثقة عنها دستوريا.
أما لماذا تعثرت مسيرة الديمقراطية في العراق الجديد رغم كل ما يحمله الخطاب السياسي لجميع القوى من المفردات والمفاهيم الخاصة بالديمقراطية ومفعولها الساحر، فهذه مسالة معقدة لها انتماءات وخلفيات يجب معالجتها بعقلانية.

حيث الواضح أن أزمة النخبة السياسية الجديدة لايمكن حصرها ومضمون اصرارها في التمسك بزمام الامور، بل تمد الازمة هذه بجذورها الى خلفيات العمق التاريخي لثقافة الاغتراب، تلك التي فرضتها الدكتاتورية على جوهر الخطاب السياسي للمعارضة رغم وطنية الاخيرة لعقود من الدهر. ومن المنطلق هذا ستبقى عملية اعادة بناء عقلية المواطن العراقي لتندمج وتركيبة النظام الديمقراطي المؤمل في طليعة المهمات الوطنية التي تنتظرها أجندة السياسيين الجدد في عراق ديمقراطي فيدرالي.
عليه سيكون من الخطأ الاصرار في تقويم العمل الديمقراطي من خلال اجتماعات تعقد هنا أو هناك، بل يجب العودة الى المقاعد البرلمانية التي هجرت، ومناقشة الاخلال من خلال البنود والفقرات الخاصة بالدستور الوطني الذي شاركت جميع هذه  القوى والتيارات الوطنية في صياغتها عام 2005.

فالمواطن العراقي السني الذي قدر له أن يحكم العراق طوال 80 عاما، لم يفلح يوما في تقديم نظام سياسي وطني مقبول من قبل بقية المكونات العرقية الوطنية وفي مقدمتها المكون الشيعي رغم اكثريته وحتى المكون الكردي بسبب عدم عروبته. اليوم ورغم جميع التغييرات والمستجدات السياسية التي طرأت في العراق، يسعى السياسي "السني" جاهدا من اجل استعادة امجاد الماضي واعادة عقارب الساعة الى الوراء. هذا الحلم الذي سيترك لامحالة، بظلال من الشك والريبة حول جل المشاريع السياسية التي يقدمها  السياسي السني "المخضرم" بما فيها الوطنية منها، رغم أن الواقع يفترض الاستفادة من خبرة الكادر السني "المخضرم" في سبيل ترسيخ بنيّة النظام السياسي الجديد لتتفق ومفهوم الديمقراطية والدستور ضمن عراق لا يتحمل دكتاتورية جديدة حتى لو جاءت باسم الديمقراطية.
أما ما يتعلق بنضال الشعب الكردي وطموحاته، فانه يجب الاعتراف أن القيادات الكردية وعلى راسها السيدان جلال الطالباني والسيد مسعود البارزاني نجحا في أثبات وطنيتهم ابتداء بحرصهما على اطلاق تجربة الديمقراطية انطلاقا من الفيدرالية الكردستانية، وحرص الزعيمان على أسكات نداء الاكثرية من ابناء الشعب الكردي رغم اصرارها في المطالبة بحق الشعب الكردي المشروع في تقرير مصيره والانفصال عن العراق العربي منذ انطلاق بوادر أول حملة انتخابات حرة ونزيهة في العراق الجديد. في حين يبدوا وللاسف الشديد، أن معظم القيادات العربية في بغداد لم تستوعب خطورة مضمون هذه الاشارة، رغم تبعات التهميش ليس فقط على مستقبل العراق وانما على مستقبل القيادات الكردية "المخصرمة"، بأعتبارهما صمام امان وحدة العراق ومستقبله ضمن خارطة الشرق الاوسط الجديد.

أما عن حرص القيادات الكردية على اعادة دور اقليم كردستان التاريخي من جديد، باعتباره معقلا تاريخيا للمعارضة العراقية بجميع مشاربها الايديولوجية والمذهبية ومنبرا "للحوار الوطني الجاد" بهدف خلق استراتيجية المصالحة والتعايش الاخوي، فان الهدف هذا تسبقه أستعدادات تتعلق ومهمة ترتيب البيت الكردستاني،وحسم مسالة حق تقرير المصير. في وقت يقر القاصي والداني، أن مهمة القيادات الوطنية الكردستانية، لم تكتسب شرعيتها من العدم، بل هي أساسا حصيلة عقود من النضال الوطني الشاق وقوافلا من الشهداء، واخرها شهداء حملات الانفال واستعمالات الاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا.
صحيح أن الطاغية نجح عام 1991، في اطفاء نيران الانتفاضة الوطنية التي عمت جميع مدن وجبال كردستان والمحافظات الجنوبية، لكن النظام أخفق في اطفاء شرارة الانتفاضة التي تسللت الى أروقة المحافل الدولية. هذه الشرارة التي ايقضت ضمير الجمعيات التابعة للامم المتحدة بعدما أجبرت الحكومة العراقية على سحب هياكلها الادارية وقواتها المسلحة من جميع منطقة كردستان، بما فيها قرارحظر جوي على الطيران الحربي العراقي وتوفير الامن لحكومة كردستانية بعدما امتد الحظر الى خط "عرض 36".


أما ما يتعلق بطموحات الاكثرية الشيعية في العراق فالوضع أعقد بكثير، لا لاعتبارات نهج البطش والتهميش الذي فرضه النظام المركزي ضد الاكثرية "الشيعية"  لاكثر من ثمانين عاما، بل لاعتبارات أهم وفي مقدمتها، صعوبة التخلص من نهج الانتقام، انتقام "الاكثرية" من السياسات الدموية والاجراءات التعسفية التي مارستها ألاجهزة الامنية والقمعية للطاغية صدام حسين ضد أبناء الشيعة وتحديدا ضد المرجعية في كربلاء والنجف. حيث لم يتردد الطاغية يوما في أعدام الكثير من مراجع الشيعة الكبار وفرض خيار المنفى على الوطنيين منهم. 
عليه فان الحوارات السياسية التي تدور رحاها هذه الايام انطلاقا من مبادرة رئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني، بهدف تقويم نهج رئيس الوزراء الشيعي السيد نوري المالكي، خير دليل على صحة ما نذهب اليه. لآن هاجس الموقعين على أتفاقية أربيل بمن فيهم القيادات الشيعية البارزة وخوفهم من الانحراف في مسيرة الديمقراطية، هو أساسا هاجس مشروع يفترض بالبرلمان الوطني العراقي أن يفلح في خلق الكوابح الدستورية التي تفلح في فرملة هذا التطور وتفاديه مستقبلا.

لقد قيل سابقا، أن الشعوب كانت وقودا لجميع الثورات التي تفجرت ضد العبودية، الاستغلال والاستعمار منذ الارهاصات الاولى للظهور، ولكن الشعوب نفسها أصبحت اليوم مصدرا للسلطات الثلاث في جميع ديمقراطيات العالم، فلماذا تتردد قياداتنا وتحديدا المخضرمة منها في قيادة مسيرة الديمقراطية والعدالة هذه المرة، بعدما نجحت القيادات نفسها في قيادة حملات الكفاح المسلح ضد وكر الدكتاتورية لعقود من الدهر؟

وفي الختام نؤكد مرة اخرى، حان الوقت لنعط الديمقراطية فرصتها، وان البرلمان الوطني الجديد يجب أن يتسع صدره لكل الخلافات الايديولوجية والحوارات المذهبية مهما اختلفنا. فالوطن بوضعه الحالي هوعلى المحك، وان ازمة الحكم في العراق مصدرها، حرص مجموعة من القيادات في ادارة العراق الفيدرالي الديمقراطي بعقلية المعارضة واصرار البقية وعلى راسها العربية منها على ربط مستقبل العراق الجديد بأجندات دول الجوار أو الدول الكبرى.

283
وهل يقدرالاخرس أن ينطق قرار الحسم ؟

أوشـــانا نيســـان

روى لنا التاريخ ان خليفة من الخلفاء الفاسدين من بني العباس لزمه الارق، فنادى على احد سماره ليسمعه قصة ليخلد الى النوم، فقص عليه الحكاية التالية: يا امير المؤمنين؛ كان بالموصل بومة، وبالبصرة بومة، فخطبت بومة الموصل بنت بومة البصرة لابنها، فقالت بومة البصرة، لا اجيب خطبة ابنك حتى تجعلي في صداق ابنتي مئة صنيعة خربة، فقالت بومة الموصل: لا اقدر عليها الان، ولكن ان دام والينا سلمه الله علينا سنة اخرى، فعلت ذلك.
وأنا بدوري واثق تماما، لو أستمرت "قياداتنا المتنفذة" في استمراء نهج استغباء شعبها، سيبقى الشعب أخرسا وعلى المستقبل السلام.
الرواية التي ذكرتها أعلاه تتفق تماما ونتائج الاستعدادات التي تعودنا أن نسمع عنها قبل تشكيل كل حكومة كردستانية جديدة، قدر لها أن تضم وزيرا مسيحيا يحتل المقعد الوزاري المخصص لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. علما أن النقد هذا ليس أعتراضا على شخص معالي الوزير الحالي أو غيره من وزراء أبناء شعبنا مطلقا، بقدر أعتراضي العلني  على نهج القطبين الحريصين على وجوب ربط مستقبل المسار السياسي لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ومصيره ضمن حدود مقعد وزاري يتيم، والا لماذا يكون من السهل على القيادتين أن يتفقا فجأة على استحقاقات أنتخابية مزورة، في وقت يصعب عليهما الاتفاق على الوحدة و شرعية الوجود ضمن بنود الدستور الوطني العراقي وفقراته.
   
صحيح أن تداعيات ما يسمى اليوم بالربيع العربي، هو نتاج التركيبة السياسية المهترئة  للانظمة الشمولية التي أستمدت شرعيتها من قمعها لابناء شعوبها لاكثر من نصف قرن متواصل، فلماذا يفترض بالشعوب الصغيرة المهمشة وعلى راسها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، أن يرضى بقيادات سياسية "عينتها" الاكثريات ثمنا لجهودها في استمالة أن لم نقل في كسب الراي العام لأبناء شعبنا واستوعابه ضمن المشاريع السياسية للاكثريات.
ولماذا يفترض بالصفوة من ابناء شعبنا، أن تسلك  الدروب التي جاءت على خيرة العقول والثروات الوطنية لجميع مواطني بلدان الشرق الاوسط، في واحدة من أهم واخطر المراحل التاريخية التي تمر على العراق. وللتأكيد على تأثير اسقاطات التهميش التاريخي على الوعي الجماعي للاقليات العرقية وتحديدا المسيحية منها في الشرق، سأنقل لغة السجال الذي يجري باللغة الكردية وليس بالسريانية كما يفترض بين مجموعة من ابناء شعبنا القادمين من تركيا وفي نفس االمقهى التي أدون فيها هذا المقال. علما أن النقاش هذا يجري بين مجموعة وصلت مملكة السويد قبل عقود من الدهر!! الامر الذي يؤكد، أننا فعلا أبناء شعب يعيش أجيالا مختلفة، ثقافات مختلفة واهداف مختلفة في زمن واحد.
اليوم وبعد سيل من المستجدات السياسية التي طفحت على السطح، حان الوقت للنخبة المثقفة واقول النخبة المثقفة وليس غيرها، ان تستيقظ من نومها العميق وتصرخ في وجه قياداتنا "المتنفذة" وتقول لهم: كفى الاستهتار بعقول هذا الشعب الذي فقد قدرة النطق منذ السقوط  المدوي 612 ق .م. ، وكفى تهميش هذا الشعب ونخبته  مقابل اغراءات ومصالح شخصية تقدمها تيارات واحزاب لاتنتمي  الى رحم هذه الامة.
لقد حان الوقت لينطق شعبنا الاخرس ويصرخ ولو مرة في وجه القيادات التي تحاول تعليق ملف فشلها على شماعة الظروف السياسية المعقدة والابعاد الطائفية البغيضة.  فشعبنا بحاجة الى القيادي الذي يفكر في احداث تغييرات  جذرية ضمن خطابنا الوطني، كخطوة استباقية لما سيحمله الحق الشرعي لابناء الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه من المفاجئات في المستقبل القريب.
أذ في الواقع، أن مسيرتنا الوطنية التقليدية حبلت وهي في زمن المعارضة، بقيادات سياسية فضلت تاجيل المواقف "القومية" الحاسمة بعدما أستمرأت نهج تخفيض سقف مطاليبها القومية، تفاديا لاحراج دوائر النظام السياسي المركزي واجهزته القمعية. في حين يجب على سياسي الشعوب الصغيرة أن يعوا، ان العراق تغير وفي طريقه أن يتغير أكثر بعد كل شد وجذب بين الفيدرالية في الاقليم والحكومة في بغداد. والمطلوب من الصفوة السياسية للاقليات أن تراجع خطابها الوطني ليتفق والمفاهيم السياسية الجديدة وفي مقدمتها حق تقرير المصير. هذا التحول الذي لم تستوعبه بعد قيادات الشعوب الصغيرة للاسف الشديد، رغم التغييرات الديموغرافية الجذرية التي قد يحدثها حق تقرير المصير في حال تحقيقه ضمن جغرافية الاقليم، وتحديدا ضمن سهل نينوى باعتباره من المناطق المتنازع عليها. فلماذا السكوت!!   

ومن المنطلق هذا يفضل كشف خلفيات الاتفاق السحري المفاجئ بين الاخوة الاعداء ودوافع السكوت المطبق حيال الاستعدادات الواجب اتخاذها خلال هذه المرحلة المصيرية ولاسيما بعد تعطيل لغة الحوار بين بغداد وكردستان. وأن مجرد أضفاء طابع الشرعية على ما يسمى بالاستحقاقات الانتخابية "المزورة" في سبيل الاستحواذ على المقعد الوزاري المخصص لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري،هو الدليل القاطع على استعداد هذه القيادات للتضحية بالثوابت القومية في سبيل تحقيق بنود أجندات لاتمت لمصالح شعبنا بصلة.

فشهادة الاستحقاقات التي حررها المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري وحقه في توزير عضو من اعضاء المجلس، صّدقها السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية وايدها بدون تردد، رغم كيل الاتهامات وتراث التخوين الذي ظل يفصل بين الطرفين المتخاصمين حتى الامس القريب.
أدناه ننشر جانبا من حديث السيد يونادم كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية، ادلى به في الندوة التي اقامها في مدينة (ورن) محلية الحركة الديمقراطية الاشورية في ولاية مشيكان، بتاريخ 19-8-2008 :
"نحن في الحركة لانؤيد مشروع الحكم الذاتي لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى. لآن المشروع مدفوع من قبل حكومة أقليم كردستان، يتبنى مشروع رابي سركيس اغاجان وزير المالية والاقتصاد في حكومة اقليم كردستان، وسركيس هو كادر متقدم في الحزب الديمقراطي الكردستاني وهو ينفذ برنامج واجندة الحزب المذكور".
قد يستغرب القارئ الكريم عن الصحوة المفاجئة  ضمن مضمون الخطاب السياسي لقيادتي للمجلس الكلداني السرياني الاشوري والحركة الديمقراطية الاشورية في وقت واحد ويتساءل: هل يمكن القول أن تحركات رئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني وطروحاته المشروعة في حق الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه، أيقظت مخاوف القيادتين نحو عواقب التحديات المحدقة بمستقبل الاقليم؟  أم أن لغة التفاهم المفاجئ كانت بندا من بنود الاتفاقية التي جاءت نتيجة اتصالات سرية، جرت خلف الكواليس بهدف تقسيم الادوار الرئيسية بين العراقين وفي غياب بقية الاحزاب والمنظمات السياسية التابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري؟
وأنا شخصيا أحبذ التساؤل الاول وأتمنى من قياداتنا السياسية كافة وفي مقدمتها قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري أن يتحملا مسؤوليتهما التاريخية ويطرحا خلافاتهما جانبا في سبيل ايجاد الية القواسم الوطنية المشتركة في العيش بحرية وسلام ضمن عراق ديمقراطي وفيدرالي عادل.

284
لا لمحاكم التفتيش بحق رجالات ديننا!!
بقلم
أوشـــانا نيســـان

oschana@hotmail.com
لاتقتصردعوات الانسلاخ عن الجلد والتمرد على الذات والهوية التي وحدتنا لالاف السنين، تلك التي تستهدف وجود وكيان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الصميم، لا تقتصر هذه المرة على مجرد حفنة من الاجتهادات الفردية لهذا المنظّر المركون بهاجس السلطة، بل ستطال لامحالة، بنيّة الكيان العرقي الذي يحتضننا جميعا باعتبارنا سليلي اقدم حضارة انسانية وجدت على ضفاف دجلة والفرات. لآن ملف هذا التمرد هو من النوع الذي يسبق مؤامرات التفكيك ومن ثم اعادة الانتاج بالشكل الذي ينسجم ومصالح حفنة من المتمردين رغم الاثارالسلبية لهذا التمرد على مستقبل ابناء شعبنا ضمن المعادلات السياسية لمستقبل عراق ديمقراطي يفترض به أن لايترك هامشا لاستبداد الاكثريات ولا عبث الاقليات من جديد.
علما أن الظاهرة هذه ليست ظاهرة تلقائية كما يعتقد الكثيرون، بل تستمد قوتها من الاوراق المتناثرة للتراث التعسفي الذي زرعته الانظمة الدكتاتورية في ضمير ووعي الاكثرية من أبناء الشعوب العراقية، وتحديدا عقلية الشعوب المهمشة، ذات المرجعيات المخالفة للوحدة، الى جانب حقيقة عدم تبلور الوعي القومي لدى معظم العائدين الجدد، أولئك الذين خذلتهم شعارات الاممية والعروبة لعقود ويحاولون اليوم عبثا العودة الى احضان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من خلال الاحتماء وراء حرمة جدران الكنائس أوقدسية الدين الذي غالبا ما اعتبروه مجرد أفيون لتخديرالشعوب.
لعل الاشكالية هذه تقع، حول القراءة الخاطئة للمشهد السياسي لعراق بدا لتوه ينهض من بين ركام النظم التوتاليتارية ليعيد بناء نفسه ديمقراطيا. فالتساؤلات التي يطرحها منظري التيارالكلداني المنشق على طاولة نيافة المطران مار ربان القس، يمكن قراءتها من خلال هذا البعد، بعدما حاولوا عمدا تشويه مضمون زيارته الاخوية لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الاشورية.

حيث بدلا من الاستفادة من تجارب الشعوب التي تحتضننا في الغرب وجني ثمارعصرالعولمة، وفي مقدمتها تجارب الثورة الفرنسية التي نجحت وللمرة الاولى في التاريخ عام 1789 في فصل الدين عن السياسة، يحاول منظري الديمقراطية العرجاء، لي عنق الحرية وتشويه مفهوم الحداثة في زمن العهر السياسي، رغم ان الحداثة وجدت لتؤسس المهاد الفكري للتحديث وتدفعه الى الامام.
حيث المطلع على تاريخ شعبنا يقّر، أن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري عموما هو شعب كنسي بأمتياز، لآن ايمان شعبنا بالمسيحية، سبق مسيحية جميع الشعوب وبلدان الغرب بما فيها روما لاكثر من 313 عام. ودفع ثمنا باهضا جراء هوية مسيحيته في محيط مثلما لم يتقن فن العدالة والمساواة في الحياة، لم يجرب بعد فن  الديمقراطية السياسية رغم مرور مئات السنين. فلماذا يفترض بنا اليوم، أن نلغي هذه الحقيقة التاريخية ونتمرد على ربّاني مركب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري،أولئك الذين قدرلهم ان يبحرا بنا وفي محيط متلاطم لقرون من الدهر. فاذا غرق المركب لاسمح الله غرقنا معا واذا نجا المركب نجونا معا. علما ان المسؤولية التاريخية تفرض علينا جميعا، أن نبحث عن الاجابات البديهية لتساؤلات عدة وفي مقدمتها:
لماذا يجب علينا ان نشك بالزيارة الربانية"اليتيمة" التي قام بها نيافة المطران مار ربان القس الى قداسة البطريرك ماردنخا الرابع، ولا نشك بالزيارات المكوكية التي تمت وتلك التي تنتظردورها ضمن أجندة الاكثرية من رجالات ديننا الى معاقل القيادات السياسية بما فيهاغير المسيحية في العراق؟ ثم لماذا لانجعل من زيارة الربان، فاتحة خير للمسيرة الوحدوية التي تاخرت لسبب او اخر لآكثر من 460 عاما؟
 أذ الواضح أن مجرد عدم تجاوب غبطة المطران مع بنود أجندة "التمرد"، أبتداء من رفضه التوقيع على رسالة بطريركية بابل الكلدانية الى بول بريمر عام 2003، ومرورا برسالة البطريرك الى سيادة رئيس الاقليم، يطالبونه فيها بالتأكيد على الهوية الكلدانية وفصلها عن أخواتها، لا يثبت عدالة قرارت محاكم التفتيش الجديدة وحرص حكامها على تشويه مضمون الزيارة تلك من خلال ربطها بأجندات موهومة، منها تقديم الطاعة والولاء لغير البطريرك الكلداني أوالانتماء الى هوية قومية اخرى غير الكلدانية، كما يكتب السيد نزار ملاخا ضمن مقاله المنشورعلى صفحة عينكاوا. رغم أن الزيارة تلك جاءت مكملة لقول سيدنا المسيح: "طوبى لصانعي السلام ، لأنهم أبناء الله يدعون"، (متى7: 19).
ومن الواقع هذا، يفترض بكل علماني غيور، أن يتسامى فوق الجراحات المذهبية التي زرعها "المبشر الاجنبي" بهدف زعزعة الصفوف ويقّر ولو مرة، ان غبطة المطران مار ربان القس حاول جاهدا اعادة قاطرة الوحدة التي حرفها علمانيي شعبنا ووضعها على سكتها الصحيحة!! فالمطران على بينة من القول القائل:أذا صلحت عين ماء صلحت سواقيها.
صحيح أن الاحزاب والحركات السياسية الاشورية  وفي طليعتها القيادات "التقليدية"، أخفقت تماما في توحيد صفوف نضالها السياسي حتى في مرحلة الكفاح المسلح،أي المرحلة التي سبقت عملية ولادة جميع الاحزاب والتنظيمات السياسية (الكلدانية والسريانية) داخل الوطن بعقود من الدهر. لذلك من الطبيعي جدا أن تخفق القيادات نفسها في خلق الثقة المطلوبة في قلوب الناس قبل الحديث عن وجوب الالتفاف حول رؤية سياسية موحدة بعد الاطاحة بالنظام المركزي عام 2003.
لآن غياب النموذج السياسي "الوحدوي" الذي كان يفترض به أن يكون جاهزا ليكون بامكان "الاحزاب الجديدة" الاقتداء أوحتى الاهتداء به فيما بعد، لم يحدث بسبب دكتاتورية الاكثريات كما تعودنا أن نسمع، وانما بسبب ضيق صدر القيادات" المخضرمة"، بالتعددية والمشاركة السياسية في سبيل الظهور بمظهر الممثل الاول والاخير ليس فقط لابناء شعبنا الاشوري وانما لجميع أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
هذه الظاهرة التي شكلت جوهرالانتقادات التي نشرتها والكثيرين من مناصري التعددية في الفكروالوحدة ضمن اعلامنا القومي قبل اكثر من 25 عاما. بعدما أظهرت النتائج جليّا، ان نهج هذا السياسي المصّنف "اشوريا" يفتقد الى ابسط المعاييروالثوابت السياسية. الامر الذي من شانه تحريف مسيرة التوجه نحو الوحدة والتاخي، وبالتالي افشال فكرة بناء الوحدة الحوارية التي تمكننا من ترسيخ جذور شعبنا داخل الوطن وخارجه.
رغم أن الكل يعرف، أن بذورالخلل في طروحات قيادات الشعوب العراقية "الصغيرة" منها شعبنا، واستقواء حفنة واقول مجرد حفنة من قياداتها على رقاب أبناء شعبها المضطهد، مصدرها سلطة الاكثريات واغراءاتها التي يصعب مقاومتها من قبل العديد من السياسيين. حيث يظهر الواقع أن النظام السياسي للاكثريات بدأ وللاسف الشديد في الحديث عن الديمقراطية قبل التفرغ من مهمة اعادة بناء عقلية المواطن العراقي  لتندمج والنظام الديمقراطي رغم مرور أكثر من تسع سنوات.
أذ بدلا من التعرض الى جذور أزمة النظام المركزي وخلفيات أزمة النظام الطائفي، بدأت الحكومات تلك في التعرض عمدا الى ذيول المشكلة و نتائجها!!
ومن المنطلق هذا نقول، أن القيادات "التقليدية" التي اخفقت في التسلل الى ضميرالاكثرية من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري رغم دكتاتورية النظام وقساوة اجهزته القمعية، أصبح من الصعب عليها اليوم ان تتعامل بجدية مع ثوابت الوحدة في زمن المزايدات وعصر الهرطقة.
شعبنا بحاجة اليوم الى قيادات سياسية شابة ذات مرجعية فكرية نزيهة وخلفية سياسية لاتتعارض وثوابت وحدتنا القومية رغم اختلاف التسميات والاجتهادات الفردية لهذا الطرف أو ذاك، ليتسنى لنا تفعيل دورنا الوطني والحضاري العريق ضمن المشاريع السياسية العراقية بالشكل الصحيح.
فليكن معلوما على قيادة "التيار الكلداني المنشق"، ان الغبن أو التهميش الذي نهش وينهش في ذواتنا لقرون متواصلة، لايحمل بصمات الانتماء الى وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري مطلقا. وأن قياداتنا الكنسية وعلى راسها قداسة البطريرك مارعمانوئيل دلي، بطريرك كنيسة بابل الكلدانية، قداسة البطريرك مارإغناطيوس زكا الأول عيواص، بطريرك الكنيسة السريانية في العالم وقداسة ماردنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، يجب أن يفتخر جميعا بقول سيدنا المسيح وهو يختار مدينة نينوى من بين جميع مدن العالم ليمجد عدالة ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ولا عدالة أورشليم ولا حتى روما، بأعتبار نينوى عاصمة كوزموبوليتية للعدالة العالمية في عصرها بقوله:
"رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان ( متي 12:41).




285
المنبر الحر / وعد الحر دين!!
« في: 19:42 17/02/2012  »
وعد الحر دين!!

أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
ثلاثة قرارات مثلما غيرت مجرى الحدث الذي شغل بال الالاف من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في عينكاوا لاكثر من شهور، ستغيير لامحالة مسيرة الاحداث السياسية المفجعة في منطقة الشرق الاوسط والعالم بأجمعه. ففي صباح يوم الخميس المصادف 16 شباط 2012، يتصل مسؤول مكتب رئيس اقليم كردستان، بديوان محافظة أربيل ليبلغه عن قرار وقف مشروع الأبراج الأربعة فورا، مع احالة ملف المشروع الى القضاء الكردستاني. وفي جلسة خاصة للبرلمان الكردستاني عند ظهر اليوم نفسه،  يصّوت البرلمان على ترشيح نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني السيد نيجيرفان البارزاني رئيسا للحكومة الكردستانية المقبلة.أما في مساء اليوم المذكوراعلاه، تبنت الجمعية العامة للامم المتحدة وبغالبية كبيرة قرارا يدين القمع في سوريا ويدعم جهود الجامعة العربية لضمان انتقال ديموقراطي في سوريا، رغم معارضة موسكو وبكين للقرار.
الواضح أن البند الخاص بالاصلاحات والتغييرات السياسية التي تحملها أجندة الحملة التي يقودها رئيس الاقليم ضد كل ما يندرج تحت بند الفساد الاداري والمالي في الاقليم الكردستاني، هو القاسم المشترك ضمن القرارات الثلاث رغم محلية الطابع للقرارالاول، واقليمية القرار الثاني بالاضافة الى عالمية المطلب الثالث والقاضي بوجوب تغيير بنيّة الامم المتحدة، وتجديد أسلوب اتخاذ القرارات الدولية ضمن مجلس الامن، بالتالي اصلاح تركيبة الجمعيات التابعة للامم المتحدة لتتفق ومنطق العصر، تحافظ وتصون حقوق الفرد والشعوب ولا مجرد الحرص على مصالح الدول المنتصرة عام 1945.
أذ جاء قرار رئاسة الاقليم في وقف المشاريع "المشبوهة" تلك التي تمسّ ضمير المواطن الكردستاني وتتجاوز على مصالحه بما فيها مشروع بناء الابراج الاربعة، اتساقا ورغبة رجالات الدين المسيحي، وجهاء المدينة بالاضافة الى جهود جميع منظماتنا وسعي قياداتنا السياسية بضمنها السيد روميو هكاري سكرتير حزب بيت نهرين الديمقراطي، في وقف جميع المشاريع الهادفة الى تغيير ديمغرافية الوجود القومي –الوطني لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في عموم العراق. رغم سيل من الاتهامات الباطلة التي تسددها جهات مغرضة ومشبوهة واخرها اتهامات السيدة تيريزا ايشو من الدانمارك والجهة التي يفترص أنها سددت فاتورة حملة تشويه سمعة السياسي الشاب روميو هكاري بعدما نجح و للمرة الاولى في تاريخ العراق الحديث، في ادخال وجود وحقوق أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن بنود دستورالاقليم الكردستاني.
هذه الصفوة السياسية " الجديدة" التي ناضلت وتناضل من دون كلل في سبيل توسيع دائرة القيادات السياسية لتتسع وكل سياسي نزيه أو مثقف عضوي من أبناء شعبنا الابي دون الاحتماء وراء الاسوار الحزبية الضيقة أوالاختفاء وراء الاقنعة العشائرية التي عفى عليها الزمن،لا لشئ الا بهدف تغيير النمط السياسي العفن واصلاح البيت القومي الكلداني السرياني الاشوري من الداخل.
أذ يبدوا لي ومن خلال متابعاتي المتكررة لخطاب "حفنة" من قياداتنا السياسية أنها وللاسف الشديد هي فعلا قيادات مخترقة تماما. والا كيف يمكن لكاتبة من الدانمارك او غيرها من المتصيدين في الماء العكر، ان ينشرا علنا باسم هذا التنظيم القومي أوذاك داخل الوطن، لولا أرتفاع حرارة خطوط التواصل الاجتماعي بين الداخل والخارج بهدف تسريب معلومات" سرية" لم يتم مناقشتها بعد أو طرحها على طاولة الحوارات السياسية لتجمع تنظيماتنا السياسية في الداخل.
وفي الختام نؤكد من جديد، أن اجواء المصالحة السياسية أوالتالف الاخوي الذي بدأ يخيم من جديد على بذور التغييرات التي زرعتها القيادات الشابة وعلى راسها مرشح رئاسة الوزراء القائد الشاب نيجيرفان البارزاني في ثرى الاقليم الكردستاني، من شأنها أن تفلح في أحداث تطورات فكرية وتنموية قد تنجح هذه المرة في تحقيق جميع طموحات الشعوب الكردستانية والعرقية انشاءالله.   

286
نيجيرفان بارزاني وحكومة الشراكة الوطنيّة
أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
يذكرنا تاريخ حضارات الشرق، أن المنتصر هو من يكتب التاريخ، ولكن التاريخ نفسه أثبت، أن المنتصر هو من يبن أو يشارك في بناءالوطن ويؤسس لبناء نظام حكم  يحكمه منطق العقل ،العدالة والديمقراطية. ولربما من المنطلق هذا قررت القيادات السياسية "الشابة" في العراق الجديد وعلى رأسها فخامة السيد نيجيرفان البارزاني، على وجوب ترسيخ مؤسسات  التجربة الديمقراطية ابتداء ونهج ترسيخ بنيّة النظام السياسي وتطوير اقتصاد الاقليم، أتفاقا والحقوق المشروعة لجميع مكونات الشعوب الكردستانية واستحقاقاتها القومية، ولا بالاتفاق مع رغبة القيادات التقليدية وقراراتها الفوقية، كما جرى في العراق منذ تشكيل أول حكومة عراقية عام 1921 ولحد السقوط عام 2003. حيث المعلوم أن من يعطي الاوامر بحكمة يتلقى الطاعة بسعادة.
من هنا نقول أنه يفترض بكل مواطن غيور أو مثقف عضوي أن يدعم ألخطاب "العصري" ويقديره عاليا في سبيل انجاح هذه التجربة السياسية التي تقودها "النخبة الشابة" من قيادات شعوب غالبا ما نعتتها أجهزة النظم الشمولية في بلدان الشرق الاوسط، بالشعوب "المتخلفة" أو " المواطنين من الدرجة الثانية".
ففي خضم الاستعدادات المكثفة التي يجريها السيد نيجيرفان البارزاني هذه الايام، في سبيل تشكيل كابينة وزارية جديدة تشمل مختلف المكونات السياسية والعرقية الكردستانية، بما فيها حركة التغيير التي يترأسها السيد نوشيروان مصطفى، فأن البارزاني لم يتردد يوما في دعوة  تجمع التنظيمات والاحزاب السياسية الكلدانية السريانية الآشورية، للمشاركة ضمن حملة الاستعدادات، بهدف الاشراك ومناقشة عملية بناء خطاب سياسي جديد من شانه أن ينجح في تشكيل الحكومة التي تمثل جميع مكونات الشعوب الكردستانية من دون تمييز. رغم أن ديمقراطيات الغرب أثبتت أنه لاديمقراطية من دون معارضة برلمانية- حقيقية من شأن الاخيرة اختبار نهج السلطة التنفيذية وتقويم أداءها السياسي.
"يسعدني موقفكم الموحد والتنسيق بين كل هذه التنظيمات والاحزاب السياسية لشعبكم الكلداني السرياني الاشوري". بهذه العبارة رحّب نيجيرفان البارزاني بقياداتنا في دار ضيافة أربيل يوم الاثنين بتاريخ 7 شباط الماضي.  كما وحث نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني جميع المتمردين على وحدة شعبنا وفي طليعتم السيد أبلحد أفرام سكرتير الاتحاد الديمقراطي الكلداني في العودة الى حضيرة الامة، والتشبث بالقواسم المشتركة التي تجمعنا في سبيل توحيد الكلمة والراي وبالتالي كسب الاعتراف الشرعي بحقوقنا الوطنية في سبيل وقف نزيف الهجرة والبقاء على أرض الاباء والاجداد.

هذه الدعوة  أي "دعوة المصالحة" تأت في طليعة قائمة أولوياتنا القومية في وقت لم تستقر فيه بعد الملامح السياسية الحقيقية لعراق ما بعد الدكتاتورية، رغم أن الاكثرية من قياداتنا السياسية وتحديدا "المتنفذة" منها، فضلت لسبب أو أخر في تهميش هذا المطلب ان لم نقل الغاءه تماما، ورغم سلبيات التهميش هذا على وجودنا وحقوقنا القومية- السياسية ضمن عراق ديمقراطي فيدرالي عادل.
حقا أن القيادة حمل ثقيل لايصلح لها الا القيادي الحكيم الذي يعترف باخطاءه، لآن الاعتراف بالاخطاء دليل قوة والنضج والانصاف والثقة بالنفس، والسيد نيجيرفان البارزاني من معدن القادة التاريخين حين يعترف أمام قيادات شعبنا كافة ويقول:
أن الاحزاب والمنظمات السياسية العراقية وبجميع مشاربها السياسيةوالمذهبية، ساهمت بشكل أو بأخر في أستغلال وجود وممثلي الشعوب الصغيرة في سبيل تحقيق ماربها الحزبية الضيقة. ولكنني أواعدكم اليوم أن حزبنا حزب الديمقراطي الكردستاني سوف لم ولن يلجأ مرة أخرى لتنفيذ هكذا السياسات مطلقا!!  لآن الواضح أن دبلوماسية البارزاني "الشاب"، تعكس الكثير من مفردات الايديولوجية البارزانية باعتبارها خطابا سياسيا متكاملا لتحرير جميع الشعوب المضطهدة ضمن الفيدرالية الكردستانية وفي طليعتها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
ومن المنطلق هذا استمع دولة المرشح لرئاسة وزراء الحكومة الجديدة جيدا الى قائمة هموم ومطاليب قياداتنا وفي مقدمتها ملف الاعتراضات الشعبية ضد ما يسمى بمشروع الابراج الاربعة في مدينة عينكاوا، وما خلفه المشروع من الاثار السلبية في ضمير ونفوس الاكثرية من أبناء المدينة. حيث وافق فخامة الرئيس مباشرة على طلب قياداتنا ورغبتها في وقف هذا المشروع نهائيا. الامر الذي رحب به السيد البارزاني في حال رفضت قياداتنا السياسية والروحية بناء هذه الابراج في عينكاوا. علما أن وعد فخامة الرئيس في وقف المشروع، هو قرار نهائي من شأنه أن يطوي على ملف المشروع والى الابد.
وفي الختام نتمنى للسيد نيجيرفان البارزاني وطاقمه السياسي أن يفلحا في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية بأسرع وقت ممكن في سبيل تحقيق جميع البنود، الاهداف الوطنية ، التنموية والاجتماعية التي ثبتها على صدر أجندة الكابينة السابعة في الاقليم الكردستاني.
 

287
وداعا أستاذنا الجليل الاب يوسف سعيد

أوشـــانا نيســـان
نعّزي انفسنا وأبناء شعبنا قبل ذوي الكاهن والاديب الراحل يوسف سعيد، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته . نتضرع للباري عزوجل أن يسكن الاب الشاعر فسيح جناته بين الابرار من شهداء مذابح كنائسنا منذ فجر المسيحية في بلدان الشرق الاوسط ولحد الان.
"أنني لم أجد في حياتي كاهنا بهذه الروعة الشعرية العميقة في الحياة"، سنجعل من كلمات هذه الشهادة التاريخية التي نطق بها رائد الادب العربي ميخائيل نعيمة، بمثابة الكلمات الذهبية التي يفترض بها أن تصّب على صدر بلاطة ضريح  الاب المرحوم يوسف سعيد.
يفترض بالغربة والموت بعيدا عن الوطن،أن يكون عنوان الديوان الشعري الذي لم يكمله الاديب الراحل يوسف سعيد أولربما حجبه رقيب الموت عن الصدور. حيث في الواقع يمكن أختزال اسقاطات واقع "البعد عن الوطن"  بحدود الصياغات الشعرية والصور الخيالية التي نسجتها مخيلة الراحل كلمة كلمة ضمن أوراق دواوينه، بالاضافة الى أتون الغربة التي تعود للاسف الشديد أن يتفنن في تغييب أسماء لامعة من لائحة ما تبقى من فطاحل الادباء ومثقفي شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بلارحمة ولاشفقة.
لنا مع الكاهن شهادة تاريخية وضعناها معا على كف التاريخ قبل أن يرحل، وذلك بعدما طبعت مفردات الشهادة تلك عنوانا على غلاف باكورة أعمالي وكتابي تحت عنوان " الواقعية في الفكر الاشوري المعاصر".
وللحق يقال، مثلما لم يسبق لي رؤية الاديب الفقيد ولو مرة أو حتى مقابلته طوال حياتي، بأستثناء قراءاتي للفيض الادبي الذي كان ينشره على صدر الجرائد العربية، وتحديدا تلك التي كانت ولايزال تصدر من لندن. ولكنني أخترت الاديب الفقيد من بين جميع كتاب أبناء شعبنا، أن يكتب المقدمة لكتابي المذكور اعلاه. فكتب مشكورا فيها:
" ستبقى يراعة أوشانا نيسان كهواء شفاف يداعب موجة بحرية، ويصنع من وردة الماء مظلة رقيقة الجوانب تستظل تحت افيائها زهرة أشور. بينما يونان النبي يحبك في ظل اليقطينة اكثر من قصيدة في حب نينوى، ويرفع فيها ليل الابتهالات الى شرفات بيارق في أشور، لك يراعة فضيلة فمزيدا من العظاءات أيعا العزيز اوشانا". بولنا ذكريات مع الاديب المرحوم.
بهذه الكلمات النيرة التي اقتطفتها من فضاءات الاب الفقيد يوسف سعيد نختم رسالتنا الاخيرة لآستاذنا ونصلي من أجل كاهننا أن يمنهه الراحة الابدية، أمين

     

288
وداعا أستاذنا الجليل الاب يوسف سعيد

أوشـــانا نيســـان
نعّزي انفسنا وأبناء شعبنا قبل ذوي الكاهن والاديب الراحل يوسف سعيد، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته . نتضرع للباري عزوجل أن يسكن الاب الشاعر فسيح جناته بين الابرار من شهداء مذابح كنائسنا منذ فجر المسيحية في بلدان الشرق الاوسط ولحد الان.
"أنني لم أجد في حياتي كاهنا بهذه الروعة الشعرية العميقة في الحياة"، سنجعل من كلمات هذه الشهادة التاريخية التي نطق بها رائد الادب العربي ميخائيل نعيمة، بمثابة الكلمات الذهبية التي يفترض بها أن تصّب على صدر بلاطة ضريح  الاب المرحوم يوسف سعيد.
يفترض بالغربة والموت بعيدا عن الوطن،أن يكون عنوان الديوان الشعري الذي لم يكمله الاديب الراحل يوسف سعيد أولربما حجبه رقيب الموت عن الصدور. حيث في الواقع يمكن أختزال اسقاطات واقع "البعد عن الوطن"  بحدود الصياغات الشعرية والصور الخيالية التي نسجتها مخيلة الراحل كلمة كلمة ضمن أوراق دواوينه، بالاضافة الى أتون الغربة التي تعود للاسف الشديد أن يتفنن في تغييب أسماء لامعة من لائحة ما تبقى من فطاحل الادباء ومثقفي شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بلارحمة ولاشفقة.
لنا مع الكاهن شهادة تاريخية وضعناها معا على كف التاريخ قبل أن يرحل، وذلك بعدما طبعت مفردات الشهادة تلك عنوانا على غلاف باكورة أعمالي وكتابي تحت عنوان " الواقعية في الفكر الاشوري المعاصر".
وللحق يقال، مثلما لم يسبق لي رؤية الاديب الفقيد ولو مرة أو حتى مقابلته طوال حياتي، بأستثناء قراءاتي للفيض الادبي الذي كان ينشره على صدر الجرائد العربية، وتحديدا تلك التي كانت ولايزال تصدر من لندن. ولكنني أخترت الاديب الفقيد من بين جميع كتاب أبناء شعبنا، أن يكتب المقدمة لكتابي المذكور اعلاه. فكتب مشكورا فيها:
" ستبقى يراعة أوشانا نيسان كهواء شفاف يداعب موجة بحرية، ويصنع من وردة الماء مظلة رقيقة الجوانب تستظل تحت افيائها زهرة أشور. بينما يونان النبي يحبك في ظل اليقطينة اكثر من قصيدة في حب نينوى، ويرفع فيها ليل الابتهالات الى شرفات بيارق في أشور، لك يراعة فضيلة فمزيدا من العظاءات أيعا العزيز اوشانا". بولنا ذكريات مع الاديب المرحوم.
بهذه الكلمات النيرة التي اقتطفتها من فضاءات الاب الفقيد يوسف سعيد نختم رسالتنا الاخيرة لآستاذنا ونصلي من أجل كاهننا أن يمنهه الراحة الابدية، أمين

     

289
لا تزدهر الورود في ظل الربيع العربي!!
بقلم
أوشـــانا نيســـان / السويد

oschana@hotmail.com
"عندما تتصارع الفيلة يسحق العشب ". مثل بريطاني ينطبق وصراع القوى الاقليمية والعالمية ضد مشروع عراق ديمقراطي فيدرالي عادل. فالمشهد السياسي الذي خلقته الحكومات الوطنية بأسم الشراكة الوطنية، خلف تراثا طائفيا،مذهبيا وسياسيا معقدا في طريقه أن يسد جميع منافذ العقل وافاق التطور والتسامح الديني في العراق. لابسبب الخلل ضمن النموذج الديمقراطي كما يفترض، بل لاعتبارات الخلل المستشري ضمن طروحات الصفوة السياسية التي أخفقت رغم مرورثماني سنوات في اعادة بناء عقلية المواطن العراقي الذي يفترض فيه أن يطمح الى تكريس مؤسسات الديمقراطية العدالة الاجتماعية ومبدأ قبول الاخر، ولا التشبث باهداب الماضي في سبيل تمرير مهمة خلط الدين بالسياسة. 
اما في الاقليم وبسبب حساسية تجربة الديمقراطية في الاقليم بجواراعتى دكتاتوريات الشرق، فأنه يجب الاسراع في تطبيع الاوضاع السياسية واعادة الامور الى نصابها بعد الاعتداءات الهمجية التي طالت أبناء وممتلكات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والاخوة الايزيدين. وأن الهجمة هذه مثلما ستسئ الى العملية الديمقراطية كما صرح رئيس الاقليم، كذلك هي بمثابة ناقوس خطر على الوضع الامني والتعايش السلمي للمكونات في الاقليم، يؤكد السيد رئيس مجلس وزراء كردستان الدكتور برهم صالح.

علما أن طمأنة المكونات الاقلوية غيرالمسلمة في كردستان، والاعتراف بحقوقها التاريخية ووجودها جنبا الى جنب بقية أبناء الشعوب الكردستانية، مثلما هو صك الاعتراف الدولي بمصداقية نهج القيادات الكردستانية واصرارها على دمقرطة العمل السياسي الذي يتفق والتعددية العرقية، الفكرية والسياسية في الاقليم، بالقدر نفسه هو الاعتراف بفشل تجربة النطم العربية من المحيط الى الخليج.

صحيح أن الاقليم الكردستاني كغيره من الاقاليم وبلدان الشرق الاوسط، تعرض ويتعرض بعنف الى رياح التغيير والاصلاحات من النوع الذي وعد بها السيد رئيس الاقليم مسعود البارزاني، ولكن الفيدرالية الكردستانية بوصفها أول انجاز سياسي تاريخي  تحقق بعد مظلومية عقود من الدهر، لاتنتظر خريفا مشابها لما يسمى بالربيع العربي الذي جاء على حصيلة عقود من التراث الفكري والذهني للعقول العربية العلمانية والليبرالية وأمال الملايين من الشباب المتظاهرين والمحتجين في عواصم بلدانهم. ولاسيما بعدما نجحت الجماعات السلفية والحركات الاسلامية وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين في مصر واتباعها في  تونس، المغرب وغيرها من الدول العربية في تحويل النتائج المضمونة لها عبر صناديق الاقتراع، معبرا شرعيا لاحتلال السلطة السياسية واجبار العلمانيين للاعتراف بخسارتهم.
من المنطلق هذا سيكون من السهل على المتابع فك رموز اللغز القابع وراء عنف الغوغائيين وهجماتهم المغلفة بستار الدين الاسلامي الحنيف ضد وجود وممتلكات الاقليات غير المسلمة وتحديدا ضمن الاقليم الكردستاني هذه المرة. لآن تجربة الديمقراطية التي يرعاها رئيس الاقليم وحكومته منذ سقوط الطاغية عام 2003 ، عكّرت مخادع أولئك الذين لم يتقنوا بعد مبدأ الاحتكام الى سلطة الشعب. في وقت يعرف فيه الجميع، أن الاقليات المسيحية وغير المسلمة في العراق، لم تتردد يوما في دفع فاتورة الخلافات المذهبية والصراعات الطائفية ضمن العراقين القديم منه والجديد، اتساقا مع نهجها القاضي بدفع الغالي والنفيس من أجل حرية المواطن العراقي وكرامته الوطنية.
لذلك لا نستبعد اليوم قطعا ما ذهب اليه النائب الدكتور محمود عثمان بقوله: "هناك أياد خارجية تحرك أعمال العنف في الاقليم مستغلة الاختلاف الديني وردود الافعال بهدف التاثير على الامن". أذ الواضح أن  الوطن بوضعه الحالي لايحتمل المزيد من الصراعات المبنية على الدين وخلافات المذاهب، فاما الديمقراطية والعدالة الاجتماعية لجميع أبناء العراق بمن فيهم أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري واما السير نحو الهاوية.

أما السؤال الذي يقدح في ذهن الكثيرين من ابناء شعبنا بعد الاعتداءات هو: اذا كان الهدف منها كما هو واضح هو القضاء النهائي على الوجود القومي – الوطني لآبناء شعبنا المسيحي في العراق، لماذا لا نرفع سقف المطالبة بالحقوق الوطنية للتفق وصراع التهديد الديني ونهج ألغاء وجودنا التاريخي داخل الوطن.  ولاسيما بعد تجاوز تهديدات قوى الشروالظلام جميع خطوط الحمر لتبلغ خيارالفصل ما بين الذبح داخل الوطن أوالهجرة الجماعية.
أما الحل الوطني العادل فلايكمن باعتقادي في المضي قدما في المطالبة بفرز مناطق أمنة لهذه الاقلية الدينية اوالعرقية في عراق غيرديمقراطي وغير مستقر. لآن الطروحات الوطنية تتغير وفق تطورالعصرومستلزماته. عليه يجب مطالبة قيادة الاكثريات الحاكمة في رفع سقفها الذهني واشعارها بمسؤوليتها الوطنية قبل الاقليات المحكومة. بحيث يصبح الحاكم والمحكوم سواسية أمام العدالة العراقية النزيهة هذا اذا وجدت العدالة. وقتها فقط سيتردد "الاسلامي المتطرف" في التفكير بذبح المواطن المسيحيي المسالم باسم الدين، قربانا على دكات السياسة النتنة ومؤامرات الاجنبي.
علما أن رد السيد رئيس الاقليم وهو في زيارة لقضاء زاخو ودهوك عشية الاعتداءات الوحشية جاء حازما عندما قال: " منذ اكثر من 20 سنه لم احمل السلاح لكن بعد احداث زاخو وسميل ودهوك فسأكون اول من يحمل السلاح، مادامت المساله وصلت فوق خط الكفر".
أي أن الرئيس على علم بخلفيات هذه المؤامرات "المبرمجة" بأعتبارها أكبر بكثير من بطانة مجرد خطيب يقتطع مجموعة من الاميين والعاطلين عن العمل ليحشو عقولهم بأفكار بالية ويحرضهم على شرعية قتل وتهجير مسيحي كردستان بأعتبارهم من الكفرة. وأن الرئيس مدرك ايضا، أن الاستقرار السياسي الذي رسخه في الاقليم، هو المستهدف الاول والاخير ولا الوجود الاقلوي- المسيحي، كما تؤذن أبواق الفتنة. واللجنة التي شكلت للتحقيق في الاحداث وبقرار منه، كفيلة في كشف ذيول المؤامرة واتخاذ الاجراءات القانونية بحق المسؤولين ومعاقبتهم.     
وختاما فان مسئوولية كشف حيثيات المؤامرات التي تستهدف تجربة الديمقراطية في العراق، مثلما هي مسؤولية كل مواطن عربي، كردي او أقلوي بأمتياز، كذلك هي مسؤولية القيادات السياسية في بغداد ورئاسة الاقليم بالدرجة الاولى. حيث يعرف الكل، أن حرص رئيس الاقليم على تنفيذ البند الخاص بوجوب ترسيخ الامن والطمأنينة في الاقليم، بات يقلق افكارحفنة من "السياسيين" العراقيين ويعكرمخادع دول الجواروأعداء الانجازات التي تحققت في كردستان وفي زمن قصير. ولاسيما أولئك الذين فشلوا رغم امكانيات الدولة العراقية الهائلة في تهيئة الارضية الملائمة لأخصاب بذورديمقراطية مشابهة لديمقراطية كردستان في ثرى العراق العربي والذي تراجعت مكانته للاسف الشديد لتصل اليوم الى مصاف أفقر دول في العالم كالصومال، هايتي، وبورما، طبقا لمنظمة الشفافية العالمية 2011.

290
أول رئيس عراقي يحمل قلبا بحجم الوطن!!
بقلم
أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
" غريب كيف قدروا يكتشفوا الليرة التي بلعتها ولايفلحوا في كشف المليارات التي تسرق يوميا من أموال وقوت هذا الشعب ".  المشهد الدرامي المذكورهو جانبا من المسلسل الانتقادي الذي قدمه الفنان العربي الكبير دريد لحام قبل عقود من الزمان، يصف فيه واقع الثقة المهزوزة بين الرؤساء ومواطنينهم في  جميع البلدان العربية.
السر هذا الذي كشفه الفنان العربي، يتفق وخلفيات الحملة الاعلامية التي سبقت الزيارة الاخيرة لرئيس الجمهورية العراقية السيد جلال الطالباني الى نيويورك للمشاركة في اعمال الدورة الـ 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة. الزيارة التي كلفت خزينة الحكومة العراقية "مليوني دولار"، حسب أقوال منتقدي الزيارة وطبقا للطلب الرسمي الذي نشره مكتب الرئيس علنا. رغم أن مثيري الضجة نسوا أوتناسوا عمدا، أن السيد جلال الطالباني هو أول سياسي غير عربي يصبح رئيسا لجمهورية من الجمهوريات العربية يحاول تدشين الشفافية في أجندة رئاسة الجمهورية. ثم الرئيس هو أول مواطن عراقي حرمه رئيس "جمهورية الخوف" من شرب مياه دجلة والفرات أو حتى العودة الى الوطن، بعدما تجرأ في رفع راية الثورة في وجه الدكتاتورية منذ فجر الستينات من القرن الماضي!!
علما أن الخلل الاساسي وراء الحملة تلك، مثلما لايتعلق وشغاف الشفافية التي ثبتها أول رئيس شرق أوسطي ضمن أجندة الرئاسة التي يبدوا انها سبقت مكانها ولربما حتى عصرها بكثير، بالقدر نفسه لايتعلق الخلل هذا واستعداد مجموعة من  السياسين العراقيين في تشويه سمعة أول رئيس عراقي نزيه حّول منزله أقول منزله وليس "قصر الرئاسة" الى أول منبر عراقي وطني يتسع صدره لجميع الاراء والطروحات السياسية التي تمكننا من بناء عراق ديمقراطي وفيدرالي عادل. بل الخلل بأعتقادي يكمن في حنكة الاكثرية من السياسين العراقيين وذكائهم الزائد في أستغلال الجهالة السياسية التي تعمي بصيرة الاكثرية من العراقيين وفي طليعتهم أعداء "الاخوة الوطنية الصادقة في العراق الجديد" بهدف تعقيد الاجواء وأبعاد المواطن العراقي الحقيقي من دائرة السلطة والمراقبة قدر الامكان.
حيث تذكرنا صفحات تاريخ الشرق القديم منه والجديد، كيف تعامل ويتعامل بانتظام "فخامة رئيس الجمهورية" أي رئيس الجمهورية مع وزراءه، فكيف سيكون أذا، تعامل الرئيس مع الفقراء والابرياء من أبناء جلدته، باعتبار"رئيس الجمهورية" أساسا فوق القانون ودستورالبلد كله؟ من المنطلق هذا سيكون حتما من الصعب على المواطن الشرقي وتحديدا العراقي الذي تعود أن يرى أو يقابل رئيسه ( حفظه الله) معصوب العينين وبرفقة رجالات اجهزة المخابرات القمعية، أن يستوعب مضمون النهج التواضعي الذي يحاول الرئيس جلال الطالباني تشريعه ضمن العراق الذي ناضل من أجل حريته واستقلاله لعقود من الدهر. لآن العراق بوضعه الحالي يختلف كثيرا عن السناريوهات التي طرحت حول مستقبل عراق ما بعد صدام.  فحرص نخبة من "القيادات الوطنية" العراقية في اختيار السيد مام جلال رئيسا للعراق الجديد واختيار الشعوب الكردستانية للسيد مسعود البارزاني رئيسا لآقليم كردستان، نجحا بأعتبارهما صمام أمان في الحفاظ على وحدة العراق وانقاذه من جحيم مشروع الفيدراليات الثلاث والمبنية أساسا على تخوم المذاهب، التمييز العرقي وحتى الثقافي واللغوي.
فالمطلع على الاوراق الصفراء، الخضراء وحتى الحمراء التي كلفت خزائن الدول العربية المليارات، تلك التي أخذت تلتهمها نيران "الربيع العربي" ابتداء من مصر، تونس، اليمن ثم مرورا بسوريا وليبيا، عليه أن يقدر عاليا حرص الرئيس العراقي على تدشين الشفافية الزائدة في تعامل الرئاسة مع المواطنين للمرة الاولى، رغم انه لم يجبر المواطن العراقي يوما، كغيره من الرؤساء في تعليق صورته في المنزل في شوارع العاصمة والمدن ولا حتى في مؤسسات الدولة التي يحكمها. بالاضافة الى اصرار الطالباني على تجاوز سجل محرمات الرئيس العربي من خلال نكاته وطرفه، بهدف أسعاد المواطن العراقي واعادة الابتسامة التي سرقها الطغاة من على شفاه كل عراقي بعد أعتبار "ابتسامة الرئيس" سرا من أسرار الدولة والوطن.
وفي الختام علينا جميعا وتحديدا المواطن العراقي الاقلوي غير العربي، أن يدعم ويشجع نهج الشفافية التي أطلقها الرئيس في التعامل مع ابناء وطنه والعمل على ترسيخ هذا النهج ضمن عقلية المواطن العراقي بغض النظر عن انتماءه العرقي المذهبي، بعيدا عن مضمون الشعارات والمزايدات التي خلفتها النظم الشمولية في عقلية المواطن العراقي لعقود من الدهر.
لقد مل المواطن العراقي العربي قبل الكردي أو الاقلوي من الرئيس أو القائد الذي تعود أن يحول العراقي الى مشروع دائم للاستشهاد أو وقودا للمواقد التي يشعلها بانتظام في سبيل تأجيج الصراعات الداخلية، الدفاع عن النفوذ والانفراد بكرسي الحكم والسلطة. في وقت ظل فيه هذا الواجب الوطني الذي دشنه مام جلال حلما بعيد المنال لحين الاطاحة بالدكتاتورية نيسان 2003 وأنتخاب السيد مام جلال أول رئيس عراقي يحمل قلبا بحجم الوطن كله!!


291
عندما تفقد الحركة بوصلة المرور وتتجاوز خطوط الحمر!!
أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
يبدوا أن العاصفة السياسية التي تعصف بالديناميكية الداخلية لاحزاب ومنظمات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري هذه الايام وعلى وجه الخصوص الحركة الديمقراطية الاشورية، لا تختلف كثيرا عن التسونامي الذي وسع رقعة الاستياء ودائرة صحوة  المواطن في البلدان العربية لتعم كل مواطن قدر له أن يحلم يوما في بناء دولة العدالة والدستور. فدور السياسي الاقلوي الذي تعود المراهنة على الغير تراجع كثيرا في عصر الديمقراطية ان لم نقل انتهى في عصر العولمة وFacebook . وأن أشتداد نقمة المواطن العربي المسحوق لدرجة مكنته من الاطاحة بكرسي رؤساء جمهوريات كبار بحجم زين العابدين وحسني مبارك، من شأن هذه البريسترويكا  أن تفلح في ايقاض المواطن الاقلوي من نومه العميق وتشجعه ولو مرة في الاستفسار عن الجهة التي يقوده قائد المسيرة.
فسيناريو المسرحية السياسية التي أخرجها معالي وزير البيئة سركون لازار في ساحة الواثق وفي قلب بغداد يوم الثلاثاء المصادف 15 حزيران 2011، بامكانها أن تسدل الستار على الفصل الاخير من المسرحيات السياسية – الاقلوية  التي تعود السياسي المخضرم  أن يخرجها بغياب المتفرجين. حيث الواضح أن الاختناق المروري الذي نجح في تحريف موكب معالي الوزير وسّيره بالاتجاه المعاكس لمسافة المئة متر، كما ورد في بيان الاعتذار، بأمكانه أن يكشف عن مضمون اللغز وراء أصرار العقل المدبر للحركة  في السير بالاتجاه المعاكس لتوجهات وحدة شعبنا لآكثر من ثلاثة عقود متواصلة.

لآن "الواقع المعيب" طبقا لبيان شبكة مرصد الحريات الصحفية العراقية وادانتها لعناصر من حماية وزير البيئة بالاعتداء على صحفيين يعملان لحساب شبكة أنباء العراق، هو قبل كل شئ نتاج "التحزب" وافرازات الشرخ الفكري الذي يزداد عمقا بين الاكثرية من أبناء شعبنا وفي طليعته النخبة الاشورية المثقفة، وبين الذراع الموجه للحركة، رغم الاعتراضات الذاتية وحركات التغييرالاقليمية  بما فيها المظاهرات التي باتت تزلزل معظم عواصم بلدان الشرق الاوسط.
الواضح أن عقدة الداء الموروث لايمكن تفسيرها بغياب تاثيرات الذات والمناخ الحزبي الذي رسخته الحكومة التي يمثلها معالي وزير البيئة بعد الانتخابات التي فشلت حتى الان في الاعتراف بالنتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع في العراق العربي. فالتواضع المبني على الخلفية الثقافية للوزير الاشوري غير " الحزبي"  أنور جبلي ونهج حكومته في أرساء بذور الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ضمن الاقليم الكردستاني الذي لم يتحرر تماما من قبضة النظم الشمولية المركزية، يقابله في الجانب الاخر، "الغرور" الحزبي أو الطائفية السياسية التي تنمو على خلفية الصراعات المذهبية التي جاءت على الكثير من ألاهداف الوطنية والديمقرطية المثبتة ضمن أجندة العراق العربي .
ومن الزاوية هذه سيكون من الصعب علينا أن نقنع شرطي المرور أوحتى الصحفي المعتدي عليه، من أن معالي الوزير، ذلك الذي أمر باطلاق النار في الهواء والاصرار على السير في الاتجاه المعاكس، هو  سليل أقدم حضارة نجحت في سن القوانين والدساتير الخاصة بتنظيم شؤون الحياة، الدولة وحتى الدفاع عن حقوق الانسان. هذه المخالفة التي ستدفع بالوزير "المدلل" اجلا أم عاجلا في المثول أمام المحاكم العراقية وهو في قفص الاتهام ، فيما لو قدرلنا أن نصدق ما يسمى باستقلالية المحاكم العراقية ونزاهتها  في العراق الجديد عراق ما بعد الدكتاتورية.   
علما أن الازمة هذه لاتنتهي بعد هدوء العاصفة الاعلامية التي أثارها موكب وزير البيئة في قلب بغداد، بسبب أنتماءها المباشر والّية صنع القرارات السياسية داخل الحركة، وتأثير الواقع هذا على قرار توزير السيد سركون لازار، رغم أعتراض العديد من الاقطاب السياسية وفي مقدمتها الصفوة التي قادت الكفاح المسلح في ربوع كردستان فجر الثمانينات من القرن الماضي. هذه النخبة التي تناضل اليوم وعن قناعة ووعي تام في سبيل اطلاق الحركة التصحيحية التي تنادي بوجوب اصلاح مسيرة الحركة الديمقراطية الاشورية واعادتها الى المسار الصحيح.

292
كل عام وريش نيسننوبريخا

أوشـــانا نيســان
oschana@hotmail.com
عام جديد وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري يحتفل هذه الايام بأعياد الربيع ورأس السنة الاشورية 6761 وعلى أرض أباءه واجداده. هذا الكرنفال السنوي الذي كان ينطلق من  نينوى وبابل أعتبارا من يوم 21 أذار بأعتباره يوم الاعتدال الربيعي  Vernal Equinox أو تعادل الليل والنهار، ويستمرعلى مدى اثنا عشر يوما لينتهي في الاول من نيسان وفي كل عام.
عام جديد وشعبنا العريق ينتفض من سباته الشتوي ليحتفل بكرنفال " ريش نيسننو/ أكيتو"، وهو يمجد الانجازات القومية والسياسية التي تحققت في العراق الجديد وتحديدا في ربوع كردستان بعد أكثر من 26 قرن متواصل. هذه الانجازات الوطنية- القومية التي كانت ولايزال تقلق مضاجع حكام العرب أبتداء من أول حكومة عراقية تربعت على العرش الملكي قبل 90 عاما، ومرورا بجمهورية الخوف. رغم أن الكل يّقرّ أن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري هو أقدم مكون من المكونات العرقية – التاريخية  التي نجحت في وضع اللبنة الاساسية لآول حضارة على ضفاف دجلة والفرات.
عام جديد وربيع الديمقراطيات بات يعصف بأوراق الانظمة الشمولية التي بدأت تتساقط الواحد تلو الاخر في العديد من  بلدان الشرق الاوسط. هذه العاصفة التي نجحت في تقسيم  جمهورية السودان سلما بين الشمال والجنوب، ثم اطاحت برؤساء جمهوريات كبار بحجم زين العابدين على في تونس وحسني مبارك في مصر ، وفي طريقها أن تتحول الى مظاهرات واحتجاجات جماهيرية قد تقرر مصير رؤساء دول عربية أخرى ضمن ساحات التحرير في قلب العواصم العربية.
اليوم وبعد سقوط حاجز الخوف ونحن على اعتاب عام جديد، على الحكام وفي طليعتهم حكام العرب، أن يستمعوا لنداء المحكومين ويحققوا مطاليب المتظاهرين قبل فوات الاوان . علما أن ربيع التغيير وديمقراطية التواصل الاجتماعي من ال"فيس بوك" و"التويتر" لم تأت لمجرد قطف الرؤوس التي أينعت في البلدان العربية وحان موعد قطافها، بل أن الثورات هذه ستفلح لامحالة في انهاء التركيبة السياسية "العفنة" التي وقفت وراء ديمومة نموذج الدكتاتوريات طوال عقود من الدهر، بما فيها هّز أركان القيادات الاقلوية - التقليدية التي وجدت قبل أكثر من 30 عاما لتنفيذ أجندة الاكثريات وضرب الاجماع القومي – الاقلوي في مقتل. فالقيادات التي نجحت وعن وعي تام في الغاء دور المثقف والشعب في نشر ثقافة الديمقراطية التي تمهد لحرية المواطن الكلداني السرياني الاشوري بعدما حولت "الحزبي" أو "المنتمي" الى مجرد دمية تحركه متى ما تشاء، لا بسبب وضع الامة الاستثنائي كما تعودنا أن نسمع هذه الاسطوانة المشروخة، وانما لآعتبارات البنود المزنرة على صدر أجندة الاكثريات ونهج الاخيرة في تصعيد حدة الاحتراب الداخلي وفي مقدمتها خلاف  التسمية بين هذا الفصيل أو ذاك.

عام جديد وانظمة الشرق الاوسط تتخبط  من جديد في عملية التحول والانتقال من مرحلة الدكتاتورية الى النموذج الديمقراطي الذي قد يكون بأمكانه أن يكفل العدالة والمساواة لجميع المواطنين بغض النظر عن انتمائهم القومي، المذهبي وحتى السياسي.
فمباركة الملك الاشوري لدور العالم الاشوري المبني على النتائج العلمية التي أثبت الدهر صحتها ولا الاحاسيس القومية الزائفة، واعتبار الاعتدال الربيعي قبل 6761 عام، يوما للتاخي والاحتفال بدفأ التحرر من برد الشتاء، بأمكان اليوم هذا أن يكون بمثابة البوصلة التي ترشدنا نحو المزيد من التكاتف والوحدة الحقيقيين.
حيث بأعتقادي أن القيادة السياسية الاقلوية التي تجهل أو تتجاهل عمدا المضمون العلمي ل"أكيتو" وتهمش دور علماء شعبها في أكتشاف هذا الانجاز التاريخي العالمي قبل أكثر من 6761 عام، لاتملك شيئا من مقومات القيادة التي تمكنها من  توجيه دفة مسيرة الوحدة والحوار في العراق الجديد. وان القرار المجحف الذي اتخذته القيادات السياسية في "منع" الاشارة الى التقويم السنوي الاشوري الذي يرمز الى البدايات الاولى لاقدم حضارة في وادي الرافدين، ومنع رفع الراية الاشورية التي لاتحمل رمزا قوميا بأستثناء الاشارة الى الفصول والالوان التي ترمز الى خصوبة وادي الرافدين، لم يبن مطلقا القرار "المفروض" هذا على قاعدة علمية أو أي أحساس قومي نحو تعميق أواصرالوحدة والتسامح كما يدعي السياسي المركون بهاجس الخوف من الحضارة الاشورية، وانما بني القرار أساسا على تعميق نهج التفرقة و رفض الطابع الاشوري لآكيتو، لحين الاتفاق على البديل الذي يشّرع نهج تمزيق وحدة شعبنا وتحوله الى أنتماءات أصغر وأصغر. 

حيث التاريخ يذكرنا، أن الاتحاد العالمي الاشوري وحده هو الذي نجح وللمرة الاولى بعد عواقب مذبحة سميّل عام 1933في ادخال جملة من الاعياد التاريخية والمناسبات القومية ضمن التقويم الاشوري الجديد، وفي طليعتها يوم الشهيد الاشوري تيمنا بشهداء سميّل، احتفالات رأس السنة الاشورية اتساقا مع احتفالات أكيتو، بما فيها الاتفاق على صورة العلم الاشوري الحالي في مطلع الستينات من القرن الماضي.

فلماذا يجب أن تتعامل "حفنة" من القيادات السياسية التابعة لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بعقلية جمهورية الخوف أوعقدة الفوبيا من الرموز القومية الاشورية حتى وهي وفي قلب الفيدرالية الكردستانية؟ 
ثم لماذا يجب استهلاك قدرات شعبنا القومية، الفكرية واليوم احتفالات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بأعياد راس السنة على هامش السجالات التي تصرفنا الانتباه الى التحديات الجسام التي تواجه نضال ومستقبل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. 
أما التساؤل الذي ظل يقلق مخيلتي وهو، لماذا يتطوع السياسي الاقلوي "المدفوع" والمستنجد بثقافة منظر سياسي أثبت الدهر زيف ايديولوجيته السياسية، في انجاز ما تبقى من البنود المزنرة على صدر ألاجندة الخاصة بتمزيق وحدة شعبنا، والغاء الثوابت "القليلة" نعم "القليلة" التي وحدتنا لعقود رغم سياسات التفرقة وتأثيرات الحملة التي سميت بحملة اعادة كتابة التاريخ بهدف تشويه وتزوير وحدتنا القومية؟
وأخيرا، هل يمكن للنخبة الكلدانية السريانية الاشورية المثقفة أن تقبل بسياسي يصعب علية التفريق بين 21 أذار يوم الاعتدال الربيعي والاول من نيسان، اليوم الاخير من أحتفالت أكيتو رغم مرور 6761 عام؟

293
التغييرعبر البرلمان مطلب دستوري وحضاري!!

أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com

أنطلق المارد الشرقي – العربي من قمقمه في معظم بلدان الشرق الاوسط  وانبلج فجر الحرية التي تعودت أن تقض مضجع القيادات  السياسية التقليدية ورموزها التي شاخت في العالم العربي . حيث بات من الصعب على الحاكم أن يتملص من عواقب سياساته الجائرة في عالم يسوده التويتر، الفيسبوك،الانترنيت وخدمات الهاتف المحمول.
المعلوم أنه مثلما نجحت نتائج صناديق الاقتراع في جوبا في فصل جنوب السودان عن شماله، سينجح الطوفان الذي عصف بعرش زين العابدين بن على رئيس جمهورية تونس، أن يهز عرش الفرعون في مصر ويغير وجه النظام السياسي الذي قاده حسني مبارك منذ أكثر من 30 سنة متواصلة. أن رياح العولمة والتغيير سوف لن تهدأ قبل أن تعصف ببنيّة أخر نظام من "النظم القوموية العربية" التي حققتها الثورات المدعومة من قبل الاتحاد السوفيتي السابق، رغم أنها ولدت من رحم الثورات التي قادتها النخبة "القوموية" العربية قبل أكثر من قرن من الزمان.
صحيح أن راية التحرر والانعتاق من دكتاتورية "النظم الوطنية" في طريقها أن تعصف بعرش الطغاة وتهزأركان النظم العربية التي جثمت بأسم الوطنيةعلى صدر شعوبها لعشرات العقود. ولكن مثلما تختلف بنود الاجندة السياسية للتغيير من مرحلة الى مرحلة أخرى، فأن دعوات التغيير وادواتها يجب أن تختلف بدورها من بلد الى بلد اخر، لتفلح أن تحدث اختراقا ضمن تركيبة السلطة السياسية المطعون مصداقيتها.
ومن المنطلق هذا يفترض بالقيادة السياسية لحركة الاصلاح والتغيير في كردستان العراق، أن تكون أكثر واقعية في المطالبة بحل الحكومة والبرلمان الذي يعتبر أكبر انجاز وطني كردستاني-عراقي على مر التاريخ، وتقديم البدائل السياسية المناسبة في تطوير بنيّة الاقتصاد، ليتلائم خطاب التغيير مع واقع الشعوب ومستقبل أجيالها ضمن عراق متذبذب وغير مستقر، وذلك لعدة اسباب في مقدمتها:
- المتابع لمسيرة الحركة التحررية الكردستانية يعرف جيدا، أن الفيدرالية الكردستانية بأعتبارها ثمرة نهج البارزانية وخطابها السياسي،هي أول نظام سياسي كردستاني موحد ومعترف به عراقيا،اقليميا وحتى دوليا، منذ تشكيل أول حكومة عراقية تحت سقف الانتداب عام 1920 ولحد سقوط الصنم 9 نيسان 2003. لذلك يجب أعطاء الفرصة اللازمة لنمو الاجواء السياسية الملائمة لآخصاب بذورالديمقراطية في عقلية المواطن العراقي، ان لم نقل عقلية النظم المجاورة للعراق عامة والمواطن الكردستاني خاصة، ذلك من خلال ارساء بنية الاصلاحات الاقتصادية المحفزة للنمو والتطور والتوزيع العادل للثروات الاقتصادية في الاقليم، قبل حصر الحديث في مضمون الديمقراطية وتأثيرات الاخيرة على المجتمعات الكردستانية.
لآن التاريخ مثلما أثبت فشل الديمقراطية المبنيّة على مجرد الشعارت القوموية  وتحديدا الشعارات المحسوبة على الثورة البلشفية التي انطلقت قبل 94 عاما، أثبت في الطرف الاخر، نجاح تجربة الغرب ونضال شعوبه العقلاني في ارساء مقومات الديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية، بالاتكاء على جوهر الاقتصاد والاقتصاد الحر. ومن النقطة هذه صاغ المفكر الامريكي فرانسيس فوكوياما  شعاره "نهاية التاريخ"، قبل عقدين من الزمان.
صحيح أن الديمقراطية من دون معارضة، هي ديمقراطية عرجاء، ولكن الاصح، أن الديمقراطية التي تحرص قيادة الاقليم على انجاحها لم تأت أساسا من رحم الاجندة السياسية لنضال الشعوب الكردستانية او حتى المعارضة العراقية عموما ضمن موعدها الطبيعي، بقدر الاستعجال في اللجوء عليها  كرد فعل حضاري لتجاوز ألآرث الثقيل الذي خلفته الدكتاتورية  طول العراق وعرضه.
- من غير المنصف تحميل القيادات الوطنيّة في الاقليم وعلى رأسها رئيس الجمهورية العراقية السيد جلال الطالباني، رئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني، ورئيس الحكومة السيد برهم صالح، مسؤولية الفشل السياسي الذي كان ولايزال من صنع الاجهزة القمعية للنظم التوتاليتارية من الخليج العربي وحتى المحيط. وأن شعارالمطالبة بالتغيير الجذري لا يتحقق من خلال تعطيل الحركة الدستورية، بل من خلال حوار سياسي صريح يستوعب عملية التغيير وفقرات الدستور في سبيل حل اشكالية النظام وتفعيل دور المؤسسات الديمقراطية والاصلاح ضمن المجتمع. وحركة التغيير ستبقى دوما موضع ثقة الجماهير فيما لو قادها رواد التغيير.
- لا يمكن المقارنة بين الانجازات الوطنية والقومية التي حققتها قيادة الاقليم في ربوع كردستان خلال ثمان سنوات، مع الشعارات التي ظلت النظم العربية تواعد شعوبها خلال ثمانين سنة  من وجودها. وان الهامش البرلماني المتاح للتعبير عن الرأي وحرية الرأي المخالف، من شأنه أن يوفر الحصانة الشرعية والدستورية للمنادين بالتغييروالاصلاح. حيث لولا حرص القيادات الكردستانية في الاحتفاظ بالانجازات الوطنية والقومية التي تحققت في الاقليم، لتعذرعلى قيادة التغيير والاصلاح في رفع شعارات تغيير الحكومة ومحاسبة المسؤولين الكبار في وقت تترنح فيه معظم عواصم الدول العربية تحت ثقل المظاهرات التي تطالب برحيل حكامها.
- أن الفيدرالية الكردستانية وحكومتها تعتبر حكومة المواطنين المضطهدين بأمتياز، وثمرة نضال الاقليات العرقية غير العربية  في جمهوريات الخوف العراقية. عليه  يجب أن تكون الاحكام بحق حكومة الاقليم ومسؤوليه احكاما واقعية وعادلة تتفق و نضال الشعوب الكردستانية ومستقبل أجيالها من دون تمييز. وأن أشكالية حملات التغيير والاصلاح في عموم بلدان الشرق الاوسط تتعلق ومضمون الاجندة المخفيّة لرواد التغيير ومكانتهم ضمن المجتمعات. حيث لابد للمنادي بالتغيير والتوزيع العادل للثروات الاقتصادية في الاقليم أو العراق كله، أن لايكون طرفا ضمن التناقضات التي يرفع راية التغيير ضدها ليحصل بالتالي على ثقة الجماهير. ولكي يبقى المطلب شرعيا ولاينحصر ضمن الشعارات، ينبغي على "رئيس الحركة" المطالبة بالعدالة الاقتصادية أن يعيد أكثر من 120 ألف دونم من الاراضي الواقعة في أغلى مناطق السليمانية، حسب قول السيد رئيس الحكومة الدكتور  برهم صالح/ السومرية نيوز/السليمانية 01 فبراير 2011.
- وأخيرا ان دعوات المطالبة بالتغيير وفي مقدمتها المطالبة  بدمقرطة المجتمع الكردستاني، هو بند من البنود الاساسية  المدونة على صدر أجندة برلمان الاقليم منذ انشاءه. ولكي تكون دعوة التغيير دعوة شرعية وفاعلة يجب أن تنطلق من تحت سقف البرلمان الكردستاني  ومقاعده الشرعية وليس من الشارع واجندة المظاهرات العفوية،، كما تتظاهر الملايين من الجماهير العربية الغاضبة في بلدان الشرق الاوسط.

294
كنا وأجندة التعريب!!


أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com
كان مبدأ الخوف والانبطاح للسياسي الاقلوي"المدعوم" من قبل السلطات المركزية في جمهورية الخوف، هوالمبدا السائد بين معظم الاقليات العرقية وفي طليعتها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري . فالسياسي "المدعوم" تعود على ممارسة الخوف بأسم الحفاظ على وحدة الامة، والمثقف "المدعوم" من قبل السياسي "المدعوم" يقمع المجتمع والاراء المخالفة له باسم التطور ومحاربة التخلف، ورجل الدين يمارس الخوف باسم الحفاظ على الدين.
المقدمة هذه يمكن أعتبارها مدخلا لشرح المستور من البنود المزنرة ضمن الاجندة التي حملها السكرتيرالعام لزوعا الى اجتماعات كردستان، قبل أن يتمخض عنها ما سمى بالمجلس السياسي المسيحي في مقر زوعا في بغداد بتاريخ 8 تشرين الثاني 2011.  رغم أن ثقافة الخوف من تطلعات الحركة التحررية الكردية ونهج قياداتها الوطنية، تلك  التي زرعها النظام المركزي في عقلية المواطن العراقي وتحديدا المسيحي-العراقي، حولت المثقف "الاشوري" المدافع عن وطنية "الصفوة السياسية الكردية" وديمقراطيتها الى  مجرد"كردي"، طبقا لنظرية المفكر الفرنسي البلغاري الاصل  تزفيتان تودوروف ومفادها أن " الخوف من "البرابرة" من شأنه أن يحولنا الى "برابرة".
الواضح أن السياسي العراقي وتحديدا الاقلوي الذي نجح في اختراق "الممنوع" زمن الدكتاتوريات، سينشط لامحالة في استثمار الانجازات الوطنية التي تحققت في كردستان  خدمة  لنهجه السياسي وأيديولوجيته التي لا تثق بالاخر مطلقا. بحيث أصبح اليوم  من الصعب أيجاد امكانية للتغيير، الرجعة الى الوراء أو أي مساحة للحوار من أجل مصالح شعبنا.
 
صحيح أن الاكثرية من شعوب الشرق نجحت نجاحا باهرا في خلق الانظمة الدكتاتورية، تلك التي برعت في قمع شعوبها وتدمير نهجها الفكري ولكن الشعوب نفسها أنشئت دولا،لربما بقرار من الاستعمار البريطاني والفرنسي، لم تحمل مقومات الدولة الديمقراطية ولا الانظمة الدستورية التي تمكنها اليوم من الوقوف أمام غليان الشوارع والمظاهرات الجماهيرية التي تعم معظم العواصم العربية من المغرب العربي ومشرقه. أذ كيف سيكون الرد بالنسبة لنضال المكونات العرقية غير العربية وغير المسلمة  كالشعب الكلداني السرياني الاشوري ضمن هذه البلدان؟
 
لكي لا يبقى الحديث محصورا ضمن صفحات التاريخ البعيد، سنحيل القارئ العزيز الى مضمون البلاغ الصادر عن الاجتماع الثالث والاخير للمجلس السياسي المسيحي الذي عقد في مقر زوعا بتاريخ 8 كانون الثاني 2011. لآن البلاغ عبارة عن مذكرة سياسية رفعت الى الرئاسات الثلاث في العراق مع رئاسة الاقليم وحكومته. بالاضافة الى المطالبة باستحداث محافظة لشعبنا وبقية المكونات القومية والدينية الاخرى في مناطق من سهل نينوى. كما ويضف البلاغ ،أن معالجة هذه الحالة تتطلب دعم القوى الديمقراطية المؤمنة بالعملية السياسية والمصير المشترك. أضافة الى مطالبة المجتمعون رئاسة اقليم كردستان العراق بتفعيل المادة 35 في مسودة دستور الاقليم حال اقرارها والمتعلقة بمنح الحكم الذاتي لشعبنا في الاقليم ومعالجة ما تبقى من التجاوزات على اراضي وقرى شعبنا.
                                                                                                 
حقا أن مضمون البلاغ لم يات بجديد باستثناء أصرار العقل المدبر لزوعا في المضي قدما في نهج التعامل مع الامة بأعتباره الممثل الوحيد والشرعي لهذه الامة التي مثلما ترنحت في الماضي القريب تحت سياط النظم الدكتاتورية التي تعاقبت على سدة الحكم، تكتوي اليوم تحت وقع الجهالة السياسية التي باتت تعمي بصيرة الاكثرية من أبناء شعبنا.  بحيث أصبح من الصعب جدا على "المسيحي" المنتمي بطريقة أو بأخرى لزوعا، أن يلاحظ الواقع والحقائق السياسية  المدرجة أدناه بعين العقل والادراك:
-  الدور التاريخي لرئيس الاقليم واصراره على وجوب ادخال البنود الخاصة بحقوق شعبنا ضمن دستور الفيدرالية الكردستانية. هذه الحقيقة التي أصرت جميع الحكومات المركزية من اقصى اليسار الى اقصى اليمين على تجاهلها، باعتبارنا والقول للخطاب الوطني المزور وعلى مدار ثمانين سنة: أن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري رغم أنه أقدم مكون من المكونات العرقية الوطنية في وادي الرافدين، هو اليوم  شعب اجنبي دخيل يجب دفعه الى الهجرة باي ثمن. فلماذا يصّر أول وزير أشوري أستوزرته القيادات الكردية الوطنية خلال تجربتها الديمقراطية الاولى في التاريخ،  أن يتجاهل هذا الدور التاريخي والدستوري ويحاول تعريب الانجازات في سبيل تضليل ابناء هذه الامة وجرهم من جديد نحو ملف العروبة والمكاسب الشفهية ؟
 
- حرص الاقليم على فتح الابواب أمام الهاربين من بغداد أو العراق العربي،وتحديدا بعد ذبح المئات من ابناء شعبنا في يغداد وقتل العشرات من مؤمني كنيسة سيدة النجاة وغيرها من كنائس العاصمة، وهم يصلون في بيوت الله ويطلبون من الرب أن ينقذ العراق وشعوبه من المحن والماسي.
هذا الذبح الذي وصفه السيد كنا في تصريح لمراسلة عنكاوا 10 نوفمبر 2010 بقوله " أن الاستهدافات الاخيرة من طابع خاص، عبارة عن قنابل صوتية او عبوات لاصقة تم رميها على بيوت العوائل المسيحية ومعها العوائل المسلمة في المنصور والدورة ومناطق اخرى من بغداد".
صحيح أن سيوف الشر والظلام لاتفرق بين رقبة المسيحي ورقبة المسلم، ولكن الخيارات المطروحة أمام المواطن العربي-المسلم  أو حتى الكردي – المسلم من شأنها أن تهون الكثير باعتبارهما اصحاب السلطة ولديهم المئات من النواب المدافعين عن حقوقهم وحرياتهم ضمن البرلمان الوطني العراقي، فلماذا يفترض بالمسؤول عن "الكوتا" المسيحية التي لايتجاوز عدد أفرادها عن خمسة نواب في البرلمان الوطني العراقي أن يدافع عن أجندة التعريب في مكان غير مناسب كالفيدرالية زمن العولمة.
 
- قرار رئاسة الاقليم في اعادة بناء وتعمير القرىوالارياف والكنائس المسيحية التي تعود للبدايات المسيحية الاولى في المنطقة والعالم كله. تلك التي دمرتها جحافل الغزاة، دبابات النظام المركزي منذ تشكيل أول حكومة عراقية عام 1921 ولحد السقوط 2003، هو قرار استثنائي يجب الاشادة به وطنيا والدفاع عنه قوميا. بأعتباره بداية الاعتراف بوجود وحقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري داخل الوطن.
فالتاريخ يذكرنا، انه لم يتم وضع حجر واحد لبناء بيت من بيوت ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في منطقة الشرق، منذ سقوط الامبراطورية الاشورية عام 612 قبل الميلاد، ثم قيام الخلافة الاسلامية وحتى سقوط الحكومة المركزية  نيسان 2003. فلماذا يفرض علينا ان نتعامى هذه الحقيقة في سبيل معالجة موضوع الاراضي المطفاة في مناطق من سهل نينوى، كما ورد في البلاغ. 
أذ لو قدر لاحزابنا ومنظماتنا في الاقليم أن تنجح في معالجة معظم التجاوزات واعادة بناء وتعمير معظم القرى والكنائس التي دمرها النظام المركزي في كردستان، لماذا تخفق العلاقات الحميمة التي تربط السياسي الاقلوي وسياسي العراق العربي في حماية كرامتنا الوطنية وتوفير السلام، مجرد السلام لآبناءنا وكنائسنا في بغداد العاصمة. أو على الاقل السلام والامان  لمسيحي سهل نينوى بعدما تحملو عبأ المخاطر وذهبوا ليصوتوا بالاجماع لزوعا ولا أي حزب أو تنظيم من تنظيماتنا السياسية العاملة في الاقليم، بناء على رغبة محافظ نينوى في انتخابات 7 اذار 2010؟ 

- حتى مقترح فخامة رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني في اقامة محافظة للمسيحين خلال زيارته لباريس 17 نوفمبر 2010، لم يفلت من أجندة "التعريب"واصرار السكرتير على  تغيير مضمون المقترح بقوله: " وجوب أستحداث محافظة لشعبنا وبقية المكونات القومية والدينية الاخرى في مناطق من سهل نينوى". بما فيها نهجه المقصود في  التهرب لاحقا من مهمة مباركة قرار الرئيس العراقي جلال الطالباني أو حتى الثناء عليه عندما قرر تشكيل مكتب لحماية الاديان وخاصة المسيحين في العراق ، رغم ثناء البرلمانيين العرب والاكراد على مضمون القرار، طبقا للخبر المنشور على صفحة عنكاوا بتاريخ 13 كانون الثاني 2011.

وفي الختام يجب أن نقرع جرس الانذار لمن لم يصحو بعد من غفوته لعله يصحو قبل فوات الاوان. فتاريخ المأساة التي سبقت مجزرة سميل قبل 80 عام، تلك التي وضعها  المثقف الاشوري يوسف مالك عنوانا لكتابه "الخيانة البريطانية للشعب الاشوري"، في طريقه أن يعيد نفسه من دون تغيير. فالمناخ السياسي الملبد والمخيم على العراق الجديد عراق ما بعد الدكتاتورية، يشبه الاجواء السياسية المعقدة التي خيّمت على الولايات العثمانية التي حررها الاستعمار البريطاني من قبضة الامبراطورية العثمانية عام 1917 . ومن المنطلق هذا باعتقادي يجب دعم الخطوات الديمقراطية والوطنية للسيد رئيس الاقليم ورفض الانجرار وراء الوعود الشفهية في العراق العربي من جديد. بحيث يجب أن لا ننسى أن المبادرة التي قدمها رئيس الاقليم الكردستاني السيد مسعود البارزاني هي التي وضعت نهاية لآزمة تشكيل الحكومة العراقية التي طالت لآكثر من سبعة شهور. فلماذا يجب أن نجمع جميع بيضات الامة ونضعها أولا في سلة السكرتير ليعلقها ثانيا بكف رئيس البرلمان العراقي الذي أعترف علنا"أن البارزاني أعاد العراق للعراقيين"






295
هل توحّد الكنيسة مافرقته السياسة

أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com

" أن تأت متأخرا خير من أن لا تأت ابدا" هكذا يقول المثل السويدي الذي يتفق ومؤشر البوصلة السياسية  التي حركت وتحرك قبلة الاكثرية من قياداتنا الحزبية داخل الوطن لآكثر من ربع قرن متواصل. أذ يجب الاعتراف أن اللقاء الوحدوي الموسع الذي جرى اخيرا في اربيل، لمناقشة مضمون اعتراف القيادات الوطنيّة في العراق الجديد وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني ورئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني بعد تأكيدهما على وجود وحقوق شعبنا  المشروعة  بعد المذبحة الدموية التي حصدت ارواح العشرات من المؤمنين الابرياء ضمن كنيسة سيدة النجاة في بغداد، يجب استغلال هذا التطور السياسي - التارخي  بهدف ترسيخ وحدة أبناء شعبنا أولا ثم شرعنة نضالنا القومي ضمن دستورعراق ديمقراطي فيدرالي عادل ثانيا. لآن المعروف عن بنيّة النظام السياسي العراقي انها وجدت منذ عام 1921 على أرضيّة سياسية هشة ومختلقة بهدف فرض الدور السياسي لآقلية عربية- سنيّة وجدت لتحكم الاكثرية -الشيعية بعقلية الاكثرية.

من المنطلق هذا نتوجه اليوم الى جميع قياداتنا السياسية ونقول لهم: كم من المجازر الدموية بحجم مجزرة سيدة النجاة يجب أن تقترف بحق الغيارى من ابناء هذا المكون العراقي العريق لكي تتحدوا، أيتها القيادات المهمومة بكرسي السلطة. كم سواق من الدماء الزكية يجب أن تراق بعد، يا رؤساء أحزابنا لتستنجدوا القتلى والمعدومين من أبناء شعبكم المضطهد!! وكم من الاطفال سرقت ارواحهم البريئة من دون وجه حق، ليصرخوا في وجوهكم كفى كفى وكفى، لتتحدوا يا مسؤولي شعبنا المذبوح على حد سيوف القومويين والارهابيين الجدد. 
هذه نتفة من التساؤلات والاعتراضات المطروحة على طاولة أجتماعاتكم يا سادتي، فأتحدوا لنصرة الضعفاء من أبناء جلدتكم، رحمة بأرواح شهداءنا الابرار.

اليوم وبعد تفاعل أزمة مسيحي العراق تلك التي وصفها رئيس مجلس النواب العراقي السيد أسامة النجيفي ب" أزمة استهداف المسيحين"، الحليف القوي للسيد كنا سكرتير زوعا، وتصريح رئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني بوجوب إختيار شخصية مسيحية وأخرى تركمانية كي يتبؤ أحدهما منصب نائب رئيس الجمهورية والآخر منصب نائب رئيس الوزراء، بالاضافة الى الطروحات التي قدمها بهدف حل أزمة السياسة لدى النظام السياسي العربي ونهج الاخير في تهميش الوطنيين من غير العرب، ذلك من خلال دعوته الصريحة في اقامة منطقة للحكم الذاتي يتعلق وابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى. الاعترافات هذه يجب أن تأخذ على محمل الجد، بحيث تفلح ولو مرة في اجبار جميع قياداتنا السياسية والحزبية في العودة الى مرجعيتنا والكف من العبث بقدرات شعبنا من خلال استغلال مضمون هذه الدعوات في قرار تشريع حقوق شعبنا ضمن العراق العربي اليوم قبل الغد.
 
حيث مثلما يفترض بقياداتنا المعترف بها ضمن المشروع السياسي للاقليم أن تستغل الدور الريادي لرئيس الاقليم، وتحديدا بعد نجاحه في حل عقدة النظام السياسي- العربي في بغداد ومنع تدويلها بعدما دخلت موسوعة غينز، بالقدر نفسه يفترض بالسيد كنة سكرتير زوعا، أن يستغل علاقاته القديمة- الجديدة مع رئيس البرلمان العراقي السيد النجيفي في الاسراع بتشريع حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ولاسيما حقه في اقامة منطقة الحكم الذاتي في سهل نينوى ضمن دستور الوطن، والكف عن التصريحات التي يثق بها حتى المواطن العربي البسيط واخرها" "اننا لانريد الانعزال عن باقي المكونات العراقية لآننا جزء من تاريخ وحضارة هذا البلد ونحن لانريد بان تكون هناك محافظات لهذا الطرف او ذاك المكون وبالتالي تفكيك نسيج المجتمع العراقي"، وذلك اتساقا مع تصريحات الكاردينال متي شابا رئيس طائفة السريان الكاثوليك  بعدما حرص الاخير على مراعاة المطلوب منه "بابويا" ولا المطلوب منه كلدانيا سريانيا اشوريا حين يقول "ان مجلس اساقفة العراق يرفض اقامة منطقة امنة للمسيحين وان الفاتيكان يدعم مجلس الاساقفة في هذا القرار. ويضيف أن دعوات اقامة منطقة للحكم الذاتي للمسيحين أنها دعوات عنصرية وطائفية".


 
أذ الواقع  أن شعبنا لم يختار يوما الانعزال طوعا عن باقي المكونات العراقية والهموم الوطنية للعراقيين جميعا، وتحديدا الانعزال عن أولئك الذين تعودوا على فتح أبواب منازلهم لآستقبال الناجين من ابناء شعبنا من أتون محرقة  القوموين "العرب" وجحيم الظلاميين الجدد منذ عام 1921 ولحد يومنا هذا. فلماذا يجب أن يتهم شعبنا بتهمة الانعزال من بقية المكونات العراقية وجذوره تقتلع ووطنه تصادر على مرمى ومسمع "قيادتنا المتنفذة". وهل يعقل أن يطلب من الضحيّة دوما ان تدفع فاتورة المعتدي؟
اليوم وبعد كل هذه المستجدات السياسية الايجابية التي طرأت في العراق بعد مذبحة السيدة نجاة، حان الوقت على غلق ملف التفرقة ونهج تهميش أو الغاء الاخر بهدف الاسراع في ايجاد صيغة عمل وطني مشترك بموجبه يمكن الاعلان عن ولادة  "قيادة سياسية مشتركة" تشمل جميع فصائلنا السياسية، أحزابنا، نخبتنا المثقفة وحتى منظماتنا الجماهيرية داخل الوطن، قبل أن تجف دماء شهداءنا الابرار وتتحول القضية بما فيها المكاسب الوطنية التي قدمها كل من سيادة رئيس الجمهورية، السيد رئيس البرلمان ورئيس الاقليم، الى مجرد كلمات وشعارات عفى عليها الدهر.

فاللجنة البرلمانية التي كلفها رئيس مجلس النواب برئاسة السيد كنا لدراسة ازمة استهداف المسيحين وتقديم التوصيات اللازمة، يجب أن تفلح في وضع مصداقية البرلمان العراقي الجديد على المحك، من خلال تقديم التوصيات الخاصة بحقوق ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وعلى رأسها ما يتعلق بمشروع اقامة منطقة للحكم الذاتي في سهل نينوى، ليتحول المشروع الى فقرة قانونية ضمن دستور البرلمان العراقي الجديد،يصعب بموجبها على النظام  العراقي – العربي أن يتراجع مستقبلا عن شرعية هذا المقترح. 
 




296
لالعراق من دون ابناءه الاصليين

بقلم
أوشـــانا نيســـان

oschana@hotmail.com
جاءت المذبحة الدموية التي فجرها الارهابيون ضد كنيسة سيدة النجاة في بغداد، أيذانا بسقوط "|العراق- العربي" المبني على واقع مذهبي- أقلوي هش قبل أكثر من تسعين سنة. لآن جذور الدولة العراقية التي شكلها المحتل لم تبن على واقع المكونات العرقية الاساسية التي كانت ولايزال تلون الاكثرية من أبناء الدولة العراقية خلال تاسيسها عام 1921 ولحد السقوط 2003.
 
بالامس فقط دقت أجراس الكنائس المسيحية في عموم العراق والعالم كله لتشهد على  أنهيار دعائم "العراق" الذي لايعرف غير الاسلام دينا، غير "السنة" مذهبا، وغير "الاقلية العربية- السنيّة" مكونا عراقيا صالحا لادارة النظام السياسي انطلاقا من العاصمة بغداد، اتساقا ورغبة الاقلية التي قدر لها أن تحكم الاكثرية من ابناء الشعوب العراقية بيد من الحديد والنار.
 
لقد حان الوقت لنضع النقاط على الاحرف والقول جهارا: أن مشروع  العراق الطائفي البغيض، قد فشل فشلا ذريعا أمام نضال الوطنيين من ابناء العراق الاصيل. أولئك الذين رفضوا جميع اشكال العبودية،الدكتاتورية والطائفية وقدموا الاف من الشهداء على مذبح الحرية والتحرر من جرائم النظم الشمولية واخرها نظام صدام حسين البغيض نيسان عام 2003. أولئك الذين ناضلوا من أجل بناء عراق ديمقراطي عادل نموذجا لتعايش الشعوب، الاقليات العرقية والاديان السماوية.
عليه يجب القول، أنه يستحيل العودة  بالعراق الى المربع الاول من جديد، تحديدا بعد اصرار الاكثرية من ابناء كردستان والجنوب في خوض معركة الكرامة والاستقلال من دون وصايا وتدخلات الاجنبي.
فالاعمال الاجرامية المنتظمة التي تستهدف وجود مسيحي العراق ( الكلدان السريان الاشوريين)، واخرها التفجيرات الدموية التي استهدفت كنيسة سيدة النجاة في بغداد، حيث راح ضحيتها المئات من المسيحين والمؤمنين الابرياء، بالاضافة الى  التفجيرات الارهابية التي طالت الاحياء والمناطق الشيعية في العراق في اليوم الثاني، هو دليل قاطع على اصرار قوى الظلام وأيتام النظام البائد في العودة بالعراق الى زمن الدكتاتوريات ونظام الحزب الواحد والرجل الواحد.
 
صحيح أن الاعمال الاجرامية التي تشنها قوى الارهاب والاحزاب المتخمة بأبعاد طائفية وشوفينية تحديدا في محافظتي نينوى وبغداد، نجحت بشكل وأخر في تصعيد وتيرة الهجرة المفروضة على مسيحيي العراق لآكثر من نصف قرن، بهدف ترويعهم في سبيل الهجرة نحو بلدان الغرب وترك الوطن للذئاب الجائعة. ولكن الحادث الارهابي الجبان بحق الكنيسة     " كنيسة سيدة النجاة في بغداد "، كما وصفه رئيس الجمهورية العراقية جلال الطالباني، يجب أن يتحول الى دقات ناقوس الخطر ايذانا منه بانطلاق مؤامرة طائفية ومذهبية من خارج الحدود، من شانها أن تأت على جل الاهداف الوطنية التي انتظرتها الشعوب العراقية بفارغ الصبر، فيما لو قدر لاسمح الله للنهج الشوفيني هذا، أن ينجح في لي عنق تجربة التطور والديمقراطية واعادة البعثيين والظلاميين الى السلطة  من جديد.

حيث يجب أن يعرف القوموي العروبي قبل أمراء ما يسمى بدولة العراق الاسلامية، أن نهج استهداف مسيحي العراق وتحميلهم مسؤولية  مسيحي العالم، هو رجس من عمل الشيطان وفتحا لآبواب الجحيم ترفضه جميع الاديان السماوية وفي مقدمتها الدين الاسلامي. فلماذا كل هذا الحقد العمياء على المكون الاساسي من أبناء العراق ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري بأعتبارهم اصحاب حضارة وادي الرافدين. أم أنه سجّل عمدا في أجندة قوى الشروالظلام أن الاقلوي- الصليبي كما يحلو لهم القول، يجب أن يدفع ضريبة جرائم المحسوبين زورا على الدين الاسلامي الحنيف وفشلهم. أم أن الضربة هذه اعدت أساسا بتقنية عالية خارج الحدود، ضد الحراك الوطني – العراقي الذي أعّد العدة لآخراج العراق من أزمة تشكيل الحكومة وفي طليعته المبادرة الوطنية التي قدمها السيد مسعود البارزاني قبل ايام، بهدف انقاذ العراق من محنته السياسية وتشكيل حكومة شراكة وطنية وبأمتياز. رغم أنه بات في حكم المؤكد أن الضربة هذه جاءت أساسا في قلب المبادرات المصنوعة خارج الحدود، وتأكيدا على شرعية المبادرات الوطنية والمصنوعة محليا.
أما رد أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، يجب أن يكون بحجم الكارثة رحمة بشهداءنا الابرار، ولا يمكن أن نكتفي بحدود التصريحات الاعلامية او بيانات الاستنكار والادانة، بما فيها النداء العاجل الذي رفعه منظّر من منظّري شعبنا الى ممثلي أمتنا في البرلمان ومجالس المحافظات ويطالبهم بالاستقالة، بل يفترض في الرد هذا:
- أن يكون دعوة لأعادة النظر في شرعية الثقة الممنوحة الى القيادات السياسية التقليدية، تلك التي نصبت عيونها صوب السلطة ومغرياتها قبل مصالح الشعب ومأسيه. لعل الدعوة هذه تفلح في اختيار "قيادات سياسية بديلة" تمكنها من رفع نداء الامة المضطهدة والدفاع عن حقوقنا القومية  تحت قبة البرلمان العراقي الجديد.
- العمل على تشجيع قرار الهجرة المعاكسة في سبيل تأهيل القرى والارياف التي عمرت بقرار من رئيس الاقليم الكردستاني بعد خراب استمر لآكثر من 25 قرنا متواصلا.
-  تعزيزالعلاقات الوطنية مع "القيادات الوطنية الحقيقية"، أولئك الذين وقفوا بوجه دكتاتورية المركز وأصروا اليوم على وجوب أدخال الفقرات الخاصة بحقوق أبناء شعبنا ضمن دستور البرلمان الكردستاني أولا ثم دستور البرلمان العراقي الجديد ثانيا.

297
لا تحّزبوا شهداءنا الابرار!!
بقلم
أوشـانا نيسـان

oschana@hotmail.com
" انني أستعدت سلفا للتضحية بأخي على أن أضحي بأمتي"، بهذه العبارة التاريخية رد شهيد الكنيسة الشرقية الاشورية البطريرك ماربنيامين على رسالة السلطان التركي، بعدما هدده الاخير باعدام أخيه في حال انحيازه الى جانب دول الحلفاء خلال الحرب العالمية الاولى في سبيل انقاذ شعبه من طغيان الباب العالي.
الرد المقتضب أعلاه يمكن اعتباره مدخلا لتخليد مسيرة شهداء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بمناسبة يوم الشهيد. هذا الشعب الذي تعرض لآكثر من 25 قرنا الى ابشع انواع القتل، الاضطهاد، الترحيل، البطش،التهجير القسري، رغم جميع  المستجدات السياسية واخرها التحولات العصرية التي طرأت في العراق والعالم مطلع الالفية الثالثة.
الواضح أن تاريخنا السياسي تظلله مراحل عتمة، يجب تصحيها في سبيل كبح جماح الامتداد العشائري الموروث من ماض لم ولن تفلح ثقافته السياسية في التخلص من ادران التسلط، التفكيك والانفراد بالقرار القومي في سبيل فهم واستوعاب ارهاصات التغيير الزاحف الى عقول اجيالنا رغم مضي اكثر من 77 عاما.
لقد حّول الطغاة والقومويين من حكام الاكثرية المسلمة واخرهم الطاغية صدام حسين، حول شعبنا المسيحي في العراق الى مشروع اقلوي دائم للاستشهاد من اجل "قضية الغير". من الزاوية هذه لايمكن اختزال جّل المجازرالدموية التي اقترفت بحق ابناء شعبنا في العراق ضمن الملف المعنون ب( تمرد التياريين أو العصيان الاثوري)  الذي قدمته حكومة رشيد عالي  الكيلاني الى عصبة الامم عام 1933 ، بل يجب الاتفاق على الميثاق الذي يمجد ملف شهداء شعبنا ويؤسس على قاعدة المبادئ القومية، الوطنية والانسانية التي سقط الشهداء من اجلها. وان اعتراف الحكومة السويدية هذا العام، بماسي الشعوب المسيحية خلال الحرب العالمية الاولى واعتبارها عمليات الابادة والقتل الجماعي، هو الدليل الدامغ في هذا الصدد.
في حين وقد يمكن اعتبارالسابع من اب وفي كل عام، يوما خاصا لاطلاق عملية الحوار والتفاهم الجديين مع جميع القوى والفصائل السياسية المؤمنة بوحدة قضيتنا القومية ضمن دستورعراق ديمقراطي وفيدرالي عادل.

لآن سقف الحرية ضمن تطلعات الاكثرية من ابناء شعبنا،هو سقف منخفض حدد افاقه "القائد" المدفوع برغبات الاكثرية ومغرياتها ولاتحركه هموم الاقلية مهما تكالبت مأسيها. حيث ان الديمقراطية ضمن المجتمع الاشوري تفتقر الى الوعي الاصيل والمعرفة باصول الديمقراطية ومسؤولياتها. لآن السقف العالي للحرية يسهل مهمة المواطن الاشوري العادي في مناقشة محرمات من شأنها أن تمس السلطة المطلقة للقيادي الحزبي المتخم بعقلية الاقصاء وتهميش الاخر!! الامر الذي يشّرع قرار الغاء دور النخبة المثقفة وتاثير الاخيرة على مضمون خطابنا القومي. رغم أن الكل يعرف، أن سبب وقوع " القيادة المتنفذة"  في شرك ازدواجية القول وقرار تجاوز البعد الديمقراطي في الفعل القومي الاشوري، يعود الى الشرخ التاريخي الواسع بين معظم القيادات الحزبية وجماهيرها. 
اليوم وبعد مرور 77 عاما على مجزرة سميّل، فانه يجب اعادة قراءة التاريخ بتأن في سبيل مواصلة اصلاحنا بهدوء. لالمجرد كشف الحقائق التي كشفها التاريخ لكل من يجيد القراءة والكتابة، بل لآعتبارات اهم وفي مقدمتها السجال المتواصل هذه الايام حول مشروع الحكم الذاتي في سهل نينوى والمدعوم من قبل الاكثرية من ابناء شعبنا ودعم الحكومة الفيدرالية، يقابله الحكم المحلي الذي يلوح  به سكرتير زوعا لوحده بالاتكاء على تحالف النخبة القوموية العربية التي تناضل جهارا من اجل تحويل سهل نينوى وقصباته الى معقل "سنّي"حصين مبني على منطق عرقي- بعثي بأمتياز.
هذا التحالف الذي مثلما نجح خلال انتخابات ربيع  2010، في حسم الانتصار لصالح زعيم الحركة المخملية ، ولاسيما  ضمن المناطق العربية المجندة لاطفاء شعلة التجربة الديمقراطية التي انطلقت من كردستان العراق، بالقدر نفسه ولربما بشكل اكثر دموية، مكّن تحالف القومويين والشوفينين من العرب والاكراد من استغلال فرصة غياب الملك وسفره الى لندن عام 1933،في سبيل خلخلة نسيج الوحدة الوطنية والقضاء على وجود الشعب الاشوري في سهل نينوى. رغم كونه اقدم مكون من المكونات العرقية العراقية في وادي الرافدين.
هذا التحالف الذي وقف دوما بالضد من معطيات القول القائل "لايلدغ المؤمن من جحر مرتين". في وقت يعرف فيه المطلع على البدايات الاولى من انطلاق شرارة كفاحنا المسلح بداية السبعينات من القرن الماضي، ان السياسي الاشوري الذي يغرد اليوم خارج سربه بالاتكاء على قدرات التحالف المذكور اعلاه، هو الشخص الذي مهدت له قرابته العشائرية والاسرية مع المرحوم كيوركيس مالك جكو كيو مسؤول أول تنظيم سياسي (مسيحي) مسلح في كردستان، أن يكون محاسبا لبتاليون الشهيد هرمز مالك جكو شقيق كيوركيس مالك جكو عام 1974، واللبيب تكفيه الاشارة.
السابع من اب يوم الشهيد الاشوري بامتياز
أن المطلع على خلفيات "الميثاق الوطني الاثوري" الذي عقد في سرعمادية اواخر حزيران 1932 بطلب من قداسة مارايشاي شمعون بطريرك كنيسة المشرق الاشورية/النسطورية سابقا، يعرف أن 7 من اب هو يوم خاص لشهداء الشعب الاشوري ولا شهداء الشعب الكلداني السرياني الاشوري كما يروج له اليوم. لا لاعتبارت تفضيل التسمية الاشورية على شقيقاتها، وانما بسبب الوثائق التاريخية والعوامل الذاتية التي تؤكد صحة الطرح:
أولهما- حرص الكرسي البطريركي والاكثرية من قيادات العشائر الاشورية في الاحتفاظ باستقلالية  قرارنا الديني والقومي على غرار استقلالية قرار شعبنا في منطقة هكاري لاكثر من 333 سنة. اي لحين النزوح الجماعي اثر اندلاع نيران الحرب العالمية الاولى، ورفض التنازل عن هذا الحق مهما كلف الثمن ومهما تغيرت الاجواء السياسية داخل الاوطان. الامر الذي يمكن ملاحظته ضمن قول قداسة مارعمانوئيل بطريرك كنيسة الكلدان  في العراق بقوله:
"أنا واثق باننا سنضطهد بعد رفع الانتداب ولكنه اذا اكدنا على مطاليبنا وكما فعلت وقمت بتقديمها بشكل رسمي وشخصي الى اللورد كروسون في لندن، فهل هناك ثقة ببريطانيا من انها ستقوم بمساعدتنا؟ أن افضل جواب لذلك يمكنني أن اقوله الان هو المشكلة الاثورية. أذ انكم تعلمون بالخدمات القيمة التي قدمها ولايزال يقدمها الاثوريين لبريطانيا فهل كانت النتيجة غير الخيانة. أما اذا الحينا على حقوقنا السياسية دون اي دعم فعّال وشريف فانه سوف لن يظل واحدا منا يستطيع الاحتماء وراء جدران بيته". ص 53 من كتاب الخيانة البريطانية للاشوريين لمؤلفه يوسف مالك.

ثانيهما- حرص الاكثرية من القيادات العشائرالاشورية على تفضيل مصالحها الخاصة على وحدة الامة ومستقبل ابناءها داخل الوطن.  الامر الذي سهل مهمة وزير الداخلية حكمت سليمان التركي الاصل في المضي قدما في قرار جرد السلطة الزمنية من البطريرك الاشوري مارايشاي شمعون ثم نفيه الى خارج العراق. فسيل من برقيات الاستبراء تلك التي رفعها رؤساء العشائر الاشورية الى سدة البلاط الملكي و حكومة رشيد عالي الكيلاني، تدل على نخّر العشائرية بجذور الهيكل القومي الاشوري منذ ولادته. ولآجل التأكيد ننشر نصّ البرقية التي رفعها رئيس عشيرة تيارى العليا مالك جكو كيو بتاريخ 22 اب 1933 الى الملك العراقي.
"بأسم ابناء عشيرتي المخلصين لعرض جلالتكم المفدي، ارفع للاعتاب اخلص ايات الشكر على العملية التأديبية الشريفة التي قام بها الجيش العراقي الباسل ضد العصاة الباغين من الاثوريين الذين كنا ولم نزل براء منهم ومن اعمالهم الفاسدة ومقاصدهم السيئة نحو الوحدة العراقية المقدسة، التي ارادوا بها السوء وكفروا بنعمة العراق العزيز الذي لم يبخل عليهم بشئ، هذا وان عطفكم الملوكي السامي على عوائل العصاة والعفو عن توبة المذنبين الجناة، لآعظم دليل على تسامح منقطع النظير ينصحه به العراق كله. فنسأل الباري أن يؤيد عرشكم السامي الى الابد". من كتاب تاريخ الوزارات العراقية/ الجزء الثالث لمؤلفه عبدالرزاق الحسني.
وفي الختام نؤكد مرة اخرى، انه مازال في الوقت سعة لتصحيح الاخطاء ووقف ظاهرة انحدار خطابنا السياسي من السئ الى الاسوأ. أن مجرد الاصرار وبقناعة على وجوب تحقيق الاهداف القومية والوطنية التي حصدت أرواح الالاف من شهداءنا الابرار، من شأنها أن تكون بمثابة الوردة التي يضعها المؤمن بالقضية على ضريح كل شهيد من شهداء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ولا يجب المضي قدما في تقليد الاكثريات وترديد نهجها  في تلوالخطابات والشعارات التي تمجد الجلاد ولاتبكي الضحيّة.
 وبهذه المناسبة ايضا، ندعوا الصفوة من سياسينا والنخبة من مثقفي ابناء شعبنا للاسراع في تهيئة الاجواء المناسبةلآخصاب بذور وحدتنا القومية، بهدف ترسيخ دعائم مجلس قومي شامل يؤسس لخطاب سياسي متحضر من شان مؤسساته أن تتحول الى المكان الشرعي لمناقشة خلافاتنا،تقويم رؤيتنا القومية- الوطنية  وبالتالي حفز روح التفاهم والتوافق بين جميع الاطراف من دون تمييز.
حيث أن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بحاجة اليوم الى قيادة سياسية مسكونة بتجديد خطابها اليومي، افكارها، هيكلها بما فيها تجديد قياداتها مع الوقت، ليتسنى لها التفاعل مع الواقع والحدث بنبرة ديمقراطية ولا مجرد شعارات يتلوها هذا الحزبي او ذاك المنتمي في يوم الشهيد. هذا ويجب الكف عن تحويل يوم الشهيد في الاغتراب، الى مجرد قرار مرهون باجندة القيادات الحزبية المخملية أو نشاط من نشاطات جمعياتنا التي ترهلت ومن ثم هجرت في الاغتراب بعدما حول منابرها الى منابر خاصة لتمجّد زعيم الثورة المخملية، ولاتمجد الاهداف القومية التي سقط من اجلها شهداء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
تحية لشهداء الحرية، الديمقراطية والكلمة الصادقة في كل مكان
تحية لشهداء وحدة الامة ورسالتها الانسانية
تحية لشهداء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العالم كله





298
المنبر الحر / كلنا انطوان الصنا!!
« في: 23:29 06/07/2010  »
كلنا انطوان الصنا!!
بقلم
أوشـــانا نيســـان

oschana@hotmail.com
" كلنا أمريكان" بهذه العبارة المقتضبة لخصت صحيفة لوموند الفرنسية تضامن الشعب الفرنسي مع الشعب الامريكي اثرالهجمات الارهابية التي تعرض لها مركز التجارة العالمي بتاريخ 11 سبتمبر عام 2001، رغم عمق الصراعات السياسية والخلافات الثقافية التي ترسخت لعقود بين الشعبين. من المنطلق هذا نهيب بمثقفي الامة و جمعياتنا في الاغتراب للاسراع في وضع الحجر الاساسي لبناء صرح منظمة الدفاع عن حرية الكلمة والنشر، بهدف خلق البيئة الفكرية والقانونية التي تدفعنا على الدفاع عن المبدع والتضامن مع الكاتب أي كاتب بغض النظر عن انتماءه الفكري أو السياسي ونقول: كلنا اليوم أنطوان الصنا. حيث ان الواقع اثبت ان السلطة  "القوموية" التي عززتها القدرات المادية غير المكشوفة  لقياداتنا السياسية "المتنفذة" مكنت من ترسيخ نهج التسيس ومن الوزن الثقيل، بحيث جندت طابورا من المثقفين اللاهثين وراء المنابرالعالية والعودة بنا الى الماضي البعيد. 
المطلوب من مثقفينا اليوم، وتحديدا مثقف بحجم أنطوان الصنا، أن يتجرأ في قول الحقيقة ومن دون تردد قبل فوات الاوان. لآن الزواج غير الشرعي بين السياسي المركون بنهج الاستحواذ على السلطة وبين طابور من المثقفين العاطلين عن العمل في دول الشتات، فشل تماما في تحقيق الاهداف الوطنية التي لم تفلح يوما في تجاوز حدود الورقة المكتوب عليها، لا لاعتبارات الخلل في وطنية المهاجر العراقي كما يحلو للسياسي أن يدعي وانما بسبب حرص السياسي واصراره على تفضيل الحزبي المنتمي رغم علاته وعدم كفاءته على المثقف العضوي – القدير ولكنه للاسف غير منتمي.     
اما القول عن استقلالية رد المنظمة،فان ديباجة الرد اساسا هي نسخة منقحة من الاوراق المحفوظة ضمن الملف الخاص بالمثقفين غبر المرغوبين والمنعوتين  على الدوام "بازدواجية الشخصية وعقدة الشعور بالنقص لانهم تركوا الوطن" كما ورد في الرد. في حين لم تسأل المجموعة نفسها يوما، لماذا ترك المثقف الاقلوي جمهورية الخوف ولماذا كل هذا الحقد البنفسجي والتجني على طروحات كل مثقف مغترب يرفض الاصطفاف وراء "القائد الاسطورة" من جديد. ثم ألم تكن مسؤولة علاقات منظمة حمورابي نفسها واحدة من تلك الاصوات النشازة  وراء المحيطات يوما، لحين توزيرها ضمن أول حكومة عراقية بعد الاطاحة بنظام صدام الدموي عام 2003، أم ان القرارات هذه كلها انتقائية ولا تشمل  القائمة البنفسجية ومريديها؟
وعن حيادية المنظمة والقول أنها منظمة من منظمات المجتمع المدني وانها منظمة غير حكومية، قد يكون من السهل على صائغي الرد أن يقنعوا الكبار من مريديهم ومؤيديهم داخل العراق، من ان المنظمة هي منظمة غير حكومية كاثبات على استقلالية قرارها السياسي، رغم تعين قيادي من قيادات الحركة الديمقراطية الاشورية  رئيسا للمنظمة!! الامر الذي يثبت عدم استقلالية المنظمة من الاساس. حيث يصعب أن لم نقل من المحال على المنظمة أن تقنع مواطنا في الاغتراب من انها منظمة غير حكومية. لآن المواطن العراقي أو الشرقي عموما تعود ان يقرأ بانتظام ضمن صحافة النظام أو يسمع كثيرا عن نشاط منظماته الانسانية - السلمية بما فيها المنظمات الخاصة  بالدفاع عن حقوق الانسان وحرياته الفردية حتى ضمن سجون جمهورية الخوف ورئيسها الطاغية صدام حسين لاكثر من 30 سنة، فلماذا لا يصدق الكذبة وقائلها من المعارضين.
اما عن حرص المنظمة على تطبيق ومراعاة البروتوكولات فحدث ولاحرج. أذ كيف يمكن لعاقل أن يصدق التبرير الذي تنشره المنظمة حين تكتب، أن المنظمة عقدت مؤتمرها في نينوى، هذه المحافظة التي نادرا ما يسلم المواطن العراقي البرئ ولاسيما المواطن الاقلوي – المسيحي من هجمات القاعدة ومؤيديها، بالاضافة الى السجال الدستوري الذي لم يستقر بعد حول حدود الاقضية والنواحي التابعة لهذه المحافظة، لتتشرف المنظمة  كما تكتب بالسيد اثيل النجيفي وهو يراعي مؤتمرها، بعدما حصرت حقل نشاطها الانساني ضمن حدود المنطقة الملتهبة بين العرب والاكراد. رغم أن العارف بجذور الصراعات العرقية - السياسية ضمن جغرافية محافظة نينوى، يعرف جيدا أن السيد اثيل النجيفي ليس هو السياسي المناسب ليراعى مؤتمر منظمة خاصة بالدفاع عن حقوق الانسان على الاقل في الوقت الراهن. لآن الرجل لم يرع المؤتمر محبة بنهجها السلمي في الدفاع عن حقوق الانسان العراقي اولا والمواطن الاقلوي – المسيحي ثانيا وانما كرها بالتجربة الديمقراطية التي تفتقت افاقها في اقليم كردستان وبدا شعاعها يغري قلوب الملايين من العراقيين في الجنوب الغربي من الفيدرالية الكردستانية.

اما التساؤل الذي مثلما ظل يقلق مخيلتي بدا اليوم يقلق مخيلة الكثيرين من ابناء شعبنا وهو: لماذا يجب أن نربط مصير ما تبقى من ابناء شعبنا بمستقبل الصراعات السياسية والمنافسات غير الديمقراطية التي بدأت  تشتد بين الحين والاخر ضمن الزاوية هذه.  بحيث سيفلح الصراع هذا لا سمح الله في تحويل ما تبقى من الوجود الى مجرد شواهد تاريخية تضاف الى قائمة الاثار التاريخية العريقة لآبناء شعبنا وبالتالي تحويل كنائسنا والقول لرئيس منظمة التضامن المسيحي خلال كلمته التي اثارت حفيظة السيد اثيل النجيفي، الى مجرد مزارات يرتادها فقط الزوار المتغامرون كما حصل لمزار نبي ناحوم في القوش!
وفي الختام اود التأكيد من جديد، لقد حان الوقت للمضي قدما في شرعنة النهج الحضاري الذي أطلقه السيد انطوان الصنا، وفي مقدمتها الاستمرار في كشف الاوراق التي باتت تثير حفيظة قياداتنا السياسية وفي طليعتهم مسؤولي المؤسسات "الجديدة" والمحسوبة على المجتمع المدني. عليه يجب اعتماد المزيد من الشفافية في عملية مراجعة  الذات ورفض نهج المسؤولين وقيادي الاحزاب في مصادرة ثرواتنا الوطنية وتعطيل دور مؤسساتنا القومية المسقلة، بعد اعتبارها جزءا من ممتلكات القادة وافراد اسرتها. علما ان الثغرة القانونية التي دشنها السيد أنطوان الصنا يجب أن تبقى مفتوحة ومشروعة لكشف ما سرق من ثروات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري خلال العقود الاخيرة، ولا نسمح للسياسي أي سياسي أن يفلح  في غلق النافذة هذه مهما تعددت الحجج والاعتبارت الواهية.

299
ثغرات خطيرة ضمن نظام اللجوء الاوروبي
المحررون: كارين فيرهيد و نوري كينو
ترجم المقال / عن Ekot  السويدية/ أوشانا نيسان
حث المجلس الاوروبي الحكومة السويدية للتحرك ضد دائرة الهجرة اثر الانتقاد الذي وجهته مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة الى السويد، وفيه أن السويد تقوم بالطرد القسري للعراقيين، ولكن وزير الهجرة توبياس بيلسترم يستغرب عن مغزى الانتقاد. ولاجل التوضيح أجرى هنريك أكرمان المقابلة أدناه مع وزير الهجرة توبياس بيلسترم:
- أعتقد أن السويد استثمر الكثير في سبيل بناء وتحسين نظام اللجوء المبني على الاستنتاجات الفردية، عليه يصعب علي فهم هذه الملاحظات، يقول وزير الهجرة.
- الان وبعد أن بدأت الحكومات الاوروبية في رفض هذه الاتهامات التي وجهتها مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة، فانه من الواجب أن تتخذ جميع الاجراءات اللازمة حيال مستقبل وحياة الافراد، ولكن نظام الامم المتحدة من شأنه أن يقوّض الامكانيات الخاصة بجهود الحماية المطلوبة للاجئين ضمن بقية دول العالم أيضا ، يضيف وزير الهجرة توبياس بيلسترم.
رياض هو احد العراقيين الذين ستتعرض حتما حياته الى المخاطر في حال اعادته الى العراق، يرى توماس همربري. رياض هو مسيحي- أشوري عمل مع الجيش الامريكي في العراق وفي نفس القاعدة العسكرية التي عمل فيها شقيقه الذي اختطف واعدم فيما بعد  أمام كاميرات الجماعات الاسلامية المتطرفة في مدينة موصل شمال العراق. علما أن DVD المصور للحادثة البشعة تلك وزع بعدما استغل كفلم خاص لترويع الناس واجبارهم في الكف عن العمل مع الامريكان ومن ثم اجبار غير المسلمين للهروب من العراق. علما أن رياض نفسه لم  يحرّم فقط من الحماية المطلوبة له، بل حصل على الطرد الاجباري من السويد في الاسبوع الماضي.
علما أن لا دائرة الهجرة ولا المحكمة الخاصة بالهجرة وضعتا مسألة اعدام شقيق رياض في الحسبان، واتفقتا على أن رياض لم يفلح في اثبات ما تنتظره من الملاحقة والمصاعب الجمة في حال اعادته الى العراق. "من المستحيل أن اعود الى العراق لآن التهديد ضدي باق وحقيقي ومن السهل أن اقتل في أي مكان من العراق عند العودة"، يقول رياض لصحيفة Ekot .
- لآ استطيع العيش في العراق، بغض النظر عن مكان العيش. بامكان القاعدة أن تكشفني وتقتلني في الحال.
لماذا سيقتلوك؟
لآنني عملت مع الجيش الامريكي.
قرار رفض طلب رياض يدل على وجود ثغرات واضحة ضمن نظام اللجوء الاوروبي، يقول توماس همربري.
- كيف يمكن لهذا اللاجئ أن يكشف عن شيئ اخطر من هذا التهديد الجدي الذي كشفه منذ البداية. الامر هذا ان دل على شئ فانه يدل على ان القرارات هذه لاتعمل عند التطبيق، يقول همربري.
- أعتقد أن حياته في خطر في العراق ، وانه بحاجة الى الحماية الضرورية من السلطات السويدية، على الاقل لحين تغيير الاوضاع السياسية في العراق، تقول باسكال وردة الوزيرة السابقة للهجرة في العراق والعاملة اليوم ضمن صندوق  حمورابي الخاص بجمع التبرعات واسكان اللاجئين في العراق.


300
دكتوراه في النظام التقني الجديد لتحديد السرعة في ستوكهولم



حقا ان اطروحة  ألبانيا  وعنوانها " تقييم النظام  التقني الجديد، لتحديد السرعة المتغييرة على الطريق السريع E4 في ستوكهولم"، هي اطروحة ملفتة للنظر بأعتبارها  دراسة علمية وعملية  تمتد على مساحة ساعات  متواصلة  من عملية متابعة عملية مرور المركبات وتصويرها ضمن  مناطق معينّة في المدينة بدءا من الساعات الاولى لبزوغ الشمس وحتى الساعات المتأحرة من الليل.  وأن الدراسة هذه من شأنها أن تحسن نوعية المعلومات المسجلة على اللوحات الالكترونية المعتمدة في سبيل تجاوز الاختناق المروري الذي تشهده المدن الكبيرة وفي طليعتها مدينة استكهلم اثناء فترة  بدء الدوام  وانتهاءه"، يقول البرفسور- الدكتور تومر توليدو خلال مناقشته لآطروحة السيدة ألبانيا نيسان في جامعة التكنولوجيا الملكيّة السويدية يوم الثلاثاء المصادف 10 حزيران 2010.، بحضور لجنة التحكيم وقوامها  البروفسوركريستر هيدين، البروفسور بينغت هلمبري والدكتورة كارين بروندل، بالاضافة الى حشد كبير من الباحثين والطلبة.
 ان الاختناق المروري تحول الى مشكلة العصر وهو يلاحق الاكثرية من سكان المدن المتقدمة والمكتظة بالسكان وحلها التقليدي يكمن ضمن قرار توسيع شبكات الطرق وبناء طرق جديدة. هذا الحل الذي لايتلائم ودعاة المنظمات الخاصة بالبيئة الى جانب تكاليفها الباهضة.  أما اطروحة البانيا فهي تحمل الكثير من النماذج القابلة للتنفيذ الى جانب الحلول التطبيقية التي اقترحتها بهدف حل الاختناق المروري المثقل وفق بدائل تقنية وديناميكية جديدة، حسب قول البروفسور -الدكتور توليدو.
علما أن السيدة ألبانيا تعد اليوم أول أمرأة  "أشورية" في السويد  تحصل على شهادة الدكتوراه وباتفاق لجنة التحكيم بكاملها كما صرحت اللجنة عند اعلانها الخبر، بعد تفوقها ضمن هذا الميدان العلمي الذي حصر كثيرا على الرجال حتى في السويد، وقليلا ما يفضله العنصر النسائي!! وانها فعلا نجحت في الحصول على شهادة الدكتوراه رغم التحديات الجسيمة التي باتت تعوق مسيرة  الاجنبي وتحديدا مسيرة  امرأة اجنبية وطموحة  كالبانيا وهي تعمل في استكهلم  وعائلتها في مدينة أخرى تفصلها مئات الكيلومترات عن موقع عملها اليومي .  
ومن الزاوية هذه، يجب أن نعتبرشهادة الدكتوراه التي حصلت عليها السيدة ألاشورية  واصرار الاخيرة على بلوغ هذا المستوى العلمي والثقافي  المرموق رغم كل هذه التحديات، نموذجا رائعا، على أجيالنا في الاغتراب أن تحتذى به. لآن الشهادة العلمية  الحقيقية التي يبلغها  اللاجئ / اللاجئة الاشورية وحدها، هي الكفيلة في الدفاع  عن واقعنا الفكري، الثقافي وحتى السياسي داخل الوطن وخارجه،  ولا الشهادات الوهمية  التي تعودت قياداتنا السياسية أن تمنحها لهذا  المريد أو ذاك.
وفي الختام ونيابة عن ابنتنا أربلينا وابننا  اترا الذي تخرج في اليوم التالي من يوم حصول  والدته على شهادة الدكتوراه، نهنئ الدكتورة ألبانيا نيسان على نجاحها المتواصل ضمن مسيرتها العلمية، ونتمنى لها ولامثالها مستقبلا زاهرا ومثالا لجميع أبناء شعبنا الاشوري في منافي الاغتراب. علما ان الجامعة الملكية ستقيم حفلا خاصا في Stadshuset  في استكهلم نهاية شهر تشرين الثاني القادم  لجميع حاصلي شهادة الدكتوراه من الجامعة.

عن اسرة ألبانيا
أوشـانا نيسـان


للاطلاع على اطروحة ألبانيا نيسان بأمكان القارئ الدق على الرابط التالي:
http://kth.diva-portal.org/smash/record.jsf?pid=diva2:321836
- صورة البانيا وهي تدافع عن رسالتها
- لجنة التحكيم فيها من اليمين الى اليسار: البروفيسور- الدكتور تومر توليدو، البروفيسور بينغت هلمبري والدكتورة كارين بروندل.
- الاسقف مارعوديشو، البانيا نيسان والمشرف العام على الرسالة البروفيسور هاريس كتسوبولوس
- حشد من الحاضرين والمتابعين للرسالة



 


301
نصر ساحق لآجندة زوعا المخفيّة!!
بقلم
أوشـــــانا نيســــان

Oschana@hotmail.com
واخيرا اعلنت نتائج الانتخابات العراقية التي طال انتظارها، ولكن يبدوا أن وقع نتائجها أعقد بكثير من الامال التي عقدت عليها. لآن الفائز في الانتخابات وهو أول رئيس وزراء عراقي في الفاتح من العهد العراقي  الجديد، قد يصعب عليه تشكيل الحكومة العراقية التي بأمكانها قبر النظام الطائفي اوالمحاصصة البغيضة ومن ثم تحقيق الاهداف الوطنية التي بشّر بها وصرف عليها الملايين خلال حملته الانتخابية، لا لاعتبارات "التهم" الباطلة وفي مقدمتها لبنانية والدته التي تجنست الجنسية العراقية لآكثر من خمسين سنة خلت،وانما لآعتبارات أعقد وفي مقدمتها، عودة البعثيين القدماء بأجندة جديدة قد لاتحمل الكثير من مفردات خطاب جمهورية الخوف بسبب حرصهم على وجوب شرعنة العودة أولا، ومن ثم التفرغ لتفعيل متطلبات ما يسمى اليوم ب  "جمهورية التشرذم والسرقة" في العراق،كما وصفها البروفيسور كنعان مكيّة ، مؤلف كتاب جمهورية الخوف خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة الشرق الاوسط ونشرتها الخميس 18 اذار 2010.
لكي لا يبقى الحديث محصوراعند تخوم قوائم الاكثرية، علينا أن نبدأ بتهنئة القوائم الفائزة والمحسوبة على شعبنا تلك التي فازت بالكوتا الممنوحة لنا، وفي طليعتها قائمة الرافدين والتي فازت بثلاثة مقاعد وقائمة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري بمقعدين. هذه النتيجة التي كانت معروفة سلفا للعارف بما جرى ويجري وراء الكواليس السياسية. لآن العراق بوضعه الحالي وللاسف الشديد لايترك مجالا لنداء العراقيين المناضلين من اجل عراق حر ديمقراطي ومستقل، فكيف الحال بأبناء الاقليات المشكوك اصلا في امرهم.

صحيح أن صناديق الاقتراع لم تنج من الاعتراض اوالتزوير حتى ضمن الانتخابات التي تجري في أروقة الدول المتحضرة والمحسوبة على أقدم ديمقراطيات الغرب، ولكن ألاصح هو اعتراض أبناء الاقليات العرقية العراقية وفي مقدمتها أبناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري على نتائج انتخابات لم يكونوا طرفا فيها منذ البداية. بل استعملوا كادوات سياسية رخيصة بهدف تفعيل كفة عروبة عراق يحّن للمركزية التي قبرت على كفة عراق ديمقراطي فيدرالي عادل تتمناه الاكثرية من ابناء الشعوب العراقية وفي مقدمتها شعوب كردستان.
وللمزيد من التوضيح سنلجأ الى المثل الصيني القائل" أثناء صراع الفيلة تسحق الاعشاب الصغيرة". فالانتخابات العراقية بأعتقادي، بما انها لم تكن انتخابات نزيهة لآن التجربة هذه وجدت اساسا بهدف ذر الرمال في عيون العراقيين  الحالمين بالديمقراطية، تلك التي ستخفق حتما في عملية حصر خيار الاختيار بين النائب العراقي الوطني الغيور بغض النظر عن خلفيته العرقية أو المذهبية وبين ذاك المرشح "العراقي"  الذي يبحث من جديد عن الكرسي الذي يوفر له المزيد من  السلطة،الاغراءات المالية وحتى المنافع الفردية. حيث حشّرت الحملة باكملها ضمن الهامش الضيق الذي يفصل العراق العربي  الذي بدا ينمو ويدغدغ ذهن القومويين العرب من جديد، عن االعراق الكردي الفيدرالي. هذا النهج الذي تفنن سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية في تنفيذ بنوده لآكثر من 30 سنة متواصلة، ابتداء في جبال كردستان، ايران، دمشق واليوم تحت قبة البرلمان الوطني العراقي.
الدليل على صحة ما نذهب اليه، هو الاتفاق الضمني على تغييب وحجب الاصوات النزيهة للاحزاب الاشورية التي رفضت وترفض بشدة المساومة على هوية شعبنا وحقوقه القومية المشروعة، كالحزب الوطني الاشوري وحزب بيت نهرين الديمقراطي وبقية شرائح ومنظمات شعبنا. وفي المقابل يدل مؤشر الاصوات التي حصل عليها رئيس قائمة الرافدين السيد كنا في كل من دهوك والموصل رغم الوثائق التي اظهرت وللمرة الثالثة حقيقة انتماءه الى صفوف حزب البعث العربي المنحل قبل الانتخابات بأيام معدودة، دليلا على شعبيته الواسعة بين المناوئين من انصار العهد البائد للتجربة الديمقراطية في الاقليم ، ضمن الاقضية والنواحي التابعة لمحافظتي نينوى ودهوك.
عمليا قّزمت الحركة قضيتنا بعدما ادارت ظهرها للانجازات القومية التي شرعها البرلمان الكردستاني في زمن كان السيد روميو هكاري سكرتير حزب بيت نهرين الديمقراطي رئيسا للكتلة المسيحية في البرلمان خلال السنوات الاربع الاخيرة، اثر قرار مفاجئ للعقل المدبر للحركة الديمقراطية الاشورية، بوجوب هجر المواقع السياسية للحركة في الاقليم ونقلها طوعا الى خنادق القوموين العرب في العاصمة بغداد.
صحيح أن الكل يعرف أن السياسة العراقية تدار من بغداد وليس من أربيل، ولكن واقع شعبنا اصبح هزيلا لدرجة لايتحمل الكثير من تبعات سياسة تغيير المواقع والصفوف. هذه السياسة التي باتت تعزز القول القائل أن قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية مصابة فعلا بعمى الالوان وقصر النظر.  حيث يصعب على الزوعوي رؤية  خصوبة الوان الربيع في العراق كله وتحديدا في الاقليم بأستثناء اللون البنفسجي الذي أخذ يحجب تماما رؤية الحركة الديمقراطية الاشورية للتعددية السياسية ضمن مسيرتنا السياسية والقومية.
حيث الكل يتذكر جراحات الحركة الانشقاقية التي قادها الرفيق باوي والمدعومة اساسا من قبل العقل المدبر للحركة الديمقراطية الاشورية، تلك التي لم تندمل جراحاتها بعد.رغم ان المؤامرة هذه فضحتها المحاكم الامريكية في النهاية، ولكنها كلفت كنيستنا  كنيسة المشرق الاشورية وهي اقدم وافقر كنيسة على وجه المعمورة ما يقارب من مليوني دولار امريكي. الامر الذي دفع بالكثيرين من أبناء شعبنا في الاعتقاد، ان الصفعة هذه قد تفلح على الاقل هذه المرحلة في ردع قيادة الحركة ومريديها من مغبة التفكير في التحرش مرة اخرى برموز الكنيسة الاشورية ومعتقداتها العريقة.
ولكن وللاسف الشديد، بعد مجرد الاعلان عن فوز قائمة الرافدين بثلاثة مقاعد من المقاعد الخمسة المخصصة اصلا لآبناء شعبنا، اصاب الغرور رموز الحركة من جديد فعادت حليمة الى عادتها القديمة.
ففي يوم السبت الموافق 27 اذار 2010، أي بعد يوم أو يومين من الاعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق، كّلف  مسؤول ما يسمى باتحاد الشبيبة التابعة للحركة الديمقراطية الاشورية في السويد من قبل منظري الحركة، ليقف أمام نيافة الاسقف مارعوديشو ويستفسر منه بجرأة غير معتادة عن اسباب انحسار شعبية الكنيسة وراعيها ضمن هذه المدينة. العلة الحقيقية حسب قول الشاب وراء تراجع عدد المؤمنين والمشاركين في القداس. قالها وهو يلاحظ  مغادرة ألمئات من الذين حضروا للمشاركة في قداس عيد الشعانين و الاستماع الى خطاب نيافة الاسقف الذي قدم للتو من مراسيم تشيع جنازة مثلث الرحمة مارنرساي دي باز في الولايات المتحدة الامريكية.
علما ان الاعتراض هذا جاء على خلفية مكالمة هاتفية استقبلها الشاب الزوعوي من مدينة نوهدرا حسب اعترافه، بهدف  رفع شكوى ضد كاهن الرعية. فرد عليه الاسقف، تفضل بأمكانك أن تتحدث عن نفسك وعن كل  ما تريده انت ولكن دعنا من الحديث عن الاخرين رجاء!!
وللحق يقال أن عدد الذين حضروا المناسبة تجاوز المئات من مواطني هذه المدينة الصغيرة وتوابعها للاسباب التي ذكرناها اعلاه. وأن التصرف هذا بدوره احدث تذمرا جليا في عيون العشرات من المؤمنين الذين راقبوا اطراف السجال، وحثهم على الاعتراض على اصرار حفنة من مريدي "زوعا"  في التدخل مرة اخرى ضمن شؤون كنيسة المشرق الاشورية. رغم حرص مؤيدي زوعا على اشهار اسطوانتهم المشروخة بمناسبة وغيرها، بوجوب فصل الدين عن السياسة. الامر الذي يؤكد أن أعضاء ومؤازري الحركة الديمقراطية الاشورية بوضعها السياسي الحالي قد اصابوا فعلا بعمى الالوان وقصر النظر كما نبهت ذلك منذ البداية. كيف لا والشاب الزوعوي نفسه انتظر طويلا ليأت دوره في مقابلة نيافة الاسقف الذي كان مهموما في استقبال وتوديع العشرات من المؤمنين. في حين يبدوا أن الزوعوي قرر طبقا ل"قرار من فوق" كما يحلو القول للعراقيين، بعدم رؤية الحقيقة والواقع بعيونه، بل بمنظار الموجه له في الطرف الاخر من المعمورة، وهذه المرة من نوهدرا/دهوك. 
أما التساؤل الذي ظل يقلق مخيلتي مثلما يقلق مخيلة الاكثرية من ابناء شعبنا هو:لماذا تعود العقل المدبر للحركة الديمقراطية الاشورية بعد كل نصر سياسي "موهوم" أن يوجه سهامه نحو صدور رموز الامة وتحديدا صوب حرمة الكنيسة كنيسة المشرق الاشورية ورجالاتها، بهدف تمزيق ما تبقى من وحدة هذا الشعب المضطهد؟؟

302

وهل يمكن زوعنة القضاء النزيه؟
بقلم
أوشــــانا نيســـان

Oschana@hotmail.com

 يبدوا أن الأسابيع القليلة التي تسبق عملية الإستعداد للانتخابات التشريعية في العراق الجديد، رغم تحفظاتي وتحفظات الكثيرين من زملائي على طريقة الإعداد، سوف تنجح ولو جزئيا في الكشف عن زيف وخلفية حفنة من القيادات السياسية المحسوبة زورا على القيادات الوطنية، لأكثر من ربع قرن متواصل. بمعنى آخر، أن المسيرة الديمقراطية التي ولدت قبل اقل من خمس سنوات هي الآن بصدد الكشف عن أوراق "القيادات" التي أخفقت ثلاثة عقود من الزمن في فضحها.

ومن المنطلق هذا، يحق للموطن العراقي " الشريف" أن يعرف ولو قليلا عن الخلفية أو القدرات السياسية والفكرية للنائب أو المرشح الذي سيختاره ليدافع لاحقا عن مجمل حرياته الفردية، الوطنية، القومية وحتى المذهبية تحت قبة البرلمان العراقي العتيد. لآن الشائع عن نهج الثورات ولاسيما الثورات العراقية وعلى مر التاريخ، أنها الوحيدة التي تتلذذ وهي تنهش أجساد أبناءها وتسحل أشلاء مفجريها وراء الجرافات.

بقدر ما يتعلق الأمر بالضجة المثارة ضد الكبار من المرشحين السياسيين للانتخابات القادمة، ولاسيما  البعد المتعلق بالسياسيين من الآشوريين المشمولين ضمن قوائم لجنة المساءلة  وفي مقدمتها قرار إبعاد العقل " البنفسجي"، فأنه يجب التأكيد أن الشق الذي أحدثه صدى القائمة الخاصة بأجتثات البعثيين، هو أوسع بكثير من الرقعة الجغرافية لآي مكون من المكونات العرقية – الاقلوية داخل العراق. حيث الشائع أن نبتة الديمقراطية لا يمكن لها أن تنمو وتورق في ظل أجواء سياسية موبوءة حرصت على خلقها قيادات سياسية تستغّل الديمقراطية لمجرد احتلال كرسي الحكم وبالتالي إنكار حقوق أقدم شعب عرفه التاريخ على ضفاف دجلة والفرات وهو الشعب الآشوري،  واعتباره مجرد جالية مسيحية سكنت بغداد قبل فترة وجيزة. كل ذلك بحضور النائب الآشوري الذي فضل اليوم جولة أوروبية رغم حراجة مستقبله السياسي، بهدف تحسين صورته السياسية التي اهتزت في العالم، بدلا من البقاء في بغداد وتقديم قرار الطعن إلى الهيئة التمييزية المشكلة من قبل  مجلس القضاء الأعلى. 

ومن المنطلق هذا، يجب أن يعرف القاص والداني، أن الاتصالات المكثفة التي تجري هنا وهناك بهدف تخفيف الاحتقان السياسي الذي خلقته هيئة الاجتثاث وآخرها قرار إعادة هيكلة اللجنة ، بهدف الإعداد لصفقة سياسية بموجبها يمكن التغاضي هذه المرة أيضا عن جرائم السياسي الذي ثبت انتماءه وبالدلائل القاطعة إلى صفوف البعث وأجهزة النظام العفلقي البائد ، ومن ثم تأجيل عملية الشطب كما تأجل الكشف سابقا. 

علما أنني كنت ولايزال على ثقة، أن قرار الأبعاد هذا سوف يواجه تحديات الكبار من السياسيين ومن الوزن الثقيل، وسوف تتظافر حتما جهود التأجيل وليس الإلغاء هذه المرة أيضا. حيث يتّذكر المتابع كيف نجحت لجنة الاجتثاث منذ تشكيلها ومن دون عناء يذكر، في الكشف عن حقيقة انتماء الآلاف من السياسيين الجدد إلى حزب البعث العربي السابق وتعاونهم المكثف  مع أجهزته القمعية. علما أن معظم هذه الأسماء نشرتها الصحف العراقية وفي مقدمتها صحيفة المرجعية عام 2005. 

ومن الزاوية هذه يمكن للمتتبع أن يلاحظ الدوافع الحقيقية وراء سكوت المرشح ألا قلوي واعتبار المسالة سحابة عابرة كمثيلاتها، لأنه على علم تام طبقا للمثل العراقي القائل" الحشر مع الناس عيد". والطبخة السياسية هذه أكبر من الرقع الاقلوية الديمغرافية بجميع تلاوينها العرقية، فلماذا الاستعجال فيما لو قدر للطرف السني المدعوم أمريكيا أن يحل المسألة بالنيابة من جديد!!   

ولكن الطرح هذا بطبيعته سيترك المجال مفتوحا أمام تساؤلات سياسية، وطنية، قومية وحتى أخلاقية، تحتاج إلى أجوبة من النوع الذي لا يقبل الانتظار، وفي مقدمتها.
هل يمكن التشكيك بقرار "هيئة وطنية" تكشف الانتماء الحزبي والمخابراتي وبالوثائق الرسمية، لقيادات سياسية شيعية وسنية داخل الحكومة والهيئات الرئاسية بمن فيهم الناطق الرسمي للحكومة قبل القيادات الاقلوية؟ ثم لماذا تكرر هيئة الاجتثاث والمساءلة كشف نفس الاسم الذي لم تتردد معظم الصحف العراقية في نشره وليس غيره من الأسماء؟ وهل يمكن لعاقل أن يصدق فيما بعد "السياسي" الذي كشفت مؤسسة من مؤسسات النظام الذي يمثله بنفسه انه من المنتمين إلى دوائر اكبر طاغية دموي على وجه المعمورة؟

أما التساؤل الأهم من كل هذه التساؤلات اصبح الآن: ماذا يمكن للسياسي العراقي  أو ألاقلوي أن يقول للأمهات الثكلى، أبناء،بنات وزوجات الرفاق الذين صعدوا أعواد المشانق في سبيل تحقيق الأهداف القومية، العراقية وحتى الإنسانية الذي تعود المتهم أن يتشدق بها ليل نهار، بعدما ثبت انتماءه لدوائر الأجهزة القمعية التي نفذت قرارات الإعدام؟
 
ولكي لا تبقى مصداقية قرار هيئة الاجتثاث تراوح ضمن فسحة الاجتهادات الفردية لهذا لكاتب أو ذاك السامع، فضلت الإشارة إلى مضمون التعليق الذي أدلى به سكرتير الحركة السيد يونادم يوسف كنا والمشمول بقرار الإبعاد،  في الدفاع عن نفسه أثناء المقابلة المباشرة  التي أجرتها معه فضائية الشرقية  مساء يوم الجمعة المصادف 15 كانون الثاني الجاري، حيث قال:
" هناك دوافع ومواقف سياسية واضحة وراء قرارات الهيئة. الغرض من القائمة هو مجرد تشويه سمعة المرشح العراقي الوطني وأبعاده عن موقع القرار. إذ كيف يمكن للهيئة أن تتهمني بالانتماء إلى أجهزة النظام الدكتاتوري السابق، وأنا من المحكومين عليهم بالإعدام".
علما أن القائمة الخاصة بأسماء الآشوريين المحكومين والمعتقلين ضمن سجون النظام( حسب النسخة التي احتفظ بها)، تلك التي نشرتها صحيفة "بهرا" ومسئولها المباشر السيد كنا نفسه أوائل تشرين الثاني عام  1984 ، تخلو تماما من ذكر اسمه. ( حيث تتضمن القائمة 25 اسما آشوريا  من محافظة كركوك، 12 من بغداد و11 اسما من محافظة نينوى).
هذا وبالإضافة إلى لقائي الشخصي والسيد ياقو في منطقة حاج عمران صيف عام 1974 وهو محاسبا لبتليون الشهيد هرمز التابع لمقر البارزاني . ( أقول ياقو وليس يونادم يوسف كنا تيمنا بأسم الملك ياقو الاسم الذي فضل استعماله في كردستان العراق بسبب علاقات الأخير والمرحوم مصطفى البارزاني).
بعد انهيار الثورة والعودة، رجعت أنا اللاجئ، والمواطن العراقي العادي إلى  صفوف الوطن، كما كان يحلو للنظام السابق أن ينعتنا، وبعد أقل من شهر من التحاقي بصفوف كلية الضباط الاحتياط في معسكر الرشيد، طردت منها مباشرة بعد الكشف بأنني من العائدين إلى الصف الوطني ونقلت فورا إلى اخطر معسكر لتدريب الجنود المغضوبين على أمرهم وهو معسكر لتدريب الدروع والقوات الخاصة في منصورية الجبل شرق بعقوبة.
في حين رجع السيد ياقو وهو محاسبا لأخطر قوة من قوات البيشمركة التابعة لقيادة المرحوم البارزاني، ليصبح ضابطا برتبة ملازم أول ضمن دورة 26 ، والقول لرفيق من رفاق دربه وهو الآن يعيش في السويد، ليصبح فيما بعد  مهندسا مدنيا، لا لآسباب سياسية كما يعتقد وانما بسب الحاجة والتفرغ للمقاولات الإنشائية ضمن المحافظة التي سيغادرها من جديد ولكن فق أجندة سياسية جديدة، ليلتحق بصفوف المعارضة العراقية وتحديدا قيادة الحزب الشيوعي العراقي ضمن قاطع  الفرع الأول للحزب الديمقراطي الكردستاني في منطقة بهدينان.
لآن المعروف عن قيادة الحزب الشيوعي العراقي وقتها وللأسف الشديد إنها كانت قيادة مخترقة من قبل مخابرات النظام العراقي البائد. الأمر الذي سهل على الكثيرين من عملاء أجهزة الأمن والمخابرات بالانخراط ضمن صفوف الثوار الحقيقيين وملاحقة المناهضين لدكتاتوريته، وبالتالي تسهيل عملية التسلل إلى الجمهورية الإسلامية بعدما تحولت إلى ملاذ آمن للملايين من العراقيين اللذين رفضوا الحرب الذي أشعله صدام على الجارة الشرقية.

وفي إيران وتحديدا ضمن السنوات الخمس التي سبقت اندلاع الثورة الجماهيرية شمال العراق وجنوبه عام 1991، حدث الكثير من المحاولات "المشبوهة" في سبيل تسميم الأجواء السياسية ، الفكرية وحتى الأخوية للهاربين من أبناء شعبنا، وفي مقدمتها محاولات تفكيك جهود المصالحة في كل مكان. حيث كنت شاهدا للمرارة التي ذاقها العديد من القياديين المنشقين عن قيادة الحركة. واستمعت إلى أقوال المئات من المثقفين الآشوريين الذين رفضوا الانصياع لنفوذ المسؤول الخارجي للحركة في أورومية، أولئك الذين ذاقوا فيما بعد مرارة السجون الإيرانية والإهانات التي لايمكن وصفها.

بعد العودة إلى كردستان العراق، وتشكيل الحكومة الكردية الأولى  في أربيل عام 1992، أصبح السيد كنا وزيرا للمواصلات ومنح حركته خمسة مقاعد برلمانية ضمن البرلمان الكردستاني المقسم مقاعده المائة مناصفة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، لحين سقوط النظام نيسان 2003. والغريب في الأمر كله، أن السيد كنا لم يتوقف لاحقا كما كان يعتقد في الكف عن إفشال الجهود الوحدوية بين فصائل القوى والأحزاب الآشورية التي شكلت لاحقا في العراق، وفي مقدمتها مطلب توحيد نضالنا السياسي في العراق. أغلب الظن اتساقا مع بنود التحالف السياسي الذي يستمد عزيمته من صلب الاجندة السياسية القديمة- الجديدة بين السيد كنا وبغداد العاصمة. كل ذلك على حساب حقوق وامتيازات شعبنا الآشوري ضمن كردستان العراق.

وفي الختام أتمنى لو يتطلع الكثير من قراء صفحة عينكاوا الغراء على مضمون هذا المقال القيم، ويتجرأ ولو قارئ واحد في توجيه هذه التساؤلات التاريخية التي تنتظر الإجابة منذ زمن طويل إلى السيد يونادم يوسف كنا خلال محاضرة من المحاضرات التي سيقيمها أثناء تواجده في السويد أو غيرها من البلدان الأوروبية.

303
أهلا بمعالي الوزير الجديد
بقلم
أوشــــانا نيســـان
من السويد

واخيرا نجح السيد سركيس اغاجان العقل المدبر للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري في إسدال الستار نهائيا على المقترحات العقيمة أو الترشيح وفق حسابات حزبية ضيقة لهذا الطرف أو ذاك، بعد تجاوزه عقدة العلاقة المقطوعة أساسا أو الطلاق غير المعلن عنه بين عموم أعضاء النخبة المثقفة لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في الاغتراب وجدلية ما يسمى بالخطاب الحزبي " الضيّق"  داخل الوطن. اثر اختياره للصديق أنور جبلي شابو وزيرا للاتصالات والمواصلات في الكابينة الجديدة للإقليم.
ومن الزاوية هذه، نهنئ معالي الوزير أنور جبلي ونتمنى له ولجميع أعضاء الكابينة التي يترأسها الدكتور القدير برهم صالح ونائبه السيد أزاد برواري، الموفقية والنجاح، سائلين الله عزوجل أن يحفظهم جميعا بما فيه الخير والسعادة والازدهار لجميع أبناء شعب العراق الجديد،عراق ما بعد الدكتاتورية.

حقا أن القسم الدستوري الذي أداه معالي وزير الاتصالات والمواصلات، يجب أن يكون بمثابة الإعلان عن ولادة أفق سياسي  جديد أطلقه هذه المرة السيد سركيس اغاجان بامتياز ضمن مسيرتنا السياسية – الوطنية الجديدة. تلك التي احتكرتها أقطاب حزبية معروفة أو منظمات سياسية أخرى لأكثر من نصف قرن متواصل. لا لاعتبارات الخبرة السياسية المطلوبة بهدف مواجهة التحديات السياسية التي تتصاعد داخل الوطن كما تعودنا أن نسمع، وانما لآعتبارات أهم وفي مقدمتها، الحرص كل الحرص على وجوب حصر زمام كرسي السلطة واغراءات الأخيرة وفق مصالح حفنة من السياسيين التقليدين ونهجهم القائل، أن من يملك مفتاح السلطة هو من يملك قرار الأمة!!
ومن المنطلق هذا، يجب ترسيخ النهج السياسي الجديد وفي مقدمته، قرار توزير المثقف العضوي المنحاز لقضية شعبه ووطنه في سبيل التخلص من عقدة التعيينات العبثية واستوزار هذا الحزبي أو ذاك، بهدف مراعاة القرابة العائلية أو العلاقات الشخصية.

وفي إطار سعينا ألي استكشاف آفاق التقدم الذي حملت به هذه الخطوة السياسية الجريئة، لا بد لنا من تسليط الضوء على عقم الطروحات السياسية التي تعودت الأكثرية من قياداتنا الحزبية داخل الوطن في أن تتشبث بها في سبيل تبرير نهجها السياسي الذي اثبت الدهر فشله مرارا وتكرارا.
لقد حان وقت المراهنة على مثقف من مثقفي شعبنا الكلداني السرياني الآشوري  بحجم أنور جبلي أو غيره من المثقفين الموزعين شرق المعمورة أو غربها، بدلا من الاختلاف دوما لجهة ما يسمى بالتمثيل الحقيقي لشعبنا أو مطلب الانتماء الحزبي الضيق!!
وفي الختام نجدد تمنياتنا وتحياتنا الأخوية لمعالي الوزير أنور جبلي، راجين من الله العلي القدير أن يسدد خطاه ويوفر له ولرفاقه في الحكومة الجديدة مزيدا من الصحة والسلامة، في سبيل تحقيق أهداف شعبنا العراقي بجميع مكوناته العرقية، المذهبية وحتى السياسية.

   

304
قاطعوا السياسي الذي حول الشعب إلى حقل لفئران التجارب!!
بقلم
أوشـــانا نيســـان

oschana@hotmail.com
" لا أحد يستطيع أن يركب ظهرك إذا لم تنحنيه بنفسك". قول الفيلسوف والمصلح الاجتماعي الهندي مهاتما غاندي يتفق تماما والعهر السياسي الذي بلغته مسيرتنا السياسية خلال العقدين الأخيرين وتحديدا بعد سقوط الطاغية 2003. لا لاعتبارات التسمية المختلقة أصلا بسبب الواوات كما نسمع هذه الأيام ولا بسبب الأسوار الوهمية التي زرعتها قياداتنا المتنفذة وبامتياز،  وانما بسبب الشرعية المطعونة التي يكتسبها هذا القيادي الانتهازي أو ذاك من الأقزام الذين لا تجيدون السير بغياب موجههم عن بعد. أولئك الذين لم يشبعوا بعد من نهج الطاغية لأكثر من نصف قرن متواصل، ففكروا اليوم في استغلال المناخ الديمقراطي السائد في الغرب في صناعة دكتاتور من نوع فريد ليقود قطيعهم المستلب الإرادة والتفكير.

في مقال سابق كتبت عن عواقب هذه الفئة الضالة والمتعطشة للدكتاتورية، باعتبارها فئة ذاكرتها مثقوبة للأسف الشديد!! إما وإنها لم تتقن بعد أبجديات السياسة بسبب جهلها عن ابسط مفردات الحرية والديمقراطية اثر المبالغة في الاتكاء على المنهل السياسي العكر لأقسى دكتاتوريات العالم، أو لربما بسبب انخراطها ضمن المشاريع الحزبية أو حتى دوائر الأجهزة القمعية للعهد البائد نفسه. ومن المنطلق هذا يمكن لآي مواطن من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، أن يتفهم جوهر الاعتراضات التي تشهرها القيادات "المتنفذة" وفي مقدمتها حفنة من القيادات الآشورية  المعروفة بمعارضتها لكل ما لا يتفق مع أجندتها الخفيّة أو الكلدانية التي أزعجها قرار الوحدة ونتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم 25 من تموز الماضي.

قبل الرد على اتهامات القيادات الغاضبة على وحدة شعبنا، نود أن نسال الفئة التي تعودت أن تحّن للقائد الضرورة وتتبع رغباته من  دون تساؤل أو تردد. ما هي الإنجازات الوطنية – القومية  التي حققتها الأجندة السياسية للثنائي الذي اتفق على إبقاء التسمية الحالية( الكلدان والآشوريين) كما وردت في المادة 125 من دستور العراق، طبقا لتصريحات السيد يونادم كنا لموسوعة النهرين 9 تموز 2009. وهل يمكن لعاقل أن يجد نوعا من المقاربة بين الحقوق القومية التي شرعتها الصفوة من قيادات شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ودونتها ضمن فقرات دستور برلمان الإقليم، وبين الوعود السياسية الباطلة التي وعدت بها جاليتنا المسيحية، كما وصفها سيادة رئيس الوزراء الحالي في بغداد؟
هذه الحكومة التي صعّدت اليوم من حدة مطالبتها لبنوك المملكة الأردنية الهاشمية، بوجوب إعادة الملايين من الدولارات التي سرقتها عائلة الطاغية وحاشيته من أموال الشعب العراقي، (وهو حق طبيعي يجب أن يؤيده كل مواطن عراقي شريف)، في وقت تتغاضى فيه حكومتنا عمدا وتتريث قصدا في مهمة إعادة الملايين من ذوي الكفاءات والعقول العراقية التي رفضها النظام واجبرها على طلب اللجوء ضمن بلدان الغرب. إلى جانب التغاضي عن وضع الملايين من أبناء الشعوب العراقية التي تعيش دون مستوى الفقر في ثالث أغنى بلد من بلدان العالم من حيث احتياطات الثروة النفطية.
 
صحيح أن آفاق التجربة الديمقراطية التي تفتقت في إقليم كردستان، باتت تقلق قوى الظلام، التيارات القوموية المعادية للديمقراطية وحتى الإسلامية الراديكالية، وانما الأصح يجب على القوى الوطنية وتحديدا ألاقلوية التي استغّلت لآلاف السنين بسبب انتماءها غير العربي وغير الإسلامي، أن تبادر فورا إلى دعم التجربة الديمقراطية الفتية وتعمل عن قناعة على توسيع الهامش السياسي الذي شرعه برلمان الإقليم ورئيسه البارزاني، في سبيل  الاعتراف بالتعددية السياسية والأطياف الحزبية الأخرى بدلا من نهج الحزب الواحد وصراع المتحزبين المصابين بعمى الألوان، حيث لا يتحملون  رؤية لون سياسي آخر غير البنفسجي!!





أما بقدر ما يتعلق الأمر بسجل اعتراضات سكرتير الحركة  على الإنجازات القومية- الوطنية التي حققتها قياداتنا الشابة ضمن البرلمان الكردستاني بدعم استراتيجي من السيد سعيد شامايا والسيد نمرود بيتو، أن المناخ الوطني والأخوي الذي خلقه رئيس الإقليم ويرعاه ، لايمكن قياسه وتطلعات المراهنين على سياسات الإلغاء وإعادة الأمور السياسية في العراق الجديد إلى المربع الأول. والسيد يونادم كنا والسيد أبلحد أفرام هما عضوان  في البرلمان الوطني الذي يفترض به أن يشّرع مضمون هذا النهج الالغائوي من جديد. رغم أن المستجدات السياسية الجديدة تفرض على أي سياسي مخضرم بحجم السيد كنا أن يراعي المزيد من الدقة ضمن حساباته السياسية وتصريحاته غير الدقيقة، بعدما قدر له أن يجرّب دور "المحاسب" في الفاتح من بداية كفاحه المسلح في كردستان. حيث أتذكر حين التقيته  عام 1974وجها لوجه بصفته محاسبا لفوج الشهيد هرمز التابع لمركز البارزاني آنذاك، وأنا هاربا عن وجه عدالة صدام حسين وفي طريقي إلى  معسكر من معسكرات اللاجئين العراقيين في جنوب إيران.

أما بصدد اعتراضاته الأخيرة حول تصريحات الوزير نمرود بيتو واعترافه، أن زمن التجاوزات والاعتداءات على القرى  والأرياف التابعة لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري  قد ولى. بالإضافة إلى اتهام السيد كنا للوزير بالسكوت عن الخروقات المتكررة لأسباب خاصة حسب قوله. ينبغي تذكير أبناء شعبنا بالدور الذي مارسه السيد كنا وهو وزيرا ضمن حكومة كردستان لأكثر من عشر سنوات. وللحق يقال انه لم يكتف بمجرد السكوت عن التجاوزات الحقيقية التي كانت تجري على قدم وساق قبل سقوط النظام، وانما كلف نفسه مسؤولا على إسكات نداء المنظمات الدولية الخيرية وحتى الدول التي تبرعت في إيصال نداء شعبنا إلى مصاف الأمم المتحدة. إذ على سبيل المثال لا الحصر، يجب تذكير القارئ العزيز بالمكالمة الهاتفية "الغاضبة" التي أجراها وزير الأشغال والإسكان السابق السيد يونادم كنا مع مارغاريتا وكلند، العضو السابق في البرلمان السويدي ورئيسة لجنة التضامن السويدي الآشوري، بهدف إثناءها عن قرار تقديم المشروع الخاص بالتجاوزات إلى البرلمان السويدي بتاريخ 28 سبتمبر 2000، وإجبارها على التراجع عن فكرة رفع مسألة  الاعتداءات المنتظمة على القرى والأراضي التابعة لأبناء شعبنا في كردستان حسب قولها إلى طاولة جمعيات الأمم المتحدة. 

ومن الزاوية هذه يحق للمواطن الكريم أن يسأل عن مغزى الكيل بمكيالين في أقوال السيد كنا.  فلماذا يجب أن نتغاضى عن دور السيد كنا يوم كان وزيرا للأشغال والإسكان ضمن الحكومة الكردستانية، وشهادته المشكوك فيها بعدم حدوث التجاوزات والاعتراض على مشروع كان يحمل الكثير من جوانب الصدق يومها، أقول يومها لان التجاوزات هذه انتهت تقريبا منذ سقوط الطاغية نيسان 2003، ويحّرم اليوم على  معالي الوزير السيد نمرود بيتو في قول الحقيقة؟ أم أن العضوية في البرلمان العراقي بوضعه الحالي، لا تضاهي أغراءات المقعد الوزاري في الإقليم الكردستاني؟  وللوقوف على صحة قولنا هذا، يكفي أن نحيل القارئ العزيز ليطلع على تصريحات السيد كنا وهو يقول، "إنني من مؤسسي التجربة الديمقراطية في الإقليم منذ عام 1992 ". وقتها دخلت الحركة " منفردة" ضمن انتخابات الإقليم 19 مايو1992. وتثمينا للجهود الاستثنائية التي بذلها كنا في سوريا  بالانضمام إلى صفوف الجبهة الكردستانية كتنظيم آشوري وحيد إلى جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الوطني الكردستاني وبقية الحركات الوطنية العراقية.

اليوم ونحن في زمن تحول فيه العالم بأسره إلى قرية صغيرة بفعل العولمة والانترنيت، يجب أن لا نقتنع بمجرد  البالونات السياسية أو الشعارات الخاصة بالانتخابات أو ما شابه من المراحل السياسية قصيرة الأجل. إذ كيف يمكن  لأنصار السيد كنا أن يبرروا جوهر تصريحاته الأخيرة بشان نتائج الانتخابات حين يقول علنا: أن قائمة الرافدين ستحصل على مقعدين أو ثلاثة مقاعد من اصل المقاعد الخمسة. فالسياسي الذي كذب مرة ولم يحاسب بل العكس كوفئ وترفّع، لماذا يتردد في الكذب مرارا في سبيل الاحتفاظ  بالمكانة السياسية " المرموقة" والأموال المنقولة وغير المنقولة التي جمعها خلال 40 عاما!! ولكن يبدوا أن ضوابط الديمقراطية بجميع أنواعها لا تنطبق على سياسي  بحجم السيد كنا أو أبلحد أفرام، باعتبارهما فوق الشبهات ولا يمكن للانتقادات مهما بلغت صدقيتها أن تخدش صورة الاثنين. لا بسبب النزاهة كما يفترض، وانما لاعتبارات الجهل السياسي الذي تحول مثله مثل الستارة السوداء التي تحجب شعاع الشمس الساطعة!!
وفي الختام يجب التأكيد، أن النقطة الأهم باعتقادي لا تتعلق ومجرد نتائج الانتخابات التي جرت في الإقليم، لآن النتائج هذه بما فيها خارطة التحالفات السياسية والحكومية  في الإقليم والعراق كله، مرهونة بنتائج الانتخابات المقرر إجراءها منتصف كانون الثاني 2010، وانما النقطة الأهم تتعلق وإصرار القيادة المتنفذة  على التضحية بجميع المكاسب والأهداف القومية في سبيل الاحتفاظ  بكرسي الحكم ودورها الوهمي، باعتبارها الممثل الشرعي للامة الكلدواشورية في البرلمان العراقي، كما أكد السيد يونادم كنا في مقابلة أجريت معه 23 أيلول 2004  بقوله :في مرحلة المعارضة كنا مع بعض، واستمر نضالنا مع بعض وتم تمثيلنا في أول تشكيلة لمجلس الحكم وفي الكابينة الوزارية الأولى والثانية... ثم يضف السيد كنا، تم تداول تسمية الآشورية مرتين، ومرة واحدة تم اعتماد التسمية السريانية ولهذا اعتمدوا الآشورية. واتفقنا في مؤتمر قومي سابق على تسمية  موحدة هي التسمية " الكلدواشورية" وثقافة هي الثقافة السريانية واللغة السريانية أيضا.



 

 

305
نواب جدد بأجندة قديمة!!
بقلم
أوشـــانا نيســـان
oschana@hotmail.com

من الجائز أن يصفح الوطني العراقي عن البعثي الذي أهانه مرة خلال 35 سنة من عهد النظام العفلقي، من أجل مستقبل العراق الجديد. من الممكن أيضا للعراقي المفجوع بشهيد، أو مفقود أن يتسامى فوق الجراحات التي كانت تحفرها الأجهزة البربرية على الجثث المشوهة ، تلك التي كانت تستقبلها الأسر الوطنية شمال العراق وجنوبه،  من اجل وحدة العراق وكرامته، ولكنه من الغريب جدا أن يتجرأ نائبا "منتخبا"في البرلمان العراقي الاتحادي ويصرح علنا على  شطب تاريخ أمة وإلغاء مكون أساسي  من المكونات العرقية، العراقية، تماما كما حاول قبله الطاغية صدام حسين أن يبيده عن بكرة أبيه بغازات كيماوية سامة عام 1988. لمجرد أن القيادات الوطنية للشعب الكردي وعلى رأسها قيادة البارزاني الخالد تجرأت في رفع راية الاعتراض بوجه السياسات المنحرفة للنظام المركزي الشمولي.
 
ومن المنطلق هذا يمكن لمشاهدي برنامج" من العراق" و الذي قدمته المذيعة سهير القيسي مساء الجمعة الماضي، أن يحّس بهاجس الانتكاسة السياسية التي تحّدق وآفاق الصحوة السياسية التي تفتقت في سماء العراق الجديد، فيما لو سمح لنواب جدد وعلى رأسهم النائب أسامة النجيفي في العبث بالمكاسب الوطنية ولي عنق التحول الديمقراطي الذي تحقق بعد اقل من خمس سنوات من بعد سقوط النظام المركزي في بغداد. في وقت اخفق فيه النظام المركزي في تحقيق الهدف الوطني هذا خلال ما يقارب من قرن من الزمان. والانتكاسة باعتقادي تمد بجذورها إلى عاملين لا ثالث لهما:
أولهما، إن الأكثرية من أعضاء البرلمان العراقي لم يستوعبوا بعد مفهوم الديمقراطية وحقوق الإنسان والشعوب بما فيها عملية التحرر من نير الدكتاتورية والاستقلال.

ثانيهما، أن النظام السياسي لعراق ما بعد الدكتاتورية إذا صح التعبير، هو نظام مؤسساتي منتخب، تقوده تيارات سياسية "معارضة" ولكن الموروث السياسي الذي خلفه النظام البعثي ضمن عقلية المواطنين العراقيين وتحديدا مؤيديه!! لا يزال يعتبر منهلا خصبا لتوجهات العديد من البرلمانيين العراقيين، ولكن تحت يافطة المؤسسات الشرعيّة للنظام الديمقراطي.

الأمر الذي من شأنه إثارة المزيد من الشكوك حول وطنية العديد من البرلمانيين الجدد ونزاهة تاريخهم السياسي، ليتسنى لهم الجلوس تحت قبة برلمان ديمقراطي وعادل. "فالكلام عن تاريخ الأكراد في ولاية الموصل والقول لعضو مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، هو كلام غير صحيح. أربيل وكركوك كانتا مدن تركمانية ودهوك كانت مدينة مسيحية في القصبة وهي عزلت عن الموصل سنة 1971.  ويضف النائب العراقي النجيفي، الأكراد أتوا حديثا إلى هذه المناطق وهم سكان الجبال ولا يوجد لهم تاريخ ولا لغة ولا حضارة في هذه المناطق".

أن العارف بمجريات الشؤون السياسية العراقية يعرف جيدا، أن النظام المركزي العراقي ومنذ تأسيسه فجر عام 1920 وحتى سقوطه عام 2003، لم يعترف يوما بشرعية الوجود الوطني لآي شعب من الشعوب العراقية المتعددة باستثناء الأقلية من الشعب العربي الحاكم وحق الأخير في إدارة شؤون الدولة العراقية بيد من الحديد والنار. فلماذا كل هذا التحامل والحقد الدفينين ضد الإنجازات الوطنية التي حققتها التجربة الديمقراطية في كردستان رغم قصر عمرها السياسي قياسا مع بقية النظم السياسية العراقية، العربية وحتى الشرق أوسطية. أن لم يكن هذا الاعتراض إيذانا بإطلاق حملة  الشعارات الانتخابية التي ينتظرها الشارع العراقي بعد نصف عام. رغم أن المحلل السياسي المحايد يحّس بالتوقيت الخاطئ للتيار القوموي- العربي كعادته، يقابله فوز النهج الوطني الذي يقوده البارزاني  في الكشف وتعرية الأهداف السياسية "المبطنة" للتيار الناسيوناليزمي الملوث بلوثة البعثين القدماء، سيما والشعب الكردستاني على أبواب الانتخابات البرلمانية بما فيها عملية انتخاب رئيس جديد  للإقليم في 25 من تموز الجاري. في حين يجب أن لا ينسى المتابع، أن الأكثرية من أبناء الشعب الكردي التي اختارت الانفصال على الاتحاد مع المركز خلال أول انتخاب عراقي نزيه، لايزال شعار " كركوك قدس كردستان" هو شعارها المفضل.       
حسب معلوماتي الأكيدة، أن رئيس الإقليم السيد مسعود البارزاني هو أول سياسي عراقي وشرق أوسطي يقر علنا بشرعية الحقوق القومية والمذهبية لبقية الشعوب والاقليات  غير الكردية وعلى رأسها الشعب الكلداني السرياني الآشوري، التركماني والأرمني ضمن المنطقة الذي يحكمها. وللحق يقال إن الأجواء السياسية والحرية التي تهيمن على الإقليم، هي الرقعة الوحيدة التي قدر لها أن توفر هامشا لحرية الاختيار بغض النظر عن انتماء العرقي المذهبي أو السياسي للمواطن الكردستاني. ولاسيما بعدما أصرت الإدارات الإسلامية – العربية، الحكومات العراقية بجميع تلاوينها ومشاربها السياسية على إلغاء الوجود القومي لغير العرب وغير المسلمين لمئات السنين. فلماذا يجب أن نلهث وراء الشعارات البراقة والحقوق الموهومة من جديد؟
ولماذا يجب أن نصدق البرلماني الذي استبد به النوستالجيا واخذ يراهن على نهج التهميش، سياسات الإلغاء وحتى الشطب، ولا نراهن على البارزاني الذي تحول نهجه إلى صمام الأمان في الحفاظ على وحدة العراق وإنقاذه  من شبح التقسيم والتمزيق. ولاسيما بعدما حوّل معقله  الجبلي في "سري رش" ملجئا للسجالات الوطنية ومركزا لتقريب وجهات النظر العراقية المختلفة حول مستقبل العراق الجديد. خلافا للنعت الذي كاله السيد النجيفي على الشعب الكردي بعدما وصفه أثناء المقابلة، بسكان الجبال ولا يوجد لهم تاريخ ولا لغة ولا حضارة. إلى جانب إصرار السيد النجيفي علي نعت الشعوب العراقية الأصيلة وغير العربية كالشعب الكلداني السرياني الآشوري بالمسيحيين في قصبة دهوك. ولربما اتساقا مع نهج رئيس حكومته الذي نعتنا "بالجالية" المسيحية في بغداد. في حين وللتاريخ يجب أن نكتب،عن إصرار رئيس الإقليم وحرصه على الاعتراف بشرعية الحقوق القومية، السياسية والاجتماعية لشعبنا وإدخال الاعتراف هذا ضمن بنود الدستور الكردستاني. بالإضافة إلى دعمه العلني لحقوق  شعبنا في الحكم الذاتي.           
أما التساؤل الذي ظل يراود مخيلتي منذ الجمعة الماضي فهو: ماذا تنتظر والدة الوطني الشهيد في العراق الجديد من البرلماني العراقي الذي يحمل أجندة سياسية مثقلة بأوراق الماضي الأليم ولا تحمل من الجديد شيئا غير الاسم والصورة؟؟   



306
زوعا وثقافة الاستهزاء بالانتخابات

بقلم
أوشـــانا نيســـان

oschana@hotmail.com

ثمة ظاهرة سياسية "غريبة"حكمت عقلية العديد من أبناء شعبنا الآشوري على نحو عجيب، مفادها، التغاضي عمدا عن جل الأخطاء السياسية التي مارسها ويمارسها السياسي المنتمي إلى عائلة مميزة، عشيرة معيّنة أو حتى   آشورية مفصّلة  على طراز غريب وجب عليها أن تتناسب ومواصفات قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية وحاجتها داخل الوطن وخارجه.

قبل أيام وأنا في زيارة إلى ستوكهلم سئلت من قبل صديق "آشوري" احترمه ، ماذا يريد الكلدان من هذه الشوشرة التي انطلقت بعد الاعتراف الدستوري بالتسمية الموحدة لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ضمن الدستور الكردستاني؟
قلت له، وهل من المعقول أن تتحسس بالشعرة اليتيمة في عيون إخواننا الكلدان ولا تلاحظ  القشة التي أخذت تعمي الأكثرية من أبناء شعبنا الآشوري. رّد علي بغضب، ماذا تقصد بهذا الكلام!!

يا سيدي العزيز حتى النبي محمد قال، الاختلاف بين أبناء أمتي نعمة!! فلماذا ننسى كل هذه الدعوات الصادقة  والتحركات الوحدوية التي تلوح بها الصفوة من أبناء شعبنا "الكلداني" بعد أقل من ثلاث سنوات. نعم بعد مجرد ثلاث سنوات من التحرر من نير الطاغية في بغداد، في وقت سكتت فيه "الأكثرية" من أبناء شعبنا الآشوري وفي مقدمتها النخبة الآشورية المثقفة  لأكثر من 30 سنة عن هول الدسائس البغيضة التي مارستها وتمارسها القيادة السياسية "المتنفذة" بإتقان ضد مثقفينا، ضد رجالات ديننا المسيحي، ضد وحدتنا، هويتنا وحتى اسمنا؟ وهل من العدل أن نتغاضى عن كل هذه الأخطاء والدسائس لنتوقف فجأة عند رغبة أسقف كلداني "مغترب" حريص على تشديد الحبل الذي يربط  بين بغداد وروما؟

ولآجل تسليط الضوء على الزوايا الخفيّة التي تهيمن على سماء السجالات العقيمة، يكفي أن يسال المواطن الآشوري نفسه وليس الكلداني، لماذا سكتت الحركة الديمقراطية الآشورية وسكرتيرها العام عن كل هذه الإنجازات القومية- السياسية التي حققتها قياداتنا الشابة ضمن البرلمان الكردستاني بعد اقل من ثلاث سنوات؟ وهل يمكن للقيادة السياسية "المتنفذة" أن تعلن للملأ ولو مرة عن البنود المزنرة ضمن أجندتها السياسية المخفيّة؟  أم أن نهج السكوت ورفض الدخول في السجالات الوطنية سيما الوطن و"الحركة"  على أعتاب الانتخابات المصيرية في 25 من الشهر الجاري، يفسح لهامش أوسع من الحركة في سبيل المضي قدما ضمن سياسة تفضيل الكرسي أو المنصب على الأهداف الوطنيّة. فالسكوت باعتقادي هو المخرج الرئيسي لسياسات "القيادة المتنفذة"  في تعكير الأجواء السياسية والبقاء خارج السجالات السياسية قدر الإمكان،  لا لشيء إلا بهدف رفض اتخاذ المواقف الجادة، حتى لو تعلق الأمر بالمواقف الوطنية والوحدوية التي تنتظرها الغالبية من أبناء شعبنا.     

أن شعبنا الكلداني السرياني الآشوري بحاجة اليوم أكثر من أي يوم مضى، إلى قيادات سياسية لا تخيفها هاجس الوحدة ضمن هذه المرحلة السياسية الدقيقة. إذ للحق يقال، أن الفقرات الدستورية والشرعية التي حققتها الكتلة البرلمانية التي ترأسها سكرتير حزب بيت نهرين السيد روميو هكاري ونهجه الواضح في سياسة اليد الممدودة بالتعاون مع القيادات السياسية الشابة بحجم سعيد شامايا، تضاهي الجعجعة السياسية التي قدر لها أن تستمر لأكثر من ثلاثين سنة من دون طحن!! رغم المنحة السياسية التي منحتها القيادات السياسية الكردية وفي مقدمتها السيد مسعود البارزاني لشخص السيد ياقو لقاء حرص الأخير في الانظمام إلى الجبهة الكردستانية أواخر الثمانينات من القرن الماضي. ثم توزيره ضمن أول حكومة كردستانية في التاريخ السياسي الحديث عام 1992 لحين سقوط النظام المركزي في بغداد في التاسع من نيسان 2003.   


والدليل على تنامي دور القيادات السياسية الشابة التي تقود حركة الإصلاح والتغيير داخل صفوف شعبنا، هو إصرار الصفوة تلك على إكمال صرح البناء الوحدوي الذي لم يكتمل بناءه بعد، والانسحاب من عمليّة الانتخابات التي تشّرع التقسيم داخل صفوف الأمة كما شرح لي رئيس الكتلة البرلمانية خلال مكالمة هاتفية معه. فحري بالقيادات السياسية التقليدية على تشجيع المنافسة الانتخابية بين هذا المرشح القدير وأخر المتمكن وليس التنافس على المقاعد المخصصة أصلا لأبناء شعبنا، كما اختار وللأسف الشديد هذا الثنائي القادم من البرلمان الوطني في بغداد.   

وفي الختام يجب التأكيد، أن الصحوة السياسية التي تفتق افقها بعد تثبيت التسمية الموحدة لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري ضمن دستور الإقليم، بحاجة إلى قيادات سياسية شابة لا يقلقها هاجس الوحدة والمصالحة. لقد ولى زمن الشعارات البراقة والمراهنة على القيادات السياسية العشائرية التي تتكئ على العلاقات الشخصية التي تنتمي إلى الماضي البعيد، بدلا من المراهنة على الصفوة من سياسّينا الجدد إلى جانب النخبة المثقفة لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري. بالإضافة إلى  حرص القيادات المتنفذة علي تحزيب العملية الانتخابية وحصرها ضمن هامش ضيق من دون الاعتراف بالهوامش الأخرى التي توحدنا.


307
وحدة شعبنا في نظر البارزاني 

بقلم
أوشـــانا نيســـــان

oschana@hotmail.com

القوة لا تأت من القدرة المادية، كما كتب غاندي يوما وانما من الإرادة التي لا تقهر، كما أثبت البارزاني الخالد خلال نضاله الوطني المرير من أجل حرية الشعب العراقي بأسره.  
التغيير هو مطلب جماهيري عادل هدفه دمقرطة العملية السياسية، ولكن تغيير آليات النظام الديمقراطي هو واجب "الصفوة" المؤمنة بالحرية والتطور. من المنطلق هذا يجب القول، إن حملة الانتخابات التنافسية التي انطلقت هذه الأيام بهدف انتخاب رئيس إقليم كردستان، هي مهمة عراقية بامتياز قبل أن تتحول إلى مجرد مهمة كردستانية. لأن العارف بنتائج الانتخابات الأولى، تلك التي جرت بعد سقوط الدكتاتورية يعرف جيدا، أن مطلب فصل العراق الكردي عن العراق العربي جاء في مقدمة المطالب القومية للأكثرية من أبناء الشعب الكردي. ولكن موقف البارزاني الثابت كان ولا يزال بمثابة الصمام الأمان في صيانة وحدة العراق والاحتفاظ بسيادته الوطنية.
        
المعلوم إن التجربة الديمقراطيّة الفتّية في كردستان هي الثمرة الحقيقية لمسيرة النضال السياسي الصعب الذي قاده البارزاني ضد أعتى النظم وأقسى دكتاتوريات العالم. فالمناخ السياسي المشجع لإنجاح حملة  الانتخابات النزيهة في الإقليم، بوصفها إحدى آليات تطبيق المبادئ الأساسية نحو الديمقراطية وليس هدفا بحد ذاتها، جاء في مقدمة البنود الوطنية المدونة ضمن ألاجندة السياسية التي يحملها البارزاني .
 
صحيح أن تجربة الديمقراطية في كردستان كانت ومنذ البداية محط أنظار معظم ديمقراطيات العالم الغربي وفي طليعتها البيت الأبيض الأمريكي، باعتبار أمريكا من أقدم ديمقراطيات العالم. ولكن التجربة هذه وكغيرها من ديمقراطيات العالم سوف لن تسلم أبدا من الشبهات والانتقادات البناءة. ولاسيما بعد إصرار رئيس الإقليم على نفض عقلية المواطن العراقي وبجميع انتماءاته العرقية،المذهبية وحتى السياسية من الشوائب والادران التي لحقتها جراء السياسات الدموية للنظام العربي الشمولي في بغداد ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها.
إن شعار التغيير المؤمل في كردستان والعراق لا يمكن تحقيقه من دون المشاركة الفعلية للقادة بحجم البارزاني، باعتبار رئيس الإقليم محورا للعلاقات السياسية العراقية، الإقليمية وحتى العالمية. بالإضافة إلى حاجة الإقليم إلى المزيد من الوقت بهدف تطوير الأرضية الصالحة لنمو بذرة الديمقراطية  في كردستان، قبل الحديث عن التغيير المبني على صحة الخروقات المالية والإدارية  التي رصدها صندوق النقد الدولي ضمن جميع مؤسسات النظام الفيدرالي العراقي. الأمر الذي لا يتطلب باعتقادي سوى التأكيد على السلطة القضائية وحثها على القيام بمهامها القانونية بعدالة وشفافية اكثر، ولا الدعوة إلى تغيير رئاسة الإقليم.  

أما بصدد الفروقات الواضحة في البرامج الانتخابية للمرشحين الجدد، فان لا أحد من المرشحين الجدد، يحمل برنامجا للتغيير الذي يسهل عملية التعاطي مع  مستجدات العصر والجيل الكردستاني الجديد ضمن الفيدرالية. صحيح أن الانتخابات هي عملية ديمقراطية مرتبطة بالحداثة ولكن الهدف هذا سوف لن يتحقق مطلقا ضمن بلدان الشرق الأوسط من دون  وجود السياسي الذي يجسّد الآفاق الوطنية، الإقليمية والعالمية. والبارزاني باعتقادي وليس غيره، اثبت للعراقيين جميعا أنه، هو المحرك الرئيسي المؤمن بالوحدة الوطنية والديمقراطية ضمن كردستان والعراق الفيدرالي الجديد بدون تمييز. وان مجرد غياب المرشح الباديني لرئاسة الإقليم، هو بمثابة الدليل القاطع على فوز النهج الوحدوي الذي نفذه البارزاني خلال رئاسته للإقليم، على الأقل انطلاقا من منطقة بهدينان الواسعة الأطراف.    
    
أما اقلويا فللحق يقال، أن مفردات التسامح والعدالة الوطنية التي تجسّد الخطاب السياسي لرئيس الإقليم، تبّز مضمون الرسالة التي بعثها صاحب النيافة الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي مؤخرا إلى البارزاني، رغم احترامي وتقديري للمكانة المقدسة للكاردينال باعتباره أول كاردينال ضمن كنيستنا الكلدانية في العراق، ولكن بموقفه هذا فانه يصّر على الانحياز إلى جانب الرفاق الذين حاولوا جره إلى  زاوية سياسية غير مريحة. ولاسيما خلال مطالبته البارزاني بإلغاء صوت 96 نائبا من اصل 97 نائبا كردستانيا ضمن البرلمان الكردستاني الذي يعتبر أول إنجاز وطني كردستاني في التاريخ السياسي الحديث.

المعلوم أن نظرة المواطن الاقلوي المنحاز لوطنه وتحديدا نظرة المواطن الكلداني السرياني الآشوري، تختلف تماما  عن تصورات الرفاق الشاهرين بالحق الذي يراد به الباطل. أولئك الذين لم يصحوا بعد من سكرة الوطنية الزائفة، وتحديدا الرفيق الاقلوي المصاب بالذاكرة المثقوبة، بعدما نسي أو تناسى، أن الدولة العراقية ابتداء من الحكومة العراقية التي شكلها الملك المستورد بداية عام 1920، مرورا بالوطنية التي حارت بها جمهورية عبدالكريم قاسم وانتهاء بدكتاتورية صدام حسين، لم يسع صدر الحكومات العراقية بجميع مشاربها السياسية والحزبية لوطنية أي عراقي غير عربي وغير مسلم، باستثناء العراقي المنتمي إلى جوقة الوطنية الزائفة.
لقد حان الوقت أن نشّم ونتلذذ ولو قليلا بنسيم الحرية التي تهب ضمن الإقليم، لننحاز مبدئيا إلى جانب الإنجازات الوطنية الحقيقية ولا الانجرار وراء الشعارات الفضفاضة لسبب أو آخر.  لنفلح في الاختيار الصحيح والتصويّت على البارزاني باعتباره مرشحا للوحدة والتآخي وأول سياسي عراقي يتجرأ في الاعتراف دستوريا بشرعية وجود وحقوق أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري.  
 
    

308
عندما يتحول الشيوعي الأممي إلى منّظر قومي شوفيني!!
بقلم
أوشـــانا نيســـان
من السويد
العنوان الإلكتروني:
oschana@hotmail.com 
بعد سكوت دام أكثر من 25 قرنا متواصلا  انطلقت الصفوة من أبناء شعبنا من جديد لتحتل موقعها الوطني المشرّف ضمن صفوف الحركة الوطنية العراقية، انطلاقا من مؤسسات السلطة التشريعيّة في كردستان الجديد وليس انطلاقا من العاصمة بغداد كما يعتقد الكثيرون.

اليوم وبعد انقشاع الغيمة السوداء، علينا جميعا أن نهنئ أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، بهذا الإنجاز الوطني- التاريخي الذي حققته قياداتنا من "الجيل الجديد"، وذلك بعد مضي قرون من التهميش، العزل والإلغاء. ولربما بسبب الإفراط  في المراهنة على رجالات الدين أو قيادات عشائرية تقليدية لا تنتمي إلى واقع وهموم هذا الشعب المسحوق، بقدر حرص الأخيرة على مصالحها الفردية والآنية.

فالإنجاز الوطني الذي أقره رئيس الإقليم ثم شرعه البرلمان الكردستاني يوم الأربعاء المصادف 24 حزيران 2009بعد إصرار الكتلة البرلمانية الذي مثلها السيد روميو هكاري وبامتياز ضمن لجنة صياغة الدستور، على تشريع المادة الخامسة من الباب الأول، تحديدا الفقرة المتعلقة بأبناء شعبنا في كردستان. حيث نال المشروع 96 صوتا من مجموع 97 نائبا حضروا الجلسة. علما أن النائب المعارض للقرار لم يكن كرديا كما يفترض من اصل 100 عضوا، بل كانت نائبة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني المتمرد أصلا على الخطاب الوحدوي لأبناء شعبنا. وللتاريخ نكتب:أن القيادة السياسية في كردستان تحت زعامة السيد مسعود البارزاني نجحت وللمرة الأولى في تاريخ الأنظمة السياسية لبلدان الشرق الأوسط، في تجاوز حدود الشعارات الوطنية البراقة والتعامل مع المكونات العرقية الأصيلة داخل الوطن بعقلانية ومنطق دستوري عادل. هذا التحول الذي يجب دعمه وتعزيزه قدر الإمكان، بهدف سد الطرق أمام زحف جحافل السلطة الشمولية من جديد نحو معاقل الديمقراطية الفتية تحت حجج وبراهين واهيّة.  علما أن القيادة السياسية في الإقليم لم تبخل يوما في توزيع المكاسب والمناصب بين أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري بعدالة. حيث مثلما استوزرت الآشوري الملاصق لثرى الوطن السيد نمرود بيتو، استوزرت الكلداني القادم من كندا السيد جورج منصور ضمن الكابينة الوزارية الحالية. بالإضافة إلى تعيين مجموعة من الاخوة  الكلدان ضمن مؤسسات الحكومة ومفاصلها، وفي مقدمتهم السيد جميل زيتو رئيسا للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري.
 
إن السجالات العقيمة التي سبقت عمليّة الحوار ثم توالت حتى بعد عملية التشريع والمصادقة يجب تتوقف، بهدف ترسيخ الوجود وكشف زيف التسونامي الحمراء لمجموعة من الأقطاب السياسية المنفلتة عن عقالها، بعد انفكاك عقد الأحزاب الشيوعية في  العالم اثر انهيار المرجعيّة في موسكو قبل عقدين من الزمان. إذ ليس من المعقول أن تأخذ اليقظة المفاجئة للشيوعي المؤمن بالأممية مكانها ضمن صفوف قياداتنا القومية التي وصفت مرارا بالشوفينية ضمن الخطاب الماركسي، مهما اختلفت التسميات ومهما قيل عن  حداثة تنظيماتنا وأحزابنا السياسية، كما يؤكد الدكتور حكمت حكيم في مقابلة نشرت معه على موقع عنكاوا كوم.

حيث مثلما ظل اللغز القومي عصيا على الفهم لدى الأكثرية من قياداتنا الوطنية لأكثر من 70 عاما، ظل اليوم وسيظل غدا ايضا عصيا على الفهم لدى العديد من الرفاق العائدين إلى صفوف أحزابنا وتنظيماتنا القومية. فلو اخفق العراق بحجمه الجغرافي الواسع في أستوعاب الاشتراكية اليوتوبية التي بشر بها الرفاق لعقود متواصلة، كيف يمكن لحجم شعبنا الاقلوي أن يستوعب الفكرة هذه من الأساس.من المنطلق هذا نقول، إن الارتداد الذي مهد إلى اختلال التوازن القائم بين أحزابنا القومية وتحديدا الآشورية منها لصالح الحركة الديمقراطية الآشورية، جاء الارتداد هذا لآعتبارات خاصة تتعلق والحجم الديمغرافي الآشوري المكثف ضمن الإقليم الكردستاني حتى قبل عام 2003. رغم أن القيادة السياسية "المتنفذة" للحركة والمدعومة أصلا من قبل الرفاق في  قيادة الحزب الشيوعي العراقي، مثلما انقلبت على أصدقاء ألامس بعد انخراطها ضمن صفوف الجبهة الكردستانية أواخر الثمانينات من القرن الماضي، نجح سكرتير الحركة الديمقراطية وبدعم القيادات الكردية من جديد في قلب المعادلة التي وعد فيها بول برايمر الرفيق الدكتور حكمت حكيم بمناصب قيادية ضمن المجلس الرئاسي الذي شكله بعد عودتهما إلى بغداد من أمريكا.

هذه المؤامرة الإمبريالية نجحت في إفشال الأهداف السياسية للدكتور حكيم وشكلت فيما بعد خللا ضمن مسيرة العلاقة السياسية التي كانت تربطه والسيد كنا، باعتبار الأخير النائب الآشوري المقتدر ضمن الوطني العراقي، وسكرتيرا للحركة السياسية التي أصرت بدورها على وجوب رفع الواوات بين الكلدان والسريان والآشوريين.             

أما ما يتعلق بحدة التيار المذهبي، وتحديدا الإسلامي المتصاعد بشقيه الشيعي والسني بعد سقوط الصنم، أنه أظهر واقعا لا لبس فيه وهو، أن المد الإسلامي المتصاعد خلفه المناخ السياسي المعقد الذي تركه الحزب ضمن عقلية القيادات السياسية العراقية بآسرها. بالإضافة إلى دور أولئك المرتدين هذه الأيام في تعميق الخلافات العرقية، المذهبية وحتى السياسية ضمن مسيرة مؤسساتنا القومية وجمعياتنا الاجتماعية ضمن المنافي المنتشرة شرق المعمورة وغربها.
 
ومن المنطلق هذا نؤكد لرفاقنا الأعزاء وفي طليعتهم الدكتور حكمت حكيم بعدما تحول فجأة من سكرتير المجلس الوطني العراقي مدعوم أمريكيا إلى المتحدث الرسمي بأسم الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية مدعوم كنسيا، إن الصحوة هذه لم تأت محبة بانتمائه الراسخ إلى الكلدانية     التي انكفأت في صدفتها بعنف أمام ضربات الأمواج الحمراء لعقود من الدهر، بل كرها بالتسميّة الآشورية التي باتت تقلق مضاجع الكثيرين من الرفاق العائدين إلى أصلهم. وأن العودة المشروطة هذه باعتقادي، يجب أن يسبقها فترة من فترات النقاهة الفكرية، فيما لو قدر لها النجاح والديمومة وعلى المدى البعيد. وإلا كيف يمكن لكلداني سرياني آشوري أن يعترف بصحوة ضمير رفيقنا وهو" يفاجئ" في الاعتراف بوجودنا  كشعب واحد، وفقا لأخر رسالة بعثها إلى رئيس الإقليم، وفيها ينبه سيادة الرئيس، بعدم شرعيّة سن قانون يتعارض مع الدستور الاتحادي، ويعد باطلا كل نص يرد في دساتير الأقاليم، أو أي نص قانوني آخر يتعارض معه. بمعنى أخر يريد الرفيق حكيم إلغاء قرار الاعتراف بدلا من تحويله إلى خطوة قانونية وشرعية بإمكانها أن تتسلل لاحقا كفقرة قانونية ضمن دستور العراق الفيدرالي.
والقول نفسه ينسحب على بقيّة القومويين الجدد وفي مقدمتهم، طروحات الرفيق حبيب تومي وإصرار الأخير في الاستهانة بالانتماء المذهبي المشترك بين الكلدان والآشوريين ضمن رسالته الموجهة إلى رئيس برلمان كردستان،وفيها يستفسر الرفيق تومي عن مغزى الدين الواحد ويضيف، "المسلمون السنة تحت قيادة صدام حسين لم يترددوا في استخدام الغازات السامة وتنفيذ حملات الإبادة بحق إخوانهم من الأكراد، رغم انهم والقول لحبيب تومي هم من المسلمين السنة أيضا". رغم أن العارف بمجريات الحرب في كردستان يعرف جيدا، أن معظم فصول الثورة  الكردستانية ابتداء من ثورة أيلول عام 1961 ومرورا باستعمالات الأسلحة الكيماوية وانتهاء بحملات الأنفال عام 1988، كلها جرت ضمن القرى والأرياف التي سكنها الأكراد والآشوريين بالدرجة الأولى، باستثناء الرفاق المقاتلين من الكلدان ضمن صفوف الحزب الشيوعي العراقي.
بالإضافة إلى محاولات الرفيق تومي علي جر عقارب الساعة إلى الوراء بهدف دمج مشاريع الأحزاب العلمانية الكلدانية مع رسالة الدين المسيحي السمحاء. وذلك عندما يدون ضمن فقرة من فقرات رسالته المذكورة أعلاه  بوجوب الانخراط تحت قيادة غبطة بطريرك الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية والأساقفة الكلدان، رغم احترامنا لقداسة البطريرك ومكانته في قلوب المؤمنين، بدلا من الإصرار على وجوب فصل الدين عن السياسة كما تعودنا أن نقرا ضمن الخطاب السياسي الماركسي وحتى الغربي المتحضر.
أما الأمر الملفت للنظر في مضمون جميع الرسائل والطروحات المقترحة من قبل القومويين الجدد، هو غياب إي إشارة نحو إمكانية حل الإشكالية هذه ضمن البيت الكلداني الآشوري الرحب، قبل طرحها على طاولة سيادة رئيس الإقليم السيد مسعود البارزاني.

وفي الختام يجب القول، أن شعبنا وبجميع تسمياته العرقية والمذهبية تعرض ويتعرض لأكثر من 25 قرنا إلى المزيد من التهميش والإلغاء بما فيها الإبادة الجماعية ولم يتجرأ رفيقا من رفاقنا الأعزاء في المطالبة" علنا" بالحقوق الوطنية المشروعة لابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري،باستثناء بعض الأصوات الخجولة التي تعودت على رفض دكتاتورية ألا كثريات أو الخضوع لها ضمن الهامش الكردستاني المسموح به بالأمس واليوم، فلماذا كل هذا الحقد الأسود والضجيج الزائد حول الاعتراف الدستوري بوجودنا وهويتنا القومية. أما تساؤلنا فهو: ماذا أصابكم أيها الرفاق المعترضين على حقوقنا المشروعة، لماذا سكتّم  وسيف النظام المركزي المحسوب زورا على الوطنية كان يحز برقاب الغيارى من رفاقكم قبل الغيارى من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري لأكثر من ثمانين عاما، ونطقتم اليوم كفرا بالعدالة التي سنها البرلمان في الإقليم اثر اعترافه الرسمي بوجودنا القومي والوطني في كردستان؟

309
انتخبوا سياسي بحجم الوطن !!
أوشـانا نيسـان
من السويد
oschana@hotmail.com

أن ينخدع المواطن الكلداني السرياني بالشعارات الوطنيّة البراقة التي يسوقها السياسي الآشوري الذي جرّب  الموالاة لدكتاتورية ألا كثريات بدلا من معارضتها، أمر يدعو للأسف الشديد. ولكن أن ينخدع المواطن الآشوري من المصدر نفسه والشخص بذاته طيلة (30) عاما فهذه كارثة وعلى الشعب سلام.
ومن المنطلق هذا ينبغي التساؤل، لماذا نفتخر في تهديم دعائم الاخوة التي ظلت تجمعنا لأكثر من آلاف السنين، في سبيل  إقامة أسوار حزبية ضيّقة تغذيها أحقاد شخصيّة ووعود كاذبة أثبت التاريخ فشلها. بهذه العبارات المهبطة يمكن لنا التعبير عن الوضع المأساوي الذي تعود أن يختزل كل إنجاز قومي تحقق أو قد يتحقق مستقبلا على أكتاف سياسيين جدد بحجم طموحات الشعب والوطن، وفي مقدمتهم الأمين العام للمنبر الديمقراطي الكلداني السيد سعيد شامايا.
هذا السياسي الذي وقف كالجبل الشامخ بوجه الأصوات المغتربة التي تراجعت عن عهدها بهدف تشتيت وبعثرة ما تبقى من الهوامش الديمغرافية  لأبناء شعبنا داخل الوطن. رغم حرص قيادة المنبر في أمريكا كما يكتب السيد سعيد شامايا في رده على بيان المنبر فرع المهجر من أن " المنبر يسعى إلى ترسيخ ونشر فكره الاستراتيجي بأننا شعب واحد وابناء قومية واحدة مهما تعددت أسماؤها وان هذه الأسماء لا تعرقل التقاء الاخوة لنيل حقوقهم وبناء كيانهم وترسيخ علاقاتهم مع القوى الوطنية الأخرى". 
في وقت لم تتردد قيادة المهجر نفسها في الاستعانة بالثوابت الأساسية التي حملها معه السيد سعيد شامايا إلى أمريكا عند التأسيس عام 2004، في سبيل الدفاع عن قرارها التعسفي، بسحب الثقة من الأخ أبو غسان، هذا السياسي الذي يعرف ما يريده شعبه اكثر من غيره ضمن هذا المفصل الزمني بالذات. وفي طليعتها "الوقوف مع كل جهد وعمل قومي مخلص ونزيه وصادق يهدف إلى توحيد شعبنا والعمل بكل مبدئية وجدية من اجل إيجاد حل لمعضلة التسمية، ولكنهم والقول لقيادة المهجر، يريدون حلا مبدئيا ونزيها بعيدا عن التجاذبات السياسية والمصالح الفئوية الضيقة".
يبدوا أن الاخوة في الشتات، وللأسف الشديد فقدوا البوصلة القوميّة تماما، بحيث اصبح من الصعب على الكثيرين منهم تقييم القدرات السياسية والفكرية لقياداتنا السياسية الشابة والجديدة داخل الوطن وفي مقدمتهم السيد سعيد شامايا. حيث المتابع للأمور السياسية في العراق، يعرف جيدا، إن النظام السياسي الفيدرالي  الجديد في العراق وهو اليوم  بصدد المراهنة على اعتبارات غير معلنة عنها  في الانتخابات بدلا من المراهنة على الفقرات المزنّرة ضمن الدستور الوطني، وفي طليعتها حجم الأقلية أو الوزن الديمغرافي للاقليات.
إذ كيف يمكن للعارف بتأثير الأستقطابات التي خلفها بيان المهجر اثر تراجعه المفاجئ عن قرار الوحدة ونحن على أبواب الانتخابات المصيرية، أن يفهم المقصود بالتجاذبات السياسية والمصالح الفئوية الضيقة كما ذكر البيان، من دون الإشارة إلى هول الشرخ الذي زرعه البيان الذي رفض السيد سعيد شامايا مشكورا التوقيع عليه.  لآن الأخ  شامايا وقف أمينا مع العهد الذي قطعه، بوجوب الحرص على  مبدأ ترسيخ ونشر الفكر الاستراتيجي القائل، بأننا فعلا شعب واحد وابناء قومية واحدة مهما تعددت الأسماء.
أن شعبنا اليوم وبجميع تسمياته وكنائسه بحاجة إلى قيادات سياسية صادقة بحجم التوجهات الوحدوية المدونة ضمن أجندة الأخ سعيد شامايا. ولاسيما بعدما تبرعت حفنة من القيادات السياسية التقليدية وعلى رأسها قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية في دق المسمار الأخير في نعش الوحدة والتحالف. وذلك بعد إصرارها علي  خوض الانتخابات البرلمانية القادمة " بشكل فردي". شاركها في التوجه الانفرادي هذا حليفها في البرلماني العراقي ، بعدما أصر هو الآخر على خوض الانتخابات القادمة بقائمة "الكلدان الموحدة"، من دون التحالف مع أي فصيل سياسي آخر حتى ولو كان كلدانيا، فيما لو ثبت أن الأخير يحمل بذور الوحدة والتحالف.
ومن المنطق هذا ننصح الناخب المسيحي داخل الوطن، أن يستشير السيد شامايا والمؤيدين لنهجه الوحدوي قبل التوجه الى صناديق الاقتراع 25 تموز القادم، بهدف اختيار النائب الكفوء والمنحاز للقائمة الوحيدة التي تحمل علنا هموم الشعب الكلداني السرياني الآشوري بدون تمييز، ولا مرشحي القوائم الأخرى، بعدما اختارت أو لربما أجبرت على اختيار نهج تمزيق وتشتيت ما تبقى من وحدة هذا الشعب العريق. رغم أن الكل يعرف، أن المقاعد الخمسة أساسا مقاعد مضمونة ومثبتة في الدستور لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، فلماذا نجعلها نقمة لتمزيق قوانا السياسية من جديد ولا نجعل منها نعمة في سبيل وحدة صفوف شعبنا.

المعلوم أن قائمة الرافدين، القائمة  "الآشورية "المصابة بعمى الألوان هي القائمة الأولى التي سارعت علنا في تشريع نهج الفردية  بعد إعلانها المشاركة في الانتخابات بشكل منفرد، وفقا لأجندة سياسية لم يطلع على مضمونها أي قيادي باستثناء سكرتير الحركة الديمقراطية الآشورية.
أما قائمة " الكلدان الموحدة"، بدورها هي قائمة خاصة بالكلدان وحدهم، يبدوا إنها ظهرت كرد فعل طبيعي لنهج سكرتير الحركة الديمقراطية الآشورية ودوره في تهميش واستغلال الكلدان، وتحديدا بعد سقوط النظام المركزي في بعداد.
أما رئيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري يبدوا انه اضطر وفي اللحظات الأخيرة من المهلة القانونية المحددة للتقديم يوم الخميس 7 مايو الجاري، في التراجع عن نهجه الوحدوي والمراهنة على قائمة فردية أيضا.   

وفي الختام يتحتم الوضع السياسي الاستثنائي على جميع قياداتنا السياسية، ولاسيما بعد اشتداد نزيف النزوح الجماعي لمسيحي العراق، لتتسامى ولو مرة فوق جروحات التسميّة ، الخلافات الحزبية وحتى المصالح الشخصّية في سبيل الحفاظ على جذور هذا الشعب والوجود الذي تضلله غيوم الضياع والانقراض.
إذ طبقا للتقرير الذي نشرته وكالة الاسوشيتد برس والمنشور في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 10 مايو الجاري، أن النزوح المسيحي المستمر من العراق ينذر بإعادة رسم خارطة العراق الديمغرافي، بالشكل الذي ينذر بغياب هذا المكون العريق من فسيفسائه الاجتماعية والدينية. وحسب آخر إحصاء سكاني أجرته الحكومة العراقية عام 1987 كان هناك 1,4 مليون مسيحي في العراق، أما الآن وحسب تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية فان عددهم يتراوح ما بين 550 و800 ألفا، فيما تشير أرقام منظمة كيرشه الكاثوليكية الألمانية للإغاثة إلى أن عددهم لا يتجاوز أل 40 ألفا.
     

310
هرمز ابونا مؤرخ خالد في ذاكرة أمة خالدة

ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبأ رحيل المؤرخ الكبير هرمز أبونا، برحيله انكسر آخر قنديل الوحدة في نهاية النفق المظلم. ترك المرحوم خلفه مجلدات من التاريخ تشهد على سلامة وحدتنا فأوصانا بأفاق الوحدة قبل الرحيل حفاظا على  وحدة شعبنا ومستقبل أجيالنا.
بعد ( 69) سنة من الوجود والصراع من اجل تثبيت معالم الهوية التي مسختها الأحزاب الوطنية ومن ثم أحزابنا القومية ، وضع المؤرخ هرمز أبونا المعطف على كتفه ورحل لكي لا يشهد على الفصل الأخير من مؤامرات خنق الأمة في جبّة التسميات.
رحل الكبير ولكن الموت حتما سيعجز عن خنق صدى التاريخ الذي أطلقه الكبير، وستبقى المجلدات التي تحمل بصماته، تذّكرنا على الدوام بأن للوداع بقّية، وان السكوت الأبدي في القبر لا يلق بهكذا المحارب الأسطوري الذي اثبت صحة قول الروائي الكبير البير كامو حين كتب: نحن نبحث عن شعب يحب الإنسان ويعشق الإبداع من دون أن يتحرش بدينه أو مذهبه.
 
رحل الكبير هرمز أبونا وترك فصولا من التاريخ قبل أن ينتهي خلافا لما يعتقده فرانسيس فوكوياما. ربما ليرفع راية الاحتجاج ويقول، لا حياة لمن تنادي يا صانع التاريخ. إن أرصفة العالم ستعّج بالشاردين والناجين  من دعاة التفرقة وزارعي الكراهية وان ثقافة الحرية رغم قدسية الأخيرة وهيبتها، مازالت مستعصية على قروش الأحزاب السياسية التي قدر لها أن تحكم في زمن ممنوع فيه قول الحق والانتماء إلى هموم الأمة ومآسيها.

اليوم وبعد كل هذا التراث التاريخي الذي تركه المرحوم لنا ولأجيالنا القادمة، يجب الاعتراف إنه في الوقت الذي كانت النخبة السياسية تخوض معاركها الضارية حول التسميّة لتقطيع ما تبقى من أوصال الأمة وتشتيت هويتنا القومية، كان المؤرخ الكبير هرمز أبونا يناضل بلا هوادة في سبيل العثور على القواسم التاريخية المشتركة بين الكلداني السرياني والآشوري ليسوق الأضداد إلى لقاءات قد تكون متوترة أحيانا ولكنها موحدة اغلب الاحيان، خوفا من الهاجس الذي كان ولايزال يتربص بمستقبل وحدة شعبنا في كل مكان.

أتذكر يوما كان المرحوم في زيارة خاصة لإلقاء محاضرة عن التاريخ في مدينتنا قبل سنوات. ولما تعرفت عليه احتضنني وقال باستغراب، والله يا رجل كنت أتوقع أن أراك وأنت اكبر من عندي عمرا بالكثير. فقلت له، ولماذا توقعت هكذا؟ قال بناء على اللغة العربية التي تستعملها ضمن كتاباتك.

اليوم وبعد رحيل المؤرخ الذي تحول بفكره الوحدوي الثاقب إلى استثناء، قد ترك فراغا تاريخيا، فكريا وثقافيا واسعا، قد يصعب على رحم الزمن العقيم أن يحبل بمثله من جديد. في وقت اصبح فيه الاعتراف بالأصل والهوية تهمة.
عزائنا أن ننعي لكم نهاية المبدع الذي صاغ من هشيم السجالات العقيمة وزور  ما يسمى بإعادة كتابة التاريخ، دلائل تاريخيّة تدمغ وحدتنا ووحدة هويتنا الاثنية.

إنني على يقين أن المؤرخ هرمز أبونا وهو الآن في قبره اقل موتا منا واكثر منا حياة كما يكتب المرحوم محمود درويش في ذكرى الماغوط.
وفي الختام اطلب من الباري عزوجل أن يسكن المؤرخ هرمز أبونا بواسع رحمته وفسيح جناته، ولأسرته وأهلة وأقاربه نطلب المزيد من الصبر والسلوان.

 
اوشانا ‏نيسان‏‏
29 نيسان 2009‏

311
ردا على الحوار مع الأستاذ سامي المالح:
إشكالية مؤتمر عنكاوا بين الوطن والاغتراب
بقلم أوشــــانا نيسـان
من السويد
oschana@hotmail.com
ليس إجحافا بحق هذا الشعب فيما لو قلنا أن ذاكرة امتنا وبجميع تسمياتها، هي ذاكرة مثقوبة ولا أحد فيها يتذكر الأخطاء الفضيعة التي اقترفتها وتقترفها قياداتنا السياسية المتنفذة بحق شعبنا وبانتظام، ذلك لاعتبارات أهمها، غياب قوانين  الصحافة الحرة، غلق باب العقل والاجتهاد بعد تحريف لغة ما يسمى بالحوار العصري المتمدن، في سبيل إعادة صناعة "الأمجاد الزائفة" لتتفق واجندة القيادات الفاشلة، تلك التي لا يمكن لها أن تتغير مهما بلغ العالم من التطور والحداثة.   
من المنطلق هذا سأحاول وفق المعلومات المتوفرة لدي، قراءة المستور ما بين سطور الحوار الشامل والصريح مع الأستاذ سامي المالح والمنشور على موقع عنكاوة الإليكتروني .
علما إن النقد هذا يصب ونهج النقد والنقد الذاتي السليم، بعيدا عن المهاترات ومفردات لغة التشهير والتخوين. لا لاعتبارات الصداقة والمعرفة بالخلفيّته الوطنيّة والسياسية للأخ سامي المالح ، وانما لاعتبارات أهم وفي طليعتها احترام الرأي والرأي الآخر، سيما ونحن نعيش في بلدان تسودها حرية الكلمة والنشر.
قبل الولوج في دهاليز ألاخفاقات و السلبيات كما يقول الأخ سامي المالح لابد لنا من القول علنا:
أن ولادة المؤتمر جاءت وفق عملية قيصرية ولدت وهي فكرة ميتة، وللأسباب التالية:
أولا، سبق لي شخصيا أن طرحت مشروع المجلس على جميع فصائل وممثلي أحزاب شعبنا داخل الوطن وخارجه في 30 حزيران 1993، أي قبل انعقاد ما يسمى اليوم بمؤتمر عنكاوة في ستوكهلم بأكثر من 10 سنوات. وذلك بناء على وعد قطعه على نفسه سكرتير الحركة الديمقراطية الآشورية الأسبق السيد نينوس أثناء زيارته الأولى إلى السويد، وقوله في دعم هذه الفكرة القوميّة الجبارة حسب قوله. رغم أن الحركة نفسها وقفت علنا فيما بعد وراء مؤامرة إفشال هذا "المشروع القومي الجبار". في وقت أعلنت فيه "النخبة" التي يبجّلها اليوم الأخ سامي المالح من نفس المدينة التي أسكنها بعد عقد من الزمان ولربما الفكرة نفسها استمدت من الصفحات المتعلقة ب"مشروع المجلس القومي الآشوري"  ضمن كتابي، الواقعية في الفكر الآشوري المعاصر من الصفحة 274 ولغاية 291.
علما انه لم يتم توجيه الدعوة الرسميّة لي للمشاركة ضمن النقاشات والاستعدادات التي جرت في سبيل تحريك الجماهير كما يقول السيد سامي، وتفعيل دور المستقلين والمثقفين والأكاديميين والمهتمين بمصير شعبنا. باستثناء دعوة شفوية خجولة اضطر أحد المشرفين على المؤتمر أن يوجهها لي،بهدف الانظمام إلى المجلس كأي مهتم أخر بعدما التقينا صدفة ضمن أطراف مناسبة بعد أيام من الإعلان عن ولادة المجلس.
 
ثانيا، أن فكرة إعادة بناء هذا "المشروع الوطني" كما يحلو للكثيرين القول، ولدت أساسا باعتبارها مصدر رزق دسم للآلاف من الأكاديميين الذين فشلوا في الاندماج والانخراط ضمن المجتمعات الغربية. والنقطة بذاتها هي محل نقاش وحوار صعب في صالات الاغتراب بسبب التبريرات المتعددة، على الأقل بقدر ما يتعلق الأمر باللاجئين  العراقيين، وتحديدا بعد اشتداد حدة الركود الاقتصادي الذي يمر بها العالم الغربي.
ثالثا، يتحدث الأخ سامي عن مسالة احترام كنائس شعبنا وتقديره لمكانة رؤسائها من خلال الأخذ بتوصياتهم وآرائهم في العديد من اللقاءات والحوارات الجدية.. ويضيف أن المؤتمر لم يضع نفسه بديلا للمؤسسات  والمؤتمرات الأخرى. في حين أن الواقع يظهر عكس ذلك تماما. إذ كيف يبرر الأخ سامي مضمون الرسالة التي وجهتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر إلى الكهنة المطلوبين مشاركتهم في طقس تعميد ولادة المؤتمر. وفيها يحدد  السياسي نوعيّة الصلاة ومضمون الكلمات المفروض إلقاءها ضمن المناسبة. بالإضافة إلى الشرط الخاص بتحديد حرية الكاهن وزياراته للرعية مستقبلا، باعتبار المجلس طبقا للرسالة المذكورة أعلاه، مؤسسة جامعة لكل المؤسسات، الجمعيات الخيرية، الحركات السياسية العاملة من وراء الكواليس، وحتى الكنائس رغم مرور ألفى سنة على وجودها. إذ بدلا من إبقاء الدين سمحا متسامحا وبعيدا عن كل موبقات السياسة وألاعيبها كما يقولون بأنفسهم، تحول الدين وللأسف الشديد هذه الأيام إلى سلعة يبتاعها هذا ويدعيها الآخر من اجل بلوغ أهدافه الفردية والآنية.           

أما بقدر ما يتعلق الأمر بحجم مؤتمر عنكاوة وتأثيره الفعلي  ضمن المؤسسات الشرعية لعراق فيدرالي عادل، أن الكثيرين من العراقيين وفي طليعتهم مجموعة من القيادات السياسية في الصف الأول من الحكومة العراقية الحالية، لم يستوعبوا بعد، أن زمن الإلغاء والتهميش والطعن بوطنية المواطن العراقي ولاسيما المواطن العراقي  من "الشمال"، قد ولى من دون رجعة منذ سقوط النظام المركزي وعلى رأسه الطاغية صدام حسين. أن الخطاب السياسي لعراق ديمقراطي فيدرالي تغيير ويحتاج إلى مفردات عصرية وقيادات سياسية جديدة بإمكانها أن تستوعب الواقع الجديد بشفافية وعقلانية اكثر. وان رئيس الجمهورية العراقية السيد جلال الطالباني هو ذلك المواطن العراقي – الكردي الذي حرم عليه شرب مياه دجلة والفرات لعقود من الزمان. 
من المنطلق هذا يفترض، أن يعرف السياسي ، حجم المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، الحديث العهد وسلطته المعترف بها ضمن العراق، كما يقول الأخ سامي المالح.

صحيح أن مساحة الأمل في قلوب العراقيين وتحديدا أبناء الاقليات العرقية غير العربية أصبحت أكثر من مساحة اليأس في العراق الجديد. ولكن الأمل هذا اخذ ينمو ويتسع في العراق الكردي قبل الوسط والجنوب كما كان يعتقد، على الأقل في الوقت الحاضر!! فالمطلوب من النخبة العراقية المثقفة وبجميع مشاربها السياسية،المذهبية والعرقية، أن تتجرأ ولو مرة في رفع صوتها عاليا والاعتراف علنا بالدور الوطني الذي قاده ويقوده رئيس الإقليم السيد مسعود البارزاني في عملية خلق المناخات الملائمة لإخصاب بذور التجربة الديمقراطية ابتداء من الإقليم لتشمل بالتالي دولة العراق بأكملها.

حيث شرح لي السيد مسعود البارزاني خلال لقاء معه، كيف تعرضت البنود المتعلقة بوجود وحقوق شعبنا العريق إلى الشطب مرارا، رغم حرص الرئيس على  كتابة هذه المواد بيده ثم إصراره على شرعية بقاء هذه الفقرة ضمن دستور عراق ديمقراطي وفيدرالي .

هذا الإنجاز الوطني الذي شكرته عليه، لأن القيادات السياسية للأكثرية العربية، فرضت الفيتو على حضور معظم نواب الاقليات وتحديدا المسيحية منها، والمشاركة الفعليّة ضمن عملية صياغة مسودة الدستور العراقي الجديد. رغم الجعجعة الفارغة التي تعود عضو البرلمان العراقي " المسيحي" في بغداد أن يثيرها بمناسبة وبغيرها، حول مسألة اشتراكه الموهوم ضمن عملية كتابة الدستور العراقي.   

فالدعم الشرعي لرئيس الإقليم وسياسة الحكومة الكردستانية في إطلاق حملة بناء القرى والأرياف التي دمرتها جحافل الغزاة وقوى الظلام وأخيرها دبابات البعث لأكثر من 25 قرنا متواصلا، يجب أن يقدرا عاليا فيما لو قدر للسياسيين الجدد في تجاوز الخطوط الحمراء التي زرعتها النظم المركزية في عقلية المواطن العراقي والاقلوي على وجه التحديد، بهدف استعداء العراق الجنوبي ضد العراق الشمالي منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة. بالإضافة إلى تأثير التوجه الديمقراطي هذا مستقبلا على دعم جهود نواب شعبنا في البرلمان الكردستاني، وتحديدا الكتلة البرلمانية التي يقودها سكرتير حزب بيت نهرين الديمقراطي السيد روميو هكاري بأمتياز. حيث نجح في شرعنة المقاعد المخصصة لأبناء شعبنا وتحويلها من منحة سياسية" مرحلية"  بعد انتخابات 19 مايو 1991 إلى فقرة مثبتة ضمن دستور البرلمان الكردستاني في 19 شباط 2009.

وفي فقرة أخرى يذكر السيد المالح عن إخفاق المجلس في توحيد الخطاب السياسي والجهد القومي لأبناء شعبنا. المعلوم أن عمر المجلس قصير جدا قياسا بالأحزاب العراقية العربية التي وجدت منذ بداية الثلاثينات وحتى الكردية منها فيما بعد. عليه يجب عدم تحميل المجلس وزر كل ألاخفاقات بما فيها الانشقاقات التي مهدت لها بدع الحركة الديمقراطية الآشورية ثم وظفها الحزب الشيوعي العراقي في خطابه السياسي، وآخرها بدعة كلدواشور. عليه يجب التأني قليلا وإعطاء المجلس قليلا  من الوقت  لكي يفلح في اختيار المسار السياسي الصحيح. فالحديث عن التجاوزات التي واجهت مسيرة الانتخابات ضمن مجلس محافظة نينوى وتبرع السيد سامي المالح في الدفاع عن سلوك الحركة الديمقراطية الآشورية، أفسدتهما التهنئة التي بعث بها السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية للقوائم الفائزة  تحديدا بمقاعد مجلس محافظة نينوى في 18 مارس 2009. من هنا يجب توجيه التساؤل آلاتي: هل يعقل تحميل قياداتنا السياسية الجديدة عبأ الفشل السياسي الذي تحاول القيادات السياسية التقليدية التستر وراءه، رغم احتكارها لسلطة الشعب لأكثر من ربع قرن متواصل؟

وفي الختام أن الأجواء  السياسية الملبدة التي يتحدث عنها الأخ سامي المالح، وتفشي الفساد والانتهازية والكذب والتملق وغيرها من الظواهر، شكلت حتما بيئة مثاليّة شجعت هؤلاء على التحرك والإصرار على تجاوزاتهم كما يدعي، إلى حد أن أحدهم تجاهر ليقول له بصريح العبارة: إن هذه المرحلة وهذا الزمن هو زماننا نحن، وليس بزمنك ولا بمرحلة مبادئك وقيمك رغم إننا نعرفك ونقدر إخلاصك وإمكاناتك، فنحن نعلم كيف وماذا نفعل وماذا نريد ودعنا نحصل عليه.
من المؤكد أن مضمون الاحتجاج الملفت للنظر، يجب أن يترجم بمثابة البطاقة الحمراء يشهرها الغيارى من العراقيين بوجه مخططات الكثيرين من اللاجئين العراقيين ورغبتهم في العودة المشروطة. لآن مسالة  الانخراط أو المشاركة ضمن النشاطات السياسية والوطنيّة داخل العراق الجديد، لا تشرعها مجرد وثيقة الإجازة والتفرغ عن العمل ضمن المنافي، ولا حتى مجرد عملية نقد المشاريع السياسية عن بعد!! رغم معرفتي بدور وقدرات النخبة العراقية المثقفة في الاغتراب في حال استغلالها بالوجه الصحيح، بل يجب الاستعداد  للمشاركة الفعليّة ضمن مسيرة المجتمع المدني الديمقراطي، تلك التي انطلقت من اربيل لتستقر في البصرة.         

         
 



 
       
 
     

312
فشل "الحركة" في عاصمتها نينوى سبق فشلها في بغداد
      
بقلم
أوشــانا نيســـان
من السويد

oschana@hotmail.com
وأخيرا قدر لشعبنا أن  يختار من يمثله ومن يدافع عن حقوقه ضمن مجالس المحافظات العراقية للمرة الأولى في تاريخه السياسي الحديث. كلنا أمل أن تفلح صناديق الاقتراع في تصحيح ما عطلته القيادة "الفردية" بهدف اختيار نوابه الحقيقيين ضمن المؤسسات الشرعية للنظام الفيدرالي في عراق ديمقراطي عادل، من دون الوصاية أو التعيين.
لقد أظهرت النتائج النهائية لأول انتخابات ديمقراطية نزيهة، فشل الزعامة السياسية المفروضة على رقاب شعبنا لأكثر من ربع قرن متواصل. والنصر المبين هذا يجب استغلاله بعقلانية وشفافية زائدة في سبيل خلق الظروف السياسية والنفسية المناسبة لإطلاق حوار سياسي ناجح، هدفه، الإسراع في  تقريب وجهات النظر الآنية منها والمستقبليّة في سبيل توحيد صفوفنا السياسية ، العرقيّة وحتى المذهبيّة.
علما أن النهج هذا لايمكن ترسيخه مطلقا، بالاتكاء على أجندة الحزب الواحد أوعلى حساب بقية الأحزاب الأخرى كما يعتقد الخاسرون، بل يمكن ذلك من خلال دعم مضمون الخطاب الوحدوي الذي اختارته ستة أحزاب ومنظمات كلدانية سريانية آشورية ضمن قائمة عشتار الوطنية.  خلافا للخط الذي تعودت قائمة الرافدين أن تختاره وحرص الاخيرة على ربط  وجود ومصير شعبنا بمصالح أحزاب الأكثرية والمنظمات السياسية التي لم تتضح هويتها العراقية بعد.

إفلاس إيديولوجية الحزب الواحد
لقد أظهرت نتائج الانتخابات حاجتنا إلى إعادة صياغة الكثير من الحقائق والثوابت التي شوهتها القيادات التي ترهبها هاجس التجديد والتغيير، بالإضافة إلى دور النتائج هذه في رسم معالم المرحلة المقبلة، بحيث تتفق ومفردات الخطاب الوطني الصحيح لعراق ما بعد دكتاتورية البعث. 
أما النتيجة الأهم باعتقادي، هي إفلاس الأيديولوجية السياسية للحركة التي تفضل أن تطير في غير سربها، لتراهن على قائمة فردية مدعومة من قبل التيار الناسيوناليزمي- العربي. هذا التيار الذي بدأت ترتعد فرائصه خوفا من انعكاسات التجربة الديمقراطيّة الفتيّة في كردستان واخذ يتشبث هذه الأيام بكل ما يمكّنه من إضعاف سلطة الفيدرالية وتقوية سلطة المركز وذلك على حساب مجمل حريات الشعب العراقي وحقوقه الوطنيّة. علما أن ذيول هذا التواطؤ اتضحّت خلال الاستعدادات التي سبقت عملية إلغاء المادة 50 من الدستور العراقي. 

هذه المؤامرة البعثوية خططت لها بدقة وإتقان متناهيين، بدءا بعميلة اختزال المقاعد المخصصة لأبناء شعبنا من ثلاثة مقاعد في كل محافظة من محافظات نينوى، بغداد والبصرة، إلى مجرد مقعد يتيم. بحيث يفلح أيتام النظام السابق في ضرب العملية الديمقراطية في مقتل ثم إسكات جميع الأصوات التي تنادي بالحرية، الديمقراطية  والتخلص من هيمنة الدولة المركزية.
فعداء الحركة تلك " لمشروع الحكم الذاتي" المدعوم من قبل الفيدرالية الكردستانية لم يأت اعتباطا كما يعتقد الكثيرون، بل كان ولايزال امتدادا طبيعيا للهاجس الناسيوناليزمي المتنامي بعنف بوجه زحف الديمقراطيّة لتكتسح أبواب المحافظات الوسطى والجنوب. وبالتالي وأد فكرة المطالبة بمشروع الحكم الذاتي لأبناء شعبنا في سهل نينوى عن بكرة أبيها، باعتبار مجرد الاعتراف بحقوق شعبنا جريمة لا تغتفر!! رغم عمق جذورنا التاريخية ضمن وادي الرافدين.
في حين، أن العداء هذا مرده الحقيقي هو في الواقع رفض إلحاق أو ربط أي مدينة أو منطقة من مناطق  محافظة نينوى، بالفيدرالية الكردستانية.
أما فيما يتعلق بعملية تقييم نتائج انتخابات مجالس المحافظات آشوريا، يجب عدم التردد في تحديد هوية الجهة المسؤولة عن الخلل الذي شاب وحدتنا القومية وحرّف مسيرتنا السياسية لعقود من الزمان. إذ على سبيل المثال لا الحصر، إن رئيس الكتلة البرلمانيّة"الآشورية" الذي اخفق في تثبيت حقوق شعبنا حتى في دستور البرلمان الكردستاني الذي كان يمثله لأكثر من 15 عاما، يجب أن لا يراهن عليه من جديد ليتحول في ليلة وضحاها إلى المنقذ المنتظر!! سيما وبعد صعود نجم قيادات سياسية جديدة وفي مقدمتها سكرتير حزب بيت نهرين الديمقراطي وكتلته البرلمانية، تلك التي نجحت وبعد أقل من 5 سنوات في شرعنة المنحة السياسية التي كثيرا ما كان يتباهى بها سلفه، وتعديل قانون الانتخابات البرلمانية في الإقليم، بحيث تم تخصص خمسة مقاعد لأبناء شعبنا وفق فقرة دستورية خاصة في 12 من شباط 2009.

لقد آن الأوان في وقف نهج الانفراد بالقرارات المصيرية، تلك التي أودعت قضيتنا القومية ضمن " مزاد" سياسي علني رخيص، والبيع يكون دوما لمن يدفع أكثر!!
من المنطلق هذا، تتطلب المسؤولية التاريخية لبقيّة مكوناتنا السياسية وفي مقدمتها أعضاء القيادة السياسية للحركة الآشورية، بمطالبة سكرتيرها "العام" بتقديم الإجابات الوافية لتساؤلات ظلت تنتظر الإجابة منذ زمن بعيد وفي مقدمتها: أهميّة النقل "المفاجئ" لقواعد صراعنا السياسي والقومي من  خندق الحرية في كردستان إلى معاقل التبعيّة في بغداد؟ رغم الدعم المادي والمعنوي الذي لم تبخل به الحكومة الكردستانية، وعلى رأسها  دور رئيس الإقليم في إجبار القيادات السياسية العراقية للاعتراف دستوريا بوجود وحقوق الشعب الآشوري الكلداني السرياني، ليس فقط في كردستان وانما في العراق كله.           
صحيح أن كل بناء يحتاج إلى الهدم، ولكي نتعلم البناء يجب أن نتعلم الهدم أيضا، ولكي نبني صرحا جديدا يجب الحرص على إبقاء الصالح وإزالة الطالح فقط.  من الغريب جدا أن يتجرأ الفاشل في الانتخابات النزيهة في تصعيد لهجة الاتهام ضد القيادات الكردستانية التي استوزرته في أول حكومة كردستانية في تاريخ العراق. ثم يقف اليوم ليوجه إصبع الاتهام للحكومة نفسها بالتدخل في شؤوننا الداخلية. رغم أن الحكومة تلك وللحق يقال، هي أول  حكومة عراقية ترفع راية الاعتراف العلني  بوجودنا وهويتنا الوطنيّة، رغم علمها المسبق بثمن الاعتراف الباهض في عالم لا يعرف غير نهج البطش نهجا أخرا للحياة. هذه الحكومة الكردستانية التي صرفت الملايين من الدولارات من اجل بناء وتعمير القرى والمدن الآشورية الكلدانية السريانية التي منعت من التعمير لأكثر من 25 قرنا.       

وفي الختام ونحن على أبواب مسيرة سياسية ووطنية جديدة يتطلب منا الوضع، إطلاق حملة للتغيير والبناء من دون تردد. علما أن التغيير هذا، يجب أن يبدأ من قمة الهرم، بدءا بالسياسي الذي حوّل وجود الأمة إلى مجرد مطيّة لبلوغ أهداف فردية وشخصيّة!! وبذلك نكون قد هيأنا الظروف السياسية الملائمة لانتخاب قيادات سياسية تؤمن بالوحدة الحقيقية بين جميع مكونات شعبنا من دون تمييز. القيادة التي تستمد القوة والعزيمة من أبناء شعبها ولا تستقوى بقدرات الغير في سبيل وقف عجلة التطور وتحريف التغيير الذي ينتظره الجميع.
             
       

313
حقوق الاقليات مضمونة في جيب الدكتور محمود المشهداني
بقلم
أوشـــانا نيســـان

العنوان البريدي:oschana@hotmail.com
" لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، هكذا يقول المثل العربي الشائع، في حين بات المؤمنون من أبناء شعبنا الآشوري بهويتهم القوميّة كما يدعون ، يلدغون ويلدغون ثم يلدغون من جحر نفس القائد الضرورة، ولم يتعلموا الدرس يوما، رغم العواقب والمصاعب التي باتت قاب قوسين أو أدنى من مصير هذا الشعب الأبي.
من هنا سنحاول اليوم تسليط الضوء على الزوايا الخفيّة، تلك التي مهدت بشكل أو بأخر علي إلغاء الفقرة المتعلقة بحقوق الاقليات في قانون انتخابات المحافظات والآقضية والنواحي، المادة (50) من الدستور الوطني لعراق ما بعد الدكتاتورية، وفقا للتصريحات أو البيانات العلنيّة التي نشرتها الصحافة بجميع وسائلها.
بادئ ذي بدء يجب الاعتراف، أن التجربة الديمقراطية التي أطلقتها القوى المعارضة للنظام الدكتاتوري في بغداد، بعد نيسان 2003، في طريقها هذه الأيام ألي التقوقع والتراجع عن مسارها الوطني الصحيح. لا بسبب التراجع في نهج النخبة من القيادات الوطنيّة العراقية وفي مقدمتها القيادات الكردية ، بل لاعتبارات أهم وفي مقدمتها،الأجواء السياسية الموبوءة، تلك التي زرعها المحتل الأمريكي تحت قبّة البرلمان، ورغبة العديد من أنصار الماضي وقوى الظلام  في المراهنة على  سياسة خلط الأوراق من جديد. بهدف مسح التخوم والثوابت الوطنيّة الفاصلة بين المواطن العراقي الذي أنهكه النظام البعثي الدموي لما يقارب من نصف قرن متواصل، وبين العراقي الذي لا يزال تعشعش ثقافة الشموليّة والتهميش ضمن مخيلته السياسيّة. رغم إنني واثق،  أن الخطة سيتم تمريرها بسهولة، طبعا بعد تحويل المادة (50) إلى مجرد ملحق سياسي.   

فالمشاهد للمقابلة التي نشرتها فضائيّة عشتار مشكورة مع الدكتور محمود المشهداني رئيس البرلمان العراقي والمفكر فلك الدين كاكائي وزير الثقافة في حكومة كردستان بعد قرار الإلغاء ، لاحظ  حتما عمق الهّوة الفاصلة بين موقف المثقف العضوي الحريص على مستقبل العراق الجديد، وبين السياسي العراقي الذي لايزال يتلكأ في قبول الآخر، ويعمل معه بثقافة الإلغاء وبشروط قانونية، آخرها الموافقة على إعادة التصويت على المادة (50) ولكن بشرط أن يقدم خمسون نائبا طلبا رسميا للدكتور، لاجل إعادة التصويت، كما يقول كنا في مقابلته الأخيرة!!

ففي الوقت الذي أصر فيه المناضل الكردي على وجوب إزالة الشعور بالغبن الذي لحق أبناء الشعب الكلداني السرياني الآشوري، بعد إلغاء المادة (50)، لم ينس مناشدة  البرلمان العراقي الجديد في تعويض الغبن التاريخي الذي ظل يلاحق وجود هذه الأقلية العريقة وبالتالي المطالبة بتعزيز حقوقها الوطنيّة وفق مواد دستور العراق الجديد، أعاد فيه رئيس البرلمان العراقي، الدق من جديد، على الاسطوانة القديمة - المهترءة في نعت أقدم مكون من مكونات الشعب العراقي ألا وهو شعبنا الرافديني العريق، بأبناء أقليّة لاتحل ولا تربط!! وشبهها بمجرد الورود في الحديقة العراقية. إلى جانب إصرار الدكتور، حسب قوله على وجوب منح المقاعد المتفق عليها إلى الأقلية المسيحية "من جيبه"، كما صرح أثناء اعتراض الأكثرية على هذه الكوتا، وليس على أساس الاعتراف دستوريا بالوجود التاريخي العريق لهذا الشعب القديم. الأمر الذي يؤكد من جديد،  أن التيار الناسيوناليزمي "العراقي" المتنامي،  فضل تجريب حظه في تجاوز الخطوط الحمر بالاتكاء على جهود اقرب المقربين له.
 
الأمر الذي إن دّل على شئ، انه يدل على إصرار الكثير من السياسيين الجدد في العودة إلى بنود أجندة سياسية غير معلن عنها. هذه الدعوة التي أقرها رئيس البرلمان بقوله، أن الكثيرين من أعضاء البرلمان العراقي المنتخب طلبوا العودة إلى بنود الاتفاقيات الحدودية التي أعتمدها نظام صدام البائد!!
أن قرار البرلمان في  الموافقة بالإجماع على إلغاء وجود وهوية الشعب الآشوري - الرافديني الذي وضع أبجديات أول حضارة إنسانية على ضفاف دجلة والفرات،  ما هو إلا راس الجبل من الثلج الغائر تحت البحر. حيث لو قدر لهذا القرار الجائر أن يمر مرور الكرام كما أراد له البرلمان العراقي، ما هو المانع من تعميم بنود هذه المؤامرة على بقيّة الشعوب غير العربية وتحديدا الكردية منها بما فيها المناطق العراقيّة المتنازع عليها هذه الأيام، وفي مقدمتها حقوق الشعب الكردي في  محافظة كركوك.           
جذور المشكلة
أصل المشكلة باعتقادي، تنتمي وبنود الأجندة المخفيّة بين رئيس البرلمان كما أقّر في المقابلة، والممثل ألاقلوي الوحيد الذي تعود المشهداني أن يستشيره ويعتمد على خبرته عند الحديث عن وجود وحقوق بقية الاقليّات العراقيّة وتمثيلها الدستوري. رغم حرص الدكتور على التعتيم على اسم النائب الذي كشف نفسه بنفسه خلال المقابلة التي أجراها معه فادي كمال يوسف حين قال:
" قبل خمسة أشهر عندما بدأنا هذه الحوارات طلب مني رسميّا إعداد ورقة للتعريف بالاقليّات ذات الخصوصيّة الدينيّة والقوميّة في العراق حجمها، أماكن تواجدها، وكم ثقلها في العراق. قدمت الورقة ووضحت ،أن المكونات الدينيّة والقوميّة في العراق وفي مقدمتها شعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري) والتركمان والايزيديّة والأرمن والشبك والصابئة المندائيين والكرد الفيليّة، إلا أن بعض الكتل السياسية اعترضت على بعض من هذه المكونات" . نص  الفقرة اقتبست من المقابلة التي أجراها فادي كمال مع السيد يونادم يوسف كنا.
هنا يحق للقارئ المنصف أن يسأل: لماذا يتبرع ممثل أقليّة غير معترف بها قانونيّا ضمن الدستور العراقي ، باستثناء بعض الفقرات المثبتة ضمن دستور الفيدراليّة الكردستانية، في التبرع بتجاوز الخطوط الحمر المزروعة أصلا لمصارعة الفيلة أو الحيتان، كما استعان الدكتور المشهداني بالتعبير الذي استعمله السيد  "كنا" في لقاء خاص معه؟
أما الجانب الأهم في المسألة، يتعلق والفرص المتعددة التي يمنحها شعبنا الآشوري لهذا السياسي الذي تعود أن يصمم قضيّتة القومية ويفصلها بالمقاسات التي تتفق وخارطة طموحاته الشخصية وعلى حساب الوجود والهوية.
حيث كيف يمكن لعاقل أن يصدق تبريرات سكرتير الحركة الديمقراطية الآشورية التي وجهت رسالة رسمية إلى محافظة دهوك لغرض الموافقة على تنظيم مظاهرة " خاصة بمؤيدي الحركة فقط" يوم الاثنين الموافق 29-9-2008، كما جاء في بيان فرع دهوك للحركة. ولكن الفرع قرر إلغاء تنظيم المظاهرة في مركز المحافظة احتجاجا على أسلوب تعامل إدارة المحافظة وتحديدا نائب المحافظ (وهو السيد كيوركيس شليمون زيا للعلم)، كما جاء في بيان الحركة المنشور بتاريخ 1 تشرين الأول 2008.
لاحظ عزيزي القارئ هول العواقب الكارثية التي خلفتها الفيتوهات التي تفنن رئيس قائمة الرافدين في البرلمان العراقي، في توزيعها على جميع الأحزاب، المنظمات السياسية وحتى مثقفي شعبنا، من الذين سئموا الانسياق وراء هذا النهج الانفرادي المدمر. فكيف لنا أن نصدق دوره كحمامة سلام في إمكانية إجبار ألاكثريات للاعتراف بحق الاقليات غير المسيحية في العراق، في وقت تصّر فيه حركته، في وجوب إلغاء تنظيم المظاهرة التي تتعلق بوجود ومستقبل شعبنا داخل الوطن، لا بسبب منعها أو شئ آخر من هذا القبيل وانما بسبب رغبة تنظيمات أخرى وهي مسيحية رافضة لقرار الإلغاء، في المشاركة ودعم المظاهرة المؤملة تلك!! وبسبب قناعة مسئولي الحركة " إن تنظيم مظاهرتين لابناء شعبنا في نفس المكان وبخصوص نفس الموضوع ستعكس حالة غير حضارية تسجل على شعبنا المعروف بالتزامه الحضاري" كما جاء في البيان.

الأمر الذي يؤكد من جديد، إصرار قيادة الحركة على وجوب اعتبار كل خطاب قومي وحدوي أو تحرك سياسي  بهدف توحيد الاهداف السياسية والقومية لمكونات شعبنا المسيحي في العراق، لا يقر اولا، بالهيمنة السياسية والقيادة الشرعية للحركة، باعتبار الأخيرة الممثل الوحيد لهذا الشعب، هو فعلا حالة غير حضارية ويجب إلغاءها!! وإلا ما هو وجه الخلل في مشاركة أكبر عدد ممكن من الأحزاب، المنظمات والمعارضين من أبناء شعبنا المضطهد، ضمن المظاهرة تلك ؟
أما التساؤل الذي ظل ينتظر الإجابة منذ زمن طويل والذي يتعلق بشكل أو بأخر بالتحولات السياسية الأخيرة فهو:
لماذا بدأ المناخ السياسي المهيمن على ساحة نضالنا القومي في كردستان العراق، بالانفراج والبحث عن القواسم السياسية المشتركة في نهج جميع الأحزاب السياسية في الإقليم من دون تمييز وتحديدا المنظمات السياسية التي شكلت بعد إسقاط النظام المركزي، مباشرة بعد القرار السياسي المفاجئ والذي اتخذه سكرتير الحركة الديمقراطية في نقل مركز ثقله السياسي وموقع نضاله القومي من العراق الكردي إلى العراق العربي. رغم توزيره للمرة الأولى من قبل القيادات الكردية ضمن أول حكومة كردستانية عام 1991 ؟




314
المنبر الحر / لاتدافع عن الخطأ
« في: 16:36 22/08/2008  »
لاتدافع عن الخطأ
بقلم
أوشــانا نيســان


يقال أن الرفيق جلال الطالباني رئيس الجمهورية الفيدرالية العراقية وسكرتير الاتحاد الوطني الكردستاني، التقى خلال جولة من جولاته التفقدية لرفاقه من البيشمركة  عام 1980، رفيق من رفاق الحزب الشيوعي العراقي وهو يقود حمارا محمّلا بكميّة من البطاطس هدفه المقر الرئيسي ل " حشع" في منطقة " بشت أشان وقرناقة"  الجبلية الوعرة. تحسس سكرتير الاتحاد بيده بطاطة نصفها ظاهرة وقال، ماذا تنقل أيها الرفيق؟ أجاب، والله أني ما اعرف، الحزب كلفني بنقل الحمل، والحزب هو الذي يعرف، مو أنا. فرّد عليه السكرتير، شلون ما تعرف يا رفيق موهاي هي البطاطة واضحة.
الهدف من إعادة تذكير حادثة طواها الزمن لايكمن والرغبة في تشويه الصفحات النضالية لتاريخ أول حزب عراقي ووطني نجح بحق في وضع وترسيخ المقدمات الأولية للثقافة الوطنيّة والاخوة العراقيّة في وقت كان العالم الشرقي بأسره يرزح تحت نير الاستعمار، الرجعيّة والدكتاتورية، رغم تحفظاتنا على بعض الطروحات والتوجهات السياسية ضمن مراحل تاريخية معيّنة للحزب، ولكن الرد يتعلق والمنظرين الجدد، وتحديدا الرفاق من الاقليات العرقيّة غير العربية داخل الحزب الشيوعي العراقي، أولئك الذين راهنوا على الماركسية في سبيل تحقيق طموحاتهم  الوطنيّة والسياسية. رغم أن الحزب وحده كان يعرف ويقرر، كما قالها الرفيق المذكور أعلاه وليس الفرد أو المثقف العراقي الذي كان ولايزال تمزقه آثار التخلف وتبعده عن ساحات النضال الحقيقي. لدرجة يتحول فجأة الكادر الشيوعي الذي بشّر بالأممية طوال حياته، إلى مناضل قومي فريد من نوعه. 
حيث المعروف عن معظم منابرنا القوميّة وصالاتنا الكنسيّة، على الأقل ما يتعلق بكنيسة المشرق الآشورية، إنها غير مستعدة اليوم أن تحّول منابرها إلى معارض دعائية يعرض فيها الأفكار الباليّة أو حتى الأيديولوجيات  التي أظهر الدهر فشلها. عليه ينبغي أن يعرف الجميع: أن الطروحات القوموية المتخمة بالعاطفة الزائدة، من النوع الذي " تحفّز رجال الكنيسة لكي يضعوا الحقوق القومية في سلة مطاليبهم" كما يكتب الدكتور، باتت مكشوفة لكاهننا الذي اقّر مبدأ فصل الدين عن السياسة، قبل طابور من العلمانيين أو الساعيين إلى أدوار جديدة ضمن المسرحيات القومية.
وللحق يقال إن كنيسة المشرق الآشورية منذ رسامة قداسة البطريرك مار دنخا على كرسي البطريركية، لم يتردد يوما في تحريم رجالات الدين من التدخل في المسائل السياسية. والإعلان جهارا بوجوب ترك السياسة للسياسيين. في حين اطلعت بنفسي على دعوة من مؤيدي ومناصري زوعا، موجهة إلى كاهن، يطلب منه حضور حفل تدشين مشروع سياسي جديد، يشترط فيها تلاوة "صلاة معيّن" وليس غيرها من الصلوات. رغم أن الصلاة هي المهمة الوحيدة التي يفترض بالكاهن أن يتقنها عن ظهر قلب.

أما ما يتعلق بمردودات ظاهرة تحول العديد من الرفاق القدماء إلى  محاميين قوموييّن للدفاع عن الانقلابيين داخل البيت الآشوري والبيت المسيحي في العراق على وجه العموم، فهي  حقا مسألة معقدة وشائكة مطروحة على طاولة البحث والمناقشة. علما إن الرد هذا بكل محتواه، لا يتعلق مطلقا والفكرة السياسية النبيلة للحركة باعتبارها حركة قومية ووطنية ولدت في سبيل تحقيق أهداف شعبنا المضطهد داخل الوطن، وانما تتعلق والنهج الانقلابي للتيار الذي عمل ويعمل من دون كلل في سبيل شق صفوف الحركة وبالتالي صفوف الأمة الآشورية.

أما ظاهرة خلط  الأوراق تلك التي اعتمدها الدكتور قصدا، بين الشخصية المحورية أو التاريخية للقيادات السياسية الحاكمة في بلدان الشرق الأوسط، هذا إذا وجدت شخصيّة بهذه المواصفات، أو حتى الدول والحكومات التي تقتات كما يكتب على الصراعات بين الكبار، هي ظاهرة صحيّة متبعة في معظم بلدان العالم، بهدف تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ضمن المجتمعات المدنية، باعتبار الديمقراطية السبيل الأمثل. في حين ستبقى الظاهرة هذه ظاهرة مشبوهة وغير عادلة فيما لو استغلت من قبل السياسي الذي تعود أن يغرر بوجود وحقوق شعبه من أجل كرسي الزعامة أو الطموحات الشخصيّة الآنية.
صحيح أنه من الجائز للسيد كنا أن يحصد وكما تنتظر، المزيد من الأصوات المسيحية في سهل نينوى وليس في أربيل كما يفترض، لأسباب معروفة وفي طليعتها، هول المخلفات السياسية والفكرية المعقدة التي خلفها النظام البائد ضمن عقلية المواطنين عموما وتحديدا عقلية المواطنين العراقيين المسيحيين في محافظة نينوى. وليس بسبب الشخصيّة الكاريزميّة للسيد كنا كما تدون. والشرخ الفاصل بين الآلاف من المثقفين الكلدانيين وقياديي زوعا في عينكاوا، هو الدليل القاطع على صحة التوجه هذا، رغم اعتبار مدينة عينكاوة اكبر تجمع سكاني مسيحي ضمن  عاصمة كردستان ورغم تواجد قيادة زوعا في المدينة تلك لما يقارب من عقدين من الزمان.

أعرف أن الكتابة عن هذا الموضوع معقدة ونادرا ما يفلح الكاتب العضوي أن يكون منصفا في طروحاته، لا بسبب الإخلال في الطرح، وانما لاعتبارات الطقس المتخم بالمترفين الذين تعودوا الصيد في الماء العكر، وتحديدا ضمن المنافي الموزعة في جميع بلدان الغرب.
حيث كان حريا بالدكتور الذي بات يقدس سياسي بحجم السيد كنا أن يبحث عن خلفيات العاصفة التي جاءت على كل زوعوي مثقف وأكاديمي قدير شّذ عن توجهات جون قرنق كما يكتب الدكتور، بما فيها رفض التعاطي مع سياسة الأمر الواقع والاتكاء على الموجود عند تقييم هكذا مسائل قومية حساسة.  لماذا لم  تسأل السيد كنا يوما عن مصير المئات من مؤسسي الحركة ؟ ألم تقرأ يوما ما تنشره الأقلام الممنوع نشرها في صحافة زوعا، تلك التي استوعبها اليوم مشكورا المؤتمر الكلداني السرياني الآشوري، معظمها كانت تنتمي يوما إلى صفوف الحركة؟ ولكن يبدو أن محامي الدفاع هو من اشد مؤيدي الميكيافيللية القائلة أن الغاية تبرر الوسيلة. أو بالعربي الفصيح، عفى الله عما سلف.
قبل الانتقال إلى البند المتعلق بالمؤسسات الكنسيّة في مقال الدكتور، أود هنا مقارعة الحجة بالحجة وتسليط الضوء على الدلائل القاطعة التي يصفها الدكتور " بالتهم" الموجهة إلى السيد كنا. لآن العديد من المحسوبين على نخبتنا المثقفة إلى جانب الأكثرية من أبناء شعبنا المسيحي، تحولوا بقدرة قادر إلى متحمسين لقول وزير الدعاية في ألمانيا النازية، اكذب، اكذب ثم اكذب حتى يصدقوك.
صحيح أن الكاتب نجح مشكورا في درج قائمة ب"التهم" الموجهة للسيد كنا. ولكنه يبدوا انه يرفض تصديقها رغم أن الواقع يقول أن: الجريدة التي نشرت الوثيقة الموجهة للمخابرات الصدامية والمذيلة بتوقيع ( ي.ي.ك)، وهي جريدة تابعة لمرجعيّة شيعيّة، قطعا لم تكن على علم بالاسم القابع وراء الأحرف المذكورة أعلاه. وهي نفس الجريدة التي كشفت عن تواطأ القيادات السياسية المحسوبة على ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي السابق، بالإضافة إلى ابن كوفي عنان رئيس الأمم المتحدة الأسبق وحشد من أعضاء القيادات السياسية المحسوبة على المعارضة العراقية السابقة، والاتفاق مع رجالات أجهزة المخابرات الصدامية في سبيل سرقة قوت الشعب العراقي المضطهد، هلا صّدقّت.
"استوزرنا السيد كنا وأعطينا له خمسة مقاعد في أول برلمان كردستاني في العصر الحديث، ولكنه ترك كل شئ وفضل النضال إلى جانب التيارات العربية، مباشرة بعد سقوط نظام صدام عام 2003. هذا اللغز الذي استعصى علي فهمه لحد الآن، قال لي رئيس الفيدرالية الكردية السيد مسعود البارزاني في لقاء خاص معه قبل اقل من عاميين. هلا آمنت.
الفيدرالية الكردية بجميع مكوناتها السياسية والحزبية تؤيد وتشجّع مشروع الحكم الذاتي للمسيحيين. المشروع التاريخي الذي أطلقته حكومة كردستان، في سبيل إعادة بناء القرى والكنائس المسيحية التي دمرها النظام المركزي الدموي، يعتبر بحق أول مشروع وطني معني ببناء واعمار القرى المسيحية التي دمرتها الغزوات الخارجية والداخلية منذ سقوط الإمبراطورية الآشورية عام 612 ق.م ولحد يومنا. في حين لا يتردد السيد كنا أن يرفض المشروع ويرفع بدلا عنه راية الحكم المحلي، لا لاعتبارات الحرص على وجود ومستقبل الأمة المسيحية كما نسمع، وانما بهدف الاصطفاف إلى جانب دعاة وأيتام النظام السياسي المركزي البائد. أولئك الذين  يرهبهم هاجس تحرر الشعوب غير العربية من نير العبودية وتحديدا الشعب الكردي الذي أظهر للعالم كله وفي فترة زمنية قياسية مدى شغفه بالحرية، التطور والسلام.هلا صّدقت.
المحاكم الأمريكية وليس الآشورية كما يفترض، نشرت وثائق أصلية، تبين مجموع المبالغ الماليّة وبالدولارات الأمريكية التي استولى عليها الرفيق باوي من ميزانيّة كنيستنا في أمريكا ثم بعثها إلى السيد كنا، لقاء دعمه وتشجيعه لما سميت بحركة التجديد والإصلاح ضمن بنيان كنيسة المشرق الآشورية وتحديدا ضد البطريرك. هذه الوثائق التي تم استنساخها وتوزيعها علنا على أبناء الرعيّة.  الأمر الذي يؤكد حرص السيد كنا وإصراره على تنفيذ ما وعد به في إيران بحضوري وحضور الكثيرين من أبناء شعبي عام 1987حين وعد: أن بقاء البطريرك الحالي مار دنخا الرابع على كرسي البطريركية هو مجرد مسألة وقت. هلا صدقّت قولنا الآن.

أما ما يتعلق بدور ومكانة مؤسساتنا الكنسيّة كما تكتب، أن نهج التعميم والتشهير هو هراء سياسي يجب تلافيه عند مناقشة مكانة  الرموز الدينية وتأثير الكنائس المسيحيّة على عقليّة المواطن العراقي – المسيحي، لا بسبب هاجس الإسلام السياسي المتعاظم دوره في العالم،كما يفترض، وانما لاعتبارات الثيوقراطية التي أرساها ملوك الإمبراطورية الآشورية ضمن عقلية المواطن الرافديني قبل أكثر من ستة آلاف سنة، بالإضافة إلى حساسية التحرش بالعصب هذا ضمن مجتمعاتنا المسيحية.
فالمثقف المنصف والعادل يجب أن يقدر نهج مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الآشورية ومواقفه العلنيّة في الحرص على إرساء رسالة سيدنا المسيح أولا ثم دعم وتشجيع السياسي الذي يرفع راية الوحدة والتفاهم وينبذ الفرقة والتشرذم بين أبناء شعبنا المسيحي بغض النظر عن انتماءه الحزبي أو السياسي. هذه الدعوة التي بشّر بها من جديد خلال كلمة ألقاها في مدية ستوكهلم بحضور المئات من مناصري الكنيسة يوم الأحد المصادف 17 آب الجاري.

وفي الختام يجب التأكيد من جديد: أن العارف بشؤون كنيسة المشرق الآشورية وتاريخها العريق يعرف جيدا، أن قداسة مار دنخا الرابع هو أول بطريرك آشوري يتربع على كرسي البطريركية لأكثر من ربع قرن، ثم يتنازل طوعا عن سلطته الزمنيّة، ليعلقها في عهدة السياسي المؤمن بقضية شعبه ووطنه بصدق وأمان.
فلماذا يجب تعميم تهم العلمانيين جزافا وتعليق فشلهم السياسي على كرسي البطاركة أو شماعة الكنائس، في سبيل شرعنة مكانة السياسي المشبوه ودعم سلطة السياسي الذي شرع من دون وجه حق مبدأ "تعيين" وليس اختيار ممثلي الشعب المسيحي ابتداء من مؤسسات الحكومة الكردية منذ ايار 1991 وانتهاء بمؤسسات الجمهورية العراقية الفيدرالية في بغداد العاصمة.
 
               

315
تكلّم أيها الآشوري الصامت!! 


أوشـانا نيســـان
oschana@hotmail.com
يؤلمني كثيرا أن يدفعني رجل دين أحترمه ومن أبناء جلدتي، للرد على ادعاء ردده خلال محاضرته  التي جاءت وللأسف الشديد، بمثابة العودة المجّانيّة لمضمون الحملة التي أطلقها طاغيّة بغداد قبل عقود من الزمان تحت عنوان، حملة إعادة كتابة التاريخ، بهدف تشويه التاريخ وقطع العلاقات التاريخيّة بين عراق البعث ومهد اقدم حضارة إنسانية عرفتها البشرية على ضفاف دجلة والفرات. لآن العراقي الرافديني العريق لا يمكن له أن يكون غير عربي، وفق الخطاب السياسي للقوميين الفاشيين من العرب.

حيث أصر الكاهن خلال أجابته لتساؤل عن خلفيّته العرقيّة بالقول:" أنا رجل دين مسيحي واحّس بانتمائي المسيحي أكثر من انتمائي العرقي. ولكن لو تصّر في المعرفة عن انتمائي القومي، فأنا آرامي. الآشوريون كشعب انتهوا قبل اكثر من أربعة أو خمسة آلاف سنة". 
الغريب في الأمر، لا يكمن وضحالة معلومات كاهننا حول انتماءه العرقي وحتى عدم اطلاعه على قول سيدنا المسيح حين قال"رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان،) متى( 12:41). بل  وجه الغرابة يكمن والسكوت الذي أطبق بجناحيه داخل القاعة التي شهدت جريمة إلغاء وجود وهوية معظم المصفقين لتفسيرات الكاهن . أولئك الذين طلبوا من الكاهن في نهاية المحاضرة بوجوب مضاعفة الحضور لربما سيكون حضور الكاهن حسب قولهم  سببا في كسب المزيد من شبابنا. أي بمعنى آخر، يمكن استغلال فكرة الإلغاء، تلك التي لم تنطلق هذه المرة من الخطابات  السياسة للتيارات الناسيوناليزمية العربية، الكردية، أو التركية كما يقولون، وانما أطلقها رجل دين مسيحي منّا وفينا كما يقول المثل العراقي، في سبيل كسب الجيل الجديد والالتفاف حول هكذا طروحات رغم أخطاءها التاريخيّة.

التمرد ضد الذات
أن النزعة الطائفية أو المذهبية تجّذرت في عقلية الإنسان الشرقي، لا لاعتبارات الخلل في عقلية المواطن المضطهد على الدوام، وانما بسبب تشديد خطاب القيادات السياسية المتنفّذة على أهميّة تهميش دور الإنسان صاحب رؤية سياسية ثاقبة وإلغاء وظيفة المثقف العضوي أولا، ثم الدفع بعجلة الطائفيّة والمذهبيّة لتحل محل قيّم التنوع، الانتماء والهوية والفكر، ثانيا.
الأمر الذي خلف مناخات ملائمة ومشجعة لنمو عقلية الوصاية وثقافة التخلّف، لدرجة أصبح فيه من الصعب على المهاجر، أن يميز بين الخطأ والصواب. رغم هجرة المواطن لواقع سياسي شرقي مهين إلى فضاء ديمقراطي دستوري سليم كالنظام الديمقراطي المعمول به في المملكة السويدية، على سبيل المثال.   

أن مجرد الانتقال السريع من واقعنا الشرقي المستبد والاستقرار ضمن المنافي التي تسودها الديمقراطية والعدالة، من شأن التفاوت هذا أن يسهّل عملية المكوث والاستمرار في ظاهرة أللانتماء ، ثم التمرد ليس فقط ضد التحديّات الخارجيّة وسلبياتها كما يفترض، وانما ضد الذات والهوية أيضا.

هذه الظاهرة التي يمكن اعتبارها بحق، المحصلة النهائيّة لمضمون الخطاب السياسي الذي مارسته وتمارسه بانتظام الأكثرية من القيادات السياسية لأحزابنا، وأسلوب تعامل وتعاطي الأخيرة مع جمعياتنا الموزعة في الاغتراب. لآن الآستنسابية المتبعة نهجا ضمن القيادات الحزبيّة لا تفلح أصلا في الحفاظ على التواصل المؤمل بين المنافي باعتبارها الوطن الجديد للآلاف من الصفوة العراقية التي دفعتها سياسات القهر والقتل والتشريد إلى الهجرة، وبين متطلبات العراق الجديد وحاجة الوطن إلى إبداعات المثقف العراقي ــ  المسيحي بدون تمييز.

التوجه هذا يتفق تماما ومضمون المثل الصيني القائل،"ليس المهم أن يكون القط أبيض أو أسود، ولكن الأهم أن يأكل الفئران". إذ ليس المهم أن تتفق أجندة معظم جمعيّاتنا التي تعتاش على معونات البلد المضيف مع فقرات سياسة الاندماج ضمن المجتمعات الغربية، بقدر أهميّة تسجيل أكبر حضور جماهيري مسّيس ومهمش محسوب على الحركة السياسية التي غالبا ما تعمل من وراء الكواليس.
     
       

316
لا لرهان الكذب... والأولوية للمرجعية النزيهة!!   


بقلم: أوشــــــــــانا نيســـــــــان

ثمة بديهية رائجة ضمن المجتمعات المسيحية المنتشرة في بلدان الشرق الأوسط عموما وفي عراق ما بعد الدكتاتورية على وجه الخصوص مفادها، أن العقل الباطني للمواطن المسيحي مركون بهاجس الخوف من ظلم الاكثريات المسلمة بغض النظر عن الهوامش السياسية الجديدة التي طفحت على سطح النظام العربي، الكردي، التركي وحتى الفارسي. لربما بسبب علاقات الجيرة المتوترة ونهج النظم الشمولية في تصنيف كل ما هو غير عربي أو تركي أو فارسي في خانة العمالة والمشبوهين.

 الأمر الذي مهد وبعنف إلى بروز نوعا من الوطنيّة المغشوشة تعاني أصلا من صراعات عميقة ضمن الوعي الذاتي للاكثريات المهيمنة بدون تمييز، وحاجة الأخيرة إلى تحالفات سياسية من نوع خاص مع نخبة مختارة من  الاقليات المقهورة، من شأن الخيار أن يفيد الأكثرية لفترة معينة أكثر مما يفيد الوطن أو المواطن  ألاقلوي، في زمن بات الحديث عن مستقبل الوطن  والعصرنة مجرد أمنية.

وبقدر ما ساهمت الظاهرة في تعميق الشرخ الفاصل بين نهج المحسوبين على القيادة المتنفّذة والأكثرية من أبناء شعبنا المسيحي، سهلّت الظاهرة في وجوب القبول بازدواجية الوعي الفكري ــ السياسي للفرد المسيحي بغض النظر عن موقعه السياسي أو الوجاهة الاجتماعية.  رغم سلبيات الدور هذا كتمهيد أولي للقبول بسياسات الأمر الواقع ثم المراهنة على تقليعة سياسية متّقنة اختارها السياسي الاقلوي لتتناسب والمواصفات المفروضة ومقاييس "القائد الأوحد"، ولا الأهداف القومية النبيلة ولا حتى الأحلام الوردية التي يتناظر بها في كل اجتماع جماهيري.

الأمر الذي مثلما شجع في النهاية على تمرد ألا قلوي المدعوم من قبل الأكثريات، على أجندة التحالفات السياسية ــ الوطنيّة المتفق عليها قبل السقوط، شجّع على تمرد القيادي نفسه على جوهر الأهداف القوميّة  والوطنيّة التي ضمنّت له المقعد السياسي ووفرّت له الكثير، من اجل دعم وتشجيع حلمه الموهوم بإعادة البناء وتشجيع العودة والهجرة المعاكسة.
حيث بدلا من الاعتراف بالحملة العمرانية المباركة التي يقودها السيد  سركيس اغاجان باعتباره وزيرا للمالية في  حكومة كردستان العراق، تحاول القيادة تلك، تشويه النهج هذا واعتباره توجها غير مرغوب فيه ، لا لاعتبارات الخلل في قرار إعادة البناء والتعمير، وانما بسبب الخوف من البدائل التي وفرتها التجربة الديمقراطية في الإقليم والكفيلة بخلق إنسان عراقي ــ مسيحي جديد، يحترم حريته ويجتهد في سبيل منع استغلاله من جديد. بحيث يكون من الصعب أن لم نقل من المستحيل شحذ الاعتراف بالمرجعية التي برهنت عدم جديتها وأهليتها في التعامل مع أهداف الأمة لاكثر من عقدين من الزمان. بالإضافة إلى قدرة فضائية  " عشتار"، على نقل الصورة الحقيقية لعمليات البناء والتعمير، وبالشكل الذي أفلحت فيه الفضائية تلك في تجفيف المنابع والروافد المالية التي كانت تزود القيادة باستمرار. 

إذ على سبيل المثال لا الحصر، بدلا من استغلال المنجزات القومية ــ السياسية التي تحققت، بفضل القيادة السياسية الكردستانية في إقليم كردستان، كنقطة انطلاق نحو تعميق التحالفات السياسية والأخوية بين الشعبين أو التحضير لحوار قومي ووحدوي جاد، بهدف خلق جبهة سياسية وتحرير قابليات النخبة الثقافية، الفكرية والسياسية، تحاول هذه الفئة وعن قصد، لي عنق التطور هذا وجره إلى الخلف،  ليتفق وبنود ألاجندة الفردية التي تعودت أن تعتاش عليها.
 
أما الأمر المدهش في الظاهرة هذه، لا يكمن وحرص الفئة تلك في التشبث بذيول مصالحها الشخصية، بقدر ما يتعلق الأمر بالدعم المادي والمعنوي الذي توفره الهوامش التي يصعب عليها الاندماج ضمن المجتمعات الغربية قاطبة. علما أن التحول المفاجئ في بوصلة الاتجاه السياسي ــ الوطني  للقطب الذي استوزرته الحكومة الكردية، قبل السقوط بسنوات، لم يظل مجرد لغزا محّيرا لابناء الشعب المسيحي ومثقفيه، بقدر ما تعذر لرئيس الإقليم نفسه في إيجاد المبرر الحقيقي للاستدارة السياسية الملفتة للنظر، والقول للرئيس، رغم جملة من الإنجازات القومية التي تحققت للشعبين الجاريين وللمرة الأولى في تاريخ العراق السياسي الحديث.
       
التربة هذه مهدت على ظهور نوع خاص من السياسيين، أولئك الذين لم يتوانوا يوما في إغداق الموالين لهم بأوسمة الولاء والمناصب الوهمية ، إلى جانب المبالغة في تكفير المخالف لتوجهاتهم وتخوينه. بحيث اصبح من السهل تشويه سمعة المثقف العضوي وتحميله مسؤولية الفشل التاريخي الذي جاء كنتيجة حتميّة لهذه السياسات البلهاء. رغم إحساس الجميع بخطورة  الازدواجية في التعامل مع الفكر والكيل بمكيالين في عملية التعاطي مع المفاهيم الفكرية، السياسية والقومية وحتى الكنسيّة، على الأقل في الوقت الراهن. وما الصراع الكنسي الذي زرعه  التحالف غير المقدس بين الراهب الذي انقلب على بطريرك اقدم كنيسة وجدت على وجه المعمورة، طمعا بمكاسب فردية وتحالفات سياسية مشبوهة مع العلماني الذي أقسم لي عام 1987 ونحن لاجئين في إيران، انه سوف لن يهدأ له البال ما لم يجرد البطريرك الحالي لكنيسة المشرق الآشورية من عرشه، لان كرسي البطريركية  والقول للعلماني نفسه، يجب أن يكون من نصيب الطائفة الأكثر عددا بين الآشوريين، وهي طائفة المسؤول السياسي وليس من نصيب الأقلية كما هي  العادة. أي انه قرر أن يكون "رئيسا ثيوقراطيا" وإلا عليه أن يسقط الهيكل على رأسه وعلى رأس الآخرين.   

هكذا طغت ومن دون تردد على سلوك القيادة المتنفذة  آليات الولاء لثقافة القبيلة وفي زمن أصبحت العولمة  والاستراتيجيات المدروسة أساسا في الحراك العالمي والتوجه الإنساني. خصوصا بعد تحويل البرنامج السياسي ــ الوطني أو المنهاج القومي برمته إلى نزعة طائفية واحساس بهوية الانتماء للتناقضات الطائفية والعصبيات بين المسيحي وألمسيحي الآخر حتى في القطب الشمالي. كل ذلك في سبيل تسيس العقل الجماعي والتقليل من قيّم النقد والنقد الذاتي بهدف الاحتفاظ بدور "القائد الأوحد" ثم العصف بكل الأفكار والتوجهات المعادية للنهج الطائفي هذا. 

إذ رغم الفوضى والفشل السائدين على مضمون الخطاب السياسي،  لم يتردد أقطاب القيادة تلك في التبشير مرارا بما أخفقت في تحقيقه لعقود من الزمان، لا لمجرد دكتاتورية الاكثريات، وانما لاعتبارات أخرى وفي مقدمتها، ظاهرة تسيس العقل و إلغاءه، غياب عملية رقابة الضمير والمساءلة القانونية والأخلاقية، الفكرية وحتى الاقتصادية للمحسوبين على  هذه الفئة. إذ كيف يمكن للمسؤول السياسي الذي أخطأ مرارا، أن يحس بوقع أخطائه ، جرائمه واختلاساته، وجدران القاعة التي يلجّها تهتز من وقع التصفيق الذي يستقبل بها حتى في  دول الاغتراب. رغم أن المنطق أو الظروف الحياتية المؤمنّة للمهاجر، يفرضان جانبا من المواقف الإنسانية النبيلة وفي مقدمتها دور المثقف العضوي، وهو في بلد القانون والدستور وليس في بغداد أو كركوك أو بقيّة المناطق التي مزقتها الحروب وأثخنتها الصراعات الطائفية والمعيشية.       
 
وفي الختام، أن الوضع المأساوي لمسيحي العراق ودور الهجرة في تفريغ البلد من مواطنيه الأصليين، يجب أن يكون باعثا في سبيل إطلاق حوار وطني شامل، بهدف فهم المواطنة واعادة بناء عقلية المواطن العراقي بالشكل الذي تتفق والمستجدات السياسية الجديدة. لآن المواطن العراقي بحاجة إلى الآلية الدستورية التي تمكنه شرعا من تحقيق حرياته وأمانيه القومية بدون لف أو دوران. فاحتجاج عضو من أعضاء السلطة التشريعية على قرار أو تصرف من تصرفات السلطة التنفيذية، لا يتم من خلال مذكرة يرفعها نائب إلى سيادة رئيس الحكومة أو مكتب وزير، كما حدث ذلك عندما وصف رئيس الوزراء الحالي أبناء شعبنا في العراق بالجالية المسيحية منتصف العام الماضي، وانما يجب إثارة القضية ومناقشتها كحق شرعي وقانوني وعلى منبر السلطة التشريعية في سبيل حشد الرأي العام العراقي إلى جانب قضيتنا العادلة وبالتالي إجبار الحكومة على التراجع وتصحيح النهج الخطأ.
أن شعبنا اليوم بحاجة إلى مرجعية سياسية منّزهة تحتضن جميع القوى، الفصائل السياسية والنخبة المسيحية المثقفة بجميع أطيافها، تمكنها من إحداث هزات من النوع الذي تفلح في تحريك هذا السطح الراكد وتأهيل عقلية المواطن الحر المنتمي إلى  دولة القانون والدستور. باعتبار الأخيرة ضمانة لكل المواطنين العراقيين بدون تمييز والمواطنين المسيحيين على وجه التحديد. علما أن الحلم هذا سيبقى دائما في طور التمنّي، ما لم تنتصر الدولة في الإظهار بمظهر الإطار العام لتحديد المصالح الوطنية عامة واقرار الدستور لجميع المواطنين بغض النظر عن انتماءهم العرقي، المذهبي أو السياسي.         
       
   
 

317
فؤاد دينيس في ضمير الأمة

المثقف، بغض النظر عن انتماءه العرقي ، المذهبي أو السياسي، هو عنصر بإمكانه أن يتحول إلى مصدر قلق يهز عروش الطواغيت ويعكر مخادع المستبدين. ولا سيما المثقف الكلداني، السرياني الآشوري ــ ألا قلوي الذي تحّول اليوم إلى لاجئ وعنصر غير مرغوب فيه، وفي عقر داره ووطنه، رغم ما سطره أجداده من الملوك الآشوريين العظماء من تاريخ عريق وحضارة إنسانية متكاملة على ضفاف دجلة والفرات.

فالمظاهرات الجماهيرية الحاشدة التي انطلقت اليوم 19 كانون الأول ، تحت شعار، لا للعنف ونعم لحرية التعددية الفكرية والمجتمع المتسامح، في كل من أوريبرو، أوبسالا، ستوكهولم، لينشوبينك، لوند، يونشوبينك ونورشوبينك، إحياء لذكرى الشهيد المأسوف على شبابه ودوره الفكري النّير الدكتور فؤاد دينيس، والذي اغتيل من قبل أعداء الثقافة والفكر في أوريبرو، تسطّر من جديد فقرة من فقرات الظلم والاضطهاد المستمرين ضد وجود وفكر الغيارى من وجود وهوية أبناء شعبنا العزيز.
فالذنب الوحيد الذي اقترفه الدكتور الشهيد، لم يكن بالاشتراك في ساحات الوغى أو الكفاح المسلح في أي بلد من بلدان العالم، بل جريمته الوحيدة، أنه مثلما نجح في ساحات العلم والفكر بعد حصوله على شهادة الدكتوراه، نجح في الكشف عن الحقيقة المرة وزور صفحات التاريخ، لا بالسيف أو البندقية بل بالكلمة الصادقة والفكر النّير. جريمته الكبرى أنه كان مثقفا من نوع صلب أقّر جهارا بهويته القومية والإنسانية والفكرية.

ألف رحمة على روح شهيدنا الكبير الدكتور فؤاد دينيس، ونطلب من الباري عّزوجل أن يسكنه فسيح جناته، ولعائلته وأهله نطلب الصبر والسلوان.

أوشانا نيسان
19  كانون الاول 2007

صفحات: [1]