سنة 600م الراهب السرياني المشرقي بركوني يقول: إن لغة الله السريانية وأهل الجنة وآدم وإبراهيم سريان
[/size]
تيودوروس بركوني هو راهب ينتمي للكنيسة السريانية الشرقية (كنيسة المشرق بفروعها الكلدان والآشوريين والشرقية القديمة)، وعاش هذا الراهب سنة 600م تقريباً، وذهب البعض إلى أنه كان مطران كشكر ولُقب بمعلم أو مفسر كشكر، وانشأ اسكولين أي مدرسة وتوفي ودُفن فيها، وله مؤلفات ومقالات في تفسير الكتاب المقدس والتاريخ، ومقالات ضد الآريوسيين والمسلمين، والأرثوذكس الكاثوليك معاً، وقد وصل من مؤلفات بركوني كتاب الاسكولين بالسرياني وهو كتاب مهم ومشهور، وقام بطبعه المطران أدي شير بجزئيين الأول سنة 1910، والثاني سنة 1912م.
وكنت قد قرأت في كتاب آباؤنا السريان لغبطة البطريرك لويس ساكو ص9 ما يلي: وقد ذكر بروكوني: (إن الله كلم آدم في الجنة بالسريانية، لذلك عدَّها أقدم لغات العالم)، ولكن غبطته لم يذكر المصدر ورقم الصفحة.
(http://uploads.ankawa.com/uploads/1434033482351.png)
إني شخصيا قد قرأتُ مصنفات لآباء سريان غربين ومنهم مار افرام السرياني أن لغة آدم هي السريانية، ولكن أن تكون لغة الله هي السريانية وأن الله كلم ادم بالسريانية، فهذا القول لم اقرأه إلاَ من قبل المسلمين الأوائل، وهناك أحاديث بهذا الخصوص، وقد قرأتُ الرأي مختصراً فيما بعد لابن الصليبي ق12، ولكن لم أكن اعرف أن هذه هي مقولة أقدم لراهب سرياني من كنيسة المشرق السريانية وبشكل أقوى ومركز ومفصَّل وواضح، وبرغم أن مار أفرام السرياني وابن العبري وابن الصليبي وميخائيل السرياني وغيرهم، يعدُّون مرجعاً أساسياً بل من أهم المراجع العالمية في التاريخ، بمن فيهم كتاب كنيسة المشرق السريانية، وكنت استطيع سابقاً أن اكتب مقال حول الموضوع استناداً على ما قاله مار افرام السرياني في مغارة الكنوز أو ابن الصليبي في تفسيره..الخ، لكني آثرت أن اكتب المقال مستشهداً بأحد آباء كنيسة المشرق السريانية.
ويجب أن أقول إني كباحث تاريخي لا يمكنني أن أؤكد ماذا كانت لغة الله وكيف كلم آدم استناداً إلى مقولات إيمانية، بالرغم من إني استطيع أن احلل كيف استنتج هذا الراهب ذلك، ولكني هنا فقط انقل مدى اعتزاز آباء كنيسة المشرق السريانية بالسريانية أكثر حتى من السريان المغاربة، لأبيَّن أن أبناء كنيسة المشرق هم سريان بامتياز، بحيث قالوا أن لغة الله والروحانيون قبل أن يخلق آدم كانت السريانية وأنه كلم آدم بالسريانية، لذلك إني (أنقل ما قاله بركوني فقط)، ولأن الله يتكلم جميع اللغات فأني لا استطيع أقول إن بركوني يقصد أن الله سرياني (ولو أن هذا هو المعنى)، ولكني استطيع القول إن الراهب بركوني يقول إن لغة الله هي السريانية، وإن الروحانيون أهل الجنة وآدم كانوا سريان، علماً أن غبطة البطريرك لويس ساكو ذكر في نفس الصفحة اعتزاز آباء المشرق السريانية بالسريانية قائلاً: إن الآباء السريان ومنهم ابن بهلول وعبد يشسوع الصوباوي قالوا إن الخط السرياني الاسطرنجيلي كشفته السماء لُيكتب به الإنجيل.
وبرغم أن غبطة البطريرك ساكو لم يذكر المصدر والكتاب الذي ذكر فيه بركوني أن الله كلم ادم بالسريانية، لكني كنت متأكداً أن غبطته قد استشهد بكتاب الاسكولين لأن معرفتي أن هذا الكتاب المشهور هو لبركوني، لذلك كنت استطيع كتابة هذا المقال استناداً إلى ما قاله غبطة البطريك ساكو فقط وبدون الحاجة لتدقيق المصدر، ولكن:
أولاً لدواعي البحث العلمي الدقيق وتتبع المصدر الأصلي للرواية وهذا ما يُسمى بمصطلح تتبع الأصول التاريخية.
وثانياً للوقوف على الرواية الأصلية ومطالعة بقية المعلومات التي قد تُغني الموضوع وتعطيه مصداقية أكثر، لهذا فقد آثرت عدم نشر المقال قبل أن أقف على المصدر الأصلي وتحليل بقية المعلومات، وفعلاً أني وجدت أن بركوني ذكر معلومات تاريخية حقيقة في زمانه، وليس إيمانية أو استنتاجيه فقط.
يقول الراهب بركوني في ج1 ص 66 من كتاب الاسكولين وبعنوان
أية لغة تحدث الله عندما خلق الخلائق أو الكون
حتى خلق الإنسان بتلك اللغة التي تعود الروحانيون سماعها، وبعد تبدل الألسنة فواضح عند البعض إن كانوا يونان أو عبرانيين أو رومان إن الله تكلم مع ادم باللغة السريانية، وهي أقدم اللغات
[/size](http://uploads.ankawa.com/uploads/1434033482762.png)
علماً أن بركوني كان نسطورياً وله مقالات ضد السريان الأرثوذكس وكذلك الكاثوليك في ذلك الزمان، ومع هذا فهو سرياني إلى النخاع.
ويجب ملاحظة أن هناك حقيقة تاريخية في ما قاله بركوني حيث أنه ذكر العبرانيين واليونان والرومان فقط الذين كانوا في زمانه ولم يذكر أسماء أخرى، وهذا دليل واضح وجلي على عدم وجود اسم آخر غير السرياني في التاريخ لكل أبناء الكنيسة السريانية شرقيين وغربيين، علماً أن هذا الأمر موجود في مصنفات أخرى كثيرة لآباء كنيسة المشرق السريانية.
إن بركوني كان عالماً متضلعاً بالتاريخ واللغة واللاهوت ويعرف الفروق بين اللغات واللهجات فبعد أن يقول في ص113 من نفس الكتاب وفي عنوان تبلل الألسنة: ومن المعروف أن إبراهيم كان سريانياً، ويضيف قائلاً: إنك لو قابلت اللغة السريانية بالبابلية القديمة فانك لن تجد واحد بالمئة من الكلمات المتشابهة .[/size](http://uploads.ankawa.com/uploads/1434034106951.png)
وشكراً
موفق نيسكو
الاخ العزيز اخيقر يوخنا المحترم
شلومو
أشكرك لإضافة دليل آخر من التلمود اليهودي على ان اسم اللغة هو السريانية، وهذا هو المهم وهو في صلب موضوعنا
ولكن ما أثار استغرابي هو إن صيغة استشهادك بالتلمود توحي بانك توافق اليهود على أرائهم الإيمانية، وهذا أمر شخصي لحضرتك ،و أقول إن الكتاب يهمني لانه يعزز ما قاله الراهب بركوني في اسم اللغة وهو السريانية وهو موضوعنا وليس القضايا الايمانية ، لأن في القضايا الإيمانية فقد قال اليهود كثيرا في السيد المسيح وأمه العذراء، فهل يجب أن توافقهم؟،
اقتباس: وقراءنا كثيرا عن اللغة السريانية واشتقاقها من اسيريا -سورية - اشور
الجواب: موضوعنا ليس الاشتقاقات، اسم اللغة السريانية كما أن اسم حضرتك في الجواز هو يوخنا وليس يوحنا أو الله حنان أو مُنعم (معنى يوحنا)، نحن نسمي الأشياء بمسمياتها التاريخية، ومع ذلك أجبتُ مرة الاستاذ خوشابا سولاقا عن الموضوع، ولان الموضوع خارج عن موضعنا الحالي لا داعي لذكر الرابط أصلاً، وبامكانك البحث عن الموضوع من باب حب الاطلاع.
اقتباس: لان الآشوري يعتبرها لغته القوميه توارثها وحافظ عليها عبر الاجيال ويعمل لمواصلة إحياءها وبقاءها وازدهارها بين لغات العالم
الجواب: حسب بركوني إن اللغة اسمها السريانية
بقية تعليق حضرتك هو كلام عام وعاطفي وسياسي، أنا باحث تاريخي مستقل مهتم في الكنيسة السريانية بفروعها، ولست سياسي، بمعنى، مثلاً إن قبل الآشوريين بإنهم سريان وقالوا إن تلك التسمية كانت خطأ والصحيح نحن سريان وانتموا للكنيسة السريانية الأرثوذكسية أو الكاثوليكية مثلاً، فانا سوف استمر بالكتابة قائلاً: أنه في التاريخ الفلاني عاد السريان الشرقيين إلى اسمهم وكنيستهم الأصلية (لان هذا تاريخ).
وشكراً
الأخ العزيز Eddie Beth Benyaminالمحترم
بداية تحياتي والحقيقة حضرتك أخ كبير وصديق ولكن بصراحة أخوية أنا لم يعد لي رغبة بالإجابة على أسئلتك لأسباب كثيرة، منها انك دائما تسحب الموضوع خارج صلبه، وثانيا تركز على مسائل ضعيفة جدا كالكسرة والضمة، وهذا يذكرني بمرة لم اعد اعرف متى كتبت لك قال البطريرك اودو كذ وكذا، فتركتَ كل الوثائق وقلت لي أن اودو مطران ولي بطريرك، واعتقد حينها أنا رديت عليك هل اكتب اودو بالهمزة والضم، كما تطلب أمور ليست مهمة ولا علاقة لها بالموضوع، بارفاق وثائق، ولكن لوجود كتاب مهم ذكرته حضرتك ويهمني أن استشهد به لأبين لك كيف يجب أن يكون الاستشهاد من الكتب حول لب الموضوع سأجيبك.
أولا أشكرك على هذه الإضافة المهمة بأن مدرسة بالسرياني هي اسكولي بالكسرة، وليس بالفتحة كما كتبها الأب ألبير أبونا في أدب اللغة الآرامية أو كما كتبتها أنا اسكولين على السريع باسم الكتاب بدل اسكول أو اسكولي أو اسكولا او اسوكولس..الخ، (يا سلام على البحث)، يا أخي بالكسرة وخلصنا وحرف النون في الكلمة الأولى زائدة، علما أن كلمة اسكولين التي طلبت معناها موجودة مع حرف النون في قاموس منا ص32 لتعني، إيضاح، تفسير، بيان، ولا اعرف كيف لم تراها؟. وعموماً اسم كتاب الاسكولين بالعربي درج اسمه التأويل
والآن هو المهم: كان عليك أن تذهب إلى كتاب المروج النزيهة وتقول لي: إن كلامك يا أخي موفق نيسكو صحيح من أننا سريان ولغتنا سريانية حيث أحب إن أضيف ما يقول المطران اوجين منا بخصوص اسم وطقس كنيستي حيث يقول في ص 181(http://uploads.ankawa.com/uploads/1434161287561.png)
إن جميع الطقوس الجاري استعماها إلى يومنا في كل الكنيسة السريانية شرقية وغربية، ويتحدث عن السريان الشرقيين أولا..... ويكمل في ص 182 عن السريان الغربين قائلاً: إن هذا طقس السريان الغربين اعتنى به آباء مثل يعقوب الرهاوي وميخائيل الكبير، علماً انه يذكر نسطور واوطيخا كهراطقة أما مار افرام فيسميه الطوباوي، كما يذكر أن كرسي المشرق هو كرسي ساليق وقطسيفون كما يذكراسحق الأنطاكي والرهاوي، وبإمكانك مرجعة مقدمته ص 3 أيضا بالأخير لترى أنه شكر تلاميذه من الكلدان والسريان والموارنة!!،
كما كان عليك ان تساعدني بالرد على الاخ احيقر وغيره ان اسم لغتك على الارامية وليس آالاشورية لانك دائما تستشهد بقاموس اوجين منا واسمه دليل الراغبين في لغة الارامين واليوم استشهدت بكتاب اخر له ايضا اسمه اللغة فيه الارامية، وهذه تصب في لب المقال وتعززها، اليس من حقي الثقافي عليك كصديق ومثقف ان تساعدني؟. ام ان هذه الامور لا تهمك، فقط ما يهمك هو التدقيق اللغوي والاخطاء الاملائية وكيف تكتب كلمة بابل وغيرها؟ وهل هي مصدر ام مفعول به؟.
المخطوطات كانت موجودة عند المطران ادي شير بالسرياني والمطران شير لم يترجم شيا لانه لا يوجد شي ليترجمه، فهل يوجد من يترجم انكليزي أمريكي إلى انكليزي استرالي؟، اسم اللغة هو السريانية، هناك لهجتان شرقية وغربية الشرقية هي لهجة الكلدان والاشوريين والغربية هي لهجة السريان الارثوذكس والكاثوليك والموارنة، والسريان الارثوذكس والكاثوليك في العراق كما في برطلة وقرقوش يستعملون اللهجة الشرقية بالكلام واللهجة الغربية في الكنيسة والطقس وهناك عدة خطوط لكتاب اللغة السريانية
كتاب الاسكولين المرفق هو الأصلي الذي طبعه المطران ادي شير سنة 1910م(http://uploads.ankawa.com/uploads/143416128772.png)
وأخيرا ومع أن سوالك خارج عن الموضوع لكني أشكرك لأنك اجبت عن معنى تبلبل الألسنة أي تفرقت
أما طلبك صفحة العنوان فتفضل ص 112 بما انك تقول انك استطعت قراته
إما عن تاريخ بابل ومعناها، فهو ليس موضوعنا وبإمكانك مراجعة القواميس العربية أو وزارة الثقافة والإعلام، دائرة الآثار العراقية العامة، إن مواضيعي عن السريان بطوائفهم وتاريخ السريان يبدأ مع المسيحية وبعد صعود السيد المسيح سنة 33م إلى السماء وليس قبلها.
ملاحظة أخيرة أخ أدي مستقبلاً لن ارفع أي وثيقة بناء على طلب شخص إلا أذا اقتنعتُ أنا وللضرورة القصوى، أي إذا طلبت حضرتك أو غيرك مستقبلاً فليس بالضرورة أن ألبي الطلب، وهذا لا يعني إني لا استطيع، ولكني لا ارغب وليس لدي وقت، ثم ما المانع أن تكون صفحة معينة فقط عندي، أو حتى بدون صفحة، هل جميع كتب العالم عندي؟، فقط أشير إلى المصدر ورقم الصفحة، وانتهى الموضوع، أنا اكتب، من يريد أن يصدق احترمه، ومن لا يريد أيضاً احترمه، والسلام.
وشكراً
موفق نيسكو
الأخ العزيز مايكل سبي المحترم
اعتقد أن قول المسلمين أن لغة الجنة وادم ويوم القيامة..الخ هي السريانية، لهو فخر للسريان الذين استطاعوا فرض اسمهم واسم لغتهم على المسلمين ومنهم بركوني الذي ولد قبل الإسلام بقليل، وهذا دليل قوي آخر على النشاط السرياني وانتشار اسمهم في التاريخ خاصة إن العرب والمسلمين من اشد المتمسكين بلغتهم وقوميتهم ودينهم، ولكن يبدو أن السريان في التاريخ استطاعوا فرض أنفسهم.
وشكراً
موفق نيسكو
السيد قاشو
ان هذا هروب وخارج عن الموضوع، الراهب هو نسطوري وتنتمي انت له وهو يقول ان الله كلم ادم بالسريانية واهل الجنة وادم سريان وليسوا اشوريين، وذكر اليونان والرومان وغيرهم ولم يذكر الاشوريين، فحسب كلام الراهب يجب ان تقول انك سرياني وهذا هو المهم والواقع على الارض مثل ما مسجل اسمك في الجواز قاشو وليس كاهن او قسيس او شيخ وانك لا تسطيع عمل اي معاملة اذا بدلت نقطة واحدة من اسمك/ واخيرا ولا يمهك قل انا سرياني وان سالك احد ومن اين اتت كلمة سرياني فامكانك القول ان رائي انها من اشور/ فذاك الراي لن يقدم ولا يوخر فالاشياء تسمى بمسمياتها وليس باشتقاقتها المختلفة/ ومع ذلك فقد اجاب السيد موفق نيسكو السيد خوشابا سولاقا بشكل علمي واكاديمي لغوي معزز بالوثائق عن علاقة اسم سوريا باشور في احدى المرات/ وهذا هو الجواب
إن آراء اشتقاقات الاسماء لن تقدم ولن تؤخر في وجود الاسم وشعبه على الارض واقعاً ملموساً، فهناك على الأرض شي اسمه سوريا وليس آشور، سبعة مليارات نسمة على الأرض تعرف شي موجود اسمه سوريا، أمَّا من أين جاء اسم سوريا؟، هذا سؤال آخر ليس له علاقة بحقيقة وجود سوريا باسم سوريا او علاقة سوريا باسم آشور. مثل ما اسم الأخ خوشابا سولاقا هو حقيقة معروف بها وليس معنى او شتقاق اسم خوشابا سولاقا الذي يعني (أحد صاعد).
إن تسمية الشعوب من قبل آخرين ليس معناه أن الشعب ينحدر ممن سماهُ، وأكثر من نصف تسميات دول العالم لا يعرف مصدره، والنصف الآخر بين رد وجذب، وللعلم فان الاراميين هم من سموا الاغريق وان كلمة أغريق هي كلمة سريانية (عريقو)، فهل الإغريق سريان؟، كلمة ألمانيا لاتينية، فهل الألمان لأتين؟، اسبانيا اسمها يوناني، فهل الأسبان يونان، عشرات المدن في اسبانيا اسمها عربي، فهل الأسبان عرب؟ العرب كلمة سريانية معناها سكان غرب الفرات، ومعظم أسماء مناطق الجزيرة العربية، مثل مكة والمدينة والطائف، وقطر سريانية، فهل هؤلاء سريان؟، كنيسة المشرق اسمها كنيسة ساليق، فهل ابناء كنيسة المشرق يونان سلوقين، لذلك إن اشتقاق اسم السريان شيء وموضوع أصل الشعب السرياني شيء آخر، فإذا كانت لفظة سريان مثلاً (وأقول مثلاً) مشتقة من آشور، فليس معناه أن الشعب السرياني هو الآشوري أو منحدر من الشعب الآشوري، والعكس صحيح، وإن ترابط اسم سوريا في كل كتب التاريخ على الإطلاق هو مع الآراميين وليس مع الآشوريين.
إن تشابه الأسماء وخاصة في التاريخ القديم مثل ايران ايراك، آران، اثور اتور اشور، اور،اروميا، ارمينيا، آرام، الديلم الدليم،..الخ واختلاطه على الكتاب في التاريخ أمر أكثر من طبيعي.
الآن ادخل في الجواب على سؤال حضرتك عن هل أن السريانية والآشورية مسميان لشي واحد، واعتذر سلفاً لوجود تعبيرين قد تعدهما حضرتك تهكمين، ولكن الغرض منها هو إيصال الفكرة فقط.
حضرتك والجميع يقول إننا شعب واحد، وفعلاً هم شعب واحد وليس شعوب، وهذا الشعب الواحد التي تقصده حضرتك هو الشعب المسيحي وليس غيره، وإذا لم يكن مسيحياً فهو ليس شعب واحد بل شعوب، والمسيحية تبدأ من سنة واحد ميلادي، أو بالضبط سنة 33م بعد قيامة السيد المسيح وصعوده إلى السماء، والمسيحيين اسمهم التاريخي سريان (سورايا) وليس آشوريين، واسم لغتهم هي السريانية التي كان اسمها قبل الميلاد الآرامية، فالاسم السرياني وتاريخ السريان كمسيحيين يبدأ من سنة 33م وليس قبلهُ.
عندما ولد السيد المسيح على الأرض سنة 1م كان هناك دولة حقيقية موجودة على الأرض اسمها سوريا، وعاصمتها أنطاكية، وأن السريان تسموا سريان نسبة إلى سوريا الواردة اسمها ملايين المرات في الكتب التاريخية ومنها تسع مرات في العهد الجديد.
وللمزيد راجع مقالتي المهمة نعم وردت كلمة سريان في الكتاب المقدس والسيد المسيح سرياني وليس آرامي. والتي فيها باختصار (كل شخص من أي أصل قديم كان، سومري، اكدي، اموري، جوتي، كاشي، اشوري، كلداني، بابلي، وثني، زرادشتي، يهودي)، اعتنق المسيحية ودخل في جرن معمودية كنيسة انطاكية السريانية فقط، أصبح اسمه سرياني (سوريا). اما غير المسيحي الاخر كالفرنسي اسمه مشيحايا.
إلى هنا انتهت الإجابة على سؤالك بالكامل من الناحية التاريخية والتراثية والدينية والاكادمية.الخ، أما من أين أتى اسم سوريا وهل من آشور؟
فالحقيقة أنا كنتُ استطيع أن أجيب حضرتك بالشكل التالي:
أنا كباحث سرياني مختص بالسريان من سنة 33م، والى اليوم وليس ما قبل 33م، واسم السريان هو من سوريا، وإذا أردت أن تعرف ما هو اسم سوريا قديماً أو من أين أتى اسم سوريا، فباستطاعتك مفاتحة وزارة الثقافة والإعلام السورية، أو الاتصال بأحد المؤرخين السوريين في الجامعات السورية، او مراجعة موسوعات العالم ومورخيها واصل الأجناس والأسماء...الخ، وما أكثرهم.
ولكن بكونك أخ تريد تعرف مزيد من المعلومات التاريخية، اقول لك لا توجد اية علاقة بين كلمة سوريا واشور، واكتب لك هذه المعلومات التي قرأتُها بالصدفة، مثل ما قرأتُ تاريخ موزمبيق، أي إن المعلومات الواردة أدناه اكتبها لحضرتك كأخ طلبت مني معلومات معينة لزيادة المعرفة لحضرتك فقط، وهذه المعلومة بالنسبة لي كباحث سرياني، اعتبرها وكأن حضرتك طلبت مني الفرق بين موزمبيق، ونيجيريا. وعن طريق الصدفة لدي هذه المعلومة.
لذلك أريد أن اكرر وأقول ملاحظة مهمة جداً جداً جداً!!!! وهي:
رغم أن هذه المعلومات مهمة ولا تعلم بقسم منها حتى الدولة السورية ومنها المخوطات التي امتلكها، لكني كباحث سرياني أقول أن هذه (فقط معلومات عامة)، لأنها تقارن بين سوريا الموجودة سنة 33م والتي سُمي الشعب المسيحي سريان نسبة إليها، وبين دولة آشور الوثنية التي سقطت سنة 612 ق.م.
المقارنة، علماً إني لم اخذ بالآراء الحديثة قال فلان وحكى علان والتي يرجع اغلبها إلى القرن التاسع عشر منذ أن أخذ السريان الشرقيين (النساطرة) اسم الآشوريين، إلاَّ مثالاً واحداً أحياناً للمقارنة اللغوية، لان هؤلاء الكُتّاب والمؤرخون طرحوا أراء كثيرة قسم منها لأغراض قومية وسياسية، أو أنهم استندوا إلى تخريجات لغوية ليس لها سند متين وبدون الرجوع إلى القواميس أو مقارنة الكلمات في الكتب، وقسم آخر استند إلى بعض المؤرخين القدماء مثل هيرودوتس وغيره الذي كان جالساً في قبرص وكتب تاريخهً، فأعطى اسماً معيناً إلى منطقة ما، أو إعطى اسم واحد لمنطقتين، أو اسم منطقة بدل أخرى وغيرها، أو انه ذكر الاسم مرة واحدة فقط وبصورة غامضة وخلط بين الاثنين، فمثلاً استعمل هيرودتس اسم آشور استعمالاً خاطئاً إذ أطلقه على بلاد بابل والبابليين مع إن اسم وبلاد بابل كانا معروفين لدى اليونان فضلاً عن الآشوريين ، كما خلط فعدَّ قبدوقية التي تقع في آسيا الصغرى داخلة في سوريا وغيرها. علماً أن هناك كتاب من هؤلاء من قال العكس أي أن أشور أتت من سوريا، ولذلك سوف أحاول أن أركز على الآراء القديمة المتينة واللغوية فقط .
إن الاسم السرياني هو اسم كنيسة أنطاكية الديني ورعاياها أينما وجدوا بغض النظر عن بلدهم أو جنسهم، وإن سألت أحداً من أهل القرى المسيحية في الشام والعراق وتركيا وإيران وغيرها ما هو دينك؟، أجاب على الفور بالسريانية: أنا سورايا، أي أنا مسيحي.
وكان اسم السريان بالنسبة للرومان يعني كل شخص يتكلم السريانية في منطقة بلاد الشام وما جاورها، وكلمة السريان باللغة اللاتينية واليونانية تعني أهل الشام ، وبقي اسم Syrian يستعمل من الغرب كتسمية عرقية حتى نهاية الدولة العثمانية سنة 1920م .وكثيراً من كُتّاب ومؤرخي العرب والمسلمين، عدّوا السريان وليس الآشوريين أُمة قومية مع ان اسم الآشوريين كان مشهوراً ، وسموا سكان المنطقة سرياناً، وعدَّ قسم منهم جميع الأمم القديمة مثل دولتي بابل وآشور وغيرهما سرياناً، وسموا ملوكهم ملوك السريان، وإن آدم أبو البشرية تكلم باللغة السريانية، وأول الملوك بعد الطوفان كانوا سرياناً، وسموا شهور السنة بشهور السريان ، وسموا بعض البلدان ببلاد السريان، وأطلقوا على بعض المناطق التي يسكنها السريان مثل الشام والعراق بسورستان، وليس آشور أو اشورستان ، وهناك من حدد مناطق سورستان مثل منطقة سورستان العراق التي عدّوها من الموصل إلى آخر الكوفة . بل كان الحكام العرب والخلفاء يركزون على جميع المسيحيين بانهم سريان أكثر من تركيزهم على العربي، وبما أن كثيراً من لغات العالم تضيف حرف نون النسبة إلى الاسم مثل اللغة اليونانية واللاتينية والانكليزية والعبرية والعربية والأرمنية وغيرها، ففي اللغة اليونانية تضاف كلاحقة أعرابية إلى نهاية الاسم في حالة المفعول مع أنها ليست من أصل الكلمة مثل يسوع ιησουν (يسوعن) الواردة في إنجيل (متى 1: 21، 25، وإنجيل لوقا 1: 31)، وكذا الحال في اللغة العبرية حيث وردت siryon سيريون (تثنية 3:9 وغيرها)، وينطبق ذلك على صيغة الانتساب لبعض البلدان في لغات أخرى أيضاً كالانكليزية مثل Egypt، Egyptian مصري، Irak، Irakian عراقي، Syria، Syrian سوري، لذلك نفس الحالة في العربية كما في كلمة نورانيّ نسبة إلى (النور) إذ القياس (نُوريّ)، ومنها: صيدلانيّ، طبرانيّ، صمدانيّ، ويقول ابن منظور: والنون من زيادات النسب، ويقول ابن الأثير: وزيادة الألف والنون للتأكيد، ويرى سيبويه هذه الزيادة للتخصيص.
والرأي الأول حول أصل كلمة سريان هو أنها لفضة أعجمية وضعها اليونان، وهذا الزعم لا أصل له وهو بلا سند أو بيّنة، وإن السريان الأقدمين في بلاد آثور وكردستان وبلاد الشام إلى يومنا هذا يسمون لغتهم بلسانهم سريانية وليس عندهم اسم آخر للسانهم، فأهل كردستان يقولون بلسانهم سورَث بفتح الراء وهو تحريف سور يَايث سوريُيِث بضم الياء وكسر الإلف، وأهل الجزيرة يقولون سوريَتث بفتح الياء، والشاميون يقولون سوريُن بضم الياء،، لذلك فإن اليونان لم يخترعوا هذا الاسم من عندهم بل سمعوه من السريان من خلال مخالطتهم ومعاشرتهم لهم .
والرأي الثاني موضوع بحثنا هو ما قاله المستشرقون حديثاً، من أن كلمة سريان syrian أتت من كلمة آشور Assyrian، والحقيقة أن هذا الرأي تميّزَ به بعض الكتاب الأرمن مثل أغاثنغيلوس في القرن الخامس الميلادي وموزيس تشوريني في القرن الثامن الميلادي؟ والذين خلطوا بين بين الكلمات المتشابهة، كما خلطوا كلمات أخرى مثل الآرامين والأْرمين، وغيرها، وهذا الرأي غير صحيح لعدة أسباب أهمها: إن حرف الألف هو حرف رئيس في كل اللغات لا يحذف من الكلمة عموماً، بل بالعكس يضاف إلى الكلمة في حالة تعريفها أو يستبدل الحرف الأول من الكلمة بحرف الألف عندما لا يوجد ذلك الحرف في اللغة كما في كلمة (عدنان) مثلاً إذ يمكن كتابتها (أدنان) ، وكلمة آشور أصلاً أتت بغير صيغتها الحالية وان كلمة سوريا في الآثار أتت بصورة واضحة جداً اكثر من كلمة آشور، فقد أتت كلمة آشور بصيغة أكدية ki–ashur (ﮔاسر) أو معرَّفة في المصادر الآشورية بصيغة A-usar (آ– آوسار) . بينما وردت كلمة shryn في النصوص التي عثر عليها في غرانيت (رأس شمرة) التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، كما سمى البابليون أحد أقاليم الفرات الأعلى باسم su-ri "سو – ري" و "سر – ري" ، وفي نشيد اخناتون (1380–1362 ق.م.) عندما يمدح أتون الشمس يرد اسم سوريا ، ويقول أدلف إرمان إن اسم سوريا يرد في كثير من المصادر التاريخية منذ الألف الثاني قبل الميلاد . وحتى كلمة آشور التي أصبحت اسماً جغرافياً فقط لمدينة الموصل وغيرها فقد اختلف الكُتّاب في ضبطها، حيث كتبها البعض بصيغة " آثور" وبعضهم بصيغة " أقور"، وجاء المحدثون فكتبوها " آشور" و" آثور، اتور" ، لذلك لا توجد أي علاقة اشتقاق بين كلمتي سريان وآشور. علماً أن كلمة آرام وردت أقدم من كلمة آشور في الآثار العراقية بالذات وبصورة أوضح ايضاً من كلمة آشور.
إن العرب نقلوا اسم سوريا من السريان لا من اليونان ولا من الرومان فقالوا سوريا ولم يقولوا سيريا وآسيريا كما يطلقها اليونان وغيرهم على اشور، ويؤكد ذلك القلشقندي بقوله عن اسم سوريا فيقول: واسمها القديم سُورِيَا بسين مهملة مضمومة، وواو ساكنة، وراء مهملة مكسورة، وياء مثناة مفتوحة، وألف في الآخر، وبه كانت تسميها الروم ، علماً أن الألف قد حذفت من وسط كلمة سورايا لأنها حرف مد يأتي في حشو (وسط) الكلمة، وتلك قاعدة مطردة في السريانية، ومن السريانية أخذت العربية هذه القاعدة واستعملتها كما ورد في القرآن مثل كلمات (إسمعيل، الرحمن، الخسرون، الملئكة، إبرهيم، اسحق...إلخ)، بدلاً من،(إسماعيل، الرحمان، الخاسرون، الملائكة، إبراهيم، اسحاق..إلخ). وإن الكتاب المقدس أثبت لفظة سوريا بالإلف وليس سيريا وآسيريا وآثوريا المنسوبة إلى سيري وآثور كما وردت في كتب اليونان والرومان لتعني بلاد آشور.
والكتاب المقدس باللغة العبرية الأصلية يميز بين كلمة (שור شور) التي لا تبدأ بألف وبين كلمة (אשור آشور) التي تبدأ بألف (سفر التكوين 25: 18)، والترجمة السبعينية اليونانية أيضاً تميز بين كلمة ( سور) وبين كلمتي ( آشور) و ( آسيريا)، التي تعني بلاد آشور، كما تميز أيضاً بين كلمة ( سوريو) التي تعني سرياني، وبين كلمة ( سوريا) ،
(http://uploads.ankawa.com/uploads/1411940231781.png)
وحتى الترجمة العربية تميز ذلك حيث يقول سفر التكوين (25: 18) "وسكنوا من حويلة إلى شور التي أمام مصر حينما تجيء نحو آشور".
ويلخِّص الأستاذ جون جوزيف وهو نسطوري في كتابه بالانكليزية the modern Assyrians of the middle east (الآشوريين الجدد في الشرق الأوسط ص 17–20) كيف أراد رسام إضافة حرف الألف إلى كلمة السريان لتصبح آشوريين قائلاً: عندما كشفت الحفريات الآشورية بقايا العاصمة الآشورية القديمة في نينوى وضواحيها جذبت اهتمام العالم على النساطرة وأخوتهم الكلدان، وبطل هذه الحفريات هو أوستن لايارد الذي سارع إلى الإعلان عن هذه الأقليات التاريخية واللغوية والدينية بالاعتماد على ما تبقى من أكوام وقصور مدمرة من نينوى وآشور، وفي خضم ذلك كتب JP فليتشر أن الكلدان النساطرة هم صفوة الناس الباقية على قيد الحياة من أشور وبابل، وبينما كان اسم الكلدان بالفعل موجود ومخصص لأولئك النساطرة الذين اعتنقوا الكاثوليكية الرومانية، اعتُمد الاسم اللامع التوأم للكلدان وهو الآشوريين في نهاية المطاف للدلالة على النساطرة واتخذوه اسماً لهم، ومنذ عام 1870م تم استبدال النسطورية بالآشورية في المفردات الانجليكانية الرسمية، ومن المثير للاهتمام أن لايارد وهرمز رسام استمرا باستخدام اسم الكلدان الأقدم والأكثر دراية وتطبيقه على كل من الكاثوليك الكلدان والنساطرة، وقد لاحظ كوكلي أن الخلاف كان قائماً بين هرمز رسام وجون ماكلين من البعثة الانكليكانية في قوجانس سنة 1889حول اسم "السريان" و "الآشوريين" عندما أعلن ماكلين انه ضد مصطلح "الآشوريين قائلاً:" لماذا ينبغي لنا أن نخترع اسماً عندما يكون لدينا اسم مريح جداً ومفهوماً ومستخدم لعدة قرون في يدنا، وكان مفهوماً أن الذي يعيش على مقربة من أنقاض نينوى سوف يتحمَّس لاسم آشور القديم، ولكن هذا الحماس سيُلقي جانباً الاسم الذي كان يُستخدم من قِبل الناس أنفسهم وهو(suraye) سورايا (السريان) نتيجةً لابتكار اسم آخر لهم مشكوك فيه جداً، وكان موقف رسام أن تسمية "سريان" كانت خاطئة والشكل الصحيح هو الآشورية، لكنه فضَّل استعمال الكلدان ، ولايارد والى ما قبل سنوات قليلة فقط من الحفريات الآشورية كان دائماً يشير إلى النسطورية باسم "الكلدان" أو "الكلدان النساطرة" من أجل تمييزهم عن تلك الفئة المتحدة مع روما، ، وقبل الحرب العالمية الأولى أعطت البعثة الأنكليكانية المعروفة رسميا باسم "رئيس أساقفة الآشورية بعثة كانتربري" إلى تسمية النساطرة بالآشوريين زخماً جديدا وربطت بين النساطرة والآشوريين القديمة والمسيحيين الآشوريين والتي في الأصل كان تعني فقط" المسيحيون من جغرافية آشور"، وسرعان ما أصبحت تعني"الآشوريين المسيحيين"، وبحلول أواخر القرن التاسع عشر قام عدد قليل من المتعلمين الواعين سياسيا من "النساطرة" وخاصة أولئك الذين هاجروا إلى أمريكا، بدئوا باستخدام Aturaye (الآثوريون) في كتاباتهم. ثم يضيف كيف تم ربط حرف الألف بالتفصيل.
ويقول فولوس غبريال وكميل البستاني: إن اليونان السلوقيين ميزوا بين كلمة سريان وآسوري، فعندما ثار عليهم الأمير الفرثي أرشاك سنة 247 ق.م. وخسروا أطراف الإمبراطورية شرق الفرات، كانوا يطلقون كلمة السريان أو السوريين على الآراميين الذين بقوا تابعين لهم غرب الفرات، وبين الآسوريون (الآشوريين) الذين خرجوا عن سلطانهم في شرق الفرات، ثم ما لبث أن حصل الالتباس بين اللفظتين، فدوَّن قدامى المؤرخين السوري والآسوري على السواء وكأنهما مترادفتان، وإن الترجمة اللاتينية للكتاب المقدس وهي الترجمة العامة اعتمدت لفظة سورية للدلالة على موطن الآراميين . وإن الآشوريين القدماء كانوا يطلقون على منطقة سوريا الواقعة غربي الفرات " أرض الأمورو" (أي الأموريين).
أما لفظة " آشوري أو آثوري" فأصبحت تأتي في أدب اللغة السريانية منذ القرن الرابع الميلادي بمعنى "عدو"، وبهذا المعنى استعملها الكُتّاب السريان القدماء أمثال مار أفرام السرياني ويوحنا الأفسسي والزوقنيني وميخائيل السرياني الكبير وغيرهم، والدليل هو أن اللغوي المشهور حسن بن بهلول السرياني(القرن العاشر الميلادي) وهو نسطوري يستعمل كلمة آثوري بمعنى "عدو" بقوله: (ܐܬܘܪ̈ܝܐ، ܒܥܠܕܒܒ̈ܐ) أي الأعداء، (انظر معجمه السرياني، العمود 322).
والرأي الآخر أن كلمة السريان أتت من cyres كورش الملك الفارسي الذي أسقط الدولة الكلدانية سنة 539 ق.م.، وأول من قال وانفرد بهذا الرأي الغريب وهو السيد كبرئيل أسعد وهو أحد أدباء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والأغرب من ذلك أن البطريرك الأنطاكي السرياني مار أغناطيوس يعقوب الثالث (1957–1980م) قد أخذ بهذا الرأي الشخصي الذي لا يستند إلى مصدر تاريخي سوى التخريجات اللغوية الشخصية، علماً أن السيد كبرئيل أسعد لم ينشر هذا الرأي عندما أخذ به البطريرك بل كان مخطوطاً ، وقد فات البطريرك يعقوب الثالث وهو المؤرخ المحقق الذي يشار إليه بالبنان في هذا الشأن، أن اليونان وغيرهم من الأمم كتبوا أسماء الشعوب والمدن والقبائل كما سمعوها وليس كما قرءوها، وأن اسم كورش بحسب الترجمة السبعينية اليونانية هو بالكاف () أو ()
(http://uploads.ankawa.com/uploads/1411941254411.png)
وليس بالسي (c) cyres التي هي باللغة اللاتينية التي اعتمدها هذا الرأي الخاطئ كتخريجه لغوية، واسم كورش ورد مئات المرات في التاريخ ولم ترد عبارة الكورشيين.
وهناك آراء أخرى لقسم من المؤرخين تستند إلى استنتاجات شخصية أو لغوية مثل: إن كلمة سوريا وسريان أتت من كلمة (خارو، أو أشارو، أو كاسر) المصرية القديمة، وهذا ليس أكيداً أيضاً، إذ أن هذه الكلمة تعني الحوريين وقد تعني الآشوريين وليس سوريا، أو أن كلمة سريان أتت من كلمة سيري التي تعني في الكتابات القديمة معنى السيدة، أو كما قال الأب ديكارا إنها تعود إلى آسوريم أو آشوريم بن دادان بن يقشان بن إبراهيم الوارد في سفر التكوين (25: 3)، وغيرها.
والرأي الآخر أنها أتت من مدينة صور اللبنانية، أو أنها أتت من كلمة siryon سريون التي أُطلقت على إقليم لبنان ثم أُطلقت على جميع بلاد الشام في المصادر العبرية.
والرأي الاكيد في أصل كلمة سوريا مرتبط بمدينة صور، وهو ما جاء في تاريخ سرياني قديم لم يتطرق احد له إلا قليلاً، وانشر مخطوطه لاول مرة، ويُسمى تاريخ ديوقليس أو أقليدس الحكيم، محفوظ في مخطوطة المتحف البريطاني برقم (12152) يعود تاريخ استنساخه إلى سنة 837 م، قام العلاّمة لاكارد بنشره، كما يذكره وليم رايت (1830–1889م) في فهرسه للوثائق السريانية برقم (498) ، وهناك نسخة أخرى مخطوطة للتاريخ المذكور تعود للقرن الرابع عشر عثرَ عليها الباحث زوتنبرك (1834–1914م) في كركوك وأهداها إلى العالم نولدكه (1836–1930م) الذي أرسلها إلى العلاّمة بروكس (1863–1938م؟) في روما، فقام بروكس بتحقيق النصين الأول والثاني وضبطهما، ثم قام أغناطيوس غويدي (1844–1935م) بنشر الجزء المحقق في الجزء الثالث من التواريخ السريانية الصغيرة (ص360–370) مع مقدمة لاتينية ص 359. (علماً ان لدي مخوط ثاني وسيصلني ثالث).
ويقول هذا التاريخ: إنه بعد انقسام الألسنة أيام فالج (سفر تك 11: 17–18) فإن رجلاً من الشرق اسمه أغنور أو جعور سكن سواحل البحر وابتنى له مدينة سماها غنور وهي فينيقية سوريا، وتدعى باللغة السريانية صور، وصار له ثلاثة أولاد سورس البكر وقليقوس وفونيقوس، وملكَ والدهم جعور ثلاث عشرة سنة، وقبل موته قسَّم المملكة بين بنيه، فأعطى فونيقوس فينيقية، وقليقوس قلقيلية، وسورس سوريا كلها.
هذا ما أكّده مؤرخو السريان وعلماؤهم ومنهم المؤرخ البطريرك مار ميخائيل السرياني الكبير (116–1199م) من أنها متأتية من (سورس)الملك ابن أرعو وأخي قليقوس الذي ظهر قبل النبي موسى وشيد مدينة أنطاكية قبل أن يعتريها الخراب ويبنيها السلوقيون من جديد، وحكم سورس في منطقة أنطاكية وبين النهرين أي غرب بابل، فسميت باسمه سوريا كما سميت قلقيلية باسم أخيه قليقوس، ويتفق مع هذا الرأي، المؤرخ الرهاوي المجهول من القرن الثالث عشر ويحدد زمان سورس الملك حوالي (1700 ق.م.).
ويقول ديونيسيوس يعقوب ابن الصليبي + 1171م في كتاب المجادلة في الفصل الرابع عشر وفي رده على اليونانيين: إن اسم السريان أتى من سوروس الذي ملكَ أنطاكية فدعيت باسمه سوريا، وقال في موضع آخر من الكتاب وسُمِّينا سرياناً من اسم سوروس الذي عمَّر أنطاكية والبلاد المجاورة لها فسميت باسمه سوريا. وكذلك قال صاحب كتاب جنة النعيم، وهو كتاب يشرح فيه فصول الكتب المقدسة مرتبة على مدار السنة حسب طقس السريان الشرقيين. وقال ايشو ابن علي الذي ينتمي للكنيسة السريانية الشرقية (النسطورية) في قاموسه "يراد بسوريا كل البلاد الممتدة من أنطاكية إلى الرها، وإنما دعيت سوريا نسبة إلى سوروس الذي قَتل أخاه وملك بين النهرين"، وذكر الحسن بن بهلول وهو نسطوري في قاموسه الشهير "إن اسم سوريا هو من سوروس سواء كان حياً أم ميتاً، وسوروس هذا كان قد قَتل أخاه وملك بين النهرين فسميت مملكته كلها سوريا، وإن السريان قديماً كانوا يُسمَّون آراميين، وإذ ملك فيهم سوروس فحينئذ سموا سرياناً" . وباختصار:
1: إن اسم السريان مصدره سورس الملك، وإن اليونان كتبوا اسم شخص آرام بن سام (آرام ) ، بينما استعملوا كلمة ( سوريو)
(http://uploads.ankawa.com/uploads/1411943874941.png)
المأخوذ من سور الملك للدلالة على السريان الآراميين، وإن سور من نسل سروج بن رعو بن فالج، وعاش سنة 1700 ق.م. تقريباً، وكلمة سورس أو سور كلمة فينيقية معناها الصخرة أو السور أو الدرع، وإن قدموس (قدمو أو قادم) الذي تذكره المصادر التاريخية بأنه وصل إلى اليونان سنة 1590 ق.م. وشيد مدينة طيبة اليونانية (ثيفا Thebes), هو من عائلة سور الملك وهو أخوه واحتمال أقل أنه أبنه، وإن عائلة سور سكنت أولاً مدينة صيدا قبل أن تسكن مدينة صور.
2: إن اسم الملك سور مرتبط بمدينة صور اللبنانية، وإن اسم مدينتي صور وصيدا تكتب في العبرية بالسين وليس بالصاد، وإن بعض السريان الآراميين كانوا يلفظون حرف السين أحيانا بطاء أو تاء كما في كلمة أتور أو أثور، ويقول كارل بروكلمان: إن الآراميين هم المسؤولون عن تسمية مدينة صور باسم طور (Tyre) كما ترد في المصادر الغربية، بينما بقيت كلمة صيدا تُكتب بالصاد، وذلك لأن الإغريق سمعوا منهم صوتين مختلفين، فسمعوا اسم صور بالطاء واسم صيدا بالصاد، والمعروف أن علاقة اليونان التجارية كانت قوية بصيدا وصور. ولا زال إلى اليوم بعض السريان في طور عبدين يلفظون صوراي. وربط آخرون هذا مرور تلاميذ المسيح بمدينة صور (سفر الإعمال 21:3-7)، فقيل عنهم بالسريانية صورايى.
3: إن عائلة الملك سور تفرقت بعد مقتل أخيه، فسكن سور أولاً في منطقة جبل حمرون في سوريا، التي سميت باسمه سيريون siryon في المصادر العبرية، وهو الاسم الذي كان أهل صيدا يطلقونه على جبل حرمون، وقد ورد هذا الاسم في سفر التثنية (3: 9)، ومزمور (29: 6)، ويهودت (3: 1)، ومن الملاحظ أن هذا الاسم يدل على سورية وجاء مقترناً باسم لبنان في مزمور 29، وفي سفر يهودت أيضاً أتى مقروناً باسم بلاد سوريا، ثم بعد ذلك سكن سور الملك أنطاكية وضواحيها، فعمَّ اسمه جميع بلاد الشام،
ويعزز اسم سورس أيضاً هو ورود ملك اسمه سور في بعض المصادر العربية بعدة صيغ، فقد جاء اسمه سيمورس في الفهرست لابن النديم، كما جاء بأن السريان ينتمون إلى سوريان بن نبيط بن ماش بن آرام، وإن سوريان كان أحد ملوك بابل وهو خال موصل بن جرموق الذي حكم الجزيرة الواقعة بين نهري دجلة والفرات، ..الخ.
ومنذ أن بدأ السريان بالهجرة إلى أوربا، لم يعُد الاستطاعة التمييز بسائر اللغات الغربية بين سوري كمواطن للدولة السورية، وسرياني مسيحي ينتمي للكنيسة السريانية، ونتيجة لهذا التداخل بين سرياني وسوري اضطر الكثير من السريان في استعمال كلمة syriac كما وردت في المعاجم والقواميس اللغوية الأجنبية وخاصة الانكليزية للدلالة عليهه.وان كلمة syriac تدل على اللغة السريانية وعلى السريان كشعب وأُمة قومية في قاموس longman، طبعة لندن 1968م، ص 1124، وكذلك قاموس المورد طبعة بيروت 1996م، ص941، وقاموس وبستر الأمريكي طبعة 2000م، وأيضاً سبستيان بروك، اللؤلؤة المخفية في تطور اللغة السريانية طبعة ايطاليا 2001م، ج1 ص 38.كمااستعمل قسم قليل منهم صيغة syriansk.(http://uploads.ankawa.com/uploads/141193877411.png)
مخطوط سورس
---------------------------------------------------
المصادر والهوامش
الكتاب المقدس باللغة العبيرية واليونانية والسريانية والعربية
قواميس لغة
: طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ص471–472.
:المعجم اللاتيني والفرنسي تأليف ل، كيشبرة و ا. داملوي (طبعة باريس 1872م) ج2 ص151، والمعجم اليوناني الفرنسي م. ا بابي (باريس) 1894م ص1947.
: فيليب حتي ص63. ورمضان عبده، تاريخ الشرق الأدنى القديم وحضاراته ص235.
: تاريخ أبي الفداء ج1 ص132، مروج الذهب ج1 ص207، تاريخ اليعقوبي ج1 ص81.
: الحموي، معجم البلدان، مادة سورستان. وأيضاً صفي الدين البغدادي، مراصد الاطلاع ج2 ص 754.
: أبو زيد البلخي، البدء والتاريخ ج2 ص15.
: يوسف الصّيداوي، كتاب الكفاف ج1 ص 379.
: اقليميس يوسف داود، اللمعة الشهية ص23. علماً أن كلمة أغريق هي كلمة آرامية سريانية (عريقو) ومعناها النازح، الفار، الهارب.
: هناك بعض الكلمات القليلة تحذف فيها الألف، لكن القاعدة العامة عدم حذفها.
: طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ص471.
: الدكتور نجيب ميخائيل إبراهيم، مصر وسورية في العصور القديمة ص7.
: ول ديوارنت، قصة الحضارة ج2 ص172.
: أدلف إرمان، ديانة مصر القديمة، ترجمة د. عبد المنعم أبو بكر ص72.
: كوركيس عوّاد، الذخائر الشرقية ج3 ص223. علماً أن كلمة أكد أيضاً تكتب في بعض المصادر التاريخية " أقد".
: المطران اسحق ساكا، كنيستي السريانية ص27.
: القلشقندي، صبح الأعشى ج4 ص 116.
: فولوس غبريال أستاذ الدراسات السريانية وكميل أفرام البستاني رئيس قسم الفنون والآثار في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في بيروت، الآداب السريانية ج1 ص 9.
: أغناطيوس يعقوب الثالث، كنيسة أنطاكية سورية ص12.
: المجمع العلمي العراقي، يوسف حبي، تواريخ سريانية من القرن 7–9 ص295–316.
: يذكر مؤرخو السريان أن سورس قتل أخاه قليقوس أما تاريخ ديوقليس فيذكر أن الذي قتل أخاه هو شخص آخر اسمه روملس عاش زمن الملك سورس.
: سفر التكوين 10: 22–23.
: كارل بروكلمان، فقه اللغات السامية ص21.
: تاريخ ابن خلدون ج2 ص 78. والقلشقندي، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ص 36. وكذلك سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ص32.