عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - عمانويل ريكاني

صفحات: [1]
1
عمليات التجميل
حاجة صحية أم كمالية أستهلاكية
                عمانوئيل يونان الريكاني / عراق / سدني
تتوافد سنوياً ملايين الناس من كلا الجنسين رجال ونساء شباب وشابات ومن أعمار مختلفة في طوابير لا بداية لها ولا نهاية من أجل حجز دورهم في عيادات أطباء التجميل للقيام بأجراء عمليات جراحية وغير جراحية من أجل تحسين مظهر الشخص أو تصحيح عيوب جسمه . وتشمل هذه العمليات : شد الوجه ، تجميل الأنف ، تجميل الشفاه ، زرع الشعر ، حقن البوتوكس ، فيلر ، تكبير وتصغير الثدي ، شفط الدهون ، نفخ المؤخرة ، تضييق المهبل ، وغيرها . تنفذ هذه العمليات من قبل أطباء تجميل مؤهلين بدون أستبعاد بعض الطفيليين على المهنة الذين ركبوا الموجة لأسباب تجارية ومن اجل أرباح مادية غير مشروعة . بالرغم من الفوائد المرجوة منها لكنها تتضمن أيضاً مخاطر  حسب نوع العملية وحالة الشخص .
إن الحفاظ على الجمال والشباب مطلب مشروع وحاجة نفسية وضرورة أجتماعية لكن أن يكون بشروط معقولة ومعايير مألوفة بدون تهور وطيش وسفاهة . إزالة أي تشوهات وعيوب خلقية لأستعادة مظهر الشخص يعني إعادة البسمة والسعادة إليه بعد أن كان غارقاً في بحر الألام والأحزان والأكتئاب، هذا بحد ذاته واجب أنساني وأخلاقي قبل أن يكون طبي . من الممكن أستخدام الفيلر fillers والبوتوكس Botox لأخفاء بعض علامات التقدم في العمر وإعادة النضارة للبشرة . كلنا نتمنى أن يتوقف الزمن في فترة معينة من حياتنا يكون فيها الشباب في عنفوانه والجمال جالس على عرشه يحكم . لكن هذه مجرد أضغاث أحلام لأن الرياح تسير بما لا تشتهي السفن . فشبح الشيخوخة يلاحقنا دوماً ولا مفر من هذه الحقيقة الساطعة بالرغم أننا لا نريد أن نشارك أبو العتاهية 747م-826م مشاعره :
بكيت على الشباب بدمع عيني
فلم يغني ألبكاء ولا النحيب
فيا ليت الشباب يعود يوماً
لأخبره بما فعل المشيب
إن قلقنا ومخاوفنا تكمن في المجتمع الأستهلاكي التي ندور في فلكه وأصبحنا بدرجات متفاوتة جزء لا يتجزء منه شئنا أم أبينا. فهو لا يميز بين الحاجة والرغبة والضروري والفاخر والأساسي والكمالي.
ويتم أستخدام وسائل الأعلام وتقنيات الأتصالات الحديثة بشكل بارع جداً من اجل التسويق والأعلان بعد غسل أدمغة الزبائن . وجعل الأنسان نفسه سلعة وترويج ثقافة الأستهلاك من أجل الأستهلاك
وليس من أجل الأنسان. ويعمل جاهداً على صناعة القطيع في العالم الأفتراضي والواقعي كي يشل تفكير أي فرد أو جماعة يغرد خارج السرب.
نظرة واحدة إلى خارطة حياتنا اليومية لنرى النزعة الأستهلاكية تقودنا بدون إرادة حرة منا. فنحن أغلب الأحيان نشتري ما لا نحتاج أليه ونظن واهمين أننا نحتاج اليه. كم مرة نبدل سياراتنا وموبايلاتنا وتلفزيوناتنا وأثاثاتنا ….الخ . احياناً دون الحاجة الماسة إلى ذلك .
على هذا الوتر تلعب مراكز التجميل في العالم مستغلين النساء الذين يتنمروا ويتغولوا على وجوههم وأجسادهم ولا يعرفوا غير لغة السرف والتبذير والبذخ من أجل أيجاد وجوه وأجساد غير موجودة إلا في مخيلتهم. ان ايرادات عمليات التجميل تصل الى مليارات الدولارات من جيوب بعض المغفلين لا تقل شأناً عن تجارة الأسلحة والدعارة والمخدرات .
إذا كان التجميل حاجة صحية شيء جيد لا غبار عليه
أما مجرد مسايرة الموضة وحب التقليد هذا حسب ما يقول علماء النفس نتيجة
عدم الثقة بالنفس والشعور بالتفاهة وضآلة الشأن وقلة الأعتباروالغيرة من الأخرين .وإلا ماذا تفسر وجود فتيات منّ العآمة والوسط الفني والأعلامي آية من الجمال يلعبون بعدادات جمالهم مفضلين الصناعي على الطبيعي.
إن السباحة ضد التيار البايولوجي للحياة وتحدي قانون الطبيعة الأنسانية ، أشبه ما فعله سيزيف
وهو شخصية من الأساطير اليونانية وهي رواية لألبير كامو 1913-1960 يعاقب في الجحيم لأداء مهمة مستحيلة ومتكررة ، وهي دفع حجر ضخم إلى أعلى
تلة فقط ليرتد ويعيد السقوط ، مما يجعلها عقاباً لا نهائياً ويظل محاصراً في دورة لا نهائية من الجهد الباطل .

2
                               قراءة في كتاب
      الحب السائل عن هشاشة الروابط الإنسانية
                      عمانوئيل يونان الريكاني / سدني / العراق
ولد زيجمونت باومان يوم 19 نوفمبر 1925 - 9 يناير 2017  وهو عالم اجتماع بولندي ومؤلف كتاب الحب السائل ضمن سلسلة كتبه ( سلسلة السيولة ، إذا جاز التعبير ) : الحداثة السائلة ، الحب السائل ، الأزمنة السائلة ، الخوف السائل ، الثقافة السائلة ، المراقبة السائلة …  .
يرصد زيجمونت باومان في كتاب الحب السائل مدى هشاشة العلاقات الإنسانية وكيف دمرت ما تتسم به العلاقات الوجدانية من ديمومة وعفوية - تلقائية - عاطفية كما يرصد صيغ البحث عن الفائدة والخيارات الرشيدة حيث يرى أن التأقيت والمدى القصير اللذين تقوم عليهما حسابات المجتمع الإستهلاكي الحديث يقومان بتوليد الحاجات بشكل مستمر ، وتحويل كل قديم إلى شيء مستهجن يستحق أن يوضع في سلة النفايات ، بما في ذلك المشاعر والأجساد والصلات . يأخذنا في رحلة تبدأ من الفلسفة لندخل في صلب الأجتماع ثم ننتهي بالسياسة .
يعتبر باومان الحداثة والتقنيات الحديثة بالرغم من ميزاتها نعمة ونقمة في آن واحد بركة ولعنة في نفس الوقت ، أتتنا بالأنجازات والأخفاقات أيضاً. كانت السبب في تغذية النزعة الفردانية وتأليه الذات وبتر البعد الجماعي للأنا مما جعل الفرد فريسة سهلة لوحش الأنانية الفتاك. لا يمكن تجاهل ما ساهمت به العولمة والثورة التكنولوجية من تسهيل أمور الحياة لكن من الناحية الأخرى سلب منا العالم الأفتراضي الذي أفرزته المعنى الحقيقي للحب .وتم إستعباد الناس للآلة وتحويلهم إلى مدمنين لا يقل ادمانهم عن مدمني الخمر والجنس والمخدرات .
ان رياح احد أوجه الحداثة العاتية هي السبب في الأزمة التي يعاني منها الأنسان المعاصر تاركة له غارقاً في مستنقع الفراغ والخواء والوحدة .وذلك من خلال تدمير الروابط الأنسانية والعلاقات الاجتماعية واواصر القربى والصداقة وتغيير بوصلة العلاقة من الصلابة الى السيولة ومن المتانة الى الهشاشة ومن القوة الى الميوعة .
تشير " شيري توركل Sherry Turkle ولدت في 18 يونيو 1948 ) عالمة الاجتماع الامريكية في كتابها " معاً بمفردنا " Alone together إن التكنولوجيا أصبحت تقوم بهندسة علاقاتنا الأجتماعية ، فالإنسان على صفحته على مواقع التواصل الإجتماعي له مئات بل آلاف الأصدقاء ، لكنه ربما يفشل إدارة علاقة داخل أسرته ، وهو ما يقود الى عزلة كبيرة ، فالتكنولوجيا تملأ فراغ الإنسان ، لكن البشر غير قادرين على البقاء بمفردهم ، وكذلك لا يستطيعون البقاء معاً ، وأمام هذا التناقض ، جاء الموبايل ليقدم حلاً ، ولكن تدميرياً للعلاقات الإنسانية .
وتضيف شيري توركل في كتابها : " ينبغي أن تكون هناك أماكن مقدسة لا يجوز فيها التواصل عبر الإنترنيت ، مثل مائدة العشاء التي تضم الأسرة " غير أنها تشير الى مسألة خطيرة ستعمق الفردانية ، وهي تدخل " الربوتات " في حياة الإنسان بدرجة مقلقة ، خاصة مع مساعي العلماء لمنح الربوتات قدرة على التبادل العاطفي مع الإنسان ، ومن ثم قد يستغني الإنسان عن نظيره البشري متجهاً الى
الآلة والربوت .
الحب … الموت
يتكون الكتاب من أربعة فصول تبدأ من الخاص الى العام ؛ يستهل باومان " شذراته الفكرية المتفرقة" بالوقوع في الحب والخروج منه : ويطرح لنا الحب والموت بوصفهما الشخصيتان الرئيستان في القصة. فلا يمكن دخول الحب ولا الموت مرتين ، او كما قال هرقليطس : "إنك لا تستطيع أن تنزل في النهر نفسه مرتين " . واقع الأمر أن كلاً منهما يمثل البداية والنهاية ، ومن ثم يرفضان البدايات والنهايات الأخرى كافة ويتجاهلانها. فالحب والموت لهما أوان ، ولا يدري المرء متى يأتيان . وأيضاً لا يمكن للمرء أن يتعلم الحب ولا أن يتعلم الموت . ويقول أيفا كليما : " ما من شيء أقرب الى الموت مثل الحب المتحقق ، فظهور أحدهما إنما هو ظهور واحد منفصل ، لكنه أيضاً ظهور وحيد وللأبد ، فلا يحتمل أي تكرار ، ولا يسمح بأي أستئناف ، ولا يعد بأي إرجاء … .
الحب الأستهلاكي والحب الرومانتيكي
قال المتصوف الشهير جلال الدين الرومي ( 1207-1273) . " لا تكن بلا حب ؛ كي لا تشعر بأنك ميت ، مت في الحب وأبقى حياً للأبد " .
يقول باومان " فلقد أنقضى عهد الحب الرومانتيكي القائم على مقولة " تعاهدنا على ألا يفرقنا إلا الموت " لقد أنتهى تاريخ صلاحية هذا التعريف الرومانتيكي بسبب التفكك الجذري لأبنية القرابة التي كانت تدعمه ، وكان يستمد منها قوته وحيويته وأهميته الخاصة .
حتى الحب هذه العاطفة الأنسانية النبيلة جرفته أمواج الحداثة وكسرت عوده وشوهت صورته، وأصبح عند الكثيرين كأي علبة في " السوپر ماركت " مكتوب عليها تاريخ الأبتداء وتاريخ الأنتهاء . هذا حال أقدس ما في الأنسان من مشاعر وأحاسيس وعواطف في ظل المجتمع الأستهلاكي وأقتصاد السوق كل شيء يخضع لمنطق وتقلبات السوق. لنا في السيارات الأنيقة الجيدة والحواسيب الآلية والهواتف النقالة الجيدة خير مثال ، إذ يلقى بها في أكوام القمامة من دون أسف ما أن تظهر نسخ جديدة معدلة في المحال التجارية ويصبح حديث المدينة ، فهل من سبب يستثنى علاقات الحب من هذه القاعدة ؟ .
ويقول عالم نفس وفيلسوف إنساني الماني امريكي ( 1900-1980) إريك فروم بهذا الصدد " في ثقافة إستهلاكية مثل ثقافتنا ، فهي ثقافة تفضل المنتجات الجاهزة للأستخدام الفوري ، والإستعمال السريع ، والأشباع اللحظي ، والنتائج التي لا تحتاج الى جهد طويل ، والوصفات السهلة المضمونة ، والتأمين ضد المخاطر كافة ، وضمانات أسترداد النقود المدفوعة .فالوعد في تعلم فن الحب إنما هو وعد بتحويل " تجربة الحب " الى ما يشبه السلع الأخرى التي لها مفعول السحر والإغواء بالتلويح بكل تلك المميزات والوعد بالأشباع الفوري للحاجات من دون إنتظار ولا جهد ولا تعب ( فالوعد بتعلم فن الحب وعد زائف يتمنى الناس كل المنى أن يكون وعداً حقيقياً ) .
الرغبة والحب
كثير من الناس يخلطون تعسفياً بينهما أما نتيجة جهل أو غاية في نفس يعقوب ، لكن بارمان يضع النقط على الحروف من خلال دقة تعريفهما وتحديد معانيهما.
" إن الرغبة والحب شقيقان ، وأحياناً يولدان توأماً ، لكن لا يمكن أن يكونا توأماً متماثلاً ( ناتجاً من بويضة واحدة ) .
إن الحب يعني التوق الى توفير الحماية والإطعام والإيواء ، وكذلك المداعبة والملاطفة والتدليل ، أو الحراسة اليقظة أو التسبيح أو الحبس . إن الحب يعني أن يكون المرء في خدمة الآخر ، وتحت طلبه ، ورهن إشارته ، لكنه يعني أيضاً نزعة الملكية والأستحواذ على المسئولية ، إنه السيادة عبر الأستسلام ، وترتد التضحية في صورة تعظيم للسلطة ، فالحب توأم ملتصق للتسلط ، ولا حياة لأحدهما إذا إنفصلا .
أجمل ما قيل بهذا الشأن ما جاء في سفر نشيد الأنشاد في إصحاح 6:8-8 " أجعلني كخاتم على قلبك ، كخاتم على ساعدك . لأن المحبة قوية كالموت . الغيرة قاسية كالهاوية. لهيبها لهيب نار لظى الرب . مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفأ المحبة ، والسيول لا تغمرها . إن أعطى الأنسان كل ثروة بيته بدل المحبة ، تحتقر احتقاراً .
وعلى نفس الإيقاع كتب الشاعر والكاتب والفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران ( 1883-1931) ، سمفونيته الرائعة في الحب في واحد من أرقى كتبه " النبي " ص17 “ المحبة لا تعطي إلا نفسها ، ولا تأخذ إلا من نفسها . المحبة لا تملك شيئاً ، ولا تريد أن يملكها أحد ؛ لأن المحبة مكتفية بالمحبة . أما أنت إذا أحببت فلا تقل إن الله في قلبي ، بل قل بالأحرى : " أنا في قلب الله " .
أما الرغبة إشتهاء للإستهلاك ، أشتهاء للإشباع والألتهام والأبتلاع والهضم ، إنها اشتهاء للتدمير ، فلا تحتاج الرغبة الى أي حافز أخر سوى حضور ذات أخرى . ويضيف باومان " إذا كانت الرغبة تبتغي الاستهلاك ، فإن الحب يبتغي التملك ، وإذا كان تحقق الرغبة يعني تدمير موضوعها ، فأن الحب ينمو ببقاء موضوعه ودوامه . إذا كانت الرغبة تدمر نفسها بنفسها ، فإن الحب يديم نفسه بنفسه .
  رجل بلا صفات
رواية من تأليف روبرت موزيل حيث يعتبر " اولريش " بطل روايته إنسان بلا روابط كما يصف زيجمونت باومان بطل كتابه . هذا البطل صورة طبق الأصل للواقع المؤلم الذي يعيشه أنساننا المعاصر  والمأساة التي نحياها جميعنا .
فالتفكك الأسري وزيادة نسب الطلاق والتحرر الجنسي أوجد ناس أنانيين . تلك المأساة تتلخص في الأنتقال من الصلابة الى السيولة من الجنس المرتبط بالتكاثر لأنتاج الأفراد وتكوين العائلة وبناء المجتمع الى الجنس المنفصل عن التكاثر الهادف لأشباع الرغبة فقط .
كما يقول باومان " إن تحرير الجنس أمر جيد ، وربما جذاب ورائع تماماً ، ولكن المشكلة تكمن في كيفية تثبيته في مكانه حين تحريره من القوة التي تحافظ على أستقراره ، وفي كيفية الأحتفاظ بشكله حين تختفي الأطر ، فما أجمل السفر في خفة ؛ ولكن ما أشق السفر من دون بوصلة ! وما أجمل التغيير ! ولكن ما أزعج التقلب السريع ! فهل هذه هي خفة الجنس التي لا طاقة للناس بأحتمالها ؟.

عزيزي القارئ لست مضطر أن تتبنى رأي الكاتب مئة في المئة لكنه كتاب رائع جداً وجدير بالقراءة هذه دعوتي لكم .



3
                                عقلية القطيع
                  فن التأثير في مصير الشعوب
                                           عمانوئيل يونان الريكاني
نحن مجانين إذا لم نستطيع أن نفكر ، ومتعصبون إذا رفضنا أن نفكر ، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر …افلاطون

عقلية او سلوك القطيع Herd behavior هو سلوك أفراد في مجموعة يتصرفون بشكل جماعي دون توجيه مركزي ، يحدث سلوك القطيع في الحيوانات في القطعان ، مجموعات ، أسراب طيور ، أسماك وهكذا ، وكذلك في البشر ، المظاهرات ، الشغب ، الإضرابات العامة ، الأحداث الرياضية ، التجمعات الدينية ، صنع القرار اليومي ، إصدار الأحكام وتكوين الرأي ، كلها أشكال من السلوك البشري للقطيع ، ويكيبيديا .
قام بعض العلماء المختصين في هذا المجال بإجراء تجارب عديدة ومتنوعة أثبتت سطوة العقل الجمعي  أو الجمهور أو الغوغاء على عقل الفرد وتعطيل  تفكيره المنطقي وقراراته الخاصة وقناعاته الشخصية والأمتثال لها طوعاً وقسراً .
ومن أشهر هذه التجارب القرود الخمسة والموز :
يقال إن مجموعة من العلماء وضعوا خمسة قرود في قفص واحد ، وفي وسط القفص يوجد سلم ، وفي أعلى السلم هناك بعض الموز ، في كل مرة يتسلق أحد القرود لأخذ الموز يرش العلماء باقي القرود بالماء البارد . بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يتسلق لأخذ الموز يقوم الباقون بمنعه وضربه حتى لا يرشون بالماء البارد . بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز خوفاً من عقوبة الضرب المحتومة .
بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة ويضعوا مكانه قرداً جديداً . بما أن الضيف الجديد لا يعرف ما جرى في القفص فكان متوقع منه أن  يصعد السلم ليأخذ الموز وفعل . ولكن فوراً قام الأربعة الباقون بضربه وأجبروه على النزول . بعد عدة مرات من الضرب فهم القرد الجديد أن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب !
قام العلماء أيضاً بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد وحل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملاءه بالضرب وهو لا يدري لماذا يضرب !
وهكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة . حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء بارد أبداً . مع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب . لو تم فرضاً التحقيق مع القرود وسألناهم عن سبب ضربهم القرد الذي يصعد السلم ؟ لكان الجواب لا ندري !
هذا حالنا أيضاً نحن البشر في كل مناحي حياتنا نجد بصمة العقل الجمعي عن وعي منا او دون وعي مطبوعة بدرجات متفاوتة في أفكارنا وأذواقنا وهواياتنا وأعمالنا وملابسنا وردود أفعالنا وقراراتنا الثانوية والمصيرية …إلخ .
على سبيل المثال أثناء مباراة كرة القدم إذا قام أحد المشجعين نتيجة هجمة خطرة على فريقه قمنا معه لا إرادياً دون أن نعرف لماذا . وإذا رأينا طابور من الناس واقفين على شباك تذاكر السينما خيل إلينا إن الفلم جيد ، رابطين بين الروعة والزحام والعكس قد يكون هو الصحيح . نستخدم طب أعشاب لا لقيمته الطبية بل عجز عن مقاومة تأثير الأخرين علينا والذين أوهمونا أنهم نالوا الشفاء عند استعماله .وفي الانترنيت عندما يطلب منا إرسال هذا المنشور الى أكثر عدد ممكن من الناس ، نقوم بهذا الفعل دون معرفة محتوى المنشور إن كان يعكس الحقيقة أم مجرد إشاعة .
تبدو لأول وهلة هذه الأمور بسيطة جداً لا تلفت نظر أحد لأننا جميعاً نعيشها دون أن ينتابنا أي شعور سلبي  ، لكن الطامة الكبرى هو في القانون النفسي الذي يحكمها  والأليات الذهنية التي تحركها مما يجعلها خطيرة جداً. مسايرة الأخرين بشكل ناعم ( لو صح التعبير)  أمر منطقي ومقبول لأننا جزء منهم ، أما هذه التبعية إذا زادت عن حدها نتشبه بالسمك الميت نسير مع التيار . فالخضوع الأعمى للجماعة دون محاكمة عقلية كانت خلف كثير من الكوارث التي دمرت شعوب وخربت أوطان على مر التاريخ . وفي عصرنا الحديث يعتبر هتلر أسوء نموذج لتضليل وخداع ملايين الناس بالشعارات الزائفة والوعود الكاذبة وسوقهم الى حتفهم ، وذلك من خلال أقذر عملية غسل دماغ جماعي .
من المفارقات العجيبة عندما يكون جندي على جبهة القتال بين أقرانه من الجنود له أستعداد عال لبذل الغالي والنفيس في سبيل الوطن والتضحية بحياته من أجل ترابه . لكن تراه نفسه هذا في حياته الشخصية لن يعطي قطعة رغيف خبز واحد الى جاره الذي يتضور جوعاً .
اكثر من عالج هذه المسألة الطبيب والفيلسوف والمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون 1841-1931 في أشهر اعماله سايكولوجية الجماهير 1895 الذي حقق نجاحاً منقطع النظير ورواجاً كبيراً ، ما منحه سمعة جيدة في الأوساط العلمية . لا يزال يعتبر مرجع لدى كثير من الباحثين العالميين .
جاء في كتاب سايكولوجية الجماهير  ترجمة وتقديم هاشم صالح ، دار الساقي  ص60 :
"ان مجموعة الخصائص الأساسية للفرد المنخرط في الجمهور : تلاشي الشخصية الواعية ، هيمنة الشخصية اللاواعية ، توجه الجميع ضمن نفس الخط بواسطة التحريض والعدوى للعواطف والأفكار ، الميل لتحويل الأفكار المحرض عليها الى فعل وممارسة مباشرة . وهكذا لا يعود الفرد هو نفسه ، وإنما يصبح عبارة عن إنسان آلي ما عادت إرادته بقادرة على أن تقوده .
هذا يعني أنه بمجرد أن ينضوي الفرد داخل صفوف الجمهور فإنه ينزل درجات عديدة في سلم الحضارة . فهو عندما يكون فرداً معزولاً ربما يكون إنساناً مثقفاً متعقلاً ، ولكنه ما ان ينضم الى الجمهور حتى يصبح مقوداً بغريزته وبالتالي همجياً . وهو عندئذ يتصف بعفوية الكائنات البدائية وعنفها وضراوتها وحماستها وبطولاتها ايضاً . ويقترب منها اكثر بالسهولة التي يترك نفسه فيها عرضة للتأثر بالكلمات والصور التي تقوده الى اقتراف اعمال مخالفة لمصالحه الشخصية بشكل واضح وصريح . إن الفرد المنخرط في الجمهور هو عبارة عن حبة رمل وسط الحبات الرملية الأخرى التي تذروها الرياح على هواها " .
حقاً هذه التقنية النفسية تستخدمها في مجتمعنا العربي المؤسسة الدينية الرجعية بالتواطؤ مع الأنظمة السياسية المستبدة لقتل روح الفردية وتجميد خلايا العقل النقدي جاعلة من الجمهور عجينة لا ملامح لها تصنع منها ما تشاء بعد إزالة الفروق بين العالم والجاهل ومحو الاختلاف بين المثقف والمتخلف ، وتستعملها حسب الطلب وعند الحاجة في المسيرات والمظاهرات والشغب . وللتغطية على عورة الدين وسيئات السياسة والخوف يوماً ما من أنفجار غضب الجمهور ، تحرك عواطف الشعب الدينية والقومية نحو عدو غالباً وهمي ليتم تفريغ طاقة الناس الحبيسة نتيجة الحياة التعيسة في غير مكانها الصحيح  وتنجو هي ، مثل أستغلال الصور المسيئة لرسول الإسلام لهذا الغرض .
" إن الجمهور غير قادر على الاحتكام الى العقل ومحروم من كل روح نقدية ، ولذلك فأنه يبدي سرعة تصديق منقطعة النظير ، وكذلك على قدرة هائلة على التضخيم والتشويه ، وينتج عن ذلك أنه ينبغي ان نعتبر كتب التاريخ بمثابة كتب الخيال الصرف ، فهي عبارة عن حكايات وهمية عن وقائع لوحظت بشكل ردي ، كما انها مصحوبة بتأويلات شكلت فيما بعد .
ان الجماهير لا يمكن تحريكها والتأثير عليها إلا بواسطة العواطف المتطرفة ، والشعارات العنيفة ، وكذلك التكرار دون إثبات اي شيء عن طريق المحاجة العقلانية ، والجماهير لا تعرف الا العواطف البسيطة والمتطرفة ، فالاستبداد والتعصب يشكلان بالنسبة للجماهير  عواطف واضحة جداً وهي تحتملها بنفس السهولة التي تمارسها ، وبما ان الجماهير مستعدة دائماً للتمرد على السلطة الضعيفة فإنها لا تحني رأسها بخضوع إلا للسلطة القوية ، وان كانت هيبة السلطة متقطعة فإنها تعود الى طباعها المتطرفة ، وتنتقل من الفوضى الى العبودية ، ومن العبودية الى الفوضى ".نفس المرجع.
"ما ان يجتمع عدد من الكائنات الحية ، حتى يضعوا انفسهم بشكل غريزي تحت سلطة زعيم ما ، يلعب دوراً ضخماً بالنسبة للجماهير البشرية ، فالجماهير عبارة عن قطيع لا يستطيع الاستغناء عن سيد ، وتحصل من الجماهير على طاعة وانقياد اكثر مما تحصل عليه اي حكومة ".
اثبت علم نفس الجماهير إن سايكولوجية الفرد تتعارض مع سايكولوجية الحشد وإن للجماعة كيان يختلف عن كيان الفرد ، كما أثبت إن الفرد المنخرط في الجمهور بعد ان يتم تنويمه مغناطيسياً ويذوب فيهم يتكون ما يسمى " الجمهور النفسي " بعد ان يفقد مؤقتاً كل خصائصه الشخصية ويشاركهم عواطفهم ويتبنى سلوكياتهم بجرأة وقوة لم تكن فيه من قبل .
ففي حالة الحشد ليس له مكان التحليق خارج السرب والتفكير المستقل .لأن الروح الواحدة التي تجمعهم هي الوقود التي يمدهم بالطاقة اللازمة للتفكير والتحرك ، وهي "روح الجماهير " بعد مصادرة التمايز والتفرد ، وهي مثل مركب كيميائي ينتج عن صهر عناصر عدة مختلفة . لا تؤمن هذه الروح الجماعية بالمحاكمة العقلية ، ديدنها هو العواطف والانفعال والخيال والأساطير ، لذلك تتحرك بسهولة بالخطابات المهلوسة والشعارات العنيفة والاهداف المطلقة والافكار اللاعقلانية .





4
                            الإنسان قبل البنيان
           إختراق سور الصين العظيم نموذجاً
                                            عمانوئيل يونان الريكاني
أعجبتني كثيراً قصة مشهورة من التاريخ الصيني ، لما فيها من الدروس والمعاني والعبر يحتاج إليها كل فرد من الأفراد وجميع أولياء الأمور ، من رب الأسرة ومعلم المدرسة مروراً بالقائد العسكري وزعيم الدولة . فهي تعكس لنا ضرورة التوازي والتوازن بين بنيان الإنسان وعمران البلدان وإلا النتيجة الخراب العظيم .
فالحضارة قيمتها لا تكمن في جانبها المادي فقط ، أبنية شاهقة ، ناطحات السحاب ، القلاع ، الجسور ، الأمبراطوريات ، وسائل النقل والاتصال الحديثة ، بالرغم من أهميتها الحيوية فيما حققته وتقدمه من رفاهية للبشرية . هناك جانب أخر وهو البعد المعنوي  الذي يعتبر أساسي ليس بأقل أهمية ،مثل المعارف والآداب والفنون والمعتقدات والقيم والعادات والتقاليد . واي محاولة لتجاهلها واستنكارها وطمسها من الحياة تحت اي ذريعة كانت وجعل الانسان  يتقوقع حول كتلة من الحاجات البايولوحية فقط ويعيش في البعد الواحد يعني دق أخر مسمار في نعش الحضارة . وما بناه منذ آلاف السنين بعقله الجبار وصنعته يديه بالعرق والدم سيتم دفنه تحت ركام الشراهة والطمع والأنانية.
تقول الحكاية فيها شيء من الطرفة ممزوجة بالحكمة : عندما اراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان ، بنوا سور الصين العظيم .. وهو تقليد دفاعي متبع لدى الشعوب القديمة آنذاك. أعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه .. ولكن ..! تسير الرياح بما لاتشتهي السفن .
خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت صين للغزو ثلاث مرات :
وفي كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية في حاجة إلى اختراق أو تسلقه .. بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب .
لقد أنشغل الصينيون ببناء السور الذي يعد من عجائب الدنيا ونسوا بناء الحارس ..!
بناء الانسان من احجار الهوية الوطنية والانسانية يأتي قبل كل شيء وهو ترياق ضد سموم الخيانة والخداع والغدر .
لا زالت هذه السياسة سارية المفعول بين الدول إلى يومنا هذا . وهي البحث عن النفوس الضعيفة (الجواسيس) الذين لهم أستعداد للمتاجرة بالوطن من أجل حفنة من الدولارات ، مثلما  يبحث الوحش المفترس بين القطيع على أضعفهم لينقض عليه ويلتهمه قاتلاً جوعه . العبئ الكبير يقع على أنظمة الحكم العربية الفاسدة التي تشتري سنوياً بمليارات الدولارات أسلحة لتوطيد نظامها الدفاعي لا خوفاً على البلد بقدر حماية للعائلة المالكة لا مبالية بالشعب الذي يفتك به الفقر والعوز والفاقة وكافة الحرمانات الاخرى ، وبالتالي بعضهم يكون لقمة سائغة وفريسة سهلة يقع في شباك المخابرات الأجنبية.
يقول احد المستشرقين :
إذا أردت ان تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي :
١- هدم الأسرة .
٢- هدم التعليم.
٣-أسقط القدوات والمرجعيات .
لكي تهدم الأسرة: عليك بتغييب دور الأم وإضعاف روح المسؤولية لديها. لقد قال الشاعر حافظ إبراهيم  الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق. تشبيه الشاعر الأم بالوطن دليل على مكانتها وعظمتها . فهي عمود البيت ودعامة الأسرة وسند الأولاد ، من منا لا ينبض قلبه عشقاً نحو هذا الكائن الملائكي التي في رحمها حملته وربته وسهرت الليالي مسلوبة الراحة من أجله.
اما الأم الجاهلة الغير واعية التي لا تكترث بتربية اولادها  ولا يهمها مستقبلهم كيف سيكون، والتي ليس لها هم وغم غير عبادة ذاتها من خلال الإفراط في عمليات التجميل او الإسراف في الاهتمام بمظهرها الخارجي ناهيك عن سهراتها وطلعاتها قاضية نصف حياتها في الصالونات التي تحولت عندها  الى دور عبادة دون أن توازن بين حياتها الشخصية التي لها حق عليها وبين واجباتها العائلية التي مسؤليتها تقع على عاتقها أيضا ً، هذا الحرمان من الحب والحنان والرعاية والتفرغ  حتما ستنشأ اطفال معطوبين نفسياً وفكرياً .
لكي تهدم التعليم :
المعلم صمام أمان في المجتمع على يديه تخرجت كل النخبة المثقفة من أطباء ومهندسين وقضاة ومحامين وعلماء وفلاسفة …الخ وحامل رسالة إنسانية لا تقل في دورها التربوي عن رسالة الأنبياء والرسل  مع الفارق .
إذا قللت من قيمته وأنتقصت من مكانته حتى يحتقره طلابه ، إقرأ على هذا البلد السلام كما هو حال كثير من بلداننا . واجمل ما قال عنه احمد شوقي :
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
اعلمت اشرف او اجل من الذي
يبني وينشيء انفساً وعقولا
سبحانك اللهم خير معلم
علمت بالقلم القرون الاولى
اخرجت هذا العقل من ظلماته
وهديته النور المبين سبيلا
وطبعته بيد المعلم تارة
صدئ الحديد وتارة مصقولا.
لا استطيع ان أمرر هذه المناسبة دون ذكر ما قال في هذا الشأن السير ونستون تشرشل 1874-1965 الذي كان رئيس الوزراء في المملكة المتحدة من عام 1940-1945(أبان الحرب العالمية الثانية) .
ينسب اليه بغض النظر عن صحة او دقة ما نسب اليه .
اثناء الحرب العالمية الثانية والطائرات الألمانية تقصف المدن البريطانية بالاف الاطنان من القنابل محولة اياها الى كتلة من الخراب . تقدم اليه احدهم سائلاً بعد رعبه مما شاهده من دمار وهدم ، لقد دمروا البلد يا سيادة الوزير الاول . فسأله ما وضع التعليم والقضاء ؟ فالجواب كان وضع التعليم والقضاء بخير ، فكان جوابه بعد ثقة عالية بالنفس ونظرة ثاقبة للأمور اذاً البلد بخير لا تخافوا . من خلال خبرته المتراكمة  يعرف جيداً ان التعليم والقضاء بالنسبة للبلد كالرئتين للأنسان محال العيش بدونهما . فالقضاء العادل يكشف الحق ويقف مع المظلومين ضد الظالمين ويضع حد لشريعة الغاب حيث القوي يأكل فيها الضعيف وبالتالي يوطد اركان الدولة والحكم لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية . ويعرف جيداً ان التعليم الجيد هو الذي يقوم بهذه المهمة ، هذان الطريقان حتماً يقودان الى النصر .
أسقط القدوات والمرجعيات :
تاريخ البشرية حافل بأسماء لامعة وشخصيات عظيمة يستحقوا أن يكونوا مثلك الأعلى. وفي حياتنا العملية والاجتماعية عدد لا يحصى من " الرموز الشخصية " الذين يتحلون بالصفات الحميدة والاخلاق الرفيعة نعتبرهم قدوة حسنة لنا للارتقاء بإنسانيتنا الى اعالي القمم . لكن حذار من الطاعة العمياء والانجراف وراء العاطفة دون محاكمة عقلية فنحن بشر فينا مزايا وعيوب. ان التشكيك بالقدوات والمرجعيات  التي هي القناة الناقلة للقيم ومحاولة ازاحتهم من مجال التفكير ومسرح ، لا ادري كيف ستكون النشأة؟






5
غرابيل سقراط الثلاثة - نموذج التفكير السليم.
                       عمانوئيل يونان الريكاني/ سدني/ العراق
ولد سقراط Socrates حوالي عام 470 قبل الميلاد في أثينا في اليونان ، من أب يدعى سوفرونيسكوس وهو على ما يظن كان نحات صخور وصانع تماثيل ، وأسم والدته فيناريت وهي قابلة ( داية) . متزوج من " زانثيبي" التي كانت تصغره في السن بكثير . وأنجبت منه ثلاثة ابناء هم " لامبروكليس " و " سوفرونيسكوس " و " مينيكسينوس " . يعتقد أنه ورث مهنة ابيه قبل ان ينتقل الى الفلسفة .
يعتبر سقراط فيلسوف عظيم إن لم يكن اعظمهم وواضع أسس الحضارة الغربية ، ترك بصمة لن تزول وأثار لا تمحى في مجال الأخلاق والمنطق والمعرفة عموماً ، وكان تأثير افكاره واسلوبه قوياً اصبح اساساً للكثير من اعمال الفلسفة الغربية التي اتت بعد ذلك .
لقد كان مظهره مقزز يثير الاشمئزاز وسط شعب إغريق المشهور بحبه للجمال ، فهو قصير القامة ، لا يرتدي حذاءً ، شعر طويل ، ملابس غير مغسولة ذو قسمات الوجه الحادة ولسان لاذع . مع كل هذا كان يمتلك عقلاً جباراً وقوة أقناع سبب تغلبه على مناوئيه في حلبة المواجهة الكلامية .
لم يكتب شيئاً بل كل ما وصلنا منه شذرات متفرقة هنا وهناك من خلال بعض طلابه خاصة افلاطون في محاوراته ، وزينوفون وبعض مسرحيات اريستوفان . والتي بها تكونت صورة شبه متكاملة عن فلسفته وسيرته.
كان سقراط ذو عقلية لامعة ضرب بعرض الحائط مغريات الدنيا الزائلة وثالوث الشهوات الأنجس الذي يتمسك به كثير من الناس بقبضة من حديد، وهي شهوة المال والسلطة والشهرة . بالرغم من انه كان في متناول يده ان يحقق كل ما تصبوا اليه نفسه . لكن اختار ان يعيش في فقر مدقع بإعتباره فيلسوف الشوارع المشاكس .
كانت حشود الشباب الأثينيين تتجمع لمشاهدة سقراط وهو يخوض معاركه الفكرية التي لم يفرق فيها بين الكبير والصغير الفيلسوف والجاهل السياسي والعاهرة .لتبيان ذكاءه اللاذع ومنطقه الصلب في افحام خصومه وكسر قوالب الجهل المسجونين فيها وشد الخناق عليهم في الزوايا الفكرية . وكلما كان الضحية يعاني من تضخم في كبرياءه وغروره وغطرسته  وكان من وجهاء واثرياء القوم كان ذلك مدعاة للفخر وفيها نكهة لذيذة . تعرف هذه الطريقة اليوم بأسم " الطريقة السقراطية ".
كان سقراط مدافعاً شرساً عن العقل والعقلانية وفيلسوف اخلاقي بلا منازع . تتلخص فلسفته " لا تخطئ ولا حتى في مقابل خطأ تعرضت له . ولا حتى تحت تهديد الموت . او لانقاذ عائلتك . ليس من الصواب ابداً ارتكاب الخطأ . وهذا شيء ضخم لمبدأ اخلاقي ".  اثناء محاكمته جسد هذا المبدأ في حياته وكان قدوة للأخرين وليس مجرد ( بياع كلام ) كما يقال عندنا . وقد حاول اتباعه ثنيه عن وجهته هذه طالبين منه التزام الصمت واختيار المنفى بديلاً من اجل انقاذ حياته . يجيب سقراط الحياة الرديئة لا تستحق العيش .
حكم على سقراط بالإعدام بنبتة الشوكران الأبقع السامة عام 399 قبل الميلاد بتهمة عدم احترام الآلهة الأثينية وافساد الشباب الاثيني فقبل فيلسوفنا هذا الحكم برحابة صدر بدلاً من القبول بالهرب الى المنفى . اشتهر سقراط بغرابيله ( المناخل) الثلاثة وهي  :
جاء رجل الى سقراط وهو مضطرب :
الرجل : اسمع يا سقراط بما انك صديقي يجب ان احكي لك .
سقراط : تريث هل مررت ما تود قوله عبر الغرابيل الثلاثة .؟
الرجل : الغرابيل الثلاثة /
سقراط : نعم يا صديقي ثلاثة غرابيل الاول غربال الحقيقة . هل فحصت كل ما ستقوله ووضعته على محك الغربال الاول .
الرجل : لا انني سمعته يحكي …
سقراط : حسناً لكن بدون شك قد تكون قد وضعته في الغربال الثاني غربال الطيبوبة فحتى وان كان ما يود قوله ليس صحيحاً هو على الاقل شيء طيب او صالح .
الرجل : لا انه بالعكس.
سقراط : اذا كان ما تود قوله لي ليس بالصحيح ولا بالطيب فهو نافع .
الرجل : ليس بالفعل .
سقراط : اذا كان ما تريد قوله لي ليس بالصحيح ولا بالطيب ولا بالنافع ، إنسه ولا تهتم به اكثر مني .
لو تأملنا جيداً بالتفكير السليم والمنطق السديد الذي ينضح به عقل فيلسوف اثينا ، وحكمته وفطنته وحصافته في الرد على السائل الذي يعتمد على السمع دون بقية الادوات المعرفية وتجاهل الطرق الاخرى للاحاطة بالحدث والذي نشبهه نحن احياناً كثيراً .لتجنبنا انفسنا وعوائلنا ومجتمعنا مشاكل هي في غنى عنها . كثير من البيوت خربت وأسر تفككت وعلاقات قطعت جراء سموم النميمة والدسيسة والنفاق التي ينفثها بعض اصدقاء السوء والتي كثيراً ما تجد لها ارض خصبة واذان صاغية من قبل بعض الناس الذي يتسمون بسرعة التصديق وعدم التروي في الحكم ودون التأكد من صحة المعلومة ، والنتيجة تكون كارثية .

 

6
                    رحيل أسطورة التنوير العربي
                                 سيد القمني
                      عمانوئيل يونان الريكاني / سدني/ العراق
توفي الكاتب والمفكر والباحث الإسلامي ( المصري الجنسية ) سيد القمني ، يوم الأحد ، السادس من فبراير عن عمر ناهز الخامسة والسبعون عاماً بعد صراع مع المرض ، وقد قال الكاتب المصري الدكتور خالد منتصر على التويتر " وداعاً سيد القمني ".
ولد سيد القمني في 13 مارس ( أذار ) 1947 بمدينة الواسطى في محافظة بني سويف ، جنوب القاهرة ، وتناولت أعماله الأكاديمية مواضيع شائكة في التاريخ الإسلامي ومناطق ملغومة في الفكر الديني.
يعتبر القمني قامة أدبية كبرى وعلم من أعلام الفكر المستنير ويستحق بجدارة لقب الأب الروحي لكل التنويريين العرب ، لاتسامه بجرأة لا مثيل لها وشجاعة قلة نظيرها في نقد الاديان كافة والتراث الإسلامي بشكل خاص ، وكسره كل الخطوط الحمراء وتحطيمه أصنام المحرمات واختراقه جميع التابوهات التي سجنت فيها عقل المسلم في فقه القرون الوسطى الآسن وعطلت لديه ملكة النقد والتفكير ومنعته من اللحاق بالركب الحضاري .
وقام بتعرية التراث الإسلامي بشدة وتفكيك الخطاب الديني التقليدي امام نور العقل وضياء المعرفة وتبيان عجزه وعدم صلاحيته في التأقلم مع قيم الحداثة وروح العصر  طالما ينادي أنصاره بأنه صالح لكل زمان ومكان .
لقد نادى بإقامة دولة مدنية ونشر ثقافة العلمانية والديمقراطية والحرية والمساواة بين الرجل والمرأة والمواطنة والعدالة الاجتماعية وعدم التفريق بين الناس على اساس الدين ، وابعاد الدين من الفضاء العام وحصره في المجال الشخصي وان يكون الولاء للوطن لاغير . هذه القضايا المثيرة للجدل جعلته يصطدم بالإسلام السياسي وهو في أوج قوته لأنها تتعارض مع أطروحاته الفكرية المتخلفة التي لا تصلح لزماننا الحاضر . لقد تم تكفيره واعتباره مرتد , وأستلم رسائل تهديد كثيرة من جماعات اسلامية مختلفة إن لم يتوقف عن نهجه هذا في الكتابة .
إن مشروع القمني الفكري الذي من اجله خاض معركة شرسة وحرب ضروس ضد الإسلاميين تشهد عليها كتبه وكتيبته ومقالاته ومناظراته  ولقاءاته في قنوات الفضائية لها نكهة خاصة ولفتة تستحق التقدير . فهو لم يكن مثل كثيرين غيره يهاجم وهو يعيش في الخارج بل كان يتكلم من الداخل في قلب بلده مصر والذئاب تحيط به من كل الجهات ، الأزهر وأمن الدولة والتيار العام . لكن لم يكن يخاف من قول الحقيقة التي يؤمن بها والتي نذر حياته من اجل الدفاع عنها مهما كان الثمن باهض . أنه مثقف من الطراز الاول ويأبى ان يكون بوق من ابواق المؤسسة الدينية الفاشية والنظام السياسي الفاسد كما هو حال كثيرين من المحسوبين على الثقافة . لقد كانت حياته على كف عفريت ( مثل مصري) ، ففي اي وقت يستطيع اي مسلم عادي متشدد قتله بتهمة التكفير  دون عقوبة عادلة غير حكم بسيط كم شهر على الارض ومكافئة ثمينة في السماء . مع هذا الخطر المحدق به لكن صمد كالجبل الشامخ لم تهزه رياح الجبن والغدر العاتية .
أعتبره البعض باحثاً في التاريخ الإسلامي من وجهة نظر ماركسية ولدى البعض الأخر صاحب افكار اتسمت بالجرأة في تصديه لفكر جماعات الإسلام السياسي ، بينما يعتبر سيد القمني نفسه من اتباع " فكر المعتزلة " .
فاز القمني بجائزة الدولة المصرية التقديرية في العلوم الاجتماعية في 2009 , الأمر الذي قوبل برفض الإسلاميين ، معتبرين انها منحت لشخصية تسيء للذات الإلهية وللدين الإسلامي.
من ابرز كتبه : حروب دولة الرسول ( جزئين ) ، الحزب الهاشمي ، الدولة الإسلامية والخراب العاجل ، الدولة المسلمة للخلف در ، الفاشيون والوطن ، الأسطورة والتراث ، النبي ابراهيم والتاريخ المجهول ، النبي موسى ايام تل العمارنة ، النسخ في الوحي ، انتكاسة المسلمين الى الوثنية ، صحوتنا لا بارك الله فيها  ، قصة الخلق ، وأخيراً رب الزمان ، الصادر 1997 , الذي هز عرش الأزهر ، فهو من اشهر اعماله ، خاصة بعد ان صادره مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر ، وخضع بعده القمني لاستجواب في نيابة امن الدولة العليا ، حول " معاني الارتداد المتضمنة في كتابه ".
في " الغرب الكافر " يتم تكريم العلماء والفلاسفة والمفكرين والفنانين والقادة  السياسيين وكل الذين خدموا الانسانية ، من خلال إقامة تماثيل لهم او اطلاق اسمائهم على شوارع او غيرها من الطرق  تقديراً لجهودهم الجبارة ووقتهم الثمين الذي ضحوا به من اجل خير البشرية ، وكي يبقوا ابداً في ذاكرة المجتمع الممتن منهم . اما في بلدان الجهل والظلام موت المثقف الناقم على الظلم والطغيان والثائر على العبودية والاستغلال يعتبر مصدر فرح جماعي وسعادة لا توصف وهو يوم الشماتة العالمي .
كل الاحرار حزانى على فقدان شخصية فكرية من العيار الثقيل مثل سيد القمني ، اما دجل الدين والخطباء المشعوذين مشغولين بتفاهاتهم وسخافاتهم وترهاتهم ،  هل يذهب الى الجنة ام الى النار ؟ هل يجوز الترحم عليه أم لا ؟ هل مات مؤمن أم كافر ؟ هل يجوز الصلاة عليه ام لا ؟ هل يدفن في مقابر المسلمين ام لا ؟. حقاً ينطبق عليهم المثل " عرب وين طنبورة وين" .
على الشامتين اقول لا انا بل أكثم بن صيفي التميمي في الشماتة لؤم:
إذا ما الدهر جر على اناسٍ
كلاكله أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا
سيلقى الشامتون كما لقينا

نم قرير العين يا ابا ايزيس لترقد روحك بسلام ان كان جسدك غاب عن ناظرينا ففكرك حي يعيش فينا.

7
المسكوت عن المثلية الجنسية في التاريخ الإسلامي
                   عمانوئيل يونان الريكاني/عراق/سدني
  رفع معلم أثناء الدرس قطعة قماش بيضاء اللون في وسطها نقطة حبر أزرق متناهية في الصغر، سائلاً تلاميذه ما الذي يرونه أمامهم ؟ فكانت إجابة الجميع واحدة بدون أستثناء وهي النقطة الزرقاء. وبخهم المعلم بشدة على هذه النظرة الضيقة قائلاً لهم لماذا ركزتم فقط على هذه البقعة الصغيرة تاركين المساحة الواسعة البيضاء في القماش؟.
هذا المثل يعكس تماماً نظرة كثير من العرب والمسلمين (بدون تعميم ) إلى الحضارة الغربية. ويرونها من خلال نظارة الشعور بالنقص والنرجسية الجماعية والهزيمة الحضارية . فبالرغم من التقدم الهائل والجنوني في كافة العلوم والمعارف والتكنولوجيا والتي قدمت خدمات جمة لا تعد ولا تحصى الى البشرية جمعاء في كل مجالات الحياة . لكن يبقى تلسكوب الإفلاس الفكري والثقافي للعرب والمسلمين يبحث عن ثقوب سوداء في سماء هذه الحضارة للتقليل من شأنها والحط من قيمتها ومن منطلق مبدأ نفسي ، تشويه الأخر يجعلني أرى نفسي جميلاً. أحدى هذه النقاط السوداء من وجهة نظرهم طبعاً أنتشار ظاهرة المثلية بكل أصنافها الثلاثة مثلي الجنس ، مثلية الجنس، وذو الميول المزدوجة . والذي قض مضجعهم أكثر هو زيادة الاعتراف بالمثليين وتواجدهم العلني والمساواة بحقوقهم الشرعية ، بما فيها حقوق الزواج ، التبني، العمل ، الخدمة العسكرية ، العناية الطبية ، وكذلك سن تشريعات تكافح التنمر لتحمي القاصرين المثليين.
بينما في مجتمعاتهم التي تكاد تنعدم فيها حقوق الأنسان لا تعرف غير لغة الشجب والاستنكار  والاستياء وإنزال أقصى العقوبات قد تصل في بعض الدول إلى درجة الاعدام على هذا السلوك المحرم شرعاً وقانوناً وغير مقبول ثقافياً واجتماعيا.
كل الحضارات الإنسانية والأديان الإبراهيمية ، مثل اليهودية والمسيحية والإسلام ، تعارض بشكل عام المثلية الجنسية وتعتبرها خطيئة، وسلوك شاذ، وعمل مشين، في نصوص موجودة في كتبهم المقدسة لا مجال هنا لذكرها، ومع ذلك هناك تقبل لها من قبل بعض رجال الدين وبعض الطوائف،
تعتبر في الدول المتقدمة المصطلحات : شاذ جنسياً ، لوطي ، سحاقية ، مصطلحات مسيئة ، يتم أستخدامها لإهانة المثليين .
لقد تم أعتبار السلوك المثلي أسلوب حياة بعد صولات وجولات العلم في هذا المجال وتحريره من قبضة الألقاب المسيئة ذات الدلالات الثقافية والإجتماعية والدينية التقليدية , بالرغم من خلاف بين العلماء وعدم اجماعهم فيما اذا كان لهذا السلوك اساس جيني أم لا ."في العلم والطب لا يعتبر التوجه الجنسي اختياراً ، وإنما تفاعلاً معقداً لعوامل بيولوجية وبيئية . ورغم وجود أعتقاد شائع بأن السلوك المثلي هو شذوذ او  إختلال. فقد أظهرت الأبحاث أن المثلية الجنسية هي إحدى التنوعات الطبيعية في الميول الجنسية الإنسانية . وأنها بذاتها لا تشكل مصدراً للمؤثرات النفسية السلبية على الفرد المثلي . لقد لوحظ ووثق السلوك الجنسي المثلي أيضاً لدى أنواع مختلفة من الحيوانات ." ويكيبديا.
كالعادة يعتبر العرب والمسلمين المثلية الجنسية بضاعة فاسدة مستوردة من الغرب دخيلة على مجتمعاتهم المثالية الخالية من اي نقص أخلاقي كما يتوهمون .
اشبه موقفهم من العالم الغربي ببعض ربات البيوت أثناء التنظيف يدفعون بالأوساخ والقاذورات تحت السجادة وأمام أعين الناظرين مظهرين النظافة. هذا هو الحال مع تاريخهم يظهرون النقاط المضيئة ويخفون ما لا يروق لهم .لكن النبش في كتب التراث ودواوين الشعر العربي والحفر تحت ركام سير الخلفاء والأمراء سترى العجائب والغرائب وما لذ وطاب من " اللواط" والشذوذ الجنسي . فالذي بيته من زجاج لا يضرب الناس بالحجارة كما يقول المثل .
سنستعرض في عجالة ابيات بعض الشعراء المشهورين وشخصيات ذو وزن ثقيل أصيبوا بهذا الوباء في العصر الأموي والعباسي دون التطرق الى غيرها التي لم تكن احسن حال .
ربط البعض بين ما ورد في القرآن عن " الولدان المخلدون" ، " ويطوف عليهم ولدان مخلدون اذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثورا " ( الانسان:19). وقوله تعالى: " يطوف عليهم ولدان مخلدون " ( الواقعة :17) . وبين فرضية معرفة العرب بالمثلية ، إلا كيف يأتي القرآن بذكر  " الولدان المخلدون " وتعني الغلمان المرد الذين لا يكبرون او يشيخون ). بالرغم من أختلاف المفسرين حول هويتهم من يكونون لكن يتفقون على وظيفتهم وهي خدمة المؤمنين في الجنة . لكن بريق مواصفاتهم لا يستبعد ان يكون وجودهم للاستمتاع الجنسي ، لا أظن الجنة في ظل حور العين تحتاج إلى نادل .
لقد مارس المثلية الجنسية علية القوم ، أشرافهم وصفوتهم وارفعهم قدراً ، أمراء المؤمنين ، خلفاء مسلمين ، شعراء ، أدباء، كتاب، قضاة، فقهاء، قادة جيوش.
الخليفة الأموي هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك الذي قال عنه الذهبي في كتاب " تاريخ الإسلام" إنه اشتهر " بالخمر واللواط".
ويحكى إن الخليفة الأمين بن هارون الرشيد كان متيماً بأحد الغلمان ويدعى كوثر وأنشد فيه شعراً يقول " كوثر ديني ودنياي وسقمي وطبيبي/ اعجز الناس الذي يلحى محباً في حبيب ".
كذلك امتلك الخليفة المتوكل عشيقاً أسمه شاهك . يروي المسعودي في كتابه" مروج الذهب " ان الخليفة المعتصم كان يحب جمع الأتراك وشراءهم  عن ايدي مواليهم .
وفي ولاية المأمون أشتهر القاضي يحي بن أكثم ، قاضي القضاة ، الى جانب علمه الديني ينسب اليه شعر يتغزل فيه بشابين ، وتم عزله بسبب هذه الأبيات . وقد أنشد فيه ابو نواس " انا الماجن اللوطي ديني واحد / وأني في كسب المعاصي لراغب / ادين بدين الشيخ يحي بن أكثم / وأني لن يهوى لزنا عجاب ".
جاء في كتاب نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب التيفاشي:
في العصر العباسي كان " للواط أسواق"  روي ان غلاماً من حمص فر الى بغداد ، وفيها رأى كثرة الإجارة فمارس البغاء. وعندما راسلته أمه لكي يعود بهدف إنشاء طاحونة له في حمص ، كتب إليها : يا أماه إن استاً " مؤخرة " بالعراق خير من طاحونة حمص .ص153.
قال بعض اللاطة :
رفعت غلاماً صوفياً، فكنت كلما أولجته فيه قال : ( استغفر الله) ، فإذا أخرجته يقول كذلك إلى أن فرغنا ، فقلت له : ( لم تفعل ذلك ؟ ) ، فقال : ( إدخالك إياه سيئة ، وإخراجك إياه سيئة. وقولي " استغفر الله " حسنة ، وقد قال الله تعالى ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) . فأقوم وليس لي ذنب. ص157 نفس المرجع .
سأل احد النخاسين ابي نواس لماذا يفضل الغلمان على الجواري فقال:
من كان تعجبه الأنثى ويعجبها
من الرجال ، فإني شفتي ذكر
فوق الخماسي لماطر شاربه
خص النبات خلا من جلدة الشعر
لم يخن من كبر عما يراد به
من الامور ، ولا ازرى به الصغر. ص168: نفس المرجع.
يقول الشاعر ابو نواس 145-198هـ 762 - 813 م والذي هو أشهر من نار على علم في عشق الغلمان وشيخ شعراء المجون .
يا معشر اللوام عذبتموني ملاما
فليت هذه الفعال الحرام طابت وداما
يا مضن يقول الغواني أحلى جني والتزاما
خذ النساء ودع لي مما يلدن غلاما
شرطي المراهق منهم قد قارب الاحتلاما
ويقول ابو نواس ايضاً في احدى قصائده :
ما استكمل اللذات إلا فتى
يشرب والرد ندماه
هذا يفديه وهذا اذا
ناوله القهوة حياه
وكلما اشتاق الى قبلة
من واحد ألثمه فاه
سقياً لدهر كنت فيه لهم
معاشراً ما كان احلاه
نشربها صرفاً ولم نقترع
وشرطنا من نام نلناه
وايضاً في قصيدة مشهورة :
دع عنك لومي فإن اللوم أغراء
وداوني بالتي كانت هي الداء
صفراء لا تزل الاحزان ساحتها
او مسها حجر مسته سراء
من كف ذات حر في زي ذي ذكر
لها محبان لوطي وزنا
يقول ابن ابي البغل " إلا فالصغار ألذ طعماً ، واحلى ان اردت بهم فعالاً".
يقول ابن الرومي: افسدت توبتي غلام / غصن ناعم وبدر قام .
ويقول شاعر مجهول : انما الدنيا طعام ومدام وغلام / فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام .
امتدح ابو نواس المثلية في شعره ، وكثير منه ماجن ويسمى الاعضاء الجنسية بمسمياتها ، الى حد انه انشد لأبي عبيدة النحوي وهو محب أخر للغلمان : صلى الله على لوط وشيعته / ابا عبيدة قل بالله : آمينا لأنت عندي بلا شك زعيمهم / منذ احتلمت ومذ جاوزت الستينا .
ليس غايتنا الطعن في التاريخ الإسلامي بل سبر أغوار الماضي وإماطة اللثام عن الحقائق التاريخية المخفية عن عامة الناس . المثلية الجنسية لا ولم تكن يوماً حكراً على مجتمع دون أخر لا قديماً ولا حديثاً ، فهي موجودة في كل الحضارات والعصور .
وفي أوج الحضارة الإسلامية كان هناك الى حد ما تمتع بالحريات وكانت منتشرة في كل مكان محلات بيع الخمور والحانات والملاهي والغلمان فهي جزء من الحياة الاجتماعية وكانت مسألة عادية لم يكن هناك سخط شعبي منها . الحق يقال المسلمين  انذاك كانوا اكثر تسامح وتساهل من المسلمين المعاصرين المتشددين الذين يريدوا ان يفرضوا على الحياة لون واحد ودين واحد وزي واحد وفكر واحد لا مجال فيه للتعدد والتنوع .
وفي مسك الختام ان المثلية الجنسية شئنا أم أبينا منتشرة في كل المجتمعات كالنار في الهشيم واعدادهم يتزايد يوماً بعد يوم ، وهي من الانتشار والشيوع والتفشي لا تنفع معهم لغة القمع والردع والزجر لأنه سلوك لا انساني ولا حضاري. تحريمها دينياً وتجريمهاً قانونياً لا يمكن القضاء عليهم ولا أزالتهم من الوجود . فالواقع الاجتماعي اصدق انباءً من نص شرعي وبند قانوني. الحل الأمثل والاكثر انسانية هو احتوائهم والتعامل معهم بليونة لا صلابة بنعومة لا جلافة .
مهما كانت نظرتنا الى هذا السلوك ، خطيئة ، مرضى ، سبب مجهول ، وقد لا يروق لنا هذا الفعل متأثرين بخلفيتنا الأخلاقية والدينية ، لكن ليس لنا الحق في مصادرة حريتهم وسلب حقهم في العيش كما يحلو لهم لا حسب قناعتنا الشخصية .
تذكرني هنا مقولة فولتير " قد أختلف معك في الرأي ولكني مستعد ان ادفع حياتي ثمناً لحقك في التعبير عن رأيك ".
ان عظمة الحضارة الغربية تكمن في انها تظم كل المتناقضات ، المتدين وغير المتدين المؤمن والملحد المغاير والمثلي . هؤلاء جميعاً تختلف نظرتهم عن الانسان والمجتمع والكون بعضهم عن بعض لكن تجمعهم هوية واحدة وهي المواطنة .





المسكوت عن المثلية الجنسية في التاريخ الإسلامي
                   عمانوئيل يونان الريكاني/عراق/سدني
  رفع معلم أثناء الدرس قطعة قماش بيضاء اللون في وسطها نقطة حبر أزرق متناهية في الصغر، سائلاً تلاميذه ما الذي يرونه أمامهم ؟ فكانت إجابة الجميع واحدة بدون أستثناء وهي النقطة الزرقاء. وبخهم المعلم بشدة على هذه النظرة الضيقة قائلاً لهم لماذا ركزتم فقط على هذه البقعة الصغيرة تاركين المساحة الواسعة البيضاء في القماش؟.
هذا المثل يعكس تماماً نظرة كثير من العرب والمسلمين (بدون تعميم ) إلى الحضارة الغربية. ويرونها من خلال نظارة الشعور بالنقص والنرجسية الجماعية والهزيمة الحضارية . فبالرغم من التقدم الهائل والجنوني في كافة العلوم والمعارف والتكنولوجيا والتي قدمت خدمات جمة لا تعد ولا تحصى الى البشرية جمعاء في كل مجالات الحياة . لكن يبقى تلسكوب الإفلاس الفكري والثقافي للعرب والمسلمين يبحث عن ثقوب سوداء في سماء هذه الحضارة للتقليل من شأنها والحط من قيمتها ومن منطلق مبدأ نفسي ، تشويه الأخر يجعلني أرى نفسي جميلاً. أحدى هذه النقاط السوداء من وجهة نظرهم طبعاً أنتشار ظاهرة المثلية بكل أصنافها الثلاثة مثلي الجنس ، مثلية الجنس، وذو الميول المزدوجة . والذي قض مضجعهم أكثر هو زيادة الاعتراف بالمثليين وتواجدهم العلني والمساواة بحقوقهم الشرعية ، بما فيها حقوق الزواج ، التبني، العمل ، الخدمة العسكرية ، العناية الطبية ، وكذلك سن تشريعات تكافح التنمر لتحمي القاصرين المثليين.
بينما في مجتمعاتهم التي تكاد تنعدم فيها حقوق الأنسان لا تعرف غير لغة الشجب والاستنكار  والاستياء وإنزال أقصى العقوبات قد تصل في بعض الدول إلى درجة الاعدام على هذا السلوك المحرم شرعاً وقانوناً وغير مقبول ثقافياً واجتماعيا.
كل الحضارات الإنسانية والأديان الإبراهيمية ، مثل اليهودية والمسيحية والإسلام ، تعارض بشكل عام المثلية الجنسية وتعتبرها خطيئة، وسلوك شاذ، وعمل مشين، في نصوص موجودة في كتبهم المقدسة لا مجال هنا لذكرها، ومع ذلك هناك تقبل لها من قبل بعض رجال الدين وبعض الطوائف،
تعتبر في الدول المتقدمة المصطلحات : شاذ جنسياً ، لوطي ، سحاقية ، مصطلحات مسيئة ، يتم أستخدامها لإهانة المثليين .
لقد تم أعتبار السلوك المثلي أسلوب حياة بعد صولات وجولات العلم في هذا المجال وتحريره من قبضة الألقاب المسيئة ذات الدلالات الثقافية والإجتماعية والدينية التقليدية , بالرغم من خلاف بين العلماء وعدم اجماعهم فيما اذا كان لهذا السلوك اساس جيني أم لا ."في العلم والطب لا يعتبر التوجه الجنسي اختياراً ، وإنما تفاعلاً معقداً لعوامل بيولوجية وبيئية . ورغم وجود أعتقاد شائع بأن السلوك المثلي هو شذوذ او  إختلال. فقد أظهرت الأبحاث أن المثلية الجنسية هي إحدى التنوعات الطبيعية في الميول الجنسية الإنسانية . وأنها بذاتها لا تشكل مصدراً للمؤثرات النفسية السلبية على الفرد المثلي . لقد لوحظ ووثق السلوك الجنسي المثلي أيضاً لدى أنواع مختلفة من الحيوانات ." ويكيبديا.
كالعادة يعتبر العرب والمسلمين المثلية الجنسية بضاعة فاسدة مستوردة من الغرب دخيلة على مجتمعاتهم المثالية الخالية من اي نقص أخلاقي كما يتوهمون .
اشبه موقفهم من العالم الغربي ببعض ربات البيوت أثناء التنظيف يدفعون بالأوساخ والقاذورات تحت السجادة وأمام أعين الناظرين مظهرين النظافة. هذا هو الحال مع تاريخهم يظهرون النقاط المضيئة ويخفون ما لا يروق لهم .لكن النبش في كتب التراث ودواوين الشعر العربي والحفر تحت ركام سير الخلفاء والأمراء سترى العجائب والغرائب وما لذ وطاب من " اللواط" والشذوذ الجنسي . فالذي بيته من زجاج لا يضرب الناس بالحجارة كما يقول المثل .
سنستعرض في عجالة ابيات بعض الشعراء المشهورين وشخصيات ذو وزن ثقيل أصيبوا بهذا الوباء في العصر الأموي والعباسي دون التطرق الى غيرها التي لم تكن احسن حال .
ربط البعض بين ما ورد في القرآن عن " الولدان المخلدون" ، " ويطوف عليهم ولدان مخلدون اذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثورا " ( الانسان:19). وقوله تعالى: " يطوف عليهم ولدان مخلدون " ( الواقعة :17) . وبين فرضية معرفة العرب بالمثلية ، إلا كيف يأتي القرآن بذكر  " الولدان المخلدون " وتعني الغلمان المرد الذين لا يكبرون او يشيخون ). بالرغم من أختلاف المفسرين حول هويتهم من يكونون لكن يتفقون على وظيفتهم وهي خدمة المؤمنين في الجنة . لكن بريق مواصفاتهم لا يستبعد ان يكون وجودهم للاستمتاع الجنسي ، لا أظن الجنة في ظل حور العين تحتاج إلى نادل .
لقد مارس المثلية الجنسية علية القوم ، أشرافهم وصفوتهم وارفعهم قدراً ، أمراء المؤمنين ، خلفاء مسلمين ، شعراء ، أدباء، كتاب، قضاة، فقهاء، قادة جيوش.
الخليفة الأموي هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك الذي قال عنه الذهبي في كتاب " تاريخ الإسلام" إنه اشتهر " بالخمر واللواط".
ويحكى إن الخليفة الأمين بن هارون الرشيد كان متيماً بأحد الغلمان ويدعى كوثر وأنشد فيه شعراً يقول " كوثر ديني ودنياي وسقمي وطبيبي/ اعجز الناس الذي يلحى محباً في حبيب ".
كذلك امتلك الخليفة المتوكل عشيقاً أسمه شاهك . يروي المسعودي في كتابه" مروج الذهب " ان الخليفة المعتصم كان يحب جمع الأتراك وشراءهم  عن ايدي مواليهم .
وفي ولاية المأمون أشتهر القاضي يحي بن أكثم ، قاضي القضاة ، الى جانب علمه الديني ينسب اليه شعر يتغزل فيه بشابين ، وتم عزله بسبب هذه الأبيات . وقد أنشد فيه ابو نواس " انا الماجن اللوطي ديني واحد / وأني في كسب المعاصي لراغب / ادين بدين الشيخ يحي بن أكثم / وأني لن يهوى لزنا عجاب ".
جاء في كتاب نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب التيفاشي:
في العصر العباسي كان " للواط أسواق"  روي ان غلاماً من حمص فر الى بغداد ، وفيها رأى كثرة الإجارة فمارس البغاء. وعندما راسلته أمه لكي يعود بهدف إنشاء طاحونة له في حمص ، كتب إليها : يا أماه إن استاً " مؤخرة " بالعراق خير من طاحونة حمص .ص153.
قال بعض اللاطة :
رفعت غلاماً صوفياً، فكنت كلما أولجته فيه قال : ( استغفر الله) ، فإذا أخرجته يقول كذلك إلى أن فرغنا ، فقلت له : ( لم تفعل ذلك ؟ ) ، فقال : ( إدخالك إياه سيئة ، وإخراجك إياه سيئة. وقولي " استغفر الله " حسنة ، وقد قال الله تعالى ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) . فأقوم وليس لي ذنب. ص157 نفس المرجع .
سأل احد النخاسين ابي نواس لماذا يفضل الغلمان على الجواري فقال:
من كان تعجبه الأنثى ويعجبها
من الرجال ، فإني شفتي ذكر
فوق الخماسي لماطر شاربه
خص النبات خلا من جلدة الشعر
لم يخن من كبر عما يراد به
من الامور ، ولا ازرى به الصغر. ص168: نفس المرجع.
يقول الشاعر ابو نواس 145-198هـ 762 - 813 م والذي هو أشهر من نار على علم في عشق الغلمان وشيخ شعراء المجون .
يا معشر اللوام عذبتموني ملاما
فليت هذه الفعال الحرام طابت وداما
يا مضن يقول الغواني أحلى جني والتزاما
خذ النساء ودع لي مما يلدن غلاما
شرطي المراهق منهم قد قارب الاحتلاما
ويقول ابو نواس ايضاً في احدى قصائده :
ما استكمل اللذات إلا فتى
يشرب والرد ندماه
هذا يفديه وهذا اذا
ناوله القهوة حياه
وكلما اشتاق الى قبلة
من واحد ألثمه فاه
سقياً لدهر كنت فيه لهم
معاشراً ما كان احلاه
نشربها صرفاً ولم نقترع
وشرطنا من نام نلناه
وايضاً في قصيدة مشهورة :
دع عنك لومي فإن اللوم أغراء
وداوني بالتي كانت هي الداء
صفراء لا تزل الاحزان ساحتها
او مسها حجر مسته سراء
من كف ذات حر في زي ذي ذكر
لها محبان لوطي وزنا
يقول ابن ابي البغل " إلا فالصغار ألذ طعماً ، واحلى ان اردت بهم فعالاً".
يقول ابن الرومي: افسدت توبتي غلام / غصن ناعم وبدر قام .
ويقول شاعر مجهول : انما الدنيا طعام ومدام وغلام / فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام .
امتدح ابو نواس المثلية في شعره ، وكثير منه ماجن ويسمى الاعضاء الجنسية بمسمياتها ، الى حد انه انشد لأبي عبيدة النحوي وهو محب أخر للغلمان : صلى الله على لوط وشيعته / ابا عبيدة قل بالله : آمينا لأنت عندي بلا شك زعيمهم / منذ احتلمت ومذ جاوزت الستينا .
ليس غايتنا الطعن في التاريخ الإسلامي بل سبر أغوار الماضي وإماطة اللثام عن الحقائق التاريخية المخفية عن عامة الناس . المثلية الجنسية لا ولم تكن يوماً حكراً على مجتمع دون أخر لا قديماً ولا حديثاً ، فهي موجودة في كل الحضارات والعصور .
وفي أوج الحضارة الإسلامية كان هناك الى حد ما تمتع بالحريات وكانت منتشرة في كل مكان محلات بيع الخمور والحانات والملاهي والغلمان فهي جزء من الحياة الاجتماعية وكانت مسألة عادية لم يكن هناك سخط شعبي منها . الحق يقال المسلمين  انذاك كانوا اكثر تسامح وتساهل من المسلمين المعاصرين المتشددين الذين يريدوا ان يفرضوا على الحياة لون واحد ودين واحد وزي واحد وفكر واحد لا مجال فيه للتعدد والتنوع .
وفي مسك الختام ان المثلية الجنسية شئنا أم أبينا منتشرة في كل المجتمعات كالنار في الهشيم واعدادهم يتزايد يوماً بعد يوم ، وهي من الانتشار والشيوع والتفشي لا تنفع معهم لغة القمع والردع والزجر لأنه سلوك لا انساني ولا حضاري. تحريمها دينياً وتجريمهاً قانونياً لا يمكن القضاء عليهم ولا أزالتهم من الوجود . فالواقع الاجتماعي اصدق انباءً من نص شرعي وبند قانوني. الحل الأمثل والاكثر انسانية هو احتوائهم والتعامل معهم بليونة لا صلابة بنعومة لا جلافة .
مهما كانت نظرتنا الى هذا السلوك ، خطيئة ، مرضى ، سبب مجهول ، وقد لا يروق لنا هذا الفعل متأثرين بخلفيتنا الأخلاقية والدينية ، لكن ليس لنا الحق في مصادرة حريتهم وسلب حقهم في العيش كما يحلو لهم لا حسب قناعتنا الشخصية .
تذكرني هنا مقولة فولتير " قد أختلف معك في الرأي ولكني مستعد ان ادفع حياتي ثمناً لحقك في التعبير عن رأيك ".
ان عظمة الحضارة الغربية تكمن في انها تظم كل المتناقضات ، المتدين وغير المتدين المؤمن والملحد المغاير والمثلي . هؤلاء جميعاً تختلف نظرتهم عن الانسان والمجتمع والكون بعضهم عن بعض لكن تجمعهم هوية واحدة وهي المواطنة .















8
            المجتمع العربي رهين المحبسين
                الأستبداد الديني والسياسي
                  عمانوئيل يونان الريكاني/ العراق/سدني
عانت المجتمعات القديمة والشعوب السالفة في الشرق والغرب بأشكال مختلفة وبدرجات متفاوتة من شتى أنواع القهر والظلم والجور وكل أصناف الأستعباد والذل والخنوع نتيجة أسوء تحالف وأردء تعاقد لف حبل الأستبداد والطغيان والأضطهاد حول رقبة الناس وهو بين الفقهاء والخلفاء وبين الوعاظ والسلاطين.
أستغل بعض رجال الدين (بدون تعميم طبعاً) سلطتهم بشكل سيء من خدام الناس إلى سيف مسلط على رقابهم، وذلك من خلال أحتكارهم تفسير النصوص الدينية والتلاعب بها حسب أهواءهم وبما يخدم مصلحتهم الشخصية ويحقق أهداف سادتهم. وفي الأدعاء كذباً في التكلم بأسم الله وإنهم نواب السماء على الأرض وبالتالي في السيطرة على عقول ونفوس الناس وسرقة أموال الفقراء وسلب منهم الطاعة العمياء.
ومن على منابرهم الدنسة يكيلون المديح والتبجيل والتمجيد للزعيم (بكل مسمياته) تصل الى درجة التأليه، ويطلقون عليهم ألقاب مقدسة ما أنزل بها الله من سلطان مثل: ظل الله على الأرض وناصر لدين الله أو خليفة الله …ألخ .ويحرمون الخروج على الحاكم الجائر حتى لو ظلم الرعية وسرق أموالهم تحت يافطة "سلطان ظلوم خير من فتنة تدوم" . وقد جاء في كتاب الفقيه والسلطان الكوثراني ،وجيه ، 2015: "السلطان ظل الله في أرضه، يأوى اليه كل مظلوم من عباده، فإذا عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر، وإذا جار كان له الأمر وعلى الرعية الصبر (ص28)".
بهذه المؤامرة القذرة والسياسة الرعناء بين رجال الدين والحكام المستبدين المدفوعة الثمن تم تبرير مظالمهم ومفاسدهم وإنحرافاتهم وأجهاض جنين الثورة والأنتفاضة من رحم (الرعية) . وبالتالي زعزعة الثقة بالنفس في القدرة والأمكانية الفردية والجماعية بتقرير المصير وتحسين الأوضاع.
على أعتبار أن المصائب والكوارث والنوائب حلت بهم أما قدر مكتوب او مصير محتوم او ابتلاء من رب العالمين لأختبار أيمانكم هكذا يتم تسكيت الناس. لكن يبقى لكل ظالم يوم والظلم مهما طال له نهاية هذه هي الدروس والعبر الذي تعلمناها من تاريخ كل الأمم.
وفي الغرب الصناعي أستفاق العقل من غفلته بعد سبات طويل وقامت ثورات علمية وصناعية في فترات متتالية فجرها عقول كبيرة وأدمغة جبارة من علماء وفلاسفة ومفكرين خاصة القرن السابع عشر الذي يعتبر بحق قرن العباقرة. وعلى رأسهم بيكون، نيوتن، غاليليو، كوبرنيكوس، ديكارت ، فولتير، روسو ، الذين مهدوا للثورة الفرنسية والأمريكية دون تجاهل دور الأصلاح الديني في القرن السادس عشر. بقلب الأوضاع رأساً على عقب وتغيير مجرى التاريخ وذلك في تحطيم بنى الأقطاع ومرجعية الكنيسة والحكم الألهي الأستبدادي.
وأحداث نقلة نوعية في حياة الشعوب من ظلمة العصور الوسطى الى عصر التنوير.
ورسموا بفرشاة العقل العلمي لوحة العالم الجديد ذي ألوان الفردية والديمقراطية والعلمانية والتسامح الديني وحقوق الأنسان الزاهية بعد طمس عالم الخرافات والشعوذات والخزعبلات القديم.
بالرغم من كل هذه الأنقلابات التاريخية والتحولات الحضارية  التي أتت مع رياح العولمة والتكنولوجيا محدثة تغييراً في البنى  الأقتصادية والأجتماعية والسياسية والدينية والأخلاقية والتي أرتقت بالأنسان والأنسانية لكن ما زال مجتمعنا العربي تتلاطمه أمواج الأضطهاد الديني والأستبداد السياسي ويعيش في غياهب القرون الوسطى ويأبى أن يخلع ثياب الماضي الرثى . فبالرغم من مظاهر التمدن الحياتية فهو لم يأخذ من الحداثة غير قشورها دون الفكر. والسبب الرئيسي هو البنى العميقة الراسخة للعقل العربي تتحكم به النزعة العصبية بكل تجلياتها القبلية والطائفية والمذهبية والدينية والتي تنخر كيانه وتتقيأ أي قيم حضارية معاصرة لذلك هناك أشكالية في تأقلم هذه الذهنية مع الحداثة.
لأن من خصائص تفكير العصبية ضيق الأفق والقطعية الأطلاقية والتحيز والأحكام المسبقة والطاعة العمياء للزعيم والولاء للأمة. لا يعترفون بكيان أسمه الوطن  والدولة فهي في عرفهم بضاعة مستوردة من (الغرب الكافر). يعيشون في وطن دون ان ينتمون اليه إلا شكلياً ولا يعيش في داخلهم أما الهوية الوطنية فهي هبل في ثوب جديد.
وكلنا نتذكر مقولة مهدي عاكف ( مرشد الأخوان المسلمين السابق) الشهيرة " طز في مصر وأبو مصر واللي في مصر". وأضاف إليه تصريح أخر لا يقل بجاحة عن الأول وهو أنه يفضل أن يحكم مصر مسلم من ماليزيا على أن يحكمها مصري قبطي.
 " تصبح النحن العصبية هي حدود أفقه الضيق ، وكل ما عداه غريب. إنها الخير المطلق والحق الذي لا يناقش ، والمثانة المثلثة ( الزعيم، الأعضاء، والنحت الجامعة) . وهو ما يفجر حالة النرجسية ( الافتتان بالذات) ، والهوية المغلقة ذات الطابع الواحدي الذي يخلو من كل تنوع. وهي ذاتها الهوية القاتلة ، التي تتجلى في أقصى حالات الأصولية والعنصرية والفاشية ".(الحجازي، العصبيات وآفاتها،2019 ص86 ).
وفي الختام لا يمكن ان ينهض المجتمع العربي ويقف على قدميه مسايراً بقية الشعوب المتقدمة إلا بأصلاح ديني وسياسي جذري وحقيقي لا شكلي وسطحي يكون فيها الدين والسياسة في خدمة الأنسان وليس العكس . كل فرد يحتاج الى دين الحب والأنسانية لا دين التسلط والتعسف والقهر ونظام سياسي معاصر نكون فيها مواطنين لا رعايا كما في الأنظمة الديكتاتوريةعندنا .هذا لن يتم إلا بالثورة على اللاوعي الجمعي وتطهيره من حمولته الفكرية العفنة وتركته التالفة الأتية من عصور الظلام " الخمر الجديدة لا توضع في زقاق عتيقة" وبعد ذلك إعادة بناء الذات الفردية والجماعية بأحجار الحرية والديمقراطية والمساواة والأخاء والمواطنة والتسامح.

9
       قراءة في كتاب حضارة السمكة الحمراء
                  عمانوئيل يونان الريكاني /سدني/العراق
في نيسان / إبريل 2019 صدر من منشورات غراسيه كتاب " حضارة السمكة الحمراء" ، 207 صفحة للأعلامي الفرنسي وعميد مدرسة الصحافة في كلية العلوم السياسية بباريس ، برونو باتينو . قام بترجمته وتقديمه الى العربية الكاتب وعالم النفس المعروف الدكتور مصطفى حجازي .
عنوان جميل يلفت النظر ويشد الأنتباه بالرغم من غموضه ، لكن ما أن تسقط عليه أشعة التصفح حتى يتبدد ضباب الإبهام والأرتباك وتنقشع غيوم الحيرة والغرابة وتنكشف روعته وعظمته . تكمن أهمية الكتاب في إنه يسلط الضوء على معضلة أجتماعية وأنسانية أفرزتها التكنولوجية الحديثة إن لم يتم حلها جذرياً تهدد مستقبل كل القاطنين على الكرة الأرضية . وتخاطب الأنسان المعاصر من كل الفئات وجميع الأعمار وخاصة الشباب منهم من ( كلاالجنسين ) بعد أن دق ناقوس خطر سيطرة وتحكم وأستحواذ العالم الرقمي وتقنيات التواصل الأجتماعي على عقولهم ومداركهم ، فهي مسألة نكون أو لا نكون ، أما الأدمان عليها وبالتالي تفريغ الكيان من العمق وتشييء الأنسان وتشويه أنسانيته ، أو التعامل معها بحكمة وفطنة وصواب ومن منطلق لا أفراط ولا تفريط.
هذا المشهد الحياتي هو الذي جعل الكاتب يشبه الجيل الحالي إلا ما ندر منه بالسمكة الحمراء في إناءها الزجاجي تكون عاجزة عن تركيز أنتباهها أكثر من 8 ثوانٍ  وبعدها تنتقل إلى شيء أخر ويبدء عالمها الذهني من الصفر من جديد . هكذا حال جيل الأنترنيت الذي لا يتعدى درجة أنتباهه 9 ثوانٍ
بفارق ثانية واحدة فقط عن السمكة الحمراء ، حتى يتشتت أنتباهه بين أشياء عديدة ومواضيع كثيرة دائراً في حلقة مفرغة من اللاتركيز ، الأمر الذي يصاب به بهشاشة نفسية وعقلية .
فأصبحت أذهاننا تدور حول ذاتها ، من التغريدات إلى فيديوهات اليوتيوب ، ومن رسائل السناب شات ( Snap) إلى الإيميلات ، ومن البث المباشر ( lives ) إلى المحفزات ( pushs) ، أو من التطبيقات إلى صفحات ملف الأخبار Newsfeeds ، وعلى غرار السمكة ، فأننا نظن أننا نكتشف عالماً جديداً في كل لحظة ، ولكن دون أن ننتبه إلى التكرار الجهنمي الذي تسجننا فيه واجهات المستخدم الرقمي الذي أوكلنا إليها موردنا الأكثر قيمة ، أي : وقتنا .
لا بل هناك بعض الأفراد وصل الهوس بهم أنهم يضحون بنومهم العميق وراحتهم وبالتالي صحتهم
خوفاً أن تفوتهم رسالة ما من هاتفهم المحمول ، ويطلق على أولئك الذين يعانون من الذعر بأزاء أبتعادهم حتى ولو لحظة عن هاتفهم المحمول تسمية نوموفوبيا Nomophobia ( خوف البقاء من دون محمول ) . بينما يدل تعبير Phnubbing على التعلق بالهاتف المحمول والتركيز عليه وتجاهل وحتى أزدراء كل الذين يشاركونه الجلسة أو السهرة من الزملاء أو الأصدقاء أو الأحباب أو أعضاء الأسرة بينما هم يخاطبونه.
ومن الهشاشات العقلية :فصام الشخصية: هؤلاء كالممثلين على المسرح ادوارهم غير شخصهم في الحقيقة ، وهم على الشبكات موسوعة  في العلم والأدب والشعر والفن التشكيلي والموسيقى لكن على ارض الواقع هم أرباب الجهل والتخلف ،وأمام هذه الهويات المتباينة والذوات المتعددة لا يعرفون موقعهم بالضبط وبالتالي تعصف بهم رياح الكآبة والهم والغم.
متلازمة القلق : أكثر شيوعاً من الهشاشات العقلية وهي أستعراض لحظات الوجود مهما كانت تافهة على مدى الشاشات والخوف الدائم والقلق من أنها لا تنال رضى الأخرين ولا تثير ردود فعل كافية مما يجعل المستخدم يغامر بلقطات تلفت النظر من اجل مزيد من اللايكات وكثيرين دفعوا حياتهم ثمن تهورهم أما سقطوا من بنايات عالية أو جبال شاهقة أو أي حادث أخر .
إن تركيز هذا الجيل على الحياة الرقمية لا الواقعية وعلى العالم الأفتراضي لا الحقيقي أصاب لغة الحوار والنقاش والتواصل بين أعضاء الأسرة الواحدة بالجفاف والقطيعة أحياناً  مما سبب تضخم الشعور بالوحدة والعزلة والأنغلاق على الأنا وأضطراب الأندماج الأجتماعي .
الرابح الأكبر والمستفاد الأعظم من هذا المشهد العالمي هم أغنياء وادي السيليكون Silicon Valley ( منطقة في الجزء الجنوبي من خليج " سان فرانسيسكو" شمال كاليفورنيا الأمريكية ) . وهو مسقط رأس عمالقة التكنولوجيا العالمية غوغل، آبل، فيسبوك، أمازون، مايكروسوفت Gamfa وغيرها من الشركات. فخيوط اللعبة بأيديهم يعيدون تشكيل البشرية كما يشاؤون وعلى هواهم . وبما يخدم مصالحهم ويدر عليهم بأرباح خيالية . فكل واحد منهم يملك عشرات المليارات من الدولارات. لقد خلقت الأمبراطوريات الأقتصادية عبودية من نوع جديد ، بأصرار لا يلين ، ويكمن في قلب هذه المنظومة الرقمية ، وفي قلب حياتنا اليومية ، مشروع خفي : إنه أقتصاد الأنتباه المرتكز على زيادة إنتاجية وقت المشاهدة بغية أستخراج المزيد من القيمة الربحية.
من نافل القول إن كل أختراع بشري هو سلاح ذو حدين فيه الإيجابي والسلبي محاسن ومساوئ مزايا وعيوب هذا يتوقف على الأنسان نفسه لأنه في حالة أسيء استعماله لأغراض أنانية نفعية يمكن ان يتحول إلى صندوق باندورا ( يتضمن كل شرور البشرية / أسطورة أغريقية)، يكون هو أول ضحاياه.
إن التكنولوجيا الحديثة شئنا أم أبينا هي جزء من حياتنا وهويتنا ولغتنا ووسائل الأتصال. وقدمت فوائد كثيرة وخدمات جمة للبشرية جمعاء في كل المجالات العملية والعلمية ، في الأتصالات والنقل والتعليم والتصنيع والتجارة، عادت بالنفع للفرد والمجتمع. وقامت أيضاً بتسهيل عملية التواصل والتخاطب والتجمع الأنساني . وقدمت التقنية في عالم الترفيه والأعلام والأنترنيت وأجهزة التلفاز وألعاب الفيديو وأجهزة الراديو والستالايت. وقدمت ايضاً الكتب الألكترونية مجاناً من اجل نشر العلم والمعرفة. أي بأختصار إن الفضاء السيبراني cyberspace قلب حياتنا رأساً على عقب وأعاد تشكيل خارطتنا الفكرية والجغرافية والأجتماعية والحضارية.
الحل الأمثل ليس في الهروب الى الماضي ولا بالبكاء على أطلال الأمس هذه أساليب سلبية لا تجدي نفعاً فنحن ( اولاد النهاردة) ويجب عيش اللحظة بكل تاريخيتها وأجتماعيتها. ولا ان نعتبر هذا الواقع قدر محتوم لا حول لنا ولا قوة بتغييره .بل نحن نملك زمام أمورنا وللخروج من عنق الزجاجة يتم من خلال السيطرة على حياتنا وعلى وقتنا وعلى حريتنا، يتعين علينا من الآن فصاعداً الهروب من المثيرات الالكترونية بغية أستعادة ذواتنا بكل بساطة ، بمعنى أن ننقطع عن الشبكات ، كي نتمكن أخيراً من الوجود في العالم من جديد . ولكن الرهان لا يتمثل في الأختفاء ، أو في رفض أمكانات المجتمع الرقمي الخارقة للعادة . إذ يتعين علينا ببساطة ، ان نفهم ان الحرية تمارس من خلال السيطرة على الذات. إن هذه السيطرة لا تتطلب فرط التقشف ، إنما بكل بساطة الأعتدال.
في ظل هذه الأزمة التي تهدد كياننا الأنساني ، ما أحوجنا إلى بروميثيوس جديد يسترد وقتنا الثمين التي سرقته الألهة الجديدة ، كي يتم فلترة حياتنا النفسية والعقلية والأجتماعية والروحية من شوائب التشتيت والتبديد والتناثر. كما كان بروميثيوس سابقاً من اجل حبه للبشر وعطفه عليهم سرق لهم نار  رغماً عن ألهة الأوليمب.

10
الجاني الحقيقي وراء الصور المسيئة لرسول الإسلام
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/سدني/العراق
بين الفينة والأخرى تنشر الصحف والمجلات الغربية صور مسيئة إلى رسول الإسلام مظهرةً إياه بشكل شخص إرهابي أو شهواني أو قاطع رؤوس ...إلخ من الصفات اللاأخلاقية واللاإنسانية المنسوبة إليه والتي تكون موضع سخرية وإستهجان  من قبلهم. الأمر الذي يثير حافظة المسلمين وتستفز مشاعرهم مما يلحق بنبيهم من إهانة وإذلال وإحتقار. والنتيجة المعروفة مسبقاً هي ردود أفعال لا عقلانية وأعتباطية وغوغائية تقوم بتحطيم وتدمير وتخريب أي شيء له صلة بالدولة التي قام أحد أفرادها بهذا الفعل المشين. وتعلو صيحاتهم وتصدح حناجرهم مطالبة بالوعيد والأنتقام والثأر ، ويتم صب جام غضبهم على بعض  الأبرياء وقتلهم والذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
كما حصل في فرنسا مؤخراً التي لا زالت حديث الساعة وشرارتها لم تنطفيء ، وهو قطع رأس المعلم صمويل باتي 47 عاماً الذي عرض رسوماً كاريكاتيرية مثيرة للجدل للنبي محمد على تلاميذه ، القصد منه كان أن يهضموا جيداً مفهوم حرية التعبير لا غير  ويقال أنه طلب ممن لا يستطيع تقبل الموقف مغادرة الصف . ولقد أدى هذا القتل الوحشي للمعلم إلى صدمة في فرنسا وشارك عشرات الألاف في مسيرة من شتى أنحاء البلاد تكريماً لباتي ودفاعاً عن حرية التعبير .
وتم قتل الفاعل وهو رجل من الشيشان يدعى عبد الله إيه يبلغ من العمر 18 عاماً ، برصاص الشرطة بعد مقتل باتي بالقرب من مدرسته في كونفلانس سانت أونوروين ، إحدى ضواحي شمال غرب باريس . على أثر ما جرى قام أحد المتطرفين المسلمين بعملية إرهابية أبشع من قبلها في نيس وهي قتل ثلاثة أشخاص من بينهم أمرأة قطع رأسها . على خلفية هذه الأحداث الأرهابية صرح ماكرون وقال عبارته الشهيرة ( الأسلام في أزمة) .التي لم ترق للمسلمين والتي سيتلاعب بها الأسلام السياسي ويجندها بما تخدم مشاريعه العدوانية ، كأنه لم يقلها من قبله أحد ، علماً عشرات المفكرين المسلمين الأحرار قالوها بالفم المليان مثل ادونيس والدكتور خالد منتصر ورشيد ايلال وغيرهم تطول القائمة هنا لو أسترسلنا بها.كل أشكال الحياة والعيش الرغيد مفقود عندهم لا علمانية ولا حرية ولا ديمقراطية لا قيمة للأنسان وكرامة المرأة مهانة والعنف ضدها ساري والأمية عالية والفقر رهيب والخروب المذهبية والطائفية تفتك بهم بسبب الدين لأنه عقبة أمام التأقلم مع الحداثة والتصالح مع قيم العصر ويقولون أين الأزمة أنهم مثل السمكة في الماء ولا تعرف هي فيه..الغريب والعجيب في القضية عندما يتم مس الإسلام ولو بشعرة من النقد ينتفض العالم الإسلامي حيث يتوحد فيه الضدين ويجتمع النقيضين يزول الفارق مؤقتاً بين العالم والجاهل المثقف والمتخلف الغني والفقير السيد والعبد في الدفاع عنه قولاً وفعلاً كأنهم فريق كرة القدم تحركهم جدلية الدفاع والهجوم .
لا أدري لماذا عند المسلمين المعايير تختلف والكيل بمكيالين أعلى درجاته والسكيزوفرينيا عالية الفولتية . فبقدرة قادر يتحول قاطع الرؤوس الى شهيد والمجرم الى بطل ،نظرة على التغريدات التي تقال بحق قاطع رأس المعلم حتى ترى العجب العجاب من هؤلاء الناس فقد تحول الى أحد أساطير الإسلام في الإيمان والبطولة ،لا بل تم وضع صورته عند الكثيرين profile كهدية على عمله البطولي. لمن لا يعلم الأمر إن الجرائد والمجلات لا تعرف لعبة الخطوط الحمر فهي تسخر من كل الأديان بدون أستثناء فهي تهاجم المسيحية والبوذية والهندوسية ورأس الكنيسة الكاثوليكية ولا يسلم منها حتى الله نفسه. تفرضون على العالم بالقوة أو بالمروة أن يحترم مشاعركم الدينية في الوقت الذي قرآنكم نفسه يسخر وينكر معتقدات المسيحية الأساسية التثليث وألوهية المسيح والتجسد والصلب، لا بل لم يوجد حيوان لم يتم تشبيه الأخرين به مثل الكلب والحمار والقردة والخنازير، أنكم تحرمون على الغير ماتحللونه لأنفسكم.كي لا نخرج من صلب الموضوع هناك سؤال يفرض نفسه علينا،من الجاني الحقيقي وراء هذا الكاريكاتير المسيء؟ من أين أستوحى الرسامون هذه الصور لمحمد ؟ هل كائنات فضائية أملوها عليهم؟ أم مجرد كذب وتلفيق وتدليس عار عن الصحة؟.أنظروا الى كتبكم المعتبرة من فقه وسنن وأحاديث ، فالسيرة النبوية والتراث الإسلامي وكل ما بها من روايات عن النبي هي ملهمهم الأساس التي أستقوا منها هؤلاء الناس معلوماتهم وجسدوها في رسوماتهم وكتاباتهم. فأصابع الإتهام يجب أن تتوجه لكم أنتم لا إليهم .الذي تعتبرونه إساءة ، تدرسونه في المدارس الدينية وتسمعونه في خطب الجمعة وتقرأونه ليلاً ونهاراً في البيت .على سبيل المثال لا الحصر ليس في غايتنا إساءة الى اي رموز دينية إنما فقط تبيان الحقيقة.
إن كتب الصحاح الستة عند السنة تصور الشبق الجنسي للرسول ،فهو يمارس الجنس مع جميع زوجاته في ليلة واحدة . وأعطي قوة ثلاثين رجلاً ، وأحاديث أخرى أربعين رجلاً. وتصف غيرها من الأحاديث كيفية كان يباشر بها زوجاته وهن حائضات بعد أن يأمرهن فيتزرن ، وأحاديث رضاعة الكبير غنية عن التعريف ،وأن النساء ناقصات عقل ودين . وزواجه من عائشة  بالمفاخذة  وهي ست سنوات تلعب على الأرجوحة والدخول بها في تسع سنوات. ومكافئتهم في جنات النعيم حور العين وغلمان مخلدون فالجنس عضو دائم في خيالهم المريض .وقطع رأس كعب بن الأشرف لا لسبب إلا أنه أذى الله ورسوله ، وأبشع قتل لأم قرفة والتمثيل بجثتها أذ تم ربط رجليها بحبل ثم ربطهما بين بعيرين حتى شقها شقاً وكانت عجوزاً كبيرة ثم حمل رأسها الى المدينة ليعلم أنها قتلت . ما أشبه اليوم بالأمس فالتاريخ يعيد نفسه ، فأذا كان رب البيت طبالاً فشيمة أهل البيت الرقص .
لقد فطن بعض المسلمين العلمانيين والمتنورين ما لهذه الأحاديث من إساءة للنبي أكثر من الرسومات الكاريكاتيرية،فلا يمكن أن يقبلها العقل الإنساني والضمير الأخلاقي فهي لا يمكن أن تصدر من أنسان عادي فما بالك من نبي هذه الأمة. فحاولوا البحث عن مخرج من هذه الورطة ، وذلك بنزع القدسية عن البخاري ومسلم وغربلة التراث الديني بدون تسليم وإنقياد أعمى وعدم قبول فكرة   لا  دليل أو برهان عليها وتسليط ضوء النقد والعقل والعلم لفرز الغث من السمين والصح من الخطأ.
أما التيار الأخر فقد رفض التراث جملة وتفصيلا فلا خير يرجى منه ولا يمكن إصلاحه ، فأرتموا في أحضان الإلحاد واللادينية واللا أدرية أو تبنوا ديناً أخر.
أما السواد الأعظم من المسلمين تتكسر موجات عقولهم على صخرة النص الديني ، فنظرتهم للتراث بمجمله نظرة تقديس وتمجيد وتعظيم دون تمييز بين ما هو إلهي وبشري، لذلك يعيشون بأرواح القرن السابع وأجساد هذا القرن ولا يستطيعوا أن يأخذوا من الحداثة إلا قشورها لذلك دوماً في صدام مع قيم وأخلاق العصر.
إن فرنسا وكل أوروبا التي تقطنها جاليات إسلامية كبيرة في حالة إنذار شديد وعلى شفير هاوية ورعب من حرب أهلية مرتقبة وحصول ما لا تحمد عقباه وتنبأ بخراب آت لا محالة ، وهذا ليس قراءة فنجان أو نوع من أنواع العرافة والطالع ، بل قراءة موضوعية للواقع . إن لم تتبنى هذه الحكومات سياسة حكيمة ورشيدة وحديدية في التعامل مع اللاجئين بدل الليونة والنعومة والوداعة ،وأن تضع مبدأ التسامح الديني والتنوع الثقافي على الرف وتحت الرقابة لا تلغيه بالمرة لأنه عنوان حضارتها ولا أن تتساهل به فهو قبلة يهوذا . لأنه لا ينفع مع هؤلاء القوم ( نقصد الجماعات الإسلامية المتطرفة وليس المسلمين العاديين المسالمين الذين يبحثون عن الأمن والأمان والأستقرار بعيداً عن الأضطرابات والقلاقل والفوضى). القادمين من بيئة بدوية صحراوية ومناخ فكري وقيمي ملوث ورجعي عفا عليه الزمان ومصابين بداء التعصب والعنصرية والأستعلاء ولا يعرفون غير لغة الأنياب والمخالب والبطش ويفتقرون الى لغة المنطق والحوار والأعتراف بالأخر ،أن يستغلوا القيم الإنسانية والحضارية الراقية مطية للوصول الى تحقيق أهدافهم الخسيسة ومآربهم القذرة. هل يعقل عزيزي القارئ من أجل الإساءة الى النبي بالكتابة أو الرسم أو حتى مقطع فيديو والذي لا يقدم ولا يؤخر ، أن يكون رد فعل أنتفاضة جنونية وغضب عارم . أليس هذا إدعاء وتبجح وتفاخر فارغ أم هو إستعراض قوة تغطي فيها عن الشعور الجماعي بالنقص .  كان بالأحرى الأنتفاضة ضد الظلم والطغيان والقمع الموجود في بلدانكم .في اليوم ملايين المسلمين يسبون ويشتمون ويكفرون بالله ورسوله وأئمته وتمر على أذان المستمعين مرور الكرام ( لا من شاف ولا من دري) .فلو تم قتل كل من سب وشتم اي شخصية مقدسة كما يقول ابن تيمية في كتابه الذائع الصيت الصارم المسلول على شاتم الرسول ، لتحولت بلاد الإسلام إلى مقبرة كبيرة. وهذا إن دل على شيء فأنه يدل على أنها ضجة مفتعلة وتصعيد موقف مقصود الغاية منها المصالح الأقتصادية والمزايدات السياسية والصراع الحضاري والحسابات الشخصية، وأردوغان فرصته الذهبية في العزف على وتر عواطف المسلمين في رجوع الخلافة وتحقيق حلمه المريض كخليفة عليهم ، بالأضافة الى انتعاش اقتصاده وذلك من خلال سد فراغ الذي تركه المنتوج الفرنسي .
إن مقاطعة المنتوجات الفرنسية تحت بند ( إلا رسول الله) ليس أكثر من غباء ورعونة وغطرسة ، هل من الأخلاق على ضوء تصريح مسؤول سياسي واحد يعاقب شعب بأكمله ، والمسلمين أول المتضررين.
تعمد الإسلام السياسي الذي يدير دفة عقول المسلمين المغيبة بالمال والأرهاب تحريف خطاب ماكرون وعبارته الشهيرة التي كانت رصاصة في القلب (الإسلام في أزمة) وتسميته حادث قطع رأس المعلم بالأرهاب الأسلامي بدون تجميل ولا تنميق ولا زخرفة، فالمعنيين كانوا السلفية والوهابية وأخوان المسلمين . وتم أتهامه بالعداء للاسلام والمسلمين اسطوانتهم المشروخة ، وقاموا بتأليب الرأي العام وتجنيد وسائل الأعلام وأدارة المسيرات والمظاهرات ضده .
المضحك المبكي في الأمر يهربون من بلدانهم ذات أنظمة سياسية وأجتماعية  ودينية قمعية ومتخلفة ورجعية الأنسان المسلم أرخص ما فيها. ويقفون طوابير طوابير أمام السفارة الفرنسية وباقي الدول الأوربية من اجل الحصول على فيزا، وغيرهم يجازف بحراً على القوارب ، وتصلنا أخبار عن حوادث غرق راح ضحيتها ناس كثيرين من بينهم عوائل بأكملها من اجل تحقيق حلمهم الوردي وهي دخول بلاد العجائب ( فرنسا) . بلد الحرية والمساواة والأخاء ، ويعاملونهم كمواطنين فرنسيين لا فرق بينهم لا بالدين ولا باللون ولا بالعرق . ويحصلوا على رواتب من الدولة وتعليمهم مجاني وضمان أجتماعي وصحي ولهم حقوق كاملة كما عليهم واجبات . للأسف الشديد كل هذا الأهتمام والرعاية والحماية تم نكرانه من قبل البعض ، فالصورة النمطية التي رسمتها فرشاة الحقد التاريخي والأستكبار الديني جعلتهم ينكمشون على أنفسهم ويعيشوا في غيتوهات ( أحياء مغلقة) ، أي مجتمع داخل مجتمع بينهم حاجز نفسي وأخلاقي وثقافي فهم خير أمة. وبرزخ يفصل الماء المالح( الغرب الكافر) والماء الحلو ( الدين الحق ). أنهم يريدون تطبيق الشريعة التي هربوا منها ويفرضوا قيمهم وأخلاقهم على الجمهورية  ( هم نزل هم يدبج).ومن خلال الكتب والمجلات والانترنيت ومن على منابر المساجد يقوم الدعاة والأئمة بتغذية هذه النزعة الأنفصالية .
إن الحمهورية أمامها مهام صعب فهي في معترك الطريق ، أما تترك المتطرفين وشأنهم يعيثون في الأرض فساداً دون حساب ولا عقاب خوفاً على مشاعر المسلمين الملتهبة من الأستفزاز . وبالتالي ينخرون بناء الحضارة من الداخل ويحتلونها رويداً رويداً مغتالين حرية التفكير والتعبير . فيما سبق كانت تعتبر اوروبا وأميركا دول الملجأ بالنسبة للمفكرين الأحرار الذي يعانون من الأضطهاد والملاحقة من قبل بلدانهم العربية والأسلامية نتيجة جرأة أطروحاتهم وعقلهم النقدي خاصة في مجال الدين والسياسة، الأن لا أمان في أي مكان لأن يد المتطرفين تطالهم جميعاً . أقل ما يقال إن لم يحتلونها فعلياً تتحول فرنسا واوروبا الى جسد ذا روح إسلامية أو شبه إسلامية . وأما القبضة الحديدية من اجل الأمن القومي للتعامل مع كل من تسوله نفسه أن يسيء الى قيم الجمهورية وحضارتها العظيمة  وحرياتها المقدسة ، وطرد وسجن كل خطاب ديني مشحون بالكراهية والعنصرية والأنفصالية،فمن لا تعجبه حرية التعبير يرجع الى بلده الذي هرب منه .

11
قراءة في كتاب أصنام المجتمع بحث في التحيز والتعصب والنفاق الأجتماعي
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني العراق /أستراليا
قال الفيزيائي والرياضي والفيلسوف الفرنسي بليز باسكال  1623-1662  ثمة موقفان متطرفان "إقصاء العقل وعدم قبول أي شيء غيره".
هذا يدل على ما للعقل من قيمة كبرى ومكانة متميزة عند الأنسان فهو عنوان عظمته وسر فرادته التي تميزه عن باقي الكائنات. وهو الدليل السياحي وخارطة الطريق الذي إذا تم تنقيته من الأوهام والأباطيل  وتصفيته من الأصنام والأوثان يؤدي وظيفته على أكمل وجه في أنتاج المعرفة الموضوعية للأنسان والمجتمع والطبيعة دون تشويه للحقائق ولا تزييف للواقع ، عكس العقل الخرافي والأسطوري الذي يقدم الأمور على طبق من الإفك والخداع والضلال لأن خيوط  لعبته يحركها  من لهم السلطة والقدسية في المجتمع غالباً رجال الدين  وأرباب السياسة وهم المستفيد الأكبر من بقاء الناس رقاد على غرار أهل الكهف لا حس ولا شعور بما يجري حولهم.
في الوقت الذي تحرر فيه العقل الأوربي من العادات القديمة والعقائد الموروثة التي كانت تكبله وتقيده وأنفصلت الفلسفة عن اللاهوت وأصبحت سيدة نفسها بعد أن كانت خادمة ذليلة له، وخروج العلم من قفص الدين حراً طليقاً منتصراً مؤسساً المعرفة على الملاحظة والتجريب لا على الأفكار الغيبية والتصورات الأسطورية ،هذه الأنعطافة في التاريخ لم تكن أمر هين ولا مسألة سهلة فقد دفع ثمنها باهضاً هذه لغة محاربة القديم عندما يكون غير لائق بالأنسان ،فقد أصطدم الرجال الأحرار ودعاة التنوير بالمؤسسة الدينية التقليدية التي شنت حرب ضروس عليهم خوفاً على مكانها ومناصبها وأمتيازاتها.وهكذا أستطاع العقل الأنساني بعد كفاح مضني ونضال شاق ضد القوى الرجعية والظلام أن  تكون له الغلبة والنصر ويفتح أفاقاً حضارية جديدة ويوعد بمستقبل مشرق للأنسانية بعد ثورات صناعية وعلمية وتقنية قطفت ثمارها اليانعة البشرية جمعاء . لا زلنا في مجتمعنا العربي وبالتحديد عراقنا الجريح نعيش القرون الوسطى المظلمة فالحروب الدينية والصراعات المذهبية والنعرات القومية والنزاعات الطائفية تفتك بنا . كم نحن بأمس الحاجة إلى الروح العلمية التي غيرت وجه أوربا أن نحمل شعلتها بيد وباليد الأخرى معول لهدم الخرافات والأوهام لعله يستفيق العقل والمنطق من سباته للتخلص من ذهنية الأيمان والأنقياد والأستسلام الأعمى للعادات والتقاليد والأفكار اللاعلمية و اللاأنسانية.
إن كتاب أصنام المجتمع للكاتب العراقي عبد الجليل طاهر 1917-1971 يطرح مشكلة مزمنة عانت ولا زالت تعاني منها البشرية جمعاء بدون أستثناء في كل زمان ومكان ولا يخلو منها مجتمع ولا تستثنى منها ثقافة وهي الصراع بين العقل والمنطق والعلم وبين الأوهام والخرافات والأكاذيب داخل الفرد والمجتمع ويعالجها بطريقة موضوعية ممتعة ورائعة.
يقول الكاتب في مقدمته إن ملهمه في هذا الكتاب هو الفيلسوف الأنجليزي فرنسيس بيكون 1561-1626 في أوهامه الأربعة المعروفة والتي يسميها "أوهام الآلهة الكاذبة"أو" أوهام العقل" وهي 1- أوهام الجنس البشري 2- أوهام الكهف(الفرد) 3- أوهام السوق (التجارة)4- أوهام المسرح (النظم الفلسفية).
يتصور كثير من الناس إن زمن الأصنام ولى وإن عصر الأوثان أنتهى ،لأن الصورة المطبوعة في أذهانهم إن الأصنام هي هذه التماثيل المصنوعة بالأيادي من مادة الحجر أو الفضة أو الذهب أو الخشب وأنقرضت وأصبحت في خبر كان عندما حاربتها الأديان.لكن في الحقيقة والواقع إن الأصنام تبقى ما بقى الإنسان فكل شيء له الأولوية في حياة الشخص يتحول إلى صنم يسحقه مثل المال والسلطة والجنس ...إلخ.
والأصنام المقصودة هي شيوع بعض من الأوهام والأساطير والفكر المغلوطة التي لا تخضع للبحث العلمي والمنطق ،يتعصب لها الإنسان ويتحيز.
فالصنم من أي فئة أجتماعية كانت أو طبقة أو طائفة أو أقليم أو عنصر تجمعه علاقة دم وقرابة مع باقي الأصنام . لأن المصلحة المشتركة واحدة والدافع واحد وهو أبقاء الغشاوة على عيون الناس كي يظلوا عمياناً وبالتالي أنتزاع الولاء والطاعة منهم. هنا تتم الصفقة التاريخية بين سدنة المعابد " وعاظ السلاطين" وبين الحكام هؤلاء من على منابرهم يطلقون صرخات المديح والتزكية والتمجيد لسياستهم الرعناء الفاسدة وتلميع وتجميل صورهم القبيحة والبشعة والشنيعة وهؤلاء بدورهم يردون لهم جميلهم بما تشتهي أنفسهم و بما لذة وطاب من قصور عالية وسيارات فاخرة وأرصدة قوية.
تتغذى هذه الأصنام كي تبقى على قيد الحياة فترة أطول من خلال تعطيل ملكة التفكير لدى الناس وشل إرادتهم وذلك أرغامهم بالقيام بطقوس أجتماعية معينة إيقاد البخور وقراءة التعويذات وتقديم الأضاحي والقرابين وتشدق بالأوهام الفارغة الجوفاء.
إن واقع الناس المرير والبغيض وحالة الحرمانات التي هم فيها من فقر وعوز وفاقة مع العمى العقلي وراء لجوئهم إلى عبادة الأصنام .وأكثر الأصنام خطورة هي عبادة الزعيم حامل أقدس الألقاب وأجل الأسماء التي هي مادة دسمة لغسل أدمغتهم مثل الزعيم والمنقذ والبطل وأين الشعب البار ...إلخ.
فهتلر رفعه الشعب الألماني إلى مصاف الآلهه جاعلاً منه العبقري الوحيد الذي يستطيع أن يكشف عن سير التاريخ ، ولا زال إلى هذه الساعة يعتقد كثير من الناس أنه لم يمت.
وهكذا موسوليني بالنسبة للإيطاليين المنقذ الذي سيعيد أمجاد الأمبراطورية الرومانية القديمة والناس في ايطاليا قبل تناول لقمة الطعام يقرؤون له التحية.
ونفس الشيء حدث في العراق عندما تم أعدام الرئيس السابق صدام حسين بالنسبة إلى مريديه لم يستوعب عقلهم الواعي هذه النهاية المأساوية الغير مقبولة لبطلهم الخالد صانع العجائب والخوارق فتحركت ماكينة اللاشعور لديهم لتنقذ  الموقف بطريقة خرافية وذلك من خلال نشر إشاعة مفادها رؤية بعض الناس صورته على القمر لتكون  نهايته شبيهة بالأنبياء والرسل وعظماء التاريخ  أو أنكار موته بالمرة ويعيش في أحدى جزر خيالهم المريض.
وفي المجتمع الهندي لا يقل فداحة عن غيره من حيث ذهنيته العقيمة والقحطة فهو ينقسم إلى أربع طبقات أجتماعية أساسية تعرف بأسم ( فارنا) وهي البراهمة وكشتاريا وفايشيا والشودرا بالإضافة إلى طبقة المنبوذين الذي أسمهم يدل على مكانتهم الوضيعة والمحتقرة.
هذا النظام صارم لا يرحم ولا يسمح بالأنتقال بين الطوائف ويمنع الأختلاط والتواصل للأفراد لا أكل ولا شرب ولا زواج إلا من طائفته. فالهندي منذ ولادته محكوم عليه ومقدر له أن يقوم ببعض الواجبات التي تمليه عليه طائفته وأن لا يتعدى حدوده فأسلوب حياته مرسوم له مسبقاً.. هذه الروح الطائفية تتصف بالكراهية والتباعد والتباغض والتحاسد وتقوم على خرافات وأوهام لا أساس لها من الصحة .
لا زلت أتذكر قصة محفورة في ذاكرتي لا أدري أين قرأتها عن كم الغباء والحماقة والجهل في هذه العقلية الجدباء،في إحدى القرى ذهبت أمرأة مع طفلها من أجل جلب الماء ، وسقط الطفل في البئر  طلبت الأستغاثة لكن دون جدوى فلا أحد هناك يساعدها في أنقاذ طفلها غير منبوذ مستطرق فرفضت مساعدته التي عرضها عليها مفضلة موت فلذة كبدها من أن تجرح مشاعر صنمها .
هناك أصنام لا تقل خطورة عن غيرها مصنوعة في معامل السحرة والعرافين وبعض رجال الدين مستغلين جهل الناس وسذاجتهم لأخضاعهم وأستعبادهم وسرقة مالهم مثل أدعائهم أمتلاك قدرة سماوية في حمايتهم من الأرواح الشريرة
وطرد النجس أو جلب الخصب والمطر وقراءة الكف والفنجان وفتح رحم العاقر أو إيجاد عريس لمن تبحث عنه ...إلخ وما على الأنسان سوى الأعتقاد بها  والأستفادة منها حسب ظنه أنها من الخوارق لا يستطيع الأتيان بها إلا من كان الله أو قديس أو ولي أو جني معه، بعد ذلك يتعصب لها ويستميت في الدفاع عنها ضد أي محاولة لتبديلها.
أن غياب المعرفة العلمية يجعل الأنسان عبد لما يجهله ، وأن نظرة تقديس إلى الأشخاص والمؤسسات الدينية والسياسية تتعطل لديه ملكة النقد والتحليل والتشريح.طالما كان هناك جهل وتخلف فالتعصب والتحيز والنفاق الأجتماعي والسلوك الحربائي لا مفر منه.
إن السبيل الوحيد للقضاء على الأصنام والأوهام وتخليص الفرد والمجتمع منها هي الحرية الفكرية وقبول الرأي الأخر والمناقشة والجدل وتبادل الأراء حتى يستقيم التفكير وتتبدد الأوهام حتى لا يكون الأفراد عبد أوهام وأصنام لا تخضع للبحث العلمي والمنطق.



12
                               السيلفي
            موضة عصرية أم نرجسية مرضية
                        عمانوئيل يونان الريكاني /عراق /سدني
سيلفي (بالأنجليزية selfie) "الصورة الذاتية" وهي عبارة عن صورة شخصية تستخدم من قبل كلا الجنسين رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً ويقوم صاحبها بألتقاطها لنفسه بأستخدام آلة التصوير أو بأستخدام هاتف ذكي مجهز بكاميرا رقمية ،ومن ثم نشرها بأسرع من سرعة الضوء  على شبكات التواصل الأجتماعي ( فيس بوك ، تويتر، إنستغرام وغيرها) . وتتخذ اللقطة كافة الوضعيات وتعكس الوجوه كل المشاعر المتناقضة والتقاسيم الفكاهية والمرعبة وتكون الصورة فردية أو جماعية ولا تتقيد بمكان ولا زمان فالباب مفتوح على مصراعيه أمامها في البر والبحر والجو.وعند بعض الناس أخترقت حتى خصوصياتهم وقدموا على طبق من ذهب ما يحدث على الفراش الزوجية من تبادل القبلات والعناق والكلام الرومانسي.ولا يتم أختيار اللقطة عبثاً بل يتم التفنن والتزخرف والدقة بحيث تتجاوز العادي والدارج والمألوف  لأنه كلما كانت الصورة مثيرة وجذابة وجميلة تحمل في رحمها بذور الجديد والغريب والمجازفة كان حصاد اللايكات والكومنتات في أعلى درجاته هذا الذي يشفي غليل ويروي عطش مجانين الصورة. إن هذا الهوس ضرب بعرض الحائط الكوجيتو الديكارتي وأطلق عليه رصاصة الرحمة بعد التلاعب على اللفظ وتحويله من ( أنا أفكر إذن أنا موجود)إلى( أنا صورة إذن أنا موجود).
تعود نشأة هذا النمط من الصور الى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وذلك بفضل كاميرات براوني ، حيث كان المصورون الذين يلتقطون تلك الصور الشخصية يستعينون بمرايا لألتقاط تلك الصور . أما عن تسمية selfie فتعود إلى سنة 2002 على المنتدى الإلكتروني الأسترالي ABC ،قبل أن يتم أعتمادها على نطاق أوسع سنة 2012.
وقد عرف هذا المصطلح إنتشاراً واسعاً جداً عالمياً بعد صورة السيلفي الشهيرة التي إلتقطتها ألين دي جينيريس في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والثمانون مع أشهر نجوم هوليوود .
إن السيلفي موضة عصرية ككل موضة فيها جوانب إيجابية وأخرى سلبية ونقاط مضيئة ومظلمة فهي سلاح ذو حدين إن كانت النتائج جيدة أو سيئة تتوقف على نوايا الفاعل نفسه. فالسيلفي ظاهرة نفسية إجتماعية تكنولوجيا غزت ديارنا وأستحوذت على عقولنا وقلبت الموازين رأساً على عقب وغيرت نظرتنا الى الذات والأخر والعالم .
ومن إيجابيات السيلفي هي مواكبة الحضارة من خلال التأقلم مع التطور التكنولوجي . وتوثيق أجمل الأوقات وأحلى اللحظات وأكثرها تميز وفرادة مع الأشخاص الذين لا نستطيع التنفس بدونهم ومشاعرنا محنطة من غيرهم لأن قلوبنا دوماً تنبض بالحب والود والأحترام لهم  . وذلك بألتقاط أجمل الصور العفوية التي تطبع على وجوهنا إبتسامة صادقة لا تمحى وخزنها في الذاكرة الشخصية كي تتعطر حياتنا بذكراهم الى الأبد. ومن الإيجابيات أيضاً أنتشال المكتئبين والفاشلين في الحياة وكل الذين تركت الظروف الصعبة بصمة سلبية في نفوسهم من خلال دفعهم الى أحضان الطبيعة لمشاهدة جمال الأخضرار والشلالات والورود والجبال عسى تساهم في إعادة الأتزان النفسي إليهم التي لم يفلح الأطباء في علاجها ويعيشون مع الأخرين كناس أسوياء . وزجهم أيضاًفي المناسبات السعيدة مثل حفلات العماذ والتناول والخطوبة والزواج وغيرها ليشاركوا الأخرين أفراحهم ونظرتهم التفائلية الى الحياة سيكونوا على الطريق الصحيح للتخلص من السلبية والتشاؤم .ومن إيجابياته أيضاً البحث عن البديل للأتصال والتواصل الذي كان سائداً أيام زمان حيث التلاحم الأسري والتضامن الأجتماعي في الزمن الجميل لو صح التعبير بين الأخوة والأصدقاء والأهل وأبناء الوطن الواحد وفقدانها كلياً أو جزئياً في ظروف قاهرة لا يد لنا فيها وتبعثرنا في كل أرجاء المعمورة .
أما سلبيات السيلفي حدث ولا حرج فالأدمان على الصورة يدل على الأنانية والفراغ العاطفي . والأعجاب المفرط بالذات والأنشغال الزائد بالأنا تسبب زيادة منسوب النرجسية لدى الفرد . والذين تتحول صورهم مزار للعبادة تظهر سمات النرجسية المرضية في شخصياتهم .إن المصابين بجنون عشق الذات لا قيمة للأخرين في ذاتهم لديهم بل قيمتهم تكمن بما ينفخون من هواء الأعجاب في بالون الغرور والكبرياء والإدعاء لديهم وإلا مصيرهم يكون أشهار الكارت الأحمر delete وطردهم من صفحته .أصبح السيلفي عند البعض وليس الجميع كالممثل على المسرح هناك فارق بين شخصيته الحقيقية ودوره المنوط به في المسرحية. ناهيك عن تسويق صور مزيفة ( لا نقصد بالصورة المظهر فقط بل جوهر الشخصية) منثورة عليها توابل التعديل والتجميل ( لا بأس إن كانت للترفيه ) التي وفرتها التقنية الموجودة . كم من إبتسامة فيها من الكذب والنفاق طن تم تصديرها مع عبارة رومانسية  مستهلكة من كثرة الأستعمال مثل I love you يمكن لم ينبض بها قلب صاحبه بصدق وحقيقة في كل حياته . كم زوجة حقيرة في نظر زوجها في عالم الواقع تصبح أميرة في العالم الأفتراضي وقيس على ذلك جمهرة من الجهلة والحمقى والأغبياء التي تعج بهم الأرض يتحولون في وسائل التواصل الأجتماعي الى علماء ومثقفين وأذكياء . وفي مسك الختام
ان هذه التكنولوجية العظيمة نعمة من الله يستعملها كثير من الناس ذو عقول ثاقبة وافكار رائعة ونفوس طيبة لأغراض تفيد الأخرين ولمشاركة الأقارب والأصدقاء مناسباتهم الخاصة هذه لا غبار عليها   وهي بديل عن الوسيلة التقليدية ولا يمكن تجاهلها وإلا عشنا خارج التاريخ والجغرافية .  وفي نفس الوقت يستخدمه ناس ماهرين في التصنع والتمثيل  والخداع لكن في  الأخر هم الخاسرون لأنهم أفضل مايريده المستمعون يقدموه لهم والأسوء يحتفظون به لأنفسهم .المشكلة ليست في الصورة  بحد ذاتها فكلنا نحب الصور  ونريد من الغير ان يروا صورنا ويشاركوننا فرحتناالغير فرحتنا لكن  دون إفراط ولا تفريط وإن تكون صورتنا الخارجية مطابقة لصورتنا الداخلية بدون أقنعة ولا رتوش  وهذا لن يكون الا إذا رضينا عن ذواتنا بما فيها من عيوب نفسي أو جسدي كان بدون وضع مساحيق التجميل الرخيصة .



13
            رحلة مكوكية حول النرجسية الجماعية
                       عمانوئيل يونان الريكاني /عراق/استراليا
من نافل القول إن الأساطير الأغريقية كانت مادة دسمة لمدرسة التحليل النفسي بشكل عام ولفكر فرويد بصورة خاصة في الدراسة عليها والتنقيب فيها لكشف خبايا النفس البشرية ومعرفة الكنوز المطمورة في اعماق الذات الأنسانية. ومن ضمن هذه الأساطير على سبيل المثال : أوديب ، ألكترا ، والنرجسية والتي هي موضوعنا في هذا المقال وتعتبر أهم أكتشافات فرويد وهي تعني العشق المرضي للذات والأعجاب الجنوني بالنفس . وتعود جذورها إلى أسطورة أغريقية تتحدث عن نرسيس وهو شاب آية في الجمال والمنظر وروعة في الهيئة والطلعة رفض حب "نيمقاتشو" والتي خسرت حياتها بعد تكسر قلبها وتحطم أمالها. وقد تم معاقبته من قبل نيميسيس بجعله يسقط في حب خيال صورته في مياه البحيرة وأثناء ممارسة أعجابه بذاته سقط في البحيرة ومات ونبتت وردة النرجس في مكان الحدث. وتشير الأسطورة بوضوح إن هذا النوع من حب الذات هو في الحقيقة على الأنسان لعنة لا نعمة وإن شكله المتطرف ستدفع ثمنه  الذات وهي التبديد والدمار فهو لم يأخذ من الحب غير أسمه .
إن نظرية فرويد في النرجسية تقول إن الحالة الأصلية للأنسان في طفولته المبكرة هي حالة النرجسية " النرجسية الأولية " قبل وجود أي علاقة بالعالم الخارجي وفي الرحم يحيا الجنين في نرجسية مطلقة . والفرد يتطور حسب فرويد من النرجسية المطلقة إلى القدرة على الحب الموضوعي والفهم الموضوعي.
ليست النرجسية سيئة أو جيدة في ذاتها فكلنا فينا هذه البصمة في طبيعتنا شئنا أم أبينا وبدرجات متفاوتة ففيها الحميد وفيها الخبيث فالذي لا يحب نفسه لا يستطيع ان يحب غيره لذلك قليلها مفيد وكثيرها ضار فهي كالماء عنصر أساسي في الحياة لا يمكن الأستغناء عنه لكن عند زيادة منسوبه يتحول إلى فيضان مدمر. فالشخص الناضج الطبيعي هو الذي تميل فيه كفة النرجسية في النقصان في ميزان الرضا النفسي والقبول الأجتماعي.
وتتميز الشخصية النرجسية المضطربة والمشوهة كما يقول الخبراء بحب النفس بأفراط والغرور والأستعلاء ومحاولة الكسب والربح على حساب الأخرين ويظن أنه الأذكى والأجمل والأعظم وأنه مركز الكون والكل يدور في فلكه ويرى نفسه أفضل من الجميع أو صعوبة التعامل معهم ويدعي امتلاك مفاتيح العلم والمعرفة والمفاخرة الزائدة عن الحد بأعماله وأنجازاته قد تكون عادية لكن تحت عدسات مكبرة يراها على غير حقيقتها. ويمارس الإرهاب النفسي على كل خلق الله حتى أقرب الناس اليه زوجته فحبه مريض ينطلق من أناه ويرجع إلى أناه وان كان فيه بعض المظاهر الخادعة .
إن هذه السمات ليست حكراً على الأفراد فقط بل نفس الأحاسيس موجودة في الجماعات أو ما يطلق عليه النرجسية الجماعية مثل العشيرة والقبيلة والقومية والدين والعرق ...إلخ والتي تصبح موضوعاً للشغف النرجسي بدلاً من كون الفرد هو ذاك الموضوع . وبهذا يتم الحفاظ على الطاقة النرجسية لكن مع أستخدامها لصالح بقاء المجموعة بدلاً من بقاء الفرد. لأنه من منظور أي جماعة تريد البقاء، من الهام للجماعة أن يشحنها أعضائها بطاقة النرجسية . لأنه يجب أن تعتقد الجماعة بتفوقها في كل شيء على الأخرين في العلوم والأخلاق بدون هذا الأساس ستتناقص الطاقة الضرورية لخدمة الجماعة والتضحية في سبيلها . لهذا نرى أي مجموعة حتى لو كانت نكرة في الحياة وصفر على الشمال في دورها الحضاري تضع نفسها في مواقع خيالية بعد فقدانها جاذبية نيوتن وتنظر إلى الأخرين كأحياء مجهرية كأنه هذا الكون يسير بأوامرهم .
ومن منا لا يذكر شعار هتلر " ألمانيا فوق الجميع" التي تفوح منه رائحة النرجسية النتنة ، فالأنتماء إلى العرق الجرماني بحد ذاته كان فخر وأعتزاز وبلسم يداوي جراح حتى الذين يتسولون في الشوارع وينامون على أرصفة الطرقات .
وبالرغم من التخلف الفكري والحضاري للعرب فأنهم مصرين بأنهم خير أمك أخرجت للناس وبين الفينة والفينة نسمع أسطوانتهم المشروخة حتى من بعض المثقفين بأنه لولا العرب لما وصلت اوربا إلى ما هي عليه من العلم والحضارة . هذا ان دل فأنه يدل على صوت النرجسية الصارخ من أعماقهم والذي لا يقر بالحقيقة ولا يعترف بالواقع. وكثيرة من نكت الموجهة ضد جماعات أخرى والتي فيها السخرية والأستهزاء والأنتقاص منها مثل الصعايدة والحمصيين والهنود والأكراد والسود تصب في هذا المجرى.
ولم تسلم من التضخم النرجسي كافة الاديان والمذاهب والفلسفات عندما أدعت أحتكار الحقيقة والأخر المختلف في ضلال مبين ونحن في الجنة وأنتم حطب النار ونحن الأخيار وأنتم الأشرار  نحن المؤمنين وأنتم الكفار .
إن الهستيريا القومية في كل البلدان المتحاربة الرأسمالية ضد الشيوعية والعرقية الهتلرية وعبادة الحزب الستالينية والتعصب الهندوسي الأسلامي هذه مظاهر النرجسية الجماعية أدت ضربة قاضية للحركة الأنسانية .
من منظور القيم تخوض النرجسية صراعاً دائماً مع العقل والحب . النرجسية تقيد العقل والمنطق ، وفي كل حب يوجد عنصر نرجسي قوي كما يقول فرويد.
طالما النرجسية الجماعية لها مركز الثقل في ثقافة  الأفراد ودور الريادة في التفكير العام يعني العالم سيكون مهدد بالزوال وعلى شفير هاوية .وللشفاء من هذا المرض الفتاك يجب على كل الحركات الأنسانية والأديان العظمى بما  فيها من قيم حب الجار والغريب والعدو ان تعي حجم المشكلة وتتكاتف لتعمل جاهدة في تحويل الطاقة النرجسية من الدين والقومية والعرق ...ألخ إلى الجنس البشري والهوية الأنسانية لتأسيس أخلاق عالمية وديانات أنسانية لا ديانة قطيع يكون فيها الانسان أعلى قيمة في الحياة وليس الأنتماءات الضيقة التي يكفي لها حد أدنى من النرجسية وإلا تحولت إلى هويات قاتلة كما يقول أمين معلوف وأول ضحيتها هو الانسان نفسه.
المرجع :

_ أيريش فروم ، جوهر الأنسان ،ص79 النرجسية الفردية والأجتماعية .

14
                         فتاوى فقهاء الظلام
                   ألأحتفال ب"عيد الحب" حرام
                        عمانوئيل يونان الريكاني /عراق/استراليا
تتسارع دقات قلوب المحبين والعشاق والأزواج من كل حدب وصوب في العالم ومن مختلف الأديان وتباين الثقافات وتغاير الأعراق وتفاوت الألوان بأفئدة تحرقها نيران الشوق والتوق والحنين إلى يوم الرابع عشر من فبراير من كل عام للأحتفال بعيد الحب أو الفالنتين حسب التقليد العالمي الجاري نسبة إلى القديس فالنتين شفيع الحب وشهيد العشق . لقد تعددت الروايات عنه وأختلفت الأراء فيه لا يهمنا هذا ولا هويته الدينية لأن الحب واحد لدى الكل وهو DNA جميع البشر ، لسنا بصدد سيرته التي أصبحت معروفة للجميع لنجنب القارئ الكريم الضجر والملل .
وفي هذه المناسبة السعيدة والمميزة يقوم العشاق بتبادل أحلى كلمات الغرام وأجمل عبارات الهيام وأثمن الهدايا ويتم تذكير بالعهد والوعد الذي أخذوه على عاتقهم في الألتزام به على مدى الحياة أن يكونوا أوفياء ومخلصين وأمناء لبعضهم البعض . أن الأحتفال في هذا اليوم ليس مجرد أختزال الحب فيه فقط بل هو تقديراً وعرفاناً وأمتناناً لما له من قيمة عظمى لدى الأنسان .
فالحب شعور نبيل وإحساس راق وعاطفة أنسانية رائعة ينقل الأنسان من العدم إلى الوجود ومن الموت إلى الحياة لأنه الدرع النفسي ضد القلق والضياع والحيرة بدونه الحياة تتحول إلى صحراء جدباء لا تنبت غير أشواك التصدع والتمزق والتفكك .
الحب وكل معانيه من المحبة والمودة والألفة هي هوية الأنسان الحقيقية وهو لا دين له بل كل دين من الأديان إذا أراد ان يكون أنساني المبدأ والغاية أن ينتمي أليه وإلا تحول إلى دين لا روح فيه ولا حياة . فكل علاقة من العلاقات لا يمكن أن تثبت أن لم يكن هو أساسها من حب الإله وحب الأهل وحب الأخوة وحب الأصدقاء وحب الأزواج وحب الأنسانية جمعاء .وهو أي الحب فصيلة دمه واحدة عند المؤمن والمتدين نفسها عند الملحد واللاديني وهولا يختلف في بغداد عنه في أثينا فديدنه واحد هو العطاء بدون مقابل وأنكار الذات والتضحية من أجل الأخر . أنه مزيل الفوارق الأجتماعية ورافع الحواجز الطبقية ففي ظله لا فرق بين الغني والفقير السيد والعبد الأمير والحقير وسجل التاريخ حافل بشخصيات من كلا الجنسين ملوك وأمراء ونبلاء
تنازلوا عن عروشهم بعد أن صعقتهم بريق عيون محبيهم المنتمين إلى طبقات متدنية في المجتمع .
حاولت الأديان من منطلق النرجسية والعنصرية والأستعلائية وضع الحواجز الفولاذية والسدود الحديدية لمنع أتمام الحب بين شخصين من دينين مختلفين تحت ذرائع شتة  لكن محاولتهم لم تنجح دوماً فهناك أفراد من كل المجتمعات ومن مختلف الأديان مسيحيين ومسلمين ويهود وهندوس وغيرهم مزقوا مرسوم هذه التعاليم واعتبروها بدع بشرية أمام سيل الحب الجارف والذي أخترق سهمه كيانهم حتى النخاع وتحملوا عواقب مغامرتهم أما نبذ من المجتمع أو وصلت أحياناً القتل والحرق .
فالحب ليس دخيلاً على الطبيعة الأنسانية ولا ضيفاً ثقيلاً  نتمنى أن يخرج من أعماقنا أنه مقوم أساسي فيها لا تستقيم الحياة بدونه فقد تم في كل زمان ومكان تقديسه وتبجيله ولا تخلوا أساطير القدماء في كل الثقافات من آلهة الحب مثل عشتار البابلية وأفروديت اليونانية وفينوس الرومانية وإيزيس عند قدماء المصريين ...ألخ .
بالرغم أن تاريخ البشرية مليء بالألام والمأسي والأوجاع نتيجة الحروب المستمرة والصراعات المتكررةوأمام هذه اللوحة الحالكة السواد كان هناك بقع مضيئة عكستها أشعة قلوب عشاق التاريخ التي منحتنا الأمل والرحاء ولا زالت سيرتهم العطرة وحبهم الفائق الأوصاف حاضر بقوة في ذاكرتنا وترك بصمة لا تمحى في نفوسنامن هؤلاء على سبيل المثال روميو وجوليت وكليوباترا ومارك أنتوني و باريس وهيلين و عنتر وعبلة و قيس وليلى و شاه جيهان وممتاز محل .لقد أصبح هؤلاء العشاق الخالدين مصدر ألهام الشعراء والأدباء والكتاب والرسامين والنحاتين وتحولت قصصهم إلى ألاف الأعمال التلفزيونية والسينمائية .
أمام هذه الحقيقة الأنسانية الساطعة والناصعة البياض يخرج ألينا شيوخ السلفية من على الفضائيات ومن لف لفهم من الجهلة المولعين بالحرام والممنوع والذين يسبحوا ضد تيار الحياة الجميل ليقدموا للأخوة المسلمين فتاويهم الفاسدة على طبق من الكراهية والحقد والضغينة لتحريم الأحتفال بعيد الحب تحت أدلة كاذبة وحجج واهية وأدعائاتهم التي لا أساس لها من الصحة كأن يجري  في هذه المناسبات كل ألوان الخلاعة والفحش والفسق والفجور والدعارة كعادتهم عندما لا يحبون شيء يتفننون في تشويهه وتحريفه وتبشيعه .
لكن هذه المناورات والحمد لله لم تعد تنطلي على الناس العقلاء فهدفها اصبح معروف وهو بناء غيتو داخل نفوس الأحباء المسلمين للأنغلاق على الذات وان يكونوا أطراف سلبيين في الحياة وأن لا يشاركوا الأخرين في السراء  والضراء وان لا يساهموا في بناء مجتمع أنساني راقي . أن الحب غير محبوب لدى هؤلاء الشيوخ لأنهم يعرفون جيداً لو المسلم بادل "الكفار" نفس مشاعر الحب وشاركهم في الأحتفال فلن يستطيعوا تصدير بضاعتهم المسمومة اليه من عنف وعدوان وجهاد ضدهم لأن القلوب التي يسكنها الحب لا تعرف ان تكره أبداً.
جاء في موقع ألأسلام سؤال وجواب :2006-02-2
السؤال 73007 ما حكم عيد الحب ؟
نص الجواب ...لا زال هذا العيد يحتفل به الكفار ويشيعون فيه الفاحشة والمنكر.
قال شيخ ألأسلام ابن تيمية رحمه الله؛ الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك التي قال الله سبحانه (عنها) :(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) وقال :( لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه ) كالقبلة والصلاة والصيام ،فلا فرق بين مشاركتهم في العيد ،وبين مشاركتهم سائر المناهج : فأن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر ...أما العيد وتوابعه فأنه من الدين الملعون هو وأهله ،فالموافقة فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه " أنتهى من " أقتضاء الصراط المستقيم " (1/207). وقال رحمه الله أيضاً :لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم ،لا من طعام ولا لباس ولا أغتسال ولا يقاد نيران ، ولا تبطل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك ...مجموع الفتاوى " ( 25/329).
أن كم الحقد الموجود في هذا الكلام أو الفتوى هل يستطيع أنتاج أفراد أسوياء ومجتمعات سليمة تعمل على أستقرار العالم الذي هو هدف كل الديانات العظيمة أم العكس .كل الغذاء والدواء والتقنية هي هدية من الغرب الكافر تستخدمونها مرتاحي البال دون ان يمس قيد أنملة شعرة من إيمانكم ولا ينتقص شيء من دينكم . أليس الحب أسمى وأرقى من الجانب المادي للحضارة الذي تصدون المسلمين في الاحتفال به علماً أنه ملك مشاع للجميع بدون أستثناء لا يستطيع أي دين ادعاء امتلاكه.
هدف اي دين هو أنسنة الأنسان والأسلام مثل باقي الأديان فيه أعياد محددة يحتفل بها عيد الفطر والأضحى لكن هذا لا يمنع ان يحتضن ما قدمته الحضارة الأنسانية من احتفالات ومناسبات وأعياد ويتفاعل معها أسوة بأخوته في الوطن والإنسانية جمعاء على شرط ان لا تمس أصول عقيدته ودينه . فكلنا نقيم مهرجانات للاحتفال بالعيد الوطني مثلاً ،هل عيد الأب والأم والمرأة والعمال يتعارض مع إرادة الله التي أوصانا بهما  خيراً ؟ فما بالك عبد الحب الذي هو داينمو هذه الأعياد جميعاً. لحسن الحظ غالبية المسلمين يستجيبوا لنداء قلوبهم ويحتفلوا مع باقي البشر كل على طريقته الخاصة حسب ثقافته وقد صموا اذانهم عن سماع مثل هذه الترهات ولم يعد يأبهوا لتغريدات فقهاء الظلام.
ان شيوخ الفتنة يحاولون إيهام المسلمين أنكم من طينة مختلفة لأنكم الأطهار وهم انجاس وعدم مخالطتهم واجب ديني إلا للضرورة القصوى ." هاجس الطهارة وهذيان التطهير .يؤجج المشروع المتطرف هاجس الهوية بمفهومها السطحي البدائي أي الهوية المنغلقة على ذاتها والمتناقضة مع الأخر . لذلك نراه يؤكد ويطالب بوحدانية الدين _ بوحدانية اللغة المقدسة _ بوحدانية الكتاب _ بوحدانية الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس والتي ستملأ أرض ألأسلام عدلاً بعدما أمتلأت جوراً .
ويؤدي هاجس الوحدة والتوحد إلى معاداة ومحاولة نفي وفي بعض الحالات إلى إبادة كل ما ومن يهدد وهم التناغم والوفاق ويكذب هذه الأدعاءات الهلوسية. لماذا؟
لأنه يعرض المجموعة إلى خطر _ خطر الشك_ خطر زعزعة اليقينيات _ خطر الأنقسام _ خطر الصراعات والتناقضات الحتمية . ومن المفيد أن نذكر ان الوهم في التحليل النفسي ليس الأدراك المخلوط للحقيقة بل هو تحقيق لرغبة لا شعورية وتعويض لذيذ لحقيقة مريرة . يقول فرويد :" نسمي وهماً معتقداً ما عندما يكون تحقيق الرغبة عاملاً أساسياً باعثاً له" فالمختلف عرقياً أو دينياً أو جنسياً والمثقف النقدي والمفكر الحر والعلوم الحديثة وكل السلوكيات الدخيلة تعايش توهمياً كعناصر ملوثة مسمومة تهدد بكارة ونقاء جسد الأمة التي تماثلت في اللاوعي الجمعي مع جسد الأم الطاهرة . وهو ما يفسر رفض المتطرفين للتنوع ولحق الأختلاف ولحقوق الأقليات الدينية والعرقية والجنسية . أقبال الغربي: تأملات نفسية في الظاهرة السلفية ،مقال على النت " .



15
      قراءة في كتاب " صحيح البخاري نهاية أسطورة "
                           رشيد إيلال
                      عمانوئيل يونان الريكاني /عراق/استراليا
بات مشروع تجديد الخطاب الديني المتداول في الأوساط السياسية والدينية والفكرية قضية ملحة جداً وأمر مفروغ منه . نظراً لأن بعض نصوص التراث هي المنبع العذب لفكر "داعش" الآسن والتي أكتوت بناره المجتمعات العربية والأسلامية قبل غيرها من الدول .
ذلك من أجل أصلاح الفرد والمجتمع ونشر السلام في ربوع الوطن الواحد وبين البشرية جمعاء. بعد تطهير العقول والأذهان من براثن الكراهية والضغينة وتحقير المرأة والتكفير والأرهاب التي ينبض بها قلب هذه النصوص والتي لا مكان لها في عالم اليوم الملقح بالترياق ضد هذه السموم التي تتعارض مع أبسط مبادىء الأنسانية . هذا لن يتم إلا بركوب هذه المجتمعات المتخلفة فكرياً قطار الحداثة لتتبوء مقاعد العقل والعلم والمنطق بعد مغادرة إلى غير رجعة محطة الأباطيل والخرافات والأساطير.
يعيش العالم الأسلامي اليوم حركة غير مسبوقة في أنتقاد التراث الديني التي تناولت جميع المرويات المنسوبة إلى الرسول بالمناقشة والتمحيص . ومن أهم الكتب التراثية التي لقيت أنتقاداً واسعاً والتي أحاطها المسلمون بهالة من القداسة منذ تأليفها كتاب الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه" الشهير بالجامع الصحيح أو صحيح البخاري الذي تعتبر مكانته عند المسلم كما هو شائع ثاني كتاب بعد القرآن . الطريق محفوف بالمخاطر والدرب شائك ووعر أنه أشبه دخول حقل ألغام أو اللعب بكبسولة المتفجرات لأن خفافيش فقه الظلام سحبوا بساط المعرفة العلمية من تحت أقدام البسطاء والسذج من الناس وباعوا لهم الوهم في معلبات الطاعة العمياء لكل شخوص ونصوص التي تفوح منها رائحة الدين.
وهم أي عباد أصنام التراث بالمرصاد لكل من تسوله نفسه أختراق المنطقة المحظورة "نكران الأحاديث" أو حتى تناولها بالبحث والدراسة والفحص لأستخراج وأستخلاص حقائق غير التي تسلموها أو ألفوها. يتم تشهير في وجوههم سيف التشكيك والزندقة والألحاد ومصيره يكون على كف عفريت أما الأغتيال أو السجن أو السب والشتم واللعن هذا ما نشاهده في الفضائيات.
بالرغم من لغة التهديد والترهيب والتخويف ألتي يستخدمها من يظنون أنفسهم نواب السماء على الأرض ضد رعيتهم المغلوب على أمرهم لكن هاجس التغيير نحو الأفضل  والتخلص من الأختناق من الأنحدار الثقافي والأنحطاط الحضاري الذي تعيشه أغلب البلدان الأسلامية واللحاق بالأمم المتقدمة والتعلم من تجاربها التاريخية لم يثني عزم كثير من المسلمين في القفز على واقعهم المزري في تكميم العاطفة الدينية وأعطاء الضوء الأخضر للعقل في تناول الموروث الديني ومحاولة النظر أليه من خلال قراءة عقلانية ،تاريخية ، لا قدسية لها لفرز الغث من السمين والفاسد من الجيد لأنه لا يوجد أحد من البشر فوق النقد ومعصوم من الخطأ والسهو والنسيان.
لقد تم نشر عشرات الكتب والمقالات تناولت البخاري بالنقد والذم والقدح لما في بعض أحاديثه لا جميعها من أباطيل وخرافات تخدش حياء العقل وتسيء إلى الذات الألهية والى رسول ألأسلام والقران وتسفه حتى عقل المسلم. من هؤلاء الكتاب على سبيل المثال لا الحصر "أضواء على السنة المحمدية" محمود أبو رية و"جناية البخاري" زكريا أوزون.من منا لا يعرف الباحث الأسلامي الأشهر من نار على علم أسلام البحيري وما جرى له نتيجة مؤامرات ودسائس حاكها ضده أعداء الفكر والحرية والتي أودت به إلى السجن سنة واحدة لأنه لم يستطيع عقله أن يهضم تفاهات وسخافات موجودة في صحيح البخاري. وفي نفس الخط الثوري سار على نهج أقرانه في تنقية التراث الديني وتصفية الماضي ( المجيد )بمصفاة المنهج العقلاني العلمي الكاتب المغربي مؤلف كتاب الذي نحن بصدده  "صحيح البخاري نهاية أسطورة " رشيد أيلال عدد صفحاته 283, حجم/مقاس : 7/24 ، الناشر دار الوطن.
مؤلف الكتاب ليس ملحد ولا لا ديني ولا يقبل أي مزايدة على تدينه ولا يساوم على إيمانه  فهو مسلم يؤمن بالله ورسوله وكتابه لكن أيمانه الديني ليس ساذج بل  خادم أمين لمنهجه العقلاني. كغيره من الباحثين والمنقبين عن الحقيقة أنصدم بهاته الأحاديث الموجودة في صحيح البخاري التي وضعها أمام القارئ الكريم والقارئة الكريمة ليكون عقله هو الحكم وأن لا يتنازل عنه من اجل السفاهة والسخافة.فوجد فيها ما يسيء إلى الألوهية والى مقام النبوة وما يسيء إلى مقام الأنسان والمرأة على وجه الخصوص حتى ساوره الشك وتساءل بكل جرأة وشجاعة عن أصالة الكتاب بالرغم معرفته ما للبخاري من قيمة وقدسية في العقل الجمعي الأسلامي والسياج الكهربائي المحاط به وتوصل إلى قناعة لا تتزعزع وبالدليل والبرهان إن الكتاب الذي بين أيدينا وبشكله الحالي مؤلفه مجهول ولا تربطه أي رابطة بالشيخ البخاري بالرغم أنه يعرف مسبقاً إن شيوخ الأبابيل على هذا الكلام سيرمونه بحجارة من سجيل كعادتهم كل من يقترب من كعبة نصوصهم المقدسة.
أشتهر العرب على مر العصور بالمديح المغالي أن يمدح المرء ويصل إلى عنان السماء أو يذم لينزل إلى الدركات السفلى. هكذا جرى مع البخاري رافقته  ظل الخرافة من الولادة حتى الممات . كثيرة هي الروايات التي تحفل بها كتب التراث التي فيها تختلط الأسطورة بالتاريخ والخيال بالواقع  والوهم بالحقيقة ومن ضمنها على سبيل المثال حفظه 70000 حديث وهو صبي والتباهي بذاكرته الخرافية التي لا تعرف النسيان والتي تضاهي أحدث كومبيوتر في الوقت الحالي تفوق حتى على نبيه نفسه الذي ذكر القرأن أنه ينسى. وفي تاريخ مدينة دمشق لأبن هبة الله 72/52 والجامع لأخلاق الراوي 185/2 على لسان البخاري ما نصه صنفت كتابي الصحيح في ستة عشرة سنة ،أخرجته من ستمائة ألف حديث" لا ادري كم قرن تحتاج حتى يتم حفظ هذا الكم الهائل من الأحاديث وفرزها لمعرفة الحديث الصحيح من الضعيف بآليات خاصة وبأدوات الكتابة البدائية ووسائل النقل الأولية مثل الحمير والبعير وغيرها.
ومن الغرائب المضحكة الموجودة في صحيح البخاري والتي تسيء إلى الإسلام ونبي الإسلام هذا بعض منها :
_ حديث الوزغ "أبو بريص" كانت تنفخ النار على سيدنا ابراهيم 3359 "أمر بقتل الوزغ وقال :كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام" .
_وورد في صحيح البخاري ما يتقى من شؤم المرأة 5093 "الشؤم في المرأة والدار والفرس " .
_ وفي صحيح البخاري يؤكد المؤلف إن الله كتب على جميع البشر حظهم من الزنا أي إن البشر مسير لا مخير"روى البخاري 6243
_ومن الغرائب المضحكة والاساطير المغرقة في الخرافة والمؤسسة للجهل المطبق ما ورد من صحيح البخاري أنه أعتبر الفأر أمة فقدت من بني أسرائيل.3129.
_ومن المضحكات قردة زنت3849.
_ غروب الشمس4524 التي تتناقض مع العلم فالشمس تغرب من جهة وتشرق في مكان أخر.
_ أتهام الرسول بالإنتحار 6581 هذا لا يليق بأي أنسان لأنه تكشف أضطراباته النفسية فكيف بخاتم الأنبياء .
ويستمر الكاتب في مسلسل فضح عباد الحديث بأدلة عقلية ونقلية وأعتبار أن الحديث آفة أبتليت به الأمة وإن كل ما يقال على الحديث أنه "علماً" ليس سوى خرافة روج لها المنتفعون لأنه لا يمكن أعتبار خرافة الحديث علماً فهي لا تملك من العلم شيئاً ومنهجها منهج أهواء وأسلوبها أنتقائي مزاجي ولا يمكن ان يكون علماً لأن ِالعلم يطلق على علم الفيزياء والكيمياء والأحياء وغيرها وفي كل مكان تقام نفس التجربة تأتي بنفس النتيجة . بينما ظاهرة تناقل الأقوال بين طرفها الأول والأخير أكثر من قرنين من الزمن وتنقل باللفظ مبنى ومعنى حرفياً دون زيادة أو نقصان ودون أن يتأثر بأهواء البشر ليس من طبيعة البشر هذا ما يثبته علم النفس وعلم الأجتماع
قم بتجربة لتتأكد بذلك بنفسك أهمس في أذن تلميذك لترى كيف سينقلها إلى الأخرين .إن ما يزعج كهنة علم الرجال من حفظ روايات النبي قد تم في ظروف كان التباعد الجغرافي والزماني والبيئة الأجتماعية والمتغيرات السياسية من أعقد ما عرفته الأنسانية ويستحيل حدوث هذه الظاهرة وما نظرية الجرح والتعديل غير أسطورة لتبرير احاديث عشاقها لا سيما لو عرفنا ان من خصائص العرب الذميمة في التهويل هي مدح من يحبونه وذم من يختلفون معه وما يجعلنا متأكدين وواثقين من أن علم الرجال خرافة لا علاقة لها بالمنطق والعقل والمنهج العلمي الصائب الراجح هو وجود رجال وثقهم البخاري ضعفهم أخرون ورجالاً ضعفهم البخاري وثقهم أخرون وأيضاً تعديل وتجريح الرجال خاضع للأهواء المذهبية فرجال السنة الموثقون يضعفهم الشيعة وبالعكس.
خلاصة الكلام إن الأحاديث كانت طامة كبرى على الأمة مزقت المسلمين إلى شيعة وسنة ومرجئة وخوارج وقدرية وجبرية وغيرها من الطوائف والمذاهب وحاولت كل طائفة أن تعتمد على احاديث مختلفة على مصداقيتها . وكل فئة أنذاك حاولت أختلاق روايات واحاديث وأثار لتجد لها مكاناً تبوئه وفي نفس الوقت تجد للفئة المعادية احاديث وأثار تذمها وتكفرها به وتدخلها إلى جهنم وبئس المصير .ناهيك على ان كثير من المسلمين لا يعرفون كثير من رواة الحديث حكى على ان الرسول منع صحابته من تدوين كلامه . فقد روى احمد ومسلم والترمذي ونسائي والدارمي "شيخ البخاري" من حديث عن ابي سعيد الخدري ان رسول الله قال " لا تكتبوا عني شيئاً سوى القرأن أو من كتب عني غير القرأن فليمحه" . هذه نقطة في بحر  من الأدلة التي قدمها الكاتب لأثبات رؤيته النقدية ومقال صغير مثل هذا هيهات ان يحيط بكل ما قيل في بطن الكتاب.
وأخيراً يختم المؤلف كتابه بدليل أصاب أنصار البخاري بمقتل وهو أن النسخة الأصلية لصحيح البخاري والتي يجب ان تكون بخط يده غير موجودة. رغم كثرة المخطوطات الموجودة التي نساخها مجهولون وأغلبها على اقل تقدير مخطوطات مجزأة من الكتاب وليست كاملة مكملة . إذن لا وجود لنسخة أصلية لصحيح البخاري بخط مؤلفه ، ولا يوجد في جميع مكتبات العالم هاته هي الحقيقة التي يحاول الشيوخ أخفاءها عن الناس وطمسها عن العوام ويوهمونهم بأنه هاته النسخ الأصلية .هذا ما سنجده مستدلاً عليه في البحث الشائق الرائق الذي قام به الباحث العراقي الدكتور كوركيس عواد ،بعنوان " أقدم المخطوطات العربية في مكتبات العالم المكتوبة منذ صدر ألأسلام حتى سنة 500هـ =1106م" تم أيجاد الجزء الثالث من تجزئة أربعة أجزاء من الكتاب ، في مدينة صوفية ، تاريخه : 407 هـ =1016م في (109) ورقات ... أذن من خلال هذا النقل فأول مخطوطة تاريخية لصحيح البخاري تعود إلى سنة 407هـ اي بعد وفاة البخاري ب 151 سنة ولا تمثل الكتاب برمته بل جزءً يسيراً منه . لا يوجد نسخة البخاري ولا تلاميذه هذا ينطبق على كل كتب الحديث .لم يكتب لا بخط يده ولا بخط احد تلاميذه ولا تلاميذ تلاميذه .من له أذنان للسمع فليسمع.




16
المنبر الحر / فوبيا غشاء البكارة
« في: 14:37 31/01/2019  »
                     فوبيا غشاء البكارة
                        عمانوئيل يونان الريكاني /عراق /أستراليا
من أجل بناء مجتمع بشري سوي وتأسيس ثقافة أنسانية راقية آن الأوان للشعوب العربية وغيرها  المصابين بهلوسة فض  العذرية في تصحيح مفاهيمهم الخاطئة وأفكارهم المغلوطة عن المرأة وتحطيم أصنام التراث التي تحط من كرامتها الأنسانية والموروثة من العصور المظلمة حين كانت الكلمة العليا للجهل المقدس كما يسميه الفيلسوف الفرنسي أوليفييه روا وتبني قيم حضارية معاصرة في الحرية والمساواة بين الجنسين وذلك لن يكون بدون أستعارة شفرة أوكام"وليم الأوكامي 1288-1348 راهب ومدرسي أنكليزي صاحب فكرة فلسفية مشهورة تسمى شفرة أوكام والتي توضح إن أبسط السبل لحل ألمشكلة هو الحل الصحيح لها ".لقص خيوط الفكر الخرافي والنموذج الثقافي الأسطوري التي نسجت حول جسد المرأة جاعلة منه بعد مصادرة ذاتها وتجريدها من شخصيتها قبلة شرف العائلة والعشيرة ومن ثم المجتمع .وتقطيع شبكة الأوهام العنكبوتية التي حيكت حول غشاء البكارة هذه القطعة اللحمية الصغيرة الموجودة في فتحة المهبل لتؤدي وظيفة طبية ما تحولت في المخيال الأجتماعي وبعد أسقاط تفاسير ثقافية عليها والتي لا قيمة علمية لها إلى مقياس العفة والشرف والطهارة مما أصابت كثير من الرجال بهستيريا العفة الجسدية على حساب عفة اليد والضمير والقلب والعقل وكانت سبباً في رعب وهلع وفزع الفتيات وأصابتهن بفوبيا غشاء البكارة خوفاً من فقدانها لأسباب قد تكون لا أرادية بايولوجيا أحياناً وتكون النتائج وخيمة عليهن وهي هدر دمائهن ثمناً لأستعادة كرامة الأهل الأب والأخ ومن بعد الزوج .حدث ولا حرج عن ضحايا هذه المعتقدات القذرة  والتقاليد السخيفة التي تم مباركتها حتى من الدين والأخلاق السائدة.
ليست المرأة دمية الرجل يحركها كما يشاء ومتى يشاء ويفرض عليها قواعد سلوكية يدعي أنها أرادة الألهة أو تشريع رباني وهي ليست إلا أفكار وتصورات بشرية تبناها المجتمع من خلال مرحلة تاريخية ما  بدافع المصلحة ومن خلال الممارسة المستمرة تكلست  أصبحت طبيعية ومن المسلمات والمقدسات  التي لا تمس و لا تقبل أي نقد أو مراجعة أو نقاش .وعلى أثرها تحول العقل الجمعي إلى كتلة أسمنتية يستحيل أختراقه حتى بمعاول العقل والعلم . شئنا أم أبينا نحن أبناء الحداثة وفي عصر العقل والتنويروالكل سواسية في القيمة والكرامة "الرجل والمرأة" لا أحد قوام على الأخر وليس عندنا قاصر كي نحتاج إلى وصي كما هو شائع عند السواد الأعظم من الناس . إن جسد المرأة ملكاً لها وحدها وليس دائرة الأحوال المدنية تصدر إلى الأخرين بطاقات الشرف ومن الأجحاف أختزال كيانها فيه فقط وتجاهل أبعادها الأخرى .إن حصر قيمة المرأة بين ساقيها معضلة كبيرة لأنها تجعل من أي فتاة ليس لها تجربة جنسية قبل الزواج لدوافع مجهولة وليست لأعتبارات أخلاقية دوماً وأن كانت فارغة من الأنسانية وليس لها حظ من الثقافة ولها دكتوراه في الحماقة  مرغوبة أكثر لا بل وأفضل حتى  من تستحضرني هنا الممثلة الأمريكية أنجيلينا جولي المعروفة بأعمالها الخيرية الكثيرة لا لسبب إلا لأنها سلعة غير مستعملة وبضاعة ليست مغشوشة هذا ما تستهوي الرجل الشرقي .
ناهيك أن مفهوم الشرف نسبي يختلف من ثقافة إلى ثقافة ومن مجتمع إلى مجتمع ومن جيل إلى جيل لأن الأنسان كائن تاريخي يمتاز بالابداع الثقافي والتطور الحضاري . فالعفة الجسدية لم تكن مرغوبة في كل مكان وزمان هذا ما أكده ول ديورانت في موسوعته الشهيرة قصة الحضارة المجلد الأول الجزء الأول ص80” أما العفة فهي الأخرى مرحلة جاءت متأخرة في سير التقدم، فالذي كانت تخشاه العذراء البدائية لم يكن فقدان بكارتها ، بل أن يشيع عنها أنها عقيم ، فالمرأة إذا ما حملت قبل زواجها كان ذلك في معظم الحالات معيناً لها على الزواج أكثر منه عائقاً لها في هذا السبيل ، لأن ذلك الحمل يقضي على كل شك في عقمها ، ويبشر بأطفال يكسبون لوالدهم المال ، بل أن الجماعات البدائية التي قامت قبل ظهور الملكية ، كانت تنظر إلى بكارة الفتاة نظرة ازدراء لأن معناها عدم إقبال الرجال عليها ، حتى كان العريس من قبيلة "كامشادال"kamshadal إذا ما وجد عروسه بكراً ثارت ثورته و" طفق يسب أمها سباً صريحاً لهذه الطريقة المهملة التي قدمت بها ابنتها إليه"، وفي حالات كثيرة كانت البكارة حائلاً دون الزواج ، لأنها تلقي على الزوج عبئاً ثقيلاً على النفس ، وهو أن يخالف أمر التحريم الذي يقضي عليه بألا يريق دم احد من أعضاء قبيلته ، فكان يحدث أحياناً ان تسلم البنات أنفسهن لغريب عن القبيلة ليزيل عنهن هذا العائق الذي يحول بينهن وبين الزواج ، ففي التبت تبحث الأمهات في جد عن رجال يفضون بكارة بناتهن ، وفي "ملبار" ترى الفتيات أنفسهن يرجون المارة في الطريق أن يؤدوا لهن هذه المكرمة " لأنهن ما دمن أبكاراً فهن لا يستطعن الزواج " ، وعند بعض القبائل تضطر العروس أن تسلم نفسها لأضياف العرس قبل دخولها إلى زوجها ، وعند بعضها يستأجر العريس رجلاً ليفض له بكارة عروسه ، وقبائل أخرى في الفيليبين يقوم موظف خاص يتقاضى راتباً ضخماً تكون مهمته أن يؤدي هذا العمل نيابة عمن اعتزموا الزواج من الرجال ". وفي نفس المرجع السابق والصفحة يتساءل الكاتب ما الذي غير النظر إلى البكارة بحيث جعلها فضيلة بعد أن كانت خطيئة ؟ فجعلها بذلك عنصراً من عناصر التشريعات الخلقية في كل المدنيات العالية ؟ لا شك أنها الملكية حين قام بين الناس نظامها هي التي أدت إلى هذا التحول .
يقول علماء الأثنولوجيا والأنثربولوجيا إن جذور تابو العذرية تعود إلى أزمنة ما قبل التاريخ فهي منتشرة في كل الثقافات تقريباً ويكاد لا يخلو منها أي شعب من الشعوب المسماة البدائية. فكان من المحرمات على هذه الشعوب أفتضاض الفتاة خارج أطر المعتقدات الأجتماعية السائدة ودون أحترام طقوس معينة وبالتالي هذا هو السبب في وضع لبنة تقليد ما يسمى تابو العذرية( وهو قرارأجتماعي ثقافي يحرم الأشياء التي نخافها ). ومن نافل القول إن الأنسان البدائي كان يخاف من الدم لذلك كان تنوط مهمة فظ بكارة العروس في مكانات كثيرة من قبل الزوج إلى شخصية معتبرة كأن يكون ملك أو كاهن أو زعيم قبيلة أو أي أنسان قادر على ذلك وبالتالي يتجنب هو ما يخشاه ويكون الشخص القائم بهذه المهمة صاحب فضل عليه . لأن أنذاك كان للدم قيمة رمزية عند هذه الشعوب البدائية فهو كان يعتبر رمزاً للحياة ،لذلك سيلان الدم من المرأة عند الأفتضاض دون أن يأذن له المجتمع كان قدره المحتوم أنزال العقاب عليه أجتماعياً وغيبياً لأن أسالة الدم بون وجه حق كانت من الأثام الكبيرة والذنوب القاتلة لدى هذه

الشعوب من أجل ذلك تم تحويل الأفتضاض إلى طقس أجتماعي يتم به ومن خلاله فقط خرق التابو. هذه كانت مرحلة أولى في تاريخ الفكر البشري.
للأسف الشديد لا زالت هذه الذهنية المحكومة من الدين والسحر بأشكالهما البدائية حاضرة بقوة في ثقافتنا العربية التي أصابتها العفونة من جراء ذلك. في ظل القيم الجديدة التي تدور حول الفرد وحرياته والمتحررة من أحكام المجتمع الأتية مع سحاب الحداثة يجب الأنفتاح على المكتسبات العقلانية الحديثة ليس فقط بجانبها المادي بل المعنوي أيضاً. ونسف قوانين ومفاهيم الشرف التي لا تنسجم مع العقليات المتنورة بل تنتمي لعهود التخلف والتراجع الأنساني والفكري .
وإن الطامة الكبرى هو في كشف العذرية وهو عملية فحص مهبل المرأة أجبارياً للتأكد من وجود غشاء البكارة والتي تستخدم في المجتمعات البطريركية "لتشويه سمعة المرأة أجتماعياً وسياسياً ...بوصفهما غير شريفات " يقول بذلك أحياناً أهل العروس أو العريس أو بناءً من أمر قضائي عند طلب الزوج ذلك في حالة شكه بعذرية زوجته في ليلة الدخلة . بالرغم أحتجاج المنظمات الحقوقية والنقاد الأجتماعيين والمدافعين عن حق المرأة ضد هذه التقاليد والقوانين التي تنتهك كرامة المرأة وتسلبها حقوقها الإنسانية الأساسية . وما اعتبار غشاء البكارة مقياس الشرف غير خدعة ذكورية لمراقبة جسد المرأة ونشاطها الجنسي . السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يحق للرجل ممارسة الجنس قبل الزواج بدون أي أستهجان من قبل المجتمع على قول أخواننا المصريين الرجل ما يعيبه الا جيبه كم فتاة شطب عذراويتها بجرة قلم وبعد ذلك يبحث عن زوجة عذراء ان هذه الازدواجية في الأخلاق كان فيها الرجل من حيث لا يدري هو الخاسر الأكبر في بورصة السمعة فقد كان السبب وراء كثير من النساء أنتهاج سياسة الكذب لأشباع شهواتهن أسوة بهكذا نوع من الرجال ويلجئن إلى عملية جراحية لترقيع غشاء البكارة لترجع كما كانت إلى قواعدها عذراء سالمة حسب طلب الرجل . هذا هو النفاق الاجتماعي المنتشر في واقعنا كالنار في الهشيم وخير من عكس هذا المشهد الحقيقي هو عالم الاجتماع المغربي عبد الصمد الديالمي في مقالته نحو موت العذرية من كتاب تابو البكارة : ميزت فيه بين عذرية قرآنية وعذرية توافقية ،المقصود بالعذرية القرآنية غياب كل تجربة جنسية قبل الزواج ، بمعنى أن العذرية هنا كاملة ونظراً للتغيير الأجتماعي الحاصل ، أصبحت العذرية القرآنية شبه مستحيلة ولم تعد بعض المجتمعات العربية تقول بها لأنها تعاني من الأنفتاح الجنسي بأعتباره حتمية تاريخية . لذلك لا بد من تشخيص ما أسميته بالعذرية التوافقية وأقصد بها إنن بعض المجتمعات العربية تسمح عملياً ببعض الممارسات الجنسية بشكل ضمني ، كأن يسمح للفتاة أن تمارس الجنس بمختلف الأشكال والأنواع شريطة ألا يحدث الأيلاج في الفرج . يسمح لها مثلاً أن تمارس الجنس الفموي أو الشرجي أو السطحي . ..الفتاة هنا تظل عذراء بالمفهوم الأجتماعي ، أي محافظة على غشاء العذرية رغم أنها مفتضة في كل مناطقها الألتذاذية الأخرى . أن بذور التسلط والعنف والقمع تثمر الكذب والرياء والخداع.

17
               لا يا شيخ العلمانية ليست ضد الدين
                              عمانوئيل يونان الريكاني /أستراليا
من نافل القول إن العلمانية أبصرت النور في شكلها ألحالي في ألغرب المسيحي أبان ( عصر ألأنوار والثورة الفرنسية) وهي أحدى أهم سمات الحداثة وأكثرها إثارة للجدل والتي أحدثت أنعطافة كبرى وتحول حضاري مضيء في تاريخ الشعوب ومصيرها . بعد أن كانوا في قبضة بعض رجال الدين الخانقة وتحت سيطرة الكنيسة المستبدة أنذاك. وخلاصة منطلقاتها تقوم على أساس فصل الدين عن الدولة وعدم تدخل المؤسسة الدينية ( أي دين كان ) في شؤون الحكم والسياسة أي علمنة الحياة كافة. وأن يكون العقل البشري والمبادىء المشتركة بين البشر هي المرجع في تسيير أمور الدنيا وشؤون الحياة لا الغيبيات الدينية وألغاز الميتافيزيقيا.
- [ ] " إن الأساس الأخير للألزام السياسي أو القانوني يكمن في الأخلاق بوصفها نشاطاً معرفياً مستقلاً منطقياً عن الدين " الأسس الفلسفية للعلمانية عادل ضاهر ، دار الساقي ص53.
- [ ] لا يوجد صيغة واحدة للعلمانية هناك أشكال متعددة منها المعتدلة ومنها المتطرفة ضد الدين والقيم الروحية هذه الأخيرة شجبتها الكنيسة ورفضتها." تنظر الكنيسة الكاثوليكية الى العلمانية الصحيحة نظرة إيجابية منذ عهد البابا بيوس الثاني عشر ألذي أعلن ما أسماه بالعلمانية السليمة، كمبدأ أساسي من مبادىء المذهب الكاثوليكي. فهي تعطي لقيصر ما لقيصر وما لله لله .وتحترم كل المذاهب والطوائف في الدولة، وتضمن حرية المعتقد الديني وممارسة الطقوس ، وسائر النشاطات الروحية والثقافية والخيرية. إنها آلية صالحة للتواصل بين مختلف التقاليد الروحية والدولة . إن الكنيسة تشجب بشدة ما أسميناه العلمانية السلبية لأن هذا النوع من العلمانية يرفض الدين والقيم الروحية والخلقية المستوحاة من الكتب المقدسة". عن مقال الدولة العلمانية بين المسيحية والأسلام القسم الثاني بقلم الأب فرانسوا عقل المريمي.
- [ ] تعريف العلمانية:
- [ ] جاءفي معجم أوكسفورد شرحاً لكلمة secularism
- [ ] - دنيوي ، أو مادي ، ليس دينياً ولا روحياً : مثل التربية اللادينية ، ألفن أو ألموسيقى اللادينية ، السلطة اللادينية ، الحكومة المناقضة للكنيسة .
- [ ] - الرأي الذي يقول : إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية.
- [ ] ويقول المعجم الدولي الثالث الجديد" مادة secularism
- [ ] أتجاه في الحياة أو في أي شأن خاص يقوم على مبدأ أن الدين أو الأعتبارات الدينية يجب ألا تتدخل في الحكومة ، أو أستبعاد هذه الأعتبارات أستبعاداً مقصوداً ، فهي تعني مثلاً السياسة اللادينية البحتة في الحكومة . وهي نظام أجتماعي في الأخلاق مؤسس على فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والأخلاقية على أعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الأجتماعي دون النظر الى الدين.
- [ ] تقول دائرة المعارف البريطانية مادة secularism
- [ ] هي حركة أجتماعية تهدف الى صرف الناس وتوجيههم من الأهتمام بالأخرة الى الأهتمام بهذه الدنيا وحدها . وهي تعتبر جزء من النزعة الأنسانية التي سادت منذ عصر النهضة الداعية لأعلاء شأن الأنسان والأمور المرتبطة به بدلاً من أفراط الأهتمام بالعزوف عن شؤون الحياة والتأمل في الله واليوم الأخير وقد كانت الأنجازات الثقافية البشرية المختلفة في عصر النهضة أحد أبرز منطلقاتها ، فبدلاً من تحقيق غايات الأنسان من سعادة ورفاه في الحياة الأخرة ، سعت العلمانية في أحد جوانبها الى تحقيق ذلك في أحد جوانبها الحالية .
- [ ] جاء في كتاب الأصولية والعلمانية د. مراد وهبة عن تعريف العلمانية : في اللغة العربية كما في اللغات الأفرنجية الأصل واحد. في اللغة العربية لفظ العلمانية مشتق من علم أي العالم . وفي اللغات الأفرنجية مشتق من اللفظ اللاتيني saeculam أي العالم ص45. وفي نفس المصدر العلمانية هي " التفكير في النسبي بما هو نسبي وليس بما هو مطلق " ومعنى ذلك تناول الظواهر الأنسانية والتي هي نسبية بالضرورة بمنظور نسبي وليس بمنظور مطلق .ص58.
- [ ] ليست العلمانية ضد الدين أو الأعتقاد فهناك علمانيين مؤمنين وأخرين ملحدين وغيرهم لا دينيين . فالدين مسألة شخصية بين الله والأنسان وبين العبد وربه فهناك حيث المعبد أو الهيكل أو الكنيسة أو المسجد تستطيع أن تعيش أيمانك وخبرتك الروحية وتمارس طقوسك وتقيم شعائرك متى تشاء وكيفما تشاء عساك وأن  تعبد ما تريد خشب أو حجر  أو حتى البقر أنت حر  هذا حقك الشخصي لا أحد يستطيع أنتزاعه منك طالما لا يهدد أمن المجتمع وسيادة الدولة.
- [ ] فالعلمانية تقف على مسافة واحدة من جميع الأديان دون تفضيل أو تغليب أحدهم على أخر ، فالدولة لا يمتلكها أي دين وليس هدفها حجز مقاعد للناس في الجنة بل هي هيئة أدارية تدير شؤون البلد وتوفر كافة الخدمات للناس من بناء الطرق والجسور والمدارس والمستشفيات وتصون الحريات كافة حرية الفكر والتعبير والمعتقد بدون تفرقة على أساس الدين والقومية والأثنية واللون فالكل متساوين أمام القانون.
- [ ] لكن السؤال الجوهري الذي نريد أن نطرحه لماذا شيوخ الأسلام وغالبية المسلمين لديهم فوبيا من العلمانية ؟
- [ ] ويشنون حملات مسعورة عليها من أجل تشويهها في نظر المسلمين مدعين أنها رديف الألحاد والكفر والزندقة . ويتفق معظم المفكرين الأسلامويين بأنها بضاعة غربية لا يمكن أن تهضمها معدتنا الشرقية. إلا قلة من المستنيرين الذين يعتبروها هي الحل لكل المشاكل التي تفتك بالشعوب العربية والاسلامية وتبنتها بعض الدول مثل تركيا وتونس وألبانيا . على رأس هؤلاء الاسلامويين الشيخ يوسف القرضاوي الذي في أسطر قليلة من كتابه لخص موقفهم منها " لم يكن في الأسلام - كما في عصورنا الأخيرة الى الْيَوْمَ - تعليم ديني ، وتعليم غير ديني ، ولم يكن في الأسلام أناس يسمون رجال الدين ، وأخرون يسمون رجال العلم أو السياسة أو الدنيا ، ولم يعرف الأسلام سلطتين : أحداها دينية ، والأخرى زمنية أو دنيوية ، ولم يعرف تراث الأسلام دين لا سياسة فيه ، ولا سياسة لا دين لها . لقد كان الدين ممتزجاً بالحياة كلها ، أمتزاج الروح بالجسم ، فلا يوجد شيء منفصل أسمه الروح ، ولا شيء منفصل أسمه الجسم ، وكذلك كان الدين والعلم ، أو الدين والدنيا ، أو الدين والدولة في الأسلام . إن العلمانية " بضاعة غربية " لم تنبت في أرضنا ، ولا تستقيم مع عقائدنا ومسلماتنا الفكرية " الأسلام والعلمانية وجه لوجه الناشر مكتبة الوهبة ص46.
- [ ] يا شيخ العلاقة بين الدين والدولة تاريخية وليست ضرورية مجازية لا جوهرية . أما المضحك في الأمر رفض العلمانية بأعتبارها " بضاعة غربية " قل لي بالله عليك ماهو شيء الغير غربي في حياتكم نحن شعوب نستهلك ما ينتجون ( دول الكفر ) ونستعمل ما يصنعون فالأيفون والكومبيوتر والسيارة والطائرة وغيرها كثير نستوردها منهم حسناً نفعل لأنهم أسياد الحضارة بينما نصدر لهم نحن الأرهاب وأسوء ما فينا ونتجاهل الفكر الذي خلف هذه الفتوحات العلمية والتقنية . أنكم تسيرون عكس عقارب الساعة وعجلة الزمن.
- [ ] لقد قلت إن العلمانية لا تستقيم مع عقائدكم صدقت لقد أصبت كبد الحقيقة لأن أطروحات الأسلام السياسي تقسم البشر الى مؤمنين وكفار أسياد وعبيد كامل العقل وناقص العقل ويحلمون بعودة الخلافة وتطبيق الحدود وقتل المرتد وغيرها من الأمور اللاعقلانية وليدة ثقافة بدوية صحراوية عفا عليها الزمان لا يمكن ان تنبت في هكذا تربة غير خصبة بذور العلمانية. نحتاج الى تجديد الخطاب الديني وقراءة عقلانية للتراث وتصفيته وغربلته وتنقيته مما علق به من تفاسير الفقهاء التي كثير منها غير صالح لزماننا للتأقلم مع قيم الحضارة المعاصرة.أن العلمانية هي الحل  لقد تبنتها الدول المتقدمة وغيرها من دول اسيا وافريقيا اقل ما يمكن ان يقال فيها ان الحروب الدينية والمعارك المذهبية وضعت اوزارها والأستقرار الأجتماعي عاد أليها .بينما لا زالت الشعوب العربية والاسلامية تفتك بها الأقتتال الديني والطائفي نتيجة غياب العلمانية و النظر الى الأخر من زاوية انتماءه الديني لا كمواطن في نفس الوطن له نفس الحقوق والوجبات .
- [ ]
- [ ]
- [ ]
- [ ]
- [ ]
- [ ]




18
             الإباحية في كتب التراث الجنسي العربي
                                عمانوئيل يونان الريكاني/ أستراليا
يعتبر الجنس عند العرب أحد أقانيم الثالوث المحرم مع الدين والسلطة الذي يمنع منعاً باتاً شرعاً وقانوناً ممارسته خارج إطار العلاقة الزوجية من أجل المحافظة على المجتمع من الأنهيار والأخلاق التقليدية من الأنحطاط لذلك هو محاط برقابة شديدة من قبل الدوغمائيين والمعصومين والقطعيين الذين نصبوا أنفسهم نواب السماء على الأرض ووكلاء الله على البشر المصابين بغيبوبة حضارية وفقر دم الأعتدال والأنفتاح .فأقتحام سجن باستيل يكون أسهل من محاولة أختراقه وأبداء  رأي مخالف فيه عن هؤلاء القوم.ومحاولة النخبة المثقفة أختراق الجدار العازل وعصرنة الجنس وأنسنته وتحريره من النسق الثقافي الرجعي وأنقاذه من لغة الحلال والحرام الخانقة والتعامل معه بشكل واعي ومسئول بعيداً عن أي ضغوط خارجية أي دعوة الى الأباحة الإيجابية لا الإباحية الرخيصة أشبه ما يكون هذا في ظل المد الأصولي الدخول الى حقل الألغام لأن قوى الظلامية الفكرية سيفها متسلط على رقاب كل من تسوله نفسه عبور الخطوط الحمراء التي وضعتها لأن زعزعة النظام الأجتماعي والسياسي القائم يتعارض مع مصالحها الذي يدر عليها لبناً وعسلاً. أن التقنية الجديدة أزالت الحدود وقلصت العالم جاعلة منه قرية صغيرة والمعلومة فيه أصبحت في متناول يد الجميع وهي تنتقل من والى أبعد نقطة في كوكبنا بسرعة البرق رغماً على قيود المؤسسة الدينية فلا داعي للأرهاب الفكري.لكن لا زال حماة الدين وحراس العقيدة بالمرصاد لكل منشور يخرج من دار النشر الذي لن يرى النور بدون موافقة منهم.
 تم ترويج ثقافة العيب والحياء من قبل العقلية الرجعية بدل الثقافة الجنسية السليمة القائمة على أسس علمية أكاديمية .حتى الكلام في الجنس تلميحاً أو تصريحاً بات محظوراً في الجلسات الخاصة وفي المحافل العامة يعد ممنوعاً وفي المدارس لا يدخل كمادة في التعليم لتثقيف الشبيبة بهذه الغريزة الحياتية خوفاً  من إثارة الغريزة وأستفزازها ويحصل ما لا تحمد عقباه لذلك يتم تفضيل الجهل المقدس على العلم النافع .هذا الرهاب من الجنس الذي لا مبرر معقول له عكس ما كان عليه الحال في القرون الوسطى التي تنقله ألينا كتب التراث الجنسي المشهورة ومؤلفيها شخصيات غنية عن التعريف من الشعراء والأدباء والفقهاء والعلماء التي عكست واقع المجتمع أنذاك حيث الحرية الجنسية في أوجها والتهتك والأباحية والفحش في الألفاظ لا مثيل له.
تحت ذريعة "حماية الأخلاق"و "حفظ الأداب العامة" تحاول الأنظمة الدينية المتسلطة مع السلطة السياسية الحاكمة في الهيمنة على عقول وأجساد الناس من خلال التحكم بأفكارهم ومأكلهم ومشربهم وملبسهم.وتحاول زرع فيهم بذور الوهم الجماعي وتخدر عقول العوام في الوقت التي تنشط فيهم الجهل والبلاهة والتفاهة حيث توحي أليهم أنهم مجتمع ملائكي وعالم مثالي.لذلك تلاحق المؤسسة الدينية الفاسدة نتاجات المفكرين والمثقفين من كلا الجنسين وتصادر كتبهم خاصة ذات النكهة الجنسية التي لا يروق لها.

إن أعتقاد أهل اللحى إن ما يقومون به هو محاربة الرذيلة والأثم والذنب يزيد الطين بلة فنظرية كل ما هو ممنوع مرغوب تكذبه لأن مشاهدة الأفلام الإباحية في زيادة مطردة وإنتشار المجلات الخلاعية حدث ولا حرج ناهيك عن بيوت الدعارة التي أصبحت مهنة تدر مالاً وفيراً فما هو ممنوع علناً متداول سراً أي من تحت الطربيزة كما يقول أخواننا المصريين. لماذا الكيل بمكيالين ألم يقرأ هؤلاء الشيوخ والفقهاء والدعاة كتب التراث الجنسي عند العرب لمؤلفين من أئمة الأدب والتاريخ وأرباب الشعر واللغة من أمثال للسيوطي والتيفاشي والأصفهاني والجاحظ وأبي نؤاس  ...ألخ الذين كتبوا كل شاردة وواردة عن الجنس وبلغة سوقية بأمتياز حيث من فاتحة كتبهم الى خاتمتها لا يخلو سطر من ألفاظ الزنى والفحش والمجون والفجور  والإباحية والسحاق واللواط والخلاعة وبعضها لا زال متوفر في المكتبات وعلى صفحات النت والمؤسسة الدينية تقف مكتوفة الأيدي لا تحرك ساكن.سأسرد مقتطفات من بعض هذه الكتب الذائعة الصيت المليئة بألفاظ بذيئة خليعة داعرة تخدش الحياء وتجرح الأدب.لذلك عزيزي القارئ أستميحك عذراً بأنني من أجل الأمانة العلمية والمصداقية التاريخية سأنقل هذه الكلمات نصاً كما وردت في كتب التراث الجنسي دون رتوش ولا تحميل أو تكحيل وأن كانت قباحتها يأباها ذوقنا المعاصر.
١- نواضر الأيك في معرفة النيك. للأمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفي سنة 911 هـ. دار الكتاب العربي .دمشق ص.ب34825
يعد من الكتب ذائعة الصيت الذي يتكلم فيه عن الجنس والأوضاع الجنسية بأستخدام ألفاظ شوارعية لأعضاء الجهاز الجنسي للذكر والأنثى.مقتطفات من هذا الكتاب
تزوجت من واحدة منكمو      فنكت بشفعتيها أربعينا
ونكت الرجال ونكت النساء    ونكت البنات ونكت البنينا
وأرسلت أيرى في داركم         فطوراً شمالاً وطوراً يميناً
وفي مكان أخر:
وأتيتها فنكتها ليلة         قد أحلى من الجلاب
فأطمئنت لنيكتي وتثنت    وهو فيها قد حاز حد نصاب
بين غنج مستعذب وشهيق    ودنو ملاصق وأنجذاب
بات أيرى من وصلها بارد العيش   وأيرى من كسها في ألتهاب.
وقال أيضاً:
تكشف عن غليظ الشفر ألمي
                                      فيرقد عنده الأسر الحرون فيالك مغلقاً بضا نتيفاً   
                                  سميناً دون ملمسه العجين
أسيل الخد مثل النهر صلق ال
                                  جبين وفوق جبهته الغضون
له من جنة البضات بظر
                                    حواه بالبياض الياسمين
وقالت عندما خوضت فيها
                                       تأخر أيها الشيخ الحزين
دع التلوين في أكناف كسي
                                        حنانك ما به ماء وطين
بهذا الأير تطلب وصل مثلي
                                       فهذا الأمر شيء لا يكون
رويدك حركيه ولا صغيه
                                       يكفك إنه أير مهين
ينام على مخدات المخاصي
                                      ولَم يرفع له أبداً جفون
فقالت كم أحركه بكفي
                                     ويرقد مثلما يرقد الجنين

-2-الروض العاطر في نزهة الخاطر.يرجع الى القرن الخامس عشر ،مؤلفه ابو عبد الله محمد بن محمد النفراوي جاء في  ص17:
نحن العبيد شبعن في النساء ولا
                                  نخش مكيد كياد وأن قدرا
إن الرجال إلينا تطمئن بمن
                              يفر عليهم حقيقة ليس فيه مراً
وأنتن أيتها النسوان ليس لكن
                            صبراً على الأير هذا القول مشتهراً
فيه حياتكم وأيضاً موتكم
                             وفيه رغبتكم في السر والجهراً
إذا غضبتن على الأزواج ترضيكم
                              أزواجكم بضرب الأير يا حسراً

٣- رجوع الشيخ الى صباه في القوة على الباه.
للعالم احمد بن سليمان ويقال أنه ألف هذا الكتاب بأشارة من السلطان سليم خان الأول سنة 903هـ.
لا بستقبح النيك في الإست لحسن الأليتين
فأنهما من حسنهما يصحبان وكفى ذلك فضلاً فكيف
بالضيق فسلس الطريق وحسن المنظر لأن تركيب الأير في الإست كالأصبع في الخاتم .ص119
وقيل خطب بعض الظرفاء طريفة فأقتنعت فكتب أليها رقعة يقول فيها:
فأقسم لو رأيتي رأس إيرى    قبيل الصبح أو حين السحور
لأنساك النساء وكل سحق    ورد هواك في كل الأيور ص132
٤- العقد الفريد الجزء الرابع من تأليف أبن عبد ربه الأندلسي لا يخلو من شعر وأدب المجون.
قال أعرابي حين كبر وعجز : عجبت من إيرى كيف يصنع ...أدفعه بأصبعي ويرحع ويقوم بعد النشر ثم يصرع.
ويقول في مكان أخر :
لا يعقب التقبيل الا زبي ... ولا يداوي من صميم الحب
إلا أحتضان الركب الأزب ... ينزع منه الأير نزع الضب
٥-نزهة الالباب فيما لا يوجد في كتاب.شهاب الدين احمد التيفاشي يقدم مسحاً شاملاً للظواهر الجنسية في المجتمع الاسلامي في القرن السابع الهجري متناولاً طبقات القوادين والزناة واللواطيين والمساحقات وأساليب عملهم أما بأسلوب شعري أو نوادر .
قيل لمزيد (أمرأتك تساحق) قال :(نعم أنا أمرتها بذلك )فقيل:ولم ؟ قال :لأنها أنعم لشفرها وأنقى لفم فرجها وأجدر اذا ورد عليها الأير أن تعرف قدره.
لابن الحجاج:
حاضت وكانت لي ديون مضت
                                      عند استها من مدة طائلة
فبت في الوقت على سرمها
                                        ودية النيك على العاقلة
٦-ديوان الي حكيمة .سمي بأيريات ابي حكيمة وهو ينتمي الى ما يسمى شعراء المجون لذلك تم طمس قصائده من قبل المحافظين لكن محاولاتهم ذهبت ادراج الرياح فقد بقى ديوان ابي حكيمة لصاحبه ابو حكيمة راشد بن اسحق وقد نال في العصر العباسي كثير من الشهرة . ينتمي ديوانه الى نوعية شعر الرثاء لكن لا رثاء على غرار من يفقد عزيز على قلبه أخ أو صديق مثل رثاء الشاعرة العربية المعروفة خنساء أخيها صخر بل رثاء عضوه الذكري نظراً لأصابته بالعنة والعجز الجنسي.
أذللتني بعد عز ويلّي عليك وعولي
قد كنت حربة نيك فصرت ميزاب بول
جلت عيوبك عندي عن كل وصف وقول
ويضيف في رثائه ونعيه
أبكي على لهوي ولذاتي بعبرة تشفي حراراتي
أبكي على أير ضعيف القوى يخونني في وقت حاجاتي
ينام عما يستلذ الفتى ونومه إحدى المصيبات.

٧- مختارات من كتاب قصائد ابي نواس المحرمة.أسمه الحقيقي الحسن بن هانيالحكمي وأشتهر بكنية ابو نواس ولقب بشاعر الخمر ويعتبر من اشهر شعراء العصر العباسي ولد في خورستان لأم فارسية وأب دمشقي وعاش معظم حياته بالعراق وأشتهر بلهوه ومجونه وحبه الشديد للخمر. 

رأس اليتيم :
أني من شهرين بمنزل أجاهر الله بأمر عظيم
ما مر يوم ولا ليلة إلا أيري في أست عبد الكريم
يمسح أيري كلما نكته كأنما يمسح رأس اليتيم
ما كان أحلاه :
ما أستكمل اللذات إلا فتى يشرب والمرد ندماه
هذا يفديه وهذا إذا ناوله القهوة حياه
وكلما أشتاق الى قبلة من واحد ألثمه من فاه
سقيا لدهر كنت فيه لهم معاشرا،ما كان احلاه
نشربها صرفا ولم نقترع وشرطنا : من نام نكناه.

هذه نقطة في محيط من عشرات الكتب  ومئات القصائد وألاف بيوت الشعر  التي تناولت الجنس وأوضاعه وأشكاله لا نستنكر ما لبعضها من قيمة علمية وفوائد عملية لازال معمول بها . ان تسليطنا الضوء  على اللغة الفاضحة والصريحة المخلة بالأدب والخادشة للحياء لم يكن من اجل إدانة أو دفاع قبول أو رفض بقدر كشف  أزدواجة موقف رجال الدين من بعض الأمور فهم ينظرون الى القذى في عيون كتب الجنس الحديثة ولا ينظروا الغابة في عيون كتب الجنس القديمة. ان الخطاب الأخلاقوي الطهري  الذي يريد ان يحول كل فرد الى ادم حيث البراءة قبل السقوط حسب الأساطير الدينية لهو وهم الأوهام أنه كمن يريد إرجاع الزمن الى الوراء اي ان يصير الشيخ طفلاً .ان تجاهل هذا الخطاب المتطرف لرغبات وأهواء وشهوات وغرائز الفرد وفرض سلوكيات شكلية معينة من اجل تصديرها للغرب الكافر بجواز اخلاق مزور هو الذي يعيد انتاج عقلية النفاق والرياء كما هو الحال عندنا.





19
      غشاء البكارة الصيني "وثيقة الشرف المزورة "
                       يغزو الأسواق العربية
                     عمانوئيل يونان الريكاني/ عراق/ استراليا
إن فض البكارة بعد الزواج عند الشعوب العربية ليس مجرد فعل جنسي طبيعي مسموح به أجتماعياً وأخلاقياً وشرعياً بل يرتبط بخيالات وأستيهامات الأنسان الشرقي ومخيلته ويلتصق بخرافات وأساطير العقل العربي وشطحاته. في هذه المناسبة المحكومة بأسوأ العادات والتقاليد وأردأ الطقوس الأجتماعية ( بدون تعميم)  يترقب الأهل والأقارب في جو مشحون بالقلق والتوتر والضيق خارج غرفة عمليات العرسان هدية منهم وهي   قطعة قماش بيضاء مختومة بدم العروس النازف نتيجة تمزق غشاء البكارة لتعيد الراحة والطمأنينة والسكينة الى نفوسهم المضطربة وهذا المشهد الدموي والسيناريو المرعب يعتبر شاهد على طهارة العروس تشفي غليل المصابين بعقدة النقاء ودليل قوي على أنها ماركة مسجلة من شركة الأخلاق الرجعية.وفي أستعراض مهيب يقوم الحاضرين بعد أن غمرتهم السعادة والفرح بالتطواف حاملين هذه القماشة رمز الفخر والعزة والتباه كأنهم رافعين علم دولة تصاحبها هلاهل وأهازيج وزغاريد.أما عن فحولة العريس فحدث ولا حرج  فهي تتناسب طردياً مع الأنكسار النفسي والفشل الأجتماعي الذي يعانيه الرجل وما قضيبه إلا آلة سحرية يحول ضعفه الى قوة وهزيمته الى نصر.ان طلب الكمال في الأخر( جسد المرأة) يعكس ليس فقط شعور بالنقص بل إسقاط عالم البضاعة على البشر حيث السلعة الغير مستعملة هي الأفضل ويستهويه حب الجديد أذعاناً لمبدأ لكل جديد لذة يا ليتكم تعشقون جديد الفكر والفلسفة والعلم كما تعشقون العذراوات لكنا الأن في غنى عن مشاكل كثيرة. أما إذا حدث العكس ولم يكن هناك دليل مادي على الشرف  تقوم القيامة ولا تقعد لقد لوثت سمعة العائلة سيرافقهم هذا الذل والخزي والخسة الى اللحد ولن يتم أسترداد الكرامة والأعتبار والهيبة الملطخة بدون سفك دم العروس هذا ما تمليه عليهم عقيدتهم الفاسدة وشعارهم القذر "النار ولا العار" .في ظل غياب غشاء العقل فغشاء الجسد يتكلم أفصح لسان وفي فلكه يدور الفكر المسيطر والثقافة الذكورية السائدة. هكذا يتحول الزواج اقدس مؤسسة انسانية المفروض ان تقوم على الحب والثقة عند الذهنية البدوية الى مهزلة ومسخرة.
عجبي من قوم يسخرون من عقل المرأة لأنه في أعتقادهم ناقص بينما شرفهم موجود في عضوها التناسلي حقاً الله في خلقه شئون . أيها الغشاء الملعون يا من بك مهووس المجتمع كم فتاة بريئة قتلت بسببك ظلماً نتيجة الجهل والتخلف لأنه هناك أسباب كثيرة لعدم نزول دم وليس شرطاً أن يكون لها تجربة جنسية قبل الزواج . يحتمل ثقب الغشاء واسع استقبل القضيب بسهولة دون ان يحدث أي تمزق أو مطاطي أو أعتداء جنسي أو تمزق نتيجة حركات رياضية أو اي حادث عرضي أخر.
في إطار هذه النفايات الفكرية التي تسمم العقول والنفوس وفي نطاق الواقع المأساوي الذي يعيشه شعب الله المتخلف نهيب بالأحرار أهل الضمائر  الحية تعرية وفضح العادات والتقاليد التي تهين كرامة المرأة .ومن حقنا ان نطرح أسئلة جريئة وجذرية ذات صلة بالموضوع والبحث عن حلول عقلانية للخروج من نفق النفاق الاخلاقي والاجتماعي.
هل غشاء البكارة دليل عفة الفتاة ؟ هل حقاً شرف المرأة مثل عود كبريت مرة واحدة يشتعل كما هو شائع ؟ هل معيار العذرية بين سيقان المرأة ؟ هل للذكر غشاء بكارة ؟ من المسئول عن تزوير الشرف ؟
لا يوجد بتاتاً اي علاقة سببية بين غشاء البكارة والشرف فيمكن ان يوجد الغشاء دون ان تكون شريفة حسب تعبير الأخلاق السائدة أي تستطيع ان تُمارس الجنس الفموي والشرجي وبالعكس يمكن ان لا يكون موجود لأسباب خارج عن ارادتها وليست فعل جنسي مع ذلك تكون محترمة لأن الأعمال بالنيات كما يقول الحديث النبوي المشهور.
أن تشبيه شرف المرأة بعود كبريت خلط تعسفي لا يستقيم فالمادة لا يمكن مقارنتها بالبشر  .أليست جميع الأديان تؤمن بأن الكمال لله اي ان الأنسان مخلوق ناقص وضعيف تتقاذفه حمم العقل والهوى لماذا نطلب الكمال  من المرأة  وأن تكون آلهة وأي خطأ واحد تدفع ثمنه  عمرها أو تكون منبوذة من المجتمع للأبد. ان التسلح بالقيم الانسانية والحضارية هو ترياق هذه الثقافة المنحطة.
اما ان تكون العذرية هي بصمة على جسد المرأة فقط هذه الكارثة بعينها لأنه مفهوم ضيق جداً فالشرف مفهوم واسع يشمل الانسان (رجل ومرأة) بكليته جسد ونفس وروح وفي خيمته يضم كل المعاني الانسانية من حب وصدق ووعد وفاء واخلاص فلا قيمة لعفة الجسد مع قذارة النفس.
لو كانت الطبيعة جهزت المرأة دليل عفتها فأين نجد في جسد الرجل بصمة الشرف . ولماذا يفعل بالنساء ما يشاء منتقلاً من واحدة الى أخرى مثل النحلة بين الازهار دون اي حساب من المجتمع وإلهه غفور رحيم بينما إله المرأة شديد العقاب أليست الكيل بمكيالين أم الأخلاق المغشوشة والفضيلة المزيفة.
ان النصب والغش والخداع التي تمارسه المرأة يحمل وزره الرجل دون أن نبرئها تماماً كم فتاة كانت ضحية علاقة عاطفية كاذبة وفي لحظة طيش وتهور أسلمت أغلى ما عندها الى من وضعت ثقتها به وكان الغدر نصيبها وتركها في مفترق الطرق أما الفضيحة ونتيجتها معروفة أو الى شراء شرف مزور لأنقاذ سمعتها.
وتستغل الدول المنتجة لغشاء البكارة الصناعي وعلى رأسها الصين الشعوب العربية التي تتمسك بالشكليات والقشور والسطحيات على حساب الجوهر واللب والعمق وتصدر لها ما تحتاجه من الشرف الصناعي لعدم أكتفاء الشرف الطبيعي .سبحانه الله بالأمس تحول بعض الرجال الى دون جوان يلعبون بعواطف النساء وينالوا مبتغاهم ويتركوهم فريسة للهموم والأحزان اما الْيَوْمَ في ظل هذا الاختراع الصيني تبدلت الادوار فمنسوب غباء بعض الرجال في ارتفاع.

20
Yes         هل كان المسيح وتلاميذه شاذين جنسياً ؟
              بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /عراق /استراليا
أستلمت قبل أيام رسالة ألكترونية أنتشرت على جميع مواقع التواصل الأجتماعي كالنار في الهشيم فحواها فيها نبرة تحذير من أنه سوف يتم عرض فيلم "كوربوس كريستي" corpus christi في اللاتينية يعني "جسد المسيح" للمؤلف تيري ماكنيل Terrence McNally بين شهري حزيران وآب في كل من أميركا وأفريقيا فيها من الأساءة والأستهزاء والسخرية من السيد المسيح وتلاميذه ما تقشعر منه الأبدان وتشمئز منه الأذهان عندما يعتبرهم مجرد شلة من الشاذين جنسياً وحفنة من المنحرفين نفسياً من خلال قراءة لا أنجيلية للأنجيل تعكس نجاسة أفكارهم وقذارة نفوسهم ودناسة قلوبهم ووساخة روحهم . فالغاية من النيل من هذا الرمز العظيم لا تخفى على نبيه أما من أجل حفنة من الدولارات أو حب الشهرة أو لأضفاء شرعية على ظاهرة زواج المثليين التي أصبحت موضة العصر وافقت عليه كثير من بلدان العالم أو زعزعة أيمان الناس بالأديان.
والمطلوب تشكيل لوبي مسيحي "جماعة الضغط" للتصدي لهذه الهجمة الشرسة والعدوان المسعور التي تحاول النيل من المسيحية من خلال ضرب مؤسسها وذلك لن يكون إلا من خلال منع عرضه أو أقل ما نستطيع القيام به أن يصل  مشاهديه الى أقل عدد ممكن من الناس وبذلك نكون قد أدينا واجبنا ويختم الرسالة بقول يسوع ( كل من ينكرني قدام الناس أنكره قدام أبي في السموات).
أنا لا أشك لحظة بأن أصحاب الرسالة ذو عاطفة دينية متقدة وغيرة مسيحية وهاجة هدفهم نبيل وشريف وطاهر هي الدفاع عن العقائد المسيحية وحماية الثوابت التاريخية من محاولة المساس بها . هذا موقف صادق ورائع يستحق الثناء والشكر لكن ما الحل ما هو شكل الدفاع ؟ هنا يجب أخذ الحيطة والحذر والتصرف بحكمة لا بتهور.هل نتصرف بطريقة همجية مثل ما يقوم به بعض المسلمين عندما يساء الى نبيهم في الغرب يحرقون الكنائس في الشرق ؟ هذا ما قام به بعض مسيحيي الغرب بالأعتداء على دور العرض التي عرضت أفلام لا تعجبهم عن المسيح. أن هذا الأسلوب غير حضاري ومرفوض أخلاقياً ومسيحياً ولا يمكن تبرير العنف بكل أشكاله اللفظي والجسدي تحت أي غطاء.
ما أتعس الأله الذي بحاجة الى دفاع من الأنسان وما أشقى الديانة التي تنتظر الحماية من أتباعها. إن يسوع هو مصدر قوتنا بأتحادنا به نكون في أمان وطالما يقظ في سفينة حياتنا لن تغرقها أمواج الشر الهائجة .هو الذي وعدنا بالدفاع عنا وحمايتنا عندما قال " لا تهتموا كيف أو بما تتكلمون ، لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به ، لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم ". وهو لم يتركنا يتامى بل أسس كنيسته المسوسة من الروح القدس على الصخر وقال لها "أبواب الجحيم لن تقوى عليها". ولن نستخدم سياسة دفن الرؤوس في الرمال كالنعامة لا مبالين تجاه كل ما يدور  حولنا وإلا أصبحنا كالعبيد البطالين لا نستثمر وزناتنا التي اؤتمنا عليها .
الحل الأمثل لهكذا نوع من المشاكل أن نقبل المواجهة بدون خوف وقلق وتردد متسلحين بروح الأنجيل وقيم العصر في أحترام الرأي والرأي الأخر وأن نقارع الفكر بالفكر والحجة بالحجة وأن لا نمنع الأخرين من مشاهدة الأفلام تحت ذريعة الخوف من زعزعة أيمانهم فالوصاية على العقول والقمع الفكري عفى عليه الزمان ومن رواسب العصور المظلمة . فكل أنسان عقله هو مرجعيته يحدد الصح من الخطأ ويكون من الأفضل أن لا يقطع صلته بالكنيسة التي تحاول جاهدة تثقيفه مسيحياً وتوعيته فكرياً لكي لا يقع فريسة سهلة للذئاب الخاطفة . كثير من ألأباء الأفاضل  والمفكرين المسيحيين  وذوي الأرادة الخيرة في الشرق والغرب فضحوا هذه الأفتراءات والأكاذيب والألاعيب. لا مبرر للقلق من هذه الأفلام فكثير من أقلام المسلمين سارت على نفس المنوال صفحات الأنترنيت تشهد على هذا شاركوا أخوتهم في الرضاعة من بعض الغربيين في أعتبار يسوع شاذ جنسياً والسبب معروف تشويه سمعة يسوع الأنجيل لتجميل صورة عيسى القرآن وردنا سيكون على كل من يكون له هذه النظرة القبيحة.
ترددت كثيراً في الرد على هذه التفاهات والسخافات والحماقات فالمواضيع التي تفتقر الى البحث التاريخي الرصين والتي لا دليل عليها ولا برهان سوى خيال الكاتب المريض وأعتماده على الظنون والشكوك والتخمينات لا تستحق بذل أي جهد في تفنيدها . لكن من أجل بعض نفوس الأخوة الصغار لئلا يعثروا قررنا النزول الى الحلبة لخوض المعركة.
ليس هذا الفيلم الأول من نوعه ولن يكون الأخير كثيرة هي الأفلام التي تناولت حياة السيد المسيح تجاوزت العشرات لا بل المئات بين المدح والقدح والأجلال والقذف .فشخصية بهذه العظمة لا بد ان تكون مادة خصبة لكل كاتب ومؤلف ومخرج أن يدلو بدله. وموقف الكنيسة كان متذبذب بين الرفض والقبول . ومن الأفلام التي لا زالت محفورة في الذاكرة والتي أثارت جدلاً وأشعلت غضب الكنيسة والمسيحيين فيلم "الأغواء الأخير للمسيح" the last temptation of Christ  الفيلم من أخراج المخرج الكبير Martin Scorsese وكان الفيلم يجسد المسيح كأي أنسان عادي ضعيف أمام شهواته وعاجز عن مقاومة أي أغراءات عكس الصورة الموجودة في الكتاب المقدس حيث يتحدى فيها المسيح أعدائه قائلاً " من منكم يبكتني على خطيئة " .فيلم الأغواء الأخير للمسيح هو مأخوذ عن رواية للكاتب اليوناني  Nikon’s Kazantzakis والتي نشرت اول مرة عام 1951.
والأن ندخل صلب الموضوع لنثبِّت بالأدلة القاطعة والتي لا محل الظنون ولا نحمل النصوص ما لم تقله كما يفعل المشبهون  أن الشذوذ الجنسي محرم في عهديه القديم والجديد ولكم بعض الأيات ويبقى الحكم عندكم:
جاء في سفر اللاويين 21:18 ولا تعط من زرعك للإجازة لمولك لئلا تدنس أسم إلهك .أنا الرب.22:18 ولا تضاجع ذكراً مضاجعة أمرأة إنه رجس.13:20  وإذا أضطجع رجل مع ذكر أضطجاع أمرأة فقد فعلا كلاهما رجساً .إنهما يقتلان دمهما عليهما .
سفر التثنية 17:23 لا تكن زانية من بنات أسرائيل ،ولا يكن مأبون من بني أسرائيل.
رسالة بولس الرسول الى أهل رومية 27:1  وكذلك الذكور أيضاً تاركين أستعمال الأنثى الطبيعي ،أشتعلوا بشهواته بعضهم لبعض ، فاعلين الفحشاء ذكوراً بذكور ، ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق.
رسالة بولس الرسول الأولى الى أهل كورونثوس 9:6  أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله ؟ لا تضلوا : لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فَاسِقُون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور.
هذا غيض من فيض من بعض الأيات الواضحة كالشمس والتي لا لَبْس فيها التي هكذا فهمها اليهود والمسيحيين على مر التاريخ . لماذا تجاهل نصوص قطعية الدلالة والتشبث بمفردات دون تحديد معانيها والفارق بين الثقافة القديمة والحديثة والتي تظنون فيها أيحاء جنسي وإن دل هذا يدل على خيالكم المريض وثقافتكم السوقية . ألا تعلمون أن الجسد مرآة النفس له لغة يعبر فيها عن عالمه الداخلي من عواطف ومشاعر وأحاسيس على شكل حركات ونظرات وإيماءات لها معاني تشترك وتختلف فيما بينها الشعوب. فالقبلات والمعانقة والمصافحة وغيرها التي وردت في الأنجيل اذا رأيناها  بنظارات جنسية سنضرب في مقتل أجمل ما في الأنسان  من حب وصداقة وود وأحترام ويصبح الكل شاذ ومنحرف. وسؤالي هو من منكم لم يعانق أمه ويقبل أخته ويصافح أباه ويمطر أحلى كلام على أصدقائه ومحبيه هل جميعكم شاذين جنسياً؟
عندما لا تؤخذ النسبية الثقافية والأجتماعية بنظر الأعتبار سيكون هناك قصور في الفهم وخطأ في الحكم . ففي بلداننا تقبيل المرأة وأحياناً مصافحتها غير لائق يمكن تكون أمام مشهد إباحي أما تقبيل الرجال عادي جداً عكس ما يجري في الغرب تقبيل المرأة هو العادي أما تقبيل الرجل فيضعك في مصاف gay . أجمل ما يمكن الرد عليكم هو قول الرسول بولس "أية ( تي15:1) كل شيء طاهر الطاهرين، وأما للنجسين وغير المؤمنين فليس شيء طاهر، بل قد تنجس ذهنهم أيضاً وضميرهم.
ومن شبهات التي تثير حفيظتهم مفردات ذات شحنة جنسية جاءت في الأنجيل يفسروها على هواهم،المتكأ،الحضن،التعري.
جاء في اأنجيل يوحنا 23:13  وكان متكأ في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه . " كان اليهود في ذلك الحين عند العشاء يجلسون بميل وهم متكئون على ذراعهم الأيسر فوق وسادة حول المائدة ، كما كان اليونانيون والرومانيون يفعلون على كل وسادة يتكأ أخر على ذات الوسادة . فكان يوحنا بسبب دالته يجلس بجوار السيد وتكون رأسه في حضن سيده" .
إن الحضن هو مقدمة الأنسان ما بين ذراعيه وهو صدر الرداء بعيد كل البعد عن ما يدعيه البعض بأن فيها إيحاء جنسي ولقد وردت مرات عديدة في الأنجيل.
في أنجيل بوقا 38:6  أعطوا تعطوا، كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا في احضانكم. لأنه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم.
إنجيل بوقا 22:16  فمات المسكين وحملته الملائكة الى حضن ابراهيم . ومات الغني أيضاً ودفن.
أنجيل بوقا 23:16  فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب ، ورأى من بعيد ولعازر في حضنه.
إنجيل يوحنا 18:1  الله لم يره أحد قط. الأبن الوحيد الذي هو في حضن الأب هو خبر.
لو أستندنا الى حججكم الباطلة ودعاويكم الكاذبة لأستنتجنا بأن الأرض والسماء شاذة جنسياً.
أما أستخدام ورقة الأيات التي وردت فيها كلمة التعري وتفسيرها على هواكم ليست أقل سخافة من قبلها.
الأعداد من يوحنا 4:13   قام عن العشاء، وخلع ثيابه، وأخذ منشفة وأتزر بها.
كان على المشتبهين لو كانوا من محبي الحقيقة وهذا أشك به أن يكلفوا أنفسهم عنان البحث عن الملابس عند اليهود ليعرفوا الحق والحق يحررهم لا أن يعيشوا في الظلمة.
جاء في سفر الخروج 4:28 هذه هي الثياب التي يصنعونها :صدرة  ورداء وجبة وقميص مخرم وعمامة ومنطقة. فيصنعون ثياباً مقدسة لهارون أخيك ولبنيه ليكهن لي.
سفر الخروج 5:29  وتأخذ الثياب وتلبس هارون القميص وجبة الرداء والرداء والصدرة وتشده بزنار الرداء.
أي أن أول شيء يلبسه فوق السراويل (الملابس الداخلية) هو القميص وبعدها جبة الرداء ثم الرداء ثم الصدرة . فعندما يذكر اليهودي أنه خلع ثيابه أي يقصد أحد هذه القطع ويبقى مرتدياً القميص فوق السروال واكبر دليل على ارتداء يسوع اربع قطع ثم القميص هو حادثة الصلب .
يوحنا 23:19  ثم ان العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع ، أخذوا ثيابه وجعلوها أربعة أقسام لكل عسكري قسماً. وأخذوا القميص أيضاً . وكان القميص بغير خياطة منسوجاً كله من فوق. هل دخول يسوع الأحتفالي الى اورشليم واستقبال الناس له بالأغصان وفرش الثياب يوحي لنا بأننا أمام تعري جماعي.
كثيرة هي المواقف في الكتاب المقدس ان خلع الثياب ليس معناه التعري .
صموئيل الاول 4:18 وخلع يوناثان الجبة التي عليه وأعطاها لداوُد مع ثيابه وسيفه وقوسه ومنطقته . فهل وقف يوناثان ابن الملك عريان؟
سفر يونان 6:3  وبلغ الأمر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد . هل بقى الملك عرياناً ثم لَبْس المسح؟
سفر اللاويين 6:18  لا يقترب إنسان الى قريب جسده ليكشف العورة أنا الرب.
ان يسوع أكد ما جاء في سفر التكوين عن العلاقة الزوجية المقدسة بين الرجل والمرأة " من بدء الخليقة ذكراً وأنثى خلقهما الله ، من اجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمرأته " لماذا لم يذكر يسوع ذكر وذكر لو كان شاذاً جنسياً ؟ نحن نعرف بأن المثليين في عصرنا يدافعون عن وضعهم ويتظاهرون مطالبي الحكومات بمساواتهن مع الأخرين لأنهم أسوياء وليسوا شاذين كما يعتقدون.
نحن نعرف إن خطبة الجبل بما فيها من تعاليم سامية وقيم إنسانية راقية كانت مصدر إعجاب حتى غير المسيحيين ومن ضمنهم المهاتما غاندي فلماذا لم يستفتح يسوع الخطبة بتطويبة للشاذين جنسياً.
المسيح هو هو بالأمس واليوم والى الابد ان قافلة الحق تسير ولا تبالي بنباح كلاب الباطل .












                                                                 




21
                         لمن لا يعرف
             الشرطة الدينية في السعودية
                        عمانوئيل يونان الريكاني/عراق/استراليا
الشرطة الدينية أو ما تسمى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جماعة أو منظمة سيئة الصيت وشائنة السمعة موجودة في بعض الدول الأسلامية المتشددة في تطبيق الشريعة مثل أيران والسودان والباكستان وغيرها وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية مهد الأسلام ومهبط الوحي وحاضنة خاتمة الرسالات ورافعة البنيان وهادمة الأنسان وتستغل النفط والقبلة كسلاح لفرض أسوء نمط حياة وأسلوب معيشة على المسلمين هي البلد الذي كل شيء فيه حرام حتى القوس قزح الشيء الوحيد الذي هو حلال الحرام نفسه.
تهدف هذه الهيئة حسب تصورها المريض وخيالها العليل إلى أقامة مجتمع مثالي ومدينة فاضلة خالية من الفساد والخلاعة والشذوذ والضلال وكل أنواع الأنحراف وذلك بقمع الحريات والأجساد وقهر العقول والأفهام ومصادرة الأفكار والأراء التي تنبعث منها رائحة التنوير والحداثة والتجديد .أنها سياسة أشبه بالمكيافيلية حيث الغاية تبرر الوسيلة هذا بحد ذاته مبدأ لا أخلاقي فهم يحرقون الغابة من أجل الثعلب يقضون على أنسانية الأنسان من أجل أصنام صنعتها عقولهم العفنة.
ومن سخرية القدر والمضحك في الأمر والمفروض يخجلوا من هذا التنظيم البوليسي الأجرامي الأستعبادي الأستبدادي الذي يحكمهم بقبضة حديدية ويد قوية صلبة نراهم يتباهون به لا بل يعتبرونه نموذج للأصلاح الأجتماعي على أميركا والغرب الكافر المنحدر أخلاقياً حسب ظنهم الأقتداء به هذا ما جاء في كتاب تحت عنوان "الشرطة الدينية في المملكة العربية السعودية" باللغات الأنجليزية والفرنسية وبأسم أخر للقارئ العربي "الأصلاح الأجتماعي ..الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" . والطامة الكبرى هي أن الذي شارك في أعداد هذا الكتاب 17 أستاذاً جامعياً يمثلون تخصصات شرعية وقانونية وإجتماعية وإعلامية وتربوية ثلاثة منهم حصلوا على درجة الدكتوراه من الجامعات الأمريكية في تخصصات العلوم الأجتماعية .الله في خلقه شئون .
جاء في موقع ألأسلام سؤال وجواب 11403 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : ..وقد جعل الله الأمة الأسلامية خير أمة أخرجت للناس لقيامها بهذه الوظيفة العظيمة كما قال سبحانه(كُنتُم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)آل عمران/110.وإذا عطلت هذه الشعيرة أنتشر الظلم والفساد في الأمة وأستحقت لعنة الله.والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول هذا الدين والقيام بهما جهاد في سبيل الله ...والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رسالة لا تنقطع الى ان تقوم الساعة وهي واجبة على جميع الأمة رعاة ورعية رجالاً ونساءً كل حسب حاله .قال عليه الصلاة والسلام (من رأى منكم منكراً فليغيره ،بيده فأن لم يستطع فبلسانه ،فأن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الأيمان )رواه مسلم/49.نكتفي بأية قرأنية مشهورة وحديث نبوي معروف كي لا نشتت ذهن القارئ.
كما جاء في ويكيبيديا:هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هيئة رسمية سعودية مكلفة بتطبيق نظام الحسبة المستوحى من الشريعة الأسلامية كما توصف من قبل بعض وسائل الأعلام ب "الشرطة الدينية" أو"رجال الهيئه" وأحياناً "الهيئة" فقط للأختصار يبلغ عدد أفراد الهيئة في المملكة العربية السعودية حوالي 4000رجل وأسست عام 1940. يقوم أعضاء الهيئة بالقيام بدوريات في الشوارع والأسواق والأماكن العامة للتأكد من تطبيق قواعد الحجاب وكذلك التأكد من الفصل التام بين الجنسين والدعوة الى الصلاة ومراقبة أغلاق الأسواق الأجباري وقت الصلاة.
قامت الهيئة عام 2003 بمنع بيع دمية باربي بسبب أنها تشكل خطراً أخلاقياً.مما قامت عام 2015 بأعتقال دمية فتاة بسبب قيامها برقصات تخالف الدين الأسلامي.
وعن حادثة حريق مدرسة البنات في مكة 2002 شكلت حدثاً مهماً في تاريخ الهيئة حيث أتهمت الهيئة بالتسبب في زيادة عدد الوفيات في حادثة حريق مدرسة البنات في مكة 2002 عندما قاموا بطرد أولياء الأمور والحريق مشتعل في المدرسة وأغلاق الباب على البنات أثناء الحريق وذلك لأنهن لا يرتدين الحجاب وأتهم أفراد الهيئة
بمنع رجال الأطفاء والأسعاف من الدخول الى المدرسة لأنه لا يجوز للفتيات أن ينكشفن أمام غرباء كونهم ليسوا من المحارم وكانت النتيجة زيادة الضحايا.(هكذا الحال عندما الأنسان يوضع من أجل السبت لا العكس).
تعتبر الحرية العلامة الفارقة لعصرنا والسمة البارزة لحياتنا وهي كلمة سحرية تسلب  العقول وتفتن القلوب وهي اَي الحرية حق طبيعي مشروع لكل فرد وضرورة حياتية بها وليس بغيرها ان حسن استعمالها يمكن الوصول الى الكمال الأنساني والأخلاق الراقية ذلك من خلال تفجير كافة أمكانيات الفرد وتدفق كل طاقاته بعد رفع الوصاية والقيود والأكبال عنها هذا هو هدف وغاية كل الأديان والفلسفات والأفكار ذات الموجة الأنسانية على مر التاريخ.أي أستعباد للأنسان من أخيه الأنسان أو من أي مؤسسة دينية أو سياسية أو أجتماعية تحت أي ذريعة كانت يعني سلب الشخص البشري حق من حقوقه وقتل كل أمكانياته وتشويه هويته في القضاء على أبعاده العقلية والروحية والعاطفية وتحويله الى جسد محنط فقط قشرة خارجية يتكون من قضيب الرجل وفرج المرأة  سبب فوبيا رجال الدين.هذا هو حال المجتمع السعودي بلد العجائب والغرائب كل شيء فيها بالمقلوب كالخفاش فيها فقط العبودية أفضل من الحرية والظلمة أعظم من النور والباطل أحسن من الحق والظلم أليق من العدل.لذلك واجهت الهيئة نقداً محلياً وعالمياً شديد اللهجة نظراً لما تقوم به من أنتهاك لكرامة الشخص البشري وأهانة أدميته وأذلال أنسانيته بتدنيس أقدس ما فيه وهي الحرية وتكبيل أنفاسه باصفاد الدين وأغلال الشريعة.
عندما تتحول الديانة الى شكليات ومظاهر وقشور على حساب العمق والجوهر واللب تطفئ جذوة الروح داخل الأنسان وتحوله الى غصن رطب غير قابل للأشتعال.
الصلاة علاقة بين الخالق والمخلوق جوهرها الحب والحرية لا إكراه وأرغام وأجبار فيها يقف الأنسان بين يدي الباري عز وجل بخشوع وتواضع وأيمان لأن قلبه لن يستريح إلا فيه وروحه لن ترى الطمأنينة إلا معه فهو مصدر قوته وواهب نعمه. أما أن ننساق كالغنم بالعصا تاركين أسواقنا معين عائلاتنا لتأدية فريضة الصلاة قسراً لا أظن يكون لها أي فاعلية في حياتنا بل سنتحول الى روبوتات تقوم بحركات آلية لا روح فيها ولا حياة . والدليل كل الشعب السعودي يصلي ويحج كما يقوم بباقي  الفرائض مع ذلك تكثر فيه انواع الجرائم والانحرافات من قتل وسرقة وأغتصاب وزنا المحارم والتحرش بالأطفال والشذوذ الجنسي بأرقام قياسية مع محاولات لأخفاء الحقائق عن الرأي العام. فالصيام يتم تفريغه من معناه تحت ظلال السيوف المسلطة على رقاب الناس يتحول الى مجرد أنقطاع عن الأكل والشرب فقط خوفاً من العقوبة لا ترويض الجسد وتطهير النفس. أما عن الحجاب قلنا مع غيرنا فيه الكثير سنكتفي بنصيحة الى الشرطة الدينية وعامة المتشددين أن يصنعوا حزام العفة الحديدي الذي كان معروفاً في أوربا القرون الوسطى حسب ما يقال كي تلبسه المرأة والمفتاح يكون مع الرجل ولن يستطيع أحد ان يصل الى فرجها بأستثناء زوجها وهكذا ترتاحون من عقدكم النفسية والشعب المسكين المغلوب على أمره خاصة النساء يرتاحون من مطارداتكم وملاحقاتكم.
ان الخير والشر والجيد والردئ والنور والظلام موجودة في حياة الأنسان منذ وجد في هذا الكون وهي في صراع دائم بين القمم والهاوية الصعود والنزول وبما أوتي من الحكمة والعقل والايمان يحاول ترويض الميول السلبية إن لم يستطع أستئصالها كلياً من الفرد والمجتمع.
وكلما تقدمت العلوم والمعارف ساهمت في تنقية ما عنده في أهراء التاريخ من خبرات وتجارب وتعميق بعض الثوابت واليقينيات وتفتيت بعضها الأخر. وأبلغ وأجمل من وصف حركة التاريخ هذه هو الفيلسوف والرياضي والفيزيائي ديكارت 1596_1650 أبو العقلانية الحديثة في مثله المشهور سلة التفاح .اراد ديكارت أن يختبر كل شيء في معارفنا من البداية الى النهاية حتى يتأكد من سلامة كل شيء وقد شبه ديكارت ذلك بأن تفاحة فاسدة واحدةزبأمكانها أفساد سلة كاملة من التفاح . وأفضل طريقة للتخلص من التفاحة الفاسدة هو أخراج كل التفاح من السلة وفحصه تفاحة تلو الأخرى ولا يعيد تفاحة مرة أخرى الى السلة حتى يتيقن من سلامتها تماماً!
الحلم بمجتمع مثالي ومدينة فاضلة تتجاوز الواقع الراهن الناقص نحو مستقبل أفضل وأكمل دغدغ عقول الفلاسفة والمفكرين من جمهورية افلاطون ومدينة الله للقديس اوغسطينوس حتى أراء أهل المدينة الفاضلة للفارابي وغيرهم في العصر الحاضر ولن تتحقق بالعنف والقسوة والغصب .
وأخيراً أختم مقالتي بالفيلسوف الأغريقي ديوجينيس عندما خرج يوماً في وضح النهار يحمل بيده مصباحاً وعندما سئل عما يفعل أجاب أبحث عن أنسان. لطفاً فيلسوفنا العظيم وعذراً شعبنا السعودي المظلوم هلا أعرتني مصباحك هنيهة فقط كي أبحث هناك عن أنسان لأنني لا أرى سوى أرقام في مجموعة ودمى تحركها خيوط رجال الدين والسياسة وبيادق على رقعة الشريعة.

22
                           كسر ثقافة العيب
                           شرط صحوة العقل
                         عمانوئيل يونان الريكاني /عراق/استراليا
العيب والحرام والممنوع والمحظور كوكتيل من الكلمات  سجنت عقولنا في زجاجة ضيقة العنق يصعب الخروج منها وحبست افكارنا في قارورة صغيرة الفوهة يستحيل التحرر منها. وهي دمامل على جسد ثقافتنا وبقع في جسم مجتمعنا أفرزتها العادات والتقاليد اكثر مما هي دين وأخلاق ورثناها من الأباء والأجداد لا من نور العقل والعلم . لذلك العيب ومرادفاته ثقافة لا أنسانية ولا حضارية ولا عقلانية جائتنا من الأزمنة الغابرة حاملة جرثومة الأفكار الخاطئة والعادات السيئة التي تعجز عن بناء مجتمع سوي وتخفق في إقامة أمة سليمة معافاة .
أن تأصيل هذه الثقافة البالية والدفاع عن الوضع الأجتماعي القائم يقف عقبة أمام الأنفتاح على الغير والأستفادة من علومه وتجاربه وحضارته التي قطع فيها شوطاً كبيراً هذا هو احد أسباب الأنغلاق الفكري والأنسداد الثقافي .
ففي مجتمعاتنا الشرقية نولد حاملين معنا بصمة العيب التي ترافقنا من الصغر حتى الكبر ومن المهد الى اللحد.
عيب ان تأكل باليد اليسرى وعيب ان تلبسي كيت وكيت وعيب ان تركبي الدراجة وعيب ان تقودي السيارة فالعيب يحيط بِنَا من كل صوب وحدب ويحاصرنا  من كل مكان حتى الحب  لم يسلم من أنيابه هذه العاطفة النبيلة والمشاعر السامية التي يتغزل بها الشعراء ويتغنى بها المطربين وأفرغت الحبر من أقلام الكتاب والأدباء والفلاسفة في الشرق والغرب وفي كل شعب وأمة لهم عشاق خلدهم التاريخ يتحول عند عباد ح العيب رذيلة يجب تجنبها وفِي اضعف الايمان شيء لا قيمة له هكذا يتم تفريغ الزواج من عنصر الأنجذاب والحياة والديمومة. وعن الجنس حدث ولا حرج عيب من الدرجة الاولى هيهات الكلام فيه ليس مباشرة بل مجرد إيحاء حتى ينزل غضب الأهل عليك كالصاعقة ولو كانت فتاة الله يستر  فالأباء والأمهات يفضلون ان يكونوا ابنائهم جهلة بهذه الأمور كي يكسبوا رضاهم ضاربين بعرض الحائط مقولة لا حياء في العلم . فالأدب المزيف يسعدهم حتى لو كان مستقبل اولادهم على كف عفريت فالثقافة الجنسية السليمة ليست عيب مل مطلب حياتي للولد والبنت لأقامة علاقة زوجية صحيحة وناجحة .وفي ظل هذه الثقافة أيضاً عيب ان تبادر الزوجة وتطلب  من زوجها ان يعاشرها جنسياً  خوفاً من تسمع كلام جارح يطعن في أقدس ما فيها وكم مرأة نامت ورغباتها جائعة . تستحضرني هنا مقابلة من على قناة فضائية مع سيدة تطلب الطلاق لا اتذكر اسم البرنامج والسبب هو خمس سنين زوجها لم يعاشرها لسبب مجهول والكارثة أنها عيب ان تقول له وهكذا اجمل علاقة إنسانية تقدم ذبيحة على مذبح إله العيب.
والعيب الأخر الذي لا يقل خطورة عن أعلاه عدم طاعة الأبناء للأباء لا لأنهم عاق أو رغبة بالعصيان بل لاسباب تتعلق بمصالحهم الشخصية وتتعارض مع اهدافهم في الحياة حتى يتم رشقهم بناكري جميل واهله هم الذين أنجبوه  وربو ه وأنفقوا عليه حتى اصبح على ما هو عليه هذه الاسطوانة المشروخة نسمعها دوماً. نحن لا ننكر فضل الأهل فالحوار البناء هو أساس العلاقة الحقيقية وليس الطاعة العمياء نحن أبناء ولدنا أحراراً وليس عبيد وتابعين وخاضعينزشغلنا الشاغل دفع ديون الأهل من بنك الكرامة والكبرياء والعزة.
خلاصة الكلام أن هذا الأسلوب التربوي حيث العيب فيه سد منيع للعقل للأنطلاق نحو عالم أوسع وأرحب وأكثر أنسانية الذي يستمد مبادئه من العقل الجمعي السائد يساهم بشكل كبير في خلق الأزدواجية لدى الناس فكلما ارتفعت درجة حرارة العيب زادتنا فضولاً لأختراق كنهه والوقوف على أسراره كما يقول المثل كل ممنوع مرغوب هذا هو واقعنا لا ينكره إلا متكبر متبجح. وفِي ظل هذا النمط من الحياة تتحول عيوننا الى كاميرات مراقبة كما هي فعلاً للمشاهدة والترصد والنظر الى سلوك الأخرين بفارغ الصبر لعلهم يهدوننا زلة نقطع سمعتهم بها بسيف الملامة .هذا الذي يجعلنا نخاف من الناس اكثر من الله وأن نكون في كل وقت ولو ظاهرياً عند حسن ظنهم كي نتجنب الأكتواء بنارهم فنحن مجتمعات الكل يتكلم على الكل.


23
                            زواج القاصرات
        جائز في القرآن والسنة والعرف الأجتماعي
                بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /عراق/استراليا
أنتشرت ظاهرة زواج الصغيرات كالنار في الهشيم في كثير من بلدان العالم خاصة الدول العربية والأسلامية مثل اليمن والسعودية ومصر وغيرها.
الأمر الذي وضع المجتمع الدولي في حالة أستنفار جراء نوبة الذعر والقلق والخوف التي أصابته على مستقبل الطفولة التي كفلت حقوقها المواثيق الدولية من أي أنتهاك وأستغلال وأيذاء.لكن أنصار هذا الزواج يتفننون بتقديم حججهم وتبريراتهم وأسبابهم ألتي لا تنطلي إلا على الجهلة والمغفلين والأغبياء وهم بالصمم مصابين أمام صرخات المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة اليونسيف وجمعية حقوق الأنسان ومنظمات المجتمع المدني والنشطاء الحقوقيين وغيرهم الذين يبذلون جهود منقطعة النظير من أجل القضاء على هذا الوباء القاتل وحماية الصغيرات من الظلم والجور والأجحاف الواقع عليهم.وللأسف الشديد أستطاع هذا المرض الفتاك خرق دفاعات عراقنا الهشة عندما قام البرلمان العراقي على تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 88 لسنة 1959 المعدل وتغيير سن الزواج بعد أن كان 18 سنة الى 9 سنوات مما أثار حفيظة العراقيين جميعاً وخرجوا متظاهرين وشرارة الغضب تتطاير من عيونهم ناقمين على هذا القانون المجحف الذي يكرس على دعشنة المجتمع المعروف بشراهته الجنسية للصغيرات وطعنه في كرامة المرأة ومصادرة أنسانيتها وردها إلى عصر الجواري والعبيد. يمكن حصرالعوامل التي أبقت على هذه العادة القديمة على قيد الحياة الى ثلاثة :الدين-الجنس-الفقر.
                          العامل الديني
يلعب الدين دوراً بارزاً في حياة مجتمعاتنا فهو الهواء الذي لا يستغنى عنه أي فرد لأنه مع حليب الأم يشربونه ومنذ نعومة أظفارهم يهضمونه فهو حجر الزاوية في البيت والمدرسة والشارع وفي كل مكان وفي فلكه تدور كل المجالات السياسية والأجتماعية والأقتصادية والأخلاقية والتربوية. من هنا نعرف من أين يستمد زواج الصغيرات قوته فنصوص القرآن والسنة وأفعال الصحابة ملهم مؤيديه وأتباعه ومرجع أنصاره ودعاته.
أسلام ويب islamweb.net
الأدلة والبراهين على مشروعية الزواج المبكر
الثلاثاء 26 ذو الحجة 1424. 17-2-2004
رقم الفتوى 34483
التصنيف حكم النكاح وحكمته
قد أثبتت مشروعية الزواج المبكر بالقرآن الكريم والسنة النبوية والأجماع وعمل الصحابة ثم عمل المسلمين من بعدهم، وتدل عليه مصالح الشريعة :فالدليل من القرآن الكريم 1- قوله تعالى : واللائي يئسن من المحيض من نسائكم ان أرتبتم فعدتهما ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن [الطلاق]فجعل سبحانه للائي لم يحضن -وهن صغيرات- زواجاً وطلاقاً وعدة؛ اذ العدة لا تكون إلا بعد فراق والفراق لا يكون إلا بعد زواج .2- ويقول الله تعالى وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع [ النساء:3] .
قالت أم المؤمنين عائشة. ضي الله عنها في تفسير هذه الأية عندما سألها عنها أبن أختها عروة بن الزبير :يا أبن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليها ، تشاركه في ماله، فيعجبه مالها وجمالها . فيريد أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها ، فيعطيها مثل ما يعطيها غيره ، فنهوا أن ينكحوهن إلا ان يقسطوا لهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق . متفق عليه فقولنا رضي الله عنها : ويريد أن يتزوجها .. فنهوا ان ينكحوهن إلا ان يقسطوا يدل على مشروعية زواج الصغيرة التي لم تبلغ اذ لا يتم بعد البلوغ وأنما اليتم ما كان قبل البلوغ . 3- ويقول الله تعالى : ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتو لهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن [النساء]. قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : هي اليتيمة تكون في حجر الرجل قد شركته في ماله فيرغب عنها أن يتزوجها ويكره أن يزوجها غيره ، فيدخل عليه في ماله فيحبسها ، فنهاهم الله عن ذلك .متفق عليه.
أما الدليل من السنة زواج النبي من عائشة وهي بنت ست سنين وبناؤه بها وهي بنت تسع سنين . ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت تزوجني النبي  وأنا ابنة ست وبنا بي وأنا ابنة تسع. وأما الاجماع فقد نقله كثير من أهل العلم على جواز تجويز الصغيرة البالغة وان الذي يتولى تزويجها ابوها... قال البغوي كما في فتح الباري اجمع العلماء أنه يجوز للأباء تزويج بناتهم وأن كنّا في المهد.
أما اعمال الصحابة فالأثار الدالة على أشتهار الزواج المبكر بينهم من في نكير كثيرة فلم يكن ذلك خاصاً بالنبي كما يتوهم بعض الناس بل هو عام له ولأمته نذكر منها: 1- زوج علي بن ابي طالب ابنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب وهي صغيرة لم تبلغ بعد رواه عبد الرزاق في المصنف وابن سعد في الطبقات 2- عن عروة بن الزبير ان الزبير زوج ابنة له صغيرة حين ولدت رواه سعيد بن منصور في سننه وابن ابي شيبة في المصنف بأسناد صحيح وقال الشافعي في كتاب الأم وزوج غير واحد من اصحاب رسول الله ابنته صغيرة.
                          فوبيا الجنس
من نافل القول هاجس الجنس مطبوع في اللاوعي الجمعي ومحفور في ذهنية الناس . ولا أبالغ أن قلت أن هندستنا الأجتماعية من عادات وتقاليد وأعراف أخذت شكلها الحالي رهبة من هذا التابو " الذي لا يحل أنتهاكه" . فشبح الجنس حاضر في كل تفاصيل حياتنا من الطقطق الى السلام عليكم . ففي البيت الآباء قلقين على تربية ابناءهم والانحراف الجنسي يستقطب تفكيرهم اكثر من اي شيء اخر لأن كلام الناس لا يرحم. كثير من الأهالي يحرمون بناتهم حقهم في الحياة والدراسة والعمل ويمنعوهم من الخروج من البيت كأنه اذا عبرت عتبة الباب تنتهي صلاحية الشرف لأن العضو الذكري رابض على الباب ينتظر فرصة خروجها لينقض عليها ويهتك عرضها. والخلوة بين موظف وموظفة حرام شرعاً في اي دائرة لأن الشيطان ثالثهم بل وصل الحد ان بعض الشيوخ طالبوا الزوجات عدم خلوة الأب مع ابنته خاصة اذا كان لها حظ من الجمال. والأختلاط في المدارس ممنوع لأسباب معروفة . حتى الخطوبة التي هي فترة تعارف وتبادل المشاعر  ومرحلة تمهيدية لأهم مشروع حياتي محرم لقاء الخطيبين الا بضوابط وقيود. ان شبح الجنس يقض مضجعنا بما يثيره فينا من قلق وخوف وضيق لأننا عباد سمعة الفتاة تحمل شرف العائلة والعشيرة كما يحمل أطلس قبة السماء على كتفيه حسب الميثولوجية الأغريقية وأي انحراف جنسي يعني موتنا نفسياً واجتماعياً وإن لم نذعن لرغبة المجتمع ونرد الأعتبار لكرامتنا المهانة حسب العرف السائد وهو سفك دم أعز الناس غسلاً للعار وعلامة رضا الناس وإلا ضجيج الشماتة والسخرية والأستهزاء يحاصرنا من كل الجهات.ان هذا الخوف المرضي من الجنس هو أقوى السباب التي تجعل الأباء يزجون بناتهم القاصرات الى التهلكة واهمين إن زواج الفتيات المبكر  يُطفئ جذوة الشهوة الجنسية والرغبة الجسدية بالتالي ينامون رغد لا خوف عليهم . نقول لمثل هؤلاء الأباء ان ادمغتكم المبرمجة على الجنس يجعلكم تتجاهلون أسس الزواج الصحيح فالزواج يحتاج فتاة جاهزة جسدياً ونفسياً وعقل بالغ وعواطف ناضجة أين كل هذا في فتاة عمرها 9 سنوات . يا موتى الضمير كم فتاة ماتت أثناء العملية الجنسية لأن عمرها لا يتحمل هذا . من قال لكم ان الزواج المبكر يصون شرف الفتاة أليس المجتمعات مليئة خيانات زوجية من كلا الجنسين ناهيك عن ما نسمعه من التلفاز أو نقرء في الجرائد اومن على الانترنيت جرائم قتل الزوجة لزوجها بمساعدة عشيقها.
الذي يصون شرف الفتاة ويحفظ عفتها لا سجنها في البيت لأنها تستطيع ان تتحول الى سحاقية سواء مع اختها أو قريباتها  أو صديقاتها اوممارسة  الجنس بأعضاء رمزية بل التربية السليمة الخالية من الأكراه والضغط والعنف والمليئة حب وحنان وثقة .
                 من اجل حفنة من الدولارات
لا يختلف أثنان إن اكثر الأمراض الاجتماعية والانحرافات الاخلاقية وجرائم القتل والسطو والسرقة سببها الفقر والعوز والفاقة وأجمل وابلغ من قال بهذا الشأن هو علي ابن ابي طالب " لو كان الفقر رجلاً لقتلته " .بعيداً عن المثاليات المزيفة والأدعاءات الكاذبة كلنا نحب المال ومن منا لا يتمنى في قرارة نفسه ان يمتلك أوسع فلة ويسكن اجمل بيت وسيارة فخمة اخر موديل وخدم وحشم وان يكون مدير أشهر شركة ورصيد عالي في البنك هذه الاحلام تراودنا ومن حقنا ولا غبار عليه فليس مشكلة ان نكون أغنياء .لكن حرماننا من كل ملذات الحياة هذه لسبب أو لأخر يجعل القناعة تهتز عند الكثيرين ولا يستطيعوا مقاومة شهوة حب الغنى ويبحثوا عن طرق غير مشروعة تنتشلهم من وضعهم المتردي واحد الطرق هي تزويج البنات الصغيرات الذي يعتبر تجارة رابحة وورقة يانصيب وكلما كان العريس كبير في السن كان الدفع اكثر . ولوأد هذه الظاهرة اللاأنسانية وأنقاذ براعم الحياة يجب ليس فقط توعية الناس بل رفع مستوى المعيشة وتحسين الظروف المادية.

                     كلمة لا بد منها
لحسن الحظ أن أغلبية الأخوة المسلمين مستنيرين وذو ضمير انساني يأبى مثل هذه التعديات على الاطفال لأن لهم قراءة مختلفة للنصوص الدينية وتجاوزوها واعتبروها ابنة بيئتها غير ملزمة لنا . وتحالفوا مع غير المسلمين لقطع دابر هذا الزواج القاتل الذي به نذبح فلذات أكبادنا بسكين الحماقة والجهل والغباء.

24
             كردستان الكبرى الوجه الأخر للكيان الصهيوني
                     بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
منذ الأحتلال الأمريكي لعراقنا الحبيب 2003 بدأت رحلة السنين العجاف ومسيرة الأعوام الهزال تدق باب الوطن الجريح لتقلبه رأساً على عقب وحيث أصبحت الحدود مباحة لكل من هب ودب والباب مفتوح على مصراعيه أمام وحوش الأرهاب الديني الفتاكة لتخترق البلاد والعباد حارقة الأخضر واليابس ومستنزفة الدماء والأموال ومن ثم طمس هوية العراق الثقافية والحضارية ودفن تاريخه المجيد والعظيم تحت ركام افكارها الرجعية والمتطرفة والسلبية.وكان داعش أخر حلقة في سلسلة الهدم والتخريب والدمار والتي استطاعت قواتنا المسلحة الباسلة تحرير الموصل من قبضته بعد اكثر من ثلاثة سنوات من الاحتلال. لكن بالرغم الفرح والسعادة والبهجة التي غمرت العراقيين جميعاً بسبب هذه المناسبة لكن للأسف الشديد لم ندم طويلاً فقد تم أجهاض البسمة من قبل السيد مسعود البرزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني بأجزاء أستفتاء مشؤوم في 25 سبتمبر كتمهيد عن الانفصال عن العراق وأقامة دولة كردية مزعومة تحت ذريعة حق الشعب الكردي في تقرير مصيره ضارباً عراقيتهم بعرض الحائط كأنهم قادمون من كوكب أخر ولا كأنه شربوا من مائه وأكلوا زاده وأستنشقوا هوائه وعاشوا وماتوا فيه.ان خريطة دولة الكردستان الكبرى من شمال العراق وتضم جنوب شرق تركيا وأجزاء من ايران وسوريا.أن هذا القرار ليس وليد اللحظة فهو حلم تاريخي قابع في اعماق العقل الجمعي الكردي فولائهم استنفذته نزعتهم القومية المتطرفة الأمر الذي جعلها تترجح على كفة الهوية الوطنية الفارغة من اي انتماء وانتساب وانضواء لديهم.بدون تعميم عراقيتهم مشكوك فيها وولائهم الوطني مصاب باصدأ والسوس. هذا ما يجعلنا نفكر بعيد ونستنتج بأن الحكومة الكردية لم تستغل ضعف الحكومة العراقية فقط لأقامة مشروعها الأسود بل ساهمت فيه ايضاً وإلا ما الذي يجعل محافظات الشمال بمأمن من قبل الاٍرهاب كل هذه السنين هل كان يستعصي على بن لادن الذي ضرب برجي التجارة العالمي ان يخترق دفاعات الأكراد الهشة واللبيب تكفيه الأشارة.
لقد وصف الاستاذ سليم مطر في كل صفحة من صفحات كتابه الرائع الذات الجريحة مشروع دولة كردستان الكبرى أخطر حتى من الكيان الصهيوني فما فعله الأكراد من اجل تحقيق هدفهم المنشود من تدمير عشرات القرى المسيحية لم يفعله الصهاينة بالفلسطينيين من الأستيطان الى الأن.
منذ تأسيس العراق الحديث 1921 وتعاقب الحكومات عليه من ملكية وجمهورية لم يستطيع احتواء الأزمة الكردية نظراً لتمردهم المستمر وعصيانهم المسلح الأمر الذي جعل العلاقة بين الطرفين متشنجة على طول الخط حتى انتهى بصراع مسلح شهده اقليم كردستان العراق ما بين عامي 1961 لغاية عام 1970 وانتهى الصراع بتوقيع كلا الجانبين الكردي والعراقي اتفاقية 11 آذار في عام 1970 حيث وقع الملا مصطفى البرزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني عن الجانب الكردي ووقع عن الجانب العراقي صدام حسين الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في العراق.
وفي ايران لم يكن الوضع على أحسن حال فقد قام مصطفى البرزاني 1903-1979 والد مسعود (فرخ البط عوام) بتأسيس دولة كردستان في مهاباد 1945 لكنها لم تدم أكثر من احد عشر شهراً فقط.
ان هذا الأستفتاء من اجل الأنفصال ما هو الا عمل جبن وغدر وخداع وفِي أضعف الايمان تكتيك من الحكومة الكردية للضغط على الحكومة المركزية للحصول على حصة الأسد على المناطق المتنازع عليها كركوك وغيرها مقابل التراجع عن هذا القرار عملاً بالمثل العراقي الشعبي نريه الموت كي يقبل بالسخونة.
على شعبنا الكردي ان يعي جيداً النتائج الخطيرة لهذا الاستفتاء فالضريبة قد تكون غالية لأن الخيارات كلها مفتوحة حتى العسكرية من العراق ودوّل الجوار لأنه مشروع خطير يهدد أمن وسلامة المنطقة برمتها .كاكه مسعود لو كان كل مكون ديني أو قومي أو عرقي فكر بعقلك الأينشتايني وقطع عضو من جسد الوطن لأصبحنا في دولة اسمها اللاعراق. أم هو منطق القوة والبقاء للأصلح .كيف يعيش في كنفك الأقليات ويأتمنوا بك يا طاعن بخنجره المسموم خاصرة العراق.

25
           تحرير الموصل أكليل شوك على رأس القرضاوي
                      بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
زف رئيس الوزراء العراقي حيدر العيادي الى العراقيين جميعاً بشرى سارة بقيام جيشنا البطل وبمساندة قوات التحالف بتحرير مدينة الموصل الحبيبة وتطهير أرضها العطرة من دنس الدواعش تتر العصر التي سقطت في أيديهم منذ يوليو 2014 وعاثوا فيها فساداً من قتل وذبح ورجم وأغتصاب وتهجير الى حرق الكنائس ودور العبادة وتدمير الأثار والبنى التحتية .وقاموا بتشويه ملامحها الجميلة من العمران والأنسان وجعلوها صحراء قاحلة جرداء لا روح فيها ولا حياة كما كانت شبه الجزيرة العربية قديماً وحديثاً منبع فكرهم وعقيدتهم.
وتعلمنا تجارب الماضي وخبرة الحاضر إن الظالم مهما تبجح بقوته وتشدق بجبروته وتخندق بأنصاره وتمترس بأتباعه لا بد أن يأتي يوم ينهار حلمه الذي بناه على جماجم البشر بالترهيب والتخويف والتهديد لأن الظلم لا يدوم طالما هناك دماء من الحب والخير والأنسانية تجري في عروقنا فالمسألة مجرد وقت لا أكثر ولا أقل. كان على ابو بكر البغدادي خليفة أخر زمان أن يتعظ من دروس التاريخ فهو قزم أمام جبابرة وطغاة وعتات اصبحوا بجرائمهم أعضاء دائمين في قمامة التاريخ ومزبلة النسيان من أمثال نيرون وتيمورلنك وجنكيزخان وهتلر وستالين ولا داعي ذكر نهاية بعض رؤساء العرب المأساوية وأخوتكم في الأرهاب بن لادن والزرقاوي والقائمة تطول.
أن صناع التاريخ والتي لا يمكن أن تنساهم البشرية هم الذين تركوا بصمة الحب والحرية والعدل والسلام عليه ولا زالوا أشارات ضوئية تقود الناس الى بر الأمان وهم الفلاسفة والمفكرين والأنبياء والحكماء والقديسن  هذا هو المجد الدائم لا الزائل.
نهنئ شعبنا العظيم وجيشنا المقدام وقيادتنا الرشيدة على هذه الهدية الرائعة التي أعادت الفرحة والبسمة والسعادة على قلوب حرمت منها ردحاً من الزمن.
لكن المضحك في الأمر ان شيوخ الأرهاب وأرباب القتنة وعلى رأسهم المدعو القرضاوي أعترض على عملية تحرير الموصل  ونزلت على رأسه الأجوف كالصاعقة لا لسبب إلا لأن الدواعش أزلامه  وهم "أخوانجية" حتى النخاع .أن الدجال الحرباوي لا القرضاوي معروف يتلونه ونفاقه فهو يمدح ويذم في آن واحد نفس رئيس دولة أو حزب سياسي أو تنظيم ديني وذلك حسب الحاجة والمصلحة وقوة الدفع.وذرف دموعاً كثيرة للنصر الكبير الذي تحقق وتم طرد جرذانه وقتل من قتل الذين أحرقوا الأخضر واليابس فيها. لم يخجل شيخنا اللاجليل من شيباته ولم يحترم عمره الذي  شارف على الأنتهاء فأحدى رجليه في القبر كما نقول نحن العراقيين  من أن يعتبر الدواعش من السنة والجماعة ولا يكفرهم  بالرغم جرائم الابادة الجماعية التي قاموا بها ضد شعب أمن لا ناقة لكل ما يجري ولا جمل .ألم يؤنبه ضميره هذا أن وجد على الدماء الطاهرة الزكية التي ذهبت ولا زالت سدى من أطفال ونساء وشباب وشيوخ جراء حسابات طائفية أنتم تؤججونها.بأي دين وشريعة وقانون تبكي على المجرم وتنوح على الجلاد وتمشي على جثة البرئ والضحية  كل همك وغمك عودة الحكم الى السنة حتى لو كان الثمن ان يصبح العراق بحيرة دم .لعنة الله عليك وعلى كل شيوخ الاٍرهاب والجريمة  وحلمكم المريض هذا لن يتحقق انشا الله موتوا بغيضكم.

26
           السعودية تأكل حصرم الأرهاب وقطر تضرس
                    بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا
منذ أندلاع الأزمة الخليجية المفاجأة وزلزلة العلاقات بين بعض دولها بعد سقوط قناع قطر وكشف وجهها القبيح وشكلها البشع من خلال الدور القذر الذي مارسته في تمويل الأرهاب وأيواء الأرهابيين  وتبني الأفكار المتطرفة وشحن النفوس على كراهية الأخرين.والتي كانت السبب الأساسي وراء زعزعة الأمن والأستقرار في المنطقة وفِي العالم أجمع.
تبادل الخصوم الأتهامات وسيل من الشتائم وتبرير المواقف الكل يعزف على ليلاه. وأعلنت الدول العربية الأربع المقاطعة الإمارات والبحرين والسعودية ومصر فرض الحصار والعقوبات على قطر إذا لم تمتثل لمطاليبها 13 في خلال 10 ايام في رسالة قامت الكويت  بتوصيلها الى الدوحة فلن تعود المياه الى مجريها وعند ذلك يكون لكل حادث حديث  .وأبرز هذه المطاليب هي أعلان قطر قطع كافة علاقاتها مع التنظيمات الأرهابية "الأخوان المسلمين وداعش والقاعدة وفتح الشام"جبهة النصرة سابقاً وحزب الله" .وأيقاف تمويل أفراد وكيانات ومنظمات أرهابية أو متطرفة معروفة أسمائهم محلياً وعالمياً في الدول الأربع والمعلنة أميركياً ودولياً. وتسليم كافة العناصر الأرهابية وعدم أيواء أي عناصر أرهابية مستقبلاً. ناهيك عن غلق قناة الجزيرة التي من على منبرها الفاسد وستوديوهاتها العفنة يعيد أنتاج النزعة الدموية والوحشية والبربرية لدى البعض بعد غسل أدمغتهم بماء الأفكار المتطرفة والمتعصبة والعنصرية.
من حقنا أن نطرح على أنفسنا سؤال ليس فقط لمعرفة الحقيقة بل أحتراماً لعقولنا التي تأبى الأستخفاف بها. لقد لعبت قطر منذ سنين دور هدام هذا بالنسبة لنا معروف في تخريب العراق وسوريا ومصر وليبيا والتدخل في دول الجوار من أجل خدمة أجندة أجنبية هل هذه الأستراتيجية القطرية كانت خافية على آلِ سعود ؟ هل كانوا عمياناً لا يَرَوْن ما يجري حولهم؟ وبقدرة قادر لا ادري عن طريق وحي أم ألهام أم احلام بانت عورة قطر. لما لا يكون تكتيك سعودي عندما رأت الشكوك تحيط بها من كل الجهات وطوق رأي العام العالمي يخنقها لأن أغلبية الأرهابيين وخاصة الذين قاموا بتفجير مركز التجارة العالمي سعوديين فلم يكن أمامها غير أحد الأمرين أما تعرية ذاتها هذا ثمنه غالي جداً أما التضحية بتؤام الروح ورفيق الدرب في التدمير والتخريب والخيار الثاني كان الأمثل لها لأن المصلحة تتطلب ذلك ففي السياسة لا صديق دائم ولا عدو دائم.
إذا كانت قطر وهذا صحيح مئة في المئة حاضنة الأرهاب لأن بعض الشخصيات التي عليها علامة أستفهام تقيم فيها .فكم بالأحرى السعودية التي هي بيت الرحم الذي افرخ وأحتضن شخصيات دوخت العالم من أمثال بن لأدن وعبد الله العزام وعمر عبد الرحمن وتنظيمات ارهابية كثيرة استقبلتهم على طبق من ذهب بعد ان هربوا اليها من بلدانهم لأنهم على لائحة المطلوبين. ودعمتهم مادياً ومعنوياً وأكملوا دراساتهم الدينية في جامعاتها على نفقتها وغرست فيهم تعاليم الوهابية المتطرفة وبعد أعدادهم جيداً ارسلتهم الى العالم كالذئاب الى الخراف ليمزقوا نفوس الأبرياء بأنياب العقيدة الوهابية المتطرفة.
جاء في كتاب مملكة الكراهية للمؤلف دورجولد ترجمة محمد جليد منشورات الجمل كيف دعمت السعودية العربية الأرهاب العالمي الجديد وفِي كل صفحة من صفحاته 440 بذور الأرهاب موجودة منذ تأسيس المملكة العربية السعودية بالتحالف الشيطاني بين آلِ سعود والشيخ  محمد بن عبد الوهاب 1703-1791 لأسباب لسنا في صددها والمصاهرة السياسية والشرعية بيينهما  الى ان اصبحت الان شجرة وارفة الظلال تضم أفراد وجماعات ودول.
فالخلف ليس اقل سوءً من السلف فمن على منابر المساجد والكتب والجرائد والمجلات لا تعرف غير لغة التكفير والعنف ضد أهل الكتاب كأن الله اعطى حقد واحد بالمئة الى كل العالم وتسعة وتسعون الى هؤلاء البشر فكل ذرة من غبار هذا البلد اسمها الكراهية من منا لا يعرف الشيخ ابن باز وابن عثيمين .
وجاء في الكتاب اعلاه كيف تتستر السعودية بأسم الجمعيات الخيرية والمساعدات الأنسانية لتصل بالمال  بعد جولة متشعبة الى يد الأرهاب .وتم غلق عشرات منها في العالم اجمع مثل جمعية الأغاثة  والحرمين الشريفين وكثير غيرها  وبالمال الذي بدره عليها النفط استطاعت ان تمسك رابطة العالم الاسلامي والذي تأسس في 18 مايو 1962 في مكة المكرمة وهيئة كبار علماء المسلمين بقبضة من حديد وان تكون فيها السيادة للمذهب الوهابي بشكل أو اخر.
ما اريد قوله ان قطر بكل ما قيل عنها ليست سوى نملك صغيرة امام الفيل السعودي.
اختم مقالي هذا بهذه الهدية المتواضعة الى اميركا والغرب لأقول لهم اخرجوا القطن من داخل آذانكم وازيلوا الغشاء من على عيونكم كي تسمعوا وتروا  حتى تصحوا لان اذا فات الفوت الفوت لا يفيد السوط .وهذا دعاء من شيخ على فيديو من بين آلاف الفيديوات وبعد ذلك قولوا لي بالله عليكمالاٍرهاب كيف يكون اخضر احمر.
اللهم عليكم بأمريكا معقل الظلم والأرهاب اللهم دمر أقتصادها زلزل عروشها دمر كيانها أهلك رئيسها أسقط بناياتها اللهم لا تدع لهم طائرة في الجو إلا أسقطتها ولا سفينة في البحر إلا أغرقتها اللهم زلزل بلادهم اللهم انزل عليهم الأمراض  المستعصية اللهم افرح قلوبنا بعجائبك نرى بهم يا ربي مزقهم وانتقم لنا وللمسلمين .والحاضرين يرددوا امين .

27
                قراءة في كتاب العرب وجهة نظر يابانية
                                  للكاتب نوبوأكي توتوهارا
                   بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
ولد نوبوأكي نوتوهارا عام 1940 في اليابان درس اللغة العربية في الجامعات اليابانية والعربية . ترجم العديد من الروايات والقصص العربية الى اليابانية . وهو كاتب واسع الثقافة غزير الأنتاج وافر المعلومات كثير الأطلاع عاش سنين طوال قي قلب المجتمعات العربية وتعرف عن كثب على الشخصية العربية وسبر أغوارها العميقة والخيوط التي تحركها والتي لها تأثير قوي عليها والتي تقوليت بها من دين وأخلاق وعادات وتقاليد وأعراف وأساطير وخرافات الى العائلة والعشيرة والقبيلة والأنظمة السياسية والأجتماعية الحاكمة.وقدم المؤلف اجمل سنين حياته وجند كل طاقاته وأمكاناته في البحث والدراسة والتحري والأستقصاء لأنجاح مشروعه الحياتي هذا وهو تقديم المجتمع العربي على حقيقته بلا رتوش بما فيه من غث وسمين جيد وردئ وتعريته من ثياب التفخيم والتبجيل التي يغطي بها عيوبه  دون القصد الأستصغار أو الأستخفاف أو السخرية أمانة للحقيقة والتاريخ وخبرة عمرها عشرات السنين وتجارب طويلة الأمد تتغذى من الواقع كفيلة أن يتم الأبصام بالعشرة على هذا العمل .
يقول أن العدالة الأجتماعية غائبة تماماً من المجتمع العربي هذا سبب الفوضى . وأنتهاك حقوق الأنسان حدث ولا حرج فالفرد هش من حسابات الدولة وهو صفر على الشمال لا قيمة أنسانية له فالمفاهيم السائدة هي ذات طبيعة هلامية لا تغني ولا تسمن مثل الأمة والجمهور والشعب ...الخ. والذي يجعلك تستغرب اكثر هو أستخدامهم كلمة الديمقراطية كثيراً لكن الواقع يقول عكس ذلك تماماً لا الهواء الشمالي ولا الجنوبي يحمل تياراتها وهكذا عندما تغيب الديمقراطية ينتشر القمع .
فالقمع بكل أشكاله الفكري والديني والسياسي هو مرض مزمن أبتليت به المجتمعات العربية. هناك لائحة طويلة من الكتب الممنوعة في البلدان العربية خاصة التي تتعرض للدين والجنس وحياة الرؤساء كل هذا يعني غياب حرية الرأي وحرية الكلام.
القمع داء عضال مترسخ في هذه المجتمعات فلا يوجد فيه أفراد مستقلين فالفرد عبارة عن رقم في مجموعة وهو مع الأخرين يكونون كتلة واحدة لا شكل لها لأن المجتمع مشغول بفكرة النمط الواحد على غرار الحاكم الواحد والقيمة الواحدة والدين الواحد وهكذا .لذلك يحاول الناس ان يوحدوا اشكالهم وملابسهم وبيوتهم وآرائهم مما يجعلهم يفتقرون الى الحد الادنى من القيمة والكرامة وهذه هي بسبب ضريبة الخوف والجهل والتخلف التي يدفعون ثمنها ويورثونها لابنائهم بعدهم . تحت هذه الظروف تذوب إستقلالية الفرد وخصوصيته وأختلافه عن الأخرين .ان الحرية باب الانتاج وباب التواصل والحياة النبيلة لذلك يرى القمع داءً عضالاً سقيماً في الوطن العربي والعالم ما لم نتخلص منه ستفقد حياتنا كثير الكثير من معانيها.
يلوموننا العرب نحن اليابانيين لماذا نسينا سريعاً مأساة هيروشيما وناجازاكي  التي كانت بسبب اميركا بألقاء قنابل ذرية عليها في الحرب العالمية الثانية وقمنا بأقامة علاقة حسنة معها .مشكلة العرب الكبرى هي تعلقهم الشديد بالماضي  وعدم نسيانهم الأهانة وتجاهلهم للمستقبل فالصديق عندهم صديق على طول الخط وكذلك العدو وهذا بسبب عدم قراءة صحيحة للواقع والذي يجعلهم لا يتحركون من مكانهم قيد أنملة.
ومن أسوء ما رأته عيناي هو ضرب الزوجة مثلاً وضرب الأباء لأبناءهم وعدوان الأولاد الأقوياء على الأطفال الصغار وزواج كبار السن من فتيات شابات .بالأضافة الى الملابس هي الأخرى مظهر من مظاهر القمع وشكل من أشكال قمع الجسد.
وغيرها كثير من الأمور السلبية المتفشية بين الناس التي أصبحت من كثرة تداولها عادة صحيحة لا غبارعليها كالرشاوي والخوف وعقدة الشرف والثأر والعار وعدم المسئولية تجاه البلد.
اذكر هنا مثالاً غريباً على اليابانيين على الأقل المهرجانات الشعرية الكثيفة التي تقام في البلدان العربية ويتوافد الشعراء النجوم من كل البلدان وينزلون في أفضل الفنادق ويأكلون أفخر الأطعمة ويشربون أفضل أنواع المشروبات الروحية وغيرها ثم يتقاضون مكافأة تتناسب مع حجم النجم ومكانته الإعلامية وتلك المهرجانات كلها تحت رعاية السلطة وتمويل منها.ان عقولنا في اليابان عاجزة عن فهم معنى ان يمدح الشاعر أو الكاتب السلطة أو أي أحد من أفراد السلطة .نحن نستغرب ظاهرة مديح الحاكم كما نستغرب رفع صوره في اوضاع مختلفة وكأنه نجم سينمائي اومطرب ذائع الصيت.
وعن النفاق قل ما شئت الذي يعتبر ظاهرة متفشية في الوطن العربي ولَم يسلم منها حتى الطبقة المثقفة فما بالك العامي وهذا نتيجة القمع الفكري والجسدي الذي تمارسه الأنظمة المستبدة. لذلك ترى مثقف اسمه لامع يمدح في ان واحد اكثر من رئيس لا ادري كيف جمع الأخوة الأعداء في سلة واحدة.
والأزدواجية تجري في عروقهم كالدم زرت صديق لي في أحد الأحياء القديمة في القاهرة استوقفني مشهد كادت نفسي ان تخرج مني وساخة وقاذورات وزبالة مطشرة هنا وهناك ناهيك عن تجمع الذباب والرائحة العفنة والنتنة والكريهة المنبعثة منه. لكني أصبت بالذهول عندما دخلت بيت صديقي رأيت العكس تماماً فالخارج لا علاقة له بالداخل فالبيت نظيف وأنيق ومرتب .فهم لا يعتبرون الوطن بيتهم الكبير  بل للحكومة الظالمة لذلك ليس لديهم الشعور بالواجب والمسئولية تجاهه.
زارني صديق أخر الى طوكيو كان إنسان متحرر من كل القيود الدينية والأخلاقية المفروضة في مجتمعه فهو شاب يشرب الخمر ويشبع لذاته الجسدية وحياته كلها لهو ولذة.لكن الطامة الكبرى كانت عندما زرته في بيته في مصر رأيت إنساناً أخر مستقيم اخلاق صارمة محافظ على مظاهر الشرف .
هذا جانب أو عصارة ما شاهده الكاتب من فوضى وسلبيات وفساد التي تعصف بالمجتمع العربي والتي ما زالت قائمة تخدم أهل العمائم ورجال السياسة والتي بأسم الدين والاخلاق والحلال والحرام والارهاب والخوف يسيطرون على عقول وضمائر الناس ويجعلوا منهم شخصيات شيزوفرينية.

28
         سر يا ترامب في حماية أميركا من الأرهاب الأسلامي
                    بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/عراق/استراليا
في مطلع العام الحالي وبالتحديد 20 يناير 2017 أدى الملياردير الجمهوري دونالد ترامب اليمين الدستورية ليصبح الرئيس ال 45 للولايات المتحدة الأمريكية خلفاً لباراك اوباما.
وكان من ضمن أولويات برنامجه السياسي وهدفه الاستراتيجي الذي أعلنه في حملته الأنتخابية وضع حد للتهريب أي الدخول غير الشرعي الى أميركا من الحدود المكسيكيةأ التي تعتبر اخطر منطقة حدودية يتم عبرها تجارة المخدرات والممنوعات الأخرى وحماية أمن أميركا القومي من خلال التصدي للأرهاب الأسلامي. وتم تصنيف سبعة دول عربية وأسلامية ضمن لائحة منع دخول لاجئيها الى اميركا وهي ايران والعراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال.
كالعادة ردة فعل العرب والمسلمين معروفة في هكذا مناسبات ليست اول مرة ولن تكون الأخيرة وهي أتهام ترامب بالعنصرية وعداء المسلمين ويشتغل الاعلام المأجور أربعة وعشرين حبة في السخرية منه وبث أشاعات ضده وتقلل من شأنه. ان هذا الأتهام لا صحة له على الأطلاق أنه ليس اكثر من اسقاطات نفسية سببه  تضخم في ورم الكراهية والحقد بحاجة الى أفراغ .
لو كان القرار ذات طابع عنصري لماذا أستثنى باقي الدول الأسلامية والتي مجموعها 56 دولة ناهيك عن أنه أجراء مؤقت.
نحن نعرف جيداً ليس كل المسلمين أرهابيين ومن الغباء أن يظن أحد ذلك لكن هناك عدد لا يستهان به يستحق هذا اللقب القذر بجدارة مما جعل العالم كله يدخل في حالة أنذار. والدول الأسلامية قبل غيرها متشددة في أجراءاتها الأمنية خوفاً على الوطن والمواطنين من بطش هؤلاء الأشرار وهذا من حقها لا غبار عليه لأنه أرهابي واحد لو تسلل عنوة يمكن أن يحدث ضرراً كبيراً في الأفراد والممتلكات . وكارثة الحادي عشر من سيبتمبر لا يمكن أن تنسى لقد قام بها فقط 19 فرد دمروا من خلالها برج التجارة العالمي وقتلوا على أثرها 3000 شخص وتوالت بعد ذلك تفجيرات وأعتداءات ارهابية على الناس أليس من حق أميركا ان تحمي نفسها بالطريقة التي تراها مناسبة؟
أيها الأعلام العربي الكاذب والمخادع والفاسد الى متى تنظر القذى في عيون الأخرين أما الخشبة في عيونكم لا تأبهون لها ،ايها الكتاب العرب  متى اقلامكم تعبونها حبر حقيقي لقول الحق لا نفط خليجي لأشاعة الكذب ؟ احترم بعض الأقلام الشريفة لكن للأسف وجودها لا يحرك ساكن فهي مثل من يصرخ في سوق الصفافير لا احد من يسمع.
من يقرأ ويسمع أنتقاد العرب والمسلمين اللاذع والهجوم الكاسح على أميركا يتبادر الى ذهنهم أن بلدانهم تعيش في المدينة الفاضلة  التي تمناها افلاطون وأوغسطين والفارابي لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً لنأخذ نموذج للمقارنة لتكن السعودية مهبط الوحي ومهد الاسلام .يمنع هنا منعاً باتاً بناء كنيسة وهناك ملاحقة قانونية على من يمسكوه وهو يصلي وفِي مكة والمدينة لا يجوز دخول غير مسلم هل يوجد عنصرية اكثر من ذلك هذه هي أرهاصات تكفير وتنجيس وأحتقار ولا أدمية الأخرين مما يجعل ذبحهم  كذبح النعاج بدون تأنيب ضمير. ممنوع ان يدخل المخدرات والأنجيل الى المملكة وإلا عقوبتها الاعدام.عار ان نقارن  هذا مع حقوق المسلمين في اميركا من بناء آلاف المساجد والتبشير بدينهم وتوزيع قرأنهم ومشاركتهم حتى في الحياة السياسية أسوة بغيرهم من المواطنين.اين الاعلام من الخروقات والتجاوزات وأنتهاكات حقوق الأنسان هل اصيب بعمى ألوان . خذ نموذج ثاني في عراقنا الجريح  وسوريا الحبيبة هل يستطيع سني الدخول الى مناطق أو محافظات شيعية والعكس صحيح لا يستطيع شيعي الدخول الى محافظات سنية والحبل على الجرار لو أردنا سرد خياسات العرب نحتاج مجلدات .
نحن نشجب وندين العنصرية بكل أشكالها الدينية والعرقية واللونية لا نسمح بها لا ضد مسلم ولا غيره لأنها نزعة مريضة وفكر سقيم يهدم ولا يبني الأفراد والمجتمعات معاً والدول ذات التوجه العنصري شعوبها في قعر الحضارة وهي أشهر من نار على علم.

29
            هدم قبور المسيحيين وصمة عار على جبين الوهابية
                       بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/عراق/استراليا
وهابية أم داعشية أسمان لامعان في عالم التطرّف والتعصب والفتك أنجبتهما بطن واحدة هي مملكة الكراهية والعنف والخوف التي يديرها أل سعود مستغلين العقيدة الدينية والثروة النفطية وجهل الشعوب المقدس لتمرير مخططاتهم القذرة في تصدير أبشع وأفضع وأشرس فكر يمكن أن تنتجه النفس البشرية الخربة وهو الوهابي ذو الثوب الداعشي الى المجتمعات العربية والاسلامية التي مازال عقلها في سبات دائم لم يستطيع ان ينهض أثر شخير الحضارة كما يحصل الأن في العراق وسوريا.
لا نحتاج الى ذكاء خارق وعقل جبار كي نعرف مدى التطابق التام والتشابه الكامل بين الوهابية والداعشية في الفكر والممارسة مهما حاول المنكرون خاسئين أثبات عكس ذلك. فهمًا وجهان لعملة واحدة قوتها الشرائية واحدة في الهدم والتدمير ولها نفس سوق التصريف في الجريمة وأهدار الدم.
في كل مكان وطأت فيه اقدام الدواعش عاثوا فيه فساداً من سفك الدماء وسبي النساء والاطفال وتدنيس الكنائس وحرق الدور وهذا اصبح مألوفاً لنا من كثرة ما رأت أعيننا ولأنه ديدنهم .اما الطامة الكبرى التي استنزفت مشاعرنا وجرحت عواطفنا هي أستباحة حرمة الموتى بتدمير مقابر المسيحيين وكسر صلبانها في ليبيا ومصر وكركوك وأخرها مقبرة قضاء تلكيف التي تم تسويتها بالأرض بزعم حرمة تعلية القبور وحرمة زيارتها لأنها من علامات الشرك.
لا عجب ولا عتب على ما قام به ضد المسيحيين فهو العبد الأمين لأسياده الوهابية وأولياء نعمته الذين قاموا سابقاً بتدنيس اقدس بقعة وهدم قباب وأضرحة أطهر رموز دينية عند المسلمين في مقبرة "بقيع الغرقد" في 25/نيسان 1925 فيها مراقد الأئمة الأربعة وهم الأمام الحسن المجتبى ابن أمير المؤمنين. والأمام علي بن زين العابدين . والأمام محمد بن علي للباقر. والأمام جعفر بن محمد الصادق. وكذلك مراقد ابراهيم بن رسول الله. وفاطمة الزهراء وبعض زوجات الرسول وكذلك عمة العباس بن عبد المطلب وكذلك اسماعيل بن الامام جعفر الصادق ووالدة الامام علي أمير المؤمنين فاطمة بنت أسد. وكذلك زوجة الامام علي أم البنين . ومرضعة النبي حليمة السعدية . وجمع من الصحابة. لقد أرادوا هدم قبر الرسول لكن محاولتهم باءت بالفشل وتراجعوا عن تصميمهم امام انفجار غضب المسلمين. فأذا لم يراعوا مشاعر أبناء جلدتهم وأخوتهم في الدين فهل سيتحننون علينا نحن المسيحيين. وهل يوجد صنمية أكثر من هذه الأفكار الشاذة وهل هناك وثنية اكبر من هذا العقل اللاعقلاني.
اكرام الموتى يدخل في صميم الإيمان الديني والواجب الانساني هذا ما تنادي به كل الاديان والمعتقدات والتقاليد الاجتماعية والعادات البشرية إلا هؤلاء القوم لا الأحياء ولا الأموات لها حرمة عندهم.
مهما أتحفنا خبراء النفس ببحوث قيمة ودراسات جيدة عن الأرهابيين بأعتبارهم شخصيات سايكوباثية مضادة للمجتمع يعانون من شعور بالاضطهاد متبلدي المشاعر والأحاسيس تجاه الأخرين ناقمين على الأسرة والمجتمع الذي يظنون انهم سبب أهدار حقوقهم وأمتهان كرامتهم مملوئين حقد وضغينة على الغير مشبعين بروح العدوان والأنتقام مستعينين بالدين لقتل الشعور بالذنب كي يقوموا بأعمالهم الأجرامية بأعصاب باردة دون وخز من ضميرهم الميت .
السؤال الذي حيرني وغيري معي من أين هذا الكم الهائل من الكراهية ؟وكيف تطيق تحمله الطبيعة النفسية؟.

30
                       الجنس في قاموس داعش
                   بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/عراق/استراليا
لو تأملنا جيداً في الخارطة الفكرية للمجتمع الاسلامي وتمعنا عميقاً في هندسة الحياة العامة لهؤلاء الناس وتفحصنا ملياً بنائهم الفوقي لراينا التشدد الديني والصرامة الاخلاقية والقمع الجنسي وصلابة التربية وقسوة العادات والتقاليد خاصة ضد المرأة بأستثناءات قليلة واكبت الحضارة موقفها امام التيار الرجعي السائد كمن يصرخ في الوادي يرتاد صوته عليه. وكل هذا بسبب العدو اللدود الذي قضى مضجعهم وسلب راحتهم وأصابهم بالدوار وأفقدهم توازنهم كالظل يرافقهم ليل نهار موجود في كل تفاصيل حياتهم اصابهم بالهلع الدائم والرعب المزمن ألا وهو الجنس.فتحجيب المرأة عقلاً وجسداً ليس فريضة دينية بقدر ما هو هذا الخوف المرضي من رغبة الرجل الجامحة التي طلقت العقل بالثلاث ودوماً فلتانة من عقالها وعدم الاختلاط بين الجنسين في المقاعد الدراسية من الأبتدائية الى الجامعة ماهو الا أنعكاس لقلق التماس الكهربائي (الجنسي) التي قد تؤدي في نظرهم الى وفاة الشرف إذ يتوهمون أنهم يعيشون في عالم العفة والطهارة .ومحرم الخلوة بين زميل وزميلة في أي مكان عمل لأنه في عرفهم قيم وأخلاق ودين الأنسان تنتهي صلاحيته عند غياب الرقابة هذا التشديد على المظهر على حساب الجوهر هو الذي أنتج مجتمعات منافقة أخلاقياً . ورأينا بعض الشيوخ من على الفضائيات ينبهون الأمهات من خلوة الأب بأبنته خاصة إذا كانت جميلة لا ادري ماذا سيبقى من العلاقات الأنسانية اذا عدسات عيوننا أصبحت جنسية  هل لكلمة الثقة محل في قاموس حياتنا. لا بل وصلت الوقاحة ببعض المتطرفين ابعد من ذلك تخطت حدود العقل وحدث في بلدنا العراق وهو منع عند التسوق وضع الخيار والطماطة معاً في كيس واحد لأنهم يوحيان بأعضاء الجنسية الذكورية والأنثوية  .ففي هذه التربة الخصبة والواقع الزاخر بالشحنات الجنسية أبصر داعش وأخوانه النور .
أن الجنس علامة الدواعش الفارقة وسمة الجماعات المتطرفة المميزة. ان الكبت الجنسي الذي أنتجته الشروط النفسية والاجتماعية والثقافية والسياسية لا يمكن لوحده فقط ان يوجد داعشيا واحد أن لم يتظافر مع عامل أقوى وأهم وأساسي وهو العقائدي.لقد حاول بعض المثقفين باطلاً عن جهل أو قصد التركيز على الكبت الجنسي وأهمال البعد الديني لما قام به الدواعش من أغتصاب جنسي بحق الايزيديات وكل النساء هنا وهناك وجهاد النكاح .ان هذا قصور في الفهم وسوء في التفكير ونظرة مغرضة ورؤية ناقصة فنصف الحقيقة تشويه لها .
كل الأقليات مسيحيين وايزيدية وصابئة وغيرهم تعيش تحت ظلال نفس غيمة الثقافة القمعية وتسري في كيانها روح الكبت الجنسي لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم تتبنى نهج داعش ؟ أنها مراهنة على الحصان الفكري الخاسر.
ان داعش يعترف بعظمة لسانه والاعتراف سيد الادلة ان حور العين هو أسمى أمانيه وأقدس أهدافه وهذه ليست من بنات خياله ولا وليدة أوهامه بل أيات قرانية تكافأ بها المجاهدين موجودة بين دفتي الكتاب وكل التفاسير شاهدة على ما نقول .
قال تعالى {أن المتقين في مقام أمين{51}في جنات وعيون{52} يلبسون من سندس وأستبرق متقابلين{53} كذلك وزوجناهم بحور العين {54} يدعون فيها بكل فاكهة أمنين{55} لا يذوقون فيها الموت ألا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم {56} سورة الدخان.
قال تعالى {ان المتقين في جنات ونعيم{17} فاكهين بما أتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم {18} كلوا وأشربوا هنيئاً بما كُنتُم تعملون{19} متكئين على  سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين {20} سورة الطور.
قال تعالى {متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين   دان {54}فبأي ألاء ربكما تكذبان{55} فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن  إنس قبلهم ولا جان {56} فبأي ألاء ربكما تكذبان{57} كأنهن الياقوت والمرجان {58} سورة الرحمن.
قال تعالى {إلا عباد الله المخلصين {40} أولئك لهم رزق معلوم {41} فواكه وهم مكرمون {42} في جنات النعيم {43} على سرر متقابلين {44}يطاف عليهم بكأس من معين {45} بيضاء ل للشاربين {46} لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون {47} وعندهم قاصرات الطرف عين {48} كأنهن بيض مكنون {49} سورة الصافات.
قال تعالى فيهن خيرات حسان {70} فبأي ألاء ربكما تكذبان {71} حور مقصورات في الخيام {72} فبأي ألاء ربكما تكذبان {73} لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان {74} فبأي ألاء ربكما تكذبان{75} سورة الرحمن.
قال تعالى وأصحاب اليمين ما اصحاب اليمين {27} في سدر مخضود {28} وطلح منضود {29} وظل ممدود {30} وماء مسكوب {31} وفاكهة كثيرة {32} لا مقطوعة ولا ممنوعة {33} وفرش مرفوعة {34} إنَّا أنشأناهن أنشاء {35} فجعلناهن أبكارا {36} عربا أتراباً {37} لأصحاب اليمين {38} سورة الواقعة .
قال تعالى والسابقون السابقون {10} أولئك المقربون {11} في جنات النعيم {12} ثلة من الأولين {13} وقليل من الأخرين {14} على سرر موضونة {15} متكئين عليها متقابلين {16} يطوف عليهم ولدان مخلدون {17} بأكواب وأباريق وكأس من معين {18} لا يصدعون عنها ولا ينزفون {19} وفاكهة مما يتخيرون {20} ولحم طير مما يشتهون {21} وحور عين {22} كأمثال اللؤلؤ المكنون {23} جزاء بما كانوا يعملون {24} سورة الواقعة.قال تعالى إن للمتقين مفازاً{31} حدائق وأعناباً{32} وكواعب أتراباً{33} سورة النبأ.
قال تعالى {وبشر الذين أمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوابه متشابهاً ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون {25} سورة البقرة.
لقد تم الحصول على أقراص سي دي يكشف فيها مدى فرحة المهووسيين جنسياً وسعادتهم في مشروع حياتهم هذا لا بل تقام لهم زفة عرس كبيرة لا صارت ولا أستوت كعربون ارضي لما ينتظرهم في السماء .
لقد دفعنا الثمن غالياً نتيجة هذه العقول العفنة والأفكار الشاذة وكانت صدمة للمسلمين المستنيرين قبل غيرهم .
أذا  أردنا وضع حد لهذه المهزلة ينبغي أصلاح السماء والأرض تحرير الروح والجسد ينبغي أعادة النظر في الأيات القرأنية وتجديد قرائتها بما لا يتعارض مع العقل والمنطق وأعطاء الضوء الأخضر للعلم ان يغزو كل مجالات حياتنا ومن ضمنها التربية الجنسية السليمة .والعمل على شفط دهون الكبت الجنسي وتحويله الى طاقة ايجابية فعالة في بناء الفرد والمجتمع كي لا يتشوه الانسان روحياً ومعنوياً.

31
رسالة من تحت دماء الكنيسة البطرسية الى شيخ الأزهر
                  بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا
لا أعلم إن كانت معدة شيخ الأزهر العقائدية والفكرية تهضم تحية مسيحي مفعمة بالحب والسلام والخير له ولكل البشرأم لا  فلا مانع ديني أو اخلاقي أو انساني لدينا ولا مناص منها اذا اردنا ان نعيش في عالم خال من الأضطرابات والقلاقل والتوترات لأنه هكذا علمنا ربنا يسوع المسيح.
في البدء قبل ان ادخل في الموضوع مباشرة أود ان أقول لك شيخنا الجليل لا بد أنك يوماً من الأيام دخلت الى سوبر ماركت لتشتري بضاعة تحتاجها فقبل ان تأخذها تلقي نظرة على تاريخ الصلاحية الأنتاج والأنتهاء لأنك تعرف جيداً لكل شيء وقت حسناً تفعل .وبما أنك قامة دينية كبيرة فلابد لك ألمام نوعاً ما بالتاريخ السياسي لبعض الدول لتكن مصر سترى كل الملوك والرؤساء لهم تاريخ تسلم مقاليد الحكم وتاريخ أنتهائه .ولابد أنك قرأت الكتاب المقدس ومريت ولو مرور الكرام على سفر الجامعة الأصحاح الثالث:لكل شيء زمان ولكل أمر تحت السماوات وقت. للولادة وقت وللموت وقت للغرس وقت ولقلع المغروس وقت. للقتل وقت وللشفاء وقت للهدم وقت وللبناء وقت . للبكاء وقت للضحك وقت. .....ألخ. ما اريد ان اقوله لك يا شيخ متى تنتهي صلاحية مسلسل هدر دماء المسيحيين ومتى ينتهي مشروع خطف المسيحيات وأغتصابهن يا شيخ  متى تكفوا عن الأعتداء على أموال وممتلكات الأبرياء يا شيخ ومتى يتوقف برنامج أهانة وأذلال وأحتقار المسيحيين في المدارس والجامعات وكل مؤسسات الدولة يا شيخ .دماء الشهداء ودموع الأحياء في الكنيسة البطرسية عيد وعرفات لأزلامكم المرضى نفسياً يا شيخ.
أقبل يديك شخصياً يا شيخ لا تقدم لي أكلتكم الشعبية المفضلة على مائدة التبرير فراخ أستنكار وملوخية شجب وفول إدانة فأنها تصيبنا بالدوار والحموضة.
لا تقل أنها مؤامرة خارجية لضرب الوحدة الوطنية وزرع الفتنة الطائفية أنظر الى مناهجكم في الأزهر فيها من السموم ما يكفي لجعل أي مسلم عقرباً. ولا تقل أن الاسلام برئ منهم لأنه دين سلام أما أنك لا تعرف دينك  أو أن السلام عندك هو رؤية مسيحيين مضرجين بدمائهم.
هل سمعتم يا شيخنا الوقور بالكاهن أنطون ليفي مؤسس كنيسة الشيطان 1966 الذي رفع أسم الجلالة من أنجيله ووضع أسم الشيطان بدلاً منه بالرغم من بدعته المستنكرة لكنه يكفي أنه ليس لديه مناورة ولا مراوغة ولا نفاق فهو صادق مع نفسه لا يرتدي أقنعة مزيفة . هل لديكم الشجاعة والجرأة والبطولة أن تميطوا اللثام عن وجه أزهر الحقيقي وتختاروا له اسم يتناسب مع وظيفته وهو جامع الشيطان فكل جيناته شيطانية فقه شريعة سلوك ونحن ندينكم من فم بعض شيوخكم الاحرار المحترمين الذين تنصلوا من جمهوريتكم المظلمة ليفضحوها أمام الملأ بالدليل والبرهان.
فتحت عبائتكم تخرجوا ملايين المسلمين حاملين أطنان من الكراهية تكفي للقضاء على البشرية جمعاء ما لا تستطيع ان تفعله كل الاسلحة المحظورة في العالم.
ومن المضحك والمبكي بعد كل كارثة تحل بالمسيحيين تقومون بتعزية أهالي الضحايا كما يقول المثل تقتلون القتيل وتمشون في جنازته. تحياتي الى كل المسلمين الشرفاء والغيورين على بلدهم الذين يتعاطفوا مع المظلومين في كل زمان ومكان ويأبى ضميرهم الأنساني أي أعتداء غاشم على أي إنسان بغض النظر عن شكله ولونه ودينه وعرقه وما اكثرهم والحمد لله.

32
                       هل الديانة زي موحد ؟
                   بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا
لو أستعرضنا واقع التاريخ البشري بكل أمانة كما هو دون زيادة أو نقصان وبلا أحكام مسبقة أو أفكار جاهزة ولو ألقينا نظرة سريعة وخاطفة الى سجل الأحداث الماضية في كل تراث الأنسانية بما فيه من غث وسمين وجيد ورديء نستثني منها النقاط المضيئة والأنجازات العظيمة هنا وهناك لا نتردد أبداً في أقرار معاً على أن الناس الذين ماتوا بسبب الله أو بالأحرى تصور مشوه عنه أكثر من الذين ماتوا بأسباب أخرى نتيجة الحروب الدينية والصراعات المذهبية والنزاعات الطائفية في الشرق والغرب التي أسدلت سواد لياليها على التاريخ ودمرت البنيان والأنسان وأحرقت الأخضر واليابس ودامت تلك الحروب قرون طويلة بين الاسلام والمسيحية وبين الهندوس والمسلمين وبين الكاثوليك والبروتستانت وأخيراً بين السنة والشيعة والتي لا زال منذ صدر الدعوة الاسلامية دودها لم يمت ونارها لم تنطفأ مما جعلت منطقة الشرق الأوسط مقبلة على كارثة أنسانية حقيقية.
كل الأديان بدون أستثناء إن لم تكن في تعاليم مؤسسيها أقلها في مسيرتها التاريخية فرضوا على أتباعهم حراس العقيدة وسدنة الهياكل ديكتاتورية الزِي الواحد والفكر الواحد واللون الواحد الذي تعتبر الأخرون هم الجحيم كما قال سارتر والأدعاء بأن دينهم هو الدين الحنيف وملاك الحقيقة المطلقة والفرقة الناجية وحزب الله وأبناء النور الذي لا يأتيهم الباطل من بين يديه ولا من خلفه .أما الأخرين دينهم محرف وباطل ومصيرهم الهلاك الأبدي ومن حزب الشيطان وأبناء الظلام وحدث ولا حرج عن الأتهامات المتبادلة بالتكفير والزندقة والجحود والشرك التي تكفي أحدها لألصاقها بالأخر كي يتم تصفيته جسدياً وتنظيم داعش والقاعدة والجماعات الأسلامية المتطرفة تتحفنا دوماً بهذا الفكر المنحرف والسلوك الأجرامي.
السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا في هذه السفرة القصيرة هل زي الديانة الموحد يعكس أرادة الله ويعبر عن حقيقة فكرية فلسفية علمية ؟من حقنا ان نطرح هذا السؤال الخطير لأنها مسألة حياة أو موت وجود أو لا وجود.
في الأثبات والنفي لن أستشهد بأيات من أي كتاب مقدس لأنني بصراحة أتجنب حرب النصوص لأنه من السهل أن تتم عملية أسقاط نفسية على النص ويصبح الله خادم لرغباتنا وكلامه كلامنا .لكن سأحاول توجيه أنظار القارئ من منطلق أخر على بطلان ديانة الزِي الموحد ولا أنسانيتها ولا حضاريتها.
من خلال التأمل العقلاني والصادق في الطبيعة والمخلوقات الحية التي هي خليقة الله .في كل مكان في الجو والبحر والبر نرى التنوع والتعدد والأختلاف والتلون سواء في النباتات أو الطيور أو الاسماك أو الحيوانات يكفي الأنبهار والدهشة التي يبعثها فينا عالم الورود بأشكاله الكثيرة وألوانه الجميلة التي تبعث في نفوسنا الراحة والطمأنينة ومن منا لا يستقطبه منظر قوس وقزح بألوانه الزاهية في كبد السماء ناهيك عن بصمة كل فرد منا التي لا تتكرر ولا تتشابه حتى في التوأم أليس هذا الأختلاف حكمة ربانية لمن يعقلون؟
إن هذه الرسائل التي بثها الله في الخليقة ما هي الا دعوة لتحفيز عقولنا على التفكير المنطقي على غرارها يتم إقامة المجتمع البشري المبني على التعدد والتنوع والأختلاف والعقل  والنسبية وحب الأخر وأحترام الغير التي هي من مبادئ التنوير والحداثة والعكس تكون العواقب وخيمة على الجميع كما نرى في مكانات كثيرة من العالم .
ليس عيب أن يدعي كل دين أنه الحق وألا ما كان أمن به أتباعه لكن المشكلة تكمن عندما لا نرى الحقائق الروحية والقيم الأخلاقية الموجودة في الأديان الأخرى ونعتبرها باطلة ومكلفين سماوياً لأزالتها.
ينبغي علينا أن نتحرر من ذهنية القرون الوسطى ومن عقلية كان يا ما كان وأن نتعلم من ماضينا الأسود من اجل حاضر سعيد ومستقبل أفضل.
أن كلمة الله هي الحب ومن قال غير ذلك يجعل الله مجرماً قاتل غاصب عنصري شتام لعام يعمل كل الموبقات .كلنا ابنائه فهو يقف على مسافة واحدة من الجميع يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين ويفيض نعمه على الكل ويعمل في الأفراد والجماعات وفِي كل الشعوب من اجل ازالة الحواجز التي صنعها الانسان نتيجة خطيئته وضعفه وجهله لأقامة ملكه الذي هو غاية التاريخ.هذه هي هوية الله الحقيقية التي يمكن أختزالها في البعد الأفقي والعمودي للحب كما جاء في أنجيل لوقا 27:10 تحب الرب ألهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك ،وقريبك مثل نفسك " .
وقريبك هو أخوك في الأنسانية وليس في الدين فقط ولا من لحمك ودمك وفِي مثل السامري الصالح يعبر يسوع أصدق تعبير عن ان كل شخص يحتاج الى اعمال الرحمة بغض النظر عن دينه وقوميته وعرقه وأي ما كان أنتمائه هو قريبي.
اما بالنسبة للديانة المسيحية فالكنيسة تحت مطرقة التنوير والحداثة اعادت النظر في الأخطاء التي اقترفتها عبر التاريخ وعملت جاهدة في طَي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة امام الحاضر وتأقلمت مع الفكر المعاصر بعد ان تم تفكيك اللاهوت القروسطي وإعادة بناء لاهوت حداثي أنساني عقلاني وما مجمع الفاتيكاني الثاني 1962-1965 الا تتويج لهذه النية الصادقة في نقد الذات ومصالحة العالم وفتح باب الحوار على مصراعيه بين الكنائس والأديان .
لكن للأسف الشديد يوجد بعض الأفراد ومنهم رجال دين معروفين يحاولون وضع ترس في عجلة التقارب بين الكنائس المختلفة ويحاولوا بث التفرقة والشقاق بين المؤمنين من خلال أفكار باطلة وادعاءات كاذبة وإيهام تابعيهم بأنهم هم أبناء الملكوت والاخرين على ضلال وينصبوا أنفسهم ديانين على الآخرين وهذا يتنافى مع مبادئ المسيح وروح الإنجيل لكن لحسن الحظ أنهم قلة قليلة امام رغبة الأغلبية التي لن تتزعزع قناعاتها الإنجيلية التي تؤمن ان الخلاص هو بالمسيح وليس بأي مذهب أو طائفة طالما لنا نفس صورة الإيمان فتعدد التفاسير والمدارس اللاهوتية امر طبيعي لا غبار عليه.فالأب واحد والرب واحد والإيمان واحد ومهما اختلفت طرق التعبير عن الإيمان هذا شيء مشروع نتيجة اختلاف الثقافات والحضارات لكن تبقى كل الطرق تؤدي الى المسيح وهذا هو الأهم.

33
أجود أنواع  خمور البرلمان العراقي قمع الحريات
              بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
صوت مجلس البرلمان العراقي في جلسته المنعقدة يوم السبت 22 تشرين الأول /أكتوبر بالغالبية على قرار يمنع بيع وأستيراد المشروبات الكحولية في العراق.
أن خيبة هذا البرلمان تكمن في أثارته للمشاكل لا تقديم حلول لها في قمعه للحريات الفردية لا في حمايتها في التفرقة بين أبناء الشعب الواحد لا في محاولة لم شملهم في خلق بلبلة بين الناس البسطاء من خلال تشريعاته الملتوية وذلك في العزف على وتر العاطفة الدينية لا من اجل العمل بجد وصدق لترميم النفوس وتنوير العقول التي أنهكتها الكراهية والأنتقام التي خلفتها الحرب الطائفية المقيتة.
أن المشكلة الأزلية المشفرة وراثياً في مجتمعاتنا الشرقية لا سيما في عراقنا الجريح نظراً لظروفه الراهنة هي في الزواج اللاشرعي بين الوعاظ والسلاطين بين رجال الدين ورجال السياسة من اجل الحصول على المكاسب الشخصية والمادية للطرفين المشتركين معاً في أستعباد وأذلال وقهر الشعوب هذه حقيقة يثبتها التاريخ ويؤكدها الواقع ولا يختلف عليها اثنان . فالسياسي يدفع ثمن الفتاوى كي يغطي على فساده الاداري والمالي والأخلاقي  ورجل الدين يبيع الأيات بالمال  لتبرير دينياً سياسة المسؤلين المتعجرفة من اجل ربح وفير وسلطة مرجوة في الحفاظ على شكليات الدين وقشوره للتحكم في عقول ورقاب الناس.
ان برلماننا ليس إلا سليل هذه الثقافة البراغماتية والفكر النفعي يأخذ باليد اليسرى ما يمنحه باليد اليمنى من الأدعاء الفارغ بالدفاع عن الحقوق الفردية والحريات ومبادئ الديمقراطية وضمان حرية الأديان المسيحية والأيزيدية والصابئة المندائيين .
أن أقحام شعارات براقة في الدستور العراقي لجعله أنيق الملبس جميل المظهر دون فهم وأستيعاب لا يجعل العراق في مصاف الدول المتقدمة ولا يتحرك قيد أنملة في أي نهضة مجتمعية حضارية مرتقبة أنها للدعاية والأعلان ليس إلا. فالمسألة ليست يعجبني وما يعجبني أتلاعب بالمفردات والمفاهيم حسب مزاجي فالحرية لا تتجزأ والحقوق لا تتقسم والديمقراطية لا تتفتت لأنها وحدة واحدة أما ان تأخذها كلها او هي مكابرة وحماقة صبيانية الأدعاء بها لأنه لو فصلناها على قياسنا ستتحول الى كلمات محنطة وجثة هامدة لا حياة فيها كما هي الأن حبر على ورق.
يبرز النفاق الديني والسياسي في قرار البرلمان المجحف بمنع استيراد وبيع الخمور المحرمة في الشريعة الأسلامية  مما أثار استياء كثير من أبناء الشعب خاصة في صفوف الأقليات وبين المسلمين أنفسهم الذين يحتسونها من على مواقع التواصل الأجتماعي. فالعراق دولة الجميع يحتضن أديان متعددة ومذاهب مختلفة تتباين في معتقداتها وتختلف في تشريعاتها وليس سعودية يحكمها ديكتاتورية الدين الواحد  .على البرلمان ان يعرف جيداً العراق ليس دولة دينية بل مدنية تستمد وجودها من المفهوم العصري للدولة والتي يجب ان تقف على مسافة واحدة من الجميع وان لا يمس اي تشريع بأي دين او مذهب او طائفة.
قال احد أعضاء البرلمان لا يمكن سن قانون يتناقض مع ثوابت الاسلام أقول لك أنك كاذب تتضاهر بالاسلام  ليس لأنك مؤمن بل نزولاً عند رغبة أهل العمائم وهاك الدليل
الشريعة التي حرمت الخمر طالبت أيضاً بتطبيق حد السرقة الذي هو أيضاً من ثوابت الاسلام
جاء في موقع الاسلام سؤال وجواب 9935 حد السرقة
السرقة محرمة بالكتاب والسنة والاجماع وقد ذم الله هذا الفعل الشنيع وجعل له عقوبة تناسبه فجعل حد السارق ان تقطع يده قالى تعالى ( والسارق والسارقة فأقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم) المائدة38 .وقال النبي صلى الله عليه وسلم (تقطع اليد في ربع دينار فصاعدا) رواه البخاري الحدود 6291.
ورجم الزاني المحصن  في القران والاحاديث وجلد الزاني الغير محصن في القران والحديث وفرض الجزية على أهل الكتاب والجهاد وقتل الكافر وغيرها أليست من ثوابت الاسلام. لماذا لا تطالب بتفعيلها .كفى كذب وخداع ونفاق تتاجرون بالدين والاخلاق والقيم اما داخلكم وحقيقتكم  كالقبر كما قال رب المجد كلها عظام ونجاسات 

34
              أسباب تخلف العرب والمسلمين
            بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
تخلف العرب والمسلمين في كل ميادين الحياة السياسية والأجتماعية والأقتصادية لا يختلف عليه أثنان وهو واقع يفرض نفسه علينا اللهم ليس شماتة منا ولا سخرية بهم فنحن أخوة في الأنسانية والوطن ومصيرنا واحد أنها محاولة تشخيص للمرض كما يفعل الطبيب  كي يرى العلاج المناسب له للتخلص من الأزمات والفواجع والمصائب التي أبتليت فيها المنطقة ولا زالت تحصد الأخضر واليابس بدون تمييز.أن تاريخ كل الأمم شاهد على أنها مرت بالأنفاق المظلمة لكنها أستفادت من أخطائها وتعكزت بالعلم والعقل ووقفت على قدميها وواصلت المسير والتقدم الى الأمام.أن الخطيئة الأصلية للعرب هي ممارسة سياسة النعامة في أخفاء رأسها لا تجدي نفعاً ومحاولة خداع النفس يزيد من الطين بلة.
فلا يجب وضع اللوم على الأستعمار الأوربي كما يحلو للبعض أن يقول ولا الأبتعاد عن الدين الحنيف هو السبب كما يطيب للبعض الأخر أن ينادي. هذه كلها تبريرات واهية ليس لها دليل مقنع وهي محاولة خائبة للتغطية على السبب الحقيقي الذي يكمن في نظرنا في غياب  النقد الذاتي وضعف العقلية العلمية فالكذب والمراوغة وخداع الذات هي ديدن العرب لأنقاذ الأنا من النرجسية المنتفخة وجنون العظمة  وتغليف عقولهم بالأوهام والخرافات والأساطير حدث ولا حرج.لذلك المشاكل تتفاقم لعدم أيجاد حلول جذرية للواقع التي في غياب معرفة علمية صحيحة به تم تشويهه وتلفه وأفساده بهذه المعتقدات الخاطئة. فالحقيقة هي ضالة كل أنسان المنهج السليم والطريق السليم يجعلنا قاب قوسين منها "تعرفون الحق والحق يحرركم" من قيود الجهل والتخلف والتأخر. استحضر هنا عبارة تخاطب غرور العرب وتكبرهم قالها نيتشة" القناعات الراسخة أخطر على الحقيقة من الأكاذيب".
هذه بعض الأسباب التي كانت وراء عدم لحاق العرب والمسلمين بالركب الحضاري.
أنها أمة تعاني تخمة الشعب المختار وجنون التفوق العرقي كُنتُم خير أمة أخرجت للناس تعملون بالمنكر وتنهون عن المعروف  هذا هو الواقع الذي يقلب الأية رأساً على عقب. أنها أمة أقرء لكن في الحقيقة والواقع عشرات الملايين يعانون من أمية القراءة والكتابة ومثلهم من الأمية الفكرية. أنها أمة حطمت الأصنام الحجرية والخشبية بأسم الشرك بالله وعبدت أصنامها الذهنية التي هي أكثر خطورة. أنها أمة تعيش من فتات الماضي التي ليس لها فضل به بأيجابياته وسلبياته بعظمته وحقارته لأنها تعاني من رهاب الحاضر وخوف المستقبل. أنها أمة تستهلك ما ينتجه الأخرين وتنتج ما يهلكهم. أنها أمة تستورد كل شيء عدا الفكر من الغرب الكافر وتصدر لهم اللعنات والمسبات والدعوات عليهم عندما تمون في حضرة الله أثناء الصلاة. أنها أمة تحرم شرب الخمر وأكل لحم الخنزير كي لا تذهب الى النار لكنها تقتل من تسميه كافراً كي تذهب الى الجنة. أنها أمة مهووسة بالشكليات والمظاهر الخارجية في كل شيء في الدين والأخلاق فهي تأكل القشور أكلتها المفضلة أما اللباب فترميها في أقرب مزبلة.
أنها أمة تكفن المرأة وهي حية وتشارك في المسابقة العالمية لكرامة المرأة. أنها أمة تجهض العلم والعقل والمنطق لتلد الخرافة والأسطورة والخزعبلات أنها أمة لو كانت مقياس جائزة نوبل من ينتج عقله الجن والعفاريت والشياطين لحصل كل فرد تقريباً على الجائزة. أنها أمة تشيطن العلمانية وتكفرها التي هي الحل الأمثل لكل مشاكل الشعوب والتي وضعت حداً للصراعات الدينية والمذهبية الدموية بين أبناء الشعب الواحد وحافظت على وجه الدين من التلاعب والتشويه بينما تمجد الدولة الدينية التي فيها الخليفة او الملك او الرئيس يعتبر الشيطان تلميذ عنده لفداحة الجرائم وشناعة وسائل التعذيب التي يمارسها ضد شعبه لكن لا عتب عليه طالما يصلي ويصوم.أنها أمة التي من اجل خروج عن التفسير المألوف لنص ديني او فقهي يقتل انسان .أنها أمة تعتبر الديمقراطية عاهرة لأنها غريبة عن القوم والديكتاتورية تاج على الرأس لأنها ست الحسن والجمال من لحمنا ودمنا.
من نافل القول ان العرب مثل باقي الأمم أنجبت العظماء من الفلاسفة والعلماء والمفكرين قديماً وحديثاً تَرَكُوا بصمتهم على جبين الأنسانية أن سهام النقد موجهة الى الذهنية الرجعية السائدة والثقافة المهيمنة والتيار الفكري المسيطر والتي هي سبب التخلف والأمراض الأجتماعية الخطيرة . نتمنى ان يفتح باب عقولنا على مصراعيه ليدخل أوكسجين العلم والمعرفة النقي  ويطهره من الأوساخ التي علقت به كي ينهض من جديد ويساهم في نهضة مجتمعنا وحضارتنا.

35
                  ألوثنية"الطوطمية" الجديدة
             بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
جاء في الموسوعة العربية الميسرة الجزء الرابع ص465عن الطوطم "حيوان يرتبط بأسم العشيرة عند الشعوب البدائية وخاصة في افريقية وأستراليا وميلانيزيا وأميركا الشمالية وكل عشيرة تحترم الحيوان الذي يكون طوطماً لها. فلا تؤذيه ولا تقتله ولا تمسه بسوء .ويعتبر افراد العشيرة أنهم ينحدرون من الطوطم ويزعمون أن جدهم الأول أحد توأمين والتوأم الأخر هو الحيوان الذي غدا للعشيرة طوطماً ولذلك فأنه يجب عليهم القيام نحوه شعائر وطقوس معينة في مواسيم خاصة وتتخذ بعض العشائر طوطمها من النباتات أو الكائنات المادية او حتى من الظاهرات الطبيعية".
يتبادر الى الذهن لأول وهلة عند غالبية الناس إن الوثنية"الطوطمية" ديانة من مخلفات الماضي ولا تعدو أن تكون مجرد عبادة وثن أو صنم أو حيوان أو نبات أو أي عنصر من عناصر الطبيعة تم أنقراضها تقريباً في فضاء الديانات الأبراهيمية الثلاثة اليهودية والمسيحية والأسلام التي حاربتها بضراوة. لكن هذه نصف الحقيقة قد تكون أختفت الوثنية في شكلها التقليدي من مجتمعاتنا وليس من العالم لكنها تتنكر في حلة جديدة وثوب عصري سواء كنا ندري او لا ندري فكل تفاصيل حياتنا تشهد بذلك.
ويعكس هذه الحقيقة بشكل رائع الباحث النفسي والأجتماعي أريك فروم 1900-1980 "ليست التماثيل المصنوعة من الخشب والحجارة هي وحدها الأصنام .الكلمات يمكن أن تصبح أصناماً.والألات يمكن ان تصبح أصناماً، والزعماء والدولة والسلطان والجماعات السياسية بل أن العلم ورأي الناس يمكن أن يصبح أصناماً والأله نفسه أصبح وثناً بالنسبة للكثيرين ".
ونزيد من الشعر بيت كل شيء له الأولوية في حياتنا عدا الله من مال وجنس وسلطة وجاه وطائفة هو وثن يشوه أنسانيتنا وكثير من عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا السلبية منها التي ضد إرادة الله وكرامة الأنسان معاً تحولت الى طوطم لا يمكن مسه وإلا دنست قدسيته على حساب حياة الفرد.خلاصة الكلام ان عملقة كلام الناس وتقزيم كلام الله يجعله نير ثقيل صعب تحمله.وأليكم بعض منها والتي لا زالت سارية المفعول في قطاع واسع من العقول والتي تقف عائق أمام النهضة الأجتماعية والحضارية.
غسل العار
هو أهدار دم فتاة لأقامتها علاقة جنسية غير شرعية "زنى" من قبل الأب أو الأخ أو ابن العم وهو وسام شرف يحمله على صدره الفاعل لأنقاذ سمعة العائلة والعشيرة من أللوثة التي ألحقت بها.هذا هو صك الرضى يدفع للمجتمع بمبلغ قدره حياة أنسانة أخطأت كأنهم هم ملائكة أبرار.
الطامة الكبرى هي عندما يتواطأ القانون مع هذه الأعراف البربرية والسلوكيات الأجرامية بترك القاتل حراً طليقاً دون محاكمة سوى صورية  حسب ما يسمى الحق العام يحبس على أثرها مدة بسيطة. منذ متى قتل الأنسان يكون موضع أعجاب وأفتخار من الناس فالمجتمع الذي يبتلع فيه رضى الناس رضى الله تنقلب فيه الموازين رأساً على عقب. فالقتل الذي حرمه الله ومنعته القوانين يصبح مشروعاً والذي يعاقب المرأة على الزنى يطلع منها الرجل مثل الشعرة من العجين .لقد تم تسمير العدل على صليب العادات والتقاليد  اللأنسانية واللأحلاقية وهذا يكشف زيف وكذب وخداع الذين يتشدقون بالشرف والأخلاق .
لطخة الشرف
هي قطرات دم مطلوب من العروس ان تهديها عند أفتظاظ غشاء البكارة في ليلة الزفاف  علامة على العفة والطهارة كي تهدأ من روع العريس  الذي من الخوف يعاني عدم أنتظام دقات قلبه ناهيك عن أنتظار أهل العروس في الخارج المتصببة وجوههم عرقاً. فنوعية عضو التناسلي الأنثوي دليل على جودة سمعة العائلة في سوق المجتمع والعكس هو تمرغ رأس الجميع في تراب العار.هذه هي ذهنية المجتمع الذكوري التي لا زالت مترسبة فينا والتي تحصر الشرف بين سيقان المرأة فقط دون الرجل وتشوه ليلة العمر من خلال أيجاد معتقدات خاطئة تسبب في حالة من الخوف والذعر والأرباك لدى العرسان بينما المفروض تكون اجمل لقاء وامتزاج قلبين وجسدين وروحين في يسوده الحب والود والثقة لا تصويرها على أنها قاعة محكمة لأثبات أو نفي الشرف. الشرف أكبر وأوسع من أن يختزل في غشاء لحمي ليس للمرأة في وجوده من عدمه أي دور. فكثير من الفتيات فقدوه من خلال حوادث لا جنسية وعشن عفيفات محترمات وغيرهن يملكون هذا الغشاء دون الطهارة الجسدية والنفسية واللبيب تكفيه الأشارة .
صنميةالتقاليد
ترى هذه الأصنام منتشرة بقوة في كل مفصل من مفاصل حياتنا من الميلاد حتى الممات خاصة في الأعراس والتعازي. فتحول العرس من مناسبة يشاركنا فيها الأخرين من الأهل والأقارب والأصدقاء فرحتنا بأعتباره يوم مميز في ظل طقوس وواجبات أجتماعية معينة الى ساحة للمنافسة للحصول على لقب الشرف في البذخ والأسراف والتبذير والمسابقة في أحضار أشهر مطرب وأغلى قاعة وأفخر أكل وأجود شراب هذا أن كان مستطاع عند الأغنياء فالقرض ينادي الفقراء لمجارات الموضة ان يستثقلوا كاهلهم من الدين لئلا يبقوا خارج اللعبة.وتحولت كثير من النساء المدعوات في القاعة الى عارضات ازياء يستعرضن ملابسهن ويشغلنا عيونهن كاميرات مراقبة على الأخريات هيهات واحدة منهن تكرر نفس الثوب مرتين فأنها تكفر بألهة القوم وتنادي بدين جديد .فالخوف من كلام الأخرين هو الثمن الذي يدفعه الزوج المسكين من كده وتعبه .وفي التعازي الوضع ليس بأحسن فالخوف من صنم كلام الناس وحب الشكليات والمظاهر تجعلنا نقيم ولائم باهضة الثمن على روح الميت  كثير منهم في حياتهم لم تقدم يد المساعدة لهم من ابنائهم حتى عشر هذا المبلغ المصروف عليهم عند الممات لا بل لم يتلقوا حتى تلفون يطمئنون اولادهم عليهم  هكذا عندما يعيش الناس في داخلنا نضع الله في الخارج .الترحم على الموتى يتم بشكل أفضل في اطعام واكساء الفقراء والمحتاجين لا في المترفين والشبعانين لا نطالب ألغاء العادات وتقاليد الأعراس والتعازي بقدر ما نريد عقلنتها والتخفيف من التبذير والأسراف .

36
                  الأزهر ...هيئة دينية أجرامية
            بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
الأزهر  359-361 هـ -970-972م من أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الأسلامي وهو جامع وجامعة ومؤسسة تعليمية علمية عالمية لها هيبة عند المسلمين تضاهي ما لدى الفاتيكان من مكانة مقدسة لدى الكاثوليك ويضم بين جدرانه طلاب العلوم الدينية الذين جاءوا من كل حدب وصوب من البلدان العربية والأسلامية ليتعلموا أصول الدين والفقه واللغة العربية ...ألخ .ويمثل حسب أدعائه الأسلام الوسطي أو المعتدل هذه الصورة المطبوعة عنه في ذهن المسلم .فهو أي الأزهر له تأثير قوي على حياة المسلمين خاصة المصريين الدينية والأجتماعية والسياسية فهم مغرمين به حتى الثمالة حتى تنفسهم لا يكون بدون فتوى منه .أنه دولة داخل دولة سطوته على عقل المسلم لا تقهر وسلطانه لا يقاوم.هناك مثل شعبي عراقي "لا أحد يقول لبني حامض ".العبرة ليست في الشعارات البراقة والكلمات الرنانة التي يروجها "من مدح نفسه ذمها" بل مدى جودة ونوعية السلعة الفكرية والفقهية المعروضة هل تطابق المواصفات الأنسانية والحضارية أم لا فشتان بين الأقوال والأفعال وبين المزاعم والحقائق.فالمثالية الزائفة التي ينادي بها الأزهر ليست سوى ورق التوت يستر بها عورته وبرقع يخفي خلفه وجه قبيح.فهو ليس أكثر من قلعة للتخلف العقلي وصرح للتطرف الديني وهو بؤرة الأرهاب الفكري ومناهجه المسمومة التي تحث على العدوانية والكراهية شاهد شاف حاجة على ما نقول وداعش طفله المدلل الذي يخجل من تكفيره لئلا يجرح مشاعره.ومن داخل أبوابه الموصدة يقذف حمم التكفير لكل مفكر حر قدم أوراق أعتماد التبعية له.
صدق محمد عبده (رجل دين) 1849-1905 وهو مصلح ديني مشهور وأحد رموز تجديد الفقه الأسلامي  عندما قال. درست أربعة سنين في الأزهر لا زلت منذ أربعة عشرة سنة وأنا أحاول إزالة الأوساخ والشوائب التي علقت منه في عقلي.
والمفكر العظيم سيد القمني الذي يلاحقوه بكل مكان وبشتى الوسائل كي يصطادوه ليغرسوا فيه أنيابهم السامة رفع ضدهم دعوة الى الأمم المتحدة بتهمة أنه منظمة أرهابية.
والشيخ الأزهري الشاب المستنير محمد عبد الله نصر الذي يلقبونه ميزو سخرية منه.من خلال مناظراته الكثيرة على الفضائيات يفضح افكار وممارسات هذه المؤسسة الهدامة.
وأخيراً اكثر شخص وجه سهام النقد الى مناهج  الأزهر بعد الاطلاع عليها وأعلانها للمشاهدين من على الفضائيات هو المستشار احمد عبده ماهر الباحث في الفقه.والكتب التي تدرس  هي هذه الاربعة 1-الأقناع في حل ألفاظ أبي شجاع 2-الشرح الصغير 3-الأختيار لتعليل المختار 4- الروض المربع لشرح  زاد المستنقع.
وفي هذه الكتب كما يقول الباحث ما يحل أكل لحوم البشر حيث يقول "للمضطر أكل أدمي ميت أدا لم يجد ميتة غيره أما إذا كان الميت مسلماً والمضطر كافر فأنه لا يجوز الأكل منه لشرف الأسلام".وفي الصفحات من 255 الى257 من كتاب الأقناع في حل ألفاظ أبي شجاع الذي يدرسه طلاب الأزهر فأنه يحل أكل الأنسان لبعض جسمه وقت المجاعة وللمسلم قتل المرتد وأكله او قتل حربي صغير أو أمرأة وأكلهما لأنهما غير معصومين ..وحيث يجوز للأنسان أكل لحمه حياً وفي الكتاب نفسه يقول المؤلف إن المسلم لكفاية شر الكافر أن يفقأ عينه أو يقطع يديه ورجليه وكدا لو أسره او قطع يديه او رجليه.
وفي كتاب الأختيار لتعليل المختار في صفحة366 تحت عنوان أحكام المرتد يقول الكتاب إذا أرتد المسلم يحبس ويعرض عليه الأسلام وتكشف شبهته فأن أسلم وإلا قتل فأن قتله قاتل قبل العرض لا شيء عليه ويزول ملكه عن امواله زوالا مراعى فأن أسلم عادت إلى حالتها.
وفي صفحة 340 يقول إن الأسارى أي الأسرى فيمشون الى دار الأسلام فأن عجزوا قتل الإمام الرجال وترك النساء والصبيان في ارض مضيعة حتى يموتوا جوعاً وعطشاً لأننا لا نقتلهم للنهى. وفي كتاب الأختيار لتعليل المختار يقول الباحث أن الكتاب فيه المسلمين في البلاد الذي يفتحونها بعدم قتل الحيات والعقارب وذلك حتى يكثر نسلها فيكثر أذاها للكفار .
وإن كتاب الروض المربع لشرح زاد المستنقع الذي يدرس في الصف الثالث الثانوي الأزهري في صفحة 90,91 يقول "لا يلزم الزوج  لزوجته دواء وأجرة طبيب إدا مرضت لأن ذلك ليس من حاجتها الضرورية المعتادة وكدا لا يلزمه ثمن طبيب وحناء وخضاب ونحوه وأن أراد منها تزييناً أو قطع رائحة كريهة وأتى به لزمها " وفي كتاب الأختيار لتعليل المختار صفحة 71 يقول المؤلف "لا نفقة على من تم أغتصابها".
كان الله في عونك أخي المسلم كم گيگات بايت من المناعة المكتسبة تحتاج كي تقاوم هذه الجراثيم الفكرية والفايروسات اللأنسانية التي جعلت من طبيعتك المسالمة وعلاقتك الأجتماعية الطيبة مع غير المسلم ساحة حرب زرعت فيها ألغام الكراهية والحقد والعدوان تقتل فيها نفسك قبل ان تقتل الأخرين .للتخلص من هذه الحالة المزرية ما عليك سوى أن تحمل مشعل الحضارة التي دستورها حب الأنسانية جمعاء وأحترام المرأة لتبدد ظلام فقه القرون الوسطى المريض الساكن بين دفتي كتب الأزهر التدريسية.

37
                   الرجل وفوبيا المرأة القوية
             بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
لماذا يخاف غالبية الرجال لا سيما في شرقنا العربي من المرأة الذكية ذات الشخصية القوية ويفضلون أن تكون شريكة حياتهم زوجة ضعيفة خاضعة وحتى غبية أحياناً ؟
إن جذور المشكلة تكمن في الثقافة الذكورية المهيمنة على الفكر والواقع والتي أفرزت ثنائية السيد والعبد والآمر والمأمور والأعلى والأسفل حيث أصبحت الطاعة العمياء مقياس الأدب والفضيلة وعنوان الأخلاق والمفخرة.لقد لوثت هذه الذهنية السائدة منذ أمد بعيد الهدف الأسمى من الحياة وهو الحب والود والتفكير السليم وشوهت قيم الأنسان الأصيلة الحرية والمساواة والعدل .وفي هكذا أجواء يتطاير فيها غبار الجهل والتخلف ويتناثر ضباب البلاهة والرعونة أحتكر الرجل (الذكر) تفسير كل شيء في الحياة من منظوره هو من طقطق الى السلام عليكم فبصمته موجودة على الدين والأخلاق والمجتمع .وسخر العلم والمعرفة بعد لوي ذراع الحقائق بالتزوير والكذب والتزييف كي تكون في خدمة نزعته السلطوية الأستعلائية الفوقية والتي تحط من قيمة المرأة وكرامتها وأستلم صك التملك بجسد ونفس وروح المرأة من بنك الثقافة العرجاء أللا أنسانية ليمنحه حق التصرف بها بلا خجل ولا حياء ولا حشمة.
وحدث ولا حرج عن النصوص الدينية والأقوال والأمثال التي تطعن في عقل المرأة وطبيعتها وتعتبرها أقل قيمة ومكانة من الرجل.بعد كفاح طويل وشاق وعسير ضد الظلم والأستعباد والدونية أستطاعت المرأة أن تنال حريتها وتشارك في جميع مجالات الحياة السياسية والأجتماعية والأقتصادية وأن تعتلي سدة الحكم وترأس القضاء الذي كان محرماً عليها.وتبددت غيوم الثقافة المظلمة التي أعتبرتها نكرة وأسكرتها حتى الثمالة من خمر الذل والهوان والعبودية وحكمت عليها بالأقامة الجبرية في البيت والفراش وظهرت سماء الثقافة الجديدة ذات الملامح الأنسانية صافية تتلئلئ فيها نجوم الحرية والمساواة والكرامة بين الرجل والمرأة والتي أكدها العلم وشرعتها منظمة حقوق الأنسان وأصبحت حجر الأساس في بنيان الحضارة المعاصرة فهما أي (الرجل والمرأة) يكمل أحدهما الأخر بدون أي تفاضل.والذي يقول غير ذلك هو خادم أمين لأيديولوجية مزيفة يجري تحقيق من ورائها أهداف خسيسة.
رغم التطور والتقدم في الحياة لا تزال عقول كثير من الرجال سجينة الثقافة الماضية الرجعية وحنينهم وشوقهم دوماً الى ما يعتبرونه الزمن الجميل حيث كانت المرأة كاتمة الصوت لا فكر ولا حس ولا شعور نموذج ومثال الصلاح والطهارة والعفة والتي يدغدغ ضعفها مشاعر التسلط وحب السيطرة والنرجسية العالية لديهم.
أما المرأة الحرة والواعية والمثقفة فهي مصدر خطر وتهديد لا بل فايروس قاتل قد يضرب جهازهم النفسي ويصيبه بالتشويش والعطل .
أن الشخصية المتسلطة لا تتمتع بمرونة مع الأخرين ويتعامل مع الغير بأنهم مسخرين لتلبية رغباته وتحقيق مطالبه لا يحترم أنسانيتهم جليد المشاعر والعواطف تجاههم فهو ينظر الى الأخرين من علياء سمائه لذلك يراهم حشرات صغيرة متصلب ومتخشب برأيه حتى العناد ويرى ما هو صحيح وما هو خاطئ من منظوره هو دون أي معيار متفق عليه لذلك هو غرقان حتى النخاع في الذاتية فلا قيمة لديه رأي ونظر الأخرين ولا يعرف الحل الوسط أما اسود او ابيض وشعاره معي او ضدي.
صرنا الأن أمام قاب قوسين لمعرفة لماذا يفضل بعض الرجال المرأة الضعيفة على القوية الجاهلة على المتعلمة المتخلفة على المتحضرة .أن لب نمط هذه الشخصية يتأكله الضعف وينخره عدم الثقة بالنفس ويستر عورته بورق التين لئلا تنكشف الحقيقة ويخجل.لذلك فهو عاجز عن أقامة علاقة حقيقية مع المرأة القوية والذكية والتي نعني بها تلك المرأة المتحررة في تفكيرها والمستقلة في قراراتها والتي هي زوجة وأم وأكثر ولها طموحات وأحلام تحاول ان تعمل من اجل تحقيقها وتساهم وتشارك مع الرجل كطرف أساسي ومهم لبناء الأسرة والمجتمع وتأبى دورها السلبي والناقص عاملة نظافة وسيدة المطبخ وأشباع رغبات الرجل الجنسية فقط .عوضاً ان يتفهم الرجل الوضع ويعالج عقده النفسية المدمرة ويعمل على تفكيكها كي يكون مستعد نفسياً وعقلياً وأنسانياً للأرتباط بأمرأة يكون مقياس الأختيار جمال عقلها وفكرها وروحها وثقافتها لبناء عِش زوجي وعلاقة حميمة لا تهزها الرياح لا للبحث عن شريكة أستقوي بضعفها وأسعد بتعاستها وأرتفع بأنحطاطها.
كما ان السائل يأخذ شكل الأناء الذي يوضع فيه هكذا الحب المولود من رحم الشخصية يحمل جيناتها .فالشخصية التسلطية السادية المازوخية تحمل حباً متسلطاً وسادياً ومازوخيا.للأسف كثير من العلاقات الزوجية يسود بينهم احد انواع هذا الحب بشكل او بأخر وبدرجات متفاوتة أن لم نسارع للتخلص من هذه المشاعر السلبية والشفاء منها لا يمكن بناء أسرة سليمة ومجتمع سليم .

38
                        جدلية الهدم والبناء
            صوت صارخ في برية الفرد والمجتمع
             بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا
أسترداد عافية العراق الجريح هو أجمل سمفونية تعزفها أماني وأحلام وآمال كل العراقيين الشرفاء بعد تلوث السلام والأمان والأستقرار بدخان الظلامية الأسود وتيهان قيم الخير والأخاء والتسامح في غياهب غيوم التطرف الديني والطائفي الداكنة .هذا هو واقعنا المأساوي بلا رتوش وبدون زيادة أو نقصان والذي نتحمل نحن الى حد ما وليس كل شئ مسئولية ما يجري لنا نتيجة حملنا فايروس طريقة التفكير اللامعقولة وتمسكنا بخطاب ديني متطرف ومتزمت وبثقافة رجعية بالية .لأنقاذ بلدنا من الأنهيار لا ينبغي أنتظار عصى موسى ولا عفريت علاء الدين سيساعدنا ومحال أن يأتينا ملاك من السماء وحتى جريندايزر تركنا وذهب الى كوكبه فليت أنها مسئوليتنا نحن فقط وهذا لن يتم بالبكاء على اللبن المسكوب ولا بترديد أسطوانة المؤامرات المشروخة والتي ليست سوى تبرير للأنا الفردي والجماعي الضعيف والعاجز والخائف من الحقيقة والنتيجة الحتمية شلل وتخدير قدراتنا وأرادتنا في التصدي والتحدي والمجابهة لتغير الواقع نحو الأحسن والأفضل .أن سلامة وطننا تتطلب منا أن نتحلى بالجرأة والشجاعة لكشف الأسباب الحقيقية وراء أزماتنا التي فتكت بنا.نحن ناس والحق يقال مصابين بداء الفاشية المتفشية في كل المؤسسات الدينية والسياسية والأقتصادية والأجتماعية وترافق الفرد من الميلاد حتى الممات وفي ظل غياب الديمقراطية ولغة الحوار من البيت والمدرسة كيف ستنتج كائن فردي وأجتماعي صحيح وصالح.أن صحة الفرد من صحة المجتمع والعكس صحيح فأصلاح أحدهم يعني أصلاح الأخر فهناك تفاعل وتأثير متبادل بينهما .أن جدلية الهدم والبناء هو الحل الأمثل لعراق خالي من كوليسترول الأسقام الفكرية والأمراض الأجتماعية.علمتنا الحياة أن نأكل في طبق مغسول من طعام الأمس حفظاً على صحتنا من العفونة التي به .أن الهدم ليس هدف بحد ذاته بل هو أجراء ووسيلة لدك قواعد الشر وقصف مواقع الأصولية الدينية وبتر مشيمة الطائفية ووضع ساتر حديدي بين ما قبل وما بعد التاريخ بين ماضي مظلم ولى الى غير رجعة وحاضر وغد مشرق ينتظرنا هذا هو فيصل كل الثورات الكبرى مثل الفرنسية والأمريكية والروسية والتي أحدثت أنعطافة كبرى في تاريخ شعوبها وكانت ملهمة لكثير من شعوب العالم .اما المرحلة الثانية وهي البناء أهم وأخطر من الأولى اي ثورة شعبية في العراق ما لم يتلازم به الهدم والبناء تكون ناقصة وباطلة تسبب دمار للبلد لئلا يسئ فهمنا القارئ الكريم ما نقصده بالهدم ليس تدمير البنى التحتية وتخريب ممتلكات الدولة وإحلال الفوضى بل محاربة الأفكار الهدامة اللاأنسانية واللاحضارية .أن هذا المطلب عملاً جماعياً وحدوياً مدروساً ومنظماً.لن يحقق نتائج ملموسة ومحسوسة بدون مثابرة وشجاعة وابداع قد تتعثر في خطواتنا الاولى  لأن المهمة شاقة وصعبة لكن لا يجب ان تهبط عزيمتنا وتنكسر ارادتنا فالمعروف البناء اصعب من الهدم.كي لا ننسى من اجل الأجيال القادمة ان لا يشربوا من نفس البئر التي نشربها يجب تلقيحهم تلقيح ثلاثي ضد أحتكار الحقيقة المطلقة وعدم الأعتراف بالأخر وثقافة التسلط التي هي سبب وباءنا وبلاءنا .

39
            حكومة كردستان قناع وطني وجه داعشي
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
يقال إذا رأيت أنياب الليث بارزةً فلا تظنن إن الليث يبتسم .غالباً الناس تكون ضحايا وهم وخداع ما يرونه ويشاهدونه هذا يدل على ما يعانونه من قصر النظر وجمود التفكير وسطحية التحليل فيقعوا في شباك الأعتقاد الخاطئ بأن الحقيقة لا تتعدى الظاهر والمرئي والمحسوس حيث يعانون من عجز في أختراق جدار الواقع السميك لأكتشاف أن المعلن غير المستور والظاهر غير الباطن.لمحبي الحقيقة نقول هذا
هذه هي سياسة الأكراد العرجاء تجاه الوطن الأم وباقي الأقليات خاصة المسيحيين منهم تلعب دور الحمل الوديع بفك ذئب مفترس وترتدي قناع جميل ذو ملامح وطنية لكن وجهها القبيح الحقيقي داعشي أكثر من داعش نفسه.ما يفعله داعش جهراً وعلناً تقوم هي به خفيةً وسراً.فداعش حسب أعترافه تنظيم أرهابي تكفيري يحلل دماء ونساء وأموال الغير مسلمين هذا ما فعله بالمسيحيين واليزيدية والشبك عندما أحتل الموصل غايته القريبة أقامة الخلافة الأسلامية ومن ثم بعد ذلك أحتلال العالم بالقوة.أن تباهي داعش بجرائمه دون تأنيب ضمير جعله تنظيم صريح واضح شفاف لا لبس وغموض فيه وبالتالي على أساس هذه المعرفة يكون سهل التعامل معه وأيجاد الطرق المناسبة للوقاية من شره والحد من عدوانه والقضاء عليه.لكن الطامة الكبرى هي في من يقتلون بقفازات ناعمةًأعني الأكراد فالأزدواجية والتلون والمخادعة ديدنهم وسياسة التهميش والأقصاء والأبعاد تسري في عروقهم .فمواقفهم مثل سم الأفعى يميت الغير ولا يميتها هي.لا يعتبرون أنفسهم جزء من الشعب والوطن لهم ما لهم وعليهم ما عليهم فهم غرباء الوطن والوطن غريبهم وأفكارهم متمركزة في تحقيق أحلامهم الأستعمارية المريضة التي تدغدغ لا وعيهم الجمعي في أقامة دولة كردستان الهجينة والمرقعة من تركيا وإيران وسوريا والعراق.لذلك لهم الدور الأكبر في عرقلة العملية السياسية لأن الأستقرار يشكل عقبة امام تحقيق أطماعهم فكلما كانت الحكومة المركزية ضعيفة يكونوا قاب قوسين في الوصول الى اهدافهم الخبيثة لذلك عندما تثار اي قضية ذات خلاف مثل كركوك والموصل  و لا يرضيهم الحل يضعوا من موقع القوة والأقتدار ترس في عجلة المفاوضات .وموقفهم من احتلال الموصل من قبل الدواعش يكشف معدنهم الفاسد وسياستهم القذرة فهل يعقل عزيزي القارئ مجرد مئات من الجرذان الدواعش ليس بحوزتهم غير اسلحة خفيفة مسدسات وكلاشنكوفات وهاونات استطاعوا هزيمة جيش وطني وبيشمركة مدربة تدريباً عسكرياً عالياً ومعها أسلحة ثقيلة وقادة كبار متمرسين أم هناك خلف الكواليس أيادي تحرك خيوط اللعبة لصالحها .فالأنسحاب من القرى المسيحية وسنجار بعد ان كان فيها البشمركة وأدعائهم حمايتها سلموها هم أنفسهم على طبق من ذهب بيد الدواعش الذي عاث فيها فساداً وتدميراً من أهانة مقدساتنا الى تخريب آثارنا الأشورية والنتيجة تشتيت وتفتيت شعبنا وقبولهم الهجرة عن مضض الذي يتمناه الاكراد لتخفيف وزنهم وثقلهم في المنطقة والموت البطئ لمطلبهم في محافظة تجمعهم وأخلاء الجو امامهم في بسط نفوذهم في المنطقة وتحقيق مشروعهم العنصري .أليسوا أبناء واحفاد الذين شاركوا الأتراك في  المذابح الأرمنية السريانية الأشورية 1915 ومذبحة  سميل 1933 وحرب الشمال في الستينيات من القرن الماضي الذين نزحوا فيها كثير من المسيحيين تاركين املاكهم خلفهم .ما فعله الأكراد بالأشوريين كما يقول الكاتب سليم مطر في أحد كتابيه أما الذات الجريحة او البدايات والنهايات لا تسعفني الذاكرة وليس في حوزتيالآن من التهجير القسري واحتلال مئات من اراضيهم وقراهم لم يفعلوه الصهاينة بالفلسطينيين.ما نراه في تجاوزاتهم في نهلة والخابور هو دليل نواياهم الخبيثة ونزعتهم الشوفينية الأقصائية التي لا تعترف بل أخر شريك له في الوطن ومساوً له في الحقوق والواجبات .علينا دوما ًان نسأل أنفسنا في كل ما يجري حولنا من هو المستفاد منه بالدرجة الأولى كي نميز الغث من السمين العدو من الصديق الوهم من الحقيقة.

40
                    أكرام البرلمان العراقي دفنه
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
من منطلق القاعدة الحتمية المعروفة كل ضغط طبيعي ونفسي يولد أنفجار ينتفض الشعب العراقي المسكين ويخرج دوماً مظاهرةً تلو الأخرى مطالباً البرلمان اللعين والحكومة المسعورة الذي أنتخبهم أن يكونوا بقدر المسئولية الملقات على عاتقهم بحد الأدنى من العدل والحقوق وبالمساواة في توزيع ثروات البلاد وتحسين الخدمات.لكن الحقيقة المرة أن برلماننا المشئوم أنحرف180 درجة عن هدفه المرسوم له وغايته الذي وجد من أجلها .وللأسف أدرك الشعب متأخراً منذ السقوط إلى الآن أنه ضحية مؤامرات أقليمية ولعبة دولية لأضعافه وأنهاكه ومص دمائه ليكون لقمة سائغة للقضاء عليه.فقد تم جعل منه كبش فداء من أجل تسمين ايران وأخواتها وبقرة حلوب تدر لبناً وعسلاً تذهب الى جيوب الأحزاب السياسية اللاوطنية ذات الأنفاس الطائفية ودجاجة تبيض ذهباً حصة المسئولين الكبار والصغار.أما الناس المغلوب على أمرهم حتى الفتات الساقط من على موائدهم يستكثرونه عليهم.ولا قيمة للفرد في عرف هذا البرلمان ما يهمه بالدرجة الأولى هو الثالوث النجس الطائفية-الفئوية-الحزبية لذلك تراهم مثل أطفال الروضة داخل قاعة البرلمان بدون ذوق ولا نظام يتصايحون ويتبادلون السباب والشتائم تصل أحياناً الى استخدام الأيادي وليس مهم ما يحدث للشعب الذي يدفع باهضاً ثمن أختياره الخاطئ الذي لم يعط الاولوية للوطن بل للطائفة وهذه النتيجة قتل ذبح أغتصاب هجرة وحرمان من أبسط مقومات المعيشة  والخدمات وتفشي أمراض أجتماعية خطيرة وسرقة أثارنا والتجارة بها وتدمير الحضارة الأشورية التي هي عنوان مجد وعظمة البلاد كل هذا لا شئ عنهم لأن حساباتهم الحقيقية هي الموجودة في بنوك سويسرا. وحاول العراقيين مراراً وتكراراً مطالبة الحكومة بأجزاء أصلاحات وتعديلات جذرية سياسية وأقتصادية وأدارية لتحسين وضعهم وأنقاذ البلد قبل الغرق في الفوضى والدمار لكن "لا عين تسمع ولا قلب يحزن".إن الجراح العميقة التي تركتها وما زالت هذه الأنظمة الفاسدة في نفوس العراقيين اصبحت لا تحتمل ولا تطاق وكالبركان عندما تصل درجة حرارته عالية جداً جداً في باطن الارض لا تحتملها فتحدث فتحة لتخرج على شكل حمم نارية تقذف بها في كل الأتجاهات هكذا ألامنا وأوجاعنا ومأسينا الساكنة فينا تنتظر الوقت المناسب لتنفجر .وما المظاهرة التي قام بها أتباع الصدر ضد الفساد وأختراقهم المنطقة الخضراء في وسط بغداد مقر البرلمان والقصر الرئاسي ومكاتب رئيس الوزراء أضافة الى سفارات عدة ومن بينها سفارة الولايات المتحدة إلا أنعكاس للغضب الكامن في نفوسنا الذي انتجته الحكومات الفاسدة ونتمنى أن تكون الثورة ذات طابع شعبي يشارك بها كل اطياف الشعب وان لا تأخذ مسار مذهبي .بأسم التحضر والتمدن يطالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العيادي ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم المواطنين كافة لا سيما المتظاهرين منهم الى تغليب الهدوء والألتزام بالقانون وضبط النفس وعدم المساس بأي من أعضاء مجلس النواب والموظفين والممتلكات العامة والخاصة والى أخلاء مبنى البرلمان.
أقول هل كُنتُم يا سيادة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء تلتزمون بالقانون وتوفون بالوعود وتخافون على ملايين الشعب كما تخافون على عضو برلمان لقد تحولت ارض العراق الى حمراء اللون بدمائهم التي راحت هدر وأنتم لا تحركون ساكنين حقاً ينطبق عليكم قول المسيح تحملون الناس احمالاً عسيرة وأنتم لا تمسوها بطرف أصبعكم نترجى من العراقيين الأبطال التروي وعدم التهور فأزالة البرلمان من الوجود من خلال أسقاطه وعدم الأعتراف بشرعيته هي الخطوة الاولى نحو الطريق الصحيح وتطهير حتى مبنى هذا البرلمان الأسود بمضادات حيوية مخافة مخافةً من وجود فيروسات أنفاسهم على جدرانها.علينا أخذ دروس وعبر من مساوئ هذا البرلمان الذي هو أولاً وأخيرأً من صنعنا ونتاج تفكيرنا الضيق فالأمم لم تنهض إلا عندما عرفت جيداً كيف تقرء تاريخها وتستفاد من تجاربها وتتعظ منها. ان بناء وطننا مستحيل بدون أن نكون يد واحدة ونبحث فيما يجمعنا وليس ما يفرقنا فالتعدد والتنوع نعمة من الله وقانون الطبيعة وسنة الحياة وان الهوية الوطنية هي سفينة النجاة من هذا الهيجان الذي فيه بحر حياتنا.

41
هل يوجد حجاب ونقاب في المسيحية؟
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /عراق/استراليا
سؤال يطرحه كثير من المسيحيين بعد أن حير عقولهم وأربك أفهامهم ينشدون منه إجابة شافية كافية وحلول واضحة وصريحة لرفع الألتباس والغموض عن الأذهان وإزالة الشك والريبة من الموضوع كسباً لراحة البال وربحاً لطمأنتنا النفس.وفي الأتجاه الأخر يؤكد المسلمون ما ينفيه المسيحيون وهو أن الحجاب والنقاب شريعة سماوية وفريضة دينية لها أصول مسيحية وحجتهم في هذا إن السيدة العذراء حسب تصورهم محجبة هذا ما تقوله الصور وكذلك أقوى برهان هو ثياب الراهبات  وأيضا ما جاء في رسالة بولس الرسول معلم الأمم إلى أهل كورنثوس الأولى 6:11"إذا المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها وإن كان قبيحاً بالمرأة أن تقص أو تحلق فلتعط". أمام هذه الأدلة الدامغة ليس لديكم مخرج غير الأعتراف بالحجاب والنقاب وإلا كنتم غير أمناء لعقيدتكم. أنها محاولة يائسة وفاشلة من شيوخ الأسلام لأنقاذ صورة الحجاب والنقاب المشوهة والمشبوهة ومنتج الثقافة الذكورية   بعد تجميلها وتلوينها بأعتبارها تشريع إلهي نادت به الشرائع القديمة هكذا يتم قلب الحقائق  بتحويله من رمز للذل والهوان إلى العفة والطهارة ومن علامة الأنحطاط والتردي إلى الشرف والكرامة.ومن سخرية القول عندما تعجز وسائلهم الدفاعية الضعيفة عن مقاومة قصف العقل والعلم والحضارة يلجئون كعادتهم الى الكتاب المقدس "المحرف" ويحتمون تحت ظله عسى أن يقيهم من شمس التخبط والأزمات الحارقة فمبدئهم كلنا في الهوى سوى.مثلا:إذا أنتقدت الأسلام وقلت أنه دين العنف  يكفر الأمرين ويستبيح دمائهم مبيناً ذلك من القرآن والسنة والسيرة والحديث لن يردوا بمنطق وعقلانية الباحث عن الحقيقة بل يستخدموا دوماً أسلوب خير وسيلة للدفاع هي الهجوم ويذهبوا الى العهد القديم غالباً ويفسروه على هواهم دون الأستعانة بتفاسيرنا كما نفعل نحن ويحكموا عليه بالعنف والدموية.وإذا قلنا إن رسول الأسلام مزواج "كثير الزواج" دافعه واضح هو ولعه بالنساء قالوا هذه من أمتيازات الأنبياء وفضل الله عليهم أليس عندكم سليمان الملك كان عنده كذا نساء هذا ديدنهم في الرد.
الرد على حجج الحجاب والنقاب
الحجة الأولى:
إن السيدة العذراء تظهر محجبة في الصور.
كل أنسان أبن زمانه وعجينة بيئته وعصره هذه قاعدة لا يستثنى منها أحد ولا السيدة العذراء فلا احد ينسلخ من ثقافته .لسنا مرغمين ولا مجبرين أن نعيش في كنف تقاليد عمرها اكثر من ألفين سنة وهي صناعة بشرية أي نسبية تموت وتولد غيرها لتعيش هذه سنة الحياة ونحن ليس لدينا عقائد جامدة ولا أفكار متحجرة ولا نجتر الماضي كالأرانب ولا نكرره مثل الببغاوات بل نعيد قراءته وأنتاجه لفهمه أعمق ونأخذ الجيد ونرمي الردئ كي نتأقلم مع العصر ونعيش داخل التاريخ والجغرافية لا خارجهم.ومن قال إن السيدة العذراء محجبة؟أنه مجرد غطاء الرأس كعلامة للصلاة والتكريس وهي متبتلة لم تعرف رجلاً كما جاء في أنجيل متى 23:1"هوذا العذراءتلد أبناً ويدعون أسمه عمانوئيل "الذي تفسيره الله معنا.وكثير من الصور شعرها ظاهر لم يعترض على هذه الصور أحد  هذا يفند أي ادعاء بحجاب السيدة مريم.
وفي أنجيل لوقا37:1وإذا أمرأة في المدينة كانت خاطئة،إذ علمت أنه متكئ في بيت الفريسي،جاءت بقارورة طيب38ووقفت عند قدميه من ورائه باكية ،وأبتدأت تبل قدميه بالدموع ،وكانت تمسحهن بشعر رأسها،وتدهنهما بالطيب.ومكافأتها من المسيح كانت غفران خطاياها ولم يقل لها لا تكشفت رأسك لأن شعرك عورة.
الحجة الثانية:
تشبيه لباس الراهبات بالمحجبات والمنقبات شرعاً ما هو إلا خلط تعسفي فتطايق في المظهر لا يعني تساوي في الجوهر.فالراهبات تقام عليهن صلاة الجناز تعبيراً عن إماتة الذات عن العالم بكل ملذاته ومباهجه ومغرياته وتعيش في الأديرة مع جماعات يواظبون بأستمرار على الصلاة والصوم وقائمين على خدمة الناس المحتاجين وغطاء الرأس هو رمز الصلاة والخدمة أقتداءً بمثلهم الأعلى السيدة العذراء وليس لأنه عورة بل النفوس المتذوقة الله لا يهمها شكليات ومظاهر هذا العالم الزائل.أين المحجبات والمنقبات من كل هذا هل يترهبن ولا يتزوجن وهل يقرأ عليهن صلاة الجناز وهل يقوموا بهذه الاعمال العظيمة أوجه الله  إن الحجاب والنقاب عادة وليست عبادة تضر ولا تنفع ومنذ القرن التاسع عشر يحاول المفكرون المسلمون المستنيرين دك حصونه وأزالته من الوجود لأنه أحد مصادر التخلف والرجعية.
الحجة الثالثة:
وهو سياسة قطع النص من سياقه كي يأتي بنتائج عكسية يؤيد بها حجتهم مثل  لا تقربوا الصلاة ...ولا إله... .حتى نعرف ما أراد أن يقوله بولس الرسول  ليتضح لنا فكره علينا قراءة النص قبله في رسالة بولس كورنثوس الاولى 5:11"وإن كل أمرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه".كان يقصد متر بولس أثناء الصلاة والتنبؤ داخل الكنيسة وليس قاعدة عامة تفرض على المرأة خارج الكنيسة.ونقتطع تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي على هذا النص.كان لكنيسة كورنثوس وضعها الخاص يبدو إن بعض النساء ادعين الوحي وتشبهن بالكاهنات الوثنيات اللواتي كن يتزعم الحجاب ولا يضعن غطاء على رؤوسهن وتظهر شعورهن بطريقة غير منظمة (منكوشة) علامة حلول الوحي عليهن وقد عرفت هؤلاء من الكاهنات بالفساد الأخلاقي والإباحية. وكانت بعض نساء ذلك الحين لا يضعن غطاء للرأس بقصد لفت نظر الرجال أراد الرسول ان يكون طابع المسيحيات الوقار والأحتشام والتواضع خاصة أثناء العبادة الجماعية لمنعهن من كشف رؤوسهن أثناء النبؤة والصلاة. ومار بولس يتكلم عن الصلاة في الكنيسة والتنبؤ في الكنيسة".فمغزى الكلام يشير الى أن الأنسان عندما يدخل أمام الملك بالطبع يخلع تاجه أحتراماً للملك فعندما تدخل المرأة المسيحية أمام ملك الملوك ورب الأرباب يجب أن تغطي شعرها لأن شعرها هو تاجها .أما خارج جغرافية الكنيسة ليس لها ليس لها لزوم فهي متحررة منه لأن المسيحية دين الحرية وقلبها النابض هي المحبة فلا احد يتسلط علينا من جهة الملبس والمأكل والمشرب.
أما ما يحاول شيوخ الأسلام والمتشددين من العامة ألصاقه بالسافرات ووصفهم أبشع الأوصاف عاهرات ودانيال وفاسقات هي حالة يرثى لها تدل على كمية الجهل والتخلف والأمية التي فيهم لا أدري أيهما أكثر إثارة الشعر أم الشفاه والعيون  والنظرات والخدود التي يتغنى بها الشعراء لماذا هذا العناد والأصرار على الباطل .لو كانت مسألة قماش كما قالت الدكتورة نوال السعداوي  في أحدى مقابلاتها التلفزيونية سوف تدخل أبنتي بخمسين قرش الى الجنةوهو سعر الحجاب.هل يا ترى الأخلاق منبعها القلب والنفس أم في حجاب ونقاب  وأيهما أكثر أخلاقاً ورضا الله عنها الذي قماشها من حرير وبازه أم كتان وقماش نايلون .يا قوم أرحموا العقل وتباً للنقل فأنه سوف يقدم أستقالته ويطلب اللجؤ السياسي الى عالم الحيوان والنبات والجماد.
وفي نسك الختام الرد القاصم حول الحجاب والسفور من الشاعر العراقي العظيم جميل صدقي الزهاوي 1863-1936
قال هل في السفور نفع يرجى*قلت خير من الحجاب السفور.
إنما في الحجاب شل لشعب*وخفاء وفي السفور ظهور
كيف يسمو الى الحضارة شعب  *منه نصف عن نصفه مستور.
ليس يأتي شعب جلائل.مالم. *تتقدم إناثه والذكور
إن في رونق النهار لناساً. *لم يزل عن عيونها الديجور
*********^^^^^^^
اسفري فالحجاب يا ابنةًفهر. * هو داء في الاجتماع وخيم.
كل شيء الى التجدد ماض. * فلماذا يقر هذا القديم؟
اسفري فالسفور للناس صبح  * زاهر والحجاب ليل بهيم
اسفري فالسفور فيه صلاح. * للفريقين ثم نفع عميم
زعموا ان في السفور انثلاما. * كذبوا فالسفور طهر سليم
لا يقي عفة الفتاة حجاب. * بل يقيها تثقيفها والعلوم
****************
مرقب يا ابنة العراق الحجابا* اسفري فالحياة تبغي أنقلابا
مزقيه وأحرقيه بلا ريث. * فقد كان حارساً كذابا

42
هل الغرب مسيحي أم لا ؟
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا
الحرباء حيوان معروف يوجد على جسمه حبيبات يتغير لونها بتغير الوسط الذي هو فيه فأذا وجد على شجرة يتحول لونها الى أخضر وأذا كان على الحجر يأخذ لون الحجر هذه وسيلة أيهامية ودفاعية جهزته بها الطبيعة ليوهم العدو بأنه حجر بين الأحجار أو شجر بين الأشجار .هذا التلون موجود عند الأخوة المسلمين عامة في موقفهم من الغرب مع الفارق طبعا فأذا أرادوا الهجوم على الديانة المسيحية والحط من قدرها والتقليل من قيمتها وناجمة تعاليمها السامية ونسف مبادئها الراقية لجئوا كما يلجأ المشعوذ إلى أستحضار الأرواح كي يستحضروا النقط السوداء في تاريخ الكنيسة ويلصقونها تعسفا بالمسيحية دون وجه حق وبدون تمييز بينهما من الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش وملاحقة العلماء والمفكرين والفلاسفة وحرق الساحرات والسحرة والأستعمار الأوربي للبلدان الأسلامية ونهب ثرواتها والزواج المثلي والفجور الجنسي والتفكك الأسري .أما إذا برز الوجه الجميل للغرب من الثورة العلمية والتكنولوجية والتقدم الأجتماعي والحضاري وترسيخ قيم التسامح الديني وحقوق الأنسان...ألخ سيتغير موقف العرب والمسلمين عن الموقف الأول 180درجة عن الموقف الأول سيسحبون من هذه الأنجازات العظيمة الجنسية المسيحية لأن الكنيسة حسب أعتقادهم ضد العقل والعلم. وأن الذين ساهموا في بناء هذا الصرح الحضاري لم يحققوا هذه المعجزة إلا بعد أن أزاحوا الكنيسة العائق الأكبر أمامهم.
لا شك أنها نظرة ذات صبغة أيديولوجية أكثر مما هي علمية فهي تسقط ما تريده وتتمناه على الحقيقة والواقع وبالتالي يتم تزييفه وتشويهه وتعكس مقدار الأنكسار النفسي والجرح النرجسي التي يحس بها العرب خير أمة نتيجة الهزائم الحضارية المتتالية.
أما الرد على الموقف الأول فالحق يقال إن الكنيسة الكاثوليكية أو بالأحرى بعض رجال الدين وليس كلهم كانت أقطاعية متسلطة ومتعجرفة في فترة من فترات تاريخها سواء كان الدافع الغيرة على الدين أو المنفعة الشخصية أو الجهل فقد أنحرفت عن جادة الصواب وشوهت تعاليم المسيح .وكأي مؤسسة بشرية يعتريها أحيانا الضعف والمنافع والمخاوف وهذا ليس تبرير بما قامت به من أخطاء يندى لها الجبين سيلاحقها العار في كل زمان ومكان.مع ذلك ليس من الأنصاف أن نتغاضى عن سجلها المشرق الملئ بالأنجازات العظيمة والمآثر الخالدة فهي التي أنجبت القديسين والقديسات الأبطال والشهداء وقدمت للأنسانية خدمات جليلة لا تنسى.أن سلوك بعض المسيحيين السيء ليس حجة على المسيحية كما أن سلوك المسلمين والمؤسسة الدينية ليس حجة على القرآن.
أما الموقف الثاني فهو خدعة لتضليل البسطاء والسذج من خلال تشويه دور الكنيسة التاريخي والديني في هداية البشرية وأعتبارها معادية للعلم والعلماء.
سنعتمد على ما جاء في ويكيبيديا تحت عنوان المسيحية والعلم لتفنيد هذه الأكاذيب وعلى سبيل المثال لا الحصر:
تطورت عبر التاريخ تحت قيادة الكنيسة مختلف أنواع العلوم خصوصاً الفلك والرياضيات والفلسفة والبلاغة والطب والتشريح والفيزياء.....الى العمارة والكيمياء والجغرافيا وعلوم النبات والحيوان.خلال العصور الوسطى شكلت الأديرة مراكز حضارية لحفظ الفكر والعلوم القديمة وبنت الكنيسة الجامعات الأولى في العالم الغربي.أما قصة غاليليو التي يتشدق بها البعض فهي أستثناء وليست قاعدة.هذه قائمة بعض العلماء من مختلف الطوائف والجماعات الرهبانية وبعضهم كانوا رجال دين.
جريجور مندل من أهم علماء الجينات والوراثة ،نيكولاس ستينو أب علم وصف طبقات الأرض وله أسهامات في علم التشريح، رينه جور هواي مؤسس علم البلورات،جان بابتيست كاروني مؤسس علم الأحياء الخلوي ،روجر باكون الراهب الفرنسيسكاني الذي كان واحداً من أوائل دعاة المنهج العلمي،مارين ميرسين أبو علم الصوت ، والبلجيكي جورج لومتر أول من أقترح نظرية الأنفجار العظيم ....نيكولاس كوبرنيكوس يعتبر أول من صاغ نظرية مركزية الشمس وكون الأرض جرما يدور في فلكها .....البابا غريغوريوس الثالث عشر معروف في أصلاح وأصدار التقويم الغريغوري والمطران لوقا فونيو ياسينتيسكي مطران الكنيسة الروسية الأرثوذكسية وكان أول جراح في العالم يمارس عملية الزرع.
وفي مجال الأختراعات حدث ولا حرج وهذا غيض من فيض: تيم بيرنرز لي مخترع الأنترنيت ،ألفرد نوبل مخترع الديناميت ،وألكسندر غراهام بيل مخترع الهاتف ،جولييلمو ماركوني مخترع المذياع،.....يوهانس كبلر الفلكي الألماني والعالم الفلكي جاليليو جاليلي وفي الكيمياء ظهر أنطوان لافوازيه وماكس بلانك فيزياء ألكم ومايكل فراداي واضع قانون فرادي وأسحق نيوتن مكتشف قانون الجاذبية ولويس باستور الذي عرف بتجاربه التي أثبتت أن الكائنات الدقيقة هي المسئولة عن الأمراض وعن اللقاحات وألكسندر فلمنج مكتشف البنسلين وغيرهم من الأسماء اللامعة التي تم القفز عليها لضيق المجال.
أما الحصول على جائزة نوبل من ثمانين شخصية أكثر تأثيراً في العلوم من الحاصلين على جائزة نوبل ذكر 65 شخصية مسيحية وعلى قائمة المائة شخصية الأكثر تأثيراً في العلوم ذكرت 75 شخصية مسيحية من مختلف المجالات العلمية .حوالي ثلث العلماء في الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم كانوا من المسيحيين وهي أكبر مجموعة دينية بين علماء الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم يليها في ذلك بلا ديانة محددة 20% والملحدين17% واليهود 8%.ذكر كتاب ذكرى 100عام على جائزة نوبل إن حوالي 65.4% من الحاصلين على جائزة نوبل بين الأعوام 1901-2000 كانوا من المسيحيين )أنتهى الأقتباس.
أن الحضارة الغربية مديونة الى المسيحية لا بل أنها روحها في كل أنجازاتها الأنسانية العظيمة فبين دفتي الكتاب المقدس عثرت على كنز قيم المحبة والتسامح والحريّة وأحترام المرأة وحقوق الأنسان كافة التي تعتبر اللبنة الأساسية في بنيان صرحها الحضاري ولو لا تربة المسيحية الخصبة والصالحة لما نبتت فيها بذور العلمانية والديمقراطية والحرية وليس في غيرها من التربات الشائكة  فكل شيء جيد فيها فهو من المسيحية وكل شيء سيء فهو أفرازات النزعة الفردانية والأنانية البعيدة عن الأخلاق المسيحية.

43
أغتصاب النساء قذيفة شرعية من مدفع الفقهاء
            (داعش نموذجا)
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
معنى الأغتصاب في معجم اللغة العربية المعاصرة.
الأغتصاب:فرض المعاشرة الجنسية بالقوة على فتاة أو أمرأة وتعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.
وفي تاج العروس يغصبها نفسها أراد واقعها كرها فأستعاره للجماع.
يعتبر الأغتصاب أي أرغام المرأة أو الفتاة على تلبية نداء رغبة الغاصب الجنسية وأجبارها على ممارسة الجماع معه سلوك شاذ لا يصدر إلا من شخصية سادية عدوانية التي لن يتلذذ جنسيا ما لم يقع الأذى النفسي والجسدي بالضحية وهي بطبيعة الحال سلوك لا أخلاقي ولا أنساني ولا حضاري.فلا يخلو مجتمع من هذه الظاهرة السلبية وتختلف أسبابها من فرد ألى أخر لكن مع داعش المسألة تأخذ منحى أخر لأن لها خصوصية ينفرد بها عن غيره.فالشخصية الداعشية ليس فقط الكبت الجنسي هو الذي يتحكم فيها طبعا دون تجاهل العوامل الأقتصادية والأجتماعية والسياسية  بل هناك سند شرعي من القرآن والسنة وتعاليم الفقهاء في سبي النساء ووطأهم الذي ينتشل المحرومين جنسيا من جحيم الشهوة ويضعهم في نعيم المتعة واللذة وازيدك من الشعر بيت ومكافأة سماوية تنتظره حور العين فالمبدأ جنس على الارض والهدف جنس في الجنة فالفرد ليس سوى عضو جنسي أختزلت فيه كل أبعاد الشخصية الأخرى.
يعتبر الكبت أساس الحيل الدفاعية جميعا فكلنا نلجأ أبيه أحيانا فقليله نافع وكثيره ضار أي أذا أسرف الفرد في الألتجاء أليه لحل مشكلاته ورغباته ألى به ألى حالة المرض
ومن ثم الوقوع في سلوكيات غير طبيعية.فالكبت المتصل يمنع الفرد من مواجهة مشاكله مواجهة موضوعية وبالتالي عدم حلها وفي كثير من الأحيان تحاول الدوافع والحاجات المكبوتة التعبير عن نفسها بطرق ملتوية لا شعورية قد توقع الأنسان في الخطأ أو الجريمة أو الأمراض النفسية .
بما أنه الجنس محظور في المجتمعات العربية والأسلامية خارج إطار الزواج إذ يعتبر زنى شرعا وقانونا يعاقب عليه القانون ومع تفشي البطالة والفقر والأمية وعدم أستطاعة الشباب توفير المال اللازم لدفع المهور الغالية وكلفة الزواج لذلك يكونوا فريسة سهلة لفقهاء الظلام الذين يسددون فاتورة حرماناته ويحققون أحلامه وينتشلونهزمن مستنقع الأحباط والفشل.
ويؤكد الدكتور عبد الصمد الديالمي في كتابه المدينة الأسلامية والأصولية والأرهاب ص١٥٩"لا بد من القول بأن الأستقطاب لا يمكن أن ينجح مع أي أنسان إذ أن للشبكات الأرهابية حظوظا أكبر في النجاح من أنسان يعاني حرمان متعدد ومركب والحرمان شعور بالأحباط والفشل وهو شعور يقود صاحبه ألى التقليل من قيمته الشخصية والى اليأس من الحياة طبعا تفجير الذات الأنتحاري هو الحل الوحيد الذي يبقى أمام الأنسان المحروم المقهور ليتحرر بشكل كلي ونهائي من ذات عاجزة عن مواجهة الحداثة وفاشلة في القيام بأدوارها الذكورية التقليدية (القدرة على الباءة أي القدرة على النكاح والنفقة) وهميا يعيد التفجير "البطولي" الى الأنسان المقهور كرامته ويمكنه من الأنتقام من أناس يحملهم مسؤولية فشله كما يوهمه بالذهاب الى الجنة للنيل من نعيمها )أنتهى الأقتباس
ما قام به داعش من أغتصاب مئات من الأيزيديات والمسيحيات النساء والقاصرات وبيعهم في سوق النخاسة بالرغم التنديد الشديد من المسلمين الشرفاء في العالم ومحاولة تجميل الفقه الشرعي من هذه الجرائم النكراء محاولات دون كيشوتية في مصارعة طواحين الهواء فلا أحد من العلماء والفقهاء يستطيع مواجهة داعش شرعا وفقها لأن النصر سيكون حليفه فهو حججه دامغة وبراهينه قوية لأنه يرتكز على السند الديني والمرجعية الفقهية تتكسر على صخرته أمواج التبريرات المزيفة فهو ليس بدعة جديدة ولا هرطقة حديثة .فالقرآن والسيرة النبوية وتاريخ الأسلام شاهد على أن ملك اليمين والسبي والأتجار بالبشر ووطأ الصغيرات هي مواضيع راسخة في الفقه الأسلامي.
فللتعبئة الجماهيرية يستغل بعض شيوخ الاسلام وفقهاء الظلام الغريزة الجنسية لدى الشباب ويعزفون على هذا الوتر الحساس وكانت أخرها سمفونية جهاد النكاح ويعرفون جيدا إن المجاهد متزوج أو أعزب يحتاج الى أشباه جنسي كي يكون في أوج حماسه وأندفاعه وفي قمة عطاءه وقتاله فهو كالمركبة لن تسير بدون وقود.
والمضحك في الأمر إن الفتيات ضحيات جهاد النكاح تم تزويجهم وتطليقهم في اليوم من عشرة مجاهدين وأكثر أحيانا وبحضور شيخ كعلامة على شرعية ما يحدث لكن السؤال الذي يطرح نفسه أليست عدة المطلقة ثلاث حيض كاملة بعد الطلاق لقوله تعالى "والمطلقات يتربصن بأنفسهم ثلاثة قروء"أم هي صرخة الشهوة التي تخرس صوت الله ودوي الجنش الذي يفجر سد الشريعة المنيع.
وهذا غيض من فيض مما جاء في الكتب الأسلامية التي تؤكد إن سبي النساء محلل شرعا وأنا كلي يقين أن أغلبية المسلمين يرفضونه جملة وتفصيلا من منطلق مبدأهم الأخلاقي وضميرهم الأنساني.
سنن أبي دَاوُد /كتاب النكاح/باب في وطأ السبايا 2155
....عن أبي سعيد الخدري إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث يوم حنين بعثا الى أوطاس فلقوا عدوهم فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا فكان أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهم من أجل أزواجهم من المشركين فأنزل الله تعالى في ذلك "المحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم"فهن حلا لكم إذا أنقضت عدتهم.
وفي السنن الكبرى للبيهقي /كتاب النكاح 13525
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث يوم حنين جيشا الى أوطاس فلقوا عدوا فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا فكأن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهم من أجل أزواجهم من المشركين فأنزل الله عز وجل في ذلك "والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم "أي فهم لهن حلال إذا أنقضت عدتهن .رواه مسلم في الصحيح عن القواريري.
يقول الشيخ صالح الفوزان عضو اللجنة الدائمة للأفتاء وعضو هيئة كبار العلماء في السعودية في تغريدة له على موقع تويتر "إن الأسلام لم يحرم السبي وإن من يقول بتحريم السبي جاهل وملحد".
خلاصة رحلتنا القصيرة إن الشخصية الداعشية مصابة بما يسمى في علم النفس بالسايكوباثية وأبسط تعريفاتها هي شخصية مضادة للمجتمع وهي منعدمة الضمير ناقمة على المبادئ والأخلاق والدين كما أنها عنيفة ومخادعةً ومن رحم هذه الشخصية يولد المجرمون عادة التي تخلوا قلوبهم من الرحمة ومستعدة للتطرف إذا كان سلوك التطرّف يشبع حاجتها الأجرامية من أغتصاب وقتل وسرقة ...ألخ فالأغتصاب الجنسي مرفوض أخلاقيا ودينيا وأنسانيا وكل القوانين الدولية والمنظمات الحقوقية تعاقب الجاني إلا في عرف داعش المريض الذي يسير عكس تيار الأنسانية نساء غير المسلمين سبايا حرب يحق له أغتصابهم تطبيق لشرع الله.
المرض الثاني الذي تعاني منه الشخصية الداعشية هو الوهم الجماعي.
هذا الوهم هو تصور داعش السلبي عن الأخرين التي شربها مع حليب الأم والقيم الهدامة التي تم تلقينه أياه من خلال التنشئة في البيت والمدرسة والمسجد وتم سجن الغير في هذه العقلية المتحجرة  وهي الثنائية المقيتة والتصنيف البغيض فهم المؤمنين والبقية كفار حلال أموالهم ونسائهم والجنة لهم وحدهم أما الأخرين مأواهم النار وهم خير أمة أخرجت للناس والغير أحفاد قردة وخنازير وهم الطاهرين والأخرين نجسين ...ألخ من صور تمجيد الذات وتبخيس الأخر.في ظل اللاوعي الجمعي المشحون بفولتية عالية من الأستعلاء والكراهية والغارق حتى النخاع في الاوهام والهذيان سيعيد أنتاج رغبة هستيرية لا فقط في القضاء على الأخر المختلف بل وتدمير العالم أن غد لناظره قريب.

44
داعش الأرنب الخارج من قبعة الأسلام
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا

16/1/2015
ويستمر مسلسل جرائم الأرهاب الأسلامي الذي يقوده داعش تاج الحركات الأسلامية المتطرفة المرصع بالأفكار الشيطانية والنزعات العدوانية فلا حرمة له لا لبشر ولا لحجر ولا رجل ولا أنثى ولا طفل ولا شيخ ولا أسود ولا أبيض فالكل هدف لغضبه المدنس وزئيره النجس من هذا المنطلق فقط يؤمن بالمساواة في الذبح والقتل والتفجير وقطار العدوان ليس له محطة وقوف لأن فرامل الأخلاق والضمير والأنسانية تعطلت لديه  فأعراب غير المسلم في لغته فاعل مكروه يستحق القتل في دنياه وتنتظره النار في أخرته.لن يرتوي بدماء الأبرياء أبدا أنه كالقربة المثقوبة مهما وضعت فيها السوائل لن تمتلئ.كانت أخر هذه الأفعال الأجرامية تفجيرات باريس الدامية منذ أيام والتي راح ضحيتها مئات من القتلى والجرحى الأبرياء والتي ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل سوى أنهم يندرجون تحت لائحة "الغرب الكافر"التي نحتها الموروث الديني وأبصم عليها بالعشرة فقه الكراهية والذي لا يرى في طريقة أرضاء الله غير قتل الآخر المختلف عنه في الرأي والعقيدة والدين كأن المخلوق هو ألد أعداء الخالق ولن يرتاح له بال أي الله إلا أن يرى الأنسان مقطع الأوصال مضرج بالدماء حسب منطقهم الوحشي.وردة فعل المسلمين معروفة على هذه الكارثة الأنسانية الأستنكار والتنديد والشجب بأستثناء بعض المسلمين الصادقين الذي يأبى ضميرهم الأنساني هذه الأعمال البشعة لأنها أخلاقية بكل المقاييس لكن تبقى الكثرة منهم مشكوك في مشاعرهاطالما يتحكمهم مبدأ التقية القرآني الذي يعلم المسلم النفاق الشرعي أي أظهار عكس الأبطان "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والى الله المصير"28آل عمران.والبعض الأخر نتيجة أطنان من الحقد الذي يحملها داخله يصرح علنا يستاهلون ويستحقون ما يجري لهم فهي مناسبة لأطفاء سعير الكراهية فيهم لا لسبب سوى إن الضحايا ليسوا من دينهم وحسب منطقهم الأعوج تنقلب الموازين وتتغير المعادلات فالجلاد يتحول الى ضحية والمجرم الى بطل .أماالبعض الأخر فحذر أنه لا يقل كراهية وحقد عن غيره لكن صورة الأسلام التي أصابتها النتؤات ترعبه والتشوهات التي لحقتها تقض مضجعه ما العمل الآن ؟أما الأعتراف بالحقيقة أن الأسلام دين عنف وأرهاب وهذه تلطخ الصورة المثالية للأسلام التي نسجتها أيدي التاريخ من خيوط وهمية وهذا كان نصيب قلة من المفكرين والمثقفين وعامة الناس الذين أحتكموا الى العقل  وأعترفوا بهذه الحقيقة المرة وهجروا هذا الدين الى غير رجعة.أما القبول بالعيش مخدوعين وإيجاد محاولات يائسة لأنقاذ ما يمكن أنقاذه من الصدأ الذي أصاب هذا الدين.فيوزع الأتهامات عشوائيا دون سند او دليل يثبت ذلك فتارة داعش ماسوني صهيوني وتارة غربي أمريكي لأنه حسب أعتقادهم إن تعاليم الأسلام سمحة فيأتيك بآيات السلم المكية التى دعا أليها الأسلام عندما كان مستضعف ولكن عندما قويت شوكة الدين تم نسخها بآية السيف سواء عرفوا ذلك أم جهلوا فالنتيجة واحدة.لكنالظاهر أن المسلمين من الذين ينطبق عليهم المثل "عنزة ولو طارت" مهما يروا الأعمال الأرهابية التي منبعها القرآن والسنة مع ذلك يصروا ان الأسلام دين السلام هل هو جهل أم مكابرة لا ادري ؟فهذا السلوك الأجرامي لا يصدر سوى من مرضى نفسيين وملوثين عقليا.قد يتهمني المسلم بأنني متعصب وحاقد وجاهل بالأسلام لكن هذا لا أساس له من الصحة فنحن نحب المسلمين لأنهم أخواننا في الأنسانية فهم ناس فيهم الطيبين والخيرين مثل باقي البشر لكن نخاف عليهم من التعاليم الدينية الفاسدة المشحونة بالعنف والكراهية.والمسلم مهما كانت درجة أعتداله فهو قنبلة موقوتة ما أن يقترب الدين من كبسولة افكاره حتى تنفجر محدثة خراب في شخصيته.لنسكت نحن وندع المتهم يتكلم عن نفسه وعن قضيته يقال الأعتراف سيد الأدلة اثناء المحاكمة المتهم الذي يعترف بجريمته يساعد القاضي في التسريع بالتحقيق وتقليص الزمن وأصدار حكم عادل .وفي سورة البقرة111"هاتوا برهانكم أن كُنتُم صادقين"لا أظن يوجد برهان أقوى من الأنسان يعترف على نفسه.فكل الجرائم التي أقترفها داعش وأخوانه من قتل وذبح وأغتصاب وغنائم وتهجير وتدميرأعلن أولا مسئوليته عنها بدون أي خجل أو حرج لا بل برفعة رأس وتباهي على أعماله اللاأنسانية لسبب بسيط لأنه يسيرحسب ما يقوله هو على نهج السلف .فمن فمهم ندينهم فليس من عندياتنانتكلم فأهل مكة أدرى بشعابها.

45
                    ألغرب الكافر والشرق المؤمن
                تصنيف حقيقي أم عمى أيديولوجي
             بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
الغرب الكافر الصليبي الصهيوني العلماني الملحد ...ألخ قافلة من المفردات وقاطرة من الكلمات شربناها مع حليب الأم وهضمناها منذ نعومة أظفارنا إنها شهيق أفكارنا العفنة وزفير نفوسنا النتنة .يرددها ببغاء الجهل والتخلف والأمية الساكن فينا من الشفاه ما يسمعه عن طريق الأذن دون المرور في منطقة ضغط الفحص والتمحيص العالي الأبن الشرعي للفكر النقدي . هذه هي عقلية القطيع فكر واحد وزي واحد وصوت واحد ماع ..ماع..ماع التي أحدبت ظهرنا مثل أحدب نوتردام وأي محاولة لكسر طوق الجماعة بمطرقة الفكر الحر والخروج على المألوف يعتبر خيانة عظمى يطرد من الدين والوطن كما طرد الله أدم وحواء من جنة عدن.طريقة تفكيرنا الرجعية هي سبب مشاكلنا الدائمة وأزماتنا المستمرة وثقافة عدم أحترام الأخر المختلف هي التي تجعلنا دوما نبحث عن عدو وهمي نصب عليه جام غضبنا ونحرقه بنار جهنم الموجودة داخلنا حيث دودة الحقد والكراهية لا تتطفئ. يا ترى عندما نحكم على الغرب "المسيحي" بالكفر ونصفه بأبشع الأوصاف من جفاف روحي وألحاد وأنحلال أخلاقي وأنعدام القيم ...ألخ أما نحن الشرق "المسلم"أهل الدين والأخلاق والشرف والطهارة وووو هل تصف الواقع بدقة وموضوعية التي لها برهان علمي ودليل منطقي أم مجرد حكم أعتباطي وعشوائي ورغبوي تسيره رياح الهزيمة الحضارية ونكسة ثقافية والأنحطاط الفكري والنرجسية الدينية.
منذ قرون خلت ولا زال والغرب يمسك بمشعل الحضارة بعد أن تقدم في كل مجالات الحياة في الطب والفلك والفلسفة والعلوم الأنسانية وغزو الفضاء وبرع في الأكتشافات والأختراعات والتي قدم من خلالها للبشرية خدمات جليلة لا تقدر بثمن لولاه لأنقرض الناس من الشرق كما أنقرض قبلهم الديناصورات فقط بأحد الأمراض الفتاكة والأوبئة القاتلة التي تعرضت له المنطقة.
عندما تحدث أي كارثة أنسانية مثل حروب ومجاعات وزلازل وبراكين وفيضانات مدمرة فالدول الغربية"الكافرة" هي سباقة في تقديم يد العون والمساعدة لهم من منطلق أنساني ورثته من تراثها المسيحي دون التمييز في الدين واللون والعرق.
أما الشرق مستهلك غير منتج وهو على طول الخط ناكر جميل لا ينظر إلا الى النصف الفارغ من الكأس ومن مستنقع الكبرياء ووحل الغرور يعتبر كل المنتجات الغربية المادية والمعنوية بضاعتنا ردت ألينا.
شتان بين أيمان الغرب الحي الذي نتذوق ثماره في أعمال المحبة والرحمة والعدل والمساواة والخير للغير وما هو الله غير هذا وبين التدين في الشرق الغارق في الشكليات والسطحيات بدون تعميم عند الطرفين الذي لا يتعدى حجاب الرأس ولحى طويلة ودشداشة قصيرة  والصلاة بمواعيدها إن لم تكن نفاق ورياء فهي مجرد مجارات الناس  وإلا كيف نفهم مؤمن حتى النخاع يأتي من دول متحضرة حاملا راية الجهاد ليقتل ويذبح ويغتصب.
أن الغرب حقا كافر بهذه الآلهة الكاذبة والتدين المزيف  وكل الأصنام المعبودة عندنا من الدولة الدينية والتمييز العنصري ودونية المرأة .لقد وجه الرب نقد لاذع على الذبائح والطقوس والشعائر الخالية من الروحانية الحقة في العهد القديم على لسان أشعيا النبي الأصحاح الأول"لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الرب أتخمت من محرقات كباش وشحم مسمنات وبدم عجول خرفان وتيوس ما أسر"وفي نفس الأصحاح يُبين الرب الديانة الحقة والتي تسره"تعلموا فعل الخير وأطلبوا الحق أنصفوا المظلوم أقضوا لليتيم حاموا عن الأرملة".الشرق الأوسط كله مضطرب على رأسه عراق وسوريا الذي يعاني حرب أهلية ضروس حصدت الألاف وشردت مئات الألاف ودمرت البنى التحتية .الى أين ألتجئت هذه الشعوب ؟لماذا لم يذهبوا الى مكة والمدينة أقدس مدينتين عند المسلمين ؟الجواب المر هو لا ينبت فيها نبات الرحمة والأنسانية تجاه هؤلاء المسلمين المساكين المشردين .ولماذا لم تستقبلهم قم وطهران مركز تصدير الثورة الأسلامية الجواب في أنجيل متى الأصحاح السابع "هل يجتنون من الشوك عنبا،او من الحسم تينا".ولماذا لم تستقبلهم دول أسلامية أخرى الجواب لديك عزيزي القارئ.
لكن الذي أنقذهم من محنتهم ووقف الى جانبهم في أزمتهم هم دول "الكفر"وعلى رأسهم ألمانيا والتي صرحت رئيسة الوزراء ميركل في خطبة نارية قائلة سيذكر التاريخ ان المسلمين سابقا هاجروا الى الحبشة يطلبون الحماية من النجاشي المسيحي والأن جاؤا الى المانيا المسيحية ولم يذهبوا الى مكة ونفس الموقف رئيس وزراء استراليا وصرح بابا الفاتيكان للعمل على مساعدة اللاجئين من منطلق مسيحي وأنساني.لكن الطامة الكبرى والمضحك المبكي في الأمر يأتون الى الغرب لأنهم يعرفون جيدا فيه للانسان حقوق ورعاية اجتماعية ومساواة بين البشر وحريات مكفولة هاربين من شريعتهم ويطالبون بتطبيق الشريعة الاسلامية هناك بأستثناء المستنيرين منهم أليس هذه حماقة سبع نجوم وغباء من الدرجة الاولى ومن النوع العسكري.

46
الأتجاه المعاكس
بين
المسيحية ولعبة الشطرنج
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
العنوان أعلاه مستعار ليس من بنات خيالي مع تغيير طفيف في الصياغة لا تسعفني الذاكرة هل قرأته في كتاب أم قذفته لي أمواج المقال أو رماه على مسمعي لسان أحدهم ليس له أهمية كل هذا ما أعجبني به وشدني أليه والذي جعله مستقرا في نفسي وأحتضنه قلبي وألتصقت به روحي هو عمق الفكرة وروعة التشبيه فهي تعكس الحقيقة والواقع في قالب فيه من الروعة والجمال ولا أحسن منه.الشطرنج كما يقال هي لعبة الملوك وملكة الألعاب وهي لعبة ذهنية بأمتياز تحتاج الى ذكاء متقد وتركيز قوي وشحذ الذهن وأستنفار العقل وبدون أي جهد عضلي.
وهي تتكون من رقعة من 64 مربع أسود وأبيض غالبا يلعبها فريقان لكل منهما 16 لاعب (حجر) وكل فريق له 8 جنود(بيدق) مع قلعتين(رخ) وحصانين وفيلين ووزير(ملكة) وملك.
إن أستمرارية أو أنتهاء اللعبة مرهون ببقاء أو موت الملك فقط وإن باقي الأحجار تسير حسب القواعد المرسومة لها وهي ليس لها قيمة في ذاتها فوجودها من عدمه سيان أنها تشكل فقط درع لحماية الملك من القتل وحصن لصد أي محاولة من العدو لأغتياله فهي من كل الجهات محاطة به كحزام أمان له.
فالجميع على أتم الأستعداد للدفاع عنه مهما كان الثمن حتى لو ضحوا بأنفسهم وتم إزاحتهم من لعبة الحياة فشعارهم هو نموت كي يحيى الملك.
إن ثقافتنا العربية والأسلامية شبعانة حتى التخمة من هذه الفلسفة الهدامة فأي رئيس أو ملك أو أمير هو إله يسير على الأرض فالطاعة العمياء له واجبة وإلا الموت الزؤام وأي محاولة لأسقاط نظامه سينهض شمشون الجبار النائم في قمقمه ليدوي بصرخته قائلا علي وعلى أعدائي ليدمر البلد ويحرق الأخضر واليابس لأنه يتخيل أنه والوطن وجهان لعملة واحدة لا يمكن زوال أحدهم دون الأخر ما يجري في العراق وسوريا وغيرها خير دليل على ما نقول.
إن ملك الشطرنج هو التؤام الروحي لإله داعش لا بل أنه المرايا التي يرى فيها أحدهم نفسه فالأثنان فصيلة دمهما واحدة وهي النرجسية في أعلى تجلياتها وهو إله ضعيف يحتاج دوما الى من يدافع عنه كما الطفل بحاجة دائمة الى حماية أمه لذلك يعشق الجهاد حتى النخاع لأنه البخاخ الذي يفتح مسامات قلبه ليتنفس الصعداء.وفي مسند أحمد كتاب فضل الجهاد سؤال محمد أي أفضل الجهاد؟2569 "21" حدثنا وكيع عن أبي سفيان عن جابر قالوا يا رسول الله أي الجهاد أفضل ؟قال من عقر جواده وأهريق دمه.
وهو لن ترتاح نفسه إلا عندما يتعطر بالدماء المسفوكة ويتقهقه بالرؤوس المقطعة ويشم عبير الأشلاء المتناثرة أنها رائحة سرور له.
وفي الحديث "من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق"رواه مسلم.
إن مبدأ سارتر "الأخرون هم الجحيم"هو القاسم المشترك بين ملك الشطرنج وإله داعش فالأول من على رقعة الشطرنج يريد القضاء على منافسه والثاني يريد الأخر المختلف إزالته من الوجود "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب "ومبدأهما واحد من ليس معنا فهو علينا.
"قاتلوهم سيعذبهم الله بأيديكم (أي بالقتل)ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين"سورة التوبة أية 14.
أما بين المسيحية وبين لعبة الشطرنج ألبون شاسع وهوه لا يمكن عبورها لأنهما أتجاهان متعاكسان هيهات أن يلتقيا.
ففي المسيحية "الله محبة" أي حياته الثالوثية التي يريدنا أن نشاركه فيها من منطلق حنانه الأبوي كلها عطاء متبادل وحب لا ينضب وحبه خالص لا تمليك فيه وخالي من كولسترول النرجسية والأنانية وحب الذات السلبي التي هي من سمات ملك الشطرنج وليس إلهنا بعيد في سمائه لا يبالي بنا ولا هو قابع في عليائه غير مكترث لنا لا بل أنه أقرب ألينا من حبل الوريد ولا يحتاج أن ندفع له فاتورة القرابين البشرية كي نستجدي رضاه بل العكس هو الصحيح بدافع حبه الألهي الغير محدود قرر أن يتجسد ويعيش في وسطنا ليشاركنا حياتنا حلوها ومرها ما عدا الخطيئة لخلاص نفوسنا "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد حتى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"يو16:3  لقد نلنا مجانا البنوة الألهية بالنعمة ما هو المسيح بالطبيعة وهل يوجد تكريم أكثر من هذا.إن الله في المسيحية هو الذي يضحي بنفسه (أبنه)من أجل البشر وليس العكس كما في شريعة الشطرنج الظالمة فكل شخص له قيمة مطلقة لديه لا تقدر بثمن "أما أنتم فحتى شعور رؤوسكم محصاة "متى 30:10 وإن الله على مسافة واحدة من الجميع لا تغير موقفه أنتمائاتهم المختلفة فالأب الحقيقي لا يفرق بين أولاده"فأنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين"متى 45:5 .لا يوجد في شريعة الله أعداء وكفار ينبغي التلذذ بنشوة أبادتهم وسحقهم أنها نفايات فكرية وأخلاقية "فالأخرون هم النعيم" حسب تعبير القديس أوغسطين "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم ..فالذي يفسد هيكل الله سيفسده الله لأن هيكل الله مقدس ..الذي أنتم هو"1كو17:3 إن أمراض الأنسان والمجتمع والحضارة برمتها بدون المحبة المسيحية (أجابي) كل محاولة لعلاجها تعتبر ناقصة وغير مجدية فأن لم نحب بعضنا بعضا على غرار حب المسيح الذي اهدانا أياه من على الصليب أي فيه يكن الحب الأفقي صورة من الحب العمودي فباطل يتعب البناؤون لأن المحبة دستور الحياة ففي 1كورنثوس13 "المحبة تتأنى وترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالأثم بل تفرح بالحق وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء المحبة لا تسقط ابدا".
إن فلسفة الحياة على رقعة الشطرنج والتي فيها يكون الجميع عبيد في خدمة الملك الطاغية أسوء نموذج وأتعس مثال أنجبه الفكر البشري القاصر لأنها تدمر أنسانية الأنسان بعد أن تقتل صورة الله فيه بعد أن تجعله وسيلة لا غاية في ذاته من أجل تغذية كبرياء الغير .إن المسيح له المجد قد جاء كما قال لتكون لنا حياة ويكون لنا أوفر فهوقال جئت لأخدم لا لأخدم كما قيل في الأمثال "كبير القوم خادمهم" لا يمكن أن نهضم تعاليمه جيدا ونتفاعل مع نعمته المجانية وإلا أختنقنا بعظام الأنانية إن لم ندع ملك الشطرنج الذي يعيش في داخل كل منا أن يرفع الراية البيضاء ويعلن أستسلامه منكس الرأس أمام ملك الملوك ورب الأرباب.







47
أزمة الهوية الوطنية
مرض عراق القاتل
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
من المعروف طبيا إن إيجاد العلاج المناسب والفعال لأي مرض يجب أن يتم أولا التشخيص الدقيق من خلال تقنية حديثة ومتطورة وإلا يتعذر الشفاء.ومن نافل القول إن حبة أسبرين بالرغم من فوائدها الكثيرة للجسم تبقى عاجزة عن القضاء على بعض الأمراض المستعصية كالسرطان مثلا.وإن المسكنات والمهدئات لا يمكن أن تكون بديلا عن جسد يحتاج الى عملية جراحية.أو بصيغة أخرى الغبار لا ينقشع بالمروحة.إن هذه المقدمة السريعة ضرورية لمعرفة ما يجري في العراق من ويلات وأضطرابات وقلاقل والبحث عن حلول واقعية والأكثر معقولية وإلا طبق علينا المثل القائل "عرب وين وطنبورة وين" .منذ أسابيع خرج العراقيين في تضاهرات حاشدة ثائرين على الوضع المزري القائم بعد أنفجار سد الخوف وأعلان طوفان نوح الثاني غضبه وإزالة الفساد والفاسدين من على خارطة العراق ودعوتهم للحكومة بالأستجابة لمطاليبهم في الأصلاحات.أنها مطالب مشروعة لا يستهان بها لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل المأساة التي نعيشها هي مجرد مال شعب مسروق أو خدمات مفقودة أو وزراء فاسدين هذه كلها نتيجة وليست السبب الحقيقي الذي نحاول تجاهل وجوده من على مسرح الجريمة. إن المعضلة الكبرى تكمن في الفكر المنحرف والذهن الشاذ والعقل المتطرف الذي أفرخ الطائفية المقيتة الذي كانت سبب أصابتنا بفقدان مناعة الهوية الوطنية المكتسبة .إنياب الطائفية اللعينة نهشت جسد الوطن وحولته أشلاء تكاد لا تعرف ملامحه ومخالب التعصب المذهبي قطعت شرايين البلد وأصابته بنزيف داخلي حاد.فأن لم نضع يدنا على العلة الحقيقية للمشكلة كي نداوي الجروح ونرمم الكسور فأي حل أخر  مجرد تغريد خارج السرب وفقاعي سريع الزوال .إن كل مكونات الشعب العراقي الدينية والمذهبية والقومية تعزف على نفس الوتر وهو مصائب قوم عند قوم فوائد هذا واقع لا ينبغي نكرانه وإلا ضاعت منا نصف الحقيقة إن لم تكن كلها.فبسقوط بغداد تحقق الحلم التاريخي للشيعة في الأستيلاء على الحكم والتخلص من عقدة الأضطهاد والتحرر من القهر السني الذي ذاقوا مرارته قرونا طوال على يد أمرائهم وملوكهم ورؤسائهم.وفي المقابل لا يمكن للسنة أن ينسوا هذه الصفعة الموجعة الغير الأكمام علىمتوقعة من الشيعة وتفكيرهم يدور في تجنيد كل ما يملكون من مال وقوة في سبيل أسترجاع حقهم المغتصب.والأكراد ينفثون الهواء في نار قدر عراق المغلي ليزيدوه ضعفا وأنهاكا وتشرذما كي يكونوا قاب قوسين من دولتهم المزعومة التي لا تفارق خيالهم ليل ونهار فقوتهم في ضعف الحكومة المركزية والعكس صحيح.أما باقي الأقليات في حيرى من أمرها فهي بين حانة أسماك الكتل السياسية الكبيرة ومانة المصير المجهول والمقلق على وجوده وتحت رحمة أسياد لا ذمة لهم ولا ضمير.أما القاسم المشترك بين هذه المكونات هو تفضيلها الهوية الفرعية الضيقة التي تفرق غلى الهوية الوطنية الأم والأهم التي تجمع .فعدم الأتفاق بين الأحزاب هو رمي المصلحة الوطنية في سلة المهملات.الوطن من شماله الى جنوبه ملوث بأشعاعات الكراهية والحقد والضغينة والدماغ يعاني من أنسداد في خلايا التحضر والعقل مصاب بفايروس البداوة.الخطوة الأولى على الطريق الصحيح لأخراج عراقنا الحبيب من الأنعاش وأسترداد عافيته هي أنزال الهويات الفرعية الدموية والقاتلة من عرش السيادة الى مكانها الطبيعي والتي كانت سبب التفرقة والتجزئة والتشتت بين أبناء الشعب الواحد وضخ دماء الهوية الوطنية في عروق الشعب وتسليم مقود القيادة لهذه الهوية الحضارية التي تجمع وتلم وتضع الأكمام على الأفواه لعدم أستنشاق هواء الطائفية النتنة.فالأولوية في تحسين الحال الأنطلاق من تنظيف العقل الجمعي من أدران التعصب الأعمى وبعد ذلك القضاء على الفساد خطوة إيجابية وناجحة وفعالة وإلا سيكون أي أصلاح مشوه ومتصدع وغير كامل.










48
متى نقطف ثمار الأصلاح؟
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
إذا قمنا بأجراء مقارنة بين أسوء برلمانات العالم وبين البرلمان العراقي المتجلط دمه لكان الفارق يقاس لا بالدرجة بل بالسنين الضوئية من حيث الخيانة العظمى والعمالة للأجنبي والفساد المالي والسياسي والتقصير المتعمد .لقد مزق  هذا البرلمان السيء الصيت صك الوطنية الذي منحه أياه الشعب العراقي المسكين على طبق من ذهب يوم أنتخبه مجازفا بثقته به وموكلا أياه للقيام بأقدس مهمة وأشرف رسالة وهي عملية "نقل دم" الى البلد الذي يعاني من أنيميا الآمان والأستقرار والرفاهية المادية وتردي الخدمات.لقد سلمنا الوطن بكل ما تعنيه الكلمة من معنى سمائه وأرضه بره وبحره بنيانه وأنسانه خيراته ومصيره بيد ثلة من الحرامية وعصابة لصوص لم يكونوا بمستوى المسئولية والكفاءة والوفاء وكنا كمن "ودع بزون شحمة" كما يقول المثل الشعبي.بأستثناء بعض الشخصيات النزيهة التي لا غبار على وطنيتها لكن للأسف عددها لا يتجاوز أصابع اليد وصوتهم أمام ضجيج الحرامية مجرد صرخة في سوق الصفافير.كل جراحاتنا وآلامنا ومصائبنا سببها هذا البرلمان عديم الذمة والضمير من أنعدام الكهرباء وشحة الماء والقتل اليومي والطائفية المقيتة والإبادة الجماعية وأغتصاب النساء إن لم يكن مباشرة وراء الأحداث فأقلها مصدر تغذية لها لتحقيق مصالح شخصية وحزبية وبتجاهله هذه الكوارث وأنشغاله بالسلب والنهب والجلسات الكاريكاتيرية التي لا ناقة فيها ولا جمل للشعب.لعنة الله عليهم الى يوم الدين لقد أنتفخت بطونهم من هواء جوعنا وعطشنا وناموا رغد على سرير أرقنا وقلقنا ومن فتات موائد صحتهم وعافيتهم أكلنا الأمراض والأسقام.بالله عليكم ألا يستحق هؤلاء المجرمون محاكمة دولية عادلة بتهمة تجويع وتعذيب وتهجير وتقتيل شعب بريء.
الظلم لن يدوم هذا ما تعلمنا أياه خبرتنا الأنسانية وتاريخ الشعوب جميعها خير شاهد على هذا فالظالم مهمة أرتفعت درجة حرارة نرجسيته وأصبح كلكامش زمانه في القوة والجبروت سيأتي يوم يسحب من تحت أقدامه البساط من هو أقوى منه ويزيله من وجه التاريخ ومسرح الوجود لأن صبر الشعوب على الظلم له حدود لا يمكن تجازوها فالجوع عندما يصل درجة حرارة مئوية معينة ينفجر وكالبركان يقذف حمم كل صوب وحدب حارقا كل شيء يعترض طريقه والشرف والكرامة تتكلم أفصح لسان لا تتحمل الذل والمهانة على طول الخط.وهكذا خرجت جماهير شعبنا الغفيرة أيام متتالية وتجمعت في ساحة التحرير في بغداد من كل الأطياف ومن منطلق لا يفل الحديد إلا الحديد تطالب الحكومة بأجراء أصلاحات جذرية وفورية وحقيقية وإلا تسونامي الغضب قادمة.وهكذا فرضت أرادتها الملتئمة ورغبتها الملتحمة من جرح السنين على أصحاب القرار وأرغمتهم بالبصم على عشرة على مشروعية مطاليبهم في حياة حرة كريمة.وأن يكونوا بمستوى المسئولية التي أنيطوا بها وأن يكفوا عن ضخ مواعيد عرقوبية لتخدير أعصابنا وتكميم أفواهنا .وأمام هذا الأستياء الشعبي وعند رغبتهم يتجاوب رئيس الوزراء حيدر العبادي مقدما حزمة من الأقتراحات وتشمل المقترحات التي قيل أنها تهدف الى تخفيض ميزانية الحكومة ومحاربة الفساد إلغاء مناصب نواب الرئيس ونواب رئيس الوزراء .وقال العبادي إن المناصب الحكومية الرفيعة لا ينبغي أن تكون على أسس المحاصصة الطائفية أو المحاصصة الحزبية.ويحذر حيدر العبادي من السياسيين الفاسدين تخريب جهوده لأصلاح الحكومة وهو متيقن تماما أنهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي لكنه مصر على السير في هذا الطريق الذي دشنه حتى لو كلفه حياته كما قال .
لا يمكن أن يقف العراق على قدميه التي تعاني من كساح الفساد إلا بعملية جراحية لتطهير عظامه من هشاشة الفساد تبدأ بالحكومة أولا وكل أجهزة الدولة الأمنية والمدنية والعسكرية كما أعلنها حيدر العبادي رمز الرجولة والشجاعة والوطنية والذي يستحق أن نرفع له القبعة.
أن الأصلاحات الموعودة لا تعطي ثمارها فورا ولا يمكن التنبؤ بنتائجها فعامل الزمن شرط أساسي في بنيتها فرحلة الألف ميل تبدء بخطوة واحدة يجب علينا ان نكون على ثقة وصبر وحكمة لتحقيق هذا المشروع العملاق وعلى حيطة وحذر لئلا تخطف نبتة الحياة افعى الأشرار الذي يريدون النيل من هذا الأصلاح من أجل أهداف أنانية رخيصة وما أكثرهم.
أن البذور أذا كانت جيدة ومتوفرة كل الظروف الصحية والصحيحة لا بد مستقبلها أن تصبح ثمرة يانعة شهية الأكل .ان نهضة العراق والأنطلاقة نحو القمم يتوقف على عاملين لا أستغناء أحدهما عن الأخر مصداقية الحكومة وأرادة الشعب والمستقبل المشرق ينتظر على الأبواب.
www.emmanuell-alrikani.bloqspot.com

















49
اكذوبة السلف الصالح يفضحها الخلف الطالح
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
السلف الصالح مصطلح أسلامي يطلق عللى فترة الرسول والصحابة والتابعين الذي يعتبر العصر الذهبي والمجتمع المثالي والمدينة الفاضلة التي لن تتكرر في التاريخ لا بل إن التاريخ يستقي كماله من هذا النبع الأصيل .وهكذا أصبح الماضي المصدر الأساسي لصياغة رؤية المسلم الى الأنسان والمجتمع والكون دون أعتبار للحاضر ولا قيمة للمستقبل أي بأختصار الأموات هم الذين يحكمون بالأحياء.وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس خير قال قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم...رواه البخاري2509ومسلم 2533 .وللصحابة مكانة عالية وحظوة خاصة ونالوا أمتيازات لم ينالها غيرهم فحبهم يعني حب الله ورسوله كذلك بغضهم.عن عبد الله بن مقفل المزني رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم فمن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن أذاهم فقد أذاني ومن أذاني فقد أذى الله تبارك وتعالى ومن أذى الله فيوشك أن يأخذه) رواه أحمد 5154 والترمذي 3862.إن هوس المسلمين بحب السلف الصالح وعشقهم الأعمى للصحابة جعل غشاوة على عقولهم لأي محاولة للنقد والتساؤل من أجل كشف المستور.لذلك أي محاولة جريئة من قبل المستنيرين دعاة المنهج العلمي في التفكير لا أرباب العقل الخرافي والأسطور ي للوصول الى الحقيقة لا تحمد عقباها على أصحابها من قبل التيار الرجعي.هكذا يفضل المسلم أن يعيش في ظلام عظمة أسلاقه الدامس على نور الحقيقة الباهر.يعتبر داعش النسخة الأصلية للأسلام مهما حاول شيوخه ولأي دوافع كانت تكذيب واستنكار ما يفعله هذا التنظيم الوحشي. أنها تبقى محاولات مفلسة لتجميل صورة الأسلام.كما يقال شهد شاهد من أهلها فداعش بشحمه ولحمه يقر ويعترف أننا نسير على منهاج السلف من قول وفعل وتقرير فالقتل والحرق والأغتصاب والسبي وحز الرؤوس ليست من أختراع داعش بل عبيد أمناء لأسيادهم لا بل أجدادهم تفوقوا عليهم بهذا كله سوف نأخذ جزئية جزئية ومن المصادر المعتبرة عند المسلمين لنكون على بينة م الأمر.
قطع الرؤوس عرضت الفضائيات صورة وصوت حالات كثيرة تم فيها قطع الرؤوس أفراد وجماعات من الشرق والغرب ويستند داعش في هذا الشكل من التعذيب على القرآن والسنة والتاريخ الأسلامي.السورة 47 تتضمن الأية "فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى أذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق".
سورة 8 أية 12 "سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فأضربوا فوق الأعناق وأضربوا كل بنان".
الأية 33 من سورة المائدة "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا في الأرض".
"بعثت بين يدي الساعة بالسيف    حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن شبه بقوم فهو منهم"أخرجه أحمد وأبن عساكر.
وهل يمكن نسيان حادثة قطع رأس الإمام حسين سبط الرسول في واقعة الطف ورفع جنود يزيد بن معاوية رأسه على رمح والتي ما زال هذا المصيب الجلل يدمي قلوب الشيعة وذكراها الأليمة التي يحيونها كل سنة منذ قرون في عاشوراء لا تفارق خيالهم.بماذا سيبرر شيوخ الاسلام هذه الاعمال الشنيعة الموجودة في بطون تراثهم الديني والذي أقترفها أشخاص تحيط بهم هالة من القداسة وفوق الشبهات كالمعتاد الجواب الجاهز والرد المعلب أميركا وأسرائيل والماسونية العالمية لتشويه صورة الاسلام.
قتل الأسرى والحرق بعد الأستنكار  والشجب العالمي الشديد على حرق الطيار الاردني معاذ كساسبة من قبل تنظيم داعش أفتعل شيوخ الاسلام ضجة لا حزنا على الضحية بقدر محاولة منهم يائسة لتبييض وجه الأسلام ذو البشرة السوداء وأثبات إن هذا العمل الاجرامي لا يمت الى الاسلام بصلة.لننبش في كتبهم المعتبرة لعلنا نفلح في كشف زيفهم وكذبهم وضلالهم.في معركة بدر الذي أنتصر فيها محمد وأخذ سبعين أسيرا لم يكن محمد يعرف ماذا يصنع بالأسرى هل يطلق سراحهم فسيعودون مرة أخرى الى قتاله أم يقتلهم وهم من عشيرته من قريش أم يفاديهم بالمال .شاور أصحابه بالأمر فقال ابو بكر "يا رسول الله قومك وأصلك أستبقهم واستأن لهم لئلا الله عز وجل يتوب عليهم" وقال عمر كذبوك وأخرجوك فقدمهم وأضرب أعناقهم"وقال عبد الله بن رواحة "واديا كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرم عليهم نارا"أسباب النزول النيسابوري سورة الأنفال الأية 41 .
الأجابات إن دلت على شئ فهي تدل على عطش بدو الصحراء للقتل والحرق رغم إن الأسرى أهلهم من قريش وناس عزل.أخذ برأي ابو بكرلكن ندم بعد ذلك إنه لم يأخذ برأي عمر بن الخطاب وأنزل عليه آية تقول ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض"الأنفال 41 وقيل "حتى يثخن"يتمكن وقيل الأثخان القوة والشدة فاعلم الله سبحانه وتعالى إن قتل الأسرى الذين فودوا ببدر كان أولى من فدائهم.الجامع لأحكام القرآن  للقرطبي الأنفال 67.وقتل محمد بنو قريضة عندما نقضوا ما كان بينه وبينهم فتلقى أوامر سماوية حيث قال الرسول "لقد حكمت بحكم الله تعالى من فوق سبعة أرقعة"ثم أمر رسول الله بالأخاديد في الأرض وجئ بهم مكتفين فضرب أعناقهم وكانوا ما بين سبعة مائة وثمانمائة وسبى من لم ينبت منهم مع النساء لأنهم كانوا مالئوا المشركين على حرب النبي.لم يفعل داعش ما فعله نبي الرحمة قد يكون دفن عشرة او عشرين لكن لم نسمع بهذا العدد الهائل.
سبي وأغتصاب النساء شرع محمد سبي نساء العدو وأستعبادهم وأغتصابهم جنسيا حتى لو كنا متزوجات.من سورة الاحزاب 50 "يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك.....لنرى ماذا يقول المفسرون:
تفسير القرطبي : وما ملكت يمينك: أحلى الله تعالى السراري لنبيه صلى الله عيه وسلم ولأمته مطلقا وأحلى الأزواج لنبيه مطلقا وأحله للخلق بعدد.مما أفاء الله :أي رده عليك من الكفار والغنيمة قد تسمى فيئا أي مما أفاء الله عليك من النساء بالمأخوذ على وجه القهر والغلبة....أنتهى كلام القرطبي.
السراري جمع السرية وهي الجارية المتخذة للملك والجماع"معجم لسان العرب:سرر وقال الأصمعي السرية من السر وهو النكاح لأن صاحبها أصطفاها للنكاح لا للتجارة منها " مقاييس اللغة :سر
تفسير الطبري:وقوله وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك يقول أحللنا لك إماءك اللواتي سبيتهن فملكتهن بالسبا فصرن لك يفتح الله عليك من الفئ.
تفسير ابن كثير:قوله تعالى وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك   أي وأباح لك التسري مما أخذت من المغانم وقد ملك صفية وجويرية فأعتقهما وتزوجهما وملك ريحانة بنا شمعون النضرية ومارية القبطية أم أبنه ابراهيم عليهما السلام وكانت من السراري ىضي الله عنهما ...أنتهى
وقصة زواج محمد من صفية بنت حيي معروفة للقاصي والداني وكانت أي صفية أسيرة يهودية من سبايا خيبر أغتنمها محمد في العام السادس للهجرة قتل زوجها كنانة بن الربيع صاحب حصن خيبر وقتل اباها حي أبن أحطب وقتل أخاها.أظن داعش يعتبر قزم أمام هذا العملاق.
لكن المسلمين فنانون بارعون في قلب الحقائق وإيجاد التبريرات لخداع أنفسهم ولم يرف لهم جفن عندما تم أغتصاب الألاف من النساء والفتيات الأيزيديات والمسيحيات بأستثناء بعض الشرفاء منهم لأنهم مدركون تماما اذا كان رب البيت طبال فشيمة اهل البيت الرقص بالشجرة تعرف من ثمارها اذا كان البذر فاسد فالثمر فاسد بالضرورة وما يفعله داعش ليس الا صدى لصرخة اسلافه .لن يتم السلام والأستقرار والطمأنينة في العالم ما لم تخنق آيات القتل القرآنية بأمعاء شيوخ التكفير والدجل الضلال.
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com

50

وهام الخلافة الأسلامية على رقعة شطرنج الحضارية
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
الوسواس القهري هو العلامة الفارقة للحركات الأسلامية المتطرفة التي تغرد ليلا ونهارا في كل زمان ومكان أنشودة عودة الخلافة ألتي أصيبت بسكتة دماغية عام 1924 ودفنت في مقبرة التاريخ الغير مأسوف على سرطانيتها وأقيمت عليها صلاة الجنازة الحضارية.إن عبادة الماضي وأجترار التاريخ ونسخ التراث والتغني بالأمجاد هو من سمات الأمم المتخلفة إذا تجاوز الحد المعقول والعرب لهم حصة الأسد في هذه الطريقة من التفكير وفي رؤيتهم للحياة.هناك سببين للأرتماء في أحضان الماضي والسير على خطى السلف أما عدم التأقلم مع الحاضر أو الخوف منه وفي كلتا الحالتين يقول السيد المسيح عن هؤلاء القوم" ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر الى الوراء يصلح لملكوت الله" 9:62 وبلغة العصر لا يستطيع بناء الأنسان والأوطان.ولو راجع أي فرد منا طبيب نفسي للعلاج من أضطرابات نفسية يعاني منها يشترط عليه التحرر من ثقل الماضي أو التعامل معه بأيجابية لتتبخر كل معوقات الشخصية السليمة.هذا هو تفكير الأسلاميين الذين ينادون بالخلافة للخلاص من شرور هذا العالم حسب أدعائهم وهي واجب شرعي وأمانة في عنق كل مسلم وسندهم في هذا حديث نبوي شريف.جاء في حديث عبد الله بن عمر عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"رواه مسلم وفي حديث عبد الله بن عباس عن النبي "من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية "رواه مسلم.
وهم مدمنين على منطق الثبات والسكون والجمود حيث شعارهم " التاريخ لا يعيد نفسه"و "لا جديد تحت الشمس" فالشيخ عندهم يستطيع من خلال حبوب الفياغرا أن يعيد نشاطه الجنسي الذي كان أيام شبابه دون أن يفكروا في وضعه الجديد الذي قد لا يتحمل قلبه هذا الجهد فوق طاقته ويختم حياته بالسكتة. والعجوز يمكن من خلال المكياج أن تصبح سندريللا دون أن يعرفوا "ما افسده الدهر لا يصلحه العطار" هذه اوهام خلافتهم التي تتبدد على صخرة الحقيقة.نقول لهؤلاء الخمر الجديدة لا توضع في زقاق عتيقة ولا رقعة من ثوب جديد على ثوب عتيق" .فالتغيير هو قانون الحياة فلا أحد يستطيع أن يسبح في نفس النهر مرتين كما قال الفيلسوف اليوناني هيراقليطس.في كل شئ ترى بصمة رؤيتهم المتحجرة في العلوم الأنسانية والطبيعية الذي يبدع بها الغرب ينسبونها زورا وبهتانا الى أجدادهم التي لو لاهم حسب مزاعمهم لما كانت الحضارة الاوربية على ما عليه الأن.فالزمان عندهم سجين الماضي وفي رحمه الكمال والنموذج ولا مجال للحاضر والمستقبل لذلك هم لا يزرعوا بذرة الأنفتاح كي يقطفوا ثمار الأبداع وصدق الإمام الشافعي عندما قال"نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا" إن التاريخ لا يعيد نفسه فقط الأخطاء والغباوة والوحشية هي التي تتكرر عند الشعوب التي لا تأخذ العبر والحكم والأمثال من تاريخها كي تساهم بشكل جدي وفعال في دفع عجلة الحضارة الى الأمام.نقول للذين يطبلون ويزمرون للخلافة إن الخلافة على مدى 14 قرنا كانت وبالا على المسلمين قبل غيرهم وهي سبب الأنحطاط الحضاري عندهم هذا ما سطره كثير من المفكرين والمثقفين المستنيرين بكتاباتهم .ان التاريخ لا يعيد نفسه فعقارب الساعة لا ترجع الى الوراء وإن دعواهم ليست أكثر من الصيد في الماء العكر والضحك على الذقون .هذا ابو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش أعلن نفسه خليفة على المسلمين كافة ومتوفرة فيه كل مقومات الخليفة على الدول الاسلامية التي يتجاوز عددها الخمسين ان تبايعه وتهدم الحدود فيما بينها لأنها من صنع الغرب الكافر.اترك لك الجواب عزيزي القارئ.ان تغيير هائل حصل في الأفكار والمفاهيم والبنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية أعادت برمجة العقل على أسس جديدة بعد أن تحرر من اغلال الماضي الخانقة ليكون بوصلة نحو حضارة المحبة والسلام .فلم نسمع من دعاة الخلافة وضع خطة أو برنامج تنقذ المسلمين من تخلفهم الفكري والاقتصادي والاجتماعي بل مجرد رد فعل نتيجة الهزيمة الحضارية والانكسار   النفسي والجرح النرجسي الذي يعانونه لذلك يستعملون في ادبياتهم لغة الشطرنج ومنطق العسكر وهي الدفاع والهجوم فالكرة الارضية مقسمة الى دار سلام ودار حرب ان كانوا ضعفاء يهادنون الاقوياء وان اصبحوا اقوياء يحتلون العالم كله كما فعل أسلافهم.هذا هو منطق الجهاد عندهم وهكذا تتحول العلاقات بين البشر الى معارك دامية وحروب طاحنة تحصد الأخضر واليابس.وما تنظيم القاعدة وداعش وغيرها سوى نموذج لشكل الخلافة في المستقبل .لحسن الحظ كثير من المسلمين لا يريدونها ويعتبرونها نظام سياسي عفا عليه الزمان وان احياء ميت أهون من استرجاعها وأن قيم الحياة العصرية تتقئ هذه الأوهام الهدامة لأنها فاترة لا حارة ولا باردة.
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com



















[/colo
r]

51
ضربة تحت الحزام
العراقيين بين مطرقة داعش وسندان المالكي
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا 
منذ أن أستلم المالكي مقاليد الحكم وفوزه المشبوه ثلاثة مرات متتالية في الأنتخابات الهزلية أرتفع منسوب مياه المعاناة والمآسي والألام للشعب العراقي. وغادرت أحلام وآمال وطموحات الناس في الأصلاح السياسي والأجتماعي والأقتصادي الى غير رجعة وقدم الأمل والرجاء في تغيير الحال أستقالتهما وأنعدمت الرؤية الجيدة للمستقبل نتيجة التشويش والخداع والضبابية التي يمارسها هذا النظام من خلال سياسته الطائفية والعنصرية والأقصائية .أنه يلبس ثوب الديمقراطية على جلد الطائفية ويرتدي ثياب الحمل الوديع على جسد ذئب مفترس مسعور تنادي شفاهه بالوحدة الوطنية بينما دماء قلبه تضخ سموم الطائفية القاتلة. أنه عميل درجة أولى للأجنبي ولأسياده ملالي قم وطهران هم يخططون جغرافية السياسة في العراق وما عليه هو سوى الأنحناء مع ترنيمة سمعا وطاعة مولاي.ولائه لطائفته لا لوطنه هذا الذي قاد العراق الى الهاوية والدمار.بمجرد أن يتوارى عن الحكم يتغير مصير البلد 180 درجة نحو الأحسن لكن هيهات أن يفعل هذا فثمن كرسيه غالي جدا يساوي 30 مليون رأس عراقي.ماذا قدم للشعب هذا الرجل منذ أن أعتلى سدة الحكم ؟ لا بناء مستشفى لا تعمير مدرسة ولا تبليط شارع ولا ردم حفرة ولا تعديل كهرباء لم يفعل غير هدم البنيان وتحطيم الأنسان وتعميق الخلاف بين مكونات الشعب الواحد وبالتالي زعزعة الأمن والأستقرار.هذا هو مشهد العراق الدرامي في ظل هذه الحكومة الجائرة. وعلى هذا المنوال ومن منطلق لكل فعل رد فعل قامت ثورة مضادة ذات صبغة سنية فجرها تنظيم داعش أو على الأقل شارك فيها وهو مختصر دولة الأسلامية العراق والشام  وجهت ضربة موجعة غير متوقعة للمالكي وأزلامه لكن للأسف الشديد فتاريخ هؤلاء اسود وأياديهم ملطخة بدماء الأبرياء وما فعلوه ولا زالوا في سوريا يعرفه القاصي والداني.أنهم لا يقلون فتكا وتنكيلا وقتلا وأغتصابا عن نظام الحكم فهم نسخ كاربونية عن باقي التنظيمات الأسلامية المتطرفة كالقاعدة وبوكو حرام وغيرها لا يختلفون عنها سوى بأسم مؤسسها.فقد أستطاعوا في خلال أيام قليلة من السيطرة على محافظات ذات الأغلبية السنية وأقضية كبيرة وطرد الجيش منها وأصبحت الرمادي والموصل وتكريت في حوزتهم وأنهم متأهبون للزحف نحو بغداد لأستردادها من الحكم الصفوي حسب تعبيرهم.أن العراقيين ضحايا فتاوي ايران الشيعة والسعودية السنة وكل طرف يحث ميلشياته ويجهزها لوجستيا ويشحنها فكريا للجهاد ضد الأخر الذي يعتبر كافر وأرهابي أنها لعبة دولية تعزف على أوتار الكراهية التاريخية والحقد المذهبي وتؤجج نيرانها لتحقيق مصالحها الكبرى وأهدافها البعيدة .ماذا نترجى من هؤلاء الداعشية غير زرع بذور الفتنة والأقتتال الطائفي والتطهير العرقي وتكفير الأخرين وجهاد النكاح كما هو الحال الآن.أن العراقيين حائرين في أمرهم عاجزين أمام هذه البربرية والوحشية من طرفين المالكية والداعشية  في تقرير مصيرهم أنهم بين فكي كماشة أنسدت كل الطرق أمامهم لأنقاذ بلدهم الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة وهم واقفين متفرجين لا حول لهم ولا قوة . يا ترى في ظل عصر لم يعد الأنسان يؤمن بالمعجزات هل ستتدخل السماء وتشق البحر ليعبر هذا الشعب البرئ الى برية الآمان ويغرق الأرهاب والأرهابيين في لجة النور والحضارة بعد أن فشلت كل المحاولات البشرية في أحلال السلام في هذا البلد المنكوب؟هذه هو رجاؤنا.
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com
ا




52
الأصنام المعاصرة 
النرجسيات الدينية والقومية نموذجا
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
رافقت عبادة الأصنام "بالمعنى الواسع للكلمة" الانسان وما زالت منذ فجر التاريخ ومنذ طفولة العقل البشري وفي كل العصور من المهد الى اللحد بأشكال مختلفة وطرق متباينة فقد أسقط ما يتمناه او ينقصه من القدرة الخارقة على صنم من حجر كان أو خشب من صنع يديه ومن بنات خياله هذا كان سيناريو الديانات سابقا .لكن ما هو اخطر من هذا هو تقديس البشر الى درجة التأليه كالملوك والكهنة والذي كان هو أولى ضحاياهم وتصنيم الأهواء والشهوات وتقديم بخور العبادة لها وجعلها من الاولويات في الحياة كالجنس والمجد الذاتي والكبرياء والأنانية والتسلط والسيطرة التي يرزح تحت نيرها الثقيل خانقة صورة الله الحقيقية في داخله. مما جعله يدفع فاتورة حياته الذل والهوان والعبودية نتيجة الأيمان الأعمى والتسليم المطلق لهذه المعتقدات التي شربها مع حليب الأم دون فحص أوتمحيص أومحاكمة عقلية .
وفي عصرنا الراهن تغير الشكل لكنه بقى المضمون نفسه تبدل الإطار لكن ظلت الصورة ذاتها وبرزت على السطح وبحلة جديدة أصنام لا تقل خطورة عن ما قبلها لا بل أكثر فتكا وتدميرا وهي الدين والقومية عندما تحاط بهالة من النرجسية المتطرفة وتعاني من أورام سرطانية خبيثة عند كثير من الناس تتحول الى صنمين معاصرين يهددان الفرد والمجتمع والأنسانية جمعاء.
كل أنسان له دين وقومية يعتز بهما ويفتخر بالأنتماء أليهما وهذا شئ بحد ذاته جيد وأمر مقبول لا غبار عليه إذا كان في خانة الأعتدال والمعقولية.إن التعددية والتنوع هو الحجر الأساس في فلسفة العصر بدونها لا يوجد أي نهضة أجتماعية أو حضارية وإن قبول الأخر وأحترام عقيدته وحريته ورأيه هو دليل على سلامة الفكر وصحة الذهن وعافية المجتمع.الأنسان أعلى قيمة في الحياة وأنه المقدس الوحيد الذي ليس له نظير في الوجود .إذا طغت أحدى هذه الهويات دينية كانت أم قومية على أنسانيته وأخترقت مخدعه ودنست مقدسه تنزل درجة حرارة مكانته  تحت الصفر  كما رأينا في النزعة القومية المتطرفة لدى هتلر التي راح ضحيتها ملايين من البشر والجماعات الأسلامية الدموية المتشددة التي سببت الفوضى العالمية .سنحاول عرض طريقة تفكير هؤلاء المصابين بهذه النرجسيات المقيتة:
-أنهم يملكون الحقيقة المطلقة وإن غيرهم على ظلال .هذا أدعاء فارغ وتكبر أحمق لا يحتاج الى جهد فكري لتفنيده وكشف بطلانه فالحقيقة مطلقة من حيث المبدأ نسبية من حيث الواقع وأنها مرهونة بالإطار الفلسفي والعلمي والمعرفي الذي نحيا فيه تتغير بتغيره وتتقدم بتقدمه وكلما تطورت معارف الأنسان تقلصت الفجوة بين النسبي والمطلق وليس لأحد الحق في أمتلاكها لأنها ليست سيارة أو شركة ليتم تسجيلها بأسم س من الناس بل كل واحد يعيشها ويعبر عنها من زاوية نظره فتصبح الأراء المختلفة متكاملة لا متناقضة .
-تحاول كل النرجسيات الدينية والقومية عبثا تحويل التفاوت التاريخي بين الثقافات والحضارات الى تفاوت طبيعي وتضع نفسها في مواقع خيالية وتنظر الى الأخرين من فوق النجوم.وسئمت أذاننا من نغمة "شعب الله المختار"و"كنتم خير أمة أخرجت للناس..."و"المانيا فوق الجميع"أنها نظرات باطلة أستعلائية لأن العقل واحد عند الجميع لا يوجد فارق نوعي بين البشر لكن الشروط التاريخية والذهنية هي سبب التفاوت وقصة ولد الأدغال الذي تربى مع الذئاب وعاش كذئب لأنه لم يعيش مع البشر خير دليل على ما نقول.
- أفرازات النرجسية الدينية والقومية للثنائيات المقيتة الخير /الشر والكافر/الملحد والحق/الباطل والاسود والابيض إن هذا التقسيم الحدي الذي يتجاهل المساحات الوسطية فايروس يميت العقل ويقتل الضمير لأنه يرى الصلاح كله في نفسه والشر في الأخر.
-ومن نرجسيات الدين والقومية التماهي مع سلطان الله المطلق فهم يسرقون إرادة الله  ليدينوا العالم ويفنوهم إذا لم يسيروا على نهجهم لا كما سرق بروميثيوس في الأساطير
 الأغريقية النار من الآلهة ليخدم بها بني البشر بعد الأطلاع على أسرارها.
-ومن مظاهر النرجسية الدينية والقومية تقديس اللغة العربية لغة أهل الجنة لا ادري إن كان الله اي لهجة يتكلم وهل يلبس العقال واليشماغ.ولماذا يسمح للمسلم بالزواج من الكتابية "يهود ومسيحيين"لكن لا يسمح لمسلمة بالزواج من كتابي تحت تبريرات واهية مثل افكارهم السخيفة هذا يعكس نظرتهم على علو كعبهم على الأخرين.
طالما تحكمنا ذهنية أمتلاك الحق المطلق والأخر باطل بالمطلق حياتنا ستكون في خطر ومصيرنا مجهول .إن جذور هذه الأسباب تكمن في الأنغلاق اللاهوتي وأنسداد شرايين الحداثة لدى العرب والمسلمين ويجب تحرير العقل من قيود الماضي والأنطلاق به نحو أفاق العالم المعاصر حيث العلمانية والديمقراطية وحقوق الأنسان .فالدين بشكل عام هو دعوة البشرية الى الأيمان بالله والعيش حسب مشيئته أي حب الأنسان هو جسر للعبور الى حب الله كما قال الرسول يوحنا"من قال أني أحب الله وهو لا يحب أخاه الأنسان كان كاذبا فالذي لا يحب أخاه وهو يراه لا يستطيع أن يحب الله وهو لا يراه".مهما كان كل مؤمن يرى الحقيقة في دينه هذا لا يمنعه ان يرى القيم الانسانية الرائعة والتعاليم الاخلاقية النبيلة الموجودة فيها ولتكن هذه المبادئ المشتركة قاعدة للتعاون معا في بناء عالم يسوده الخير والمحبة والسلام ونسيان الخلافات والأختلافات .
هذه بعض مقتطفات للدكتور مراد وهبة من كتاب ملاك الحقيقة المطلقة كشعلة مضيئة لتحرير العقل من أغلاله
-عمانوئيل كانط"كن جريئا في أعمال عقلك"هذا هو شعار التنوير الذي عبر عنه كانط في مقال له بعنوان واب على سؤال ما التنوير؟ نشر في مجلة شهرية في برلين 1789 .
-عمانوئيل كانط "إن التنوير ليس في حاجة إلا الى الحرية وأفضل الحريات خلوا من الضرر هي تلك التي تسمح بالأستخدام العام لعقل الأنسان في جميع القضايا.
-التفكير في النسبي بما هو مطلق فيتساوى النسبي مع المطلق أي يتمطلق النسبي فيمتنع تطوره.
-لقد مارس كل من علم الكلام وعلم اللاهوت وظيفة التكفير .فكفر غاليلو وقتل جيوردانو وكفر ابن رشد وقتل الحلاج بل ان المذاهب المسيحية كفر بعضها البعض وكذلك فعلت الفرق الاسلامية . 
-ليس في أمكان أي ثقافة أن تعيش اذا حاولت حذف الثقافات الأخرى"غاندي".
-لقد وضع كانط الفلسفة النقدية في مقابل الدوجماطيقية وكان يقصد بالفلسفة النقدية قدرة العقل على كشف جذور الوهم القائم في تصور إمكان أقتناص المطلق.
-الانسان بمجرد ان يقبض على المطلق فإن هذا المطلق يصبح نسبيا ويتوقف ان يكون مطلقا.
-إن الأصولية أيا كانت سمتها الدينية تمزج المطلق بالنسبي والحقيقة الابدية بالحقيقة العابرة وبذلك تدافع عن حقيقة لاهوتية ماضوية فتعجز عن التعامل مع الوضع الراهن ليس لأنها مجاوزة لهذا الوضع ولكن لأنها تتحدث عن وضع ماضوي فتمنح مصداقية ابدية لرؤية نسبية وفي هذا السياق تصبح الأصوليات ممهدة لما أسميه "صراع المطلقات".
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com

53
دماء تصرخ من أرض نينوى
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استرالي
  يا من سكبتي عطر الناردين على الأنسانية
وقعتي فريسة بين فكي مصاصي الدماء
مزقوا جسدك وألتهموا أحشائك فرحين
هذا هو قدرك وما عليك سوى البكاء
أنها شريعة إلههم الجبار المكار
طاعتهم له شرط الذهاب الى السماء
القتل والذبح والأغتصاب ديدنهم
عشاق الموت وهم للحياة غرباء
من أجل حور العين يفعلون كل شئ
داخل قضبان شهواتهم الدنسة هم سجناء
الدنيا قذارة والأخرة دعارة
هل هذا إله أم قواد ليس به ختم الشرفاء
يتلذذون في سفك الدماء
والهدم عندهم هو البناء
لا فرق بين مسيحي ومسلم في عرفهم
فقطع الرؤوس هو للغليل شفاء
أعداء الحب والحق والحضارة
ليس في قلوبهم مثقال ذرة من الوفاء
على جثث الناس يرقصون طربا
سواسية عندهم شيخا أو طفلا أو حتى الحبلى من النساء
شردوا الناس من ديارهم
وعلى الطرقات ساكنين يجلسون القرفصاء
الجوع والعطش والحر رفاق الدرب
والدموع والأحزان من خير الأصدقاء
يا نينوى من الأرض تصرخ دماء أبناءك
يا بلاد أشور ويونان درة الأنبياء
وأسفاه على جبروتك وعظمتك وكبريائك
حتى يفعلوا بك هذا هؤلاء السفهاء
قلوبنا تنزف وعيوننا تدمع
على ذاتك الجريحة يا حدباء
يا أرض الأجداد والأمجاد والمفاخر
مرة أخرى يغدر بك الزمان بسخاء
يا يسوع قلوبنا تنضح وجعا وألما
أسرع ألينا من لنا في غيرك عزاء
نطلب العون منك يا أم المعونة
أنك ملجأنا في الصعاب يا أمنا العذراء
صليبك سيفنا وحبك درعنا
نقاتل به الكره والضغينة والأعداء
قلت لنا سأكون معكم الى منتهى الدهر
تشاركنا حياتنا في السراء والضراء
أنظر يا رب بعين الرأفة الى عبيدك
الذين يصلون لك في العلانية والخفاء
لقد خارت قوانا وذبلت زهرة صبرنا
بدونك يارب نحن ضعفاء
أرحم شهداءنا الأبرار يا الله
أسكنهم فسيح جناتك أنهم رمز الفداء
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com




54
أنا زعيم عربي إذن أنا نرجسي
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
النرجسية هي حب الذات بأفراط والأعجاب بالنفس يصل درجة العشق .جاءت هذه التسمية من "نرجس" وهو أسم أحد الشخصيات في الأساطير الأغريقية أستعارها المحلل النمساوي سيغموند فرويد 1856-1939 من اعمال الشاعر اوفيد"اوفيدوس"من كتاب التحولات وبنى عليها فكرته عن حب النفس السلبي إن صح التعبير.وتقول الأسطورة وإن أتت باكثر من صيغة لكن كلها تصب في مجرى واحد:قد كان هذا الشخص شابا جميلا تنجذب له العديد من الفتيات الجميلات ولكن ما كدر النساء إنه لم يكترث بأي منهن ولقد وقعت "إيخو"وهي احدى الحوريات في حبه لكنه رفض حبها بقسوة وكعقاب له على عدم تعاطفه وقسوته لعنته الآلهة بأن يحب نفسه فقط وفي يوم ما مال "نرجس" فوق بركة ماء ليشرب فرأى أنعكاس صورته على الماء ووقع في حب نفسه وظل ساعات ينظر أليها وفي هذه اللحظة فطن إنه قد أحب نفسه تماما كما وقع الأخرون في حبه ولم يستطيع ان يتوقف عن النطر الى أنعكاس صورته في الماء لذلك أبتعد بسرعة عن حب نفسه وفي رواية أخرى سقط في الماء وغرق ومات على ضفة البركة نبتت حيث مات زهرة أطلق عليها النرجس.يرجع أهتمام علم النفس بالنرجسية الى عام 1905 لى يد العالم الشهير فرويد وفي عام 1914 نشر مقالة بعنوان "مقدمة في النرجسية" فيها يصف النرجسية أنها مرحلة أنتقالية لحب الذات وشذوذ وأنحراف ونمط لأختيار الموضوع وخلص إن النرجسية بالنسبة له هي حب الذات المبالغ به".عصارة النرجسية تكمن في إن الليبيدو "الطاقة النفسية"بدل أن تتوجه الى الخارج او الموضوع مثل الحبيب والأهل والأصدقاء لأقامة علاقة صحية وصحيحة تتمركز حول الذات لتسير في الطريق الملكي الى هذيان العظمة.
كما إن الماء ضروري للحياة لكن كثيره مدمر "فيضانات" هكذا النرجسية في حدود الأعتدال تكون مقبولة لا بل حاجة أساسية لأنها تعلم الثقة بالنفس والأعتزاز بالذات وأحترامها لان محبة الأخرين تتوقف على حبي الأيجابي لنفسي " أحبب قريبك كنفسك" وأما كثيرها التي تتجاوز المعقول الى درجة الجنون تصبح كالأعصار الذي يجرف كل شئ بدون تفرقة ولا تمييز.ومن سمات الشخص النرجسي التعالي والغرور والتغطرس وجنون العظمة وعدم التسامح ويظن أنه فلتة العصر وإينشتاين زمانه وأن رأيه لا يقبل النقاش لأنه لا يأتيه الباطل لا من خلفه ولا من أمامه وليس له مانع أن يصل الى أهدافه على أكتاف الأخرين ويعتقد أنه الأجمل الأذكى والأكمل وحريص دوما على مظهره جي يكون أفضل من الجميع ويسخر من الغير ويستخف بهم لأنهم قياسا به وبعظمته كالنملة جنب الفيل.إنه مثل الطبل يصدر صوت لكنه من الداخل فارغ وكالبالون كبير الحجم خفيف الوزن وإذا تم نقده وكشف فشله وتبيان عيوبه يترك الأنا الفردي ويتحصن بالأنا العشائري او الأنا الديني او الأنا القومي ليداوي به جراحه ويلجم شعوره بالنقص.
هذه كانت مقدمة سريعة وفكرة بسيطة سلطنا فيها الضوء على الشخصية النرجسية لتساعدنا كمدخل هام لفهم شخصية الزعيم العربي او "الزعماء العرب" بدون أستثناء سنأخذ على سبيل المثال لا الحصر عينات منهم لأنهم كلهم " في الهوى سوى"فالمبدأ واحد عند الجميع رؤساء وملوك وأمراء وأن أختلفت الأسماء والبلدان وهوعشق الكرسي المرضي .وأختيارنا سيكون نتيجة الدمار الذي ألحقوه ببلدانهم وشعوبهم وما زال بعد رحيلهم وهم صدام حسين وعلي عبد الله صالح وحسني مبارك وبن عابدين والأسدين.هناك سمات مشتركة بينهم فهم نرجسيين بأمتياز وحتى النخاع.
1-التفكير السحري:يدعي كل واحد منهم انه القائد الضرورة والمنقذ التاريخي الذي سيحرر فلسطين وينقذ العرب من الذل والخنوع ويقودهم الى حيث المراعي الخصبة وما على الجماهير إلا قطع أحبالها الصوتية وتمزيق حنجرتها بالهتاف والصياح بالروح والدم نفديك يا ....
2-حب الظهور:إنهم مهووسين بالظهور في وسائل الأعلام وعمل المؤتمرات واللقاءات والزيارات كي تمتلئ قربة كبريائهم المثقوبة.ولو قمنا بجولة مكوكية في كل البيوت والأزقة والشوارع والدوائر والساحات العامة لرأينا أطنان من الورق ومواد البناء تصرف على صورهم وجدارياتهم تعد بالمليارات من الدولارات كان يمكن لو أستثمروها في بلدانهم لأنتعش الأقتصاد وأرتفع المستوى المعيشي للناس.
3-أنيميا المدح والأطراء:جوعهم النرجسي الى المديح والأطراء ليس له حدود ويقومون بأعمال ظاهرها أنسانية خيرية كبناء المساجد والكنائس ودور الأيتام والمدارس والمستشفيات لا حبا بالناس بل مطلب من مطاليب جنون العظمة الذي يقتات من الأهازيج والأغاني والتصفيق فكلما شعر بأحتياج الناس أليه زاد رصيده من الفخر والأعتزاز أي كما يقول المثل الشعبي "كبر راسه".
4- الوهم المقدس :يعاني الزعماء العرب من وهمين أساسيين وهم الخلود ووهم الشباب الدائم ويظنون أنهم  غير مائتون لذلك هناك حراسات عسكرية مكثفة عليهم للسهر على حياتهم وتحت أيديهم أحسن الأطباء لمتابعة صحتهم.وتوريث أبنائهم المنصب من بعدهم لأسباب طارئة هذا هو الخلود البايولوجي وهو أضعف الأيمان.ويحاولوا توقيف مسار الزمن من خلال عمليات التجميل والمكياج وصبغ الشعر لمقاومة شبح الشيخوخة الذي يخيفهم وصدق من قال" ما أفسده الدهر لا يصلحه العطار"من له أذنان للسمع فليسمع.
5-حساسية النقد:وأي نقد يعني المساس في قدسية الزعيم لذلك السجون العربية مكتظة بالسجناء الأبرياء والسياسيين الذين لا لسبب إلا لكونهم أصحاب أقلام حرة ناهيك عن فرق الأعدامات والمقابر الجماعية التي خلفوها.وتركوا بلدانهم خرابا بعد رحيلهم لأن جرح النرجسي ثمنه بالغ وهو هدم وتدمير
فهم أي الزعماء يظنون إن الأرض ومن عليها ملكهم فأن لم يستطيعوا الحفاظ عليها يتركوها ترابا كما هم صرحوا مرارا وتكرارا وكانوا صادقين في كلامهم.والمالكي هو الوريث الشرعي لأملاك النرجسية لا يحد قيد أنملة عن أسلافه في أمساك كرسي الرئاسة بالأضافر والأسنان فقد سكر من نفط العراق وحول الوطن الى بحيرة دماء دون أن يرف له جفن والحبل على الجرار.
الى الشعب العربي عامة والشعب العراقي خاصة الذي ما زال يدفع ثمن خطاياعدم الحداثة وذنوب اللاتحضرإن كان هذا قدرنا الذي عاجزين على تغييره الأن لأن أيدينا أكتوت بناره كي لا يصل الحريق الى الاجيال القادمة علينا أطفاء هذه الذهنية الهدامة أي النرجسية المقيتة من خلال تطهيرالمؤسسات الدينية والثقافية والتربوية من براثنها نبدأ فيها من الأسرة لأستئصال هذا الوباء الفتاك كي لا يولد لنا مالكي جديد.
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com




55
نقد الدين شرط لتحطيم الأوهام والنهوض الحضاري
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا
نقد الدين هو الشرط المسبق لكل نقد /نقد فلسفة الحق عند هيجل ..كارل ماركس
الاعتقادات الراسخة هي أعداء الحقيقة وهي اكثر خطرا من الأكاذيب..نيتشة
ولد الانسان حرا وهو في كل مكان مكبل بالأغلال..جان جاك روسو في رائعته العقد الأجتماعي
عندما ننظر الى عظمة الحضارة الأوربية من فن وجمال وقيم ورقي في نمط الحياة واسلوب العيش مع ما نحن عليه من أنحطاط وتدهور وتخلف قابعين في الدرك الأسفل من الحضارة تزدحم في رؤوسنا اسئلة كثيرة تؤرقنا كثيرا وتقض مضجعنا ولا نجد لها دوما إجابات شافية وافية .ومنها بماذا يختلف هؤلاء البشر عن غيرهم؟ هل هم من جبلة ونحن من غيرها؟وهل جاءوا من كوكب آخر غير كوكبنا؟ وهل جيناتهم تختلف عن جيناتنا ؟ لماذا هم قادة في المنتوجات الفكرية والمادية ونحن جنود على رقعة شطرنج الأستهلاك؟ هل للآلهة يد في هذا التصنيف أم هناك سر لا نعرفه ؟ هذا ما سنحاول تسليط الأضواء الكشافة عليه في الأسطر القليلة القادمة: يقال إذا عرف السبب بطل العجب "فالأنسان في كل مكان تركيبته واحدة لا اختلاف فيها وإن نظرية تفوق عنصر على آخر بدعة لا قيمة علمية لها.وتفوق الحضارة الأوربية على غيرها من الحضارات مشروطة بظروف ما سنتطرق إليها الآن.من درس التاريخ يعرف إن اوربا عاشت قبل الآن عصورها المظلمة في القرون الوسطى عندما كانت الكنيسة تمسك بزمام الأمور وتقبض بيد حديدية على كل حبال الحياة ولم يكن يستطيع أحد أن يتنفس إلا بإذن منها وهي صاحبة الحل والربط في كل شئ وتوزع الجنة على الناس عن طريق ما يسمى صكوك الغفران وأنشأت محاكم التفتيش السيئة الصيت والغنية عن التعريف لمحاكمة كل من لا يسير على خطها الفكري من حرم وقتل وحرق وأضطهدت المفكرين والعلماء وأبرياء راحوا ضحية تعجرفها وعنجهيتها. كل هذا كان ضد تعاليم مؤسسها وبعيدة عن روح الأنجيل هذا لا يعني إن كل رجال الدين ساروا على هذا النهج بل كثيرا منهم وقفوا ضدها وفضحوا سياستها النفعية والأستعلائية.إن حرية التفكير ونقد الأرض والسماء التي ناضل من أجلها الاوربيون ودفعوا ثمنها غاليا كانت النقلة النوعية من ظلمة القرون الوسطى الى انوار العصور الحديثة .فمع الأصلاح اللوثري في القرن السادس عشر الذي زلزل سلطوية الكنيسة وهز أركان العالم القديم وغير ملامحه مع كثير من المفكرين والفلاسفة والعلماء نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر :رينيه ديكارت 31 فبراير 1596 -1650 من فرنسا الذي يعتبر أبو العقلانية الحديثة وسبينوزا 1632-1677 صاحب الكتاب الرائع رسالة في اللاهوت والسياسة .والكاتب الساخر فولتير 1694-1778 صاحب المقولة الخالدة "أنا لست مقتنعا بشئ مما تقوله لكني سأدافع حتى الموت عن حقك في أن تقوله".وجان جاك روسو1712-1778 وفرنسيس بيكون 22 يناير 1561- 9 ابريل 1626 محطم منطق أرسطو القائم على القياس ومفجر الثورة العلمية القائمة على الملاحظة والتجربة.وهو الذي كشف الأوهام التي يقع فيها العقل وسماها 1- أوهام القبيلة 2- أوهام الكهف 3- أوهام السوق أوهام المسرح وهي انحرافات يبعد فيها العقل عن الحكم الصحيح .وأمانويل كانت 1724- 1804 صاحب كتاب نقد العقل الخالص .إن هؤلاء الفلاسفة وغيرهم وإن أختلف موقفهم من الدين بين مؤمن وملحد لكن موقفهم واحد من الكنيسة وهو سحب بساط السلطوية من تحت أقدامها ونبذ الخرافات والأساطير والأوهام التي أفرزتها ودك حصون الميتافيزيقا والغيبيات بمعاول العقل والعلم وعلمنة الحياة كافة ومحاربة كل التقاليد الدينية والثقافية القديمة وبناء ثقافة عقلانية علمية تكون المرجعية في كل الأمور. ويتم فصل الدين عن السياسة ويصبح مسألة شخصية بين الأنسان وربه وبذلك يتم نقاءه وصفاءه بعد أن تشوهت سمعته بيد الساسة وبعض رجال الدين البراجماتيين وتم تأسيس ثقافة جديدة تجري في عروقها دماء حرية العقيدة والتفكير والتعبير .الآن وفي ظل العلمانية والديمقراطية يستطيع كل أنسان أن يجاهر بإيمانه أو ألحاده لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .لا نبالغ إن قلنا بقدر ما تعرضت له الكنيسة من هجوم قاسي شرس من المسيحيين أنفسهم والملحدين لكن قدموا لها خدمة جليلة من حيث يدرون او لا يدرون وهي تنقية الإيمان من شوائب الخيالات والأوهام لذلك خرج الإيمان أكثر قوة من قبل وهو واقف الآن على أرض صلبة بعد أجتحاف الكنيسة الفلسفة والعقل والعلم في عقائدها وتعاليمها عندما أنفتحت على العالم من خلال المجمع المسكوني الثاني 1962-1965 وأعادت النظر في موروثها الديني والثقافي وأبعاد ما لا يتلائم مع الحياة العصرية دون أن تمس أسس الإيمان القويم.وهي الآن غير مبالية بأي نقد لأن لها ثقة بدينها وتتقبله بروح رياضية.النقد وقبول الرأي والرأي الآخر هو سر أنطلاقة الحضارة الغربية نحو العلى.أما في الشرق الأسلامي الذي يعيش حاليا القرون الوسطى الأوربية  أي نقد ضد الدين يعتبر مروق عن الدين وخروج على الشريعة وينعت صاحبه بالكفر والألحاد ويستخدم ضده حكم الردة.وللبحث عن الحلول للآفات الأجتماعية التي تعاني منها المجتمعات العربية والأسلامية ينبغي الوقوف على أسبابها الحقيقية وتشخيصها لان معرفة الداء نصف الدواء وعبثا يحاولون إيجاد الحلول في مكان آخر كما حاول أحدهم في قصة من التراث العربي عندما أضاع ابرة في غرفة مظلمة ولأن الرؤية فيها معدومة حاول البحث عنها في الخارج حيث نور الشمس هذا هو حال القائمون على الدين والدولة أنهم يغردون خارج السرب.الأسلام عقيدة وشريعة دين ودنيا يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ويحصي كل شاردة وواردة وكلام الفقهاء والشيوخ يعتبر موحى به لا يمكن المساس به لذلك امامهم يكون عقل المسلم خارج الخدمة .وهم يضعون أسبقية النقل على العقل ولا أجتهاد فيما فيه نص ومن تمنطق فقد تزندق وأي نقد غير مقبول لأنه يعتبر طعن في الذات الإلهية بأستثناء فرقة المعتزلة التي ظهرت في القرن الثاني قلبت المبدأ وجعلت العقل قبل النقل لكنها لم تستطيع الصمود امام الاسلام التقليدي المتمثل بالسنة والجماعة وهكذا أنتشرت الخرافات والأساطير بين الناس من زيارة قبور  الاولياء والائمة طلبا للتبرك وتسليم مصيرهم بيد الجن والعفاريت والملائكة والشياطين والتداوي بطرق بدائية من الحجامة وحبة السودة وبول البعير سنحاول في عجالة أن نبين بعض الامور التي نراها سبب كافي وراء تخلف المسلمين:
1-مسالة الخروج على الحاكم الجائر هي خلاف بين أهل السنة والجماعة بين نعم ولا لكن الرأي الذي طغى على مسار التاريخ الأسلامي هو عدم الخروج والتبرير هو لئلا تحدث فتنة بين المسلمين ويتقاتلوا فيما بينهم لا ادري هل يوجد فتنة اشد من ظلم وجور الخلفاء منذ 14 قرن ودفع ثمنه المسلمين وغير المسلمين عن تفاسير الفقهاء الذي تحول كلامهم من إجتهاد بشري قابل للصح والخطأ الى كلام إلهي معصوم من الخطأ وبالتالي تتغذى الديكتاتوريات العربية والاسلامية من هذا المنهل والنتيجة محاولة أطفاء شرارة الثورة على الظلم في اعماق المسلم بأسم تفسير معين للدين لكي لا يتغير واقعه نحو الأحسن.
2-ما زال الجدال دائرا بين انصار السفور والحجاب وبسبب القاعدة الفقهية الفاسدة التي تقول العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب حاولوا تفسير آية الحجاب وتعميمها على نساء المؤمنين في كل الأزمان وتجاهل الظروف الخاصة وأسباب النزول الذي سوف تكشفه من المستنيرين وعلى رأسهم نظيرة زين الدين الحلبي في كتابها الرائع السفور والحجاب ومحمد سعيد العشماوي في كتابه حقيقة الحجاب وحجية الحديث واقبال بركة في الحجاب رؤية عصرية وغيرهم لا مجال لذكرهم هؤلاء نسفوا بالدليل والبرهان ما يدعو اليه عباد النصوص  التي اكل الدهر عليها والمصابين بعقدة من تحرير المرأة.
3-"في السماء رزقكم وما توعدون"الذاريات 22-23 إن الأعتقاد إن الرزق آت من السماء يحول الأنظار عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الفقر وهو التوزيع الغير العادل للثروات انها مناورات حكومية تجد لها سند من الدين ورجاله لتمنع الناس من التظاهر مطالبين بلقمة عيش.
4-أغلب العالم أخذ بالعلمانية أو في طريقه إليها كأحسن نظام للحكم الذي يقف على مسافة واحدة من الاديان جميعا وينادي بالمساواة وحرية العقيدة والتفكير والتعبير لكن الدول الاسلامية تأباها وتخشاها وتنعتها بالكفر والالحاد لا لسبب إلا لأن هناك بعض النصوص الدينية عندهم مثل اهل الذمة وقتل المرتد وغيرها تقف عائق امام الحداثة ومبادئها الانسانية الراقية ولا مناص من تأويل هذه النصوص عقلانيا كي تلائم العصر والا تبقى المشاكل قائمة .
ما نريد قوله إن الدين قوة لتحرير الانسان لا لتكبيله كما كان اكثر الأحيان وكل دين لا يتفاعل مع مستجدات العصر يعتبر هزيل وضعيف يرمى في سلة المهملات وكل دين يصاب بفايروس الدوغمائية يعزل عن التاريخ الأنساني لأنه يقف حجر عثرة أمام النهضة الحضارية وكل دين يجب ان يكون على أتم الاستعداد والمرونة لتبديل ثيابه العتيقة والبالية عندما تنزل الى ارض الواقع موديلات جديدة من المعارف والعلوم.
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com




56
جهاد النكاح والأجر على الله
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
أصدر الشيخ محمد العريفي من السعودية وعضو رابطة العلماء المسلمين ومن لف لفه من الشيوخ فتوى تعد من براءة إختراعه وغريبة من بلاد العجائب يستحق عليها جائزة نوبل للحقارة والنذالة والسفالة حيرت العقول وصدمت النفوس وشوهت القيم الأنسانية ولوثت المبادئ السامية وأصابت روح الحضارة بالسكتة الأخلاقية والجلطة البهيمية ألا وهي جهاد النكاح أو المناكحة فيها يتم التغرير بالفتيات والنساء وأرسالهم الى جبهات القتال خاصة في سوريا للترفيه عن المجاهدين جنسيا وسيكون لهم أجر متميز عند الله وكان لدولة تونس حصة الأسد في ذلك .وتم استغلال لديهم ضعف الثقافة الدينية والجوع الجنسي لتمرير فتاوي لا تقبل بها أنثى أي حيوان فما بالك أنسانة تتميز بالعقل والكرامة اللهم إلا إذا كانت تخدع نفسها وتمارس رغباتها المكبوتة في إطار شرعي لتخفف من وطئة الشعور بالذنب الذي تدفعه ضريبة لثقافة التابو.ونقلت لنا وسائل التواصل الأجتماعي من أفواه الضحايا الطريقة التي يتم بها أستدراجهم وأقناعهم فهناك غرف أو مخيمات خاصة وجداول للتوقيت لهذه المهمات وهي نسخة طبق الأصل من بيوت الدعارة يكون حاضر فيها شيخ دوره التزويج والتطليق بعد ساعة او ساعتين حسب الظروف لتصبح العملية مشروعة من وجهة نظرهم وينتظر في الخارج طابور من عباد الفرج دورهم لتفريغ شحناتهم الجنسية على هؤلاء الأبرياء وتكون الممارسة طبيعية مع المرأة أما مع الفتاة فتكون من الخلف "الدبر".لا ادري على من يقع اللوم على المجاهدين أنفسهم أم على بابا نوئيل الذي وعدهم بالحور العين حقا قيل إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص.ان هذه الفتوى الكيمياوية من الشيخ العريفي لم تمر مرور الكرام فقد أحدثت دويا هائلا في الشارع العربي والأسلامي وجن جنون الناس من ريحتها القاتلة وهب عليها الشيوخ الأفاضل والمواطنين الكرام من على شاشات التلفزيون والقنوات الفضائية واللقاءات في الأماكن العامة لأستنكارها وتجريم صاحبها لأن لاأساس لها في الشرع ولا في الدين وهي التؤم الروحي للزنى والخلاعة والمجون.كلمة أخيرة لك يا شيخ عريفي يقولها كل أنسان له ذرة شرف وقليل من العقل لماذا لا ترسل زوجتك وابنتك واختك لأشباع الرغبات الجسدية للمجاهدين أليسوا هم أولى بالجنة من غيرهم سيروا ونحن ورائكم او ما تتحلله على الاخرين تحرمه على نفسك .كفى التلاعب بعقول البسطاء من الناس وتشويش حياتهم صدقني لو الحجارة تنطق لأصابها الأسهال من الضحك على الفتاوي الكاريكاتيرية.
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com


"

57
فتاوي الشيوخ يدفع ثمنها المسلمين والمسيحيين في سوق البيع والشراء
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
ليس من الحب فقط بل من الجهل ما قتل أيضا.أن الدماء التي تسيل في العراق وسوريا ولبنان ومصر...ألخ هي فاتورة يدفع ثمنها الأبرياء نتيجة جهلهم للفتاوي الدراكولية التي يطلقها بعض الشيوخ المتلحفين بعباءة الدين لتحريض الناس على ما يسمى الجهاد في سبيل الله.وهم بذلك يستغلون العاطفة الدينية لدى البسطاء والسذج من الناس لتمرير سمومهم من على منابر الدس والتدليس .ونتيجة لغياب العقل العلمي النقدي والنضج الفكري وأستقلالية الرأي تصبح التربة خصبة لتنبت هذه الأفكار السامة وتحمل ثمارا قاتلة.وهم من خلال منهجهم التكفيري يحكمون بالموت على كل من يخالفهم رؤيتهم للدين وفي دعوتهم للجهاد يسوقون الناس كالغنم للذبح واعدين أياهم مكافأة مجزية من رب العالمين وهي حور العين مسكوف.وهكذا تشحن بطارية الكراهية داخل المسلم ليصعق كهربائها الغير المسلمين كما يحدث في قتل وخطف وتهجير المسيحيين مدنييين وقسيس ورهبان وتدمير كنائسهم وأديرتهم.ومن هؤلاء الشيوخ على سبيل المثال لا الحصر الشيخ محمد العريفي من السعودية والشيخ القرضاري من الأزهر في مصر هؤلاء قامتان كبيرتان في أصدار الفتاوي النارية التي حرقت ولا زالت الأخضر واليابس في بلداننا.فهم يستغلون الدين لمصالح شخصية ومكاسب مادية ويضعون النصوص الدينية تحت أقدام أسيادهم في السعودية وقطر وايران لتستنطق بما يهوون .ليس لهم مبادئ أنسانية ولا يخافون الله في خلقه لقد تحولت الفتاوي عندهم الى مهنة مربحة تحتاج فقط الى بهلوان يصدرونها حسب الطلب ورغبة الحكام ولمن يدفع بالدولار فهي أي الفتاوي مبنية على الرمال المتحركة وكالحرباء تتلون حسب الموقع التي هي فيه .تكون فاعلية الفتاوي الفتاكة قوية كلما تبخرت النظرة العقلانية الى الدين واصبحت الخرافة والأسطورة لها الكلمة الفصل على عقول الناس.يحمل هؤلاء الشيوخ كروموسوم "التناقض"فهم تارة مع الدكتاتور الفلاني يصفونه بأقدس الأوصاف وتارة ينعتونه بالشيطان والكافر.يدعو العريفي الى الجهاد في سوريا بينما هو في سياحة في لندن أنها فتوى تفيد للمصابين بالأكتئاب لأنهم سيشفون من الضحك عليها والقرضاوي الذي دمر العراق بفتاويه القذرة أولاده يصولون ويجولون في اوروبا.إن الذين يدعون الى الجهاد ينبغي أن يكونوا القدوة لغيرهم أما شيوخنا الأنتهازيين والمنافقين يستخفون بعقول العامة ويستغلون جهلهم ليقودوهم الى حتفهم بأسم الدين أما هم يسكنون القصور ويركبون سيارات موديلات حديثة وينامون على وسادات من ريش ويتدثرون بلحاف من حرير.ومن المضحك المبكي أن الشيوخ فيما بينهم في التلفزة وعلى القنوات الفضائية يكيلون السباب والشتائم ويتهم احدهم الأخر بالكفر والمروق من الدين ويستندون في ذلك على نفس التراث الديني .والمسلم المسكين بين الحابل والنابل تعصف به رياح الحيرة والقلق.على المسلم وغير المسلم أن يعي أن زمن أحتكار تفسير الدين من قبل فئة معينة من الناس قد ولى وأن يفرضوا سلطانهم على المؤمنين غير مستساغة لدى الأنسان المعاصر.إن الأنسان ليس دمية بيد رجال الدين نسجت خيوطها فتاوي الشيوخ للتلاعب بها أنه كائن واع وحر يجب أن يكون عقله وضميره مرجعه الوحيد في تحديد سلوكه وتقرير مصيره وان يرفض أي أملاء من أحد ولا طاعة عمياء لأي جهة وعليه ان يعيش كما يفكر ويمليه عليه ضميره لا أن يحيا الأخرين فيه ويفكرون بالنيابة عنه والنتيجة تكون ما نراه من مأساة وهي فتوى واحدة يصدرها أحد الشيوخ كفيلة بأن يبصم لها بالعشرة ملايين من البشر بدون فحص ولا تمحيص لمجرد ثوب القداسة الذي ألبسه جهلهم وتخلفهم على الشيخ الفلاني.ولكي نقطع دابر هذه المصائب التي تحل بنا ونؤسس ثقافة جديدة على غرار الدول المتحضرة المنعمة بالديمقراطية وحقوق الأنسان والأستقرار . 
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com

58
هل حقا لا يوجد كهنوت في الأسلام؟
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
يتبادرإلى أذهان بعض المفكرين المسلمين بأن من الأمتيازات التي منى بها الله على الأسلام هو عدم وجود الكهنوت فيه كما هو الحال في اليهودية والمسيحية وبعض الديانات الأخرى.لأن الكهنوت حسب مزاعمهم هو وظيفة أخترعتها وأحتكرتها فئة من الناس من اجل السيطرة والتسلط على الأخرين من خلال أدعائها بأنها الناطق الرسمي بأسم الله وأنها الوسيط بين السماء والأرض وإن أي عملية أتصال بين الله والأنسان بدون ختم من عندها أو توقيع عليها تكون مزورة ومزيفة دينيا وروحيا وأخلاقيا واجتماعيا.وهي بذلك صادرت عقول الناس وسحقت حريتهم ومنعتهم من التفكير وأعلنت عليهم الإقامة الجبرية في كهوف العبودية والتبعية والطاعة العمياء والتسليم المطلق وقتلت فيهم روح النقد والفحص.أن أي فكرة أو رأي من أي شخص تتعارض مع القوالب الفكرية والأطر العقائدية التي تؤمن بها يكون مصيره النفي أو الحرق أو المقصلة كما كان حال بعض المفكرين والعلماء والسحرة والمشعوذين في القرون الوسطى عندما كانت الكنيسة مهيمنة وسيفها البتار متسلط على الرقاب على كل من يخرج قيد أنملة على تصوراتها للأنسان والمجتمع والكون.لذلك فوجود هذه الوظيفة يعد خطرا على الأنسان على دينه ودنياه وأنتهاك لحرمته لأنها تجعل فئة قليلة تدعي العلم والمعرفة وتحمل راية الإيمان ألمستقيم أن تتحكم وتفكر وتقررنيابة عن الناس جميعا وتزيح وجودهم وتلغي كيانهم وتجعلهم صفر على اليسار بالتفويض التي تلقته من السيد الأعلى كما هو الحال في المؤسسة الكنسية.نحمد الله أن المسلم علاقته مع الله عمودية دون وسطاء أو وكلاء نيابة أشخاص كانوا أو مؤسسة دينية لأن إيمانه نابع من تفكيره الحر وقناعاته الشخصية  دون أملاء أو فرض من أي جهة كانت.لنرى الى أي مدى يصح هذا الأدعاء.هناك خطأ في مفهوم هؤلاء المفكرين عن الكهنوت سواء كان مقصودا أو عن جهل فالنتيجة واحدة .ونحن بدورنا نتسائل الى أي مدى المسلم يملك الحرية الشخصية في تشييد بناءه الفكري والروحي في ظل الحكومات الأسلامية؟هل ما يقال كلام واقعي أم قيمته دعائية فقط؟أن كهنوت الأسلام لو صح القول كهنوت سلبي حيث يقدم فيه المسلم عقله وقلبه وحياته بخور سرور الى شيوخ الأسلام دون نبسة من الشفة ولا رجة من الفكر.قبل الأجابة على هذه الشبهة دعنا نعرف سر الكهنوت كما جاء في ويكبيديا الموسوعة الحرة"سر الكهنوت هو أحد أسرار السبعة المقدسة في الكنيسة المسيحية يتم بوضع اليد على رأس المرشح وهو التقليد المتوارث منذ العهد الجديد .لقد نصت التوراة صراحة على نظام كهنوتي دقيق غير ان المسيح وفق العقائد المسيحية قد ألغاه وكما ينص العهد الجديد فأن المسيح قد غدا "الكاهن الوحيد" أي فقد أقام المسيح أثني عشر "مساعدا له" وأوصاهم أعمال التدبير الأدارة –التقديس-إقامة الأسرار العماد والأفخارستيا ....الخ والتعليم والوعظ غير إن هذه الأقامة ليست بقوتهم الشخصية بل بتفويض المسيح وهو أساس سر الملكوت الى اليوم وواجبات الكهنة."
نحن لا ننكر إن الكنيسة لم تكن دوما أمينة على رسالتها الموكلة إليها من سيدها لأن بعض رجال الدين أستغلوا مركزهم بشكل سئ لتحقيق أهواءهم الشخصية ومنافعهم المادية وأحيانا نزولا عند رغبة بعض الأمراء والملوك.لكن سلوك بعض الكهنة الفاسد واللامسئول ليس دليلا للطعن في سر الكهنوت كما إن المهندس الفاشل ليس بسبب المنهج العلمي بل في عدم أستيعابه للمعلومات والعلوم التي تجنبه هذه الزلة.فالحضارة الغربية" المسيحية في جوهرها" خير شاهد على ما أقول لأنها تمتاز بالديمقراطية وحقوق الأنسان وكافة الحريات ولا يوجد أحديقتل فيها من اجل أفكاره سواء كان مؤمن او ملحد أو لا ادري أوصاحب بدعة او هرطقة لا يوجد شئ أسمه التكفير وحكم الردة على من ترك دينه ومن ثم إن لم يستتب يقتل .ما اكثر الافلام المسيئة للسيد المسيح والكتب والمجلات والمقالات الساخرة والمستهزئة به من المسيحيين انفسهم قبل غيرهم لكن رد فعل الكنيسة يكون حكيما وعقلانيا وليس بربريا وحشيا لأنها تحترم قيم العقل والحرية .اما ما يقوله هؤلاء المفكرين المسلمين عن انفسهم فهو من خرافات الدنيا السبعة فليس له اي صلة بالواقع لا من قريب ولا من بعيد فشبح الكهنوت "السلبي" يخيم على حياة المسلم بكل ابعادها من كهنوت سياسي وفكري وديني ....الخ لقد تم قتل أو تهجير كل المفكرين الذين لهم أفكار تنويرية لا بل احيانا هناك مكافأة مادية لعملية قتل عابرة القارات كما حصل مع سلمان رشدي في روايته الآيات الشيطانية .هل يمكن نشر كتاب دون موافقة الأزهرفي مصر أو هيئة العمل بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية  ليروا هل يوافق معتقداتهم أم لا وهل يستطيع أهل المحلات أن لا يصلوا  أثناء الأذان تحت هراوات الشرطةالدينية؟هذا هو الوجه القبيح للملكوت الذين يحاولون دفنه من خلال وضع مساحيق التجميل عليه.أدخل عزيزي القارئ الى موقع إسلام ويب لترى كم يتحكم بالمسلم أهل الحل والربط هناك اكثر من 200000 فتوة تحاصر المسلم من الميلاد الى الممات وبأتفه الأمور مثل بأي ساق يدخل الحمام والريح تبطل الوضوء وبول البعيروحتى لا يستطيع مباشرة زوجه بدون أمضاء من المراجع الدينية .لا ادري متى سيحفظ ويطبق هذا الكم الهائل من الفتاوي انها تغييب عقل المسلم  وتسفيه فكره وجعله لعبة خيوطها في يد الشيوخ .والمصيبة الكبرى عندما يكون المسلم أمام فتوتين متناقضتين يحتار من يختار لأنه لم يتربى على التفكير المستقل أو الضمير المسئول فهو يظن ان مسئولية تصرفه في رقبة المفتي هل يوجد حالة اكثر من الأنسلاخ الوجودي هذه.ومحروم على المسلم السؤال والتساؤل وقد جاء في القرآن الكريم "يا أيها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم"لقد ظهر شيخ على احدى القنوات الفضائية لا تسعفني الذاكرة على معرفة أسمه يعكس هذه الحقيقة قائلا "ان رجلا كانت زوجته حاملاوأشتهت نوع من الحلاوة  فلما لم يكن له المال ليشتري لها ذهب الى شيخ طالبا منه المال ليشتري الحلاوة فما كان من الشيخ الا قدم له برازه ليعطيه لزوجته لتأكل فأراد زوجها أن يعترض فأسكته الشيخ فذهب الرجل حاملا بيديه براز الشيخ وفي الطريق تحول البراز الى حلاوة .ويستطرد قائلا انت امام الشيخ كالميت بين يدي الغسال حتو وان رأيت شيخا يزني لا تقل الشيخ يزني بل قل عيناي زنت .في ظل هكذا عقول جربة وأفكار عفنة إكتبوا على عقل المسلم المسكين هنا يرقد على رجاء اللاقيامة.
Emmanuell-alrikani.blogspot.com

59
مارتن لوثر كنغ ألقس الثائر والأنسان الحالم
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا
الأحلام مذاق الحياة ونكهة الوجود بدونها يتحول الأنسان الى آلة صماء بكماء عمياء لا تنتج غير الهم والغم والنكد ولا تجتر غير الملل واليأس والقنوط.إنها واحة في صحراء حياتنا القاحلة ونجمة في ظلمة ليالينا الحالكة .تمنحنا دفئ المعنى والقيمة والجمال وتهبنا حرارة الراحة والفرح والسعادة .لأن الواقع عبارة عن سلسلة من الألام والمآسي والأحزان التي تثقل كاهل الأنسانية وما الحلم إلا سفينة النجاة التي تسير بنا الى بر الآمان الى عالم خالي من الشرور والحروب والصراعات والعنصريات المكروهة بكل أشكالها.بين جدلية الواقع والحلم واليأس والامل أبصر النور القس والناشط السياسي والأنساني مارتن لوثر كنغ في الخامس عشر من يناير 1929 وتوفي في الرابع من أبريل 1968 بمدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية وتمر هذه الأيام الذكرى الخمسون على خطبته الشهيرة "لدي حلم" وتمتد جذوره الى القارة الأفريقية وتزوج في بوسطن من كوريتا سكوت التي أنجب منها أبناؤه الأربعة .حصل على البكالوريوس في الآداب ثم على الدكتوراه في الفلسفة سنة 1955 بجامعة بوسطن.رمت به الأقدار في مجتمع أميركا الذي كان آنذاك غارقا في مستنقع عنصرية اللون لا بل كانت هي الهواء الذي يتنفس به الرجل الأبيض وكان يتألم كثيرا وهو يرى أبناء جلدته يعاملون بأحتقار وأذلال ومهانة فالتفرقة كانت هستيرية وبكل مفاصل الحياة من المدارس الى المقاعد في وسائل النقل وفي الشوارع والأماكن العامة ودوائر الدولة وحتى الاطفال يمنع الأختلاط فيما بينهم وكانوا يصفونهم بكل الأوصاف القذرة والبذيئة والتبخيسية التي تضعهم في خانة الحيوانات لا البشر.ولم يكن يعرف لماذا هذه العنصرية المقيتة والبغيضة التي حججها واهية لا أصل لها في الدين ولا في الاخلاق ولا في الأنسانية .إن تراكمات هذا الواقع المرير والسيناريو المأساوي الذي عاشه مارتن لوثر كنغ في طفولته فجر في أعماقه روحه الحزينة وذاته الجريحة لتنتفض على هذا` الوضع القائم ولتغير هذه الحال اللاأنسانية واللاأخلاقية مستلهما مبادئ وقيم رب المجد ورئيس السلام السيد المسيح والسير على خطى غاندي زعيم اللاعنف لتحقيق أهدافه في الأخوة والمساواة ونيل الحقوق السياسية والمدنية قد تكون المهمة شاقة جدا في أول الأمر لكنها ليست مستحيلة فبالأيمان العميق والأرادة الحرة القوية والرجاء نستطيع قطف ثمار النجاح وكانت الطرق السلمية هي الأشارات الضوئية للمطالبة بحقوقهم.
بدأت شرارة نضاله عندما ألقي القبض على السيدة "روزا باركس" عندما رفضت أعطاء مقعدها لرجل أبيض كما كانت العادة جارية لذلك أتهمت بمخالفتها القوانين .وبعد ذلك دعا الى مقاطعة شركات الحافلات وتأثر ذلك على إيراداتها ثم عاد ليطالب بحق الأنتخاب "أعطوني حق الأنتخاب" ونجح في ذلك وتم تسجيل خمسة ملايين من الأميركان السود في سجلات الناخبين.لقد تحقق حلمه وأنتهت التفرقة العنصرية في اليوم الذي فاز فيه باراك أوباما بالأنتخابات الرئاسية منذ 20 يناير2009 .وتم اعتقاله أكثر من مرة وأطلق سراحه لأنهم لم يجدوا سند قانوني لذلك ومنعوا المظاهرات والأحتجاجات وقاموا بضرب المتظاهرين واطلاق الكلاب البوليسية عليهم لكن رغم هذه الاساليب العنيفة من طرف الحكومة لأخماد الثورة باءت كل محاولاتهم بالفشل فالسهم الذي خرج لن يرجع والرصاصة التي انطلقت لا تعود والثورة في طريقها الى التقدم لا التقهقر.وتم اغتياله في ولاية ممفيس في مساء الرابع من أبريل 1968 بطلقات اطلقها أحد المتعصبين يدعى جيمس ارل راي وحكم على القاتل 99 سنة.هكذا أنتهت حياة مارتن لوثر كنغ المليئة بالكفاح ضد الظلم و النضال ضد كل شئ يشوه أنسانية الأنسان .أن الذي قتله ذهب الى مزبلة التاريخ ولم يدر بخلده أن أفكار ومبادئ مارتن لوثر كنغ أصبحت خالدة ومن حق جميع الناس في مشارق الأرض ومغاربها وسيكون رمز ونموذج لكل الاجيال في محاربة الظلم والطغيان والعنصرية بالوسائل السلمية بدون إراقة دماء.
مقتطفات من" لدي حلم"خطبة مارتن لوثر التي ألقاها عند نصب لنكولن التذكاري في 28 أغسطس 1963 حيث خطب في 250000 من مناصري الحقوق المدنية وبينهم 60000 من البيض.وهو المكان الذي تم تكريمه من قبل الأميريكيين بأقامة نصب تذكاري له بالقرب منه مع بعض اقواله البليغة:
لدي حلم بانه في يوم ما على تلال جورجيا الحمراء سيستطيع أبناء العبيد السابقين الجلوس مع أبناء أسياد العبيد السابقين معا على منضدة الأخاء.
عندي حلم بأنه في يوم ما سيعيش أطفالي الأربعة بين أمة لا يحكم فيها على الفرد من لون بشرته إنما من ما تحويه شخصيته.
دعو الحرية تدق وعندما يحدث ذلك عندما ندع الحرية تدق من كل قرية ومن كل ولاية ومن كل مدينة سيكون قد أقترب هذا اليوم عندما يكون كل الأطفال الذين خلقهم الله :السود والبيض اليهود والغير يهود الكاثوليك والبروتستانت قد أصبحوا قادرين أن تتشابك أيديهم.وسينشرون كلمات أغنية الزنجي الروحية القديمة "أحرار في النهاية"شكرا يا رب العالمين نحن أحرار في النهاية.
عندي حلم إنه في يوم ما ستنهض هذه الامة وتعيش المعنى الحقيقي لعقيدتها الوطنية بأن كل الناس خلقوا سواسية.
1 –إذا لم يجد الأنسان ما يضحي من اجله فهو لا يستحق العيش.
2-الأيمان هو أن تأخذ الخطوة الاولى حتى لو لم تستطيع رؤية الدرج كله.
3-لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا انحنيت.
4-الظلم في مكان ما يمثل تهديدا للعدل في كل مكان.
5- ليس السلام هدفا بعيدا نسعى إليه بل كذلك وسيلة نصل بها الى هذا الهدف.
6-لقد تخطت قوتنا العلمية قوتنا الروحية فنحن نملك صواريخ موجهة ورجالا غير موجهين .
-حصل مارتن لوثر كنغ عام 1957 على ميدالية "سينجارن"والتي تمنح سنويا للشخص الذي يقدم مساهمات فعالة في مواجهة العلاقات العنصرية.
-حصل على لقب رجل العام من مجلة "التايم"الأميريكية عام 1963 نتيجة لجهوده في الدفاع عن الحرية والمساواة.
-حصل على جائزة نوبل للسلام لدعوته الى اللاعنف 1964 .
ويعد يوم الأثنين الثالث من كل شهر يناير "تقريبا موعد ولادته" عطلة رسمية في الولايات المتحدة الاميريكية.
www.Emmanuell-alrikani.blogspot.com

60
قطر والسعودية وراء تحريف مسار الثورة السورية
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا
تعتبر الثورة السورية زهرة في بستان ثورات الربيع العربي أندلعت منذ ما يقارب السنتين وفي أجواء مشحونة بالأضطرابات وعدم الأستقرار في المنطقة العربية.نزلت الجماهير الى الشوارع لها مطاليب محددة ومشروعة وأهداف واضحة وشفافة وهي الأصلاح السياسي والأقتصادي والأداري وبطريقة سلمية وأسلوب حضاري لتحقيق غاياتها المنشودة.ولم يكن للشعب البرئ أي نية في قلب نظام الحكم وتغيير رئيس الدولة هذا ما كانت تقوله شعاراتهم وتوحيه اللافتات التي كانوا يرفعونها لم يكن فيها مكان للعنف أو حتى التفكير فيه.لكن ما الذي جعل هذه الثورة تنقلب رأسا على عقب وتصطبغ باللون الأحمر ويصبح العنف فيها سيد الموقف وتتحول الى دموية خمس نجوم ؟
قبل الأجابة على هذا السؤال هناك حقيقة يعرفها الصغير والكبير وهي لا يمكن فصل أو عزل ما يحدث في سورية عن ما يجري في المنطقة بأسرها لا بل وفي السياسة العالمية برمتها لأن هذه الأحداث حجر في بناء ستراتيجية الدول الكبرى وجزء من المشروع الطائفي التي أبطاله ايران وسعودية.فمنذ نجاح الثورة الأسلامية في ايران 1979 وصعود خميني على منصة الحكم وسقوط الشاه كان هدفها الأساسي والجوهري هو تصدير الثورة الى دول الجوار وكان العراق على رأس هذه الدول لأسباب جغرافية ومن ثم النسبة العالية لعدد الشيعة فيه وكانت أفتتاحيتها هي شن حرب على العراق 1980-1988 حصدت أرواح آلاف البشر من الطرفين وخسارة مليارات الدولارات وتدمير البنى التحتية وعندما توقفت الحرب عن مضض بالنسبة لخميني قال قولته الشهيرة ان تجرع السم أهون عليه من هذا القرار وهكذا لم يستطيع ان يحقق اهدافه العدوانية والتوسعية.وعند العدوان الاميركي على العراق 2003 كانت فرصة تاريخية لأيران ان تحتل العراق من خلف الكواليس من خلال الاحزاب الدينية الشيعية الموالية لها أو عن طريق تغلغل الحرس الثوري وأضعاف المكون السني بالقتل والأغتيالات والتهجير والمؤامرة .وهكذا تم تشييع العراق بعد أستبعاد السنة وباقي الأقليات من مراكز القرار وتصفيتهم جسديا وتحطيمهم معنويا فديمقراطيتهم شكل بلا مضمون قشر بلا لب أنها لا تشتعل ولا تساعد على الأشتعال لأن جيناتها طائفية .ان هذا الحلم التاريخي للشيعة في السيطرة على العراق كان صفعة لا تنسى في وجه السنة وجرح لا يندمل فأضافت رصيد جديد الى الكراهية التاريخية التي بينهم .لكن الدول السنية لم تسكت لذلك حاولت وعلى رأسها قطروالسعودية وقف المد الشيعي والزحف الفارسي في المنطقة بكافة الطرق وكل الوسائل فأذا كانوا عاجزين عن أسترداد العراق أقلها الآن سيجربون حظهم في سورية العلوية ليحولوها الى سنية كي يخرجوا بالتعادل أفضل من الخسارة وهذا لن يتم إلا بتشويه وجه الثورة السورية وتغيير مسارها من وطنية لا فرق فيها بين الاسود والابيض الى مذهبية سنية وتم زج آلاف المجاهدين والأرهابيين وتسليحهم بأحدث الأسلحة وضخ مليارات الدولارات بين الابرياء من الشعب وقاموا بأعمال أجرامية نسبوها الى الحكومة وأرغموا الناس على السلوك مسلكهم وإلا مصيرهم الموت الزؤام كما هو منهجهم في كل مكان وحرضوا الناس ضد النظام وحركوا المجتمع الدولي عليه وآخرها كان قضية استخدام السلاح الكيمياوي نحن لا ندافع عن بشار الاسد فهو دكتاتور مثل غيره لا يختلف عنهم إلا بالأسم لكن نتأسف ونحزن على الشعب السوري العظيم الذي جرى له ما جرى لشقيقه الشعب العراقي الذي مثله كان ضحية الصراعات المذهبية والمصالح الدولية وطالته يد الأرهاب التي لا ترحم فالناس عندهم كأسنان المشط سواسية للقتل والذبح والأغتصاب لا فرق عندهم بين أعجمي وعربي رجل وأمرأة طفل وشيخ جامع وكنيسة أنهم اللسان الناطق لعقائدهم الظلامية المزيفة وأمناء سر لأفكارهم السوداوية الكاذبة .ان قطر والسعودية تدعم الفكر التكفيري المدمر وتمهد لأنتشاره في كل مكان لأنه كلما أنتشر هذا الفكر المتخلف بين الناس زاد كرسي الحكم صلابة فهو لهو كالغرة .أنها حقا أمة ضحكت على جهلها الأمم وكانت خير أمة أخرجت للناس تعمل بالمنكر وتنهى عن المعروف.
Emmanuell_alrikani.blogspot.com   

61
كراهية المسيحيين لون بشرة الأخوان المسلمين
عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
تمر على مصر أم الدنيا المأسوف على تاريخها وحضارتها والمسيلة للدموع عظمتها وجبروتها أيام عصيبة وظروف حرجة يكتنفها الغموض ويلفها المجهول جراء موجة الغوغاء التي أكتسحتها من المغوليين الجدد "الأخوان المسلمين والحركات الأسلامية المتطرفة"وهولاكو القرن الواحد وعشرين "محمد مرسي" أعداء الأنسان والحضارة .هؤلاء التنانين الشيطانية الذين ينفثون النيران لحرق هذا البلد الآمن وزعزعة أستقراره وضرب مسيرته الحضارية لا لسبب إلا لأن الشعب أعلن الأنقلاب عليهم وسحب منهم رخصة القيادة وباسبورت المسئولية لأن المهمة التي أنيطت أليهم بعد فوزهم بالأنتخابات في العام السابق وهي تطلعات الجماهير الى عالم ملئ بالخبز والحرية تتعاكس مع بنائهم النفسي والفكري والايديولوجي التي تتكون من ذرات ثاني أوكسيد العنصرية والشوفينية والبربرية.أي جماعة أو حزب في العالم يضع نصب عينيه عندما يستلم مقاليد الحكم نهضة البلد إلا هؤلاء يضعون أنفسهم اولا وبعد ذلك مصر.وقد صرحوا في أكثر من مكان ومناسبة إذا لم يرجع لنا الحكم سنحرق مصر وهذا ما يجري الآن وهذه هي معادلتهم هم في كفة ومصر في كفة أخرى.أنهم يحتجون ويتظاهرون ويعتصمون ويهجمون على كل مؤسسات الدولة الأمنية والمدنية والمرافق الخدمية بأسلوب لا أخلاقي ولا حضاري يعيد إلى أذهاننا ما فعله أجدادهم تيمورلنك وجنكيزخان .وفي الجانب الأخر شنوا حملات مسعورة منسقة ومنظمة ومدبرة ضد المسيحيين الأبرياء المسالمين الذي ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل في كل المحافظات والقرى وحرقوا ولا زال الحبل على الجرار عشرات الكنائس والمؤسسات الدينية ودمروا آلاف المحلات والبيوت والفنادق وقتلوا وذبحوا الرجال وأغتصبوا النساء تحت صيحة الله وأكبر واللعنة على عباد الصليب والخنازير والكلاب وغيرها من السباب والشتائم المليئة بها جعبتهم الموروثة دون أن ننسى تواطأ وتخاذل الدولة معهم.إن موقفهم هذا من المسيحيين ليس وليد لحظة ولا هو لعبة من ألعاب السياسة إنه حقد ديني دفين يستمد وجوده من فقه الكراهية صاحب أكبر رصيد في بنك التاريخ.إن تكفير المسيحيين وحرق دور العبادة هي فايروس الثقافم الأسلامية.كثير من المنابر كانت ولا زالت تشحن المسلمين البسطاء على الكراهية والبغضاء وتزرع في نفوسهم بذور أستعداد للقتل والذبح وكل الأفعال اللأنسانية وما نرى من أحداث في الشرق الأوسط بحق المسيحيين لا يحتاج الى تعليق ولا يمكن نكرانه تحت أي يافطة.ندائي الى كل أخ مسلم له ضمير ويحترم العقل وأنا متأكد هناك كثير من المسلمين المتمدنين يدينون ويستنكرون هذه الأفعال الأجرامية ,كيف تؤمن بإله يأمرك بالقتل والذبح وأغتصاب الفتيات ؟ وكيف تؤمن بإله يحثك على حرق وتدمير وسرقة ممتلكات الآخرين ؟ لو أنا شخصيا بشرتك بهكذا إله ودعوتك إليه هل كنت تؤمن به؟ إذا كان هذا الله فماذا يكون الشيطان بالله عليك؟ لو كل ما تفعله واجب ديني وإرادة إلهية ولو كانت هذه هي صورة الله الحقيقية سأعلن أمام الملأ ألحادي أفضل أن أكون بلا إله من هكذا أله لا يستطيع هضمه عقلي وقلبي وضميري.
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com

62
العري والنقاب أتجاهان معاكسان للأنحطاط الحضاري
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
هناك قول مأثور"العري في الشارع خلاعة وعلى المسرح فن وعلى الساحل رياضة".وفي نفس الإطار يمكن وضع النقاب فالتحليل النفسي يقول إن الإفراط في الأحتشام والمبالغة في ستر الجسد يمكن أن يعكس في اللاوعي رغبة محرمة مكبوتة في العري والأستعراض الجنسي.من منطلق لكل قاعدة أستثناء وعدم التعميم سنحاول ألقاء الضوء على هاتين الضاهرتين المتناقضتين في الشكل والمتفقتين في المضمون.ففي الشرق المحافظ"مع التحفظ"يعد النقاب علامته الفارقة وهو يحاول أحيائه بعد سبات طويل بكل ما أوتي من قوة وله تبريراته في ذلك من تراثه الديني والثقافي بالأضافة الى مصالح الأنظمة الحاكمة.وهكذا في الغرب حيث يعتبر العري "عدم الأطلاق"السمة البارزة له ايضا وله حجج يؤيد فيها مسلكه هذا.إن كلا المبدأين يسيران في أتجاهين معاكسين الاول يعاني من فوبيا الجسد والثاني من رهاب العيب والحياء لكنهما يشتركان في قاعدة واحدة وهي الأستهتار بأنسانية المرأة وأن تحت مسميات مختلفة.
النقاب من منتجات ثقافة صحراوية وصنع في معامل الفكر البدوي فيه يتم تكفين كيان المرأة الحي بأسم العفة والطهارة وقبر وجودها بأسم الدين والأخلاق.إنها رمز للشرف الذي لا يشرف"مع احتراماتي للأخوات المنقبات" وعلامة مقلوبة للنكسة الحضارية وأنهيار كبير في سوق البورصة الأخلاقية.أنها البضاعة الفاسدة والسلعة المنتهية صلاحيتها التي تحاول تصديرها دول الخليج البترودولار الى العالم كنموذج للمرأة المثالية وذلك لتغطية سياساتهم الفاسدة وسلوكهم القذر وقيمهم الرجعية أنهم كالأخطبوط كي ينقذ نفسه يرش الحبر على الأخرين. يجعلون أنفسهم وصايا على الدين والدنيا ويتحكمون في أصغر الأمور حتى في ملابس الناس أما هم ينغمسون في ملذاتهم وشهواتهم دون حسيب أو رقيب لا بل حتى أظافر أيديهم تأتي نساء من الخارج لتقلمها لهم وتدلك أجسامهم.إن حجب عقل وقلب وجسد المرأة من الوجود هو نشيدهم الوطني الذي يتغنون به في كل مناسبة وإذلالها وإهانتها وتحقيرها هو الكعبة التي يطوفون حولها بخشوع وسجود.انهم أعداء العلم والنور وأنصار الجهل والظلام يريدون جر الأنسانية الى العصور البدائية المظلمة فهم ضد الأنفتاح والتقدم أنهم مثل بول البعير يرجع الى الوراء كلما تقدم الى الأمام.ان سلاحهم في المعركة هو المال والدين يستغلون فيه السذج والبسطاء ويشترون الذمم والعقول لتمرير ايديولوجبتهم العقيمة التي تأباها الفطرة السليمة.أنهم يحولون جسد المرأة الى خيمة سوداء متحركة أي ثقب فيها يعني تلويث طهارتها وهتك شرفها وأي ملامسة ومصافحة يد يعني حصول تماس كهربائي "حار وبارد" يحرق المنظومة الأخلاقية كلها.تنحدر ضاهرة النقاب من حقيقة تاريخية اجتماعية دينية كانت فيه أنسانية المرأة ضحية الآلهة الكاذبة.
أيتها المرأة إن الله خلقك لتكوني عونا للرجل لا قطعة شهية له وكرامتك في إنسانيتك لا في جزء واحد من كيانك "الجسد" يقال سايكولوجيا حتى المومس تحتقر الرجل الذي تبيع له جسدها لأنها في نظره أداة متعة فقط يتجاهل باقي أبعاد وجودها فمابالك بالمرأة الحرة المحترمة.السؤال الذي يطرح نفسه هل يعقل إن قطعة قماش تمنح أو تسلب الشرف من صاحبته؟ هل كل المنقبات خارج أسوار الأنحراف الجنسي ؟لو قلتم نعم الواقع يكذبكم ولو قلتم لا إذن فلا قيمة للنقاب لأنه أداة سيطرة وتسلط.ناهيك من ان وجود هذه الضاهرة يهدد الأمن الأجتماعي ويعطي الضوء الأخضر للنفاق الأجتماعي فكم من حالات رصدت أرتداء الرجال النقاب والتسلل الى صديقاتهم واهمين أهل الفتاة أنها صديقتها وهناك حدث ما حدث.
أما العري تختلف أدواته في التعبير لكنه الأخ التوأم للنقاب في الأساءة الى المرأة من خلال الحط من جسدها والأستهتار به وتدنيس قدسيته أما هنا فيتم الكشف عن العورة وتمجيد الخلاعة والجنس بعد تفريغه من محتواه الأنساني .كل ذلك يجري بأسم "الحرية الشخصية"فتارة يعتبر طريقة للرجوع الى الطبيعة وتارة وسيلة للأحتجاج لكن النتيجة تبقى واحدة وهي العري .ففي المجتمعات التي تدعو الى ارتداء النقاب تكون فيه المرأة تحت رحمة اللوبي الديني وقسوة الضغوط الأجتماعية .أما في الغرب نبع الحريات فالمرأة تتصرف حسب قناعاتها دون الخوف من أي سلطة خارجية دينية كانت او مدنية إلا في حدود القانون . وما العري غير محاولة كسر قيود الروتين القاتل والتمرد على الحياة المملة والبائسة وتغيير الاوضاع السائدة لأشباع حاجات نفسية واجتماعية وفق فلسفة معينة للحياة.الحرية قدس أقداس الأنسان وعنوان كرامته وهي كالماء مصدر الحياة لكن عندما يتحول الى طوفان يدمر الحياة ليست الحرية ان اعمل كل ما اريد والا كانت كل الافعال من قتل واغتصاب وسرقة وتفجير  ...الخ اصبحت مشروعة لأنها ضمن حدود الحرية الشخصية .الحرية الحقيقية يجب ان يكون لها موانع اخلاقية وضوابط اجتماعية والا النتيجة هي التهور والطيش والانهيار.فثقافة العري تجعل من المرأة سلعة رخيصة يلتهمها الرجل بعينه قبل قضيبه ويستغل تجار الاعلانات وسماسرة البيع والشراء في أبراز مفاتنها على منتوجاتهم لمزيد من الكسب والربح.ان الحرية المزيفة جعلها تدفع ثمنها غاليا وهو تدنيس انسانيتها.
إن هذين الموقفين المتطرفين العري والنقاب يعتبران إجحاف بحق المرأة  وإنتهاك للقيم الاخلاقية والانسانية والحضارية.يقال إن خير الأمور أوسطها او كما عرف ارسطو الفضيلة "انها وسط بين رذيلتين" فالشجاعة وسط ين التهور والجبن والكرم وسط بين الأسراف والبخل.فالحشمة مطلوبة ومعقولة لا هي تغطية الجسد ولا تعريته.ان الملابس حسب الانثربولوجية الثقافية تؤدي ثلاثة وظائف :وظيفة وقائية ووظيفة جمالية ووظيفة العيب والحياء ونحن نؤمن بالنسبية الثقافية والاجتماعية وبالاختلاف بين بني البشر في طرق تفكيرهم ونمط حياتهم في الاكل والشرب واللبس فالمسألة ليست عباءة اسلامية او مايو اوروبي او ساري هندي بقدر محاولة نقد اي ثقافة وتفكيك اي ذهنية تختزل وتبتسر المرأة الى جسد للمتعة.
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com 

63
كنيسة الشيطان بين يديك
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا
إن اصل تسمية الشيطان مشتقة من العبرية "شطن" بمعنى مقاوم او متهم وفي العربية تعني تمرد" ويكبيديا ,الموسوعة الحرة وهو إبليس في الأسلام التي يعزوها البعض الى الأصل اليوناني "ديابوليس"أي المخادع وهو لوسيفر في المسيحية.إن فكرة الشيطان موجودة في صلب كل الاديان وجميع الحضارات والثقافات وأساطير الاولين سواء كان كائن شخصي له وجود مادي او اختبار شخصي أو لقب يطلق على افعال الانسان الدنيئة العدوانية والجنسية والوحشية او تعبير عن العقد النفسية والرغبات المكبوتة حسب لغة فرويد.في الكتاب المقدس هو ملاك ساقط "كيف سقطت من السماء يا نجم الصباح المنير؟ كيف طرحت الى الأرض يا قاهر الأمم؟ قلت في قلبك أصعد الى السماء أرفع عرشي فوق كواكب الله أجلس على جبل الآلهة في أقصى الشمال أصعد فوق أعالي السحاب وأصير مثل العلي لكنك إنحدرت إلى أعماق الحفرة " إشعيا12:14-15: وفي القرآن الكريم "وإذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى وأستكبر وكان من الكافرين "سورة البقرة 34 وفي موضع أخر "وإذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم إلا إبليسكان من الجن ففسق امر ربه"سورة الكهف 50 .وفي الديانة الايزيدية بالرغم إيمانهم بالله لكنهم يكرمون الشيطان "طاووس الملك"هوفا منه لا حبا فيه.والغنوصية تعتبر العالم كله شر لذلك نزهت الله من خلقه مباشرة والأحتكاك به بأن أوجدت كائنات وسيطة وإنبثاقات منه تقوم بهذه المهمة هكذا وضعت مقابلة بين الله والمادة عالم الخير وعالم الشر.وفي بلاد ما بين النهرين أعتقد البابليون بألهة وارواح شريرة فالإله نرجال"نركال" كان يحكم ارض اللاعودة أو العالم السفلي وكان يمثل إله الشر معبرا عنه بالكائن الذي يحرق .وفي بلاد اليونان والرومان كان هناك ايضا تصنيف للألهة الى خيرة وشريرة .وكان عند الفراعنة إله الشر "ست"الذي قتل أخيه أوزوريس وتزوج من أخته نيفتيس وقتل على يد حورس ابن أخيه أزوزريس.والحضارة الفارسية كانت البذرة التي أعطت ثمار الثنوية من "زرادشت بن يورشب"حيث قسم العالم الى نور وظلمة إله النور هو أهورامزدا إله الخير وإله الشر أهريمان مصدر المصائب والشرور والتي سارت على منواله ثنوية "ماني بن فاتك"وبعده"مزدك"مؤسس المزدكية حيث تحكم العالم قوتين عظيمتين وإلهين كبيرين أحدهما الخير والآخر الشر.وفي الحضارة الهندية كان شيفا التي يمثل إله الشر في الهندوسي براهما الخالق وفشنو الحافظ وشيفا المدمر.مهما اختلفت التسميات وتباينت الألقاب لكن كل النظريات الفلسفية واللاهوتية والنفسية والاجتماعية يتوحد موقفها من مفهوم الشيطان  وهو يمثل الجانب السلبي في الانسان الذي يعيق سموه الروحي ونموه الأنساني.أن هذه المقدمة التي اسهبنا بها هي تمهيد لأماطة اللثام عن جماعة ظهرت في منتصف القرن العشرين تطلق على نفسها "كنيسة الشيطان"بعد القفز على جذورها التي ظهرت على مر العصور تعبد فيها الشيطان وتمجده في طقوس عجيبة وغريبة يتخللها الجنس الجماعي والتعذيب الجسدي لكن كان يتم دوما قمعها والقضاء على أتباعها.
كنيسة الشيطان مؤسسها وهيكلها وتنظيمها:ولدأنطوان سيزاندور ليفي عام 1930 بمدينة "ولبرجستجت" بولاية اوكلاند الاميركية فهو اميركي الجنسية يهودي الديانة أنشأ كنيسة بأسم الشيطان وازاح منها الله والمسيح واصبح الشيطان هو معبود الناس وقبلة الأنظار.ومفهوم الكنيسة ليس له هنا مدلول ديني او رمز روحي انها خدعة وتكتيك منه لأعفائه من الضرائب التي يقررها القانون الاميركي وان الكنيسة مؤسسة دينية من العيار الثقيل في المجتمع الاميركي كي يجذب الناس اليه يعزف على الوتر الحساس فهو يعرف ججيدا من اين تؤكل الكتف.وفي شهر يوليو1966 تم الاعلان الرسمي لهذه الكنيسة بمدينة سان فرانسيسكو لى يد الكاهن الأعظم انطوان ليفي.وفي نهاية 1966 خرج اول ميثاق شيطاني من نوعه لهيئة "كبار كهنة ما فوق الارض"صرختهم المدوية كانت الدين خدعة يشتت القدرات الانسانية ويبدد طاقات الحياة من اجل كذبة اسمها الله او اخلاق او مجتمع التي تقف حاجزا امام اشباع غرائزه السفلى.للأعضاء درجات ومراتب تبدأ بعضو أمير ثم امير ثم امير جماعة ثم امير كهف ثم شر ثم شر أعظم ثم كاهن فوق الارض وآخر المطاف مرسل من قبل القوة السفلية راعي الكنيسة لا يمكن الانتقال من مرحلة الى اخرى إلا بأجتياز اختبارات صعبة جدا وامتحانات قاسية مثل شرب الدم والسادية الجنسية والتعذيب الجسدي ...ألخ .الشر عندهم هو الحياة live  الشر نفسه الحروف مقلوبة evil .ويتكون مبنى كنيسة الشيطان من قاعة الهيكل فيها ممرات سرية لا يعرفها غير كهنة الشيطان وتصل إحدى هذه الممرات الى غرفة ليفي حيث يمارس الطقوس الخاصة بسرية تامة ,وفي المبنى ايضا المكتبة الشيطانية وقاعة الصلاة تحوي على أثاث قديم ويوجد تابوت حجري يشبه تابوت قدماء المصريين وكرسي هزاز كان يملكه الراهب الروسي المشهور بفسقه وفجوره "راسبوتين".وفي جانب القاعة يوجد مذبح على شكل شبه منحرف وسرير على بعد متر او مترين وهو تجلس عليه الضحية التي هي دائما فتاة شابة فائقة الجمال رمزا لعقيدة الجسد التي مقوم عليها الكنيسة .وتبدأمراسيم التعذيب بوجود كأس قربان فضة او ذهب وسيه وبعض التماثيل والزي الرمزي لحضور القداس هو روب اسود وقناع لوجه قبيح بالنسبة للذكور اما الأناث فملابسهم ملابس من تتهيا لممارسة الجنس ومع بعض ادوات العنف كالجنازير والسلاسل والشرائط الجلدية والكرابيح"ص34 ص35 عبدة الشيطان في مصر اصدار بيت الحكمة".
الأنجيل الأسود والقداس الأسود: 
إن كتابهم إنجيل الشيطان او الإنجيل الأسود ألفه انطوان ليفي رئيس كهنة عبادة الشيطان وقام بنشره سنة 1969 وفي عام 1970 كتب كتابه الثاني "اسرار ممارسة الشعوذة والسحر"وفي عام 1972 كتب كتابه الثالث "التعذيب من اجل الشيطان"ومن تعاليمه الصلاة غير نافعة معطلة للناس عن العمل المفيد مارس المتعة بأرتكاب الموبقات السبع في المسيحية التكبر والغضب والغيرة والمتعة الجسدية والشهوة والكسل والجشع.وفي الاصحاح الثامن من الانجيل الاسود"اقتل ما رغبت في ذلك أمنع البقرة من ادرار اللبن اجعل الآخرين غير قادرين على الأنجاب أقتل الأجنة في بون امهاتهم أشربوا دم الصغار وأصنعوا منه حساء أخبزوا في الافران لحومهم أصنعوا من عظامهم ادوات التعذيب" ينادون بالعزوبية وعدم الزواج والكراهية هي ترمومتر المحبة عندهم لا موانع اخلاقية او ضوابط اجتماعية لطوفان رغباتهم الجنسية والعدوانية أنهم في الدرك الأسفل من الأنانية دينهم الشهوات والملذات إلههم الجسد والسعادة .الشيطان ليس كائن روحي ميتافيزيقي يؤمنون به بل هو كل واحد منهم إله نفسه ليس لديهم دنيا وابدية جنة ونار موت وما بعد الموت أنهم يعيشون لحظتهم الحاضرة بكثافتها الجسدية فقط.قداسهم الأسود يبدأ في تالي الليل لا يقبل شيطانهم الترانيم في النهار ويقام في مكان مظلم يرتدي الكاهن الثوب الاسود وقلنسوة على رأسه بهما قرنان صغيران ويغطي المذبح بالقماش الأسود ثم تنام عليه فتاة عذراء عارية تماما يعلوها صليب معكوف يوجد على الارض دائرة مرسومة فيها نجمة خماسية تقدم قرابين للشيطان من القطط والكلاب لأنهم يظنون انها حارسة لعالم الشياطين ويتم تنكيس الصليب والتجديف على المسيح وكسر الصليب وذبح طفل رضيع  وسكب دماءه في كؤوس وشربها وتبدء الموسيقى الصاخبة مع خلع الملابس بالتدريج وممارسة الجنس وكل أشكال التعذيب الجسدي والشذوذ الجنسي اللواط والسحاق ويتم علق النساء عاريات من أرجلهم وأكل الأثداء حتى تنزف دما ولعق الاوساخ من على الاجساد وهكذا ترتفع درجة الحرارة السادية والمازوخية بينهم في جو مشحون بالعهر والعربدة وتعاطي الخمر والمخدرات.أما الفتاة التي في الوسط فأنهم يتناوبون في ممارسة الجنس معها واذا طلب الشيطان فعلى المجموعى التضحية بها ودفنها حتى تذهب الى صديقهم الشيطان.
وصايا كنيسة الشيطان العشر:على غرار الوصاية العشرةفي التوراة التي أنزلت على موسى للأرتقاء بالأنسان "فردا وجماعة"روحيا وانسانيا نادت كنيسة الشيطان بعشر وصايا لكن في الأتجاه المعاكس حيث منحدر الجسدانية والشهوانية:
1-الشيطان يحث على الأنغماس في اللذات والأهواء.2-الشيطان يمثل الحياة الواقعية.3-الشيطان يمنحك الحكمة الصادقة بدلا من خداع النفس بالأوهام.4-الشيطان يمثل الرحمة لمن يستحقها.5-الشيطان يحث على الأخذ بالثارلا على التسامح.6-الشيطان يتحمل المسئولية كاملة عن الذين هم أهل لها.7- الشيطان كالحيوان او أفضل منه قليلا .8- الشيطان يمثل جميع الخطايا التي تقود لإشباع الجسد والعقل.9- الشيطان هو الذي سيحرز النصر على الله في آخر الزمان.10-الشيطان هو افضل صديق للكنيسة لأنه جعلها في عمل دائم وتجارة مستمرة.
اللقاح ضد الأفكار السامة:يقدر أتباع كنيسة الشيطان الى حوالي50000 من الشباب والشابات وهم منتشرين في اوروبا والدول الاسكندنافية وفي شرقنا العربي خاصة مصر ولبنان يجب علينا ان لا نقف مكتوفي الأيدي علينا التصدي لهذا التيار الجارف بحكمة وعقلانية قبل ان يقع الفأس على الرأس.يقال ان معرفة الداء نصف الدواء علينا ان نعرف علة المرض والأسباب النفسية والأجماعية  التي تجعل هؤلاء الناس وهم في ريعان شبابهم يرمون انفسهم في التهلكة ويصبحوا مصاصي دماء وجلادي بشر يتلذذون بتعذيب الآخرين هذا السلوك الأجرامي التي ترفضه كل الاديان والاخلاقيات.الفراغ النفسي نتيجة حرمان الحب والحنان الاسري الذي يجعل من الفرد فريسة سهلة للوقوع في حبائلهم لأنهم في جو تلاحم جماعي يعوضونه عن ما هو مفتقر اليه.الرغبة الجنسية المكبوتة داخل سياج حديدي من التحريم والقمع وحتى الكلام فيها يعتبر خروج على المألوف مما يضع صاحبه تحت لعنة المجتمع فكثير من الشباب والشابات ينتمون اليهم لمجرد اشباع رغباتهم الجنسية والتنفيس عنها ويجدون نفسهم أمام تسوية هم ضحيتها لا يستطيعوا ان يحصلوا على ما يريدوا ان لم يتنازلوا لهم عن قناعاتهم.بالأضافة الى تفشي الخرافة بكل أشكالها الايمان بالجن والعفاريت والعرافة والتنجيم والزار والطالع والتطير وقراءة الفنجان والأبراج والتقليد الأعمى لكل ما يلأتي من الغرب دون معرفة الجيد من الردئ كالوشم على الاجسام وقصا الشعر الغريبة وتغيير ملامح الوجه بأسم الموضة مما يجعلهم شبيهين بهن أقلها في الشكل.كي نمنع شبابنا وشاباتنا من الانجراف اليهم يحتاجون الى لقاح ضد هذا المرض الفتاك.على عاتق البيت والمؤسسة الدينية تقع مسئولية التربية الصحيحة والوعي الديني والوازع الاخلاقي للحد من انتشار هذه الظاهرة الغريبة والخطيرة على الانسانية جمعاء.
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com
المرجع:كتاب عبادة الشيطان وسلطان القديسين –سيدي بشر -الاسكندرية
ف

64
أنجيل برنابا في قفص الأتهام
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق /استراليا

أنجيل برنابا كتاب خارج أسوار مكتبة العهد الجديد التي تتألف من سبعة     وعشرين كتابا تبدأ بأنجيل متي وتنتهي بسفر الرؤيا وليس له وجود في الأناجيل القانونية الأربعة التي حددتها الكنيسة وهي متى ومرقس ولوقا ويوحنا أي بأختصار هو شاذ عن القاعدة لا يوجد ذكره لا في المخطوطات التي قبل الأسلام ولا في الجداول التي نظمها أباء الكنيسة للأسفار التي يتألف منها الكتاب المقدس.دارت حوله جدالات ساخنةومناظرات حادة ومؤلفات كثيرة من كتب ومقالات لا يستحق الحبر الذي سال عليه فهو كتاب مزيف ملئ بالخرافات والأباطيل والكذب والتلفيق وبراءة أختراع أسلامية كما يقال الظرف معروف من عنوانه لأن غايته هي أثبات نبوة محمد من الكتاب المقدس وخادم امين لطلبات القرآن وتم سرقة كل النبوات التي قيلت عن المسيح في العهد القديم ولصقها بمحمد وتعظيمه من حيث تصغير المسيح وبشكل خيالي ساذج غير موجود حتى في القرآن والسنة.منذ أكثر من اربعة عشرة قرنا والأخوة المسلمون مصابون بهستيرياأتهام أهل الكتاب(اليهود والمسيحيين) بتحريف كتابهم المقدس دون أن يقدموا أي دليل منطقي علمي  أوسند تاريخي كتابي أنهم يناقضون أنفسهم بهذا الموقف الرغبوي اللاعقلاني ويعادون دينهم بهذه الأسطوانة المشروخة التي سئمت منها أذاننا فلوا كلفوا أنفسهم عناء البحث والتنقيب بصدق وموضوعية لتغيرت كثير من الأمور.ففي القرآن آيات كثيرة تؤكد على صحة التوراة والأنجيل نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر "وقفينا على أثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وأتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراةهدى وموعظة للمتقين وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون" سورة المائدة 47:46:5 وفي آية أخرى يقول "إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون" الحجر آية 9 إن قلنا إن الله لم يحفظ باقي الكتب المقدسة يعني أتهامه بالعجز والقصوروهذا لا يليق بجلالته وطعن في ذاته الألهية القادرة على كل شئ وإن قالوا غير محرف وإن الله حفظه عند ذلك يحكمون على الاسلام بالأعدام لأن المسيح هو الله الظاهر بالجسد وابن الله حسب الانجيل المقدس لذلك البشرية لا تحتاج الى نبي آخر.امام هذه الحيرة التي تاكلهم كما أكلت الدودة يقطينة يونان النبي ظهر المنقذ الخرافي والمخلص الوهمي "انجيل برنابا المنحول"كدواء لقلقهم المزمن وجرحهم النرجسي.ان أي أنسان له حظ قليل من العلم والثقافة سيكتشف زيف هذا الكتاب من خلال الأخطاء التاريخية والجغرافية والعلمية والاخلاقية التي وقع فيها مؤلف الكتاب مما يدل ان صاحبه لم يكن من الرسل ولا يعرف شئ عن فلسطين بل على الأرجح شخص عاش في القرون الوسطى أنتحل الأسلام لا حبا بل كرها في المسيحية وأفكاره السخيفة التي لا توجد حتى في حكايات الف ليلة وليلة ضد اليهودية والمسيحية والاسلام معا سنقدم فكرة مختصرة عن هذا الانجيل المنحول وتفنيد بعض ما جاء فيه بما ان قطرة سم واحدة تسمم القدر (الجدر)كله فهذه الأخطاء الفادحة التي نستعرضها دليل زيف وفساد الكتاب كله.هذا الكتاب المنسور الى برنابا نقله الى العربية الدكتور خليل سعادة عن النسخة الانجليزية سنة 1907 وذلك بأيعاز من السيد محمد رشيد رضا منشئ مجلة المنار فرفضه المسيحيون باتا بكل مذاهبهم وطوائفهم.وجدت النسخة الأصلية لهذا الكتاب المنحول سنة 1709 م لدى كريمر مستشار ملك بروسيا وأودعت في مكتبة فينا عام 1738 وبعد الفحص والتدقيق من قبل العلماء لاحظوا ان غلافها شرقي الطراز وعلى هوامشها شروح وتعليقات باللغة العربية وعند فحص الحبر والورق تبين أنه كتب في القرن الخامس عشر او السادس عشر.وكان العلامة الانجليزي الدكتور جورج سال قد ذكر في ترجمة له للقرآن الى الانجليزية سنة 1734 وجود نسخة اخرى لهذا الكتاب الخرافي المزيف بالأسبانية ونال انها ترجمة من الايطالية الى الاسبانية وان الذي قام بها مسلم اسباني يدعى مصطفى العرندي .وقد جاء في مقدمتها إن راهبا يدعى مارينو مقربا من البابا سكستوس الخامس دخل ذات يوم من سنة 1585 الى مكتبة البابا فعثر على رسالة للقديس ايريناوس يندد فيها بالرسول بولس وان هذا القديس استند تنديده هذا الى انجيل برنابا فأصبح حلم حياته ان يعثر على هذا الانجيل.فحدث ان دخل يوما والبابا سكستوس الخامس المكتبة البابوية وفيما هم يتحدثان أستولت على البابا سنة النوم فأقتنص الراهب الفرصة فبحث عن الكتاب فوجده وأخفاه وبعد ان استفاق البابا استأذنه حاملا معه الكتاب .ان من يراجع مؤلفات ايريناوس لا اشارة فيها الى انجيل برنابا ولا اي نقد الى القديس بولس .انها قصة يضحك منها حتى الاطفال ألم يكن الكتاب في حوزة البابا اكيد قرأه هو وغيره من الكهنة والرهبان والراهبات لما لم ينتحل احد منهم الاسلام الا مارينو العبقري.1-أنكاره صحة التوراة والانجيل والزبور فأدعى ان يسوع قال "الحق اقول لكم أنه لو لم يمح الحق من كتاب موسى لما اعطى الله داود ابانا الكتاب الثاني ولو لم يفسد كتاب داود لم يعهد الله بأجيله إلي لأن الرب ألهنا غير متغير ولقد نطق رسالة واحدة لكل البشر فمتى جاء رسول الله "يقصد محمد" يجئ ليظهر كل ما أفسد الفجار من كتابي"انجيل برنابا فصل134 :8- 10منالمعروف فلسفيا ولاهوتيا ان الله ثابت لا يتغير لأن التغيير دليل نقص هذا لا يليق به لأنه الكمال كله والإله الذي لا يستطيع ان يحفظ كتابه من التحريف فهو حتما إله ضعيف وعاجز لا يستحق العبادة بل يحتاج الشفقة من البشر وان يضعوه في براد آلي كي لا يتعفن  أنه نسخة كاريكاتورية من الآلهة الوثنية ولا يمكن ان يكن إله الكتاب المقدس.2-عدم أعترافه ان عيسى بن مريم هو المسيح ويدعىان المسيح هو محمد.وجاء في انجيل برنابا فصل5-1 :206 "ولما جاء النهار صعد يسوع الى الهيكل مع جم غفير من الشعب فأقترب منه رئيس الكهنة قائلا:قل لي يا يسوع أنسيت كل ما كنت قد اعترفت به من أنك لس الله ولا أبن الله ولا مسيا ؟"أجاب يسوع "لا ألبتة لم أنسى لأن هذا هو الاعتراف الذي أشهد به أمام كرسي دينونة الله في يوم الدينونة لأن كل ما كتب في كتاب موسى صحيح كل الصحة فأن الله خالقنا أحد وأنا عبد الله وأرغب في خدمة رسول الله الذي تسمونه مسيا"وجاء في انجيل برنابا فصل17:112و18"ولكن متى جاء محمد رسول الله المقدس تزال عني هذه الوصمة وسيفعل الله ذلك لأني أعترفت بحقيقة مسيا الذي سيعطيني هذا الجزاء أي أن اعرف إني حي وأني
برئ من وصمة تلك الميتة"ونحن نقول ان غلطة الشاطر بعشرة حقا لا يوجد جريمة كاملة فلا بد ان يترك الجاني خيط رفيع يقود اليه هنا يكشف البصمة الاسلامية في كتابه فمهما حاول التذاكي لكن أوقعه الله في فخ ربما لم يكن يحسب له حساب فالمسيح او المسيا هو لقب خاص جدا بالمسيح وحده لا غير وقد ذكر في القرآن 11 مرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر "انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها الى مريم وروم منه"سورة النساء لايوجد لا في القرآن ولا السنة ولا الاحاديث والسير ولا المفسرين والمتكلمين ولا الصوفيين الى ان المسيح هو غير عيسى ابن مريم او ان المسيح لقب محمد.3-مخالفته للعلم كالقول ان الارض عائمة على الماء
"قولوا لي لماذا لا يمكن الحجر ان يستقر على سطح الماء مع ان الارض برمتها مستقرة على سطح الماء؟"فصل 3:167 من المعروف علميا ان الارض كوكب يسير في الفضاء لا يحملها اي شئ والكتاب المقدس يؤكد هذا "يعلق الارض على لا شئ "أي7:36 4-فصل 35:6 خرافة خلقة الانسان"لما خلق الله كتلة من التراب وتركها خمسة وعشرين الف سنة بدون ان يفعل شيئا آخر "عزيزي المسلم افتح الكتاب المقدس والقرآن الكريم لن تجد بهذه الطريقة خلق فيها رب العالمين الانسان هنا نحن امام موقفين لا ثالث لهما اذا كان ما جاء في انجيل برنابا المزعوم عن الخلق صحيح منطقيا سيكون الكتاب المقدس والقرآن معا على خطأ هذا ما لا يقبله المسيحيين والمسلمين والعكس صحيح ايضا اذا كنا نؤمن بما موجود في كتبنا فسلة المهلات في انتظار انجيل برنابا.5-خلق صرة الانسان يقول في فصل 35:26 "وبصق الشيطان اثناء انصرافه على كتلة التراب فرفع جبريل ذلك البصاق مع شئ من التراب فكان للأنسان بسبب ذلك صرة في بدنه"في الكتاب المقدس رأى الله إن ما خلقه حسن جدا وفي القرآن يقول"لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم"التين4 فمن اين هذه الخزعبلات هل الله بحاجة الى شيطان عدوه وعدو الانسان ان يشاركه او يكمل له خلقه لا يؤمن بهذه الأمور الا من كان خمس نجوم في الحماقة والجهل.6-مزاح الله في يوم الدينونة في فصل 55:20 "يتكلم الله رسوله كخليل يمازح خليله"هل يوجد تجديف اكثر من هذا وقمة التفاهة يجعل من الله صاحب نكتة.7-يزعم هذا الكاتب ان الجمل لا يشرب إلا الماء العكر حتى لا يرى وجهه القبيح 77:15 حقا شر البلية ما يضحك منذ متى الجمل يستحم ويمشط شعره ويرتدي بزة قبل الخروج الى الكورنيش(الصحراء)هل يعرف هذا الحيوان الأعجم أن يميز بين الجمال والقبح.؟8-قال قي الفصل الثالث8-105 "ان السموات تسع وان بعضها يبعد عن البعض الآخر كما تبعد الاولى عن الارض سفر 500سنة وعليه فأن الارض تبعد عن اعلى سماء مسيرة 4500 سنة الواحدة منها اسفل ما يليها.......هذا يخالف المسيحية والاسلام معا ففي المسيحية يوجد ثلاثة سموات وفي الاسلام سبعة بما فيها الجنة إنما هذا الوصف يتفق مع ما جاء في الكوميديا الألهية في الجزء الثالث الفردوس للشاعر الايطالي دانتي المتوفي سنة 1321 حيث صور عدد السموات تسعة هذا يدل على ان الكتاب المزيف مكتوب في هذه الفترة.9-مسخ المصريين الى حيوانات بسبب الضحك زعم ان يسوع قال في فصل الثاني5-27 "الضحك العاجل نذير البكاء الآجل ولا تضحك الى حيث الضحك بل إجلس حيث ينوحون ألا تعلمون الله في زمن موسى مسخ ناسا كثيرين في مصر حيوانا مخوفة لأنهم ضحكوا واستهزأوا بالاخرين"قال الله في مزمور داود "افرحوا في كل حين"هذا ما يريده لنا فهو محبة ولا يمكن ان يعامل خليقته هكذا لا يوجد في كل الكتاب المقدس هذا النوع من التفكير إلا في رأس صاحبها المشحون بأفكار خرافية  وحكايات عجايز ايام زمان.10-إن عقوبة الصليب كان ثمن حب امه وتلاميذه له فقال في فصل السابع عشر18-220 "صدقني يا برنابا ان الله يعاقب على خطية مهما كانت طفيفة عقابا عظيما لأن الله يغضب من الخطيئة فلذلك لما كانت أمي وتلاميذي الأمناء الذين كانوا معي احبوني قليلا حبا عالميا اراد الله ان يعاقب على هذا الحب بالحزن الحاضر حتى لا يعاقب عليه بلهب الجحيم"كالعادة التناقض هو ديدنه ففي الفصل 30:6 يقول احبب قريبك كنفسك وهنا يدعو الى العكس هل من مؤمن له ذرة عقل يصدق ان الله الذي  هو الحب ذاته يعاقب على الحب فأذا كان هذا الله فماذا يكون الشيطان؟أن برنابا دعا به الرسل رجلا اسمه يوسف وهولاوي قبرصي الجنس وكان له حقل باعه وأتى بالدراهم ووضعها عند ارجل الرسل"أع37:4:و36 وهو اخو مريم اخت مرقس البشير وهو الذي عرف الرسل على بولس وبما جرى له في طريق دمشق وكيف رأى الرب أع 37:9 وهو الذي قال عنه الروح القدس"إفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه"أع 3:13 وهو الذي سافر مع مرقس الى قبرس أع 39:15 خيث استشهد سنة 56 م.ان برنابا كان مع بولس مؤمن بالصليب يكرز بالانجيل وهو ان المسيح مات من اجل خلاصنا وقام في اليوم الثالث هذا دليل قاطع ان الكتاب المنسوب اليه زورا  لا يمت له بصلة لان موقفه من المسيح يتنافى وصاحب الانجيل المنحول.ويرجح بعض العلماء ان كاتب الانجيل المنحول مو نفسه الراهب مارينو بعد ان اعتنقى الاسلام وتسمى مصطفى العرندي.ليس لهذا الكتاب اي قيمة علمية فقط دعائية لمن يحاولوا ان يصطادوا في الماء العكر .للمتعصبين الذين عميت أبصارهم عن معرفة الحقيقة فلو كان حقا موجود فلماذا لم يستخدمه المسلمين في مناظراتهم مع المسيحيين علما أنه أقوى سلاح في ايديهم هذا دليل أنه لم يكن له وجود آنذاك .لقد قبلوه المسلمين لانه يؤكد فيه على صلب المسيح التي تتناسب مع عقيدتهم في الشبه لهم ولو وجد قبلا لما أختلف فقهاء المسلمين كالطبري والبيضاوي وابن كثير وفخر الدين الرازي في آخرة المسيح ومن الشخص الضي صلب عوضا عنه.وفي مروج الذهب للمسعودي والبداية والنهاية للأمام عماد الدين والقول الأبريزي للعلامة احمد المقريزي هؤلاء قالوا أن انجيل المسيحيين وهم متى ومرقس ولوقا ويوحنا .وقال المسعودي "ذكرنا اسماء الاثني عشر والسبعين من تلاميذ المسيح وتفرقهم في البلادواخبارهم وما كان منهم ومواضع قبورهم ان اصحاب الاناجيل الاربعة يوحنا ومتي من الاثني عشر ولوقا ومرقس من السبعين"التنبيه والاشراف صفحة 136 .وفي العصر الحديث رفضه الكاتب والاديب الكبير عباس محمود العقاد والدكتور محمد شفيق غربال الذي كتب عنه في الموسوعة العربية في اخبار اليوم بتاريخ 30-10-59  ومحمد بن الشريف السعودي وغيرهم من المستنيرين.
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com
المراجع:القمص عبد المسيح بسيط ابو الخير,خمسون دليلا ان انجيل برنابا خرافي ومزيف
يسي منصور :نقد انجيل برنابا






65
المنبر الحر / يا شعب مصر اتحدوا
« في: 13:20 05/07/2013  »
يا شعب مصر أتحدوا
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا

أن عظمة أي شعب من شعوب العالم لا تقاس بالثورة التي يفجرها ضد الوضع القائم والنظام الظالم فقط بل في الحفاظ على روح الثورة من قبضة التاريخ الخانقة وتصحيح مساراتها بأستمرار ضد الأنحرافات والأخطاء والتجاوزات وتقليم أظافرها دائما ضد الكسل والركود والجمود وأن يكون كالملاك الحارس لها لتحقيق المبادئ التي أنطلقت منها والوصول بخطى حثيثة الى الأهداف التي رسمتها وهي تطلعات الجماهير الى عالم الحرية والعدل والمساواة والأنسانية.
هذه كانت أرادة الشعب المصري وأهدافه منذ أنطلاقة ثورته عام 2011 لكن "الأخوانجية" ومن لف لفهم من السلفية المتطرفون الذين يعتبرون خنجر مسموم في جسم الشعب المصري حاولوا مرارا وتكرارا قتل الثورة في مهدها من خلال سرقتهم أياها وتحريف مسارها التي وضعت له والأدعاء أنهم هم أصحابها الأصليين .وأستخدموا كل الأساليب الملتوية للوصول الى الحكم الذي هو هدفهم المقدس منذ أن تأسسوا سنة 1928 في الأسماعيلية على يد حسن البنا الى الآن وتاريخهم الاسود معروف للقاصي والداني.
بعد ان فاز الدكتور محمد مرسي ممثل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للاخوان المسلمين في الأنتخابات بالمكر والخبث والخديعة ضد غريمه اللواء احمد شفيق وأصبح رئيسا لمصر بدء العد التصاعدي لمأساة ومعاناة الشعب المصري.ان الشعب يعرف جيدا أن أخوان المسلمين ليسوا أهلا للثقة لأنهم قول بلا فعل وعود بدون ألتزام ولا يمكنهم تحمل المسوؤلية المناطة أليهم لأنه مايهمهم بالدرجة الأولى هو كرسي الحكم الذي دغدغ أحلامهم منذ 85 سنة الى الآن.الكذب بالنسبة أليهم كالكريات الدم الحمر للأنسان تراهم يقولون شئ في مكان ما  وينكرونه في مكان أخر وأن واجهتهم رهذا التناقض يخرجون بكذبة جديدة أخرى هذا هو ديدنهم .ا وقد يسأل سائل كيف فازوا بالأنتخابات لو لم يكن الشعب يريدهم؟الجواب بكل بساطة أستخدام الدين سلاح في المعركة واستغلال عقول السذج والبسطاء من الناس وشراء أصوات الفقرا والمساكين بالمال والمونة والقيام بحملات اعلامية مسعورة لتشويه سمعة القوى السياسية المعارضة .لكن بعد تسلم مرسي الحكم ماذا حدث؟أين احلام الثوار في حاضر مزدهر ومستقبل مجيد والتي سطروها بدمائهم ودموعهم الغالية؟لقد ارتكب أخطاء استراتيجية قاتلة أدت بالنظام الى مصيره المحتوم في مزبلة التاريخ وهي أقصاء القوى الليبرالية والعلمانية وتهميش دورها في صياغة القرارات المصيرية للدولة وغياب النية في تشكيل حكومة وفاق وطني وتمرير الدستور بالرغم على اعتراض المسيحيين والقوى المدنية وأخونة كافة مؤسسات الدولة كذلك حادثة أقالة مستشار خالد علم الدين عضو الهيئة القيادية في حزب النور السلفي مما أورثت ازمة ثقة بين الطرفين مما جعل حزب النور يقف مع المتضاهرين والفجوة التي حدثت مع المؤسسات الأمنية مما جعل خروج عشرا ت الضباط وعناصر الشرطة والأنضمام الى حركة التمرد بعد أن اتهمت من قبل مرسي بالتقصير في اداء واجبها في حمايته.وتفشي الفقر والبطالة وتراجع الاستثمار وتردي مستوى المعيشة وارتفاع معدل الجريمة.كل هذه والدكتور مرسي صم بكم لا يسمع لمطاليب ملايين الناس المتضاهرين المطالبين اما تحسين الاوضاع او شد الرحيل.كانت المفاجأة الكبرى الغير متوقعة من النظام هي الضربة القاضية التي تلقاها من الشعب ضد ايديولوجيته الخبيثة وسياسته الدنيئة مما ازاحته عن كرسي الرئاسة ورمته في الهاوية  وتم القبض على كل الرموز الدينية والسياسية من مهدي عاكف مرشد اخوان المسلمين السابق ومحمد بديع المرشد الحالي وخيرت شاطر النائب الاول للجماعةوغيرهم كثيرين ممن أتهموا أما بحيازة الأسلحة او اعطاء الاوامر بقتل المتضاهرين الذين يتقربون من مقراتهم.لم يكن هذا انقلابا عسكريا بل تغيير ناتج عن ارادة الشعب المصري العريق ذو العمق الأنساني والحضاري ومن في مشارق الارض ومغاربها لم يسمع بأبي الهول وخوفو ومنقرع ومن لم ترن في اذنه نغمة "مصر أم الدنيا".هنيئا لك ايها الشعب العظيم وهنيئا لكم على ثورتكم المباركة التي شعارها مصر لكل المصريين وليس لطائفة او فئة او اقلية كما يروج الاخوانجية من خلال افكارهم الهدامة كي يتم تعميق الخلافات بين الطوائف الدينية ليغطوا سياستهم الفاشلة .لقد ازحتموهم وزلزلتم من تحتهم الاقدام بالعقل المستنير والارادة الموحدة التي تأبى مشروعهم القذر  الذي يشكل خطرا على مصر ويقودها الى الحرب الاهلية قاومتم بجدارة هذا المشروع الاخوانجي واثبتم عالم اجمع ان معانقة الصليب والهلال هو عرس مصر الحقيقي.ايها الشعب العراقي النشم تعلم من الشعب المصري الشقيق فأنت لست أقل عمقا انسانيا وحضاريا منه في الثورة على الحكومة الفاسدة وبناء مجتمع خالي من امراض الطائفية الفتاكة كلنا بانتظار.
Emmanuell-alrikani.blog spot.com                                      

66
الأسلام والغزو الناعم لأوروبا
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا

لا يختلف أثنان في العالم كله على ما قدمته الحضارة الغربية من منجزات عظيمة للأنسانية جمعاء في مشارق الأرض ومغاربها منذ قرون طويلة في كافة ميادين العلم والمعرفة وكل مجالات الحياة الأقتصادية والأجتماعية والسياسية والطبية والتقنية.فبحبال العقل والعقلانية تم شنق التخلف والجهل والسذاجة وبنور العلم تم غزو الفضاء الخارجي وسبر أعماق الأنسان وكشف الغامض والمبهم والمجهول في الطبيعة وتمت السيطرة عليها بعد أكتشاف القوانين التي تتحكم بها وتوجيهها بالشكل الصحيح الذي يخدم الأنسان بعد أزاحة النظرة الأسطورية والسحرية منها.لانغالي ان قلنا أن العقل العلمي وحرية الفكر هما حجر الأساس في أي نهضة أجتماعية وحضارية.
أن لمعان الحضارة الغربيةهو موضع اعجاب وانبهار واندهاش كافة الناس من مختلف المنابع والمشارب ومن كل الاصول والثقافات فتدفق اليها الملايين من البشر من كل صوب وحدب للأرتماء في أحضانها تحقيقا لأحلامهم المحرومين منها في بلدانهم من حريات فردية وحقوق الأنسان والنظافة والبناء الشامخ وضمانات اجتماعية التي ان دلت على شئ فأنها تدل على قيمة الأنسان عندهم.
وهكذا هذه المغريات الحياتية جعلت الناس تشد الرحال اليها كل حسب حاجته أما الارتشاف من مناهل العلم والمعرفة او العمل فيها هو السياحة هو اشباع رغباتهم الحسية او العيش هناك وكل المهاجرين الى هناك يندمجوا في المجتمعات ليتأقلموا مع ثقافتهم ويستوعبوا ما فيها من قيم رائعة وتجاوز الافكار والسلوكيات السلبية دون ان يفقدوا خصوصيتهم لا بل يتم أغناءها واثراءها بما هو جيد.
لكن هذا الأمر يختلف مع المسلمين "المتشددين طبعا" فهم محكومين بالنزعة الأنفصالية حيث يلعبون دورا سلبيا في المجتمع ويأبون الانخراط وما اطلاق اللحى وأرتداء النقاب غير دليل شكلي يعكس حقيقة باطنية وهي النرجسية المفرطة التي يعانون منها والأستكبار الفارغ الذي هم به حيث يحيطون انفسهم بهالة من القداسة أما الاخرين كومة من النجاسة .من منطلق عقيدتهم يجب غزو العالم كله ونشر الاسلام بأي طريقة لأن نبي الاسلام يقول الحرب خدعة ويقسمون العالم الى دار حرب ودار سلام.بما انهم حاليا منكسرين حضاريا ومفلسين فكريا وثقافيافالهدف المنشود مؤجل الى اشعار اخر.عندما يكونوا ضعفاء فبينهم وبين الكفار ما يسمونه "عقد آمان"اي لا يعتدون عليهم كما يسمونه وعندما يستقوون تتغير استراتيجيتهم ويكشرون أنيابهم وتبان مخالبهم وتظهر حقيقتهم المخفية خلف سياسة التقية.
ليس لهم قيم انسانية وحضارية يستنيرون بها في مسيرة حياتهم بل نصوص متحجرة ذات طابع بدوي تقيد العقل وتمنعه من التفكير كما تفعل المرساة عندما تمنع السفينة من الحركة.
أنهم من على منابر الجوامع والمساجد يحددون لكل دولة اوربية كذا سنة سيتم تطبيق الشريعة الاسلامية فيها سواء بالترغيب او الترهيب او شراء النفوس ودفع الفاتورة من ارباح نفط الخليج او كثرة المهاجرين وتعدد الزوجات هذه هي اساليبهم لكن ليس بمنطق الحجة والاقناع . من المضحك المبكي انهم هاربين من بلدانهم لقسوة الشريعة فيها والان يريدونها أن تطبق في اوروبا انها شيزوفرينيا المهزوم المتكبر.شاهدت فلم على يوتيوب مظاهرة قام بها مسلمين اهل اللحى والنقاب في لندن رافعين شعارات ضد الحكومة "فلتذهب بريطانيا الى النار" لأحتجازها على ما اظن زوجة القائم بالتفجيرات في ستوكهولم .عجبي من هؤلاء يعيشون من خيراتهم  ويحملون الحقد والكراهية عليهم .هل يعلم الأسلاميون او المتأسلمين ان عشرات الألاف من النساء المسلمات داخل سجون الدول العربية والاسلامية يعذبون بشتى انواع التعذيب من الأغتصاب الى غيرها من ألات التعذيب القاسية لم يحرك احد ساكن لا بل المنظمات الانسانية هي التي تستنكر هذا العمل الاجرامي.
وقبل مدة وجهت رئيسة وزراء استراليا جوليا جيلارد خطابا شديد اللهجة الى هؤلاء الأسلاميين الذين أثاروا شغبا في البلاد قائلة اذا لم تعجبكم حضارتنا ارجعوا الى سعودية وايران لماذا اتيتم هنا.
ان قيم الحرية والمساواة والاخاء التي انتجتها الحضارة الغربية تجعلها تقف على مسافة واحدة مع جميع البشر دون تفرقة في اللون والعنصر والدين والمعتقد ومنحت المسلمين العيش الكريم وفتحت لهم بابها على مصراعيه واستقبلتهم بفرح لاجئين اليها من أنظمتهم الظالمة وسمحت لهم ببناء الجوامع والمساجد وممارسة طقوسهم الدينية بدون شروط او قيود في الوقت الذي لا يسمحون ببناء كنيسة واحدة في دول الخليج ويمنعون التبشير وحرية المعتقد وتبديل الدين بينما هم يحللونها على أنفسهم انهم يعضون اليد التي اطعمتهم ويستغلون الحرية والديمقراطية لسحب البساط من تحت اقدامهم وطعنهم في الظهر هكذا يتم احتلالهم تدريجيا من الداخل بشكل ناعم  دون خسائر او حرب دموية لا ادري متى يصحى الغرب من سباته  اخشى ان يكون بعد فوات الآوان حيث لا يفيد الندم لا سامح الله لو استولوا على المكتسبات الحضارية بهذه الهمجية الذي هم عليها ماذا سيكون مصير البشرية.
Emmanuell-alrikani.blogspot.com

67
أسد الريكان
رثاء فقيد عشيرة الريكان ميخائيل هاجي
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا
في ذكراك يا عزيز القوم وزين الرجال
يا من كنت في ظلمة ليالينا نبراس
نقدم بخور الحصرة والألم في قدس أقداس فقدانك
وفي كنيسة الأحزان شرايين قلوبنا لك أجراس
صدمة هزت أركان عشيرة الريكان
هيش وأستب وميدان وبعض الأجناس
كالشلال أنهمرت الدموع من عيوننا
وعند سماعنا بهذه الفاجعة أعلنت أفراحنا الأفلاس
سقطت من على صهوة جوادك يا خيال
بمكيدة القدر الذي ليس له أحساس
شظايا غدر الزمان مزقت نفوسنا
ونسمة الحياة سرقت منك يا عطر الأنفاس
كنت كالجبل شامخا لا تهزه العواصف والرياح
حجارته الخوف من الله وحب الناس
مخالبك العدل والحكمة والشجاعة
وقبضتك الرحيمة يلين منها حتى القلب القاس
زئيرك يمنحنا الدفء والآمان والسلام
وهيبتك لعظمتنا كانت حجر الأساس
كنت كالأب الذي يخاف على أبناؤه من الأعداء
لا تغمض له عين حتى لو صاح النعاس
كنت كالنخلة قامتها عالية تعانق طيور السماء
قوي الشخصية هادئ الطبع صعب المراس
بنبيذ قلبك الطيب ثملت أرواحنا
الذي لا يضاهيه في الوجود حتى خمر ابو نواس
كنت مدرسة نتعلم منها فن الحياة
محلى صفاتك وخصالك يا تاج الراس
بعقلك الراجح كنت عنوان وحدتنا
وقلبك الكبير منع التفرقة من الأفتراس
كنت قبطان سفينتنا التي يبحر بها الى بر الآمان
معك لا نخاف الصعاب بل يزيدنا ذلك حماس
عندما تكون حاضرا يغيب الهم والغم والنكد
ووجودك بيننا مثل الزغرودة في الأعراس
في طرفة عين ثقب قارب حياتنا
وغرقت أحلامنا وضاعت أيام الوناس
خسئت يا موت وتبا لك كم أسمك كريه
هدمت عمود بيت العشيرة وكنت لسعادتنا طماس
وداعا وداعا وألف رحمة عليك يا أبا سمير
من بعدك الندم والمرارة هي لنا الكاس
سنظل نحبك الى الأبد وفي ذكراك
قلوبنا مذبح نقيم كل سنة لك فيها قداس.
زوروا موقعنا على العنوان التالي:
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com

68
الحضارة الأنثوية والأغتصاب الذكوري
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/عراق/استراليا
يخبرنا علماء الأنثربولوجيا والعلوم الأنسانية الأخرى أن الأم كانت لها في العصور السابقة والمجتمعات القديمة مركز القيادة والتحكم بكل وظائف الحياة الدينية والأجتماعية والسياسية والأقتصادية وإن الآلهة كانت أنثى هذا ما تؤكده التماثيل والمنحوتات والفخاريات. وحسب الأسطورة السومرية :قد كان يطلق على الكون أسم"أن_كي" وهي كلمة مركبة تعني" السماء والأرض" في هذه الثنائية تعتبر "آن" السماء رمز الذكورة أما "كي" رمز الأنوثة ومن اتحادهما يولد "انليل" إله الهواء ثم قام "انليل" بفصل السماء عن الأرض وجعل والده مستقلا بعيدا في حين أستحوذ على أمه الأرض"كريمر ص84 .تدل هذه الأسطورة على المساواة ودور المرأة مع الرجل في الخلق والوجود,لكن بعد ذلك أغتصب الرجل منها هذا الحق الأمومي كما سرق بروميثيوس النار من ألآلهة وتم تدشين حضارة ذكورية لاأنسانية على أنقاض الحضارة الأنثوية وبدأت الف باء رحلة عذاب المرأة بعد إزاحتها من مسرح الحياة وتهميش دورها.
وتقول مارلين ستون في كتاب رائع لها "يوم كان الرب أنثى":
تؤكد هذه الباحثة من خلال السجلات التاريخية كيف أن المجتمعات القديمة والتي تعود من 25000 -7000 قبل الميلاد كانت فيها المرأة مركز ثقل الحكم والقيادة وعلى أساس هذا الواقع تم تصوير الله على شكل أنثى.وهي الأم الكبرى للمجتمع وخالقة كل شئ في الوجود من الكون والعالم والكائنات واللغة والصناعة والزراعة.هذا البناء الأجتماعي كان القاسم المشترك في كل ثقافات بلدان الشرق القديمة من بلاد كنعان الى ليبيا مرورا بالجزيرة العربية والهند واليونان والأناضول.
وتشير الأبحاث الى أن هناك سببين رئيسيين لظهور الآلهة الأنثى:
1-عملية الأنجاب:في عصر لم يكن العقل العلمي قد رأى النور بعد وإن وعي الأنسان كان بدائيا لم يكن معروف دور الأب في هذه العملية الطبيعية .فنظر الرجل الى المرأة بأعجاب وخوف ورهبة بأعتبارها تملك مفاتيح القدرة على وهب الحياة مما أكسبها أحتراما كبيرا ومكانة مرموقة.وهكذا حكمت العائلة والمجتمع معا .وأتخذت الأطفال أسم عشيرة الأم أو قبيلتها.
2-السبب الثاني :قبل ظهور نمط الأنتاج الأقتصادي الما قبل زراعي كانت المرأة تخرج الى الطبيعة لتلتقط الطعام المنتشر فيها لتأمين الطعام مما زاد الأحترام لها وجعلها في مكانة تحسد عليه في المجتمع. وفي هذا المناخ ظهرت ألآلهة ألأنثى التي عبدها المجتمع وظل الى جانبها إله ذكر هو عاشق الربة وهو يموت سنويا وتقام لهذه المناسبات احتفالات وهو موجود في كل الثقافات تقريبا وهو علامة على عودة الربيع والخصوبة والحياة.على سبيل المثال "أنانا-دموزي" ربة الخصب والحب والجنس السومرية و"عشتار-تموز"ربة الخصب والحب والجنس البابلية و"هيرا"ربة الزواج والخصب اليونانية أخت "زيوس"وزوجته التي تستعيد عذريتها سنويا بالأستحمام في نهر الدموع المقدس و"إيزيس" الفرعونية القبطية.آنذاك كانت المرأة صاحبة الحل والربط وفي يديها السلطة المطلقة على كل شؤون الحياة فهي التي تبدأ المبادرة في الغزل وتختار شريك الحياة وهي التي تطلق متى ما تشاء فالعصمة في يدها والأطفال يبقون عندها وبأسمها يكونون لا الأب وهي ترث كل التركة وتستطيع أن تتزوج بأكثر من واحد.أقل ما يقال في كل هذا أنه كان لها شأن آنذاك وتؤكد الكاتبة أن الديانات دون أستثناء ذات الطابع الذكوري هي التي أحطت من شأن المرأة وأذلتها بعد أن حولتها ألعوبة بيد الرجل بمباركة من إله السماء.
وفي هذا الأتجاه يسير الأستاذ فراس السواح وهو علو شأن المرأة في الحضارة الأنسانية ودورها الفعال في المجتمع في كتابه :لغز عشتار" حيث تقول عشتار عن نفسها.
أنا الأول وأنا الأخر
أنا البغي وأنا القديسة
أنا الزوجة وانا العذراء
أنا الأم وأنا الأبنة
انا العاقر وكثر هم ابنائي
أنا في عرس كبير ولم اتخذ زوجا
أنا القابلة ولم انجب أحدا
وأنا سلوة أتعاب حملي
أنا العروس وأنا العريس
وزوجي من انجبني
أنا أم أبي وأخت زوجي
وهو من نسلي
وفي نفس المرجع ص27 يضيف "هي ربة الحياة وخصب الطبيعة وهي الهلاك والدمار وربة الحرب في الليل عاشقة وفي النهار مقاتلة ترعى المواقع وتفشى المذابح هي الأم الرؤوم الحانية راعية الحوامل والمرضعات الحاضرة ابدا قرب سرير الميلادوهي البوابة المظلمة الفاغرة لألتهام جثث البشر وهي ربة الجنس وسرير اللذة وهي من يسلب الرجال ذكوريتهم وتخصي تحت قدميها الابطال."
وفي نفس المرجع ومن خلال المقارنة يؤكد أفضلية المبدأ الأمومي على الأبوي ص31 "المبدأ الأمومي يجمع ويوحد والمبدأ الأبوي يفرق ويضع الحواجز والحدود المبدأ الأمومي مشاعة وعدالة ومساواة والمبدأ الأبوي تملك وتسلط وتمييز الأموية توحد مع الطبيعة والخضوع لقوانينها والأبوية خروج عن مسارها وخضوع لقوانين مصنوعة".
واستمر مكانة المرأة حتى نشوء المجتمع الزراعي فهي لحد الان كانت مساوية للرجل .ولكن كانت هناك نوايا مبيتة في لا وعيه في قلب الادوار أنفجرت وتم له ما اراد وسحب كل رصيد المرأة في التملك للارض والأبناء الذي هم مصدر رزقه فبدأ بأقصاء المراة داخل المنزل ليكون شغلها الشاغل الانجاب والرعاية والأهتمام بشؤون المنزل وبالتالي سحب رويدا رويدا من تحت اقدامها بساط المكانة الاجتماعية العالية .كثيرة هي النظريات التي بحثت في اسباب هذا الانقلاب لكن الذي يهمنا هو واقع الحال الذي يقول ان الكروموسومات الذكورية هي الغالبة على حضارتنا.
ان الاساطير المؤسسة للثقافة الذكورية هي أن المرأة مخلوقة من ضلع آدم وأنها ناقصة عقل ودين وأنها تبطل الصلاة وأنها مصدر الشوم وأنها لا تصلح كاهنة لأنها تحيض ولا يفلح قوم ولوا عليهم امرأة واخيرا مصدر الأغراء والشهوة والغواية .لا يخفى على أحد ان الرجل يتخذ المرأة شماعة يعلق عليها سيئاته وذنوبه ومن خلال هذه المناورات يلقي اللوم على هذه المسكينة التي لا حول لها ولا قوة  هروبا من نفسه ومسؤوليته وليبرر كل اشكال السيطرة والتسلط والدونية ضدها.بأسم العفة والشرف والطهارة يحاول يؤسس ثقافة اقل ما يقال فيها انها ادعاء وكذب وافتراء.في هذه المناسبة استحضر طقس ديني ياباني نال استهجان الناس على اساس انه يخدش الحياء وضد اخلاقنا وهو مهرجان العضو الذكري"هونان ساي" الذي يقام في قرية كوماكي كل عام حيث يحملون عضو ذكري كبير جدا كرمز القوة والحياة بمراسيم معينة وتباع الحلوى والتحف على شكل ذكري ليس الغرض الانحلال الخلقي فهو جزء من ثقافتهم للتبرك والتقرب الى الههم وان كان لا يعجب اذواقنا ففي الحضارات القديمة دون استثناء كان الجنس مقدس.في ثقافنا المرأة تعتبرعورة  اي انها عضو جنسي متحرك كذلك الرجل و في جغرافية حياتنا لا يوجد غير الاعضاء الجنسية  القضيب والفرج هذا وا أملته علينا ذهنيتنا.ان معيار التقدم في المجتمعات العصرية هو مساواة الرجل والمرأة من ناحية العقلية والانسانية وهي ليست قطعة لحم نشتهيها بل مخلوق له كرامة.ان خروجها من سراديب الجهل والتخلف والظلمة التي وضعت فيها الى حياة العمل والعلم والمعرفة فجر فيها الطاقات الحبيسة والتي كانت مصدر الازدهار الاقتصادي والتطور الاجتماعي والتقدم الحضاري .ان نضالها المستمر مع الرجال المستنيرين من اجل نيل حقوقها و كان وراء تحسن وضعها الحالي .ان المجتمعات ذات الصبغة الذكورية التي تحمل المرأة اطنان من الواجبات وتعطيها شعرة من الحقوق تبرر ذلك بأسم الدين والاخلاق والتقاليد فهي تعيش خارج التاريخ والجغرافية في مزبلة العصر والحضارة.
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com
ا


أ


69
آه منك يا موت
رثاء الفقيد ماهر اسماعيل مدرب نادي تلكيف الرياضي لكرة القدم
اثر حادث مؤسف
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا
لمن نذرف الدموع                                       لك يا قرة العين وزين الشباب
نشفت الدماء وجفت منابع البكاء         على مماتك وهل يوجد اكثر من هذا العذاب
لمن نذرف الدموع             على شخصك العزيز الذي دفن قبل اوانه تحت التراب
كنت مثالا للاخوة والصداقة      رحيلك كالسكين مزق نفوس الغربة قبل الاصحاب
لمن نذرف الدموع                     ل رونق وهي ترى امامها تابوت أعز الاحباب
فالحياة من بعدك ليس لها معنى                  وروحي سيكون لونها اسود كالثياب  لمن نذرف الدموع                   لبناتك اليتامى الذين تركتهم في عالم كله ضباب
حرمتهم من احلى كلمة وهي بابا             وجرحهم ليس له بلسم ولك منهم عتاب
ايتها الأم الحنون والاب المسكين شب حريق في قلبكم
                                                    لا تطفئه مياه الكون ولا رب الارباب
جثمان ولدكم يودع الثرى             وانتما بعيدان منه وما يحزنكم اكثر هو الغياب
بالله عليكم ما هو شعوركم وانتم محرومون
                                                  من قبلة يحتاجها فلذة الكبد قبل الذهاب
الاخوة والاخوات تفرقهم الأمكة وتجمعهم الدمعة
                                                لكن القدر قاطع الطريق لا يسمح بالأياب
آه من الألم وآه منك يا موت                        خطفت شابا نحسب له الف حساب
وداعا ماهر وأن لم يكن قلبنا يطاوعنا
                                               لكنها مشيئة الرب لا نساله عن الاسباب

www.emmanuell-alrikani.blogspot.com

70
شطحات دان براون في شفرة دافنشي
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا
"شفرة دافنشي" رواية للاديب الامريكي دان براون نشرت سنة 2003 ترجمت الى عشرات اللغات وطبع منها ملايين النسخ أحدثت ضجة عالمية وأثارت الجدل بين الناس ففيها فتح المؤلف النار على المسيحية عموما والكنيسة الكاثوليكية خصوصا محاولا دك ثوابتها التاريخية وقصف حصونها العقائدية واللاهوتية مقدما افكار لا سمعت بها اذن ولا خطرت على بال بشر.وكانت الاناجيل الغنوصية التي اكتشفت في مخطوطات البحر الميت ونجع حمادي مصدر ألهام له لتشييد عمارة افكاره ونظرياته والمنبع الذي أستقى منه قناعاته وفرضياته. ويمكن اختزال افكاره الى ان المسيح كان متزوج من مريم المجدلية وأن له نسل ملكي باق الى اليوم وأن الكنيسة ولأسباب سياسية وكي تكون هي المرجعية في كل شوؤن الحياة ألهت المسيح بينما كان في القرون الاولى من المسيحية مجرد نبي عظيم وقائد فذ.
وفي القرن الرابع وبالأتفاق مع قسطنطين الوثني تم حرق كل الأناجيل القديمة والابقاء على الاناجيل الأربعة الموجودة حاليا وعندما قويت شوكة المسيحية في الامبراطورية الرومانية وتفاديا للأصطدام مع الوثنية أستطاع بذكاء خارق وتكتيك منه ان يدمج الديانتين كي يوجد ديانة هجينة هي مزيج من الوثنية والمسيحية الصاعدة وما عيد الميلاد الذي يقع في 25 ديسمبر والذي كان عيد الشمس الوثني سوى دليل دامغ على هذا واستطاعت الكنيسة ان تلغي عبادة الأنثى التي كانت جوهرية في الوثنية وحولت المجتمع الى ذكوري. هذه عصارة أفكاره سنحاول طرح الخطوط الرئيسية للرواية والرد المحكم عليها مع تفاد التفاصيل الصغيرة التي تحتاج مجلدات وليس مقال بهذا الحجم.
شفرة دافنشي في سطور
رواية من القطع المتوسط تقارب 500 صفحة لا يمكن حصرها في سطور لكن بقدر الامكان سنحاول رسم ملامحها العامة دون ان تفقد بريقها.
تبداالرواية ب "جاك سونيير" مدير متحف اللوفر التي تم قتله بأطلاق رصاصة أخترقت معدته وقبل مماته ب 15 دقيقة نقل السر الذي هو محرك الاحداث ومفتاح القضية فقد ترك رسالة غامضة ونجمة خماسية الزوايا على بطنه بدمه وقد وجد عاريا متخذ وضع احدى لوحات دافنشي الشهيرة وهي الرجل الفيتروفي. ويقوم ابطال الرواية روبرت لانغدون وصوفي اللذان يحققان في مقتله بناء على طلب المحقق بيزوفاش في اثناء ذلك يلتقيان بخبير يدعى السيد تيبينغ الذي يكشف لهما السر المخفي على الجميع وهوأن المسيح متزوج من المجدلية وله احفاد وان هناك جمعية سرية أسمها منظمة سيون تأسست سنة1099 منوطة بها مهمة الحفاظ على هذه الحقائق حتى حلول الوقت المناسب للكشف عنها والبوح بها وان ليوناردو دافنشي كان من الأعضاء البارزين فيها وكذلك نيوتن وفيكتورهيجو وغيرهم وأنه  استطاع بعبقريته ان يعبر من خلال لوحاته المشهورة مثل "موناليزا"و"العشاء الأخير" والذي يتسم طابعها بالفن المسيحي عن افكار هذه الجمعية على شكل رموز أي يضمر عكس ما يظهر ويوجد بالمقابل منظمة كاثوليكية تدعى اوبوس داي تعمل جادة على طمس هذه الحقائق وملاحقة اتباعها والقضاء عليهم قبل أفشاء السر الخطير ومعرفة خدعة الكنيسة الكبرى وتنتهي الرواية بالكشف عن ان صوفي وأخيها هما الحفيدان الوحيدان المتبقيان على قيد الحياة من نسل المسيح.
الرد الصاعق:
1_ يدعى بانه لحماية نسل مريم المجدلية ذهبت الى فرنسا هناك تزاوج نسلها مع ملوك الفرنك وأوجدا سلالة الملوك المرفنجيين.
أن مريم المجدلية عاشت حياة مقدسة وذهبت الى أفسس مع العذراء مريم والقديس يوحنا الحبيب وماتت هناك ودفنت وتم نقل رفاتها الى القسطنطينية عام 866م وليس الى فرنسا.
ان مصادر رواية شفرة دافنشي والتي بنى عليها نظريته اصحابها اعتبروها مجرد تخمينات وفرضيات لا يمكن أن ترتقى الى الحقيقة وهي "الدم المقدس الكاس المقدسة"1982 مؤلفيها ميشيل بيجنت وريتشارد لي وهنري لنكولن  و"فرسان الهيكل"1997 و"المرأة وقارورة الالاباستر" 1993 و "الآلهة الانثى في الاناجيل "1998  بين كل هذه الروايات قاسم مشترك واحد وهي زواج المسيح من المجدلية.
2_ان مريم ليست من سبط بنيامين بل من منطقة المجدل ناهيك من عدم انتمائها الى نسب ملكي.
3_يزعم الكاتب ان زواج يسوع من مريم المجدلية هو تحالف سياسي اكثر من اي شيء اخر بأعتبار يسوع من عائلة داود ومريم المجدلية من رموز سبط بنيامين وفي هذه المصاهرة يتمكن من لم شمل اسرائيل هذا يعني اذا ظهرت هذه السلالة المزعومة ستملك على اسرائيل بالتالي تسود العالم كله هذا ما توقع اليهود ولا زال من مسيحهم المنتظر لذلك رفضوا رسالة يسوع الناصري لأنها تتناقض مع تصوراتهم عنه فهم يريدون مسيحا على مقاسهم رجل سياسي وقائد عسكري يحقق احلامهم الدنيوية في طرد الرومان والآن يعتبرون شرط مجئ المسيح هو وجودهم في فلسطين لذلك برروا أغتصابهم لها وتشريد شعبها كحق لاهوتي وتاريخي أنها فكرة صهيونية مرفوضة مسيحيا وعربيا واسلاميا وانسانيا ويسوع في كل الاناجيل يقول "مملكتي ليست من هذا العالم"يو36:18.
4_لم يذكرفي اي مكان من الاناجيل ان يسوع كان متزوجا  أنه تلفيق لان رسالة يسوع أسمى من ذلك فاذا كان الرهبان والأساقفة يحرمون أنفسهم من الزواج من اجل خدمة محدودة فكم بالحري رسالة المسيح الخلاصية لكل البشر. فلو لم يكن قدوة لهم لما ساروا على هذا النهج .كثيرة الشواهد في الانجيل تدل على أنه غير متزوج مثلا عند الصلب سلم أمه لتلميذه الحبيب السؤال الذي يطرح نفسه اذا كان متزوجا أليس من المنطقي تكون حاضرة مع زوجها في هذه المأساة اوليس بالحري تسلم أمه لها وليس الى شخص اخر. وايضا عندما قال احد ان امك و اخوانك واقفين خارجا طالبين ان يكلموك مت:47:12 ومع ذك لم يذكروا زوجته وغيرها كثير لا مجال لذكرها.
5_ان طقوس الهيروس كاموس او البغاء المقدس حيث يكون مقياس الكمال الروحي الاتحاد الجسدي بالانثى كان موجودا في المعابد ولم يكن انحرافا جنسيا بل شعيرة مقدسة الى ابعد الحدود وان هذه الممارسة كانت جزءا من المسيحية الحقيقية.
ان شغف براون بعقيدة الانثى المقدسة عمت بصيرته فهو لم يكلف نفسه لقراءة الكتاب المقدس الذي لعن الزنا من سفر التكوين الى سفر الرؤيا  والمسيحية تحرم  اي  ممارسة جنسية خارج الزواج وان هذا الفعل مدان مرارا وتكرارا انه كان موجود في الثقافات الوثنية .
6_يزعم ان يسوع عين مريم المجدلية خلفا له بصفة رأس الكنيسة الا ان مجمع نيقية 325 سلب منها هذا الحق واعطاه لبطرس لأنها كنيسة ذكورية لا مساواة فيها بين الجنسين.
انها كذبة اخرى لقد رفعت الكنيسة خاصة الكاثوليكية مريم الى مرتبة سامية فوق اي مكانة يحلم بها براون لمريم المجدلية.
7_رسم ليوناردو دافنشي ليشير الى الأله المصري آمون والآلهة ايزيس   وهذا التقابل مجرد كلام وادعاء غير علمي غير موجود الا في خياله المهووس بتشويه الحقائق وتزييف الوقائع ليؤكد صحة نظريته ان اسم موناليزا لم يكن من اختيار دافنشي بل اطلق عليها في القرن التاسع عشر اي بعد ليوناردو 1452 _1519 بثلاثة قرون ان رسم موناليزا مكون من مقطعين"مونا"وهو اختصار كلمة مادونا اي سيدة و"ليزا" وهو اسم معظم الموضوعات المثيلة التي كانت ترسم.
ويزعم ان الشخص الجالس عن يمينه هو مريم المجدلية لانه انثوي المظهر ثيابه ناعمه ووجهه الاملس يشكل معه في وضعية رقم سبعة الذي يرمز الى الانوثة.
لكن الاشخاص في صورة العشاء الاخير هم يسوع والرسل ولا يوجد امرأة بينهم ولو كانت اي امراة هناك فهذا يعني احد الرسل غير موجود ولو كان صحيحا فلماذا بالذات مريم المجدلية لما لا تكن أم يسوع او اي أمراة اخرى. وان ملامحه الانثوية ليس دليل كافي لأن هناك رجال اخرين في الصورة لهم نفس المواصفات فلما العجب وان المشهد يصور رد فعل الرسل عندما كشف لهم يسوع عن التلميذ الخائن وان بطرس يحاول ان يومئ الى يوحنا طالبا منه ان يسأل يسوع عن الذي سيخونه وليس استياء منه  من مريم المجدلية كما صور براون.
الجهل المقدس: 
ان براون خلط في روايته الخيال بالواقع العقيدة بالأسطورة والكذب بالحقيقة ان كان لا  يدري فتلك مصيبة وان كان يدري فالمصيبة اكبر كما يقال وفي كل هذا ليس له دليل علمي تاريخي وديني على افكاره. سنحاول تفنيدها على عكس ما ادعى من خلال الكتابات المسيحية المبكرة والاناجيل الغنوصية التي يعتمد عليها والتي شهدت بألوهية المسيح.
ا-ديداكي:"او تعليم الرسل الاثنى عشر"كتب حالي سنة100 م جاء فيه ان المسيح هو ابن الله وهو الرب كانوا يعمدون المؤمنين الجدد على اسم الثالوث الاقدس "باسم الثالوث الاب والابن والروح القدس بماء جار"1:7 كما قال الرب يسوع عمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس مت12:28.
ب-رسالة برنابا: من90 _100 تقريبا جاء فيه اذا كان ابن الله قد أتى بالجسد فلأنه اراد ان يضع حد للخطيئة اولئك الذين اضطهدوا انبيائه"11و14 .
ج-القديس اكليميندس الروماني:من 30 _110 هذا القديس عاش مع الرسل الطوباويين كمعلم عن لاهوت المسيح ...ان المسيح أخفى عظمته الالهية وجاء متضعا"ان صولجان جلال الله الرب يسوع المسيح لم يأت متسربلا بجلال عظمته كما كان في استطاعته بل  جاء متواضعا كما تنبأ عنه الروح القدس"ف16 واشارالى الثالوث الاقدس قائلا "لنا أله واحد ومسيح واحد وروح نعمة واحد سكب علينا"ف46.
د-كتب بليني في رسالة للامبراطور تراجان "ان المسيحيين يعبدون المسيح كالله وابن الله"وايضا عادة يجتمع قبل الفجر في يوم محدد لأكرام المسيح الههم بالترانيم"هذا غيض من فيض من كتابات الاباء الاوائل الذين اعترفوا بألوهية المسيح.
واليكم بعض الاناجيل الغنوصية والتي يتجاهلونها  تشهد على ألوهية المسيح وكما يقال شهد شاهد من اهلها والتي تعتبر قاعدة ايمانهم.
1_انجيل المصريين اليوناني: من القرن الثاني جاء فيه "ليس كل من يقول لي يارب يارب يخلص بل  الذي يفعل البر".
2_انجيل المصريين القبطي:اكتشف في نجع حمادي جاء فيه"يسوع المسيح ابن الله".
3_انجيل بطرس:من القرن الثاني وقد وجددت نسخته في اخميم في شتاء 1886 -1887 "فلنسرق الان ابن الله فقد اعطينا سلطانا عليه فلنكر ابن الله هذه الكرامة".
4_انجيل الحقيقة:من القرن الثاني في نجع حمادي سنة 1945 ...الواحد الذي في فكر الاب وعقله الذي هو الواحد المخاطب بالمخلص الذي قام به الفداء اولئك الذين كانوا يجهلون الاب".
وهكذا في حكمة يسوع المسيح التي ترجع اقدم مخطوطة الى القرن الثالث وبداية الرابع وحوار المخلص وجدت هذه الوثيقةفي اللغة القبطية الصعيدية فقط في مكتبة نجع حمادي 1945 وانجيل فيليب من القرن الثاني وبه قول منسوب الى الرب يسوع "الهي الهي لماذا تركتني" وانجيل توما وانجيل مريم المجدلية وغيرهم
ان هذه الضجة المفتعلة ليست اكثر من سابقتها "انجيل برنابا"مجرد صيحة في الوادي وفقاعة في الهواء ليس لها غير قيمة دعائية لا علمية وان الملحدين واللاادريين فقط يرقصون على انغامها مع المسلمين لانها تقدم المسيح حسب تصوراتهم لا اكثر ولا اقل.
اما بخصوص براون فليست هذه الرواية المبنية على الخرافات والاساطير والتخمينات التي لا برهان علمي عليها اكثر من زيادة رصيده في بنك الشهرة فهو يذكرني بقصة سمعناها في الطفولة .وهي كان يوجد شاب فاشل اجتماعيا وتافه وكان يحلم بالشهرة لكن لا يعرف كيف يحققها فليس له مؤهلات وامكانات لذلك وفي يوم من الايام خطرت بباله فكرة جهنمية بالنسبة له كان حاضرا في ديوان "آغا" مع وجهاء القوم فقام وتطاول على الاغا بالسب والشتم وسط دهشة واستغراب الحضور هكذا تم نقل ما حدث الى الجميع قائلين فلان ابن فلان قام بالفعل الفلاني واصبح ذائع الصيت.
Emmanuell-alrikani.blogspot.com
                                              أهم مرجع:
كتاب مريم المجدلية وعلاقتها بالمسيح ردا على كتاب شفرة دافنشي
القمص عبد المسيح البسيط ابو الخير


71

الجمال الذي لن تغيب عنه شمس البكاء
_فقيدتنا الغالية نادية_   
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
سقطت نجمة لامعة من سماء حياتنا
هزت عرش السعادة وبلبلت الأفراح
نادية أسمها ولقبها عاثرة الحظ
                                       أسلمت الروح وفي أحشائها طفل لم يرى الصباح
خسفت شمسها وكسف قمرها
                                                            وضياء شبابها جرفته الرياح 
 يمر الزمان ليرفع راية النسيان
                                        وعاصفة ذكراها تأبى إلا أن تجلب ألينا ألأتراح
 الشجر والبحر والحجر يبكيان
                                                    على فقدان نسيم الروح وعطر القداح  يا ظل حورية السماء على الأرض
                                              غرقت سفينة حياتك ولم ينجو منها الملاح من بعدك النوح والبكاء والعويل ديدننا       
                                                      والقلب يعصره الألم وتنغزه الرماح  كنت كالنرجس عندما تطفو على سطح الماء
                                 وأصطدمت بصخرة الموت وتوقف عطرك عن الفياح    كنت كالطير يغرد لنا اللحن الجميل
                                         ويوما خرج من عشه ولم يعد لا ندري اين راح    كنت كالقوس قزح ألوانه منسوجة من الحب والجمال
                        وفي ظلمة الليل انطفأت شمعة وجودك واصبحت ذكرى ونياح    ليت التاريخ يرجع الى الوراء ولو لحظة
                                               إنه حلم كل المجانين بك كي نراك ونرتاح
  أنها أمنية محفورة في أعماق كل من فقد عزيز له
                                           سامحينا يا أختاه نحن عاجزون ليس لنا جناح   خطفك لص الحياة ولم يدعك تقولين أخر أمنيتك
                                      توصين بها على ابنتك من الأقرباء وأهل الصلاح   تركتينا ورحلتي دون سابق أنذار                                                                                                      وبين أيدينا جوليانا اليتيمة مثخنة بالجراح     أنها نسخة طبق الأصل منك
                                    صورة وصوت وأبتسامتك التي كانت تهز الأرواح   أنها تقلدك في كل شئ وتأبى أن تكوني من الأموات
               وتقول ماما تعيش في وأنا فيها ومن قال غير ذلك تبدأ بالبكاء والصياح     لماذا يا أمي كل الأطفال لهم أمهات أما أنا فلا
                                 قلبي سيظل سجين الاوجاع الابدية متى يطلق االسراح بالله عليك قولي لي اين انت وراء السحاب أم في اعماق البحار
                                          فراقك عني وبعدك مني أقوى من عظة تمساح  من يذرف الدمع ويسقي الفرحة يوم عرسي
                                                 إن لم تكوني أنت يا أمي فكل شئ مزاح
والاخوات المسكينات أفرط حبات عقدهم
                                         وضاعت حبة كانت نبض القلب ولؤلؤة السماح
جن جنونهم من هول الصدمة
                                     وكان ايذاء الجسد واللطم على الوجه هو السلاح
سمير وامجد تعيسي الحظ في أقاصي الأرض
                                       نيران الحضور لا تطفئها لا الدموع ولا النياح
جسد نادية الطاهر بعيد عن انظارهم
                                             ويقتلهم الشوق والحنين لرؤيتها كالسفاح
الوالدان يندبان حظهما على فلذة الكبد
              بأي قلب يضعان عليها التراب لكن هذه سنة الحياة لا جدوى من الكفاح
وداعا نادية وداعا بنت العم لن ننساك الى الابد
                                           ستظل احزانك تعيش فينا ليس ضدها لقاح
موقعنا على النت:
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com

72
شهود يهوه اخطر بدعة مسيحية معاصرة بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق /استراليا منذ فجر المسيحية رافقت الكنيسة البدع والهرطقات كالظل وحاولت تشويه ايمانها القويم والنيل من رسالتها كالغنوصية والابيونية على سبيل المثاللا الحصر وكات اشدها خطرا الآريوسية نسبة الى آريوس الكاهن 256-335 الذي انكر لاهوت المسيح لكن بناء على طلب الامبراطور قسطنطين عقد مجمع نيقية الاول سنة 325 وهو اول مجمع مسكوني بعد مجمع الرسل اشترك فيه 318 اسقفا من اصل 1800 اسقف رفضت هذه العقيدة الخاطئة وحدد ايمان الكنيسة بعبارة "مساو للاب في الجوهر"ان رب المجد قال لها ابواب الجحيم لن تقوى عليك ووعدها سيكون معا الى منتهى الدهر وفي وقت الشدة يمنحها القوة واللسان والحكمة لتصون وديعة الايمان من الزيغ والضلال وفي القرن التاسع عشر في المجتمع الاميركي وفي جو يسوده الاضطرابات الاجتماعية ابصرت النور بدعة تعد بحق من اخطر البدع المسيحية المعاصرة على المسيحية ألا وهي بدعة "شهود يهوه" وهي ليست الا الاريوسية في حلتها الجديدة والوريث الشرعي لافكارها سيكون معنا في هذا المشوار  كتاب "الخراف الضالة" للاب بولس الفغالي الذي كفى ووفى بخصوص هذه البدعة مرشدنا ودليلنا لمعرفة الجغرافية العقائدية واللاهوتية لهذه الفئة الضالة
نبذة مختصرة عن مؤسس بدعة شهود يهوه: 
مؤسس هذه البدعة اسمه شارل تاز رسل وهو شخص امريكي من اصل ايرلندي ولد في 15 شباط 1852 من ابوين كالفينيين كان يخاف من العذاب الابدي ولم يرتاح له بال الا عندما انكر وجود الجهنم وبذلك يكون قد ساوم براحته النفسية على حساب كلام الرب الذي يؤكد وجود الدينونة الابدية وهو تلقى هذا التعليم من السبتيين او المجيئيين واعتبره المقربين اليه ضليعا في الكتاب المقدس اكثر حتى من مار بولس الرسول ونتيجة اللقاءات اسس جماعة اطلق عليها في البدء "تلاميذ التوراة"أسس سنة 1879 مجلة برج المراقبة وسنة 1881 "معية برج المراقبة"لنشر تعاليمه وفي 1884 اسس "جمعية صهيون للمراقبة"هذا الاسم يكشف عن معدنه الحقيقي أكد ان سنة 1914 فاتحة الالفية حسب الرؤيا 21:3 وسنة 1981 ستنقرض البابوية لكنه مات في 1906 في قطار الذي كان في طريقه الى سلسلة محاضرات ونبؤاته كلها باءت بالفشل وهكذا كلما اراد اخراج نفسه من كذبة وقع في كذبة اخرى وبعدها ادعى ان المسيح اتى منذ سنة 1874 لكن مجيئه الثاني كان روحيا
رفعت زوجته دعوى الطلاق عليه بعد مرور 27 سنةعلى زواجه بسبب خيانته الزوجية مع "روز بال" امينة سره و"اميلي ماتويز"خادمته فاجأته في غرفتهما وحكمت المحكمة عليه بدفع 6076 دولارا لزوجته المطلقة بغية اعالتها فتهرب من الدفع  بتحويله ميع ممتلكاته بأسم شخص اخر
وأستلم مهام القيادة من بعده القاضي رذرفورد 24 سنة وهو الذي غير الاسم من دارسي التوراة الى شهود يهوه سنة 1931 انطلاقا من اشعيا 12:43"انتم شهودي يقول يهوه"وفي عهده انتقل مركز الجمعية من بتسبور الى بروكلين الى "بيت ايل"اوبيت الله وشجب الكنائس والدول واعلن في سنة 1914 نهاية النظام القديم وبداية الملكوت الغير منظور وسنة 1918 اختطاف القديسين الى السماء ونحن في فلسطين حيث يسلم الجزء المنتظر من الملكوت الى الامراء ابراهيم واسحق ويعقوب لك شيئا من هذا لم  يحدث
وخلفه نانان هومر كنور في منصب الرئاسة العليا للحركة لم يكن اقل غيرة على الحركة من اسلافه اصبحت شهود يهوه بفضل كنور مؤسسة كبيرة ذات موارد ضخمة  ومكتب دعاية دائم الغيرة والاندفاع والسهر
عقائد شهود يهوه تحت المجهر   
1-الثالوث الاقدس:
انهم ألد اعداء الثالوث الاقدس ويعتبرونها بدعة شيطانية من اختراع الكنيسة لا وجود لهذه الكلمة في الكتاب المقدس وجذورها وثنية في الديانات البابلية والمصرية نقول منذ المسيحية المبكرة والثالوث الاقدس من صلب ايمان الكنيسة وان لم يدون على شكل قانون لكن اول من صاغ كلمة الثالوث ترتليانوس ويقال ثاوفيلوس الانطاكي 181 م ففي مت 19:28 "اذهبوا تلمذوا كل الامم معمدين اياهم باسم الاب والابن والروح القدس "وفي 2كو13:13 "نعمة ربنا يسوع المسيح معكم ومحبة الله الاب وشركة الروح القدس "والقديس 1يوحنا7:5-8" ان الشهود في السماء ثلاثة الاب والكلمة والروح القدس هؤلاء الثلاثة هم واحد"
2-ألوهية المسيح:
يعتبرون المسيح خليقة مميزة اعلى من الانسان وادنى من الله وينكرون لاهوته كما اسلافهم الاريوسيين والابيونيين مستندين بذلك على بعض الايات من الكتاب المقدس مسقطين عليها ما يتمنونه في انفسهم مثل "الاب اعظم مني "يو8:14 2 لكن يسوع قالها باعتبار الاب صاحب المبادرة في خلاص البشر وليس فارق في الطبيعة والقدرة ويسوع اله حق انسان حق تارة يتكلم بسلطانه الالهي وتارة مثلنا نحن البشروحججهم في "يخضع الابن لذلك الذي اخضع له كل شئ ليكون الله كلا في الكل "1كو28:15 وايضا في كو 15:1 طهو صورة الله الغير منظور وبكر كل خليقة "ويتجاهلون فاتحة انجيل يوحنا "في البد كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الله الكلمة"وفي مكان اخر عندما قال انا والاب واحد وقبل ان يكون ابراهيم انا كائن وايضا اراد اليهود رجمه لأنه ساوه نفسه بالله هل كانت الكنيسة لى مدى تسعة عشر قرنا على ضلال حتى يأتوا اليوم شهود يهوه يقدموا لنا الايمان الحقيقي اين كان الذي قال سأكون معك الى منتهى الدهر هل كذب علينا "حاشا لله"
وينكرون قيامة المسيح ويعتبرونها روحية فقط وبالتالي سر الفداء وان الرسل رأوا شبه جسدوينكرون العذاب الابدي وينكرون خلود النفس وانها تموت بموت الانسان لا قيامة حقيقية للبشر اذا عادت نفوسهم الى العدم واجسادهم تفككت فيجري الله يوم القيامة خلقا جديدا للنفوس الاجساد
ونتيجة القراءة الحرفية لكتاب المقدس التي حذرنا منها بولس الرسول قائلا الحرف يقتل والروح تحيي يعتبرون نفسهم ال 144000 المختارون وحدهم الكنيسة وجسد المسيح نحن نعرف ان "1000 "مكعب 10 وهو عدد كبير جدا الرقم 12 يدل على شعب الله في القديم الجديد 12في12هكذا يكون عدد المختارين وسيقول في رؤ9:7 رأيت جمعا كثيرا لا يستطيع احد ان يحصيه من كل امة وقبيلة وشعب لسان"المسيح ات لنا جميعا هل يعقل ان الله يتجسد من اجل هذا االعدد فقط ويترك المليارات صارت زحمة
كي تتجنبوا شرهم
لا ينكر ان لهم ايمان عميق بما يعتقدون حتى وان كانوا على ضلال ونشاط قوي لنفث سمومهم هذا ما يحسدوا عليه يقع الناس البسطاء في شراكهم بانبهارهم بثقافتهم الدينية وكلامهم المعسول وسرعة البديهية ناهيك عن استخدام الوسائل المادية والمعنوية لتحقيق غرضهم كي نجنب ابنائنا من الانجراف وراء هذه الخرافات والاباطيل بالاضافة الى كشف وفضح هذه البدعة يجب توعية الناس بالف باء الايمان المسيحي كي يكونوا سدا منيعا امامهم وهذا يقع على عاتقهم وعاتق الكنيسة وان لا يلعبوا دور المدافع فقط بل ان نغزوهم في عقردارهم لنسترد الدرهم المفقود ونسترجع الخروف الضال
زوروا موقعنا على النت
Emmanuell-alrikani.blogspot.com

73

مهزلة العقل الكلداني السرياني الأشوري

   
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق
لاول وهلة يبدو العنوان قاسي جدا ويوحي بشئ من الفظاظة لكن عزيزي القارئ قبل أصدار اي حكم سريع والذي هو من سمات الحمقى ولا يليق بأنسان واع وحر رافقني في مشوار قصير وجولة تفقدية لتفكيك ومعرفة واقعنا المعاش أنا شخصيا في سبيل الحق لا أخشى لومة لائم ومن اجل كشف المستور ورفع الغطاء سأضرب بيد من حديد هذه هي عقيدتي التي اؤمن بها وهي الحقيقة ولن اتنازل عنها مهما كان الثمن باهضا وكلي ثقة ويقين إن غيوم الظلام لن تستطيع مقاومة نور الشمس الساطع وانت ستبصم بالعشرة على ما أقول أنا كاتب عادي وقارئ بسيط لا أدعي أنني باحث في التاريخ او مختص بأي مجال أخر لكن لي مثل غيري من الناس عقل يفكر يميز بين الصح والخطأ والصالح والطالح والصدق والكذب المقصودين من هذا العنوان بعض الفئات المثقفة وليس جميعهم والحمد لله وشعبنا بمسمياته الثلاثة (الكلداني السرياني الأشوري) برئ منهم والمحسوبين على الفكر والثقافة زورا وبهتانا والتي تجري في عروقهم دماء التعصب والتطرف والشوفينية أنهم بأفكارهم المسمومة ومصالحهم الشخصية يشكلون أكبر عائق لنيل حقوقنا القومية وتهديد وجودنا وكياننا فهم يضعون ترس في عجلة التقارب والتفاهم بين ابناء شعبنا ويسبحوا ضد اي تيار يدعو الى الوحدة والاخوة للأسف الشديد أغلبهم حملة شهادات عليا واساتذة جامعات إن ألاعيبهم فضحت أمام الملأ وسقط مكياج التجميل من وجههم القبيح ولم يكونوا اكثر من تجار الفكر ومرتزقة الثقافة لو تصفحت الأنترنيت للأطلاع على مقالاتهم ستجد العجب من كيل التهم والسخرية والكلمات البذيئة التي يطلقونها على بعضهم البعض والتي لا تليق بمكانتهم الفكرية والعلمية الكل يعزف على ليلاه ويدعي ان الحقيقة معه وإن الأخر على باطل إن هؤلاء القوم مصابين بالنرجسية القومية التي لا تحترم العلم والمنطق ولا تؤمن بالتعددية والغارقة بالذاتية من رأسها حتى أخمص قدميها وكل من هؤلاء الاطراف يدعي العلمية فيما يقدمه والعلم منهم براء حتى يخيل إلي احيانا لو كان العلم رجلا لقتلته من وراء تسفيههم لعقول الناس الكلداني يحاول كلدنة كل شئ من طقطق الى السلام عليكم والسرياني ايضا يحاول أسرنة أو سرينة الأمور من الالف الى الياء والأشوري يحاول أشورة كل شئ من الاول الى الأخر الكل يدعي أنه الأصل والاخر الابن الضال الكلداني يتهم الأشوري او الأثوري بأنها تسمية حديثة لا علاقة لها بالأشوريين القدماء والاشوريين بدورهم يعتبرون الكلدان طائفة وليس قومية أو نعت أو صفة ليس لها دلالة عنصرية قومية والاشوريين يعتبرون السريان تسمية يونانية لكلمة أشور والسريان يعتبرون بدورهم الاشوريين أنقرضوا سنة 612ق م على يد نبوخذنصر وهلموا جرا والكل يستشهد بكتاب قدامى ذو شأن  ومستشرق معروف أو أثار وحفريات أو مقال كتب في جريدة حتى لو تم تزييف الحقائق لكن يكفي أنه يشبع غرورهم وكبريائهم ها هو الجدل البيزنطي يبعث ألينا من جديد في ثوب القومية بعد أن نزع عنه ثوب الدين والسجالات التافهة تقذف حممها علينا والجدالات العقيمة تمطر علينا نارا وكبريتا هؤلاء منشغلين بمعاركهم الكارتونية  وشعبنا يقتل ويهجر ويشتت وكنائسنا تفجر ووجودنا الديني والقومي اصبح على المحك أتركوا الخلافات للزمن فهو كفيل بحلها وإلا اصبحنا في خبر كان وطننا سحب من تحت اقدامنا وتبعثرنا في العالم ان لم نكون محافظين على وجودنا فيه فكيف في بلدان اجنبية ان الذي يجمعنا اكثر من الذي يفرقنا فنحن يجمعنا الدين واللغة والثقافة والعادات الاجتماعية لا يجب ان نتفرق على امور اتفه من التافهة على سبيل المثال أعياد أكيتووهو عيد رأس السنة البابلية الأشورية احتفلت به قديما كل الشعوب التي عاشت في بلاد الرافدين من سومريين وأكديين وبابليين وكلدانيين وأشوريين وأموريين وغيرهم فلنحاول بهذه المناسبة أحياء تاريخنا العظيم بما فيه من قيم حضارية وانسانية رائعة وفي نفس الوقت تعميق المحبة والتآزر بين ابناء شعبنا ورص صفوفهم وتوحيد كلمتهم وخطابهم السياسي دون الأدعاء من اي طرف بأي ملكية كأنه سيحصلون من وراء دعاويهم على جائزة نوبل ما الضرر او الفائدة التي نجنيها إن كان أكيتو رأى النور اولا عند الكلدان او السريان او الاشوريين ليحتفل كل منا بطريقته الخاصة لكن يكون مناسبة لردم الفجوة وتقريب المسافات بين ابناء الامة الواحدة وليس العكس وكل منا يحترم ما هو خاص به ومشترك معا فاذا اختلفنا على تسمية موحدة ولم يتنازل احدنا للاخر فكيف سنتنازل عن هويتنا التي تعني كياننا ووجودنا فليعقل العاقلون
Emmanuell-alrikani.blogspot.com   

74
وردة على قبر الخلافة الاسلامية
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/                                                            الخلافة  نظام عرفته الدولة الاسلامية بعد وفاة محمد في 632م في عهد الخلفاء الراشدين ثم انتقلت الى الدولة الاموية في دمشق والعباسية في بغداد والدولة الفاطمية في القاهرة قبل ان تنتقل الى الدولة العثمانية في اسطنبول وبعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الاولى 1914-1918 قرركمال اتاتورك اول رئيس للجمهورية التركية الحديثة ألغاء الخلافة وذلك في مارس 1924 وسقطت الخلافة الاسلامية التي سجنت الامة داخل قضبان حديدية منذاكثر من ثلاثة عشر قرنا اي منذ عهد محمد الى الخلفاء العثمانيين وكالعادة تفسيرات المسلمين تكون خارج التاريخ والجغرافيا وفارغة من العقل والمنطق اخذوا يتهمون فيها العالم الخارجي والاستعمار الغربي انه وراء انهيار الخلافة ذلك لاضعاف الامة لينفرط فيه عقدها وتتبعثر حباته وتشتت شمل المسلمينوبالتالي النيل منهم هذه هي الاسطوانة المشروخة الخالدة الموجودة في متحف السذاجة والتي سئمت منها حتى اذان الطرشان
والضربة القاضية الثانية كانت على يد احد شيوخ الازهر بعد سنتين من سقوط الخلافة وهوعلي عبد الرازق  عندما اكد في كتابه الاسلام واصول الحكم ان الاسلام دين لا دولة وان حركة الاخوان المسلمين كانت رد فعل لاسترداد الخلافة وكل الحركات الاسلامية الاخرى حتى وان كانت تطالب فقط بتطبيق الشريعة لكن الاثنان وجهان لعملة واحدة احدهما يفترض وجود الاخرانهم مصدومون على هذا المصاب الجلل كأنهم كانوا من قبل في جنات تجري من تحتها الانهار يوزع عليهم الخليفة التين والزيتون واللبن والخمروطردوا منها كما طرد ادم وحواء من الفردوس واخذ الشوق والحنين يعصف بهم الى جنتهم المفقودة
السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي قدمته الخلافة للمسلمين انفسهم قبل غيرهم على مر التاريخ؟ ولماذا المسلمون متخلفون؟ سأعلق رأي الشخصي وانتزع الاعتراف من محكمة التاريخ الاسلامي نفسه حيث امهات الكتب الاسلامية تعترف بذلك ان القول ان عصر الصحابة ة والسلف الصالح كان عصر ذهبي يصلح ليكون قدوة ونموذج ومثال ليس اكثر من ادعاء وكذب وزيفلقد بدء الصراع على الخلافة منذ موت الرسول لما جاء وقت اختيار الخليفة استبعد فريق المهاجرين بقيادة ابي بكر وعمر بن الخطاب ابن ابي طالب والأنصار وسارع عمر بمبايعة ابا بكر واستلم الخلافة ابا بكر تحت سقيفة بني ساعدة الذي كان المجمع الاول والاخير الذي يقرر مستقبل الامة السياسي والديني الى يوم الدين قاتل الخليفة الاول فيما يسمى بحروب الردة بحجة عدم دفع الزكاة والتمرد على حكمه سالت فيها انهار من الدماء وهو القائل لو منعوني عقالا لقاتلتهم والخليفة الثاني عمر بن الخطاب تم قتله وهو يصلي بطعنة من ابو لؤلؤة في خاصرته والخليفة الثالث عثمان بن عفان ابو النورين المتزوج بنات النبي هذا اخذ مال المسلمين وعزل الاخرين وولى اتباعه كما يفعل اليوم احفادهم واجمع المسلمون على الخلاص منهاما عزلا او قتلا وانتهت خلافته بأن حاصروه اربعين يوما وفي ختامها هجم عليه محمد بن ابي بكر وقتله والقران بيده سنة648 م 35 هلبث عثمان ليلتين لا يستطيعون دفنه وقالوا والله لا يدفن في مقابر المسلمين  فدفنوه في حش كوكب "وهي مقابر اليهود"
وفي عهد الخليفة الرابع علي بن ابي طالب لم تكن الامور احسن مما كانت فقد دارت معركة الجمل بينه وبين عائشة وطلحة والزبير مطالبينه بالثأر من دم عثمان ومعروف العداء القديم بين علي وعائشة فيما يسمى بحادثة الأفك الذي اتهمها بخيانة محمد مع صفوان وقال لمحمد"يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير:"وبعدها دارت معركة صفين بين علي ومعاوية والتي اتهت المعركة بالاحتكام الى كلام الله مما أغضب الخوارج الذين انشقوا عن علي وكانت حياته ثمن ذلك وقتله ابن ملجم وحتى العشرة المبشرين بالجنة تم التقاتل فيما بينهم وفي عهد الدولة الاموية ساءت الامور اكثر قاموا بتبديد الاموال على هوى الحكام وهو ايضا العصر الذي قتل فيه الامام حسين وصلب بن الزبير وضربت الكعبة بالمنجنيق وانتهكت حرمة المدينة المنورة هذا غيض من فيض من الجرائم التي ارتكبت بين الصحابة انفسهم يخجل منها المسلم الواعي لا اقصد الاستهزاء بالتاريخ الاسلامي او السلف الصالح ما اريد ان انوه اليه هو انه لا يوجد ما يسمى بالعصر الذهبي والفردوس المفقود نحلم ان يعود يوما فالانسان بقدر ما فيه من الخير والصلاح تحكمه المصالح والاهواء ونتمنى من دعاة الخلافة وعي ذلك وان يطلقوا هذه الفكرة العفنة العتيقة والتي عفا عليها الزمان بالثلاث ويتبنوا قيم الحداثة من حرية ومساواة وأخاء وانظمة سياسيةواجتماعية راقية للارتقاء بالشعوب الاسلامية المتدهورة والمنحطة الى اعالي القمم وهناك كليشهة يرددها شيوخ الاسلام وهي ان سبب تخلف المسلمين هو ابتعادهم عن كتاب الله وسنة نبيهانها كذبة نووية تمشي على السذج والبسطاء من الناس لان تخلف المسلمين هو بالجانب العلمي والمعرفي الحضاري وليس في الابتعاد عن شرع الله
ان الخلافة اصبحت فكرة مقدسة لا يمكن المساس بها وألا كان المساس بالذات الالهية لانها تاج الفروض واوجب الواجبات والحارس الامين وهكذا تتم المصاهرة الفكرية بين الخليفة ورجال الدين هو يملي جيوبهم بالمال ويبني لهم الجوامع وهم يزودونه بنصوص دينية تدعم ظلمه وجوره وعدوانه وبالنسبة لشيوخ الاسلام ان مقياس الرضا على الخليفة هو اداءه الفروض الدينية ولا يهم طغيانه واستبداده ويتحول الى ظل الله على الارض هكذا ومن خلال "سرنجة"القداسة يتم تعطيل عقول المسلمين عن التفكير وتكميم الافواه ويتحولوا الى جثة هامدة ورقم في مجموعة لا قيمة شخصية لهم تسيرهم عقلية القطيع واي غناء خارج السرب يكلفهم حياتهم
ماذا يريد شيوخ الاسلام من الخلافة؟انهم يضخون فقه الكراهية في دماء المسلمين من خلال السب والشتم واللعن من على منابرهم ويقسمون العالم الى دار حرب ودار سلام وهم يبحثون عن عدو حتى لو كان وهميا كي يطبقوا اقوى فريضة عندهم وهي فريضة الجهاد لذلك نرى كراهيتهم المستمرة لاميركا والغرب عموما انهم لا يريدون الخلافة لاصلاح حال المسلمين مثلا بل ليصبحوا قوة بشرية وعسكرية لتعيد انتاج غزوات الجزيرة العربية نحن نقول انها مجرد اضغاث احلام ومرضى نفسيين لان التاريخ لا يعيد نفسه وان عقارب الساعة لا ترجع الى الوراء وكثير من المسلمين المثقفين يرفضونها جملة وتفصيلا انها ماتت وان الموتى لا يعودون باقة ورد واحلى ترتيلة من سبعة مليار انسان على قبر الخلافة الاسلامية :لن ترتفع الشعوب الى كبد السماء إلا اذا كنت يا خلافة تحت جوف الارض
Emmanuell-alrikani.blogspot.com                                                           ا             

75
[center]وردة على قبر الخلافة الاسلامية[/center]
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/                                                            الخلافة  نظام عرفته الدولة الاسلامية بعد وفاة محمد في 632م في عهد الخلفاء الراشدين ثم انتقلت الى الدولة الاموية في دمشق والعباسية في بغداد والدولة الفاطمية في القاهرة قبل ان تنتقل الى الدولة العثمانية في اسطنبول وبعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الاولى 1914-1918 قرركمال اتاتورك اول رئيس للجمهورية التركية الحديثة ألغاء الخلافة وذلك في مارس 1924 وسقطت الخلافة الاسلامية التي سجنت الامة داخل قضبان حديدية منذاكثر من ثلاثة عشر قرنا اي منذ عهد محمد الى الخلفاء العثمانيين وكالعادة تفسيرات المسلمين تكون خارج التاريخ والجغرافيا وفارغة من العقل والمنطق اخذوا يتهمون فيها العالم الخارجي والاستعمار الغربي انه وراء انهيار الخلافة ذلك لاضعاف الامة لينفرط فيه عقدها وتتبعثر حباته وتشتت شمل المسلمينوبالتالي النيل منهم هذه هي الاسطوانة المشروخة الخالدة الموجودة في متحف السذاجة والتي سئمت منها حتى اذان الطرشان
والضربة القاضية الثانية كانت على يد احد شيوخ الازهر بعد سنتين من سقوط الخلافة وهوعلي عبد الرازق  عندما اكد في كتابه الاسلام واصول الحكم ان الاسلام دين لا دولة وان حركة الاخوان المسلمين كانت رد فعل لاسترداد الخلافة وكل الحركات الاسلامية الاخرى حتى وان كانت تطالب فقط بتطبيق الشريعة لكن الاثنان وجهان لعملة واحدة احدهما يفترض وجود الاخرانهم مصدومون على هذا المصاب الجلل كأنهم كانوا من قبل في جنات تجري من تحتها الانهار يوزع عليهم الخليفة التين والزيتون واللبن والخمروطردوا منها كما طرد ادم وحواء من الفردوس واخذ الشوق والحنين يعصف بهم الى جنتهم المفقودة
السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي قدمته الخلافة للمسلمين انفسهم قبل غيرهم على مر التاريخ؟ ولماذا المسلمون متخلفون؟ سأعلق رأي الشخصي وانتزع الاعتراف من محكمة التاريخ الاسلامي نفسه حيث امهات الكتب الاسلامية تعترف بذلك ان القول ان عصر الصحابة ة والسلف الصالح كان عصر ذهبي يصلح ليكون قدوة ونموذج ومثال ليس اكثر من ادعاء وكذب وزيفلقد بدء الصراع على الخلافة منذ موت الرسول لما جاء وقت اختيار الخليفة استبعد فريق المهاجرين بقيادة ابي بكر وعمر بن الخطاب ابن ابي طالب والأنصار وسارع عمر بمبايعة ابا بكر واستلم الخلافة ابا بكر تحت سقيفة بني ساعدة الذي كان المجمع الاول والاخير الذي يقرر مستقبل الامة السياسي والديني الى يوم الدين قاتل الخليفة الاول فيما يسمى بحروب الردة بحجة عدم دفع الزكاة والتمرد على حكمه سالت فيها انهار من الدماء وهو القائل لو منعوني عقالا لقاتلتهم والخليفة الثاني عمر بن الخطاب تم قتله وهو يصلي بطعنة من ابو لؤلؤة في خاصرته والخليفة الثالث عثمان بن عفان ابو النورين المتزوج بنات النبي هذا اخذ مال المسلمين وعزل الاخرين وولى اتباعه كما يفعل اليوم احفادهم واجمع المسلمون على الخلاص منهاما عزلا او قتلا وانتهت خلافته بأن حاصروه اربعين يوما وفي ختامها هجم عليه محمد بن ابي بكر وقتله والقران بيده سنة648 م 35 هلبث عثمان ليلتين لا يستطيعون دفنه وقالوا والله لا يدفن في مقابر المسلمين  فدفنوه في حش كوكب "وهي مقابر اليهود"
وفي عهد الخليفة الرابع علي بن ابي طالب لم تكن الامور احسن مما كانت فقد دارت معركة الجمل بينه وبين عائشة وطلحة والزبير مطالبينه بالثأر من دم عثمان ومعروف العداء القديم بين علي وعائشة فيما يسمى بحادثة الأفك الذي اتهمها بخيانة محمد مع صفوان وقال لمحمد"يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير:"وبعدها دارت معركة صفين بين علي ومعاوية والتي اتهت المعركة بالاحتكام الى كلام الله مما أغضب الخوارج الذين انشقوا عن علي وكانت حياته ثمن ذلك وقتله ابن ملجم وحتى العشرة المبشرين بالجنة تم التقاتل فيما بينهم وفي عهد الدولة الاموية ساءت الامور اكثر قاموا بتبديد الاموال على هوى الحكام وهو ايضا العصر الذي قتل فيه الامام حسين وصلب بن الزبير وضربت الكعبة بالمنجنيق وانتهكت حرمة المدينة المنورة هذا غيض من فيض من الجرائم التي ارتكبت بين الصحابة انفسهم يخجل منها المسلم الواعي لا اقصد الاستهزاء بالتاريخ الاسلامي او السلف الصالح ما اريد ان انوه اليه هو انه لا يوجد ما يسمى بالعصر الذهبي والفردوس المفقود نحلم ان يعود يوما فالانسان بقدر ما فيه من الخير والصلاح تحكمه المصالح والاهواء ونتمنى من دعاة الخلافة وعي ذلك وان يطلقوا هذه الفكرة العفنة العتيقة والتي عفا عليها الزمان بالثلاث ويتبنوا قيم الحداثة من حرية ومساواة وأخاء وانظمة سياسيةواجتماعية راقية للارتقاء بالشعوب الاسلامية المتدهورة والمنحطة الى اعالي القمم وهناك كليشهة يرددها شيوخ الاسلام وهي ان سبب تخلف المسلمين هو ابتعادهم عن كتاب الله وسنة نبيهانها كذبة نووية تمشي على السذج والبسطاء من الناس لان تخلف المسلمين هو بالجانب العلمي والمعرفي الحضاري وليس في الابتعاد عن شرع الله
ان الخلافة اصبحت فكرة مقدسة لا يمكن المساس بها وألا كان المساس بالذات الالهية لانها تاج الفروض واوجب الواجبات والحارس الامين وهكذا تتم المصاهرة الفكرية بين الخليفة ورجال الدين هو يملي جيوبهم بالمال ويبني لهم الجوامع وهم يزودونه بنصوص دينية تدعم ظلمه وجوره وعدوانه وبالنسبة لشيوخ الاسلام ان مقياس الرضا على الخليفة هو اداءه الفروض الدينية ولا يهم طغيانه واستبداده ويتحول الى ظل الله على الارض هكذا ومن خلال "سرنجة"القداسة يتم تعطيل عقول المسلمين عن التفكير وتكميم الافواه ويتحولوا الى جثة هامدة ورقم في مجموعة لا قيمة شخصية لهم تسيرهم عقلية القطيع واي غناء خارج السرب يكلفهم حياتهم
ماذا يريد شيوخ الاسلام من الخلافة؟انهم يضخون فقه الكراهية في دماء المسلمين من خلال السب والشتم واللعن من على منابرهم ويقسمون العالم الى دار حرب ودار سلام وهم يبحثون عن عدو حتى لو كان وهميا كي يطبقوا اقوى فريضة عندهم وهي فريضة الجهاد لذلك نرى كراهيتهم المستمرة لاميركا والغرب عموما انهم لا يريدون الخلافة لاصلاح حال المسلمين مثلا بل ليصبحوا قوة بشرية وعسكرية لتعيد انتاج غزوات الجزيرة العربية نحن نقول انها مجرد اضغاث احلام ومرضى نفسيين لان التاريخ لا يعيد نفسه وان عقارب الساعة لا ترجع الى الوراء وكثير من المسلمين المثقفين يرفضونها جملة وتفصيلا انها ماتت وان الموتى لا يعودون باقة ورد واحلى ترتيلة من سبعة مليار انسان على قبر الخلافة الاسلامية :لن ترتفع الشعوب الى كبد السماء إلا اذا كنت يا خلافة تحت جوف الارض
Emmanuell-alrikani.blogspot.com                                                           ا             

76
أيديولوجية ربط الشرف بعضو التناسلي الأنثوي
أكبر أكذوبة في التاريخ
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
قبل الولوج الى منطقة الطابو"المحرم" المحيطة بقوالب أسمنتية فولاذية مصنوعة في معامل الجهل والتخلف واللاعلمية.يجب هدمها بمعاول وفؤوس التفكير العقلاني والعلمي.وينبغي تقيؤها من التصورات الغيبية والماورائية.وسلاحنا في هذا النضال هو الشك بالموروثات الثقافية والدينية والادبية وعدم التسليم الساذج لتراث القدماء وعادات وتقاليد الأسلاف الخرافية والأسطورية.
لمعرفة أي ظاهرة بشرية ينبغي الوقوف على المحدد التاريخي والظروف الاقتصادية والاجتماعية التي أنتجتها.لا يوجد شئ يأتي من عالم آخر بالمظلة "الباراشوت" حامل معنى ثابت وتفسير جامد. بل تولد وتتكون وتنمو في فضاء أرضي منفتح على المجهول والمفاجآت هكذا الخلق والابداع يكون سمة أي ظاهرة وليس الركود والتحجر.وكلما  ظهرت على سطح التاريخ معارف جديدة نعيد النظر في منظومة مفاهيمنا القديمة عن الانسان والحياة والمجتمع نضخ فيها دماء جديدة تناسب الوضع الحاضر والمطلب الحضاري ونترك البالي والعفن في سلة مهملات التاريخ.
إن الوعي الجمعي مشحون بترسانة هائلة من التصورات السلبية والقوالب النمطية عن المرأة مدعومة بالمعتقدات الدينية .فهي منذ بدء الخليقة "ادم وحواء" حملت وسام الذل والعار على صدرها بعد أن أغوت آدم بالأكل من الثمرة المحرمة  وتم طردهما من الفردوس .ومنذ ذلك الحين أصبحت المرأة رمز الغواية والشهوة والمكيدة   بأمتياز وألصقت بها كل انواع الدونية والنقص والتبخيس.وان فكرة الشرف التقليدية المباركة من الاديان السماوية ابتكرها الرجل من اجل السيطرة عل المرأة والتحكم بها وصد مخاوفه منها .وهي محاولة يائسة وبائسة لانقاذ بؤسه الداخلي الذي فرضه الفقر الاقتصادي والحرمان الاجتماعي والاضطهاد السياسي في عالم سلب منه كرامته الانسانية.لو كان  هذا المفهوم للشرف حقيقي لانطبق على الرجل والمرأة على حد سواء لكن الواقع يقول غير ذلك فالرجل معفي من أي ضريبة اخلاقية تجاه أي فعل جنسي محظور بينما المرأة حتى لو فقدت عذريتها دون ارادتها لقامت الدنيا ولم تقعد عليها هذه هي ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين.
وأن حصر الشرف في جسد وسلوك المرأة تكونت على يد وعاظ السلاطين لخدمة قوى اجتماعية وسياسية معينة ولتثبيت سلطة الحكم ونظام مجتمع بطريركي.ان هذه الفكرة ذات المنشأ التاريخي صارت مع مرور الايام طبيعة هكذا تحولت المرأة الى ضحية وجلادويقول د.مصطفى الحجازي بهذا الصدد"الأستلاب العقائدي هو تبني المرأة لقيم سلوكية ونظرة الى الوجود تتمشى مع القهر الذي فرض عليها وتبريره جاعلة منه جزءا من طبيعة المرأة لذلك تقاوم تحررها وترسخ البنى التسلطية المتخلفة التي فرضت عليها"ص32 لم يظهر التقييد الاجتماعي للجنس إلا مع الثورة الزراعية الاولى حيث بدأ التقنين والتضييق المتواصلين يلاحقان الاشباع الجنسي لانه في هذه الفترة انتعشت الملكية الخاصة واصبحت المرأة والاشياء جزء من ممتلكات الرجل.وتقول سيمون دي بوفوار"في عصر الزراعة حيث اصبحت المرأة ملك الرجل ذلك هو :الانكسار التاريخي الكبير للجنس النسائي:ص27
يطرح المفكر المصري سامي لبيب تفسيره لمنشأ الشرف في المجتمعات الانسانية يرى أن أي قيمة او سلوك هو لتحقيق حاجة ومصلحة ولا تتكون اي مفردة من ذاتها بدون غاية وحاجة.....فمفهوم الشرف جاء من اجل مصالح تعرضت للخطر فالمرأة التي تحب وتتزوج من خارج العشيرة يعتبرونها جالبة للعار لكن السبب الحقيقي الخالق لفكرة العار والشرف ليس كونها احبت بل الخشية من انهاك قوة الجماعة وخصم من رصيدها الانتاجي فهذه المرأة هي وعاء انتاجي للاطفال".
ان علة تحريم الجنس قبل الزواج حسب علماء الاجتماع تكمن في ارادة الحفاظ على صفاء النسب وعلى التوريث الصحيح وذلك من خلال اجتناب ازدياد اطفال غير شرعيين من اجل ذلك المطالبة بعفة المرأة وربط شرف الرجل بعفة المرأة.كل هذه آليات للحفاظ على الأمن السلالي بعد وجود حبوب منع الحمل إن زوال العلة يقودنا الى زوال التحريم .التحريم يصبح مجانا حين يفقد علته.ان في قمة الشرف الانثوي تنتصب قيمة العفة ليس بمعنى التبتل المسيحي ولا شرف المرأة الحرة سيدة جسدها ورغباتها.انه الشرف الذي يمتثل لكسب رضا المجتمع وينزل عند رغبة الرجل .ان الثورة الجنسية التي انبثقت خلال الستينات حاملة معها ثقافة جديدة وافكار جديدة عن قوة الحب وجمال الجنس كجزء فطري من الحياة الطبيعية .بالرغم شطحاتها وانحرافاتها لكنها ردت الاعتبار الى كيان الانسان وطاقاته الحيوية بعد ان شوهته الايديولوجيات الدينية والافكار الفلسفية التي اعلت من شأن الروح وحطت من قيمة الجسد والمادة.نحن ضد الاباحية والبغاء وزواج المثليين والجنس من اجل الجنس وكل الممارسات الرخيصة .الجنس مسألة شخصية مثل الدين يقوم بين شخصين ناضجين ومسئولين يجب فك الارتباط الذي بينه وبين الأثم وعدم الخضوع الى التمأسس الزواجي أو احتكاره من قبل اي مؤسسة دينية والنشاط الجنسي غير الزوجي ليس بالضرورة نشاطا سوقيا لا اخلاقيا بل قادر على التعبير عن اسمى مشاعر الحب والوفاء.يقول عالم النفس فيلهلم رايش في كتابه الثورة الجنسية"ان تحرر الاخلاق الجنسية سيؤدي الى تحول سلمي للبنية الاجتماعية الانسان الذي يعيش في علاقات مشبعة لن يمكن تقييده في نظم حكم ولا تعبئته لاعمال عنيفة".عكس الانسان الجائع جنسيا فأنه يتحول الى شخصية اصولية متشددة يمكن يفجر نفسه ضد الاخرين هذا ما نراه في الارهابيين والاقراص التي شاهدناها عنهم وهم يحتفلون استعدادا للقاء حور العين في الجنة ان دل هذا على شئ فأنه يدل على ان الغريزة الجنسية هي الرقم الاصعب في الطبيعة البشرية.
الحجازي د.مصطفى:التخلف الاجتماعي سايكولوجية الرجل المقهور
دي بوفوار سيمون :الجنس الآخر
Emmanuell-alrikani.blogspot.com

77
لماذا تركتنا يا أبا أركان
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
                                                       
لماذا تركتنا يا رمز العذاب
                              تتقاذفنا حمم الأحزان وأمواج الصعاب
من اجل جبروتك القمم تهاب
                               وأمام قامتك تركع الرقاب
لمن تقرع أجراس البكاء
                             لرحيلك في عنفوان الشباب
لم ترتوي من ماء الحياة
                              وسقطت مرغما في ظلمة الجباب
لمن تقرع أجراس البكاء
                               لأجل قلبك المصنوع من ذهب القباب
وروحك الطاهرة وقلبك النقي
                                جعلتنا نتألم ذهاب وأياب
لمن تقرع أجراس البكاء
                              لأجل موتك الذي لم يكن في الحساب
أقتحم سعادتنا دون وعد
                            من حق قلوبنا عليك العتاب
لمن تقرع أجراس البكاء
                           بعدك الحياة كل شئ فيها ضباب
أصبحنا يتامى ولم ترأف بنا
                               وهل في الدنيا أكثر من هذا العقاب
لمن تقرع أجراس البكاء
                            الى من به صارت ذواتنا خراب
وتحولت نفوسنا الى حطب
                              أحرقتنا بنار الفراق والغياب
لمن تقرع أجراس البكاء
                           لمن أحتضنته السماء بالفرح والترحاب
وآسفاه اصبحت ذكرى مثل السراب
                         وأنطوت آخر صفحة من الكتاب
مراثي الخال دنخا زيا رحمه الله
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com

78
أدب / همسات القلب المجروح _شعر_
« في: 14:14 10/12/2012  »
همسات القلب المجروح
مراثي شهيد الشهداء العم خسقيل اسحاق
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
تحل علينا ذكراك كضيف
                              على مائدتها نقدم الحسرة والدموع
في كل لحظة تنهمر من عيوننا أنهار
                               تسقي الحزن وتطفئ الشموع
أغتالتك آيادي آثمة وجبن
                               وأوقفوا نمو زهرة شبابك المقدام
كما يفعل البحر عند هيجانه
                               يمحوا على الرمل أثار الأيادي والأقدام
بالدم الأحمر صبغوا ثيابك
                              وفوق رأسك يقفون ويضحكون
أنت تنزف وليس من منقذ
                               وهم ينظرون أليك ويقهقهون
ما حال أبنتك ريتا المسكينة
                              بين ايديها يحتضر أغلى من في الوجود
كما المسيح بين يدي أمه العذراء
                              هي تتألم وتنوح وليس من يحس ولا موجود
أنت تفارق الحياة تذرف دما على داني
                                    الأبن المحبوب وآخر العنقود
بصمة قلبك موجودة على وجهه
                                   وحبك له لا يحتاج الى شهود
رحلت طلتك الجميلة علينا
                                 ولم يبقى لك فينا غير العبرة والذكرى
محظوظ من يراك في الاحلام
                                 قد تكون لحظة وهم لكنها حلوى
قوي الشخصية وصاحب نكتة
                              وأبتسامتك لا تفارق ثغرك
عشرتك لذيذة جعلت الآخرين مثل النحل
                            يتغذون من رحيق جبينك
وأسفاه وأسفاه يا عماه
                            من عوائد الدهر وضربات القدر
سرقتك منا جنات الخلود
                          وتركت قلوبنا بين المد والجزر
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com

79

وداعا وداعا ...يا فيروز

قصيدة رثاء لفقيدتنا الغالية فيروز ياقو

عمانوئيل يونان الريكاني



فيروز يا دمع القلوب جرحك باقي
                                                     ما دامت السنين والأيام
يا زهرة سحقتها أقدام القدر
                                      على عطرها بكت الملائكة قبل ألأنام
أنطفئت شمعة حياتك قبل ألأوان
                                            وعلى المسكونة كلها حل الظلام
رحلت عنا بعد أن تركتينا
                                     كالمجانين لا نعرف الصمت من الكلام
عقرب فراقك لدغ قلوبنا
                                     ومن فيض حبك نجتر الأوجاع والألأم
قتلت فينا أجمل لحظات عمرنا
                                        وسرقت من طفلك أحلى كلمة هي مام
ماذا سنقول لهذا اليتيم اذا سألنا
                                           هل كانت أمي جميلة كما في الافلام
لا يعرف إن وصف بهائك وجمالك
                                            تعجز الأتيان مثله الفرشاة والأقلام
كالمجدلية لم تصدق غياب سيدها
                                         هكذا قلنا موتك هو أضغاث أحلام
مثل الصاعقة نزل علينا خبرك المشئوم
                                             مزق قلوبنا بالمطوى والحسام
يا قاسية الفؤاد توسلنا منك الوداع
                                            لكنك أبيت إلا أن نكون في خصام
طوفان ذكراك جرف البسمة والنسمة
                                                       تاركا لنا كومة من الركام
هاجرتينا مع أمواج اللاعودة
                                    بدونك لا اعرف كيف سيكون حال الحمام
العين لا تكف عن البكاء
                                                   والقلب لا يعرف غير الملام
آه آه من غدر الزمان
                                                عليه وحده نشكو ونرفع الاتهام
طفح كيل ميزان الهموم والاحزان
                                               كالجمل على ظهره يحمل السنام
أبى التراب أن ينثر على جسدك
                                                   والصخر يتطاير مثل السهام
من شرايين العذراء ننسج كفنك
                                                ومثواك بين يدي رئيس السلام
وداعا وداعا لعنفوان شبابك
                                                    نركع له خشية وخشوعا
قلوبنا مقبرة لك نحج أليك
                                                     نرفع الصلاة نبكي ونلوعا



العراق/استراليا

Emmanuell-alrikani.blogspot.com


80
أدب / قطرات الندى تحت ضوء القمر
« في: 09:22 08/10/2012  »





قطرات الندى في ضوء القمر



عمانوئيل يونان الريكاني

العراق/استراليا

ليتني ساكن بين دقات قلبك
وتسرق لهفاتي جنائن روحك
ليت سريري على ضفاف شفتيك
كي يستقبل جسدي قطرات الندى النازلة من عينيك
أيها البرعم المنثور على طرقات حياتي
متى تصبح زهرة لأهديك ذاتي
ليتني كونترول في يديك تقلبين فيه قنوات قلبي
في كل قناة نفس التردد حبيبتي هي حياتي
ياسارق وميض قلبي وسالب جمالك فكري
تطلبني تجدني لأنني لك مصباح سحري
أمواج عينيك تتحطم على صخرة قبلاتي
وهج عينيك موكب تسيرمعه دموعي طوال عمري
إنت الحب بالأمس واليوم والى الأبد
أنساك فقط عندما يستغني الجسم عن الكبد
حبك كالخل الذي سقوا به المصلوب
مرارته تزيد عطشي إليك يا محبوب
يا ملاك الحب وبوتقة صهر العشاق
ماذا فعلت بقلبي المسكين حتى من أجلك مستعد لبيع العراق
بين نساء العالم كلها
وحدك لك حق الدخول الى قلبي بدون فيزا
أنت أجمل لوحة في الوجود
رسمتها أنامل روحي وسمتها قلبيليزا
إنت الوردة الوحيدة في الطبيعة ليس فيها أشواك
ومكتشفة فايروس جديد اسمه جمرة أشتاك
احبك حتى لم يبقى في قلبي منه رصيد
من اجل عشقك أصبحت متسول الحب في طرقات القلوب شريد
يا حبيبتي نسجت حولك أحلام في اليقظة والمنام
أشفقي على قلبي إن لم يكن بالنظرة فبالكلام
عندما تلتقي عيناي بعينيك قلبي يلتهب
الروح تذوب والشفاه تقذف نيازك وشهب
قبلة العيد أغلى من الفضة والذهب
أقول لو العالم رأى خدودك هل يبقى بعد من راهب

www.emmanuell-alrikani.blogspot.com


81
أدب / زهرة اللوتس في بحيرة_شعر_
« في: 15:21 02/10/2012  »
زهرة اللوتس في بحيرة
_شعر_       عمانوئيل يونان الريكاني /عراق/استراليا
لا أؤمن بقلب ليست فيه حبيبتي مفتاح التشغيل
لا أومن بعشق لست أنت فيه عنصر التقبيل
لا أؤمن بأنجيل إن لم تكوني أنتي مصدر التنزيل
والله لو تخثرت دمائي فلن أخاف لأنك أنت البديل
سامحيني يا حسناء لغيابي عنك ساعات
أقسم بسهم الحب شهيقي آنين وزفيري حسرات
لا تخافي من قلب محروس م الآلهة والربات
أنه كالبحر ينسحب لتكوين القارات
سعيد ميلادك يا مولد السعادة
ليتني عضو دائم في مجلس روحك العالمي وشوية زيادة
حبك صلب المسيح بي من جديد يا جلادة
فداك حياتي أقطعي لي شرايين قلبك على صدري أجعل منها قلادة
حاولت أن أنساك يا أمرأة فوصمني القلب بالعار
وانتفض الضمير علي مهددا لك بالثار
واشتعلت روحي سعيرا سأحرك عليك كل دول الجوار
وقال الحب انه خزي سأحبس نفسي ولن اخرج من الدار
قلت يا قوم انا أمزح حبيبتي ظل لي اين ما أسير سار
يا مجانين لا يمكن لا بمروحة النسيان ولا غيرها ان ينقشع حبك من الاعماق لأنه لاصق كالغبار
غروب الشمس في ظلك يعتبر شروق يا حبيبتي
أهنئ عامك الجديد بعقلي فقط لأن قلبي منك مسروق
إذا صوت شفاهي يدوي كالرعود
روحي شفافة بك كالبروق
الكل يبكي على ليلاه إلا ليلاي
نشفت الدمع وقتلت الحب
يا سوار الذهب أحتاج أضمك تحت اللسان
كي لا يقضي علي مرض القلب
مساء الهيل يا خفاش الليل
حبك جعلني أغنى أغنياء العالم يا جميل
إن كنتي في شك أسألي الفرات والنيل
سأقول لك مع ليلى مراد أنا قلبي دليل
ليتني  جنين في رحم قلبك
ومن مشيمة روحك أتغذى سائل الحب
سفرك فجر ينابيع عيوني
وكون محيط خامس من الدموع أسمه صرخة القلب
ليتني لم أعرفك يا حبيبتي
فهواء فراقك بعثر أحلامي عندما هب
ليتني من آكلي لحوم البشر
لألتهمتك كي أناك في أناي يذوب
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com

82
الفعل ورد  الفعل في سيناريو ألإساءة إلى رسول الأسلام
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
من ناحية ألمبدأ نحن ضد الإساءة الى أي رموز دينية وشخصيات معتبرة لأي جماعة مهما كانت الاسباب والمبررات وبغض النظر عن الأنتماء الديني والقومي والأثني.هذا ما تمليه علينا عقليتنا وثقافتنا المنحدرة من ذهنية تعاني من فقر دم حرية التفكير والتعبير ومصابة بأنفلوانزا تقديس الأشخاص والأشياء لذلك هناك خطوط حمراء عليهم يمنع تخطيها او إبداء اي رأي فيها وإلا يعتبر من قبيل تدنيس المقدس وتكون العقوبة قاسية وأحيانا فقدان الحياة هو ثمنها الباهض.ناهيك عن حساسية الموقف حيث العقول عندنا مشحونة بالتعصب والطائفية ومشبعة بالايمان اللاعقلاني والتدين الاعمى حيث درجة حرارة الوعي فيها صفر مئوية.لقد أثيرت ضجة نووية ضد فلم عرض في الانترنيت يقول الاخوة المسلمين أنه يسيء ألى رسولهم.وكالعادة نفس السيناريو مع رسوم الدنمارك يتكررهنا ايضا وهو مضاهرات صاخبة تعلن أحتجاجها واستنكارها وشجبها وتقوم بسلوك وحشي بربري بتخريب الممتلكات العامة وقتل الابرياء الذين ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل وحرق دور العبادة وتدنيس  الانجيل في طوفان جماعي يجرف ويدمر.وهذا في عرفهم يعتبر دليل حب النبي وشهادة صدق الايمان وحسن السلوك.

 وما على الدولة والحكومة والشعب التي كانت مسقط رأس صاحب الإساءة سوى أن تدفع فاتورة الأعتذار لهم وإلا تكون النتيجة مقاطعة بضائعهم وإغلاق سفاراتهم أو تخريبها وهذا أضعف الايمان .وكأن رئيس اميركا مسئول عن سلوك كل مواطن يعيش في اميركا . إن هذا العقاب الجماعي بفعل جماعي ماراثوني جريمة اخلاقية وقانونية وانسانية  لانها من رواسب العقلية الضيقة التي تنظر الى الاخر من زاوية الدين وتحصر الاخوة فيه وليس في الانسانية.ان الكتابة والرسم وانتاج فلم يدخل تحت بند حرية التعبير المكفولة دستوريا وقانونيا في الغرب لانها تقع في إطار الحرية الشخصية  فكل انسان له الحق ان يعبر عن وجهة نظره دون القصد منها تجريح او المساس بمقدسات الاخرين .لا يوجد اي تناسب بين الفعل ورد الفعل وبين الجريمة والعقوبة فهل مجر جان يسيء احد ما ألي تكون حياته هي الثمن لا أظن يوجد شيء في الوجود يستحق ان يموت من اجله الانسان كما قال البير كامو.

ان العنف بكل اشكاله دليل العاجز والضعيف الذي يفتقر الى منطق الحجة والاقناع هذا بدوره غياب الوعي الحضاري.ولماذا الكيل بمكيالين وتحرمون على الاخرين ماتحللونه على انفسكم ان الآيات القرآنية والاحاديث النبوية غنية عن التعريف في اتهام اهل الكتاب بالكفر والضلالة لا بل منذ خمسة عشرة قرنا ملايين المسلمين وخمس مرات يوميا عدد الصلوات عندهم يجترون هذه الذهنية .ولا زالوا في العراق ومصر ونيجيريا يقتلون ويهجرون المسيحيين ويحرقوا كنائسهم لكن المسيحيين لم يعاملوهم بالمثل لأن النار لا تطفأ بالنار ولا يمكن تبرير العنف دينيا.ولا يمكن تحميل المسلمين كلهم مسئولية قلة متطرفة لذلك لم نخرج مضاهرات مدمرة ولم نرفع لافتات معادية فالله القوي لا يحتاج من يدافع عنه .

إن ذهنية العنف والنزعة التدميرية الموجودة لدى اغلب الشعوب العربية والاسلامية تجد سندا من التراث الديني والثقافي ونتيجة كبت وقمع الانظمة المستبدة الحاكمة والتي عملت بشكل منهجي ومنظم على تبخيس قيمة الفرد من خلال مصادرة انسانيته وكرامته وفرض الذل والهوان عليهم.وامتلئت رئتيه بهواء الحقد والكراهية ويحتاج بين الحين والاخر الى تفريغ وتنفيس الشحنات الكهربائية الجاثمة على صدورهم وهكذا يكون الغرب الكافر هو صاحب الحضوة من اسقاط كل مشاعر العدوانية عليه بدل موجد هذه الكراهية وهي الانظمة الفاسدة.وفي ظل غياب البطولة من هذا النمط من المجتمعات البوليسية يحاول الفرد ان يلبس ذله وجبنه وبؤسه الداخلي ثوب البطولة والشجاعة والعزة.ويعمل التيار الاسلامي المتشدد بكل وسائل الاتصال على تغذية مشاعر الكراهية ضد الغربوتصعيد الموقف كي يسير بالاتجاه الذي يخدم ايديولوجيتها.والا ماذا تفسر وجود ملايين الاساءات على صفحات الانترنيت ضد نبي الاسلام لم يتكلم احد عنها اي ان هناك اهداف سياسية من وراءها يستغل فيها ا لناس البسطاء.وفي ظل الانفتاح الكوني والتفاعل الحضاري ومن اجل الامن والسلام العالمي اصبحت الحاجة ملحة اكثر الى تعزيز الحوار بين الاديان ورفع الحواجز التي تعيق الانفتاح والتسامح والتقارب واحترام الاخر المختلف والتعاون بين البلدان في مختلف المجالات يقع على عاتق البشرية جمعاء واي سياسة مناهضة لهذا الاتجاه علينا التصرف معها بوعي وحكمة لئلا ينهار هذا المشروع العالمي.
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com                                        [/size] [/color]

83
الأخوان المسلمين.....من دكتاتورية أسود وأبيض إلى دكتاتورية ملونة.بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق.في ظل سباق ألرئاسة النووي الذي يكتنف ألمشهد ألسياسي في مصر بين ألفريق أحمد شفيق الذي ينضوي تحت خيمته العسكر والعلمانيين والليبراليين والأقباط وبعض الأسلاميين وبين منافسه الدكتور محمد مرسي مرشح حزب "الحرية والعدالة"الجناح السياسي للأخوان المسلمين المؤيد من السلفيين والتيار الأسلامي.الأجواءمشحونة ومتوترة ومبلدة والشعب يترقب بحذر وقلق وخوف شديد ماستؤول إليه النتائ البلد أصبحت على شفير الهاوية .أما السقوط والتقهقر أو النهوض والتقدم.والأهداف التي من أجلها قامت ثورة 25 يناير وهي إقامة دولة مدنية ونظام ديمقراطي على أنقاض الديكتاتورية كطوق نجاة لمصر والمصريين أصبحت على ألمحك ومهددة بالفشل إذا أستلم الأخوان الحكم في مصر. إن دكتاتوريتهم أخطر بكثير من دكتاتورية أي نظام مهما حاولوا أستخدام الدهاء والمكر في تجميلها وتلوينها.إن الأنظمة ألسابقة كانت مستبدة وقامعة للحريات لكن كان هناك مساحات واسعة يتنفس فيها الفرد هواء الحرية.لكن في ظل الثيوقراطية أي الحكم بأسم الله الذي يدعوا لها الأخوان حتى التنفس والأكل والشرب والذهاب الى الحمام يجب أن يكون هناك موافقة من الشريعة وإلا فالمصير أما قطع اليد أو الرجم أو الجلد. ماذا يأمل الشعب من قياديين كبار مثل محمد مرسي وحازم أبو أسماعيل وصفوت حجازي وغيرهم ألذين قضوا سنوات طويلة في السجون غير النقمة والحقد والكراهية على المجتمع.إن معيار الأنتخاب هو معرفة السيرة الذاتية للشخص المرشح وتقييمها وبالتالي أما التصويت له أو لا.فالفريق أحمد شفيق سجله الشخصي نظيف وأنجازاته كثيرة حدث ولا حرج أما الأخوان فتاريخهم أسود مملوء بالكذب والخداع والتضليل لا يخفى على أحد.لأنهم يقدمون مصلحتهم الشخصية على مصلحة الوطن وإذا ماوصلوا الى الحكم فأنهم سيغزون المؤسسات العسكرية والمدنية رويدا رويدا ألى أن تتحول مصر الى مستعمرة "أخوانكية".تصريحاتهم هي ألتي تفضحهم لقد قال المرشد العام السابق محمد مهدي عاكف في لقاء صحفي عبارته المشهورة "توز بمصر"وآخر يفضل أن يحكم مصر مسلم ماليزي من قبطي مصري.وإخر قال نحن أسياد مصر أي الشعب كله عبيد إن هذه الفلتات تعبر عن ماهو مكبوت ومستقر في لا وعيهم الجماعي.أنهم ألد أعداء الوحدة الوطنية مهما حاولوا أن يظهروا بعكس ذلك لأن هدفهم هو كرسي الرئاسة بأي ثمن والدليل أدعائهم بفوز مرشحهم بعد ستة ساعات من أعلاق صناديق الأقتراع وهم لا يحتكمون الى صناديق الأنتخابات كفيصل في هذه الأمور لأن شعارهم أما الفوز لنا أو نحول البلد الى أرض محروقة. إن نسبة الفقر والجهل والتخلف عالية جدا وطبيعة الشعب المصري متدين لذلك هم يعزفون على هذا الوتر الحساس ويستغلون الناس البسطاءويستخدمون كل الحيل والألاعيب الملتوية لجذب الناس أليهم من توزيع الزيت والسكر والبطاطس والدولارات ويهيجون العاطفة الدينية من خلال أتهام الأخرين بالكفر والمروق عن الدين .وقال صفوت الحجازي في خطبة له إن أنتخاب محمد مرسي هو طاعة وعبادة لله"والغافلين ألهم الله"لأنهم سيختارون من حيث يدرون ولا يدرون الشخص الغير مناسب في المكان المناسب.إن من كان ولائهم للمرشد العام وأمير الجماعة لا يمكن أن يخدم مصر.وأن الديمقراطية عندهم مجرد مطية للوصول الى الحكم وبعد ذلك عليها السلام لأنهم محكومين بذهنية قروسطية التي تدور في فلكها مفاهيم الخلافة والبيعة والطاعة المنقرضة. آن توعية الناس أصبح واجب وطني لخطورة هذا التنظيم  وإلا  ستجر البلد الى الويلات وتدفع ثمنه الاجيال القادمة.emmanuell-alrikani.blogspot.com

84
تعدد الزوجات تشريع إلهي أم بدعة بشرية....بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/ألعراق.".البدعة نزعة جديدة تطلق على الخروج الشاذ والأنحراف عن الدين ." وهي كالجرثومة في جسم الأنسان تعطل أعضائه الحيوية كي لا تقوم بوظائفها ألأساسية بشكل سليم وتكون أعتلال الصحة ثم الموت هي النتيجة الحتمية.وإن ظاهرة تعدد الزوجات ألتي ولدت في رحم التاريخ نتيجة أختلال البنى الفكرية والنفسية والأقتصادية والأجتماعية هي أخطر بدعة أجتماعية وانسانية لأنها تؤدي الى خلل في بناء الأنسان الروحي والأخلاقي والأنساني وتشوه العلاقة الزوجية وتحرمها الفرح والسعادة والاستقراروالطمانينة ويدفع ثمنها الاطفال الابرياء الذي لا يجنون من هذا النظام غير الازمات والمشاكل والمسلسلات والمسرحيات والافلام العربية تعكس هذا الواقع المؤلم وتؤكده.ان تعدد الزوجات هي العلامة الفارقة للاسلام والذي يتباهى بها المسلمين ويشجعون عليها ويستندون في ذلك الى الآية القرآنية التي تبيح تعدد الزوجات هي"فأنكحوا ماطاب لكم من ألنساء مثنى وثلاث ورباع فأن لا تعدلوا فواحدة أو ماملكت إيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا"سورة ألنساء3 والآية الأخرى "لن تستطيعوا أن تعدلوا ولو حرضتم......"ألنساء 129 .إن تعدد الزوجات ظاهرة أجتماعية خطيرة تهدد كيان الأسرة والمجتمع بالأنهيار لأنها تنتهك كرامة وأنسانية المرأة وتجعلها ألعوبة في يد ألرجل تتلاعب بها أهوائه وغرائزه وتختزل الزواج هذه المؤسسة الأنسانية المقدسة الى خادمة لأشباع الرغبات الحسية وتدفن الحب هذا الأحساس الأنساني النبيل في مقبرة ألغرباء. ويستندون في ذلك ألى تبريرات واهية ومنطق أعوج لا أساس لها إلا في عقولهم المريضة.سنحاول عرض حججهم الذي يتمسكون بها ونرد عليها بشفافية وعقلانية.لا نقصد الأساءة الى ألأخوة المسلمين بل نحن ننشد ألحقيقة ألتي هي ضالة ألأحرار والمستنيرين على أرضية الحوار المفتوح والأحترام المتبادل بعيدا عن التجريح والتقريع. ‎-‎1ألحجة الأولى إن تعدد الزوجات حل لمشكلات ألعنوسة والمطلقات والأرامل لو لاه لكان هؤلاء فريسة سهلة في قبضة الغريزة الجنسية وارتكبوا الاثم والخطيئة.. حقا العذر أقبح من ألذنب هذا يدل على ضحالة الفكر والأستخفاف بعقول العامة. وأضفاء شرعية إلهية على هي أساسا من أختراع الرجل وتلبية لرغباته الجنسية. ولو أحترموا العقل والعلم وتكبدوا عناء البحث وقاموا بشريح الظاهرة ومعرفة جذورها الأقتصادية والأجتماعية والدينية لعرفوا إن زيادة العنوسة والمطلقات هي نتيجة القيود المفروضة على المرأة بأسم الدين أنها محاولة ألألتفاف  على الحقيقة بأيجاد حلول باطلة لأيديولوجية دينية أنتم دعاتها. أصبحت المرأة عندكم سلعة تباع وتشترى ومصدر للمتعة وتجردونها من أنسانيتها وكرامتها ومشاعرها وأحاسيسها وتحصرونها في الجسد.أتساءل ماالفرق بينها وبين المومس؟ألأثنتان يتاجرن بأجسادهن مقابل حماية مادية وجنسية من الرجل .تختلف المومس عن الزوجة في إن الثانية لها رخصة لممارسة الجنس مع الحاج متولي .المحصلة النهائية هي ألطريقتان أنتهاك صارخ لكرامة المرأة.‎_‎2الحجة ألثانية: إن الرجال من كثرة الحروب يقل عددهم فيما ألنساء في زيادة مستمرة وإن تشريع تعدد الزوجات ينقذ ألمرأة من شبح ألعنوسة ألتي يفرضها ألتفاوت ألعددي.إن الكيل بمكيالين هي ألسمة ألبارزة لشيوخ الأسلام. إذا أفترضنا جدلا إن عدد ألرجال أكثر من النساء كما هو في كثير من المجتمعات يعني منطقيا على ألمرأة أن تتزوج أكثر من رجل لتنقذ ألعزاب لكنهم يرفضون هذا ويخترعون حيل جديدة مليئة مليئة جعبتهم بها .ألم يكن الله يعرف إن المجتمعات في تغيير مستمر وتطور دأئم وإن الحواجز النفسية والجغرافية سيتم أزالتها بقوة الحضارة لأن العالم أصبح قرية صغيرة.وأن هذا التشريع يصلح لزمان دون آخر .فلو قلتم لا يعر ف قلنا أنه جاهل ولو قلت يعرف قلنا أنه ظالم.وحاشا لله أن يكون جاهل وظالم.وأيضا يظهر الله غير عادل في تعدد الزوجات دون تعدد الأزواج كما قالت الكاتبة الرائعة نوال السعداوي في مقابلة معها في أحدى القنوات الفضائية.  
الحجة الثالثة:ان تحريم عدد الازواج هي لحفظ الانساب .مارايكم ان العلم اكتشف الحامض النوويdanالذي يستطيع معرفة نسب الطفل وهكذا تنهار هذه الحجة ايضا.نتساءل هل تستطيع المراة في ست الياس وانقطاع الطمث الزواج باكثر من رجل كذلك المراة العاقراو التي ازيل رحمها.الجواب كلا ثم كلا لان العقل تم شنقه بحبال النص الديني والحضارة الذكورية.قد نختلف في خلفيتنا الدينية وطريقة تفكيرنا ولكن في النهاية لا يصح الا الصحيح وان رفض هذه الظاهرة هو ترياق الحضارة المعاصرة .هل يوجد امراة واحدة في العالم تقبل ان يشاركها زوجها امراة اخرى؟لا اظت ذلك لانه ضد طبيعتها العاطفية والانسانيةوهل يشرع الله ماهو مضر لعباده؟من منا يرضى على نفسه ان يتزوج ابوه على امه او صهره على اخته او ابنته كما انه لا نقبله على الاخرين يجب ان لا نقبله على انفسنا هذه هي القاعدة الذهبية التي نادى بها المسيح.كثير من المسلمين المستنيرين رجال ونساء يقفون بقوة في وجه هذه الظاهرة ويدافعون عن الزواج الاحادي الذي هو اسمى علاقة بين الزوجين مصدر استقرار وسعادة الاسرة.كما قال مصطفى حجازي في كتابه :التخلف الاجتماعي سايكولوجية الرجل المقهور.ان كل مظاهر اضطهاد المراة نتيجة حضارة ذكورية بطركية تستخدم لغة دينية وميتافيزيقية مشبعة بالقداسة.ان البنية البطركية كوسيلة تحدد نمط تفكيرنا ورؤيتنا للذات والعالم وان بنيات علاقات القهر والهدرهي بنيات فوق نفسية اسسها اللاشعورالثقافي والجماعي والمخيال الاجتماعي.
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com

85
برلمان بلا عمائم خشبة الخلاص للعراق والعراقيين.بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق.أصدر التيار الصدري قرارا يمنع فيه المشاركة في الأنتخابات كل من رجال الدين والعسكريين والمقاولين.أنها بادرة أولية لم نشهدها من غيره حتى الآن.بالرغم إن موضوع القبول والمنع ليس من شأنهم لأن هناك جهات  معنية هي ألتي تشارك في الأنتخابات لكن في عالم القوة والنفوذ والفوضى السائدة في العراق تنقلب الموازين وتسير ألأمور بالأتجاه المعاكس للقانون والنظام. هل دعوته هذه جدية أم مجرد دعاية لأعلاء شأنه في الوسط السياسي أو مكاسب أعلامية تغذي رغبته في الظهور على الصفحات الأولى من الصحف ويتصدر خبره القنوات الفضائية.فنحن لا ندعي قراءة النوايا ومعرفة الخبايا فالحكم معلق من قبلنا لأن الواقع هو الذي يؤكد مدى مصداقية هذا الاعلان .لكن من حقنا أن يكون لنا رأي في هذا الشأن ونحن نتساءل هل يتم تغيير الوعي والموقف مابين ليلة وضحاها دون أجترار رواسب العقلية القديمة؟إنه محال منطقيا وعلميا لأن الاتجاه الفكري وأديولوجية هذا التيار قائمة على أسس مذهبية طائفية هيهات أن تتبدل. حقا لو قال الفنان الراحل جعفر السعدي"عجيب أمور غريب قضية"فالسيد مقتدى الصدر يسن حملة على أهل العمائم وهو لا تفارق العمامة رأسه أنه يذكرني بالأب ألذي يمنع أبنه التدخين بينما السكارة عالقة بين شفتيه.ولنفترض جدلا أن هذا القرار له من الجدية ماله وتفوح منه عطر الفصل بين الدين والسياسة ودعوة ألى تطهير قبة البرلمان من رجال الدين وعدم حشر أنفهم فيما لا يخصهم فمكانهم الحقيقي هو دور العبادة.هل يعني أبعاد رجال الدين عن السياسة كفيل بولادة قرار سياسي حر ودولة مدنية حديثة؟كلا وألف كلا لأن رجل الدين ليس مجرد شكل أو مظهر كالعمامة واللحية الكثة والعباءة والمداس وأصابع تزينها الخواتم ألتي تميزه عن باقي الناس .لا بل هي طريقة تفكير والتحرك الاستراتيجي فمنذ السقوط كانوا وراء تكوين ميليشيات ونشر فقه الكراهية بين المذاهب والطوائف ونهب أموال الناس وتبذيرثروات البلد من أجل تحقيق أهدافهم المقيتة.راح ضحيتها ملايين من الأبرياء مع أحترامي لبعض رجال الدين المستثنين من هذه القاعدة والتي كان لهم مواقف مشرفة.لقد قاموا بغسل أدمغة الناس وتسميم عقولهم من كل الفئات والطبقات بأفكار وسخة وتعاليم قذرة.ففي كل عضو من أعضاء البرلمان وكل منتمي للاحزاب الدينية تجد بصماتهم على عقولهم ونفوسهم لقد ضخوا في شرايين الناس دماءهم المصابة بأيدز الكراهية والحقد.أن معاناتنا أكبر شاهد على ما أقول.فلو كان هناك نية صادقة في أطروحات أعضاء البرلمان والكتل السياسية عامة لوقف العراق على قدميه ورأسه مرفوع يناطح السماء لكن الصورة لا تحتاج الى تعليق. فتصلب مواقف الكتل السياسية التي تتحكم بها خلف الكواليس القبضة الطائفية   هي التي يدفع العراقيين ثمنها باهظا.بين الحين والآخر يدعو احد المسؤولين الى أجتماع طارئ للخروج من الأزمة وفي قاعة الاجتماع نسمع القهقهات وتبادل النكت ومن يرى هذا المشهد يتبادر الى ذهنه ان النقط وضعت على الحروف لكن في الحقيقة يعكس المثل القائل أذا رأيت أنياب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم.   أن من علامات الذكاء هي التعلم من تجارب الأخرين.ان الدول المتقدمة أسسوا أروع حضارة بعد أبعاد الدين ورجاله من السياسة. وأن خلاص العراق والعراقيين مرهي بأستبعاد أهل العمائم من هذا المجال فللسياسة رجالها لا تحتاج الى وصاية من أحد .فنحن لا نريد أن نسبق الأمور  قد تكون بادرة حسنة من التيار الصدري فالله في خلقه شؤون.زوروا موقعنا على:www.emmanuell-alrikani.blogspot.com

86
أدب / حلم كل قلب _شعر_
« في: 13:21 15/05/2012  »
حلم كل قلب

                                                                                       بقلم
                                                                         
عمانوئيل يونان الريكاني - العراق
صباح فوهة البركان الى صاعقة التوقان                     ليت قلبك مقبرة لي يدفن فيها شهيد العشق فرحان
ليت روحك تابوت أنام فيه هانئا الى اخر الزمان             كفن حبك يبهج نفسي كثوب العرسان
لو خيروني بين ملكوت الله وجحيمك                           يسعدني أن احترق في هذه النيران
صباح الخير يا منجم الذهب                                    رموش عينيك لمعة روح سبحان من وهب
أحمر شفتيك ومضة قلب تخجل منه النيازك والشهب       فضاء وجنتيك جدحة حب يصد أعصار تسونامي اذا هب
قلبك مركز لقاء القمة أنا مع الله                                   كما ملتقي الارض والسماء في الأفق
عيناك تاج كل يحج إليها يحمل هوية العشق                   فمك فتحة في القلب يا محلاها تجنن العقلاء عند الشهق
وجهك أيقونة الحب نعبدمنه باري الخلق              شعرك شبكة عنكبوتية فزت بالحياة لو غزلتي لي منها حبل الشنق
الى الحرف الاول والأخير في أبجدية الروح                 يلي عطر الله في جسدك الطاهر يفوح
لا ينمو الحب يا حبيبتي إلا في تربة القلب المجروح          ليتني احكم على عشقك بالإقامة الجبرية في جسدي       حتي   في لا يسافر ويروح       

الشمعة تحرق ذاتها لتضيء للآخرين                                  حبك يعذبني ما غمض لي عين 
كالكهرباء يسري في قلبي فولتية ألفين                           ويفور ظلمة روحي حين بعد حين 
ليت شعري عرفك يا حبيبي قبل هذا الزمن                        لقدمت ذاتي مهرآ لك واشتريتك بأغلى ثمن
 سأخطفك الى جزر هاواي بعيدا عن المجتمع الغش      على اكتافي احملك واسير بك الى جنة عدن 
 انت وأنا واحد لا اثنين يا عزيزتي روح وبدن             لو خسرتك في الدنيا في الأخرة انت لي يا بياض القطن   
لأجلك سأتمرد على الله                                             اتوسل إليه كي يبدل الشرائع والسنن 
عندما وقعت عيني عليك                                            هربت روحي مني مسرعة إليك 
لتعانقك وتطبع قبلة على خديك                                  وتحضنك لتصهر بحرارتها كل ما فيك 
وانشق قلبي الى نصفين واحد لي والآخر لك                    في عيد ميلادك سيكون هو الكريم كيك

www.emmanuell-alrikani.blogspot.com


87

العنف ضد المراة سايكولوجيا وسوسيولوجيا 
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق
..جاء في قاموس المورد ص1032 أن العنف تعني ينتهك أو يؤذي أو يغتصب وهوأستخدام الضغط أو القوة أستخدام غير مشروع".أما المعجم النقدي لعلم الأجتماع"يصف العنف بأنه سلوك لا عقلاني.......متلازم مع عملية أختلال النظام". إن العنف أما جسدي وهي أستخدام الرجل قوته البدنية من صفح وركل وأي اداة أخرى لألحاق الأذى بالمرأة وأما العنف المعنوي أو اللفظي مثل السب والشتم والأهانة وتجريح كرامتها وأنسانيتها.أن العنف ضد المرأة ظاهرة سلبية وخطيرة متفشية في كل المجتمعات وخاصة المجتمعات العربية ألتي لازالت تجتر ذهنية ألاسلاف والأجداد ولها علاقة وطيدة بظاهرة العنف عامة فهي آفة أجتماعية تهدد وحدة الأسرة وكيان المجتمع.وتنتج أطفال معاقين نفسيا ومضطربي الشخصية حاملين معهم فايروس ألتشتت والضياع والسلوك المنحرف واحيانايضعوا حد لهذه الحياة البائسة أي الانتحار.المجتمعات المتقدمة عالجت المشكلة جذريا ووضعت حدا لها فشرعت قوانين تحمي ألمرأة من بطش الرجل وتعاقبه بالحبس وأسست ثقافة تنبذ هذا السلوك المشين بكل المقاييس الأخلاقية والدينية والحضارية.لا بل إن رأى غريب أو أبن جيران أو أحد أقارب ألمرأة هذا ألمشهد المقرف لايتوارى في الأتصال بالجهات المسئولة لكي ينال عقابه العادل. أما المجتمعات العربية ألتي ترزح تحت نير ثقافة القرون ألوسطى وتكرس لها لا يوجد قانون يدافع عن المرأة ضد أنتهاكات الرجل لأن الأعراف تحكم بيد من حديد حتى رأوه ألناس يقطعها أربا أربا يعتبرون هذا حق مشروع له لأنها من ممتلكاته يفعل بها مايشاء ولا تستطيع أن تقدم شكوى ضده لأنها لا تحضد من ألمجتمع غير العار والاحتقار والنبذ.وأن امتنعت عن الجماع الجنسي لأسباب خارج عن إرادتها كالمرض مثلا أو ليس لها أستعداد نفسي فالملائكة تلعنها هذا مايروج له ألشيوخ الذين يظهرون على الفضائيات أما ملايين من ألناس بين ألفينة والفينة لكي يعلمونا إن ضرب المرأة تأديب لها ومكرمة لها من عند الله .أن السند الديني يغذي العقد النفسية للرجل ويبررها ويلقح اللاوعي الجمعي بفايروس التسلط والقمع والقهر. إن ممارسة العنف ضد المرأة إن دل على شيء فأنه يدل أفتقار الرجل المقصود للمنطق والعقلانية وفقدانه لغة الحوار والاقناع في حل المشاكل هكذا يلجأ للقسوة والقوة كما قال أحدهم"عندما ينام العقل تستيقظ الوحوش" .إن هذه الظاهرة لها أسبابها وعواملها وتداعياتها المجتمعية لا يمكن فهمها بمعزل عن السياق الأجتماعي والثقافي والأقتضادي للمجتمع. وقد حاول الباحثين أيجاد تفسير لهذه الظاهرة المعقدة والمتشابكة فأرجعوا أنصار البعد البايولوجي ذلك الى طبيعة الرجل التكوينية والبايولوجية لذلك هو يميل ألى العنف وناتج عن زيادة في مستوى تستوسترون TESTOSTERONأي ألرجل ولد عنيف بطبيعته إن هذا الرأي ناقص لا يستطيع الأحاطة بأبعاد الظاهرة كلها فهو يبرر ويغذي هذه النزعة دون أن يقدم حلولا لها ناهيك عن تجاهله للعوامل النفسية والأجتماعية ألتي تضع بصماتها على هذا النمط من الشخصية.فالمسببات السايكولوجية والسوسيولوجية لها جواب على بروز ظاهرة العنف.من الناحية السايكولوجية يعتبر العنف كامن في شخصية الفردوأن تجارب الطفل القاسية في مسيرة حياته تولد لديه عدوانية لها تأثيرها على سلوكه في المستقبل.إن فقدان الطفل في مراحل حياته الاولى للحب والحنان والرعايةوالأهتمام من قبل الوالدين ومناخ الأسرة الملتهب يولد منه سلوك عدواني وشخصية ذات مخالب حادة وأنياب قاطعة تحاول صب جام غضبها على فريسة تعوض من خلالها هذا النقص العاطفي. فالتجربة الغير سوية ألتي  يمربها الطفل هي اساس الانحراف حيث تخلق لدية اضطرابات واهتزازات في الشخصية. اما سوسيولوجيا يعد مكملا للسبب الاول فالمحددات الاجتماعية والقيم الثقافية ووسائل الاعلام تعزف على هذا الوتر وتباركه ومؤسسات المجتمع تعشقه وتكرس له .وماهو مشاع عند الناس ان مقياس الرجولة وفضيلة الفضائل هي ضرب المراةواهانتهافلا يحسب رجل من لا يسير على هذا النهج فالعصمة بيد الرجل يطلق متى شاء ولاتفه الاسباب حتى لو حرقت الزوجة الطعام ان صياغة هذه الذهنية تتفاعل مع استعداداته النفسية تتحالف معا لتكوين شخصية مرضية سماتها القسوة والعدوان.   
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com
emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com[/size][/color]

88
الشمع بالاحمر على اكذوبة الملايين بطل التحرير القومي
"     
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق
البحث عن المنقذ أو المخلص أو الأنسان ألخارق أمل كل الشعوب ألمقهورة لأنه يقضي على ألظلم والطغيان ويحقق ألعدل وألسلام.هي فكرة دينية ذات أسس نفسية وأجتماعية متجذرة في التراث الديني والثقافي لكثير من ألشعوب القديمة ومنها الديانات ألأبراهيمية ألثلاثة ذات ألخط الفكري الواحد اليهودية - ألمسيحية-ألأسلامية" خاصةالمهدي المنتظر عند الشيعة" .بعد تجريد هذه الفكرة من معانيها الدينية السامية ودلالاتها الروحية العميقة ودورها الأيجابي في حياة البشر كان لها أيضا أثار سلبية على ألناس ومنها شعوبنا العربية.في رأي الشخصي جعلت هذه الفكرة من ألفرد كائن ضعيف وعاجز  ومعدوم ألثقة بنفسه ومشلول الأرادة  لأنه قدم أوراق أعتماد قدرته على ألتحكم بمصيره ألى أنتظار العون من ألسماء. إن هذا ألخلل ألنفسي وألاجتماعي كان سبب غياب ألبطولة في ألمجتمع وفي ظل هذا الفراغ ألنفسي توجهت ألأنظار إلى شخصية كارزمية تتوفر فيها من الصفات الخارقة مايفتقر هو أليه ومن خلال عملية الاسقاط يتم ألصاق به مايتمنونه في أنفسهم  هكذا تم تأليه وتقديس بعض زعماء وقادة العرب. فبعد تحرر الشعوب العربية من الاستعمار العثماني والبريطاني والفرنسي وأغتصاب فلسطين من الصهاينة سنة1947 برزت على ساحة الوجود أحزاب ذات صبغة قومية هدفها تحقيق الوحدة العربية المسلوبة وتحرير فلسطين المحتلة مثل حزب الناصري وحزب البعث بفرعيه السوري والعراقي.وهذا لن يتم إلا بوجود بطل إسطوري خيالي على غرار كلكامش وهرقل في الأساطير القديمة.وهكذا في كل دولة عربية تم إدعاء من قبل زعيمها بأنه يحمل جينات بطل التحرير القومي لأنقاذ الأمة من ألتفرقة والتجزئةو المؤامرات التي تحاك  ضدها . لقد ذكرنا أعلاه إن اللاوعي الجمعي يعاني من مازوخية جماعية والأعتقاد بالقضاء والقدر وعدم إيمان الأفراد والجماعات بقدراتهم وأمكانياتهم في تغيير الواقع نحو الأحسن جعلهم كالعبيد البطالون.كان من السهل تمرير هذه الأكذوبةعلى الملايين من الناس تحت يافطة المقاومة والممانعة وتخديرهم بالشعارات البراقة والعبارات الرنانة والوعود العسلية.هكذا دفعت هذه الشعوب المسكينة ثمن الخوف والتخلف والجهل  وبتيجة لتقديس الأشخاص لحق به ظلم واستعباد وقمع وقتل وفقر وأعتقالات.فالقادة الذين وثقنا بهم وضحينا بدماءنا من اجلهم هاهم يذبحوننا دون أن يرف لهم جفن من عبد الناصر وحسني مبارك وصدام حسين وحافظ أسد وبشار الأسد وعلي عبد الله صالح والقذافي....ألخ لا بل يبررون مجازرهم فيلصقون بهم تهمة الخيانة والعمالة للأجنبي.فالأسد الأب قتل في حماة1982 أكثر من عشرين ألف قتيل وصدام حسين داعي الوحدة العربية أبتلع الكويت وأدخل شعبه في حروب طاحنة راح ضحيتها الملايين وشرد مثلهم خارد البلد.المضحك المبكي تم القبض على (بطل التحريرالقومي) مثل الجرذ في حفرة.والقذافي النمر الورقي نال وسام الذهبي في الأبادة الجماعية لشعبه وتم أنتشاله وقتله من المجاري.والأسد الأبن لا زال يذبح شعبه بدون وخزة ضميركأنه يرش مبيد حشرات.لكن مهما طال الليل فالفجر آت لا محالة وأستيقظت من سباتها العميق فيما يسمى بالربيع العربي وثارت على حكوماتها وأسقطتها لأنها أيقنت إن الشعارات التي أوهموها بها ماهي إلا فخ للبقاء على الكراسي وسرقة أموال الشعب وأن الطامة الكبرى كانت في تقديسها للأفراد وأنعدام ثقتها بنفسها.لهد وعى ذلك ونهض من كبوته وأستعد رباطة جأشه وطلق بالثلاث العقلية القديمة ويعيد تأسيس وعي جديد  وثقافة جديدة يكون فيها الشعب هو الذي يختار حكومته ويقرر مصيره بنفسه ‎.‎زوروه موقعنا على النيتemmanuell-alrikani.blogspot.com[/size][/color]

89
برحيل البابا شنودة الثالث سقط نجم لامع من سماء المسيحية والانسانية.
                         
بقلم عمانوئيل يونان [/left
] الريكاني
.في السابع عشر من مارس2012 رحل المثلث الرحمات الأنبا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والذي ناهز عمره89 سنة بعد واحد و أربعين سنة من أعتلائه السدة البطريركية والكرسي البابوي ويعتبر رقم117 في سلسلة بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.وفي موكب مهيب لا مثيل له تم تشييع جثمانه الطاهر الى مثواه الأخير في دير الأنبا بيشوي في وادي نطرون. أن رحيله ترك الألم يعصر قلوبناوالدموع تطفر من عيوننا لشدة حزننا نتمنى أن يكون هذا حلم لا واقع لا بل ننتظر من رب المجد أن يعمل معجزة ويعيده ألينا لأن عقولناعاجزة عن استيعاب هذا الحدث فلا نصدق أبدا أن عيوننا لا ترى مرة ثانية طلعته البهية وأبتسامته المشرقة وإن أذاننا لن تسمع صوته الرائع وكلمات النعمة التي يهدينا أياه فمه العطر.في شخصه الطاهر تلتقي كل الأسماء الكريمة والألقاب السامية فهو بحق وحقيقة قديس العصر ومعلم الأجيال وبطل الايمان فكلما خضعت الكنيسة للعالم وأصيبت بالكسل الروحي أرسل الرب الى من يذكرها برسالتها الحقيقية ويعدل مسارها الصحيح بعد أن ينفض عنها غبار الأبليس لأنه قال " أبواب الجحيم لن تقوى عليها".وقد كان البابا شنودة الثالث هذا الرسول الذي أختاره الله للأزمنة الصعبة وهو رجل الساعة الذي قام بترميم الكنيسة أي جماعة المؤمنين من كهنة ورهبان والشعب المؤمن وتنشئتهم تنشئة مسيحية صالحة بعد أن ضرب مثلا في القدوة الحسنة والنموذج الصالح .فمسيرة حياته العطرة المليئة بالايمان الحي والصلاة الصادقة تعكس لنا حقيقة هذا الراعي الصالح الذي يخاف على رعيته.فهو لاهوتي عظيم وفيلسوف كبير وشاعر مرهف الحس وخفيف الطل وصاحب نكتة وغزير الدمع على متاعب شعبه. فقد قام بتأليف كتب لاهوتية وروحيةوأعطاء محاضرات اسبوعية لتقوية أيمان الناس وترسيخه في أعماقهم.فهو في كل لقاءاته مع الرعية لا يكل ولا يمل من الاستماع الى مشاكل الناس الدينية والاجتماعية والمادية وأعطاء الاجوبة المناسبة لها.ومساعدتهم ماديا ومعنويا وزيارة المرضى والمحتاجين أنه كان أقرب من حبل الوريد الى قلوبهم. وكثير من  الشخصيات السياسية والمسؤولين الكبار في الدول كان لهم شرف اللقاء به والاستماع الى حكمته ومشورته.وعلى المستوى الوطني فقد كان صمام الوحدة الوطنية ورمز للدعوة الى التعايش السلمي والتسامح الديني.بالرغم التوترات بين المسلمين والمسيحيين في مصر والاعتداءات المستمرة على الأقباط فقد كان يداوي جراح شعبه بالصلاة والصبر لئلا تنزلق مصر الى حرب أهلية طاحنة تحرق الأخضر واليابس.لأنه كان يحب مصر كثيرا وقال مقولته الشهيرة"لسنا نحن الذي نعيش في مصر بل مصر هي التي تعيش فينا".نعزي اخوتنا الاقباط والكنيسة في كل مكان والعالم أجمع بهذا المصاب الجلل.ونطلب من البابا شنودة الثالث وهو في أحضان المسيح مع الأباء القديسين والابرار أن يسكب علينابركته ويصلي من أجلنا لأنه أن كان غائبا بالجسد فروحه الطاهرة ساكنة فينا لأنه لا نظن إن التاريخ سينجب بابا شنودة آخرأنها خسارة مابعدها خسارة. زوروا موقعنا: www.emmanuell-alrikani.blogspot.com[/size][/color]

90
                                                       
ربيع عربي أم خريف أسلامي؟

                                                                                     
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق

.خرج الشعب العربي الثائر الى الساحات لأحياء الذكرى الأولى للثورات العربية التي تتقارب فترة أندلاعها في جميع البلدان بدء من تونس مفتاح التشغيل ومصر وليبيا واليمن وهلمو اجرا .والتي قام بهاشباب "من كلا الجنسين" واع وحر ومسئول متسلحين بأرادة التغيير ومتمنطقين بثقافة خروج جماعي غير مسبوق رافعين شعارات وطنية وأنسانية لا صبغة دينية وعنصرية فيها.متصدين للنظم الديكتاتورية التي طفح كيلها ببسالة وشجاعة قل نظيرها وبأساليب سلمية وحضارية لا مكان للعنف والشغب فيها بعد عقود من الخوف والصمت القاتل.لقد تم توجيه ضربة قاضية الى الطغاة العرب وتشويش رادار حسابات القوى الكبرى التي لم تكن في الحسبان معلنين فتح عصر جديد تصان فيه الحريات والحقوق والكرامة الانسانية والتي كانت مفقودة سابقا.لقد أطلق على هذه الثورات في الاعلام العالمي بالربيع العربي تماهيا مع فصل الطبيعة الجميل عندما تتفتح الازهار بكل ألوانها وأشكالها.هكذا تحمل في رحمها هذه الثورات جنين الآمال والاحلام والأماني الذي إنتظار ولادتها.والعالم كله يترقب عن كثب هذه التحولات الجذرية في المنطقة وما قد تحمله مفاجآت من العيار الثقيل.هل قطف الثوار ثمار ثورتهم؟أم تعبوا وغيرهم أستفاد؟كما يقول المثل عندنا "أحنا نتعب ونشكه وغيرنا عل حاضر يلكه"هذا بالضبط ماحصل فقد أنتظر الاسلاميون حتى تنضج ثمار الثورة جيدا لترى طريقها الى سلالهم.فقد فازوا في إنتخابات تونس ومغرب ومصر وأنهار حلم الناس ورواد الثورة من الأقليات الغير مسلمة والمسلمين المعتدلين بمستقبل أفضل وحياة حرة كريمة .وتحول الربيع العربي الى خريف أسلامي مخيف فالذاكرة الجماعية لا تبارحها النماذج السيئة للدولة الدينية في سعودية وأيران وصومال وسودان .....ألخ ومافيها من أستعباد وأضطهاد ومصادرة حقوق وحريات.لكن السؤال الذي يطرح نفسه علينا: أليس الشعب هو الذي أنتخبهم؟أم هو سد فراغ لم تستطيع القوى العلمانية والليبرالية أن تملئه؟أم هو طبخة أمريكية؟لست من المصابين بعقدة المؤامرة لكن لا استبعد أرادة امريكية فيما يجري وللاسباب الاتية:حسب رأي الشخصي طالما كان التيار الديني في المعارضة سيحضى بشعبية أقوى لأن أفكاره وبرنامجه السياسي لا يمكن التحقق منها وأختبارها وسيلجأ الى العاطفة الدينيةمن خلال شعارات براقة ومواعظ ملتهبة وكتابات نارية.وسينظم الى صفوفه البسطاء والسذج من الناس.لكن عندما يكونوا في الحكم سيسقط قناع المثالية عن وجوههم لأن الشعب سيراهم كما هم دون أدعاء أو تجميل أو رتوش.هذا بحد ذاته مكسب كبير للعالم.وسيتم نقل الصراع الى مجتمعاتهم وفيما بينهم بدل توجيه هذه الطاقة الى الغرب الكافر كما يدعون.وكل أهل اللحى الذين كانوا مطلوبين للحكومات السابقة وفروا الى الدول الاوربية وأميركا طلبا للحماية سيرجعون الى دولهم هكذا ستتخلص اميركا والغرب من قنابل موقوتةكانت لديها.أن الارهاب فكر وعقيدة والحرب المعلنة عليه من جميع العالم لا يمكن القضاء عليه أمنيا وعسكريافقط فهو لا كيان سياسي له ينتقل كالهواء لذلك يحتاج الى فكر وعقيدة مضادة.بما أن الشعوب العربية قطعت شوطا كبيرا في الحضارة ستتقيأ هذه الافكار المتطرفة ولن تهضمها وستقاومها الى ان تخلق اسلام معتدل يكون سبب استقرارها وأستقرار العالم أجمع. لقراءة مقالاتنا زورو موقعنا:www.emmanuell-alrikani.blogspot.com[/size][/color]

91
                                                 
زواج الطائفية من الديمقراطية باطل يامالكي
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق

زواج الطائفية من الديمقراطية باطل يامالكي.بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق.الطائفية والديمقراطية مفهومان يناقض احدهما الآخر لا يمكن أن يجتمعا معا ولو كره الكافرون،وأتجاهان معاكسان التقاءهما يعتبرضرب من المحال منطقيا وفلسفيا.لأن لكل منهمامعاني ودلالات تجعل من وجود أحدهما نفي للأخر.لكن في عرف الاستاذ نوري المالكي ومن يدور في فلكه من السادة المسئولين ذو المنطق المقلوب يصير المستحيل ممكن.فقد صرح في إحدى لقاءاته متباهيا ومفتخرا بأن العراق أول دولة عربيةتتبنى الديمقراطية نظاما سياسيا.طبعا بعد أن أفرغها من محتواها الحقيقي وحصرها في صندوق الأنتخابات. لكن شتان بين الأقوال والأفعال إنهم ديمقراطيوا اللسان وطائفيوا القلب والوجدان فهم مثل التماثيل المنحوتة في الحضارات القديمة رأس أنسان وجسم حيوان هكذا الحال في حكومتنا الرأس طائفي والجسد ديمقراطي.يادولة رئيس الوزراء لو قدم لك ماء معقم في قدح وسخ هل تشربه؟بالطبع لا. لأنه سيتلوث. هكذا الديمقراطية لا يمكن هضمها جيدا من قبل ناس تجري في عروقهم دماء الطائفية،وإلا تشوهت جيناتهاإن ما تنادي به يمكن تسميتها ديمقراطفية أو طائفراقطيةأنها نظام هجين وممسوخ.فالمحاصصة الطائفيةفي العملية السياسية خير شاهد على ما نقول ،وهجرة ملايين العراقيين خارج البلد نتيجة الأقتتال الطائفي لا يحتاج ألى تعليق مهما حاولوا أن يخفوا نواياهم الشريرة وأهدافهم ألخبيثة تحت مسميات براقة وجذابة.فعندما فازت القائمة العراقيةفي أنتخابات 2010 جندوا لها بكل ما أوتوا من قوة ونفوذ ومال من أجل أزاحتها من الطريق وبمباركة من أيران ألتي تمسك بيدها خيوط اللعبة وترسم ستراتيجية العراق حسب مصالحها لانها تحكمه من الداخل كما تحكم جنوب لبنان عازفة على وتر الطائفية.هكذا تحالف أعداء الأمس وأصبحوا أصدقاءأليوم ضد القائمة العراقية من أجل صنم الطائفية المعبود.وتم لهم لا أرادوا بعد صفقات سياسية وتجارة بالمناصب تم تمريرها من تحت المائدة والعراقيين هم ضحية هذه المضاربات. والسجون ليس فيها محط قدم للمعتقلين من لون طائفي واحد.ويتم أستفزازهم بأستمرار بأسم الصداميين والبعثيين والقاعدة لكي يبرروا إضطهادهم لهم.كان آخرها إتهام طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية بالأرهاب.أن هذه النزعة الطائفية تقسم الوطن الى دويلات صغيرة متصارعة ومتناحرة.كما هو الحال في لبنان النموذج السيء للطائفيةالسياسية والدينية حيث حزب الله يكون دولة داخل دولة ويعرقل البناء السليم للدولة.من المضحك المبكي عندنا في العراق تحول مقتدى الصدر وجيشه المهدي بعد أن تلطخت أيديهم بدماء العراقيين ألى مشارك أساسي في العملية السياسية لا بل ألى رمز وطني.هذا هو منطق الطائفية الأعوج لأن الوطنية والأخلاق ليست المعيار للحكم على مواقف وسلوك الافراد والجماعات بل مايغذي هذه النزعة المقيتة.الله يعينك ياعراق أن لم يحفظك رب السماء ويعيد بنائك فباطل يتعب البناؤون.أن الدولة القوية هي التي تكون قاعدتها العدل والمواطنة وسلطة القانون ويكون التنوع الإثني  والثقافي والانساني مصدر غنى وأثراء لها.وأن الآخر المختلف لا يشكل تهديد للأنايجب أقصاءه وتهميشه ودحره بل لا يمكن الاستغناء عنه للتكامل الأجتماعي.فالوطن هو الذي يجمع تحت خيمته كل المواطنين ليحميهم من حر التفرق والتشتت وبرد التفكك والتشرذم.وهو مثل خيط المسبحة أذا أنقطع تتبعثر حباتها وتصبح قطع منفصلة لا قيمة لها ولا كيان.فالمجتمع السوي هو الذي يحكمه العلم والعقلانية وتكون الوطنية مقياس الولاء الحقيقي وتسود بين أفراده المحبة والاخاء بعد ر فع صبات الأنتماءات الكونكريتية الضيقة.www.emmanuell-alrikani.blogspot.com [/size][/color]

92
أدب / من اشعة الحب الفوق بنفسجية
« في: 15:04 20/01/2012  »



من أشعةالحب الفوق بنفسجية


عمانوئيل يونان الريكاني _ العراق




صباح نازك الىفتاي العاشق اتمنىان أحلق في فضاءقلبك الشاهق .
ليتني عينيك أرىفيهاجمال الطبيعةياباشق والله لولم أشارك في مسابقةحبك سأفوزبنجاح ساحق.
صباح صخب البحرياديوان الشعرأنت ولدت من الحب لوالحب ولد منك انه سر.
ستزول الاديان كلهاويبقى قلبك عقيدةالبشر.  
احلىصباح لأغلى حسناءالشمس تظهروتحتجب ويبقىنورك ياعنوان الوفاء
القمريتقلب شكله وقلبك ثابت يامهدالسماءالكون يتلاشىوحبك يسري في جسدالديمومة ويابى الفناء
صباح العمرياشبيه القمريلي نصفك إله ونصفك الآخربشر
من ينقذني من سيل حبك الجارف ملاك ام قدر
معمودية قلبك ولدتني من جديد ولابد الدهر
صباح الخيرياقدري المحتوم حبك كالفراشةحول نارقلبي يحوم
بلاهواءاعيش دقائق وبدونك لحظةمن عمري لن يدوم
أغفري لي ياسحابةالحب فأنا بدونك قوس بلاوترسامحيني ياعربةالقلب فأنابدونك بناءبلاحجر
انهشي جسدي الميت بمنقارقلبك كمايفعل الصقرلاتخافي من سمومي يابطلتي فحبي لك تعويذة تقيك من كل شر.  
هاأناآت  أتذوق طعم يديك ها انا ات لاسمع سمفونية شفتيك. ها انا ات لاتدفا بهواء رئتيك ها انا ات لاكل قلبك لانني جائع اليك
أمطريني نارغرامك الزاهي ياقطرالندىأسقيني من بئرعينيك الوسيعةبعيدةالمدى.
ألااستحق أن تهدي لي روحك الماسيةعلىطريق الهدىوانامن اجل حبك نسيت الدنيا ياسلوى.  
من لايرتشف من كأس حبك حتى الثمالة يندب حظه للآبدلامحالة
ياج القلب وهرمونات الروح بدونك والله كل شيء باطل وقبض الريح
لاتتأخري بالردعلىمصاب بربوالقلب فهوبحاجةالى بخاخ الحب
ارحمي امرءيعاني نقص السكريحتاج إليك وإلامات شاب بلاشيب



93
متى تنقرض ذهنية السياسة للرجل والمطبخ  للمرأة
                                                                                                             بقلم
                                                                             
عمانوئيل يونان الريكاني / العراق
من عورات الحضارة الذكورية هي تشييد حضارة لا إنسانية نتيجة احتكار الرجل الرؤية إلى الحياة بكل أبعادها الفكرية والعلمية والدينية والثقافية والسياسية والنفسية والاجتماعية وأي اكتشافات علمية فلسفية ووقائع ومعطيات تناقض أفكاره وآراءه وتصوراته إلى الأمور ترمى في سلة المهلات فهو يحلل ويفسر حتى النص الديني من منظار هويته الجنسانية ويسخر جميع العلوم لتكن خادمة لنزعته الذكورية فهو يجلس على كراسي القيادة في المجتمع  من البيت مرورا بالعمل والى كرسي الحكم فهو صاحب الحل والربط والناهي والآمر فيها الا لكونه يعتقد في نفسه  إنه ذو عقل  رشيد غير خاضع لسلطه العاطفة التي تعتبر في عرفه دليل الضعف وقوي البنية ومفتول العضلات وقاسي الفؤاد هذه الصفات يظن إنها تعطيه الحق إن يكون له حصة الأسد في اتخاذ القرارات المصيرية. أما المرأة فهي مستبعدة من الحياة العامة لأنها  كائن ضعيف وهزيل ليس لها أي دور أو مشاركة في صنع القرارات الهامة لا في الأسرة ولا في المجتمع ولا في الدولة .  فهي دمى تحركها خيوط الرجل وهي تفتقر إلى التفكير السديد والقوة الجسمانية وهي كائن عاطفي انفعالي لا تصلح سوى في المطبخ والفراش الزوجي وإنجاب الأطفال فهي بارعة في إعداد الطعام وإرواء الجوع الجنسي لبعلها من هنا كانت تغذي مشاعر الفحولة لديه وتروي عقدة التفوق عنده وفي ضعفها تبرز قوته وفي صمتها يعلو صوته وفي خضوعها يتمجد اسمه . هكذا بحيل نفسية استطاع أن يحول هزيمته إلى نصر بعد أن حول بؤسه وتعاسته ويائسه نتيجة قسوة الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى نشوة وفرح وسعادة لكن على حساب المرأة. إن المعاملة  اللا إنسانية والنظرة اللا علمية وجهان لعملة واحدة حيث تتحد في الرجل الغرائز السفلى مع الخرافة والأسطورة لإيجاد هذا التصنيف الجائر والتقسيم الظالم بين الرجل والمرأة. ليس فقط المرأة بل المجتمع برمته كان ضحية هذه الأفكار السلبية والنزعات المرضية.  هل من كارثة  من ان يتم تجميد نصف طاقة المجتمع وحبسها في الدار إرضاء للمحرمات الدينية والممنوعات الثقافية والنواهي الاجتماعية. إن حضارة تحتقر المرأة تستحق اللعنة كما استحقها صاحب الوزنات في الإنجيل عندما دفنها ولم يستثمرها. إن الظلم لا يمكن ان يدوم مهما كان جبروته ففي الأخير لا يصح إلا الصحيح وهكذا بعد عصور من الاستبداد والتسلط والإقصاء والتهميش من قبل الرجل نهضت المرأة من سباتها العميق في كل المجتمعات وانتفضت ضد هذه  الثقافة الشائنة مطالبة بتأسيس ثقافة جديدة ذات ملامح إنسانية تساوي بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات والكرامة. وحققت انتصارات في كل ميادين الحياة وإن كانت نسبية ومتفاوتة ذلك حسب قوة التقبل والمقاومة التي تتلقاها من الجبهة المضادة . واستطاعت أن تتبوأ المكانات الهامة والمراكز الحساسة في الدولة وان تدخل البرلمان وتطالب بحقوقها وان تبرهن بالدليل القاطع أن ضعف المرأة ما هو إلا أكذوبة اخترعها الرجل بمباركة رجال الدين والطبقة الحاكمة تحت ستار الشرف والأخلاق. بالرغم من هذه الإنجازات العظيمة لازالت الرواسب القديمة عالقة في أذهان كثير من الرجال. ففي الثورات العربية وموجة ما يسمى بالربيع العربي خرجت المرأة مع الرجل للمطالبة بالحرية وسهرت أيام وليال في الشوارع والطرقات وساحات التجمع تاركة بيتها وأولادها وعملها ومتحملة الحر والبرد احتجاجا على فساد الدولة وتم استشهاد كثيرات منهن في هذه المظاهرات مع ذلك الرجل الذي يستأثر بمقاعد البرلمان وكل الوزارات السيادية في الدولة ونصيبها ليس إلا الفتات الساقط من موائد الرجال. ان مأساتنا وآلامنا وأوجاعنا كانت من أنظمتنا الجائرة الذي الحكم كان فيه للرجل الذي يدعى إنه رمز القوة والعقل.  إن الحقيقة والواقع  تفند_ _ _ هذا الادعاء الفارغ الكاذب. دعو تأخذ المرأة حقها وفرصتها في الحكم يمكن تدير البلاد بشكل أفضل من الرجل وتغير مصيرنا وحظنا نحو الأحسن أم هو خوف الرجل المكبوت في اللا شعور من المرأة أن تعريه أمام ذاته وتزلزل ثقته الكاذبة بنفسه وتنسف معتقده الضال وينكشف ضعفه ويعلن إفلاسه الفكري والثقافي الله اعلم

www.emmanuell-alrikani.blogspot.com[/size][/color]

94
الخطايا العشرة للدولة الدينية
                                                                                                         
بقلم
                                                                                        عمانوئيل يونان الريكاني/ العراق
الحضارات القديمة كانت تقوم على أساس ديني لا قومي ومنذ أكثر من قرنين وفي الغرب الأوربي لفظت الدولة الدينية أنفاسها الأخيرة بعد صراع مرير مع مرض الاستبداد  العضال وقدمت أوراق اعتمادها بعد عصور طويلة من الظلم والمساوئ التي ألحقت بالمجتمعات. وتم تشييعها إلى مثواها الأخير ودفنها في مقبرة ذاكرة التاريخ. واستلمت العلمانية أو الدولة المدنية المتحررة من سلطة الدين شعلة القيادة فاتحة أفق جديد أمام الإنسانية وحاملة جروح وآلام البشرية نحو غد أفضل كفيل بتضميدها وشفاءها. واقل ما يمكن أن يقال عنها أنها حققت السلم الاجتماعي وقضت على الطائفية وكل شكل من أشكال العنصرية المقيتة. في مجتمعاتنا الشرق أوسطية تعاني من عسر هضم هذا المفهوم وخلل في التفاعل معه لأسباب دينية وثقافية ونفسية واجتماعية ولأن تراثها لم يتعمذ بماء الحداثة وما بعد الحداثة او لأن العلمانية لم تصل ألينا بشكلها النقي او تم تشويهه عمدا من قبل البعض أو جهلا من قبل البعض الآخر. لذلك انتصارات العلمانية كانت نسبية ومحدودة تتقدم خطوة وتتراجع خطوتين إلى الوراء لأن الجو هنا غائم تماما. وفي ظل ما يسمى الربيع العربي تم تقيؤ القوى  الليبرالية وصعود القوى الرجعية المتمثلة بالإسلاميين إلى سدة الحكم بعد إحرازها نجاحا في الانتخابات التي خاضتها في تونس والمغرب والباب مفتوح على مصراعيه في مصر. مما أوجد مخاوف لدى الأقليات والنخب المثقفة والناس المعتدلة والغرب عموما من عودة الدولة الدينية التي تحمل فيروس الخطايا العشرة المميتة  التي تقف عائقا إمام اي نهضة اجتماعية وحضارية وإليك الأسباب :-
١_ إن الدولة الدينية تمزج الدين بالسياسة هذا بحد ذاته معضلة لان جبنات كل منهما مختلفة عن الآخر واي تزاوج بينهما يعني ولادة كائن "دستور " منغولي قاصر العقل ومشوه الجسم.
٢_ إن اطلاق اسم دين على دولة كلام فارغ لا معنى له كأنك تقول هذا الحجر متدين لأن الدين مسألة شخصية والدولة ليست شخص وإلا كانت تصلي وتصوم وتحج وتدفع الزكاة وتجاهد.
٣_ تقزيم دور العقل كعنصر للتفكير والأبداع وتحويله الى خادم ذليل للنص الديني فهو مكبل بسلاسل الفقهاء وعلماء الشريعة يجتر أقوال القدماء المتربة ويدور في حلقة مفرغة من القيل والقال لذلك لا جديد تحت شمسهم.
٤_ لا مساواة في الدولة الدينية لا في الحقوق ولا في الواجبات التي هي مطلب إنساني وحضاري فالأقليات ليسوا أكثر من ضيف ثقيل وزبون مزعج والواقع لا يحتاج الى تعليق مهما تحايلوا  عليه او تلاعبوا بالألفاظ.
٥_ الدولة مستبدة بالضرورة فهي تنتهك أقدس ما في الإنسان وهي الحرية والتي هي مبدأ فطري فلا مكان لحرية العقيدة والتفكير والتعبير.
٦_ الحاكم ظل الله على الأرض لذلك لا اعتراض على قراراته فهو مقياس كل شيء الصالح والطالح الحلال والحرام.
٧_ لا حكم إلا لله هذا هو السبف التي تسلطه الدولة الدينية على رقاب العوام فيما تخفي عيوب ومساوئ الحكام الذي يتعارض مع النظام الديمقراطي الذي هو حكم الشعب حيث يختار المواطن ممثله في البرلمان وإن لم يكن بمستوى المسؤولية لن ينتخبه في المرة القادمة.
٨_ أسلمة الحياة هو هدف الدولة الدينية فبصمتها يجب أن تكون على كل كبيرة وصغيرة شاردة وواردة لا ادري كيف ستكون حال الفنون التمثيل والمسرح منابع النضج الفكري والثقافي والخلقي وما مصير السياحة والخمور ووضع المرأة في ظل شيوخ منهمكين في تعليم الناس كيف يدخلون إلى الحمام بالقدم اليسرى ام اليمنى ويشرب بول البعير.  إن الدين جزء من الحياة وليست الحياة جزء من الدين .
٩_ إن الدولة الدينية تنظر إلى الآخرين كهويات دينية صغيرة ولا قيمة للوطن والمواطنة في عرفها لأن الوطن يحد من حدود الأمة الوهمية التي تحلم بها والمواطنة مفهوم معاصر ذو مدلول إنساني كثيف يفترض الحرية والعدالة والمساواة هذا ما لا تستطيع أن تهضمه لان تراثها الديني والثقافي يفتقر إليه ناهيك عن اعتباره بضاعة مستوردة من الغرب الكافر.
١٠_ انعدام الرؤية العصرية لديها فهي تضرب بعرض الحائط كل المكتسبات الحضارية التي تحققت من خلال سياق التاريخ لتفرض نمط حياة شبه الجزيرة العربية بكل مفرداتها على العصر الراهن أنها كالأفلام الخيالية حيث يسافر الأفراد إلى الماضي بعد تركهم الحاضر
٦_١٢_٢٠١١
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com[/size][/color]

95
أدب / الى من علمتني الف باء الحب
« في: 13:31 29/11/2011  »



الى من علمتني الف باء الحب


عمانوئيل يونان الريكاني


 العراق



بين الجفن والعين تسكنين                                       طار النوم وتركني في قبضة الانين
بين القلب ونبضاته تختبئين                                      حتى متى جراح الروح تضمدين
بيتي زهرة في بستان رغباتك                                   تفوح من روحي عطر الخالدين
ثملت نفسي من نبيذ الشوق                                      ها هذا يا صاح حال العاشقين
يسخرون مني من لم يطرق بابهم الهوى                        ويضعونني في خانة المجانين
نار حبك أضرمت في قلبي                                       وأحرقت عشب الأيام والسنين
حولت تفاهة الحياة الى رماد                                  و أخضرت فيا إحساس لا يلين  
عذاب الحب متعة ما بعدها متعة                               أكليل الظفر على رأس المحبين
عاصفة حبك هبتن على روحي                                وجرفت حياتي وليس من معين
ليس في القلب أحد سواك                                     فالغمد لا يقبل سيفين
أحلامي منسوجة من رمش العين                            تقذفني بعيدا أمواج الشفتين
إذا كان الليل يزينه القمر                                      فليالي روحي يضيئها قمرين
تائه أنا في خصال شعرك                                   عاجز عن إدراك اليسار عن اليمين
قدك الجميل سرق مني ذاتي                                لا اعرف أصبح قلبي فين
 خرجت روحي مني ولم تعد                                إنها في أعماقك تقيم إلى ابد الآبدين
وان فقدت الذاكرة لن أنساك                                لأنك في كل خلية من جسمي تقيمين
أحضاني تنادي جسدك الطاهر                              كالطير الذي ينتظره فراخه الجائعين
كلما زاد خوفي من الفراق                               التصق جسدينا ليصبح واحد وليس اثنين
أعطني أحزانك كلها حبيبتي                              على طبق من الذهب افراحي تستاهلين
اشتعلت عواطفي وليس من يطفأ                         غير الدموع المتلألئة على الخدين
كالعقد إذا أفرطت حباته                                    انثر على جسدك قبلات النرجس والياسمين
ايقاع حركاتك تزيد دقات القلب                    ونبرة كلامك تصيب الصدر والرئتين
جمالك ينضح سحراَ يبدد الظلاما                   كالتيار يسري في كياني يوهج الحنين
كل لحظة معك قبس من الابدية                        اليس كذلك ياملكة جمال العالمين




 

96
                     
          
سيكولوجية الطاغية            انعكاس لصورة الله السلبية
               
بقلم   عمانوئيل يونان الريكاني / العراق
على مر التاريخ ابتليت شعوب العالم قاطبة                                                 بطغاة ومستبدين كانوا من كل الأصناف أباطرة وملوك وأمراء ورؤساء حطموا الرقم القياسي في التنكيل بهم وكانت هواياتهم المفضلة مص دماء الناس والتلذذ بآلامهم وعذاباتهم وكانوا من القسوة والوحشية والبربرية بحيث بقت أفعالهم المشينة عالقة في الأذهان وحية في الذاكرة يأبى الحس الإنساني ان ينساها مثل نيرون وجنكيزخان وتيمورلنك وايفان الرهيب وهتلر وموسوليني وغيرهم كثيرون لا مجال لذكرهم . يختلف هؤلاء الطغاة جميعا من الناحية الانتماءات الدينية والقومية لكن يجمعهم قاسم مشترك واحد هو النزعة التسلطية وحب السيطرة والغرور والكبرياء وكل واحد منهم يعتقد بأنه القائد الضرورة وأمام الزمان وان الأمور لن يستقيم بدونه فهو متميز عن الآخرين الذين وجدوا لتقديم الطاعة له طوعا وكرها لأنه مختار من الإله .
وبعد التحولات الاجتماعية والحضارية في أوربا وزعزعة النظم السياسية التقليدية وإقامة نظم ديمقراطية حيث يكون الحكم للشعب تنفس الناس الصعداء وأصبح العالم القديم في خبر كان . بالرغم من ان هذه الثورات الفكرية والفلسفية والعلمية هزت العالم وفتحت أفق جديد أمام الإنسانية لكن لازالت مجتمعاتنا العربية تحمل فيروسات القرون الوسطى في نظمها الدينية والاجتماعية والسياسية . فتأثير الحضارة المعاصرة سطحي عابر لم يمس الجوهر بعمق . فالأشخاص والأسماء فقط تغيرت لكن المبدأ ظل هو هو مازال الرئيس الناطق الرسمي باسم الله . لماذا تنبت نبتة الاستبداد والطغيان في تربتنا النفسية والاجتماعية والسياسية ؟ هل يعاني فكرنا من مرض مزمن ؟
أن السبب الرئيسي والجوهري في تفسير ظاهرة الطغيان مع وضع العوامل الأخرى جانبا دون تجاهلها وهو صورة الله السلبية التي نحملها في داخلنا والسائدة في الفكر الديني .فهناك علاقة سببية بين صورة الله والبناء الفكري والنفسي للأشخاص في مجتمع ما . أن الدين في المجتمع العربي يقدم الله على انه كائن مستبد ومتسلط وجبار ومنتقم ومتكبر ومشرع والناس محكوم عليهم بالعبودية وواجب الطاعة العمياء دون تساؤل أو محاولة فهم وإلا اتهموا بالخروج عن الدين وحكم المرتد معروف .
 نفس هذه الصورة موجودة في واقع حياتنا زعيم طاغي وقهر اجتماعي وأب متسلط فالزعيم الطاغي يجمع بيده السلطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية وهو فوق القانون يفعل ما يشاء ولا يسأل عما يفعل عطاياه وهباته صدقات على الناس لا نهاية لحكمه وأي معارضة والخروج على نهجه يعتبر خيانة عظمى يستحق الموت .
القهر الاجتماعي : وهي العادات والتقاليد التي تعتبر دستور شخصي مفروضة على الأفراد ما عليهم سوى الخضوع والإذعان حتى لو تعارضت مع مصالحهم الشخصية وأي تمرد عليها يعتبر في عداد المنبوذين لأنها خطيئة ضد الجماعة .
الأب المتسلط : هو نسخة كاربونية من الإله السائد فهو منبع وجودهم أي الأولاد أي خالقهم نوعا ما لذلك يحق له أن يتحكم في حياتهم وهو الذي يحدد لهم الصح والخطأ والمسموح والممنوع ويذكرهم دوما بأفضاله عليهم ويعاقب ويجازي كما يشاء ومن أراد لأنهم ملكه وإذا حاول احدهم الخروج ما عن خط الطاعة فانه يعتبر عاق وناكر جميل يجب طرده من القلب او البيت .
هذه ركائز اساسية تحمل بصمة الاستبداد والطغيان سوءا كانت نتيجة صورة الله المشوهة او سبب له فهي وراء ازماتنا ومعاناتنا. ولقطع دابر الاستبداد وتجفيف منابعه لا ينبغي تغير جزء فقط على حساب الكل بل تجديد الفكر الديني والاجتماعي والسياسي واستئصال جينات الطغيان الوراثية كي لا نموت قبل اواننا وتنقرض ظاهرة المقابر الجماعية .
Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com  




                                     سيكولوجية الطاغية                             بقلم    
                       انعكاس لصورة الله السلبية                   عمانوئيل يونان الريكاني / العراق
على مر التاريخ ابتليت شعوب العالم قاطبة بطغاة ومستبدين كانوا من كل الأصناف أباطرة وملوك وأمراء ورؤساء حطموا الرقم القياسي في التنكيل بهم وكانت هواياتهم المفضلة مص دماء الناس والتلذذ بآلامهم وعذاباتهم وكانوا من القسوة والوحشية والبربرية بحيث بقت أفعالهم المشينة عالقة في الأذهان وحية في الذاكرة يأبى الحس الإنساني ان ينساها مثل نيرون وجنكيزخان وتيمورلنك وايفان الرهيب وهتلر وموسوليني وغيرهم كثيرون لا مجال لذكرهم . يختلف هؤلاء الطغاة جميعا من الناحية الانتماءات الدينية والقومية لكن يجمعهم قاسم مشترك واحد هو النزعة التسلطية وحب السيطرة والغرور والكبرياء وكل واحد منهم يعتقد بأنه القائد الضرورة وأمام الزمان وان الأمور لن يستقيم بدونه فهو متميز عن الآخرين الذين وجدوا لتقديم الطاعة له طوعا وكرها لأنه مختار من الإله .
وبعد التحولات الاجتماعية والحضارية في أوربا وزعزعة النظم السياسية التقليدية وإقامة نظم ديمقراطية حيث يكون الحكم للشعب تنفس الناس الصعداء وأصبح العالم القديم في خبر كان . بالرغم من ان هذه الثورات الفكرية والفلسفية والعلمية هزت العالم وفتحت أفق جديد أمام الإنسانية لكن لازالت مجتمعاتنا العربية تحمل فيروسات القرون الوسطى في نظمها الدينية والاجتماعية والسياسية . فتأثير الحضارة المعاصرة سطحي عابر لم يمس الجوهر بعمق . فالأشخاص والأسماء فقط تغيرت لكن المبدأ ظل هو هو مازال الرئيس الناطق الرسمي باسم الله . لماذا تنبت نبتة الاستبداد والطغيان في تربتنا النفسية والاجتماعية والسياسية ؟ هل يعاني فكرنا من مرض مزمن ؟
أن السبب الرئيسي والجوهري في تفسير ظاهرة الطغيان مع وضع العوامل الأخرى جانبا دون تجاهلها وهو صورة الله السلبية التي نحملها في داخلنا والسائدة في الفكر الديني .فهناك علاقة سببية بين صورة الله والبناء الفكري والنفسي للأشخاص في مجتمع ما . أن الدين في المجتمع العربي يقدم الله على انه كائن مستبد ومتسلط وجبار ومنتقم ومتكبر ومشرع والناس محكوم عليهم بالعبودية وواجب الطاعة العمياء دون تساؤل أو محاولة فهم وإلا اتهموا بالخروج عن الدين وحكم المرتد معروف .
 نفس هذه الصورة موجودة في واقع حياتنا زعيم طاغي وقهر اجتماعي وأب متسلط فالزعيم الطاغي يجمع بيده السلطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية وهو فوق القانون يفعل ما يشاء ولا يسأل عما يفعل عطاياه وهباته صدقات على الناس لا نهاية لحكمه وأي معارضة والخروج على نهجه يعتبر خيانة عظمى يستحق الموت .
القهر الاجتماعي : وهي العادات والتقاليد التي تعتبر دستور شخصي مفروضة على الأفراد ما عليهم سوى الخضوع والإذعان حتى لو تعارضت مع مصالحهم الشخصية وأي تمرد عليها يعتبر في عداد المنبوذين لأنها خطيئة ضد الجماعة .
الأب المتسلط : هو نسخة كاربونية من الإله السائد فهو منبع وجودهم أي الأولاد أي خالقهم نوعا ما لذلك يحق له أن يتحكم في حياتهم وهو الذي يحدد لهم الصح والخطأ والمسموح والممنوع ويذكرهم دوما بأفضاله عليهم ويعاقب ويجازي كما يشاء ومن أراد لأنهم ملكه وإذا حاول احدهم الخروج ما عن خط الطاعة فانه يعتبر عاق وناكر جميل يجب طرده من القلب او البيت .
هذه ركائز اساسية تحمل بصمة الاستبداد والطغيان سوءا كانت نتيجة صورة الله المشوهة او سبب له فهي وراء ازماتنا ومعاناتنا. ولقطع دابر الاستبداد وتجفيف منابعه لا ينبغي تغير جزء فقط على حساب الكل بل تجديد الفكر الديني والاجتماعي والسياسي واستئصال جينات الطغيان الوراثية كي لا نموت قبل اواننا وتنقرض ظاهرة المقابر الجماعية .
Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com   [/size] [/color]

97
      
الأقباط   
           بين مطرقة الجيش المصري وسندان التيار السلفي
                            بقلم
                                                                   
عمانوئيل يونان الريكاني _ العراق
هناك مثل شائع يقول : تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت وكل الناس لبعض الوقت لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت .  هذا ما نريد أن نوجه إلى كل الذين ينكرون إن هناك خارطة طريق مدبرة لاضطهاد الأقباط والمسيحيين من قبل التيار السلفي الرسمي المتطرف وبمباركة الدول . إن الحكومات المصرية المتعاقبة والجيش المصري الحالي والإعلام الرسمي المزيف يكيل بمكيالين ويتعامل بازدواجية وسطحية مع قضية الأقباط أما يقلل من شأنها أو يتنكر لها . فالسيناريوهات نفسها تتكرر باستمرار من حرق الكنائس وتفجيرها وتدميرها إلى قتل الرجال وخطف النساء واغتصابهم وفرض الإسلام على القاصرات واللا مساواة في التعامل  معهم في كل مرافق الحياة السياسية والاجتماعية . ويتم لصق بهم أوصاف شنيعة ومفردات قبيحة التي تحط من قيمتهم الإنسانية وتضعهم في درجة  اقل من الآخرين.  إن المشاكل نفسها تتكرر دون وضع حد لها فالملفات المرفوعة إلى امن الدولة أما آكلتها الفئران أو كستها الأتربة أو رميت في سلة المهملات . إن الإعلام المصري المرئي والمسموع والمقروء خائن لرسالته وغير أمين لمهنته التي تفترض منه الصدق والحيادية في كشف الخبر وإعلان الحقيقة دون انحياز أو تمييز عنصري فهو أمام الأقباط والمسيحيين  يصبح أصم أبكم أعمى يحاول تجميل الصورة وتبرير الحدث بفبركة إعلامية  وأكاذيب مختلقة باستثناء بعض الأقلام الحرة الشريفة  الذي يأبى ضميرها الإنساني وشرف المهنة الكذب والتلفيق والخوف. كل هذه البلبلة والمجلس العسكري الذي تلوث بسموم السلفية لا يتحرك ساكن فهو يحاول تزييف الوقائع وتحريف الحقائق وقد سئمنا من الوصفة الجاهزة في كل اعتداء على مقدسات وممتلكات الأقباط أما المتهمين عصابات " بلطجية " أو مجانين أو مؤامرة خارجية لم نرى من الدولة أي موقف حازم وجدي في الوقت الذي يجب أن تفرض سلطة القانون بيد من حديد على الجميع دون تفرقة وتحمي المواطنين وتعاقب المجرمين وكل الخارجين على القانون فلا يوجد احد فوق قانون لا شخص ولا مؤسسة . أنها دولة رخوة وضعيفة وسقيمة تفتقر إلى الإرادة القوية والحس بالمسؤولية وإدراك خطورة الوضع الأيل إلى السقوط أن بقى كما هو لأنه يحمل في طياته تباشير فتنة طائفية وحرب أهلية . وعبثا تحاول الدولة اللجوء إلى حلول كاريكاتيرية مضحكة في كل حادث تجمع رجال الدين الأزهر ورجال الكنيسة لتهدئة الموقف . إن لم تتسرع في أيجاد حل جذري وعملي لها تتفاقم المشاكل ومع تراكمات الماضي واEmmanuell_yلاحتقان الطائفي يقود إلى الانفجار. ان احداث ماسبيرو 9/10
خير شاهد على ما نقول والتي خرج فيها الأقباط يتظاهرون بعد هدم كنيسة الأسوان وقرية ميرناب في مسيرة سلمية يطالبن بحقوقهم ويستنكرون الاعتداء على مقدساتهم وتقاعس الدولة في معاقبة المعتدين وصمتها القاتل .
تحول إلى يوم دامي راح ضحيته 24 قتيل ومئات الجر هزت الضمير العالمي وصدمت الشعب المصري على المجزرة الرهيبة التي قام بها الجيش المصري ضد أبناء الشعب العزل المسالمين وكل قول غير هذا هو محاولة لتبرير فعلتهم البشعة الجبانة انه يستحق إكليل العار ووسام الخزي لا يمكن أن يكون هذا الجيش هو سليل الجيش المصري الذي عبر خط بارليف وقام بعمل أسطوري بطولي . انه من نفخة الخميرة السلفية . إن وحشيته وبربريته في قتل الأقباط وتفريقهم بالرصاص الحي ودهسهم بالمدرعات والمفردات التي ترددها شفاههم الله اكبر وكفرة وكلمات بذيئة كأنهم ذاهبين إلى غزوة دليل انه انغمس من رأسهه إلى أخمص قدمه في مستنقع السلفية القذر كان يجب أن  يكون متحرر من هذه المفاهيم ومشبع بالمفردات ذات الإيقاع الوطني كما هي رسالته .
انقدوا مكتسبات ثورة 25 يناير انقدوا الوحدة الوطنية بإقامة دولة مدنية ومحاربة الفكر الديني المتطرف ونشر ثقافة التسامح الديني وفصل الدين عن الدولة وإلا ستنشف عيونكم من البكاء على مصر .[/size][/color]_alrikani_2009@yahoo.com[/size][/color]

98
الجنس قبل الزواج
                    شر لابد منه
                                                                                     
   بقلم
                                                                              عمانوئيل يونان الريكاني

يمكن تقسيم البشر إلى صنفين لو صح ذلك غربي وشرقي لانفراد كل جهة من ناحية الخصائص الفكرية والثقافية والحضارية والاجتماعية والنفسية والجغرافية مع تجنب الوقوع في فخ التعميم المطلق والحذر من التبسيط المفرط . إن التعاليم الدينية والقيم الأخلاقية والاجتماعية أحاطت الجنس بهالة من القدسية وطوق من المحرمات واتهمت من يمارسه خارج المؤسسة الزوجية بالزنا والعهر والفجور . هذه هي النظرة السائدة والمسيطرة على عقول الناس . بعد فتوحات العلمانية في الغرب وسقوط عالم القداسة وتحرر الجنس من هذه النظرة وأصبح مجرد عملية بيولوجية بحته كالعطش والجوع يحتاج إلى إشباع لأزاله التوتر الناتج من استفزازه وهكذا تكون اللذة الذاتية والمتعة السريعة هي هدفه بعد بتر البعد الروحي والإنساني منه . بعد التحرر الجنسي يتصور كثيرون من الناس إن الإباحية هي سمة الغرب البارزة والمحافظة على الإخلاق هي علامة الشرق الفارقة . إلى أي مدى تصح  هذه النظرة والتقييم ؟ وهل هي موضوعية واقعية أم ملوثة بسموم الإيديولوجية والكبرياء المزيفة ؟ لنقارن بين الإنسان في الغرب والشرق : في الغرب رفضت القيود عن الجنس وتم حظره في مجال الحرية الشخصية لكنه كان ذات فوائد عديدة مثل تحرر الطاقات المكبوتة وتفجر الإبداعات واكتساب خبرة وثقافة جنسية تستخدم لاحقا لإسعاد الزوج أو الزوجة وهذا احد الأسباب المهمة الذي كان وراء بناء هذا الصرح الحضاري الذي ابهر العالم .
أما الإنسان الشرقي " رجل _ امرأة "  تحول إلى مستودع العقد النفسية نتيجة الكبت الجنسي لذلك عاجز عن الخلق والإبداع لأنه يعاني من الخصاء العقلي محصور بين السيقان وتتعطل كل ملكات التفكير عنده فهو وضع مفروض عليه بالرغم على إرادته بلا مجال للتفاضل الخلقي .  نحن لا نقصد إن التحرر الجنسي هو الطريق الوحيد للإبداع لكن هناك ناس يتسامون بهذه الرغبة دون كبت ولا إباحة لكن هؤلاء نقطة في بحر قياسا للذين عبيدا لها ؟  يعتبر الرجل إن عذرية المرأة مؤشرا على شرفها وعفتها وشهادة على حسن سيرتها وسلوكها قبل الزواج فهو يطلب ما يفتقر إليه لأنه فارغ من هذا الشرف . بينما المرأة تنظر إلى غشاء البكارة حتى وإن كانت مصطنعه على إنها شهادة صلاحية ومطابقة لمعايير الجودة تجعل حظوظها وافرة قبل الزواج إنها تكذب من اجل إرضاء ذوق ومزاج الرجل . لذلك يعيش نفاق اجتماعي  وشيزوفرينيا  جماعية فنحن في صراع بين الأيدلوجية الاجتماعية الدينية التي تحاول كتم أنفاس رغباتنا الفردية وبين الحياة التي نحاول ان نعيشها صحيحا دون ضغوطات خارجية . إنه صراع بين الدوافع والواقع بين الهو والانا ألا انه يعجز الأنا تصفيه هذه الإشكالية لذلك نعاني من تمزق في ذواتنا وعدم الانسجام بين أبعاد كياننا. بعد سقوط النظام السابق في العراق وتنفس الناس هواء الحرية أفلتت الرغبة من عقالها فخلال اقل من شهر امتلأت السطوح بصحون الستالايت والسبب معروف وهو الجوع لمشاهدة القنوات الإباحية وتحولت السينمات إلى عرض أفلام جنسية والناس تقف طوابير من كل الأعمار لمشاهدتها . حتى البضاعة المعروضة مع المحلات ذات النوعية الرديئة لن يتم بيعها إن لم تلصق عليها صور فتيات عاريات . في الغرب الكل يساير الموضة لأنهم يجدونها تعبر عن ذواتهم بينما عندنا الرجل يفرض في كثير من الأحيان زيا معينا على المرأة ويلتهمها من خلف الملابس بنظراته المشبوهة ولعابه لا يكف عن السيلان. أي أخلاق مزيفة هذه ؟الذي غير صحيح نفسيا لا يمكن أن يكون صحيح أخلاقيا وروحيا وهل يسكن الله في قلب بؤرة الشهوات .
انا لست من دعاة الإباحية ولكني لست أيضا من المتزمتين فالموقفين احتقار الجنس والجسد البشري لكن كما يقال الضرورات تبيح المحظورات ، فالمريض الذي يحرم شرب الخمريشربه بتوجيه من طبيب إذا اقتضت حالته الصحية لان الحياة أقوى من أي تشريع اذا كان ممارسه الجنس قبل الزواج شرط تجاوز التخلف الاجتماعي وكسر الحاجز النفسي الذي يقف عائقا أماما الخلق والإبداع فلماذا التشبث بالمثاليات الزائفة التي لا تمت للواقع بصلة . هذه هي الحقيقة والواقع شئنا أم أبينا .
Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com[/size
]

99

عمانؤيل يونان الريكاني.العراق

أمراض الحب                                                                               
التملك – التبعية – الشك

الحب احساس ماسي وشعور ذهبي وعاطفة فضية يزركش الذات بأثمن أحجار الجمال الكريمة. يجمع حبيبين ويلهب قلبين يعانيان من الأم ألتوق لإتحاد احدهما بالأخر ويصارعان أوجاع الرغبة في ذوبان الأنا بالأنت معاً . وبعد أن يجلس على عرش الملكي القلب يملئه فرح وسعادة وسرور وبهجة ويطرد من مملكته الهم والغم والنكد والحزن وكل شيء يعكر صفو الحياة . انه يضع في عيوننا عدسات ملونة نرى فيها العالم بألوان زاهية وأشكال رائعة ويرسم ابتسامة دائمة على وجوهنا كالوشم على الجلد لا يزول ويطهر أفكارنا  ونفوسنا وأحلامنا من التشاؤم واليأس والإحباط ويمنحنا تأشيرة حياة جديدة لا نهاية لمدتها هذا ما يفعله الحب عندما يقتحم النفس ويصبغها بسحره وجنونه . وهذا احد ظواهر علم النفس الاجتماعي ذات الارتباط التكويني بشبكة جدلية من العوامل الفسيولوجية والسوسيولجية والحضارية . بما أن السائل يتخذ شكل الوعاء الذي يوضع فيه هكذا الحب يكون حسب نمط الشخصية التي يحيا فيها اي التركيبة النفسية والاجتماعية لها . فالشخصية السوية يكون فيها الحب على ما يرام لان قوة الشخصية من قوة الحب وصفاءه والعكس صحيح .!    أما إذا كانت الشخصية مليئة باشواك التملك والتبعية والشك فانها تخنق ورود الحب وتصد عطرها الفواح .
ومن اجل حياة زوجية سعيدة وعلاقة مديدة يجب استئصال الأدغال السامة من بستان الحب الجميل . تستذكرني في هذا الصدد عبارة سيمون دي بوفوار في كتابها الجنس الثاني .
"في اليوم الذي ستتمكن المرأة أن تحب لافي ضعفها بل في قوتها ليس هربا من نفسها بل من اجل العثور عليهاليس اذلالا بل تاكيدا لذاتهافي مثل هذا اليوم سيصبح الحب بالنسبة لها كما هو بالنسبة للرجل مصدرا للحياة وليس خطرا مميتاَ" .

الحب ألتملكي
التملك والكينونة من أروع كتب عالم النفس الأمريكي اريك فروم فيه يصنف البشر ويضعهم في طريقين مختلفتين واتجاهين متضادين . :. أما التملك جوهر الكينونة وهو اتجاه يضع الأشخاص والأشياء في خانة واحدة وإطار واحد من دون تمييز في القيمة والنوع فالكل موجود من اجل إرواء العطش المزمن إلى التملك . أما التملك هو اتجاه كل معلمي البشرية العظام من بوذا والمسيح وايكهارت وغيرهم الذين نادوا بإفراغ الذات من اجل الذات الحقة كما قال المسيح " من يفقد ذاته من اجلي يجدها ... إن امتلاك الآخرين من ألذ أعداء الحب ومن أقوى أسباب انهيار صرح العلاقة الزوجية لأنه لا يرى الأخر في إنسانيته بل مجرد من مقتنياته الشخصية ومن أملاكه الخاصة مثل بيت أو سيادة أو سوبر ماركت لا اعتبار لمشاعر وأحاسيسه و لا قيمة لذاته وأفكاره وطموحاته فهو من ضمن الأشياء التي تحيط به دون أي استشعار يتجاوز هذا النطاق .
لا يمكن أن يسمى هذا حباً حقيقياً فهو أيل إلى السقوط عاجلا أم أجلا وانه يفتقر إلى مرتكز اساسي تقوم عليه العلاقة الصحيحة وهو ينظر إلى  الأخر لا كشخص يحب بل شيء يستعمل.الحب التبعي :
الاستغلال من مقومات الشخصية السليمة المتعافية نفسياً وعاطفياً واجتماعياً فالإنسان الذي يستطيع ان يقرر مصيره دون أي ضغوط خارجية يعيش حياته من الصميم دون اي صراعات سلبية فالذي يقول لا للأخر يقول نعم لنفسه يكون صادقا معها وقويا يمتاز بثقة عالية بالنفس وهي من عناصر التفوق والنجاح والنضوج . كثير من العلاقات الزوجية يكون احد أطرافها خاصة المرأة ولأسباب معروفة خاضعاً وتابعاً ذليلاً ممنوع عليها أن تقرر أو تشارك أو تنفذ أو تبدي رأي فيما يخص حياتها ما عليها إلا ترداد كليشهة من أيام السلاطين سمعاً وطاعة مولاي.
المشطلة هي محاولة البعض تجميل هذه التبعية واضفاء عليها مسحة من الفضيلة والتباهي بها انها ليست اكثر من خداع النفس لانها تفتح حدود ذاتها لفرد خارجي يستعمر كيانها يتحكم عليها وينهب كل ثرواتها الباطنية . انها علاقة فاشلة لان النحن غاين عنها تماما ولا يوجد فيها مساواة ومشاركة في القرارات .

الحب الشكاك
اشك سرطان الحب عندما يدخل من الباب يخرج الحب من الشباك . فالحياة معه لا تطاق وفي ظله يقرع جرس إنذار دمار العلاقة لأنه يحول الحياة إلى جحيم. فتكون نهاياتها الطلاق أو القتل أحيانا فإذا كان بني ادم يموت مرة واحدة فالشكاك يموت في كل لحظة آلف مرة إذا تأخرت زوجته في الدوام يشك إنها خرجت مع موظف زميلها وإذا خرجت الى باب الحديقة المنزلية يظن بأنها تغازل ابن الجيران واذا ذهبت الى السوق فهي على موعد مع البقال واذا وضعت المكياج فهي مع موعد غرامي هكذا تجعله الفكرة المتسلطة يعيش  في دوامة لا تنتهي .  يذكرني هؤلاء برائعة شكسبير عطيل الذي قتل ديدمونة حبيبته بسبب الغيرة اوعز الشيطان " ياجو" في صدره ان حبيبته ديدمونة تخونه مع اقرب المقربين اليه " كاسيو " فقُتل ديدمونة  خنقاً   ثم يكتشف خطأه فيقتل  نفسه طعناَ قبل ان يموت يصف نفسه ...  رجل لم يعشق بتعقل...متجاوز الحد في حبه .. ان الغيرةالشديدة تنضوي على التملك والانفراد بشخص والسيطرة عليه انها صورة مشوهة للحب لان الثقة المتبادلة بين المحبين هي قلب العلاقة النابض .
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني_العراق
   Emmanuell_y_alrikani_2009


100
لمن تقرع الأجراس مذبحة سميل
                                                                                    بقلم
عمانوئيل يونان الريكاني / العراق

في السابع من آب سنة 1933 وبالتحديد في قضية سميل في محافظة دهوك آنذاك والقرى الآشورية المسيحية المجاورة حدثت اكبر مجزرة في تاريخ العراق المعاصر قام بها جيش حديث العهد ضد الآشوريين يندى لها جيش الإنسانية وتدمى النفوس وتقشعر الأبدان راح ضحيتها الآلاف  من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ وبشكل وحشي بربري لم يسلم من يديه قس أو شماس أو رضيع أو حامل او شرف فتاة لا بل كانوا حقل تجارب للجيش الفتي اختبر فيهم مهاراته القتالية وإمكاناته العسكرية . لقد خان الجيش رسالته السامية التي وجد من اجلها وهي الدفاع عن الوطن وحمايته من أي عدوان خارجي عندما قام بالاعتداء على احد مكوناته الأساسية ذو تاريخ وضارة غني عن التعريف . وتحت ذريعة التمرد ألصقت بأبناء شعبنا زوراَ وبهتانا لكي يبرروا عدوانهم الغاشم عليهم وفي نفس الوقت يتم التنفيس عن الحقد الدفين الذي يعتلج في نفوسهم نتيجة الاختلاف الديني والقومي هذه الذهنية المقيتة التي ورثوها عن الإمبراطورية العثمانية السيئة ++++++ والحاملة لفايروس الحقد والكراهية والتعصب والعدائية للآخر المختلف ولم تختلف هذه المجزرة عن المجازر التي ارتكبها العثمانيون في مناطق هكاري وطور عابدين ونحن في القرن 21 وفي ظل الاحتلال الأمريكي للعراق 2003 لازالوا ينظرون إلينا  نفس النظرة السابقة لسبب بسيط هو إنهم ينظرون إلى الإنسان من زاوية هويته الدينية ويتجاهلون باقي الهويات والاعتبارات وهذه هي الطاقة الكبرى . وقد قام بكر صدقي القائد العسكري في الموصل بالتعاون مع بعض العشائر الكردية والعربية والايزيدية بالانقضاض على الآشوريين وتدمي قراهم وسلب ممتلكاتهم وتشريدهم من ديارهم . وفي هذه الجريمة البشعة اختلط الحابل بالنابل حتى الناس الذين يسلموا أسلحتهم للحكومة بناءاَ على طلبها بالعفو عنهم ثم قتلهم وان دل هذا على شيء فانه يدل على النواية الخبيثة المبينة ضدهم . وفي الحياة الاجتماعية ساءت أحوال المسيحيين وخاصة الآشوريين من جراء العنصرية في المعاملة ويكفي ان تكون أشوري لكي يستحق النبذ والكراهية وأحيانا القتل .  يا ترى لماذا علنا أن نذكر هذا الحدث الجلل والمصاب الأليم في تاريخ شعبنا الكلداني _ السرياني _الآشوري أهل لأننا نعاني من مازوخية جماعية نتلذذ بالماضي ؟ أم لإذكاء روح الانتقام ضد الذين كانوا سبب جراحنا وماَسينا ؟ بالطبع لا هذا ولا ذاك نحن نذكر الماضي لنستخدم منه الدروس والعبر تلهمنا في الحاضر والمستقبل . وإن الذين نالوا أكليل الشهادة مسترخصين دمائهم الغالية من أجل حياة حرة كريمة ونيل حقوقنا القومية والثقافية محفورين في ذاكرتنا الجماعية ونستمر في شعلتهم الوهاجة لنتبنى منهجهم في الحياة والبر على دربهم في النضال . بالرغم من ان الحكومة والجيش والصحافة كانوا ضد مطا ليبنا لا ننسى النزعات المذهبية والطائفية والعشائرية والفئوية كانت سبب ضعفنا وانكسارنا لان حزمة عصي  يستحيل كسرها أما منفردة يسهل كسرها . وما أشبه اليوم بالأمس لازالت المؤامرات تحاك ضد شعبنا من تفجير الكنائس وقتل وتهجير وتهميش وتجزئة وتفكيك ليسهل القضاء علينا .  ليكن يوم الشهيد الكلداني _ السرياني _ الآشوري عنوان وحدتنا ومصدر قوتنا وكرة نارية تذيب ثلوج الانقسام والتفرقة وتنير رغباتنا وأمانينا في تعزيز وتعميق الوحدة وتوحيد الخطاب السياسي والقضايا المصيرية التي تهم الأمة لأنها مسألة نكون أو لا نكون وبالتعاون مع باقي المكونات في ظل عراق ديمقراطي لإرساء قيم الحرية والمساواة والمواطنة وترسيخ المحبة والتسامح من اجل جبين مشرق للعراق خالٍِ من العار والذل .
EMMANUAL Y. ALRIKANI [/size]

101
لا لثقافة الموت نعم لثقافة الحياة
" الثقافة كلمة عريقة في اللغة العربية أصلا فهي تعني صقل النفس والمنطق  والفطنة وفي القاموس المحيط : ثقف ثقفاً وثقافة صار حاذقا خفيفاً فطناً . وثقفه تثقيفاً سواه وهي تعني تثقيف الرمح أي تسويته وتقويمه . واستعملت الثقافة في العصر الحديث للدلالة على الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للفرد والجماعات . الثقافة ليست مجموعة من الأفكار فحسب لكنها نظرية للسلوك بما يرسم طريق الحياة إجمالا. فهي الكل المركب الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات " .
ليست الثقافة فكرة جامدة ثابتة أو فوقية هبطت إلينا من عالم آخر بل هي نتاج خبرات وتجارب البشر على مر التاريخ في كل مجالات الحياة وكلما كانت دينامكية منفتحة على الغير تؤثر وتتأثر وتتبادل التلافح وتستجيب لإيقاعات التاريخ وتواجه تحدياته تكون قوية وحية وفعالة والعكس صحيح إذا انغلقت على ذاتها وانكمشت على نفسها وأقفلت نوافذ الاتصال والتواصل مع الغير تحكم على نفسها بالموت والانقراض. في عصرنا الراهن الشبكات العنكبوتية أخترقت الحواجز التقليدية التي تفصل البشر والدول وأزالت الموانع فيما بينهم وتم تقليص العالم إلى قرية صغيرة الكل يعرف بعضهم بعضا دون وجود احد غريب . أن هذا المشهد العالمي الجديد وليد التقنية والمعلوماتية يجب مسايرته بكل مفرداته دون خوف او تردد وإلا أصبحنا في خبر كان يجب أن نساهم مع الإنسانية جمعاء في بناء عالم جديد تسوده المحبة والسلام والتسامح  لا أن ننسحب متقوقعين على ذواتنا وعلى ماضينا . منذ أحداث 11 سبتمبر 2011  التي زلزلت السياسات والمواقف والعلاقات بين الدول . طفحت على سطح الأحداث جماعات دينية متطرفة ذات طبيعة سوداوية عدوانية قوية ذو نزعة مانوية تقسم الوجود إلى قوى إلهية وقوى شيطانية في صراع مستمر واسقطوا هذا المفهوم الغيبي الماورائي من خلال قراءات نص ديني على العالم الأرضي وصنفوا البشر إلى أخيار وأشرار مؤمنين وكفرة دون مساحات وسطية . عندهم عمى الألوان لا يرون غير الأسود أو الأبيض ودعوتهم هي محاربة الغرب الكافر هو وبضاعته والجهاد ضدهم واجب ديني مقدس انهم يحاولون تاسيس  ثقافة جديدة يبشرون بها الشبيبة من كلا الجنسين ونشرها في كل مكان والتباهي بها كبراءة اختراع خاصة بهم ليصبح منهاج حياتهم وهي ثقافة الموت او الانتحار بالحزام الناسف أو السيارة المفخخة استجابة لإرادة الله وتحقيق أهدافهم المرجوة والمكافئة والمغريات ينالونها في العالم الآخر حيث حور العينين في انتظارهم . إنهم يعانون من اكتئاب حاد حسب زعم علماء النفس وخلل في مقومات الشخصية من حرمانات مادية وعاطفية إلى انفصام بين الأنا الفردية والانا الجماعية التي تخلق فراغ نفسي لا تملئها إلا هذه الأعمال الإجرامية . إن النسق الاقتصادي والاجتماعي بتلاحمه مع النسق الديني والسياسي يلعب دورا كبيرا في بلورة هذه الشخصية وبروز هذا النوع من التفكير عند الناس . إنهم يهددون السلام العالمي ويشكلون خطرا على مستقبل الحضارة فيجب  المحافظة على ثقافة الحياة وعن الإرث الإنساني الذي يحمل  في رحمه قيم الانفتاح والشفافية والتسامح وحب الأخر المختلف ومحاربة ثقافة الموت بالقضاء على مسبباتها لأنها ثقافة لا إنسانية وبكل الوسائل والطرق والإمكانات وتجذير ثقافة الحياة والمحبة في النفوس والعقول كحاجة ضرورية لاستمرار التعايش السلمي بين البشر دون معاناة . بقلم عمانوئيل يونان الريكاني
[/color]

102
زواج ألمتعة
زنا مقنع وأباحيه مستتره.
         
 بقلم.عمانوئيل يونان الريكاني
زواج المتعة أو المؤقت التي اشتهر فيه الشيعه يختلف عن الزواج الدائم أذ لاحق فيه ولاحقوق كألارث والسكن والنفقه ليس في هذا الزواج سوى صيغة العقد وذكر المهر والمدة وصورته أن يلقي رجل أمرأة فيعرض عليها التمتع ويذكر الصيغه بأن يقول لها أريد التمتع بك وتقول منحتك نفسي أو نحوها ويتفقان على المهر ويجددان المدة ولو يوم واحد وحجج الشيعه فيه هو ان يحل مشاكل الجنس ويحد من تفشي العنوسه في ا لمجتمع هذا هو احد الموضوعات الفقهية المختلف عليها بين السنه والشيعه فالاولى تحرمه قائلة بنسخه بعد تحليله بعدة روايات متعارضه فيما بينها والثانيه تحلله  وتشير الى بقاء هذا التشريع المقدس وعدم نسخه لا في في القرأن ولا في السنه والأيه القرانيه التي هي مصدر هذا التشريع(فما استمعتم فيه منهن فأتوهن اجورهن فريضه .النساء24)صرح بنزول هذه الايه عبدالله بن عباس وابي بن كعب وغيرهم واخرجه البخاري ومسلم وأحمد عن عبدالله بن سعود قال(كنا نغزو مع رسول الله(ص) ليس لنا نساء فقلنا الانستخصي؟ فنهانا عن ذلك ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب الى أجل ثم قرأ عبدالله يا ايها الذين أمنوا لاتحرموا من طيبات ماأحل الله لكم ولاتعتدوا أن الله لايحب المعتدين و يقول السنه ان عمر بن خطاب حرمه بقوله متعتان كانتا على عهد رسول الله متعه الحج وزواج المتعه وانا انهي عنهما واعاقب عليهما وقد اورد مقالته هذه جمهرة من الكتاب والحفاظ في كتبهم أما الشيعة يرفضون موقف عمر بن الخطاب ويستندون الى مبدا عام لدى الاسلام(حلال محمد(ص) حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة)أورد الشيعة كثير من الادله على وجود هذا الزواج في كتب أئمتهم واعلامهم المعتبره لديهم لامجال هنا لذكرها مثل الكافي للكليني وخلاصة الايجازللمفيد.رسائل الشيعة...ألخ لايهمنا الخلاف الفقهي هذا بينهما مايهمنا هو اعتراف الشيعة وتفشيه في أوساطهم سنحاول توجيه سهام النقد ضده ومن منطلق الشيء بالشيء يذكر سيتم تعريف الزواج الحقيقي او الدائم وهو رباط مقدس ولقاء شخصين وحريتين مبني على الحب والود والتفاهم أن الوعد الدائم والوفاء الدائم هما الرئتان الذي يتنفس بهما وهو عطاء كلي للذات بابعاده الجسديه والنفسيه والعاطفيه للأخر وتكون سعاده وفرح المحبوب هي هدف المحب أن العائله هي اصغر خليه اجتماعيه وهي الرحم الذي يحمل جنين القيم والاخلاق والتكوين النفسي والفكري والروحي للفرد لذلك صحة المجتمع من صحتها ومرضه من مرضها أن زواج المتعة ينسف ركيزة اساسيه في هذه العلاقه المباركة وهي الحب الحقيقي الذي يشمل الانسان كله قلبا وقالبا ومن طبيعته الدوام والاستمرارية ويختزله الى حب جسدي بحت وعلاقه عابرة غايتها أطفاء لهيب الشهوة الجنسيه أن بين هذا الزواج والعلاقات الغير شرعية شعره واحده فهذا فيه رخصه لممارسة الجنس واعتبار الزنا والاباحية مقبوله اجتماعيا وشرعيا وقانونيا بعد تجميل المصطلح من وجهه القبيح الكائن فيه فالاثنان يشتركان في نفس المبدئ والهدف هي التسوية بين جسد المراة وجيب الرجل وبالعكس انها محاولة يائسه لانقاذ الغرائز السفلى للمرأة العانس على حساب الغرائز العليا مثل الكرامة الانسانيه والاحترام الذاتي أنها احراق الغابة لامساك الثعلب.سمو الاشياء بمسمياتها دون مناورات او لف ودوران لنفترض جدلا ان احدى المومس اسمها شريفة هل يعكس هذا اتجاه حياتها طبعا لا لانه لاعلاقه بين الاسم والشخصيه ينطبق هذا المثل على نظرتكم وان تم اطلاق اسم حليب معقم على عبوة مبيد جراثيم هل يغير المحتوى؟
في مجله الشراع الشيعية عدد684 سنة الرابعة أشار الرئيس رفسنجاني في حديث له الى وجود ربع مليون لقيط في ايران بسبب زواج المتعة.بالاضافه الى سلبية اخرى وهي اختلاط الانساب فالاب والابن قد يتبادلوا نفس المرأة دون ان يعرفوا
انها مجرد حيل شرعية لقضاء شهوات بهيمية فبأسم القضاء على الجنس تمارسون ابشع انواع الاستهتار الجنسي من زنا واباحية بأعلى درجاتها تحت ضلال الدين وتسخير لله ليكون خادم الرغبات الحسية.وكأن الانسان مجرد طبيعة خام تحت الحزام لم يتطبع ويتهذب بثقافة انها تشويه صوره الله والانسان والزواج اخي العزيز القارئ قد نختلف بالدين والمعتقد والثقافة وطريقه التفكير لكن دعنا نرى المسأله من زاويه مانشترك فيه لامانختلف عليه من منكم يقبل أخته او ابنته أن تتزوج بهذه الطريقة لتكن الحقيقة هي عقيدتنا وليس نص ديني او موروث ثقافي كي تكون احكامنا صحيحةوضميرنا حي مستريح دون اي خداع للنفس لانقاذ هذه المؤسسة الانسانيه المقدسه من التدنيس.
emmanul_y_alrikani_2009@yahoo.com  

103
ألفكر السلفي والفيتو الحضاري
ب
قلم
عمانيوئيل يونان الريكاني
ِمعنى السلف لغة.يقول الاصفهاني في مفردات القرأن.السلف المتقدم قالى تعالى(فجعلناهم سلفاً مثلا للأخرين)الزخرف/56 اي معتبراً متقدما. أن السلفيه مصطلح عام ليس فيه مايوحي بفرقة معينه فكل المذاهب والجماعات الاسلاميه يعتبرون القرأن والسنه والسلف الصالح المنبع الصافي لرؤيتهم الى الحياة أما حصر هذا الاسم في فرقه معينه فهو اصطلاح  حديث.أن العلاقه بين الايمان والجهادهي التي ينادي بها السلفيون كان امام هذه الفكره هو احمد بن حنبل 780_855م وامتد هذا الخط الفكري وحمل رايته من بعده عميد السلفيين ابن تيميه 1263_1328م وبعده محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابيه حاملا لافكارهما كثيره هي الحركات الدينيه التي تطلق على نفسها السلفيه سنحاول القفز فوق فروقات واختلافات هذه التيارات لنمسك بالقواسم المشتركه والقواعد الثابته التي تجمعهم .لها نظره حرفيه متحجره للنصوص الدينيه والمعتقدات الايمانية .يرفضون اي تاويل للنصوص ليتلائم مع معطيات الحضاره المعاصره لأنهم لايستطيعوا ان يتحرروا من هذه القواعد الخانقه .(لااجتهاد فيما فيه نص) لو تعارض النص مع العقل يأخذ بالاول ويترك الثاني ويرفضون مناهج حديثه في النقد التأريخي وعلم اللسانيات والعلوم الانسانية الاخرى لمعرفه علميه ومنطقيه للنص .من هنا يتم اغتيال العقل كقوه في الفهم والتفسير على مذبح الحفظ والترداد والتكرار على منوال هذه الصيغ( قال فولان عن فولان عن فولان.انهم يحاولون اجترارمفاهيم قبليه دينيه سياسيه اجتماعيه اقتصاديه من بيئه صحراويه في شبه الجزيره العربيه في صدر الاسلام وتطبيقها على الحياة المعاصره انها كمحاوله ارتداء شاب يافع ملابس طفولته هذا ضرب من الجنون لانه مستحيل فقياس الجسد لايناسب قياس الملابس لان الكمال عندهم هو في الماضي وليس في المستقبل لذلك لايوجد جديد تحت شمسهم.خذوا الحكمه من الافاعي التي تجدد جلدها للحفاظ على حياتها من الانقراض. يجب تسليط ضوء الحداثةعلى تراثكم الديني والثقافي للتمييز بين الغث والسمين فيه واخذ مايمكن ان يخدم شعوبكم والانسانيه جمعاء. ولكي تواكبو الركب الحضاري والا العزلةالتامه واللجوء الى العنف لتثبيت الذات عما هو منهجكم.تطهروا من براثين العقل الايديولوجي وعقدة تكفير الاخر الذي ترون كل الكمال فيكم والانحلال في الاخر. سنحاول رفع الفيتو الحضاري في وجه بعض المبادئ الاساسيه التي تشكل ذهنيه السلفيين.
1_الارهاب الفكري هو كروموسومات الفكر السلفي الذي يدعي بأنه يمتلك الحقيقه المطلقة وأن الاخرين في ضلال مبين انه صارم في مواقفه لامجال  للنقاش والحوار ولا يساوم على شعيره واحده من افكاره حتى اتفه الاشياء أنه يعاني من استبداد الفكر الواحد ودكتاتوريه المعنى الواحد ونتائجها معروفه على الاخرين وهي العبوديه والذل انه اخطر البشريه من تفجير السيارات والاحزمه الناسفه لان هذه قد تقتل عدد معين من الافراد اما غسل الادمغه فقد يدمر الامه بأكملها لانه يقتل املها في التقدم والنهوض وحقها في الحريه والعيش في المجتمع. ان تعدد الافكار هو ركن اساسي في الحضاره المعاصره ومصدر غنى وليس تهديد للأنا لانه حق انساني وحضاري وحيث يكون صراع الافكار يكون الخلق والابتكار في كل مجالات الحياه .والعكس يتحول المجتمع الى محيط المنجمد الشمالي ان الحقيقه من وجه نظر معاصره ليست شيئاً نمتلكه مثل رزمة نقود اوقطعه عقار.فمنذ فلاسفه الالمان مارتن هيدجر وايمانويل كانت فالحقيقه ليست كشفاً انما بناء وتكوين فكل الاديان والثقافات لها قيم خير واصلاح تساهم بشكل او بأخر لبناء مجتمع انساني فاضل بما انه كل شئ نسبي تضل معرفتنا نسبيه وناقصه لاتكتمل الا من خلال خبرات وافكار ومعارف جديده ان الحداثه تنفي الاعتقاد الذي يعتبر ان بلوغ الفهم الكامل مره واحدة امر ممكن والى الابد وفي السعي لبلوغ الحقيقه اكمل قدراً المستطاع تستدعي كل المعرفه للمنازله بشكل مستمر.
2 النرجسيةالدينيه لدى الفكر السلفي هي امتداد للنرجسيه القبليه من حيث الاستعلاء والانانيه ونبذ الغريب انها تعلي من شأن الامه على حساب الوطن والمواطنة ان الاحتباس الحراري للفكر السلفي يذيب جليد الحقوق والمساواة والاخوه الانسانيه لتكوين محيط الكراهيه الخامس على الكره الارضيه انه يريد ان يقيم دوله دينيه واسلمة الحياة من طقطق للسلام عليكم. واعتبار الاخرين والاقليات الغير مسلمه درجة ثانيه او اهل ذمه عليهم دفع جزيه وهم صاغرون وان يتقبلوا نمط حياتهم الذي فرض عليهم قسراُ شاؤوا ام ابوا وقد قال ابن تيميه اذا رأيت نصراني اغمض عيني كراهة ان ارى بعيني عدو الله. وهو القائل ايضاً ان المؤمن يجب موالاته وان  ظلمك ان الكافر يجب معاداته وان اعطاك.ان العلمانيه عمود فقري للحضار المعاصره وهي حل كل المشاكل التي يعاني منها المجتمعات الاسلاميه فهي قطيعه مرضيه مع عقليه القرون الوسطى وتفصل الدين عن السياسه للحفاض على نقائه وصفائه من الاستغلال والاستخدام السئ من قبل البعض كما يحصل في المجتمعات الاسلاميه ففي الانظمه العلمانيه الكل متساوون امام القانون والافراد متساوون في الحقوق والواجبات.
3_الاله الذكوري انها صوره الله في الفكر السلفي الذي هو انعكاس لرغباتهم واهوائهم فهو يفضل الرجل على المرأه الرجال قوامون على النساء وانهم ناقصات عقل ودين مع الكلب والحمار تبطل الصلاة كما في الاحاديث النبويه ان وضع المرأة مزري جداً فهي تضرب وتهان وتذل كحق الزوج عليها وبمباركه من الاله والدين ان دماء المساواة بين الرجل والمرأة تجري في عروق الحضاره المعاصره لافرق بينهما امام المجتمع والله فهي كامله الانسانيه لها كرامة وعزه نفس مثل الرجل وان اتيحت لها فرص التعليم والتثقيف تتفوق على الرجل كما هي في كثير من الامور فمجتمع يجمدطاقات المرأة الخلاقه يسير بساق واحده ويرى بعين واحده انه لعمري لخساره فادحه للأنسانيه.
emmanuell_y_alrikani@yahoo.com
   

104
زلزال الكذب يضرب حكومة المالكي عشرة درجات بمقياس ريختر
   
بقلم
   عماتوئيل يونان الريكاني/ العراق
كلنا نعرف ان الزلازل كوارث طبيعية تحدث في مناطق كثيرة من العالم لا تتجاوز مدتها ثوان عديدة لكنها تخلف وراءها خسائر فادحة بشرية ومادية .مابالك حجم الدمار الذي الحقه زلزال الكذب المالكي الذي استمر سنين؟ اظن صورة العراق الجريح لا تحتاج الى تعليق.بناء على المثل الشعبي "اذهب مع الكذاب حتى باب الدار" منح العراقيين حكومة المالكي فرصة اخرى ليعيد النظر في سياسته العرجاء والجوفاء وان يقوم بمحاولة جادة في الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي وتحسين الخدمات وتوفير الكهرباء وكل الشروط الملائمة للحياة.ووعدهم بعد مرور مائة يوم سيحقق كافة مطاليبهم .هاهي تنتهي هذه المدة المحددة من قبله لكن مااشبه اليوم بالامس لقد اتضح انها مجرد خدعة لكسب الوقت وامتصاص غضب الجماهير الثائرة لغاية في نفس يعقوب .لا بل لقد زاد الطين بلة فساءت احوال الناس اكثر من ذي قبل.يذكرني المالكي بقصة الراعي الكاذب التي تعلمناها في الابتدائية عن قرويين استاجروا راعي ليحرس غنمهم لكن لكثرة كذبه المستمر للسخرية من الناس اكل الذئب الغنم ولم يات احد من القرويين لنجدته فتم ضربه وطرده .لا ادري قد تكون كذبة مالكي على الشعب مسمارا في نعش حكومته الفاسدة .؟ياسيادة رئيس الوزراء ان كنت تعلم فتلك مصيبة وان كنت لا تعلم فالمصيبة اكبر.ان وزيرا في اي دولة غربية ان اهمل او قصر بواجبه بدرجة واحد من المليون من تقصيرك لقدم استقالته حفاظا على ماء وجهه.ارحل ان كنت حقا تحب العراق لانها رغبة العراقيين جميعا عسى ان ياتي غيرك يكون على يده اصلاح الحال.اما انت ووزرائك فقد جعلتم حياتنا سلسلة من الماسي والاحزان فمنذ استلامكم سدة الحكم لم تنشف دموع الامهات على اولادهم المقتولين والمفقودين والمسجونين ولم تجف دموع الارامل على ازواجهم الذين فقدوهم نتيجة الانفلات الامني.فلو قيست الدموع بالمال لكان العراقيين اغنى اغنياء العالم لان دخل الفرد السنوي مليار دمعة.في "جمعة القرار والرحيل "طالب الشعب برحيل الحكومة انه قرار لا رجعة فيه وهم حسنا فعلوا انها امنيتنا كلنا .لكن السؤال الذي يطرح نفسه علينا من جاء بهذه الحكومة ؟اليس تحت جئنا بها لان مقياس الانتخاب كان الطائفية المقيتة ولم يكن على اساس الكفاءة والنزاهة لان سماسرة الطائفية خوفونا من بعضنا البعض فاصبحنا نرى الاخر ذئب مفترس بعد ان كنا قلب واحد وروح واحدة .ماذا اكلنا وشربنا من الولاء الطائفي غير الهموم والسموم فعاشت فينا ونحن متنا عن الحياة.فيجب ان نواجه هذه الحقيقة المرة وان ناخذ العبر منها لكي لا تقع نفس الغلطة القاتلة والمدمرة مرة ثانية لان غلطةالشاطر غالية الثمن.العراق هو ديننا جميعا وطائفتنا وقوميتنا وكل شيء لنا ونحن شعب طيب لا يستحق كل هذا الذي يجري له.نتمنى ان نستفاد من هذه التجربة الاليمة في المستقبل انشاالله بعدغربلة الكراسي لكي يتوقف فيضان الدموع.
Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com[/size
]

105
السلفية والعقد النفسية
السلفيه نسبه الى السلف الصالح وهم اصحاب رسول الله والتابعون لهم بأحسان من اهل القرون الثلاثة الاولى المفضله عندهم واهل الحديث هم اصحاب المنهج السلفي الذي يسيرون عليه ونحن هنا بصدد السلفيه الجهاديه التكفيريه المتطرفه حصراً وهي تيار ديني ومدرسه فكريه رائدها شيخ الاسلام أبن تيميه والاب الروحي لهذا الخط من التفكير وكل عمل ارهابي يقومون به له فكر ارهابي فهم يستندون الى نصوص قرانية خاصه في سوره التوبه التي تحث على تكفير ومقاتله اهل الكتاب لامجال هنا لذكرها لكثرتها حقا قال عالم النفس السلوكي.و.ب.سكينر.العنف يبدأ في الرؤوس قبل استخدام الفؤوس اصدر ابن تيميه فتاوي شهيره بتكفيرالمعتزلة والفلاسفه والمتصوفه والاشاعره بمن فيهم أبي حامد الغزالي وأفتئ بخصوص الشيعه "من لايشك بكفرهم فقد كفر" أنه اراد ان يقيم مجتمع اسلامي على مقاسه خالي من كولسترول الاَخر المختلف وما اشبه اليوم بالأمس فأتباعه تفوقوا عليه في هذا المضمار كما يقول المثل الشعبي.تلميذ الاستاذ أستاذ ونص. أنهم يسيرون على نهجه الاقصائي التكفيري لقد عجنت عقيده الولاء والبراء بدمائهم وهي الولاء للمؤمنين والبراء من الكفار انهم يريدون حياه ذات لون واحد وفكر واحد وزي واحد تستفزهم التعدديه كما يستفز قطعه قماش حمراء الثور ويهيج على اثرها أنهم مصابين بحمى التعصب يريدون أن يضعوا الاخرين في قالب مجهز على منوال قاطع الطريق الاسطوري(بروكست)الذي كان يخطف الاخر من قارعه الطريق ويضعه فوق سريره رمز للقالب الجاهز فأذا كان المخطوف اطول من سريره ضغطه حتى يتناسب مع طوله وأذا كان اقصر منه مطه ليناسبه وفي الحالتين المخطوف ضحيه مزدوجه ضحيه خيار الفاعل العنفي ألخيار الواعي واللاواعي وضحيه ادواته الجاهزه أنهم لايتكلمون غير لغه واحده وهي التحريم  لقد أرتشفوا حتئ الثمالة  من كأس القاعده الفقهيه القديمه" الاصل في الاشياء الاباحه مالم يرد نص صريح وقطعي للدلاله يفيد ألتحريم" هكذا دخل كل شي تحت طائله التحريم التلفزيون.الستلايت.الانترنت.البنطلون.التنوره...ألخ كل شي مستورد من ألغرب الكافر ومصير من لاينصاع لأوامرهم ويلتزم بتعاليمهم هو القتل وأستخدموا العنف ضد المرأة وغير المسلم وغرائز الحياة الجميله يريدون ان يحولوا الحياه الى دروشه دينيه أنهم يكرهون أتباع الديانات الاخرى وحتى المسلمين الذين لايوافقونهم الرأي فهم ملزمون بتطبيق القاعده الفقهيه الفاسده "العبره بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب" أي أذا عادوا اليهود او النصارى رسول الاسلام لاينظروا اليها كحاله خاصه انقرضت بل باقيه الى يوم الدين أنهم يحتقرون العقل البشري وكل مكتسبات الحضاره المعاصره ويقتاتوا من فقه القرون الوسطى المظلمه دون قبول أي تجديد كحاجه أنسانيه وحضاريه فهم خطرون على الانسانيه جمعاء لأنهم مصابون بعقد نفسيه سنحاول عرضها على سبيل المثال لا الحصر:.السلفي والروح الساديه:
الساديه هي نسبه الى دي ساد مؤلف فرنسي تم حبسه مرات عديده لافعاله العنيفه وهناك ساديه عامه وجنسية وهي الحاق الاذى النفسي والجسدي بالاخر عند اي عمليه جنسيه.أن التجريج والاهانه والاذلال حاله مبطنه ومتستره من الدوافع الجنسيه التي يتعذر تحقيقها بشكل مقبول اجتماعياً وتتحول الى مجرى أخر في الفعل ويتم حسب مكنوناته التفسيه عن طريق العنف على الغير ويصبح بذلك مساويه للأرضاء الجنسي أن اغتصاب النساء من قبل بعض المجاهدين بأعتبارهم غنائم حرب محلله لهم هو تفريغ الطاقه الجنسيه  المكبوته تحت ستار الجهاد الاسلامي وأن التمثيل بالضحيه لديهم هو صوره من صور الهوس الجنسي ويشمل التمثيل بالاعضاء التناسليه والارداف والاثداء وقلع العيون او اجزاء اخرى من الجسد أن العنف بكل اشكاله الجسدي واللفظي دليل على القصور الذهني والنفس الغير مطمئنه والخوف من الاَخر وهو احد اوجه الروح الساديه الكابته في الفرد وفقدان التوازن النفسي في الحياة النفسيه والجنسيه عند الفرد.
السلفي والروح المازوخيه:. المازوخيه كلمه مأخوذه من اسم روائي نمساوي ساخر مازوخ 1836_1895 كل انسان يتجاوز الوسطيه والاعتدال في تفكيريه وسلوكه تقف ذاته في مفترق الطرق بين اتجاهين أما الطغيان.سادي.أو العبوديه مازوخي أن المازوخيه هو هذا النمط من الشخصيه التي تستمتع بالالم الجسدي والاهانات والتعذيب وهويعشق دور الضحيه المظلوم والمعذب بما أنه اتجاه مرضي في الطبيعه الانسانيه لذلك فهو يحاول أن ينقذ نفسه بأستخدام حيل دفاعيه وهي التعلق بفرد او مؤسسه لكي ينقذ نفسه من الانهيار لانه لايجد النجاة في داخله لهشاشه ذاته أن هذا التعلق نابع من الدونيةهذه هي المازوخيه التي تبحث عن السادي ليحقق بها ومن خلالها أستمرار شخصيتها المحطمه.هكذا السلفي المتطرف العدواني سادي لأنه يسعمل العنف ضد الأخرين لكنه بنفس الوقت مازوخي لأنه لايستطيع أن يتحرر من سلطه النص والقدر والتاريخ الذي يرى نفسه بيدقاعلى رقعتها.السلفي وجنون العظمه:.جنون او هوس العظمة يعاني صاحبه من النرجسيه وحب الأنا والغيره الشديده ويكون تضخم الذات,lاوجه وتقزيم الآخرين في حدوده القصوى فالفرق بين الطرفين يقاس بالسنين الضوئيه يظن انه يمتلك قدرات جسديه ونفسيه خارقه وأنهم من احسن السلاله الملوك والانبياء وأنهم يتصفون بالحكمه والاخلاق وان ارائهم شديده غير قابله للنقاش وأن الاخرين يحبونهم ويحترمونهم بالضروره فهم النار التي تحوم حولها الفراشه(الآخرين) أنها نفس الخصائص النفسيه الموجوده عند السلفيين التكبر والتعجرف والغرور وهم يعتقدون أنهم الفرقه ألناجيه وباقي  الفرق في النار أنهم يتماهون مع الذات الآلهيه ليصبحوا الجلاد والقاضي على الناس انهم مرضى خطيرون جداً على البشريه فيجب زجهم في المصح العقلي.

عمانوئيل يونان الريكاني العراق   
emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com
 
[/color]

106
الدوله الدينيه فاشيه بالضروره

يقال أن دوام الحال من المحال.أنها فكره فلسفيه وسنه الحياة نرى بصماتها في كل شئ في الانسان والمجتمع والطبيعه والكون لانه لايوجد شئ ثابت فكل شئ يتغير ويتحرك الا شيوخ الاسلام والجماعات الاسلاميه فهم مستثنون من هذه القاعده لانهم يعيشون خارج الزمن و وراء التاريخ ويأبو ان يفقهوا ذلك أما عن جهل مطبق او قله فهم او غايه في نفس يعقوب انهم بعنادهم وتصلبهم يتحدون قانون الجذابيه ويسيرون عكس تيار الحضاره.لازالوا يطبلون ويزمرون هنا وهناك لتطبيق الشريعه وصبغ الدوله بالدين والحنين الطفولي الى الخلافه السيئة السمعه لأحياء العصور المظلومه انها محاوله منهم بائسه ويائسه لرد عقارب الساعه الى الوراء والقفز على قرون من الانجازات العظيمه التي حققتها الانسانيه جمعاء.لماذا هذا العويل والبكاء عليها؟
فتشوا الكتب واقراوها سترون منذ صدر الاسلام من اول خليفه راشدي ابو بكر الصديق(رض) الى سقوط الخلافه العثمانيه في1924 على يد كمال اتاتورك كان الاستبداد الديني علامتها الفارقه على مر التاريخ كله لم يتم استلام وتسليم كرسي الخلافه بشكل سلمي أما كان يقتل الخليفه او الاطاحه به أو يقضي نحبه. أن مساؤ حياه الخلفاء الامويين والعباسيين والعثمانيين غني عن التعريف بما انه ظل الله على الارض كما في الاساطير الوثنيه حيث كان الله يحل في فرعون او ملك يصبح لسان الله الناطق يأمر ويطاع وفوق مستوى النقد من قبل الرعيه لايسأل عما يفعل وما عليهم سوى تنفيذ اوامره والامتثال لها لان المرجعيه في الدوله الدينيه أمور خارج نطاق البشر وفوق عقولهم وهنا يلعب رجال الدين دور وعاظ السلاطين فهم يلوون عنق النصوص الدينيه لتمرير مشيئه الخليفه وهو يغدق عليهم خيرات ماديه ومعنويه هذه الصفقات والتسويات كانت تتم بين الطرفين لحفظ المراكز والشعوب هي الضحيه هكذا كانت في اوربا العلاقه بين الاباطره والبابوات الى أن انقرضت الدوله الدينيه الى غير رجعه أبان الثوره الفرنسيه 1789م.أن الدوله الدينيه فاشيه وعنصريه ومستبده فهي تفرز نظام غير سائغ وظالم خاصة في المجتمعات ذات الاديان المتعدده فعندما يتم تشريع قانون ستختار جانباً على جانب حتماً سترجح جانب الاغلبيه وسيقع الظلم على الأقليه لان تعاليم الشريعه اقلها من وجه نظر السلفيين والوهابيين والاخوان المسلمين تتناقض مع ثقافه الحريه والمساواة والحقوق لان الشيوخ يعتبرون الاخرين أجراء لا أصلاء في الوطن.
أليست السعوديه منبع الشريعه الاسلاميه ونموذ جها مع ذلك فهي ليست عضواً في جمعيه حقوق الانسان والنبيه تكفيه الاشاره ناهيك من تشويش ذهن المسلم بالفتاوي المتناقضه التي يصدرها الشيوخ فشيخ شيخ الازهر يرفع فتوى شيخ مكه يكبس وأن اخطأوا في فتاويهم حتى أن كان ثمنها قتل الانسان فله أجر وأن افلح فله أجران حسب المأثور الفقهي الاسلامي كم من مفكر مستنير تم قتله بعد اتهامه بالكفر والزندقه مثل فرج فودة1992.1945 عندما سأل قاتله هل قرأت كتبه او مقالاته فأجاب أنا لاأعرف القرأءه والكتابه والمفكر السوداني محمد محمود طه80 سنه في حكم النميري وكثيرين غيرهم لا لسبب ألا لكونهم كانت لهم اَراء وأفكار تتعارض مع اَرائهم وأفكارهم فأذا كانوا هكذا مع أبناءجلدتهم كيف سيكونوا مع باقي الاديان والمذاهب.أنظر حال المسيحيين في العراق ومصر من اضطهاد وتفجير كنائس والهجوم على بيوتهم ومحلاتهم فأذا كانوا هكذا يفعلون بهم قبل ان يصلوا الى كرسي الحكم فما بالك أن جلسوا عليه.ياشيوخ الاسلام اخلعوا قميص عثمان والبسوا ثوب الحداثه لتتجنب مجتمعاتنا من الفتن الطائفيه والنعرات المذهبيه كفاكم تحميل مسؤوليه مايجري في اوطاننا الى مؤامرات اجنبيه أن نظامكم الفكري هو وراء هذه الكوارث التي حلت وتحل بنا انظروا الى العالم المتحدث حيث يتم بن الدستور على قوانين وضعيه الدوله المدنيه تقوم على اساس القانون وتتبنى النظام الديمقراطي والشعب هو مصدر السلطات وتقوم على اساس المواطنه لان جميع المواطنين سواء امام القانون في حقوقهم المدنيه والسياسيه بغض النظر عن دياناتهم وافكارهم ومعتقداتهم أو اعراقهم.
أيتها الامه التي على جهلها تضحك الامم لا تقدمي الوحدة الوطنية قربان على مذبح الامة الوهمية الامم انقذوا شعوبكم المنكوبه والمغلوب على امرها.         
                       2011/5/13         
بقلم.عمانوئيل يونان الريكاني / العراق
Emmanuell_y_alrikani_2009

107
الدوله الدينيه فاشيه بالضروره ياشيوخ الاسلام
يقال أن دوام الحال من المحال.أنها فكره فلسفيه وسنه الحياة نرى بصماتها في كل شئ في الانسان والمجتمع والطبيعه والكون لانه لايوجد شئ ثابت فكل شئ يتغير ويتحرك الا شيوخ الاسلام والجماعات الاسلاميه فهم مستثنون من هذه القاعده لانهم يعيشون خارج الزمن و وراء التاريخ ويأبو ان يفقهوا ذلك أما عن جهل مطبق او قله فهم او غايه في نفس يعقوب انهم بعنادهم وتصلبهم يتحدون قانون الجذابيه ويسيرون عكس تيار الحضاره.لازالوا يطبلون ويزمرون هنا وهناك لتطبيق الشريعه وصبغ الدوله بالدين والحنين الطفولي الى الخلافه السيئة السمعه لأحياء العصور المظلومه انها محاوله منهم بائسه ويائسه لرد عقارب الساعه الى الوراء والقفز على قرون من الانجازات العظيمه التي حققتها الانسانيه جمعاء.لماذا هذا العويل والبكاء عليها؟
فتشوا الكتب واقراوها سترون منذ صدر الاسلام من اول خليفه راشدي ابو بكر الصديق(رض) الى سقوط الخلافه العثمانيه في1924 على يد كمال اتاتورك كان الاستبداد الديني علامتها الفارقه على مر التاريخ كله لم يتم استلام وتسليم كرسي الخلافه بشكل سلمي أما كان يقتل الخليفه او الاطاحه به أو يقضي نحبه. أن مساؤ حياه الخلفاء الامويين والعباسيين والعثمانيين غني عن التعريف بما انه ظل الله على الارض كما في الاساطير الوثنيه حيث كان الله يحل في فرعون او ملك يصبح لسان الله الناطق يأمر ويطاع وفوق مستوى النقد من قبل الرعيه لايسأل عما يفعل وما عليهم سوى تنفيذ اوامره والامتثال لها لان المرجعيه في الدوله الدينيه أمور خارج نطاق البشر وفوق عقولهم وهنا يلعب رجال الدين دور وعاظ السلاطين فهم يلوون عنق النصوص الدينيه لتمرير مشيئه الخليفه وهو يغدق عليهم خيرات ماديه ومعنويه هذه الصفقات والتسويات كانت تتم بين الطرفين لحفظ المراكز والشعوب هي الضحيه هكذا كانت في اوربا العلاقه بين الاباطره والبابوات الى أن انقرضت الدوله الدينيه الى غير رجعه أبان الثوره الفرنسيه 1789م.أن الدوله الدينيه فاشيه وعنصريه ومستبده فهي تفرز نظام غير سائغ وظالم خاصة في المجتمعات ذات الاديان المتعدده فعندما يتم تشريع قانون ستختار جانباً على جانب حتماً سترجح جانب الاغلبيه وسيقع الظلم على الأقليه لان تعاليم الشريعه اقلها من وجه نظر السلفيين والوهابيين والاخوان المسلمين تتناقض مع ثقافه الحريه والمساواة والحقوق لان الشيوخ يعتبرون الاخرين أجراء لا أصلاء في الوطن.
أليست السعوديه منبع الشريعه الاسلاميه ونموذ جها مع ذلك فهي ليست عضواً في جمعيه حقوق الانسان والنبيه تكفيه الاشاره ناهيك من تشويش ذهن المسلم بالفتاوي المتناقضه التي يصدرها الشيوخ فشيخ شيخ الازهر يرفع فتوى شيخ مكه يكبس وأن اخطأوا في فتاويهم حتى أن كان ثمنها قتل الانسان فله أجر وأن افلح فله أجران حسب المأثور الفقهي الاسلامي كم من مفكر مستنير تم قتله بعد اتهامه بالكفر والزندقه مثل فرج فودة1992.1945 عندما سأل قاتله هل قرأت كتبه او مقالاته فأجاب أنا لاأعرف القرأءه والكتابه والمفكر السوداني محمد محمود طه80 سنه في حكم النميري وكثيرين غيرهم لا لسبب ألا لكونهم كانت لهم اَراء وأفكار تتعارض مع اَرائهم وأفكارهم فأذا كانوا هكذا مع أبناءجلدتهم كيف سيكونوا مع باقي الاديان والمذاهب.أنظر حال المسيحيين في العراق ومصر من اضطهاد وتفجير كنائس والهجوم على بيوتهم ومحلاتهم فأذا كانوا هكذا يفعلون بهم قبل ان يصلوا الى كرسي الحكم فما بالك أن جلسوا عليه.ياشيوخ الاسلام اخلعوا قميص عثمان والبسوا ثوب الحداثه لتتجنب مجتمعاتنا من الفتن الطائفيه والنعرات المذهبيه كفاكم تحميل مسؤوليه مايجري في اوطاننا الى مؤامرات اجنبيه أن نظامكم الفكري هو وراء هذه الكوارث التي حلت وتحل بنا انظروا الى العالم المتحدث حيث يتم بن الدستور على قوانين وضعيه الدوله المدنيه تقوم على اساس القانون وتتبنى النظام الديمقراطي والشعب هو مصدر السلطات وتقوم على اساس المواطنه لان جميع المواطنين سواء امام القانون في حقوقهم المدنيه والسياسيه بغض النظر عن دياناتهم وافكارهم ومعتقداتهم أو اعراقهم.
أيتها الامه التي على جهلها تضحك الامم لا تقدمي الوحدة الوطنية قربان على مذبح الامة الوهمية الامم انقذوا شعوبكم المنكوبه والمغلوب على امرها.         
                       2011/5/13         
بقلم.عمانوئيل يونان الريكاني / العراق

Emmanuell_y_alrikani_2009[/size
]

108
مجلس النواب أم تجمع ذباب (الديمقراطية العاهرة )
بقلم
   عمانوئيل يونان الريكاني
وماادراك ماهو مجلس النواب العراقي؟ انه مهزلة العقل البشري بكل معنى الكلمة ومجرد قبة حجرية لا قلب لها تضم شخصيات كاريكاتيرية تجيد فقط فن النقيق والنعيق  وعبارة عن كائنات ممسوخة ذات وجه إنسان وجسم حيوان .إن برلمان العراق هو عاشوراء العراقيين جميعا لا الشيعة فقط ويحتفلون به لا مرة واحدة في السنة بل في كل لحظة من لحظات التاريخ لأنها متشحة بالسواد والعيون مرطبة بدموع الحزن .وانه أي البرلمان كل يوم يحتفل بكذبة نيسان لان التاريخ عنده يبدأ ويستمر وينتهي في الأول منه .إن مسلسل أكاذيبهم التي لا تنتهي على الشعب المقهور يذكرني بمثل عربي يسمى "مواعيد عرقوب "وراءه هذه القصة الجميلة :عرقوب هذا اسم رجل من العمالقة من الشعوب العربية القديمة وهو رجل ميسور الحال وله بستان من نخل كثير جاءه يوما أخ فقير وطلب منه المساعدة فقال له عرقوب انظر لهذه النخلة إذا طلعت فلك طلعها فلما طلعت أتاه ليأخذ الطلع فقال دعها حتى تصير بلحا فلما أبلحت قال دعها حتى تصير زهوا فلما زهت قال دعها تصير تمرا فلما أتمرت عمد إليها عرقوب ليلا فجدها ولم يعطي أخاه شيئا منها فصار مثلا في الخلف وعدم الوفاء .هكذا علاقة الشعب المسكين مع برلمان الشياطين فاقدي الحس الإنساني والشعور الوطني لم يحصل غير على وعود فارغة وآمال كاذبة منذ سنوات .إن المضحك المبكي في الأمر إن أعضاءه حملة شهادات عليا وذات ثقافة واسعة لكن في الحقيقة والواقع في مدرسة الحياة ليسوا أكثر من شلة من الحمقى .فهم كالحمار الذي يحمل الذهب ...مع احترامي لبعض الشخصيات النزيهة والشريفة والتي لا شك في وطنيتها لكن للأسف لا تتعدى أصابع اليد .أنهم لا يمثلون سوى غرائزهم الحيوانية ورغباتهم الدنيئة فالعراق بالنسبة لهم قطعة حلوى كبيرة يتجمعون عليها كالذباب لا يشبعون من حلاوته .ومن الغرائب والعجائب في هذا البرلمان ادعاءه بأنه ديمقراطي تعددي وانه عالمي المنشأ وذات مواصفات عالية الجودة ترتقي إلى المعايير الدولية .إن ديمقراطيتهم كالأفعى الملمس ناعم واللدغة قاتلة .أنها عاهرة بكل معنى الكلمة تغطي جسد الرذيلة بثوب الفضيلة .عندما فازت القائمة العراقية في الانتخابات الأخيرة لم يروق هذا  القوائم الأخرى
وخاصة قائمة دولة القانون "الحزب الحاكم "التي حاولت بكل الوسائل اللاشرعية واللاانسانية واللاحضارية من تزوير وتهديد وإغراء مادي لإجهاض هذا النجاح .لا بل تصرفت الحكومة كالنمر الجريح قاموا بمداهمات واغتيالات واعتقالات لمن صوتوا للقائمة العراقية نتيجة لصدمة الخسارة الغير متوقعة منهم .وما فضيحة السجن السري في بغداد الذي ضم أكثر من 400 معتقل جلهم من أبناء موصل سوى انتقام أعمى من قبل الحزب الحاكم لعدم انتخاب أهالي نينوى له ،وان قذارة هذه الحكومة تزكم لها الأنوف والتاريخ معروف بكرم الضيافة لها في مزبلته .وقاموا أيضا بتجريب حظهم العاثر من خلال تحالفاتهم المشبوهة وصفقاتهم السياسية المسمومة كلها تجري باسم الديمقراطية الفاسدة فالعراق عندهم خروف مشوي على مائدة إطماعهم يؤكل حسب نحافة وسمن أجسامهم .والشراكة الوطنية التي يطبلون ويزمرون لها ماهي سوى وهم.فالأكراد يريدون عراق حسب خارطة أحلامهم وإطماعهم التوسعية التي لا تخفى على احد في كركوك والموصل ولو كان يوجد كردي واحد في هاواي لطالبوا بها المجتمع الدولي .ماهذه الديمقراطية التي يتشدق بها البارازاني والطالباني والتي ترقص على شفاههم كحركات المهرج على المسرح بينما منذ عشرات السنين قفاهم لاصقة بكراسي الحكم لا احد يستطيع الفصل بينها .والقوائم الأخرى ذات الإيقاع الإيراني يقررون ماتمليه عليهم حكومة طهران يبيعون الوطن ويقبضون الثمن بالعملة الطائفية .والكل يطلع على التلفاز يذرف دموع التماسيح ويبكي على عراقاه .ندائنا إلى العراقيين الغيارى أهل النخوة والكرم التبرع بالوطنية الحقة لشراء قبر كبير ندفن فيه برلمان آخر زمان الذي وافاه الأجل نتيجة سكتة وطنية ونكتب على واجهته بحروف من نور" هنا ترقد الديمقراطية العاهرة على رجاء القيامة والغير مأسوف عليها ".                                                                                          EMMANUELL_Y_ALRIKANI_2009@YAHOO.COM
[/color]

109
حجاب المرأة.... خارج أسوار كرامتها ألانسانيه
منذ النهضه العربيه الثانيه في القرن التاسع عشر جدليه السفور والحجاب قائم بين الاسلاميين او المتأسلمين وبين الاحرار وتحت رايتهم كل العلمانيين والليبراليين والمسلمين المستنيرين في المجتمع.هل حجاب المرأه شرعي ام لأ انها مسأله عويصه وقضيه شائكه تعاني منها المراه المسلمه فهناك قراءتان متناقظتان لنص تراثي واحد ومرجعيتان فكريتان للفهم والتفسير أما النقل او العقل ومن بين الآيات التي نزلت في الحجاب التي يتم التراشق بها فيما بينهم) ولا يبدينا زينتهن الاماظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولايبدينا زينتهن الا لبعولتهن او آباءهن او آاباء بعولتهن) النور آيه31) ياأيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنيين يدنين عليهن من جلابببهن (الاحزاب) باسم هذه النصوص تم على مدى التاريخ اضطهاد المرأه وانتهاك كرامتها بأسم الشرف والعفه سلب منها اعز مالديها الحريه والانسانيه قيل ان جسدها وقود لشهوه الرجل وبأسم ستر العوره تم تكفينها قبل اوانها وجعلوها قبر متحرك لتفادي شرها لقد قام مفكرون عظماء رجال ونساء من مختلف فئات المجتمع ذو حس انساني عميق يحترمون العقل البشري بالتمرد على وضع المرأه المأساوي وفضح اكاذيبه والاعيبه ونقد التدين المزيف وقال بهذا الصدد. الشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي:
مزقي ياأبنه العراق الحجابا                                اسفري فألحياة تبتغي انقلابا
مزقيه واحرقيه بلا ريث                                     فقد كان حارسا كذابا
ومنهم قاسم أمين في كتابه الشهير تحرير المرأة نشر عام 1999 بدعم من محمد عبده وسعد زغلول واحمد لطفي السيد.قال فيه ان حجاب المرأة ليس من الاسلام وان الدعوه الى ازالته ليس خروج عن الدين.وكتابه الثاني المرأة الجديده1900 وكتاب المرأة في الشرق تأليف مرقص فهمي المحامي وهدى شعراوي مؤسسه الاتحاد النسائي1924.ودريه شفيق زعيمه حزب بنت النيل وسهير القلماوي  وامينه السعيد ونظيره زين الدين مؤلفه كتابي السفور والحجاب 1928 الفتاة والشيوخ 1929 تدافع فيه عن السفور وفي عصرنا الحالي كانت نوال السعداوي رائده في هذا المجال لماذا الفوبيا من جسد المرأة؟هل الشرف هو الذي يهم الرجل ام حيل شرعيه لحل عقده النفسيه؟ام التغطيه للهزيمه النفسيه والانكسار التاريخي امام تفوق الغرب؟سنرى اسباب ذلك طبعا نستثني من هذا التحليل المراة المسلمه المحجبة عن قناعه وعباده حقيقيه.
1-استخدم الاسلاميون الحجاب كرمز سياسي لاعطاء الدوله انطباع مغالط للواقع وهو نفوذهم القوي في المجتمع لكي يكون لهم مكانه هامه في اللعبه السياسيه.
2-ارتداء الحجاب للفت انتباه الرجل لانه لايستطيع ان يتحرر من الصور النمطية للمراة المثاليه على المتحرره.
3-يعتبر الاسلاميون جسد المرأة مصدر الخطيئه ان تغطيته يعطل الرغبات الحيوانيه لديه وبالتالي يمنع السقوط في الرذيله لكن الواقع يشير الى ان نسبه التحرش الجنسي بالمحجبات اكثر من70% من السافرات أن احترام المرأة لاترسلها اشعه من الحجاب من الخارج بل القلب النقي الذي يسكنه الله هو الذي ينظر الى الجسد كنعمه.
4-الحجاب حيله سوسيولوجيه تلجأ اليها الطبقات الفقيره للتخلص من عبأ المصاريف التي تذهب الى مكياجاتها التي تتطلبها زينتها وهكذا تتخلص من هذا الاحراج فهي تستر عوره الفقر لاعوره الجسد.
5-العفة قرار شخصي ينبع من القلب بغض النظر ان كانت سافره او محجبه لانه لايوجد علاقه سببيه بين قطعه القماش الموضوعه على الرأس والشرف والسفور والفجور.
6-حجاب المرأة تكتيك من الرجل لاشباع رغبته في التسلط والسيطره فهو علاقه ظاهريه  لحقيقه نفسيه.
7-هل شعر المرأة اكثر اغراء من العيون او الخدود والشفاه.الجواب لديك عزيزي القارئ.
8-عوده المكبود بالنسبه للحجاب هيه تجسد مايسميه فرويد نرجسيه الفروقات الصغيره اي ان يكون الفرد مسرورا ً لتميزه عن الآخرين فهو الارتماء اللذيذ في المجموعه التي ترمز الى الحضن الطيب حضن الأم التي لم يتم بعمل الحداد على فراقها والانفصال عنها منذ ازمه الفطام.
9-الحجاب هو شاره الانتماء الى المجموعه هو شاره الانصهار في الام الحنون هو رغبه في الامن والامان في حمايه للانا ألمهدده بالتفتت ويرد على تهديد النرجسيه الفرديه بتشييدهُ نرجسيه جماعيه.
10-هذا هو الحجاب و كما يقول ماكس فيبر عندما ينقلب الشعور العميق بالدونيه بحيل لاشعوريه معروفه الى شعور بالتعالي والتعاظم الديني والاخلاقي.
عمانؤيل يونان ألريكاني
2011/5/3

emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com   [/size] [/color]

110
بن لادن.....ماركه شـــــيطانيه في هيئه بشريه
بعد عشر سنين من ألمطاردات لشيطان العصر ومصاص الدماء بن لادن هذا المسخ الذي روع العالم كله بجرائمه البشعه ضد الانسانيه جمعاء بدون استثناء قامت الكوماندوس الامريكيه بالهجوم على منطقه آبوت آباد التي تبعد 80كم من أسلام اباد وبعد مواجهة استمرت 40 دقيقه تم قتل بن لادن برصاصه في رأسه وقتل معه ثلاثه يقال احدهم كان نجله وتم أسر اثنان من زوجاته واربعه اولاد .أن ابن لادن مؤسس القاعده وزعيمها الاعلى هذا التنظيم الديني المتطرف الذي يدعو المسلمين الى الجهاد ضد الكفار وضرب مصالحهم في كل مكان وهم الولايات المتحده الامريكيه والغرب عموما وكل المتحالفين معهم ويعتقد انهم المسؤولين عن الازمات التي تعصف المجتمعات الاسلاميه وكان السلاح والعنف خيارهم ألوحيد لحل هذه المشاكل وأنضم اليه شرائح كثير من الناس ولعبو دور البطل المنقذ والمخلص المنتظر الذي يخلص الامه من الذل والهوان وقامو بالتفجيرات والقتل والذبح والخطف دون تميز بين مسلم وغير مسلم كبير وصغير رجال ونساء أطفال وشيوخ وكان ابشعها هجمات 11سيتمبر 2001 في نيويورك على برجي التجاره العالمي الذي راح ضحيتها آلاف من الناس الابرياء ودخل العالم كله في انذار من خطر هذه النزعه الدمويه ألمتطرفه وخوفا من عدوى التي قد تطال بلدانهم تم التكاتف والتعاضد والتعاون لصده ومحاربه الارهاب بكل الوسائل فكريا وثقافيا وعسكريا.أليوم تلقى العالم كله خبر مقتل بن لادن بفرح عارم وارتياح كبير بأنتصار الخير على الشر وبهذا الانجاز العظيم أنها بشرى ساره لكل الناس المحبين للخير والسلام والمحبه بأستثناء اتباعه المخذولين والمهزولين.لاشك ان قتل بن لادن رمز الشر والارهاب نكسه كبيره لكل الاسلاميين المتشردين والمنظمات الارهابيه في العالم هذه الصدمه النفسيه ستخلق الانقسام والبلبله وحب الزعامه في ما بينهم مما يضعف التنظيم خاصة كان بالنسبه لهم ذو شخصيه كارزميه يصعب وجود بديل عنه ويمتلك نفس الصفات والتأثير.السؤال الجوهري هو أن بن لادن ليس مجرد شخصيه من دم ولحم ويحده مكان أنه فكر او عقيده راسخه في نفوس كثيرين فأن قتل بن لادن واحد سيولد عشره فكما لاتموت الافعى ان لم تسحق من رأسها هكذا يجب استئصال الورم الخبيث من رؤوس الناس لكي لايتكاثر وينتشر ذلك يتم بمعرفه مسببات الارهاب وهذه العقيده الشيطانيه في المجتمعات الاسلاميه وعلاجها ومنها الفقر والجهل والتخلف والقهر الاجتماعي وفقه كراهيه ومطلوب من المفكرين وعلماء الدين قراءه مستنيره عصريه للأسلام ولبعض النصوص القرأنيه التي تدعوا الى تكفير الآخر من منطلق مسلمات حضاريه لتكوين ثقافه جديده ذات ملامح انسانيه ذلك لبناء عالم تسوده حضاره المحبه خالي من كوليسترول الارهاب والكراهيه ولا مكان فيه لبن لادن ثاني.

عمانوئيل يونان الريكاني
2011/5/2emmanuell_y_alrikani-2009@yahoo.com        [/size] [/color]

111
      
الاخوان المسلمين سرقوا احلام المصريين
             
عمانوئيل يونان الريكاني
من باب تسمية الكل بالجزءنطلق على الاخوان المسلمين ليس فقط التنظيم الديني المعروف الذي تاسس في مصر ستة 1928على يد حسن البنا بل وباقي التنظيمات الاخرى السلفية والوهابية وكل الحركات الاسلامية .فهي تختلف بالدرجة لا بالنوعوتتفق في المنطلقات والاهدافلكنها تختلف في كيفية تطبيقها فمنهم من يدعوا للجهاد للوصول الى الحكم اما المستضعفون او قل اكثر حكمة يدعون الى الوسائل السلمية لتحقيق المبتغى.وغاينهم جميعا هي تطبيق الشريعة الاسلامية وهم ضد الدولة المدنية والدستور العلماني.لانه حسب عرفعم يعتبر كفر ومستورد من دولة الكفر.وثار جدل حام حول المادة الثانية من الدستور المصري والذي ينص على ان الاسلام هو دين الدولة وان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع  .وقد هدد الشيخ الزغبي والشيخ محمد حسان بانه مجرد رفع الالف واللام فقط من المادة اي تصبح( مصدر رئيسي )سيضحي الشعب بدمه من اجلها وهدد شيخ اخر بالجهادهؤلاء هما شيوخ الاسلام تاذين يفتقرون الى لغة الحواروالمنطق ولا يعرفون غير لغة القوة والارهاب والتهديد.كانت ثورة 25يناير انعطافة كبرى في تاريخ مصر بما تحمله من امال واحلام للشبيبة الصاعدة واعادة بناء ماتم هدمه من اسس جديدة وانسان جديد وهندسة فكرية جديدة مستوحاة من ثوابت الحضارة المعاصرة ومنسوجة من خيوط الوحدة الوطنية بعد الاضطهادات التي عانوها فيطل النظام القديم من انتهاك الحريات وتكميم الافواه وانتعاش الفتن الطائفية وتدني المستوى المعيشيوتاخر المجتمع ككل .ان هذه الثورة التي كانت ترسم مستقبل زاهر لمصر كانت مدنية بكل معنى الكلمة ليس فيها شعارات دينية او سياسية لم يشارك الاخوان المسلمون فيها فهم كالعادة ينتظرون ما ستؤول اليه النتائج لكي يعلنوا موقفهم انهم كالحرباء يتلونون حسب المكان والزمان ولا ثقة بكلامهم طالما يؤمنون بالتورية والمعاريض لانهم يضمرون عكس مايقولون .عند بدء الثورة اعلن الشيخ محمد حسان تاييده للرئيس مبارك واستنكاره للثورة ودعا الشباب الى هذا لانها لم ترد في اي نص تراثي سواء في القران ااو السنة النبوية لكن بعد نجاحها تحول الى مؤيدها انهم بارعون في النفاق الديني والسياسي.لكن للاسف الشديد ذهبت احلام الشباب ادراج الرياح في19 مارس يوم اجراء استفتاء على تعديل الدستور باستثناء المادة الثانية منه وقد فازت القوى الرجعية بنسبة 77,2 على القوى التقدمية22,8 من الاقباط والمستنيرين من المسلمين كانت صدمة نفسية للجميع .لم تكن انتخابات نزيهة فقد استخدموا كل انواع التزوير والغش والخداع والكذب وبمباركة من قائد الجيش المشير طنطاوي على الناس السذج والبسطاء من شراء الذمم بالمال وتوزيع المواد الغذائية وخطب تحريضية في الجوامعوتم عرض بعض هذه الاساليب على شاشة التلفاز والمصيبة الكبرى هو ان في البطاقة الانتخابية كان يوجد دائرتان الخضراء تعني نعم والسوداء تعني لا ووعدوا الناس بغسل ادمغتهم من يقول نعم يدخل الجنة ومن يقول لا وهي للاقباط يدخل نار جهنم لا ادري كيف ستكون مصر العظيمة ذات التاريخ العريق والحضارة الرائعة بيد هؤلاء الشراذمة ذو العقول العقيمة .لقد كانوا ومازالوا قبل التغيير يضطهدون الاقباط ويحاربونهم من خلال تفجير الكنائس واغلاقها وقتلهم وارغام طالبات الجامعة على ارتداء الحجاب او رشهم بالماء الحار والاغتصابات الكثيرة التي حدثت دون ان تعمل الدولة شيء ضد هؤلاء المجرمين وتم رصد حالات اجبار الاطفال على الوضوء والصلاة في مدارسهم واخرها تم قطع اذن شاب مسيحي لان له علاقة بفتاة مسلمة .مطلوب من الاقباط والمسلمين المستنيرين لمنع هؤلاء من ضرب الوحدة الوطنية ان يتكاتفوا ويدافعوا بالقول والفكر والفعل ضد كل من يريد ان يرجع عجلة التاريخ الى الوراء وان يكونوا يدا بيد ليقتلعوا هذه الادغال السامة من جنان مصر الخضراء والا سيحرقوها كما حرق نيرون روما انقذوا ثورتكم ياشباب مصر من انفلاونزا الاصولية الاسلامية لكي لا تذهب سفينتكم بايادي غير امينة لا تفقدوا الامل سيروا والله معكم .
Emmanuell¬_y_alrikani_2009@yahoo.com[/size][/color]

112
      [center
]الاخوان المسلمين سرقوا احلام المصريين
[/center]             
عمانوئيل يونان الريكاني
من باب تسمية الكل بالجزءنطلق على الاخوان المسلمين ليس فقط التنظيم الديني المعروف الذي تاسس في مصر ستة 1928على يد حسن البنا بل وباقي التنظيمات الاخرى السلفية والوهابية وكل الحركات الاسلامية .فهي تختلف بالدرجة لا بالنوعوتتفق في المنطلقات والاهدافلكنها تختلف في كيفية تطبيقها فمنهم من يدعوا للجهاد للوصول الى الحكم اما المستضعفون او قل اكثر حكمة يدعون الى الوسائل السلمية لتحقيق المبتغى.وغاينهم جميعا هي تطبيق الشريعة الاسلامية وهم ضد الدولة المدنية والدستور العلماني.لانه حسب عرفعم يعتبر كفر ومستورد من دولة الكفر.وثار جدل حام حول المادة الثانية من الدستور المصري والذي ينص على ان الاسلام هو دين الدولة وان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع  .وقد هدد الشيخ الزغبي والشيخ محمد حسان بانه مجرد رفع الالف واللام فقط من المادة اي تصبح( مصدر رئيسي )سيضحي الشعب بدمه من اجلها وهدد شيخ اخر بالجهادهؤلاء هما شيوخ الاسلام تاذين يفتقرون الى لغة الحواروالمنطق ولا يعرفون غير لغة القوة والارهاب والتهديد.كانت ثورة 25يناير انعطافة كبرى في تاريخ مصر بما تحمله من امال واحلام للشبيبة الصاعدة واعادة بناء ماتم هدمه من اسس جديدة وانسان جديد وهندسة فكرية جديدة مستوحاة من ثوابت الحضارة المعاصرة ومنسوجة من خيوط الوحدة الوطنية بعد الاضطهادات التي عانوها فيطل النظام القديم من انتهاك الحريات وتكميم الافواه وانتعاش الفتن الطائفية وتدني المستوى المعيشيوتاخر المجتمع ككل .ان هذه الثورة التي كانت ترسم مستقبل زاهر لمصر كانت مدنية بكل معنى الكلمة ليس فيها شعارات دينية او سياسية لم يشارك الاخوان المسلمون فيها فهم كالعادة ينتظرون ما ستؤول اليه النتائج لكي يعلنوا موقفهم انهم كالحرباء يتلونون حسب المكان والزمان ولا ثقة بكلامهم طالما يؤمنون بالتورية والمعاريض لانهم يضمرون عكس مايقولون .عند بدء الثورة اعلن الشيخ محمد حسان تاييده للرئيس مبارك واستنكاره للثورة ودعا الشباب الى هذا لانها لم ترد في اي نص تراثي سواء في القران ااو السنة النبوية لكن بعد نجاحها تحول الى مؤيدها انهم بارعون في النفاق الديني والسياسي.لكن للاسف الشديد ذهبت احلام الشباب ادراج الرياح في19 مارس يوم اجراء استفتاء على تعديل الدستور باستثناء المادة الثانية منه وقد فازت القوى الرجعية بنسبة 77,2 على القوى التقدمية22,8 من الاقباط والمستنيرين من المسلمين كانت صدمة نفسية للجميع .لم تكن انتخابات نزيهة فقد استخدموا كل انواع التزوير والغش والخداع والكذب وبمباركة من قائد الجيش المشير طنطاوي على الناس السذج والبسطاء من شراء الذمم بالمال وتوزيع المواد الغذائية وخطب تحريضية في الجوامعوتم عرض بعض هذه الاساليب على شاشة التلفاز والمصيبة الكبرى هو ان في البطاقة الانتخابية كان يوجد دائرتان الخضراء تعني نعم والسوداء تعني لا ووعدوا الناس بغسل ادمغتهم من يقول نعم يدخل الجنة ومن يقول لا وهي للاقباط يدخل نار جهنم لا ادري كيف ستكون مصر العظيمة ذات التاريخ العريق والحضارة الرائعة بيد هؤلاء الشراذمة ذو العقول العقيمة .لقد كانوا ومازالوا قبل التغيير يضطهدون الاقباط ويحاربونهم من خلال تفجير الكنائس واغلاقها وقتلهم وارغام طالبات الجامعة على ارتداء الحجاب او رشهم بالماء الحار والاغتصابات الكثيرة التي حدثت دون ان تعمل الدولة شيء ضد هؤلاء المجرمين وتم رصد حالات اجبار الاطفال على الوضوء والصلاة في مدارسهم واخرها تم قطع اذن شاب مسيحي لان له علاقة بفتاة مسلمة .مطلوب من الاقباط والمسلمين المستنيرين لمنع هؤلاء من ضرب الوحدة الوطنية ان يتكاتفوا ويدافعوا بالقول والفكر والفعل ضد كل من يريد ان يرجع عجلة التاريخ الى الوراء وان يكونوا يدا بيد ليقتلعوا هذه الادغال السامة من جنان مصر الخضراء والا سيحرقوها كما حرق نيرون روما انقذوا ثورتكم ياشباب مصر من انفلاونزا الاصولية الاسلامية لكي لا تذهب سفينتكم بايادي غير امينة لا تفقدوا الامل سيروا والله معكم .
Emmanuell¬_y_alrikani_2009@yahoo.com[/size][/color]

113
اغتيال الحرية تحت نصب الحرية


                                                         
بقلم
                                                          عمانوئيل يونان الريكاني
   
في 25 شباط عن طريق الفيسبوك استلم العراقيين جميعا بكل أطيافهم وألوانهم بطاقات دعوة من قبل وطننا الحبيب العراق للمشاركة في عرس الحرية للتعبير معا عن الغضب الجاثم على صدورهم والتنفيس عن السخط الذي يملي قلوبهم ضد الحكومة التي خانت العهد والوعد ولم تكن بقدر المسؤولية التي أنيطت بها فلم يحصل الشعب منها غير الدماء والدموع نتيجة سيل من الحرمانات . واختيار الناس ساحة الحرية كمحطة لقاء ونقطة تجمع لم يكن من قبيل الصدفة ولا هو اختيار عشوائي بل هذا المكان له معنى عظيم في ذاكرة العراقيين " فنصب الحرية " هذه الملحمة الخالدة التي نحتتها أصابع جواد سليم الذهبية تجسد طبيعة وقيم وحضارة العراقيين لتكن مصدر الهام لنا ونقطة انطلاق للمطالبة بحقوقنا المهضومة من تحسين الخدمات ومحاسبة المسؤولين الفاسدين والقضاء على البطالة ورفع المستوى المعيشي وحرية التعبير وحرية الصحافة انه حق مشروع يكفله الدستور ويحميه القانون . إنها ثورة شبابية على غرار ثورة تونس ومصر وليبيا هدفها التغيير ورسم ملامح عراق المستقبل بعيدة عن برامج الأحزاب التقليدية لا هي سنية ولا شيعية لا مسلمة ولا مسيحية لا كردية ولا عربية وهي كل هؤلاء في هوية جديدة وهي الصراع من اجل البقاء وأن تكون أو لا تكون أما العيش بالعز والكرامة أو الموت بالذل والهوان .لكن من المضحك المبكي في الأمر إن نوري المالكي يدعو العراقيين إلى عدم المشاركة في التظاهرات لا بل يتهم المتظاهرين بأنهم صداميون بعثيون والقاعدة إنها محاولة بائسة منه لتشويه وجه الثورة وتحريف مسارها كالعادة أصبح هؤلاء الشماعة التي يحرر من خلالها سياستهم القذرة لتكميم الأفواه ولجم العقول وقمع الحريات . ليس غريبا ما قاله محافظ البصرة عندما اعتبر عاريات فرنسا أكثر خلقا من بعض المتظاهرين فانه من نفس مدرسة المالكي . إن الغاية من خروج الشباب إلى الشوارع هي المطالبة بحقوقهم سلميا وحسب القواعد الحضارية لكن الأجهزة الأمنية حاولت استفزازهم بشتى الطرق تفهمهم بتخريب الممتلكات العامة وبالتالي تبرر العنف ضدهم وقامت بإطلاق النار الحي واستخدمت الهراوات وإعقاب البنادق وخراطيم المياه وسقط كثير من قتلى وجرحى ومنعت الصحافة من تغطية الأحداث وقامت بالاعتداء على الكوادر الإعلامية البغدادية والشرقية وإطلاق النار عليهم واعتقال قسم من المصورين وقاموا بقطع الطرق على المتظاهرين لمنعهم من الوصول إلى ساحة التحرير . أ هذه هي ديمقراطيتك يا مالكي يكفي          استخفافا بعقول الناس فلو خرج 1٪ من مجموع العراقيين الذين خرجوا من أي بلد متقدم لقدمت الحكومة استقالتها كم صوت تريد أن تسكت وكم شخص تريد أن تعتقل . يا ثوار العراق أن لم نسحق الأفعى من رأسها باطلة هي معركتنا ضدها . نعم للتغيير الجذري لا للإصلاح السطحي لان فساد الجسد من فساد ألراس فالكبد المصاب بالسرطان لا يعالج بالباراسيتول بل يزرع كبد جديد نريد حكومة تسري فيها دماء جديدة .   

Emmanuell _ y_ alrikani _ @ yahoo .com[/size][/color]

114
هل الزواج مقبرة الحب أم الملاك الحارس له

   
بقلم
                                                                عمانوئيل يونان الريكاني

كثيرا ما نسمع من الناس من كلا الجنسين ومن مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية إن كان نتيجة التجربة الشخصية أو الرأي العام إن هناك تناقض بين الحب والزواج فالحب تنتهي حدوده حيث يبدأ الزواج وهو أي الزواج الإسفين الذي يدق في نعش الحب فهما عالمان مختلفان وخطان متوازيان لا يلتقيان أبدا . فكم من أزواج لهم حنين شديد وشوق قوي إلى اللقاء الأول بينهما وفترة التعارف أو الخطوبة التي تعتبر اسعد أيام الحياة وأجمل لحظات العمر حيث حلاوة العاطفة وصدق المشاعر وعمق الأحاسيس وطوفان اللهفة بأعلى مستوياتها والانفلات من الواقع الثقيل والتحلق في فضاء الأحلام السعيدة حيث القلب الذي يأبى أن يكف عن نبض الحب والعشق والغزل والشفاه التي لاتكل من إفراز الكلمات المعزولة والأشعار الغزلية والعيون التي لا ترف لها أجفان خوفا من لحظة لا ترى فيها الحبيب . لكن أين هذا كله عند دخول القفص الزوجي تتغير العلاقة 180درجة ويصبح الزوجان كأنهما شخصان مختلفان لا يعرف احدهما الأخر وتختفي الكلمات المعسولة وتتبخر النظرات اللطيفة وتموت الابتسامة الجميلة ويطردا خارج الجنة التي كانا فيها قبل الزواج كما كان الحال مع أبوينا ادم وحواء قبل وبعد الاختبار . لقد تحولت هذه العلاقة الحية والفريدة من نوعها لدى المحبين والعشاق بعد الزواج إلى مجرد ديكور اجتماعي من طرف بالروتين والرتابة خال من الروح والحياة ومن ثم تجميد رصيد الأحاسيس والمشاعر في بنك كان يا ما كان . هذا ما نراه في الظاهر لكن هل حقا الزواج هو الخطيئة الأصلية للحب ؟
لقد حاول الغرب المتحرر حل هذه المعضلة الشائكة من واقع حضارته القائمة على أساس احترام الحرية الفردية والكرامة الإنسانية في النظر إلى الأمور وذلك بالتحرر من المؤسسة الدينية والتركيز على البعد الشخصي فقط ولان الزواج أصبح له سمعة سيئة في اللاوعي الجماعي أشبه ما يكون بسجن غوانتنامو . في هذه النظرة تكون للحب فقط الأولوية في إقامة صرح العلاقة فيتخذ التوافق القلبي بين الطرفين وليس خطي وارتباط حر قلبا وقالبا دون شروط إلى اجل غير مسمى بعيدا عن سجن الزواج وشبح السيطرة والتسلط والإذلال والجفاف العاطفي . أما في الشرق مثلا قيمة لمشاعر الإنسان وأحاسيسه فالأولوية تشكل المؤسسة وقوانينها لا مضمونها  وروحها لذلك فالحب لا قيمة له طبعا هناك استثناءات              في كلتا الحضارتين . الموقفان متطرفان يحتاجان إلى إعادة نظر لان الاتجاه الأول يقيم بناءه على رمال متحركة فالعلاقة مهما كان فيها الحب قويا لكن بدون هدف فهو معرض للتيه والضياع في دهاليز المزاجية             والعاطفية والرابط الذي لا هوية له ولا اسم كالفقاعة سريعة الزوال الزواج وحده يسير بالحب نحو كماله فهو كالشراع للسفينة ويحميه من الشطحات الأنانية كما يحمي الترس حياة السلحفاة . والاتجاه الثاني فباسم تقديس المؤسسة وقوانينها يدنس أقدس ما في الفرد انه ينتزع القلب منه ويقول هذا هو الإنسان . أما الرأي الثالث فهو الأصح والأكمل فهو يربط بين الحب والزواج في وحدة لا تنفصم عراها لأنه لا يوجد تناقض بينهما بل تكامل . أما أن يكون الزواج مقبرة الحب فهذا محال وليس من طبيعتهما لان يتوقف على كل واحد منا بما إن عضو الجسد الذي لا يستعمل يضمر ويموت هكذا الحب الذي لا يعبر عن نفسه بشتى الطرق بعد الزواج تحت طائلة المسؤوليات وضغوط الحياة يمكن أن يموت فالخلل هو دوما فينا لأننا اثر الأحيان لا نستطيع خلق الانسجام بين المسؤولية والمشاعر والأحاسيس .
أيها الأزواج لنتعلم من جهاز الموبايل الذي يحمله كل واحد منا فنحن نحمل معه شاحنة خاصة لشحن البطارية عندما تهبط لئلا تنطفئ ويتوقف عن العمل هكذا علينا شحن بطارية القلب دوما بالحب عندما تهبط لكي تسير العلاقة الزوجية على أحسن وجه وتعطي أجمل الثمار. 

                                Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com                                                     [/size] [/color]

115
ثورة الثورات- في تونس ومصر وبداية النهاية للنظم التسلطية
          
بقلم
                                                               عمانوئيل يونان الريكاني
إذا الشعب يوما أراد الحياة                                  فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي                                         ولابد للقيد أن ينكسر
إنها أبيات شعرية خالدة في ذاكرة الشعوب العربية سمعها من به الصمم . وكلمات نارية ذات معاني إنسانية سامية ودلالات فلسفية عميقة تمزق طبلة الأذن وهي للشاعر العربي أبي القاسم الشابي فمنذ نعومة أظفارنا ترددها ألسنتنا وترقص لها شفاهنا وتطرب بها قلوبنا . لكن أنظمة الحكم الدكتاتورية المباركة من المؤسسات الدينية قامت بتفكيك الإرادة الفردية والجماعية للناس خوفا من الانفجار وقمعت لديهم الرغبة الصادقة بالحياة وذلك بتخديرهم بالأوهام والخيالات وقامت ببناء جدار سميك من الشعور بالعجز والضعف في النفوس كي يصبحوا عديمي الجدوى وإحساسهم بأنهم غير قادرين على تغيير الواقع وتقرير المصير .إنها مازوخية جماعية زرعت فينا بذكاء وتكتيك كي نصبح دوما بحاجة إلى بطل أسطوري وقائد همام يكمل ما ينقصنا وهكذا نما فينا الشعور بالاغتراب والتبعية والانقياد الأعمى فطردنا خارج ذواتنا وسكن الزعيم فينا غازيا وغاصبا . لقد أصبحنا قطع شطرنج يحركوننا كيفما يشاءون ويبرمجوننا على الهتاف والتصفيق وهكذا كلما كثر ظلمهم وبطشهم زاد تبجيلنا لهم . لقد نهبوا ذواتنا قبل ثرواتنا وسرقوا إمكانياتنا قبل مقدراتنا إنهم ذئاب خاطفة بثياب حملان ابتليت بهم شعوبهم لقد طفح كيل ظلمهم . هل يبقى الوضع على ما هو عليه؟ لقد كان لنا درس في الابتدائية فيه سؤال يقول: إلى متى يبقى البعير فوق التل ؟ وكان الجواب إلى المساء أي لكل شيء وقت للنوم والاستيقاظ والعمل واللعب والأكل وللظلم وللثورة وللتغيير وقت أيضا . لقد أتت رياح التغيير في تونس ومصر بما لا تشتهي سفن الحكام . إن الشباب الثائر في كلا البلدين حولوا المستحيل إلى ممكن والحلم إلى واقع وتحملوا بجدارة المسؤولية التاريخية في تقرير مصيرهم بعدما احكموا قبضتهم على عنق التاريخ وغيروا مساره حسب الطلب وبما يخدم أهدافهم . إنهم شباب العولمة والفيس بوك والتويتر واليوتيوب يريدون إقامة دولة عصرية ودستور مدني يواكب التطور العالمي ومطالبهم مشروعة وهي الخبز والماء والحرية والكرامة وتحقيق الديمقراطية والإصلاح السياسي والعدالة الاجتماعية . إنها حركة وطنية من مسلمين ومسيحيين لا ينتمون إلى أي حزب سياسي أو ديني هدفهم تغيير وجه مصر نحو الأحسن .لقد حاول الأخوان المسلمين وخامنئي خطف هذه الثورة كالعادة لكن الشباب الثائر والواعي يعرف جيدا انه لن يحصل منهم غير الحجاب والنقاب واللحى الطويلة والمسواك ولا يمكن أن ينسى النماذج السيئة للثورات الدينية في ايران وصومال وسودان ... لذلك أبى أن تكون ذات صيغة دينية فاليافطات تخلوا تماما من أي شعارات دينية فلا مكان للهلال والصليب فيها حسنا فعلوا .يا حراس الثورة نريدها ناصعة البياض دون إراقة قطرة دم لذلك عليكم التحلي بالعقلانية والمنطق واستخدام الأساليب الحضارية والطرق الإنسانية لتغيير السلطة سلميا بعيدا عن التدمير والتخريب والشغب والاستفادة من سيناريوهات الدول المتقدمة في هذا المجال وحذار من الأعداء اللذين يحاولوا وضع عصا الاغتيال في عجلة الثورة .بعون الله انتم السابقون ونحن اللاحقون وان حمم بركانهم الغاضب تصل إلى ابعد نقطة من خارطة الوطن العربي وتحرق كل كراسي الحكم .


   Emmanuell _y_alrikani_2009@yahoo.com[/size][/color]

116
ثورة الثورات- في تونس ومصر وبداية النهاية للنظم التسلطية
          
بقلم
                                                               عمانوئيل يونان الريكاني
إذا الشعب يوما أراد الحياة                                  فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي                                         ولابد للقيد أن ينكسر
إنها أبيات شعرية خالدة في ذاكرة الشعوب العربية سمعها من به الصمم . وكلمات نارية ذات معاني إنسانية سامية ودلالات فلسفية عميقة تمزق طبلة الأذن وهي للشاعر العربي أبي القاسم الشابي فمنذ نعومة أظفارنا ترددها ألسنتنا وترقص لها شفاهنا وتطرب بها قلوبنا . لكن أنظمة الحكم الدكتاتورية المباركة من المؤسسات الدينية قامت بتفكيك الإرادة الفردية والجماعية للناس خوفا من الانفجار وقمعت لديهم الرغبة الصادقة بالحياة وذلك بتخديرهم بالأوهام والخيالات وقامت ببناء جدار سميك من الشعور بالعجز والضعف في النفوس كي يصبحوا عديمي الجدوى وإحساسهم بأنهم غير قادرين على تغيير الواقع وتقرير المصير .إنها مازوخية جماعية زرعت فينا بذكاء وتكتيك كي نصبح دوما بحاجة إلى بطل أسطوري وقائد همام يكمل ما ينقصنا وهكذا نما فينا الشعور بالاغتراب والتبعية والانقياد الأعمى فطردنا خارج ذواتنا وسكن الزعيم فينا غازيا وغاصبا . لقد أصبحنا قطع شطرنج يحركوننا كيفما يشاءون ويبرمجوننا على الهتاف والتصفيق وهكذا كلما كثر ظلمهم وبطشهم زاد تبجيلنا لهم . لقد نهبوا ذواتنا قبل ثرواتنا وسرقوا إمكانياتنا قبل مقدراتنا إنهم ذئاب خاطفة بثياب حملان ابتليت بهم شعوبهم لقد طفح كيل ظلمهم . هل يبقى الوضع على ما هو عليه؟ لقد كان لنا درس في الابتدائية فيه سؤال يقول: إلى متى يبقى البعير فوق التل ؟ وكان الجواب إلى المساء أي لكل شيء وقت للنوم والاستيقاظ والعمل واللعب والأكل وللظلم وللثورة وللتغيير وقت أيضا . لقد أتت رياح التغيير في تونس ومصر بما لا تشتهي سفن الحكام . إن الشباب الثائر في كلا البلدين حولوا المستحيل إلى ممكن والحلم إلى واقع وتحملوا بجدارة المسؤولية التاريخية في تقرير مصيرهم بعدما احكموا قبضتهم على عنق التاريخ وغيروا مساره حسب الطلب وبما يخدم أهدافهم . إنهم شباب العولمة والفيس بوك والتويتر واليوتيوب يريدون إقامة دولة عصرية ودستور مدني يواكب التطور العالمي ومطالبهم مشروعة وهي الخبز والماء والحرية والكرامة وتحقيق الديمقراطية والإصلاح السياسي والعدالة الاجتماعية . إنها حركة وطنية من مسلمين ومسيحيين لا ينتمون إلى أي حزب سياسي أو ديني هدفهم تغيير وجه مصر نحو الأحسن .لقد حاول الأخوان المسلمين وخامنئي خطف هذه الثورة كالعادة لكن الشباب الثائر والواعي يعرف جيدا انه لن يحصل منهم غير الحجاب والنقاب واللحى الطويلة والمسواك ولا يمكن أن ينسى النماذج السيئة للثورات الدينية في ايران وصومال وسودان ... لذلك أبى أن تكون ذات صيغة دينية فاليافطات تخلوا تماما من أي شعارات دينية فلا مكان للهلال والصليب فيها حسنا فعلوا .يا حراس الثورة نريدها ناصعة البياض دون إراقة قطرة دم لذلك عليكم التحلي بالعقلانية والمنطق واستخدام الأساليب الحضارية والطرق الإنسانية لتغيير السلطة سلميا بعيدا عن التدمير والتخريب والشغب والاستفادة من سيناريوهات الدول المتقدمة في هذا المجال وحذار من الأعداء اللذين يحاولوا وضع عصا الاغتيال في عجلة الثورة .بعون الله انتم السابقون ونحن اللاحقون وان حمم بركانهم الغاضب تصل إلى ابعد نقطة من خارطة الوطن العربي وتحرق كل كراسي الحكم .


   Emmanuell _y_alrikani_2009@yahoo.com[/size][/color]

117
ليلة الزفاف بين العلم والأعراف
                 
                                                                        
بقلم                                                            
                                                                         عمانوئيل يونان الريكاني


الزواج رباط ديني اجتماعي لا يختلف عليه اثنان في مشارق الأرض ومغاربها وإنما الاختلاف فقط في الطقوس والشعائر التي تلازمه وذلك حسب العادات والتقاليد التي يتميز بها كل مجتمع والهوية الثقافية التي ينفرد بها كل شعب عن غيره من الشعوب. إن ليلة الزواج أو ليلة العمر أو الدخلة وان تعددت الأسماء فالمعنى واحد إن هذا المصطلح له صدى عميق ونغمة جميلة في نفوس العروسين .
العروس تنتظر أميرها على فرس ابيض ليحملها وينتشلها من قسوة هذا الواقع الصلد والروتين الممل و اللا معنى المدمرالى جنة الأحلام وفردوس الآمال وراء السحاب وخلف القمر حيث مقر العش الدافئ الذي غزل من خيوط الشمس وخاشعة النجوم حيث كتب على باب هذه المدينة الخيالية بكلمات من ذهب هنا دار السعادة الحقيقية حيث لا حزن ولا دموع ولا ألام بعد اليوم . والعريس ينتظر سندريلا حياته الذي ما برح حذاء الشوق والتوق يمسكه بيده طوال فترة العزوبية باحثا عن قياس صحيح لقلبه الولهان حتى يتحقق حلمه الذهبي وتضفي بسمة أبدية على جبينه .
إن هذه الليلة الرائعة التي تخفق لها القلوب واللقاء الجميل الذي تطرب له الروح امتزجت فيها العلم بالأعراف الحلم بالواقع الفرح بالخوف وان ترسانة المعتقدات البالية والتصورات الخاطئة حولتها لدى كثيرين إلى ليلة مخيفة وفلم مرعب تزيد من دقات القلب وارتفاع السكر وانخفاض الضغط لدى العروسين . وان النزعة الذكورية لها دور كبير في هذا التشويه التي اعتبرت المرأة درجة ثانية ليس لها ماركة مسجلة في شركة الحياة وأصبحت غرة النوم مجرد حلبة الصراع لإثبات رجولية الرجل الضيقة الأفق من خلال الجنس فهو يحمل صاروخ باليستي وهي لها درع صاروخ ورقي وما جسدها إلا مناسبة لإعطاء الرجل الثقة المزيفة بالنفس إن هذه النزعة البغيضة كالزائدة الدودية ي جسم العلاقات الإنسانية عامة والزوجية خاصة فهي تشوه جماليته وتلطخ طلعته البهية .
إن المساواة بين الرجل والمرأة هو العمود الفقري الذي قامت عليه الحضارة المعاصرة ونحن على يقين تام إن الأخطاء الشائعة اللا علمية هي نتيجة ترسبات العصور المظلمة والماضي النتن ستحترق في أتون الحضارة وتموت وان كانت مراسيم الدفن متأخرة لدى كثير من الأفراد والمجتمعات إليك بعض الإرشادات والتعليمات حول ثقافة جنسية جديدة مبنية على أسس علمية سليمة لضمان حياة زوجية هانئة
1.   يجب معرفة الجانب التشريحي لكل من الرجل والمرأة احدهما عن الأخر وإزالة تابو TABOO  الجنس من الذاكرة الذي حفرته الذهنية الرجعية والنظر إلى الأعضاء الجنسية لكلا الطرفين بدون خوف أو تردد أو خجل لان كثيرا ما يتم إيلاج القضيب في غير مكانه الطبيعي عندما لا يحدث تجاوب من قبل الزوجة ينظر الزوج إليها على إنها عاجزة عن منحه اللذة فيحدث ما لا تحمد عقباه أما الهجر أو طلب المتعة من مكان أخر .
2.   إتباع نظام غذائي للحفاظ على الرشاقة والاعتناء بالشعر وصبغ الأظافر واختيار الفستان والعطر الفواح التي تناسب أذواقهم التي لديهم دراية بها هذه هي احد عناصر انجذاب الطرفين لبعضهم البعض .
3.   التهيئة النفسية والجسمية عامل قوي في نجاح اللقاء الجنسي الأول وهو يقوم على تبادل الثقة والمشاعر الجياشة من ملاطفة وانس وتودد وبهجة وانسجام عاطفي والتأثير الايجابي على الأخر من خلال سحر الشخصية الودودة والمحبة .
4.   إنها ليلة عادية جدا ويجب طرد الخوف منها وإزاحة التصورات الخاطئة التي قيلت فيها وما أن يقفل باب الغرفة حتى يعج المكان بضجيج الضحك والابتسامة والقهقهة والدعابة .
5.   على الفتاة أن لا تنجرف وراء القيل والقال وان خبرة بعض النساء السيئة في هذا المجال ليست مقياس يتبع فمسالة الألم والنزيف يقلق الفتاة انه شيء مبالغ فيه فغشاء البكارة مجرد فض بعض الشعيرات الدموية وليست مذبحة دموية .
6.   على العروسين تفعيل الحواس الخمسة من مداعبة لفضية وحسية وفرفشة وقبلات وغزل .
7.   الجنس وسيلة يتم فيها التعبير عن أقوى المشاعر وأعمق العواطف وليس خط بارليف يجب اختراقه وإحراز النصر ورفع راية الذكورة عاليا .
8.   على الزوج إعطاء زوجته الأمان والحرية الكاملة لتعيش رغبتها الجنسية بقوتها وعمقها وكيفما شاءت لأنه لا توجد قواعد عامة للجنس وهو حق مشروع ورفع خطر الحياء المزيف عنها الذي يقاس به كرامة المرأة . لان المتعة الحقيقية لا تحصل إن لم تصل الرغبة إلى أقصى حدودها في العطاء والتفاعل والاندماج وإلا فان الفعل الجنسي يكون كالحرانة في البحر لا يتم فيه الحصول على اللذة المرجوة .
9.   عملية إيلاج القضيب يجب أن يتم بلطف وهدوء ولين وإذا استعصت الحالة فعليه إن يضع مرهم أو زيت الزيتون .
10.   إن الوضعية المستحبة والصحيحة هي أن تنام الزوجة على ظهرها وتشد ساقيها إلى الخلف بيديها ويقوم الرجل بإيلاج ببطء أو تقوم الزوجة بالجلوس على القضيب وتولجه ببطء في فرجها هذه أفضل الطرق وان وضع الوسادات وما غير ذلك ليس مرغوب .
         Emmanuell _y_alrikani_2009@yahoo.com[/size][/color]

118
دوافع الخيانة الزوجية عند الرجل

                                       
بقلم:عمانوئيل يونان الريكاني

الخيانة الزوجية هي إصابة الحب الزوجي في الصميم وتلف أنسجة العلاقة بين الزوجين الأمر الذي يؤدي إلى حدوث شرخ في جسم الروابط الأسرية وانسداد في شريان الدوام والاستمرارية وبالتالي يكون دمار العائلة وانفكاكها ثمن هذا السلوك المشين .
إن انعدام المساواة بين كلا الجنسين والكيل بمكيالين وسياسة المعيار المزدوج تجعل وطأة الخيانة على الرجل اخف منه على المرأة لكن من الإجحاف أن تضع العين كله عليه ونتجاهل دور المرأة فيه فالرجل جلاد وضحية ومجرم وبريء في أن واحد والمرأة من حيث تدري أو لا تدري تدفع الرجل للسقوط من حافة الجبل إلى وادي الخيانة . أيتها المرأة إن سحر جمالك وحلاوة لسانك تستطيعين فعل المستحيل بهما . إذا كان رجلك شهريار كوني أنت شهرزاد في الحكمة والصبر وإذا كان زوجك زير نساء كوني أنت كهرمانة في الذكاء والشجاعة واسقيه من خمر حبك وحنانك حتى الثمالة . كما إن مانعة الصواعق تبعث الشحنات الكهربائية قبل وقوع كارثة تستطيعي إن تكوني مانعة خيانة وتمنعي وقوع مشكلة بالرأفة والرقة والعاطفة إليك ثلاثة محاور أساسية وأسباب رئيسية تدور عليها الخيانة والتي تحمل في رحمها أسباب أخرى لها تأثيرها أيضا .
عدم الرضا الجنسي
الجنس بعد أساسي في العلاقة الزوجية فإذا كان عند المرأة مجرد جزء من الحياة فهو لدى الرجل يعني الحياة كلها وعلى المرأة إن تدرك هذه الحقيقة جيدا . واهم أسباب الخيانة هي البرود الجنسي لدى المرأة وتجاهل زوجها وإهمال مظهرها والتذمر المستمر . إن المرأة المملة والمزعجة والمهملة تدفع رجلها إلى الهروب والسهر خارج البيت مما يكون فريسة سهلة للوقوع في فخ الخيانة حيث اللذة والراحة التي يبحث عنهما .
ثقافة الجسد
في ظل ثقافة شعارها "الحب للعشيقات والإنجاب للزوجات" تقدم المرأة على إنها جسد لا إنسان حيث ترتكز على الجسد المادي والشكل الخارجي وتفرغها من مضمونها وجوهرها الحقيقي وتصبح مصدر متعة للرجل لا غير وفاكهة طرية وشهية موجودة لإشباع الرغبات الحسية وتساعد وسائل الإعلام في ترسيخ هذه المفاهيم وتلعب الإعلانات التجارية دورا بارزا في بلورة هذا الوعي وذلك من خلال لصق صورها العارية على ارخص مادة في السوق . إن هذا الجو المشحون بالإثارة يستفز مشاعر الرجل الجنسية وتضعف قدرته على مقاومة هذه الإغراءات وينظر إلى المرأة مادة استهلاكية ليس إلا ويكون سبب كاف للخيانة والخروج عن الطريق الصحيح .
النزعة الذكورية
الخيانة وسيلة يود فيها تفوق الأنا . والقدرة الجنسية هنا مقياس لتحقيق الذات واثبات الرجولة وزيادة عدد العشيقات يتناسب طرديا مع ضغط هذه النزعة والمكانة الواسعة التي تشغلها في حياته . وهناك نزعة طفولية مفادها أخون لألفت نظر زوجتي اللامبالية بالإضافة إلى ضغط أصدقاء السوء أو مجرد تغيير المشهد .

 
                       Emmanull_y_alrikani@yahoo.com[/size][/color]

119
[size=14pt
]ليلة الزفاف بين العلم والأعراف
                 
                                                                        
بقلم                                                            
                                                                         عمانوئيل يونان الريكاني


الزواج رباط ديني اجتماعي لا يختلف عليه اثنان في مشارق الأرض ومغاربها وإنما الاختلاف فقط في الطقوس والشعائر التي تلازمه وذلك حسب العادات والتقاليد التي يتميز بها كل مجتمع والهوية الثقافية التي ينفرد بها كل شعب عن غيره من الشعوب. إن ليلة الزواج أو ليلة العمر أو الدخلة وان تعددت الأسماء فالمعنى واحد إن هذا المصطلح له صدى عميق ونغمة جميلة في نفوس العروسين .
العروس تنتظر أميرها على فرس ابيض ليحملها وينتشلها من قسوة هذا الواقع الصلد والروتين الممل و اللا معنى المدمرالى جنة الأحلام وفردوس الآمال وراء السحاب وخلف القمر حيث مقر العش الدافئ الذي غزل من خيوط الشمس وخاشعة النجوم حيث كتب على باب هذه المدينة الخيالية بكلمات من ذهب هنا دار السعادة الحقيقية حيث لا حزن ولا دموع ولا ألام بعد اليوم . والعريس ينتظر سندريلا حياته الذي ما برح حذاء الشوق والتوق يمسكه بيده طوال فترة العزوبية باحثا عن قياس صحيح لقلبه الولهان حتى يتحقق حلمه الذهبي وتضفي بسمة أبدية على جبينه .
إن هذه الليلة الرائعة التي تخفق لها القلوب واللقاء الجميل الذي تطرب له الروح امتزجت فيها العلم بالأعراف الحلم بالواقع الفرح بالخوف وان ترسانة المعتقدات البالية والتصورات الخاطئة حولتها لدى كثيرين إلى ليلة مخيفة وفلم مرعب تزيد من دقات القلب وارتفاع السكر وانخفاض الضغط لدى العروسين . وان النزعة الذكورية لها دور كبير في هذا التشويه التي اعتبرت المرأة درجة ثانية ليس لها ماركة مسجلة في شركة الحياة وأصبحت غرة النوم مجرد حلبة الصراع لإثبات رجولية الرجل الضيقة الأفق من خلال الجنس فهو يحمل صاروخ باليستي وهي لها درع صاروخ ورقي وما جسدها إلا مناسبة لإعطاء الرجل الثقة المزيفة بالنفس إن هذه النزعة البغيضة كالزائدة الدودية ي جسم العلاقات الإنسانية عامة والزوجية خاصة فهي تشوه جماليته وتلطخ طلعته البهية .
إن المساواة بين الرجل والمرأة هو العمود الفقري الذي قامت عليه الحضارة المعاصرة ونحن على يقين تام إن الأخطاء الشائعة اللا علمية هي نتيجة ترسبات العصور المظلمة والماضي النتن ستحترق في أتون الحضارة وتموت وان كانت مراسيم الدفن متأخرة لدى كثير من الأفراد والمجتمعات إليك بعض الإرشادات والتعليمات حول ثقافة جنسية جديدة مبنية على أسس علمية سليمة لضمان حياة زوجية هانئة
1.   يجب معرفة الجانب التشريحي لكل من الرجل والمرأة احدهما عن الأخر وإزالة تابو TABOO  الجنس من الذاكرة الذي حفرته الذهنية الرجعية والنظر إلى الأعضاء الجنسية لكلا الطرفين بدون خوف أو تردد أو خجل لان كثيرا ما يتم إيلاج القضيب في غير مكانه الطبيعي عندما لا يحدث تجاوب من قبل الزوجة ينظر الزوج إليها على إنها عاجزة عن منحه اللذة فيحدث ما لا تحمد عقباه أما الهجر أو طلب المتعة من مكان أخر .
2.   إتباع نظام غذائي للحفاظ على الرشاقة والاعتناء بالشعر وصبغ الأظافر واختيار الفستان والعطر الفواح التي تناسب أذواقهم التي لديهم دراية بها هذه هي احد عناصر انجذاب الطرفين لبعضهم البعض .
3.   التهيئة النفسية والجسمية عامل قوي في نجاح اللقاء الجنسي الأول وهو يقوم على تبادل الثقة والمشاعر الجياشة من ملاطفة وانس وتودد وبهجة وانسجام عاطفي والتأثير الايجابي على الأخر من خلال سحر الشخصية الودودة والمحبة .
4.   إنها ليلة عادية جدا ويجب طرد الخوف منها وإزاحة التصورات الخاطئة التي قيلت فيها وما أن يقفل باب الغرفة حتى يعج المكان بضجيج الضحك والابتسامة والقهقهة والدعابة .
5.   على الفتاة أن لا تنجرف وراء القيل والقال وان خبرة بعض النساء السيئة في هذا المجال ليست مقياس يتبع فمسالة الألم والنزيف يقلق الفتاة انه شيء مبالغ فيه فغشاء البكارة مجرد فض بعض الشعيرات الدموية وليست مذبحة دموية .
6.   على العروسين تفعيل الحواس الخمسة من مداعبة لفضية وحسية وفرفشة وقبلات وغزل .
7.   الجنس وسيلة يتم فيها التعبير عن أقوى المشاعر وأعمق العواطف وليس خط بارليف يجب اختراقه وإحراز النصر ورفع راية الذكورة عاليا .
8.   على الزوج إعطاء زوجته الأمان والحرية الكاملة لتعيش رغبتها الجنسية بقوتها وعمقها وكيفما شاءت لأنه لا توجد قواعد عامة للجنس وهو حق مشروع ورفع خطر الحياء المزيف عنها الذي يقاس به كرامة المرأة . لان المتعة الحقيقية لا تحصل إن لم تصل الرغبة إلى أقصى حدودها في العطاء والتفاعل والاندماج وإلا فان الفعل الجنسي يكون كالحرانة في البحر لا يتم فيه الحصول على اللذة المرجوة .
9.   عملية إيلاج القضيب يجب أن يتم بلطف وهدوء ولين وإذا استعصت الحالة فعليه إن يضع مرهم أو زيت الزيتون .
10.   إن الوضعية المستحبة والصحيحة هي أن تنام الزوجة على ظهرها وتشد ساقيها إلى الخلف بيديها ويقوم الرجل بإيلاج ببطء أو تقوم الزوجة بالجلوس على القضيب وتولجه ببطء في فرجها هذه أفضل الطرق وان وضع الوسادات وما غير ذلك ليس مرغوب .
         Emmanuell _y_alrikani_2009@yahoo.com[/size][/color]

120
ليلة الزفاف بين العلم والأعراف
                   
                                                                         بقلم                                                           
                                                                       
عمانوئيل يونان الريكاني

الزواج رباط ديني اجتماعي لا يختلف عليه اثنان في مشارق الأرض ومغاربها وإنما الاختلاف فقط في الطقوس والشعائر التي تلازمه وذلك حسب العادات والتقاليد التي يتميز بها كل مجتمع والهوية الثقافية التي ينفرد بها كل شعب عن غيره من الشعوب. إن ليلة الزواج أو ليلة العمر أو الدخلة وان تعددت الأسماء فالمعنى واحد إن هذا المصطلح له صدى عميق ونغمة جميلة في نفوس العروسين .
العروس تنتظر أميرها على فرس ابيض ليحملها وينتشلها من قسوة هذا الواقع الصلد والروتين الممل و اللا معنى المدمرالى جنة الأحلام وفردوس الآمال وراء السحاب وخلف القمر حيث مقر العش الدافئ الذي غزل من خيوط الشمس وخاشعة النجوم حيث كتب على باب هذه المدينة الخيالية بكلمات من ذهب هنا دار السعادة الحقيقية حيث لا حزن ولا دموع ولا ألام بعد اليوم . والعريس ينتظر سندريلا حياته الذي ما برح حذاء الشوق والتوق يمسكه بيده طوال فترة العزوبية باحثا عن قياس صحيح لقلبه الولهان حتى يتحقق حلمه الذهبي وتضفي بسمة أبدية على جبينه .
إن هذه الليلة الرائعة التي تخفق لها القلوب واللقاء الجميل الذي تطرب له الروح امتزجت فيها العلم بالأعراف الحلم بالواقع الفرح بالخوف وان ترسانة المعتقدات البالية والتصورات الخاطئة حولتها لدى كثيرين إلى ليلة مخيفة وفلم مرعب تزيد من دقات القلب وارتفاع السكر وانخفاض الضغط لدى العروسين . وان النزعة الذكورية لها دور كبير في هذا التشويه التي اعتبرت المرأة درجة ثانية ليس لها ماركة مسجلة في شركة الحياة وأصبحت غرة النوم مجرد حلبة الصراع لإثبات رجولية الرجل الضيقة الأفق من خلال الجنس فهو يحمل صاروخ باليستي وهي لها درع صاروخ ورقي وما جسدها إلا مناسبة لإعطاء الرجل الثقة المزيفة بالنفس إن هذه النزعة البغيضة كالزائدة الدودية ي جسم العلاقات الإنسانية عامة والزوجية خاصة فهي تشوه جماليته وتلطخ طلعته البهية .
إن المساواة بين الرجل والمرأة هو العمود الفقري الذي قامت عليه الحضارة المعاصرة ونحن على يقين تام إن الأخطاء الشائعة اللا علمية هي نتيجة ترسبات العصور المظلمة والماضي النتن ستحترق في أتون الحضارة وتموت وان كانت مراسيم الدفن متأخرة لدى كثير من الأفراد والمجتمعات إليك بعض الإرشادات والتعليمات حول ثقافة جنسية جديدة مبنية على أسس علمية سليمة لضمان حياة زوجية هانئة
1.   يجب معرفة الجانب التشريحي لكل من الرجل والمرأة احدهما عن الأخر وإزالة تابو TABOO  الجنس من الذاكرة الذي حفرته الذهنية الرجعية والنظر إلى الأعضاء الجنسية لكلا الطرفين بدون خوف أو تردد أو خجل لان كثيرا ما يتم إيلاج القضيب في غير مكانه الطبيعي عندما لا يحدث تجاوب من قبل الزوجة ينظر الزوج إليها على إنها عاجزة عن منحه اللذة فيحدث ما لا تحمد عقباه أما الهجر أو طلب المتعة من مكان أخر .
2.   إتباع نظام غذائي للحفاظ على الرشاقة والاعتناء بالشعر وصبغ الأظافر واختيار الفستان والعطر الفواح التي تناسب أذواقهم التي لديهم دراية بها هذه هي احد عناصر انجذاب الطرفين لبعضهم البعض .
3.   التهيئة النفسية والجسمية عامل قوي في نجاح اللقاء الجنسي الأول وهو يقوم على تبادل الثقة والمشاعر الجياشة من ملاطفة وانس وتودد وبهجة وانسجام عاطفي والتأثير الايجابي على الأخر من خلال سحر الشخصية الودودة والمحبة .
4.   إنها ليلة عادية جدا ويجب طرد الخوف منها وإزاحة التصورات الخاطئة التي قيلت فيها وما أن يقفل باب الغرفة حتى يعج المكان بضجيج الضحك والابتسامة والقهقهة والدعابة .
5.   على الفتاة أن لا تنجرف وراء القيل والقال وان خبرة بعض النساء السيئة في هذا المجال ليست مقياس يتبع فمسالة الألم والنزيف يقلق الفتاة انه شيء مبالغ فيه فغشاء البكارة مجرد فض بعض الشعيرات الدموية وليست مذبحة دموية .
6.   على العروسين تفعيل الحواس الخمسة من مداعبة لفضية وحسية وفرفشة وقبلات وغزل .
7.   الجنس وسيلة يتم فيها التعبير عن أقوى المشاعر وأعمق العواطف وليس خط بارليف يجب اختراقه وإحراز النصر ورفع راية الذكورة عاليا .
8.   على الزوج إعطاء زوجته الأمان والحرية الكاملة لتعيش رغبتها الجنسية بقوتها وعمقها وكيفما شاءت لأنه لا توجد قواعد عامة للجنس وهو حق مشروع ورفع خطر الحياء المزيف عنها الذي يقاس به كرامة المرأة . لان المتعة الحقيقية لا تحصل إن لم تصل الرغبة إلى أقصى حدودها في العطاء والتفاعل والاندماج وإلا فان الفعل الجنسي يكون كالحرانة في البحر لا يتم فيه الحصول على اللذة المرجوة .
9.   عملية إيلاج القضيب يجب أن يتم بلطف وهدوء ولين وإذا استعصت الحالة فعليه إن يضع مرهم أو زيت الزيتون .
10.   إن الوضعية المستحبة والصحيحة هي أن تنام الزوجة على ظهرها وتشد ساقيها إلى الخلف بيديها ويقوم الرجل بإيلاج ببطء أو تقوم الزوجة بالجلوس على القضيب وتولجه ببطء في فرجها هذه أفضل الطرق وان وضع الوسادات وما غير ذلك ليس مرغوب .
[/color]
         

121
[
color=black]
دونية المرأة انعكاس لسيكولوجية الرجل المقهور
               
 
  بقلم: عمانوئيل يونان الريكاني[/
left]
خلق الله الإنسان ( ذكر وأنثى ) على صورته ومثاله متساويين في القيمة والكرامة لافرق بينهما سوى بالجنس لكن التاريخ يخبرنا إن هذه المساواة أصيبت في الصميم بعد تسلط المجتمع ألذكوري على حركة الحياة . ومنذ تلك الفترة تحاول المرأة جاهدة استرداد صورتها الأصلية التي فقدتها وحقوقها الإنسانية التي أهدرت . وبعد كفاح شاق ومضن ونضال طويل ومستمر استطاعت في البلدان المتقدمة إن تحقق الغاية المرجوة والهدف المنشود . وتؤدي دورا فعالا في المجتمع وتتبوأ المناصب الاجتماعية و السياسية العالية . لكن في المجتمعات المتخلفة مازالت تعاني من جرحا عميقا في كيانها الإنساني ونزيفا حادا في كرامتها البشرية . نتيجة بنية هذه المجتمعات المبنية على أساس تسلطي حيث الأولوية فيها تعطى للرجل الذي يمارس دور المتسلط والوصي عليها وان شكل العلاقة السائد بينهما هي علاقة السيد بالعبد والرئيس بالمرؤوس والتابع بالمتبوع . وعلى أثرها دفعت المرأة ومازالت الثمن غاليا جدا من الاضطهاد النفسي والجسدي إلى التبخيس والتهميش والإقصاء من الحياة العامة وحصر رسالتها في البيت فقط كأم وزوجة واجبها تقديم قرابين الطاعة للرجل . ليس لها حق تقرير مصيرها ولا اختيار شكل حياتها أو رسم ملامح مستقبلها فهي مشلولة الإرادة والفكر ومسلوبة الرغبة والطموح لان هنا من يريد ويرغب ويطمح بلا عنها . وليس لها سلطة حتى على جسدها لأنه ملك العائلة والعشيرة يتحكمون به وبحركاته وفق أنماط اجتماعية ابتدعوها . وهي سلعة تباع وتشترى وبضاعة سعرها محدود حسب نوعيتها وجودتها . وان رحلة حياتها تبدأ بالانتقال من سجن الأب والأخ إلى سجن الزوج والتي هي اقرب خط بين نقطتين . لقد حيكت حول طبيعتها الأساطير والخرافات ونسجت حول أنوثتها التصورات والمعتقدات التي لاتمت إلى الحقيقة بصلة إنما هي من اختراع المجتمع ألذكوري ألصقت بها لتزيد من تبعيتها وخضوعها . كان لا تصلح للقيام بأي نشاط عقلي أو رياضي لان مركز ثقل تفكيرها هي العاطفة لذلك يعطى لها أعمال ثانوية هامشية ليس فيها أي إبداع والتي لاتحتاج إلى طاقة ذهنية خلاصة القول فهي تعاني الاستلاب الاقتصادي والجنسي والعقائدي كل هذا يتم تحت شرعية القوانين المدنية والدينية . إن المرأة لم تقف مكتوفة الأيدي أمام الظلم والاستغلال والدونية الواقع عليها والذي أدى إلى استنزاف كلي لإنسانيتها وإهدار جميع حقوقها فكل ضغط يولد انفجارا طبيعيا ونفسيا وهذا الذي أدى إلى حدوث ثورة بركانية في عالم النساء تناثرت حممه في كل دول العالم الثالث ومن ضمنها مجتمعنا العربي وبمؤازرة الرجال المتنورين تطالب فيها برفع الغبن والظلم عنها وبالمساواة مع الرجل والسماح لها بالانخراط في واقع الحياة بكل مجالاته للمساهمة جنبا إلى جنب مع الرجل لبناء الإنسان والمجتمع والحضارة . وإنها ليست اقل قيمة أو أدنى كفاءة منه وان خمولها الفكري وكسلها العقلي ليس ناتجا من صلب تكوينها وإنما حرمانها من الدراسة والتعليم فكيف نطالب شخصا لم يقرأ الرياضيات إن يقوم بحل مسألة رياضية عويصة وقديما قال الشاعر العربي ( رماني في اليم مكتوفا وقال لي إياك إياك أن تبتل بالماء ) وان الشخصيات النسائية والذي خلدهن التاريخ حيث أبدعن في كل مجالات الحياة مثل سميراميس وملكة سبأ ومدام كور وانديرا غاندي وغيرهن كثيرات لامجال لذكرهن لهو اكبر دليل على بطلان هذه الحجة . لاريب أن اكتشاف الداء نصف الدواء وان معرفة جذور المشكلة يعني السيطرة عليها وإيجاد حلول مناسبة لها إن كل مظاهر استعباد الرجل للمرأة نتاج بيئة اقتصادية اجتماعية وثقافية معينة . وان الرجل هو الأخر ضحية الظروف القاهرة التي يعيشها تحت ظل فئة متسلطة تتحكم في كل أمور حياته بما لها من قوة ونفوذ وسلطان واحد أساليب السيطرة هي زرع في نفسه الشعور بالنقص والخوف من السلطة وغرس في أعماقه إحساسا في فقدان القدرة على المواجهة وتغيير المصير وان وضعيته التعيسة أمر مقدر مكتوب ( واللي مكتوب على الجبين تراه العين ) أو العين لاتعلو على الحاجب .. مما يؤدي إلى زعزعة ثقته بنفسه وشل إرادته و حركته والعجز التام عن تغيير أوضاعه المعيشية ومكانته الاجتماعية . وان مشاعر العداء والكراهية التي يكنها للمتسلط نتيجة المذلة والمهانة التي يلقاها منه ستتراكم في لاوعيه ولا يستطيع توجيهها نحو المسؤول عن بلاياه خوفا على أمنه وحياته وعياله لذلك تكون حبيسة في داخله تنتظر إطلاق سراحها . وبما إن الاحتقار الذاتي شعور مؤلم لايمكن احتماله لذلك سيتم تفريغ هذه العدوانية على الآخرين الذين اضعف منه أو له سلطة عليهم ومن غير المرأة سيكون كبش فداء وهكذا من باب قلب الأدوار والتماهي بالمتسلط يتحول المازوخي إلى سادي والضحية إلى جلاد وان عقدة العار هي تكملة لعقدة الشعور بالنقص وهي حيلة دفاعية يلجأ إليها الرجل المقهور المطعون في شرفه وكرامته لتغطية عاره الحياتي الذي لايطيق احتماله . وافتضاح بؤسه وعجزه يقلقه كثيرا لذلك يخشى إن ينشف باستمرار . فتكون السترة هاجسه الأساسي الذي يشكل درعا واقيا لبؤسه الداخلي . هذا سيسقط العار كله على المرأة والتي سيرتبط شرفه وكرامته بأمر جنسي لامبرر له من الناحية البيولوجية . إنها لعبة مفبركة وخدعة ذكية من قبل الفئة المتسلطة لتحويل الأنظار عن مصدر العار الحقيقي وإيجاد عار وهمي وهي المرأة لتكون شماعة تعلق عليها ملابسه الوسخة . وهذا سيكون تحرير المرأة مشروط بتحرير الظروف الاقتصادية والاجتماعية للرجل لان فاقد الشيء لايعطيه وان المجتمع الذي تسود فيه قيم الحرية والمساواة والعدل والذي لامان فيه للخوف والقهر والاستغلال والعنصرية حيث التوزيع العادل للثروات وتقليص المسافة بين الأغنياء والفقراء يستطيع فيه الإنسان رجلا وامرأة وبملء الحرية أن يؤكد ذاته ويبني شخصيته بالوسائل الايجابية الصحيحة دون اللجوء إلى الحيل الدفاعية أو لبس الأقنعة . 

         
Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com                                                     [/size] [/color]

122
وصايا الحب  العشرة
أو
هذا هو الحب
                                                           
بقلم: عمانوئيل يونان الريكاني
كما إن الشجرة تضرب جذورها في الأرض لكي تبقى أغصانها باسقة في السماء تواقة إلى العلا تعانق فضاء السموم اللامتناهي تلك القوة أو الطبيعة أوجدها الخالق في البذرة . هكذا في عالم الإنسان حال العشاق والمحبين والأزواج اللذين ثملوا من خمرة الحب وسكروا من نبيذ العشق . إن نداء الحب الحقيقي يدعوهم إلى نحت كيانهم الإنساني العميق وصياغة طبيعتهم البشرية الحقيقية على ضوء شعارهم الحياتي المحفور في قلوبهم سواء عرفوا بذلك أو لم يعرفوا وهو – رجل + امرأة = الله إنها رحلة القلب نحو ارض الميعاد والرغبة القوية في كسر حاجز المحدود والارتماء في أحضان اللامحدود حيث النشوة والصفاء التي ينالهما بعد إزالة المسافة والاتحاد الكامل . عزيزي القارئ لا تسئ فهم هذه العبارة ولا ترمينا بحجارة البدعة وتطعننا بسكين الهرطقة فنحن أبرياء من هذه التهمة إنها ليست قضية رياضية تجمع رقمين لتحصل على رقم ثالث ولا هي معادلة كيميائية من خلال مزج عنصرين يتكون عنصر جديد ولا هي مسألة بيولوجية يتحد فيها جسدان ليتولد فيها كائن أخر يحمل بصمات الأب وألام إنها أكثر من هذه النظرة الضيقة فهي حقيقة إنسانية إلهية تفرضها طبيعة الحب شئنا أم أبينا لان الحب هو هوية الله والإنسان معا ويشترك الاثنان في فصيلة دم واحدة " أو صليب " O+ مثلما إن الإشارات المرورية وعلامة الطريق ضرورية للناس لتأمين سلامة السير هكذا كل المحبين اللذين تذوقوا الأبدية في وعاء الزمن وشموا نسيم المطلق في ربيع النسبي لئلا يكونوا أو يقعوا في أوهام وأحلام ووساوس يحتاجون إلى وصايا وإرشادات لكي يصلوا إلى هدفهم النهائي بأمان ولا ينجرفوا عن جادة الصواب .
إليك عشرة إشارات ضوئية تساعدك في الانطلاق
1)   إنا حبيبك الذي أخرجك من رتابة الحياة وتفاهة الوجود ومن دار الوحدة القاسية لا يكن لك حبيب أخر غيري. لا تنحت لك حب كاذب من حجر الإنسانية ومن خشب حب الذات ولاتصنع لك تمثال رخامه من النرجسية.
2)   لا تنطق باسم الحب باطلا لان قاضي محكمة الحب لايبرئ من يتفوه باسمه باطلا .
3)   احفظ يوم الحب وقدسه واحتفل به دوما وأشعل شموع اللهفة والشوق فيه لان الذكرى الشمس تمنح للحب الحرارة والضوء والطاقة. ستة أيام تعمل وتكد وتتعب من اجل توفير وسائل العيش لكن السابع خصصه للحبيب قلبا وقالبا لئلا تجرف أعاصير الجفاف العاطفي ورياح اللامبالاة .
4)   أكرم أيها الحبيب أمالي وطموحاتي التي بها احقق ذاتي وكياني لي يطول عمر العلاقة على الأرض .
5)   لاتقتل مشاعري وأحاسيسي لا بالفكر ولا بالقول ولا بالفعل لئلا أتحول إلى آلة تتحرك لكن بدون روح ولا حياة . فانا احتاج منك لمسة حنان وعطف واحترام لكي أعطيك أجمل مافي على طبق الفرح والسعادة .
6)   لا تزن لان الزنى فايروس الحب القاتل الذي ليس له مضاد حيوي .
7)   لاتسرق مني أجمل لحظات عمري بالاستغلال والاستعباد والإذلال لئلا تجعل مني متسول الموت في طرقات الحياة .
8)   لا تشهد بالزور لأنها مثل سم الأفعى التي تنفثه في جسد الحب لتوقف أعضاءه الحيوية عن العمل وبالتالي يسلم القلب أوراق اعتماده إلى سفارة الفراق المحتوم .
9)   لا تشتهي امرأة قريبك لان القلب الصادق لا يقبل القسمة على اثنين وان المحبوب وحده يكون مشتهى الحبيب وأي اختراق من قبل أخر يعني انتهاك قدسية العلاقة وتدنيس للحب.
10)   لاتشته مقتنى غيرك لان الحب الحقيقي يرفض إعطاء إي شيء أخر غيره قيمة قصوى أو تأليهه مثل المال – الجنس – النفوذ – الجاه – السلطة – النجاح ...الخ. 



Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com                                       

123
كنيسة سيدة النجاة
وموسوعة غينيس للمذابح القياسية
                                                             
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني

هزت مذبحة كنيسة النجاة في بغداد ضمير الانسانية وقلوب كل الشرفاء في العالم على الجريمة النكراء التي قامت بها شلة من الإرهابيين وعصابة من القتلة واللصوص ضد أناس أبرياء عزل امنين كانوا يؤدون شعائرهم الدينية ويصلون إلى الله من اجل بلدهم العراق لكي ينجوه من المصائب التي فيها . لقد صبغوا بسلاحهم الفتاك ثياب الضحايا بألوان دمائهم دون أي حرمه لرضيع أو طفل أو امرأة أو شاب أو رجل مسن أو رجل دين ولا أي تمييز في حساباتهم بين الأسود والأبيض الكل سواسية مثل أسنان المشط أمام بطشهم وشهوة الموت لديهم . وقاموا بتدنيس مقدساتهم وأهانوها بالسب والشتم معلنين الحرب وواعدين بالويل والدمار لا لسبب إلا لكونهم مسيحيين . وكانت هذه المجزرة المروعة والمرعبة حديث الساعة ومادة دسمة للإعلام العالمي بكل أشكاله المرئية والمسموعة والمقروءة شاهدة على بشاعة هذا الفعل لا بل يقف أمامها العقل البشري عاجزا عن أيجاد مصطلح ليصف بدقة هذا الفعل الذي يفوق كل وحشية وبربرية أفرزتها الجريمة على مدى التاريخ وفي كل بقعة من بقاع الأرض وأنا على ثقة ويقين لو كانت الحيوانات المفترسة حاضرة هناك أثناء تنفيذ هذه المهمة القبيحة بكل المقاييس الأخلاقية والدينية والإنسانية والحضارية لطأطأت رؤوسها منحنية أمام هذا المشهد المأساوي وقدمت دموعها مستنكرة وساخرة من عقول وضمائر هؤلاء الناس وسلوكهم العدواني وألا إنساني وشكرت الله لخلقه لهم حيوانات لا بشرا .
إنها جريمة الجرائم ومذبحة المذابح ترحب بها موسوعة غينيس بدون تردد لا في عدد ضحاياها بل بطريقة إفراغ سمومهم وأحقادهم الذي يندي لها جبين الانسانية في عصر يحترم فيه حتى الحيوان وله حقوق وجمعيات تدافع عنه من تهور الناس لا مثل هؤلاء المهووسين بالقتل والمرضى عقليا ونفسيا الذي يعتبر الإنسان عندهم ارخص شيء لأنهم أعداء الحياة لا ينتجون غير الموت والظلام . إن دينهم التكفير لا التفكير وشعارهم السيف البتار وعقيدتهم سفك دماء ل من يخالفهم بأتفه شيء حتى لو كان له شعرة واحدة ناقصة أو زائدة في لحيته وان إلههم على صورتهم قاتل ومنتقم وجبار أعطى لهم وكالة عامة مطلقة لتنفيذ كل مشاريعه من تطهير وتصفية وإقصاء كل الذين ليسوا نسخا كربونية منهم . إنهم أعداء الخير والسلام والإنسانية وخصوم قبول الأخر المختلف لأنهم تشبعوا منذ الصغر بفقه الكراهية ونتيجة للهزيمة الحضارية أمام الغرب المتفوق والشعور بالنقص تجاه منجزاتها تحولوا إلى مصاصي دماء وطيور كاسرة تمزق بمخالبها أجمل ما في الحياة وهي الحياة التي وهبها الله . ما أشبه اليوم بالأمس فالتاريخ يعيد نفسه معنا فقد حذرنا رب المجد قائلا : بأنه يأتي يوم يقتلونكم ويطردونكم من دياركم من اجل اسمي لا بل يظن بأنه يقدم خدمة لله . وقال لنا إن التلميذ ليس أعظم من معلمه فمصيرنا نفس مصير ربنا لأننا نسير أيضا على درب الجلجلة . هذا ما حصل للمسيحيين على مر التاريخ من اضطهاد شنيع على يد أباطرة الفرس والروم والتتر والمغول من اجل إيمانهم لكنهم لم يستطيعوا أن يثلموا عزيمتهم في المضي نحو طريق المجد لأنه إذا كان الله معنا فمن علينا وما يحصل الآن من اضطهاد المسيحيين في بعض البلدان العربية والإسلامية أن دل على شيء فهو يدل على المؤامرة القذرة التي يحيكها السلفيون المتطرفون ضد المسيحيين لإخراجهم من الشرق وطردهم من أوطان هم أصلا سكانها الأصليون سواء تواطأت معهم حكوماتهم أو عجزوا عن ردعهم النتيجة سواء . نقول لكم أيها المعاقين نفسيا وروحيا بئس ما تفعلون بنا وتقولون علينا نحن لا نهابكم ولا نخافكم لأننا أبناء قديسين ورجال عظماء رووا بدمائهم الطاهرة هذه الأرض المقدسة وضحوا بالغالي والنفيس من اجل إيمانهم المسيحي لا السيف ولا الموت يستطيع أن يفصلنا عن حب المسيح . أيها الأغبياء المارقين عن الدين هل تظنون بكسركم صلبان خشبية وبعثرت أواني مقدسة تستطيعوا أن تقضوا علينا كلا وألف كلا فالصليب ليس أداة مادية انه حياة تعاش فهو معجون بدمائنا ومحفوظ في أرواحنا حتى لو هدمتم كل كنائس العالم فقلوبنا بيت عبادة تلتقي بها مع المسيح الحي فينا . إن قتلتم كاهن أو مطران لا يمكن إيقاف الذبيحة الإلهية التي تستمر إلى ابد الدهر لأنه سيولد مليار ونصف مسيحي كاهن على غرار وسيم وثائر وفرج رحو ورغيد ليشهدوا إن الله محبة وليس زعيم مافيا على ما هو إلهكم . سنحارب كراهيتكم وظلمكم وباطلكم بسلاح المحبة والعدل والحق . دون إراقة قطرة دم منكم ستفاجئون عندما نطلب من الله لا أن يلعنكم كما هي دعواكم بل أن يغفر لكم ويهديكم إلى الطريق القويم كما علمنا ربنا من على الصليب . هنيئا لكم أيها الأبطال لأنكم نلتم إكليل الشهادة لا تخف أيها القطيع الصغير لان أسمائكم كتبت في سماء المجد وسفر الخلود سيروا ونحن من ورائكم نحمل صليب المسيح لا والله لن يسقط من أيدينا ولن يخرج من قلوبنا حتى نغرسه في أخر نقطة من التاريخ ويلفظ الزمن أنفاسه الأخيرة .


                                                              Emmanuell_y_alrikani_2009  [/size
]

124
كنيسة سيدة النجاة
وموسوعة غينيس للمذابح القياسية
                                                             
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني

هزت مذبحة كنيسة النجاة في بغداد ضمير الانسانية وقلوب كل الشرفاء في العالم على الجريمة النكراء التي قامت بها شلة من الإرهابيين وعصابة من القتلة واللصوص ضد أناس أبرياء عزل امنين كانوا يؤدون شعائرهم الدينية ويصلون إلى الله من اجل بلدهم العراق لكي ينجوه من المصائب التي فيها . لقد صبغوا بسلاحهم الفتاك ثياب الضحايا بألوان دمائهم دون أي حرمه لرضيع أو طفل أو امرأة أو شاب أو رجل مسن أو رجل دين ولا أي تمييز في حساباتهم بين الأسود والأبيض الكل سواسية مثل أسنان المشط أمام بطشهم وشهوة الموت لديهم . وقاموا بتدنيس مقدساتهم وأهانوها بالسب والشتم معلنين الحرب وواعدين بالويل والدمار لا لسبب إلا لكونهم مسيحيين . وكانت هذه المجزرة المروعة والمرعبة حديث الساعة ومادة دسمة للإعلام العالمي بكل أشكاله المرئية والمسموعة والمقروءة شاهدة على بشاعة هذا الفعل لا بل يقف أمامها العقل البشري عاجزا عن أيجاد مصطلح ليصف بدقة هذا الفعل الذي يفوق كل وحشية وبربرية أفرزتها الجريمة على مدى التاريخ وفي كل بقعة من بقاع الأرض وأنا على ثقة ويقين لو كانت الحيوانات المفترسة حاضرة هناك أثناء تنفيذ هذه المهمة القبيحة بكل المقاييس الأخلاقية والدينية والإنسانية والحضارية لطأطأت رؤوسها منحنية أمام هذا المشهد المأساوي وقدمت دموعها مستنكرة وساخرة من عقول وضمائر هؤلاء الناس وسلوكهم العدواني وألا إنساني وشكرت الله لخلقه لهم حيوانات لا بشرا .
إنها جريمة الجرائم ومذبحة المذابح ترحب بها موسوعة غينيس بدون تردد لا في عدد ضحاياها بل بطريقة إفراغ سمومهم وأحقادهم الذي يندي لها جبين الانسانية في عصر يحترم فيه حتى الحيوان وله حقوق وجمعيات تدافع عنه من تهور الناس لا مثل هؤلاء المهووسين بالقتل والمرضى عقليا ونفسيا الذي يعتبر الإنسان عندهم ارخص شيء لأنهم أعداء الحياة لا ينتجون غير الموت والظلام . إن دينهم التكفير لا التفكير وشعارهم السيف البتار وعقيدتهم سفك دماء ل من يخالفهم بأتفه شيء حتى لو كان له شعرة واحدة ناقصة أو زائدة في لحيته وان إلههم على صورتهم قاتل ومنتقم وجبار أعطى لهم وكالة عامة مطلقة لتنفيذ كل مشاريعه من تطهير وتصفية وإقصاء كل الذين ليسوا نسخا كربونية منهم . إنهم أعداء الخير والسلام والإنسانية وخصوم قبول الأخر المختلف لأنهم تشبعوا منذ الصغر بفقه الكراهية ونتيجة للهزيمة الحضارية أمام الغرب المتفوق والشعور بالنقص تجاه منجزاتها تحولوا إلى مصاصي دماء وطيور كاسرة تمزق بمخالبها أجمل ما في الحياة وهي الحياة التي وهبها الله . ما أشبه اليوم بالأمس فالتاريخ يعيد نفسه معنا فقد حذرنا رب المجد قائلا : بأنه يأتي يوم يقتلونكم ويطردونكم من دياركم من اجل اسمي لا بل يظن بأنه يقدم خدمة لله . وقال لنا إن التلميذ ليس أعظم من معلمه فمصيرنا نفس مصير ربنا لأننا نسير أيضا على درب الجلجلة . هذا ما حصل للمسيحيين على مر التاريخ من اضطهاد شنيع على يد أباطرة الفرس والروم والتتر والمغول من اجل إيمانهم لكنهم لم يستطيعوا أن يثلموا عزيمتهم في المضي نحو طريق المجد لأنه إذا كان الله معنا فمن علينا وما يحصل الآن من اضطهاد المسيحيين في بعض البلدان العربية والإسلامية أن دل على شيء فهو يدل على المؤامرة القذرة التي يحيكها السلفيون المتطرفون ضد المسيحيين لإخراجهم من الشرق وطردهم من أوطان هم أصلا سكانها الأصليون سواء تواطأت معهم حكوماتهم أو عجزوا عن ردعهم النتيجة سواء . نقول لكم أيها المعاقين نفسيا وروحيا بئس ما تفعلون بنا وتقولون علينا نحن لا نهابكم ولا نخافكم لأننا أبناء قديسين ورجال عظماء رووا بدمائهم الطاهرة هذه الأرض المقدسة وضحوا بالغالي والنفيس من اجل إيمانهم المسيحي لا السيف ولا الموت يستطيع أن يفصلنا عن حب المسيح . أيها الأغبياء المارقين عن الدين هل تظنون بكسركم صلبان خشبية وبعثرت أواني مقدسة تستطيعوا أن تقضوا علينا كلا وألف كلا فالصليب ليس أداة مادية انه حياة تعاش فهو معجون بدمائنا ومحفوظ في أرواحنا حتى لو هدمتم كل كنائس العالم فقلوبنا بيت عبادة تلتقي بها مع المسيح الحي فينا . إن قتلتم كاهن أو مطران لا يمكن إيقاف الذبيحة الإلهية التي تستمر إلى ابد الدهر لأنه سيولد مليار ونصف مسيحي كاهن على غرار وسيم وثائر وفرج رحو ورغيد ليشهدوا إن الله محبة وليس زعيم مافيا على ما هو إلهكم . سنحارب كراهيتكم وظلمكم وباطلكم بسلاح المحبة والعدل والحق . دون إراقة قطرة دم منكم ستفاجئون عندما نطلب من الله لا أن يلعنكم كما هي دعواكم بل أن يغفر لكم ويهديكم إلى الطريق القويم كما علمنا ربنا من على الصليب . هنيئا لكم أيها الأبطال لأنكم نلتم إكليل الشهادة لا تخف أيها القطيع الصغير لان أسمائكم كتبت في سماء المجد وسفر الخلود سيروا ونحن من ورائكم نحمل صليب المسيح لا والله لن يسقط من أيدينا ولن يخرج من قلوبنا حتى نغرسه في أخر نقطة من التاريخ ويلفظ الزمن أنفاسه الأخيرة .


                                                              Emmanuell_y_alrikani_2009  [/size
]

125
                 
  الحرية فوق صفيح ساخن
                                 
عمانوئيل يونان الريكاني
تعد الحرية من أكثر الكلمات رواجا في سوق التداول الحياتي ومن أكثر المفردات قدسية في قاموس المفردات البشرية بمالها من إيقاع سحري عجيب وطابع جذاب ومثير على عقـــول ونفوس الناس وكيف لا وهي حلم جميع المسجونين والمأسورين وأمنية كــــــل المستعبدين والمقهورين وهي لاتفارق ابدآ أذهان الذين خنقتهم الأنظمة والقوانين والشرائع الصارمـــة ولاتبارح مطلقا خيال الذين يرزحون تحت نير العادات والتقاليد المجتمعية المتعسفة.لابل وحتى الطير في قفصه لو قدمت له الطعام وتركت الباب مفتوحا لتحمل الجوع مؤقتا واختار الارتماء في أحضانها وما تاريخ البشرية سوى مسرحية عنوانها صراع من اجل الحرية . وبعد تساقط أوراق العبودية من شجرة مخترع المقابر الجماعية الخبيثة تنفس العراقيون أول مرة بعد غياب طويل هواء الحرية النقي حيث كانت لهم طاقة من الفرح والسرور والسعادة ومحطة لتوليد أجمل حساس بالحياة .
لكن للأسف الشديد تهب الريا بما لاتشتهي السفن فالحلم الذي انتظرناه بفارغ الصبر لكي يتحقق على ارض الواقع ويغير حياتنا نحو الأحسن والأفضل بعد أن يمنحنا السلام والأمان والطمأنينة تحول إلى كابوس مرعب وشب مخيف ذلك لإصابة بعض الناس بعسر هضم الحرية وفقدانهم مناعتها المكتسبة لغياب الوعي السليم والفهم الصحيح لها.
فباسم الحرية تفشت الممارسات الخاطئة وانتشرت السلوكيات أللاجتماعية واللاحضارية في كل مكان من الاستهتار بالمبادئ الأخلاقية والقيم الاجتماعية إلى الإخلال بالنظام وعدم احترام القانون فأصبحت كل أساليب الغش والخداع وإيذاء الغير ول طرق إزعاج الآخرين لدى الكثيرين طعامهم اليومي ، وإذا حاولت أن تعاتب شخصا ما لتصرف شاذ غير مألوف فالوصفة جاهزة للرد عليك وهي إنها الحرية لقد أصبحت لنا مصدر الم وتعاسة وشقاء.
إن هذه الفوضى الحياتية التي نتخبط بها تجعلنا نلعن الحرية ألف مرة لابل إن مجرد سماعنا اسمها يثير بنا الاشمئزاز والكراهية ونحن بدورنا أصبحنا عارا عليها  حيث لوثنا قدسيتها ودنسنا حرمتها. رفقا بنا يا أبناء الرافدين يا أصحاب أعظم حضارة علمت الإنسانية الكتابة لقد كان أجدادنا العظام موضع فخر واعتزاز كل الشعوب نتيجة الانطباع الجيد الذي تركوه لدى الآخرين من سجل حافل بالبطولات والمآثر والأمجاد إلى تاريخ حامل شعل الفكر والفلسفة والعلم والفن والتقدم في كل مجالات الحياة والآثار التي تروها خير دليل عليهم . إن ترابنا المقدس مسقط راس أبي الأنبياء إبراهيم وكل رجال الأفذاذ الذين رووا بدمائهم الطاهرة نبتة الحرية الخالدة حيث البذل والعطاء والتضحية في سبيل الآخرين إن شعارهم في الحياة ومبدأهم في الوجود.
                           
Emmanuell _y_alrikani_2009@yahoo.com[/size
]

126
] إلى
كل خطيب وخطيبة..          
                      مع التحية 
       
     عمانوئيل يونان الريكاني
     
         
تعتبر الخطوبة محطة مهمة لقطار الحياة الزوجية ، فهي فترة التعارف والتنظيم الجيد والإعداد السليم قبل وضع حجر الأساس واللمسات الأولى لبناء العش الذهبي . لاسيما إن قطف الثمــــار الناضجة لهذا المشروع الحياتي الكبير يحتاج إلى قرار مصقول بوعي وحرية  ومسؤوليـــــــة، ومتبلور بإرادة قوية ورغبة صادقة وإيمان عميق .
إن الزواج مؤسسة إنسانية مبنية على الحب والتفاهم والانسجام . وعلينا ، قبل الانتماء إلى هذه المؤسسة كأعضاء دائمين فيها ، إن نفحص جهازنا النفسي العاطفي والوجـــــــداني ونتأكد من سلامته على العمل قبل الخوض في هذه المؤامرة الحياتية .
فالذي يريد إن يعبر النهر عليه التأكد من طاقته على العبور وإلا خانته قواه وشلت حركتــــــه وابتلعته المياه في نقطة معينة من خارطة النهر . ومثل العذارى العشر في الإنجيل يعكس لنـا هذه الحقيقة ، حيث إن الزيت أو المحبة أو الاحتياطي ضروري لتجاوز كل المشاكل التي تقلقنا ، ولتكملة مسيرة حياتنا الروحية والشخصية والاجتماعية . في هذا المقال منطلقات أساسية إلى كل المخطوبين والى كل شاب وشابة . نطهرها من النظرة المبتذلة والمفهوم السطحي ....... ونعمدها بروح المسيح .. ونعطرها بعبق الإنجيل كأسمى دستور للحياة .
                               الحب الحقيقي
الحب شعور إنساني نبيل وإحساس بشري دافئ يهب في سماء حياتنا لينشر فيها نسيمه العليل ويمنحها لذة الهدوء والراحة والطمأنينة بعد إزاحة عاصفة الأنانية والنرجسية منها . انه الحرف الأول والأخير في أبجدية إنسانيتنا ، والهواء النقي الذي لا تستطيع حياتنا الاستغناء عنه ، فهو لقاء شخصين وحربتين ، وامتزاج قلبين وروحين بدون ذوبان أو ابتلاع ، ولا استلاب أو استعباد . إن الحب يخترق حاجز الاستحقاق .. ويتخطى جدار الحقوق والواجبات .. ويتجاوز منطق "هات وخذ" ، لأنه قبول الأخر دون قيد أو شرط . فهو موجه إلى شخص المحبوب نفسه دون اعتبار اللون والشكل والصفات والسلوك . ويعلو على تحديدات مبدأ المنفعة السائد في كثير من العلاقات . فهو عطاء مطلق وتدفق مستمر لايكل أبدا من الغفران ولا يمل من التسامح. وكل حب لا يغفر باليوم سبعين مرة سبع مرات باليوم .. لا يستطيع إن يحيا ؛ لأنه ليس من الله ، ولان حب الله مجاني للبشر دون مقابل أو استحقاق منهم ، وهو منبع حبنا ومصدر حياتنا ، لأننا نحمل في ذواتنا قبس من هذا الحب الإلهي الذي هو النواة الأساسية لتعميق ذواتنا وتقديس نفوسنا .
                   
                     من منكم بلا خطيئة
من ناقل القول إن لكل شخص عقدة الشخصية التي ورثها منذ الطفولة أو اكتسبها في فترات لاحقة من العمر نتيجة أسلوب تربوي ما ؛ أو افرازات ثقافية واجتماعية معينة ،كالشعور بالنقص أو الشعور بالذنب أو حب التسلط .. وما إلى ذلك من العقد ، مما تترك بصماتها على الشخصية وترسم ملامحها في المستقبل ،أي بلغة الدين : " محكوم عليه بالخطيئة التي تعيق نموه الروحي والانساني " . لهذا يرفض يسوع أن ندين الآخرين ونحكم عليهم ، لأنه يعرف جيدا انه لا يوجد إنسان كامل ، إنما الكمال لله وحده ، ولان الدينونة تتعارض مع رو المحبة الأصلية ولا تتفق مع رحمة الله الواسعة .
يجب على المخطوبين ، قبل الدخول إلى العش الزوجي ، ومن خلال ممارسة النقد الذاتي ومواجهة النفس بثقة عالية وصدق وصراحة ، التحرر من الأحكام المسبقة والأفكار المتسلطة المعشعشة في رؤوسهم ، وعدم اللجوء إلى الأساليب الدفاعية ولبس الأقنعة في تعاملهم مع العض . فهذه الأدغال السامة إن لم يتم استئصالها من جذورها قد تعكر صفاء حياتهم وتنغص عيشتهم . وكما إن قطرة سم واحدة تسمم القدر له .. هكذا يمكن لإحدى هذه العقد النفسية إن تخنق أقوى المشاعر الإنسانية . فعلى سبيل المثال رجل يشعر بشيء من النفور والكراهية تجاه والدته التي كانت متسلطة على والده ، تتحكم في كل تفاصيل حياته من اختيار الملابس إلى نوع العمل ... الخ وعندما تزوج اسقط هذه الصورة على زوجته وحاول قلب المعادلة في السيطرة والتسلط على زوجته التي كانت هادئة ومتفتحة ، مما أدى إلى صدامات ومواجهات أفضت إلى توتر العلاقة بينهما نتيجة التعامل مع الفكرة المتسلطة وليس مع الواقع . وفي حالة أي انحرف من احد الأطراف عن مسار العلاقة الصحيحة .. فعلى الطرف الأخر التسلح بروح الحب والتسامح والاحترام لإنارة وتقوية الجوانب المظلمة والضعيفة في شخصية المقابل ، وان لا يكون دوره سلبيا ومتفرجا فقط ؛ أو هجوميا تهكميا يحاول التقليل من قيمة الأخر .. بل أن يغرز حب المسيح في صحراء حياته القاحلة لتحويلها إلى بستان جميل تنبت فيه ورود الحب والخير والسلام ليحيا حياة إنسانية ومسيحية كريمة . قد تكون المهمة صعبة وشاقة أحيانا ، لكن صليب المسيح يمنحنا النور والقوة للتغلب على كل المشاكل والصعوبات .
                                الألم مفتاح السعادة
الحياة مزيج من الحلاوة والمرارة ، وخليط من الأفراح والأتراح ، فهي تبتسم لنا مرة وتكشر في وجوهنا مرات ، وكما قال احدهم : " يجب إن لا نلعن الورد لان فيه شوك ، بل نحمد الله لان الشوك فيه ورد " . لكن الكثير من المخطوبين ينسجون أحلامهم وأمالهم حول مستقبلهم بخيوط وهمية وخيالية لا تمت إلى الواقع بصلة . إنهم يحلمون بحياة سعيدة خالية من الألم والتعب والبكاء ، وما إن يصحوا على ضربات الواقع حتى تعصف بهم رياح القلق والحزن .. وتجرفهم أعاصير اليأس والكآبة .
من حق أي إنسان أن يحلم ويتخيل عالم الغد ليجند طاقاته ويحشد إمكانيته لتحويله إلى واقع معاش ، لن .. كلما كان هذا الإنسان منطقيا في تفكيره .. واقعيا في تدبيره ، تفادى الصدمات النفسية التي قد يتعرض لها نتيجة نظرته اللا معقولة للأمور. أن السعادة قبلة أنظار كل الناس ، لكنها ليست بتجنب المواقف التي تجلب الحزن والألم وألهو ، ولا بما تزخر به الحياة من غنى وترف ولهو فقط.. بل بتوجيه القلب توجيها صحيحا وكليا نحو الله ، وتقديم الذات كما قدمها يسوع على الصليب . فألام المسيح تتويج لمحبته وطاعته لأبيه السماوي ، وهي باب الدخول إلى مجده وعظمته. فالألم ضرورة إنسانية، لأنه قنطرة العبور إلى الحياة الأصلية..وجسر المرور إلى الكمال الإنساني حيث الفرح الحقيق ، لأنه لا سعادة عميقة دون شقاء، ولا حياة حقيقة دون معاناة. إنا لا ادع والى تمجيد الألم بد ذاته، فهذه النظرة سلبية تتعارض مع الاتجاه الطبيعي للحياة، ومع إرادة الله التي تدعو البشر إلى الفرح "افرحوا في كل حين " . ولكن.. لابد من الألم ،لأنه يعتبر الحد الفاصل بين جدية الحيلة وتفاهتها.. وبين عمقها وسطحيتها. ولنأخذ أمثلة من واقع حياتنا: أليس الذين يكرسون ذواتهم للمسيح.. يحرمونها من بعض حاجاتها الطبيعية؟، والحرمان الم، لكن كل شيء يهون عندما يكون الهدف بلوغ حياة روحية سامية. فالألم ثمن بخس مقابل كنز السعادة الحقيقي، والمرأة التي تلد تعرف جيدا أن الآلام تنتظرها.. لكنها لا تتردد أو تخاف إذا كان الثمن اكتساب أجمل هوية في الوجود.. الأمومة.
هكذا يصبح الألم قوة الدفع لنيل حياة أفضل وكمال أسمى، وهو مناسبة يتم فيها تمجيد الله وطرد روح التشاؤم والشك واليأس من أعماقنا بعد تحويله إلى عنصر ايجابي يخدم حياتنا الروحية    والإنسانية، هذه هي السعادة الحقيقية.                                                                       
Emmanuell¬_y_alrikani_2009@yahoo.com

127
المنبر الحر / سفير الحرية
« في: 13:22 05/05/2010  »
               
   سفير الحرية

   
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني


 " الروح في داخل المرء وقتلها في أعماقه باسم الله أو الدين أو العادات أو التقاليد البشرية ،وتمنع تحريره روحيا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا .هذه الحرية لم يولد الإنسان حرا لكنه أمر أن يكون حرا "بهذه العبارة البليغة وصف الفيلسوف والطبيب اليهودي موسابن ميمون 1135_1204الحرية.
فهي حقيقة إنسانية تسري في دمائنا وعروقنا ،وهي رغبة المعذبين والمتألمين وحلم المقهورين والمأسورين،إنها صراع الإنسان ضد عبودية ألانا والخطيئة والشرائع الخانقة،وانتفاضة في وجه القوالب الفكرية والمجتمعية والأطر العقلية والنفسية التي تحاول خنق ستكون محور المواجهة بين يسوع والفريسيين ،أي بين حرية الروح وإيديولوجية الحرف.

إن كلمة (فريسي) تعني المنفصل أو المنعزل (باللغات السامية)،وهم جماعة كانت ترفض الاختلاط بالغرباء باسم الدين ،وصاروا حزبا دينيا وتيارا فكريا وحركة علمانية .تعود فترة ظهورهم إلى أواسط القرن الثاني قبل الميلاد،ومن المرجح أنهم كانوا من جماعة الأتقياء الذين حاربوا إلى جانب المكابيين ضد الملك السلوقي انطيوخوس ابيفانوس (215 _164)ق.م .لم يكن لديهم مؤسس ولا سلطة هرمية ولا سلسلة مراجع في تنظيمهم.كانوا يعيشون على شكل جماعات تنتشر في كل مكان ،وتحاول نشر أفكارها ومسلكها في الحياة بين الناس لجذبهم وإدخالهم في مذهبهم .يعتمدون على التقاليد الشفهية وعلى الشريعة ،ويقولون أنهم يكملان بعضهم بعضا ،فهم وجهان لعملة واحدة ،ولا يمكن أن يستغني احدهم عن الآخر،وهم بعكس الصدوقيين ،الذين لا يعترفون إلا بالشريعة المكتوبة .وللفريسيين مدرستان مكتوبتان كانتا بمثابة مراجع عليا للمنتمين إلى حزبهم،وهما مدرسة (رابي شمعي )وهي ممثلة بالخط المتشدد.ومدرسة (رابي هليل)وهي ممثلة بالخط الإصلاحي .واستطاعوا أن يؤثروا بالشعب اليهودي آنذاك،ويسجلوا حضورا قويا في النفوس ويكسبوا الاحترام والتقدير،إذ كانوا مثالا للتقوى والأمانة والعيش بحسب الفرائض والوصايا.وكان على الراغبين بالانتماء أليهم وتبني نمط حياتهم أن يؤدوا فريضتين أساسيتين هما دفع العشر وحفظ المتطلبات الطقسية في التطهر.


   الفريسيين والشريعة
كان الفريسيون يعدون كمال تطبيق الشريعة مقياسا لكمال الحياة ،فالشريعة هي السبيل الوحيد المؤدي إلى الخلاص ،وأطاعتها واجب على كل يهودي .ومن شدة تعلقهم بها ،أضحت أكثر أهمية من الله نفسه،إن صح القول .فهم يفتخرون بأنفسهم أنهم ممثلو إسرائيل الحقيقي،وهم البقية الباقية من أل إسرائيل (اش 1/9) التي تعد لمجيء المسيح المنتظر.وكانوا يحتقرون كل من لا يسير بحسب منهجهم الخاص في حفظ الشريعة.واسوا من في أعينهم كانوا العشارين والخطاة خصوصا.فأثقلوا كاهل الناس بقوانين وموانع بلغ مجموعها 613(منها 248 آمرة و365 ناهية )،حتى مزقهم الشعور بالذنب ،ويئسوا من رحمة الله تعالى ،لاستحالة تطبيقها كلها بحذافيرها ،لذا أوجدوا لنفسهم الأعذار والتبريرات الملتوية والملفقة للالتفاف عليها والهرب منها .وبسبب ذلك أمطرهم يسوع المسيح بويلاته التي جاء فيها :ويل لكم أيها الفريسيون ،لأنكم تحملون الناس أحمالا ثقيلة ،أما انتم فلا تمسونها بطرف إصبعكم (متى 23/4_5).لا ينكر وجود دوافع حقيقية ورغبة صادقة لدى الفريسيين للعمل بما يرضي الله والضمير والاعتزاز بالانتماء الوطني والشعور الديني ،فقد كانوا يجتهدون حقا بالمواظبة على الصلاة في أوقاتها ،ويصومون يومين في الأسبوع ،لكن هذه كلها لم تكن تصب في الغالب إلا في قناة حب الظهور أمام الناس .فيؤنبهم يسوع على ريائهم ،لا على تقواهم وطاعتهم لله .بل قد بلغ التطرف لديهم حدا يقف بين الكبرياء والوسواس في تطبيق فرائضهم الأساسية ،وهي التطهر وحفظ السبت وأداء العشور ،إلى حد إهمال جوهر الشريعة وروح الديانة ،وهي العدل والرحمة والأمانة ، فصادروا طهارة القلب على حساب الطهارة الخارجية.إن صرامة موقف الفريسيين هذا ينطبق عليه قانون الحركة الذي حلله عالم الفيزياء اسحق نيوتن 1642_1727:أي : إن لكل فعل ردة فعل تساويه في المقدار وتعاكسه في الاتجاه".فبمقدار تمسكهم الحرفي بالشريعة ،يساوي ذلك رفض الله لهم وغضبه عليهم ،فكلما اقتربوا من الدين ابتعدوا عكسيا عن الإيمان الحي .

   حرية أبناء الله                         لقد أحدث يسوع تغييرا جذريا في المفاهيم الدينية حين قلب اولويات الخلاص بإعلان الله هدفا،وان المسيح هو طريق إليه ،أما الشريعة فهي كالمربي تعني بالطفل والقاصر (غلا 4/2).فأقام يسوع ديانة للبالغين ،منبعها الروح والحق بدل ديانة الظاهر _مستودع القوانين والأنظمة والشرائع _لان " الحرف يميت والروح يحيي"(2 قور 3 _ 6).وان الخلاص بالروح وليس بالناموس ." فقبل أن يجيء الايمان كنا محبوسين بحراسة الشريعة إلى أن ينكشف الايمان المنتظر .فالشريعة كانت مؤدبا لنا إلى أن يجيء المسيح حتى نتبرر بالإيمان ،فلما جاء الايمان تحررنا من حراسة المؤدب ....لم يبقى من بعد يهودي أو يوناني ،عبد اوحر،ذكر أو أنثى...لان جميعكم واحد في المسيح (غل 3 /22 _28).لم يأت يسوع لأبطال الشريعة ، بل لإكمالها بتجديد قصدها الأصلي ،فمحبة الله والقريب هي روح الشريعة وليست سيناريوهات ومظاهر .

   الطهارة القدسية                                             
قال القديس أوغسطين " أحبب وافعل ما تشاء "أي إن الإنسان الذي نال الخلاص ،لا يحتاج إلى فرض عليه شريعة من الخارج ،ولا تحديد الحلال والحرام ،أو ماهو مسموح أو ممنوع ،لأنه أصبح على بينة من نور الايمان ،والحياة تكمن في تأصل وقناعة داخلية بمحبة الله ،فيصير هذا الإنسان "شريعة لنفسه " وهذا لايعني عدم الاكتراث بأهمية الشرائع والوصايا ،لكن قيمتها تبقى من الدرجة الثانية ،أي يقتصر دورها في حماية " الشريعة الداخلية ".إن الجديد الذي في المسيح هو انقلاب جذري ، أحدثه في الفكر الديني بالقضاء على تصنيف الأشياء والأشخاص إلى طاهر ونجس ،فقد قال عن الأشياء :"ليس ما يدخل الإنسان ينجسه بل ما يخرج من الإنسان "(مر 7/15_21).أي الأفكار الشريرة .وكذلك لم يصنف الأشخاص بأي اعتبار ،بل انطلاقا من اهتدائهم ،فقال للفريسيين تلك المقولة الشهيرة :"العشارون والزواني يسبقونكم إلى ملكوت السماء "(متى 21/31)،أما بخصوص الطقوس ،فوضع شفاء الإنسان ومساعدته قبل كل عبادة ،فنقض قاعدة السبت بشفائه المرضى وتحريره الناس من سلطان الخطيئة والمرض ،وحتى من استبعاد الشريعة والحدود والقيود التي فرضها الناس ،وسينزل كلامه كالصاعقة سيتردد إلى نهاية العالم عندما قال "السبت وضع لأجل الإنسان ،وليس الإنسان لأجل السبت "(مر 2 /27_28).فالشريعة هي التي يجب أن تكون في خدمة الإنسان ،باعتباره القيمة الأسمى في الحياة وليس العكس .أخيرا سينسف يسوع كبرياء الفريسيين وغرورهم عندما حكى مثل الفريسي والعشار "(لو 18/ 9_14).فجعل نزول الأخير مبرورا دون الأول ،مبينا ان رضا الله يمر عبر اعتراف الإنسان بضعفه البشري وإحساسه بالخطيئة وحاجته إلى الخلاص ،وليس عبر أعماله الخارجية أو قدراته الذاتية او مكتسباته الشخصية _كما تصور الفريسيون .لقد كانت تلك عقدة العقد التي عانوا منها ،فوقفت حاجزا يمنع الاتصال الحقيقي واللقاء الحي مع الله ،ففقدوا ما تمنحه المحبة المجانية من مناعة ، وهي النواة الأصلية لكل ديانة .
   خاتمة                                                           
ان روح " الفريسية "هذه ليست مسالة تاريخية فقط ، ومالتركيز عليها بشدة في الإنجيل سوى علامة على خطرها على كل الناس من أي زمان ومكان ،فأبناء الفريسيين هم هؤلاء الذين يغلب في داخلهم صوت الحرف على انطلاقة الروح ،عندما لا يحسنون قراءة الأزمنة ،وعندما تقولبهم العادات والتقاليد الاجتماعية البالية ،وعندما يصيرون كالمبرمجين والموظفين في الحياة ،فيعيشون على اللازم واليجب والمفروض ...،وعندما تكون آراؤهم وقراراتهم وقناعتهم مبنية على احترام الناس فقط .فيسيرون على أثار الآخرين من دون فحص او تساؤل او نقد ،وعندئذ اذا أحسنت صورتهم في أعين الناس ،عانوا من تضخم الكبرياء لديهم ،ويساوون أنفسهم بالله ،مطلقين الأحكام يمنة ويسرة ،ويؤول الأمر بهم ان يحكموا بالموت على من لا يجاريهم ،كما حدث مع يسوع ، الذي راح ضحية كل هؤلاء الذين عدوا الشريعة محور كل شيء .

Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com

128
الى ادارة موقع عينكاوا كوم الموقرة
                                                                                   
بعد التحية والسلام

نرجو منكم اطلاعنا على الاسباب التي تقف وراء عدم نشر مقالنا المعنون :مجلس النواب ام تجمع ذباب (الديمقراطية العاهرة) ولكم منا جزيل الشكر وفائق التقدير.
   
عمانوئيل يونان الريكاني                                                              emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com[/size
]

129
الصحوة الحضارية هي الحل
   
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني
بعد تغيير الخارطة السياسية في العراق وسقوط جدار الخوف والكبت والصمت وبعد زوال السنين العجاف من الفوضى في الفكر والثقافة والحياة وما أفرزته من صدمات سيكولوجية وروحية تواجه العراقيين في هذه المرحلة الراهنة والحاسمة من تاريخهم المعاصر تحديات صعبة ومسائل ملحة في كيفية صياغة حياتهم الجديدة دون أن يهدد ذلك ثوابتهم الوطنية المقدسة وهي وحدة العراق أرضا وشعبا تاريخا وحضارة .إن عملية التحول الاجتماعي والحضاري التي يمر بها قطرنا العزيز ستكون شاقة وعسيرة تحتاج إلى الاحتياطي الهائل من الطاقات الذهنية والروحية والجسدية والى مزيد من التآزر والتكاتف والتعاون بين كل الأطياف والعناصر للوصول إلى شاطئ الأمان والاستقرار والسلام .ذلك لن يتم إلا من خلال رؤية واقعية مستنيرة ومتفتحة يتم فيها عرض كياننا الإنساني (أفرادا وجماعات )إلى الأشعة الحضارية دون الحمراء لتفتيت حصى الدكتاتورية والاستبداد والتسلط فينا وتشتيت تكلسات الطائفية والعنصرية والتعصب بنا التي تعد آفة الفكر والمجتمع والحضارة وترسا في عجلة النهوض والتقدم والارتقاء .ونحن على أبواب مرحلة جديدة راهنة علينا التعلم من أخطائنا السابقة والاستفادة منها لبناء تصور سليم لمستقبل بلادنا وعدم الوقوع في الخطأ القاتل لئلا يتكرر مسلسل آلامنا فالمؤمن لا يلدغ من نفس الجحر مرتين ...لذا يتوجب علينا القيام بثورة جذرية ضد إيديولوجية تاليه الفرد وتقديس المؤسسات والتمرد على سيطرة الحزب الواحد والفكر الواحد والرأي الواحد .هذه الأصنام التي أنتجتها مصانع الجهل والتخلف والضعف ينبغي تحطيمها وكسرها .وإعلان انتفاضة داخلية على إنساننا القديم يتم فيها تحرير عقولنا من القوالب الفكرية الجامدة وتطهير رؤيتنا إلى الحياة من الأطر اللامعقولة واللاموضوعية التي تقف حجر عثرة أمام نضوجنا الشخصي ورقينا الإنساني لنضع بعد ذلك حجر الأساس لبناء عراق تعددي برلماني واللمسات الأولى لمجتمع حر ديمقراطي يعيد صياغة الحياة ورسم خارطة الفكر والثقافة والسياسة من أسس ومنطلقات جديدة تتمخض عنها ولادة فكر جديد وإنسان جديد يحمل في أحشائه نواة نهضتها الاجتماعية والحضارية .تعد التعددية الفكرية سمة بارزة وعلامة فارقة لعراقنا الجديد الذي استفاق من سبات عميق واقفا على قدميه ليجاري الشعوب والأمم في مسيرة التطور والتقدم بعد عقود من الإرهاب الفكري وكبت الحريات التي شلت إرادته وحركته وخنقت فيه روح الخلق والإبداع وبالتالي أدت إلى تخلفه عن الركب الحضاري .فاحترام الرأي الآخر المختلف لم يعد نقمة بل نعمة ومصدر خصب وغنى لواقعنا الإنساني والاجتماعي لان جمال الأشياء في التنوع والعراقيون مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى وبكل تركيباتهم الدينية والقومية إلى التآخي والسلام والمحبة فيما بينهم وان يكون ولاؤهم للعراق تاج الولاءات الأخرى .
Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com[/size
]

130
قيامة المسيح رجاء الإنسانية

   
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني

مقدمة :
تعتبر قيامة المسيح نقطة مضيئة في حياة البشر وتاريخهم ،فهي ثمرة الحب الإلهي ،واستجابة لنداء القلب البشري المتعطش إلى الحياة ،ومقياس لتحقيق إنسانية الإنسان بأعلى مستوياتها .ولإدراك عمق وأبعاد هذا السر العظيم ،ينبغي أولا الوقوف على حقيقة الموت الذي كان وما يزال مبعث خوف وفزع للجميع ،مع رغبة الإنسان القوية لتحدي هذا المصير ،وأمنيته في أن يحيا للأبد.
قلق الموت
منذ أن وجد الإنسان على هذا الكوكب ،كان الفناء متأصلا في طبيعته .فالموت هو الخاتمة التي تطوى به صفحة حياته ،وهو الحد الأخير الذي يقف عنده وجوده الأرضي .فلا يمكن الهرب من هذا الواقع المرير ،ولا يمكن التملص من هذه الحقيقة المؤلمة .إن هذا المصير المأساوي ترك آلاما حادة وجراحا بليغة في النفس البشرية.لقد سيطر القلق والخوف على الإنسان ،إذ انطفأت شعلة الحياة لدى الكثيرين ،وخمدت جذوة الوجود لدى الآخرين .وأمام هذا الواقع الأليم بدا اليأس يدب في تفكير الإنسان وسلوكه ،واخذ اللامعنى واللامعقول يتغلغل إلى قيمه ومبادئه .وطفح لديه كيل التساؤلات :ماالغرض من العيش والكد واللعب ،أذا كان كل شيء يؤول إلى الزوال والعدم ؟وما لفائدة من العمل والحب والصداقة أذا كانت حصتنا من هذه الدنيا حفنة من التراب ؟لقد أصبح الإنسان أسير الشعور بتفاهة الحياة ،وسقط فريسة الإحساس بعدم جدوى الوجود .
وقد عبر كاتب سفر الجامعة عن هذه الخبرة الإنسانية وقال :"كل شيء باطل وقبض الريح "1/14.لكن الإنسان لم يستسلم إلى هذا المصير المحتوم ،فقام بطرد الموت من دائرة تفكيره ،وإبعاده من ساحة اهتمامه لكي يتنفس هواء الراحة والطمأنينة ،ظنا منه إن التجاهل وعدم الاكتراث قد يؤديان إلى الغرض المنشود .لكن هذه الطريقة ،التي يتشبث بها ،ليست إلا مسكنات ومهدئات لا تستطيع اقتلاع المرض من جذوره .وحتى أذا تناسينا الموت ،فالموت لا ينسانا بل يتسلل ألينا ويخاطب ذاكرتنا ويخترق دفاعاتنا عند فقدان شخص عزيز علينا ،أو من خلال حياة الوحدة والعزلة التي هي شكل أخر للموت ،ليظهر القلق مرة أخرى على سطح الحياة ،ويعكر صفائها وهدوءها ، ويثلم قوتها وحيويتها ،إن عدم النظر إلى الشمس لا يعني أنها غير موجودة ،فعدم مواجهة الموت ليس ألا حيلة دفاعية لا تجدي نفعا ،إذ لا تستطيع أن تمنح الإنسان ألا سعادة سطحية ،وراحة مزيفة ،فالمشكلة تبقى قائمة لان بصمة الخوف من الموت مطبوعة على جبين البشرية ،وهيهات أن تزول .
الرغبة في الخلود
إن الرعب من الموت والتلاشي يعكس الرغبة العميقة لدى الإنسان في التمسك بأهداب الحياة ،والتعلق بإطراف الوجود ،فهو يأبى أن يفنى في خضم هذا الكون ،ويرفض أن يذوب في بطن الطبيعة ،وليس كلكامش إلا رمزا لهذه الإنسانية المعذبة والمتمردة على هذا المصير ،والتي تبحث عن سر البقاء الذي هو مركز ثقل اشتياقها وأمنياتها .لقد استخدم الإنسان أساليب كثيرة في سبيل الخلود .فالإعمال الفنية والأدبية ليست سوى طريقة أخرى للبقاء من خلال الآخرين .وعقيدة التناسخ ليست إلا رغبة دفينة في أعماقه للاستمرار في الوجود .إن هذا الخلود الوهمي لا يروي ظمأ الإنسان إلى الحياة ،ولا يشفي غليله في التعطش إلى البقاء .مالعمل إذن ؟أليس ثمة بارقة أمل تنقذه من دوامة الصراع بين الرضوخ للموت وبين الشوق إلى الخلود ؟
المحبة أقوى من الموت
لا يوجد إنسان لا يريد أن يحيا للأبد ،وليس من لا يحلم بالخلود ،فالأبدية مطبوعة في أعماقنا ،والخلود يسري في أمنياتنا كما تسري الدماء في عروقنا .كلنا نريد لأحبائنا الحياة الدائمة لأننا نشعر بان حبنا ليس له نهاية ،ولان من طبيعة الحب الدوام والاستمرارية .إن هذا الحس الإنساني العميق يعبر عنه بشكل بليغ غبرييل مارسيل الوجودي المسيحي :"عندما أقول إنني احبك يعني انك لن تموت للأبد "لان الله محبة أبدية ،ونحن نحمل في ذواتنا قبسا من هذا الحب ،وشعاعا من هذه الأبدية .ولو كان غير ذلك لكنا أتعس المخلوقات وأشقى الكائنات ،فلا قيمة للحياة أن كانت تنتهي عند الموت ،ولا معنى للحب إن كان حده اللاشيء.إن الله ـ بدافع محبته اللامتناهية للبشر ـ تجسد في يسوع المسيح ،وصار أنسانا مثلنا ،ودخل تاريخنا (أصبح الله أنسانا ليجعل الإنسان إلها )،ليشاركنا حياتنا ويقاسمنا همومنا وآلامنا ويختبر خوفنا وقلقنا أمام الموت ،وليزيل هذا الحمل الثقيل عن كاهلنا ،إذ يقف عائقا أمام تحقيق هويتنا الإنسانية ،ليكون لنا أروع مثال وأسمى نموذج بالقول والفعل في البذل والتضحية بذاته حتى الموت على الصليب ،ليبعث حيا والى الأبد ليقول لنا إن الحب والحياة ليستا سرابا أو وهما ،بل هما مقياس الوجود الحقيقي والكمال الإنساني وان الكلمة الأخيرة للحب وليست للموت .وفي قيامة المسيح التقت محبة الله الأزلية للإنسان ،وتحقق حلم البشرية في الحياة ،وبه بدأت الأزمنة الأخيرة والملكوت .فنحن منذ الآن نعيش في هذه القيامة ، وهي تتحقق فينا كل يوم ، إلى إن تكتمل في نهاية التاريخ وآخر الأزمنة .:"إن الذي أقام الرب يسوع سيقيمنا نحن أيضا "2قو14/4 لم يعد للموت سلطان على الذين امنوا بالمسيح :"إذا متنا مع المسيح نؤمن إننا سنحيا معه "رومية 6/8 .لان القيامة فتحت نافذة جديدة في حياتنا ،وخلقت آفاقا بعيدة في إنسانيتنا لنطل منها على الوجود الحي والحياة الحقيقية التي تبيد الموت فينا .،لتغرس في وجداننا بذور الإيمان والرجاء والمحبة :الركائز الأساسية لبناء الذات ونضوج الشخصية ،وقاعدة لانطلاق الإنسان والتاريخ والكون إلى ملئها واكتمالها .هذه هي البشرى السارة التي غيرت مجرى التاريخ ،وحولت مسار الحياة الإنسانية ،في المسيح لا يمكن إن نهاب الموت ،بل أن نتقبله بفرح ،أصبح له معنى جديدا ،ولم يعد ذلك الوحش البغيض الذي يخيف البشر ، ويقلق راحتهم (الحياة لي هي المسيح والموت ربح )فيليبي1/21 وهكذا فالموت ليس نهاية الحياة ،وإنما بداية الحياة الحقيقية التي نسير بها مع المسيح نحو الأب لنحيا بحياته للأبد ،بعد أن يكون قد أزيل آخر أعداء الإنسان "أين غلبتك ياموت ،وأين شوكتك  أيها الموت ؟"1قور 15/55
Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com[/size
]

131
الإسلام السياسي والديمقراطية شيك بدون رصيد

   
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني
الإسلام السياسي أو الاسلاموية مصطلح سياسي إعلامي أكاديمي له موجة طويلة ونفوذ قوي في نفوس وعقول العامة والخاصة من الناس،لان ضجيجه ملا المعمورة كلها وصداه وصل إلى ابعد نقطة في الأرض .استخدم لوصف حركة تؤمن إن الإسلام نظام شامل للحياة بالتالي يصلح أن يكون نظاما سياسيا للحكم .وهو أيضا حركة لا تاريخية تنطلق من النص المقدس والثبات وذو منطق مقلوب وفكر ماضوي يتجاهل الحاضر والمستقبل وكل الانجازات البشرية ويعيش في عالم آخر لا زمني من صنع الأوهام .انه يفرض أفكاره ومفاهيمه وقيمه التي عفا عليها الزمان وقدمت أوراق اعتمادها إلى سفارة التاريخ ولا تصلح للعصر على الواقع وجزئياته وتتعامل معه كالشخص الطويل القامة الذي يجب أن يقطع ساقيه ليتناسب مع قياس سريره الصغير .أنهم رومانسيون يحلمون باستعادة المجتمع المكي أيام الرسول (فردوسهم المفقود).لهم نظرة ثنائية ونزعة مانوية إلى الوجود التي تضع حدودا لتفصل بين الذات والموضوع ،فهم جند الله والآخرين عبدة الشيطان وهم أهل الحق والغير أتباع الباطل .إن هذا التصنيف كان له انعكاسات اجتماعية سلبية وخطيرة حتى بين أتباع دينهم ويعرض الأقليات الدينية الأخرى إلى خطر الاضطهاد من الأغلبية الإسلامية كما في مصر والسودان وإيران ولبنان والعراق ....ويقول الدكتور نصر حامد أبو زيد إن الخطاب الديني "المعتدل "و"المتطرف"يختلف بالدرجة لا بالنوع فما يضمره المعتدل يظهره المتطرف.إن التخلف الفكري والثقافي والعلمي التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية يعزوها الاسلامويين كالعادة إلى غير أسبابها الحقيقية عوض أن يبحثوا عن أسباب الانحطاط والانهزام الحضاري بجدية وموضوعية للخروج من الأزمات التي تعصف بهم نراهم يستعملون لغتهم المقدسة وهي شتم ورجم ولعن الغرب الذي يحملونه المسؤولية الكاملة في ذلك ليغطوا على ضعفهم وقصورهم البشري .إنهم يعانون من مشاعر النقص وعقدة الأمة المختارة لذلك لا يستطيعوا أن يستوعبوا تفوق الغرب في كل شيء حتى قال جمال الدين الأفغاني مقولته الشهيرة "هنا مسلمين بلا إسلام وهناك إسلام بلا مسلمين ".وللتخلص من هذا الإحباط والشعور المؤلم لجئوا إلى خداع النفس وإيهام الآخرين كما هي أساليبهم ،وإقناعهم بان أي نظرية فلسفية كانت أو سياسية أو علمية أو فلكية أو بيولوجية تأتي من الغرب لها أساس في القران وقد سبقهم إلى ذلك أنهم بارعين في لوي أعناق النصوص وتحميلها مالا تتحمل ضاربين عرض الحائط أسباب النزول والتفاسير المعترف بها ويستخدمون في هذا التشابه اللفظي لتمريرها على البسطاء والسذج من الناس وعلى سبيل المثال لا الحصر بعض المفردات الموجودة في القران مثل "قذائف الحق "تعني عند بعضهم صواريخ ارض ارض "ومثقال ذرة " تعني الذرة بالمفهوم الفيزيائي وهلموا جرا.إن الفكر لديهم خادم الرغبات .مابالك أن أحداث سبتمبر وبرج التجارة العالمي تم ذكرها في احد سور القران من خلال ترتيب الحروف ولعبة الأرقام .هكذا كان موقفهم من الديمقراطية في البدء رفضوها لأنها بضاعة مستوردة وبعد أن أصبحت مشتها الشعوب نسبوها أليهم أي بضاعتهم وقد ردت إليهم وان الآية القرآنية "وأمرهم شورى بينهم "تعني ذلك. إن هذا خلط تعسفي لان المنطلقات الفكرية والآليات مختلفة وان أطروحات الإسلام السياسي التي سنوردها أدناه لا يمكن أن تتفق مع روح الديمقراطية :1_أسبقية النقل على العقل 2 الإسلام دين ودولة 3لا يمكن الإنسان أن يتدبر دنياه دون توجيه الهي 4لا اجتهاد في النص .الديمقراطية مصطلح غربي يوناني تعني حكم الشعب وسيادة الشعب وان القيادة جماعية والأمة هي مصدر السلطات ومن خلال طقس حضاري وهو الاقتراع السري ينتخب الشعب من يمثله في الحكم ،هذا المفهوم ذو اتجاه علماني لا وجود له في الإسلام .إن العقل قوة فكرية متحررة لا يمكن سجنه داخل أي مرجعية أخرى غير ذاته مثل نص أو شخص .وان الإنسان بعقله الجبار الذي وصل إلى القمر واخترع الكومبيوتر والروبوت والقلب الاصطناعي يستطيع أن يتدبر أمره دون الحاجة إلى وصايا من اله لقد ولى زمن الطفولة .لقد قامت الديمقراطية على مبادئ الحرية ـالمساواةـاعلاء الفردية إرادة عامة ـفصل السلطات ـحرية الفكر ـحرية التعبير ....أما السلطة في الإسلام السياسي تأتي من الله مباشرة ـ لا حكم إلا من عند الله ـ وان النص والحاكمية حجر الأساس في بناؤه الفكري وعلى اثر نظرية الحاكمية الذي نادى بها سيد قطب احد أقطاب حركة الإخوان المسلمين نقلا عن المفكر الإسلامي الباكستاني أبو الأعلى المودودي يتم تكفير الحكام والأنظمة ورميهم بالجاهلية (جاهلية القرن العشرين )تعبيره المشهور الذي اقتبسه من المفكر والفقيه الهندي أبا الحسن الندوي وان المجتمع الإسلامي هو الوحيد المتحضر .ورفض الدستور المصري وقال لا دستور إلا القران كما رفض النظام البرلماني وكذلك الحزبية رفضا قاطعا .إن جمعية الأخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا في عشرينيات القرن الماضي والتي كانت في البدء ذات نشاط اجتماعي قبل أن تتحول إلى حزب سياسي يمكن اعتبارها الشجرة الأم الوارفة الظلال التي تستفئ تحتها الحركات الإسلامية لأنها جميعها تشترك في أرضية فكرية واحدة وهي اعتبار ذاتها الفرقة الناجية والصفوة المختارة التي تنقذ البشرية من الظلال .لكن التاريخ فضح كذبهم وادعاءاتهم وسقطت أقنعتهم المزيفة وبان وجههم الحقيقي وان هدفهم كان استخدام الدين مطية للوصول إلى "إسلام الكراسي " أنهم ميكيافيليوا العصر الغاية عندهم تبرر الوسيلة ومن اجل المناصب يقتلون ويذبحون ويدمرون أنهم يحرقون الغابة للحصول على الثعلب .إن الشريعة حسب مفهوم الإسلام السياسي هي مجموعة قوانين استبدادية محصورة في رجم الزناة وقطع الأطراف والسجن والموت للمرتد عن الدين وفرض الجزية على أهل الذمة وهم صاغرون وفرض الحجاب وإطلاق اللحى .من قال إن الإسلام السياسي والديمقراطية يمكن أن يلتقيا فهو من قبيل الدعاية والإعلان ففصيلة دمهما لا يمكن أن تتطابقا وكل محاولة للتوفيق بينهما يائسة لا يكتب لها النجاح إن لم تكون من قبيل تربيع الدائرة .
Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com[/size
]

132
دوافع الخيانة الزوجية عند المرأة
   بقلم عمانوئيل يونان الريكاني

الخيانة الزوجية (الجنسية حصرا) من طرف المرأة هي إقامة علاقة جنسية مع شخص آخر غير شريك الحياة وهو اغتصاب حق الزوج وانتهاك صارخ لكرامته .وهي متفشية بين كلا الجنسين الرجال والنساء على حد سواء ولا تقتصر على فئة أو طبقة دون أخرى حتى قصور الملوك والأمراء والرؤساء لم تسلم من عدوتها .انه سلوك بشع وقبيح بكل المقاييس الأخلاقية والدينية والاجتماعية وان جراحها لا تندمل بسهولة فهي كالوشم على الجسد تبقى أثارها حتى بعد إزالتها ،وان عاره الاجتماعي يلاحق الرجل كالظل خاصة في المجتمعات المحافظة التي تكون فيها نظرة الآخرين ذات الوزن الثقيل في حساباتنا لذلك آلامها تكون بعيدة المدى .إن خيانة الزوجة هاجس الهواجس الذي يؤرق كثير من الرجال ويقلقهم مجرد التفكير فيه لا بل إن هناك من فضل لسعات العزوبية على حلاوة الزواج تحت ذريعة إن المرأة خائنة بطبيعتها وأنها كالنحلة تتحول من زهرة إلى زهرة ما لنا ولهذه المجازفة التي لا تحمد عقباها .ما الحيلة ؟ وما العمل ؟مع هذا المخلوق العجيب والكائن الغريب الذي في يده مفاتيح الحياة والموت السعادة والتعاسة النبالة والنذالة .فالعيش معها مغامرة وبدونها كآبة أنها تارة تقف خلف عظمة الرجل بعقلها وقلبها وذاتها وكل جوارحها وتارة أخرى تدفعه بيديها إلى هاوية الخسة والضعة والعار .وللتخلص من هذه المعضلة الشائكة وللتخفيف من وطأتها على النفس حاول إيجاد حلولا لها تفاديا لصعقتها .لقد قام بسجنها في البيت مدى الحياة (لا ترى ولا تتكلم ولا تسمع )ومنعا من الاختلاط مع الجنس الآخر أمام البيت أو في الشارع أو مكان العمل لان الشيطان في أعرافنا هو الثالث .وتم تضييق الخناق عليها ومراقبتها في كل تفاصيل حيلتها كالرادار في الحروب ومن ثم قولبة أفكارها وحركاتها وأنفاسها ولباسها وكلامها .لا شك أنها مواقف خاطئة إن دلت على شيء فتدل على انعدام ثقة الرجل بنفسه التي رسختها ثقافة المجتمع الرجعية التي لا زالت تحت قبضة العقلية القرووسطية الإقطاعية التي تعتبر المرأة ملكية الرجل وقطعة لحم شهية توضع في براد (ثلاجة )الرجل لكي لا تتعفن .إن نتائجها كانت سلبية لأنها كانت حافز قوي لدى البعض للخيانة فسجن الجسد لا يستطيع تقييد الروح والفكر التي تظل حرة وهي منبع الفضيلة والرذيلة .نستذكر هنا قصة من تراثنا العربي فيها عبرة ومنفعة لنا :شخص أضاع إبرة في الظلمة لأنه لا يستطيع إيجادها لانعدام الرؤية حاول البحث عنها في مكان أخر فيه نور هذه هي عقلية الرجل في التعامل مع الزوجة الخائنة انه لا يشخص المرض ليبحث عن علاج مناسب له انه فقط مهووس بإصدار أحكام أخلاقية على السلوك المنحرف تغذي رجولته المريضة ولا تقف على الأسباب البعيدة التي تكون وراءها خوفا من المسؤولية .لذلك دواءه غير فعال لأنه يجهل الأسس النفسية والاجتماعية للداء.الخيانة ليست طبيعة في المرأة كما يروج لها الجهلاء والحمقى يجب إزالة هذا اللبس من الأذهان انه سلوك مكتسب آت من البيئة الأسرية والثقافية ومن الحرمانات المادية والجنسية والعاطفية ويساهم الرجل بهذه الجريمة من خلال قسوته وتسلطه وعجرفته ،دون أن نعفي المرأة من دورها السلبي نتيجة شخصيتها المضطربة التي تفتقر إلى النضوج النفسي والانفعالي وغياب عنها القيم الزوجية الأصيلة .فهي إنسانة تحتاج إلى الحب والحنان والأمان والرفاهية لتسير قاطرة حياتها على السكة  وأي حرمان من هذه العناصر الحيوية يجعلها تخرج عن المسار الصحيح .على الرجل أن يكون على بينة من  هذا فالوقاية خير من العلاج وإشعال شمعة خير من لعن الظلام .سنستعرض الدوافع التي تقود الزوجة إلى الخيانة :
   الدافع الاقتصادي
الفقر هو عضو دائم في مجلس مشاكل الإنسان العالمي  انه سبب أساسي في كثير من الآفات الاجتماعية فالزوج اللامبالي أو العاجز عن تلبية احتياجات الأسرة من مسكن وملبس ومأكل ....الخ في عصر الرفاهية والاستهلاك والذي يسوده مبدأ اللذة حيث لم يعد الإنسان قادرا على التحكم برغباته يمثل تحديا سافرا للمرأة مما يجعلها تتاجر بجسدها للحصول على المال اللازم لشراء ماتحتاج أليه .
الجوع الجنسي:يفتقر كثير من الأزواج إلى ثقافة جنسية سليمة تكون خلاصة أبحاث علمية رصينة لأنه لا تزال بعض المفاهيم الخاطئة مستقرة في أذهانهم التي رسختها ثقافة المجتمع وعملت على تأصيلها البيئة السائدة ..أنهم ينظرون إلى الجنس كعملية بيولوجية ميكانيكية بحتة مفرغين إياه من محتواه الإنساني فهو مناسبة لاستعراض عضلاتهم المفتولة وتضخيم أحاسيسهم الرجولية لأنهم الطرف الفاعل والمرأة محلها من الإعراب في هذه العملية مجرد مفعول به وكائن ضعيف دورها التلقي السلبي دون أي اعتبار لرغباتها وأحاسيسها .ولا يبالي أن وصلت إلى ذروة اللذة حيث المتعة الحقيقية أم لا لأنه أناني لا يفكر إلا في ذاته وإزالة توتره .إن هذه الممارسة خاطئة 100%فلو مارس عشر مرات في اليوم بدون إتباع القواعد العلمية الصحيحة ستظل المرأة جائعة لأنها كالقربة المثقوبة لا تمتلئ أبدا إن لم يكن هناك تفاعل واندماج وتناغم الكيان كله بين الطرفين لذلك تلجا المرأة إلى البحث عن إشباع رغبتها الجنسية في مكان آخر .
   الجفاف العاطفي
كما إن جسم الإنسان يحتاج إلى السوائل ليمارس وظيفته بشكل طبيعي وأي جفاف يكون مصيره الذبول والموت .هكذا العلاقة الزوجية تحتاج إلى عواطف جياشة كعنصر تغذية ليبقى الحب حيا على الدوام وما الحواس الخمسة سوى مرآة تعكس هذا الشعور الجميل وتنقل هذه الرسالة النبيلة من نظر وكلام ودردشة ومعانقة وقبلة ...لكن هناك أزواج أكلوا وشربوا من ثقافة العيب حتى التخمة يعتبرون الرومانسية لا تليق بالرجال ويبخلون بها على نسائهم مما يجعلها تبحث عن الإشباع في المكان البديل الذي يروي ظمأها .
   الانتقام الأعمى
تعاني المرأة من شتى ألوان الاضطهاد النفسي والجسدي والاجتماعي من قبل الرجل ولضعف شخصيتها وعدم التمييز بين الصح والخطأ تلجا إلى الانتقام منه في الارتماء في أحضان رجل أخر لتلطيخ سمعته وتلويث شرفه الأمر الذي يمثل راحة نفسية لها ويشعرها بنوع من القوة وتزداد نظرتها التقديرية إلى ذاتها .
   ومن الجمال ماقتل
هناك صنف من النساء يكون جمالهن عليهن نقمة لا نعمة فيستعملوه كسلاح للتمرد على أزواجهن التي تتميز بالمبالغة وجذب الانتباه والإثارة الجنسية والاستعراض أي شخصية مضادة للمجتمع .
   ميوعة الأخلاق والقيم
إن غياب الوعي الديني والاستهتار بالقيم الأخلاقية عامل مساعد للانحراف عن جادة الصواب وعدم تحمل الظروف الصعبة وبالتالي السقوط في مستنقع الخيانة الآسن .
Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com[/size
]

133
حذاري من انتخاب حزب يكون فيه الله عضو مكتب سياسي
                                                                         
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني
نداء من قلب ينزف دماء الوطنية وجسد يقطر عرق الإنسانية إلى الشعب العراقي الجريح بكل مكوناته وأطيافه السنة والشيعة والمسيحيين والأكراد واليزيدية والصابئة والشبك ...
مرت سبع سنين عجاف على شعبنا المظلوم منذ السقوط في 2003 على أيدي قوات الاحتلال ،لقد كانت فترة زمنية فريدة من نوعها في تاريخ البشرية بما أفرزته من آلام وأحزان وماسي تذيب حتى الحجر .حيث كل لحظة من لحظاته مبللة بالدموع وكل ذرة من ترابه مصبوغة بالدماء .حتى الضحك قدم استقالته لنا وخرج الفرح من نفوسنا ولم يعد فالمشاكل تطوقنا من جميع الجهات والمصائب ترافقنا طوال اليوم من انفجارات دامية وقتل على الهوية والتهجير ألقسري إلى انقطاع الكهرباء وتلوث المياه وتفشي الأمراض الفتاكة وانتشار البطالة والتسول والفساد المالي والإداري وحدث ولا حرج عن غيرها من التجاوزات .
من المسئول عن كل هذا ؟ومن يقف وراء مايجري لنا ؟هل هو فيلق القدس الإيراني ؟أم انه تنظيم القاعدة ؟أو أي جهة معادية أخرى ؟يمكن لهؤلاء أن تكون لهم يد بشكل أو أخر في كل ماحصل لنا ،لكن الحقيقة يجب أن تقال هل يستطيع اللص أن يدخل البيت لو كان الباب موصدا ؟هل كانت الأمراض تخترق أجسادنا لو كان لنا مناعة قوية ضدها ؟أليس الحكومة الفاسدة والعميلة التي تحكمنا الآن نحن الذين انتخبناها بملئ إرادتنا مع علمنا أنها قامت على أسس طائفية ،الم نتبنى الطائفية منهجا وسلوكا وحياة لنا بالرغم أنها دخيلة علينا وبضاعة آتية من الخارج ،فانتشرت فينا كالنار في الهشيم .فالموز أصبح سني والبرتقال شيعي والخيار مسيحي والتفاح كردي واللالنكي يزيدي والسفرجل صابئي والعرموط شبكي .الم نكن نحن مسدس وقنبلة وصاروخ في يد العدو لقتل أخوتنا في الدين والوطن .لقد جعلت منا الطائفية مومياء من الخارج قطعة لحم ومن الداخل بدون أحشاء إنسانية وأوجدت الحواجز بين أبناء الوطن الواحد وكانوا أولى ضحاياها هم الذين يطبلون ويزمرون لها .إن التخلف والجهل والسذاجة سبب معاناتنا أيضا لأننا حديثوا العهد بالتجربة الديمقراطية  الذي جعل الأحزاب والكتل السياسية ذات التوجه الطائفي استغلال هذه النقطة وتوضيبها لصالح مشاريعها الهدامة .نحن الذين صوتنا للقائمة المغلقة كنا نعقد عليها آمالنا كسفينة نجاة ولم نكن ندري أنها مغارة لصوص وشلة من أهل العمائم الخاوي الرؤوس تجار الدين وسماسرة الطائفية يسرقون قوتنا ومالنا وخيراتنا وحياتنا .إن تسليم زمام أمورنا بأيديهم كان مثل الذي كما يقول المثل الشعبي (ودع بزون شحمه).إن اللوم يقع علينا وحدنا لأننا لم نرتوي بما فيه الكفاية من ثقافة وطنية حقيقية وقيم ديمقراطية أصيلة .لان معيار الاختيار كان هوية المرشح الطائفية لا سيرته الذاتية وكفاءته ومؤهلاته العلمية للقيام بالواجب المنوط به .7/آذار 2010انه يوم المثول أمام كرسي الاعتراف للتكفير عن الخطايا والأخطاء التي اقترفناها بحق الوطن العزيز .انه يوم الزحف التاريخي في حياة العراقيين وهو دعوة لجميع الشرفاء والأحرار ونداء لكل الأخيار والاغيار لان مصير البلد أصبح أمانة في الأعناق فلا ينبغي اليأس من الوضع القائم فالكرة لا زالت في ملعبنا لان اللبيب لا يلدغ من نفس الجحر مرتين إننا على مفترق الطرق أما التعافي من جراحاتنا أو النزف حتى الموت أما الطائفية المقيتة التي تريد أن ترجع بنا إلى المربع الأول حيث القتل والدمار والكراهية والانقسام أو التمسك بأهداب الوطنية وبثوب الديمقراطية التي تسير بنا نحو العلا من خلال تجفيف منابع الحقد ونشر المواطنة والأخوة والمساواة بين الناس حيث الولاء يكون للعراق لا للطائفة أو إي مرجعية دينية أخرى .أن القائمة المفتوحة هي انسب آلية انتخابية في اختيار من يمثلنا في البرلمان حيث النائب يكون عريان تماما بدون تستر ولا رتوش أنها أملنا الكبير في تصحيح مسيرتنا التي تعثرت في الانتخابات السابقة لتحقيق حلمنا العظيم لرؤية عراق خال من كولسترول الأوجاع .إن الوطن ينادينا من تحت الأنقاض واعراقاه ..واعراقاه .
[/color]

134
لا خير في امة كان فيها غشاء البكارة دليل العفة والطهارة
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني
يعرف غشاء البكارة طبيا بأنه طبقة جلدية تسد بشكل جزئي فتحة المهبل ،يوضع هذا الغشاء على بعد 1الى2 سم تقريبا من داخل المهبل .يتمتع الغشاء بفتحة طبيعية تترك دم الدورة يسيل عند الفتيات قبل الزواج يتمزق هذا الغشاء لدى أول لقاء جنسي وهو عبارة عن زائدة لحمية لا ضرورة لها.السؤال الذي يفرض نفسه علينا هل العلاقة بين غشاء البكارة والعفة بنيوية ؟ام أنها براءة اختراع المجتمع ألذكوري.هل شرف المرأة ينحصر في العملية البيولوجية ؟ام هو مجرد ارتباط تاريخي لا جوهري يعكس مصلحة الفئة الحاكمة .وهل حقا هو كما يقال مثل عود الثقاب لا يشتعل غير مرة واحدة ؟ام انه ابعد وأعمق يشمل كيان المرأة كله .أسئلة كثيرة تزدحم في رؤوسنا نحاول في هذا المقال أن نضع الحصان أمام العربة لا في أي مكان آخر .
لا شك انه موضوع شائك ووعر وطريقه صعب ومحفوف بالمخاطر لأنه يمس منطقة فينا هي على درجة عالية من الحساسية .فهي من المحرمات التي يمنع من التقرب إليها والتفكير فيها لأنها تحت حماية اللوبي الديني(جماعة الضغط)الذي يطوف حول عقول الناس ككلاب حراسة .ويبرمج نفسيتهم ويقو لب أمزجتهم .لكن الأمانة العلمية والإنسانية تقتضي منا أن نكسر حاجز الصمت ونصيح بعلو صوتنا نريد حياة حقة بدون زيف وكذب وخداع .وان يطلق سراح العقل ليقول كلمته لا نريد أن نكون دمى في يد الأب المسيطر والمعلم الطاغي والكاهن والشيخ المتسلط أو الزعيم المستبد .وان نسير بعيون مفتوحة لا أن تقودنا كالعميان المؤسسات الدينية والاجتماعية ،وان نعيش كأشخاص ناضجين لا كقاصرين نحتاج إلى وصايا وحماية .ارفعوا سيوفكم من على رقابنا هذه هي صرخة الأحرار .إن النسبية الثقافية والاجتماعية من مسلمات الفكر المعاصر من خلاله نستطيع فهم الواقع بشكل عقلاني ومنطقي ،إن مفهوم العفة والزنا يختلف حسب موقعها من خارطة الثقافات البشرية وقربها وبعدها من مدار الشمس الحضاري .فالمجتمع المباح فيه تعدد الأزواج يختلف عن آخر فيه تعدد الزوجات وهذا بدوره يختلف عن مجتمع ينادي بالزواج الأحادي .لقد طمست الحضارة الذكورية الحقيقة لتغطي على سلبياتها عندما نسجت حول هذا الغشاء الأوهام والأساطير لتحصر عفة المرأة فيه .وذلك من خلال عملية غسيل المخ الجماعي .لا يمكن أن تكون العذرية مقياس الشرف لأنه تبرير لجا ت أليه المؤسسات الدينية والاجتماعية والسياسية الحاكمة في المجتمع فهو يضرب عصفورين بحجر واحد فمن جهة يمثل حبل الإنقاذ للرجل من الانهيار في ظل أنظمتها الاستبدادية التي يعاني من الهزائم النفسية والنكسات الاجتماعية ،ومن جهة أخرى تحافظ على قوتها ونفوذها وثباتها .وهي أيضا حيل من أرباب العمل الذي يرزح تحت نيرهم الثقيل العامل المسكين المذل والمهان والمسلوب حقه وكرامته لامتصاص غضبه وثورة بركانه وذلك بتوجيه أنظاره نحو مفهوم وهمي للشرف يتعلق به ليعيد أليه توازنه النفسي ومن غير المرأة يكون كبش الفداء .وهو أيضا أداة بيد الرجل كالسلاح في الصيد للسيطرة على المرأة وإخضاعها .ويمكن إرجاع هذه الفكرة إلى الأزمنة السابقة حيث كانت إغارة القبائل فيما بينها من اجل الغنائم وسبي النساء للتمتع الجنسي بهم دون موافقة منهم مما كان يستفز كرامة رجال القبيلة المهزومة ويعتبر إذلال واهانة لهم وهكذا ارتبط في ذهنهم الشرف بالدفاع المستميت عن المرأة وتحول مع الزمن هوس وخوف مرضيان على النساء وأي خطا من المرأة يكون عار على الرجل .وفي المجتمع المهزوم والمأزوم الذي ينظر إلى المرأة مادة سريعة الاشتعال يعاني الذكر من فقدان الثقة بنفسه وفي غياب التربية الحقيقية لا يرى ابعد من أرنبة انفه يتشبث بالشكل الخارجي كبديل عن العفة الداخلية الحقيقية .كل هذه الأسباب لعبت دورا في صياغة الوعي السائد عن العفة .
لقد أصبح شرف المرأة مارد جبار وشبح مخيف يطارد الرجل في كل حياته من المهد إلى اللحد وهو بدوره يجند له كل قواته لمقاومته وللحفاظ عليه طاهرا لئلا يخسر المعركة التي سمعته ورجولته مرهونة فيها .لقد تناسى إن الشرف الحقيقي ينبع من الداخل عن قناعة ورغبة ولا يفرض من الخارج أكراها وقسرا ،انه أحياء الضمير الباطني وليس قطعة لحمية لا تشتعل ولا تساعد على الاشتعال لان نتائجه تكون معاكسة كما هي الحال في المجتمع الشرقي الذي يتغنى بالأخلاق ويتهم الغرب بالانحلال والانحطاط انه لعمري غرور وتباهي لا أساس له من الصحة فالواقع يقول عكس ذلك لان الثقة بين الرجل والمرأة شبه معدومة .إن كيان المرأة كشخص له كرامة أهم من غشاء لا علاقة سببية له بالشرف ولقد اضطهدت المرأة كثيرا من جراء هذه الفكرة المتسلطة على الرجل .ففي أوربا القرون الوسطى السيئة الصيت كانت تلبس المرأة حزام العفة يكون مفتاحه مع الرجل كدليل على أمانتها له عندما كان يغيب لاعن البيت ويذهب إلى المعارك .ولا زال في مصر والسودان يمارس الختان الجائر على الفتيات وبمباركة بعض رجال الدين لاستئصال البظر مركز الأحاسيس الجنسية لديها وحرمانها من حقها بالحياة بالاستمتاع برغبتها الطبيعية باسم الشرف المزيف .أما في الغرب الحر المؤسس لثقافة الحريات الحقوقية والفردانية يرى أن جسم الإنسان من اخص خصائصه وممتلكاته لا يصح الاعتداء عليها وسواء كان الزواج ديني أو مدني أو بدون عقد فكلها سليمة من وجهة نظر المجتمع طالما إن الجنس تتويج لعلاقة الحب .ماهو ذنب فتاة فقدت بكارتها بدون ممارسة جنسية لسبب خارج عن إرادتها كان مزقته في الطفولة دون علم منها أو من خلال ممارسة الرياضة أو أي سبب أخر  هل تعتبر هذه غير شريفة ، بينما كثير من النساء حافظن على بكارتهن كمطلب اجتماعي فقط لكن مارسنا الجنس بأشكاله من مداعبة القضيب بفمها وإدخاله في دبرها فهل تعتبر هذه شريفة لمجرد وجود هذا الغشاء أليس مجتمعنا ملآن من هذا الصنف من النساء الذي يرغبه الرجل انه ضحية غباؤه .وكثير من البنات أحببنا بصدق وأقمنا علاقة كاملة مع الآخر نزولا عند رغبته مانحة إياه ذاتها وجسدها بينما الرجل غدرها بعد الحصول على ما أراد لأنها في عرفه عاهرة وهي بريئة من هذا الحكم كبراءة الذئب من دم يوسف .انظروا أسواق كثير من الدول العربية والإسلامية التي انتشر فيها غشاء البكارة الاصطناعي الصيني  كالجراد على الزرع أليس ذهنية الرجل تجعل المرأة تلجا إلى الاحتيال والكذب لتنقذ نفسها  قسوة الرجل والمجتمع الذي لا يرحم .لماذا يتساهل المجتمع مع الرجل في الأمور الجنسية ويسمح بها تحت طائلة أن الله غفور رحيم  بينما مجرد خروج المرأة سافرة تعتبر لدى البعض من علامات الساعة وان الله شديد العقاب ماهذه الازدواجية في الحكم والتعامل هل هناك دينين والهين ومصدرين للأخلاق واحد للرجال والأخر للنساء متى نخلص من هذه العقول العقيمة .نضع خط احمر على المرأة التي مارست الجنس ونحتقرها لكن الحقيقة هي بين سيقانها مشى موكب كثير من الملوك والرؤساء والباشاوات .وفي مسك الختام أقول للرجل إن الشرف الحقيقي عرشه قائم في القلب ومملكته الروح ودستوره الحرية .

مزقوا أيها الأحرار غشاء البكارة           لا يحتاج الشرف بواب عمارة
إن لم تتذوق النفس رحيق الطهارة   يبقى الجسد كومة من القذارة

Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com[/size
]

135
عيد الحب إيقونة كل قلب
   
بقلم
   عمانوئيل يونان الريكاني
عيد الحب هو تاج المناسبات وعيد الأعياد التي تزخر بها روزنامة الثقافات البشرية يقع في يوم 14فبراير،وهو نشا في الغرب وأصبح تقليدا عالميا يحتفل به في كل مكان تقريبا ،لما له من رصيد قوي في بنك نفوس العاشقين وقطعة ذهبية في مصرف قلوب المحبين .
تضاربت الروايات وتناقضت الآراء حول أصل هذا العيد وجذوره التاريخية سنمر عليها كالكرام بعد كسر القشور للحصول على اللب لان مايهمنا هو اللؤلؤة لا الصدفة التي تحملها.
هناك أسطورة لدى الرومان تتلخص في أنهم أيام وثنيتهم كانوا يحتفلون بعيد يدعى (لوبركيليا)وهو عيد وثني كانوا يقدمون فيه القرابين لمعبوداتهم ،ويعتقدون إن هذه الأوثان تحميهم من السوء وتحمي مراعيهم من الذئاب .وهو طقس ديني مرتبط بالخصوبة كان يبدأ من الثالث عشر إلى الخامس عشر من فبراير وهو من المهرجانات المحلية .وبعد أن تبدد ظلام الوثنية أمام نور المسيحية وأصبحت الديانة الجديدة هي الحاكمة تم تطهير هذا العيد من وثنيته بعد تعميده محولا إياه إلى عيد للمحبين والعشاق .وقد قام البابا جيلاسيوس الأول بعد أن تولى السلطة البابوية في 492_496 بإلغاء هذا الاحتفال.
أما الرواية الأكثر شيوعا هي انه كان القديس فالنتاين يعيش تحت حكم الإمبراطور الروماني كلاديوس الثاني في أواخر قرن الثالث الميلادي وكان يعتقد الإمبراطور إن العزاب أكثر مؤهلين للحرب والحماس في القتال من المتزوجين لذلك اصدر قرار بمنع عقد أي قران .لكن القس فالنتاين بدافع غيرته الدينية رفض ذلك وعقد زواجات سرا في الكنيسة حتى اكتشف أمره وعرف الإمبراطور ذلك حاول بعد جدال معه أن يثنيه عن إيمانه المسيحي ويدعوه إلى عبادة آلهة الرومان للحصول على العفو.لكن القديس رفض ذلك وتم إعدامه في يوم 14 فبراير وكانت بداية الاحتفال بعيد الحب إحياء لذكرى القس وقبيل إعدامه تم على يده إهداء ابنة السجان التي حضيت منه بأول عبارات التهنئة من فالنتاين حبيبك ....بحسب الكنيسة الكاثوليكية الاحتفال عبارة عن تكريم شهداء الحرب قيل انه قس استشهد في القرن الثالث وقيل شهيد في شمال أفريقيا .وتم ذكر عيد الفالنتاين في رائعة شكسبير هاملت 1600_1601عندما قالت اوفيليا"غدا عيد الفالنتاين "وفي عام 1382في شعر جيفري تشوسر "برلمان الحمقى "حيث يقول فيه "كان هذا في عيد الفالنتاين حين يأتي كل طائر ليختار حبيب له "وقد كتبت هذه القصيدة تكريما للملك ريتشارد الثاني ملك انكلترا في عيد خطوبته الأول.ويرجع أقدم قصيدة حب في عيد الفالنتاين لم تضع إلى عام 1415وهي قصيدة شعرية قام بكتابتها الملك تشارلز حاكم اورليا نز لزوجته حين كان محجوزا في برج لندن بعد أسره في معركة الاجينكورت التي دارت عام 1415.وفي عام 1836 قام البطريرك غانو السادس عشر بمنح رفات القديس الروماني إلى كنيسة (الكارملايت)في شارع وايتفرابرفي دبلن بايرلندا وفي عام 1960تم تجديد الكنيسة وإشهار رفات القديس .أما في العصر الحديث فقد احتفل بعيد الحب في الغرب في القرن التاسع عشر في شمال أمريكا من قبل المستعمر البريطاني وبدا كيوم للمحبين والعشاق يتبادلون فيه هدايا الحب التي يغلب عليها اللون الأحمر كرمز،ويأتي هذا العيد في المرتبة الثانية بعد الميلاد من حيث المبيعات .للأسف الشديد لا يزال في عصرنا ناس أعمى التعصب بصيرتهم من رؤية الأمور على حقيقتها .وتتعامل بعقل إيديولوجي مع الآخر المختلف فترى في نفسها كل الخير وفي الغير كل الشر .لذلك تمنع الناس من الاحتفال بعيد الحب تحت ذريعة التلوث الثقافي أو بحجة انه دخيل علينا لا أصيل لأنه من اختراع الغرب .وقاموا بتشويهه ووصفه بشكل شنيع واسقطوا عليه ماليس فيه واقنعوا البسطاء بأنها مناسبات تمارس فيها الفحشاء والزنا والمنكر .هؤلاء مهووسين بلغة التحريم يعكسون عليه عقدهم النفسية فهم يرون السماء بلون نظاراتهم .فالهندوس المتطرفون يوعدون بالويل كل محل يبيع إكسسوارات خاصة بهذه المناسبة وفي المملكة العربية السعودية تقوم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنع هذه الأشياء لأنها بدعة قادمة من الغرب ففي الإسلام لبا يوجد غير عيدين فقط لا غير .أتساءل الموبايل والطائرة والسيارة والانترنيت وغيرها لماذا ليست بدعة "عجيب أمور غريب قضية "على هذا التناقض الصارخ والازدواجية القاتلة .قد يختلف البشر في كل شيء الدين الثقافة اللغة الزى واصغر الأشياء لكن لا يمكن أن تختلف في الحب هذا الشعور الإنساني الرقيق الذي يجلب للنفس البهجة والفرح والسرور فهو دستور الحياة ونسخة أصلية لكل قلب انه بلسم الجراح ودواء كل الأحزان بدونه الإنسان مجرد شيء من الأشياء .إن هذه المناسبة رمز للوحدة البشرية لأنها تحثنا على تقوية الروابط الاجتماعية وتعميق الأحاسيس الإنسانية وتزيل دهون الخلافات العالقة فينا .لان الحب يفجر الطاقات الكامنة فينا فهو يقرب البعيدين ويوحد المتفرقين ويحطم عروش المغرورين .ولو قمنا بتشريح تاريخ الإنسانية لرأينا انه لا يوجد امة ظهرت على الوجود ليس فيها عشاق سطروا لها أروع الأمثلة في الحب والغرام وكانوا تحفة البشرية في العشق والهيام .من منا لم يسمع روميو وجوليت وأي ذاكرة تستطيع أن تمحي ما هو مطبوع فيها من أشعار قيس وليلى ومن لا يقف أجلالا وإكبارا أمام نصب تاج محل أسطورة الزمان في الوفاء والإخلاص الذي بناه الملك جيهان حيث كل حجرة من أحجاره فيها بصمات قلبه وروحه .وكم من ملوك وملكات وأمراء وأميرات تخلينا عن عروشهم من اجل وحبوبهم وكم من ناس حطموا التقاليد الدينية والاجتماعية من اجل الحب .أن القديس فالنتاين ليس مجرد قس مسيحي بل رمز إنساني وداعية حب وسلام يحمل رسالة فحواها الحب ثم الحب ثم الحب هو دين القلب ومرآة الروح وكل شيء آخر بدونه باطل وقبض الريح .                                                                                 emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com[/size
]

136
المنبر الحر / هوية الهويات
« في: 18:32 07/02/2010  »
هوية الهويات
   
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني
هلم معي في جولة مكوكية سريعة نسلط فيها الضوء على هوية الإنسان الحقيقية بلغة بسيطة ومفهومة تكون في متناول الجميع بعيدا عن تنظيرات الفلسفة وتعقيداتها وبدون الغوص في تشعباتها ومتاهاتها .الإنسانية هي هذه الهوية التي أسئنا فهمها دوما وتجاهلناها كثيرا من اجل هويات أخرى اقل مرتبة وأهمية صنعناها لأنفسنا كانت بمثابة قشرة من اللب وكالوثني الذي يعبد الإله الذي صنعه بيده مثل الأنا العشائري والانا القومي والانا الديني...الخ قد تكون أعطت له بعض الحماية من الناحية النفسية لكن سلبت منه البعد الشخصي والإنساني خاصة عندما تكون بيدق على رقعة العاطفة الهائجة ولم تفهم بشكل علمي وعقلاني .
من نافل القول الإنسان كائن اجتماعي كما وصفه أرسطو تفترضها طبيعته البيولوجية والإنسانية وعالمه شبيه بعالم النمل والنحل من حيث التنظيم والتعاون والصراع من اجل البقاء ،إلا انه يختلف عنها اختلافا جوهريا بان دافعه إلى السلوك هو العقل لا الغريزة وحدها كما عند الحيوان والذي حبا هبه الله وميزه عن باقي المخلوقات الأقل درجة منه في سلم التطور .ويستطيع أن يبدع أفكار جديدة وأشكال جديدة من العوالم حسب ماتقتضيه حاجته ،ومن تضافر العوالم المادية والروحية فيه .ليس هو آلة تسير وفق نظام معين حسب الفكرة المقررة فيه ولا هو جهاز ميكانيكي يعمل بالضغط على الزر يكرر اليوم ماعمله الأمس .انه محكوم عليه بالحرية في محيط الحتميات التي يدور في فلكها .ولا هو تام التكوين أعطي مرة واحدة وللأبد لكنه في طور التكوين يصنع نفسه بنفسه من خلال جدلية الإنسان الواقعي والمثالي .
إن هويته ليست فكرة جامدة تم تحديدها في الماضي نهائيا ولا هي هابطة عليه كالبارشوت من عالم آخر ولا يستطيع أي انتماء أن يستنفذها .وقد قال احدهم "الهوية الحقيقية للإنسان هي من لا هوية له "أي إن المستقبل المجهول بما يحمله من المفاجآت واللامتوقع هو الذي يضع عليها اللمسات الأخيرة لأنها في قلب الواقع وفي صيرورة تتشكل من خلال حركة التاريخ مثل كرة الثلج التي يتغير حجمها وشكلها كلما تدحرجت .
وقد عاش الإنسان منذ البدء على شكل جماعات وبعد ذلك تكونت العائلة والعشيرة والقبيلة والأمة حيث كانت رابطة الدم والدين هي الغالبة .هذه الوحدات الاجتماعية منحته وجوده المادي والمعنوي وصاغت له هوية كانت كبصمة Danتميزه عن غيره من الجماعات مقابل الانتماء أليها والولاء لها في كافة الأحوال .كان من المفروض أن تكون جسم شفاف يمر من خلالها شعاع الإنسانية إلا أنها أصبحت كالكتل الكونكريتية يصعب اختراقها وإزالتها ، وعلى مر الزمان نحتت تكوينه النفسي بأناملها وصارت له طبيعة أخرى إلى جانب طبيعته .لقد كانت كالغيم التي تحجب نور الشمس فهي تقف حجر عثرة أمام النمو لروحي والرقي الإنساني .وان التعصب الأعمى لها حولتها إلى أصنام كان أولى ضحاياها هم الناس أنفسهم بما أوجدت من كراهية وبغضاء وفرقة بين الشعوب والمجتمعات       والأمم ومزيد من التخلف والجهل والانحطاط .
انظر إلى الفوضى التي يتخبط بها عالمنا من حروب ونزاعات وانقسامات غطت الكرة الأرضية جلها بسبب عنصرية اللون والعرق والدين والقومية والطائفية ..الخ هذه الدراكولات التي مصت ولا زالت تمص دماء البشرية .التاريخ والواقع يشهدان بان هذه الأسباب كانت جدار برلين يفصل بين الناس ويمنع أي لقاء حقيقي بينهم .وفي كثير من الدول المتقدمة التي رفعت لواء الحضارة أصبحت هذه الهويات في خبر كان أو تفككت وانصهرت في هويات أكثر إنسانية وحضارية .أو وضعها في غربال العلم وتم تصفيتها من الشوائب.لقد أصبحت التكتلات العالمية ألان تقوم على أسس اقتصادية سياسية لا على أساس ديني عرقي قومي .
الإنسانية هي هوية الهويات التي تستحق كل تبجيل وتقديس لأنها روما المسيحيين وكعبة المسلمين وغانغا الهندوس ومعبد كل المؤمنين ونبض قلب جميع الملحدين أنها اله لمن ليس له اله ودين من لا دين له .فهي الهوية التي كان يبحث عنها ديوجين الفيلسوف الإغريقي في وضح النهار وفي شوارع أثينا وبيده فانوس وسط استغراب واندهاش سائليه من هذا المشهد .لأنها قبلة أنظار كل فلسفة ودين وفكر .أنها دعوة الأنبياء والفلاسفة فلا يوجد سبب من اجله يستحق أن يقتل أي إنسان لان الله هو واهب الحياة .وكما قتل الإله مردوخ الآلهة تيامات في أساطير بلاد الرافدين ومنها خلق الوجود هكذا يجب أن نقتل هذه الهويات الجرثومية ومن دماءها نخلق عالما جديدا تشع منه حضارة المحبة التي هي حضارة الله وهويته.وفي مسك الختام علمنا المسيح إن الهوية الحقيقية لا يمكن احتكارها من قبل أي دين أو قومية أو فلسفة بل هي مخالفة الأعراف التي تقف في طريق إنسانيتنا .ونعم الهوية

Emmanuell_y _alrikani_2009@yahoo.com[/size
]

137
لا أؤمن بهذه الكنيسة

   
بقلم
   عمانوئيل يونان الريكاني

1-   لا أؤمن بكنيسة (العروس )تخون المسيح (العريس) تعطيه جسدها أما قلبها بعيد عنه متعلق بعشيقها (ملذات الدنيا ).
     2-لا أؤمن بكنيسة فقدت هويتها المختومة بالماء والدم الجاري من جنب المصلوب كسر الملكوت ودليل الطريق وصنعت لها هوية مزورة هي (أنا الملكوت والملكوت أنا )المبصومة بالعشرة من أصابع المجد الأرضي الزائل والكبرياء القاتل .
3-لا أؤمن بكنيسة أحاسيس البنوة والأبوة الحقيقية فيها مفقودة بين الراعي والرعية لكنها مجرد علاقة شكلية بين أباء صناعيون وأطفال أنابيب.
4-لا أؤمن بكنيسة المسافة فيها بين الاكليروس والعلمانيين شاسعة تقاس بالسنين الضوئية نتيجة الغرور والاستعلاء والاستصغار لا يقربها حتى تلسكوب غاليلو .
5-لا أؤمن بكنيسة حبيسة صورة نمطية عن نفسها إنها محتكرة من قبل ( الأساقفة والكهنة والشمامسة ) ليس نحن سوى لاجئين عندها نطرق بابها نستجدي الخيرات الروحية المجبولة بالذل والهوان ،أنها تلعب معنا دور un مع المهجرين لا تعطينا إذا لم تأخذ دماء قلوبنا .
6-لا أؤمن بكنيسة تحولت إلى مخفر شرطة تفرض نظام صارم وتعاقب بالحرم من لا يطيع أوامرها .
7-لا أؤمن بكنيسة البطريرك فيها مشغول بكرسيه ليلا ونهارا ولا يحس ولا يبالي ما يحدث لرعيته من قتل وتهجير وتشريد انه لا يحرك ساكن ،حصلنا منه فقط الاستنكار والشجب الذي ملت من هذه النغمة آذاننا فهو يقول دون أن يفعل شيء كالجبل الذي يتمخض ويلد فارا .
8-لا أؤمن بكنيسة تدعي امتلاك الحقيقة دون باقي الكنائس وتحتكر المسيح وكأنه عقار (قطعة ارض –بناية )لها سند قانوني في امتلاكه .
9-لا أؤمن بكنيسة إيمانها ليس له القدرة على تلقيح ثقافات متعددة ولا يحيا إلا في كنف ثقافة واحدة كالسمكة إن خرجت من الماء تلقى حتفها .
10-لا أؤمن بكنيسة تكون ملح فاسد للعالم وخميرة عفنة للعجين ،ومصابة باصفرار الفكر والروح نتيجة تكسر كريات الإيمان الحي الحمر .
11-لا أؤمن بكنيسة تخاف م النقد والنقد الذاتي وتسكت عن قول الحقيقة وتغض النضر عن ممارسات بعض رجال الدين اللااخلاقية واللاانسانية كالفضائح الجنسية مثلا التي تفشت كثيرا بينهم ،واستخدام سلطتهم بشكل سيء في التساهل والمرونة في قضايا الزواج والطلاق المخالف لتعاليم المسيح من اجل كسب مادي دون أي محاكمة لهم أو موقف رادع .فالمكان المناسب يحتاج إلى رجل مناسب لان القدوة السيئة يجعل الآخرين ينفرون منه ، وتفضل الرعية أن يكون كرسي الكنيسة شاغرا من أن يعتليه شخص لا يستحقه .
12-لا أؤمن بكنيسة ليس لها دفتر صحي لصرف دواء لأمراضها المزمنة (التسلطية- البيروقراطية –الطمأنينة المزيفة )
13-لا أؤمن بكنيسة تحولت إلى متحف لا روح فيها ولا حياة والترداد عليها أصبح مجرد إدمان على عادة لا يمكن الإقلاع عنها .
14-لا أؤمن بكنيسة يتغلب عليها الوجه المؤسساتي على البعد الروحي والوظيفة على الموهبة .
15-لا أؤمن بكنيسة لا تكون مائدتها مستديرة ولا تتحول إلى جماعة روحية ليس فيها الأعلى والأدنى والسيد والعبد لكنها كأعضاء الجسد كل عضو له دوره ومكانته وقيمته في الجسد16-لا أؤمن بكنيسة تتجاهل مشاكل الناس وجزئيات الحياة وتعيش في برجها العاجي البعيد عن الواقع ،وتجتر صيغ وعبارات وأحكام أصبحت هيكل عظمي بدون دم ولحم .وغائطة في سبات عميق مثل نوم أهل الكهف لا ادري متى تستفيق،على سبيل المثال لا الحصر :زواج الأقارب في كنيسة المشرق الأشورية هذه المشكلة الاجتماعية الدينية التي تحتاج إلى مراجعة ودراسة لا بل إلى إلغاء هذا مايتمناه كثير من الناس لا تحريمه مجرد تقليد ثقافي واجتماعي سائد لا ديني ،لان فرص نجاح هذا الزواج أكثر في هذا الزمن الصعب بالإضافة إلى أسباب أخرى لا مجال لذكرها .17--لا أؤمن بكنيسة تفصل بين الجنسين ولا تستطيع أن تتحرر من تصوراتها الخاطئة عن المرأة ذات الشحنة الدونية في عصر أصبحت المساواة ذوق حضاري .18--لا أؤمن بكنيسة يستعمل فيها النصوص الإنجيلية بطريقة سحرية كتميمة ورقية وتعويذة لاستغلال السذج من الناس ويتحول الدين إلى تجارة رابحة بعيدا عن روحه وهدفه .19--لا أؤمن بكنيسة ذات صبغة قومية غامقة تتحول فيها اللغة إلى صنم معبود على حساب رسالتها الحقيقية وتنسى إن العنصرة هو يوم ميلادها وان التكلم بالألسنة هي لغتها الأم .                                                                            20-لا أؤمن بكنيسة يدعي فيها الاكليروس أنهم وحدهم حماة الدين وحراس العقيدة وان كلامهم منزل ولا يمكن المساس به ولا يكون للعلمانيين أي دور أو رأي في مقررات تخص إيمانهم وحياتهم .                                       emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com[/size
]

138
الزواج عهد وليس لعبة نرد
بقلم
   
عمانوئيل يونان
الريكاني
الزواج ضرورة اجتماعية وحاجة بيولوجية للحفاظ على النوع البشري من الفناء من خلال الوصال الجنسي الوسيلة الطبيعية للتناسل وهو أيضا عهد ابدي بين طرفين "رجل وامرأة "مبني على الحب والتفاهم والانسجام وناتج عن قرار واع وإرادة حرة دون أي ضغوطات نفسية واجتماعية تعكر صفاء هذه العلاقة الحميمة وتحد من نموها الطبيعي.أنها مغامرة حياتية مدعو أليها الإنسان للتسلق جسدا ونفسا وروحا إلى قمم المجد.إن الله يتجلى بقوة في هذه العلاقة الفريدة لان حياته عطاء ومشاركة بين الاقانيم الثلاثة وهي رمز ونموذج وإطار علاقتنا البشرية .لقد قيل إن رجل + امرأة = الله بدون أن يعني هذا أي عملية حسابية وحاصل جمع أرقام ولا هي معادلة كيميائية نتيجة مزج عنصرين لتكوين عنصر ثالث ،لكنها حقيقة إنسانية إلهية لان الله نبع كل حب ومشتهى كل قلب ونحن شركاء حياته بالنعمة لا بالطبيعة .
في ظل الهزات النفسية والاجتماعية والخضات الخلقية والإنسانية الذي يتعرض لها قطرنا الغالي ومن خلال تفكك البنى التحتية وانهيار البنى الفوقية نتيجة الظروف الصعبة المفروضة عليه اجتاح إعصار تسونامي ليدمر قيمنا الزوجية المقدسة ويجرف معه الثوابت الحضارية في العلاقة بين الرجل والمرأة التي حققتها الإنسانية من خلال مسيرتها التاريخية ألا وهو "زواج الخارج" وهي تسمية متداولة بين الناس ذو دلالة جغرافية وثقافية تعني اقتران شاب "شابة " من داخل البلد من آخر موجود خارج البلد .لقد أصبح تقليعة معاصرة وموضة حضارية استهوى عقول الشبيبة .إن سلبيات هذا الارتباط ظاهرة للعيان لا تحتاج إلى جهد فكري لدحضها ،فهو يفتقر إلى الشروط الصحية لسلامته وهي معرفة الآخر بشكل جيد واختياره لشخصه هذه الأسس غير متوفرة في هذا النوع من الزواج لان الوصولية والأنانية والنفعية مهيمنة عليه ولا قيمة للأحاسيس والمشاعر والعواطف فالآخر وسيلة لتحقيق مصلحتي الذاتية وجسر للعبور إلى أهدافي الخاصة .نظرة سريعة إلى واقع حيلتنا يؤكد صدق مانقول .لقد أصبحت فكرة السفر هاجس سيطرت على عقول كثير من الناس وبما أنهم من الطبقة الفقيرة التي تعجز إمكاناتهم المادية تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم بسبب نفقات السفر الباهظة الثمن لذلك لجأت اغلب العوائل إلى استخدام ورقتهم الرابحة وهي تزويج بناتهم من الخارج خاصة إذا كانت على درجة عالية من الجمال .عكس الشاب الذي هنا فهو يبحث عن فتاة الأحلام في المهجر كسفينة نجاة من بؤسه وعجزه وشقاءه .بما إن الدعاية هي سمة العصر حيث يتم ترويج أي بضاعة كالصابون أو الشامبو ...الخ عن طريق لصق عليها جسد امرأة عاري الذي يخاطب الغريزة الجنسية التي بدورها تعطل العقل عن الحكم الصحيح .للأسف الشديد لم تسلم أقدس علاقة في حياتنا وهي الزواج من تأثير هذه الذهنية .اذهب إلى أي قاعة أعراس سترى جمهور المستعرضات أمام الكاميرا كأنه عرض أزياء حيث الشخصية الحقيقية تتوارى خلف الجسد الذي يتكلم أفصح لسان وهي الإثارة والجذب الجنسي وإبراز المفاتن التي تستفز الشهوة .ومن نافل القول كلما ارتفعت درجة حرارة التركيز على المظاهر والشكليات انخفض زئبق الشخصية .وإلا ماذا يعني الاختيار عن طريق رؤية صورة فوتوغرافية للحبيب أو الحبيبة أو عن طريق المراسلة بالانترنيت حيث يتم تلوين الأنا بألوان زاهية لأنها مناسبة تنتعش فيها الميول النرجسية حيث الإعجاب بالذات يكون في أوجه لكن شتان بين الحقيقة والواقع .لا ادري على ماذا يستند ماذا الاختيار هل جمال الجسد يعكس بالضرورة الجمال الداخلي ؟فالصورة لا تعطينا معلومات عن الطباع والمزاج ومستوى الوعي وان تقاسيم الوجه لا ترسم خطوط الشخصية واتجاه الحياة  فليس كل ما يلمع ذهبا .ألا ينتاب الطرفين إحساس مقلق قد يكون مدمر أحيانا بأنه ليس مختار لأجل ذاته أنها مجرد صفقة تجارية .وهناك خرافات سائدة بان الزواج قسمة ونصيب  وان الحب يأتي بعده هؤلاء يضعون العربة قبل الفرس لان فقدان أجهزة التحكم العقلية في المصير والمستقبل وتسليمها إلى قوة غاشمة مثل الذي يتصور إن الحياة هي كازينو لألعاب الحظ أما تصيب أو تخيب أنها لعمري ليس أكثر من الرهان على الحصان الخاسر .ستواجهنا مشكلة أخرى لا تقل خطورة عن سابقتها وهي الصدمة التي يتعرض لها المغترب نتيجة اختلاف الثقافات وتأثيرها السلبي على وعيه وقيمه وسلوكه.كما هو معروف إن الحرية هي بسملة الحياة في الحضارة الغربية وان السلوكيات التي تفرزها تعتبر مألوفة فيها لكنها قد تعني انحرافا أخلاقيا لدينا مثل الشذوذ الجنسي واللواط والإباحية والعشيق والعشيقة ....الخ وأسلوب حياة يختلف كليا عما عشناه في مجتمعنا بالإضافة إلى الاختلاف في الطباع والأمزجة والعادات الفكرية .وكثير من الفتيات وقعن ضحية نتيجة الجهل والتسرع في اتخاذ القرار، ففوجئوا بان شريك الحياة أما متزوج سرا أو مطلق أو له عشيقة مما أدى إلى مشاكل انتهت بتدمير الأسرة وتشريد الأبناء .لو انه يحمل نظرة إلى المرأة شرقية في بيئة غربية فالمرأة لديه حل لعقده النفسية وان العنف تجاهها الجسدي واللفظي حق مشروع له وهو عنوان رجولته ،هل ياترى سيتأقلم معها في ظل حضارة تحمي جسد المرأة وتصون حريتها من أي اعتداء وتعيش حياتها كما تشاء .هذا لا يعني إن الغرب بعبع مرعب لا يمكن العيش فيه بل أنها دعوة لنا جميعا لمراجعة الذات وهضم جيدا الحكمة الغربية الخالدة "اعرف نفسك" ،أنها تساؤلات من حقنا أن نطرحها على الشبيبة لتفادي المفاجآت التي لا تحمد عقباها ، ونحن لا نقصد أن هذا الزواج فاشل حتميا لقد ولى عصر الحتميات لكنه يبقى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار ولا نريد التعميم لأنه لغة الحمقى بل يتطلب منا قبل الإقدام على هذا المشروع الحياتي الكبير الاسترشاد بالإشارات الضوئية "العقل والقلب والجسد "لسلامة مشروعنا من الفشل.
Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com
[/color]

139
ليس بالشعارات وحدها يحيا الإنسان


   
بقلم

   عمانوئيل يونان الريكاني

إن صرخة الكاتب العالمي المعروف اندريه مالرو "الحزب وضع من اجل الشعب وليس الشعب من اجل الحزب "هي جينات كل الأحزاب وكر وموسومات أيديولوجيتها والهدف المقدس الذي من اجله وجدت اقلها من الوجهة الدعائية .
إن ظهور الأحزاب على مسرح التاريخ السياسي يعتبر ظاهرة حضارية ومن الانجازات العظيمة التي قدمها الفكر البشري في مجال الفلسفة السياسية فهي تعكس رغبة عميقة وإرادة متأصلة في الإنسان" فردا وجماعة " في المساهمة التامة والمسؤولية الكاملة لتوجيه دفة الحياة وتحمل عبا المصير بعيدا عن أي ضغوطات لا تتناسب مع كرامته الإنسانية ومتحديا سياسة التهميش والترقيم التي تدنس أقدس مافيه وهي الحرية .
فالإنسان كائن ينشد المعاني السامية والقيم العليا لأنها من صميم طبيعته بدونها يتحول المجتمع البشري إلى غابة القوي فيها يأكل الضعيف والكبير يلتهم الصغير .إن دور الأحزاب هي تجسيد لهذه القيم الأصيلة فيه بعيدا عن المثالية الزائفة والطوباوية التافهة ومتحررا من النزعات النفعية والانتهازية والتسلطية التي فيها يتحول الحزب إلى اله معبود تقدم له الطاعة العمياء ،كما هو الحال في واقع مجتمعاتنا المتخلفة ذات الأنظمة الديكتاتورية .وان تكون لها فلسفة سليمة ورؤية واقعية وموضوعية تأخذ بالحسبان جميع أبعاد حياة الإنسان النفسية والاجتماعية والروحية والمادية .وكلما كانت صادقة في كلامها وفية لوعودها تمسك بها الناس ومنحوها قروض التأييد الطويلة الأمد.
في عراقنا الجريح الشاذ عن القاعدة خاصة في المجال السياسي حيث تعاني عقول أصحاب القرار في الحكومة ورؤساء الأحزاب والكتل السياسية من "شيزوفرينيا"في الفكر والقول والفعل وأصبحوا تجار الشعارات المزيفة ،فالمعنى غير المبنى والظاهر عكس الباطن وكلام الليل يمحوه النهار .ففي قاموسهم الديمقراطية تعني الاستبداد والصدق اخو الكذب بالرضاعة والعدل والظلم عشاق التاريخ وهلموا جرا،فمبدأهم هو لا يصح إلا الخطأ وارتشفوا حتى الثمالة من المثل الألماني العسكري "اكذبوا اكذبوا حتى تصدقوا أنفسكم "أنهم سفسطائيون جدد يمتلكون مقدرة هائلة في التلاعب بالألفاظ ولهم أصابع موزارت وأنامل بتهوفن في العزف على أوتار عواطف الناس وإخراج سيمفونية رائعة عنوانها "الضحك على الذقون "
هذه هي ثقافة الشعارات البراقة التي شربناها مع حليب الأم ومن حلاوة العبارات الرنانة ارتفع السكر في دمائنا ومن كثرة اللافتات والصور أصيبت عيوننا بقصر النظر .ومن فرط تداولها وتناولها تعاني عقولنا ونفوسنا من مرض السمنة .لكن السؤال الذي يفرض نفسه علينا هو ماذا جنينا من هذه الأحزاب وما الذي قدمته لنا غير كلام منمق ووعود فارغة تحمل فيروس الغش والخداع والكذب الذي هو سبب ماسينا وآلامنا وعذاباتنا .
إن لغة الشعارات وسيلة أكثر الأحزاب القومية والدينية ....الخ للسخرية من عقول العامة ومن ثم السيطرة عليهم ،فهي من طبيعة عصابية مرضية تمجد الماضي وتعيش فيه حسب قيمه ومفاهيمه وتتجاهل الحاضر وتهرب منه أو ذات رؤية خيالية تبني في الهواء مدينتها الفاضلة .والشعب مسكين يتأرجح بين مطرقتها وسندانها دون أن تقدم له أي حلول عملية لمشاكله فقط مخدرات ومسكنات وأفيون .الشعارات ضرورية لكن وحدها لا تكفي لأنه لا يمكن أن يتفاعل الإنسان مع أي عقيدة أو مبدأ اوفكرة مهما كانت قوتها وقدسيتها إن كان يعاني من شظف العيش وفوبيا دفع الإيجار والخوف المزمن على حياته المهددة ،لان ازدهار شروط الحياة المادية هي الهواء النقي الذي به تنتعش القيم الروحية والإنسانية .
فالشعارات مثل قطعة الذهب المعدنية تفقد جمالها ورونقها وتأثيرها إن طمست في الوحل ،فيجب أولا تحرير الإنسان كليا روحا وجسدا قلبا وقالبا وذلك من خلال إشباع حاجاته جميعها من الآمان والتقدير الاجتماعي والرفاهية الاقتصادية والقضاء على الفقر المادي سرطان المشاكل والتي تعتبر المشيمة التي تمد بأسباب الحياة جنين الأفكار العظيمة والقيم النبيلة والذي يستطيع أن يهضمها الإنسان دون ترياقها .وقد قال احدهم بحق "أعطني خبزا وبعد ذلك كلمني عن الحرية "فالخبز والحرية هما معا من أسماء الذات الإنسانية الحسنى وعلى مذبحها قدم ويقدم الإنسان نفسه ذبيحة .بالله عليكم كفانا شعارات صدعت رؤوسنا وخدشت طبلة آذاننا  أعيدوا ألينا البسمة التي حرمتمونا منها ومن فراقها نساها حتى الوجه .

Emmanuell_y_alrikani_2009@.com[/size
]

140
هوية  العولمة وعولمة الهوية

   
بقلم
   عمانوئيل يونان الريكاني



تعتبر العولمة إحدى حقائق العصر وظاهرة جديدة على مسرح التاريخ العالمي ،احتلت مكان الصدارة في سوق التداول الفكري .ولها الأولوية في سلم استقطاب عقول المثقفين .فهي ظاهرة كونية وطفرة حضارية حققتها أنامل تكنولوجيا الاتصالات والثورة المعلوماتية ،وزخرفتها أصابع الأدمغة الآلية ووسائل الأعلام .أنها نقلة نوعية في بنية الواقع الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية والأمنية ،تبدلت فيها خارطة العالم ومنطق الأشياء ،وتحول معها المشهد الكوني وطريقة الحياة .
لقد سحب البساط من تحت أقدام العالم القديم السائر نحو الاحتضار السريع حيث استنفذ طاقته على الخلق والبناء وذلك لانسداد في شرايين نظمه واليات اشتغاله التي تعيق حركة التقدم والنمو.وأعادت تركيب العالم وصناعة الحياة من أسس ومنطلقات وتقنيات جديدة حيث فتحت آفاقا جديدة للوجود والحياة ونوافذ عديدة للرؤى والنظر تغيرت العلاقة فيها بكل شيء ،بالمكان والزمان بالحقيقة والواقع بالكائن والفكر .وانصهر المكان التقليدي في بوتقة اختراقات الزمان الفعلي الذي يسير من بعد وبسرعة الضوء من خلال الأقمار الصناعية وشبكة الانترنيت .واكتسب المكان والزمان عالميتهما من خلال ردم الفجوة بين المحلي والكوني والداخل والخارج والمغلق والمفتوح ،وتقلصت مصالح العالم وانكمشت أبعاده وأتاحت تشكيل مدينة عالمية لا مركز لها ،متحررة من هندسة المكان وهي في نفس الوقت موجودة في كل مكان حيث لا غرباء فيها ولا عزلاء .بمجرد الضغط على زر تستلم الأخبار وتشاهد الحوادث من ابعد نقطة في الوجود ،وتستطيع أن تتجول كسائح في كل المرافق السياحية التي تستهويك وفي كل أنحاء الكرة الأرضية ،من خلال شاشة وأنت قابع في غرفتك ومتمدد على سريرك لا تتحرك من مكانك .من هنا يعلن فيريليو "نهاية الجغرافية "وولادة فاعل بشري جديد "إنسان الانترنيت "بعد أن اخذ الإنسان التقليدي "إنسان العصر الصناعي "يلفظ أنفاسه الأخيرة .إن هذه التحولات الجوهرية التي أحدثتها العولمة في مجرى الحياة ومسرى التاريخ تفرض علينا تحديات كبرى وتساؤلات مصيرية حول خصوصيتنا الثقافية ،هل هي نعمة أم نقمة ؟.سنحاول أن نستعرض جوانبها الايجابية والسلبية وتأثيراتها على هويتنا الثقافية . 
   ربيع العولمة
العولمة ظاهرة حضارية من حيث انفجار التقنيات والثورات الالكترونية التي أحدثتها والتي استطاعت بها أن تكف الأبعاد وتطوي المسافات التي كانت تفصل بين المجتمعات والدول ،وان تهدم الحواجز التي تعيق الاتصال مع الآخرين وان تحطم الجدران التي تمنع الحوار مع الغير وان تحرر الأشخاص والمجتمعات من أغلال النرجسية الثقافية وان تطهر العقول والأفكار من قيود الانغلاق والتقوقع .لتعيد صياغة العلاقات الإنسانية على أساس التعاون المثمر بين الأمم والشعوب وتبادل المصالح والخبرات والثقافات .ومن الفضائل التي تتمتع بها العولمة هي التحرر من الاستعباد والجهل والتعصب الديني والقومي والعرقي واحترام حقوق الإنسان وهوية الفرد والديمقراطية والعقلانية والتقدم التقني وحماية البيئة والجنس البشري وغيرها من الأهداف النبيلة ،وهي تحث المجتمع الإنساني للسعي نحو السلام والأمن العالميين والمساهمة والمشاركة في بناء عالم أنساني أفضل يسوده الخير والسلام والرفاهية تحت إطار حضاري ترأسه هيئات دولية تعني بكل المشاكل التي تقلق الإنسان والإنسانية.هذا هو الوجه الايجابي للعولمة الذي يراود أحلام البشرية ويعزف على أوتار أمالها وتطلعاتها.

   خريف العولمة
العولمة ظاهرة موضوعية ،الترحيب بها أو النفور منها غير مرهون بأمزجة الأفراد ولا يخضع لأي رغبة ذاتية ،لكن هذا لا يعني أنها حتمية ،فالتاريخ ليس به جبرية أو قدرية ، لكن لا يمكن الانسلاخ الكامل من عملياتها الجارية فهي ثمرة التقدم العلمي والتقني حيث تمنح فرص طيبة للتنمية لكن مساوئها تكمن في بعدها الإيديولوجي الذي يكرس التبعية والتهميش حيث تنطوي على أخطار الشركات الكوكبية العملاقة المتعددة الجنسيات وعابرة القارات التي تدعو الناس والمجتمعات نحو أتباع نظام السوق الحرة وفتح الأسواق والحدود أمام تدفق رؤوس الأموال والسلع والخدمات وإزالة القيود الجمركية وغيرها حيث تعمل على انهيار الدول التي تأخذ بنظام التخطيط الشامل للاقتصاد وسيطرة الدولة المركزية على وسائل الإنتاج وبالتالي تهميش دور الدولة القطرية كمقياس لتطوير اقتصاد الدول النامية .إن هذا النظام الجديدماهو إلا ناد يضم الأغنياء فقط حيث لا مكانة فيه للفقراء ،فهو مشروع سياسي واقتصادي يعمل على تدمير الاقتصاد الوطني ونهب ثروات الشعوب وخيراتها ،وبالتالي تركعيها سياسيا وعسكريا.فكيف تستطيع دول فقيرة تعاني من التخلف الاقتصادي والعلمي والتقنيان تنافس شركات جبارة تمتلك ناصية العلم والقدرة والثروة ،وهل يستطيع ملاكم من وزن الريشة أن يقاوم ملاكما من الوزن الثقيل ،وهكذا تتمركز الثروة بيد الأقلية التي يملك كل فرد من أفرادها مايعادل وارد عشرات الدول في حين أن الأغلبية الساحقة من البشر يفتك بها الجوع والفقر والبطالة والأمراض الناتجة عنها. 

   العولمة والهوية الثقافية
الهوية الثقافية منظومة من القيم والمعايير والتصورات التي تشكل ذهنية الإنسان وتحدد مشاعره ووجدانه وسلوكه حيث تخلع معنى على وجوده وحياته ،ولكل مجتمع ثقافته التي تميزه عن باقي المجتمعات .وهي تكتسب الثبات والدوام لتجذرها في أعماق التاريخ وتأصلها في قاع اللاوعي الجماعي .إن الخطر الأكبر التي تحمله رياح العولمة ليس في بعدها الاقتصادي فقط وان كان قاعدتها الأساسية ،بل في محاولة العقلية الغربية وبالتحديد الأمريكية المصابة بهستيريا الغرور الثقافي والاستكبار الحضاري ،عولمة هويات الشعوب ،أو الاختراق الثقافي وإستراتيجية طمسها ومسحها من الوجود،بالترغيب أو الترهيب.ومن منطلق عقدة التفوق والاستعلاء التي تعاني منه يقذف بركانها الثائر حمم الاستخفاف والاستهتار بعادات وتقاليد وتراث الأمم.ومحاولة أمركة الحياة والمجتمع من خلال فرض نمط حياتها على التفكير والوجدان والذوق والسلوك .ويتم الترويج لهذه الأفكار عن طريق هيمنتها على كل المجالات التي تؤثر على حياة البشر ،الاقتصاد الالكتروني والمجتمع الإعلامي والمجال التلفزيوني والفضاء السبراني.

   هل من إمكانية مقاومة زحف العولمة الثقافية ؟
لا ريب إن الحضارة الغربية بما لها من جاذبية تنبهر بها العقول قادرة على التأثير والاختراق حيث تنساب قيمها ومبادئها بشكل أو بأخر إلى كل المجتمعات ،والكثير من مظاهر حياتنا هي ثمرة هذه الحضارة .هذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان،والعولمة نتاج هذه الحضارة ،فلا ينبغي التعامل معها بعقلية أيديولوجية أو بقوالب فكرية جامدة حيث لغتها المقدسة هي الرجم واللعن لكل مايهدد ثوابتها ومطلقياتها ولا التخلي عن خصوصيتنا الحضارية باسم التقدم والتطور،فالرفض المطلق والقبول المطلق موقفان متطرفان وسلبيات نتائجها تكون وخيمة علينا بل نحاول دراسة هذه الظاهرة ، أي العولمة ،وتحليلها وفهمها موضوعيا واستيعاب منتجاتها المادية والفكرية التي تغذي وتنمي ذاتيتنا الخاصة ،فالثقافة الحية تزدهر وتنشط بقبول الأخر والانفتاح على الغير واللقاء والتبادل بين الأنا وألانت،ويتم إشهار الكارت الأحمر في وجه ثقافة السوق المبتذلة التي تهدد قيمنا وأخلاقنا .وتكميم عقول أطفالنا وشبابنا للوقاية من التلوث الإعلامي ووضع ضوابط لانسياب البرامج والمواد التي يكون لها اثر سلبي على المجتمع .وأخيرا نعم لعولمة تلاقح الثقافات وحوار الحضارات ولا لعولمة الاعتداء على الهويات والخصوصيات والقيم.                                                           Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com[/size
]

141
   
وجه الله الحقيقي في ميلاد المسيح
بقلم
   عمانوئيل يونان الريكاني
                                                      "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وللناس المسرة "هذه هي البشرى السارة والنشيد الخالد الذي رتلته جوقة من الملائكة بمناسبة ميلاد مخلص العالم في مغارة بيت لحم في فلسطين بين أمه مريم وأبيه يوسف وجمع من الرعاة كانوا هناك ليلا ساهرين يحرسون قطعانهم وذلك قبل أكثر من عشرين قرنا من الزمان.
يحتفل مسيحيو العالم جميعا بهذا الحدث الجليل والذكرى العطرة التي غيرت مجرى التاريخ البشري وحولت مسار الحياة الإنسانية بكل ماامطرت به علينا من معان سامية ودلالات عميقة وقيم عظيمة .
السؤال الذي كان ومازال عالقا في أذهان كثير من الناس وقد نكون نحن منهم ،لماذا ياترى صانع الكون يولد في مغارة حقيرة وملك الملوك تاجه من تواضع وليس من ذهب وباري الخلائق يخدم ولا يخدم ؟
إن مواقف وأحكام الناس تأثرت بشكل أو بآخر بصورة الله المشوهة المطبوعة بأذهانهم نتيجة الأفكار السائدة والخبرة الحياتية اليومية من خلال معرفتهم بالملوك والقياصرة والأباطرة الذين رأوا فيهم رمز الكبرياء والغرور والغطرسة وعباد التاج والصولجان والثوب الملكي والعرش والذي انتفخ شعورهم بالعظمة والتفوق ووصل لدى البعض إلى تاليه الذات .فلسان حال الناس يقول لو كان هؤلاء الملوك الفانين لديهم هذا الإحساس يستعبدون ويذلون ويحتقرون رعيتهم ،فكيف يكون الله الخالد الذي له الملك جميعا ؟( أي إن الله نسخة من الملوك حسب اعتقادهم ).
لا شك إن زيارة الله التاريخية قلبت المفاهيم وبدلت الموازين فهو خارق العادة ويفوق أدراك العقل البشري لكنه ليس مستحيلا فلا يوجد لديه شيء اسمه مستحيل فمنطقه غير منطقنا وطرقه غير طرقنا .إن كثير من الناس أصيبوا بصدمة نستطيع إن نطلق عليها "صدمة ميلاد المسيح "لقصور عقولهم عن استيعاب حلول الله بيننا بالجسد وكشف ذاته التي هي المحبة وبقوا سجناء أفكارهم الضيقة وأسرى انطباعاتهم الخاطئة ولم يتحرروا ويخرجوا إلى عالم النور والسلام والعدل الحقيقي .على غرار صدمة الميلاد ..في لغة التحليل النفسي التي يصاب بها الطفل عند الولادة نتيجة تركه رحم أمه الدافئ والخروج إلى عالم البشر ويحتج بالصراخ والبكاء حيث يابئ ويقاوم الاستمرار الطبيعي لمسيرة الحياة الإنسانية .إن يسوع هو نقطة التلاقي بين الإلهي والإنساني المحدود واللامحدود والأبدي والزمني لقد أزاح الجدار الفاصل بين الله والإنسان ومزق الحجاب الحاجز بين الخالق والمخلوق التي وضعته الأساطير القديمة والمعتقدات الوثنية .ورفع القناع عن وجه الله الحقيقي الذي البسه إياه تراكم تصورات الإنسان الخاطئة التي عكست صراعاته الداخلية وعقده النفسية .لقد كان يسوع المسيح الضوء الكاشف لحقيقة الله الغائبة عن البشر والموشور الذي يعكس ألوان الذات الإلهية من رأفة وحنان ورحمة من خلال مسيرة حياته الأرضية التي تضامن فيها معهم وشفا عاهاتهم الجسدية وبلسم أسقامهم الروحية .فالله علاقة وجوهر أي علاقة هي الحب ،ولا وجود لسيد وعبد ورئيس ومرؤوس في هذه العلاقة فهو اقرب إلى الإنسان من حبل الوريد وليس غائبا وبعيدا قابعا في عليائه لا يحس ولا يبالي بالبشر.وان حبه المجاني الذي أفاضه علينا بدون استحقاق منا إن دل على شيء فانه يدل على ما للإنسان من قيمة مطلقة لديه " أما تعلمون إنكم هيكل الله وان روح الله حال فيكم فمن هدم هيكل الله هدمه الله لان هيكل الله مقدس وهذا الهيكل هو انتم". لقد انتشلنا من وحل الشعور بالضعة والعبودية والتفاهة وحررنا من المخاوف والقلق الوجودي ورفعنا إلى سمو حياته الإلهية بالنعمة والتبني وفجر فينا طاقاتنا الكامنة وأيقظ الخلايا النائمة للانطلاق نحو المثال الروحي والكمال الإنساني .إن الدروس والعبر التي نستمدها من ميلاد المسيح هي إن الله أب ونحن أبنائه وهو يحبنا بغض النظر عن اللون والجنس والدين والعنصر ويحثنا ويدعونا إلى فعل الخير والصلاح وحب الإنسانية جمعاء . وفي مسك الختام ندعو الله عز وجل نحن مسيحيو العراق مع إخواننا المسلمين وباقي الأديان والطوائف بقلوب عامرة بالأيمان وأفئدة مليئة بالثقة والحب أن يزيل هذه الغمة السوداء ويمطر علينا بردا وسلاما .



Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com
[/color]

142
دعوا ورود الحب تتفتح


                                                           
   بقلم

 

                                                                        عمانوئيل يونان الريكاني
     

 

في عالم الإنسان قوتان عظيمتان بينهما اختلاف عقائدي وتناقض إيديولوجي ،وهما في صراع مستمر ونزاع دائم من اجل السيطرة عليه والاستحواذ على شخصيته ليرسخ كل من القوتين وجوده ويقوي نفوذه ،ومن ثم توجيه دفة حياته .هاتان القوتان الكبيرتان هما الحب والأنانية ،أو قوى البناء والنضوج والانفتاح وقوى الهدم والتدمير والانغلاق ،أي غريزة الحياة وغريزة الموت بحسب لغة التحليل النفساني .

قوة الحب الايجابي

فالحب ، وهو التيار الايجابي في خط المواجهة ،عصب حيوي في حياة الإنسان الروحية والنفسية والاجتماعية ،وعنصر فعال في بناء الذات وتكوين الشخصية وصمام أمان في تقوية الروابط الاجتماعية والعلاقات الإنسانية السليمة .فهو الحرف الأول والأخير في أبجدية كل علاقة حية مثمرة ،عمودية كانت أو أفقية ،أي بين الله والإنسان أو بين الإنسان والإنسان الأخر .وان تعددت أشكال الحب وأصنافه ،لكن تبقى ماهيته ثابتة وهويته مقدسة كوعي عطاء بلا كلل ،وتضحية بلا ثمن ونكران الذات من اجل الأخر .انه القانون الذي يشد الأب إلى ابنه ،الزوج إلى زوجته ،والأخ إلى أخته ،والأصدقاء فيما بينهم .

 

لكن الحب ليس مجرد عاطفة فقط يخضع لمنطق المد والجزر ،وليس متلونا كالحرباء بحسب الوسط المحيط به .ولا يمكن أن يعيش في جو ينتشر فيه ثاني اوكسيد التسلط والسيطرة والقسوة .إن الحب موقف أنساني أصيل ،مبني على قبول الآخر كما هو ،بلا شرط أو قيود .فاحترامه الغيرية بغض النظر عن اللون والجنس والدين ،تكبح كل محاولة لمسخ الأخر أو جعله نسخة من الأنا .لذا فالحب أعلى من الفرو قات الطبقية والمسافات الاجتماعية .لغته المقدسة هي الحوار والتفاهم بعيدا عن استبداد الرأي واحتكار الحقيقة ،وعلامته الفارقة هي الحرية والمساواة ،لا مكان فيه للاستعباد فهو دستور الإنسانية ،ينسف مقولة الفيلسوف رينيه ديكارت :أنا أفكر فإذن أنا موجود "فينفث فيها حياة ليحولها من :أنا أفكر إلى أنا أحب ،إذن أنا موجود ".                                                                                 الأنانية ـ النرجسية :أما القوة الثانية فهي الأنانية ـ النرجسية ،أو الخط السلبي في الحياة ،فهي كوحش كامن فينا يفغر فاه ، ويكشر عن أنيابه ،ويتأهب لافتراس كل علاقة بناءة وايجابية مع الذات ومع الأخر .والأفراد من هذا النمط ، حيث الأنانية ـ النرجسية مفرطة لديهم لتصبح مركز ثقل شخصيتهم ،فتهدم كل جسور اللقاء والتعارف والمحبة مع الأخر ،وتقطع خطوط الاتصال والتواصل فيما بينهم ، ولسان حالهم يقول ، مع سارتر:"الآخرون هم الجحيم "أي مصدر التعاسة والشقاء والألم ،ولذا فالقطيعة أمر لا مناص منه .وسيلجأ الأناني ـ النرجسي إلى استخدام سياسة "القنفذ "لينكمش على ذاته ،ويبسط أشواك التهكم والانتقاد والتقليل من قيمة الآخرين ليلعق بعدئذ جروحه النازفة .                                                                                                                                          لا شك انه لا يوجد حب صاف ،ولا نرجسية خالصة ،فكل إنسان يحمل في داخله مشاعر متناقضة وبدرجات متفاوتة ،كما يقول غاندي :في كل حب يوجد كمية من القرف "لكن تبقى عوامل التربية الأسرية والبيئة المحلية ،تؤدي دورا فاعلا في تعزيز وتقوية الميول الايجابية أو السلبية التي تسود الذات .وهكذا تقع على عاتق الأسرة مسؤولية خطيرة ،لان التنشئة الجيدة والتربية السليمة المبنية على أسس علمية صحيحة ،من غرس بذور الحنان والحب والمودة والألفة في نفوس الناشئة ،إلى ترسيخ قيم الحرية والوفاء والتعارف في عقول الأبناء ،من شانهما أن ينتجا في المستقبل شخصيات سوية متفوقة في أعمالها ، وناجحة في علاقاتها الاجتماعية ،لأنها تكتسب مناعة ضد انحراف النفس والأخلاق ،وتكون ذوات مكتنزة بالصلاح تفيض على الآخرين الخير والعطاء والسلام فالإناء بما فيه ينضح .                                                                                                                                                 خاتمة :إن حرمان الطفل من الحب والحنان ،وغياب قيم التضامن والمشاركة بين الأخوة وتوتر الجو العائلي عوامل تنعكس سلبيا على شخصية الفرد لينتج أنسانا أنانيا وسلبيا في نظرته إلى نفسه والى الآخرين .وقد يصبح مستبدا وسلطويا في تعامله مع الغير مما يجعله فريسة سهلة لشتى الانحرافات .فهو أشبه بصحراء قاحلة لا ينبت فيها غير الأدغال والأشواك .إن الحب بالنسبة إلى كل إنسان هو كطاقة الغذاء للجسم ،وبدون هذه الطاقة يتغير الاتجاه لينحدر نحو التدهور والانحطاط .                                                     emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo>com[/size
]

143
كنيسة المسيح وهندسة الأحلام


 

                                                 بقلم عمانوئيل يونان الريكاني

 لا يستطيع الإنسان أن يحيا بلا أحلام وأمنيات وبدون خيال وتصورات ،لأنها مبدأ نشاطه وحيويته ،بدونها تذبل ورود حياته ،فهي الحافز الذي يمنح الحياة جمالها ورونقها ،والباعث الذي يهب العيش لذته ونكهته.إذ أنها تلهم العقل وتلهب الروح ،لتحرر الواقع من قيود النقص والضعف ،ومن أغلال القلق واليأس ،لتنطلق به نحو الأفق ،وتحلق معه في الأعالي تبحث عن واقع أسمى وأفضل .

إن عروس المسيح التي تراود خيالنا دوما ..وترافق أحلامنا ونتمناها أبدا ،هي تلك التي تكون وفية لعريسها ،أمينة لشريك حياتها ،باقية على العهد الأبدي والرباط المقدس الذي يجمعهما .وان تكون مرآة صافية تعكس نور المسيح لتنير درب الآخرين وتسير بقافلة الحياة نحو شاطئ الخير والسلام.في موكب المحبة والفرح هذا سنزف العروس طاهرة نقية في ثوبها الجميل وحلتها الجديدة :

1ـ إن قيم الحرية والمساواة والديمقراطية التي أفرزتها الحداثة في كافة مجالات الحياة ..ركائز أساسية قامت عليها الحضارة المعاصرة ..وهي من الحاجات الأساسية للفرد والجماعة ،لأنها عنوان الكرامة البشرية ومن متطلبات الحياة الجديدة .عليك ياكنيستي أن تتحرري من روح التسلط والكبرياء البعيدة من روح الإنجيل ،وان تأخذي بنظر الاعتبار هذه المفاهيم الأساسية التي لها كبير الأثر في تكوين نفسية وذهنية الإنسان المعاصر .انك ولدت من جنب يسوع المطعون ،سيري على خطاه واقتدي به قولا وفعلا ،لأنه قال :"جئت لأخدم لا لاخدم ".

2ـلا مرؤوسية ولا فئوية ولا محسوبية في الكنيسة ،لأنها ليست حكرا على فئة دون أخرى ،ولا هي علاقة أسياد بعبيدهم .إنها نحن المؤمنين جميعا ،فكلنا أعضاء في جسد المسيح ،وكل عضو له دوره ووظيفته حسب موقعه ومواهبه في بناء هذا الجسد .عليك أن لا تتجاهلي باقي الفئات الأخرى ..خاصة الشباب منهم ،هذه الجوهرة النفيسة واللؤلؤة الثمينة التي تمتلك قدرات عقلية هائلة وطاقات فكرية ونفسية خلاقة ،مدي جسور اللقاء والتقارب معها لأنها عمودك الفقري وعنوان نهضتك .

3ـافتحي باب الحوار معنا في مواضيع تخص حياتنا النفسية والاجتماعية والإيمانية ،استمعي ألينا وأصغي إلى أرائنا دون التقليل من قيمتها ،لأننا في عصر القلق النفسي واليأس الروحي جراء بذور الشك التي نبتت في بستان حياتنا ،والتي أخذت تفتك بأفكارنا وعواطفنا ،والمادية التي شوهت قيمنا النبيلة .إننا نعاني نزيفا داخليا عميقا جراء الفراغ الروحي الذي يسحقنا .                                   4ـاننا نعيش في عصر اتسم بطابع العلمية والعقلانية في كل شيء،واخذ العلم يتغلغل في جميع مرافق الحياة الإنسانية .عليك أن تقدمي إيمانك بشكل واقعي حي ،وان يكون قريب من لغة العصر بعيدا عن الصيغ الجوفاء والتقاليد البالية ،ليكون فعالا ومؤثرا أكثر ،وعليك أن تخرجي من وادي عزلتك لتواجهي العالم وتعملي على تغييره ، لأنك ملح الأرض ونور العالم كما وصفك مؤسسك ،ابعثي تراثك الديني والروحي والطقسي بلغة معاصرة بعيدا عن التحجر والتخشب وعبودية الماضي وإهمال الحاضر والمستقبل باسم المحافظة على الوديعة .إن الأمانة للإنجيل تقتضي الالتزام بالروح لا بالحرف .حطمي أغلال الإيمان الطفو لي والانقيادي ،واكسري قيود الدين التقليدي والاجتماعي ،واغرسي في أعماقنا إيمانا واعيا وناضجا ومسئولا ،منه نستمد القوة والحياة لمواجهة تحديات العصر وبناء مستقبل أنساني مشرق .                                                                                                                                                emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com



144
  
     الدين من منظور التحليل النفسي


                                                              
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني


 

يعتبر سيغموند فرويد 1856_1939مؤسس مدرسة التحليل النفسي ومن رواد علم النفس الحديث ومن أعظم مفكري الحضارة الغربية واهم والمع منظريها . لقد احدث ثورة كوبرنيقية في عالم الفكر والواقع باختراقه خبايا النفس المجهولة وسبره أغوار أعماقها السحيقة واكتشافه منطقة اللاوعي الذي هو جزء أساس من بنية العقل البشري من خلاله نفهم ونفسر القوانين التي تتحكم بالسلوك الإنساني،

بعد إن كان الوعي أداة المعرفة الوحيد في المذاهب الفلسفية والنفسية الكلاسيكية .فهو أي اللاوعي أو العقل الباطن مخزن كل الذكريات الأليمة ومستودع الغرائز الجنسية والدوافع اللاعقلانية التي لم تتح البيئة فرصة لتحقق الإشباع فتم لجمها ونكرانها وقمعها لكنها لم تتبخر أو يلفها النسيان مهما حاول الوعي جاهدا طردها من دائرة تفكيره وإبعاده من منطقة شعوره فهي تبقى قابعة في العقل الباطن تظهر على شكل فلتات لسان أو أمراض نفسية أو اضطرابات شخصية أو أحلام مزعجة ، ويعتبر الليبيدو أو الطاقة الشهوية محور نظرية فرويد كلها ،فهو المحرك الوحيد لفهم السلوك الإنساني ويرتبط باللاشعور والهو والقوى المظلمة داخل الإنسان التي لن تحتك بالحضارة وهو غير منطقي وغير أخلاقي . سنحاول من خلال هذه الفكرة المبسطة ومن خلال الإطار العام للنظرية إن نلج في الموضوع ونتعرف على موقف فرويد من الدين وكشف نقاط ضعفها والنقد الموجه له .

 

                                                           نظرية فرويد في الدين

 

إن خلاصة نظريته في الدين نجدها في كتبه " مستقبل وهم " و (قلق في الحضارة ) و (موسى والتوحيد ) .ومفادها إن الدين وهم والمتدينين مصابون بالعصاب الجماعي ، فهو من اختراع الإنسان العاجز عن التكيف مع الواقع والفاشل في إشباع حاجاته ورغباته (خاصة الجنسية ) نتيجة القمع الاجتماعي لها ورقابة الأنا الأعلى القاسي (شرطي الذات )الذي صاغته التربية الدينية المتزمتة .إن هذا الوضع الذي لا يطاق جعل الإنسان يهرب من هذا الواقع المؤلم والمرير ويبتدع له عالم آخر من الأوهام والخيالات والأحلام تعزية لنفسه ودواء لبؤسه فهو أي الدين دخيل وليس أصيل على الطبيعة البشرية فرضته ظروف الإنسان القاهرة .وان فكرة الله ماهي إلا ( تكرار تجربة الطفولة ) فالأب هو رمز الله المشرع والمتسلط والمسيطر والقادر على كل شيء في نظر الطفل .فالطاعة التامة والخضوع الأعمى المفروض عليه تسبب له جرح نفسي عميق ونزيف داخلي حاد ولا يمكن أن يندمل إلا بتحمله المسؤولية الكاملة والتحكم في مصيره للخلاص من العبودية القاتلة وهذا مستحيل لصغر سنه لذا يعيش في صراع نفسي مرير نتيجة المشاعر المتناقضة التي يحملها في داخله تجاه الأب لأنه الحب والكراهية الرب والشيطان فهو يحبه لأنه يوفر له حاجاته المادية من ملبس ومأكل ...الخ ،ومعنوية من حب وحنان وحماية .ويكرهه لأنه يسلب ذاته وحريته باسم المحرمات والممنوعات والنواهي ، ناهيك عن مشاعر الاوديبية التي تنتابه حيث تكون الأم موضع المنافسة بينه وبين أبيه .هكذا يكون إيقاع حياته عبارة عن ذبذبة بين الفرح والحزن السعادة والتعاسة الأمل واليأس وينتظر بفارغ الصبر مرحلة النضوج الذي يكون قادر على اتخاذ قراره التاريخي حيث يكون نقطة تحول في حياته ومصيره وهو الاستقلال عن سلطة الأب والتحرر من رواسب الطفولة كمطلب نفسي وعقلي .بما إن الله انعكاس لخبرة الأب السلبية فموته واختفاءه من حياته هو ثمن الحرية الحقيقية التي ينشدها الإنسان حسب اعتقاد فرويد .نظرة نقدية إلى نظرية فرويد في الدين :ظهر فرويد على مسرح التاريخ في القرن التاسع عشر حيث صراع الإيديولوجيات الكبرى من اجل فرض رؤيتها الأحادية إلى الإنسان والتاريخ والكون وعلى المجتمع والحضارة .وقد كانت العلمانية الشمولية آنذاك في عنفوان شبابها مصدر الهام كثير من الفلاسفة والمفكرين ومعاداة الدين أصبحت موضة العصر ومذاق حضاري .وأطروحة اوغست كومت مؤسس علم الاجتماع المعاصر في مراحل تطور الفكر البشري :المرحلة اللاهوتية _ المرحلة الميتافيزيقية _ الوضعية العلمية هي الوحي المقدس ومنطلق كثير من النظريات الفلسفية والاجتماعية الذي رأت في  الدين طفولة العقل البشري والقضاء عليه شرط التقدم والتطور. هذا هو المناخ الفكري السائد الذي كان يرى الدين شيئا عفا عليه الزمان ومن رواسب ذهنية بدائية وموت الله حاجة إنسانية وحضارية .لا شك إن فرويد تأثر بشكل أو بآخر بهذه الأفكار المصابة بفيروس الإيديولوجية التي تعاني من ارتفاع حاد في درجة حرارة الفكر الرغبوي العاجز عن إدراك الواقع لأنه محكوم بالأفكار الجاهزة والأحكام المسبقة .لذلك يكون فريسة سهلة للسقوط في التيه والظلام .فالتبسيط واختزال أي ظاهرة بشرية إلى بعد واحد كالتفسيرات المادية الأحادية هي الشباك التي سقط فيها فرويد وغيره واختنقت نظرياتهم بحبالها .فالدين ظاهرة بشرية مركبة ومعقدة ذات أبعاد مختلفة ومستويات عدة فلا يمكن فهمها ومعرفتها إلا في كليتها دون تقطيعها وتجزئتها . وان توخينا الدقة والانتظام فيجب الإحاطة بها من كل جوانبها ووضعها تحت مجهر العلوم الإنسانية مثل علم الاجتماع _ علم النفس _الانثربولوجية _التاريخ الإنساني حتى يمكن من خلال نماذج مركبة رؤية علاقة الكل "العام "بالجزء "الخاص "بدون أن يفقد أي منهم استقلاله ووجوده .لتوضيح هذه الصورة نضرب مثلا لذلك : نفترض إن رجلا أرسل ثلاثة أشخاص إلى الهند كل على انفراد لجلب حيوان الفيل ،وذهبوا إلى هناك واخذ كل واحد منهم جزء من جسم هذا الحيوان احدهم الذيل والأخر الأذن والثالث الخرطوم وعادوا فرحين بانجازهم المهمة المطلوبة وقدم كل واحد منهم الجزء الخاص به مدعيا انه هو الفيل لا شك أصيبوا بدهشة عندما أجابهم الرجل بان الحيوان المطلوب غير موجود أمامه لسبب منطقي وواقعي لان الصورة المتكاملة غائبة والجزء لا يمكن أبدا أن يفسر الكل .هكذا فعل بالدين أعداؤه فمزقوه والقوا القرعة عليه كما فعل اليهود بثوب المسيح الكل يدعي امتلاك الحقيقة وحده .                                         الدين ضرورة حياتية                                                       انتقد تلاميذ فرويد معلمهم في تفسيره الآلي للسلوك الإنساني ومبالغته في دور الجنس في حياة الفرد وتأليهه للذات وتجاهله للعوامل الثقافية والاجتماعية .فلا يمكن رد الفرد إلى صيغ طبيعية / مادية ،فهو بالإضافة إلى العناصر الطبيعية التي فيه يحوي في داخله من الأسرار مايجعله يتحرر من ثقل المادة حيث تتشابك في أعماقه المحدود واللامحدود المعلوم والمجهول العقل والقلب الروح والجسد ولا يمكن أن يكون الإنسان مجرد كائن جسماني همه الأول والأخير قضاء شهوات بهيمية فقط .فالبحث عن المعنى وتقدير الذات والمصير المستقبلي ديدنه الذي يجعله يفلت من قبضة العملية البيولوجية .يرى اريك فروم فيلسوف وعالم نفس وناقد اجتماعي أمريكي في كتابه الهروب من الحرية1941والتحليل النفسي في الدين 1950ان الدين حاجة إنسانية عميقة وإجابة مستفيضة عن أسئلة الوجود الإنساني ةاكسير الحياة الذي يخلص الانسان من الاغتراب .ويستند الوجود الانساني الى كل من التفكير العقلي والايمان الديني بالتاليف بينهما يضع الانسان على الطريق الصحيح لتحقيق انسانيته الكاملة .ويفرق فروم بين اتجاهين دينيين الاتجاه الشمولي الذي يفقد الانسان ارادته حيث يعاني من العبودية والاغتراب نتيجة صورة الله المشوهة التي افرزتها ثقافة وحضارة بائدة واصابة المؤسسات الدينية بالمرض المزمن السلطوية والبيروقراطية ... والاتجاه الانساني حيث يؤكد الانسان ذاته ويمارس احساسه بالمسؤولية عن محبة وحرية .ان الله ليس فكرة وهمية او صورة سلبية تعكسها مراة الاب الارضي المشوهة بل هو مثال الابوة الحقيقية ومصدر الحب والحرية ولا يمكن اعتباره رمزا تخيليا لانسان اخر كالاب مثلا ..كانت لنا معه تجارب انفعالية . وان الدين والقول لفروم ليس تعبير عن كبت وعصاب كما يظن فرويد بل ان الانسان المتدين يشارك الاخرين مشاعره واحاسيسه بينما العصابي يعيش في عزلته وان هناك في كل الاديان جوهرا قيميا اخلاقيا . لذا فان الدين يعتبر ترمومتر الحياة الانسانية ،سخونته تعلو بها نحو الكمال الروحي وبرودته تهبط بها الى الدرك الاسفل حيث الانعاش والموت .

 

Emmanuell_y_ alrikani_ 2009 @YAHOO>COM[/color
]

145
 
صراع الحضارات
   بين    
   الحقيقة والوهم
   
عمانوئيل يونان الريكاني
احدث كتاب (صدام الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي ) لمؤلفه صموئيل هنتغتون الصادر عن دار سيمون وستر للنشر 1996 هزة عنيفة بين القادة والساسة وجدلا حادا في أوساط المثقفين والمفكرين ودويا قويا في العالم كله نتيجة نظريته الخطيرة والمتشائمة حول مستقبل العلاقات الإنسانية والتي مفادها الصدام الوشيك الذي لا مفر منه بين الحضارة الغربية والحضارات الشرقية الأخرى بالتحديد ( الصين والعالم الإسلامي ) المؤهلة كبديل عن الفراغ الذي تركه الاتحاد السوفيتي في ميزان القوى وخلاصة أفكاره هي إن الحضارة الغربية فريدة من نوعها لكنها ليست كونية أي لها مقومات مميزة كالتراث اليوناني والروماني والعلمانية ( أي فصل السلطتين الروحية والزمنية ) والديمقراطية التمثيلية والنزعة الفردية ...الخ والتي لا تستطيع باقي الحضارات هضمها والتفاعل معها لاختلاف في البنى الفكرية والثقافية والاجتماعية . لذلك ستعمل جاهدة على مقاومتها حفاظا على هويتها الحضارية من الذوبان والانصهار وستصد كل الأفكار والقيم التي تتسرب أليها لتهدد وجودها وكيانها من الزوال والاندثار .وعلى الرغم من تغلغل نمط تفكير وسلوك الغرب وبعض مظاهر الحياة العصرية في كافة المجتمعات كالهمبرغر والبيبسي كولا والزي والموسيقى لكنها تبقى تدور في فلك التحديث لا التغريب . أي إن نموذجها لا يمكن تعميمه على العالم كله لذلك فأي محاولة من الغرب لضم الآخرين إلى حظيرته واحتوائهم حضاريا ستبوء بالفشل الذريع لأنه سيلقى معارضة قوية ورفضا شديدا أو كما يقول الكاتب حرفيا ( الغرب غرب والشرق شرق وان الضدين لا يلتقيان ) إن تحديث باقي المجتمعات وتقويتها علميا وتكنولوجيا سيكون له انعكاسات سلبية على الغرب إن لم يكن مسمارا في نعشه وستشكل عاجلا أم آجلا تهديدا خطيرا له .من هذا المنطلق يجب رسم خارطة الفكر والسياسة الغربية وعلى هذا الأساس تتم صياغة وعي المجابهة .ومن خلال قراءة ساذجة وسطحية للتاريخ ونظرة انتقائية ومغرضة يستحضرون الحروب التي دارت بين الغرب والإسلام في فترات معينة من التاريخ كشاهد في حكمهم على المستقبل كان الزمان ماض مكرر أو إن التاريخ يعيد نفسه ولا يسير إلى الأمام .ويجهلون أو يتجاهلون أن الإنسان ليس لعبة في يد القدر ولا يمكن أن يكون دمية تنسجها خيوط الحتمية فهو ليس مخلوقا آليا أو جهازا مبرمجا انه كائن واع وحر وسيد أفعاله يستطيع من خلال رؤية أكثر إنسانية ومسؤولة أن يتحرر من الأحكام المسبقة وان يصفي حساباته مع الماضي السلبي ويغير مصيره نحو الأحسن والأفضل ويبني عالما رائعا ومستقبلا مشرقا .لماذا النظر إلى النصف الفارغ من الكأس وإهمال النصف المملوء منه بقدر ما الخلاف العقائدي والتناقض الثقافي وتعارض المصالح الدنيوية كانت سببا في إحداث فتحة في قلب العلاقة بين الإسلام والغرب والتي أبعدت بينهم لكن في الوقت نفسه كانت هناك لقاءات تقارب وتعارف تبادلوا فيها الآراء والأفكار والثقافات وعاشوا جنبا إلى جنب في جو تسوده الألفة والمحبة وفي مناخ من التسامح الديني والتعايش السلمي .لان الذي يجمعهم أكثر من الذي يفرقهم .إن حوار الحضارات هو الخيار الوحيد لإرساء أسس  السلام العالمي الذي هو مطلب كل الأديان السماوية وحاجة إنسانية عميقة لتجنيب البشرية كوارث وماسي هي في غنى عنها .إن الإنسان ( فردا وجماعة وشعوبا ) مدعو إلى تحكيم عقله وتنوير ضميره والاقتداء بالمثل العليا والقيم النبيلة لتجنب مايسيء إلى نفسه والآخرين .وان نظرية ( صدام الحضارات ) ماهي إلا فكرة وهمية ابتدعتها عقلية استعمارية مشغوفة بالحروب والمشاكل ومولعة بالفتن لأنها تتناسب طرديا مع مصالحها الاقتصادية وسياستها التوسعية واللبيب تكفيه الإشارة . 

Emmanuell_y_ alrikani _ 2009 @yahoo.com

146
      
   
صراع الحضارات
   بين 
   الحقيقة والوهم
   
عمانوئيل يونان الريكاني
احدث كتاب (صدام الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي ) لمؤلفه صموئيل هنتغتون الصادر عن دار سيمون وستر للنشر 1996 هزة عنيفة بين القادة والساسة وجدلا حادا في أوساط المثقفين والمفكرين ودويا قويا في العالم كله نتيجة نظريته الخطيرة والمتشائمة حول مستقبل العلاقات الإنسانية والتي مفادها الصدام الوشيك الذي لا مفر منه بين الحضارة الغربية والحضارات الشرقية الأخرى بالتحديد ( الصين والعالم الإسلامي ) المؤهلة كبديل عن الفراغ الذي تركه الاتحاد السوفيتي في ميزان القوى وخلاصة أفكاره هي إن الحضارة الغربية فريدة من نوعها لكنها ليست كونية أي لها مقومات مميزة كالتراث اليوناني والروماني والعلمانية ( أي فصل السلطتين الروحية والزمنية ) والديمقراطية التمثيلية والنزعة الفردية ...الخ والتي لا تستطيع باقي الحضارات هضمها والتفاعل معها لاختلاف في البنى الفكرية والثقافية والاجتماعية . لذلك ستعمل جاهدة على مقاومتها حفاظا على هويتها الحضارية من الذوبان والانصهار وستصد كل الأفكار والقيم التي تتسرب أليها لتهدد وجودها وكيانها من الزوال والاندثار .وعلى الرغم من تغلغل نمط تفكير وسلوك الغرب وبعض مظاهر الحياة العصرية في كافة المجتمعات كالهمبرغر والبيبسي كولا والزي والموسيقى لكنها تبقى تدور في فلك التحديث لا التغريب . أي إن نموذجها لا يمكن تعميمه على العالم كله لذلك فأي محاولة من الغرب لضم الآخرين إلى حظيرته واحتوائهم حضاريا ستبوء بالفشل الذريع لأنه سيلقى معارضة قوية ورفضا شديدا أو كما يقول الكاتب حرفيا ( الغرب غرب والشرق شرق وان الضدين لا يلتقيان ) إن تحديث باقي المجتمعات وتقويتها علميا وتكنولوجيا سيكون له انعكاسات سلبية على الغرب إن لم يكن مسمارا في نعشه وستشكل عاجلا أم آجلا تهديدا خطيرا له .من هذا المنطلق يجب رسم خارطة الفكر والسياسة الغربية وعلى هذا الأساس تتم صياغة وعي المجابهة .ومن خلال قراءة ساذجة وسطحية للتاريخ ونظرة انتقائية ومغرضة يستحضرون الحروب التي دارت بين الغرب والإسلام في فترات معينة من التاريخ كشاهد في حكمهم على المستقبل كان الزمان ماض مكرر أو إن التاريخ يعيد نفسه ولا يسير إلى الأمام .ويجهلون أو يتجاهلون أن الإنسان ليس لعبة في يد القدر ولا يمكن أن يكون دمية تنسجها خيوط الحتمية فهو ليس مخلوقا آليا أو جهازا مبرمجا انه كائن واع وحر وسيد أفعاله يستطيع من خلال رؤية أكثر إنسانية ومسؤولة أن يتحرر من الأحكام المسبقة وان يصفي حساباته مع الماضي السلبي ويغير مصيره نحو الأحسن والأفضل ويبني عالما رائعا ومستقبلا مشرقا .لماذا النظر إلى النصف الفارغ من الكأس وإهمال النصف المملوء منه بقدر ما الخلاف العقائدي والتناقض الثقافي وتعارض المصالح الدنيوية كانت سببا في إحداث فتحة في قلب العلاقة بين الإسلام والغرب والتي أبعدت بينهم لكن في الوقت نفسه كانت هناك لقاءات تقارب وتعارف تبادلوا فيها الآراء والأفكار والثقافات وعاشوا جنبا إلى جنب في جو تسوده الألفة والمحبة وفي مناخ من التسامح الديني والتعايش السلمي .لان الذي يجمعهم أكثر من الذي يفرقهم .إن حوار الحضارات هو الخيار الوحيد لإرساء أسس  السلام العالمي الذي هو مطلب كل الأديان السماوية وحاجة إنسانية عميقة لتجنيب البشرية كوارث وماسي هي في غنى عنها .إن الإنسان ( فردا وجماعة وشعوبا ) مدعو إلى تحكيم عقله وتنوير ضميره والاقتداء بالمثل العليا والقيم النبيلة لتجنب مايسيء إلى نفسه والآخرين .وان نظرية ( صدام الحضارات ) ماهي إلا فكرة وهمية ابتدعتها عقلية استعمارية مشغوفة بالحروب والمشاكل ومولعة بالفتن لأنها تتناسب طرديا مع مصالحها الاقتصادية وسياستها التوسعية واللبيب تكفيه الإشارة . 

Emmanuell_y_ alrikani _ 2009 @yahoo.com
[/color[/pre]]
[/pre
]

147
الإيمان والإلحاد
   من   
   منظور مختلف
     
بقلم   عمانوئيل يونان الريكاني

   لا يخفى على احد أننا نعيش في عصر تتلاطمه أمواج الإلحاد والإيمان وتتقاذفه حمم المادة والروح فحضارتنا المعاصرة حلبة للصراع بين القيم المادية التي تحاول تشييء الإنسان (أي تحويله إلى شيء من الأشياء ) والقيم الروحية التي تعتبر الإنسان أكثر من المادة أو شيء انه روح دون إنكار البعد المادي فيه وبتفاعل هذين البعدين فيه الروحي والمادي تكمن هويته الإنسانية وتنتعش حضارته ، سنحاول استعراض سريع على تعريف الإلحاد المعاصر وتاريخه وموقف الملحدين من الدين وخطورة أفكارهم على الإنسان والحضارة مع زيف ادعاءاتهم بالتناقض المزعوم بين العلم والدين بالإضافة إلى وجه الإلحاد الايجابي ودوره في تنقية الإيمان .
الجذور التاريخية للإلحاد المعاصر :
الإلحاد أسلوب في الحياة قاعدته الأساسية إنكار وجود الله ونقطة انطلاقه الجوهرية رفض الدين ومعطياته لان الدين حسب هذه النظرة يعتبر من رواسب عقلية خرافية أسطورية عفا عليه الزمان ومن بقايا ذهنية غيبية ميتافيزيقية تبددت أمام ضياء العقل ونور العلم .لقد كان الدين على مر العصور وفي مختلف المجتمعات عائقا أمام التقدم والتطور ومصدر للاستغلال والجهل والتعصب والتخلف وبسببه نشبت النزاعات والحروب بين الأفراد والجماعات والمذاهب الدينية وحتى الدول .وله اليد الطولى في إشاعة الفقر والظلم واليأس والشقاء في المجتمع البشري مما ترك أثار سلبية على حياة الإنسان الفكرية والاجتماعية والنفسية .تعود جذور الإلحاد المعاصر إلى النزعة الإنسانية التي فجرها عصر النهضة حيث أصبح الإنسان مركز الثقل بعد أن أزاح الله نقطة الارتكاز في حضارة القرون الوسطى ،والنهضة العلمية والفكرية في القرن السابع والثامن عشر التي حمل لواءها أرباب العلم ورجال الفكر : غاليلو ـ كوبرنيكوس ـ ديكارت ـ مونتاني ـ فولتير وآخرين غيرهم مما دعو إلى الاحتكام لسلطان العقل ونبذ الأفكار المسبقة وكسر القوالب الجاهزة المصنوعة في عالم الأوهام ، وكانت لبعضهم أفكار معادية للدين ، وان هذا التحول الحضاري والاجتماعي في أوربا كان بمثابة الأرض الخصبة التي نبتت فيها شجرة الالحادوالتربة الطرية التي منحته القوة والحيوية وهكذا غزى الاتجاه الجديد عقول ونفوس العامة والخاصة ككرة الثلج كلما تدحرجت زادت كتلتها وكبر حجمها  وفي القرن التاسع عشر استفحل الإلحاد وقويت شوكته على أيدي أساطين هذا الاتجاه :نيتشه وماركس وفرو يد .وأصبح (موت الله )الشعار الذي يحرر الإنسان من العبودية وينطلق به نحو آفاق السوبرمان / نيتشه والذي يقضي على الاستلاب /ماركس والدواء الناجع لمرضى العصاب الجماعي /فرويد هذه هي باختصار الخطوط العريضة للإلحاد وموقف الملحدين للدين .
الإلحاد "إيمان " العصر
إن الهيمنة المادية والعلمية على الفكر تعتبر من سمات حضارتنا المعاصرة فالفلسفة المادية والعقل العلمي المتطرف "العلموية " يعتبر التجربة والملاحظة هو الدليل الوحيد على حقيقة الأشياء والوجود المرئي والمحسوس هو الشكل الوحيد للمعرفة وكل ماعدا ذلك ليس له قيمة أو معنى ،إن هذه النظرة تقود حتما إلى الإلحاد لان الله والروح لا تخضع حتما إلى هذه المقاييس لذلك يعتبر الإلحاد الابن الشرعي للمادية ففصيلة دمهما واحدة وهي نكران وجود الله والروح في الإنسان .لذلك تفشى الإلحاد وبشكل واسع وأصبح " أيمان " لكثير من الأفراد والمجتمعات .وبسبب الانتصارات الساحقة والانجازات العظيمة التي حققها العلم في كافة ميادين الحياة العلمية والتكنولوجية والطبية والتي أبهرت الإنسان وأفقدته صوابه مما جعله يفتح باب حياته على مصراعيه لاستقبال هذا البطل الأسطوري الذي يحقق له أحلامه وأماله ويعيد أليه فردوسه المفقود ولذلك انحصر الدين وضعف نفوذه بالإضافة إلى شكل الحياة الحديثة التي فرضت نفسها على الإنسان فالتنظيمات الاصطناعية كالمكتب والنقابة والحزب ابتلعت كل وقته وتفكيره وعدم استيعاب المؤسسة الدينية لهذه المتغيرات التي تمثل نواة الحياة الحديثة وفقدان الاتصال والتخاطب بلغة مفهومة أدى إلى اتساع الفجوة بين الدين وواقع الحياة بكل متطلباتها ومشاكلها وهكذا تراجع الدين على هامش الحياة وفقد تأثيره على الناس .وعلى اثر هذه النشوة العلمية التي ارتشف من كأسها حتى الثمالة رفع راية التمرد والعصيان على الله والقيم الروحية وجعل من نفسه قاعدة ومقياس كل شيء فأصبح خالق القيم ومبدع المعاني دون أي مرجعية إلهية ،إن طغيان القيم المادية على الحياة العصرية والأفكار الهدامة التي روجت لها بعض الأيديولوجيات الملحدة المدمرة طمست هوية الإنسان ونحرت شخصيته باسم صنم أخر هو العلم والتقدم وحولته إلى آلة أو موضوع أو رقم وان انحسار القيم الروحية والإنسانية أدى إلى انحرافات خطيرة مزقت جسم المجتمع الإنساني ، من منا لا يتذكر مأساة هيروشيما وناجازاكي وحروب هنا وهناك والإرهاب والقتل والإباحية الجنسية والإجهاض وغيرها من الأمراض التي دقت ناقوس الخطر النهائي وشكلت خطرا جسيما على مستقبل الحضارة الإنسانية وان إنقاذ الحضارة يكمن في داخل الإنسان ففي أعماقه توجد بذور الحياة والموت وفي أحشائه يحمل الأمل والدمار . 

   الدين والعلم وجهان لعملة واحدة
لقد زعمت الماركسية إن الدين والعلم لا يمكن أن يلتقيا وتصور كثير من رجال الفكر والثقافة إن هناك تناقض بين الدين والعلم واوجدوا بينهما فجوة يصعب اجتيازها وهاوية يستحيل عبورها وهكذا أصبح في نظر هؤلاء قطبين متعارضين وعدوين لدودين بقاء احدهما مرهون بزوال الآخر .إن هذه النظرة لا يقبلها المنطق السليم ولا تصمد أمام النقد العلمي الرصين إنها وليدة أيديولوجية تسخر العلم لخدمة تصوراتها الخاطئة فالدين لم يكن أبدا ضد العلم والإيمان لا يلغي العقل "امن لتفهم وافهم لتؤمن" إن كلا من العلم والدين هدفهما واحد وهو البحث عن الحقيقة التي هي ضالة الإنسان لتحقيق إنسانيته وسعادته لكن لكل منهما مجاله وحدوده وخصوصياته ولنا شهادة كثير من العلماء من مختلف الاختصاصات لهم إيمانهم الديني بالرغم من مكانتهم العلمية ، لقد تساءل احد أدعياء العلم كيف تؤمن بالله وأنت على ما أنت عليه من العلم فأجاب باستور كلما توغلت في غمار العلم زدت أيمانا بالله إذ لا سبيل إلى فهم شيء من هذا الوجود بدون وجود الله .لقد قال ماكس بلانك مكتشف فيزياء الكم يقودنا العلم إلى حد يقف أمامه حائرا لا يدري إلى أين يتخطى وان العلم والدين لا يتناقضان أبدا بل هما خلان يكمل احدهما الآخر وآخرين غيرهم لا مجال لذكرهم .إن الحضارة تتكامل وتتفاعل بتبادل المعنى الذاتي والموضوعي معا فالبعد الذاتي هو الذي يعطي للحياة قيمة والبعد الموضوعي هو نقطة الارتكاز وأداة لتوجيه حياة الإنسان والحضارة نحو التقدم والارتقاء .نقول للمؤمنين والملحدين إن إمكانيات العقل وقدرات العلم تقف عاجزة أمام لغز الكون وسر الوجود وتنطلق من أعماق النفس الإنسانية مشاعر الدهشة والتعجب ترتل بخشوع وإيمان مع القديس أوغسطين ( انك خلقتنا ياالله وصنعتنا وقلبنا في قلق مستمر إلى أن يستريح فيك )
      الإلحاد ملح الإيمان    : لا ينكر احد إن الدين كان أداة استغلال وسيطرة بيد بعض رجال الدين لاستعباد وإخضاع وخداع الضعفاء والسذج من الناس أما لتحقيق مكاسب مادية أو أهواء شخصية أو نزولا عند رغبة بعض الحكام وذلك في ظل غياب الوعي الديني والثقافي لدى الناس .إن وجه الإلحاد الايجابي يكمن في محاربته الأوهام والخرافات وذلك من خلال احترامه العقل البشري والحرية الإنسانية من هنا لعب دورا عظيما في تنقية الإيمان "كما إن الإيمان الزائف الحاد عملي لأنه يزيح الله باسم الله هكذا فالإلحاد بالعكس يقترب على قدر أصالته من الإيمان الحق ، وقد قال ديستويفسكي " إن الإلحاد الكامل يقف في أعلى السلم على الدرجة قبل الأخيرة قبل الإيمان الكامل لأنه برفضه الأصنام يسعى ضمنا نحو المطلق الإلهي "ويقول القديس يوستينوس الشهيد 165م بهذا الصدد" يدعوننا ملحدين وبالفعل نحن ملحدين بالنسبة لتلك الآلهة المزعومة ولكن نؤمن بالإله الحقيقي " لا يمكن أن يوجد داخل أي مجتمع وفي أي شخص إيمان حقيقي إن لم يكن هناك الحاد حقيقي .إن الخطيئة الأصلية للأيديولوجيات الملحدة " كالماركسية "كان عدم تمييزها بين الدين والفكر الديني بين ماهو مطلق وماهو نسبي خاضع لحركة التاريخ هذا كان احد أسباب هجومها على  الدين . إن فساد بعض رجال الدين لا يعني فساد الدين كما إن تلوث المياه لا يعني إن الماء غير صالح بطبيعته للحياة ،إن موقف الملحدين المضاد للدين في أكثر الأحيان موجه إلى الدين في مرحلة تاريخية معينة والى اله ثقافة وحضارة بائدة وليس إلى الإله الحقيقي لأنه كثيرا ماتشوهت صورة الله الحقيقية بامتزاجها بالخرافات الشخصية والمعتقدات الشعبية التي عملها الناس .إن الإنسان كائن واع وحر وسيد المعنى ويعلو على تحديدات المادة الضيقة ويفلت من قبضة العلم الخانقة فكرامته الإنسانية تكمن في أعماقه المتعطشة إلى المطلق والميل الديني الأصيل المنغرس فيه نحو الله لان الله مبدأ أساسي في حياة الإنسان لا يستطيع الاستغناء عنه فاستحالة الحياة بلا دين كاستحالة الحياة بلا قلب فبدون الله يتحول الإنسان إلى حزمة من الأعصاب والشرايين لا روح فيها ولا حياة . إن الإيمان الديني من مقومات الذات الإنسانية ومقياس للنضوج الشخصي والكمال الإنساني وهو العصب الحيوي المغذي لقيام حضارة إنسانية أصيلة وحقيقية تخاطب الإنسان بكافة أبعاده الروحية والمادية والنفسية والاجتماعية   لتنطلق بها نحو الارتقاء والنهوض والتقدم .إن كل مظاهر التشتت الروحي والتوزع النفسي التي نراها في عالم اليوم هي مؤشرات على ضعف الإيمان الديني وعدم الاكتراث بالجانب الروحي من الحياة هذا إن دل فانه يدل على ما للدين من دور فعال في إصلاح حياة الأفراد والمجتمع ورفع مستواهم الأخلاقي والإنساني والروحي مع الضبط الاجتماعي وخلق الاتزان والانسجام مع الذات والآخرين والعالم .

                                                                                        Emmanuell_ y_ alrikani _ 2009@yahoo.com

صفحات: [1]