عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - باسـل شامايا

صفحات: [1]
1
بالعزم والتصميم يتحقق النجاح والتفوق   
   
باسل شامايا

يبقى النجاح بمختلف مجالات الحياة من اجمل واروع ما ينجزه ويحققه الانسان خلال سني حياته فهو نتيجة او محصلة نهائية لتفانيه واصراره وعمله الجاد والدءوب من اجل بلوغ هدف طالما تمنى تحقيقه لانه من اجله واظب وضحى وتحمل الصعاب والمشقات وسهر الليالي حتى قطف في النهاية ثمار ذلك النجاح وبتحقيق هدفه هذا  يشعر بأهمية ذلك الانجاز الذي صنعه بتضحياته ونكرانه لذاته ويشعره بقيمة نفسه وبمكانته الجديدة وسط مجتمعه .. اليوم نحن بصدد نجاح وتفوق شريحة مهمة من شرائح مجتمعنا التي سيبنى عليها آمال المستقبل ، انهم الطلاب والطالبات خصوصا خريجي الدراسة الاعدادية بفرعيها ( التطبيقي  والاحيائي ) اولئك الذين حصدوا ثمار جهدهم  ولم يكتفوا بالنجاح فقط بل تميزوا عن اقرانهم بمعدلات عالية تؤهلهم للدراسة الجامعية التي تعتبر ضرورية ومهمة في حياة كل طالب  لانه وكما قلنا اذا اجتازها بتفوق سينتقل الى مرحلة اهم يكمل فيها مشواره الدراسي الذي كان ينتظر تحقيقه بفارغ الصبر.. كان لي شرف زيارة احد الطلبة المتميزين الذي انهى دراسته الاعدادية بتفوق في ثانوية القوش للبنين انه الطالب المجتهد فنار سيزار الذي أصر وقطع عهدا على نفسه بأنه سيجتاز هذه المرحلة بتفوق  وقد استقبلتنا عائلة المتفوق بكل حفاوة واحترام فبدأت استهلال لقائي بالمتفوق بالتعريف ببطاقته الشخصية : فنار سيزار سالم شهارا من مواليد بغداد 2002 والده السيد سيزار يعمل ميكانيكيا للسيارات ووالدته السيدة زينة ربة بيت له شقيق واحد اصغر منه وشقيقتين صغيرتين نزحوا من بغداد الى دهوك عام 2006 بسبب الاوضاع الامنية التي راحت تشكل خطرا على حياة الناس متوجها الى دهوك ليقضي عاما مع والديه واخوته ثم انتقل مع عائلته الى بلدة اباءه واجداده  القوش لعزيزة وهناك في مدارسها اكمل فنار دراسته الابتدائية بتفوق عام 2014 في مدرسة ابتدائة القوش الثانية  للبنين  كما انهى عام 2017  دراسته للمرحلة المتوسطة في ثانوية القوش للبنين وفي هذا العام 2020 اكمل دراسته الثانوية في ثانوية القوش للبنين وبمعدل 67/84 وقبل ان اسهب في الحوار مع الطالب المتفوق اود ان انوه على معدل فنار الاول والذي كان ( 67/ 81 ) حيث اخبر والده بأنه قد غبن في مادة الاقتصاد واصر على تقديم اعتراض على الدرجة وبالفعل جاء الاعتراض ايجابيا واضيفت الى درجته ثلاث درجات اخرى ، حينها تنفس فنار الصعداء واحس بطعم نجاحه ..الطالب المتفوق فنار شاب في منتهى الادب والخلق الرفيع طيب القلب والمعشر قليل الكلام لا يتأخر على طلب احد حين يطلب منه خدمة ما  يقدمها لاهله او حتى لصديق او قريب .. كان همه النجاح والتفوق لذلك يقضي بحدود   7 – 8 ساعة بالدراسة خلال النهار وكان احيانا في اوقات فراغه يساعد والده في العمل ، اما عن اهم المشاكل والصعوبات التي عاشها خلال العام الدراسي قال : لقد كانت مشكلتنا العصيبة خلال هذا العام الدراسي 2020 فيروس كورونا الذي اقحم حياتنا الدراسية والاجتماعية وشكل عثرة دون سير السنة الدراسية بشكل تمام .. وعن الذي كان يتابعه خلال الدراسة قال : لقد كان ابي وامي يدعماني ويلبيان كافة طلباتي واحتياجاتي وكنت اتابع دراستي حتى بوجود اخوتي الصغار في المنزل دون ان اهتم لاصواتهم وضوضاءهم .. وعن الذي كان يقتدي به فنار منذ صغره قال : للتضحيات التي كان يقدمها ابي من اجل اسعادنا وتوفير لقمة العيش المجبولة بعرق جبينه وحرصه الشديد على متابعتنا حيث كان شخصه دائما يمثل لي قدوة اقتدي بها في جميع أوقاتي  .. وعن وضعه النفسي حين دخوله الى قاعة الامتحان قال : في البداية شعرت بالخوف والقلق لكن بعد اطلاعي على اسئلة الامتحان زال ذلك الخوف واجبت على الاسئلة بكل ثقة بالنفس .. وسألت فنار عن رأيه بالهجرة الى خارج الوطن فقال : لم افكر قط بالهجرة ولكن اذا منحت لي فرصة لتكملة الدراسة في الخارج وشق طريقي فلا ارفضها .. وسألته عن تكملته الدراسة الجامعية قائلا : في اية كلية تجد نفسك وان لم يحالفك الحظ ما هو البديل الافضل ..؟ اجاب : منذ صغري كانت امنيتي ان اكمل دراستي في كلية الهندسة المدنية او الكهرباء أما اذا لم يحالفني الحظ فكلية العلوم قسم الفيزياء هي البديل الافضل .. اما عن مواهبه وقضاء اوقات فراغه قال : هوايتي كرة القدم امارسها واشجع لاعبيها واتمتع بمشاهدة مبارياتها ، اما قضاء اوقات فراغي فبعد الدراسة اقضي مع اصدقائي وقتا في التجوال وقضاء وقتا ممتعا مع شقيقي فرنك في الالعاب الالكترونية .. وعن كلمته لزملائه قال : في البدء اتمنى لكم النجاح والتفوق في العام الدراسي الجديد وارجو منكم ان لا تهتموااو تهابوا مرحلة السادس الثانوي فانها اشبه بباقي المراحل الدراسية فان كان لديكم اصرار وعزم على النجاح ستجتازونها بسهولة .. وشكر حضورنا واجراءنا  هذا اللقاء وان هذه المبادرة ليست الا حافزا مشجعا للتفوق في الدراسة لجميع الطلبة اما كلمة عائلة المتفوق قال والد فنار : باسم عائلتي اشكركم على تجشمكم عناء الطريق من اجل الاحتفاء بنجاح ولدي واجراء هذا اللقاء التحفيزي له للحفاظ على مستواه الدراسي مستقبلا كما اشاد بخدمات ومتابعات نادي القوش العائلي وبارك مبادرات لجنته الاعلامية على ما تقدمه للطلاب والطالبات المتفوقين .. وكانت فرصة سانحة بوجود جد فنار السيد سالم شهارا الذي يسكن في دهوك فقال في كلمة قصيرة : في البدء اهنيء حفيدي على هذا النجاح الذي ابهجنا وادخل الفرح والسرور الى قلوبنا واشكر تعبكم ومبادراتكم القيمة واتمنى لجميع احبتنا الطلبة النجاح والتفوق اما مسك ختام اللقاء كانت كلمتي بدأتها بالحكمة التي تقول : ( ان العمل الشاق يؤتى ثماره دائما في الحياة ) وقد برهنت يا فنار ان هذه الحكمة فعلا حقيقة حينما ثابرت وتواصلت حتى نلت النجاح والتفوق الف مبروك لك ولعائلتك هذا التفوق مع تمنياتي لك بالنجاح والتالق في مشوارك الدراسي الجديد وابارك ايضا جميع الطلبة الناجحين و المتفوقين واتمنى للجميع النجاح والتفوق كما نشكر باسم النادي الاخوة مدير واعضاء الهيئة التدريسية على جهودهم من اجل نجاح وتميز احبتنا الطلبة . 

2
أفراسيا الطالبة المتفوقة تودع ثانوية القوش للبنات  لتكمل التألق في رحاب العلم 
     

باسل شامايا
                           
تبعثرت كلماتي حينما شرعت بكتابة ما يمليء اسطر وريقتي بكلمات ثناء وامتنان لكل    متميزة ومتميز على ما بذلوه من جهد وسهر ومواظبة لتتكلل الجهود بالنتيجة الى ما يرفع من شأنهم بين اسرهم ومدارسهم ومجتمعهم .. فالتفوق ليس الا محصلة نهائية لجهد ومثابرة متواصلة يتمنى تحقيقه كل الطلبة الطموحين الذين يكرسون اوقاتهم من اجل الوصول الى هذه المرتبة التي لا ينالها الا من يستحقها ، اذن للتفوق اسبابه ومبرراته لا يمكن ان يتحقق من فراغ خصوصا ذلك التفوق الذي يحرزه المجتهدون بامتياز بل يتحقق نتيجة عوامل كثيرة يساهم فيها كل من الطالبة او الطالب والهيئة التدريسية والعائلة تجتمع كل هذه العوامل ليتحقق النجاح والتفوق .. هكذا حققت الحمامة الوديعة والزهرة التي يتناثر منها العبق  (( أفراسيا أديب حنطيه ))  طموحها ونالت رضا واستحسان اهلها ومدرستها ومجتمعها حينما حصلت على معدلا مشرفا  في السادس الاعدادي الاحيائي .               وقبل ان اسهب في اللقاء أود ان استهله بالتعريف بالبطاقة الشخصية للطالبة المتفوقة        أفراسيا من مواليد القوش 2002 تنتمي الى عائلة معروفة بعلاقاتها الطيبة والحميمة مع الناس في القوش وضواحيها ، والدها السيد أديب حنطيه يعمل كاسبا لقمة العيش بعرق جبينه اما والدتها السيدة هدى كوريال بلو فهي معلمة في مدرسة ابتدائية القوش للبنات ، لها شقيقة اكبر سنا منها وهي طالبة جامعية في جامعة الموصل .. اكملت افراسيا دراستها الابتدائية في مدرسة ابتدائية القوش للبنات بتفوق وحازت على معدل في الصف السادس الابتدائي ( 97%) اما في الصف الثالث المتوسط فقد كان معدلها ( 98% ) مرتبتها الاولى على قضاء تلكيف اما معدلها في الصف السادس الثانوي الفرع الاحيائي فقد بلغ            98/ 67 % وكانت مرتبتها التاسعة على العراق وتخلل اللقاء بعض الاسئلة كان أولها : كم من الوقت استغرقت في الدراسة للتهيئة لخوض الامتحان ..؟ لقد بدأت بشكل مكثف بالتهيئة قبل حوالي شهرين وبالاحرى لم انقطع عن الدراسة حتى ايام دخولي الى قاعة الامتحان الوزاري .. وعن وضعها النفسي بعد دخولها الى قاعة الامتحان قالت : لم اشعر بالخوف او القلق بل دخلت وانا في منتهى الاسترخاء والسعادة الى القاعة وكأنني اخوض امتحانا شهريا و كنت على يقين بانها بداية النهاية .. وعن ساعات الدراسة خلال النهار الواحد قالت :  كنت ادرس في الايام الاعتيادية حتى الانتهاء من تحضير واجباتي المدرسية اما في الايام التي احضّر فيها للامتحان فكان يستغرق ذلك وقتا اكثر .. وعن الذي كان يتابعها خلال الدراسة قالت : كانت عائلتي تدعمني في كل صغيرة وكبيرة اما المتابعة فقد كنت قد نظمت لنفسي  جدولا يوميا اعتمده  على الدوام .. وهل كنت راضية ومقتنعة من طريقة التدريس وايصال المادة اليكن بشكل سليم ..؟ اجابت : لقد كان الكادر التدريسي يبذل قصارى جهده من اجل ايصال المادة وهضمها من قبل الطالبات ولا اعتقد كان هناك اي تقصير او اهمال في هذا الجانب .. وفي سؤال آخر عن الذي كان له الفضل الاكبر بتحقيق امنيتها قالت : الفضل الاول يعود الى اصراري المتواصل على النجاح والتفوق والفضل المهم الى ما قدمه ابي وامي وشقيقتي من الدعم والمساندة فقد كانوا العين الساهرة على راحتي وتهيئة الاجواء والمناخ الملائم للدراسة .. وعن الحفلات العائلية التي كان يقيمها نادي القوش العائلي على شرف المتميزين قالت : لقد حضرت معظم الحفلات التي اقامها النادي للمتميزين والمتميزات في المراحل الدراسية للصفوف الغير المنتهية   ( أول – ثاني – رابع – خامس ) ولم انسى تلك الهدايا والتكريم والشهادات التعبيرية التي قدمت لنا خلال الحفل .. وسألت افراسيا عن مرحلة الجامعة المقبلة هل ستغيرك في تعاملك مع الناس ..؟ اجابت : اذا تغيرت فلن اتغير الا نحو الاحسن وامنيتي ان اعمل واخدم وطني وبلدتي القوش واقدم لها كل ما استطيع تقديمه واتمنى ان اقدم لها مثلما قدمت الراحلة زها حديد للانسانية ولرفع أسم بلدها عاليا .. وسألتها : اي كلية تفضلين لتكملة دراستك الجامعية ..؟ اجابت : كانت امنيتي منذ الطفولة ان ادرس الطب لكونه المجال الرحب في خدمة الانسانية .. و عن طموحها المستقبلي قالت بكل ثقة بالنفس : ان طموحي لا حدود له اسعى دوما للوصول الى هدفي وتحقيق امنياتي من خلال العمل المثمر والجاد وعدم التهاون فيه .. وعن قضاء وقت فراغها قالت : اقضي وقتا ممتعا في المطالعة خصوصا القصص ومشاهدة الافلام البوليسية التي تدور حول ارتكاب الجرائم وطرق الوصول الى الجاني .. وسألتها عن مدى مساعدة امها في امور المنزل اثناء وقت فراغها فقالت والدتها : بالرغم من قضاء افراسيا اغلب اوقاتها في الدراسة الا انها لم تبخل عليّ بمساعدتها في الاعمال المنزلية اضافة الى انها مبدعة في صناعة المعجنات اللذيذة ، وفي كلمة منها لزميلاتها الطالبات قالت : ليس المهم قضاء كثير من  الوقت في الدراسة    و عدد الساعات التي نستغرقها ، الأهم ان نكون مرتاحي الفكر والبال حين نقبل الى الدراسة وفي كلمتها الاخيرة قالت : اشكر حضوركم وتجشمكم عناء الطريق لاجراء هذا اللقاء واشكر ناديكم العائلي على مبادراته الدائمة في تكريم الطلاب والطالبات المتميزين واشكر مدرساتي الفاضلات لانهن منحوني ما احتجته خلال دراستي كما اشكر ابي وامي وشقيقتي على وقوفهم معي باستمرار واتمنى لزميلاتي الطالبات النجاح والتفوق .. اما والد افراسيا السيد اديب فقد شكرنا على ما قدمناه ونقدمه لألقوش وللطلبة المتفوقين من النشاطات ، بوركت جهودكم الجبارة كما شكر ادارة المدرسة و الكادر التدريسي على دعمهم المستمر للطالبات ، اما والدة افراسيا المربية الفاضلة هدى قالت : ان زيارتكم هي حافز لأفراسيا ولكل الطالبات المتفوقات للاجتهاد اكثر وبمجيئكم تتذلل كل الصعاب ان وجدت ونشكركم على تكريمكم وتقييماتكم وحفلاتكم للمتفوقين اما مسك الختام كانت بكلمتي فقلت : مثلما تهاجر طيور السنونو في نهاية كل فصل هكذا يرحل عام باكمله وينطوي .. وها  انت ايضا يا افراسيا تهاجرين الى عش اخر ولكن عشك الجديد سيزيدك علم ومعرفة وستبقى القوش فخورة بك طالما انت فخورة بها اتمنى ان نسمع عنك كل ما يحقق طموحك مستقبلا .     


3
          بدوخرانوخ خالي بكثونا مشوحتي
باسل شامايا
(( اهدي قصيدتي الى روح خالي العزيز سالم داود وزي الذي غادرنا الى عالم الرجاء تاركا     معنا ذكراه العطرة وبمناسبة صلاة الاربعين التي اقامتها عائلته في امريكا اقدم قصيدتي ))

                      كوغربــــــــوثا موثا شقلل منن بيرا
                      كما جندايا وكما شينايا بحوبا بشيرا
                      بابد داويــذ صهيا لطوتا لويشا بهرا 
                      هادخ ويـــوا من دشنتا نيخا وكميرا
                                     *****
                      موثــــــا قشيا كنول بابا من بيثوثــــــا
                      سالم وزي مسوقلا بحوبا ومكيخوثــــا
                      بريشا وزريزا لا مشوخلبل من زوروثا
                      مزوري ورابي بئيا وميقرا بدايموثـــــا
                                       *****
                       بيثد وزي شريـــــــــل حشا كما مريـــــــرا
                       برشل منن طـــــــاوا وزهيا بلبا اميــــــــرا
                       بروند القوش عميذا بنوهي وبطوتا مهيرا
                      مر غيرّتا درقـــــــول بشتا كالي  خنيـــــرا
                                       *****
                      كاسا دحشا كو برشونوخ خأديو شتيلن                             
                      اربي يوم فندوخ دئيخا بخوشكوخ بهيرن                                                 
                     سبيرن وبسبرخ كولح زونا شموخ تخيرن
                      لكناشخلوخ خالي بريخا  بحشوخ مريلن                                       
                                        *****
                      لايكا رحقلوخ واخني سنيق لحنينوثـــــوخ
                      لايكا زلوخ وبيثوخ نطيرا دشاميء قالـوخ
                      ايالد خونوخ محوسيا بيلو سبير اللـــــوخ
                      دميخي منوخ ريخد باباي وبصخي بكاوخ
                                              *****
         يا نبوءا دحوبا وطوتا لأيكا برشلوخ
           شويقا امن مشتاقوثا طالوخ وزلوخ 
            سنيق وخوا لغذا تفقتا قاي شتقلوخ
                        اخ يا موثا ثيلوخ صهيا  منن شقلوخ
*****
        ليون صيثا دأخلي فنـــــدوخ خالي بريخا
      زلـــــــــــوخ بأورخا دليبا دأرتا يا مكيخـا
     موثا شيطا ثيل غبرقا لبيثــــــــوخ بقيــخا
     كمشاقلوخ مبينث ناشوخ نذيرا وخشيــخا
*****
 تمانا شن مخايوخ زللي وآيت زريــــــزا
   كو طاواثوخ وحوبا دناش بطوتا عميذا
  كما موقرولوخ تا ناشوثا عواذي كليــزا
   طوا اللوخ كينا ومشمها بصيخا ورويزا
             *****                                                     
   لبيثوخ بايش شموخ زهيا كوينا وصيرا
  ماقد ارقـــــي يرخ وشني بلبن نطيـــــرا
 وتــــوا صبيا بئيـــــا مناش يا يقيـــــــرا
  لكناشخلــــــوخ ما قــــد فايت زونا اميرا
*****
     بنونوخ وبناثوخ بطئني شموخ كو شوهارا   
     بتخري عواذوخ تا ناشوثــــــا مالي شرارا
      دايم بتخري باباي مشمها بكـــو ايقـــــــارا
      بطلبي تودي من شليحا دشينا وشلامـــــــا
*****
 يمي بخيلا ولوشلا حشا بأث برشونــــا   
                ليبا دنشيا جهوا دشني وقشيا زونـــــــا
               من زوروثوخ كليزا محوبا  ديما وعونـا
                وبخرثا كنيلوخ زلوخ بشتقا خا تخرونـــا
*****
مـــها كثون تد منيخن لبي مريـــــا   
                 مها أمرن تد ممطنّ قالي صهيـــــــا
                 ماقد كثون ومها دأمرن طالوخ بئيــا 
                    لكهاويبي دممطن حشي اللوخ جهيا   
*****
دايم وخـــــــوا كبيـــــــــن وشهيرلغذا تفقتـــــا
             كو ايثيثوخ تورتوال صهون طالوخ بغذا تخرتا
            نخريوثا كمشقلالوخ طلاثـــي شن سويلن سبرتا 
          وبخرثا زلوخ رحقلوخ رحقلوخ وبلبن شهرتـــــا
*****
           لبيلو خونوخ دري خا شلاما ولشكري خاثوخ 
            ومن عزيزة وسلمى مريــتا واخنواثـــــــــــوخ
             مناي طالوخ شلاما دحوبا ومكول نشواثـــوخ 
             دمـــــــوخ عزيزا نيخا ودخيا  بخاثا بيثـــــوخ
                                  *****
           دموخ حبيوا بكو ايقارا شموخ تخيـــــرا 
            بيروخ مكملي اورخوخ دحوبا يا يقيــــرا                     
              كوللي شن وتــوا طالاي بهرا وخميــــرا
            وكو برشونوخ بطئني شموخ أخ زهريرا
                               *****
            بوش بشلامـــا يا هونانا نيخا وبئيـــــــا
            برشتوخ منن شوقلا بلبن حشا زهيــــــا
              دموخ عزيزا ولا متخملت بّيثوخ معليـــا
              بد تاخيروخ ولكناشيلوخ خورا وكنوشيا 
                                *****

4
فراشة من القوش تحلق في سماء التفوق

باسل شامايا

 

فراشة بيضاء تحلق في فضاءات التفوق تحمل بين جناحيها خبرا سارا تطلق العنان لهما كي تزف الخبر السعيد لمحبيها الذين كانوا ينتظرون البشرى بشوق ولهفة .. في هذه الايام العصيبة التي نمر بها تفتح القوش ذراعيها لتستقبل فرحة ابنائها وبناتها الذين اجتازوا مرحلة دراسية مهمة مقبلين الى مرحلة أهم بعد ان سهروا وثابروا واجتهدوا لكي يحققوا ذلك الهدف الذي هو موضع فخر واعتزاز لعوائلهم ومدارسهم وبلدتهم .. ونحن نعيش افراح هؤلاء الطلاب والطالبات في بلدتنا المزهوة القوش تغمرنا السعادة ويكتنفنا الفخر .. وبالرغم من جائحة كورونا واوضاع البلد الذي يسوده القلق والخوف من المجهول الا ان هؤلاء المبدعين لم يتقاعسوا ولم يتوقفوا عن دأبهم ومواظبتهم في اداء رسالتهم العلمية محققين النجاح والتالق .. كان لي شرف زيارة احدى الطالبات المتميزات ( جنان نجيب كامل ) هذه الطالبة المتفتحة بتواضع وبثقة عالية بنفسها تمتلك ذهنية متوقدة توسمت فيها من خلال لقائي انها شعلة من الطموح والمثابرة والعطاء .. طالبة في الصف السادس الاعدادي / تطبيقي حازت على معدل في الامتحان الوزاري ( 97/67) فجاءت مرتبتها الاولى ليس فقط على مدرستها ثانوية القوش للبنات وانما على جميع الثانويات التابعة لقضاء تلكيف .. انها من مواليد بغداد 2003 تنتمي الى اسرة طيبة معروفة في القوش والدها السيد نجيب كامل مهندس ميكانيك طائرات ووالدتها السيدة منال رزوقي متقاعدة كانت تعمل مبرمجة في وزارة التعليم العالي .. لها شقيقين اكبر منها سنا وشقيق واحد اصغر كانت العائلة تسكن في بغداد وبسبب الاوضاع الامنية الخطيرة نزحوا الى القوش عام 2007 ليبدءوا حياتهم الجديدة وسط الامان والسلام .. قبل ان تكمل جنان عامها السادس بدأت رحلتها الدراسية في ابتدائية القوش للبنات وانهتها بعد الامتحان الوزاري وقد حصلت على معدل ( 97/6 ) وكذلك اجتازت مرحلة المتوسطة بمعدل 90% . سألت جنان : هل تفاجئت بالنتيجة ام كنت متوقعة ذلك ..؟ اجابت : في الحقيقة كنت متوقعة منذ بداية الامتحانات انني ساحصل على معدل 96%لكن الحمد لله جاءت النتيجة اكثر من توقعي وعن متابعتها اليومية في الدراسة قالت : بشكل عام انا اعتمد على نفسي في الدراسة واحيانا كانت امي تتابعني وتحثني على الدراسة .. وعن حفلات المتفوقين التي كان يقيمها نادي القوش العائلي على شرفهم قالت : كانت مبادرة رائعة من الهيئة الادارية للنادي لانها كانت تشكل حافزا مشجعا ليس فقط للطالبات المتفوقات وانما حتى لغير المتفوقات . لقد كانت جنان من الطالبات المتميزات في تحضير واجباتها بتواصل ومشاركتها الدائمة واصغائها التام الى الاستاذة اثناء شرح المادة الدراسية في الصف لذلك كانت لا تستغرق في تهيئة المواد الدراسية في البيت ساعة واحدة هذا في الايام الاعتيادية اما في حالة التهيئة للامتحان الشهري او الفصلي فانها كانت تستغرق بين ( 3 – 4 ) ساعات . وسألت جنان عن وضعها النفسي في اللحظات الاولى من دخولها الى قاعة الامتحان فاجابت : كانت هناك رهبة وشيء من الخوف لكن سرعان ما بات الامر طبيعي في الايام الاخرى وكان استعدادي مثل استعدادي لخوض امتحان فصلي .. وعن طموحها منذ الصغر اي اختصاص كانت تفضل فقالت : كنت ارغب في علوم الفيزياء وقد اقتنعت ان هذا الاختصاص لا يمكنني الاستفادة منه في ظروفنا الحالية فاخترت البديل الاخر هندسة معماري .. وتحدثت جنان عن كفاءة الهيئة التدريسية في شرح المواد للطالبات واشادت بقدراتهن في بذل ما بوسعهن من اجل ايصال المادة إليهن بسلاسة واضافت : لي رأي سلبي بالنظام التعليمي في عموم العراق والاستمرار عليه يشكل خطورة على المستوى الدراسي للطلبة .. وسألتها : لو خيروك بين تكملة دراستك الجامعية في العراق وبين انضمامك الى قافلة الهجرة فأيهما تختارين اجابت والابتسامة تعلو محياها : لو كانت الهجرة من اجل تكملة دراستي فذلك هو طموحي اما الهجرة بمفهومها الاجتماعي فانني لم افكر قط بذلك لانني احب وطني بالرغم من كل ما يحدث من مواجع . وقبل ان تختم جنان اللقاء بكلمة اخيرة قالت لزميلاتها الطالبات خصوصا المرحلة الاخيرة لهذا العام : ان الصف السادس الاعدادي مرحلة دراسية مهمة لا تختلف عن بقية المراحل اذا كان لديكن تصميم وارادة في النجاح حينها ستكون مرحلة سهلة ويتم اجتيازها بسهولة وبالرغم من ضغوطات الاسرة والمجتمع للتوجه وراء طموحاتهم في اختيار الاختصاص فلا تغركن الاسماء بقدر ما تحققن ما انتن مؤمنات به مع تمنياتي لهن بالتوفيق والنجاح في العام الدراسي الجديد وشكرت في الاخير حضورنا واجراء اللقاء معها باسم نادي القوش العائلي السباق في دعم واحتضان الطلاب والطالبات المتميزين واقامة نشاطات فنية على شرفهن الف شكر للنادي على مبادراته . اما كلمة عائلة جنان فقد تعذر حضور والدها لسفره الى بغداد فتحدث عمها ووالدتها شاكرين سعينا وتجشمنا عناء الطريق من اجل اسعاد المتفوقين وتحفيزهم للاجتهاد اكثر في الاعوام القادمة . وفي مسك الختام يطيب لي ان اقدم لعائلة جنان اسمى الاماني واعطر التهاني بمناسبة نجاحها وحصولها على المرتبة الاولى ليس فقط على مدرستها وانما على جميع ثانويات مدارس قضاء تلكيف الفرع التطبيقي .








6
   
تهاني قلبية الى الطالب المتفوق مار مياد بتوزا
                                             
باسل شامايا
في نهاية كل عام دراسي يتميز البعض من الطلاب والطالبات عن اقرانهم بالحصول على معدلات عالية مجتازين بها مرحلتهم الدراسية بتفوق .. ان هؤلاء الطلبة المتفوقين يسيرون منذ بداية السنة واضعين نصب اعينهم النجاح وقدتعتريهم الصعاب والمشقات لكنهم لا يتراجعون ولا يتوقفون عن المسير و خلال المسير يشخصون الخلل ان وجد ، فيعملون بكل جهد من اجل تصحيح ذلك الخلل ، ويتواصنلون مع الحياة الدراسية بتفاؤل وأرادة ليكملوا مسيرتهم الى النجاح ، فيبرهنون بتفوقهم ان المثابرة والاصرار يؤديان بالنتيجة الى التألق والنجاح ، وفي المحصلة النهائية تتقدم ادارة المدرسة وعائلة المتفوق ومعارفه واصدقاءه بتقديم التهاني والتبريكات للمتفوق لحصوله على نتيجة قطف ثمارها في نهاية العام واستحق عليها الثناء والتقدير والاحتفال ، حيث يشكل ذلك حافزا مشجعا له ولأمثاله من الطلبة المتفوقين لكي يبذلوا المزيد من السعي والجد للحصول على نتيجة افضل بل ويمنح الفرصة ايضا لبقية الطلبة للاجتهاد والالتزام بالدراسة بشكل يومي ، وهكذا يبقى التفوق ملاصقا للطلبة المتميزين  خلال حياتهم وفي مختلف مراحلهم الدراسية .. و طبقا للمثل القائل ( من جد وجد ومن زرع حصد ) تميز الطالب المجتهد مار مياد بتوزا من بين زملائه الطلبة بمتابعته المستمرة وحرصه الشديد على الدراسة حتى اظهر خلال العام الدراسي من الجد والمواظبة ما جعله مؤهلا اليوم ليمثل مرحلته في ثانوية القوش للبنين بالتفوق . المتفوق مار من مواليد بغداد 2007 ينتمي الى عائلة معروفة في القوش مسقط رأس والده الذي غادر بغداد عام 2005 متوجها الى بلدته بعد ان اشتد الوضع الامني سوءا في بغداد واستقر في القوش مع شريكته السيدة الفاضلة عذراء بطرس قودا وولديه مار وشقيقه الاصغر انهى مار دراسته الابتدائية في مدرسة ابتدائية القوش الاولى للبنين وحصل على معدل 94/3 في الصف السادس الابتدائي اما في ثانوية القوش للبنين فقد حصل على معدل 95/9 مرتبته الاول على مرحلة الاول متوسط .. يقول مار ان معدل دراستي خلال النهار بين ساعة وساعتين وفي حالة تهيئته للامتحان يبقى ملازما غرفته متفرغا للدراسة ما يقارب ثلاث ساعات وسألته عن الذي يتابعه خلال دراسته قال : أبي وامي يتابعاني وفي اغلب الاحيان اعتمد على نفسي فقط في الحالات الصعبة التجئ الى احدهما وعن هواياته وكيفية قضاء وقت فراغه قال : انا اهوى السباحة ورياضة كرة القدم ومشاهدة افلام اجنبية وقضاء وقتا ممتعا في مشاهدة العاب الكترونية وحول الدراسة في العام الحالي سألته عن رأيه بالدراسة الالكترونية عبر الانترنيت قال : لا افضل الدراسة عبر الانترنيت بل الدراسة التي اعتدنا عليها وعن المعاناة في المدرسة والتدريس قال : لا نعاني من اي شيء في الدراسة والتدريس بل الكادر التدريسي عموما كان جديرا بايصال المادة الى الطلبة بشكل سليم . وعن كلمته التي يوجهها الى زملائه الطلبة قال : يجب ان نستفاد من تجربة العام الماضي ونعمل جاهدين للاستفادة من الاخطاء التي التي كانت سببا في هبوط المستوى الدراسي اطلب من زملائي ان يثابروا ويحضروا واجباتهم منذ بداية العام وكما قال بلغة الام  ( حزقي كياناي ) شدو من عزمكم لكي تقطفوا ثمارا طيبة .. وفي كلمته الاخيرة شكر الهيئة الادارية على اهتمامها واحتضانها للطلبة المتميزين وتشجيعهم على الدراسة والتفوق وتمنى انتهاء ازمة كورونا لتعود الحياة الى مجراها الطبيعي وتفتح المدارس ابوابها دون كمامة وكفوف .     وكان لعائلة المتفوق كلمة شكر حيث قال والده : جزيل الشكر والامتنان لحضوركم ورعايتكم للطلبة المتفوقين نام لان تتواصل هذه المبادرة القيمة لانها تشكل حافزا للاجتهاد والمواظبة نتمنى ان تزول هذه الغمامة القاتمة عن سماء وطننا العزيز لتعود البسمة الى شفاه جميع الناس خصوصا اطفالنا الاحبة وهكذا اثنت السيدة عذراء والدة المتفوق على كلام وتمنيات الاخ مياد .وفي الاخير اقول للعزيز مار تمنياتي لك في القادم من الايام كل النجاح والتالق في مشوارك الجديد ولتكن على علم ودراية بأنك لا يمكن ان تحقق الاشياء المفرحة في حياتك الا بالسعي والاجتهاد والسهر الدائم وذلك يعتمد على قوة العزم والارادة .


7
لقاء مع الاستاذ فيدل داؤد دنو مدير مدرسة ابتدائية القوش الاولى للبنين ‬

http://www.ankawa.org/vshare/view/11743/fedel-dawod/

8
   الطالب المتفوق صقر فائز جهوري يحقق المرتبة الاولى على ابتدائيات قضاء تلكيف
ان الهدف الذي يسعى اليه الطالب المجتهد والطموح هو النجاح وبتفوق وبعد نيله الهدف الذي يهرع اليه تتحقق فرحته  .. تلك الفرحة التي مهما حاولنا الحديث عنها  سنبقى عاجزين عن وصفها بالدقة المتناهية لانها ليست فقط فرحة بل هي انجاز مرحلي كان يهفو اليه الطالب ، أو هي قطف لثمار جهد وسهر وتعب .. اذن حينما تحقق النجاح يعني انك بلغت الهدف الذي طالما كنت تطمح لبلوغه بالتأكيد عن طريق السعي المتواصل والالتزام بما يجب عليك الالتزام به خلال العام الدراسي ، وفي نجاحك وتفوقك على اقرانك من الطلاب تكون قد حققت ليس فقط امنيتك بل امنية عائلتك التي ستقول امام الملأ وبكل فخر : لقد أوصلنا ولدنا الى قمة السعادة لانه أضاء اجواء منزلنا بالافراح والمسرات حين اهدانا خبر تفوقه الدراسي .      كان لي شرف اللقاء بأحد ابناء القوش المتميزين الذي أضاف الى ارشيف القوش انجاز جديد بل نجاح متميز لم يتكرر سابقا وهو حصوله على المرتبة الاولى في مرحلة السادس الابتدائي لمدرسة ابتدائية القوش الاولى للبنين التي حققت المرتبة الاولى على مدارس قضاء تلكيف وعلى اكثر من 250مدرسة  تابعة لمدارس ابتدائياتها  .. الطالب هو صقر فائز عبد جهوري من مواليد القوش 2008 ينتمي الى عائلة معروفة اجتماعيا وعلميا ، والده الاستاذ فائز عبد جهوري يعرفه الغريب قبل القريب غني عن التعريف ووالدته السيدة الفاضلة والمربية ساجدة ابراهيم حنا مدرّسة في ثانوية القوش للبنات  .        كان صقر متميزا خلال ستة اعوام من دراسته في مدرسة ابتدائية الاولى للبنين وكان ختام تميزه  حصوله على المرتبة الاولى بمعدل 100% على طلاب اكثر من 250 مدرسة كما نوهنا عليه في بداية مقالتي .. لقد تم استقبالنا من قبل عائلة صقر بكل حفاوة واحترام وجرى الحديث بيننا حول المستوى العلمي لمدارس القوش وعلى امتداد السنين وبالرغم من الظروف الصعبة التي كانت تمر بها القوش الا انها كانت محافظة على مستواها العلمي بدءا بالابتدائية وحتى الجامعة فنلاحظ في هذه الايام العصيبة التي يتوغل فيروس كورونا الى عمق المجتمع البشري مؤديا الى كارثة انسانية راح ضحيتها مئات الالاف من الناس الا ان الحياة مستمرة والنجاح ما زال متواصلا والطموح لم يؤثر عليه هذا الفيروس اللعين ، فنلاحظ مثلا الطالب المجتهد ( صقر فائز عبد جهوري ) لم يثنه هذا الفيروس  عن المواظبة والاجتهاد والمثابرة المتواصلة وبالنتيجة قطف ثمار تعبه للعام الدراسي 2019 – 2020 وحصل على معدل 100% على مدارس قضاء تلكيف . سألته خلال اللقاء عن عدد الساعات التي يقضيها بالدراسة خلال اليوم الواحد فاجاب : بين ساعتين الى ثلاث ساعات ويزداد الرقم اذا كان لي امتحان ... وعن متابعته في الدراسة قال : والدتي هي التي تتابعني خصوصا في مادة اللغة الانكليزية لان انشغالات ابي تحول دون متابعتي .. اما عن كيفية قضائه اوقات فراغه وهواياته قال : لقد قسمت أوقات فراغي بالشكل الذي لم يؤثر على التزاماتي الاخرى اقضي وقتا في ممارسة هواياتي المحببة كالموسيقى وفن الرسم كما اقوم بممارسة الرياضة واتردد باستمرار الى نادي القوش الرياضي للتدريب على لعبة كرة القدم المفضلة عندي وتحت اشراف الكابتن ثائر يوبيل وزي ، كما خصصت وقتا يوميا لركوب الدراجة اضافة الى قضاء وقتا مع اصدقائي المقربين وعن الوقت الذي اقضيه في ممارسة الالعاب على جهاز الموبايل قال : لقد خصصت لنفسي وبموافقة الوالدين ساعة واحدة لقضاء وقتا بممارسة الالعاب او مشاهدة قضايا  علمية وغيرها ، نصف ساعة استغلها في النهار والنصف الاخر في المساء .. ومن خلال الحديث مع المجتهد صقر طلبت منه كلمة لزملائه الطلاب فقال : في البدء ابارك الطلاب الناجحين وانتقالهم الى مرحلة دراسية جديدة ثم اقول لهم يجب علينا الانتباه الى الدراسة ووضع خطة يومية لها ولممارسة الهوايات الاخرى شريطة ان لا تؤثر على دراستنا اما عن تقييمه لأساتذته في المدرسة قال : في البدء اشكر الاستاذ فيدل مدير المدرسة على اهتماماته لرفع شان المدرسة في القضاء كما اشكر الكادر التعليمي على ما بذلوه من جهد ومتابعة صادقة وبكل نكران الذات خلل العام الدراسي فقد كان للمدير و لهم الفضل الكبير بوصول مدرستنا الى هذا المستوى .. وفي كلمة اخيرة للطالب صقر قال : شكرا لنادي القوش العائلي على متابعاتها المستمرة والقيام بدعم الطالب المتميز من خلال هذه اللقاءات فانها تشكل حافزا لاجتهاد الطالب وتفوقه .. اما كلمة العائلة فقد تحدث والد صقر الاستاذ فائز قائلا : لا يسعنا الا ان نشكر قدومكم الى منزلنا واجرائكم هذا اللقاء مع ولدنا صقر بمناسبة تميزه وهذا هو ديدنكم كادارة النادي وعلى امتداد السنين تمنياتنا لمدارسنا بالتفوق الدائم ولاحبتنا الطلبة النجاح والتفوق وشكرا لادارة مدرسة ابتدائة الاولى للبنين و الكادر التعليمي على ما يبذلونه من اجل راحة ونجاح الطلاب وختاما اتمنى لولدنا العزيز صقر ان تتحقق امنيته مستقبلا في دراسته وحصوله على الكلية التي يرغب تكملة دراسته فيها . اما ختام اللقاء فاقول : الف مبروك للعزيز صقر على تفوقه في العام الدراسي الحالي  واقول للاحبة الطلبة : ان الوصول لتحقيق الهدف سهل جدا لكن من الصعب المحافظة عليه فان اردتم ان تكونوا متفوقين وناجحين وتحققوا اهدافكم وطموحاتكم في جميع مراحل حياتكم اجتهدوا وثابروا لتكونوا متميزين .   

9
بالسعي المتواصل يتحقق النجاح والتفوق
                                                                                       
باسل شامايا
ها هي ايام الجد وسهر الليالي والجهود المبذولة خلال العام الدراسي تزول وتحل محلها فرحة وانطلاقة ولقاءات وتجمعات السعادة .. لحظات جميلة وزاهية تنطلق عزيزي المتفوق محتفلا مع اهلك ومحبيك فيتقدم الصديق والقريب والمحب وافراد عائلتك ليقدموا لك احلى التهاني وارق التبريكات ويقولوا بفرحة غامرة :                   الف مبروك نجاحك وتميزك فقد أثبتّ بتفوقك هذا ان الوصول الى مستوى الطموح والامتياز في هذه المرحلة الدراسية لا يمكن تحقيقه بالسهولة بل بالسعي

والاجتهاد المتواصل ولا يمن للطالبة او الطالبة او اصحاب المشاريع الصغيرة والكبيرة مبتغاهم الا بعد المرور بمحطات السهر والارهاق والتخطيط السليم واحيانا يمرون بالفشل واليأس فنجد الانسان الطموح صاحب الارادة القوية لا توقفه هذه المحطات لانه يجتازها بقوة اصراره ويستمر حتى الوصول الى هدفه المنشود ونستطيع ان نشبّه هذا التفوق بالنضال القوي المستديم فبرزت من بين حشود اقرانك الطلاب  حتى اصبحت جديرا بالنتيجة النهائية المنشرحة             ( الطالب المتميز )  فادخلت البهجة والسرور الى قلوب اهلك وهيئتك التدريسية . كان لي لقاء اخر مع طالب متميز ( فرانس هيثم بتوزا ) الذي اشرق فجر ميلاده في بغداد عام 2004 وهو الابن الاصغر لابناء السيد هيثم بتوزا .. اضطر رب العائلة اصطحاب اوزلاده وزوجته من بغداد الى القوش مسقط رأسه وملاذه الامن وذلك في عام 2006 وانهى دراسته الابتدائية في مدرسة ابتدائية الاولى للبنين

اما دراسته المتوسطة فقد كانت في ثانوية القوش للبنين وجاء نجاحه المتميز لهذا العام مجتازا مرحلة الرابع ثانوي العلمي الى الخامس الثانوي وبمعدل (95/5 ) وقد جاء هذا التفوق بالرغم من وقوفه ومساعدة اخويه في كسب لقمة العيش حيث يقضي معهما وقتا في ادارة اسواق والده الذي يعمل في بغداد .    وسالته عن الذي يتابعه في دراسته فاجاب : على الدوام  اعتمد على نفسي في الدراسة وفي بعض الاحيان تتابعني والدتي و سالته عن الدراسة وعدد الساعات خلال اليوم الواحد فقال : اغلب وقتي خصصته للدراسة لذلك اخصص لواجباتي المدرسة عدة ساعات وفي حالة الامتحانات الشهرية او الفصلية اضيف وقتا اكثر في التحضير والتهيئة للامتحان وعن هواياته المفضلة قال : منذ الصغر كنت وما زلت اهوى فن الرسم والسباحة وامارس الرسم في المنزل كلما سنحت لي الفرصة واحتفظ بعدة لوحات فنية .. وعن فن الرسم اية مدرسة تعتمدها في الرسم وبأي فنان تقتدي فاجاب :  اقتدي بالفنان العالمي ( فان كوخ ) وبمدرسته . وفي نهاية اللقاء كان للطالب المتميز فرانس كلمته الاخيرة حيث قال : اشكر حضوركم واحرائكم هذا اللقاء وذلك ينم عن حرصكم ومتابعاتكم الدائمة وبمبادرتكم هذه تحفزون بقية الطلاب للاجتهاد والتفوق .                                      وفي الاخير اقول هنيئا لكل من بذل جهدا وتفانى لتحقيق هدفه في حياته الدراسية فلا املك بتميزك الرائع الا ان اقدم لك باقة من كلمات الثناء على ما تبذله من جهد لتحقق طموحك في التفوق تمنياتي لك بالنجاح والتفوق الدائم .

10
بقدر سعيك واجتهادك تنالين ما يرضيك
                                                                                                                                                                                                                                                                           تزاحمت كلماتي حينما شرعت بكتابة ما املأ سطوري بعباراتي علّها تفي بما اخزنه من التهاني والتبريكات لاحدى بنات القوش المتميزات.. لفتني الحيرة لانني لا  اعرف اي عبارات الثناء والامتنان اختارها لأهنأ بها هذه الطالبة المتميزة لقاء مجهودها الذي بذلته خلال السنة الدراسية هذا المجهود الذي نضج واعطى ثماره .. هنيئا لكل من يسعى ويسهر الليالي ليقطف الثمار في المحصلة النهائية وتتكلل جهوده بالنجاح والتألق .. وان حاولنا معرفة اسباب التفوق نستطيع ان نحصره باصرار الطالب او الطالبة الجاد للتغلب على العقبات والصعاب وحين تذليل كل الصعاب يتحقق النجاح والتفوق حينها يبقى الطالب او الطالبة مثار اعجاب زملاءه وزميلاتها .. لقد برزت الطالبة المتميزة ( ماتيلدا هيثم جهوري ) من بين العشرات من الطالبات وميزتها عنهن النتيجة النهائية للعام الدراسي وبذلك نالت ماتيلدا رضا اهلها ومدرستها ومجتمعها لتكون جديرة بهذا الفخر الذي حافظت عليه على امتداد السنين .. لنتحدث قليلا عن ماتيلدا بدءا من ولادتها عام في بغداد عام 2004 والدها مدرس ثانوية ووالدتها ربة بيت لها اخ اسمه متي واخت اسمها ميريل وهي ايضا من الطالبات المتميزات نزحوا من بغداد الى القوش للاسباب ذاتها ( تدهور الاوضاع الامنية ) وفي القوش انهت دراستها الابتدائية في ابتدائة القوش للبنات وحصلت على معدل في السادس الابتدائي ( 98 ) وبمرتبة الثانية على قضاء تلكيف وكذلك كانت من المجتهدات في الدراسة المتوسطة وفي ثانوية القوش للبنات حصلت على معدل ( 97 )  لهذه العام .. وعن متابعتها في الدراسة قالت : في السابق كان جدي كونه معلم متقاعد يتابعني بمعظم دروسي ولا يتقاعس ابدا عن ذلك وبعد ان كبرت اخذ ابي على عاتقه هذه المتابعة خصوصا في مادتي الفيزياء والرياضيات لانها اختصاصه .. وحول اقتدائها قالت انا احب ابي وامي واقتدي بهما في حياتي .. سألتها عن طموحها المستقبلي فقالت : لم اشخص لحد الان الكلية التي ساتقدم اليها لكنني اتمنى ان احصل على معدل عالي يؤهلني للتقديم الى الاختصاص الذي يقنعني .. وعن سعادتها بنجاحها دون امتحان قالت : لست سعيدة لسبب واحد هو عدم اكمال المنهج الدراسي لمرحلتنا ربما كان معدلي سيكون اعلى لوخضعت للامتحان النهائي .                              وعن عدد الساعات التي تقضيها في الدراسة خلال اليوم الواحد قالت : بين ثلاث ساعات للايام الاعتيادية واربع ساعات اذا كان لديّ امتحان شهري او فصلي .      سألتها هل من نصيحة تحبين توجيهها الى زميلاتك الطالبات اجابت : اطلب من اخواتي الطالبات تسعى كل واحدة منهن الى النجاح والتفوق واذا وضعتن النجاح والتمييز امامكن يجب ان تبذلن الجهد والمسعى لتصلن الى مبتغاكن ليس هناك اسهل من النجاح اذا كان هناك ارادة واصرار .. وفي كلمتها الاخيرة قالت : اشكركم على هذه المبادرة التي عودتمونا باسم نادي القوش العائلي ان تتحفونا بها على الدوام واتمنى ان تزول هذه الغمامة القاتمة عن سماء الوطن لتعود الحياة والسعادة تفتح لنا ذراعيها ويرحل الى الابد ما كان يعكر صفونا جميعا .. وكانت شقيقتها ميريل الاصغر قد نجحت من الصف الثاني الى الثالث وبمعدل     98 / 9  وهي زميلة شانيل وضاح التي كان معدلها ايضا 98 / 9 فسألت ميريل هل انزعجت بسبب هذا الفرق بينك وبين دوميانا ..؟ اجابت نعم انزعجب لأنه لم يكن بيننا الى عشر من الدرجة ولكن لا احسدها بل اباركها لانها تستحق ذلك بوركت يا ميريل على هذه الروحية الرائعة . وفي الاخير احترامي لعائلة الاستاذ هيثم جهوري وخصوص المربي الفاضل الاستاذ صادق جهوري .                                                     

11

لقاء مع الاخت الراهبة الدومنيكية والمربيةالفاضلة افراسيا لالو جحولا
                                                                                     
باسل شامايا
تتسابق الكلمات وتتزاحم العبارات على اسطر وريقاتي البيضاء بحق انسانة مثابرة دؤوبة طموحة ومولعة في كل ما يغني ارشيفها من الثقافة بمختلف اصنافها ، وقد سنحت لنا الفرصة للقائها في ديرها الذي تمارس فيه حياتها الروحية الى جانب قريناتها من الاخوات الراهبات الفضليات اللاتي كرسن حياتهن من اجل التقرب الى الله وخدمة المجتمع الانساني بشكل عام ... يسعدني ويشرفني ان اجري لقائي مع الأم الرؤوم والاخت الحنون الفاضلة التقية ماسير افراسيا لالو جحولا التي سطعت شمس ميلادها في بلدة قره قوش عام 1943 من عائلة ملتزمة تسكن في بيت متواضع بسيط كان يبلغ عدد افراده ثلاثة اشقاء وخمس شقيقات اضافة الى الوالدين .. كان رب العائلة معروف بطيبته وعلاقته الطيبة باهل المنطقة .. انهت دراستها الابتدائية في مدرسة الراهبات الدومنيكيات وبعد السادس الابتدائي دخلت الدير ومعها تسع طالبات في منطقة موصل الجديدة واكملت الراغبية والابتداء ثم اكملت
 
الدراسة المتوسطة ومن ثم اكملت دراستها في ثانوية الفنون البيتية في الموصل وتخرجت منها عام 1969 و اصدر امر تعيينها  عام 1970كمعلمة في مدرسة القديس عبدالاحد في الموصل واستمرت في هذه المدرسة لمدة عام واحد .. وانتقلت الى مدرسة تلكيف الاهلية

ومكثت فيها خمس سنوات ثم انتقلت الى مدرسة القوش الابتدائية وبقيت هناك 14 سنة ومن هناك انتقلت الى مدرسة عينكاوا الابتدائية ولمدة اربع سنوات ثم الى ثانوية عينكاوا للبنات وبقيت فيها كمنسبة لتدريس التربية المسيحية لمدة 12 سنة . وبعد ذلك عملت في مدرسة ببرطلة ولمدة سنة ثم كلفت وبطلب رسمي ان تدرّس مادة اللغة الانكليزية في المدرسة الاهلية في تلكيف ولمدة سنتين  ومن تلكيف الى باطنايا وفي عام 2006 احيلت الى التقاعد بعد خدمة 35 سنة من التعليم والتدريس .. ثم عادت الى القوش بعد فراقها ولمدة 30 سنة لتعود الى سابق عهدها 
س// في اي من البلدان في العالم عملت كمربية ...؟                                                              ج// 1- في الاردن درّست دورة التعليم المسيحي                                                     2 – سنة تجديد بدون راتب في جامعة الكسليك بلبنان لدراسة الكتاب المقدس واللاهوت                                  3- ارسلت الى الاردن مرة اخرى في سفارة الفاتيكان عام 2006 – 2008                                      4- الى ايطاليا / بيزا مشروع للضيوف والطالبات الجامعيات .                                                        5// وللمرة الثالثة اتوجه الى الاردن ولكن كانت المرة الاخيرة الى مدينة الزرقاء وبقيت فيها         اربعة اعوام لمساعدة الاخوات في الدير .                                                                         6- عملت في لبنان في ميتم غدراس للبنات العائدة للاخوات الدومنيكيات لمدة سنة ونصف .
س// في اي عام دخلت دير الرهبنة ...؟                                                                                          ج// منذ صغري كنت اقضي جل اوقاتي مع الاخوات الراهبات وكنت اتمنى ان ابقى قريبة منهن على الدوام .. حيث تلقيت التعليم المسيحي معهن وبينهن منذ نعومة اظفاري .. في عام 1959 دخلت حياة الرهبنة في دير موصل الجديدة للراهبات الدومنيكيات .. كنت حينها بعمر 16 سنة ومكثت في هذا الدير 11 سنة .
س// متى بدأت بالكتابة وكيف ..؟                                                                                       ج// احيانا كانت تاتيني افكار وتخيلات في الليل والنهار فاجسد ذلك بالكتابة وكتابة كل ما كنت اتحسسه لذلك كانت الورقة والقلم لا تفارقاني ليلا ونهارا ..و في عام 2005 كنت في عينكاوا حيث كانت لنا مكتبة زاخرة بمختلف انواع الكتب  افضل دائما الانزواء في اماكن هادئة لكي اتفرغ للقراءة والكتابة وتحديدا في عام 2002 بدأت بالكتابة على شكل خواطر وقطع نثرية وكنت قد شاركت في نشرة القديسة كاترينا وكتبت الشعر بالرغم من انني لست بشاعرة لكنني اتحسس بالشعر وبجماليته واستسيغ قراءته .
س// هل كان لحياتك الرهبانية تاثير مباشر في توجهاتك الثقافية العامة ...؟                                                        ج// نعم ..! فمن خلال حياتي الرهبانية تمكنت من قراءة كتب عديدة ( روحية – تربوية- سير القديسين – ناهيك عن كتب ثقافية عامة ) وكنت اكتب الاشياء المهمة منها ولا زلت .. استفدت كثيرا من خبرتي في مجال التدريس وخاصة في الثانوية وكذلك من خلال متابعتي للشعر والشعراء وفي مختلف المواضيع .
س// كم سنة عملت كمربية ..؟                                                                                ج// عملت مربية منذ عام 1969 اي بعد تخرجي من الفنون البيتية وفي مدارس كثيرة .. لم استقر في مكان ما بل كنت متنقلة من مدرسة الى اخرى ومن مدينة الى اخرى ومن بلد الى

اخر لتأدية رسالتي الانسانية في التعليم والتدريس وبالرغم من احالتي الى التقاعد لكنني ما زلت مربية في القوش العزيزة .
س// ماذا يحوي ارشيفك الثقافي منذ شروعك في الكتابة ...؟                                                                  ج// لقد كتبت ونشرت مواضيع عدة نالت رضا واستحسان القراء والمتابعين وكان اول المواضيع التي كتبتها عن ميلاد يسوع المسيح له المجد عام 2002 وعلى اثر                          تهجيرنا القسري من بلداتنا العزيزات كتبت العديد من القطع الشعرية نشرتها في نشرة                 القديسة كاترينه السيانية |..  وكتبت عبر من التاريخ – والصداقة والحب في ضوء              حب المسيح وغيرها من المواضيع .. وبتاريخ 29 / 4/2018 اصدر لي الجزء الاول               من  كتاباتي وخواطري الايمانية والذي احتوى على 34 منشور .. طبع في الاردن                واشرف على طبعه زكريا فاضل .                                                                           – الجزء الثاني من كتاباتي قيد الطبع حيث يحتوي على 62 منشور مع احدى عشر قصة           قصيرة .. وما زلت متواصلة في الكتابة ولم افكر في التوقف لرغبتي وولعي الشديدين  بها ..                                                                                             
س// هل كان يعيق طموحك الثقافي التزاماتك وواجباتك الروحية ..؟                                                 ج// اطلاقا ...! بل العكس هو الصحيح حيث كان كل التزام روحي يقابله زيادة في طموحي وتوجهاتي الثقافية ويزيد بشكل ملحوظ من شدة تعلقي بهما .     
س// ما هي اهم انجازاتك ..؟                                                                                  ج// تلقيت دورات عدة في الموصل وتللسقف .. دورات في اللغة الانكليزية – الخط العربي- التمريض – استكمال التأهيل – دورة في التعليم المسيحي في الاردن واللاهوت والفلسفة وغيرها في لبنان .. اما الدروس التدريبية التي انجزتها انا هي :                                      - اللغة الانكليزية  : في تلكيف – القوش – الموصل                                                      - التربية المسيحية للدراسة المتوسطة والثانوية في عينكاوا ..                                      - اجري معي الراديو الكلداني في سانت ياكو ثلاث لقاءات                                                                  - شاركت في امسية شعرية بمناسبة عيد الحب في نادي القوش العائلي عام 2020                                          - تعليم التناول الاول في كل من : القوش برطلة – باطنايا – دير مار بهنام – ارموطة _ كويسنجق ) – وفي مدينة العمارة في كنيسة للكلدان                                                - كروبات صلاة في دير عينكاوا  - اخويات مختلفة في الرسالات التي عينت فيها      - لقد رتلت قسم من منشوراتي والقسم الاخر على قيد الترتيل .. كنت مسؤولة عن جوقة التراتيل في عينكاوا ولمدة 10 سنوات على التوالي .
س// هل توارثت الكتابة من العائلة ام كانت هواية ..؟                                                               ج// الحقيقة كانت رغبتي الجامحة للكتابة هي الحافز الاكبر الذي كان يدعوني لتلبية رغبتي ولهفي للكتابة وكانت تتجسد عندي فكرة الكتابة حينما كنت ارافق اخواتي في سفرات الى المصايف حيث كانت خلالها تستهويني فكرة الجلوس في المقاعد الخلفية بجانب النافذة المطلة على جمال الطبيعة ومن خلال تلك المناظر كانت تجتاحني افكار كثيرة للكتابة والتأليف والشعر وانا اتمعن النظر في سحر الطبيعة الخلاب .
س// بمن تأثرت من الادباء والشعراء خلال حياتك ..؟                                                                          ج// لقد صادفت الكثير من الادباء والشعراء خلال حياتي منهم في بلدتي قره قوش ومنهم في

البلدات التي كنت ادرس فيها كالقوش وعينكاوا فبين فترة واخرى  كنت التقي مبدعا من المبدعين ولا يمكنني ان اذكر جميع تلك الاسماء فاختصرها بشخصية واحدة كانت قريبة عندي بابداعها وتالقها الدائم في مجال الادب انه الاديب السرياني هيثم بردى الذي مد لي يد العون في كتاباتي وفي مجال الشعر الشاعر القس جوزيف ايليا المبحر في بحور الشعر
س// هل للعمر تاثير سلبي امام الكتابة والتواصل دون تعثر ...؟                                                   ج// لا اعتقد ذلك بالنسبة لي فانه اطلاقا لا يحول دون تواصلي في الكتابة فقد كانت هوايتي التي تشبثت بها وشغفي للكتابة لا يحده حدود حيث استمر وترعرع معي وكبر مع كبري .
س// هل وقف فايروس كورونا امام نشاطاتك الثقافية ...؟                                                             ج// اكيد كان لهذا الفيروس تاثير سلبي على جميعنا ومن اجل الحفاظ على حياتنا وابعاد قساوة المرض عنا اجبرنا على الالتزام بالتعاليم والمكوث في المنزل وبالنسبة لي فقد مرت ما يقارب سبعة اشهر دون لقائي باهلي في قره قوش بقيت حبيسة الدار لم اخرج عن حدود بلدة القوش ولولا الكتابة التي أملأ فيها فراغي لكانت ظروفي النفسية ذات تاثير سلبي مضاعف .
س// كيف تختمين اللقاء وآخر ما تتفضلين قوله ..؟                                                                                ج// بودي تقديم جزيل شكري وامتناني على تجشمكم عناء الطريق والتشرف لزيارتي من اجل اجراء هذا اللقاء .. اشكر جهودك المثمرة والمتواصلة دون انقطاع حتى في الظروف الصعبة .. تمنياتي بالنجاح والتوفيق في خدمة الثقافة بمختلف اصنافها وفي القوش بشكل خاص و عموم الوطن . 

 


12
وقطفت مارينا ثمار المواظبة والسهر الطويل
                                                                                                           
باسل شامايا
ان الاصرار والارادة الصادقة لكل طالب وطالبة أشبه بتلك القوة الخفية التي ترافقهما وتسير خلفهما كظلهما تدفعهما نحو الامام لتشكل لهما حافزا يؤدي بالمحصلة النهائية الى قطف ثمار التفوق والنجاح .. هكذا كان اصرار مارينا في المثابرة الدؤوبة خلال العام الدراسي             ( 2019 – 2020 ) وبالرغم من الظروف العصيبة التي يعيشها العالم بشكل عام وبلدنا العزيز بشكل خاص الا ان هذه الطالبة المجتهدة كانت مواظبة على الدوام ومكرسة اغلب وقتها للدراسة فقط وعلى طول ايام السنة ومتناسية ما يحفنا من المعوقات التي تحول احيانا دون بلوغ المسعى وتحقيق الطموح في النجاح والتألق . 
 
مارينا ضرغام شهارا من مواليد بغداد 2004 تنتمي الى عائلة يبلغ عدد افرادها خمسة ثلاث شقيقات  والابوين وبسبب الظروف الامنية الخطيرة التي كان يعاني منها اهالي بغداد من القتل والتهديد والخطف اضطر والدها مع عائلته واخوته وابويه لمغادرة بغداد الى حيث مسقط رأسه القوش الحبيبة ملاذنا الامن وهناك في تلك الاجواء الامنة والجميلة اكملت مارينا دراستها الابتدائية في مدرسة ابتدائية القوش للبنات بتفوق وكذلك دراستها المتوسطة في ثانوية القوش للبنات بتفوق كبير وقطفت في هذا العام ثمار جهدها وسهرها الدائم في الصف الرابع العلمي / ثانوية القوش للبنات لتكون الطالبة المتميزة الاولى على مرحلتها حيث حصلت على معدل 98% في الكورس الاول للدراسة وبسبب جائحة كورونا جاء قرار الوزارة بغلق المدارس حفظا على سلامة الطلبة اذلك اعتمدت درجة الكورس الاول للطلبة لتكون الدراجة النهائية للعام الدراسي .. وحين سألت مارينا عن مدى مسرتها بنتيجتها النهائية قالت : طبيعي انا سعيدة بالنتيجة النهائية وبنفس الوقت تم ذلك دون طموحي لأنني كنت اتمنى ان يكون وضع البلد طبيعيا لكي نتواصل الدراسة حتى انتهاء كافة المواد الدراسية لكن الظروف حالت دون تحقيق ما كنت اهفو اليه .. سألت مارينا عن الذي يتابعها في دروسها فقالت بكل ثقة بالنفس : أنا اعتمد على نفسي في تحضير واجباتي البيتية وقد خصصت في كل يوم ست

ساعات للدراسة واحيانا يساعدني جدي اذا كنت بحاجة الى المساعدة ويتابعني في بعض المواد الدراسية . نتيجة تعلق مارينا بالمدرسة والدراسة كانت تحب كافة المواد الدراسية لكنها كانت تفضل البعض منها كمادة الرياضيات والفيزياء والكيمياء .. وعن مستوى التدريس في ثانوية القوش للبنات قالت : لا غبار على اسلوب المدرسات ومستوى التدريس في معظم المواد لكن الخلل يكمن عند بعض الطالبات في التحضير اليومي والمواظبة .           سألتها عن مبادرة نادي القوش العائلي في اقامة الحفلات العائلية في كل نهاية عام دراسي وعلى شرف الطالبات والطلاب المتميزين بحيث بات ذلك تقليدا اجتماعيا في كل نهاية سنة فقالت : اشكر جميع الافاضل رئيس و اعضاء الهيئة الادارية القائمين على هذا النشاط الرائع حيث كانت تلك الحفلات تدخل البهجة والسرور الى قلوب الجميع وتشكل حافزا للمتميزة كي تحافظ على مستواها الدراسي كما يحفز الباقين للمواظبة والاجتهاد .                          اضافة الى الدراسة كانت مارينا تهوى المطالعة فتقضي وقت فراغها بالمطالعة وكذلك في متابعة بعض البرامج التلفزيونية .. اما عن طموحها المستقبلي فتقول : منذ طفولتي كنت اتمنى حين اكبر واحصل على معدل جيد يؤهلني للقبول في كلية الصيدلة وما زال هذا الطموح قائما .. وفي الكلمة الاخيرة للمتميزة مارينا قالت : جزيل شكري وامتناني لكم على اجراء هذا اللقاء ومتابعة كل ما هو خير لبلدتنا العزيزة القوش كما اتمنى ان يعود الامان والسلام الى وطننا الجريح وتزول هذه الغمامة القاتمة عن سماء وطننا العزيز لتعود البسمة الى شفاه الاطفال وتعود الحياة الى طبيعتها فنعيش حياتنا بعيدا عن كورونا وكل ما يعكر صفونا .

13
لقاء مع متميزة تقطف ثمار جهدها في مدرسة المتميزات
                                           
محاورة : باسل شامايا
مثلما تهاجر الطيور في نهاية كل فصل من فصول السنة لتبني هناك اعشاشها الجديدة هكذا يرحل عام بأيامه واشهره ليبدأ عام جديد حافل بالمفاجآت والطالب المتميز في ظل العام الجديد يقطف ثمار جهده وسهره المتواصل فيغادر مثل تلك الطيور المهاجرة ولكن الى مرحلة دراسية جديدة ليزيد منها علم ومعرفة .. ان اسرتك التدريسية ايتها المتميزة فخورة بك مثل افتخار عائلتك وذويك الذين تمنوا استمرارك على نفس المستوى المفرح لتحققي طموحك اللامحدود الذي سيكون كالوقود يساعدك ويساعد كل متميز للارتقاء الى درجة النجاح وبتفوق .
  اليوم تشرفت بلقاء طالبة متميزة من بنات القوش تعالوا معي اعزائي لنتعرف معا عليها .. انها الطالبة المتميزة ( كنثا كادح زرا ) التي انارت في بيت ابيها الضوء بولادتها في عام 2005 .. تنتمي لعائلة عدد افرادها ثلاث بنات مع الاب والام وهي عائلة معروفة ولها مكانة جيدة بين الناس في بغداد والقوش وبسبب الاوضاع الامنية الغير الخطيرة غادرت العائلة بغداد الى القوش ملاذهم الامن اما الاب بقي يمارس عمله في بغداد آنهت كنثا ثلاث سنوات من دراستها الابتدائية في مدرسة القوش للبنات والسنوات الثلاثة الاخرة في بغداد بمدرسة ابتدائية الفرح الاهلية وكان معدلها في السادس الابتدائي 98/8 اما عودتها الى بغداد فقد كان بسبب وفاة أمها نتيجة مرض انهى حياتها قبل اوانها وهي بعمر ثماني سنوات . وانهت دراستها المتوسطة في ثانوية كلية بغداد  للبنات المتميزات وحصلت على معدل ( 98 / 5 ) وللتعرف على النهج المتبع للتدريس في هذه

المدرسة جميع المواد الدراسية باستثناء اللغة العربية تدرس باللغة الانكليزية بعد زفاف شقيقتها الثانية التي كانت بمثابة الاخت و الصديقة لها شعرت بفراغ كبير في حياتها فاحس بها والدها لذلك نقلها الى القوش لتكون قريبة من شقيقتيها اما دراستها فقد قدمت الى مدرسة المتميزات في دهوك ( ثانوية غانم حمودات للمتميزات ) وكان معدلها في تلك السنة ( 98/7 ) . لم تفضل الاستمرار في تلك المدرسة لانها كما تقول لم تكطون وفق طموحها فعادت مرة اخرى الى مدرستها ثانوية كلية بغداد التي انهت فيها دراسة المتوسطة .                                                      لقد كان معدل دراستها وتحضير واجباتها المدرسية خلال اليوم الواحد اكثر من خمس ساعات اما في حالة وجود امتحان شهري فتطول مدة التحضير والدراسة الى 10 ساعات .
س// كيف تقضين أوقات فراغك ..؟                                                                       ج// هناك عدة هوايات ارغبها واحب ان امارسها لذلك خصتت لها وقتا خلال               فراغي كالمطالعة والرسم وكتابة الشعر وكتابة الخواطر .
س// هل تمارسين  مواهب اخرى  لها مكانة خاصة لديك ..؟                                                              ج//  نعم هناك مواهب اخرى احبها منذ صغري امارسها كلما سنحت لي الفرصة خصوصا في فصل الصيف منها : المشاركة في الاعمال المسرحية وكتابة القصائد الشعرية والسباحة والعزف على آلة الاورك وهناك في ارشيفي بين ( 20 – 25 )
س// ماهو طموحك المستقبلي في الدراسة ...؟                                                                             ج// طموحي المستقبلي يسعدني جدا ان احصل على معدل يؤهلني للقبول في كلية        الصيدلة كي احقق من خلالها طموحي في اكتشاف الدواء الذي تحتاجه                 الانسانية وساستمر على هذا النهج اذا تحققت امنيتي مهما طالت السنين . 
س// اي نوع من الكتب تفضلين مطالعتها ...؟                                                                                           ج// احب ان اقرأ مختلف انواع الكتب لكن افضل مطالعة الكتب العلمية وخصوصا علم         النفس لانني اجد متعة كبيرة ناهيك عن مدى الفائدة منها كمادة علمية .
س// ما رأيك بكيفية استخدام الموبايل هذا الجهاز الزاخر بالايجابيات والسلبيات ..؟                  ج// نعم هناك فوائد واضرار في طرق استخدام هذا الجهاز الذي يمنحنا كل ما نحتاجه        من مختلف المعلومات وما يحدث في المجتمع خير دليل على سوء استخدامه اما                عن تعاملي انا مع الجهاز فانني لا استخدمه الا للضرورة وحين الحاجة اوظفه         لمتابعة الامور التي احتاجها في الدراسة وزيادة المعلومات التي اتسلح بها للمستقبل .



س//ما هو الشيء المتميز الذي تاثرت به في حياتك ...؟                                                       ج// من كثرة اعجابي بالعالم الفيزيائي اينشتاين تأثرت كثيرا بالنظرية النسبية الخاصة به .                      س// ما هو الدافع او الحافز الذي يقودك لتنجزي اعمالا تؤمنين بها ...؟                         
ج// كل انسان يمتلك فكر ولكن ليس كل واحد يستخدمه لنقد حالة سلبية معينة           فبعد تشخيص السلبية وبعض الظواهر الاخرى التي تؤذي المجتمع اضع                   معالجات لتلك السلبية وذلك يزيدني فرحة وسعادة فالشيء الذي يدعوني               اليه ذلك الدافع ان تكون لي نظرة ايجابية وتفتؤلية للحياة .
س// لقد غادرتك والدتك وانت بعمر ثماني سنوات .. كيف اصبحت حياتك بعد              رحيلها الابدي ..؟                                                                                         ج// لقد احزنني جدا رحيل امي لانها كانت تشغل حيزا كبيرا في حياتي ولكن                       الحياة لا تتوقف لانه نعلم جيدا ان الموت حق على جميع الناس والذي               واساني وصبرني على مصابي وجود ابي وشقيقاتي واقربائي ومع حزني              والفراغ الذي تركته الا انه لم يؤثر على مستواي الدراسي ولمحبتي الشديدة             لها عاهدتها  ان ابقى بنفس المستوى واكثر لانها كانت دوما تدعوني                  للدراسة وتتابعي وكان حبي لها دعما لتواصلي ونجاحي الدائم .
س// هل لك مشاركات ومساهمات في المجالات الثقافية بشكل عام كالمهرجانات           ج// نعم لي مشاركات عديدة في الكثير من الحفلات العائلي المقامة على شرف المتميزين في بغداد والقوش وشاركت بمشاهد مسرحية على مسرح منتدى شباب القوش خلال المهرجانات الفنية المقامة وقد القيت فيها قصائد شعرية كما شاركت في احدى حفلات المتفوقين في نادي القوش العائلي بعزف منفرد على آلة الاورك وفي ذات مرة اجرت مندوبة عشتار السيدة ايفا حوارا معي استغرق ساعة كاملة
لقد استوقفني موقف عجيب لكنثا في احدى السنين التي كنا فيها نتهيأ لاقامة حفل عائلي على شرف المتفوقين وعلى حدائق نادي القوش العائلي وكان لكنثا دعوة لتقديم فقرة في الحفل وقبل يوم من موعد المهرجان توفيت والدة كنثا حيث تزامن وقت الكمهرجان مع وفاتها حيث كانت  كنثا حينها لا تتجاوز الثماني سنوات وعدة اشهر تالمت كثيرا على رحيل والدتها وايقنت ان كنثا سوف لن تشارك في الحفل لكنني تفاجئت حين ابلغني احد الشباب ان كنثا قد حضرت الى النادي لتقديم فقرتها فالتقيتها في ادارة النادي وكانت حزينة وفي حالة يرثى لها فتحدث معها مواسيا اياها على مصابها الاليم وطلبت مني أن تكون قصيدتها اولى الفقرات في الحفل لكي لا يطول بقائها في النادي وبالفعل القت قصيدتها بكل ثقة بنفسها دون ان ترتبك علما ان حدائق النادي كانت حينها تكتظ بالحاضرين وما احزن الناس

بقصيدتها كان صوتها احيانا ممزوجا بالنحيب فابكت الكثير من النسوة الحاضرات الى الحفل وتفعل ذلك الجمع معها .
وفي اخر اللقاء طلبت منها كلمتها الاخيرة فقالت ساقول كلمتي ولكن اسمح ان اكتب شيء لأبي وسأهدي قصيدة من تأليفي له .
في البدء اشكر ومن القلب نادي القوش  العائلي وبشخصك الكريم على هذا اللقاء لانكم سنحتم لي الفرصة بالحديث عن كل ما كان يدور بخلدي حول الدراسة ومختلف نشاطاتي شكرا لكما على حضوركما الى الدار .. تمنياتي ان تزول غمامة كورونا القاتمة عن بلدنا الحبيب لنعيش بامان وسلام وطمأنينة . 
اود ان اهدي هذه القصيدة الى ابي الغالي كادح حيث يوجد فيها ظلام ونور .. وما النور الا ابي .. كأنه الشمس التي تحتضنني بدفئها وبحنانها تغمرني .. ملت السطور بما اوتيت من احساس ومشاعر أكنّها لك يا سيدي .
في ليلة من ليالي                                                                               القمر لجئت الى احضان البدر                                                لكن الدهر قاساني والقدر                                                        فلم القى نفسي الا في كدرة القهر                                                 لا للكلل .. لعلني القى مأوى في البحر                                                  ملاقاتي بموجه وزأر                                                             بملحه غمر جراحي وما شعر                                                                وما مللت  .. حبذا  ولو نعش تحت الشجر                                                                                            لكن السماء مغبرة وطيف الشمس قد عبر                                                      حينها جثمت بأررضي والدمع انهمر                                                  دارت الاسئلة .. كيف تجردت من اي درر                                              لملمت دموعي .. وقررت السفر                                                                           تاركة ورائي كل ما غدر                                                                              ولجراحي لم يكترث ولم يعر                                                                               فجأة زلزلنبي احدو على بابي نقر                                                           (( ما بك )) قلت تحطم كبدي واندثر                                                      وحاولت كثيرا ونفذ مني الصبر                                                               


فقال : الم تدركني .. ما عندك خبر                                                                مهما طال الليل لا بد من نور الفجر
              *******

14
لقاء مع الاخت الراهبة الدومنيكية والمربية
الفاضلة افراسيا لالو جحولا
                                                                                       
باسل شامايا
تتسابق الكلمات وتتزاحم العبارات على اسطر وريقاتي البيضاء بحق انسانة مثابرة دؤوبة طموحة ومولعة في كل ما يغني ارشيفها من الثقافة بمختلف اصنافها ، وقد سنحت لنا الفرصة للقائها في ديرها الذي تمارس فيه حياتها الروحية الى جانب قريناتها من الاخوات الراهبات الفضليات اللاتي كرسن حياتهن من اجل التقرب الى الله وخدمة المجتمع الانساني بشكل عام ... يسعدني ويشرفني ان اجري لقائي مع الأم الرؤوم والاخت الحنون الفاضلة التقية ماسير افراسيا لالو جحولا التي سطعت شمس ميلادها في بلدة قره قوش عام 1943 من عائلة ملتزمة تسكن في بيت متواضع بسيط كان يبلغ عدد افراده ثلاثة اشقاء وخمس شقيقات اضافة الى الوالدين .. كان رب العائلة معروف بطيبته وعلاقته الطيبة باهل المنطقة .. انهت دراستها الابتدائية في مدرسة الراهبات الدومنيكيات وبعد السادس الابتدائي دخلت الدير ومعها تسع طالبات في منطقة موصل الجديدة واكملت الراغبية والابتداء ثم اكملت الدراسة المتوسطة ومن ثم اكملت دراستها في ثانوية الفنون البيتية في الموصل وتخرجت منها عام 1969 و اصدر امر تعيينها  عام 1970كمعلمة في مدرسة القديس عبدالاحد في الموصل واستمرت في هذه المدرسة لمدة عام واحد .. وانتقلت الى مدرسة تلكيف الاهلية ومكثت فيها خمس سنوات ثم انتقلت الى مدرسة القوش الابتدائية وبقيت هناك 14 سنة ومن هناك انتقلت الى مدرسة عينكاوا الابتدائية ولمدة اربع سنوات ثم الى ثانوية عينكاوا للبنات وبقيت فيها كمنسبة لتدريس التربية المسيحية لمدة 12 سنة . وبعد ذلك عملت في مدرسة ببرطلة ولمدة سنة ثم كلفت وبطلب رسمي ان تدرّس مادة اللغة الانكليزية في المدرسة الاهلية في تلكيف ولمدة سنتين  ومن تلكيف الى باطنايا وفي عام 2006 احيلت الى التقاعد بعد خدمة 35 سنة من التعليم والتدريس .. ثم عادت الى القوش بعد فراقها ولمدة 30 سنة لتعود الى سابق عهدها 
س// في اي من البلدان في العالم عملت كمربية ...؟                                                              ج// 1- في الاردن درّست دورة التعليم المسيحي                                                     2 – سنة تجديد بدون راتب في جامعة الكسليك بلبنان لدراسة الكتاب المقدس واللاهوت                                  3- ارسلت الى الاردن مرة اخرى في سفارة الفاتيكان عام 2006 – 2008                                      4- الى ايطاليا / بيزا مشروع للضيوف والطالبات الجامعيات .                                                        5// وللمرة الثالثة اتوجه الى الاردن ولكن كانت المرة الاخيرة الى مدينة الزرقاء وبقيت فيها         اربعة اعوام لمساعدة الاخوات في الدير .                                                                         6- عملت في لبنان في ميتم غدراس للبنات العائدة للاخوات الدومنيكيات لمدة سنة ونصف .
س// في اي عام دخلت دير الرهبنة ...؟                                                                                          ج// منذ صغري كنت اقضي جل اوقاتي مع الاخوات الراهبات وكنت اتمنى ان ابقى قريبة منهن على الدوام .. حيث تلقيت التعليم المسيحي معهن وبينهن منذ نعومة اظفاري .. في عام 1959 دخلت حياة الرهبنة في دير موصل الجديدة للراهبات الدومنيكيات .. كنت حينها بعمر 16 سنة ومكثت في هذا الدير 11 سنة .
س// متى بدأت بالكتابة وكيف ..؟                                                                                       ج// احيانا كانت تاتيني افكار وتخيلات في الليل والنهار فاجسد ذلك بالكتابة وكتابة كل ما كنت اتحسسه لذلك كانت الورقة والقلم لا تفارقاني ليلا ونهارا ..و في عام 2005 كنت في عينكاوا حيث كانت لنا مكتبة زاخرة بمختلف انواع الكتب  افضل دائما الانزواء في اماكن هادئة لكي اتفرغ للقراءة والكتابة وتحديدا في عام 2002 بدأت بالكتابة على شكل خواطر وقطع نثرية وكنت قد شاركت في نشرة القديسة كاترينا وكتبت الشعر بالرغم من انني لست بشاعرة لكنني اتحسس بالشعر وبجماليته واستسيغ قراءته .
س// هل كان لحياتك الرهبانية تاثير مباشر في توجهاتك الثقافية العامة ...؟                                                        ج// نعم ..! فمن خلال حياتي الرهبانية تمكنت من قراءة كتب عديدة ( روحية – تربوية- سير القديسين – ناهيك عن كتب ثقافية عامة ) وكنت اكتب الاشياء المهمة منها ولا زلت .. استفدت كثيرا من خبرتي في مجال التدريس وخاصة في الثانوية وكذلك من خلال متابعتي للشعر والشعراء وفي مختلف المواضيع .
س// كم سنة عملت كمربية ..؟                                                                                ج// عملت مربية منذ عام 1969 اي بعد تخرجي من الفنون البيتية وفي مدارس كثيرة .. لم استقر في مكان ما بل كنت متنقلة من مدرسة الى اخرى ومن مدينة الى اخرى ومن بلد الى اخر لتأدية رسالتي الانسانية في التعليم والتدريس وبالرغم من احالتي الى التقاعد لكنني ما زلت مربية في القوش العزيزة .
س// ماذا يحوي ارشيفك الثقافي منذ شروعك في الكتابة ...؟                                                                  ج// لقد كتبت ونشرت مواضيع عدة نالت رضا واستحسان القراء والمتابعين وكان اول المواضيع التي كتبتها عن ميلاد يسوع المسيح له المجد عام 2002 وعلى اثر                          تهجيرنا القسري من بلداتنا العزيزات كتبت العديد من القطع الشعرية نشرتها في نشرة                 القديسة كاترينه السيانية |..  وكتبت عبر من التاريخ – والصداقة والحب في ضوء              حب المسيح وغيرها من المواضيع .. وبتاريخ 29 / 4/2018 اصدر لي الجزء الاول               من  كتاباتي وخواطري الايمانية والذي احتوى على 34 منشور .. طبع في الاردن                واشرف على طبعه زكريا فاضل .                                                                           – الجزء الثاني من كتاباتي قيد الطبع حيث يحتوي على 62 منشور مع احدى عشر قصة           قصيرة .. وما زلت متواصلة في الكتابة ولم افكر في التوقف لرغبتي وولعي الشديدين  بها ..                                                                                             
س// هل كان يعيق طموحك الثقافي التزاماتك وواجباتك الروحية ..؟                                                 ج// اطلاقا ...! بل العكس هو الصحيح حيث كان كل التزام روحي يقابله زيادة في طموحي وتوجهاتي الثقافية ويزيد بشكل ملحوظ من شدة تعلقي بهما .     
س// ما هي اهم انجازاتك ..؟                                                                                  ج// تلقيت دورات عدة في الموصل وتللسقف .. دورات في اللغة الانكليزية – الخط العربي- التمريض – استكمال التأهيل – دورة في التعليم المسيحي في الاردن واللاهوت والفلسفة وغيرها في لبنان .. اما الدروس التدريبية التي انجزتها انا هي :                                      - اللغة الانكليزية  : في تلكيف – القوش – الموصل                                                      - التربية المسيحية للدراسة المتوسطة والثانوية في عينكاوا ..                                      - اجري معي الراديو الكلداني في سانت ياكو ثلاث لقاءات                                                                  - شاركت في امسية شعرية بمناسبة عيد الحب في نادي القوش العائلي عام 2020                                          - تعليم التناول الاول في كل من : القوش برطلة – باطنايا – دير مار بهنام – ارموطة _ كويسنجق ) – وفي مدينة العمارة في كنيسة للكلدان                                                - كروبات صلاة في دير عينكاوا  - اخويات مختلفة في الرسالات التي عينت فيها      - لقد رتلت قسم من منشوراتي والقسم الاخر على قيد الترتيل .. كنت مسؤولة عن جوقة التراتيل في عينكاوا ولمدة 10 سنوات على التوالي .
س// هل توارثت الكتابة من العائلة ام كانت هواية ..؟                                                               ج// الحقيقة كانت رغبتي الجامحة للكتابة هي الحافز الاكبر الذي كان يدعوني لتلبية رغبتي ولهفي للكتابة وكانت تتجسد عندي فكرة الكتابة حينما كنت ارافق اخواتي في سفرات الى المصايف حيث كانت خلالها تستهويني فكرة الجلوس في المقاعد الخلفية بجانب النافذة المطلة على جمال الطبيعة ومن خلال تلك المناظر كانت تجتاحني افكار كثيرة للكتابة والتأليف والشعر وانا اتمعن النظر في سحر الطبيعة الخلاب .
س// بمن تأثرت من الادباء والشعراء خلال حياتك ..؟                                                                          ج// لقد صادفت الكثير من الادباء والشعراء خلال حياتي منهم في بلدتي قره قوش ومنهم في البلدات التي كنت ادرس فيها كالقوش وعينكاوا فبين فترة واخرى  كنت التقي مبدعا من المبدعين ولا يمكنني ان اذكر جميع تلك الاسماء فاختصرها بشخصية واحدة كانت قريبة عندي بابداعها وتالقها الدائم في مجال الادب انه الاديب السرياني هيثم بردى الذي مد لي يد العون في كتاباتي وفي مجال الشعر الشاعر القس جوزيف ايليا المبحر في بحور الشعر
س// هل للعمر تاثير سلبي امام الكتابة والتواصل دون تعثر ...؟                                                   ج// لا اعتقد ذلك بالنسبة لي فانه اطلاقا لا يحول دون تواصلي في الكتابة فقد كانت هوايتي التي تشبثت بها وشغفي للكتابة لا يحده حدود حيث استمر وترعرع معي وكبر مع كبري .
س// هل وقف فايروس كورونا امام نشاطاتك الثقافية ...؟                                                             ج// اكيد كان لهذا الفيروس تاثير سلبي على جميعنا ومن اجل الحفاظ على حياتنا وابعاد قساوة المرض عنا اجبرنا على الالتزام بالتعاليم والمكوث في المنزل وبالنسبة لي فقد مرت ما يقارب سبعة اشهر دون لقائي باهلي في قره قوش بقيت حبيسة الدار لم اخرج عن حدود بلدة القوش ولولا الكتابة التي أملأ فيها فراغي لكانت ظروفي النفسية ذات تاثير سلبي مضاعف .
س// كيف تختمين اللقاء وآخر ما تتفضلين قوله ..؟                                                                                ج// بودي تقديم جزيل شكري وامتناني على تجشمكم عناء الطريق والتشرف لزيارتي من اجل اجراء هذا اللقاء .. اشكر جهودك المثمرة والمتواصلة دون انقطاع حتى في الظروف الصعبة .. تمنياتي بالنجاح والتوفيق في خدمة الثقافة بمختلف اصنافها وفي القوش بشكل خاص و عموم الوطن . 

 


15
وقفة مع فنان من القوش  أونيل جنان أرمنايا
                                                                                           
باسل شامايا
الأغنية الناجحة هي تلك التي تحرك مشاعر الناس وتشعرهم بلذة الكلمة واللحن وتنقل المستمع الى عالم الرومانسية والفضل يعود بنجاح الاغنية الى تناغم اللحن مع الصوت الجميل فيقدم الفنان ما يسحر به سامعيه وبذلك يسجل المطرب اول خطوة مهمة في نجاح الاغنية .. هكذا كان رد فعل سامعي صوت الفنان الشاب أونيل جنان في آخر اغنية ( فديو كليب له ) . ارتأيت أن اوثق تالق احد شباب القوش الذين تزخر بهم الساحة الفنية واجري معه لقاءا متواضعا نتحاور به حول اهمية الفن بالنسبة له فابدا لقائي بالتعرف على بطاقته الشخصية : أونيل جنان الياس ارمنايا الذي هل فجر ميلاده في القوش / محلة سينا عام 1999 حيث ترعرع وسط عائلة معروفة اجتماعيا تحافظ على علاقات حميمة مع اهالي المنطقة في الداخل والخارج .. كان اونيل يعشق الغناء منذ نعومة اظفاره حيث بدأ مشواره الفني عام 2005 بأول فعالية تم تقديمه للجمهور من خلال احدى قنوات كردستان وكان عمره حينذاك لا يتجاوز اكثر من ستة اعوام واضاف : حينما كنت طالبا في روضة القوش وكانت عمتي معلمة في تلك الروضة ، طلبت مني ان اقدم فقرة غنائية في الحفل المقام في باحة الروضة وقد غمرني الفرح على المشاركة وبالفعل قدمت فقرة غنائية ناجحة تفاعل الحاضرين معي فكانت تلك هي انطلاقتي الاولى في عالم الغناء .. كان اونيل متعدد المواهب له صوت جميل ويحب المسرح وعمل في مجاله الخصب ضمن المهرجانات الثقافية / الفنية التي اقيمت على مسرح منتدى شباب القوش وباشراف الفنان والمخرج باسل شامايا .. فضل الموسيقى والغناء لانه وحسب ما يقول : ( كنت اجد نفسي فيها ) ويقول اونيل : لقد سنحت لي الفرصة للانضمام الى فرقة مسرح شيرا للناطقين بالسريانية وشاركت من خلال الفرقة بعدة اعمال مسرحية واوبريتات غنائية نالت رضا واستحسان الجمهور .. وسألته عن طموحه الفني قال : بالرغم من مشاركاتي الكثيرة الا انني كنت بحاجة الى المزيد وما زلت حتى يومنا هذا بحاجة الى تجربة جديدة كي اغني بها ارشيفي الفني ولكي اتتمكن من صنع مستقبلا فنيا باهرا لي .. لقد اختصر التعريف عن مفهوم الفن من وجهة نظره حين سالته فقال : (( الفن رسالة انسانية بامكان الفنان الملتزم  ايصالها الى كل الناس )) وتحدثنا ايضا عن اهم البرامج التي شارك بها كمذيع او كمقدم للبرنامج فقال : لقد انجزت (12) حلقة في برنامج كنارا دأومثا الذي عرض على فضائية عشتنار تتحدث الحلقات عن ماهية الفن خصوصا الفن الموسيقي وقد اجريت عدة لقاءات ناجحة مع فنانين وشخصيات تم عرضها على عشتار ومن ناحية اخرى طلبت مني ادارة الراديو الكلداني في امريكا ان اكون مندوبهم في القوش والبرنامج يتحدث عن معالم القوش فوافقت على العرض . ومن خلال سياق الحديث سألته عن اهم نشاط ترك عنده اثرا وما زال ذلك الاثر حتى يومنا هذا فقال : في عام 2015 رافقت مجموعة من المبدعين والمبدعات من ابناء وبنات القوش وبمختلف شرائحهم العمرية كان يتجاوز عددنا 30 فردا وباشراف الفنان المخرج باسل شامايا لحضور مهرجان ثقافي بعنوان : بغداد عاصمة الثقافة العربية وقد انذهل الجمهور من الفقرات الفنية التي قدمناها على احد مسارح بغداد وبحضور شخصيات ثقافية وفي مقدمتهم وزير الثقافة وما قدمته في ذلك المهرجان قد منحني الحافز والثقة بالنفس للتواصل والتشبث بالفن ومكثنا في بغداد يومين في تقديم مختلف الفقرات الفنية ( موسيقى غناء مسرح ) اضافة الى ذلك كانت المهرجانات المقامة في منتدى شباب القوش تمنحني الثقة بنفسي من اجل تطوير امكانياتي والاستفادة من تجارب الغير . وحول مشاركته في البرنامج العالمي ( عرب ايدل ) قال : في عام 2014 قدمت للمشاركة في البرنامج ونجحت في الاختبار ولكن لصغر سني تم تأجيلي لسنتين كي اكمل السن الذي يؤهلني للمشاركة .. وفي عام 2019 قبلت في برنامج ( ذي فويس ) وبسبب تزامن ذلك مع الامتحانات النهائية للعام الدراسي رفض والدي ذهابي الى لبنان للمشاركة في البرنامج وقد امتثلت لقراره لانه اكيد يعرف مصلحتي جيدا 



16
الفنان المتألق رامي كجو
                             
باسل شامايا     
من بين عشرات الفنانين الشباب الذين شقوا طريقهم في عالم الموسيقى والغناء تميز عن اقرانه بصوته الشجي وحضوره المتواصل ولهفه في احتضان الميكروفون ليطلق العنان لحنجرته الزاخرة بالقوة والمليئة بالحنان ،  يمتلك خامة ومساحة صوتية تتميزعند غيره من الشباب تمكنه من الغناء بجدارة واعجاب جماهيري كبير، انه الفنان الشاب رامي ثائر كجو الذي هلّ فجر ميلاده في بغداد عام 2002 ، نشأ وسط عائلة القوشية معروفة بعلاقاتها الاجتماعية ، له شقيق واحد اكبره سنا وثلاث شقيقات .. في اوائل عام 2005 غادر بغداد مع عائلته الى مسقط رأسه القوش وذلك بسبب تردي الاوضاع الامنية وغياب الامن  .          وفي القوش وتحديدا عام 2010  كانت انطلاقته   بمشواره الفني في عالم الغناء حيث كان عمره آنذاك  لا يتجاوز الثماني سنوات .. انضم الى فرقة فنية تابعة لمنتدى شباب القوش حيث كان يبلغ عدد المنضمين اليها ما يقارب 50 مشارك ومشاركة ومن فئات عمرية  مختلفة وكان يشرف على تدريبهم بشكل يومي   الفنان المخرج باسل شامايا ، لم تقتصر فقط على الغناء وانما كانت تحوي ايضا على الهوايات الاخرى  كالمسرح والشعر، شارك في عدة مهرجانات فنية اقيمت في القوش وعينكاوا وبغداد والموصل ودهوك وكانت اولى مشاركاته في مهرجان الاغنية السريانية الذي اقيم في نادي القوش العائلي عام 2012 وقد فاز بالمركز الثاني من بين 15 مشاركة ومشارك اما في عام 2015 فقد كان له حضور جماهيري واعجاب كبير من متذوقي الموسيقى والغناء  في احد مسارح بغداد حين مشاركته في مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية ، ممثلا بلدته القوش في هذا النشاط يرافقه 25 مشاركا ومن كلا الجنسين وفي عام 2016 اقيم في القوش وعلى مسرح منتدى شباب القوش مهرجان كبير تحت عنوان ( مواهب القوش ) اشترك فيه اكثر من 50 مشارك ومشاركة وفي مجال ( الموسيقى والغناء – المسرح – القصائد الشعرية – الدبكات الشعبية ) وكانت مشاركة رامي بفقرات غنائية ممتعة خلال ايام المهرجان وقد اتبع نظام التصويت الجماهيري اضافة الى اللجنة التي كانت تتألف من ثلاثة فنانين فتخضع  درجة الفوز  للتصويت من قبل الجمهور ولجنة التحكيم حيث تمنح لكل مشارك درجة من الطرفين ، فاز رامي بالمركز الثاني بعد ان تمكن منافسه من الفوز بالمركز الاول .. وفي عام 2017 شارك بمهرجان الشبيبة الاول في المنتدى وكان متميزا بفقرته الغنائية وتم تكريمه من قبل لجنة المهرجان وكذلك في عام 2018وفي مهرجان الشبيبة الديمقراطي الثاني  شارك مع مجموعة من زملائه الفنانين الشباب بفقرات غنائية امتعت الحشود  الغفيرة ومشاركات اخرى متنوعة خصوصا تلك التي اقيمت في منتدى شباب القوش وعن امنيته في المستقبل قال : لي الرغبة الكبيرة ان امثل بلدي وبلدتي القوش في برنامج ذي فويس وانا متأكد وعلى يقين وثقة بالنفس ان اقف على مسرح ذي فويس . وحول الصعاب التي يواجهها كفنان يقول : الفنان الذي يضع امامه هدف النجاح في مسيرته الفنية لا تهمه الصعاب مهما كان حجمها ، فانني اتجاوزها  حتى ان وجدت ولا يمكن ان يوقفني شيء عن بلوغ المسعى . سألته عن موقف صعب مرّ به خلال حياته الفنية فاجاب والابتسامة تعلو محياه : كنت اقدم فقرة غنائية في امسية عائلية وكان الجمهور منسجما ومتفاعلا مع الغناء وانقطع التيار الكهربائي احرجني ذلك كثيرا لكن بادرت الى معالجة الموقف وهو الاستمرار بالغناء بدون موسيقى وكان لذلك الاستمرار صدى لدى الجمهور وفي الاخير اود ان اقو لان رامي مع مجموعة من زملائه الشباب يبادر لتأسيس فرقة موسيقية ناشئة وهم الان في مرحلة التدريب تمنياتي لهم بالموفقية والنجاح وتمنياتي للمبدع رامي ثائر كجو بالنجاح والتألق والى المزيد من الانجازات الفنية .
      




17
بألم وأسى ارثيك يا ريواس
                                                                                 
باسل شامايا
رغم قناعتي التامة بأن نهاية كل كائن حي هو الموت الا انني امقته بشدة لأنه في كل مرة وبين حين وآخر يفاجئنا بخطف عزيز أو عزيزة علينا ، اولئك الاحبة الذين غادرونا وباتوا مجرد ذكرى لطالما كانت تربطنا بهم اجمل واحلى الذكريات ، فالموت  هذه الحقيقة القاسية هو الفعل الوحيد الذي لا فعل بعده لأنه يعمل ما يملأ قلوبنا الم وحزن وحسرة ، حيث يوقف المشاعر والاحاسيس والأفكار وتلك الفعالية الجميلة للحياة .                                                         ففي ليلة حالكة من ليالي نيسان الزاهية بالربيع الساحر وتحديدا في الهزيع الثاني من ليلة  14/4 من الشهر الجاري استيقظ اهالي القوش القريبين من شارع بندوايا على صوت ارتطام قوي هز أركان ذلك الحي ، استيقظ الليل على هول قسوة الموت الذي جاء مسرعا كالبرق ليخطف من القوش نبعا لا ينضب من الحيوية ، وربيعا دائم الخضرة وشلالا يتدفق ماءه عذبا ، ثم تلى ذلك الارتطام  اصوات  مناجاة مصحوبة بالبكاء والنحيب فهرع من استيقظ على تلك الاصوات  من الرجال والشبان الى حيث ذلك الحادث المروع لسيارة داخلها أربعة شبان حيث أودى الحادث وببالغ الاسى بحياة أحدهم ، توه يبدا حياته  ، اكبرهم سنا لم يكمل الثلاثين من العمر ولسوء الحظ فارق هذا الشاب ( ريواس باسم بوكا ) الحياة  بسبب اصابته البليغة ، فاغمض اغماضته الاخيرة دون ان يتمكن احدا من اسعافه ، فغادر عالمه قسرا الى عالم آخر  لا يصله انسان ، وحلت الفاجعة الاليمة على بيت السيد باسم بوكا بفقدان ولده الذي كان له ابنا وصديقا ومرافقا وسندا في ايام الشدة .. وهكذا توشحت  القوش بوشاح الاسى والالم وذرفت دموع الشجن وتعالت اصوات البكاء والنحيب حزنا على ذلك الرحيل المفاجيء لشاب بعمر الورد لم يكمل الا 27 ربيعا .. ريواس العفيف المحب الرقيق والشفاف الذي كان يتميز بابتسامته الهادئة التي تضيء وجهه القروي الناصع والمتجذر في بلدة الاباء والاجداد القوش التي اشرقت فيها شمس ميلاده .. ما اقسى تلك اللحظات التي فوجع بها اهالينا في القوش منذ الصباح الباكر بخبر رحيل هذا الغصن اليانع من شجرة القوش الوارفة وما أمرّه من صباح غارق بالحزن والخسارة الفادحة لألقوش التي تبكي ابنها الراحل واهل القوش الذين يبكون اهل ريواس الذي بات جثة هامدة ..عرفه الجميع شاب محب لا يبخل على احد بالمساعدة ، هاديء ومتواضع ، طيب المعشر ودمث الخلق ورقيق في تعامله مع جميع الناس ، كان همه الوحيد في حياته ارضاء والديه وانجاز عمله الذي كان ملقى على عاتقه .. كرس حياته كي يكون عونا لابيه ويقدم ما هو مطلوب منه في كسب لقمة العيش بعرق الجبين لعائلته بالتعاون المثمر مع والده .. ريواس كان يتحمل عبء الارض التي كان في الفترة الاخيرة يقوم برعايتها والاهتمام بها متحملا كل الصعاب حتى يجني ثمارها ، ولشدة تعلقه بالعمل والارض طلب منه احد اصدقائه الذين كانوا سوية في ليلة الحادث أن يبقى معه في البيت حتى الصباح لكنه رفض قائلا : يجب أن اذهب لانني سأبكر صباحا الى الارض ( ورزه ) .. ريواس العزيز الذي كان كان فيضا من الاخلاق والكرم والسخاء ومجسدا للمعاني الانسانية في تعامله مع الكبار والصغار يحتفظ بعلاقات حميمة مع الجميع بدءا  بعائلته ( ابيه – امه - شريكة حياته – اخوته – وصدقائه واقرباءه اما ولده الصغير فكان يقضي معه احلى اوقاته بمداعبته والتسلية معه )  اما محبة الناس له وبمختلف شرائحهم الاجتماعية لا اريد ان اسهب في ذلك فالتشييع الذي  شاركت به تلك الحشود الغفيرة من الحاضرين خير دليل على محبة الناس له .. رحل ريواس حقا لكنه ترك ثروة كبيرة من محبة المجتمع لشخصه وأبقى تلك الثروة مع الناس ليستذكرونه على امتداد السنين .. رحل العزيز ريواس الذي يسكن في ثنايا اهل القوش يتوجها بكل جدارة وترك لنا ذكراه التي ستبقى طرية بندى المحبة .. أيا ليت مداد قلمي يكفي لكتابة رثائي هذا فانني مهما كتبت من كلمات ومهما سطرت من حروف سأبقى عاجزا تخنقني العبرة امام تجسيد ما يستحق الراحل العزيز من المفردات في عالم اللغة كي اوظفها لعكس نقاء وجدانه وصدق سريرته وعطائه المتواصل وبكل نكران الذات .. ليس هدفي من كتابة هذه الاسطر اثارة الألم في اعماق أذابها الأسى بل أود ان اقول ان الموت حق وحقيقة ثابتة لا بد منه ولا يمكن لأي كائن حي الا تكون خاتمة حياته الموت .. وهكذا سوف لن يتبقى للراحل الا الذكر الطيب في ذاكرة الناس ويستذكرونه من خلال ذلك الرصيد الثر الذي يتركه من الطيبة والمحبة والانسانية فيبقى وجع الرحيل معنا وبيننا دائما ، ومع يقيننا بهذه الحقيقة الثابتة الا اننا نقول للموت : ماذا دهاك ايها الموت اللعين وما هذه القسوة اللامتناهية أما كان عليك الانتظار على هذا الشاب الموغل في الطيبة وعلى والديه واخوته وعلى شريكة حياته التي ابتسمت لها الايام حين اشركته الحياة قبل سنتين وربما اكثر بقليل ، ألم ترأف على ابنه الصغير الذي سينمو ويترعرع محروما من كلمة ( بابا ) .. كم كنت قاسيا ايها الموت على ريواس الذي خطفته قبل اوانه وهو يعيش حلمه الجميل بتحقيق ما تصبو اليه نفسه من السعادة والافراح التي كان يعمل المستحيل من اجل توفيرها لعائلته .                          على الرغم من الاوضاع العصيبة التي يعيشها العالم بشرقه وغربه نتيجة الهجوم الشرس الذي تعرضت له الانسانية جمعاء من قبل فيروس كورونا الذي لا يرى الا بالمجهر وعلى الرغم من قرار منع التجوال ببلدتنا لتفادي هذا الوباء الا ان الخبر المفجع الذي اقحم صباح اهلنا في القوش  جعل الناس صغارا وكبارا ينطلقون من منازلهم لتكتظ بهم الشوارع جميعهم متجهين الى حيث الموكب الجنائزي للراحل ريواس ولمرافقة الجمع الى مقبرة الاباء حتى ووري الثرى الى جانب ابائه واجداده.. فما مدى الحزن الشديد الذي راح يتوغل الى صدور المشيعين الى مثواه الاخير حيث كان ينعكس على  الوجوه المكفهرة الحزينة للمشاركين هالة من الدموع في كل العيون التي حضرت لتوديع ريواس وهو يوارى الثرى ، وكم كان مؤلما وفائضا بالحزن حينما تنظر الى اهله وهم يحومون حول مثواه لعلهم يسمعون صوته من جديد .. الجميع ذرفوا الدمع مدرارا خلال ذلك الوداع المحفوف بالمأساة .. العيون بكت ونزفت دما بدل الدموع لان من كان يكحلها قد رحل .. فاجعة ابكت حتى الصخر ووقعت كالصاعقة على القوش واهالي القوش . آه يا ريواس الجميل كم كان ثقيلا رحيلك الابدي وكيف لنا جميع ان نصدق ان ذلك البدر الذي كان يتجسد بوجهك المنير قد احتواه التراب . وداعا يا غرسة زيتون لقد اطفأت برحيلك ابتسامة والديك وشريكتك واخوتك وطفلك الوحيد الذي سيسأل عنك بعد ان يشتاق الى مداعباتك .. وداعا وسلاما ايها الغصن الندي الذي غادرت ابد الدهر قبل اوانك .. نم قرير العين في بيتك الابدي  يا صغيري ولا تفكر بيوسف الصغير وامه المفجوعة فمحبة والديك ورعايتهما وعطف اعمامك ومحبين سيضم مريم ويوسف الى حنايا الحنان وفي الاخير لا يسعني بهذه الخسارة الفادحة الا أن نسأل الله ونتضرع اليه ليتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويلهم والديه وزوجته واخوته واعمامه واصدقائه ومحبيه جميل الصبر والسلوان .


18
المنبر الحر / بطل من القوش
« في: 20:57 20/11/2019  »
بطل من القوش
منجز رياضي جديد يضيفه الكابتن راني سلام اسمرو الى ارشيف القوش العامر بالانجازات
حيث حصل على المركز الثاني في بطولة الأقليم لكمال الاجسام والتي نظمها اتحاد دهوك و اقيمت في  قضاء زاخو بمشاركة قاعات دهوك وزاخو وشيخان . قبل ان اتحدث عن البطولة سنتعرف معا على هوية ونشاطات البطل راني سلام اسمرو انه متزوج من السيدة الفاضلة عذراء نصير قس يونان وله طفلة جميلة اسمها هبة اكملت السنة .     بدأ مشواره الرياضي كلاعب لكرة القدم ضمن منتخب شباب نادي القوش الرياضي وذلك في عام 2000/ 2001 وفي عام 2002 أهلته جدارته وامكانياته ان يصبح لاعبا ضمن منتخب نادي القوش الرياضي وكان مركزه خلال المباراة دفاع متقدم وقد شارك في عدة بطولات في القوش وخارج القوش ..وبسبب اصابته وحدوث التواء بقدمه خلال احدى البطولات الرياضية في ملعب باطنايا واجرى نتيجة ذلك عملية في القدم الايمن  فكان ذلك سببا بتركه رياضة كرة القدم وفي عام 2003  تم فتح نشاط لبناء الاجسام في القوش    حيث كانت قسم من الاجهزة الرياضية بحوزته في منزله لعدم وجود مقر للنادي في حينها وفي عام 2006 كان الكابتن روني كريم هو المشرف على هذا النشاط  واستمر حتى عام 2011 وبعد مغادرته العراق مع عائلته اصبح المشرف والمسؤول عن هذا النشاط الكابتن راني سلام اوكلت اليه مسؤولية تدريب الشباب في النادي بكمال الاجسام وقد شارك لاعبيه في بطولة محافظة دهوك لبناء الاجسام وبطولات اخرى داخل القوش كنشاط للنادي . وبسب الاصابة التي كان قد تعرض لها في الملعب منعته من فرص عديدة وعدة بطولات في بناء الاجسام . في عام 2015 نشأت قاعة الرشاقة للبنات باشرافه في منتدى شباب ورياضة القوش  وبالتعاون مع مدير المنتدى السيد زياد خوشو وبعد ذلك انتقل الى مقر النادي وكان عدد المشاركات فيه بين 80- 90 لاعبة وبين فترة واخرى تقام باشرافه بطولة باسم النادي وبمشاركة جميع اللاعبات . ويقول الكابتن راني حول بطولة كمال الاجسام : قبل مشاركتي في بطولة الاقليم التي نظمها اتحاد دهوك لبناء الاجسام حصلت على شهادة تدريبية من قبل اتحاد دهوك بعد دخولي دورة تدريبية بدهوك وكان قد شارك بها اكثر من سبعين رياضيا وكان تقديري فيها ( جيد جدا ) .. وبتأريخ  15/8/2019 حصل الكابتن راني على المركز الثاني بوزن  (95 + ) على بطولة الاقليم ومن الملفت للنظر انه لم يكن متهيئا للبطولة لانه علم بها قبل 25 يوما علما ان مثل هكذا بطولات يجب ان يتهيأ لها اللاعب قبل 5/6 اشهر ومع ذلك حاز على المركز الثاني وكان طموحه بالمركز الاول وكان مدربه في هذه البطولة الكابتن رافد البازي مدرب قاعة بلوسكاي – دهوك حيث كانت جميع تديباته مع مدربه يجريها في نفس القاعة . في الشهر العاشر من نفس العام دُعي الى دورة تدريبية في بغداد حيث كان يفترض ان يحضرها قبل شهرين اي في الشهر الثامن لكن التزاماته وانشغالاته الرياضية وتحديدا في البطولة الاخيرة حالت دون ذلك فاضطر أن ينجز الدورة عبر  ON LINE  وتمكن من اجتيازها متفوقا الى المرحلة الثانية وفي هذه المرحلة سيكون له حضور للمشاركة في بغداد في كانون الاول . وسالنا الكابتن راني سلام عن معاناته في هذا المجال فقال ...؟                                             ** نعاني من النقص في الاجهزة وهذا يحرم اللاعبين عن التدريب والتهيئة للمشاركة في البطولات .       ** احب ان اوضح نقطة مهمة حول هذه البطولة حيث تكلف على اللاعب المشارك بحدود 2000 دولار واكثر ولهذا السبب امتنع الكثير من الرياضيين عن المشاركة .                                                             ** اضطررت للمشاركة بدورتين وبطولة على حسابي الشخصي وسببت تلك المشاركة ارهاقا ماديا لي  ولنفس السبب اقيمت بطولة في اربيل ونينوى ولم اتمكن من المشاركة بها .. وبسبب هذا العبء اضطررت لبيع سيارتي الخاصة لتسديد المصاريف التي كلفتني البطولة .                                                       ** قلة الدعم من الاتحاد وعدم صرف منح مالية للاندية الرياضية  .                                                        وفي الاخير اراد الكابتن ان يشكر من وقف معه خلال فترة تدريبه فبدا بشكره لمدربه رافد البازي قائلا :  - شكري وتقديري الى مدربي الكابتن رافد البازي الذي دعمني و اوصلني الى هذا المركز الذي حققته .     – كما اشكر اصدقائي وزملائي الرياضيين الذين ساندوني قبل وبعد البطولة .                                                  – واشكر جميعا منظمات المجتمع المدني بهيئاتهم الادارية في القوش على زياراتهم وتقديمهم التهاني والتبريكات بمناسبة ما حققته في البطولة .                                                                           – واشكر ابي وامي العزيزين  واخوتي الاحبة على ما قدموه وبذلوه من اجل ان اكون جديرا بهذه البطولة .                                                                                                             – واخير ومن القلب اود ان اشكر شريكة حياتي زوجتي العزيزة التي كانت طيلة الفترة قد دخلت انذارا مشددا حيث تفرغت كليا لتهيبئة كافة مستلزماتي واحتياجاتي والتعاون معي في كل صغيرة وكبيرة .. كانت تهيء لي وجبات الطعام الخاصة التي احتاجها للبطولة حيث كان يجب ان اتناولها باستمرار وتواصلت بتلك الهمة وبشكل يومي  ولمدة شهر كامل اشكرها لانه كان لها دورا كبيرا ومؤثرا لتهيئتي من اجل المشاركة في البطولة . . وفي الاخير اقول انني على اتم الاستعداد للمشاركة في البطولات القادمة .

19
اعزائنا متابعي نشاطات الاستاذ الخطاط بطرس قاشا نرسل لكم الحلقة الاخيرة التي تتضمن ( مشروع الرقم الارامي المقترح ) وكالحلقات السابقة نود ان تشاركونا بمقترحاتكم وملاحظاتكم حول هذه الحلقة ونشكركم جميعا على تعاونكم معنا واغنائكم حلقتنا بما تضيفون الينا من الملاحظات . ويود الاستاذ بطرس ان يشكر كافة الاخوة الذين وقفوا معه ومدوا له يد العون لأيصال مشروعه الى كل من يتابع مثل هذه النشاطات :
1// الفنان باسل يوسف شامايا 2// الاخ شوكت يوسف توسا               3// الاخ وعد حميد قلو 4// الاخ اثرا منصور كادو 5// الاخ جان اسحق كله 6// الاخ مسعود ميخاائيل صنا 7// الاخ اديب جرجيس زرا           8// الاخ حازم اسحق كتو

20
المعمرة حبوبة ( حبي ) جبو تنا   
                                                                                     
باسل شامايا
يسعدني ويشرفني ان استضيف معمرا او معمرة من آبائنا وأمهاتنا الكرام ونقضي معهم وقتا ممتعا خصوصا في استذكارالماضي الذي لهم بين حناياه ذكريات جميلة لا تنسى ، اهلا ومرحبا بالوالدة الفاضلة المعمرة حبي جبو اسحق تنا  التي اشرقت شمس ميلادها في القوش عام 1927 ترعرعت وسط  عائلة فلاحية بسيطة و تزوجت في عام 1945 من السيد دنو بتي شمو قس يونان. وانجبت منه خلال فترة  حياتها الزوجية ثلاثة عشرة ثمار ثمانية منهم بنات وخمسة ابناء  وبقي من البنين اثنين فقط على قيد الحياة والثلاثة انتقلوا الى رحمة الله  . ولديها من الاحفاد والحفيدات ما يقارب 44 حفيدا وحفيدة  ولديها ايضا اضافة الى الاحفاد احفاد الاحفاد وعددهم من البنين والبنات حوالي 58 حفيدا وحفيدة ، نتمنى لها العمر المديد ليأخذ هذا الرقم بالتزايد في كل عام . اضافة الى التزاماتها في تربية اطفالها كانت تقف الى جانب زوجها تقدم له المساعدة لكي تشاركه في كسب المال والرزق ولقمة العيش ، السيدة حبي انسانة طيبة ومحبة وبسيطة ومتواضعة تحتفظ بعلاقات حميمة مع اهل بلدتها من الاقرباء والجيران والمعارف ، عاشت وعانت الكثير من الصعاب بعد زواجها بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي كان يعاني منها اغلب الناس ، لكنها كانت تتجاوزها بالتعاون مع زوجها واهلها .. بالرغم من تجاوزها الثانية والتسعين من العمر ما زالت تحتفظ بمخيلة خصبة تتذكر حياتها مذ كانت طفلة صغيرة وتسرد احداثا كثيرة  عن حياتها التي كانت تعيشها مع اهلها قبل زواجها وبعد اقترانها بزوجها المرحوم دنو . وكانت الفاجعة الكبيرة التي هزت كيانها الحادث المأساوي الذي اودى بحياة ابنها حازم وزوجته وهما في عز شبابهما وقد خلفا ورائهما طفليهما  الصغيرين احدهما رضيع ، حيث كانا معهما اثناء الحادث لكنهما نجا من الموتفعاشا في كنف جديهما  وقد عانت الكثير الكثير في تربيتهما علما ان بقية افراد العائلة كانوا يقفون معها يمدان لها يد المساعدة برعاية الطفلين حاملين جزءا من عبيء  ما تقوم به من الخدمة والرعاية  خصوصا زوجها . ومن ذكريات الماضي يقال انها كانت تتصف بالشجاعة وقوة الاصرار وعدم الخوف ففي ذات مرة  جاء احد ازلام النظام القمعي في ستينيات القرن الماضي  محاولا القبض على زوجها  ووجه اليه بندقيته ليجعله يرضخ لمشيئته ، لكنها  وقفت بوجهه وامسكت بيده بقوة حتى تمكنت ان تاخذ بندقيته من يده  لتمنعه من الاعتداء عليه .. وكذلك في ذات يوم دخل مجموعة من اللصوص الى بيتها ، كانت غايتهم السرقة فحاولوا تهديد زوجها لاجباره على اعطائهم مبلغا من المال لانهم كانوا على علم بانهم كانوا في تلك الايام ميسوري الحال فسحبوا ستائر الغرفة لكي يجدوا المكان المتواجد فيه  لكنّ السيدة حبي  سحبت الستائر من يدهم وصرخت باعلى صوتها  لكي لا تسمح لهم بالقبض على زوجها وصرخت اكثر  طالبة النجدة من الجيران  فهب الجيران لنجدتها بعد سماعهم صراخها مما اضطر اللصوص الى مغادرة المنزل فلاذوا بالفرار وهم حاملين بنادقهم .. كانت تقوم بواجبها على اكمل وجه واضافة الى كافة التزاماتها كانت لا تنقطع عن حضور صلاة الرمش في الكنيسة وهكذا استمرت حياتها بين اهلها وذويها وقد غادرها زوجها الى الحياة الابدية  تاركا في حياتها بعد وفاته فراغا كبيرا ، وكانت بناتها بين فترة واخرى تقمن بزيارتها فتجد بيتلك الزيارات سلوى لها ، وكان وجود ابنتها الدكتورة كافي  الى جانبها في البيت لانها كانت تسكن معها يجعلها في راحة واطمئنان لانها كانت تلبي كافة احتياجاتها ، وقد فارقتها بعد سفر كافي الى خارج الوطن للدراسة وحصولها  على شهادة الدكتوراه .. وخلال سفرها أي قبل خمس سنوات را فقت السيدة حبي ابنها طالب للانضمام الى قافلة الهجرة وبعد انتظار طويل في محطة الانتظار في تركيا لاكثر من سنتين غادروا الى استراليا لتستقر هناك مع عائلة ابنها لكنها ما زالت حتى اليوم تعاني من الم فراقها من بلدتها وابنتها واهلها واقربائها وكما تقول ابنتها الدكتورة كافي انها كلما اتصل بها هاتفيا تقول لي : اياك ومغادرة القوش  فالزقاق الذي فيه منزلنا البسيط اطيب وافضل من استراليا بكاملها .. فالخارج يا ابنتي ليست الا مقبرة ننتظر فيها نهايتنا .


21
طالب متميز من القوش
الموهبة والابداع صفتان متلازمتان تجعل الفرد متميزا على اقرانه ، ولا تقتصر الموهبة على مجال واحد فقط بل تشمل مجالات حياتية عدة وتختلف نوعها من شخص لآخر، فنجد على سبيل المثال شخصا يملك صوتا جميلا يجذب السامع اليه حيث يتميز بموهبة الصوت الجميل ، وهناك من يغازل بانامله اوتار العود والكيتار ومختلف الالات الموسيقية ، وكذلك هناك من يجسد بريشته الساحرة تلك اللوحات الفنية الرائعة كما هناك من يرتقي خشبة المسرح ويبهر المتلقي بادائه الرائع وهناك ايضا من يتفوق على اقرانه من الطلاب بدرجاته ومعدله خلال مراحل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية .. لقد برز عالميا العديد من الاطفال الذين تميزوا عن الاخرين بذكائهم الخارق وقد اكتسبوا شهرة على مستوى العالم منهم : الجراح الصيني البالغ من العمر سبع سنوات والطفلة البريطانية 3 سنوات والطفل الكندي 13 سنة الذي تميز بمواقفه الحاسمة في الدفاع عن حقوق الاطفال في العالم وهناك الكثير من الاطفال قد تميزوا بذكائهم وتفوقهم الدراسي ومواهبهم المتنوعة ونذكر منهم ضيفنا الطالب يوسف ثائر مشو الذي تولد عام 2006 في بغداد / الجادرية وبسبب الاحداث الاخيرة والاعمال الارهابية وعملية خطف والده في عام 2007 من قبل قوى ارهابية وعدم اطلاق سراحه الا بدفع الفدية .. وكذلك السيارة المفخخة التي انفجرت عند باب منزلهم والتي كانت العائلة حينها خارج الدار ، كل تلك الاحداث جعلت رب الاسرة مجبرا على مغادرة بغداد مع عائلته الى ملاذه الامن بلدة آبائه واجداده القوش الحبيبة .. وفي القوش انهى يوسف دراسته الابتدائية في مدرسة القوش الثانية عام 2017- 2018 وكان معدله 99% ، يعيش يوسف وسط عائلة صغيرة  ، والده يعمل باعمال حرة ووالدته معلمة ، يبلغ عدد افرد عائلته اربعة افراد.. حاليا طالب في المرحلة المتوسطة / ثانوية القوش للبنين وقد حصل على معدل 100% على المرحلة الاولى في مدرسته .. وبالرغم من تفوقه الدراسي له مواهب اخرى منها : رياضة كرة القدم التي يمارسها في نادي القوش الرياضي وقد شارك في سبعة بطولات رياضية بكرة القدم اقامها نادي القوش الرياضي منها : بطولة الربيع ، بطولة توما توماس ، بطولة بداية العام الدراسي ، ويقيم دور الكابتن ثائر وزي في احتضانه للاعبي القوش الصغار لحين تهيئتهم لممارسة اللعب ضمن منتخب نادي القوش الرياضي وقال : انا اشكر مدربي العزيز ثائر على المجهود والتضحيات التي يقدمها لاعلاء شأن الرياضة في نادي القوش الرياضي .. ومن هواياته الاخرى  العزف على آلة الاورك .. وكذلك تعلم اللغة الانكليزية من خلال متابعاته على المواقع الالكترونية ، وهو كثير المطالعة وفي مختلف المجالات وخصوصا في فصل الصيف .. وقد سألناه عن طموحه المستقبلي والمجال الذي يرغب العمل فيه  اجاب : بالرغم من محبتي الكبيرة للرياضة الا انني اتمنى ان اكون طبيبا لكي اقدم للانسانية ما يجب ان يقدمه كل طبيب .. ومن الصفات التي تميزه عن الباقين من ابناء جيله انه هاديء الطبع ، محبوب ومتسامح يكره اذيه غيره من الناس، ففي ذات مرة كان قد تشاجر مع احد التلاميذ في المدرسة وبعد امتثاله وزميله امام المدير اتضح ان زميله كان قد تجاوز عليه وضربه فقال له احدهم لماذا لم تضربه انت ايضا فاجابه :ان فعلت ذلك كنت ساعالج الخطا بالخطأ ويتحدث والده عنه قائلا : كان منذ صغره هادئا محبا لجميع الناس يكره العنف والتجاوز على غيره يحتفظ بعلاقات حميمة مع زملائه واصدقاءه اما امه فتقول عنه : يوسف كان طموحا منذ صغره مجردا من الكبرياء يعرف قيمة نفسه افتخر به امام الناس ولا يخجلني بسلوكه وتصرفاته واخلاقه له شعور كبير بتحمل المسؤولية .. كان في ذات مرة وهو صغير قد طلب من امه ان يعمل في العطلة الصيفية لكي يساعد والده في المعيشة الصعبة فاجابته امه : لا يا بني ان ما نريده منك الالتزام بالدراسة فقط ودع العمل وكسب لقمة العيش لي ولوالدك وفي الختام اتمنى للعزيز يوسف مستقبلا باهرا ونجاحا متواصلا انها بحق فرحة كبيرة حينما نلتقي باطفالنا الاحبة وهم حاملين النجاح والتقدم .. لك محبتنا ايها الطموح  ولتتنعم بالحياة الهانئة بين احضان عائلتك .     
 


22
لقاء مع الاستاذ الدكتور عامر ابشاره
                                                                                                                 باسل شامايا
تتسابق الكلمات وتتزاحم العبارات لوصف ما يبذله المربي والاستاذ من جهود حثيثة ومواظبة دءوبة وتفاني واخلاص مستثمرا الامكانيات المتاحة من اجل اعداد كوادر من مختلف الاختصاصات العلمية والادبية ليعتمدها الوطن في عملية بناء المجتمع ورقيه والوصول به الى مستوى الطموح والى مصافي الشعوب المتقدمة .. فكم هو جميل ان يكون شمعة تنير درب الشباب والمتلهفين الى  مجتمع تسوده المحبة والثقافة والتحرر من براثن الجهل والتخلف وكم هو اجمل واروع ان التقي اليوم مع احد هؤلاء الذين صنعوا المجد للطلبة قادة المستقبل وبفضلهم فهموا وادركوا معنى الحياة ، فلهم كل التبجيل والوقار ..  لقد كان لي شرف اللقاء مع احد ابناء القوش المتألقين في سماء العلم والمعرفة ومن خلاله يستقي الطلبة علوم الحياة والتجارب ليقفوا بكل ثقة بالنفس لمواجهة معاناة الناس الصحية والعمل من اجل تذليلها .. اهلا وسهلا بالضيف العزيز الدكتور الاستاذ عامر عبدالله ابشاره الذي هلّ فجر ميلاده في بغداد عام 1964 وانهى دراسته الابتدائية في مدرسة المكاسب / بغداد عام 1976 والمتوسطة في مدرسة ابن الهيثم عام 1979 والثانوية في اعدادية النضال عام 1982  ثم حصل على شهادة البكلوريوس من كلية الطب جامعة المستنصرية  عام 1988 واكمل الاقامة الدورية لمدة سنتين في مستشفى اليرموك التعليمي ( اول تعيين كمقيم دوري ) في       1988– 1990 واصبح معيدا في كلية طب المستنصرية في فرع الاحياء المجهرية عام 1991 ثم حصل على شهادة الماجستير في الاحياء المجهرية من كلية الطب الجامعة المستنصرية عام 1996 واخيرا حصل على شهادة البورد العراقي في الاحياء المجهرية والمناعة من الهيئة العراقية للاختصاصات الطبية في بغداد عام 2004 .. اصبح عضوا في الهيئة التدريسية لفرع الاحياء المجهرية كلية طب المستنصرية حتى عام 2007 ثم انتقل الى كلية الطب في جامعة دهوك بصفة تنسيب لمدة سنتين وبعدها اجرى نقل خدمات الى كلية طب دهوك وما زال مستمرا بالعمل في نفس الكلية ولقبه العلمي استاذ مساعد . ومن الناحية الاجتماعية اقترن من السيدة مي صباح جيجو عام 1997 وهي مهندسة كهربائية تخرجت من جامعة بغداد عام 1995 وقد انجبت منه ولدين وبنت واحدة .. رافل مواليد 1999 طالب كلية الطب وراني مواليد 2001 طالب الصف السادس الاعدادي ونادين مواليد 2005 طالبة في المرحلة المتوسطة .
س// برأيك ما هي اسباب تفوق بعض الطلبة واخفاق البعض الآخر ...؟                                                                        ج//- التكوين النفسي للطالب ووجود طموح شخصي ورغبة ذاتية للتفوق                                      -هذا يستند الى وجود مستوى من الذكاء يتميز به الطالب يعينه على تحقيق طموحه بالتفوق          - الجو العام الذي يحيط بالطالب في البيت حيث يتوجب توافر بيئة سليمة تشتمل على علاقات طبيعية مرنة بين افراد العائلة وخاصة بين الاب والام وهذا يشمل المساعدة في تذليل العقبات التي يواجهها الطالب والحث الذي يمارسه الوالدين .                                                                         – المدرسة وتاثيرها الكبير من جهة العلاقة مع المدرسين الذين يمارسون دورا كبيرا لايصال                المعلومات العلمية بالصورة الصحيحة وتشجيع الطالب على التنافس والتفوق .                                   – عند توفر هذه الظروف والامكانات سيتفوق الطالب واذا حدث خلل في احدى النقاط اعلاه          فانها ستكون حجر عثرة في طريق التفوق .-   نلاحظ في الكلية ان بعض الطلبة من الذين تفوقوا في الدراسة الاعدادية وحصلوا على مقاعد في كلية الطب او سواها لا يواصلون طريق التفوق بل يحدث اخفاق اشبه بالانتكاسة وهذا امر قد يبدو للكثير من المتابعين للعملية التدريسية بالغريب . حقيقة الامر وحسب اعتقادي ان هذا الطالب الذي تفوق سابقا اي اكتملت لديه موجبات التفوق في هذه الحالة فان الاخفاق قد يعود الى عدم صحة اختيار الطالب للكلية المعنية اي بمعنى ان الطالب كان سيستمر بتفوقه لو اختار كلية اخرى تتطابق مع توجهاته وهذا امر مهم واعتقد اننا لا نملك حتى الان المعايير او الاسس التي ينبغي اتباعها لمساعدة الطالب على حسن الاختيار .
س// كيف تقيم العلاقة بين الاستاذ والطالب ...؟                                                                    ج// ان نوع العلاقة بينهما مهمة لدرجة انها قد تحدد درجة انجذاب الطلبة للمحاضرات التي يلقيها الاستاذ فكثيرا ما سمعنا عن اساتذة اكاديميين اجلاء يملكون من العلم الكثير ولكن بسبب العلاقة التي تتكون مع الطلبة تجد طلبتهم لا ينجذبون الى محاضراتهم لاسباب عدة . بالنسبة لي اعتقد ان الهدوء في التعامل مع الطلبة وعدم التشنج والعصبية والضغط النفسي والاستماع اليهم مهم جدا اي من الضروري اشعاره بالراحة النفسية خلال المحاضرة وان لا يكون حضوره من اجل الحضور فقط فتجدهم يشاركون في الاجابة على الاسئلة من دون خوف من ان يكون الجواب غير صحيح فمجرد المشاركة في الاجابة تعني ان الطالب منجذب للمحاضر ومندمج مع المادة العلمية وهو الهدف من المحاضرة .فالعلاقة بينهما يملك فيها الاستاذ معظم مفاتيح العلاقة وخبرته واسلوبه هو الذي يحدد كمية المعلومات التي يستطيع نقلها لطلبته وهو اهم ركن في التعليم الجامعي .
س// ما هي نصيحتك للطالب .؟                                                                                  ج// عدم الشعور باليأس والقنوط عند مواجهة مشكلة في احدى المواد ولتعلم ان موضوع ظهور المشاكل ليس موضوعا شخصيا بل حالة عامة تجابه معظم الطلبة ومن ضمنهم المتفوقين . كما يجب ان لا يتصور ان دخوله الى كلية ما يعني نهاية الامر وان لا حاجة لمواصلة الجهود فلسان حال بعض الطلبة يقول : اننا قد حصلنا على مقاعدنا وكفى وفي النهاية سنحصل على الشهادة ، اقول لهؤلاء ان الاستاذ الجامعي الذي قر أ وكتب الكثير في حياته لا يمكن ان يتوقف عن الاستزادة من العلوم وبعكسه سوف يصبح مدرسا او محاضرا غير فعال لان العلم يتطور بسرعة لا يتصورها الكثير من الناس فكيف ا ذا بالطالب الذي لا زال يجمع المعلومات الاولية في العلم والاختصاص الذي اختاره . اؤكد لمثل هؤلاء بانهم لن يكونوا افرادا او خريجين ناجحين ولن يقدموا شيئا لمجتمعهم الذي ينتظرهم بفارغ الصبر لتادية الواجب وحسب الاختصاص .
س// ما هي اهم نتاجاتك ونشاطاتك العلمية خلال سني حياتك ...؟                                                                                  ج//اقوم بتدريس طلبة كلية الطب وكلية الصيدلة والعلوم الصحية مادة الاحياء المجهرية الطبية وتدريس طلبة الدراسات العليا : الماجستير- الدكتوراه – طلبة البورد العراقي والكوردستاني .                  - الاشراف على بحوث طلبة الماجستير .  – اجراء البحوث العلمية المرتبطة بالجانب الطبي .                            – المشاركة كعضو في عدة لجان داخل الكلية واهمها اللجنة العلمية ولجنة ضمان الجودة للعملية التدريسية ولجنة الدراسات العليا .                               
س// كيف تنظر الى الوضع السياسي في العراق ومدى تاثيره على المستوى الدراسي ...؟                               ج// للوضع السياسي عموما تاثير كبير على المستوى الدراسي وابسط مثال التهجير الذي طال الكثيرين ومنهم ابناء المكون المسيحي . من الواضح جدا ان ارغام الطلبة على ترك المحل الطبيعي للحياة وهو بيت العائلة واجبارهم على العيش في خيام ومن ثم تنظيم مدارس متنقلة في كرفانات لمواصلة الدراسة هو عامل ذو تاثير سيء على كل العملية التربوية ناهيك عن التفوق بل ان هذا قد يدمر كل الطموح الشخصي للطالب نحو موضوع الهجرة التي يقدم لها مبررات ما آلت اليه الامور وهكذا يضعف موقف المعارض للهجرة ولا يستطيع ان يجادل باسلوب منطقي ومقنع فالامور وصلت الى حافة الهاوية والطالب لا يعلم ان كان سيعود الى بيته ام لا .
س// هل انت مع ظاهرة الهجرة التي تنخر في جسد مجتمعنا ولماذا ...؟                                                                        ج// لا اريد ان اكون مغاليا في الاجابة على هذا الموضوع  ولكن هناك في داخل كل انسان اتجاهان يتصارعان الاول هو ما تمليه غرائز الانسان والبحث عن الفرص الضائعة من الحياة التي لا يجدها الانسان الا في المهجر وهكذا تسمى بلاد المهجر بارض الفرص التي ترضي رغبات الجميع ، اضف الى ذلك المساحة الواسعة من الحرية اللامحدودة التي تجذب انظار الشباب خاصة لاشباع الغرائز ولكن لأكن منصفا : فالهجرة قد تفتح باب التفوق  وتحقيق الطموح الشخصي المشروع والتميز بين ابناء ذلك المجتمع وهذا ما يغري اصحاب الشهادات على اختلاف اختصاصاتهم ولنا امثلة عديدة من ابناء بلدتنا من الذين برعوا وتميزوا بين ابناء البلدان التي اختاروها للاستقرار فيها . اما الاتجاه الثاني فهو المتعلق بالعاطفة الشخصية التي تتحكم بالانسان وتدير عقله نحو البقاء والالتصاق بالارض والشعور بالدفء العائلي والعمل لخدمة مجتمعه ، ومن هذا الاتجاه يرى الانسان انه لا يريد ان يقطع السلسلة التي اوجدته هو وغيره على هذا الجزء او ذاك من الارض التي ينتمي اليها . ماذا لو حاسبنا الاسلاف على عدم الوفاء فقد استلمنا الامانة من الذين سبقونا ولكن ان قررنا الرحيل لن نسلم الامانة لمن سيأتي بعدنا ( هل هذه خيانة ؟ ) ماذا سنقول لمن في القبور ومن سيزورهم ؟ من سيتلو الصلوات على شواهدهم ؟ فارواحهم ترفرف بين ظهرانينا وان رحلنا فلن تصاحبنا ..! هكذا يتصارع الاتجاهان وعندما تميل كفة احدهما يقرر الانسان البقاء او الهجرة .
س// كيف تقيم الوضع الاجتماعي في بلدة الاباء والاجداد ..؟                                                                     ج// كلنا نحب بلدتنا ولكن اذا اردت الحديث عن موضوع يخص القوش فسأختار تراجع المستوى العلمي للطلبة والمعيار هنا هو عدد الحاصلين على معدلات عالية تأهيلهم للدخول في الكليات التي يختارونها . طبعا انا لا املك احصائيات عن العدد الحقيقي للخريجين ونسبة المتفوقين منهم ولكن مقارنة بسيطة بين اعداد المتفوقين بالامس واليوم تعطي استنتاجا سريعا بان هنالك مشكلة وهذه المشكلة متعددة الاوجه والاسباب تبدأ بالوضع العام غير المستقر للبلد وتاثيراته على الشباب وطبعا مرة اخرى اشير الى موضوع الهجرة التي اضحت سهلة ويعتبرها البعض البديل المتوفر ..؟ تجد الشباب يعللون ذلك بالظروف ولكن الجميع يهرع الى اماكن التسلية من نوادي  وكافتيريات وبعضها بعيدة نسبيا عن القوش ويمضون ساعات طويلة قد تمتد حتى الفجر وبشكل شبه يومي .
س// ماذا تقول في كلمتك الاخيرة بهذا اللقاء ....؟                                                               ج// في كافة ارجاء العالم هناك الطالح والصالح وهنالك الجانب الحالك الظلمة وجانب آخر منير . دعونا جميعا نذكر ونكرر ان هناك جانب منير يستطيع ان يزيل او يخفف الظلام ولكن على ان لا نكون متفرجين بل بالعمل النشط الدءوب والمخلص . لا معنى للحياة مع اليأس والقنوط .



24
اليكم الجزء الثاني من الحلقة الثانية لنشاطات الاستاذ والخطاط والنحات بطرس قاشا يرجى كتابة مقترحاتكم وآرائكم ومتابعاتكم حول هذه الحلقة وسوف يتم الاجابة على كل استفسار من قبل الاستاذ بطرس قاشا مع فائق تحياتنا لكم من القوش

الاستاذ بطرس بولس قاشا


25
حلقة من النشاطات الثقافية للاستاذ الخطاط بطرس قاشا

26
المنبر الحر / رثائي الى مارينا
« في: 21:05 22/02/2019  »
رثائي الى مارينا
باسل شامايا
هذا هو حال الدنيا تفاجئنا بفواجعها في غير اوانها وتخطف منا احبة ، لتترك باعماقنا الما وحسرة .. لا احد في هذه الدنيا يريد ان يموت لا ننا نولد  كي نعيش وناخذ نصيبنا من هذه الدنيا سعداء كنا ام تعساء حتى تحين ساعة الرحيل فنغادر مخلفين من سيكون امتدادنا ويحيي ذكرانا . لقد مضى اربعون يوما وليلة على رحيل الفتاة الطموحة والشابة الجميلة التي توها تنفست نسمة الشباب مارينا عابد شاجا الى عالم الذكرى وهي بعمر 20 ربيعا دون ان تحقق ما كانت تحلم به من طموحات وآمال وأمنيات . اسمحوا لي ان اتناول في رثائي هذا بعضا من حياة مارينا القصيرة هذه السوسنة التي اشرقت شمس ميلادها في عام 1998 وما لبثت تتهيأ لمرحلة جديدة من حياتها الدراسية حتى تمكن منها الموت واطفأ شمعة حياتها في بداية عام 2019 بعد صراعها المرير مع المرض اللعين ، ذلك الوحش المفترس الذي راح ينخر في جسدها الصغير ما يقارب السنتين ، وبالرغم من تشبثها بالحياة لكنه كان اقوى وتمكن ان يفرش بساطه الحالك عليها ..  مارينا اصغر اخوتها واخواتها واحيانا الاصغر يكون ذات مكانة خاصة عند الوالدين بل عند كافة افراد العائلة ، لذلك كانت مارينا مدللة البيت والاهل  تفرض نفسها بسلوكها واخلاقها وخفة دمها ناهيك عن علاقاتها الطيبة مع زميلاتها واقربائها واساتذتها وكل من كان يعرفها اما في المدرسة فقد كانت متميزة بمحبة الطالبات واحترام الاساتذة .. كان اهم شيء في حياتها ان تكون ناجحة ومجتهدة لكي تحقق بالدرجة الاولى ما كان يهفو اليه والدها ، لذلك اجتازت المراحل الدراسية (ابتدائية-متوسطة-اعدادية ) بتفوق كبير وفي هذا الجانب ساذكر لكم بعضا من التكريم الذي نالته من جهات وواجهات عديدة بالمناسبة :1 // مديرية تربية تلكيف لحصولها على معدل 95 في المرحلة المتوسطة       . 2// تم تكريمها اربع مرات في نادي القوش العائلي لاعفائها بكافة المواد الدراسية للمرحلتين المتوسطة والاعدادية للصفوف الغير المنتهية .  3// تم تكريمها من اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي حين تخرجها من المرحلة الاعدادية  بمعدل 96 /5 . 4// وقد كرمت في كل عام من قبل ادارة ثانوية القوش للبنات لتفوقها واعفائها الدائم وتميزها عن قريناتها . 5// كما كرمت من نادي القوش الرياضي ومن فريق  متطوعي مار قرداغ ولعدة مرات . وكانت امنيتها ان يؤهلها معدلها للقبول في كلية الطب لكي تحقق وعدها لابيها ولكن بسبب درجة واحدة في معدلها لم تحقق تلك الامنية فقبلت في كلية الصيدلة  ، وبالرغم من ذلك احبت الدراسة في هذه الكلية وكان جلّ اهتمامها ينصب في الدراسة والتفوق والنجاح لكي تدخل الفرحة والبهجة الى قلوب اهلها وخصوصا والديها  التي كانت تحبهما كثيرا . ولكن لم تكتمل تلك الفرحة ولم تتحقق تلك الامنية التي كانت تراودها دوما ، وقبل اكمالها سنتها الاولى في الجامعة  هاجمها المرض اللعين وما كان على والدها الا البحث عن بصيص الامل لكي ينقذ ابنته ملاكه الصغير من مخالب ذلك الوحش الذي لا يعرف الصغير ولا الكبير فقرر مغادرة بلدته الى حيث يجد داءا لابنته مارينا فرحل حاملا بين حدقات عيونه ابنته وسافر الى خارج الوطن لتلقي العلاج في افضل المستشفيات لعله ينقذ وردته الصغيرة من الموت الذي راح يخيم على حياتها  ..  لم يعر اي اهتمام لما سيكلفه انقاذها ماديا ، فودعت مع عائلتها موطن ذكرياتها بلدتها الحبيبة القوش التي تنفست فيها شهيق الحياة  وودعت صديقاتها وزميلاتها وجيرانها وأقربائها وغادرت الى وطن آخر لعلها تجد الداء الذي سيعيدها مرة اخرى كي تكمل مشوارها مع الحياة  لقد ظهرت أعراض المرض في نهاية شباط 2017 وغادرت الوطن للعلاج في 21 /4/2017 وهناك في مستشفيات تركيا كان والدها يرافقها الى احد الاطباء الماهرين في هكذا انواع من الامراض ، حيث كان امل العائلة كبير في شفائها وعلاجها وعودتها متعافية الى صخبها وضحكاتها ومداعباتها في البيت خصوصا مع شقيقتيها ميرفا ومورين ، وبعد الفحوصات والتحاليل حدد الطبيب موعدا لاجراء العملية وبالفعل تمت العملية وبعد خمسة ايام من اجرائها اخذت عينة منها للفحص في المختبر ، وذهب الاب متلهفا لاستلام نتيجة الفحص ، لكن النتيجة كانت سلبية ، كاد والدها يسقط ارضا من هول ما سمعه من الطبيب حيث صارحه بحقيقة مرّة حول مصير حياة ابنته التي لا يجدي لها العلاج نفعا لان المرض توغل الى بقعة من جسمها لا يمكن التخلص منه ، فكتم الاب سر تلك الحقيقة ولم يفشيه حتى لأقرب الناس له خوفا من رد فعل ذلك على ابنته فتحمّل تلك الحقيقة القاتلة لوحده ، ومن اجل ان تعيش مارينا فترة اطول تعرضت الى اشعاع في المستشفى بتوجيه من الطبيب ، فتحسنت حالتها وتغير وضعها ،  وراحت تصطحب والدها الى اماكن بعيدة مشيا على الاقدام ، كما شاركت مع عائلتها بسفرات الى اماكن عدة ومعها شقيقتيها اللتان كانت تغمرها الفرحة وهي قريبة منهما وهكذا شعرت بالسعادة وهي تعيش ذلك التحسن الذي طرأ عليها ، ولكن لم يستمر ذلك الا فترة قصيرة حتى اخذت حالتها  تسوء اكثر فاكثر ، حيث كان الخبيث قد نخر في جسدها النحيف ، وحينما شعرت باقتراب شبح الموت منها طلبت من والديها وبالحاح العودة الى القوش لتغمض اغماضتها الاخيرة في موطن ذكرياتها لكن الموت اقبل سريعا وتمكن منها وخطفها من بين احضان اسرتها قبل تحقيق امنيتها الاخيرة . عاد والديها وشقيقها الى القوش حاملين معهما نعش مارينا ، فتهافت الناس بسياراتهم عند مفرق القوش لاستقبال النعش ، وبعد انتظار مصحوب بالاسى وصلت السيارة التي كانت تحمل نعش الراحلة فانضمت تلك الجموع الغفيرة الى الموكب ثم  دخل رتل السيارات الذي لا يحصى الى القوش فتهافت الناس من جميع الاحياء وتجمهروا جميعا قرب منزل مارينا منتظرين رجال الدين للانتهاء من صلواتهم .. وتأهبت الجموع للمسير مع موكب مارينا ، كانت لحظات طافحة بالحزن والجمع الجنائزي يسير بطيئا الى حيث الديار الابدية ، مسكن مارينا الابدي ، لا تجد في عيون المشاركين في التشييع من اهالي القوش والقادمين من بغداد والمناطق المجاورة من القوش الا الحزن والاسى على ما اصاب هذه العائلة من الفاجعة الاليمة ، لم تكن الا دقائق قليلة حتى ووريت الثرى الى جانب الآباء والأجداد . وهكذا رحلت مارينا الوديعة الهادئة تلك الفتاة المحبوبة التي لا تجيد الا لغة المحبة والاحترام ، لا توجد في اعماقها ولو ذرة من الحقد والكراهية تجاه الآخرين ، احبت جميع الناس اقرباء واغراب زملائها ومحبيها وجعلت من طموحها واجتهادها رفيقا دائما لها .. انها الحياة يا صغيرتي كل شيء فيها ممكن ، الموت والحياة ، انهما يسيران في خط واحد لكننا لا نشعر بالحياة بقدر ما نشعر بالموت ، فكم كان قاسيا وظالما ملك الموت حينما جاءك في ذلك اليوم وانتشلك من بين احضان اهلك وذهب بك الى ظلمة القبر .. لماذا آثرت الرحيل يا وردة الربيع المتفتحة قبل ان ينضب اريجك فقد كان وما يزال امامك طريق طويل وعليك الكثير .. رحلت دون عودة رغم الطموح الذي بين جوانحك فمن ذا الذي يطفأ لهيب ابيك المحترق الذي كان ينتظر غروب الشمس لكي يفرغ ما بصدره من الحزن فيطلق العنان لدموعه كي يريح نفسه بعض الشيء ، ومن ذا الذي يكفكف دموع امك المفجوعة  التي فارقتها الابتسامة منذ رحيلك ولم يعد مكانا للسعادة في حناياها ومن سيوقظ اخوتك وبالخصوص ميرفا ومورين من فاجعة رحيلك وفراقك الابدي .. لقد سابقت الزمن ايتها الزنبقة المتالقة بالوان الربيع فسبقك واوقفك حتى فوجع برحيلك من كان يعيش الامل وانت تترعرين ويكبر عودك .. غادرت باكرا يا عيون والديك وابتسامة اخوتك .. رحلت قبل اوانك وقد كنت كتلك الوردة الفائحة عطرا وسط عائلتك .. انطفأت شمعتك ايتها الفراشة البيضاء والمبتسمة للحياة و كنت كالصباح تملئين البيت بهجة وامل وعطاء .. وها هي الايام قد ارتدت بغيابك وشاح الاسى والحزن .. آه ايتها العروس الزاهية .. آه يا رونقا يغازل الطيبة والبراءة ، شاء قدرك ان يزفك الموت على طريقته الى عالم آخر وبيت جديد فجعل سعادة اهلك دموعا تجري بفيض من المآقي مدرارا . ارقدي بسلام ايتها الزهرة الندية راسمة تلك الابتسامة الخجلة على محياك ، تلك الابتسامة الممزوجة ببراءة الاطفال التي كنت تستقبلين بها اهلك ومعارفك ومحبيك . ولا يسعني في نهاية رثائي الا ان ابتهل الى الرب ان يشملك بوافر رحمته ويسكنك جوار القديسين والملائكة والابرار                                                               وداعا      وداعا       وداعا .

27
((الذكرى أل(38)
لرحيل الشهيد جمال يلدكو))
                                                                                                 
باسل شامايا
كثيرون هم أولئك الذين واجهوا الموت وعلى محياهم ابتسامة الأمل لولادة الغد المشرق لهذا البلد الذي عانى وكابد من القتل والبطش والتشريد ومصادرة الحقوق عقود من الزمن ,فمنهم من ارتقى أعواد المشانق فرحا ومنهم من استقبل وابل من رصاصات الجبن غيلة وغدرا ومنهم من ووري الثرى وهو على قيد الحياة صابرا وغيرها العديد من الأساليب الوحشية التي يندى لها الجبين ..فما أعظمها تلك الكوكبة التي أنجبها عراق الخير والسلام فترعرعت ونمت في كنف حبه اللامتناهي وتلألأت في سمائه لتشع نورا تنير للأجيال طريقها ..وكم هي زاهية تلك الزهور التي فاح عطرها وهي تؤطر جنينة الوطن فأثمرت وأعطت خير الثمار ..وكم هي قاسية تلك الحقبة التاريخية التي جاءت بشراذم عطشى الى سفك الدماء الغالية ..هؤلاء الذين اقسموا على تدمير هذا البلد العزيز موطن الذكريات ويطفئوا في كافة أرجائه نور الحياة ,نعم اقسموا على قتل البسمة على شفاه الأباة وأصروا على وأد العراق من أقصاه الى أقصاه وجعله مرتعا للرذيلة والبغاة ولكن هيهات من الظلم هيهات فلا بد لليل ان ينجلي فيرحل الى دون رجعة أولئك الجناة تاركين للأيام ممارساتهم القذرة تلك رصيدا من الذكريات وها هي أصبحت وصمة عار وخسة تتزين بها صفحات الزناة أما انتم أيها الخالدون الأبرار يا من أحببتم بصدق السريرة ونقاء الذات ,ستبقى ذكراكم طريقا معبدا بالعز والسؤدد والثبات ..   في هذه الأيام العصيبة تمر علينا الذكرى السنوية أل (27)على استشهاد البطل جمال صادق يلدكو الذي أودعه المجرمون زنزاناتهم المظلمة,اعتقلوه في ذلك اليوم المشئوم وهو يؤدي واجبه الوظيفي بكل إخلاص ونكران الذات ليواجه مصيره المجهول الذي خطط له وفرضوه عليه وعلى رفاق دربه من قبله وبعده ودون اي ذنب اقترفوه إلا أنهم كانوا مفرطين في حبهم لقضيتهم وبلدهم العراق ...كان ذلك في عام 1981 حين سقطت ورقة من شجرة التضحية والفداء فقرعت أجراس الرحيل الى عالم اللاعودة لشاب فائض بالحيوة توه يلج الى حياة الدنيا ..غمرته الفرحة حينما اقبل لمشاركة إخوته في عملية بناء بلده لكي يوفي ما بذمته من الدين تجاهه ويجسد حب من ولد وترعرع ودرس هوتخرج من مدارسه ، لكنه اختفى دون ان يحقق من طموحاته الكثيرة شيئا يذكر ..ويعذ مرور عام على اختفائه ظل والده المرهق يبحث عنه في كل بقعة من بقاع الوطن ولم يدع مكانا إلا وفصده ,فطرق كل الأبواب لعله يقتفي أثره لكنه كان كذاك الذي يبحث عن إبرة في أكوام من القش وأخيرا ابلغه القتلة أنهم نفذوا به حكم الإعدام  فأحس بصعقة قوية كاد يسقط أرضا لكنه تمالك نفسه قائلا ؛أعطوني إذن شهادة وفاته فقالوا ؛لا يجوز ذلك لانه شاب غير متزوج حينها لم يتمالك أعصابه فزعق بهم دون ان يدري ماذا يفعل لكنه أحس على نفسه حينما دفعه احدهم بقوة سقط على الأرض فقال له ؛هيا انهض وغادر قبل ان تلتحق بولدك فخرج مهموما والخبر يدمي جراحه فسكب الدموع مدرارا وسيلة لإطفاء لوعته وراح يلعن الأيام التي سرقت منه فلذ كبده ...وهكذا قتله الأوباش وهو غصنا أينع للتو حاملا بين جوانحه عطر الشباب ,ومع ذلك لم يصدق والده بذلك بل بقي متشبثا بالأمل لعله يعود في يوم ما واعتبر ذلك كذبا وافتراء وتلاعبا بمشاعر الناس فراح ينتظر لقاء ولده المرتقب وكلما كان يعصره الحنين إليه كان يختلي لوحده متسللا دون ان يشاهده أحد من أفراد عائلته وهناك يزيح ما في صدره من الغم والهم في دموع الحسرة والألم ومكث معه ذلك الهم حتى أغمض جفنيه اغماضته الأخيرة رحل الى مثواه الأخير بحسرة ورغبة متاججة للقاء ولده وعناقه وضمه الى صدره الذي طالما حلم باليوم الذي يروي به غليل شوقه وحنانه ..مات بعد عناء وعوزا مزمنا متحملا كل الصعاب وترك الهم لزوجته التي ارتدت هي الأخرى جلباب الحزن منذ اللحظة التي فارقها ولدها الحبيب الى حيث لا تدري متى وأين تلتقيه ..كان حلمها الذي تهفو الى تحقيقه هو عودته إليها والى أحضانها الضمأى بعد طول الانتظار حينها ستحتفل مع إخوته وأصدقائه ومحبيه بعودته وبزفافه المبارك الذي كانت تتمناه بعد تخرجه من المعهد وتوظيفه حينها فقط كانت سترمي عنها ثياب الحزن لترتدي ثياب الفرح المنتظر ثم تطلق العنان لحنجرتها لتجسد من خلال  الهلاهل فرحتها الحقيقية ولكن الحلم أبى ان يتحقق خصوصا بعد ان علمت ان صروح الدكتاتورية التي شيدها الطاغوت على أشلاء شعبنا المظلوم قد تهاوت فتحول حلمها الى أمنية راحت تهرع وراء تحقيقها حينما يأخذونها في زيارة تقوم بها الى حيث يرقد ولدها ,تحمل في يدها شمعة وفي الأخرى باقة ورد ,تشعل الشمعة وتنثر الورد على التراب الذي يرقد فيه الشهيد ولكن الأمنية  لم تتحقق لأنها لم تعثر على تراب يضم جسد ولدها فراحت تندب حظها على ما حل به لكنها لم تتوقف عن البحث وحينما استسلمت للحقيقة المرة تمنت ان يكون قبره قريبا منها لكي تزوره دائما فلم تجد مكانا قريبا إليها أكثر من ضلوعها ...وهكذا لم يبق  لهذه الأم الثكلى شيء يشدها الى الحياة سوى الذكرى التي تستلهم منها صبرا وسلوه على مصابها الجلل وها هي الآن يرافقها المرض وينهكها ويأكل أحشاءها هموم فاجعتها الملتهبة . رحلت يا أخي الودود ورحلت معك تلك الابتسامة الخجلة والروحية المرحة التي كنت تغدق بها على محبيك ,رحلت بعيدا دون ان تودعنا أو تمنحنا فرصة الوداع ..غادرتنا ولم يعد هناك امل في لقياك ولكن ستبقى حيا في ضمائرنا وحيا في ذاكرتنا على مر السنين حيا كعبير الزهور الطرية ..ستبقى أيها الصديق الصدوق كما كنت محبا وفيا فائضا بالوفاء والتضحية ..وداعا يا نسمة فواحة مؤطرة بالق الحب المتسامي ,وداعا أيها الشهيد الذي أحب وعشق الصعاب والمحن ..هنيئا لك ولمن سبقك وجاء بعدك للانضمام الى موكب الشهادة فقد منحكم الوطن شرفا عاليا في اقتلاع جذور الشر التي توغلت الى أعماق عراقنا الجريح سنين طويلة فوهبتم دماءكم الطاهرة لقاء ذلك ..في هذه اللحظات وبمناسبة رحيلك الأبدي أقول وسأبقى أقول ارقد بسلام أيها الغالي عهدا منا ستظل معنا في عمق الوجدان و قرارة الضمير ووسط القلب ..نستذكرك في كل صغيرة وكبيرة فلك الوفاء ولنا الحزن .




28
14/2 يوم الحب والشهادة
                                                     
باسل شامايا
كم من  رجال شجعان ما فتأت الذاكرة تطرق حضورهم وذكراهم معنا  وتستذكرما سطروه من الشجاعة والاقدام ، اولئك الذين نكروا ذاتهم وجادوا بأرواحهم من اجل القيم والمُثل العليا التي كانوا يؤمنون بها ، ومع مرور الزمن اصبحوا شموعا أناروا الدرب للأجيال فأثمروا طريقا معبدا بالحرية لشعبهم ووطنهم الصابر ، فنالوا مجد الشهادة ، لكنهم بقوا في احاسيسنا وضمائرنا أحياء كعبير الزهور الطرية التي تمنح الحب والعطاء . فقبل 64 سنة اعتلى ثلاثة ابطال من ابناء الرافدين ( فهد ، صارم ، حازم ) أعواد المشانق في قلب العاصمة بغداد بعد ان خيرهم الاستعمار وجلاوزته بين ان يعيشوا حياة العبودية والذل تحت مخالب  المستعمر الجشع أو أن يموتوا شرّ ميتة ، فاختاروا الموت بديلا عن الخضوع والعمالة والعبودية للمستبد الغاشم .. فضلوا الموت بشرف من اجل قضية شعبهم العادلة على التبعية التي لا تجلب لهم الا العار والخذلان ، لم يثنهم الموت عن التواصل في ذات الطريق الذي سيدفعون ضريبته حياتهم .. رفعوا هاماتهم عالية وهم يعتلون منصة الخلود وفي لحظاتهم الاخيرة قبل أن يوقف الجلاد حياتهم عن الخفقان صرخوا ملء اصواتهم : ( لا للاستعمار ، لا للرجعية ، لا للخونة ) ولم يكتفِ الاستعمار وجلاديه بشنقهم بل عُلقوا في ساحات بغداد ظناً منهم بأنهم سيجعلونهم عبرة للغير ، وبدلا من إرهاب الناس وتراجعهم بفعلتهم تلك وابعادهم عن ذلك الطريق الذي فرشوه بدمائهم الطاهرة ، تفاجأ المجرمون داخل الوطن وخارجه بازدياد عدد السائرين على خطى الشهداء ، ولم يمر على استشهادهم اكثر من عشر سنين ، اي بعد اشراقة ثورة 14 تموز 1958 الخالدة بعام واحد ، حتى طافت شوارع بغداد بالاحرار من مختلف شرائح المجتمع العراقي  والبالغ عددهم اكثر من مليون ثائر حرّ .  فالدماء التي سالت وخضبت ارض العراق انجبت مئات الالاف من احرار العراق ، وهكذا مع مرور الزمن تحول اولئك الابطال الى رموز وطنية وانسانية ، وسار على دربهم الكثير من احبة هذا الوطن  حتى نالت جموع غفيرة  من انبل وأخلص الناس منهم شرف الشهادة بعد ان طرزوا تأريخ الوطن بمآثرهم ومواقفهم وبطولاتهم ومن اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ، حيث وجدوا في الاستشهاد من اجل مبادئهم تعبيرا لأرقى وأسمى حب في الحياة ، وبالرغم من حبهم وتعلقهم بها الا ان الشهداء  فضلوا الموت ناكرين ذاتهم من اجل ان يكونوا مصدرا لسعادة الغير .. لقد كانوا صادقين في حبهم وانتمائهم لبلدهم ، حملوا بين أوصالهم انسانية لا تضاهيها إنسانية وترجموها فعلا حينما وهبوا حياتهم من اجل تحقيق الهدف السامي الذي نادى به احرار العراق ( وطن حر وشعب سعيد ) .  وحينما ولد من رحم الشر والرذيلة  طغاة لم يعرفوا في حياتهم الا لغة العنف والقتل في مواجهة الحق المتجسد في الاباة والاصلاء من الغيارى في جميع ارجاء المعمورة وبشكل خاص بلدنا النازف  ، وعندما يأس الاشرار من كل محاولات اغراءاتهم لثنيهم عن التواصل في طريقهم ، ومن اجل ان يحافظوا على عروشهم اصدروا احكامهم الجائرة في تصفيتهم وابعادهم عن مصالحهم التي تشبثوا بعروشهم من اجلها .. هكذا ومن اجل تلك الدماء المهراقة اختير يوم 14/2 من كل عام يوما وطنيا للشهيد الشيوعي ويوم الحب الذي دفع ضريبته محب اعدمه الدكتاتور قبل سنين طويلة للحفاظ على عرشه .. وبهذه المناسبة الاليمة والتي هي بنفس الوقت مصدر اعتزاز وفخر ينحني كل الوطنيين اكراما وعرفانا لأولئك الغيارى شهداء الشعب والوطن لوقوفهم الشجاع ولصلابة مواقفهم وتحديهم لأعتى نظام موغل بالاجرام .. شهداء فرشوا بدمائهم طريق الحرية لهذا الوطن المبتلى وعلى مر السنين ، ناذرين حياتهم قربانا للإنسانية التي تشبعوا بقيمها السمحاء .. عاشوا بكرامة ونفس ابية ، لم يتلونوا بل ثبتوا على مبادئهم وبالرغم من تعرضهم لشتى صنوف الاضطهاد والتعذيب لكسر شوكة صمودهم وعلى ايادي احقر ازلام الاجهزة القمعية الظالمة وبإشراف جناة لا يمتون بصلة للإنسانية ، هدفهم قتل الإنسانية المتجذرة بأولئك الذين حملوا الأمانة التي وضعت بأعناقهم فصانوها من شرورهم وتساموا من اجلها فوق جراحاتهم مؤمنين بان تضحياتهم ستكون يوما معولا لهدم صروح الظلم والطغيان ، فجسدوا البسالة والبطولة بأروع صورها حتى نالوا مجد الشهادة اسوة برفاقهم الذين سبقوهم الى رحاب الخالدين .  وفي ختام مقالي أتقدم بألم واعتزاز الى عوائل وذوي الشهداء بصادق مواساتي متمنيا لهم صبرا وسلوىً على فقدانهم احبتنا الراحلين الذين سيبقون احياءا ولهم الذكر الطيب دائما وابدا .

29
الرد على مداخلة الاستاذ نبيل يونس دمان خلال اللقاء الذي اجريته مع الخطاط والنحات بطرس قاشا قبل اكثر من عشرة ايام فقد ارتأى الاستاذ بطرس قاشا على توضيح و  ذكر اسماء الكتب التي ألفها والده المرحوم الخطاط بولس قاشا وباللغتين العربية والسريانية وبخط يده .

  الكتب التي كتبها الخطاط بولس قاشا ولم تكن مسجلة في القائمة  التي كتبها بخط يده (( بسبب عامل النسيان ))
1// كتاب صلاة المطر لكنيسة القوش رقم 98 سنة 1933 م                             عدد 2                                       2// كتاب طقس مار ميخا لكنيسة القوش رقم 99 سنة 1940                           عدد 1                                           3// كتاب طقس مار ميخا لكنيسة القوش رقم 111 سنة 1940                         عدد 1                   4// كتاب التعليم المسيحي للرهبانية رقم 158 رقم 158  سنة 1940                  عدد 1                             5// كتاب طقس صلوات عيد مار انطونيوس للرهبانية رقم 216 سنة 1958          عدد 1                       6// كتاب قوانين مجمع نيقية للرهبانية 524 سنة 1928                                عدد 1                   7// كتاب قصائد لمار عبد يشوع الجزري للرهبانية 554     سنة 1919              عدد 1                            8// كتاب حسابات عيد الجسد للرهبانية 862                 سنة 1927                عدد 1                9// كتاب كشكول باقوفا 7   سنة 1935                                                   عدد 1                  10// كتاب التعليم المسيحي . القوش 53  سنة 1929                                   عدد 1                                  11// كتاب المرآة الجلية .                                                                   عدد 1                   12// كتاب في الدرجات المقدسة . للرهبانية 798 من ( ك 1 – ك14 ) سنة 1932  عدد 1                                      13// كتاب صوم نينوى – القوش 89   سنة 1939                                      عدد 1                      14// كتاب كزا – كنيسة مانكيش رقم 15  سنة 1935                                   عدد 1                                          15// كتاب الغفران – كنيسة القوش – رقم 97   سنة 1916
مجموع الكتب التي كتبها الخطاط :                                                     80   كتاب كبير                                                                                                  49                                      كتاب كبير      سجلها الخطاط بيده                                                                                                       15                                      كتاب كبير      وجدت في الفهارس                                                                                        100                                  كتاب صغير      سوغيثا دأوشعنا
                                        245 المجموع الكلي

16// كتاب يبدا بالاعمال الصوفية لداديشوع القطري . منكنا رقم 601             سنة 1932                                  17// كتاب اسئلة القس بطرس الكرمليسي الالقوشي – شمعون الصفا رقم 8       سنة

 
  شيء عن حياة الخطاط الشماس بولس قاشا

بولس هرمز متي هرمز كوركيس قاشا ( من بيت كرّا ) الالقوشي اشرق فجر ميلاده عام 1892 تتلمذ على يد الخطاط القس اوراها شكوانا الألقوشي . مارس الخط منذ حداثته وحتى آخر يوم من حياته . وقد بلغ عدد المخطوطات التي كتبها ( 246 ) مخطوطة عدا الكتب المهداة . لقد كانت حرفة الخط بالنسبة له هي مورد رزقه اضافة الى تعليم التلاميذ قراءة وكتابة اللغة السريانية والخط السرياني .. وكان يلقي محاضرات في تعليم الخط السرياني لرهبان دير السيدة المبتدئين والمتقدمين وقد برز منهم ايضا خطاطين كثيرين .                                 ( وبعض اناشيد السعانين والتناول الاول والترانيم الكنسية )                                * غادر القوش متوجها الى عقرة لتعليم اللغة السريانية بناءا على طلب المطران ايليا ابونا عام 1924 وفي المرة الثانية استدعاه المطران بولص شيخو ( بطريرك الكلدان ) عام 1953      لنفس الغرض وعمل في عقرة وفرجاوة ثم عاد الى القوش عام 1955 .                                       * كان يعمل في القوش مع صديق طفولته الخوري يوسف كادو عندما كان مديرا لمدرسة القوش الابتدائية الاهلية وهو كان ضمن الهيئة التعليمية واستمر في تعليم تلاميذ المدرسة ( ) كمحاضر دين وتعليم اللغة السريانية . اما بالنسبة لشكل الحرف السرياني فانه كان محافظا وحريصا على شكله التقليدي وقد سار على نفس نهج استاذه الخطاط اوراها شكوانا حيث يمكن اعتباره مدرسة خاصة بالخط السرياني يختلف عن باقي الخطاطين وركز كل اهتمامه على ضبط شكل الحرف وضبط المسافات بين الحروف والكلمات . وكان يجيد كلا الحرفين الشرقي ( الحرف الصغير ) والاسطرنجيلي ( الحرف الكبير ) . ومن اعماله في هذا المجال تجليد الكتب وتصلايحها وادامتها وقيامه بعمل بعض اللوحات الفنية في الخط والزخرفة وتقديمها كهدايا في المناسبات . ** كان يستخدم في الكتابة القصب المحلي والاجنبي الذي كان يستورد من الهند ويهذبه ويطاوعه بطريقة فنية بواسطة ىلة قاطعة وحادة ، وكان يحصل على القصب من منطقة عقرة ( قرية فرجاوة ) حيث له خاصية معينة تخدم عملية الكتابة .   ** وكان يستخدم في الكتابة حبر اسود يصنعه من مادة العفص بطريقة خاصة .                   ** في الفترة الاخيرة كان يشتري نوع من الحبر الاسود من عند العطارين ويحضره بطريقتهبعد اضافة بعض المواد كي يعطي لمعانا ويديم اكثر . اما الزخارف فكان يستخدم نوع من الحبر الملون من عند العطارين بعد اضافة المواد المثبتة ثم يستخدمه . وعندما كان يكتب كعادته لم يكن يستخدم المنضدة بل يجلس ويضع الورقة على ركبته اليمنى بعد ثنيها اما صدره والساق اليسرى مثنية على الارض ومستندا عليها . وعندما ينتهي من الكتابة كي يستريح ينظف قلمه بالماء ثم يمسحه بقطعة قماش خشنة نوعا ما كي ينظفها من الحبر الباقي ويزيل الزوائد ان وجدت . اما المواد التي كان يستخدمها في العمل فهي :                                                 - المسطرة ذات الاوجه الاربعة ( لتخطيط الاسطر بصورة متساوية ) .                           – المسطر : ويكون  على عدة احجام ( كبير ، وسط ، صغير ) مصنوع من نوع من الخشب الجيد كالجوز يبلغ عرضها ثلثي طولها واحدى حافتها الطويلة سميكة والاخرى رقيقة ويلف عليها خيطت نظيفا على شكل خيوط افقية متوازية .. المسافة بينها متساوية ، وخطين عموديين للحاشية ، وينظم الخيط على الوجه الصقيل ( المنحني قليلا ) .. اما الوجه الاخر فيكون مستويا ، ويكون الخيط الذي يلف على المسطر من قطعة واحدة ، وفي حالة استعمال اكثر من قطعة يجب ملاحظة موضع ربط الطرفين ( العقدة ) في الصفحة الخلفية ( المستوية ) كيفية تسطير الصفحة ( تقسيمها الى خطوط ) : تقسم الورقة ( الطبقة ) حسب الاحجام المطلوبة وتطوى طية واحدة وناتي بالمسطر المناسب لحجم الورقة ويوضع المسطر بين طيتي الورقة ويحمل مع الورقة باليد اليسرى ، يلف ابهام اليد الثانية ( اليمنى ) بقطعة قماش بيضاء نظيفة ويضغط بالابهام على الورقة بصورة افقية فتبرز على صفحة الورقة الخطوط بتاثير الضغط على الخيوط الى ان تنتهي كل الصفحة ثم الضغط بصورة عمودية لتحديد الخطين العموديين ( الحاشية ) ، وبهذا يتم تخطيط طية واحدة من الورقة وبنفس الطريقة الطية الثانية .            طريقة صقل الصورة :                         يحضر اناء مملوء بمحلول النشأ ( نشأ + ماء ) وتغطى الورقة غير الصقيلة في هذا المحلول وتنشر على حبل رفيع ونظيف الى ان تجف ، وبعد ذلك تدلك الورقة على لوحة من الخشب ولها وجه واحد صقيل ، ويبدأ بدلك الورقة بواسطة المدلكة ( قطعة صقيلة من الحصا ونظيفة بقدر قبضة اليد ) على شرط ان تكون حركة الدلك باتجاه واحد فقط ويستمر بالدلك الى ان تصبح القطعة صقيلة من كلا الجهتين .                                                         طريقة تحضير الحبر من مادة العفص  :  ينظف العفص ويسحق سحقا ناعما ويوضع في اناء معدني ثم تضاف اليه كمية من الماء النقي وتوضع على نار شديدة لبضع ساعات ، يرفع الاناء من على النار ويصفى بقطعة من الخام النظيف في قدر آخر ثم يوضع على النار ثانية مع اضافة قطع من الحديد ( الصديء ) الى ان تتبخر كمية من الماء فتصبح كثافة المحلول ( الحبر ) مناسبة لاستعماله في الكتابة ويحفظ في قناني زجاجية نظيفة ذات غطاء محكم وكلما نريد استعماله للكتابة نفرغ منه في محبرة صغيرة بعد ان نضيف اليه كمية قليلة من الصمغ العربي بعد سحقه ناعما ومادة ( زنجفر ) وهذه المادة سامة يمكن الحصول عليها من العطارين .   الالات التي كان يستعملها في تجليد الكتب  منكنة خشبية :  تستخدم لضبط كراسات الكتاب وقصها وتنظيمها .. شريس لربط الكراريس بالغلاف او الصمغ ... خيوط متنوعة للربط وللزركشة حواف الكتاب ... ابر متنوعة ومقص ... شمع لتشميع الخيط كي يكون قويا .
ومن تلاميذ المرحوم بولس قاشا : 
-   القس الراهب توما حنا بطوطا ( كرمليس )                                                    - القس الراهب موشي بن شعيا من بيت قاشا ( باطنايا )                                                              - القس الراهب كوركيس داود من بيت عزيز ( تلسقف )                                                           - الانبا  شموئيل شوريس( تلسقف )                                                                             - الانبا ابراهيم الياس يوسف ( كركوك )                                                                    - القس الراهب بيثون ( تلكيف )                                                                                        - القس الراهب منصور مامو ( كرمليس )                                                       - القس الراهب هرمز  ( تلكيف )                                                             - القس الراهب ( الانبا ) داديشوع كيخوا ( كرمليس )                                                          - القس الراهب توما شوريس  (تلسقف )                                                             - القس الراهب بولص  ( صبنا )                                                                                   - القس الراهب صليوا هرمز ( شقلاوة )                                                                        - القس الراهب فيليب اسحق ( داودية )                                                                                 -القس الراهب يونس دنو طعان  ( القوش )                                                                        - المطران يوسف توماس ( القوش )                                                                                    - القس يوحنا جولاغ    ( القوش )                                                                        - القس هرمز صليوا صنا    ( القوش )                                                                         - القس ابراهيم حسقيال زلفا   ( القوش )                                                                         - البطريرك بولس شيخو     ( القوش )                                                                                                                 - الراهب حنانيشوع اوراها من بيت عوديش  ( شقلاوة )                                                   - الراهب كيوركيس جاني جراح   ( كركوك )                                                             - الراهب شمعون كخوة  ( كرمليس )                                                                    - الراهب ابرم نفسو   ( تلكيف )                                                                         - الراهب اسطفانوس جرو    ( القوش )                                                   - الراهب ابلحد توما  ( ملا بروان )                                                              - الراهب بولص حنونا  ( كرمليس )                                                                                 - نجليه هرمز وبطرس قاشا                                                                                                          -  السيد جرجيس زرا                                                                                     - السيد عمانوئيل قيا بلو                                                                                    - السيد بنيامين ميخا حداد                                                                               - السيد اندراوس صليوا صنا                                                                              - السيد عابد هرمز كادو                                                                              - السيد صادق ياقو برنو                                                                             - السيد ابرم عما                                                                                     - السيد ميخا هاويل                                                                                              - السيد يوسف بولص نجار                                                                                      - السيد رويل صادق تومي                                                                       - السيد داود عوديشو الشوتي          ( شرفية )   
-   ورد اسم الشماس بولص قاشا في كتاب ( موسوعة اعلام العراق ) في القرن العشرين ج3- بغداد ( دار الشؤون الثقافية العامة سنة 1998 – ص36 )                                                                                                                                                                         - كما ورد اسمه في الدليل العراقي الرسمي ص608 لسنة 1934 .                                                 – وورد اسمه ايضا في مجلة قالا سوريايا العدد 11 ص 59 لسنة 1976                                     - له جدول بأسماء الكتب التي خطها وتاريخها والجهة التي كلفته بكتابتها ( بخط يده      وباللغة الكلدانية .   – كرم من قبل كنيسة القوش / منتدى كوديا في 15/12/2006 وقدمت صورتان مؤطرتان لنجليه تكريما لجهوده في خدمة الكنيسة وتعليم التلاميذ التراتيل واللغة السريانية .
المصادر :  1// فهارس المخطوطات السريانية                                                      2                          // مجلة قالا سوريايا العدد 11 لسنة 1976 ص 59                                                                              3                            // فهرس شخصي للخطاط كتبه بخط يده     



30
لقاء مع الاستاذ الخطاط والنحات والنقاش بطرس قاشا
 

 سطعت شمس الخطاط بطرس بولص قاشا في بلدة القوش عام 1942 ترعرع وسط عائلة كادحة معروفة اجتماعيا كان والده المرحوم بولص قاشا شماسا وخطاطا ونقاشا معروفا باللغة السريانية وعلى مستوى مناطق سهل نينوى خصوصا والعراق عموما وبعض دول العالم وقد كتب 244 كتابا طوال حياته واصبحت هذه الكتب بمتناول ايادي القراء .
 
  كان يحتفظ بعلاقات وطيدة مع مختلف شرائح المجتمع ، لذلك ترك عند الجميع ذكرى طيبة بالرغم من رحيله الابدي عام 1969 . مارس الخط وعمره  ثلاثة عشر ربيعا واستمر متواصلا دون تلكؤ حتى انطفاء شمعة حياته. وهكذا سار على نهجه ولده الاستاذ بطرس . درس في مدارس القوش وتخرج من مدرسة القوش الابتدائية الاولى للبنين عام 1954 كما تخرج من متوسطة الغربية في الموصل عام ( 1957 ) وتخرج من دار المعلمين الابتدائية فرع التربية البدنية عام 1960 وبنفس العام تعين معلما بتاريخ 14 /10 /1960 وكانت أول مدرسة مارس فيها مهنة التعليم هي مدرسة (الأسكينية ) في قضاء سنجار اما آخر مدرسة فكانت (مدرسة ابتدائية بوزان ) ومنها احيل الى التقاعد بطلب منه عام 1988 بعد ان قضى 28 سنة متنقلا من بلدة الى اخرى . اما في الجانب الاجتماعي ففي عام 1967 غادر عالم العزوبية مقترنا بالسيدة:سلمى يونس بوداغ  ، وانجب منها ولدين وثلاث بنات .

س1 // حدثنا عن بداياتك في مجال الخط السرياني.
ج// لقد تعلمت الخط الارامي منذ الطفولة على يد والدي رحمه الله الخطاط بولس قاشا في المنزل وفي المدرسة الابتدائية ضمن درس الدين حيث كان يعلمنا التراتيل والاناشيد الكنسية بالاضافة الى قراءة وكتابة الحروف الارامية ، حيث كنت في البيت اراقبه وهو يكتب باستعمال قلمه المصنوع من القصب ، والحبر الذي يحضره بنفسه . اما الخط العربي فقد تعلمته عندما كنت معلما في مدرسة باقوفا ، حيث شارك احد الزملاء المعلمين في دورة للخط اقامتها مديرية تربية نينوى للمعلمين وباشراف الخطاط يوسف ذنون ، كنت اتابع يوميا ما يتعلمه المعلم المشارك في الدورة واطبق معه التمارين في دفتر خاص هيأته لتطبيق الدروس . كذلك قمت بتطبيق القطعة التي طلبها الخطاط من المشاركين لغرض تقييمها وقام زميلي المشارك بعرض القطعة على الخطاط الاستاذ يوسف حيث قام  بتقييمها مشكورا . وبعد ذلك قمت بتطبيق ما تعلمته خلال دورة الخط على الخط الارامي وكيفية قياس ابعاد كل حرف من حروف الخط الاسطرنجيلي الكبير والشرقي الصغير .

س2// لقد كُنت امتدادا لوالدك المرحوم الخطاط بولص قاشا ترى هل هناك من يسير على خطاك  من اولادك ..؟
ج// نعم مثلما كنت انا امتدادا لابي الراحل هكذا سار ولداي ( صفاء – آرم) على نفس نهجي واتبعا نفس اسلوبي في مجال الخط والنحت بل ابدعا اكثر حتى بات ذلك مصدرا للرزق لهما ولعائلتيهما.
 
س3// ما هي الاعمال التي مارستها خلال حياتك اضافة الى مهنة التعليم ..؟
** ممارسة نجارة الموبيليا
** تغليف الغرف والقاعات من الداخل وتسقيفها بمختلف المواد الخشبية
** تغليف البيوت والبنايات والكنائس من الخارج بمختلف انواع الحلان ومواد اخرى
**  خياطة الملابس الرجالية للاقارب والاصدقاء كهواية
** اعمال متنوعة في العديد من الاديرة والكنائس تتنوع ما بين التواريخ والسيرة الذاتي للعديد من القساوسة والمطارين وعدد من الجداريات والواجهات بثلاث لغات ( عربية – ارامية – انكليزية )
                 
س5// هل كان تعلمك للخط السرياني حافزا لتعلم الخط العربي ام بالعكس ..؟
ج// بالعكس كان لتعلمي الخط العربي حافزا لكي اطور امكانياتي في الخط السرياني وكانت الدورة التي شاركت بها في الخط العربي في قرية باقوفااحدى الحوافز التي منحتني الامكانية لتطوير خطي في السريانية .

  س6// ماذا تقول عن تدريس اللغة السريانية في مدارسنا ...؟
  ج// انني اشجع هذه الخطوة بشكل كبير ولكن باهتمام ملحوظ من لدن الجهات المسؤولة والمختصة بطريقة وضع المناهج الدراسية للمراحل الابتدائية كافة وتكملة المراحل التي تليها بنفس النهج حين تحقيق نجاحها ، كذلك تحتاج هذه الخطوة الى تهيئة الكوادر التعليمية واعداد دورات تاهيلية للكادر الخاص بطريقة تعليم اللغة ومشاهدة نموذ جلاعطاء الدرس من قبل بعض المعلمين الكفوئين وتكليف الاشخاص المتمكين من الخط الارامي وتوحيد طريقة كتابته واقامة معارض للخط لخلق اجواء المنافسة بين الراغبين بتعلم هذا الخط سواء من الطلبة ام المعلمين . ومن المهم عدم السماح باشغال الحصة التعليمية لمادة اللغة الارامية بمادة اخرى او اي نشاط اخر .

س4// اهم نتاجاتك ونشاطاتك ومشاركاتك في المعارض التشكيلية والمهرجانات الثقافية واقامة دورات في اللغة السريانية  والمحاضرات  التي القيتها في مجال الخط السرياني.
ج// ** انجزت مشروعا في جبل القوش يتضمن كتابة اسم القوش بالحرف الارامي على قطعة صخرية كبيرة طول القطعة خمسة امتار وعمق الحفر 15 سنتمتر ، ووقف الى جانبي  وساعدني فيانجاز  ذلك ولدي أرم ومن اجل تكملة المشروع في نيتي كتابة كلمة ( قاشا ) نسبة الى محلة قاشا تقع عن يمين كلمة القوش اي شرقا وكلمة ( سينا ) تقع عن يسارها نسبة الى محلة سينا وكان الهدف من اقامتي لهذا المشروع الحفاظ على اسم وتاريخ البلدة خصوصا   كان هناك نية من قبل النظام السابق تغيير اسم القوش واحيائها.
  ** كتابات مختلفة الاحجام من الحجر والمرمر او الخشب والقماش بالخط الارامي(الكبير والصغير) كامثال او حكم او عبر وباللغة العربية والارامية اهديتها الى المعارف والاصدقاء في القوش وخارجها
 ** كانت لي نشاطات متنوعة تضمنت المشاركة في المعارض التشكيليةالمقامة في مدارس القوش وفتح دورات لتعليم الخط ( العربي  والارامي ) تطوعا ولمختلف الاعمار وكلا الجنسين.
** شاركت في العديد من المعارض التشكيلية التي اقيمت في مدارس القوش
** في عام 1968  شاركت في المعرض التشكيلي الذي اقامه المرحوم الدكتور يوسف حبي في دهوك وقد اشتركت بخمسة عشر قطعة فنية بالخطين الاسطرنجيلي والشرقي .
 ** استنساخ كتاب رسائل مار بولص ،  واستغرقت هذه العملية اربعة اشهر وقد استنسخت كنيسة مار كوركيس في القوش عدة نسخ وتم توزيعها لبقية الكنائس .
** كتابة قطع مختلفة الاحجام من المرمر او الخشب والقماش بالخط الارامي ( الكبير والصغير ) كامثال او عبر وباللغة العربية والارامية اهديتها الى  المعارف والاصدقاء في القوش وخارجها . ** بالتعاون مع  الاستاذ الراحل عمانوئيل قيا قمنا بجمع  امثال القوشية بلغ   السورث حيث بلغ عدد الامثال التي تم جمعها  اكثر من 1000 مثل و تم تدقيقها من قبلنا   واصبحت جاهزة للطبع .
** في عام 1982 اقمت دورة في الخط السرياني والعربي شارك فيها خمسة عشر طالباوبتكليف من الخوري هرمز صنا واستمرت الدورة سبعة  ايام  ولولا  حاجة الكنيسة الى الطلاب المشاركين في الدورة لاستمرت اكثر.
** في عام 2010 اقمت دورة في الخط العربي لمختلف الطلاب ومن كلا الجنسين
** في عام 1998  القيت محاضرة ثقافية في قاعة نادي بابل الكلداني في بغداد حول الخط الارامي وضحت فيها طريقة كتابة كل حرف من حروف الخط  الارامي وابعاده
** تخطيط اللافتات للمدارس والدوائر كعمل طوعي.
 
س7// متى قدمت مشروعك حول الحرف والرقم السرياني الموحد حدثنا عن ذلك ..؟
ج// بعد بيان منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية في 1972 اصدرت الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية نداءا لكل مساهم بتقديم حرف سرياني موحد فقدمت مشروعا فيه حرف سرياني موحد مستنبط من الحرف القديم وبعض الحركات الاخرى كي تعطي للخط السرعة في الكتابة والجمالية .. وسنوافيكم بالمزيد حول هذا المشروع  في لقاءات اخرى .
                                                                                               
س8// اية انواع الكتب تفضلها في القراءة ..؟
ج//منذ بدايتي في القراءة والمطالعة فضلت قراءة الكتب العلمية وكتب التربية وعلم النفس التي اعتبرها من افضل  انواع الكتب الاخرى .

س9// ماهو طموحك الذي لم تحققه خلال سني حياتك وتهفو اليوم لتحقيقه ..؟
ج//  كنت اطمح ان يكون لي عملي الخاص باحدى الحرف التي اجيدها واقوم بجولات وسفرات سياحية داخل الوطن وخارجه ولكن لم يتحقق ذلك بسبب ظروف البلد الغير مستقرة.. اما في مجال الخط فاطمح ان اتمكن من تنظيم كتيب للخط الارامي ليكون مرجع متكامل لتعليم لغتنا العريقة والحفاظ عليها وكذلك انتاج خط الكتروني لطريقتي الخاصة بكتابة الحرف الارامي ليتمكن من يرغب باستخدامه في حاسباتهم الخاصة.
 
س10// كلمتك الاخيرة
ج// في كلمتي الاخيرة املي ان يصل مشروعي الى متناول كل الايادي من اصحاب الشان في هذا المجال الخصب الذي يتناول فيه تاريخنا وتراثنا الثر وأود ان اقدم جزيل شكري لك على ما بذلته وتبذله من جهد في اجراء هذا اللقاء لايصال رسالتي الى كافة الاخوة المتابعين وشكرا للجميع .



31
المهرجان الشبابي الثاني للثقافة والفنون على مسرح منتدى شباب القوش
القوش بلدة صغيرة بمساحتها وكبيرة بعطائها الثر .. حفر اسمها في ذاكرة الزمن .. وتغنى بها الشعراء والفنانون حيث سطّر الآباء والأجداد سجلا حافلا بالبطولات وبمواقفها الشجاعة وكرم اهلها الطيبين واحتضانها للضيوف القادمين من مختلف المناطق والمحافظة عليهم من شر البلاء ، تحمل اهلها الويلات والنكبات وقدموا خيرة احبتهم قرابينا على مذبح الحرية  من اجل الدفاع عن الحق ضد الباطل ، وعرفت على مر السنين بغنى موروثها الثقافي والاجتماعي والعلمي ووقوفها الدائم الى جانب المظلومين دون ان تثنها ممارسات الجناة .. وحافظ الاحفاد مع مرور الزمن على ما تركه الغيارى وساروا على خطاهم في الحفاظ على رصيد بلدتهم الحبيبة القوش .. وتألقوا في كافة المجالات والنشاطات التي انجزوها في مختلف المجالات منها الثقافية والفنية .. ومن ضمن نشاطات ابناء وبنات القوش الاحبة  اقام قبل ايام اتحاد الشبيبة الديمقراطي العر اقي بالتعاون مع نادي القوش العائلي وعلى مسرح منتدى شباب ورياضة القوش المهرجان الثقافي الثاني للثقافة والفنون التم فيه شمل اكثر من خمسين مشاركة ومشاركا من احبة ومبدعي القوش واتفقوا جميعا وباشراف الفنان باسل شامايا على امنية جمعتهم وهي اقامة هذا المهرجان الذي كان امتدادا للمهرجان الاول الذي اقيم في المنتدى قبل سنتين وتنوعت فقرات المهرجان حيث ابدع الشعراء بقصائدهم الرائعة التي تغنت بالحب والوطن وابدع المطربون باصواتهم الشجية والعذبة واطربوا الحاضرين وازالوا بعض الشيء من التعب والهم عن نفوسهم اما المسرحيون فقد ادخلوا البهجة والراحة الى اعماق الجمهور الذي كانت تكتظ به قاعة المنتدى .. وفي المحصلة النهائية قطف طاقم العمل والقائمين على المهرجان ثمار الجهود الحثيثة والتدريبات المكثفة خلال اكثر من ثلاثين يوما والدليل على ذلك حضور الحشود الغفيرة وخلال يومين الى قاعة المنتدى نأمل ان نتواصل دوما ونمد الايادي لكي نتمكن بالتعاون من تذليل الصعاب والعراقيل من اجل اقامة مثل هذه النشاطات والفعاليات وبوركت جهود كل من ضحى بوقته من اجل انجاح المهرجان .


32
المنبر الحر / صرح مهني في القوش
« في: 18:18 10/08/2018  »
صرح مهني في القوش
باسل شامايا
ان الهدف الرئيسي من تأسيس المدارس بشكل عام اعداد اجيال يعتمدهم الوطن في عملية بناء المجتمع ورقيه من اجل مواكبة التطور العالمي في مختلف المجالات الحياتية ، اما الهدف الرئيسي من تأسيس المدارس المهنية هو اعداد ملاكات فنية تتأهل علميا وعمليا خلال الفترة الدراسية بفرعيها النظري والعملي وفي مختلف المجالات المهنية وتهيئة الفرص للطلبة الذين قد اكملوا الدراسة المتوسطة ليواصلوا دراستهم في احد انواع التعليم المهني . ومن اجل التعرف على احدى الواجهات التربوية المهنية في القوش بادرنا لزيارة ادارة اعدادية التحرير التجارية المختلطة التي تأسست في القوش عام 1981 وهي عائدة لوزارة التربية قسم التعليم المهني ، وقد استقبلتنا السيدة سهى بطرس لاسو مديرة الاعدادية وعدد من المربيات الفاضلات وعدنا من خلال اللقاء الى بدايات تاسيس الاعدادية التي كانت المربية الفاضلة ست بتول يلدا بوداغ اول مديرة استلمت مسؤولية ادارة الاعدادية اما عدد اعضاء الهيئة التدريسية آنذاك فقد كان اكثر من عشرة مربون ومربيات وفيها ثلاثة اقسام وهي :    (( قسم الادارة – المحاسبة – ادارة المخازن )) كان قد تهافت اليها الكثير من الطلاب والطالبات حتى بلغ عدد الخريجين منها اكثر من خمسمائة طالب وطالبة . اما ما خصص لها من المواد الدراسية في منهاجها النظري ( اللغة العربية – اللغة الانكليزية – الرياضيات )) هذه المواد مقررة في المدارس الاكاديمية اضافة اليها هناك مواد الدروس المحاسبية والادارية والتسويق والتكاليف والاقتصاد . في الآونة الاخيرة حصل تلكؤ ونقص في الكادر التعليمي للاعدادية وعكس ذلك سلبا على تقديم الطلبة للدراسة في الاعدادية والاسباب الاخرى لعدم توافد الطلبة للدراسة في الاعدادية والاسباب الاخرى لعدم توافد الطلبة اليها هو الوضع السياسي المتأزم في البلد وتفاقم الهجرة الى خارج الوطن وعدم وجود التعيينات للخريجين الجدد من الاعدادية .. وقد اصبح الكادر التعليمي للمدرسة في الوقت الحالي اثنا عشر من المدرسين والمدرسات من الملاك الدائم والمنسبين من مدارس اخرى ومحاضرين خارجيين . وعن ادارة المدرسة سألنا مديرة المدرسة عن كيفية اختيار مدير المدرسة فقالت : يتم ذلك من قبل المراجع استنادا الى كفاءة الشخص وقدرته وامكانيته على الادارة وجدارته وحسن سلوكه وسيرته الذاتية  ويجب ان يكون حاصلا على شهادة البكلوريوس . وعن معاناة المدرسة قالت : هناك نقص كبير في الكادر التعليمي كما نعاني من صغر بناية المدرسة حيث يؤثر ذلك سلبا على طموحنا في توسيع اقسام اخرى كقسم الحاسوب وقسم الفنون المنزلية وغيرها علما هناك مساحة لا بأس بها بجوار المدرسة ممكن اضافتها الى بناية المدرسة وبذلك نحقق ما نطمح اليه في توسيع البناية واضافة الى ذلك هناك معاناة مادية وعدم الدعم المادي لمدرستنا لا من قبل الوزارة ولا من قبل المنظمات والمؤسسات اسوة ببقية المدارس الاخرى في المنطقة وفي الاخير قدمت مديرة المدرسة شكرها الى اسرة جريدة صوت القوش لاتاحتهم الفرصة في اجراء هذا اللقاء والحديث عن هموم المدرسة ومن خلال هذه المبادرة وضحنا مباديء المدرسة كما تم حث الطلبة الخريجين من الدراسة المتوسطة في بلدتنا والمناطق المجاورة للتقديم الى الاعدادية في السنوات القادمة وشكرا .


33
رثاء الى المربي الفاضل جميل قوجا
باسل شامايا
لست ادري من أين أبدأ مشرعا في الحديث عنك رحلة كلماتي فانت الكلام وانت الكلمات ايها الاصيل الذي  قضى سني حياته موغلا بالتواضع والرقة والطيبة والأخلاص ، صدقني ايها المربي الجليل لا توجد في قاموس مفرداتي من الكلام ما يجسد ما اكنّه لك من الوقار والمحبة والعرفان ، لقد كنت لتلاميذك  ابا ومربيا وصديقا زرعت في قلوبهم المحبة والتفاني وحب الوطن ، تعلموا وتعلمنا منك التضحية ونكران الذات والعطاء المتدفق دون مقابل ، عرفناك معلما هادئا متسامحا قنوعا ملتزما بانسانيتك حملت الامانة باخلاص واعطيت الحياة والمجتمع من جهدك وخبرتك وتجربتك الثرية وحبك اللامتناهي للناس .. مهما كتبت من كلمات وسطرت من عبارات وجمل لا يمكنني ان اوفيك حقك لما قدمته من وقت وتفان وجهد خلال ثلاثة عقود من السنين من اجل نشء اجيال جديدة ليكونوا رجالا للمستقبل يعتمدهم الوطن في تقدمه ورقيه وازدهاره . لا اعرف ماذا اختار من المفردات ومن اين ابدأ وفي ذكراك غنى وثراءا وفي مختلف المجالات الحياتية ، حيث اجتمعت جميعها لتشكل معادلا موضوعيا في العطاء اللامتناهي وبكل تجرد ونكران الذات.
كانت هذه ديباجتي لموضوع رثاء ارثي به عزيز غادرنا الى الديار الابدية تاركا معنا وبيننا ذكراه العطرة التي لا تمحيها السنين . الاستاذ الفاضل جميل يوسف قوجا الذي اشرقت شمس ميلاده عام 1935 في بلدة عريقة موغلة في التاريخ يحتضنها جبل اشم اسمها القوش ، ترعرع بين كنف عائلة متواضعة معروفة على نطاق البلدة تحتفظ بعلاقات اجتماعية طيبة ووطيدة ، شقيق لشقيق واحد اصغره سنا  اسمه منعم ولثمانية شقيقات  ( مريم ، جميلة  ريجو ، كرجية ، ببي ، نجيبة ، غزاله ، اميلين )  انهى دراسته الابتدائية في القوش ودراسته الثانوية في دهوك ثم انهى دورة تربوية لمدة  سنة واحدة عام 1955 ، ثم تخرج معلما مقتدرا وبنفس العام اصدر امر تعيينه وكانت اولى المدارس التي علّم فيها  مدرسة بمدينة الموصل / قرية بيدا ، وآخر مدرسة في بغداد / مدرسة ابن خلدون في كراج الامانة ، اما في مسقط رأسه القوش فكان قد حط به الرحال هناك عام 1962 ولم يبق اكثر من سنة واحدة معلما في مدرسة ابتدائية العزة للبنين حيث كان يتمنى ان يبقى المزيد من السنين مع اهله واقربائه وتلامذته الذين تعلقوا به واحبوه حبا كبيرا لكن ازلام السلطة الجائرة حينذاك اعتقلوه بتهمة سياسية  واودع السجن ومكث في زنزاناتهم  ستة اشهر  وتم فصله من وظيفته . وبعد اعادته الى خدمة التعليم اكمل سني التعليم في مدارس كثيرة من الوطن متنقلا بين قرية وناحية ومدينة تاركا في كل مدرسة وصف ذكرى طيبة في نفوس التلاميذ حتى احيل الى التقاعد عام 1983 ، فكان واحدا من جيل المربين المؤمنين بالرسالة التربوية العظيمة الذين نكروا ذاتهم ، ذلك الجيل الجميل البعيد والقريب الى القلب.
في عام 1958 غادر حياة العزوبية واقترن بالسيدة اسيت جبو زرا التي شاركته حياته في السراء والضراء واكتملت فرحتهما الزوجية حين رزقا بخمسة ثمار ( نديم ، نائل ، نضال ، نادية ، نهلة ) ترعرعوا بين احضانهما حتى شق كل واحد منهما طريقه في حياته الاجتماعية والعملية . لم يكن المربي الجليل جميل قوجا معروفا على نطاق مجتمعه كمعلم يرتبط بعلاقات تعليمية تربوية فقط وانما كان انسانا مجتهدا ومثابرا ومعطاءا في العديد من المجالات خصوصا الثقافية منها  ، ومن ضمن الانجازات والنشاطات التي كان يمارسها  خصوصا بعد احالته على التقاعد ،  كان يترأس هيئة  تحرير مجلة صدى بابل في بغداد لسان حال  نادي بابل الكلداني الذي كان احد مؤسسيه عام 1971 ، كما كان عضوا في هيئة تحرير جريدة صوت القوش الناطقة باسم نادي القوش العائلي ومراجعا لغويا للمقالات التي تنشر في المجلة والجريدة ، اضافة الى عضويته في اللجان الثقافية والاجتماعية والفنية في منظمات المجتمع المدني في بغداد والقوش  ، لم يكن وقته ملكا له ولعائلته بقدر ما كان قد كرسه لخدمة مجتمعه ودون ان تكون هناك شروطا او قيودا مسبقة لتقديم خدماته الجليلة.

34
ماذا اضافت فرقة مسرح شيرا
للمسرح السرياني

باسل شامايا

كانت الانطلاقة الفعلية لوضع النواة الأولى لتأسيس فرقة مسرح شيرا للناطقين بالسريانية في بداية التسعينيات وتحديدا بين عامي ( 1992 – 1993) وفي منزل الأخ موفق ساوا الكائن في منطقة الزيونة حيث كانت الصدفة قد جمعت مجموعة من الأصدقاء القدامى والذين كانت تربطهم روابط فنية ثقافية عامة ولهم باع طويل في هذه النشاطات  وتحديدا خلال تلك الفترة الذهبية التي مر بها العراق أي في بداية السبعينيات من القرن الماضي حيث كانت تجمعهم اللجنة الفنية لنادي بابل الكلداني في بغداد/ منطقة المسبح  ، تلك اللجنة التي أغنت المسرح السرياني بأعمال مسرحية عملاقة ، عرضت ثلاثة منها على مسرح بغداد الدولي وباللغة السريانية وبفترات تاريخية متباينة :( الأرض والحب والإنسان عام 1972، الحصاد عام 1973 ، كشرا دلالي عام 1976) اضافة الى اعمال درامية  ومشاهد كوميدية على مسرح النادي .
  لقد كان هذا النادي الاجتماعي العريق يشكل ارضية خصبة لاحتضان  الطاقات الشابة بمختلف مواهبها وتلوناتها الثقافية ويعمل جاهدا وحثيثا لصقلها ثم تهذيبها باتجاه خدمة الحركة الثقافية في عراقنا  الحبيب عموما  .. وتوالت اللقاءات بين الاصدقاء القدامى لدعم فكرة التأسيس في أماكن أخرى وكسب المزيد من المؤيدين للأهمية القصوى في تأسيس مثل هذه الفرقة والاتفاق على صيغة جماعية لانبثاقها لكي تأخذ مكانها الطبيعي كمنبر أو واجهة ثقافية/ فنية تنصهر في بوتقتها كل المواهب والإبداعات التي بعثرتها الظروف السياسية القاهرة ، تلك التي مرت بوطننا العزيز بل وأنتجت تلك الظروف سباتا وشللا في كافة النشاطات المسرحية التي كان الهدف منها تنشيط الحركة الفنية واحياء تراثنا الاجتماعي.. واتفق اصحاب الشأن على لقاء موسع في بيت الاخ موفق لمناقشة موضوع التاسيس بموضوعية وعناية تامة وكان قد حضره كل من السادة :( سعيد شامايا ، موفق ساوا ، عماد شامايا ، صباح يلدكو ، نهاد شامايا ،الأخت ابتسام وكاتب هذه السطور باسل شامايا ) وخلال النقاش المستفيض توصلنا الى نهاية حتمية بأن ما صممنا عليه يجب ان يتحقق .. واستمرت اللقاءات دون توقف وتكررت وفي أماكن أخرى..وتم طرح هذه الفكرة على البعض من زملائنا وأصدقاءنا القدامى فاتفقوا معنا على كل ما تم مناقشته من أفكار ومقترحات  أمثال  الإخوة :  (جرجيس قلو.. سمير خوشو.. فرج حلبي.. ميخا عوديش .. باسم رفائيل .. الشاعر بولص شليطا ) .. اغلب هؤلاء كانوا مواكبين للحركة المسرحية قبل أكثر من 40 سنة في نادي بابل الكلداني .
وبعد حصول الموافقة الجماعية لإحياء تراثنا السرياني الأصيل من خلال الاتفاق على الصيغة النهائية لهذه الفرقة المسرحية ، تحرك أصحاب الشأن وسط الخريجين من كلية ومعهد الفنون الجميلة لاختيار العناصر الشابة ذات الاختصاص ليأخذوا مكانهم كأعضاء مؤسسين في الفرقة .. لأن شروط التأسيس كانت تقتضي وجود عناصر أكاديمية حاصلة على شهادات فنية خصوصا في مجال المسرح  ، وبالفعل تمكنا من تشخيص بعض العناصر من الأخوة الأكاديميين وحصلنا على موافقتهم ليكونوا أعضاء مؤسسين في الفرقة ، وبعد اكتمال النصاب أعلن عن تأسيسها  رسميا وبموافقة وزارة الثقافة والإعلام عام 1993وبخمسة مؤسسين وهم  1// سعيد شامايا 2// موفق ساوا 3// فريد عقراوي 4// هيثم أبونا 5// عادل دنو وهكذا تحقق ما كان يهفو اليه محبي المسرح بعد ان بذلوا قصارى جهودهم الحثيثة لولادة شيرا في بغداد .
وبعد أن استبشرنا خيرا بموافقة وزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح على تأسيس هذه الفرقة  الناطقة بالسريانية ، بادرت الهيئة التأسيسية في مقترحها أن يكون أول نشاط للفرقة إقامة حفل أو افتتاحية بمناسبة التأسيس وبالفعل تم ذلك عام 1993 وبجهود هذه الهيئة وتعاون أول كوكبة انضمت لعضوية الهيئة العامة للفرقة وكذلك بجهود وتعاون محبي الثقافة والفنون ، واختيرت قاعة نادي النفط ببغداد لإقامة هذا الحفل العائلي والفني الساهر وبدعم بعض الأخوة الميسورين الذين تبرعوا بتغطية كافة نفقات الحفل والذي تم استثمار ريعه في إنتاج أعمال مسرحية ناجحة ، وكانت باكورة أعمال شيرا التي قدمت خلال الحفل  (اوبريت شيرا ) تأليف ( الأستاذ سعيد شامايا ) وإخراج ( الفنان فريد عقراوي ) حيث كان للاوبريت صدى كبير بين جمهور الحاضرين .. وتوالت الأعمال المسرحية من (مسرحيات .. اوبريتات .. احتفالات) وغيرها من النشاطات التي زخر بها أرشيف الفرقة .. وهكذا سطع نجم شيرا وشقت طريقها بالاعتماد على كوادرها الذين وظفوا كافة إمكانياتهم ناكرين ذاتهم من اجل تطوير هذه الفرقة الفتية  وتألقها .. وبالرغم من العراقيل التي كانت في بعض الأحيان تقف حجر عثرة أمام إبداعات الفرقة الا انها لم تثنها عن التواصل في عطاءاتها بل تحدت تلك الظروف القاهرة بالمثابرة والتواصل والتعاون المثمر والتآلف والانصهار الجماعي في بوتقتها ، وكانت ثمرة تلك الجهود إنتاج أعمال فنية كثيرة عرضت بسقوف زمنية محددة وبمعالجات          ( تراجيكوميدية ) .. ومع مرور الوقت انضمت عناصر جديدة الى الهيئة العامة للفرقة منها اكاديمية ومنها موهوبة ومنهم الدكتور عصام بتو والسيدة سلمى عبدالاحد وبشرى يوسف وخالد بلو واخلاص يوسف والاخ الاكاديمي ليون سمسون واخرون.. ومع مرور السنين أصبح لشيرا رصيدا ثرا بحيث بات كل متابع للمسرح يعرف إن هذه الفرقة الفتية جاءت لتحمل بين ثناياها تراثنا وفولكلورنا الشعبي، وتعمل دؤوبة من اجل خدمة الحركة المسرحية في عموم العراق . تواصلت الفرقة في منجزاتها دون توقف بحيث لم تمض سنة واحدة إلا ويضاف إلى رصيدها عملين أو ثلاث من الأعمال المسرحية المتميزة ، حتى تألق  اسمها محليا وعالميا  وتركت عروضها المسرحية بصماتها على جميع المسارح العراقية في بغداد و القوش وبغديدا وبرطلة وعينكاوا وباطنايا ودهوك وكرمليس وكذلك خارج الوطن حينما تم عرض مونودراما ( شوخلابا) على مسارح ولاية مشيكن خلال السفرة التي اصطحبت بها الاستاذ سعيد شامايا الى هناك ونجحت نجاحا كبيرا(جماهيرياوفنيا ) .. كما كان للفرقة مساهمات ومشاركات عديدة في المهرجانات الثقافية الفنية التي أقيمت في مناطق مختلفة من العراق والتي عرضت فيها أعمالٌ مسرحية باللغة العربية منها مهرجان مسرح الطفل ومهرجان المسرح العراقي وكذلك مشاركاتها الفعالة في المهرجانات السريانية التي كانت تقام كل عام في بغداد ومحافظات أخرى كمهرجان ( آشور وبابل والإبداع السرياني والقوش ونوهدرا وعينكاوا ) وكانت تمتاز معظم أعمالها بالرصانة والجودة والالتزام بقواعد المسرح أما النصوص التي كانت تعتمدها في عروضها فكانت اغلبها محلية ومن تأليف الاستاذ ( سعيد شامايا ) كما كتب الفنان موفق ساوا ايضا بعضا من النصوص المحلية تأليفا ، جميعها عالجت في ثيمها ظواهر سلبية تلك التي كان يعاني منها مجتمعنا العراقي عموما والمحلي خصوصا ، ومن بين تلك الأعمال التي تركت آثارا لا تنسى عند الجمهور مسرحية  ( العميان يعودون /العودة / سارة والبيك  / الأنبا جبرائيل دنبو /لعبة مركو/ أطلاقة واحدة / ثمن الحرية / الآنسة حاء / والنزولات والظل وعشرات الأعمال الأخرى ) ولم تقتصر أعمالها على اللغة السريانية فقط بل قدمت عدة أعمال باللغة العربية مثل ( الأميرة الآشورية .. العقد .. جراح المجد .. طبول تحت الوسادة .. عاصفة من المجد وغيرها ) أما الذين أبدعوا في إخراج هذه الأعمال فهم كل من المخرجين :( هيثم أبونا .. الدكتور عصام بتو .. موفق ساوا .. باسل شامايا .. ليون سمسون ) ومن ابرز الممثلين الذين لعبوا وشاركوا في معظم أعمالها هم المبدعون : (جرجيس قلو .. باسل شامايا .. صباح يلدكو .. سلمى عبدالاحد .. سمير خوشو .. لونا بولص .. فرج حلبي .. عماد شامايا .. كادح زرا .. بشرى يوسف..  خالد بلو وآخرون كثيرون ) واود ان اشير إلى مسألة مهمة جدا وهي افتقار الفرقة الى اي دعم مادي من دائرة السينما والمسرح لتعتمده في إنتاج أعمالها ومشاريعها الفنية ، علما كان يخصص لبقية الفرق المسرحية مبالغ لا يستهان بها حين مبادرتها للقيام بانجاز أعمال مسرحية كبيرة ، وذلك كان احد أسباب ديمومتها وتواصلها دون أن يصيبها خلل أو ضمور .. والدعم المادي للفرق المسرحية ليس إلا حق طبيعي تتمتع به كل فرقة مسرحية خصوصا بعد أن كانت لجنة المسرح العراقي  حينذاك قد منحت لكل فرقة أو لكل عمل مسرحي يقدم على مسارحنا مبلغا من المال لدعمه . لا أريد أن أسهب في هذا الموضوع كثيرا لأنه يأخذنا إلى متاهات أخرى لا تستوعبها صفحات مقالي هذا ، فقط أود أن أقول إن لعملية تخصيص ميزانية تعتمدها الفرقة في إنتاج أعمالها المسرحية ضرورة ملحة لكي تتواصل وتواكب الحركة المسرحية في عموم البلد  وخلاف ذلك ستتعرض الى اخفاقات وخلل في الاداء والابداع .
أن فرقة مسرح شيرا و بالرغم من معاناتها المزمنة في هذا الجانب الحيوي المهم إلا إنها لم تتوقف في عطاءاتها ومشاركاتها ولكن المشكلة المستعصية التي جعلتها تتلكأ بعض الشيء وأخذت تسير بسببها على عكازتين  هو الوضع الأمني الذي جاءت به إفرازات النظام السابق ، علما إننا كنا قد استبشرنا خيرا بالتغيير الذي حصل ، ولكن رياح التغيير هبت بما لا تشتهي السفن فتعرض هذا الشعب الأبي إلى شتى صنوف الاضطهاد والقمع ومصادرة الحقوق ، وبسبب الحروب والاقتتال الطائفي وحقن الدماء البريئة والتناحر السياسي الذي فرض علينا بعد 9/4/2003 اضطر الكثير من الناس إلى مغادرة الوطن والبحث عن ملاذ آمن ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعي بعيدا عن هذه الظواهر السلبية التي تحول دون العيش الآمن السعيد .. ولهذا السبب القاهر اختار أبناء شيرا الهجرة مكرهين  تاركين زورقها ومع الاسف يتهاوى وهو محملٌ بثمار يانعة نذرت نفسها للمسرح متجاهلة كل الصعاب من اجل تألقها .. نعم فتحت أبواب الهجرة على مصراعيها وابتلعت مبدعينا الذين حملوا شيرا بين حدقات عيونهم ولم يبق لها من أعضائها إلا أشخاص معدودين ، ومع ذلك مازلنا نتواصل حاملين اسمها في أعمال مسرحية بالتعاون مع بعض الشباب والشابات في القوش الحبيبة .. وبسبب العمليات الارهابية والقتل على الهوية وعمليات الخطف في بغداد اضطررت لمغادرة بغداد مع عائلتي الى مسقط رأسي القوش الحبيبة وهناك اعدت نشاط وديمومة الفرقة معتمدا على بعض الطاقات الشابة التي انضمت الى شيرا ومنهم ( زياد خوشو – هيثم جلو – هديل كوزا - ريتا كجوجة – عبير بربارة – ناهض زرا – لورين سعيد – بشار قاشا – غزالة شمعون – زاهي خوشو – ومجموعة كبيرة من الاطفال ومن كلا الجنسين ) وتمكنا من انتاج اعمال كثيرة بأسم شيرا عرضت على مسارح القوش وبرطلة ودهوك وعينكاوا كما اقمنا على مسرح منتدى شباب القوش عدة مهرجانات بالتعاون مع مركز كلكامش للثقافة والفنون ومن هذه الاعمال المسرحية التي حملت اسم شيرا وعرضت بعد مغادرة بغداد عام 2006 : ( مسرحية قالا دشوري – مسرحية بجمنتا – مسرحية بتو ونونو – مسرحية لايكا بروني – مسرحية البرلمان – مسرحية الاشاعة وعدد من المسرحيات الخاصة بمسرح الطفل ) وفي عام 2013 لبينا دعوة مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية وتوجهت الى بغداد مع ما يقارب ثلاثين مبدعا ومبدعة للمشاركة في المهرجان ومكثنا هناك ثلاثة ايام .. وما زلنا حتى يومنا هذا نستثمر الفرص لتقديم ما يدخل الفرحة والبهجة الى قلوب من ينتظرون ابداعا جديدا من فرقة شيرا سواء في القوش او خارجه.ا صحيح إن أغلب عناصر شيرا بعد الاحداث الاخيرة بعد 2003 غادرت الوطن ولكن ذلك لا يعني أنها باتت في خبر كان ...! لا بل مع تشتتهم وتبعثرهم هنا وهناك إلا إن قلوبهم  كانت لم تزل مع هذه الخيمة المكتنزة بالحب والعطاء ، وهناك في ارض الغربة انتهزوا الفرص لتقديم ما يرفع من شأنها فتجددت بجهود المخلصين من أبنائها الغيارى في كافة أصقاع الأرض حيث بادر المخلصون  منهم إلى تأسيس فروع لها في كل من دولة الدانمرك وأمريكا في ولايتي ( مشيكن وساندييكو) وقدموا باسمها خلال فترة قصيرة عدة أعمال مسرحية ناجحة وهذا اكبر دليل على بقائها متألقة دوما .. وستبقى هكذا طالما هناك من يحبها وينتمي اليها فنيا ووجدانيا ويحافظ على ذلك الاسم الذي تلألأ في سماء الوطن .. اذن ستبقى شيرا ويبقى معها ذلك الرصيد الثر من الأعمال المسرحية الرائعة .. ولا يمكن أن تنطفئ شمعتها مهما قست الظروف .. وفي الأخير اختم موضوعي هذا قائلا وبكل اعتزاز: إن شيرا ولدت من نطفة العراق ونمت كزنبقة على شواطئه وستبقى زاهية تنمو وتتألق بعطاءاتها ما دام هناك إصرار وتواصل مما تبقى لها من مخلصين سهروا ويسهرون الليالي لإبقائها ابنة للمسرح العراقي والسرياني العتيد.

35
حوار مع الراحل
جميل قوجا قبل رحيله

باسل شامايا

كانت فرصة مؤاتية حينما حملت قلمي وأوراقي حاثا الخطى الى حيث منزل في بلدتي القوش العتيقة ، موغل في ذكريات الماضي الجميل ، مشيت اليه متلهفا لاجراء حوارا مع انسان في منتهى الرقة والانسانية ،  محبوب  لدى الجميع ، طيب المعشر متسامح ومتواضع وبهذه الصفات الحميدة يكسب اصدقائه و يفرض بها شخصيته على المجتمع بمختلف اطيافه وتلاوينه .. طالما اسعدتني صحبته واستمتعت بحواراته اللطيفة ، ورغم الفارق الزمني الذي بيننا كان عنصر الانسجام والتقارب في وجهات النظر تجمعنا في اغلب القضايا والأمور .    انه الاستاذ والمربي الفاضل جميل يوسف قوجا الذي جاء به الشوق والحنين متجدشما عناء الطريق من عينكاوا الى بلدته الحبيبة القوش رغم وضعه الصحي المتأزم الطريق ، هذه البلدة التي اشرقت فيها شمس ميلاده عام 1935 وفيها استنشق اولى نسمات الحياة .              في عام 1949 انهى دراسته الابتدائية بمدارسها وفي عام 1953 انهى دراسته الثانوية في احدى مدارس دهوك  ثم تخرج من دورة تربوية مدتها سنة واحدة وذلك في               1954 – 1955 وتعين بعد الدورة مباشرة في مدينة الموصل / قرية بيدا عام 1955 وبقي فيها سنتين ثم انتقل الى ناحية اتروش ثم باقوفة ثم نقل اداريا الى قضاء عقرة ومنها الى مدرسة خراب بيت التابعة لقضاء تلكيف ومن هناك الى مسقط رأسه القوش وبقي في مدرسة العزة الابتدائية للبنين سنة واحدة ولكن لم تتحقق امنيته في المكوث مزيدا من السنين بسبب اعتقاله من قبل السلطة الغاشمة عام 1963 وبقي في السجن ستة اشهر حينها صدر امر بفصله من وظيفته وبعد ثلاثة اشهر من اخلاء سبيله اعيد الى وظيفته في مدينة الناصرية وبقي في مدرسة الفرزدق سنة واحدة وسنتين في مدرسة الامام الباقر وكانت آخر محطة تعليمية له في بغداد ليكمل فيها خدمته التعليمية في مدارس زيد و قدوة وابن خلدون في كراج الامانة ، حتى احيل الى التقاعد عام 1983 وتفرغ للتدريس الخصوصي حيث كان متمكنا من اللغة العربية . وحول السنين التي قضاها في التعليم قال : كانت الدنيا لا تسعني من الفرح والسرور وانا امارس مهنة التعليم التي كنت اقدسها وكان دفاعي عن الطالب كبير في كل صغيرة وكبيرة ، لم اكن فقط معلما له بل كنتُ احسسه بأنني صديقه وزميله واحيانا كنت اعالج الكثير من مشاكل الطلبة  حتى الاجتماعية منها ،  كان يخصص بعضا من وقته للاهتمام بحديقة منزله في بغداد / حي الغدير حيث كان بنفسه يشرف على سقيها والاعتناء بمحتوياتها .. وكانت تلك الحديقة الزاهية بكل انواع الازهار مكانا يجد فيها هو واصدقائه ومعارفه الراحة والاطمئنان . في عام 1967 كانت قد سنحت له الفرصة لكي يدرّس في مدارس راهبات الكلدان  ( نجمة الصبح في المنصور – ومدرسة مريم العذراء  ) اضافة الى وظيفته كمعلم .وترك هناك ايضا بصماته التي ما زالت تذكر لحد يومنا هذا .                                                        اما مغادرته حياة العزوبية فقد كان في عام 1958 حين عقد قرانه في بلدته القوش وسط أهله وأقربائه وأصدقائه من السيدة اسيت جبو زرا  و تجسدت فرحته بحياته الجديدة حينما رزقه الله بثلاث بنات وولدين ( نديم ، نائل ، نضال ، نادية ، نهلة ) . في نهاية التسعينيات من القرن الماضي كان يقضي الكثير من وقته في نادي بابل الكلداني يمارس حقوقه وواجباته كعضو  بارز في لجانه الثقافية والاجتماعية والاعلامية .. ومن المهام والنشاطات الثقافية التي كان يقوم بها  :  ** رئيس تحرير مجلة صدى بابل التي كانت تصدرها اللجنة الثقافية لنادي بابل الكلداني . ** كان عضوا بارزا من الاعضاء الذين بادروا لتأسيس نادي بابل الكلداني في بداية السبعينيات حين اصدر قرار منح الحقوق االثقافية للناطقين بالسريانية .                              ** كان مشرفا لغويا على تدقيق مختلف المقالات المنشورة في مجلة النادي .                         ** كان عضوا في هيئة تحرير جريدة صوت القوش لسان حال نادي القوش العائلي كما كان      ايضا مشرفا لغويا ومسؤولا عن مراجعة المقالات قبل نشرها في الجريدة .                                ** كان ضالعا في قواعد اللغة العربية لذلك كان يشغل دائما مكانة الاشراف على عملية تدقيق   المقالات قبل نشرها .                                                                                            ** كتب الكثير من المقالات والخواطر التي نشرت في مجلة صدى بابل ومجلة بيرموس       ومجلة شراغا وجريدة صوت القوش .                                                                            في الآونة الأخيرة قضى فترة متنقلا بين بغداد والقوش  خصوصا في فصل الصيف هربا من جحيم حرارة الصيف حيث كان الاهالي يعانون من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة لذلك كان يجد في القوش ملاذه الامن فيقوم بزياراته مع عائلته خصوصا في فصل الصيف وخلال وجوده في القوش كان لا يبخل على نادي القوش العائلي بعطاءاته و خدماته التي  اعتاد على تقديمها دون مقابل ، خصوصا في تنقيح جريدة صوت القوش ، وفي عام 2015 تدهورت حالته الصحية فنقل على اثر ذلك الى لبنان وبعد تشخيص مرضه ( ورم تحت اللسان ) اجريت  لهعملية  جراحية ناجحة انتشلته من ذلك الوضع الصحي ، ثم عاد ارض الوطن رعد رقاده 45 يوما تحت العناية المركزة والرعاية الصحية وبعد عودته لم تنقطع زيارات معارفه                                                                                                                                                                                                                   ومحبيه له للاطمئنان عليه . وفي آخر زيارتي له في عينكاوا قال : جزيل الشكر والامتنان لجريدة صوت القوش وللاخ والزميل باسل شامايا الذي عانى السفر من القوش الى عينكاوا من اجل اجراء هذا اللقاء ، واحب ان يختم حوارنا بارواء موقف صعب مرّ به في حياته  لا ينساه ابدا فقال : كان موقفا عصيبا كاد يودي بحياتي حينما كنت معلما في مدرسة خراب بيت وفي ذلك الوقت كانت قد بدأت حملة اغتيالات في الموصل عام (( 1961 – 1962))  ومن ضحايا تلك الحملة شاب في عنفوان شبابه ضخم كأنه مصارع نجى من عملية الاغتيال لكنه اصيب بخلل في عقله فجيء به الى قرية خراب بيت ليعالجه شيخ في تلك القرية اسمه (احمد) وعند حضورنا مساءا لتناول القهوة عند شيخ في القرية كان ذلك الشاب جالسا هناك فحصلت عنه وعن عائلته على بعض المعلومات وعرفت ما كان يعاني منه وكانت احدى طرق معالجته التي كان يلتجا اليها الشيخ ضربه ضربا مبرحا بالرغم من ضخامته وقوة بدنه كان يطلب النجدة من المعلمين الجالسين في مضيف الشيخ وفي ليلة الجمعة وكان زملائي المعلمين قد سافروا الى الموصل وبينما كنت منشغلا بتهيئة العشاء تفاجأت بدخول هذا الشاب الى غرفتي بعد ان فرّ من يد الشيخ قاصدا بيت المعلمين الذي كُنت ومجموعة من زملائي نسكن فيه ، حيث كان الشر يتطاير من عينيه ويتفوه ببعض الكلمات الجارحة فتسمرت في مكاني لكنني تذكرت قول الشاعر ( اذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظن ان الليث يبتسم ) وراحت دقات قلبي تتسارع خوفا من ذلك الوحش الذي كان يلتهبني بنظراته فلجأت الى اسلوب لا بد منه لأمتصاص ذلك الغضب فرحبت به قائلا : اهلا ومرحبا فقد جئت في الوقت المناسب فلقد اتفقت مع اخيك على خطة ننقذك من يد ذلك الشيخ الظالم وهو ينتظرنا الان في الوادي القريب من القرية فصدق كلامي وهدأ بعض الشيء ومن شدة فرحه قفز قفزة قوية وصل بها الى مكاني لكنه سقط ارضا وسقط فوقه  السرير والمنضدة  وكان سقوطه ذاك  فرصة سانحة لأنجو من بين مخالبه . وفي الاخير تمنى لجريدة صوت القوش التقدم والتألق في مهمتها الاعلامية والانسانية ودوام النجاح لمن يعمل تحت خيمتها .                                                 لقد كنت قد اجريت معه هذا اللقاء لكي انشره على صفحات جريدة صوت القوش العدد الجديد ( 37 ) لكن و للاسف الشديد قبل نشره وتحقيق رغبته جاءه ملاك الموت بزيارة خاطفة وخطف وسط عائلته مربينا العزيز ابا نديم وكانت امنيته ان يقرأ هذا الموضوع قبل نشره لكن يد المنون كانت اقوى فرحل الاستاذ تاركا بيننا ذكراه العطرة وقد تحققت امنيته حين جيء بجثمانه من عينكاوا الى القوش وتم تشييعه في بلدته وسط اهله واقربائه وزملائه واصدقائه والى جوار ابائه واجداده ووري الثرى وهناك رقد في مسكنه الابدي ، تعازينا ومواساتنا القلبية الى عائلة الراحل العزيز الاستاذ جميل قوجا ، نم قرير العين ايها المربي الفاضل لك الرحمة والحياة الابدية ولنا العزاء .   

36
رثاء الى زهرة توها تتفتح
باسل شامايا
   لقد كان صراعا محتدما بيني وبين يراعي  منذ ان هالني خبر رحيلك ايتها الفراشة الجميلة أنيت عن هذه  الدنيا ، باحثا في قاموس مفرداتي عن كلمات لعلها تعينني وتسعفني للكتابة عنك مجسدا من خلالها انطلاقاتك وضحكاتك ومحبتك اللامتناهية لكل الناس وبراءة الطفولة    المتجسدة فيك تلك البراءة التي تنطلقين وتغدقين بها على اهلك واقربائك ومعارفك ومحبيك ، فخنقتني العبرة ولم اتمكن ان اكتب سطرا واحدا مما كان يعشعش في مخيلتي فوضعت يراعي على وريقتي البيضاء واخذت اتصفح في صفحات الفيس بوك المزدحمة بصورك الجميلة ، فأوقفتني احدى تلك الصور التي كانت تحاكي الجمال رقة ، حينها سألت القدر اللعين عن الذنب الذي ارتكبته هذه الحمامة الوديعة التي اوقفتَ عندها نبض الحياة حتى راحت طموحاتها وتمنياتها ادراج الرياح .. رغم قناعتي التامة والثابتة بأن نهاية كل كائن حي هو الموت الا انني اختلف معه  بموت انيت  لأنه ارسل ملاكه بغتة ليخطف  هذه الفتاة الصغيرة ذي السبعة عشر ربيعا التي كانت تسير بثقة عالية الى مرافيء محبة الناس ، لكنه لم يدعها تكمل استحقاقاتها المشروعة بل تمكن من ايقاف تلك المشاعر والاحاسيس والأفكار وفعاليتها الجميلة في الحياة .. توقف الزمن حين توقف نبض انيت وتوقفت سعادة بديع وفداء حين انطفاء شمعة انيت وذبلت ابتسامة بشار حين رحلت انيت رحيلا ابديا .. زلزال رهيب أصاب هذه الاسرة المفجوعة حينما اغمضت انيت اغماضتها الاخيرة ، فيا جذل الطفولة يا أنيت ويا اقحوانة الطيب التي تتضرع عطرا ، اعلمي ايتها السوسنة الذابلة ان رحيلك جعل اباك وامك  يعانيان من انعدام  الراحة والسعادة والامل لانهما كانا يعملان ناكران ذاتهما ليجدانك قد كبر عودك واصبحت عروسا جميلة ، لكنك غادرت دون ان تحققي امنيتهما ودون ان  تقولي وداعا يا امي وداعا يا ابي وها هو يكتب اليك كلماته الاخيرة  مودعا اياك الى عالم الذكرى : ابنتي الحبيبة ومدللتي الصغيرة انيت ، اخاطبك وانت تحت الثرى واقول معاتبا لما فارقتيني هكذا على عجالة يا اعز من نفسي الا تعلمي انك كُنت النور الذي لم ارى جمال الدنيا الا فيك ، علام رحيلك المبكر يا زهرة اينعت في جنينة حياتي ،  لماذا لم تتأنى أيها الموت حتى ترتوي عائلة أنيت من اكتمال ريعان شبابها ، ها قد مضت ايام على رحيلك وكأنها سنين اشتقت اليك يا وحيدتي كما تشتاق الارض للمطر وكما تشتاق العصافير الى الشجر ، كم احس بألم غيابك عن الدار وكم تؤلمني الحسرة التي اجتاحت اضلعي حين غيابك عنا ، لما رحلت يا غاليتي قبل أوانك الا تعلمي انني بحاجة الى تلك الابتسامة الرقيقة التي كُنت تستقبلين بها نهاري المرهق فتكتنفني الراحة والطمأنينة بمجرد رؤيتك وانت بتلك الطلة الجميلة والتي كنت تملئين بها البيت فرح وطيبة وسرور .. اما الآن فبعد ان انطفأت شمعتك المنيرة بات كل شيء حزن واسى ووجوم ، لم نعد نسمع دفء صوتك وقهقهاتك وضحكاتك التي كانت تمدنا بالتفاؤل والأمل .. اكتب اليك في هذه اللحظات العصيبة بعد ان ووريت الثرى والحزن يؤطر مشاعري للفاجعة التي حلّت بنا ولمصابنا الجلل فقد كُنت يا قطعة من كبدي عيدا لأيامي وكلما كنت تكبرين وتترعرعين خلال عام يزداد حبي لك اعوام واعوام . ولكن ما حيلتي انطفأت شمعتك واصبح كل شيء امامي ظلام في ظلام ، ها انا اليوم وجها بائسا يائسا عاجزا لا اقوى على

شيء الا الرثاء على بيتي الذي ذبلت فيه بسمة الحياة .. انها مشيئة الرب يا ابنتي فقد اختارك وانت في زيزفون شبابك لكي تكوني الى جواره مع القديسين والابرار وفي الاخير اقول وداعا يا غرسة زيتون وداعا وانت تغادرين الى دار البقاء ستبقى ذكراك خالدة في قلبي ومهجتي ودمي ما زال في حياتي نبضا .  هكذا عصفت فينا فاجعة أليمة اهتزت وتفاعلت بها مشاعر الناس فالحزن عصرَ الضلوع والقلب خفق ألما وكمدا وفي الصدر تكسرت العبرات والدموع ذُرفت حتى جفت المآقي ، لا احد يريد ان يموت فاننا ولدنا كي نعيش فيأخذ كل منا نصيبه من هذه الدنيا ان كان سعيدا او مهموما ،  ناجحا او العكس حتى تحين ساعة الرحيل فيرحل لكنه يكون قد خلّف ذكرى امتداده ليكملوا ما سار عليه ولكن كم كان قاس القدر الذي    رحلت اليه أنيت هذا القدر الذي لم يمنحها نصيبها من الحياة فرحلت ورحلت معها ابتسامة امها المفجوعة وسعادتها  وها هي ايضا تقول كلماتها الاخيرة لصغيرتها بعد ان ودعتها الى مثواها الاخير  : ابنتي ونور عيني أنيت ايتها الزهرة الفائحة عطرا اين انت يا صغيرتي فاننا لم نعتاد على فراقك لحظات فكيف بنا وقد مضى على غيابك ايام ، ايعقل ان اصدق انك رحلت رحيلا ابديا لا عودة فيه ، أيعقل أن اترك زهرتي للتراب هذه الزهرة التي سقيتها من ماء عيني وغذيتها من احشائي وداعبتها من نبضات قلبي ، آه يا أملا طالما انتظرت أن ينمو ويترعرع بين احضاني ، ترى من سيكفكف دموعي يا صغيرتي ومن سيعيد البسمة الى ايامي يا حمامتي ومن سيعيد الليّ وحيدتي يا فراشة الحب التي كانت تحوم بجناحيها في كل يوم وفي كل لحظة لتفرش السعادة على بيتنا  ، آه يا حبيبتي كم هو ثقيل هذا العبيء الذي خلفتيه لنا بغيابك ، كيف لي ان اصدق ان ذلك البدر الذي كان يتجسد بوجهك المضيء قد احتواه التراب ، لا اقول لك وداعا يا اعز من روحي ومهجتي ، ايتها الراحلة الى الديار الابدية لانك ستبقين قريبة مني من احساسي وحناني وشوقي ، فانك روحي ايعقل ان تغادر الروح جسدها ، ارقدي بسلام في نعيم المحبة ايتها العطر الندي الذي ووري الثرى . وختم رسالة العائلة الى الراحلة العزيزة أنيت شقيقها بشار الذي كانت له أنيت اختا وصديقة وحبيبة فقال وفي قلبه اسى وحزن وفي عينيه سيلا فائضا من الدموع : سلاما نديا مبتلا بالألم والحزن اليك يا اختاه ايتها الراحلة عني الى حيث لا حياة ولا امنيات ، لقد جاء رحيلك مبكرا فحُرمت من الاخت والصديقة التي كانت تواسيني همي وتشاركني  فرحي وسعادتي ؟ انني لم اصدق انك غادرت دون عودة ثانية بل ما زلت اعيش لحظات بانك ستعودين مرة اخرى لنعيد البسمة الى شفاه ابي وامي ، صدقيني يا اختي انني اشم رائحتك في كل غرفة وكل ركن من اركان البيت وفي كل مكان كنت فيه معي ، نعيش الوجع الكبير منذ انقطاع صوتك ومزاحك وضجيجك عن البيت ، ذكراك لم تغب عن قلبي وعيني ، ووجهك الباسم ما زال ماثلا امام ناظري ، فقدناك يا غاليتي الوحيدة وفي قلبي غصة وفي عيني بحر من الدموع .. اتعلمي في يوم تشييعك  كم كان محبوك وزملاؤك يحومون حول مثواك لعلهم يسمعون همسك يترنم بلحن تنتظره كلماتي لقد عاشوا حزنا  كبيرا تجسد بدموعهم التي ذرفوها مدرارا لقد غمرت مشاعر الاسى وجوههم ، ووفاءا لك وحدادا على رحيلك علقوا صورتك على واجهة مدرستك وراح زملاؤك يلقون عليك تحيتهم الاخيرة .. سنبقى نتذكرك يا اختي يا صاحبة أطيب قلب مطرز بالمحبة والطيبة فما مدى الحزن الشديد الذي راح يتغلغل في صدورهم وينعكس في وجوههم المكفهرة وقد احاطت هالة من الدموع كل العيون وداعا اختي ايها الغصن الندي الذي رقد بين وحشة الغربة الحالكة سنبقى نتذكرك ايتها الفتاة البشوشة الطيبة التي كُنت لا تبخلين بابتسامتك في وجه قريب او غريب .. وداعا يا من تسكنين في ثنايانا تتوجينها بكل جدارة وداعا وسلاما من

شقيقك الذي لن يكون هناك قلب في الدنيا اكثر احساسا بألم الفجيعة من قلبي وعظم مأساتي وداعا يا اغلى الناس .  وفي الختام سلاما لك من القوش وانت راقدة في ارض الغربة واعلمي ان هنا في بلدة اباؤك واجدادك من نزفت قلوبهم هما وألما على رحيلك تشكو القدر المشؤوم الذي راح يلهو بترتيب احداث حياتنا اكتب الى عائلتك حزينا وبقلب يؤطر مشاعري للمصاب الجلل الذي ألّم بذبول هذه القرنفلة الزاهية التي رحلت بغير اوانها وحملني ذلك الى ان اهنيء العزيزة أنيت لموقعها الذي اختارته مبكرا عوضكم الرب ايها الاحبة بحب العزي بشار مع مواساتي وتعازي اهلي وناسي من بلدتكم الحزينة القوش .

37
رثاء الى الخال المغترب
 نجيب وزي
                                                   
باسل شامايا                       
ايا ليت مداد قلمي يكفي لأتمكن من تجسيد ما في دواخلي من ألم وحزن .. ايا ليت ايامي تنسيني آلام فراق عزيز يفاجئنا برحيله المبكر الى دون عودة تاركا لمحبيه ذكرى وشجن .. ليس هناك اشد ايلاما واقسى خبرا على النفس من ان تتلقى نبأ وفاة عزيز عليك ..          هكذا صعقني قبل ايام خبر رحيل الخال والاخ والصديق العزيز نجيب وزي اثر صراعه المرير مع مرض عضال لم يمهله طويلا فغادرنا وهو في غربته بعيدا عن اخوته واحبته وبلده الذي كان يحبه حبا لا يضاهيه حب .. مهما كتبت ومهما سطرت من كلمات فانني سأبقى عاجزا عن تجسيد ما يحمله هذا الانسان الموغل في الطيبة والانسانية من خصال واخلاق ورقّة قلب  ، ففقدانك ايها الراحل العزيز الى عالم البقاء جلل فوجعنا به منذ ان طرقت مسامعنا هذا الخبر الاليم . يسعدني ويحزنني ان أرجع الى الماضي السحيق لثلاثة عقود واكثر كي اكتب ولو باختزال عن الراحل العزيز منذ ان كان يعمل ميكانيكيا في بغداد ومشرفا على مكائن جريدة طريق الشعب الصادرة في سبعينيات القرن المنصرم تغمره الفرحة والبهجة بعطائه الثر ومتجردا من الأنا والمصلحة الشخصية ، ونتيجة عمله واخلاصه وتفانيه تم ارساله في بداية عام 1977 الى المانيا الديمقراطية بدورة تدريبية لأكتساب معلومات جديدة يوظفها بعمله في العراق ، واغترب عن وطنه سنة وستة اشهر ثم عاد بعد اتمامه دورته التدريبية بتفوق ونجاح ليكمل مشواره بالرغم من انفجار الوضع السياسي في العراق وشروع سلطة البعث بملاحقة القوى الوطنية وفي مقدمتهم الشيوعيين وقد القي القبض عليه بحجة انه مطلوب لخدمة الاحتياط ، فاصدر حكما بحقه بالسجن لمدة سنتين ينفذها بعد ان يكمل خدمته الالزامية ولم تمض الا اشهر حتى اطلق سراحه وبسبب تدهور الوضع السياسي وتأزمه أكثر وملاحقة السلطة للقوى الديمقراطية والتقدمية وتعرضه شخصيا للكثير من المضايقات والملاحقات لكسر شوكته وثنيه عن مواصلة النضال في طريقه الذي آمن به منذ نعومة اظفاره غادر الوطن مكرها الى بلدان الشتات (المانيا ) باحثا هناك عن اسلوب اخر جديد لمقاومة السلطة الغاشمة من اجل خلاص الوطن من الدكتاتورية المقيتة ، وهناك عاش بقية العمر غريبا عن وطنه وأهله وناسه . وفي بداية الثمانينات اكمل حياته الاجتماعية حين اقترانه بابنة خالته  السيدة سهام حبيب قوجا التي انجبت له ولد وابنة باتا مصدر سعادته ورفاهه واسس عائلة صغيرة يجمع شملهم الحب والالفة والتعاون .  بالرغم من انشغاله بحياته العائلية وعمله ومصدر رزقه كان يتابع اوضاع بلده بشكل يومي من خلال اتصالاته وعلاقاته مع اخوته واصدقائه ورفاق دربه وفي الاخير تحققت امنيته حين انهيار النظام الدكتاتوري في العراق  وانتهاء تلك الفترة العصيبة التي جثمت الدكتاتورية اكثر من ثلاثين سنة  على صدر العراق .. وبسطوع شمس الحرية على الوطن بعد عام 2003  حقق امنيته بزيارة الوطن لمرتين والتقيت به في المرة الاولى ببغداد وبالثانية  في القوش وكنت حينها منشغلا بتصوير الفلم السينمائي  ( العودة )  بلغة السورث المحكية وكان يحضر التصوير وهو في منتهى الانشراح والفرح . اكثر من اربعين سنة عاش غريبا عن وطنه وعن اهله وعاداته وتقاليده لكنه بقي أمينا ووفيا وملتزما بها وبكل ما تركه في ارض آبائه وأجداده كالانتماء والعلاقات الاجتماعية وحبه للتراث والفلكلور ولم تغير الغربة من تلك المشاعر الجياشة شيء .. عاش صلبا قويا ملتزما تجاوز بطيبته وعطائه كل الحدود لأستلهام القيم والمباديء الانسانية النبيلة التي كانت ترافقه اينما حلّ ولم تثنه عن التواصل منذ ملاحقات الجناة ولا سجون الطغاة في العراق ولا صعاب وأوصاب الغربة في بلد الشتات واقتحم حياته ذلك المرض اللعين لكن الابتسامة والامل لم تفارقاه لحظة واحدة بل كان يواسي المقربين اليه ويقول أنا بخير وصحة جيدة ، عانى وتحمل وتألم وصبر من آلام المرض الخبيث دون ان يشكو اوجاعه الشديدة لأقرب ناسه ولم يتغير فيه شيء بل كان كما عرفناه وهو في عنفوانه وكنت حينما اتصل به للاطمئنان عليه كنت استغرب وأتفاجأ من كلامه ونبرة صوته وحين سؤالي عنه كان يقول وبنبرة كلامه تفاؤل وأمل : لا عليك ابن اختي فأنا على احسن حال وان ما اعاني منه  مجرد وعكة صحية ستزول قريبا ، علما انه كان يصارع الموت .. فما اصلبك وما اروعك ايها الراحل العزيز ، لقد كنتَ دائما ألقا في الحياة وستبقى هكذا مشرقا كضوء القمر وزاهيا كالقرنفل رغم تراب القبر الذي سيحتويك ، فالموت يا صاحبي ليس الا نهاية رحلة كل انسان في حياة الدنيا شاء ام ابى سيلاقي هذه الحقيقة يوما ، فلا الدمع يكفكف آلام الرحيل ولا وجع النفس تخفف لوعة الفقدان وفي ختام رثائي لا يسعني الا ان اقول لقد جاء رحيلك مبكرا ومؤلما يا عزيزي فقد غادرتنا ولكن تركت لنا ذكراك التي ستبقيك معنا وبيننا وستبقى الغائب الحاضر في اعماقنا مهما طال الزمن ، فلك الوفاء ايها الخال المسافر الى دون عودة ولنا الحزن والعزاء فقد كنتَ دوما قريبا مناّ رغم المسافات الشاسعة التي كانت تحول دون لقائنا وداعا يا من كانت ابتسامتك لا تنطفيء في وجه كل قريب وبعيد فنم قرير العين في نعيم المحبة والذكر الطيب .        
                                     

38
رثاء الى الام شكرية يوسف بوكا

باسل شامايا

عرفتها منذ نعومة اظفاري كتلة من الطيبة والرقة والحنان لم تفارق الابتسامة محياها حتى في احلك اوقاتها .. عاشت انسانة بسيطة محبة لجميع الناس ، كانت تحتفظ بعلاقات حميمة مع الاقرباء والجيران ، كريمة بضيافتها ويكتنفها الفرح حينما كان منزلها يزخر بالضيوف همها في الدنيا ان تجد بنيها وبناتها قد استقرت بهم الحياة الاجتماعية على مرفأ السعادة ، كانت تفرش مساحات من الحب في قلبها وتمنح بعطائها الثر السعادة الى كل من حولها وعن مزاياها  انها كانت امرأة قوية صلبة تحملت اعباء الحياة الصعبة وكرست حياتها من اجل ان تقدم لعائلتها وبكل نكران الذات خدماتها التي كانت تغدق بها على بيتها المتواضع خصوصا في تربية اولادها البالغ عددهم احد عشر فردا ثلاثة بنين وثماني بنات ، عاشت حوالي عقدين من الزمن حياتها الاجتماعية مع سلفتها السيدة الراحلة ( مناّ ) زوجة المرحوم منصور بنيامين ، وكانت المرحومة هي الاخرى اما لعشرة اولاد ( اربع بنات وستة بنين ) جميعهم يعيشون تحت سقف واحد حياة ملئها المحبة والتعاون والوئام ، لا فرق بينهم في الحقوق والواجبات وقد شاءت الظروف المعيشية ان تستقر مع زوجها المرحوم عوديشو بنيامين في بيت يجمع شمل العائلة وهناك زوجت اولادها وبناتها وفي نهاية الثمانينات ودعت شريك حياتها الذي غادر عائلته الى عالم اللاعودة اثر مرض عضال لم يمهله طويلا فعاشت مع ولدها ساهر الذي كانت زوجته تقدم لها كل ما باستطاعتها من الرعاية والخدمة ..
لم يغير الزمن فيها شيء رغم انه حفر في وجهها الكريم امارات الشيخوخة لكن الابتسامة والمداعبات اللطيفة والنكات الحلوة لم تفارقها ، حتى اقتحم حياتها مرض داء النسيان الذي اعادها ثانية الى ذلك الماضي الجميل الذي قضت بين ظلاله احلى واسعد الايام فجعلها تعيش في زمان غير زمانها الحالي ذلك الزمان الذي كان يتسم بالبساطة وحياة الفلاحة ، وكانت سعيدة في حياتها الى جانب ولدها واحفادها واحيانا كانت ابنتيها تقومان بزيارتها واحدى بناتها في عينكاوا هي الاخرى لم تبخل عليها بزيارتها والبقية من البنين والبنات قد اختاروا حياة الغربة ليعيشوا حياتهم بعيدا عن الوطن ومع ذلك كانوا يقومون بزيارتها بين فترة واخرى . 
وبعد ان اشتد الوضع سوءا في العراق خصوصا بعد الهجمة البربرية التي تعرض لها الوطن من قبل العصابات الاجرامية التي جاءت من وراء الحدود قرر ولدها ساهر الانضمام الى قافلة الهجرة ومعه عائلته حيث كان نصيبها الرضوخ الى ارادة ابنها لأن وضعها الصحي كان لا يساعدها على البقاء في القوش ، فغادرت مع عائلته وقد ودعتها ابنتيها والاقرباء والجيران والمعارف وهناك في تركيا محطة الانتظار عانت من ألم فراق بلدتها التي عاشت بين حناياها سبع وثمانون عاما ولم تقاوم تلك الحياة الجديدة بسبب بعدها عن موطن ذكرياتها وبالمحصلة النهائية اصابتها وعكة صحية تمكنت منها ورقدت على فراشها فحاول ولدها انقاذها من تلك الازمة الصحية وذهب بها الى الاطباء لعلهم يتمكنوا من تشخيص حالتها ومعالجتها لكن الدواء والفحوصات والتحليلات لم تتمكن من اعادة تلك الابتسامة الجميلة الى سابق عهدها بل اصابها الاذبول يوما بعد آخر حتى اغمضت اغماضتها الاخيرة ورحلت الى دارها الابدي تاركة لمحبيها الالم والحسرة ..
غادرتنا الام الرؤوم شكرية بعد ان افنت سنين عمرها من اجل عائلتها ، رحلت غريبة عن وطنها وبلدتها التي اشرقت فيها شمس ميلادها وقد وصل ابنها الاصغر من امريكا لكي يحمل نعشها الى حيث يرقد آبائها وأجدادها في القوش ولا يسعنا ونحن نعيش ألم فراقها الابدي الا ان نبتهل الى الرب ان يشملها بوافر رحمته وحنانه ويسكنها الى جوار الابرار والقديسين في فردوس الجنان فارقدي بسلام ايتها الراحلة العزيزة ستبقين كما كنت حاضرة بين ومع ابنائك وبناتك ومحبيك الكثر على امتداد السنين ومن هنا سيدتي الغالية اتقدم بأحر التعازي واعمق مشاعر المواساة الى عائلتك الكبيرة راجين لهم الصبر الجميل والسلوان ولك ايتها الفقيدة العزيزة الذكر الطيب دائما وابدا .
وداعا وداعا وداعا ايتها الغائبة الحاضرة فينا.

39
احياء مهملة
                                                                                     
تمثل الأحياء القديمة لكافة المدن والاقضية والقرى والنواحي انعكاسا لهوية وحضارة تلك المناطق عبر سنين طويلة وتعتبر الرابط المتين بين ماضيها وحاضرها ودليلا ساطعا على اصالتها .. وانطلاقا من ذلك يستوجب على اصحاب الشأن ان يسعوا للحفاظ على هذا التراث المعماري واعادة تأهيله لحمايته وتطويره لكي يتلائم مع الظروف الحالية ..
أنا لا أقصد فقط المناطق الاثرية بل السكنية ايضا التي كان يسكنها ابائنا واجدادنا قبل مئات السنين وربما اكثر .. ففي بلدتنا الحبيبة القوش التي هلّ فجر ميلادها قبل آلاف السنين هناك الكثير من احيائها ما زالت تحافظ على تراثها القديم ومع مرور الزمن تغيرالبعض من معالمها العمرانية ولكن بقيت الاخرى محافظة على تراثها واليوم تعاني هذه البلدة العريقة من الاهمال خصوصا احيائها القديمة التي تحتاج الى متابعة ومعالجة في بعض من احيائها سواء كانت المعالجة من قبل اصحابها او من قبل البلدية.
ولو قارنا المرحلة الحالية بالمرحلة التي ما قبلها نجد الاهمال ما زال متفشيا ومتواصلا لا ادري ان كانت القوش القديمة غير مشمولة والترميم والاعمار حيث تسبب هذا الاهمال وعدم المتابعة من سقوط جوانب من تلك المنازل وانهيارها ولكن الحمد لله لم يتسبب ذلك في اذية أحد من المواطنين.
نأمل ان يكون هناك اهتمام واعارة اهمية خاصة لمعالجة تلك المنازل لانه من المحتمل ان تسبب مستقبلا باضرار كثيرة من المحتمل سقوطها على الساكنين قريبا منها وقد حدث قبل ايام انه سقط الجانب الشرقي من منزل المرحوم عيسى جولاغ وانهار و تسبب في تحطيم جزء من سيارة احد اهالي القوش الساكنين هناك والحمد لله على سلامة الجميع نتمنى من المسؤولين الاهتمام المكثف بهذه المسألة المهمة مع جزيل الشكر للجميع .. محبتي لكم جميعا وللغالية القوش خصوصا ودمتم .


40
فنان مبدع من الفطرة
الفنون هي مرآة الشعوب ولولاها لما استطاعت البشرية الحفاظ على تراثها الثر وما عاشت الحضارات وكشفت لنا عن كنوز من المعرفة ومن خلاصات التجارب الأنسانية في معظم مجالات الحياة ومن خلال هذا المجال الحيوي الخصب يتألق الكثير من المبدعين الذين يعون كيف يوظفون طاقاتهم الابداعية ويترجموا رؤاهم بتجسيد رسالاتهم التي يقدمونها كصور تشكيلية او نصب تذكارية او هياكل معمارية وما شابه ذلك من الأعمال الفنية الرائعة . كان لي شرف اللقاء بالعديد من هؤلاء المبدعين في بلدتي الحبيبة القوش تميزوا بتألقهم وابداعهم وفي مختلف المجالات الفنية وبالرغم من ان شعبنا العراقي بشكل عام يتميز عن كافة شعوب العالم بقساوة الظروف التي مرت وتمر عليه الا ان تلك الظروف لم تحد من نشاطاتنا وابداعاتنا . لقد كان آخر لقاء لي مع مبدع سعى وطرق ابواب الابداع حتى تحقق ما كان يسعى اليه انه الشاب الطموح ساهر اسطيفان ككا الذي سطعت شمس ميلاده في القوش عام 1979 ينتمي الى عائلة كادحة قوامها خمسة اخوة واخوات اضافة الى الوالدين درس في مدارس القوش وبسبب الظروف المعيشية الصعبة لم يتمكن من تكلمة دراسته فوقف الى جانب والده مثابرا من اجل كسب لقمة العيش المجبولة بعرق الجباه ، تزوج من السيدة ريتا جميل كجوجة وانجبت له ولده البكر ( راموس ) يعمل حاليا موظفا حكوميا في مدرسة ثانوية القوش للبنات ، يهوى التصوير ويعشق الفن بكافة أصنافه خصوصا التشكيلي لأنه كان يجد في نفسه ميول غير طبيعي الى هذا النوع من الفن يمتلك ذائقة جمالية رائعة يعشق الفن ويحب كل ما هو جميل ، فنان بالفطرة لم يدرس الفن اكاديميا بل يمتلك موهبة نمت وترعرعت معه معتمدا بها على تلقائيته ومخيلته الخصبة ، كان يتمنى ان يشارك في المعارض التي كانت تقام في القوش وقد طلب من السيدة وسن الصفار مديرة المدرسة اقامة معرض فني في المدرسة وافقت على طلبه دعما لموهبته وحبه للفن وكان قد بادر على اقامة معرض فني بمناسبة عيد المعلم في 9/2 لكنه لم يكمل معرضه الشخصي حتى 23/3 وينتظر الفرصة التي يعرض فيها نتاجاته .. استقبلني في منزله المتواضع وبابتسامته الخجلى وقد شاركنا والديه في اللقاء وبكل محبة واحترام استضافوني واحتسينا معا الشاي الذي كانت تفوح منه رائحة الهيل وبعد الاستضافة الجميلة ولجنا الى الغرفة التي فاجأني بما صنعته أنامله المبدعة حيث اتخذ من بناية المدرسة التي يعمل فيها مفردات لموضوعه وقد جسّم هيكل بناية المدرسة بكافة توابعها معتمدا على المواد التالية : ((  مادة السليكون - الكارتون – الشفرة – المقص – أصباغ مائية – مسطرة قياس )) وقد عمل من خلال رسمه الهندسي ((عشرة صفوف ، باحة مدرسة ، قاعة ، غرفة الادارة وغرفة الهيئة التدريسية ، مخزن عدد 2 ن مختبر ، غرفة المرشدة التربوية ، درج عدد 2 ، حمام عدد 2 ، مكتبة ، مطبخ ، بيتونكة ، خزان ماء عدد 5 )) وستشاهد ذلك حين مشاهدتك للصور التجسيدية للوحاته الرائعة .


41
لقاء مع الدكتورة رواء بطرس قاشا
حوار / باسل شامايا
بئس الارادة التي تقف حائلا دون تحقيق منجزا أنت قادر على تحقيقه وبئس المنجز الذي تحققه وانت عاجز عن تحقيقه فحينما تتقاعس عن التواصل وفيك ما يؤهلك للمزيد من العطاء لتحقيق الطموح ، عليك ان تستعين بارادتك مستثمرا اياها لاحتواء ما يوقفك من اجل بلوغ المسعى .. هكذا استعانت الدكتورة رواء بارادتها لتحقيق طموحها الذي كان يراودها على الدوام متحملة أوصاب الغربة لسنين كي تضيف الى رصيدها العلمي امتيازا جديدا فتمكنت من تحقيقه بالمثابرة والاصرار وقوة الارادة خلال سني غربتها .. بهذه المناسبة العطرة ارتأينا أن نستضيف الدكتورة رواء بطرس قاشا في لقاء تخلله بعض الاسئلة كان مستهلها السؤال التقليدي الذي يتعرف من خلاله القاريء الكريم على شخصية الضيف المؤقر .. فشرعت الاخت الفاضلة بالاجابة على السؤال قائلة : انا ضيفة جريدة صوت القوش رواء بطرس بولس قاشا من مواليد القوش 1975 انتمي الى عائلة معروفة في القوش تسلسلي في العائلة الابنة الوسطى للعائلة عدد افرادها سبعة افراد شقيقين وثلاث شقيقات اضافة الى الاب والام ترعرعت بين كنف ابي وامي وتعلمت منهما كل ما اضاف الى رصيدي الاجتماعي من التربية والاخلاق والسيرة الحسنة .. انهيت دراستي للمرحلة الابتدائية في مدرسة القوش للبنات عام 1987وتخرجت من ثانوية القوش للبنات عام 1993 ثم حصلت على شهادة البكلوريوس في علوم الحاسبات من جامعة الموصل عام 1997 بتسلسل الثانية على الدورة  وقد عملت كمعيدة في نفس الجامعة لسنة واحدة وكان طموحي ان تواصل في الدراسة واحقق رغبتي الجامحة للحصول على شهادة الماجستير وفعلا تحققت امنية عام 2000 حينما نلت الشهادة باختصاص نظم التشغيل عن الرسالة الموسومة : (( عرض الصور عن طريق الوصول المباشر لذاكرة الفديو )) بتقدير امتياز . وبعد حصولي على هذه الدرجة العلمية تعينت كأستاذة في قسم علوم الحاسبات / جامعة الموصل وبقيت امارس وظيفتي بكل دأب ومواظبة حتى عام 2012 واتيحت لي الفرصة في هذا العام لتكملة الدراسات العليا لنيل شهادة الدكتوراه وتحقق حلمي بعد حصولي على الموافقات الرسمية وغادرت الوطن الى دولة بريطانيا وهناك في جامعة نيو كاسل ناقشت رسالة الدكتوراه في علوم الحاسبات باختصاص الحوسبة السحابية ( cloud computing ) عن اطروحة بعنوان : ( automatic deployment and reproducibility of workflow in the cloud using container virtulization  ) لمدة 4 سنوات .
س// ما هي أهم معاناتك خلال دراستك داخل الوطن و خارجه  ...؟                              ج// المعاناة خلال سنوات الدراسة تختلف حسب الظروف والمكان والاشخاص بدأت مع مرحلة البكلوريوس والماجستير في العراق الامكانيات التكنلوجية الضعيفة اثناء سنوات الحصار وقلة المصادر وضعف المستوى العلمي مقارنة بدول العالم فقد انهيت دراستي الجامعية والماجستير دون ان يكون لي كومبيوتر شخصي بل كنت اعتمد على ما توفره الجامعة . بعد عام 2003 بدأت فترة التقديم للبعثات الدراسية المدعومة من قبل الدولة وقدمت منذ عام 2005 لعلي أحصل على فرصة الدراسة خارج العراق لكنني لم تؤاتيني تلك الفرصة حتى عام 2012 واسباب غير معروفة علما كنت الأكفأ والاجدربالحصول على عليها من زملائي اما في مرحلة الدكتوراه فالمعاناة كانت بالفجوة العلمية الكبيرة بين الدراسة والتكنلوجيا في العراق وبريطانيا وكذلك العيش في مجتمع يختلف كليا عن مجتمعنا والتأقلم مع البيئة الجديدة . اما المعاناة الاكبر فكانت بعد العودة الى الوطن لمواجهة سلسلة من الاجراءات المعقدة في دوائر الدولة لغرض معادلة شهادة صادرة من بريطانيا او المباشرة في مكان العمل بالاضافة الى التعامل الغير حضاري من قبل الموظف وعدم معرفته كيفية اصدار الكتب الرسمية وفي المحصلة النهائية نتحمل نحن ثمن اخطائهم حيث يتم اعادة الاجراءات مرات عديدة والخضوع الى نفس الروتين واجبارنا على السفر لعدة مدن من اجل اكمال اجراءات روتينية وما يترتب عنه من تأخير في اكمال المعاملات والحصول على المستحقات .
س// ما هي طموحاتك بعد نيلك شهادة الدكتوراه ...؟                                                                  ج// اطنح بنقل تجربتي العلمية والانسانية التي اكتسبتها خلال سنوات الدراسة والعيش في بلد راقي كبريطانيا وأساهم ولو بشكل بسيط في تطوير مجال علوم الحاسبات واسلوب البحث العلمي في جامعة الموصل والعراق ، كذلك محاولة الاستمرار بالبحث العلمي مع اساتذتي في الخارج من خلال نشر البحوث المتطورة وحضور المؤتمرات العالمية كتدريسية عراقية وليس كطالبة في جامعة بريطانية .
س// أهم ما لفت انتباهك خلال سني دراستك الاخيرة ....؟                                                            ج// لقد لفتت انتباهي مسألتين مهمتين الاولى : هي العدالة في تقييم المجهود فبقدر المجهود الذي يبذله الشخص ينال التقييم بدون اي تأثيرات خارجية او علاقات شخصية والثانية والأهم هي الانسانية في التعامل مع الشخص بغض النظر عن انتمائه وجنسه والاهتمام العالي والتقدير الرائع للمرأة ودورها في كل جوانب الحياة ومنحها المكانة والحرية التي تستحقها .
س// هل سبق وعملت في مجال غير مجال اختصاصك ..؟                                                           ج// كلا لم يسبق لي العمل في اي مجال غير مجال علوم الحاسبات
س// اهم نتاجاتك العلمية والثقافية خلا فترة عطاؤك ..؟                                                                             ج// العلمية :                                                                                                            1- نشر عدد من البحوث المحلية والعالمية في مجال علوم الحاسبات ( 14 بحث )                                      2- المشاركة في عدد من المؤتمرات الدولية المهمة في الولايات المتحدة الامريكية واوربا       والبالغ عددها ( 8 مؤتمرات ) .                                                                                 3- القاء عدد من المحاضرات والعروض التقديمية في عدد من الجامعات العالمية المهمة     كجامعة كامبرج ونيوكاسل .                                                                              الثقافية :                                                                                                              اغلب نشاطاتي الثقافية كانت من خلال العمل في نشاطات كنسية متنوعة ومع اعمار مختلفة كالقاء المحاضرات وتنظيم المعارض الفنية واقامة مهرجانات ثقافية فنية لمختلف الاعمار .
س// هل من رأي ومقترح لتطوير النشاطات الثقافية بصنفيها الفني والادبي في القوش ..؟                          ج// خلال السنوات الماضية وبسبب ظروف عملي ودراستي ابتعدت عن جميع الانشطة في بلدتنا ولكن كنت متابعة لمعظم النشاطات الثقافية والفنية المقامة ويشعرني ذلك التآلف بالفرح على تلك الروح التي تجمع الكادر من اجل انجاح تلك النشاطات والفعاليات المتنوعة ... ان القوش دائما تمتاز بنشاطات جيدة ومتنوعة تحتاج الى مشاركة نسوية اكبر واقتراحي المتواضع ان تكون النشاطات القادمة بافكار جديدة وحديثة تشمل جميع الفئات العمرية .
س// نعيش في هذه الايام احتفالات عيد المرأة العالمي ماذا تقولين عن ذلك ..؟                                  ج// لا يسعني الا أن اقول لها كل عام وانت القوة والامل والحنان ، كوني قوية لتساهمي بشكل فاعل في بناء مجتمعنا الافضل وزاخرا بالامل والاصرار لتتحدي الصعاب وتحققي احلامك واهدافك المنشودة وتبقين ذلك الحضن الدافيء والحنون للعائلة لتزرعي في قلوب الجميع الفرح والسعادة والامل .         
س// كيف تنظرين الى نزيف الهجرة الذي سرق وما زال يسرق أهلنا واحبتنا ..؟                           ج// كل نزيف مؤلم ومع الاسف نزيف الهجرة لا يمكن ان يلتئم ، لقد خسرنا القريب والجار والصديق وبتنا مع مرور السنين أقلية  مع العلم كنا في البارحة نملأ المدن متواجدين في كافة الاعمال والوظائف الحساسة والمهمة واليوم لا نستطيع الا ان نحترم قرار المهاجرين وندعم المتشبث بالبقاء رغم المعاناة والظروف الاستثنائية التي يعاني منها شعبنا .
س// كلمتك الاخيرة في هذا اللقاء ...؟                                                                     ج// الحياة مليئة بالصعاب والتحديات لكن من الرائع ان نقبل التحدي ونجتاز الصعاب بالعمل     والصبر والتضحية . واود من خلالكم ان اتوجه بجزيل الشكر لأهلي واحبتي في القوش لدعمهم الدائم وكمية المحبة والتقدير وزيارات التهنئة التي حضيت بها من الجميع لنيلي شهادة الدكتوراه انتم اهلي وبكم ارفع رأسي دوما وسأسعى دوما للخدمة قدر المستطاع وفي الاخير اقدم جزيل شكريوامتناني  للاخوة رئيس وأعضاء  الهيئة الادارية لنادي القوش العائلي  بتشرفي بزيارتهم الرائعة وتقديم تهانيهم بالمناسبة واجراء رئيس تحرير جريدتهم    ( صوت القوش ) هذا اللقاء .

42
امسية شعرية بمناسبة عيد الحب

بمناسبة عيد الحب الفالنتاين الذي يحتفل بـــه العالم بشرقه وغربه ستقيم اللجنة الثقافيــــــة لنادي القوش العائلي امسية شعريـــــة يشارك فيها نخبة من مبدعينا الشاعرات والشــــعراء يقدمون قصائدهم بلغة الام واللغة العربيـــــــة وستتخلل الامسية ايضا فواصل غنائية يقدمها شبابنا المتألقين وذلك يوم الاربعاء الموافـــــق 14 / 2 / 2018وفي تمام الساعة الرابعـــــة عصرا في قاعة النادي الداخليــــــــة فلا تنسوا احبتنا واصدقائنا وعوائلنا الكريمــــــــة متابعي نشاطات النادي الحضور الى قاعة النادي التـي ستحتضن هذا النشاط وسيكـــــــون لنا بقدومكم         شرف وفرح وسرور 

43
في الذكرى السنوية لرحيل المربي الفاضل
الاستاذ وديع حنا كجو
                                                                                 
اعداد :  باسل شامايا
 
ان التعليم هو اساس تقدم البلاد وتطورها باعتباره الركيزة الاساسية التي ينطلق منه لبناء الوطن والمعلم هو المحور الرئيسي في العملية التربوية فلا بد من اصلاح التعليم ومؤسساته لان التعليم هو محور المستقبل ودور المعلم يكمن في مساهمته الفاعلة في صناعة الحضارات البشرية وتدل تسميته على دوره الكبير في قيادة دفة التربية والتعليم وعليه تقع مسؤولية كبيرة في انجاحها وتأثيرها على تقدم المجتمع  وعليه واجب علينا ان نستذكره ونحيي ذكراه ففي هذا العدد من جريدتنا اخترنا مربيا فاضلا قضى حياته التعليمية بعطاء لم يتوقف حتى اغماضته الاخيرة انه المربي وديع حنا ياقو كجو الذي اشرقت شمس ميلاده عام 1933 من عائلة معروفة بعلاقاتها الاجتماعية الطيبة انهى دراسته الابتدائية في مدارس الموصل اما تعليمه الثانوي فقد اكمله في كلية الموصل الاهلية التابعة للآباء الدومنيكان التي كان يديرها الأب جان فييه حيث كان يرافقه بجولاته الميدانية الى الاماكن الاثرية القديمة خصوصا الاديرة والكنائس الاثرية وبعد تخرجه من الاعدادية قرر ان يكمل دراسته الجامعية في بغداد /كلية الادارب فرع الاثار لكن وقوف اهله ضد رغبته حال دون تحقيق امنيته فاضطر للالتحاق بالدورة التربوية التي تخرج منها معلما وكانت محطة تعيينه الاولى في مدرسة بقرية هاوريسك في زاخو وبقي فيها ثلاث سنوات ومن هناك انتقل الى مدرسة بيبان عام 1961 وفي نفس العام غادر مربينا العزيز عالم العزوبية واقترن بالسيدة كرجية منصور يوسف ميرا وانجبت له خمس ثمار اربع بنين وابنة واحدة .. وفي عام 1963 انتقل الى  مسقط رأسه في القوش وهناك استلم مسؤولية ادارة مدرسة العزة الابتدائية للبنين وبقي فيها حتى عام 1966 ثم انتقل الى مدرسة الفضيلية / بغداد . لقد كان طموحه أن يكمل  دراسته الجامعية فواتته الفرصة في بغداد فقدم اوراقه الى الجامعة المستنصرية / كلية الاداب قسم اللغة الانكليزية وبعد اربع سنوات حصل على شهادة البكلوريوس عام 1975 فنقلت خدماته الى التعليم الثانوي وانتقل الى متوسطة الطليعة وبقي مدرسا فيها حتى عام 1985 وكانت هذه المدرسة محطته الاخيرة حيث أحيل فيها  الى التقاعد . من المواهب التي كان يتمتع بها حبه الشديد للمسرح حيث له مشاركات عدة في هذا المجال ففي عام 1954 انتمى الى جمعية اليقظة المسرحية في الموصل اشترك من خلالها بمسرحتين : (  الزباء – حمدان ) عرضتا على مسارح الموصل اضافة الى التمثيل اخرج العديد من المسرحيات منها ( حكم قره قوش – الحلاق والبقرة – عوديشو داديشو – ومسرحية الشواف ) وقدم اعمالا اخرى في نادي بابل الكلداني تأليفا واخراجا منها :  ( مطعم القوش – حلاق الطرف – فندق القوش – فرقة الازعاج – الطبيب القصاب – ليلة الحنة في القوش – ومراسيم الزواج في القوش عام 1989 التي شارك فيها اكثر من 100 ممثل وممثلة ) وفي التسعينيات من القرن المنصرم قدم للجمهور المتابع لنشاطه ( ليلة الحنة – رابي مجو – حلاق ايام زمان – بصخوثا ) اضافة الى ذلك كانت له هواية الموسيقى حيث كان يجيد العزف على آلة العود فقد اغنى الاذاعة السريانية وتلفزيون كركوك بالعديد من الألحان التي غناها اغلب المطربين السريان وكان اخر لحن له نشيد ( القوش يا ماثد زونا ) التي كتب كلماتها الاستاذ سعيد شامايا ومن هواياته الاخرى الكتابة خصوصا في مجال المسرح حيث كتب نصوصا مسرحية باللغتين العربية والسريانية وكانت له محاولات في تنظيم القصيدة السريانية وكان له موقعا متميزا في التهيئة للمهرجانات الثقافية الفنية المقامة في نادي بابل الكلداني ، وايضا قام بتحرير بابا ثابتا في مجلة قالا سوريايا منذ نشأتها وحتى توقف صدورها حيث كان يجري من خلال هذا الباب لقاءات مع المطربين الشباب ،وكذلك كان عضوا فعالا في عدة مؤسسات وواجهات ثقافية منها نقابة الصحفيين العراقيين – جمعية الفنانين الناطقين بالسريانية – ومن المسؤوليات التي اشغلها : رئيسا للجنة الفنية في جمعية الفنانين – ومسؤولا للنشاطات الفنية في نادي بابل الكلداني ونائبا لرئيسه ، ورئيسا للجنة النشاط الغنائي في جمعية الفنانين الناطقين بالسريانية ومسؤولا عن تدريبات الفنانين المشاركين في المهرجانات السريانية السياسية وعمل على تشكيل فرقة الانشاد التابعة لنادي نينوى ومن مساهماته الاخرى انه كان من الاعضاء المؤسسين لنادي بابل الكلداني وشارك بوضع النظام الداخلي له وساهم بتقديم خدمات جليلة لبلدته القوش منها دوره الفعال في حفر عين ماء محلة سينا وتوزيع الاعانات للعوائل المتعففة هكذا ينبوعا دافقا من العطاء ولم يتوقف حتى وافاه الاجل في شهر تشرين الاول 2002 تاركا ارثا من الانجازات الثقافية والفنية اشبه بشجرة دائمة الخضرة والثمار ارقد بسلا ايها المربي الفاضل نعم غادرتنا الى عالم البقاء لكنك ستبقى معنا وبيننا نستذكرك من خلال ما تركته لنا من العطاءات .. مواساتنا لاسرته برحيله وهنيئا لهم على ما خلفه لهم خلال تلك السنين من الحياة المفعمة بالانتاج والسيرة العطرة وطيبة المعشر .   

44
نجاح متميز
                                                                 
باسل شامايا                                                                                                             
هل يمكن نكران بلدة يحتضنها جبل أشم لطالما اتحفت العراق والعالم من غربها وشرقها بأسماء وانجازات عملاقة حفرت بعمق في الخاطر والوجدان وبقت متلئلئة في سماء الادب والفن والعلم والسياسة .. وتجسيدا لما اقول نجدها بين فترة واخرى تقدم نموذجا من ابنائها يتألق في مجال من مجالات الحياة .. فبعد سهر ومواظبة دءوبة وبالرغم من الظروف العصيبة التي احاطت ببلدنا الذي تكالبت عليه اطماع الغزاة تميز الطالب رافل عامر ابشارة على اقرانه من الطلبة في ثانوية ( مدرسة دهوك الدولية ) التي انهى فيها دراسته المتوسطة والثانوية وقد حصل على معدل 99 / 4 للعام الدراسي ( 2016 – 2017 ) وكان تسلسله الاول على محافظة دهوك والثالث على اقليم كردستان وبذلك حقق ما كانت تصبو اليه نفسه وبات موضع فخر واعتزاز لاسرته وبلدته ووطنه الذي اختزن بأعماقه مساحات من الحب لهم جميعا . وبهذه المناسبة السعيدة كانت لي زيارة بصحبة احد اصدقائي المقربين الى منزل الطالب رافل عامر ابشارة وقبل ان ابدأ بحواري مع رافل أود أن أتناول في لقائي هذا شيء عن بطاقته الشخصية : لقد سطعت شمس ميلاده في بغاد عام 1999 والده الدكتور عامر عابد ابشارة استاذ في كلية الطب / جامعة دهوك ووالدته السيدة مي صباح جيجو مهندسة كهربائية تعمل في دائرة كهرباء نينوى في القوش له شقيق وشقيقة أصغر سنا منه ، تحدث والده قائلا : كان منذ طفولته مجتهدا ومواظبا بتحضير واجباته المدرسية بشكل يومي ويسعى دوما ليكون متميزا بنتائجه الامتحانية لذلك كانت له مكانة خاصة عند اساتذته ومدير مدرسته وتربطه علاقة حميمة مع جميع زملائه الطلبة وعلى نطاق أوسع كان سيادة المطران ربان يكنّ له كل المحبة والاحترام اما والدته فقد اضافت قائلة : كان دوما طموحا ولا يثنيه شيء عن اداء واجباته اليومية وجلّ اهتمامه كان يصب في الدراسة فقط لذلك تمكن من تحقيق امنيته حينما حصل على اعلى نتيجة في الامتحان النهائي وهكذا نجده اليوم يكمل دراسته الجامعية طالبا في كلية الطب .. هذا وقد اجريت مع رافل حوارا استهله مسهبا بحديثه عن دراسته والثمار التي قطفها نتيجة ذلك فقال: في البدء اشكر ابي وامي على متابعتهما المتواصلة لي وتهيئة الجو الملائم في المنزل للدراسة كما اشكر اساتذتي الافاضل ومدير المدرسة ودعمهم المستمر لي حيث كان ذلك حافزا لي على المثابرة والاجتهاد وجعلني حريصا على الالتزام والسهر والتحضير اليومي منذ بداية السنة بل كنت ابدأ بتيهئة المواد الدراسية للمرحلة الاخيرة خلال العطلة الصيفية والحمد لله قطفت ثمار جهدي وسهري ونلت مبتغاي وامنيتي وسوف اكمل دراستي الجامعية في كلية الطب / جامعة دهوك كما عاهدتموني كفوءا مثابرا ، وعرفانا للطالب المتميز رافل ولزملائه الاوائل تم دعوتهم بشكل رسمي من قبل رئاسة اقليم كردستان والتقاهم السيد مسعود البرزاني والسيد وزير التربية وتم تكريمهم على تفوقهم كما كرّمه اتحاد الطلبة الكلدو اشوري واحيا بالمناسبة حفلا ساهلا على شرف الطلبة الاوائل ، وهكذا درج اسم رافل عامر ابشارة الأول على محافظة دهوك والثالث على الأقليم هنيئا لك ايها الطالب المجتهد والمتميز وهنيئا لعائلتك وادارة مدرستك ولبدتك القوش التي ستفتخر بك وما انجزته وأضفته الى ارشيفها الثر وفي الختام يطيب لي ان اقدم احر التهاني وارق التبريكات بهذه المناسبة الميمونة فما اجمل لحظات النجاح والوصول الى انجاز مرحلة دراسية للانطلاق الى تحقيق المزيد من النجاح في المرحلة القادمة مع صادق تمنياتي واحترامي .



45
تألق اغنية (( كاخرتا كو شوقا)) للفنان المبدع  طلال كريش في سوق القوش القديم 
                                                                                 
باسل شامايا   
   
القوش هذه البلدة التي حفر اسمها في ذاكرة الزمن وتغنى باسمها الشعراء والفنانين ورفع من شأنها مبدعيها الغيارى تعد بلدة تاريخية غنية بموروثها الثقافي وارشيفها التراثي الثر وانطلاقا من احياء تراثنا القديم واستذكار ما كان يزاوله آباؤنا وأجدادنا العظام من الحرف والمهن الحرة في سوق القوش المكتظ باهاليه وزواره  القادمين من كل صوب وحدب انطلق الفنان المحبوب طلال كريش كعادته بين حين وآخر لأقامة نشاط فني في بلدة آبائه واجداده معتمدا بذلك على كادر شبابي متزينا بتلك الازياء الرائعة التي تضفي الى النشاط جمالية وسحر يتلهف لها كل من يتذكر انه نشأ وترعرع في هذه البيئة وهذا المجتمع الموغل في الطيبة والمحبة ونكران الذات ، هدفه من هذا النشاط احياء التراث في القوش هذه اللوحة الجميلة الزاهية التي تسكن في قلوب وثنايا ابنائها على امتداد الزمن ويمتزج حبها في احاسيسهم ومشاعرهم ..  طلال كريش هذا الفنان المتألق الذي بدأ مشواره الفني في بلد الشتات صقلته الغربة وجعلت منه بأصراره وعزمه وحبه للفن فنانا ناجحا سخّر عشقه للغناء لتطوير قابلياته في عالم الموسيقى والغناء وتمكن ان يحقق نجاحا تلو النجاح دون ان يكتنفه اي غرور او تعالي او حب الذات وبهذه الثقة العالية بالنفس صدّر نتاجاته الفنية الى بلدته وبلده لنجدها اليوم حاضرة في كل بيت القوشي / عراقي .. جاء الى القوش بالرغم من التزاماته الكثيرة حاملا حبه وضمئه لبدلته واهل بلدته عبر البحار والمحيطات ففتحت له ذراعيها لتستقبله مع محبيه بكل شوق وفرح ولهفة وكان لقائه الاول بطاقم العمل الذي اعتمده لأنجاح مشروعه الفني في حدائق نادي القوش العائلي ومن هناك انطلق المساهمون كل حسب ما اوكل اليه من المهام ، وبودي ان اشير الى نقطة مهمة حول المبدع في اي مجال من مجالات الحياة وبشكل خاص المبدع الحقيقي الذي يعتمد على رصيده الثر بين المحبين والمعجبين ومهما كان صنفه ، ينقل من خلال نشاطه الابداعي والى الاجيال اللاحقة تراثنا الثر الذي نعتز به نحن الذين نشكل امتدادا لأولئك المباركين الذين اصرّوا وعزموا متجاوزين كل العقبات والمحن لصناعته والاحتفاظ للاحفاد وهكذا بقي وسيبقى على امتداد السنين دافقا لا ينقطع سواء كان مطربا او ممثلا او شاعرا او روائيا ووووووو .                                                           اغنية كاخرتا كو شوقا بكلماتها الجميلة التي نبعت من حنايا كاتب قدير ومحب ( نبيل كريش ) شقيق المبدع طلال الذي طالما كتب بيراعه المقتدر كلمات رائعة مجسدا فيها حبه لالقوش .. لقد جمعت هذه الاغنية الأكثر من رائعة شمل اكثر من ثلاثين شاب وشابة وطفل وطفلة جميعهم  ازدانوا جمالا وبهجة ورونقا بأزيائهم الشعبية حتى اكتظ بهم سوق القوش القديم الذي لآبائنا وأجدادنا فيه ذكريات جميلة لا تنسى ،  يتوسطهم بين مقطع واخر الفنان القدير طلال كريش وهو يغازل بصوته الدافئ ذلك التراث الذي سيبقى خالدا في ذاكرتنا مهما طالت السنين ، ومتنقلا من دكان الى آخر ومن حرفة ومهنة الى أخرى والبسمة والأمل يملئان وجهه البشوش ، لقد كان المشاركون في الاغنية منصهرين في بوتقة هذا العمل التراثي الجميل تغمرهم جميعا الفرحة وهم يجسدون ادوارهم التي انيطت لهم وقد اثمرت في الختام وانتجت هذه الاغنية التي ستضيف الى ابداعات القوش ابداعا جديدا الف شكر وتقدير لكل من يغني ويجدد تراثنا الحبيب والف مبروك للعزيز طلال ونبيل وسبهان هذا المنجز الذي نتمنى المزيد منه .. يطيب لي ان اقدم احر التهاني وارق التبريكات للعزيز طلال بمناسبة نجاح اغنية كاخرتا كو شوقا التي قضينا بتصويرها واخراجها احلى نهار في سوق القوش القديم . 

46
     
محاضرة في نادي القوش العائلي
تحت عنوان ( رحلة الصمود والتحدي ) نظمت اللجنة الثقافية لنادي القوش العائلي في قاعة النادي محاضرة قدمتها الدكتورة كافي دنو القس يونان تناولت المعاناة التي عاشتها الاستاذة كافي دنو خلال خمس سنوات ونصف من الغربة التي تحملتها من اجل هدف سامي وهو الحصول على شهادة الدكتوراه وبالرغم من المحاربة والتأخير المتعمد اللذان تعرضت لهما خلال سني دراستها تمكنت باصرارها وعزمها من قطف ثمار سهرها وتعبها وغربتها ونالت شهادة الدكتوراه واستهلت المحاضرة بتقديم نبذه مختصرة من حياة المحاضرة قدمها الفنان باسل شامايا مدير الجلسة ثم استرسلت الدكتورة كافي في حديثها عن الفترة التي قضتها في ماليزيا من اجل تحقيق امنيتها وهدفها الذي تغربت من اجله خمس سنوات ونصف هذا وقد حضر عدد من اعضاء النادي وضيوفه واهالي القوش الكرام . 



47
لقاء مع الدكتورة كافي دنو القس يونان
                                                                                             
حوار / باسل شامايا

كافي دنو بتي القس يونان هلّ فجر ميلادها في القوش عام 1961 أنحدرت من عائلة فلاحية معروفة بعلاقاتها الأجتماعية في القوش والمناطق المجاورة لها .. كان والدها يملك دكانا صغيرا في سوق القوش القديم وكيلا للمواد الغذائية ويعتبر اول مواطن من القوش يحصل على هوية المواد الغذائية منذ عام 1960 وتسلسله رقم ( 1 ) حيث ظهر اسمه بواسطة القرعة التي اجريت للاشخاص المتقدمين للحصول على الهوية وكان رقم ( 2 ) من حصة المرحوم حسقيال بابانا  اما والدتها السيدة حبي فهي انسانة متواضعة وربة بيت ومدبرة قضت حياتها بتربية اولادها لها من الاولاد ثمانية بنات وثلاث بنين فقدت احد اولادها بحادث مروري عام 1979 ومعه زوجته تاركان ولدين بعمر الورد متولت الوالدة تربيتهما حتى كبرا واسس كل واحد منهما عائلة وهم حاليا في بلاد المهجر..  أنهت كافي دراستها الابتدائية والثانوية في مدارس بلدتها وأكملت دراستها الجامعية في الموصل وحصلت على شهادة البكالوريوس في الإحصاء من جامعة الموصل عام 1984 .. وبتاريخ 2/4/1986 صدر أمر تعيينها في دوائر الدولة بدرجة وظيفية (معاون ملاحظ) بكلية الطب البيطري/ جامعة الموصل علما إنها عانت الكثير لحين حصولها على تلك الوظيفة والسبب في ذلك محاربتها من قبل عناصر من النظام الدكتاتوري الظالم .. وعدم حصولها على تزكية صادقة من أزلام البعث في منطقة سكناها حيث تم تزويد أصحاب الشأن بتزكية ظالمة حالت دون تعيينها لفترة من الزمن، علما إنها كانت من الثلاثة الأوائل على قسم الإحصاء وبالرغم من ذلك أكملت دراستها في عام 1987 وحصلت على الدبلوم العالي من الجهاز المركزي للإحصاء/ وزارة التخطيط.. أدارت بيتها بعد وفاة والدها لعدم وجود احد من اخوتها لادارة البيت لكون احدهم اسيرا في الحرب العراقية الايرانية عام 1981 وشقيقها الاخر كان ايضا عسكريا متفرغا لالتزاماته المفروضة عليه وقد اشرفت على رعاية والدتها حتى مغادرتها العراق للدراسة خارج الوطن وقد انضمت والدتها الى قافلة الهجرة بعد احداث الغزو الداعشي البربري الذي تعرض له الوطن بشكل عام ومناطقنا في سهل نينوى بشكل خاص .
س// هل توقف طموحك بعد ذلك كي تكملي دراستكِ العليا ...؟
ج// بالعكس لم يتوقف طموحي العلمي بتكملة الدراسة بل شدني ذلك أكثر لتحقيق طموحي اللامحدود والحصول على شهادة البكالوريوس في علوم الحاسبات من نفس الجامعة/ الدراسة المسائية عام 2004 وفي نفس العام وبعد زوال النظام الدكتاتوري قدمت أوراقي ومستمسكاتي

 

لدراسة الماجستير في جامعة الموصل فأجتزت الأمتحان التنافسي بكل ثقة بالنفس وتم ترشيح أسمي في الكلية لكن رئيس الجامعة المدعو الدكتور سعد الله توفيق سليمان رفض ترشيحي بسبب تعصبه الديني والعنصري وعلى أثر ذلك طلبت نقلي الى جامعة دهوك لكي أبتعد من ذلك التمييز المحفوف بالظلم والحقد والكراهية وتم قبول نقل خدماتي على ملاك جامعة دهوك رئاسة الجامعة في 11/11/2004 وبعد ذلك قدمت لدراسة الماجستير فظهر أسمي في جامعتي دهوك والموصل ففضلت الدراسة في جامعة الموصل وبسبب اصراري اكملت الدراسة ونلت شهادة الماجستير بتفوق في عام 2008 وتم نقل خدماتي كتدريسية الى كلية العلوم/  قسم علوم الحاسبات .. تواصلت في التدريس حتى عام 2012 وخلال هذه الفترة دعاني طموحي الى تحقيق رغبتي في تكملة دراسة الدكتوراه في إحدى الدول الأوربية فقابلت اللجنة المشرفة على قبول الطلبة وحققت نجاحا كبيرا بتقييم اللجنة ولكن تم رفضي لسبب واحد هو تجاوزي السن القانوني من العمر والذي لايسمح بالدراسة للطالب أو الطالبة التي بلغت أكثر من45 سنة .. ما لم يتمكن اليأس من إجتياح طموحي بل كان مزروعا في داخلي وكنت على ثقة تامة بأنني لا بد أن تسنح لي الفرصة المؤاتية لأحقق من خلالها هدفي المنشود، فقدمت أوراقي الخاصة الى جامعة جواهر في الهند ولكن الموقف السلبي لأحد الاشخاص حال دون حصولي على القبول في تلك الجامعة وبدون تلكؤ سحبت أوراقي ومستمسكاتي وقدمتها الى ماليزيا فتم قبولي في الجامعة التكنلوجية الماليزية فغادرت الوطن في 2/2/2012 وقد قدمت بطلب إجازة من رئاسة جامعة دهوك لمدة ثلاث سنوات بدون راتب وبسبب الغبن والظلم الذي تعرضت لهما خلال سني دراستي طلبت بتمديد إجازتي الى سنتين ونصف اضافية ، وهكذا نلت في الأخير شهادة الدكتوراه بصبري وشكيمتي وإصراري.
 س// كيف وكم أستغرق السقف الزمني في كتابة ومناقشتكِ لأطروحة الدكتوراه ..؟
ج// ناقشت أطروحة الدكتوراه بتخصص(الإحصاء التطبيقي) من الجامعة التكنلوجية الماليزية (UTM) حيث تهدف الأطروحة الى معالجة القيم الشاذة والأرتباط الذاتي في البيانات لتزويدنا بنتائج إيجابية أعتقد إن المدة التي يتم خلالها مناقشة رسالة الدكتوراه لاتتجاوز الثلاث سنوات لكنني أنجزت دراستي بمدة خمس سنوات ونصف بسبب الغبن والظلم الذي تعرضت لهما من قبل الممتحنة الخارجية التي كانت سبباَ في تأخير مناقشتي.
س// هل فكرت بالعودة الى الوطن بسبب المحاربة التي تعرضت لها خلال الدراسة ..؟
ج// إطلاقا ..! بل زاد إصراري وتشبثي على التواصل وقررت مع نفسي أن أتجاوز تلك الصعوبات التي لم تثني عزيمتي وقلت إنني لن أعود الى وطني وبلدتي الا وأنا حاملة لشهادة الدكتوراه لكي أدخل البهجة الى حنايا أهلي وبلدتي الحبيبة وبلدي العزيز والحمد لله تحقق ذلك بالرغم من القلق والعذاب والهم الذي عشته خلال أكثر من سنتين ونصف .
س// كيف تنظرين الى المرأة في القوش ..؟
 

ج// يجب على المرأة أن تسعى لكي تكون ذات فعالية في المجتمع وتشارك الى جانب الرجل في عملية البناء والرقي بالبلد عموما للوصول به الى مستقبل تسوده الحرية والديمقراطية والسعادة فان كانت تروم الحصول على حقوقها المشروعة عليها أن توحد جهودها وتتواصل بسعيها الدؤوب ونضالها المرير دون تلكؤ .. وأستطيع أن أقول هناك العديد من الأخوات تشاركن في إقامة المهرجانات والأمسيات الثقافية ولهن دور بارز في رفد مختلف النشاطات وهناك الكثيرات ممن تتوفر فيهن الإمكانية الثقافية والأدبية والفنية لكنهن يعشن ظروفا تحول دون إبراز تلك الإمكانيات والذي أتمناه لأختي وصديقتي وزميلتي وأبنة بلدتي في القوش كسر تلك القيود لتشكل لنفسها مكانا متميزا في مجتمعها ودون ذلك ستبقى مهمشة لا دور لها في المجتمع.
س// لقد بلغت ظاهرة الهجرة أوجها خلال هذه الفترة فماذا تقولين عن ذلك ..؟
ج// أنا شخصيا لم أفكر قط بالإنضمام الى قافلة الهجرة بالرغم من الظروف العصيبة التي نعيشها في ظل الحروب والأقتتال واللإستقرار علما إن جميع أفراد عائلتي قد غادروا الوطن الى بلدان الشتات مع هذا أنا على قناعة تامة بالبقاء في بلدي وبالتحديد بلدتي القوش أمارس وظيفتي وأعيش حياتي بعيدة عن التفكير بالهجرة.
س// هل لديك طموحات أخرى لم تحققيها وتنتظرين الفرصة لتحقيقها ...؟                         ج// نعم هناك طموحات عدة أطمح الى تحقيقها منها: تكملة دراستي لأنال شهادة ما فوق الدكتوراه كما أطمح للقيام بزيارة كنيسة القيامة في مدينة القدس وهناك أقوم بزيارة الأماكن المقدسة التي حضر اليها سيدنا يسوع المسيح له المجد.
س// ما هي إنجازاتك خلال حياتك العملية والدراسية والأجتماعية ...؟
ج// 1 - تأليف كتاب تحت عنوان ((طرق تحليل المكونات الرئيسية القوية والمربعات الصغرى الجزئية للأنحدار الخطي المتعدد بوجود الأرتباط الذاتي ونقاط النفوذ العالية)) 2- نشرت عدة بحوث في مجلات عالمية ولدي بحوث أخرى لم تنشر حتى الآن. 3- شاركت في المؤتمرات العلمية التي أقيمت في ماليزيا خلال سني دراستي. 4- شاركت بدورة علمية خاصة بالتمريض وقد مارست هذه المهنة لأكثر من سنة بالمركز الصحي في القوش. 5- كتبت ونشرت العديد من المقالات في المواقع الالكترونية (موقع القوش وموقع عينكاوا وجريدة صوت القوش). 6- أكملت دراسة الفلسفة واللاهوت لمدة ثلاث سنوات في كنيسة مار كوركيس/ القوش عام 2011.
س// هل هناك فرق يذكر في بلدتك القوش بعد فراقها خمس سنوات ونصف ...؟
ج// أكيد هناك فرق ولكن ما يدعو الى الفرح هناك نوع من التوسع في البناء من الجانب الشرقي والغربي للبلدة أما عن العلاقات الأجتماعية فما زالت أغلب العوائل تحتفظ بعلاقات حميمة فيما بينها وهذا ما يدعو الى الطمأنينة وهناك أيضا بعض الظواهر السلبية التي أجتاحت مجتمعنا وعلى الغيارى من مثقفي البلدة خلق التوعية عند العنصر الشبابي للحفاظ على إرثنا وتقاليدنا الأجتماعية وتاريخ القوش الذي نفتخر ونعتز به منذ قديم الزمان.
س// ما رأيك بجريدة صوت القوش ...؟
ج// صحيفة رائعة ومتميزة بتنوعها الثقافي والفني والتراثي وهي جريدتي المفضلة وقد رفدتها بالكثير من المقالات .. أتابعها بشوق ولهفة وأقرأ صفحاتها الثانية عشرة .. تحياتي وفائق شكري الى هيئة التحرير والزملاء القائمين على إصدارها وأتمنى لجريدتنا الغراء النجاح الدائم والعطاء المتواصل خدمة لبلدتنا الحبيبة القوش.
س// بأية كلمات تختمين لقاء جريدة صوت القوش ..؟
ج// وختام لقاءنا هذا أشكر الشاعر والكاتب والفنان باسل شامايا والأخوة في إدارة النادي العائلي لإتاحتهم الفرصة الثمينة وإجراء هذا اللقاء الشيق وكما أشكر كهنتنا الأعزاء لجهودهم المبذولة في تقديم المساعدات المادية والمعنوية لعوائلنا النازحة من القرى المجاورة وكما أهنيء قواتنا الأمنية بكافة تشكيلاتها على ما قدموه من تضحيات وقرابين لطرد الغزاة من أراضينا وتنظيف ترابنا المقدس من دنس الإرهاب التكفيري وأتمنى أن يعم الخير والسلام والمحبة أرجاء العراق الحبيب ليعود النازحين المتعبين الى مدنهم وديارهم ليبدأوا من جديد في بناء ما هدمه الجناة.

48
 
المربي الفاضل عيسى لاسو مراد

باسل شامايا
       
للتربية والتعليم تاثيرات فاعلة على المجتمعات الانسانية سلبا وايجابا فاذا امتلكا جودة عالية فتحا امام المجتمع والمواطنين دروب التقدم والرفاه الاقتصادي والسلام الاجتماعي والتطور السياسي والاغتناء بالمعارف والمهارات واذا كان العكس من ذلك فانه سيشد المجتمع والمواطنين الى الوراء ويدخلهم في انفاق مظلمة .. فالمعلم هو ذلك المربي الحريص على تادية واجباته بضمير حي وهو الاب الروحي للتلاميذ فيستوجب تقييمه لانه واضع اللبنات الاولى لبناء الدولة المدنية وغارس قيمها واخلاقها في نفوس بناة المستقبل .                              يسرنا في هذا العدد ان نستذكر احد هؤلاء المربون الذي ما فتأ حضوره يطرق الذاكرة انه المربي عيسى لاسو مراد الذي ولد في القوش عام 1933 ومن عائلة معروفة اجتماعيا له ثلاث اخوة واختين ، انهى دراسته الابتدائية والثانوية في مدارسها وتخرج من دورة تربوية عام 1954 ليكون اول تعيين له في 5/1/1955 في مدرسة بجيل الابتدائية في ناحية السورحية بقضاء عقرة .. لقد كان مثالا للمربي المتميز لاهتمامه الكبير بكافة جوانب التلاميذ التربوية والاخلاقية واهتمامه ايضا بتعليمهم المواد الدراسية ورفع وعيهم الاجتماعي وزرع حب الوطن في نفوسهم وتوجيههم لحب المطالعة والتثقيف الذاتي لذلك احبه واحترمه كل من عمل معه من المعلمين والطلبة ويستذكرونه بكل حب ومودة ولا ينسون نصائحه وارشاداته لهم . وكان له مكانة متميزة عند المسؤولين لاخلاصه في اداء وزاجبه ونتيجة لتوصيات المفتش التربوي اصبح مديرا لمدرسة ابجيل في 1/5/1958 ثم نقل الى قرية الجراحية في 22/11/1958 ومن هناك الى مدرسة القوش الاولى بناية مار ميحخا في 1/1/1959 وبقي فيها حتى القي القبض عليه ظلما في 1963 اثر احداث 8 شباط ومعه بعض الشخصيات الالقوشية . على اثر ذلك غادر القوش بعد الافراج عنه متوجها الى بغداد مع عائلته ، عمل في مدرسة الافلاذ الابتدائية / سد ديالى ثم مدرسة ابن الخطيب في منطقة الزوية / بغداد ثم انتقل الى مدرسة الكرادة الشرقية ثم مدرسة الاخلاص الابتدائية حيث كانت محطته الاخيرة حتى احيل الى التقاعد عام 1983 . دخل دورة طرائق التدريس باللغة الانكليزية في نهاية السبعينات الى جانب تدريس العربية في المدارس الابتدائية . ساهم في تنضيد كتاب ( القوش عبر التاريخ ) الطبعة الاولى لمؤلفه المطران يوسف بابانا عام 1979 بالتعاون مع الاستاذين يوحنا وجورج حسقيال بابانا حيث ان الكتاب لم ير النور الا بعد وفاة المؤلف ومن الناحية الاجتماعية اقترن من السيدة الفاضلة ( ريجينة بابانا ) بتاريخ 9/9/1959 وأنجب منها ثلاثة أولاد وابنتين وكانوا جميعا متميزين بتحصيلاتهم العلمية العالية كالطب والهندسة وهذه كانت ثمرة جهد وتربية المربي الراحل وهم على التوالي : (( ثامر – ثامرة – ماهر – مها - وسام – )) . وداعا ايها الغائب الحاضر ستبقى حاضرا في ذاكرة تلامذتك واهل بلدتك ومحبيك .


49
فارس الاغنية الشبابية
في ضيافة نادي القوش العائلي

باسل شامايا
           
المبدع ليس ذلك الانسان الذي يعمل ويشتهر من اجل ذاته بل هو ذاك الذي يتألق على مسرح الابداع حاملا رسالته الفنية التي هي جزءا من الرسالة الانسانية السمحاء ويكرس حياته لأيصال تلك الرسالة الى مجتمعه بشكل خاص والمجتمع الانساني بشكل عام ، سواء كان ذلك الصنف من الفن تمثيلا او غناءا او فنا تشكيليا وما الى ذلك من اصناف الفن المتعددة ويعمل على توظيف طاقته الابداعية  من اجل تقديم الخدمة وتطوير وتقدم مجتمعه ، فتصبح حياته اشبه بذلك النهر الذي يجري ماءه دون ان يتوقف رغم صعوبة الجريان بسبب الصخور والانحناءات الملتوية .. قبل مدة ليست بالطويلة التقيت في نادي القوش العائلي فنانا مغتربا ما زال في بداية طريقه الى الشهرة قادم من كندا وحاملا بين حدقات عيونه حبه الكبير لبلدة آبائه وأجداده القوش .. انه الفنان الشاب ( يوسف فارس ) الذي عرفته الغربة بفارس الاغنية الشبابية .. شابا متأنقا مهندما كانت لعطر حديثه نكهة خاصة يمتلك خامة صوتية جميلة صاحب ابتسامة مميزة نابعة من تفاؤله وحبه الكبير للموسيقى والغناء و لوطنه الذي غادره وهو بعمر الزهر . اشرقت شمس ميلاد الفنان يوسف في بغداد عام 1996 وبدأ مشواره الفني بعمر خمس سنوات منذ ان كان برعما صغيرا ، وقد احتضنه والده فارس زلا ووقف الى جانبه مساندا وداعما اياه لتنمية موهبته الفنية وتطويرها ، فبات له عونا في مواجهة الصعوبات التي عانى منها  في بداية حياته الفنية وتجاوزها باصراره وحبه اللامحدود لموهبته وبدعم والده تمكن من تجاوز كل ما كان يقف عثرة في طريق تحقيق هدفه المنشود .. وكما نعلم ان الطريق للوصول الى الهدف يكون محفوفا بالصعاب ومعبدا بالقلق وهذا ما عاشه فناننا المحبوب في بدايته لكنّه بطموحه حمل آمالا كبيرة لذلك أظهر تمسكه بالهدف الذي سعى لتحقيقه من خلال تشبثه برسالته الفنية .. غادر يوسف ارض الوطن الى الاردن / عمان مع والديه وشقيقتيه الصغيرتين عام 2002 وهو بعمر ست سنوات وكان هذا البلد محطة انتظار لحين الوصول الى حيث استقرار عائلته في بلد الغربة ومن هناك  سينطلق في بناء  حياته الجديدة مع اسرته وموهبته التي يبني عليها آماله وتمنياته .
درس هناك على آلة الطبل وآلة العود واشرف على تعليمه  الأستاذ الفنان طلال مجيد ثم اصبح تلميذا دءوبا في معهد (( دو ري مي )) للموسيقى وهو بعمر ثماني سنوات واستمر لمدة سنتين بدراسته حتى تخرج عازفا ماهرا فتمكن منذ الصغر ان يعزف على اوتار الزمن ليقدم ابداعه لجمهوره الذي صفق له واحبه . لقد شارك بعدة مهرجانات مدرسية ومهرجانات اخرى في الاردن منها :  ( مهرجان الاستقلال الاردني )) الذي اقيم في عمان كما شارك في العديد من حفلات التخرج في مدارس الاردن .. والتحق بمعهد الفنون الجميلة الاردني بعد اختباره من قبل استاذة روسية واشرف على دراسته هناك الاستاذ علاء شاهين احد تلامذة الفنان الكبير نصير شمه كما درس المقامات العراقية على يد عمر عبيدات وعلاء شاهين ولم تمض على دراسته في هذا المعهد اكثر من سنة حتى اضطر الى ترك الدراسة بسبب انجاز معاملة سفر العائلة الى كندا في 2007 .. مكث في عمان خمس سنوات وبعد انتظار ممل توجه بصحبة والديه الى كندا  وهناك درس في معهد (( بنكل ميوزيك )) على آلة البيانو واستمر سنتين بدراسته حيث كان يمارس العزف على هذه الالة في كنيسة (( SAINT MICHAL )) في مدينة (( BEL EVILLE   )) .  في عام 2010 انتقل مع عائلته الى مدينة ونزر وهناك التحق بمعهد long macqueds    الأوبرالي واستمر سنة واحدة فقط
ومن مشاركاته الجماهيرية شارك في العديد من حفلات عيد الحب واعياد الميلاد ورأس السنة وحفلات الزفاف كما شارك بفواصل غنائية في مهرجانات لبنانية وعراقية وحفلات ساهرة في ولاية مشيكن وفي كندا / تورنتو منها مهرجان الاغنية العراقية وبمشاركة مطربين عراقيين عام 2016 وكان آخر مهرجان شارك فيه كضيف شرف وبدعوة من اللجنة العليا للمهرجان ( سوبر العراق )  في 2017 بأقليم كردستان / اربيل حيث قدم فقرة غنائية تفاعل معه الجمهور .. وخلال هذه الزيارة  الى بلدته  القوش قدم فقرة غنائية في الحفل العائلي الذي اقامته جمعية القوش الثقافية واهدى خلالها اغنية لابنة عمه بمناسبة زفافها المبارك . اما آخر نشاط له تسجيل اغنية جديدة بعنوان (( حني حني )) كلمات الشاعر علي الديواني والحان الفنان أزهر حداد وسيبدع الفنان عمار العاني بتوزيع الموسيقى تمنياتنا للفنان الشاب التألق الدائم والأبداع في تجسيد رسالته الفنية وايصال فنه الجماهيري الى جمهوره المحب داخل الوطن وفي بلد الشتات . وكان آخر كلام للفنان يوسف فارس وهو بضيافة نادي القوش العائلي : اشكر بلدتي الحبيبة القوش لأنها أسعدتني بلقائها ولقاء اهلها واحبتها الذين هم اهلي واحبتي واشكر نادي القوش العائلي الذي غمرني بلطفه وتشجيعه واجرى معي هذه الوقفة الجميلة واشكر كل من قدم لي محبته واحترامه املي أن تتحقق احلامي في الوصول الى مستوى النجومية لأمثل بلدي الحبيب وبلدتي الغالية القوش في العالم .                 وبدورنا نتقدم بشكرنا وتقديرنا الكبيرين لابن القوش الفنان الشاب يوسف فارس الذي تجشم عناء النوى من كندا حتى بلدة الاباء والاجداد القوش الحبيبة الذي وصل اليها حاملا محبته وشوقه وحنينه الذي زرعته في اعماقه اسرته وبشكل خاص والده العزيز فارس وفي الاخير تحياتنا لكل من يضيف ابداعا جديدا متميزا الى ارشيف القوش ام الابداع  .
     

50
نجم رياضي يغني أرشيف ألقوش الرياضي بعطائاته

                                                             
حوار / باسل شامايا
القوش بلدة موغلة في التأريخ عرفها المجتمع الأنساني منذ قديم الزمان حيث حفر اسمها في ذاكرة الزمن وتغنى بها الشعراء والفنانين ، أغلب سكانها من انتماء فلاحي ، امتاز رجالها وشبابها ونسائها بالجرأة والشجاعة وعدم الرضوخ للذل والعبودية حتى ان كلف ذلك حياتهم ، تحملوا الويلات والنكبات والمحن التي توالت على بلدتهم وعلى امتداد السنين دون ان تثنيهم عن ممارسة حياتهم بالشكل الذي يريدونه محتفظين بتلك القيم التي توارثوها من آبائهم وأجدادهم
 اهملت هذه البلدة من قبل الحكومات المتعاقبة على العراق وزج خيرة ابنائها في زنزاناتهم القذرة ووهبت الكثير منهم قرابينا على مذبح الحرية .. بالرغم من صغرمساحتها الا انها كبيرة وشامخة بعطائها وامجادها التي سطرت على صفحات التاريخ لذلك نجد جميع من ينتمي اليها يعتز ويفتخر بذلك الانتماء وتوارث الاجيال الماضية واللاحقة ذلك الفخر والاعتزاز . يسعدني جدا ان التقي احد ابنائها الغيارى الذي اغنى ارشيفها الرياضي بعطاءاته الكثيرة .. انه الكابتن ثائر يوبيل وزي الذي سطعت شمس ميلاده في القوش عام 1962 ومن عائلة بيت وزي التي اشتهرت بمهنة الحدادة التي احترفها ابيه وجده واعمامه حتى اواسط السبعينيات من القرن الماضي وبسبب ظروف المعيشة اضطرت عائلته لمغادرة القوش الى بغداد .. بلغ عدد افراد العائلة عشرة انفس خمسة  بنين وثلاثة بنات اضافة الى الاب والام (( ثائرة – خالدة – ثائر – منهل – وائل – انتصار – ايميل – ماير )) . بدا ثائر مشواره الرياضي عام 1973 في بغداد حين انضمامه الى احدى الفرق الشعبية في منطقة بارك السعدون ( حارس مرمى ) وتواصل في عشقه لرياضة كرة القدم حتى يومنا هذا .                                                                                               س // ما هي اهم النشاطات الرياضية التي شاركت بها لاعبا ..؟                                                   ج// كنت اتمنى دوما ان اشارك في البطولات الرياضية المقامة في القوش وخارجها وفعلا      كانت لي مشاركات في دوري اندية ريفية في محافظة نينوى و من خلال نادي القوش      الرياضي عام 1978 و بطولات للفرق الشعبية التي اقيمت في القوش وتلكيف وباطنايا .
س// متى بدأت نشاطك الرياضي مدربا ..؟                                                                                          ج// كان ذلك في اوائل عام 1993 كمدرب لفريق شعبي في القوش تابعا لمجلس الشباب في     ذلك الوقت وتواصلت منذ ذلك الحين دون توقف حتى يومنا هذا . 
س// نشاطاتك الرياضية التي انجزتها كمدرب ..؟                                                             ج// كثيرة هي انجازاتي الرياضية خلال فترة اشغالي هذا المركز في نادي القوش الرياضي :               1- حصول المنتخب على المركز الاول في بطولة الشفاء التام بكرة القدم للرجال والتي نظمها    مجلس شباب القوش / قضاء تلكيف / شيخان عام 1997 .                                               2- الحصول على المركز الثاني بخماسي الكرة للشباب على محافظة نينوى عام 2005   3- الحصول على المركز الاول لبطولة سركيس اغا جان بكرة القدم للرجال عام 2007                            4- الحصول على المركز الاول لبطولة سركيس اغا جان بكرة القدم للشباب عام 2007                          5-  المركز الاول في بطولة الربيع بخماسي الكرة للسيدات لسهل نينوى الشمالي عام 2008  6- المركز الثاني لبطولة تربيات المنطقة الشمالية بخماسي الكرة للسيدات / كركوك 2008 .  7- المركز الاول في بطولة المثابرة بخماسي الكرة للسيدات / نينوى 2009 .                             8- المركز الثاني لمهرجان المرأة الثالث بخماسي الكرة للسيدات في العراق / بغداد 2009 .   10- المركز الاول / بطولة تربيات المنطقة الشمالية بخماسي الكرة للسيدات / كركوك 2010 11- المركز الاول في بطولة تربيات العراق بخماسي الكرة للسيدات في النجف 2010 .   
12- المركز الاول لبطولة الربيع بخماسي الكرة للرجال / سهل نينوى الشمالي باطنايا 2010 13- المركز الثاني لبطولة اندية العراق بخماسي الكرة للسيدات في بغداد 2011 .                     14- المركز الاول لدوري اندية محافظة نينوى بخماسي الكرة للسيدات في قره قوش  2011   15- المركز الاول لمهرجان المرأة الخامس بخماسي الكرة في العراق / بغداد 2011 .                16- المركز الاول لدوري اندية نينوى بخماسي الكرة للسيدات / قره قوش عام 2011 .               17- المركز الاول لبطولة يوم العراق لأندية محافظة نينوى بخماسي الكرة للسيدات 2012 . 18- المركز الاول لبطولة المثابرة بخماسي الكرة لأندية محافظة نينوى / قره قوش 2012 .   19- المركز الثالث لبطولة اندية العراق بكرة القدم الشاطئية للسيدات / بغداد 2012 .
20- المركز الثالث في بطولة المراكز التخصصية بخماسي الكرة للسيدات / الديوانية 2012  21 – المركز الاول لبطولة الفقيد توما توماس بكرة القدم لاندية سهل نينوى القوش 2012 .  22- المركز الثاني في بطولة كلنا معا لتحرير نينوى بخماسي الكرة للرجال / دهوك 2016   
س// ماهي هواياتك الاخرى ..؟                                                                                              ج// هواياتي الاخرى ايضا رياضية حيث كنت اهوى المشاركة في المهرجانات الرياضية       المقامة في القوش كل عام كالساحة والميدان ولعبة الشطرنج . 

س// منذ متى انتسبت الى نادي القوش الرياضي ..؟                                                                     ج// انتسبت الى نادي القوش الرياضي عام 1977 والذي كان قد تأسس عام 1972 اما في    التأسيس الجديد عام 2001 فقد كنت احد اعضاء هيئته التأسيسية . 
س// ماهي اهم المسؤوليات الادارية والرياضية التي اشغلتها ...؟                                          ج//  - عضو الهيئة التأسيسية لنادي القوش الرياضي عام 2001 .                                    - عضو الهيئة الادارية لنادي القوش الرياضي عام 2001 .                                                -   رئيس اللجنة الرياضية لنادي القوش الرياضي لعدة سنوات .                                          - مشرف رياضي في منتدى شباب ورياضة القوش-                            - مدير ادارة نادي القوش الرياضي                                                                                   - مسؤول تنظيم بطولات الفرق الشعبية في القوش                                                               - عضو اتحاد العراقي للتنس كرة القدم فرع الشمال                                                                           -  مدرب الفريق النسوي لكرة القدم الشاطئية وخماسي الكرة                                                                      - مدرب فريق المدرسة الكروية حاليا حيث يبلغ تعدادها 60 لاعبا ومن اعمار مختلفة                      -   مدرب فريق الرواد .. مدرب فريق المتقدمين .. مدرب فريق الشباب  .
س// متى ودعت عالم العزوبية ..؟                                                                                     ج// في عام 1986 ارتبطت بشريكة حياتي السيدة ندى داود حداد وانجبت منها ولد واحد      وثلاث بنات ( يوبيل – دنيا – دانيا – مريم ) بالرغم من انشغالي بالرياضة الا انهم      على الدوام يملئون حياتي بالفرحة والسعادة .
س// هل مارست مهنة الحدادة التي اشتهرت بها عائلة بيت وزي ..؟                                                     ج// نعم مارستها مع المرحوم والدي العزيز عام 1970 وكان اول انتاج لي صنعت سكينا      كبيرا وعدة المشويات واهديتها الى عمتي المرحومة شكرية وزي ومن شدة فرحها بذلك     اهدتني علبة من الحلويات معبرة عن فرحتها بممارستي مهنة آبائي وأجدادي .. لكن               للاسف لم اتواصل بهذه المهنة بسبب مغادرتنا القوش الى بغداد طلبا للرزق .
س// هل شاركت  ببطولة رياضية خارج العراق حدثنا عن ذلك ..؟                                                          ج// في عام 2012تم تكليفي من قبل  اتحاد كرة القدم فرع نينوى اضافة الى بعض المدربين لاستلام مسؤولية منتخب الكرة للسيدات لحضور معسكر تدريبي في تركيا / انطاكيا كمدرب لمنتخب محافظة نينوى للسيدات ولمدة عشرة ايام حيث كان لنا لقاء مع منتخب انطاكيا      للسيدات و انتهت المباراة بفوز فريقنا باربعة اهداف مقابل لا شيء لفريق انطاكيا .
س// احرج موقف عشته في حياتك الرياضية ..؟                                                             ج// خلال مشاركة منتخبنا في بطولة اندية العراق بخماسي الكرة لاحظت ان اداء اللاعبات كان دون مستوى الطموح والسبب يعود الى شدة الحر وعدم تلبية حاجة اللاعبات الى الماء وكان المرحوم باسل قاشا رئيس النادي في ذلك الوقت واقف الى جانبي فبادر وكالمعتاد للقيام بالواجب والذهاب  الى السوق لتوفير تلك الحاجة بالرغم من وضعه الصحي السيء الذي كان لا يساعده للتنقل من مكان الى آخر سيرا على الاقدام ، حاولت منعه من الذهاب لكنه اصر على ذلك ، ولم تمض الا دقائق حتى عاد وهو يحمل قنينة ماء كبيرة وعلى وجهه ملامح التعب والاعياء الشديدين  فارتبكت كثيرا لا ادري هل اهتم به ام اتابع المنتخب والحمد لله تمكن فريقنا من حسم  المباراة لصالحنا فتوجهنا الى الفندق وهناك تدهور وضعه الصحي اكثر فحاولت مرارا الاتصال بشقيقته ليرافقها  الى بيتها ليأخذ هناك قسطا من الراحة ، لكنه كان يمتنع عن الذهاب بايماءة منه بمبرر انه كان يرفض ابقائي لوحدي مع المنتخب ، وبعد ان لاحظت حالته الصحية تتطور نحو الأسوأ  اتصلت بها بها مرة اخرى وطلبت منها الحضور  وبالفعل لبت الطلب وحضرت مع زوجها السيد زهير الى الفندق وأجبرا المرحوم على اصطحابهما ، وهكذا لم يهدا لي بال الا بعد ذهابه الى بيت شقيقته .. كان هذا الموقف احرج موقف عشته في حياتي الرياضية .
س// هل عانيت من مشاكل ادت الى هبوط مستوى العطاء الرياضي في القوش                                 ج// نعم عانينا كثيرا من مشاكل مادية أدت الى ضعف وتراجع في النشاطات الرياضية للنادي منها : ** عدم تزويد وزارة الرياضة والشباب بعد 2014 لنا  بمنح مالية تساعدنا على التواصل .** توقف تمويل النادي بالمنح المالية الشهرية من قبل المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ** هجرة الكثير من المدربين واللاعبين  الى خارج العراق بسبب الغزو البربري الذي تعرض له بلدنا عموما ومنطقة سهل نينوى خصوصا . ** تلكؤ المدربين عن القيام بمهامهم التدريبية بسبب الوضع الامني الذي مرّ به المنطقة عموما . ** افتقار النادي  الى التجهيزات الرياضية .
س// من يشبهك من اولادك بحبه لرياضة كرة القدم ..؟                                                                   ج// ولدي العزيز بيل وابنتي دانيا التي كانت احدى لاعبات المنتخب النسوي .
س// ماهي مقترحاتك لتطوير الرياضة في القوش ...؟                                                                       ج// **يجب ان يبقى النادي بيتا رياضيا وحيدا للجميع لانه يمثل كافة شرائح المجتمع وعلى الهيئة الادارية ان تتواصل مع الهيئة العامة في عقد اجتماعات شهرية وسنوية وتقييم النشاطات الرياضية وتشخيص الخلل اذا وجد ومعالجته والسبب في عدم اعتمادنا على ذلك ادى الى ابتعاد اغلب الكوادر التدريبية عن الرياضة .  ** يجب ان يكون هناك دراسة للوضع الحالي واعادة النظر بكل صغيرة وكبيرة في النادي وتشكيل لجان رياضية فنية ثقافية وعلى الجميع التعاون فيما بينهم لاجل خلق روح المنافسة الحقيقية بين الفرق  للارتقاء الى مستوى الطموح الذي تميزت به الفرق الرياضية سابقا . ** ان الدعم المادي للنادي يساهم في تطوير الحركة الرياضية لاننا بامكاننا التعاقد مع كوادر تدريبية جيدة كما بامكاننا اجراء اعمال الصيانة وتاهيل الملاعب العائدة للنادي .
س// من وقف معكم داعما نشاطاتكم ماديا ومعنويا خلال فترة عطائكم ..؟                                                ج// نذكر الداعمين معنويا ووقوفهم معنا وزيارة النادي وتقديم المشورة وكل ما من شأنه لخدمة الحركة الرياضية وهم كل من : ( الاستاذ نوئيل عوديش – الاستاذ بطرس قاشا – الاستاذ فائز عبد جهوري – السيد خيري حنا شالان – الدكتور بادر عمانوئيل بلو – السيد هيثم سعيد بتوزا ) كما ونقدم جزيل شكرنا وتقديرنا لنادي القوش العائلي وتحديدا هيئة تحرير جريدته  المؤقرة ( صوت القوش ) وذلك لتخصيصها صفحة خاصة للنادي لعرض نشاطاته الرياضية  . ومن الجانب المادي فقد تلقينا الدعم من الاستاذ فائز عبد جهوري حين تقديمه لمشروع بناء النادي الى محافظة نينوى وكذلك تلقينا الدعم المادي من قبل المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري لتغطية كلفة ارض النادي وكذلك السيد هيثم سعيد بتوزا خلال مشاركتنا في البطولات المقامة ببغداد حيث كان يغطي كافة مصاريف الوفد الرياضي خلال فترة تواجده في بغداد .
س// اهم الشهادات التقديرية والالقاب الفردية التي منحت لكم ...؟                             ج// - شهادة تقديرية من مديرية شباب ورياضة نينوى / بطولة المحبة والمصالحة الوطنية        للفرق الشعبية بكرة القدم .. نينوى / 2005 .                                                                   – كتاب شكر من منظمةnac  للكنائس النرويجية للجهود المبذولة لأنجاح البرنامج  2005          - شكر وتقدير من قبل المديرية العامة لتربية محافظة نينوى لحصول فريق منتخب خماسي    الكرة للاناث على المركز الاول على العراق / النجف – 2010 .                                     – شكر وتقدير من قبل مديرية شباب ورياضة نينوى للحصول على المركز الاول على       مستوى العراق لمهرجان المرأة الخامس بخماسي الكرة بغداد / 2012 .                               – شكر وتقدير من اتحاد الكرة فرع نينوى لحصول فريق النادي بخماسي الكرة النسوي على     المركز الاول في بطولة يوم العراق – نينوى / 2012 .                                                     – حصولي على لقب ثاني افضل مدرب في دوري العرؤاق للسيدات – بغداد / 2011                 - حصولي على لقب افضل مدرب على مستوى العراق في بطولة مهرجان المرأة الخامس بخماسي الكرة للسيدات – بغداد / 2011  .
س// كلمتك الاخيرة                                                                                        ج// جزيل الشكر والأمتنان للأخ الأعلامي باسل شامايا على المجهود الكبير الذي بذله ويبذله     في  مختلف المجالات الحياتية من اجل احياء ارشيف بلدتنا الحبيبة القوش والمحافظة     عليه و اتمنى من الاعماق ان تنزاح هذه الغمامة القاتمة التي تشبثت ثلاثة اعوام على        سماء الوطن ليرفل  هذا الشعب المرهق بالامان والسلام والاستقرار . 


51
المربي الفاضل ايلياعيسى سكماني


بقلم / باسل شامايا
 
اشرقت شمس ميلاده عام 1936 في القوش ومن  ابوين ( عيسى يوسف سكماني  و سره مينا سكماني ) درس واكمل دراسته الابتدائية  في مدارسها ثم انتقل الى مدينة دهوك ليكمل هناك دراسته المتوسطة وبعد ذلك دخل دار المعلمين الابتدائية في مدينة بعقوبة سنة 1955 وتخرج في عام 1958 . تعين معلما في قرية ربتكي في ناحية اتروش عام 1959 ثم انتقل في عام 1961 الى مدرسة قرية كندالة وفي نفس العام تزوج من ابنة خالته السيدة سلطانة ابراهيم فانجب منه ولدين وابنتين ( نائل – وائل – ايمان ولليان ) . في عام 1962 انتقل الى مدرسة بيبان الابتدائية واخيرا رست به الاستقرارعلىشواطىء بلدته الحبيبة القوش فخدم عدة سنوات في مدرسة القوش الثانية ( العزة ) وسنوات اخرى في مدرسة القوش الاولى حتى احيل الى التقاعد في عام 1988 حيث افنى من عمره تسع وعشرون عاما في خدمة بلده وبلدته القوش . تخصص المربي العزيز ايليا سكماني بتعليم طلبة الصف الاول الابتدائي لسنوات عديدة .. لقد كان معلما ناجحا ومربيا مقتدرا كفوئا لا زالت بصماته التربوية والتعليمية تتحدث عنها الكثير من الاجيال التي تعلمت على يديه حتى يومنا هذا . تحلى بصفات حميدة واخلاق فاضلة ، كان الكلام الذي ينطقه لسانه ينبع ويتطابق مع اعماقه الصادقة ،  سيرته الحسنة وسمو اخلاقه وايمانه واخلاصه بعمله هي مزاياه التي جعلته قريبا الى كافة الناس خصوصا تلامذته ، كان متميزا بتعامله اللطيف مع الجميع ودون استثناء متعاونا ومتفانيا مع ادارات المدارس والهيئات التعليمية التي كان عضوا  فيها خدمة

للمصلحة العامة ، ومن نشاطاته المفضلة المواظبة على حضور مراسيم الصلاة اليومية في الكنيسة صباحا ومساءا ، تعلم خدمة القداس باللغة الكلدانية وقراءة فصول من الكتاب المقدس العهدين الجديد والقديم ورسائل مار بولس وكان بارعا في اداء المزامير والتراتيل والترانيم وبصوته الذي كان محببا عند الجميع ورسم شماسا على يد مثلث الرحمات المطران ابلحد صنا عام 1976 ، كان صوته الجميل والحنون يجلجل في اجواء الكنيسة ولم ينقطع يوما عن حضور مكراسيم الطقس الكلداني حتى اختطفته يد المنون الى دار الخلود في 21 تشرين الثاني 1999 . بعد احالته على التقاعد كانت نشاطاته المتنوعة تملأ فراغه بحيث بات يفتقر الى اوقات يقضي فيها بعض من اموره ومن المسؤوليات التي كانت على عاتقه : كان عضوا في جمعية الخير مع القس المرحوم هركمز صنا .. وعضو في اخوية المحبة ( كاريتاس ) وعضوا في لجنة النشاط الفني والاجتماعي والمسرحي في خورنة كنيسة القوش . كان يمتلك صوتا عذبا مؤثرا على سامعيه خصوصا حينما كان يخدم القداس الالهي المقام ايام الحاد والاعياد في الكنيسة وقد سجل بصوته ستة اشرطة كاسيت من المزامير والمدائح والترانيم الكنسية باللغة الكلدانية وما زال صوته مخزونا في ذاكرة الناس ومن نشاطاته ايضا مساهمته مع الاستاذ نوئيلقيابلوبتسجيل وكتابة احاديث كثيرة وامور مهمة تتعلق بآبائنا واجدادنا .. والاعمال والتدابير البناءة في معالجة القضايا المعقدة ودرء الأخطار عن بلدتنا القوش والحفاظ على سلامة أبنائها والعيش بمحبة وسلام . كما ساهم مع آباء كنيسة القوش : (( المرحوم المطران يوسف توماس والمرحوم الخوري هرمز صنا والمرحوم الاب يوحنا جولاغ )) بالاشتنراك مع المربي نوئي لقيا والاخ نوئيلعوديشفي تاسيس متحف تراثي في القوش  فقاموا بحملة كبيرة لجمع المفردات التراثية من اهالي القوش علما ان المتحف حينها لم ير النور . تعاون مع اهعضاء اللجنة الثقافية والفنية لنادي القوش الرياضي في بداية تاسيسه حيث قدمت عدة مسرحيات اجتماعية هادفة بالتعاون مع اباء الكنيسة في القوش واشتركفيها وأدى ادوار معظمها . واجاد بالتمثيل رغم تنوع الادوار التي قام بادائها ومنها : نقد العروس ، بختا جرتا ، شتلا بقياما واخيرا مسرحية جبرائيل دنبو التي شارك فيها اكثر من 25 ممثلا في القوش وبعد هذه العطاءات أوقّف الموت شريان الابداع عنده فرحل قبل اوانه ليخيم الحزن والاسى على بلدته القوش وذلك بتاريخ 21 تشرين الثاني 1999 عن عمر ناهز الثالثة والستين .
 

52
الفنان المسرحي ناهض زرا
                 
                                                 
باسل شامايا

 

عشق المسرح منذ نعومة أظفاره وانطلق من خلاله ليجسد على خشبته هموم ومعاناة الناس  انه المبدع ناهض شمعون زرا ، فنان بالفطرة تشبث بذلك العشق حتى يومنا هذا .. لقد هلّ فجر ميلاده في القوش عام 1975 ينتمي الى  عائلة القوشية معروفة اجتماعيا ، تحتفظ بعلاقات حميمة مع اهالي القوش وغيرهم من المناطق المجاورة ، أنهى دراسته الابتدائية والثانوية في مدارس القوش ثم حصل على دبلوم فني / اداري من معهد الادارة / جامعة الموصل عام 1998 وبسبب الظروف الاقتصادية العصيبة التي كان يمر بها العراق آنذاك لم يتعين باختصاصه في القطاع الحكومي بل عمل على حسابه الخاص ومارس مهنة الآباء والأجداد ( القصابة ) في القوش وخارج القوش .. وبعد ذلك بعدة سنوات قدم معاملة التعيين  في وزارة التربية فرع تربية تلكيف وذلك عام 2009 واصبح موظفا حكوميا يخدم بكل اخلاص ونكران الذات .. تزوج عام 2001 من السيدة ديانا عيسى بهاري ورزق منها اربعة ثمار ولدين وابنتين .. ولده البكر يدعى أزل الذي احب المسرح ايضا وقدم عدة مشاركات مسرحية .. بدأ ناهض مشواره الفني / في المسرح وهو بعمر خمسة عشر ربيعا وكانت اول مشاركة له في مسرحية الثري النبيل التي اخرجها جلال جما وعرضت على مسرح مار يوسف عام 1992  وتواصل بنشاطاته المسرحية ملبيا رغبته في حبه الكبير للمسرح ولم يقتصر نشاطه فقط في القوش بل شارك على مسرح تلكيف بعرض مسرحية ( حرامي البستوكة ) وعلى مسرح جمعية آشور بانيبال / بغداد عرض مسرحية ( دأرتا لحقوثا ) وكذلك على مسرح نادي بابل الكلداني ومن المخرجين الذين عمل معهم : جلال جما ، هيثم ابونا ، باسل شامايا ، المرحوم جمال لاسو ، وسمير زوري . شارك في عمل مسرحي ضخم عام 1998 ( الأنبا جبرائيل دنبو ) تأليف : سعيد شامايا – اخراج : هيثم ابونا وبمشاركة عدد كبير من الممثلين تم عرضه على مسرح منتدى القوش ودير السيدة . وعمل ايضا في عالم السينما مشاركا في فيلم باللغة السريانية ( دأرتا ) تأليف : سعيد شامايا - اخراج زهير عبدالمسيح وذلك عام 2007 وشارك ايضا في فيلم(آلام المسيح ) عام 2009 مع مجموعة من مبدعي القوش وفي عام 2008 اشترك في مسرحية ( بجمنتا ) تأليف سعيد شامايا واخراج : باسل شامايا عرضت على مسرح المنتدى في القوش ولأربعة ايام متتالية وبحضور جمهور غفير من محبي المسرح وكان آخر عمل مسرحي له  ( مسرحية بسا بختا ) تأليف واخراج باسل شامايا عام 2013 ومن نشاطاته ايضا مشاركاته في المهرجانات الثقافية / الفنية التي كانت تقام في منتدى شباب القوش خلال فترة التسعينيات ومن التزاماته الاخرى كان يحضر مراسيم صلاة الرمش يوميا ورسم شماسا رسائليا عام 1999 ومن نشاطاته في الكنيسة كان يشارك في مشاهد تمثيلية خصوصا ( الكياسة ) في عيد القيامة وآلام المسيح وفي الاخير شكر هيئة تحرير جريدة صوت القوش على جهودها المبذولة من اجل احياء التراث واستذكار اولئك الذين نكروا ذاتهم وقدموا ما قدموه لألقوش وختم كلامه موضحا مشكلة كان وما زال المسرحيون يعانون منها الا وهي الافتقار الى الدعم المادي للتواصل في تقديم المزيد من النشاطات المسرحية سواء عروض خاصة أو من خلال المهرجانات الثقافية التي تقام في القوش وخارجها وان ذلك  يؤدي بالنتيجة الى  تطوير الفن المسرحي في بلدتنا العزيزة القوش . 


53
بداياتي مع نشاطات مسرح الطفل

 باسل شامايا

لقد كان نادي بابل الكلداني الذي تأسس في بغداد عام 1971 خيمة جمعت أهالي القوش الذين أجبرتهم الظروف المعيشية الصعبة على مغادرة بلدتهم التي ولدوا وترعرعوا فيها بحثا عن حياة ومستوى معيشي أفضل ، فأضطر الكثير من أهالي القوش للتوجه الى العاصمة بغداد أو محافظات اخرى لتحسين اوضاعهم الحياتية بشكل عام ، وبتالرغم من صعوبة التأقلم في الواقع البديل عن مسقط الرأس الا ان اعمالهم  ووظائفهم والتزاماتهم جعلتهم يتكيفوا على البيئة الجديدة التي كانت في البدء غريبة عليهم . واعتزازا منهم ببلدتهم التي غادروها اجدتمعت في بغداد نخبة مثقفة منهم لأتخاذ قرار موحد في تأسيس نادي اجتماعي عائلي يجمعهم في بناية تنمثلهم في الافراح والأتراح وبالفعل تم ذلك بعد منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية حيث تأسست العديد من الأندية السريانية ومن ضمنها نادي بابل الكلداني فأصبح ملاذا آمنا جمع بين حناياه ابناء وبنات القوش الكرام ومنذ ذلك الحين انبثقت من الهيئة الادارية لجان فنية وثقافية واجتماعية تقود نشاطات النادي فانضممت الى اللجنة الفنية مع بعض من اصدقائي وزملائي وشكلنا معا فرقة موسيقية للغناء الشرقي قدمت الكثير من النشاطات في النادي وفي النوادي السريانية الاخرى خصوصا اغاني بالسورث كما عملت في المجال المسرحي وشاركت في عدة نتاجات مسرحية \بلغة السورث كان لها صدى كبير عند الجمهور وفي نهاية 1974 شكلت مع الاخت جاكلين فرقة للاطفال اسميناها فرقة رواد النادي قمت بتدريبهم على الاغاني التراثية والوطنية حيث اشتركت هذه الفرقة بمشاركات عديدة ناجحة ومتميزة في بغداد بحيث اصبحت الفرقة موضع اعجاب الكثير من اصحاب الشأن وقد بلغ عدد المنتمين من الاطفال ومن مختلف الفئات العمرية الى هذه الفرقة اكثر من 43 طفل وطفلة واستمر العطاء حتى اندلاع الحرب العراقية الايراني مما ادى الى توقف نشاطاتها وحتى اواسط التسعينيات من القرن المنصرم وبعد تأسيس فرقة مسرح شيرا دعوت الكثير من الاطفال للعمل بين صفوف الفرقة سواء في مجال الغناء او التمثيل فأضيفت مجوه جديدة من الاطفال وقدموا الكثير من النتاجات الفنية كالمسرحيات والمهرجانات وعلى مسارح مختلفة كمسرح بغداد والوطني وبابل وجمعية آشور وعلى مسارح اخرى في بغداد .. وبعد انهيار النظام السابق في العراق تأزم مرة اخرى الوضع في بغداد وظهرت حالات كثيرة من القتل والخطف والسرقة والاعتداء مما جعلني اغادر بغداد مع عائلتي الى مسقط رأسي القوش التي كنت قد غادرتها مع ابي وامي واخوتي في اواسط 1960 . وبعد عودتي من امريكا في عام 2005 توجهت من الاردن مباشرة الى القوش وهناك عاد نشاطي مرة اخرى في مجال المسرح والموسيقى مع احبائي الاطفال وكانت انطلاقتي من منتدى شباب ورياضة القوش حيث كان المسرح الوحيد في القوش الذي يحتضن كافة النشاطات الفنية خصوصا المسرحية وكذلك نادي القوش العائلي الذي كان بيتا فنيا وثقافيا جمع حوله هذه النشاطات فأقمت عدة مهرجانات على مسرح المنتدى منذ عام 2006 وفي عام 2008 في نادي القوش العائلي وقد بلغ عدد الاطفال الذين شاركوا في المهرجانات التي اقمناها في القوش اكثر من خمسين طفل وطفلة وكان الفنان المبدع زياد خوشو يفتح ابواب المنتدى على مصراعيها لأحتضان الاطفال وتدريبهم على المسرح عمليا ونظريا وكان نتاج ذلك اقامة عدة اعمال مسرحية ومهرجانات غنائية ناجحة تم عرضها على قناة عشتار الفضائية وما زلت حتى يومنا هذا اقدم احلى النشاطات مع هؤلاء المبدعين الذين يملئون قاعة المنتدى بالحضور الجماهيري المتميز ولم يقتصر نشاطهم في القوش فحسب وانما عرضنا نشاطاتهم على مسرح عينكاوا وبغداد ودهوك كل هذا الابداع كان بدون اي دعم يذكر ما عدا دعم مركز كلكامش للثقافة والفنون سواء بهدايا مادية او عينية ونأمل أن تستمر نشاطاتنا مع هؤلاء الملائكة الصغار تلبية لرغبات جمهورنا الكريم الذي ينتظر بفارغ الصبر هذه النشاطات ومشكورة الجهود الجبارة التي اقامت مهرجان مواهب القوش ومهرجان الشبيبة الديمقراطي الذي قدم من خلاله اطفالنا الاحبة الحلى واروع الفقرات الفنية المتنوعة . وهذه بعض الصور التي تجسد ما قدمه اطفالنا الاحبة خلال حقبة من الزمن في بغداد والقوش ومناطق اخرى .



54
رثاء لمن غادرنا قبل الاوان

باسل شامايا
رغم قناعتي التامة بأن نهاية كل كائن حي هو الموت الا انني امقته لأنه يأتي بغتة ليسرق منا محبينا وأصدقاءنا الذين تربطنا بهم أحلى الذكريات خلال رحلة العمر القصيرة فقد قطف قبل ثلاثة ايام خلت وردتين من جنينة القوش الحبيبة وأطفأ رحيق عبيرها وأحالهما الى عدم وذبول .. لقد رحلتما ايها العزيزان وتركتما ما يواسينا بفراقكما ذكراكما الزاخرة بالطيبة والتي ستبقى نفحات عطر على صفحات الايام والسنين تناغي استذكاركما الأليم دائما وابدا .. لقد عرفت الفقيدين منذ سنين طوال خصوصا في تلك الفترة التي كنا جميعا نعيش في خيمة نادي بابل الكلداني ذلك البيت الكبير الذي كان يجمع ابناء القوش بين حناياه فكنا اشبه بالعائلة الواحدة هدفنا اعلاء شأن بلدتنا الحبيبة القوش وكان الراحل العزيز كمال جلو يجسد حبه الكبير لبلدته من خلال دعمه المتواصل لكافة النشاطات والانجازات التي كانت تحمل اسم القوش ولا يخلو نشاط من احتفال او مهرجان أو سهرة أو عرض مسرحي الا وكان اسمه متميزا من بين الاسماء التي كانت تدعم ذلك النشاط واستمر عطاءه حتى بعد مغادرته بغداد الى عينكاوا فكانت احدى عينيه لايرى فيها الا بلدته والعين الاخرى بقية الاماكن .. لذلك كان له الفضل الكبير في بناء قاعة الوردة للاحتفالات التي سهلت على اهالي القوش اقامة حفلات الزواج بشكل حضاري كما بادر مرة اخرى لأنشاء مسبح ولكن الموت خطفه قبل ان يحقق امنيته في انجاز المسبح وكان له ايضا مشروع آخر لعمل بوابة تحمل اسم القوش وآخر لقاء لي معه حين التقيته في قاعة التعازي قبل ايام وطلب مني وبألحاح اقامة مهرجان ثقافي فني يحمل اسم القوش وسيكون داعما له مهما كانت كلفته وكذلك لم يتحقق ذلك بسبب رحيله المبكر اما الراحل العزيز ذاكر جلو فكان يملك قلبا فائضا بالطيبة والانسانية صغيرا مع الصغار وكبيرا مع الكبار يتمنى الخير لجميع الناس محب طيب المعشر عرفته جيدا حينما ارتبط بعمله داخل نادي القوش العائلي الذي كان يقدم خدماته بتجرد للجميع ودون تفضيل احدا على الآخر وداعا ايها الراحلان الى عالم اللاعودة فانني مهما كتبت فلا افي بتجسيد الطيبة التي كان ينطوي تحتها قلبيكما الكبير .. لا يسعني اليوم الا ان اشاطر عائلتيكما مصابهما الجلل

55
منح شهادة ماجستير
مُنحت الدكتورة أوين أودا ابلحد القس يونان شهادة الماجستير في مجال امراض الفم  و الوجه و الفكين من جامعة هولير الطبية \ كلية طب الأسنان بعد تقديمها للبحث الموسوم
Assessment of Ki-67, Bcl-2, CD34 and Alpha-smooth muscle actin immunohistochemical markers in gingival pyogenic granuloma: Acomparison with peripheral giant cell granuloma
و مناقشتها من قبل اللجنة المؤلفة من :-
1)   أ.د.اسماء صديق بركع       رئيساً
2)   أ.م.د.جلال علي جلال       عضواً
3)   أ.م.د.لانا سردار عالم        عضواً
4)   أ.م.د.أميرة كمال خليل      عضواً و مشرفاً
و ذلك يوم الخميس المصادف 3\11\2016

56
المنبر الحر / وجه رياضي من بلدتي
« في: 00:49 08/11/2016  »
وجه رياضي من بلدتي
راني سلام اسمرو من مواليد القوش 1986 بدأ مشواره الرياضي وعمره عشر سنوات شجعه  والده سلام الذي كان لاعبا بكرة القدم في بغداد و خاله هيثم .. حيث بدأ مشواره الفعلي مع الفرق الشعبية التي كان يشرف عليها المرحوم فراس كريش انضم الى فريق محلة تحتاني وشارك في بطولة لمحلات القوش وحاز فريقه على لقب البطولة وبمشاركة 20 فريق . يقول اللاعب راني ا ن اول مباراة لي تركت عندي اثرا ما زلت اذكرها مباراة ودية نادي تلكيف الرياضي تألق عند الجمهور بأدائه المتميز وكان مركزه دفاع متأخر فاز الفريق بهدفين مقابل هدف واحد للخصم . في عام 2001 وبعد تجديد تأسيس نادي القوش الرياضي اصبح لاعبا ضمن تشكيلة شباب القوش باشراف المدرب عامر جهوري ثم لاعبا ضمن منتخب القوش باشراف الكابتن ثائر يوبيل .. شارك عام 2001 بسباق ماراثون من دير السيدة الى كنيسة مار قرداغ احرز المركز الثاني بمشاركة اكثر من 50 متسابق . اول بطولة لكرة القدم شارك بها على مستوى المحافظة عام 2004 وبمشاركة اندية محافظة نينوى للشباب وفي 2005 شارك مع منتخب القوش في بطولة الأخاء برعاية وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع نادي القوش الرياضي وأحرز الفريق المركز الاول وفي عام 2007 شارك في بطولة سركيس اغا جان التي نظمها نادي تلكيف الرياضي في ملعب باطنايا احرز فيها فريقه المركز الاول بعد فوزه على منتخب باطنايا حيث اصيب في الكاحل اليمن وتمت معالجته على حسابه الخاص وكان لنادي القوش الرياضي موقف جيد من ذلك . وكذلك عام 2011 في بطولة سركيس الثالثة التي نظمها نادي تلسقف واحرز الفريق المركز الثاني وشارك ايضا في معظم البطولات التي نظمها نادي القوش الرياضي بذكرى وفاة الفقيد توما توماس . اما في مجال رياضة بناء الاجسام فقد حاول الانضمام اليها في القوش وهو بعمر 16 سنة لكن المدرب رفضه لصغر سنه وبعد تأسيس القاعة في منتدى شباب القوش  انضم اليها وعمره 17 سنة ولاسباب توقف هذا النشاط في المنتدى فنقلت الاجهزة الرياضية الى احد البيوت في احياء القوش القديمة واستمر التدريب هناك ما يقارب السنة ثم جاء المدرب روني كريم بوداغ من بغداد عام ( 2005 – 2006 ) واستلم مسؤولية هذه الرياضة حيث شجعه منذ لقائهما الاول وبقيا معا حتى عام 2007 وللعلم ان هذه الرياضة لم تكن خاصة بشباب القوش فقط وانما شملت كافة القرى المجاورة لألقوش ، وبسبب اصابته بكتفه الايسر تركها ليتفرغ لكرة القدم حتى عام 2011 ، وفي هذا العام اقيمت بطولة في المنتدى والتي نظمها نادي القوش الرياضي وبمشاركة ( 30 لاعبا ) اطلق عليها  ( بطولة الاذرع الحديدية الأولى ) وحصل على المركز الثاني بالرغم من اصابته . وفي نهاية عام 2011 استلم مسؤولية رياضة بناء الاجسام بعد انضمام المدرب الى قافلة الهجرة وبتزكية من المدرب روني الذي يشكره لأنه كان سببا في وصوله الى المستوى الذي عليه الان . وفي عام 2012 شارك بدورة تدريبية في الانترنيت لرياضة بناء الاجسام وكان يحضر دائما محاضرات الاستاذ عباس اختصاصي في علم التدريب لبناء الاجسام في دهوك . ونظمت اول بطولة للمبتدئين عام 2013 في النادي وكان عدد المشاركين 20 لاعبا . وفي عام 2015 اقترح السيد زياد خوشو خلال اجتماع الهيئة الادارية للنادي تشكيل قسم الرشاقة للنساء وتمت الموافقة عليه ، وكانت اللاعبتين أفين نصير وسالي بطرس تمارسان هذه اللعبة في المنتدى وشمل قبول  الفتيات فيها من غير بلدة القوش ثم نقل هذا النشاط الى مقر النادي في 16/8/2015 وهناك ازداد عدد اللاعبات الى خمسة وبعد شهرين ازداد العدد الى 20 لاعبة وبأعمار اقل من 30 سنة وبقي العدد 25 لاعبة حتى 10/3/2016 وبعد شراء اجهزة حديثة ازداد العدد الى 50 لاعبة ثم 80 لاعبة وتوقف الى هذا الحد بسبب الافتقار الى الاجهزة وما زلنا حتى يومنا هذا مستمرين في التمارين . شكلت في بداية 2016 فريقا نسويا بالقوة البدنية قوامه 16 لاعبة . وبمناسبة اعياد الميلاد اقمنا اول بطولة للاذرع الحديدية في 28/3/2016 فازت اللاعبة لارا جمال بالمركز الاول واللاعبة كلارا جلال بالمركز الثاني وبالمركز الثالث اللاعبتين سارة صباح و عسل جرجيس . وبنفس التاريخ اقيمت بطولة للمتقدمين من الشباب حصرا للاعبي القاعة في بناء الاجسام بطولة القوى البدنية لرفع الاثقال حيث شارك بها 15 لاعبا . من معاناتهم يقول اننا نفتقر الى المنح المالية التي نعتمدها لشراء الاجهزة . ويقول راني اسمرو في الختام اشكر جريدة صوت القوش على تخصيص صفحة من صفحاتها لتغطية نشاطات نادينا الرياضية كما يشكر مندوب الجريدة على اهتمامه الدائم بالرياضة .

57
تحياتي وسلامي الممزوجان بالمحبة والباحترام ... وبعد
غدا ستمر الذكرى السنوية لرحيل الفقيد المناضل توما توماس ابن القوش البار ، هذا الرجل الذي ما فتأ حضوره يطرق قلوب الناس فانه حقا الراحل الحي الذي لا يموت وبهذه المناسبة اقدم قصيدتي ( بشينا توما ) هدية لذكراه المباركة املي ان تعجبكم

                                                                                   باسل شامايا / القوش

http://www.ankawa.org/vshare/view/10049/pshena-toma/

59
اعــــلان
اعتادت لجنتنا الثقافية ان تبادر دوما لأقامة نشاطات ثقافية في مختلف المجالات الحياتية وانطلاقـــــا من اغناء ارشيف نــــادي القوش العائلي ارتأينا أن نستضيف الاستاذ أودا قس يونان لألقاء محاضرة علمية بعنـــــوان :                                   تأثير الموجات الكهرومغناطيسي     على صحة الانسان                          وذلك يوم الاحد الموافق 24 / 7 / 2016 وعلى حدائق النادي وفي تمام الساعــة السادســـة والنصف عصرا والدعــــوة عامة للجميع . 
              الهيئة الادارية                                                      لنادي القوش العائلي

61
توقيع كتاب الكاتب نبيل يونس دمان
اعتاد نادي القوش العائلي من خلال لجنته الثقافية ان يقدم لجمهوره العزيز ما هو جديد ومتميز خصوصا في هذا المجال الخصب الذي تكتظ به قاعة وحدائق النادي حيث تبقى ابواب النادي مفتوحة على مصراعيها لكل من يحمل هوية عراقي عموما والالقوشي خصوصا وضيوف القوش الاحبة الذين اكرهوا على مغادرة منازلهم وممتلكاتهم .. وفي يوم الاثنين الموافق 4/4/ 2016 اكتظت قاعة النادي بالحضور الجماهيري المتميز ولأول مرة لبى دعوتنا سيادة المطران مار ميخائيل مقدسي والاستاذ باسم بلو قائمقام تلكيف والاستاذ فائز عبد جهوري مدير ناحية القوش اضافة الى الاحزاب والمنظمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني حيث استهل السيد نجاح قس يونان المنهاج بلكمة ترحيبية بالحاضرين ثم تحدث بشكل مختصر عن الجانب الاجتماعي والعلمي والثقافي للكاتب وبعد ذلك فسح له المجال ليتحدث عن كتابه ( القوش حصن نينوى المنيع ) وتخلل المنهاج بعض المداخلات والتساؤلات وتم توزيع الماء والمرطبات وبعد انتهاء الكاتب عن الاجابة لتساؤلات الحاضرين تم توقيعه للكتاب وأهدى كل واحد نسخة منه .. هذا وشكر مدير الجلسة الحضور على حسن اصغائهم واستمر هذا النشاط اكثر من ساعة . 

62
توقيع كتاب

ضمن النشاطات الثقافيــــة لنادي القوش العائلـي تدعوكم اللجنــــة الثقافية للنادي لحضور توقيــع كتاب السيــد نبيل يونس     دمان والـذي يحمــــــل عنــوان :                     (( القوش حصن نينوى المنيع )) ومـن الملفــت للنظر ان السيـد نبيل مؤلف الكتاب قد وصل من ارض الغربة الى بلـــدة الآباء والأجــــداد القوش الحبيبــــــة وكانت الفرصة مؤاتيـــة للقيام بهـــذا النشاط الذي يتم من خلالـــه توقيـــع الكتـاب لـــذا سيتم الحضـــور الـى قاعـــة النـــــــــادي يــــوم الاثنيـــن الموافـــــق 4/4/2016 وفــــــي تمام الساعــــة الرابعة عصرا .                              (( والدعوة عامة للجميع ))

63





64
عيد الام ترجمة لمشاعر حقيقية


تزامنا مع اطلالة فصل الجمال والمحبة والأمل .. فصل الربيع الساحر والزاخر بالنسائم والزهار وقطرات الندى تطل علينا في هذه الايام العبقة ذكرى عيد الام الذي يلهمنا الشعور بقيمة الحياة ومتعتها وبضرورة الاهتمام بها لتصبح اكثر احتمالا واحلى معنى خاصة لولئك الذين اضناهم التعب والأرهاق .. بهذه المناسبة العظيمة أقامت الواجهات الثقافية في القوش ( نادي القوش العائلي ، جمعية القوش الثقافية ، جمعية الثقافة الكلدانية ،واتحاد الادباء والكتّاب السريان ) احتفالية ثقافية قنية على شرف الامهات التأم فيها شمل احد عشر شاعرة وشاعر وخمسة موهوبين في الغناء ممن اشتركوا في برنامج مواهب القوش حيث استهلت الانسة سارة سمير حنونة منهاج الاحتفالية بكلمة ترحيبية بالحاضرين ثم دعتهم جميعا للوقوف خشوعا دقيقة صمت اجلالا واكراما على روح شهداء الشعب والوطن ، اولئك الراحلون الذين استرخصوا الموت من اجل حياة حرة كريمة وتلت هذه الفقرة كلمة التجمع الثقافي التي القاها الشاعر فائق قيا بلو ثم جاءت كلمة الام التي القتها السيدة ساجدة ابراهيم ثم جاء دور الشعراء المبدعين بدءا بالشاعر نوئيل حنونة ، سهام جبوري ، ويونادم بنيامين .. وجاء دور الغناء الشفيف للموهوب المبدع رامي ثائر كجو فتفاعل معه الجمهور بالاغنية التي قدمها ، فالتهبت اكف الحاضرين بالتصفيق الحار انسجاما  مع الاغنية التي تالق بادائها .. وتلته فقرة المتألقة عذراء وائل وزي باغنيتها  الجميلة .. ومن اجل تنويع فقرات المنهاج قدمت الطفلتين سارة ونينورتا زرا محاورة شعرية / مسرحية ثم تلتها فقرة اللقاء مع بعض الامهات قدمها عضوي لجنة الكونترول السيد نجاح قس يونان والسيد جان اسحق ثم صدح صوت الشاعر باسل شامايا بقصيدته الرائعة ( بريخا ايذخ ) ثم تلته قصيدة للام قدمتها الشاعرة منال ابونا ثم قصيدة للشاعر جميل فرنسيس فقصيدة للموهوب المبدع اونيل جنان أرمني . وقُرات بين فقرة واخرى برقيات تهاني وتبريكات على نجاح الاحتفالية المقامة بهذه المناسبة المباركة وشارك ايضا الموهوبين المشاركين في برنامج مواهب القوش ( ادريان قس يونان وماريو بتوزا ) ثم قراءات شعرية للمبدعين الشاعر غانم النجار وسمر صومو وديار حميد كريمة والشاعر الشاب مارك كجو وكانت الشاعر سمر صومو قد لفتت انتباه الجمهور حين توقفها عن ادائها لقصيدتها حين استذكرت والدها الراحل وكانت آخر مشاركة في الاحتفالية اغنية للام قدمها الموهوب المبدع ديلون حكمت بلو اما مسك الختام فكان تقديم بعض الهدايا الرمزية  للمشاركين في اغناء الاحتفالية .

65
برنامج مواهب القوش 
اكثر من شهرين استمرت البروفات والتدريبات في قاعة منتدى شباب ورياضة القوش لبرنامج مواهب القوش الذي شارك فيه العشرات من الشباب والشابات وبمختلف الفئات العمرية .. هذا البرنامج الجماهيري الذي بادر على اقامته الاخوة الافاضل ( كارمن النجار  وداني اسمرو وضرغام شهارا ) حيث تشكلت منهم اللجنة المشرفة على البرنامج علما ان مثل هذا النشاط بادرنا لأقامته من خلال نادي القوش العائلي عام 2008 ولاقى نجاحا كبيرا .. ومن اجل اكمال طاقم العمل تم اختيار ثلاثة كوادر من ذوي الاختصاص في مجال المسرح والموسيقى والشعر:            ( الفنان باسل شامايا ، الفنان عصام شابا فلفل ، الشاعرة منال ابونا) انيطت بهم مهمة تقييم المشاركين من خلال لجنة التحكيم التي تشكلت منهم ، وقد اقتصر تقييم المطربين والمسرحيين والشعراء في الحفلات الثلاثة الاولى على درجة اللجنة فقط والتي كانت 100% .. ولكن في الحفل ما قبل الاخير والأخير اصبحت درجة تقييم لجنة التحكيم 80% فقط ودرجة تصويت الجمهور 20% وقد لاقى هذا التقسيم سخط البعض من المشاركين واهاليهم  .. هذا وافرز الحفل ما قبل الاخير والمقام  في قاعة منتدى شباب القوش ، انتقال الثلاثة الاوائل في مجال الغناء ومجموعتين في مجال المسرح وشاعرين الى المرحلة النهائية وكانوا كل من الموهوبين : (رامي كجو .. عذراء وائل وماريو بتوزا ) اما في مجال المسرح : ( فريق محلة سينا ، فريق جوهر الباقوفي ) وفي مجال الشعر كل من الموهوبين : ( سدير الباقوفي ومارك كجو ) حيث سيتم المنافسة على المركز الاول في هذه المجالات . ففي مساء يوم الجمعة الموافق 18/3/2016 توافد المئات من محبي هذا البرنامج ومتابعيه الى حيث تقام الحفلة الاخيرة في قاعة وردة ، وكان المنظمين قد أظهروا القاعة بالمظهر الملائم .. فاكتظت القاعة بالحاضرين الذين تهافتوا من القوش ومن مناطق اخرى وبالرغم من كبرحجم القاعة الا انها لم  لم تعد تستوعب المزيد من الحضور  لمشاهدة الحفل .. وكانت فضائية عشتار مشكورة قد غطت جميع الحفلات بطاقم عمل متكامل وعلى رأسهم المخرج طاهر سعيد ، وكذلك حضروا لتغطية الحفل الاخير .. وفي الموعد المناسب افتتحت عريفة الحفل الانسة سارة حنونة المنهاج بكلمة ترحيبية بالحاضرين ثم تبعها الفنان داني اسمرو الذي كان بين فقرة واخرى يضحك الجمهور بنكاته ومداخلاته .. وفي البداية قدم لجنة التحكيم بعناصرها الثلاث ( الفنان الشاعر باسل شامايا والشاعرة منال ابونا والفنان الشاعر عصام شابا فلفل) وتحدث كل منهم حول البرنامج في بدايته مشخصين بعض السلبيات التي اعترته .. ثم جاءت كلمة الاب الدكتور سلار بوداغ شاكرا المساعي المبذولة لانجاح البرنامج ، وتلتها اغاني المشاركين ( رامي كجو ، عذراء وزي ، وماريو بتوزا ) وكان تصويت الجمهور جاريا في مدخل الصالة وتوالت الفقرات واحدة تلو الاخرى وكان قد شارك الى جانب الفنان داني اسمرو مجموعة من الفنانين المبدعين ببعض الاغاني ( الفنانون : رمسن .. جوزيف .. وزهير ) وفي الاخير اعلنت النتيجة النهائية للفوز ففي مجال الغناء  تمكن الموهوب ماريو بتوزا  من الحصول على المركز الاول في هذا البرنامج والثاني رامي كجو وعذراء وزي على المركز الثالث .. اما في مجال المسرح فقد تمكن شباب محلة سينا من الفوز على فرقة جوهر الباقوفي وفي مجال الشعر كانت الجائزة الاولى للموهوب الشاعر سدير الباقوفي .. هذا وتم توزيع الجوائز على الفائزين والمشاركين في البرنامج والى لجنة التحكيم التي وجهت لها جزيل الشكر والامتنان وشكر وتقدير الى كل من مد يد المساعدة داعما البرنامج مساهما في انجاح البرنامج  .   

66
احتفالية ثقافية
يقيم ( التجمع الثقافي ) فــي القوش والمتمثل بجمعية القوش الثقافيـــــة ونادي القوش العائلـــي وجمعيــــــة الثقافـــــة الكلدانيــــة واتحاد الادباء والكتّاب السريــــــــان الأحتفاليــــــة الثقافيــــــــة الفنية بمناسبة عيد الأم وعلـــــى مسرح منتــدى شبــــــــاب ورياضــــة القوش وذلك يوم الثلاثاء الموافـــــــق 22 / 3 / 2016 وفي تمام الساعـــــة الرابعــــــة والنصف عصرا والدعــــــوة عامـــــة للجميع   

                                     

67
المنبر الحر / امرأة من بلدتي
« في: 20:46 15/12/2015  »
امرأة من بلدتي



باسل شامايا

 
القوش بلدة موغلة في التأريخ تجثو على سفح جبل أشم تعرضت لشتى الغزوات والاعتداءات والتهديدات بهدف النيل منها وسرقة ممتلكاتها ، و تعمدت معظم السلطات الرجعية المتعاقبة على اهمالها وتهميشها وثنيها عن مواقفها المتميزة لكنّ أبنائها الغيارى وقفوا وقفة رجل واحد للذود عنها ، لذلك تجاوزت كل الصعاب والاهوال وبقت شامخة كالجبل لا تهزها الرياح العاتية .فتحت ابوابها دوما لاستقبال المطاردين والمضطهدين والهاربين من بطش النظام الظالم ..لكنها لم تقبل يوما باعتداء احد ،  لقد حُفر اسمها في ذاكرة الزمن  بوقوفها الدائم الى جانب الحق ومساعدة المظلومين وبما انجبته من العلماء والفنانين والادباء والقادة ورجال الدين ، تغنى بها الشعراء والمغنون وأحبها حد العشق أبنائها وبناتها  الذين أرضعتهم الحب والوفاء والاخلاص ، وترعرع هذا الحب ونمى مع نموهم ليورثه الابناء عن الآباء والأجداد حتى يومنا هذا ، اشتهرت بسوقها الذي كان يغذي كل المناطق المحيطة بها حتى اوائل القرن الماضي ، عُرف شعبها الأبي بمواقفه الشجاعة وتحمله الويلات والنكبات التي توالت عليه على مر السنين ، وزُج خيرة أحبتها في غياهب زنزانات الجناة ناهيك عن نيل الكثير من شموعها ( ذكورا واناثا ) شرف الشهادة وقرابينا على مذبح الحرية والعدالة الاجتماعية ، وقد زخرت هذه البلدة الأبية بنساء مناضلات عرفن بشجاعة متميزة وتحد كبير للحكومات الرجعية العميلة .. واجهن الظروف القاسية والمصاعب الجمة والاستدعاءات المستمرة لمراكز الامن ودوائر المخابرات ، وقد تم توظيف احقر الوسائل من قبل تلك الاجهزة القمعية من اجل تحقيق اهدافهم الدنيئة ،. ومن بين هؤلاء النسوة القروية المكافحة / السيدة الفاضلة شكرية منصور صادق بنيامين هذه المرأة القوية والجريئة التي تعرضت للكثير من المضايقات والاستفزازات والحرب النفسية لكسر شوكتها وثنيها عن مواصلة دعمها ووفائها ووقوفها الدائم الى جانب شريك حياتها الذي عاش سنين طويلة مطاردا من قبل ازلام الحكومات العميلة وخصوصا السلطة الدكتاتورية التي جثمت على صدر العراق اكثر من ثلاثة عقود من الزمن .                           سطعت شمس ميلادها في بلدة القوش عام 1939 ، نشأت وسط عائلة فلاحية معروفة ،  ابويها منصور ومنّة وهي بِكرُ اخوتها واخواتها البالغ عددهم ستة بنين واربع بنات ، ترعرعت بين احضان هذه العائلة ، امتازت منذ صغرها بالغيرة الألقوشية ، كانت تقف الى جانب أبيها في زراعة الارض وفلاحتها وجمع غلتــــها اضافة الى مساعدة امها فـــــي اشغال
البيت ، كانت تمتاز بجمال قروي فريد وقبل اتمامها ربيعها الخامس عشر تقدمت عمتها                ( نني ) لخطبتها لأبنها المعلم والكاتب والاديب والسياسي سعيد ياقو شامايا المعروف بعلاقاته الطيبة مع اهالي المنطقة خصوصا مع النخبة المثقفة ، وفي عام 1954 احتفل اهاليهما بزفافهما المبارك فعمت الفرحة وغمرت العائلتين والاقرباء والاصدقاء وكانت ثمرة هذا الزواج أنهما رُزقا باربعة بنين وابنة واحدة ، الكبيرين ولدا في القوش والبقية في بغداد .. عاشت هذه الزوجة المتواضعة مسرورة وسعيدة مع اهل زوجها تربطها بالجميع علاقات حميمة مبنية على المحبة والتعاون والانسجام . غادرت القوش مع زوجها الى قرية سناط التابعة اداريا الى قضاء زاخو وذلك بعد صدور امر نقله مديرا للمدرسة هناك وفي عام 1961 انتقل الى  احدى مدارس بغداد فتألمت كثيرا على مغادرة  بلدتها وفراق اهلها ، تأقلمت هذه المرأة القروية المشبعة بمزايا الفلاحين وصفاتهم مع بيئتها الجديدة حتى تعودت على حياة المدينة وخلال فترة قصيرة تحولت الى زوجة ملتزمة ومنسجمة مع ما يعمله زوجها في المجالات الثقافية والسياسية التي كانت حينذاك تُشغل الشباب ، ودون ان يكون لها رصيدا ثقافيا وانما ايمانا منها وثقتها  بشريك حياتها، فكانت تساعده في صيانة مدوناته ورسائله الحزبية السرية دون ان تتذمر خصوصا بعد تعرضه الى عدة هزات سياسية شكلت خطرا على حياته بل كانت تعزز ثقته بموقفها عندما كانت تقول له : لا عليك يا سعيد فالامور اكيد ستنجلي قريبا .. اضافة الى وقوفها الى جانب زوجها في مد يد العون له في اموره الخاصة ، كانت تقوم بتربية الاطفال والاعتناء بحماتها وحماها اللذين انتقلا مع العائلة الى بغداد ، كما وتقوم بخدمة المجتمعين من رفاق زوجها الذين كانوا يعقدون اجتماعاتهم في الدار اضافة الى باقي افراد العائلة وبالضيوف
الذين كانوا يتهافتون الى الدار يوميا والاقرباء القادمين من القوش .. ولم تمض
الا سنة واحدة وربما اقل حتى فوجع الوطن والشعب بانقلاب شباط الاسود 1963 و كان لألقوش حصة الاسد في اعتقال شبابها وحتى كبار السن ومنهم  شريك حياتها الذي اعتقل ضمن السياسيين الذين القي القبض عليهم من قبل ازلام الحرس القومي الذين ارتكبوا ابشع الجرائم بحق الوطنيين والتقدميين الاحرار ، لقد أدمى خبر اعتقاله جراحها فسكبت دموعها التي كانت وسيلة لأطفاء لوعتها ، وبغيابه تحملت الويلات والمصاعب وواجهت هموم البيت والاطفال لوحدها وتدهور وضع العائلة الاقتصادي مما اضطرها لشراء ماكنة خياطة لتنجز طلبات بعض النساء في الخياطة داخل المنزل وبذلك تكون قريبة من اطفالها الصغار ويساعد عملها في اعالة العائلة وانتزاع لقمة العيش الحلال .. وجابهت بقوة وصلابة كل المعاناة والمعضلات التي مرت بعائلتها .. قاست من شظف العيش ما ضيق عليها الخناق ووقفت شامخة موصدة باب اليأس لتمنع عن بيتها رياح الرضوخ فحافظت على كرامة عيشها طوال الفترة التي كان زوجها داخل زنزانات الجناة . بعد اعتقال زوجها راحت تبحث عنه وهي تحمل بين احضانها طفلها الرضيع ( نائل ) الذي لم يكمل السنة ، وكان يرافقها في البحث والد زوجها المرحوم ( ياقو شامايا ) الذي كان قد تجاوز السبعين سنة من عمره ،  متحملان مضايقات وتعامل رجال الامن اللانساني ، كل ذلك من اجل معرفة مكانه والأطمئنان عليه .                    علمت بعد اعتقاله انهم أودعوه سجن ابو غريب فتوجهت برفقة حماها الى هناك على امل لقائه ، وعلى الرغم من تحملها عناء الطريق لم يسمحوا لها بالدخول لا بل  حتى بالسؤال عنه فاقفلت الى بيتها يغمرها الحزن والاسى على زوجها الذي لم تعلم اي شيء عنه . راحت تتنقل من سجن الى آخر وفي كل مرة تحمل معها شوقها الممزوج  بالأمل للقائه  لكن امنيتها لم تتحقق فتعود خائبة الى منزلها ، وهكذا تحملت اهانات وشتائم رجال الامن والشرطة اكثر من ثمانية اشهر دون ان تعرف له مكان ، حتى حالفها الحظ في ذات يوم حينما علمت انه نُقل الى سجن المركز العام الذي يقع بقرب وزارة الدفاع / الاعظمية ، فتجشمت عناء الطريق الى هناك  لكنّ الشرطة والحرس  لم يسمحوا لها ، ونتيجة محاولاتها وتوسلاتها واصرارها سمحوا لأبنها الأكبرغسان الذي كان يبلغ من العمر ست سنوات بالدخول لزيارة ابيه ، حينها فقط أطمأنت على سلامة زوجها  ، لكنه لم يهدا لها بال الا بعد ان  تلتقي به ، وفعلا تم ذلك في نهاية شهر ايلول حينما نُقل الى سجن الحلة . ومن المواقف الشجاعة التي باتت حديث رفاق زوجها الذين كانوا معه في السجن انها كانت بين فترة واخرى تقوم بزيارة زوجها وتأخذ معها بيانات وبعض الرسائل الحزبية وجريدة الحزب التي كان يستفاد منها داخل السجن فتخبؤها في حضينة طفلها الصغير وهكذا  تصل الى متناول ايادي زوجها ورفاقه .. وكذلك كلفت في ذات يوم بايصال عريضة الى الحاكم العسكري ، كان قد كتبها مجموعة من الشباب الشيوعيين وبالتنسيق مع بعض الوطنيين والتقدميين وحينما طُلب منها ذلك لم تمانع وبالفعل توجهت الى حيث مكتب الحاكم العسكري فردها رجال الامن بعنف لكنها عادت لتحاول ثانية وثالثة حتى تمكنت من لقائه وتسليم العريضة له . اكثر من عام حُرمت هذه العائلة من معيلها الوحيد  فعانت خلال فترة اعتقاله من الحرمان والفاقة حتى اشرقت شمس الفرح وابتسم لها القدر حينما اطلق سراحه بعد انقشاع غمامة الحرس القومي عن سماء الوطن ولكن كان قد صُدر قرار فصله من وظيفته من قبل السلطة الجائرة ، مع ذلك لمّت الأيام شمل العائلة وعادت البسمة الى شفاه الزوجة التي تحملت عبئها اكثر من سنة . بقي رب العائلة مفصولا عن وظيفته اكثر من سنة فعكس ذلك سلبا على وضع العائلة المعيشي لكنّ الوضع لم يدم طويلا لانه  ومن خلال معارفه وزملاءه راح يلقي محاضرات ودروس خصوصية لبعض الطلبة والطالبات لقاء اجور بسيطة تمكن من خلالها تمشية الوضع المعيشي حتى اكتملت الفرحة حينما عاد الى وظيفته بعد صدور قرار جمهوري باعادة المفصولين السياسيين الى وظائفهم . وجاءت فترة السبعينيات التي كانت مصدر فرح وخير للشعب العراقي عموما ، فابتسمت الايام لهذه العائلة خصوصا بعد انتقالهم الى البيت الجديد الذي شيدوه  بعرق الجبين في منطقة حي المعلمين / بغداد الجديدة . كانت شكرية تقوم فرحة بخدمة 15 فردا يعيشون في بيتهادون ان تتذمر او تشكو من تعب أو ارهاق ، تحافظ بالدرجة الاولى على اولادها كحفاظها على حدقات عيونها كي لا يكسو غبار الذل وجوههم .. اضافة الى انشغالها في امور البيت وتربية الاطفال ، كانت تُعقد في نفس الدار اجتماعات حزبية لزوجها وعلى مستوى قيادي واجتماعات لتنظيمات مهنية كاتحاد الشبيبة واتحاد الطلبة العام وبكل سرور ونكران الذات تقوم بتلبية احتياجتهم وكانت الابتسامة لا تفارق وجهها  . أنشغل عنها زوجها خلال هذا العقد من السنين منها في التدريس الخصوصي واخرى في التزاماته السياسية والتنظيمية  وقد اخذ  تاسيس نادي بابل الكلداني ذلك الصرح الاجتماعي والثقافي الكثير من وقته بحيث كان لا يعود الى البيت الا بعد الساعة العاشرة ليلا ،  فكانت تلك الالتزامات تؤثر نوعا ما سلبا على نفسيتها ومع ذلك كانت لا تشكو من اي شيء . لم يستمر الوضع على منواله في ظل الحكم الدكتاتوري بل شن النظام في  نهاية السبعينيات حملة شعواء على القوى الوطنية والديمقراطية وفي مقدمتهم قيادة وقواعد الحزب الشيوعي العراقي مما اضطر رب العائلة
على الاختفاء والابتعاد عن انظار السلطة الحاكمة ، فأخذ يتنقل من بيت الى آخر واحيانا يزور عائلته سرا وبعد ان تيقن ازلام النظام من خلال بحثهم ومتابعات مبلغيهم  ان سعيد لم يعد في بغداد عاد الى بيته سرا ودون علم حتى الاقرباء والاصدقاء ، مع ان تلك الخطوة كانت مجازفة بحياته لكنه كان متأكدا ان السلطة لا يخطر على بالها انه سيختبىء  في بيته ولمدة عشر سنوات . وأشتعل فتيل الحرب العراقية الايرانية في بداية الثمانينيات وزُج ثلاثة من ابنائها في تلك الحرب حيث كان رجال الامن يقومون في كل ثلاثاء بزيارة العائلة لاجراء تحقيقا مع الام ، يعرضون عليها خلال التحقيق بعض الاغراءات بغية اقناعها لزوجها كي يسلّم نفسه الى السلطة ، وقد تعددت اغراءاتهم واساليبهم القذرة التي اعتادوا عليها من اجل الوصول الى مآربهم ، ففي ذات يوم ومن خلال لقائها راح أحد الضباط الكبار وحوله اعوانه يهددها قائلا : ان زوجك مجرم خطير وعليك ان تطلبي طلاقه في الجريدة الرسمية وبذلك ستستفادين من الدولة باعانة قدرها ( 10000 دينار ) وفي حالة زواجك من رجل آخر ستُمنحين ( 5000 دينار ) أخرى ، فأجابتهم بهدوئها : يا ليتكم تعلموني عن احدى جرائمه التي ارتكبها ، هل قتل ام سرق ام ارتكب الفحشاء ام فعل شيء يستوجب عليّ طلب الطلاق .. فتعصب الضابط وقال بلهجته التهديدية : احذرك ايتها المرأة ان لم تبلغينا عن تحركات زوجك ومكانه سنلقي القبض عليك ، فقالت ببساطتها : ان كانت الحكومة بجيشها وشرطتها لا تعرف له مكان فكيف لي ان اعرف ، لقد غادرنا قبل سنين ولا نعرف عنه اي شيء ، فقال احد الضباط : خلي تولّي سيدي ماكو فايدة منها هاي هم شيوعية مثل زوجها ، واضاف الضابط (آني حذرتج وانت بكيفج ). ومن المواقف الصعبة التي حدثت خلال احدى زياراتهم للعائلة انه في ذات يوم رن جرس الدار وكان الوالد في الطابق الثاني من الدار فسأل ولده ثائر : من الطارق يا ولدي .؟ اجابه بامتعاظ : انهم هم كالعادة ( يقصد رجال الامن ) .. تصور الاب انهم لم يدخلوا فنزل من غرفته لقضاء حاجته ليتفاجأ بضابط الامن وجها لوجه فتجمد الدم في عروق الزوجة فتسمرت في مكانها ، اما ابنها ثائر فانه ارتعب من ذلك الموقف ، لكنّ لحية الاب وبياضها خدعت ذلك الضابط الغبي فحياه الضابط قائلا : شلونك حجي ..؟ اجابه سعيد دون ارتباك : اهلا وليدي تفضل جوّا ..! ودخل الضابط الى غرفة الاستقبال ، حينها جاء ثائر من المطبخ وبيده سكين فقال له والده : اياك يا بني ان تتهور ..؟ اجابه : يجب ان اتخلص منه لانه سيفضح امرك ويعتقلك .. ! هدّأ الوالد من روعه وقال : أعد السكين الى مكانه ولا
فالضابط لم يكشف أمري بل تصورني المرحوم أبي بسبب بياض شعري ولحيتي . هكذا امتص ذلك الكلام نقمة ثائر فعاد ادراجه الى المطبخ . راح الضابط يستجوب السيدة شكرية وهي في حالة ارتباك وقلق لكنها عادت الى هدوئها وثقتها بنفسها بعد ان كان الضابط يدلي بمواعظه ونصائحه لاقناعها بالعدول عن موقفها تجاه زوجها وكأن شيء لم يحدث ، فتنفست الصعداء لانها تيقنت بانّ الذي شاهده امامه ليس الا والده او شقيقه الاكبر ، وهناك المزيد من المواقف التي مرت بهذه الانسانة وتجاوزتها بالصبر وقوة التحمل لا استطيع التطرق اليها لانها لا تسع المساحة التي خصصتها لمقالتي فاترك ذلك للايام القادمة مسهبا بالتفاصيل .  وفي الاخير اقول السلام عليك ايتها الام الباسلة المضحية التي واجهت ضغوط الدكتاتورية بكل ثقة بالنفس ؟، سلام لك يا مصدر العفة والطهر والأباء ، لك مني كل المحبة والاحترام يا نبع حب وحنان لا ينقطعان .. طوبى لك سيدتي ولكل ام غرست في حنايا ثمارها حب الخير والطيبة والانتماء الوجداني الى الوطن .


68
المنبر الحر / امرأة من بلدتي
« في: 21:29 30/11/2015  »
امرأة من بلدتي



باسل شامايا

 
القوش بلدة موغلة في التأريخ تجثو على سفح جبل أشم تعرضت لشتى الغزوات والاعتداءات والتهديدات بهدف النيل منها وسرقة ممتلكاتها ، و تعمدت معظم السلطات الرجعية المتعاقبة على اهمالها وتهميشها وثنيها عن مواقفها المتميزة لكنّ أبنائها الغيارى وقفوا وقفة رجل واحد للذود عنها ، لذلك تجاوزت كل الصعاب والاهوال وبقت شامخة كالجبل لا تهزها الرياح العاتية .فتحت ابوابها دوما لاستقبال المطاردين والمضطهدين والهاربين من بطش النظام الظالم ..لكنها لم تقبل يوما باعتداء احد ،  لقد حُفر اسمها في ذاكرة الزمن  بوقوفها الدائم الى جانب الحق ومساعدة المظلومين وبما انجبته من العلماء والفنانين والادباء والقادة ورجال الدين ، تغنى بها الشعراء والمغنون وأحبها حد العشق أبنائها وبناتها  الذين أرضعتهم الحب والوفاء والاخلاص ، وترعرع هذا الحب ونمى مع نموهم ليورثه الابناء عن الآباء والأجداد حتى يومنا هذا ، اشتهرت بسوقها الذي كان يغذي كل المناطق المحيطة بها حتى اوائل القرن الماضي ، عُرف شعبها الأبي بمواقفه الشجاعة وتحمله الويلات والنكبات التي توالت عليه على مر السنين ، وزُج خيرة أحبتها في غياهب زنزانات الجناة ناهيك عن نيل الكثير من شموعها ( ذكورا واناثا ) شرف الشهادة وقرابينا على مذبح الحرية والعدالة الاجتماعية ، وقد زخرت هذه البلدة الأبية بنساء مناضلات عرفن بشجاعة متميزة وتحد كبير للحكومات الرجعية العميلة .. واجهن الظروف القاسية والمصاعب الجمة والاستدعاءات المستمرة لمراكز الامن ودوائر المخابرات ، وقد تم توظيف احقر الوسائل من قبل تلك الاجهزة القمعية من اجل تحقيق اهدافهم الدنيئة ،. ومن بين هؤلاء النسوة القروية المكافحة / السيدة الفاضلة شكرية منصور صادق بنيامين هذه المرأة القوية والجريئة التي تعرضت للكثير من المضايقات والاستفزازات والحرب النفسية لكسر شوكتها وثنيها عن مواصلة دعمها ووفائها ووقوفها الدائم الى جانب شريك حياتها الذي عاش سنين طويلة مطاردا من قبل ازلام الحكومات العميلة وخصوصا السلطة الدكتاتورية التي جثمت على صدر العراق اكثر من ثلاثة عقود من الزمن .                           سطعت شمس ميلادها في بلدة القوش عام 1939 ، نشأت وسط عائلة فلاحية معروفة ،  ابويها منصور ومنّة وهي بِكرُ اخوتها واخواتها البالغ عددهم ستة بنين واربع بنات ، ترعرعت بين احضان هذه العائلة ، امتازت منذ صغرها بالغيرة الألقوشية ، كانت تقف الى جانب أبيها في زراعة الارض وفلاحتها وجمع غلتــــها اضافة الى مساعدة امها فـــــي اشغال
البيت ، كانت تمتاز بجمال قروي فريد وقبل اتمامها ربيعها الخامس عشر تقدمت عمتها                ( نني ) لخطبتها لأبنها المعلم والكاتب والاديب والسياسي سعيد ياقو شامايا المعروف بعلاقاته الطيبة مع اهالي المنطقة خصوصا مع النخبة المثقفة ، وفي عام 1954 احتفل اهاليهما بزفافهما المبارك فعمت الفرحة وغمرت العائلتين والاقرباء والاصدقاء وكانت ثمرة هذا الزواج أنهما رُزقا باربعة بنين وابنة واحدة ، الكبيرين ولدا في القوش والبقية في بغداد .. عاشت هذه الزوجة المتواضعة مسرورة وسعيدة مع اهل زوجها تربطها بالجميع علاقات حميمة مبنية على المحبة والتعاون والانسجام . غادرت القوش مع زوجها الى قرية سناط التابعة اداريا الى قضاء زاخو وذلك بعد صدور امر نقله مديرا للمدرسة هناك وفي عام 1961 انتقل الى  احدى مدارس بغداد فتألمت كثيرا على مغادرة  بلدتها وفراق اهلها ، تأقلمت هذه المرأة القروية المشبعة بمزايا الفلاحين وصفاتهم مع بيئتها الجديدة حتى تعودت على حياة المدينة وخلال فترة قصيرة تحولت الى زوجة ملتزمة ومنسجمة مع ما يعمله زوجها في المجالات الثقافية والسياسية التي كانت حينذاك تُشغل الشباب ، ودون ان يكون لها رصيدا ثقافيا وانما ايمانا منها وثقتها  بشريك حياتها، فكانت تساعده في صيانة مدوناته ورسائله الحزبية السرية دون ان تتذمر خصوصا بعد تعرضه الى عدة هزات سياسية شكلت خطرا على حياته بل كانت تعزز ثقته بموقفها عندما كانت تقول له : لا عليك يا سعيد فالامور اكيد ستنجلي قريبا .. اضافة الى وقوفها الى جانب زوجها في مد يد العون له في اموره الخاصة ، كانت تقوم بتربية الاطفال والاعتناء بحماتها وحماها اللذين انتقلا مع العائلة الى بغداد ، كما وتقوم بخدمة المجتمعين من رفاق زوجها الذين كانوا يعقدون اجتماعاتهم في الدار اضافة الى باقي افراد العائلة وبالضيوف
الذين كانوا يتهافتون الى الدار يوميا والاقرباء القادمين من القوش .. ولم تمض
الا سنة واحدة وربما اقل حتى فوجع الوطن والشعب بانقلاب شباط الاسود 1963 و كان لألقوش حصة الاسد في اعتقال شبابها وحتى كبار السن ومنهم  شريك حياتها الذي اعتقل ضمن السياسيين الذين القي القبض عليهم من قبل ازلام الحرس القومي الذين ارتكبوا ابشع الجرائم بحق الوطنيين والتقدميين الاحرار ، لقد أدمى خبر اعتقاله جراحها فسكبت دموعها التي كانت وسيلة لأطفاء لوعتها ، وبغيابه تحملت الويلات والمصاعب وواجهت هموم البيت والاطفال لوحدها وتدهور وضع العائلة الاقتصادي مما اضطرها لشراء ماكنة خياطة لتنجز طلبات بعض النساء في الخياطة داخل المنزل وبذلك تكون قريبة من اطفالها الصغار ويساعد عملها في اعالة العائلة وانتزاع لقمة العيش الحلال .. وجابهت بقوة وصلابة كل المعاناة والمعضلات التي مرت بعائلتها .. قاست من شظف العيش ما ضيق عليها الخناق ووقفت شامخة موصدة باب اليأس لتمنع عن بيتها رياح الرضوخ فحافظت على كرامة عيشها طوال الفترة التي كان زوجها داخل زنزانات الجناة . بعد اعتقال زوجها راحت تبحث عنه وهي تحمل بين احضانها طفلها الرضيع ( نائل ) الذي لم يكمل السنة ، وكان يرافقها في البحث والد زوجها المرحوم ( ياقو شامايا ) الذي كان قد تجاوز السبعين سنة من عمره ،  متحملان مضايقات وتعامل رجال الامن اللانساني ، كل ذلك من اجل معرفة مكانه والأطمئنان عليه .                    علمت بعد اعتقاله انهم أودعوه سجن ابو غريب فتوجهت برفقة حماها الى هناك على امل لقائه ، وعلى الرغم من تحملها عناء الطريق لم يسمحوا لها بالدخول لا بل  حتى بالسؤال عنه فاقفلت الى بيتها يغمرها الحزن والاسى على زوجها الذي لم تعلم اي شيء عنه . راحت تتنقل من سجن الى آخر وفي كل مرة تحمل معها شوقها الممزوج  بالأمل للقائه  لكن امنيتها لم تتحقق فتعود خائبة الى منزلها ، وهكذا تحملت اهانات وشتائم رجال الامن والشرطة اكثر من ثمانية اشهر دون ان تعرف له مكان ، حتى حالفها الحظ في ذات يوم حينما علمت انه نُقل الى سجن المركز العام الذي يقع بقرب وزارة الدفاع / الاعظمية ، فتجشمت عناء الطريق الى هناك  لكنّ الشرطة والحرس  لم يسمحوا لها ، ونتيجة محاولاتها وتوسلاتها واصرارها سمحوا لأبنها الأكبرغسان الذي كان يبلغ من العمر ست سنوات بالدخول لزيارة ابيه ، حينها فقط أطمأنت على سلامة زوجها  ، لكنه لم يهدا لها بال الا بعد ان  تلتقي به ، وفعلا تم ذلك في نهاية شهر ايلول حينما نُقل الى سجن الحلة . ومن المواقف الشجاعة التي باتت حديث رفاق زوجها الذين كانوا معه في السجن انها كانت بين فترة واخرى تقوم بزيارة زوجها وتأخذ معها بيانات وبعض الرسائل الحزبية وجريدة الحزب التي كان يستفاد منها داخل السجن فتخبؤها في حضينة طفلها الصغير وهكذا  تصل الى متناول ايادي زوجها ورفاقه .. وكذلك كلفت في ذات يوم بايصال عريضة الى الحاكم العسكري ، كان قد كتبها مجموعة من الشباب الشيوعيين وبالتنسيق مع بعض الوطنيين والتقدميين وحينما طُلب منها ذلك لم تمانع وبالفعل توجهت الى حيث مكتب الحاكم العسكري فردها رجال الامن بعنف لكنها عادت لتحاول ثانية وثالثة حتى تمكنت من لقائه وتسليم العريضة له . اكثر من عام حُرمت هذه العائلة من معيلها الوحيد  فعانت خلال فترة اعتقاله من الحرمان والفاقة حتى اشرقت شمس الفرح وابتسم لها القدر حينما اطلق سراحه بعد انقشاع غمامة الحرس القومي عن سماء الوطن ولكن كان قد صُدر قرار فصله من وظيفته من قبل السلطة الجائرة ، مع ذلك لمّت الأيام شمل العائلة وعادت البسمة الى شفاه الزوجة التي تحملت عبئها اكثر من سنة . بقي رب العائلة مفصولا عن وظيفته اكثر من سنة فعكس ذلك سلبا على وضع العائلة المعيشي لكنّ الوضع لم يدم طويلا لانه  ومن خلال معارفه وزملاءه راح يلقي محاضرات ودروس خصوصية لبعض الطلبة والطالبات لقاء اجور بسيطة تمكن من خلالها تمشية الوضع المعيشي حتى اكتملت الفرحة حينما عاد الى وظيفته بعد صدور قرار جمهوري باعادة المفصولين السياسيين الى وظائفهم . وجاءت فترة السبعينيات التي كانت مصدر فرح وخير للشعب العراقي عموما ، فابتسمت الايام لهذه العائلة خصوصا بعد انتقالهم الى البيت الجديد الذي شيدوه  بعرق الجبين في منطقة حي المعلمين / بغداد الجديدة . كانت شكرية تقوم فرحة بخدمة 15 فردا يعيشون في بيتهادون ان تتذمر او تشكو من تعب أو ارهاق ، تحافظ بالدرجة الاولى على اولادها كحفاظها على حدقات عيونها كي لا يكسو غبار الذل وجوههم .. اضافة الى انشغالها في امور البيت وتربية الاطفال ، كانت تُعقد في نفس الدار اجتماعات حزبية لزوجها وعلى مستوى قيادي واجتماعات لتنظيمات مهنية كاتحاد الشبيبة واتحاد الطلبة العام وبكل سرور ونكران الذات تقوم بتلبية احتياجتهم وكانت الابتسامة لا تفارق وجهها  . أنشغل عنها زوجها خلال هذا العقد من السنين منها في التدريس الخصوصي واخرى في التزاماته السياسية والتنظيمية  وقد اخذ  تاسيس نادي بابل الكلداني ذلك الصرح الاجتماعي والثقافي الكثير من وقته بحيث كان لا يعود الى البيت الا بعد الساعة العاشرة ليلا ،  فكانت تلك الالتزامات تؤثر نوعا ما سلبا على نفسيتها ومع ذلك كانت لا تشكو من اي شيء . لم يستمر الوضع على منواله في ظل الحكم الدكتاتوري بل شن النظام في  نهاية السبعينيات حملة شعواء على القوى الوطنية والديمقراطية وفي مقدمتهم قيادة وقواعد الحزب الشيوعي العراقي مما اضطر رب العائلة
على الاختفاء والابتعاد عن انظار السلطة الحاكمة ، فأخذ يتنقل من بيت الى آخر واحيانا يزور عائلته سرا وبعد ان تيقن ازلام النظام من خلال بحثهم ومتابعات مبلغيهم  ان سعيد لم يعد في بغداد عاد الى بيته سرا ودون علم حتى الاقرباء والاصدقاء ، مع ان تلك الخطوة كانت مجازفة بحياته لكنه كان متأكدا ان السلطة لا يخطر على بالها انه سيختبىء  في بيته ولمدة عشر سنوات . وأشتعل فتيل الحرب العراقية الايرانية في بداية الثمانينيات وزُج ثلاثة من ابنائها في تلك الحرب حيث كان رجال الامن يقومون في كل ثلاثاء بزيارة العائلة لاجراء تحقيقا مع الام ، يعرضون عليها خلال التحقيق بعض الاغراءات بغية اقناعها لزوجها كي يسلّم نفسه الى السلطة ، وقد تعددت اغراءاتهم واساليبهم القذرة التي اعتادوا عليها من اجل الوصول الى مآربهم ، ففي ذات يوم ومن خلال لقائها راح أحد الضباط الكبار وحوله اعوانه يهددها قائلا : ان زوجك مجرم خطير وعليك ان تطلبي طلاقه في الجريدة الرسمية وبذلك ستستفادين من الدولة باعانة قدرها ( 10000 دينار ) وفي حالة زواجك من رجل آخر ستُمنحين ( 5000 دينار ) أخرى ، فأجابتهم بهدوئها : يا ليتكم تعلموني عن احدى جرائمه التي ارتكبها ، هل قتل ام سرق ام ارتكب الفحشاء ام فعل شيء يستوجب عليّ طلب الطلاق .. فتعصب الضابط وقال بلهجته التهديدية : احذرك ايتها المرأة ان لم تبلغينا عن تحركات زوجك ومكانه سنلقي القبض عليك ، فقالت ببساطتها : ان كانت الحكومة بجيشها وشرطتها لا تعرف له مكان فكيف لي ان اعرف ، لقد غادرنا قبل سنين ولا نعرف عنه اي شيء ، فقال احد الضباط : خلي تولّي سيدي ماكو فايدة منها هاي هم شيوعية مثل زوجها ، واضاف الضابط (آني حذرتج وانت بكيفج ). ومن المواقف الصعبة التي حدثت خلال احدى زياراتهم للعائلة انه في ذات يوم رن جرس الدار وكان الوالد في الطابق الثاني من الدار فسأل ولده ثائر : من الطارق يا ولدي .؟ اجابه بامتعاظ : انهم هم كالعادة ( يقصد رجال الامن ) .. تصور الاب انهم لم يدخلوا فنزل من غرفته لقضاء حاجته ليتفاجأ بضابط الامن وجها لوجه فتجمد الدم في عروق الزوجة فتسمرت في مكانها ، اما ابنها ثائر فانه ارتعب من ذلك الموقف ، لكنّ لحية الاب وبياضها خدعت ذلك الضابط الغبي فحياه الضابط قائلا : شلونك حجي ..؟ اجابه سعيد دون ارتباك : اهلا وليدي تفضل جوّا ..! ودخل الضابط الى غرفة الاستقبال ، حينها جاء ثائر من المطبخ وبيده سكين فقال له والده : اياك يا بني ان تتهور ..؟ اجابه : يجب ان اتخلص منه لانه سيفضح امرك ويعتقلك .. ! هدّأ الوالد من روعه وقال : أعد السكين الى مكانه ولا
فالضابط لم يكشف أمري بل تصورني المرحوم أبي بسبب بياض شعري ولحيتي . هكذا امتص ذلك الكلام نقمة ثائر فعاد ادراجه الى المطبخ . راح الضابط يستجوب السيدة شكرية وهي في حالة ارتباك وقلق لكنها عادت الى هدوئها وثقتها بنفسها بعد ان كان الضابط يدلي بمواعظه ونصائحه لاقناعها بالعدول عن موقفها تجاه زوجها وكأن شيء لم يحدث ، فتنفست الصعداء لانها تيقنت بانّ الذي شاهده امامه ليس الا والده او شقيقه الاكبر ، وهناك المزيد من المواقف التي مرت بهذه الانسانة وتجاوزتها بالصبر وقوة التحمل لا استطيع التطرق اليها لانها لا تسع المساحة التي خصصتها لمقالتي فاترك ذلك للايام القادمة مسهبا بالتفاصيل .  وفي الاخير اقول السلام عليك ايتها الام الباسلة المضحية التي واجهت ضغوط الدكتاتورية بكل ثقة بالنفس ؟، سلام لك يا مصدر العفة والطهر والأباء ، لك مني كل المحبة والاحترام يا نبع حب وحنان لا ينقطعان .. طوبى لك سيدتي ولكل ام غرست في حنايا ثمارها حب الخير والطيبة والانتماء الوجداني الى الوطن .


70
 
نـــــدوة صحية
اعتاد نادي القوش العائلي أن يكون سباقا في تقديم الأفضـــــ والمتميز فـــي  نشاطاتــــــه الجماهيرية المتنوعة ففي هذه الايام العصيبة التي يعاني منها شعبنا الجريح من تكالب قوى الشر والجريمة على أراضينا المغتصبــة تبادر اللجنــــة الثقافية للنادي بالتعاون مع المركـــز الصحي النموذجي في القوش الى اقامة نــدوة صحيـــة على حدائق النادي تتناول موضـــوع مرض الكوليرا وأمـور صحية اخرى يشــــارك في اقامة هذه النــــــــدوة كـــل من الدكتــــــور                   ( بادر عمانوئيل قيا )                   والدكتور    ( خالد شمعـــــــون )
وذلك يوم الثلاثاء الموافق ( 29/9/2015 )     وفي تمام الساعة الخامسة عصرا                          والدعوة عامة للجميع                                                                                                             


71
حفل تابين في القوش

وفاءا وعرفانا للتضحيات الجسام والخدمات الجليلة التي قدمها الراحل العزيز المحامي عبدالرحيم قلو لمجتمعه بشكل خاص وللانسانية عموما بادرت الهيئة الادارية لنادي القوش العائلي وبمناسبة اربعينيته على اقامة حفل تأبيني على روحه وعلى حدائق النادي حيث حضر الحفل الاستاذ مدير ناحية القوش والاستاذ قائمقام تلكيف والاب الجليل آرام روميل وجموع غفيرة من اهالي ومحبي المرحوم وكان نجل الفقيد المهندس سعد قلو وبصحبة الدكتور عادل كوهاري قد تجشما عناء الطريق من السويد الى القوش لحضور الحفل حيث استهل بكلمة ترحيبية تلتها عريفة الحفل الانسة شهد باسل وكلمةالهيئة الادارية للنادي تلاها رئيس الهيئة الفنان باسل شامايا وتوالت الكلمات حيث القى الاديب بنيامين حداد كلمته بحق الفقيد ثم قصيدة الشاعر لطيف بولا والشاعرة سهام جبوري والشاعر يوسف زرا والشاعر باسل شامايا كما شارك الشماس جوني اسحق بمدراشا للفقيد  وتلا السيد نجاح قس يونان مجموعة من البرقيات   وكان مسك الختام كلمة ذوي الفقيد قراها نجله السيد سعد وقد شكرت عريفة الحفل في الاخير الحضور والمشاركة في منهاج الحفل تمنياتنا لذوي الراحل العزيز بجميل الصبر والسلوان ولفقيد\نا الراحل الرحمة والحياة الابدية

                                                                                                  باسل شامايا


72
أربعينية قي نادي القوش العائلي

اعتاد نادي القوش العائلي ان يحيى ويستذكر الاحبة الراحلين ويقيم على ارواحهم مراسيم تعازي وتأبين حيث سنلتقي عصر يوم الجمعة بالحفل التابيني الذي ستقيمه اللجنة الثقافية للنادي على حدائق النادي استذكارا للراحل العزيز المحامي عبدالرحيم اسحق قلو وسيتخلل الحفل كلمات وقصائد ومدراشا وسيبدأ الحفل في تمام الساعة السادسة عصرا والدعوة عامة للجميع .                                                                                             


73
المنبر الحر / أرثيك أبا سعد
« في: 13:02 02/07/2015  »
أرثيك أبا سعد

                                               
باسل شامايا
اعتدت بين فترة واخرى ان استذكر رموزنا الذين يغادرونا الى عالم البقاء واقف بكل اجلال واكرام امام عظمة عطائهم ودورهم البارز والمتميز الذي قدموه بكل نكران الذات لبلدهم وشعبهم ، فها هو الموت يغيب علم من اعلام النضال الوطني ( المحامي القدير عبدالرحيم اسحق قلو ) ذلك النجم الساطع في سماء الغربة وذلك الرمز المعطاء من رموز التضحية والمقارع للظلم والاضطهاد رغم الملاحقات والسجن والتعذيب الذي تعرض له من قبل ازلام الأنظمة الرجعية التي جثمت على صدر العراق  .. غادرنا قبل ايام وهو يعاني في بلد الشتات من آلام الشوق الى بلده .. رحل عنا بعد ان فارقت روحه الطاهرة هذه الحياة البائسة ، متألما على ما أصاب بلده من الكوارث والمحن التي تعرض لها  خلال غزوات البرابرة الاوباش قبل اكثر من عام .. وبفقدانه  مني شعبنا عموما وبلدتنا الحبيبة القوش خصوصا بخسارة فادحة  لأنه كان طيلة سني حياته مكرسا جلّ وقته  لخدمة المحتااجين من الفقراء والكادحين .. رحل حاملا معه عشقه للعراق وتاركا في قلوبنا لوعة وفي الذاكرة صور لمواقف لا تنسى ، جسد فيها معاني الصدق والعزيمة والوفاء لقضية الوطن العادلة .. لقد حمل هموم الوطن المبتلى بحكامه منذ عهود السيطرة الاستعمارية حتى عهد الدكتاتورية البغيضة مقاوما القمع والتعذيب الوحشي في زنزاناة الطغاة حيث كانت حصته منها لا يحسد عليها .. ولم تثنه تلك المآسي والويلات بل زادته عزما واصرارا وقوة في النضال من اجل عراق ديمقراطي حر .. احبه الناس من مختلف شرائح المجتمع العراقي ونال ثقة العمال والكادحين واعجاب ابناء شعبه لتلك المواقف الشجاعة التي تحدى بها جبروت السلطات الرجعية الغاشمة .. كان يزرع في نفوس الناس الامل مؤمنا بالحياة الحرة الكريمة لشعبه ، خالية من الاحتلال والاضطهاد ةالظلم ، خالية من الخوف والارهاب ومن الفساد والمحاصصة الطائفية .                                       بكى وذرف الدمع على بلده الذي احرقته الحرب .. بكى على ابناء العراق الذين خضبوا تراب الوطن  بدمائهم الزكية


74
عرض مسرحي في القوش

يسهم المسرح اسهاما حقيقيا في بناء الانسان وتغيير توجهاته الفكرية والاجتماعية والنفسية .. من هذا المنطلق سيكون لنا جمهورنا الكريم لقاءا معكم في العرض المسرحي لمسرحية ( لأيكا بروني ) التي ستعرضها فرقة مسرح شيرا بالتعاون مع مركز كلكامش للثقافة والفنون  على مسرح المنتدى وذلك يوم الخميس الموافق 25/ 6 /2015 وللايام 26  و  27 / 6 / 2015 وفي تمام الساعة السادسة والنصف عصرا والمسرحية من تاليف الاستاذ سعيد شامايا .. وسيناريو واخراج الفنان باسل شامايا وبطولة نخبة من مبدعي القوش : زياد خوشو .. منال ابونا .. صباح يلدكو .. رائد ججو .. زاهي خوشو .. عبير كوركيس .. لورين سعيد ومديرة المسرح : لليان نوح والفنان منفذ الموسيقى والمؤثرات الموسيقية سلفر تومكا لا تفوتكم فرصة اقتناء بطاقة الدخول علما ان العرض مجانا نتمنى لكم مشاهدة ممتعة .

75
ترقبوا قريبا
بعد اجراء تدريبات يومية على مسرحية ( لأيكا بروني ) بلغة السورث ولأكثر من شهر ستكسر فرقة مسرح شيرا طوق السبات الذي فرضته علينا ظروفنا القاهرة لتعرض قريبا مسرحيتها الجديدة التي تجسد معاناة شعبنا خلال هذه الفترة العصيبة التي يمر بها وطننا العزيز وبمعالجات كوميدي / تراجيدي والمسرحية من تأليف : الاستاذ سعيد شامايا  و سيناريو واخراج : الفنان باسل شامايا فلا تفوتكم فرصة مشاهدة عملنا الجديد الذي ستقضون معه احلى وامتع الاوقات .                                                               اشخاص  المسرحية حسب الظهور  :
1// الفنان زياد خوشو                     2// الفنانة منال ابونا                      3// الفنانة عبير كوركيس                 4// الفنان صباح يلدكو                          5// الفنان رائد ججو                        6// الفنان زاهي خوشو                    7 // الفنان لورين سعيد                                                              مديرة المسرح : الفنانة لليان نوح

76
المنبر الحر / معمر من القوش
« في: 16:41 05/06/2015  »
معمر من القوش 


                                                       
باسل شامايا 
 
  توما اوراها توما قاشا أشرق فجر ميلاده في القوش عام 1925 انحدر من عائلة فلاحية معروفة عدد افرادها ثمانية افراد ( ثلاثة بنين وثلاث بنات اضافة الى الوالدين ) .                 دخل مدرسة مار ميخا النوهدري عام 1932 وكان  حبه الشديد للدراسة والتعليم يحثه دوما لتكملتها الا ان ظروف المعيشة الصعبة حينها حالت دون تحقيق امنيته فترك الدراسة عام 1935 ليقف الى جانب ابيه مساعدا اياه في كسب لقمة العيش للعائلة . بدأ حياة العمل صغيرا فعمل في فلاحة الارض وبسبب الكساد والامراض التي كانت تصيب المزروعات كان اصحاب الاراضي يعملون في اعمال اخرى لا تمت بصلة الى الزراعة وهكذا ترك توما العمل في الارض ليعمل في مختلف الاعمال التي كان يرتزق ، منها ففي نهاية الثلاثينيات كان يذهب الى الموصل بواسطة الحمير ومحملا بالبطيخ ليبيع هناك حمولته وفي اليوم الثاني يعود الى القوش كما عمل عاملا كادحا في معمل الجص وبأجور يومية ثم عمل في حفريات بندوايا وانتقل الى مدينة الموصل ليعمل ايضا في الحفريات لكنه لم يستغرق فيها طويلا حتى ذهب مع بعض من اصدقائه للتطوع في الجيش الليفي ، بعد ان تم قبوله سافر الى بغداد ومن هناك الى مدينة الحبانية التي كانت قاعدة عسكرية بريطانية ، حيث يطلق عليها ( سن الذبان ) فعمل براتب شهري قدره دينارين ونصف . وخلال فترة تدريب قصيرة نُقل الى مستشفى الحبانية العسكري وهناك بدأ يمارس عمله في التضميد / غرفة العمليات الجراحية ونتيجة عمله مع اطباء أكفاء تعلم منهم الكثير عن مهنة التضميد كما دخل دورة صحية في نفس المستشفى وراح يمارس اختصاصه بشكل جيد . في عام 1943 انتقل الى احدى السرايا العائدة للجيش الليفي في فلسطين ، سرية رقم 30 ومن هناك الى سرية رأس العين حيث غمرته الفرحة
حينما التقى بالمرحوم صادق عيسى يلدكو احد ابناء بلدته القوشحيث قضى معه اياما جميلة  وفي عام 1944 وخلال اعياد الميلاد المجيد قام بزيارة بيت المقدس وبقي سنة كاملة في فلسطين ثم عاد ثانية الى قاعدة الحبانية ليعمل في نفس المكان الذي كان يعمل فيه ( غرفة العمليات الجراحية ) وبعد فترة زمنية اي في عام 1946 انتقل الى احدى السرايا في البحرين والتي كان اغلب تعدادها من الآثوريين ، والتقى ايضا ببعض الجنود من اهالي القوش منهم: يلدا ربان / صادق يلدكو / ورحيم كورو وبقي عدة اشهر هناك ثم رجع الى الحبانية واكمل سني خدمته فيها فتسرح عام 1947 بعد ان زوّد بشهادة ممارسة مهنة للاستفادة منها مستقبلا . ثم عاد الى القوش ليستنشق فيها رحيق الشوق والحنين الى من كان يعاني من آلام فراقهم . ولم تمض الا مدة قصيرة على تسرحه حتى توجه الى كركوك بحثا عن العمل وهناك التقى بالسيد الرحيم قلو حيث توسط لدى احد اصدقائه في المستشفى ليكون واسطة لتعيين توما وبالفعل جاءت الموافقة للتعيين في شركة النفط العراقية في مستشفى( كي وان )  وبنفس المهنة التي كان يعمل فيها حيث زودهم بشهادة ممارسة المهنة التي كانت دليلا على كفائته .. فعمل باجور يومية قدرها 310 فلس ولمدة ستة اشهر وبعد ان اثبت جدارة في العمل تم تثبيته كموظف دائم وبراتب شهري ودخل دورة صحية ايضا في نفس المستشفى ثم منح اجازةاخرى  لممارسة المهنة كشهادة رسمية . بقي يعمل في الشركة منذ عام 1947 حتى عام 1959 هذه السنة التي  القي القبض عليه في كركوك وتم توقيفه لمدة خمسة اشهر ثم قُدم للمجلس العرفي العسكري الثاني في الوشاش / بغداد واصدر بحقه الحكم لمدة ثلاث سنوات ثم اودع سجن العمارة وبقي هناك ستة اشهر وبسبب الاحتجاجات الكثيرة خفضت احكام السجناء فشمله ذلك ليخفف حكمه الى سنة واحدة فقط واطلق سراحه لأن مدة بقائه في السجن مع التوقيف كانت قد اكتملت لأطلاق سراحه  ، وبعد ان اطلق سراحه بقي في بغداد يعمل في محل للاصباغ ولمدة سنتين . تزوج في عام 1950 من السيدة شكري اسحق
مقدسي وانجبت له ثلاثة اولاد وابنتين ، وبسبب المرض الذي باغتها توفيت في عام 1972 وكان خلال وفاتها ملتحقا بالحركة الانصارية الثورية في كردستان العراق ...   وفي عام 1963 وقع انقلاب 8 شباط الذي حكم ازلامه بالحديد والنار فقتلوا واحرقوا وظلموا وبعد ان علم توما ان الحاكم العسكري للمنطقة الشمالية كان قد اصدر حكما غيابيا بحجز امواله المنقولة وغير المنقولة ، غادر بغداد للالتحاق بحركة الانصار الثورية في كردستان العراق في قاعدة : كاني زوكي ( بسقين ) جنبا الى جنب مع المناضل توما توماس حيث كانت تربطه به علاقة حميمة في القوش وكركوك ، وبقي في حركة الانصار كمضمد صحي ايضا يشارك الأنصار صولاتهم وجولاتهم ضد الحكومات الرجعية المتعاقبة ، واستمر في نضاله حتى صدور قرار انبثاق الجبهة الوطنية عام 1973 . وعاد الى القوش ليعيش الاستقرار مع اطفاله الصغار الذين حرم منهم سنين طوال . وكانت قد اقتضت الضرورة ان يرتبط ثانية بأمرأة أو زوجة ثانية ليجمع عائلته بعد حرمانهم من والدتهم التي غادرتهم وهم اغصان طرية فارتبط بالسيدة نني يوسف يلدكو وانجبت له ولد واحد وابنتين . وبعد زواجه الثاني عمل في مطبعة دار الرواد كسائق لنقل صحيفة طريق الشعب للمنطقة الشمالية واستمر حتى عام ، 1979 ثم عمل في احدى الشركات اليابانية وبعدها  في شركة فرنسية ثم زاول اعمالا حرة متنوعة ومنها انه شارك المرحوم صبري بطرس بشراء تركتور وتهيئته للاعماتل الحرة كبيع المونة في القوش والقرى المجاورة . وآخر عمل له انه فتح كشكا صغيرا بجانب منزله  للاستنساخ ، كان يقضي فيه جل اوقاته . وفي الوقت الحالي يعيش في القوش متقاعدا في قوات الانصار هوايته المفضلة هي المطالعة واقتناء الكتب والمجلات وقضاء اوقات ممتعة في سوق القوش القديم وتحديدا في مكتب مختار القوش السيد سادوابونا .. وبصحبة مجموعة من الاخوة الافاضل الذين احيانا يستذكرون الماضي بألم وحسرة بالرغم من صعابه . مرحى بالسيد توما قاشا وهو يشعل شمعته التسعين نأمل ان نباركه حينما يطفىء شمعته المئة تمنياتي لمعمرنا العزيز ابو باسل بحياة ملئها الصحة والسعادة الدائمة . 
                                                           

77
المنبر الحر / وداعا ميلس
« في: 23:32 17/05/2015  »





79
حملة تنظيف وترميم شوارع القوش
باسل شامايا
الشباب هم مصدر انطلاقة المجتمع وتحرره من براثن تلك العادات والتقاليد البالية التي تقف حجر عثرة أمام تطوره وتقدمه كما أنهم بناة الحضارة وصناع الأمل ، يمتلكون طاقات هائلة وأفكار نيرة ومتجددة لبناء مجتمع مواكب لمسيرة التطور الاجتماعي والثقافي والعلمي ، واذا ما تغاضينا عنهم يكون الانطلاق بطيئا والبناء هشا .. انهم مستقبل الوطن وينابيعه المزهوة وغده الذي يتكئ على طموحهم وتطلعهم وعشقهم لربوعه . ان إقامة اي مشروع ثقافيا كان ام خدميا ام اجتماعيا يحتاج الى جهود استثنائية لكي يتمكن القائمين عليه من ترجمة الواقع النظري الى واقع عملي ملموس ، فقد بادر اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في القوش وبكافة أعضائه وأصدقائه ومعارفه للقيام بحملة تنظيف عامة في بلدتنا الحبيبة القوش وترميم معظم شوارعها ، حيث تم تنفيذ ذلك في بداية كانون الثاني 2015 وفي جو من الألفة والتعاون المشترك بين كل المساهمين في عملية البناء ، يجمعهم قاسم وهدف مشترك وهو تهيئة ارضية خصبة يبثون من خلالها ممكنات الفرح والانشراح في قلوب الاهالي ومحبي هذه البلدة التي أرضعتهم المحبة والوفاء . كانت الخطوة الاولى بعد فكرة المبادرة تشكيل وفد لزيارة الأستاذ مدير ناحية القوش وعرضهم عليه الفكرة ، فرحب بها وأبدى استعداده لدعمهم لأن ما كانوا يحملونه من مقترحات وافكار قيمة تنصب في خدمة القوش ووقف المهندس مسار الصفار معهم في تلبية كافة احتياجاتهم لتنفيذ المشروع متبرعا بوقته وجهده دون كلل او ملل ،  وكذلك وقفت بلدية القوش الى جانبهم داعمين مشروعهم ماديا ومعنويا اضافة الى تبرعهم بالمكائن والمعدات التي يحتاجونها خلال العمل وكذلك بآليات السقي ، وهكذا تبرع بعض الاشخاص مشكورين بآلياتهم مجانا لسقي الأماكن المرممة وآخرون تبرعوا بآلات حفر الشوارع كالجك همر وعدته والكيبلات الكهربائية ، كما وقف العديد من الرجال والشباب الغيورين مع اصحاب المبادرة وقفة مشهود لها بتعاونهم وتضامنهم لتذليل كافة العقبات التي اعترت عملية تنفيذ المشروع وحتى اطفال القوش وقفوا الى جانب الشبيبة لرفد المشروع بجهودهم المتواضعة ، اما بعض العوائل فقد كان لها دور متميز خلال تنفيذ العمل حيث كانوا يمدون الشباب العاملين بالطعام والشراب ولا ننسى السيد ممتاز مالان ودعمه المادي المتواصل وباستمرار في كافة المشاريع الخدمية التي تقام في القوش حيث تبرع بمبلغ من المال اضافة الى تبرع شقيقه بسمان لتغطية كافة مصاريف المشروع . ويشكر السيد راني قس يونان سكرتير الاتحاد  كل الاخوة المترعين والمتعاونين معهم في انجاح المشروع ويقول ان الحملة ستستمر حتى تصليح كافة الشوارع الرئيسية في البلدة طالما هناك خيرين يقفون معنا في دعم هذا المشروع  وكذلك شكر جميع الاخوة الاعلاميين منها وسائل التواصل الاجتماعي ومجلة شراغا ومجلة بيرموس وجريدة صوت القوش . ولم تقتصر مبادرات الشبيبة على ترميم الشوارع فقط بل سبقتها حملات تنظيف الشوارع ورفع الانقاض وذلك من اجل اظهار القوش بالمظهر اللائق وقد تكاتف معهم في هذه الحملة جمع من الشباب الغيارى وبمساعدة بعض الاهالي .. وشاركت الشبيبة الى جانب الاخوة ( يد بيد ) وشباب آخرين في عملية شتل وترتيب المكان لشتلها وسقيها . نشكر كافة الاحبة الذين لا يبخلون على القوش بعطاءاتهم المتواصلة وبنكران الذات متجردين من كل شيء اسمه ( أنا ) عملوا بدأب وحيوية واضعين امام اعينهم مصلحة بلدتهم الزاهية القوش
 
     

80
            بسم الاب والأبن والروح القدس      الأله الواحد آمين
               أنا القيامة والموت من آمن بي وان مات سيحيا
من اعماق يعتصرها  الاسى والحزن نتقدم من القوش بالتعازي القلبية الصادقة لكل المسيحيين في العالم على انتقال مار دنخا خنينيا بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العالم الى الأخدار السماوية ونشاطركم جميعا على هذا المصاب الجلل .. نبتهل الى الرب ان يسكن الراحل الى جواره مع القديسين والابرار ويلهم الجميع الصبر والسلوان .

                                               نادي القوش العائلي / القوش

81
إلى أمي التي أحترقُ شوقاً إليها
                                                       
باسل شامايا

في آذار الحب والخصب والنماء تتفتح الأزهار وتخضر الكروم والاشجار لتمنح للمحبين عطر اللقاء .. في أيام الربيع الزاهي تورق البهجة ويبتسم الأمل ويعم الصفاء لتأذن الأيام لنا لسماع قصائد الشعراء التي تتغنى بملكة الحنان والبهاء .. في هذا الشهر الذي تغازل الفراشات الملونة سحر الطبيعة الغنّاء .. تتعالى زقزقة العصافير وطيور السنونو تتسارع متنقلة من هنا الى هناك لتبني اعشاشها في زوايا البيوت القديمة والاماكن المهجورة .. في 21 آذار تعجز الكلمات كي تختار مفردات جديرة لتهنئة الامهات في يومها البهي .. في هذا الشهر ترتدي ارضنا الطيبة حلتها الخضراء .. هذا الشهر الذي تعشقه الشعوب المحبة للسلام وتكرهه كل الانظمة الدكتاتورية والسلاطين الذين لم يرتووا من سفك الدماء .                       
 في هذا الشهر المبارك تعيش الشعوب في كافة ارجاء المعمورة مناسبتين خالدتين تحتفل بها وتقدم التهاني والتبريكات للمرأة في 8 آذار يومها العالمي الذي تشق فيه اصوات النساء كبد السماء ، تستذكرن بطولات المرأة في كافة انحاء العالم ونضالاتها  من اجل استرداد حقوقها المغتصبة ، المرأة التي هي نصفنا الآخر المكمل للأنسان وللحياة ولوجودنا .. اما في 21 آذار عيد الأم فاننا جميعا مطالبون وايفاءا لما قدمته الأم وتقدمه من تضحيات وعطاءات علينا ان نصنع من ورود الحب والجمال باقات زاهية تفوح عطرا ونقدمها لها في يومها البهي .                     
اماه ايتها الشجرة الوارفة الضلال ، يا زهرة ملْ عطرها يملأ حياتنا جمال ؟، انت العطاء ومنك نستمد التواصل والوصال .. سيدتي يا جنينة حب وزهوة ربيع منحت لوجودنا حياة ، فأن شكرتك على ما تحملته من اجلنا فذلك ليس الا النزر اليسير من استحقاقك ، وان أقدمت على تعويضك عما اصابك من الألم والمرض لزرع البسمة على شفاهنا سأكون عاجزا عن سد جزء بسيط من عطاياك التي لم تتوقف على مر السنين ، فمهما قلت ومهما فعلت ومهما سطرت من الكلمات ، فأنها لا تفي بتجسيد الا القليل من تضحياتك ، وان حاولت وصفك سأجسد كل ما تستحقينه في هذا السطر الذي يقول : ( اماه يكفيك فخرا ان تكوني نبع حنان لا ينضب ) سلاماً لك يا أطهر المخلوقات التي لا عفةً ولا نقاءاً من بعدها  .

سلاماً اليك يا من جمعت بقايا رفات اولادك الذين نالوا مجد الشهادة فأودعوا تلك المقابر الجماعية .. سلام الى من توشحن السواد منذ فراق فلذات  أكبدهن فذرفن  الدموع السخية شوقا لعودتهم وضمهم الى صدر الحنان .. سلاما الى أمٍ غيّب النظام اولادها الثلاثة والرابع اجبر على الهجرة الى زنزانة الغربة . سلاما لك يا من  أقضمت آلامك وسموتِ على فراق اولادك الذين خضبوا ارض الوطن بدمائهم الطاهرة ، فتناسيت تلك الآلام لتزرعي البسمة على ثغور احفادك الذين هم امتدادا لأولادك .
 كل عام وانت لقلوبنا مصدر النور ولأرواحنا مصدر الفرح والسرور وكل عام ومحبيك ينتظرون قدوم يومك هذا ليجمعوا كلمات التهاني والتبريكات ليصنعوا منها قلادة فيقدمونها لك بكل حب وشوق قائلين : كل عام وانت بخير يا ارق واحن مخلوقة على وجه الخليقة .


82
نتاجات بالسريانية / القوش يمي
« في: 13:24 24/02/2015  »
القوش يمي
باسل شامايا
القوش يا يمي ويا بهرا دأيني     لأيكا تد زالي هر بتويت امي صورتخ
بكو لبي كما درحقت مني     ليبي دناشنخ يا بيثي وشمي
                              ***** 
شمخ كياولي خيلا وعليوثا                 منخ كشقلخ بير دمردوثا 
آيت شوهارا طالن يخيثا                  كبرتا دزونا لوشتا حيروثا
                              *****
حوبخ يا يمي طاليل شورا                 كو ليل ويوما دايم ناطورا
رويزيلي بطلّخ رابا وهم زورا          كاوخ مشرّر أث خلمن كورا
                                *****
حوبخ كو لبي يا يمد زونا                 آيت ايثوثي وتا عمّن عونا
ماثي مسوقلتا قرمتا بيبونا             بشمّخ بد زمرخ كو ليل ويوما
                                   *****
شمّخ يا القوش كثيويل بدمي              مر شما رابا يا خاثي ويمي
أثواثخ طويع لسبواثي وكمي              آيت بصخوثي يا برجا مني
                               *****
القوش محنقتا بصدرا تشعيثا              يا بهرا دعلما مداند شريثا
شمّـــخ حلويا ويا مركنيثا                    دايم صيوينتا بكبار حميثا
                               ***** 
من شن وداري بيشا ظالوما               تخملتح دموقذ ويشا وتليلا
بأرعخ قدشتا دليبا جو موما           القوش جنديثا كالو دكول زونا
                                  *****               
                                     
                                                                           

83



84
المربي الفاضل جرجيس ابراهيم حميكا




                                                     
باسل شامايا

 
التعليم هو ركن من أركان المجتمع وعنصر أساسي في تقدمه وتطوره علميا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا ، ونتيجة لهذا التطور يتميز الوطن بالمكانة التي يستحقها بين دول العالم ، ويجب ان نعلم ان القائد والمحرك الأساسي والفاعل لدفة التربية والتعليم هو المعلم ، صانع الحضارات البشرية ، هذا الانسان الذي علمنا الحرف والكلمة ، وأفنى زهرة شبابه في تنشئة الأجيال التي تخرجت على أيديهم البارحة واليوم وغدا وها هم باتوا قادةً للمجتمعات الانسانية ، يعملون في مراكز حساسة منهم الوزراء ونوابا في البرلمان وفلاسفة وعلماء واطباء ومهندسين وغيرهم . فعلى عاتق المعلم تقع مسؤولية التعليم والتربية التي من خلالها ينشر التسامح والمحبة بين الناس وينبذ العنف والعنصرية ويقوي الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن .  وقبل ان اسهب بالحديث عن احد هؤلاء المربون أود أن أضيف معلومة ربما تكون جديدة لدى البعض من احبتنا القراء وهي: )) لقد صدر في العهد الماضي مرسوما ملكيا وتم تعميمه الى دوائر الشرطة والذي يحوي فحواه ، تأدية التحية الى المعلم الذي تجاوزت خدمته ( 25 سنة ) أسوة بالقادة والضباط )) وهذا خير دليل على المكانة التي كان يتميز بها المعلم  يسعدني جدا ان اتناول في مقالي هذا محدثا وبإسهاب عن أحد ابناء القوش البررة الذي له باع طويل وتأريخ مشرّف في مجال التربية والتعليم والذي بات اليوم رمزا من رموزها ،      انه المربي الفاضل جرجيس ابراهيم بطرس حميكا الذي اشرقت شمس ميلاده في القوش عام 1922 . ينحدر من عائلة فقيرة ، دخل مدرسة مار ميخا النوهدري الأبتدائية للبنين عام 1929 وتخرج عام 1935 ، لم يتمكن من تكملة دراسته الثانوية  لعدم وجود الثانوية في القوش  ، و كان وضعه الاقتصادي لا يساعده بالذهاب الى الموصل لتكملتها هناك ، فبقي سنة واحدة جليس الدار ، وعندما علم الاب فرنسيس حداد بذلك تأثر كثيرا لأنه كان يعلم مدى ذكائه  ، فأوعز الى والدة جرجيس بالذهاب الى مدينة الموصل والأنضمام الى بعض النسوة من القوش للعمل في المخابز بغية تحسين وضعهم الاقتصادي ، وبذلك يتمكن ولدها من تكملة دراسته . لقد كانت السنوات الخمس من العمل المضني التي ارهقت والدته سببا رئيسيا بإنهائه الدراسة الثانوية كما يعود الفضل ايضا الى مثابرته ليلا ونهارا في الدراسة خصوصا  في العام الدراسي الاخير ، حيث كان يقضي جل اوقاته في الدراسة مختاراً منطقة(كوبا دمايا ) ذلك المكان الهادىء البعيد عن الصخب والضوضاء ، ليؤهل نفسه للأمتحانات النهائية التي ستقرر مصيره ، وبالفعل أثمرت جهوده ومواظبته الدءوبة بالنجاح فاجتاز تلك المرحلة الدراسية وحصل على المرتبة الأولى في عموم الموصل بمعدل 83% ، لم تسع الدنيا فرحة لوالدته حين سماعها بذلك النجاح الكبير ، والتي لم تذهب تضحيتها بصحتها وراحتها سدىً .       توجه الى بغداد للعمل حينما وجد فرصة سانحة في السكك الحديدية ولكن ابن عمه المرحوم الياس حميكا اقنعه على تكملة الدراسة الجامعية خصوصا كان تصنيفه الاول على الموصل ، فاقتنع والتزم بنصيحته واصرار والدته على ذلك ، واستمرت والدته بعملها في الموصل لكي يتمكن من تسديد مصاريف الدراسة .. بعد ان قدم مستمسكاته الى دار المعلمين العالي         ( كلية التربية حاليا ) عام 1941وحصل على تسلسل رقم ( 2 ) في القبول ، وحسب رغبته اختار قسم الرياضيات والفيزياء ،  حيث كفله صديق له من القوش يدعى ( اوراها شابا كتو ) . استمرت دراسته ثلاث سنوات ولكن لم تتمكن والدته من الاستمرار في العمل اكثر من سنتين  لأن حالتها الصحية تدهورت في السنة الاخيرة من دراسته فاضطر شقيقه الاصغر يوسف لأصطحابها الى القوش لترتاح من العمل المضني وتعب السنين ، ثم عاد الى بغداد ليأخذ مكان والدته في العمل من اجل ان يتمكن شقيقه اكمال دراسته في دار المعلمين العالي وبالفعل تخرج وبامتياز عام 1945 وما زالت وثيقة تخرجه لحد يومنا هذا بمعية اولاده .

((صورة الاستاذ مع زملائه حيث يجلس الى يمينه الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب))
تم تكريمه آنذاك من قبل الملك فيصل الثاني ملك العراق حيث أدخلت هذه النتيجة المشرفة البهجة والمسرة الى اعماق والدته التي كانت تنتظر تلك النتيجة بفارغ الصبر . بعد تخرجه حصل على مقعد دراسي في جامعة القاهرة لتكملة الدراسات العليا لكنه رفض الذهاب لان طموحه كان ينصب للدراسة في احدى جامعات لندن لكنه لم يحالفه الحظ .                     ومن زملائه الذين درسوا معه وكانت تربطه بهم علاقات زمالية حميمة :( الشاعر العراقي بدر شاكر السياب الذي كان يدرس في قسم اللغة الانكليزية / وشاذل طاقة الذي اصبح فيما بعد وزيرا للخارجية في عهد النظام السابق كان يدرس في قسم اللغة العربية ، وكذلك الشاعرة العراقية نازك الملائكة في قسم اللغة الانكليزية ايضا وغيرهم الكثير . لقد كان في اوقات فراغه يلتقي مع زملائه في مقهى الزهاوي / شارع الرشيد ، تارة يمارس لعب الدومينو واخرى الكونكان ، وقد كان مولعا باللغة العربية وقراءة الشعر لذلك يقضي مع زملائه اوقاتا ممتعة في مباراة شعرية التي كان يستمتع بها كثيرا ، واحيانا في  نقاشات حول اوضاع البلد . وكان الشاعر السياب صديقه المفضل في لعبة الدومينو فحينما كان بقية الاصدقاء يطلبون منهما لعب الكونكان كان السياب يقول  : سنلعب انا وجرجيس الازنيف ، لأنه اذا حضر الازنيف لا مكان للكونكان . في نفس السنة التي تخرج بها من الجامعة صدر أمر تعيينه مدرسا في احدى مدارس مدينة السليمانية / قضاء حلبجة وبقي حوالي ثلاث أعوام زرع فيها المحبة والتعاون والمواظبة والاجتهاد عند تلامذته الذين احبهم وأحبوه ، وفي عام 1948 تزوج من السيدة ماري ابنة المرحوم زورا ككميخا وانجب منها خمس اولاد   ( ثلاث بنين وابنتين ) وانتقل الى مركز المدينة وبقي هناك حتى عام 1954.

 (( صورة الاستاذ جرجيس حميكا عندما كان مديرا للثانوية ومعه الاستاذ سعيد نونا وطلبة السادس العلمي))
وبعد ذلك انتقل الى ثانوية المثنى ثم ثانوية الشرقية في الموصل وبسبب الحوادث الكثيرة التي وقعت فيها  انتقل عام 1959 الى ثانوية القوش للبنين بطلب منه حيث كان المرحوم منصور عودة مديرا للثانوية حينذاك ، علما  كان قد درس في نفس الدار والقسم لكنه تخرج عام 1949 اي بعد الاستاذ بأربعة أعوام ، وبقي مديرا للثانوية حتى عام 1964 وبعد انتقاله الى بغداد تولى ادارة الثانوية الاستاذ جرجيس حميكا وبقي يمارس مسؤوليته فيها حتى عام 1971 . خلال تلك الفترة التي شغل فيها وظيفته مديرا للثانوية ازدادت شعبيته في المنطقة ونجح نجاحا كبيرا في ادارته الحكيمة  للثانوية  ، ومع شدته وانضباطه كانت له مكانة خاصة عند التلاميذ والهيئة التدريسية تكنّ له كل الاحترام والتقدير ،وكان تقييمه من قبل مديرية تربية الموصل متميزا جدا ، حيث قدمت له المديرية العديد من كتب الشكر والتقدير على نسبة النجاح التي كانت تحققها مدرسته في كل عام . في عهده نسّب العديد من المعلمين الى الثانوية لكفائتهم وحاجة الثانوية اليهم ومنهم الأساتذة : ( بطرس بدي / حنا شدا / عادل تيزي ) . بالرغم من قدرته وامكانيته ونجاحه في ادارة المدرسة لم يستمر اكثر من 7 أعوام بسبب عدم تعاونه مع السلطة الحاكمة في ذلك الوقت ، ثم تعين احدهم اقل كفاءة منه لكنه كان اكثر حظا منه لانه كان مواليا للسلطة . اما الأستاذ جرجيس حميكا أخذ مكانته كمدرّس  لمادة الرياضيات وأغدق على تلامذته بمعلوماته القيمة وطريقته المثلى في ايصال المادة اليهم ، واضافة الى تدريسه في الثانوية كان يدرّس ايضا في متوسطة القوش للبنات  .      لقد ترك اثرا كبيرا عند تلامذته لانه لم  يكن لهم استاذا فقط بل ابا روحيا ومربيا فاضلا ، وكان حبهم وتعلقهم به يشعرهم بالأمان والطمأنينة . وبقي مدرسا في الثانوية يؤدي مهمته بكل تفاني واخلاص حتى تعرض الى حادث مؤسف بسيارته الخاصة وهو في طريق عودته  من  الموصل الى القوش وذلك بتاريخ 29/11/1975 ولم يتجاوز حينها من العمراكثر من          ( 53 سنة ) .

(( عائلة المرحوم جرجيس حميكا عام 1971 حيث يظهر مع الوالدين سعد وشقيقه ليث وشقيقتهما فاتن ))
 غادرنا مبكرا اثر هذا الحادث الذي اودى بحياته الكريمة فنزل خبر وفاته كالصاعقة على اهالي القوش الذين افتقدوه قبل أوانه ففوجعوا وأدمى فراقه الابدي قلوبهم ، وادخل برحيله الحزن والاسى الى قلوب زملائه وتلامذته ومعارفه واهله وذويه . قبل ان اختم مقالتي اود ان اتحدث عن بعض من مزايا الراحل العزيز والتي تتجسد بحرصه الشديد على تأدية واجبه بضمير حي ، ونبله وتواضعه وامانته على ما اوكل اليه ، كان هادئا متواضعا تواقا لأغتراف المعرفة ، طيب القلب والمعشر محبا مولعا في اقتناء الكتب ولا يتردد بشرائها ، كان المثل الأعلى للأتزان والخلق الرفيع حظي بالاحترام والتقدير للجهود التي كان يبذلها لتكون مدرسته في مقدمة المدارس المتميزة فيما تحققه من النجاح في النتائج الامتحانية الاخيرة . وهكذا بقي الاستاذ جرجيس حميكا  عبر عقود من تاريخ البلدة علماً ورمزاً من رموزها في مجال التربية والتعليم ، ستبقى شاخصا وحيا في اذهان الناس وتبقى ذكراك عطرة في قلوب معارفك وخالدا في ذاكرتهم على مر السنين ، اختتم مقالي هذا باهداء هذه المقاطع الى المربي الراحل من ولده المهندس ليث جرجيس حميكا :                   
بكيت عليك سنيناً وسنينا                   ولم اجنِ من البكاء فجراً وليدا                                           كان لديك كل قوافي التربية والحب                              واصبح لدينا دموع البقاء شرودا                  تسع وثلاثون عاما مريرة                                        والعمر بات علينا نارا وقودا

85
ندوة جماهيرية في نادي القوش العائلي

بحضور متميز في قاعة نادي القوش العائلي وبدعوة اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في القوش القى الاستاذ فارس يوسف ججو وزير العلوم والتكنلوجيا ندوة جماهيرية تطرق فيها عن اوضاع البلد بشكل عام وتكالب القوى المجرمة للنيل منه وبعد انتهائه من اسهابه بموضوع الندوة فسح المجال للحاضرين بالاسئلة التي اغدقوها عليه وقد اجاب على معظمها واستغرقت الندوة زهاء الساعتين


86
المعمر الشماس يوسف ياقو شامايا



 
باسل شامايا
يسعدني ويشرفني ان اكتب ولو باختصار عن أحد أبناء القوش الذي عاش حياته فيها حاملا اسمها بين جوانحه وحدقات عيونه حتى غادرها الى استراليا  ليعيش في خضم الغربة شوقه الجامح لبلدته واهل بلدته وذكرياته . لقد حمل رسالته الانسانية في مجال عمله الذي قضى عمره دءوبا متفانيا ومخلصا في أدائه  ، خصوصا  خلال ارتقائه باطفال البلدة المكلف بتعليمهم من قبل الكنيسة في القوش ، حيث كان يقضي معهم جلّ اوقاته باذلاً جهودا حثيثة في تعليمهم وتوجيههم توجيهاً تربوياً صحيحاً حتى بات علما تربويا يذكره اهالي البلدة على الدوام ... فالكل يعرفه ويعرف ما قدمه من عطاء ملأ فيه صفحات الماضي ، وقد آثرنا أن نتحدث عنه وعن سيرة حياته ،  انه المعمّر يوسف ياقو هرمز شامايا الذي ولد في  القوش عام 1924 ، انحداره من عائلة معروفة اجتماعيا وفكريا وثقافيا ، انه الشقيق الاكبر لأشقائه الاربعة   ( شقيقين وشقيقتين ) .. انهى دراسته الابتدائية في القوش عام1937 - 1938 ونتيجة لظروف عائلته الصعبة توقف عن تكملة الدراسة لكنه في عام 1941 بعد ان سنحت له الفرصة لتكملتها سافر الى بغداد ليقدم اوراقه ووثائقه الى ادارة مدرسة الصناعة ، لكن غياب المدير الذي كان من معارف والده حال دون تحقيق امنيته التي كان يهفو الى تحقيقها ، فعاد الى القوش ليعمل مع أبيه في دكانه الصغير لصنع انواع الاحذية ، مساعدا اياه في كسب لقمة العيش لعائلتهم الكبيرة ،  استمر بعمله هذا من عام 1942 حتى عام 1947 ثم اختير من قبل الكنيسة في القوش للاشراف على تعليم أطفال روضة القوش البالغ عددهم بين      60 – 70 طفل وبراتب قدره خمسة دنانير شهريا ، وكانت الفترة الزمنية التي قضاها في توجيه اولئك البراعم الصغار قد تركت عندهم أثراً ايجابيا ما زال عالقا في ذاكرتهم حتى يومنا هذا بالرغم من بلوغهم السبعين من العمر وربما اكثر ، ما زالوا يتذكرون اسلوبه الشيق وطريقته المثلى في التعامل معهم . استمر بعمله هذا حتى عام 1953 وفي هذه الفترة وتحديدا عام 1950 تزوج من السيدة عزيزة داود وزي التي انجب منها تسعة اولاد                     ( ستة بنين وثلاث بنات ) أكبرهم سنا مواليد 1952 واصغرهم 1974 . كانت امنيته التي تراوده على الدوام ان يجد اولاده مثالا للأبناء الصالحين يسيرون على نفس النهج الذي سار هو عليه ، وبالفعل تحقق ما كان يريده ويتمناه . بعد تركه العمل في تعليم اطفال روضة الكنيسة  عمل ( مراقب عمل ) في مشروع بناء دور معلمي الادارة المحلية وبأجور يومية       ( 250 فلس ) ولم يستمر عمله في هذا المشروع اكثر من عدة اشهر ليعمل بعد ذلك في دائرة البريد والبرق كمصلّح لخطوط الهاتف ، وتواصل في  عمله هذا  حتى عام 1959 حيث تحول من عامل( بعقد عمل ) الى عامل  دائمي على ملاك الدولة  .  لقد كان طموحه يحثه دائما ان يبحث عن العمل الذي يوفر له ظروفا معيشية أحسن لكي يضمن لعائلته واطفاله مستقبلا أفضل ، فكان يقوده ذلك الشعور للمتابعة والبحث لتحقيق هدفه المنشود .

في هذا العام علم عن فتح دورة صحية في مستشفى الموصل تستغرق سنة واحدة ، ليصبح الشخص المقدم اليها مؤهلا لوظيفة المضمد الصحي ، وبالرغم من ظروفه المادية الصعبة قدم مستمسكاته الرسمية الى ادارة المستشفى فحصل على قبول في تلك الدورة والتي اطلق عليها دورة الخمسين مضمداً .. كانوا يتلقون محاضراتهم باشراف اطباء اختصاص في المستشفى .. كان يتقاضى خلال الدورة راتبا شهريا قدره خمسة دنانير فقط .. يدفع منه دينار ونصف الدينار للايجار والباقي يسد به رمق العائلة المتكونة من زوجة وثلاثة اولاد وابنة واحدة ، وأحيانا كان شقيقه يساعده بمبلغ متواضع كل شهر ليتمكن من اجتياز تلك المرحلة .       وبعد معاناة وصعاب كثيرة انتهت تلك السنة حتى تخرج بنجاح وتفوق وفي 30/10/1960 حيث تزامنت فرحة صدور أمر تعيينه في مستشفى الموصل مع فرحة ولادة ابنه الخامس أياد ولم يبق الا سنة واحدة  في ذلك المشفى  حتى صدر امر اداري في 20/11/1961 بنقله الى قرية بريفكا التابعة لمدينة دهوك/ كردستان .. تلك القرية الجميلة والساحرة بطبيعتها الغنّاء .. حيث كان المرء لا يكف عن مغازلة تلك الاجواء الموغلة في الجمال . التحق في البدء لوحده الى مكانه الجديد بتاريخ 23/11/1961 واصطحبته سيارة الشرطة الى هناك ليستلم المستوصف الصحي بكامل أثاثه من بديله الموظف الصحي المنقول .. وبتأريخ 20/12/1961 جاء والده المرحوم ياقو هرمز شامايا من القوش مصطحبا عائلته واطفاله ليسكنوا الى جواره في تلك القرية . عاش مع عائلته المتكونة في تلك الفترة من سبعة افراد حياة ملئَها الافراح والمسرات،تربطه علاقات اجتماعية حميمة مع اهالي القرية ، علما ان عائلته كانت الوحيدة التي تدين بالديانة المسيحية فيها ، حيث كان وجهاء تلك القرية يكنّون له كل الاحترام والتقدير والمساعدة ، ولكن بسبب عدم استقرارالوضع السياسي في عموم العراق حال دون استمرار تلك الايام الجميلة والحياة الهانئة ، ونتيجة لاندلاع الحرب المحلية في ذلك الوقت تعرضت القرية الى هجوم مما ادى الى مغادرة اهاليها تاركين منازلهم
           
وممتنلكاتهم ، فخسر منزله و كل اثاثه  ، لكنه تمكن من انقاذ عائلته دون ان يصيبها اي اذى حيث كانت قد غادرت القرية الى القوش قبل نشوب تلك الاحداث .. وبقي مع اهالي البلدة لعدة ايام والحمد لله لم يتعرض الى اي اذى ، لكن ما كان يملكه  بات انقاضا  بسبب ما حدث ، واخبروه بأنه سوف يعوضونه عما خسره لكنها كانت مجرد وعود لا اكثر . ومن ضمن المناطق الى انتقل اليها وعمل فيها بعد قرية بريفكا لممارسة وظيفته التي كان دءوبا ومخلصا لها ، دون ان يتقاعس يوما في أدائها حتى في احلك الظروف التي عاشها .. كان قضاء الشيخان ثم مدينة الموصل  فناحية بعشيقة التي تعتبر احدى المناطق التي مكث فيها حوالي
               
عقد من السنين مؤدياً وظيفته بكل أمان ، بنى خلالها علاقاته الطيبة مع اهالي المنطقة .. حتى رزقه الله بمولودين فيها ، عاشت العائلة عموما تربطهم علاقات طيبة مع اهالي بعشيقة وكأنهم باتوا من اهاليها الاصليين ، وقد تألم اهالي الناحية  كثيرا حينما غادرها مع عائلته الى مسقط رأسه القوش عام 1978 بعد صدور امر نقله الاداري الى هناك وكانت المحطة الأخيرة التي احيل فيها الى التقاعد وذلك في اواسط الثمانينات من القرن المنصرم . لم يتوقف عن القيام  بمبادراته الانسانية التي اعتاد عليها على الدوام في  معالجة حالات الاحتراق التي كان يتعرض لها اهالي المنطقة ولا يرفض معالجة ومداواة مريض او زرق الابر حتى في حالات متأخرة من الليل ، حيث كان يهرع الى حيث يرقد المريض لمعالجته دون كلل او ملل حتى وان كان يسكن في نهاية البلدة ، علما كانت قدميه هي التي توصله الى المريض ذهابا وايابا دون ان يكلف اهل المريض بنقله من داره الى حيث المريض وبالعكس . ومن نشاطاته الادبية شارك بكتابة مقالات عديدة في مجال اللغة والتاريخ كما قام بتأليف كتاب عن ضحايا الحرب العراقية الايرانية من ابناء القوش والذين بلغ عددهم اكثر من 100 شاب في عنفوان شبابهم وكذلك له كتاب آخر يروي فيه احداث القوش خلال 100 عام وما زال الكتابين  تحت الطبع ، اضافة الى مشاركاته في الاماسي الشعرية التي كانت تقام في القوش بين فترة واخرى .. وبخصوص توجهاته الروحية كان مواظبا في حضور مراسيم الصلاة بشكل يومي ومنذ نعومة أظفاره حيث كان مولعا جدا بالطقس الكلداني ويجيد اللغة كلاما وكتابة وقد رسم شماسا في القوش وبقي رئيسا لأخوية القربان المقدس حتى مغادرته البلدة وكان يقضي احلى اوقاته مع صديق عمره الشماس الراحل اندراوس صنا ، يلتقيان كل صباح في المنزل لتلاوة ألحان الطقس الكلداني ، ثم يحضران مراسيم الصلاة يوميا وبعد انتهاء المراسيم يتوجهان الى طريق دير السيدة ليستمتعا بالحديث الشيق خلال المسير وهكذا بشكل يومي . في عام 2005 غادر  موطن آبائه وأجداده حيث انضم الى قافلة الهجرة متوجها الى استراليا وهناك التقى بابنتيه وولده ليقضي بينهم بقية سني حياته .. حيث جدولَ هناك وقته اليومي بالمطالعة والمشي ثلاث كيلومتر يوميا ويقوم بزيارات عائلية لأقربائه من اهالي القوش ومشاركتهم افراحهم واتراحهم .. ولم ينقطع عن اداء التزاماته الدينية كالصلاة وحضور المراسيم الطقسية والمناسبات الاجتماعية والدينية في الكنيسة ، بالرغم من بلوغه التسعين من العمر . وفي ختام مقالتي اتمنى لك سيدي الحبيب عمرا مديدا زاخرا بالصحة وراحة البال لتبقى دوما تلك الشمعة التي أنارت وتنير لأولادك واحفادك طريقا الى السعادة الحقة   

87

الأستاذ أمير المالح المحترم
عائلة وذوي الراحل الدكتور سعدي المالح المحترمين 
اسرة مديرية الثقافة السريانية المحترمين
ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبا رحيل الخ الدكتور سعدي المالح اننا اذ نشاطركم احزانكم بهذا المصاب الجلل راجين ان يتغمده الرب برحمته الواسعة ويسكنه فسيح الجنان

                                            الهيئة الادارية
                                         لنادي القوش العائلي


88
الاخ العزيز امير المالح المحترم
عائلة وذوي المرحوم المحترمون
من اعماق يعتصرها الاسى والحزن اشاطركم احزانكم برحيل فقيدكم العزيز فانها حقا خسارة كبيرة ان يغادرنا علم من اعلام الثقافة العراقية الذي كان طموحا لرفد مجتمعنا بمنجزات ثقافية جديدة لكم صبرا وسلوانا على مصابكم الاليم وللراحل الرحمة والحياة الابدية

                                          باسل شامايا / القوش


89
مهرجان في ثانوية القوش للبنات

                                          
باسل شامايا
في صباح نيساني بهيج محمل بعطر الربيع الزاهي اكتظت باحة ثانوية القوش للبنات بحضور جماهيري متميز لعدد من ممثلي دوائر الدولة الرسمية والأحزاب الوطنية والقومية ومنظمات المجتمع المدني اضافة الى جموع غفيرة من أهالي القوش والكادر التدريسي وطالبات جميع المراحل الدراسية للثانوية وفي مقدمتهم الأستاذ أمير جميل هرمز مدير تربية قضاء تلكيف والأستاذ فائز عبد جهوري مدير ناحية القوش ملبين دعوة ادارة الثانوية بأقامة معرضا تشكيليا للأعمال اليدوية تحت عنوان ( معرض الأبداع الفني ) . استهلت عريفة الاحتفال السيدة لمى جميل جلو فقرات المهرجان بكلمتها الترحيبية بجميع الحاضرين شاكرة سعيهم في الحضور لمشاهدة ابداعات طالبات الثانوية التي اعتادت ان تكون متألقة دوما قياسا ببقية الثانويات في المنطقة ، ثم تلتها كلمة المربية الفاضلة بتول يلدا بوداغ مديرة الثانوية والتي رحبت فيها بالاساتذة الافاضل والحضور الكريم الذي تجشم عناء الطريق لحضور المعرض وشكرتهم على تلبية دعوة الادارة للمشاركة في الاحتفال كما أشادت في كلمتها بالدور الكبير والجهود الحثيثة على اقامة المعرض وبشكل خاص جهود اللجنة المشرفة التي اشرفت على هذا النشاط الفني المتميز خصوصا الأستاذين : (عدنان اسمرو – ولينا شاكر) اللذان كان لهما دور فاعل ومتميز في متابعة وانضاج  هذا النشاط ليكون جديرا بالمشاهدة . أما بقية اعضاء اللجنة فهم : ( الاستاذ جاك جرجيس – الست سندس جرجيس – الاستاذ ريهان ابلحد – الست لمى جميل – الست نجاة اسمرو ) . وبعد ذلك جاء دور السيدة سندس جرجيس          ( مرشدة تربوية في الثانوية ) لألقاء كلمتها التي عبرت فيها  عن أهمية الفن بشكل عام والفن التشكيلي بشكل خاص في تطور ورقي المجتمعات الانسانية .. وبعد هذه الفقرة دعت عريفة الاحتفال الاساتذة ( مدير تربية تلكيف ومدير ناحية القوش والدكتور بادر قيا بلو مدير المركز الصحي النموذجي والضيوف الكرام ) للتفضل الى الستيج لقص الكيك حيث احتفلت تلك الحشود تغمرهم الفرحة بهذه الفقرة الممتعة  .. والقت الطالبة (سارة سمير)  قصيدة بعنوان  ( يكفي ) جسدت فيها معاناة العراقيين في هذه الظروف العصيبة التي يعيشها البلد عموما .. كما القت  الطالبة ( مريم  فلاح ) كلمة  تحدثت فيها عن الازياء الشعبية التي تجسد الواقع الاجتماعي والتراثي لمختلف بلداتنا العزيزات وفي جو مفعم بالفرحة والانشراح  شاركت الطالبات المساهمات  في فقرة الازياء الشعبية بفاصل من الدبكات الشعبية على انغام الموسيقى ادخل البهجة الى قلوب الحاضرين حيث كانت حقا  لوحة جميلة جذبت انتباه الحضور فتفاعلوا معها ، وبعد استراحة قصيرة تناول فيها الحضور المرطبات اعلنت عريفة الاحتفال عن افتتاح المعرض التشكيلي الذي شارك بافتتاحه الاساتذة الافاضل ضيوف الاحتفال حيث ابدوا اعجابهم بالنتاجات الرائعة للمعرض ، وقد تهافتت حشود غفيرة من جميع احياء القوش لمشاهدة ابداعات بنات القوش اللواتي تميزن بما صنعته أناملهن  من الاعمال اليدوية الرائعة التي اغنت المعرض .. وكان الاستاذ مدير تربية تلكيف قد اشاد بالجهود الكبيرة التي تقدمها ثانوية القوش للبنات على الدوام في مختلف النشاطات .. كما تفضل الاستاذ بعد افتتاح المعرض بتكريم طالبات الصف الخامس العلمي لكونه من الصفوف النموذجية في تربية قضاء تلكيف وهن : 1// الطالبة ريفا ساهر حبيب . 2// الطالبة فينا جلال حنا . 3 // الطالبة دينا نادر منصور . 4// الطالبة سارة سمير توما . 5 // الطالبة مريم ججو يونس . 6// الطالبة كاسندرا جرجيس اسرائيل . 7// الطالبة رانيا حكمت ممو . 8// الطالبة مريم فلاح بولص .        9// الطالبة ديانا رعد يونس . 10 // الطالبة رينا رافع رحيم 11 // الطالبة رفاء جلال شمعون . 12 // الطالبة ميتالي صباح رحيمة . 13 // الطالبة مريم كورئيل ايليا .        
 وكذلك تم تكريم الطالبات اللواتي حصلن على المرتبة الاولى في رفع العلم ضمن احتفالية الكشافة التي اقيمت في قرية الشرفية وبذلك اضفن ابداعا جديدا الى ارشيف الثانوية . وكانت قد حضرت المعرض لجنة خاصة من تربية تلكيف لتقييم الجهود والابداعات الشخصية للمشاركات في المعرض وقد امتازت اعمال خمس طالبات تم اختيارهن من قبل اللجنة كأفضل أعمال في المعرض لذلك تم تكريمهن وفقا لتشخيص اللجنة وهن :                                                                                        
 1// الطالبة ليديا بولص                          الصف الرابع علمي                                              
 2// الطالبة فلورين أسعد                        الصف الثالث متوسط                                                  
 3// الطالبة ريتا رعد                             الصف الثالث متوسط                                                                      
 4// الطالبة أستيلا آشور                         الصف الثاني متوسط                                                        
 5// الطالبة ميرنا نادر                               الصف الثاني متوسط
وكان الاستاذ مدير تربية تلكيف قد خص مديرة ثانوية القوش ست بتول بجزيل الشكر والامتنان على ما تمتاز بها مدرستها من مستوى علمي وعملي ممتاز وفي مختلف النشاطات الثقافية والفنية وبعطاءاتها المتواصلة على امتداد العام الدراسي وان اقامة ادارة المدرسة مثل هذا النشاط هو خير دليل على ابداعات الثانوية وعلى الكفاءة والمقدرة التي تمتاز بها المديرة في ادارة الثانوية ولأعوام طويلة . وعن مدرسة ثانوية القوش للبنات عموما قال : ان ثانوية القوش هي الثانوية المتميزة في قضاء تلكيف لها حضورها الدائم في كافة النشاطات التي تقام خلال العام الدراسي ، فشبّهها بتلك الوردة الجميلة التي تفوح عطرا ورونقا .. كما شكر الهيئة التدريسية على الجهود التي تبذلها من اجل رفع المستوى العلمي للمدرسة وشكر ايضا اللجنة التي اشرفت على اقامة المعرض التشكيلي والطالبات اللواتي ابدعن في اغناء المعرض بانجازاتهم الفنية من الاعمال اليدوية وفي الاخير قطع عهدا امام الكادر الاداري والتدريسي والطالبات بالاهتمام والرعاية الدءوبة وتلبية كافة متطلباتهن واحتياجاتهن لكونها من المدارس النموذجية في القطاع .                                    
 وللعلم ان ثانوية القوش للبنات قد حازت على المرتبة الأولى في المخيم الكشفي الذي شارك فيه أكثر من خمسة عشر مدرسة الذي أقيم في قرية الشرفية بتاريخ 8-4-2014





















90
الى أمي التي أحترقُ شوقاً اليها
                                                                                                                    باسل شامايا

في آذار الحب والخصب والنماء تتفتح الأزهار وتخضر الكروم والاشجار لتمنح للمحبين عطر اللقاء .. في أيام الربيع الزاهي تورق البهجة ويبتسم الأمل ويعم الصفاء لتأذن الأيام لنا لسماع قصائد الشعراء التي تتغنى بملكة الحنان والبهاء .. في هذا الشهر الذي تغازل الفراشات الملونة سحر الطبيعة الغنّاء .. تتعالى زقزقة العصافير وطيور السنونو تتسارع متنقلة من هنا الى هناك لتبني اعشاشها في زوايا البيوت القديمة والاماكن المهجورة .. في 21 آذار تعجز الكلمات كي تختار مفردات جديرة لتهنئة الامهات في يومهن البهي .. في هذا الشهر ترتدي ارضنا الطيبة حلتها الخضراء .. هذا الشهر الذي تعشقه الشعوب المحبة للسلام وتكرهه كل الانظمة الدكتاتورية والسلاطين الذين لم يرتووا من سفك الدماء .                         
في آذار المبارك تعيش الشعوب في كافة ارجاء المعمورة مناسبتين خالدتين تحفتل بها وتقدم التهاني والتبريكات للمرأة في 8 آذار يومها العالمي الذي تشق فيه اصوات النساء كبد السماء ، تستذكرن بطولات المرأة في كافة انحاء العالم ونضالاتها من اجل استرداد حقوقها المغتصبة ، المرأة التي هي نصفنا الآخر المكمل للأنسان وللحياة ولوجودنا .. اما في 21 آذار عيد الأم فاننا جميعا مطالبون وايفاءا لما قدمته الأم وتقدمه من تضحيات وعطاءات علينا ان نصنع من ورود الحب والجمال باقات زاهية تفوح عطرا ونقدمها لها في يومها المعطر بعرف عطفها وحنانها  . 
 اماه ايتها الشجرة الوارفة الضلال ، يا زهرة ملأت بعطرها حياتنا جمال ؟، انت العطاء ومنك نستمد التواصل والوصال .. سيدتي يا جنينة حب وزهوة ربيع منحت لوجودنا حياة ، فأن شكرتك على ما تحملته من اجلنا فذلك ليس الا النزر اليسير من استحقاقك ، وان أقدمت على تعويضك عما اصابك من الألم والمرض لزرع البسمة على شفاهنا سأكون عاجزا
 
عن سد جزء بسيط من عطاياك التي لم تتوقف على مر السنين ، فمهما قلت ومهما فعلت ومهما سطرت من الكلمات ، فأنها لا تفي بتجسيد الا القليل من تضحياتك ، وان حاولت وصفك سأجسد كل ما تستحقينه في هذا السطر الذي يقول : ( اماه يكفيك فخرا ان تكوني نبع حنان لا ينضب )سلاماً لك يا أطهر المخلوقات التي لا عفةً ولا نقاءاً من بعدها  .                                                                         
 سلاماً اليك يا من جمعت بقايا رفات اولادك الذين نالوا مجد الشهادة فأودعوا تلك المقابر الجماعية .. سلام الى من توشحن السواد منذ فراق فلذات  أكبادهن فذرفن  الدموع السخية شوقا لعودتهم وضمهم الى صدر الحنان .. سلاما الى أمٍ غيّب النظام اولادها الثلاثة والرابع اجبر على الهجرة الى زنزانة الغربة . سلاما لك يا من  أقضمت آلامك وسموتِ على فراق اولادك الذين خضبوا ارض الوطن بدمائهم الطاهرة ، فتناسيت تلك الآلام لتزرعي البسمة على ثغور احفادك الذين هم امتدادا لأولادك .                                                                         
كل عام وانت لقلوبنا مصدر النور ولأرواحنا مصدر الفرح والسرور وكل عام ومحبيك ينتظرون قدوم يومك هذا ليجمعوا كلمات التهاني والتبريكات ليصنعوا منها قلادة فيقدمونها لك بكل حب وشوق قائلين : كل عام وانت بخير يا أم العالم ويا ارق واحن مخلوقة على وجه الخليقة .
       









91
تهنئة الى طالب من ابناء القوش ينال شهادة الدكتوراه
باسل شامايا
ان الدراسة والتعليم ركن اساسي مهم من الأركان التي تساهم بشكل فعال في بناء المجتمعات الأنسانية وتطورها وتقدمها علميا وثقافيا وتقنيا واقتصاديا وعلى مدى هذا التطور يحصل الوطن على مكانته المستحقة بين دول العالم وينال شعبه حياة حرة كريمة .  فمع همسات الربيع المؤطر بأزهار النرجس والياسمين ، هذا الفصل الذي يضفي الى سحر الطبيعة الخلاب جمالا أكثر سحرا ورونقا ، ومع انطلاق اسراب الفراشات الجميلة وارتداء ارضنا الطيبة ثوبها  الأخضر ، زُفت الينا البشرى التي انتظرها محبيك يا نوار العزيز وخصوصا والديك بنيلك شهادة الدكتوراه بعد مرور ستة اعوام من المواظبة والمثابرة والجهود الحثيثة التي بذلتها خلال تلك الاعوام ، وجاء الفرح مع هذه البشرى السعيدة حاملا بين جوانحه الفخر والاعتزاز بما انجزته خلال غربتك التي سقتك كؤوس الشوق والحنين الى موطن ذكرياتك واهلك وناسك وأصدقائك ، ما جعلك اكثر اصرارا وعزماً لتحقيق ما تغربت من اجله ، لتعود مرفوع الرأس حاملا ثمرة سهرك الليالي الطوال ، وهكذا ستكون انت واقرانك مشاعل وهاجة تنير طريق شعبنا نحو غده الساحر السعيد وستظل بكم رايات العلم والمعرفة متالقة في سماء الوطن دائما وابدا . اخي وابن عمي الدكتور نوار : من بلد مهد الحضارات الانسانية وتنوع الثقافات ومن موطن الاحرار والأباة أرسل اليك تهنئتي القلبية الصادقة متنسما أفراح نيلك الشهادة العليا التي أغمرتنا بالفخر والتباهي وفاضت علينا بالمسرة والسؤدد ومع قطفك ثمرة دأبك أضفت الى أرشيف بلدتك القوش ، هذه البلدة الصغيرة التي حُفر اسمها في سجل التأريخ ، منجزا علميا جديدا ليغني تلك الانجازات التي سجلها قبلك ابناءها البررة ، فما اجمل لحظات النجاح والوصول الى شاطىء تحقيق ما تصبو اليه النفس  الف مبروك لك ولعائلتك الكريمة هذه الشهادة التي ستجسد من خلالها انتمائك الوجداني الى العراق العزيز .
الباحث : نوار جلال ياقو شامايا
عنوان رسالة الدكتوراه : ( دراسات وراثة تحمل الملوحة في القمح )                                
الاختصاص :               ( وراثة الجزيئية في القمح ) جامعة اديلاند / جنوب استراليا
ملخص الرسالة :  البحث والكشف عن الجينات التي تساعد نبات القمح في النمو بتربة متأثرة بتراكيز عالية من الملوحة . حيث تشكل خطر كبير في القطاع الزراعي في استراليا و الولايات المتحدة والعراق .. كشف عن الجينات التي تساعد النبات في تحمل الملوحة حيث تمكن المزارع من استخدام الاراضي المتأثرة للملوحة بدون اي خسائر اقتصادية .. تمكن الباحث من خلال دراسته هذه الكشف عن الجينات المهمة في تحمل الملوحة في القمح وحاليا جامعة اديلاند تستخدم هذه الجينات لتحسين الأصناف الأسترالية للقمح واستمرار تقييم هذه الجينات .  



92
معرض تشكيلي بمناسة 8 آذار يوم المرأة العالمي

بمناسبة يوم المرأة العالمي اقامت رابطة المراة العراقية في القوش معرضا تشكيليا للرسم والصور الفوتوغراف والاعمال اليديوية المختلفة في قاعة نادي القوش العائلي الذي استضاف الرابطة مع تقديم التسهيلات لاقامة المعرض وبحضور الاستاذ فائز عبد جهوري مدير ناحية القوش والاب الفاضل جوزيف عبدالساتر الرئيس العام لاديرة الكلدان في العالم وممثلي الاحزاب الوطنية والقومية ومنظمات المجتمع المدني وجموع غفيرة من اهالي المنطقة اضافة الى سكرتيرة الرابطة السيدة سيروات همبرسوم ومجموعة من الاخوات الرابطيات حيث رحبت السكرتيرة بالحضور وشكرتهم على حضورهم لافتتاح المعرض كما قرات كلمة من قبل احدى الرابطيات بالمناسبة هذا وشارك الاستاذ فائز عبد جهوري مع الاب جوزيف بقص شريط الافتتاح    وكانت الرابطة قد هيأت للضيوف المرطبات والماء بعد مشاهدة ابداعات الرابطيات هذا وقد جرى نقاش ومداخلات حول محتويات المعرض شارك فيه الحاضرين والحاضرات

























93
وجاء آذار يحمل للمرأة عطر عبيره
في يومها العالمي الأغر 
باسل شامايا 
  قبل أن استثمر مناسبة يوم المراة العالمي بتقديم التهاني القلبية الصادقة لنساء العالم اود ان استعرض ولو بشكل مختزل عن بدايات الحركة النسوية منذ نشاتها الاولى والتي أثمرت  بمحصلتها النهائية بثمرتها المباركة ( 8 آذار يوما عالميا للمرأة ) . نبدأ من عام 1856 حين امتلأت شوارع نيويورك بالنسوة المحتجات على ظروفهن السيئة في العمل والتعامل اللانساني والاستغلال الجشع الذي كنّ تتعرضن له من قبل ارباب العمل ، وبالرغم من تدخل الشرطة السلبي لتفريقهن الا ان المتظاهرات لم تستسلمن بل نجحن في ايصال نداءاتهن الى المسؤولين لمناقشة اسباب المظاهرة.  وفي 8 اذار  1908 تكررت المظاهرات حينما اكتسحت شوارع نيويورك  بالآلاف من عاملات معمل النسيج حاملات قطع من الخبز اليابس وباقات من الورود للدلالة الرمزية . وفي عام 1909 طالبن بخفض ساعات العمل وإيقاف تشغيل الأطفال وبالنتيجة أدت هذه المظاهرة وما سبقها الى تشكيل حركة نسوية في امريكا وتم الاحتفال بيوم 8 آذار كيوم المرأة الأمريكية .. اما في عام 1910 فقد عقد مؤتمر عالمي للنساء في الدانمرك تم المطالبة فيه بتخصيص يوما عالميا للمرأة تقديرا لنضالها .. وبالفعل اُحتفلَ باليوم العالمي للمرأة في 1911 ولكن اقتصر الاحتفال على بعض الدول دون غيرها  ، ولكن بعد عقد مؤتمر عالمي للاتحاد النسائي في باريس عام 1945 اي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية احتفلت به كافة البلدان العالمية وخصصت هيئة الأمم المتحدة عام 1975 سنة عالمية للمرأة أقيمت فيها احتفالات ونشاطات خاصة بالمرأة في جميع أرجاء المعمورة .. وفي عام 1977 تحققت امنية نساء العالم بموافقة الأمم المتحدة على تخصيص 8 آذار يوما عالميا للمرأة ومنذ ذلك الحين تجرى الاحتفالات بحقوق المرأة والسلام الدولي وفقا للتقاليد والأعراف الاجتماعية لكل دولة . بعد هذه الديباجة القصيرة الج الى موضوعي الذي خصصته ليوم المرأة العالمي .. فبعد زوال كابوس الهم الجاثم على صدور العراقيين حقبة من الزمن كان يفترض ان تكون قد زالت معه تلك الظواهر السلبية التي باتت وباءا على مجتمعنا ، تنخر بجسده وتحول دون رقيه وتقدمه ، ربما لا تستوعب اسطر مقالتي ان أسهب في حديثي عن  تلك الظواهر الكثيرة والمتنوعة وبأهم جوانبها السلبية التي ما زالت عالقة في ذاكرتنا ، تخدش مشاعرنا وأحاسيسنا  ، فاكتفي بالحديث عن احدى تلك الظواهر التي تتجسد في معاناة المرأة العراقية  التي تحملت الويلات والمصاعب ولم تحصد في حياتها غير مرارة انتظار شروق شمسها ليزهر يومها بالفرح والمسرة .. فتنسى ذلك الماضي الأليم الذي خلفته لها ولنا تلك الحقبة التاريخية المظلمة ، خصوصا وقد اتفق جميع العراقيين المخلصين والمحبين قولا وفعلا لهذا الوطن المرهق على أمنية جمعتهم بعد اندحار القتلة والمجرمين وهي أن يعم السلام والأمان والاستقرار بلد الرافدين وتغمر شعبه بالمحبة والاخوة  وبناء الوطن بكل همة ونكران الذات وتحت ظل التعايش والتكاتف بين أديانه وقومياته وطوائفه . لقد كان 8 آذار وعلى مدى سنوات طويلة رمزا لنضال المرأة في جميع أنحاء العالم
وذلك من اجل استرداد حقوقها المشروعة  التي سلبت من قبل الأنظمة الدكتاتورية الطاغية واعتبُرهذا اليوم  ثورة عالمية للمرأة ضد العبودية والاضطهاد والنظرة الضيقة ، تم توظيفه عالميا باتجاه مساندة هذه الإنسانة العظيمة التي تكنّ لها الإنسانية كل الحب والوقار ، والوقوف الى جانبها لأنقاذها من مخالب الواقع المرير الذي فرض عليها واعتبرها مواطنة من الدرجة الثانية ، وجراء ذلك تحملت ما تحملته من مصادرة الحقوق والاستغلال ، فدعاها الواجب ان تنغمر في النضال وهي مؤمنة وعلى يقين إنها ستجني ثمار نضالها بكفاحها المتواصل دون ان تثنها اية عراقيل او صعاب من اجل قضيتها المصيرية العادلة وبالفعل تمكنت بإصرارها وصمودها أمام موجات الاضطهاد الشرسة ان تتحرر من قيود الأعراف والتقاليد الاجتماعية الظالمة تلك التي جعلت منها مجرد دمية يحركها الواقع المتخلف كيفما يشاء .. وهذا ما انجزته المرأة في بعض بلدان العالم المتحضر ، ولكن تلك النظرة الضيقة بقيت عائقا أمام تحرر المرأة في بلدان العالم الثالث . فنشاهد على سبيل المثال المرأة العراقية التي لها تاريخ مجيد بوقوفها الى جانب الرجل ضد الاستعمار والحكومات الرجعية وعلى امتداد تاريخ العراق الحديث قد تعرضت للاعتقال والسجن وشتى اصناف التعذيب والقتل وما زالت لحد يومنا هذا تناضل من اجل الحصول على حقوقها كاملة لتصون انسانيتها وتتمكن دون خوف او وجل للدفاع عن كرامتها مطالبة منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية بضرورة توحيد كل الجهود لرفع الحيف عنها والسعي الحثيث لاستحداث قوانين تشريعية جديدة لتحافظ من خلالها على روح قانون الاحوال الشخصية لحماية النساء عموما من مختلف الانتهاكات التي تتعرض لها ومن كافة اشكال الاضطهاد والعنف والتمييز . فالمرأة نبع حب وعطاء  لا ينضب تجدها معطاءة في مختلف مجالات الحياة ، في البيت والمعمل والمصنع والحقل و ميادين العمل والانتاج .. لك كل الحب والتهنئة بيومك البهي .. طوبى لك في عيدك الاغر وفي اجمل يوم يزهر فيه الفرح وترتدي الارض وشاحها الاخضر .. طوبى لكنّ في يومكنّ ايتها الامهات والاخوات والبنات ورفيقات الدرب هيا لنحتفي بانجازاتكن الثقافية والاجتماعية والسياسية والمهنية والعلمية والتي يجسدها يومكنّ 8 اذار اليوم العالمي للمرأة .

94
لقاء مع برعمٌ صغير يناغي بفرشاته الحياة
محاوره / باسل شامايا
الثقافة والفن يعيدان الحياة الى جسد المجتمعات الانسانية ، هذه المجتمعات التي ستكون بلا روح اذا افتقرت الى المبدعين لأنهم بعطائاتهم يدفعون الحياة الى مواكبة التطور والرقي الثقافي .. انهم نهر عظيم يجري دون توقف ولا يمكن ان يتوقف عن جريانه لأنه سيجف وبجفافه ستغدو الحياة جامدة بلا روح . ان المبدعين لا يتحددون بالعمر واللون والانتماء و. و. و . لأننا نجد فيهم الكبير والشاب والصغير وكل واحد منهم يبدع ويتألق في مجال من مجالات الحياة المختلفة .. فالأطفال مثلا يشكلون مستقبل الوطن وينابيعه المزهوة وغده المشرق الواعد الذي يتكأ على طموحهم وتطلعهم وعشقهم لربوعه ، نجد الساحة الثقافية وبتنوع اجناسها ، في القوش الحبيبة ، هذه البلدة الصغيرة التي  يحتضنها جبل اشم ، زاخرة بالمبدعين والمبدعات ومن مختلف الفئات العمرية وعلى امتداد السنين ، وليس غريبا أن يبرز من بين هؤلاء طفل صغير  بعمر الورد يتمتع بموهبة فن الرسم الذي يثير بلوحاته دهشة من يتاملها ملياً لما تمتاز بها من تجسيد جميل للصور الحياتية المتنوعة التي يغازلها بفرشاته المتواضعة .. انه الموهوب والفنان الصغير ستافروس لهيب زرا الذي ينحدر من عائلة بيت زرا ، المعروفة اجتماعيا وثقافيا في مجتمعنا الألقوشي .. جده المربي الراحل جرجيس اسحق زرا الذي كان معلما ومربيا للاجيال ، و بالرغم من ذلك ، كان  مبدعا في نجارة الموبيليا التي اصبح له شأن كبير في بغداد وأماكن أخرى ، وما زالت نتاجاته الكثيرة  خير دليل على ما أقول ، وقد خلفّه بذلك ابنه البكر لبيب وسار حتى يومنا هذا على نهج والده

                                                                                                            في هذه المهنة ، وبما ان هذا النوع من الابداع هو احد انواع الفنون ، اذن نقول ان المبدع الصغير ستافروس ينحدر من عائلة فنية مبدعة . هلّ فجر ميلاد المبدع ستافروس  في بغداد عام 2005، فعاش وسط عائلته المتكونة من شقيق واحد  وشقيقتين تجمعهم المحبة والتعاون ، وبسبب الظروف الامنية والعمليات الارهابية التي استهدفت الشعب العراقي بشكل عام اضطر والده وعمه لمغادرة بغداد والعودة الى مسقط الرأس بلدة الآباء والأجداد القوش ، فكانت المحطة التي انطلق منها ستافروس بهوايته ، وبدا يمارس منها فن الرسم قبل دخوله المدرسة ، فكان والده الفنان التشكيلي لهيب زرا أول من  اكتشف حب ولده لهذه الهواية ،
 
فأخذ يتابعه عن كثب ويوجهه ويتحاور معه في نوعية اللوحة التي يرسمها ، والأسباب التي تجعله يختار تلك اللوحة دون غيرها ، فشكلت تلك المتابعة والتشجيع  عاملا مساعدا مهما في عشقه للرسم ، وهكذا رافقته الموهبة منذ نعومة اظفاره وترعرعت مع نموه وترعرعه ، وها هو اليوم قد اعتادت انامله ان تحتضن القلم وتجسد  ما تحتفظ به افكاره من الصور التي تزينها مخيلته الخصبة ..  ومن منطلق ( الحياة ليست الا لوحة رائعة في ابتسامة طفل ) سألناه عن بداياته الفنية فقال : بدأت أرسم حينما كنت في الروضة واستمرت معي هذه الموهبة وازداد تعلقي الشديد بها مع مرور الايام والسنين حتى يومنا هذا .                       س // هل تختار الصور التي تجسدها من خيالك أم تنقلها من صحيفة أو مجلة ..؟                             ص// في بعض الاحيان اعتمد على مخيلتي وارسم ما تجسد ه من صور متنوعة واحيانا               اخرى كنت اتابع والدي بلهفة وهو يرسم فاحاول ان ارسم بنفس الطريقة التي يرسمها .     
س// من الذي شجعك على الرسم ...؟                                                                              ص// لقد تابعني ابي وامي منذ البداية وشجعاني أن أرسم واتواصل في ذلك دون انقطاع                 وأحس انني مدين لهما لأنهما زرعا في اعماقي حبي الشديد لفن الرسم .

                                                                                                                    س// ما هي المواضيع والصور  التي تفضلها في الرسم ...؟                                                          ص// أحب أن أرسم كل ما يخطر ببالي لكن تجسيد صور الحيوانات وتحديدا صورة الحصان            افضلها وارغب ان ارسمها لانني لا اجد صعوبة في انجازها . 
س// هل تشغلك هوايتك عن متابعة دروسك اليومية ...؟                                                                     ص// أطلاقا .. بل تجعلني أن اتعلق بموهبتي اكثر واكثر وانني لا ارسم الا في اوقات فراغي .                 
س// أي الألوان تستخدم في الرسم ..؟                                                                                   ص// ان الالوان التي استخدمتها في  بداية مشواري الفني في الرسم  كان  قلم الرصاص               والألوان الخشبية ، وبعد أن تطورت قابليتي بدأت أستخدم الألوان المائية حيث كانت             اللوحات التي انجزها سابقا بقلم الرصاص اما في الوقت الحاضر فأنني اعتمد على                الألوان المائية التي أجد سهولة في استعمالها . 

س // هل شاركت في معارض خاصة أقيمت للأطفال .. ومتى ...؟                                                          ص// نعم .. لقد شاركت ولأول مرة بلوحات متنوعة كثيرة في المعرض التشكيلي لرسومات           الاطفال الذي اقامه نادي القوش العائلي عام 2013 وبمشاركة مجموعة اخرى من                الموهوبين ومن كلا الجنسين حيث كانت تلك المبادرة بداية لانطلاقي في عالم الرسم             وتعريف الناس بموهبتي ، وفعلا كانت مشاركتي محل اعجاب الحاضرين من                        المسؤولين واصحاب الاختصاص والاهالي  ، حيث حفزني ذلك الاعجاب والتشجيع ان   

                                                                                                                                   اتواصل في الرسم مستفيدا من ملاحظاتهم ، كما شاركت بنفس العام في المعرض الذي       اقامه اتحاد الطلبة الكلداني السرياني الاشوري الذي اقيم في قاعة جمعية الثقافة الكلدانية ..                                                                                                                  س// هل لديك فكرة اقامة معرض شخصي يحتوي على لوحاتك فقط ...؟                                                             ص// نعم لديّ فكرة اقامة معرض شخصي وستكون بالتعاون مع من يهمهم أمري ويشجعوني           أن أتواصل في تنمية قدراتي وصقل قابلياتي لأتمكن مستقبلا المشاركة في معارض              على مستوى اكبر  .
س/ ماذا تتمنى ان تكون في المستقبل ..؟                                                         ص// كل انسان يتمنى ان تتحقق امنيته في الموهبة التي يمارسها خلال حياته لذلك عندما              اكبر اطمح ان اكون فنانا تشكيليا .                                                         
س// ماذا تريد ان تقول في نهاية هذا اللقاء ...؟                                                            ص// في البداية أود أن اقدم جزيل شكري لكل من مدَ لي يد المساعدة في تجسيد موهبتي في           الرسم  وتحديدا اشكر ابي وامي على احتضانهم لي وتوجيههم وتذليلهم الصعاب                  التي قد تقف امام انجاز لوحاتي الفنية كما اشكر الفنان المسرحي العم باسل شامايا على         اجرائه هذا اللقاء وفي الاخير اقول انني سأكون عند حسن ظن الجميع في طريقي الذي          اخترته . هكذا يزهر الوطن بموهوبين مبدعين يضيفون الى أرشيفه انجازات وابداعات جديدة .. يحملون منذ نعومة أظفارهم رسالة الابداع والتألق فاذا ما وجدوا من يتابعهم ويرعاهم وينمي مواهبهم فالتألق والتمييز هما ما سيرتقون اليهما ، وسيكون ضيفنا العزيز ستافروس لهيب زرا احد هؤلاء الذي بدأ برسم طريق ابداعه منذ ان احتضنت أنامله النحيفة فرشاته الصغيرة وراح يغازل بها الحياة بتفاصيلها .
   

95
لقاء مع الأب يوسف يونو عجم

  أجرى اللقاء باسل شامايا
من المشاريع الانسانية التي تكللت بالنجاح في بلدتنا العزيزة القوش ميتم مار يوسف الذي يضم العديد من احبتنا الاطفال والفتيان اولئك الذين ذاقوا قساوة ومرارة  الظروف الاجتماعية والمعيشية  وحرموا من اجتماعهم تحت خيمة العائلة الواحدة اسوة بأقرانهم الذين يتنعمون بدفء الوالدين وعلاقات المحبة والتآلف بين افراد العائلة .. فوجدوا في ميتم مار يوسف عائلة كبيرة يغمرهم العطف والحنان اللذان احتاجوا اليه في احلك اوقاتهم  .                               
كان لنا شرف لقاء الأب الفاضل يوسف يونو الذي يدير  الميتم ويشرف على رعاية الأيتام فالتقيناه في دير السيدة  واجرينا معه لقاءا للتعرف على حياة هؤلاء الاحبة فأستُهلَ اللقاء  بالترحيب به شاكرا مسعاه في  اتاحته فرصة اللقاء بالرغم من انشغالاته الكثيرة في رعاية منتسبي الميتم وادارته ومسؤوليات عديدة اخرى .. وبعد استضافته الكريمة  شرع في
الحديث عن الميتم مستعرضا بلمحة تاريخية عن االاسباب والهدف من نشوئه فقال :  بسبب الظروف العصيبة التي  مرت بها المجتمعات الانسانية  والدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية ، ارتفع عدد الايتام والمشردين بشكل كبير خصوصا في البلدان التي تعرضت للاحتلال ، وكان لبلدان العالم الثالث حصة الاسد في ماساتهم من ذلك الاحتلال ، ومن بين تلك البلدان  بلدنا العزيز الذي رزح تحت نير الاحتلال العثماني والبريطاني سنين طوال ، وكان لذلك الغزو تأثيرا سلبيا على مجتمعنا وخلّف عواقب وخيمة كترحيل الناس من منازلهم وتهجيرها قسرا وكان ذلك سببا في  تفكيك الكثير من العوائل اضافة الى الظروف المعيشية و معاناة اجتماعية واقتصادية  اخرى ، وقد  برزت جرائم السرقة والاعتداء والقتل وظواهر سلبية  اخرى ، و بالمحصله النهائية دفع الاطفال ثمن ذلك غاليا كالأضطرابات النفسية التي باتت عائقا امام مزاولة حياتهم الطبيعية ومشاكل كثيرة  تلك التي  جعلتهم يتركون  مدارسهم ويتشردون هنا وهناك .. وللتخفيف عن هذه المشاكل والاضرار التي مروا بها كان للرهبانية دورا فاعلا في معالجة وتذليل تلك الصعاب وتخفيف وطأتها حينما فتحوا الاديرة لاستقبال المهجرين افواجا ومن عدة اماكن متفرقة في العراق ، ومن هذا المنطلق   أُنشأ الميتم في دير السيدة لرعاية الايتام والمشردين ، فوضع حجر الاساس في 21 آب 1949 برعاية الانبا المطران اسطيفان بلو الرئيس العام للرهبنة ، استمر المشروع لعدة سنوات لكنه لم يدم طويلا بسبب ظروف اقتصادية وسياسية فأغلق المشروع مخلفا وراءه الركام والحطام .. وفي عام 2000 اعيد ترميمه بحلة جديدة ليستقبل عددا من الأيتام تجاوز  ( 30 فردا ) تراوحت اعمارهم بين  (6 – 17 ) سنة . وبادرت ادارة  الدير في الاونة الاخيرة الى بناء ميتم جديد مجاور الميتم القديم بدعم الخيرين والمحسنين ، بسبب تآكل اجزائه بالرطوبة نتيجة المواد الاولية البسيطة التي استخدمت في البناء آنذاك ، مما جعل منه هيكلا هزيلا ومتزعزعا ، ولضيق حجمه وسعته المحدودة في استيعاب عدد الايتام ، والميتم  على وشك الاكتمال والرهبانية تستعد لاقامة مراسيم افتتاحه وتكريسه في القريب العاجل .

س// ما هي  الأهداف  التي تأسس من اجلها الميتم ....؟                                                     
ج// الهدف الاسمى الذي أقدمت ادارة دير السيدة  على تأسيس هذا الميتم يتجسد في  احتضان اليتامى المحرومين من محبة  وعطف الأبوين  وتقديم خدمات جليلة تعوضهم عن كل ما يحتاجونه من الخدمات والرعاية في حياتهم اليومية ومن بينها :
1// تسليح الأيتام  بالتربية الصالحة والمبنية على الايمان والمحبة .
2// بناء شخصية متزنة لهم على الصعيد الفكري والجسدي والعاطفي والنفسي .
3// تنمية قابلياتهم وصقل مواهبهم وخلق جو من الالفة بينهم وابراز طاقاتهم والانفتاح لمواجهة المجتمع . 4// الحرص الشديد على مواصلة التعليم ليكونوا افراد نافعين يخدمون وطنهم ومجتمعهم . 5// التوجه في بناء الجسور وتعزيز العلاقات مع اوليائهم  ليتابعوا اولادهم الذين احتضنهم الميتم .
س// هل هناك شروط محددة للقبول في الميتم وما هي ابرزها ...؟

ج// نعم هناك شروط نتبعها في قبول الايتام وهي : 1// يجب ان يتراوح عمر اليتيم بين السنة السادسة والعاشرة . 2// هناك أفضلية لليتيم الفقير من كلا الابوين على من سواه من الفقراء 3// يجب ان يقدم مع الطلب تقرير طبي مصدّق يثبت لليتيم حالته الصحية والعاهة الجسدية ان وجدت . 4// يجب ان يكون اليتيم مزودا بشهادة العماذ المقدس والتثبيت . 5// يجب ان يرفق مع معاملة التقديم شهادته الجنسية وهوية الاحوال المدنية . 6// يجب ان يكفله احدا من اقربائه . 7// تزكية عن حالته الاجتماعية من كاهن خورنته الى ادارة الميتم .
س// هل هناك برنامج خاص تتبعونه بشكل يومي وما هي اهم فقراته ..؟
ج// نعم لدينا برنامج ينقسم الى قسمين الاول معدّ للدراسة الاكاديمية في فصل الشتاء اما الثاني فهو معد خلال العطلة الصيفية اي بعد انتهاء العام الدراسي ويتخلل البرنامجين ما يلي:
(( النشاطات الدينية ، الثقافية / الفنية ، الاجتماعية ، التربوية ، الترفيهية ، والرياضية ))
النشاطات الدينية والثقافية :                                                                                                     
 1// تعليم مسيحي عام داخل الميتم وخارجه ضمن رعايا الابرشية .                                                                                     2// الحرص على اتمام الممارسات والعبادات الدينية بكل امانة وورع كالقداس الالهي ،               
الوردية ، القراءة الروحية .                                                                                                         
3// التركيز على الألحان الكنسية والتراتيل الروحية لا سيما الطقسية .                                                           
4// تعلّم اللغات الى جانب اللغة العربية : الانكليزية – السريانية – الكردية .                                                 
5// يقومون مرة او مرتين في السنة بعروض مسرحية دينية ونشاطات ثقافية وادبية اخرى .                         
 6// يستضيف الميتم الاخويات الكنسية والعلمانية ، ويهيء لها الاجواء الملائمة لنشاطاتها .

النشاطات الاجتماعية والتربوية :                                                                                                  
1// زيارة العوائل الفقيرة ومشاركتها في معالجة مشاكلها ومعاناتها وتعتبرها ادارة الميتم           
ذات ابعاد اساسية في العملية التربوية .                                                                                     
 2// تنظيم حلقات توجيهية وتدريبية لأعداد الاولاد للتعامل مع طموحاتهم وهمومهم باحترام         
وجدية واظهار الاهتمام الكافي لمساعدتهم للتأقلم فيما بينهم وصنع القرار المشارك             
 والتمكن من التعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية ومسؤولية .                                                           
3// تلبية الدعوات الاجتماعية والثقافية والتربوية التي تقدم للميتم .                                                     
4// تعليم الحرف المهنية وتنمية الاشغال اليدوية والتدريب على المهارات والمواهب الخاصة
النشاطات الترفيهية والرياضية :                                                                                              
1// الاهتمام بعرض افلام دينية وثقافية واجتماعية هادفة                                                                     
2// تنظيم سفرات ( دينية واثرية وعلمية وترفيهية ) الى مختلف الاماكن في البلاد .                                       
3// اقامة حفلات وامسيات ترفيهية في مختلف المناسبات .                                                                           
4// تنظيم بطولات رياضية في كل عام بكرة القدم يشارك فيها عدة فرق رياضية .                       
5// اقامة دورات تعليمية وتدريبية على مختلف الآلات الموسيقية كالاورغن والعود والكمان         
والكيتار والفلوت .                                                                                                   
6// هناك العاب اخرى يمارسونها داخل القاعة المجهزة لهذا الغرض ( كالرشاقة والبليارد           
 والمنضدة والاتاري والعاب فكرية اخرى .                                                                   
وهناك نشاطات اخرى كالمطالعة المفتوحة في مكتبة الميتم ودورات تعليم الحاسوب             
وكيفية توظيف الانترنيت والاستفادة منه .
س // لمن انيطت المسؤولية الادارية للميتم ..؟
ج//  ارتأت الرهبانية ان تعطي استقلالية تامة لأدارة هذا المشروع الأنساني حيث خصصت لهذه العملية  اثنين من الرهبان تم تعيينهما لفترة زمنية محددة وتقوم الرهبانية بدعمهما ماديا ومعنويا لكي يستمر المشروع ويلاقي النجاح في نشاطاته وعطاءاته ، ويعمل الراهبان معا وفق آلية واضحة تحدد المسؤوليات الادارية للمشروع وتوزيع الادوار بطريقة منهجية شاملة ومتوازنة .. المرجع الاساسي هو الرئاسة العامة للرهبانية وذلك من الناحيتين القانونية والاستشارية اما بما يخص الامور المادية فارتباطها محكومة بالقيم العام للرهبانية .. اما القائم بادارة الميتم فهو الاب الراهب  يوسف يونو عجم .

س// هل هناك كادر تخصصي يقوم بالاشراف على العملية التربوية للايتام ...؟
ج// نعم ...! لقد خصصت الرهبانية كادر تعليمي وصحي وخدمي منهم : 1// معلمات مخصصات لتقوية الدروس الاكاديمية . 2// معلمون مخصصون للتعليم المسيحي والتراتيل الدينية . 3// طبيب صحي ذو اختصاص يشرف الى رعايتهم صحيا ، وطبيب نفساني ذات اختصاص . 4// تهيئة الطهاة الذين يهيئون الطعام والشراب لهم . 5// تهيئة الكادر الذي يقوم بغسل الملابس وادامة الميتم من ناحية النظافة . 6// توفير سائق يقوم بنقلهم وفلاح يعتني بحدائق الميتم وامور اخرى كثيرة .
س// ما هي المصادر التي تعتمدونها لتغطية مصاريف الميتم ...؟
ج// في البدء نشكر الرب على نعمه الفياضة علينا ولولاها لما تكلل المشروع بالنجاح وكذلك بشفاعة القديس مار يوسف الذي شيّد الميتم بأسمه بالاضافة الى ذلك اغدق علينا الخيرين والمحسنين بتبرعاتهم ودعمهم المتواصل سواء كانوا من داخل البلاد او خارجه  فدعموا الميتم في بداية تأسيسه وما زالوا حتى يومنا هذا بدعمه بكل سخاء وهناك العديد من الاشخاص يقدمون الدعم ولم يوافقوا على ذكر اسمائهم . بوركت جهود كل من مد يد العون لميتمنا الذي يعيش حاليا تحت خيمته 17 يتيما جازاهم الله خيرا .
س// كيف تقيمون الوضع الحالي للميتم ...؟
ج// الميتم يضم مجموعة من الاطفال من مختلف الاعمار ، انهم بأمّس الحاجة الى الرعاية والعناية يقومون بواجباتهم حسب ما تملؤه عليهم الادارة .. قدّم منذ تاسيسه ولحد الان خدمات جليلة وما زال محافظا على نهجه لضمان حياة حرة كريمة للاطفال والفتيان المحرومين من الرعاية الاسرية ومن بينهم من تقلّد مناصب كنسية واجتماعية مرموقة وما زالوا يقدمون خدماتهم بكل تضحية وايثار واليوم في ميتمنا مجموعة من اقرانهم ينعمون بحياة لا تقل قيمة وقدرا عن حياة اي طفل يتمتع ببنية سليمة وحرية وراحة البال .
س// ماذا تقول بكلمتك الاخيرة في هذا اللقاء ...؟
ج// بأسم احبتي في ميتم مار يوسف البتول اقدم جزيل شكري وامتناني لك على هذا اللقاء الذي خصص للتعرف على حياة الاحبة في الدير تمنياتي بالنجاح والتقدم والتواصل في ذات الطريق في خدمة الحركة الثقافية في القوش وشكرا على هذه التغطية الاعلامية .

96
في الذكرى السنوية الثانية
 لرحيل المربي والاديب  نوئيل قيا بلو

                                           
باسل شامايا


المعلم هو من الشريحة المثقفة المهمة الذي اوكل المجتمع اليه بتربية الأجيال واعدادهم ليكونوا امتدادا لمن سبقهم في عملية بناء المستقبل الواعد ، لذلك يجب ان يحظى بالاحترام والتقدير الكبيرين ويستوجب أن تذكر تضحياته وجهوده الحثيثة خصوصا في تنشئة بناة المستقبل . في هذه الايام نعيش الذكرى السنوية الثانية لرحيل مربينا الراحل الاستاذ نوئيل قيا بلو الذي ولد في القوش عام  1934 من ابويه قيا منصور بلو وصارة جبو حيدو وكان الشقيق الاكبر لأشقائه وشقيقاته البالغ عددهم ( 11 ) ستة بنين وخمس بنات .. انهى دراسته الابتدائية في القوش و المتوسطة في الموصل عام 1947 ومن ثم الاعدادية ايضا في الموصل عام 1952، ثم التحق بالدورة التربوية ليتخرج معلما في 1953 ، حيث  تخرج معه نخبة من المربين أبناء القوش الافاضل منهم :  الاستاذ سالم عيسى تولا ، والراحلون الاساتذة : حبيب صادق شدا ، عبدالمسيح بتي الصفار ، يونس الياس كادو ، ويوسف ابراهيم حميكا رحمهم الله . وكانت محطته الاولى في تأدية رسالته الأنسانية في مهنة التعليم :  مركز قضاء العمادية وفي نفس العام الذي تخرج فيه ،  حيث بقي هناك 4 سنوات ثم انتقل الى مدرسة بيبان ومن هناك الى مدرسة القوش الاولى فقضى فيها سنتين ثم نقل اداريا الى قرية دهي ثم قرية عاصي ومنها الى مدرسة قيماوة ثم عاد الى مدرسة القوش الاولى عام 1962 ونقل بنفس العام الى قرية الجراحية .  تزوج عام 1958 من السيدة كرجية منصور قلو وانجبت له ولدين وخمس بنات . وفي عام 1963 شن الحرس القومي حملته الشعواء على الوطنيين ومعتنقي الافكار التقدمية فكان نصيبه من تلك الحملة الاعتقال  فاودع سجن الموصل ومعه 16 معتقل ، مكث في السجن اكثر من سنة ، وبعد اطلاق سراحه كان النظام قد اصدر امرا بفصله وعزله عن  وظيفته فاضطر للسفر الى بغداد عام 1964 ليمارس مهنته كمعلم  في مدرسة نجمة الصبح للراهبات الكلدان . اعيد الى الخدمة عام 1965 في مدرسة كرساف وبقي هناك 3 سنوات ثم انتقل الى مدرسة القوش الثانية ( العزة ) في 1968 حتى احيل الى التقاعد عام 1983 . وهكذا أمضى الراحل العزيز ( 30 سنة ) في خدمة الوطن وتنشئة الاجيال التي تخرجت على يديه لترفد المجتمع وتأخذ دورها في عملية البناء والتقدم .


قبل احالته على التقاعد اي في عام ( 1982 ) انتكست حالته الصحية حينما اصيب بارتفاع ضغط الدم وكانت النتيجة ( جلطة دماغية ) ادت الى شلل نصفي جهة اليسار لكنّ ارادته القوية واصراره على التواصل تغلب على مرضه وان تقاعده لم يعنِِ انه توقف عن العطاء بل راح يعمل حثيثا في مختلف المجالات الثقافية ( التأليف ، الشعر ، كتابة المقالات وغيرها من النشاطات ) حيث مارس الكتابة والخط باللغتين السريانية والعربية وتتلمذ على يد الشماس الخطاط بولس قاشا  ** جمع عدد كبير من الامثال الشعبية الالقوشية والكردية المستخدمة في القوش . ** قام بتأليف واخراج عدة مسرحيات بلغة الأم ( السورث ) منها مسرحية  ( نقدت كالو ) عام 1971 التي عالج فيها موضوع مهر العروس الذي كان يشكل عائقا امام الشباب في التقدم للزواج . ** وكانت آخر مسرحية قام بتأليفها في بلاد الغربة  مسرحية ( حوبا وخوروثا ) التي نالت رضا واستحسان الجمهور حيث عرضت على مسارح ديترويت ** طبع ديوان شعري يحتوي على 150 قصيدة باللغة السريانية . ** كتب بحثا عن الزواج الفلكلوري في القوش وبادرت مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بتصويره كفلم سينمائي . ** قام بتاليف عدة كتب منها :  1// كتاب عن المرحوم القس يوسف عبيا 2// كتاب القوش عام 1990 
 
      3// كتاب مار ميخا النوهدري ومدرسته . 4// كتاب تاريخ التعليم في القوش . 5// كتاب عن سيرة حياته (انا ومعترك الحياة ) الذي يروي فيه عن حياة الانسان ومعاناته والمراحل التي يمر بها خلال سنواته الطوال وما تركته تلك المرحلة في حياته لكنه في النهاية يتغلب باصراره على كل الصعاب ويقهرها  . ** اشترك في الجمعية الخيرية لأخوية القربان المقدس في كنيسة مار كوركيس / القوش وقدم عدة مسرحيات دينية . ** يعتبر  احد مؤسسي هيئة الثقافة والفنون في كنيسة القوش عام 1995 . ** كتب بحثا عن الزواج الفلكلوري في القوش . ** قام بتخطيط العديد من المخطوطات بلغة الام منها 1- الانجيل المقدس عام 1988 ترجمه الاب يوحنان جولاغ ووزعه على كنائسنا سيادة المطران مار ميخائيل مقدسي . 2- كتاب رسائل البطريرك مار يوسف اودو عام 1990 . 3- كتاب الميامر لصوم باعوث نينوى عام 1981 . 4- كتاب الشوادعي مشحلبي عام 1991 . 5- كتاب مزامير داؤد بلغة السورث المحكية حيث ترجمه المرحوم الأب يوحنان جولاغ . 6- كتاب العادات والتقاليد القديمة في القوش عام 1994 . 7- كتاب قصص وحكايات من القوش يحتوي على ثلاثة أجزاء في (1984 ، 1990 ، 1994 ) .                                                                                                                                                         ** كتب ونشر عدة بحوث ومقالات في القوش منها ( صناعة البرداع في القوش  ، الانارة قديما في قرى نينوى ، صناعة البارود في القوش ) ** اشترك مع المرحومين الاب هرمز صنا وايليا سكماني في فهرست مخطوطات مكتبة كنيسة القوش . ** احد مؤسسي المتحف التراثي في القوش بالتعاون مع ( الاب هرمز صنا ، المطران يوسف توماس ، القس يوحنان جولاغ ، الشماس ايليا سكماني ، والاستاذين جميل حيدو ونوئيل عوديش ) . في عام 1992 تعرض مرة ثانية الى جلطة دماغية اصيب بشلل نصفي في جهة اليمين وفي 13/9/ 1997 غادر الوطن الى امريكا وهناك اجريت له عملية تبديل اربعة شرايين القلب في نفس العام وتابع نشاطاته الثقافية بالرغم من وضعه الصحي حيث كان ينشر المقالات منها نشرت ومنها ما زالت تنتظر النشر واصبح رئيس تحرير مجلة حمورابي التي تصدر في امريكا / ديترويت .. هذا واختم اسطري باستذكار اليوم الذي رحل فيه مربينا الجليل رحيلا ابديا الى عالم اللاعودة وذلك بتاريخ 7/1/2012 تاركا لنا رصيده الثر الذي سننهل منه ما تحتاجه واجهاتنا الثقافية معنا وبيننا ابد الدهر .. نعم جاء الموت كالبرق الخاطف ليخطفه من بين اهله ومحبيه فغادرنا الى دون عودة وترك فراغا كبيرا في الوسط الثقافي .. ستبقى بيننا ومعنا ايها الراحل العزيز وستبقى ذكراك تعشعش في الاعماق دائما وابدا  .
 

97
وداعا أيها النجم الذي أفل 

                                                                                                                      باسل شامايا
قبل ان يسدل الستار على عام 2013 قُرعت أجراس الرحيل الأبدي ليخطف الموت اللعين من بيننا فنان الشعب المتألق دوما ، أمير الغناء العراقي فؤاد سالم ، فكان خبر انطفاء شمعته اشبه ببرق خاطف ضرب الملايين من محبيه وعشاقه ضربة رمح في شغاف القلب .. فوجع الوسط الفني العراقي والعربي برحيل فنان الشعب ، ذلك البلبل الصداح الذي ما فتأت أغانيه تطرق كل الأسماع ، رحل  بعد صراعه المرير مع المرض .. ذلك المرض اللعين الذي نخر في جسده شهورا وسنين ، أرقده الفراش وابعده عن جمهوره الذي أدخل البهجة والمسره الى اعماقه ..وكان قد انتظر طويلا في  رقاده لعلّ  من ينتشله  من آلامه ومعاناته المريرة الا ان الموت سبق أصحاب المبادرات الإنسانية الذين نسوا تضحيات الراحل خلال 30 سنة من الغربة المفروضة ، فحملوه بعيدا عن وطنه واهله ومحبيه ليوارى الثرى في ارض غير ارض آبائه وأجداده ، ولم يحظى  بتشييع يستحقه  كفنان قدم ما قدمه من العطاء خدمةً للحركة الفنية العراقية . فما احقرك ايها  الموت الزؤام وانت تخطف من بين ملايين المحبين هذا الفنان الذي غنى للوطن فأدمع عيون المغتربين ، والمهاجرين الى كافة ارجاء المعمورة ..هوى نجم العراق صاحب الاحساس المرهف بأغنياته والحانه وصوته العذب ، أفل بعد ان كرس حياته من اجل هدف وطني انساني متسامي  ، أغنى بعطائه  أرشيف الوطن  بأغانيه التي  تفاعل معها الجمهور .. غادرنا هذا الكوكب الذي سطع في سماء الوطن ما يقارب من   ( 45 سنة ) الى البعيد البعيد بعد ان ترك لنا ثروة من الاغاني الوطنية والسياسية والعاطفية الاصيلة والتي أغنى بها أرشيفنا الغنائي الزاخر بالمبدعين والمبدعات ، أغانيه التي طالما امتع بها جمهوره وراح يرددها الصغار قبل الكبار .  كانت انطلاقته الاولى من مدينته الفيحاء ، التي هلّ فيها فجر ميلاده عام 1946 وترعرع وكبر عوده بين اهلها  وأحيائها الجميلة ، فصدح من هناك صوته العذب ليدخل البهجة والفرحة الى كل بيت عراقي من الفاو وحتى زاخو . لقد شق طريقه الفني بكل عزم واصرار ووضع نصب أعينه النجاح والتألق فتحقق ما أراد ، وفرض امكانياته وموهبته الغنائية على الملحنين والمنتجين ، فغنى وأطرب سامعيه ، وأنشد للوطن فسحر محبيه ، وهكذا سار على خطى من سبقه من المبدعين والمبدعات من اقرانه الذين اقتدى بهم ، وما زالت اغانيهم خالدة في قلوب الناس كالفنان الراحل ناظم الغزالي سفير الاغنية العراقية ، وتمكن بكل اقتدار ان يبني نجوميته في اقصر سقف زمني ، فكان له الفضل الكبير في الارتقاء بالاغنية العراقية الى مديات افضل واجمل .. تألق بأغانيه وصوته الساحر الذي  دغدغ  مشاعر الناس محركا فيهم مشاعرهم وعقولهم محسساً اياهم بنكهة الانتماء الى الوطن ، لانه كان يمزج  بين حبه للانسان وانتمائه الوجداني الى الوطن ، لقد حمل راية الفن العراقي في حدقات عيونه مكرساً سني عمره لخدمة قضيته التي جسدها انتمائه الى عالم الفن ، متجاوزاً العقبات والمحن ، تلك التي زرعها الاوغاد في طريق نجاحه ، فابدع بعطائاته الكثيرة رغم  تلك المحاولات الخبيثة للحد من ارتقائه  الى هدفه المنشود ، وهكذا أضيف  الى سفر الغناء العراقي الأصيل صوت جديد ومرهف ، تواصل في ذات الطريق الذي سار عليه اقرانه المبدعين حتى اصبح مصدر فخر واعتزاز للعراقيين الذين احبهم واحبوه وخزنوا في اعماقهم مساحات كبيرة من الحب والاعجاب  .   لقد كان الغناء بالنسبة له هدف انساني عظيم ، وظّفه لتعرية النظام الدكتاتوري الذي جثم على صدر شعبه ووطنه سنين طوال ، فنال به محبة الناس  وبات فنان الشعب  المفضل ، لكن الجناة أزلام النظام وقفوا وبشدة لأيقاف صوته ، فعانى ما عاناه من  المطاردة وتضييق  الخناق و الأضطهاد والملاحقات المتواصلة في نهاية سبعينيات القرن المنصرم ، لكنه لم يستسلم ولم يخضع لهم بل قاومهم بفكره ومبادئه وقوة إرادته ،  واضطر لمغادرة الوطن مكرها مع الكثير من  شرائح المجتمع العراقي من التقدميين  والوطنيين الأحرار تفاديا من تلك الحملة التي شنها النظام وراح ضحيتها خيرة ابناء وبنات العراق ، فتصورا أنهم بذلك يتمكنون من كسر شوكته وثنيه عن مواصلة الغناء ، لكنّ آمالهم وأحلامهم باتت أدراج الرياح حينما جاء صوته قويا ومدويا في سماء العراق ، يحمله الاثير من غربته المفروضة .. لم توقفه محنته بل راح يناضل ضد اعتى نظام عرفه التاريخ الحديث ، رافضا الخشوع والخنوع لسلطته  التي أجحفت بحق شعبه وحكمت عليه بالحديد والنار ، واختار الغربة متنقلا من بلد الى آخر حاملا معه معاناة  شعبه دون ان يهاب ظلم ووحشية السلطان .  وبعد ثلاثين سنة من الغربة القاتلة عاد الى الوطن بعد انهيار النظام السابق حاملا حنينه وشوقه الجامح  الى وطنه وأهله وناسه وجمهوره الذي افتقده .. عاد ضمآناً ليتعطر بأجواء الوطن  الساحرة ويشم أريج شوقه إليه خلال غربته التي استغرقت ثلاثة عقود من الزمن .. وكان يطمح ان يكمل نشاطه الذي توقف بسبب الظروف السياسية حينذاك ، لكن نشاطات القوى الارهابية والعمليات المنظمة والتفجيرات والقتل والخطف التي وقعت بعد التغيير ،  للحد من استقرار الوطن حال دون تحقيق ذلك ، والسبب الاخر ما افرزته غربته من الوضع الصحي المتدهور ، رافقه المرض حتى أغمض اغماضته الأخيرة . ستبقى في ضمائر جميع  محبيك داخل الوطن وخارجه.. مجدا لك ولكل مناضل  ناضل في احلك الظروف مرخصاً حياته من اجل الوطن .. وا أسفي على أفول نجمك يا فؤاد فأنا لا أقول لك رحلت لأنك ستبقى حاضرا بيننا وسيبقى صوتك صداحا باغانيك الخالدة مهما طالت السنين.. وستبقى في ذاكرتنا وذاكرة الوطن والشعب دائما وابدا .. وداعا ايها الطاهر الذي لم يتلون ولم يتقلب بل حافظ على نقاء فكره وكرامته .. وداعا ايها الراحل الذي فقدنا برحيله طاقة كبيرة فيا لها من خسارة لا تعوض .


98
زيارة
من اجل تمتين العلاقة مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات السياسية العاملة في بلدتنا القوش قام وفد من رابطة المرأة العراقية في القوش برئاسة السيدة سيروات همبرسوم سكرتيرة الرابطة بزيارة منظمة الحزب الديمقراطي الكردستاني في القوش ردا على زيارتهم لمقر الرابطة ، وكان باستقبال الوفد السادة سكرتير المنظمة السيد نجيب خباز وبعض الاخوة كادر المنظمة وبعد الاستضافة تحدث الطرفان عن المرأة وما تحملته من الويلات والأضطهاد ودورها في عملية بناء المجتمع خصوصا انها تشكل نصفه وقد رحب السيد (كاوة عيدو مسؤول تنظيمات اللجنة المحلية  ) بالوفد معرباً عن سروره بالزيارة وتحدث ايضا عن دور المرأة ونضالاتها عبر السنين وقد ابدت احدى الرابطيات خلال المناقشة ان حقوق المرأة التي لا تمنح وانما تؤخذ بالاعتماد  على نضال المرأة وتضحياتها المريرة التي لا بد منها من اجل عزها وكرامتها .






99
وداعا  ميسن الصغير
                                                                                                                      باسل شامايا
ما أقسى تلك اللحظات التي تفاجئنا برحيل مبكر لزهور يانعة  توها تعطر الأرجاء بعرف عبيرها وتبدأ مشوارها مع حياة الدنيا.. ما أشد الحزن بفقدان أحبة يرحلون قبل أوانهم فتثير برحيلهم الى عالم اللاعودة المفاجئ شجون الأم الحزينة وتوقد بأعماق الأب المفجوع  آلام وهموم الفراق الأبدي ، وفي كل وداع ينتابنا الأسى والحزن على زهرة جديدة  تغادرنا تاركة لنا ذكرى عطرة وألماً يبقى مرافقا لنا بنفوسنا وأعماقنا على مر السنين . فقبل اقل من شهر قرعت أجراس الرحيل لطائر جميل حلقت روحه في سماء الغربة مغادرا دون ان يودع من كانوا يفرشون القلب له مسكنا . لقد قصم القدر اللعين في يوم حالك كئيب ظهر عائلة من عوائلنا القاطنة في بلاد المهجر حينما أودت بحياة غصنها اليانع  ( ميسن ) في حادث مروري خضّبت دماؤه الزكية ذلك المكان الذي توقف فيه قلبه الصغير عن الخفقان  .. شاب طري العود فائض بالحيوية والنشاط ، رحل دون أن  يكمل العشرين من العمر ، فما أقساها من لحظات رهيبة تلك التي خطفته من بين أحضان الحياة الهانئة والمستقبل الواعد الذي كان ينتظره .. شاب أحب أن يكون الى جوار محبيه لكن قدره كان أقوى من ان يحقق أمنيته ، فغرز فيه مخالبه القاسية وأخذه بعيداً الى عالم  مظلم  لا حراك ولا طعم للحياة فيه .. جاء كالبرق الخاطف ليطعن والده في شغاف القلب ويذيقه مرارة فراق ولده البكر ..اما أمه الثكلى التي حملته في أحشائها منذ ان كان نطفة صغيرة فقد شاء قدرها ان تحرم منه ، فراحت تنسج من حزنها معطفها المطرز بالسواد ، وبدلا من أن تتزين بثياب الفرح التي كانت سترتديها في يوم زفافه توشحت به ما تبقى لها من العمر، هكذا غادرهما بلمحة بصر بعد ان كانا يتنفسان عطر السعادة من تلك الابتسامة الرقيقة الخجلة التي كان الراحل العزيز يحاكيهما بها في كل صباح ومساء .. كان لهما كالمرآةً يشاهدان من خلالها جمال الدنيا والمستقبل الآمن السعيد .. آهٍ أيها الراحل الى أبعد ما يتخيله انسان ، ايها المغادر الى العدم ، لقد فوجع غيابك كل من كان يحبك ، فهم كثيرون شاركوا في الحرمان الذي أتى به  ذلك القدر اللعين الذي ساقك الى حتفك . كلنا نعلم ان الناس يعيشون معاً ، يقتسمون الأفراح والمسرات لكنهم يرفضون اقتسام الأحزان والآلام..وقد تفاجأت وأنا أتصفح الفيس بوك كيف ان تلك الحشود الغفيرة اقتسمت الحزن أيضاً مع بيت ملاخا في فاجعتهم الكبيرة برحيل ميسن العزيز وبذلك الموكب الجنائزي الذي شاركوا فيه جنبا الى جنب مع عائلته وأعمامه وجمع من أقربائه وأصدقائه وأبناء جلدته ..  لقد آلمني ان أشاهد والده المفجوع وهو يرقص كالطير المذبوح وعينيه غارقتين بدموع الأسى والحزن .  كنت أتمنى ان اعرف بعض التفاصيل عن العزيز ميسن لكي استرسل بعض الشيء في الكتابة عنه لكن افتقاري اليها جعلني اعتمد على العلاقة الاجتماعية التي تربطني بأبيه وأعمامه ، تلك العلاقة التي حركت في دواخلي أحاسيس الأبوة المفجوعة التي يعيشها الأخ جمال فتناولت قلمي ورحت استرسل بكلماتي المتواضعة مواساتي ورثائي ، هكذا اقتسموا الحزن ايضا  حينما شاطروا عائلة الفقيد الى داره الأبدي وبزفة عرس امتزجت فيها الدموع والرقص وأصوات هلاهل النسوة .. يا لمفاجآت الحياة . عودتنا أن ترينا حلاوتها حينما يهل فجر ولادة الإنسان الذي تجتمع فيه كافة عناصر الغبطة والسعادة ، و ترينا مرارتها التي يجسدها الموت الزؤام الذي يسرق السعادة وكافة مظاهر الفرح لتحل محلها العويل والبكاء والنحيب . ورحل ميسن وتوقف كل شيء بحياته وبات مجرد ذكرى ، ولم يعد اخوته ومحبيه يهنئون بطلعته البهية وبسمته الرقيقة فكانت آخر لحظاته بين عائلته حينما كان ممدودا داخل نعشه وعائلته تستقبل المشيعين الذين كانوا يتدفقون الى حيث يرقد الراحل وسط اجواء مؤطرة بالحزن ، قادمين من مختلف الأحياء والمدن والبقاع لإلقاء النظرة الأخيرة على ذلك الشاب الجميل قبل ان يلتحق بالذين سبقوه الى العلياء . رحلت يا ميسن لكنك ستبقى في دواخل محبيك وستبقى آثارك وذكرياتك وخيالك في كل شبر من أركان المنزل .  لا أستطيع أن أقول لك وداعا لأنك ستبقى حاضرا مع كل من عرفك وعشّبت في عواطفهم وأحاسيسهم ..  وداعا ايها الغائب الحاضر واعلم ان رسمك سيبقى مرافقا لوالديك يواسيهم كلما يستذكون ولادتك وترعرعك بين أحضانهما وكم كان يغمرهما الفرح حينما يشاهدان عودك يخضر وينمو ويمنح لهما الدفء والسعادة . لك مني يا اخي العزيز جمال مواساتي وتعازيي القلبية الصادقة معبرا حزينا على فقدان زهرتكم الجميلة ميسن صبركم الرب على مصابكم الأليم ومنحكم السلوى في الأيام القادمات .

100
عرض مسرحي في القوش

جمهورنا الكريم سنلتقيكم قريبا على مسرح منتدى شباب ورياضة القوش لمشاهدة العرض المسرحي الكوميدي الممتع ( بتو   و  نونو ) حيث يتواصل طاقم العمل بروفاته اليومية بالحضور المتميز وبروحية عالية وقيادة جماعية والمسرحية من تأليف الاستاذ سعيد شامايا وسيناريو واخراج الفنان باسل شامايا ويشارك في تجسيد
 احداث المسرحية نخبة من الفنانين المبدعين الذين اضافوا ابداعات الى ارشيف القوش المسرحي وستعرض المسرحية بالتعاون بين مركز كلكامش للثقافة والفنون وفرقة مسرح شيرا فالى ذلك الحين تابعونا ولا تفوتكم فرصة مشاهدة العمل .

                                      باسل شامايا / القوش



101
المعرض التشكيلي لأحباب نادي القوش العائلي

ضمن نشاطات نادي القوش العائلي المتنوعة ومن منطلق احتضان طاقات احبتنا الاطفال أقامت اللجنة الفنية للنادي ، الغنية بمبادراتها معرضا تشكيليا لرسومات الاطفال وحصرا لمرحلة الدراسة الابتدائية ، حيث شارك في المعرض قرابة 30 طفل وطفلة ومن مختلف المراحل العمرية بأكثر من 180 لوحة تناولت رسوماتهم مواضيع عديدة ..  وقد حضر الافتتاح الاستاذ باسم ياقو بلو قائمقام قضاء تلكيف والاب جوزيف عبدالساتر النائب الرسولي للرهبنة الانطونية الهرمزدية الكلدانية وممثلو الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والأساتذة المشرفين التربويين  ومدراء واعضاء الهيئات التدريسية والتعليمية في القوش وجمع غفير من اهالي المنطقة حيث انبهر الحاضرين بصور الاحبة المشاركين في المعرض وبشكل خاص المبدع ستافروس لهيب زرا الذي شارك بالكثير من اللوحات التي جذبت انتباه الزوار وأشاد الضيوف الكرام بمواقف النادي ومبادراته  في احتضان مثل هذه الطاقات وصقلها باتجاه اغناء الفن التشكيلي  في بلدتنا العزيزة القوش وبعد التجوال في قاعة النادي لمشاهدة الصور والاعمال اليدوية دعا السيد زهير بتوزا رئيس الهيئة الادارية السادة الضيوف الى غرفة الضيافة لتناول ما هياته اللجنة الفنية للحاضرين وقد دار الحديث وتقييم المعرض خلال ذلك اللقاء وكان من ضمن الحاضرين الاب جوزيف عبدالساتر الذي أضاف نكهة خاصة الى المعرض خصوصا من خلال تقييمه واعجابه الكبيرين بالمعرض وتشخيص الصور التي كانت تدل على الموهبة والابداع ، وقد شكر القائمين على هذا المعرض واهميته في تشجيع المواهب لدى الاطفال كونهم شباب المستقبل وبناة الوطن وقد ادار مقامه الجلسة الحوارية المصغرة ومناقشة مواضيع عدة تتعلق في البلدة وسبل تطويرها خصوصا في مجال بناء الدور السكنية التي يعاني منها الكثير من الاهالي والتي تعتبر السبب الكبير في هجرة الكثير من اهلنا واحبتنا الى خارج الوطن وتم مناقشة اساليب الحوار المتطورة في طرح المواضيع واعتبار قبول الآخر مفتاح لحل جميع المعوقات التي تعاني منها البلدة واكد سيادته ان يكون هنالك نخبة من ابناء البلدة تعبر عن مجموعها وتدير شؤونها . واستمر المعرض حتى الساعة الثامنة مساءً  .





























102
زيارة لرابطة المرأة العراقية في القوش

ضمن نشاطات رابطة المرأة العراقية في القوش قام وفد من الرابطيات برئاسة السيدة سيروات همبرسوم سكرتيرة الرابطة بزيارة الى مقر منظمة الحزب الشيوعي العراقي ردا لزيارتهم الاخيرة الى مقر الرابطة بمناسة احتفال الرابطة بمناسبة الذكرى السنوية لأعياد 14 تموز  حيث كان السيد سمير توما توماس في مقدمة المستقبلين للوفد وبعد الاستضافة تبادل الطرفين الحديث حول اهم القضايا الساخنة على الساحة العراقية بشكل خاص والعربية بشكل عام وتحدث الوفد الزائرعن ضرورة الانصهار في بوتقة الوطن والعمل من اجل بناء العراق الذي ما زال يعاني من عدم الاستقراروخاصة شريحة الشباب التي يجب ان يكون لها دورا متميزا في عملية اعمار البلد فكريا وعمرانيا هذا واستغرقت الزيارة زهاء الساعة







103
  زيارة رابطة المرأة العراقية فرع القوش الى مخيم دوميز

رابطة المرأة العراقية
ضمن نشاطات رابطة المرأة العراقية في القوش قام وفد من سكرتارية الرابطة قوامه ثماني رابطيات بزيارة مخيم دوميز للاجئين السوريين وذلك بتاريخ 19/5/2013 حاملات معهن اكداس من ثياب الاطفال والنساء والرجال حيث قدمت تلك الثياب الى حوالي سبعين عائلة  سورية نازحة من بطش الحرب المشتعلة في سوريا وتمنى وفدنا للاجئين السوريين العودة السريعة الى وطنهم ومنازلهم بعد ان يعم الامان والسلام بلدهم الجريح وبالمقابل تم تقديم الشكر والامتنان من قبل اللاجئين الى وفد الرابطة للمبادرة الانسانية التي بادرت بها رابطة المرأة العراقية في القوش
















104
لقاء مع رياضيٌ غزير العطاء  من القوش
الكابتن ثائر يوبيل وزي

محاورة / باسل شامايا

القوش هذه البلدة الموغلة في التأريخ والتي يحتضنها جبل أجرد ، تزخر برجالاتها ومبدعيها في مختلف المجالات العلمية و الثقافية والرياضية  .. تمنحنا الفخر والاعتزاز حينما نتصفح  ماضيها وحاضرها  ونقرأ انجازات ابنائها واحفادها  التي فاضت بها ملفاته . اليوم ارتأينا ان يكون ضيفنا احد نجوم الرياضة في القوش والذي بدأ عشقه لها منذ نعومة أظفاره وتحديدا قبل ان يكمل 14 سنة ، أي  في منتصف السبعينيات من القرن المنصرم  ، حينما انضم الى احدى الفرق الشعبية في بغداد / بارك السعدون ( حارسا للمرمى ) . ولكي نحقق طموحنا  ونبلغ هدفنا المنشود يجب ان نسلك طريقا شاقا محفوفا بالشقاء ولقمته مجبولة بعرق الجبين واحيانا بالمذلة والحرمان ، وكلما تشبثنا اصرارا للوصول ، نكون على مساحة اقرب لتحقيق ذلك ، هكذا انطلق نجمنا الرياضي (ثائر يوبيل وزي) في مسيرته الرياضية التي بدأها بشوق ولهفة ، فكان التواصل والمثابرة والايمان بالهدف والاندفاع والمواظبة جميعها  اسباب لنجاحه وتألقه . وأستهل اللقاء  بسؤال عن بدايته الرياضية في القوش قال : في عام 1978 غادرت بغداد مع عائلتي الى القوش مسقط رأسي وهناك شاركت في احدى الفرق الشعبية لمحلة قاشا ، وفي ذات يوم  بينما يخوض  فريقي مباراة ودية مع نادي القوش الرياضي سابقا ، شاهدني الاستاذ نوئيل عوديش الذي كان حاضرا ضمن الجمهور  فاعجب بأدائي   وكان حينها مشرفا على النشاطات الرياضية للنادي ، فطلب مني الانضمام الى منتخب النادي ، فلم تسعني الدنيا فرحة بذلك العرض ووافقت دون تردد لأن ذلك كان سيحقق امنيتي التي  طالما تمنيت تحقيقها  ، فانتميت الى النادي واصبحت ضمن تشكيلة المنتخب وشاركت باول بطولة في دوري الاندية الريفية حارسا للمرمى ( احتياط ) للحارس المبدع شوقي هادي لأنني كنت حينها صغيرا وفي أول الطريق ، واستمر نشاطي في النادي حتى عام 1981 ثم انقطعت بعد ان دعيت الى الخدمة العسكرية الالزامية . ومارست هوايتي الرياضية  حتى خلال خدمتي تلك ، شكلت مع بعض الجنود في الوحدة العسكرية في البصرة فريقا بكرة القدم  حيث كنا نقيم بين فترة واخرى مباراة ودية مع بقية الفرق الرياضية وكذلك حينما انتقلت الى وحدات عسكرية اخرى . وبعد تسرحي عام 1991 انضممت الى منتخب القوش الذي كان السيد جمال لاسو مسؤولا عنه ،  وشاركت بعدة بطولات حتى استلمت المنتخب كمدرب اول في نهاية عام 1992 وحتى عام 2012 .

س// هل كان نادي القوش الرياضي الذي تأسس عام 2001 هو امتداد للنادي الرياضي الذي  تأسس في سبعينيات القرن المنصرم  ....؟                                                                   
 ج// تأسس نادي القوش الرياضي  عام ( 1972 ) محتضناً كافة النشاطات الرياضية في القوش ، واستمر بعطاءاته فترة من الزمن لكنَ اندلاع الحرب العراقية الايرانية أدت الى غلق ابواب النادي فتوقفت نشاطاته . وفي عام 1996 بادرت مجموعة من الرياضيين في القوش لأعادة النادي ثانية الى سابق عهده وكانت تلك المجموعة تتكون من السادة : (الاستاذ نوئيل عوديش ، السيد جمال لاسو ، السيد فؤاد داود ، السيد عامر يوسف ، السيد زياد خوشو ، وأنا ) ، ورفع طلبنا الى اللجنة الاولمبية العراقية ، لكن المحاولة باءت بالفشل ، حيث جاء الرد انه  لا يجوز اعادة النادي ثانية بل يجب القيام بعملية تأسيس نادي جديد  ، وفي عام 2000 بادرت مجموعة اخرى من الرياضيين بمحاولة ثانية لذات الغرض فأثمرت جهودهم في عام 2001 حينما جاءت الموافقة على تأسيس نادي جديد ولكن تحت اسم ( نادي الشهيد فراس ) وتم تشكيل النادي بهيئته التأسيسية والتي كانت كما يلي : 1// السيد جمال لاسو . 2// السيد عامر جهوري . 3// السيد ظافر كيزو . 4// السيد ابلحد سورو . 5// السيد ثائر قاشا . 6// السيد صائب كامل . 7// السيد حميد جلبي . 8// السيد ماجد حنا . 9// السيد وديع ملاخا .   10 //  وأنا ، اضافة الى الرئيس الفخري السيد خيري حنا شالان . حيث اعتمد النادي في البداية على التمويل الذاتي ، و أقمنا بالمناسبة حفلا كبيرا على شرف النادي الجديد حضره مجموعة من الضيوف والعديد من الرياضيين في القوش وخارج القوش وتبرع الاخوة الميسورين بمبالغ تمكنا من تسيير امورنا في اقامة بطولات رياضية . 

  س// ما هي اهم منشآت النادي بعد الأنتقال الى المبنى الجديد ...؟                                                         
 ج// لقد حصلنا على قطعة ارض لتشييد الناي بجهود الخيرين من ابناء القوش وتم دعمنا ماديا من قبل الاستاذ سركيس اغا جان في تغطية مصاريفها .. اما تشييدها فقد كان للأستاذ فائز عبد جهوري مدير ناحية القوش جهود حثيثة في تقديم مشروع التشييد الى محافظة نينوى وتمت الموافقة على منح مبلغ  للشروع في البناء ، ولا ننسى جهود الاستاذ الراحل باسل توما قاشا رئيس الهيئة الادارية للنادي سابقا في متابعة المشروع ، اما بالنسبة الى ملعب النادي الكبير فقد شُيّد عام 2010 وبجهود الاستاذ فائز عبد جهوري والمجلس البلدي وكذلك كان للاستاذ سركيس اغا جان والمجلس الشعبي الكلداني  السرياني الآشوري دورا في عملية انجازه ، حيث كنت خلال هذه الفترة مشرفا على عملية التشييد ومتابعته بشكل يومي كما كان للهيئة الادارية والمدربين دور كبير في المتابعة . وجاءت المرحلة الاخرى في اقامة مدرجات الملعب ومرشات لسقي الثيل حينما قدمنا طلبا الى الاستاذ باسم ياقو بلو قائمقام قضاء تلكيف وبدوره رفع طلبنا  الى احدى المنظمات فتكفلت بالمصاريف ، وفي الوقت الحالي نقيم في النادي ملعبا متعدد الاغراض وبدعم وزارة الشباب والرياضة .                                                                     
 س// ماهي اهم الالعاب الرياضية التي تمارس في النادي ...؟                                                       
 ج// 1// كرة القدم ( متقدمي شباب وناشئة واشبال ) 2// خماسي كرة القدم / نسوي وكرة الشاطئية / نسوي 3 // كرة الطائرة ( متقدمين ، شباب ، ونسوي ) 4// كرة السلة ( متقدمين وشباب ) 5// كرة الطاولة ( رجال ونساء ) . 6 // لعبة البليارد . 7// ساحة وميدان .            8 // الشطرنج . 9// بناء الاجسام . 10// لعبة سوفت بول وبيست بول .                                                                           
س// ماهي الاسباب التي تم تغيير اسم ناديكم الى ملتقى القوش الرياضي ....؟                                               
 ج// نعم قبل عدة اشهر  تم استبدال اسم نادي القوش الرياضي الى ملتقى القوش الرياضي والسبب الرئيسي من وراء ذلك يعود الى عدم امتلاكنا بناية مستقلة خاصة بنا ولذات السبب صدر قرار بحل العديد من الاندية الرياضية ، وكنا نحن ايضا مشمولين بذلك لكن الرصيد الرياضي الذي كنا نمتلكه  في مجال مختلف النشاطات والانجازات الرياضية وعلى صعيد العراق أعطى لنادينا الزخم والقوة للبقاء ، ولكن تحت اسم ملتقى القوش الرياضي ، وبعد انتقالنا الى المبنى الجديد سوف تقوم لجنة من وزارة الشباب والرياضة  بزيارة تفقدية لتقييم النادي ومنشآته وبالتاكيد اذا كانت نتائج الزيارة ايجابية سيعود اسم النادي كسابق عهده       ( نادي القوش الرياضي )

  س// هل تستطيع ان تشخص الفترة الاكثر نتاجا وعطاءا وتألقا  في مسيرة النادي  ..؟                                   
ج// ان الفترة الذهبية التي انجزنا فيها نتائج ايجابية وعطاءات كثيرة للنادي تكمن بين عام 2007 وحتى 2012  .. علما ان النادي ومنذ عام 2003 ولحد الان  يحيي الذكرى السنوية للفقيد الراحل توما توماس في بطولة بكرة القدم رجال ورواد وشباب وناشئة ونساء تقام على ملاعب القوش . في عام 2007 حصلنا على المركز الاول في بطولة سركيس اغا جان بكرة القدم / متقدمين وبنفس العام حصلنا على بطولة سركيس اغا جان / شباب كنت حينها مدربا للمنتخبين و ايضا حصلنا على المركز الاول بكرة الطائرة في بطولة المثلث الرحمة  المطران ابلحد صنا لأندية سهل نينوى . وكذلك في بطولة كرة الطاولة ( رجال ونساء ) حصلنا على المركز الاول . وفي عام 2008 حصلنا على لقب بطولة الربيع التي شاركت فيها ستة أندية في سهل نينوى بخماسي كرة القدم / نسوي ، كما حصلنا على المركز الاول في اربع بطولات نظمها الأتحاد الفرعي بكرة القدم لمحافظة نينوى : ( بطولة المثابرة وبطولة يوم العراق ودوري محافظة نينوى ودوري ثاني للمحافظة  ) .. وكذلك تم اختيار منتخبنا ليمثل محافظة نينوى في مهرجان المرأة الثالث وبمشاركة 14 محافظة ، حصلنا على المركز الثاني وتم اختيار اللاعبة رؤى ايوب كافضل لاعبة في العراق ، كما تم اختيار فريقنا ليمثل محافظة نينوى لبطولة تربيات العراق التي جرت في النجف وحصلنا على المركز الاول كما حصلنا على المركز الاول/ على مستوى محافظة نينوى والعراق في بطولة البليارد .   وفي مجال كرة الطاولة / نسوي أنجزنا بطولة المرأة الثالث في كركوك / المركز الأول ، كما شارك الفريق  في بطولة محافظة دهوك واحرز المركز الاول على المحافظة وايضا المركز الاول لاندية محافظة نينوىو شاركت لارا جمال ببطولة العالم في كرة الطاولة التي اقيمت في اربيل وحصلت على المركز الثالث / فرقي . وفي بطولة كرة القدم النسوي عام 2009 احرز النادي  المركز الثاني على العراق وفي عام 2011 شاركنا في مهرجان المراة الخامس المقام في بغداد حققنا المركز الاول وبمشاركة 14 فريقا نسويا .
 
وحصلت اللاعبة سيبيل شكر كأفضل لاعبة في المهرجان وانا كأفضل مدرب . وفي عام 2012 احرز المنتخب في مجال كرة القدم الشاطئية النسوي المركز الثالث وبمشاركة 8 فرق ومن انحاء العراق .. وبالنسبة الى خماسي كرة القدم / رجال حصلنا على المركز الثالث لمحافظة نينوى في بطولة المحافظة .. ولنا ايضا فريق يمثلنا في الساحة والميدان على مستوى العراق وقد اشرفت أنا على تدريب الفريق بخماسي كرة القدم  في كافة البطولات التي خاضها ، والمدرب سرمد سعيد أشرف على تدريب  فريق كرة الطاولة . وعلى المستوى الاقليمي  ذهبت الى تركيا مع فريق منتخب نينوى/ نسوي  لغرض اقامة معسكر تدريبي في انطاكيا فخولني اتحاد كرة القدم في نينوى للاشراف على  المنتخب النسوي في المباراة الودية  التي خاضها مع منتخب انطاكيا النسوي وفزنا بأربعة اهداف مقابل لا شيء لأنطاكيا .                                                                                                       
س// حسب معرفتي هناك لجنة فنية وثقافية للاندية الرياضية تشرف على النشاطات الفنية والثقافية للنادي .. لماذا تفتقرون الى هذه اللجان ...؟                                           
ج// فعلا ما تقوله صحيح حيث كانت لنا لجنة فنية تشرف على نشاطات النادي الفنية ولكن انشغالنا وعدم استقرارنا قبل وبعد استلامنا البناية الجديدة للنادي أهملت هذه اللجنة  ، وسيتم تشكيل مثل هذه اللجان حينما ينعقد اول اجتماع للهيئة العامة للنادي .                               

س// لقد كنت لعدة سنوات مدربا لمنتخب النادي بكرة القدم / رجال مالذي جعلك تتفرغ للاشراف على تدريب المنتخب النسوي فقط ....؟                                                                     
 ج// الحقيقة ان عملية تدريب أكثر من فريق بات عبئا ثقيلا عليَ ، خصوصا على عاتقي التزامات  كثيرة ، وباعتقادي ان التفرغ لمسؤولية واحدة تحقق نتائج ايجابية اكثر وقد تجسد ذلك عندما اخترت مسؤولية تدريب الفريق النسوي وحقق هذا الفريق النتائج المرجوة .

 س// هل من مقترحات وأفكار لتطوير الحركة الرياضية في القوش ...؟                                 
 ج// لقد تأسس النادي بهيئتيه الادارية والعامة وبمدربيه من اجل خدمة بلدتنا العزيزة القوش وعليه نطلب من الجميع ان يؤازروا النادي ويدعمونه ويقفوا الى جانبه بكافة نشاطاته التي تنصب في بوتقة اغناء ارشيف القوش الرياضي . وهناك ظاهرة سلبية تؤثر على مسيرة النادي الى حد ما وهي ان بعض الاخوة في الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني يشكلون فرقا رياضية ويعتمدون على اكمال فرقهم وتقويتها من خلال الرياضيين الذين اعددناهم ليمثلوا منتخب النادي والذي هو بنفس الوقت يحمل اسم القوش فهذه العملية تؤدي الى اضعاف المنتخب واننا على اتم الأستعداد للتعاون معا في اقامة دورات رياضية وتنظيم بطولات في مناسباتهم ونطلب من الاخوة ان لا يلجئوا الى لاعبينا من اجل تشكيل فرقهم الرياضية واضعاف منتخب النادي الذي يحمل اسم القوش .
   

 س//  هل لديكم عوائق ومشاكل تقف حجر عثرة في طريق مسيرتكم الرياضية ...؟                               
 ج// نعم ...! لقد نوهت عليها آنفا واضافة الى ذلك ان مشكلتنا الاساسية هي المادية ، اما المشاكل الاخرى فقد حسمت تقريبا ببناء الملعب والنادي . وكنت اعاني كمدرب من مشكلة الهجرة التي سرقت منا افضل لاعبينا ولاعباتنا .                                                                                 
 س// ماهي مشاريعكم الرياضية التي قررتم تنفيذها مستقبلا .....؟                                             
 ج// ان عملية اقامة مشروع ،  رياضيا كان او ثقافيا او ما يشبه ذلك يحتاج الى جهود استثنائية لكي يتمكن القائمين عليه من ترجمة الواقع النظري الى عملي ، وللاجابة على سؤالك لدينا خطط وانجازات رياضية نطمح الى تحقيقها في المستقبل القريب منها :                                           
** في حزيران القادم ستكون لنا مشاركة في بطولة كرة القدم الشاطئية / نسوي على مستوى العراق في اربيل ومن المحتمل رجال ايضا .                                                         
 ** ستشارك  خمس لاعبات من منتخبنا ضمن تشكيلة منتخب العراق للسيدات في النرويج في  تموز القادم .                                                                                                 
 ** سيشارك منتخبنا بخماسي كرة القدم للسيدات بأسم مديرية رياضة وشباب نينوى ببطولة المراكز التخصصية في عموم العراق .                                                                                                       
** سيشارك منتخبنا للساحة والميدان في بطولة العراق للساحة والميدان في المستقبل القريب 
 
س// كلمة اللقاء ألأخيرة للكابتن ثائر يوبيل .                                                                     
 ج// في البداية أقدم جزيل شكري الى زيارتكم واختياركم لي في هذا اللقاء وذلك ينم عن متابعاتكم وحرصكم الكبير لتطوير الحركة الرياضية في بلدتنا العزيزة القوش اشكركم على هذه الفرصة التي سنحت لي لكي اتحدث عبر هذا اللقاء عن نادينا العزيز واهم انجازاته ومعوقاته الى تسبب لنا تلكؤا في تحقيق اهدافنا الرياضية .. بودي ان انوه الى الاخوة الرياضيين الرواد الذين واعدونا بأن فريقنا النسوي سوف يمثل العراق بالاستحقاقات القادمة نتمنى ان تكون هذه الوعود قيد التطبيق الفعلي وسنكون أهلا لهذه الثقة . وفي الاخير نأمل ان يحقق نادينا طموحات جمهوره الكريم في البطولات التي ستقام مستقبلا في القوش وخارجها وعلى الصعيد المحلي والوطني والأقليمي وسيبقى  لاعبونا كواكبا تضيء طريق الرياضة ويقدموا بكل نكران الذات  ما يغني رصيدنا الرياضي خدمة لبلدنا العزيز عموما وألقوش الغالية خصوصا مع تحياتي وتحيات زملائي رئيس واعضاء الهيئة الادارية للنادي وجميع الرياضيين .       
 








105
وداعا ايها الطائر الراحل الى الأعالي


                                                                                                                              باسل شامايا
علمتنا تجارب الحياة ان نفرح ونتألم ولكل منهما مبرراته  فحينما نفرح يكون هناك دافعا ومبرراً يدخل الى دواخلنا الفرحة والسرور وحينما يكتنفنا الحزن تكون الفاجعة قد حلت  ولكن ما يصبرنا بالمصيبة انها ترزق معها الصبر ولا سبيل للعزاء والسلوى الا به لذلك نرضخ للأمر الواقع شئنا أم أبينا . وعلى الرغم من تحول الموت الى خبر يومي وسط اهوال الحروب والاقتتال والكوارث والانفجاريات الا انه لم يكن عاديا حينما جاء بغتةً وخطف برعم صغير توه يتفتح ويبتسم للحياة .. هكذا وفي لحظة مريبة يغادرنا الملاك الصغير فرانزالمتجلل بالقداسة والمؤطر بالنقاء والصفاء  ، تختطفه المنية لتوقف قلبه الصغير عن الخفقان فتحمله أيادي المحبة الى حيث العلياء .. انني افتقر الى المفردات الكافية لكي أجسد بها تلك اللحظات القاسية المكتظة بالصراخ الدفين والصراع مع الموت الذي كان انساب بين قساوة تلك المياه ولا من مسعف ينتشله  من قدره المحتوم .. فلو كان والديك المفجوعين يعلمان بأن الموت  سيتسلل الى حيث كنت تداعب براءتك ذهابا وايابا لبقيا طول العمر الى جوارك .. أيا زهرة تضفي السرور والامل الى دواخل والديك لقد باتت حياتهما قتاما في قتام لأنك غادرتهما وهما يتهيئان للاحتفاء بعيد ميلادك الثالث ، وبرحيلك تمكن القدر اللعين ان يعزف لهما على اوتار الايام الأسى والحزن . اكتب والحزن يؤطر مشاعرنا للمصاب الأليم الذي حلّ بكم برحيل ملاككم الصغير القسري الذي غادركم في غير أوانه وما حيلتنا ايها الأحبة أمام هذه القدر الا ان نبارك الراحل العزيز لهذا الموقع المبكر الى جوار القديسين والأطهار .. ايها الراحل الذي لم يكن على موعد مع الرحيل لقد بكتك كلماتنا ومراثينا ولم نقوى على شيء اكثر من ان نقول وداعا ايها الملاك الصغير وطوبى لمن اخترته يا رب صغيرا وقبلته ان يكمل الحياة الى جوارك . وختاما مواساتنا وتعازينا القلبية الصادقة الى الوالدين العزيزن والى الاخ ثائر واشقاءه والسيدة الفاضلة ام ثائر وكل المشاركين  في هذا المصاب الجلل .

106
وداعا وداعا يا لورانس
                                                                                                                      باسل شامايا

الشباب هم مصدر انطلاقة المجتمعات الانسانية  وبسواعدهم وافكارهم النيرة تُبنى الحضارات وتصنع الامال فتفخر بهم الاوطان ، انهم ثروة وطنية وركيزة البناء والاستقرار وأحد أهم الموارد البشرية التي تحقق نجاحات في مختلف المجالات ، يمتلكون طاقات هائلة يوظفونها من اجل بناء المجتمعات بكافة مرافقها ، ومن اجل سعادة الشعوب وتحررها من براثن الطامعين والجناة ، فحينما تفتقر عملية البناء الى شريحة الشباب  تكون انطلاقتها  بطيئة والبناء هش ، لذا علينا ان ندعم هذه الشريحة المهمة ونعتمدها في اغلب مجالات الحياة لكي يكونوا على يقين بانهم العمود الفقري في بناء المستقبل .. وبالمقابل عليهم ان يعوا انهم أمله وبُناته ، فيتحملوا المسؤولية بكل تجرد ، ويكونوا امتدادا لمن سبقوهم في العطاء ، ويضعوا المصلحة العامة نصب اعينهم وفي مستهل انجازاتهم ، سواء كانت مساهماتهم في مجالات اجتماعية او ثقافية او في الكثير من المجالات الحياتية  .. وددت ان اتحدث بعض الشيء في ديباجتي عن اهمية الشباب ودورهم الفاعل في بناء المستقبل السعيد ، فأردتها مدخلاً للولوج الى حدث أدمى قلوبنا ، فاجعة حلت بهذه البلدة التي خضبت وجنتيها دموع فراق شاب غادرنا قبل أوانه ، راح الزمن يكتب في عصر يوم الاثنين الموافق 5/5/2013 اول سطول المأساة لعائلة فقدت بكرها فألقى ثقل رحيله على صدر هذه العائلة المنكوبة .. شاب في عنفوان شبابه طيب القلب والمعشر ، عالي الخلق ، شفاف ، رقيق حد النسمة ، تطفو على محياه ابتسامة خجلة ، كان يمضي بثقة عالية الى مرافىء محبة الناس ، الجميع يكنّون له كل الاحترام والمحبة . فاجأنا برحيله المبكر فأوجع قلوبنا وترك في اعماقنا الماً وحسرة ، وما كان لرحيله الا  خسارة كبيرة لمجتمعه ولأهله ولهذه الشريحة ، واقرانه الذين افتقدوه ، اوجاع فجرها رحيلك يا لورانس في تفاصيل حياة اهلك وذويك فاشرأبت ايامهم حزنا بفراقك الابدي ، قد تقف الكلمات مخنوقة وقد ينجمد القلم عاجزا عن التعبير على ما آل اليه وضع عائلتك التي بكتك مرارة والماً ، ومنذ انطفاء شمعتك التي لم تشتعل الا سنين قلائل . ما اقسى تلك اللحظات الرهيبة التي تشبه البرق حينما جاءت انامل الموت بغتةً  لتخطف من القوش ومن بيت المرحوم هرمز قاشا وهج جميل بهي الطلعة ، بشوش ما زال في بداية طريقه الى حياة الدنيا ، رحل قبل ان يعانقها ، آه أيها القدر اللعين كم كنت قاسيا حينما رحت تنسج خيوط الالم لهذه العائلة التي سرقت منها شابها الوسيم .     رحلت ايها الدءوب المثابر رحيلا ابديا قبل ان ياذن لك الرحيل ، وبرحيلك غمرت وجوه اهلك وذويك وكل الاقرباء والاصدقاء والمحبين بمشاعر الحزن والأسى ، لتعلم ايها الراحل العزيز ان السعادة التي كانت تنتظرها والدتك المفجوعة ووالدك الذي كانت البسمة لم تفارق وجهه رحلت معك ، ولم يعد لهما شيء غير ذكراك الأليمة .  ايا لورانس الجميل لقد توقف كل شيء جميل في حياة والديك وشقيقاتك ، ولم يعد هناك لورانس الذي كان املا يرتوي منه بيته ومحبيه . لقد اطفأ الموت جذوة الحياة المضطرمة فيك فاعلم ان محبيك كانوا يحومون حول مثواك لعلهم يسمعون همسك  ، والدك  وأصدقاءك واعمامك وامك وشقيقاتك اللاتي ذرفن دموع الحسرة والالم على غيابك ، واطلقن لها العنان لتذرف الدمع مدرارا ، فابكي ايتها العين الدامية واذرفي دما ودمعا لان من كان يكحلك قد مضى الى دون عودة . وداعا ايها الشاب الزاخر حيوية ونشاط ، وداعا يا لورانس يا صاحب ابتسامة رقيقة  وخجل قروي أصيل ، وداعا يا زهرة طالما فاحت عطرا شذيا ، وداعا وانت تغادر اهلك وشقيقاتك اللاتي كنت لهن اخا وصديقا ومؤنساً ، وداعا وسلاما وانت تغادر والدك الى فردوس الجنان تاركا له اثقالا سيتحملها لوحده ، وداعا ايها المغادر الى تلك الدروب المظلمة التي أخذ اليها القدر صورتك البهية التي كانت امك الثكلى ووالدك المفجوع يعيشان تلك اللحظات التي ستتحقق فيها  سعادتهما المنتظرة .. وداعا وداعا وداعا ..                                              
وفي الختام وانا اعيش آلام فراقك المفجع لا يسعني الا  ان اشاطر والدك ووالدتك وشقيقاتك واعمامك واخوالك وجميع اهلك وذويك بمصابهم الأليم متمنيا لهم ان يستمدوا من ذكراك صبرا وسلوانا على فراقك الابدي .. فلنا العزاء ولك الذكر الطيب وستبقى ايها الراحل العزيز على مدى السنين في ذاكرة الناس والاصدقاء والمحبين .

 

107
رثائي الى من غادرنا لكنه لم يغادر
 الراحل حميد متي وزي




باسل شامايا
حينما نفقد حاجة عزيزة علينا ينتابنا شعورا بالاحباط لاننا نحاول مرارا وتكرارا للبحث عنها ولكن دون جدوى ، وعندما نفقد شخصا ما نشعر بالأسى لأننا فقدنا انسانا ، والانسان هو أثمن رأسمال في الوجود ، اما حينما نفارق فراقا أبديا ، انسانا عزيز على قلوبنا يتوغل الالم الى اعماقنا ويلبسنا الحزن لأننا فقدنا قيمة حياتية عالية ، حينها نشعر بأننا فقدنا جزءاً منا . هكذا وقبل ايام خلت وقعت من شجرة القوش السامقة ثمرة غنية بمذاقها منحت لنا الكثير من العطاء .. لقد غادرنا الى عالم الذكرى علم من اعلامنا المعطاء ، خالنا  العزيز (حميد متي وزي) صباح يوم الاثنين الموافق 15 /4/2013 ، الذي كان يعمل بصمت دون ضجيج ، آثر كثيرا في حياة كل من عرفه واطّلع على منجزاته ، رحل عنا رمزاً وموسوعة علمية / هندسية تمكن ان يشق طريقه بكل عصامية وصلابة رغم اوصاب الزمان ، أطفأ الموت جذوة الحياة فيه وأوقف قلبه النابض حبا عن الخفقان . رحل ذلك الإنسان الوديع الذي حمل مهمته الوظيفية وبكل تجرد في حدقات عيونه وطيات قلبه وعمل بكل همة ونكران الذات دون كلل او ملل . كان طيب القلب دمث الأخلاق وعزيز النفس وغزير بالثقافة العلمية ، بسيط ومتواضع هادئ الطبع قليل الكلام وكثير الفعل والانجاز عاش بكرامة ونفس أبية ، لم يتلون او يتقلب مثلما فعل الكثير من المرائين الذين يضعون مصالحهم الخاصة فوق كل اعتبار وفي كل الأزمنة ، كانت تجتاحه امنية كبيرة وهي ان يعم السلام والأمان والمحبة أرجاء العراق النازف . قبل ان الج الى حياة فقيدنا الغالي العملية تلك التي كرس منها اكثر من ثلاثين سنة في خدمة الوطن دون تقاعس والتي أداها بكل إخلاص وأمانة ، أود أن أنطلق في الحديث عن هذه الشخصية العلمية التي ما فتأ حضوره يطرق الكثير من المحافل العلمية . فأبتدأ باشراقة فجر ميلاده المبارك الذي هلّ عام 1938 اي قبل 75 سنة في بلدته القوش ، ينحدر من عائلة وزي المعروفة بممارسة مهنة الحدادة حيث أكمل دراسته الابتدائية فيها ودراسته الإعدادية في الموصل وبجدارة تخرج من معهد الهندسة العالي ، في بد\اية الستينات من القرن المنصرم ، ولم يوقفه طموحه عن تكملة الدراسه فحصل على شهادة البكلوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة بغداد ، ثم دخل معترك الحياة العملية مهندسا ناجحا ، كفوءا ، ارتقى عدة مناصب وظيفية وكان أهلا لها وجديرا بها ، حتى أصبح رئيس مهندسين أقدم بدرجة خبير لكفاءته ومهارته في مجال اختصاصه  ( الطاقة الكهربائية ) ، كان صاحب مشروع علمي / وطني ذا عزيمة صلدة لا تلين . وقد شغل العديد من المسؤوليات في مجال عمله منها مديرا لتوزيع كهرباء بغداد ، ترشح في العديد من المرات ليكون ضمن الوفد العراقي الى الكثير من دول العالم ويمثل بلده في مجال تشغيل الطاقة الكهربائية ، حتى عندما تمرض كان الوفد لا يكتمل الا بوجوده لأنه كان يترأسه ، ولأهمية وجوده ضمن الوفد ادخل في ذات مرة بعد انتهاء مهمة الوفد الرسمية  في فرنسا الى احدى مستشفياتها واجريت له هناك فحوصات طبية ، للأطمئنان على صحته .      ومن الدول التي أوفد اليها  ( فرنسا ، انكلترا،المانيا،السويد ، ايطاليا وعدد من الدول العربية ) ، وتم تكريمه أكثر من مرة من قبل الوزارة أو وزير الكهرباء ، وقد اشرف على المشروع الوطني للكهرباء وحصل على كتاب شكر من الوزير بنجاحه  . ولقدراته العلمية وأهمية وجوده كمشرف في مجال الطاقة الكهربائية كانوا يستشيرونه حتى بعد إحالته الى التقاعد ، ولذات السبب أعيد  ثانية الى وظيفته بعقد عمل ليأخذ مكانته الطبيعية الملقاة على عاتقه  والتي كانت الوزارة تزخر بافكاره ومقترحاته وآرائه . اما الجانب الاجتماعي من حياته فقد اهمله تماما لكونه ملتصقا ومنصهرا بحياته العملية ولم يفكر قط باختيار من تقاسمه الحياة  ، لأن العمل كان قد ملأ كل حياته ، لذلك كان يقدسه ويعتبره رفيقا لدربه .  فشكلت خسارة رحيله عنا خسارتان ، الأولى اننا فقدنا مواطنا عراقيا أصيلا كنا نرى فيه ركنا وطنيا غيورا ، والخسارة الثانية إننا فقدنا خالا عزيزا  تكمن فيه كل الخصال  الانسانية الصادقة . من سوء الحظ تمرض وساءت حالته الصحية يوما بعد آخر لكنه كان في أشد حالات مرضه يمتلك خزينا ثرا في ذاكرته حول عمله الذي كان يؤديه ، وحينما كانت دائرته تحتاجه لم يتردد في اصطحابهم اليها ليقوم بوظيفته وكأنه ما زال موظفا ، تقع على عاتقه  مسؤولية وظيفية يجب ان يؤديها على احسن ما يرام . وكان لا يكتفي بالعمل في الدائرة بل كان يأخذ القضايا المهمة التي لم ينجزها في الدائرة الى المنزل ليكملها هناك . وفي عام 2004 دفع ضريبة الوطن حينما فوجع بالعمل الارهابي الذي تعرض له شقيقه الاصغر الشهيد فخري ، الذي كان قد توجه صباحا الى وظيفته تاركا ولده وابنته الصغيران ينتظران قدومه بفارغ الصبر ، لكن الجناة زرعوا الموت في طريقه عندما اقتحم زحمة الناس رجل مفخخ فجّر نفسه وسط جموع من العمال والموظفين دون ان يبالي بشيء ، حينها ساءت حالته الصحية اكثر واكثر وفقد على اثر تلك الصدمة  النطق . وراحت معاناته تزداد بشكل تصاعدي  ولا بارقة امل بتحسن وضعه ، اتعبته الايام والسنين وتدهور وضعه الصحي في خضم ظروف عصيبة لكنه لم يتلكأ في عطاءاته وخدماته الكثيرة ، واخيرا قرعت اجراس رحيله  و انطفأت شمعة حياته في صباح نيساني حزين ، وأوقف الموت تلك المشاعر والاحاسيس الانسانية التي كانت تعيش بين اوصاله منذ نعومة أظفاره ، فجاء خبر رحيله الابدي كالصاعقة علينا جميعا
وعصفت فينا فاجعة كبرى برحيله وأحاطت هالة من الدموع كل العيون التي عرفته ، وافتقدناه وافتقده زملاءه وأقرباءه ، وافتقدته شقيقته (سعيدة ) التي كانت تجد سعادتها معه والى جواره خاصة حينما  تقوم بخدمته في المأكل والمشرب والملبس وأي شيء آخر يحول وضعه الصحي دون انجازه ، فبكت بغيابه الأبدي بصمت وألم وحسرة ، بكت دون دموع ولكن في قلبها ودواخلها بركان من الحزن على ما سيتركه رحيله من الفراغ في حياتها ، وبكت عليه شقيقته صلحه وأشقاءه الذين حالت الغربة عن حضورهم مراسيم تشييعه ودفنه ، اما العزيزين فادي ومريم ثمرتا  الراحل الغالي فخري فأنهما ارتديا وشاح الهم والألم بفقدانه لأنهما كانا يجدان فيه الأب والعم والصديق والأنيس . وذرف دموع الفراق الأبدي أبناء وبنات عمه ، خصوصا أمي الغالية التي جعلتنا نحب الراحل العزيز ونحن صغارا قبل ان نلتقيه ، من خلال أحاديثها الشيقة عنه وكبر ذلك الحب بعد ان التقيناه كبارا . وهكذا عاد الى موطن ذكرياته في صباح 16 / 4 بصحبة شقيقتيه سعيدة وصلحة التي بكت عليه دما ، ليوارى الثرى في مسقط رأسه الى جوار آبائه وأجداده ، فعشنا لحظات طافحة بالحزن ونحن نودعك ايها الغالي ، يا من استأثرت بإعجاب أقرانك وزملاءك ومحبيك .   وا أسفي على أفول نجم من نجوم البلد المرهق والذي أفنى زهرة شبابه في خدمة الوطن ، نجم سطع من اجل ان يكون معطاءا في خدمته للإنسانية .  وداعا وسلاما اليك ايها الخال وأنت تغادرنا الى دار البقاء في فردوس الجنان  .. وداعا ايها الصادق كالبراءة والزاهي كغرسة زيتون .. وداعا يا من نواسي برحيلك قلوبنا فهي الوحيدة التي تستوعب حزننا عليك .. ارقد بسلام ايها العزيز فان ما تركته من طيبة القلب ونقاء الذات وصفاء الوجدان سيجعلك تعيش في ذاكرة الناس ومحبتهم . واخيرا اقول وبألم  رحل الموغل في الطيبة الى رحاب الخالدين تاركا لنا ذكراه التي ستعشش دوما في دواخلنا وسنظل نذكره على مر السنين بل سيبقى حيا وشاخصا في أذهاننا .. لك محبتنا ووفائنا وعليك حزننا ولنا ولأهلك وذويك العزاء والصبر دائما وأبدا .

108
رثاء الى راحل قبل الاوان
             
  باسل شامايا
كل يوم يمضي  محسوب بدقائقه وساعاته ومناسباته لكن الوطن المجروح ليست حياته الا نقيض لذلك فايامه تختلف تماما لانها لا تخضع للحدود لا يعلم المرء فيه متى تبدأ ومتى تنتهي ، يعيش  يومه ومن المحتمل ان يفقد حياته في اية لحظة على ايدي وحوش ضارية تستهدف الانسان دون ان ترتجف انامله في صناعة الموت حيث تحصد عجلة الموت المئات من النساء والرجال والاطفال ... من هنا أبدأ رثائي الى احد ابناء القوش الذي ارتأى الغربة باحثا عن الاستقرار بعيدا عن التناحر والاقتتال فرحل عن موطن ذكرياته ومدينته التي عاش فيها حلاوة الايام ومرارتها ، غادر وطنه وبلدته باحثا عن حياة افضل ، تعلم من الصعاب ان لا يسمح لليأس باجتياحه وتعلم ان يكون قنوعا بما كتب له وتعلم معنى الوفاء والصدق والاخلاص ..عانى ما عاناه حتى رست به سفينة الغربة على شواطىء الاستقرار فراح يبذل المستحيل لزرع السعادة في اوصال عائلته وطفليه اللذان باتا كل شيء جميل في حياته .. لكنّ الموت رحل معه الى غربته التي خطط فيها استقراره وراحت مخالبه تنقض عليه ليخطفه من بين احبته وناسه وجعله ذكرى لكنها لا تزول ..  كنت  اتمنى ان اعرف الراحل العزيز  لكي استرسل في الكتابة عنه اكثر لكنني كتبت معتمدا على اعزائي الذين كتبوا مراثيهم .. تلك الاقلام التي نسجت من حزنها  كلماتهم الرقيقة والتي ترجمت طيبة  ونقاء وجدان الراحل وصدق سريرته .. لك الذكر الطيب ايها الموغل في الطيبة والصفاء ولأهلك واحبتك الصبر والسلوى .


109
لقاء مع المهندس زهير زوره كولا
محاوره / باسل شامايا







اعتادت جريدتنا صوت القوش ان تجري في كل عدد  لقاء مع مسؤول حكومي أو كنسي وفي هذا العدد التقينا مع الاستاذ زهير كولا مدير المشاريع الهندسية في دائرة الوقف المسيحي/ القوش حيث استقبلنا بكل حفاوة وتقدير وبعد استضافته لنا بادرناه بالسؤال التقليدي الذي نستهل به لقاءاتنا  فاجاب مشكورا : أنا زهير زوره الياس كولا من مواليد القوش 1956 خريج كلية الهندسة / جامعة بغداد للعام الدراسي 1978 – 1979 ، متزوج ولي ولدين وبنت . شملت بالتعيين المركزي ، فتعينت في المؤسسة العامة للصناعات الفنية والتي سميت بعد ذلك بهيئة التصنيع العسكري وذلك عام 1983 ، وتدرجت  في درجات وظيفية ومناصب ادارية كان آخرها مدير الخدمات الفنية والصيانة ومدير مشروع قيد الانشاء لكنه لم يرَ النور بسبب الاحداث التي وقعت في العراق عام 1991 ، وفي الوقت الحاضر اشغل منصب مدير المشاريع الهندسية في دائرة الوقف المسيحي / القوش .                                                                                                             
س// نبذة تعريفية عن طبيعة العمل في دائرتكم بخصوص المهام المناطة بها وواجباتها وحدود  مسؤولياتها الجغرافية وهل هناك تنسيق بينكم وبين الكنيسة ...؟                                         
 ج// تتمثل مسؤولية ومهام دائرة الوقف المسيحي في القوش بشطرين اساسيين اولهما تجهيز متطلبات الكنائس والاديرة من اثاث واجهزة كهربائية والكترونية وغيرها من   المتطلبات الاخرى والشطر الثاني تقع ضمن مهام المشاريع الهندسية وتتمثل باستقبال  طلبات الكنائس والاديرة في صيانة الاجهزة والمعدات وصيانة المباني وتاهيلها وكذلك   طلبات انشاء مباني جديدة لصالحها ، حيث يتم اجراء اللازم من خلال دراسة الطلبات  ووضع التصاميم الاولية بالتعاون مع الجهة المستفيدة ثم وضع التصاميم الهندسية الكاملة والكشوفات التخمينية وتحديد مبالغ الكلف ورفعها الى الديوان لاستحصال    الموافقات اللازمة وفق السياقات الادارية المعتمدة لتنفيذ المشروع وتكون عملية         
         الاشراف من قبل مهندسي دائرتنا لحين انجاز المشروع .. وغالبا ما تشتمل الطلبات على  بناء كنائس جديدة وقاعات للمناسبات ودور للكهنة وبناء مدارس بمختلف مستوياتها  ودور للعجزة ، وجميع هذه الاعمال تتم بالتنسيق مع مسؤولي الكنائس والاديرة لكونهم     الجهة المستفيدة . اما عن مسؤوليتنا جغرافيا فنحن نستقبل الطلبات من جميع الكنائس   والاديرة المحصورة بين ناحية القوش شمالا وقضاء تلكيف جنوبا ومن قضاء الشيخان    شرقا حتى ناحية فايدة غربا .                                                                                              س//  كونكم رئيسا للهيئة الادارية لنادي القوش العائلي ، هل يتعارض ذلك مع التزامك الوظيفي كمدير للنشاطات الهندسية في الوقف المسيحي                                                   
 ج// اطلاقا ..لا يتعارض مع مسؤولياتي واداء واجباتي الوظيفية في الدائرة واعتبر عملي الطوعي والجماعي في النادي مصدر غذاء روحي وفكري  لي ، كونه منظمة مجتمع مدني بحيث يساهم في ان يكون عطائي  اكثر فاعلية في تنفيذ المهمات الملقاة  على عاتقي مقرونة بحب الحياة واحترام الواجب وخدمة المجتمع .                                                                                               
 س// كيف تقيم خط اداء دائرتكم وما هي الصعوبات التي تواجهكم خلال تنفيذ الاعمال التي  تقع  ضمن مسؤوليتكم ..؟
ج// نؤكد على عدم وجود اية صعوبات تذكر خلال تنفيذ الاعمال والعمل جاري بشكل انسيابي  اما التقييم فأن الخط البياني في تصاعد مطّرد ، حيث بلغت اعمال الصيانة والتاهيل والمشاريع المنفذة في عام 2012 ( 10 مشاريع ) . وبلغت عدد المشاريع قيد الانجاز (  8  مشاريع ) والمشاريع التي تم انجاز تصاميمها (18 مشروع) . وعدد المشاريع قيد الدراسة ( 20 ) مشروع بعد ان كانت المشاريع والنشاطات المنجزة قبل عام 2012 لا تتعدى

انجاز مشروع واحد فقط . ويعود السبب في ارتفاع نسب الانجاز عام 2012 الى توفير الكادر الهندسي المتخصص والكوادر الاخرى المساعدة اضافة الى اعتماد صيغ واساليب وقنوات ادارية جديدة من قبل دوائر الديوان التي ساهمت بشكل فاعل في تنشيط قدرات اداء الدوائر ذات العلاقة من خلال التوجيه المباشر من قبل السيد رئيس الديوان المحترم ، الذي كان الاداة الفاعلة في تهيئة مستلزمات ومتطلبات رفع كفاءة الاداء في دائرتنا والدوائر الاخرى بالشكل العلمي الصحيح .
                                                                                                                   
س// من خلال الانجازات المتحققة خلال عام 2012 ما هي متطلبات الحفاظ على كفاءة الاداء وتطويرها مستقبلا ..؟
 ج // اعتقد ان غالبية اسباب النجاح في اعمال التصاميم والاشراف على التنفيذ بشكل كفوء متوفرة حاليا ، يبقى ان هنالك حاجة ماسة وكبيرة لتوفير مهندسين باختصاص مدني   ومعماري  وباعداد جيدة ليكون العمل اكثر دقة وكفاءة من حيث الكم والنوع .
س// بخصوص نادي القوش العائلي هل فكرتم في انشاء بناية خاصة مستقلة للنادي ....؟               
ج// ان بناية النادي الحالية غير مؤهلة لان تصاميمها لا تتوافق مع متطلبات نادي عائلي لذلك فان نشاطات النادي الاجتماعية محصورة في اقامة الامسيات تحديدا في فصل الصيف فقط لصغر القاعة الشتوية ، اما النشاطات العائلية الاخرى فانها معدومة لذلك اننا بحاجة

ماسة لانشاء بناية وبمواصفات هندسية جيدة وحسب المتطلبات واعتقد كان هذا المطلب امنية لكل الهيئات الادارية المتعاقبة في النادي .. ولكن عدم وجود امكانية مالية لتحقيق ذلك وعدم وجود جهة تساهم في توفير المتطلبات المالية لتنفيذ مثل هذا المشروع ، فان التفكير به يكون بمثابة حلم من احلام اليقظة ليس الا ، خاصة وان النادي ومنذ نشأته ولحد الآن  لم يتلقى اية مساعدة مالية تذكر من اية جهة رسمية او شبه رسمية او شخصية اجتماعية او انسانية . لذلك يعتمد على وارداته البسيطة جدا لتغطية نشاطاته الكثيرة ، ولو كان للنادي دعم لكان الحديث عن انجازاته له طعم آخر .   
               
س// ما هي اهم النشاطات التي انجزتموها خلال استلامكم المهام الادارية لنادي القوش العائلي ..؟ ج// خلال الفترة المنصرمة تم تحقيق عدد من النشاطات الفنية والثقافية والرياضية في النادي من خلال اللجان العاملة ، فعلى الصعيد الثقافي تمكنت اللجنة الثقافية من اقامة امسيتين شعريتين واكثر من محاضرة ثقافية ومهرجان ثقافي فني على حدائق النادي اضافة الى اصدار ثلاثة اعداد من جريدة صوت القوش الفصلية . اما على الصعيد الفني فقد احيت اللجنة الفنية حفلات عائلية لأعضاء النادي وضيوفهم كما اقامت مهرجان الاغنية السريانية التي شارك فيها 13 طفل وطفلة ومن مختلف الفئات العمرية انطلاقا من ايماننا بدور الطفل واحتضان طاقاته الفنية كما اقمنا مهرجان ثقافي فني للاطفال واعتبرناه تقليدا سنويا نقيمه كل عام .. وكذلك ساهم نادينا وبالتعاون مع فرقة مسرح شيرا ومركز كلكامش للثقافة والفنون في اقامة مهرجان التراث السرياني الذي شارك فيه اكثر من 25 طفل وطفلة اضافة الى عشرة ممثلين كبار وعرضت فقرات المهرجان في بغداد وعينكاوا والقوش . وعلى الصعيد الرياضي تم تشكيل فريق بكرة القدم للمشاركة بأسم النادي في البطولات التي تقام في القوش . وهكذا بالنسبة الى باقي اللجان كاللجنة الاجتماعية التي تقوم بالزيارات الى منظمات المجتمع المدني ومقرات الاحزاب السياسية وزيارة المرضى وتفقد احوالهم ولجنة المتابعة والصيانة اللتان تقومان باداء دورهما اليومي دون تلكؤ . ومن النشاطات الاخرى التي تحققت : تزويد النادي بمكيفات هواء واضافة ملحق جديد الى مكتبة النادي وتشكيل لجنة مشرفة لتحديث النظام الداخلي وتشكيل لجنة تشرف على عملية التبرع بالدم . ونأمل أن يكون هذا الموسم حافلا بالنشاطات الثقافية والفنية المتنوعة .


س// هل للنادي علاقات تنسيقية مع منظمات المجتمع المدني في القوش ...؟                                 
ج// منذ بدء عملنا كهيئة ادارية جديدة قررنا ان يكون لنا اتصالات مباشرة وفاعلة مع جميع منظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية بالحدود التي تمليها علينا مسؤوليتنا وان نكون على مسافة واحدة من جميع الاطراف كوننا جهة مستقلة قولا وفعلا وان شعارنا الاول والاخير هو خدمة المجتمع والمساهمة في تطوير كل فقرة من فقرات الحياة الاجتماعية لاهالي البلدة وهذا ما نتمناه دوما ان يكون نادينا منبرا لكل من اراد المساهمة .                                 
س// ماذا يقول الاستاذ عن جريدة صوت القوش في كلمته الاخيرة ...؟                                             
ج// تمكنت اسرة صوت القوش ان تخطو خطوات حثيثة ومدروسة وناجحة باتجاه تطوير الجريدة من خلال تنويع المواضيع واستقطاب اقلام جديدة وباختصاصات متنوعة وتخصيص صفحة خاصة للمرأة . نتمنى ان تستمر هذه الروحية العالية في الاداء وسنكون سبّاقين في توفير متطلبات نجاحها ، مع تمنياتي لجميع المساهمين في اعدادها وتنفيذها واخراجها حيز الوجود بالنجاح والموفقية خدمة لبلدتنا العزيزة القوش .
 

110
تسع وسبعون وردة تفوح عطرا في القوش


                                                                                                                                باسل شامايا
اطلت علينا الذكرى التاسعة والسبعين لميلاد حزب الكادحين والاحرار رائد الحركة الوطنية الحزب الشيوعي العراقي الذي ناضل بكل صلابة واقدام من اجل سعادة ورفاهية الشعب وانعتاق الوطن من عبودية المتآمرين الجناة ولم يتقاعس يوما منذ اشراقة شمس ميلاده المبارك عن الصراع ضد كل من حمل معوله لهدم  بنيان  ما بناه المخلصين والاخيار ، وفي كافة مجالات الحياة ، فسار بخطى واثقة معطاءا بتضحياته الجسام ومدونا صفحات ناصعة من سفر النضال المرير من اجل التحرر والرقي ، وبعزيمة لا تكل في الكفاح من اجل وطن مزروع بالفرح والسلام ومطرزا بالقيم النبيلة التي تغنيه بالتفاؤل والحيوية ومحبة الاخر .   ان تاسيس هذا الحزب يعني لمحبيه تأريخا مشرقاً لأنه سعى ويسعى دوما للأرتقاء بشعبه المرهق الى مصافي الشعوب المتقدمة ، فتجد مشاعرهم مزيج من الفرح والتفاخر والاعتزاز به لأنه وبالرغم من ملاحقات ازلام السلطات الدكتاتورية المتعاقبة له واتحاد قوى الشر للوقوف ضده الا انه تواصل  وما زال متواصلا وبكل شرف ودون هوادة من اجل تحقيق شعاره المنشود في وطن حر وشعب سعيد . في ربيع كل عام وفي نهاية اذاره تحديدا يستذكر الشيوعيون مناسبة  31 اذار ليقيموا كرنفال الفرح بميلاد حزبهم الذي اراد مناضلوه ان يكون ربيعا للحركة الوطنية العراقية ولكل شغيلة الفكر واليد في ارضنا المعطاءة .. ففي مساء  1/4/ 2013 المعطر بعبير آذار الزاهي توافدت حشود جماهيرية غفيرة الى قاعة وردة للأحتفالات ، حيث كانت تزهو بجمالية الحضور المتميز وبتلك اللافتات الحمراء التي لونت جدران القاعة احتفاءاً بالذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس حزب فهد وسلام عادل والحيدري وتوما توماس ، هؤلاء الذين ارتفعوا كواكبا طرزوا سماء العراق المبتلى بالمحن والمعاناة  ، جاءوا من القوش ومن أماكن عدة متجشمين عناء النوى محملين بالشوق لحضور الحفل العائلي الساهر الذي تقيمه منظمة الحزب على شرف هذا الصرح النضالي الكبير لأطفاء شمعة ميلاده المبارك ، يحييه المطرب المحبوب عصام عربو القادم من ارض الغربة ، وكله شوق ولهفة لملاقاة أهله وأحبته وناسه في موطن ذكرياته خلال هذه الليلة السعيدة والمشبعة بالفرح والامل في بلدته القوش التي أرضعته الحب والعطاء والإبداع . كان مستهل المنهاج كلمة ترحيبية شارك فيها عريفا الحفل الثنائي ( باسل وبريفان ) وباللغتين السريانية والعربية مرحبين بالضيوف الكرام وبجميع الحاضرين الذين جاءوا متلهفين لمشاهدة ما أعدته اللجنة الإعلامية  من فقرات تطرز للحاضرين السعادة بتنوعها  .. ثم وقفت تلك الجموع خاشعة لسماع انغام حماسية للنشيد الوطني ( موطني ) التي أطلقها ( دي جي ) الفنان المبدع سلفر تومكا ، ثم عزفت الفرقة اغنية ( القوش ) ودخل المطرب الضيف الى القاعة على انغامها وبتصفيق ومحبة الجمهور ثم ارتقى المسرح ليجيب بكل انشراح على بعض الاسئلة التي وجهت له من قبل عريفا الحفل وتوالت فقرات المنهاج المتنوعة من الغناء والشعر والكلمات وبرقيات التهاني والتبريكات بالمناسبة الواحدة تلو الاخرى ، وكانت قد  امتازت الفقرات الغنائية  الثلاث التي ابدع فيها المطرب عصام عربو بمذاق خاص عند الحضور  ، حيث تفاعلوا مع تلك الأغاني الجميلة التي اطربهم بها وجلب انتباههم واعجابهم بتلك المساحة الكبيرة التي كان يمتلكها وذلك الصوت  الشجي الذي ولج الى مسامعهم ومشاعرهم دون استئذان ، ولولا بعض الفقرات التي كان يتخللها الحفل والنظام الوقتي المحدد الذي تتبعه ادارة القاعة لكان مستمرا في الغناء حتى الهزيع الاخير من الليل دون ان يكل أو يمل او يحسس محبيه انه لم يعد قادرا على تحقيق طلباتهم الكثيرة . وكان مسك ختامه تحية ممزوجة بالحب للجمهور الذي حضر الحفل الكبير الذي احياه المبدع عصام .                                                   الف مبروك لحزب الجماهير الكادحة بالذكر التاسعة والتسعين لميلاد حزبهم المناضل .. الف تحية معطرة بتسع وسبعين وردة حمراء يهديها الشيوعيون الاحرار من اقصى العراق الى اقصاه .. تسع وسبعون تهنئة معطرة بعبير الورد والريحان تؤطرها زهور العالم التي لا تكفي ان نضعها على شواهد اضرحتكم ايها المناضلون الابرار فهد وسلام عادل وكوهاري وكل الابرار .. تسع وسبعون تحية وسلام للمقاتلين الانصار الذين توسدوا صخور جبال كردستان والتحفوا الثلوج والامطار دفاعا عن العراق المدمى الذي سيبقى صرحا نضاليا كبيرا بمساهماته الفعالة في عملية البناء الديمقراطي متصديا باقدام للارهاب ومحاولاته للنيل منه ومكافحا بكل دأب في سبيل العدالة الاجتماعية وازالة كل المعوقات التي تعترض مسيرة العراق وسيضل على امتداد الزمن حاملا مشعل الحرية من اجل الغد السعيد .                                               












111
رابطة المرأة العراقية / القوش تقيم احتفالا
 في القوش 
بمناسبة عيد الام اقامت رابطة المرأة العراقية فرع القوش احتفالا متواضعا في مقر الرابطة حضرته الاخوات الرابطيات اضافة الى بعض من صديقات الرابطة وكانت اللجنة المشرفة على الاحتفال قد اعدت برنامجا متنوعا استهلته السيدة سيروات همبرسوم بكلمة ترحيبية بالحاضرات ثم تطرقت عن المناسبة مع تبيان تاريخ الاحتفال والاسباب التي احتفل العالم بهذا اليوم ثم تلتها كلمة الاخت الرابطية انجيل الياس مالان وكانت الاخوات الرابطيات بين فقرة واخرى تقران مقولات خاصة بالام ثم تدعو المشاركة لتقديم فقرتها وفي مجال الشعر قرأت الاخت الرابطية هدى صادق يلدكو قصيدة باللغة العربية بعنوان ( مبروك عيدك يا اماه ) وتلتها قصيدة شعبية للاخت الرابطية سمير عابد قس يونان ، كما قرأت الاخت الرابطية لهيب صباح هومو قصيدة بالعربية اما مشاركة احدى الاخوات صديقة الرابطة بمجموعة من القصائد القصيرة بلغة السورث فقد نالت استحسان الحاضرات كما تخلل الاحتفال فقرات ترفيهية وتسلية اضافت الى المنهاج وقتا ممتعا وفي مسك الختام احاطت الاخوات الرابطيات والصديقات حول المنضدة لقص الكيك وعلى انغام الموسيقى وتم توزيع الحلويات والمرطبات والمعجنات ابتهاجا بالمناسبة . 



113
مبروك عيدك يا أم العالم
                                                                                                                     باسل شامايا
في 21 آذار من كل عام ترتدي أرضنا المعطاءة ثوبها الأخضر الزاهي لتنشر عطر الربيع الفواح بين حنايا الطبيعة الساحرة وكأنه فرح يمنح الابتسامات للناس ، في هذا اليوم المفعم بالامل والتفاؤل تتهافت آيات التهاني والتبريكات إلى صاحبة الذكرى ( الأم العزيزة ) مهنئين اياها بيوم ميلادها المبارك .. الجميع ينتظرون بشغف ولهفة قدوم هذه المناسبة للاحتفال كل بطريقته معبرين عن حبهم وامتنانهم لهذه الإنسانة العظيمة التي منحت للحياة العطاء .           استذكارا لما قدمته الام وعرفانا بمكانتها ودورها الكبير بتحمل مسؤوليتها الأسرية في كل الظروف وبمناسبة اشراقة يوم ميلادها اكتب لها كلماتي .                                        الى كل ام في اقصى العالم الى اقصاه  .. الى الأم العراقية التي لم تجف دموعها على فراق فلذات كبدها بانضمامهم الى قافلة الهجرة الكريهة وتشتتهم في كافة ارجاء العالم .. الى الأم الثكلى التي رحلوا عنها أحبتها مضرجين بدمائهم الزكية بعد ان استرخصوا الموت دفاعا عن وطنهم والقيم السمحة،  فنسجت من احزانها ثوبها الأسود وارتدته طوال العمر حتى اللحاق بهم .. الى ام الشهيد جمال يلدكو التي انتظرت ابنها الذي غادرها دون وداع فاختطفته مخالب الجناة ، ولم تجني من ذلك الانتظار الا مرارة الأيام والسنين .. الى امي التي ذرفت دموع الشوق لأخوتي الذين غادروا الوطن بالإكراه فاغتربت حنينا للقاء  . ايتها الكائن الموغل بالطيبة اليك يا  رمزا لكل الصفات والمزايا الإنسانية النبيلة التي تتوهج على امتداد الزمن ، اليك يا نبع حنان لا ينضب ويا زهرة تفوح عطرا لا تذبل ، ويا بهجة الدنيا وعطاء لا يكلّ ، وشمعة تحترق لتضيء لنا الدرب بسخاء لا تمل .. اسمحيلي يا اماه ان اكتب لك في يومك البهي ، فالكتابة عنك حقا مجازفة ، ربما تكون نتيجتها الأخفاق ، لأنني مهما كنت امتلك من رصيد المفردات ومهما اخترت منها في سحر الكلام فلا اقوى على توظيف عبارات تفي ذلك الحب المتسامي الذي نستمد منه نقاوة الإنسان .. ولا أنا بقادر  على وصف نكران ذاتك وتكريس حياتك وبكل تجرد من اجل تأدية رسالتك الإنسانية ، دون ان تثنيك مشقات الحياة وصعابها  ، ولا ما تخزنيه بين جوانحك من أصالة الوجدان .. لا ادري ماذا عساي أقول في عيدك المبارك يا مستودع الرقة وبهجة الدنيا والأمان .. ماذا اكتب في عيدك السعيد  يا عطاءا يتهافت دوما من حنايا الوجدان .. اليك باقات ورد معطرة بعبير النرجس والريحان .. في ذكراك المباركة يا سيدة العطف والحنان .. اليك تهنئتي في يومك الذي نستذكر فيه تضحياتك الجسام .. تلك التي لم تتقاعسي يوما عن أدائها  حتى في أقسى أيام الحرمان . لقد كنت لنا شجرة طيبٍ  تمنح لوجودنا معنىً ولحياتنا الطمأنينة والسلام ، نستذكرك في شدائدنا وأهوالنا فتخففين عنا معاناتنا ومصائبنا ، و حينما يشح علينا طريق الامل وتفيض مآقينا دمعا شوقا ولهفة الى احبتنا الذين غادرونا  ، وتضيق بنا السبل ، يلبسنا التشاؤم والضجر ، ولا مفر الا الخنوع .. صدقيني يا اماه لا احد ينقذنا ويملأ وحشتنا الا ذكراك ، ولا تنبض أفئدتنا لسواك ، فكلما تشتاق لك النفس والبعد يحول بيننا ، اطلق العنان ليدي لتنساب رويدا رويدا حتى تلامس قلبي فلا احس فيه سواك .. فانت العين وانت القلب وانت كل شيء في حياتي ، فان قلت لك شكرا على عطاءاتك وتضحياتك و سهرك الليالي السقام ، معقورة الخواطر وفية الذمام ، فانه ليس الا اقل استحقاقك .. وان قلت بوركت  يا سيدتي على ما منحتيه لنا من النجاح والتألق والسعادة في حياتنا فذلك قليل عليك  ،  لم يغمض لك جفن منذ تلك اللحظة التي كنا نطفة في أحشائك تغذينا منها والفرحة تغمرك ، تسعة شهور تتحملين آلام المخاض حتى يهل علينا فجر الولادة ، ثم تبدأ رحلتك الطويلة مع سهر الليالي وتعب الأمومة  .. ترى هل هناك البديل الأفضل ليجسد بحقك احلى الكلام ...؟ انني يا سيدتي على يقين  بأن اقلام الشعراء والكتاّب والمبدعين تلفها الحيرة في انتقاء الكلمات للتعبير عن كنه عظمتك .وستكون كلماتي عاجزة عن ذلك لان كانت العظمة التي لاعظمة بعدها و انت ام الدنيا التي لعيوننا مصدر النور ولقلوبنا سعادة وسرور ولنفوسنا ملاذاً للطمأنينة والحبور .. أعلمي  يا امي  انني انتظر على امتداد السنة وبكل لهفة وشوق اجمع طوالها  كل كلمات الحب لأصنع منها قلادة لأهديها لك في 21 آذار يوم الأم الأغر .. وبما انك بعيدة عني في غربتك القاسية اسمحيلي ان ارسلها لك عبر الاثير ولكن سأبقى انتظر ذلك اليوم الذي احظى بلقائك لكي أضم  رأسي بين  حناياك وأستنشق من دفء حنانك واطبع على جبينك قبلاتي واقول لك كل عام وانت بلسم لجراحاتي  .                                                            

114
احتفالية بمناسبة يوم المرأه العالمي في القوش
               

بادرت خورنة كنيسة مار كوركيس بالتعاون مع رابطة المرأه العراقية بأقامة احتفالية بمناسبة يوم المرأه العالمي الذي يصادف 8 اذار من كل عام وبحضور الاستاذ فائز عبد جهوري مدير ناحية القوش والأباء الكهنه الأجلاء والأخوات الراهبات الفضليات اضافة الى جموع غفيرة من الاهالي الذين اكتضت بهم قاعة كنيسة مارقرداغ ..استهلت السيدة تغريد منهاج الاحتفالية بكلمة ترحيبية بالحضور بأسم لقاء المرأه ثم تلتها كلمة الأب الدكتور غزوان شهارا الذي تحدث عن دور المرأه واهميته في تطوير المجتمع ثم تلتها فقرة الاخت انتصار عن لقاء المرأه بالمناسبة ,ثم القت السيدة سيروارت همبرسوم سكرتيرة رابطة المرأه العراقية كلمة قيمة تحدثت فيها عن مناسبة 8 اذار وكيف كانت ردود فعل الحادثة المأساوية التي ارتكبها صاحب المصنع بحق العاملات الشهيدات على الانسانية جمعاء قبل اكثر من مئة عام كما القت الاخت الراهبة مديرة روضة بيت الملائكة كلمة بالمناسبة وتوالت فقرات الاحتفالية الواحدة تلو الاخرى من القصائد باللغتين العربية والسورث واقوال مأثورة عن المرأة شاركت فيها الاخوات من رابطة المرأة العراقية ولقاء المرأة ، وفقرات متنوعة اخرى وفي ختام الاحتفالية تم تقديم هدايا تقديرية للمشاركات المتميزات في المنهاج الذي استمتع به الجمهور ونال رضاهم ، هذا واستغرقت الاحتفالية زهاء الساعتين. وكانت القائمات على الاحتفالية قد وزعن  على جميع الحاضرين المرطبات و الحلويات وعلى شرف الثامن من اذار يوم المرأه العالمي نتمنى لبلدنا العزيز ان يعم فيه الامان والسلام والاستقرار .





























115
8 آذار يوم انعتاق  المرأة من براثن العبودية

                                                                                                                                          باسل شامايا
تحل علينا في هذا اليوم ذكرى أليمة لا يمكن ان نتخطاها في كل عام وننسى مواقف المرأة  البطولية طالما هناك من يناصرها ويدعم قضيتها العادلة وتضحياتها الكبيرة التي قدمتها وما زالت تقدمها بكل نكران الذات ، ففي هذا اليوم انبثقت الشرارة الاولى لتحررها من الاستغلال والظلم حينما طالبت في عام 1908 بحقوقها المغتصبة دون ان تهاب تهديدات المغتصب الظالم واصرت ان يحقق مطاليبها برفع اجورها والتقليل من ساعات عملها طوال النهار وتحسين ظروفها المعيشية ، ولكن صاحب المصنع لم يستجب لمطاليبها فاضطررن للاضراب والاعتصام داخل ذلك المصنع ، فثارت ثائرته ونتيجة لردة فعل سلبية اقفل الاحكام على ابواب المصنع وراح يضرم النار فيه فقتل 129 عاملة دون ان يرف له جفن دون ذنب او سبب اكثر من مطالبتهن بحقوقهن المشروعة ، وعلى اثر ذلك ادانت المنظمات العالمية واستنكرت ذلك العمل الاجرامي فنظمت الاتحادات العمالية مؤتمرا عماليا لتخليد هذه الفاجعة الكبيرة التي جسدتها تلك المحرقة النسائية التي اندى لها جبين الانسانية ، واتفق المؤتمرون على جعل 8 آذار يوما عالميا للمرأة ، وحتى يومنا هذا تقام في كافة ارجاء المعمورة احتفالات نسوية في هذا اليوم لتخليد مأساة العاملات الخالدات ضمن تضامن عالمي مع حقوق المرأة بغض النظر عن اللون والقومية والمذهب والديانة وبات رمزا للمطالبة بحقوقها وتحسين وضعها المعيشي والارتقاء به نحو الافضل . ان ما حدث قبل اكثر من مئة عام يجب ان يعمل على توحيد جهود المرأة في كل مكان لتتواصل بنضالها دون تقاعس من اجل الحصول على حقوقها المسلوبة وتحصل على ما يحصل عليه الرجل ، وتتبوء مختلف المناصب وتشارك في عملية صنع القرار وتساهم مساهمة فعالة في بناء مجتمع ديمقراطي حر مزدهر يضمن للكل حياة حرة كريمة دون تمييز . وهنا اود ان اخص بمقالتي المرأة العراقية التي كانت ضحية تقاليد قبلية بالية وواقع استعبدها بحكم الاعراف الاجتماعية المتوارثة .. وعانت ما عانته في ظل الانظمة الدكتاتورية المتعاقبة من القتل والاعتقال والتعذيب والتشريد والحرمان . عليها ان تثابر دون كلل او ملل  لتزيح غبار التخلف عن قرينتها وتمهد الطريق امامها للتحرر من تلك التركة الثقيلة التي افرزها الماضي البغيض ، للنهوض بواقع جديد تعمل فيه كأنسانة لها كامل الحقوق  والواجبات ، وبالنتيجة لتكون عنصرا منتجا في كافة مناحي الحياة المتنوعة وبمساهمات لا تقل شأنا عن مساهمة الرجل . ولا ننسى ان المرأة العراقية كانت دوما كالطود الشامخ لا تساوم ولا تقبل المهادنة بمواقفها ونضالاتها المريرة عبر السنين ، دفاعا عن تلك القيم العظيمة التي آمنت بها ، ومع اضطهادها ومصادرة حقوقها وتعذيبها في زنزانات الموت الجماعي وقتل اولادها وترملها الا انها لم ترضخ لأرادة المستبد الظالم ولم يتمكن الجلاد من كسر شوكتها ، فقهرته بصمودها ، بل استرخصت الموت ابية شامخة دون ان تركع للذل والعبودية ، وها هي اليوم بنفس شموخها وتضحياتها أمام عواصف الارهاب تناضل جنبا الى جنب مع رفيق دربها من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية ، تتنفس هواء الحرية بعد رحيل الدكتاتورية ، وجاء اليوم الذي يجب ان تصرخ ملء صوتها مطالبة بحقوقها وبالمساواة لكي لا تتكرر الجرائم اللانسانية التي ارتكبها المستعبد بحقها ، ولنكن على يقين ان وطننا العزيز لا يمكن ان يبنى ويدعم بالتوجه الديمقراطي دون ان يكون هناك تمثيل فعلي وحقيقي للمرأة التي تشكل نصف المجتمع وربما اكثر . تحية للمرأة المناضلة التي ساهمت في عملية التغيير ضد الدكتاتورية المجرمة .. سلام للمرأة الصابرة التي برهنت انها جديرة بالدفاع عن وطنها وشعبها من شر الطامعين و الجناة .. الف تحية لك ايتها العاملة المناضلة الباسلة التي تستمد قوتها من قوة قريناتها الشهيدات اللاتي فضلن الموت حرقا في مصنع الانسجة دون الرضوخ للمستعبد الجشع .. مبروك والف مبروك يومك الأغر ايتها الام والزوجة والاخت والابنة فانك حقا تستحقين الاطراء والتكريم وليكن يومك هذا مشعلا تستمدين منه العزم والاصرار في مواجهة اوصاب الزمن .              



116
وهكذا تآلفت القلوب والتفّت
 السواعد في القوش
                                                                                                                                باسل شامايا

 
ما خذل قوم اجتمعوا على الخير والبناء وما افلحوا من التقوا واتحدوا على الشر والبلاء ، فحينما تتآلف القلوب وتنصهر في بوتقة الهدف المنشود تلتف السواعد بأيادي موحدة ليرتفع البنيان شامخا يظلل سقفه المحبين بأمان ومحبة وسلام . هكذا انطلق شباب ومحبي القوش الغيارى يجمعهم قاسم مشترك وهدف نبيل يجسدون به حبهم الكبير لبلدتهم التي رضعوا منها التضحية والايثار ونكران الذات . في صباح يوم الجمعة الموافق 15/ 2/2013 ازدحمت الساحة القريبة من بيت المرحوم هرمز الصفار بمجموعة من الشباب القادمين من كافة احياء القوش ، حاملين معهم عدة العمل لتنفيذ ما قرروه ، رافعين شعارهم المنشود ( يد بيد من اجل القوش ) . فلو عدنا بعض الشيء الى الماضي لشاهدنا  سيناريوهات كثيرة زاخرة  احداثها لا اخون بالمواقف والانجازات التي تحققت على ايدي محبي هذه البلدة والتي لا تعد ولا تحصى . فأراد شبابنا الرائعين بحملتهم الشبابية ان يعيدوا مجد ذلك الماضي المتجسد بعطائهم اللامتناهي  ، ويقدموا مثل ما قدموه لهذه البلدة المعطاءة  . هذه البلدة الصغيرة بمساحتها والكبيرة بعمقها التاريخي الثر ، وكل من اطّلع على صفحات التاريخ القديم والحديث يعلم علم اليقين ان اسمها حفر في ذاكرة الزمن نتيجة تلك التضحيات الجسام التي قدمها أبناءها على امتداد السنين ، وما تحمّله اهلها الطيبين من الويلات والنكبات جرّاء الغزوات التي تعرضت لها بلدتهم قديما وحديثا ، خصوصا حينما  قدّموا خيرة ابناءهم وبناتهم قرابينا على مذبح الحرية وعلى يد أشرس الأنظمة اجراما ووحشية . في هذه الايام واحياءا لذكرى اولئك الافذاذ اطلقوا العنان لأنفسهم ليبقوا على تواصل مع ذلك الماضي المعطاء ، فاتحين قلوبهم وصدورهم متحدين ظروف البلد القاهرة ، تغمرهم الفرحة وهم يسيرون بخطىً واثقة لتحقيق هدفهم الكبير في منجزهم الذي يعطي السعادة والراحة لهم ولكل من انتمى وجدانيا الى هذه البقعة الجغرافية من الوطن العزيز  ، انهم عشاق هذه الارض التي ولدوا وترعرعوا بين حناياها وارتووا من منابعها محبة ووفاء .. انهم لم يتوحدوا من اجل غاية او رغبة زرعتها (الأنا) البغيضة في في اعماقهم ليهتدوا الى مآربهم الشخصية بل حبهم لهذا الوطن الصغير الذي يجمع بين أوصالهم حبهم للوطن الكبير ، لقد استمدوا من حب بلدتهم التضحية ونكران الذات فتعلموا من مدرستهم الاولى ( القوش ) كيف يبادروا لتقديم كل ما هو خير لمجتمعهم ..

نجدهم اليوم وفي كل صباح من يوم الجمعة يخرجون ارتالا بعد ان  تقرع مسامعهم اجراس ( يد بيد من اجل القوش ) ، يخرجون الى حيث تنتظرهم عدة العمل ، للسعي والارتقاء بألقوش الى الافضل ، فتزاحمت تلك الايادي الشابة لألتقاط وجمع كل ما يشوه منظرها ويودعونه  فرحين اكياس النفايات ، هدفهم جعل القوش قدوة يقتدى بها منظرا وجمالا . اننا لم نات بشيء جديد حينما نتحدث عن مواقف ومبادرات وتضحيات وعطاءات ابناء القوش البررة فأنهم ليسوا الا امتداداً لأولئك الذين توغلوا بالعطاء والتضحيات وبكل تجرد ، تجمعهم الحمية حينما كانت تتعرض بلدتهم الى عدوان ما ولا يغمض لهم جفن الا بعد ان يبسطوا الامن والسلام في ربوعها ، لقد كانوا مرآة مشرقة منحوا لألقوش تاريخا مشرفا وزاهيا . وها قد نهض احفادهم ليقولوا لهم ارقدوا آباؤنا الكرام بسلام فاننا سنسير على خطاكم ونحافظ على بلدتكم من كل ما يعكر صفوها ونقائها . وهكذا تبقى مسيرة الحياة في تواصل دائم تضخ بدماء شابة جديدة تتوارث حب الوطن والتضحية في سبيل رقيه وتطوره ، وخير دليل على ذلك هذه المبادرة التي بادر بها احفاد اولئك العظام قبل ثلاثة اسابيع والتي كانت اخرها قبل يوم اي بتاريخ 1/3 حينما خرج الشباب ليحققوا ثالث حملة شبابية من ( يد بيد من اجل القوش )

وبمباركة الاساتذة الاجلاء الذين وقفوا معهم منذ الحملة الاولى وبالرغم من تجاوزهم سن السبعين نجد حضورهم لم يصبه اي تلكؤ او خلل ، يتهافتون مع تلاميذهم الى حيث تجمع الشباب ليمدوا لهم يد العون ويعملوا من اجل القوش اجمل وانظف ، ومشاركتهم ليست الا حافزا لمضاعفة عطاء الشباب ، كما تميزت الحملتين الثانية والثالثة   بمشاركة نساء القوش

الغيورات على بلدتهن ، اسوة بقريناتهن  النساء اللواتي كان لهن مواقف بطولية في الدفاع عن بلدتهن ضد الانظمة الدكتاتورية البغيضة ،وهكذا اضفن الى ( يد بيد من اجل القوش ) جمالية ورونق حينما خرجن صباحا وهن  تحملن عدة العمل أسوة بالرجال  لتبرهنّ  انهن لا تختلفن عنهم في تقديم الخدمة والعطاء للمجتمع . بوركت كل الجهود المثمرة التي كانت ثمرتها جمالية القوش العزيزة ، فقد برهنتم ايها الاحبة انكم بعطائكم هذا تضعون القوش في حدقات عيونكم وتمسحوا عن كاهلها ما تركته السنين العجاف فانتم الامل وانتم الاشراقة الجديدةللايام .   



118
صور الحملة الثالثة ( يد بيد من اجل القوش ) والتي كانت صباح يوم الجمعة الموافق 1/3/2013






















119
المنبر الحر / يوم الحب
« في: 12:38 24/02/2013  »
يوم الحب 
                                                                                                                                باسل شامايا
في الحياة مناسبات كثيرة ننتظرها بفارغ الصبر لنعيشها من خلال تلك الطقوس الاجتماعية التي نقيمها احياءا ًلذكراها مجسدين تلك المناسبة من خلال حضورنا ومشاركتنا بشكل او بآخر لدعم المناسبة  ، ومن هذه المناسبات نعيش في هذه الأيام ( يوم الحب ) الذي يصادف 14 / 2 من كل عام حيث يتزامن مع يوم الشهيد الذي يحمل هو الآخر أسمى معاني الحب لأنه اي  الشهيد يضحي بأغلى شيء ( حياته ) من اجل إسعاد غيره من بني البشر ، لذلك  تعتبر  هذه المناسبة أسمى انواع الحب ،  هذا الحب الذي يكنّه الشهيد لوطنه وأرضه وشعبه وقضيته فيجعله ذلك الحب يختار وبإرادته الشهادة لتحقيق ذلك الهدف السامي والذي هو كما قلنا تحقيق حبه للآخرين . هكذا كان الكاهن فالنتاين الذي تمرد على الإمبراطور كلاوديوس في القرن الثالث للميلاد ، هذا الدكتاتور الذي ازدادت في عهده الاضطرابات فأراد إخمادها ، فأعلن الاستنفار العام ولكن لم يستجب له الشباب لارتباطاتهم بزوجاتهم وعوائلهم فصدر أمراً بعدم الزواج في عموم الإمبراطورية لكي ينظموا الى الجيش ويرضخوا لأوامره ، كما أمر بفسخ كل الخطوبات القائمة ، وبالإغراءات المادية أجبرهم على الذهاب مكرهين الى الحرب ولما علم فالنتاين بقرار الإمبراطور الظالم أقدم الى عقد أكاليل الزفاف للمحبين وهو على يقين تام بأن ما يفعله هو خرق للقانون والنظام ويعرّض حياته للخطر ، لكنه لم يبالي من غضب السلطان وتهديدات أزلامه حتى القي القبض عليه وزج في زنزاناته الحالكة ، واستخدم بحقه أجحف الأساليب للعدول عن الطريق الذي سلكه ، لكنه لم يستجيب لهم فأمر الإمبراطور بقطع رأسه فأطلق عليه ( شهيد الحب ) . اذن اختار فالنتاين ان يكون قريبا من الناس الذين يتألمون ، يذرف الدمع معهم في أحزانهم وتغمره البسمة والفرحة بأفراحهم .. رحل والابتسامة تداعب شفاهه والثقة تملأ جوانحه من ان الحب لا يمكن ان تنطفئ شموعه مهما كانت جبروت السلاطين ، وهكذا تحولت  دماؤه التي سالت الى وقود شمس للحب اخترقت زوايا الظلمة الحالكة لتحيلها الى حب وتفاؤل وربيع دائم . فكم من عظماء اختاروا الصعاب والمشقات من اجل ان يبقى الحب فارشا جناحاته على أرجاء المعمورة وخير مثال على ذلك ،  ملك الحب والسلام السيد المسيح له المجد حينما استرخص حياته رافضا كل الإغراءات الدنيوية التي عرضت عليه فاختار ان يتسمر على الصليب دون ان يرضخ امام تلك الاغراءات وراحت دماءه الزكية تتقاطر وتسيل على الصليب فأثمرت الحب في كافة أرجاء العالم  .. فبالحب تسود المجتمعات الإنسانية قيم العدالة الاجتماعية والمساواة ، وبالحب تتعطر جنبات المجتمع ويفوح عليه اريجا ليعيش الجمال والضياء وهذا ما جسده ويجسده كل من أنشد وينشد للحب .. وبالحب نواجه اشرار الحياة ونقتحم الأهوال ونقهر الخوف والقلق ، وبالحب للوطن سار الشهداء في طريق الشهادة حتى نالوا مجدها . فلقد تعلمنا من الحب ان نكون اقوى من اليأس والمحنة كما تعلمنا ان نقتنع بما اقتحمتنا الاهوال والمصائب فانها مهما تعاظمت فبالحب تتذلل وتنصهر في بوتقة النسيان .. واخيرا اقول علينا ان نتسلح دوما بالحب ونسعى وراء الفرح وان لم نجده لنصطنعه ، فالحياة هي مانتصوره عنها وليست كما نعيشه في واقع الحال فلو تصور كل واحد بانه متشائم او كئيب فانه لا يمكن ان يشعر بالسعادة ابدا مهما اكتنفته اسباب السعادة والفرح ولو تفاءلنا نعيش سعداء مهما توالت علينا الأحزان والآلام .. تهاني قلبية خالصة الى كل محب في العالم في يوم الحب ولنستثمر هذه المناسبات لنعيش احلى الايام ونأمل ان تسود المجتمعات الانسانية وتفيض بالحب لكي نتمكن من إزالة الشر وكافة مخلفاته التي يدفع ثمنها بني البشر . 


120
الحملة الثانية ( يد بيد لألقوش )

في صباح يوم الجمعة الموافق 22/2/2013 انطلق الشباب الغيارى ابناء وبنات القوش لأكمال مشوارهم الذي قطعوه على انفسهم لتحقيق الشعار ( من اجل القوش اجمل وانظف) وبدءوا في تمام الساعة التاسعة صباحا منطلقين من الساحة المجاورة لنادي القوش العائلي ( القطعة ) وحتى مديرية ناحية القوش حيث تهافتوا من كافة احياء القوش ملبين الدعوة لأظهار بلدتهم الحبيبة القوش بالمظهر الحضاري اللأئق تجدهم يتزاحمون فيما بينهم للتقاط كل ما يشوه منظر البلدة وكانت بعض الاليات ( التركتر والعربات ) تصاحبهم في العملية وكان الشيء المتميز في هذه الحملة وجود العنصر النسائي والعمل بكل نشاط وحيوية بنفس همة الشباب وتستمر هذه الحملة حتى الساعة الواحدة بعد الظهر بوركتم يا احبة القوش على هذه الغيرة التي توارثتموها من آبائكم وأجدادكم ولتستمر عطاءاتكم تتهافت من حناياكم لبلدتكم التي ستزهو وتفتخر دوما بكم وبمن سبقوكم في العطاء .

                                                    ناادي القوش العائلي  






















121
نشاط جديد على حدائق نادي القوش العائلي
بمناسبة عيد الحب
الهيئة الادارية                                                                                                                                           
لنادي القوش العائلي
                                                                                                       
اعتاد نادي القوش العائلي أن يقدم كل ما هو جديد ومتميز لأعضائنا وعوائلهم وضيوفنا الاحبة القادمين من مختلف الاماكن وبمناسبة عيد الحب أقامت اللجنه الثقافية للنادي امسية شعرية هذه الامسية التي لمت شمل (18 ) شاعرا وشاعرة ومن مختلف بلداتنا ( القوش / تلسقف / باطنايا / شرفية ) وكان قد حضرها الاستاذ باسم بلو قائمقام قضاء تلكيف وممثلو الاحزاب الوطنية والقومية ومنظمات المجتمع المدني واعضاء الهيئة العامة وعوائلهم وضيوفنا الكرام حيث استهلها عريف الامسية بكلمة ترحيبية بالضيوف الكرام وتلتها كلمة الهيئة الادارية قراها رئيس الهيئة الاستاذ زهير بتوزا ثم وقفت تلك الجموع دقيقة صمت اكراما وعرفانا لشهدائنا الابرار ثم اعتلت الانسة شهد ماجد حربي المسرح لتقدم بصوتها العذب شعرائنا وشاعراتنا  واحدا تلو الاخر وابدع المتألقين خلال استراحة الشعراء ( هيلين يوسف ورامي ثائر ) بالفقرة الغنائية التي تفاعل معها الجمهور وفي الاخير تم تقديم هدايا تقديرية للمشاركين في الامسية من الهيئة الادارية للنادي هذا واستغرقت الامسية زهاء الساعتين .





122
14/2 يوم الحب والشهادة

                                                                                                                          باسل شامايا
كم من  رجال شجعان ما فتأت الذاكرة تطرق حضورهم وذكراهم معنا  وتستذكرما سطروه من الشجاعة والاقدام ، اولئك الذين نكروا ذاتهم وجادوا بأرواحهم من اجل القيم والمُثل العليا التي كانوا يؤمنون بها ، ومع مرور الزمن اصبحوا شموعا أناروا الدرب للأجيال فأثمروا طريقا معبدا بالحرية لشعبهم ووطنهم الصابر ، فنالوا مجد الشهادة ، لكنهم بقوا في احاسيسنا وضمائرنا أحياء كعبير الزهور الطرية التي تمنح الحب والعطاء . فقبل 64 سنة اعتلى ثلاثة ابطال من ابناء الرافدين ( فهد ، صارم ، حازم ) أعواد المشانق في قلب العاصمة بغداد بعد ان خيرهم الاستعمار وجلاوزته بين ان يعيشوا حياة العبودية والذل تحت مخالب  المستعمر الجشع أو أن يموتوا شرّ ميتة ، فاختاروا الموت بديلا عن الخضوع والعمالة والعبودية للمستبد الغاشم .. فضلوا الموت بشرف من اجل قضية شعبهم العادلة على التبعية التي لا تجلب لهم الا العار والخذلان ، لم يثنيهم الموت عن التواصل في ذات الطريق الذي سيدفعون ضريبته حياتهم .. رفعوا هاماتهم عالية وهم يعتلون منصة الخلود وفي لحظاتهم الاخيرة قبل أن يوقف الجلاد حياتهم عن الخفقان صرخوا ملء اصواتهم : ( لا للاستعمار ، لا للرجعية ، لا للخونة ) ولم يكتفِ الاستعمار وجلاديه بشنقهم بل عُلقوا في ساحات بغداد ظناً منهم بأنهم سيجعلونهم عبرة للغير ، وبدلا من إرهاب الناس وتراجعهم بفعلتهم تلك وابعادهم عن ذلك الطريق الذي فرشوه بدمائهم الطاهرة ، تفاجأ المجرمون داخل الوطن وخارجه بازدياد عدد السائرين على خطى الشهداء ، ولم يمر على استشهادهم اكثر من عشر سنين ، اي بعد اشراقة ثورة 14 تموز 1958 الخالدة بعام واحد ، حتى طافت شوارع بغداد بالاحرار من مختلف شرائح المجتمع العراقي  والبالغ عددهم اكثر من مليون ثائر حرّ .  فالدماء التي سالت وخضبت ارض العراق انجبت مئات الالاف من احرار العراق ، وهكذا مع مرور الزمن تحول اولئك الابطال الى رموز وطنية وانسانية ، وسار على دربهم الكثير من احبة هذا الوطن  حتى نالت جموع غفيرة  من انبل وأخلص الناس منهم شرف الشهادة بعد ان طرزوا تأريخ الوطن بمآثرهم ومواقفهم وبطولاتهم ومن اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ، حيث وجدوا في الاستشهاد من اجل مبادئهم تعبيرا لأرقى وأسمى حب في الحياة ، وبالرغم من حبهم وتعلقهم بها الا ان الشهداء  فضلوا الموت ناكرين ذاتهم من اجل ان يكونوا مصدرا لسعادة الغير .. لقد كانوا صادقين في حبهم وانتمائهم لبلدهم ، حملوا بين أوصالهم انسانية لا تضاهيها إنسانية وترجموها فعلا حينما وهبوا حياتهم من اجل تحقيق الهدف السامي الذي نادى به احرار العراق ( وطن حر وشعب سعيد ) .  وحينما ولد من رحم الشر والرذيلة  طغاة لم يعرفوا في حياتهم الا لغة العنف والقتل في مواجهة الحق المتجسد في الاباة والاصلاء من الغيارى في جميع ارجاء المعمورة وبشكل خاص بلدنا النازف  ، وعندما يأس الاشرار من كل محاولات اغراءاتهم لثنيهم عن التواصل في طريقهم ، ومن اجل ان يحافظوا على عروشهم اصدروا احكامهم الجائرة في تصفيتهم وابعادهم عن مصالحهم التي تشبثوا بعروشهم من اجلها .. هكذا ومن اجل تلك الدماء المهراقة اختير يوم 14/2 من كل عام يوما وطنيا للشهيد الشيوعي ويوم الحب الذي دفع ضريبته محب اعدمه الدكتاتور قبل سنين طويلة للحفاظ على عرشه .. وبهذه المناسبة الاليمة والتي هي بنفس الوقت مصدر اعتزاز وفخر ينحني كل الوطنيين اكراما وعرفانا لأولئك الغيارى شهداء الشعب والوطن لوقوفهم الشجاع ولصلابة مواقفهم وتحديهم لأعتى نظام موغل بالاجرام .. شهداء فرشوا بدمائهم طريق الحرية لهذا الوطن المبتلى وعلى مر السنين ، ناذرين حياتهم قربانا للإنسانية التي تشبعوا بقيمها السمحاء .. عاشوا بكرامة ونفس ابية ، لم يتلونوا بل ثبتوا على مبادئهم وبالرغم من تعرضهم لشتى صنوف الاضطهاد والتعذيب لكسر شوكة صمودهم وعلى ايادي احقر ازلام الاجهزة القمعية الظالمة وبإشراف جناة لا يمتون بصلة للإنسانية ، هدفهم قتل الإنسانية المتجذرة بأولئك الذين حملوا الأمانة التي وضعت بأعناقهم فصانوها من شرورهم وتساموا من اجلها فوق جراحاتهم مؤمنين بان تضحياتهم ستكون يوما معولا لهدم صروح الظلم والطغيان ، فجسدوا البسالة والبطولة بأروع صورها حتى نالوا مجد الشهادة اسوة برفاقهم الذين سبقوهم الى رحاب الخالدين .  وفي ختام مقالي أتقدم بألم واعتزاز الى عوائل وذوي الشهداء بصادق مواساتي متمنيا لهم صبرا وسلوىً على فقدانهم احبتنا الراحلين الذين سيبقون احياءا ولهم الذكر الطيب دائما وابدا .

124
المنبر الحر / وداعا أم الشهداء
« في: 13:43 08/02/2013  »
وداعا أم الشهداء



                                                                                                                      باسل شامايا
                                                                                             
لا أدري كيف ابدأ رثائي وكيف أنتقي كلماتي لكي استطيع ان أجسد ما كانت تختزنه وتمتاز    به امنا الراحلة فضيلة شمعون بولاذ من صفات حميدة ، ومزايا حسنة ، وطيبة لا متناهية ، تلك التي احتفظت بها حتى آخر لحظات حياتها ، لا أدري من اية محطة انطلق فمحطات مأساتها كثيرة ومتعددة ، لأصف خصال الامومة المتجذرة فيها .. لقد غادرتنا هذه الام الفاضلة           ( ام الشهداء ) قبل ايام الى مسكنها الابدي بعد ان ذاقت من المرارة والالام  عقود من الزمن  .. ام تتجسد فيها كل خصال الامومة وحناياها ، مخلوقة رقيقة شفافة طيبة المعشر هادئة في طباعها قليلة الكلام نفسها متجردة من كل حقد وضغينة ، تفرش في اعماقها مساحات من الحب لأولادها وبناتها وثمارهم اليانعة ولكل الناس ، وتحتفظ بمختلف العلاقات الطيبة مع كل من حولها ، اقرباءا كانوا أم جيران .. غادرتهم بعد ان كانت لهم خيمة تكتنز بالحب والحنان فتركت برحيلها الما وحزنا في اعماقهم .. فما اغرب الدنيا وما أعجبها ، بالأمس كانت تملأ بيتها محبة وابتسامة وفي ليلة وضحاها توقف عندها الزمن عن المسير فتوقف قلبها الكبير وأزال الموت تلك الكلمات المتهافتة من حناياها والفائضة بالمحبة والصفاء .. هكذا وبلحظة مريبة اختطفتها المنية فخسرت  القوش اماً موغلة بالطيبة ونقاء الوجدان ، رحلت دون ان تكتحل عينيها برؤية أولادها وبناتها الذين شتتتهم السنين هاربين من طاحونة الحرب الضروس لترسي بهم قافلة الهجرة على شواطىء الغربة المفروضة في مختلف ارجاء المعمورة ، حقا ان الكلمات لا تعجز الا امام عظمة الام وروعتها ، بالرغم من كل هذا كانت حصتها من الحياة القلق والانتظار والخوف من المجهول وتوشحها بالسواد ، فإننا مهما قلنا ومهما كتبنا سنبقى بأمس الحاجة الى مفردات تعكس وتجسد ما تستحقه بل تحتار اقلامنا المتواضعة عن ايفائها حقها المشروع .. فيا ايتها الطاعنة بالحزن الابدي ها قد قرعت بالأمس أجراس رحيلك لتلتحقي بشريك حياتك الذي سبقك الى حيث ثماركما الاربعة ، اولئك الشجعان  الذين ابتلعهم وحش الايام ، في ظل تلك الظروف القاسية التي خيمت على الوطن العزيز عراق الاحزان . الأمثال تضرب ولا تقاس لكن ربما هناك نوع من التشابه بين هذه الام وأم باتت رمزا للتضحية والفداء..  فقبل قرون طويلة عاشت الخنساء تلك المرأة الشجاعة الصابرة التي دخلت التاريخ بمواقفها ، مأساة رحيل اولادها في الحرب وكلنا نعلم من تكون الخنساء ، وعاد الماضي ثانية قبل سنين لتعيش السيدة الفاضلة فضيلة شمعون مأساة  قريبة  لمأساة الخنساء حينما فقدت اربعة من فلذات كبدها وهم في عنفوان الشباب ، لقد تكرر ذلك الماضي المؤلم في القوش مجسدا بشخص الراحلة     (خنساء القوش) .. لكم كانت الاحزان ترافقك ايتها الأم الثكلى لقد عشت صابرة على البلاء والمصيبة والمفاجآت المرّة مثلما عاشتها  قرينتك .. لقد خطف الموت سعادة هذه الام البائسة حينما أطفأ اربعة شموع من شموع حياتها الذين كانت تستمد منهم كل فرحتها وهنائها ، فتجلببت بالسواد وتلاشت تلك الابتسامة التي كانت تملأ وجهها الوقور امل وحياة ، ثم عاد الموت ليفرض سلطانه مرة اخرى حينما خطف شريك حياتها الذي كان يصبرها على محنتها ومصيبتها ، فامتصت الاحزان رحيق حياتها حتى تحققت امنيتها في اللحاق بأحبتها في رحاب الخالدين . واحتشد الناس اما منزلها لتشارك في تشييع جثمانها الى جوار احبتها وهناك ووريت الثرى ، فكانت لحظات طافحة بالحزن والاسى على كل من حضر في موكبها لتوديع تلك الام التي استأثرت بحبهم جميعا .. ارقدي بسلام يا ام الشهداء والاحرار فقد اوفيت للحياة العطاء طوبى لك ايتها الراحلة النقية التي حمّلتها الايام صليب الاحزان .. طوبى لك وانت تفارقين فراقا أبدياً  من كنت لهم خيمة للحنان .. وداعا ايتها الراحلة  الى دار البقاء في فردوس الجنان تاركة بغيابك ذكراك في كل اوان ؟ هذه الذكرى التي ستزدهر في الاعماق وتمنح لمحبيك دفئك  وعطر حنانك الدفاق . 

125

غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو الجزيل الاحترام حينما يفيض جمال الروح على وجه الانسان فالصدق في العطاء هو النتيجة لذلك التفاعل الطبيعي ، قليلون هم في هذا الزمن العصيب من تحس في خدمتهم الاخلاص ولم يكن حب الانسانية عند الاغلبية الا شعارات واقوال ، فالعطاء والعمل بجد وتفاني هو الطريق الاصوب للسير على خطى الاتقياء . هكذا بدأت ديباجة تهنئتي الى غبطة البطريرك  .. فبأسم الهيئتين الادارية والعامة لنادي القوش العائلي نهنئكم باستلام منصبكم الجديد في تحمل مسؤولية بطريركية بابل على الكلدان في كافة ارجاء المعمورة ، واننا على يقين انك ستكون جديرا بهذه المسؤولية وأهلاً لها ادامكم الرب فخرا لنا .. طوبى لمن اخترته يا رب وقبلته ليحمل رسالتك محلقا في سماء الانسانية


     الهيئة الادارية 

لنادي القوش العائلي 


126
نشاط جديد لرابطة المرأة العراقية في القوش

اعتادت رابطة المرأة العراقية في القوش ان تكون متميزة بعطائاتها ونشاطاتها وفي شتى المجالات وانطلاقا من الأهداف الإنسانية التي تأسست من اجلها قام وفد منها متكون من الزميلتين السيدة سيروات همبرسوم سكرتيرة الرابطة والسيدة هدى صادق نائبة السكرتيرة بزيارة ميدانية الى منطقة البدرية وتحديدا الى قرية ديرستون وذلك للاطلاع على الوضع المعيشي أهالي القرية واحتياجاتهم فقامتا بزيارة إحدى المنازل وتفاجأتا بوضعه المزري ، بائس جدا من حيث البناية والأثاث متكون من غرفة واحدة فقط ذات جدران متهرئة وسقف في أعلاه فتحة كبيرة لا يعرف ساكنيه كيف يواجهون قساوة الأمطار وبرودة الشتاء .. وخلال تلك الزيارة تم تسجيل أسماء العوائل الفقيرة والبالغ عددهم ( 42 عائلة ) وبعد ذلك غادرتا القرية الى القوش بعد ان تواعدتا على زيارة ثانية تحملن معهن بعض ما يقيهم من الملابس لمواجهة قساوة الأيام . وبعد العودة الى القوش تم تشكيل لجنة في الرابطة تتكون من ست رابطيات مسؤولياتها جمع الملابس الكثيرة التي اقتنتها الرابطة وتوزيعها على ( 42 عائلة ) في تلك القرية .. وبتأريخ 20/1/2013 قامت هذه اللجنة وفي مقدمتهم السكرتيرة بزيارة القرية ثانية حيث استقبلها الأهالي بكل حفاوة وفرح .. وراحت إحدى الرابطيات تقرأ أسماء العوائل التي تم تسجيلها خلال الزيارة الأولى حيث تهافتت العوائل المتعففة واحتشدت حول سيارة الكوستر التي أقلت اللجنة وتم توزيع الملابس بشكل منظم من قبل اللجنة وفي الأخير قدمت النسوة في القرية شكرهن وامتنانهن الى اللجنة ورابطة المرأة العراقية التي قامت بهذه المبادرة التي أدخلت البهجة والسرور الى أعماق تلك العوائل والتي تعيش حالة الفقر حالها حال الكثير من الذين يعانون من الفقر المدقع .














128
محاضرة العنف ضد المرأه في القوش 
         

اعتادت رابطة المرأه العراقية في القوش ان تكون متميزة في نشاطاتها دون توقف وبتواصل على مدار السنة ففي عصر يوم الاحد الموافق 13/1/2013 تهافتت الاخوات الرابطيات والصديقات الى مقر الرابطة لحضور محاضرة بعنوان (العنف ضد المرأه) تلقيها الباحثة الاجتماعية جونيا ايوب التي استضافتها رابطة المرأه لالقاء المحاضرة . وبعد ان اكتظ مقر الرابطة بالحضور الكثيف وفي جو من الفرحة والبهجه باللقاء رحبت السيدة سيروارت همبرسوم سكرتيرة الرابطة بالمحاضرة الضيفة وشكرتها على حضورها وبعد ذلك فسحت لها المجال لتسترسل في موضوع محاضرتها و وضحت من حلال سياق حديثها اهم الاسباب والنتائج ومعالجات هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة التي تعاني منها الكثير من المجتمعات الانسانية واخصت بالذكر مجتمعنا العراقي , وكانت الباحثة قد اتبعت اسلوبا حضاريا في محاضرتها بحيث جعلت اغلب الحاضرات تشاركن في موضوع المحاضرة حيث قسمت الحضور الى ثلاث مجاميع وطلبت من المجموعة الاولى كتابة اسباب العنف ضد المرأه ومن المجموعة الثانية نتائجه ومن المجموعة الثالثة اهم المعالجات له وفي المحصلة النهائية تم مناقشة الموضوع في مداخلات الاخوات الرابطيات والحاضرات من صديقات الرابطة وفي نهاية المحاضرة شكرت الرابطيات الاخت المحاضرة على جهودها المبذولة في إلقاء المحاضرة وفي المقابل شكرت الباحثة السكرتيرة وجميع الرابطيات على حسن استضافتهن لها وعلى هذه المبادرة الرائعة التي يجب ان تتكرر دائما لاهمية الموضوع وفي الاخير تم تقديم المعجنات و الشاي لجميع الحاضرات 











130


131
نتاجات بالسريانية / هلي ايذوخ
« في: 12:12 08/01/2013  »


132
تسع سنوات من نكران الذات

                                                                                                                           باسل شامايا
تسع سنوات وتسعة اشهر عصيبة تمضي منذ رحيل الدكتاتورية البغيضة التي جثمت على صدر الوطن و الشعب ثلاثة عقود من الزمن .. فأبشرنا خيراً بأن الأيام القادمات ستكون كفيلة بأنبلاج الفجر الجديد الذي سيعوضنا عما عانيناه في ظل تلك العقود الموغلة بالظلم والتعسف والوحشية والاستغلال ، وانتظرنا بفارغ الصبر التغيير الذي كان املا يهفو اليه جميع العراقيين ، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يتحقق بل من الممكن ان يعيش نقيضه تماما وخير مثال على ذلك ما نعانيه ونكابده من إفرازات تلك السنين القاتمة التي ما زالت ترافقنا وتعتمل في نفوسنا متقدة الماً وهماً يلتهب بين أضلعنا .. لم نجنِ من هذه السنين الا الأمّر من سابقاتها وكأنها امتداد لها فقد سرقت منا ربيع حياتنا وجثمت على أنفاسنا حد الخناق ولم نقوَ على شيء غير الرضوخ للمصائب التي اقتحمت حياتنا الواحدة تلو الأخرى  . هكذا عشنا هذه المعاناة والحرمان فبحثنا عن بصيص الأمل في وطن تكالبت عليه الأطماع من كل صوب وبالرغم من افتقارنا الى السلام والأمان والاستقرار الا اننا ما زلنا ننتظر وبظمأ ما يمنحنا حقنا المشروع في الحياة الحرة الكريمة . لا أريد ان أطيل اكثر في ديباجتي لأنني اريد ان أفي بكلماتي ما يستحقه كل انسان معطاء واخص بموضوعي الذي اخترته لاكتب فيه عن الكادح والمثابر والمخلص في عمله الاخ نزار ياقو رحيمة الذي حجز لنفسه مكانا كبيرا في قلوب أهالي القوش بنكرانه ذاته بما يقدمه من تفاني وتضحية وإخلاص بأعماله المتعددة خصوصا في خدمة بلدته القوش . لقد عاش في وطنه المثقل بالجراح ، عاد من غربته المفروضة بعد ان قضى أكثر من تسع سنوات في غياهب الأسر محروما من اهله واحبته وذويه امتص الاسر رحيق عمره واقتلع من حياته سنين طويلة  قضاها بين اربعة جدران لم يستنشق رحيق الحرية الا بعد أن عاد الى وطنه ، حاملا بين جوانحه حبه الكبير لكل من أبعده الفراق عنهم وفي مقدمتهم وطنه المجروح وبلدته التي ولد وترعرع بين حناياها ، وتعلم منها التضحية والمحبة ونكران الذات ، فحينما قرعت أجراس العودة بانت في الافق اشراقة فجر الأمل بعد ان كان النسيان قد طوى كل شيء جميل وراحت الحياة  تتجدد ببداية جديدة ملئها السعادة والاستقرار .. فأسس أسرته الصغيرة تغمره الفرحة بالتغيير الذي طرا على حياته وتجسدت فرحته اكثر حينما رزق بطفلين فملئا حياته سعادة وسرور .. لكنّ اللاستقرار والخوف من المجهول راحا يلاحقانه بسبب  أوضاع البلد القاتمة التي كانت تحول دوما دون تحقيق ما كان يتمناه ، وتقف حجر عثرة في طريق طموحه ورغباته المشروعة .. وقاسى من شظف العيش ما ضيق عليه الخناق و لم يستسلم لليأس بل راح يصارع قساوة الايام وشدتها دون ان  يتوقف او يتقاعس بعطائه بل كان يعمل المستحيل للحصول على لقمة عيش شريفة  مغمسة بتعب الايام وبسبب إخلاصه وتفانيه واندفاعه الكبير في العمل اختير مراقبا في بلدية القوش يشرف على مجموعة من العمال مهمتهم المحافظة على نظافة البلدة فكان ( نزار ياقو زرتا ) خير اختيار لهذه المسؤولية  فانه لم يتلكأ عن اداء واجبه لحظة واحدة ومنذ حوالي عقد من السنين ، وها هو حتى يومنا هذا يبذل ما بوسعه ليكون جديرا بما أوكل اليه ، لم يقتصر عمله في البلدية فحسب وانما كان يزاول اضافة الى ذلك اعمال اخرى بالرغم من اكماله الخمسين من العمر هدفه توفير لقمة العيش لعائلته الكريمة ، فنجده في اغلب الاحيان متأبطاً حزمة من جريدة طريق الشعب يجوب بها احياء القوش لأيصالها الى الأخوة المشتركين واحيانا نجده حاملا بندقيته يحرس على بوابات قاعات الاحتفالات والحفلات خلال الافراح التي تقام هناك .. ولا يجد سعادته الا حينما يجد بلدته الحبيبة التي تسكن في قلبه الكبير تزهو بالجمال والرونق .. فتجده في حر الصيف وقساوة الشتاء بنفس الهمة والحيوية في عمله وجهوده التي يبذلها دون ان يعيقه شيء فيشعر بطعم السعادة بعد عودته الى منزله منتشيا بما انجزه خلال النهار خصوصا اظهار القوش بالمظهر الحضاري اللائق ، اما صفاته الحميدة فانها كثيرة لكنني ساذكر منها انه  طيب المعشر ذات نفس أبية نقية ناصعة متجردة من كل كراهية وضغينة وان مساحة الحب التي يخزنها في اعماقه لا تسمح لأية ممارسات تعرقل طيبته اللامتناهية .. يمتلك نزار روح النكتة والفكاهة ومحبة الناس وبمرحه ومداعباته اللطيفة يمزج بين جديته في العمل وبين خلق جو مفعم بالمزاح وهذا هو سر نجاحه في العمل وشعبيته بين الناس .







133
القوش حاضنة الثقافة والفن

                                                                                                                         باسل شامايا
الثقافة هي الأساس المتين التي تبنى بها المجتمعات الإنسانية وبوجودها لا خوف على حاضرنا ومستقبلنا من الانكماش والذبول فنقول اننا بخير طالما هناك من يسعى الى تفعيلها ونشرها في اوساط مجتمعنا وذلك من خلال النشاطات الثقافية والفنية المتنوعة التي تعد ظاهرة ثقافية تعطي للمشهد الثقافي حراكا ثقافيا كالمهرجانات والأمسيات التي تقام بين فترة وأخرى ، حيث تتجسد فعالياتها من خلال أجناسها المتعددة التي يتحفنا بها المبدعون والمبدعات . قبل أكثر من شهر بدأنا مثل كل مرة بإجراء البروفات اليومية على الفقرات الفنية والأدبية بعد تشخيصنا للكادر الذي سنعتمده في تغطية فقرات منهاج المهرجان الثقافي الفني ( مهرجان التراث السرياني ) والذي احتوت فقراته على ( المسرح بشقيه الكوميدي والتراجيدي .. اوبريت عن الهجرة .. محاورات شعرية .. موسيقى وغناء .. قصائد بالسريانية والعربية .....الخ ) وقد  فتحت إدارة منتدى شباب القوش أبواب المنتدى لهذا الغرض .. وبالفترة الزمنية اعلاه أنجزنا بالتكاتف والالتزام بمواعيد الحضور استعداداتنا للمشاركة في المهرجان ، مشمرين عن سواعدنا لتقديم ما هو الأفضل  .. هكذا احتضنت بغداد أبناء وبنات القوش التي جمعت شمل ( 25 ) مشاركا ومشاركة ومن مختلف الفئات العمرية  ضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية المقامة فيها كل عام .. قدمنا من القوش يوم 19/12/ 2012 هذه البلدة المعطاءة التي يحتضنها جبل أشم ، الغنية بموروثها الثقافي والفني وعطاءاتها المتدفقة والنابضة بالإبداع .. وتوجهنا في الأيام الأخيرة من عام 2012 الى بغداد الحبيبة مدينة السلام ودرة الأزمنة حاملين بين جوانحنا شوقنا وحبنا لها ، حزمنا حقائبنا واستيقظنا مبكرين للتوجه الى الحافلات الثلاث التي كانت تنتظرنا في الاماكن المتفق عليها .. انطلقنا ومعنا سنابل اينعت في حقل الوطن عاشوا ترعرعوا بين احضان تلك البلدة التي رضعوا منها الحب والوفاء .. انطلقوا وهم ممتلئين لهفة وشوق ورغبة جامحة للمشاركة في هذا الكرنفال ، وبالرغم من الوضع الأمني المتأزم والاعمال الارهابية التي طالت ابناء شعبنا هناك الا ان الكادر بصغارهم وكبارهم أصروا على الذهاب والمشاركة متجاوزين كل شيء ينم عن الخوف والتردد ودون ان تثنهم تلك الظروف وتحول دون مشاركتهم ليجسدوا على مسارح بغداد إبداعاتهم المتنوعة خصوصا المسرحية منها لأنها تعتبر أكثر الفنون فاعلية في بعث الانتشاء والسعادة الى دواخل الإنسان .. وبعد استراحة طاقم المهرجان يوم 19 كانون الأول في الاماكن المخصصة لراحتهم ، قسم منهم في منزل الاستاذ سعيد شامايا وقسم آخر في الفندق ، توجهنا الى مسرح قاعة سيدة الزهور في الكرادة للتعرف على مداخله ومخارجه وتهيئته لفقرات منهاجنا ، وبتاريخ 20/12 اليوم الاول للمهرجان وفي تمام الساعة الرابعة عصرا ارتقى المشرف الفني على المهرجان خشبة المسرح مستهلا منهاج اليوم الاول للمهرجان بكلمته الترحيبية بالحاضرين شاكرا تجشمهم عناء الطريق والحضور الى قاعة سيدة الزهور التي يقام فيها المهرجان .. مشيرا بها الى بغداد التي تستعيد مشعلها الذي انار العالم بشرقه وغربه ، ووصف المهرجان بأنه شعلة للثقافة في دروب بغداد ينيرها ويغسلها من قلق الخصام والارهاب .. لقد بان في هذا اليوم بريق النجاح عند الموهوبين  الذين  اذهلوا بكافة فقراتهم وحضورهم على المسرح جميع الحاضرين  ، وهكذا في اليوم الثاني الذي كان اكثر حضورا وابداعا ، حيث لفت انتباه الحضور والهبت حماسهم فقرة متميزة      ( المحاورة الشعرية الغنائية ) والتي قدمها الموهوبين سنار ساهر واونيل جنان جسدت معاناة الشعب العراقي خلال حقب زمنية طويلة وخاصة الحقبة التي نعيش اليوم في ظلها  وكذلك الاغنية التي اهداها المبدع رامي ثائر الى شهداء سيدة النجاة ، مما جعل احد الشعراء الشعبيين للمبادرة الى ارتجال قصيدة مهداة الى شهداء الكنيسة ، ثم بادر احد المطربين العراقيين الى محاورته بمواويل حزينة ، فأثارت تلك المحاورة مشاعر الحاضرين وأجهشت بعض النسوة بالبكاء ، لم يقتصر تألق هؤلاء الرائعين على الغناء فقط بل تميزوا بعطائهم في مجال  المسرح والقصائد والمحاورات الشعرية . كانت بغداد المحطة الاولى التي قطفنا فيها  ثمار جهدنا ، ثم عدنا أدراجنا الى بلدتنا الحبيبة القوش لنفي بوعدنا لأهلنا وأحبتنا الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر هذا النشاط وتقديمه كهدية اعياد الميلاد لهم ولهذه البلدة المعطاءة بنتاجاتها التي لاتنضب على مدار السنة بل تبقى ينابيعها رافدا يغذي جداول الثقافة والفن .. وبتأريخ 27/12 / 2012 تهافتت الحشود الجماهيرية الغفيرة الى منتدى شباب القوش حتى غصت بهم القاعة وكان في مقدمة الحضور الاستاذ باسم بلو قائمقام قضاء تلكيف والاب الدكتور غزوان شهارا وممثلي الاحزاب الوطنية والقومية ودوائر الدولة وشخصيات ثقافية وفنية وازدحمت قاعة العرض بحضور منقطع النظير ولمدة ثلاثة ايام متتالية وكان اليوم الاخير متميزا بحضوره لأننا كنا قد أعلنا بأن المهرجان سيعرض ثلاثة ايام فقط .. عموما استمتع الحضور بساعتين من البهجة تناثر الفرح والموسيقى والغناء والشعر ليلج الى اعماق الجميع .. فشكل الجهد المبذول لأقامة هذا النشاط شعورا بالسعادة لجميع الحاضرين لأنه منحهم المتعة والراحة وابعدهم عن معاناتهم المريرة التي يعيشها كافة العراقيين .     هكذا انجزنا المرحلة الثانية من مشوارنا الثقافي / الفني بكل جدارة ورحنا نخطط لأنجاز المرحلة الثالثة التي عرضت على مسرح جمعية الثقافة الكلدانية بعينكاوا .. وبعد ساعتين من الجهد المبذول خلال عناء الطريق وصلنا محطتنا الاخيرة وهيئنا المسرح لتنفيذ فقراتنا على خشبته وبحضور اهلنا واحبتنا في عينكاوا استهل الفنان باسل شامايا المشرف على المهرجان كلمته الترحيبية شاكرا كل من مد يد العون لنا بأي شكل من الأشكال ثم القى الاستاذ سعيد شامايا كلمة مركز كلكامش واشاد بابداعات المشاركين من ابناء وبنات القوش ، وبعد ذلك صدحت حناجر المبدعين وهم ينشدون بكل حب  نشيد الافتتاح ( القوش يا ماثد زونا ) وتوالت الفقرات الواحدة تلو الاخرى ، اما مسك الختام فكان مع المسرحية الكوميدية الاجتماعية (الإشاعة ) التي عالجت موضوعا سلبيا في مجتمعنا العراقي عموما ، حيث قضى الحضور في اربعة مشاهد لها احلى وامتع الاوقات .. والهبت قسم من الفقرات  هواجس الحاضرين فتفاعلوا معها مقاطعين المبدعين مرات عديدة بالتصفيق .. وفي الاخير تم توزيع الهدايا التقديرية للمشاركين في المهرجان واقفلنا الى بلدتنا الحبيبة القوش في الساعة الثامنة والنصف مساءا والفرحة تغمر الجميع للنجاح الذي لاقوه هناك بل في ثلاث محطات للعرض .




























134
صور مهرجان التراث السرياني الذي اقيم في بغداد بمشاركة ابناء وبنات القوش
























































135
وداعا .... ايها الراحل الذي لم يرحل
باسل شامايا





حينما يلفك الحزن والأسى على رحيل  انسان عزيز غادرك الى دون عودة تخذلك الكلمات التي تجسد بها رثاؤك له وتعجز عن وصف ما ترسمه  بمخيلتك لتفي بها استحقاق هذا العزيز الذي ترك بفراقه طيبته وعطاءه وإنسانيته  التي ستبقى تعشعش في الذاكرة دائما وابدا .. هذا هو الأستاذ الفاضل والمربي الجليل ( عزيز متي زرا ) الذي هلّ فجر ميلاده بين حنايا بلدته العزيزة القوش عام 1937 وترعرع ونما وسط عائلة معروفة اجتماعيا  مستمدا منها الطيبة والأصالة ، درس في مدارسها وبعد ان انهى دراسته تعين معلما ومربيا لبناة المستقبل في إحدى المدارس ، فولج ميدان العمل التربوي ليكون جديرا بهذه المسؤولية التي كرس حياته من اجل انشاء اجيال يعتمدهم الوطن في عملية البناء ، فأوفى بعطائه ، وانجازاته تشهد له بذلك ، أسس لنفسه من خلال وظيفته والتزاماته وخلقه الرفيع منزلة رفيعة في المجتمع. عاش الراحل العزيز كريما ابيا محبا ودودا عزيز النفس مواظبا على الدوام في غرس بذرة المحبة ونكران الذات وحب الوطن في قلوب اولاده وبناته وتلامذته الذين تعلموا منه كيف يتأهلون للمستقبل ويكونوا مواطنين صالحين يخدمون الوطن ويخلصون له بأعمالهم وتضحياتهم  وما يقدمونه دون كلل او ملل .. في هذه الايام الموحشة والاخيرة من عام 2012 قرعت اجراس الرحيل الابدي للعزيز أبي بسام الذي كان شعلة من العطاء وقطعة من الأحاسيس الجياشة تجاه جميع الناس .. رحل عن حياة الدنيا بعد ان ترك سفرا من العطاء والوفاء لا ينضب ، وما اختاره من كلمات في هذا الرثاء ليس الا رد للبعض من الخدمات والتضحيات الجليلة التي قدمها سعيدا لمجتمعه ووطنه .. فما مدى الحزن الشديد الذي توغل الى أعماقنا واعماق اهله واقربائه ومعارفه بانطفاء شمعته  التي اطفأتها معاناته المريرة مع المرض اللعين الذي أذبله وغيّر فيه تقاسيمه الجميلة ، بحيث كان يجعلنا حينما نقوم بزيارته 


الى بيته للأطمئنان عليه نذرف الدمع حزنا على ما آل اليه وضعه الصحي وأنساه شخصه وذلك الماضي الزاخر بكل ما يدعو الى الفخر والاعتزاز .. ولو عدنا بعض الشيء الى ذلك الماضي  نستذكر تلك الايام التي كان الفقيد كتلة من الحيوية والعطاء .. ومن ذلك العطاء اتذكر في اواسط السبعينيات حينما كان عضوا من اعضاء نادي بابل الكلداني سكرتيرا للهيئة الادارية للنادي ، هذا الصرح الاجتماعي الكبير والذي كان يضم في هيئته العامة نخبة خيرة من ابناء القوش ، كان يناديني دوما  ( ها برد عام ديخيلا ) .. فاز المرحوم بثقة الهيئة العامة حينما خاض العملية الانتخابية في النادي واشغل منصب السكرتارية لعدة سنوات ، فعمل بكل نكران الذات ليكون جديرا بتلك الثقة ، حيث لم يفكر يوما بالمقابل لقاء تلك الجهود التي كان يبذلها من اجل رقي وتقدم النادي .. اما علاقاته وطيبة قلبه ومعشره وتضحياته وحبه لأواصر الصداقة  والقرابة وغير ذلك من الرصيد الثقافي والاجتماعي  والممارسات الصادقة التي سيذكرها الناس على امتداد الزمن فقد كان متميزا بها الى حد كبير  . هكذا كان يشع من وجه مربينا الناصع وهج النقاء والاصالة ونكران الذات ، لذلك احبه الناس واحبهم وتألموا وارتدى محبيه وشاح الحزن بفراقه .. فيا ايها الغائب الحاضر بيننا ارقد بسلام ستبقى دوما في مخيلتنا .. وداعا ثم وداعا ايها العفيف الذي حافظ على نقائه في زمن لوثت الدكتاتورية اشياء كثيرة ..                           وداعا وداعا ايها الراحل الذي لم يرحل .
 

136
مشاركة رابطة المرأه العراقية / القوش   
في ورشة عمل

بمناسبة اليوم العالمي للعنف ضد المرأه لبت رابطة المرأه العراقية في القوش دعوة شبكة المستقبل لحضور ورشة عمل في محافظة اربيل /مبنى وزارة الثقافة لاقليم كردستان وبرعاية وزير الثقافة الاستاذ كاوه محمود وحضرت هذا اللقاء السيده بخشان زنكنه رئيسة اللجنة المناهضة للعنف ضد المرأه كما حضرت السيدة شميران مروكل رئيسة رابطة المرأه العراقية ورئيسة شبكة المستقبل اضافة الى بعض المنظمات الاخرى وقد ادار الورشة الكاتب والاعلامي ئاشتي حيث استهل اللقاء بكلمة ترحيبية بجميع الحاضرين وقدم سيادة الوزير كاوه محمود والسيدة بخشان زنكنة ليتحدثا عن المناسبة فأستعرض وزير الثقافة اهم القرارات التي اصدرتها حكومة الاقليم ضد العنف الاسري ومساندة اليوم العالمي للعنف ضد المرأه ودعا كافة المنظمات الانسانية للوقوف الى جانب المرأه في تحقيق حقوقها المشروعة كما تحدثت السيدة بخشان عن المرأه العراقية التي عانت من مرارة العنف الاسري وضربت على ذلك عدة امثال وبعد ذلك فتح مدير الجلسة باب المداخلة والاستفسار عما طرح خلال الاجتماع خصوصا اخواتنا الرابطيات في القوش هذا واستغرق اللقاء زهاء الساعة والنصف وفي الاخير دعي الحاضرين الى مأدبة غداء في احدى المطاعم بمدينة اربيل












137
وداعا أمنا الفاضلة مكو قس يونان

باسل شامايا


   
 
 كلمة تتكون من حرفين ولو توغلت الى عمقها بعض الشيء ستجد فيها كل القيم والمشاعر الإنسانية النبيلة .. انها نبع حب لا يجف وبهجة الدنيا ومستودع الحنان وزهرة تذبل لتزهر حياة الآخرين .. انها الأم التي تتجلى اروع صور التضحية فيها وتعجز الأقلام عن وصف رقتها وطيبتها واعطائها استحقاقها وإيفاءها حقها بما تمنحه من العطاء للإنسانية التي تجسدها بأمومتها والتي لا يمكن استمرار عطاءها  و تواصلها  دونها .. فلكل واحد منا موقف وقصة وحكاية يرويها عن هذه الإنسانة العظيمة التي كرست حياتها وجلّ  أوقاتها من اجل زرع البسمة على ثغور أولادها  ومنذ تلك اللحظة التي انبثقت فيها بذرة البشرية ونمت في احشائها ما زالت تضحياتها وعطاءاتها تتهافت من حنايا وجدانها  دون ان يوقفها شيء مهما كانت قسوته  وجبروته .. تنكر الذات وهي في منتهى السعادة ، تغمرها  الفرحة دون ان تفكر بشيء مقابل ذلك ، هكذا هو حالها حتى تغمض اغماضتها الأخيرة الى دار البقاء ، وقد يتضاعف الإحساس بقيمة هذه المخلوقة الطاهرة بعد رحيلها الى فراقٍ ابدي . أرجو ان لا أكون قد أطلت عليكم في ديباجتي فموضوعي يستحق هذه الإطالة .. فكلنا نعلم ان الموت حق علينا جميعا لكن محبي الراحل او الراحلة يعجزون عن إقناع أنفسهم بأن شمعتهما قد انطفأت ولم تعد تشتعل مرة أخرى ولا سبيل للصبر على هذه المصيبة الا الأيام القادمات فهي الكفيلة للرضوخ الى الأمر الواقع . ان كتاباتنا تتنوع عن الأم ، نكتب ونحتفل ونطبع قبلات التهاني على جبينها في يوم ميلادها .. ونتألم عندما يطرحها المرض اللعين الفراش .. ونرثيها حينما تنتقل الى حياة الذكرى .. ومهما كتبنا ومهما صقلنا من المفردات في فصاحة اللغة فلا منازع لها في ثبات الصفات والخصال الحميدة ، ولا شبيه بتضحياتها وعطاءاتها وسهرها الدائم من اجل تحقيق رسالتها الإنسانية العظيمة .. اليوم وتحديدا  مساء الأحد 4/12/2012 ونحن نعيش الشهر الأخير من العام الراحل ، فوجعنا برحيل السيدة الفاضلة ( مكو قس يونان ) هذه الأم المبجلة التي فارقتنا الى دون عودة في احدى مستشفيات دهوك ، هذه الإنسانة الرقيقة التي أوجع الموت قلوب أولادها  وبناتها ، خطفها من بينهم وتمكن من إيقاف قلبها الدافق محبة وحنان عن الخفقان .. رحلت عن حياة الدنيا بعد ان تركت سفرا زاخرا من العطاء.. غادرت بقلبها الفائض حبا لبنيها وبناتها ، احفادها وحفيداتها .. غادرتهم  بعد ان فرشت لهم مساحات من الحب ومنحت لكل من حولها السعادة والرفاه ..  يا لمفاجآت الحياة ، البارحة كانت تملأ البيت بهجة وأفراح وفي غمضة عين اختفت عن انظار محبيها لتلتحق بشريكها الذي سبقها الى دنيا الجنان .. وتركت لهم حزنا شفيفا يلوذ بهم وبكل من عرفها .. فما أقسى تلك اللحظة الرهيبة التي أشبهت بالبرق حينما جاءت وخيمت على بيت المرحوم حميد كجوجة لتسرق منهم وهج جميل رقيق شفاف حد النسمة ، ذلك الوهج الذي احترق كالجمر على مر السنين دون ان تشكو أوتتألم . امٌ علمت ثمارها كيف يحبون وكيف يضحون وينكرون الذات .. زرعت في دواخلهم بذرة المحبة والصدق منذ ان كانوا أغصان طرية ، وأوقدت لهم الأمل ليسيروا بطريق مفروش بالنور ، وجعلت من عيونها حارسا أمينا لتتابعهم في كل صغيرة وكبيرة من حياتهم . عرفناك أيتها الراحلة العزيزة هادئة الطبع قليلة الكلام كثيرة العطاء دائمة البسمة كبيرة الإخلاص لأمومتها رقيقة بتعاملها مع كل الناس ..لقد زرتك اكثر من مرة مع زملائي ونحن في الهيئة الادارية للنادي حينما تعرضت الى حادث ارقدك الفراش وبالرغم من تألمك لم تبخلي علينا بكلماتك الرقيقة التي كانت تنم عن الاحترام والتقدير والفائضة بالحب والحنان .. كم هي تعيسة هذه الحياة التي  رحلت عنها وتركت فراغا كبيرا في اعماق أحبتك صغارا وكبارا .. فمن ذا الذي يملؤه ليضم أحفادك الذين كانوا يتدفئون بعطر حنانك ، أيا نبع حب وحنان لا يجفان ، يجريان ليرتوي منهما هؤلاء العطشى الى لقياك  أيا شمعة مضيئة احترقت لكي تنير لثمارها الدرب ويا زهرة ذبلت  كي تزهر لمن يبكيها اليوم اولادها وبناتها يصرخون  ملء اصوتهم : وداعا يا أماه وداعا يا أغلى وأحن ما خلق الله .. وداعا دادا مكو فاننا سنذكرك ولا يمكن ان ننسى تلك الايام الجميلة التي كنت تفرشين علينا غطاء المحبة والحنان .. ارقدي بسلام ايتها المسافرة الى أبعد مكان لا يصله انسان فقد كنت وستبقين مشعلا أنار وينير لنا الطريق لحياة افضل وأعلمي ايتها الغالية انك ستعيشين حاضرة معنا  في قلوبنا نستمد منك راحتنا وهنائنا كما كنت دوما وكانك لم تفارقينا . 

138
نادي القوش الرياضي مكسب كبير على مستوى العراق

وبينما أتصفح مواقع الانترنيت اذا بعنوان يوقفني مذهولاً حيث يقول: ( حلّ نادي القوش الرياضي ) استميحك عذرا اخي كاتب هذه الكلمات لأقول لك ان هذه المعلومة لا اساس لها من الصحة لأن هذا الصرح الرياضي الكبير ما زال عملاقا بعطائه متجددا بانجازاته التي تضيف في كل مرة منجز جديد الى ارشيف الرياضة في القوش .. فقبل فترة قصيرة شارك ببطولة خماسي كرة القدم للسيدات وبمشاركة 12 مركز من مراكز مديرية شباب ورياضة شباب العراق وحقق المركز الثالث وشارك بعدة بطولات احرز المركز الاول وفي مجال كرة المنضدة والبليارد والسنوكر وكافة التنوعات الرياضية التي حقق فيها مراكز متقدمة وللعلم ان عملية حل النادي كما ذكرتم تكون لها مبرراتها الكثيرة منها : ضعف النادي وافتقاره الى عناصر الديمومة المتجسدة في النشاط والعطاء المتواصل .. وعدم امتلاكه للمنشآت الرياضية المسجلة بأسمه وهذا الشيء لا يتطابق مع نادينا لأنه يحتفظ برصيد كبير من النشاطات في الماضي والحاضر والمستقبل وذلك اضاف الى رصيده ( 145 نقطة ) وثانيا ان النادي يمتلك بناية خاصة به اضافة الى ملعب نظامي بكرة القدم وهذا يضيف الى رصيده من التقييم ( 200 نقطة أخرى ) كما انه يحقق جميع الشروط ليكون ناديا رياضيا معروفا ليس على مستوى المنطقة فحسب بل على مستوى العراق عموما ويجب ان تعلم عزيزي الكاتب ان نادينا لا يمكن حله وهو يمتلك مثل هذه الانجازات ولأجل تصحيح معلوماتك لقد قامت الهيئة الادارية بتغيير تسميته الى ( ملتقى القوش الرياضي ) لحين اكتمال تقييمه حسب النقاط التي ذكرت اعلاه كما أود ان أشير الى نقطة مهمة وهي ان الاستاذ محمد عبدالكريم المعماري مدير شباب ورياضة نينوى نفى ما كتب على صفحات موقع عينكاوا كوم ويقول لا علم لي بهذ المعلومة .. فلا نعلم اخي كاتب الخبر من اين وكيف استقيت هذه المعلومة الغير صحيحة وباعتقادي بل انا على يقين ان هذا النادي الكبير بمشاركاته ونتاجاته الرياضية هو مكسب جماهيرنا الرياضية في كل مكان فمن واجب كل غيور على الرياضة المحافظة عليه لأنه رفعة رأس للرياضة والرياضيين مع تحياتي وتحيات نادي القوش الرياضي .

اللجنة الاعلامية
لنادي القوش الرياضي
السبت /1 /12/2012

139
وهكذا انفجرت الطاقات الابداعية
 في القوش
                                                                                                                                     باسل شامايا
بين فترة واخرى ترتدي القوش حلة الفرح والسعادة بما ينجزه احبتها المبدعون من النشاطات الجماهيرية التي تتميز بنوعيتها وبمدى تقبلها من قبل المتلقي ففي 28/10/2012 وضمن مبادرات نادي القوش العائلي التي باتت حديث الناس كان لنا موعدا مع نشاط جديد


حمل عنوان ( مهرجان الاغنية السريانية ) حيث ارتقى منصة الابداع والتألق مجموعة من المبدعين الذين ليسوا الا ثمار طرية في كرمة القوش ، ليضيفوا ثراءا جديدا الى رصيدها الثقافي الفني الثر ، اختاروا المسرح ، هذه الواجهة الثقافية / الفنية وهم  صغار بأعمار الورد، يمتلكون من الطاقات الابداعية ما جعلهم يكونوا محط اعجاب وتفاعل الجمهور الغفير الذي جاء لمشاهدتهم وهم على مسرح النادي ..  وانطلاقا من احتضان طاقاتهم وقابلياتهم والتي هي من الضرورات القصوى التي يستوجب على اصحاب الشأن الأهتمام بهم واعطاء اهمية لهم لانهم يعدون امل الغد القادم وبناة هذا الوطن الذي يهفو الى الامان والسلام والاستقرار ، فلا بد لكل غيور ومحب من تهيئتهم لهذه المسؤولية .  لقد سبق التأريخ اعلاه سقف زمني بلغ أمده ( 30 يوم ) انجزت فيه من خلال البروفات تصفية الاصوات الكثيرة لأحبتنا الاطفال المتهافتين للمشاركة بهذه المسابقة والذين تأهل منهم 13 متسابقاً ومتسابقة بعد عملية التقييم الاولي للمشاركة لخوض مباراة تنافسية  خلال المهرجان وكانوا  من المرحلتين ( الابتدائية والمتوسطة ) يعني تبلغ اعمارهم بين ( 11- 13 سنة ) فبذلوا جهودا حثيثة ومضنية من اجل انجاح اقامة المهرجان الفني للأغنية السريانية وبأشراف مدربهم الذي رافقهم وأشرف على عملية التدريب منذ اليوم الاول من البروفات حتى الموعد المقرر للمهرجان  ، فكانوا في غاية المواظبة والحضور اليومي لأجراء البروفات دون ان تعيقهم التزاماتهم المدرسية والبيتية ، وبعد نضوج الخطوات التي اتبعناها وانجزناها لنعتمدها في اقامة هذا النشاط الفني واستعداد الكادر لمواجهة الجمهور اعلن في التأريخ اعلاه وعلى مستوى البلدة والانترنيت عن مسابقة فنية / غنائية يشارك فيها  13 برعما من براعم القوش فتوافدت الأهالي ومحبي الفن والموسيقى من كافة احياءها الى حدائق النادي حتى اكتظت وازدانت بهم انفاس الجموع الغفيرة التي زينت الحديقة ، ملبين دعوة مهرجان الاغنية السريانية ، وعلى الرغم من نسمات البرد التي كانت تلفع وجوه الحاضرين الا ان فقرات المهرجان الممتعة التي جعلتهم مشدودين مع تلك الاصوات الجميلة التي كانت تطلقها حناجر صافية صفو قلوب اصحابها حفزهم على مقاومة برودة الجو . وفي الموعد المقرر  ارتقى المشرف الفني على المهرجان مسرح النادي مستهلاً المنهاج بكلمة ترحيبية بالسيد مدير ناحية القوش والسادة ممثلي الاحزاب الوطنية والقومية ومنظمات المجتمع المدني وشكر عوائل المتسابقين الذين تعاونوا من اجل انجاح المهرجان كما شكر منتدى شباب القوش على فتحه ابواب المنتدى لأستغلالها في البروفات اليومية التي كانت تجرى هناك ، وجاءت كلمة

الهيئة الادارية للنادي التي القاها السيد سمير قس يونان نائب رئيس الهيئة شاكرا فيها كل المساعي الخيرة على اقامة هذا المنجز الكبير ، وتوالت الفقرات واحدة تلو الاخرى ، وصدحت اصوات المبدعين وهم ينشدون بكل حب وافتخار اغنية القوش التي تعالت بها

اصوات الهلاهل وتفاعل معها الحضور واشتد التصفيق الذي عمّ  حديقة النادي .. اما المطرب المحبوب راني فقد لبى دعوتنا بكل تواضع ومحبة واغنى فقرات المهرجان باغنية جميلة اهداها الى الحضور .. وتواصل المتسابقون في المنافسة حتى تم اعلان نتيجة المسابقة النهائية للمهرجان .. وكان الفنان الشاب بشار نادر قد تمكن من تغطية معظم الاغاني التي غناها المبدعون .. لقد تمكنا من خلال هذا النشاط الجماهيري الذي جسده وأحياه أحبتنا الصغار ان ننتشل الحضور من مرارة الواقع الذي يعاني منه شعبنا الصابر ونعود بهم الى تلك اللحظات الزاخرة بالامل والحب والحياة التي تجسدت بأولئك الرائعين الذين ملئوا مسرح النادي طرباً وموسيقى وشجن . وسأذكر اسماء الاحبة المشاركين في المهرجان :                       
1// ماركو وائل وزي .
2// رامي ثائر كجو .
3// اونيل جنان ارمني .
4// هيلين يوسف رحيمة .
5// ديفد خالد حكيم .
6// عذراء وائل وزي .
7// سلار سمير توما .
8// ليزا كامل بحو .
9// راما اركان حلبي .
10// حازم ناظم النجار .
11// سونيا سمير حنونا .         
12 // انر عامر حنو .
13// جوفيال سرهد بوداغ .
وفاز المراكز الثلاثة الاولى كل من :                 
 (( ماركو وائل .. رامي ثائر .. اونيل جنان )) الف مبروك للفائزين وللاحبة الذين شاركو واضافوا ابداع جديد الى ارشيف القوش .

141
نشاط جديد لرابطة المرأة العراقية في القوش
 رابطة المرأة العراقية \ القوش

اعتادت رابطة المرأة العراقية في القوش ان تبادر بين فترة واخرى لأقامة كل ما هو مفيد ومتميز لأهالي بلدتها القوش ، حيث اقامت في الآونة الأخيرة دورة في الأسعافات الأولية وبمشاركة العديد من النساء واشرفت على هذه الدورة السيدة سيروات همبرسوم سكرتيرة الرابطة حيث تمكنت ان تقدم المادة بشكل مبسط وسلس نظريا وعمليا الى الاخوات المشاركات في الدورة ، هذا واستغرقت اكثر من عشرة ايام وبعد نهاية الدورة احتفلت الرابطة في مقرها الدائم بمناسبة انتهائها وحضرت الاخوات الرابطيات والاخوات المشاركات في الدورة وتم توزيع الكيك والمرطبات على الحاضرات
 حيث عمت الفرحة في تلك الاجواء التي كانت تتخللها موسيقى واغاني فرح واستمر الاحتفال زهاء الساعتين .


142
كلمات وداع اخيرة الى الراحلة أنو شعيا خزمي

                                                                                                                                      باسل شامايا

لا فعل أكثر وطأة علينا من فعل الموت ولا خبر يقرع مسامعنا ويفجع قلوبنا اعمق حزنا ومرارة منه ..يا لقساوته فانه اعتاد ان يسرق منا احلى وأغلى أحبتنا ، فقد أطفأ قبل اربعين يوما شمعة السيدة الفاضلة والأم الرؤوم ( أنو شعيا خزمي ) زوجة الراحل رحيم بتوزا التي غادرتنا بصمت الى الاخدار السماوية تاركة لأسرتها المفجوعة ولكل من عرفها واستلذ بلقائها وحوارها العذب ذكرى عطرة ما زالت تعشش في الأعماق .. رحلت وسط حزن بنيها وبناتها وأحفادها وحفيداتها وذويها ومعارفها وأهالي بلدتها ، الذين عرفوا فيها الطيبة وصدق السريرة ونقاء الوجدان  ،  فارقت أولادها جسدا لكن روحها مكثت معهم وبينهم ترفرف فوق كل شبر وزاوية من زوايا المنزل ، يفوح منها عطر كلماتها وحديثها الشيق الذي كانت تغدق به عليهم .. رحلت تلك الانسانة الدءوبة دوما لأسعاد فلذات كبدها دون ان يثنيها شيء حتى وان كان ثمنه تعاستها.. تحققت امنيتها حينما شاهدت احفادها واولادهم وهم يتنعمون بالسعادة والرفاه ،  أغمضت اغماضتها الأخيرة بعد ان حملت أفراد أسرتها صغاراً وكباراً بين حدقات عيونها وطيات قلبها ، لبت نداء ربها فأطفأ الموت شمس الحياة فيها وأوقف ذلك القلب الذي كان ينبض بالحب والحنان عن الخفقان ، وها قد غابت برحيلها البسمة عن بيت  أولادها وبناتها  وغابت عنهم مظاهر الفرح تلك التي كانت تعطرها الراحلة بوجودها ، والتحقت بشريك حياتها المرحوم رحيم بتوزا الذي سبقها الى دار البقاء . فيا ايتها الراحلة المتوجة بنفحات ثمانين سنة من عمرك المبارك عطاءاً لا منتهياً ، ان ابناءك وبناتك يستذكرونك في كل يوم وكل ساعة ولحظة ويستذكرون كل ما كنت تغدقين عليهم من عطر الكلام ، تنثرينه بسخاء لتزيلي به عنهم الصعاب وثقل الايام .. كم كانت اليمة تلك اللحظات التي التأم فيها شمل الاقرباء والاصدقاء والجيران في الجمع الجنائزي الغفيرالذي احتضن جثمانك الطاهر وسط حزن جاثم الى مثواك الاخير .. يا من  تعجز الكلمات ان توفيها حقها ، نعم تعجز أمام عظمة عطاء النبع الصافي ، الأم التي كرست سني حياتها من اجل زرع البسمة على ثغور أولادها الذين أرضعتهم محبة الاخرين  ومساعدة المحتاج .. أحبتهم حبا ملأ عليها حياتها وجعلت من ذلك الحب منبر سعادة ارتقته منذ اشراقة شمس ميلادهم حتى  أيامها الخوالي ، لقد افتقدوها وأوجع رحيلها قلوبهم وقلوب جميع ناسها و محبيها .أخاطبك يا شجرة الحنان الوارفة وأنت راقدة في مسكنك الأبدي تحت الثرى الذي تعطر واغتنى بجسدك الطاهر لأقول لك : نامي أيتها الراحلة التي افتقدك من كنت بركة في بيوتهم ، والذي يحز في القلب حزن أحفادك الصغار ( بنون وبنات ) وهم يبحثون عنك في أرجاء المنزل علهم يقتفون أثرك ، انهم ينتظرون قدومك من رحلتك التي طالت ، يسألون بائهم وأمهاتهم والدمع يحتضن مآقيهم : متى ستعود ( دادا أنّا ) من سفرتها الطويلة ...؟ فأنهم لم يعتادوا على فراقك مثل هذه المدة ، لقد عصرهم الشوق الى لقياك ، ولا سبيل الى قتل جماحه الا البكاء والنحيب ، فارقدي بسلام أيتها الصادقة في حبها يا من حملت انسانيتك حتى أنفاسك الأخيرة تلك الانسانية التي تجسدت فيها كل معاني المحبة والصفاء . سلام لك أيتها الأم التي ترجمت بأمومتها عطائها الدائم والذي كان جدول حنان وحب لم يتوقف لحظة..سلام لك يا اطهر المخلوقات وأعظم نبع للأصالة والوصال . نامي قريرة العين وتوشحي بحب ثمارك وتأكدي أنهم جميعا بكوك دماً برحيلك عنهم .. وقبل ان اختم رثائي كلفت من قبل اولادك ان اكتب لك كلمات عن لسانهم حيث تزامنت ذكراك الاربعين مع ذكرى ميلاد ثمرتك البكر(صباح ) فطلب ان استثمر هذه المناسبة مع فراقك عنهم .. فيقول ومعه اخوته واخواته هذه الكلمات النابعة من اعماقهم الباكية : أمنا الحنونة الغالية يا شجرة وجد منحت لوجودنا وجودا ، يتعسر علينا ان نختار كلمات نشكرك فيها على ما وهبتهِ لنا من الحب والرعاية والحنان ، فان قلنا شكرا لك فذلك لا يشكل الا الشيء اليسير اليسير ، ومهما قلنا وكتبنا وصقلنا من مفردات الكلام فانها لا تفي الا القليل بما اعطيتِه لنا ولا يعوض نقطة في بحر مما بذلتِه في سهرك أياما وليالي وسنين طوال على راحتنا وهنائنا وان سألونا عن عطاياك لنا ايتها الراحلة العزيزة ، سنقول وبكل فخر واعتزاز ومحبة : يكفيك يا اماه انك كنت وستبقين أبد الدهر نبع عطاء لا ينضب . وداعا ولتتنعمي بالذكر الطيب دائما وابدا .

 

143
وداعا باسم زورا بتوزا



                                                                                                                      باسل شامايا
 
عزيز جديد من أعزة القوش متميز في معزته يذوي مترنحا بين الحياة والموت ،اضطر بعد احساسه بالمرض لمراجعة الطبيب اكثر من مرة لأسعاف وضعه الصحي وانقاذ حياته من الخطر المحدق ملبيا بذلك رغبة من هم بحاجة اليه وبين فترة واخرى كنت التقيه وأسأله عن تشخيص الطبيب لحالته ، فكان يجيب وابتسامته المعهودة على محياه يتخللها خجل قروي أصيل: لقد اخبروني بأن حالتي الصحية تحتاج الى عملية جراحية  لا بد منها .. واخيرا انصاع الى الامر الواقع وذهب لتجرى له تلك العملية لعله سيعود بعدها معافى الى والدته  وشريكة حياته وزهراته الاربع وأشقائه وشقيقاته واولاد عمومته واحبته الذين ينتظرون خبر عافيته على نار أحر من الجمر ، خرج من بيته وفي قلبه خوف من المجهول خطوة تأخذه واخرى تعيده ، ابتعد وهو ينظر الى بيته واسرته عن كثب وفي اعماقه أمل العودة الى من سينتظره ، رقد على سريره في المشفى متأملا انه ليس الا سقف زمني بسيط ويعود بأفضل حال الى ذويه ليضم ثمراته الى احضانه وحناياه .. فأغمض عينيه مسلّما حياته لقدره ، لعله يستجيب لدعاء  امه ونداء زوجته ودموع بناته ، وبعد صراع بين البقاء والرحيل فاجئنا ذلك القدر اللعين بالموت الذي جاء كالبرق باسطا فراشه على ذلك السرير الذي اسلم عليه الراحل روحه .. وراح القدر يكتب اول سطور لمأساة أم فقدت صغير اولادها وزوجة شابة تحتضن اربع زهرات قدر لهن ان يلقي فراق باسم بثقله عليهن .. فنزل خبر رحيله كالصاعقة وعشّب بارواح محبيه الذهول والحسرة ، لا ادري يا صاحبي كم من الحزن والاسى أصابني حينما أبلغني صديق بنبأ رحيلك المفجع فتناولت قلمي لأرثيك لأني برثائي سأواسي القلوب التي لا أحد يستوعب الحزن والالم على رحيلك غيرها .. هكذا غادرنا المفرط في الطيبة برحيله المبكر قبل الأوان .. رحل ذلك المخلوق الرقيق الشفاف حد النسمة والذي كان حبيبا كالبراءة وجميلا كغرسة زيتون وصادقا كالطفل الذي توّه يبدأ الكلام .. غادرنا بهدوء كتلك الحمامة البيضاء الجميلة التي حملت ريشها لتسافر الى دون عودة .. فارقنا ورحل هذا المسكون بحب الناس . وفي صباح اليوم الثاني من وفاته تهافت الناس بسياراتهم الى حيث مفرق القوش ، وبعد انتظار محفوف بالأسى بان رتل السيارات القادم من مشفى دهوك يتقدمه نعش الراحل العزيز ،وانضم الى الرتل عشرات السيارات المنتظرة حتى ازدحم الشارع المؤدي الى البلدة واكتظ بالمشيعين  ، فسار الرتل بصمت دون ضجيج حتى أدخل جثمان الراحل الى بيته وسط صراخ وعويل فهرع الناس لينظموا الى موكب تشييعه الذي  غصت الشوارع وازقة القوش بهم وهم يراقبون بألم يتخلله نحيب وآهات واصوات مناجاة وراحت الجموع تتدفق الى هناك تظللها غمامات حزن ووجع لا يمكن كتمانه ، وبعد تأدية الطقوس الدينية حملته الاكتاف وسط موكب كبير الى حيث داره الابدي ، وهناك ووري الثرى فذرفت بانطفاء شمعته الدموع مدرارا ..  واقيمت على روحه الطاهرة تعازي في قاعة مار قرداغ التي كانت هي الاخرى تعج بالمعزين تملأ ثنايا القاعة مشاعر الالم وكان شقيق الراحل يستقبل المعزين الذين جاءوا من كل صوب وحدب ليشاطرونه حزنه بفقدانه شقيقه الأصغر والذي كان يصبره عن فراق اخويه نوئيل وكريم  اللذين انضما الى قافلة الهجرة . آه ايها الممهور بالنقاء والطيبة ومحبة الناس عرفتك في بغداد حينما كنت تقوم بزيارة اخي عماد وانثالت في ذاكرتي ذلك المكان الذي كنا نلتقي فيه      ( اسواق مريم ) ونتبادل الحديث خصوصا في مجال العمل الذي كان الفقيد ميالا الى حياة العمل يسعى دءوبا مخلصا ناكرا الذات ليكون ناجحا فيه  .. ازدادت معرفتي به اكثر حينما توغلت الى اعماقه الصافية وتيقنت ان الطيبة نفسها تخجل امام طيبته التي كان يحاكي ويتعامل بها مع الناس ..  عرفته عالي الاخلاق دمثها كبير القلب دائم البسمة ، لكم كانت السعادة تغمره وهو يقوم بخدمة هذا وذاك ، فان قلت عنه مؤدبا خلوقا ودودا فانه قد يصل برصيده الى مستوى الفضلاء والصالحين ، كان عندما يتكلم بصوته الخفيض لا تكاد الكلمات تفارق شفاهه الا وهي مصحوبة بابتسامة وشفافية وحب لانتماء حقيقي الى الطيبة والانفراد في نقاء الذات .. نعم ايها المغادر الى عالم الذكرى لقد عشت ابيا عزيز النفس متواضعا طموحا في الفوز برضا الاخرين مجاهدا من اجل كسب لقمة عيش نظيفة لعائلتك فكنت خير اب وخير اخ وصديق مذ كنت شابا يافعا حتى رحيلك الى اللاعودة .. وداعا وسلاما لك وانت تغادرنا دون وداع الى دار البقاء هناك في فردوس الجنان تاركا لمحبيك اثقالا سيتحملونها دونك . وداعا ايها الغصن الندي الذي يرقد بين احضان آبائه وأجداده .. وداعا ايها الراحل الى عذابات امك الحنون وبناتك المتوشحات حزنا بفقدانك وشريكتك التي سترحل عنها ابتسامتها التي كنت دوما تزرعها بظلك البهي .. ارقد بسلام ايها العزيز في مسكنك الأبدي ولا تفكر بما تركته ها هنا فانه حتما سيكون في حدقات العيون لأنه ليس الا جزء منك وامتدادك .
 





   

144

زيارة الى رابطة المرأه العراقية في القوش

للمرة الثانية تقوم الفنانة العرقية القديرة ازادوهي صاموئيل رائدة المسرح العراقي بزيارة الى مقر رابطة المرأه العراقية في القوش وكان بأستقبالها السيدة سيروات همبرسوم سكرتيرة الرابطة ومجموعة من الرابطيات , حيث رحبت السكرتيرة بالضيفة وتمنت لها اقامة طيبة في بيتها الثاني مع اهلها و ذويها وهذا ما تمنته لها الرابطيات اما الفنانة المتألقة دوما شكرت جميع الرابطيات على حسن الاسقبال والضيافة وفي حديثها حول عملها في صفوف رابطة المرأه العراقية قبل اكثر من خمسة عقود خلت قالت : لقد عملت الى جانب زميلاتي في الرابطة ببغداد بكل همة ونشاط
 هدفنا الرئيسي تحرير المرأه من براثن العبودية و مساواتها بالرجل و ذلك لا يمكن تحقيقه الا بالنضال والكفاح المرير دون تقاعس ولم تتخلف الرابطة منذ تأسيسها وخصوصا في العهود المظلمة عن اداء واجبها الوطني والمهني ومشاركتها في الاضرابات والتظاهرات والوقوف بكل حزم ضد الظلم والطغيان وفي نهاية اللقاء التقطت كامرة الرابطة عدة صور تذكارية مع الممثلة المبدعة ازادوهي صاموئيل . ومن ضمن النشاط التي شاركت فيها الرابطة في القوش حضور الرابطيات ومعهن الفنانة ازادوهي محاضرة صحية في قاعة منتدى شباب ورياضة القوش حول السوفان واَلامَ العظام القاها الطبيب رافي نافع عبو



145
مصيف بيندوايا
 يستضيف أحبة القوش المبدعين

                                                                                                                                        باسل شامايا
بمناسبة نجاح المهرجان الثقافي / الفني الأول لمسرح الطفل الذي اقامه نادي القوش العائلي على حدائقه بتأريخ 6/9/2012 والذي تم في نهايته تكريم المبدعين من احبتنا ازهار القوش الحلوين بادرت اللجنة الفنية للأحتفال بهذا النجاح بأقامة سفرة لطاقم المهرجان الى مصيف بيندوايا وباشراف السيد اسماعيل قيا بلو رئيس اللجنة الفنية للنادي والمكلف من قبل الهيئة الادارية حيث انطلقنا بالكوسترات المهيأة لذات الغرض في الساعة الثانية بعد الظهر وسط فرحة المشاركين والاغاني والاناشيد التي كانوا ينشدونها في الطريق الى المصيف وكان النادي قد حجز كازينو الاخ دريد قس دنو لأستقبال القادمين من القوش وبعد وصولنا الى حيث الكازينو تم تهيئة برنامج السفرة من قبل لجنة كلفها المشرف الفني على المهرجان ومن ضمن الالعاب التي مورست لعبة الدنبلة حيث قضى الجميع احلى وامتع الاوقات في السباحة والالعاب المسلية ومن محاسن الصدف  التقينا في المصيف بكادر منظمة فرح العطاء الذي كان الكازينو يستضيفه لمدة اسبوع حيث كان يبلغ عددهم اكثر من خمسين مشارك  بين فتيان وفتيات ومشرفات ومن مختلف الفئات العمرية هذا وقد استغرقت السفرة ست ساعات وعدنا ادراجنا الى بلدتنا القوش بعد ان قضينا احلى الاوقات في مصيف بيندوايا .



146
مهرجان ثقافي فني يجسدونه 
مبدعون صغار على مسرح نادي القوش العائلي

باسل شامايا


أن الواقع الثقافي الفني في بلدتنا القوش المبدعة دوما بتواصل دائم دون أن تنتابه اية  تلكؤات أو خمول ، وعلى الرغم من الظروف العصيبة التي يمر بها بلدنا المرهق اثبت أصحاب الشأن ، حاملو مشاعل الثقافة والفن انهم يتحدون الواقع بما يحمله من أزمات وصعاب وعراقيل ، تلك التي تمتلك من عناصر الهدم والتخريب ما يمّكنها من ايقاف واخماد شعلة الثقافة والإبداع ، لكنّ الغيورين والمحبين ماضون دون ان تثنيهم تلك العوائق ، وستظل مشاعل الامل وشمس الثقافة بمجالاتها المتنوعة ساطعة متألقة في سماء القوش طالما هناك إمكانات وقابليات  وتضحيات تعلن استعدادها على الدوام لتكون امتدادا لمن سبقها .  فما خذلوا من ثابروا وتكاتفوا وعزموا على الخير والبناء وما افلحوا من تخندقوا على الشر والبلاء فانهم حتماً سيقطف كل منهم ثماره التي يستحقها . ان العناية بثقافة الطفل تكاد تكون من الاهمية القصوى ، ذلك لأنهم يعدّون قادة المستقبل وبناة الوطن فلا بد من اعدادهم ليكونوا اهلا لهذه المسؤولية لذلك على الواجهات الثقافية والفنية والاجتماعية متابعتهم واحتضانهم وصقل مواهبهم وامكاناتهم لياخذوا دورهم في عملية بناء المجتمع .                  فان نادي القوش العائلي هذا الصرح الاجتماعي الكبير وبلجانه العاملة خصوصاً الثقافية والفنية منها ، اللتين تهدفان لتخطيط وتوثيق سمو النادي وإيفاء أعضائه رغباتهم وطموحاتهم ليكون ناديهم جديرا بحمل راية الثقافة والفن واعتبار ذلك هدفا من اهدافه المهمة للسير قدما لترسيخ اهداف النادي في تطوير ورقي مجتمعنا العراقي عموما والالقوشي خصوصا ، فانه يسعى دوما ان يكون سباقا بين اقرانه من الأندية والجمعيات الثقافية والاجتماعية لأحتضان كافة المبدعين والمبادرين لأغناء المجتمع بالنشاطات والنتاجات التي تحاكي الذوق العام  في مختلف المجالات الحياتية من اجل ادخال البهجة والسرور الى قلوب الناس ، فحينما يجمعنا هذا النادي ويدعونا لأقامة مهرجان أو أمسية أو احتفال علينا ان نستثمر تلك الفرصة ونجتهد ونبدع بما نقدمه للجمهور ليساهم ذلك في صناعة هوية مشرقة تعطي لهذا الكيان الاجتماعي قوة وارادة صلبة نفتخر بها جميعا ، ففي مساء 6/9/2012 حط زورق الابداع على شواطىء القوش محملا بحقائب زاخرة بالمشاهد المسرحية الممتعة ، والقصائد والمحاورات الشعرية التي تنبض بالهم الانساني  ، والاغاني الجميلة التي تطلقها حناجر تصدح بحب الوطن  ، والموسيقى والأناشيد الجميلة التي تغازل العراق وأم القرى القوش الحبيبة ، وتحيي التراث الاصيل لآبائنا وأجدادنا العظام ، لينطلق من بيتنا الكبير نادي القوش العائلي فناون صغار اجتمعت فيهم  هذه المواهب وسخروها خلال سقف زمني بذلوا خلالها جهودا مضنية لأنجاح هذا المنجز الكبير ليضيف الى خزينها ابداعاً جديداً ، في هذا االيوم  الجميل الذي تلفعت شمسه الزاهية بنسمات الخريف المستبشرة برحيل

الصيف الحار ، بادر النادي وكعادته لأقامة مهرجان ثقافي فني معتمدا على الامكانات المادية البسيطة ومجسدا لفقراته براعم الامل وبناة المستقبل احبة القوش الرائعين والبالغ عددهم     ( 40 ) طفلاً وطفلة ومن مختلف الفئات العمرية ، اي من مرحلة الروضة وحتى مرحلة الدراسة المتوسطة ، التقينا وقررنا ان نكون جديرين بما أوكل الينا خلال فترة زمنية  نحددها نحن وننجزها بحضورنا وتكاتفنا واحترام مواعيد البروفات اليومية التي كان منتدى شباب ورياضة القوش قد فتح لنا ابوابه لأحتضان هؤلاء البراعم ملبيا كافة اكسسواراتهم واحتياجاتهم لأجرائها على مسرحه .. وبالتنسيق والتعاون بين لجان النادي الفاعلة والمشرف الفني على تدريب الاطفال  تذللت كافة الصعاب وتمكن طاقم العمل ان يتهيأ لمواجهة الجمهور بالرصيد الثر الذي خزنه خلال فترة التدريبات . وفي الموعد المحدد للمهرجان المقرر تهافتت حشود غفيرة من الاهالي الى حدائق نادي القوش العائلي ظمآنين لمشاهدة أزهار القوش وهم يفوحون عطرا على مسرح النادي حتى اكتظ المكان بهم فارتقى المشرف الفني مطلاً على

المسرح وبأدائه المميز وصوته الشجي وبكلماته النابعة من الوجدان والمفعمة بالحب أعلن بدء المهرجان وبكلمته الترحيبية شكر المسؤولين وفي مقدمتهم السيد مدير ناحية القوش والجموع التي ازدانت بهم حديقة النادي مانحين شعورا زاخرا بالسعادة لأولئك المبدعين الذين يزينون المسرح ويفرشون ارضية خصبة لبث ممكنات السعادة والمتعة في قلوب الحاضرين ، ثم دعا الحضور للوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح اطفال العراق الذين اهدر الارهاب والجناة دماءهم الطاهرة ، وتلتها كلمة الهيئة الادارية للنادي القاها رئيس الهيئة السيد زهير بتوزا شاكرا فيها جميع الذين تجشموا عناء الطريق ملبين دعوة النادي ثم أشار الى الجهود الجبارة التي تمكنت من تهيئة هؤلاء البراعم لتقديم ماهو ممتع ومثير للناس كما قال في كلمته ان المهرجان الثقافي الاول لمسرح الطفل سيكون تقليدا اجتماعياً يبادر النادي الى احيائه في كل سنة وقال اننا مستعدون لأستقبال كافة المقترحات لتطوير فقرات المهرجانات القادمة ودعا ذوي الاختصاص وكل الاخوة لأحتضان ودعم هؤلاء الثمار الزاهية ليقدموا الافضل والمفيد ، وجاء نشيد الأفتتاح ( القوش يا ماثد زونا ) ليلهب أداء المشاركين حماس الحضور الذين شاركوا معهم بمشاعرهم  وكلمات النشيد التي راح ينشدها حتى الاطفال  ، وكان لهذا المهرجان نكهة خاصة وغريبة خصوصا حينما اعتلى المسرح ثلاثة مبدعين ليتحاوروا معاً في تقديم المنهاج، وتوالت الفقرات الفنية والادبية المتنوعة ثم قرأت برقيات التهاني والتبريكات للنادي من دوائر الدولة الرسمية والاحزاب السياسية ومن منظمات المجتمع المدني شاكرين مساعيه وجهوده القيمة على احتضان اولئك البراعم الذين تمكنوا وبكل جدارة من اتحاف الجمهور بفقراتهم الممتعة والرائعة وبالرغم من استغراق المهرجان اكثر من ساعتين الا انه ممتعاً غير رتيبا او مملا بل كانت فقراته تاتي بشكل انسيابي سلس ومتناولا جوانب عدة تركت اثرا ايجابيا عند المتلقي .. وفي الاخير اقول ان هذا المنجز الكبير كان ظاهرة ثقافية / فنية ويجب ان يصبح تقليدا حضاريا في كل سنة ليعطي لبلدتنا المزهوة القوش المشهد الثقافي والفني  .

147
وداعا ايتها الأم الراحلة سمرية شهارا
                                                                                                                                    باسل شامايا


الأم رمز لكل صفة من الصفات الأنسانية العذبة التي لم تجف يوما ينابيع عطائها ولن تنطفىء شعلة المحبة الموقدة في حناياها .. انها كائن انساني متسامي محبب تمنح الحب والحنان دون ان تخضع للمقاييس والمزاجات والألوان .. ولو بحثنا عن النبع الأول لأشراقة الانسانية نجده متجسدا في هذا الكائن العظيم الذي منه نأخذ دفء حنان الامومة منذ نعومة الاظفار .. فحينما منحتها الاعراف السماوية والاجتماعية شرف هذه الكلمة بما تحويها من معاني عظيمة  اجتمع فيها كل الخير والعطاء حتى باتت كتلة من المشاعر والأحاسيس الدافقة طيبة ورقة وحناناً وهكذا بقيت هذه الصفات ملازمة لها ولم تتمكن  أية قوة مهما كان جبروتها من ايقاف شريان عطائها  الا الموت اللئيم ، فانه الفعل الوحيد الذي يوقف قلبها النابض بالرقة عن الخفقان ويخمد تلك المشاعر الجياشة التي تحاكي وتغدق بها على الناس .اليك ايتها الأم المعطاءة الق يضيء المدى الفسيح وخطى تتوهج في افق الأيام والسنين ، لقد كنت وستبقين سفراً يعطر الزمان وحضورا شجياً متوشحاً بالطمأنينة والأمان .. لقد شاء قدري  أن يبعدني  عن سيدة الحنان مسافات شاسعة ، يستحيل عليّ لقاءها لأن البحار والجبال والمحيطات تقف

حائلا دون ذلك ، ستقول لي عزيزي القارىء الكريم انه لا سبيل لاطفاء جماح شوقك الا بسماع صوتها عبر الأثير وذلك يمنحك الصبر والسلوى على الفراق ..نعم .! انت محق فهي وسيلة لا بد منها بين فترة واخرى  ،  لكنني اضافة الى ذلك لي وسيلتي الاخرى التي  تعوضني بعض الشيء عن فراقها وهو زياراتي الى حيث الام الحنون سمرية بحو شهارا ، تلك الام التي أرضعتني وأنا طفل صغير ، حيث كنت أجد بلقائها نفحات امي الثانية فكلما كان الحنين والشوق يدفعاني الى امي المغتربة أهرع دون تردد لزيارة أمي الثانية التي كنت اسمع منها كلمات الامومة الزاخرة بالحنان والمحبة فأستأنس بمجلسها وحوارها العذب ، لكنّ قدري تمادى على حرماني فحرمني من هذه الام التي كنت اجد فيها امي المغتربة .                         لا اريد ان اكون تقليديا في رثائي كما اعتدت حينما اودع بكلماتي عزيزاً او عزيزة يغادراننا الى عالم الذكرى .. ولكن من اجل التعريف بالراحل او الراحلة يستوجب  الولوج الى حياتهما والاسهاب ببعض الجوانب من تفاصيل حياتهما ، في رثائي هذا الج الى حياة السيدة الراحلة  سمرية بحو شهارا التي اشرق فجر ميلادها في القوش عام  1932انحدرت من عائلة فلاحية قوامها ستة اخوة وثلاث اخوات ، عاشت حياة بسيطة متواضعة كما هو حال الكثير من العوائل التي كانت تعتمد على الفلاحة في معيشتها ، وكما تعلمون ان الحالة المناخية كانت تتحكم احيانا في  معيشتهم آنذاك ، فعاشت عيشة الفاقة والعوز والحرمان ..  ترعرعت في كنف والديها حتى اكملت العشرين من عمرها ثم تزوجت من المرحوم جكو جولاغ عام 1952 وانجبت منه ( 14 ) طفلاً وطفلة ثمانية بنين وست بنات .. لم يغير الزواج من حياتها شيئاً اكثر من الأستقرار الأجتماعي والأسري ، كان  زوجها يعمل حارسا ليليا وعاملا في النهار بالكاد يحصل على قوت عائلته الكبيرة ، وقفت الى جانب زوجها لتشاركه في توفير لقمة العيش لأطفالها وللأسرة الكبيرة التي كان يعيلها لوحده ، وبالرغم من تكريس حياتها من اجل

بيتها وتربية اولادها راحت  ترتزق بممارسة مهنة الخياطة ، فكانت تخيط الملابس والازياء الفلكلورية كالزي الالقوشي المعروف و تصنع البوشية وكذلك الغربال المستخدم في البيوت من اجل ان تمد يد العون لشريكها .  في الثمانينات من القرن المنصرم  وتحديدا عام 1983 دفعت هذه السيدة المبجلة ضريبة الوطن حينما سرق منها النظام الدكتاتوري ابنها الشاب (جلال)  وزُجّ  به  في طاحونة الحرب الشعواء التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء .. لم تجف لها عين بل ذرفت من الدمع مدرارا حتى كلّ بصرها ، فراح الزمن يكتب لها أول سطور للمأساة الحقيقية التي قدّر لها ان تلقي بثقلها على صدرها سنين طوال . ولم يكتف قدرها بهذه الفاجعة فقط بل اعقبتها فراق زوجها شريك حياتها تاركا اياها لوحدها ، غادرها فراقاً ابدياً بعد تلك العشرة الطويلة ، وراحت تعاني من الفراغ الذي كان يفرض عليها الاستسلام للهم والغم لكنّ حبها لثمارها وايمانها بالمكتوب جعلها تتجاوز المحنة ، ولم يتمكن ذلك الظرف القاسي من ايقاف عزمها بل واصلت حياتها مع أحبتها الذين ملأوا عليها أيامها وسنينها . كانت طيبة القلب والمعشر وطيبتها التي ينطوي عليها قلبها الكبير اشبه بذلك الرافد الذي لا يتوقف جريانا .. ابيّة النفس لا تقبل بأي شيء يخدش كبرياءها ، تغدو شفيفة وديعة محبة لجميع الناس .. لقد كانت منذ صغرها ميالة الى حياة العمل والإنتاج فتسعى وبشكل دؤوب كي يكون لها دور متميز للمساهمة في مختلف الأعمال التي تترك فيها بصماتها .. وبالرغم من عدم دخولها المدرسة وتعلمها القراءة والكتابة الا انها أبدعت في النحت على مادة البلاستك حيث كانت تحول القطع المهملة من هذه المادة كالأواني والمواعين والقطع

البلاستيكية وبواسطة الحرارة الى منحوتات جميلة فتعمل منها هياكل لمختلف انواع الطيور والأزهار ، شاركت في العديد من  المهرجانات بعد ان أصبح لها رصيد ثر في الفن التشكيلي وذلك أهّلها  أن تكون جديرة بالمشاركة في المهرجانات والمعارض الفنية المقامة في بغداد والقوش وعينكاوا فنالت بفنها اليدوي إعجاب أصحاب الاختصاص والمسؤولين كما وحصدت بمشاركاتها ونتاجاتها عدة شهادات وجوائز تقديرية ، وكان مهرجان عينكاوا الثقافي آخر مهرجان شاركت فيه بأسم نادي القوش العائلي حيث نالت رضا واستحسان الحاضرين الى المهرجان .. يا لها من امرأة طموحة أبدعت وتميزت في إبداعها ولم تعقها اهوال الحياة وأعاصيرها ، لم تفارق الابتسامة وجهها البشوش ، اتسمت دوما بروح التفاؤل والامل فكانت تقول لأولادها وأحفادها : اياكم واليأس فانه سيغدو جدرانا تفصلكم عن العالم . كانت تقول ان احلى واجمل اوقاتي كنت اقضيها في صناعة تلك الطيور الجميلة والاشكال اللطيفة بحيث كانت الدنيا لا تسعني فرحا حينما كنت انتج شيئا جديدا وكانني انجزت منجزا كبيرا .. هكذا كانت الأم والفنانة والمبدعة سمرية تقضي جلّ وقتها مع ادواتها التي تغازلها بأناملها وتصنع منها ما يدخل الدهشة الى قلوب الناس ، وفي اوقات فراغها  تهتم بحديقة منزلها الجميلة فتعتني بالثيل وتهندس تلك المساحات الصغيرة التي تؤطرها .. وتزرع في بستانها الصغير  الخضروات لتسد بذلك حاجة البيت .. وجاء سلطان الموت بغتة ليخطفها من بيننا فرحلت ورحلت معها تلك الابتسامة الرقيقة التي كانت تستقبل بها زائريها .. رحلت مثل الفراشة تاركة اثرا لا يزول .. اخاطبك سيدتي ، ايتها الام الرؤوم وانت تحت الثرى لأقول لك ارقدي بسلام ، ولتعلمي ان ذكراك لن ترحل بل رحل عنا جسدك لكنك ستبقين في ذاكرتنا تسكنين ثنايانا ، عزاؤنا بما تركتيه ميراثا نستذكرك وتستذكرك القوش والاجيال دائما وابدا..  وداعا وسلاما وانت تغادرينا الى دار البقاء .
 

148
المهرجان الثقافي الفني الذي اقامه نادي القوش العائلي على حدائقه بتاريخ 6/9/2012

عرس فني في نادي القوش العائلي حضرته جموع غفيرة من الاهالي ابدع فيه 40 طفل وطفلة من مختلف الفئات العمرية
                    باسل شامايا




0


 

150
الراحلة ابنة القوش البارّة
 الماس حسيب زلفا
                                                                                                                              باسل شامايا

يتحدث التأريخ على  صفحاته عن نساء تعجز الأقلام عن وصف بطولاتهن وتضحياتهن الجسام ، مثلهن لا يمكن ان تغادرن الذاكرة خصوصا اللواتي تجودنّ بارواحهن من اجل القيم والمبادئ خدمة  للوطن والصالح العام ، وقد كان عطاء بعضهن بمستوى اللاتي خلدهن التأريخ ، لكنّ كابوس الاجرام الجاثم على صدر العراق كان يحول دوما دون استذكارهن .. فلهنّ الق يضيء المدى وخطى تتوهج في سفر الايام اقسمن ان تبقى ينابيع عطائهن معطاءا لا يجف ابدا .. في مقالتي ساتحدث عن احداهن التي عرفناها منذ زمن الدكتاتورية البغيضة طودا شامخا لا تساوم ، تستميت دفاعا عن المبادىء والقيم العظيمة التي آمنت بها وارتضت مصاعب الحياة دفاعا عنها ، وقفت الى جانب شريكها الذي توسد الصخور وافترش عشب البراري والتحف السماء سعيدا مؤمنا بقضيته العادلة من اجل الدفاع عن حقوق الفقراء والمظلومين .. كانت دفقا من الانسانية وشلالا من العطاء الذي لم تخفت جذوته .. عانت وخزنت بين اضلعها كماً من الاحزان تلك التي خبأها لها الزمن .. حزنها على تشتت عائلتها وعدم استقرارها ، وحزنها على بيتها الذي هدمه واحرقه الاوغاد ، وحزنها على فلذ كبدها الذي خطفته ايادي الخسة والرذيلة وهو يؤدي واجبه الوظيفي بكل اخلاص ونكران الذات .. كانت امراة قوية صلبة ، لم تتقاعس يوما عن اداء واجبها كأم وزوجة ومناضلة .. كان لها احساس عالي بالانتماء الى المظلومين والمضطهدين .. عاشت حياتها صابرة على البلاء والنقمة التي ابتليت بها من ازلام الانظمة الرجعية المتعاقبة ، تحملت اوصاب الحياة في شتى صنوف الويلات والمعاناة ، جابهت بكل عزم واقتدار معضلات الحياة الكثيرة التي مرت بها ، كانت شعلة من العطاء منتصبة دوما بوجه العواصف مبتسمة للحياة رغم احزانها وهمومها ، وواجهت مأساة اسرتها لوحدها بسبب غياب شريك حياتها الذي كان يقارع الظلم الدكتاتوري المجرم منطلقا من  جبال كردستان .. وقفت الى جانبه عندما رفع راية حزبه المناضل عالية خفاقة في سماء الوطن ، متحديا السلطات الرجعية على امتداد السنين .. ولا ننسى مواقفها البطولية المشّرفة حينما كانت بلدتها تتعرض لأطماع ومخاطر الغزاة ، حتى دفعت ثمن ذلك مضايقات وملاحقات أزلام السلطة لأسرتها . كان لها مكان متميز في قلوب اهالي القوش صغارا وكبارا ، انسانة متواضعة محبة نذرت حياتها من اجل خدمة ومساندة قضية شعبها العادلة .. تسلحت خلال  حياتها القصيرة بالصبر والمحبة الغامرة لكل الناس القريبين منها والبعيدين . هكذا كانت ابنة القوش  المناضلة الراحلة المس حسيب زلفا ( ام جوزيف ) ، التي هلّ فجر ميلادها عام 1933 في بلدتها القوش ..انحدرت من عائلة معروفة بالخدمات الجليلة التي قدمتها لأهالي البلدة ، وبمواقفها الوطنية والاجتماعية المشهودة والتي كان رصيدها في هذا المجال يؤهلها ان تحتفظ بعلاقات طيبة مع جميع اهالي البلدة حتى المناهضين لتوجهاتها الفكرية .. كان والدها رحمه الله ضريرا وعلى الرغم من ذلك لم يتقاعس يوما عن تقديم الخدمة للناس دون تمييز وذلك من خلال معالجته المرضى بواسطة طب الاعشاب ، يساعده بذلك ابنه الأكبر المرحوم عبو .. كان لها خمسة أشقاء وشقيقة واحدة جميعهم يعيشون مع ابويهم بمحبة وتعاون وعلاقات طيبة وطيدة مع الاقرباء والجيران .. تزوجت مبكرا في عام 1946 حيث ارتبطت بشريكها المناضل توما توماس وانجبت منه خمسة بنين وابنتين .. في عام 1950 رافقت زوجها الى مدينة كركوك حيث كان يعمل حينها في شركة نفط كركوك وفي عام 1961 غادرت العائلة الى القوش(ملاذهم الآمن ) بسبب ملاحقة رجال السلطة لشريكها واصدارها امر القاء القبض عليه . وبعد ان تنفست العائلة الصعداء بعض الشيء في القوش اسس الفقيد معملا للثلج وحقلا للدواجن ، وبات منزلهم مضيفا لأهالي المنطقة والمناطق المجاورة ومقرا لتجمع المناضلين الأنصار .. كانت تستقبلهم وتستضيفهم بابتسامتها المعهودة .. لكن الظروف السياسية التي اقتحمت البلد عموما بمجيء انقلابيي 8 شباط الاسود 1963 أبت ان تذوق ام جوزيف مع افراد العائلة مزيدا من الاستقرار ، ففتح الوضع السياسي الجديد  صفحة جديدة من المأساة  فوجع بها شعبنا العراقي الصابر .. مما اضطر الفقيد الراحل ابو جوزيف للالتحاق  بالحركة الثورية في كردستان العراق ، وهناك تم تشكيل فصائل الأنصار الذي قاد بطولاتهم ومعاركهم ضد السلطة حتى وفاته ..

   
     ونتيجة تلك النشاطات المناهضة لسلطة الدكتاتور تم مصادرة المعمل وحقل الدواجن وسيارتهم الخاصة وأثاث المنزل وحتى المواد الغذائية ، ولم يكتفوا بذلك بل قادهم حقدهم الدفين الى حرق المنزل ومصادرة نصفه وبيع بالمزاد العلني .. وبسبب ذلك الحقد الأسود اجبروا الناس حتى المقربين من العائلة لمقاطعتهم اجتماعيا وعدم القيام بزيارتهم وقرروا محاسبة كل من لا يلتزم بذلك حسابا عسيرا .. فكلفوا مرتزقتهم بالتجسس وكتابة تقارير يذكر فيها التفاصيل اليومية للعائلة من الزيارات واللقاءات ونشاطات اخرى .. وكان رجال السلطة في الموصل وحسب التقارير التي تصلهم من الواشين يستدعونهم الى دائرة الامن لأستجوابهم هناك وانت أدرى عزيزي القارىء الكريم بالاساليب الحقيرة التي كانت تتم فيها عملية الاستجواب .. وجاءت فاجعة العائلة الكبرى حينما خطط زبانية السلطة وبالتعاون مع المرتزقة لتسهيل عملية القاء القبض على ابن المناضل توما توماس ( منير ) الذي كان يعمل ( معاون طبي ) في مستوصف القوش .. فأصدروا امرا اداريا بنقله من القوش الى مدينة الحضر وهناك اختطفته ايادي الخسة والرذيلة واودع زنزانات الجناة ومكث فيها تحت ابشع انواع التعذيب الجسدي والنفسي ( ثلاث سنوات ) حتى اعدم عام 1984 .. لم تثنها قسوة الحياة عن مسيرتها وظلت صامدة في تلك الظروف الحالكة وواصلت نضالها دون أن تبدي اي تذمر يؤثر سلبا على علاقتها الأسرية ، لذلك كانت جديرة بتقديرشريكها واحترامه .. وكان تقييمه لها انها حقا مناضلة من طراز خاص ، تتسلح دوما بالشجاعة والصبر..  ولم تقتصر خدماتها الجليلة في مجال واحد بل في مختلف المجالات الحياتية ، فبالرغم من التزاماتها وانشغالاتها الكثيرة كانت العين الساهرة على خدمة حماتها المسنة وتضاعفت رعايتها لها بعد رقودها على فراش المرض فترة طويلة حتى وافتها المنية في 1982 ، وبعد ان وريت الثرى وبسبب ازعاجات رجال الأمن للعائلة اضطرت ام جوزيف للألتحاق بفصائل الانصار في كردستان العراق ليجتمع هناك شملها بزوجها واولادها  . غادرت القوش سرا مع اولادها ( منى ، سردار ، ماريا )الى حيث شريك حياتها فعاشوا سوية تغمرهم السعادة بالرغم من تلك الظروف العصيبة والتي فضلتها على تلك الايام التي كانت تتعرض وبشكل يومي الى ملاحقة اولئك الاراذل .. وهناك في جبال الحرية بدأت مرحلة أخرى  من حياتها ، اصبحت اماً للأنصار المقاتلين الذين نذروا حياتهم قربانا للانسانية التي تشبعوا بقيمها العظيمة .. وسهرت على راحتهم ورافقت نضالهم .. تتعامل معهم وكأنهم اولادها وبناتها  ، تحسسهم بالحنان الذي حرموا منه ..تجد السعادة في تقديم الخدمة لمن يحتاجها .. لكنها لم تتمكن  من الاستقرار مع اسرتها بسبب فقدانها لصحتها والمرض الذي داهمها منذ اختفاء ولدها ، فلم تجف لها عين بسبب فقدانه ، فاضطرت للرضوخ الى رأي العائلة للسفر الى سوريا وتلقي العلاج ولتأخذ هناك قسطا من الراحة من مصاعب الحياة ولكنها كانت أضعف في مواجهة قدرها المحتوم فرحلت رحيلا ابديا في 1/6/1991 .. وهكذا رحلت هذه السيدة المبجلة وعيونها شاخصة نحو الوطن الذي تركت فيه فلذ كبدها بين انياب الوحوش الضارية، تاركا لها الصمت والانتظار حتى التحقت به دون ان تتحقق امنيتها وتكتحل عينيها بلقائه .. برحيلها فقدت القوش ابنة بارّة مناضلة باسلة لم تنحن يوما للطغاة رغم ظلمهم وجبروتهم ، بل عاشت وماتت أبيّة شامخة كالجبل امام الأهوال . كانت امنيتها التي تراودها ، اللحاق بآبائها وأجدادها لتدفن الى جوارهم في تلك الارض التي عطّروها بثراهم ، لكنّ امنيتها لم تتحقق بوجود الأوباش .. 
 

 ومع مرور الايام والسنين  استجاب لها صوت الحق ليحقق ما تهفو اليه برحيل  الكابوس الجاثم على صدر العراق في 2003 .. وجاءت مبادرة اسرتها بنقل رفاتها من سوريا ، وتزامن ذلك مع نقل رفات رفيق دربها المناضل توما توماس من دهوك الى حيث مقبرة الآباء والأجداد في القوش وسط حضور جماهيري غفير ، ووريا الثرى جنبا الى جنب ، فاجتمعا بعد ان عاشا حياتهما مفترقين . وقبل ان انهي مقالتي احب ان اكتب إهداء المناضل توما توماس لمذكراته التي كتبها الى شريكة حياته قائلا : ( الى شريكة حياتي التي افتقدتها قبل الأوان ، الى التي هاجرت عبر الجبال الى سوريا واستقرت بدمشق وهي تنظر الى الوطن الذي تركت فيه ابنها (منير) في سجون الفاشست ومنذ عام 1981 .. أهدي مذكراتي اليك أيتها الشريكة الراقدة في مقبرة كنيسة الكلدان في دمشق تنتظر العودة الى الوطن عند زوال الدكتاتورية .

151
 تهنئة من القوش

من امنا الحنون القوش ارسل تهنئتي ممزوجة بالفرح والسرور على ما نلتموه بعزمكم وتواصلكم من المنجز العلمي والثقافي الذي كان ثمرة سهركم الدائم نأمل ان تكونوا أهلا لهذه الدرجة العلمية الكبيرة التي ستخدم من خلالها شعبك و بلدك الذي يحتاج الى كل من يمد له يد العون خصوصا هناك من يتحين الفرص لغرس سمومه في جسده المجروح ثانية اهنئك من القلب واتمنى لك النجاح والتقدم في مشروعك الثقافي الذي أكيد سيصب في بوتقة العراق العزيز .

                                      باسل شامايا / القوش

152

امسية شعرية في نادي القوش العائلي

ضمن نشاطات نادي القوش العائلي اقامت اللجنة الثقافية امسية شعرية في قاعة النادي التئم فيها شمل خمسة عشر شاعر وشاعرة من مبدعي شعبنا ومن مختلف مناطقنا ( القوش ، شرفية ، تللسقف ، باطنايا ) وبالرغم من العاصفة الترابية التي كانت قد اجتاحت منطقتنا الا ان القائمين والمساهمين في هذا النشاط ابوا ان يلغى أو يؤجل النشاط الى اشعار آخر بل أصروا على الحضور واقامة الامسية وتذليل صعابها  وفي موعدها المحدد وكان في مقدمة الحاضرين الاستاذ فائز عبد جهوري مدير ناحية القوش والدكتور بادر عمانوئيل مدير المركز الصحي النموذجي في القوش وجمهور اكتظت بهم قاعة النادي اضافة الى التغطية الاعلامية للفضائيتين ( عشتار وآشور ) واستهل منهاج الامسية بكلمة ترحيبية بالحضور ثم الوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء الوطن ثم كلمة الهيئة الادارية ألقاها الأستاذ زهير بتوزا رئيس الهيئة وجاءت قصائد الشعراء المشاركين واحدة تلو الاخرى والتي بلغ عددهم( 15 شاعر وشاعرة ) وهم :                                         1: الشاعر لطيف بولا . 2: الشعر يوسف زرا . 3: الشاعر عصام شابا فلفل . 4: الشاعرة سهام جبوري . 5 : الشاعر جميل حيدو . 6: الشاعر فائق قيا بلو .  7: الشاعر منذر زرو. 8: الشاعر ميخائيل وردة . 9: الشاعرة منال ابونا . 10 : الشاعر ايثم فرنسيس . 11 : الشاعر نوئيل حنونا . 12 : الشاعر زاهر حيزقيا . 13 : الشاعرة نضال خوشابا . 14 : الشاعر سمير قس يونان . 15 : الشاعر باسل شامايا . وفي ختام الامسية تثمينا لجهود المساهمين من الشعراء قدمت الهيئة الادارية للنادي هدايا تقديرية لهم شارك بتوزيعها السادة الضيوف هذا واستغرقت الامسية زهاء الساعة والنصف تمنياتنا بالنجاح والتوفيق لكافة النشاطات التي تقام في نادينا العزيز وستبقى ابواب النادي مفتوحة على مصراعيها لأستقبال نتاجات وابداعات المبدعين .

                                                    نادي القوش العائلي






 

153
ماذا اضافت فرقة مسرح شيرا
 للمسرح السرياني





 
باسل شامايا
  
كانت الانطلاقة الفعلية لوضع النواة الأولى لتأسيس فرقة مسرح شيرا للناطقين بالسريانية في بداية التسعينيات وتحديدا بين عامي ( 1992 – 1993) وفي منزل الأخ موفق ساوا الكائن في منطقة الزيونة حيث كانت الصدفة قد جمعت مجموعة من الأصدقاء القدامى والذين كانت تربطهم روابط فنية ثقافية عامة ولهم باع طويل في هذه النشاطات  وتحديدا خلال تلك الفترة الذهبية التي مر بها العراق أي في بداية السبعينيات من القرن الماضي حيث كانت تجمعهم اللجنة الفنية لنادي بابل الكلداني في بغداد/ منطقة المسبح  ، تلك اللجنة التي أغنت المسرح السرياني بأعمال مسرحية عملاقة ، عرضت ثلاثة منها على مسرح بغداد الدولي وباللغة السريانية وبفترات تاريخية متباينة :( الأرض والحب والإنسان عام 1972، الحصاد عام 1973 ، كشرا دلالي عام 1976) .                لقد كان هذا النادي الاجتماعي العريق يشكل  أرضية خصبة لاحتضان  الطاقات الشابة بمختلف مواهبها وتلوناتها الثقافية ويعمل جاهدا وحثيثا لصقلها ثم تهذيبها باتجاه خدمة الحركة الثقافية في عراقنا  الحبيب عموما  .. وتوالت اللقاءات لدعم فكرة التأسيس في أماكن أخرى وكسب المزيد من المؤيدين للأهمية القصوى في تأسيس مثل هذه الفرقة والاتفاق على صيغة جماعية لانبثاقها لتأخذ مكانها كمنبر أو كواجهة ثقافية تنصهر في بوتقتها كل المواهب والإبداعات التي بعثرتها الظروف السياسية القاهرة التي مرت بوطننا العزيز بل وأنتجت تلك الظروف سباتا وشللا في كافة النشاطات المسرحية التي كان الهدف منها تنشيط الحركة الفنية واحياء تراثنا الاجتماعي.. واتفقنا على لقاء موسع في بيت الاخ موفق لمناقشة موضوع التاسيس بموضوعية وعناية تامة وكان قد حضره كل من السادة :  ( سعيد شامايا ، موفق ساوا ، عماد شامايا ، صباح يلدكو ، نهاد شامايا ،الأخت ابتسام وكاتب هذه السطور باسل شامايا ) وخلال النقاش المستفيض توصلنا الى نهاية حتمية بأن ما صممنا عليه يجب ان يتحقق .. واستمرت اللقاءات دون توقف وتكررت وفي أماكن أخرى..وتم طرح هذه الفكرة على البعض من زملائنا وأصدقاءنا القدامى فاتفقوا معنا على كل ما تم مناقشته من أفكار ومقترحات  أمثال  الإخوة :(جرجيس قلو.. وسمير خوشو وفرج حلبي..وميخا عوديش ) .. هؤلاء الذين كانوا مواكبين للحركة المسرحية قبل أكثر من 40 سنة .. وكذلك الاخ باسم رفائيل ، والشاعر بولص شليطا .. وبعد حصول الموافقة الجماعية لإحياء تراثنا السرياني الأصيل من خلال الاتفاق على الصيغة النهائية لهذه الواجهة الثقافية ، تحرك أصحاب الشأن وسط الخريجين من كلية ومعهد الفنون الجميلة لاختيار العناصر الشابة ذات الاختصاص ليأخذوا مكانهم كأعضاء مؤسسين في الفرقة .. لأن شروط التأسيس كانت تقتضي وجود عناصر أكاديمية حاصلة على شهادات فنية خصوصا في مجال المسرح  ، وبالفعل تمكنا من تشخيص بعض العناصر من الأخوة الأكاديميين وحصلنا على موافقتهم ليكونوا أعضاء مؤسسين في الفرقة ، وبعد اكتمال النصاب أعلن عن تأسيسها  رسميا وبموافقة وزارة الثقافة والإعلام عام 1993وبخمسة مؤسسين وهم :  1// سعيد شامايا 2// موفق ساوا 3// فريد عقراوي 4// هيثم أبونا   5// عادل دنو .   وهكذا اختمرت الفكرة بعد بذل قصارى الجهود الحثيثة لولادة شيرا في بغداد ، وبعد أن استبشرنا خيرا بموافقة وزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح على تأسيس هذه الفرقة  الناطقة بالسريانية ، بادرت الهيئة التأسيسية في مقترحها أن يكون أول نشاط للفرقة إقامة حفل أو افتتاحية بمناسبة التأسيس وبالفعل تم ذلك عام 1993 وبجهود هذه الهيئة وتعاون أول كوكبة انضمت لعضوية الهيئة العامة للفرقة وكذلك بجهود وتعاون محبي الثقافة والفنون ، واختيرت قاعة نادي النفط ببغداد لإقامة هذا الحفل الفني الساهر وبدعم بعض الأخوة الميسورين الذين تبرعوا بتغطية كافة نفقات الحفل والذي تم استثمار ريعه في إنتاج أعمال مسرحية ناجحة ، وكانت باكورة أعمال شيرا التي قدمت خلال الحفل  (اوبريت شيرا ) تأليف ( الأستاذ سعيد شامايا ) وإخراج ( الفنان فريد عقراوي ) حيث كان له صدى كبير بين الجمهور.. وتوالت الأعمال المسرحية من (مسرحيات .. اوبريتات ..احتفالات) وغيرها من النشاطات التي زخر بها أرشيف الفرقة .. وهكذا سطع نجم شيرا وشقت طريقها بالاعتماد على كوادرها الذين وظفوا كافة إمكانياتهم ناكرين ذاتهم من اجل تطوير هذه الفرقة الفتية  وتألقها .. وبالرغم من العراقيل التي كانت في بعض الأحيان تقف حجر عثرة أمام إبداعات الفرقة إلا أنها لم تثنها عن التواصل في عطاءاتها بل تحدت تلك الظروف القاهرة بالمثابرة والتواصل والتعاون المثمر والتآلف والانصهار الجماعي في بوتقتها ، وكانت ثمرة تلك الجهود إنتاج أعمال فنية كثيرة عرضت بسقوف زمنية محددة وبمعالجات        ( تراجيكوميدية ) .. وانضمت عناصر جديدة الى الهيئة العامة للفرقة منها
اكاديمية ومنها موهوبة ومنهم الاخ ليون سمسون واخرون ومع مرور السنين أصبح لشيرا رصيدا ثرا بحيث بات كل متابع للمسرح يعرف إن هذه الفرقة الفتية جاءت لتحمل بين حناياها تراثنا وفولكلورنا الشعبي، وتعمل دؤوبة من اجل خدمة الحركة المسرحية في عموم العراق . تواصلت الفرقة في منجزاتها دون توقف بحيث لم تمض سنة واحدة إلا ويضاف إلى رصيدها عملين أو ثلاث من الأعمال المسرحية ، حتى تألق  اسمها محليا وعالميا  وتركت عروضها المسرحية بصماتها على جميع المسارح العراقية في بغداد وكذلك في القوش وبغديدا وبرطلة وعينكاوا وباطنايا ودهوك وكرمليس وكذلك خارج الوطن حينما عرضت مونودراما  ( شوخلابا) على مسارح ولاية مشيكن ونجحت نجاحا كبيرا ( جماهيريا وفنيا ) .. كما كان للفرقة مساهمات ومشاركات عديدة في المهرجانات الثقافية الفنية التي أقيمت في العراق والتي عرضت فيها أعمالٌ مسرحية باللغة العربية منها مهرجانات مسرح الطفل ومهرجانات المسرح العراقي وكذلك مشاركاتها الفعالة في المهرجانات السريانية التي كانت تقام كل عام في بغداد ومحافظات أخرى كمهرجان ( آشور وبابل والإبداع السرياني والقوش ونوهدرا وعينكاوا ) وكانت تمتاز معظم أعمالها بالرصانة والجودة والالتزام بقواعد المسرح أما النصوص التي كانت تعتمدها في عروضها فكانت اغلبها محلية ومن تأليف الاستاذ ( سعيد شامايا ) كما كتب الفنان موفق ساوا ايضا بعضا من النصوص المحلية تأليفا ، جميعها عالجت في ثيمها ظواهر سلبية كان يعاني منها مجتمعنا العراقي عموما والمحلي خصوصا ، ومن بين تلك الأعمال التي تركت آثارا لا تنسى عند الجمهور مسرحية  ( العميان يعودون /العودة / سارة والبيك  / الأنبا جبرائيل دنبو /لعبة مركو/ أطلاقة واحدة / ثمن الحرية وعشرات الأعمال الأخرى ) ولم تقتصر أعمالها على اللغة السريانية فقط بل قدمت عدة أعمال باللغة العربية مثل ( الأميرة الآشورية .. العقد .. جراح المجد .. طبول تحت الوسادة .. عاصفة من المجد وغيرها ) أما الذين أبدعوا في إخراج هذه الأعمال فهم المخرجون : ( هيثم أبونا .. الدكتور عصام بتو .. موفق ساوا .. باسل شامايا .. ليون سمسون ) ومن ابرز الممثلين الذين شاركوا في معظم أعمالها هم : ( جرجيس قلو .. باسل شامايا .. صباح يلدكو .. سلمى عبدالاحد .. سمير خوشو .. لونا بولص ..فرج حلبي .. عماد شامايا .. كادح زرا .. بشرى.. خالد بلو وآخرون كثيرون ) وأود أن أشير إلى مسألة مهمة جدا وهي افتقار الفرقة إلى أي دعم مادي من دائرة السينما والمسرح لتعتمده في إنتاج أعمالها ومشاريعها الفنية ، علما كان يخصص لبقية الفرق المسرحية مبالغ لا يستهان بها حين مبادرتها للقيام بانجاز أعمال مسرحية كبيرة ، وذلك كان احد أسباب ديمومتها وتواصلها دون أن يصيبها خلل أو ضمور ، والدعم المادي للفرق المسرحية ليس إلا حق طبيعي تتمتع به كل فرقة مسرحية خصوصا بعد أن كانت لجنة المسرح العراقي  حينذاك قد منحت لكل فرقة أو لكل عمل مسرحي يقدم على مسارحنا مبلغا من المال لدعمه . لا أريد أن أسهب في هذا الموضوع كثيرا لأنه يأخذنا إلى متاهات أخرى لا تستوعبها صفحات مقالي هذا ، فقط أود أن أقول إن لعملية تخصيص ميزانية تعتمدها الفرقة في إنتاج أعمالها المسرحية ضرورة ملحة لكي تتواصل وتواكب الحركة المسرحية في عموم البلد  وخلاف ذلك ستتعرض إلى إخفاقات وخلل في الأداء

والإبداع . أن فرقة مسرح شيرا و بالرغم من معاناتها المزمنة في هذا الجانب الحيوي المهم إلا إنها لم تتوقف في عطاءاتها ومشاركاتها ولكن المشكلة المستعصية التي جعلتها تتلكأ بعض الشيء وأخذت تسير بسببها على عكازتين  هو الوضع الأمني الذي جاءت به إفرازات النظام السابق ، علما إننا كنا قد استبشرنا خيرا بالتغيير الذي حصل ، ولكن رياح التغيير هبت بما لا تشتهي السفن فتعرض هذا الشعب الأبي إلى شتى صنوف الاضطهاد والقمع ومصادرة الحقوق ، وبسبب الحروب والاقتتال الطائفي وحقن الدماء البريئة والتناحر السياسي الذي فرض علينا بعد 9/4/2003 اضطر الكثير من الناس إلى مغادرة الوطن والبحث عن ملاذ آمن ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعي بعيدا عن هذه الظواهر السلبية التي تحول دون العيش الآمن السعيد .. ولهذا السبب القاهر اختار أبناء شيرا الهجرة مكرهين  تاركين زورقها ومع الاسف يتهاوى وهو محملٌ بثمار يانعة نذرت نفسها للمسرح متجاهلة كل الصعاب من اجل تألقها .. نعم فتحت أبواب الهجرة على مصراعيها وابتلعت مبدعينا الذين حملوا شيرا بين حدقات عيونهم ولم يبق لها من أعضائها إلا أشخاص معدودون ، ومع ذلك مازلنا نتواصل حاملين اسمها في أعمال مسرحية بالتعاون مع بعض الشباب والشابات في القوش الحبيبة .. صحيح إن أغلب عناصر شيرا غادرت الوطن ولكن ذلك لا يعني أنها باتت في خبر كان ...! لا بل مع تشتتهم وتبعثرهم هنا وهناك إلا إن قلوبهم  ما زالت مع هذه الخيمة المكتنزة بالحب والعطاء ، وهناك في ارض الغربة انتهزوا الفرص لتقديم ما يرفع من شأنها فتجددت بجهود المخلصين من أبنائها الغيارى في كافة أصقاع الأرض  حيث بادر المخلصون منهم إلى تأسيس فروع لها في كل من دولة الدانمرك وأمريكا في ولايتي ( مشيكن وساندياكو) وقدموا باسمها خلال فترة قصيرة عدة أعمال مسرحية ناجحة وهذا اكبر دليل على بقائها متألقة دوما .. وستبقى هكذا طالما هناك من يحافظ على ذلك الاسم الذي تلألأ في سماء الوطن .. اذن ستبقى شيرا ويبقى معها ذلك الرصيد الثر من الأعمال المسرحية الرائعة .. ولا يمكن أن تنطفئ شمعتها مهما قست الظروف .. وفي الأخير اختم موضوعي هذا قائلا وبكل اعتزاز: إن شيرا ولدت من نطفة العراق ونمت كزنبقة على شواطئه وستبقى زاهية تنمو وتتألق بعطاءاتها ما دام هناك إصرار وتواصل مما تبقى لها من مخلصين لها  سهروا ويسهرون الليالي لإبقائها ابنة للمسرح السرياني العتيد .  

154
                                            أمسية شعرية في القوش
ضمن نشاطات نادي القوش العائلي ستقيم اللجنة الثقافية للنادي امسية شعرية على حدائقه يشارك فيها نخية خيرة من شعراء شعبنا المبدعين وبقصائد ( سريانية وعربية )وذلك يوم الثلاثاء الموافق 31/7/2012 وفي تمام الساعة السادسة عصرا والدعوة عامة للجميع

                              نادي القوش العائلي


155

156
زيارة الى رابطة المرأة العراقية في القوش

استقبلت السيدة سيروارت همبرسوم سكرتيرة رابطة المراة في القوش مع مجموعة من الزميلات الرابطيات في مقر الرابطة وفد متكون من رئيس واعضاء الهيئة  الادارية لنادي القوش العائلي وقد تخلل اللقاء تبادل وجهات النظر حول وضع المرأة بشكل خاص واهمية مشاركتها الى جانب اخيها الرجل في مختلف النشاطات والفعاليات خصوصا الثقافية منها حيث ابدى الوفد الزائر استعداده للتعاون مع الرابطة في شتى الميادين وقال السيد رئيس الهيئة زهير بتوزا ان ابواب النادي مفتوحة للرابطة لأستضافة نشاطاتها بل التعاون معها من اجل انجاح النشاط هذا واستغرق اللقاء اكثر من
 ساعة


                       رابطة المراة العراقية / القوش


157
المنبر الحر / ماذا بعد التظاهرة
« في: 16:28 08/07/2012  »
ماذا بعد التظاهرة
     
             
   زهير زورا كوله   
بتاريخ 23/6/2012 بادر اهالي قصبة القوش بالخروج بتظاهرة استنكار وشجب لمحاولة بعضهم باتباع قنوات ادارية غير معلومة المصدر ومحاولة توزيع اراضي سكنية لغير ساكني القصبة وقد كانت مطالب الجماهير المشاركة في التظاهرة الصامتة هذه واضحة تتمثل في منع اي خطوة تدعو الى التغيير الديموغرافي , واعطاء كل ذي حق حقه  , والاسراع باصدار قرار عاجل بتوزيع اراضي سكنية لاهالي القصبة كونهم حرموا من هذا الحق منذ عام 2000 مما سبب في ارتفاع اسعار الاراضي السكنية بشكل لا يعقل وساهم مساهمة فعالة في التشجيع للهجرة خارج البلاد .
 واليوم وبعد مرور اكثر من اسبوع على القيام بالتظاهرة ولان مطالب اهالي القصبة سلمت رسميا الى السيد مدير ناحية القوش , نطالب السيد مدير الناحية وصولا الى السيد محافظ نينوى ومن خلال سلسلة المراجع ( مرورا بكل المجالس بمختلف تسمياتها ) نطالبهم بضرورة اعلامنا الاجراءات الادارية والقانونية المتخذة  بشأنها لنكون على علم بها .
كما ونطالب ان يكون رد السيد محافظ نينوى على مطالبنا بشكل واضح وصريح عن طريق وسائل الاعلام اولا وعن طريق القنوات الادارية ثانيا وبشكل رسمي لنكون على بينة من امرنا ولنحدد موقفنا مما نحن عليه.
مطالبنا شرعية وحقوقنا يجب ان تصان وواجبنا يحتم علينا الاستمرار في المطالبة بحقوقنا , ووجودنا حق مشروع , وهويتنا اصيلة , وسوف لا ندع المؤامرة تستمر وسنطالب العالم اجمع بالتدخل وسندعو كل منظمات حقوق الانسان في العالم لان يهبوا لنصرتنا اذا اقتضت الحاجة لذلك فوالله ما ضاع حق وراءه مطالب.
فالى السادة الافاضل القائمون على ادارة شؤون البلدة نريد ردكم الرسمي ودمتم ذخرا لنا
والى كتابنا الاجلاء من اي صبغة كنتم تصطبغون الا يعنيكم الامر جميعا ام ان توحيد الموقف حتى لو كان المصير مشترك انتقاصا لقيمكم المثلى؟ . هلموا وساهموا بكل ما اوتيتم من قوة لان الامر يتطلب اثبات وجود ( اما ان نكون واما ان لا نكون ).



158
كرنفال الطفولة في القوش
                                                                                                                            باسل شامايا
تعتبر النشاطات الفنية التي يشارك فيها الأطفال وسيلة من الوسائل التربوية التي تسهم إسهاما فاعلا ومؤثرا في تنمية قابليات الأطفال العقلية والفكرية والاجتماعية والنفسية واللغوية ، وان مسرح الطفل تحديدا هو فن درامي موجه للأطفال يحمل بين طياته منظومة من القيم التربوية والأخلاقية والتعليمية . فمشاركتهم في نشاطات مسرح الطفل يشعرهم بأهميتهم وأهمية انتمائهم إلى جماعة من أقرانهم الفاعلين والمساهمين في إنجاح المنجز الفني وذلك من خلال الدور الموكل إليهم من قبل المخرج ، وحينما يؤدون  أدوارهم على خشبة المسرح بنجاح تتحقق أمنياتهم بمواجهتهم للجمهور الذي يصفق لهم معبرا عن إعجابه بما قدموه .. حينها تغمرهم الفرحة والبهجة لأن ما أنجزوه ليس الا ثمرة جهدهم خلال ذلك السقف الزمني الذي كانوا يهرعون متلهفين لحضور البروفات اليومية بكل دأب ومواظبة وحسب الجدولة اليومية التي تبرمجها الإدارة المسرحية ، حتى الوصول الى المحصلة النهائية التي يطلق عليها مصطلحا بالعرض المسرحي . اذاً ان أهمية مسرح الطفل ومشاركة الأطفال  فيه تمنحهم فرصة إيجاد المناخ الملائم ليجسدوا من خلاله إبداعهم وتألقهم ،  ويتعلموا ان العمل لا يمكن ان ينجز الا بتظافر الجهود الفردية والجماعية بحيث لا يستغني الفرد عن الجماعة ولا الجماعة عن الفرد ، ومن فوائده ايضا تنمية مدارك الطفل وزيادة قدراته في التذوق والتعبير ويعتبر وسيلة للتخفيف عن الضغوط النفسية التي يعاني منها في انفراديته وانعزاله .. فالاعتناء بالطفل واحتضانه تكاد تكون من الاهمية القصوى لأن هؤلاء البراعم يعدون بناة المستقبل ولا بد من اعدادهم بشكل علمي ليكونوا جديرين بهذه المسؤولية التاريخية وهكذا جاءت فرقتنا الفتية لتحتضن هؤلاء المبدعين وبما ينسجم وتطلعاتهم .                يقولون ان جذوة الشاعر في اتقاد مستمر لا تنطفىء .. وأنا أقول كل من يتطوع دون قيد أو شرط لتقديم خدمة لمجتمعه يكون مثل ذلك الشاعر ( معينه لا ينضب ) وهنا أخص الفنان بتنوع مجالات الفن حيث نعرفه معطاءا يعمل بتجرد وحيوية ناكرا ذاته ولا يجعل نتاجاته خاضعة للمقاييس والمزاجات والألوان ، لا اريد ان اطيل في ديباجتي حول هذا الموضوع الذي كرست من اجله أسطر وريقتي ولأنه سيغزو عشرات منها لذلك سألج الى الكرنفال الفني والثقافي الذي كان مبدعوه ثلاثين طفلا وطفلة ومن مختلف الفئات العمرية اي من اطفال الروضة وحتى المرحلة المتوسطة جمعهم الحب والعشق لبلدهم وبلدتهم المعطاءة التي أرضعتهم الوفاء والتضحية والعطاء . لقد شهد هذا المهرجان اقبالا جماهيريا واسعا حيث توافد المئات من اهالي القوش الأحبة لمشاهدة الفعاليات والنشاطات التي جسدها امل المستقبل والمحتوية على مختلف النشاطات ( مسرح ، موسيقى وغناء ، محاورات شعرية ، اناشيد ومسابقات فكرية وتسالي ) وكان قد اقيم هذا المهرجان على شرف احبتنا الحلوين بمناسبة يوم الطفولة الذي اعتدنا ان نحييه كل عام في يوم الطفولة في شهر حزيران .. فقدموا اعمالا جميلة ومتميزة والفرحة لا تسعهم حيث اجادوا بما انجزوه  العزف على اوتار الحاضر .. انه ليس الا احتفالا بالمستقبل و ليس ثمة ما يبعث على الفرح والبهجة قدر ان نرى بسمة تتراقص على شفاه الاطفال او التفكير بأن هؤلاء الرائعين سيعيشون حياة حرة كريمة بعيدة عن الاقتتال والعنف واراقة الدماء . ان كل ما تكتبه انامل الادباء والمثقفين يقف عاجزا عن التعبير عما تحمله دمعة طفل اذاً الجميع  مسؤولون عن بكاء هؤلاء الملائكة الصغار وعن معاناتهم وهمومهم ، ترى ماذا نقول عن اولئك السفاحين الذين يزرعون العبوات الناسفة والسيارات المفخخة التي جعلت جثث أطفال العراق تتناثر حينما يفجرونها في المدارس ودور الحضانة دون وازع من ضمير .. انهم يقتلون طفولة العراق ، ولا نسمع عن المجتمعات العالمية  الا بالطرق والوسائل والسبل التي يبتكرونها لكي يزرعوا من خلالها البسمة على شفاه الطفولة ، السنا نحن جديرين للمبادرة مثلهم أم ان وضعنا وانشغالنا بالصراعات والتناحرات تتمادى حائلة دون ذلك ....؟  مرحى بكم ايها النوارس المحلقة في سماء القوش مرحى بكم وقلوبكم الصغيرة تحتضن وجه العراق لقد أبليتم بلاءا حسنا وكنتم نهرا لم يجف ابدا تالقتم على مسرح المنتدى وصدحت حناجركم في حب الوطن فقد كان هذا اليوم عرسا جميلا يرتدي فيه الاطفال ثياب البهجة تغمرهم الفرحة بانجازاتهم وابداعاتهم التي  كانوا حقا مجسدين فيها لمعاناة شعبهم ومعبرين عن اوجاعه وهمومه في ظل هذه الظروف القاهرة التي يمر بها .



159

160
مبادرة على شرف المعفيين
في القوش
ستقوم اللجنة الفنية لنادي القوش العائلي باحياء حفل عائلي ساهر على شرف احبتنا الطلبة المعفيين بجميع المواد الدراسية للعام الحالي وذلك على حدائق النادي في يوم السبت الموافق 2/6/2012 . وسيتخلل الحفل توزيع جوائز مع شهادات تقديرية للمتفوقين واغاني وموسيقى ومسابقات ترفيهية ودبكات شعبية ومفاجآت اخرى  فلا تفوتكم فرصة اقتناء بطاقات الدخول من الهيئة الادارية للنادي .
 
                                  اللجنة الفنية
                               لنادي القوش العائلي


161
المنبر الحر / هكذا غادرنا أخي
« في: 20:02 23/05/2012  »
هكذا غادرنا أخي

                                                                                                                                 بشار توما قاشا
في مساء يوم الجمعة الموافق 13/4/2012 كنت مع اخي أبا شاهر في المنزل نتبادل أطراف الحديث وكان يعاني من آلام جراء مرضه اللعين الذي كان ينخر بجسده فقال لي : يجب ان اذهب الى الموصل لأنني لم أعد احتمل الألم ، فتمكنت أن اقنعه بان ذهابنا لا يجدي نفعا في يوم الجمعة فطلبت منه الأتصال بطبيبه الخاص للأطمئنان على وضعه الصحي ، ففعل ذلك وكان رأي الطبيب ان يراجعه يوم غد اي السبت(14/4/2012) وبقيت في تلك الليلة اتألم من وضعه حيث لم يتمكن من النوم ولم يأكل شيء فتوجهت الى الصيدلية وجلبت له حبة فاليوم لعلها تجعله يرتاح بعض الشيء وبالفعل نام على الكنبة في الهول ومكثت الى جانبه حتى الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل واضطررت ان اتركه لقضاء بعض الاشغال في البيت فسألتني زوجتي عن صحته فقلت وبألم : ان المرض انهكه ولا اعتقد انه سيتمكن هذه المرة من مقاومته ، وبسبب الارهاق الذي كنت اعاني منه اغمضت عيني فكاد كابوسا يخنقني حيث اخذت اصرخ ملء صوتي واقول انهضوا لقد رحل العزيز باسل وبغتةً  فتحت عيني واذا بزوجتي تقول : استيقظ فانك تحلم .. و كان ذلك في الثالثة من صباح السبت المشؤوم فهيأت السيارة في الساعة السابعة الا 15 دقيقة وكان ابي حينها خارج الدار فغادرنا الى الموصل دون ان يراه .. كان صامتا على غير عادته لا يقول شيء فدخلنا المستشفى الذي كان يعمل فيها ، حينها قال لي : لنذهب الى قسم الاشعة .. وحينما سألته لماذا : قال : لآخذ اشعة لصدري وكأنه كان يستلم العلاج كالسابق فشاهدته حريصا جدا ان يكمل كل الاجراءات والتحاليل التي طلبها منه الطبيب .. وبعد وصولنا الى قسم الاشعة التقى باحد زملائه القدامى فانذهل حينما شاهده  فسأله : ما بك يا ابا شاهر ...؟ فاجابه : لا شيء فقط اريد ان تاخذ لي اشعة لصدري وبعد ان تم ذلك طلب من ابنه شاهر ان يجلب له قنينة من الدم .. فسلم على زميله وشكره ثم  توجهنا الى الطابق السادس غرفة رقم 6 .. ثم جاء المضمد لتشكيل الكانيولا وتعسر عليه الحصول على الوريد لسحب الدم منه واخيرا وبعد ثلاث محاولات تمت العملية .. بقي طوال الليل لم يغمض له جفن حيث كان كل 10 دقائق ينهض من سريره ليجلس على الكرسي ثم يعود لتكرار ذلك عدة مرات .. اتصلت اختي نضال لتسأل عنه فقلت لها ولأول مرة : ان صحته سيئة جدا ..! في هذه الاثناء قدمت الطبيبة المقيمة وطلبت منه ان ينام في المستشفى لأن وضعه لم يساعده للذهاب الى المنزل ..فاستغربت الطبيبة حينما قال لها : سأذهب الى القوش وأعود في الصباح لأداوم بوظيفتي .. هكذا كان يفكرالعزيز حتى في لحظاته الاخيرة ان يقوم بواجبه على اكمل وجه .. وبعد فحص الطبيبة له طلبت منه ان يتناول بعض الشيء وطلبت منه ذلك ايضا لكنه رفض قائلا :( مالي نفس ) ثم تمدد على سريره وقبل ان يستسلم للنوم قال لي ولشاهر ولده : يجب ان تتناولا طعاما .. هيا يا ولدي اذهب واجلب بعض الطعام لك ولعمك .. ثم اغمض عينيه وغط في نوم عميق وكانت الساعة الثانية عشرة ظهرا وكان يعاني من الأرق ولمدة ثلاثة ايام .. وفي تمام الساعة الثانية عشرة وخمس وعشرون دقيقة انتابني القلق عليه خصوصا بعد ان امسكت بيده فوجدتها باردة كالثلج فناديته عدة مرات وحركته بشدة لعله يستيقظ من نومه العميق ولكن دون جدوى فهرعت الى حيث الطبيبة المقيمة ، فجاءت مسرعة ومعها فريق طبي فحاولوا هم ايضا مرارا وتكرارا لإنقاذه من الموت لكنه كان اقوى .. جاءه كالبرق وخطفه الى حيث داره الأبدي .. هكذا رحل أخي وانا بجانبه انتظر حركة شفتيه وهو ينادي أو يقول شيء لكنه غادرنا الى دون عودة تاركا لنا ارثه من الطيبة والإنسانية التي كانت تكمن في أعماقه .. وداعا أيها العزيز وداعا وليكن مكانك وذكراك في قلوبنا دائما وابدا .  
 

162
المنبر الحر / اسرار المهاجرين
« في: 15:01 19/05/2012  »
اسرار المهاجرين
                                                                                                                              جميل حيدو
في السادس عشر من ايار 2012 وفي تمام الساعة التاسعة وعشر دقائق بتوقيت بغداد وانا اشاهد التلفاز من خلال قناة الشرقية جلب انتباهي عرض فلم وثائقي قصير بعنوان ( اسرار المهاجرين ) كأن فلما حيا واقعيا جسد حياة المهاجرين في المهجر قدمه ( ابو عطا ) السيد جلال يلدكو والذي عرفناه أخا وصديقا من خلال نشاطاته الفنية والادبية والشعرية والانسانية .   انه ابو عطاء من القوش محافظة نينوى العراق هاجر قبل 15 سنة لمعالجة ابنه الذي كان قد بترت ساقاه للحادث المؤلم الذي تعرض له في ارض زراعية في القوش حينما انفجر لغم وهو يعمل مع والده في حقل البطيخ ، وبقيت العائلة تعاني من هول الصدمة حتى تيسر له طريق للهجرة الى ايطاليا ومنها الى السويد لتلقي العلاج . ها هو اليوم ابو عطاء يحدثنا عبر فضائية الشرقية عن معاناته ومعاناة المهاجرين واسرارهم في المهجر ، عبر فيها عن الحياة الصعبة التي يعيشها المهاجرون من عوز وفاقة وحرمان . لقد شعر ابو عطاء بمعاناة المهاجرين وما يقاسونه من آلام وحالات نفسية صعبة وخاصة الذين لم يحصلوا على اوراق رسمية للاقامة تمكنهم من العمل وسد الرمق ، وهم مهددون في كل لحظة بالطرد من ذلك البلد . لقد كان لشعور ابو عطا بمعاناة الآخرين من المهاجرين وهو واحد منهم بأن يأخذ على عاتقه مساعدة كل من يحتاج الى المساعدة بحيث اتخذ له عربة يجوب بها شوارع ستوكهولم ويبحث في الاسواق والمخابز والمطاعم ليجمع ما يفيض عن الحاجة وياتي بها الىالمهاجرين المحتاجين من الغذاء والكساء ، يعرف مواقع تجمع العراقيين المهاجرين وتجمعاتهم في الساحات العامة والكنائس وحتى دور إقامة البعض منهم وينقل اليهم كل يوم ما يجمعه من صمون ولحوم ومعلبات وكل ما يعطى له من قبل الخيرين ، ولا يكتفي بهذا بل يتصل تلفونيا بالعوائل مستفسرا عن احتياجاتهم ، وقد استفسر فعلا من احدى العوائل وكان الجواب انهم ليسوا بحاجة في هذا اليوم متمسكين ومؤمنين بالقول :                                                                          ( أعطنا خبزنا كفافنا اليوم .... واغفر لنا خطايانا )
ترى من الذي يغفر خطايا الذين تسببوا في هجرة ابناء الشعب العراقي ..؟ سؤال نطرحه بصوت عالٍ : ان الناس الخيرين يعرفون جيدا بأن هذه المواد الغذائية تصل الى مستحقيها عن طريق ابو عطا ، هذا الرجل الطيب الخلق ذو المشاعر الحساسة العميقة تجاه معاناة المهاجرين العراقيين حيث شهد البعض منهم بذلك خلال عرض الفلم .. وقد عبر ابو عطا عن شعوره هذا احسن تعبير عندما قال : ما اصعب من محنة المهجّر في بلد الغربة ...! واثناء مشاهدة الفلم دفعني شعوري وإحساسي وكأن هناك يداً خفية لمشاركة وجدانية مع الأخ ابو عطا بأن اتصلت به عن طريق الموبايل وقدمت له الشكر والامتنان على هذه الروح الإنسانية والمبادرة الطيبة التي يتحلى بها تجاه المهاجرين من بني جلدته .. وبدا يشرح لي وإثناء مشاهدته الفلم انه في إحدى الكنائس وقد دخل بعربته وهو يوزع المواد الغذائية على بعض العوائل التي كانت بانتظاره ، ولم أتمالك شعوري لهذا المشهد الإنساني حين قال لي على الهواء : . يا أخي جميل لو كنت معي هنا لقمنا بعمل اكثر من هذا وبمشروع أوسع لمساعدة المحتاجين من المهاجرين ، وما أكثرهم .. هكذا وجدنا الطيبة الانسانية التي يتحلى بها كل (القوشي)اينما حلّ ورحل . وما هذا الا جزء من طيبة العراقيين في كل مكان فالطيبة والشعور والإحساس العميق الذي يسري في عروق كل عراقي لا يمكن كبتها بل تتجلى باحلى صورها . ولكن ما العمل بعد ان وقع فريسة الهجرة والمهجر الذي شتت الشعب العراقي في كل مكان من اصقاع الدنيا . ان الصورة التي قدمها ابو عطا تعكس الحياة المأساوية التي يعيشها العراقيون في المهجر .. نهيب بالمسؤولين العراقيين عن الهجرة والمهجرين ان يكون لهم سفراء ورسل في ديار المهجر على غرار ابو عطا يتتبعون احوال العراقيين ويقللون من معاناتهم ومآسيهم لأن العراقي ( ذو التأريخ العريق ) ما خلق ليعيش الذل والهوان ويكون ضحية للصراعات لهذه الدرجة التي أوصلته الى هذه الحالة التي هو عليها الان ، كما نهيب بكل من يحمل صفات انسانية ان يتحلى بأخلاق ابو عطا الألقوشي الذي هو مثالٌ حيٌ للتواضع والشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين .


163

164
نشاط في القوش
ضمن نشاطات رابطة المراة العراقية في القوش والتي اعتادت ان تشمل كافة مجالات الحياة توجه وفد متكون من تسع رابطيات الى دير القديسة حنة للأطلاع على أوضاع البنات اللاتي تعشن في الدير وكانت الاخت مسؤولة الدير قد استقبلت الوفد بكل حفاوة واحترام وبعد الضيافة والترحاب اصطحبت الوفدالى كافة اجنحة الدير ووكانوا جميعا آذان صاغية حينما اسهبت الاخت الراهبة عن الاسلوب المتبع في حياة بنات الدير وكانت السيدة سكرتيرة الرابطة قد تحدثن وبأسم الرابطة وشكرت الجهود التي تقدمها الاخوات لرعاية المقيمات في الدير وفي الاخير قدمت بعض الهدايا المتواضعة من قبل السكرتية والاخوات الرابطيات الى كافة البنات
 
                            رابطة المرأة العراقية


165
صور مسرحية بسا بختا التي عرضت في القوش على مسرح منتدى شباب القوش




 

166
تظاهرة مسرحية في القوش

                                                                                                                           باسل شامايا
ان تكاتف الجهود والمواظبة والإصرار هي إحدى أسباب النجاح لكل منجزٍ ، فنيا كان أم أدبيا أم اجتماعيا فإذا ، ما أهمل عنصر من هذه العناصر سيشكل خللا في عملية الانجاز ، أما ان كانت المحصلة النهائية تحقيق الهدف المنشود فذلك يعني هناك من ثابر وتواصل وآمن بالهدف الذي اجتمع مع أقرانه ليقطفوا معا ثمار النجاح . لقد اعتادت بلدتنا المعطاءة القوش ومنذ سنين طوال وبالرغم من إهمال الأنظمة الدكتاتورية لها أن تزخر بالمبدعين الذين حفروا على صخرة الإبداع أروع النتاجات وبقت عطاءاتهم في اتقاد مستمر حتى يومنا هذا .. في هذه الأيام العصيبة التي يعيشها شعبنا الصابر عزمت نخبة من أبناء وبنات القوش لتحقيق منجزا مسرحيا معتمدين على تلك العناصر الآنفة الذكر ، وقبل أن ألج الى موضوع المنجز أود ان أتحدث بعض الشيء عن المسرح ، حاضنة المبدعين الذي حينما يجتمع هؤلاء تحت ظلاله يخططوا من خلاله كيف يرسمون البسمة على شفاه المحرومين .. المسرح هذا القنديل الذي يضيء بعطائه طريق المحبة والأمل ،  ويجسد على خشبته حرية الإنسان وانعتاقه من ظلام العبودية ويرسم بمعالجاته آفاق السعادة ، لقد  كان له وما زال دورا مؤثرا وفاعلا في رفد الحركة الثقافية وفي كافة أرجاء المعمورة، لذلك يستوجب إعطاءه أهمية كبيرة ليأخذ مكانته المتميزة في اغناء الوعي لكافة شرائح مجتمعنا العراقي .. وبما انه يهدف الى إدخال عنصر البهجة والانشراح الى أعماق المتلقي ، ويعمل على تحرر الإنسان من هيمنة التخلف واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان فبالتأكيد يكون هدفه بناء هذا الإنسان وتطوير توجهاته الفكرية والاجتماعية والنفسية ، وتغيير وعيه نحو الأفضل . لقد وظفّه المخرجون سبيلاً لمعالجة الظواهر السلبية التي يعاني منها المجتمع الإنساني ، فكل من يسعى لتحقيق مثل هذا الهدف عليه بالتواصل والاستمرار لانجاز المزيد من النشاطات التي نحن بأمّس الحاجة اليها في ظرفنا العصيب ، ليس فقط من اجل التنفيس او المتعة بل من اجل تشخيص الخطأ والعمل على احتوائه مستقبلا كما فعل بريخت بمعالجاته الآنية والمستقبلية ، بحيث يكون هناك معادلا موضوعيا أو فهما مشتركا للثيمة المعتمدة التي يراد بها معالجة ما يعاني منه المجتمع .  فمنذ سنين والناس تنتظر انطلاقة المسرح وعودته الى الحياة بعد سباته الطويل ، فتحققت أمنيتهم حينما استيقظ من ذلك السبات وعقد العزم لتقديم ما يبعد الناس عن همومهم ومعاناتهم في ظل هذه الحياة التي يلفها القلق والخوف من المجهول ، فجاءت مسرحية ( بسا بختا ) الاجتماعية والكوميدية الهادفة لإخراجه من شرنقة الخمول والتقاعس وبتوحيد جهود الغيارى من مبدعي القوش وتآلف قلوبهم والتفاف سواعدهم بأيادي موحدة وخلال سقف زمني لم يتجاوز أكثر من سبعة أسابيع تمكن هؤلاء من تهيئة المسرحية ليضيفوا بها منجزا جديدا إلى أرشيف القوش العامر بالإبداعات . فكان طاقم العمل يفرش أرضية خصبة ليبث من خلالها ممكنات الفرح والمتعة في قلوب الحاضرين من محبي المسرح .. وراحت جهودهم  تتضافر ، كل من موقع المسؤولية التي ألقيت على عاتقه  وبهمة عالية وصل صيتها الى كافة الأسماع وكان للدعاية الإعلامية على مواقع الانترنيت والبوسترات التي علقت على جدران العديد من أحياء القوش فضل كبير في نجاح المسرحية جماهيريا وبالرغم من الحادث المفجع الذي أودى بحياة الراحل العزيز ( آيسن ) وبعده رحيل الصديق باسل توما قاشا الذي كان شقيقه بشار احد كوادر المسرحية لكننا تمكنا من معالجة الموقف حينما اخترنا بديله الفنان رائد ججو وخلال فترة قصيرة تمكن من تقمص الشخصية .. هكذا تم تذليل كافة الصعاب وأعلنا استعدادنا لمواجهة الجمهور وذلك يوم الأربعاء الموافق 25/4/2012 . عصر هذا اليوم شهد العرض اقبالا جماهيريا واسعا حيث تهافتت الجموع الغفيرة الى منتدى شباب القوش لمشاهدة ماذا اعده المبدعون بعد هذا الرقاد الطويل ، وفي اقل من ساعة اكتظت قاعة العرض بالحضور الجماهيري المتميز بحيث لم يعد فيها مكانا حتى للوقوف ، وقبل إعلان العرض المسرحي ارتقى مخرج العمل مسؤول فرقة شيرا في القوش المسرح ورحب بالحاضرين وشكرهم على تجشمهم عناء الطريق لقضاء وقتا ممتعا بمشاهدة أحداث مسرحية ( بسا بختا ) ثم ألقى الأستاذ سعيد شامايا مسؤول مركز كلكامش للثقافة والفنون كلمة بالمناسبة حيث أشاد فيها بالجهد المبذول من قبل المخرج والكاست ( الممثلون ) .. لقد كان الجمهور ينتظر بشغف ولهفة انطفاء إنارة الصالة لأعلان بدء المسرحية وعيونهم شاخصة نحو المسرح لفتح الستار وانطلاقة الأحداث .. وهكذا أطفأت الأنوار وخيم الصمت أرجاء الصالة حتى راحت الموسيقى تبعث الانتشاء والفرحة الى قلوب الحاضرين ، فكانت الضربة الأولى للعرض قوية بحيث تفاعل الجمهور مع الحدث منذ الوهلة الأولى وراح عنصر الانسجام يلف المتلقي حتى نهاية المسرحية .. لقد غمر الحضور الذين قدموا متلهفين لمشاهدة العرض شعورا بالسعادة بعد قضائهم أكثر من ساعة ونصف الساعة من المتابعة الشيقة دون ان ينتابهم الملل من الإطالة بل جعلهم المخرج واداء الممثلين  يعيشوا الحدث وكأنهم ضمنه .. حيث ابدعوا في تجسيد أحداث المسرحية بالشكل الذي جعل صالة العرض تزخر بالحضور لأربعة أيام متتالية وبسبب الإقبال تم تمديد اليوم الأخير تلبية لرغبة الجمهور . لقد دغدغت المسرحية مشاعر الناس لان أحداثها كانت من صلب الواقع حيث تناولت نقدا ورسالة لكل ما هو سلبي في حياتنا الاجتماعية وتشخيص السلوك والممارسة الحمقاء وبمعالجات كوميدية ساخرة فترجمت معانات الإنسان الذي يعيش في داخله وحش الغيرة والحسد فتقوده عناصر الشر للتخطيط ضد اخيه الانسان لتحقيق نار الغيرة والإيقاع به.. هكذا فعلت (ريجو) زوجة حنا  التي قادتها تلك الغيرة والحسد حينما خططت للإيقاع بجارتها الطيبة سعاد ،  لكنها قطفت ثمار ذلك المخطط عندما دفع ثمنه ابنها الصغير فانقلب السحر على الساحر وتجسد المثل الشعبي القائل : ( من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ) كما تم تشخيص ظاهرة الهجرة التي تنخر في جسدنا العراقي فتسرق مناّ طاقاتنا الشابة التي تغادر الوطن  الى مصير مجهول .. كما تناول العرض أيضا بروز الكثير من الممارسات الخاطئة للبعض من الأطفال واليافعين وحتى الشباب كلجوئهم لتوظيف الأجهزة الالكترونية والانترنيت لأغراض لا تجلب لهم ولعوائلهم الا الويلات ، كما تناول العرض مشكلة البطالة المتفشية والتي يبرر المهاجر هروبه الى بلاد الغربة مكرها للبحث عن المستقبل الآمن ،هكذا خاطبت المسرحية مشاعر الناس مباشرة بلغة تتسم بالوضوح . في ختام مقالي اود ان اقول دون مجاملة او تحيز إن نجاح مسرحية (بسا بختا) لم يتحدد فقط بعدد الحاضرين من الجمهور الغفير الى قاعة العرض وإنما بتلك الأعداد التي غادرت القاعة وهي مفعمة بنشوة المسرحية وأحداثها الواقعية المشوقة ،والتي استنبطها المؤلف من صلب الواقع ووظفها المخرج لتشخيص الخطا والسلبية التي احيانا تشكل عائقا امام تطور ورقي المجتمع .. املي ان تتواصل هذه الانجازات والابداعات لتبقى القوش متميزة دوما بعطائاتها التي اعتادت ان تتحف بها جمهورنا العزيز .  
الممثلون :  
 
1//  زياد خوشو        بدور             حنا
2// غزالة شمعون      بدور            ريجو
3 // ناهض زرا         بدور            يوسب
4 // ريتا كجوجا        بدور            ريتا
5// هيثم جلو           بدور            جرجيس
6// زاهي خوشو       بدور            ديفد
7 // هدار سعيد        بدور           الجارة سعاد    
8 // دانا كجوجا       بدور           الشبح                                              
9 // لورين سعيد     بدور             نونو
10 // سارة سمير    بدور            مريم
12 / ديفد خالد       بدور            فادي
الموسيقى والمؤثر الصوتي          سلفر تومكا  
طباعة واستنساخ                     فرقد بولا
تصوير فديو                           ريمان قودا
  
تأليف واخراج                         باسل شامايا
 

167
وداعا ابن القوش
الممهور بحب الناس
                                                                                                                               باسل شامايا
ها هي شجرة الأحزان تورق في بيت العم توما قاشا عندما قرعت أجراس رحيل ابنه البكر بعيدا بعيدا الى عالم موغل بالوحشة والظلام .. فراح القدر يكتب أول سطور لمأساة أسرة فقدت معيلها فألقى فقيدها برحيله ثقل الفراق الأليم على كيانها .. فمع اشراقة شمس 14 نيسان تهافت الناس من كافة أحياء القوش الى حيث منزل الراحل باسل توما قاشا للمشاركة بتشييعه الى داره الأبدي ، حيث وافاه الأجل بعد صراعه المرير مع المرض الخبيث ، فكانت تتجسد على وجوه تلك الجموع المتدفقة غمامات حزن ودموع ألم ووجع مكتوم بسبب فقدان من غادرنا ورحل عنا دون ان يمهله القدر اللعين وقتاً لوداع أقرب الناس الى قلبه ، ولده وبناته وشريكة حياته وأبيه الكهل الذي حفر الزمن تقاسيم الشيخوخة على وجهه وشقيقيه وشقيقاته وأقربائه وكل الذين أحبهم وأحبوه .. لا ادري يا صاحبي كيف استهل رثائي اليك .. أيا ايها المسافر الى متاهات العدم ، ماذا أقول وفي الأعماق أحزان وشجن ، لقد صعقني وهزّ مشاعري رحيلك ، فدعاني ان اكتب إليك مودعا إياك وأنت راحل الى عالمك الجديد،فتناولت قلمي لأشرع بكتابة ما يعتلج في صدري ، فأخذتني موجة الذكريات الى الماضي السحيق وتراءى لي  أول لقاء لنا حينما جمعتنا اللجنة الفنية لنادي بابل الكلداني في بداية السبعينيات من القرن المنصرم ، ومساهمتنا بشكل فاعل في عروض مسرحية لأحياء تراثنا وفلكلورنا الشعبي ، ضمن نشاطات االلجنة الفنية الناشئة وعلى مسرح بغداد ، كمسرحية الأرض والحب والإنسان ومسرحية الحصاد وجسر آرتا ( كشر دلال ) التي أنجزها نخبة من المبدعين في اللجنة الفنية للنادي من أبناء وبنات القوش .. حيث كنتَ غصنا يانعا ممتلئا نشاطا وحيوية .. عرفتك حينها جاداً حريصا ومخلصا ودءوباً في أداء واجبك وأهلاً للمسؤولية التي كلفت بها .. وها قد مضى على تلك الأيام الجميلة قرابة أربعة عقود من الزمن ، دون ان تغير الظروف القاهرة من عطائك شيء .. بل بقيت كما أنت سخيا معطاءا محباً .. لم تفكر يوما ان تنال ثمنا لأتعابك وخدماتك الجليلة التي قدمتها دون مقابل ، بل كانت السعادة تتوغل الى أعماقك في كل خدمة تقوم بها حتى للغريب الذي لا تربطك به سوى أواصر الانتماء الى الوطن .. وكم سعيت بشكل جدي وحثيث ناكراً الذات ومتجرداً من الأنا لتحقق ما يطلبونه منك وهكذا حتى في أيامك الأخيرة وبالرغم من اشتداد المرض الذي راح ينخر بجسدك النحيف وفي أحلك الظروف لم ترفض طلبا للمساعدة بل كنت تلبي نداء من يطلبها منك ، فتتحمل مخاطر الوضع الأمني وصعوبة التنقل من مشفى الى عيادة والى صيدلية لتقدم تلك الخدمة التي يستنجد بك طالبها وبعد ان تنجزها تغمرك الفرحة والانشراح وكأن ذلك الانجاز يعود نفعه لك ولأسرتك .. لقد كانت الابتسامة لا تفارق وجهه والطيبة التي كان ينطوي عليها قلبه الكبير فإنها دوماً تمنح الدفء والحنان لكل الناس .. وكم كان محبا ودودا صاحب قلب رقيق وشفاف لا يعرف الزعل والخصام ، له نفسية خالية من كل ما يمت الى الكره والضغينة بصلة ، فان مساحة الحب التي كان يحتفظ بها في أعماقه لم تسمح يوما بأية عرقلة للانطلاقة الإنسانية التي كانت تصاحبه خلال حياته .. وأذكر هنا موقفا وللأمانة لابد أن أرويها .. فحينما كان راقدا في المستشفى لتلقي جرعة العلاج اتصل به طبيبه الشخصي وطلب منه إسعاف فتاة عمرها 17 سنة وهي بحاجة الى إبرة للمناعة وكان الطبيب يعلم ان الراحل يملك من تلك الابرة .. وبدون تردد قال له يا دكتور أرسل أحداً لأعطيه الإبرة .. علما أنها كانت الإبرة الوحيدة التي بحوزته فأستغنى عنها لينقذ فيها تلك الفتاة الصغيرة .. وعلى الرغم من المرض القاتل الذي رافقه قبل مدة طويلة ومباغتته له بين فترة وأخرى الا انه كان يقاومه بتفاؤله وإصراره وتشبثه بحب الحياة ولم يثنه يوما عن العطاء والأمل  والعيش تحت كنف السعادة مع أسرته .. انه لم يبدي أي ضعف أمام ثماره .. بل كان دوما يبحث عن لحظات فرح حقيقية لهم.. لذا كنا نشاهده في كل حفل واحتفال ومهرجان ولا يجد سعادته الا حينما يشارك في الدبكات الشعبية ويشكل تشكيلات جميلة من خلال تلك الخرائط التي يرسمها خلال الدبكة .. أما في المجال الرياضي فانه لم يدع بابا الا وطرقه ولا سبيلا الا وقصده من اجل الحصول على حقوق نادي القوش الرياضي الذي انتمى اليه منذ تأسيسه عام 1972واصبح عضوا في هيئته الإدارية بعد إعادة تشكيله عام 2003 ثم شغل منصب رئيس هيئته الإدارية لعدة أعوام .. ولكن انهارت أمانيه في الآونة الأخيرة وأتعبته الأيام حين اشتداد المرض اللعين وراح يجثم على أنفاسه .. فعرف بان العلاج الذي كان يأخذه بين فترة وأخرى لم يعد له نفعا لعدم استجابة جسمه له .. فالمرض راح يغزو أحشاءه ويقف عثرة دون استمرار نبضه بالحياة .. وآخر شيء قاله لشقيقه بشار وابنه شاهر وهو راقد على سرير الموت أوصيكم ان لا يتوشح أحدا من أهلي وأحبتي  بالسواد بعد رحيلي عنكم .. ولا بأس ان تذكروني ولكن ان كنتم ترومون سعادتي فحققوا لي هذه الأمنية  .. وهكذا بدأ بالعد التنازلي مؤمنا بأنه مقبل الى فراق ابدي لأنه كان يعتبر الموت قدرا محتوما لا مفر منه ويؤمن إيمانا مطلقا بأنه حق على كل البشر .. يا لقساوة  الموت التي تشبه قساوة الزمن المتمادي بقسوته وظلمه على وطننا وشعبنا الذي تحمل وما زال يتحمل مرارة الأيام .. فكم كان يتمنى أبا شاهر ان يعيش بعض السنين الأُخر لكي يمنح أسرته وابنته الصغيرة من الحب والحنان ولا تنحرم هكذا مبكراً من ترديد كلمة بابا وهي ما زالت زهرة صغيرة توها تتفتح .. كما كان يهفو لتحقيق أمنيته ان يكون على قيد الحياة ليعيش ذلك اليوم الذي يجد فيه ابنه الوحيد عريسا فتغمره الفرحة والسعادة .. ولكن الموت أطفأ هذه الآمال فأغمض عينيه ونام مودعا العالم وداعا أبدياًً.. وداعا يا صاحبي ولتعلم ان كنت قد رحلت بعيدا عن هذه الدنيا فان ذكراك ستبقى معنا دائما وأبدا .                             


168
زهرة يانعة
يقطفها الموت من جنينة القوش
                                                                                                                              باسل شامايا
لقد كان للفاجعة الأليمة التي حلّت بالقوش عنوانا بارزا على صفحات يوم الاثنين 9/ 4/ 2012 حيث باغت الموت وبلمحة بصر فتىً من فتيانها المحبين وخطفه من بين أسرته وأهله وأصدقاءه قبل أوانه الى عالم اللاعودة دون أن يستأذن من أبيه المفجوع ويرحم دموع أمه الثكلى ويداري جراحات شقيقيه الذي كان لهما أخا وصديقا وحبيباً ودون اعتذار  من براءة الأطفال التي كانت تؤطر فقيدنا العزيز( آيسن ) ولا من محبيه وزملائه الكثر .. فلا فعلَ أشد وطأةً على هؤلاء المفجوعين من فعل الموت ولا خبر أكثر قساوة ومرارة منه .. فيا أيها الموت الزؤام أما كان عليك أن تتأنى بعض الشيء على هذا الملاك الصغير الذي بدأ تواً يتذوق طعم الحياة .. يا لتلك القساوة التي أوقفت قلبه الصغير عن الخفقان .. فكم أنت بارع ايها القدر اللعين في اختيار ضحاياك وكم أوجعت قلوبنا حينما أتيت بآيسن الرقيق الشفاف وهو يتنزه مع أصحابه تغمره الفرحة والمسرة بالعيد السعيد .. أتيت به وهو يشارك اصدقائه انطلاقتهم في ذلك اليوم البهي حيث سحر الطبيعة الخلاب و تلك المروج الخضراء التي كانت الأرض قد ارتدت ثوبها الزاهي الجميل والربيع الضاحك يحمل على اكفه حب الحياة .. فاعتذر آيسن منهم لتلبية الواجب فذهب مسرعا كعادته وكأنه كان يبحث عن موته .. مغادرا زهوة الحياة الى ظلمة الليل الحالك .. لماذا جئت به ايها القدر الغادر من صحبة محبيه الى حيث نهايته المروعة .. تلك النهاية التي خيّم بها الأسى والحزن على بلدة كانت تعيش افراح ثاني أيام العيد السعيد فأحيل ذلك العيد الى مأساة حقيقية تجسدت برحيل العزيز آيسن صاحب الوجه الفائض بالبسمة والأمل والحياة والذي فارقنا فراقاً ابدياً .. لقد سقط من علو الدار مضرجا بدمائه الزكية وهو يقوم بواجب اسرته في كسب لقمة العيش .. فحملوه الى المشفى لعلهم يسعفونه ويحيلون دون جبروت الموت ولكن الأخير كان أقوى  فأغمض آيسن اغماضته الاخيرة قبل وصوله الى المشفى .. ورحل من كان صافيا كالبلور .. غادرنا هذا الطالب المواظب الذي بكوه اساتذته وزملاؤه .. رحل عنا هذا المحب للدعابة المهذبة والرقيق بعلاقاته مع اكبر منه سناً وأصغره .. وهكذا دخل الحزن أعماقنا حينما قرع ناقوس الموت قبل انتصاف نهار 10/4 معلنا قدوم فقيد القوش الصغير آيسن .. وهو ملفوف بكفنه الصغير .. فراح الناس من جميع أحياء البلدة يتهافتون مهرعين الى حيث يقف الموكب الذي حمل جثمان الراحل .. فأدخل نعشه الى منزله الذي خضبه بدمه الطاهر وراحت أمه المفجوعة تزغرد وكأنها تستقبل عريسا في ليلة حنّته ... دموع ترجمت الحزن الذي راح يتغلغل الى صدور جميع من عرفه .. بكته تلك الجموع بحرقة قلب وما عادت حدقات عيونهم تقوى على إخفاء تلك الدموع .. وخطفه الموت ليدمي جراح والديه ولم يكن لهما وسيلة لإطفاء لوعتهما ومرارتهما إلا ذرف الدموع والصراخ والعويل ولَعنُ القدر الذي حرمهما من فلذة كبدهما ..  لقد خيّم السكون على القوش وراح الناس يرتشفون من دموع الفراق الهم والغم .. فأية أوجاع فجرتها في أعماقنا أيها الراحل الحبيب .. لا ادري كيف أرثيك وبأية كلمات أودعك يا غصناً غضاً بديعاً .. وأواسي القلب الذي لا احد يستوعب اسىً عليك سواه .. آه أيها الزمن الغادر كم كنت قاسيا على هذه الأسرة المنكوبة التي أطفأت شمعة سعادتها برحيل ابنها البار التي حاولت اقناع نفسها بأن الموت حق على جميع البشر لكنهم ابوا ان يقتنعوا بأن آيسن رحل ولم يعد ثانية .. واستمر الناقوس يقرع ويقرع .. وبعد أداء المراسيم الطقسية في منزله خرجت تلك الجموع الغفيرة فحُملَ على  أكتاف أصدقائه ومحبيه الى حيث داره الأبدي .. سار الجمع الجنائزي الذي شيّع فقيدنا العزيز و البلدة بأسرها قد غصت شوارعها بالمشاركين في وداع آيسن الى مثواه الأخير ليرقد الى جانب آبائه وأجداده بين أحضان أمه الحنون القوش .. وكان ضمن المشاركين في التشييع محبيك الذين راحوا يحومون حول مثواك لعلهم يسمعون همسك وحوارك الذي لم يكتمل  .. وداعا أيها الطائر الصغير وأنت تغادر اهلك وأصدقاؤك الى دار البقاء .. أولئك الذين ذرفوا دموع الوفاء والحب  .... نم أيها المغادر الى عالم الذكرى راسما تلك الابتسامة الخجلة التي كنت بها تحيي الصغار والكبار من الناس .. تلك البسمة التي لم تفارق وجهك قط .. إننا نشكو اليوم قدرك المشؤوم الذي قادك الى حتفك .. آه ثم آه  يا أم الشهداء والأبرار والصالحين لقد اعتدت على وداع ثمارك الطيبة التي قطفها الموت من شجرتك الباسقة .. ستظل يا آيسن في ذاكرتنا وذاكرة محبيك على امتداد السنين .


   

169
نتاجات بالسريانية / يا أمنتا
« في: 20:16 05/04/2012  »


170
رابطة المراة العراقية تقوم بزيارة المرض في القوش

اعتادت رابطة المراه العراقية في القوش ان تشارك الناس افراحهم و اتراحهم وتقدم التهاني والتبريكات بمناسباتهم السعيدة والتعازي والمواساة بمناسباتهم الحزينة.. انطلاقا من هذا المبدأ قام وفد من الرابطة بزيارة عدد من المرضى الراقدين منهم من اجريت له عملية جراحية ومنهم من تعرض لحادث ما وحالات مرضية اخرى وكانت الاخوات الرابطيات وفي كل زيارة تقدم علبة من الحلويات للمريض معبرات عن تمنياتهن بالشفاء العاجل له ونهوضه من سرير المرض معافى باقرب وقت ممكن



171
القوش تحتفل بعيد الام

عصر يوم 21اذار المحمل باريج الشذى و عطر الذكرى المباركة لعيد الام والذي يصادف في هذا التاريخ من كل عام تهافتت النسوه من كافة احياء القوش لحضور الاحتفالية المقامة بهذه المناسبة السعيدة وذلك في مقر رابطة المراه العراقية في القوش حيث كانت الرابطة قد اعدت منهاجا متنوعا استهلته الرابطية سيروات همبرسوم سكرتيرة الرابطة بكلمة باسم الرابطة هنأت فيها الام بعيدها السعيد وتمنت لكل الامهات الصحة والسعادة الدائمة وتلتها قصيدة بعنوان (اي رمز  هي المراه)قرأتها الرابطية هدى صادق يلدكو وبعدها القت الرابطية بريفان عادل دكالي قصيدة باللغة السريانية بعنوان (الام ينبوع)وتلتها قصيدة القتها الرابطية سميرة عابد قس يونان وبعد ذلك وعلى انغام اغاني الفرح والميلاد شاركت الرابطيات والصديقات بقص الكيك ثم جائت فقرة الدبكات الشعبية التي شاركت فيها الحاضرات تغمرهن الفرح والبهجة بهذه المناسبة السعيدة وقد قدمت التهاني والتبريكات للرابطيات من قبل الهيئة الادارية لنادي القوش الرياضي ومجموعة من النسوة القادمات من القوش هذا واستغرق الاحتفال اكثر من ساعتين..
 
رابطة المرأه العراقية /القوش


172
نتاجات بالسريانية / برشونا
« في: 15:08 25/03/2012  »

173
نتاجات بالسريانية / يمي نبوءا
« في: 12:32 21/03/2012  »

174
نتاجات بالسريانية / كيوت شمشا
« في: 15:17 18/03/2012  »

175
الفضاء الإخراجي            والفرضية التي نعتمدها في الإخراج
                                                                                     
                                                                                                                            باسل شامايا

إن أول الفضاءات الإخراجية التي يتحرك من خلالها المخرج منطلقا برؤيته الإخراجية هو فضاء المكان الذي يخطط لكيفية إنشائه لكي يقدم منه عرضه المسرحي ثم يبدأ بتأسيسه تشكيليا وذلك من خلال توظيف مفردات وعلامات تحركه بصريا وفكريا وجماليا ، وبعد ان تؤسس المكان عليك ببث روح الرؤية فيه وهذه الروح هي : (الحركة التشكيل، التكوين الضوء، اللون والمفردات ) ، أما الفضاء الآخر فهو : كيفية تحريك الشخصيات لتجسيد أحداث المسرحية ضمن فضاء المكان ، وعليك كمخرج ان تنطلق من خلال عدة محاور لكي ترسم حركة تلك الشخصيات ، الأول : نطلق عليه ( البؤرة المركزية ) وأقصد بذلك انك تحدد نقطة في الفضاء الأول ( المكان ) لتنطلق منها الأحداث .. اما المحور الثاني فيتكون من عدة مستويات والتي تتشكل منه الحركة كالمستوى ( البصري ) الذي يعتبر مركزا لانطلاق الشخصيات في تكوين وإنشاء الحركة والمستوى الثاني هو الذي يتداخل مع الأول أي ان الحركة تنطلق ضمن البعدين الأول والثاني ولكنها تكون متصلة معهما لتعميق الثيمة(الفكرة ) ونسميها مصطلحا ( خلفية العرض ) ولا بد لها ان تتحرك ضمن إيقاع جمالي تشكيلي بصري .. هكذا يتم تأسيس الحركة على المسرح وعلينا ان نعلم بأنها أي الحركة ليست مراكز انتقال من يمين المسرح الى يساره أو من وسطه الى أعلاه أو من أسفل يساره الى أعلى يمينه بقدر ما هي معنىً دلالياً فكرياً لا تعتمد في رسمها على الفعل ورد الفعل .. وان خطوط الحركة يجب ان تكون جماعية في وحدتها وتكوينها فلا تدع الممثل يتحرك ويتبعه الآخر ، فالحركة هي كمٌ من الخطوط المتشابكة المتداخلة تحمل بذلك معاني فكرية عديدة ، اما عملية التكوين فتتشكل من خلال علاقة الممثل مع الممثل او مع الكتلة او الضوء او الديكور .. إذن المحور الذي تتعامل معه كمخرج معتمدا على فرضيتك الإخراجية التي تؤسسها هو عملية تحويل النص الأدبي المقروء الى تجسيد واستيقاظ زاخر بالعلامات والدلالات . فالقراءة الإخراجية في المسرح الحديث تنطلق من القراءة الحرة للنص والتي تخترق سكون النص فتحركه ضمن فضاء الرؤية .. أما الإخراج فهو الفرضية التي يتأسس من خلالها العرض المسرحي ، وعلى سبيل المثال حينما تقبل لإخراج إحدى مسرحيات شكسبير او أي نص سواء كان محليا او عالميا ، عليك ان تؤسس في البداية فرضيتك والتي ستبني عليها وحدة العمل ومن خلال هذه الفرضية تنطلق في عملية التأسيس مؤكدا ومرتكزا على ملاحظات مهمة عليك العمل بها منها : عدم ترجمة النص الأدبي من خلال مفهومك المعرفي ، بل العكس من ذلك عليك ان تشاكسه وتبحث ما وراءه لتقدم خرائط ورؤية جديدة تختلف عن تلك التي رسمها وأوجدها المؤلف حين كتابته النص ، والمخرج يجب ان لا يكون مفسرا بالشكل الوظيفي والتقني المباشر للنص بل مفسرا للظواهر الكونية أولا فينظر للنص بأنه كوني لا مادة مقروءة نترجمها بشكلها الحرفي .. فالخارطة الإخراجية تختلف تماما عن خارطة النص التي ثبّتها المؤلف ، لذلك هناك من المخرجين العاملين في مجال الإخراج المسرحي يعلنون عن نهاية المؤلف او ( موته ) حينما يبدؤون بوضع رؤيتهم الإخراجية حيث يغادرون رؤية المؤلف التي اعتمدها في كتابته للنص ، لذلك ينصحون بعدم التعامل مع المعلن في النص بل على المخرج اكتشاف ما وراء النص من المخفي وغير المعلن ، إذن علينا ان نتوغل الى أغوار ومكامن النص حتى نصل الى آخر طبقاته الفكرية لا ان نتلامس معه ظاهريا .. حينها سندخل الإخراج الى فضاء الفلسفة وهذا ما يريده المسرح الحديث بقراءاته الجمالية والفكرية وهنا يؤكد كروتوفسكي : ( ان النص هو الأرضية التي تنشأ عليها رؤى المخرج  وعلينا هندسة هذه الأرضية ضمن الخرائط الجمالية والفكرية لمعمارية الرؤية التركيبية ) وهذا يعني بأننا سنعيد قراءة النص بمحاور متعددة ومثال على ذلك رؤية المخرج العراقي صلاح القصب في عرضه لمسرحية     ( مكبث ) ومسرحية (هملت عربيا) للمخرج الأستاذ سامي عبدالحميد . اما المسألة المهمة الأخرى التي تعمل بها لتحقيق فرضيتك الإخراجية فهي اختيار نوع المسرح  الذي ستعرض عليه منجزك المسرحي وهنا يتم العرض معتمدا على مساحتين الأولى : نسميها المساحة المغلقة أي ( مسرح العلبة ) فان فضاءات هذا المسرح تسمى بالفضاءات المغلقة أي فضاءات محدودة ضمن مساحة معمارية ، وعليك ان تعمل ضمن هذه المساحة .. اما النوع الثاني فهو مساحة الفضاء الحر أو (المسرح المفتوح ) الذي نخرج بالعرض المسرحي إلى أماكن ذات امتداد بصري .. ويعتمد هذا العرض على عمق تشكيلي دقيق عليك أن تملؤه بعلامات ومفردات وإشارات متعددة ترتبط بوحدة الأفكار والتي تكوّنها أنت كمخرج وكقائد للعملية الإبداعية وان المفردة ليست إلا فكرة تستخدمها لتجسد من خلالها رؤيتك الإخراجية ، فحينما وضع الدكتور المخرج العراقي صلاح القصب علامات مرورية في عرض مسرحية مكبث برؤيته الجديدة حينما تم عرضها  على الفضاء الحر في باحة كلية الفنون الجميلة قسم المسرح ، كان يعني ذلك انه حمّل المكان بعلامات فكرية أسسها بأيديولوجية ومنطلقاته الفرضية التي أسس بها عمله الإخراجي وأن تعامله في هذا النوع من المسرح لا بد أن تكون عناصر العرض المسرحي كالموسيقى والمؤثرات الصوتية طبيعية تتأسس من خلال أصوات منبهات السيارات والدراجات كما أن الضوء يعتمد على الجو الواحد يعني لا توجد هناك إنارة متقطعة كما يحدث في الفضاءات المغلقة فتبقى الوحدة الضوئية واللونية واحدة على امتداد العرض . وفي الأخير أود ان أقول على كل من يدخل الى عالم الإخراج عليه الاستعانة في منجزه المسرحي على فرضية يعتمدها في المراحل التي ينجز فيها المسرحية كما أود ان أوضح بعض النقاط المهمة التي تجعلك مواكبا للأساليب الإخراجية الحديثة وفي مقدمتها الابتعاد عن السطحية في العملية الإخراجية بل كن دقيقا واحفر في متاهات النص حتى تجد ما تبحث عنه ولا تعتمد على رؤية المؤلف بل اعد صياغة النص بطريقتك التركيبية واقلب كل جملة في النص وحولها الى معاني تخدم رؤيتك وبإمكانك ان تعتمد التشفير في الديكور المقترح والذي يفضل ان يكون بسيطا بحيث توظفه كيفما تشاء ( طبعا هذا إذا كان جمهورك من النخبة ) ولكن إذا كان العكس ، أي جمهور متواضع بسيط فلا تكن قاسيا عليه في استخداماتك وتعقيداتك في التشفير والتأويل .   


176
8آذار رمزٌ لنضال المرأة

باسل شامايا
شهر آذار من أجمل وأزهى أشهر السنة حيث ترتدي الأرض وشاحها الأخضر ، والطبيعة الساحرة تأذن للمحبين بالانطلاق بين مروجها الخضراء يكتنفهم الأمل والسعادة والتفاؤل للغد القادم .. هذا الشهر هو من أغنى الشهور بمناسباته وأحداثه حيث تتوالى الواحدة تلو الأخرى مبتدئة بعيد المعلم مربي الأجيال .. وعيد تأسيس رابطة المرأة العراقية , وأعياد نوروز الخالدة ويوم المسرح العالمي ومسك ختامه انطلاقة شرارة الكادحين والأحرار في عراقنا العزيز .. أما في الثامن منه ( 8 آذار ) فتحتفل المرأة في العالم شرقا وغربا بهذا اليوم الذي كان على مدى سنوات طويلة وما زال رمزا لنضالها من اجل حقوقها المشروعة متحملة شتى صنوف الاضطهاد من عنف وقمع وتمييز واعتقال وقتل ورغم كل ذلك تمكنت بفضل تلك التضحيات وبمساندة القوى الخيرة من تحقيق منجزها الكبير يوم المرأة العالمي . فحينما نبادر ان نستذكر هذه المناسبة ونكتب عنها بما نمتلك من مفردات اللغة نجد أنفسنا عاجزين عن إيفائها حقها .. فالانجازات التي تحققت بدأبها ومثابرتها بعد ان هلّ فجر ميلادها الأغر ستبقى ذكراها خالدة لا تمحوها السنين .. وربما يبادر الى الأذهان سؤال يفرض نفسه كيف ومتى انتزعت المرأة حقها ليتحقق لها هذا اليوم الذي حمل اسمها ...؟  كل من يتواصل مع الأحداث العالمية عبر التاريخ لا بد ان قرأ وأطلع  في نهاية القرن التاسع عشر عندما انطلق صوت المرأة مدويا في أرجاء العالم خصوصا في أمريكا الشمالية وأوروبا مطالبة بحقها المشروع في تحسين ظروف العمل ومطالبتها أيضا للحصول على حريتها في الحياة الحرة الكريمة .. فقامت حينها مجموعة من عاملات النسيج في إحدى المدن الأمريكية وتحديدا في 8 آذار 1857 بإضراب عام .. وبنفس اليوم عام 1909 عمت المظاهرات أرجاء العالم احتجاجا على ظروف العمل السيئة التي كانت تعاني منها المرأة وعلى اثر ذلك عقد مؤتمرا عالميا للمرأة عام 1910 في الدانمارك لتقييم نضال المرأة والوقوف الى جانبها لنيل حقوقها المغتصبة .. وقد احتفلت العديد من دول العالم ولأول مرة في عام 1911 بهذا اليوم وبعد الحرب العالمية الثانية 1945 عقد الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي مؤتمره النسوي في فرنسا حيث أعطى الاحتفال بهذا اليوم دورا أساسيا للمرأة في المجتمع .. و جاء عام 1975 ليأخذ عنوانه (عاما عالميا للمرأة ) من اجل مساواتها الحقيقية .. وفي عام 1977 أصدرت هيئة الأمم المتحدة قرارها الذي دعت فيه العالم اجمع للاحتفال بعيد المرأة وذلك في 8 آذار من كل عام .. وهكذا أطلق على هذا اليوم رسميا وعالميا يوم المرأة العالمي . وكانت المرأة العراقية جزءا لا يتجزء من نضال المرأة في العالم حيث تحملت الويلات والمصاعب فانغمرت في النضال المرير من اجل حقوقها .. مدافعة عن حقوق الأمومة والطفولة في العيش السعيد وكافحت رغم سيف التخلف الموجه الى عنقها من اجل ان تثبت وجودها كقوة فاعلة في المجتمع ورفضت ان تكون مهمشة في دورها وعطائها وأثبتت أنها تشكل نصف المجتمع وتزيد عن ذلك في بعض المجتمعات الأخرى .. وتفانت في الكفاح الشاق الطويل الى جانب الرجل من اجل قضايا مصيرية عادلة فكانت شعلة من النشاط عملت دون كلل، مناضلة تحدت الواقع حتى تكللت جهودها بالنجاح وخير مثال على ما أنجزته تحقيق تشريع أول قانون للأحوال الشخصية الذي يضمن حقوق الأسرة العراقية ممهدا الطريق وفتح أبواب تحريرها وانعتاقها من الاستغلال لتعمل كإنسانة لها حقها في العيش أسوة بالرجل  .. لقد كانت دوما طودا شامخا .. أبية لا تقبل الذل والمهادنة .. تعرضت الى الملاحقة والاعتداء في أقبية السجون الإرهابية وشتى الأنواع من التعذيب اللأنساني لكسر شوكتها لكنها لم تساوم بل صمدت وتمكنت بصمودها من قهرهم فانهزم الجلادون أمام إصرارها على التواصل دون أن يوقفها شيء .. وتحملت كل ما يندى له الجبين دفاعا عن المبادئ والقيم العظيمة التي آمنت بها .. وعليها أن توحد جهودها وتتواصل في نضالها دون تقاعس من اجل حقوقها الشرعية التي يجب ان تنتزعها ... !! تحية للأم العراقية التي تحملت أعباء الحياة الصعبة في تربية صغارها ووقوفها إلى جانب الرجل في العمل والإنتاج .. تحية لتلك المناضلة الجسورة التي وضعت بصماتها في عملية التغيير وفي الدور الكبير الذي لعبته في إجهاض الدكتاتورية الحاقدة وزوالها .. تحية للمرأة التي شاركت بكل قوة واقتدار الى جانب الرجل في الثورة ضد الظلم والاضطهاد ... تحية للمناضلة الباسلة التي واجهت رصاصات الطاغية وبسمة الأمل لا تفارق وجهها .. تحية لك يا ابنة العراق وأنت تتحدين الواقع بما فيه من المأساة بلا هوادة تحية لك وأنت تسعين اليوم  للمشاركة الفاعلة في بناء العراق الديمقراطي  الجديد .                 

177

178
نتاجات بالسريانية / سي بشلاما
« في: 00:48 15/02/2012  »

179
رثاء الى شاعر من القوش عصرته الغربة

                                                                                                                    باسل شامايا
ما أقسى ان تخذلك الكلمات ويعتريك وهن التعبير عندما تتلهف لرثاء عزيز خطفه الموت في ليلة ظلماء من ليالي 2012 بعد ان شتتته الأيام وعصرته الغربة حتى أطفأت شمعته التي بقت موقدة 69 سنة .. التف حوله الموت فأطفأ فيه ذلك الشعاع المنير الذي جعل عطاءه مستديما حتى الأشهر الأخيرة من حياته .. ومع افتقاري الى المفردات اللغوية لكي أجسد فيها حزني وألمي احتضنت أناملي المرتجفة قلمي الحزين لأسطر منها رثائي الى الراحل الذي فجر برحيله أوجاعنا وآلامنا .. وبينما أحاول مشرعا في الكتابة أوقفني الماضي فأخذتني موجة الذكريات إليه وتحديدا قبل خمسة عقود خلت ، حين عودة فقيدنا الغالي حميد أبو عيسى من غربته المؤقتة حاملا معه ثمرة اغترابه ( تحصيله العلمي ) جهد ستة أعوام أمضاها في دراسته ساهرا الليالي الطوال وكان حينها شابا في عنفوان العطاء ممتلئا طاقة ونشاط وحيوية .. كان بين أقرانه من الطلبة المتفوقين والمتميزين ، أنهى دراسته الثانوية في بلدته القوش بجدارة وامتياز لذلك تم ترشيحه من بين العشرات من زملائه الطلبة لزمالة دراسية الى الاتحاد السوفييتي في ستينيات القرن المنصرم ولم يخيب آمال من منحوه الثقة بل عاد وفي جعبته شهادته التي بدأ فيها مشواره العملي في الحياة . ومثلما كان طالبا مواظبا دءوبا مجتهدا هكذا كان مهندسا ناجحا ومتميزا بين اقرانه حتى بات من كبار المهندسين الذي اعتمد للأشراف على المشاريع الصناعية في البلد وخير دليل على ذلك انه منح براعة الاختراع في مجال اختصاصه (الهندسة الميكانيكية) ولكن النظام السابق اكتفى بتكريمه فقط ولكن لم تكن مكافئته اكثر من ساعة يدوية فقط . ثم ولج الى عالم الشعر وكان يتطلع من خلال قصائده الى حياة حرة كريمة كانت جذوته لا تنطفىء بل في اتقاد مستمر لأن معينه لم ينضب وكلنا نعلم ان جذوة الشاعر تمر بمراحل خفوت لكن جذوة الراحل حميد يلدكو لم تعرف الخفوت بل بقت متألقة بأتقاد دائم لذلك كنا نشاهد نتاجاته على صفحات القوش نت وعينكاوا مطرزة بقصائده الرائعة التي كتب منها بالكرشوني قصائد سريانية واخرى كثيرة باللغة العربية متدفقة ونابضة بالحياة ، يكتب بقلمه المتواضع آفاق السعادة للأنسان والحنان وللغد الآتي .  لقد كانت تربطني بالراحل العزيز صلة قربى من الطرفين ( قريب لأبي وأمي وزوجتي ) لذلك كنت أقوم بزيارته الى منزله الكائن في منطقة الدورة / حي الميكانيك قبل انضمامه الى قافلة الهجرة المقيتة وكان منزله أشبه بالمضيف عامرا على الدوام بالأقرباء والأصدقاء والجيران . وبعد الترحيب والاستضافة المعهودة كنا نلجح الى باب المحاورة بأمور ثقافية عامة كالمسرح الذي هو اختصاصي والشعر الذي بدا بالانصهار في عالمه السحري وبعد ان يمضي على النقاش برهة من الزمن يستأذن قائلا : سأسمعك يا ابن الخال الجديد من قصائدي ولم تمضي الا لحظات ليعود وبيده رزمة من الاوراق فيتصفحها لينتقي منها تلك القصائد التي يشرع بقرائتها والقاءها مجسدا بكلماته ومفرداته اللغوية المحبوكة موضوع القصيدة اما طريقة الالقاء فكانت تقرب السامع الى معرفة ما يروم اليه الشاعر ، من تلك القصائد التي كانت تحرك المشاعر والأحاسيس لما تحمله من مضامين رائعة ونابضة بالهم الانساني ، هكذا كان دوما دفقا من العطاء وشلالا من الشعر ، فتغمره الفرحة وهو يقرأ قصيدة تلو الاخرى .  وشاء القدر ان يسرق الموت شريكة حياته أم ثماره الخمس فأختار من بعدها الغربة ورحل تاركا كل ذكرياته الى امريكا بلد الحرية حيث تركيبة الحياة والعلاقات الاجتماعية الجديدة بجميع صورها واشكالها وهناك بدأ حياته الجديدة مع هموم الغربة . هكذا غادرنا الفقيد الى دون عودة ولم يكن رحيله هذا الا خسارة جسيمة لا تعوض .. ايه ايتها الغربة القاتلة كم انت سخية في حمل البلية ، البارحة كان ابو عيسى غيمة حبلى بالمطر واليوم ساقته الرياح الى حيث السبات الابدي الى عالم موغل بالوحشة والرهبة والظلام .. يا للؤمك ايها الموت العظيم لما تعجلت هكذا باطفاء شمعة معطاءة واوقفت ذلك القلب الذي كان ينبض شعرا .
                         وداعا ايها الراحل الى عذابات الفراق اللامنتهي
                         وداعا ايها المغادر الى اوجاع اهلك ومحبيك                               
                        وداعا فذكراك باقية معنا جميعا دائما وابدا


180
نتاجات بالسريانية / دشنـــا
« في: 22:02 30/01/2012  »
(( دشنـــا ))

               دشنا         باسل شامايا
  ايمن درشمت خوشكا دليل رشوم زهيوثا        ايمن تخرت حشا دزونا تخــــور بصخوثا             وايمن درشمت إذا دميثا رشـــوم بسموثا             وايمن تخيروخ أث شوعباذا تخور نيخوثا
                        *****                                             رشومل ناش دبائي ناش دلا نخيلــــــــوثا         رشوم عوقانا دلوشا شلاما تا ناشـــــــوثا        رشوم ناشوثا مبلئا حوبا كو أويـــــــــ              وثارشوم كهانا رشوم ملكوثا                             بس لا رشمت دما وموثــا
                *****                                 هيو خوري دبثخخ كما دكميسريل بكو قشيوثا        بأن يوماثا سنيقخ كولّن لشوتابوثا                   دراوز خيلن وباقخ صورن بأميثوثا              صورا رابا دمرأش خلما دشور                     عليمي بكو راموثا
                     *****
 ماحوريون طالوخ بقـــارن محرا خاثا              تنياثا شخين بلبــــن كويل بدما والياثا              اديو عيذا لوشـــلن شيرا وزمرياثــــــا              كولح كنشا مسوقلا رويزا وكل نشواثا  
                        *****                                                   سوَءتا بشلوخ يا حبيوا تا كول كبيــــن           سميي منوخ شقللّ بهرا وكل غبيــــــن                 بيثا بشلوخ تا تا فقير وكول مسكيــــن كمايذيلــــــــــوخ زور وراب بكللّ زون
                       *****                                                    مني دشنا تا حوياذا آذي مشوحتـــــــــا             موقروالي بصيخا لبيما بأث عاصــــرتا            مليثا حوبا وكل دخيوثا وغذا مونشقتــا            لبيند ماثا وكول حبيوي بآذي تفقتـــــــا
                      *****                                                     كو حوياذا مدرمن اثرا جريحا تويــــــرا          ماشخ بخيلا دما ديما برونح نخيــــــــرا            هيو دنطرخ بيثن خاثا دبايش خميـــــــرا            ايذوخ بيذي دبثخخ اثرن بحوبا اميـــــــرا


181
لقاء مع بطلة رياضية من القوش




                                                                                                                      محاورة / باسل شامايا
 القوش هذه البلدة الموغلة في التأريخ والتي حفر اسمها في ذاكرة الزمن انجبت العلماء والشعراء والفنانين والاطباء والمهندسين والأساتذة والقادة الاحرار والرياضيين وما زال اسمها يتلألأ في سماء الوطن والعالم بشرقه وغربه ، وليس غريبا اليوم ان نجد احدى بناتها ترفع راية الرياضة عالية خفاقة في سماء العراق وتحقق انجازات رياضية على مستوى البلدة والمحافظة والعراق .. ارتأينا نحن مندوب مجلة السنبلة في العراق ان    نجري لقاءا مع هذه اللاعبة المتألقة والذي بدأناه بكلمة ترحيبية بأسم المجلة ثم بادرناها بالسؤال الكلاسيكي الذي يفرض نفسه في مثل هذه اللقاءات :

من هي لارا جمال ...؟ اجابت والخجل القروي البريء يعلو محياها وقالت : أنا لارا جمال بولص ربان من مواليد القوش 1996 انتمي الى عائلة قوامها ( سبعة ) اشخاص .. ابي وامي  وشقيقين وشقيقتين ، ادرس في ثانوية القوش للبنات وفي مرحلة الرابع علمي وأنا مواظبة في دراستي  واطمح ان  انهي دراستي كاملة دون ان تعتريني اية  صعاب

س// كيف كانت بدايتك في مجال الرياضة ومن الذي كان سباقا في تشجيعك ..؟                                
 ج// كانت اولى انطلاقتي في مجال الرياضة وتحديدا ( كرة الطاولة ) منذ صغري أي حينما            كنت طالبة في الصف الخامس الابتدائي ، حيث لعبت في فئة الأشبال ويعود الفضل لأبي         بالدرجة الاولى الذي شجعني وأوصلني الى هذا المستوى ، ثم اخي بالدرجة الثانية .  

                           
س// كيف اختمرت فكرة انضمامك الى نادي القوش الرياضي ...؟                                              
ج// كانت شقيقتي الأكبر ( ليديا ) تصطحبني في كل مرة معها الى النادي حيث كانت عضوة         في  الهيئة الادارية للنادي وكنت اشاهدها وهي تمارس لعبة المنضدة مع لاعبات من النادي  وتواصلت بالذهاب معها في كل حين ، حتى  استهوتني هذه اللعبة كثيرا ورحت امارسها ببداية    بسيطة ومتواضعة مع سبع زميلات في النادي واستمر حبي ولهفتي لها من خلال ذهابي الى النادي فانضممت اليه كعضوة للهيئة العامة وتواصلت الى يومنا هذا .                                                                                        
 س// هل تذكرين اول مباراة لك . وكيف كانت معنوياتك خلال اللعب ..؟                                  
 ج// كانت اولى مباراة خضتها في بطولة قره قوش عام 2008 حيث حصلت على المركز            الثاني لفئة الاشبال في محافظة نينوى ، كنت مرتبكة بعض الشيء مع اني كنت متيقنة           وواثقة من تحقيق الفوز ، ومنذ ذلك الحين قرر الاتحاد الفرعي لمحافظة نينوى دعم              الفريق كاملا.. ولكنه لم يقدم أي دعم للفريق  .                                                                                          س// هل تذكرين المباراة او البطولة التي حققت فيها الفوز على مستوى المحافظة ...؟                          
ج// نعم لقد حققت الفوز بالمركز الاول ثلاثة مرات على محافظة دهوك( فردي )  في                ( 2009 / 2010 / 2011 )  وكذلك في لعبة الزوجي مع زميلتي رينا قودا . وقد مثلت       مديرية شباب ورياضة نينوى في بطولة مهرجان المرأة الرابع في 2010 الذي اقيم في        كركوك وتم اختياري افضل لاعبة بكرة الطاولة في العراق لكوني حصلت مع الفريق على       المركز الاول .  وحصلت ايضا على المركز الاول في بطولة تربيات قضاء تلكيف التي            اقيمت في دهوك بالفرقي والزوجي مع زميلتي سارة جلال ربان . ومثلت محافظة دهوك        في بطولتين ومعي زميلتي سارة جلال ايضا وقد تأهل النادي حينها الى الدور الممتاز وبمناسبة تحقيق الفوز  بادر محافظ دهوك مشكورا بدعمي وتكريمي ماديا ومعنويا.                                                                      
  س// شعورك وانت تنافسين خصمك للحصول على لقب البطولة .. ترى من كان يخطر ببالك          ان تبشريه بالفوز بعد اعلان الحكم النتيجة النهائية للمباراة ...؟                                            
ج// كان شعوري رائعا وينتابني شيء من التحدي والأصرار على تحقيق الفوز ، فكنت                    متحمسة جدا للحصول على المركز الاول ، اما الذي كان يخطر ببالي فهو مدربي  الذي         كان ينتظر بشوق ولهفة النتيجة النهائية للمباراة وكذلك لأنه كان يتعب كثيرا في الاشراف      على تدريباتي بالرغم من التزاماته الاخرى .  

                                                                                                       
س// هل شاركت في بطولات خارج العراق ...؟                                                                            
ج// مع الأسف لم اشارك ...! علما انني على اتم الأستعداد والشوق لأمثل بلدي في هذه اللعبة      .. وقد شاركت في اربيل ببطولة عالمية اشتركت فيها ثمانية دول ( العراق ، الاردن ،             سوريا ، لبنان ، مصر ، بورتريكو ، السويد ، ايران ) من فئة الاشبال حققت المركز              الثالث في الفرقي والزوجي ومنحت مداليتين برونزيتين وكانت هذه البطولة بأشراف             الأتحاد الدولي وذلك بتأريخ 15/1/2011 حيث استغرقت في معسكر التدريب  سبعة ايام       متواصلة في اربيل وهذا المعسكر كان تحت اشراف المدرب الدولي ( بيلا روسيا ) .                                              
س// هل هناك معوقات عائلية اجتماعية تحد من نشاطك الرياضي ..؟                                            
 ج// لا توجد هناك اية معوقات من هذا القبيل ولكن المعوقات هي الافتقار الى الدعم  المادي        والذي احيانا يحد من النشاط والانجاز الرياضي .                                                      
س// لو خيروك بين الدراسة وهوايتك الرياضية ، ماذا تختارين ..؟                                        
 ج// طبعا اختار الدراسة مع احتفاظي بهوايتي بحيث لا تؤثر ممارستها على التزاماتي                 الدراسية .. وانني طموحة ان اجتاز مرحلة الاعدادية بتفوق لكي احصل على قبول في كلية التربية الرياضية .. وللعلم انني طالبة مجتهدة ودؤوبة وقد اعفيت من كافة المواد الدراسية في صفوف المرحلة المتوسطة التي اجتزتها بجدارة                                  
س// هل هناك موقفا محرجا صادفك خلال اللعب ...؟                                                                
ج// نعم ...! في بطولة العراق التي اقيمت في محافظة كركوك حينما كنت اخوض المباراة            النهائية في الشوط الحاسم الأخير الذي كنت اواجه لاعبة قوية جدا حيث احرجت خلالها         كثيرا ومع ذلك حققت الفوز بالمركز الاول في تلك البطولة .

دون تردد فأنها تملىء فراغك وتهبك الصحة والعافية وكما يقول المثل ( العقل السليم في الجسم السليم ) فانا ادعو كل الأخوات للولوج الى هذا المجال الخصب لأنك ستكونين لأرشيفك  رصيدا من الانجازتحتفظين به للمستقبل .


 س// كلمتك الاخيرة في هذا اللقاء ...؟                                                                                  
ج// أشكر مجلة السنبلة على اتاحتها الفرصة لي بالتحدث عن نشاطاتي في مجال كرة الطاولة        واشكر ابي الذي شجعني ان اتواصل في اللعب ونادي القوش الرياضي الملاذ الرياضي الآمن ومدربي الذي  اوصلني الى هذا المستوى واشكر مندوب مجلة السنبلة على اختياري لأجراء هذا اللقاء .                                                                                                
س// هناك مداخلة للأخ المدرب سرمد سعيد النجار حول هذا اللقاء مع اللاعبة المتألقة لارا.    
ج// بكل حب وتقدير اشكر مجلة السنبلة الغراء على هذا اللقاء الذي تجسد فيه قدرات وانجازات اللاعبة لارا وبدوري كمدربها اقول عنها دون مبالغة انها : ذكية جدا تحترم مواعيد التمرين وتحترم ايضا مدربها وناديها الرياضي باعضاء هيئتيه الادارية والعامة ، وهي اللاعبة المدللة من اللاعبين الكبار والصغار ، تحب هوايتها حبا جنونيا لأنها وكما تقول : تسري في دمي .  أود ان اشير الى مسألة مهمة وهي اننا بحاجة ماسة الى معسكرات رياضية  للتدريب ( داخلية أو خارجية ) فهناك فرق كثيرة في العراق مدعومة من انديتهم ولديهم   مدربين محترفين حاصلين على شهادات تدريبية دولية .. اننا بحاجة الى هذا الكادر لكي   يرتقي فريقنا الى مستوى الطموح وهذا لا يتم الا بالدعم المادي الذي لا يمكن ان يتحقق        بدون ذلك .. وأود أن أشير الى مسألة مهمة وهي أن لأغلب النوادي الرياضية لاعبات            محترفات مدعومات برواتب مغرية .. وهذا الشيء غير متوفر ولو بجزء يسير في نادينا  وللعلم اننا لا نفكر بالمال والعقود لأجل جني الارباح بقدر ما نفكر بذلك لدعم الرياضة في القوش .. وان نادينا الرياضي في القوش غير متلكئ في دعم الرياضة لكن بامكانياته            المحدودة جدا لأنه يشرف ويدعم فرق رياضية عديدة تابعة للنادي . اتمنى ان تذلل كافة      
الصعاب من اجل تنشيط الحركة الرياضية في بلدتنا العزيزة القوش .. وفي الاخير قال : شكرا     لمندوب السنبلة على هذا اللقاء مع متألقة رياضية من بنات القوش وشكرا .  


182
عائلة المرحوم واولاده وبناته المحترمون
اشقاء وشقيقات وذوي المرحوم المحترمون
من اعماق يعتصرها الاسى والحزن ارسل اليكم مواساتي القلبية الصادقة برحيل الاستاذ والاديب السرياني نوئيل قيا ، حيث لم يكن رحيله الا خسارة للميدان الثقافي في عموم قطرنا وبشكل خاص بلدتنا العزيزة القوش تمنياتنا لكم بالصبر والسلوان وللفقيد الذكر الطيب بين محبيه واهله واصدقاءه  .                                           جلال شامايا / بغداد


183
عائلة المرحوم نوئيل المحترمة
اولا وبنات واشقاء وشقيقات المرحوم المحترمون
 
ببالغ الاسى والحزن تلقينا خبر رحيل الاستاذ الكاتب نوئيل قيا بلو ارسل لكم تعازينا الصادقة متمنيا لكم الصبر والسلوان ولفقيدنا العزيز الراحة الابدية
 
                                   صباح يلدكو / بغداد

184
وداعا أستاذنا الفاضل ومربينا الجليل نوئيل قيا بلو
 
                                                                                                                                باسل شامايا
حينما تفقد شيئا ما ينتابك إحساسا بالألم على فقدانه ، وحينما تفقد شخصا ما  يحتويك الحزن والأسى بفقدانك عطاءا حياتيا متواصلا ، ولكن حينما تفقد إنسانا عزيزا ومربيا فاضلا وأديبا فنانا وصحفيا ،  تتوشح جلباب الهم والألم لأنك فقدت قيمة حياتية عالية ، وها هو ارشيف القوش المعطاء زاخر برموز رحلوا بعد ان تركوا بصماتهم حية ستتذكرها الاجيال على مدى السنين ، ورغم انه لا احد يريد أن يموت لأنه ولد لكي يعيش فيأخذ نصيبه من هذه الدنيا الفانية سواء كان فيها سعيدا أم مهموما حتى تحين ساعة رحيله فيرحل مخلفا وراءه ثماره التي تكون امتداده في حياة الدنيا ليكملوا طريقه ويحققوا طموحاته ويأخذوا دورهم الفاعل في عملية البناء ، ورغم إننا جميعا نؤمن إيمانا كاملا بأن الموت حق على كل كائن حي فقد فوجعنا برحيل كوكب من كواكب القوش المضيئة الذي أضاء بكلماته ونتاجاته المتنوعة دروب الثقافة والمعرفة . في هذه الأيام الأليمة رحل عنا معلما مقتدرا ومربيا فاضلا ( نوئيل قيا بلو) بعد أن صارع المرض سنين طوال حتى توقف قلبه الموغل بالطيبة والإنسانية عن الخفقان ، فتوقفت تلك المشاعر والعطاءات والتي لم تتوقف في أحلك الظروف ، لقد فقدت القوش كنزا أدبيا / فنيا / لغويا / تعليميا مبدعا سرقه الموت من بيننا وأطفأ شمعته التي بقيت موقدة 77 عام . بدأ حياته مربيا فوهب من عنفوان شبابه  أحلى سنينه من اجل تربية وتعليم وإنشاء أجيال من الطلبة يفتخر بها البلد والقوش والناس ، وأشعل في أذهانهم دروب الحياة ، علمهم كيف يكونوا مواظبين دءوبين لكي يرتقوا إلى مستوى الطموح فيخدمون وطنهم وشعبهم  ، فاخذوا دورهم الفاعل في عملية بناء المجتمع وكانوا جديرين بها .. ثم ولج الى عالم الأدب والفن ليكتب عن اللغة السريانية وللمسرح السرياني أعمالا ونتاجات عالج فيها  تلك الظواهر السلبية التي كان يعاني منها مجتمعنا في ذلك الوقت  وقد جسدت كتاباته على خشبات المسرح في القوش وبغداد وقره قوش ودهوك و بمعالجات كوميدية او تراجيدية ، وراحت النجاحات تتوالى الواحدة تلو الأخرى دون أن يتوقف في عطائه بل كان يسعى دوما لتحقيق هدفه الذي كان يرسم من خلاله مع زملائه وأقرانه الصورة المشرقة لبلدته القوش الغالية .. وهكذا عمل أيضا في مجال الرياضة من خلال النادي الرياضي في القوش والذي كان احد اركانه ، حتى بات وجها متألقا من الوجوه المعروفة ، حيث طرق جميع الأبواب هادفا تقديم  ما هو مفيد لبلدته وأهلها الطيبين  .. عرفناه جميعا منذ أن كان في بداية طريقه ، طالبا مواظبا في مدرسة الحياة ومربيا دءوبا وكاتبا معروفا وفنانا مقتدرا يجسد بكتاباته رسالته الإنسانية التي كرّس جلّ وقته في إيصال محتوياتها الهادفة إلى كل الناس و التي كان يهدف فيها التعريف بالمعنى الحقيقي أن يكون الإنسان ذات مكانة مؤثرة في المجتمع .. ومن خصاله أيضا كان هادئا متواضعا تواقا لأغتراف المعرفة والثقافة ، طيبا في معشره شفافا في تعامله ، يمتلك صدرا رحبا وقدرة فائقة للتعاون بكل شفافية وتودد وخيردليل على ذلك تلك المهرجانات الثقافية والاماسي الشعرية التي كان يغنيها بمشاركاته ، ولم يمض نشاط من هذا القبيل إلا وكان الراحل احد البارزين فيه ، حتى وان أقيم في بغداد أو محافظات اخرى ، حيث كان  يحضر متجشما عناء الطريق ليسجل حضوره في سجل الإبداع .. كان الشأن الثقافي همه الاول لذلك اجتمعت فيه مواهب عديدة (( أدب / فن / شعر / كتابة / مسرح / صحافة )) سخرها جميعها من اجل بناء مجتمع يتميز بالثقافة والمعرفة . ولكن شاء القدر اللعين أن يداهمه المرض بغتة فأقعده عن الحركة وتحقيق طموحاته وحال بينه وبين نتاجه الذي اعتاد أن يكون معطاءا على الدوام فترة من الزمن حتى غادر الوطن للمعالجة من وضعه الجديد الذي اقتحم حياته ، وهناك راح يكتب بالرغم من المرض الذي كبله سنين طوال فكان يجد في الكتابة ذريعة لكي لا يغرق في عالم التشاؤم التي كانت عنوانا مجسدا للغربة .. وبعد أن عاش في قلب الأحداث الأخيرة لبلده الجريح وهجمات وتكالب الأشرار على خيراته وذلك من خلال مشاعره الجياشة وهو في ارض الغربة ، أخذت تجتاحه  الرغبة الجامحة لكي يكتب بقلمه الحر حكاية الوطن الذي غادرته السعادة وراح يرفل بالفرح المقتول . رحل فقيدنا العزيز دون أن يودع أولاده وأشقاءه وزملاءه وبلدته التي أحبها وأحبته وأرضعته المحبة والوفاء منذ الصغر .. رحل ابن القوش البار وهو يعاني من الم الحنين إلى الوطن لكن وضعه الصحي كان يحول دون قطع آلاف الأميال للارتواء وإرواء تلك اللهفة وذلك الشوق بلقائها ..                   وداعا أيها الغائب الحاضر في ذاكرتنا .. وداعا أيها المتوج بنفحات ذكرياتك المطرزة بظلك البهي ، ستبقى كلماتك ونتاجاتك نفحات عطر تذيب الشؤم وثقل الأيام . وداعا ثم وداعا وأخيرا من بلدة الفقيد العزيز أشاطر عائلته وذويه مشاعر الحزن العميق بفقدان هذا الإرث الثقافي الثر وأتمنى للراحل العزيز الراحة الأبدية والذكر الطيب دائما وأبدا .

185
القوش يمي  
 
                                               سالي سادو أبونا
 
ما أمرناخ وما متنيناخ         القوش خليثا لراما شمخ  
أخ ورديوت بقبلد طورا           كل مثواثا كبسمي بريخخ
 
شمخ تخيرا بعلما وبريثا           القوش ماثي مناش بئيثا
مشنّ ودار وتوا حميثا             بخيلد يالخ دايم رويثا
 
القوش ماثا دبابواثا               بشمخ كزمري بنون وبناثا
شوبخ مسوقلا بلبواثا                 القوشيما دكول مثواثا
 
ايمن كمرن القوش يمي                كل بصخوثا كبيشا امي    
القوشنميثا مسقلن بشمي             طالخ ماثي بياون دمي
 
القوش دايم بدأمرناخ              لبي وهوني وولي امي
رحقلي منّخ وكمشوقناخ            ايمن بآثن ودأرن اللخ


186
عائلة المرحوم الاستاذ نوئيل قيا المحترمون
الاخوة والاخوات اشقاء وشقيقات وذوي المرحوم المحترمون
 
بأسم الهيئتين الادارية والعامة لنادي القوش العائلي اتقدم بالتعازي القلبية الصادقةعلى رحيل الاستاذ والمربي الفاضل الذي كرس سنين من عمره في خدمة بلدته وابناء بلدته وسوف يبقى حيا في قلوبنا جميعا لك الذكر الطيب ايها الاستاذ العزيز ويمنحك الرب الحياة الابدية ويلهمكم الصبر والسلوان
 
                                       الهيئة الادارية
                                     لنادي القوش العائلي 


187

عائلة المرحوم الاستاذ نوئيل المحترمون
اشقاء وشقيقات المرحوم المحترمون
ذوي المرحوم واهالي القوش المحترمون
 
عبر آلاف الاميال اكتب وفي الاعماق حزن والم على فقدان علم من اعلام القوش الذي كان مخلصا وفيا لرسالته التي كرس جل حياته من اجل ان يكون جديرا بالثقة التي منحت له من قبل اجيال من الناس ، انها حقا خسارة لا تعوض لكم مني وعائلتي تعازينا القلبية الصادقة متمنيا لكم الصبر على هذا الفراق الابدي ونرجو من الرب ان يمنح فقيدنا العزيز الحياة الابدية ولتكن هذه خاتمة الاحزان .
 
                                           الشماس / يوسف شامايا

188
المنبر الحر / القوش تودع عام 2011
« في: 12:11 04/01/2012  »
القوش تودع عام 2011
                                                                                                                                 باسل شامايا
وهكذا تعانق العام الراحل والعام الوليد على عتبة منتصف ليل 31/ 12 ، انها لم تكن الا لحظات ويفترقا فيأخذ كل منهما مساره الجديد .. الراحل يغادرالى دون رجعة والوليد يهلّ فرحا مرتديا وشاحه الزاهي ومطرزا بالسلام والمحبة .. الجميع ينتظر تلك اللحظة التي تطفأ فيها أضواء العام الراحل فيضيء العالم والعراق والقوش بالضياء الجديد ، حينها تقرع الأجراس فتتعالى أصوات الفرح والبهجة مبشرة بالولادة المباركة لعام 2012 ربما يرحل  في ظله وحش الإرهاب الذي يزرع الرعب والقتل والتشرد في بلدنا عقود من الزمن . العيد مناسبة اجتماعية تتآلف فيه القلوب ويلتئم شمل الأحبة وتنتهي فيه الأحقاد والخصام والضغينة لأنها يجب ان ترحل مع رحيل العام الراحل.    ففي هذه الليلة الأخيرة 31/12 من كل عام تحتفي عوائلنا الكريمة في منازلهم فيجلس المحتفلون وبكل خشوع مؤطرين صينية العيد كلهم آذان صاغية الى  كلمات وداع أخيرة من رب الأسرة مودعا فيها العام الراحل مستذكرا سلبياتنا وايجابياتنا خلاله مسيرة (12 ) شهرا وتوضيح كيفية احتواء الأولى واستثمار الثانية في العام الجديد ، وكذلك مستقبلا بكل حب وأمل اشراقته التي يأمل ونأمل جميعنا ان ينقشع فيه ذلك الكابوس الذي بقي جاثما على صدر العراق طوال 2011 فيبدد الغيوم التي حجبت عنا ضياء الشمس ويوقظنا على نهار سعيد مكللا بالأمان وراحة البال .. ولا نريد ان تكون طموحاتنا كما كانت في عام 2010 مجرد طموحات على موائد التمني بل ان يتحقق كل ما تهفو إليه قلوبنا الظمأى الى الأمان والاستقرار ، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا برحيل أولئك الموغلون في سفك دماء الأبرياء ، أولئك الذين قدموا من وراء الحدود مستهدفين هذا الشعب الآمن لتعطيل مسيرته وشلّ كل شيء يدعو الى مواكبة الحضارة في بلد هو مهد لأولى حضارات العالم ، جاءوا عبر البحار والجبال والمحيطات حاملين عدتهم ليفرشوا بها خرابا دائما على وطن وشعب سنحت له الفرصة ان يعيش بوئام وسلام بعد ان أرهقته الحروب الطائشة وأنهكت قواه ظلم الدكتاتورية الحاقدة ، زرعوا حوله الرعب والخوف من الجديد الآتي ، لكن المخلصين الذين استرخصوا الموت في سبيل تحرره من العبودية والظلم وقفوا بكل صلابة ليطوقونه بأغلى ما يملكون وراحوا ينشدون بأعلى أصواتهم دون خوف أو وجل : ( الموت لأعداء السلام وليندحر الإرهاب قتلة الأحلام ) إذن ماذا يستوجب علينا ان نفعل إزاء ما جرى وما يجري في هذا البلد الذي بات شعبه قاب قوسين أو أدنى من حافة البؤس والحرمان والدمار، علينا ان نشخص ما جرى في الماضي ونوظف ذلك كممارسة تعسفية حالت دون مواكبتنا لعجلة التطور والرقي فنجعل منها دروسا وعبر لكي نتمكن من بناء مجتمعنا قويا قادرا على النهوض من جديد ونعيد بالإصرار والتواصل ما هدمه هؤلاء .. علينا ان نوصد باب اليأس والتشاؤم ونستيقظ من سباتنا ونوقظ النائمين ونحرر المكبلين ، لنعلم جميعنا ان هناك من ينادينا من الأفق البعيد قائلا : هيا أيها الغيارى استيقظوا كفاكم تقاعسا كفاكم سباتا ففيكم طاقة عظيمة قد كبلت وانتم الجديرون بالعطاء الدائم كما كان آباؤكم من قبلكم .. هيا الى الحياة ثيمتها المحبة وخللها هذه المسارات الصعبة التي بتكاتفنا وتجردنا من الأنا وتحررنا من كافة الأوبئة التي جلبت لنا هذا الدمار نتمكن من تذليل كافة الصعاب التي تحول دون بناء وطن يرفل بالسعادة والمحبة والسلام .. فمن شهقة الروح الظامئة من بلدة المحبين القوش الحبيبة أزف تهنئتي وأبارك بهذه المناسبة العطرة كل من ينتظر على رصيف الغربة وكل من يحمل بين أضلاعه حنينا وأشواقا ملتهبة .. إليكم يا من ضحيتم ولا زلتم من اجل إزالة الشدة عن كاهل وطنكم .. إليك يا بلدي الجريح يا من أدمتك ألوان الشقاء والمحنة .. أيا ليت هذه الأعياد المباركة تغدو بداية لحياة تزخر بالرفاه والسؤدد .. يحلق فيها طائر السعادة حول شعبنا الصابر لينتشي لذائذ السلام فنرتشف في ظله الأمان والطمأنينة ، بعيدا عن الحروب التي لم تخلف لنا سوى الدمار وفقدان الأحبة والهلاك والتشرد .. وهكذا سنرتدي جميعا محبة العيد الدائم ونقول لبعضنا البعض كل عام ووطننا وشعبنا بألف خير وسرور.

189
نتاجات بالسريانية / هويل شلاما
« في: 16:05 23/12/2011  »
هويل شلاما

                                                                                       باسا شامايا
بخمشو اسري دكانون هويـلا مكيخوثا                                      خوشكا ارقل وبلما كنيل وكــل سخلوثا  
بيوما بـــــريخا شلاما برسل بكشيروثا                                       دايشوع مارن ثيــــل دمورم كل بلموثا  
               *****                                                                              
بخرثا دكانــــون أو قمايا أرعا بصخـــلا                                           كل ناشوثا وبـــــــرناشوثا بهرا لوشلا
هويثا دحوبا وشلاما طالن اديو برســـلا                                       بأثــــرن جهيا طرواثا دشينا بثخــــــلا
              *****                                                               شنّ دحشا كنول مخايـــن غذا بصـــخوثا
 لتن بيدتا بزونا دعــــــــــــور ولا ايثوثا                                          كما خوشكانا كاوح غزيـلن أث كليزوثا
 زونا دقاءم مّال خايــــــــــــــن طوثانوثا
              *****                                                              اديــــــو شريل أيـــــذا دحــــــوبا بّيثواثا
  بكـــــو بصخوثا كمبشريلن بيوما خاثا                                      لوشلي شَور عيـــذا مسوقــــلا بّرسمياثا
القوش روزلا شلخلا حشــا وشتيخنياثا
              *****                                                               بآذي يــوما نشيلن جهـــــــون بسانيوثا  
ولبواثن قرول ولوشل غـــــــــذا زهيوثا                                     مسقلخ وبكذلخ شينــا وشـلاما وبسيموثا
دراخش كنشا وباني اثــــــــــــرا بامّيثوثا
            *****    
  
 ايذوخ بريخا خونــــي وخوري بآذي يوما  يوما                                   هـــــويثا دايشوع ايبا حــــــــــوبا   ليبا لــــوما
يلا مسرقخ كوياثن من خوشاو دايبي موما موما                                ولوشخ شوخن دمارن ديـــوحا بيوما كوما
                  *****                                                           قاي يا زونا اثــــــــرن بريخا كمخرويـــــــل  
 كــــــل بلاخ دبشتا اويـــــري دمسكريـــــــــل                                حــــــوبا ملبا كــــــو قشيوثا تـــــد شقليـــــــــل
 ولوخ زونا ما قد قاشت حوبن طالح بش قويل                      
                  *****                                                           اويـــــــرا شاتا وزلا خــــــــرتا بكـــــو تخملتا  
مبقعيـــــــــاثا ودما شبيــخا وبأثــــــــــــرا بلغتا                                 رهيــــــــوا كماخ بكـــــو قشيـــــــوثا دلا طكستا
زورا ورابا عمن بريخا وبكنشن بـــــــــــرشتا
                 *****                                                               شاتا برختـــــا زقرتــــا بحوبا تا بنــــــي عما عما
 بكاوح هويــــــلا بـــــرناشوثا كـــــــولتا بدما                                       بـــــــــهرا هولا تا فقيـــــــــر دلتــــــــي شما
 وتا مسكين دويـــــــوا بخوشكا صير كمـــــــا
               *****                                                                  شمشا بهيرا لأثــــــــرن جريــــــحا بشاتا خثتا
ثيـــــــــلا طئنتا حـــوبا طالــــــــن تا شتأستا                                  تخملياثا دمالي اورخــــــــن كـــــــــــو برسمتا
 بـــــــهرا بياوا مبدل خـــــــــوشكا كما شبرتا
              *****                                                                   قو برد ماثي بآذي يوما هيــــــو مزمرخ    
  تا ناشوثا حـــــــــوبا وطوتا أخنــــي بزرءخ                                       ايذا بأيذا كــــــوعوذرانا قطــــــــري بشارخ
ماثن خليثا ومركنيثا مسقلخ وبنطـــــــــــرخ
              *****  
آيت لخما تا فقيـــــــــر بــــــرد برناشا                                        بشلوخ شنثا تا يتوم كــــــــــو كوتاشا
  او كاشوشا دكمسابيلوخ كــــــو لوماثا                                           شوقلوخ طالح بلبا رويزا ودلا دوراشا
                 *****                                                             بكوخوتاما هويثا بــــرختا برسا شلامـــا  
بعراق اثـــــرا مشويا شينا وخابوسامـا                                       دباصــــــخ عما بكول دوكان آخا وتاما
بسا جهيلــــــــن مزدوياثا واث نوحامـــــا  
                 *****                            

190
                                        لأيــــــــــــــــكا    
باسل شامايا
 
                                              لأيكا خوري صبرا سخلي مالي ماثا                                      
                                       لأيكا برحقت وأثرا كديما بشيط وصاثا
                                       لأيـــكا بزالوخ وكنشا سويــئا شبلبياثا
                                      لأيكا مسكرت غريقا بجورح وشتيخنياثا
                                                           *****
                                       لأيكا خوري رؤوش لا زالوخ بثر خلموخ
                                       أي بـــــرديسا دزالـــــوخ اللح مجهيـــالوخ
                                       رؤوش مشنثوخ لا بجمنتا ولا دميثا كمهيرالوخ
                                       عـــراق كنثا والقـــوش نيــختا قريشا طالوخ
                                                           *****
                                        ماني مدرمن كولبد أثرا جريــــــحا تويرا
                                        ماني ماش دمئي ديما برونـــــــــح نخيرا
                                        هيو دنطرخ بيثن خاثا دبايش خميـــــــــرا
                                         ايذوخ بيذي دبانـــــــــــــخ بيثن رابا أميرا
                                                          *****
                                          كما جونجارا اديو رحقل خوري ماثا
                                        تـــــمل شواوي زلّ وامّـــــــح بسمواثا  
                                          صبرا خوني وخاثي بشقلي بصخواثا
                                           وهادخ كنشن مبربــــز بعلما واثرواثا
                                                           *****
                                           دئور لا زالوخ ليثن بشطؤ مأثرن بريخا
                                           بنخريوثا شهارا بليل ويوماي لويــــــخا  
                                           كـــــــوتاشيل بينث بشتا ودمـــــا شبيخا
                                           عــــــــراق كرما منّح بشقلخ حوبا نيخا  



191
(( منشأة لعينة تدخل القوش ))
                                                                                                                                  باسل شامايا
قبل سنين خلت وتزامنا مع انبلاج الفجر كنا نستيقظ مبكرا على صوت النغمات الموسيقية الصاخبة التي كانت تطلقها منشأة نقل المسافرين القادمة من مدينة السلام / بغداد الحبيبة الى الملاذ الآمن القوش العزيزة ، ومن غير تردد أو كسل نسرع لارتداء ثيابنا ونهرع الى حيث باحة وقوف المنشأة بجوار مبنى نادي القوش العائلي حاليا ، والباحة سابقا كانت تقام عليها حفلات الزواج وعلى الهواء الطلق (  ما احلاها من ايام ) ، كنا نخرج من الدار والفرحة تغمرنا تأخذنا أقدامنا الى حيث تلك الباحة ، لنتزاحم أمام تلك المنشأة وكل واحد منا ينتظر شقيقه أو قريبه لعله ينزل منها محملا بالهدايا والحلويات والفاكهة بأنواعها المتنوعة خصوصا ( رطب البرحي ) ذات النكهة العراقية الأصيلة ، ويا له من منظر رائع حينما نشاهد تلك العناقيد التي كانت تتدلى من أكياس النايلون ، فنحملها عنهم كصوغة للأهل والأقرباء .   لم تسعنا الدنيا غبطة حينما كان الحظ يحالفنا بلقاء أحبتنا وهم محملين بالشوق للملتقى ، فنقضي معهم أياما سعيدة والتي كانت بالنسبة للقادمين الى مسقط الرأس  تنفيسا لهموم ومعاناة وصخب العاصمة .. وهكذا كانت تعم السعادة أرجاء بلدتنا العزيزة القوش وتدخل الى كل البيوت التي تزهو بضيوفها وتستجد تلك الفرحة في كل يوم لأنها كانت تلج الى معظم البيوت تدريجيا ، فما أكثر الألقوشيين المتواجدين حينها في بغداد والبصرة والموصل وكركوك واربيل وأماكن أخرى من ارض العراق . وفي كل يوم كانت تلك المنشأة تقطع حوالي 450 كيلو متر ليلا من بغداد الى الموصل فالقوش يغمر ركابها الفرح للقاء احبتهم الذين ينتظرون على نار احر من الجمر ، وبسبب تردي الأوضاع الأمنية وظهور البديل الأفضل لنقل المسافرين نهارا توقفت عن رحلاتها . ومرت الأيام والسنون فدخل العراق مرحلة جديدة من الحروب الطائشة التي جلبت لشعبنا الصابر الكوارث والويلات حتى أغرقه المستبد الظالم في بحر من الدمار والدماء ولم تتوقف شراهته وعطشه لسفك الدماء البريئة حتى البس ثوب الحزن لكل من ينتمي الى شجرة العراق الوارفة وفي الأخير وكما يقول المثل الشعبي ( ما دوّم لأحد ) ، سقط الدكتاتور ورحل الى حيث مصيره المحتوم . لقد كان شعبنا العراقي قد اعتاد في ظل ذلك النظام الجائر على ظلمه واجحافه ومصادرة حقوقه المشروعة والسجن والتعذيب والتشريد والتهجير القسري لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن ، وبعد ان استبشرنا خيرا بزواله عشنا ظروفا أكثر مرارة وشدة ، تجرعنا فيها صنوف القهر والاضطهاد فانهارت آمالنا وأمانينا أمام تلك الصعاب الجديدة التي لحقت بالوطن والمواطن ، حيث تواصلت دماء الأبرياء استنزافا واستبيح البلد وانتشر الفساد الإداري والمالي في معظم مفاصل مجتمعنا العراقي .. أوضاع عصيبة شهدتها وتشهدها بلادنا الجريحة من الظواهر السلبية التي عانى منها شعبنا خصوصا في الأزمات الخدمية المتواصلة وتردي الأوضاع المعيشية وتفشي البطالة ناهيك عن جرائم الإرهاب بحق الأبرياء ، وهكذا تمادت واستمرت من سيء الى أسوأ وبالنتيجة اقتحمت حياتنا ظاهرة مهدت السبيل الى ضياع وتشتت هذا الشعب الأصيل ، إنها أشبه بالعنكبوت الذي راح يفرز خيوطه وينسجها كشبكة مرعبة لتغلف بها حياتنا الدامية ، انها ( الهجرة ) الرحيل الى المجهول حيث تزدهر يوما بعد آخر في ظل هذه الظروف اللعينة التي يمر بها بلدنا وكما ذكرنا آنفا ان احد اسباب بروزها هو تصاعد أعمال العنف البربري واستحداث مختلف أنواع العمليات الإجرامية كالقتل والخطف والتهديد والابتزاز والتي يشرف عليها قوى الظلام المعادون للإنسانية والتقدم البشري مستهدفين تعطيل مسيرة الحياة .                                                 
 كانت هذه مقدمة ربما تكون طويلة بعض الشيء ولكنها فرضت نفسها وعليه استوجب ان استهل موضوعي بها .. ففي ذات يوم وبينما أؤدي واجبي في نادي القوش العائلي كعضو هيئة ادارية ( سكرتير ) أحسست بحركة غير طبيعية وحديث بين مجموعة وأخرى داخل النادي ومن باب الاطلاع على ما يجري غادرت غرفتي مستفسرا عما يحدث  ، فشاهدت جموعاً من الناس مزدحمين في تلك الباحة التي كنا نستقبل فيها أحبتنا القادمين من بغداد(أيام زمان ) وتقربت نحوهم ، إذا بمنشأة فارهة لنقل المسافرين تشبه تلك المنشأة القديمة ولكن بتركيبة وتقنية جديدة تتوسط تلك الباحة .. لقد عادت ثانية بعد انقطاع طويل ولكن هل عادت لتدخل تلك الفرحة الى اعماقنا ..؟ كلا لقد عادت بحلتها الجديدة .. فلم تعد هذه المرة لتغمر وصولها اعماقنا  بالفرحة والسعادة ، بل عادت ليلبسنا رؤيتها وجوم وكآبة ، لقد عادت فارغة لا لتحمل لنا أحبتنا الذين كانوا يأتون متلهفين لرؤيتنا بل تاتي بين فترة واخرى لتغادرنا ممتلئة بالمسافرين ليس الى بغداد بل الى محطات دول الجوار لينظموا الى قافلة الهجرة المقيتة ، حزموا حقائبهم للرحيل تاركين ذكرياتهم وانتماءاتهم ومقتنياتهم وشقاء العمر بيد الدهر الخئون ،  يذهبون الى حيث الفردوس المنتظر امريكا هذا الاسم الكبير الذي يحلم بدخولها احبتنا خصوصا شبابنا .. ووسط دموع الفراق القاسي انطلقت المنشأة بعد ان أخذت المقسوم من شجرة القوش ثمار يانعة والى غير عودة  ، لتزجهم في دوامة الانتظار ،بعد ان تسير بهم مئات الكيلومترات حتى الوصول  الى الحدود وهناك يجلسون القرفصاء مع امتعتهم ينتظرون الأذن للمرور الى حيث الوطن الجديد . اكثر من ثماني سنوات تمضي على انهيار الصنم ولم نجن منها الا الهموم والمعاناة واللاستقرار ، كان الأمل يشدنا نحو الحياة الحرة الجديدة لكن بريقه جاء متخفياً مجهولاً يذرف الدمع على وطن يرفل بالفرح المقتول ، ايام تمضي ونحن غارقون في متاهات العدم ، احلام تدغدغنا بالغد القادم لكننا لم نذق منها غير مرارتها وبالامكان ان نشبّه وضعنا الحالي بالمثل الشعبي الذي يقول : ( البارحة افضل من كبلها .. واليوم افضل من البارحة ..والغد أفضل من اليوم .. ولا ندري ماذا يحوك لنا بعد غد ) . انها مؤامرة حقيرة يخطط لها أولئك الذين يسهرون الليالي ليزرعوا الظلام الدامس في أرجاء بلدنا العزيز مهد أولى الحضارات في العالم ، فيحركون مرتزقتهم لينفذوا اعمالهم العدوانية التي يندى لها جبين الإنسانية خصوصا الأعمال الارهابية والتخريبية  المتكررة والآثمة على أبناء الشعب العزل لإشاعة الرعب في نفوسهم ، فيضطرون مكرهين لأختيار الهجرة ومغادرة ديارهم ووطنهم الى المجهول وهكذا تتحقق أحلام هؤلاء الجناة .                                                 
 ان ظاهرة الهجرة التي باتت اليوم مرض العصر الحديث راحت تنخر في جسدنا العراقي خصوصا بعد ان وطأت أقدام الغرباء أرضنا وأجبرتنا ممارستهم الى الرحيل ،  ولو عدنا الى الماضي نجد ان الهجرة من الريف الى المدينة كانت مستمرة وكذلك الى الدول الأخرى ولكن لم تكن أسبابها ومبرراتها مثلما هي اليوم لأن مجتمعنا وبكافة شرائحه الاجتماعية في تلك الأيام كانت تربطه وشائج وأواصر حميمة رغم تعدد الأديان والطوائف والمذاهب والقوميات ، كنا جميعا أخوة متحابين لم تفرقنا تلك العناوين ولم تكن يوما سببا للصراع والاقتتال كما يحدث في هذه الأيام ، كنا جميعا نعيش تحت خيمة العراق يجمعنا هذا الوطن المعطاء وننصهر فيه دون ان تتمكن مختلف انتماءاتنا من خلق شرخ أو تصدع بيننا. 
لقد كانت الهجرة سابقا ظاهرة تبرز بين فترة وأخرى خصوصا في المجتمعات التي تمر عبر مراحل التغيير والتطور لكنها اليوم تفاقمت وباتت مرضا خبيثا يمزق بنية مجتمعنا ، وهاهي اليوم تبتلع فلذات أكبادنا فنشاهدهم عن كثب وهم ينتظرون على نار أحر من الجمر تلك المنشأة اللعينة ليلملموا احتياجاتهم للرحيل الى محطة الانتظار ، أما ما جنوه من رحلة العمر الشاقة فيعرضونه في المزايدة ويباع بابخس الأثمان وبعد وصولهم الى حيث المبتغى يستنجدون بمنظمات حقوق الإنسان لإنقاذهم من معاناتهم  .                 
فالى اين انت راحل يا ابن الرافدين ..؟ صدقني ستتجرع مرارة الغربة القاسية وعذابات الشوق للوطن .. الى اين ستغادر وهناك الحزن المسجى على أرصفة الحنين للذكريات ..؟  الى اين يا صاحبي صدقني سيظل هاجس الحنين يداعبك ، وستبحث عن البسمة لكنك لن تجدها لأنك ستغرق في عالم الكآبة والتشاؤم .                         
 رباه الى متى ننتظر الامل الجديد اما آن الأوان أن نرتشف حلاوته في وطن ارهقه تكالب الطامعين والجناة ...؟
 متىيعم الأمان والسلام في وطن ذبح من الوريد الى الوريد وأهدرت دماء ابنائه بآلات المستبدين والزناة ...؟
متى ومتى نبكي على وطن تبعثرت اشلاؤه في ارجاء البلاد ...؟
الى متى يا عراق تنزف بجراحاتك الدامية اما يكفيك قتلا يا بلد الأرامل والأيتام والأباة ...؟
 

192
ليلة تراثية في القوش
   
                                                                                                                                  باسل شامايا
حينما يجمعنا النادي نخطط كيف نرسم صورة مشرقة له فنجتهد لنستثمر من لقاءاتنا نشاطات تعطي لهذا الكيان الاجتماعي سمعة وقوة اجتماعية يفتخر بها الجميع .. هكذا بادرت الهيئة الإدارية لنادي القوش العائلي مساء يوم السبت الموافق 15/10/2011 وكالمعتاد لإقامة حفل فني ساهر وبدخول مجاني وأحياء ليلة متميزة على حدائقه في مساء تشريني جميل والذي تعانقت فيه أنسام خريفية مع نفحات الصيف المغادر فأطلقنا على تلك الليلة عنوان  ( ليلة تراثية )  لأن ما سمعناه من أغاني كانت مقتصرة على التراث فقط ، وهذه تجربة جديدة بالنسبة لنا حيث أقمناها على غرار تجربة الجالغي البغدادي الذي اعتدنا أن  نقيمه أيام زمان وبين فترة وأخرى في نادي بابل الكلداني ، في تلك الأيام التي كانت تجمعنا المحبة والألفة والتعاون ونكران الذات ، وعلى الرغم من وجود الكابوس الذي كان جاثما على صدورنا . وبالرغم من لسعات البرد القادم من نوافذ الشتاء تهافت أعضاء الهيئة العامة مع ضيوفهم الكرام محملين بالشوق والحنين لقضاء ليلة ربما تكون وداعية مع موسم النشاطات ، وهي فرصة للتفيس والترفيه عن النفس الغارقة في بحور الهم والغم بسبب الوضع القاتم  والمجهول الذي ينتظر هذا الشعب المرهق والذي عانى منه على امتداد الزمن .. ففي وسط أجواء غامرة بالانشراح والمسرة اكتظت حدائق النادي بالجمهور الغفير خصوصا الشبابي منه الذي هرع الى النادي بمجرد سماعه عن إقامة سهرة تراثية على حدائقه ، وتميز هذا النشاط عن نشاطاتنا السابقة لأننا استضفنا فيه مطرب المقام الجبلي الفنان عوديشو اثنييل القادم من المدينة الزاهية سرسنك ، فغنى وصدح صوته الجهوري من مسرح النادي ليفرش أرجائه بالبهجة والسرور ، ورقص على أنغام أغانيه الجميلة  الشباب  وصفق على حلاوتها الكبار .. كما شارك في منهاج السهرة مطرب شاب توه يبدأ مشواره الفني في عالم الغناء  ( وسام ) الذي تطوع مشكورا لتقديم فقرته الغنائية كهدية منه الى نادي القوش العائلي ، يرافقه في العزف على آلة الاورك عازف النادي الموهوب بشار نادر ،  فأطرب الجمهور بأغانيه الراقصة وبصوته الجميل ، فتفاعلوا معه  وصفقوا له أكثر من مرة .. ولا ننسى دور الأخوين ضرغام وسدير شهارا في   ( دي جي ) النادي والأغاني العراقية الأصيلة التي تم اختيارها من قبلهما وأتحفا بها الجمهورالكريم ، تلك الأغاني المنتقاة التي دعت الحضور لقضاء أحلى الأوقات مع الماضي الجميل ، حيث طرقوا بها أبواب الذكريات التي غادرتنا الى دون رجعة . وبعد استرخاء وراحة جاء ادور السيد نصير قس يونان لتقديم لعبة الدنبلة المسلية والتي اعتاد مقدمها ان يمزج معها روح النكتة والدعابة اللطيفة والتي تدخل الى قلوب الحاضرين الفرحة والنشوة حيث شارك فيها اغلب الناس وقد حصل على ثلاثة هدايا مادية أصحاب الحظ السعيد وهكذا تنوعت فقرات السهرة وكان ذلك سببا في نجاح الحفل والذي تم تقييمه من قبل الأعضاء والضيوف حيث قدم الكثير منهم مقتنرحاتهم حول تكرار مثل هذه النشاطات الناجحة .. وربما سائل يسأل لماذا كانت هذه السهرة خاصة ( بالزكورتية ) دون العوائل ...؟ في الحقيقة إننا نطمح دوما ان يكون نادينا زاخرا وعامرا بعوائلنا الكريمة لكن ما نعاني منه والتي تحد من نشاطنا هي البناية التي تفتقر الى المساحة لاستيعاب  اكبر عدد ممكن من عوائلنا خصوصا في فصل الشتاء الذي نعيش فيه حالة سبات بالنسبة الى نشاطاتنا الفنية والثقافية فان هذه الخيمة المكتنزة بالحب والإبداع لا يمكن أن تتألق وتعطي ثمارا متميزة دون مشاركة العنصر النسائي الذي دونه لا تكتمل العملية الإبداعية . هكذا مضى الوقت سريعا دون أن نحس به وفي كل مرة أحاول أن اختم الحفل فتتعالى أصوات الرفض من قبل الشباب مطالبين بإضافة بعض الوقت على المنهاج ، لأنهم كانوا في حالة من الانتشاء والرغبة للاستمرار بتلك اللحظات السعيدة التي نفتقر إليها في أيامنا الخوالي وهكذا تمنينا للحضور لحظات اسعد في سهرات أخرى بين حنايا  نادي القوش العائلي .
 




193
المنبر الحر / عرض مسرحي في القوش
« في: 20:05 08/10/2011  »
((عرض مسرحي في القوش ))
                                                                                                                                   باسل شامايا
رغم الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا الجريح ورغم تكالب الأشرار والطامعين على خيراته وثرواته ، ورغم ما تعصف به من أزمات سياسية واجتماعية وثقافية مهددة وحدته وسيادته واستقلاله ، لم تتوقف نشاطاتنا الثقافية والفنية والاجتماعية عن تسجيل تألقنا في سماء القوش فإنها في حراك وعطاء دائم ، فقد اثبت أصحاب الشأن في هذه المجالات التي ذكرتها أنهم يتحدون الظروف القاهرة ، لا بل برهنوا بمقاومتهم لها إنهم أقوى واصلب منها ، لم يتلكئوا يوما عن عطاءات وإبداعات جديدة لأغناء أرشيفنا العامر على مر السنين .

ففي عصر يوم تشريني زاهي ، ومحمل بأريج الشذى وبعطر أنسام القوش ، تهافتت جموع غفيرة من كافة أحياء بلدتنا المعطاءة إضافة إلى السادة الضيوف القادمين من الموصل ومن أماكن متعددة أخرى لتؤطر وتزين بحضورها قاعة منتدى شباب ورياضة القوش ، لقد جاءوا متلهفين تغمرهم البهجة والفرحة لمشاهدة انجازات أبناء وبنات القوش من النتاجات الرائعة وفي شتى المجالات ، خصوصا للاستمتاع بما سيقدمه براعم الأمل والمستقبل أحبة القوش وهم يرتقون مسرح المنتدى لتقديم منجزا مسرحيا متميزا يحمل  عنوان ( عيد ميلاد ) إضافة إلى فقرات متنوعة أخرى كالشعر والغناء  . وكان هذا النشاط ضمن مشروع برنامج منتديات الجذب الذاتي الذي أشرفت عليه وزارة الشباب والرياضة وبالتعاون مع منتدى شباب ورياضة القوش ، ورصدت له مبالغ مالية لتغطية مصاريفه ، ولم يقتصر هذا النشاط على المسرح فقط بل تنوع في مجالاة عدة  منها  ( دورة في فن الخياطة والحلاقة والحاسوب والإسعافات الأولية وغيرها من النشاطات ) حيث شارك في هذه الدورات الكثير من الإخوة والأخوات نساء ورجال ، فتيات وفتيان وكان المنتدى قد هيأ مجموعة من كوادره ذات الاختصاصات الأكاديمية للأشراف على هذه الدورات ، اما مسك الختام لمنهاج هذه النشاطات عموما  فكان عرض مسرحي شارك في بطولته وجسد أحداثه مجموعة من الأطفال ومن فئات عمرية مختلفة قدموا المسرحية باللغة العربية الدارجة التي كتبها وأخرجها الفنان باسل شامايا .

استهل عريف الاحتفالية البرنامج بكلمة ترحيبية بالحضور ثم دعى المشرف الفني في المنتدى الى المسرح لتقديم فقرات المنهاج ، فكانت أولى الفقرات قصيدة للموهوب سنار ساهر وتلتها أغنية ثنائية للمبدعين اونيل وراما اما الملائكة الصغار فقد قدمو لوحة شعرية بعنوان   ( علمتني المعلمة ) وبعد ذلك أعلن العريف عن تقديم العرض المسرحي الجميل الذي انسجم الجمهور مع أحداثه انسجاما تاما  حيث تناول موضوع المسرحية وضع العراق ومعاناة شعبه الرازح تحت نير الخوف والقتل واللاستقرار والمصير المجهول الذي يعصف بشعبه الأبي .. لقد كان عرضا محملا بالهم العراقي ومعاناة الإنسان النهريني والذي عولج بلغة الأطفال المحببة عند الجمهور الذين تمكنوا من خلال أدائهم الرائع في تجسيد الأحداث وتقمصهم للأدوار المناطة بهم من دغدغة مشاعر الحضور ، وكان ذلك التجسيد ومعايشة الشخصية خير ترجمة لمعاناة الطفل العراقي الذي مزقه الخوف والرعب من الإرهاب وزبانيته الأشرار . لقد تفاعل الحضور مع أحداث هذا العرض الممتع  خصوصا الأمهات اللاتي ذرفن الدموع بما جسده المبدعين من الهموم التي يعاني منها مجتمعنا العراقي عموما ، وأكثر من مرة اشتعلت القاعة بالتصفيق للانسجام  الكبير الذي أبداه الجمهور مع الموضوع ومجسدوه براعم الأمل أطفالنا الأحبة ، الذين تمكنوا من الضربة الأولى أي في المشهد الاستهلالي للمسرحية أن يفرضوا سيطرتهم على صالة العرض ، تمكنوا من خلال عرضهم انتشال الحضور من قسوة الواقع المرير والعودة بهم إلى أيام الطفولة البريئة ..  فكانوا هؤلاء الصغار القا على مسرح المنتدى وبقوا بذات الألق حتى اللحظات الأخيرة التي كادوا يخترقوا الجدار الرابع وهم يتقدمون صفا واحدا متراصا لتقديم تحيتهم إلى الجمهور الذي عاش معهم أحلى نصف ساعة من العرض وبدوره صفق لهم بكل حرارة وشجعهم وشكرهم على ذلك المجهود الكبير .  

ومن الملفت للنظر حضور عدة فضائيات مع كادرها الى صالة العرض لتغطية هذا النشاط الجماهيري . وقد بادر الاستاذ فائز عبد جهوري مدير ناحية القوش الذي كان في مقدمة الحاضرين لألقاء كلمة شكر فيها القائمين بهذه النشاطات واخص بالذكر هؤلاء الاطفال الذين ابدعوا في عطائهم الرائع .. هكذا اعتاد أطفالنا الرائعين أن يتألقوا في تقديم مسرحياتهم ونتاجاتهم الأخرى لجمهورهم المحب ،  وهذا يعود الى وجود من يحتضن ويصقل هذه القابليات ، فطالما هناك أياد مخلصة شريفة تحملهم وترعاهم وتوجههم توجيها صحيحا في طريق الإبداع فأنهم سيكونون بناة المستقبل يشاركون من خلال إبداعاتهم في عملية بناء بلدهم الجديد وبلدتهم الغالية القوش ، سيبقون دوما متألقين في عطائهم وسيأخذون مكانهم الطبيعي ليكملوا طريق المبدعين الذي بدأوا قبلهم المشوار . لقد كانت التفاتة طيبة من منتدى شباب ورياضة القوش حينما قدم لهؤلاء البراعم هدايا تقديرية للجهود التي بذلوها من اجل إنجاح هذا النشاط الجماهيري الكبير وباعتقادي إن الهدية مهما كان نوعها وثمنها لا تساوي جزءا من جهودهم الحثيثة التي يقدمونها لكي ينالوا رضا واستحسان الجمهور  .. كما تم توزيع الهدايا على المشاركين والمشاركات في الدورات التي أنجزت  خلال هذا البرنامج أي ( الجذب الذاتي ) وكانت الهدايا التي قدمت لهم مخصصة من وزارة الشباب والرياضة وبالتعاون مع مديرية شباب ورياضة نينوى ، وأخيرا اطلب رعاية هؤلاء المبدعين في بنايات مخصصة لهم كمنتدى شباب ورياضة القوش لتنمية مداركهم وقابلياتهم وابتعادهم عن الشارع الذي لا ينالون منه غير المتاعب والمشاكل لعوائلهم وشكرا .      
 

194
المنبر الحر / وداعا أم كادح
« في: 19:46 02/10/2011  »
(( وداعا أم كادح ))
                                                                                                                          باسل شامايا
لقد كان للحزن عنوانٌ بارز على صفحات 28/9/2011 ، حيث جاء الموت كالبرق مسرعا ليخطف من بين الأهل والمحبين روحا نقية صافية ، يأخذها بعيدا بعيدا الى عالم موغل بالرهبة والوحشة والسكينة ، لا يسمع فيه ضجيج الصغار ولا يحمّلك شيء من هموم تفاصيل الحياة ، قد تخنقني كلماتي وقد ينفذ مداد قلمي ألما على رحيل إنسانة طموحة غيورة في حبها للوطن  .. غيورة في حبها لتقاليدها وتراثها وانتماءاتها الوجدانية . هكذا رحلت أم كادح       ( غنية )هذه المرأة التي مزجت بين حبها للوطن وبين تحملها رحيل ابنها الشاب ضحية من ضحايا الإرهاب ، عرفناها منذ زمن بشجاعتها ومواقفها ، كانت امرأة قوية صلبة تحملت اوصاب الزمن الغادر وأعباء الحياة العصيبة في تربية أولادها ، وأحيانا كانت تتحمل ذلك لوحدها دون أن يشاركها بتلك المسؤولية شريك حياتها لأنه كان مطاردا من قبل أزلام النظام الرجعي العميل ، اضطر لمغادرتها قسرا واختار ارض كردستان بعيدا عن عيون المرتزقة لمقاومة نظامهم الجاثم على صدر العراق ، كانت السنون تمضي وهي تداري جراحاتها بعيدة عنه ، ملاحقة من قبل أولئك الأوباش ، ومع كل تلك المضايقات والأيام العصيبة المحفوفة بالشدة والحاجة إلى كل مقومات العيش ، كانت ترتشف حلاوة الأمل في وطنها المرهق الذي أتعبته الأيام كما كانت حتى أيامها الأخيرة ، تئن عل همومه وأشلاءه وجراحاته التي راحت تتمنى له ضماد ودواء ، رحلت حاملة معها عشقها الأزلي لأرضها التي سلبت بعد ان وطئت فيها أقدام الجناة  .  اعتادت ان تزرع الأمل في قلوب من يشاركونها الصعاب ، خصوصا اسرتها وزميلاتها الرابطيات اللواتي اجتمعن تحت راية الدفاع عن حقوق المرأة التي صودرت حقوقها على امتداد الزمن ، آمنت بالحياة الحرة الكريمة ، وآمنت كل الايمان بالحياة الخالية من الاستغلال والخوف والإرهاب ومن المحاصصة المقيتة والفساد بكافة أشكاله تمنت دوما أن يعيش شعبها بجميع شرائحه الاجتماعية بالمحبة والتعاون والإخاء . كانت امرأة أبية تحلم بحياة هانئة خالية من الذل والعبودية ، تسعى دؤوبة متمردة على التقاليد البالية تلك التي تحد من نشاط المرأة وتجحفها وتغبنها حقها في الحياة الحرة بل وتجعلها مواطنة من الدرجة الثانية ، تنحصر مهمتها في البيت فقط وتحديدا في  ( تربية الأطفال ) ، كانت تثور غضبا على كل من يفكر بمغادرة العراق ولا تتهاون مع اولئك الذين  يحرضون على الهجرة ، هذا السرطان الذي راح ينخر في الجسم العراقي الاصيل ، فتدعو كل من يتفق معها لمقاومة الظروف القاسية وتجاوزها والتي كانت تقول دوما ( انها ظروف آنية ) حتما ستزول مع انبثاق فجر العراق الجديد ، وتعمل على تثقيف قريناتها للمساهمة الفاعلة في بناء االوطن السعيد الى جانب الرجل لكي تترفرف على ربوعه رايات المحبة والسلام والاستقرار ،  كان نصيبها من الارهاب ابنها الشهيد(فلاح ) الذي غادرها قبل الأوان قربانا للوطن ولم تكن ردود الفعل عندها بتلك الخسارة الفادحة  الا  لعناتها للإرهاب الذي سرق منها فلذة كبدها .. كانت ترفض وبشدة ان يواسيها احد على رحيله وتعارض كل من يقول لها (البقاء في حياتك ) لأنها كانت تقول وبحسرة : ارجوك لا تقل ذلك لأن ولدي لم يمت ، انه حي في قلوب الجميع استشهد والشهيد خالد لا يموت .  كانت سباقة في تلبية دعوات منظمات المجتمع المدني في حضور مختلف النشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية .. قادت حركة  المرأة من خلال رابطة المرأة العراقية في القوش حينما تم انتخابها سكرتيرة للرابطة  منذ تأسيسها قبل أكثر من ثلاث سنوات ، وراحت تعمل بكل نشاط ومثابرة ونكران الذات الى جانب زميلاتها في الرابطة من اجل إنعاش هذه الحركة التي كان لها دور متميز في بلدتنا العزيزة .. وأخيرا رافقها المرض وأضناها واقتحم حياتها السعيدة مع رفيق دربها وثمارها وبراعمها الصغار الذين حاولوا مرارا دون جدوى انتشالها من ذلك الوحش الذي راح ينخر في جسدها مادا  مخالبه الحقيرة في مساماته حتى أغمضت عينيها اغماضتها الأخيرة غارقة في بحر من النوم الطويل الذي لا صحوة منه ، وأسلمت الروح الى دون عودة تاركة كل شيء للذكرى .  لك الذكر الطيب ايتها السيدة الفاضلة المثابرة ولنا الحزن والالم على خسارتك وفراقك الابدي .
 
 

195
(( كلمات رثاء إلى راحل قبل الأوان ))

                                                                                                        (( باسل شامايا ))
(( قبل ان ابدأ رثائي أود ان اكتب في مستهله عن حياة الراحل العزيز بعض الأسطر لتعريف القارئ به .. سيفان نعمان متي ابونا من مواليد القوش 1984 شقيق لأخوين وأربع أخوات .. درس في مدارسها ثم حصل على دبلوم فني من المعهد التقني  قسم السكرتارية في جامعة الموصل ، وبعد جهد جهيد في البحث عن عمل يضمن فيه مستقبله حصل على وظيفة في شعبة زراعة شيخان كموظف دائم على الملاك ، فكان دءوبا ومواظبا في مواعيد عمله والتزاماته الوظيفية وبينما كان ذاهبا بصحبة زملائه الى عمله تعرض الى حادث مروع أودى بحياته القصيرة وذلك في طريقه الى قضاء عين سفني مقر وظيفته حيث توقف قلبه الحنون عن الخفقان وغادرنا الى دون رجعة .....)) 
   لا أدري كيف أبدأ وبأية كلمات استهل رثائي إليك يا سيفان.. هل انطلق كما اعتدنا بالرثاء التقليدي أم أتجول في قاموس مفرداتي لعلي أجد ما يناسبك من الكلمات  نعم أيها الغصن اليانع البديع لقد عصر حزن رحيلك المفاجئ ضلوع محبيك وخفقت قلوبهم ألما وكمدا .. فبكيناك بدموع فاجعة .. بكاك الصغير والكبير ، القريب والبعيد ، بكتك أمك الثكلى بحرقة قلب وأبوك الذي لم يتوقف عن ذرف الدموع .. لقد أصيبا في الصميم ونكبا بعزيز غادرهما وهو ما تبقى لهما من ذكريات شقيقيه وشقيقته الذين ابتلعتهم الهجرة الى حيث محطة الانتظار الى ارض الغربة .. بكتك شقيقاتك اللواتي افجعن بفراقك الأبدي وشقيقيك اللذين وقع خبر رحيلك كصعقة في الصميم ، وأعمامك وأخوالك وأصدقاءك ومحبيك الكثر وبلدتك التي كانت تفتخر بعطائك اللامتناهي .. فابكي أيتها العين واذرفي الدمع على ثمرة يانعة من ثمار شجرة القوش الوارفة ، أذبلها القدر اللعين وباتت مجرد ذكرى .. ابكي أيتها العين على من كان يكحلك .. يا لك من قاس أيها الموت .. نعم أنت حق على البشر علينا ان نؤمن ونقتنع بأنك حقيقة لا بد منها ، لكنك جئت كالبرق في غير أوانك ، جئت مهرعا في يوم قاتم السواد ، وسرقت بلمحة البصر شاب طموح توه بدأ حياته العملية  ، كان دوما تواقا لتأدية واجبه الوظيفي ، منطلقا من مبدأ الإخلاص للعمل وهذا ما توارثه من الآباء والأجداد ولكن قاده ذلك الى حتفه.. فاجعة وقعت كالصاعقة على كل حي وزقاق في القوش ... شاب في مقتبل العمر تتوسم فيه شعلة المثابرة ونكران الذات .. كان من البراعم المتوقدة بحب الحياة متفائلا يحب الخير للإنسان .. كان يتمنى دوما ان يعيش حياة زاخرة بالأفراح والمسرات بين أهله ومحبيه ، لم تفارق الابتسامة محياه .. أما الطيبة التي كان ينطوي عليها قلبه المحب فإنها كانت ملتهبة بتقديم العون والمساعدة مع جميع الناس ، فكل ما كان يحتفظ به من النقاء وروحية التعاون وطيبة المعشر جعلته محبوبا عند كل من عرفه وذرف الدمع برحيله .. يا لها من فاجعة أدمت قلوب أهلك وذويك وأصدقاءك الذين افتقدوا ابتسامتك الخجلة وتضحياتك وإيثارك المتواصل لخدمة بلدتك التي كنت لها دوما ابنا محبا وفيا لأرثها وتقاليدها .. ان فقدانك ليس إلا خسارة لنا جميعا ستبقى آثارها في قلوبنا بليغة لا تندمل وداعا أيها المتفائل بحب الحياة .. وداعا أيها المتواصل في العطاء,, وداعا أيها البرعم اليانع في جنينة القوش وداعا وأنت المغادر جسدا والحي روحا بين اهلك ومحبيك .     
 

196
(( كلمات رثاء إلى راحل قبل الأوان ))

                                                                                                        (( باسل شامايا ))
(( قبل ان ابدأ رثائي أود ان اكتب في مستهله عن حياة الراحل العزيز بعض الأسطر لتعريف القارئ به .. سيفان نعمان متي ابونا من مواليد القوش 1984 شقيق لأخوين وأربع أخوات .. درس في مدارسها ثم حصل على دبلوم فني من المعهد التقني  قسم السكرتارية في جامعة الموصل ، وبعد جهد جهيد في البحث عن عمل يضمن فيه مستقبله حصل على وظيفة في شعبة زراعة شيخان كموظف دائم على الملاك ، فكان دءوبا ومواظبا في مواعيد عمله والتزاماته الوظيفية وبينما كان ذاهبا بصحبة زملائه الى عمله تعرض الى حادث مروع أودى بحياته القصيرة وذلك في طريقه الى قضاء عين سفني مقر وظيفته حيث توقف قلبه الحنون عن الخفقان وغادرنا الى دون رجعة .....)) 
   لا أدري كيف أبدأ وبأية كلمات استهل رثائي إليك يا سيفان.. هل انطلق كما اعتدنا بالرثاء التقليدي أم أتجول في قاموس مفرداتي لعلي أجد ما يناسبك من الكلمات  نعم أيها الغصن اليانع البديع لقد عصر حزن رحيلك المفاجئ ضلوع محبيك وخفقت قلوبهم ألما وكمدا .. فبكيناك بدموع فاجعة .. بكاك الصغير والكبير ، القريب والبعيد ، بكتك أمك الثكلى بحرقة قلب وأبوك الذي لم يتوقف عن ذرف الدموع .. لقد أصيبا في الصميم ونكبا بعزيز غادرهما وهو ما تبقى لهما من ذكريات شقيقيه وشقيقته الذين ابتلعتهم الهجرة الى حيث محطة الانتظار الى ارض الغربة .. بكتك شقيقاتك اللواتي افجعن بفراقك الأبدي وشقيقيك اللذين وقع خبر رحيلك كصعقة في الصميم ، وأعمامك وأخوالك وأصدقاءك ومحبيك الكثر وبلدتك التي كانت تفتخر بعطائك اللامتناهي .. فابكي أيتها العين واذرفي الدمع على ثمرة يانعة من ثمار شجرة القوش الوارفة ، أذبلها القدر اللعين وباتت مجرد ذكرى .. ابكي أيتها العين على من كان يكحلك .. يا لك من قاس أيها الموت .. نعم أنت حق على البشر علينا ان نؤمن ونقتنع بأنك حقيقة لا بد منها ، لكنك جئت كالبرق في غير أوانك ، جئت مهرعا في يوم قاتم السواد ، وسرقت بلمحة البصر شاب طموح توه بدأ حياته العملية  ، كان دوما تواقا لتأدية واجبه الوظيفي ، منطلقا من مبدأ الإخلاص للعمل وهذا ما توارثه من الآباء والأجداد ولكن قاده ذلك الى حتفه.. فاجعة وقعت كالصاعقة على كل حي وزقاق في القوش ... شاب في مقتبل العمر تتوسم فيه شعلة المثابرة ونكران الذات .. كان من البراعم المتوقدة بحب الحياة متفائلا يحب الخير للإنسان .. كان يتمنى دوما ان يعيش حياة زاخرة بالأفراح والمسرات بين أهله ومحبيه ، لم تفارق الابتسامة محياه .. أما الطيبة التي كان ينطوي عليها قلبه المحب فإنها كانت ملتهبة بتقديم العون والمساعدة مع جميع الناس ، فكل ما كان يحتفظ به من النقاء وروحية التعاون وطيبة المعشر جعلته محبوبا عند كل من عرفه وذرف الدمع برحيله .. يا لها من فاجعة أدمت قلوب أهلك وذويك وأصدقاءك الذين افتقدوا ابتسامتك الخجلة وتضحياتك وإيثارك المتواصل لخدمة بلدتك التي كنت لها دوما ابنا محبا وفيا لأرثها وتقاليدها .. ان فقدانك ليس إلا خسارة لنا جميعا ستبقى آثارها في قلوبنا بليغة لا تندمل وداعا أيها المتفائل بحب الحياة .. وداعا أيها المتواصل في العطاء,, وداعا أيها البرعم اليانع في جنينة القوش وداعا وأنت المغادر جسدا والحي روحا بين اهلك ومحبيك .     
 

197
تهنئــــة
الحياة هي المادة الأولية لوجود الإنسان فحينما ننظر إليها من خلال المنجز نجدها اقل شأنا مما لو نظرنا إلى المنجز من خلالها ...! هكذا عرفتك مبدعا طموحا لك مساهماتك ونتاجاتك الفاعلة في رفد الثقافة من خلال المسرح العراقي عموما والسرياني خصوصا ، كان لك حضور متميز بين الطاقم الفني والكاست الذي كنت فيه قائدا للعملية الإبداعية وذلك في سبعينيات القرن المنصرم ، فكم استمتعنا بملاحظاتك القيمة وحديثك الشيق وأسلوبك الذي كنت توظف فيه رؤيتك الإخراجية ثم تخرج بالمحصلة النهائية بعرض مسرحي ممتع .. بهذه المقدمة التي عدت بعض الشيء الى الماضي  استهل رسالتي إليك .. فاسمح لي يا أخي ومن خلال بلدتك المعطاءة القوش وبمزيج من الفرح والاعتزاز أن أزفكم بطيب التهاني وأصدق التبريكات بمناسبة تسنمكم موقعكم الوظيفي الجديد الذي لم يكن الا المحصلة النهائية للطموح اللامتناهي الذي كان يقودك ويرافقك منذ نعومة أظفارك ، انه ليس الا إقرار لما لكم من بصمات واضحة في المثابرة الدءوبة والسعي المتواصل من اجل الوصول الى الهدف المنشود في بناء العراق الديمقراطي الجديد . تمنياتي لك أيها العزيز بالنجاح والتقدم في هذه المهمة الجديدة التي أعرفك جيدا انك ستكون جديرا بها وأهلا لها .
 
                               اخوكم / باسل شامايا
                                       القوش

198
(( تجربتي في مسرح الطفل ))
                                                                                                                  باسل شامايا
إن المسرح هو من أهم الوسائل التثقيفية والتنويرية الذي يوظف في رفد الحركة الثقافية ويؤدي دورا فاعلا ومؤثرا في عملية بناء المجتمع لكي يواكب مسيرة التطور الحضاري في العالم ، فيعمل على تشخيص  الظواهر السلبية التي تحد من عملية التطور،  ثم يضع من خلال المسرحيات التي تقدم على خشبة المسرح الحلول والمعالجات الضرورية التي تساهم في عملية التغيير الى واقع أفضل ، وبما انه أي المسرح هو وسيلة تثقيفية كما ذكرنا اذن يعتبر عاملا مهما في اغناء الوعي الثقافي عند كافة شرائح المجتمع .. إننا اليوم نحلم بالثقافة التي تسمو فوق كل شيء وعلينا أن نفكر كيف نستثمرها في أعمال ومنجزات تخدم مجتمعنا ومنها عالم الطفولة وذلك من خلال مسرح الطفل الذي يعتبر وسيلة مهمة من وسائل تربيته وصقل موهبته ويشكل أرضية خصبة  لتنمية مداركه وبناء شخصيته ويعمل على زيادة  قدراته وإمكاناته ..

فحينما نفكر بالولوج إلى هذا الميدان الحيوي والزاخر بالمفاجآت علينا أن ندرك  بدءا ما هي المتطلبات التي نعتمدها في انجاز هذا المشروع المسرحي، تلك المتطلبات التي تتحدد (بالمتلقي والشخوص والحوار والتمثيل والإضاءة والديكور والموسيقى ) وغيرها من عناصر العرض المسرحي منطلقين في الكتابة لمسرح الطفل التي تعتبر من أصعب أنواع الكتابة ، لأن ذلك يتطلب من الكاتب ان يكون دقيقا في اختيار الموضوع المطروح والذي يجب ان يوازن فيه بين المضمون والأسلوب المشوق الذي يخاطب حواس الطفل .. ولأجل أن نجعل هذا البرعم الصغير قريبا منا وصاغيا إلى ما نريده منه علينا أن نستخدم لغة يستوعبها ويستسيغها بحيث تكون قريبة من لغته المحكية والابتعاد عن استخدام اللغة المعقدة  التي لا يجد فيها وسيلة سهلة للانطلاق في التحاور، والبحث عن البديل الأفضل( اللهجة ) التي يتوفر فيها عنصر التشويق لكي ينجذب إليها الطفل متابعا ومشاهدا مزيدا من الأحداث دون ملل.        إن هدف أصحاب الشأن الرئيسي من مسرح الطفل هو إدخال عنصر البهجة والتسلية البريئة عنده  ثم المعرفة التي يكتسبها من خلال الأعمال التي يشارك فيها .. إذن إننا لا نغالي إذا قلنا أن المسرح يكون بمثابة مدرسة للطفل يتعلم فيها كيف يفكر وكيف يكتسب الوعي ..

وكلنا نعلم انه أي المسرح يسعى حثيثا ليزيد من إمكانات الطفل الفكرية والاجتماعية والنفسية ويعمل على تحريره من الصعاب ومتاعب الأيام ويحميه من الشارع الذي يجعله هدفا سهلا للحوادث الكثيرة ويبتعد عن الممارسات التي تجلب الهمّ لعوائلهم ، إذن يجب أن تكون العروض المسرحية التي تعرض على خشبة مسرح الطفل بمستوى طموح الأطفال وكما ذكرنا آنفا تعتمد على لغة تتسم بالوضوح ، تجسد الظواهر السلبية التي يعاني منها مجتمعنا عموما وأطفالنا خصوصا وأحيانا تصبح تلك الظواهر سببا دون نهوضه ووعيه .. أما عملية التجسيد فـتأتي من خلال الرؤى الإخراجية المبسطة التي يبدع  فيها المخرج عندما يضع حلوله ومعالجاته في نهاية المسرحية .. ولو نتوغل بعض الشيء في دور المسرح محليا وعالميا  نجده قد لعب دورا رياديا في الوقوف إلى جانب الشعوب  في نصرة قضيتهم العادلة وهنا تكمن أهمية المسرح ، والمسرحيات التي عالجت الكثير من المشاكل حتى المستعصية منها يشهد عليها التاريخ قديما وحديثا .. فنشاهده خلال الأنظمة الدكتاتورية المتلسطة على رقاب الشعوب يعمل على تعرية تلك الأنظمة الفاسدة ويفضح أسيادها المتسلطين .. وباعتباره هو الأكثر تأثيرا في العقول والنفوس لعلاقته المباشرة أو مواجهته المباشرة بين الممثل والمتلقي نشاهده  يأخذ دورا متميزا في تغيير ذلك الواقع المأساوي الذي يسبب  لأطفالنا الأحبة أمراضا نفسية ، ويعمل بكل جد ومثابرة من اجل إزالة جميع إفرازات الماضي البغيض التي تحد من رقيه وتطوره ..

ويقتنع الأطفال من خلال ما يطرح على مسرحهم من المواضيع المهمة وبمعالجات صحيحة لكي يرفع من مستوى وعيهم ويعطي لهم البدائل عن ما يحد من نشاطهم ويعرقل مسيرتهم . كانت هذه مقدمتي للولوج إلى موضوعي في عالم ( مسرح الطفل ) من خلال مسيرتي الفنية والتي بدأتها منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي والتي كان لي فيها تجربة متميزة مع أطفالنا الأحبة ، وأود أن أتطرق في مقالي هذا إلى تجربتين مفعمتين بالنجاح والغنى .. واللتين كلفت بهما من قبل فرقة مسرح شيرا الناطقة بالسريانية أولها في تسعينيات القرن الماضي عندما أخرجت  عملا مسرحيا مثلّ الفرقة في مهرجان مسرح الطفل الأول في العراق ، حيث أقيم هذا المهرجان على قاعة مسرح الشعب في بغداد وقد شاركت فيه العديد من الفرق المسرحية العراقية وبأعمال مختلفة .. وكان عملنا متميزا عن باقي الأعمال المشاركة في المهرجان ، لأن الشخوص التي اخترتها لتجسيد أحداث المسرحية (التي كانت من تأليف الأستاذ سعيد شامايا ) معظمهم من الأطفال وجميعهم لم يرتقوا  خشبة المسرح قبل هذا النشاط  وكان يبلغ عددهم  خمسة عشر طفل وطفلة ومن مختلف الفئات العمرية ، جاءوا من أماكن عديدة من بغداد حاملين براءتهم وعفويتهم لتنفيذ منجزهم الفني في تلك المناسبة المهمة (( مهرجان مسرح الطفل )) حيث وضعتهم فرقة مسرح شيرا في مسار صعب وضيق في تلك المشاركة ولا بد من قطعه بدأب ونشاط ..

وحينما راحوا يباشرون بروفاتهم الصعبة تصوروا أن ذلك الطريق سيكون شاقا ومتعبا ، وبالفعل عانيت الكثير من  تلكؤهم في حفظ الأدوار، وضعفهم في الأداء على الخشبة اثناء التمارين ، وفي عملية التقمص وحتى في التزاماتهم في حضور المواعيد حسب جدولة البروفات ، لذلك كانوا حذرين جدا في اختيار مواقع أقدامهم .. وكنت قد أبلغتهم خلال لقاءاتي بهم بعد التمرين بأنهم سيخوضون تجربة جديدة يتبارون فيها مع منافسين ربما بينهم ممثلين أشداء تمرسوا في اختيار صعوبات المسرح وعرفوا بخفاياه ، وبالرغم من كل هذه المعوقات انطلقوا معتمدين على حبهم المبكر للمسرح وإيمانهم بالقضية التي كانت من صلب ثيمة المسرحية و من اجلها ارتقوا خشبة المسرح ليجسدوا أحداثا متنوعة أمام المئات من الحضور الجماهيري المتميز ومن كافة شرائح المجتمع العراقي يستلهمون منها حبهم للوطن ذلك الحب الذي رضعوه مثلما رضعوا الحب المعجون بالأصالة من حليب أمهاتهم ، وكنت دائما من خلال لقاءاتي الدورية بهم اقسم اللقاء الى شطرين ( نظري وعملي ) فأعطي وقتا للمناقشة النظرية والوقت الآخر للعملية وأؤكد لهم بأن من يرتقي الخشبة يجب ان يعي كيف يوظف إمكانيته وقابليته وحبه للمسرح وليس فقط لأجل التسلية بل من اجل مساهمته الفعالة في خدمة مجتمعه بشكل عام . لقد وقع اختيار اللجنة المشرفة على مهرجان مسرح الطفل  أن يكون العرض الافتتاحي للمهرجان مسرحية فرقة شيرا ، فغمرتهم الفرحة على تلك المكانة المتميزة التي أعطيت لهم .. وبكل شجاعة وثقة بالنفس ارتقوا خشبة المسرح ولعبوا دورا متميزا أمام المئات من الحضور ولمدة ساعة واحدة ، وكان عاملا الانسجام والإصغاء التام يعمان قاعة العرض ، أما تفاعل  الجمهور بين مشهد وآخر مع أحداث المسرحية ونهوضهم أكثر من مرة مصفقين بحرارة ومعبرين عن اعجابهم بالمبدعين كان خير دليل على نجاح العمل .. وهكذا أبدعوا البراعم أمام ذلك الحضور  الكبير .. أجادوا وجسدوا وامتلئوا غيرة وعشقا للرسالة التي كلفوا بتقديمها أمام الناس .. وترك ذلك العمل آثاره الايجابية في أعماق المشاهدين ، فقطفنا ثماره من المهرجان حينما صدح صوت عريفة المهرجان حينما قرأت اسم فرقة مسرح شيرا واسم مخرج الفرقة لاستلام جائزتين إحداها للفرقة والأخرى للمخرج .. وبالرغم من التعب والإرهاق الشديدين الذي قضيته خلال السقف الزمني مع الممثلين الصغار حتى إتمام عملية الانجاز إلا إنني أحسست بنشوة النجاح حينما استلمت جائزتين من وزير الثقافة فأيقنت ان ذلك  خير دليل على نجاح تلك التجربة .

وبعد انهيار النظام السابق وحلول الوضع الجديد الذي عاشه بلدنا الجريح من التشتت والخراب والاقتتال ودماء الأبرياء التي سالت نتيجة الأعمال الإرهابية المفروضة على شعبنا المرهق اختار الكثير من المبدعين الهجرة مرغمين الى بلاد الغربة هربا من الظلم والتهجير القسري والموت البطيء ولم تقتصر الهجرة فقط إلى خارج الوطن  بل إلى الداخل أيضا  فاخترتها أنا إلى مسقط رأسي القوش العزيزة وبالرغم من كل هذه الأعمال الإجرامية وعدم الاستقرار والأمان وظروف المعيشة الصعبة ، لم أتوقف عن نشاطاتي في مجال المسرح بل عاودت نشاطي وتمكنت من تشخيص مجموعة من الأطفال المبدعين وأنجزت معهم مسرحية ( صوت الأطفال ) باللغة السريانية من تأليف الكاتب سعيد شامايا وعرضتها على عدة مسارح وعلى شاشة فضائية عشتار وغيرها من النشاطات .. أما التجربة الثانية التي اعتز بها فكانت في منتدى شباب القوش في بداية العام الحالي حينما أنجزت خلال شهرين منجزا فنيا كبيرا يحوي مسرحا وشعرا وغناءا تحت عنوان ( مهرجان مسرح الطفل الأول في القوش ) وقد شارك فيه أكثر من ثلاثين طفل وطفلة ومن أعمار متفاوتة (( 4 –13  سنة ))  حيث حمل هذا النشاط اسم فرقة مسرح شيرا وبالتعاون مع مركز كلكامش للثقافة والفنون ومنتدى شباب ورياضة القوش وقد تم عرضه على مسرح المنتدى وعلى مسرح جامعة دهوك ومسرح جمعية الثقافة الكلدانية في عينكاوا وتم تغطيته إعلاميا من قبل فضائية عشتار وكردستان والموصلية وحضر عروضه العشرات من الشخصيات الثقافية والأحزاب الوطنية والقومية ومنظمات المجتمع المدني وجموع غفيرة من محبي مسرح الطفل .. حيث تكللت هذه التجربة بالنجاح الجماهيري والفني ، تمكنت فيها من صقل وتهذيب قابليات الأطفال الذين كانوا مصدر إعجاب  الجمهور خصوصا الصغار منهم ، وتم عرض هذا النشاط على شاشة فضائية عشتار كاملا وقد أحس المشاركون الأطفال بنشوة النجاح وادخل ذلك الانجاز الفرح والبهجة الى قلوبهم .. وما زلت أتواصل مع هذه الشريحة الاجتماعية المهمة وسوف يكون لي معهم مزيدا من الانجازات في مجال المسرح وفي مسك ختام موضوعي هذا أود أن أتطرق الى ما استنتجته  في المحصلة النهائية من هاتين التجربتين وأقول : إن الجهود المتضافرة التي بذلت من قبل طاقم العمل جسدت واقعا يقول : ان الطفل تعلم من العمل الجماعي انه لا يستغني عن الجماعة ولا الجماعة تستغني عنه .. مراعاة مشاركة اكبر عدد ممكن من الأطفال في المشروع المسرحي وهذا ما تم في تجربتي وعليه أحس الطفل المشارك بقيمة مشاركته وإيمانه بأنه كان ركنا كبيرا في إنجاح المنجز المسرحي .. وتعلم الطفل من هذه التجربة كيف يتعاون مع أقرانه من الأطفال لانجاز نشاط متكامل لا يمكن انجازه إلا بالتعاون المثمر بين الجميع .. وربما أدت هذه المشاركة الى القضاء على الوحدانية والعزلة التي كان يعاني منها الطفل وتحول ذلك الشعور الى إدراكه التام بأن له مكانة متميزة بين الذين كان يتعامل معهم خلال فترة البروفات والعرض .. ومن النقاط المهمة التي استنتجتها أيضا تضحيته بوقته وإعطاءه لالتزامه أهمية كبيرة لكي يشارك في عمل مسرحي أحبه والتصق به .. وفي الأخير  حينما رست سفينة المهرجان على شاطئ النجاح راح الأحبة المشاركين يدركون إن لمشاركتهم دور فاعل في إنضاج العمل ونجاحه وهكذا تحملوا جزءا كبيرا من المسؤولية التي ألقيت على عاتقهم حينما ارتقوا خشبة المسرح .


199
((القوش ترتدي زهوها وعزها في ظل ))
ابنها البار توما توماس

                                                                                                                     باسل شامايا
عرفناه أبا حنونا رقيقا شفافا طيب القلب والمعشر ، حارسا أمينا لبلدة آبائه وأجداده ، وفيا مفرطا بحب الناس .. مقاتلا شجاعا لم يتراجع في ساحات الوغى ولم يقبل بالمهادنة يوما .. حمل راية الشهامة والبطولة عالية خفاقة في سماء الوطن، لقب بجيفارا العراق لأنه مثلما قارع الثائر جيفارا الظلم في جبال بوليفيا ، هكذا قارعه المناضل توما توماس في جبال كردستان. بدأ نضاله المرير ضد الحكومات الرجعية المتعاقبة في العراق قبل أكثر من خمسين سنة  مقارعا اعتى الدكتاتوريات في العالم ومتجاوزا كافة أنواع الصعاب التي اقتحمت حياته  . عرفناه قائدا محنكا مغوارا أدخل الرعب في قلوب خصومه ومناوئيه وتشهد له بذلك تلك الصولات والجولات التي خاضها مع رفاق دربه في الحركة الأنصارية في كردستان العراق ، هذه الحركة التي أغنى مسيرتها وأثرى تاريخها حتى انصهر مع مقاتليها الأنصار في بوتقتها .. هناك في ارض الثوار بين تلك الجبال الوعرة انطلقت صرخة الحرية لتكسر أغلال العبودية التي جثمت على صدر العراق وشعبه الصامت عقوداً من الزمن . رغم كل المخاطر التي كانت تحدق به وبعائلته إلا انه لم يغادر ساحة النضال بل بقي يقارع الظلم الدكتاتوري متفانيا دؤوبا للذود عن أعداء الوطن والشعب .. واشتدت الملاحقات والمضايقات وإزعاجات مرتزقة الأمن والسلطة وبائعي الوطن والضمير بأبخس الأثمان ، وصودرت أمواله المنقولة وغير المنقولة وعرضوا في المزاد العلني  ما تبقى من كماليات المنزل ولم يكتفوا بذلك بل احرقوا المنزل أمام الملأ ، وغيرها من الأساليب التي يندى لها الجبين الإنساني ، وبالرغم من كل ما اقترفه الأوغاد لم يتمكنوا من استفزازه أو إثارته لكنهم عرفوا كيف يؤلموه ويقصموا ظهر عائلته حينما ارتكبوا جريمتهم النكراء باختطاف فلذة كبده ( منير) وهو لم يتجاوز( 25 ) ربيعا اختطفته أيادي الخيانة والغدر وهو يؤدي واجبه الوظيفي بكل تفان وإخلاص ، وبعد تعرضه لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي انزلوا به عقوبة الإعدام  دون محاكمة فأنضم إلى قافلة الشهداء الذين نالوا مجد الشهادة على يد أقذر نظام موغل في الدكتاتورية .. وهكذا تشتتت عائلته في أصقاع الأرض ، وأوصد ذلك الباب الذي بقي مفتوحا يستقبل الضيوف والزوار القادمين من شتى البقاع ، ومع كل تلك الممارسات القمعية لكسر شوكته وثنيه عن مواصلة النضال إلا انه ازداد قوة وصلابة ووقف شامخا بوجه جبروت السلطة الغاشمة ، فأشاع بصبره و شكيمته الخوف والهلع في صفوفهم ، مستمدا ذلك من انتمائه الوجداني الى تلك المبادئ التي حملها وآمن بها والتي تعلم منها كيف يجتاز الشدائد والمحن .. لقد حمل هموم القوش وأهلها الطيبين ، مكرسا جلّ أوقاته عطاءا للدفاع عن حقوقهم ، ومن اجل غد زاه تزدان فيه اشراقة  الحرية والحياة الحرة الكريمة ، وقد تجلت أعظم صور تضحياته ونكران ذاته في رفضه لكافة مغريات الدنيا ومناصبها القيادية وبمختلف المواقع السياسية  ،لأنه عاش لا لنفسه فقط بل لأولئك الذين كانوا يتوسمون فيه خير المدافع الأمين عن حقوقهم ،  فقد كان أبو جوزيف ذاك الإنسان الذي سعى دوما أن يكون إنسانا نقيا رافضا في فكره وسلوكه أية مساومة على مبادئه وإنسانيته حتى وان كانت على حساب مستقبل عائلته . مهما كتبت ومهما عبرت عنك أيها الثائر المظفر ، فأنني سأبقى عاجزا عن إيفائك ما تستحقه من الوصف والإطراء .. إنني لا اريد ان اتوغل او استعرض ما تزخر به حياة هذا الإنسان  لان أوراقي وما تخزنه ذاكرتي لا تستوعب ذلك ، فاكتفي بالشيء القليل لكي لا ابتعد عن صلب موضوعي .. فحلت الفاجعة الأليمة قبل (15 ) سنة حينما توقف قلبه الكبير المحموم بحب الوطن والناس وغادرنا بهدوء الى عالم الخلود .. رحل وهو يجتر شوق الغربة إلى الوطن والى بلدته القوش ، رحل تاركا لنا رصيدا ثرا من الإرث النضالي الخالد  والذي  سطره على صفحات التاريخ ، و إنسانيته المتجسدة  في شخصيته المعطاءة على طول السنين .. ومنذ وفاته والى هذا اليوم بقي الغائب الحاضر معنا في أفراحنا وأتراحنا نستلهم الدروس والعبر من تاريخه الناصع والحافل بالمآثر والتضحيات وما زال عائشا في ضمائرنا نذكره دوما في كل المناسبات ونقيم له احتفالية في  ذكرى رحيله ، وبعد مرور هذا السقف الزمني على فراقه الأبدي ، جاء اليوم الذي يجب أن يُرد له جزءا من تضحياته التي باتت ديناً في أعناقنا .. وذلك هو إقرار لما لهذه الشخصية الفريدة من تاريخ زاخر بالفخر والعز  والعطاء المتواصل ولأكثر من خمسة عقود . لقد جاء اليوم الذي يجب أن يستذكر جميل هذا الإنسان المكافح الذي نكر ذاته وتجرد من كل شيء اسمه ( أنا ) حمل بلدته على اكف الراحة والأمان ، ومهما كان هذا الرد فانه لا يساوي إلا الشيء اليسير مما قدمه خلال السنوات العجاف . وهكذا جاءت مبادرة رفاقه ومحبيه لإقامة متنزها يحمل اسمه تخليدا له ونصبا تذكاريا يعتلي منصته  منتصبا شامخا ، ليكون وساما على التاريخ تفتخر به القوش التي أرضعته الأصالة والنقاء ، واستجاب لهذا المقترح كل من عاش تضحياته ومآثره  فهرع الغيارى  لتذليل كافة الصعاب التي قد تعترض الطريق للوصول الى تحقيق هذه الأمنية التي راودت القلوب .  وبعد صراع مرير مع الروتين حصلت المنظمة على الموافقات الرسمية لتنفيذ المشروع ، فتشكلت اللجنة المشرفة في القوش مهمتها الإشراف ومتابعة مراحل الانجاز ، كما تشكلت لجان كثيرة في مختلف بلدان العالم تطوعت جميعها لجمع التبرعات لتمويل المشروع ، حيث أصر وثابر المحبون على انجازه ومهما كلف الثمن بالرغم من العراقيل التي حالت دون تحقيقه ، وهكذا استغرق انجاز هذا الصرح الكبير الذي توسط قلب القوش سنة كاملة حتى بانت جماليته ، فراحت الإعلانات تغطي مواقع الانترنيت ، معلنة عن موعد افتتاح المتنزه والنصب التذكاري متزامنة مع مرور الذكرى (53 ) لميلاد ثورة 14 تموز الخالدة ، ووجهت دعوات إلى المسؤولين والشخصيات السياسية والثقافية والدينية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني .. وفي تمام الساعة السادسة من عصر 14 تموز تهافتت الجموع الغفيرة إلى حيث افتتاح المعلم التاريخي الذي سيضيف جمالا ورونقا إلى القوش فازدحم الناس أمامه حتى امتلأت المقاعد المخصصة داخل المتنزه بجماهير غفيرة بحيث لم تعد تسعهم فاضطر الكثير منهم الوقوف خارج سياج المتنزه ينتظرون عريف الاحتفالية ليبدأ المنهاج . فأي فخر هذا الذي يتمناه المرء وأي مكيال يقاس به هذا الوفاء وأية أعماق هذه التي حوت بين أضلعها كل هذا الحب والوفاء .. هذه هي القوش .. هذه هي بلدة المثقفين والأحرار والأبرار . هكذا كانت وهكذا تبقى ، وفية .. أمينة .. صادقة .. لا تنسى أحبتها .. أولئك الذين غرسوا شتلات المحبة والطيبة والعطاء في كل شبر من ارض الرافدين .. ستبقى كما كانت لن تنسى من عشقوا ترابها ومن استرخصوا الموت دفاعا عن أصالتها وقيمها ومبادئها السمحة ، وها هم أبناءها وبناتها ، فتيانها وفتياتها ، عشاقها ومحبيها يؤطرون جنينة الفارس المقدام توما توماس بمحبتهم ، جاءوا للاحتفاء بإزاحة الستار عن النصب التذكاري لأبن القوش البار الذي سيقف على منصتها منتصبا شامخا كما اعتدناه في تلك السنين العجاف ، نعم في هذه الأيام  سترتدي القوش عزها وزهوها الزاخر بالشرف الرفيع ، انه يوم جميل لمحت عليه ملامح الفخر والاعتزاز بما أنجز وأضيف الى رصيدك يا أم الأبطال . انطلقت أولى فقرات كرنفال الافتتاح بتفضل السيدين فائز جهوري مدير ناحية القوش والدكتور صباح توماس لقص شريط المتنزه وسط حشود غفيرة تغمرها الفرحة ثم تفضل سيادة المطران مار ميخائيل مقدسي لقص الكيك وبعد أن اخذ الضيوف والحضور أماكنهم داخل المتنزه صدح صوت عريف الاحتفال مرحبا بجميع الحاضرين وشاكرا الذين تجشموا عناء الطريق للمشاركة في هذه الفرحة الكبيرة ثم دعا سكرتير اللجنة المركزية للحزب  الشيوعي العراقي أبو داود لإزاحة الستار عن النصب التذكاري ووسط التصفيق والهلاهل أزاح الستار عن نصب المناضل الخالد حيث شد الفنان الشاب سلفر تومكا الحضور بالنشيد الوطني الذي ألهب هواجس الحاضرين فتفاعلوا معه واخذوا يرددونه وهم واقفون بخشوع ينظرون وبكل وقار الى نصب الثائر أبي جوزيف ، ثم ارتجل أبو داود كلمة بالمناسبة أشاد فيها بما أنجبته القوش من قادة ومناضلين أحرار أمثال المناضل توما توماس الذي وهب حياته من اجل سعادة شعبه ، وتوالت الكلمات ثم البرقيات التي أشادت بخصال المحتفى به وبمزاياه وسجاياه ومآثره ثم تلتها قصائد شعرية باللغتين السريانية والعربية قرأها كل من :   ( الاركذياقون اركان حنا حكيم والأستاذ سعيد شامايا والفنان الشاعر لطيف بولا والشاعر سمكو مراد والموهوبة بريفان عادل دكالي ) أما المفاجأة التي أدخلت الفرحة والبهجة إلى أعماق الحضور فكانت أغنية الفنان الالقوشي المغترب فريد هومي التي أرسلها عبر الانترنيت وأصر أن يكون أول عرضها في افتتاحية المتنزه ، حيث تعالت الهلاهل وتناثرت الحلوى في أرجاء المتنزه وصفق الجمهور للأداء الرائع والكلمات الأروع واللحن الجميل ، ومنهم من رقص وفي يده علم وفي الأخرى راية  . أما مسك الختام فكان من نصيب كلمة عائلة المناضل توما توماس ألقاها نجله سمير الذي وقف أمام نصب والده ويرتدي نفس الزي الذي كان يرتديه وكأنه نسخة منه ، وبعد ذلك راح الفنان الشاب سلفر تومكا يملأ المكان بالفرح والمسرة وبالدبكات الشعبية التي شارك بها الناس تغمرهم الفرحة وعلى أنغام تلك  الأغاني الجميلة ولم يتوقف في عطائه الا بعد استسلام الشمس للمغيب . وبهذه المناسبة العطرة التي كتب على وجه القوش اسم ابنها البار توما توماس وبين أحضانها وقف شامخا ارتأى القائمون على المشروع إقامة حفل عائلي فني ساهر على شرف المتبرعين وذلك في مساء اليوم الثاني في قاعة وردة للاحتفالات يحييه الفنان العراقي المغترب ماجد ككا والذي جاء متطوعا عبر البحار والمحيطات ليعيش هذا الحدث التاريخي ويعبر عن فرحته بإحياء حفل ساهر لأحبته وأهله الذين فارقهم قبل ثلاثة عقود . استهل الفنان باسل شامايا الحفل بكلمة ترحيبية بالحاضرين شاكرا إياهم على ما أغدق كل واحد منهم بعطاءاته من اجل انجاز هذا المعلم التاريخي / الاجتماعي ، ثم شكر الأخت المهندسة أشواق هادي مصممة المشروع والأخ جون نيسان المشرف على المشروع لجهودهما في انجازه ، كما رحب بكلمات ارتجالية بالفنان العزيز ماجد ككا فاستقبله الحضور بالتصفيق الحار وهو يلج الصالة فرحا مسرورا بذلك الاستقبال الرائع ، وقد أبدعت الفرقة الموسيقية المصاحبة له وبكامل طاقمها في عزفها الرائع وبرهنوا أنهم حقا متمكنون في قيادتهم وأدائهم الموسيقي ، وبعد ارتقاء الضيف مسرح الوردة ارتجل كلمة ترحيبية بالجمهور وقال باختصار: مهما قلت ومهما عبرت سأكون عاجزا عن وصف فرحتي وأنا بينكم في بلدتي الحبيبة القوش والتي فارقتها قبل أكثر من ثلاثة عقود وتحققت أمنيتي في هذه المناسبة العظيمة التي حملت فيها شوقي وحبي ولهفتي للبطل توما توماس ولأهلي وأحبتي في القوش  ، وبعد ذلك أطلق العنان لحنجرته فغنى للعراق ولتوما توماس وحزبه المقدام ولألقوش أم الأحرار ، وعلى أنغام الفرقة الموسيقية المبدعة رقص ودبك الشباب والشابات وهلهلت الأمهات وارتشف الأنصار والرفاق والأصدقاء نخب المناسبة السعيدة التي جمعتهم في أبهى ليلة ، وكان لأغنية طير السعد حصة الأسد في تفاعل الجمهور معها حيث ألهبت حماسهم وأعادتهم إلى ذكريات الماضي ، وكان لهذه الاغنية بداية موفقة لأنطلاقة الفنان ماجد ككا في عالم الإبداع ، وكان عريف الحفل قد دعا الفنانين التشكيليين سماري وعبدالرحيم اللذين أنجزا نصب الخالد واجرى معهما لقاء حول المناسبة فتحدثا عن شرف مساهمتهما في عملية تجسيد شخصية المناضل توما توماس في النصب الذي انجزاه والفرحة تغمرهم بهذا المنجز العظيم ، حيث تمنيا أن يكونا قد حققا فيه طموحات محبي القائد الرمز توما توماس  ، هذا واستمر الحفل إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل ولولا نظام القاعة في تحديد الوقت  لأستمر الحفل إلى الصباح .   
 


200
كيف توظف الإرادة لبلوغ المسعى
باسل شامايا

بئس الإرادة التي تقف حائلا دون تحقيق منجز أنت قادر على تحقيقه وبئس المنجز الذي تحققه وأنت عاجز عن تحقيقه، فحينما تتقاعس عن التواصل وفيك ما يؤهلك للمزيد من العطاء لتحقيق ما تطمح إليه عليك أن تستعين بإرادتك مستثمرا إياها لاحتواء ما يوقفك لبلوغ المسعى .. ولكن إياك والاعتماد على غير معالجاتك وتشخيصاتك ، فالمرء الذي يبغي الوصول بغير جهوده وقناعاته أكيد سوف يقتاد إلى حيث لا يريد .. بهذه المقدمة المختصرة ابدأ موضوعي هذا لعلي أتمكن من إيصال ما أريد الإسهاب فيه إلى المتلقي خصوصا في هذه الفترة العصيبة التي نعيش فيها أياما شائكة يظللها الاحتقان السياسي والطائفي وتتصاعد فيها كالمعتاد أعمال العنف في هذا البلد  الذي أدمته وأرهقت كاهله الاحتراب والتناحر وإفرازات تلك السنين العجاف ، وبما أننا جزء من هذه الأحداث  نعيش في خضمها ونعاني من وطأتها ، علينا أن نتآلف بقلوب وعقول تسعى إلى التغيير ونساهم مع الغيارى من أبناء هذا البلد ونشد الأيادي ونقدم ما نستطيع من تقديمه للإسراع في عملية الاستقرار ليعم السلام والأمان في بلد السلام ، فعلى عاتق كل من ينتمي إلى هذه الأرض الطيبة مسؤولية وطنية وأخلاقية عليه استثمارها ربما تحد شيئا من هذه الممارسات التي شتتت شعبنا وجلبت لنا ولبلدنا الجريح الويلات والدمار ، وذلك يعتمد على التسلح بالإرادة التي تمنحنا القوة والعزم لتحقيق هذا المسعى الذي يجعل بلدنا المرهق معافى ، ليتواصل في مواكبة التطور الحضاري العالمي ، وبتوظيف الإرادة بشكل صحيح نتمكن من تذليل الصعاب التي تواجهنا دون الخضوع لاعتبارات تفرض علينا أشياء تحد من عطائنا باتجاه تحقيق هدفنا السامي . إن الحياة وكما عرفناها منذ القدم ليست إلا صراعا من اجل البقاء ، صراع بين الخير والشر ، صراع بين أن نكون أو لا نكون ، صراع احتدم مع الطبيعة لكسب لقمة العيش وهكذا يستمر هذا الصراع لحين الوصول إلى مرحلة ( جني الثمار التي تؤمن معيشة الإنسان )  ..  ما بين تلك الأيام الموغلة في التاريخ وهذه  التي نعيشها اليوم في عراقنا المنهك سنين طويلة ،حيث تعددت خلالها أوجه الصراع عند الإنسان منها على سبيل المثال استغلاله لأخيه الإنسان وسيطرة القوي صاحب النفوذ على الضعيف الذي لا حول له ولا قوة وغيرها من الحالات المتعددة، واختلفت أيضا الأساليب التي يتبعها للوصول إلى غايته المنشودة ، فهناك الأسلوب المتجرد من الأنا ( نكران الذات ) الذي يتجسد فيه المسعى الإنساني الحق وهناك نقيضه (النفعي ) أي الأسلوب الذي يستثمر لبلوغ المسعى الشخصي الغير مشروع والذين يمارسون هذا النوع لا يهمهم شيء سوى تحقيق مآربهم الذاتية وليس المهم تعاسة الغير، وما زال الصراع قائما لحد يومنا هذا، وحينما تبادر لمعالجة ما يعاني منه مجتمعنا من هذه التركة الثقيلة عليك أن تتخذ من العزم سلاحا لتقوض بنيان الشر الذي يشيده هؤلاء الدخلاء والمتطفلين الذين يبحثون عن ضالتهم في كافة أرجاء وطننا العزيز .. إذن طالما هناك من يستخدم معول الهدم لتخريب ما يبنيه الأباة ، يجب أن يكون هناك من ينتفض بإرادته متحليا بالجرأة والشجاعة لمقاومة هذا الواقع المشحون بالنفاق والازدواجية  طبعا بعد أن تكون قد حررت نفسك كاملا من ركام اليأس الذي فرضه عليك أولئك المنتفعين الجناة ، وهكذا تختار طريقك بمحض إرادتك حتى إن كان وعرا محفوفا بالمخاطر ، فانك ستضيف من خلاله منجزا جديدا لقناعاتك ستفتخر به أنت ومن سيكون امتدادا لك ، فالإرادة يا صاحبي هي سلاحك المجرب الذي يجعلك تتواصل لحين بلوغ المسعى بل أنها سلاح فعال تساهم في إضافة أشياء ايجابية إلى الحياة كأنك تجسد عملية خلق جديدة لبناء النفس البشرية . لقد كان آباءنا وأجدادنا العظام يدعوننا دائما للتسلح بها في معالجة الثغرات التي تقتحم حياتنا ويحذروننا من اليأس في التغلب عليها ويقولون : إن المرء الذي تقوده إرادته أكيد سيتمكن من احتواء كافة الصعوبات التي تقف حائلا بينه وبين تحقيق طموحه،إذن علينا أن نسعى ونطرق أبواب الصح ولا نبالي إذا أخفقنا مرة فنحاول ثانية وثالثة ورابعة فان فشلنا هنا نسعى هناك والمسعى الصادق هو ذاك الذي يتهافت من الجهد الذي يقرره تفكيرنا  بالإرادة التي نوظفها والتي ستكون فيها القيمة الحياتية حينما نقطف ثمارها ، فبالعزم والتصميم تتمكن من اهزام اليأس وبهما تقضي على ما ينهكك وينال منك، وكن دائما على استعداد للمواجهة لان هناك من يقف بالمرصاد محاولا سرقة عزمك وإضعافك لشل إرادتك لكنهم سيفشلون حين يصطدموا بإرادتك الصلبة ويجدوا فيك شعلة المثابرة متوقدة دائما، فأسعى متحديا كل العثرات دون أن تترك بابا للتواصل إلا وتلجه وحينما تحقق الطموح ستكون قد حققت ما دعاك إليه واجبك الوطني المقدس وهكذا ستحمل هموم الناس وتحقق لهم ولو جزءا من تطلعاتهم إلى المستقبل المشرق الذي يحلمون به بعد كل هذا العناء الطويل من اجل الحرية والسعادة والديمقراطية، أخيرا حذاري أن يلبسك الوهن في البحث عن مواقع الخلل لأنه سيغدو جدارا يفصلك عن تحقيق ما صممت من اجل تحقيقه بل ثابر وجاهد معتمدا على سلاحك هذا( الإرادة )  فهي التي ستقود غايتك وهدفك النبيل إلى بر الأمان ، فمن يبغي الحياة الحرة عليه أن يختار هذا الطريق الذي يؤمن به فهو الذي  سيقوده لبلوغ المسعى وذلك لا يتحقق إلا كما ذكرنا عبر توظيف الإرادة الحرة الواعية وما الإصرار والثبات أمام الشدائد والمحن إلا عنوانا للتفاني من اجل الهدف السامي في تحقيق الحياة الحرة الكريمة .   
 

201
أهمية توظيف الأزياء في العرض المسرحي

                                                                                                                باسل شامايا
إن الأزياء هي إحدى العناصر المهمة من عناصر العرض المسرحي يوظفها المخرج وبالتعاون مع المصمم لبلورة فكرة المسرحية وتجسيد أحداثها ، ولو تتبعنا الأزياء عبر المراحل التاريخية المتعاقبة نجدها تختلف من عصر إلى عصر ومن زمن إلى آخر ، فمثلا كان الإنسان البدائي القديم يمارس التمثيل العفوي الغير مقصود والذي اعتبره أصحاب الشأن تمثيلا لأنه كان يحوي بعض الأفكار التي لها صلة بالعمل المسرحي منها فكرة التقمص التي يعتمدها الممثل لإيهام المتلقي في يومنا هذا ، أي إيهام المشاهد بأن الصورة التي يراها على خشبة المسرح هي صورة حقيقية مأخوذة من الحياة او شريحة من الحياة ... فنلاحظ انه أي الإنسان البدائي كان يستخدم الأزياء مرتديا جلد الحيوان ويقوم ببعض الحركات المسرحية او التمثيلية لكي يوهم الحيوان الذي يبغي إيقاعه في فخه من اجل ان يصطاده للاستفادة من لحمه وجلده وعظامه ، لان هذه المواد كانت تعتبر مقومات أساسية مهمة للحياة آنذاك ، فكان ينجح في عملية التقمص لأنه يتمكن من إيهام فريسته بان الذي يتقرب منه ليس إلا حيوانا مثله ، حتى يوقعه في شباكه ، وهكذا كان استخدام الزي يحقق طموح الإنسان . أما بعد ان تعلم الإنسان الحياكة في العصر الحجري الحديث راح ينسج ملابسه ويستخدمها في حياته اليومية حيث استخدم في أول مطلع فجر المسرحية الأقنعة ذات الألوان الصارخة ، والتي كانت توظف في الطقوس الدينية والمراسيم الاجتماعية ويقصد بها تقليدا من التقاليد او رمزا من الرموز .. ولم تقتصر الأزياء على الملابس فقط وإنما احتوت على وسائل أخرى دخلت ضمن الأزياء مثل الخوذة والسيوف والمجوهرات وتسريحات الشعر كوسيلة من وسائل التزيين . فلبناء مسرح سرياني يواكب الحركة المسرحية في العراق الجديد علينا كمسرحيين ان نكون دقيقين في عملية توظيف عناصر العرض المسرحي لكي تكون العملية المسرحية كاملة صحيحة لا غبار عليها ، تكتمل حينما تتم عملية التوظيف بشكل أكاديمي صحيح ، فنقول ان هذه المهمة تقع بالدرجة الأولى على عاتق المخرج الذي هو سيد العمل ومهندسه ، ويكون الاختيار بشكل تتوافق أفكاره مع أفكار المصمم لكي تكون الأزياء معبرة خصوصا إذا كانت المسرحية تاريخية .. والمخرج الناجح يجب ان يكون على اطلاع ومعرفة كاملة بالعمل المسرحي واغلب النجاحات تتحقق من خلال التعاون فيما بين المخرج والمصمم والممثل وتحديد المطلوب في فكرة المسرحية .. وعكس ذلك يسبب خللا في عملية الانجاز .. أحيانا نلاحظ البعض من المخرجين يستقبلون أفكار وآراء متعددة ، حول عملية توظيف عناصر العرض المسرحي تحت ذريعة ان ذلك يدعم العرض فنيا ولكن المحصلة النهائية تشكل سلبا على العرض المسرحي ، أي ان عملية الخلق والإبداع الفني تكون مرتبكة ومشوشة .. وأحيانا يحدث تناقض وخلاف في الرأي بين المخرج والمصمم الذي يعتمده المخرج ، ففي حالات عديدة نلاحظ للمصمم أفكار وآراء ونظرة خاصة في خطته التصميمية تتناقض مع رؤية المخرج وثيمته الإخراجية ولا تتطابق معه إطلاقا .. كما ونلاحظ أيضا بعض الممثلين يتدخلون في خطة المخرج والمصمم لغايات ذاتية وذلك لأبراز أنفسهم كنجوم او ليكونوا ذات موقع متميز في المنجز المسرحي . في مثل هذه الحالة على المخرج ان لا يقف متفرجا كما حصل في الكثير من الأعمال المسرحية والسينمائية بل يجب ان يتدخل لكي ينقذ عرضه المسرحي من خلل سيصيبه . إذن ان الاستخدام الصحيح لهذا العنصر المهم ( الأزياء ) والذي يلعب دورا مهما في تجسيد أحداث المسرحية ، يشكل خطوة في طريق نجاح العرض . كما يجب ان تنشأ علاقة مشتركة ما بين المخرج والمصمم وذلك من خلال الجلسات التي تعقد بينهما لتشخيص السلبيات ان وجدت وبالتالي يصل الطرفان إلى نقطة ينطلقان من خلالها في عرض المسرحية وهكذا يكون الاتفاق فيما بين المخرج وبقية المصممين . ولو نتعرف على ماهية هذا العنصر أكثر نقول انه يشكل علامة متميزة في وحدة العرض المسرحي .. أما علاقتها بالممثل فهي علاقة وظيفية تاريخية واجتماعية وبيئية طرازية ومن خلال وظيفتها الدلالية تتحدد الملابس مع رسم الشخصية ( الممثل ) فعلى سبيل المثال تختلف ملابس عطيل من الناحية الوظيفية والاجتماعية والبيئية بوظيفتها عن ملابس ياغو أو كاسيو وكذلك تختلف ملابس المزارع عن الإقطاعي والضابط عن الجندي ، لذلك فان العلاقة ما بين الممثل والملابس تاخذ مديات لها علاقة باسلوب وطرازية المسرحية وكذلك بالمفهوم البيئي والاجتماعي بالنسبة للاحداث وواقعها ، كما ان الملابس هي احدى العناصر التي تساعد في وحدة التشكيل والتكوين في فضاء المسرح . وبما انها عنصر من عناصر العرض المسرحي فانها تدخل في وحدة التركيز ووحدة العزل ، والعلاقة ما بين الممثل والملابس تدخل ايضا ضمن المساحة الجمالية بوحدة الشكل ووحدة المرئيات التي تؤسسها وحدة العرض . قبل ان اختم موضوعي سأحدد للقارىء الكريم بعض النقاط المهمة التي توضح لنا اهمية توظيف الازياء في العرض المسرحي ودورها الفعال في تجسيد تلك الاحداث على خشبة المسرح فنجدها تساعد على فهم وتوضيح زمن ومكان الاحداث التي تقع فيها المسرحية ، ومن خلالها يتعرف المتلقي ان كانت الاحداث تدور في فصل الصيف او الشتاء ، او المكان الذي تنتج فيه المسرحية ، مدينة كانت أم قرية .. كما توضح لنا مهنة الشخصية ان كان فلاحا ام طبيبا او جنديا ام عاملا وكذلك تشير الى أي طبقة اجتماعية تنتمي تالشخصية ، عمالية ام فلاحية ام ارستقراطية ام ريفية غنيا ام فقيرا .. كل هذه الامور تتوضح من خلال توظيف الازياء توظيفا مبنيا على اسس ةمبادىء مسرحية صحيحة .. وانها كباقي عناصر العرض المسرحي لها تاثيرها الايجابي واهميتها لتنصهر جميعها في بوتقة المنجز الفني / المسرحي

202
بيندوايا يستضيف نادي القوش العائلي
                                                                                                        باسل شامايا
في يوم حزيراني بهي كان لنا موعدا جديدا مع انطلاقة جديدة من انطلاقات الفرح التي اعتاد نادي القوش العائلي ان يقيمها في مبادراته الكثيرة والمتنوعة .. فبين حنايا صباحه الساحر الخلاب التقينا وما أحلاه من لقاء فقد أجاد وببراعة العزف على أوتار السعادة ، يوم جميل لا يشبه تلك الأيام الفائضة بالرتابة والإزعاجات المناخية ، فانه امتص بنقاوته واشراقته الذهبية تلك العواصف الترابية القادمة من الجنوب فامتاز بالرونق والرقة والسحر ، خاليا من كل ما يعكر صفوه . ففي هذا النهار المفعم بالجمال والزهو وكالمعتاد اختار نادي القوش العائلي مكاناً وزماناً جديرين بالانطلاق إلى حيث أحضان الطبيعة الزاهية ليترجم بين ضلالها فرحة اللقاء الممزوج بالصخب والأغاني والموسيقى والدبكات ومختلف الفعاليات التي تدخل البهجة إلى القلوب الضمئى .. وتحديدا في صباح 17/6/2011 المعطر برائحة العوائل المتجهة إلى مصيف بندوايا ، هذه الجنينة الساحرة المعطاءة التي كانت وما زالت تعبق فيها روائح العطور الزكية وتنساب إليها مع النسائم العليلة رائحة أهلنا والبسمة تعلو وجوههم لقضاء وقتا جميلا زاهيا في نهار أجمل ملئه الأفراح والمسرات ، لكي نرحل بعض الشيء من عالم القلق واللاستقرار اللذان نعيشهما منذ أكثر من ثماني سنوات خلت وفي ظل وضع زاخر بالضبابية والخوف من المجهول .. إن النشاط الاجتماعي هو احد الأهداف الذي يعطيه النادي أهمية كبيرة ، بل ويشكل مساحة متميزة في أهميته ، لذلك حينما نخطط لإقامة مشروع فني او ثقافي او اجتماعي يحمل اسم النادي يكون هذا النشاط في مقدمة اهتمامات الهيئة الإدارية.. حيث نسعى من خلال ذلك توفير المتعة والتسلية لعوائلنا وأطفالنا الأحبة الذين هم بأمس الحاجة إليها خصوصا في هذه الأيام العصيبة التي يعيشها البلد بشكل عام .. وهكذا بقية النشاطات التي تنصهر جميعها في بوتقة الراحة والمسرة للمشاركين من الأعضاء والضيوف وتحريرهم من الروتين القاتل ومن المشقات والصعاب التي باتت جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية ، فحينما يجمعنا هذا الكيان الاجتماعي يستوجب علينا ان نتآلف ونقترح ونبدع في  رسم صورة مشرقة له ، بل نجتهد ساعين لإعطاء القوة والركيزة الاجتماعية والجماهيرية  لهذا النادي ، ولا ننسى أن نستثمر هذه النشاطات وبالدرجة الأولى لتقوية أواصر العلاقة المتينة بين عوائلنا ليلتئم شمل المشاركين في هذا السقف الزمني الذي تتحكم فيه فعالياتنا المتنوعة ..وعليه لا يمكن أن نُخذل طالما اجتمعنا على الخير والبناء ولا يمكن أن  نُخفق طالما لم نلتق على الشر والبلاء ، بل أفلحنا لأننا عزمنا على نشر الفرح في أعماق الانقياء .  بيندوايا هذا المكان الأثيري الذي سقانا من مياه الحب والفرح الالقوشي ، يرتبط ارتباطا وثيقا بذاكرة أهالي القوش حيث لهم بين حناياه ذكريات لا تنسى .. بدأنا رحلتنا بين ضلاله الوارفة.. فتهافتت عوائلنا إليه من كافة أحياء القوش وفرشوه بسمة وفرحة وأمل ثم توافدت السيارات الخاصة واحدة تلو الأخرى تحمل عوائلنا الكريمة وعلى واجهتها الأمامية لصق باج المرور للدخول إلى المكان المخصص للسفرة دون أي اعتراض من اللجنة الأمنية المكلفة بحماية تلك الجموع الغفيرة ، وأخذت العوائل تزدحم متسارعة وهي تحمل مؤونتها وما تحتاجه خلال نهار كامل لأختيار مكانا لها في تلك المساحة المحددة التي انطلقت منها الفعاليات المتنوعة والتي بدت نسيجا اجتماعيا واحدا .. لقد لفت انتباههم إثناء  ولوجهم مكان السفرة سماعهم أنغام أغنية ( القوش ) هذا القاسم المشترك بين جميع أهالي القوش ، مما زادت بها فرحتهم باللقاء وارتسمت على وجوههم إمارات الغبطة والانشراح . وبعد استقرار المشاركين في السفرة أطل من بين الحضور عريفها ، وفي جو عائلي بهيج استهل أولى محطات المنهاج مرحباً بالحاضرين وشاكراً إياهم على مشاركتهم هذا النشاط الجماهيري ومعلناً عن بدء فقرات المنهاج الغني بتنوعاته ، ولأجل قضاء وقت يسوده راحة البال والطمأنينة حث عريف السفرة الناس وخصوصا الشباب الأحبة على الالتزام بمنهاجية السفرة للمحافظة على ديمومتها دون التعرض لأية إشكالات أو متاعب ، لذلك يجب أن التقيد بالحدود المخصصة للسفرة ، ومتابعة الصغار أيضا والمحافظة عليهم من مخاطر الماء  خصوصا الأماكن العميقة منها ، وكذلك دعا الجميع على المشاركة الجماعية في فقرات السفرة خصوصا المسابقات التي لا يستثنى فيها احد، وتوالت الفقرات وتنوعت وبمشاركة ( فتيان وفتيات / رجال ونساء / صغار وكبار ) غنى البعض منهم ورقص البعض ودبك آخرون أما القادمون من بلاد الغربة فقد جاءوا حاملين شوقهم المزمن إلى ذكرياتهم الجميلة .. لم تفارق البسمة شفاههم ، فقد شاءت الصدفة وتزامنت بوصولهم إلى بلدتهم الأم  ليستنشقوا في هذه الجنينة التي تاطرت بأحبتها والتي طالما أغدقت عليهم بأحلى الأوقات وأسعدها (قبل أن تبتلعهم الغربة ) وتبعدهم عن ذكرياتهم الجميلة . لقد كان للفعاليات التي قدمت خلال منهاج السفرة مساهمة فاعلة في إدخال البهجة إلى قلوب الناس وعلى أنغام (دي جي ) سدير شهارة انطلق الشباب والشابات ، يتسابقون فيما بينهم للحصول على الجوائز التي أعدتها لجنة السفرة ، وتناغمت تلك الأغاني الجميلة التي أبدع سدير في اختيارها وأخذت مكانا وموقعا متميزا في نفوس الحاضرين .. أما مسابقة( الدنبلة ) التي كان لها مشاركة جماعية فقد قضينا مع فواصل نصير القس يونان لحظات ممتعة خصوصا تلك التي يفرضها على الفائزين في الجوائز( الاولى والثانية والثالثة ) كالرقص والانطلاق وكذلك قدمت مسابقة استعدت لها جميع العوائل بعد إعلان عريف السفرة عن فترة تناول وجبة الغذاء طالبا من اللجنة المشرفة على المسابقات(والمتكونة من ثلاثة أشخاص وسيدتين) اختيار اغرب أكلة من بين تلك الأكلات الشهية العامرة بذوق أمهاتنا وشقيقاتنا وعوائلنا ، وراحت اللجنة تبحث بين العوائل بتفحص وتذوق لتختار الأكلة اللذيذة والغريبة ، حتى أعلنت في الأخير عن النتيجة النهائية التي كانت من نصيب الأكلة الشعبية  ( مذيرة ) وكان للأستاذ أودا تعليقه الخاص على تلك الأكلة وقد وافقه بقية أعضاء اللجنة في عملية الاختيار ، واستمرت فرحة هذا النهار الجميل الممزوج بصخب الأطفال وانطلاقهم وهم يغازلون الماء في الحوض الذي استوعب الكثير منهم . إن الشيء الذي امتازت به هذه السفرة أنها تركت آثارها الايجابية في نفوس المشاركين وقد مضت أكثر من ثمان ساعات على المدة التي استغرقتها السفرة دون أن نشعر بالوقت لان الشعور بالسعادة كان يغمر تلك الجموع منذ بدايتها وحتى نهايتها ، انها حقا جهود مثمرة حافلة بالنجاح الفني والجماهيري، نأمل بالمزيد من الفعاليات التي تترجم  فرحة الناس بمثل هذه الأيام الزاهية  .



203

(( على شرف المتميزين احتفلت القوش ))

                                                                                                              (( باسل شامايا ))
حينما يرتقي الزمن منصة الحاضر يتوقف بعض الشيء مجترا صفحات الماضي الزاخرة بالمآثر والانجازات المبدعة ، ثم يتطلع فرحا الى المستقبل فيجده وضاءا فائضا بالأمل ومبشرا بالولادة الجديدة ليوم جديد ،هذا اليوم الذي ستجمعنا الفرحة بأغصان ندية تساهم بشكل مؤثر وفاعل في صناعة الغد السعيد .. مبدعون غيارى  يرسمون صورة الوطن بتألقهم ونجاحهم ليضيفوا الى أرشيف  بلدتهم الحبيبة القوش منجزا جديدا يشكل مفخرة وعزا لهذه الأم الأزلية ، التي نحت اسمها بأنامل مخلصة وفية معطاءة في ذاكرة الزمن .. هذه القلعة الحصينة الصامدة التي ما فتئ أسمها يطرق ذاكرة التأريخ بما قدمته من خيرة أحبتها قرابينا على مذبح الحرية وبما زُجّ من أبنائها النشامى في زنزانات الطغاة وفاءا للوطن .. فبالرغم من الظلم والاعتداء والتعسف ومصادرة الحقوق والنكبات والمحن التي تعرضت لها على امتداد الزمن وبمباركة الطامعين والغزاة إلا أنها بقيت شامخة حرّة ابيّة متدفقة في عطائها غنية في ثمارها التي اغتنت بها ميادين الثقافة  والعلم والأدب والفن والسياسة .. وما زالت الى يومنا هذا توظف المزيد منهم  وبمختلف اختصاصاتهم العلمية والأدبية لتغذي بهم الوطن ، شباب أكفاء جاءوا متجردين من مرض الأنا لخدمة بلدهم وشعبهم . في هذا اليوم الأثيري  من  مساء حزيراني محمل بأريج الشذى وعطر المتميزين من أبناء وبنات القوش الذين يتألقوا ليكونوا امتدادا لمن سبقوهم في الإبداع والامتياز ، تقيم الهيئة الإدارية لنادي القوش العائلي وعلى شرف ستة وثمانين منهم حفلا عائليا بهيجا على حدائق النادي بمناسبة إعفائهم من الامتحانات النهائية لعام 2011 وذلك لحصولهم على معدل السعي السنوي الذي منحهم النجاح بامتياز .. وفي غمرة هذه المناسبة العطرة والسارة على قلوبنا جميعا ، تناغمت فرحة التفوق مع أول أمسية عائلية أقيمت في هذا الموسم ، فتهافت الى حيث تقام ، الكثير من عوائل الطلبة المعفيين وعوائل أعضاء الهيئتين الإدارية والعامة للنادي من كافة أحياء القوش الى بيتهم الثاني ( نادي القوش العائلي ) الذي بادر مشكورا وكما عوّدنا على مواقفه ومبادراته القيّمة لتكريم هذه الثمار اليانعة من شجرة القوش الوارفة أمل المستقبل وبناته .. نحتفي بهم ونكرمهم في هذه الخيمة المكتنزة بالحب والداعية الى المحافظة على الإرث والعلاقات الاجتماعية الحميمة بين الناس ... فقد جاءت تلك الجموع محملة بالشوق والفخر للبراعم الرائعة الذين حجزوا لهم مكانا غائرا في قلوبهم ، مشاركين إياهم فرحتهم التي غمرتهم في الحفل الفني الساهر المقام احتفاءا بهم .. وخلال اقل من نصف ساعة راحت الجموع الغفيرة من أهالي المنطقة تشق طريقها عبر تلك المناضد المزدحمة في حديقة النادي لكي تحصل لها على مكان تشاهد عن كثب ما تم تهيئته من برامج وفعاليات لتكريم المتميزين ،وقد اقفل الكثير منهم عائدين الى بيوتهم لعدم حصولهم على مكان حتى في آخر زاوية للنادي .. وهكذا ومن خلال المنهاج المتنوع الذي أعدته لجنة الحفلات لإشاعة البهجة والمسرة إلى القلوب الضمئى ينطلق النادي في أفراحه بهذا النجاح الكبير الذي حققه طلبتنا الاحبة .. فما أجمل لحظات النجاح والتفوق التي يصنعها المجتهد المثابر للوصول إلى الهدف الذي سهر من اجله الليالي .. براعم تعلو وجوههم ابتسامة معجونة بالأمل لبناء مستقبل حافل بالأماني مجسدين بعطاءاتهم كل معاني الإنسانية لخدمة الوطن العزيز .    اجتمعت الجموع الغفيرة في جنينة النادي للاحتفال بأزهار القوش ، فانه ليس إلا احتفال بالمستقبل الجميل ، وليس هناك ثمة ما يبعث على السرور قدر رؤيتنا هؤلاء الرائعين والبسمة تتراقص على شفاههم ، يحملون سعادتهم وسط أهلهم ومحبيهم ، هذه  السعادة التي كانت تحتوي تلك الجموع وهي تنشد  بالمناسبة أنشودة الفرح منتشين منها  المسرة والتفاؤل والأمل  .. فنلاحظ الأمهات قد بانت على وجوههن سعادة غامرة وعلى تقاسيم الآباء فخر واعتزاز ببنيهم وبناتهم .. والمحبين قد تزينوا بتلك الثياب التي كانت تنم عن تعاطفها وإعلان فرحتها وانشراحها الكبيرين  . وهكذا عمت الأفراح تلك الأجواء البهيجة المزدانة بالهلاهل والموسيقى وأعلن عن بدء الحفل حينما راح صوت عريفه يصدح من المنصة في أجواء النادي محييا الحضور، مختارا كلمات معبرة بحق المبدعين وقائلا لهم: مرحبا بكم أيها الرياحين وانتم تؤطرون جنينتنا .. مرحبا بكم يا من رفعتم راية العلم في سماء بلدتكم ، ستبقون مشاعلا وهاجة تنير الطريق نحو الغد السعيد ، كما تحدث رئيس الهيئة الإدارية للنادي وقال عنهم ما يستحقونه من التأنق في مفردات الكلمات ، ثم ارتقت المنصة شابة من المتميزات لتتحدث بأسم زملائها وزميلاتها قائلة : شكرا لكل من احتفى بهذه المناسبة وأقام على شرفنا هذه الاحتفالية الجميلة ، فأنه لمن دواعي سرورنا أن نجد هذا الجمع الكبير وهم يعبرون عن مشاعرهم ومحبتهم لنا ، فإننا سنكون عند حسن ظن أهلنا وأساتذتنا وكل الذين يحتفون بنا وصدحت الحناجر بالكلمات والقصائد فائضة بمشاعر الحب الى أحبتنا المتميزين ، ثم راحت أنغام الموسيقى المعبرة تعزف ألحانا جميلة تدعو المعفيين الى منصة المسرح فتفاعل الجمهور مع هذه الفقرة ونهض الجميع مصفقا لهم ، وتعالت الهلاهل والأصوات ترحب بأزهار القوش المبدعين .. فبقدر مفاجئتنا بالجمهور الكبير الذي حضر حفلنا هذا ، هكذا كانت مفاجئتنا اكبر حينما ازدحم المتميزون على المسرح بحيث ضاق بهم المكان ، فراحت البسمة ترسم طريقها إلى أعماق الجميع  وبعد ذلك دعي السيد فائز عبد جهوري مدير ناحية القوش الى المسرح لتوزيع بعض الهدايا والشهادات التقديرية للطلبة المعفيين وتمنى لهم في كلمته كل النجاح قائلا : املي ان تكون الأعوام المقبلة حافلة بالتقدم والعطاء من اجل خدمة العراق العزيز وإعلاء شأن هذه البلدة التي تفتخر بأبنائها المباركين ، كما شارك في تقديم الهدايا والشهادات للطلبة بعض الأساتذة وكذلك السادة رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية للنادي .. وقضى الحضور وقتا ممتعا في الدبكات الشعبية والفقرات الترفيهية الأخرى التي أضافت إلى المنهاج نكهة خاصة ، كالدنبلة التي قضى الحضور وقتا جميلا مع مداخلات نصير القس يونان وهو يقرأ الأرقام ويخلق عنصر التشويق من خلال تلك المداخلات ، هذا واستمرت فقرات الحفل إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وتمنى عريف الحفل للمجتهدين والمتميزين حياة ملئها السعادة والأفراح الدائمة ولعوائلهم المزيد من المتابعة والمثابرة لتواصل أولادهم بنفس المستوى من الاجتهاد في دروسهم .   
 


204
برقية تهنئة
الأستاذ رعد عمانوئيل الشماع الجزيل الاحترام
بمناسبة تسنمكم منصب رئاسة ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى يتقدم نادي القوش العائلي بهيئتيه الإدارية والعامة بالتهاني القلبية الصادقة متمنين لكم النجاح والتقدم في مسؤوليتكم الجديدة التي سيصب هدفها في خدمة مجتمعنا  بشكل خاص والمساهمة الفاعلة في عملية بناء العراق الديمقراطي الجديد .
 
                                             الهيئة الادارية
                                          لنادي القوش العائلي
                                         القوش / 15/5/2011             

205
كوكبة من الأنصار تعود إلى
 أحضان أمهم القوش

                                                                                                               باسل شامايا
حينما تحل ذكرى الاستشهاد الأليمة تنساب أقلام الشعراء لاجترار مفردات جديرة ومتأنقة لغويا وأدبيا لتتمكن من التعبير والتجسيد لمآثر أولئك الثوار من فصائل الأنصار الذين  آمنوا بقضية شعبهم العادلة ووهبوا من اجل نصرتها أغلى ما يملكون ( وليس هناك أغلى من الحياة ).. وها هي جبال كردستان شاهد عيان على ما أقول ، تحكي لنا بفرح وألم عن الملاحم البطولية التي سطروها على صفحات تأريخ العراق الحديث دفاعا عن القيم والمبادئ الإنسانية التي كرسوها من اجل المظلومين والمحرومين من أبناء هذا الشعب الأبي ، ودفاعا عن أولئك الذين أودعوا زنزانات الطغاة وعذبوا إلى حد توقفت الأقلام في اختيار عنوانا يعبر عن تلك الأساليب القذرة التي مورست بحقهم في تلك السراديب النتنة .. وهناك مشاهد ومواقف لا تفارق الذاكرة مهما توالت السنين .. ومن بين تلك المشاهد ذلك اليوم المشؤوم أي قبل أكثر من عقدين ونصف ،عندما رحل عنا إلى عالم الخلود مجموعة من أنصار الحزب الشيوعي العراقي وهم في ريعان شبابهم أولئك الميامين الذين اختاروا طريقهم بمحض إرادتهم ناذرين العمر قربانا من اجل سعادة الآخرين لغد زاه تضلله الحرية والمساواة ، وما كانوا يوما هيابين مكترثين لهذا المصير لأنهم حينما جادوا بحياتهم من اجل الانعتاق من أغلال العبودية وعاهدوا أنفسهم بالتضحية من اجل تحقيق هدفهم المنشود في (وطن حر وشعب سعيد) كانوا على يقين بأنه سيأتي اليوم الذي يخضبون فيه الأرض بدمائهم الطاهرة وينالوا شرف الشهادة .. نعم نالوا ذلك المجد  في جبال الحرية ارض المقاومة والثوار وانظموا إلى موكب الخالدين الأحرار بعد أن اختاروا طريقهم الجبلي الوعر معبرين عن عشقهم المطلق للحرية والحياة الحرة الكريمة ، لينطلقوا من خلاله معلنين نضالهم ضد أبشع نظام موغل بالوحشية واللانسانية ، نظام لا يجد متعة اكبر من مشاهدته شعب يذبح من الوريد إلى الوريد ، دون أن يفرق في ذلك بين الطفل الرضيع والشيخ المسن ، اختاروا الموت في تلك الثرى التي عشقوها طيلة سني نضالهم فعانقوها خالدين إلى الأبد .. رحلوا رحيل الأبطال وكأنه أشبه برحيل أبطال الملاحم التراجيدية .. عانقوا ساحة الوغى لمجابهة أعداء الشعب وجها لوجه ، لكن الجبناء بالرغم من كثرة عددهم لم يجدوا في إيمانهم ذرة واحدة من الشجاعة  للمجابهة فأرسلوا طائراتهم للقيام بهذه المهمة ومن خلال ارتفاع لا تصله مقاومة الثوار راحت أطلاقات الأشرار عبر فوهات بنادقهم تطلق من طائراتهم المحلقة في سماء المعركة ، تحصد بالأنصار وهم فاتحين صدورهم لاستقبال وابل من رصاصات الجبن الحقيرة لتستقر في صدور النشامى الذين كانوا يحملون بين جوانحهم حب الوطن  فأردوهم قتلى ، وبعد أن تحررت أرواحهم من آلام أجسادهم المضرجة بالدم .. سخروا من طائراتهم المحلقة في ارض الشهادة وهي قادمة إليهم تحمل الموت فقالوا : أيها الأوغاد إننا سنصنع من كرنفال الموت هذا عيدا للحياة وفي الغد سيوزعون فيه الحب والخير والسلام  ، هكذا ولج الأبطال إلى ذلك الجو المفعم بالموت ورائحة البارود وصوت أزيز الرصاص الذي كان يأتيهم شرسا كهطيل زخات المطر .. وعلى الرغم من تلك المعركة الغير متكافئة بين جناحي الخير والشر لم يفقد الأبطال شجاعتهم ورباطة جأشهم وإصرارهم على مقاومة الأشرار بل راحوا يواجهون الموت وابتسامة الأمل تعلو شفاههم حتى سقطوا مضرجين بدمائهم الزكية في ارض المعركة فعانقوا ثرى بيرموس في كردستان العراق فامتزجت دمائهم النقية بذرات تلك التربة المعطاءة  ، وها قد جاء اليوم الذي نبت في كل قطرة سالت ثمار الحرية والديمقراطية .. لقد رحل الغيارى  وهم يحملون معهم عشق العراق ووفاءا لهم واستذكارا لمآثرهم في الدفاع عن قضية شعبهم ووطنهم للتحرر من رجس العبودية والظلم الدكتاتوري البغيض ارتأى رفاق وعوائل ثلاثة من هؤلاء الميامين إعادة رفاتهم إلى بلدتهم القوش أم الشهداء والأبرار ليرقدوا بأمان وسلام إلى جوار آبائهم وأجدادهم العظام . ففي 28/4/2011 توجه مجموعة من الأنصار وأشقاء الشهداء إلى حيث وّريوا الثرى في منطقة بيرموس البطلة التي كانت قلعة ينطلق منها المقاتلون الثوار ، فما أحلاها وما أزهاها من جنينة لفحت بانسامها المنعشة وجوه الأنصار حينما ولجوا إليها متلهفين لاستنشاق عبير الماضي المكلل بقوة الإرادة والمقاومة الصلبة ضد من كانوا يتسلطون على رقاب الشعب .. ومع همسات الربيع وهو يغازل سحر الطبيعة الأخاذ  .. وخلال مسير الأنصار القادمين من القوش وهم يشقون طريقهم بين ضلال أشجار بيرموس الوارفة وكرومها اليانعة وتفتح زهورها التي كانت تملأ تلك الأجواء بعطرها وشذاها وانطلاق أسراب الفراشات الملونة والمرتدية ثيابها من سحر الأرض ، ساروا والذكرى تعيدهم إلى أكثر من عقدين ونصف .. إلى زمن الصعاب والتحدي مرتشفين منها الإصرار والتواصل حتى تحقيق حلمهم الأزلي ، فوصلوا إلى حيث يرقد أبطال الحرية : 
  خيري توماس                             طلال توماس                               رعد بولص   وهناك توقفوا بعد أن حدد الدليل (عبدالرحمن بيرموسي) مكان لحود الشهداء .. هذا الرجل الذي كان شاهد عيان على تلك الجريمة ، فوقفوا جميعا وقفة صمت لاستذكار رفاقهم الشهداء .. حاموا حول مثواهم لعلهم يسمعون همسا يترنم بلحن الماضي السحيق .. ثم راحوا يتلمسون برفق وحنان ذلك التراب الذي احتضنهم تلك السنين الطوال والذي بات بأجسادهم الطرية خضابا أبديا أعطى لتلك الأرض الحياة .. وبينما يتهيئون لإخراج الرفات شاهدوا عشا لطير الدراج الجميل زاخرا ببيضات تنتظر اشراقة الفجر الجديد ...! ترى كيف اختارت الأم بين تلك الأضرحة التي تضم رفات ثلاثة شجعان رقدوا هناك قبل سنين مكانا  لتبني فيه عشا لتجدد الحياة ...؟ وبينما الأنصار يحفرون المكان المحدد وبكل همة ونشاط لإخراج الرفات راح الشاعر( لطيف بولا) وبصوته الجهوري يلقي مرثيته إلى الشهداء فأثارت شجون الحضور ليستسلم البعض منهم  الى البكاء خصوصا أشقاء الشهداء الذين عاشوا وقتا عصيبا حين إخراج الرفات وكأن استشهادهم كان في تلك اللحظات ، وهكذا حتى نقلت الرفات الى ناحية باعذرا ليبقوا هناك ليلة في ضيافة الشيوعيين  .. وفي اليوم الثاني تهافتت الحشود الجماهيرية الى القوش من شتى البقاع لتشارك في نقل وتشييع رفات أبناءها البررة ، وبعد أن قرع الناقوس معلنا عن وصول الموكب الذي كان يحمل ثلاثة نعوش ، خرج أهالي البلدة على جانبي الطريق لأستقبالهم في بلدتهم التي غادروها مجبرين .. وسارت الجموع من مكان توقف السيارات حتى وصولهم إلى باحة كنيسة مار ميخا ، وهناك أجريت مراسيم طقسية لهم وبحضور المسؤولين وجموع غفيرة من الأهالي وبعد ذلك توجه المشيعون إلى المقبرة وهناك وّريوا الثرى وسط شركائهم في النضال وأهالي القوش وأصدقائهم ومحبيهم وأشقاءهم وشقيقاتهم  الذين راحوا يذرفون الدمع على أحبتهم العائدين .. ووفاءا لهم وقفت تلك الجموع دقيقة حداد على أرواحهم الطاهرة ثم قدمت أمام تلك الحشود كلمات وقصائد ورثاء لما قدموه أولئك القناديل من أروع صور للتضحية ونكران الذات .. أنهم حقا أبطال حقيقيون كافحوا كفاحا عنيدا في زمن كانت الذئاب تنهش جسد العراق وبمباركة اعتى الأنظمة قسوة وجورا .. وهبوا أغلى ما يملكون لإزاحة ليل الدكتاتورية الجاثم على صدر الوطن .. شلت تلك الأيادي الآثمة التي حركت زناد الموت لتنتزع منكم الحياة فارقدوا بسلام أيها الأحرار ارقدوا هانئين قريري العين بين أحضان أمكم الحنون القوش .. ناموا في ثرى آبائكم فالطاغية الذي أمر بقتلكم قد ولى هاربا الى جحور الفئران فأخرجوه أسياده بعد انتفائهم منه ونال قصاصه العادل .. لقد رحلتم عنا أيها الأبرار جسدا لكن ذكراكم ستبقى تنعش حضورنا أينما كنا وأينما حللنا .. ستبقون حاضرين معنا ومن تضحياتكم نستمد العزم والتصميم  لمواجهة الأشرار ..بوركت ايها الثرى فكم اغتنيت حينما ضممت إلى أحضانك ثلاثة من أبنائك الخالدين .. وداعا يا ابناء الوطن الذي أحبكم وأحببتموه .. يا من تجاوزتم في تضحياتكم كل الحدود .. المجد لكم يا شهداء الشعب والوطن .. المجد كل المجد لكم يا شهداء الحرية .. سيبقى التاريخ يخلدكم ويخلد كل المناضلين الشجعان الذين لم يبخلوا بحياتهم من اجل تحقيق أمل المحرومين والمتعبين في الحياة الحرة الكريمة .

206
ماذا اضافت فرقة مسرح شيرا للمسرح السرياني


                                                                                                                 باسل شامايا
كانت الانطلاقة الفعلية لوضع النواة الأولى لتأسيس فرقة مسرح شيرا للناطقين بالسريانية في بداية التسعينيات وتحديدا بين عامي ( 1992 – 1993) وفي منزل الأخ موفق ساوا الكائن في منطقة الزيونة حيث كانت الصدفة قد جمعت مجموعة من الأصدقاء القدامى والذين كانت تربطهم روابط فنية ثقافية ولهم باع طويل في هذه النشاطات في تلك الفترة الذهبية التي مر بها العراق أي في بداية السبعينيات من القرن الماضي حينما كانت تجمعهم اللجنة الفنية لنادي بابل الكلداني في بغداد ،تلك اللجنة التي أغنت المسرح السرياني بأعمال عديدة ومنها ثلاثة منجزات مسرحية عملاقة عرضت على مسرح بغداد وباللغة السريانية وبفترات تاريخية مختلفة:( الأرض والحب والإنسان عام 1972، الحصاد عام 1973 ، كشرا دلالي عام 1976)  فقد كان هذا النادي العريق يشكل  أرضية خصبة لاحتضان  الطاقات الشابة بمختلف مواهبها وتلوناتها الثقافية ويعمل على صقلها ثم تهذيبها باتجاه خدمة الحركة الثقافية عموما في العراق وخصوصا في بلدتنا العزيزة القوش .. وتوالت اللقاءات في أماكن أخرى لدعم وكسب المزيد من المؤيدين للأهمية القصوى في تأسيس مثل هذه الفرقة والاتفاق على صيغة جماعية لانبثاقها لتأخذ مكانها كمنبر أو كواجهة ثقافية تنصهر في بوتقتها كل المواهب والإبداعات التي بعثرتها الظروف السياسية القاهرة التي مرت بوطننا العزيز بل وأنتجت تلك الظروف سباتا وشللا في0. كافة النشاطات المسرحية التي كان الهدف منها تنشيط الحركة الفنية في بلدنا العزيز  .. وكان قد حضر هذا اللقاء الذي اقترح فيه موضوع التأسيس ونوقش بموضوعية وعناية تامة كل من السادة :  ( سعيد شامايا ، موفق ساوا ، عماد شامايا ، صباح يلدكو ، نهاد شامايا ،الأخت ابتسام وكاتب هذه السطور باسل شامايا ) ولم تتوقف اللقاءات بل تكررت وفي أماكن أخرى..وتم طرح هذه الفكرة على البعض من زملائنا وأصدقاءنا القدامى فاتفقوا معنا على كل تم مناقشته من افكار ومقترحات  أمثال  الإخوة :(جرجيس قلو وسمير خوشو وفرج حلبي).. هؤلاء الذين كانوا مواكبين للحركة المسرحية قبل أكثر من 40 سنة .. وبعد حصول الموافقة الجماعية لإحياء تراثنا السرياني الأصيل من خلال الاتفاق على الصيغة النهائية لهذه الواجهة الثقافية ، تحرك أصحاب الشأن وسط الخريجين من كلية ومعهد الفنون الجميلة لاختيار العناصر الشابة ذات الاختصاص ليأخذوا مكانهم كأعضاء مؤسسين في الفرقة .. لأن شروط التأسيس كانت تقتضي وجود عناصر أكاديمية حاصلة على شهادات فنية خصوصا في مجال المسرح  ، وبالفعل تمكنا من تشخيص بعض العناصر من الأخوة الأكاديميين وحصلنا على موافقتهم ليكونوا أعضاء مؤسسين في الفرقة ، وبعد اكتمال النصاب أعلن عن تأسيسها  رسميا وبموافقة وزارة الثقافة والإعلام عام 1993وبخمسة مؤسسين وهم :         1// سعيد شامايا 2// موفق ساوا 3// فريد عقراوي 4// هيثم أبونا 5// عادل دنو .   وهكذا اختمرت الفكرة بعد بذل قصارى الجهود الحثيثة لولادة شيرا في بغداد ، وبعد أن استبشرنا خيرا بموافقة وزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح على تأسيس هذه الفرقة  الناطقة بالسريانية ، بادرت الهيئة التأسيسية في مقترحها أن يكون أول نشاط للفرقة إقامة حفل أو افتتاحية بمناسبة التأسيس وبالفعل تم ذلك عام 1993 وبجهود هذه الهيئة وتعاون أول كوكبة انضمت لعضوية الهيئة العامة للفرقة وكذلك بجهود وتعاون محبي الثقافة والفنون ، واختيرت قاعة نادي النفط ببغداد لإقامة هذا الحفل الفني الساهر وبدعم بعض الأخوة الميسورين الذين تبرعوا بتغطية كافة نفقات الحفل والذي تم استثمار ريعه في إنتاج أعمال مسرحية ناجحة ، وكانت باكورة أعمال شيرا التي قدمت خلال الحفل  (اوبريت شيرا ) تأليف ( الأستاذ سعيد شامايا ) وإخراج ( الفنان فريد عقراوي ) حيث كان له صدى كبير بين الجمهور.. وتوالت الأعمال المسرحية من (مسرحيات .. اوبريتات ..احتفالات) وغيرها من النشاطات التي زخر بها أرشيف الفرقة .. وهكذا سطع نجم شيرا وشقت طريقها بالاعتماد على كوادرها الذين وظفوا كافة إمكانياتهم ناكرين ذاتهم من اجل تطويرهذه الفرقة الفتية  وتألقها .. وبالرغم من العراقيل التي كانت في بعض الأحيان تقف حجر عثرة أمام إبداعات الفرقة إلا أنها لم تثنها عن التواصل في عطاءاتها بل تحدت تلك الظروف القاهرة بالمثابرة والتواصل والتعاون المثمر والتآلف والانصهار الجماعي في بوتقتها ، وكانت ثمرة تلك الجهود إنتاج أعمال فنية كثيرة عرضت بسقوف زمنية محددة وبمعالجات ( تراجيكوميدية ) .. مع مرور السنين أصبح لشيرا رصيدا ثرا بحيث بات كل متابع للمسرح يعرف إن هذه الفرقة الفتية جاءت لتحمل بين حناياها تراثنا وفولكلورنا الشعبي وتعمل دءوبة من اجل خدمة الحركة المسرحية في عموم العراق . تواصلت الفرقة في منجزاتها دون توقف بحيث لم تمض سنة واحدة إلا ويضاف إلى رصيدها عملين أو ثلاث من الأعمال المسرحية ، حتى تألق  اسمها محليا وعالميا  وتركت عروضها المسرحية بصماتها على جميع المسارح العراقية في بغداد وكذلك في القوش وبغديدا وبرطلة وعينكاوا وباطنايا ودهوك وكرمليس وكذلك خارج الوطن حينما عرضت مونودراما  ( شوخلابا) على مسارح ولاية مشيكن ونجحت نجاحا كبيرا          ( جماهيريا وفنيا ) .. كما كان للفرقة مساهمات ومشاركات عديدة في المهرجانات الثقافية الفنية التي أقيمت في العراق والتي عرضت فيها أعمالا مسرحية باللغة العربية منها مهرجانات مسرح الطفل ومهرجانات المسرح العراقي وكذلك مشاركاتها الفعالة في المهرجانات السريانية التي كانت تقام كل عام في بغداد ومحافظات أخرى كمهرجان ( آشور وبابل والإبداع السرياني والقوش ونوهدرا وعينكاوا ) وكانت تمتاز معظم أعمالها بالرصانة والجودة والالتزام بقواعد المسرح أما النصوص التي كانت تعتمدها في عروضها فكانت اغلبها محلية ومن تأليف الاستاذ ( سعيد شامايا ) كما كتب الفنان موفق ساوا ايضا بعضا من النصوص المحلية تأليفا ، جميعها عالجت في ثيمها ظواهر سلبية كان يعاني منها مجتمعنا العراقي عموما والمحلي خصوصا ، ومن بين تلك الأعمال التي تركت آثارا لا تنسى عند الجمهور مسرحية  ( العميان يعودون /العودة / سارة والبيك  / الأنبا جبرائيل دنبو /لعبة مركو/ أطلاقة واحدة / ثمن الحرية وعشرات الأعمال الأخرى ) ولم تقتصر أعمالها على اللغة السريانية فقط بل قدمت عدة أعمال باللغة العربية مثل ( الأميرة الآشورية .. العقد .. جراح المجد .. طبول تحت الوسادة .. عاصفة من المجد وغيرها ) أما الذين أبدعوا في إخراج هذه الأعمال فهم المخرجون : ( هيثم أبونا .. الدكتور عصام بتو .. موفق ساوا .. باسل شامايا .. ليون سمسون ) ومن ابرز الممثلين الذين شاركوا في معظم أعمالها هم : ( جرجيس قلو .. باسل شامايا .. صباح يلدكو .. سلمى عبدالاحد .. سمير خوشو .. لونا بولص ..فرج حلبي .. عماد شامايا .. كادح زرا .. بشرى.. خالد بلو وآخرون كثيرون ) وأود أن أشير إلى مسألة مهمة جدا وهي افتقار الفرقة إلى أي دعم مادي من دائرة السينما والمسرح لتعتمده في إنتاج أعمالها ومشاريعها الفنية ، علما كان يخصص لبقية الفرق المسرحية مبالغ لا يستهان بها حين مبادرتها للقيام بانجاز أعمال مسرحية كبيرة ، وذلك كان احد أسباب ديمومتها وتواصلها دون أن يصيبها خلل أو ضمور ، والدعم المادي للفرق المسرحية ليس إلا حق طبيعي تتمتع به كل فرقة مسرحية خصوصا بعد أن كانت لجنة المسرح العراقي  حينذاك قد منحت لكل فرقة أو لكل عمل مسرحي يقدم على مسارحنا مبلغ من المال لدعمه .   لا أريد أن أسهب في هذا الموضوع كثيرا لأنه يأخذنا إلى متاهات أخرى لا تستوعبها صفحات مقالي هذا ، فقط أود أن أقول إن لعملية تخصيص ميزانية تعتمدها الفرقة في إنتاج أعمالها المسرحية ضرورة ملحة لكي تتواصل وتواكب الحركة المسرحية في عموم البلد  وخلاف ذلك ستتعرض إلى إخفاقات وخلل في الأداء والإبداع . أن فرقة مسرح شيرا و بالرغم من معاناتها المزمنة في هذا الجانب الحيوي المهم إلا إنها لم تتوقف في عطاءاتها ومشاركاتها ولكن المشكلة المستعصية التي جعلتها تتلكأ بعض الشيء وأخذت تسير بسببها على عكازتين  هو الوضع الأمني الذي جاءت به إفرازات النظام السابق ، علما إننا كنا قد استبشرنا خيرا بالتغيير الذي حصل ، ولكن رياح التغيير هبت بما لا تشتهي السفن فتعرض هذا الشعب الأبي إلى شتى صنوف الاضطهاد والقمع ومصادرة الحقوق ، وبسبب الحروب والاقتتال الطائفي وحقن الدماء البريئة والتناحر السياسي الذي فرض علينا بعد 9/4/2003 اضطر الكثير من الناس إلى مغادرة الوطن والبحث عن ملاذ آمن ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعي بعيد عن هذه الظواهر السلبية التي تحول دون العيش الآمن السعيد .. ولهذا السبب القاهر اختار أبناء شيرا الهجرة مكرهين  تاركين زورقها يتهاوى وهو محملا بثمار يانعة نذرت نفسها للمسرح متجاهلة كل الصعاب من اجل تألقها .. نعم فتحت أبواب الهجرة على مصراعيها وابتلعت مبدعينا الذين حملوا شيرا بين حدقات عيونهم ولم يبق لها من أعضائها إلا أشخاص معدودين ، ومع ذلك مازلنا نتواصل حاملين اسمها في أعمال مسرحية بالتعاون مع بعض الشباب والشابات في القوش الحبيبة .. صحيح إن أغلب عناصر شيرا غادرت الوطن ولكن ذلك لا يعني أنها باتت في خبر كان ...! لا بل مع تشتتهم وتبعثرهم هنا وهناك إلا إن قلوبهم  ما زالت مع هذه الخيمة المكتنزة بالحب والعطاء ، وهناك في ارض الغربة انتهزوا الفرص لتقديم ما يرفع من شأنها فتجددت بجهود المخلصين من أبنائها الغيارى في كافة أصقاع الأرض  حيث بادر المخلصون منهم إلى تأسيس فروع لها في كل من دولة الدانمرك وأمريكا في ولايتي    ( مشيكن وساندياكو) وقدموا باسمها خلال فترة قصيرة عدة أعمال مسرحية ناجحة وهذا اكبر دليل على بقائها متألقة دوما .. وستبقى هكذا طالما هناك من يحافظ على ذلك الاسم الذي تلألأ في سماء الوطن .. اذن ستبقى شيرا ويبقى معها ذلك الرصيد الثر من الأعمال المسرحية الرائعة .. ولا يمكن أن تنطفئ شمعتها مهما قست الظروف .. وفي الأخير اختم موضوعي هذا قائلا وبكل اعتزاز: إن شيرا ولدت من نطفة العراق ونمت كزنبقة على شواطئه وستبقى زاهية تنمو وتتألق بعطاءاتها ما دام هناك إصرار وتواصل مما تبقى لها من مخلصين لها  سهروا ويسهرون الليالي لإبقائها ابنة للمسرح السرياني العتيد .  

207
((  بأية كلمات أرثيك يا لمى ))

باسل شامايا
 
ابكي أيتها العين واذرفي الدمع مدرارا على غالية رحلت إلى عالم الجنان قبل الأوان  .. ابكي أيتها العين وانثري الدمع على وردة أذبلتها الأيام ، بالأمس كانت تحاكي الجمال جمالا وها قد أطفأها المرض وأذبل ذلك الوجه الضحوك الباسم دوما للحياة .. أذبله  ذلك اللعين الذي راح ينخر بجسدها النحيف سنين طوال .. ابكي يا ناظري على تلك الحمامة الوديعة التي في القريب أشرقت شمس ميلادها  الثلاثين ، لكن الموت أيقضها من حلمها الجميل فجاءها بغتة في ليلة نيسانية ظلماء منتزعا منها الحياة .   ايها النبع الصافي يا غصنا يانعا بثمار الأمل، يا ويلتي  على رقة قلبك يا حسرتي عليك  أيتها السوسنة الزاهية والنابضة حبا وبسمة .. آه على ذلك القلب الذي صارع المرض منذ نعومة الأظفار .. آه ثم آه على تلك الأيام التي سقتك كأس المرارة ووجع السقام .. كم كان نبأ رحيلك قاسيا على من عرفك أيتها الراحلة إلى البعيد .. كم كانت جراح فراقك عميقة ومثقلة بآلام مزمنة وكم صعق أفئدتنا الباكية  يا ابنة القوش القنوعة بالقدر المحتوم .. وكم اعتصرت دواخلنا حزنا وألما على فراقك المبكر المهموم .. كنت دوما تفضلين رفقة الابتسامة التي لم تجدي صاحبة اليك اقرب منها .. فما أقواك وما أصلبك وما أروعك يا صغيرتي .. لقد كنت بين هاوية الموت ولم تفارق الابتسامة والأمل شفتاك .. انك رغم معاناتك وآلامك وأوجاعك المحملة بالهموم .. بل وأنت في اشد حالات مرضك الذي رافقك في حياتك القصيرة كان الأمل والبسمة  يرافقانك حتى لحظاتك الأخيرة ، عرفتك أيتها الغالية حينما قضيت بينكم أيام وليالي وأنا في زيارة الى غربتكم ،  لم تتجهمي يوما ، كنت متجردة من كل شيء اسمه الكره والضغينة لان مساحة حبك للناس لم تسمح لأية ممارسات تعرقل عندك انطلاقتك  الإنسانية .. كانت الحيرة تنتابني وأتساءل دوما نفسي وأقول : كم أنت قوية ومؤمنة بالحياة وأقدارها فبالرغم من المرض الذي كان يعتاش على جسدك النحيف الا انك لم تستسلمي يوما له علما انك كنت حينها ابنة العشرين أو أكثر بقليل . فيا جذل البراءة ويا اقحوانة المحبة التي تتضرع عطرا .. ماذا أقول وكيف أختار مفردات لأجسد بها  ما تستحقينه من الوصف ماذا اقول وانت تملكين ذلك الرصيد العظيم من الخصال والصفات التي كنت تفرضين بها نفسك على جميع الذين عرفوك من بعيد أو قريب .. أتعلمي أيتها الراحلة الى البعيد إن والدك المحب كان يتمنى دوما أن يفقد كل ما اقتناه في حياته ليجدك متعافية من ذلك الوحش المفترس الذي جثم على  أنفاسك في حياتك القصيرة .. أيا حاملة بين جوانحك عطر المحبة والأمل شلّت أنياب القدر الذي سرقك منا وحملك الى ذلك المكان المفروش وحشة وظلمة وسكون .. بأي كلمات أرثيك وكل مفرداتي عاجزة عن رثائك ، بأية لغة أخاطبك لأقول لك وداعا يا صغيرتي .. فأنا لا أقوى على الرثاء لأنني لا أريد أن اصدق انك انضممت الى موكب الراحلين.. أخيرا سلامي اليك نديا مبتلا بألمي وشجني .. فارقدي بسلام يا حمامة السلام .. و نامي في مسكنك الأبدي راسمة تلك الابتسامة العريضة فوق وجنتيك وتذكري دوما إن عيون أهلك ومحبيك شاخصة نحوك تستذكر تلك الأيام التي كانت مزيجا من الفرح والحزن والمداعبة البريئة وروح النكتة التي كنت تغدقين بها دوما على من هم حولك .. وبقلب ينزف هما على فراقك الأبدي أقول .... وداعا ..... يا لمى ..... وداعا .   




208
((  في نهاية آذار سطع نجم الحرية ))
                                                                                                                باسل شامايا
في أجواء معطرة بأريج 31 آذار وتحت شمس آذارية منعشة لم تتخللها أية لسعات برد ولا عرقها يتصبب حرا .. وعلى أنسام الهواء الطلق تهافتت الحشود الجماهيرية الغفيرة من الموصل والقوش وبعشيقة وبرطلة وقرية الكبة وشريخان إضافة إلى أهالي تللسقف.. إلى حيث يقام الاحتفال بالذكرى السابعة والسبعين لميلاد حزب الكادحين والأحرار .. حتى اكتظت بهم حدائق منظمة الطون للحزب الشيوعي العراقي في تللسقف ، تلك الحدائق التي زينت بالورود وباللافتات الحمراء ، كتب عليها شعارات تمجد بهذه الذكرى المباركة .. حيث كان  الحضور متميزا لدرجة إن العديد منهم لم يحضون بمكان للجلوس ليشاهدوا عن كثب الفقرات المتنوعة التي أعدت لأحياء هذه المناسبة العزيزة ، فتعذر عليهم الجلوس لكنهم لم يغادروا بالرغم من امتعاضهم بسبب زحمة المكان ، بل تشبثوا بالبقاء وقوفا  لمشاهدة ما جاءوا من اجله .  واستهل العريف كرنفال الاحتفالية بكلمة ترحيبية ألقاها بمزيج من الحماس واللهفة والحب للمناسبة .. ثم وقفت تلك الجموع دقيقة حداد على أرواح أولئك الذين تجردوا من مرض الأنا وعاشوا أباة كرماء وأحرار .. وهبوا أغلى ما يملكون .. حياتهم من اجل زرع البسمة على وجوه الثكالى واليتامى والمظلومين .. وبعد ذلك صدحت حناجر شابة ، قدمت  من القوش .. شبان وشابات تتورد وجناتهم أملا وتفاؤلا ، يحملون في أعماقهم حب لا يضاهيه حب .. كانوا يمتازون بزيهم الأحمر والأبيض الجذابين ، وبعد أن ملئوا المسرح بعددهم راحوا ينشدون بحماس ألهب هواجس الحاضرين حتى تفاعلوا معهم ومع تلك الحناجر التي تغنت بحب الوطن وصفق لهم الجمهور بحرارة وتعالت هلاهل النسوة حبا بالمناسبة الوطنية الكبيرة . وعزف الفنان فادي وبشار موسيقى الميلاد وعلى أنغامه وقف الحضور وهم يصفقون للمسؤولين الذين امسكوا بيد واحدة السكين لقص الكيك .. وتوالت الفقرات وتنوعت وما أجمل كلماتها التي كانت تستذكر بطولات ومآثر الخالدين  عبر السنين الطوال ، وقصائد غازلت الذكرى العطرة ، وأغان وطنية / عاطفية غناها موهوبين شباب اطربوا الحضور بأصواتهم الشجية ، ومشاهد من الكوميديا الساخرة التي تناولت في ثيمها المظاهر السلبية التي يزخر بها مجتمعنا ويعاني منها المواطن المغلوب على أمره .. وقرأ عريف الاحتفال بين فقرة وأخرى برقيات التهنئة الكثيرة من الأحزاب الوطنية والقومية ومن منظمات المجتمع المدني ، وعمت الفرحة أجواء جنينة الطون فارتقى مجموعة من شباب الكبة وشريخان  المسرح وهم يرفعون أعلاما عراقية ورايات حمراء يدبكون على أنغام الموسيقى والبسمة تتراقص على شفاههم .. واستمر هذا الاحتفال ثلاث ساعات وكأنها نصف ساعة ..ولولا مداهمة الوقت لأستمر المنهاج أكثر واكثر ، وأخيرا أنهى عريف الاحتفالية المنهاج شاكرا الجهود الحثيثة التي بذلت بكل نكران الذات من اجل إنجاح وإحياء هذه المناسبة ، كما شكر كل من تجشم عناء الطريق وجاء قاطعا عشرات الكيلومترات للمشاركة في احتفالية الميلاد السعيد . ولم تكتف شبيبة القوش بذلك القدر من الاحتفال بل عاد جميع المشاركين في احتفال تللسقف إلى القوش ليكملوا الفرحة في سهرة عائلية جميلة ولكن بنمط آخر ، فراحوا يزينون  قاعة القوش للمناسبات بكل مظاهر الزينة لاستقبال الأهالي الذين سيأتون متلهفين لأحياء المناسبة وسط الهلاهل والأفراح ،وازدانت القاعة باللافتات والأعلام الحمراء التي راحت تتطاير في أجواءها .. أنهم هكذا حينما يحتفلون لا يقتنعون بالقليل بل يطلبون المزيد،فيطرزون المكان بالكلمات والأشعار والأغاني الجميلة والتسالي والدبكات الشعبية .. وفي فرحهم يحملون الوطن في حدقات عيونهم ، ويحملون راية السلام في يد وفي الأخرى غصن الزيتون لينثروا البسمة والفرحة في كل شبر من أرجاء العراق من أقصى شماله الى أقصى جنوبه ، هكذا هم أصحاب الأيادي البيضاء حينما يحتفلون ويحيون مناسباتهم .. لقد عادوا اليوم من احتفال تللسقف لتهيئة مكان آخر  لتكملة مشوارهم مع أفراح آذار الخالدة هذه الذكرى التي ينتظرونها 360 يوما بفارغ الصبر للاحتفاء بها .  استهل الحفل الساهر بوقوف الحاضرين خشوعا وهم يرددون مع الشبيبة التي افتتحت منهاج الحفل نشيد(موطني) ، وتوالت الفقرات المتنوعة حتى داهمنا  الوقت ايضا دون أن نشعربه ، وهكذا قضينا أحلى سهرة عائلية بمناسبة أعياد آذار الخالدة التي نتمنى دوما أن يعم السلام والأمان ربوع الوطن وتبقى هذه الحفلات تتواصل في كل مناسبة وذكرى ليستنشق شعبنا العراقي الحبيب رحيق الحرية والديمقراطية الحقة .



209
المنبر الحر / مبدعين من القوش
« في: 19:31 02/03/2011  »
مبدعين من القوش
                                                                                                       باسل شامايا
في يوم زاه جميل امتزج عبق الطفولة برائحة الفرح والسرور اللذان تزينت بهما وجوه الحاضرين من الأساتذة والشعراء والأدباء والفنانين ، واحتضنت البسمة ثغور المبدعين وهم يرتقون مسرح المنتدى ليطلقوا العنان لحناجرهم التي صدحت بحب الوطن .. ولمشاعرهم الجياشة التي جسدت تضحيات الأم من خلال القصيدة التي أهديت لها   .. وتمنياتهم التي تضرعوا فيها الى رسول المحبة والسلام ليعم السلام والأمان أرجاء العراق الحبيب .. هكذا انطلقت فقرات منهاج المهرجان الثقافي الأول لمسرح الطفل في القوش والذي تعاونت على إقامته فرقة مسرح شيرا ومنتدى شباب ورياضة القوش ومركز كلكامش للثقافة والفنون وذلك على قاعة المنتدى عصر يوم الأحد الموافق 27/ 2/ 2011 .. وبالرغم من الظروف العصيبة التي يمر بها بلدنا العزيز، هذا البلد المبتلى منذ قرون طويلة والذي ما زال ينزف الى يومنا هذا ، أشرقت في هذا اليوم شمس الإبداع ببلدة صغيرة تحمل بين حناياها  كل معاني الحب الإنسانية والإبداع ..هذه البلدة التي يحتضنها جبل أشم ،كان وما زال حارسا أمينا لها يواسيها جراحها ومعاناتها على امتداد الزمن .. وراح المبدعون براعم المستقبل يضمدون تلك الجراحات ويحملون الوطن على أكتافهم لأنهم بناة المستقبل ، ففي هذا اليوم عزموا أن يشتعلوا شموعا ينيرون طريق الأمل ويعيدون البسمة الى وجوه الأيام التي أثقلتها ظروف الحرب والتناحرات والإرهاب الذي زرعوه الأشرار  . توافد الناس من كافة أحياء القوش إلى حيث يقام المهرجان الثقافي  حتى اكتظت قاعة المنتدى بهم ، فكانت لفقراته المتنوعة نكهة خاصة أشاعت البهجة والسرور في نفوس الحاضرين خصوصا أطفالنا الأحبة الذين تفاعلوا مع أقرانهم المبدعين وهم يؤدون أدوارهم على المسرح .. وقد استهل الفنان باسل شامايا أولى فقرات المهرجان بكلمة ترحيبية بالسيد فائز عبد جهوري  مدير ناحية القوش وجميع الحضور ثم شكر بكلمته جميع عوائل أطفالنا المبدعين الذين كان لتعاونهم معنا الخطوة الأولى في نجاح المهرجان ثم ارتقت خشبة المسرح الآنسة شهد ماجد حربي لترحب بالحضور بلغة الأم ( السورث ) ثم دعت أحبتنا الأطفال ليقدموا أولى فقرات المنهاج الذي كان النشيد الوطني ( موطني ) حيث التهبت القاعة بالتصفيق على هذه البداية الموفقة ، وتوالت الفقرات المتنوعة ( مسرح .. قصائد شعرية .. موسيقى وغناء .. وفعاليات ممتعة أخرى ) ثم ألقى الأستاذ سعيد شامايا كلمة مركز كلكامش شكر فيها الحضور وقيّم الجهد المبذول من قبل كادر المهرجان ، وفي الأخير تمنى أن تبقى القوش مبدعة ومتميزة في عطائاتها كما اعتادت على مر السنين . وفي مسك ختام  المهرجان الثقافي  شكر المشرف الفني  على فقرات المهرجان جميع الأخوة والأخوات الذين ساهموا بشكل أو بآخر على دعم هذه الخطوة التي أضافت إبداعا آخر الى أرشيف القوش العامر بالإبداعات ، وتثمينا للجهود المتميزة التي بذلت من قبل القائمين على المهرجان والمبدعين منهم ( أطفالنا الأحبة ) الذين أبدعوا في تجسيد المشاهد المسرحية والمحاورات الشعرية والأغاني الجميلة ، تم دعوة السيد مدير ناحية القوش إلى المنصة لتوزيع بعض الهدايا التعبيرية على المبدعين وقبل توزيعها ارتجل كلمة قصيرة أشاد فيها بالدور الفاعل للجهود المبذولة في إقامة المهرجان وتمنى أن تتواصل هذه الجهود لتستمر العطاءات في بلدتنا العزيزة القوش دون أن ينتابها أي تقاعس .. وقد بانت الفرحة على وجوه أحبتنا المشاركين في هذه التظاهرة الثقافية الفنية وعبر الجمهور الحاضر عن فرحته وإعجابه بهذا المنجز من خلال تقديمه التهاني لكادر العمل خصوصا المشرف على جميع فقرات المنهاج كما طلبوا الاستمرار بمثل هذا النشاطات التي تصقل قابليات الأطفال وتمنحهم الثقة بالنفس ناهيك عن قضاء أوقات فراغهم في مكان ينهلون منه معلومات جديدة يستفادون منها في حياتهم العامة خصوصا أنهم ما زالوا براعم صغار أمامهم المستقبل المشرق الذي سيرسمونه بإصرارهم وتواصلهم .. هذا تمنياتي أن تستمر هذه العطاءات المتواصلة وبنفس الروحية من التعاون المثمر متجردين من كل ما يعيق عملية الانجاز   .     

210
رثاء الى المرحوم فراس حنا كريش


((وداعا يا فراس ))ما اتعس المرء حينما تخذله المفردات اللغوية ويلبسه وهن التعبير عما يجول في  خواطره   لرثاء عزيز فوجع برحيله قبل الاوان .. فراس صاحب احلى ابتسامة تملأ وجهه الباسم الضحوك امل وتفاؤل .. شاب بعمر الورد في عمر الشباب والعطاء .. رحل عفيفا طاهرا اختطفه ملاك الموت من بين زوجته وطفلته الصغيرة واخوته الذين يكّنون له حبا لا يضاهيه حب ورحل به الى عالم اللاعودة .. انه حقا يصعب على المرء ان يكتب عن هذا الشاب الذي كان في البارحة يستقبل معارفه واصدقاءه وزبائنه بابتسامته الرقيقة والفائضة حبا ووقار واليوم وفي غمضة عين رحل عنا وبات مجرد ذكرى .. غادرنا بعد ترك لنا رصيدا زاخرا بالطيبة ونقاء الذات والوجدان .. غادرلانا بعد ان عرفناه مفرطا بحب الناس وهكذا كان يبادله اصدقاءه قبل اقربائه بحب لا يخضع لحدود ن يا لقسوة الزمن .. هذا الزمن الذي سرق من القوش ابنا محبا طموحا معطاءا ودفقا من الحيوية ن دءوبا في عمل الخير .. هذا الموغل في الطيبة ، تواقا للمعرفة ، مرهفا محبوبا طيب المعشر شفافا في تعامله من الناس .. يمتاز بالاتزان والخلق الرفيع والمداعبة المهذبة .. كان يملك قلبا خاليا من الكراهية والضغينة والبغضاء فمساحة الحب الذي تحتويه لا تقبل باي كلام يغرقل مسيرة محبة الاخرين عنده .. كان صديقا للجميع لم يكن فيه غير الصدر الرحب والقدرة على التعاون بكل شفافية وتودد .. دون ان يثنه عن ذلك اية عوائق او معرقلات .. فلو عدنا بعض السنين الى الماضي نجد ارشيف فقيدنا العزيز فراس مؤطرا وغنيا بالكثير من المواهب والنشاطات .. فكان يكتب الشعر ويرتقي خشبة المسرح ليجسد تلك الهموم والظواهر الاجتماعية السلبية التي كان يتمنى ازالتها ليتنعم مجتمعنا بكال ما يعكر صفوه .. كان يؤدي واجبه بكل تجرد واخلاص ويكتب بكل ما يملك من مشاعر واحساس على الرغم من تواضعه في امتلاكه للمفردات اللغوية بقاموسه الادبي لتوظيفها في نشاطاته . لقد كان رائعا الى حد اللامألوف ، والى درجة انه كان مصابا بمرض مستعصي لا شفاء منه ويعلم جيدا ان هذا اتلمرض سيصرعه وينهي حياته ، ومع ذلك بقي يمارس واجباته والتزاماته العملية لتامين مستلزمات الحياة الصعبة لعائلته على اكمل وجه .. وكان دءوبا ان لا يعرف احدا بامره الا والدته التي كانت تتمزق حزنا كلما تنظر على الى ولدها الذي ينخر به المرض يوما بعد اخر وليس بيدها شيء ان تفعله سوى تسليم امرها الى الرب لعله يرحم اهله وطفلته المريضة . انطفات شمعتك يا فراس بعد ان بقيت موقدة 33 عاما .. كنت تسعى دوما لتحقيق ما يدخل البهجة والمسرة الى اعماق محبيك واصدقاءك وتعمل المستحيل لاسعاد اسرتك وخاصة سوسنتك الزاهية فيرونا . هذا هو حال الدنيا يا عزيزي ، لقد رحلت واخذت معك تلك الطيبة التي كنت تغدق بها وتمنحها للصديق والغريب .. ولرحيلك تارجحت كفة الميزان لصالح نقيض الطيبة .. فالطيبين يا عزيزي باتوا عملة نادرة في هذه الايام العصيبة . ماذا اقول ايها الغالي والقلب يخفق حزنا والما برحيلك المبكر ، خسارتك لا تعوض خصوصا لمن عاشرك وانتعش بحديثك الشجي وحبك اللامتناهي للجميع .. نم ايها العزيز راسما تلك الابتسامة الخجلة فوق وجنتيك وتذكر ان هناك من تنزف قلوبهم حزنا على فراقك تشكو القدر المشؤوم الذي ابعدك عنهم وسرق بسمتك الرقيقة الزاهية .. ارقد بسلام ايها المحب ولا تفكر بمدللتك الصغيرة فيرونا لانها اذا سالت : متى يعود بابا ....؟ سوف يجيبونها ابويك واشقاؤك وشريكة حياتك وكل محبيك قائلين : ان بابا لن يعود يا ابنة الغالي لانه اساسا لم يغادرنا ولم يفترق عنا بل انه باق معنا في جميع اوقاتنا صباحا ومساءا ، يتجدد في عقولنا وضمائرنا ومشارعرنا ، نعم ايها الفقيد العزيز اننا لم نفتقدك فانك الغائب الحاضر بيننا .. رحلت عنا بلمحة البصر وها هو سكناك في قلوب محبيك واهلك مهما طال الزمن واخيرا لا يسعني الا ان اقول وبالم محض : (( وداعا    وداعا    وداعا    )) يا فراس ستبقى ذكراك في اعماقنا الى ابد الدهر .. تعازينا الصادقة الى عائلتك واهلك وليعوضكم الرب بحب الباقين .
 
                                               باسل شامايا / القوش



211
المسرح الجاد والأنبا جبرائيل دنبو
في القوش

                                                                                                    باسل شامايا
كثيرة هي النكبات والحوادث الأليمة التي مرّ بها دير الربان هرمزد عبر المراحل التاريخية المتعاقبة ، وفي كل نكبة يتعرض ساكنيه من الرهبان والقسس الى الضرب والاهانة والاعتداء والتعذيب الوحشي وعلى يد الغزاة الحاقدين الذين لا معنى للرحمة في قلوبهم ، لذلك كل من لم تطله أياديهم الآثمة في غاراتهم كان قد غادر الدير هربا من بطشهم وإرهابهم ويبقى مختفيا حتى يعم الهدوء والسلام أرجاء المنطقة وترحل تلك الغمامة القاتمة التي كساها الغزاة على أنحاء الدير وجعلوا الحياة فيه جحيم لا يطاق، حيث اخلي هذا البيت المقدس من ساكنيه ،غادروه مكرهين  سعيا وراء البحث عن مكان آمن بعيد عن أنظار أولئك الأوباش، فيلتجئون أحيانا إلى القوش الملاذ الأمن والدرع الحصين في الشدائد والأهوال ، وهناك يفتح أهاليها  الكرماء أبواب البلدة على مصراعيها  لحماية أولئك المسالمين الذين لا حول لهم ولا قوة من شر الجناة .      لقد بادرت فرقة مسرح شيرا لتجسيد إحدى تلك النكبات حينما عرضت عليها إدارة دير السيدة مشروعا فنيا / مسرحيا وهو إقامة نشاط مسرحي يتناول نص المسرحية أحداث مرحلة عصيبة مر بها الدير فلبت الفرقة طلب الإدارة بعد مرور فترة قصيرة على ذلك ، وبالرغم من القيود والأغلال التي قيدنا بها النظام الدكتاتوري المقبور والذي كان يحول دوما  دون تحقيق ما نهفو إليه في النتاجات والإبداعات المتميزة إلا أن ذلك لم يحد من نشاطنا بل زادنا إصرارا وتواصلا ، فتحدينا ذلك الواقع الذي فرض علينا قسرا بالمثابرة الدءوبة  وبكفاح مرير من اجل تحقيق الهدف الذي تشكلت من اجله الفرقة . اسمحوا لي أن أتحدث بعض الشيء عن المسرح التجاري الذي فرضته علينا الظروف التي مرّ بها البلد في تلك الفترة التي أقحم المسرح العراقي الأصيل  لقد باتت عروض هذا المسرح (التجاري) تنخر في جسد مسرحنا العراقي من خلال تلك الأعمال المسرحية الهابطة التي كانت تعرض على مسارح تزدحم في قاعاتها وصالاتها الإقبال الجماهيري الكثيف، على الرغم من أن ثمن بطاقة الدخول للفرد الواحد كانت مكلفة جدا ، مع ذلك كان الناس يتهالكون على شباك التذاكر بغية اقتنائها،لا بل كان هناك الكثير من رواد هذا المسرح يهرعون خلف هذا وذاك من الذين يتاجرون ببطاقة الدخول في السوق السوداء خصوصا بعد إعلان الجهة المنتجة عن غلق شباك التذاكر لانتهاء بيع بطاقات الدخول إلى العرض المسرحي، فتصل تلك البطاقة في بعض الأحيان الى سعر خيالي لا يقبله العقل..وبالمقابل كانت هناك أعمال رصينة تتناقض في محتواها عن أعمال المسرح التجاري يعرضها المسرح الجاد الذي كان قد اعتاد أن يقدم لجمهوره مسرحيات هادفة يجسد فيها سلبيات الواقع المعاش وبمعالجات كوميدية أو تراجيدية ، ويستنبط الوسائل الكفيلة لمعالجة تلك السلبيات . وكما قلنا إن هذا المسرح يتناقض تماما بأهدافه وطموحاته مع المسرح التجاري ، ومع ذلك كان يفتقر الى الجمهور إذا ما قارناه بجمهور المسرح الآخر ، وعانت الفرق المسرحية خاصة تلك التي تعرض أعمالا جادة من هذا الواقع الأليم واخص بالذكر فرقة مسرح شيرا الناطقة بالسريانية التي تأسست عام 1993 كفرقة مسرحية عراقية في أيام كان العراق يرزح تحت نير الحصار الاقتصادي الجائر على شعبنا العراقي ، وقدمت العشرات من الأعمال الدرامية الناجحة كما شاركت في مهرجانات وطنية وقومية وعروض متنوعة خارج بغداد في المحافظات الأخرى وخاصة محافظة نينوى وحتى خارج الوطن ، وعكست معاناة تلك الفرق سلبا على حركة المسرح وعلى النتاجات التي كانت تقدمها الفرق المسرحية آنذاك، فعاش مسرحنا العراقي (الجاد ) ظروف عصيبة في ظل تلك الأيام . وكان لفرقتنا ( فرقة مسرح شيرا ) حصة الأسد من تلك المعاناة ، ومع كل ذلك لم نتوقف في عطائاتنا بل تواصلنا بنفس الهمة دون أن يثننا عائق من هذا القبيل ، وتوالت الأعمال واحدا تلو الآخر (وتم تقييم معظم تلك الأعمال وارشفت  في خانة النتاجات الجادة الرصينة) متجاوزين كل الصعاب التي زرعوها في طريق تطور مسرحنا السرياني خصوصا الأعمال الهادفة التي كانت تعالج في ثيماتها الظواهر السلبية التي يعاني منها مجتمعنا العراقي عموما .عزيزي القارئ الكريم ليست غايتي الإسهاب في استعراض نتاجات شيرا الكثيرة والمتنوعة بل كانت هذه مقدمة للولوج الى الموضوع الذي اخترته والذي عزمت على كتابته بعد أن قرأت خاطرة الأستاذ جميل حيدو في العدد الأخير من جريدة صوت القوش يدعو فيها المسرحيين لكسر الجمود الذي طال أمده في بلدة الإبداع ، وتوحيد الكلمة لأغناء المسرح بأعمال درامية جديدة ، أثارتني كلمات الأستاذ وجعلتني أعود ثلاثة عشر عاما الى الماضي وتحديدا إلى عام 1997 لأستشهد بإحدى الأعمال المسرحية ( الأنبا جبرائيل دنبو ) التي تكللت بالنجاح الكبير، هذا العمل العملاق الذي تم انجازه بالتعاون بين فرقة مسرح شيرا وإدارة دير السيدة ومجموعة من مبدعي القوش ، حيث تضافرت جهود الخيرين من محبي المسرح وأثمرت تلك الجهود عن ولادة عمل جبار أضيف الى أرشيف القوش الزاخر بالإبداع نتاج جديد ليس بأقل شأنا من الأعمال الأخرى... لقد أمضيت أكثر من شهر في القوش بعد أن تم تشخيصي من قبل المخرج هيثم أبونا لتجسيد شخصية الأنبا ( دنبو ) وتزامن عرضنا المسرحي مع الذكرى السنوية لشيرا الربان هرمزد هذه الذكرى الزاهية التي يكتظ بها الديرين بالناس من مختلف مدن العراق  ومختلف شرائح مجتمعنا العراقي خصوصا إن هذه المناسبة باتت تقليدا اجتماعيا يحتفل بها المئات بل الآلاف من الناس .  تناولت المسرحية حياة هذا الشخص( دنبو ) المؤسس الثاني للرهبنة الهرمزدية  الذي كان قد اعتاد على حياة الترف والبذخ لكنه توصل الى قناعة بان حياته الجديدة ستكون الأفضل مما كان عليه سابقا ، فاختار الجبال الوعرة ناسكا متعبدا بعيدا عن حياة الدنيويات ونعمها مؤمنا إيمانا نقيا بالطريق الذي سلكه من اجل تحقيق هدفه المنشود في التقرب الى الله ، وهنا في جبل القوش اختار صومعته بعيدا عن ملذات النفس وشهوات الجسد. إن ما أثار انتباهي انه بمجرد الإعلان عن النية بإقامة عمل مسرحي في القوش يتناول حياة هذا الراهب حتى تهافت الكثير من محبي المسرح متطوعين للعمل  في هذه المسرحية ، حتى بلغ عددهم أكثر من ( 24 ) ممثل معظمهم من الهواة ، ولكنهم أصحاب تجربة مشهودة في أعمال درامية قدموها على مسارح القوش ومنهم المرحوم الشماس إيليا سكماني والأستاذ نوئيل عوديش والممثل القدير أبلحد سورو والكاتب جميل حيدو والشاعر سمير زوري  وزياد خوشووغسان حبيب  وناهض زرا وآخرون غيرهم استميحهم عذرا لعدم ذكر أسمائهم .. أما فرقة مسرح شيرا فقد شاركت في هذا العمل الكبير بكادرها الأستاذ كاتب النص سعيد شامايا الذي تمكن من خلال النص أن يعود بنا الى الماضي السحيق ويوقظ عندنا روح هذا الناسك العظيم بأحداث درامية مشوقة، أما الفنان المخرج هيثم أبونا فقد كان دقيقا في اختيار شخصياته وموفقا في توزيع الأدوار على الممثلين ، أما مجسد أحداثه الدرامية الفنان باسل شامايا فقد أجاد الدور وتقمص بكل انسيابية شخصية الأنبا ، علما كان هناك دبل كاست معه وهو الأب مفيد توما ، وأخيرا الأخ وائل شامايا مديرا للمسرح .... لو نعود الى أرشيف الفرق المسرحية ونتمعن بعض الشيء في الأعمال المسرحية التي تحتوي على مجاميع وشخصيات كثيرة نجد مخرجي تلك الأعمال  يعتبرون ذلك مجازفة كبيرة ،  لكن مسرحية دنبوالمتعددة الشخصيات والفنيين أنجزت دون أن تعتري العملية المسرحية أي إشكال أو إخفاق، والفضل يعود الى التعاون المثمر وتضافر الجهود الخيرة بين طاقم العمل عموما ، فاختصر علينا السقف الزمني أو مدة البروفات التي تبلغ أحيانا أكثر من ستة أسابيع لكننا أنجزنا هذه المدة بأقل من ذلك، وأخيرا قطفنا ثمار الجهد المبذول وتحقق طموحنا حينما تهافت الجمهور من أحياء القوش لمشاهدة العرض المسرحي حيث كان موعد العرض الأول أوالافتتاح على مذبح دير السيدة ، مستثمرين مناسبة شيرا الربان هرمزد وذلك عام 1997، كما عرضت أيضا على مسرح منتدى شباب القوش عدة أيام  وبحضور جماهيري غفير . لقد كان عملا متميزا حقق نجاحا كبيرا على المستويين الفني والجماهيري وأعطى هذا النجاح لطاقم العمل الراحة وأزال عن كاهلنا كل متاعب ومصاعب تلك الفترة التي استغرقناها في البروفات . وأخيرا أقول  للأستاذ الفاضل أبو وحيد حينما دعوت المسرحيين إلى التلاحم والاتحاد مشكورا على حرصك لتبقى بلدتنا متألقة دوما ، أقول أننا بهذا  أنجزنا بالتلاحم والتعاون وتذليل الصعاب وبالعزم والتصميم عملا مسرحيا عظيما قبل 13 عاما وما زالت آثاره قائمة لحد يومنا هذا والفضل يعود إلى تجردنا من الأنا وعدم التفكير مسبقا كم سنجني من هذا العمل أو ذاك كما يحدث في هذه الأيام وفي مختلف مجالات الحياة .. ربما يقول احد القراء انه الوضع المعيشي الصعب الذي يتطلب ذلك لكنني أقول  كان الوضع عندما أنجزنا مسرحية دنبوأصعب  وبالإمكان مناقشة ذلك .. اعتقد أن توجه الأنسان في الوقت الحاضر تغير وأصبحت التضحية في هذه الأيام عملة نادرة  بل بات التفكير  للمشاركة في نشاط ما ينحصر في سؤال ينتظر الجواب ( كم سأجني من المالفي هذه المسرحية او تلك ..؟ ) لذلك اعتقد انك ستوافقني الرأي بان الأعمال المسرحية إذا يتم تقييمها ونجاحها بالمادة سيكون مصيرها الفشل وحتى الاتفاق إذا تم معتمدا على شيء اسمه المصلحة الخاصة سيكون ذلك الاتفاق ناقصا مهما كان مدعوما لان عنصر الحيوية لان عنصر الحيوية سيكون معدوما فيه . أخيرا أتمنى  أن تتكاتف كل الجهود الخيرة من المسرحيين أن لتنصب في بودقة الثقافة العامة التي تزخر بها  بلدتنا الحبيبة القوش .
                                             
 

212
((   وعاد حامي الدار الى أحضان القوش ))
                                                                                                      باسل شامايا
في الصباح الجميل ذي النسمات الباردة المعطرة برائحة الشوق واللهفة والحنين الى لقاء من غادرنا قبل عقد ونيف من السنين ،وبفرح عامر وحب غامر غمر قلوب أهالي القوش لاستقبال عودة الأسد الى العرين توجه رتلٌ من السيارات في 22/10/2010 الى دهوك / محلية الحزب الشيوعي الكردستاني ضم بعض رفاق ومحبي وعائلة القائد الأنصاري المقدام توما توماس ، وكانت المحلية قد استضافت نعشه قبل ليلة واحدة أي بعد إخراج رفاته من مقبرة الكلدان في دهوك والتي أشرفت عليها المنظمة ونجل الفقيد السيد صلاح توما توماس كما كانت قد استضافت في 20/10/2010 رفات المناضلة أم جوزيف التي كان قد وافاها الأجل في سوريا عام 1991 ، واحتضنت ارض دمشق جثمانها الطاهر سنة 1991 ودفنت هناك في مقبرة الكلدان أي قبل رحيل زوجها المناضل أبي جوزيف بخمسة أعوام .                                     وصلنا إلى دهوك مبكرا وكان مبنى المحلية محطة انتظار واستقبال الوفود ، وبدأت الشخصيات السياسية والثقافية والوطنية وممثلو الأحزاب الكردستانية  والأحزاب الوطنية والقومية والحركات الديمقراطية والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري تتهافت الواحدة تلو الأخرى للمشاركة في عملية تشييع رفات المناضل الكبير أبو جوزيف ، كما حضر السيد نائب محافظ دهوك وقائمقام قضاء دهوك .  وبعد انجاز جميع التحضيرات للتوجه إلى القوش انطلق الموكب الجنائزي تتقدمه سيارة شرطة المرور والإسعاف وسيارة قوات الطوارئ التي أشرفت على امن الموكب وتتبعها سيارتان مكشوفتان تحمل إحداها نعش الفقيد توما توماس والأخرى نعش الفقيدة الماس حسقيال زلفا( أم جوزيف ) وقد أحاط النعشين مجموعتان من محبي القائد الرمز إحداها تتكون من المقاتلين الأنصار يحتضنون نعش قائدهم الخالد،ترتسم على محياهم إمارات الحزن والفرح ، والمجموعة الثانية شباب من اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في القوش يزدانون جاذبية ورونقا بقمصانهم الحمراء ،  تتبعهما سيارتان لعائلة الفقيدين وتتبعها العشرات من السيارات الأخرى، وكانت قوات الطوارئ والمرور قد هيأت الشارع العام في دهوك لتسهيل عملية سير القافلة دون أن يتخللها أية عوائق للمرور وضمان وصولها بأمان إلى حيث تنتظر آلاف من محبي هذا الإنسان الحر الشريف بلهفة وظمأ ، فكانت أول محطة انتظار قرية بدرية التي تفاجئنا بالعدد الهائل من الجماهير وهي تنتظر وصول الموكب فانضمت بسياراتهم إلى الموكب وأكملنا المسير حتى وصلنا إلى المحطة الثانية مفرق القوش ،الذي كان زاخرا بالحضور الجماهيري المكثف، ينتظرون عن كثب وصول الموكب ،  فانضموا إليه حتى أكملنا المسير إلى مقر منظمة الحزب في القوش، حيث تشكل رتلان من السيارات وسارا بانسيابية حتى توقفا أمام الشارع المؤدي إلى المقر . وهناك كانت بلدة القوش قد أغلقت متاجرها ، وأرجأت نشاطاتها وتوقفت حركة السوق فيها تماما ، بسبب تهافت أهاليها من النساء والرجال والفتيان والفتيات والصغار ،  واحتشدوا على جانبي الشارع المؤدي إلى المقر، قسم منهم يحملون الزهور والقسم الآخر يحتضنون صور المناضل أبي جوزيف والفرحة تغمر قلوبهم وكأنه حاضر بينهم ، وآخرين يرفعون رايات حمراء ولافتات يمجدون فيها المناضل ، ويحيون عودة الفقيدين إلى أحضان القوش، وكانت هناك مجموعة من النسوة تنثرن الحلوى والورد وتطلقن العنان لحناجرهن بالهلاهل والهتافات ، وإضافة إلى أهالي البلدة كانت قد وصلت مجاميع أخرى إلى القوش جاءت من مختلف مناطق العراق والعالم ليحظون بشرف المشاركة في التشييع . وسار الأنصار والشبيبة بالنعشين محمولين على الأكتاف وسط تلك الحشود الجماهيرية الغفيرة التي استقبلت الموكب بدموع الفرح والحزن وألهب ذلك المشهد هواجس المشيعين فتعالت أصواتهم بالهتاف والتصفيق ، وادخل النعشان إلى المنظمة وفي تلك الإثناء تزاحمت الفضائيات وهي تهرع مسرعة للحصول على موطئ قدم تنطلق من خلاله في تصوير هذا الحدث التاريخي الهام والذي كان محبو توما توماس ينتظرونه بفارغ الصبر لأنه بات أشبه بالحلم يراود قلوب الجميع خصوصا أبناء بلدته التي افتقدته منذ أن وري الثرى بعيدا عنها عام 1996 .. ولم تمض أكثر من دقائق حتى خرج حاملو النعشين وعلى أنغام فرقة الكشافة السريان التابعة لمركز السريان للثقافة والفنون في بغديدا / قره قوش تتبعهم الشخصيات والوفود ثم الجموع الغفيرة من المشيعين وسار الموكب أكثر من خمسمائة متر باتجاه منزل الفقيد وكان المشيعون يرددون بين حين وآخر بعض الشعارات والأناشيد التي كان لها وقعا خاصا عند الوطنيين الأحرار في الماضي والحاضر والمستقبل مثل : ( سنمضي سنمضي إلى ما نريد ) وأغنية سالم حزبنا التي كانت ترددها حناجر الشبيبة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ،وبعد هذه المسافة التي قطعها الموكب في المسير وصلوا إلى دار الفقيد وبصعوبة بالغة ادخل النعشان إلى الداخل وأحاطت عائلة الفقيدين بالنعشين وهم في منتهى الحزن فراحوا يذرفون الدمع وكأن الفراق الأبدي قد بدأ في ذلك الحين وبعد حضور الأب آرام روميل والأب جبرائيل رئيس دير السيدة ومجموعة من الأخوة الشمامسة أقيمت مراسيم للطقوس الكنسية داخل دار الفقيد ثم حمل النعشان إلى حيث وريا الثرى في ضريح يجمعهما بعد أن قضيا العمر والملاحقات السلطوية والظروف القاهرة التي فرضت عليهما تحول دون لقائهم كعائلة واحدة . وبعد الانتهاء من مراسيم الدفن ارتقى الفنان باسل شامايا منصة الاحتفال ليعلن عن إقامة احتفالية خاصة بالمناسبة أمام ضريح الفقيدين فتقدم الأستاذ حميد مجيد موسى وبمشقة بالغة شق طريقه حتى وصل الى حيث المنصة فاستهل عريف الاحتفالية المنهاج بكلمة ترحيبية بالحضور ثم وضعت أكاليل من الزهور على الضريح وقرأت كلمات جسدت خصاله وسجاياه وأشادت بدوره البطولي وصولاته وجولاته في مقارعة الدكتاتورية المقيتة كما أشادوا بمواقف زوجته المناضلة أم جوزيف التي وقفت دوما الى جانب زوجها في نصرة قضيته العادلة ضد النظام الدكتاتوري الأرعن وبعد ذلك قرأ الشاعر لطيف بولا بصوته الثوري المعبر قصيدة بعنوان ( أما كفى الرقاد )  أما مسك الختام لهذه الاحتفالية فكان كلمة ذوي الفقيدين قراها نجلهما السيد صلاح توما توماس وفي الأخير دعا العريف جميع الضيوف والحضور لتلبية دعوة المنظمة لتناول وجبة الغداء التي أعدتها على شرف المناضلين وذلك في قاعة منتدى شباب القوش . وكانت آخر فعالية في هذا اليوم التاريخي تقديم التعازي لعائلة الفقيدين في قاعة مار قرداغ للتعازي فتوجهت الجموع الغفيرة من أهالي القوش والمناطق المجاورة، إلى القاعة لتقديم التعازي لذوي الفقيدين .  وأخيرا أقول وعبرة الفرح والحزن تكاد تخنقني : حياك يا القوش يا أم الشهداء والمناضلين الأحرار .. حياك يا بلدة الأبطال على ما أنجبته  للإنسانية  من المضحين والأبرار.. هنيئا لك فقد عاد ابنك الى أحضانك الظمأى شامخا منتصبا ليزرع الحب كما اعتاد في  ارض الآباء والأجداد العظام .. فانك حقا تستحقين كل الحب والاحترام لأنك أنجبت توما توماس .. بورك ثراك الطاهر الذي اغتنى اليوم باحتضان هذا البار العفيف ، الذي صهر عنفوان العمر عطاء في عطاء .. فنم قرير العين بين أحضان أمك الحنون التي ما فتئ اسمك يطرق حضورها ( اليوم والبارحة وغدا ) .. ارقد بسلام الى جوار من أنت امتدادا لهم وستبقى طيرا سماويا تحلق في سماء القوش كما كنت دوما لتحميها من شر الطامعين والزناة .. المجد والخلود للنشامى أبطال الحرية .. المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية العراقية ... المجد والخلود لشهداء القوش الباسلة .                                                                                         
 

213

(( قريبا ستنقل رفات الفقيد المناضل توما توماس ))

بقلوب مفعمة بالحب والشوق وبهمة الغيارى والمخلصين وبكل تجرد ونكران الذات تتواصل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في القوش تحضيراتها للمراسيم التي ستقام صباح يوم الجمعة الموافق 22/10/2010 لنقل وتشييع رفات المناضل الكبير توما توماس من مقبرة دهوك الى حيث يرقد آباءه وأجداده في مسقط رأسه القوش . لقد عقدت المنظمة بهذا الشأن اجتماعا موسعا شارك فيه معظم الرفاق العاملين في المنظمة وتم حث وتأكيد الرفاق على ضرورة إعطاء الأهمية القصوى لتذليل كافة الصعاب والعراقيل التي قد تعيق وتعترض وتحول دون تحقيق هذا النشاط الجماهيري الكبير .. كما تم من خلال الاجتماع تشكيل لجان عديدة وفي مختلف الاختصاصات ، أخذت على عاتقها المسؤولية التي انيطت إليها من قبل المنظمة ، فتسعى جاهدة للعمل بشكل مسؤول وخلاق في هذا اليوم التاريخي الذي ستستقبل فيه القوش العشرات من المسؤولين والشخصيات السياسية من داخل وخارج القطر ، هذا إضافة الى ممثلي الأحزاب الوطنية والقومية ومنظمات المجتمع المدني وجموع غفيرة من أهالي البلدة والمناطق المجاورة لها .. وأيضا تم توزيع الدعوات الى الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والدوائر الحكومية للحضور والمشاركة في تشييع هذا الوطني القادم من ارض كردستان العزيزة والذي رفع راية الأمان والسلام والخير لشعبه ووطنه .. هذا وقد وصل الى القوش أبناء الفقيد الذين اجبروا على مغادرة بلدهم مكرهين بسبب الظلم والاضطهاد والتعسف الذي تعرضوا له إبان الحكم الدكتاتوري البائد ، لقد جاءوا للمشاركة الى جانب أحبتهم وأهاليهم بدموع الفرح والحزن لنقل رفات والديهما العزيزين وسط حشود جماهيرية كبيرة ... فأهلا ومرحبا بثمار القائد المقدام أبو جوزيف بين أهلهم وذويهم .
 
                                                             منظمة الحزب الشيوعي العراقي
                                                                              القوش

214
                          ((قلولا زلوخ))
                                                                          باسل شامايا
    
                    كمــــــــــيوت زربانا يا موثا قشيا
                    دايـــــــم كبينا ولقشيـــــوثا صهيا
                   برسلـــوخ بّيثــــوثا اولصان دزونا
                   شقلوخ مبيناثن موفــــــــــق اخونا
                                  ********
                   قم اربي يـــــــــوم صورتوخ كنيلا
                   قـــــــــي هادخ كادا شقلـــوخ قلولا
                   تا كبا ويــــــوا ونشواثا بهيــــــــلا
                   كما وتوا بريخا وتا حوبا يــــــــولا
                                  *********
                  خا حشا رابا شريــــــل كــــــــو ماثا
                  أيمــــــــن اخونا مسوكيـــــــر مخاثا
                  ورحقـــــــــــل من بابا ساوا وخنواثا
                 ومن يال ويما وكــــــــــــوللي نشواثا
                                 *********
 
 
 
                كو رحقتوخ حشا لبيثا مشويــــــــل
                ببرشتوخ منــــن خيلانا ويــــــــــل
                وبايزلتوخ دمئي مأين موجريـــــل
                دبابا واخونا وبرونا موتريـــــــــل  
                              ***********
 
                شموخ عزيزا بايش دوخــــــــــرانا
                بلبد اولــــــــداش ليب نشيــــــــونا
                ما قـــــــدا دفيتي يـــــــوماثا وزونا
                حوبوخ كــــــــو لبد ماثوخ غبيبونا
                             **********
                برونـــــــوخ بغربوثا سنيقا لبيثوثا
                مقم اسر شـــــن شوقـــــــل نيخوثا
                دئير وكـــــو لبح كــــــــل مشتاقوثا
                دقابلوخ لصدرح ودلاوش بصخوثا
                               ************
 
 
                 موفـــــق حبيوا شوقلوخ دوخرانا
                 بيروخ زاريــــــــر بطأني يوثرانا
                 مقروي طـــــــوتا دياوي عوذرانا
                 وهر هادخ مكملي اورخوخ بورشانا
                              *******
                 دمـــــوخ يا عزيزا شوقلوخ ان بير
                ايالوخ جنداي كــــــو حوبوخ كمير
                بد نطري شموخ كو ليل ويـــــــوم
                بمملــــــــــي بسيم وبعواذاي امير
                            *********
                كـــــو آذي جمعتا ثيلي تّخريـــلوخ
                ومحكي طاواثا ديـــــوخ ودقنيلوخ
                كو شنوخ كريي كـــل ناش بئيلوخ
              عواذوخ حلويــــي بطوتا مبولئيلــوخ
                                          
                    
 


215
كيف تؤسس فرضيتك الإخراجية
من خلال النص
                                                                                                                 باسل شامايا
إن النص هو الأساس الذي يعتمد عليه في تجسيد الأحداث الدرامية على خشبة المسرح ، يكون غنيا بما يحتويه من معلومات وافية عن الدور او الشخصية التي يؤديها ويجسدها الممثل ... فنلاحظ المؤلف حينما يبدأ بتأليف النص يعتمد على رؤيته الكلية أو فكرته الرئيسية التي تختمر عنده فيجزئها الى عدة أجزاء تكوّن العناصر الدرامية والتي هي : ( الشخصية ، الفعل ، البيئة ، الفكرة ) ومن خلال هذه العناصر التي حددناها يحدث الفعل . وهناك فروع وأدوات لهذه العناصر يوظفها المؤلف حين شروعه بوضع رؤيته التاليفية كاللغة والحوار ، ولكي نحلل النص علينا في البدء أن نحلل لغة النص بغية الحصول على المعلومات التي نحتاجها ، وبعد تحليل اللغة وعناصر أخرى غيرها نعود لنشخص الرؤية الكلية للكلمات ثم نحلل العلاقة بين جملة وأخرى ، وكلما كانت الكلمات واضحة في معناها نستطيع أن نحلل المعنى الظاهري لها ثم نكتشف المعنى الخفي وراءها، وهكذا نتمكن من الفهم الكامل للفكرة او الرؤية فنربط كل حوار بالفكرة الرئيسية . وللإيقاع والذي نسميه ( نبض الحياة ) دور كبير في العرض المسرحي حيث يعبرعن العواطف والأحاسيس ،وبمعنى أدق أن أي تغيير يحدث في إيقاع المسرحية يصحبه تغيير في العواطف، أما عندما نقوم بعملية التحليل لإيقاع الكلمات سنكون قد وصلنا الى كشف العواطف التي تأتي من وراء الجمل ، إذن الإيقاع يحلل الكلام ويعمل على تغيير العواطف بين جملة وأخرى وهكذا يؤدي وظيفته في الشعر والنثر أيضا حيث يحافظ على الوزن الشعري والنثري . أما عملية تحليل النص فنعني بذلك إخضاعه لرؤى جمالية يمتزج فيها المرئي والسمعي داخل دائرة العرض التي تضع في اعتبارها الإمكانية الغائبة التي يستحضرها العرض . وحول كيفية تأسيس الفرضية الإخراجية يشير كروتوفسكي وبروك الى ان النص هو المنطلق الأول الذي يتحرك بأرضيته القراءة الإخراجية هذا لا يعني بان النص سينقل من فرضية المؤلف بل سيعاد بنائه مرة ثانية، فالقراءة الإخراجية الحديثة ليست إلا عبارة عن إعادة تشكيل بنية النص ثانية أي تتشكل قراءته الإخراجية ضمن فرضية المخيلة التي سينطلق منها المخرج في تفسير وقراءة النص وذلك يعني إن إعادة بناء المشاهد سوف يعمل بها ضمن ضرورة الرؤية الإخراجية ، أي كيف يشاهد المخرج النص ومن خلال الزاوية التي يشاهده ستبنى إنشائيته وإعادة توزيعه ثانية أي الدمج وغيرها من الإجراءات الضرورية في تحديث النص . إن المخرج هو مكتشف يكتشف كل محيطات النص الغير معلنة محللا كل أطروحات النص والأفكار المتداخلة في خارطته ، فعملية اكتشاف المخرج هذه تأخذ مسارين الأول : يتعلق باكتشاف سرية النص وأفكاره والمسار الثاني : اكتشاف عناصر الوضوح والرؤية بخطوط العرض وانتقاليتها من بنيتها الأدبية الى رؤيتها الصورية مؤكدا بذلك على عناصر البناء الدرامي من خلال المساحتين التحليلية والتركيبية أي مرحلة النص الأدبية وتحويلها الى رؤية بصرية ( العرض المسرحي) وللوصول الى انجاز فني لا بد للمخرج أن يمر بهذه المراحل مرحلة التحليل والاكتشاف والتجسيد ما بين القراءتين قراءة النص وقراءة التلقي ،وينطلق المخرج في تأسيس منجزه المسرحي معتمدا على النقاط التالية :  1// ترجمة النص من خلال مفهومه المعرفي .       2// مشاكسة النص . 3// اقتراح خرائط تختلف من تلك الخرائط التي أوجدها المؤلف والتي تأسس عليها النص . 4// لا تتعامل مع المعلن في النص بل عليك اكتشاف ما وراء النص لكي تتمكن من وضع رؤيتك التركيبية .    5// لا تقرا النص قراءة تقليدية وتنفذه من خلال رؤية جامدة أي بمعنى ابتعد عن ترجمة النص ترجمة حرفية . إن منطلقك الإخراجي ينطلق من فرضية إخراجية تستند من تلك الفكرة والطروحات التي يريدها المؤلف او تلتقط أهم خلية من الخلايا الفكرية المتداخلة والمتشابكة التي يحتويها النص وعليك كمخرج أن تلتقط الثيمة الرئيسية ... فمثلا لو أردت أن تخرج مسرحية لشكسبير او تشيخوف او آرثر ملر فان العملية الإخراجية لإحدى أعمال هؤلاء العمالقة يعني انك أولا يجب أن تغادر المعنى المعلن في وحدة النص ابتداءا من تحويل وحدة المكان ويعني ذلك انك ستؤسس مكانا إنشائيا جديدا يستوعب فرضيتك الإخراجية وبعد ذلك عليك أن تؤثث المكان من خلال مفردات إخراجية والتي هي العلامات او الرموز . وعلى سبيل المثال مسرحية مكبث للكاتب الكبير شكسبير والتي أخرجها المخرج المبدع الدكتور صلاح القصب برؤية صورية تختلف اختلافا كليا عن الرؤى المتعددة التي أخرجت فيها هذه المسرحية حيث عرضت على باحة كلية الفنون الجميلة قسم المسرح، استخدم فيها علامات ورموز ومكان غير المكان الذي أسسه المؤلف في النص وذلك ضمن المصطلح النقدي الإخراجي يسمى ( مغادرة المكان ) فحينما تغادر المكان عليك أن ترسم المفردات التي ستحرك بها فرضيتك أو بمعنى آخر من خلال أية مفردة ستحرك هذه الفرضية ، وبعد تأثيثك للمكان من خلال طرح المفردات الإخراجية لا بد لك كمخرج من خلق علاقة ما بين هذه المفردات ووحدة المكان وانشائيته .إذن إن أساس العملية الإخراجية وتأسيسها هي كيفية إيصال رموز النص بشكل يلاءم والصراعات الداخلية للمخرج والتي تعبر عن الهيجان الداخلي للنفس. فالقراءة الإخراجية في المسرح الحديث تنطلق أولا من القراءة الحرة للنص أي أنها تخترق سكونية النص لتحركه ضمن فضاء الرؤيا ، لذا فان المخرج هو مفسر ليس بالشكل الوظيفي والتقني المباشر للنص بل هو مفسر لظواهر أخرى  إذن علينا ان ننظر الى النص كونه لا مادة مقروءة نترجمها بشكلها الحرفي فقط .. علينا ان نصل الى أعماق النص لا أن نتلامس معه ظاهريا ومن هنا فإننا سندخل الإخراج الى فضاء الفلسفة وهذا ما ينشده المسرح الحديث بقراءاته الجمالية والفكرية ، وذلك يعني بأننا سنعيد قراءة النص بمحاور متعددة وسنطور الفكرة وطروحاتها من خلال التعددية في محاور الأسئلة ومن هنا سيكون هناك فرضية لنص لم يتأسس ضمن فرضيته الأولى ( فرضية المؤلف ) بل سنمنحه وجودا حركيا آخر . في المحصلة النهائية نقول إن النص المسرحي هو أساس العملية الإخراجية التي تؤسس من خلاله فرضيتك الإخراجية وان استخدامك أي منهج في الإخراج يجب أن لا يتناقض مع أسلوب الكتابة .   



216
(( فرحة في منتدى شباب القوش ))
                                                                                                                  باسل شامايا
قبل أن تستسلم الشمس للغروب كنا على موعد مع الفرح والسرور ..وقبل أن يستميح النهار عذرا بالرحيل ليأذن لليل بفرش ستاره على أرجاء بلدتنا الحبيبة القوش كان لنا لقاءا حافلا بالمسرة والحبور .. موعد ولقاء زاخرين بالمحبة والأمل والتسلية البريئة والمفاجآت اللطيفة مع براعم مار يوسف البتول أحبتنا أيتام دير السيدة العذراء وبنات القديسة حنة اللواتي توشحن بثوب الإيمان الحقيقي منذ نعومة أظفارهن.. جاءوا تغمرهم الفرحة من مساكنهم المقدسة وبصحبة أوليائهم في الروح ملبين دعوة المنتدى تكتنفهم الفرحة وتعلو وجوههم ابتسامة ممزوجة بمسحة من الحزن .. لقاء حافل بالمرح والفكاهة والثقة بالنفس . بوركت كل الجهود الخيرة التي ثابرت وعملت على تبلور فكرة هذا اللقاء ، تلك الجهود التي تجسدت في مبادرة إدارة منتدى شباب القوش من اجل إدخال الفرحة والبهجة إلى القلوب العطشى للارتواء من دفء المحبة في كنف الوالدين والأسرة التي يحلم بها كل طفل وطفلة .. هؤلاء الملائكة الصغار الذين شاءت أقدارهم أن تحرمهم الأيام من ابسط الحقوق الاجتماعية ، فأدمت مرارتها جراحهم حتى باتت أحلامهم محض سراب رسمته لهم قسوة الماضي العصيب ولكن الحاضر وكالمعتاد حلّ بديلا ومنقذا ليعوض عما مضى من قسوة الأيام ويغلف حياتهم بالطمأنينة  والاستقرار وراحة البال ويحول تلك المأساة التي تشبثت سنين طوال إلى الأمل والتفاؤل، فيعود ثانية يطرق وبقوة أبواب الحياة .. لم تسعهم الدنيا من الفرحة حينما ولجوا الى القاعة التي كانت قد زينت لاستقبالهم ومعهم رسل الرحمة رهبان وراهبات فضليات ، أولئك الذين نذروا حياتهم متجردين من الأنا وبعطاء متواصل لا ينضب كرسوا جلّ أوقاتهم للتخفيف عن همومهم ومعاناتهم . ما أجملها من مبادرة أدخلت إلى أعماقهم نشوة السعادة والرفاهية خلال سقف زمني محدد ، قضوا في ظله أحلى وأجمل الأوقات ..ومن اجل هذا الهدف السامي تطوعنا جميعا وعملنا ما بوسعنا ومن خلال المنهاج الذي أعده مسئول النشاطات المسرحية في المنتدى لأجل إزالة ذلك العبء الذي أفرزته الأيام عن كاهلهم  ولرسم البسمة على تلك الوجوه البريئة التي أظنتها قسوة الزمن وأثقلت همومه العميقة جراحهم وآلامهم والتي كانت اشد واضعف من قابلية تحملهم لكل ذلك  . لقد كانت قاعة المسرح في المنتدى قد أعدت أجمل إعداد وكأنها ستستقبل حفل خطوبة آو زفاف حيث تم توزيع   المناضد الخشبية الكبيرة في أرجاء القاعة وتوسطت كل منضدة باقة من الزهور الجميلة فأعطت للقاعة زهوا ورونقا .. جلس الضيوف على شكل مجموعتين  كل مجموعة أخذت مكانها في احد جوانب القاعة، وقد حضر ضمن ضيوف المنتدى وفد من مدينة الموصل ومع الوفد كادر فضائية الموصلية .. وبعد أن حان موعد بدء الاحتفال استهله السيد عريف الاحتفالية بكلمة ترحيبية بالحضور ثم راحت الفقرات تتوالى الواحدة تلو الأخرى حتى امتازت جميع تلك الفعاليات بإعجاب ورضا المحتفلين لأنها كانت تحتوي على عنصر التشويق بعيدة عن الرتابة والملل .. وتنوعت الفقرات وتناولت مجالات شتى منها مباراة تنافسية بين المجموعتين في المعلومات العامة ولقاء مع الأب المشرف على الدير والأخت ماسير طيبة المشرفة على الدير الآخر وقد انطلقوا في المسابقات الترفيهية التي قضوا معها أجمل الأوقات كما دعا العريف مجموعة من الموهوبين الى الستيج وأجرى  معهم لقاءا حول الأمسية التي أقيمت على شرفهم وحول أمور تخص حياتهم الشخصية، أما الفنان الشاب سلفر تومكا الذي كان مشرفا موسيقيا على الأمسية، فقد كان له دور فعال في إنجاحها، حيث وظف مجموعة مختارة من الأغاني والموسيقى الهادئة من خلال أل ( دي جي ) ليستمتع بها الضيوف خصوصا تلك التي دبكوا معها أجمل الدبكات الشعبية تغمرهم الفرحة والسعادة ، وفقرات متنوعة مسلية أخرى أدخلت البهجة الى قلوب الجميع . وقبل تهيئة مأدبة العشاء التي كان قد دعي إليها الأستاذ رعد إدريس مدير شعبة المتابعة في مديرية رياضة وشباب نينوى وزعت هدايا كثيرة الى جميع المشاركين في المسابقات والفعاليات الأخرى، وفي مسك الختام تم تقييم الجهود التي بذلها كادر فضائية الموصلية في تغطية هذا النشاط وبالمناسبة قدمت هدية الى الفضائية بأسم منتدى شباب القوش كما شكر العريف جميع الأخوة الذين ساهموا في إعداد هذه المبادرة الرائعة وكل من خطط لها ونفذها والتي كانت على شرف ضيوف المنتدى وتمنى في الأخير لجميع الحاضرين حياة ملئها النجاح والسعادة والرفاه .وهكذا مضت أربعة ساعات زاخرة بالأفراح والمسرات والتسلية والمفاجآت دون أن ينتاب أحدا شعورا بالملل أو الرتابة مع تمنياتي الصادقة لتبقى القوش  زاهية بمناسباتها ونتاجاتها وتطلعاتها الى الغد الأفضل .



217
ماذا يشكل المخرج والممثل في العملية المسرحية
                                                               
باسل شامايا

للمسرح دور بارز ومؤثر في رفد الحركة الثقافية والاجتماعية في جميع المجتمعات الإنسانية وعلى امتداد مختلف الفترات الزمنية المتعاقبة، وهو عبارة عن صور من حياتنا اليومية تتجسد على خشبته المهيأة لهذا الغرض وذلك من قبل الممثل الذي يعتبر عنصرا دراميا مجسدا للأحداث التي تدور على المسرح ، كما انه يسهم مساهمة كبيرة في عملية بناء الإنسان وتطوير تطلعاته وتوجهاته الفكرية والاجتماعية والثقافية عموما ، فاعتمد هذا النشاط الحيوي ليكون سبيلا للمعالجات المتنوعة الكثيرة منها المعالجات النفسية . لذلك يجب إعطاء الأهمية القصوى له لكي يأخذ دوره المتميز في عملية اغناء الوعي الثقافي عند الإنسان باعتباره وسيلة من وسائل التثقيف والتنوير لكافة شرائح مجتمعنا العراقي  .. في موضوعي هذا سأتطرق إلى دور المخرج والممثل ، هذان العنصران المهمان في إنضاج العملية المسرحية واللذان لتأثيرهما على سيرها اثر بالغ لجني ثمار المحصلة النهائية التي هي العرض المسرحي ( حصيلة الدراسة المستوفية لشروط الفعل الإبداعي في حدوده الإبداعية )  أتناول في البدء العنصر الأول الذي هو ( المخرج ) هذا المهندس المسرحي الذي يرسم ويخطط لكل ما يتعلق بعملية الانجاز، حيث يضع لكل حركة على المسرح حساباتها ودقتها ثم يخلق الجو العام والخاص ، ويشكل هذا العنصر الرؤية والكيان التركيبي ثم يعمل على توحيد عناصر العرض المسرحي ، كما يضع خطته الإخراجية ويحول بنية النص الأدبية والحوارية والسمعية إلى اللغة البصرية وذلك من خلال عملية تكوينه الإنشائي للعرض .أما العملية الإخراجية التي يخطط لها فهي رؤية واكتشاف مخفي غير معلن في النص وانطلاقة من فرضية لا من تعابير جاهزة ، فمثلا نجد المخرج ينطلق من فكرة النص كما هو معتاد في العملية المسرحية، وهذه الانطلاقات قد تجاوزها العصر لأن المخرج المعاصرفي هذه الأيام بدأ ينطلق من الفكرة التي يقول فيها : كيف تستطيع أن تكوّن سؤالا لمسرحية ما كمسرحية هملت على سبيل المثال أو أي مسرحية عالمية أو محلية أخرى ...؟ ومن خلال وحدة السؤال وفرضية الرؤية تتأسس الرؤية الإخراجية .أما العنصر الثاني الذي هو(الممثل ) هذا العنصر المهم الذي يلعب دورا أساسيا في تكوين العرض والذي يحول علامات النص الأدبية إلى الفعل البصري، كما انه الوسيط الفكري لسيد العمل ( المخرج ) الذي يعمل على توظيف إمكاناته الفكرية والذهنية لنقل رؤيته من خلال الممثل إلى المتلقي .فالمخرج يوظفه في تشكيل رؤيته ويختاره معتمدا على وحدة العلاقة ما بين ثقافة وعطاء الممثل وما بين الرؤية التركيبية للمخرج، وتتوضح العلاقة ما بين المخرج والممثل من خلال وحدة التمارين التي تعكس الامكانية الجسدية والتحليلية للممثل ، وهناك طريقتين يتبعها المخرج في تدريب الممثل : 1// ملاحظات الممثل حول دوره وذلك من خلال دراسة الشخصية وأبعادها الدرامية . 2// تطوير إمكانية الممثل حتى بلوغه عمق الشخصية والتي بدورها تشكل وحدة العرض ، كما ان من واجبات المخرج تجاه الممثل ليست فقط تلك الحدود التي تتعلق بوحدة تطوير الفعل النفسي بقدر ما هو تطوير الإمكانيات الجسدية وكذلك معرفته للقدرات الفنية التي يمتلكها الممثل والتي بواسطتها يستطيع أن يتقمص أداء الشخصية . فالممثل هو العنصر الأكثر تركيزا في توضيح مكامن النص ورؤية المخرج الصورية للمتلقي ، لذلك فان علاقة المخرج به هي علاقة متطورة نامية تشكل أساسا متينا في العملية الإخراجية وهو أيضا الوسيط بين المؤلف والمخرج ، فتتبلور هذه العلاقة لتثمر في الأخير بولادة العرض المسرحي الذي هو الهدف الأول والأخير للمنجز الفني . إذن نقول إن الممثل هو الأداة التي تشكل رؤية العرض والمخرج هو الذي يوقظ مخيلة الممثل ويغني ثقافته ويوسع من افقه، كما يوقظ عنده الاستجابات النفسية والحساسية من خلال علاقته بعناصر العرض ، فيختار شخصياته معتمدا على وعي واستجابة الممثلين الذهنية في تقمص الشخصية وبنائها فكريا وان خصوبة مخيلته واستجاباته تشكل ركيزة مهمة لاختياره، فالممثل الذي لا يملك خيالا وعمقا ثقافيا لا يمكن له أن يجسد الشخصية التي رسمها المؤلف . فبعد قراءة المخرج للنص وتمعنه فيه تتكون عنده حدود الشخصيات ومحاورها ثم يتعرف على الأبعاد الثلاثة ( البعد الاجتماعي والنفسي والجسماني ) فيبدأ بعملية الاختيار التي تكون ضمن وحدة متجانسة ما بين تصوره وفعالية الشخصية لذلك نجده ينتقل من خطوة المقترحات التى يؤسسها في مخيلته إلى فعل التمثيل حينما يشخص الكاست ( ممثلين ) الذين تتوفر فيهم صفات وأبعاد مقربة لشخصيات المسرحية فيتم اختيار الشخصية من قبله ومن خلال وعي الممثل في ترجمته للشخصية وبنائها تشكيليا وفكريا كما وضحنا . وحسب ما هو معروف هناك ثلاثة أنواع من الممثلين تم تشخيصهم من خلال التجارب المسرحية الإبداعية وهم : الممثل الهاوي . الممثل المحترف .. الممثل المبدع ( المفكر ) أي الشخصية الغير مكررة ، ولكل نوع من هذه الأنواع الثلاثة صفاتها حيث يتميز الأخير في امتلاكه لعنصر الثقافة والجسد المرن الذي يعتمده على المسرح ومقومات الاستجابة التي تتفاوت عنده قياسا بالآخرين . وهناك أيضا تأكيدات المخرج خلال رؤيته التركيبية ووحدة التمرين حيث تؤكد على إيجاد العلاقة ما بين الممثل والآخر فمثلا علاقة عطيل بياكو وعطيل بكاسيو ودزدمونة، نشأت من خلال البناء النفسي والاجتماعي والفكري ما بين هذه الشخصيات فنراها تشكل اختلافا وتباينا في العلاقة ، فعند أداء الممثل لشخصية عطيل تختلف بعلاقتها من البناء النفسي والاجتماعي عن علاقة عطيل بدزدمونة من علاقته بكاسيو وياكو ومن خلال دراسة المشهد والمواقف والفكرة التي تجمع الشخصية مع الشخصية الأخرى نجد لكل شخصية وحدة العلاقة ما بين الممثل والآخر أي ما بين الشخصية والأخرى وهذا ما نراه من سير العملية الدرامية ، كما نجد تغيرا ملحوظا في علاقة هملت باوفيليا تتغير من خلال تطور الأحداث وانعكاسها على العلاقة بينهما وتشكل علاقة الممثل بالآخر وحدة تقنية وذلك من خلال التسليم والاستلام بالحوار .. إذن لم تكن مهمة المخرج توظيف دور الممثل لتجسيد الحدث المسرحي فقط بل هناك أيضا حث لبناء علاقة وطيدة مع الممثل الآخر وتذكيره دائما إن مهمته لا تنتهي بنهاية حواره بل يبقى متابعا لكافة الحوارات التي تؤديها الشخصيات الأخرى، كما يجب أن تكون للممثل علاقات متنوعة مع جميع عناصر العرض المسرحي فالعلاقة التي ستربطه على سبيل المثال بالمنظر المسرحي ستكون علاقة تكوين وفكرة فالديكور هو جزء مهم ومكمل كما هو الممثل أو أي عنصر آخر من العرض . ولو نبحث بعض الشيء عن دور المخرج في علاقته مع الممثل نجده متابعا بدقة متناهية لكي يختار ممثله خصوصا بعد أن يقرأ النص وتتكون في مخيلته حدود الشخصيات ومحاورها ثم يتعرف على الأبعاد الثلاثة التي يجب أن يتعرف عليها المخرج حين يختار شخصياته والتي هي ( البعد الاجتماعي والنفسي والجسماني ) فيبدأ باختيار ممثليه الذين سيعتمدهم في تجسيد رؤيته الإخراجية ضمن وحدة تجانسية ما بين تصور المخرج وما بين فعالية الشخصية كما حددها المؤلف ، لذلك نجد المخرج ينتقل من خطوة المقترحات التي يؤسسها في مخيلته إلى فعل التمثيل حينما يشخص الكاست(الممثلين ) الذين تتوفر فيهم صفات وأبعاد مقربة لشخصيات المسرحية، فيتم اختيار الشخصية من قبل المخرج ومن خلال وعي واستجابة الممثل الصورية والذهنية في ترجمة الشخصية وبنائها تشكيليا وفكريا ،فان المقدرة الفكرية الثقافية وقوة المخيلة واستجاباتها لدى الممثل تشكل مرتكزا أساسيا في عملية الاختيار فالممثل بدون خيال وبدون موهبة لا يمكن أن يؤدي الشخصية التي رسمها المؤلف . وهناك عدة مدارس ينطلق منها المخرج حين شروعه بالعملية التدريبية فمثلا يعتمد طريقة ستانسلافسكي كأساس في نظريته ( الإخراج والتمثيل ) حيث تعتمد مدرسته على إنشائية الفعل الداخلي للممثل مستندة في عملية البناء على التحليل النفسي لأجل تحفيز الفعل الداخلي للممثل .. لذلك إن عملية تعامل المخرج مع الممثل وفق هذا المنهج تكون لأجل إيقاظه من خلال التمارين التي تنشط لديه ذاكرة الانفعالات الحسية والنفسية للممثل .  أن المقدرة الفكرية للممثل تمكنه الولوج في عمق فكري لتحليل الشخصية . إن عملية تطابق الدراسة التحليلية التي ينطلق منها المخرج من وحدة النص وأفكار المؤلف تلزم المخرج بان يكون محللا ذا عقلية ثقافية فنية عميقة إضافة إلى تصورات رؤيوية تستطيع أن تجسد النص وتحوله من مادته الكتابية إلى رؤية صورية أساسها الأول الممثل .وأخيرا أن علاقة الممثل إخراجيا على خشبة المسرح ترتبط مع كل عناصر العرض البصرية ويعمل المخرج من خلال علاقته بالممثل على إفهامه بان عملية التكامل ألعلائقي يجب أن تكون متكاملة بينه وبين كل مساحة الخشبة وعناصرها التشكيلية البصرية التي يتفاعل معهما الممثل من خلال تكوين علاقة متبادلة بينه وبين هذه العناصر كعلاقته بكل الشخصيات التي رسمها المؤلف ووظفها المخرج ضمن رؤيته الإخراجية والتي يكون لها فعلا دراميا لتطوير الحدث ، إذن من خلال علاقة المخرج بالممثل يعلمه أن علاقته يجب أن تكون متبادلة مع الشخصيات التي رسمها النص وترجمت من خلال الرؤية الصورية وهكذا تشكل العلاقة التي تربط المخرج بالممثل منذ الخطوة الأولى لدراسة النص بالانجاز المتكامل لمجمل العملية المسرحية .             


218
نصب تذكاري للخالد توما توماس في القوش
                                                             
باسل شامايا
 
بلدة صغيرة تقع على سفح جبل اجرد ، صغيرة في مساحتها وكبيرة في عطاءاتها ، أتحفت العراق بل العالم بشرقه وغربه بأسماء وانجازات عملاقة حفرت بعمق في وجدان التاريخ القريب والبعيد وبقيت على امتداد الزمن متميزة متلألئة في سماء الوطن وزاهية متألقة ومبدعة تؤطر الحياة .. تلك هي القوش الباسلة التي أنجبت علماء وفلاسفة وفنانون وأدباء وأساتذة كبار ،القوش هذه البلدة الواهبة المعطاءة ، التي أنجبت في أوائل القرن العشرين ابنها البار البطل توما توماس ، هذا المحنك المغوار الذي أطلق عليه حقا وفعلا رجل المهمات الصعبة  .. لقد كان جسورا وقائدا شجاعا ومقداما لم يتمكن الخوف والغرور منه يوما ، عاش متواضعا يحمل هموم الناس .. رقيقا شفافا في تعامله معهم لا بل حتى مع أولئك الذين كانوا يضمرون له الحقد والعداء ،كثير التسامح حتى مع الذين أعمت العمالة والجشع بصيرتهم ، أولئك الضعاف النفوس الذين باعوا ضمائرهم بابخس الأثمان فقبلوا بعروض أسيادهم حينما تم اختيارهم لاغتيال الفقيد لكنهم كانوا في كل محاولة يجرون أذيال الخيبة والفشل لأنه بحنكته وذكاءه كان يكشف ما يخططون له ، ومع ذلك كان يرفض معالجة الخطأ بالخطأ في معاقبتهم  فيعفي عنهم ويسامحهم بالرغم من كل شيء .. كان الشيء الذي يقربه أكثر إلى الناس تفضيله الدائم ان يكون قريبا من الكادحين والبسطاء والمحرومين ليشاركهم همومهم ومعاناتهم .. يقف معهم خصوصا في أوقاتهم العصيبة التي يتألمون فيها لكي يخفف عن آلامهم وجراحاتهم التي يجد بذلك كل الراحة والفرح والسرور .. كان يمتلك قلبا ممتلئا بالحب للجميع خصوصا أهل بلدته  دون تمييز أو تفضيل أحدا على الآخر .. لشخصيته الوطنية والاجتماعية والسياسية خصال فريدة تميزه عن غيره من السياسيين لذلك استحق أن يلقب بجيفارا العراق لأنه فعل مثلما فعل جيفارا، الذي بات بنضاله وتضحياته رمزا من رموز حركة التحرر العالمية .. قارع الظلم في جبال بوليفيا وهكذا قارعه توما توماس في جبال كردستان .. اندمجت فيه مزايا الالقوشي الشجاع مع مزايا الوطني الغيور المؤمن بقضايا شعبه ووطنه وبتطلعه إلى الحياة الحرة الكريمة ..كان يفضل دوما أن يكون قريبا من بلدته في نضالاته ضد السلطة الدكتاتورية البغيضة لكي تبقى عيناه حارستان أمينتان لحمايتها من شر الأعداء وأطماع الغزاة .. لقد حاولوا الحد من عزمه وتواصله في ذات الطريق الذي امن به  فاحرقوا منزله وصدّروا أمواله وشردوا عائلته الى شتى أصقاع الأرض حتى وصلت بهم الوحشية أن تمتد  مخالبهم القذرة لتنهي حياة ابنه الشاب الذي توه قد بدا الحياة ومع كل ذلك لم يتمكنوا من إيقاف ذلك الدفق الهائل من العطاء بل استمر في كفاحه المرير بكل شجاعة ونكران الذات دون أن تثنه تلك الممارسات اللانسانية عن التواصل بل جعلته يزداد قوة وصلابة في مواجهة أعداء الحياة فأشاع بصبره وشجاعته المعهودة الرعب في قلوبهم ...كان قائدا عسكريا محنكا لكنه لم يعتبر نفسه يوما إلا جنديا مقاتلا ضد كل من تسول له نفسه لإيذاء ثلاثة أشياء كان يحبها كثيرا وهي ( الوطن .. الشعب .. القوش ) ولم يبحث يوما عن أمجاد ومراكز سلطوية كالتي يهرع خلفها الكثير في أيامنا هذه وكان الجميع صغارا وكبارا تغمرهم الفرحة عندما ينادونه ( عمي توما ) .. هذا ما كان يفتخر به دوما ويعتبره افتخر أثمن رأسمال في حياته  .. فالحديث عنه يحتاج الى مساحة للتأمل في مسيرته الحافلة بالنضال ويكاد يعجز عن إيفائه ما يستحقه من الوصف، لأنه تجاوز بانجازاته ونضاله المرير كل الحدود حتى أغنى بها مسيرة الحركة الوطنية وأثرى تأريخ حزبه المناضل تلك التي ستبقى ذكراها القا في عالم الخلود ونبراسا في ضمائر الأحرار لا تمحوها الأيام والسنين .. فقد تمكن هذا الرمز أن يحفر في ذاكرة الزمن اسمه الذي سيبقى عزا وفخرا تعتز به الأجيال على مر الزمن .خطفه ملاك الموت ورحل به إلى عالم الخلود قبل أن يقطف ثمار نضاله الذي أرهقه كثيرا ويعيش يوم سقوط الصنم ، رحل تاركا ذكرى لا تزول، فتوشحنا بفراقه الأسى والحزن .. رحل بعد أن أفنى عنفوان شبابه من اجل تحرر الوطن والشعب من عبودية الدكتاتورية المقيتة ، رحل غريبا عن بلدته التي أرضعته الحب والوفاء .. رحل دون أن يقتني لأولاده أكثر من تاريخه النضالي الثر، فخلده التأريخ وبات رمزا من رموز الحركة الوطنية . بعد شهرين ونيف سنعيش الذكرى الرابعة عشر على رحيله وفراقه الأبدي عن بلدته ومحبيه،أليس الأجدر بنا أن نقف بكل حب واحترام مستذكرين ذلك التاريخ الناصع الزاخر بالتضحيات الجسام من اجل شيء متسام عظيم اسمه الوطن .. أما آن الأوان لنحافظ على منجزه الكبير وتاريخه الحافل بالمآثر والبطولات من غدر الزمان، فنسعى معا لنشيّد له مكانا يليق به يحمل اسمه، مكانا تزينه أشجار الياس وتعبقه أزهار النرجس والياسمين، يمنحه عطرا فواحا ساحرا  نصبا  يجسده عمنا الغالي أبو جوزيف ، انه اقل ما يجب علينا أن نقدمه لهذا الإنسان الذي ظل وفيا لبلدته ، فداها بروحه حينما كانت تكتنفها الذئاب واللصوص من كل صوب ، وفتح صدره لغدر الغادرين حينما كانت تتعرض لغارات وأطماع كثيرة . فما خذل قوم اجتمعوا على الخير والبناء وما افلح من التقى على الشر والبلاء .. هيا أبناء جلدتي لنشد الأيادي ونعمل بما يستحقه هذا الإنسان الخالد ونشيد له في مدخل أمه العزيزة القوش جنينة زاهية ليدخل إليها ابنها البار الذي أجبرته الظروف أن يموت غريبا عنها علما إن أمنيته التي كانت تراوده حينما يموت ان يكون بين أهله وناسه في بلدته القوش ، فيرقد إلى جانب آبائه وأجداده العظام ليبقى هناك أبد الدهر ، ونجعل من هذا النصب والجنينة  صرحا تفتخر به الأجيال ، نزوره في كل يوم لنستذكر في أيامنا العصيبة هذه حديثه الذي كان يزرع الأمل فيذلل صعابنا ونقيم له احتفاء في كل ذكرى رحيله لنجدد ذكراه التي ما زالت طرية في قلوبنا ، تسكن في ثنايانا يتوّجها الحب والشوق إلى ابد الدهر ،هكذا نكون قد أوفينا جزءا من تضحياته الجسام التي وهبها من عمره خصوصا حينما تشردت عائلته وأولاده دون أن يقتني من ذلك غير محبة الناس ،هيا افتحوا قلوبكم ولا يفرقكم شيء لأنكم جميعا أبناء بلدته الشامخة ،هيا لتحققوا معا منجزا تاريخيا يعطينا الراحة والفخر والسؤدد ، ونشكل به بنيانا مشرقا في تاريخ بلدته العريقة القوش  . 



219
القوش تحتفل بالذكرى 14 تموز الخالدة
                                                     
باسل شامايا
اعتادت جماهير القوش أن تحيي وتستذكر المناسبات الوطنية والاجتماعية بالفرح والبهجة خصوصا تلك التي لهم معها ذكريات لا تنسى ، ففي يوم 14 تموز صباحا كان لهم موعدا جديدا مع أفراح هذه الذكرى الخالدة التي ما زال مكانها في أحداق عيون العراق وبين أضلع شعبه وجماهيره الكادحة ..في هذا اليوم الجميل ذي النسمات المعطرة برائحة الجموع المتجهة الى حيث تنتظرها السيارات المخصصة لنقلهم الى المكان الذي يقام فيه الاحتفال والتي تم توزيعها على كل حي من أحياء القوش فانطلقوا صباحا الى حيث الكرنفال الذي أعده نخبة من  الخيرين الذين تطوعوا ويتطوعوا دوما متجردين من الأنا لخدمة المجتمع ، وهناك حمل  لقاءهم عنوان المحبة والشوق لاستذكار ما أنجزه العراقيون الأحرار قبل 52 سنة ، في ذلك اليوم التاريخي الذي رفع  فيه الأباة راية السلام والأمان في ربوع العراق،وأزالوا عن شعبه صنوف التمييز والظلم والاضطهاد.. حيث انصهرت في بوتقة الوطن كل الجهود الخيرة  والشريفة تؤطرها عناصر التضحية الإيثار ونكران الذات التي زخرت بها دوما القوى الوطنية والتقدمية مسترخصة الموت ثمنا لقضيتهم العادلة ومن اجل انعتاق الوطن من براثن الاستعمار وتحقيق السعادة والرفاه للشعب ، فتآلفوا واتحدوا وشكلوا بإصرارهم وتواصلهم مزيجا متجانسا ونموذجا فريدا من العطاء، حتى أثمرت تلك التضحيات الجسام عن ولادة ثورة تموز المباركة ، تلك الثورة التي كان لانبثاقها شان وصدى كبيرين على المستوى الوطني والإقليمي والدولي ، فقد أزالت عن كاهل الوطن المبتلى بالاستعمار وعملاءه ما أفرزته الأيام وتركته سنين الاستغلال والعبودية العجاف، وأعادت البسمة إلى وجوه اليتامى و الثكالى .. فقبل أكثر من نصف قرن ومع طلوع فجر 14 تموز 1958 أأتلق في أفق بلاد الرافدين أمل واعد لغد أفضل لجماهير شعبنا المحرومة والتي كانت تعاني شتى صنوف الممارسات اللانسانية ، تكبّلها ظروف القهر الاستبدادي ،وحينما تعالى أصوات الغيارى من أبطال العراق منادين بتحرره من أغلال المستعمر الغاشم و مصممين على إعادة شمس الحرية الى ربوع الوطن حتى وان كلف ذلك حياتهم ،وبالفعل سقط الكثير الكثير على مذبح الحرية مضرجين بدمائهم الزكية من اجل هدف عظيم وسامي وهو وطن يرفل بالسعادة وشعب يتذوق نسيم الحرية والديمقراطية، ليعيش أبناء وبنات وجميع شرائح مجتمعه بأمان وسلام،بعيدا عن تسلط المستعمر وزبانيته ، وهكذا انتصرت إرادتهم في نهاية المطاف ،أما الأوباش الذين تمادوا في ظلمهم وإجحافهم فأنهم ذهبوا إلى الدرك الأسفل دون رجعة ، المكان المناسب الذي يليق بهم .وبهذه المناسبة  العطرة وفي جو عائلي بهيج  احتفلت جموع القوش الغفيرة والقادمة من بلدة  البطل توما توماس صباح يوم الأربعاء الموافق 14/تموز في مصيف بندوايا ، ذلك المكان الجميل ذات الطبيعة الساحرة الخلابة التي تفيض رقة ورونق وبهاء، والذي تعبق في أجواءه روائح الفرح وتنساب إليه مع تلك النسائم العليلة رائحة تلك الحياة العذبة القادمة من شيرو ملكثا ، فقد اعتاد المحتفلون أن يملئوا مكان الاحتفال بفرحهم ويطرزونه بكلماتهم وقصائدهم ويسقونه بإبداعاتهم وأغانيهم الجميلة التي أبدع ( دي جي ) الفنان الشاب سلفر تومكا في إمتاع الجمهور وقضاء أحلى الأوقات مع فقراته التي راح المحتفلون يدبكون على أنغامه أحلى الدبكات الشعبية  ،وتغنوا بالوطن وتعالى في تلك الأجواء علم العراق والأعلام الحمراء التي كانت ترفرف كما كانت تفعل قبل 52 سنة في عموم العراق  وشهد منهاج السفرة فقرات من الفعاليات المتنوعة التي استهلها عريف السفرة بكلمة ترحيبية أشاد فيها بنضال وتضحيات الوطنيين الأحرار الذين  فجروا ثورة 14 تموز الخالدة ..تضحيات شعب تكالبت عليه أطماع الأعداء وتهالك على خيراته الطامعون والغزاة ، وبعد مرور سنين طويلة على استهدافهم لهذا الشعب الذي كان وما زال يريد أن يعيش بأمان وسلام ، جاء أحفاد الطغاة ليأخذوا دور الآباء والأجداد لتكملة مشوارهم في المؤامرة التي حاكوها وخططوا لها مع أسيادهم ، وها هم اليوم يتكالبون عليه مستخدمين كل وسائلهم القذرة لإبقائه تحت سيطرتهم ، فعصفت به فواجع كثيرة اهتزت لها ضمائر الإنسانية وعلى امتداد الزمن ، ولكن طالما هناك حراسا مخلصين يضحون حتى بحياتهم دون أن يبخلوا بها من اجل الدفاع عنه وحمايته من الزبانية والطغاة فالمسيرة مستمرة لا تتوقف .وتوالت الفقرات وكل واحدة تضيف طعما جديدا إلى روعة الاحتفال، وكان لرابطة المرأة العراقية مشاركة متميزة وكذلك اتحاد الشبيبة الديمقراطي الذي استقطب الشباب الرائعين في عدة فعاليات ومسابقات كانت محط أنظار الجمهور،اما فترة الغذاء فكانت وكأن تلك العوائل الغفيرة عائلة واحدة يوحدهم الوطن الواحد ، سلاما لمن يضع كفه بكف المناضلين .. سلاما لمن يضع للفرحة مكانا بعالم يزخر بالأوجاع . سلاما لكم أيها المتشبثون بأمل الغد .. واليكم انتم أيها السالكون الطريق الأمثل لبناء عراق ديمقراطي موحد ... المجد والخلود لشهداء ثورة 14 تموز الخالدة .. شهداء الوطن الذين أضاءوا للأجيال الدرب .. دروب الظفر نحو الحرية والديمقراطية .           


220
ارثيك يا أبا ديار

فوجعنا برحيل الوطني الغيور والانصاري الجسور حكمت حكيم ( ابو شهاب ) هذا الاسم الذي طرق ابواب الدكتاتور منطلقا من جبال كردستان سنين من النضال الدءوب ..ما فتأ حضوره يطرق الاسماع بمآثره وجولاته الى جانب رفاق دربه ضد جلاوزة القرن العشرين .. رحل مبكرا دون ان يمهله المرض العضال مزيدا من السنين لتكملة مشواره الذي كان يتمناه  لخدمة قضيته العادلة .. رحل حاملا هموم الوطن ومعاناة الشعب قبل وبعد الدكتاتورية البغيضة ليلتحق بركب الشجعان الذين سبقوه الى عالم الخلود ..رحل المناضل العتيد الى دون رجعة ورحلت معه تلك الابتسامة والدعابة اللطيفة التي كان يغدق بها دوما على اصدقائه ورفاقه ومحبيه وحتى خلال محاضراته التي كان يجد فيها متنفسا للحضور يخلق بها عنصر التشويق للاصغاء الى المزيد من حديثه الشيق ..هكذا رحل ابن العراق البار الذي عاش ومات وفيا لوطنه وشعبه ومبادئه النبيلة التي كان له شرف الانتماء اليها نم قرير العين ايها الفقيد الغالي فقد اوفيت للحياة العطاء ..لك الذكر الطيب ايها الفقيد و ستبقى حيا في قلوب من عاشوا طيبتك وتضحياتك الجسام ونكرانك ذاتك والكثير الكثير من الخصال والصفات الحميدة التي كنت تمتاز بها ولعائلتك ولنا ولشعبنا العراقي الصبر على فراقك الابدي
 
                                               باسل شامايا / القوش 
 

221
عائلة الراحل حكمت حكيم المحترمون
ذوي ومحبي الفقيد الراحل المحترمون

باسم الهيئتين الادارية والعامة لنادي القوش العائلي نقدم التعازي القلبية الصادقة على هذا الرحيل المفاجىء الذي ليس الا خسارة كبيرة لشعبنا ووطننا الذي هو بأمس الحاجة الى امثاله في هذا الوقت العصيب لبناء عراقنا الحر الجديد تمنياتنا لزوجته واولاده بالصبر والسلوان على هذه الفاجعة الكبيرة ونطلب له الراحة الابدية ويسكنه فسيح جناته امين يا رب .
 
الهيئة الادارية
لنادي القوش العائلي

222
حفل عائلي ساهر على حدائق
نادي القوش العائلي
                                                                                                باسل شامايا
كان لأعضاء نادي القوش العائلي موعدا  مع الفرحة والابتسامة على حدائق النادي مساء يوم الخميس الموافق 3/6/2010 حيث التهافت العائلي الكبير الذي كان يحمل عنوان اللهفة والشوق الى الملتقى في بيت القوش الكبير، هذه الخيمة المكتنزة دوما بالحب والإبداع والذي تثمر فيه أواصر المحبة والألفة والعلاقات الاجتماعية الوطيدة .. انطلاقا من هذا الطموح وبمناسبة قدوم موسم الصيف الزاخر بالانجازات والعطاءات المتميزة أقامت الهيئة الإدارية لنادي القوش العائلي حفلا عائليا ساهرا لأعضاء النادي وأصدقائهم وبالرغم من تزامن الحفل مع الامتحانات النهائية للطلبة الاحبة الجامعيين منهم وطلبة الصفوف المنتهية ( المتوسطة والإعدادية ) إلا أن حدائق النادي ازدهت بالحضور العائلي المتلهف لقضاء وقتا ممتعا مع منهاج الحفل الذي استهله عريف الحفل بكلمة ترحيبية بالحضور شاكرا إياهم حضورهم ومشاركتهم في أول أمسية عائلية لموسم الصيف 2010، ثم تلتها كلمة الهيئة الإدارية للنادي ألقاها رئيس الهيئة السيد بطرس كجوجة حيث تمنى للجميع قضاء وقتا ممتعا في ليلة هنيئة زاخرة بالبهجة واللحظات السعيدة مع البرنامج الذي أعده زملاءه في اللجنة الفنية والثقافية للنادي، وتوالت الفقرات متتابعة واحدة تلو الأخرى فكان لتكريم المعفيين والمعفيات من أحبتنا وقع خاص عند الجمهور ،حيث تحدث عريف الحفل عنهم واصفا إياهم بتلك الثمار اليانعة التي سترفع مستقبلا راية العلم والمعرفة في بلدنا العزيز نبقى نفتخر ونعتز بهم دائما وابدا لأنهم أبناء وبنات هذه الشجرة المعطاءة القوش ، وهنأ عوائلهم على هذا الكنز الذي سيكون له دورا فاعلا للأرتقاء وبتواصل في بناء عراقنا الحرالجديد ، كما انطلقت الجموع مبتهجة بتلك الدبكات الشعبية التي شكل فيها أحبتنا حلقة رائعة حول الجمهور، كما تم تكريم الإخوة الزملاء أعضاء الهيئة الإدارية السابقة على ما بذلوه في خدمة مسيرة النادي خلال عامي ( 2008 / 2009 ) ، أما أمل المستقبل أطفالنا الأحبة فقد تبارى (20 ) منهم في لعبة النفاخات ، افرزت تلك المباراة الحامية بفوز طفلين  بهديتين متواضعتين أدخلت الفرحة الى قلبيهما وهما يستلمان جائزة فوزهما ،وكانت الهيئة الإدارية للنادي قد ارتأت لتكريم عضو الهيئة العامة السيد ( لطيف كريش ) الذي عرفه الناس بتطوعه دون مقابل في خدمة التعازي التي تقام على أرواح المتوفين  في قاعة مار قرداغ للتعازي . كما تم تكريم السيد كريم سيبو عضو الهيئة العامة الذي اعتاد أن يكون سباقا في اقتناءه على أول بطاقة مشاركة في معظم نشاطات النادي،وهكذا تمتعت عوائلنا وصغارنا الأحبة بلحظات سعيدة مع لعبة الدنبلة والتي خللتها نكات الأخ نصير قس يونان الذي اعتاد عليها خلال ممارسة لعبة الدنبلة ، أما مسك ختام الأمسية فكانت مع الدبكات الشعبية على أنغام (دي – جي ) أوفير ، واستمر الحفل إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .


223
ماذا يشكل المخرج والممثل في العملية المسرحية
                                                                                                      باسل شامايا
للمسرح دور بارز ومؤثر في رفد الحركة الثقافية والاجتماعية في جميع المجتمعات الإنسانية وعلى امتداد مختلف الفترات الزمنية المتعاقبة، وهو عبارة عن صور من حياتنا اليومية تتجسد على خشبته المهيأة لهذا الغرض وذلك من قبل الممثل الذي يعتبر عنصرا دراميا مجسدا للأحداث التي تدور على المسرح ، كما انه يسهم مساهمة كبيرة في عملية بناء الإنسان وتطوير تطلعاته وتوجهاته الفكرية والاجتماعية والثقافية عموما ، فاعتمد هذا النشاط الحيوي ليكون سبيلا للمعالجات المتنوعة الكثيرة منها المعالجات النفسية . لذلك يجب إعطاء الأهمية القصوى له لكي يأخذ دوره المتميز في عملية اغناء الوعي الثقافي عند الإنسان باعتباره وسيلة من وسائل التثقيف والتنوير لكافة شرائح مجتمعنا العراقي  .. في موضوعي هذا سأتطرق إلى دور المخرج والممثل ، هذان العنصران المهمان في إنضاج العملية المسرحية واللذان لتأثيرهما على سيرها اثر بالغ لجني ثمار المحصلة النهائية التي هي العرض المسرحي ( حصيلة الدراسة المستوفية لشروط الفعل الإبداعي في حدوده الإبداعية )  أتناول في البدء العنصر الأول الذي هو ( المخرج ) هذا المهندس المسرحي الذي يرسم ويخطط لكل ما يتعلق بعملية الانجاز، حيث يضع لكل حركة على المسرح حساباتها ودقتها ثم يخلق الجو العام والخاص ، ويشكل هذا العنصر الرؤية والكيان التركيبي ثم يعمل على توحيد عناصر العرض المسرحي ، كما يضع خطته الإخراجية ويحول بنية النص الأدبية والحوارية والسمعية إلى اللغة البصرية وذلك من خلال عملية تكوينه الإنشائي للعرض .أما العملية الإخراجية التي يخطط لها فهي رؤية واكتشاف مخفي غير معلن في النص وانطلاقة من فرضية لا من تعابير جاهزة ، فمثلا نجد المخرج ينطلق من فكرة النص كما هو معتاد في العملية المسرحية، وهذه الانطلاقات قد تجاوزها العصر لأن المخرج المعاصرفي هذه الأيام بدأ ينطلق من الفكرة التي يقول فيها : كيف تستطيع أن تكوّن سؤالا لمسرحية ما كمسرحية هملت على سبيل المثال أو أي مسرحية عالمية أو محلية أخرى ...؟ ومن خلال وحدة السؤال وفرضية الرؤية تتأسس الرؤية الإخراجية .أما العنصر الثاني الذي هو(الممثل ) هذا العنصر المهم الذي يلعب دورا أساسيا في تكوين العرض والذي يحول علامات النص الأدبية إلى الفعل البصري، كما انه الوسيط الفكري لسيد العمل ( المخرج ) الذي يعمل على توظيف إمكاناته الفكرية والذهنية لنقل رؤيته من خلال الممثل إلى المتلقي .فالمخرج يوظفه في تشكيل رؤيته ويختاره معتمدا على وحدة العلاقة ما بين ثقافة وعطاء الممثل وما بين الرؤية التركيبية للمخرج، وتتوضح العلاقة ما بين المخرج والممثل من خلال وحدة التمارين التي تعكس الامكانية الجسدية والتحليلية للممثل ، وهناك طريقتين يتبعها المخرج في تدريب الممثل : 1// ملاحظات الممثل حول دوره وذلك من خلال دراسة الشخصية وأبعادها الدرامية . 2// تطوير إمكانية الممثل حتى بلوغه عمق الشخصية والتي بدورها تشكل وحدة العرض ، كما ان من واجبات المخرج تجاه الممثل ليست فقط تلك الحدود التي تتعلق بوحدة تطوير الفعل النفسي بقدر ما هو تطوير الإمكانيات الجسدية وكذلك معرفته للقدرات الفنية التي يمتلكها الممثل والتي بواسطتها يستطيع أن يتقمص أداء الشخصية . فالممثل هو العنصر الأكثر تركيزا في توضيح مكامن النص ورؤية المخرج الصورية للمتلقي ، لذلك فان علاقة المخرج به هي علاقة متطورة نامية تشكل أساسا متينا في العملية الإخراجية وهو أيضا الوسيط بين المؤلف والمخرج ، فتتبلور هذه العلاقة لتثمر في الأخير بولادة العرض المسرحي الذي هو الهدف الأول والأخير للمنجز الفني . إذن نقول إن الممثل هو الأداة التي تشكل رؤية العرض والمخرج هو الذي يوقظ مخيلة الممثل ويغني ثقافته ويوسع من افقه، كما يوقظ عنده الاستجابات النفسية والحساسية من خلال علاقته بعناصر العرض ، فيختار شخصياته معتمدا على وعي واستجابة الممثلين الذهنية في تقمص الشخصية وبنائها فكريا وان خصوبة مخيلته واستجاباته تشكل ركيزة مهمة لاختياره، فالممثل الذي لا يملك خيالا وعمقا ثقافيا لا يمكن له أن يجسد الشخصية التي رسمها المؤلف . فبعد قراءة المخرج للنص وتمعنه فيه تتكون عنده حدود الشخصيات ومحاورها ثم يتعرف على الأبعاد الثلاثة ( البعد الاجتماعي والنفسي والجسماني ) فيبدأ بعملية الاختيار التي تكون ضمن وحدة متجانسة ما بين تصوره وفعالية الشخصية لذلك نجده ينتقل من خطوة المقترحات التى يؤسسها في مخيلته إلى فعل التمثيل حينما يشخص الكاست ( ممثلين ) الذين تتوفر فيهم صفات وأبعاد مقربة لشخصيات المسرحية فيتم اختيار الشخصية من قبله ومن خلال وعي الممثل في ترجمته للشخصية وبنائها تشكيليا وفكريا كما وضحنا . وحسب ما هو معروف هناك ثلاثة أنواع من الممثلين تم تشخيصهم من خلال التجارب المسرحية الإبداعية وهم : الممثل الهاوي . الممثل المحترف .. الممثل المبدع ( المفكر ) أي الشخصية الغير مكررة ، ولكل نوع من هذه الأنواع الثلاثة صفاتها حيث يتميز الأخير في امتلاكه لعنصر الثقافة والجسد المرن الذي يعتمده على المسرح ومقومات الاستجابة التي تتفاوت عنده قياسا بالآخرين . وهناك أيضا تأكيدات المخرج خلال رؤيته التركيبية ووحدة التمرين حيث تؤكد على إيجاد العلاقة ما بين الممثل والآخر فمثلا علاقة عطيل بياكو وعطيل بكاسيو ودزدمونة، نشأت من خلال البناء النفسي والاجتماعي والفكري ما بين هذه الشخصيات فنراها تشكل اختلافا وتباينا في العلاقة ، فعند أداء الممثل لشخصية عطيل تختلف بعلاقتها من البناء النفسي والاجتماعي عن علاقة عطيل بدزدمونة من علاقته بكاسيو وياكو ومن خلال دراسة المشهد والمواقف والفكرة التي تجمع الشخصية مع الشخصية الأخرى نجد لكل شخصية وحدة العلاقة ما بين الممثل والآخر أي ما بين الشخصية والأخرى وهذا ما نراه من سير العملية الدرامية ، كما نجد تغيرا ملحوظا في علاقة هملت باوفيليا تتغير من خلال تطور الأحداث وانعكاسها على العلاقة بينهما وتشكل علاقة الممثل بالآخر وحدة تقنية وذلك من خلال التسليم والاستلام بالحوار .. إذن لم تكن مهمة المخرج توظيف دور الممثل لتجسيد الحدث المسرحي فقط بل هناك أيضا حث لبناء علاقة وطيدة مع الممثل الآخر وتذكيره دائما إن مهمته لا تنتهي بنهاية حواره بل يبقى متابعا لكافة الحوارات التي تؤديها الشخصيات الأخرى، كما يجب أن تكون للممثل علاقات متنوعة مع جميع عناصر العرض المسرحي فالعلاقة التي ستربطه على سبيل المثال بالمنظر المسرحي ستكون علاقة تكوين وفكرة فالديكور هو جزء مهم ومكمل كما هو الممثل أو أي عنصر آخر من العرض . ولو نبحث بعض الشيء عن دور المخرج في علاقته مع الممثل نجده متابعا بدقة متناهية لكي يختار ممثله خصوصا بعد أن يقرأ النص وتتكون في مخيلته حدود الشخصيات ومحاورها ثم يتعرف على الأبعاد الثلاثة التي يجب أن يتعرف عليها المخرج حين يختار شخصياته والتي هي ( البعد الاجتماعي والنفسي والجسماني ) فيبدأ باختيار ممثليه الذين سيعتمدهم في تجسيد رؤيته الإخراجية ضمن وحدة تجانسية ما بين تصور المخرج وما بين فعالية الشخصية كما حددها المؤلف ، لذلك نجد المخرج ينتقل من خطوة المقترحات التي يؤسسها في مخيلته إلى فعل التمثيل حينما يشخص الكاست(الممثلين ) الذين تتوفر فيهم صفات وأبعاد مقربة لشخصيات المسرحية، فيتم اختيار الشخصية من قبل المخرج ومن خلال وعي واستجابة الممثل الصورية والذهنية في ترجمة الشخصية وبنائها تشكيليا وفكريا ،فان المقدرة الفكرية الثقافية وقوة المخيلة واستجاباتها لدى الممثل تشكل مرتكزا أساسيا في عملية الاختيار فالممثل بدون خيال وبدون موهبة لا يمكن أن يؤدي الشخصية التي رسمها المؤلف . وهناك عدة مدارس ينطلق منها المخرج حين شروعه بالعملية التدريبية فمثلا يعتمد طريقة ستانسلافسكي كأساس في نظريته ( الإخراج والتمثيل ) حيث تعتمد مدرسته على إنشائية الفعل الداخلي للممثل مستندة في عملية البناء على التحليل النفسي لأجل تحفيز الفعل الداخلي للممثل .. لذلك إن عملية تعامل المخرج مع الممثل وفق هذا المنهج تكون لأجل إيقاظه من خلال التمارين التي تنشط لديه ذاكرة الانفعالات الحسية والنفسية للممثل .  أن المقدرة الفكرية للممثل تمكنه الولوج في عمق فكري لتحليل الشخصية . إن عملية تطابق الدراسة التحليلية التي ينطلق منها المخرج من وحدة النص وأفكار المؤلف تلزم المخرج بان يكون محللا ذا عقلية ثقافية فنية عميقة إضافة إلى تصورات رؤيوية تستطيع أن تجسد النص وتحوله من مادته الكتابية إلى رؤية صورية أساسها الأول الممثل .وأخيرا أن علاقة الممثل إخراجيا على خشبة المسرح ترتبط مع كل عناصر العرض البصرية ويعمل المخرج من خلال علاقته بالممثل على إفهامه بان عملية التكامل ألعلائقي يجب أن تكون متكاملة بينه وبين كل مساحة الخشبة وعناصرها التشكيلية البصرية التي يتفاعل معهما الممثل من خلال تكوين علاقة متبادلة بينه وبين هذه العناصر كعلاقته بكل الشخصيات التي رسمها المؤلف ووظفها المخرج ضمن رؤيته الإخراجية والتي يكون لها فعلا دراميا لتطوير الحدث ، إذن من خلال علاقة المخرج بالممثل يعلمه أن علاقته يجب أن تكون متبادلة مع الشخصيات التي رسمها النص وترجمت من خلال الرؤية الصورية وهكذا تشكل العلاقة التي تربط المخرج بالممثل منذ الخطوة الأولى لدراسة النص بالانجاز المتكامل لمجمل العملية المسرحية .             


224
((يوم متميز لنادي القوش العائلي ))
           
                                                                                     باسل شامايا
في يوم جميل من أيام أيار الزاهية تعانقت أنسام الربيع بنفحات الصباح الضاحك .. في يوم زاخر بالأمل حاملا  بين حناياه أريج نهار معطر برائحة أحبتنا المتهافتين إلى حيث محطة الانتظار( نادي القوش العائلي) والذي منه انطلق نشاطنا الاجتماعي الجماهيري الذي أقامته الهيئة الإدارية للنادي .. نشاط كان يحمل عنوان المسرّة والابتسامة التي ارتسمت على تلك الوجوه الضمئى ، منتظرة بكل شوق ولهفة موعدا جديدا مع الفرحة والمتعة والتسلية .تجمهرت الجموع الغفيرة أمام مبنى النادي قبل الموعد المحدد بأكثر من ساعة وكان كل واحد منهم يحمل حقيبة أمتعته واكسسواراته التي يحتاجها في استخدامها خلال السفرة ، وفي تمام الساعة الثامنة والنصف صباحا انطلق رتل السيارات الخاصة والكوسترات تحت إشراف لجنة التنظيم المكلفة بتنظيم انطلاق السيارات المشاركة والتي تم تشكيلها من قبل الهيئة الإدارية لذات الغرض وبفرح غامر انطلقت  إلى حيث جمال الطبيعة الساحر .. هناك في ربوع كردستان العزيزة .. بين أحضان تلك المروج الخضراء.. راح الرتل العائلي السعيد يشق طريقه الجبلي دون أن تعتريه أية صعاب من مشقة الطريق ، وخلال مسير (40) دقيقة وصلنا الى حيث المكان المهيأ لاستقبال الوافدين من القوش الحبيبة .. الى تلك الغابة التي لفت انتباهنا أجوائها المعطرة بعطور الطبيعة الساحرة ..ومأطرة بأشجار سامقة فائضة بثمار طيبة ،تلك الثمار التي أوصى بها عريف السفرة خيرا حينما ارتجل بكلمته الترحيبية قائلا :  رفقا بالأشجار الوارفة المعطاءة...! ثم حيا  فيها الحاضرين وتمنى لهم قضاء أجمل الأوقات وأمتعها في أحلى نهار من نهارات الربيع وبين أحضان الطبيعة الزاخرة بالأمل والتفاؤل والحب . بدأت فقرات البرنامج تحت ظلال تلك الأشجار الباسقة التي كان الطقس يغازل الشمس حينما كانت تتسلل من منافذ تلك العرائش والأشجار لترسل بقعا متوهجة الى من جلسوا تحت ظلالها ، منهم من تربع ومنهم من توّسد تلك الحشائش الخضراء .. كانت الفرحة لا تسع عوائلنا في تلك الغابة التي سقيت أشجارها الوارفة بكلماتنا وموسيقانا وحنجرات شباننا التي غمرت تلك الأجواء بالبهجة والمسابقات الممتعة التي أدخلت الفرحة والسعادة إلى قلوبهم المتلهفة .. تنوعت الفعاليات وتباينت المشاركات وتميزت عن سابقاتها ، لان المشاركين فيها والمشاركات كانوا من مختلف الفئات العمرية ( صغارا وشبانا وكبارا ) ومن كلا الجنسين حيث كانت الجموع تؤطر المكان وتشكل حلقة كبيرة لتبدأ داخلها الفعالية ، ومن ضمن الفعاليات التي استأنس بها الحضور ضربات الجزاء الترجيحية بين فريقين نسويين متكون من أربعة لاعبات وكولجي واحد ، حيث كان الأخ جرجيس ملو(كولجي رقم واحد ) والثاني نصير قس يونان (كولجي الفريق الثاني) وبعد التنافس الشديد بين الفريقين  في ضربات الجزاء خسر فريق جرجيس ملو لأنه لم يتمكن من الحفاظ على مرماه من ضربات فريق القس يونان الخصم .. أما الفنانين المبدعين رهيف سابيوس ولهيب كريش فقد تألقا في الفقرة الغنائية التي اطلقا فيها العنان لحنجرتيهما لتصدح وعلى أنغام الفنان الشاب سدير كريش الذي كانت أنامله تغازل آلته الموسيقية  فألهبا بها حماس الشباب وقضوا معها أجمل وقت في الدبكات الشعبية الفولكلورية  الجميلة .. ومن ضمن فقرات المنهاج  لقاء مع أحبتنا القادمين من الغربة ،حيث تم استدعائهم الى الستيج وبعد أن قدم كل واحد منهم نفسه للجمهور تحدثوا عن هذه الأجواء قائلين : إننا في منتهى السعادة ونحن بين أهلنا وأحبتنا نشاركهم هذا النشاط الرائع الذي أقامته مشكورة جهود الهيئة الإدارية للنادي من اجل راحة وسعادة الهيئة العامة فان هذا اليوم فعلا أضاف الى أرشيفنا ذكرى جميلة لا تنسى سنبقى نذكرها دوما . كما شارك شبابنا وشاباتنا بمسابقة ( الكواني ) اللطيفة التي فاز بها شاب وشابة من مجموع 12 مشاركا أما مسابقة الكراسي التي شارك بها مجموعة من إخوتنا أعضاء الهيئة العامة حيث كانت متميزة جدا وكان الشاب أوفير قد اعد مجموعة من الأغاني الجميلة لينطلق مع أنغامها وإيقاعها شباننا وشاباتنا بالدبكات الشعبية المختلفة ونشاطات أخرى .. وكان مسك الختام لمنهاج السفرة لعبة الدنبلة التي حالف الحظ ثلاثة من أعزتنا بالفوز بثلاثة جوائز مادية وهكذا بدأت السيارات بالانسحاب بشكل منظم الى القوش بعد الساعة الخامسة والنصف عصرا تمنياتنا لأهلنا وعوائلنا بالمزيد من المشاركات الفائضة بالسعادة والسؤدد .  


225
مبروك ميلادك في القوش يا آذار الخير
                                                                باسل شامايا
تقليد اعتادته القوش منذ زمن بعيد قبل وبعد سقوط النظام الدكتاتوري المقبور ،وفي آخر آذار الزاهي يبقى ( 31 منه ) يحتل مكان الصدارة عند الناس ، حاضراً في ضمائرهم وأفراحهم يتغنون به وتلهب ذكراه هواجس مبدعيهم فيغازلوه بأغانيهم وقصائدهم ولوحاتهم ويرتسم على وجوههم الفرح الحقيقي الذي ينتظرونه كل عام بفارغ الصبر، فيجسدوا حبهم وعشقهم لما يحمله من ذكرى عطرة تفيض محبة ومسرة وسؤدد ، هذه الذكرى العزيزة التي يبقى أثرها جليا في تاريخ العراق السياسي ، فقد اختار شهيد الوطن ( فهد ) ورفاقه الأبطال النضال طريقاً وممارسة ومصير محتوم لتنبع منه ثمرة المحبة والأصالة والوطنية الحقة التي هي اليوم سببا لحضور هذه الحشود الغفيرة الى ها هنا للاحتفاء بالمناسبة . لقد طرزت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في القوش ( 31 آذار ) أرجاء قاعة الوردة وزينت الشبيبة أجوائها أجمل تزيين حتى أفرطت بالجمال والرونق لتستقبل الوافدين الى الحفل الفني الساهر الذي بادرت الى إقامته على شرف الذكرى فيبان للناظر الذي يلجها ، صورة زاهية معبرة عن الحب لآذار السادس والسبعين المتجسد في الولادة المشرقة لحزب (فهد .. صارم .. حازم ) .    حضر الحفل جمهرة من أصدقاء الحزب ومؤازريه ورفاقه الذين هرعوا للاحتفاء بهذا الفنار الشامخ الذي عرفه الصديق والخصم بتضحياته وعمق محبته وإخلاصه للوطن والشعب خصوصا الكادحين منهم . وفي أجواء معطرة بعطور آذار الزاهية استهل عريف الحفل الكرنفال العائلي الكبير بكلمة ترحيبية حيا بها الحضور الذي فاق عددهم عن الألف شخص نساءا ورجالا ، فتيات وفتوة ، صغارا وكبارا ، وبأسلوبه الشيق شد اهتمامهم وجعلهم في توق متواصل لانتظار ما سيأتي من بعد الترحاب ، فصدحت حناجر فرقة اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي / في القوش الرائعين بأزيائهم الساحرة بالنشيد الوطني ( موطني ) فوقفت الجموع الحاضرة خشوعا وانشدوا مع المنشدين كلمات زاخرة بالحب للوطن . وارتجل الأخ صلاح كجوجا كلمة المنظمة مجسدا فيها نضال الحزب وتضحياته الجسام تلك التي جسدها شهدائه الأبطال حين وهبوا أغلى ما يملكون مسترخصين الحياة من اجل سعادة الشعب وانعتاق الوطن من أغلال العبودية .. أما المغترب عادل اسمرو الذي عرفناه وسمعناه حينما كانت حنجرته تصدح في الاحتفالات الوطنية والاجتماعية والسياسية التي يقيمونها أبناء جاليتنا في ديترويت ... فأفاضت قريحته بهذه المناسبة وسجل إبداعا آخر حين ارتجل قصيدة للشاعر العراقي الكبير ( مضفر النواب ) التي كانت تحمل عنوان ( البراءة )     قصيدة تغنت بالوطن ، أطربت الحضور وأزالت التعب عن نفوسهم فتفاعل معه الجمهور وقاطعه أكثر من مرة بالتصفيق معبرا عن إعجابه بطريقة إلقاءه الفائضة بالمشاعر والأحاسيس الجياشة . أما الفنان المتألق ابن القوش المغترب عميد اسمرو  فقد سحر الجمهور بأدائه الرائع حيث سما بهم الى ذرى النشوة والانطلاق ، غنى للوطن والشعب والحزب وما أجمل تلك الكلمات التي دغدغ بها مشاعر الحضور فأطربهم بصوته الشجي الجميل ، وكانت له أيضا مشاركة أخرى في مجموعة من الأغاني انطلق بها الحضور في رقصات شعبية القوشية وقد امتازت الحفلة بحضور الكثير من أبناء وبنات القوش القادمين من ارض الغربة فوجدوا في أجواء ومنهاج الحفل أرضية خصبة للانطلاق والفرح .. وكان لمنهاج الحفل شرف مشاركة فنان عراقي كبير ما فتأ حضوره يطرق الأسماع فنان كان رمزا للأغنية السياسية العراقية في فترة سبعينيات القرن المنصرم ،غنى للوطن والحب والأطفال والمرأة وشيلي وفلسطين وفيتنام والكثير الكثير من الأغاني التي ما زالت كلماتها تدغدغ مشاعر الناس وتقرع ناقوس الذكرى ،كما غنّى بأسم الشبيبة العراقية في الكثير من المهرجانات العالمية والمحلية للأغنية السياسية ، انه مطرب الإذاعة والتلفزيون الفنان العراقي الكبير جعفر حسن ، جاء من عينكاوا ملبيا دعوة المنظمة وقد تفاجأ حينما التقى بمحبيه وأصدقائه ، قدمه عريف الحفل الى الجمهور لتقديم فاصلا من أغانيه الجميلة فشق طريقه وسط تلك الحشود إلى المنصة بمشقة بالغة ،حيث عبرت عن صدق محبتها له ولحزبه الذي غنى له ما يقارب عن نصف قرن ،فصدحت حنجرته مفعمة بالحب والأمل وضجت القاعة بالتصفيق حينما دغدغت فقرته الغنائية مشاعر الحضور، أعادتهم الى الماضي الجميل بالرغم من بطش السلطة الدكتاتورية آنذاك ، فانطلق الجمهور ورقصوا وغنوا معه واكتظوا بابتساماتهم التي لم تفارق محياهم طوال الحفل . وما أجمل المبادرة التي قامت بها رابطة المرأة العراقية في القوش حينما أهدت باقتي ورد جميلة الى الفنانين المتألقين ( جعفر وعميد ) للفقرة الغنائية الرائعة التي قدماها في الحفل والتي أثلجت صدور الجمهور المتعطش لسماع هذه الأغاني .وشهد منهاج الحفل تنوعا مبرمجا في الفعاليات التي تهافتت الواحدة تلو الأخرى ، وكان للجموع الحاشدة شرف المشاركة وعلى أنغام الموسيقى لقص كيك الميلاد فعجت الصالة بالتصفيق والتبريك على مرور ( 76 ) عاما على ولادة المدافع الأمين عن حقوق العمال والكادحين كما كان الفقيد الغالي توما توماس حاضراً بيننا حينما ارتجل الطفل الموهوب سنار ساهر عوديش القصيدة الشعبية للشاعر المغترب فالح حسن الدراجي والتي كتبها بأسم المناضل أبو جوزيف الذي اعتدنا على حضوره معنا في كافة مناسباتنا وقد نال إلقاءه إعجاب الجمهور لذلك صفقوا له بحرارة أكثر من مرة . اماالشاعر المغترب عيسى حداد فقد كانت مشاركته متميزة حيث قرأ قصيدته الجميلة والتي وصف فيها شوقه وحبه لبلدته ،ثم غناها بصوته الحنون الذي أثار فضول الحضور سائلين : لمن هذا الصوت الجميل ...؟  وخلال فقرات الحفل توالت برقيات التهاني والتبريكات للمنظمة من واجهات ثقافية واجتماعية وسياسية وكوادر وشخصيات وتم توزيع بعض الهدايا التقديرية إلى الضيوف وبعض المتألقين في الحفل وكان مسك الختام تمنيات بالصحة والعطاء الدائم للجميع هذا وانتهى الحفل في تمام الساعة الواحدة والربع بعد منتصف الليل .


226
ربيع الانتخابات في القوش
                                                                                          باسل شامايا
فصل الربيع هو من أجمل فصول السنة نعرفه من خلال حروف اسمه الموسيقي المحبب ، انه يحتل مكاناً واسعا من اهتمامات الناس ، يستقبلونه ليحققوا في ظله ثمار نتاجاتهم وإبداعاتهم .. ترتدي أرضنا المعطاءة في آذاره الزاهي ثوبها الأخضر الجميل المطرز بالأمل والحب والتفاؤل والزهو ، فهو رمز للخضرة والورد والنسيم العذب ينتظرونه المبدعين ليطرحوا على مائدته انجازاتهم ومختلف نشاطاتهم الفنية والثقافية والاجتماعية .. ولو سألنا سؤالاً يفرض نفسه : لماذا يختاره المبدع بالذات .. وهل يشكل أرضية خصبة للإبداع ...؟ نعم هذا ممكن جدا! لان العملية الإبداعية يجب أن تصاحبها الراحة النفسية والذهنية لكي تمكنه من التألق والنجاح في خطواته والمراحل التي يتبعها لتحقيق الإبداع ...! إذن إن فصل الربيع البهي يغني عند المبدع العامل النفسي ويحفزه لكي يتواصل حتى يجني الثمار.  لقد اعتاد نادي القوش العائلي خلال كل سنتين أن يخوض انتخابات إدارية جديدة لانتخاب هيئة تقود مسيرة النادي وتعمل على تفعيل اللجان العاملة في النادي باتجاه تحقيق مختلف النشاطات ( الفنية والثقافية والاجتماعية والترفيهية ) ففي 13 / من شهر آذار 2010 الزاخر بالعطاء المثمر وفي تمام الساعة الثالثة عصرا كان لأعضاء الهيئة العامة للنادي موعداً مع الانتخابات لانتخاب ممثليهم في الهيئة الإدارية الجديدة ،فبدأت حشود أعضاء الهيئة العامة للنادي تتهافت إلى حيث ستجرى التظاهرة الديمقراطية في بلدة القوش التي يحتضنها سفح جبل شامخ ..جاءوا مسرعين إلى النادي ملبين الدعوة مقبلين إلى تجربة جديدة يضيئون بها منبر الديمقراطية للأجيال القادمة ، اكتضت الحديقة بالحضور الكبير وكانت الجموع تتوافد ارتالا ارتالا للمشاركة والإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات بعد أن طوى الزمن سنتين من جهود مثمرة ومتميزة للهيئة السابقة التي تجاوزت بعطائها الحدود فكانت جديرة بثقة الهيئة العامة التي منحت لأعضائها التسعة عام( 2008 ) حيث سجلوا في العامين الماضيين أروع صفحات للعطاء ، كرسوا جل وقتهم لمواكبة مسيرة النادي دون تقاعس . وبحضور بهي وكبير أشاعت تلك الممارسة الديمقراطية البهجة في نفوس المشاركين تغمرهم الفرحة لانتخاب تسعة أعضاء جدد ليتواصلوا في ذات الطريق الذي سار فيه زملائهم الذين سبقوهم .. إذن نقول حقا إن الربيع كان عاملا مساعدا لتحقيق انجاز ثقافي اجتماعي حينما كان لتلك الجمهرة لقاء تعلو فيه على وجوههم ابتسامة الأمل والسعادة ،وخلال وقت قصير اخذ (175 ) عضوا مكانه في الحديقة التي كانت مهيئة لهذا الغرض فأوعز الأستاذ ( محمد نجم فيصل ) قاضي محكمة بداءة تلكيف المكلف للإشراف على سير العملية الانتخابية لغلق أبواب النادي وعدم السماح لأي شخص بالدخول لكي تبدأ الانتخابات وأيضا كان قد حضرها الأستاذ فائز عبد جهوري مدير ناحية القوش والسيد المقدم حسن ضابط شرطة القوش ، وكان قد ترشح للهيئة الإدارية في هذه الانتخابات  (14) عضوا من الهيئة العامة، من بينهم يفوز تسعة منهم وثلاثة احتياط ، وقبل توزيع استمارات التصويت على الحضور استأذن الأستاذ القاضي للتحدث إلى الحضور قبل الشروع قائلا : إنني سعيد حقاً حينما أكلف للإشراف على انتخابات تجرى في هذه البلدة الصغيرة بحجمها والكبيرة بمثقفيها وإنني ممتن لكم على التزامكم وتجاوبكم معنا في هذه التجربة الديمقراطية ،أتمنى لكم ولبلدتكم العريقة القوش النجاح والتقدم في كافة نشاطاتكم وانجازاتكم .. وبعد هذه الكلمة المقتضبة تم توزيع الاستمارات وبجو ديمقراطي لا شائبة فيه صوّت كل عضو لمن كان مؤمنا بأنه سيخدم مسيرة النادي خلال السنتين ( 2010 – 2012 ) ثم جاءت عملية فرز الأصوات بعد الانتهاء من التصويت حيث شارك فيها السادة : القاضي ومدير الناحية وضابط الشرطة وكان يشاركهم الأستاذ باسم اسمرو رئيس الهيئة الإدارية السابقة وتمخضت الانتخابات في المحصلة النهائية بالنتائج التالية :
1 // باسل يوسف شامايا                     148 صوتاً                                                  
 2// بطرس حميد كجوجة                     139 صوتاً                                            
 3// نصير سامي القس يونان                125 صوتاً                                              
 4// صباح رحيم بتوزا                           110 صوتاً                                                
 5// مازن يونس حربي                        94 صوتاً                                              
 6// عماد كليانه شبو                         86 صوتاً                                                  
 7// جرجيس اسحق تومكا                   80 صوتاً                                                
 8// سعيد عبو زلفا                            78 صوتاً                                                
 9// فائزة عابد كوركيس                      76 صوتاً  
                                            الاحتياط

1// ماجد عيسى حربي                      76 صوتاً                                                
 2// هدير كليانه بتوزا                          63 صوتاً                                              
 3// باسل توما قاشا                          48 صوتاً
وبعد إعلان النتائج النهائية غصت الحديقة بحشود أعضاء الهيئة العامة الذين أدلوا بأصواتهم لتقديم التهاني والتبريكات للأعضاء التسعة الذين فازوا بثقتهم ،وتم التقاط بعض الصور التذكارية للهيئة المنتخبة مع القاضي ومدير الناحية وضابط الشرطة وبعد ذلك عقد الاجتماع الأول للهيئة الإدارية الجديدة في مقرها الدائم، حيث قاد هذا الاجتماع السيد جرجيس تومكا ، وهذا تقليد وسياق يتبع في كل عملية انتخاب هيئة جديدة يقوده العضو الأكبر سناً حتى توزيع المناصب والمسؤوليات وفي جو ديمقرطي خالي من الأنانية وحب الذات تم توزيع المهام كما يلي :  
1// السيد بطرس حميد كجوجة                            رئيساً
 2// السيد نصير سامي القس يونان                      نائباً  
 3// السيد باسليوسف  شامايا                           سكرتيراً
4// السيد سعيد عبو زلفا                                   أمينا للصندوق                                            
5// السيد صباح رحيم بتوزا                                 رئيس لجنة النشاط الاجتماعي                        
 6// السيدة فائزة عابد كوركيس                          رئيسة لجنة النشاط الفني
7// السيد عماد كليانة شبو                                رئيس لجنة النشاط الرياضي
8//السيد مازن يونس حربي                                رئيس لجنة الصيانة                                      
 9// السيد جرجيس اسحق تومكا                        رئيس لجنة المتابعة                                        
 10 السيد باسل يوسف شامايا                           رئيس اللجنة الثقافية
 شامايا                                                                                                                                                    



227
(( رثائي إليك يا ابن القوش ))
                                                                                            باسل شامايا
من العسر أن أوفق في اختيار المفردات اللغوية التي تسعفني في التعبير عن حزني وألمي  بفقدان أخ عزيز صعقني خبر انطفاء شمعته التي بقت متوقدة 64 عاما في خدمة الأفكار والمبادئ الإنسانية السمحة ، فقد كان والى لحظاته الأخيرة كتلة من المشاعر الإنسانية المعطاءة التي لا تحدها حدود لوطنه وشعبه .. كان واحد من أولئك النشامى الذين وقفوا بوجه الطغاة وصرخوا غير هيابين : لا للذل .. لا للخنوع .. لا للعبودية ....!! . اقتحم الحياة السياسية قبل أن يكمل السابعة عشر من العمر، التحق بفصائل قوات الأنصار في كردستان العراق عام 1963 ، وكان حينها لم يبلغ من العمر السابعة عشر ، وكان المناضل الفقيد توما توماس قائدا على هذه الفصائل فطلب منه العودة الى القوش لئلا يقلقوا عليه أهله فرفض ذلك وبإلحاح حيث قال  : إنني جئت مؤمنا للوقوف بوجه أعداء الشعب بمحض إرادتي لا بتأثيرات أخرى لذا سأبقى الى جانب رفاقي أشاركهم في النضال ضد الحكومة الرجعية الجاثمة على صدر العراق . اعتنق الفكر التقدمي كغيره من الشبان الذين آمنوا بان هذا الفكر هو الطريق الاصوب للخلاص من الدكتاتورية ، تعرض الى الملاحقة والمضايقة ومطاردة أزلام السلطة في سبعينيات القرن المنصرم ، مستهدفين كسر شوكته وثنيه عن التواصل في ذات الطريق الذي سار فيه الأحراروالاباة، ومع ذلك لم يرضخ ولم يستسلم لتلك القوى الظالمة بل بقي كما كان منذ نعومة أظفاره وفياً لوطنه مخلصاً لقضيته وشعبه فاختار الغربة مكرها لا خوفا من مصير تلاعب به السفاحين، بل ليعبد طريقاً للنضال من اجل خلاص شعبه ووطنه من تلك المعاناة التي عانوا منها  ثلاثة عقود من الزمن، وكذلك ليصون فكره وانتماءه وحبه لتلك المبادئ والأفكار النيرة التي أفنى العمر في خدمتها دون أن يتخاذل يوما ، ودون أن يحني رأسه للجلاد ،بل عاش أبيا لم تخيفه تلك الممارسات القمعية التي كان له نصيباً كبيرا منها كما كان للآلاف من المناضلين الأبطال ، فلقد سجل في حياته أروع صفحات للعطاء والتضحية من اجل انتصار إرادة شعبه التي سلبتها اعتى الدكتاتوريات في العالم . وبعد ا ن رست به سفينة  المطاردة القمعية والهجمة الشرسة للقوى الديمقراطية والتقدمية ارض الغربة تعالت أصوات الرفض الجماهيري والشعبي للخلاص من الدكتاتورية المقيتة ، فتحققت أمنيات وآمال شعبنا المجروح ،فجنى ثمار الحرمان والبؤس من نضاله المرير بزوال ذلك النظام البائد، فزرعت الأيام في دواخل الفقيد  رغبة جامحة وشوق عارم للعودة الى وطنه وقضاء ما تبقى من العمر بين حنايا الوطن العزيز وبلدته الحبيبة القوش موطن ذكرياته وملاذه الآمن ، لكن الموت أبى أن تتحقق تلك الأمنية فحال دون ذلك ....!  بأية كلمات أرثيك أيها الأخ الكبير..؟ وبأية مفردات أنعي فراقك الأبدي أيها الصديق القدير..؟ وكل ما املك في قاموسي  عاجز عن إيفائك ما تستحقه من الوصف ، خسارتك كبيرة أيها العزيز..كبيرة لكل من عرفك وانتعش بمعاشرتك ، خسرناك وخسرنا مجلسك الذي كان زاخرا بالنقاشات الفكرية الرائعة ، وخسرنا عمق انتماءك في ذاك الحب الذي كنت تخزنه في وجدانك وأعماقك لبيتك الكبير العراق .. غادرتنا يا جلال فأخذت معك تلك الابتسامة الزاهية والغنية بالأمل والتفاؤل وتلك الروحية الفائضة بالدعابة المهذبة اللطيفة تلك التي كنت تغدق بها على الجميع، انك لم تمت أيها المغادر الى الدروب المظلمة ،بل أنت حي كعبير الزهور الطرية التي تمنح الحب والحياة . وفي الأخير أتقدم من القوش بالتعازي القلبية الصادقة مشاطرا عائلة الفقيد خصوصا الأخت سلوى ( أم منار ) مشاعر الحزن العميق بفقدان العزيز جلال جلوشريك حياتها ورفيق دربها ،كما اعزي شقيقه عابد في بغداد وشقيقته الخالة جميلة في القوش واولاد اشقائه وشقيقاته وكافة عشيرة جلو على هذه الخسارة الفادحة  الذي برحيل العزيز الى رحاب الخالدين بعد أن صارع المرض اللعين أياما وسنين، تمنياتي لكم أعزائي بالمزيد من الصبر والسلوان على هذا المصاب الجلل وللراحل الغالي الذكر الطيب دائما وأبدا .


228
تهنئة بمناسبة ولادة شيرا في سان دياكو

                                                                                           باسل شامايا
إن المسرح هو الحياة وما يحفها مــــن الأفـــراح والأتــــراح ومـــــن الأحداث والمستجدات والمتناقضات والذي يرتقي خشبته هو ذاك الشخص الذي يعي كيف يوظف الطاقة التي تكمن فيه واضعا نصب عينيه هدفا أسمى من المنافع الذاتية لكي يتمكن بجدارة من إيصال رسالته  وبلوغ هدفه في خدمة مجتمعه بشكل خاص والمجتمع الإنساني بشكل عام .                   إن النجاح فـــــي المسرح ليس بالكم الداخــــل إليـــــه والذي يحدده شباك التذاكــــر وإنما بأولئك الذين يتفعمون بنشوة العرض المسرحي التـــــي تتوغل مستقرة في أدمغتهم حيــن يغادرون صالة العرض . لنرجع بعض الشيء إلى الماضي وتحديدا حينما بادرنا لتأسيس فرقتنا المسرحية  (شيرا الأم ) عام 1993 كنا حينها لا نملك ما يجعلنا نتواصل دون تقاعس إلا الإرادة والإصرار على المضي قدما لتحقيق ما جاء به طموحنا قبل أن نؤسس شيرا .. لقد عانينا كثيرا من الاحتياجات والنواقص التي كانت تؤثر سلبا على أعمالنا المسرحية بل وكنا نفتقر إلى كل مقومات الإنتاج المسرحي من خلال فرقتنا الجديدة ، قياسا ببقية الفرق المدعومة ماديا ومعنويا، لكننا وكما قلت بالاعتماد على أنفسنا وتوظيف إصرارنا وعزمنا وتعاوننا فيما بيننا تمكنا من تجاوز تلك الصعاب وتألقنا في جميع العروض المسرحية التي كان وارد العرض في أغلب الأحيان لا يطفأ حتى مصاريف العرض ، ومع ذلك تواصلنا واستمرينا دون أن تعترضنا أية عراقيل حتى نجحنا فنيا وجماهيريا، إذن أن أهم نقطة للنجاح في مسعاكم إخوتي أعضاء الهيئة التأسيسية والإدارية هو التعاون المثمر والإصرار لبلوغه ، فأنكم أيها الزملاء كنتم البارحة معنا عندما أسسنا معا شيرا الأم في العراق وتألقتم في نتاجاتكم التي باتت حديث متابعي المسرح ، واليوم شاءت الظروف أن تبعدكم عنا ولاعتزازكم بمنجزكم ذاك جددتم العهد ثانية وبنفس الهمة والروحية التي سبقكم بها الفنان المبدع هيثم أبونا في الدانمارك ليؤسس هناك شيرا فتية ، أسستم انتم أيضا شقيقتها في أمريكا  .. أكيد ستكون امتدادا لشيرا الأم في العراق ، وأنا على يقين إنكم أقدمتم إلى ذلك للاستمرار والتواصل وستحاولون كما فعلتم جاهدين لإثراء منجزاتكم واغنائها ليعتز بها وبكم جمهورنا في المهجر ،وان إبداعكم في نوعية أعمالكم ستبعث المسرة والانتشاء ثم السعادة في نفوس متابعيكم . أما حول الأعمال التي ستواجهون بها جمهوركم فإنكم تعلمون جيدا أي الأعمال المسرحية ستختارونها لتؤسسوا رصيدا من الأعمال الرصينة الجادة كما فعلتم في بلدكم تلك التي تركت لحد يومنا هذا آثارها الايجابية في نفوس الجمهور، حيث لا يخفى على زملائي إن أية حالة تردي للمسرح تعزى أسبابها إلى الوضع السياسي العام للبلد وبالنتيجة تبرز أعمال للمسرح التجاري المتخلخل الذي لا يعطي أهمية للممثل أو المشاهد أو الالتزام بمبادئ التمثيل الرصين لان الغاية والهدف من العرض المسرحي عندهم ليس إلا كم سيدخل إلى جيبي هذا العرض فأن نجاح عملهم يجدونه في إضحاك الجمهور حتى وان كان ذلك على حساب هويته كفنان مسرحي ملتزم بقواعد المسرح الجاد، إنني لست ضد الكوميديا ولا ضد استمتاع الجمهور وقضاءه وقتا ممتعا خلال العرض ، فهناك معالجات كوميدية كثيرة لكتاب ومخرجين عالميين ولكن ليست كتلك التي يوظفها هؤلاء والتي تحوي عروضها على حوارات فارغة ،مبتذلة خالية من أية مضامين تسيء إلى المسرح .. إن هذا النوع من المسرح لا يسهم إسهاما حقيقيا في بناء الإنسان وتغير توجهاته الفكرية والاجتماعية .. اسمحوا لي يا إخوتي إن أقول وأنا على دراية تامة بأن الشأن الثقافي للمسرح الجاد المتصل بالإبداع سيكون اهتمامكم الأول، وحذاري أن يحتويكم اليأس حينما تخفقون في عرض ما فأنه سيغدو جدارا عاليا يحول بينكم وبين تواصلكم، بل عليكم أن تشخصوا أسباب الخلل لتعملوا على توظيفها لأجل معالجتها في أعمال أخرى .. أصدقائي الأحبة اعتقد إنني أطلت عليكم كثيرا في تهنئتي فانه ليس إلا من باب الحرص على مولودكم الجديد لتقدموا من خلاله الأفضل والمتميز في أعمالكم ويكون ذلك في أول نتاج لكم لتسجلوا انجازاتكم على صفحات الإبداع المشرقة رافضين سيادة المسرح الذي يتأسس من اجل المسرح وليس من اجل المتلقي ... أخيرا أتمنى لكم أيها الأحبة أعضاء الهيئة التأسيسية والإدارية خصوصا زملائي وأصدقائي (( فرج،سمير، ميخا ، سعيد ، فريد، وسام )) وجميع الأخوة الذين جمعتهم معكم الإرادة والعزم للتواصل من اجل إحياء هذه  الفرقة الفتية التي أتمنى أن يكون هدفها الأول والأخير خدمة الفن والمسرح بشكل خاص ..هذا فأن كنتم مصممين على تطوير مسرحنا السرياني سيكون لصدى انجازاتكم مساحة كبيرة على خارطة المسرح وستبقى نتاجاتكم بذات القوة والنجاح طالما هناك إرادة وتصميم لبلوغ المسعى والطموح .. أخيرا تمنياتي لكم بالنجاح والتألق في بناء مسرح سرياني / عراقي جاد في ارض الغربة يتواصل مع حركة المسرح في العراق والعالم .                                                     



229
المنبر الحر / ((( رموز الحرية )))
« في: 21:45 21/02/2010  »
(((  رموز الحرية )))
                                                                                   باسل شامايا

في الرابع عشر / شباط من كل عام تمر علينا الذكرى الأليمة على إعدام رموز الحركة الوطنية العراقية ( فهد .. صارم .. حازم ) هؤلاء الأبطال الذين حلموا بعراق آمن يسوده الاستقرار والتحرر من العبودية .. عراق خال من الجناة أعداء الإنسانية والحرية .. فاعتلوا أعواد المشانق غير هيابين بل متحدين الموت من اجل شيء أسمى وأعظم وهو إزالة شبح الاستعمار اللعين عن ارض الرافدين عراقنا العزيز .. وبهذه المناسبة العزيزة على قلوب الوطنيين والديمقراطيين ( يوم الشهيد ) أقامت محلية نينوى للحزب الشيوعي العراقي احتفالا كبيرا حضره الأب الفاضل فارس ياقو راعي كنيسة تللسقف والأستاذ عادل ميخا عضو المجلس البلدي في قضاء تلكيف وجمع من الفنانين والشعراء والأدباء فضلا عن الأصدقاء والمؤازرين وممثلين عن الأحزاب الوطنية والقومية ومنظمات المجتمع المدني .. حيث تهافتت حشود غفيرة من مختلف أطياف مجتمعنا العراقي  إلى مقر منظمة الطون للحزب في تللسقف من ( الموصل .. برطلة .. بعشيقة . القوش ) وأماكن مختلفة أخرى وذلك صباح يوم الجمعة الموافق 19/ 2/ 2010 لحضور الاحتفال المهيب استذكارا للأبطال الميامين الذين غادرونا إلى عالم الخلود مسترخصين الموت ثمنا لحبهم الأزلي للوطن والشعب ،وبكل حب ووفاء ننحني لهم إجلالا لأنهم سطّروا على صفحات التأريخ أعظم مواقف ستبقى تفتخر بها الأجيال على مر الزمن ،فأصبحوا مناضلي القرن العشرين الذين سقوا ارض العراق بدمائهم الزكية .  لقد غصت حديقة الطون بالحضور منذ الصباح للفوز بالمكان الذي يتابعون من خلاله فقرات الاحتفالية وقد أجمعت تلك الجموع الحاضرة على إن فقدان الرموز الثلاثة على أيدي الحكومة الرجعية العميلة هي خسارة كبيرة للحركة الوطنية العراقية وللنضال الوطني الديمقراطي . وهناك لفت انتباهي صور الشهداء وهي تضيف إلى جمال الحديقة وزينتها رونقا جديدا ومتميزا .. والشيء الذي كان أكثر ملفتا للنظر جلوس عوائل الشهداء أمام تلك الجنينة الزاخرة بالزهور والرياحين تتجسد في عيونهم الق دموع العز والفخر والشوق .     بدأ كرنفال الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت على أرواح أصحاب الذكرى شهداء الشعب والوطن ثم راحت أنامل الفنان الشاب ( فادي جميل ) وبكل انسيابية تعزف لحن النشيد الوطني حيث وقف الحضور خشوعا لتلهب تلك الموسيقى عندهم الحس الوطني .. ثم جاءت كلمة محلية نينوى التي ألقاها رئيس قائمة اتحاد الشعب في محافظة نينوى ( سالم كوركيس ) كما ألهبت هذه الفقرات حماس الشعراء فأغدقوا على الحضور بقصائد ناغوا بها مشاعرهم، وتغنت بوقفات الرجال العظام الذين وهبوا الحياة وأوفوا في العطاء، فتفاعل الجمهور مع تلك الكلمات أما عوائل الشهداء فلم يتحملوا ما قيل عن أعزائهم الراحلين فلجئوا إلى ذرف الدموع حزنا وشوقا لأحبتهم الخالدين . ثم قرأت مجموعة من البرقيات باسم الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني عبروا فيها عن مشاعر الأسى والفخر بيوم الشهيد .. وتليت كلمة الشهداء التي ألقاها السيد سامي كوركيس شقيق الشهيد أثير كوركيس حيث كان لها وقعا في نفوس الحاضرين .. وارتجل الأخ فلاح القس يونان كلمته المقتضبة مشيرا فيها إلى أن لهذه المناسبة وقعها الخاص ليس على الشيوعيين فحسب وإنما على كل الوطنيين الأحرار لان هذا التاريخ 14/2 تحول إلى مأثرة من المآثر الوطنية الخالدة بعد أن ارتقى الرموز الثلاث سلم المجد فباتوا مفخرة للديمقراطية والحركة الوطنية فخلدهم التاريخ .. أما مسك الختام فكان دعوة من عريف الاحتفالية إلى الحضور لمشاهدة صور أبطال القرن العشرين والتأمل في ذلك العنفوان الذي أوقفه النظام الدكتاتوري البغيض قبل أن يبلغوا الثلاثين من العمر .


230
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين


وداعا ً راوند الصغير

القوش هذه البلدة الصغيرة بمساحتها والكبيرة باسمها ورصيدها وأبطالها الميامين قدمت قرابينا ً  من الشهداء الأبرار على مذبح الحرية والانعتاق ضد الظلم والتعسف من اجل الوطن والشعب القوش يامن  نتوسم بها فخرا ً وعزا ً أينما كنا زمانا ً ومكانا 00 امتازت عن قريناتها من البلدات الأخرى بما أنجبته من الفطاحل في العلم والتاريخ والطب والقانون والسياسة والمواقف العظيمة التي جسدت الطيبة والإخلاص والتفاني بأروع صورها 0يحزنني ان اكتب اليوم عن حدث وقع في هذه الأيام الحالكة التي خيم الحزن والألم على إرجائها حينما هالها نبأ الفاجعة الكبيرة التي أودت بحياة الشاب ( راوند ذاكر حيدو ) والذي لم يبلغ من العمر تسعة عشر ربيعا ً , فعصفت بمقتله فاجعة كبرى اهتزت لها ضمائر الناس ونزفت مشاعرهم حزنا ً على ما آلت إليه مجريات الحدث الدامي الذي وقع يوم الأحد الموافق 7/2/2010 وبقي الضحية مفقودا ً ليلة كاملة حتى عثر عليه في اليوم الثاني مرميا ً بين الصخور والأعشاب في كلي ربان هرمز مطعونا ً عدة طعنات بالة حقيرة انتزعت منه الحياة فاختلط دمه بتراب الكلي حتى توقف قلبه الصغير عن الخفقان 0

بأي ذنب قتل هذا الغصن الذي أينع للتو لماذا اوقفت حياته التي كانت تحمل ً بين جوانحه عطر الشباب فرحل مبكرا ً دون وداع الى غير رجعة تاركا ً الألم يعصر ضلوع أهله ً , فيا جذل الشباب ويا زهرة تتضرع عطرا ً , لمَ رحلت الى الموت قبل الأوان , أتعلم أيها الراحل بعيدا ً كم عانى والديك المفجوعين من شظف العيش والعوز المزمن متحملان كل الصعاب لكي يجدانك كبيرا ً لكنك غادرتهما سريعا ً الى حيث لاعودة ثانية الى الحياة, فأدمى غيابك جراحهما فالتجئا الى النحيب والبكاء وسيلة ليطفئا لوعتهما وحزنهما على فراقك الأبدي وليس هناك من قلب في الدنيا اقرب من إحساسهما بألم الفجيعة وعظم الكارثة والمأساة التي حلت بهما 00 اتعلم ماذا تقول لك امك التي افتقدتك انها تقول : موحشة الحياة دونك يابني كيف ستحتضن شفاهنا البسمة بعد غيابك , كيف سنقوى على مشاهدة اثارك في بتنا وفي كل بقعة كنت تلمسها  وتسير عليها , كيف سنعتاد على نسيان صخبك وقهقهتك مع اخوتك ومحبيك , اه ايها الغالي كم هو متجبر سلطان الموت ليوقف فيك ذاك الدفق الهائل من الحيوية والحياة , ويل نفسي هل يكفيني كل حزن الارض ان ارثيها حزن عليك 0
كان المرحوم من مواليد القوش 1991 نشأ في كنف عائلة كادحة , كان والده وما زال يكدح ويشقى ليعيل عائلة قوامها سبعة أشخاص , همه وغمه أن يجد أولاده قد كبر عودهم ليقفوا معه في تحمل عبئ المسؤولية 00 له شقيق اكبر منه وثلاث اصغر منه كان يوزع حبه بين والديه وإخوته من جهة وبين أعمامه وعماته الذين كان يقضي معهم جل أوقاته من جهة أخرى 00 كان شابا ً نشيطا ً مفعما ً بالحيوية سريع الحركة وكثير الفعل محبا ً للدعابة رقيقا ً في تعامله مع الناس , تجده دائما ً مبتسما ً ومازحا ً مع هذا وذاك وحينما يؤنبه الأكبر منه سنا ً يحني رأسه ويقول :
( العفو عمو حقك على رأسي )
يالها من مصيبة رحيل شاب إلى الموت قسرا ً ولم يزل دون العشرين , زال عن الوجود وغاب عن الأنظار غيابا ً ابديا ً بين ليلة وضحاها وافتقدته أسرته وأهله ومحبيه 0 وقبل أن انهي رثائي وتعازيي القلبية لذويه الفقيد أود أن أشير إلى أن احد الاسباب الرئيسية في فقدان هذا الشاب ليس إلا إفرازا من الإفرازات الكثيرة للوضع العام الذي يمر به بلدنا العزيز ، هذا الوضع الذي  تسوده الفوضى وعدم الاستقرار والاقتتال والتناحرات الطائفية والظواهر التي تدعو إلى القلق والخوف من المستقبل 0
ارقد بسلام أيها الفقيد وتوشح بحب اهلك وذويك ستبقى في ذاكرتهم ودموعهم على مر السنين تغمدك الرب برحمته الواسعة وأسكنك فسيح جناته والهم اهلك وذويك صبرا ً وسلوانا ً على مصابهم الجلل وأخيرا أتوجه إلى عائلة المرحوم بصادق مواساتي على رحيل غصنهم اليانع واشاطركم حزنكم العميق فقدان عزيزكم الذي تألم بفقدانه كل من عرفه فظرف دموع الالم برحيله عوضكم الرب بحب الباقين واعطاكما الصبر والقوة للتواصل في اكمال رسالتكما الانسانية 0

باسل شامايا
القوش

231

                          (( انجاز جديد تحققه مبدعات القوش ))
                                                                                                    باسل شامايا

ما دام معين المبدع لا ينضب تبقى جذوته متوقدة لا تنطفئ حتى وان تفاقم الوضع سوءا واشتدت الظروف عسرا وزرعت الأيام اوصابها عثرة أمام تحقيق ما يطمح إلى تحقيقه تبقى عطاءاته حبلى بثمار جهده المبذول دون أن تتوقف .. ولكن هناك سؤال يتبادر إلى الذهن : كيف يمكن للمرء أن يتواصل هكذا متجاوزا الشدائد والصعاب ...؟ علما هناك من يستقي من تلك الصعاب حافزا للإبداع في نتاجات مثمرة متميزة ....! للإجابة على هذا السؤال استطيع أن اجزم بأن هناك حالات وظروف قاهرة وخارجة عن إرادة الإنسان تحول دون تهيئة الأرضية المناسبة للإبداع حيث أثبتت الأيام والسنين التي عاش المبدع صعابها بأنها كانت أقوى من الارتقاء الى مستوى الطموح لذلك تقاعس وبالأحرى تلكأ في عطائه ... إذن هناك معوقات يعاني منها الإنسان الطموح المثابر التي تقف حائلا دون أن تتهيأ له مقومات الإبداع ، وهذا ما يؤثر سلبا على العامل النفسي الذي يلعب دورا كبيرا في التواصل فتخفت جذوته لان تلك المعاناة تكون أقوى من التواصل بذات الروحية التي تتهيأ لها ظروف العمل المثمر ومع ذلك لا يسبب هذا الخفوت توقفه تماما عن الإبداع في تحقيق النجاح بل يؤدي الى تلكؤه أو إعاقته للتواصل في عملية الانجاز . في هذه الأيام العصيبة والظروف الشائكة وتصاعد أعمال العنف الهمجي التي يتعرض لها بلدنا العزيز تمكنت مجموعة من فتياتنا الغيورات أن تحققن انجازا جديدا أغنين به أرشيف بلدتهن العامر بالانجازات والنجاحات التي اعتاد أحبتها الذين طالما أتحفوها بانجازات عملاقة حفرت بعمق في عالم الإبداع والتألق وبقيت تلك الأعمال متلألئة في سماء القوش الى يومنا هذا ، وفي كل مرة يبرز صاحب المنجز مبدعا كان أو مبدعة أو كليهما وفي مختلف مجالات الحياة العامة ( الأدبية .. الفنية .. العلمية .. الاجتماعية ... الثقافية والرياضية ) إن الشيء الذي يثير الاهتمام انه حينما يتحقق منجزا في ظل هذه الظروف اللاطبيعية ذلك يعني إن المبدع يتواصل بإبداعه وتألقه بالرغم العوائق التي تكتنفه ، فإننا حينما نقيّم شجاعة فتياتنا (فريق كرة القدم الخماسي النسوي ) وفي مثل هذه الأيام التي أثقلت الأعمال الإرهابية كاهلها ومع تذبذب الوضع الأمني خصوصا في الآونة الأخيرة وفي بغداد بالذات عندما قررن المشاركة في بطولة أسبوع المرأة الثالث الذي أقيم مؤخرا في العاصمة بغداد وبمشاركة ستة عشر فريقا نسويا من مختلف محافظات العراق ، لا نغالي ولا نتجاوز على حدود الواقع لأنه حقا انجاز كبير بمجرد مشاركتهن في البطولة فكيف إذا حققن فيها ما يجعلنا موضع فخر واعتزاز بما أحرزن . لقد توجهن الى العاصمة بالرغم من كل المخاطر المحدقة بهن سواء من خلال الطريق الزاخر بقطاع الطرق أو داخل المدينة التي تفيض فيها عصابات الخطف والقتل والسرقة ، ذهبن دون تردد أو وجل وبصحبة مدربهن ( ثائر يوبيل ) والمشرفة الفاضلة ( بتول بوداغ ) ووفد رياضي من نادي القوش الرياضي وكل واحدة منهن خزنت في قلبها حب بلدتها ، وإصرارهن على إحراز النتيجة التي يجب أن يفتخر بها جميع رياضيي البلدة ويرفعن من شانها ويعملن المستحيل للحفاظ على اسمها في خانة البلدات المتميزة بانجازاتها ونتاجاتها كما فعل قبلهن أبناء وبنات هذه القلعة المعطاءة .. تناسين جميع التزاماتهن الاجتماعية والدراسية وحصرن تفكيرهن وجل اهتمامهن بتحقيق الفوز والنجاح في هذه المهمة التي أوكلت إليهن من قبل النادي .. وهناك تزامن النجاح والفوز مع اشراقة العام الجديد حيث كانت تجربة صعبة ومرهقة حتى تمكن من اجتياز عدة مراحل للبطولة وفي المحصلة النهائية ترشحن لخوض المباراة النهائية مع فر يق الرمادي المنافس على المركز الأول .. وبحضور وفد كبير من وزارة الشباب والرياضة ومسؤولي النشاطات الرياضية إضافة الى جموع غفيرة من محبي ومشجعي الرياضة الى ملعب كلية التربية / جامعة بغداد / الجادرية ، لمشاهدة اختتام بطولة المرأة الثالث بين فريقي نادي القوش الرياضي الذي تصدّر مجموعته ونادي الرمادي الذي تصدّر هو الآخر مجموعته حيث نزل الفريقان وسط الهتافات والتصفيق ارض الملعب وكل فريق قد عزم أن يكون كاس البطولة من نصيبه فحاولن فتيات القوش وباستماتة ومثابرة لإحراز الفوز للاحتفاظ بالكأس ، لكن فريق الخصم كان أكثر حظاَ حينما أنهى  المباراة لصالحه بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد لنادي القوش .. مع هذه النتيجة التي كانت دون مستوى طموح لاعباتنا والمدرب إلا إننا نقول وبفخر إنها تشكل لنا فوزا كبيرا وللفريق الذي كان يفتقر الى الكثير من الإمكانيات كالتي يحظى بها الفريق الآخر وجميع الفرق المشاركة ، ومع ذلك حققن في هذه البطولة ما يلي : 1// إن اللاعبة رؤى أيوب حازت على لقب أفضل لاعبة في البطولة وتم تكريمها . 2// وتم ترشيح ثلاثة لاعبات من فريق نادي القوش للانضمام الى المنتخب الوطني العراقي النسوي : ( رؤى أيوب ، رنا موفق ، فيفيان فريد ) هذا إضافة الى احرازهن على المركز الثاني للبطولة . 
قبل ان اختتم موضوعي هذا أود ان اجري مقارنة بين لاعباتنا وقريناتهن من بقية الأندية مبينا الأسباب التي تدعو للتواصل والتألق أو التلكؤ والخلل في الأداء ولا أريد أن أسهب كثيرا بل أود تبيان أوجه المقارنة بينهما ، من خلال ما نعرفه عن نادي القوش الرياضي ان لاعباته تفتقرن الى ملعب ( تارتان ) الذي تمارسن عليه هذه اللعبة والذي تملكه معظم الأندية الرياضية حيث يسّهل عملية إجراء التمارين وتطبيق كافة التدريبات عليه حتى وان كانت صعبة.. أما لاعباتنا فأنهن تمارسن التدريبات على أرضية كونكريتية صلبة بحيث إذا سقطت لاعبة خلال اللعب فسف تضطر لملازمة الفراش لحين التئام جرحها . إذن ان الأرضية الكونكريتية تحول دون تطبيق التمارين التي يرتئيها المدرب وهذا ما يفتقر إليه فريق القوش .عدم وجود قاعة شتوية لإجراء التمارين في فصل الشتاء لذلك تتعرض اللاعبة الى قسوة الجو في هذا الفصل لان النادي يستمر في التمارين خلاله . وهناك مسالة مهمة وهي ان كافة لاعباتنا من الطالبات الجامعيات أو طالبات من المرحلة الثانوية فأنهن بالرغم من العبء الدراسي المضني لا تؤلن جهدا للتواصل في الحضور الى التمارين دون انقطاع . وأخيرا ان لاعبات الفريق المنافس كانت اغلبهن ضمن تشكيلة المنتخب الوطني النسوي .. فإذا ما قارنا هؤلاء بلاعبات نادي القوش نجد فارقا كبيرا بينهن من ناحية الدعم بكافة أشكاله وكلنا نعلم إن النشاط الذي لا يدعم تكون نسبة نجاحه متأرجحة قياسا بالنشاط المدعوم ، حيث يتواصل الأخير في الانجاز والعطاء أكثر من الآخر الذي يفتقر الى الدعم ، ومع كل هذه الفروقات التي اوضحناها لكم عزيزي القارئ تمكن فريق النادي الغير مدعوم من تحقيق الفوز فامتزج عبق هذا الفوز برائحة الفرح الذي اكتنف وجوه رياضيي البلدة وبفرح عامر غمر قلوب أهالينا وبأعماق مفعمة بالحب استقبلوا فتياتنا المبدعات وتوشحوا بفوزهن بالسعادة والفرح حيث كان مذاقهما بطعم خاص لان البطولة حقا أضافت شيئا جديدا الى أرشيف النادي الكبير بانجازاته والصغير بمعماريته .. انجاز كبير جعلنا نفتخر ونعتز بلاعباتنا نحن الذين كنا في حالة ترقب وانتظار هذه النتيجة المفرحة .. إننا نقيّم هذه التضحية التي اعتدن عليها لاعباتنا ولاعبينا من اجل إعلاء شان الرياضة في بلدتنا العزيزة القوش .. فما أعظم الفوز الذي تحقق خصوصا وان بلدنا يعيش حالة مخاض عسير مع ظروفه الحالكة .. مرحى لكل من يثابر لأجل إدخال عنصر الفرحة والمسرة الى القلوب الولهى فيحاول مستثمرا إبداعه وانجازه ليزيد بهما القدرة لبعث النشوة والسعادة في نفس الإنسان وما أجمل وأروع ان تكّرم من أحرزن الفوز الذي تحقق في ظل أيام ملتهبة بالصراع والتناحر بين متناقضات الوضع القائم بكافة صوره وأبعاده . وبهذه المناسبة السارة وتثمينا للجهود الخيرة التي بذلت لأجل تحقيق هذا الانجاز الكبير بادرت اللجنة الرياضية والهيئة الإدارية لنادي القوش الرياضي للاحتفاء بلاعباته فأقام احتفالا متواضعا على شرفهن وبحضور سيادة المطران مار ميخائيل مقدسي راعي الأبرشية والسيد فائز عبد جهوري مدير ناحية القوش والسيد رائد محمد نجيب العبيدي مدير شباب ورياضة نينوى والسيد باسم جميل مدير النشاط الرياضي في تربية نينوى في قاعة منتدى شباب القوش وهناك استهل عريف الاحتفالية المنهاج بكلمة ترحيبية بالحضور وتحدث عن البطولة وما حققه النادي في مشاركته من نتيجة مفرحة وكان لرئيس الهيئة الإدارية للنادي كلمة بالمناسبة وزفي مسك الختام تم
 توزيع الهدايا التقديرية للفريق النسوي والكادر الرياضي المصاحب للفريق وهدايا أخرى شخصية قدمها السيد باسم جميل للاعبات والمدرب تقديرا على ما بذلوه لتحقيق هذه النتيجة وفي الأخير تم توزيع المرطبات للحضور بهذه المناسبة العطرة .
ألف مبروك لنادي القوش الرياضي على هذا الانجاز الرائع .... وألف تهنئة لكنّ يا كنتن ألقا في ملعب الجادرية وستبقين أيتها المبدعات بذات الالق ما دام حب الرياضة والقوش تسريان في عروقكن .


232
كيف توظف إدارة المسرح  في المنجز الفني


مدير المسرح هو العنصر الإداري المنفذ لكافة متطلبات العرض المسرحي الفنية والتقنية والإنتاجية فيشرف على وحدة التنظيم المتجسدة في ( عمال ديكور .. مسؤولية الإكسسوارات .. تنفيذ الإضاءة .. مخزن الأزياء أو الملابس .. تنفيذ الموسيقى والمؤثرات الصوتية ) وغيرها من المتطلبات ، حيث يشكل بالنسبة الى المخرج الخارطة الإدارية التنفيذية لوحدة العمل ، وعليه يستوجب أن يكون فنانا مسرحيا يعرف بتقنيات المسرح ، كما يجب أن يكون متفهما لعناصر الإخراج المسرحي وتقنيات التمثيل ، لان معرفة ذلك تجعل منه الشخصية التنظيمية المهنية التي تتمكن من تفهم مهماته الإدارية ، البعض من محبي وحتى هواة المسرح يتصورون إن مدير المسرح ليس إلا تلك الشخصية التي مهمتها تهيئة المكان لإجراء البروفات أو متابعة الحوارات على خشبة المسرح ( تلقين ) ولكن الحقيقة اكبر من ذلك بكثير لان هذا العنصر يعتبر الشخصية الأكثر تأثيرا على سير العملية المسرحية وتطورها من بعد المخرج لذلك عند شروع الأخير باختيار النص المسرحي يدرس المواصفات التي يعتمدها في اختيار الشخص المناسب الذي يتمكن من إدارة المسرح لأنه سيكون الشخصية الثانية بعد المخرج في عملية تنفيذ المنجز المسرحي ، لذلك يجب أن يكون اختياره دقيقا كدقته في اختيار الممثلين الذين يجسدون أحداث المسرحية ، وبعد أن يتم الاختيار يبقى ملازما للمخرج خصوصا بعد شروع الأخير في تنفيذ رؤيته الإخراجية والتي تنطلق من قراءاته الأولية مع الممثلين ، فيسجل مدير المسرح جميع الملاحظات الإدارية والفنية التي يؤكد عليها المخرج خلال مرحلة الإعداد ، أما في مرحلة التنفيذ التطبيقية فتتحدد مهامه من خلال التنظيم الحركي الذي يرسم من خلال وحدة التمرين ، فيقوم برسم الحركة التي يقترحها المخرج ويثبتها في دفتر الإخراج المسرحي والذي يطلق عليه ( السكربت ) مع تثبيت كافة ملاحظاته المتعلقة برسم الحركة وانشائيتها على المسرح . وكذلك يثبت كل تفاصيل التمرينات اليومية لوحدة الحركة التي يؤسسها المخرج . أما إناطة هذه المهمة أي الإدارة المسرحية فتكون من اختصاص سيد العمل ( المخرج ) حيث يختار الشخص الذي تتوفر فيه المواصفات التي ذكرناها لكي يقود العمل إداريا وفنيا أحيانا ... تمر مهمة الإدارة المسرحية بعدة مراحل ولكل واحدة منها مهامها الخاصة التي يجب على المدير المختار متابعتها وتنفيذها ، فتبدأ من مرحلة قراءة النص وحتى المرحلة التي تجنى فيها ثمار الجهد المبذول خلال فترة التمرين أي مرحلة العرض ، وللتعريف على هذه المسؤولية علينا أن نعرّف المتابع لنشاطات المسرح عن ماهية هذا العنصر الذي يعتمده المخرج في عملية تنفيذ المنجز ، فتنقسم مسؤوليته الى عدة مراحل نذكرها كما يلي :     1// المرحلة التي يطلق عليها القراءة الأولية للنص ( قراءة المائدة ) حيث تقع على عاتقه خلالها مهام كثيرة عليه تنفيذها لتستمر العملية الإخراجية بالنضوج لاستكمال المنجز المسرحي .. كتهيئة النصوص للممثلين المشاركين .. بعد أن يكون قد قرأ النص قراءة أولية بهدف معرفة التفاصيل .. وكذلك هناك قراءة أخرى له مع المخرج .. كما يعتبر المسؤول عن تهيئة المكان الذي تجري فيه البروفات . 2// وبعد انجاز المرحلة الأولى تأتي المرحلة التي تجرى فيها التمارين الأولية قبل الصعود على خشبة المسرح أي قراءة النص بعد توزيع الأدوار من قبل المخرج على الممثلين لا على التعيين ، ثم يكتب تقريره اليومي يسجل فيه ملاحظات المخرج وحضور وغياب طاقم العمل .. ثم يتعرف على عناوين الجميع سواء كانوا ممثلين أو فنيين لكي يتابعهم بشكل يومي ويعالج مشكلة المتخلف عن الحضور في الدبل كاست ( البديل ) المهيأ لمثل هذه الحالات . 3// وتأتي المرحلة الثالثة التي يؤدي الممثل تمرينه على خشبة المسرح .. فتكون مهمة مدير المسرح في هذه المرحلة تهيئة الإكسسوارات والمفردات الديكورية المعتمدة كالمقاعد والمسطحات وكل متطلبات العمل .. فيكتب ذلك الى الإدارة الإنتاجية التي تتحمل مسؤولية تهيئتها .. وهناك حالات طارئة يتخلف فيها المخرج عن الحضور ولأجل استمرار العمل والتواصل في التمرين تناط الى مدير المسرح مسؤولية قيادة العمل خلال التمرين .4// وبعد أن تجتاز العملية المسرحية ثلاثة مراحل مهمة تأتي مرحلة أخرى أهم يطلق عليها المرحلة التي تسبق العرض المسرحي .. في هذه المرحلة يشرف مدير المسرح على تحديد العرض الأول وعدد العروض .. ويحتسب وقت وزمن العرض .. وكذلك وقت وزمن المشاهد والفصول .. وكذلك الفترة الزمنية المستغرقة في تغيير الديكور من قبل عمال المسرح . وفي هذه المرحلة يستلم مسؤولية قيادة العمل من المخرج فيصبح المخرج مشاهدا في صالة العرض ( طبعا ذلك يحدث مع مدراء المسرح الذين لهم تجارب كثيرة وناجحة في المنجزات المسرحية) 5// أما المرحلة الأخيرة والتي تسمى بالعرض المسرحي يتحمل مدير المسرح المسؤولية الكبيرة التي يعتمد فيها المخرج عليه لقيادة العمل الى بر الأمان لأنه ينوب عنه بكافة متعلقات العمل .. حيث يجمع قبل العرض جميع الممثلين والفنيين ليتحدث اليهم المخرج ويوضح بعض الأمور منها : انه يجب أن يكون الممثل أو الفني على يقظة تامة في حالة وقوع خطا او إخفاق ما خلال العرض يتم معالجته قبل أن يؤثر على سير العرض .. كما يبلغهم في كلمته الأخيرة بان مدير المسرح هو سيد العمل وسيكون المسؤول المباشر خلال العرض وعليه يجب الالتزام بكل توجيهاته وملاحظاتها التي يمليها على طاقم العمل . يبقى مدير المسرح في هذه المرحلة خلف الكواليس يتابع أحداث العرض مشهدا مشهدا ويسجل ملاحظاته ليعالج الأخطاء في حالة وقوعها .. وفي هذه المرحلة يحضر الى صالة العرض قبل حضور الممثلين ليتابع حضور الجميع ويعالج مشكلة المتخلف كما أسلفنا .. كما يهيأ الديكور وملحقاته والأزياء وجميع المتطلبات معتمدا على مساعديه .. كما يحق له منع دخول أي شخص خارج طاقم العمل الى خلف الكواليس خلال أيام العرض .. وكذلك يمنع خروج الممثلين الى صالة العرض قبل العرض المسرحي خصوصا الذين يرتدون أزياءهم التي يجسدون فيها أدوارهم المسرحية ، لان ذلك يفقد عنصر المفاجأة عند المتلقي .. وفي الأخير أي بعد انتهاء العرض يدعو الممثلين الى اللقاء وبحضور المخرج للمناقشة وتقييم العرض سلبا وإيجابا وكل ما حصل من نجاح وإخفاق لكي يتم تشخيص الجوانب السلبية لمعالجتها والتأكيد على الجوانب الايجابية للاقتداء لأنها حققت النجاح الفني والجماهيري .

                                                                   باسل شامايا


233
(((  ارقدي بسلام يا ابنة القوش)))
رثاء الى الراحلة( ماري نوح ابشارة )

وما ثباتها أمام بطش السلطة الدكتاتورية الحاكمة وزبانيتها أعداء الحياة إلا عنوان إصرارها على التفاني والتواصل في ذات الطريق الذي سلكه المناضلون الأبرار مسترخصين الموت سبيلا لتحقيق الأهداف الإنسانية النبيلة التي نادى بها الأحرار اليوم والبارحة وفي كل وقت وزمان . عرفتها مدينة الفيحاء الباسلة التي عاشت وترعرعت بين حناياها منذ نعومة أظفارها بشجاعتها المتميزة وتحديها الكبير في مواجهة الظروف القاسية وفي تحمل أعباء المسؤولية والعمل النضالي الشاق والزاخر بالجرأة والإقدام والمواقف الشجاعة التي لا تختلف عن مواقف المناضلات الباسلات اللواتي جسدن البطولة بأروع صورها وأسمى معانيها ، فسجلت في حياتها أروع صفحات للعطاء والتضحية من اجل قضيتها المتجسدة في سعادة شعبها وخلاصه من أغلال العبودية وبراثن الدكتاتورية المقيتة ... اقتحمت الحياة السياسية في وقت مبكر من حياتها دشنتها كإنسانة مؤمنة بقضية شعبها التي آمنت بها منذ نعومة أظفارها، لم يهابها السجن والتعذيب وكل ما تعرضت له من شتى أساليب المضايقة والحرب النفسية التي كانوا معتادين على ممارستها من اجل كسر شوكتها وثنيها عن مواصلة النضال، لكنها كافحت كفاحا عنيدا ضد الجناة، ولم تكن حصتها من الحكم الدكتاتوري الجائر إلا السجن والإقصاء والفصل من وظيفتها لا لذنب اقترفته وانما بسبب انتمائها إلى تلك الشجرة الوارفة المعطاءة التي لم تجني ثمار الحياة والمستقبل إلا منها ، وتحملت الويلات دون أن يتمكنوا من إرغامها وإذلالها بل صانت الأمانة وتسامت فوق عذابات الأيام فباتت تضحياتها تلك معولا هدمت فيه صروح الظلم التي شيدها الدكتاتور، فرحلت عنا لتبقى الغائبة الحاضرة بيننا أما الجلادون فقد رحلوا دون رجعة إلى حيث مكانهم الطبيعي .لقد عملت الفقيدة في المنظمات الجماهيرية كبداية لحياتها السياسية ، كاتحاد الطلبة العام ورابطة المرأة العراقية في البصرة .. اعتقلت أربعة مرات وفي كل مرة تتعرض للضرب والاهانة والشتم أما اعتقالها الأخير عام 1979 حين اشتداد الهجمة العدوانية الشرسة ضد الوطنيين والتقدميين الأحرار في العراق فقد كان محفوفا بالمعاناة والآلام، حيث تم اعتقالها من مكان عملها في دائرة الصناعات الورقية ومن هناك أودعت زنزانات امن النجيبية .. تلك السجون التي لا يعرف جلاديها الرحمة والشفقة ولا يفرقوا بين الصغير والكبير ولا بين الرجل والمرأة ، لا أريد أن أسهب في التفاصيل لأنها مؤلمة ومقرفة .. طردت من عملها ووظيفتها التي كانت مصدر رزقها ،علما أنهم كانوا على دراية تامة بإخلاصها ووفائها لعملها ،كانت مثالا يقتدى بها في المعمل مع ذلك أبعدت ظلما وإجحافا، وفي عام 2005 عادت ثانية إلى عملها بقرار إعادة المفصولين السياسيين ... هجرت قسرا من مدينتها الفيحاء وجاءت إلى بلدتها القوش موطن آبائها وأجدادها، الملاذ الآمن للجميع في الأهوال والشدائد لتكمل مشوار حياتها إلى جانب شقيقها الوحيد الذي لم يبقى من ذكرى والديها وأسرتها غيره، ولكن يد المنون حالت دون ذلك فخطفتها ورحلت بها الى دنيا الفراق الأبدي  ، وهكذا غادرتنا هذه المثابرة الدءوبة التي طالما تألمت لمأساة الفقراء والمساكين وجففت دموعهم وخففت عنهم عناء الأيام .. ورحلت من أفنت العمر من اجل الوطن والشعب ...ورحلت من داعبت الصعاب بصبر وشكيمة وتفاؤل ... وداعا أيتها المناضلة التي تمادت في دفاعها عن حقوق المظلومين دون خوف أو وجل .. وداعا يا من كنت صامدة في أقبية الطغاة دون أن تنحني لهم يوما .. وداعا يا من حملت الحب والطيبة بين جوانحك للعراق الحر الأمين .. ارقدي بسلام وتوشحي بحبنا واحترامنا .. ستبقى ذكراك عطرة كأنسام القوش وباسقة كنخيل الفيحاء .. تحية إكبار واعتزاز لك أيتها الراحلة وسلاما لك وأنت بيننا إلى الأبد .
                                                                                     باسل شامايا
 



234
                             
   وداعا ابنة القوش


قد تقف كلماتي مخنوقة في مخيلتي وربما ينجمد قلمي الما وحزنا على ما آلت اليه المربية الفاضلة سلوى هادي والتي عصفت برحيلها فاجعة كبرى على كل من عرفها وعايش تضحياتها الجسام .. فكم كان قاسيا القدر الذي رحلت اليه ، هذا القدر الذي انتشل ابتسامتك الرقيقة وطموحك المتمادي وروحك المرحة التي كانت تمد محيطها بالتفاؤل والامل للحياة والمستقبل ، غادرتنا تاركة ارثا غزيرا بمحبة الناس ولكنها اخذت معها تلك الطيبة المعطاءة التي كانت تغدق بها على الجميع يا لها من خسارة فادحة على رحيل انسانة موغلة بالرقة والحنان كم كان مبكرا رحيلك لذا ترك عندنا اثرا لا يزول ،فقد كنت قريبة من الجميع مثلما اصبحت اليوم بعيدة عنهم ، بعيدة بحديثك الشجي وعطاءك الدائم وحضورك بشخصك الحنون ولكن قريبة بذكراك التي ما فتأت تطرق ابواب ذاكرتنا ، انت حية في ذاكرة الناس الذين احبوك واحببتهم وذرفوا الدمع برحيلك ، فالحب ايتها الراحلة ليس الا خلودا فمن يحبه الناس هكذا يبقى ابد الدهر لا يموت وستبقين كما كنت في القلوب يا ابنة القوش البارّة يا من افتقدك الجميع لانك رحلت الى دون رجعة في زمن بات امثالك قليلون وبرحيلك سقطت ثمرة طيبة من شجرة القوش الباسقة هذه البلدة التي لك يكن هناك قلب في الدنيا اقرب من احساسها بالم الفجيعة وعظم الماساة مثل قلبها . ايها الراحلة بعيدا الى حيث الدروب الحالكة المقفرة التي لا رائحة للحياة فيها ، ان مكانك الفسيح سيبقى متعشعشا في قلوب احبتك وذويك ، تحية لك يا مرهفة الاحساس ، تحية وانت تتركين برحيلك رصيدا من العطاءات التي تمسدي بها رأس بلدتك التي احبتك وذرفت الدمع على انطفاء شمعتك ، ارقدي بسلام قريرة العين وتوشحي بحبها فانها ترثيك في هذا اليوم الذي فارقتيها فراقا ابديا وها هي تقول لك آخر الكلام : شكرا لك يا ابنتي الراحلة لانك كنت احدى بناتي اللاتي افنرت وافتخر بهن على امتداد الزمن ، نامي يا اختاه راسمة تلك الابتسامة الرقيقة المهذبة على وجنتيك وتذكري ان هذه الواقعة صعقت جميعنا خصوصا زميلاتك وطالباتك اللواتي توشحن حزنا على فراقك ونزفن أساً والماً عليك يشكون القدر المشؤوم الذي يلهو دائما بترتيب احداث حياتنا

 

وداعا                                    وداعا                            وداعا

 

 

                               باسل شامايا / القوش   

235
النص وإشكالية اللغة وتأثيراتها


النص هو بنية أدبية فكرية يترجم أفكار المؤلف وفلسفته وقراءاته في المحيط الذي يتحرك داخله كما انه مجموعة من العلامات والدلالات ، يرتكز على ثيمة تبنى عليها وحدة الأحداث ، ولكي نحلل النص فلا بد أن نحلل أولا اللغة أو الكلام الذي نتحاور به للحصول على كل مانعتمده على خشبة المسرح وبتحليل هذا العنصر الدرامي المهم سنكشف الرؤية الكلية للكلمات ونحلل العلاقة بين حوار وآخر . وكلما كانت الكلمات أو الحوار الذي يستخدمه المؤلف واضحا في معناه ومقاصده كلما كان ذلك سهلا ومستساغا عند المتلقي . إذن اللغة هي إحدى المرتكزات التي تشكل القيمة الدراماتيكية للنص ، ترتبط بعناصر الدراما لتشكل هيكل الأحداث ، أما في محتواها الدرامي فتشكل البعدين الزماني والمكاني . لنعود بعض الشيء إلى التاريخ القديم قبل اكتشاف اللغة وتحديدا حينما اهتدى الإنسان إلى الإشارات والعلامات في التعامل اليومي ليتم من خلال ذلك محاكاته للطبيعة عبر الحركة والأصوات ، ومعبرا عن التصاقه بها حتى يصل إلى قواسم الفهم المتبادل بينه وبين العالم ، ثم إيجاد علاقات مشتركة بينهما ، فحاول في البداية تجسيد انفعالاته ومشاعره وصراعه بالحركات التي يقوم بها ، ثم مزج بعد ذلك معها الصوت والإيقاع ثم الحركة التي جاءت لتطبيق القول بالفعل ، وهكذا أيقظ عنده الشعور وعند كل من يصغي إليه ، فاللغة ارتبطت في مراحلها الأولى بمعرفة الإنسان بالطبيعة فتعامل معها بالإشارات ليحدد معناها وقد عرف ذلك مسرحيا بالتمثيل الصامت ( بانتومايم ) يشترك فيه الجسم بالإشارة ، خلاصة القول هي مزيج من الكلمات والتنغيم الموسيقي والحركات ، وبما أنها عنصر من عناصر العرض المسرحي تعتمد في جميع المذاهب المسرحية لتجسيد الأحداث ، يوظفها المخرج ليحولها من بنيتها الأدبية إلى رونقها الصوري الممتع وذلك من خلال التكوين الإنشائي للعرض . وللمسرح السرياني هموم يعاني منها نتيجة تأثيرات هذا العنصر السلبية على العروض المسرحية . وقبل أن ألج إلى هذه الهموم أود أن استعرض ولو بشكل مختزل عن نتاجات فرقة مسرح شيرا وتأثيراتها اللغة على انجازاتها . تأسست الفرقة في بغداد عام 1993 كفرقة عراقية للناطقين بالسريانية مجازة من قبل وزارة الثقافة حينها ،أنتجت خلال هذا السقف الزمني أكثرمن أربعين عملا مسرحيا بين مسرحية واوبريت ، بالرغم من إمكاناتها المادية المتواضعة التي كانت أحيانا تحول دون تحقيق رؤية المخرج التقنية والفنية .. وكانت تلك الأعمال مزيجا من ( الكوميديا والتراجيديا ) عرضت على عدة مسارح كالمسرح الوطني والرشيد وبغداد والنصر وآشور وبابل الكلداني كما عرضت في محافظات أخرى غير بغداد كالموصل واربيل، وشاركت في مهرجانات عربية وسريانية وبأعمال جادة رصينة ذات طابع اجتماعي سياسي ديني تاريخي ، لم تكن بأقل شان من الأعمال التي مثلت العراق في بلدان عربية وأوربية ، تناولت موضوعاتها جوانب حياتية عدة عالجت ظواهر عديدة فمثلا مسرحية ( الغربة ) عالجت موضوع الهجرة ومساوئها على ذلك الشاب الطموح الذي اجبر على الهجرة بسبب جشع أبيه وأنانيته وبالنتيجة يدفع ثمن ذلك الإدمان على تناول المخدرات . ومسرحية العودة التي تناولت موضوعا إنسانيا لأسير عانى وكابد من التعامل اللانساني في غياهب الأسر وبعد عودته إلى ارض الوطن يعاني المزيد من الآلام حينما يتفاجأ بفقدان والدته وإخوته وزوجته التي أخذت أولاده وهاجرت إلى ارض الغربة ولم يبقى له غير والده الكهل الذي أصاب هو الآخر بالعمى بسبب الظروف القاهرة التي عاشها بعد ضياع عائلته . وكذلك أعمال دينية تناولت حياة القديسين وكيف يدفعون حياتهم ثمنا من اجل معتقداتهم الدينية ونذكر منها : ( عاصفة المجد ، الأنبا جبرائيل دنبو ، الإيمان وغيرها ) وكذلك مسرحية ثمن الحرية التي تناولت موضوع الإنسان المتجبر الذي يتلاعب بمقدرات الشعب وبين ليلة وضحاها تنتهي تلك الإمبراطورية التي يبنيها على تعاسة الناس ، بالإضافة إلى نشاطات مسرح الطفل التي شاركنا بها في مهرجانات وطنية وعروض خاصة على مسارحنا . لا أريد أن أطيل أكثر في الحديث عن نتاجات الفرقة لكي لا ابتعد عن موضوعي ( المشكلة ) التي تعتبر همنا الكبير منذ تأسيس الفرقة فأعود إلى اللغة التي نعلم جميعنا إنها وسيلة التعبير عن رغبات الفرد وأفكاره ودواخله، وفي المسرح هي الأسلوب الذي يعتمد على الترميز والإسهاب والتكثيف ، تعمل على تفعيل إمكانية الحواس وعلى تحويل المعنى إلى نظام زاخر بأفعال التشكيل المرئي ، وهناك من خلال التجارب المسرحية توظيفات عديدة للغة في الأعمال الدرامية فنجد مثلا اللغة هي التي تترجم عذابات مكبث وتجسدها للجمهور وكذلك هي السبب في تفاعل الجمهور مع دزدمونة حينما تناجي حبيبها هملت وغيرها الكثير من الأعمال المسرحية التي تلعب اللغة دورا في نجاحها ، إذن نقول أنها أداة المؤلف في التعبير عن رؤيته التاليفية ولكونها الجزء الأهم في المسرحية نتناول مشكلتها التي تعرقل مسيرة مسرحنا السرياني . إن الغرض من الأعمال المسرحية التي تنجزها الفرقة هو إحياء التراث واللغة والفلكلور واغناء الوعي الثقافي والفني عند كل من يفتقر إلى هذا المجال الحيوي المهم ، إضافة إلى مواكبة مسيرة مسرحنا العراقي الذي نعتبر جزءا لا نتجزأ منه .. إن معاناتنا وهمومنا منذ عرضنا أولى أعمالنا المسرحية انحصرت في حضور الجمهور إلى صالة العرض وان مشاهدة أكبر عدد ممكن من الجمهور هو ما تطمح إليه الفرقة خلال انجازاتها المسرحية ، ففي كل منجز مسرحي تستغرق بروفاته بين ( 6- 7 ) أسابيع وخلال هذه المدة يتم تخصيص ميزانية لتغطية مصاريف البروفات اليومية وهناك مصاريف أخرى حينما نتهيأ للعرض، وبعد العرض يجب إيفاء الممثلين أجورهم وكذلك الفنيين والمؤلف والمخرج ..! ترى هل تغطي عروضنا المسرحية جميع هذه المصاريف ..؟ بالتأكيد كلا ...! ربما سائل يسأل لماذا ..؟ بودي أن أركز هنا في الإجابة ، على الإشكالية التي نحن بصددها ..!! إننا وكما تعلمون قومية صغيرة قياسا بالقوميات الأخرى كالعرب والأكراد .. فحينما نقدمُ لإنتاج مسرحي نعرفُ مسبقا إن الحضور سيكون محصورا على الذين يتحدثون باللهجة التي تستخدم على المسرح ، فأن كان التعامل بالكلدانية مثلاً سوف يكون جمهورنا محصورا من مناطق ( القوش ، تلسقف ، باطنايا ، تلكيف ) وغيرها، وبذلك سوف نخسر البقية من أبناء شعبنا الذين يتحدثون بالآثورية وغيرهم من الذين يتعسر عليهم هضم اللهجة التي يتحاور بها الممثل على المسرح والتي تجسد أحداث المسرحية ،بالإضافة إلى أن هناك بعض الأقوال والأمثال الشعبية المحلية يوظفها المخرج خلال سياق الكلام ، يتقبلها أهالي مناطق من قرانا ولا يستسيغها الآخرون ولا تحرك عندهم شيء ... لقد قدمنا العديد من هذه الأعمال لم نتمكن من جني ثمار جهودنا المبذولة للسبب ذاته .. إنني أتحدث عن تجربتي التي عشتها وعانيت منها في الكثير من الأعمال التي كنت في بعضها ممثلا وفي الأخرى مخرجا وعرضت على مسارحنا خاصة في بغداد ، فان اعتمادنا على بيع بطاقات الدخول لا يسد إلا الشيء القليل من مصاريف المسرحية لان المنجز المسرحي يستغرق أكثر من ستة أسابيع لحين نضوجه وتهيئته للعرض أمام الجمهور ، أكيد خلال مدة البروفات وحتى الجنرال منها سنحتاج إلى تغطية خلال هذا السقف الزمني اضافة إلى ما ذكرناه آنفا من المصاريف الأخرى .. إن محدودية الجمهور يسبب لنا إخفاقا في العملية الإنتاجية حينما نعتمد على شباك التذاكر لتغطية المصاريف وهذا ما يحد من نشاطنا وإبداعنا ويجعلنا نتأنى عن المجازفة في إنتاج عمل مسرحي ، وبعد أن خضنا عدة تجارب والمشكلة ترافقنا تمكنا من احتوائها بعض الشيء حينما أقدمت الفرقة لإنتاج مسرحية ( العودة )عام 1999 في بغداد والتي استخدم فيها المؤلف عدة لهجات حين كتابته النص حيث وظّف المخرج ثلاث لغات وعدّة لهجات واختار لتجسيد الأحداث الكلداني والآثوري والعربي وطلب منهم التحاور كل بلهجته التي يعتاد عليها في التعامل اليومي وهكذا حضر إلى العرض الكثير من أبناء شعبنا بمختلف انتماءاتهم الأثنية ، وكذلك لجأ المؤلف والمخرج إلى نفس المعالجة في مسرحية النزولات وثمن الحرية اللتان عرضتا على مسارح بغداد . لقد كان لهذه المعالجة سببا في نجاح هذه الأعمال جماهيريا وماديا قياسا بالأعمال الأخرى .. نأمل أن تحتوى مثل هذه الإشكالات التي تحد من عطاء مسرحنا السرياني ،نتمنى دوما أن يبقى زاخرا بالإبداع والتألق . أخيرا اطلب من جمهور مسرحنا السرياني العتيد أن يدعموا مسرحهم بالحضور إلى قاعات العرض لمشاهدة أعمالهم التي نكرسها لأجل راحتهم وسنكون بمنتهى السعادة لو كتبتم لنا ما تجدونه من إخفاق أو نقطة ضعف سواء كان ذلك من الناحية الأدبية أو الفنية أو التقنية ، فبدونكم إخوتي أخواتي لا يمكن أن تسير إلى الأمام أية واجهة من واجهاتنا الثقافية والاجتماعية والفنية .


باسل شامايا

236
رسالة المسرح وتأثيراته قديما وحديثا


كانت الانطلاقة الأولى للمسرح في العالم قد بدأت من الطقوس الدينية المتبعة آنذاك  سواء كان ذلك في الحضارة الإغريقية المتجسدة بأعياد ديونيسوس أو في الحضارة البابلية القديمة المتجسدة باحتفالات السنة البابلية التي كانت تستغرق 12 يوما والتي كان لكل يوم منها احتفالاته الخاصة ،فلو تتبعنا هذه الأعياد والاحتفالات للاحظنا أن هناك طقوسا دينية تتخللها بعض المظاهر الدرامية التي يعتبر مسرحنا اليوم امتدادا لها، وحسب ما قرأناه في تأريخ المسرح عرفنا أن جذور الاستخدام الديني له  تعود إلى عصور قديمة ويعتقد إن أصله وانطلاقته قديما كانت من العراق، فقد ذكر انه وجد في ارض الرافدين أولا، وهناك إشارة إلى أن البدايات الحديثة للمسرح بدأت أيضا من مدينة الموصل حيث كان المؤلف( حنا حبش) رائدا للمسرح العراقي وكانت انطلاقته من هذه المدينة عام 1880 حيث كتب أعماله الثلاثة التي ذاع صيتها في مختلف دول العالم  والتي كانت :
1// كوميدية آدم وحواء
2// كوميدية يوسف الصديق
3// كوميدية طوبيا
لقد كان للمسرح المدرسي الذي بدأ نشاطه في المدارس المسيحية في الموصل أثره البالغ والفعال في تطور الحركة المسرحية في العراق ، حيث قدم العديد من الأعمال المسرحية الناجحة وتركت تلك الأعمال بصماتها لحد يومنا هذا منها مسرحية ( لطيف وخوشابا )التي أبدع في ترجمتها الكاتب نعوم فتح الله السحار والتي عرضت عام 1893..  هذه المسرحية التي ترجمها عن مسرحية فرنسية ، حاول فيها السحار استعارة الواقع العراقي بدلا من الواقع الذي اعتمده الكاتب الفرنسي، كما وظف شخصيات وبيئة عراقية لتجسيد أحداثها، وكذلك استخدم للتحاور اللهجة العراقية / الموصلية ..لقد نال عرض المسرحية رضا واستحسان الجمهور لذلك طالبوا بعرضها في أكثر من مكان .. لست بصدد تقييم هذه المسرحية التي كان لها تأثيرها على المجتمع آنذاك ولا غيرها من الأعمال التي شكلت فيها مدينة الموصل المركز الأول لظهور الحركة المسرحية في العراق وإنما أريد أن أوضح أثر ذلك النشاط على تطور المسرح في العراق ، ولو سألنا عن سبب تطوره  في هذه المدينة بالذات لجاءنا الجواب بسبب قربها من ( بلاد الشام والدولة العثمانية )،وهكذا حتى انتقل هذا النشاط في بداية القرن العشرين إلى مدينة بغداد وكان غنيا بجمهوره الغفير الذي كان يلعب دورا كبيرا في متابعته وحضوره كافة العروض ، لأنه كان مؤمنا بأن المسرح ليس إلا  رسالة إنسانية الهدف منه إدخال البهجة والمتعة إلى نفوس المتفرجين والالتصاق بالواقع ومعالجة السلبيات التي يعاني منها المجتمع .. وقد استثمره الآباء المسيحيون واهتموا به لأنه كان وسيلة مباشرة وقوية  لبث التعاليم الدينية والأخلاقية وغرس الإيمان في نفوس الحشود الكبيرة التي كانت  تتزاحم في الأماكن المخصصة  لمشاهدة العرض المسرحي.. ومن الأمور الجيدة التي أنجزوها لتطويره إرسال الطلبة المتفوقين إلى أوروبا لتلقي الدراسة الأكاديمية  وبعد الانتهاء من الفترة الدراسية المقررة يعودون إلى الوطن حاملين شهاداتهم فيتم توظيفهم للاستفادة من خبراتهم التي اكتسبوها لتهيئة الكادر المسرحي .. وكانت المدرسة الاكليركية التي أسسها الآباء الدومنيكان تقوم بإنتاج الأعمال المسرحية التي كان يكتب نصوصها اللبنانيون ويتم عرضها للجمهوروباشراف تلك المدرسة ، ولكن بسبب عدم اهتمام الكنيسة بطبعها ولعدم وجود مطابع في الموصل آنذاك فقدت معظم تلك المسرحيات ... إذن كان المسرح منذ تلك الفترة يؤدي وظيفته بالشكل الذي يجعل تأثيره ايجابيا في معالجة الظواهر السلبية التي كان يعاني منها المجتمع ولا زال هدفه ووظيفته  تؤدى بأمانة وتواصل،  وبالرغم من المحاولات الكثيرة لتشويه تلك المهمة النبيلة سابقا وحاليا إلا أنه بقي ذلك الوجه الناصع الذي حمل ويحمل في جعبته هموم الناس ومعاناتهم فبات الوسيلة المباشرة لمخاطبتهم  وإيصال الأفكار إليهم وذلك من خلال الرؤى والمعالجات الدرامية التي يبدع فيها أعمدة المسرح الثلاث (الكاتب والمخرج والممثل ). إننا نعلم انه هناك تعددية مذهبية للمسرح، وكل مذهب له مميزاته التي تميزه عن المذهب الآخر بحيث يختلف الواحد عن الآخر في أسلوب معالجته للعرض المسرحي .. ولأجل استثمار العملية المسرحية استثمارا يؤدي بالنتيجة إلى خدمة مجتمعنا علينا أن نقوم بتوظيفها لتكون ملتقى بين العرض وجمهور المتفرجين لكي يتم من خلال ذلك خلق إبداعي في ذاته وتحليل وتفسير هذا الخلق وتأ ويله من قبل المتلقي الذي يتابع سير الأحداث خلال المراحل التي تمر بها المسرحية ، إذن تتم عملية إيصال الأفكار إلى المتلقي من خلال هذه الوسيلة الصريحة التي يؤمن بها  . اليوم يجب أن يكون للمسرح دوره الفاعل والمؤثر في خلق الوعي عند الناس لينصهروا جميعا في بوتقة الوطن الواحد دون أن يفرقهم فكر أو اختلاف إيديولوجي ليساهموا معا في فرش الأمان والاستقرار والسلام في عراقنا العزيز من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه فأنه في هذه الظروف العصيبة بحاجة ماسة إلى من يمده بالعزم والقوة ليتمكن من اجتياز هذه المرحلة التي يمر بها ويتعافى من الإفرازات التي خلفها له الماضي البغيض، والجميع مدعوون لهذه المساهمة كل واحد من  خلال موقعه وتأثيره الوظيفي والاجتماعي والسياسي لتكون المحصلة النهائية بناء مجتمع عراقي يرفل بالسعادة والسؤدد .. هذا وكانت وما زالت فرقة مسرح شيرا أحدى الواجهات المسرحية التي تمد مسرحنا بالنشاطات الثقافية والاجتماعية والتاريخية والتي كانت دائما تختار نصوصها المحلية والعالمية الجادة التي تعالج فيها الظواهر السلبية وكذلك بالنسبة إلى فرقة مسرح الديرالتي قدمت العديد من هذه الأعمال ، ويجب أن نقتدي بالتجارب العالمية التي قدمت إسهامات ناجحة للمجتمعات الإنسانية وتمكنت من إيصال رؤاها إلى الناس من خلال العروض المسرحية فنرى مثلا المخرج العالمي( برخت) الذي تبنى واقتبس المسرح الملحمي،هذا المسرح الذي أراد فيه من الجمهور أن يلعب دورا مراقبا وناقدا ليتم تشخيص الخلل ثم يبادر بعد ذلك  إلى إعطاء المعالجة ،فأنه كان يهدف في ترجمته للتجربة المسرحية إلى فعل تطبيقي خارج المسرح أو بمعنى آخر يعيد تعريف العلاقة بين المتفرج والمسرح لتقوم علاقة بين المسرح والمجتمع أي أن ما يحدث على الخشبة ربما يكون قد حدث وعانى منه المجتمع ... إذن يستفز المتلقي للمشاركة الفعلية في معالجة ما يعيق تطور المجتمع  فيطرح الحقائق والمعالجات بعد تشخيص تلك السلبيات كما ذكرنا.. وهنا يلعب بريخت دوره من خلال منجزه المسرحي بتأثيره على الجمهور الذي يأخذ موقفه من الموضوع المطروح أمامهم  ويكون على دراية تامة انه طالما الماضي يتغير فبالإمكان تغيير الحاضر أيضا وبالشكل الذي نطمح إليه، وفي احد العروض المسرحية البرختية كان للجمهور دورا متميزا في إنجاح العرض حينما تضامن مع برخت في الموضوع الذي كان يتناول ( استغلال الطاقات العاملة من قبل أرباب العمل ) حيث تمكن برخت من إثارة وتأجيج المئات من الحاضرين في صالة العرض ومن مختلف شرائح المجتمع فاستنكروا وبشدة استغلال الجهد الذي يبذله العامل في العملية الإنتاجية لصالح رب العمل وانتقل الاستنكار من صالة العرض إلى الشارع  ثم المصنع فالمعمل حتى عم كافة قطاعات الدولة الإنتاجية  فأعلن العمال إضرابا عاما عن العمل ، فتوقفت حركة الإنتاج واستمر الحال على هذا المنوال حتى تمت الاستجابة لمطاليب المضربين في تحسين ظروفهم المعيشية وزيادة أجورهم اليومية التي يستحقونها ..  إذن كان هذا نموذجا من النماذج الكثيرة التي تم توظيفها على المسرح لاحتواء ومعالجة الحالات السلبية ، وهذا يعني إن المسرح يساعد في إيقاظ الوعي عند الناس لرفض الواقع المعاش والمطالبة بالبديل الأفضل للحقوق المشروعة ... فإننا وفي هذه الظروف القاهرة التي يتعرض لها بلدنا العزيز بأمس الحاجة إلى توظيف مسرحنا  بالأسلوب الذي يجب أن يعيه الأغلبية دون تعقيدات أو ضبابية في الرؤى والتي يتعسر على جمهورنا المتواضع فهم ما يدور من أحداث خلال العرض ، فالحوار المسرحي حينما يكون واضحا في المعنى والمقصد يشكل عاملا مساعدا لاستيعاب ما يجري على خشبة المسرح  .. وقبل أن أختم موضوعي هذا أدعو مبدعينا من المؤلفين لكتابة نصوص مسرحية تحث أبناء ومحبي العراق إلى التآلف ورص الصفوف لمواجهة العدو المشترك الذي يهدف إلى إعاقة عملية بناء العراق الجديد بل ويحاول مستميتا لأبقاءه متخلفا عن ركب الحضارة الإنسانية  كما هو عليه الآن من الاقتتال والتناحر والنزاعات التي لا تخدم إلا مصلحة من يريد لنا الأذىوالأحتراب الذي أرهق كاهل الوطن ..  ألف مرحى لكل من ضحى ويضحي من أجل هذا البلد العزيز ،  الذي نزف عقود من الزمن ووهب فلذات أكباده قوافلا من الشهداء الميامين في سبيل عزته وكرامة شعبه وسيستمر العطاء حتى  ترسي بنا سفينة العراق السعيد على شاطئ الأمان والسلام والاستقرار .

                               باسل شامايا


237
بطــــل مــــــن بلدتـــي قال
(( نكون أو لا نكون ))

قبل أكثر من أربعة قرون قال وليم شكسبير في منجز من منجزاته المسرحية (نكون أولا نكون) حيث قالها على لسان هملت ، الشخصية المسرحية الإيهامية المنتقاة من صلب أفكاره المتجددة هذه الشخصية التي رسمها واختارها من بين عشرات الشخصيات التي أبدع في تكوينها، لكي تؤدي فعلها المتميز ضمن أحداث ساخنة على خشبة المسرح ، صاغها بأسلوبه الرائع ، وكلنا نعلم أن شكسبير لم يكن كاتبا أو شاعر أمة أو جيل من الناس فحسب بل كان شاعر العالم والإنسانية جمعاء في عصور متباينة وأمكنتها المختلفة .. لقد غادرنا شكسبير قبل ما يقارب (450سنة ) ، غادرنا بجسده لكنه بقي معنا بثروته الأدبية التي تركها لنعتمدها بل لتعتمدها كافة جامعات العالم الشرقي والغربي في المجالات الأدبية والعلمية وفي دراسات المسرح بشقيه التمثيل والإخراج، حتى بات مدرسة لكل الأجيال وعلى اختلاف أجناسهم وانتماءاتهم، فالرصيد الثر الذي تركه بعد مماته جعله يعيش في قلب المجتمع الإنساني حتى هذه اللحظة ... فبين تلك الفترة والقرن العشرين سنين طويلة والتاريخ الإنساني يرفل دائما بالعطاء والتجدد فنجده أحيانا يعيد نفسه طالما هناك تواصل وامتداد وإبداع، فبين هذا السقف الزمني أنجبت القوش هذه البلدة الصغيرة التي تقع على سفح جبل أجرد شمال مدينة الموصل، بطلا ثوريا ومناضلا جسورا ورمزا من رموز الحركة الثورية لتاريخنا العراقي المعاصر المناضل الخالد ( توما توماس ) هذا الرجل الذي كرر المقولة حينما نادى ملء صوته ( نكون أو لا نكون ) حتى رنّ صداه  في جبال ووديان كردستان ، هناك حفرت السنين بين صخورها ذكريات بطولاته وتاريخه النضالي المرير وعبر الحكومات الدكتاتورية المتعاقبة والمتسلطة على رقاب الشعب العراقي ، لقد عشق المحن والصعاب وتمادى على الإصرار في ذات الطريق حتى يتحقق كينونة الفكر الأزلي . ليس هدفي من هذه المقدمة المقارنة بين هذين العملاقين اللذين خدما الإنسانية كل من موقعه وعطاءه وانجازاته العظيمة، بل أريد أن أقول أن التاريخ وعلى امتداد الزمن ينجب للإنسانية هكذا رموز ... فالقاسم المشترك بينهما إن شكسبير قال مقولته تلك نظريا أما الخالد فقد وظفها في جولاته وصولاته النضالية التي خاضها خلال أكثر من خمسين عام، قارع فيها الظلم والاستبداد متجاوزا كل ما أفرزته من السلبيات تلك السنين العجاف .. لقد عمل أبو جوزيف على تفعيلها حينما رفض السياسات الشوفينية للأنظمة العميلة التي تلاعبت بمقدرات شعبه ووطنه ونادى بالتحرر والأنعتاق من عبودية المتسلط والمتجسدة في رأس النظام الدكتاتوري المقيت ... ناضل متجردا من الأنا وأسترخص الموت ثمنا لتحقيق هدفه السامي في وطن حر وشعب سعيد.   لا أريد أن أكون كلاسيكيا في وصف مزايا وخصال هذا المناضل الكبير ولكن أحيانا أعجز في اختيار المفردات اللغوية التي تسعفني للحديث عنه  فأضطر للجوء إلى الأسلوب التقليدي الذي يمكنني من التواصل واغناء الموضوع، فاذكر بعضا منها راجيا أن أكون جديرا في عملية الوصف وبالشكل الذي يستحقها الفقيد، لقد كان يتمتع بشخصية قوية ونادرة ،كبير القلب، واسع الصدر، كان دائما يطبق المقولة التي تقول :(خير الكلام ما قل ودل) نعم كان قليل الكلام ولكن كثير الفعل والانجاز ، شجاع يلجأ دائما إلى الحكمة في معالجاته الميدانية ، صادق ، أمين ينفذ إلى الطبيعة الإنسانية سريعا من خلال سلوكه وتاريخه الأبيض الناصع والحافل بالمواقف المشرفة ، درس في مدرسة التكوين الإنساني الحر منذ صغره فتعلم فيها كيف السبيل لنبذ ومحاربة الأفكار والقيم المتخلفة التي تتعارض مع طموحاته وأفكاره كما تعلم كيف يقارع أولئك الأشرار الذين كانوا يتلذذون في مص دماء الشعوب وهكذا كان يسعى دوما نحو الأفضل لبلده وشعبه حتى بات من نوادر الأبطال الذين تفتخر بهم المجتمعات الإنسانية خاصة المجتمع العراقي وبالذات أبناء بلدته القوش الذين يعتبرونه بطلا من الأبطال التراجيديين في الملاحم البطولية القديمة ، وقد لقب بجيفارا العراق لأنه كان حقا يستحق ذلك اللقب العظيم ، تعرض للكثير من المضايقات والملاحقات واعتداءات السلطة الغاشمة وذلك لثنيه عن التواصل في نضاله وكفاحه الدءوب ، أما ثباته أمام بطش الإرهابيين أعداء الإنسانية والحياة فقد كان عنوانا بارزا وصريحا على تضحيته وتفانيه من اجل الحق والعدالة لضمان حقوق المحتاجين والفقراء ، ورغم كل المخاطر التي كانت محدقة به لم يتقاعس يوما عن التواصل وتأدية مهامه في ساحة النضال، بل كان دءوبا في كفاحه ،مثابرا لا يكل ولا يمل ، جعلته الصعاب يزداد قوة وشجاعة في المواجهة ، أشاع الرعب في قلوب الجناة أعداء الخير، لم يطرق الخوف بابه يوما بل عاش ورحل شجاعا أبيا ووفيا للقيم الإنسانية والمبادئ السامية التي آمن بها طوال حياته  ، كان دفاعه عن شعبه ووطنه يمتاز بتلك الغيرة العراقية الأصيلة التي لا تعرف الغش والخديعة ،  ويدعو الأحرار والأباة للتواصل والمضي إلى ذات الهدف الذي كرس حياته من اجل تحقيقه وللوقوف بوجه الظلم المتجسد في ممارسات السلطة العميلة، تلك السلطة التي أوصلت بلده إلى هاوية السقوط ، كان يحب جميع الناس ويتعاطف معهم حتى مع أولئك المغرضين الذين كانوا يكّنون له البغضاء ، حظي بعلاقات طيبة بين الناس حتى مع الذين اختلفوا معه في انتماءاتهم الفكرية والمصيرية ، أما مجلسه فكان على الدوام عامرا بأهالي بلدته والقرى المجاورة خصوصا حينما تأذن الشمس بالمغيب وهناك في بيته المتواضع تجري الحوارات والنقاشات المتنوعة التي كانت تتناول مختلف مجالات الحياة ، يستشيرونه في كل صغيرة وكبيرة ، لا يبخل على أحد بسؤال أو استفسار أو أي شيء  ، كان كثير العطاء رحوم على المساكين والمحتاجين يتألم مع الذين يتألمون ولا يجد الفرحة إلا بتخفيف آلامهم ، يتوغل إلى أعماق الجميع من خلال قوة شخصيته ، يشاركهم أفراحهم وأتراحهم ، تغمره الفرحة بسعادتهم ويلبسه الحزن بمصابهم ، كان يشع من عينيه بريق الأمل والتفاؤل حتى في أحلك أوقاته، لم يستسلم لحظة واحدة لليأس والانهيار حتى في ذلك اليوم المشئوم الذي خطف أزلام السلطة ابنه الشاب ( منير ) الذي توه كان قد بدأ الحياة ،علما إنه كان على يقين بان ولده رحل إلى دون عودة ، فكان يستمد من هذه المحن والصعاب القوة والعزم، ويؤمن بها مكرها لأنه لا مناص من التهرب من ذلك الواقع الأليم ، وحينما يتألم لا يفرق بذلك بين قريب وغريب لأنه كان ينطلق في علاقته مع الجميع بأنهم أبنائه وإخوانه في الانتماء إلى الوطن ،هكذا كانت المقاييس التي يعتمدها في حياته ،فأنه لم يجعلها خاضعة للمزاج ولا للتأثيرات الأخرى ، آمن بمبادئه مبكرا ولم يختلف يوما مع النهج الذي سار عليه حزبه،ذاك الذي أحبه واخلص له إلى آخر لحظة من حياته ، كان أبا وأخا وصديقا للجميع خصوصا أولئك الذين كان يعمل معهم ،أما نظرته إلى الشباب فكان يجد فيهم أملا للمستقبل والتواصل في ذات الدرب إلذي سار فيه هو ومن جاءوا قبله، لذلك اهتم كثيرا في توجيههم بالتوجيه الصحيح لينتشلهم من ترسبات الماضي التي ربما تؤدي بهم إلى الهاوية ، يؤمن بالقوة في معالجة بعض الأمور ولكن شريطة أن تكون محفوفة بالفكر والعقل خصوصا فيما يتعلق بحماية بلدته القوش التي كان لها الحارس الأمين ،فكلما كانت تتعرض إلى اعتداء أو أطماع الطامعين تجده كالنسر يحوم في سمائها ليجد فرصته للانقضاض على الغزاة ، لم يولي أهمية بمشكلة الطموح الشخصي الذي يعتبر مفتاحا للوضع الاجتماعي والاقتصادي بل كان يؤمن إيمانا راسخا بقدرة الفكر على التطور وتذليل الصعاب وان ذلك لا يمكن تحقيقه عن طريق القوة والخديعة ، كان يعد الضمير وسيطا للتوازن بين طموح الفرد والواجبات الاجتماعية التي تفرضها البيئة . إنني مهما أسهبت بالكتابة عن هذا الرمز، فلا أجد في رصيدي اللغوي ما يمكنني من إعطاءه وإيفاءه حقه المنصف فالمعاناة التي عاناها خلال سني حياته النضالية من التشريد العائلي ومصادرة أمواله وملاحقة أفراد أسرته التي كونها مع شريكة حياته المناضلة  الفقيدة المص وغيرها الكثير الكثير خير دليل على تفرده بالشخصية النموذجية التي قالت وفعّلت ما قاله شكسبير ( نكون أو لا نكون ) .     ألف مرحى بك في ذكراك العطرة أيها الثائر الذي قهرت الجبال .. ألف مرحى بك ونحن نحتفل في بلدتك بذكراك الثالثة عشر فأنت في القلب والضمير دائما وأبدا .... ستبقى ذكراك شامخة كجبال كردستان وباسقة كنخيل الفيحاء ومتدفقة كنهري دجلة والفرات ، نم قرير العين أيها المغوار فالكرمة التي سقيتها من عمرك الكريم أينعت وأثمرت ثمارا طيبة وستتواصل في عطائها وتعطي خير الثمار .

                                       باسل  شامايا                                                      

238
كيف توظف الإرادة لبلوغ المسعى

بئس الإرادة التي تقف حائلا دون تحقيق منجز أنت قادر على تحقيقه وبئس المنجز الذي تحققه وأنت عاجز عن تحقيقه، وحينما تتقاعس عن التواصل وفيك ما يؤهلك للمزيد من العطاء لتحقيق ما تطمح إليه عليك أن تستعين بإرادتك مستثمرا إياها لاحتواء ما يوقفك لبلوغ المسعى .. ولكن إياك والاعتماد على غير معالجاتك وتشخيصاتك ، فالمرء الذي يبغي الوصول بغير جهوده وقناعاته أكيد سوف يقتاد إلى حيث لا يريد .. بهذه المقدمة المختصرة ابدأ موضوعي هذا لعلي أتمكن من إيصال ما أريد الإسهاب فيه إلى المتلقي .في هذه الفترة العصيبة التي نعيش فيها أياما شائكة يظللها الاحتقان السياسي والطائفي وتتصاعد فيها مرة أخرى أعمال العنف في هذا البلد  الذي أدمته وأرهقت كاهله الاحتراب والتناحر وإفرازات تلك السنين العجاف ، وبما أننا جزء من هذه الأحداث  نعيش في خضمها ونعاني من وطأتها ، علينا أن نتآلف بقلوب وعقول تسعى إلى التغيير ونساهم مع الغيارى من أبناء هذا البلد ونشد الأيادي ونقدم ما نستطيع من تقديمه للإسراع في عملية الاستقرار ليعم السلام والأمان في بلد السلام ، فعلى عاتق كل من ينتمي إلى هذه الأرض الطيبة مسؤولية وطنية وأخلاقية عليه استثمارها ربما تحد شيئا من هذه الممارسات التي شتتت شعبنا وجلبت لنا ولبلدنا الجريح الويلات والدمار ، وذلك يعتمد على التسلح بالإرادة التي تمنحنا القوة والعزم لتحقيق هذا المسعى الذي يجعل بلدنا المرهق معافى ، ليتواصل في مواكبة التطور الحضاري العالمي ، وبتوظيف الإرادة بشكل صحيح نتمكن من تذليل الصعاب التي تواجهنا دون الخضوع لاعتبارات تفرض علينا أشياء تحد من عطائنا باتجاه تحقيق هدفنا السامي . إن الحياة وكما عرفناها منذ القدم ليست إلا صراعا من اجل البقاء ، صراع بين الخير والشر ، صراع بين أن نكون أو لا نكون ، صراع احتدم مع الطبيعة لكسب لقمة العيش وهكذا يستمر هذا الصراع لحين الوصول إلى مرحلة ( جني الثمار التي تؤمن معيشة الإنسان )  ..  ما بين تلك الأيام الموغلة في التاريخ وهذه  التي نعيشها اليوم في عراقنا المنهك سنين طويلة ،حيث تعددت خلالها أوجه الصراع عند الإنسان منها على سبيل المثال استغلاله لأخيه الإنسان وسيطرة القوي صاحب النفوذ على الضعيف الذي لا حول له ولا قوة وغيرها من الحالات المتعددة، واختلفت أيضا الأساليب التي يتبعها للوصول إلى غايته المنشودة ، فهناك الأسلوب المتجرد من الأنا ( نكران الذات ) الذي يتجسد فيه المسعى الإنساني الحق وهناك نقيضه (النفعي ) أي الأسلوب الذي يستثمر لبلوغ المسعى الشخصي الغير مشروع والذين يمارسون هذا النوع لا يهمهم شيء سوى تحقيق مآربهم الذاتية وليس المهم تعاسة الغير، وما زال الصراع قائما لحد يومنا هذا، وحينما تبادر لمعالجة ما يعاني منه مجتمعنا من هذه التركة الثقيلة عليك أن تتخذ من العزم سلاحا لتقوض بنيان الشر الذي يشيده هؤلاء الدخلاء والمتطفلين الذين يبحثون عن ضالتهم في كافة أرجاء وطننا العزيز .. إذن طالما هناك من يستخدم معول الهدم لتخريب ما يبنيه الأباة ، يجب أن يكون هناك من ينتفض بإرادته متحليا بالجرأة والشجاعة لمقاومة هذا الواقع المشحون بالنفاق والازدواجية  طبعا بعد أن تكون قد حررت نفسك كاملا من ركام اليأس الذي فرضه عليك أولئك المنتفعين الجناة ، وهكذا تختار طريقك بمحض إرادتك حتى إن كان وعرا محفوفا بالمخاطر ، فانك ستضيف من خلاله منجزا جديدا لقناعاتك ستفتخر به أنت ومن سيكون امتدادا لك ، فالإرادة يا صاحبي هي سلاحك المجرب الذي يجعلك تتواصل لحين بلوغ المسعى بل أنها سلاح فعال تساهم في إضافة أشياء ايجابية إلى الحياة كأنك تجسد عملية خلق جديدة لبناء النفس البشرية . لقد كان آباءنا وأجدادنا العظام يدعوننا دائما للتسلح بها في معالجة الثغرات التي تقتحم حياتنا ويحذروننا من اليأس في التغلب عليها ويقولون : إن المرء الذي تقوده إرادته أكيد سيتمكن من احتواء كافة الصعوبات التي تقف حائلا بينه وبين تحقيق طموحه،إذن علينا أن نسعى ونطرق أبواب الصح ولا نبالي إذا أخفقنا مرة فنحاول ثانية وثالثة ورابعة فان فشلنا هنا نسعى هناك والمسعى الصادق هو ذاك الذي يتهافت من الجهد الذي يقرره تفكيرنا  بالإرادة التي نوظفها والتي ستكون فيها القيمة الحياتية حينما نقطف ثمارها ، فبالعزم والتصميم تتمكن من اهزام اليأس وبهما تقضي على ما ينهكك وينال منك، وكن دائما على استعداد للمواجهة لان هناك من يقف بالمرصاد محاولا سرقة عزمك وإضعافك لشل إرادتك لكنهم سيفشلون حين يصطدموا بإرادتك الصلبة ويجدوا فيك شعلة المثابرة متوقدة دائما، فأسعى متحديا كل العثرات دون أن تترك بابا للتواصل إلا وتلجه وحينما تحقق الطموح ستكون قد حققت ما دعاك إليه واجبك الوطني المقدس وهكذا ستحمل هموم الناس وتحقق لهم ولو جزءا من تطلعاتهم إلى المستقبل المشرق الذي يحلمون به بعد كل هذا العناء الطويل من اجل الحرية والسعادة والديمقراطية، أخيرا حذاري أن يلبسك الوهن في البحث عن مواقع الخلل لأنه سيغدو جدارا يفصلك عن تحقيق ما صممت من اجل تحقيقه بل ثابر وجاهد معتمدا على سلاحك هذا( الإرادة )  فهي التي ستقود غايتك وهدفك النبيل إلى بر الأمان ، فمن يبغي الحياة الحرة عليه أن يختار هذا الطريق الذي يؤمن به فهو الذي  سيقوده لبلوغ المسعى وذلك لا يتحقق إلا كما ذكرنا عبر توظيف الإرادة الحرة الواعية وما الإصرار والثبات أمام الشدائد والمحن إلا عنوانا للتفاني من اجل الهدف السامي في تحقيق الحياة الحرة الكريمة .   

                                     باسل شامايا

239
الاخ باسم ربان والعائلة المحترمون
الدكتور براء باسم المحترم

بفرح غامر نزف التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة التي تعتبر انجازا جديدا واضافة مبدعا ومتالقا الى رصيد القوش التي كانت دوما سباقة في مبدعيها ومتميزيها ، الف مبروك لكم ولنا ولألقوش الحبيبة بما حققه العزيز براء نتمنى لك النجاح والتألق الدائم في مهنتك الانسانية لتخدم من خلالها عراقنا العزيز وبلدتك التي ستفتخر بك دائما وابدا
 
                         الهيئة الادارية
                      لنادي القوش العائلي



240
باسم الهيئة الادارية لفرقة مسرح شيرا اتقدم بجزيل الشكر لاخوتنا وزملائنا في فرقة مسر ح شمشا في عينكاوة على التهنئة الجميلة لفرقتنا بمناسبة التالق في عرض مسرحية بجمنتا في القوش نامل ان نلتقي في عمل مشترك كما رغبتم انتم ايضا حيث تتحد افكارنا وابداعاتنا لتنصهر جميعها في بوتقة المسرح السرياني الذي يجب ان يكون مواكبا لمسيرة بقية المسارح وطالما هناك خيرين وحريصين لتحقيق مثل هذه الاماني فلا يكون هناك شيء اسمه المستحيل تحياتي وتحيات زملائي في شيرا الى كافة احبتنا في فرقة مسرح شمشا ودمتم مبدعين في اعمالكم ومنجزاتكم

                                          فرقة مسرح شيرا

241
هذه التهنئة باسم اخوكم :       نصير القس يونان        عذرا على هذا السهو وشكرا

242
الف مبروك لمبدعي القوش على هذا الانجاز الرائع الذي جعل اهالينا في القوش الحبيبة يتهافتون من كافة ارجائها من سينا وتحتاني وقاشا ومار قرداغ لمشاهدة دراما المسرح الجاد حيث تناول موضوعها هموم حياتنا اليومية ..املنا ان تبقى القوش خيمة تحتضن كل المبدعين من ابنائها وبناتها ليزدادوا القا وعطاءا خدمة لها وللغالي عراقنا الحبيب لكم مني كل الاحترام والتقدير لانكم ابليتم بلاءا حسنا في سعة ونصف الساعة من الترقب والمفاجات في الاحداث الشيقة ودمتم .

243
الى جميع الاحبة ومتابعي النشاطات المسرحية في حبيبتنا الغالية قلعة الشموخ والاباء القوش الحب والمحبة شكرنا الجزيل على مشاعركم الجياشة تجاه كادر مسرحية بجمنتا املنا ان نكون دائما في مستوى تقييمكم وطموحكم الزاخر بالحب والاعجاب ..فعلى الرغم من الاامكانيات المتواضعة منها المعمارية والمادية والتقنية والتي احيانا تحد من ابداعات المخرج في عملية الرؤية والبناء التركيبي للمسرحية وكذلك تحد من ابداعات الممثل في التقمص وتجسيد الرؤية الاخراجية مع ذلك عملنا ما بوسعنا متجاوزين العراقيل والصعاب وارتقينا خشبة صغيرة لا تفي بما كنا نطمح اليه فابدع ممثلونا الرائعين على فضاء منتدى شباب القوش المحدود في انتقالاته وقدمنا لجمهورنا العزيز عرضا ممتعا ولمدة اربعة ايام متتالية هذا الجمهور الذي يستحق كل الحب والاطراء على تهافته لمشاهدة عملنا وانجازنا الفني حيث جعلنا ان نتشبث بخشبة مسرحنا اكثر واكثر تحياتي الى زملائنا في فرقة شمشا للتمثيل في عينكاوا ونحن على الدوام مع كل من يبادر ليضيف شيء جديد للمسرح العراقي عموما والسرياني خصوصا وتحياتي الى كل من كتب كلمة شكر لطاقم العمل ونتمنى ان تكونوا دائما معنا لتقديم الافضل .

                                                                         المخرج
                                                                    باسل شامايا

244
تحية ماطرة باشواق وحنين الى بلدتي الحبيبة القوش والى كل المبدعين الذين لا تنقطع عطاءاتهم على الرغم من كل الصعاب التي يعانون منها في ظل الوضع المزري الذي يعيشه بلدنا الحبيب الف تحية لكادر مسرحية بجمنتا واخص بالذكر اخي وشقيقي العزيز باسل شامايا تمنياتنا لكم يا ابناء القوش الاحبة بالنجاح والتقدم

                                                              ابنة القوش /سلمى شامايا

245
نادي القوش الرياضي وبالتعاون مع فرقة مسرح شيرا سيعرضان للجمهور العزيز المسرحية الكوميدية الهادفة (بجمنتا)اي الندم

 وهي من تاليف الاستاذ الكاتب /سعيد شامايا وسيناريو واخراج الفنان باسل شامايا حيث سيشارك في هذه المسرحية اكثر من عشرة ممثلين وممثلات بالاضافة الى اثني عشر طفل وطفلة وسيكون يوم الخميس الموافق 8/5/2008 اول ايام العرض ويستمر العرض عدة ايام وعلى مسرح منتدى شباب القوش والدعوة عامة للجميع
 
باسل شامايا


صفحات: [1]