ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: Abdullah Hirmiz JAJO في 20:00 14/04/2007

العنوان: أهمية الزمن
أرسل بواسطة: Abdullah Hirmiz JAJO في 20:00 14/04/2007
أهمية الزمن
لنتأمل بهذا الرقم (770 ر 631 ر 192 ر 9)  ونعرف ماهيته، وقد تستغرب عزيزي القاريء من هذا الرقم الكبير الذي يُقرأ بتسعة مليارات ومائة واثنان وتسعون مليونا وستمائة وواحد وثلاثون ألفا وسبعمائة وسبعون!!!! ولكن عندما نعرف أنه لجزء من الثانية سيزداد استغرابنا عن عظمة الإنسان الذي أوصل نفسه لقياس الزمن بهكذا رقم كبير وكجزء من الثانية الواحدة!!! وقد تتساءل ما هي الآلة أو الساعة التي نقيس بها الزمن وبمثل هذه الدقة؟ ولن نطيل عليك عزيزي القاريء لنقول أنها الساعة الإشعاعية أو باسمها الإنكليزي Cesium beam clock  والتي تعمل من خلال امتصاص ذرات معينة من الاشعاع  وتصدرها مجددا لتقيس الزمن بموجبه، وبموجب هذه الآلة استطاع الإنسان قياس عدد مرات كسوف الشمس مثلا من زمن ما قبل الميلاد وحتى بداية الألفية الرابعة للمسيح.
ولكن موضوعنا ليس للتعجب عن عظمة عقل الإنسان والمراحل التي قطعها من التطور بل هو التأمل في عظمة الخالق الذي فعل كل هذا وربما بدقة أكبر مما ذكرناه وجعل من الكون منظومات لا حصر لها وكلها تدور وفق نظام دقيق ولا يحدث أي خلل من جراء ذلك؛ فنجد في أرضنا التي نعيش عليها زمن محدد للصيف وللشتاء، للمطر وللجفاف، لليل وللنهار، ... أليست كل هذه مدعاة لنا لكي نتوقف ونتامل ونسبّح الخالق الذي خلق وأبدع فيما خلق.
وعقلنا البسيط وبإنساننا البسيط نتكلم عن الزمن بلغة بسيطة ونقول "الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك" أي أن العقل البسيط يفكر بلغة الأيام والأكثر تعقيدا يبدأ بحساب الساعات والدقائق حتى نصل إلى اللحظة وأجزائها من الثواني ثم جزء الجزء لكي نستغل هذه الومظات البسيطة من الزمن ونرتب أعمالنا وأفكارنا بالدقة المتناهية، ونطالع في سفر الجامعة ما يلي "يقول لنا أن لكل شيء أوان ولكل امر تحت الشمس وقت ... " حتى نصل إلى الدهشة لِما نتوصل إليه من تقدم في حساب الزمن وفيما نخطط له استنادا لهذا التقدم ونناله.
وكتبنا السماوية تتحدث بذات النهج لنجد الكتاب المقدس ينطلق من كلمات "في البدء ... " (تك 1:1)، و "بشارة يسوع المسيح ابن الله بدأت ... "(مر 1:1)، و "ولأن كثيرين من الناس أخذوا يدونون رؤية الأحداث التي جرت بيننا، كما نقلها إلينا الذين كانوا من البدء ..." (لو 1:1-2)، و "في البدء كان الكلمة ..." (يو 1:1)، وإشارات كثيرة نجدها لو تفحصنا جميع الكتب ولجميع الأديان لكانت غزيرة ولا يمكن حصرها لأن ذلك يحتاج إلى بحث متخصص وبمجلدات كثيرة .
وهذه الإشارات ما هي إلا لكي تثير انتباهنا بأننا موجودون ضمن زمن مهم جدا ولا يقدر جزء من الثانية منه بثمن، ويدعونا لكي نبذل قصارى جهدنا لكي نكسب ما يمكن كسبه أثناء مسيرتنا في عمرنا المحدد الذي له بداية ونهاية وخاصة نحن نعرف وقد سجل التاريخ زمن انطلاقتنا في هذه الدنيا ونحن لا نعلم زمن النهاية لكي نخطط لزمن محدد وبهذا حكمة مضافة إلهية أراد الله لنا كما يقول البعض أن نفكر كأننا نعيش أبدا... والمقولة صائبة جدا خاصة إذا لا نجعلها فرصة للتراخي أو لأمل بأن لدينا متسع من الوقت لعمل أشياء كثيرة، ولكن إن فكرنا بتكملة المقولة المذكورة بأننا قد نموت غدا، أو قد تكون هذه اللحظة النهاية وأننا لا نعلم متى يأتي السارق، الأمر الذي يتطلب منا اليقظة والانتباه وأن نصبح عاملين نشيطين بغية كسب المزيد من الثمار وجمع المزيد من الغلات لبيدرنا، فأوان الثمار محدد ولا نجد هذه الثمار دائما في أشجارها، هكذا هي حياتنا فلها زمان محدد وفيه فقط نستطيع أن نعطي الثمار لكي نسبب الفرح في ملكوت السماوات لأننا سننال النعمة من خالقنا فقط إن أدركنا أهمية الزمن وعملنا على استغلاله في النهج الصحيح.
16 شباط 2007
عبدالله النوفلي