عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - وداد فاخر

صفحات: [1]
1
عمار الحكيم .. بين بناية فردوسي بطهران والمنطقة الخضراء ببغداد

                                                                                                                                  وداد فاخر *
                
 تقول كنيتة التي تتحدث عنه : عمار عبد العزيز محسن الحكيم من مواليد العام 1971م ، أي انه ولد بعد سنة من وفاة جده محسن الحكيم ت 1970 م المرجع الشيعي الذي أبرق له الشاه معزيا اعترافا له بالمرجعية اثر وفاة المرجع حسين البروجردي في ايران العام 1961م على الرغم من وجود مراجع بنفس الثقل في كل من إيران والنجف الاشرف وخاصة وجود مرجع موازي له في ذلك الوقت هو السيد أبو القاسم الخوئي ت 1992 م، حسب مذكرات الشيخ علي اكبر هاشمي رفسنجاني ، ويكنى بعدة أسماء ابرزها (وزير خارجية المجلس وحامي حمى البعثيين ) .
وهو يحتفظ بعلاقات متميزة وتدعو للتساؤل مع أطراف محلية وإقليمية ودولية لا تخلو من رائحة الصفقات التجارية والمنفعة الخاصة ، كلقاءاته المتكررة مع السفراء العرب والأجانب المعتمدين في العراق ، وزيارته المكوكية لبعض دول المنطقة واستقباله من قبل الملوك والأمراء والرؤساء رغم عدم وجود صفة رسمية له ، مع احتفاظه بعلاقة متميزة خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية .
ترك العراق العام 1979 صحبة والده لإيران اثر مضايقات رجال امن صدام لعبد العزيز الحكيم الذي كان قريبا جدا من المرجع الشهيد محمد باقر الصدر.
تربى في إيران ودرس في مدارسها ورجع للعراق مع والده بعد سقوط النظام الفاشي الدكتاتوري العفلقي ، ويستلم قيادة المجلس الأعلى الإسلامي في العراق بعد وفاة والده السيد عبد العزيز الحكيم ( 1950 – 2009 م ) عن طريق التوريث المباشر حاله حال ورثة الجمهوريات ( الديمقراطية ) العربية .
وقد استغل استشهاد عمه السيد محمد باقر الحكيم ( 1939 – 2003 م ) ليشغل عن طريق التأسيس مؤسسة شهيد المحراب لكي يخفي خلفها كل نشاطاتة السياسية والاجتماعية والتجارية .
وعند وفاة والده السيد عبد العزيز الحكيم تصاعدت قليلا همهمات  وهمسات كبار قادة المجلس الأعلى التاريخيين وخاصة من كبار السن الذين رافقوا عمه محمد باقر الحكيم في مسيرة المجلس بإيران مستنكرين أن يكون قائدهم من كان صبيا يتجول في أروقة بناية المجلس في فردوسي في العاصمة طهران . خاصة بعد تصريحاتة الغريبة التي جاءت لتصدم القيادات التاريخية حيث فاجأ المراقبين بدعوته إلى ( أغلاق ملف البعثيين بشكل نهائي ) و ( أعادة من لم يشتركوا بجرائم ضد الشعب العراقي إلى مزاولة حياتهم الطبيعية وممارسة أدوارهم وحقوقهم كاملة في العراق ).
كذلك وجه تعاليمه لوسائل الأعلام والكتاب والإعلاميين السائرين في ركاب المجلس بمهاجمة قانون اجتثاث البعث ، وهو الموقف الذي أثار حفيظة مقتدى الصدر الذي قال ممتدحا عمار بأنه( نصف صدري ، كون الجد الاعلى لعمار من والدته هو السيد محمد هادي الصدر) . فقد صرح عادل الشرع ممثل مقتدى الصدر لقناة روسيا.. بأن وفدا من مقلدي محمد صادق الصدر قدم التهاني بمناسبة عيد الفطر المبارك لمقتدى الصدر , وسأله عن سر دعم التيار للدكتور عادل عبد المهدي وترشيحه لرئاسة الحكومة المقبلة رغم الخلاف مع المجلس الأعلى الإسلامي العراقي , فأجاب مقتدى الصدر لا يوجد خلاف بين القيادات ... وأشار مقتدى الصدر الى مقلدي والده ان سماحة السيد عمار الحكيم نصفه صدري فهو من ام صدرية ، ومع ذلك فقد سارع مقتدى الصدر بعد تصريحات عمار الحكيم لإصدار بيان جاء فيه ( لا مكان للبعثيين في قلوبنا ولا مستقبلنا ولا حاضرنا .. ) ، وصرح صلاح العبيدي الناطق باسم التيار الصدري في رده على أسباب صدور بيان مقتدى الصدر , قائلاً ( أن السيد الصدر يرى ان لا مكان للبعثيين في العراق الجديد تحت أي عنوان واي صفقة ).
وأثارت تصريحاته الأخيرة كل العراقيين الذين كانوا مكتوين بنار البعث وشخوصه حيث صرح من قناة الفرات التابعة للمجلس ممتدحا البعثي السابق وحاضنة البعث الحالي أياد علاوي قائلا ( ان أياد علاوي كان مناضل ضد صدام حسين وكان مجاهدا وقد نجا أياد علاوي من محاولة الاغتيال التي دبرها له صدام وأن القائمة العراقية ليس فيها أي بعثي ولن نشترك بالحكومة المقبلة اذا لم تكن فيها القائمة العراقية) .
وتصاعدت همسات وأخبار من داخل أروقة هيئة المساءلة والعدالة التي كان يقودها عضو الائتلاف الوطني الشهيد علي فيصل اللامي بان هناك وعودا من عمار الحكيم لإياد علاوي رئيس القائمة العراقية بتخفيف الضغط على القيادات البعثية السابقة لأجل دمجهم في المجتمع العراقي . وعلق المصدر على هذا التحرك بقوله : " إن تصرف السيد عمار الحكيم كان بمثابة - عربون حسن نيّة -  يقدمه للقائمة العراقية "  - شبكة عراق القانون 07-08-2010 - .
ويعلق الخبثاء على تسمية عمار الحكيم بـ ( عدي الحكيم ) كونه ورث الجاه والمال والظهور بمظهر عارض أزياء كل يوم وفي كل جلسة يظهر بها بعباءة ملونة جديدة وزي ديني جديد مع الاعتناء التام بمظهره وهندامه على طريقة النجوم وفناني السينما ، مما دعا بعض الخبثاء لإطلاق تسمية جديدة عليه هي ( عمار الساهر ) نسبة لمطرب الفيفتي فيفتي مع المقبور عدي المغني كاظم الساهر . بينما ورث عن المقبور عدي قيامه بإجراء الصفقات التجارية لحسابه الخاص ، حيث يشيرون بالبنان لمجمعات سكنية قرب السيدة زينب في سورية ، والكرادة في بغداد التي تحولت أجزاء منها لآل الحكيم وعادل عبد المهدي وغيره من رجال المجلس. وقد ترددت إشاعة صحفية تقول بان عمار الحكيم يتقاضى عمولة من شركة زين للاتصالات حيث ( كشف مسؤول بشركة زين بان الشركة تدفع عشرة ملايين دولار شهريا للسيد عمار الحكيم وهو السيد سعد الحسني مسؤول الإعلام في الشركة وفي معرض دفاعه عن الاعباء التي تتحملها (زين) قال ان الشركة الامنية التابعة لعمار الحكيم تتقاضى شهريا عشرة ملايين دولار اضافة الى ارتفاع اجور حراسة الابراج وتشغيلها من خلال مولدات لعدم وجود الكهرباء ).
لذا يستمر عمار الحكيم في مواجهته المميتة لرئيس الوزراء نوري المالكي ومنذ بداية تجديد ولايته الثانية حيث حاول بكل الطرق عدم تجديد الولاية له مرة أخرى لكي تكون رئاسة الوزارة بيد عادل عبد المهدي الذي يمثل احد الشخوص التابعة له ولكي يكون العوبة بين يديه ويكسب رضى البعثيين ودول الجوار ، وحتى  يتوسع عمار الحكيم في سلطتة المالية والرسمية من وراء الستار بعد ان قدمت دول الجوار ضمانات أكيدة بحسر عمليات الإرهاب عن العراق في حالة إبعاد رئيس الوزراء نوري المالكي وتخفيف الضغط عن القيادات البعثية ، وإلغاء كل القوانين والقرارات المناوئة للبعث ، أي بمعنى أوسع دور كبير وواسع وكالسابق للمكون السياسي السني العروبي في العملية السياسية العراقية مما يرضي ويطمأن ( الإخوة ) العرب من عدم توسع وعلو المكون الشيعي في عراق ما بعد صدام .وتتوسع امبراطوريتة التجارية والسياسية والاقتصادية .  



   * ناشط في مجال مكافحة الإرهاب            
     www.alsaymar.org
fakhirwidad@gmail.com
widadfakhir@yahoo.com  

2
صورة قلمية : شيخ أمراء التناحر الطائفي عدنان الدليمي

وداد فاخر*

عندما يستعرض المتتبع للفوضى الطائفية العارمة في العراق في الوقت الحالي تبرز أمام ناظريه أولى صور أمراء الحرب الطائفية التي يروج لها أولئك الأمراء ممثلة بشيخ أمراء الحرب ( عدنان الدليمي) .
 والتشريح السطحي الملازم للتشخيص الفسيولوجي لبنية الرجل الهرم يلاحظ تواجد صورة مهزوزة لرجل هرم في منتصف العقد الثامن يهتز برعشة واضحة جراء شلل رعاشي أصيب به ( باركسون Parkinson ) ، نتيجة لأصابته بداء السكر مع عصبيته مفرطة تظهر في إثناء حديثه وبدون أي ضابط . وهو معتدل القامة واقرب إلى النحول ، ومن مواليد العام 1932 ميلادية ، أنجز الدكتوراه في القاهرة عن (السيوطي نحوياً ) ! وعُيِّن في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة بغداد وكان جزء من النظام السائد آنذاك من دون اعتراض طيلة حياته وخاصة في فترة تسلم البعث للسلطة بعد انقلاب 17 تموز 1968  ، ثم نزح للأردن بعد أن ضاقت به أمور الحياة إثناء الحصار الاقتصادي بعد غزو الكويت وعين رئيس جامعة الزرقاء في الأردن . وبرز اثنين من أولاده في الآونة الأخيرة كعنصرين كبيرين لدعم وتشجيع وترويج الارهاب هما الدكتور منقذ وعضو البرلمان الحالي الدكتورة أسماء .
ويأتي معظم رد الفعل العصبي مع الرعشة الشللية المصاحبة له بسبب المرض الرعاشي المصاب به ، والذي يؤدي إلى فقدان الخلايا الدماغية المسئولة عن إنتاج مادة الدوبامين الكيميائية , مما يؤدي إلى ظهور أعراض مرضية تشمل الرجفة والارتعاش والتصلب ومشكلات في تناسق الاستجابات الحركية. ويقول الباحثون في التقرير الذي نشرته مجلة (علوم الأعصاب), عن اعتقادهم بـ( أن سبب هذه العلاقة يرجع إلى المستويات المنخفضة من مادة "سيروتونين" الدماغية المسؤولة عن الكآبة في مرضى الباركنسون, مشيرين إلى أن بعض مرضى الكآبة قد يحملون عامل خطر بيولوجي ) . وتتضاعف الأعراض المرضية التي تتمثل في ارتجا فات اليدين والذراعين والأرجل، وتصلب الجسم، وصعوبات في التوازن، أثناء الوقوف أو المشي، لأنه يؤثر على الخلايا العصبية الموجودة في الجزء الدماغي المسؤولة عن السيطرة على الحركات الإرادية لدى الإنسان .
لذلك يعتبر الشخص المصاب بدرجة متقدمة من مرض الشلل الرعاشي شخصا غير مؤهلا للقيام بوظائف إدارية حساسة ، أو تلك التي تهم جمهور المواطنين .
وللرجوع لشخصية مثل شخصية عدنان محمد سلمان الدليمي التي أثيرت حولها الكثير من التساؤلات عند تصديه للعمل كممثل للعرب السنة في العراق بعد سقوط نظام البعث الفاشي ، بعد أن كانت سيرته الذاتية تشير إلى كونه احد البعيدين جدا عن الانخراط في الموجة الإسلامية حتى ظهوره المفاجئ بعد سقوط البعث ضمن الموجة العروبية التي أنتجت قادة جدد لأهل السنة تمت زراعتهم على عجل في مختبر خليجي بحت ووفق مواصفات لا تتناسب مع المواصفات الاسلاموية الجارية في العالم الحاضر . فقد ظهرت مجاميع هجينة غريبة ادعت تمثيل السنة العرب من مختبر حكومي خليجي تابع للإمارات العربية المتصالحة الواقعة على الخليج الفارسي ، لمجموعة من الأجراء العراقيين الذين كانوا يعملون في جامعاتها ، تصدرهم أول الأمر الشيخ احمد الكبيسي ، ثم تتالى ظهور صورهم الواحد بعد الآخر كعدنان الدليمي وحارث الضاري وبقية الشلة الغريبة والتي لم يسمع بها المجتمع العراقي من قبل أو ان صوتا لاحد منهم قد ارتفع يوما ما ضد نظام البعث الفاشي سابقا . وكان عدنان الدليمي (74عاما) احد هؤلاء والذي شغل منصب رئيس ديوان الوقف السني من قبل بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي عند تشكيل مجلس الحكم ، لكنه أقيل من قبل رئيس الوزراء السابق الدكتور إبراهيم الجعفري، ليصبح بعد ذلك مستشارا لرئيس الجمهورية . وعند كتابة الدستور اختير متحدثا رسميا باسم مؤتمر أهل السنة العام نظرا لدعوته أهل السنة إلى المشاركة في كتابة الدستور . وتم تبديل مؤتمر أهل السنة بعد ذلك حسب تطورات المرحلة الحالية ليتحول لاسم مخفف نوعا ما ولكن ليمارس نفس الغرض الذي أسس من اجله وأطلق عليه ( المؤتمر العام لأهل العراق ) الذي أسس منتصف عام 2005 ، وتنطاد أمانته العامة لعدنان الدليمي نفسه .
ويأخذ على عدنان الدليمي عصبيته المفرطة وتسرعه في إصدار الأحكام ، وطائفيته التي لا حدود لها ، مع إصراره على تسمية جميع من يعتنق المذهب الشيعي في العراق بـ ( الصفويين ) . وقد ظهر ذلك جليا في عدة مناسبات واجتماعات ومؤتمرات إقليمية عامة ، منها ما قاله في خطابه عندما أقامت حركة الإخوان المسلمين في الأردن حفلاً مركزياً كبيراً بمناسبة مرور مئة عام على ولادة حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين وقد حضر الحفل عن العراق عدنان الدليمي كونه ابرز قيادات الإخوان المسلمين في العراق وفي العالمين العربي والإسلامي ( كذا !! ) ، ومما جاء في كلمته إثناء الحفل ( فإذا لم ينتبه العرب النائمون حكاماً ومحكومين ويهبوا لنجدتنا فإن العراق سيزول وستمحى بغداد الرشيد بغداد أبي حنيفة وستتحول إلى بغداد الصفويين ) ، وقال"إن إخوانكم في العراق سيقفون صخرة صامدة بوجه المحتلين ومن جاء به المحتل من الصفويين معاهدين الله أن نبقى صامدين، وستبقى بغداد عاصمة الرشيد وليس عاصمة الصفويين ) .
وكذلك تحريضه الواضح على الإرهاب والدعوة للحرب الطائفية في كلمته التي ألقاها في ( مؤتمر نصرة العراق ) المنعقد في اسطنبول وبرعاية كاملة من قبل النظام السعودي في الأسبوع الجاري من هذا الشهر ، حيث ورد في كلمته :" لماذا لم تسموا هذا المؤتمر بمؤتمر نصرة أهل السنة بالعراق وليقولوا عنا إننا طائفيون , نعم إننا طائفيون "
وأضاف " سيتحول العراق إلى شيعي وسيمتد الأمر ليشمل البلدان المحيطة بالعراق وتندمون ولات ساعة مندم إلى السعودية , إلى الكويت , إلى الأردن" . وزاد من تحريضه وهو يقول : ( إن في قلبه لوعة على بغداد التي ستضيع منهم  بغداد أبي حنيفة , بغداد المنصور , بغداد هارون الرشيد , بغداد احمد ابن حنبل , وستصبح بغداد الصفويين , بغداد البويهيين , بغداد القرامطة الجدد.)
لذا فالتشريح الوصفي والسطحي للجسم ( Surface Anatomy ) ، والوصف المفصل للحالة المرضية للرجل تدعو كل من يرى في نفسه الإخلاص للعراق إبعاده عن مجرى العملية السياسية التي تجري حاليا في العراق كون الرجل غير مؤهل نفسيا وجسديا وعقليا لهذه المهمة ، بعد عرضه على لجنة طبية دوليه محايدة ، لأنه يردد ومن دون وعي عبارات تحريضية ضد أحد مكونات العراق الأساسية ويطالب بتدخل إقليمي في العراق من قبل دول عربية وإسلامية لها مصلحة في بقاء العراق ممزقا تتقاذفه الأهواء ، وبملاحظة كل خطاباته ( الدعوية ) نراها متجانسة تماما في اللفظ والقول والتحريض على الإرهاب في العراق .
 

آخر المطاف : قيل:  ( ليس العار في أن تسقط، ولكن العار ألا تستطيع النهوض).

 

  * شروكي من حفدة القرامطة الذين يهابهم الدليمي ، وحفدة ثورة الزنج
                 www.alsaymar.org
          fakhirwidad@gmail.com
         widadfakhir@y hoo.com

   
ملاحظة : المقالة تم نشرها بتأريخ 19 /3/ 2007  واعبد الآن نشرها لأهمية الحدث .

3
كيف تحول الهتاف الشيوعي لمناضلين أشداء الى تناغم مع البعث تحت مسمى ( شباب شباط ) ؟

وداد فاخر *
تتداول القوى الوطنية وأطراف اليسار العراقي المتنور العديد من الأسئلة كنتيجة حتمية لما يحصل من تراكم أخطاء من قيادة الحزب التي من المرجح أن ( مليونير بروليتاري ) كـ ( فخزي كريم زنكنه ) كما يبدو قد سيطر عليها والا لم كل هذه الشعارات الشباطية الرنانة التي يتقزز منها كل مناضل شيوعي شريف قاسى على أيدي صبيان الشباطيين يوم 8 شباط الأسود من قتل وتعذيب وتهجير وتشريد ؟؟!
هذه الأسئلة وأسئلة اخرى تراود أذهان العديد من المناضلين الذين شعروا بخيبة امل من التصرفات الشباطية الأخيرة التي لا تحمل اي معنى او مغزى شيوعي البتة من قبل قيادة حزبنا الشيوعي العراقي.
فالجميع يعرف ان من رفع شعار ( شباب شباط ) هم بقايا ازلام البعث واراذله وسقط المتاع الذي لن يصل بكل مجموعه قلامة ظفر من مناضل شيوعي قارع الدكتاتوريات المتواصلة ومنها ( أبطال عروس الثورات) الذين تفننوا في تعذيب وتصفية مناضلينا الأبطال سلام عادل ورفاقه الأشاوس .
فما لدينا من بيانات هي بيانات لاطراف بعثية معروفة تدعي معظمها المقاومة بغية قتل ابناء شعبنا الآمن بكل برود دم . ترى ما علاقة حزب مناضل أبي كالحزب الشيوعي العراقي المعروف بتاريخه الوطني المشرف بهكذا شراذم تافهة وقذرة وساقطة تعاف حتى النفس ذكرها لا الاتصال بها والتعلق بشعاراتها ومواعيد تظاهراتها ؟؟ّ
 فعن أي شباط يتحدث قادة الحزب الذي ضحى بشبابه العام 1973 جماعة عزيز محمد في جبهة الشؤم والذل ؟؟ ، وكيف تناغم الهتاف ومجد شباط الذل والهوان والقتل والتعذيب الى شباط للشباب ؟؟ وأي شباب اولئك الذين يتحدث عنهم الحزب هل هم نفس الشباب الشباطي من ورثة فرسان ملعب الشعب وقصر النهاية يوم كان طالب كلية الطب أياد علاوي يصول ويجول فيهما بمسدسه المعلق في وسطه هو ورفيقة المناضل الإسلامي الحالي عادل ابن السيد عبد المهدي المنتفجي ورفاقه الآخرين كالمقبور صدام حسين وثلة البعث القذرة ؟؟!
أسئلة عديدة ومحرجة جدا يضعها كل الشرفاء من مناضلي حزب الطبقة العراقية العاملة الذين ضحوا بكل ما لديهم من غال ونفيس من اجل مبادئ الحزب العظيمة أمام قيادة يبدو انها وصلت لحد التخمة بعد ان شبعت من جمع ملايين الدولارات ابتداء من عضويتها في مجلس الحكم فمشاركتها الرسمية في البرلمان والحكومة بحيث لم تترك ( القيادة المناضلة ) أي مقعد لمناضلة شيوعية لكي تتبوأه ليستحوذ عليه قياديو الحزب بكل ( كفاءة واقتدار ) .
ورغم ان المرحلة الحالية هي مرحلة انتقالية بالمفهوم العام كما يعرفها الحزب والماركسية عموما لكن لم حول الحزب صراعه فجاة من صراع طبقي الى صراع ديني متناغما مع بقايا فلول البعث ومتراصفا معهم في ساحة التحرير ورافعا نفس الشعارات ، بحيث أصبحت حركة الحزب مقيدة ومقننة من قبل التنظيمات البعثية والمقاومين بالضد من الشعب العراقي وكل من له مصلحة في اسقاط النظام الحالي والرجوع لسلطة الفاشست البعثيين وكان آخرها هتاف يوم 9 سبتمبر / أيلول أو ما سمي حسب شعار الحزب المنقول حرفيا من بيانات شراذم البعث ( جمعة البقاء ) ، والتي تردد من بعض تصريحات قياديي كتلة البعث الجديدة المسماة بالعراقية زورا ان هناك توجه عام من قبل كل الاطراف المشاركة في طرح هذا الشعار باصابة العراق والحكومة بشلل تام من خلال اعمال تخريب وسلب ونهب وقتل بغية اسقاط الحكومة والعودة بالعراق للمربع الاول وبالتالي لحرب اهلية لن تبق ولن تذر .
وبدل ان يتوجه نشاط الحزب نحو العديد من العناصر الشبابية المتنورة من الاسلاميين والتفاعل والتناظر معهم لجذبهم نحو افكاره الوطنية والاممية وتغيير ولو بسيط في مواقعهم الفكرية والسياسية تحول كليا لـ ( الشباب الشباطيين ) الذين يقودهم في الداخل عدي الزيدي وفي الخارج حارث الضاري وزمرة البعث الهاربين من وجه العدالة .
وكل أملنا ان يعي شباب ومناضلي حزبنا الأبطال الدور المريب والتصرفات الخاطئة لقيادة الحزب في مؤتمره القادم وانتخاب قيادة شيوعية واعية تعاود الانفتاح على كل كوادر وشخصيات الحزب التي وقفت بعيدا على التل تراقب الوضع بعيون دامعة بعد ان اهملتها قيادة الحزب وتركتها بعيدا  .
أخر المطاف : لا تؤمن النظرية الماركسية بترديد الشعارات الزائفه ولا التظاهر مع غلات الرجعيين والفاشين والا لسميت باسم آخر غير الماركسية اللينينة.
  
      * عراقي جنوبي من حملة مكعب الشين الشهير
    www.alsaymar.org
                    fakhirwidad@gmail.com


4
المطلوب من حكومة المالكي إعادة الاعتبار للزعيم عبد الكريم قاسم وتقييم ثورة 14 تموز

  وداد فاخر *
 حلت علينا ذكرى 14 تموز ثورة الشعب العراقي في العام 1958 والتي أطاحت بالحكم الملكي وأقامت سلطة الشعب بواسطة الجمهورية العراقية بقيادة أنزه واشرف شخصية وطنية عراقية عرفها التاريخ العراقي المعاصر وهو الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم . والزعيم العراقي الوحيد الذي اجمع العراقيون قاطبة بمختلف طيفهم الجميل على حبه والالتفاف حوله ماعدا زمرة معروفة جيدا من أعداء الشعب العراقي تحالفت لفترة معينة وضمن حلف الكراهية المعروف ووفق النظرية التي تتماشى مع المفاهيم الميكافيلية التي تقول : (عدو عدوي صديقي ) .
فقد تآمرت على ثورة 14 تموز جبهة واسعة وعريضة من أعداء الشعب العراقي ضمت التحالف البعثو – قومي – ناصري ، وبعض الرموز الدينية التي لم تتفق على شئ إلا في ذلك الظرف وضد العراق بالذات من سنة وشيعة وكما يحصل الآن في بعض التحالفات المشبوهة ، مسنودين بقوى خارجية عربية وأجنبية تقف على راس تلك القوى الولايات المتحدة الأمريكية ومصر ( العروبة ) ، حتى تحقق لهم ما يريدون من أهداف معادية للشعب العراقي عندما نجحوا في الوصول للسلطة عن طريق انقلاب فاشي وبتخطيط أمريكي وبسلاح وأموال مصرية وعربية .
لذلك يعرف كل العراقيين إن ما قاساه الشعب العراقي من محن ومآسي طوال أربع عقود ونصف العقد من الزمن ومنذ استيلاء حزب العفالقة على السلطة في انقلابهم المشؤوم ما هو إلا نتاج ذلك التآمر الذي اضر العراق والعراقيين وأرجعهم سنينا طويلة للوراء في تسلسل غريب لدكتاتوريات عجيبة تناوبت على السلطة في العراق الجريح وكان آخرها ما قامت به الفاشية العفلقية من قتل وتخريب وجرائم عديدة تقف على رأسها جرائم حلبجة والأنفال والاهوار وتهجير ، وحروب عبثية أضرت بالاقتصاد العراقي وحفرت المئات من المقابر الجماعية لشرفاء العراقيين . ثم جاء التحالف البعثو – وهابي المدعوم إقليميا وعربيا لإكمال ما خربه النظام الفاشي ولتثبيت روح الانتقام منه عن طريق " مقاومته الشريفة " التي أثبتت الأحداث الأخيرة من خلال التعامل المكشوف لقوات الاحتلال مع شخوصها وازلامها من القتلة والمجرمين صحة تبعية العفالقة لمن اركبهم القطار الأمريكي في أول مجيئهم للسلطة .
لذلك يتوجب على حكومة السيد نوري المالكي أن تعي ذلك الدرس الكبير يوم تهاون الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم مع القتلة والمجرمين من العفالقة تماشيا مع سياسته الخاطئة التي كانت تقول " عفا الله عما سلف " ، ومقولته الشهيرة :
" الرحمة فوق القانون " ، وأن تضرب بقوة وبدون رحمة وبعيدا عن الخوف ، أو التردد من سلطة الاحتلال التي توفر الدعم المكشوف لقوى الإرهاب البعثو – سلفي ، مستندة على الملايين التي خرجت للتصويت لها بدلا من مغازلة هذه القوى الإرهابية وتسمية الأشياء بغير مسمياتها عندما تقول : " البعث الصدامي " لان هناك بعث واحد لا غير والحزب الفاشي هو الذي أنتج المقبور صدام حسين ولم يكن العكس . وما نراهم من إرهابيين ملثمين يجوبون شوارع العراق لإشاعة الرعب فيه هم أنفسهم من خرج يوم 8 شباط الأسود لقتل العراقيين بدباباتهم ورشاشات بورسعيد التي زودهم بها المقبور جمال عبد الناصر .
لذا فمن باب الوفاء لثورة 14 تموز وزعيمها الشهيد عبد الكريم قاسم أن يتم إعادة تقييمها ورد الاعتبار لزعيمها البطل الذي استشهد غيلة يوم 9 شباط الأسود وبنفس الأيدي المجرمة التي توجه سهام الغدر والحقد على شعبنا الآن وبعد الإطاحة بسلطتهم الفاشية مع رفاقه الأبطال . ولا تزال مسامع العراقيين تشمئز من الاستشهاد من قبل رئيس الوزراء السابق الجعفري باسم شخصية ممقوته لدى العراقيين ومن المتآمرين عليه عندما أطلق على " حفصة العمري " اسم شهيدة وتناسى ابن الشعب البار عبد الكريم قاسم الذي لم يفرق في زمن حكمه بين أي من أبناء الشعب العراقي وفي أي بقعة من الوطن العراقي .
لهذا يأمل كل الخيرين من شرفاء الشعب العراقي وخاصة من عاشوا الفترة الزاهية لثورة 14 تموز أن تكون مبادرة حكومة المالكي بمستوى الطموح الشعبي لكي تكون حكومة كل العراقيين واعتبار يوم الرابع عشر من تموز اليوم الوطني العراقي .

آخر المطاف : " إني أسمح لنفسي أن أبدي ملاحظاتي وأستميح كل مناضلي الحزب الديمقراطي الكردستاني والشعب الكردي الذين مارسوا أدوارهم في تلك الفترة عذراً لأن أقول وبصراحة بأنه كان خطأً كبيراً السماح للسلبيات بالتغلب على الإيجابيات في العلاقة مع عبد الكريم قاسم، مما ساعد على تمرير مؤامرة حلف السنتو وعملائه في الداخل والشوفينيين وإحداث الفجوة الهائلة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وعبد الكريم قاسم. فمهما يقال عن هذا الرجل فإنه كان قائداً فذاً له فضل كبير يجب أن لا ننساه نحن الكرد أبداً. لا شك أنه كان منحازاً إلى طبقة الفقراء والكادحين وكان يكن كل الحب والتقدير للشعب الكردي وكان وطنياً يحب العراق والعراقيين وكان التعامل معه ممكناً لو أحسن التقدير "
رئيس إقليم كوردستان السيد مسعود البارزاني
من كتاب: البارزاني والحركة التحررية الكردية

* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
www.alsaymar.org
fakhirwidad@gmail.com



5
جيش المهدي .. عود على بدء

وداد فاخر*

المقدمة :

يتقاطع عدد وعدة جيش المهدي الذي تشكل في شهر تموز العام 2003 ،.مع الروايات التاريخية عن عدده وعدته ، الذي اشرف على تشكيله وتدريبه الشخصية التي كانت عسيرة الفهم والملاحم على وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI الذي لم يحتفظ في سجلاته له سوى بصورتين واحده امامية لوجهه والاخرى جانبية وهو في العشرينات من عمره حتى مقتله في حادث التفجير في دمشق الشام ومعرفة شخصيته الحقيقة التي حيرت رجال المخابرات العالمية ، واعني هنا (الحاج) كما يسميه السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني ، أو ( عماد فايز مغنية ) المكنى بـ ( الثعلب ) أحد ابرز رجال حزب الله اللبناني وقادتة العسكريين المرموقين .
وتؤكد كل الروايات الشيعية بان عدة جيش المهدي عند خروجه في آخر الزمان ( عدة أهل بدر ) ، أي ( ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا ) ، وتتطابق مع ما حصل كما تقول الروايات ( لجده المصطفى في قتاله للمشركين من أهل مكة في وقعة بدر) . لذلك تنفي هذه الرواية أي صلة بين عدد جيش المهدي المنتظر وبين جيش المهدي الحالي الذي شكله عماد مغنية بدعم وتوجيه من ( فيلق القدس الإيراني ) بقيادة ( العقيد قاسم سليماني ) . فالرواية الواردة عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر:( إن القائم عليه السلام يهبط من ثنية ذي طول في عدة أهل بدر - ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً - حتى يسند ظهره إلى الحجر الأسود ويهز الراية الغالبة) ، اعتمادا على الآية الكريمة ( أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً ) غيبة النعماني ص313 . بينما تشكل جيش المهدي وفق تنظيم عسكري محكم ، ويقول أحد قادة السرايا في جيش المهدي بالنجف مكتفيا بذكر لقبه أبو عبد الله إن الجيش ينقسم إلى وحدات عسكرية تبدأ من المجموعات الصغيرة داخل الفصيل المؤلف من 50 مقاتلا، تليها السرية من 300 مقاتل، وكل سبع سرايا تشكل فوجا .

تشكيل جيش المهدي:

ويظل( عماد مغنية ) المرشح الأقوى لتشكيل وتدريب ( جيش المهدي ) ، والذي شكله على غرار حزب الله اللبناني ، بينما يعارض بعض الضباط البعثيين فكرة تشكيل جيش المهدي من قبل إيران ويعزون فكرة التشكيل لضباط بعثيين خسروا مواقعهم ومراكزهم الحساسة وامتيازاتهم اثر سقوط نظام صدام حسين . ويدخل خبر الأموال الإماراتية التي نقلها الشيخ احمد الكبيسي والتي سلمها إلى ( مقتدى الصدر ) في أول سقوط النظام البائد ضمن تأكيد هذا الأمر. والتعاون المتبادل بين ( جيش المهدي ) و ( هيئة علماء المسلمين ) سابقا ولقاءات واجتماعات سفير مقتدى الصدر في لبنان بهم وبمجاميع بعثية في بيروت الشيخ حسن الزرقاني ، وجماعة القاعدة في معارك الفلوجة والنجف الاشرف.  بينما يقول قيادي سني ، الذي قال إن اسمه «أبو ذر» إن ( وحدات متكاملة التسليح شاركت في حرب عصابات خاضها «جيش المهدي» مع القوات الاميركية والعراقية أبان حكم رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي وان هيكلية جيش المهدي تمت على يد ضباط سابقين في الجيش العراقي ينتمون إلى مجموعات مسلحة في الانبار).

النص الفقهي لهالة القدسية والتفسير الكيفي لآية الجهاد :


وقف النص الفقهي دائما كحائل في سبيل توحيد عمل المذاهب الإسلامية جميعا فالكل يرمي كل منهما الآخر بالخطأ والتطرف سنة وشيعة وبقية الحركات الإسلامية وخاصة الحركات التي كانت نتاج شخوص وجماعات دينية متطرفة في الحقبة الإسلامية الأخيرة وبعد ضعف الدولة العثمانية . وتقديس الأشخاص من جميع الأطراف ورسم هالة نورانية حولهم ترك الباب مفتوحا لتوسيع شقة الخلاف ، وشن حروب كلامية لا طائل من ورائها . والجدال البيزنطي حول نصوص قرآنية وأحاديث نبوية شريفة كانت بنت وقتها وضمن زمنها .
فالرسول الكريم نفسه ينفي عنه القرآن الكريم هذه الهالة في قوله تعالى (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ ) - الآية(6) فصلت – وفي مكان آخر من كتابة العزيز قال ( قل لا أملك لنفسي ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ) -  سورة الأعراف الآية 188 - ، وكذلك جاء قوله تعالى ( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) - الأحزاب : 40 –
لذا فإضفاء القدسية خلق شكلا من إشكال التناحر والملاسنات الكلامية وترك المجال واسعا لكل ذي غرض أو قصد للمتاجرة باسم الحفاظ على الدين وتشكيل جماعته أو جيشه أو قواه كتأسيس الحركة الوهابية التي شكلت قوتها العسكرية الضاربة من ( جيش الأخوان ) من قبل عبد العزيز بن سعود بعد الحرب العالمية الأولى بقيادة فيصل الدويش الذي عمل قتلا وتشريدا بأهل جزيرة العرب وسماهم بالكفار ، ثم جاء تشكيل جماعة الأخوان المسلمين من قبل حسن البنا الذين شكلوا جماعاتهم المقاتلة أيضا ، ثم تلاحقت الجماعات الإسلامية في العصر الحديث وتعددت أسمائها فمن جماعة التكفير والهجرة إلى  طلبان فالقاعدة بقيادة أسامة بن لادن إلى الشباب الصومالي ، وانتشرت موضه الجيوش ووصلت للفليبين والهند وباكستان وتمددت للبوسنه والهرسك وسط أوربا والشيشان داخل الدولة الروسية وغيرها من الجيوش التي لا نفع من ورائها سوى القتل والتخريب والتدمير وتشريد الناس الآمنين .   

جيوش المهدي:

ولم يكتف البعض بجيش واحد للمهدي يقوده مقتدى الصدر بل تعددت الجيوش والهدف واحد وهو الهيمنة والسيطرة واستغلال الظرف الأمني الحرج الذي مر به العراق بعد سقوط النظام البعثي في 9 نيسان 2003 ، وما تلاه من فراغ امني استغله البعض لتشكيل مجاميعهم الإرهابية سنية وشيعية ، ووصل الحد بادعاء البعض منهم المهدية كما حصل في ظهور جماعة ( جند السماء ) في منطقة الزركة التي قتل فيها المهدي المزعوم ( ضياء عبد الزهرة الكرعاوي ) ، وبعدها ظهر مهدي أخر في البصرة هو الهارب من وجه العدالة العراقية ( احمد إسماعيل گاطع ) الذي تسمى باسم  (احمد بن الحسن اليماني ) أو (أبو قمر اليماني ) الذي يضع خلف اسمه حرف العين ( ع ) ( عجل الله فرجه ) . وانشقت مجاميع عديدة من جيش المهدي نفسه سببها التذبذب الواضح في مواقف وتصرفات ( قائده ) مقتدى الصدر فهو يدعو مرة إلى التهدئة وفي المرة الثانية يهدد بالحرب المفتوحة ، ومرة ثالثة قال إن الحرب المفتوحة على الأميركان وقوات الاحتلال، ثم عاد مرة رابعة وكرر ضرورة تجنب مواجهة الجيش والشرطة باعتبارهم من أبناء الشعب العراقي ويجب أن تكون هناك حرمة للدم العراقي ، ثم لجأ لإيران بحجة الدراسة ، وعاد بعدها لقصوره وضياعه في بيروت .
ومن ابرز هذه الانشقاقات انشقاق كبير ساعدته ومولته إيران نفسها ومكنت عناصر كبيرة منه للعبور إلى إيران للتدريب في فيلق القدس الإيراني ، وهو الانشقاق الذي قاده الناطق الرسمي السابق لجيش المهدي ( قيس الخزعلي ) الذي اعتقلته القوات الأمريكية بعد ذلك اثر خطف وقتل 5 جنود أمريكيين ، ثم أطلق سراحه بعد صفقة سياسية ليلجأ لإيران والذي قاد جماعة ( عصائب أهل الحق ) . لذا ظهرت على الساحة الصدرية مجاميع عدة كتنظيمات صدرية مثل «عصائب أهل الحق» و «جماعة الجمهورية» و «سرايا القصاص» وغيرها تجمعها القوات الأمير كية تحت اسم «الجماعات الخاصة».

لماذا الجيوش بوجود جيش الدولة ؟؟! :

هذا السؤال هو السؤال المهم والذي يجب أن يوجه شخصيا لقيادة الدولة العراقية وخاصة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يحمل لقب القائد العام للقوات المسلحة العراقية ، ويمسك بيده كل الملفات الأمنية ، لكنه يدير ظهره دائما عن الحقيقة ويغلفها بمشكلة العراق الحالية القاتلة وهي التوافق السياسي . فوجود مجاميع وقوى مسلحه خارج نطاق سلطة الدولة والقانون يخل دائما بالتوازن الأمني بأي بلد كان مهما عظمت قوة وشراسه قواتة العسكرية والأمنية ويخلق تداخلا في القرار الأمني ويسبب عجزا في تعقب القتلة والمجرمين خوفا من مجاميعهم الميليشياوية الضاربة التي تهدد امن المواطن وتخيف حتى رجل الأمن نفسه من الانتقام والتصفية الجسدية ، وتعرقل سير القضاء العادل .
واستعراض ميليشيا غير شرعية وبوسط العاصمة تحدي سافر لكافة قوى الأمن وصفعة قوية لسلطتها الأمنية وقدرتها على ملاحقة الفارين والخارجين عن القانون في بلد تتنازعه خلافات قومية ومذهبية وسياسية مخيفة .
وقد عمق هذه النعرة المذهبية والخروج على سلطة الدولة التمذهب الطائفي الذي خلقته الدولة الجديدة بعد سقوط حكومة البعث وجعلت من بناء التمذهب الطائفي هدفها الأول والأخير بديلا عن بناء الدولة الديمقراطية المدينية الحديثة بأطرها القانونية ، المسنودة بمنظمات المجتمع المدني بعيدا عن التجمهر وسط الجوامع والحسينيات واختلاق المناسبات الدينية للتظاهر الشكلي الغير فعال الذي أجج المشاعر الطائفية وسبب خسائر لا حدود لها بشل عمل دوائر الدولة ومؤسساتها الرسمية ، وكلف خزينة الدولة مليارات من الدولارات التي لا معنى لهدرها في طقوس مذهبية تشكل عبئا كبيرا على خزينة الدولة ، وتبني حواجز وجدران بين أبناء الوطن الواحد . وهو ما شكل مبررا للطرف المذهبي الآخر السني لتجميع قواه الخارجة عن القانون أيضا ، والتعاون المفرط مع أعداء الشعب العراقي من بعثيين وقاعديين شكلوا ولا زالوا خطرا مخيفا على سير العملية الديمقراطية وامن المواطن العراقي .

ما العمل ؟! :

نرجع دائما لسؤال شيخنا الصوفي فلاديمير ايليتش لينين الأب الثاني للماركسية ونحاول أن نجد حلولا لكل مشكلاتنا الآنية التي يجب أن نرجعها دائما لسلطة القانون ، ولماذا القانون إذن ؟ .
ورغم إن القانون مواد جامدة تحتاج لشرح وتفاصيل إلا إنها أثبتت إن قوام القانون هو تنظيم حياة الناس والمجتمع وتنظيم العلاقات فيما بينهم ، وبينهم وبين السلطة الحاكمة ، وتطبيق العقوبات القانونية على أولئك الذين لا يلتزمون ببنوده ويخلون بقوه ومتانة النسيج الاجتماعي . ولان أساس أمننا وتنظيم علاقاتنا والحصول على حقوقنا هو القانون فيجب احترامه ومراعاة بنوده .
وخضوع الناس للقانون يبسط الأمن والأمان فيما بينهم ، ويعطي للدولة السلطة القوية على تطبيقه لصالح الشعب . وما يحصل في العراق هو غياب سلطة القانون وتغاضي السلطة السياسية عن تطبيقه بحذافيره إما مراعاة لمشاعر سياسية أو تغاضي عن أمر لكي لا يتم الإخلال بعملية الشراكة الوطنية ، أو من خلال المحاصصة السياسية المقيتة وبطريقة ( شيلني وأشيلك ) ، وهو ما يحدث دائما . لذا نجد إن جميع الملفات الأمنية قد طويت ولم نسمع طوال هذه السنين من عمر الدولة (الجديدة ) سوى كلام لأغراض سياسية بحتة وتعمية للأمور وطمس للحقائق . ويتحمل خلال هذه الفترة العصيبة رئيس الوزراء شخصيا كل ما يجري كونه يمسك بيده كل الملفات الأمنية التي لم يتم الكشف عن أي منها فنحن وكما يقول المثل ( نسمع جعجعة ولا نرى طحينا ) .
فأصبحت السجون فنادق من الدرجة الأولى للقتلة والمجرمين والإرهابيين الذين يتصلون من داخل زنزاناتهم المريحة برفاقهم الآخرين وينفذون عملياتهم الإرهابية دون أن يتم كشف من يزودهم بتلفونات الموبايل ومن يشارك بتهريبهم من السجون علما إن حالات الهروب من السجون العراقية كما نشرتها منظمة الإصلاح الاجتماعي العراقية شريكة منظمة مراقبة حقوق الإنسان الدولية، وبالتعاون مع المنظمة الدولية ( رصدت أكثر من4000 حالة هروب في عموم محافظات العراق للسجناء منذ عام 2006 وحتى عام 2010، اذ جاءت بغداد في المرتبة الأولى تليها محافظة نينوى، الانبار ، صلاح الدين، ديالى، البصرة ، بابل، ذي قار ومحافظة واسط. ) .
والجواب على ما العمل هو استدعاء رئيس الوزراء من قبل البرلمان العراقي ومسائلته قانونيا عن كل الخروقات القانونية وسبب عدم فتح الملفات الأمنية التي حدثت فيها أمور خطيرة وعدم تنفيذ الأحكام القضائية بحق القتلة والمجرمين والإرهابيين وميوعة القضاء العراقي في إصدار أحكام تعتبر مخففه جدا بحق لصوص المال العام والمرتشين وتجار الأسلحة والمخدرات والإرهابيين . وسحب الثقة عنه وتقديمه للقضاء العادل جراء حجبه للحقائق عن الشعب متعمدا باسم الحفاظ على الشراكة الوطنية . أو لنقل صراحة باسم الحفاظ على كراسي السلطة للقوى المتصارعة على السلطة في عراق أجهده غياب القانون والتجاوز عليه من جميع الأطراف .

سؤال أخير ؟ :

بدون أن نوجه أي سؤال عمن جهز ودفع هذه الأموال الطائلة ، وزود 100 ألف مستعرض بقمصان وسروايل وقبعات موحدة؟ ، وكم كلف ذلك ؟ .
سؤال نوجهه لمن يعرف تماما إن هناك عدة آلاف من الفقراء والمساكين والأيتام الذين يعيشون في مدن الثورة (الصدر) و( الشعلة ) و ( القاهرة ) و ( جميلة ) ومعظمهم يعيش في ظروف اجتماعية ومعاشية سيئة فلماذا لم يفكر هذا البعض الذي صرف الملايين على هذا الاستعراض لمجرد ترديد الشعارات وإظهار القوة ضد الدولة راعية القانون ، لمساعدة أولئك الفقراء من المحتاجين ، أو حتى بناء مؤسسات صحية وإنسانية لهم ؟ .
لن ننتظر الإجابة في ظروف غير طبيعية مثل ظروف العراق الحالية ، وفي ظل الهرج والمرج السياسي الحاصل فيه وبصمت مطبق من الدولة راعية القانون ، والموافقة الغريبة لوزارة الداخلية باستعراض جيش غير شرعي وبوجود قواها الأمنية وجيش عراقي تابع لوزارة اسمها الدفاع .


آخر المطاف :

من أقوال أمام المتقين علي بن أبي طالب (الحق سيف قاطع  ) ، والقول الذي يسند بسند ضعيف للرسول الكريم :  (الساكت عن الحق شيطان اخرس ) .

 * ناشط في مجال مكافحة الارهاب
www.alsaymar.org
             falhirwidad@gmail.com


6
شطارة الحاوي الأمريكي في استلاب ثروات العرب من خلال لعبة الفيسبوك

وداد فاخر*

الأمر مثير للهزئ والسخرية والضحك للعبة الحاوي الأمريكي الذي طرحت وزيرة خارجيته بعد استفحال الأزمة الليبية ووصول المسالة في ليبيا الى تقسيمها لقسمين طرابلس وبنغازي ، فقد طرحت سؤالها المحير من سيدعم حملة الدول الغربية ضد قوات القذافي؟.
ومن خلف الكواليس كانت الأيدي تمتد نحو الكيس الخليجي لكي يفتح ويتم صرف المليارات على الحملة الجوية ، وسخر العالم من مقولة مشاركة الدول العربية في الحملة الجوية ضد قوات القذافي لتشارك أربع طائرات قطرية و12 طائرة إماراتية ضمن أسراب الطائرات المغيرة على الأراضي العربية الليبية كما حدث تماما لضرب العراق عند احتلال القوات الصدامية للكويت واتخذ ذلك الأمر سببا مبررا لضرب البنى التحتيه وتخريب الوطن العراقي ووضعه تحت طائلة العقوبات الدولية كما يحدث الآن في ليبيا تماما . كذلك سخر للعملية علماء السوء ووعاظ السلاطين مما يسمى جزافا بـ ( اتحاد علماء المسلمين العالمي ) الذي يرئسه مصري – بجنسية قطرية متصهين ومتصابي ضحك على فتاة جزائرية بعمر حفيدتة اسمه يوسف القرضاوي أخرجه النظام المصري يوما ما من وراء قضبان السجن بعد أن خان جماعته من الإخوان المسلمين وترك يذهب لقطر ليعتاش هناك على مائدة السلطان ويرفع إلى مرتبة رئيس اتحاد علماء المسلمين السعودي المنشأ والأموال .
وما أثار هزئ وسخرية العالم وكل ذي عقل سليم أن هناك 300 طائرة تربض على حاملة الطائرات الأمريكية انتربرايز وطائراتها الـ45 من طراز "إف-18" تستطيع الوصول إلى ليبيا بتزويدها جوا بالوقود ، إلى جانب الغواصة الهجومية "بروفيدانس" التي أطلقت صواريخها على أهداف داخل كل من افغانستان والعراق في السنوات الأولى من الحرب فيهما. ومئات الطائرات على سطح حاملات الطائرات للأسطول الخامس المرابط في الخليج الفارسي على مشارف البحرين . وهناك حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول قرب السواحل الليبية . وفي أول الضربات الجوية الأمريكية كانت هناك 3 طائرات بي 2 ( شبح ) الأمريكية التي تطير من قواعدها في الولايات المتحدة الامريكية حتى الأراضي الليبية ولمده 25 ساعة ذهابا وإيابا وهي طائرات تستطيع التخفي عن الرادار وتقصف أهدافها بكل دقة – كلفة ساعة الطيران 13 ألف دولار -
وفي ايطاليا تشكيلات من طائرات (تورنيدو) متمركزة في قاعدتي (بياتشانتسا) و (غيدي) الشماليتين نشرت في قاعدة (تراباني) الجوية أقصى جنوبي غرب جزيرة صقلية القريبة من السواحل الليبية ، وذكر أيضا أن ست مقاتلات من طراز (أف 16) التابعة لسلاح الجو الدنماركي وصلت إلى قاعدة (سيغونيللا) المتقدمة في قلب المتوسط بينما أعلن وصول العديد من الطائرات الحربية إلى قاعدة (أفيانو) الأمريكية شمالي ايطاليا لتعزيز التشكيلات المنتشرة هناك . ألا يشي كل ذلك بتكامل الترسانة العسكرية الحربية لحلف الناتو لضرب جمهورية ليبيا من البحر والجو وتدمير كل معداتها العسكرية بحجة فرض حظر جوي على حكومة القذافي ؟! ، إذن فما هو دور طائرات دول علبة الكبريت قطر إذا لم يكن لإضفاء الشرعية العربية والإسلامية – مع كون المساعدات والأموال السعودية تتدفق في الخفاء – على حرب خاسرة ضد شعب اعزل تدمر قوات الناتو كل بناه التحية لكي يعاد ومن جديد بناؤها وبتكلفه عالية وإعادة تسليح ليبيا بعد تدمير مخزونها العسكري من السلاح السوفييتي بسلاح أمريكي – أوربي ؟؟!
وبرأينا إن أمريكا استطاعت وبشطارة عالية تحريك شعوب العرب التي كانت تخاف حكامها الدكتاتوريين وتهاب بطشهم لكي يتم التغيير عن طريق الشعوب بواسطة اللعبة الدولية الجديدة ( الفيسبوك ) وبقنوات تلفزيونية تتقدمها قناة الجزيرة التي كانت نتاج زواج غير شرعي بين ممولين صهاينة ، وصهاينة قطر لكي تساند وبشكل كبير عملية التطبيع مع إسرائيل وذلك خلال مؤتمر مدريد للسلام بين العرب وإسرائيل الذي عقد جلساته لعدة أيام في العاصمة الأسبانية في شهر تشرين أول/اكتوبر 1991، جاء بعد الموقف العربي الداعم للقرار الاميركي – الدولي – العربي بإخراج الجيش العراقي من الكويت بعد اجتياحها في 2/8/1990 وكانت نقاشات المؤتمر ضمن مشروع التطبيع كإغراء لإسرائيل لإنجاح المفاوضات دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق شامير إلى إنشاء محطة فضائية عربية – صهيونية مشتركة تحت الرعاية الاميركية كبادرة حسن نية عربية. وبعد انقلاب الشيخ حمد بن خليفة (ولي عهد قطر يومها) على والده الشيخ خليفة بن حمد عام 1995، والذي لقي مباركة عاجلة من الولايات المتحدة الاميركية، ومن اسرائيل تم إنشاء محطة ((الجزيرة)) والتي تردد يومها ان حمد بن جاسم نفسه دفع 30 مليون دولار كجزء من ميزانية العام الاول لهذه المحطة. ولم تبق حركة متطرفة دموية في أي بلد عربي لم تجد منبراً خصباً لها في محطة ((الجزيرة))، وفي مقدمة هؤلاء جماعة القاعدة الذين كانوا يردون التحية للجزيرة، بأحسن منها حيث كانوا يخصونها دائماً بشرائطهم الإجرامية ضد خلق الله، ينـزلون بهم قصاصهم الإرهابي قطعاً للرؤوس وجزاً للرقاب أمام عدسات التصوير المتحركة، لتبثها ((الجزيرة)) فخورة تحت وهم الإنجاز الإعلامي وهو في الحقيقة تهشيم بصورة العرب والمسلمين والإسلام والعروبة واضحت قناة " الجزيرة " مصدرا لشحن العرب فيما بينهم وتأليب بعضهم على بعض وزرع الأحقاد بينهم .
فبأموال العرب أنفسهم وبأيديهم ستدمر بلدانهم ليضع اليانكي الأمريكي قدميه على رقابهم مستقبلا من خلال القروض والديون والشروط المجحفة للبنك الدولي التي ستستخدم لاذلال الشعوب باسم الحرية .
وما الحديث عن وجود أفراد من القاعدة داخل الأراضي الليبية واليمنية إلا حقيقة أثبتتها وقائع عدة ، وأصوات لأناشيد للقاعدة تسمع أحيانا من بين المقاتلين في ليبيا وكشفت عنها أيضا عدة أخبار موثقة منها الخبر التالي الموثق الذي يقول (متحدثاً بلسان الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية قائد ميداني: "الجهاديون" على خط الجبهة ضد القذافي http://www.alsaymar.org/all%20files/all%20news/27032011akh1001.htm   ) .
إذن نحن أمام أمر خطير ومهم للغاية يتمثل في تحريك عناصر من القاعدة لكي تكون عنصر ضغط وتخويف لطرفي النزاع الشعب والحكام ، وبالتالي تنفيذ كل ما يهم القوى الغربية والأمريكية لإعادة رسم خارطة المنطقة والهيمنة على ثرواتها والنموذج الليبي اكبر دليل على ذلك حيث ترك الأمر كما في الحالة العراقية أيام الدكتاتور صدام حسين عندما وجه بوش الأب نداءه للشعب العراقي لكي ينتفض ضد الطاغية صدام ثم عاد وسمح لصدام باستخدام طائراته المروحيه ودباباته وكل أسلحه الموت لابادة الشعب العراقي كما يحصل الآن مع ليبيا . وتم إذلال العراقيين بوضعهم بين حصارين حصار النظام الذي عاش برغد ونعيم والحصار الدولي المفروض على العراق مقارنة بنفس الوضع الليبي الحالي ، والحصار الدولي . حيث تم وضع الحالة الليبية كما العراقية سابقا بين الأخذ والرد أي وضع اللاسلم واللاحرب وتزايد التناحر بين أبناء الشعب الليبي أنفسهم دون حل حاسم للقضية الليبية. وتركت قوات صدام تدخل اربيل بطلب من مسعود برزاني العام 1996 وتحت نظر واعين من كان يحرس الخط 32 ليقتل ويدمر ويرجع سالما غانما لبغداد .

أسئلة تحتاج لأجوبة:

* من حرك هذه الجموع الغفيرة من الشعوب العربية ولدول معينة بالذات وسخرت لها قنوات فضائية وكتاب وشعراء يكتبون المعلقات الثورية بحيث خرج علينا طه حسين والعقاد ومصطفى صادق الرافعي وشعراء الجاهلية نابذين كل كتاباتهم ومعلقاتهم مفتخرين بكتابات شعيط ومعيط وجرار الخيط والشعراء والكتاب الأميين العرب ؟! .
* تم وئد كل تحرك ولو على مستوى ابسط المطالب الشعبية ورفع العرائض ، والتظاهرات المطالبة بإطلاق سراح الموقوفين في بلدان مرفوع الحجاب عنها أمريكيا كالسعودية وقطر والإمارات .
* تم التدخل بشؤون دوله عريقه كالبحرين من قبل ما يسمى بـ ( درع الجزيرة ) وانتهكت أرواح وأعراض وأموال شعب بأكمله من قبل القوات الغازية وتحت سمع ونظر الأسطول الخامس الأمريكي الرابض عند السواحل البحرينية .
* تحركت إسرائيل للعدوان على الشعب الفلسطيني في غزة في غياب كامل للوعي العربي وانشغال الجميع بثورات الفيسبوك وتساقط حبات العرق من جبين فناني وكتاب وأكاديمي وسياسيي وشعراء ويساريي العرب بأحزابهم ذات الرايات الحمراء وخاصة في العراق الذين استجابوا لنداء البعث وساقوا الظعون للوصول لساحة التحرير في المكان والزمان المعينين من قبل ( الثوار ) البعثيين أو من تسموا بـ ( ثوار بغداد ) أو ثوار 25 فبراير وجروا معهم فلول اليسار البائس وهم يصفقون ويهللون لعدي الزيدي ومن لف لفه بعد حملة ( وطنية ) شعواء قادها صاحب اكبر مؤسسة نشر عراقية ظهر للوجود في غفلة من الزمن كنبت شيطاني في بيروت ودمشق ثم بغداد .
* وفي ( ثورات زعاطيط الفيسبوك ) التي تركزت فقط في دول عربية معينه رغم معرفتنا بحكامها الدكتاتوريين لكن الجميع ومنهم أمريكا تعرف تماما إن أموال بلاد الحرمين التي يغتصبها حكام آل سعود وبقية المشيخات من ( الدول العظمى ) يتم نهب خيراتها ويمنع في بلد مثل السعودية خروج زوج وزوجته في الشارع من دون ورقة الزواج ، ناهيكم عن عمليات القمع والتصفيات وحفلات قطع الروؤس العلنية التي تجري في بيت الله الحرام ظلما وجورا بعد صلاة كل يوم جمعة .
* أعجب الجميع بقوة وعزم ( دولة عظمى ) مثل مشيخة الإمارات التي نفخ وزير خارجيتها وهو اخو شيخ المشيخة وهو ينزل من طائرته الخاصة قادما من أفغانستان حيث ( تقاتل ) قواته هناك وهو ما ينطبق عليه ما قاله شاعرنا :
إن الزرازير لما طار طائرها ..  توهمت إنها صارت شواهينا
* استلبت أمريكا ودول الغرب من عملية ( ثورة زعاطيط الفيسبوك ) مليارات الحكام الدكتاتوريين التي سرقوها من شعوبهم لتقع في جيوب ( الإخوة ) الأمريكان وحلفائهم الغربيين الذين تنادوا باسم الحرية الاصطفاف لضرب الشعب الليبي . بينما أنيطت بـ ( دولة قطر العظمى ) أو ( دولة علبة الكبريت ) تسويق النفط الليبي وفتح حساب خاص لإيداع مبالغ المبيعات والمثل العراق يقول ( امن البزون شحمه ) – البزو ن باللهجة العراقية القط -
* تصاعدت نغمة شباب الثورة في كل بلد تجتاحه( ثورة زعاطيط الفيسبوك ) ، لكننا لم نر شبابا يستلموا السلطة في كل من تونس وليبيا فالمشير طنطاوي عمره 74 عاما ، وبقية المجلس العسكري أصغرهم يبلغ من العمر 64 عاما وهو الفريق سامي عنان رئيس الأركان المصري ورجل أمريكا القوي في مصر الآن . بينما يبلغ عمر وزير الخارجية المصري نبيل العربي 74 عاما  .
أما القائم بمهام رئيس جمهورية تونس فؤاد المبزع فهو يبلغ من العمر 76 عاما ووزيره الأول الباجي قائد السبسي فهو من زمن بورقيبة وعمره 85 عاما ، فأين دور الشباب و ( ثوراتهم الشبابية ) ؟
أما رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل فيبلغ من العمر 59 عاما .
إذن أين الشباب وما دورهم ومن فتح النار على المتظاهرين في تونس ومن سرق الثورة الفيسبوكيه ؟
وهل تحقق الشباب من السجون المصرية التي أودع فيها أولاد ووزراء مبارك وهي أكثر روعة ومكانة من فنادق الخمس نجوم ؟ .
* تسببت ( الثورات الفيسبوكية ) بتعطيل كامل للحياة الرسمية والاجتماعية والاقتصادية للدول التي انتشرت فيها مما أدى لخسائر تقدر بمئات المليارات أصابت اقتصادياتها المشلولة خاصة في ميادين السياحة كتونس ومصر ، إضافة لتعطيل الدراسة وتخلف الطلاب عن التحصيل العلمي .
* سببت عمليات التخريب أو الحرب المستعرة بين السلطات الدكتاتورية وشعوبها تدمير لبعض البنى التحية وخاصة في ليبيا واليمن وتدمير لأسلحتها المخزونة ومعظمها أسلحة سوفيتية الصنع أو من دول المعسكر الشرقي السابق ، وهي إشارة واضحة لعوده هذه الدول لإعادة تسليح نفسها بسلاح أمريكي أو غربي جديد ، مما يؤكد وجود أيدي أجنبية في تأجيج هذه ( الثورات ) ، لإدامة عمل مصانع الأسلحة الغربية واستنزاف خزائن الشعوب الملعوب على عقولها ، وإعادة التعمير التي ستكلف كثيرا في ظل ارتفاع الأسعار بارتفاع أسعار النفط العالمي .
فهنيئا لـ ( الشباب الفيسبوكي ) توراتهم ( الشعبية ) ، وعش رجبا ترى عجبا .


آخر المطاف :

يقال بان جيش ( دولة قطر العظمى ) يمكن أن يتم إنزاله على الأراضي الليبية لمساعدة ( الثوار الليبيين ) – قوام الجيش القطري 8500 عسكري من مختلف الصنوف والرتب العسكرية - .
وفي ما سمي بحرب تحرير الكويت من يد القوات الصدامية التي احتلتها العام 1990 لم يكن هناك ضحايا ولا أسرى عرب والسبب إن القوات العربية وخاصة قوات درع الجزيرة كانت تعمل في الخطوط الخلفية للتموين فقط ، كما كان قائدهم العربي ( الفريق خالد بن سلطان بن عبد العزيز ) موجودا ضمن القيادة العسكرية لتوقيع الشيكات ، كما رد بذلك قائد القوات المشتركة الجنرال نورمان شوارتزكوف على خالد بن سلطان . وكانت أول القوات المنسحبة من المعركة في معركة الخفجي التي احتلتها القوات العراقية لمدة 48 ساعة في حركة مناوره لإظهار القوة ومن ثم انسحابها هي القوات القطرية وهي قوات رمزية بقيادة ضابط برتبة نقيب ، وعندما سأل النقيب من قبل محطة سي أن أن الإخبارية : هل هناك أي ضحايا ؟ ، رد بكل عنجهية وحذلقة وقوه فارغة : NEVER  .


* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
 www.alsaymar.org
        fakhirwidad@gmail.com


7
جغرافية العالم الجديد وفق الرؤية الأمريكية

وداد فاخر *

المقدمة :
انطلق القطار الأمريكي في بداية خمسينيات القرن الماضي حاملا ( الثوار العرب ) الجدد برتبهم العسكرية المختلفة لإحلال رجال حكم جدد بديلا عن ( عملاء ) قدماء اختلفت ولاءاتهم بين بريطانيا العظمى وفرنسا والعالم الجديد المسمى بـ ( أمريكا ) التي دخلت على الخط ضمن مشاريع استعمارية جديدة أخذت لها تسميات عدة بعد الحرب العالمية الثانية وتدخلها المباشر لإسقاط حكومة الدكتور محمد مصدق في إيران وإعادة الشاه للحكم بواسطة رجل المخابرات الأمريكي ( كرميت روزفلت ) الذي أصبح فيما بعد راعي الانقلابات العسكرية في المنطقة والمخطط الرئيسي لانقلاب 23 يوليو 1952 في مصر لإزاحة الملكية الذي قاده البكباشي ( المقدم ) جمال عبد الناصر حسين خليل سلطان، كـ ( مشروع النقطة الرابعة ) ، ومشروع المساعدات المقدمة للشعوب ، ومن ثم جاء ( حلف بغداد ) أو حلف السنتو .
وبسقوط حلف بغداد بقيام ثورة الرابع عشر من تموز العام 1958 تخلخل المشروع الأمريكي الجديد في المنطقة التي كانت تسمى بـ ( الشرق الأدنى ) وتغير اسمها لـ ( الشرق الأوسط ) وبدأت الجهود من جديد للتنسيق بين مصر عبد الناصر وحزب البعث الفرنسي الفكرة والمنشأ لإسقاط ثورة 14 تموز ، عندما حاولت فرنسا التغلغل في المنطقة العربية من خلال رجال كانوا يتلقون العلم فيها أسسوا تنظيمات على غرار الأحزاب الفاشية التي كانت شائعة آنذاك في أوربا وسقطت بانتهاء الحرب العالمية الثانية وتمثلوا في كل من ( ميشيل عفلق " حزب البعث " الذي اتحد من بعد ذلك مع حزب أكرم الحوراني " الحزب العربي الاشتراكي " وأصبح اسمه الجديد " حزب البعث العربي الاشتراكي " ، الحبيب بورقيبة " الحزب الدستوري التونسي " ، بيار الجميل " الكتائب اللبنانية " ، انطون سعادة " الحزب القومي السوري الاجتماعي " ) .
ثم توالى نزول ( الثوار ) الجدد وفق الأجندة الأمريكية متواصلين بالحكم حتى ضاقت بهم الإدارة الأمريكية التي قررت بعد تجاربها الكثيرة الفاشلة ووفق نظرية ( الفوضى الخلاقة ) إعادة ترتيب المنطقة من جديد ولكن وفق تكتيك الكتروني جديد ومن دون خسائر وجريا على المثل العراقي ( نارهم تاكل حطبهم )  سمي بـ ( الفيسبوك) .

لماذا المنطقة العربية فقط ؟:

رغم وجود دكتاتوريات مزمنة في المنطقة العربية وكونها تجثم ككابوس على صدر المواطنين العرب المحرومين من خيرات بلدانهم التي تفتقر لأبسط أنواع الديمقراطية في عصر العولمة والتقدم التكنلوجي العلمي ، فإن هناك أيضا دول أخرى عديدة في العالم الثالث تعيش نفس مأساة وظروف المواطنين العرب من حيث انحسار الحريات أو عدمها وقمع سلطوي مثيل للقمع السلطوي العربي أو أكثر منه لكن لماذا المنطقة العربية وبالذات دول نفطية معينة أو دول ذات مواقع ستراتيجية إما إنها محاددة لإسرائيل أو تقع على مضيق هرمز منطقة مرور ناقلات النفط المهمة وتواجد الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين ؟؟ .
وقد تم رسم الخطة الجديدة كتكتيك جديد للإدارة الأمريكية بعد سقوط نظرية التدخل الأمريكي المباشر في كل من أفغانستان والعراق ، والفشل الذريع الذي جابهته نظرية ( الفوضى الخلاقة ) ، لذلك استعيض عنها بتحريك غير مباشر للشعوب عن طريق اللعبة الجدية المسماة بـ ( الفيسبوك ) .
وقد لاحظنا إن نفس السيناريو قد نفذ في إسقاط دكتاتوريين هما زين العابدين بن علي حاكم تونس الأبدي بديل حزب بورقيبة وحزبه الدستوري المهيمن على كل مفاصل الدولة التونسية . وحسني مبارك خليفة حكم العسكر المصري الذي توارث السلطة منذ انقلاب 23 يوليو 1952 المشؤوم حتى لحظة سقوط مبارك وتسلم العسكر أيضا السلطة بديلا عنه.

لم إذن الكيل بمكيالين ؟:

وما يراه المواطن العربي العادي إن هناك سياسة مختلفة وتآمر واضح ومكشوف على دول العرب التي تقع هي وشعوبها ضحية للسياسة الأمريكية في عصر العولمة ، أو إن المقبول في بعض الدول غير مقبول في دول أخرى . فإسقاط دكتاتور لا أهمية قصوى لدولته مثل تونس لا يتماثل تماما مع ما حصل في كل من ليبيا القذافي الذي تم التعامل معه كما فعل جورج بوش الأب بالسماح للدكتاتور السابق صدام حسين بعد ثورة الشعب العراقي ضده بسحق العراقيين بمختلف الاسلحه الفتاكة ، عندما انتفضت 14 محافظة عراقية من 18 محافظة بعد هزيمتة الشنيعة من الكويت هربا من القوات التي تسارعت لما سمي بـ ( عملية تحرير الكويت ) ، وترك الجزء الذي استقطع من الوطن العراقي في مقتبل القرن الماضي بعد أن استولى عليه هاربا بجلده بصورة مخزية .
كذلك وقف عالم الفضائيات العربية الذي يحرض على إسقاط الحكومة العراقية كقناة الجزيرة الصهيونية المنشأ والشراكة المالية وغيرها من الفضائيات البعثية العراقية كقناتي الشرقية والبغدادية وقنوات البعث المنطلقة من الداخل والخارج ، وهذا العالم الفضائي وقف أيضا عند نقطة معينة فاصلة من ثوار البحرين لا بل وقف البعض محرضا مطالبا بذبحها ، ولم يتحرك أي منها عندما تحركت القوات المحتلة العائدة للسلطة السعودية المتخلفة المحتلة أصلا لبلاد الحرمين في جزيرة العرب مع ما يسمى بقوات دول الخليج العربي او ( قوات درع الجزيرة ) الذي هرب عندما احتل صدام الكويت وأطلق ساقيه للريح أي ( درع الجزيرة ) عندما اجتاحت القوات العراقية مدينة الخفجي السعودية . وتركت الشعبين اليمني والليبي يذبحان بدم بارد كما تم ذبح الشعب العراقي أيام انتفاضتة ضد الدكتاتور صدام حسين . بينما أخذت قناة الجزيرة دور المحرض على غرار ( سيروا ونحن من ورائكم ) ، فالذي تتم ابادتة هم الليبيين والعقيد المجنون اخذ ضوءا اخضرا للقتال ضد شعبه الأعزل ، والدليل على ذلك الصمت المريب للرئيس الأمريكي الذي بدا خطتة الجديدة في تغيير العالم العربي السابق عن طريق تحريض شعوبها بدءا من خطابه في القاهرة أول بدء ولايتة ، والتصريحات المقصودة لمدير وكالة المخابرات الأمريكية CIA الذي قال بان تفوق القذافي سيعيد السلطة له .

هل كانت التحركات الشعبية تلقائية؟ :

وقد لاحظ المراقبين للأحداث التي جرت لإسقاط الدمى الأمريكية في المنطقة علامات عدة تظهر مدى التحضير والتنظيم لتلكم الأحداث التي لم تأت بصورة تلقائية إذا نظرنا للأمور بعين المراقب الناقد . وحده العريف علي عبد الله صالح رئيس اليمن هو الذي قال الحقيقة التي يعرفها لكونه كان جزءا ً من المكون المتآمر في المنطقة وبخطط أمريكية وأموال سعودية ، والذي جاء للسلطة بعد اشتراكه بقتل الرئيس إبراهيم الحمدي هو وأخوه عبد الله الحمدي في 11 أكتوبر 1977 مقابل توليه منصبا كبيرا في الحكومة اليمنية ، ثم قيل انه شارك في قتل الرئيس الذي تولى السلطة بعد مقتل الحمدي وهو المقدم احمد الغشمي واتهم جمهورية اليمن الديمقراطية بقتله ، وكل ذلك جرى بتآمر وأموال سعودية . حيث قال الرئيس اليمني بعد أن أحس بقرب سكين الشعب من رقبتة خلال لقاء مع أساتذة كلية الطب في جامعة صنعاء حضره صحافيون إن "ما يدور الان هو عبارة عن ادارة اعلامية ... هذه عاصفة رياح التغيير".واضاف "هناك غرفة عمليات لزعزعة الوطن العربي في تل ابيب وهؤلاء (المتظاهرون) ما هم الا منفذين ومقلدين".واوضح ان "غرفة العمليات" التي يتحدث عنها "موجودة في تل ابيب وتدار من البيت الابيض". وتابع "لا احد يكذب على احد " . ولكون الرجل صحى أخيرا بعد إن أحس بقرب عودتة من حيث أتى بالقطار الأمريكي الذي سيقله في رحلة العودة ، فقد قال ما قال بكل وضوح ، لكن الإدارة الأمريكية لم تتركه يتحدث على هواه ، فأسرع يعتذر لها ولم يتحدث معه سوى موظف عادي بالبيت الأبيض وهذه دلالة واضحة على تأكيد رحيله المقبل .
وهناك علامتان ظاهرتان تنبئان كل مراقب بما جرى بأنه كان بترتيب وتنسيق مسبق وكان كما قال علي عبد الله صالح  اولهما إن هناك مقابلة جرت في قناة الحرة تحدث فيها شاب لبناني قدم على انه خبير برامج انترنيت والذي قال بأنه وأصدقاء له قد طوروا بعض البرامج بصفحة الفيسبوك وسمعوا أصوات تتحدث وأغان عن ثورة للشباب لذا فكروا بنشر كل ما يستطيعون ولكنه أضاف نحتاج لمترجمين !! ، لذلك وجهنا نداء على النت وحصلنا – يرجى التمعن بالكلام – على 1000 مترجم من جميع اللغات ومن ضمنها الصينية . السؤال كيف تم الحصول على هذا الكم الهائل من المتطوعين بدون مقابل ؟؟؟؟!! .
إما الأمر الغريب الثاني فهو كمية الأعلام الليبية القديمة أو علم الاستقلال التي زخت كالمطر وبكميات هائلة وبصوره سريعة ومفاجئة ، فأين كانت تلكم الأعلام ومن الذي جهزها بتلك الكميات؟؟؟؟!! . وقد وجدنا إثناء التحضير للانتخابات البرلمانية العراقية الاخيره انتخابات آذار 2010 صعوبة في الحصول على كمية من الأعلام العراقية لكي نضعها في كل محطة انتخابية في المركز الانتخابي للنمسا في العاصمة النمساوية فيينا ولكننا وجدنا إن توفير كمية من الأعلام يحتاج وقتا طويلا لأعدادها مع مال كثير فمن أين خرجت كل تلكم الأعلام ومن جهزها قبل التحضير للانتفاضة الشعبية؟؟؟ !!

النأي بدول الطوق الأمريكي عن الاحداث الأخيرة :

لاحظ الكثيرون إن المجاميع من دول الطوق والمحميات الأمريكية في المنطقة وخاصة محمية قطر التي تتمركز فيها اكبر قاعدتين أمريكيتين كبيرتين في العالم ( السيلية والعيديد ) قد تم حمايتها من ألاعيب الفيسبوك ، حيث استطاعت فقط مجاميع صغيرة من المواطنين المهمشين في المنطقة الشرقية للجزيرة العربية المسماة زورا بـ ( السعودية ) الخروج وطرح مطاليب جماهيرية كانت أهمها إطلاق سراح المعتقلين وقمعت بكل وحشية من قبل النظام الثيوقراطي الحاكم في الجزيرة العربية وهدد ابن النظام العائلي سعود الفيصل قائلا : ( سنقطع أي إصبع ستمتد الى المملكة ) . بينما جرى تدمير صفحة الفيسبوك العائده للقطريين . وعندما تجري أي تظاهرة في احد محميات الخليج يردد الإعلام نغمة وجود غرباء عن الوطن هم من يحاول التشويش وعرقلة مكتسبات البلد .
إذن نحن أمام أمر مدبر للإطاحة ببعض الدكتاتوريين الذين ألقى بهم القطار الأمريكي في بعض البلدان وجاء في رحلة العودة لكي يقلهم لمحطاتهم الأخيرة حيث ستكون هناك مفاجئات مرضية لكل واحد منهم بعد أن كانوا موفوري الصحة والحال، صحة وعافية وشعور مصبوغة بالسواد كبيرهم وصغيرهم على السواء ، وحالة شاه إيران ليست ببعيدة عن العيان إذ هاجمه السرطان بسرعة البرق ومات وسط دموع السادات وقبر هناك ، والمعروف سابقا عن معاوية لن ابي سفيان قال ( إن لله جنودا من عسل ) ، واعتقد ان المقولة الامريكية تقول ( إن لله جنودا من مواد مشعة ) حيث  يتم زرقها بسهوله في الجسم وهي عبارة عن نظائر مشعة تستخدم في علاج الأورام السرطانية كالكوبلت والذهب المشع والراديوم المشع وغيرها والتي تجري مع الدم وتسبب سرطانا بالجسم إذا أعطيت بكميات كبيرة للجسم ومن دون الحاجة إليها .

لم كل هذه الضجة المفتعلة والفبركات ؟؟!! :


رب سائل يقول لم كل هذه الضجة المفتعلة والفبركات التي صاحبت عملية إقصاء الدكتاتوريين والضحايا الكثيرة وضجيج الإعلام العربي الذي يردد بطريقة ببغاوية بحتة ( وللحرية الحمراء باب ) ، وقصائد الشعراء التي وصلت لحد المعلقات ، وكتابات كل من هب ودب أو كما قيل في المثل العراقي ( الكرعة وأم الشعر ) ؟؟! ، ويأتي الجواب بكل بساطة إن في فبركة هذه العملية ومصاحبتها بالضجيج الإعلامي غرض اقتصادي بحت لم يفكر به ( القادة التاريخيين ) لدول العرب المغلوب على أمرها حيث يختزن كل ( أبطال الأمة العربية ) ما ينهبونه من خزائن بلدانهم في بنوك أوربا وأمريكا وبالتالي سيتم وضع اليد عليها بعد تجميدها وستكون هناك معاملات ومماطلات وضرائب ورسوم لكي يتم استرجاع جزء يسير منها ، او لن يتم استرجاع أي شئ ، بينما ستضيع مليارات عدة خاصة تلك التي وضعت بأرقام سرية في بنوك سويسرية أو أمريكية .
إذن من الخاسر في هذه الحالة ومن الكاسب وعليكم الجمع والطرح لكي تصلوا للنتيجة المؤلمة والتي يستطيع طالب ابتدائي حصرها بكل سهولة؟؟! . كذلك تمت إضافة نقاط عديدة على اليمين لحسابات كبار شركات النفط  الاحتكارية والبنوك العالمية والمؤسسات المالية نتيجة صعود أسعار النفط الخيالية وتداول الدولار بالصعود والنزول وشراء السلع والمواد الغذائية من قبل الدول الغير منتجه من دول العالم المتمدن كما يقال ، وكل دكتاتور عربي وانتم بخير .

الخاتمة :

"إن الديمقراطية لا تنمو في أرض داستها أحذية الأمريكان" "هيرالد تريبيون" 8/11/2004  ، لذلك فالقول (  تهدف نظرية "الفوضى الخلاقة" التي تتبناها أمريكا في البلاد العربية إلى إعادة تشكيل خارطة "المنطقة" العربية الممتدة من المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي، وذلك عن طريق تفجير الصراعات الداخلية وتأزيم الأوضاع الحالية، وإذكاء الخلافات الطائفية والقبلية والعنصرية والاختلافات السياسية، كل ذلك من أجل إعادة "رسم خارطة المنطقة" بما يتوافق مع المصالح الصهيو-أمريكية.) ، هو قول صحيح وذلك عن طريق " دمقرطة " المنطقة العربية - الاسلامية خاصة ، وهو ما سمي بـ ( الشرق الأوسط الكبير ) ، وأيد تلك الدراسه التي نشرتها   صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" نشرت يوم 26 فبراير/شباط مقالة للمحلل السياسي سيرغي كورغينيان يقول فيها: ( إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقود مخططا يهدف إلى تقسيم العالم، وما حدث في تونس ومصر ما هو إلا جزء من لعبة كبيرة المرحلة الأولى منها بدأت بتفكيك الاتحاد السوفيتي من خلال سياسة إعادة البناء "البيريسترويكا" التي قادها الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف وفتحت الباب أمام إعادة رسم خريطة أوروبا. وكان العنوان الأبرز لهذه المرحلة سقوط جدار برلين. ويرى كورغينيان أن ما قاله الرئيس أوباما، من أن التغيير الذي حصل في مصر يوازي بأهميته سقوط جدار برلين يؤكد أننا نعيش اليوم المرحلة الثانية من اللعبة الكونية.) . ويضيف كورغينيان قائلا : (  عندما يعبر عن ثقته بأن الولايات المتحدة تستعين بعناصر تابعة لها لتأجيج الشوارع في مصر وتونس وغيرهما من بلدان الشرق الأوسط. وهذه العناصر على صلة وثيقة بما يسمى بـ "الخلايا الإسلامية النائمة". مؤكد أن جون برينان النائب السابق لمدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الذي يعمل حاليا مستشارا للرئيس الأمريكي لشئون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، هو الذي يسهر على تأجيج نيران الاضطرابات في المنطقة. وبالإضافة إلى برينان ثمة مجموعات مختلفة كبيرة ومؤثرة، تقف خلفه وتدعم جهوده. ومن أهم هذه المجموعات الجماعات المتعددة الجنسيات التي تمتهن تجارة السلاح والمخدرات. ففي أفغانستان على سبيل المثال تضاعف إنتاج الهيروين منذ دخول القوات الأمريكية إلى ذلك البلد، بنحو ثلاثين ضعفا. علما بأن الوسيلة المفضلة المتداولة في تجارة المخدرات ليست النقود، بل السلاح. أي أن المخدرات يجري مقايضتها بالسلاح. والسلاح يصبح حاجة لا غنى عنها في أوقات النزاعات، وبعد توفر عنصر السلاح تظهر الحاجة لخدمات الإرهابيين ) . وقد أكد هذه الحقيقة مدير ندوة المخدرات التي جرت قبل فترة في المقر الأوربي للأمم المتحدة في فيينا عندما قال : ( بان المخدرات والإرهاب توآمان كل يكمل الآخر ) .
إذن نحن إمام تغيير واسع وكبير يجري بكل سلاسة بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية التي (نشطت في تجنيد الإرهابيين وتدربيهم نخبة من عناصر الاستخبارات. ومن أبرز هذه الوجوه تيد شيكلي الذي كان موظفا ساميا في وكالة المخابرات المركزية متخصصا في تمويل أنشطة العملاء السريين، والذي جند ودرب عددا كبيرا من الإرهابيين المحترفين في دول جنوب ـ شرق آسيا. وفي وقت لاحق بدأ "طلاب" شيكلي يمارسون أنشطتهم الإرهابية بشكل مستقل ويعملون لحسابهم الخاص بالإضافة إلى عملهم لصالح الولايات المتحدة ) . وبحسب تقديرات كورغينيان فإن قيمة "الخدمات" التي تقدمها المجموعات الإرهابية المتعددة الجنسيات تقدر بـ تريليون دولار.
ترى ما الذي تريد أمريكا من تحريضها للأحياء الصغيرة المطلة على الخليج والمسماة زورا بدول مع كبيرتهم السعودية بهذا التصرف العدواني الأهوج باحتلال جزيرة البحرين ؟؟! . وهل تحتاج المنطقة المشتعلة دوما تحديات أخرى بحجم الكارثة التي ستقع حتما إذا استمر تدفق قوات ما يسمى بـ ( درع الجزيرة ) في جزيرة البحرين لن تستطيع عند اشتعالها أن تطفئها القوة النيرانية لسفن الأسطول الخامس الأمريكي المتواجدة عند شواطئ البحرين إلا بحرب عالمية ثالثة ؟؟!! .

     * ناشط في مجال مكافحة الإرهاب
         www.alsaymar.org
   fakhirwidad@gmail.com



8
هل تعي حكومة المالكي الخطر الداهم في إهمالها المتعمد للمطالب الشعبية ؟!

وداد فاخر*

لماذا لم يستفد المالكي من سنين حكمه الأربعة أو الخمسة تقريبا في عراق ما بعد سلطة البعث الجائرة وترك الحبل على الغارب لمتصيدي الفرص والمتاجرين بالدين والمذهب وذهب شططا في بناء التمذهب الطائفي بعيدا عن بناء دولة المؤسسات وتعبيد الطريق أمام ديمقراطية حقة ؟؟!
كل هذه الأسئلة وغيرها تراود ذهن العراقي المخلص الخائف على وطنه الذي تتناوشه الخلافات السياسية المشبعة بروح الطائفية والتخندق المذهبي والقومي وسط هدير أمواج التغيير التي تكتسح بلدان العروبة التي جثمت الدكتاتوريات العسكرية على صدورها منذ منتصف خمسينات القرن الماضي لحد الآن .
فقد أفرزت الحرب الباردة شخوصا ورموزا سيئين كانوا بمفهوم الدكتاتورية ( القادة التاريخيين ) الذين أذاقوا الشعوب العربية الخارجة لتوها من ربق الاستعمار الذل والمهانة والفاقة والجوع بينما كدسوا هم وأبنائهم وعوائلهم وحواريهم الذين يدورون في فلكهم مليارات الدولارات في البنوك الأجنبية ، استثني مهم دكتاتورا واحدا أو اثنين من الشبهة اللصوصية رغم شوفينيتهم وعدائهم لكل الحريات الشعبية .
وما جرى ويجري في العراق ( الجديد ) الذي افرزه الوضع بعد الاحتلال الأمريكي وسقوط جمهورية الخوف البعثية الفاشية يثير الدهشة والعجب كون من تصدوا للمسؤولية في هذا البلد العريق في الحضارة والثقافة أنهم وضعوا مصلحتهم الخاصة فوق مصلحة الشعب ، ووجهوا كل عنايتهم لنهب المال العام إن كان وفق الشرعية البرلمانية التي استباحت العراق أكثر من اللصوص العاديين وحواسم العصر الحديث بسن قوانين لصالحها وترتيب أمورها حتى بعد انتهاء فترة وجودها داخل البرلمان العراقي أو إثناء وجودها داخل البرلمان ممثلة زورا للشعب الذي انتخبها ولم يفي بوعوده العرقوبية لها ، مرورا بالوزراء والمسؤولين وتجار الأحزاب الإسلامية والقومية وحتى الأحزاب اليسارية التي اغتنت بعض شخصياتها إثناء وجودها في الحكم منذ مجلس الحكم للان أو وجودها داخل البرلمان والحكومة كوكلاء وزارات أو مدراء عامين أو مسؤولين وجاءوا الآن يرفعون شعارات ثورية مائعة لإحداث خلخلة أمنية في الوضع العراقي بدل التفكير بمعارضة قوية وهادئة تأخذ جانب الحق والشعب .
وما يدعو له البعض من الخليط الغير متجانس لاستيراد التجربة المصرية وعكسها على الوضع العراقي هو توجه اخرق وتصرف مريب يدخل في عداد التهيئة لإضعاف أو تخريب الوضع العراقي وحتى إسقاطه مما يترك الفرصة كبيرة لوجود فراغ سياسي وامني لكي يسهل بعدها للمغامرين من أعداء العراق وخاصة بقايا البعث الذين يملكون الخبرة العسكرية والدموية لإرهاب الشعب وامتلاك السلطة من جديد بكل يسر وسهولة .
والعجب إن العديد من هذا البعض الذي جاء بتوجه جديد بعد أن فشل كلية في امتلاك الشارع العراقي واثبت فشله طوال هذه الفترة العصبية من تاريخ العراق التي استغلها التيار السلفي الديني الشيعي والسني للعب بعواطف ومشاعر الجماهير وتوزيع الرشاوى والهبات لكسب الأصوات الانتخابية في بلد يعيش ديمقراطية وليده لم تحبو بعد . هذا البعض الذي لم يعرف كيف يمكن أن يخاطب الجماهير التي سوسيت دينيا وقوميا فقفز نحو التجربة المصرية والتونسية التي لا تتشابة ظروفهما التاريخية والموضوعية مع الظروف العراقية كلية . فالوضع في كل من تونس ومصر يختلف بمجمله عن الوضع العراقي الحالي وما كان من دكتاتوريات سائدة لا يرقى ولو بنسبة مئوية ضئيلة لدكتاتورية البعث وفاشيته فلم تكن هناك مقابر جماعية ولا كبت تام للحريات ولا غازات سامة ولا تشريد لشعبيهما بنسبة مئوية تفوق الوصف في الحالة العراقية . فمصر مثلا كانت لديها تقاليد ديمقراطية تمثلت في وجود مجتمعات مدني عاملة ولو بنسبة صغيرة لكن كان هناك هامش موجود للحريات وخاصة حرية الصحافة إلى جانب الصحف الرسمية أو ما يسمى بالصحف القومية ، وكان هناك وجود لنقابات وجمعيات منتخبة لذلك كانت عملية التغيير رغم صعوبتها سلسة جدا إلى جانب التغيير في العراق الذي تطلب تدخلا أجنبيا لم يكن في الحسبان والذي يعيب بعض العرب العراقيين عليه ونقول لهم خذوا صدام وأعطونا مبارك أو بن علي وانظروا بعدها النتيجة . ثم لماذا يعيب البعض من العراقيين والعرب خاصة على العراقيين بأنهم لم يكونوا مثل التوانسه أو المصريين وثورة الشعب العراقي في آذار / شعبان 1991 لا زالت طرية أمام أعينهم ؟ . الم تنتفض 14 محافظة عراقية من المحافظات ( السوداء ) بنظر الدكتاتور المشنوق رافضة حكمه بقوة الإيمان والسلاح ، وماذا كانت النتيجة ؟ . وكلنا نعرف ماذا حصل بعد ذلك عندما قال جورج بوش الاب ( الكلب كلبنا ) ويقصد ( بطل العروبة وحامي البوابة الشرقية) لا غير . إذن لا يتقول أي من العراقيين أو العرب على شرفاء العراقيين فالعراقيين كانوا هم من بدء الثورة ، ثم سحقوا البعث بأقدامهم بعد سقوطه .
وما تتطلبه المرحلة الحالية هو تحرك رسمي وشعبي متزامن دون التشويش على العملية السياسية بالتهريج والتظاهرات التي تترك مجالا واسعا لاعداء العراقيين من بعثيين وانتهازيين وقاعديين لفضح وكشف كافة المتلاعبين بقوت وأموال العراقيين وتقديم اللصوص والمرتشين للمحاكم وسن قانون من أين لك هذا لمحاسبة كل من تجاوز أو سرق أو تهاون في الاستحواذ على المال العام أي كانت درجته ومكانتة ورفع الحماية الحزبية والرسمية عنهم لكشفهم وتقديمهم أمام محاكم شعبيه سريعة للاقتصاص منهم وإعادة الأموال المسروقة من خزينة العراقيين .وإلغاء كافة الامتيازات الخاصة للرئاسات الثلاث وكبار المسؤولين وأعضاء مجلس النواب الذين نهبوا العراق طوال هذه السنين من بعد سقوط نظام العفالقه الأنجاس مع التفكير بإلغاء انتخابات المجالس المحلية وإعادة الانتخابات دون تدخل من أي طرف ووفق نظام الدائرة المفتوحة داخل كل محافظة أو إقليم ومثلها يجب أن تعدل المواد الدستورية بانتخابات مجلس النواب بحيث يكون العراق كله دائرة واحده وان يجرى انتخاب رئيس الجمهورية عن طريق الانتخاب الحر المباشر لا عن طريق التعيين  بالمحاصصة والتوافقات الحزبية والطائفية القومية الضيقة .
أخيرا على الجميع إدراك ان وضعا متميزا يعيشه العراق حاليا ، فهم ليسوا مستعدين لوضع رقابهم ثانية تحت سيف أي جلاد قادم ينتهز فرصة الهرج والمرج والفراغ الأمني لينصب نفسه دكتاتورا على العراق .


آخر المطاف : قال شاعر فلسطين سميح القاسم :
سقطت جميع الأقنعة سقطت جميع الأقنعة
سقطت.. فإما رايتي تبقى
وكأسي المترعة‏
أو.. جثتي والزوبعة
سقطت جميع الأقنعة
ونؤكد هنا بسقوط أقنعة كل من تحجبوا بها من تجار دين أسسوا لتمذهب الدولة وتركوا الشارع العراقي بلا ماء أو كهرباء وسرقوا قوت يومه ، أو تجار سياسة بنفس قومي بغيض أي كانت قوميتهم وهم كثر على ارض اسمها العراق الآن ، وسقط معهم مدع اليسار والعلمانيين الجدد الذين صحوا أخيرا وتذكروا أن لهم وطنا اسمه العراق رغم إن معظمهم يعيش رخاء في ربوع الغرب الحالم فهبوا ( هبة رجل واحد ) متنادين بجر الجسد العراقي ولو على الشوك لان الجلد ليس جلدهم متمثلين بالمثل الذي يقول ( جلد مو جلدك جره عله الشوك ).


 * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
 www.alsaymar.org
              fakhirwidad@gmail.com


9
العصا الأمريكية تعطل عجلة التغيير التي تنشدها الشعوب المظلومة

وداد فاخر *

خلت معظم الكتابات المنشورة وخاصة في عصر النشر عن طريق الإسفاف الالكتروني من الدراسات والتحليلات السياسية لعمليات التغيير المنشودة من قبل الشعوب المظلومة وبرزت أكثر الكتابات وكأنها هتافات سياسية وشعارات تحمل تحيات وأمنيات وتشجيع ، وكأننا نهنئ عروس في يوم دخلتها ، وليس حدث تاريخي يستوجب الوقوف عنده وتحليل مستجدا ته وما يأتي به المستقبل القريب أو البعيد .
ودخول عملية التغيير المصرية عند منعطف ملتوي اثر التدخلات الأجنبية الممثلة بأمريكا وحليفاتها من دول المنطقة السائرين في الفلك الأمريكي وعلى رأسهم زعيمة دول المنطقة رجعيا أو ما تسمى بـ ( السعودية ) ، ومجموعة دول علبة الكبريت الخليجية يضعنا في اخطر مرحلة من مراحل التغيير الإجباري لطغاة العرب الذين جاؤوا بعد انحسار الفترة الاستعمارية للشعوب العربية والتصقوا عن طريق الانقلابات العسكرية بكراسي الحكم فيها .
وما تقوم به الاداره الأمريكية من ترتيبات خاصة بها وبحليفتها ألرئيسيه في المنطقة إسرائيل من تدخلات وترتيبات تدخل في إطار التحضير المبرمج لحكومة مصرية موالية لا تخل بأي من شروط واتفاقات الشراكة الحقيقية التي لا زالت جارية بينها وبين مصر وإسرائيل على كافة الصعد والمجالات السياسية والعسكرية يدعونا للخوف من التحضير لصنم أو أصنام أخرى سوف توضع للعبادة من جديد على الساحة العربية .
وإذا نظرنا للأمر بعين المراقب للحدث نرى إن القلق الأمريكي هو قلق مشروع بالنسبة لها شخصيا كون المصالح الأمريكية المرتبطة بوجود النظام الدكتاتوري المصري مصالح عريقة وعميقة تتمثل في مساعدات مالية ضخمة للقوات المسلحة المصرية تصل لمليار ونصف دولار ، مع وجود مصانع للسلاح لامريكا في مصر واهمها تصنيع الدبابات الأمريكية وبعض الأسلحة في مصر ، ووجود الممر المائي المهم الذي تفكر أمريكا جديا بان لا يقع مستقبلا بيد غير امينه وفق المنظور الأمريكي للحدث فبجرة قلم يمكن ان يعاد سيناريو حرب 1956 بعد تأميم قناة السويس .
وتقع أمور عديدة أخرى ضمن الخوف الأمريكي ( المشروع ) تجاه ما يحدث في مصر ومن ضمن تلك الأمور المهمة والخطيرة جدا المعاهدة المصرية – الاسرائيلية التي تضعها الإدارة الأمريكية ضمن اولوياتها ، حيث تضع أمريكا امن إسرائيل وتنفيذ تعهدات مصر وفق ما جاء في معاهدة السلام أو (معاهدة كامب ديفيد ) ، والاتفاقات التجارية ومنها تجهيز إسرائيل بالغاز المصري وفق أجندات المنطقة ، لذلك يقع الهم الأمريكي في تسييس عملية التغيير وفق المزاج والرغبة الأمريكية يغية الوصول للهدف الأمريكي الذي تدور في ذهنه عدة تساؤلات تتجمع مرة واحدة وتخرج متسائلة تتقدمها أداة استفهام كبيرة تقول " من ؟ " ، وتأتي أداة الاستفهام الكبيرة ضمن تخوف أمريكي وإسرائيلي واضح يمثله وجود مصر على حافات دول وبحار فإسرائيل من جانب والسعودية من جانب آخر وتقع فيما بينهما السلطة الفلسطينية والخوف من حماس غزة وتحالف حزب الله مع دمشق وحماس الذي يقف خلفه العملاق الإسلامي النهم إيران .
فالتساؤلات الأمريكية تدور وهي تقول من سيمسك بسدة الحكم بعد هذا الطوفان ، ومن سيحاسب من وكيف يتم ترك كل هذه الأمور الخطيرة بيد من سيكون الحاكم الفعلي لمصر ؟.
فقد فوجئ رجل الشارع المصري البسيط  بتزاوج المال والسلطة والإعلام ، لذا ردد ( وجع ساعة ولا وجع كل ساعة ) ، وبذلك لم يولي أي اهتمام لتحركات ولعب السلطة التي ابتدأت بالرغبة الأمريكية بتنصيب اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية ورجل المهمات الصعبة في الرحلات المكوكية بين كل من مصر والسلطة الفلسطينية وإسرائيل نائبا للرئيس المخلوع شعبيا ، انتهاء بقرارات الحكومة الجديدة القاضية برفع المرتبات والأجور والمعاشات التي لن تغفر للنظام وسدتنه تهريبهم مليارات الدولارات للخارج وترك الشعب المصري يتضور جوعا . مع ما قام به من يسمى بمفتي السعودية الذي حاول تعزيز موقف السلطة الدكتاتورية العربية عموما وليس المصرية فقط عندما لم يستطع رفع صوته وسط صراخ الجياع العرب وهو يتهمهم بالعمالة للأجنبي ، بينما يعيش ومن معه من سدنة آل سعود في رخاء وبحبوبة لا حدود لها .
إذن هل تسمح أمريكا بسقوط النظام الدكتاتوري المصري بهذه الطريقة الدراماتيكية السريعة والمخيفة له ولحلفائه الحقيقيين الذين ارتعبوا من صرخة ابن الشارع المصري وهو يصيح بوجه الطاغية ( ارحل ) ؟ . أكيد إن أمريكا لها أجنداتها وخطواتها الخاصة بها بغية التحضير لما بعد مبارك لكي لا تقع السلطة بيد أيد غير أمينة كما تفكر هي تماما .
وإذا لاحظنا ما جرى في مصر نراه يتمائل في الشبه تماما مع ما حدث في العام 1991 مع نظام صدام حسين في ثورة الشعب العراقي ضد حكمه الدكتاتوري عندما سمحت أمريكا له باستخدام كل الأسلحة المتوفرة بين يديه لكي يقمع انتفاضة الشعب العراقي الشعبانية وليس ببعيد عند البحث في بعض مجريات عمليات التصدي للانتفاضة الشعبية المصرية عن بصمات مخابرات وامن وضباط الحرس الجمهوري المتجمعين في مصر وامكانية دورهم الإجرامي فيما جرى من إجراءات قمعية تفوق الوصف .
من كل هذا نستطيع القول إن مبارك وسدنة حكمة لا قرار شخصي لهم بتاتا في هذه المرحلة التي تمسك أمريكا فيها بكل خيوط اللعبى الرسمية في التمسك بالحكم ، كي تستجمع قواها وتطبخ وعلى نار هادئة خلطة سلطة مصرية جديدة تراها حسب تصورها هي الخلطة الوحيدة لعلاج الداء المصري .


آخر المطاف : أحاول أن أتذكر صبيحة اليوم المشؤوم يوم وصل القطار الأمريكي لعاصمة الخلافة العباسية بغداد حاملا داخله سقط المتاع من السفلة والمنحطين خلقيا وأخلاقيا اراذل البعث الذين نزوا على حكومة ثورة 14 تموز وأسقطوها بأموال الكويت والسعودية وفتاوى المرجعية الشيعية المعاضدة بتأييد رجال الدين السنة ، ورشاشات سئ الذكر جمال عبد الناصر . وفي هذه الذكرى المشؤومة أود أن اذكر البعض ممن يريد ( تثوير ) الجماهير في الوقت الخطأ والزمان الخطأ والمكان الخطأ والطريقة الخطأ لان بغداد ليست تونس أو القاهرة وعلاج الأمر لا ينبعث بهذه الطريقة فهناك أخطاء وتجاوزات وغبن شمل معظم السياسيين والمثقفين والأكاديميين لكن في الحالة العراقية هناك خوف مشروع فمخالب ازلام البعث ورجال القاعدة ممتدة نحو رقبة العراقيين فحذار من معالجة الخطأ فخطأ اقدح منه وعلى حكومة المالكي الإسراع بتقليم أظافر كل اللصوص والسراق للمال العام ووضع الأمر في نصابه وتصحيح المسيرة التي تسير وفق أجندة حزبية اسلاموية ضيقة . وإعادة شاملة لانتخابات المجالس المحلية التي أفرزت النطيحة والمتردية ، وأن يتم اعادة التفكير بتشكيل وزارة تكنوقراط من غير الحزبيين والطائفيين . وأقول وبكل شجاعة لمن يريد الآن فقط ( تثوير ) الشارع العراقي أين كنتم يوم ثار الشعب العراقي على سلطة الدكتاتور صدام حسين ؟؟ .


* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
  www.alsaymar.org
                  fakhirwidad@gmail.com 

   


10
الرحيل المتأخر لطغاة العرب

وداد فاخر *

دأب النظام العربي منذ القدم على إتقان عملية صناعة الدكتاتور وتلميعها ووضعها في الواجهة السياسية بدءا من العهود الإسلامية الأولى بعد انتهاء دولة الراشدين . فقد كانت دولة بني امية هي المصنع الأول للدكتاتور الخليفة الناطق باسم الله والمدعوم بجيش لا يحصى من علماء السلاطين ومفتي الباطل والمنابر التي تطلق من خلالها دعوات القتل والتهجير والتسليب باسم الدين .
وقد مر على الشعوب العربية والإسلامية مجرمين وطغاة لا زال البعض وللآن وبموجب الضرورة الحتمية لعملية صناعة الدكتاتور يألهون شخصيات وأسماء عديدة لمجرمين طغاة على مر التاريخ بدءا من المغيرة بن شعبة وزياد بن أبيه وعبيد الله بن زياد وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وابنه مجرم العصر الإسلامي الأول يزيد قاتل الحسين الشهيد فآل مروان وجلاوزتهم من الحجاج بن يوسف الثقفي وأولاد المهلب بن أبي صفرة حتى قتلة ومجرمي الدولة العباسية التي كانت أبشع من سابقتها في ملاحقة الشعراء والمفكرين وآل بيت الرسول وما جلد أبي حنيفة النعمان صاحب المذهب الحنفي من قبل الجلاد أبو جعفر المنصور ثمانين جلدة إلا مثل على ذلك الإجرام والطغيان ..
ثم حدثت الطامة الكبرى في العصر الحديث بظهور ( القادة التاريخيين ) في منتصف خمسينيات القرن الماضي باسم القومية العربية بدءا من جمال عبد الناصر ومرورا بصدام حسين وانتهاء بما هو موجود من تراكمات تجمعت بأسماء عدة كـ ( زين العابدين بن علي وحسني مبارك وعمر البشير وعلي عبد الله صالح وعبد الله بن عبد العزيز ) وغيرهم ليس بغريب على الشرق والشرقيين في عملية صناعة الطغاة .
وفي حالة الانتفاضة أو الثورة الشعبية المصرية وهو الأصح تتدخل عوامل عدة في محاولة تمييع مطاليب الجماهير برحيل طاغية أخر وكنس سلطته من على التراب المصري وإيقاف الإشعاع الديمقراطي في المنطقة والتي بدء بسقوط هبل العرب الكبير الجلاد صدام حسين ، والتي تختلف كليا عن الحالة التونسية لعدة أسباب بينما تتشابه مع  الحالة العراقية في  انتفاضة الشعب العراقي العام 1991 . ففي الحالة المصرية هناك خطوط حمر وضعتها أمريكا وإسرائيل حول عملية التغيير التي تتعلق بأمور سياسية هي ضمن خطة إسرائيلية – أمريكية في المنطقة تقف في أول السلم من تلك الأمور المعاهدة المصرية – الإسرائيلية واتفاقات السلام بين البلدين منذ العام 1978 والتي أطلق عليها معاهدة كامب ديفيد وبرعاية أمريكية في عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ، والتي لم تعترف أصلا بحق الشعب الفلسطيني في إنشاء دولتة المستقلة وأعطت الضوء الأخضر للعديد من الدول العربية لعقد اتفاقات تجارية وسياسية مع إسرائيل . وكذلك كون مصر محاددة تماما لإسرائيل وللسعودية بالذات احد أعمدة المظلة الأمريكية في المنطقة والتي تمثل الدول الثلاث الحليفة لأمريكا دعائمها وهم كل من إسرائيل وتركيا والسعودية ، وتحادد السلطة الفلسطينية، ناهيك عن الممر المائي الدولي المهم قناة السويس ودور مصر السياسي في المنطقة الذي يراد له دائما ان يكون تابعا لاسرائيل ومحاكيا لها . لذلك  كانت لقاءات الرئيس الأمريكي الحالي باراك اوباما مكثفة مع كارتر بعد تفاقم الثورة الشعبية المصرية ومحاولة أمريكا إطلاق تصريحات لتهدئة الوضع وحث الرئيس المصري حسني مبارك على البدء بإصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية بينما أعلنت كل من السعودية وإسرائيل عن شجبها للثورة الشعبية ووقوفها مع حسني مبارك علانية . وتركزت الاتصالات الأمريكية والمشاورات مع حلفائها الحقيقيين في المنطقة فقط وهم كما أسلفنا تركيا وإسرائيل والسعودية  . ثم إن القرار الأمريكي كان بعد الاتصال الأول من قبل الرئيس الأمريكي اوباما بحسني مبارك في تصعيد شخصية أمنية ذات ثقل ووزن سياسي لدى الحلفاء الحقيقيين كنائب لرئيس الجمهورية وعدة العمل لاستلام السلطة في حالة أي طارئ جديد يبعد حسني مبارك عنها ، وهو أيضا مهندس العلاقات العربية – الإسرائيلية وخاصة في تنسيق المواقف بين كل من مصر والسلطة الفلسطينية مع إسرائيل ونعني به مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان . بينما صرح مبعوث السلام في الشرق الأوسط ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق، طوني بلير، إن تطورات مصر لها "انعكاسات كبيرة على  إسرائيل والفلسطينيين وعملية السلام." . كل هذا يدعونا للقول ومع تشكيل الوزارة المصرية الجديدة برئاسة الفريق أحمد شفيق وهي تقع ضمن العمليات الترقيعية السياسية لإرضاء الرأي العام المصري ، حيث جرى في الوزارة الجديدة تغيير وزير الداخلية السابق ذو الماضي المعروف بقمع المعارضين حبيب العادلي بآخر بغية ترضية الجماهير ولإيجاد ضحية لكي يبرر النظام وأي نظام دكتاتوري آخر ما جرى من قمع وجرائم باسم الحفاظ على القانون بينما لا زالت مصر تعيش تحت سلطة قانون الطوارئ الذي يعطي الحق لرئيس الجمهورية بصفته القائد العام للقوات المسلحة باستخدام القوة عند أي حدث والتي لا زالت أي القوات المسلحة المصرية تسير بهدوء إلى جانب السلطة المصرية لسبب جوهري كبير هو اعتمادها كلية في التجهيز الاستعداد الحربي على المساعدات الأمريكية .
وبالرجوع لتماثل الوضع الحالي للثورة الشعبية المصرية نراها تتماثل تماما مع ما حصل لانتفاضة الشعب العراقي في شعبان / آذار العام 1991 اثر هزيمة النظام الدكتاتوري بقيادة صدام حسين من الكويت حيث أطلقت أمريكا العنان لصدام حسين وكلاب الحرس الجمهوري بدك المدن وابادة الجماهير بكافة أنواع الأسلحة الفتاكة ومنها الطائرات السمتية التي حصدت الجماهير المنتفضة في 14 محافظة عراقية من مجموع 18 محافظة . وعندما سال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب عن ذلك التصرف المناقض للموقف الأمريكي المعادي لصدام حسين بعد احتلال الكويت أجاب بكل برود ( الكلب كلبنا ) وهو أفصح رد على ما حصل . لذلك سيظل الكلب كلب أمريكا بعيدا عن المسميات إن كان اسمه صدام حسين أو حسني مبارك أو عبد بن عبد العزيز آل سعود أو أي عميل وطاغية أخر في أصقاع الدنيا .


آخر المطاف : تم تداول نكات من قبل المصريين حول الأوضاع الراهنة في بلادهم، طالت الرئيس المصري حسني مبارك اغلبها، ومنها إن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي طلب من برنامج ما يطلبه المستمعون إهداء الرئيس المصري حسني مبارك أغنية المطربة نجاة ' أنا بستناك'، وأخرى تقول انه طلب من الرئيس المصري تحضير خطاب اعتذار ووداع للشعب المصري، فتساءل الرئيس المصري : هو الشعب المصري رايح فين ؟"



* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
  www.alsaymar.org
              fakhirwidad@gmail.com

11
حكومات محلية نصفها أمية والنصف الآخر متآمرة وحكومة مركزية غير فعالة

وداد فاخر *


صديق من المهاجرين الأولين من الوطن السليب الذي كان سابقا مسلوبا من قبل الميليشيات الصدامية وحزب العفالقة الأنجاس وحاليا تقاسمتة الأحزاب والقوى الإسلامية والقومية والبعثو – طائفية باسم حكومة الشراكة الوطنية اسمه العراق ، هذا الصديق يسأله طبيبه الخاص في كل مرة يراجعه : هل مازلت تتابع أخبار العراق ؟ ، ولكون الإجابة طبعا بنعم يرجع الطبيب القهقري بكرسيه للوراء وهو يقول له باسطا ذراعيه في الهواء : طبعا يظل ضغطك مرتفع .
ولأننا جميعا من المهاجرين الأوائل ممن وضع العراق بين جنبات قلبه وخرج تاركا الأهل والوطن هاربا من مقصلة الفاشيين نمارس نفس دور الصديق العزيز بتتبع أخبار الوطن السليب فالكثير منا يعاني من العديد من الأمراض المزمنة كالضغط والسكر ، والتهابات المعدة المزمنة والقولون العصبي وغيره ، مضافا لكل ذلك مرض جديد طارئ اكتشفه العراقيين حديثا اسمه  :( المحاصصة ) لذا أحببت أن أطلق علية الاسم اللاتيني ( Mohassasatotitis  Chronic) وترجمته بالعربي ( التهاب المحاصصة المزمن ) ، وقد سجل المرض ضمن الأمراض المكتشفة حديثا من قبل منظمة الصحة الدولية ( WHO ) ، وهو مرض عراقي مزمن وخطير على المدى البعيد .
وهذا المرض وغيره من الأمراض التي أصابت الشعب العراقي حديثا جعلت بنيتة التحية تعاني من أعراض مرضية مزمنة عدة تمثلت في تدهور كلي للحالة الكهربائية في عموم العراق ، وتخلفها التام عن اللحاق بالطرق الحديثة لتوفير الماء والكهرباء للمواطنين ، وغياب الخدمات البلدية والاجتماعية والصحية وتدهور امني كبير ، ماعدا شئ واحد اهتمت به معظم محافظات ( القطر ) على رأي ( المناضلين ) البعثيين ممن بدل زيه القديم من الزيتوتي للجبة والعمامة ، أو أطلق لحاه وتختم باليمين كما فعل ذلك مجلس محافظة البصرة بقيادة ( مناضليه الأفذاذ ) أمثال ملا شلتاغ والملا السليطي ( حفظهم الله ورعاهم ) من اجل ملاحقة شاربي الخمور من ( الكفرة والفجار ) ، والذي اقتدى بهم المناضل البعثي سابقا والدعوجي حاليا ( كامل باشا الزيدي ) – حفظه الله ورعاه - ، رئيس مجلس محافظة عروس الدنيا بغداد حاضرة الرشيد وابنه المأمون وهما من اكبر متذوقي شراب الحدباء في زمانيهما .
ولان الشئ بالشئ يذكر كما يقال فقد وضع معظم المحافظين العراقيين وخاصة من معتنقي الاسلمة الحديثة جل اهتمامهم الأمني من اجل ملاحقة بائعي الخمور والإيعاز لميليشياتهم الحزبية بالهجوم على محلات الخمور وتفجيرها وقتل من يستطيعون قتله من أصحابها ، كونها المهمة الأصعب والأكبر والاهم في المرحلة ( الثورية ) الجديدة ، لان كل اولويات ( الأمن الوطني ) تتركز فيها ، لذلك لم يعير الكثير منهم أية أهمية للقضاء المتهرئ الذي يرأف مشكورا بالإرهابيين ومروجي المخدرات ، والتصفيات الجسدية التي تحصل للنساء العراقيات بشكل لافت للنظر وبصورة يومية ، خاصة إنهم يرون ويسمعون رئاسة جمهوريتهم الممثلة بـ ( المام ) الرحيم الذي اخذ على نفسه عهدا أن لا يوقع على أي أمر للإعدام ، لكنه لم ينس أن يقحم نفسه وبقوة لرئاسة الجمهورية التي يكون جزء من مهامها التوقيع على أحكام الإعدام بحق القتلة والإرهابيين .
ولكون الحكومة المركزية أو الاتحادية هي حصيلة ( شراكة وطنية ) ، أو سمها ما شئت فهي سيان لدى المواطن الغلبان الذي لا حول ولا قوة له وهي تعمل وفق نظام ( الجرجرة ) ، فلا يستغرب أي احد أن يهرب من يهرب من المجرمين والإرهابيين من السجون والمعتقلات كما هرب إرهابيو البصرة من قلعة حصينة هي القصور الرئاسية التي كان أي احد يتقدم منها زمن الوجود الإنكليزي يجابه بالقوة العسكرية حيث سبق لكاتب السطور أن تعرض لموقف وهو يلتقط صورا للمجمع الرئاسي في البصرة عن قرب من بوابته الرئيسية في شارع الكورنيش العام 2004 وفي أول زيارة له للوطن بعد غيابه القسري الذي امتد عقودا طويلة ، حيث حضرت رأسا قوة عسكرية إنكليزية تابعة لعمنا أبو ناجي ولم تخلصه من الموقف غير هويته الصحفية الصادرة من المركز الأوربي للأمم المتحدة في فيينا ، فكيف بربكم هرب الإرهابيون من داخل المجمع الرئاسي ؟ ، واترك الجواب لـ ( الرفيق العزيز ) شلتاغ عبود وشلة الأنس المرافقة له الملا  المعمم احمد السليطي ورفقاه من الصدريين والفضيلة ليمتد .
ولا أريد أن استطرد عن بقية المحافظات ( البيضاء ) على رأي ( الرفيق ) المقبور صدام حسين التي نسمع يوميا ونقرأ العديد من أخبارها المرعبة المخيفة عن إلقاء القبض على الكثير من مسؤوليها ممن يتعاون مع الإرهاب ، فقد أصبح الأمر جدا مألوفا في ظل ديمقراطية الثلاث ورقات العراقية التي وضعت العراق والعراقيين على شفا حفرة من النار .


آخر المطاف : ’ كتبَ الكثير عن انتصار انتفاضة الشعب التونسي وسقوط احد أصنام العرب زين العابدين بن علي ، وكانت هناك لطمية للنسوان في ليلة العاشر من محرم في البصرة يرددون فيها ( زين العابدين یگول دنية وهاي تاليها) بعد سقوط هبلهم الكبير يوم 9 نيسان 2003 صدام حسين ولكن يبقى هناك سؤال وهو : هل تستطيع الشعوب العربية العيش بسلام ومحبة وبدون إرهاب في ظل وجود احد أعمدة الظلم وتنظيم الجريمة المستمرة باسم الدين من خلال الإفتاء الدائم لزمرة الوهابيين من حاشية حكام نجد والحجاز المسمين بـ ( آل سعود ) باسم ( الجهاد ) والمبالغ التي تدعم تلكم الفتاوي ومدارس ومناهج الدين التي تحرض على القتل والإرهاب ؟. الجواب كلا لن يستطيع أي شعب عربي أن يستقر امنيا ويشعر بالحرية في ظل وجود دولة الوهابيين التي لو أزيلت من الوجود كحكم لاستقرت الأمور في جميع دول الشرق الأوسط ، ولكن لأمريكا فيها مآرب أخرى فهي أي دولة الوهابيين مع تركيا وإسرائيل يمثلون الأعمدة الثلاثة للمظلة الأمريكية في المنطقة وكل ماعدا هذا هراء فلا تستبشروا أبدا بخير فالظلم والاستغلال باق ما بقيت دولة الوهابيين .


  

* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
 www.alsaymar.org
                fakhirwidad@gmail.com


12
فتنة طارق الهاشمي ومحاولة دق إسفين بين العرب من أهل الجنوب والكورد

وداد فاخر *

المثل العربي يقول : ( من له حيلة فليحتال ) لذلك طبق طارق الهاشمي حيلته بترك كل محافظات العراق ليوعز لأعوانه المتحالفين ضمن مجاميع معروفة سلفا في البصرة تضم من ضمن ما تضم جماعة الإرهابي صالح المطلك الذين كان لهم دور بارز مع جماعة الهاشمي طارق في معظم ما دار بالبصرة من أعمال شغب ودعم للإرهاب ، ومحاولة تخريب العملية السياسية . وأتمنى على مجلس محافظة البصرة فتح ملف تظاهرة البصرة السابقة ومن حرض وقام بها ، والتهديدات اللاحقة بالتظاهر في البصرة ومن يوعز بذلك .
وألا لم ذهب من يدعي نفسه زورا بالهاشمي وهو بلا منصب وبعد أن انتهت مهمتة كنائب غير فعال ومخرب لرئيس الجمهورية ، ذهب لتعليق علم كوردستان في البصرة لا غير؟؟! . ولماذا البصرة بالذات دون غيرها من المحافظات
( البيضاء ) بموجب المفهوم العفلقي السابق لبعض المحافظات التي كانت تجيش الجيوش من الفرسان الذين أبادوا أبناء الشعب الكوردي وخربوا ديارهم وقراهم ؟! .
فالبصرة هي أول من هب لاستقبال حافل للمنفيين الكورد القادمين من الاتحاد السوفييتي السابق الذين وصلوا ميناء البصرة بقيادة المرحوم الملا مصطفى بارزاني ، وكان مشهدا جماهيريا وليس رسميا رائعا في محطة قطار البصرة والجماهير تحتشد لتحية الإخوة الكورد والقطار يقلهم لبغداد ، وعندما أتحدث عن المشهد أصفه وأتذكره كمشاهد وشاهد حي على الحدث آنذاك ، وصبي وسط الجموع التي ذهبت مشيا على الأقدام للمعقل حيث محطة قطار غربي بغداد لان السيارات ووسائل النقل المختلفة عجزت عن استيعاب الجماهير ونقلهم للمعقل . وكان للحزب الشيوعي العراقي في البصرة الدور البارز في تحريض الجماهير وتحشيدها لاستقبال الإخوة الكورد والزعيم بارزاني والقادة الكورد الذين وصلوا للعاصمة بغداد في 16 . 10 . 1958 واستقبلهم الشهيد عبد الكريم قاسم في مطار بغداد .
كذلك كان لأهل الجنوب العراقي الوطنيين ومنهم أهل البصرة الدور البارز في مساندة الثورة الكوردية ، وحق الشعب الكوردي في الحكم الذاتي وانضمت أعداد كبيرة من الجنود والضباط إثناء الهجمات الفاشية على الشعب الكوردي للحركة التحررية الكوردية ، ولا زالت قبورهم شاهد على ذلك في كوردستان العراق يوم كان الضابط البعثي طارق الهاشمي ضمن طاقم الجيش المعادي للشعب الكوردي هو ومن معه من الشوفينيين المستعربين والعرب .
وتشهد حركة الأنصار الشيوعيين وجلهم والحمد لله لا زالوا أحياء يرزقون على موقف أبناء الجنوب الغيارى في إسناد الحركة الكورديه ودورهم الوطني وقبور شهدائهم على ذرى كوردستان العراق فأين هذا الموقف من موقف من يدعى بـ ( الهاشمي ) الذي جاء الآن ليدق إسفينا بين العرب الحقيقيين من أهل الجنوب وبين إخوتهم من الكورد في إقليم كوردستان العراق ؟؟! .
فالمسالة لا تعدو سوى كونها كما قال أمير المتقين علي ابن أبي طالب ( كلمة حق يراد بها باطل ) والباطل ظاهر من أمام وخلف المدعو طارق والملقب زورا بالهاشمي .
واعتقد لو أن أي علم تم رفعه في كوردستان العراق ومن دون علم واتفاق مع حكومة الإقليم سيثير حفيظة الإقليم حتما ويسبب ردة فعل لا محالة فكيف وبتصرف من أطراف هي بالأصل تتآمر على العملية السياسية ومن جهة اخفت قاتل ومجرم مطلوب للقضاء العراقي ولم ’تفعل الشكوى ضده لحد الآن وهي شكوى النائب الوطني السابق مثال الآلوسي الذي قدم شكوى للمحكمة الجنائية العليا في بغداد ضد طارق المدعو بـ ( الهاشمي ) الذي أخفى المجرم الهارب وابن أخته ( أسعد الهاشمي ) وزير الثقافة السابق والمتهم باغتيال نجلي مثال الآلوسي ، ومن ثم تزوير جواز سفر للمجرم وتهريبه خارج العراق ؟! .
وبرأينا فقد كان على بعض الأطراف الكوردية التروي وعدم إطلاق الاتهامات والتهديدات ضد ظهير سابق للحركة التحررية الكوردية لان الجنوب العراقي ومنهم أهل البصرة يظلون السند الحقيقي لإخوتهم الكورد وسيظلون كذلك ابد الدهر .



 *  شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
 www.alsaymar.org
               fakhirwidad@gmail.com


13
طارق عزيز والضجة العالمية المفتعلة .. ورد الجميل من قبل الصهيونية العالمية لعائلته

وداد فاخر*

لاحظ الجميع الضجة العالمية التي دوت أركانها في أرجاء المعمورة اثر صدور قرار المحكمة الجنائية العليا بالإعدام شنقا حتى الموت ضد المجرم طارق عزيز بتهمة "اضطهاد الأحزاب الدينية الشيعية". فالقضية برمتها لا تتعلق بكون طارق عزيز أو ( ميخائيل يوحنا ) الكلداني الكاثوليكي المولود سنة 1936 في بلدة ( تل كيف ) من أعمال الموصل مسيحيا أبدا، والذي تنكر لأصله ودينه وتزلف لسيده صدام حسين وحزب العفالقة الفاشي وغير اسمه لـ ( طارق عزيز) وجرت له وهو في سن 32 عملية ختان وسط زغاريد البعثيين ، وسمي بعد ذلك ولده ( صدام ) وابنته بـ ( زينب ) وهو اسم نفس العميلة التي وجهها الموساد الإسرائيلي للطيار العراقي الشهم( حامد ضاحي ) في تكساس بأمريكا حيث قتل في مرقص وهو يراقصها بعد أن ابلغها برفضه خيانة بلده والهروب بطائرة ميك 21 لإسرائيل . فالصهيونية العالمية ومن ورائها من يدعمها من دول الغرب تحاول بدفاعها المستميت عن طارق عزيز من خلال الحملة الإعلامية الصهيونية العالمية رد الجميل لعائلة طارق عزيز الذي يمت بصلة للخائن الطيار العراقي ( منير جميل حبيب روفا "1934 – 2000" ) حيث كانت وفاته في إسرائيل التي لم يبرحها خوفا من الملاحقة جراء خيانته بعد أن منح الجنسية الإسرائيلية اثر نجاحه في الهروب بطائرة ميك 21 في عملية سرية قادها «الموساد»، بعنوان «الطائر الأزرق ـــــ حملة الماس» . ومنير روفا هو ابن خالة طارق عزيز . وما تبذله الصهيونية العالمية ووكالة الاستخبارات الأمريكية لهو جزء بسيط من رد لجميل طارق عزيز وعائلتة ، عميل CIA السابق ورجلها الذي تخلت عنه للظرف القاسي الذي أوقعها فيه احتلال العراق وتخليها عن بعض عملائها بعكس المخابرات البريطانية التي تركت رجلها في النظام البعثي المنهار يغادر السجن ليموت بعد اشهر بسرطانه الذي وكما يبدو زادوا مرضه قوة وسيطرة عن طريق أطبائهم إثناء اعتقاله كما حدث لشاه إيران ومات بالسرعة المطلوبة اللازمة وهو ( سعدون حمادي ) أو ( عبد الزهرة لولاح حمادي ) الكربلائي والعين البريطانية لدى النظام البعثي إثناء تسلطه على العراق .
فالجميع تقريبا يعرف قصة الجاسوس الخائن (منير جميل حبيب روفا ) الذي كان برفقة طيارين عراقيين آخرين في بعثة للولايات المتحدة الأمريكية في عملية ’جرت لها الحكومة العراقية في العام 1965 من قبل المخابرات الأمريكية CIA وبواسطة السفير الأمريكي ببغداد الذي اقنع الحكومة العراقية بارسال طياريها للتدريب في الولايات المتحدة الأمريكية بدلا من روسيا اي" ارسال الشاة لبيت الذئب " وهو فحوى العملية الاستخبارية التي قام بها الموساد الإسرائيلي ووضع لها الرمز 007 وكان بين الطيارين من يفتقد للخبرة في الجنس والنساء وهو ( الملازم الاول الطيار حامد ضاحي ) الخجول المتدين الذي وجه الموساد الاسرائيلي له عميلته التي حملت اسم عربي ومسلم وادعت انها لبنانية باسم ( زينب ) ، بينما ينغمس زميلية الاخرين ( النقيب الطيار شاكر محمود يوسف ) و ( النقيب الطيار منير روفا ) لحد العظم في الجنس والشرب والنساء . وبرفض وامتناع حامد ضاحي وشاكر محمود يوسف فقد تم قتلهما بحادثين مختلفين من قبل الموساد الإسرائيلي الأول في تكساس وفي صالة رقص والثاني ببغداد حيث أرسلت له أول الأمر من فيينا لتكساس عميلة فاتنة للموساد هي ( كروثر هلكر ) لترتبط به كصديقة وعاشقة ولحقت به بعد ذلك ببغداد حيث حاولت إقناعه بالهروب لإسرائيل بطائرة ميك 21 التي حيرت أمريكا وإسرائيل وكان الغرض من سرقتها معرفة أسرارها الحربية لامتلاك العرب لها آنذاك والتهديد العربي بالحرب ضد إسرائيل . وكان «الموساد» على علمٍ بأنَّ المصريين يملكون 34 طائرة من طراز «ميغ- 21»، والسوريين يملكون 18، والعراقيين يملكون 10 ، وعند امتناع النقيب الطيار شاكر وردة فعله على ذلك رغم إغراءه بمليون دولار كهدية من منظمة السلام الدولية فقد قام بضرب العميلة بحزامه في شقته ببغداد حينها خرج إليه الجاسوس الإسرائيلي ( العراقي ) " ناجي عزرا زلخا " وزميليه وأطلق عليه الرصاص لتغادر رأسا العراق وتتركه جثة هامدة بعد أن تم لف جثته ودفعها تحت السرير .
ولم يتبق غير الشاب المسيحي المتبرم العاشق للجنس هو الآخر والذي يخلق الأعذار لتذمره الذي قبل بالمهمة التي أوكلت إليه من قبل عميلة الموساد التي ظهر إنها زوجة مدير شركة نفط العراق آنذاك المدعوة بربرا - IPC / Iraq Petrolium Company – ، وقد نجحت خطتها باستدراج الضابط الشاب المسيحي المتذمر الذي صرح قائلا عند وصوله لإسرائيل بأنه يشعر بالغبن للتمييز الذي يشعر به كمسيحي وحالة الإهمال لأبناء طائفته ، وهي نفس النغمة التي تدار الآن ويشجعها البعض ويروج لها ويخرج البعض مع الأسف في عواصم أوربا لكسب الدعم من قبل دول أجنبية على حساب وطنهم متعامين عن الخطة الصهيونية التي تتطلب تهجير جزء كبير من العراقيين من وطنهم ومن ضمنهم المكون المسيحي لكي يحل محلهم آخرون كما يخطط لذلك من قبل الصهاينة وبعض العرب لتغليب طوائف وديانات على أخرى ولتغيير كبير في الوضع الديمغرافي العراقي المستقبلي وفق عملية سياسية كبيرة جر لها العديد من الأدوات ووقع رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني ضحية لها عند تصريحه في باريس في محاولة سياسية فاشلة لكسب ود وعطف الغرب الممثل بـ ( قادة الاشتراكية الدولية ) والتي يمثل الرئيس الإسرائيلي ( شيمون بيريز ) احد أركانها عندما صرح الرئيس طالباني في مقابلة مع قناة (فرانس 24) التلفزيونية الفرنسية، يوم 17 . 11 . 2010 بأنه يمتنع عن التوقيع على إعدام طارق عزيز "لكونه اشتراكيا وعراقيا مسيحيا" ، والسؤال الموجه أولا لكبير مستشاري الرئيس طلباني وهو الشيوعي المعتق أو ( فخري كريم زنكنه ) : يا ابن زنكنه هل البعث العفلقي كان حزبا اشتراكيا حتى يكون احد قادتة وهو طارق عزيز اشتراكيا ؟؟! . ثم إن رد الرئيس بحد ذاته تعاقب عليه المادة الدستورية التي تقول (المادة / 7 أولا: يحظر كل كيانٍ أو نهجٍ يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي، أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج أو يبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه، وتحت أي مسمىً كان، ولا يجوز ان يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق وينظم ذلك بقانون) ، ووصم طارق عزيز بالاشتراكي تنزيه للبعث وترويج له بكونه حسب ادعاء الرئيس اشتراكيا .
وللرجوع لموضوعنا فقد كانت الخطة تتطلب أن يتم تسفير عائلة الجاسوس منير روفا للخارج عن طريق إيران وبمساعدة السافاك الإيراني الذي أعلم بالأمر من قبل الموساد ، ومن ضمن من شارك في التسفير طارق عزيز رابط مقال داود البصري http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=14000  بعد أن تم ربط منير روفا بشابة يهودية حسناء اسمها ( ليزا برات ) ظلت هاجسه الوحيد بعد ذلك والتي جاءت لبغداد بحجة كونها مندوبة لإحدى الشركات البريطانية لعقد صفقة تمور وبترتيب من قبل الموساد وعميلهم في بغداد يوسف منشي اليهودي المفلس الذي سددت إسرائيل ديونه وهو الصديق المقرب لمنير روفا الذي استخدم شقة يوسف منشي مكانا لمغامراته الغرامية في بغداد.
وفي إسرائيل استقبل منير روفا من قبل أركان الدولة الصهيونية يوم 16 أغسطس / آب 1966 ، ووسط الجمع قائد القوة الجوية الإسرائيلي مردخاي هود صاحب فكرة جلب طائرة الميك 21 ، وهكذا كسب الطياران الشجاعان بكل مفخرة ووطنية الشهادة وهما ( النقيب الطيار شاكر محمود يوسف ) و ( الملازم الاول الطيار حامد ضاحي ) ، بينما قبر منير روفا في اسرائيل بعد ان احس بعظم خيانته ، واحتقار كل ممن حواليه لخيانته ، وكذب وقوع الفاتنة ليز برات بحبه التي اختفت تماما من حياته بعد ان ادت دورها المطلوب منها من قبل الموساد الاسرائيلي . وغادرت عائلة منير روفا التي كان تعدادها اول امرها بالوصول لاسرائيل 17 فردا - فقد رجع للعراق عن طريق السفارة العراقية بطهران اخويه واختية رافضين فكرة الخيانة لوطنهم العراق - اسرائيل لإحدى الدول الغربية لأنها لم تتاقلم مع الوضع داخل اسرائيل .
وهكذا هي الصهيونية العالمية ومن خلال حملتها الاعلامية تحاول رد الجميل لطارق عزيز جراء المساعدة الكبيرة التي حصلت عليها بكسب حرب الايام الستة العام 1967 على الدول العربية مجتمعة بعد ان عرفت سر الطائرة ميك 21 التي اهدت لامريكا بعد ذلك ليتم مواجهتها بالطائرات الامريكية الصنع التي استفادت من الاطلاع على الطائرة السوفيتية وكيفية مواجهتها في الجو . وكذلك عقدة الذنب التي اعتقد ان ادارة المخابرات الامريكية CIA التي تحاول اظهارها بعد خيانتها لكل عملائها ومن ضمنهم شاه ايران المقبور وصدام حسين وطارق عزيز وغيرهم الكثير وقد ضحت في احد المرات باحد سفرائها المرموقين عند تفجير طائرة احد عملائها الرئيس الباكستاني الجنرال ضياء الحق وكان السفير بمعيتة في الطائرة .
والسؤال المهم هو : لماذا تناسى زعماء الغرب وسياسييه صداقة وعطايا صدام حسين وسكتوا على مضض وتركوا رقبته لحبل المشنقة صبيحة العيد المبارك ، واقاموا الدنيا ولم يقعدوها من اجل قيادي في حزب البعث الذي كان صدام هم الكل في الكل فيه ؟! .

             * ناشط في مجال مكافحة الارهاب
               www.alsaymar.org
          fakhirwidad@gmail.com             


14
جريدة السيمر الإخبارية تعزي إخوتنا المسيحيين بمصابهم الأليم اثر الجريمة الإرهابية البشعة للوهابيين القتلة في كنيسة سيدة النجاة

 أضافت الجريمة الإرهابية البشعة لحثالة البشر من الوهابيين القتلة ضد أبناء وطننا الحبيب من الإخوة المسيحيين ، أضافت دلائل أخرى على أهمية تعاضد وتكاتف كل أبناء شعبنا ومن كل القوميات والأديان والمذاهب للوقوف بوجه القتلة المأجورين ممن تدفعهم جهات إقليمية معروفة سلفا لتقتيل العراقيين وزرع الإحن فيما بينهم لتخريب وطنهم وتشتيتهم في بقاع الدنيا كرها وحقدا بالعراقيين الذين يشكل نسيجهم الملون الجميل امة رائعة يجمعها الحب والتعاون .
وجريدة السيمر الإخبارية إذ تشعر بالحزن والأسى لفقدان البعض من أحبتنا من أبناء الوطن العزيز ممن عمدوا بلدهم بدمائهم التي اختلطت داخل بيت من بيوت الله التي يعبد فيها بدماء أخوتهم من الجنود الأشاوس من مختلف الديانات والمذاهب ، وسجلوا ضمن شهداء هذا الوطن العزيز ، تبعث بتعازيها الحارة لآل الضحايا من المؤمنين الذين كانوا ضمن عباد بيت الله وتحت رعايته ، وان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل ، وكافة من ضحى بنفسه من اجل إطلاق سراح الرهائن الذي لا ذنب لهم سوى إنهم عراقيون يحبون بلدهم ويلتصقون بتربته .

المجد والخلود لشهداء ضحايا الغدر الوهابي الطائفي
والخزي والعار للقتلة المأجورين من حملة الفكر الوهابي المتخلف المعادي للبشرية جمعاء


                  جريدة السيمر الإخبارية
                   01 . 11 . 2010

15
العرب وفزعاتهم العروبية بين الماضي الجاهلي المخزي وحاضر لا يستطيع اللحاق بالحضارة البشرية .. الأربعاء الدامي مثلا


وداد فاخر*

مقدمة :

كان المجتمع العربي زمن الجاهلية مجتمعا قبليا مفككا تغلب علية العصبية القبلية ، قائما على الولاء للقبيلة والانضمام للقوي والعيش في كنفه بسبب من قلة موارد العيش وقساوة الحياة في البادية . فنشأت من اجل ذلك الأحلاف بين بعض القبائل الضعيفة والقبائل القوية ، فكانت القبيلة هي القائد للمجتمع في غياب شكل محدد للدولة . وقد عزز قوة تلك المجتمعات البدوية البدائية إيمانهم بالنسب وقرابة الدم .
ومن اشهر الأحلاف عند العرب حلف المطيبين في مكة ، وقد تعاهد فيه بنو عبد مناف وبنو زهرة وبنو تيم وبنو أسد ضد بني عبد الدار وأحلافهم، ويقال إنهم غمسوا أيديهم في جفنة مملوءة طِيبًا. وأصل الحلف والتحالف من كلمة (الحلف) بمعنى اليمين الذي كانوا يقسمونه في عهودهم ( وكانوا يغمسون أيديهم في أثناء عقد أحلافهم في طِيب أو في دم، وكانوا يقولون: الدّم الدّم، والهدم الهدم، لا يزيد العهد طلوع الشمس إلاّ شدّا وطول الليالي إلاّ مدّا. وربما أوقدوا النار عند تحالفهم، ودعوا الله على من يحنث بالعهد بالحرمان من منافعها ) . وأفضل الأحلاف (حلف الفضول) وفيه تحالفتْ قبائل من قريش على أن لا يجدوا بمكة مظلومًا إلا نصروه وقاموا معه حتى تردّ عنه مظلمته. كذلك ومن أحلاف العرب المشهورة (حلف الرباب)، وهم خمس قبائل: ضبة وثور وعُكل وتيم وعدي، وحلف عبس وعامر ضدّ ذبيان وأحلافها من تميم وأسد، وحلف الحُمْس بين قريش وكنانة وخزاعة .
ويرجع اسم الجاهلية للاسم اللغوي ( جهل ) وهو ضد العلم ويعبر عنها العرب بالنزق والطيش والحمق والتهور ،   كما في قول عمرو بن كلثوم:
ألا لا يَجْهَلَنْ أحدٌ علينا  .. فنجهلَ فوقَ جهلِ الجاهلينا
كذلك جاء ذكرها كما في قوله تعالى: ( وَقَرْنَ في بُيُوْتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُوْلَى) -الأحزاب 33 - ، أي أصبح بعد الإسلام تمايز بين عصرين العصر الجاهلي والعصر الإسلامي الذي اوجدتة النبوة .
وبسبب ذلك التكتل الذي كانت تقوده القبيلة الأقوى نشبت الحروب بين العرب الأوائل عن طريق ( الفزعة ) ، ولأسباب معظمها تافهة ، وبصرف النظر عن الحق والباطل والعدل والظلم ، كالحصول على مرعى، أو الظفر بعين ماء، أو صون الحمى والكرامة .
وحصل من أجل ذلك انقسام في المجتمع العربي البدوي مثلتة قبائل أهل الجاه والغنى من طرف والقبائل الفقيرة من طرف آخر ، بحيث لم تستطع بعض القبائل الدفاع عن أبنائها ، كما نرى ذلك في شعر الشاعر المخضرم قريط بن أنيف من بني العنبر حين لام قومه لأنهم لم يهبّوا لمساندته:
لو كنتُ من مازن لم تَستبحْ إِبِلي  .. . بنو اللَّقيطةِ مِنْ ذُهْلِ بنِ شيبانا
لكنّ قومي وإن كانوا ذويْ عددٍ .. . ليسوا من الشرِّ في شيءٍ وإن هانا
وهو ما دعا الشاعر الجاهلي عروة بن الورد أو ( عروة الصعاليك ) المضري أن يقول ارجوزته :
دعِينِي للغِنَى أَسعَى ، فإنِّـي  ..  رَأيتُ النَّاسَ شَرُّهمُ  الفَقِيـرُ
وأَبعَدُهُم وأَهوَنُهُـم  عَلَيهِـم ..  وإِنْ أَمسَى لَهُ حَسَبٌ  وَخِيرُ
ويُقصِيهِ النَّدِيُّ ،  وتَزْدَرِيـهِ  .. حَلِيلَتُهُ ، ويَنهَـرُهُ الصَّغِيـرُ
ويُلفَى ذُو الغِنَى ، ولَهُ جَلالٌ ..  يَكَادُ فُؤادُ صَاحِبـهِ  يَطِيـرُ
قَلِيلٌ ذَنبُـهُ ، والذَّنـبُ جَـمٌّ ..  ولَكِن للغِنَـى رَبٌّ  غَفُـورُ
وفي صدر الإسلام نبز جرير هاجيا الفرزدق بقوله :
   فغض الطرف انك من نمير....فلا كعبا ورثت ولا كلابا
السؤال : يتردد إن ما حدث من تخطيط وتنفيذ لعشرات الجرائم التي نفذت في العراق يوم الأربعاء 25 . 08 . 2010 كان من تخطيط وتنفيذ حفنة من السفلة والمنحطين كما أشيع من قبل المسؤولين الأمنيين يمثلها التحالف البعثو- قاعدي .. ولكن كل الدلائل تشير إن هذا التخطيط الدقيق والتنفيذ الشامل الذي شمل معظم المدن العراقية لم يكن إلا وليد خطة استخباراتية أمنية دقيقة المدى لا تستطيع تنفيذها إلا مخابرات دولة أو دول لها باع طويل في العمل الاستخباري وضمن عمل استخباري وبوليسي منهجي دقيق لمراقبة الهدف وتعديل الخطة وتنفيذها بكل دقة وعناية . ألا يدعونا هذا التنفيذ للأعمال الإرهابية بتلك الحرفية والتقنية العالية في استخدام الإرهاب لإبادة اكبر عدد ممكن من المواطنين العراقيين الأبرياء لتوجيه التهم لدول الجوار من عرب وعجم ممن قال عنهم جمال البطيخ عضو القائمة البعثية  (العراقية ) الجديدة عندما صرح قائلا : ( أن رئاسة علاوي للحكومة ستكفل تحقيق وعود دول إقليمية وعربية بالنهوض بالاقتصاد العراقي، كما تكفل القضاء على تنظيم القاعدة "في فترة قصيرة جداً". ) . أفلا يدعونا هذا التصريح لإلقاء القبض على كل الرگی والبطيخ وعلاوي حتى ولو طار إلى المريخ ؟! . سؤال سيظل عالقا لان الشخصية الثانية في حزب الدعوة وهو على الأديب هو الذي قال متسترا على كل هؤلاء من القتلة والإرهابيين بـ (أن هناك ملفات لم يأت أوان فتحها ) ، والسبب معروف تماما لكل ذي بصيرة ألا وهو التمسح بهؤلاء القتلة والمجرمين من مخلفات البعث بغية تشكيل حكومة ( شركة ) وطنية ونرجع كما يقول المثل ( على هالرنة طحينج ناعم ) لان الضحية دائما هو المواطن البسيط البعيد كليا عن المنطقة الخضراء ، وهذا يذكرني بالمثل العراقي عندما قيل لأحدهم : احترقت البصرة ، فرد بكل برود آني شعليه هلي وبالناصرية .

فزعة كفار قريش لاغتيال الرسول الكريم :

وقد استطاع التفكير الجهنمي لكبار المناوئين للدين الجديد الذي جاء به الرسول الكريم محمد بن عبد الله أن يتفقوا على التخلص من الرسول عن طريق فزعة عروبية تتمثل في تشكيل مجموعة إرهابية تتشكل من كل القبائل لاغتيال الرسول الكريم كي يضيع دمه بين القبائل ولا تستطيع قبيلته المطالبة بدمه . وبعد فشل هذه الفزعة العروبية بهجرة الرسول دأبت قريش من خلال كبار رجالها من الكفار على مناوئة الدين الحنيف فكانت تخرج مواليها وعبيدها ومن يشارك في فزعاتها في حروبها مع الدين الحنيف ، وظلت هذه النزعة العروبية جاثمة بين أضلاع أحفاد أولئك الجزارين من أمثال أبو لهب وأبو جهل وأبو سفيان وخاصة من أولاد وأحفاد رافعات الرايات الحمراء في مكة ، ومن تمسح بعد ذلك بالدين الجديد خوفا أو تزلفا ، فخرج ولاة وسلاطين قتلة ومجرمين أمثال المغيرة بن شعبة ، وزياد بن أبيه ، وعبيد الله بن زياد والحجاج بن يوسف الثقفي وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد ومروان بن الحكم وذريتة الفاسدة من القتلة والمجرمين ، وأبو جعفر المنصور وسلسلة خلفاء بني العباس الذين فاقوا الأمويين غلظه وزادوا من سفك الدماء .

فزعة بني أمية ضد سيد الشهداء الحسين :
ومثلت فزعة بني أمية لمحاصرة سيد الشهداء الحسين بن علي في ارض كربلاء عام 61 للهجرة أشرس وأقوى فزعة عربية حيث تجمعت القبائل العربية وقياداتها لقتال بضعة أنفار من بقية آل الرسول وعلى غرار فزعتهم في خطة اغتيال جده الرسول الكريم ولكن بتقنيات ورجال وعدد أكثر بتطور الدولة ومؤسساتها القمعية في عهد بني أمية وقدرتها المادية على تشكيل الجيوش الجرارة للغزو وتسليب الناس وأسرهم كعبيد باسم الإسلام ، وكان للأقوام الذين شاركوا في الفزعة عدة مآرب منها الجاه والمال والحظوة عند السلطان وجزء كبير منها لثارات قديمة يوم بدر والخندق عندما قتل أبوه إمام المتقين علي كبار أبطالهم من المشركين . فهذا خولى بن يزيد الاصبحي يفصح عن نيته وقصده من اجل قتال الحسين عندما احتز رأس الحسين وجاء به إلى عبيد الله بن زياد ينشد قائلا:
     
املأ ركابي فضة وذهبا  ...  إني قتلت السيد المحجبا
فالفزعة إما أن تكون للانتقام أو الطمع أو الجاه ، لان التاريخ العربي المشوه يجسد معاني الفزعة حتى في رسم واقع ضبابي كاذب عند الفتوحات الإسلامية التي هي ضم لبلدان من اجل الجاه والمال والسلطة وتوزيع القوات بعيدا عن مركز السلطنة لدرء شرها . وهي تماثل المقولة العصرية للنازية ( حرب على الخارج حرب على الداخل ) ، وذلك بإشغال الشباب والقادرين على حمل السلاح للقتال بالقتال بعيدا عن مركز السلطنة عن طريق الفزعة العروبية – الدينية فقد لحقها شئ جديد أي كلمة النزعة الدينية ، وأصبحت الفزعة أكثر إثارة وتدخل ضمنها عملية الثواب والعقاب، وإغراء الناس بنيل الشهادة والظفر بالحور العين . بينما لم يسجل لنا التاريخ ( استشهاد ) ابن خليفة ، أو ابن والي من اجل الإسلام كما في عصرنا الراهن حيث يتم تجييش الارهابيين وامدادهم بكل ما يلزم من مال وسلاح باغرائهم بأن النبي الكريم ينتظرهم لتناول الطعام معهم في الجنة وكأن النبي قد فتح مضيفا في الجنة وجلس ينتظر القادمين ممن يناوئ الإسلام وتعاليمه السمحة التي جاء بها وأبرزها الآية الكريمة : ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون ) – المائدة 32 - .

الفزعة في العهود السلطوية الإسلامية :

تميزت العهود الإسلامية ما بعد الدولة الراشدية بقوى سلطوية مثلت المال والجاه والسلاح ، وخاصة في بداية الغزوات الإسلامية داخل العمق المجاور للجزيرة العربية ( بلاد الشام وبلاد فرس ) ، ثم توسعت داخل آسيا وأفريقيا وجزء من أوربا شمل فقط بلاد الأندلس ، لكن الغزوات العثمانية استطاعت التوغل داخل أوربا الشرقية ووصلت فواتها لحد تخوم مدينة فيينا وحاصرتها .
ومثلت معظم الغزوات الفزعة العروبية حيث يجهد الولاة وحكام الأقاليم عن طريق التحريض الديني والقبلي ، والوعد والوعيد بتشكيل الجيوش الجرارة للدفاع عن ( بيضة الإسلام ) كما كانوا يدعون ، لكن معظم الغزوات كانت لأغراض دنيوية ولجلب الأموال والجواري والعبيد لاستخدام الجواري كإماء والعبيد لفلاحة الأرض وأعمال السخرة التي كانت تدخل في باب اضطهاد البشر . والسيطرة على الأرض التي تدر الأرباح بعد زراعتها مستقبلا لتدخل كل تلك الأموال في خزائن الولاة والسلاطين والدليل على ذلك قول هرون الرشيد لسحابة مرت (اذهبي حيث شئت فسوف يأتيني خراجك) . لأنه متأكد تماما إن هناك من العبيد والأقنان من يفلح ويحصد له الأرض ويجني الثمار ويبيعها لتدخل نقودها في خزائنه . . فكان زرع الأرض وحصادها وجني الأثمار أيضا ضمن فزعة يقودها وكلاء الولاة والسلاطين لتسخير العبيد والاقنان لجمع الأموال باسم الخراج للخليفة .


الفزعات اليعربية ضد العراقيين :

الطمع السعودي في مد سلطان عبد العزيز آل سعود

بدأت مشاكل العراقيين في العصر الحديث منذ تشكيل دولتهم الحديثة على يد الملك فيصل الأول العام 1921 حيث أخذت مطامع أول دولة مجاورة ناشئة بواسطة الإنكليز والتي اختصرت أرض وشعب وسميت قسرا باسم لاجئ في الكويت ساقته القوات البريطانية وبدفع ودعم منها للاستيلاء على بلاد نجد والحجاز لتشكيل ما يسمى بـ ( السعودية ) ، بعد طرد آل الرشيد من نجد ، ثم وبمساعدة اكبر من الإنكليز الذين نفوا شريف مكة الحسين من الحجاز سيطروا على أرض الحجاز ليستقر الحكم من بعد ذلك اثر هزيمة الملك علي ابن الحسين العسكرية لآل سعود الذين سموا البلاد باسمهم .
فقد كانت نظرية الملك الأمي عبد العزيز بن سعود ووفق عقليتة العشائرية التي تتخطى الدول وكياناتها والقانون الدولي الذي بدا يترسخ شيئا فشيئا بعد الحرب العالمية الأولى هي ( انه عمل المستحيل لحمل المؤتمر على وضع حدود عشائرية بدل خط تحكيمي يرسم على خارطة، على أساس تصنيف القبائل التي تذهب إلى نجد وتلك التي تذهب إلى العراق والكويت . فبدأ بالإصرار على أن الظفير وهي قبيلة تقطن في العراق هي له، ولذلك فانه من الضروري أن تمتد حدوده إلى الفرات لا لأنه يرغب في السيطرة على النهر ـ بل لأنه يرغب في أن تشرب "بعارينه" وحميره من النهر ـ ولا الظفير والقبائل البدوية الكبيرة الأخرى تنتقل سنويا إلى الفرات، ولا يمكن أن تحرم هذا الحق لأنه مسألة حياة أو موت بالنسبة لرجال الصحراء!.) – الكويت وجاراتها تأليف العقيد هارولد ديكسون - . لذا كان ابن سعود يوجه أعوانه من الإخوان ( التشكيلات الوهابية القتالية ) بقيادة فيصل الدويش للإغارة على الحدود العراقية (وفي 11 آذار سنة 1922م ، أي بعد حوالي 7 أشهر من تتويج الملك فيصل ملكاً على العراق ، أغارت قوة كبيرة من الوهابيين على بعض العشائر في الناصرية جنوب العراق فقتلت حوالي سبعمائة شخص ونهبت الكثير من البيوت ودمرتها. ) – هادي الشربتي / صور ومشاهد كربلائية / جريدة المدى - . وعند تمادي جيش ابن سعود من الإخوان الذين ركزوا هجماتهم على الدول المجاورة التي تقع تحت الحماية البريطانية آنذاك ( العراق والأردن والكويت ) اضطرت بريطانيا بشخص مندوبها السامي السير برسي كوكس إلى ردع عميلها وصنيع الجاسوس البريطاني جون فيلبي (عبد العزيز بن سعود) في مؤتمر العقير ويذكر العقيد ديكسون قائلا في كتابة الكويت وجاراتها ( ففي اجتماع خاص ضم السير بيرسي كوكس وعبد العزيز بن سعود وأنا فقط , ففقدّ السير بيرسي كوكس صبره وأتهم عبد العزيز بن سعود بأنهُ تصرف تصرفاً صبيانياً في اقتراح فكرة الحدود العشائرية.ولم يكُن السير بيرسي يُجيد اللغة العربية فقمت أنا (ديكسون) بالترجمة.
وقد أدهشني أن أرى سيد نجد يوبخ كتلميذ وقح من قبل المندوب السامي البريطاني لحكومة صاحب الجلالة,الذي أبلغ عبد العزيز بن سعود بلهجة قاطعة أنهُ سيخطط الحدود بنفسه بصرف النظر عن أي اعتبار.
هكذا انتهى هذا الفصل من المسرحية فأنهار عبد العزيز بن سعود وأخذ يتودد ويتوسل مُعلناً أن السير بيرسي كوكس هو أبوه وهو أمه,وأنهُ هـو الذي صنعه ورفعه من لاشيء إلى المكانة التي يحتلها,وأنهُ على استعداد لأن يتخلى عن نصف ما يملكه بل كلها إذا أمر السير بيرسي بذلك!؟ ) . وبعد هذا الفصل وتخطيط السير برسي كوكس للحدود بقلمه الأحمر ففرض حدود نجد مع الكويت محدثا منطقة محايدة – لا تزال موجودة - وعين الحدود بين نجد والعراق محدثا منطقة محايدة أخرى – أهداها صدام حسين للسعودية - ووزع قبائل العرب بين من يتبع نجد أو يتبع العراق أو من يستقل منفردا. بعدها توترت العلاقة بين الملك عبد العزيز وجيشه غير النظامي ( الأخوان) فهم يريدون مواصلة الجهاد ضد المشركين في العراق والكويت والأردن حسب المفهوم المذهبي للوهابية الذي تلقوه من الملك شخصيا لمد نفوذه في جزيرة العرب وما حواليها كذلك اخذوا يعترضون على المساعدات المالية البريطانية ، ويقول الكاتب عبد المجيد حمدان : (أنه بتوجيه من بريطانيا تحالف عبد العزيز مع الحركة الوهابية، المتشددة دينيًا. وبسبب تحالفه مع الحركة الوهابية وفي إطار حشده للإخوان الذين اعتمد عليهم في شن هجماته على خصومه، عمل على تكفير خصومه. ولكن معرفة الإخوان بالمساعدات المالية من الكفار، باعتبارها كفرًا، كانت من الممكن أن تسبب له المشاكل، "فلم يكن أمام عبد العزيز سوى استخراج "فتوى تحلل تسلم المساعدة- الإخوان لم يكن لهم اعتراض على قسم من المساعدات العسكرية"، وهكذا.."الأمير، وردًا على تساؤلات قادة الإخوان، لم ينكر أنه يتسلم أموال من بريطانيا، ولكنه زعم أن هذه الأموال ما هي إلا جزية يدفعها أهل الذمة هؤلاء" (ص 111). إطلالة على القضية الفلسطينية- الجزء الثاني // المؤلف: عبد المجيد حمدان، كذلك يعرف الملك عبد العزيز أن تلك المناطق التي يغير عليها أعوانه من الإخوان هي مناطق نفوذ بريطاني الدخول فيها يعني مواجهة بريطانيا فبدا بالتخلص منهم واعتقال قائدهم فيصل الدويش وقتله .

الفزعات المصرية ضد العراقيين :

مثلت الفزعة المصرية اكبر وأشرس الفزعات ( العروبية ) ضد الشعب العراقي حيث حدثت هذه الفزعة بعد انقلاب 23 تموز / يوليو 1952المشؤوم على الشعب المصري والعرب أجمعين . فقبل تاريخ انقلاب يوليو كانت لمصر علاقات حسن جوار وصداقة مع كافة الشعوب العربية والإسلامية ومنها العراق لكن بمجئ جمال عبد الناصر بانقلابه الأمريكي خيم الشؤم على معظم البلدان العربية وحيكت المؤامرات والدسائس باسم ( القومية العربية ) رغم إن أي مصري أو عبد الناصر نفسه من المتباهين بإطلاق اسم كنانة العرب على مصر لا يستطيع أن ينطق حرف الضاد صحيحا والذي يميز نطقه العربي الأصيل من غير العربي أو المستعجم .
وبدأت الفزعة المصرية ضد نوري باشا السعيد بالذات والمملكة العراقية ، وجند راديو صوت العرب وإذاعة القاهرة كل جهودهم من اجل السب والشتم ضد المملكة العراقية آنذاك . وبسقوط الحكم الملكي في العراق بعد ثورة 14 تموز 1958 حدثت ولفترة قصيرة جدا هدنة بين العراق ومصر ( العربية ) ، ما فتئت أن اشتدت أوارا بعد تحريض النظام المصري لعبد السلام عارف للانقلاب ضد رفيقة عبد الكريم قاسم ، وتنامت الفزعة شدة وشملت كل الأساليب الدنيئة بدءا من الحملات الإذاعية وصوت غوبلز مصر احمد سعيد مرورا بتهريب الأسلحة للقوى المناوئة للثورة من بعثيين وقوميين ورجعيين من بقايا النظام الملكي للتحضير لانقلاب على الثورة الوليدة في العراق . وتوجت هذه الجهود القذرة في الفزعة ( العروبية المصرية ) بتمرد العقيد عبد الوهاب الشواف في الموصل بعد أن تم إعداد كل ما يلزم للمؤامرة من مال وسلاح ورجال وإذاعة هربها شيخ عشيرة شمر أحمد عجيل الياور، وتوالى التآمر سوية مع الحملات الإعلامية الظالمة التي كان يقودها بوق عبد الناصر احمد سعيد . وعند مطالبة العراق بالكويت من قبل الشهيد عبد الكريم قاسم سارع عبد الناصر وبعض ( العروبيين للكشر ) بتلبية نداء ( فزعة عروبية –إنكليزية ) حيث وصلت قواتهم لتتضامن سوية مع القوات الإنكليزية على أرض الكويت ، وبمعية قوات أعداء عبد الناصر التقليديين آنذاك حسين ملك الأردن الذي كان عبد الناصر لا يسميه إلا حسين ابن زين نكاية به بتذكيره لامه زين ، أو يدعوه بـ ( عاهر الأردن )، ثم قوات ابن سعود وكان ملك السعودية سعود بن عبد العزيز غريمه في اليمن حيث دارت المعارك لسنين عدة عندما اسند عبد الناصر النظام الجمهوري بقيادة العقيد عبد الله السلال ضد النظام الامامي الملكي في اليمن الذي أسندته السعودية . وكان عبد الناصر وقتها يحتضن مجموعة من الأمراء السعوديين من إخوة سعود سموا بـ (الأمراء الشباب ) ، حيث خصص لهم موجه إذاعية تبث ضد السعودية وهم الأمير طلال بن عبد العزيز واخوتة الأصغر آنذاك .
واستمرت هذه ( الفزعة العروبية ) حتى تزامنت مع وصول ( ثوار القطار الأمريكي ) في 8 شباط 1963 حيث كانت رشاشات بورسعيد بأيديهم صبيحة ذلك اليوم المشؤوم . وكان ما كان عندما زج عبد الناصر الدول العربية في حرب فاشلة أحرقت الأخضر واليابس واحتلت إسرائيل في حرب الأيام الستة العام 1967 مزيدا من الأراضي العربية التي لازالت بعضها للان محتلة من قبل ( بطل العروبة ) جمال عبد الناصر لا لشئ إلا لان الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم قال وقتها وهو يقوم بتخريج أول دفعة من الضباط الاحتياط نواة جيش التحرير الفلسطيني قال : ( لا يحرر فلسطين إلا أهلها ) ، والطمع المصري بنفط وتمر العراق وخيراته الكثيرة.

الفزعة العروبية ضد العراق عند احتلال الكويت :

كان الخطأ الأكبر الذي وقع فيه صدام حسين هو معالجة الخطأ بخطأ أعظم واكبر منه نظرا لجهله السياسي ورعونته التي لا حد لها ، وسوء تصرفه وحبه لسفك الدماء . لكن والحق يقال فقد كان ادعاء صدام حسين بالتجاوز الكويتي على آبار النفط والأراضي العراقية واقعا ملموسا ، ولا يمكن السكوت عنه مطلقا وله كل الحق في الاعتراض ولكن ليس وفق تلك الطريقة الدموية الهمجية التي جرى فيها ما جرى من احتلال وتخريب ونهب وسرقات للكويت .
والأعجب من ذلك إن العروبيين وصلوا للغاية التي يرومونها وهي تحطيم العراق وتخريبة والقضاء على ما تبقى منه بعد الحرب الكارثية التي أشعلها النظام الصدامي وحزبه الفاشي ضد الجارة إيران ، والإصرار الإيراني الغير معقول على مواصلة الحرب وتخريب البنى التحية لكلا البلدين .
والاصطفاف الجديد الذي جاء وفق ( فزعة عروبية ) غريبة إن اصطف النظام المصري المعادي سلفا للعراقيين مع النظام البعثي السوري والسعودية ومحميات الخليج بالضد من العراق لتتكون اكبر ( فزعة ) تاريخية في حياة العرب والعالم حيث اصطفت 33 دولة ضد شعب شبه اعزل وجيش تعبان مفكك يقوده مجنون ومهوس بالحروب الدونكيشوتية ، حيث جرى عمدا تهديم العراق وتخريبة والانقضاض على البقية المتبقية من الجنود والجيش الشعبي وبعض أفراد الشرطة المنسحبين من الكويت الذين تركهم النظام الفاشي طعمة بيد المتحاربين بينما سحب كل قواته الخاصة وحرسه الخاص وحرسه الجمهوري والمخابرات قبل أيام من بدء المعركة البرية ، أو ما سمي حينها ظلما بـ (حرب تحرير الكويت ) ، حيث استبدل الاحتلال الصدامي باحتلال أمريكي دائم للكويت . وكانت سوريا أول المنسحبين محتجة بعد أيام قليلة من الكويت عندما انكشف الغطاء ولم تحصل على ما تريد من هبات كمقاولات وغيرها وكل ما حصلت عليه بدالة اتوماتيكية لعموم سوريا. ثم انسحبت بنفس الأسلوب والاحتجاج واثر ملاسنات إعلامية ( مصر العروبة ) التي كانت المستفيد الأكبر من حرب تحرير الكويت حيث تم التنازل عن 7 مليون دولار من ديونها من قبل أمريكا بموجب الوعد الذي قطعه وزير الدفاع الأمريكي انذاك ديك تشيني للرئيس المصري مبارك - الباحثة الأمريكية، ديبرا لويس شولمان (غيرت لقبها فيما بعد إلى شومان) - ، وتستطرد الباحثة الأمريكية قائلة في دراستها التي نالت عليها درجة الدكتوراه  (وقد انتهز الفرصة التي وفرها الغزو العراقي للكويت كي يخفف ديون مصر ويضع الميزانية المصرية على أقدام أكثر رسوخا مما يساعد في تأمين موقعه في السلطة.). وأضافت في الأطروحة المعنونة "استراتيجية النظام والسياسة الخارجية للدول الاستبدادية: مصر والأردن وسوريا في حربي الخليج"( إن النمو الاقتصادي الذي ازدهر في أواخر السبعينيات تباطئ بشدة خلال الثمانينيات وهبط إلى 1ر1% في العام المالي 1990-1991، وقفز الدين الخارجي من نحو ملياري دولار في 1970 إلى أقل قليلا من 50 مليارا في 1990 بنسبة 150% من إجمالي الناتج المحلي، وزادت خدمة الدين إلى نحو 26% من إجمالي قيمة الصادرات بحلول العام المالي 1990-1991.) . وبهذا عرفنا القصد من الفزعة اليعربية ضد العراق التي كانت وفق مطامع مادية وضمن ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) . ومثل مصر كل من شارك فيما سمي حينها بـ ( حرب تحرير الكويت ) التي كانت وبالا على الشعب العراقي خاصة عندما طبق الحصار فكان هناك حصاران على العراقيين الحصار الدولي وحصار النظام الفاشي .

(الفزعة الكبرى) ما بعد 9 نيسان 2003 :

وقد تمثلت هذه (الفزعة العروبية ) الشاملة بلاد ( العروبة ) من أقصاها لأقصاها بموجب فتاوى خارجة عن العرف والدين لرجال دين مسيسين تحكمهم نظرية التكفير للغير وفق مبادئ محمد بن عبد الوهاب المستقاة من أفكار وتخريفات ابن تيمية . هذه الفزعة الشرسه تركزت بصورة خاصة ووفق الفتاوى الهمجية ضد الشيعة العراقيين ، ووفق النمط السني في تجريم وتقتيل الآخرين أيام حكمهم وتسلطهم في الإمبراطوريات البائدة التي خلفت الجهل والتخلف والدمار ، ولولا وجود نظام راسخ ومضبوط ما قبل 9 نسيان في إقليم كردستان لكان الشعب الكردي أيضا ضحية كبرى إلى جانب الشيعة العراقيين للحقد المكنون داخل النفوس العربية الفاشية الضعيفة ضد الكرد أيضا ، ولإسناد الهجمة اليعربية الشرسة من قبل أعاجم المنطقة ( الترك والإيرانيين ) الذين يتحينون الفرصة للإيقاع بالشعب الكردي .
وقد حصل تضامن وتفاهم وتواد أعجمي عربي لابادة العراقيين عموما والشيعة خصوصا ، لحقد كامن عند جميع الأطراف المتحالفة ضمن حلف الكراهية بين العرب والعجم يقود كل ذلك الحلف المكون السني العروبي الذي كان صاحب السلطة طوال 1400 سنة خلت .
العجيب إن البعض من جحوش الشيعة ركضوا وراء شخوص زجتهم في حرب ضد أهليهم وعشيرهم وتسمت حتى البعض منها بمصطلحات صدامية مثل ( لواء اليوم الموعود ) وهو مصطلح أطلقه المقبور صدام على احد الهجمات في حربه الكارثية ضد إيران ، أو الجماعات الأخرى التي شكلها ودربها فيلق القدس الإيراني بأسماء عدة مثل ( حزب الله تنظيم العراق ) و ( عصائب أهل الحق ) ، وانكشاف الصلة التعاونية بين الإرهابيين القاعديين وهذه التشكيلات الإيرانية . والأعجب من كل ذلك إن شخصا اسمه ( جمعة العطواني ) يحرض على القتل والتخريب لكونه نائب من نواب آخر زمان عن التيار الصدري الذي استبدل اسمه لاسم ( الأحرار) دون أن تحرك القوى الأمنية العراقية ساكنا ضده وفق قانون مكافحة الإرهاب . واليكم الرابط التالي لملاحظة التعاون الوثيق بين تنظيمات جحوش الشيعة من الإرهابيين وإرهابيي القاعدة وعمليات التنسيق بينهما :
http://www.alsaymar.org/akbar/25052010akh950.htm

خاتمة المطاف :

الحديث عن الإعراب و ( فزعاتهم اليعربية ) يسنده ما قاله العلي القدير في محكم كتابة الكريم فهو القائل :
(الاَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ){التوبة: 97} .
وقال جل وعلا : {قَالَتِ الاعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}  -14 سورة الحجرات - .
وبرأينا إن العرب قد عادوا لجاهليتهم القديمة التي وصفها الشاعر احمد شوقي في قصيدة نهج البردة :
أتيت والناس فوضى لا تمر بهم .. إلا على صنم قد هام في صنم
في ظل وجود دول ومحميات أمريكية في المنطقة تكن للشعب العراقي العداء بسبب مذهبي بحت وألا فإن الجيوش الأمريكية ومعسكراتها تتواجد أصلا وقبل احتلال العراق في مراكز المكون السني – أؤكد هنا بدون أي مجاملة عن الحرب على العراق من قبل العروبيين هي حرب طائفية وعداء متأصل للشيعة بسبب من رفض المكون السني للآخر وعدم تقبله في الدين والدنيا وأقول وبكل صراحة وبدون وجل (المكون السني ) الذي كان ولا يزال دائما يتبع فتاوى السلاطين وفق مقولة " وأطيعوا الله والرسول وأولو الأمر منكم " فقد حدث فصل قبلنا أم أبينا سببه علماء السوء وحكوماتها من أهل السنة - . أما إذا سألت عن الحل فجوابي هو : أن يكون هناك طاولة مستديرة لجميع المكونات العراقية ، وأن تجري مصارحة لتقبل الآخر والقبول بالمبدأ الديمقراطي للإبقاء على عراق موحد ، وإذا كان العكس فالتقسيم أفضل وليقل الشيعة بكل صراحة للآخرين ( هاذه حدنه وياكم ) ويستقلوا بالوسط والجنوب والبقية كما يقول المثل العراقي : ( خلي تاكل حو ). أو يجري أمر آخر هو أن يتم غلق الحدود بين المحافظات العراقية نهائيا لفترة زمنية كما الدخول لكردستان العراق ويجري عمل بطاقة أمنية لكل مواطن داخل كل محافظة بها بصمة العين . وللدخول لأي محافظة يكون وفق طلب رسمي للوفود والموظفين وبكفالة شخصية للأفراد الضروريين جدا لكي تتم السيطرة على الأوضاع الأمنية وتتم تصفية بقايا الإرهاب في كل محافظة.

نصيحة أخيرة للشيعة :

انصح رغم معرفتي بأن نساء الجنوب العراقي ولادات بالإكثار من الإنجاب لان القصد من عملية الابادة المنظمة للمكون الشيعي العراقي معروف سلفا ، وهو تغليب عددي لطرف ضد طرف آخر وخاصة للدعوات المنطلقة لجلب العمال العرب للعراق ، والثغرة الخطرة الموجودة في القانون العراقي باعتبار أبناء العراقية من أجنبي عراقيين . وكذلك بالزواج من أكثر من واحدة عملا بقول رسول الله (تناكحوا تناسلوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة و لو بالسقط ) ، وقال أيضا :( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة ) .

نقطة نظام :
في رده على الدكتور عبد الخالق حسين وفي المقال المعنون  ( من الانكشارية إلى السلاجقة !! معالجة عراقية على نار هادئة ) للدكتور سيار الجميل لاحظت بتمعن تكرار كلمة ( دكتور ) لكون العزيز الدكتور عبد الخالق طبيب جراح بطريقة يقصد منها السخرية من الأطباء وكان دكتور التاريخ أفضل من الطبيب الإنساني ، وهو خطأ مقصود ما كان على الدكتور سيار الجميل الوقوع فيه . فلو انه جرب ليلة واحدة من جهد طبيب خافر في أي عيادة خارجية خاصة في العراق وبلدان الشرق لزهقت روحه لما يقدمه الطبيب من جهد وتعب وعناية ورعاية للمرضى هذا أولا ، وثانيا إنني كاتب السطور شخصيا عملت عن قرب وعرفت أطباء وخاصة الجراحين منهم أقيسهم بدرجة الملائكة وأحاول أن اختصر واعطي أمثلة قليلة عمن عرفت كالدكتور سعد الوتري ابن شيخ الأطباء العرب الدكتور هاشم الوتري الطبيب والإنسان في بغداد . أما في البصرة فقد كان هناك شيخ الجراحين الدكتور محمد حسين رضا السعدي الجراح العالم ، والدكتور خالد عاصم الجلبي الجراح أيضا ، والجراح الدكتور مصطفى الخضار ، وطبيب الأطفال داود الفداغ ، وجراح العظام الدكتور سبهان الخضيري وكذلك جراح العظام الدكتور طلال سليم الجلبي وطبيب التجميل والفنان التشكيلي علاء حسين بشير عمل أول وقته في البصرة ثم بعد ذلك أصبح طبيب صدام الخاص في بغداد  . وفي الكويت الدكتور باسل جلال الدين السيد طالب النقيب حفيد نقيب أشراف البصرة السيد طالب النقيب ، وابن عمه الدكتور نائل السيد احمد السيد حامد النقيب الطبيب الجراح ووكيل وزارة الصحة الكويتية ، والدكتور محمد الخفاجي رئيس قسم القلب والجراح العبقري الدكتور جورج ابونا . ناهيك عن أطباء كبار عرفهم العراق والعراقيين اجمع كالدكتور فرحان باقر والدكتور هادي الطويل والدكتور صاحب زيني ، والأخوين زهير وإحسان البحراني وغيرهم مما يعجز القلم عن إيرادهم ، فقليلا من الإنصاف يا ( دكتور سيار) فالطبيب يقدم للبشرية ما لم يقدمه عالم تاريخ أليس كذلك ؟؟!! . 


 
        *  ناشط في مجال مكافحة الإرهاب
             www.alsaymar.org
         fakhirwidad@gmail.com







 

16
نصيحة أخوية لمجلس محافظة البصرة ( خلوهم يشربون حتى ينسون وما يحاسبوكم)

وداد فاخر *


مجلس محافظة البصرة الهجين الذي لا يمت للبصاروة الأصليين بصلة من المتريفين واللفو الذين سكنوا البصرة أجتمع مرة من المرات ووضع ضمن اولويات أعماله إلامر بإطلاق اللحى ومنع الخمور بكافة أصنافها المستكي والزحلاوي وأبو الكلبچه وكل انواع البيرة والويسكي والجن وغيره وحده عرق هبهب لم يتم ذكره لكون هبهب الآن مقر ( دولة الاسلام الارهابية ) التي أسسها محروك اللشه الزرقاوي واكيد افتت دولة الارهاب الاسلامية بعدم حرمة عرق هبهب كونه ومنذ ان شكل الزرقاوي دولته الأرهابية افتى اكيد بكون عرق هبهب المنتج وفق الشريعة الاسلامية حلالا. وتعرفون إن الربع الجدد المتواجدين في الحكومات المحلية بعد سقوط ربع عفلق كان اكثرهم من ربعنه الشرابه ومال كعدات وونسه ويعرفون كل انواع المشروبات لكن غير( المصلحة الوطنية ) إضطرتهم لاطلاق لحاهم وكوي جباههم حتى يستطيعون ان يسيروا ضمن ركب التيار الموجود حاليا وقديما قيل ( الناس على دين ملوكهم ) ، لذلك فكروا بهذا المنجز ( الكبير ) وتركوا درابين محلات البصرة تغرق في الاتربة والاوحال لأن هناك في الفقه نص يقول ( المهم فالاهم ) ، لذا طبق ( الرفاق) حرفيا واسلاميا هذا المفهوم الفقهي فكان لمنع الخمور الاولويه على تعبيد الشوارع والطرقات وتوفير الماء والكهرباء ، ونسوا تماما هم ومدير شرطتهم تحركات القوى الارهابية من البعثيين والقاعديين وبعض الرموز الطائفية التي تتحسر على ماضيها الذي أفل فاصبحت حشه قدركم ( مقاومة ) وكعدوا ركبه ونص للشرابه والحلاقين ولكل من يحلق لحيتة ، وتركوا الحبل على الغارب كما يقال للارهابيين الذين نفذوا بكل دناءة جريمتهم الاخيرة في البصرة بين تغييب مجلس محافظتها عن الوعي الجمعي ، وشرود ذهن مدير شرطتها .
وما أريد ان اقوله ان شرب ( الزقنبوت ) كان له تاثير كبير على العامة وبسطاء الناس كونهم يدفنون في ربعية العرق كل هموم يوم عملهم ومشاكلهم ودوخة نسوانهم وهوسة اطفالهم وانقطاع الماء والكهرباء . وكانوا بعيدين جدا عن مشاكل السياسة والمطالبات الجماهيرية وعايشين لحالهم المهم وقت الغروب يرجعون ربعيتهم بيدهم يترسون دماغهم وينامون ما يدرون بالدنيه طشت لو رشت .
وما فعله( الرفيق ) العزيز شلتاغ محافظ البصرة وشلة الأنس المحيطة به من الملا أحمد السليطي الى ممثل التيار الصدري جبار ما ادري منو ، هو ان منعوا الناس من نسيان واقعهم المؤلم وتركوهم صاحين لا يعرفون ما يفعلون وسط حر البصرة والغبار المتصاعد ومشاكل الماء والكهرباء ، وتفجيرات الارهابيين الذين حكمت محاكم البصره الفريدة في هذا الزمن على ارهابيين سابقين اشتركوا بتفجيرات حي الحسين ( الحيانية ) في البصره بالسجن المؤبد بدل الاعدام شنقا ( رأفة ) بهم وبعيالهم لان الحاكم نظر للقضية بعين العطف والرافة . 
وكان الافضل لجوق الملالي الذين لم يتخيلوا مطلقا حتى في الاحلام مثلهم مثل ابناء العوجه المنهارين ان يحكموا مدينة حضارية عريقه مثل البصرة أن يكونوا اكثر واقعية ويمسكوا القاضي الذي حكم الارهابيين بالمؤبد ويعلقوه في ساحة ام البروم الشهيرة بالبصرة حتى يرعوي الاخرين الذين لا يعرفون كيف يحكموا بين الناس بالعدل . فالبصرة معروف عنها إنها تضم مختلف الاقوام منذ نشوءها كونها مدخل العراق البحري وميناءه الذي قضمه صهاينة العرب الجدد من اللملوم المجتمع عند حذاء مدينة البصرة الذين يطلق عليهم ( الكويتيون) وبالمناسبة جاء اسم الكويت من كلمة كوت وهي الحصن الصغير حيث كان هناك على ساحل البحر كوخ صغير لملابس وادوات الصيادين الذين يفدون للمنطقة اثناء موسم الصيد وكلنا نعرف بان البدو لا يحبون البحر ولا يتقنون السباحة ، فمن اين اتى بدو آل صباح بالمعرفة بالبحر ؟.
وواوية الكويت يحتاجون ذئب ابگع يشوفهم نجوم الضحى لان الشيعة ما يسوون شئ ومتساهلين يحتاجون واحد مثل بطل الصامتة مدير شرطة البصرة البطل كامل رشاش الذي لقن صهاينة الخليج درسا لم ينسوه للآن في العام 1973 .
المهم إن نصيحتي التي ابعثها لـ ( الرفيق ) العزيز شلتاغ محافظ البصرة هو ان يعاود التفكير بمعية ( رفاقه ) الآخرين ويفتي شرعا بعدم منع بيع الخمور حتى يلتهي الناس وخاصة البطالة والمساكين والمگارید بربعية العرق وينسون تماما واقع الحال الذي يعيشونه ويتركون السياسة لاهل السياسة مثل رجال مجلس محافظة البصرة ومن لف لفهم من الجهابذ والفطاحل ، وينسون تفجيرات العشار وما حصل فيها من دمار دون ان يحاسبوا مجلس المحافظة ومحافظها ومدير شرطتها الذي رفض الاستجواب كونه فوق القانون ، و ( بغداد مبنية بتمر .. َفلس وإكل خستاوي ) .
أما نصيحتي لمدير شرطة البصره عادل دحام فهي ترك العمل العسكري وضبط الامن لغيره كونه قد صرح بعد التفجيرات الارهابية الاخيرة التي حدثت في العشار( بأن العمل الارهابي كان محكم التدبير) وهي عبارة تثير السخرية من رجل امن يفترض فيه ان يكون واعيا وحذرا دائما وذكيا يعرف بحدس وذكاء وفطنة رجل الامن كيف يخترق بالوسائل الاستخبارية الحديثة خطوط الارهاب وتجمعاتهم ويكون يقظا دائما لاي تحرك منهم كون المجرم ذكي ويخطط دائما لتنفيذ جريمتة بكل الطرق والوسائل الدنيئة ولكن على الجانب الآخر يكون رجل الامن اذكى منه واسرع في الرد فيا عادل دحام ( شيل چوالاتك وامشي عيب عليك ) ، وكان الاجدر برئيس الوزراء كونه القائد العام للقوات المسلحة اقالتك وتقديمك لمجلس عرفي .
أخيرا على مجلس محافظة البصرة لتكرار الخروقات الامنية وفشله في تقديم أي منجز لاهل البصرة وخاصة في مجال توفير الطاقة الكهربائية وكيف ضحك شلتاغ وشلتة من الملالي من جماعة ( عموري الحكيم ) والتيار الغير كهربائي لمقتدى على أهل البصرة بوصول الباخرة التركية التي ظهر إنها مجرد وسيلة دعائية فبركها مجلس المحافظة ومحافظها صاحب شهادة الدكتوراه في الحلال والحرام بدل ان يكون محافظ البصرة مهندسا مختصا او اداريا أو رجل اقتصاد . والمثل يقول ( عند الامتحان يكرم المرء او يهان ) وانتم اثبتم فشلكم فاتركوا المجال بدون شوشرة لمن هو اكفأ منكم وكفى الله المؤمنين شر القتال .


آخر المطاف : أصر انا العبد الفقير لله بعيدا عن تصنع التغابي الامريكي بالتدخل الايراني في الشان العراقي والتعاون المطلق بين رجال القاعدة وجمهورية إيران ( الاسلامية ) بان ايران ( الاسلامية ) هي احد اللاعبين الاساسيين في دعم الارهاب في العراق وهي المستورد الحقيقي لكميات المادة المتفجرة ( C4 سي فور ) التي يتم تصنيع العبوات اللاصقة منها ، واذا لم يستطع السفير الايراني في بغداد ان يمد يده فليمد رجله ، او كما يقول المثل العراقي حشا قدركم ( خلي يتبول لي بالشارع حتى اتزحلق ) . وقد تناولت هذا الموضوع مرارا وتكرارا أي موضوع التعاون بين إيران والقاعدة في ما يسمى بحلف الكراهية ، وعن تواجد فنادق خاصة بالحكومة الايرانية في مدن ايرانية بعيدة عن الانظار تحمي فيها إيران شخصيات قاعدية وعائلة بن لادن . واعطيت اكثر من شاهد ودليل لعدة مرات في مقالاتي عن ذلك وكنت الح على شخصية غامضة لم يتناولها احد في وقتها كونه المنسق لكل تلك التحركات بين إيران والقاعدة وهو ( الحاج ) ، او  (عماد مغنية ) الثعلب الذي تم اقتناصة من قبل السوريين وشربوا ماء وراءه والذي أسس جيش المهدي . واليكم رابط احد مقالاتي قبل اغتيال عماد مغنية وكيفية ادارة العلاقة بين إيران والقاعدة :
http://www.alsaymar.org/my%20articels/09122007myarticle08.htm
والكاتب وجريدة السيمر الاخبارية لن تنصاع لكل التهديدات التي تصلها او حتى عمليات التخريب للجريدة بين آن وآخر وهناك اغنية عراقية تقول ( احنه مره نعيش مرة نموت مره بكل عمرنه ) .
ورمضان كريم عليكم جميعا وكونوا واعين يا عراقيين فالارهابيين لشدة تدينهم هم ومن ورائهم من السعوديين والسوريين والايرانيين والخليجيين يجدوا في الشهر الفضيل مبتغاهم لزرع الموت بين ظهرانيكم فكونوا انتم حذرين في المحلات والاسواق والشوارع لاي غريب ، فالعربي القادم لزرع الموت بينكم متميز بشكله عن سحنة العراقيين فكونوا اسرع منه في زرع الموت وتغييبه عن الدنيا بعيدا عن مدراء شرطتكم وقضاتكم المنحازين للارهاب .



      * ناشط في مجال مكافحة الارهاب

         www.alsaymar.org
    fakhirwidad@gmail.com
 

17
حكومة بعثو- مقتدائية ذات صبغة دينية علمانية سورية سعودية إيرانية وبمباركة أمريكية تركية

وداد فاخر*

لم يسجل في تاريخ العراق الحديث لا في العهد الملكي ولا في زمن الجمهوريات السابقة منذ يوم 14 تموز 1958 وحتى وقتنا الحاضر أي تدخل إقليمي أو دولي فظ في شأن عراقي بحت وهو تشكيل الحكومة العراقية واختيار رئيس وزرائها كما يحدث في هذا الزمن الأغبر عندما اجتمعت كل الأضداد لتتكالب متدخلة في شان وطني عراقي صرف هو تشكيل الحكومة العراقية بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة . والسؤال المطروح إذا كان التدخل الإقليمي والدولي بهذا الشكل الذي نراه في تشكيل الحكومة العراقية فلماذا جرى صرف الملايين والجهود الكبيرة والتضحيات العظيمة من اجل إقامة الانتخابات الأخيرة ، ولترك المجال لزعاطيط السياسة العراقية وأميو أحزاب الإسلام السياسي ، وعفاريت المحيط الإقليمي العراقي وماما أمريكا لكي يجتمعوا لا فرق في أي من العواصم الإقليمية ( التقدمية ) إن كانت دمشق الشام أو أنقرة أو الرياض أو طهران ليقرروا شكل الحكومة المقبلة ويختاروا رئيسها بدون هذا اللغط والهرج والمرج ، والزيارات المكوكية لكل زعاطيط السياسة العراقية وجهالها من المعممين والافندية ( حفظهم الله ورعاهم وسدد خطاهم) الذين نادوا بالويل والثبور وعظائم الأمور ، واهتزت كل من أنقرة وطهران واستيقظت بعد سبات كل من الرياض وعاصمة الأمويين دمشق الشام ؟! .
ما يحدث يثير العجب ويؤلم القلب ، ويثير حفيظة المراقبين السياسيين الحياديين أيضا ، فالجميع يعرف إن التشكيل الوزاري القادم سيكون تشكيلا هشا تافها لا رائحة ولا طعم ولا لون له كالماء إذ سيأتي مولودا سفاحا خضع لعدة عمليات ليزرية تقويمية وهو داخل الرحم ثم تمت الولادة بعملية قيصرية صعبة في دمشق الشام وعلى يد الجراح البعثي السوري التي كادت تودي بحياة أم الوليد وهو ( الوطن السليب ) أو العراق الحبيب ، وسوف يتم وضع المولود الجديد في حاضنة امريكو – سعودية – إيرانية – سورية – تركية مما سيترك عدة تساؤلات عند ابن الشارع العراقي الذي سيقول ( أبن من هذا النغل الجديد ؟ ) ، وستثار الأقاويل ويرتفع اللغط الذي لن يترك المجال لامي وجاهل في السياسة مثل ابن الحكيم عمار أو جهبذ التيار الصدري مقتدى أن يردا على أي تساؤل . بينما سينأى رجل البعث الجديد وبطل الفلم علاوي البعث عن كل ذلك ويقود سفينة الحكومة وفق المصطلح البعثي ( بكل قوة واقتدار ) .
لكن هناك حقيقة بقيت ثابتة منذ 8 شباط عام 1963 ووصول البعث بقطار أمريكي وتهيئة دينية شيعية – سنية لحد اليوم ألا وهو العامل الاسلاموي في تهيئة الجو لتسلم البعث للسلطة وقد كان عمار الحكيم ( خير خلف لخير سلف ) فقد استطاع بكل حنكة ( السادة ) أن يقوم بالدور المطلوب منه أمريكيا وإيرانيا ويهيئ بكل شطارة الحاوي لعودة البعث إن كان بتصريحاتة السابقة المتكررة عن عدم اعتراضه على عودة البعثيين أو جولاتة المكوكية بين كل من طهران ودمشق وقيام الأخيرة بدور العراب نيابة عن (عاصمة الشيعة الأمامية طهران ) التي جعلت العراق مسرحا لنزاعها مع أمريكا صوريا عندما قامت دمشق بدور الراعي لاجتماع الضدين علاوي – مقتدى في عاصمة الخلافة الأموية التي سلبت العلويين خلافتهم وحقهم الديني المشروع كما تقول الروايات الشيعية التي يعرفها الضدين الشيعيين ( علاوي – مقتدى ) ، ولتأكيد حقيقة علمية أخرى إن البعث جاء للسلطة العام 1963 وفي 8 شباط الأسود على يد شيعة علمانيين وجنوبيين كـ ( فؤاد الركابي  وسعدون حمادي وعلي صالح السعدي وعادل عبد المهدي المنتفچی وإياد علاوی وطالب شبيب وحازم جواد وتحسين معله وهاني الفكيكي وناظم كزار) وغيرهم الكثير ، اذ جاءت ( عروس الثورات ) التي نزا عليها الراعي الأمريكي قبل ليلة زفافها وافتض بكارتها بفتوى شيعية صرفة جيرها المجرم رشيد مصلح التكريتي الحاكم العسكري لسلطة البعث الفاشية في 8 شباط لتصفية الشيوعيين والوطنيين العراقيين وفق ما جاء في نصها  (الشيوعية كفر والحاد ) التي أصدرها السيد محسن الحكيم وروج لها حزب العفالقة في وقتها ثم قام بتنفيذها حرفيا بعد استلامه للسلطة في 8 شباط الأسود . وها هو يعود بنفس الشخوص والأساليب التي اختلف بعضها وبوجود ثلاثي رأس الافعى ( الحكيم – علاوي – عادل المنتفچی ) يعود للسلطة وبغطاء علماني – اسلاموي . وقد ذكر وزير خارجية البعث طالب شبيب في كتابه ( عراق 8 شباط 1963 من حوار المفاهيم إلى حوار الدم، مراجعات في ذاكرة طالب شبيب ) بان ( نجاح الثورة يعتمد على اطلاق سراح قيادة الحزب الموجودة في سجن رقم واحد وهم كل من علي صالح السعدي وكريم شنتاف وعادل عبد المهدي ) بينما قال في مكان آخر من نفس الكتاب: (أتخذ بعضهم من خان الحاج محسـن في منطقة الصرافية بعد الجسر الجديد ، مركزا للتدريب العملي وتدربت فيه عدة مجموعات من شباب البعث بينها مجموعة أبراهيم غانم وأياد علاوي و فوزي الراوي و طارق الراوي. وتم تقسيم اللجان الى مجموعات صغيرة كل واحدة أربعة أو خمسة ، وهؤلاء نزلوا الى شوارع بغداد ونفذوا مهماتهم وأصبح أسمهم قوات الحرس القومي ) .  
لذلك لن يجد ابن الشارع العراقي المهضوم الذي تدار كل هذه المؤامرات من خلف ظهره ويعود لحكم العراق قتلة أبناءه المطلوبين للآن رغم تقادم الزمن للعدالة كونهم شاركوا في التصفيات الدموية ضد أبناء الشعب العراقي في 8 شباط في قصر النهاية وملعب الشعب ، لم يجد فقراء العراقيين الذي تقول الإحصاءات العراقية الرسمية إن عددهم من الذين يقعون تحت خط الفقر وصل تعداده إلى ثلاثة ملايين عراقي في دولة ( العدل الإلهي ) وسيادة ( دولة القانون ) ، وحرامية (العراق الجديد ) من برلمانيين ومسؤولين ومهربي النفط في جنوب العراق وشماله ، سوى أن يردد بكل أسىً ولوعة :
ما كنت أحسب أن يمتد بي عمري .... حتى أرى دولة الأوغاد والسفل
آخر المطاف : هل يثور المارد العراقي ويحطم الأغلال من جديد ويكون هناك عراق تموزي آخر رغم وجود ماما أمريكا في العراق الحارس الأمين لكل المحاصصة القومية – الطائفية التي سببت وأججت عوامل النهب والسلب لكل خيرات العراقيين بدءا من مجلس نوابه العتيد مرورا بالرئاسات الثلاث واللهف العلني الذي يجري في الإقليم مثلما ثار الشعب العراقي يوم 14 تموز 1958 رغم وجود بريطانيا العظمى التي كانت لا تغرب الشمس عن مستعمراتها ؟؟! .
فيا فقراء العراق اتحدوا ........


       * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

www.alsaymar.org
              fakhirwidad@gmail.com


18
أياد علاوي ولعبة قفز الموانع العراقية الخطرة

وداد فاخر *


لم يكن في حسبان السياسي العراقي أياد علاوي أن يجد أمام ناظريه وبصورة فجائية مجموعة متراصة من الموانع العراقية عليه اجتيازها عن طريق الفهلوة البعثية التي دأب على ممارستها منذ سنوات الثانوية يوم التحق بحزب البعث العام 1961 وسار معه ( رفيقا ً) مخلصا حتى بعد سقوطه يوم التاسع من نيسان 2003  ، بعد أن ضمن له العديد من ( القادة العرب ) وصوله إلى سدة الحكم بأموال وجهود استخبارية ولوجستية داعمة للإرهاب ورشاوى للعملية الانتخابية .
ووجد إن كل جولاته التي أتعبت قدميه بين كل من دولة الميت تركيا وحاضنة الإرهاب السعودية ومقر ابنة الدكتاتور التي تصدر العنف للعراق الأردن ومصر ( العروبة ) حاضنة البعث الرسمي ، وبعض دول الجوار قد ذهبت سدىً أمام موانع صعب عليه اجتيازها تمثلت في الإصرار الشعبي على إعادة فرز الأوراق الانتخابية واثبات تغلب 3 محافظات(بيضاء) على مجمل المحافظات ( السوداء ) التي يمثلها ( أولاد الملحة ) الذين حرموا من تسيد السلطة منذ يوم سقيفة بني ساعده وحتى يوم 9 نيسان الأغر، وقد أكد هذه الحقيقة المرحوم الملك فيصل الأول باني المملكة العراقية في مذكرته التي تضمنت مسائل عدة حول الوضع في العراق ووجهة نظره في عملية بناءه التي كتبها في بغداد آذار 1932م وذكر بكل شجاعة ووطنية :( إن الضرائب على الشيعي ، والموت على الشيعي والمناصب للسني ما الذي هو للشيعي؟) ، وظلت هذه الحقيقة علامة مميزة في الحكم العراقي وتصاعدت أكثر إثناء الحكم الفاشي لحزب البعث بقيادة تلميذ عفلق النجيب صدام حسين . لذلك أثارت العلامة الفارقة الجديدة لحكم الأكثرية ونقصد بها هنا جميع مكونات الشعب العراقي بدون استثناء أثارت حفيظة دول الجوار التي هالها تشكيل الهلال الشيعي كما صرح بذلك معظم الحكام الوراثيين في المنطقة من ملوك ورؤساء جمهورية ، وفي مقدمتهم حاكم مصر حسني مبارك الذي بلغ من العمر عتيا وهو لا زال متمسكا بكرسي الحكم .
فعقليات الحكام التي زارها علاوي وقدمت الدعم المالي واللوجستي لقائمته لا تعيش الحاضر المنير الذي كان نتيجة سقوط البعث بعد 9 نيسان وهي أيضا لهرمها خاصة عبد الله ملك السعودية الذي يقارب التسعين عاما ، ورئيس جمهورية مصر الورائية حسني مبارك الذي اجتاز منتصف الثمانينات من عمره بعيدة عن التطور الزمني والتكنولوجي والتطور في إدارة الحكم  . كذلك لا تعي للان وجود شعب عراقي ذاق طعم الديمقراطية وفرض على من يحكمه أن يكون خاليا من أدران البعث التي فاحت رائحتها وازكمت النفوس ولا مجال لعودتها إطلاقا .
وكانت آخر ضربة ماحقة لآمال وتطلعات من كانوا يودون عودة البعث عن طريق الديمقراطية المزيفة الضربة القاصمة لتنظيم البعث القاعدي بشخص قائديه الذين قبرا وكشفت كل أوراق التنظيم البعثو – قاعدي الذي كان متواجدا منذ أيام الدكتاتور المشنوق صبيحة العيد المبارك حيث اعترفت زوجة الإرهابي المكنى بأبي أيوب المصري (عبد المنعم عز الدين علي البدوي ) اليمنية الجنسية بان زوجها دخل العراق منذ عام 2002 :" وصل الى بغداد قبلي عبر دولة الامارات ولحقت به قادمة من عمان عام 2002 وسكنت معه في منطقة الكرادة لمدة لا تزيد على سبعة اشهر ، ثم العامرية ستة اشهر ، ثم بغداد الجديدة التي كنا فيها عند سقوط النظام السابق ودخول القوات الامريكية". http://www.alsaymar.org/akbar/28042010akh725.htm
أي إن العلاقة كانت قائمة بين البعث وتنظيم القاعدة قبل سقوط نظامهم الفاشي وليست وليدة سقوط النظام أو ما يدعونه بمحاربة الأمريكان في تقتيلهم الهمجي المبرمج لأبناء الشعب العراقي .
لذلك أصبح لا ِقبلَ لعلاوي بقفز الموانع المتتالية التي تقف عائقا أمام تشكيلة قائمته البعثية التي ضمت النطيحة والمتردية من اصنام  البعث الذين يدعون الوطنية ظاهرا ويشاركون بدعم الارهاب بدون خوف أو حياء من شعبهم .
ولم يستطع علاوي قفز تلك الموانع رغم خصلات ميسون الدملوجي الشقراء التي حاول البعض تسويقها كأبرز امرأة عراقية لفترة من الفترات ، ولا تصريحات عالية نصيف الوقحة وأسلوبها البدائي البعثي المريب. فقفز الموانع العراقية ليست عملية سهلة لبعثي مكشوف كان احد أعضاء لجان التعذيب في 8 شباط الأسود بدءا من هيئة المساءلة والعدالة والمحاكم العراقية والإصرار الشعبي على رفض عودة البعث مزينا باسم شيعي هو علاوي كما بدا على يد شيعة جنوبيين كفؤاد الركابي وسعدون حمادي وهاني الفكيكي وطالب  شبيب وحازم جواد وغيرهم على خط كربلاء سماوه ديوانية ناصرية .
وتاريخ كل فرد من كتلته يثير حتى الطفل الرضيع لهوله وجسامته إن كان صالح المطلك المطرود بقرار هيئة المساءلة والعدالة من الساحة البرلمانية أو المتستر على جريمة ابن أخته طارق الهاشمي أو أي بعثي آخر من قائمته المكشوف عنها الحجاب .
وهذه الصعوبة في اجتياز الموانع أدت بالقائمة العراقية ورئيسها أياد علاوي لطلب العون من الأجانب في طريقة مثيرة وعجيبة لشخص مثل أياد علاوي يدعي الوطنية ويألب دول العالم والجوار على أبناء وطنه ويحرضهم ضده في سابقة سياسية خطيرة لطلب تدويل القضية العراقية بعد أن كشفت أوراق القاعدة شخوص عدة من قائمته وهناك شكاوى سابقة لدعم وتأييد الإرهاب ضد حلفاءه كالمطلك الذي أحالت هيئة المساءلة والعدالة ملفه للمحكمة الجنائية العليا ، والشكوى التي تقدم بها الشخصية الوطنية مثال الالوسي للقضاء العراقي بتستر ومشاركة طارق الهاشمي على جريمة قتل ولديه من قبل اسعد الهاشمي وزير ثقافة الموت وابن أخت طارق الهاشمي الفار للخارج بدعم وإسناد منه . وما صرح به النجيفي أثيل محافظ البعث الجديد في الموصل بتقديم الدعم والمحامين للمعتقلين بتهم الإرهاب في السجون العراقية من أهل الموصل . كل ذلك يقف عائقا أمام علاوي الذي لا يستطيع حتى يوم كان نائبا في البرلمان أن يكون حاضرا في عاصمة الرشيد واستوجب ذلك أن تجتمع قائمته على ارض غير عراقية لتهدد وتتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور بعد أن انكشفت كل أوراق من كان طبيب قصر النهاية الذي لقب حينها وهو يخطر بملابس الحرس القومي بـ ( طبيب القصر ) . فعلاوي متهم بشكل أساسي بالتعذيب حتى الموت للعديد من العناصر السياسية الناشطة في تلك الفترة ومن أهمهم : محمد الوردى، فيصل جاسم الحجاج وصباح الميرزا الطالبة فى كلية الطب البشرى، والثلاثة من القيادات النقابية والسياسية للحزب الشيوعى العراقى ، الذين كانوا من خيرة الطلبة في الكلية ومن اشرف العوائل العراقية . ولم يكن طالبا بالمعنى المعروف في الكلية إذ شغلته مهامه الحزبية إثناء فترة حكم البعث الأولى للعراق عن الدوام الحقيقي في الكلية الطبية ، حيث كان فى ساعات دوامه القليلة فى الكلية نموذجاً للشرطى المطارد لكل الطلبة الذين يختلفون معه سياسياً أو شخصياً . وكان علاوى بملابسه العسكرية أحد قادة الحرس القومى فى كلية الطب ببغداد والمناوب اليومى ليلاً في العديد من مراكز الحرس المهمة ولاسيما المركز الأساسى في قصر النهاية، حيث مكتب للتحقيق الخاص مع القوى المتهمة بكونها معادية للانقلاب وفى مقدمتها الحزب الشيوعى والقوى القاسمية والأحزاب الديمقراطية والقوى الناصرية وبعض الشلل السياسية الصغيرة. وفى قصر النهاية كان يلقب بطبيب القصر إضافة إلى ألقاب أخرى غير سليمة. وكان قد مارس كل أنواع الاضطهاد والعنف الشخصى والسياسى على المئات من المعتقلين فى مختلف مراكز الحرس وأهمها قصر النهاية، وتحديداً على طلاب المجموعة الطبية الطب البشرى، طب الأسنان، الصيدلة، المعاهد الطبية الفنية.
وبرز دوره الدموي بفعالية اكبر إثناء الإضراب الذي افتعله حزب البعث ضد حكومة الشهيد عبد الكريم قاسم للتمهيد لانقلابهم الدموي الأسود في 8 شباط العام 1963 ، حيث كان احد العناصر الصداميه ، وعضوا مهما في الجهاز السري للحرس القومي القوة العسكرية الضاربة للحزب الفاشي ضد الشعب العراقي ، والذي كان ينفذ كافة الاغتيالات ضد العناصر الوطنية المشاركة في حكومة ثورة 14 تموز الخالدة من عسكريين ومدنيين وتصاعد هذا الدور الإجرامي بصورة فاعلة بعد انقلاب شباط الأسود وتسلم حزب البعث للسلطة . وقد كسرت ساقه إثناء الصدامات الدموية لحزب البعث مع الشرطة التي تصدت للعديد من ممارسات حزب البعث الدموية . وتؤكد الدكتورة هيفاء العزاوى فى مقالة نشرتها فى كانون الثانى 2004 فى صحيفة لوس انجلوس تايمز : " بأنها كانت طالبة فى كلية الطب البشرى فى بغداد، وإنَّ علاوى كان معروفاً فى حينها بغبائه الدراسى وكونه بلطجياً يهدد الطلبة بمسدسه الشخصى ويتحرش جنسياً بالطالبات، وأنها تحتفظ بمعلومات عن سلوكياته الشخصية تدينه أخلاقياً وسياسياً. " . كذلك كان حاله وهو في صباه شرسا غير ودودا فقد قضى جزءا من صباه في مدينة البصرة حيث عمل والده الدكتور هاشم علاوي مديرا للصحة في البصرة في العهد الملكي ، وكان يقضي معظم فتره عمل والده المسائية كما حدثني المرحوم يعقوب ارشاك في اللعب في صيدلية ددي الكائنة قبالة عيادة والده الخاصة في شارع الصيادلة في العشار حيث كان يعمل آنذاك المرحوم يعقوب أرشاك في صيدلية ددي ، وكان حسب ما ذكر المرحوم يعقوب طفلا مدللا ومشاكسا وتصل مشاكسته لحد الوقاحة .
ولم يكن على خلاف أبدا مع حزب البعث لكنه كان على خلاف شخصي مع صدام حسين الذي أبعده بحجة الدراسة إلى أوربا . وهناك أثار نشاطه وعلاقته مع المخابرات الدولية وجشعه للحصول على الثروة والسلطة حدس وخوف صدام حسين لذلك سارعت الأجهزة الأمنية فى عام 1978 إلى محاولة تصفيته جسدياً فى سكنه الخاص فى منطقة كينغستون التايمز الشهيرة حيث كان يسكن مع زوجته الأولى ( عطور دويشه ) ، وقد أثار هذا الحادث اهتمام رجال المخابرات البريطانية ثم بعد ذلك الأمريكية لاحتضان أياد علاوي فتم السهر على علاجه وراحته الصحية وتحت حراسة أمنية مشدده حتى تم شفاءه ، رغم إن بعض المقربين من علاوى يؤكدون إنه كان لديه صلات مع المخابرات الأمريكية منذ دراسته فى كلية بغداد حيث جنده أحد الآباء اليسوعيين فيها. وإنَّ أباه الروحى هذا كان قد انتقل بعدها إلى واشنطن حيث سلمه بعد ذلك إلى أحد المحطات المخابراتية المهمة فى بغداد . واستفاد من صلاته العائلية كحفيد لعائلة عسيران اللبنانية المشهورة في الانغماس بالعمل التجاري والصلات التجارية لاخيه صباح علاوي بأطراف عربية وخليجية سهلت مهماته كثيرا ، حيث كان يتنقل ما بين لندن والخليج والأردن وبحماية بريطانية تامة .
وبدأ نجمه بالصعود في تقوية علاقاته السياسية وبدفع من المخابرات الأمريكية بعد مغامرة صدام حسين بغزو الكويت ، حيث شملت علاقاته كل من الأردن، السعودية، دول الخليج، تركيا، وفي الأخير مصر . ولم يستطع علاوي استثمار الحرب التي دارت لتحرير الكويت العام 1991 إذ لم تتفق حساباته مع حسابات المخابرات المركزية الأمريكية CIA التي لم تستسغ وحلفائها العرب الظهور القوي والفاعل للدور الشيعي في انتفاضة الشعب العراقي آذار / شعبان 1991 حيث تم الإيعاز لصدام بوأدها وإطفاء جذوة شهوة الاستيلاء على السلطة عند أياد علاوي وحلفائه من الطرف الآخر للبعث . كذلك لم تستطع قرابته للدكتور احمد الجلبي ( صلة النسب كون عمه عبد الأمير علاوي متزوج من أخت الجلبي الكبيرة ، وصلة الخئولة التي تربطهما بعائلة عسيران اللبنانية ) من بعد ذلك اثر مؤتمر بيروت ، لمعرفة الجميع العداء المبدئي المطلق للدكتور الجلبي لحزب البعث والبعثيين قاطبة . كذلك انشق عنه صلاح عمر التكريتي بعد أن عاد لحزب البعث ثانية ولأحضان الفاشست البعثيين بعد حادث تصفيته ولكن تحت يافطة سياسية جديدة حيث شكل تنظيمه الجديد باسم ( حركة الوفاق الوطني العراقي ) ، مع بعض القيادات العسكرية والمدنية البعثية السابقة كصلاح عمر العلي التكريتي عضو مجلس قيادة الثورة ووزير للإعلام سابقا وأحد المنادين بالمقاومة حاليا وبعد سقوط ( رفيقه في النضال) صدام حسين ، والمقدم سليم الامامي ، والدكتور تحسين معلة احد المتآمرين على حياة الزعيم عبد الكريم قاسم وعميد الكلية الطبية بعد انقلاب تموز 1968 ، وصلاح الشيخلي مدير البنك المركزي سابقا ، وإسماعيل غلام عضو قيادة تنظيم البعث قطر العراق في سوريا . بعد رفض المخابرات الأمريكية شخص الأخير أي صلاح عمر التكريتي كونه من اشرف على مذبحة اليهود العراقيين في بغداد والبصرة فشكل الأخير وراشد الحديثي وبعض الكوادر الوسطية من البعثيين تنظيما جديدا أطلق عليه ( الوفاق الديمقراطي ) الذي أصدر جريدة الوفاق في لندن .
ورغم انخراط علاوي في العمل ضد نظام البعث الذي كان يقوده صدام حسين إلا أن هناك عدة أخبار تؤكد علاقته السرية بجهاز المخابرات العراقي آنذاك، ويقول ضابط المخابرات السابق روبرت باير بأن : ( علاوي كان غير كفء فى هذه النشاطات وإنه كان جشعاً فى نواياه المالية كما إنَّ باير يشك بأن :( لعلاوي صلات خاصة مع المخابرات العراقية ). ويعلق كينيث بولاك المحلل السياسيي الهام وعضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية على اهتمام الأجهزة الأمنية الأمريكية بعلاوي بأنه يتماشى مع المثل الشهير " أرسل حرامي للقبض على حرامي! " .
وقد أثمر جهد وصبر علاوي الطويل بإدخاله ضمن الخمس وعشرين شخصية الذين كونوا مجلس الحكم من قبل الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر ، وانتخب مع التسعة الذين تناوبوا على إدارة مجلس الحكم بعد سقوط نظام البعث في 9 نيسان 2003 .وكلف برئاسة اللجنة الأمنية لمجلس الحكم وقام في إثناء ذلك ببناء جهاز أمنى خاص للمجلس مرتبط مع الجهاز الأمني لسلطة الاحتلال المؤقتة. وقد نشط علاوي  بعد زيارته مقر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فى فيرجينيا فى الولايات المتحدة واستماعه لنصائح وكالة المخابرات الأمريكية حيث عمل على الوقوف بوجه لجنة اجتثاث البعث ، ووجه في معظم مقالاته المتتالية فى الصحافة الأمريكية الواشنطن بوست، نيويورك تايمز، الوول ستريت والصحافة الخليجية الإتحاد ، وجه النقد لحل الجيش والشرطة العراقية وجهاز المخابرات ، وجميع الأجهزة الأمنية العائدة لنظام البعث الفاشي ، وشكل رأس حربة بالوقوف بوجه كل من ينادي باجتثاث البعث ، وخاصة الدكتور احمد الجلبي رئيس هيئة اجتثاث البعث وأعوانه . وقد نجحت المخابرات المركزية الأمريكية في مسعاها بفرض أياد علاوي كأول رئيس وزراء بعد حل مجلس الحكم حيث أكدت هذه الحقيقة فقد كتبت ميلنداليو فى مجلة نيوزويك ، وهى قريبة من بعض الدوائر المحسوبة على المخابرات المركزية بأنَّ ( ما حدث فى بغداد هو الأقرب إلى الإنقلاب الصامت، فقد نجحت المخابرات فى القضاء على نفوذ الجلبي نهائياً وتمكنت من فرض علاوي فى رئاسة الوزارة المؤقتة وبالموافقة الفورية من قبل بريمر الذى شعر بأن وجوده أصبح ثقيلاً ورغب فى الهروب من العراق بسرعة ) . وقد أكد هذه الحقيقة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي المتواطئ هو نفسه في موضوع اختيار أياد علاوي لرئاسة الوزارة المؤقتة .
كل هذه الموانع تقف بوجه أياد علاوي الذي يحاول إيجاد تسوية سياسية داخل العراق والمنطقة بموائمة البعث الجديد الذي يقوده مع رغبات من تبقى من بعثيي المنطقة الغربية والمحافظات ( البيضاء ) ودول الجوار العروبي التي هلعت من البعبع الشيعي المرادف للبعبع الكردي فهل ينجح علاوي فيما فشل فيه البعث منذ أن وطأت أقدام أول بعثي نتن أرض الرافدين الطاهرة ؟.


  
*  ناشط في مجال مكافحة الإرهاب
                
 www.alsaymar.org
       fakhirwidad@gmail.com



  

19
ألا ليت اللحى كانت حشيشا

وداد فاخر *

صدق المثل الذي كان يقول ( أهل اللحى ما فلحا )  ، وتفسيره انه لم يفلح أهل اللحى بتاتا ، وبالفعل فقد فشلوا في سياق عمر التاريخ ، وحصدوا الريح كما يقال . لذلك لم يك شاعرنا "ابن المفرّغ الحميري" مخطئا عندما قال :
"ألا ليت اللحى كانت حشيشاً*** فنعلفها خيول المسلمينا" ، بعد أن استهواه منظر لحية عباد ابن زياد ابن أبيه التي نفشها الريح وهو بصحبته على ظهور الخيل مما أدى لغضب عباد وإيداع الشاعر في السجن ، ثم الطواف به في شوارع البصرة على ظهر حمار بعد أن سقاه التربذ في النبيذ الذي أدى لإسهاله فكان كلما يخرج منه يقول : ضَجَّتْ سُمَيَّةُ لما مَسَّها الفَزَعُ*** لا تَجْزَعِي إنَّ شرَّ الشِيمَةِ الجَزَعُ . وسمية هي جدة الشاعر لأبيه وأم زياد ابن أبيه وكانت من رافعات الرايات في الجاهلية هي و ( النابغة ) أم عمرو بن العاص وأخريات من مومسات الجاهلية ، وهن المومسات اللواتي يرفعن أعلاما حمراء على بيوتهن لكي يتم تمييزها عن بيوت الآخرين .
وهاك إيران ( الإسلام ) التي فشلت فيها سياسة أهل اللحى فشلا ذريعا ، الذين ساروا بإيران من فشل لآخر وخراب اقتصادي مريع في بلد يعتبر شبه قارة وفيه من الخيرات ما لا يعد ويحصى ، وجاءت بعدهم لحى طلبان التي لا زالت تشعل الدنيا نارا منذ أن استولت على السلطة في أفغانستان لحين طردها من قبل الراعي الأمريكي شر طرده ومطاردة واعتقال رجالها . ويبدو إن مجلس محافظة البصرة تيقن أخيرا بعد أن فشل في توفير الماء الصالح للشرب والكهرباء في حر البصرة وقيضها اللاهب ففكر أعضاء مجلسه ( الموقر ) ( حفظهم الله ورعاهم ) بإصدار قرار يسمح بإطلاق اللحى للموظفين ليكونوا أكثر جمالا وليستفاد من شعور لحاهم صيفا وشتاء , ففي الصيف كان تفكير أعضاء المجلس ( طيب الله أنفاسهم ) هو أن يستطيع صاحب اللحية رشها بين آن وآخر بقليل من الماء فتصبح كـ ( مبردة الهواء ) – ايركونديشن - عندما يمر بها الهواء الحار ليخرج من خلالها على الوجه باردا . وشتاء تكون اللحية مصدرا للدفء للوجه وأعلى الصدر فلا يحتاج المرء بذلك للتدفئة ولا لشال يربطه حول عنقه . وبالتالي فهي عملية اقتصادية بحتة لم يتوصل إليها حتى كتاب راس المال لطيب الذكر شيخنا الجليل كارل ماركس ( طيب الله ثراه ) .
نتوسل إلى مجلس محافظة البصرة لتعميم التجربة بعد تطبيقها على موظفي دوائر البصرة ونواحيها ، على باقي محافظات العراق والعمل السريع على عقد مؤتمرات علمية لمناقشة ( فائدة إطلاق اللحى ) الاقتصادية والجمالية للرجال . خاصة إن هناك الكثير من المعامل المحلية في البصرة لصنع ( التنانير للمخابز ) – جمع تنور – من الطين الذي يحتاج في صناعته لشعر الإنسان وبذلك يتم الاستفادة من شعور اللحى في هذه الصناعة ( الوطنية ) .
وقد جاءت الأنباء إن العديد من التنظيمات الوطنية في البصرة ستنظم مظاهرات حاشدة لتأييد هذه الخطوة الاقتصادية الكبرى والتي يدخل ضمنها التقليل من استيراد وصرف أمواس الحلاقة والتي ستشكل مع توفير الكهرباء صيفا وشتاء مصدرا إضافيا للعملة الصعبة يستطيع مجلس المحافظة توفيرها لغاية في نفس يعقوب ، خاصة بعد إتمام دورته الحالية كما حصل في الدورة السابقة .

آخر المطاف : قال أبا عمرو الجاحظ البصري : ( ما طالت لحية رجل إلا تكوسج عقله ) .

       *  شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

                    www.alsaymar.org
              fakhirwidad@gmail.com

20
حرب على الشيعة والمكونات العراقية أم حرب على ( المحتلين)الأمريكان !!؟؟


وداد فاخر *


بكل أسف أقولها وبصراحة متناهية إنها حرب طائفية قذرة خطط لها بكل دقه وعناية في خارج العراق حيث دول المنطقة التي تردد دائما مقولة ( الهلال الشيعي )التي تركت عدوها الرئيسي الذي كانت ’تنظر لمحاربته وتخلق الأعذار لشعوبها وانشغالها عن عملية التطور لأنها كما كانت تدعي في حرب مستمرة معه لتفتح بعد ذلك سفاراته ومكاتبه الاقتصادية والثقافية في عواصمها ( المناضلة ) وتتفرغ كليا لحرب العدو ( الصفوي ) الجديد الذي ( يهددها ) في عقر ديارها . والخطأ القاتل أن هناك دولة شيعية بمنتهى الخسة والنذالة هي إيران التي ساهمت بكل ما تملك لتصعيد الموقف الداخلي العراقي والمشاركة الفاعلة مع اراذل البشر من البعثيين والقاعديين  لقتل الشيعة العراقيين بحجة مقاومة الأمريكان المحتلين لأغراض ليست خافية على احد وضمن صراعها السياسي داخليا وخارجيا ، مع أمريكا والمجتمع الدولي الذي يضغط بقوة لمنع إيران من إتمام برنامجها النووي خارجيا ، وداخليا حيث الاحتجاجات التي وصلت لحد الثورة على النظام الثيوقراطي المتخلف الذي فرض نفسه بقوة السلاح على الجماهير العزل باسم الدين والمذهب الذي منه براء . ولمطامع إيرانية لا تخفى على أحد في محاولتها الهيمنة على المرجعية الدينية في النجف الاشرف وتحويلها لمشهد وقم .  
وما قام به السيد الخميني من خطأ قاتل للحكم من وراء الستار بعد نجاح الثورة الإيرانية باسم ولاية الفقيه يجني طعم حصرمه السيد الخامنئي الذي يقع في مشاكل سياسية عديدة بسبب إصراره على إبعاد الرأي العام الجماهيري عن صنع القرار السياسي ، والحكم بالنص الإلهي الذي اختلقه البعض باسم ( نائب الإمام المهدي ) . والتدخلات الإيرانية السافرة في الشأن العراقي التي تمثلت في أمور عدة التي لم تكتف بما يقدمه نظام الغدر والجريمة السعودي الجهاز الحيوي لتفريخ وتصدير الإرهابيين للعراق والعالم وما تقدمه دول( العروبة البطلة ) من تسهيلات تفوق الوصف لجمهرة القتلة والمجرمين من البعثو- وهابيين مرفوقا بالمال والسلاح والعتاد لغزو الشيعة ( الصفويين الكفار ) في عقر دارهم ، وخاصة مشيخات الخليج التي سمت نفسها دولا.
ولو صح إن الشيعة كفرة ومارقين عن الدين فهل يسمح القانون الدولي في عصر الحضارة والتقدم البشري لمن نصبوا أنفسهم قضاة وحكام على البشر من اراذل الناس أن ينفذوا ما يقوموا به من عمليات قتل وتصفية وتهجير في أي دولة في العالم المتقدم كما يجري ذلك ضد شيعة العراق والمكونات الأساسية العراقية التي تواجدت على ارض الرافدين قبل العرب ودينهم الحنيف ؟؟ . وتجربة البوسنه والهرسك ماثلة أمام أعيننا حيث لا زال المجتمع الدولي يلاحق العنصريين الصرب ويقدمهم للمحكمة الدولية في لاهاي . لكن ما يجري من تصفيه علنية للشيعة في العراق والمكونات العراقية الأخرى يجري بدم بارد وبعيدا عن اعتراض المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين وهذا أيضا مثار العجب والاستغراب ، حيث يتم منح القتلة والمأجورين البعثيين وضباط حملات حلبجة والأنفال السيئة الصيت اللجوء الإنساني متناسين عمدا إن هؤلاء لا إنسانية لهم أصلا  ، ولا ذمة أو ضمير يردعهم . وبعلم كل دول العالم وخاصة دول وسط أوربا إن من منحوهم المأوى واللجوء في دولهم يجمعون الأموال ويعقدون الصفقات لقتل العراقيين ، هذا باسم أطفال العراق ، وذاك باسم أرامل ومهجري العراق وهلمجرا ، ولكن لكون القضية بعيدة عنهم وعن أوربا بالذات لا يتحركون لإلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم . خاصة إن ما يتبرعون به هو من المساعدات التي يتلقونها من دول أوربا كلاجئين وليست من جيوبهم لذلك فجميع هذه الدول هي الأخرى متهمة بالمشاركة بقتل العراقيين وخاصة الشيعة منهم.
وعلى الشيعة العراقيين وباقي المكونات العراقية أن يتحصنوا بعيدا عن امن الحكومة المترهل بقوة رجالهم وأبنائهم وبيقظتهم ومراقبة الداخل والخارج لأحيائهم من خلال تشكيل مجاميع محلية مراقبة وضاربة في نفس الوقت ، ويصمموا على حماية أنفسهم بعيدا عن رجال أمن ومحاكم وقضاة السيد المالكي التي تسير ببطء السلحفاة وتفرج عن المجرمين ( رأفة ) بهم وضمن برامج ( المصالحة الوطنية ) . عليهم حقا بالتفكير بتشكيل هذه المجاميع في كل ناحية وقرية ومحلة وان يبثوا عيونهم لمراقبة الداخل والخارج والإسراع بقتل أي شخص يتم إلقاء القبض عليه بالجرم المشهود وخاصة من يحمل عدد وأدوات ومواد التفجير والعتاد قبل ان تستلمه السلطات الرسمية ليتم الإفراج عنه لاحقا كما يجري دائما ، أو ليعيش في سجون خمس نجوم الديمقراطية .
فالحرب ليست حرب أهلية كما يحاول البعض تصويرها بل هي حرب تصفيه طائفية عرقية إقليمية تشترك بها دول عدة على أساس طائفي بحت وللانتقام من العراقيين وتجزئة وتخريب بلدهم . لذا يجب الانتباه إليها ووأد مشعليها وردهم على أعقابهم . لان من يشعل النار هم القتلة القادمين من خارج الحدود ومن يتعاون معهم من الخارج حيث التمويل التام بالمال والسلاح والعتاد ، ومن الداخل حيث يتم توفير دعم لوجستي كامل ومن يتعاون يستحق أكثر من الموت كائنا من كان شيعي أو سني أو من أي طائفة أخرى ممن يشارك بكل قذارة بقتل أبناء شعبنا .
ومثالا على التسيب والفلتان الأمني نلاحظ ما يجري من خروقات أمنية داخل مناطق محصنة في بغداد نفسها حيث يجري بين آن وآخر تفجير إرهابي داخل المنطقة الخضراء التي يتقاسم أمنها أطراف سياسية فاعلة عدة ، كالبيش مرگه الذين يشكلون حماية رئيس الجمهورية ، وحماية عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية وما يتبعهم من قوات فيلق بدر ، فقوات فيلق بدر المتحصنة في المنطقة الخضراء ثم القوات الحكومية باجمعها مع القوات الأمريكية المكلفة بحماية السفارة الأمريكية . فمن أي منفذ يدخل الإرهابي وسيارته المفخخة ؟؟ .
أما في الموصل فقد أصبح الشيعة وباقي المكونات العراقية الصغيرة عرضة للتصفية اليومية من قبل القوى الإرهابية التي وجدت نفسها تعيش عصرها الذهبي في ظل مجلس المحافظة الجديد الذي شكله اثيل النجيفي ممثل البعث الجديد في العراق ( الديمقراطي ) . وقد أكدت وكالة ( آكانيوز ) بأن حارسين في السيطرة التي تقع قبل الوصول للحسينية في قرية خزنة هما اللذان سمحا لسيارة الإرهابيين بالمرور حيث شوهدا حسب شهود أوردتها الوكالة عنهم وهما يهربان إثناء التفجير الإجرامي .
كذلك ما حدث في العديد من القرى والأماكن في مدينة الموصل التي تسيطر قوات الجيش العراقي على معظم المراكز الأمنية في داخل المحافظة وتشكل قوات الپیش مرگه بقية الشريط المحيط بكل القرى في الموصل ، وآخرها التفجير الإجرامي في قرية شنكال الايزيدية .
وأخيرا نعاود سؤالنا ومن جديد نقول : هل هي تصفية متعمدة للشيعة العراقيين وإجبارهم على الهجرة من وطنهم سوية مع المكونات العراقية الأصيلة التي بدأت بالفعل الفرار من وطنها لكي يتم إعادة للتوازن السكاني وتعود حليمة لعادتها القديمة في السيطرة على مقدرات وخيرات العراق باسم الأكثرية الديمقراطية بعد أن يزاح من أمامها عدد كبير من الشيعة ( الصفويين ) وأجزاء كبيرة من المكونات الأساسية العراقية إن كان عن طريق التفجيرات أو إخافتهم لكي يتركوا الوطن ؟؟!! .

آخر المطاف : يقول المثل العربي :
ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتول أنت جميع أمرك
أي ليس وزراء ورجال امن السيد المالكي الذين يخفون أسباب وشخوص كل الجرائم التي حدثت ولم يفصحوا عنها .


          *  شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج


                     www.alsaymar.org

                fakhirwidad@gmail.com



21
الحنين الأمريكي والسعي لعودة الابن الضال

وداد فاخر*

شكلت المحادثات البعثو – أمريكية والتي جرت برعاية من قبل دولة الميت " تركيه " مع ما يسمى بـ ( مجلس المقاومة العراقية )الذي يضم بقايا حثالة البشر من الفاشست البعثيين عودة جلية واضحة للسياسة الأمريكية السابقة في المنطقة والتي لا تستطيع التخلي نهائيا عنها ، وعن ربيبها السابق حزب العفالقة الذي تعهدت بتربيته والعناية به منذ نعومة أظفاره عندما تطلبت الأمور بان تقوم المخابرات العالمية بإنتاج طبخة جديدة اسمها " حزب البعث " وتسلم قيادها لشخصية غير سوية قوميا وفكريا وعقليا هو " ميشيل عفلق " بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط النازية وبروز قوى جديدة على الساحة السياسية العالمية ممثلة بالمعسكر الاشتراكي الذي ظهر كند للمعسكر الرأسمالي العالمي .
حيث أوعزت للحزب الكاريكاتوري الجديد أن يقوم بدوره المطلوب منه في التصدي للفكر الماركسي داخل البلدان العربية لكن بنفس التوجهات والأساليب القومية الفاشية التي سارت عليها النازية في وسط أوربا . بعد أن خلقت أجواء مناسبة لظهوره وسط تشابك سياسي وخلط  للأمور بدرجة عالية من الدقة والتآمر الدولي والانقلابات المشبوهة  للاستفادة من خيرات المنطقة ووضعها تحت هيمنة الرأسمال العالمي .
وقد تعثرت مهمة العفالقة كثيرا ولم يستطع حزبهم حتى الحبو ولو لمسافة قليلة داخل الساحة العربية خاصة بعد سلسلة من الانقلابات السورية التي أظهرت معدنه الردئ إذ أسرع قائده ميشيل عفلق وأصدر رسالة براءة من حزب البعث بعد ثلاثة أيام فقط من اعتقاله من قبل الحكومة الانقلابية لـ ( لزعيم حسني الزعيم ) مضمنا رسالته ترك السياسة والاعتكاف في منزله كما فعل بعد ذلك ( أحمد حسن البكر ) بعد انقلاب عبد السلام عارف على البعث في العراق في 18 تشرين 1963 ، متفرغا – أي البكر – للعناية بما يقتنيه من ( الهوش ) أو البقر . وكان حزب البعث أول الداعين للوحدة العربية التي ضمنها شعاره " وحدة  حرية   اشتراكية " ، وأيد الوحدة هو وحزبه البعث مع مصر عبد الناصر ثم كان أول المنقلبين عليها يوم الانفصال في العام 1961 .
وحزب البعث الذي عهدت قيادته إلى عفلق بعد أن انقلب على مؤسسيه الحقيقيين زكي الأرسوزي ورفاقه مثل الوجه الحقيقي للفاشست العنصريين الأوربيين ولكن بصيغة عربية جديدة رغم إن قائده الذي نزح أبوه اليهودي الديانة من مدينة " أفلك " الرومانية ليسكن وسط الحي السني الدمشقي الشهير الميدان بعد أن تحول للمسيحية هو غير عربي أصلا  ، ولم يحمل في سلسلة أسمائه رجوعا لأجداده اسما عربيا واحدا كي يقنع حتى أنصاره بأصوله العروبية .
وعند احتدام الحرب الباردة في القرن الماضي بين المعسكرين الكبيرين في العالم ، المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي وتنازعهما على مناطق النفوذ في العالم هيأت إدارة المخابرات الأمريكية CIA عميلها وصنيعتها في المنطقة حزب البعث ليكون ضمن اللعبة الانقلابية ويدها الضاربة في تصفية القوى الوطنية العراقية وعرقلة مشاريع التطور في العراق والمنطقة خاصة بعد عودة البعث للسلطة العام 1968 ، وقبل ذلك في انقلابه الأسود المشؤوم المدعوم برجال المخابرات الأمريكية يوم 8 شباط الأسود العام 1963 . ثم في تسنم شقي مثل صدام حسين تدرب في دهاليز الـ CIA ومجموعة القتلة والمجرمين من الحلقة الضيقة حوله السلطة في عراق تتناوشه مشاكل عدة في قيادة السلطة ويبرز فيه دور النفط الاقتصادي ، وقرار الرأسمالية الدولية وعلى رأسها أمريكا مشعلة الحروب في العالم تهديم الصرح الاقتصادي والاجتماعي للوطن العراقي بإشعاله الحرب الكارثية بين العراق والجارة إيران التي استمرت ثمان سنين حتى تم استنزاف خيرات ورجال المنطقة بعملية الحرب القذرة وبإحياء مصانع الحرب المنتجة للأسلحة الفتاكة ، وبمساعدة مباشرة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA التي افتتحت مكتبا لها في بغداد لتزويد البعث العراقي بكل ما يحتاجه من دعم لوجستي معلوماتي حربي باعتراف وفيق السامرائي حلقة الاتصال آنذاك بخلية العمل الأمريكية في بغداد من خلال أقمارها الصناعية وطائرات الاواكس التي كانت تسيح في الأجواء السعودية . وتم أيضا السكوت المطبق عن حادثة قصف الفرقاطة الأمريكية ستارك وسط الخليج من قبل الطائرات العراقية إثناء حرب الناقلات وقتل 37 جنديا أمريكيا كانوا على ظهرها ، وما قدمته السعودية ومشيخات الخليج للنظام العفلقي بدفع وأوامر أمريكية للنظام الفاشئ لشراء أسلحة الموت والدمار إثناء الحرب المشؤومة .
ولما استنفذت أمريكا كل مآربها التي نفذتها بواسطة حزب البعث واستطاعت بحربين كارثيتين الوصول لمياه الخليج الدافئة الحرب العراقية الإيرانية وحرب تحرير الكويت ، فتشت عن مخرج لإزاحة عميلها السابق وكلبها اللاحق صدام حسين وحزبه الفاشي وباعتراف جورج بوش الأب الذي أجاب على سؤال عن سبب عدم إزاحة صدام حسين بعد حرب الكويت والاستفتاء الجماهيري بسقوط 14 محافظة في انتفاضة العراقيين الشعبانية قال ( الكلب كلبنا ) ، وكذلك لعدم جدوى وجوده وحزبه اثر تهاوي النظام الاشتراكي فكانت الحرب الكارثية الأخيرة التي أسقطت فيها أمريكا حليفها السابق واستطاعت بحذاقتها التخلص فقط من صدام حسين والحلقة الضيقة جدا المحيطة به بعملية عسكرية دمرت فيها كل ما تبقى في العراق من بنى تحتية ، وزادت من عدد الضحايا وأطلقت العنان لشراذم القاعدة وحليفهم البعث الساقط بتصفية العراقيين بدون رحمة .
لذلك عادت بعد أن صفت جميع أوراقها وأعادت ترتيبها من جديد بمغازلة عميلها السابق حزب البعث لأجل إعادة توظيفه في عراقها ( الجديد ) الذي يحكمه الآن خليط غير متجانس من وطنيين وطائفيين ورجعيين وبقايا اراذل البعث الذين غيروا لبوسهم السابق بسرعة البرق ، وجزء كبير من الانتهازيين والمنتفعين ويرقص وسط كل ذلك الجوق الكبير اليسار الماركسي العراقي بكرسيين وحيدين لا ثالث لهما .
لذلك لم تكن عملية مغازلة البعث والسعي لعودة الابن الضال للأمريكان  مسالة جانبية أو بنت ساعتها بل هي ضمن المخطط الذي جرى وفقه احتلال الوطن العراقي وبالتالي توظيف شراذم البعث باسم المقاومة ، الذين نهقوا عاليا ضد
( الاحتلال الأمريكي ) ، وشاركوا اراذل القاعدة في قتل العراقيين بسياراتهم المفخخة وأسلحة الغدر الفتاكه كما فعل سيدهم المشنوق بخيرة أبناء العراق ، ثم ظهروا كأي عميل أمريكي ليتمسحوا ويقبلوا أقدام سيدهم الأمريكي السابق الذي قتلوا باسم مقاومتهم الشريفة خيرة أبناء العراق من اجل كسب رضاه .
هاردلك للشعب العراقي عملية التغيير الفاشلة التي وضع آماله العريضة عليها ، ومبروك لـ ( حكومة الوحدة الوطنية ) التي أثبتت جدارتها فقط بسلب ونهب الشعب العراقي من خلال وزرائها ( التكنوقراط ) ونواب مجلسها العتيد ، وإيجاد الأعذار والمبررات للحديث دائما عن سبب تدني الخدمات المقدمة لأبناء الشعب العراقي ، والقضاء على ما تبقى من بنى تحتية مهدمة خلفها نظام العفالقة . ونقترح تسليم وزارة المصالحة الوطنية لشخصية بعثية ( وطنية ) بارزة ، ونيابة الرئاسة لـ ( الرفيق ) عنزة الدوري .
وليهتف الجميع ( عاش تضامن الدين ويه البعث ) .


 
      *  شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

                    www.alsaymar.org
             mok_a2005@hotmail.com

   

22
إيران محمود احمدي نژاد الديمقراطية الكسيحة !!

وداد فاخر *

مثل الفوز المبرمج سلطويا للرئيس الايراني المتشدد محمود احمدي نژاد ضربة قاصمة لقوى الإصلاح السياسي الإيراني والقوى الديمقراطية في المنطقة التي تحاول الخروج من حالة الخوف المقلق لحرب إعلامية وسياسية يقوم بها الطاقم المحافظ المحيط بالرئيس الإيراني الذي يجهل بكل بساطة ألف باء السياسة وكيفية إدارة الأزمات .
وفوز الرئيس الإيراني كان أمرا محتوما وقدرا لابد منه في ظل وجود نظام شمولي قائم منذ 30 عاما في إيران التي تعاني من هيمنة رجال الدين على السلطة في بلد تتناوشه أزمات اقتصادية وسياسية ، وصعود لنبرات قومية لبعض الاثنيات الإيرانية الثمان التي تشكل المجتمع الإيراني المتعدد القوميات .
ولا جدال في فوز محمود احمدي نژاد لعوامل عدة تشكل القاعدة الرئيسية لأي نظام شمولي مثل النظام الثيوقراطي الإيراني . فقد شكل النظام الإيراني قواعد وأطراف سياسية يلجأ إليها دائما في حالة السلم والحرب وفي المناورات السياسية أيضا . حيث يشكل الجيش ( العقائدي ) المبني على الخصوصية الدينية الحارس الرئيسي للنظام بينما يقوم الحرس الثوري ( سپاه پاسداران ) بمهمة الظهير الأول والداعم الأساسي والمراقب الحقيقي للجيش وتحركات كافة ضباطه ومراتبه . ثم يأتي دور قوات التعبئة الشعبية ( پسیج ) التي تتغلغل بين الجماهير ووسطها في المحلات والأماكن العامة والدوائر الرسمية وشبه الرسمية والمعامل والأسواق كونها العين الساهرة دائما لمراقبة أعداء السلطة الشمولية بسبب من عدة مغريات يقدمها النظام لقوات البسيج التي تتألف من خليط غير متجانس من رجال امن ومخابرات وأبناء وآل الشهداء في الحرب الكارثية التي أشعلها النظام البعثي المنهار مع إيران خاصة من الشيوخ ومتوسطي العمر والشباب الذين يتمتعون بمزايا خاصة لا تطال المواطن العادي حيث تنعم عليهم السلطة الشمولية دائما بهباتها التي تكون على شكل كوبونات لمواد غذائية أو سجاد أو ثلاجات وبسعر الكلفة تقريبا . ثم هناك حزب الله ومن يدور في فلكه داخل إيران ومن ينضم داخله والغالبية العظمى فيه من النساء اللاتي يكون دورهن دائما كدور شرطي النظام في الشوارع والمراكز الرسمية والأماكن الحساسة . ولفيلق القدس  الذي يتبع في قيادته رأسا للسيد الخامنئي وبأشراف وقيادة العقيد قاسم سليماني الذي لديه مهمتين مزدوجتين حيث تم تشكيل فيلق القدس الإيراني في أواخر زمن المرحوم السيد الخميني بهدف مطاردة الشخصيات والقوى المعارضة داخل إيران وخارجها، وتغيرت وظائفه وحدود مسؤولياته خلال السنوات الأخيرة، بحيث أصبح اليوم مسؤولاً عن شؤون العراق وأفغانستان والبلدان العربية والإسلامية في ما يتعلق بالحرب غير المباشرة مع الولايات المتحدة الامريكية ، والمهمة الثانية لفيلق القدس هي الدور الكبير في دعم وتشجيع وتمويل العديد من القوى الإرهابية المساهمة في إشاعة الإرهاب والموت المجاني في العراق ومن تلك القوى ( جماعة القاعدة الوهابية ) المعادية فكرا وعقيدة للشيعة بحجة مقاومة الأمريكان ، وذكرت بعض المصادر أن عدداً من المعتقلين السعوديين في العراق المنتمين لما يعرف بـ "القاعدة في بلاد الرافدين" أو "الدولة الإسلامية في العراق" اعترفوا بأنهم تلقوا تدريبات عسكرية في معسكرات يشرف عليها عناصر من فيلق القدس، وهو الذراع الاستخباراتي لحرس الثورة الإيراني.وتعززت تلك المعلومات ( باعترافات سعوديين آخرين منتمين للقاعدة اعتقلوا في بلاد أخرى أكدوا الأمر نفسه وذكروا أن التدريبات كانت على أيدي عناصر من القاعدة في هذه المعسكرات بإشراف عناصر من هذا الفيلق متواجدة على الأراضي العراقية، مضيفة أن الذين يدربونهم من عناصر القاعدة كانوا قد أتموا تدريباتهم في معسكرات على الأراضي الإيرانية).
ثم إن هناك دور رئيسي لمخابرات آيات الله العظام التي تتمركز قيادتها في مدينة قم وتحت قيادة إمام جمعة قم آية الله احمد جنتي ، وهي قوى عنكبوتية ضارية ومتشعبة ومتداخلة مع معظم أجهزة الاستخبارات الإيرانية المتعددة ، لأن لكل طرف أو جهة ذكرناها أنفا مخابراتها الخاصة علاوة على أجهزة الأمن المركزية التابعة لكل من وزارة الداخلية ووزارة الأمن ، وكافة رجال الدين الحوزويين وتوابعهم من طلبة العلم الديني . والعدد التقريبي لرجال الدين من لابسي العمامة في إيران يقارب المليونين شخص منهم 250 بمرتبة آية الله  عدا عن طلبتهم من الجنسين ، وعدد غير معروف من الدعاة الإناث ممن يحملن درجات علمية دينية ومراكز رسمية حساسة خاصة داخل المؤسسة الرسمية العسكرية الحرس الثوري وتوابعها من إدارات اجتماعية ومؤسسات صناعية وصحية .
من كل هذا نخرج بحصيلة تامة هي ما يقوم به أي نظام شمولي في تامين الحماية الخاصة للنظام أولا وبالتالي تنفيذ كل الأغراض السياسية أيضا من خلال هذه الأجهزة الأمنية والاستخبارية وتوابعها ، وتأتي الانتخابات الرئاسية على رأس تلك المهام فالملايين المنتمية لهذه التنظيمات الرسمية تصوت بدون شك للجانب الذي يشكل مصلحة رئيسية لها ولأنها تعرف بان وجود النظام الحالي هو الوسيلة الوحيدة لديمومة تسلطها هي والحصول على المنافع الشخصية لها .
ورغم وجود ملايين أخرى تقف متأهبة في الشارع الإيراني لرفع صوتها محتجة على الدور الحكومي الذي قادتة مخابرات كل الأجهزة السابقة التي ذكرناها في اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نژاد التي تسيطر على الشارع الإيراني وتتحكم بمجرياته والتي تقع بيد حفنة من الرجال المسيطرين على مقاليد السلطة في إيران من قيادات الحرس الثوري والپسیج وفيلق القدس وقائد القوات المشتركة ويقف على رأسها آية الله الخامنئي ، لكن الدور الرئيسي في عملية التغيير أو الإصلاح السياسي يبقى دائما بيد جماعة المدرسين في المدرسة الفيضية في مدينة قم والتي تأسست في العهد الصوفي ، والمؤسس لحوزة قم العلمية آية اللَّـه الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي (1276-1355هـ) الذي نزح من مدينة يزد إلى مدينة أراك في عام 1316هـ وأقام في هذه المدينة عدة سنوات. انتقل بعدها إلى مدينة قم التي وضع فيها حجر أساس الحائري انتقلوا معه من أراك، وكان الخميني من بين هؤلاء التلاميذ وكذلك آية الله محمد رضا الگلپایکانی وكذلك آية الله العظمى الشيخ محمد علي الآراكي . لكن حتى هذه المدرسة أي الفيضية تقع الآن قيادتها والمدارس الدينية الأخرى في إيران بيد رجال الدين الموالين للسلطة الحالية في إيران .
وقد أدرك الرئيس الإيراني محمود احمدي نژاد الدور المهم والخطير للحوزات العلمية في إيران فعين مستشارًا لشئون علماء الدين والحوزة العلمية وهو حجة الإسلام والمسلمين مصلحي حيث انطلقت الثورة الإيرانية بقيادة المرحوم الخميني من المدرسة الفيضية ذاتها وتوسعت من بعد ذلك . وقد أدرك رضا شاه بهلوي مؤسس العائلة البهلوية في إيران الدور الخطير للمدارس الدينية فاهتم بتوسيع الجامعة والمدارس الرسمية بالضد من الحوزات الدينية .
لذلك تم اختيار أقوى وأشرس شخصية دينية لإمامة جمعة قم وهو آية الله الشيخ احمد جنتي ووضع كافة الإمكانيات الأمنية بيده للحفاظ على المؤسسة الدينية وإدارة دفتها مخابراتيا من على البعد .
فهناك العديد من المؤسسات والمدارس العلمية يزيد عددها على 60 مؤسسة ومدرسة في مدينة قم منها: المدرسة الفيضية : وتعتبر مركز إدارة الحوزة العلمية في قم ويعود تأسيسها إلى العهد الصفوي ، وجامعة دار الشفاء : تأسست في العهد القاجاري واتسعت في عهد الإمام الخميني وأصبحت جامعة كبيرة ، ثم المدرسة الحجتية : أسسها الفقيه الراحل السيد محمد حجت وهي مخصصة حالياً لدارسة قسم من الطلبة غير الإيرانيين وتعتبر المركز العالمي للدراسات الإسلامية ، فالجامعة المعصومية : وهي من المشاريع الحديثة الضخمة التي تم البدء في بنائها سنة ( 1983 م) ، ومدرسة آية الله الگلپایکانی : وهي من المشاريع الحديثة وتضم معهداً لعلوم القرآن ، فمدينة العلم : وهي من أضخم المشاريع العلمية ـ السكنية في قم ، وجامعة الزهراء : وهي مدينة جامعية حديثة خاصة بالنساء تأسست تحت إشراف الإمام الخميني ، فجامعة الصدوق : وهي اكبر مدينة جامعية حديثة في قم تحتوي على 6 مؤسسات جامعية ، وأخيرا جامعة المفيد : وهي مشروع جامعي حديث وكبير أيضا ، وهنالك معاهد ومؤسسات ومنتديات ومجامع علمية أخرى تابعة للحوزة وهي متخصصة في مجالات عديدة كالتبليغ والبحث... الخ .
ومع كل تلكم المؤسسات التي يخيف فقط اسمها المواطن الإيراني العادي وخاصة المؤسسات الأمنية التابعة لـلحرس الثوري ( سپاه پاسداران ) ، واخص بالذكر مركز مكافحة مشوهي الثقافة * ( پاسکاه ضد تهاجمی فرهنگی ) التي تزرع الهلع في النفوس عند ذكر اسمها فقط للسامعين ، فقد تحرك الشارع الايراني وبقوة وزخم هائل نتيجة عوامل عدة فجرها حادث التزوير للانتخابات الرئاسية وخاصة الوضع الاقتصادي المزري الذي تعيشه دولة تمثل شبه قارة مثل إيران لديها امكانيات اقتصادية هائلة كتوفر الاراضي الصالحة للزراعة في مناخ يوفر للزراع الاستفادة من اربع فصول في وقت واحد حيث تتمتع اقاليم ايران بمناخات متعددة حيث يتميز المناخ في إيران بأنه جاف أو شبه جاف، ويمكن تقسيم المناخ بها تبعاً للمناطق الجغرافية إلي ثلاثة مناطق رئيسية: منطقة الساحل الجنوبي وهي شديدة الحرارة وذلك عبر الخليج العربي وخليج عمان، ومنطقة المرتفعات الوسطى والمناخ بها معتدل جاف، بينما في المنطقة الشمالية عند جبال إلبرز فالطقس شديد البرودة، أما ساحل بحر قزوين فهو معتدل الحرارة وغزير الأمطار. وتبلغ نسبة الأمطار السنوية في الدولة حوالي 12 بوصة، وفي المناطق الصحراوية تكون فقط حوالي 5 بوصة، في حين تكون حوالي 50 بوصة في سهل بحر قزوين. هذا اضافة للثروات الطبيعية المتوفرة فيها مثل النفط والغاز الطبيعي وعدد من المعادن مثل الفحم، الكروميت، النحاس، الحديد، الرصاص وغيرها الكثير من المعادن الأخرى .
وتشكل الصناعات الحديثة كتجميع السيارات ومختلف الاجهزة الكهربائية والصناعية موردا اقتصاديا مهما ، مع صناعة سياحية دينية لوجود مزارات دينية في كل من قم ومشهد وطهران ومدن اخرى .
والحديث الذي يجري بين العديد من مراقبي الوضع السياسي الايراني عن امكانية حدوث تغيير في الوضع السياسي الايراني ، او حلحلة الوضع الحالي لوضع سياسي يتقلص فيه دور المؤسسات الرسمية العسكرية الدينية والسياسية!! . لكن الظاهر ان كل امكانيات وجماهير المعارضة الوطنية التي يقودها السياسيون الاصلاحيون الذين خرجوا من رحم الثورة الاسلامية الايرانية وقسم كبير منهم خرج من تحت عباءة السيد الخميني كمرشح الرئاسة ورمز المعارضة الشعبية الحالي مير حسين موسوي رئيس الوزراء في عهد السيد الخميني واحد المرافقين له في طائرة أيرفرانس التي أقلته يوم 22 بهمن من باريس حيث كان يقيم في ضاحية نوفل لو شاتو الباريسية لمطار مهرآباد في طهران ، واول وزير للخارجية في اول حكومة للدولة الاسلامية التي شكلها المهندس مهدي پزرگان رئيس حزب حرية ايران ، واحد تلاميذ ومرافقي السيد الخميني والذي تم اعتقاله أيضا وهو ابن مدينة رئيس الجمهورية الإصلاحي السابق واحد المساندين للمرشح مير حسين موسوي ابن مدينة يزد إبراهيم يزدي، كل هذه الإمكانيات لا تفي بتغيير الواقع والصبغة الرسمية للسلطة الإيرانية فقد قال في احد المرات صاحب اشهر برنامج في التلفزيون الإيراني آية الله قراءتي عند سؤاله من قبل احد الحضور : متى يترك الآخوندية ( الملالي ) السلطة ؟ ، قال : في السابق كان الآخوند يركب المتوفر لديه كوسيلة للنقل وهو الحمار وليس باستطاعة أي كان ان ينزل الآخوند من على حماره ، فكيف به الآن وهو يركب مرسيدس ؟!!! .
وسوف تحاول السلطة الحالية تصدير مشاكلها للخارج وفق نظرية ( حرب على الخارج حرب على الداخل ) لتستطيع تغطية بعض من فشلها في ايجاد حلول لمشاكلها الاقتصادية والسياسية ، وإقلاق راحة الامريكان في المنطقة وخاصة العراق لايجاد موقع تفاوضي تتم التسوية من خلاله لمشاكل التسلح النووي الايراني .

   مركز مكافحة مشوهي الثقافة : يعتبر من أشرس واهم المراكز الأمنية التابعة للحرس الثوري ، وهي توازي عمل
 ( مرسوم مكافحة الأفكار الهدامة ) التي كان مهمتها قمع الفكر الماركسي زمن الملكية في العراق . وقد تم اعتقال كاتب السطور من قبل أفرادها بعد مداهمة مسكنه في مدينة قم العام 1994 وظلت أجهزتها الأمنية تطارده حتى بعد أطلاق سراحه بجهود مكثفه من بيت آية الله الگلپایکانی  وشاركتها أجهزة الأمن العامة حتى خروجه هاربا من إيران .


           * فيينا - النمسا
 
     www.alsaymar.org

     

 

23
حلبجة .. شهادة التاريخ على وحشية الفاشست البعثيين والضمير الغائب

 

النصب الموجود داخل مقبرة الشهداء في حلبجة

     وداد فاخر *

مدينة الشهادة :

كنا جميعا حضور داخل متحف الشهداء في مدينة حلبجة الشهيدة نحن الحضور من الأحياء الشهداء على زمن وعصر الجريمة البعثي الفاشي ، وأرواح وأسماء وصور ومجسمات الشهداء الذين ذهبوا يشكون ظلم الفاشست القتلة من البعثيين الذين أطلقوا غازاتهم الكيمياوية السامة عليهم وهم يعيشون آمنين في بلدتهم الصغيرة دون أن يكون لهم أي ذنب فيما جرى من حرب كارثية ظالمة أشعلها النظام الفاشي ضد إيران .
فما يسمعه المرء من جريمة طبقت بصورة جماعية على سكان مدينة باجمعهم غير ما يراه على ارض الواقع عند زيارة المدينة الشاهد الدامغ لجرائم البعث ضد البشرية وعمليات التطهير العرقي التي جرت بكل برودة دم من قبل الحكام العفالقة ضد أبناء الشعب الكردي . وعرفت جريمة الإبادة الجماعية بأنها " الأفعال التي ترتكب عن قصد لتدمير كل أو جزء من جماعة قومية أو أثنية أو عنصرية أو دينية" ، فقد اعتمدت الأمم المتحدة في العام 1948 اتفاقية لمنع الجريمة والإبادة الجماعية وحددت العقوبة المفروضة على مرتكبيها ، ودخلت الاتفاقية حيز التطبيق عام 1951 ثم أنضم العراق إلى الاتفاقية عام 1959 .
لكن هل التزم النظام البعثي الفاشي بالاتفاقية الدولية في كلا من زمني الحرب والسلم داخل الأراضي العراقية وحتى دول الجوار؟.

دلائل على الجريمة :

مما يثير الألم والأسى إن الكثير من السياسيين والمثقفين والإعلاميين وخاصة من دول ( العروبة ) لا زالوا يتجاهلون بكل إصرار جريمة حلبجة المروعة التي ذهب ضحيتها 5000 مواطن كردي برئ باجمعهم من سكان مدينة حلبجة . أو إن البعض يرمي بتهمة الجريمة على المجني عليهم مرددا معزوفات غريبة ألفها وعاظ السلاطين من الإعلاميين الذين كانوا يسيرون تحت مظلة النظام الفاشي من جماعة متلقي هبات وهدايا السلطان . وقسم آخر يرمي بالتهمة على إيران بطريقة غريبة مبنية أصلا على الباطل القصد منها فقط تبرئة النظام الفاشي والمجرمين الذين نفذوا الجريمة وباعتراف صريح من البعض منهم وخاصة المنفذ الأول للجريمة ( علي كيمياوي ) – علي حسن المجيد – داخل المحكمة الجنائية العليا .
 
 

أحد المقابر الجماعية الثلاث الذي يضم 1500 شهيد

وهناك أدلة دامغة عديدة تشهد على استعمال النظام البعثي للأسلحة الكيماوية ثبتتها تقارير منظمات دولية وأشخاص قريبين من سلطة الحاكم الدكتاتور . فتقارير منظمة مراقبة حقوق الإنسان تشير إلى قيام سلطة صدام باستعمال السلاح الكيمياوي ( الذي يطلق عليه العتاد الخاص ) أكثر من مرة وفي أكثر من مكان ، حيث ورد بتقرير السيد أندرو ويتلي  المدير التنفيذي لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان / الشرق الأوسط ( أن منظمته سجلت أربعين هجمة متفرقة أستعمل فيها الأسلحة الممنوعة ، وأن الضحايا في الغالب من المدنيين ) . وشهادة بالصوت والصورة لرئيس أركان الجيش آنذاك نزار الخزرجي الذي ادعى بان لا علم له بالضربة الكيمياوية ولذلك اتصل بوزير الدفاع عدنان خير الله طلفاح الذي أنكر هو الآخر معرفته بالضربة الكيمياوية وسيستعلم من القيادة الخبر وفعلا وبعد ساعة ونصف اتصل به وزير الدفاع ليخبره بأنه علم من صدام شخصيا وهو القائد العام للقوات المسلحة حينها بان الطائرات عراقية والضربة عراقية ونفذت بأمر شخصي من صدام لكون المدينة حسب ادعاء استخبارات علي كيمياوي قد سقطت بيد القوات الإيرانية فطلب صدام قصف المدينة بمن فيها من المدنيين بالأسلحة البايولوجية .
كما اعترف في حديث لإذاعة العراق الحر التي كانت تبث من العاصمة التشيكية في براغ العميد الطيار المتقاعد جودت مصطفى النقيب  قائلا : ان طائرات النظام العراقي الفاشي هي التي قصفت مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية في آذار 1988 , وقال العميد الطيار جودت مصطفى النقيب : إن طيران النظام قام أولا بقصف المدينة بالقنابل العادية , ثم أغار عليها بالقنابل الكيمياوية , وأوضح, إن الطائرات التي شاركت في ضرب حلبجة بالأسلحة الكيمياوية , انطلقت من ثلاث قواعد جوية تابعة للنظام , هي (قاعدة البكر وقاعدة صدام وقاعدة كركوك) , كان العميد جودت مصطفى النقيب يشغل منصب مدير ادارة السلامة الجوية في القوة الجوية العراقية , قبل احالته على التقاعد في تموز 1988 وكان احد ضباط غرفة العمليات في اليوم الذي قصفت فيه حلبجة , وهو يوم 16 آذار 1988 .
كذلك التقارير الطبية الصادرة عن المستشفيات الألمانية والنمساوية التي تم نقل المصابين إليها وشهادة الطبيب النمساوي في المحكمة الجنائية العليا الذي عالج المصابين البروفيسور كيرهارد فالنكر .
ومن قبل وفي العام 1985جرت معارك شرق دجلة التي احتل فيها الإيرانيون القرنه والعزير عبر هور الحويزه   وتمكنوا من الوصول إلى الطريق العام بصرة- عمارة في قاطع العزير واحتلوه وقطعوا الطريق العام لبغداد ، يومها أذيع من إذاعة بغداد في فجر اليوم التالي تصريح للناطق العسكري جاء فيه نصا ما يلي : تم إبادة الحشرات الضارة وتحرير الطريق العام بين بغداد والبصرة من يد الفرس المجوس . واضع هنا خطا ً تحت عبارة ( تم إبادة الحشرات الضارة ) داعيا الجميع لإعادة قراءتها وتفسيرها بمطلق الحرية .
كذلك حصل نفس الحادث ولكن بشكل آخر مغاير عندما تم احتلال منصة ميناء البكر في البصرة على رأس الخليج من قبل القوات الإيرانية إثناء الحرب العراقية – الإيرانية حيث تم اتصال قائد قوات شرق البصرة بالقيادة العامة للقوات المسلحة واخبروهم باحتلال منصة ميناء البكر وبأسر عدد كبير من القوات العراقية حيث جاءتهم التعليمات من القيادة العامة وبعد ساعة تقريبا وبالضبط من القائد العام الذي كان صدام شخصيا بقصف المنصة بمن فيها لـ ( تحريرها ) من
( الفرس المجوس ) وهكذا تم ابادة القوات الإيرانية مع أسراهم من العراقيين بواسطة نيران كثيفة من القوات العراقية المرابطة في شرق البصرة .
ومما يدين كل المدافعين عن الجريمة وصاحبها وللآن الحكم القضائي الذي أصدرته احد المحاكم الهولندية على المتهم فرانس أنرات بالسجن لمدة 15 سنة لتزويده نظام صدام البائد بالمواد الكيمياوية التي سهلت ضرب مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية .

صور مؤلمة من داخل متحف حلبجة  :

مثلت أسماء الشهداء المكتوبة على جدران المتحف وصور البعض منهم والمجسمات الموضوعة في مشهد تراجيدي مؤلم للغاية إدانة كبيرة للجريمة البشعة التي اقترفها الفاشست العنصريين، حيث يتحدث بكل حرقة عن بشاعة وحجم الجريمة المجسم الذي يمثل مأساة حلبجة ورمزها للشهيد عمر خاور وهو يحمي طفله ساقطا على الأرض أمام عتبة داره يوم المأساة في 16 . 03 . 1988 ومعه باقي المجسمات للمدينة الشهيدة .
                                 
 

الشهيد عمر خاور رمز ماساة حلبجة


ولا ادري لم َ لمْ يكلف أي من المدافعين عن مقترفي جريمة حلبجة نفسه بالنظر لصورة الطفلين الوديعين اللذين كانا متكئين على حائط احد البيوت وقد اسلما روحيهما إلى الباري العزيز حيث حسبهما المصور الذي التقط الصورة أول الأمر من ضمن الأحياء وحاول أن يوفر لهما وسيلة لنقلهما بسبب من جلستهما الطفولية الوديعة وحالة الاسترخاء التي كانا عليها بكل براءة الأطفال ، وكل ظني أنهما كانا سارحين بالفكر في جلستهما متكئين على الحائط بانتظار ارتداء ملابسهما الجديدة يوم عيد النوروز الذي كان سيحل يوم العشرين من آذار حيث يكون كل عام .

 

صورة أخرى للدلالة على الوحشية التي اقترفت بها الجريمة صورة الطفلين الوديعين

ولان الجريمة ثابتة والقرائن متوفرة ضد مقترفيها فليس المطلوب منا إثباتها بقدر مطالبة أصحاب الضمائر الميتة بالكف عن إيجاد الذرائع والحجج للقاتل وعدم الدفاع عن الجريمة والرجوع لجادة الحق دائما فمهما تحجج البعض وأسبغوا على القتلة من أوصاف وألقاب على مر التاريخ لم يستطيعوا محو جرائمهم التي سطرتها كتب التاريخ بمداد اسود قاتم .

هل يكفي فقط أن نعرض معالم الجريمة؟ :

في حديث مع مدير متحف حلبجة الأستاذ سرخيل غفار حمه خان ومسؤول الأعلام الأستاذ محمود حمه أمين محمود وبقية الأخوات والإخوة رئيس وأعضاء المجلس البلدي لحلبجة الذين كانوا في استقبالنا تركز الحديث حول ضرورة التثقيف المستمر بمدى فداحة الجريمة والجرائم الأخرى التي قام بها النظام الفاشي السابق ، ومدى الأضرار الإنسانية والطبيعية وما نتج عن ذلك من مشاكل صحية للمواطنين الذين حالفهم الحظ وبقوا على قيد الحياة بعد الجريمة ، وأهمية البحث الدائم والاستقصاء عن النتائج الكارثية التي لحقت بالمواليد الجدد ، وكذلك ضرورة فحص التربة والنباتات والحيوانات نتيجة للتلوث بالمواد المشعة والبايولوجية السامة المتخلفة في التربة نتيجة الضربة الكيمياوية وأثرها على المواطنين مستقبلا .

 

أسماء الشهداء مسطرة على جدران المتحف

وأهمية التثقيف تتركز على توعية المواطنين بفداحة وخطورة الفاشية التي لم تتورع عن اقتراف جريمة حلبجة والجرائم الأخرى كالأنفال وجرائم الاهوار ومقابرها الجماعية ، وان يهتم خصوصا بالجيل الجديد لكي يعي ويرفض أي فاشية أو دكتاتورية قادمة .

في حضرة شهداء حلبجة داخل مقبرة الشهداء:

واستكمالا لزيارة المدينة الشهيدة كانت اخر مرحلة لنا هي في زيارة مقبرة الشهداء التي تصدرت مدخلها لافتة جميلة كتب عليها بلغات ثلاث الكوردية والعربية والانكليزية عبارة تقول ( ممنوع الدخول للبعثيين ) ، وهي أجمل ماراينا في المدينة .

 

مدخل مقبرة الشهداء في مدينة حلبجة وعبارة تقول ( ممنوع الدخول للبعثيين )

وتضم المقبرة ثلاث مقابر جماعية لمن دفن من شهداء حلبجة بينما تم دفة الباقي من الشهداء في الدول التي تم نقلهم إليها بعد إصابتهم وتوفوا فيما بعد من اثر الإصابة بالمواد الكيماوية كـ ( مقبرة بهشت زهراء ) في إيران .

في حضرة الرموز من قبور الشهداء :

وخلف نصب الشهداء في الجزء الاخير من المقبرة امتدت شواهد فوق قبور رمزية لشهداء ضحايا القصف الفاشي بالغازات الكيمياوية السامة كي يترك المجال امام آل الشهداء كل على حده للاختلاء بنفسه وزيارة شهيده حيث بدت القبور متراصة وممتدة على مسافة طويلة طولا وعرضا تحكي قصة الجريمة البشعة التي أقترفت بحق أبناء المدينة الثكلى  التي فجعت خلال لحظات بالغالبية العظمى من سكانها .

 

القبور الرمزية لشهداء مدينة حلبجه

سالت مدير المتحف سؤالا عابرا وكل ظني انه سيجيبني بالايجاب هل زار المسؤولين الجدد للعراق الجيد ومجلس نوابه المدينة الشهيدة وشهدوا مقبرة شهدائها ؟ ، رد علي الأستاذ سرخيل غفار حمه خان  بكل أسى بالنفي .. قلت مستطردا : أما كان الأجدر بمجلس نوابنا أن يستذكر مأساة المدينة ويوجه أنظار الإعلام المحلي والإقليمي والعالمي بعقد جلسة خاصة في يوم 16 آذار من سنة من سنينه الأربعة التي قضى أكثرها في جدال فيما بين نوابه في أحيان كثيرة في أمور شبه عقيمة ؟؟؟! .

سلام أيها الشهداء:

مع انتهاء مراسم الزيارة كان يلفنا الصمت والخشوع والحزن الذي تجدد بمرآى آثار الكارثة الكبيرة ، والضمير الذي لا زال غائبا ضمن دفات قلوب البعض المعفر بالحقد الدفين على كل ما هو إنساني . ولكن تبقى شواهد المأساة تلاحق القتلة والمجرمين وكل من يحاول أن يتستر عليهم ابد الآبدين .


         *  كاتب وصحفي عراقي  / رئيس تحرير جريدة السيمر الإخبارية الالكترونية

                                     www.alsaymar.org

التحقيق الصحفي المنشور في جريدة الاتحاد البغدادية بتاريخ 13 . 06 . 2009
 

24
خطاب اوباما .. تغيير في التكتيك الأمريكي وصناعة نجم جديد


وداد فاخر *

قيل الكثير عن زيارة الرئيس الأمريكي باراك حسين اوباما لمنطقة الشرق الأوسط وخطابه الذي ألقاه في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي التي استقبله فيها احد رؤساء شيوخ العرب المعمرين ممن لا زال ملتصقا على كرسي الرئاسة رغم انه بلغ أرذل العمر .
والصورة الأولى التي جابهت المتابع للزيارة ( التاريخية ) لاعتى دكتاتوريتين عربيتين في المنطقة مصر التي لازالت تحكم من قبل حاكم واحد احد من قبل 28 عاما بكل تناقضات السلطة وتخلفها وفشلها على كافة الأصعدة وطموح حاكمها ( الجمهوري ) لتوريث السلطة لابنه جمال مبارك ، والسعودية التي تقف من دون العالم بدون قانون أو نظام يقرب من أي شكل من أشكال الدستور ، أو محاكم مدنية قضائية تتوفر فيها ابسط أنواع العدالة ولا أدنى درجات لاحترام حقوق الإنسان  واختصار بلد بأكمله وتسميته باسم عائلة  .
فزيارة اوباما لهاتين الدولتين بحد ذاتها تترك علامات استفهام عديدة تدمغ كل ما قيل وسطر من بهارج الكلام والتصفيق والتزمير للزيارة ( التاريخية ) ، كون الرئيس الأمريكي لم يجد غير هاتين الدولتين الغارقتين في الدكتاتورية والتسلط ليتشرف بمقابلة شيخين كبيرين كل منهما بعمر احد أجداده لو قيس عمر الرئيس الأمريكي بعمر كل من الملك السعودي وصاحبه الشيخ الرئيس المصري المعمر في الدنيا وعلى كرسي الرئاسة ، ودعم واضح وجلي لدكتاتوريات متركزة في المنطقة .
فمن أول لقطات الزيارة نرى الارتباك والحيرة تلف الملك السعودي الذي كان يجاهد في اللحاق بالشاب الرشيق الطويل الذي كان يخطو بسهولة وثبات على البساط الأحمر بينما كان الملك يحكم طوق عباءته حول جسمه بكل قوة حتى لا تسقط من على كتفيه وهو يسير بجهد واضح محاولا اللحاق بحفيده الشاب اوباما الذي كان رغم مشيته البطيئة يسبقه بخطوات عديدة وبدا مظهرهما وكان الجيل الجديد يسير بكل خفة ورشاقة بينما الجيل القديم يتراجع بفعل الزمن للوراء كثيرا .
وكانت الصورة أكثر وضوحا عند مدخل قصر القبة في مصر وفي قاهرة المعز لدين الله الفاطمي بالذات عندما كان الرئيس المصري يزم شفتيه ووجهه منكمش على ما يبدو اثر آلام الفقرات التي تسببها الشيخوخة بفعل وقوفه طويلا في وقفة عسكرية رسميه بغية سماع النشيد الجمهوري للدولتين رغم كل ما أخذه من حبوب البروفين والاندوسيد المضادة لالتهابات المفاصل والفقرات ، واللازيكس لسريان الإدرار وعدم تقطعه لشيخ في عمره ، وجلسات العلاج الطبيعي والمساج .
وما طرحه البعض من تبريرات وفرح وإشادة بالخطاب ( التاريخي ) للرئيس الأمريكي لا يعدو كونه سوى تهليل وتكبير لشئ يسمى في علم السياسة بـ ( التكتيك في الستراتيج ) . وكما هو معروف فالستراتيجية الأمريكية ثابتة دون تغيير وليست آنية أو بنت وقتها وبموجب مزاج الرئيس الذي يهب ما لا يملك ، فهي نتيجة دراسات ونقاش مخططين للسياسة الدولية من مختلف الصنوف الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتكنلوجيه وستراتيجيين مدنيين وعسكريين وغيرها ليسير الرئيس وفق خطوطها العامة ، أي رئيس للبيت الأبيض الذي هو موظفا فيه كبقية الموظفين وليس سيدا للبيت كما في دول العالم الثالث كما يتصور البعض ، وبموجب ذلك المخطط البعيد المدى يتصرف الرئيس. ولن يستطيع ( حفظه الله ورعاه ) أن يمس أي خطوة أو فاصلة من فواصل الخطة كونه منفذ وليس مخطط ، ووكيل للشركات والبنوك والاحتكارات العالمية العملاقة في العالم الرأسمالي .
والتكتيك الأمريكي الجيد كان في صناعة نجم جديد بعد أن استنفدت النجومية في محاربة الإرهاب العالمي وخبا ضوئها بانحسار وتراجع الإرهاب الدولي ووضعه في زاوية حرجه بعد أن قامت أمريكا بتحجيمه وتقليم أظافره إن كان في افغانستان أو العراق أو على الحدود الباكستانية . وبدأت العودة من جديد لمغازلة الإسلام السياسي كما هي فترة ثمانينات القرن الماضي عندما بدأت أمريكا بزرع جنين إرهابي في وسط العالم وتهيئة مجاميع طلبان وتدريبها وتزويدها بمختلف صنوف الأسلحة الخفيفة والمستشارين لمحاربة العدو الرئيسي آنذاك أيام الحرب الباردة ( الاتحاد السوفييتي ) ، ومحاربة النظرية المضادة للرأسمالية وهي النظرية الاشتراكية . لكن عودة أمريكا هذه المرة لمغازلة الإسلام جاءت بصورة مغايرة تماما إذ هيأت للظرف الجديد بتكتيك عال جدا بدأته بالرئيس الأمريكي الذي جاء هجينا كمسيحي من اصل مسلم واسود إفريقي من اصل طالب دراسة أفريقي وليس مهاجر للولايات المتحدة الأمريكية ، إضافة لعمره الصغير الذي يسمح له بسرعة وخفة الحركة التي تتطلبها النجومية . فصناع السياسة الأمريكية لم يأتوا بـ ( باراك حسين اوباما ) اعتباطا ولا جاء هو لسدة الحكم عن طريق الصدفة ، ولا عن طريق مجريات الانتخابات الأمريكية الشكلية ديمقراطيا كونها تتحكم فيها أمور دعائية ومالية وتدخلات من شركات واحتكارات ولوبي معروف سلفا ضمن الإدارة الأمريكية ، لان عملية انتخاب رئيس للولايات المتحدة الأمريكية لا تكون سلسة وبتلك السهولة التي يتخيلها البعض ويسطر الجمل الإنشائية من اجلها وكما قال احد ( الكتاب الجهابذة ) العراقيين الدخيل على الكتابة أصلا في إحدى السنوات المنصرمة ( سأنتخب الرئيس بوش ) ، بل هي تخضع لظروف معينة أقوى بكثير من شخصية الرئيس مهما كان يحمل من كاريزما تؤهله للرئاسة وتضعه على باب البيت الأبيض الأمريكي .
والعودة لمغازلة الإسلام السياسي تكون بالحج لأكبر دولتين إسلاميتين برأي الراعي الأمريكي وهما السعودية ومصر ، والنمط السني بالذات الذي توالد منه الإرهاب الاسلاموي مبتدءا بالإخوان المسلمين الجنين السياسي للإسلام الإنكليزي في شخص إخوان مصر المسلمين ، ثم في الخط الاسلاموي التكفيري الوهابي الذي توائم في منتصف ثمانينات القرن الماضي مع الأطراف التكفيرية المنشقة عن الإخوان المسلمين المصريين بعد حادث اغتيال الرئيس المصري أنور السادات في العام 1981 .لكن الخطأ الأمريكي يظل دون تصحيح دائما حيث إن من توجهت اليهما أمريكا للبدء في مرحلة سياسية معينة هما من الدول المشهور عنهما غياب الديمقراطية وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان والتوارث في السلطة الملكية والجمهورية ، إضافة لتجاوز الطرف الإسلامي الآخر المتمثل في النهوض الشيعي الحاضر الذي لم تستطع للآن لا السعودية بكل قوتها البوليسية ورجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا ( أحفاد  ) من وأد الدولة الفاطمية في مصر وصفى قادتها ومناصريها بكل شراسة ووحشية ( صلاح الدين الأيوبي ) أن يوقف المد الشيعي فالهلال الشيعي على وصف الرئيس المصري محمد حسني مبارك سوف يصبح مستقبلا قمرا مدورا يبهر بضوءه عيون الرئيس المصري ويسيل الدمع منها إذا لم تتلاحق أمريكا وتغير من تكتيكاتها المتواجدة على الأرض بعد أن خبا نجم طلبان والقاعدة وتناسى الناس خطب وعنجهيات أسامة بن لادن ومساعده الطبيب الجراح القابع في كهوف تورا بورا الدكتور ايمن الظواهري ، واستطاعت أمريكا أن تتمركز بكل قواتها في كل دول النفط المطلة على الخليج ماعدا إيران التي تحاول مغازلتها الآن بفعل ما قام به نظام صدام حسين السابق من حروب مفتعلة لإيجاد مبرر قوي لتمركز القوات الأمريكية في المياه الدافئة بعد أن كانت تنظر إليها من على بعد ومن قواعدها التي كانت تستأجرها في ديغوكارسيا ولا تستطيع أن تتجاسر بالوصول إليها بسبب من تمركز أساطيل الدب الروسي السابق في المنطقة .
إذاً أين النجاحات التي سطرتها زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة وخطابه ( التاريخي ) الذي حاول فيه أن يجذب المسلمين وتلفظه بطريقه ممسرحه للغاية لعبارة ( السلام عليكم ) واستشهاده بآيات من القرآن الكريم ؟! . حقيقة لا أنكر ردة الفعل عند البعض من بسطاء الناس ومتلقي الأخبار والجاهلين بدروب السياسة لعدم دراية بألاعيب السياسة ودروبها ودهاليزها الملتوية ، ولكن يبقى الخطاب كرشة ماء بارد على وجه شخص متعب في يوم قائظ وشديد الحرارة لا يفتأ بعد لحظات أن يعرق وجهه من شدة القيظ والحرارة ، لان الطرف الآخر وخاصة الدولة العبرية لا تتصرف بموجب الوعود والعهود بل تتصرف هي الأخرى وفق ستراتيج ثابت في قضم الأرض والامتداد الأفقي وضمن منطق القوي بعيدا عن فذلكات السياسة وضعف الطرف المجني عليه من العرب العاربة والمتأمركه .



      * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

                  www.alsaymar.org


25
أدب / قصيدتان للحب والفرح
« في: 12:01 31/05/2009  »
قصيدتان للحب والفرح

وداد فاخر



لعبة الحب

ما بدا منك ِ ومني
غير ود ٍ وتمنٍ
فدعي ودك جانبا
واملئي قلبك حبا
واصفحي عني دوما
ومن الحب تغني
...
لا تقولي غاب عني
أو تقولي راح مني
ودعي قلبكِ يهفو
ويزيل الهم عني
وارتدي جلد َ مهاة ٍ
ترتجل شعرا وتثني
...
اهمسي نثرا وشعرا
اطلبي ما شئت من شرب وقن ِ
فبحور الشعر دوما
مرفأ للقلب يا لحني وفني
لك مني كل ود
وصفاء وتمنٍ



ترنيمة

سائر خلف ظنوني
أتملى بهدوء
وجهك الحلو الجميل
أشتهي أن يرتدي
وجهك سترا من حرير
تتلاقاك عيوني
تحتضن عيناك في شوق ودل وحنين
ترتدي وجه غلام
صنع الحب وصاغ الحب
ثوبا من جفوني


فيينا - النمسا

www.alsaymar.org

26
محمود المشهداني .. محاولة للعودة لواجهة السلطة على أكتاف البعث الساقط

وداد فاخر *


مقدمة :

قبل الولوج في موضوع شخصية كاريكاتيرية مهزوزة مثل رئيس مجلس النواب المطرود باسم الاستقالة التوافقية محمود المشهداني يجب دراسة هذه الشخصية الغريبة ، ومعرفة أسباب زج نفسه وسط معمعة السياسة التي لا يتقن فن العمل بها ، والدخول مدخل صعب بالمطالبة لعودة البعث وهو الإسلامي المشكوك به من قبل السلطات العفلقية أيام حكمها وتسلطها على العراق .
فقد وجد المشهداني نفسه خارج الملعب السياسي منبوذا حتى من اقرب المقربين إليه وهو الحزب الإسلامي بعد أن جرت التوافقات بطرده من رئاسة المجلس مثلما كانت هي السبب وليس لكفاءته السياسية أو مواقفه السياسية السابقة التي سلمته رئاسة المجلس .لذلك لم يجد غير بقايا البعث وسيلة لحمله مرة أخرى لداخل مجلس النواب كما فعل ازلام البعث في كل من الموصل وديالى عند ترشيح أنفسهم بعد أن استلموا الضوء الأخضر من قياداتهم البعثية التي تتواجد هي وجماهيرها داخل تلك المحافظتين بكثافة كبيرة.
والسؤال لم وجه المشهداني نيرانه الخبيثة للحزب الشيوعي العراقي رغم إن الساحة السياسية العراقية مليئة بقوى متعددة للمشهداني والبعث حقد مدفون ضدها ؟. والجواب حاضر مباشرة وهو إن المشهداني لجبنه من باقي الأطراف المشاركة في العملية السياسية لم يتجرأ على المساس بها كونها جميعا تملك ميليشيات مسلحة يمكن أن تصفي القرقوز السابق بكل بساطة وخفة ومن دون أن يوجه لأي منها أي إصبع اتهام .

السيرة الشخصية لمحمود المشهداني :

 محمود المشهداني رئيس مجلس النواب العراقي رئيس الاتحاد البرلماني العربي، ولد في بغداد عام 1948 وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها. التحق بكلية الطب عام 1966 ليتخرج برتبة ملازم أول طبيب عام 1972. اعتقل عندما كان برتبة رائد طبيب عام 1980 لمعارضته الحرب العراقية - الإيرانية. واعتقل مرة ثانية بداية عام 2000 بتهمة القيام بأعمال مناوئة للنظام السابق.
حكم عليه بالسجن خمسة عشر عاماً وصودرت أمواله المنقولة وغير المنقولة. أطلق نهاية عام 2002 بالعفو العام،وباعترافه فقد ذهبت والدته (كما ذكر ذلك شخصياً في مقابلة تلفزيونية) إلى بعض المسؤولين في نظام صدام حسين وتوسطت له لإخراجه. ترأس المكتب السياسي لمنظمة الدعوة والإرشاد بعد سقوط النظام وهو من مؤسسي مجلس الحوار الوطني عام 2004 ، وهذا ما يقوله عن نفسه .
اعتقلته القوات الأميركية عام 2004 ووزارة الداخلية عام 2005 بتهمة تأييده للمقاومة. انتخب رئيساً للبرلمان عام 2006 وللبرلمان العربي في دورة عام 2008.
صدر له ديوان شعر في عنوان «عندما تذبل ورود الزعفران» عام 2007. خلال فترة إدارته جلسات البرلمان اعترض معظم الكتل البرلمانية على أدائه بسبب تعليقاته الساخرة. وأقدم حراسه عام 2007 على ضرب نائب، ما سبب اندلاع أزمة كبيرة داخل البرلمان .
وعن تاريخه السابق فلم يكن سوى طبيب أسنان مغمور في عيادة بمدينة الحرية وكان يخدم مراجعيه ويجاملهم كثيرا ويقدم لهم الدواء المجاني أحيانا كما تحدث عنه بعض المواطنين .
لكن الرائد الحقوقي حسين علوان الجبوري يقول غير ذلك حيث كتب قائلا بان ( الرجل كان من السلفيين المتشددين، وكان يزور كردستان ويلتقي مع تنظيم سلفي، وكان المشهداني يمارس دورا ولصالح هذا التنظيم السلفي و من خلال جمع المعلومات وبيعها إلى ذلك التنظيم، ولكن المخابرات العراقية في زمن النظام السابق كانت تراقب تحركات وسفريات محمود المشهداني فتم إلقاء القبض عليه، فتم الاتفاق أن يكون هو مصدر المخابرات العراقية ضد ذلك التنظيم وضد كردستان، وبالفعل استمر المشهداني بتزويد المخابرات العراقية بالمعلومات والتقارير عن ذلك التنظيم، وتمويله وخططه وقياداته، وكذلك تزويد المخابرات العراقية بالمعلومات عن التنظيمات العراقية التي كانت تعارض النظام ومقراتها في كردستان العراق، وكانت المخابرات تدفع له أموالا هائلة ، وكذلك كانت المخابرات تقوم بإيصاله إلى تخوم كردستان عندما يسافر إلى هناك، وتستقبله عندما كان يعود من هناك أيضا، واستمر الحال على هكذا تنسيق.

ولكن ذات يوم ( كما هو موضح في الإضبارة) طلب محمود المشهداني من المخابرات العراقية التعلّم على كيفية القيام بالتفجيرات، وبالفعل أدخل محمود المشهداني بدورة خاصة يتعلم من خلالها على فن التفجيرات والتفخيخ، وبعد التخرج أو إكمال الدورة طلب من المخابرات العراقية تجريبه في عملية تفجير هو أختار هدفها ،فطلب أن يقوم بتفجير ( أحد البارات/ أي محلا لبيع الكحول) وكان يعود إلى شخص مسيحي، وكان المحل في باب العظم، فوافقت المخابرات فقام بتفجير البار أي محل بيع الكحول هو وزميل له، وعندما هرعت الشرطة وقوى الأمن الداخلي ( الأمن العام) فهرب المشهداني وتم ألقاء القبض على زميله والذي أعترف على محمود المشهداني، فتم اعتقال محمود المشهداني في الأمن العامة، وبقي هناك وتطورت القضية تصاعديا بالطريق إلى إعدامه ،فهرعت خلية المخابرات التي أشرفت على تجنيد وتدريب المشهداني فطلبت مقابلة مدير جهاز المخابرات من أجل وضع خطة لإنقاذ المشهداني، ودون أن تشعر دائرة الأمن العامة كي لا يتم اكتشافه بأنه عميلا للمخابرات، وبالفعل تم اللقاء مع مدير جهاز المخابرات العراقية آنذاك وهو ( رافع دحام) والذي شغل منصب مدير المخابرات بعد أن كان سفيرا للعراق في تركيا ولمدة ثمان سنوات، وبالفعل وافق مدير الجهاز على خطة نقل العميل المشهداني إلى سجن المخابرات العراقية، وتم توقيع كتاب من قبل مدير الجهاز يطلب من خلاله تحويل المتهم محمود المشهداني وإضبارته إلى جهاز المخابرات، ولكي لا يتم كشف الخطة من قبل الأمن العام ومن قبل ( ذلك التنظيم في كردستان) وكي لا يفقدون عنصرا مهما وهو المشهداني، فتم استدعاء مجموعة من القضاة إلى مكتب مدير جهاز المخابرات، فتم الاتفاق أن يصدروا حكما بالسجن على ( محمود المشهداني) بخمسة عشر عاما ( 15 سنة) ولكن بشرط أن يُشمل بالعفو القادم والصادر من رئيس الجمهورية ، لأنه كان هناك عفوا يعمل عليه القضاة من الناحية القانونية والإجرائية وكان غير معلن في ذلك الوقت، وبالفعل بقي المشهداني لبضعة أشهر وخرج من السجن على أنه مشمولا بالعفو. .. وعاد المشهداني ليمارس دوره القديم عميلا مزدوجا لذلك التنظيم السلفي والى المخابرات العراقية.
عندما أصبح المشهداني رئيسا للبرلمان، فأنه أجتمع مع قيادات بعثية متقدمة ، ومع قيادات سلفية متقدمة وقال لهم الآتي( لن أقبل أن أكون في العملية السياسية أو في رئاسة البرلمان إن لم أحصل التأييد منكما كي أقوم بمهمتي وأكون في وسطهم وكان يقصد قوات التحالف والحكومة... وحتى عندما سافر إلى إيران أجتمع بالجهتين وقال: أذهب إلى هناك كي أسمع كيف يفكر هؤلاء الناس ....)) الى هنا انتهى كلام الرائد الجبوري الذي دحض كل السيرة العلنية الظاهرة لمحمود المشهداني . فمن نصدق إذن ما تحدث به المشهداني عن نفسه أم حديث الرائد الجبوري؟! .

الحالة العقلية والصحية للمشهداني :

لاحظ الجميع التصرفات الصبيانية والنكات السمجة التافهة والأقوال والتصريحات الحمقاء للمشهداني طوال فترة توليه رئاسة مجلس النواب والتي أدت به هذه التصرفات للطرد من رئاسة المجلس بعد إن اعتدى لأكثر من مرة بالكلام على أعضاء المجلس النيابي . وقد صممت النسوة من أعضاء المجلس لرفع دعوى قضائية ضد المشهداني بسبب من تلفظه بألفاظ نابية تخدش الحياء إثناء شجاره مع النائب من كتلة الائتلاف أما م عضوات المجلس لكن التوافق السياسي بين الأطراف المشاركة في العملية السياسية منع إقامة الدعوى . وصرحت عضوة المجلس عن الحزب الإسلامي تيسير المشهداني قائلة في حديث لنيوزماتيك أن "رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني وصف خلال جلسة البرلمان ليوم الأربعاء الماضي مجلس النواب بأنه مجلس تافه، وأن نصف أعضائه عملاء للأجنبي والنصف الآخر أما يعمل لصالح حزبه أو كتلته " ، ولفتت المشهداني إلى أن "هذه ليست الإساءة الأولى التي يقوم بها محمود المشهداني بحق أعضاء البرلمان العراقي، حيث سبق أن أساء في أوقات عديدة وأهان نواب من كتل مختلفة" . والشجار الذي قام به أمام المشاهدين اثناء البرنامج الذي التقتة على شاشة التلفزيون ( سهير القيسي ) واثار به حفيظة العديد من المشاهدين العراقيين والعرب ضده .
ويصف طبيب وكاتب هو الدكتور عبد الخالق حسين الحالة المرضية التي يعيش تناقضاتها محمود المشهداني في مقال له نشر في موقع إيلاف 2006 الجمعة 6 أكتوبر قائلا ( يبدو أن الرجل، كغيره من معظم السياسيين العراقيين في هذه المرحلة العصيبة، يعاني من أزمة نفسية حادة يحتاج إلى علاج نفسي psychotherapy أكثر مما يحتاج إلى تقريع ونقد. فالبعث لم يسمح للعراقيين بممارسة السياسة وإدارة الحكم بشكل طبيعي. والمشهداني عانى من هزة نفسية عنيفة، انتقل خلالها من إنسان مغمور مقموع خانع ذليل، يعمل كطبيب أسنان في حي شعبي، يجد السلوى في تردده على الدراويش والتكيات، وفجأة وجد نفسه في قمة المناصب في إدارة الدولة العراقية وهي تمر في أخطر مرحلة من مراحل التحولات التاريخية العاصفة ) . والرجل اقصد الدكتور عبد الخالق محق في قوله وتشخيصه الدقيق للمريض النفسي محمود المشهداني الذي لم يصدق يوما إنه سيتبؤا هذا المنصب الحساس ويكون محط الأنظار .

هل كان المشهداني عينا للإرهابيين داخل العملية السياسية الجديدة ؟ :

وبالعودة لما ذكره الرائد الحقوقي حسين علوان الجبوري نرى بعض التلميحات الصادرة عن النائب الأول لمجلس النواب العراقي الشيخ خالد العطية التي تؤكد اتهامات الرائد الجبوري حيث صرح قائلا : ( كشف النائب الأول لرئيس مجلس النواب خالد العطية أن هناك عددا من الطلبات والأوامر القضائية الخاصة برفع الحصانة عن أعضاء في البرلمان، وانها "موجودة لدى رئيس المجلس محمود المشهداني لكنه اخفاها دون مبرر، اضافة إلى أنه المشهداني منح الارهابي عبد الناصر الجنابي إجازة مرضية  دون علم نائبيه ) ، وأضاف العطية " المشهداني أخفى تلك الأوامر القضائية في أدراج مكتبه ولم يشرك هيئة رئاسة المجلس معه في النقاش حولها، ولم يحطهم علما بها... متجاوزا بذلك كل السياقات القانونية." واتهم النائب الأول لرئيس البرلمان المشهداني، أيضا، بأنه "منح عددا من الأعضاء إجازات مرضية دون علمهم، رغم عدم صحة تلك الإجازات... وهو وحده يتحمل مسؤولية ذلك"، وقال إن هيئة رئاسة مجلس النواب " تنأى بنفسها عن تلك الإجراءات." .

الرحلة الأخيرة:

وآخر تلك المناورات التي قام بها محمود المشهداني زيارته الأخيرة في يوم 11 مايو / مارس الجاري حيث يقول الخبر بأن المشهداني وصل القاهرة بمعية عضو مجلس النواب نديم الجابري . وكشف مصدر لوكالة الصحافة المستقلة فضل عدم الكشف عن اسمه ( إن المشهداني سيجري اتصالات مع الامين العام  للجامعة العربية عمرو موسى وكذلك مع عدد من المسؤولين المصريين في زيارة غير معلن عنها ). وأكد المصدر إن من أسباب زيارة المشهداني إلى القاهرة هو (حشد المواقف العربية نحو تشكيل تكتل سياسي واسع يضمن من خلاله المشهداني الفوز في الانتخابات القادمة وباكبر عدد من المقاعد ). علما إن المشهداني شكل كتلة جديدة بعد عملية إقصائه عن رئاسة المجلس القسرية ضمت كل من         (نديم الجابري ومازن مكية وخلف العليان وصالح المطلك ) تحت مسمى التيار الوطني المستقل .
والسؤال لم القاهرة وما هو دور أمين عام الجامعة العربية في الشأن العراقي ؟! ، وما الدور الجديد المرسوم للرئيس المخلوع بقوة القانون من رئاسة مجلس النواب في المرحلة السياسية المقبلة التي ارتمى فيها العراق في أحضان الجامعة العربية وترك المجال واسعا لتدخلاتها في الشأن العراقي ؟؟! .

وأخيرا :

للمشهداني الحق في التهجم على أنزه وأنظف طرف سياسي عراقي قارع الدكتاتوريات المتعاقبة وقدم كل التضحيات من اجل سعادة شعبه ، فهو والجميع يعرف بأن الحزب الشيوعي لم يكن كحزب العفالقة صاحب ( المآثر الجليلة ) في حلبجة والانفال التي قدمها البعث بكل شراسة ودناءة الفاشست العنصريين ( هدية ) للشعب العراقي . كذلك اعترف احد قادة البعث ، وهو ايضا قائد من قواد مقاومتهم الشريفة العميد الركن علي حسين ابو الفضل لصحيفة القدس العربي  قائلا : (ولكن أيضا باسم الوطنية العراقية التي قال انها تحترم أيديولوجيا حزب البعث العراقي وقيمه النبيلة وقياداته لكنها لم تعد توافق أبدا على 'أهلية' الحزب لحكم العراق مستقبلا بعد دحر الإحتلال ) ، وفي المقابلة نفسها يكشف بكل صراحة حقد حزب البعث ونيتة المبيتة ضد وسط وجنوب العراق عندما يقول (  مشيرا الى ان دراسات المقاومة تدلل على وجود عميل او خائن في كل عشرة أمتار خصوصا في جنوب العراق ووسطه ) فمن بقي غير عميل إذن إذا كان في كل عشرة أمتار خائن على رأي البعث ؟
لكن وكما يبدو إن المشهداني لم يسمع اهزوجة الشيوعيين التي تقول ( حصن حزب أشاده فهد .. كيف تسطيع هدمه ِقرد’! ) ، فإذا لم يسمع هذه الاهزوجه انصح قرد المجلس السابق الذي كان يتنطط على مقعد الرئاسة بكل خفة ورشاقة وسماجة وصورة القرود الحقيقية التي يحملها وجهه أن يسمعها ويصرح من بعد ذلك ما يشاء .


  * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

            www.alsaymar.org

27
"أنفلونزا البعث " فيروس قاتل غاب عن أذهان حكومتنا وحكومات العالم اجمع

وداد فاخر *


اهتم العالم اجمع بمشكلة صحية جديدة طرأت عليه عندما تم اكتشاف حالات عديدة من الإصابة بأنفلونزا الخنازير في كل من المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية ، والتي استاء من اسمها ابن العم اليهودي في إسرائيل ووكيل وزارة الصحة ياكوف ليتسمان في مؤتمر صحفي حيث قال: " يجب أن نسميها الأنفلونزا المكسيكية وليس أنفلونزا الخنازير" معتبرا الإشارة إلى الخنازير نوعا من الهجوم على الإسلام واليهودية . لكن أذهان العالم ظلت مغيبة طوال سنين عدة لانتشار فيروس قاتل ومدمر للبشرية اسمه " أنفلونزا البعث " . ولم يعي العالم للآن وبعد مرور ست سنوات على سقوط حكم الفاشست العنصريين من البعثيين حجم الكارثة البشرية التي حاقت بالعراقيين وبعض دول الجوار نتيجة هذا الفيروس القاتل الذي يسببه " أنفلونزا البعث " . فقد تم اكتشاف ما يقارب آلـ 500 مقبرة جماعية في كافة أنحاء العراق ضمت عشرات الآلاف من ضحايا ذلك الفيروس القاتل علاوة على ضحايا مدينة حلبجة الشهيدة التي أبيد سكانها بلحظات نتيجة ذلك الوباء البعثي ، وما جرى من جرائم في حملات الأنفال والاهوار في الجنوب وابادة جماعية لثوار انتفاضة آذار / شعبان 1991 ، وحروب البعث العبثية مع إيران والكويت وأخرها عملية احتلال العراق وما جرى من تحالف غير مقدس بين أراذل البعث ومجرمي القاعدة المسنودين إقليميا من معظم دول الجوار العروبي والإسلامي لابادة مبرمجة للعراقيين وخاصة الشيعة منهم .
وما يثير العجب أكثر أن تنبري دول وسط أوربا وأمريكا لملاحقة المجرمين الصرب لاعتقالهم وتقديمهم للمحكمة الدولية في لاهاي وتحقيق العدالة الإنسانية ، بينما يجري العكس مع مجرمي البعث الفاشست عندما تحتضنهم معظم دول العالم وخاصة دول وسط أوربا وأمريكا البعثيين وتقدم مظلة للحماية لهم وبينهم العديد من الذباحين والقتلة والمجرمين وقادة مجزرة حلبجة والأنفال .
وتنشط بصورة علنية تجمعات الفاشيين البعثيين وتعقد مؤتمراتها بحماية من المؤسسات الأمنية لتلك الدول وتدير علنا مؤسساتها المالية التي نهبت أموالها من خزينة الدولة العراقية ، ويتم كذلك جمع التبرعات والأموال في المساجد والمؤسسات السلفية التابعة للإسلام السياسي العروبي المتواجدة في الغرب وبجهود معروفة من سفارات دول عروبية وخاصة محميات الخليج الفارسي الواقعة تحت الحماية الأمريكية والدولة الحاضنة للإرهاب الاسلاموي العربية السعودية وتصل تلك الأموال بكل سهولة عن طريق غسيل الأموال للإرهابيين في العراق أو أي من محميات الخليج .
كل ذلك يجري والعالم شبه مغيب بصورة مقصودة عن وباء قاتل سوف يستفحل مستقبلا ويدمر البشرية في المنطقة العربية وخاصة منطقة الشرق الأوسط  التي تعيش على بركان من نار ، ويجري تغييب كامل لما يجري في السر والعلن والمحفوظ في اضبارات ملفات الأمن في كل الدول التي ينشط فيها الفاشست العفالقة ، بينما تعيش حكومتنا وسفاراتها في الخارج حالة استرخاء تام وهي تنشط في معظم الأحيان لعقد المؤتمرات واللقاءات مع كبار القيادات الفاشية من الضباط وازلام البعث بغية ( جرهم للمشاركة في العملية السياسية الجارية في العراق في الوقت الحاضر ) .
ولم يكن أي منهم صريحا مع نفسه أو مع أبناء الشعب من ضحايا الفاشيين البعثيين سوى أياد علاوي الذي صرح علنا بأنه كان له قصب السبق في أول لقاءات بعثو – امريكو – عراقية وبالأخص مع جماعة أنجاس البعث من ( رفاق ) عزت الدوري ، بينما نشط وزير الدولة لشؤون الحوار الوطني أكرم الحكيم بحشر كل ما لذ وطاب في حقيبته الدبلوماسية ، والركض وراء قيادات البعث من بلد لبلد كي يسلمهم حقوقهم ويصفي حساباتهم المالية ويجرهم على رأي رفاقه للمشاركة في ( حكومة الوحدة الوطنية ) للاشتراك في الانتخابات البرلمانية القادمة التي من المؤمل ان نرى فيها عزت الدوري نائبا لرئيس الجمهورية ومحمد يونس الأحمد نائبا لرئيس الوزراء . وبدل أن تشكل حكومة المالكي وزارة لشؤون المناضلين الذين هجروا وهاجروا وطوردوا زمن البعث الغابر وتدرس مشاكلهم وكيفية عودتهم للوطن الأم أو حتى تسهيل صرف رواتبهم التقاعدية انهمكت بتسهيل وتدبير أمور رجالات البعث وازلامه القابعين في دول ( العروبة ) للتخطيط لتفجير هذا المكان  أو ذاك في داخل العراق للضغط بكل السبل على حكومة المحاصصة ( الوطنية ) للاشتراك في التهام الكعكعة العراقية الشهية ، والعودة التدريجية للسلطة من جديد ولكن بقوة الديمقراطية الجديدة التي تحمل وجهان وجه حسن ووجه آخر سئ .
ويوم يعود وباء البعث من جديد وينتشر بصورة مخيفة " فيروس أنفلونزا البعث " سيكون لكل حادث حديث كما يقال ، ويعود كل لبلد المهجر الذي كان يعيش فيه ، ويبدأ العد الجديد لمقابر جماعية جديدة وكل جديد والبعث في السلطة يا عراقيين .


هامش مهم جدا :

* كتبت لأكثر من مرة عن حرامي بدرجة وزير اسمه ( عبد الفلاح السوداني ) ، ولأن الوزير( الوطني للكشر ) هو عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة الإسلامية الحاكم في العراق فقد صم الوزير( الوطني ) آذانه عن صرخات المخلصين من العراقيين الذين كشفوا حرمتنه هو وأشقائه ووكيل استيراد الوزارة واحد دعاة ( المقاومة الشريفة ) في لندن البروفيسور المزيف " هيثم الناهي " ابن خالة ( السيد الوزير ) . وكل وزير مزيف ومزور وحرامي وعضو مكتب سياسي وانتم بخير .
* وصلتني عدة رسائل الكترونيه من عراقيين ( وطنيين ) تتهمني إنني مجرد شتام للناس ومقالاتي عبارة عن موسوعات للشتم والتهجم على الناس الشرفاء ، وخاصة ( الوطنيين ) منهم . عمي سمير سالم داود عليك العباس أبو فاضل احنه شتمنه ( وطني ) ؟! . وإذا كانت تعرية البعثيين الأنجاس وكشف سوءاتهم وفضح جرائمهم شتيمة فلا اعتراض لنا نهائيا على المعترضين ، و( الأمر لله من قبل ومن بعد ) كما يردد أصحاب العمائم الجدد شد مدينة قم .


آخر المطاف :

من أقوال السيد الشهيد محمد باقر الصدر الذي يتاجر البعض من رجال الأحزاب السياسية الدينية الآن باسمه : ( لو كان إصبعي بعثيا لقطعته ) .
الله يرحمك سيدنه يا ليتك تعود للدنيا وترى كيف استغل البعض اسمك من مدع الدين والمرددين إنشائيا وبطريقه تمثيلية فقط ( اللهم ارزقنا بدولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله ) بينما أيديهم لا تني عن ملء جيوبهم من السحت الحرام، وأرجلهم تسابق الريح للفوز برضى البعث ( وضمه إلى العملية الديمقراطية ) .


 
     *   ناشط في مجال مكافحة الإرهاب

          www.alsaymar.org


28
زيارة الشيخ علي اكبر هاشمي رفسنجاني وسموم النفس البعثي الطائفي


وداد فاخر *

كثر اللغط والحديث عما أثارته زوبعة بعض الأطراف الطائفية ذات النفس البعثي الشوفيني ضد زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السابق ورئيس مصلحة تشخيص النظام الحالي الشيخ على اكبر هاشمي رفسنجاني لبغداد . إذ لازالت بقايا أدران البعث الفاشي تطوف على السطح العراقي والتي لم يتم اجتثاثها كلية وتنظيف سيل الماء الجاري من الأدران والأوساخ العالقة به .
وما بيان ما يسمى بـ ( الحزب الإسلامي العراقي ) إلا جزء من تلك الزوبعة المفتعلة التي لم تجد للآن من يقف بوجهها بحزم وشدة تجعلها تنكفأ إلى الخلف وتقعي في زاوية دون حراك بعد أن وجدت الفرصة لها سانحة في الجو الديمقراطي الذي يعيشه الشعب العراقي .
ورغم وجود عدة ملاحظات على تصرف الحاكمين في إيران مما بدر من بعض الأطراف التي تدير الأمور فيها من تدخل واضح وسافر بالشأن العراقي بحجة مقاومة الأمريكان والعداء لهم لكن المواطن العراقي الحقيقي الذي بدأ يزن الأمور بميزان الفكر والتعقل بعد سقوط نظام الفاشست العنصريين من البعثيين يجد أن هناك وسائل عديدة يتم فيها حل الكثير من الخلافات والنزاعات بين الدول الجارة وليس كما يرى البعض من إثارة الحزازات الطائفية والعنصرية والعدوان على الغير كما حدث أيام تسلط حكمهم الأرعن وزجوا بأبناء العراق في حروب عبثية ظالمة أبادت الزرع والضرع وفرقت أبناء الوطن الواحد .
وما يثير العجب والغرابة أن يعترض على الزيارة بكل صفاقة ضابط بعثي سابق معروف للقاصي والداني دخل العملية السياسية ضمن المحاصصة القومية والسياسية وليس لكفاءة سياسية أو لتاريخ نضالي وطني ونصب على غفلة من الزمن كأحد نواب رئيس الجمهورية وتزعم الحزب الإسلامي بعد أن ابعد رئيسه السابق ذو الحس الوطني الشريف .
فالعراق الجديد لن يكون موطنا للمغامرين والشوفينيين ورافعي الشعارات الرنانة التي تجلب الويلات للعراقيين وتبدد ثرواتهم وتدخلهم في صراعات لا طائل لها . فإيران أو الكويت أو أي جارة أخرى تظل جارة عزيزة تجمعها والعراق الجديد مصالح مشتركة علاوة على الإخوة الدينية والجيرة بالنسبة لإيران وتركيا والإخوة العربية والإسلامية لبقية الجيران العرب .
أما أن يتقافز البعض بطريقة بهلوانية عند أي حدث فذلك أمر غير مقبول نهائيا خاصة إن من يمثل العراق هم الأكثرية الغالبة التي تتواجد داخل البرلمان العراقي المنتخب من قبل الشعب العراقي ، وليس الأقلية التي لا تمثل حتى المذهب الذي تدعي تمثيله وذاق منها الأمرين إثناء حكمهم الفاشي الأسود .
والمفروض أن يتم استجواب طارق الهاشمي من قبل البرلمان العراقي الذي له الحق في توجيه اللوم أو التأنيب لأي مسؤول في الدولة العراقية على تصرف أهوج كما حصل من قبل طارق الهاشمي الذي يعرف مسبقا إن هناك دعوة موجهة للشيخ رفسنجاني من قبل رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني ، والذي يمثل الرمز الأول للعراقيين الآن . وأن تتم مسائلته عن حادث هروب ابن أخته  ووزير الثقافة السابق المجرم اسعد كمال الهاشمي قاتل نجلي النائب مثال الآلوسي الذي خرج من العراق بجواز عراقي جديد حرف ( ج ) ، بعد أن اختبأ وبعلم الجميع في بيت خاله طارق الهاشمي ، وعلاقة حزب ( السيد النائب ) بالإرهابيين من القاعدة كما كشفها شيوخ الانبار .
مرة أخرى على من يتصدى للمسؤوليه أن يكون على قدرها ومقاسها لا أن يتم إملاء الفراغات بشخوص ذات عقلية شوفينية مهترئة لا زالت تعيش الماضي السئ وتحاول استرجاع رموزه ومصطلحاته الشوفينية العفنة في شخوصها ، محاولة دق إسفين بين الشعبين الجارين الشقيقين الشعب العراقي والشعب العراقي ، فالشخوص دائما زائلة وتبقى الشعوب بعد أن تدوس بكل جرأة على أجساد القتلة والمجرمين من حثالة الحكام الفاشيين وبقاياهم العفنة .


آخر المطاف : قال حكيم :  ينبغي أن يُعرف الوقت الذي يحسن فيه الكلام‏ والوقت الذي يحسن فيه السكوت .


      * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

                 www.alsaymar.org

   


29
هل العراق الجديد هو جديد حقا ؟!

وداد فاخر *

كذبة اسمها العراق الجديد ، فلا المتضررين من النظام الدكتاتوري السابق من الوطنيين وآل الشهداء اخذوا حقوقهم ، ولا من صدرت عليهم أحكام أو مذكرات توقيف ومصادرة أموال جرى إلغاء الأوامر والأحكام الصادرة بحقهم ، ورد الاعتبار لهم كما يجري في معظم دول العالم لمن تضرر من نظام سابق ، تصوروا ولا أي عراقي سمع أي أمر قضائي برد الاعتبار لأي متضرر . وحتى شخصية شهيد مثل الشهيد محمد باقر الصدر لم يفكر حزبه الحاكم ( حزب الدعوة الإسلامية ) بإلغاء أي حكم قضائي جائر ضده ولم يتم رد الاعتبار إليه قانونيا لحد الآن وتناسى الجميع ضحايا اكبر المجازر البشرية في حلجة الشهيدة والأنفال وشهداء الكرد الفيلية من المغيبين ليومنا هذا . ومثل ذلك بقية شهداء حزب الدعوة مع شهداء الحركة الوطنية العراقية باجمعها . وقد جرى بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 إلغاء أحكام الإعدام ورد الاعتبار بحق شهداء الشعب العراقي  ( فهد ورفاقه ) من قادة الحزب الشيوعي وكذلك كوكبة الشهداء من الضباط الكورد عزيز خوشناو ورفاقه . فأين ذلك التصرف الوطني الخلاق من صمت الحكومة ( الوطنية ) الحالية ، وإهمالها لقضية معنوية ووطنية مهمة وهي إلغاء أحكام الإعدام وجميع الأوامر الصادرة بحق الوطنيين العراقيين من مختلف القوى الوطنية العراقية .بدءا من يوم 8 شباط الأسود العام 1963 حتى يوم سقوط حكم البعث في 9 نيسان 2003 .
فأي جديد في هذا العراق الذي لا جديد فيه مطلقا سوى اللهم عمليات النهب والسلب الرسمية والغير رسمية التي تجري وعلى نطاق واسع من قبل جميع أركان الدولة العراقية بدءا من مجلس النواب الذي يسرق الشعب على المكشوف من خلال ما خصص لأعضائه من رواتب ومميزات وتقاعد وجوازات سفر دبلوماسية وحمايات ، وكل ما تشتهي الأنفس مرورا بمعظم الوزراء الذين يسرق البعض منهم بواسطة وكلائه القابعين في الخارج ومن دون خوف أو وجل وحتى اصغر موظف لص أو مرتشي في الدولة أو (العراق الجديد) . مضافا لكل ذلك جمهرة المنضمين لمجلس النواب من الإرهابيين الذين ظهرت علامات عدة وشهادات حية على إدانتهم بالقيام بأعمال الإرهاب وكان آخر مثل حي لذلك النائب الهارب من عدالة القضاء العراقي المجرم محمد الدايني ومن قبله كان هناك شيخ الإرهابيين عدنان الدليمي وأولاده ليمتد .
وآخر تقليعة قرأتها هي ما خصص مجلس محافظة البصرة المنتهية ولايته لنفسه بدل نهاية خدمة بمبلغ 100 مليون دينار عراقي لكل عضو من أعضائه ( يا بلاش ) . وعندما كتبت مطالبا بمحاسبة كل عضو من أعضاء مجالس المحافظات بعد انتهاء دورته الانتخابية ، هرول نائب ( محترم ) وسرق الفكرة دون الإشارة لصاحبها وجيرها لنفسه وهو النائب ( المحترم)  خير الله البصري  من قائمة علاوي البعث ليطلقها في مؤتمر صحفي مما أثار حفيظة
( المناضلين ) من أعضاء مجلس محافظة البصرة مطالبين بتقديمه للمحاكمة . تصوروا رئيس اكبر دولة في العالم عندما يستلم السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن يكشف عن كافة ممتلكاته وممتلكات زوجته وأولاده وعندما يترك منصب الرئاسة تجري نفس الإجراءات ، وأعضاء مجلس محافظة فاحت روائح سرقاتهم النفطية وغير النفطية يستنكرون أي إجراء قانوني ضمن العملية الديمقراطية الجارية !! .  ولم َ لمْ تجري للآن محاسبة أي مجلس محافظة انتهت ولايته لحد الآن ؟ ! .
عجيب أمر هذه الحكومة ( الوطنية ) ومجلس وزرائها ومجلس ( نوامها ) الغريبين في كل شئ إلا في محاسبة لصوص المال العام والمرتشين والحراميه .
عزيزي أبو إسراء إذا استمر سكوت حكومتكم عن عدم محاسبة من يدخل أي منصب حكومي سام ٍ ويخرج منه بدون محاسبة أيضا فهذا يساعد على توجيه الاتهام لكم بالسكوت عن أعمال لصوص المال العام والحرامية والمرتشين ، أو إنكم شركاء حقيقيين لهم فهل يتم أي إجراء خاصة بحق من خصص له 100 مليون دينار من خزينة الدولة ولم يتم للآن تطبيق مبدأ ( من أين لك هذا ) ضده ؟؟!! .
ننتظر أي إجراء قانوني رسمي لمحاسبة أي موظف كبير أو حرامي معروف عسى ولعل تصان أموال العراقيين وتصبح في الحفظ والصون كما يقال وألا سنطلق آهة تعجب تقول ( عجيب أمركم يا معاشر اللصوص ) !!!!! . وأن لا يتم التغطية على هروب المجرمين كما حدث ويحدث في قضايا عدة كقضية النائب الهارب من وجه العدالة محمد الدايني ، ومن قبله الوزير المجرم الهارب وابن أخت نائب رئيس الجمهورية أسعد الهاشمي ومنقذ ابن عدنان الدليمي والنائب الهارب عبد الناصر الجنابي . وكان آخر من وقف مع ممثل الإرهابيين في مجلس النواب النائبين أحمد راضي وعلي الصجري وبرفقة النائبة التي اعترضت على كيفية اعتقال الدايني ( ميسون الدملوجي ) وغيرهم من العديد من المجرمين من جيش المهدي أو المهدويين الاخرين كـ ( احمد اليماني ) مهدي البصرة المفتعل والحرامي اسماعيل مصبح الوائلي شقيق محافظ البصرة وغيرهم الكثير .


آخر المطاف : قال الفيلسوف سقراط :

إذا وليت أمراً فأبعد عنك الأشرار فإن جميع عيوبهم منسوبة إليك .


     * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

              www.alsaymar.org
 

30
أدب / أنا وفاتنتي
« في: 14:44 23/02/2009  »
أنا وفاتنتي

وداد فاخر *

الإهداء :

قالت لي : أنت شاعر أحسن منك كاتبا في السياسة ، فالسياسة إذا خالطت روح المرء أفسدتها ، مضافا لذلك فالشعر كما يقال ديوان العرب .
لك كل قصائدي...

المقدمة :

أحاول هنا المزاوجة بين قصيدة الشعر الشعبي وبين القصيدة الفصحى مع توازن المعنيين .

زهيرية

سباني حسنك الچتال والعين
أخاف إعليك من الناس والعين
ودم خدك چنه الماي من عين
جمالك ياخذ المسلوب للعين
حسنك هيج العالم عليه
...
سباني مثل ما تسبه السبايه
وصبح لوني مثل لون السبايه 1
سباني ياخلگ اسبه سبايه
وصرت مهموم ترحمني السبايه
إنمرد گلبی ولا تنشد عليه

القصيدة:

أيا فاتنتي الحلوة
طريقي دائما مملوء بالأشواك
والصبير والعاقول والبلوى
فلا زهرا يلاقيني
ولا  عچید * أو نخلة
رويدك لا تجافيني
فما عدت كما الأمس
صبيا يافعا يمشي
فلا أقوى على هجر
ولا صد
ولا تحنان يحميني
فما يرضيك يرضيني
وما يشجيك يشجيني
....
أيا أمون داويني
بلا " ده رمان ** " أو في " الكور *** " ترميني
فلا كبسول ينفعني
ولا " ده رمان " يشفيني
فما عدت كما الأمس
صبيا يافعا يمشي
رويدك لا تجافيني


تعالي ننشد الاشعار فالأذكار تحميني
تعالي يا ( ضوه الدنيه ) فأنت المن والسلوى
رويدك لا تجافيني
...........................

1 - السباية : جاءت هنا بمعنى ( السیپایه ) وهی مفردة فارسية محورة عراقيا في اللفظ مؤلفة من قسمين ( سيه ) وتعني ثلاثة و ( پایه ) وتعني الرجل ، اداة للمساعدة في الطبخ حيث توضع عليها القدور . ومثلها جاءت كلمة (چورپایه ) معرقة والتي تتالف من مقطعين ايضا ( چهار ) وتعنی أربعة و ( پایه ) اي الرجل .

 * عچید : العچید نبتة من فصيلة القصب من نبات الهور التي تنمو تلقائيا في مياه الاهوار ، ويكون بداخل القصبة مسحوق أخضر يعمل منه ( الخريط ) بعد ان يجمع ويوضع في قطعة قماش خفيفة جدا ( شاش ) ويضاف له ماء الورد والهيل والسكر أحيانا ليتم تعريضه لبخار الماء ليتجمد على شكل قالب اصفر اللون ويكون جاهزا للآكل حيث يحبذه الأطفال . ومعظم النساء الجنوبيات يتوحمن على الخريط .
** ده رمان : مفردة كردية وتعني الدواء ، وتأتي منها كلمة الصيدلية ( ده رمان خانه ) .
*** الكور : مفردة المانية KUR  وتعني المصح أو المنتجع الصحي .


                 فيينا – النمسا

         www.alsaymar.org


31
هل ستتم محاسبة من ستنتهي ولايتهم من مجالس المحافظات من لصوص المال العام والمزورين؟

وداد فاخر *

ستنتهي بانتخابات 30 من الشهر الجاري دورة مجالس المحافظات العراقية ( المنتخبة ) وسيصار بعد فوز المرشحين الجدد انتهاء ولاية مجالس المحافظات السابقة الذين تفشت فيما بينهم عدة ظواهر مرضية وسلبية كان في مقدمتها المحسوبية والمنسوبية وتفشي سرقات المال العام ، وأصحاب الشهادات المزورة بحيث أصبح ابن صاحب بسطية سابق في العشار بمدينة البصرة مليارديرا ، ووصل الحد لأحد المحافظين أن يزور شهادة الدراسة الثانوية وهو الرجل على انه متخرج من ثانوية بنات بما يعني تزوير عينك .. عينك والحكومة ( الوطنية ) ساكتة لا تريم . واثبت معظم من شارك في مجلس محافظة ديالى تبنيهم للإرهاب ومشاركتهم الفاعلة فيه ، وكانت للبعض في الموصل جولات إرهابية وتهجير إخوتنا المسيحيين دون أن يتم كشف الغطاء عنها لحد الآن في جمهورية غلق الملفات الغريبة للغاية في العراق ( الجديد ) .
لكن الغريب أنه وبعد أن فاحت روائح المزورين واللصوص ، وهرب من هرب منهم بالمال العام ، لم نر أي تحرك يذكر من قبل الحكومة العراقية التي يجب أن تكون هي العين الساهرة للحفاظ على المال العام ، ولا لجنة نزاهتها فالظاهر إن هناك توافقات تجري على الساحة السياسية بمعنى ( اسكت عني واسكت عنك ) وهي سياسة درجت عليها الحكومة العراقية منذ تشكليها بحيث أهملت حتى نصب عدادات النفط ، وتقاسمت أحزاب الإسلام السياسي نفوط البصرة بكل حرية . وبعد ما سمي بـ ( صولة الفرسان ) في البصرة لم يجر للآن كشف جرائم وسرقات العديد من اللصوص والمجرمين ومنهم المجرم واللص المحترف ( يوسف سناوي ) الملقب بـ ( الموسوي ) ، وهرب شقيق محافظ البصرة بـ ( الخردة ) التي جمعها وأخوه بـ ( عرق جبينهم ) وحصلت جماعة ( الفضيلة ) طوال هيمنتها على مجلس المحافظة على كل ما تشتهي الأنفس . وأصبح أصحاب ( الطكاكيات ) مسؤولين كبارا في الدولة العراقية وبمدينة نفطية غنية كالبصرة التي لا زالت خربة للآن رغم إنها المصدر الوحيد للنفط في العراق .
وما جرى في محافظة البصرة جرى في معظم المحافظات العراقية الأخرى ، لذلك سال لعاب النائب ( وائل عبد اللطيف ) وهو ينتمي لنفس الناحية التي جاء منها المتريف محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي ( ناحية الشرش ) التابعة لقضاء القرنه ، وشاركه ذلك الطمع نائب آخر من ناحية الهوير وهي تابعة لقضاء المدينة في البصرة أيضا ، ليشكلا بعد أن حصلا على تواقيع بعض أبناء قراهما وجماعة حزب الفضيلة ( إقليم البصرة ) فالقضية أصبحت مكسبا ماليا يسيل له لعاب الرجال الطامعين والبصرة كانت ولا زالت مطمع كل الغزاة والفاتحين وطالبي الشهرة والمال والجاه . لكن وكما يبدو لم تجري سفينة النائبين المتريفين كما تشتهي نفسيهما ومنيا بفشل ذريع حيث وقفت بعض أحزاب الإسلام السياسي الأخرى ضد رغبتيهما لا حبا في البصرة وأهلها بل لحاجة في نفس يعقوب تبتغيها أحزاب الإسلام السياسي من وراء إفشال رغبة النائبين المتريفين ، علما إن لا علاقة لأهل البصرة الحقيقيين الذين أصبحوا مع مر السنين أقلية بسيطة بكل ما يحدث داخل بصرتهم ، وهم أيضا بعيدين كليا عن قيادة مدينتهم التي أصبحت بيد المهاجرين الجدد من المتريفين إن كانوا من أطراف قرى البصرة ، أو من المهاجرين من العشائر العربية الجنوبية .
والسؤال الأخير كوني لست مداحا ولا أؤيد أي قائمة انتخابية بالمرة ممن تطرح نفسها على الملأ الآن ولا في الانتخابات البرلمانية المقبلة ، بعد أن شعرت بالمرارة تجتاحني اثر السنين الطويلة من الغربة والعذاب والتهجير والملاحقة ليتصدر باسم الديمقراطية الأمريكية كل من هب ودب لقيادة العراق ( الجديد ) بعيدا عن مناضليه الحقيقيين ، وليكون في البصرة ألف عمامة بعد أن كانت هناك وفي زمن الخير أربع أو خمس عمائم نزيهة يشار لها بالبنان . أسال ما الذي ستقوم به حكومة السيد أبو إسراء المالكي الغارقة في الأمية السياسية لمحاسبة من اثروا على حساب الشعب العراقي ونهبوا ثرواته ؟؟! .

هوامش انتخابية :

1 – سألني احد الأصدقاء عن انتخابات جرت في الفترة الأخيرة في مدينة فيينا وتم فيها انتخاب هيئة إدارية جديدة للأكاديميين العراقيين . وردي هو أن ما يجري في داخل الوطن ينعكس تماما على الخارج فالانتهازيين والمصلحيين لا يختلفون عن بعضهم البعض قيد شعرة . وبعد كل عملية تغيير يطفو هؤلاء على السطح السياسي بعد أن كان بعضهم يخفي رأسه أيام النضال ضد الدكتاتورية ، أو كان جزءا من ذلك النظام بشكل أو بأخر . وقد قال الله في محكم كتابه الكريم ( وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) ، والزبد كل طاف ٍ على وجه الماء من مواد خفيفة الوزن وعديمة النفع والفائدة كأغصان وأوراق الأشجار وبعض الحشائش والأوراق ، ويطلق عليه أهلنا في الجنوب العراقي كلمة ( گشاش ) وهو ماكش من على سطح الماء من ازبال ، واطال الله بعمر ( ٌگشاش ) إن كان حيا ، ورحمه الله إن كان ميتا فقد قدم لنا خدمات رائعة عندما كنا طلابا نسكن في فندق الزعماء ببغداد حيث كان يعمل .
2 – وسالني صديق آخر هل تم اصدار جواز سفر عراقي لك ام لا زالت الحكومة ( الوطنية ) مصرة على عدم منحك جواز سفرها ؟ . ولانني العراقي الوحيد الذي احس بان هناك اهانة وجهت له بعدم منحه جواز سفر عراقي فقد سكتت مرغما كوني ومنذ تاريخ تقديمي لطلب منحي جواز سفر عراقي بتاريخ 05 . 12 . 2007 ولحد الآن انتظر أن تمنحني الحكومة ( الوطنية الرشيدة ) جواز سفر عراقي وتشملني بـ ( مكرمتها ) كاي عراقي او غير عراقي آخر منح زورا جواز سفر عراقي ، فقد  قدمت كل الاوراق والمستمسكات المطلوبة مع رسم الجواز وهو 40 دولارا عدا ونقدا.
لكنني اعود واحمد الله ان هناك حكومة حقيقية منحتني جنسيتها وجواز سفرها واحترمت آدميتي تختلف كليا عن حكومة من يسمى بالسيد المالكي القومية الطائفية( وفقه الله ورعاه ) ، وهي الحكومة النمساوية فجزاها الله عني وعن الذراري وام العيال كل خير .

آخر المطاف : من أقوال إمام المتقين علي بن ابي طالب (إذا ملكتم فتاجروا مع الله بالصدقة ) .


  *  شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

             www.alsaymar.org

32
خداع الحكومة ومسؤوليها الالكتروني

وداد فاخر *

ما أريد أن أقوله إن العالم قد تطور وأصبح بفضل التقدم التكنلوجي عبارة عن قرية صغيرة ، وخاصة في مجال الانترنيت حيث أخذت دول العالم تختصر معظم مراجعات المواطنين بواسطة العنوان الالكتروني" الايميل " ، كذلك تحل معظم مشاكل المواطنين عن طريق الانترنيت بالاتصال بالمسؤولين من أعلى سلطة في الدولة لأصغر موظف فيها ، كذلك تفعل الآن معظم الشركات الصناعية وشركات تسويق البضائع وشركات الطيران في بيع منتجاتها وتذاكر الطيران اختصارا للوقت وللسرعة في الأداء على صفحات الانترنيت . لكن ما يحصل عند مسئولي حكومتنا العكس فقد اخذوا قشور الحضارة وتركوا اللب ، حيث نرى إن كل وزارة أو مسؤول حكومي عمل له صفحة إلكترونيه ووضع عناوين الكترونية فيها للاتصال به أو بالوزارة فقط لغش المواطنين العراقيين والضحك على ذقونهم لا غير ، كون ما هو موجود مجرد عناوين كاذبة كلها ومن لا يصدقني فليجرب ويحاول أن يستخدم أي من ايميلات المسئولين إذا رد عليه احد أو إن معظمها لا تعمل وترجع رسالته إليه بخفي حنين .
ولإعطاء مثل على ذلك أبدا برئيس الجمهورية حيث بعثنا للرئيس قبل أكثر من ثلاث سنوات رسالة كانت موضوعة على الانترنيت وتم التوقيع عليها من قبل جمع كبير من المواطنين العراقيين مطالبين الحكومة بطرد العرب والأجانب من العراق حتى إعادة فرض الأمن فيه ، ورد علينا مكتب السيد الرئيس بان الرسالة وضعت على مكتب الرئيس وسيتم الرد عليكم سريعا وها هي فترة رئاسة الرئيس ستنتهي ولم يصلنا الرد .
ومثل مكتب الرئيس كانت معظم العناوين الالكترونية ومعظمها لا تعمل وهي عبارة عن عناوين غير فاعلة وموضوعة فقد لذر الرماد في العيون كما يقال بدءا من عنوان موقع رئاسة الوزراء مرورا بالوزارات المتعددة ، وخاصة مواقع   كل من وزارة الخارجية والدفاع ووزارة الأمن الوطني مما يصيب المواطن بالخيبة نتيجة عدم وجود وسائل عصرية سريعة للاتصال بالمسؤولين الذين احتجبوا داخل المنطقة الخضراء عازلين أنفسهم عن المواطنين وكأنهم يعيشون في عالم آخر بعيد كل البعد عن وطن اسمه عراق .
وحتى إن بعض المسؤولين ( الكبار ) من موظفي الدولة ورغم صداقتهم أو معرفتهم السابقة بأصدقائهم ومعارفهم تعالوا عليهم كثيرا وأصبح مجرد الاتصال بهم حتى عن طريق النت من أصعب الأمور فكيف بالله عليكم يستطيع هذا المسؤول أو ذاك أن يبني دولة قائمة على مؤسسات تختلف كليا عن النظام الذي يقوم على التسلط وابتزاز الناس سياسيا وجعلهم مجرد رعايا تابعين فقط للراعي الذي هو الدولة ؟؟! .
هذا السؤال وأسئلة أخرى تدور في أذهان معظم المثقفين العراقيين خاصة من الذين استبعدوا عن كل نشاط ووضعوا رضوا أم لم يرضوا ضمن دائرة المنع العام لكي لا يتم الاحتكاك بهم ، لان الزمن الحاضر هو زمن الانتهازيين والمتملقين ومحترفي لعبة الثلاث ورقات ( السي ورق ) ، ولا مكان للنخبة من المثقفين والكتاب والمفكرين نهائيا والدليل على ذلك الأسماء العديدة التي تتصدر الإعلام الرسمي وتتكرر أسمائها وشخوصها فيه ، والحاضرين للمؤتمرات التي تنعقد داخل الوطن وعلية القوم الذين استلموا وظائفهم السامية في داخل العراق وخارجه في كافة سفاراته وما قاله السياب ينطبق على الحاضر الذي نعيشه ( وإن الله حين يرزق ..  يرزق هكذا الدنيا ) .

 
     * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

                    www.alsaymar.org


33
الهولوكوست الإسرائيلي في غزة الذبيحة

وداد فاخر*


 البروباكاندا الإسرائيلية والغربية معا أقامت الدنيا ولم تقعدها منذ أن تم وبإيعاز إنكليزي إقامة دولة إسرائيل بعد اغتصاب أرض فلسطين متحدثة عن الهولوكست اليهودي وكأن من تم إبادتهم إثناء الحرب العالمية الثانية من قبل النازيين فقط هم اليهود الغربيين متناسين ملايين الشهداء الذين ذهبوا جراء الهجمة النازية من كل أنحاء أوربا والعالم ومن مختلف الديانات والقوميات .
فمدينة مثل مدينة ستالينغراد السوفياتية السابقة نالت على يد النازيين أقسى أنواع الابادة البشرية فكانت مدينة المليون شهيد ، ومن قبلها قدمت الثورة الجزائرية مليونا آخر من اجل تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي ، وبعد تأسيس دولة إسرائيل قام النازيون الجدد من الصهاينة بابادة قرى بكاملها وشردوا أهلها في فلسطين المحتلة بقيادة كبار عتاة المجرمين من الصهاينة كـ ( بن جوريون وليفي اشكول وموشي ديان وجولدا مائير ومناحيم بيغن وارئيل شارون واسحق شامير وشيمون بيريز وغيرهم الكثير ) ممن نظم الجماعات والمنظمات الإرهابية كـ (تنظيم الهاشومير الذي يعتبر تنظيم " الهاجاناه (الهجانه - اتسل - ليحى )" امتدادا له ، وكتائب البالماخ ومنظمة شتيرن وإرغون تسفائي لئومي ) . وبعد كل الجرائم التي ارتكبتها المنظمات الإرهابية السابقة يأتي زعماء الصهاينة ممن قاد تلك المنظمات وصفى بكل قسوة ووحشية الالآف من المواطنين العرب الفلسطينيين ليتباكى على ضحايا النازيين الذين قضوا في غرف الغاز النازية .
وبعيدا عن التصرف الخاطئ لعدة أشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم من قيادة حماس والذين كانوا السبب الرئيسي لذهاب أرواح كل الضحايا في مجزرة إسرائيل الجديدة التي تعتبر امتدادا لمجازرها المتواصلة بحق العرب وبدعم واضح وصريح من الداعم الرئيسي للدولة الصهيونية وهي الولايات المتحدة الأمريكية ، فليس من حق كائن من يكون في العالم أن يعاقب شعبا باكملة جراء تصرف خاطئ وغير مدروس ومتعنت كما جرى ذلك من قبل حركة المقاومة الإسلامية " حماس " التي لم تدرس الوضع العالمي والسياسي والعسكري في هذا الظرف الدولي الحساس جدا .
ووقوف " دول " العروبة الصامدة التي لم تبذل أي جهد يذكر لكبح جماح قادة حماس الذين اخفوا رؤوسهم بعد اندلاع شرارة المعركة الغير متكافئة يدل أيضا على عدم نضج ( القادة ) العرب وعدم وصولهم لدرجة الحكمة لتجنب الشر الذي يحيط بهم وبشعوبهم .
ويقع الذنب الأكبر على العديد من " القادة العرب الأشاوس " الذين حرضوا وصفقوا وهللوا لقادة حماس وأوقعوهم بالتالي وشعب فلسطين في غزة المنكوبة تحت لهيب نار الصهاينة التي لا ترحم . كذلك تتحمل الولايات المتحدة الأمريكية الجرم الأكبر في إطلاق العنان للمعتدين الإسرائيليين لكي يتجاوزوا وبكل صفاقة وتحد للمجتمع الدولي على شعب اعزل يعيش منذ مدة طويلة في ضنك من العيش بعد حصار غزة الطويل . ولو تمت مثل هذه الجرائم في وسط أوربا لقامت قيامة أمريكا كما حدث في حالة انفصال ابخازيا ولجيشت الجيوش وعقدت الاجتماعات وهددت وتوعدت ولكن من يموت هم العرب الغلابة الذين يسخرون كل ثرواتهم ودعمهم لماما أمريكا . لذلك فلا مجال بعد اليوم لمن خطط ونفذ الهولوكست الإسرائيلي في غزة بالتباكي على محرقة اليهود أيام التسلط النازي فالكل أصبح سواء .
والمطلوب تحرك دولي فاعل وبدعم وجهد أمريكي لإيقاف المحرقة القائمة في مدينة غزة بواسطة النازيين الجدد الذين اثبتوا جدارتهم كخير خلف لسلفهم النازي الألماني الذي تباكوا متحايلين بعد أن شاركه الكثير من قادتهم للقيام بمحرقته النازية من اجل تشجيع نزوح اليهود ولجوئهم لدولة الميعاد التي بشرهم بها القائد الصهيوني هرتسل .

 
     * ناشط في مجال مكافحة الإرهاب

         www.alsaymar.org


34
مغزى اتفاقية سحب القوات من العراق


وداد فاخر*

مقدمة :

الحديث عن السيادة من قبل بعض حاملي الشعارات الثورجية الخادعة حديث ساذج ومتأخر جدا كون السيادة العراقية منتهكة منذ زمن طويل ويرجع تاريخها لاتفاقية الجزائر العام 1975 عندما عقد النظام البعثي الفاشي اتفاقية شط العرب مع شاه إيران ، حيث تنازل النظام الفاشي عن الكثير من سيادته على المياه والأرض للنظام الشاهنشاهي المقبور . وبعدها عاد ومزق اتفاقه السابق مع الشاه ليشعل حربا كارثية أهلكت الزرع والضرع كما يقال في كلا البلدين .
وإثناء حربه على إيران تنازل النظام أيضا عن أراض عراقية للنظامين السعودي والأردني حيث اهدي منطقه الحياد للنظام السعودي وتراجعت الحدود العراقية لطريبيل . وبعد احتلاله للكويت العام 1990 ووفق قرارات مجلس الأمن الدولي فقد جرى التنازل أيضا عن أراض عراقية للكويت وسلم للجانب الأمريكي كل أوراقه متنازلا عن كل شئ في سبيل استمراره في السلطة في خيمة صفوان الشهيرة التي وقع بنودها سلطان هاشم احمد احد ( أبطال ) جريمة الأنفال الذي ينتظر حكم الشعب بإعدامه بعد أن رفض مجلس الرئاسة البعثو – وطني التوقيع على قرار المحكمة الجنائية بإعدامه . وجرى بشكل كبير وعلني وفاضح انتهاك حرمة الأراضي والأجواء والمياه والسيادة العراقية من جميع أوجهها من قبل المجتمع الدولي وظلت هذه السيادة منتهكة لحد الآن حيث جرى يوم 9 نيسان 2003 احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية وحلفائها ليقع كل العراق تحت سلطة الأجنبي كنتيجة حتمية لتصرفات وبهلوانيات نظام فاشي دكتاتوري عدواني مارس العنف والجريمة ضد شعبه وضد جيرانه . لذلك فتباكي البعض على السيادة العراقية جاء متأخرا جدا وبعد خراب البصرة كما يقولون . وأين كان هؤلاء عندما سلم صدام حسين العراق وحتى غرف نومه لعبث مفتشئ الأمم المتحدة ، أو طائرات التحالف الدولي التي كانت تضرب راداراته ومنعت تحليق طيرانه وتحركات قواته العسكرية ؟.

المغزى السياسي والسيادي :

وحتى لا نذهب بعيدا فخطة احتلال العراق كانت خطة موضوعه مسبقا ومدروسة بعناية ودقة وقد تركت أمريكا كل الخيارات الأخرى لتحرير العراق والتخلص من النظام الفاشي البعثي، والدليل على ذلك إن هناك عدة قرارات ضمن سياق قرارات تحرير الكويت نفذت جميعها بحذافيرها وترك قرار واحد كان لصالح العراقيين هو القرار رقم 688 القاضي بإشاعة الديمقراطية في العراق الذي كان على الأمم المتحدة تطبيقه بإصدار قرار ملزم وفق البند السابع  للنظام الدكتاتوري بإجراء انتخابات ديمقراطية تحت حماية القوات الدولية .
وما حصل من اعمال قتل وتخريب للعراق بعد احتلاله من قبل امريكا وحلفائها أيضا كان غرضه الأساسي للوصول لنقطة الاتفاق على الوجود الأمريكي في العراق وهو وجود سيكون شبه دائم مثله مثل ألمانيا داخل معسكرات أمريكية بعيدة عن الأنظار أو كما هو حاصل في اليابان أو جميع محميات الخليج وبضمنها السعودية. لان خسارة 330 مليار تقريبا وما فقدته أمريكا من قتلى لم يكن أصلا من اجل عيون العراقيين كونها كانت تخاف من تطبيق القرار 688 كيلا تتصدر القوى الديمقراطية القرار السياسي في العراق وتظل هي بعيدة عنه وهو ما حصل تماما ونراه على ارض الواقع .
وكان هناك أمام العراق أمرين لا ثالث لهما أما أن يبقى العراق تحت ظل الاحتلال وضمن البند السابع لقرارات مجلس الأمن التي صدرت بعد الاحتلال الصدامي للكويت ابتداء من القرار 661 واعتبار العراق دولة عدوانية ومارقة على قوانين المجتمع الدولي ذات خطورة على الأمن والسلم في المنطقة والعالم ، أو التخلص من الاحتلال المباشر للقوات الأجنبية وإخراج العراق من البند السابع الذي سيحفظ له استقلاله الوطني وكرامته وتعاد له أمواله المجمدة في البنوك الأمريكية والعالمية ويقف كند لدول العالم وصديق لأمريكا مثله مثل ألمانيا واليابان لدول العالم رغم وجود معاهدات أكثر تقييدا لهاتين الدولتين من المعاهدة العراقية .

والاحتلال هو الاحتلال إن كان من عدو أو أخ أو صديق ، لكن وفي عصر التفاوض ووجود القطب الواحد في العالم الآن ، والعلاقات السياسية بين الدول في العصر الحديث فقد انتفت كل المبررات لطروحات الثورجية ومحترفي الجريمة المنظمة بـ ( مقاومتهم الشريفة ) التي وجهوها لابادة وقتل العراقيين بحجة مقاومة المحتل . فالعراق وقع بدون خيار من شعبه تحت نير احتلال مشرعن من قبل المجتمع الدولي وبقرار من مجلس الأمن الدولي فما العمل؟ ، وقد قبلت الولايات المتحدة بانسحاب كامل للعام 2011 بعد مفاوضات طويلة ومعقدة بعد انسحاب ابتدائي لمعسكرات داخل العراق في الشهور الستة الأولى من عام 2009 .
وللحديث عن مغزى اتفاقية سحب القوات من العراق تظهر أمامنا موجبات عدة لهذه الاتفاقية يقع في مقدمتها :
1 – تحرير الإرادة السياسية العراقية حيث أعطى قرار مجلس الأمن الدولي الوصاية على العراق من قبل الدولة المحتلة أمريكا بموجب قرار مجلس الامن الدولي المرقم  1483 في 2003. ، وترك العديد من قراراتها تقع ضمن توجه خط المحتلين وتصرفات قادتهم العسكريين وقواتهم المحتلة للوطن العراقي . حيث تنظم الاتفاقية الوجود المؤقت للقوات الأمريكية حتى عام انسحابها الكامل 2011 وأنشطتها فيه بموجب القوانين والأعراف العراقية ودون أي انتهاك من قبل القوات التي ستصبح صديقة بعد تنفيذ الاتفاق ووفق السيادة العراقية ودون المساس بها وبالدستور العراقي .
2 – حماية الأمن الوطني العراقي باعتماد كامل على القوات المسلحة العراقية والشرطة الوطنية وذلك بتعاون مبرمج بين الحكومات المحلية في المحافظات أو الأقاليم العراقية كون التعامل المباشر بين قوات الأمن العراقية والمواطنين يزيل حالة التشنج والتربص التي كانت قائمة بين المواطن والجندي المحتل لغياب وسيلة التفاهم بين الطرفين . ولكي يتحمل العراقيون مسؤولياتهم بأنفسهم . وعدم قيام الاعتقال الكيفي من قبل القوات المحتلة أو القيام بمداهمات وهجمات من قبل القوات الأجنبية .
3 – توفر الاتفاقية تعاونا في مجالات عدة منها العسكرية لمحاربة الإرهاب المتفشي في العراق ، ونظم اتفاق ستراتيجي طويل الأمد لتنظيم التعاون في المجال الاقتصادي والصحي والتعليم والتجارة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية .والمؤهلات الكافية لدعم مساعی العراق فی توسیع صادراته النفطیة و تطویر علاقاته مع الولایات المتحدة ، و أن یساعد العراق علی ظهور جیل جدید من العراقیین المتعلمین. فالعراق بحاجة إلی الدعم الأمنی و ضمان أمواله ومدخراته فی نيويورك و هو أیضاً بحاجة إلی فرص جیدة للتعلیم و التبادل الثقافی، و إلی الدعم علی المستوی الدبلوماسی، و إلی إتفاقات تجاریة .
4 – سيخرج الاتفاق العراق من تحت طائلة البند السابع كون العراق الآن لا يشكل أي تهديد للدول المجاورة والعالم وإلغاء قرارات الأمم المتحدة بخصوص عملية تحري الكويت والتي ابتدأت بالقرار 661  التي انتقصت من سيادة العراق وجعلته رهينا للحصار الاقتصادي والسياسي وفرق التفتيش الدولية وكان من أهم القرارات القرار 665  في 25 آب / أغسطس القاضي باستعمال القوة ضد العراق لإخراجه من الكويت والقرار 678 القاضي ببدء عمليات تحرير الكويت . وأهم مواد الفصل السابع هذا هي ثلاث; وهي المواد 39 و 41 و ,42 فما فحوى هذه المواد نصاً ومعنى?‏‏‏
- المادة 39: (يقرر مجلس الأمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخلال به, أو كان ما وقع عملاً من أعمال العدوان, ويقدم في ذلك توصياته, أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقاً لأحكام المادتين 41 و 42 لحفظ السلم والأمن الدولي, أو إعادته إلى نصابه).‏‏‏
- المادة 41: (لمجلس الأمن أن يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته, وله أن يطلب إلى أعضاء الأمم المتحدة تطبيق هذه التدابير, ويجوز أن يكون من بينها وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية, وغيرها من وسائل المواصلات وقفاً جزئياً أو كلياً وقطع العلاقات الدبلوماسية).‏‏‏
- المادة 42: (إذا رأى مجلس الأمن أن التدابير المنصوص عليها في المادة 41 لا تفي بالغرض, أو ثبت أنها لم تف به, جاز له أن يتخذ بطريق القوات الجوية والبحرية والبرية من الأعمال ما يلزم لحفظ السلم والأمن الدولي أو لإعادته إلى نصابه. ويجوز أن تتناول هذه الأعمال المظاهرات والحصر (أي الحصار) والعمليات الأخرى بطريق القوات الجوية أو البحرية أو البرية التابعة لأعضاء الأمم المتحدة).‏‏‏
والخروج من طائلة البند السابع سيحافظ على أموال العراق في الخارج وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث سيكون لفيتو الرئيس الأمريكي دور في ذلك ،ومساعدة الدولة الحليفة في ملاحقة الأموال العراقية في الخارج . وقد رجح وزير خارجية العراق زيباري "موافقة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي على رفع اسم العراق من البند السابع، وتوفير الحماية الكاملة للأموال العراقية في المصارف العالمية". بعد زيارة المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة زلماي خليل زاده إلى العراق، تهدف إلى إيجاد موقف موحد بين الطرفين لإصدار قرار جديد في مجلس الأمن الدولي، بشان الإجراءات التي سيتم اتخاذها حول رفع العراق من البند السابع".
كذلك يعطي للجانب العراقي نوعا من الاطمئنان حول نهاية الدور الرئيسي لقوات الاحتلال في المداهمات والتفتيش والتجاوز على المواطنين العراقيين لاختلال التوازن في العلاقة بين الجانبين قوات الاحتلال والشعب العراقي . وعدم السماح للقوات المحتلة بأي عمل امني ما لم تكون هناك موافقة وطلب قضائي عراقي .
لذا فالموافقة على الاتفاقية أزالت قلقا عراقيا مشروعا فيما إذا تم انسحاب مفاجئ للقوات الأمريكية وبالتالي سيقع العراق الذي لم تنضج فيه للان العملية الديمقراطية ضحية لأحد أمور عدة يمكن أن تحصل وتتلخص في خروج المجاميع المسلحة المهيأة من مكامنها من ازلام النظام البائد وإمكانية سيطرتها على بعض المدن واعتبار سكانها رهائن لديهم ، أو احتلال مدن معينة وتقسيم العراق أو وقوعه في أتون حرب أهلية . مضافا لكل ذلك مطامع دول الجوار التي تريد أن يكون هناك عراقا هشا ضعيفا في مقابل إمكانياتها الاقتصادية السكانية والسياسية أو لمطامع إقليمية للبعض الأخر منها كتركيا وإيران .
والتوقيع على المعاهدة لا يخلو من هاجس الإخلال ببعض بنودها من قبل الطرف الأمريكي ، نظرا لعدم توافر ضمانات دولية في الاتفاق لكن تبقى مسالة العلاقة بين الطرفين ضمن قوة وسيطرة الحكومة العراقية على الأمن الداخلي وعدم تهاونها في معالجة الأمور المستجدة لعدم إعطاء أي مبرر للقوات المحتلة للتدخل في الشأن الداخلي العراقي ، وتضامن وتكاتف كل المسئولين العراقيين المعنيين ببناء الدولة العراقية ، والابتعاد عن المحاصصة في كل شئ وخاصة في بناء القوات المسلحة وإدارة الملف الأمني بجدارة كبيرة  واحترام كل طرف سياسي للطرف الآخر لا كما يحصل الآن من ملاسنات بين الحكومة الاتحادية والطرف الكردي خاصة على( النفط ، الورادات ، شراء السلاح ، الأمور الدفاعية والخارجية و احترام سلطة المركز ) .
ما حصل من تجاذبات قبل وإثناء التوقيع على الاتفاقية :
لو حللنا ما حصل من تجاذبات من قبل أطراف سياسية عدة دخلت على فغلة من الزمن للعملية السياسية الجديدة وبعد سقوط النظام وبدفع من راعيها الأمريكي الاول لرأينا إن هناك أطراف عدة تضع رجلا داخل مربع العملية السياسية والأخرى خارجها بغية تخريب العملية السياسية وتنفيذ أجندات خارجية لها مصلحة في تنفيذها .
خاصة إن هذه الأطراف تمثل البعث الجديد الذي اندس بعد سقوط سلطته بين أحزاب وتيارات دينية وسياسية معينة وتقف جبهة التوافق وجبهة الحوار الوطني لصاحبها صالح المطلك والتيار الصدري وحزب الفضيلة على قمة الهرم البعثي ، وما طروحات جبهة التوافق والحوار الوطني وأطراف أخرى كانت مساندة لها عند بدء التصويت على  اتفاق سحب القوات إلا مثل على انتهاز الفرصة السانحة لابتزاز الحكومة العراقية والمطالبة بإلغاء منجزين مهمين هما المحكمة الجنائية التي تحاكم سدنة النظام الفاشي وقانون المساءلة والعدالة . وأفادت وکالة أنباء فارس بأن مصدرا مقربا من جبهة التوافق و هو أيضا مسؤول فی الدولة ، قال إن قادة التوافق و جبهة الحوار ، کانوا على اتصال مستمر مع السفیر الامریکی رایان کروکر و دبلوماسیین معاونین له ، بشان الاتفاقیة الأمنية ، و أعطوا تاکیدات لهم ، بأنهم سیمررون الاتفاقیة الأمنية فی اللحظات الأخيرة ، و لن یسمحوا بسقوطها فی التصویت وأضاف المصدر : "لقد اتصل الشیخ خلف العلیان و اکثر من مسؤول من جبهة التوافق مساء الثلاثاء ، بأرکان السفارة الامریکیة من العاملین على ملف الاتفاقیة الأمنية ، و بینهم السفیر رایان کروکر ، و اکدوا لهم إن الجبهة سوف تخبر السید نوری المالکی و بقیة قادة الائتلاف ، بأنها سوف تمتنع عن التصویت الأربعاء لصالح الاتفاقیة ، ما لم تلب مجموعة من الشروط ، التی أطلقوا علیها وثیقة الإصلاح السیاسی ، و عددوا لهم أهم تلك الشروط" .
 وأضاف المصدر : "إن الاکراد ، کانوا أيضا على علم کامل بان جبهة التوافق سوف تصوت إلى جانب الاتفاقیة ، و قد اخبرهم السفیر رایان کروکر بذلك شخصیا خلال اتصالاته معهم ، و ابلغهم بأن خلف العلیان قد اکد للمسؤولین و أعضاء الکونغرس فی زیارته الأخيرة إلى واشنطن ، بان الجبهة ستکون إلى جانب الاتفاقیة الأمنية و ستعمل على أن تمرر فی مجلس النواب . لکن الاکراد لم یخبروا حلفاءهم فی الائتلاف بهذا الوعد الذی قطعته جبهتا التوافق و الحوار على نفسیهما بتمریر الاتفاقیة"! . . . بينما اتخذ التيار الصدري وحزب الفضيلة جانب المعارضة حسب تقسيم الأدوار لكل طرف في المعادلة البعثية وتم التركيز على دور التيار الصدري في التشويش بطريقة غوغائية طفولية . وكان من المؤمل أن يحضر الطرفان التيار الصدري والفضيلة المؤتمر الذي عقد في بيروت يومي 28 و 29 من شهر نوفمبر / تشرين ثاني 2008  بقيادة خير الدين حسيب وجواد الخالصي ، الذي يحمل اسم "مؤتمر وطني عراقي للتحرير والديموقراطية"وضمت اللجنة التحضيرية احمد الحبوبي, اديب الجادر, جعفر ضياء جعفر, خير الدين حسيب, عبدالامير الانباري, عبد الحسن زلزلة, هيفاء زنكنة ووليد خدوري. وأن الدعوة قد وجهت أيضا للمشاركة في هذا المؤتمر إلى هيئة علماء المسلمين التي يتزعمها الشيخ حارث الضاري وحزب البعث بجناحيه ( الدوري والأحمد) وأيضا إلى التيار الصدري وحزب الفضيلة الإسلامي وأطراف أخرى  . يذكر إن الشيخ حسن الزركاني مسؤول العلاقات الخارجية في التيار الصدري او ما يسمى بوزير خارجية مقتدى الصدر الذي كان يعيش في بيروت مثل التيار الصدري في ندوة بيروت " مستقبل العراق " . 4/8/2005 وكان يجلس مباشرة جنب ممثل حزب البعث ( حسن هاشم الدليمي ) .
 ومنسق المؤتمر الذي كان ممثلا لوزارة التجارة العراقية وابن خالة وزير التجارة عبد الفلاح السوداني، ووكيله الذي يعقد الصفقات التجارية في الخارج البروفيسور المزيف هيثم الناهي والذي تبنى الحل العسكري لإسقاط الحكومة المنتخبة ديمقراطيا وإعادة البعث للسلطة لكن حركة الطائرات منعتهم من حضور المؤتمر .
من كل هذا يتبين إن هناك نشاطات بعثية من أطراف عدة حاولت بشتى الطرق عرقلة التوقيع على الاتفاقية وترك العراق تحت نير الاحتلال الأجنبي ، أو في مهب الريح في حالة خروج القوات الأجنبية ليكون صومالا ثانيا يسمح فيه الوضع المتأزم لتدخل قوى إقليمية او هيمنة قوى الإرهاب المحلية وجموع اللصوص وقطاع الطرق الذين نموا وترعرعوا زمن الدكتاتورية وأطلق النظام الفاشي سراحهم قبل أيام من سقوطه المشين ليعيثوا في العراق فسادا خلال سنين الاحتلال ويطوروا طرق وأساليب جرائمهم بالتعاون والتنسيق مع ازلام النظام الفاشئ السابق .
ننتظر أن يكون هناك تعاونا جادا وملحوظا من قبل كافة الأطراف المشاركة بالعملية السياسية الحالية ، ونقول لكل الخائبين والطامعين والمتمنين بعودة حزبهم الفاشي الأسود : أنهم يحصدون الريح وستكون فوهات بنادق أولاد الملحة من أبناء العراق النشامى موجهة نحو صدور كل من تسول له نفسه أن يدوس لطرف من العراقيين من ازلام نظامهم المنهار ، فالبعث قد ولى زمنه ، وسيكون لكل حادث حديث .

   * المحاضرة التي تم استضافة الكاتب فيها على غرفة البالتاك ( غرفة ينابيع للأنصار الشيوعيين )

                 www.alsaymar.org


35
هل ستكون مداولات اللحظة الأخيرة لاتفاقية سحب القوات من العراق كسبا سياسيا لبعض الأطراف السياسية التي كانت ضمن الداعمين للإرهاب ؟؟!

وداد فاخر*

أفرزت المداولات السياسية بين الأطراف المتحالفة في العراق ( الجديد ) من قومية وطائفية وبعثو – إرهابية كانت حتى مدى قريب تزايد على ما تسميه بـ ( المقاومة الشريفة ) . وقد استغلت هذه القوى الأخيرة الظرف السياسي العراقي الحالي لفرض سياسة الأمر الواقع بطرح العديد من مطالبها الغير مشروعة والتي تدعم بشكل كبير الإرهاب الجاري في العراق والدليل على ذلك ما طرحته على لسان قادتها البارزين إن كان داخل مجلس الرئاسة الملغوم بالأفكار والطروحات البعثية أو داخل البرلمان العجيب التشكيلة بشروطها التي تصب في صالح الإرهاب والإرهابيين، وذلك بإطلاق سراح المعتقلين في السجون العراقية والأمريكية ( ممن لم توجه لهم تهمة ) كما يدعي الطرف البعثو – إرهابي ممن يشارك الآن في العملية السياسية بينما ظهر بين سجناء سجن كوبر في الفترة الأخيرة مجرم زور اسمه واكتشف انه من اكبر واعتى الذباحين . كذلك كانت هناك محاولات تبناها نفس الطرف السياسي بعرقلة الاتفاق على معاهدة سحب القوات من العراق  بواسطة طرح غريب جدا وهو إجراء استفتاء من قبل الشعب العراقي على المعاهدة العراقية – الأمريكية بما تتضمنه من تحضير وتنظيم وتهيئة للاستفتاء والتي تكلف الميزانية العراقية أموالا طائلة ووقت لا يعلمه إلا الله للتصويت عليها مما يترك العراق في مهب الريح ويجعله يقع تحت طائلة تمديد فترة تخويل القوات الدولية من قبل مجلس الأمن الدولي وهو بالضبط ما يريده الطرف الداعم بالخفاء للإرهاب في العراق بغية عرقلة تطوير العملية الديمقراطية وإظهار عجز المسؤولين عنها من الأحزاب التي تقود السلطة حاليا .
وأكثر ما نخاف منه أن تستجيب القوى السياسية التي تقود السلطة للضغوط التي جرت من قبل هذه القوى وتقديم تنازلات للطرف الآخر الطامع في كل شئ والذي يريد أن يعوض ما فقده بعد سقوط سلطتهم الفاشية التي دعموها أيام هيمنتها بكل ما يملكون من قوة وعزم للحفاظ على قيادتهم للحكومة خوفا من زعزعتها ، أو محاولة إفشال عملها وبالتالي طرح قضية سحب الثقه عنها داخل مجلس النواب .
ننتظر من القيادة العراقية مجتمعة أن لا تفرط بما حصلت عليه الأكثرية من الشعب العراقي من مكاسب بعد سقوط سلطة الغدر والجريمة يوم 9 نيسان 2003 وأن لا تعود بنا القهقري للوراء فثمة جرس للإنذار يدق طويلا أن احذروا الغادرين .


      * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
 
              www.alsaymar.org


36
حذار من توسيع شقة الخلاف بين أطراف التحالف الوطني فسقوط ثورة تموز جلبت المآسي والويلات للشعب العراقي

وداد فاخر *

يلاحظ في الآونة الأخيرة تصعيد في العلاقة المتشنجة بين أطراف التحالف الوطني العراقي الذي يقود العراق وفق المحاصصة القومية والطائفية بعد سقوط نظام الفاشست القتلة في 9 نيسان 2003 . حيث سببت العديد من التصرفات الغريبة للأحزاب الكردية المهيمنة على مقاليد الأمور في كردستان العراق غضب وحنق ليس فقط الحكومة الاتحادية في بغداد وإنما حتى الشارع العراقي الذي يشعر بان هناك تسارع في بعض الخطوات الخارجة عن أصول وتنظيم النظام الاتحادي المعروف دوليا حيث يكون للمركز وهو الحكومة الاتحادية الدور الرئيسي في قضايا الدفاع والمالية والأمن والشؤون الخارجية والسيطرة على الثروات الوطنية . لكن ما يحصل في كردستان العراق ينافي في معظمه القانون الاتحادي ويصب في خانة التصرف الانفصالي خاصة في فتح الحدود العراقية الشمالية بعيدا عن سلطة وهيمنة الدولة العراقية ،والتصرف بأموال الدولة ومواردها من دون الرجوع للمركز مضافا لكل ذلك ما حصل عليه الطرف الكردي من حصة تفوق النسبة الحقيقية من ميزانية الدولة الاتحادية . فلا يعقل أن يتم تخصيص حصة من ميزانية الدولة على طريقة ( وهب الأمير ما لا يملك ) من قبل الأطراف السياسية لإرضاء الطرف الكردي ووفق توافقات سياسية جرى الاتفاق عليها مسبقا وعلى طريقة ( شيلني واشيلك ) تفوق ما تحصل عليه البصرة صاحبة الحق الشرعي في ثروتها النفطية لأطراف سياسية بغية كسب رضاها من نفط وعرق أهل البصرة التي تعاني من التخلف والإرهاب وهيمنة الأحزاب الطائفية ، وهي بحق قسمة ضيزى !! .
وكيف يحق لإقليم يقع ضمن دولة أن يقيم علاقات دبلوماسية ويعين ممثلين له في الأمم المتحدة وبعض دول العالم في طريقة ازدواجية لتواجد سفراء ودبلوماسيين عراقيين في تلك الدول ؟؟! . فالجميع يعرف أن هناك أعداد كبيرة من الدول الفيدرالية ويقع في مقدمتها الولايات المتحدة والهند وسويسرا وألمانيا والنمسا والإمارات العربية المتحدة لكن ليس لأي من تلك الدول ممثلين لواحد من ولاياتها المعروفة لا في الأمم المتحدة ولا في أي من دول العالم سوى ممثل الدولة الاتحادية .
كذلك لم نسمع عن عبارة جديدة وغريبة تتردد على لسان الإخوة الأكراد ضمن الوطن الواحد وهي عبارة ( أراض متنازع عليها ) فالنزاع على أراض يقع بين دولتين متجاورتين وليس داخل الوطن الواحد على طريقة هذه لي وهذه لك فالوطن العراقي وحدة متكاملة لا تقبل القسمة على أي رقم رضي الطرف الآخر أم لم يرض فهذا هو قرار العراقيين وحدهم وهم من يقرر ذلك الأمر وليس وفق مزاج ورغبات أحزاب سياسية توارثت السلطة في زمن الديمقراطية .
ومن حق أي دولة أن تكون المسيطرة على حدودها وأجوائها فلم يعرف عن حرس حدود أن منع الدولة من تحريك قواتها والحفاظ على أمنها وسلامة مواطنيها كما يحصل الآن من قصف لأراض عراقية وبصورة مستمرة وخرق دولي واضح للحدود العراقية من قبل الحكومتين التركية والإيرانية . فلو كان هناك جيش الدولة لما تجرأ جندي واحد لاجتياز الحدود لكن في الوضع الحالي فالحدود العراقية الشمالية مباحة لكل من هب ودب من جيوش وأحزاب أجنبية وغيرها .
وخلق رئاسة لإقليم مع رئاسة وزراء يثير الكثير من التساؤل فالعراق الآن فيه رئيسين كذلك فيه رئيسي وزراء وإذا تم والحمد لله كما يطمع ويريد النائب وائل عبد اللطيف بتشكيل إقليم البصرة على علاتة والمساوئ الموجودة في الوضع البصري فسيكون لدينا رئيس ورئيس وزراء ثالث ، وهكذا في حالة تشكيل أي إقليم آخر فهل يعقل أن يكون هناك عدة رؤساء ورؤساء وزارات في دولة واحدة ؟! .
ما أتحدث عنه هو الحقيقة المرة بعينها وما يحصل من تنابز وتشاحن يعيدنا لأجواء ما قبل انقلاب 8 شباط الأسود عام 1963 عندما اشتد الخلاف بين القيادة الكردية والحكومة العراقية برئاسة الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم ، ووصل الأمر لحد إشهار السلاح بوجه الحكومة في ثورة أيلول 1961 ، ومن ثم تصاعد الموقف إلى حد أن تحالفت القيادة الكردية مع البعثيين وحلفائهم القوميين ضد قيادة ثورة 14 تموز وكانت أول برقية تصل لحكومة الانقلاب الفاشي يوم 8 شباط 1963 من القيادة الكردية والتي كانت مثل حد السيف لحلفاء الأكراد الحقيقيين والمدافعين عن حقوقهم وهم الشيوعيين العراقيين الذين ذبحوا بدون رحمة من قبل الانقلابيين القتلة وتحت بصر ونظر الإخوة الأكراد. وشارك الأكراد في حكومة الانقلابيين الفاشست وكانوا بعد ذلك ضمن الوفد الرسمي الذي ذهب للقاهرة لمحادثات الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا البعث والعراق البعثي وكانت المجموعة الكردية ضمن الوفد العراقي برئاسة السيد جلال طالباني رئيس الجمهورية الحالي ، والتي أنتجت العلم ذو الثلاث نجوم البعثي العروبي وبمباركة كردية.
صراحة نحن نخاف على العراق من ردة كردة 8 شباط فرقاب العراقيين قد تعبت من القتل والذبح والتهجير وعلى الجميع حكومة وأحزابا أن يفكروا جديا بالشعب العراقي المظلوم من جنوبه حتى شماله بعيدا عن عرض العضلات وإبراز مكامن القوة ، والتفكير بجدية بإشراك القوى الديمقراطية التي همشوها عن طريق وضع نخبهم وقياداتهم الحزبية في جميع مفاصل الدولة العراقية فجميع المناضلين لهم الحق في المشاركة بقيادة العراق ممن قدم الكثير لهذا الوطن وضحى بكل شئ إن كان بماله أو شبابه أو بشهدائه . فليس من المعقول أن يتجاوز أشخاص بدون ماض نضالي أو سياسي على آلاف المناضلين الذي قبعوا في سجون الدكتاتوريات المتعاقبة وقاسوا من الهجرة والتهجير ليتسنم مقاعد الدولة ومجلس نوابها العديد من النكرات التي قدمتهم الأحزاب القومية والطائفية مجتمعة ودون تمييز والعديد منهم كان ضمن طاقم النظام الفاشي المقبور .
وبصراحة متناهية فنحن جميعا نحتاج لمصارحة ومكاشفة علنية وبصوت عال دون خوف من هذا الطرف السياسي أو ذاك فالأمر كما يبدو خرج كثيرا عن حده ، وتقاسم الكعكعة العراقية بين أطراف متحالفة يثير الحزن والشجن بعد أن بلغ السيل الزبى كما يقال وأصبح العراقي يعيش التمنيات وأحلام اليقظة عن الكهرباء والماء والخدمات البلدية وسط كم هائل من اللصوص والمنتفعين والانتهازيين والدجالين .

آخر المطاف : قيل : أربعــة لا يخلو منهــا جــاهل: قول بلا معنى، وفعل بلا جدوى، وخصومة بلا طــائل، ومنــاظرة بلا حــاصل .


        *   شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

                 www.alsaymar.org
 



37
لمن تسمى بعديد نصار : من صفعه البسطال الأمريكي قياداتكم البعثية ( العروبية ) وستظل هامة الطبقة العاملة العراقية شامخة للأعالي

     وداد فاخر *

ليس بمستغرب لعامل مثلي يتشرف بطبقته العاملة العراقية والتي تربى بين أحضانها وضحى بكل شئ من اجلها أن يتلقى رسالة تافهة من بعثي عروبي مشبع بمفاهيم الإرهاب ومقولاتهم التي تحاول التطاول على الطبقة العاملة العالمية عموما والعراقية خاصة التي وقفت دائما بوجه الدكتاتوريين والطغاة ولقنتهم دروسا لن ينسوها . ومن صفعه البسطال الأمريكي وأدمى وجهه هو البعث العروبي وحلفائه من دعاة الإرهاب الاسلاموي الذين تربوا وترعرعوا تحت رعاية إدارة المخابرات الأمريكية CIA في أفغانستان . وعندما تقاتل الطبقة العاملة أعدائها الطبقيين فإنها تقاتلهم بكل شجاعة ورجولة الإبطال ووجها لوجه ومن دون لثام وتشهد على ذلك ذرى كردستان العراق الأشم عندما وقف صناديد الطبقة العاملة العراقية من الأنصار الشيوعيين بكل فخر واعتزاز ومن دون التخفي خلف لثام المخدرات مقاتلين عدوهم الطبقي من الفاشست العنصريين ازلام البعث وحلفائهم من الجحوش الكورد والعرب وخلفهم كل الخيرين من أبناء العراق الشرفاء الذين قاتلوا بكل شجاعة وإباء جيوش الفاشية وجنرالاتها لا كما يفعل ( أبطالك ) أيها الإرهابي المقنع باسم (عديد نصار ) عندما يفجرون أنفسهم وسط العراقيين الآمنين ويسلطون حقدهم الأعمى على بسطاء الناس وفقرائهم خاصة تجمعات عمال البناء الذين لا يجدون قوت يومهم إلا عند وجود عمل يومي لهم ليهاجمهم الإرهابيون بسياراتهم المفخخة أو كلابهم المسعورة المفخخة ليتركوا خلفهم أطفالهم يتامى ونسائهم أرامل وآبائهم وأمهاتهم ثكلى .
ومن جلب الأمريكان لاحتلال العراق ومن قبل للتمركز في باقي دول الخليج هو حزبكم الفاشي بحروبه العدوانية الكارثية في المنطقة التي كانت خير وسيلة لعودة الاحتلال وبقاء المحتلين ، وألا أين كان جنرالاتكم وقائدهم ( الضرورة ) يوم دخلت دبابتان فقط في ساحة الفردوس ؟، ولم تشتت شمل قائدكم وابنيه وعصابته التي كانت تسيطر بقوة النار والحديد على العراقيين العزل ليختفي ( القائد البطل ) في جحر للفئران ؟! . أسئلة عديدة ومشروعة عليك أن تجيب عليها بشجاعة وعلى صفحات المواقع العراقية لو كنت تملك ذرة من شجاعة الرجال وإبائهم ورجولتهم دون التخفي خلف اسم وهمي وعنوان وهمي ، كونك من تصديت برسالتك التالية المملوءة حقدا وكراهية على العراقيين وطبقتهم العاملة العراقية التي اتخذتها كوسيلة لذر الرماد في العيون ودبجت رسالتك للتخفي خلفها أيها الإرهابي البعثي للنخاع مع سبق الإصرار . وهذا هو نص رسالتك التي وصلتني عندما فار الدم وغلا في عروقك وشرايينك عند قراءتك للبحث الذي كتبته عن الإرهاب والذي يقع على الرابط التالي : الضربة التأديبية على وكر الدبابير في البو كمال .. الرد القاتل
 http://www.alsaymar.org/my%20articels/12112008myarticle40.htm .
وهذا نص رسالتك مع ما تحويه من أخطاء التي وصلتني من موقع الحوار المتمدن :
                     من: عديد نصار
للرد نرجو استخدام البريد الكتروني
adeednassar.12@hotmail.com
لست أدري كيف لم تشعر بذلك الحذاء المدمى يصفعك و هو يقول إنه حذاء عامل و ليس حذاء إرهابي ..
نظّر ما شئت للإرهاب الأمريكي .. و لكن .. سيظل ذلك الحذاء المدمى يلاحق أمثالك و أسيادك إلى أن تحين لحظة الحسم .. لحظة انقضاض العمال على المجرمين و الاجهاز عليهم ..
ليس كالامبريالية الامريكية صانع للإرهاب ، حتى ذلك الارهاب المتلفع بالاسلام صنعته أمريكا.. و لا يهم ما تروجون أو تنشطون فيه .. فالحقيقة لا يمكن إخفاؤها بمئات المقالات و الحذاء المدمى نفسه ، لم يختلف من الفيتنام إلى أمريكا اللاتينية إلى لبنان إلى العراق و فلسطين ..
...........................
وقد نقلت نص رسالتك لأخبر القارئ الكريم عن مدى ضحالة تفكير الإرهابيين الذين يتلبسون بلباس المناضلين ويخلطون ما يحصل من قتل وتدمير للعراقيين الأبرياء بنضال الشعب الفيتنامي البطل أو أي من شعوب أمريكا اللاتينية . فقد قاتل الفيتناميون بشجاعة اليانكي الأمريكي واجبروه على الهروب من فيتنام ولكن إمعاتكم التي تتقاطر قادمة من بلدان العروبة لم تقاتل أمريكيا واحدا بل تتوجه مباشرة للشعب الأعزل الآمن في داخل الأسواق والمدارس والجامعات . فمن فجر نفسه وسط مواطني مدينة الحلة من الكلاب المفخخة هل قتل الجنود الأمريكان أم مواطني شعبنا الأعزل ؟، وكذلك من يفعل ذلك العمل الإجرامي بصورة دورية في أي مدينة عراقية وخاصة التجمعات الشيعية الفقيرة ؟؟! .
دلني أيها ( الصنديد ) على عملية جرى فيها اقتحام معسكر أمريكي ، أو التصدي لقوات الاحتلال حتى تقول لي ( لا يهم ماتروجون أو تنشطون فيه ) ؟! ، ثم اطلب من
( مقاوميك الأبطال ) أن يخلعوا لثام المخدرات ليظهروا أمام الناس هم وقائدهم الذي يتخفى خلف ألف لثام المدعو بـ ( البغدادي ) كي نرى ردة فعل الجماهير العراقية المبتلية بداء الإرهاب ؟ .
ثم قل لي أيها ( البطل ) من قتلت سيارة احد ( مقاوميكم الشرفاء جدا ) قبل أربعة أيام في منطقة الكسرة ببغداد ، ثم ثنى ( مقاوم شريف ) آخر بعد اجتماع الناس لإغاثة الجرحى ولم أشلاء الشهداء ليفجر جثته العفنة هو الآخر وسطهم ، الم يكونوا طلبة من طلبة الجامعات العراقية وقسم كبير منهم من طلبة معهد الفنون الجميلة كانوا يتناولون طعام إفطارهم في احد المطاعم ؟؟! .
لكن كيف نستطيع أن نضع قلبا نظيفا في صدر إرهابي أعمته دعاية حركة القاعدة وسخرته أموال العراقيين المنهوبة من قبل ازلام وشراذم البعث الفاشي المتحالف مع اراذل القاعدة الإرهابيين .
والشئ بالشئ يذكر كون أي إرهابي يحاول أن يبرز لنفسه شهادة حسن سلوك وخاصة إرهابيو البعث الذي جندوا كل طاقاتهم ووظفوها في سبيل عودة نظامهم الفاشي الذي ولى من غير رجعة . فرغم وجود مستمسكات وأدلة ثبوتية عليهم وعلى مشاركتهم في النشاطات الإرهابية التي تحدثت عنها في بحثي السالف الذكر ، وهم يعيشون بعيدا عن المعمعة التي تدور داخل العراق فإنهم يخططون لمواصلة أعمالهم الإجرامية من خارج العراق لتقتيل اكبر عدد من العراقيين . لذا قال احدهم وهو بعثي مشارك في مد الإرهاب بطرق شتى إن كان عن طريق مباشر كما ذكرت في تهريب السيارات التي تم تفجيرها في العراق ، أو عن طريق جمع الأموال ، او مشاركته في تسهيل سفر إرهابي تعاد محاكمته الآن في بلد أوربي  للعراق لمرتين ، أو عن طريق الدعاية المضادة ضد العراق الجديد أو بواسطة التظاهر مع من تبقى من أعوانهم وبمساعدة بعض الشواذ من الأوربيين وسط أوربا يقول لي شخصيا ووجها لوجه ( ليش تكرهني ؟! ) ، متناسيا إن كرهنا لهم نابع من حبنا وحرصنا على سلامة وامن أهلنا ووطننا وسوف نلاحقه وباقي أفراد عصابته ممن شارك بجمع الأموال وخاصة مبلغ العشرة يورو ، أو من جمع الملايين من عملة اليورو باسم أطفال العراق في وسط بلدان أوربا الغربية ، إلى أن يتم تقديمهم لمحكمة عراقية داخل العراق بعد أن يستكمل تجهيز الملفات القضائية التي يجري تنظيمها لأجل تسليمهم للقضاء العراقي بواسطة الانتربول الدولي أو أن يتم استضافتهم في معسكر غوانتينامو من قبل حلفائهم السابقين من الأمريكان الذين يعرفون كل حركاتهم وسكناتهم ، فنحن أنداد لهم مهما فعلوا من تهديد ووعيد ، أو حاولوا التقرب منا بأي طريقة كانت فلن ينفعهم ذلك في شئ أبدا وسوف يكون لكل حادث حديث وعلى الباغي تدور الدوائر ، وأعلن براءتي هنا من كل شخص حتى ولو كان من اقرب الناس لي ، أو احد أصدقائي ممن كانت
أو ستكون له صلة بهذا الإرهابي الذي تساءل منكرا دوره الإرهابي القذر عما إذا كنت اكرهه  .
فالصراع هو صراع عقائدي بحت متواصل ولن يستكين أبدا كونه صراع بين قوى الخير والشر ، أي بين شرفاء العراقيين وخاصة من قبل طليعة الشعب العراقي من أبناء الطبقة العاملة العراقية ، وبين من اغتصبوا حقوقهم وشاركوا في قتل أحبتهم وقبروهم في مقابر البعث الجماعية ، ثم لم يكتفوا بكل ما فعلوه من جرائم وموبقات ليستمروا في تقتيل أهلنا وأحبتنا بسياراتهم وكلابهم المفخخة ، وسيكون هناك أكثر من ( سايمون فازينتال ) واحد يطاردكم كما طارد ( فازينتال ) الفاشيين وسلمهم للقضاء العادل .

      *  ناشط في مجال مكافحة الإرهاب

           www.alsaymar.org

38
الضربة التأديبية على وكر الدبابير في البو كمال .. الرد القاتل

وداد فاخر *

المقدمة :

الحديث عن ضربات تأديبية للمجاميع الإرهابية يأتي الآن متأخرا جدا كون الحقيقة التي يجب أن تقال بان الأمريكان كان عليهم في أول بداية نمو ونشاط الإرهاب القاعدي في العراق توجيه ضربات تأديبية موجعة لتجمعات الإرهاب خاصة على الحدود العراقية – السورية حيث تشكلت أول الأمر نواتات لمجاميع إرهابية تقدم الدعم المالي واللوجستي وتوفر الأدلاء للمجاميع الإرهابية القادمة لنشر ثقافة الموت داخل ربوع ارض الرافدين من دول الجوار أولا ، ومن ثم من بعض دول المغرب العربي التي حطمت كل تطلعاتهم لمستقبل سعيد مدن بيوت الصفيح التي يخيم عليها الفقر والجوع والعري فجاءوا يبحثون عن بديل لحياتهم التعيسة راضين بما جاد به تجار الموت من الوهابيين المتاسلمين بقطع تذكرة للذهاب للجنة ، ومثلهم بعض الجياع اليمنيين ، والباحثين عن ثقافة الموت من الوهابيين القادمين بدفع من فتاوى علماء السعودية ومحميات الخليج الأمريكية . وكذلك ضرب تجمعات ومعسكرات فيلق القدس على الحدود العراقية – الإيرانية حيث يتم تدريب عناصر جيش المهدي ( الجهادية ) التي بدا بتشكيلها واشرف عليها عماد مغنية والتي تحدثنا ونبهنا عنها في أول أمر البدء بالتشكيل والتدريب من قبل فيلق القدس الذي يقوده العقيد قاسم سليماني منذ عام 2004 ، وبعض الفنادق داخل العمق الإيراني التي تأوي مجاميع أخرى من قياديي القاعدة ، ومتابعة المجاميع الإرهابية التي تستقر معظمها في البصرة كحزب الله وثار الله التي سيطرت على المراكز التجارية والموانئ في البصرة ، وتهريب النفط والسلاح.
لكن يجب التركيز الآن على بذل اكبر جهد استخباري لملاحقة قيادات الإرهاب المتمركزة داخل أوربا وبعض البلدان العربية وإيران والتي تدعم الإرهاب ماليا وتجند الإرهابيين بعيدا عن أعين رجال المخابرات ، أو عن طريق غض النظر في بعض الدول الأوربية والعربية من خلال اتفاق ضمني بالابتعاد عن القيام بأي عمل إرهابي داخل تلك الدول ، وهو ما يحصل بالضبط في بعض محميات الخليج الفارسي الأمريكية كقطر والإمارات والكويت حيث تتواجد قوى وتجمعات الإرهاب والتي تملك أموال ومواقع الكترونية تحث فيها على الإرهاب بصورة علنية وتنشر وسائل تعليم كيفية صناعة العبوات المتفجرة ونشر بيانات القاعدة والتحريض على قتل الأكراد والشيعة وضم لهم الآن قيادة قوات الصحوات كطرف مناوئ للقاعدة.

صراع الديكه :

تحول الصراع السياسي الخفي بين دول أوربا وخاصة دول وسط أوربا ألمانيا وايطاليا وفرنسا وبعض الشئ النمسا إلى صراع يشبه صراع الديكه المتنافرين ليكون بالتالي ضحية ذلك الصراع الشعب العراقي الذي يجري قتله وتخريب بلده على مر الساعة باسم معاداة الأمريكان التي يرفع شعارها أحزاب وقوى اليسار الأوربي التي تحتضن غلاة البعثيين والبعثو – قاعديين ، وتوفر الملاجئ الآمنة لهم باسم اللجوء حيث يتمركز أمراء للقاعدة في وسط أوربا وقيادات بعثية عسكرية قاعدية توفر كل ما تتطلبه ديمومة عملية الإرهاب في العراق والعالم . فقد تحولت ملايين الدولارات داخل أوربا لكي تكون بؤرا مالية منتجة في مجال اقتصاد السوق بالعمل على تدويرها داخل محلات ومؤسسات وعقارات سجلت باسم أشخاص معينين لم يكونوا قبل تاريخ 9 نيسان 2003 يملكون هذه المبالغ الخيالية الطائلة والمحلات والمطاعم والفنادق وغيرها من الأعمال التجارية المريبة .
والى جانب كل هذا تنشط منظمات إسلامية دولية وهيئات إسلامية وجمعيات اغاثة باسم التبرع لفقراء المسلمين و لدعم أطفال وفقراء العراق وفلسطين لتضخ ملايين الدولارات لمساجد ومراكز إرهابية تتواجد في دول عربية عديدة لتجنيد عشرات الإرهابيين لدفعهم عن طريق الممر السوري ( الآمن ) خصوصا طريق دير الزور والقامشلي للدخول للأراضي العراقية وتنفيذ جرائمهم الإرهابية اليومية ضد العراقيين الآمنين باسم ( مقاومة الاحتلال الأمريكي ) .

عملية قنص الثعلب في دير الزور :

وقد شكلت عملية قنص الثعلب التي قامت بها القوات الأمريكية عبر الحدود العراقية – السورية باستخدام أربع طائرات مروحية للانقضاض على هدف مشخص ومراقب مراقبة دقيقه وبإيعاز من قسم العمليات الخارجية في إدارة المخابرات المركزية الأمريكية CIA بعد أن وفرت لها وزارة الخزانة الأمريكية المعلومات اللازمة عن الإرهابي الملقب بـ ( أبو غادية ) تطورا جديدا في العمليات المضادة للإرهاب وملاحقة الإرهابيين خارج الحدود . ورغم تأكيد أطراف إعلامية عديدة بوجود تنسيق مسبق بين السلطات الأمنية السورية والقوات الأمريكية المحتلة في العراق وهذا ما تؤكده صحة المعلومة التي وصلت للقوات الأمريكية عن تواجد الهدف المقصود في عش الدبابير الذي انقضت عليه القوات الأمريكية وفق خطة معدة مسبقا واستطاعت بكل سهولة إتمام عملية القنص وقتل الهدف المنشود . لكن يبقى السؤال هو عن : مدى نجاح العملية في مجال محاربة الإرهاب مستقبلا والأضرار الناتجة عن هذه العملية الناجحة ؟ .
ونجاح مثل هذه العملية في إصابة الهدف لا يعني نجاحها ستراتيجيا كون الأضرار المستقبلية التي ستنتج عنها هي أكثر من نتائج نجاحها لأسباب عدة وهو رد عملي وشجاع لكنه رد قاتل . وإذا تفحصنا الأمر لظهر لنا خطأ القيام بمثل هذه العملية لاقتناص الإرهابي ( بدران تركي هيشان المزيدي ) على بعد 8 كيلومترات داخل الأراضي السورية ومجموعة من مساعديه وسط أناس آخرين لا نستطيع تسميتهم بالأبرياء كونهم ارتضوا أن يوفروا ملاذا آمنا لمجموعة تقوم بتهريب عشرات الإرهابيين وتقدم لهم دعما ماليا ولوجستيا ، لكن تنفيذ العملية بهذه الطريقة يعود بالضرر نتيجة قتل المتواجدين في نفس المكان من الذين يقال عنهم خطئا ( مواطنين مدنيين ) لان قتلهم في نفس المكان مع المجموعة الإرهابية سيزيد من نقمة البعض من أهاليهم وحنقهم وبالتالي لا يستبعد أن يقدموا عن طريق الثأر لهؤلاء الدعم للإرهابيين أو ينخرطوا في صفوفهم . وكان من الأفضل أن تتم عملية قنص الهدف وفق خطة استخبارية دقيقة عن طريق إعداد مصيدة على طريقة صيد الثعالب ( THE TRAPE ) ، وقنص الهدف أو مجموعته منفردين بواسطة عملاء محترفين ، أو عميل مزدوج .
وقد أكد حقيقة عدم جدوى محاربة الإرهاب بالطريقة الأحادية المتمثلة بالطرق العسكرية المباشرة الرئيس التونسى زين العابدين بن على إذ قال ( إن مكافحة الإرهاب لا يمكن حلها اعتمادا على تعزيز الأمن فقط، بل يجب اتخاذ إجراءات وقائية، وبحاجة إلى تحسين حياة الشعب، وتعميم التعليم والثقافة، ورفع مكانة المرأة والتخلص من الفقر لاستئصال شآفة الإرهاب. وإذا تم الاستناد إلى القوة الفعلية الجبارة، واتخاذ الوسيلة العسكرية عشوائيا، فستكون النتائج التى تتحقق فى مكافحة الإرهاب اقل بكثير).
لذا نلاحظ إن نسبة كبيرة من منفذي العمليات الإرهابية هم من فقراء المدن القادمين للحصول على متع الجنة والحور العين كما صورها لهم جهاز الدعاية الإرهابي بعد أن حرموا منها في حياتهم العادية . ولو أخذنا شمال ووسط سيناء بمصر مثلا التي تلقى الكثير من الإهمال في كافة الخدمات ، وعدم وجود مياه كما إن 40 بالمئة من البدو يعانون من سوء التغذية ( تقرير برنامج الغذاء العالمي ) ولا حق لهم في تملك الأرض ، ونسبة عالية جدا من البطالة لذلك فلا غرابة أن ينحدر معظم المشتبه بهم في تفجيرات سيناء من قبائل فقيرة .
كذلك فإن جميع الإرهابيين القادمين من مدن المغرب العربي انحدروا  من مدن الصفيح الفقيرة جدا وعانوا من الحرمان وسوء المعيشة ويساويهم في الحرمان وشظف العيش الإرهابيين القادمين من اليمن .

خطر بعض المتحولين للإسلام عن طريق الجماعات الدعويه الإرهابية :

وتعتبر أوربا والغرب عموما أكثر البلدان تجييشا وتصديرا للإرهاب لسهولة العمل بين المهاجرين الفقراء القادمين خاصة من دول المغرب العربي وبعض دول جنوب شرق آسيا وتنشط المجاميع الإرهابية التي تجيش الإرهابيين في دول معينة حاليا في تجنيد إرهابيين جدد تحولوا للإسلام حديثا بفعل نشاط القواعد الإرهابية الدعوية في الخارج وأصبحوا بديلا عن المهاجرين مسلمي المولد وأولادهم الذين ولدوا ونشئوا في الغرب . وتكمن فائدة تجنيد المتحولين للإسلام حديثا في عدم كفاية أدوات مكافحة الإرهاب مثل البحث عن الأسماء الإسلامية أو منع الإرهابيين المحتملين من عبور الحدود ودخول البلاد . فهم يعرفون الثقافة المحليّة وممتزجون بها، ولا يُمكن إبعادهم أو طردهم، وفي إمكانهم إخفاء هويتهم الدينية بتفادي الذهاب إلى المساجد، وبعدم الظهور والبروز كمسلمين ، وحتى بشرب الخمر وتعاطي المخدرات كي يظلوا بعيداً عن الأنظار. وينصح دليل إرشادي للقاعدة الذين ينوون القيام بعمليات انتحارية أن "يرتدوا الجينز، ويأكلوا الدونات، وأن يحملوا معهم دائما جهاز الوكمان" وهم في طريقهم إلى العراق ، مما يبعد الكثير من الشبهات عنهم .
وسبق أن قامت بلجيكية تحولت للإسلام، اسمها موريل ديجوك تبلغ من العمر 38 سنة من بلدة شارلروا Charleroi الصناعية، لأسرة كاثوليكية واعتنقت الإسلام في الثلاثينيات من عمرها وقامت بعملية انتحارية في العراق ضد موكب أمريكي في بعقوبة جنوبي بغداد في 9 نوفمبر 2005 ، أسفرت العملية عن مصرعها وإصابة جندي أمريكي ، وهي تصبح بذلك أول امرأة غربية مسيحية المولد تقتل نفسها لأغراض إسلامية متطرفة. وكان نصف عدد الأشخاص الأربعة عشر الذين تم اعتقالهم بسبب وجود صلات تربطهم بديجوك هم من المتحولين للإسلام . وهناك قائمة طويلة بأسماء العديد من الأشخاص الذين تحولوا للإسلام وكانوا جزءا مهما من عمليات منظمة القاعدة الإرهابية ، بدءا من استراليا حتى الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك دول جنوب شرق آسيا كالفيليبين حيث تتهم الحكومة الفيليبينية القاعدة والجماعة الإسلامية باستغلال حركة راجا سُليمان (الأمير سُليمان)، وهي جماعة من المتحولين إلى الإسلام، لتنفيذ الهجمات الإرهابية . وينتقل المتحوّلون للإسلام من غير الغربيين إلى العيش في الغرب ومن ثم ينخرطون في العمل الإرهابي هناك. وللدلالة على ذلك هناك ثلاثة حالات أو قضايا أمريكية: راشد باز، درزي لبناني المولد، 141 سنة في السجن، لقتله ولد يهودي على جسر بروكلن. واضح الحاج، كاثوليكي- لبناني المولد، سجن مدى الحياة دون التمتع بأي إطلاق سراح مشروط، لتورطه في العمل لدى أسامة بن لادن. جون صموئيل، مسيحي- أثيوبي المولد، ينتظر محاكمة في جوانتانامو بتهمة دخول الولايات المتحدة للقيام بأعمال إرهابية لصالح القاعدة .

الدور المهم في القرابة بين الإرهابيين:

قامت الزيجات الدينية أو المصاهرة المقصودة بدور فاعل في دعم الإرهاب ، وهناك مثل على فعالية هذه العلاقة بين 15 بالمئة من الإرهابيين حيث تقول إحدى الدراسات حول هذا الشأن ( خالد شيخ محمد وابن شقيقه رمزي يوسف، الكندي المصري الأصل احمد سعيد خضر وأولاده: عبد الله وعبد الرحمن وعمر، الاندونيسي علي غفرون وإخوانه: علي عمروسي وعلى عمرون وعلي فوزي، السعودي وائل الشهري وأخوه وليد، السعودي نواف الحازمي وأخوه سالم، السعودي حمزة الغامدي وابنا عمه: احمد إبراهيم الغامدي واحمد ابراهيم الحزناوي الغامدي، السعودي خالد المحضار تزوج ابنة اخ اليمني رمزي بن الشيبة، الكندي المصري الاصل احمد سعيد خضر حاول إقناع ابنته زينب لتتزوج سودانيا كان معه في باكستان، لكنها رفضت، الاندونيسي حارث فضل الله زوج ابنته ميرا الى عمر الفاروق من الكويت، اسامة بن لادن زوج ابنه الى ابنة أبو حفص المصري – قتل اثناء الغارات الامريكية في افغانستان في الحرب على طالبان - ) . وقالت الدراسة ان هذه الزيجات تمت لاسباب دينية اكثر منها «لدعم الارهاب». واشارت الدراسة الى (زواج الاندونيسي يزيد سوفات، احد قادة «الجماعة الإسلامية» في ماليزيا، وقاد عمليات لحرق كنائس في اندونيسيا، ونظم لقاء كوالالمبور الذي جرى خلاله التخطيط لهجمات 11 سبتمبر والهجوم على المدمرة الاميركية «كول» في اليمن. وأوضح التقرير ان سوفات تزوج اندونيسية متدينة جدا، وتردد أنها هي التي دفعته للإرهاب إلا أنهما نفيا ذلك ونفيا أن يكون لزواجهما صلة بالإرهاب. كذلك لم يجد المحققون دليلاً على ذلك ).
كذلك كان لبعض الصداقات بين بعض الأفراد دور في جذب العديد للمجاميع الإرهابية ، وان 75 في المائة من الإرهابيين انضموا إلى منظمات إرهابية بسبب علاقة صداقة أو معرفة سابقة، لا بسبب زواج، وان العكس كان صحيحا، أي إن الانضمام إلى منظمة إرهابية قاد أحيانا إلى زواج .


ملاحقة أموال دعم الإرهاب وتجفيف منابعها :

في علم مكافحة الإرهاب لن تفي أي عملية لاقتناص هدف إرهابي معين بالغرض المنشود منها وتدخل عملية قتل ( أبو غادية)ضمن هذا المفهوم الصحيح ، فالتنظيم الإرهابي تنظيم عنقودي يبادر بسرعة بإحلال شخص مؤهل آخر بدل العنصر المفقود فهناك عشرات ممن على شاكلة ( المزيدي ) الذين تدربوا على العمليات الإرهابية ولديهم أوكار عدة يستطيعون اللجوء إليها في حالة اكتشاف احد أوكارهم . فعلى بعد عدة كيلومترات من مقر (أبو غادية ) يوجد في قرية ( مو حسن ) في دير الزور وكر آخر أكثر أهمية من الوكر الذي تمت فيه العملية في البوكمال وفي مدن عربية هناك مساجد وبيوت لإيواء الإرهابيين وتوجيههم على كيفية الدخول للأراضي العراقية ومراكز توزيعهم داخل العراق . وكل هذه العمليات تجري بعيدا عن هذه المدن وفي بلدان أوربية ( آمنة ) بالنسبة للداعمين للعمليات الإرهابية إما وفق توافقات بينهم وبين مخابرات تلك الدول على طريقة ( غض البصر إذا جرى كل ذلك بعيدا عنا ) ، أو استخدام مغريات مالية توفر أرباحا لبنوك ومؤسسات أوربية كما جرى في بلد أوربي عندما طلب بنك الاتحاد الأوربي في بروكسل من احد البنوك في ذلك البلد إلغاء حسابات تنظيمات وجماعات إسلامية وردت تقارير عنها في دعم الإرهاب ، لكن التدخلات الشخصية الرسمية لحزب يساري أوربي وإغراءات المال دعت البنك المذكور للعودة عن قراره السابق مما اعتبره الناشطين في مجال مكافحة الإرهاب دعما غير مباشر للإرهاب العالمي ، وللعمليات الإرهابية التي تجري خارج حدود البلدان المتضررة من الإرهاب . كذلك جرى تعتيم كبير على أسماء معينة وردت في التحقيق مع مدان مسجون حاليا وستجري إعادة محاكمتة لاحقا في دولة أوربية هددها المدان المذكور ودولة أخرى بتفجيرات بواسطة فيديو نشر نشرته وسائل الإعلام ، والأسماء لأشخاص لا زالوا يعملون علنا ويجمعون الأموال خاصة في رمضان والأعياد ومن حفلات خاصة يحييها مغني بعثي معروف ويدعون بكل ترحاب للقصر الجمهوري في ذلك البلد كونهم من يجمع الأصوات الانتخابية للحزب اليساري الذي يدعم نشاطاتهم . وورد في عملية التحقيق مع المدان اسمين بالذات لعنصريين من عناصر البعث القاعدي شاركا في تسهيل عملية سفر المدان للعراق ورجوعه منها لمرتين أصيب في المرة الثانية فيما يسمى بعملية ( جهادية ) ، ولا زال الشخصان طليقين ويتاجران بما حصلا عليه من أموال معروف مصدرهما خاصة عندما شكلا أول سقوط النظام مجموعة لتهريب السيارات للعراق عن طريق البحر ووصل عدد السيارات المهربة إلى 1200 سيارة علما إن كل التفاصيل تحتفظ بها إدارة الأمن في تلك الدولة عن النشاط المعادي للشخصين المذكورين علاوة على المجموعة المرتبطة بهما مع علم كامل للطرف الأمريكي بذلك . ووصول معلومات مفصلة للجهات الأمنية العراقية التي لم تتحرك للآن للحضور للبلد الأوربي للإطلاع على التحقيقات التي جرت مع المتهم والوثائق المضبوطة والتي كانت بحدود 190 ألف ساعة من المراقبة والتصنت والمستمسكات والاستماع لمكالمات كون القضية تتعلق في بعض من تفاصيلها بالوضع الأمني العراقي وأحقية العراق باستلام المدان بعد انقضاء محكوميته هو والمشاركين معه للمحاكمة داخل الأراضي العراقية والحديث هنا موجه لرئيس الوزراء العراقي بالذات السيد المالكي ووزير الأمن الوطني .
ووصلت أراض تلك الدولة مجموعات بعثية قاعدية عن طريق دولة أوربية شرقية سابقة يقع فيها ملاذ آمن كسكن مؤقت يملكه تنظيم بعثي لتهريب القادمين لأوربا منها 5 أمراء للقاعدة كانوا ضمن قيادات القاعدة في العراق ومن قبلهم مجموعة من الضباط البعثيين الذين كانوا ضمن قيادات القاعدة في العراق وقادوا معظم عمليات الابادة الجماعية داخل الوطن العراقي باسم ( المقاومة ) ،  وكان البعض منهم مشاركين في جرائم التطهير العرقي التي قام بها النظام الفاشي السابق للبعث .
وقد عملت شبكات الإرهاب على استخدام مختلف الطرق لدعم الإرهاب من خلال تمويله ماليا وعبر قنوات مختلفة تشمل البنوك والجمعيات الخيرية وهيئات الإغاثة وأنظمة التحويل البديلة ، لذلك يجب تدويل المعركة القائمة ضد الإرهاب وإيجاد هيئات دولية متخصصة لملاحقة أموال وأسلحة تهرب بطرق مختلفة وبواسطة منظومات مالية غير رسمية ومنظمات غير حكومية من خلال ثغرات في القوانين الدولية السارية .
وهناك ترابط وثيق الصلة بين عمليات تهريب وبيع المخدرات وبين دعم الإرهاب وتوفير السلاح للإرهابيين ، وقد اثبت مؤتمر مكافحة المخدرات المنعقد في المقر الأوربي للأمم المتحدة في فيينا هذه الحقيقة على لسان المؤتمرين حيث أكدوا هذه الحقيقة بان وراء معظم عمليات تهريب المخدرات يد الإرهاب الدولي الذي يمول معظم عمليات الإرهاب من أموال بيع المخدرات .
وتلعب بعض الجمعيات وهيئات الإغاثة الإسلامية دورا مهما في دعم وتمويل الإرهاب وتقع مهمة مراقبة هذه الجمعيات والهيئات على عاتق الحكومات التي تنشأ في بلدانها وكمثل على التحكم بتلك الجمعيات فقد قامت المملكة العربية السعودية في أواسط العام 2004 بوضع جميع الجمعيات الخيرية الخارجية التي تقع مقارها في السعودية تحت إشراف منظمة راعية تخضع لسيطرة الحكومة. وأدى هذا الإجراء إلى إغلاق فعال لمكاتب الفروع الخارجية لمؤسسة الحرمين، وهي جمعية خيرية عالمية رئيسية قام العديد من فروعها بتقديم الدعم للقاعدة. ومكّن هذا القرار المملكة العربية السعودية من التحكم في المعاملات بين الجمعيات الخيرية السعودية وفروعها في الخارج. وقامت الولايات المتحدة حتى الآن بتسمية 384 شخصا وكيانا. والسلطة القانونية لتجميد الأرصدة مشمولة في الأمر التنفيذي 13224 الموقع في 23 أيلول/ سبتمبر 2001، الذي يستمد سلطته من قانون السلطات الاقتصادية للطواريء الدولية وقانون المشاركة للأمم المتحدة. ونشط في هذا المجال إيطاليا حيث قدمت عددا أكبر من المرشحين لعقوبات الأمم المتحدة من أي دولة أخرى، وجاءت بعدها الولايات المتحدة ثم الجزائر والمملكة العربية السعودية وألمانيا. ولتطبيق قرارات ملاحقة أموال الإرهاب عمليا يتوجب إنشاء وحدات استخبارية مالية ترتبط ببعضها دوليا وتتبادل الأسماء والمشورة ، وقد أطلق على مجموعة المخابرات الدولية المالية اسم ( ايغمونت ) ، والتي ارتفع عدد المنضمين لها من 69 عضوا إلى 84 عضوا وهي معنية بمراقبة تداول وتحويل وغسيل الأموال من قبل الجماعات الإرهابية . وهناك قطاع خطر ومهم تجب مراقبته وهو القطاع الأهلي الذي تحول من خلاله أموال ضخمة عن طريق التسليم الشخصي والبعيد أحيانا عن مراقبة الإدارات المالية والبنوك والمؤسسات المالية الدولية ، وهو أكثر حركة ونشاطا من التحويل الرسمي . حيث يتم وعن طريق الشخص ( الناقل ) تجميع أموال دعم الإرهاب وتسليمها لقنوات الصرف بكل يسر وسهولة وهو ما يحدث عموما عند تحويل الأموال للإرهابيين في العراق . وحتى تتم المراقبة والملاحقة بسهولة وعن قرب يجب تشكيل شبكات من جواسيس ينخرطون في العمل المشترك مع المجاميع الإرهابية ضمن عملية التداول المالي تحت مسميات عدة أو حتى شركات وهمية تجسسية مع مراقبة دقيقة لشبكات الانترنيت وبعض غرف المحادثة التي تستخدم حاليا كوسيلة حديثة وبديلة للاتصال بين الإرهابيين في العمل والتخطيط والتنظيم وتحويل الأموال .
وتأتي صعوبة ملاحقة هياكل المجاميع الإرهابية من كونها عبارة عن تشكيلات هلامية غير مرئية تتحرك بكل حرية على الأرض دون أن ترى رؤية العين وقد شبه أحد الخبراء الإرهاب بأنه ( كجبل الجليد الذي لا تظهر للعيون إلا قمته‏,‏ أما باقي جسده فانه يختفي تماما تحت الماء‏,‏ كما أن قاعدته الأساسية توجد في قاع البحر‏.‏ لذلك فان جميع محاولات مكافحة الإرهاب لم تنجح حتى الآن‏, ‏ لأنها استهدفت هذا الجزء الظاهر فقط‏,‏ في حين أنها أغفلت باقي الأجزاء الأخرى).

تظافر جهود مكافحة الإرهاب:

تشتمل أدوات محاربة تمويل الإرهابيين على فرض القانون والتسمية وتجميد الأرصدة والمبادرات الدبلوماسية المختلفة. وتعمل هذه الأدوات عادة على تعزيز بعضها البعض . ومن أهم الجهود التي تبذل من اجل مكافحة الإرهاب هو في تسمية الإرهابيين ورفع الغطاء القانوني عن نشاطاتهم وكشف مصادر تمويلهم وملاحقة الأشخاص والجماعات المرتبطين بهم والداعمة لهم من وراء الستار ، وخاصة كشف بعض الألاعيب والطرق التي تتبعها بعض الأحزاب اليسارية الأوربية لدعم هيئات وتنظيمات إرهابية بدعوى كونها هيئات وجماعات إسلامية بحتة ، ويجري هذا الدعم المشبوه لقضايا انتخابية بحتة خاصة في الآونة الأخيرة حيث تلعب بعض التنظيمات الإسلامية الرسمية دورا مهما في حشد أصوات الناخبين لهذا الطرف اليساري أو ذاك في دول أوربا الغربية بين جمهور المسلمين المغتربين . لذا يتوجب أن يكون هناك تظافر في جهود جميع الوزارات وخاصة الخارجية والداخلية والدفاع والمالية ومجالس الأمن القومي لملاحقة ومتابعة ما يجمع من أموال بما يسمى للتبرعات ودعم فقراء وأطفال المسلمين وان يشترط في تحويلها لجهات رسمية أو شبه رسمية في البلد المعني وبكفالة وإشراف وزارة المالية في ذلك البلد ، عكس ما يحصل حاليا من تقديم شهادات عن تسليمها لأطراف وجهات غير رسمية يحتمل 90 بالمائة أن تكون أطراف مرتبطة بقوى الإرهاب . وتعمل القوانين الغربية والديمقراطية المتاحة على إفلات العديد من القائمين على الإرهاب بدعوى عدم كفاية الأدلة مما يعطي زخما قويا للإرهاب والداعمين له للعمل بدون خوف أو تردد بحيث يعيش الإرهابي أو الداعم للإرهاب كأي مواطن عادي بين الناس ومن دون أية مساءلة تذكر رغم توفر عدة معطيات موجودة لدى دوائر الأمن والمخابرات في الدول الغربية ، ولدى بعض الأطراف الوطنية التي تلاحق الإرهاب وتحتفظ بقوائم ومستمسكات بأسماء داعمين للإرهاب من السياسيين المتاسلمين الذين يعملون داخل الأحزاب اليسارية الأوربية . وقد قدمت من قبل العديد من القوى الوطنية التي تعيش في دول اللجوء  للجهات الأمنية المختصة في البلدان الأوربية الكثير من المستمسكات المهمة التي تتعلق بنشاطات الإرهابيين ودورهم على الساحة الأوربية ، كما في الحالة العراقية حيث ينشط العديد من المخلصين في مكافحة الإرهاب بهذا الشأن للدفاع عن وطنهم ودرء الأخطار عنه حاليا وعن بلدهم المضيف مستقبلا من خطر الإرهاب .

مغزى تلقب ( بدران تركي هيشان المزيدي ) بـ (أبو غادية ) :

والغادِيَة (السَّحابَة التي تَنْشَأُ غُدْوة، وقيل أَثَرُ غادية في إثْرِ ساريةٍ في مَيْثاء رابيَةٍ؛ والغادِية السَّحابة تنشأُ فتُمْطر ‏غُدْوةً) ، وهو تعريف لمعنى غادية . وهناك قصد مدروس من هذه التسمية وهو قصد طائفي بحت معادي تماما للطرف الآخر الذي كان ( يقاتله ) الملقب بـ (أبو غادية ) في داخل العراق وهم ( الشيعة ) . حيث تقول الروايات ( قال ابن حجر في الإصابة ج 7 ص 258 " أبو الغادية الجهني ، اسمه يسار بتحتانية ومهملة خفيفة بن سبع بفتح المهملة وضم الموحدة " ). وهو الذي روي عنه بأنه سمع النبي الكريم يقول (إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام ) في خطبة بيعة العقبة التي أكد ( أبو غادية بن سبع الجهني ) بأنه بايع رسول الله فيها بيمينه ، لكنه قتل بإصرار صحابيا متعبدا في معركة صفين ( 39 هـ ) وهو ( عمار بن ياسر ) . وعندما سأل عن سبب قتله عمار قال قتلته لأنه أوقع بعثمان في المدينة فتوعدته بالقتل . وعندما قدم على الحجاج بن يوسف الثقفي ( ت 95 هـ )، ( فلما رآه الحجاج قال: مرحبا بأبي غادية ، وأجلسه على سريره ، وقال أنت قتلت بن سمية ؟
قال : نعم .
قال كيف صنعت ؟
قال فعلت كذا وكذا حتى قتلته .
فقال الحجاج: يا أهل الشام من سره أن ينظر إلى رجل طويل الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا .
ثم ساره أبو الغادية فسأله شيئا فأبى عليه .فقال أبو الغادية: نوطئ لهم الدنيا ثم نسألهم منها فلا يعطوننا ).

خاتمة المطاف :

يعتبر الإرهاب داء العصر الحديث والمضاد الرئيسي لعملية تطور ونشوء المجتمعات المتطورة الحديثة في محاولة لقوى الإرهاب بالنكوص عن التقدم البشري الحضاري للوراء وعكس الماضي على الحاضر حتى ولو كان سيئا ومتخلفا ، ورفض كل ما هو مفيد ومؤثر في تقدم البشرية . كذلك أساء الإرهاب بشكل كبير للإسلام الدين السمح وشوه قيمه الإنسانية ووفر أعداء رئيسيين له بين الديانات الأخرى بعد أن أعطى الإرهابيون أمثلة سيئة على التعامل مع البشرية باسم الإسلام الذي يرفض ذلك تماما حيث يترسخ مبدأ مكارم الأخلاق في قوله تعالى وهو يخاطب رسوله الكريم ( وانك لعلى خلق عظيم ) – القلم 4 – أو الآية ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) – آل عمران 159 - ، كذلك كان رسول رب العالمين الذي قال ( بعثت من اجل مكارم الأخلاق ).
لكن كما إن رفض الإرهاب أمرا مهما يتوجب محاربته بكل الطرق الممكنة لكن هناك مسالة مهمة يجب أن تأخذ في الحسبان وهي محاربة آفة الفقر والعوز التي ترمي بالإرهابيين بهذا الأتون المحرق بموجب مغريات مادية دنيوية أو دينية مؤجلة كالوعد بالدخول للجنة التي يتعكز عليها دعاة الإرهاب وقادته المحتمين بين أسوار عالية لحماية أنفسهم بينما يزجون أبناء الفقراء وضعاف النفوس وعديمي الثقافة الدينية داخل محرقة الإرهاب . لذلك يجب أن تكون هناك عملية تطور ثقافي – اقتصادي متلازمة للحد من الإرهاب ومراقبة المناهج الدينية الدراسية والدعوية التي تبث في وسائل الإعلام وتنقيتها من الشوائب ووسائل الكره والتحريض على الطوائف الإسلامية الأخرى والديانات السماوية ، وسن قوانين تعاقب على بث الفرقة والكره ونفي الآخر . وملاحقة مواقع الفكر التكفيري التي استغلت الانترنيت حاليا لبث كل حقدها وسمومها بين الجيل الجديد والتي تحرض على الإرهاب وتمجده وتنشر بيانات القاعدة وتعاليم التكفيريين وتشيد بهم . وملاحقة منابع الإرهاب المالية وتجفيفها وتقديم القائمين عليها إلى القضاء العادل بالتظافر والتعاون بين المنظمات الدولية المناوئة للإرهاب وبين الوزارات المعنية في دول العالم ، مع توثيق أواصر العلاقات الدولية بين كافة الإدارات الأمنية في كافة دول العالم لتشكيل منظومة عالمية لمكافحة الإرهاب والداعمين له ماديا ولوجستيا ، من خلال تبادل المعلومات والخبرات وتسمية الإرهابيين والداعمين لهم مهما كانت درجتهم ومنزلتهم السياسية أو الدينية .


     *  ناشط في مجال مكافحة الإرهاب

          www.alsaymar.org




39
السياسة الأمريكية ستراتيج ثابت ولا علاقة لها بتغيير الرئيس

وداد فاخر*

طلعت علينا الكثير من الآراء والتنبؤات التي تتحدث عن التغيير المستقبلي في السياسة الأمريكية بعد انتخاب باراك اوباما رئيسا للفترة المقبلة للولايات المتحدة الأمريكية ، متناسين أن السياسة الأمريكية هي ستراتيج ثابت مخطط له سلفا في دولة تهيمن بقوة المال والخيرات المختلفة والسلاح على العالم وليست من بنات أفكار ( الرئيس القائد ) كما هو عند بلدان العالم الثالث المتخلفة التي يتحكم بسياستها وميزانتها وأرواح ومصير مواطنيها ( السيد الرئيس ) .
كذلك فعملية الانتخاب التي يجري مسلسلها الغريب والذي صرف عليه في الانتخابات الأخيرة ربع تريليون دولار تتحكم بها كارتلات نفطية وشركات عالمية احتكارية للصناعة والمال وبنوك تهيمن على بيوتات المال في العالم .
ونظرة سريعة للوراء تظهر بجلاء أخلاقية الرئيس الجديد المثيرة للشك والجدل عندما تبرا وبصورة علنية من أصله ودينه بعد ظهور صورة له تبين رغم اسمه الواضح بجلاء انتمائه الديني كـ ( مسلم ) مع إننا هنا لسنا بصدد الحديث عن الانتماء الديني ولكن نأخذها كقضية أخلاقية بحتة ، علما إن اسمه الكامل ( براق حسين اوباما ) وحوله لاسم يهودي ( باراك ) ، وألغى اسم والده الذي كان مسجلا به وهو ( حسين ) ، وعمه الذي يحمل اسم ( مالك ) وأخوه غير الشقيق ( سعيد ) فماذا يرجى من شخص تبرأ أصلا من أصله وفصله ودينه ؟؟! .
ولسنا هنا في معرض الإدانة للرئيس الجديد ولكن لإثبات إن السياسة الأمريكية هي ليست من تخطيط أي رئيس أمريكي جديد ، كونها نتاج تفكير وتخطيط عقول مخططين ستراتيجيين يضعون خططا مستقبلية لسنوات طويلة وفق رؤى وتصورات تتعلق بمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية أولا ، وهيمنتها على رأس المال العالمي وتحكمها في الصناعة والمال وتجارة السلاح ثانيا . وليس للرئيس الجديد سوى القيام ببعض التكتيكات التي تتطلبها أي مرحلة سياسية أو اقتصادية أو أمنية يمر بها العالم ، وضمن طوق محكم من الخبراء الستراتيجيين والمستشارين الأمنيين والاقتصاديين مع توجيهات إدارة المخابرات الأمريكية CIA . لذلك فان عصارة تفكير كل هؤلاء مجتمعين تكون هي الكلمة الأسبوعية للرئيس أو ما يتفوه به في أي لقاء محلي أو دولي .
إذن لا فرق في جميع الحالات إن كان الرئيس الأمريكي الجديد من الجمهوريين أو الديمقراطيين لان الرئيس أصلا لا ينبع من بين فئات الشعب الأمريكي العادية بل يجب أن يكون عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي ويحمل لقب رفيع هو سيناتور ، مع علمنا إن الكونغرس الأمريكي لا يحوي غير كبار رجال المال والأعمال والتي تتطلب حملته الانتخابية عند ترشحه للرئاسة مليارات الدولارات التي تأتي معظمها من شركات احتكارية للصناعات النفطية والصناعات الثقيلة والبنوك وبيوتات المال الأمريكية المعروفة فهو أصلا ابن السلطة الموجودة وممثلها في منصب الرئاسة .
ودفع ممثلي الاحتكارات العالمية برجل اسود من أصول افريقية لواجهة السلطة في بلد كان لأكثر من خمسين عاما يمنع دخول ( الكلاب والسود ) في الأماكن العامة هو تكتيك جديد تحاول القوى الاحتكارية للمال والصناعة في العالم أن تظهر نفسها بمظهر الخيار الديمقراطي ، وهي بالتالي لعبة دولية جديدة تدخل ضمن لعب سلطة المال والقوة والسلاح .
وما نستنتجه من كل ما سردناه سابقا هو لإظهار العته السياسي الذي تتمتع به سلطات العالم الثالث وخاصة السلطات العربية التي تفلسف الأمور بشكل مبهم غريب ، وتأمل وفق العته الذي تتمتع به بان يغير اوباما من سياسة الولايات المتحدة الخارجية وبالتالي سيحد وفق رؤاها من طموح وجشع الاحتكارات العالمية التي تتحكم بمعظم خيرات وأموال العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، ويستطيع كما تتصور كبح جماح الثور الأمريكي الذي يكتسح بقرونه كل شئ يقف أمامه  . ومجمل عملية الانتخاب الغريبة والمفبركة التي تجري في الولايات المتحدة الأمريكية لا تختلف كليا عما عداها من انتخابات تجري في دولة من دول العالم الثالث كإيران مثلا التي يخرج الرئيس من داخل عباءة السلطة السياسية الدينية بعد الفرز الذي تقوم به لجنة الخبراء وسلطة مراقبة الدستور ، بينما كل ما يجري داخل أمريكا هو بزيادة غير معقولة من إضافة أنواع البهارات لإظهار عملية انتخاب الرئيس وكأنها تجري وفق الأصول الشعبية والديمقراطية .

آخر المطاف :  " لا بد أن يعرض الرئيس الأمريكي على أطباء نفسيين قبل انتخابه ن كل احترامنا له لأننا نحترم المرض والمريض "

                    السيد محمد حسين فضل الله


  *  شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

            www.alsaymar.org


40
بعثيون قاعديين إرهابيين يتآمرون على الوطنيين بمساعدة الانتهازيين اليساريين

وداد فاخر *

تتحرك قوى الشر البعثو – وهابي على مختلف الطرق والأصعدة وتتآمر محاولة النيل ممن شهر بها وفضح كل أساليبها الفاشية إن كان في سابق أيام تسلطهم الدكتاتوري على وطننا الحبيب أو بعد سقوط نظامهم الفاشي القذر وسير ازلام وأيتام البعث الفاشي خلف لافتات دينية وسياسية مختلفة تارة باسم المقاومة وتارة أخرى باسم الدين متحالفين مع قوى الشر الوهابو – قاعدي ، ومنتظرين لحظة رجوع زمنهم الأغبر بفارغ الصبر .
ورغم إن بعض ( اليساريين ) المتحذلقين يعرفون جيدا تاريخ وماضي هذه الشراذم البعثو – قاعدية ودورها المفضوح في العمل على تهريب السيارات المسروقة من دول الجوار للعراق عن طريق المنافذ البحرية أول أمر الوضع العراقي المتسيب وكلنا نعرف أسمائهم وعناوينهم وعدد السيارات المهربة لداخل الوطن ، وتشكيلهم عدة جمعيات وتنظيمات لدعم ما سموه بـ ( المقاومة العراقية ) لجمع الأموال والتظاهر وتقديم الرشاوى المتعددة لبعض العرب والأوربيين لدعم نشاطاتهم المعادية للعراق الجديد ، وما قاموا به من مواقف عدوانية ضد القوى الوطنية وصلت لحد الشكاوى في المحاكم لإسكات بعض الأصوات الوطنية الشريفة وبأموال عراقية تم سرقتها من خزينة الشعب العراقي ، إلا إن هذا البعض لم يتوقف عن دوره الانتهازي في التملق من وراء الستار لبعض شخوص التيار البعثو – قاعدي بحجة الصداقة الشخصية ، وتبويس اللحى والأنوف وبطرق انتهازية غير شريفة ، وبالضد من رفاق دربهم الذين قاوموا عقودا من الزمن الدكتاتوريات المتعاقبة .
لا بل وصلت الانتهازية بهم لحد تحريض احد هؤلاء التافهين الذي يحمل تاريخا اسود إن كان كبعثي يتعلل الآن على عادة البعثو – قاعديين الجدد بالدين أو نكران دوره ومشاركاته في دعم ( مقاومتهم الشريفة ) ، أو في تظاهرات تنظيم البعث الذي نحتفظ لهم بصور ومستمسكات ثبوتية تعرفها حتى الجهات الأمنية التي تراقب الوضع من بعيد عن كثب ، ودوره في تسفير إرهابي موجود الآن في السجن لـ ( المقاومة الشريفة ) في العراق لمرتين . هذا البعض الذي يجامل من وراء الستار اراذل البعث من القاعديين برأينا لا يحمل أي من القيم اليسارية الحقيقية التي درجنا على التمسك بها منذ أن وطأت أقدامنا حزب الطبقة العاملة العراقية وتربينا داخل مدرسته الوطنية ، ويستخدم دائما كما المبدأ الميكافيلي ( الغاية تبرر الوسيلة ) .
ولن تثبط من عزيمتنا أي من تصرفات هؤلاء ( اليساريين ) الذين يطعنوننا من الخلف ويراءون من وراءنا بحجج أو بأخرى ، ولا تآمرهم للتجاوز شخصيا مع أعداء العراقيين الذين لبسوا الآن لباس الدين والوطنية محاولين تحريض بقايا قذارة اراذل البعث القاعدي الذين نعرف تماما كل حركاتهم وسكناتهم وما يقومون به من دور والأموال المتوفرة لديهم ومن أين جاؤوا بها واثروا بصورة مفاجئة ، وظهرت عندهم ثروات غير مسبوقة بحدث.
سنكون للبعث وقواه الخفية من وهابيين – قاعديين جدد بالمرصاد وسنكشف كل أوراقهم العلنية والخفية وسنلاحق كل تحركاتهم التي يتستر عليها البعض هنا حيث نعيش وهناك داخل الوطن ، ونفضح كل من يقوم بالتستر عليهم وتقديم النصح والمشورة لهم خاصة من بعض( اليساريين ) الجدد ، وسيكون لكل حادث حديث .

آخر المطاف : " لا يلزم الأمير أن يكون متحليًا بفضائل الأخلاق المتعارف عليها، ولكن يجب عليه أن يتظاهر بأنه يتصف بها وينبغي له أن يبدو فوق كل شيء متدينًا " .
 
        ميكافيلي من كتاب الأمير


   *  ناشط في مجال مكافحة الإرهاب

        www.alsaymar.org


           


41
تضاد المكونات العراقية

وداد فاخر*

الحديث عن الأمة يتطلب وضع أسس وقواعد للتعامل بين مكوناتها لكي يكون هناك توازن بين جميع المكونات دون أن تستأثر قوى وتجمعات من تلك المكونات بثقل اكبر في عملية إعادة تشكيل مكونات الأمة التي كانت متواجدة على أرض الواقع .
وبلاد الرافدين نموذجا لهذا التشكيل النسيجي الجميل الذي تعايشت على أرضه عدة قوميات واديان وطوائف مختلفة منذ بدء الخليقة لحد الآن ، ولم يشكل التنوع الاثني والديني أو الطائفي أية عقبة أمام المواطنين العراقيين الذين كانوا ولا زالوا يشكلون مجموع تلك الأمة .
وكنتيجة حتمية لعملية التغيير السياسي الكبيرة التي حدثت على ارض الرافدين بسقوط اعتى دكتاتورية عرفها العصر الحديث في الشرق الأوسط يوم التاسع من نيسان 2003 فقد طافت على سطح المجتمع العراقي عدة إشكالات ومعوقات أبرزت العديد من الخفايا الدفينة التي كانت مترسبة في أعماق نفوس وعقول البعض ممن يفكر بالاستحواذ على السلطة والقوة والمال والهيمنة على حساب المكونات الأخرى . وابرز تلك الترسبات التي ظهرت على السطح محاولة البعض من القوى القومية السياسية الكردية إضعاف الحكومة الاتحادية على حساب فرض وبسط وتمدد سلطتها على أجزاء عديدة من المدن والمراكز العراقية باسم المكون القومي أو الإقليمي ، والتجاوز على ثروات العراقيين من نفط وغاز باسم الفيدرالية ، وضرب أوامر الحكومة الاتحادية عرض الحائط بشكل استفزازي وغريب من قبل محافظين ورؤساء دوائر لاقضية ونواح ، وهو خطأ سياسي فاحش وقعت فيه القوى القومية الكردية ، وهي حالة متشابهة لما حدث في ثورة أيلول العام 1961 زمن جمهورية 14 تموز 1958 والخلاف الغير مدروس بين قيادة الثورة الكردية بقيادة المرحوم الملا مصطفى بارزاني وقيادة ثورة 14 تموز بقيادة الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم والذي ساهم بقوة بإسقاط ثورة 14 تموز في يوم 8 شباط 1963 الأسود خاصة بعد تحالف قيادة الثورة الكردية مع القوى العروبية التي كانت ضمن الخط المناوئ لجمهورية 14 تموز في ذلك الوقت من بعثيين وقوميين ، وهي حقيقة يجب أن لا نخاف من التحدث بها في صوت عال ولكي لا تتكرر المآسي السابقة التي جاءت كنتيجة حتمية لسقوط التيار الوطني التقدمي وصعود التيار العروبي البعثي الذي أذاق العراقيين الآمرين .
وإعادة تشكيل امة مثل الأمة العراقية يجب أن يكون مجال بحث وتمحيص ونكران ذات وتقديم الوطني على المحلي ، والعام على الخاص . فقد حاولت القوى التي هيمنت عن طريق المحاصصة القومية والطائفية التهام الكعكعة العراقية عن طريق ( التوافق السياسي ) وليس عن الطريق الديمقراطي الصحيح ومن خلال إفساح المجال لقوى الديمقراطية من مثقفين وأكاديميين وعلماء عراقيين للمشاركة في العملية السياسية الدائرة في الوطن العراقي بواسطة تطبيق مبدأ بريمر في المحاصصة السياسية وغمط حق المكونات الأخرى وخاصة المكونات العراقية التاريخية القليلة العدد . حيث ساهمت قوى أساسية داخل العملية السياسية الحالية في محاولة شق صفوف تلك المكونات الصغيرة وسحب البعض منها نحوها لكسبها كأصوات انتخابية ، وهو ما حصل فعلا للعديد من المكونات الأصلية للشعب العراقي ومن قبل معظم المكونات السياسية الكبيرة ( عرب وكرد وسنة وشيعة ) واكبر دليل على ذلك ما حصل من غمط لحقوق الأكراد الفيلية الذين ذهبت أصواتهم هباء اثر مغريات انتخابية من قبل طرفين سياسيين رئيسيين ( كرد وشيعة ) .
وما حصل من تجاوز متعمد بإسقاط المادة 50 من قانون انتخابات المحافظات يدل دلالة واضحة على وجود نيات مسبقة للهيمنة على كل مراكز القرار أن كان ضمن الحكومة الاتحادية أو داخل مجالس المحافظات التي جرت سابقا انتخاباتها الصورية الشبه مزورة وأفرزت في جميع المحافظات العراقية قوى حزبية تابعة لهذا الطرف السياسي أو ذاك وكانت نتيجة تلك المجالس ما رأينا ما يعاني منه المواطنون العراقيون من انعدام الخدمات الصحية والبلدية والاجتماعية بسبب وجود مليارات الدولارات بأيد غير امينه وغير كفوءة علميا وإداريا .
ولا ندري لماذا تفكر بعض القوى السياسية الحديثة العهد بالعمل السياسي بان حقوق المواطنين يجب أن تكون عبارة عن ( هبة ) من أولي الأمر لـ ( الرعية ) مثلهم مثل أي عهد دكتاتوري سابق ، وهو ما حصل من اعتصامات وتظاهرات شعبية لإلغاء تلك المادة من القانون أو إبطال تلك ، وهي قمة المأساة بالنسبة لشعب شعر لفترة قصيرة جدا بانسام الحرية بعيد سقوط الفاشية بوقت قصير جدا ثم تتالت المآسي والأحداث من إرهابية وتسلطية وغيرها .
بهذا يتوجب أن يتم إفساح المجال للتيار الديمقراطي من كتاب ومثقفين وعلماء وأكاديميين بان يلعبوا دورهم الحقيقي في العراق الجديد ، وان تحل المنافسات في العمل من اجل الجماهير لا ان يسود مبدأ التضاد بين المكونات العراقية والذي سبب الفشل الذي نراه طافيا على السطح السياسي العراقي منتظرين أن يعي الجميع إن للمواطنين العراقيين حقوقهم المكتسبة من خلال المواطنة الحقة ، وليست من خلال المطالبات أو رفع الشعارات وطرح الأمنيات ، أو الحديث عن الهبات .


آخر المطاف :  قد يتقبل الكثيرون النصح ، لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه .

                    بابليليوس سيرس


      *  شروكي من بقايا القرامطة وحفدة الزنج

               www.alsaymar.org


42
أين موقف الحكومة الفاعل من الاعتداء على الإخوة المسيحيين في الموصل ؟؟!!

وداد فاخر*

هناك عدة أطراف متهمة بالتواطئ مع الجماعات الإرهابية التي بدأت اعتداءاتها المتكررة على الإخوة المسيحيين في قرى الموصل المسيحية تقف على رأس تلك الجهات الحكومة العراقية وقوات حرس الحدود من البيش مركه والقوات العسكرية المتواجدة في مدينة الموصل في حملة ام الربيعين ومجاميع الحزب الإسلامي .
فمدينة عريقة مثل الموصل وثالث اكبر مدينة عراقية يجب أن لا تترك بهذا الشكل طعمة بيد الإرهابيين من البعثيين وحلفائهم من القاعدة ليشكل اعتدائهم على مكون عراقي أصيل ضربة قوية للوحدة الوطنية العراقية التي تتغنى بها الحكومة العراقية ومكوناتها المشتركة في المحاصصة السياسية إعلاميا فقط . كذلك تحاول القوى البعثو – ارهابية تخريب النسيج العراقي وتمزيقه ما أمكن لها وها هي بعد أن عجزت وفشلت في تمزيق العراقيين عن طريق التفرقة الطائفية للمسلمين بين سنة وشيعة اتجهت نحو زاوية أخرى لتفرق العراقيين بين مسلمين وغير مسلمين .
ويقع الثقل الأكبر في حماية المواطنين العراقيين على الحكومة الاتحادية في بغداد التي كان للبعض من القوى القومية الكردية الدور الكبير في إضعافها ومحاولة تحجيم دورها والحلول عسكريا محلها حيث ثبت بالدليل القاطع فشل هذه الاطراف فشلا ذريعا في مجالات عسكرية عدة اولها الحفاظ على الحدود العراقية من اعتداء الجندرمة الأتراك الذين يدوسون الأراضي العراقية بجزماتهم القذرة وقت ما يشاؤون علاوة على تواجد معسكرات للجندرمة الأتراك بصورة دائمة على الأراضي التركية وفق اتفاق سابق جرى زمن الدكتاتورية مع القادة الأكراد . وانتشار قوات من البيش مركه على الطرقات الخارجية المؤدية إلى القرى المسيحية في الموصل علاوة على تواجد قوات الدولة الاتحادية والمركز المعروف لقوى الحزب الإسلامي العراقي يثير أكثر من سؤال ويطرح أكثر من اتهام حول ما يجري من انتهاكات صارخة بحق مكون عراقي أصيل عاش على ارض الرافدين منذ قدم التاريخ . والسكوت المطبق المريب للحكومة المركزية في بغداد وجيشها العرمرم يدعو للتساؤل عن المستفيد مما يجري في القرى المسيحية من مدينة الموصل . فمن هم أولئك القتلة الذين يهددون سكان القرى المسيحية بالدخول في الإسلام أو القتل او التهجير ، وأين دور قوات ومخابرات الحكومة العراقية ودوائر أمنها ومخابراتها خاصة إن مدير المخابرات العراقي من أهل المدينة وهو يعرف الكثير عنها أكثر من غيره . وهل إن تعدد الأطراف الأمنية في العراق الجديد من مستشار للأمن الوطني لوزارة الداخلية فوزارة الأمن الوطني والمخابرات العراقية يعني ان العراق ( الجديد ) طبق فيه المثل القائل ( السفينة إذا كثرت ملاحيها تغرق ) .
ودعوتنا هو في تشكيل فيلق أممي للدفاع عن مكون عراقي ضد من يحاولون اقتلاعه من أرضه وقطع جذوره وتخريب النسيج العراقي كون الحكومة العراقية لا زالت لحد الآن عاجزة عن فعل أي شئ مع القوى التي ذكرتها من قوات البيش مركه التي ذهبت تعرض عضلاتها في خانقين المدينة العراقية الآمنة كونها مدينة نفطية وتركت إخوة قريبين منها وهم قريبين منها ويتجولون في طرقاتها الخارجية المؤدية لها بينما يقتل الإرهابيون أبناء العراق الشرفاء أمام أعينهم . وهو نفس دور الحزب الإسلامي الذي له ثقل كبير في مدينة الموصل والذي يقف هو الآخر متفرجا على ما يجري لأبناء العراق من دون أن يحرك ساكنا .


آخر المطاف : الناس كما يقول أمير المتقين علي المرتضى : (أما أن يكون أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) .


    *  شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

                  جريدة السيمر الاخبارية
     
               www.alsaymar.org



43
معارك البرلمان العراقي الدونكيشوتية الخاسرة

وداد فاخر *

المعروف إن وظيفة كل برلمانات العالم هي إصدار التشريعات لصالح من انتخبهم وهم أبناء الشعب كي يصح عليهم التسمية التي تطلق على البرلمانيين ( ممثلو الشعب ) ، أو يتابعوا رؤوس الفساد من الوزراء والموظفين الكبار في الدولة ، ويحاسبوا الوزراء المقصرين في تقديم الخدمات لأبناء الشعب ويسحبوا الثقة منهم . لكن وفي مجلس شعبنا العراقي ( الجديد ) يحصل العكس إذ يحاول ( ممثلو الشعب ) دائما خلق مشاكل للشعب العراقي ووضع العراقيل أمام تقدمه الحضاري والاجتماعي وهو ما لم تعرفه أي برلمانات ديمقراطية أخرى في العالم .
فقد عطل برلماننا ( العتيد ) العديد من القوانين ومنها قانون النفط والغاز الذي لا زال يدور في دهاليزه بدون أن يظهر للوجود لحد الآن ، كما عطل العديد من القوانين الأخرى . ثم زاد على ذلك بأن أضاف بواسطة ( فرسان ) مجموعة 22 تموز قانون انتخابات مجالس المحافظات المادة 24 بالضد من الدستور الدائم المصوت عليه شعبيا والذي يحوي المادة 140 حول حل قضية كركوك والمناطق المتنازع عليها . وعندما أعيد القانون المذكور للمجلس ثانية بعد رفضه من قبل رئيس الجمهورية جلال طالباني وما حصل من مشاورات بين كتله السياسية التي تمثل بوجودها داخل المجلس الخرق الفاضح للديمقراطية والمنبعثة من التوافقات السياسية القائمة على المحاصصة القومية والطائفية اسقط متعمدا المادة 50 وغمط حقوق مكونات عراقية أصيلة كانت ولا زالت جزءا مهما من المجتمع العراقي ، لا بل إن البعض منها كان متواجدا على أرض الرافدين قبل هجرة بعض المكونات الأخرى للعراق خاصة العنصر العربي الذي يعتبر عنصرا طارئا على العراق والقادم إليه للاستيطان بعد الفتح الإسلامي .
وتسمية ( أقليات ) لمكونات أساسية من مكونات الشعب العراقي تثير أكثر من سؤال ويجب أن يستعاض عنها بكلمة أكثر قبولا عند العراقيين وهي ( مكونات ) كون العراق امة بحد ذاته يضم مكونات متعددة قومية ودينية لها مجتمعة وبدون تمييز كل الحقوق وعليها الواجبات المناطة بالمواطنة . وإسقاط حق مكونات عراقية تشكل جزءا كبيرا من المجتمع العراقي لهو تجاوز متعمد لشركاء أصليين حقيقيين في الوطن العراقي منذ الأزل .
ننتظر أن يتفادى مجلس النواب العراقي تصرفه الغير ديمقراطي والذي تجاوز فيه على المكونات العراقية واضر بسير العملية الديمقراطية ، وينأى بنفسه عن خلق المشاكل للعراقيين الذين يعرفون تماما إن عملية وصول النواب للمجلس الحالي كانت تحصيل حاصل لتجميع شخوص حزبية قومية وطائفية من قبل أحزابها لزجها في العملية السياسية العراقية رغم جهل العديدين منهم بألف باء السياسة وعدم إدراك الكثير منهم لأصول اللعبة السياسية التي وجد نفسه فجأة في خضمها ووسط معمعتها حاملين سيوفهم الخشبية ومشمرين عن سواعدهم في معارك دونكيشوتيه خاسرة .

هامش عراقي : أثبتت إدارة الجنسية والجوازات العراقية في بغداد ما طرحه أساطين البعث وكتابهم المرتزقة بعدم عراقية المشبوه ( وداد فاخر ) حيث لم يتم إصدار جواز سفر جديد له والذي تقدم به منذ تاريخ 05 . 12 . 2007 ، وأخيرا تفتقت عبقرية مديرية السفر والجنسية العراقية عن طريق رسالة ردا على تساءل سفارة جمهورية العراق في فيينا بان ( يرسل الموما إليه وداد فاخر جوازه السابق ) علما إنها لم تطلب هذا الشرط لمن أصدرت لهم جوازات السفر الجديدة لحد الآن .


*  شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

 www.alsaymar.org         

44
عوض العبدان بين المطرقة والسندان

وداد فاخر *

السياسة كما يقال ( فن الممكن ) وليس فن الحواة ومنتهزي الفرص والباحثين عن الشهرة كما عمل صاحبنا ( عوض العبدان ) الذي زحف على ركبتيه وتحمل عناء كبيرا للالتقاء بسياسي مسخ ومربي للدجاج ومنتج للبيض كما وصفه رئيس مجلس النواب الدكتور محمود المشهداني يطلق عليه ( صالح المطلك ) ، أو ممثل حزب البعث المقبور في مجلس النواب العراقي حاضرا وخادم سجودة سابقا . وما يشعرني بالغرابه إن العراقيين من ذوي البشرة السوداء ، أو جماعة ( أبو سمره ) كما يطلق عليهم أهل البصرة الذين عاشوا قرونا عديدة ومنذ العهود الإسلامية الأولى بين ظهراني أهل البصرة ، ويرجع لهم الفضل الكبير في فلاحة وري أراض البصرة خاصة والعراق عامة ، والتي كانت تمتد حتى الاحساء مرورا بمحميات الخليج الأمريكية التي كانت أصلا أرضا يبابا حتى مستهل القرن العشرين ، استطاع من يحاول تمييزهم بسبب لون بشرتهم وبطريقة عنصرية عن العراقيين في محاولة لشق صف العراقيين وتمييزهم لابيض واسود . ويشير الجميع بالبنان لهم كونهم من غرس ملايين الأشجار وكرى الأنهار وحفرها وسقى الأرض ورواها وانغرس حبهم لها وكانوا ولا زالوا جزءا من التراث الشعبي والاجتماعي البصري والخليجي بدءا من أغان اليامال والهولو من أغان البحارة ذات النغمة والإيقاع الأفريقي ، إلى رقصات الهيوه على صوت الطبل والمرواز الأفريقيين التي جيرها من سكنوا الخليج في السنين الأخيرة من القرن العشرين كتراث خليجي بينما يدرك المتابع للايقاع الموسيقي الحجازي وخاصة غناء وموسيقى أهل مكة لا علاقة لها بالإيقاع الأفريقي الخليجي الحالي ، والذي يختلف أيضا عن الإيقاع الموسيقي لأهل هضبة نجد ذات المسحة البدوية .
ولن يستطيع سياسي مسخ مثل ( صالح المطلك) أن يفصل أو يعزل التراث الشعبي ويقسمه أجزاءً متعددة ، فنغمات ناي " فيفرا "  تومان وصوت ربيع هو وفرقة خشابته منغرسة في نفوس الجيل القديم والحديث وتتفاعل معهما باستمرار الزمن مع صوت موسيقى الهبان . ولا زال كهول وشيوخ البصرة يتذكرون حفلات الطهور والأعراس التي كانت تحييها فرق الخشابة في البصرة للرجال ، أو فرقة سليمة الدگاکه للنساء . وما حصل من تجاوز لا انساني على ذوي البشرة السوداء في العهود السابقة وتسخيرهم كعبيد ارقاء للخدمة والعمل لم يشملهم وحدهم بل كان هناك نظام رق ظالم استند في تطبيقه بقراءة مخطوءة ومتجاوزة على الدين الاسلامي شمل العديد من الناس دون النظر لبشرتهم والوانهم وقوميتهم ، وساعد مهرجو السلاطين ومنتجو الفتاوى الظالمة تسويق فتاواهم لتحليل وتحريم ما يراه السلطان واولو الامر موافقا لتطلعاتهم وطموحاتهم في الهيمنة والسيطرة على مقاليد الامور واستعباد الناس بيض وسود دون تمييز . ولا اعتقد بان عراقيا واحدا يحمل حسا وطنيا حقيقيا يرغب بتقسيم العراقيين على اي شكل ان كان قوميا او طائفيا أو عنصريا وقد كان رئيس مجلس أعيان محافظة البصرة كاظم عبود الرباط اول من تحدث عن (الأفكار التي تتبناها الحركة متهما إياها بـاستيراد العنصرية الأمريكية والترويج لها في العراق ) وأضاف الرباط الذي كان حاضراً في المؤتمر الصحفي لحركة ذوي البشرة السوداء ( يؤسفني سماع هذه المطالب التي لا تجمع العراقيين بقدر ما تفرقهم وهذه المرة على أساس عنصري ) ، وهي حركة ذوي البشرة السوداء التي قامت بتخطيط وتصميم ممثل حزب البعث ( صالح المطلك ) الذي يريد ان يبحث عن اي منفذ يستطيع به حزب العفالقة ان يساهم بتخريب المجتمع العراقي وتقسيمه على اي شكل من الاشكال التي يراها مناسبة له ممنيا النفس بعودته للسلطة من جديد ولو بقي من العراقيين شخص واحد فقط .
وهناك فرق شاسع بين ثورة الزنج التي حدثت مابين 869 – 883 هـ ، والتي قادها علي بن محمد الاهوازي صاحب الزنج ، الثورة التقدمية ضد التمييز العنصري والظلم الاجتماعي ولم تكن مطلقا ثورة ضد العنصر الابيض من قبل السود بنظر قائدها علي بن محمد والتي انضم اليها بعد نجاحها البدو والفلاحين ، وبين التحرك البعثي لتشكيل (حركة العراقيين الأحرار) في البصرة التابعة لجبهة الحوار الوطني البعثية التي يحاول فصل السود عن مجتمعهم الذي عاشوا فيه على طريقة الفصل العنصري عند مطالبته باعتبارهم شريحة ثالثة في المجتمع العراقي  . فصاحب الزنج ثار وبمعيتة الأ لآف من السود ضد الدولة العباسية الظالمة التي كانت بقيادة الخليفة العباسي المعتمد بالله " أبو العباس أحمد المعتمد على الله " – ت 892 م - المعروف بظلمه وجبروته واساليب التعذيب الغريبة التي كان يتبعها مع مناوئية وحقبة حكمه تشبه تماما حقبة حكم الفاشست البعثيين في العراق وهو يشبه في تصفيه معارضيه الدكتاتور الفاشي صدام حسين . واستطاع الموفق بالله العباسي اخو المعتمد وقائد جيشه القضاء على ثورة الزنج التي امتد إوارها لمدة 14 عاما والتي ولدت في رحم غابات النخيل البصرية حيث تقوم قرية جيكور حاليا قرية الشاعر السياب التي تغنى بها كثيرا في قصائده لتشمل جزءاً كبير من أرض السواد والأهواز وعبادان وواسط  وهددت كيان الدولة العباسية القائم على الظلم والاستعباد باسم الدين . والغريب ان من اعتمد عليهم الموفق - ت 278 هـ  - في اخماد ثورة الزنج هم ايضا من السود الافارقة بقيادة زنجي هو القائد (لؤلؤ) الذي نصبه مولاه (احمد بن طولون) حاكم مصر آنذاك واليا على الشام فخرج عليه واستولى على الخراج ثم انضم الى الموفق مع جنده الذين كان في عدادهم السودان اصلا .
وما طمحت اليه ثورة الزنج بقيادة الثائر علي بن محمد غير ما يطمح اليه تنظيم حزب البعث الساقط الذي اوكل لصالح المطلك تجميع نفر مثل ( عوض العبدان ) ليكون ممثلا للبعث في البصرة وناطقا رسميا باسمه بحجة الدفاع عن حقوق ذوي البشرة السوداء ، فوقع بين سندان الحقيقة التي تقول بان ذوي البشرة السوداء جزء مهم من المجتمع العراقي وبين مطرقة الوعي الجمعي الشعبي الذي يرفض كافة اشكال التفرقة العنصرية في مجتمع متعايش سلميا كالمجتمع البصري الذي ضم بين دفتيه اقوام شتى على مر العصور .

        * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

                      www.alsaymar.com

ملاحظة : لا زالت جريدة السيمر الاخبارية محتجبة عن الصدور بسبب رفعها من على السرفر للشركة المضيفة من قبل جهة معينة استجابة لضغوط خارجية .


45
عملية التشنيع على الوطن العراقي من قبل الكتاب العراقيين المرتزقه في الصحف العربية

وداد فاخر *

أصبح ديدن البعض من مدع الصحافة من المرتزقة الحاملين للجنسية العراقية فقط دون الولاء الوطني السخرية والتشنيع من الوطن العراقي ، ودفاع البعض منهم عن بعض محميات الخليج الفارسي الأمريكية التي تسخرهم للكتابة في صحفها الصفراء كالشرق الأوسط والاتحاد الإماراتية والراية القطرية والسياسة واوان الكويتية .
فما دفعه السعوديون وشيوخ الكويت والإمارات من أموال كانت وقودا لقتل العراقيين وتخريب بلدهم وإقلاق المنطقة للفاشي المشنوق صدام حسين لحاجة في نفوسهم المريضة ، أصبح وسيلة لبعض هؤلاء المرتزقة لكسب عيشهم بتدبيج المقالات وإبداء وجهات نظرهم المريضة التي تدخل في باب الخيانة للوطن العراقي بالمطالبة بالنيابة عن شيوخ وتجار المحميات الأمريكية بالأموال التي دفعت وقودا لقادسية الشؤم والموت التي غذت نرجسية " قائد البعث " وقوة من شكيمتة .
وجريدة مثل جريدة السياسة الكويتية لا تستحق الذكر كون رئيس تحريرها احمد الجار الله كان بوقا للدعاية الصدامية في الكويت أيام كان ( زعيم العرب ) صدام حسين و( المدافع ) عن بوابتهم الشرقية وحامي حماهم فإضافة للصورة الكبيرة للدكتاتور التي كانت تتصدر الجريدة يوميا كانت هناك عدة أصوات تنهق مشيدة بحكمة وحنكة ( بطل القادسية ) ككاتب البعث الكويتي المقبور عبد الله أحمد الكندري ، الكويتي البلوشي الأصل الذي كان لا يني عن مدح صدام يوميا والنهيق داعيا باسم العروبة التي لا يمت لها بصلة باجرة لا تتعدى بطل ويسكي يصرف له يوميا من سفارة النظام في الكويت . كذلك الزيارات المكوكية لأحمد الجار الله لقصر الفاشي المقبور صدام حسين وإجراء المقابلات الصحفية معه لتجميل صورته القبيحة ومن بعد ذلك قبض المقسوم كما اعترف بذلك رئيس تحرير الشرق الأوسط سابقا وصاحب إيلاف حاليا " عثمان العمير "  .
ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر يوم احتل ( بطل عروبتهم ) الكويت في 2 آب / أغسطس 1990 الكويت وعمل فيها خرابا وقتل أهلها  وهدد السعودية ، عندها أصبح صدام عدوهم الأول بعد أن أسبغوا عليه أنواع الألقاب التي لا أول لها ولا آخر .
وبعد سقوط نظام عهرهم العروبي في بغداد في يوم 9 نيسان 2003 عادت قطعان العروبة ( المجيدة ) تخطط لتدمير العراق ثانية فكان إلى جانب فتاوى علماء السعودية ومحميات الخليج المتخلفين وتحريضهم الإرهابيين على قتل العراقيين وتدمير بلدهم المال السعودي والخليجي مضافا لها الدعاية الإعلامية الكبيرة التي هيئتها صحفها الصفراء الشرق الأوسط السعودية وأخواتها الخليجيات مستفيدين من بعض الأصوات العراقية النشاز التي يمثلها بعض المرتزقة والمتقلبين والراكضين وراء بريق الدولار الأمريكي استثني منهم أساتذة أجلاء لا زالوا يحترمون مواطنتهم العراقية ويسخرون أقلامهم لإظهار الحقيقة والدفاع عنها كـ( الأستاذ خالد القشطيني والأستاذ الدكتور سيار الجميل والدكتور رشيد الخيون ) ، وكتاب عراقيين آخرين لم ينساقوا للآن للتشنيع على الوطن العراقي والحط من قيمته .
وتحولت أقلام المرتزقة لأبواق تصيح ليل نهار للحط من قيمة العراقيين والمساعدة عن طريق الإعلام بفشل تجربتهم السياسية التي تمر بعقبات كبيرة كان أولها الإرهاب الاسلامو – عروبي الأعمى ، والميراث الثقيل للفاشية الذي يفوق أربعة قرون ابتداء من انقلاب البعث الأول الأسود في 8 شباط 1963 وما تبعه من دكتاتوريات متعاقبة كان آخرها حكم الفاشست العنصريين من اراذل البعث وما عملوه من تخريب في ذمم وأخلاق البعض من ضعاف النفوس من أبناء الشعب العراقي . وكنس تربية سيئة وأفكار فاشية لثلاث عقود ونصف من الزمن ليست بالأمر الهين لمجتمع عاش سنين تخلف فكري واجتماعي واقتصادي تحت سلطة البعث ، مضافا لكل ذلك قفز البعض لانتهاز الفرصة لتقسيم الأرض العراقية على وزن ( هذا لك وهذا لي ) مستغلين حالة الفوضى داخل المجتمع العراقي ومستفيدين من الحماية الأمريكية والأموال التي نهبوها من الخزينة العراقية أيام الفاشية وبعد سقوط النظام الفاشي ، متحججين بالفيدرالية ليقيموا سلطة دولة داخل الدولة المركزية ، ويخلوا بالعملية السياسية الجارية في العراق .
ترى هل تساوي بعض الدريهمات التي تصرف لبعض الكتاب المرتزقة من المحسوبين على الشعب العراقي خيانة شعبهم ووطنهم والحط من قيمتة والدفاع عن أعدائه ؟؟!! .


        *  شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

                       www.alsaymar.com



46
" قادسية " مجلس النواب وزيارة الآلوسي واستشراء وباء الكوليرا

وداد فاخر *

لم يشهد مجلس النواب العراقي هبة " مضرية " كالتي حدثت بتاريخ 14 . 09 . 2008 عندما تنادى " ممثلو الشعب الحقيقيين " من عرب وأكراد وتركمان وأقليات أخرى في " قادسية " جديدة أشهد أنها هي " أم المعارك " الحقيقية لا معركة المشنوق صدام حسين عندما اجمعوا ولأول مرة في تاريخ مجلس " نوابنا " العتيد على رفع الحصانة عن( ابن آلوس مثال) وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها لزيارته لدولة إسرائيل التي التقى البعض منهم في زيارات سرية مع العديد من سياسييها ( لكنهم يزحفون نحو بروكسل برعاية إيرانية صرفة من قبل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وكانوا يخضعون لقيادة ممثلين لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية بشكل كامل ، بل وهيأت لهم الجبهة مرافقين إيرانيين يتحدثون اللغة العربية من العرب الاهوازيين ، وكان وفد المعارضة السنية التي تزعمها عدنان الدليمي ضيفا على منظمة مجاهدي خلق ، أكثر مما هو في ضيافة البرلمان الأوروبي ، واستثمرت منظمة مجاهدي خلق علاقاتها مع الدبلوماسين الاسرائيلين في بروكسل ، وقامت بترتيب لقاء بين اثنين من أعضاء الوفد السني العروبي مع شخصيات إسرائيلية تم تعريفها لهما باعتبارها مهتمة بمتابعة تطورات الوضع في العراق ، وهي شخصيات من داخل الموساد الاسرائيلي ، وقالت المعلومات التي تسربت عن طريق المخابرات البلجيكية إن من اجتمع بالموساد الاسرائيلي كل من " ظافر العاني وخلف العليان" ) – من مقال للكاتب على الرابط التالي :
http://www.alsaymar.com/my%20articels/20062008myarticle21.htm . والحقيقة إن العراق الجديد غير معني بما حصل من حروب وصراعات سابقة لم تجلب على المنطقة إلا الدمار والخراب وضياع الأنفس والأرض . وبعد سقوط نظام الفاشست البعثيين لم نر إسرائيليا فجر نفسه ، أو يهوديا أو أي من الديانات الأخرى بل كان ولا يزال " فرسان " جرائم التفجير والقتل والتدمير هم دعاة الإسلام السياسي من انصار بن لان ومن تبعه من البعثيين من مختلف الملل والطوائف والأقوام من عرب وعجم . لذا لا اعتقد إن شعبنا يفكر بالعداء كما صور ذلك أعضاء مجلس نوابنا " الأشم " لأية جهة أو شعب أو دولة كانت ما لم تعتدي علينا .
وبدل أن يهب مجلس نوابنا " العتيد " هبته المضرية " الأخيرة كان عليه أن يهب ومن موقعه الحساس كممثل ومراقب للسلطة التنفيذية ومشرع للقوانين ضد من شاركوا في الإرهاب وتوقف كل الإجراءات القانونية ضدهم بسبب التوافق الجاري بين كل القوى المشاركة في السلطة في الوقت الحالي لكي يتم تقسيم الغنائم العراقية ( كل حسب موقعه ومن كل حسب مركزه وهيمنته ) . كذلك سكت مجلسنا " الموقر " عن مليارات الدولارات التي سرقت من خزينة العراقيين ، وغض الطرف عن وزراء حرامية وغير كفوئين مثل وزير التجارة والبلديات والكهرباء وغيرهم بينما شحذ سيفه وتمنطق برمحه واضعا إسرائيل نصب عينيه وهي على بعد الآف الكيلومترات عنه ، وترك القتلة واللصوص وسراق النفط والخزينة العراقية الذين يعيشون معه أو يجلسون على بعد أمتار منه .
فبدل أن يكون لمجلس النواب موقفه الفاعل في درء الأوبئة والأمراض عن الشعب العراقي والمطالبة بتقديم الخدمات البلدية والاجتماعية والصحية له ، وتوفير الماء الصالح للشرب والكهرباء والدواء يهب هبته " المضرية " وينسى إن البلد يعاني من خطر تفشي وباء الكوليرا الذي مهدوا هم ووزرائهم لانتشاره عن طريق السكوت عن فقدان الماء الصالح للشرب والكهرباء والرقابة الصحية على الأغذية والمأكولات والمطاعم، وما تم استيراده من مواد وأطعمة وأدوية غير صالحه صحيا من دول الجوار وخاصة إيران والهند . فتفشي وباء مثل وباء الكوليرا شئ عادي بالنسبة لمجلس نوابنا " العتيد " لا يستوجب سرعة في الإجراءات التي يجب أن يتخذها المجلس وتتم من خلالها محاسبة جميع المقصرين من وزراء ومدراء ومسؤولين في كافة أنحاء العراق لكن زيارة لنائب لاسرائيل تجلب كل ذلك الانتباه وشحذ السيوف والمناداة بالويل والثبور وعظائم الأمور .
وغلطة (ابن آلوس ) انه تناسى وهو السياسي الحصيف إن إيران ليست لوحدها من تقلق الأمن في المنطقة وكان الأجدر به أن لا يكيل بمكيالين ويتحدث عن باقي الأطراف المشاركة بدعم وتوجيه الإرهاب وإيواء الإرهابيين كالسعودية التي لا زالت تدعم الإرهاب العالمي بكل الوسائل المتاحة من فتاوى لعلمائها المتخلفين عن ركب الحضارة البشرية ، أو ما تصرفه من أموال تحت عناوين ويافطات إرهابية متعددة ومتلبسة بالإسلام بدعوى الإغاثة . كذلك سورية " العربية الشقيقة " التي تأوي القيادات البعثية المخططة للإرهاب مع بقية المحميات الأمريكية الخليجية التي تصرف الملايين لدعم الإرهاب وتشجيعه في داخل وطننا ، ووصل الحد لدولة الشخاطة " قطر " أن تتآمر علينا  .
وما تفعله إيران من دعم وتشجيع للإرهاب في العراق والمنطقة ما هو إلا خيال مريض سياسي فعله ويفعله كل من خطا خطواتها من قبل وحصد الفشل كصدام وغيره من الطغاة في محاولة لمماحكة أمريكا واثبات قدرات خيالية لا تعيش إلا في عقلية الحاكمين فيها ، للتسيد في المنطقة والعالم ولسحب البساط من تحت أقدام المرجعية العراقية في النجف الاشرف لكي تكون هي القائدة الفعلية للشيعة في العالم الإسلامي ، وتترك شعبها يعاني من الفقر والعوز وارتفاع الأسعار المخيف مع هبوط كبير للقوة الشرائية للتومان الإيراني .
مبارك لمجلسنا عودة " النخوة العروبية الأصيلة " لعراقنا من جديد ، بعد أن اعتقدنا بان زمن البعث العروبي الكاذب قد ولى إلى الأبد ، وهاردلك لأبن آلوس الذي تصرف بعيدا عن الحكمة وعلى طريقة لي الأذرع والحواة التي لم يفهمها تماما ، فقد كانت الزيارة الخطأ في الوقت الخطأ والتحليل السياسي الخطأ ، فقد استعجل الرجل كثيرا وهدم مجده السياسي الحديث العهد بخطوة لم يتحسس مكان الأرض الرخوة التي وضع رجله عليها . فالسياسة فن الممكن الذي لم يفهمه ابن آلوس وتعجل في هدم موقعه السياسي الضعيف بعد ان استمرأ " النصر " في زيارته الأولى ولم يدرك مقدار الدعاية الانتخابية التي يبحث عنها السياسيين الجدد الذين يحاولون صناعة مجدهم السياسي الجديد على منوال ما فعل .

       *  ناشط في مجال مكافحة الارهاب
 
           www.alsaymar.com
 


47
البصرة والعراق عامة بحاجة لـ( صولات فرسان حقيقية ) وليس لـ ( صولة عرجان ) يا أبا إسراء المالكي

وداد فاخر*

ما يحصل في البصرة من استمرار علني وواضح للعيان لعمليات القتل والخطف والإرهاب المبرمج لـ ( فرسان ) بعض الأحزاب والتيارات الإرهابية المتلبسة بالدين بعد ما يسمى بـ ( صولة فرسان ) رئيس الوزراء المالكي يجعلنا نتساءل وبصراحة عن مدى نجاح ( صولة فرسان ) المالكي التي طردت بعض المجاميع الإرهابية وليس كلها كما يتردد على لسان أهل البصرة الاصلاء ، وتركت الباب مفتوحا لهم ليعودوا من الشباك . فقد كانت هناك حملة على المسلحين فقط وتركت تلك الحملة التعامل الجدي والصارم مع القيادات الدينية التي تفتي وتسند وتدعم تلك المجاميع والتي تتمركز في بعض المناطق والجوامع والحسينيات ، خاصة في مناطق الحيانية وخمسة ميل والكزيزة وأبو الخصيب والزبير ، وبعض مناطق نواح شط العرب والكرمة. فمن يقود أولئك الإرهابيين ويحرضهم ويسندهم هذه القيادات الجديدة الغريبة على الوضع الاجتماعي والديني الشعبي العراقي ، والتي قدم بعضها من خلف الحدود بعد أن لف كل منهم عمامته السوداء أو البيضاء ، أو وضع الكوفية أو اليشماغ الأحمر على رأسه من الوهابيين الجدد على عجل ليشارك في التهام الكعكعة العراقية ، أو تم شدها له من داخل العراق . كوننا جميعا نعلم إن هؤلاء المعممين الجدد ليسوا برجال دين حقيقيين والدين الإسلامي منهم براء ( سنة وشيعة ) ، ولكنهم ادلجو الدين وسيسوه وجعلوه كالماء الرقراق يسير في مجاري هم يبتغونها .
كذلك استطاع ( فارس ) مجموعة 22 تموز السيئة الصيت التي صوتت على الفقرة 24 لقانون انتخابات المحافظات العروبي للكشر ( صالح المطلك ) تشكيل مجموعة جديدة باسم ( ذوي البشرة السوداء في البصرة ) تابعة لتنظيمه البعثي المعروف ( جبهة الحوار الوطني ) في محاولة منه لشق أبناء العراق بعد المحاصصة القومية والطائفية على أسس عنصرية بين اسود وابيض . وهو ما يتطلب وقفه جادة ضد هذا التقسيم الجديد خوفا على المجتمع العراقي من تقسيمه مستقبلا على هذه الأسس العنصرية فنصبح مجاميع ذوو بشرة سوداء أو سمراء أو بيضاء أو شقراء ، والحبل على الجرار .
وبحسبة بسيطة يستطيع حتى طالب ابتدائي الكشف عن أسماء العديد من البعثيين القدامى ورجال استخبارات النظام وفدائيي صدام ضمن هذه الوجوه المتاسلمة التي اتخذت من الدين ستارا بعد سقوط نظامهم الفاشي وجعلت المساجد والحسينيات أوكارا لها .
كذلك فقد اندس ازلام نظام البعث في معظم النقابات والجمعيات وأصبحوا ساسة ومفكري البصرة والعراق الجدد  كل حسب مكانة ومركز حزبه أو تياره . فمن لم يكن صحفيا أصبح وبلمح البصر صحفي ، ومن لم يكن أديبا أصبح كاتبا يحمل يراعه فوق أذنه وهكذا .
وبدعة انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في غفلة من الزمن في كافة أنحاء العراق من شماله حتى جنوبه بدعة جديدة أيضا افتعلتها القوى السياسية القومية والطائفية التي تقاسمت السلطة السياسية في العراق والتي قسمت المناصب السياسية العليا في الدولة على نمط التقسيم السياسي في لبنان ، وعلى نسق ذلك التقسيم الجائر للسلطة جرى تقاسم المجالس المحلية والبلدية في المدن والمحافظات بين الأحزاب القومية والطائفية التي اشتركت في المحاصصة السياسية من شمال العراق حتى جنوبه . فجاء ( شعيط ومعيط وجرار الخيط ) ليقود العراقيين وليتسنم كل منهم مقعده في الدولة من دون مراعاة للشعور الشعبي العام الذي اختار هؤلاء أما مضطرا أو تحزبا بعد أن أخافت فوهات المسدسات الكاتمة للصوت مثقفي وأكاديميي العراق وكبار علمائهم التقنيين ، وجعلتهم يتركون العراق هاربين بجلودهم ، بينما مكث كل مثقفي وأكاديميي العراق ونخبهم السياسية من المغتربين كل في مكانه في ديار الغربة منتظرين رحمة الباري عله يرفق بهم وبشعبهم ليعودوا لبلدهم بعد أن ملوا من الغربة والذل الذي قاسوه طوال سنين بعدهم عن الأهل والوطن اثر هروبهم من بطش نظام الغدر والجريمة البعثي الفاشي .
والبديهية المعروفة للسياسيين إن انتخابات مجالس المحافظات لا تأت عرضا وبالسرعة القياسية التي حدثت في العراق ، وإنما تأت كتحصيل حاصل بعد استقرار الوضع الأمني والسياسي ، ونجاح القوى السياسية في قيادة البلد والتي تمثلها إنجازات على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية . لا أن يأت كل ذي حزب وحزبه ويهيمنون على مقاليد السلطة بوضع اليد باسم الانتخابات !! ، وهو ما حصل تماما في العراق . فنحن لم نسمع عن بعض الأحزاب أو القوى أو التيارات الدينية أو السياسية التي ولدت بعمليات قيصرية بعد سقوط النظام الفاشي وضمت كل بقايا ازلام النظام الساقط واحتوتهم باسم الديمقراطية ، وهو ما يسمى بلغة السياسة بـ ( العملية الديمقراطية العرجاء ) . فالمواطن العادي يستطيع أن ينتخب وبملء حريته من يصلح لقيادته وتقديم كافة الخدمات الأمنية والبلدية والاجتماعية له عندما يلمس ذلك عن قرب ومن الحزب أو السياسيين المستقلين الذين يقدمون له نجاحات إدارية وسياسية على الأرض ، لا أن يفرض عليه ذلك باسم المحاصصة والتي ظهر أثرها الآن في التسجيل لانتخابات المحافظات التي أظهرت إقبالا فاترا جدا نتيجة للإحباط الذي حصل للمواطن العادي الذي ظل يعاني وبعد خمس سنوات من سقوط النظام من نقص حاد في كل الخدمات المقدمة له من ماء وكهرباء وخدمات صحية وبلدية ، وانتشار وباء مخيف مثل الكوليرا انعدم وجوده في بلدان فقيرة يشئ بهذا الخزي للقيادات الحاكمة في العراق .
ووصل الحد لاستجداء المسؤولين كما كان الحال أيام الدكتاتورية لإغاثة فلان أو علان من المثقفين الذي أصبح بحاجة لعناية طبية أو إجراء عملية جراحية وتلك قمة المأساة والخزي الأبدي للحكومة الحالية ومجلس نوابها ( العتيد ) . كون كافة المسؤولين يسافرون رأسا للخارج حالما تجرح سكين المطبخ إصبع احد منهم ، ويسوح النواب بجوازاتهم الدبلوماسية في كافة أرجاء العالم للاطمئنان على مدخراتهم وإلقاء بعض المحاضرات على بعض المغفلين من العراقيين ، بينما يعيش عامة العراقيين أزمة الصحة والسكن والحاجة الماسة للماء الصالح للشرب والكهرباء المعدومة أساسا .
وقد حدثني مصدر مقرب من شخص يعمل داخل مطعم مجلس ( النواب ) بان هناك رقم خيالي يصرف كمخصصات طعام لكل ( ممثل للشعب ) ، ولا أريد هنا أن أورد الأرقام لان تواجد البوفيه المفتوح ليلا ونهارا داخل مجلس ( ممثلي الشعب) يعلن عن ذلك حتى لو كذب اكبر راس في السلطة ما نقول . فهناك أنواع متعددة من التورتات والحلويات التي يتناولها ( ممثل الشعب ) في استراحته وأنواع عديدة مما لذ وطاب من الأطعمة في المطعم الذي يتناوب على الخدمة فيه عمال بنكلاديشيون ، مثل ذلك مثل كافة السفارات العربية والعراقية التي تخاف من مواطنيها وتشغل البنكلاديشيين والفليبينيين ، ماعدا دولتين آسيويتين إسلاميتين تشغلان فقط مواطنيها هما إيران والباكستان . وللدلالة على التسابق بنهب أموال العراق نرى إن هناك رقم يتحدث عن وجود حسابات في بنوك نمساوية فقط لـ ( 127 ) مسؤول عراقي ، ناهيكم عن أموال وممتلكات بيت البرزاني التي تقع في خانة أخرى . ووصل رقم ما موجود في الخارج من أموال منهوبة لحد الآن إلى 80 مليار دولار .
وعودة لـ ( صولة فرسان ) المالكي وما يحصل من عودة لأعمال الخطف والقتل واستعمال كاتم الصوت إن كان في البصرة أو باقي أرجاء العراق يثير أكثر من سؤال عما فعلته وتفعله القوى الأمنية ، وشاهد على ذلك اغتيال المفكر العراقي كامل شياع وسط بغداد وبكل جرأة ووقاحة والسكوت المريب للحكومة العراقية التي لم تنبس حتى بكلمة عزاء مجتمعة مع أحزابها الدينية . ثم جاء اغتيال احد مستشاري وزارة الدفاع قبل أيام . فجريمة قتل شاب في سوق السيمر فتح محل للحلاقة ليعتاش منه بعد أن لم تسعفه شهادته الجامعية بالبحث عن عمل جريمة مروعة وعملية قتل مسببة كونه حلاق فقط وليس شيئا آخر ، ثم الهجوم على قائد شرطة الموصل ومحاولة اغتيال محافظها ، وبعد كل ذلك محاولة اغتيال الدكتور احمد الجلبي بتفجير انتحاري. فالحوادث الأخيرة التي جرت في البصرة http://www.alsaymar.com/akbar/08092008akh3135.htm من خطف وسطو مسلح لعدة مساكن وعمليات الاغتيال التي لم تتوقف في كافة أنحاء العراق .
فالبصرة خاصة والعراق عامة يحتاج لـ ( صولات فرسان ) حقيقية وليس لـ ( صولات عرجان ) يا أبا إسراء المالكي ، كوننا وللآن لم نر جثة عفنة لإرهابي أو لص أو قاطع طريق ، أو متجاوز على العراقيين أي كانت جريمته معلقة في وسط بغداد أو أي مدينة عراقية حتى يتعظ بذلك من يفكر بقتل العراقيين وتخريب بلدهم . ويجب في هذا الظرف بالذات استعمال العصا الغليظة فقد قيل في الأمثال ( العصا لمن عصا ) ، أما إذا لم يرد ذلك ( الإخوة الأمريكان ) باسم الديمقراطية فتلك مسالة أخرى . كذلك الحاجة لاختيار دقيق للجهاز الإداري والفني لكافة القيادات الإدارية والفنية بعيدا عن هيمنة مجالس المحافظات الصورية والمحافظين الذين جاؤوا لإدارة المحافظات العراقية في غفلة من الزمن .
وأنا هنا أؤيد عودة نظام الحكومة المركزية لفترة انتقالية حتى يتم النضج السياسي للعراقيين ويتم القضاء على الإرهاب ، والرشوة والنهب المستمر لأموال الدولة ، ثم يتم العمل بنظام مجالس المحافظات الذي نرى بأم أعيننا الصراع العلني عليه من قبل كافة الأطراف السياسية المتحاصصة في الوقت الحالي ، ومحاولة بعض القوى الحزبية تقسيم مناطق ومدن ونواح وقصبات عراقية لسيطرتها على نمط ( هذا لك وهذا لي ) .

هامش صغير جدا :
تيقنت أخيرا بأن كافة المسؤولين العراقيين يوحى لهم فهم لا يردون أو يجيبون على أي سؤال أو استفسار ، أو رسالة من مواطن عادي أو لنقول على الأصح من واحد من ( الرعاع ) من مثلي وأمثالي ، فهم لا يتحدثون إلا بعد أن يوحى إليهم لذلك فهم معذورين لعدم الرد على أي رسالة أو استفسار أو سؤال .

آخر المطاف :  كثيرون يؤمنون بالحقيقة ..وقليلون ينطقون بها ..


     *  شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
           
              www.alsaymar.com


48
العراق الرقم الصعب الذي لا يقبل القسمة على أي رقم

وداد فاخر *

المقدمة :

جاءت تسمية العراق كأرض جامعة وليس كما يفكر البعض كل حسب هواه إن كان هوى سياسيا ، أو نفعيا ، أو من باب التملق والرياء ، حيث تقول الروايات التاريخية والجغرافية إن هناك عدة معان للعراق كاشتقاقات خرج منها الاسم . فالبعض يقول (إذا كانت الكلمة عربية فتعني الشاطيء في لغة أهل الحجاز أو سفوح الجبل ) ، بينما يرى آخرون إن كلمة ( عراق ) جاءت من أصل كلمة ( اوروك أو اونوك ) وتعني المستوطن . ويرى المؤرخ ( اومسند ) إن كلمة اريغا موجودة في وثيقة تاريخية تعود للقرن الثاني عشر قبل الميلاد وان كلمة عراق شاعت في العهد الساساني مابين القرنين الخامس والسادس الميلادي حيث بدأ يظهر في الشعر الجاهلي ، وهذا شاعرنا الجاهلي ( المنخل اليشكري )
- المنخل بن مسعود بن عامر من بني يشكر , كان ينادم النعمان بن المنذر وهو الذي سعى بالنابغة الذبيانيّ في أمر المتجرّدة امرأة النعمان , ففر النابغة إلى آل جفنة الغسانيين في الشام أعداء المناذرة التقليديين . فقد كان يحب هند المتجردة التي شغفت قلبه وشغف قلبها وكان من أجمل رجال العرب ، وذات يومٍ خرج النعمان للصّيد فعمدت إلى قيدٍ فجعلت رجلها في إحدى حلقتيه , ورجل المنخل " حبّاً به " في الحلقة الأخرى , وجاء النعمان فوجدهما على هذه الحال فأمر بالمنخل فقُتل – يقول في قصيدته :
 
إن كنت عاذلتي فسيري ... نحو العراق ولا تحوري
لا تسألي عن جل مالي ...  وانظري كرمي وخيري
بينما قال شاعر آخر هو جابر بن حني التغلبي ، وهو أيضا شاعر جاهلي :
وفي كـل أسواق العراق إتاوة ... وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم
تعاطى الملوك السلم ما قصدوا لنا ... وليـس علينا قـتلهـم بمـحـرم
وجاء أيضا (من المرجح أن لفظ العراق يرجع في أصله إلى تراث لغوي عراقي من العصور القديمة مشتق من كلمة تعني المستوطن ولفظها أوروك (Uruk) أو أونوك (Unuk)، وفي العربية فإن مادة "أُرُكْ" تدل على الإقامة بالمكان و منها الأريكة بمعنى السرير و"أُرُكْ" تعني مكان أيضا، أي بمعنى مكان للإقامة والاستقرار والاستيطان، ومن المعروف أن العراق يعدّ من أقدم مراكز الاستقرار و الاستيطان في الشرق الأدنى القديم ،خاصة مع وجود نهري" دجلة " و" الفرات " ،ومن الجدير بالذكر أن كلمة أوروك (Uruk) قد تكون مشتقة من الجذر الذي اشتق منه اسم المدينة السومرية " الوركاء "، و تدخل الكلمة نفسها في تركيب جملة مدن قديمة شهيرة مثل مدينة " أور" (Ur) في جنوب العراق وهناك الرأي القائل بالأصل العربي للاسم "عراق" والتي تعني" شاطئ البحر" أو مطلق الشاطئ، وأنه إنما سمي "عراقا" لدنوه من البحر (أي الخليج)، ولأنه كذلك على شاطئ دجلة والفرات كما أن أهل الحجاز يسمون البلاد القريبة من البحر عراقا.وموجز القول أن معنى اسم عراق هو الساحل أو الجرف، ومن هذا الرأي ان معنى عراق، جرف الجبل أو سفوح الجبال التي هي أول ما يقابل المسافر من السهل الرسوبي في جنوب العراق باتجاه الجبال الشرقية و الشمالية. ) .
ومما جاء في المادة الثانية من قانون شعار الجمهورية المرقم 57 لسنة 1959 المنشور في عدد الوقائع العراقية إن تسمية العراق بمعناه القديم "أراكي" أي بلاد الشمس .
لذا فكلمة ( عراق ) عنت دائما المساحة المحصورة مابين النهرين دجلة والفرات والتقائهما بشط العرب حتى البحر كمكون جغرافي موحد منذ أمد العصور .

التقسيم الإداري العثماني:

وقع العراق تحت الاحتلال العثماني في الفترة ما بين ( 1532 – 1918 ) ، ولأغراض سياسية وإدارية قسم العراق لثلاث ولايات عثمانية هي الموصل وبغداد والبصرة ، وبضمنها ولاية شهرزور الكائنة شرق دجلة ، وولاية الاحساء جنوبا على الساحل الغربي للخليج الفارسي . وقد تم حكم العراق وبموجب هذا التقسيم حكم غير مباشر لتسهل عملية إدارته والسيطرة عليه فقد حاولت الدولة العثمانية حكم العراق حكما مباشرا ، لكنها وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر منحت الولايات الثلاث حكما ذاتيا وأدارها حكام عثمانيون من المماليك . لكنها عادت وحكمت العراق بطريقة مركزية في القرن التاسع عشر .
ولكن مع ذلك ظل العراق موحدا وظهر ذلك من العديد من الخطابات المتبادلة اثر العديد من الأحداث التي حصلت في العراق فقد امتدت صلاحيات وزير العراق العثماني من بغداد إلى كردستان العراق، وورد في الكتاب المذكور ما نصه:"بالنظر لما كان يقوم به متصرف بابان (سليمانية) سليم باشا من المراوغة، ومطاوعة الاعجام، وقيامه من حين للآخر بأعمال ضد الدولة العثمانية، وتحريضه الأكراد على التمرد. . .  على هذا فقد عزم الوزير أحمد باشا على أن ينتف هذا الرجل ريش خيانته" . ومن قبل وفي أول العصر الإسلامي وفي خلافة عمر الفاروق إجراء بعض التعيينات الإدارية التي لها صفة سياسية قانونية وهي تعيين جمع فيه عمر بن الخطاب أمر قضاء العراق لقاض واحد هو سليمان الباهلي ، وفي العهد الأموي تم تعين الحجاج بن يوسف الثقفي (ت95هـ) بقرار من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (ت86هـ) جاء فيه:"أما بعد يا حجاج، فقد وليتك العراقيّن صدقة".  يومها خاطب الحجاج الناس بمسجد الكوفة قائلا  : "يا أهل العراق" ، وهي كلمة جامعة للعراقيين في كافة أنحاء العراق . ومن قبل ذلك خطب الإمام علي بن أبي طالب قائلا :" أما بعد، يا أهل العراق" . وعند تأسيس بغداد قيل : " بغداد عين العراق وسرته " ، بعد أن قال جعفر بن سليمان:"العراق عين الدنيا، والبصرة عين العراق، والمربد عين البصرة" .
ذكر ابن أبي الحديد (ت656هـ) قصة عن شيخ المعتزلة أبي الهذيل العلاف (ت230هـ) وهو يُعرف نفسه لمتكلم من أهل الرقة بالشام، يدعى مجنون الدير، بعد أن سأله استعداداً لمناظرة بينهما: "ممن يكون الرجل؟  بالقول: "مَنْ أنت؟ قال: عراقي"  .

عراق موحد عبر العصور :

لذلك كانت كلمة " عراقي" كلمة جامعة لكل العراقيين من جنوب العراق حتى شماله ، وألا لما خاطب أمير البلغاء علي المرتضى أهل العراق يومذاك بقوله :" أما بعد، يا أهل العراق" ، وكذا بليغ آخر كالحجاج الثقفي عندما قال : "يا أهل العراق" . من ذلك يظهر لنا وعبر التاريخ التشكيل الإداري الموحد لخارطة العراق التي اجتزأت منها عبر العصور أراض عدة وخاصة تلك التي قضمت بعد تشكيل الحكم الوطني العراقي في العام 1921 ، حيث كانت حدود العراق القديم تمتد حتى الجزيرة التي اقتطعت وضمت للأراضي السورية غربا ، والإمارات العربية المتصالحة أو ما يطلق عليه حاليا اعتباطا بـ ( الإمارات العربية المتحدة ) جنوبا حيث تمتد من ساحل الكويت القضاء العراقي التابع للبصرة والذي كلفت حكومة والي البصرة العثماني آل صباح كحراس على شاطئ البحر على أن تسدد أجورهم من قبل خزينة البصرة – تواجد الكاتب إثناء تصريحات صبري أفندي صندوق أمين البصرة لرئيس تحرير جريدة الثورة البغدادية يونس الطائي العام 1961 في مقهى ناصر بسوق السيمر – وأضاف صبري أفندي راجعوا سجلات المواليد والزواج في محاكم البصرة لتتأكدوا من هذه الحقيقة  . ناهيكم عما وهبه النظام الفاشي البعثي من أراض لكل من الأردن والسعودية وتنازله للكويت بعد ما أطلق عليها بـ ( حرب تحرير الكويت ) العام 1991 لمساحة كبيرة اقتطعت من ارض العراق .

الهجرات من الداخل للداخل :

عرفت جميع شعوب العالم هجرات عديدة إن كان من الداخل للخارج ، أو من الداخل للداخل وهي تدخل ضمن الحراك الاجتماعي وتنقل الأفراد في داخل الوطن الواحد . وقد جاء في القران الكريم ((يا أيها الناس، إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم)). - الحجرات 13- .
وقد كانت هناك هجرات عديدة عرفتها ارض الرافدين كانت بعضها بسبب التصحر ، أو بسبب ضائقة العيش أو للهروب من المشاكل والمضايقات السياسية . وتسببت الحروب التي اشتعلت والأوبئة والأمراض في هجرات عدة أخرى حيث لجأ البعض لمدن وقرى وقصبات بعيدا عن نيران الحرب أو العدوى من الأمراض والأوبئة .
وشهدت المدن العراقية هجرات داخلية متعددة كما حصل في بداية خمسينيات القرن الماضي من هجرة عكسية من الريف للمدن الجنوبية وخاصة العمارة والناصرية للبصرة وبغداد ، واستوطنت ملايين عديدة كل من بغداد والبصرة ونشأت مدن جديدة بعد أن كانت أحياء لفقراء الناس مثل مدينة الثورة ببغداد وحي الحسين ( الحيانية ) بالبصرة .
كذلك هجر مواطنون مدنهم وقراهم الحدودية عند الحرب الكارثية التي أشعلها النظام البعثي مع الجارة إيران ولجئوا للمدن المقدسة ككربلاء والنجف ، واستوطن العديد منهم تلك المدن لحد الآن . وهاجر أيضا سكان أكراد لمدن عراقية مختلفة على مر التاريخ ولا زالوا يعيشون بين ظهراني العرب لحد الآن دونما تفرقة بينهم حتى في اللهجة أو اللسان. وحدث العكس بالنسبة لعرب استوطنوا مدن كردستان واستكرد العديد منهم – عوائل من النعيمي ومنهم وزير صحة حكومة صدام حسين والربيعي وعدد آخر غير قليل - كما استعرب بعض الكرد في المدن العربية وهي طبيعية بشرية عادية تحدث على مر السنين وتسكن بغداد والبصرة خاصة عوائل بغدادية أو بصرية منحدرة أصلا من اربيل أو السليمانية . وكانت معظم هذه الهجرات قبل الهجرات القسرية زمن حكم البعث تحدث لأسباب لها علاقة وطيدة بالبحث عن لقمة العيش ، وبعضها الآخر لاستيطان البعض تلك المدن أي كانت بعد أن يتم نقلهم لها إداريا .
من ذلك نعلم أن لا علاقة للهجرات إن كانت كيفية أو قسرية بحماية المواريث العشائرية ، أو القبلية أو المدينية ، ويظل الموروث الشعبي العام واحد لا ثاني له وتظل المدن تحمل نفس خصوصياتها القديمة التي نشأت عليها رغم بعض التغييرات الجزئية البسيطة التي يجلبها لها المستوطنون الجدد .

الهجرات للخارج :

وكما هي الهجرات التي حدثت من الداخل للداخل فقد حدثت هجرات من الداخل للخارج وبالعكس ، حيث هاجرت أقوام وقدمت أقوام أخرى على مر التاريخ . وفي التاريخ الحديث كانت الهجرات فرديه أو عائلية واستوطن العراق مواطنون جدد من دول الجوار ومن جميع القوميات وهذه حقيقية لا جدال فيها إن كان في جنوب العراق أو وسطه أو شماله أو غربه . والدليل على ذلك أسماء ألقاب عوائل عراقية عديدة استوطنت العراق وتشرف أهلها بلقب ( العراقي ) ، ولا زالوا جزءا من النسيج العراقي الجميل ( ترك وفرس وقرغيزيين ومنغوليين ، وأرمن وهنود وباكستانيين ) والدليل على ذلك كل من قدم مع الحملات الاستعمارية منذ الفتح الإسلامي للعراق مرورا بالدولة العباسية ومن توافد في زمنها للسكن في العراق والاستيطان فيه حتى الاستعمار التركي الذي جلب العديد من الأقوام والمماليك من أقطار شتى ، والغزوات الفارسية التي كانت ضمن الصراع بين الإمبراطوريتين العثمانية والفارسية ، إضافة للهجرة الكردية – الكردية الحدودية من والى العراق من دول الجوار .
وفي السنوات الأخيرة من القرن الماضي هاجرت ملايين عراقية للخارج بسبب الظلم السياسي والاجتماعي ، والحروب المتكررة ، والخوف على الرقاب ، واستقرت تلك الملايين وخلال تلك السنين في بلدان المهجر المتعددة ، وطالبت بجنسية وحقوق أهل البلد على حد سواء دون اعتراض من أهل تلكم البلدان لا بل وقف العديد من المثقفين والسياسيين والقانونيين وجماعات حقوق الإنسان معهم مطالبين بتحقيق مطاليبهم ، ولو سالت أي من الأجيال الجديدة التي خرجت من تلكم الجموع المستوطنة بالرجوع لبلدانها الأصلية لما رضي أي منهم بالرجوع لبلده الأصلي بعد أن استقروا ونبتت لهم جذور عديدة في بلد المهجر ، ولتحجج الجميع بوجود أولادهم في المدارس والجامعات وغيرها من الحجج الكثيرة.

كركوك مدينة التآخي الجميلة :

من غير المعقول أن نجافي الحقيقة ونتحدث بطريقة العاطفة لوحدها بعيدا عن لغة العقل والتفكير السوي عن أحقية قومية على قومية أخرى ، أو مكون على مكون آخر بمدينة معينة من مدن العراق التي يجب أن تكون كلها مدن للعراقيين اجمع . وتغلب نسبة سكانية من قومية معينة كالعرب في مدينة البصرة لا يعني إنها مدينة خاصة بالعرب ، أو إنها مدينة خاصة بأهل البصرة الأصليين الذين سكنوها قبل خمسينيات القرن الماضي وننفي وجود باقي العراقيين الذين نزحوا إليها منذ تلك الحقبة وأصبحوا هم أكثرية السكان في البصرة ( المستوطنين القادمين من المدن الجنوبية ) ، أو أي عراقي آخر من شماله حتى جنوبه فهي أولا وأخيرا مدينة عراقية ويحق لكل عراقي أن يسكنها أو يعمل بها ويعيش في كنفها . وكذا الحال بالنسبة لبغداد ومن استوطنها حيث نشأت مدن كالثورة والحرية والشعلة وجميلة وغيرها جل سكانها من المهاجرين الجدد لبغداد.
لكن تبقى لكركوك خصوصيتها الكردية كونها تضم غالبية كردية تجمعها مع المدن الكردستانية العديد من الخصوصيات ، بعيدا عن التفرد القومي ، أو المناطقي الذي يؤجج الصراعات الاثنية ويجلب الخراب والدمار . ويجب التأني في حل مشكلة كركوك والسير وفق القانون الذي تحدد ماهية الحل المادة الدستورية 140 بعيدا عن التشنج القومي والتصرف اللاعقلاني والتهديد والوعيد من طرفي المعادلة المتعصبين قوميا كردا وعربا ً . ثم إن النظام الفيدرالي العراقي الذي سيتحقق في العراق ليس نظاما فيدراليا قائما على القومية أو المناطقية أو الدينية أو الطائفية كما يتخيل أو يتصرف البعض من القوميين الأكراد ، وألا لاعتبرناه نظام كانتونات قومية أو دينية أو طائفية أو مناطقية لا صلة له بالنظام الفيدرالي الاتحادي القائم على إدارة الحكومة المركزية التي تتبعها الأقاليم . لان نظام الأقاليم معناه أن يدير أبناء الإقليم شؤونهم بأنفسهم بالتنسيق والتعاون مع الحكومة المركزية الاتحادية التي تدير أموال العراق وثرواتة وشؤونه الخارجية والأمنية والدفاعية . لا أن يتصرف البعض بصورة انفرادية بعيدا عن سلطة الحكومة الاتحادية في بغداد ، أو يعقد الاتفاقات ويجري التصرف بأموال الإقليم بصورة فردية . وينظم كل ذلك بقانون يعين مهام الأقاليم وعلاقتها بالحكومة المركزية . بعد أن تتم انتخابات في آن واحد للبرلمان الاتحادي وبرلمانات الأقاليم ، وبموجب الانتخابات البرلمانية يتم تشكيل الحكومة المركزية وحكومات الأقاليم بعيدا عن الاستئثار بالسلطة من قبل أفراد أو جماعات على أسس عشائرية أو أثنية أو طائفية ، على أن يسمى كل منهم حاكما للإقليم وليس رئيسا للوزراء ، كون تعدد السلطات في هذه الحالة يشيع الفوضى من خلال تعدد مصادر القرار وخاصة القرارات الأمنية والمالية والدفاعية .

ليبقى العراق عراقا للجميع :

إذن فالتفكير بنظام اتحادي فيدرالي يجب أن يتم التثقيف له بأحقية كل أراض العراق للعراقيين اجمع ، ومن غير العدل أن يطالب أي طرف من أطراف المعادلة العراقية بأحقيته في فرض الأمر الواقع وإنما يتم ذلك عبر البرلمان الاتحادي ومن خلال استفتاء الشعب .
ويتم التنسيق والتعاون بين كافة الأقاليم ضمن العراق الواحد ووفق مصلحة الجميع دون حرمان هذا الطرف أو ذاك من المشاركة في صنع القرار الاتحادي أو المحلي . وتوزيع الثروات توزيعا عادلا ووفق الإحصاء السكاني وحاجة الإقليم لعملية التطور والبناء ومقدار ما يقدمه الإقليم من عائد مالي للحكومة الاتحادية ولنا مثل على ذلك في شحة النفط والغاز في مدينة مثل البصرة وهي التي يعيش العراق ومنذ سقوط النظام الفاشي عالة عليها ، بينما يتم تزويد مناطق معينة من العراق ولفنادق ومجمعات معينة وفي مدن معينة تابعة لأفراد ( قياديين ) كما يسمون بالمصطلح السياسي العراقي الأعوج ، يملكون كل سلطة المال والدولة وحتى التلاعب بمصائر الناس بكل ما يحتاجونه من غاز ونفط وبنزين وباقي المشتقات النفطية ، وحتى التصرف بأرواح الناس ، بينما باقي أبناء الشعب من المحرومين من نعمة الماء والكهرباء يفغرون أفواههم عجبا.
كذلك تنعم المنطقة الخضراء بكل شئ ، ويعيش ( ممثلو الشعب ) ( الحقيقيين ) في نعيم ما مثله نعيم ، بينما يركض ابن كركوك البسيط أو ابن البصرة مدينتي النفط والغاز خلف أصحاب ( الجليكانات ) ليشتروا بما تبقى من مرتباتهم  كم (جليكان) بنزين حتى يشغلوا محولة الكهرباء التي قطعتها أيدي الحكومة ( الوطنية ) عنهم – ملاحظة : هناك مثل في بلدان الخليج والسعودية التي توفر الماء الصافي للشرب والكهرباء من محطات تصفية المياه على البحر – أفلا يستحق وزير الكهرباء محاكمة دولية عادلة هو ورئيس وزرائه الساكت عنه بانتظار الفرج ؟؟! .

الخاتمة:

سيظل صوتنا دائما عراقيا ، ودعوتنا للم شمل وجمع العراقيين ولكن في حالة إصرار البعض على اقتطاع الجزء الذي يحب من الكعكة العراقية على حساب بسطاء وفقراء العراقيين فسنكرر القول ( هاذه حدنه وياكم ) ، وهي دعوة لكل أهلنا بإعادة التفكير في خلق وضع جديد كما يريد الآخرون ، والانفصال يكون اسلم وأولى من كل شئ فلماذا تعيش البصرة الحرمان وتعاني من شرذمة تسمي نفسها ( مجلس المحافظة ) نصبت نفسها في غفلة من الزمن حكومة محلية عليه ، وفق المحاصصة القومية والطائفية التي قسمت كل شئ بين المشاركين بالمحاصصة الظالمة، وجلهم كان يجر بنعاله وسط أسواق البصرة بينما مثقفو وأكاديميو البصرة وأبناء بيوتاتها العريقة يتفرجون من بعيد أو تأويهم بلدان اللجوء ، حينها سيكون لكل حادث حديث . فالحديث عن ( القادة ) العراقيين من جميع الاصناف ، وأموالهم وممتلكاتهم ومصالحهم هم وأبنائهم في أوربا وخاصة النمسا تزكم الأنوف لا بل يطلق أبنائهم النار على العراقيين وسط شوارع أوربا ، بينما يعيش أبناء شعبنا على الكفاف ويستمتع ( القادة) بما لذ وطاب هم وحماياتهم وحاشيتهم ومن يستقدمون من المداحين من الذين يطلق عليهم كتابا وأدباء من العراقيين والعرب تماما كما كان يفعل ( قائد البعث المشنوق ) . كذلك لم تمثل البصرة بوزير ولا وكيل وزير ولا أي من المدراء العامين ، ولم يكن منهم سفير في أي سفارة عراقية في الخارج ، أو قنصل ولا حتى موظف إداري بل تناوش ذلك الجزء من وزارة الخارجية ( الربع ) من المتحاصصين سنة وكرد وشيعة ، وتلك والحق يقال قسمة ضيزى ، وحتى من استوزر سابقا من احد الوزراء المحسوبين على تيار مقتدى وهرب بالملايين لم يكن من أهل البصرة الأصليين بل كان أيضا من المستوطنين بالبصرة . ولم اسمع بأي من (ممثلي) البصرة في البرلمان من قبل كسياسي كمثقف أو مناضل سياسي . أفلا يحق لنا نحن أهل البصرة الحقيقيين أن نضع أيدينا على ( نفطاتنا ) ونحرم من يتلاعب بأموالنا ويهددنا بين آونة وأخرى انه يريد هذه المدينة وتلك ، ونقول لكم قريبا ( الله وياكم !! ) ؟! .

ملاحظة أخيرة للنائب القاضي وائل عبد اللطيف :  

سيدي القاضي الجليل دعوتك بجمع التواقيع لتشكيل إقليم البصرة جاءت ناقصة وغير مستوفية شروطها الحقيقية بتشكيل تجمع انتخابي. فإذا كنت تقصد من وراء دعوتك تشكيل إقليم البصرة بنفس الوجوه والسحن التي تحكم البصرة والتي لم تتقدم نحو مراكزهم ( صولة فرسان المالكي ) ولا خطوة . بذلك تكون قد جنيت واقترفت جرما كبيرا ضد أهالي البصرة وأنت القاضي العارف بخفايا الأمور الجنائية من سرقات نفطية ومالية ، وكيف أثرى بعض الحفاي وأصبحوا ملاكا للعقارات الضخمة في محميات الخليج الأمريكية . وكان عليك أولا أن تلتقي بالنخب الوطنية من المثقفين والأكاديميين من الغير مشاركين بالمحاصصة القومية والطائفية ، وتتصل بالشخصيات البصرية المتواجدة في الخارج أيضا لتضم خبرتهم لأهل الداخل فلا اعتقد إن مجلسا للمحافظة يجب أن يخلو من شخصية بصرية أكاديمية وعلمية وكاتب سياسي مثل الدكتور عبد الخالق حسين ، أو الأديب والناقد ياسين النصير ، أو الفنان الدكتور هادي الصكر ومهدي محمد علي، وعبد الكريم كاصد وفيصل لعيبي، واحد بناة شركة نفط الجنوب والإعلامي القدير الأستاذ نوري علي وغيرهم الكثير ممن لا تحضرني أسمائهم وكلهم وطني وكفوء لا أن تعود القهقري لمجلس المحافظة سراق النفط وأصحاب سيارة البطة ، وبعض أصحاب الدكاكين في العشار ليحكموا بصرة أبو الأسود الدؤلي والفراهيدي والجاحظ وأبي هذيل العلاف وسيبويه وإخوان الصفا وأبو الحسن بن الهيثم والحسن البصري ، والسياب وسعدي يوسف ، واحمد مطر ومصطفى عبد الله ، والعلامة اللغوي محمد جواد جلال والوزير المثقف والوطني فيصل جري السامر وبيت صاحب أقدم واشهر مكتبة في البصرة ( فيصل حمود ) ، والكاتب والصحفي وصاحب مطبعة حداد يعقوب حداد وآل النقيب، وغيرهم ممن لا تحضرني أسمائهم من المثقفين والكتاب والأدباء والأكاديميين والبيوتات البصرية الكريمة .


     * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
             
                www.alsaymar.com
 








49
كلمة السيمر

شهادة كامل شياع دليل على حقد القوى المعادية للثقافة والمثقفين العراقيين


وداد فاخر *

نعرف جميعا إن الصراع الحالي في وطننا العراقي هو صراع حاد تصل حدته لحد التصفيات الجسدية ونفي الآخر بين قوى الخير والنور من الأكاديميين والمثقفين العراقيين وبين قوى الشر والظلام المتمثلة ببعض حاملي الفكر الظلامي ممن يريدون إرجاع عجلة التاريخ لعشرات العقود للوراء ، ورمي المجتمع العراقي وسط الأفكار والتصورات الظلامية ، والعقليات المتحجرة التي عفا عليها الزمن .
لذا كانت مهمة المثقفين والسياسيين الوطنيين ، والأكاديميين العراقيين صعبة جدا وسط هذا الكم الهائل من الأفكار الظلامية والدعوات الملحة لعودة الزمن للوراء للحجر على فكر وتصرف ونسق الحياة للعراقيين اجمع من قوى وميليشيات وتيارات ظلامية متعددة يقف على راسها ازلام وإرهابيو القاعدة مسنودين ببقايا اراذل البعث ممن لا زال يأمل بعودة حكمهم الفاشي المظلم ، او قوى بعثية اتخذت من الدين ستارا لها وسط جمهرة الأحزاب والتيارات الدينية الشيعية والسنية ، التي ظهر بعضها على الساحة العراقية بعد سقوط نظامهم الفاشي أو التي كانت ضمن قوى المعارضة السابقة وتسابقت بكسب النطيحة والمتردية من بقايا النظام البائد .
وبهذا فقد أحست كل القوى الظلامية مجتمعة بردة فعل القوى الديمقراطية الداعمة للتوجهات الديمقراطية ، والمناوئة لدعواتها في نفس الوقت فأصبح لزاما عليها الدفاع عن وجودها والتي تعبر عنه كقوى مصنفة ضمن الفكر الفاشي المعادي للتوجه الديمقراطي بالعنف والجريمة ، فكانت التصفيات العديدة لكل من تراه يقف عائقا في سبيل توجهاتها الظلامية ، وتقع جريمة اغتيال الشهيد كامل شياع الشخصية الوطنية والمثقف البعيد عن الفكر الضيق ضمن توجه الخط المعادي للثقافة والمثقفين العراقيين من قبل قوى الردة والظلام التي تحاول عكس المسيرة الديمقراطية وحرفها نحو وجهتها التي تريدها مستخدمة كافة أساليبها الإرهابية التي تعلمتها داخل مدرسة البعث الساقط .
لكن ووفق نظرية صراع الأضداد فان كل ما تقوم به هذه القوى من أساليب وأعمال إرهابية لن يفل في عضد المثقفين والقوى الديمقراطية ، فعملية التغيير تسير قدما للأمام رغم العديد من المعوقات والعصي التي تضعها قوى الظلام في عجلة التقدم الديمقراطي وستنير دماء شهدائنا كل طروب الحرية التي يسعى شعبنا للوصول إلى مبتغاه من خلالها وإقامة العراق الحر الديمقراطي الموحد .

         جريدة السيمر الإخبارية
      www.alsaymar.com

50
انقلاب " وِلدْ العم " في موريتانيا

وداد فاخر *

كان العام 1978 عام الحسم بالنسبة لحزب البعث الفاشي ضد كافة القوى الوطنية اليسارية والدينية وخاصة الحزب الشيوعي العراق وحزب الدعوة الإسلامية . فقد استطاع حزب العفالقة أن يوطد أركان حكمه على ارض الرافدين مستفيدا من لعبة السياسة القذرة التي أطلق عليها  في حينها ( الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ) التي أقيمت على حساب ودماء أبناء العراق المظلومين ، والتي لم تتم محاسبة من خطط وشارك بالمساهمة في تلك الكارثة بتدمير وتخريب الوطن العراقي وتوطيد حكم الفاشست العنصريين . لا بل وقف البعض منهم مع الحزب الفاشي وسجلوا في خانة ( الصف الوطني ) أيام تسلطه بعد هجمتهم الفاشية على الحزب الشيوعي وتصفية كوادره الوطنيه الشجاعة ، ولم يلبثوا أن عادوا مهرولين لتسنم مقاعدهم داخل حزب الطبقة العاملة العراقية منتشين فرحين بعد سقوط نظام ( صفهم الوطني ) تاركين المناضلين الحقيقيين مبعدين ومهمشين .
وقد وصلنا في صيف ذلك العام ونحن مجموعة تعد على الأصابع –  من الشباب الهاربين من مقصلة البعث قبل أن يرفع الجميع وبضمنهم البعثيين راية المعارضة الكاذبة بغية اللجوء للخارج – إلى المغرب حيث سبقنا للعاصمة الرباط الصحفي الرائع عامر بدر حسون والمرحوم الشاعر مصطفى عبد الله ومجموعة من المدرسين وكان بصحبتي عبد الرضا عبيد ( الأنصاري أبو ماجد ) فيما بعد المقيم في رحاب السيدة زينب في دمشق الشام حاليا .
وفي يوم من شهر أكتوبر / تشرين أول من نفس العام كنت ذاهبا لمطار الدار البيضاء ( كازابلانكا ) لتوديع أصدقاء من أهل البصرة صادفتهم في الدار البيضاء ، وعند شباك قطع التذاكر للباص الذاهب للمطار سألني شخص بطريقة مهذبة ويده مثقلة بحقيبة السمسونايت : الأخ ذاهب للمطار ؟ أجبته بالإيجاب ، فعاد يسألني مستفسرا كون لهجتي ليست مغربية ، فأخبرته بأنني عراقي ، واستبشر الرجل فرحا وقال أنت بغيتي ومن أريد . ثم سألني قائلا : هل تقدم لي خدمة ؟ ، اجبيه : حاضر ، لكن ما الذي تريده ؟ . وقدم الشاب نفسه بأنه سكرتير مدير البنك المركزي الموريتاني ، وهو مشغول جدا مع الوفد الرسمي الزائر للمغرب ، وبمعيته طالب موريتاني يود أن يوصله للمطار ويحصل له على " اوكي " على طائرة الخطوط الجوية العراقية الذاهبة إلى بغداد اليوم .
أبديت له استعدادي للمساعدة ، فاشر لشاب يقف بعيدا عنا ولا يتعدى عمره السابعة عشر ، وتلفظ بسرعة قائلا ( أخوك پیاوه ) ، ثم اخرج الكارت الشخصي له وسلمني إياه وهو يدعوني لزيارته لأكون ضيفا عليه في نواكشوط ، ثم تركني والشاب الذاهب لعاصمة الرشيد مهرولا .
ومد الشاب يده لي وهو يقدم نفسه ( پیاوه الحساني ) ، سالت الشاب الاسمر القصير الذي يحمل سحنة ولهجة اهل اليمن : هل انت حساني ؟ ، اجاب نعم نحن في موريتانيا معظمنا من قبيلة بني حسان . قلت له انا ايضا حساني ، وعشيرتنا في العراق تمتد من وسط العراق حتى جنوبه بمحاذاة نهر الفرات . واسرع الشاب يحتضنني مستبشرا وهو يردد ( اهلا بولد العم ).
وفي الباص الذي تحرك ووجهته المطار راح ( پیاوه ) ولا ادري من أي استقى أهله الاسم يحدثني بفخر واعتزاز عن قبيلة الحسانيين ، وهم خيرة أهل البلد هناك ومثقفيه ، ثم استدرك قائلا ستقابل في المطار أولاد عمك من الوجبة الأولى من الطلبة الضباط الذاهبين للدراسة في الكلية العسكرية في بغداد ، فكلهم حسانيين ، وأنا سأكمل الدراسة الثانوية ببغداد .
وبدقائق أكملت له الاوكي على الطائرة العراقية الذاهبة لبغداد بعد سلام وصباح واخذ ورد مع فاتنة من عاصمة الرشيد تجلس في مكتب الخطوط الجوية العراقية وزميلة لها آنذاك ، ووقفنا نتحدث سويا في صالة المطار عندما صاح ( ِولدْ عمي ) الموريتاني : ها هم أولاد عمك قادمون . وبلحظات تجمع حولنا رهط من الشباب الأسمر وهم يرتدون بنطلونات عسكرية خاكيه وقمصان زيتونية غامقة وبرؤوس عارية ملقين السلام على رفيقهم الذاهب معهم لعاصمة العباسيين ، اشر الشاب نحوي وهو يقول لهم سلموا أولا على ابن عمكم الحساني . وانبرى احدهم يسألني بلهجة ودودة أنت حساني .. من أي بلد ؟ أجبته من العراق . وبسرعة البرق احتضنني الشاب ’مقَبلا ًوخلفه الجمع الذي يقارب العشرين كلهم رحبوا بي بمودة فائقة ، وأشبعوني تقبيلا ، وهم يرددون فرحين ( أهلا بولد العم ) . ووقفوا يتحدثون معي وهم يسالون عن بغداد والعراق وأنا أرد على أسئلتهم ، وقال الشاب الذي بادرني بالسلام وهو يبدو أكثر صحة وامتلاء من الآخرين ، ويبدو انه مسؤول أو رئيس المجموعة : وددنا لو تكون معنا على الطائرة لنذهب سويا لبغداد . وأيد قوله الآخرين . وقلت له : سنلتقي يوما ما، فقال سنلتقي حتما في بغداد . أجبته برد العاجزين التقليدي : إنشاء الله . رغم إن الشاب الممتلئ القادم من بلاد شبه صحراوية والمعجون بقيم البداوة النقيه لا يعرف إنني هارب من ظلم وضيم عاصمة الرشيد الذي يحلم بالوصول إليها مثله مثل سلفه الشاعر البدوي العباسي المتبغدد من بعد ذلك والذي أضيف لاسمه لقب ( البغدادي ) " علي بن الجهم البغدادي  - ت سنة 863 م - " البدوي الجلف الذي دخل على الخليفة المتوكل العباسي ( أبو الفضل جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي (205-247 هـ). أمه أم ولد تركية اسمها شجاع ) ، وانشد قصيدته التي مدح بها المتوكل :
           أنت كالكلب في حفاظـك للـود ... و كالتيس في قراع الخطوب
          أنت كالدلو لا عدمنـاك دلـواً ...  من كبار الدلا كثيـر الذنـوب
وهو ما أثار حفيظة حاشية المتوكل الذين هموا به ومنعهم المتوكل وهو يقول لهم اتركوه يتبغدد ، ليرجع بعد فترة وينشده :
             
عيون المها بين الرصافـة والجسـر ... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أعدن لي الشوق القديم ولم أكن ... سلوت ولكن زدنَ جمرا على جمر ِ
خليلي مـا أحلـى الهـوى وأمـره ... أعرفنـي بالحلـو منـه وبالمـرَّ !
كفى بالهوى شغلاً وبالشيب زاجـراً ... لو أن الهوى ممـا ينهنـه بالزجـر
بما بيننا مـن حرمـة هـل علمتمـا ... أرق من الشكوى وأقسى من الهجر ؟
و أفضح من عيـن المحـب لسّـره  ... ولا سيما إن طلقـت دمعـة تجـري
وإن أنست للأشياء لا أنسـى قولهـا ... جارتها : مـا أولـع الحـب بالحـر
فقالت لها الأخرى : فمـا لصديقنـا ... معنى وهل في قتله لك مـن عـذر ؟
صليه لعل الوصل يحييـه وأعلمـي ...  بأن أسير الحب فـي أعظـم الأسـر
فقالـت أذود النـاس عنـه وقلـمـا ...  يطيب الهـوى إلا لمنهتـك الستـر
و ايقنتـا أن قـد سمعـت فقالـتـا ...  من الطارق المصغي إلينا وما ندري
فقلت فتـى إن شئتمـا كتـم الهـوى ... وإلا فـخـلاع الأعـنـة والـغـدر

فقال المتوكل : أوقفوه ، فأنا أخشى أن يذوب رقة و لطافة ! ، وبدل أن يوقف بن الجهم شعره للخير فقد أوقفه للشر وبالضد من آل بيت النبوة الأخيار ، وأصبح وهو القرشي يسخر شعره من اجل إقناع المتوكل بشتم آل بيت الرسول والحط منهم. وهو ما كنت أخافه على الرهط الذاهب لبغداد وأنا أودعهم عند باب المغادرين في داخل المطار من إعادة تكوين قيمهم البدوية الأصيلة ، وأخلاقهم وطباعهم بفعل جند الخليفة الذي كان يجلس على كرسي الخلافة في بغداد والذي يبشر بنظرية الخوف الأزلي وقراءة نوايا الفرد من نظرة عينية ليذيقه عذاب السعير . وبالفعل فقد عاد ( ِوِلدْ العم ) وكلهم مشبع بالروح الانقلابية التي يتبناها الفكر البعثي الفاشي وتتصدر نظامه الداخلي وتتالت الانقلابات على البلد الصحراوي الفقير من ضباط تدربوا تحت خيمة البعث الفاشي .
بقي أن أقول إنني لا زلت أتذكر ملامح الشاب الممتلئ والذي بادرني بالتحية فهي نفس ملامح ( ِولدْ عمي ) القائد الجديد للانقلاب الموريتاني ( الجنرال محمد ولد عبد العزيز ) الذي أطاح بالحكومة الشرعية المنتخبة التي كانت بقيادة الرئيس السابق ( سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله  ) صباح الأربعاء من هذا الأسبوع . منتظرا أن يهتم بي ( ِوِلدْ عمي) فأنني لم الق أي اهتمام من ( ِولد العم العراقيين ) لان طلعوا مثل ما يقول المثل العراقي ( مابيهم خير ) ، واقصد هنا
( ِولدْ العم ) من العرب والكورد .


     * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
                    www.alsaymar.com



51
كركوك الغاية والهدف النبيل لا سياسة لي الاذرع

وداد فاخر *
قال الشاعر زهير ابن ابي سلمى وهو من حكماء العرب وعقلائهم واصفا الحرب :
                                                          وما الحرب الا ما علمتم وذقتم ... وما هو عنها بالحديث المرجم
وقد جرب الشعب العراقي بكافة مكوناته الحروب العدوانية التي كانت وبالا على ابن الشعب البسيط الذي كان ولا يزال وقودا لكل الحروب العدوانية ودعاتها ان كانوا فاشيين او قوميين متطرفين ، ولا اعتقد جازما ان أي من ابناء شعبنا المظلوم وعلى مدى عقود من الزمن يتقبل أي دعوات للحرب كما نرى في التصعيد الاعلامي والكلامي بين اطراف مختلفة من القيادات السياسية المشاركة في المحاصصة القومية والطائفية ، والتي نصبت نفسها وصية على الشعب العراقي مهما تحججت بتمثيلها للشعب المغلوب على امره بعد سنوات الدكتاتورية العجاف ، والدليل على ذلك انصراف المواطنين عن التسجيل للمشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة للمحافظات بعد ان حصدوا الريح من وعود احزابهم القومية والطائفية ولمدة خمس سنوات ما بعد سقوط حكم العفالقة .
وما حصل داخل جلسة مجلس النواب الغير شرعية والمفبركة ,والتي اريد بها تأزيم الوضع السياسي واشعال فتيل الحرب الاهلية من جديد بعد خفوت وتقلص عمليات الارهاب العروبية والاعجمية القادمة من خلف الحدود ، عندما تم وعلى خلاف للدستور اقرار سريع لقانون المحافظات العراقية وعلى طريقة لي الاذرع والقبول بالأمر الواقع كفرض لحل افضل لو لجأ الجميع من مكونات الشعب العراقي للحوار العقلاني والحكمة والقانون مستندين على المادة 140 من الدستور العراقي ، واجراء الاحصاء السكاني ومن ثم القيام بالاستفتاء الذي اقره الدستور العراقي .
كذلك لا حق مطلقا لبعض الاطراف الاخرى بامتلاك الارض التي تعود للعراقيين اجمع كما هدد فلان أو صرح علان بضم كركوك بالقوة ، او بواسطة طرف واحد بعيدا عن الاطراف الاخرى المشاركة في مجلس محافظة كركوك ، كون الوطن العراقي وحدة متكاملة لا تقبل القسمة على أي رقم مهما كان ، لان التفسير الحقيقي للوحدة الوطنيه التي يسكت عنه الجميع لحد الان وخاصة ممن ( يدارون خبزتهم ) لئلا يفقدون ما يصرفه هذا الطرف السياسي او ذاك من حكومة الطوائف وبدون تمييز عليهم فيضيع كما يقال ( الخيط والعصفور ) منهم ، هو ان يلجا الجميع لسلطة القانون ويكون هناك حوار عقلاني ودور رئيسي للحكومة المركزية التي لا يضع لها البعض أي اعتبار عندما يصرح ضابط شرطة كل رتبته عقيد بأنهم ( سيمنعون قوات الحكومة المركزيه من دخول كركوك ) وهذا التصرف الطفولي الهجين يدعونا للقول بان الشعب العراقي لا زال شعبا قاصرا ويحتاج لسنين لكي يتدرب على كيفية الممارسة الديمقراطية ويتحكم باقواله وافعاله . وتقرير مصير أي شبر من ارض العراق يجب ان يخضع بموجب الدستور لاستفتاء مجموع الشعب لا كما يتخيل البعض ان لهم هذا الجزء من العراق ، ويتحصن الاخرين بالجزء الباقي ويتمسك القسم الاخير منهم مجبرين بما تبقى من فتات الارض وصولا للحدود الشامية المستباحه من قبل بني يعرب منذ سقوط نظام عفلقهم المقبور للابد .
والمشكلة ان البعض لا زال يعيش تفكير وعقلية الحرب الباردة ، ويشكل بعثاته الخارجية في دول العالم وكانه دولة داخل الدولة كوننا لم نر أي اقليم من اقاليم الولايات المتحدة الامريكية او الهند أو أية دولة فيدرالية اخرى يمتلك بعثات تمثله في الدول الاخرى وهذا من عجائب الفيدرالية العراقية الجديدة على العالم . لان هذا البعض لازال يامل بتكرار ماكان يحدث ايام الحرب الباردة عندما كانت هناك تدخلات دولية واموال واسلحة لغرض اقلاق هذه الدولة أو تلك ، ولم يدرك للآن ان ايام الحرب الباردة ولت إلى غير رجعة ، ونحن نعيش عصر الديمقراطيات الحديثة التي تعتمد على لغة الحوار وترفض مطلقا لغة التهديد والحرب واستخدام القوة في احتلال الارض كما صرح العديد من الاطراف التي ردت على التصرف المقصود داخل مجلس النواب بخطا ابشع واخطر منه وهو الدعوة لاشعال نار الحرب الاهلية بين مكونات الشعب الواحد ، والغاء الآخر وطمس هويته متناسيا انه كان ولحد سنوات قليلة يشكو من هذا الظلم الذي حاق به لسنين طوال .
وبسبب تصرف اطراف ترى في ابناء الشعب رعية لها تسيرهم اينما تريد وكيفما تشاء كما يحدث في دول الدكتاتوريات الوراثية العربية ، فقد قدم العديد من ابناء شعبنا في كركوك ارواحهم هباء في مذبحة التفجير الارهابي لتصرف غير عقلاني يستخدمه دائما حكام الشرق بزج ابناء الشعب وسط معمعة خلافاتهم وتركهم طعمة لهتافاتهم وشعاراتهم البراقه فكانت فرصة سانحة في بلد يتخفى بين زواياه اساطين الارهابيين ليكون ابن الشعب الاعزل ضحية لطموحاتهم وشعاراتهم الرنانة بدل ان يجاهدوا في سبيل تقديم الكهرباء والماء ورغيف الخبز وبقية الخدمات البلدية للشعب الذي انهكوه بخلافاتهم ونزاعاتهم على الكعكة العراقية الشهية .
فالجميع مدان من السياسيين المشاركين في تقاسم الكعكة العراقية الشهية من عرب وكرد وتركمان واخرين ، وبضمنهم اطراف اليسار العراقي الراكض وراء المناصب والشهرة في زمن العهر والاحتلال السقيم ، لانهم وللآن لم يستمعوا للغة العقل والحكمة ولا زالوا يركضون وراء مكاسبهم التي وصلت للارض ولمن تكون ، حتى يبسطوا سلطتهم على اكبر بقعة من الارض يسيل لها لعابهم ويهيمنوا بقوة احزابهم على خيراتها .
لذا يجب ان يعي الجميع وخاصة ممن يصرح هنا او هناك ومن كافة الاطراف السياسية وبدون استثاء ان الشعب العراقي قد مل السجال الفارغ والحروب الكارثية ولن يفرط أي منهم بروحه من اجل عيون هذا الطرف او ذاك ، ومشكلة كركوك لا يحلها الا العقل والحكمة والقانون وليس عن طريق رفع شعارات الحرب والتلويح براياتها ، كذلك ثبت بالدليل القاطع الفشل الذريع لسياسة لي الاذرع التي مارسها الطرفان الطرف المتآمر داخل جلسة مجلس النواب الغير شرعية ، او اولئك الذي استغلوا الحدث ورفعوا اصواتهم منشدين اغان الحرب وهم يرددون شعاراتها البراقه المخادعه محاولين كسب اكبر عدد من ابناء الشعب لغاية في نفس يعقوب ، وزج المواطنين الابرياء في حروبهم السياسية والقومية والطائفية المقيته .
*شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
       www.alsaymar.com


52
نقابة الصحفيين العراقيين قادها الجواهري ليتزعمها في النهاية طالب مسائي عفلقي


وداد فاخر *
هناك بون شاسع بين زمنين وزمن يقاس بنصف دهر بين زمن جمهورية تموز الخير التي لا زلنا نعيش يوبيلها الذهبي وافراحها الجميلة لحد الآن ، وبين زمننا الاغبر الذي نعيش مآسيه مضافا للغربة المملة القاتلة . هناك وفي ذلك الزمن
، وعند التحاقه بالوحدة التي نسب اليها في كردستان العراق زمن العدوان الهمجي على اشقائنا الكرد وجد فيه آمر كان على راس نقابة الصحفيين العراقيين نخلة العراق السامقة الجواهري الكبير بكل ما يحمل من معاني الشاعر والمثقف والصحفي ، وابن حوزة النجف العلمية الذي ملأ صوته الآفاق ، وفاق حتى دنيا العروبة وتعداها ، وبين من حمل على اكتاف بقايا العفالقة ممن لف له عمامة او تسربل بالدين ليدعي العلم والمعرفة بالدين الحنيف ، ووفق المحاصصة القومية والطائفية في توزيع كل شئ في العراق من امواله وخيراته حتى أصغر مواطن فيه ليكون ووفق تلك المحاصصة أميا جديدا يسمي نفسه نقيب الصحفيين العراقيين خلفا للشهيد شهاب التميمي كما كان عهد عدي بن صدام المجدب بكل شئ .
ويكفي ما حصل من تنابز و(تهاوش) بين اطراف المعادلة التي كانت تروم السيطرة على مقاليد نقابة الصحفيين في العراق خاصة يوم ما سمي بـ ( انتخابات نقابة الصحفيين ) وما جرى فيها ، عندما عاب كل على الآخر انتمائه للعفالقة وباصوات عالية ، حالهم حال من ( يتهاوش ) على سرقة نفوط العراق من جنوبه حتى شماله ، فالكل سواء لان :
( حرامي الهوش يعرف حرامي الغنم ) ، بعد ان قلب مفهوم مقولة ( السياسة فن الممكن ) لـ ( السياسة فن السرقات ) ، واصبح الجميع سياسيين ، ليذكرني هذا المفهوم بحكاية حقيقية لمعيدي فقير من اهل الهور كان وبالكاد يفتح الخط فقط الحضيرة خير سايس للبغال العائدة للوحدة التي يخدم فيها ، فكتب فرحا لابيه رسالة وقعت بيد الرقابة العسكرية آنذاك يقول فيها : ( ابي لقد اصبحت سياسيا ً ) ، وبعد اللتي واللتيا والضرب والكفخ والصوندات من قبل مديرية استخبارات الجيش علموا بانه ( سايس البغال في الوحدة ) ، لذالك بحثت في ملفات السياسي الجديد الذي ارتفع بواسطة عمائم البعض ليكون نقيبا للصحفيين العراقيين ، و ( هلهولة للبعث الصامد ) .
طالعني اسم ( مؤيد عزيز جاسم خلف اللامي ) مواليد 1963 ، ولا زال طالبا سنة رابعة في كلية الاعلام القسم المسائي ، لم اجد له بحثا او دراسة او مقالة تستحق الذكر . ولكن سيرتة تقول انه كان عضو فرقة في حزب العفالقة البائدين – نسبة للامم البائدة كطسم وجديس – وكان ضمن تشكيلات فدائيي صدام . ثم رئيسا لنقابة الموسيقيين في محافظة ميسان ، وعينا لعدي صدام حسين على الشرفاء من المثقفين والفنانين العراقيين في ميسان  . وقد تم صرف 11 مليون دينار للآن من اموال النقابة بين اجور اكل وفنادق ورشاوى للتهيئة للانتخابات الاخيرة والجلوس على كرسي النقابة .
وتشير الارقام التي تحدثت عن العدد الهائل لاعضاء نقابة الصحفيين بحيث تثير خيال القارئ ، فحتى العامل المسؤول عن مضخة البنزين في المحطة المقابلة لمبنى النقابة يحمل هوية صحفي لان الجماعة يحتاجونه دائما عند ازمة البنزين والوقود ، وكشف احد التجار المترددين على الاردن بانه يحمل هوية نقابة الصحفيين لكي يتحرك بحجة كونه صحفي بسهولة للخارج والداخل وكل ذلك لم يكلفه غير 100 دولار فقط .
أما ما يقوله الصحفيون الحقيقيون فهو غير ذلك إذ انهم يشكون من عدم صدور هوياتهم الصحفية وبعض ملفاتهم كانت مذيلة بتوقيع النقيب الشهيد شهاب التميمي باصدار هوياتهم قبل استشهاده ، لكنهم لا زالوا مثل جودو بانتظار صدور الهوية ، بينما صرفت الآف الهويات الكاذبة لاشخاص ليس لهم علاقة بالف باء الصحافة . أما اذا صرفت الهوية فسيكون لك الموظف المسؤول عن الصرف بالمرصاد حيث يطلب منك كارت موبايل بقيمة 10 دولار لاغير لكي يصرف لك هويتك .
كل ذلك يجري في نقابة اسمها نقابة الصحفيين ، وكل هذه الملاحظات تثير سؤالا ملحا وهو هل كان لمن شارك في التزوير والصرف والنهب  والسلب علاقة بحادث استشهاد النقيب السابق الذي كان دائم الاعتراض على ما يجري من بذخ وصرف غير قانوني ؟؟! .
وكيف نقارن بين عهدين عهد ثورة تموز العظيمة يوم تربع على كرسي نقابة الصحفيين ابو فرات الجواهري الكبير بكل ما يحمل من معاني وعلم بالقوافي وبين ( زعطوط عفلقي ) كان حتى الامس احد فدائيي صدام ؟!! .
      *شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
            www.alsaymar.com
              للنشر حصريا في الوسط     
 

53
يجب عند تغيير اسماء الشوارع والساحات والاحياء ببغداد استبدالها باسماء الزعماء الوطنيين والشعراء والفنانين والمبدعين العراقيين


وداد فاخر*
لجنة تسمية الشوارع والساحات في محافظة بغداد قررت كما تقول جريدة الصباح اليومية (تغيير عدد من الأسماء وطرحها على مجلس محافظة بغداد بغية الموافقة عليها وقال مصدر مسؤول في المجلس بتصريح خص به "الصباح" ان لجنة تسميات الشوارع والساحات في المجلس اتفقت على تغيير عدد من أسماء الشوارع والساحات وطرحها خلال الاجتماع للتصويت عليها وهي "ساحة السلامة ـ ساحة الملكة عالية، ساحة اللقاء ـ ساحة الزهور، شارع السبعاوي ـ شارع الفيحاء، شارع 14 رمضان ـ شارع عبد الكريم قاسم، ساحة المقاتل العراقي ـ ساحة الصحة، شارع 28 نيسان ـ شارع الصالحية، شارع الشواف ـ شارع الربيعين، ساحة جمال عبد الناصر ـ ساحة الملك فيصل الاول، شارع جمال عبد الناصرـ شارع محمد مهدي الجواهري، ساحة ناظم الطبقجلي ـ ساحة كركوك، جسر 14 رمضان ـ جسر العطيفية، جسر 17 تموز ـ جسر باب المعظم، جسر القائد ذو الطابقين ـ جسر الحسنين، جسر صدام الكبير ـ جسر بـغداد). ونحن نعرف إن بعض الاسماء المذكورة غريبة على سمع المواطن العراقي أو انها دخيلة عليه ، مثل اسم 14 رمضان الذي يذكر العراقيين بيوم اسود هو يوم 8 شباط الذي وصل فيه حزب العفالقة للسلطة في العام 1963 ، او اسم يثير الحساسية والشجن عند العراقي مثل الاسم الدخيل ( ساحة جمال عبد الناصر ) الذي تآمر على ثورة الشعب العراقي ودق اسفين بين ابناءه بغية التزعم على العراقيين والاستحواذ على ثرواتهم النفطية والوطنية . وكذلك بقية الاسماء الاخرى التي تشير لزمن الدكتاتورية وشخوصها الفاشية وتذكاراتها المقيتة كـ (28 نيسان والقائد و17 تموز وصدام الخ .. ) . لكن ان تحشر اسماء لها ذكرى عزيزة للتغيير مع تلك الاسماء المقيتة فتلك مسالة تستحق النظر لاننا لا نعتقد إن لا داع لتغيير اسم ساحة باسم ( الملكة عالية ) ، أو ( ساحة الزهور) كون الشعب العراقي لا يحمل ضغنا للملكة عالية التي خرجت جموع الشعب العراقي لتوديعها يوم وفاتها دون أي تحريض من السلطة الملكية التي كانت قائمة انذاك وهي سلطة الحكم الملكي ، فهي لم تكن سوى الملكة الام . كذلك يدخل اسمها ضمن تاريخ العراق الحديث ، ولم تسهم بأي نشاط سياسي معاد للعراقيين ، اما الملك فيصل الأول فهو ايضا باني الحكم الوطني العراقي في العصر الحديث ولا مجال لنكران دوره وموقعه والشعب العراقي كان يحمل احنا ضد نوري السعيد وعبد الآله الوصي على العرش وبقية الزمرة الحاكمة في العهد الملكي ، ولم يكن يحمل أي عداء للعائلة الهاشمية . ويدخل وفق التعريف السابق كل من ( ساحة السلامة) التي تشير لزمن الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم بعد نجاته من حادث الاعتداء الاثيم الذي وقع عليه يوم 7 تشرين الاول / اكتوبر 1959 من قبل حفنة من السفلة وقطاع الطرق العفالقة الذين تصدوا له بكل خسة ونذالة في ( راس القرية - عگد  النصارى - )  بقيادة عصابة كان على رأسها المجرم سمير عزيز  النجم والمقبور تحسين معله والمجرم اياد سعيد ثابت والمقبور صدام حسين . والاكثر غرابة ان يحشر اسم كل من الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم وشاعر العرب الاكبر الجواهري سوية مع اسم خونة وسفلة ومتآمرين على الشعب العراقي وهو مما يثير العجب حقا ويدعو للتساؤل الذي تؤكده الوقائع التاريخية السابقة والتي تشير بعداء كل القوى المشاركة في السلطة الحالية لثورة تموز وقادتها ورموز العراق الوطنية ، كوننا نعلم ان البعض منهم كان المحرض الاول على قتل العراقيين وفق الفتوى الدينية التي صدرت عن احد المراجع والتي مهدت لردة 8 شباط وهيئت لها ، واطراف اخرى ساندت الانقلاب المشؤوم وارسلت اول برقية لـ ( الثورة ) المزعومة ، وشاركت من بعد ذلك في ( محادثات الوحدة الثلاثية ) التي انتجت علم البعث المقبور ذو الثلاث نجوم ثم كانوا وبعد سقوط النظام البعثي من اول المعترضين عليه . اما البقية الباقية فقد كانت ضمن الخط المعادي بصورة واضحة للثورة وشاركت بقواها الفاشية المسلحة باسقاطها يوم 8 شباط الاسود ، والتي تشارك في السلطة حاليا وترفع عقيرتها دائما بعد ان كانت ضمن خط ما يسمى بـ ( المقاومة الشريفة ) بالعداء للشعب العراقي برمتة . لذا فلا غرابة ان يتم حشر اسم الشهيد الزعيم وشاعر العرب الاكبر الجواهري الكبير ضمن الاسماء المطلوب تغييرها .
ثم تصل اللجنة لحد الكفر بالشعب العراقي عندما حشرت مرة اخرى اسمي ( 14 تموز ) و ( الثورة ) ضمن اسماء احياء وشوارع وتقاطعات في اقضية بغداد الستة معبرة بذلك بقولها ( تحمل طابعا غير مقبول حاليا ) ، فكيف تم وضع اسماء مثل ( عدنان خير الله وشاذل طاقة والصمود و30 تموز وسيف سعد وساطع الحصري) وغيرها من الاسماء التي لا علاقة للشعب العراقي بها لا تاريخيا ولا سياسيا سويه مع اسمي ( 14 تموز ) و ( الثورة ) ؟؟!! . ولماذا لا زال اسم 14 تموز يقض مضاجع البعض لحد الآن رغم مرور خمسين عاما على الحدث العظيم ؟؟! .
نامل أن تكون اسماء الاحياء والمدن الصغيرة والشوراع والساحات والتقاطعات حاملة لأسماء رجال العراق وزعمائهم الوطنيين والمبدعين والشعراء العراقيين ، فلا زالت اسماء ناصعة كالدرر تختفي من على الساحة العراقية كاسم الحاج جعفر ابو التمن ويوسف السويدي والسيد محمد الصدر ، وكامل الجادرجي وجميل صدقي الزهاوي واحمد الصافي النجفي ومصطفى جواد والدكتور عبد الجبار عبد الله وعلي جواد الطاهر وجواد سليم والشهيد يوسف سلمان يوسف ( فهد ) والدكتور سعد الوتري ، ووالده الدكتور هاشم الوتري والدكتورة نزيهة الدليمي . والفنانون جعفر السعدي وسليم البصري ويوسف العاني ، ومحمد القبانجي وعباس جميل ورضا علي وناظم الغزالي ، وعبد الكريم قاسم ووصفي طاهر وفاضل عباس المهداوي . والمؤرخ مير بصري والمؤرخ احمد سوسه ، والاب انستاس ماري الكرملي والشيخ محمد رضا الشبيبي والشيخ علي الشرقي ، والشيخ جلال الحنفي والملا عثمان الموصلي ، والشهيد عبد الزهرة عثمان (عز الدين سليم) والشهيد محمد باقر الحكيم وشهيد جسر الائمة ( عثمان ) ، وسلسلة طويلة لا مجال لذكرها الان من السياسيين والمبدعين والادباء والفنانين العراقيين الاحياء منهم والاموات بدلا من ادراج اسماء لا علاقة للعراقيين بهم وبتاريخهم .
ننتظر ان يظل اسم مدينة ( الثورة ) كما هو مدينة الفقراء التي حملت اسم الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ، فهي مدينة (اولاد الملحة ) من الشروگ الطيبين ، وستظل كذلك مهما حاول البعض القفز على الحقيقة والتاريخ وتغيير الحقائق كما حصل في محاولة البعض تغيير اسم مدينة الفقراء لاسم حزبي شخصي بحت ، واذا كان على تسمية احد الشهداء فكلنا كعراقيين قدمنا زمن الدكتاتورية شهداء لان لا عائلة عراقية خلت من شهيد او اكثر فلا فضل لاحد على احد بالشهادة كما فعل البعض وحكموا انفسهم حكام وقضاة على العراقيين واطلقوا حسب مشيئتهم تسمية محصورة بشخصية معينة كما هو حال الدكتاتور فاطلقت على مدن وشوارع ومستشفيات وساحات وكان الامر لم يتبدل منذ زمن الدكتاتورية بل حل اسم مكان اسم آخر فقط .
أخيرا للشعب كلمته ولن تكون لفئة او مجموعات معينة لا تمثل عشرة بالمائة من الشعب العراقي اوصلها الظرف الراهن للسلطة وفق المحاصصة القومية والطائفية كلمتها المطلقة ضد مجموع الشعب الاعزل من السلطة .
  *شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
           www.alsaymar.com



54
كل تموز وانتم بخير يافقراء العراقيين من اقصى شمال الوطن حتى جنوبه

وداد فاخر *
تموز شهر الخصب والخير الذي سمي عند العراقيين القدماء بسبب كون الآله تموز أو ( دموزي) هو اله الذكورة والاخصاب الذي احبته الهة الخصب والجمال عشتار أو ( عينانا ) . وما نواح العراقيين الذين جائهم من قديم الزمن والذي يظهر في جميع طقوسهم الماساوية ( شهر محرم الحرام مثلا ) الا امتدادا للحزن الازلي على تموز عندما تم اختطافه من قبل شياطين العالم الاسفل ونواح الهة (الانوثة) (عينانا) ـ عشتار عليه ، لان غياب آله الخصب والخير معناه توقف الاخصاب في الطبيعة أو بين البشر وهذا يعني القحط والجفاف وفناء الحياة، مما دفع عشتار للهبوط الى عالم الموت للبحث عنه وتحمل المآسي والصعوبات التي رافقت رحلتها تلك . وتعبيرا عن ضرورة الخصب في الكون مارس شعب النهرين الحزن الجماعي على (دموزي) السومري ـ تموز البابلي و مشاركة الالهة (عينانا) ـ عشتار في مصابها على حبيبها الذي احبته . وبذلك توارث ابناء وادي الرافدين الحزن الجماعي والذي يظهر حتى في اغانيهم ويتسلل حتى في اناشيد افراحهم .
وشياطين البعث الفاشي اختطفوا وعلى حين غفلة من العراقيين تموزهم الجميل الذي تالق صبيحة يوم الرابع عشر من تموز العام 1958 ، وفي يوم اثنين صيفي عراقي رائع وجميل ، والذي يصادف هذا العام يوبيله الذهبي نفس اليوم الاثنين حيث خرج العراقيون عن بكرة ابيهم في ذلك اليوم الجميل لمساندة الثورة ولتحية اله الخصب القادم لاحياء أرض الرافدين من جديد بعد سنوات من الجدب والفقر المدقع بين فقراء العراقيين .
وفي يوم الاثنين وعندما اشرقت شمس الرابع عشر من تموز المجيد سطعت على الارض العراقية خيوط الخير في ظل ابتسامة قائد عراقي وحد جموع العراقيين وقادهم نحو الخير ، كان القائد التموزي القادم دائم الابتسام وهو يحاول بابتسامته تلك ان يحيط بها كل العراقيين فكانت مسيرة رائعة وجميلة لم تستغرق زمنا طويلا حتى عادت جموع الشر عندما وقع تموز بين ايدي شياطين ( جلا ) كما تقول الاساطير العراقية القديمة ، وهي مخلوقات لا تعرف الرحمة ، وتقتات على الطين والتي قالت عنها الاسطورة العراقية  :
انتم العفاريت الذين لا ام لهم ولا اب ولا إخت ولا زوجة ولا ولد
الذين يرفرفون حائمين في السماء والارض مثل رؤساء الحرس
انتم العفاريت الذين يتشبثون بجنب الانسان
الذين لا يعرفون ما الفضل ولا يعرفون الخير و الشر
وفعلا لم يعرفوا الخير والشر ولا الرحمة ، فكان ان انقضوا وبكل دناءة على ثورة تموز بعد ان ملئهم القائد بعفوه ومنه وخيره وعفى عنهم وقتلوا فرحة تموز في قلوب العراقيين ظنا منهم ان تموز لن يعود من عالمه السفلي جميل المحيا ، رائعا كنور الشمس ، لان عشتار قد صممت على الهبوط للعالم السفلي وانقاذ حبيبها تموز لتعود الخصب والحياة لارض الرافدين.
فهنيئا لفقراء العراقيين من اقصى شمال بلاد الرافدين حتى اقصى نقطة في جنوبه بعودة اله الخصب والخير تموز الذي غيب قسرا عنهم في العقود الماضية ليعود الخصب وتعود الحياة لارض الرافدين وتعود صورة تموز ممثلة بالشهيد البطل الزعيم عبد الكريم قاسم الذي مثلت سيرته وحدة جميع العراقيين دون ان يكون هناك تمييز لقومية او طائفة او دين على آخر ، فقد كان العراق للعراقيين اجمع دون فرقة او تمييز . وعودة تموز تثير قلق وخوف كل شياطين العالم السفلي من ( الجلا ) بكل اشكالهم وتلاوينهم التي جبلوا عليها ، وظهر ذلك ايضا في خوفهم من اعتبار يوم تموز عيدا للعراقيين رغم انهم يعرفون تماما أن فقراء العراقيين سيحتفلون بهذا اليوم ويعتبرونه عيدا لهم لان شياطين ( الجلا ) لا زالت تتمحور خلف كل دين او قومية او طائفة متلونة باسم وشكل ذلك الدين او القومية او الطائفة للآن فهمها ان تسنح لها الفرصة لخطف تموز واعادته للعالم السفلي لكن هيهات هيهات فقد سبق السيف العذل كما يقال لان العراقيين قد شبوا عن الطوق وسيرسمون مستقبلهم القادم بايديهم طال الزمن او قصر ، وسترفرف رايات الحب والمودة فيما بينهم بعد ان يختفي كل اثر لشياطين ( الجلا ) بكل المسميات التي تسموا بها ، وكل الصور التي جاؤوا بها .
وكل تموز وانتم بخير يافقراء العراقيين ، وكل عام ورايات تموز تعود عالية خفاقة رغم الاحن والمحن فشعب الرافدين وارضه ارض الخصب والخير والعطاء .

       *شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
        www.alsaymar.com 

55
لافتات قرمزيه على ساحة الوطن
وداد فاخر *
لافتة قرمزية
القرمز : مادة تستعمل من قديم الزمن، وهي تحضر من أجسام الحشرة القشرية الجافة ( النمشة). وعند تحليلها تبين أنه مكون من النحاس والمنجنيز والحديد والبوتاسيوم والخواص المطهرة . وتوجد عند العطارين كمسحوق بودرة حمراء كانت تستعمل كصبغ للملابس والشعر مع الحناء حيث تكسبه اللون الاحمر ، كذلك استخدمت كدواء عشبي للعين مع الكحل ، او للمعدة ، ولعلاجات طبية شعبية أخرى متعددة .
وأصل الكلمة فارسي معرب وتعني اللون الاحمر ويقال في العربية لون قرمزي وفي الامثال العراقية يقولون (انگلب لون وجهه مثل لون القرمز ) . وبه عرف الداعية الاهوازي ( حمدان قرمط ) والاسم الصحيح له ( حمدان بن الاشعث)  ولقب بقرمط لاحمرار اشفار اجفانه فلقب بـ ( حمدان قرمز ) في الاهواز حيث كان يعيش وقلبت الزاء طاءا ً وسمي بـ  (حمدان قرمط ) وهو مؤسس حركة القرامطة ، حيث قدم من الأهواز إلى الكوفة سنة (278 هـ/891م)وأقام بها . دخل في بداية حياته في مذهب الإسماعيلية على يد حسين الأهوازي . انتشرت الفرقة القرمطية في الكوفة وواسط والبصرة في العراق، ومن ثم في البحرين والقطيف. ثم اشتد إوارها كثورة اجتماعية تقدمية بعد ظهور زعيمها في البحرين "أبي سعيد الجنَّابي" سنة (286 هـ = 899م)، واستطاع أن يبسط نفوذه على البحرين وهجر، وكسب أنصارًا كثيرين، وتحول إقليم البحرين إلى مركز للقرامطة ومعقلاً لنشاطهم، وخرجت منه حملاتهم الحربية لنشر أفكارهم الاشتراكية الطوباوية الاولى ، وهي تعتبر من اوائل الثورات الاشتراكية في العالم وكان ذلك زمن المعتضد العباسي الذي يماثل صدام حسين في القسوة والعنف على معارضيه واستعمل مختلف انواع التعذيب الجسدي معهم وكانت احدى وسائل التعذيب لديه ان يؤخذ الرجل فيكتف ويؤخذ القطن ويحشى في أذنيه وخيشومه وفمه . ثم تضوع منافخ في دبره حتى ينتفخ ويتضخم جسده ، ثم يسد الدبر بشيء من القطن ، وبعدها يفصد من العرقين فوق حاجبيه حتى تخرج روحه من ذلك الموضع . وكان يدفن المعارضين له احياء كما فعل خلفه من البعثيين في المقابر الجماعية – انظر تاريخ التعذيب في الاسلام للمؤرخ هادي العلوي - .
وانتشروا في الأحساء والطائف حتى اليمن. ثم ساروا إلى بعلبك وسلمية. استولوا على دمشق في عام 873 م، ثم توجهوا إلى مصر ثم المغرب وعُمان.
اللافتة الاولى
بعثي حضر لفيينا بدعوى اللجوء قبل سقوط نظام سيده المقبور صبيحة العيد المبارك ، ومثله الكثيرون ممن ادعوا نفس الدعوى الكاذبة وكانوا زمن سيدهم عيونا على المعارضة العراقية ، وبعد سقوط نظامهم الفاشي اصبحوا الظهير الأول لما سموه بـ ( المقاومة الشريفة ) . هذا العفلوق مهمته بعد افتضاح امره كعفلوق صغير هو ملاحقة بعض كتاباتي والتعليق عليها وشتم طرفين سياسيين من خلالي ، الطرف الاول الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم تاج راس كل العفالقة ومن بحكم تفكيرهم الشوفيني القذر ، والحزب الشيوعي العراقي حزب التضحيات الكبيرة والمطالب الشعبية طوال عمر الحركة الوطنية العراقية الحديثة .
واحدة من رسائله والتي تنم عن جهله وضيق أفق  تفكيره العفلقي انه قال عني بأنني عامل ، وجاهل لا احمل أي مؤهل  ، وعامل تهمة جميلة وشرف افتخر به لانني خرجت من صلب الطبقة العاملة العراقية وتربيت في احضان حزب الطبقة العاملة العراقية منذ يفاعتي ، فانا ابن كادح عراقي تشرفت بكونه ابي ، وتشرفت بطبقته العاملة . وهناك مثل مصري جميل يقول ( عابوا على الورد فقالوا له يا احمر الخدين ) .
وتهمة العامل تذكرني بقصة الفاروق عمر الذي التقى جماعة ووجد بينهم شابا وسيما ونشطا فساله عن اسمه ونسبه فأنتسب الشاب له ، عندها ساله الفاروق عن عمله ، فاجاب بانه بلا عمل ، فانتفض الفاروق مرددا مقولته الشهيرة :
( إني لانظر إلى الرجل فيعجبني ، فإذا قيل لي لا عمل له سقط من عيني ) . وذلك امير المتقين علي بن ابي طالب كان اجيرا عند يهودي يسقي له بستانه . لذا فانت لن تصل لمرتبة العمال ونقائهم وصفاء قلوبهم رغم انك ايضا تعمل كعامل في فيينا لكن كونك اصلاً من البدو الرعاة لذلك لا تستطيع تقييم قيمة العمل والطبقة العاملة .
كذلك لكوني احمل مكعب الشين فانا اتوماتيكيا بنظر العفالقة صفوي ، وعميل للمخابرات الايرانية وما إلى ذلك من الاسطوانه المشروخه التي اكل الدهر عليها وشرب .
اللافتة الثانية
ولكون العفلوق الصغير يتلون حسبما يشاء الظرف والوقت والزمن فقد بعث برسالة اخرى مدعيا بانه من داخل الوطن تفوح منها رائحة الحقد والعنصرية والكره العميق للطرفين الذين ابتليا بسببي واقصد بهما الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي العراقي . وبعد السب والشتم اتهمني السكير الذي يعرف الجميع انه يشفط بطل ويسكي بلحظات ، وفوقه يدخن بجدارة سيكارة حشيشة بانني سكير اتناول الفودكا في حانات براغ وموسكو ، وكما يقول اعز صديق لي سمير سالم داود : كفيلكم الله فانا لم ار موسكو في حياتي ، ولم ازور براغ التي تبعد خطوتين عن فيينا . والمرة الوحيدة التي حلمت فيها بالاتحاد السوفييتي السابق يوم اكملت معاملتي للسفر لستالينغراد وانهيت كل شئ للسفر لاكمال دراستي هناك والتخصص لافاجأ بالغاء زمالتي وتحولها لشخص اخر يعرف جميع رفاقنا في البصرة انذاك انه واخوه محمد عبد ناجي  بعثيين .
أما الشرب فانا اسكر من شم البطل اذا فتحوه كما يقولون ، واذا شربت في مناسبة فليس اكثر من علبة بيرة وهذه بالسنة حسنة كما يقال . وليس ذلك تدينا ولكن هذا طبعي الذي جبلت عليه . فانا لا اشرب ولا ادخن ولا اتناول القهوة الا مصادفة ، وحتى الشاي لم اتناوله منذ صغري الا عندما سكنت مع زميلين مصري واخر هندي في دار الضيافة الحكومية العائدة لادارة املاك الدولة المخصصة للموظفين في جزيرة فيلكا بالكويت اول تعييني في ( الوحدة الصحية المجمعة في فيلكا ) العام 1979 .
كذلك لم ينس َ العفلوق ان يعيد اتهامه لي بانني صفوي وحزب دعوة ، الله عليكم وداعت الحسين شلون ترهم يقول لي انت شيوعي وتربية الحزب الشيوعي - وهي نفس التهمة التي طاردني بها قنصل العراق في الكويت ضابط المخابرات ناظم حمزة الجبوري وهو من اهالي الديوانية " لا تنسوا الاسم رجاء " - ، ويشتم الحزب ثم يلصقني بحزب الدعوة ؟؟!. فسروها انتم وابعثوا الرد للعفلوق الصغير عبر النت فهو يتابع بقلق ما اكتب .
ثم استطرد العفلوق لا فض فوه متهما الحزب الشيوعي العراقي بانه جلب الاحتلال للعراق ، واصبح عميلا له ، وليس لي رد على هذا الخريط العفلقي نهائيا .
اللافتة الثالثة
قمت بدراسة موجزة اثبت فيها بما لا يقبل ( الشك ) بان العوائل التي تسكن محميات الخليج والتي تحمل القاب مثل  (الكندري والعوضي والبوشهري والقبندي والبلوشي وطبطبائي والچاركي وغيرها ) كلها تنحدر من (هضبة نجد) فهذه الالقاب هي اسماء لمدن ( نجدية ) تقع وسط جزيرة العرب وارجعوا لخارطة الجزيرة العربية ترون (مصداق ) كلامي .
أما العوائل التي تسكن العراق ومن الشيعة وخاصة ممن تحمل لقب ( الشمري والجبوري واللامي والبوحسان والظوالم وآل فتله والسواعد وبني كعب وخفاجه والدراج وربيعة وتميم وغيرهم ) فهم بحكم القابهم (منحدرين اصلا ) من بلاد فارس وتدل على ذلك اسماء عشائرهم التي تتواجد في بلاد فارس هبوطا من افغانستان فبلوشستان فايران  .
لذا (اعترف ) وعلى ملأ من الاشهاد بان العروبيين ممن يتحدث عن صفويي العراق من الشيعه هم ( صادقين ) مئة بالمئة ، فهذه اصولهم ( الفارسية ) تشهد عليهم .
اللافتة الرابعة 
كان في البصرة مجنون يشك البعض بجنونه في سبعينيات القرن الماضي يسير في شارع المغايز ( اخاف اقول سوق الهنود بعدين اصير هندي بنظر العفالقة ) وهو يحمل كيس جنفاص ( كونيه ) على ظهره ، وعند لافتة كل طبيب يقف ويشتم اولا مدير النفوس ثم يسب بدون توجه ، وحتى مغادرتي لارض الوطن كان هذا المجنون موجودا في السوق .
اتمنى على كل عراقي ممن حرم من نعمة الكهرباء ان يقف عند عمود كل كهرباء ويشتم وزيري الكهرباء والنفط ، ويشدد في شتم وزير النفط كونه عالم ذرة حشر نفسه طمعا بالجاه والمنصب في موقع لا يناسبه واقل بكثير من درجته وموقعه العلمي فيا لله وللمنصب .
واما وزير الكهرباء فليس عليه عتب لان توفير الكهرباء ليس بذلك الامر الصعب وقد نشرت المواقع فضيحة اختفاء 8 مليون دولار داخل وزارته http://www.alsaymar.com/akbar/03072008akh2243.htm  ودونكم هذا الرابط لمعرفة الحقيقة ، فكيف يستطيع ( السيد الوزير ) شراء مولدات للكهرباء في غياب هذا المبلغ ؟! ، او توفير الطاقة بعقود من دول الجوار ؟!! .
اللافتة الخامسة
السؤال المثير هو هل سيكون العراق ارض الميعاد القادمة لبعض الشعوب العربية ؟! . الظاهر كذلك من خلال تشجيع اطراف عدة للعراقيين على الهجرة وترك وطنهم إن كان بواسطة تصعيد عمليات الارهاب او من خلال التشجيع العلني لبعض الاطراف والديانات للهجرة من قبل المحتلين الامريكان ، او اطراف اوربية كالمانيا وغيرها .
فهناك خطة لتهجير العراقيين والتعويض عنهم باعداد مليوينة من العرب وخاصة المصريين لكي يعملوا ويستوطنوا بعد ذلك في العراق لامتصاص النقمة بسبب البطالة في بلدانهم والتخفيف عن حكوماتهم الصديقة لامريكا ، ولاستتباب الامن في بلدانهم الاصلية .
ثم ان الدستور العراقي بسمح وفق المادة 18 منه بمنح الجنسية للمولود من ام عراقية ، والحق للعراقي بالحصول على جنسيتين . كل ذلك يمهد لأرض الميعاد الجديدة التي ستكون وبالا على العراقيين في المستقبل ويدع شعيط ومعيط وجرار الخيط يعبث بمقدراتهم .
وحتى نذكر الساسة الجدد ومعظمهم يعرف ذلك بان كل الدول العربية رفضت استقبال العراقيين في محنتهم ايام الدكتاتورية ، ماعدا سوريا المرحوم حافظ الاسد . أما ايران فقد رأى العراقيون الويل منها والكارت الاخضر الذي لا اعتبار له والذي تمنحه ايران للاجئين شاهد على ذلك . ولم يستطع عراقي في ايران عقد زواجه رسميا في أي محكمة ايرانية ، وخصص لهم مكتب تابع للمجلس الاعلى ( مكتب الشهيد الصدر ) في فردوسي بطهران لاصدار وثائق زواج العراقيين . واستطاع الايرانيون وبخبث واضح وجلي ان يستخدموا العراقيين كوسيلة لادامة الحرب الكارثية مع النظام الفاشي في بغداد ، وعند انتهاء الحرب رموهم رمي النواة كما يقال ، وها هم الآن يشاركون بكل جدارة في قتل العراقيين بالاشتراك المبطن مع المحتلين ومع اشرار القاعدة حيث تتركز معظم قيادات القاعدة في ايران ( الشيعية ) نكاية بـ ( المحتلين ) كما يدعون لكنهم وكلنا نعلم انهم يريدون ان يعيدوا مجد حوزتي قم ومشهد لاسباب سياسية واقتصادية بحتة بعيدة كل البعد عن الدين الاسلامي والمذهب الشيعي .
اللافتة السادسة
صولات الحكومة العراقية لا زالت ناقصة العزم والقوة ، فهي لم تستطع في صولة البصرة القضاء على تهريب النفط للآن كون من يهربون النفط مشتركين في ادارة المحافظة واحدهم هرب للامارت وهو اخو المحافظ وظل يشتم الحكومة واخوه محافظا للبصرة ويمارس بيع وشراء النفط على المكشوف ناهيكم عن دور المحافظ العلني في نهب البصرة هو واتباعه من حزب الفضيلة .اما رؤوساء بعض العصابات من ( السياسيين ) كما تطلق عليهم الحكومة في البصرة فلا زالوا في مراكزهم الحساسة في المناطق والمحلات ويامرون بخطف هذا او الانتقام من ذاك . كذلك الحال في العمارة التي زاد صراخ البعض عندما توجهت النية لاعتقال محافظها ( الملا عمر الطالباني ) ، ولم تتوضح الصورة للآن عمن يحكم العراق هل هي الامارات الطالبانية التي تتوزع في كل من البصرة والموصل وديالى والعمارة وبعض مدن الجنوب ام الحكومة المركزية المبتلاة باعادة تفعيل عمليات الارهاب المبرمج بواسطة اطلاق سراح الارهابيين وعدم الاساءة اليهم ؟؟! . فقد راينا الآفا من الارهابيين يتم القاء القبض عليهم ، ومئات من قادتهم وسكرتيريهم واطنان من الاسلحة فاين ذهب كل اولئك الجمع ولمَ لم ْ تتم معاقبة علنية لاي منهم وقد اعترفوا جميعا بقتل الاف من العراقيين ؟؟! . ولا تنسوا قانون العفو العام الذي كان نتيجة صفقة سياسية مكشوفة بين اطراف العملية السياسية القومية الطائفية ، والذي سبب اعادة عملية العنف بدرجات عالية ودور ( السيد النائب طارق الهاشمي ) في اصدار هذا القانون وسعيه لاطلاق سراح الارهابيين ، وقد كتب الناطق البعثي سمير عبيد نقلا عن مصدر موثوق بأن ( طارق الهاشمي ضبط متلبسا بالغش في احد امتحانات الكلية العسكرية ) ، وقد اكد المصدر ذلك .
اللافتة السابعة
فقراء الناس وبسطائهم منقسمون دائما وبعيدون كل البعد عن السلطة ، ولهم احزانهم وافراحهم وعاداتهم واعيادهم بعيدا  عن أي سلطة كانت ، لذا فالاسبوع القادم سيصادف عيد فقراء العراقيين وهو يوم 14 تموز المجيد عيد الشعب العراقي الحقيقي ، وتبقى للسلطة اعيادها كونها لا تزال تخاف من يوم الرابع عشر من تموز للآن . فهم جميعا مجتمعون ما بين مشارك في اسقاط تلك الثورة المجيدة ، ومؤيد لها باول برقية ابرقت بعد نجاح انقلاب الفاشست يوم 8 شباط 1963 ، واخر مادح لبعض شخوص اعداء العراق وثورته المجيدة كابراهيم الاشيقرالجعفري الذي ترك كل الساسة والمناضلين والشهداء والصديقين من العراقيين ، ورجع لاصله رجعيا للنخاع ومعاديا للشعب العراقي برمته عندما اثنى بكل وقاحه على ( شهيدته ) حفصة العمري .
لذلك نقولها وبكل صراحة ( لكم عيدكم ولنا عيد ) ، وكل عام وانتم بخير يافقراء العراق ومعدميه ، وكل تموز وانتم بعزة وشرف وإباء .
اللافتة الثامنة
هزني طربا خبر القاء القبض على نازي من اصل نمساوي ( انتون كايسر ) كان مختفيا طوال اكثر من خمسين عاما في الولايات المتحدة الامريكية ، حيث عمل ووصل لمرحلة التقاعد وسنه الآن 83 سنة . وهذا المجرم النازي كان رئيسا لحراس احد معتقلات الموت النازية ولفقدان ملفه فقد تاخر البحث عنه والقاء القبض عليه من قبل الالمان وبعد البحث والتحري تم معرفة مكانه والقاء القبض عليه من قبل السلطات الامريكية حيث طالبت المانيا بتسليمه لها كمجرم حرب .
ومجرم نازي آخر ظهر ايضا في النمسا وفي ولاية كيرنتن النمساوية حيث يحكمها الحزب اليميني النمساوي حزب الاحرار النمساوي FÖP وحاكمها ( يورك هايدر ) الصديق الصدوق للفاشي المقبور صدام حسين . ولكن رغم وصول النازي النمساوي لعمر 95 فهو لم يسلم من التحقيق والسؤال عما اقترفت يداه للآن .
ضربت هذين المثلين فقط للتذكير بان الجرائم السياسية وخاصة جرائم التطهير العرقي والجرائم بسبب الجنس والعرق لا تسقط بتقادم الزمن ويعاقب عليها القانون الدولي ، والوثائق التي تدين الفاشست العفالقة في العراق موجودة في حرز حصين وقد وصل عددها الى 11 مليون وثيقة . وهناك من يجاهد في سبيل احقاق الحق واستقدام المجرمين لكي ينالوا جزائهم العادل ( مو هاليوم باجر ) ، وإن غدا لناظره قريب ، وكل شئ محفوظ في ( مؤسسة الذاكرة العراقية ) .
اللافتة التاسعة
بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 صدر قرار بالغاء كافة الاحكام في القضايا السياسية التي صدرت ضد القيادات الوطنية السياسية ورد الاعتبار لاشخاصها ، ومنها احكام الاعدام التي صدرت بحق الشهيد يوسف سلمان يوسف ( فهد ) ورفاقه ، ومجموعة الضباط الاكراد العقيد عزيز خوشناو ورفاقه ، وقيادات سياسية اخرى . لكن بعد سقوط نظام الفاشست البعثيين العنصريين لم يصدر للآن أي قرار قضائي بالغاء كافة الاحكام السابقة ، واوامر القاء القبض ومصادرة الاموال واوامر التسفيرات للمواطنين العراقيين فهل سيبقى ابناء العراق من ضحايا النظام الفاشي مدانين دون رد اعتبار لهم ؟؟! . سؤال موجه للاخوة القانونيين وخاصة اساتذتنا الكرام القاضي زهير كاظم عبود والدكتور منذر الفضل والاستاذ قاسم خضير وبقية الاخوة القانونيين الكرام منتظرين رايهم القانوني في هذا المجال .
واعزو سبب عدم صدور جواز سفر جديد لي للسبب ذاته حيث ان هناك احتمال سريان مفعول امر القاء القبض الصادر بحقي من قبل مديرية امن البصرة ، وامر مصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة ، أنا ومجموعة من الرفيقات والرفاق في البصرة بعد خروجنا من الوطن ، وهو ما يمنع على ما اظن صدور الجواز الذي تقدمت بطلب اصداره منذ تاريخ 05 . 12 . 2007 للسفارة العراقية في فيينا وارسل لبغداد عن طريقها  ولم يصلني جواب لحد الآن . اتمنى على وزارة الداخلية الصامتة ان ترد علينا عن سبب عدم اصدار الجواز وهل يشملنا منع للسفر او أي امر آخر في عهدنا ( الوطني ) ؟؟! . اتمنى ان لا يكون صمت وزارة الداخلية مثل صمت باقي الوزارات الذي يشبه صمت الاموات .
اللافتة الاخيرة
هل العراقيين شعب وفي ؟! ، اترك الاجابة للقارئ الكريم ليقرر بنفسه ذلك لكني ساشرح بعض الظواهر واترك للقارئ العزيز الحكم من بعد ذلك  .
لا يختلف اثنان بان للزعيم عبد الكريم قاسم مكانة خاصة في قلوب معظم فقراء وبسطاء العراقيين ووطنييهم ، لكن عند الانتخابات النيابية لم يستطع التيار القاسمي ( نسبة لعبد الكريم قاسم ) ان يفوز بمقعد واحد في البرلمان العراقي وترك العراقيون تيار الزعيم يحصد الفشل كما تركوه لوحده يقاتل الفاشست البعثيين وحلفائهم القوميين يوم 8 شباط 1963 وحتى استسلامه يوم 9 شباط وتركه يعدم بتلك الطريقة الهمجية وهم يتفرجون عليه الا القلة القليلة من فقراء العراقيين وقفت مع الحزب الشيوعي تدافع عنه وعن ثورة تموز بما ملكت من قوة ايمان بالوطن العزيز .
مثل اخر هو الدكتور احمد الجلبي الذي كان له دور كبير في ازاحة الدكتاتورية بالاستعانة بالقوى الخارجية كون العامل الوطني كان من المستحيل له ان يزيح النظام العفلقي المدجج بمختلف اسلحة الموت والدمار . كذلك ترك الدكتور الجلبي يحصد الهواء ويخسر حتى مقعده النيابي عندما كان ضمن الائتلاف العراقي .
اما المثل الاكبر فهو الحزب الشيوعي العراقي الذي قاد كل نضالات الجماهير العراقية ووقف إلى جانبها وقدم الآف الضحايا قرابين من اجل الوطن والشعب العراقي ، وكان وراء كل حركة مطلبية اجتماعية واقتصادية طوال 74 عاما من عمره النضالي ليفوز بمقعدين فقط داخل البرلمان .
أما الآف المناضلين ممن نذر روحه ونفسه من اجل سعادة ورفاهية شعبه فقد شرد بعضهم لخارج الوطن وعاشوا احلى فترة من عمرهم مشردين مهجرين ومهانين في معظم الاحيان في بقاع العالم يستجدون الدول لكي يجدوا لهم مستقرا بعد ان سدت كل دول ( العروبة ) أبوابها بوجوههم فقد وقفوا على التل مشدوهين وهم ينظرون للوطن الذي ضحوا من اجله يتناوشه العديد من المستجدين في الادارة والسياسة من الانتهازيين والبعثيين الذين تسللوا للتيارات القومية بكل انواعها ، والدينية بشقيها الشيعي والسني ، وفقد العديد منهم اعزائه عن طريق عمليات الارهاب التي طالت عوائلهم مثله مثل ايام الفاشية التي انتقمت منهم ومن عوائلهم لان المنفذ واحد لكن بعدة وجوه . ولم تفكر الحكومة ( الوطنية ) بمنحهم رواتب تقاعدية أو تسهيل ايصال تقاعدهم للاماكن المتواجدين فيها عن طريق سفاراتها المنتشرة في العالم ، نظرا لصعوبة وصول العدي منهم لارض الوطن إما بسبب الظروف المادية أو الامنية او الصحية . لا بل قدمت الحكومة كل التسهيلات لرجال امن ومخابرات النظام الفاشي لتقديم رواتب تقاعدية لهم واعادة العديد منهم لوظائفهم السابقة .
ترى هل العراقيين اوفياء ؟؟! .
 
*شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
       www.alsaymar.com



صفحات: [1]