ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: كمال لازار بطرس في 11:42 08/07/2018

العنوان: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: كمال لازار بطرس في 11:42 08/07/2018
 أنا والحزن صديقان..
أرضه هي وطني ..
 سماؤه هي دموعي ..
 شبابه هو عمري ..
عشقت حروفَه، وتعلمت لغاتِه..
نهرُه يجري في شراييني، ويصبُّ في قلبي..
سفنُهُ تُبحر في بحار حياتي، وترسو في مرافئ أيامي..
جاءني الحزن قبل أيام، ليفتح بابي بلا استئذان..
صفع براحته خدي، وسدّد بخنجره طعناتِهِ النافذة إلى قلبي..
فها هو الموت الأسود يخطف عزيزاً، يخطف حبيباً.. يخطف أحب الناس على قلبي..
ها هو الموت الأسود، قد سلبني أغلى ما عندي..
 ها هو والدي، قد استقلَّ قطار الرحيل..
فسقطت دمعتي في اللحظة التي فارق فيها الحياة، وتساقطت بعدها الدموع غزيرةً، واختنقت تلك النبضات في قلبي، وما زالت إلى الآن تشهق روحي تلك الأنفاس المؤلمة..
لست أنا الوحيد من بكى لرحيلك، يا أبي، فقد بكى معي كل من عرفك، وكل من لم يعرفك.. بكتكَ حديقة الدار، التي كنت تشرف عليها ليل نهار، حتى جعلتها تأسر الألباب وتخطف الأبصار، فيأتي إليها من هنا وهناك الزوار، ليمتّعوا نظرهم بأصنافٍ فريدة وألوانٍ من الورد والأزهار ..
حديقتك تبكي رحيلك، يا أبي، فقد غدت في حالٍ يُرثى لها.. تبكي، لأنها أخذت تشعر بوحدة قاتلة.. تبكي، لأنها صارت في طي النسيان، فالورد أمسى شاحباً، والأزهار قد ذاب فيها عطرها بعد أن ضاع حبيبها، أما أشجار الحمضيات التي كنت تعشقها، فقد أدماها رحيلك.. فمن يحاكيها في غيابك؟.. من يرعاها؟.. من يسقيها؟
يسألونني عن سبب الحزن في عيني؟
ألم يُدركوا بأنَّ فقدان الأب يقتل؟!
لقد انطفأت الشمعة التي لطالما أنارت البيت لعقود، فحلَّ بيننا النواح، واستحالت الأفراح..
من يستطيع أن يزيل السحابةَ الدكناء من حولي؟
فقد اكتسى الكون من حولي بظلامٍ، وعتمة صمّاء، واستحال الأبيض والأصفر إلى سوادٍ عظيم مرصّع بالحزن العميق، عصر ذلك اليوم المشؤوم، الذي طوى معه وجهاً، لم يعرف الحقد طريقه إلى قلبه.. وهب حياته لخدمة أفراد أسرته، وصرف كل طاقاته لخدمة بلدته (عنكاوا )، التي ظلت تشغل بالَهُ، حتى الرمق الأخير من حياته..
يقولون لي، أنَّ الله أنعم على عباده بنعمة النسيان.. نعم، ولكن كيف أنسى، فكل ركنٍ من أركان البيت له فيه ذكرى بالنسبة لي: مكان نومه، مكان جلوسه.. كل زاوية ٍ في بيتنا تذكّرني به.
صور كلامه وحديثه ماثلةٌ أمامي، ولا تفارق خيالي، وتأبى أن يحوم حولها النسيان..
كلّما وقع نظري على لوحة التسجيل ( 93 / أربيل )، التي اقترنت بـ ( اسمه ) منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، ترقرقت الدموع في عينيّ.. فكيف لي أن أنسى أبي!..
 كم يزداد بي الشوق إليك، يا ملهمي، ويا مصدر عزّتي وكبريائي وشموخي..
يا راحتي وهدوئي، وأماني وسكينتي.. كنت لي القلب الحنون الذي فقدته للأبد، ولكنك باقٍ في ثنايا جسدي، وزوايا أضلعي، فليس لي سوى ذكراك، لأعيش بها في حياتي، تلك الذكرى التي يهتز لها كياني ومشاعري وأحاسيسي..
ما أصعب الشوق لمن فارق الحياة.. 
كلمات الدنيا قليلة بحقك، يا أبي..
مهما تكلمنا وقلنا، فلن نوفيك حقك، ولا أحد عرف قيمتك، إلّا بعد رحيلك وفقدك ..
فالكلمات في رثاء العزيز تصبح عقيمة، باردة، لا تُنبئ عن الحقيقة، ولا تفي بالغرض، ولا تفيد في وصف..
مذ لحظة رحيلك، وأنا أبحث عن شيءٍ، لأكتب عنك.. قلبت جثث الكلمات مرات ومرات، ولم أفلح..
فقد تشتّت ذهني وخانتني أفكاري..
ماذا لي أن أقول، والأسى أثقلني، وقيّد لساني؟..
 فالصدمة لرحيلك أسرتني، والحيرة أخذتني..
أيّة صرخةٍ توازي الفاجعة؟
لن أبكيك بدمع عيني، يا أبي، بل سألتقط من دموع قلبي بعض الكلمات..
الكون كله أدار لي ظهرَه من بعدك، وأنا أتقمص لون الذكرى، وأتابع وأتلبّس الماضي الجميل، و أتدفّق " أسئلةً ".. كيف رحلتَ؟
رحلتَ، فرحل معك كلُّ شيءٍ جميل في هذه الحياة..   
رحلتَ لتسلبني الدفءَ ما حييت..
عزائي فيك، يا أبي، أنَّكَ كنت دائماً تحمل في صدرك ذخائر الإيمان والتقوى، وكانت لك شهرة طائرة  بالإيمان الوطيد، والتديّن الأكيد..
وإذ أستأمنكَ بين يدي الخالق، فنم قريرَ العين، أيّها الحبيب، ولترقدْ روحك بسلام..
 
 

 


   
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: مال الله فرج في 23:07 08/07/2018
أخـي الأعـز الاسـتاذ كمـال لازار المحتــرم
تحية معطرة بالمحبة ومضمخة بنبض الوجع والحزن الشفيف
ان ما سطرته في مقالتك الاخيرة التي ترثي عبرها رحيل والدك رحمه الله واسكنه فسيح جناته من دار الفناء الى دار البقاء وانت تنشج بصمت موجع (رحيلك موت بطئ يا ابي) قد اخرس الحروف والكلمات وجعل الابجدية تقف عاجزة ازاء حزن شفيف له ابجديته الخاصة ، وكأنني المح نبض قلبك حروفا ودمع عينيك نقاطا تطرزها وارتعاشة روحك النقية وجعا يصرخ من الم الفراق ، وانت تمسك بين اصابعك فرشاة من الاحزان لترسم تفصيليا دقائق حياة يومية بكل جزيئياتها وصخبها وضجيجها ومواسم المحبة المعطرة بالمعايشة الحقيقية فيها ، واكاد اتخيل عبر مقالتك تفاصيل ودقائق ذلك السيناريو اليومي من التمازج الروحي والمعايشة الوجدانية التي جمعتكما سوية ، فهنا ابتسامة تغتبط وهنالك دمعة تنشج وبالقرب من بوابة البيت زهورا تتمايل فرحا داخل حديقة غناء وعلى ارضية كنيسة ما يوسف اب مؤمن تقي يصلي راكعا متضرعا للرب ان يحفظ عائلته ، وهنالك يد تمتد لمساعدة محتاج ولفك ضيق فقير واصابع حانية تمسح دمعة يتيم واب نبيل يترك الدراسة رغم تفوقه فيها مندمجا في مفاصل الاعمال الحرة ليبني مستقبلا باهرا لعائلته ، وغيرها الكثير الكثير لترسم بفرشاة المحبة التي بين يديك وبنبض القلب صورا لتفاصيل لم تكن شاهدا عليها وحسب ولكنك كنت جزءا حيويا من تفاصيلها.
لقد نجحت يا اخي برسم سيمفونية متفردة للمحبة والوفاء برغم لحنها الحزين ، سيمفونية توثق ، بل تخلد محبة قل نظيرها انت الاجدر بها، فبأي الكلمات اعزيك ؟؟؟ وبأي العبارات امسح دمعا شفيفا يملأ عينيك وباية قبلة محبة اسكت نشيجك بهذا المصاب الاليم؟؟؟
ان ما سطره يراعك ايها العزيز ليس رثاءا بل لوحة للمحبة ستبقى خالدة في ذاكرة كل من سوف يتلمس دفق الحياة فيها.
الرحمة للراحل العزيز وتضرعنا للرب ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ، ويقينا من خلف وراءه هذه الثروة من الاخلاق والنبل والوفاء والقيم والاصالة ممثلة بك وبباقي ابنائه سيبقى ذكره خالدا
مال اللــه فــرج
                                 
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: نيسان سمو الهوزي في 00:03 09/07/2018
اخ لازار : الرحمة عليه ولكم السلوان .
 اخي كلنا دخلنا نفس الباب وفقدنا الوالد الغالي والوالدة العزيزة وسيلحقنا الآخرون فلا مفر من هذه الصيرورة ! نعم الموضوع ليس بالهين ولكن البركة فيك ويقول الاخوة المصريون ( اللي خلف ماماتش ) وانت خير الخلف .
 تعازينا لك وللعائلة ونتمنى ان تقدروا على تجاوز المِحنة .
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: بطرس نباتي في 06:23 09/07/2018
الى صديقي العزيز كمال لازار
كلمات صادقة تنبع من قلب ينسحق تحت وطأت الم لفراق من عاشره طيلة العمر ورافقه في مسيرة طويلة ، ولكنها تلك هي النهاية ، فمهما طالت بِنَا الأيام ومهما امتدت الأعمار  ومهما كانت ذكرياتنا مع الأعزاء ، فكما كانت البداية الاولى لا بد من ان تنتهي وكأن العمر ليس سوى  وميض خافت ياتي ثم يمضي في سبيله، يا اخي انت تؤمن بحكمة تقول :
ابتسم ، ولو القلب يقطر دما ، ادعوك من كل قلبي على ان تعيد ابتسامتك التي كانت لا تفارقك حتى في الملمات ..
لا يسعنا الا ان نقول الذكر الطيب للراحل والدكم ،
نشارككم احزانكم التي عبرتم عنها في النص الحزين ، العمر الطويل لكم صديقي العزيز
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: خوشابا سولاقا في 11:05 09/07/2018
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ كمال لازار المحترم
قبل كل شيء تقبلوا مني أحر التعازي القلبية بمناسة رحيل المرحوم والدكم عن هذه الدنيا الى الأخدار السماوية ليستقر في جنات الخلد والنعيم مع القديسين والشهداء الأبرار قرير العين ... وليس بوسعنا غير أن نقول بهذه المناسبة الأليمة على قلوبكم وقلوب من يعزونكم من الأقارب والأصدقاء ... له الرحمة والراحة الأبدية والذكر الطيب ولكم ولكل أفراد العائلة الكريمة جميل الصبر والسلوان وطول العمر وخاتمة الأحزان .... الموت هو حقيقة وهو خاتمة الحياة لكل كائن حي وهو سنة الطبيعة ليس أمامنا من خيار آخر غير قبوله عندما تحين الساعة .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .......... محبكم صديقكم خوشابا سولاقا - بغداد
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: جاك يوسف الهوزي في 13:04 09/07/2018
الرب أعطى والرب اخذ ، فليكن اسم الرب مباركا.

الاخ العزيز كمال لازار المحترم
نشاطركم الأحزان برحيل الوالد العزيز ...وليس لدينا ما نضيفه على فيض المشاعر الانسانية النبيلة التي سطرها بابداع قلمكم الرقيق بمداد من القلب .
نصلي إلى رب المجد أن يرحم والدكم ويسكنه الفردوس الأبدي مع الابرار والقديسين ويمنحكم الصبر والعزاء الطيب .

اخوكم
جاك الهوزي

العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: كمال لازار بطرس في 15:07 09/07/2018

أخي العزيز الإعلامي الكبير الأستاذ مال الله فرج المحترم ..
لا شك في أنَّ نميرَ ينابيع قلبك النقي، أسعدت نبضات قلبي الموجوع، وقناديل محبتك، أضاءت عتمة حزني ..
شكراً لكرم خلقك، وجميل مواساتك، وعذبِ كلماتك، وصدقِ مشاعرك ..
تقبل تقديري ومحبتي واعتزازي بمرورك الكريم ..   
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: Nather Soulaka في 01:29 10/07/2018
قراءت رثاءك أو سيمفونية المحبة والوفاء قالها (الأستاذ مال الله فرج ) لعزيزنا عمي لازار
رحمه الرب ,قرأته مرتين وسوف أعيد قراءته مرات لما فيه من تعبير صادق للتربية السليمة والمحبة الصادقة والتي نستنشق عطرها بين الكلمات والجمل البليغة ولغة فصيحة معبرة
للروابط الروحية بين الأب والإبن والاعتراف بفخر وإعتزاز بفضله ودوره في نشأة الأبناء
أعيد قراءته لأريح نفسي في بعدي عنك ولأقول لك إنني معك وبجنبك لأخفف عنك بعض الشيء
من الألم والإرهاق .
عزيزي ذكرتني بخزين الذكريات معكم , عندما كنا نأتي الى عنكاوا والى بيتكم بالذات
في ستينيات القرن الماضي ونستمتع بأجواء حديقتكم والمرحوم والدك يتحدث بفرح وسرور
الى والدي ( شقيقه ) عن أنواع والوان وأسماء الزهور ومن ثم عن أشجار الحمضيات وأنواعها وجودتها وإنتاجها الغزير ونحن نتذوقها , ما أحلاها من ذكريات .
وأخيرا تقبل مني كل الحب والإحترام تحياتي الى ددة مية والأخت لطيفة والى جميع أبناء وبنات العم والأحفاد والأقرباء ودمتم بخير وسلام والى اللقاء .

  محبكم ابن عمك
   نظير سولاقا
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: كمال لازار بطرس في 10:18 10/07/2018
الأخ الفاضل نيسان سمو الهوزي المحترم..
شرفني حضوركم، وتعقيبكم على المقال.. نعم، كما تفضلت، الكل ذاق أو سيذوق مرارة فقد أحد الوالدين أو كليهما.. تلك هي سنّة الحياة، فالأجيال تتعاقب، والحياة تتجدد، ونحن أيضاً، سنغادر هذه الفانية، يوماً ما إلى الديار الأبدية، كلٌّ في أوانه، وليس باستطاعة أحد أن يمتنع عن الشرب من هذه الكأس، ولكن تبقى مسألة المشاعر، وهي مسألة نسبية، تتوقف على نوع ودرجة العلاقة بين الآباء والأبناء، ودور وتأثير كل منهما في الآخر، وهذا بحد ذاته موضوع اجتماعي عميق ودقيق ، يحتاج شرحه إلى صفحات، إذا ما أردنا التحليل و التفصيل..
شكري وتقديري، لدفء مشاعركم، وجميل مواساتكم..
حفظكم الباري ومحبيكم من كل سوءٍ ومكروه.. دمتم أخاً، وصديقاً مقرّباً.
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: كمال لازار بطرس في 12:09 10/07/2018
الأخ والصديق العزيز بطرس نباتي المحترم..
عظّم الله أجركم فيما عزّيتم وواسيتم..
مروركم الكريم ترنيمة حب وأمل بالنسبة لي..
شكراً لنبض قلبكم الصافي، ولسانكم الذي يلهج بعذوبة كلمات أخوية صادقة..
لكم مني كل الاحترام والتقدير، والدعاء دوماً بالصحة والسلامة وطول العمر..
تقبلوا تحياتي.   
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: شمعون كوسـا في 12:30 10/07/2018
أخي كمال
قرأت رثاءك ، وكنت اسير بافكاري وراءك في كل زاوية تقف فيها ، ومنعطف تتخذه ومنحدر تسلكه ببطء. انتبهت لكل كلمة سطرتها لاتي احب الاحساس المرهف وانت شخص مرهف الاحساس. هذا هو حال من يعتبر بعض الاعزاء خالدين ، لانهم نهارَه وليله ، وصباحه ومساءه ، وهواءه وماءه ، فرحه وحزنه وكل شئ في حياتها. مثل هؤلاء الاعزاء يكونون جزأً من الكيان واعجابنا وتعلقنا يجعلنا ننظر اليهم كاشخاص لا يمكن ان يزولوا من هذه الدنيا او على الاقل يبقوا احياء معنا الى آخر يوم. احيّي فيك هذا الشعور البنوي النبيل لوالد، بالرغم من قلة لقاءاتي به ، عرفته شخصا يفرض احترامه ، شخصا نزيها مستقيما، ولا يحيد عن الحق.
اقول : رحم الله اباك العزيز الذي لا اشك بانه هو الان بين الابرار في ملكوت الله لانه كان بارا في حياته . اما انتم ، فانكم تحتاجون الى أمد طويل من الصبر كي تهدأ نفوسكم ، هذا ما اطلبه لك ولذويك كافة. حفظكم الله
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: كمال لازار بطرس في 16:15 10/07/2018
   الأخ العزيز جاك يوسف الهوزي المحترم..
لكم خالص الشكر والامتنان، وأسمى آيات التقدير على تعازيكم ومواساتكم لي، ودعواتكم الصادقة بالترحم على الوالد، والتي كان لها الأثر الطيب في نفسي، ورفعت كثيراً من معنوياتي..
لعلّكم أقرب الناس إلى إحساسي، وما أعانيه من شعور بالإحباط والانكسار النفسي، فقد سبق لكم أن ذقتم طعم المرارة في رحيل العزيزة والدتكم ( يرحمها الله )، وكنت وقتها قد عبرت لكم عن مواساتي في مصابكم، والحمد لله الذي جعل صبركم على قدر المصيبة.. الآن فقط، أدركت حجم الآثار النفسية الفظيعة التي يتركها رحيل الآباء والأمهات في نفوس أبنائهم، فلا يشعر بطعم مرارة الرحيل، إلّا من ذاقه..
مرةً أخرى لكم مني نهر شكرٍ وامتنان لا ينضب ..
جزاكم الله خير جزاء، ولا أراكم مكروهاً بعزيز لكم..
دمتم أخاً كريماً، وصديقاً متواصلاً ..
           أخوكم / كمال
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: انطوان الصنا في 17:19 10/07/2018
الاستاذ الفاضل والصديق العزيز كمال لازار بطرس المحترم

تغمد الله الفقيد الغالي والدكم بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته مع الابرار والقديسين والهمكم الرب الصبر والسلوان ان رحيل والدكم رحمه الله والذي ضحيتم الكثير وفاءا له جعلكم تشعرون بمرارة الموت وشدته من خلال ما كتبتم بألم وحزن مؤثر وان المرحوم رحل وترك لكم صفحة بيضاء ناصعة بللتها عبرات فراقه ونقشت حروفها حلاوة الذكريات التي لا تنسى


                                     اخوكم
                                   انطوان الصنا
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: كمال لازار بطرس في 04:50 11/07/2018
الأخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم..
شكراً بحجم طيبة قلبك على مواساتك، ودعواتك الصادقة بالترحم على الوالد..
روحك الطيبة الثرية بالإخلاص والوفاء، تظلّلني بتوهج حروفك، وصدق مشاعرك ولطفك..
إحساسي بالامتنان لك أكبر من الوصف.. فأنت نِعمَ الأخ، ونِعمَ الصديق الوفي..
جزاكم الله خير جزاء، وجنّبكم وعائلتكم كل سوءٍ ومكروه..
تقبلوا تحياتي، مع خالص محبتي واعتزازي بشخصكم الكريم..
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: كمال لازار بطرس في 13:52 11/07/2018
  ابن عمي العزيز نظير سولاقا بطرس المحترم..
في العتمة، ما أجمل الإحساس، أن يكون هناك شمعة تضيء المكان، وأنت، أنت الشمعة التي تنير الوجود، وتعطي بلا حدود، بتواصلك معنا عبر الهاتف، منذ دخول الوالد المستشفى ولحد الآن، ويقيناً تصرفك هذا لم يكن مفاجئاً لنا، فقد تعوّدنا منك في السابق مثل هذه المواقف، ومشهودٌ لك بأنَّك تقف إلى جانب أقربائك ومعارفك في كل الظروف، سواء الميسّرة منها، أو المعسّرة.. وفي زيارتك الأخيرة في شهر نيسان الماضي، وكعادتك في كل مرة، جئت لزيارة المرحوم عمك في اليوم الثاني من وصولك إلى عنكاوا، وصوّرت معه، وكانت هذه آخر صورة له، وكان كما لاحظت بصحة جيدة جداً، بعد ذلك بما يقارب الشهر، جاء لزيارته الأخ نجيب ( القادم من أمريكا )، فعرفه على الفور، وغمرته الفرحة رغم تغيّر ملامح ( نجيب )، وغيابه عنه لسنوات..
أخي العزيز نظير.. لا تلمني على ضعفي، فصعوبة الفراق تزداد عندما يكون إلى الأبد، وعندما يكون الشخص الذي يفارقك من أعز الناس، بل أعز ما في الوجود، وبينك وبينه عشرة عمر تمتد لعقود..
كل ما جاء في معرض ردك على المقال من كلمات وعبارات، لامس شغاف قلبي، وأثار شجوني، وأعادني إلى الوراء كثيراً، فكأنَّ الأحداث قد مرّت بي اليوم، رغم مرور عشرات السنين.. عادت كأنّما هي بالأمس أو باليوم أقرب. تذكرت مواقف كنت أظن أنَّ الزمن قد أنساني إيّاها، ولكن هيهات للقلب أن ينساها..
شكراً لمن حاول، ويحاول طرد الألم من داخلي، ويزيح ثقلاً موهناً عن كاهلي..
 أدعو الله أن يحفظك ويرعاك، وأن يمنَّ عليك بالصحةِ ودوامِها، وبالعافيةِ وتمامِها..
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: كمال لازار بطرس في 15:45 12/07/2018
الأخ العزيز شمعون المحترم..
كلماتك تلامس شغاف القلب، سواء ما ورد منها في صفحة التعازي، أو ما عبّرت عنه في هذه الصفحة..
أشعر أنَّك قد استوعبت كلامي، واستوعبت ما في داخلي، فكأنك تجس نبض قلبي وتحاكيه..
أنت تعلم جيداً، لا يتألم، إلّا من كان صادقاً ووفياً مع من يحب، أيّاً كانت العلاقة التي تربطه به، فكيف إذا كان الأمر مع الوالدين..
أخي شمعون.. قاسية هي الحياة، عندما تصدمك بواقع مؤلم، لم يكن لتتخيله..
صحيح أنَّ المرحوم غاب عن عيني، لكنّه حاضرٌ في قلبي وذاكرتي.. بعيد عني في السكن، لكنّه يسكن قلبي وأحاديثي.. لا يمكن لي أن ألمس جسده، وهو يلمس مشاعري في كل وقتٍ وحين..
مؤلمٌ حين يتغير مزاجنا فجأةً، ونشعر بالحزن ونتذكر الأشياء التي تؤلمنا، وحينها فقط لا توقظنا، إلّا دمعة..
مؤلمٌ أن تحزن في المكان الذي ابتسمت فيه كثيراً..
ليتني كنت مخلوقاً بشرياً، لا يشعر، لا يحزن، لا يتألم، كما هو حال بعض البشر..
لا يسعني، إلّا أن أشكركم، فقد عبّرتم عمّا في القلب من شؤون وشجون، ومن ألم ووجع، و حزن لا يهون.. 
 شكراً لتعازيكم ومواساتكم، وكلماتكم الرقيقة، ودعواتكم المخلصة الصادقة..
شكراً لرهيف يراعكم، وجميل خمائلكم، مقدراً مشاعركم النبيلة التي حملتها إلينا كلماتكم الرائعة، كما عودتنا دوماً..
أعتذر عن هذا التأخير في الرد، فما زالت جموع المعزّين تتوالى على بيتنا، لتقديم واجب التعازي..
تقبلوا تحياتي..

أخوكم / كمال 
 
 

العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: قشو ابراهيم نيروا في 16:57 12/07/2018
(http://uploads.ankawa.com/uploads/1531403400851.jpg) (http://uploads.ankawa.com/)
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: كمال لازار بطرس في 16:01 13/07/2018
الأخ العزيز أنطوان المحترم ..
 أتقدم إليكم بخالص عبارات الشكر والتقدير على تعازيكم ودعواتكم الطيبات، وعلى مشاركتكم إيّانا ومواساتكم الكريمة لنا في هذا الفقد الجلل..
قرأت تعليقكم الكريم، وقد لامسني بشكل عميق، و ترك أثراً طيباً في نفسي..
جزاكم الله خير جزاء على هذه الكلمات الطيبة، وأطال في عمركم، وأنعم عليكم بالصحة والعافية..
محبتي وتقديري لكم..
   أخوكم / كمال
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: هنري سـركيس في 16:13 13/07/2018
الاخ العزيز كمال لازر المحترم
تحية طيبة
اتقدم اليكم ومن خلالكم الى العائلة الكريمة باحر التعازي داعيا الرب بان يتغمده بواسع رحمته الابدية. مع فائق محبتي
اخوك هنري
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: كمال لازار بطرس في 04:46 14/07/2018
الأخ الفاضل قشو إبراهيم نيروا المحترم..
أشكركم كثيراً على تعزيتكم ومواساتكم لنا في مصابنا الجلل، وعلى دعواتكم الطيبة بالثواب والرحمة على المرحوم..
أحييكم، وأحيي فيكم روح المواظبة في الكتابة بلغة الأم..
نسأل الله عزّ وجلّ أن يثبّت على طريق الخير مسعاكم، وأن يرحم موتاكم، وألّا يريكم سوءاً في أنفسكم، ولا أي مكروه في عزيز أو قريب لكم، ونسأله أن يزيدكم من فضله، ويفتح لكم أبواب خيره..
تقبلوا محبتي وتقديري..
    أخوكم / كمال
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: كوركيس أوراها منصور في 06:58 14/07/2018
أخي العزيز كمال لازار بطرس

قال الرب يسوع " تعالوا ألي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال .. وأنا أريحكم"

نعزيكم بفقدان الوالد العزيز "لازار بطرس" رحمه الله، ونطلب ونصلي الى الله الاب أن يعطيه الراحة الأبدية في فردوسه السماوي المعد للمؤمنين وطيبي القلوب.
علينا أن نقولها وبأيمان راسخ بان الموت هو الأنتقال من الحياة الفانية الى الحياة الأبدية الخالية من الظلم والألم والحزن الذي نعيشه على هذه الأرض .. امين يا رب

أخوكم/ كوركيس أوراها منصور
 
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: كمال لازار بطرس في 15:25 14/07/2018
الأخ العزيز هنري سركيس المحترم..
 نتقدم إليكم بجزيل الشكر والامتنان، والتقدير والعرفان، على تعزيتكم ومواساتكم لنا في وفاة والدنا المرحوم.. نسأل الباري عزّ وجلّ أن يحميكم، ويمد في أعماركم، وأن يبعد عنكم وعن ذويكم كل شر ومكروه..
أخوكم / كمال
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: كمال لازار بطرس في 13:36 15/07/2018
الأخ العزيز كوركيس أوراها منصور المحترم..
أعبّر لكم عن جزيل شكري وامتناني وتقديري على رسالتكم الأخوية الصادقة، وما حملته من تعازٍ و مواساة كريمة لنا في مصابنا الجلل، برحيل الفقيد الغالي والدنا عن هذه الفانية ..
أقدرعالياً مشاعركم الصادقة ودعواتكم المخلصة بالصلاة والدعاء له، لينعم عليه الرب المحي برحمته الواسعة..
لا شك في أنَّ شعوركم الإنساني النبيل هذا، سيساعد في بث روح السلوى في نفوسنا، ويخفف عنّا الشيء الكثير من الألم..
إنَّ المصاب في فقد المرحوم كان جللاً والألم كبيراً، ولكن كلّنا إيمان من أنَّه لا مهرب ممّا هو مكتوب لنا من قبل الخالق، وعليه، فلا يسعنا هنا، إلّا أن نستسلم لمشيئته وإرادته وحكمته، وأن نشكره ونحمده على كل شيء..
أعزّكم الله، وأدامكم..
آسف عن هذا التأخير في الرد، لأن الإنترنت لم يكن متاحاً، بسبب مشكلة عامة في خط ( الفاست لنك )..
          أخوكم / كمال
العنوان: اسفي الشديد لرحيل الوالد
أرسل بواسطة: عبد فرنسي في 18:02 17/07/2018
رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..اخي وصديقي الغالي كمال-الشخص يعجز عن التعليق على كلماتك ورثائك و  وصفك لرحيل شخصا تربطك به علاقة روحية رومانسية  وحب عميق وعظيم يعجز المرء من وصفه -  ما قدمته  لوالدك المرحوم خلال 10 سنين ماضية لا يوصف ولا يصدق  ولا اعتقد هناك رجل في هذا الزمن اي كان وانا  من ضمنهم باستطاعته ان يقدم ربع ما قدمته  شخصك الكريم وبدرايتي  ومتابعتي الشخصية -كن  مرتاح الضمير والوجدان  فاءجرك واجر شقيقتك لطيفة كبير     وعظيم  عند ربك السماوي -والدك المرحوم كان محظوظا جدا بان له ابناء عملوا المستحيل  كي يقدموا كل ما  بوسعهم  في  هذه الدنيا لراحة وشفاء والدهم - و هذه اعظم هدية يقدمها الابناء للوالدين -اعزيك من اعماق قلبي  ويا ليتني ان  احمل قسطا من احزانك والمك واقاسمك الثقل من على قلبك واكتافك  --الذكر الطيب للعم لازار والرحمة الابدية لروحه    الطاهرة ويهديه واسع جناته بين الابرار والقديسين ولك وللعائلة الكريمة الصبر والسلوان - اخوك المخلص عبد فرنسي 
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: كمال لازار بطرس في 17:13 20/07/2018

إلى أخي الحبيب عبد فرنسي المحترم ..
تحية طيبة..
 يمكنني أن أنسى من شاركني الضحك، ولكن مستحيل أن أنسى من شاركني البكاء..
ينحني الشكر أمام كلماتك، ويعجز لساني عن التعبير، وتعجز كلماتي عن التقدير، إزاء إخلاصك وطيبة قلبك، التي أصبحت نادرة في هذا الزمن، فقد كنتَ معي، ورافقْتَني في رحلة علاج الوالد، منذ أن داهمه المرض اللعين قبل سنوات .. 
كنتَ دائماً تأخذني إلى برالأمان ، وأنا على وشك السقوط، فماذا يمكنني القول بعد كل هذا المعروف..
هكذا هم الرجال الحقيقيون، يظهرون في وقت الشدائد، وأنت دائماً في مقدمتهم..
أنا أدرك تماماً، أنَّ الموت هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن تجاوزه..
وأصبحت أدرك الآن، أنَّ رحيل الأب أو الأم غصّة، لا تموت حتى الموت..
لم أكن لِأتخيّل أبداً أن أكتب يوماً ما في رثاء أبي..
إنَّ ما قدمته للمرحوم ( الوالد )، لا يعادل قطرة من بحر عطائه، وما قدمه هو لنا، وأنت تعلم بذلك جيداً، فقد ضحى بحياته من أجلنا، فكيف نستطيع أن نفيه حقَّه، ونسدد ولو الجزء اليسير من الدين الذي في أعناقنا.. 
أخي العزيز ..
مؤلم جداً أن تتصنع الصبر وضلوعك تكاد تنفجر، فإذا تجاهلتُ الحزن كأنّما لا قلب لي، ثم، كم من الوقت سأتظاهر بالقوة وأنا بداخلي وجع؟..
مؤلمٌ هو موت أبي، فقد تأكد لي، أنَّ هناك جُرحاً، لا تشفيه كل كلمات المواساة..
أحد الإخوان تمنى عليَّ من فرط محبته لي، أن أستعيد ابتسامتي التي غابت إلى الأبد !.. 
كيف أبتسم، وفي قلبي أحمالٌ من الحزن ؟..
كيف أبتسم، وفي قلبي مجلس عزاء ؟..   
كيف لي أن أخفي وجعي، وأتصنّع الفرح.. إنَّ إخفاء الوجع، وجع أكبر..
شكراً لكم مرةً أخرى .. شكراً لمواقفكم النبيلة، مع كل الود..

      أخوكم / كمال
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: عبد فرنسي في 00:28 21/07/2018
اخي الغالي كمال - انا لا استاهل كل هذا المديح  ولا منتظر من شخصك الكريم كل هذه الكلمات -انت بحق اخي وصديقي منذ المراهقة ومرات ارى نفسي وطبعي فيك ولي شرف كبير بذلك -ما قمت به ليس الا واجب مفروض علي تجاه الغريب قبل القريب- عندما حسيت مدى ارتباطك المفرط بالمرحوم والحمل الثقيل على اكتافك وعلى حساب حياتك الشخصية وحياة شقيقتك لطيفة  قررت انا والاخ العزيز الدكتور رعد ججو ربما اكثر الفضل يرجع له ولما قدمه من واجب -فكفى المدح بيننا  - نحن تربينا في بيئة واحدة ونملك نفس القيم والاخلاق وشربنا كاءس المر والحلو معا بطرق مختلفة  ولا زلنا نحتفظ بها ونحن الممتنون -واخيرا الوالد رحل  ولكن بكبرياء وعزة النفس بين الاهل والاحباب  وعلى الاقل حظنته وسكبت الدموع  وهو بين احظانك ماذا اقول انا استشهد اخي البكر وتوفيت الوالدة بعد  اشهر من فقدان ابنها البكر ولم اكن اعلم برحيلهم الا بعد سنتين وهكذا بالنسبة لفقدان اخي حبيب وانا بعيد عنه وايظا  فقدان ابني الوحيد وهو في 16 من عمره وهو في ولاية تبعد عني اكثر من 3 ساعات جوا كل هذا  ولم يتسنى لي ان احظن واحدا منهم  واودعهم  -بكيت وشكيت وحتى شتمت ولا زلت اقول لماذا ولكن دون جدوى -اللي رحلوا لا يرجعوا مهما حزننا وبكينا -هذه مشيئة الحياة ومشيئة الخالق ويجب ان نقبلها ونخضع للواقع ولكن تحتاج  زمن -ابكي واحزن مثلما عملت انا هذا ليس عيبا بل شجاعة و حب صادق ونقاء ولك مني محبتي الصادقة يا طيب القلب والمعشر
العنوان: رد: رحيلك موت بطيء، يا أبي ..
أرسل بواسطة: كمال لازار بطرس في 13:33 22/07/2018
عزيزي عبد..
شكراً على العودة ثانيةً، وعلى تعقيبك المسهب..
 كان الله في عونك أخي عبد، فإذا كانت تجثم على صدري أحمالٌ، فعلى صدرك تجثم حُمولٌ..
حقّاً، من يقارن مصيبته بمصيبة غيره، تهون عليه، ولكن أين نعمة النسيان، هذه التي يتحدثون عنها ؟.. يبدو أنّها ضلّت دربَها، فلم تعرف طريقها إليَّ، أو لا تريد..
أخي العزيز..   
الوفاء من شيم الأصدقاء، وهو من أهم الشروط الأساسية في عقد الصداقة الحقّة، ويأتي في مقدمة أحكامها.. وكل ذكرٍ، أو تأكيد على هذه الصفة المحببة، لا يعني مجاملة إطلاقاً، لأن المجاملة تدخل أحياناً في خانة التملق والنفاق، وبذلك تتخذ شكلاً من أشكال الكذب والتزييف، بينما الوفاء نابع من الصدق، فإذا عجز القلب عن احتواء الصدق، عجز اللسان عن قول الحق، لذلك يجب إطلاق سراحه، فإن عاد إليك، أصبحت أنت المالك الشرعي له إلى الأبد..
لم يبقَ لي، غير أن أعتب على الزمن الذي ترك الوفاء يغرق بعيداً، دون أن ينقذه من غدر الأيام ..
تحياتي لكم، وللعائلة الكريمة..
        أخوكم / كمال