المؤتمر الآشوري في سر العمادية 1932
لورنس نادر الآشوريون هم احد اقدم شعوب العالم ، ينتسبون الى مجموعة الشعوب السامية(1)، حين تأسست الدولة الآشورية منذ الألف الثالث قبل الميلاد وشملت حدودها من سوريا ومعظم البلاد الفينيقية الواقعة على ساحل البحر المتوسط ،وتنتهي ببلاد ارمينية شمالاً، والخليج العربي جنوباً وحتى مصر غرباً وبلاد عيلام شرقاً(2) لحين سقطت دولتهم عام 612 ق.م على يد التحالف الميدي بابلي.
ويعتبر الآشوريون من أقدم الشعوب التي اعتنقت المسيحية وذلك بدءاً من القرن الاول الميلادي(3)، كان الآشوريون يعيشون بصورة رئيسية في الزمن الحديث في الامبراطورية العثمانية والفارسية ، وفي تركيا كان يقطنون مناطق دياربكر، اورفة، نصيبين، ماردين، خاربوت، بتليس، هكاري، قارص، وان، طور عابدين وغيرها كذلك شمال مابين النهرين (العراق) وشمال شرق سورية واما في ايران كانوا يتمركزون في مقاطعة اذربيجان الايرانية ومناطق محافضة اورمي وخوي وديلمان وسلماس وديركاور وميركاور وفي مدن طهران وتبريز وغيرها(4)
تعرض الآشوريون للاضطهاد في الدولة العثمانية خصوصاَ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين لاسيما اثناء حكم السلطان عبدالحميد الثاني(1876-1909)(5) وجماعة الاتحاد والترقي(1909-1918)(6)،بعد ذلك التجؤا الى ايران وحيث دخلوها كلاجئين واضطهدوا هناك ايضاً على يد الحكومة القاجارية والقبائل الكردية ،حتى نشوب الحرب العالمية الاولى(7)واثناء الحرب تعرض الآشوريون الى مأساة على يد العثمانيين التي سميت ب (مذابح سيفو)(
، ودخلوا الى العراق حيث اقام الانكليز مخيمات لللآشوريين في مدينة بعقوبة عام 1918م ووصلوا الى مخيماتهم وقد بلغ عددهم (50) الف لاجئ منهم (15) الف ارمني والبقية كانوا من الآشوريين(9).
تحالف الانكليز مع الآشوريين وجندوهم في عام 1918م لغاياتهم مقابل اعطاء وعود للآشوريين باسكانهم في موطنهم الاصلي (جنوب تركيا وشمال العراق)، لكن هذه الوعود بقيت مجرد حبراً على ورق في المؤتمرات والاتفاقيات لحين قررت الحكومة البريطانية نية ادخال العراق في عصبة الامم (10).اما بريطانيا فقد بذلت جهوداً كبيرة لعقد المعاهدة (العراقية - البريطانية عام 1930م)، واضفت عليها اهتماماً خاصاً لكونها تعمل على تثبيت نفوذها ومصالحها في العراق،وتجعله اسير رغباتها واهوائها، لذا فضلت ان تبقى الخلافات بينهما خالية من الشوائب، وحرصت على ان يكون ذلك هدفاً رئيسياً في سياستها بينما اصبح اهتمامها بالاقليات مقتصراً على تحريكها واثارتها إذا تعرضت مصالحها في العراق الى الخطر، وقد ظلت بعض الاقليات تعيش على امل وعود بريطانيا في كونها ستحصل على الحكم الذاتي، الا ان آمالها تبددت بعد ان فوجئت بتصريحات الحكومة البريطانية واعلانها عن رغبتها في ترشيح العراق لعضوية عصبة الامم في سنة 1932م، فأدى ذلك الى استياء الاقلية الآشورية(11).
في شهر آذار من عام 1932 وكان ايشا مارشمعون طريح الفراش وفي وضع صحي سيء في بغداد حين قامت الحكومة البريطانية بتوجيه اتهام له، بأنه يقوم بجولات بين القوات الليفي(12) الآشورية لتحريضها على التمرد والحقيقة هي ان الزعماء الآشوريين وممثليهم كانوا قد قرروا حينها القيام بمحاولة اخيرة للحصول على ضمانات حقوق الآشوريين في العراق وسلامتهم بدلاً من تلك التعهدات، وكانت القوات الليفي الآشورية في تلك الاثناء لا تزال تقوم بحماية الحدود العراقية والقواعد البريطانية في العراق، لقد كان افراد هذه القوة يشعرون بما يتهددهم وعوائلهم واقربائهم في حالة الغاء الانتداب عن العراق(13).
ان مارشمعون وانصاره قابلوا هذه المساعي بالجحود والاستخفاف فلم تتوقف جهودهم لعرقلة دخول العراق في عصبة الامم بهدف استقلاله، بل زادت شدة وضراوة ...وكان عماد الخطة هو قيام الضباط والجنود الآشوريين العاملين في الليفي باستقالة الجماعية من الخدمة اظهاراً لتضامنهم مع مارشمعون(14).
بعد ان نقل مقر قوات الليفي من الموصل الى هنيدي في بغداد وتم نقل داؤد والد ايشا مارشمعون معه ، جاءت سرمة خانم(15)الى بغداد ونزلت في دار اخيها وطلبت من دانيال ملك اسماعيل الذي كان الضابط الأقدم لفوج الليفي الثالث المنقول الى بغداد ان يجمع كل ضباط الفوج لتلتقى بهم سراً في الاجتماع ليطلبوا من السلطات البريطانية بترك الخدمة في الليفي ليتسنى للآشوريين ايجاد مخرج آخر لهم وذلك بعقد مؤتمر في سر(16) عمادية(17).
بعد ان فهم الآشوريون بأن الانكليز قد تنصلوا عن وعودهم، اعلنت القوات الآشورية في الليفي في الاول من حزيران 1932 حل نفسها احتجاجاً على الاتفاقية الانكليزية العراقية، تعد آثار هذا الحدث ردة فعل حادة لدى السلطات الانكليزية في العراق فانهال فرنسيس هيمفريز(18)حرفياً بالرسائل والبرقيات على ايشا مارشمعون طالباً منة المساعدة في إعادة الجنود والضباط الى ثكناتهم، لقد وعد بانه سيفعل كل ما في وسعه من اجل مساعدة الشعب الآشوري بما في ذلك الدفاع عنه في عصبة الامم وايجاد حل المنطقة هكاري ومنع تقلص الكتائب الآشورية وغيره(19).ففي تلك الاثناء كان مار شمعون وعمته سرمة خانم يمضيان فصل الصيف في سر عمادية بالقرب من معسكر القوات البريطانية الصيفي الذي كان يحرسه جنود الليفي الآشوري(20)، فوجها مارشمعون وعمته سرمة خانم بدعوة رؤساء العشائر ورجال الدين الآشورييين للاجتماع في سر عمادية وفعلاً لبت تلك الشخصيات الدعوة حيث عقد المؤتمر في سر عمادية، و في الاجتماع اتفق الجميع على (ميثاق وطني القومي) يضم كل الآشوريين ويجمعهم حولهم(21). وعقد مؤتمر سر عمادية في 16/حزيران/1932.
الوفد المشارك كان يتكون كل من:
1-البطريرك ايشا مارشمعون وعمته سرمة خانم
2-المطران يوسف خنانيشو المطران شمزدين
3-الاسقف زيا سركيس
4-الاسقف مار يوآلاها الاسقف برور
5-ملك خوشابا ملك اسماعيل
6-مالك زيا ملك خوشابا
7- ياقو ملك اسماعيل، الذي خلف والدة (ملك اسماعيل)
8-مالك ياقو التخومي
9-صادق شمعونايا(22).
وقدم هؤلاء عدة مطالب الى اللجنة الانتداب وعصبة الامم وتلخص بما يأتي:
1-الاعتراف بالآشوريين كقومية ساكنة في العراق وليس كأقلية دينية.
2-وجوب اعاده مناطقهم على حدود تركيا والعراق،فإذا لم يتحقق ذلك يجب ايجاد وطن للآشوريين يتم جميع الآشوريين في العراق وخارجه ويكون محصوراً في (دهوك والعمادية وعقرة وزاخو) ويكون مركزه دهوك وتحت ادارة متصرف عربي ويعاونه مستشار بريطاني.
3-تكون ملكية الاراضي الممنوحة بموجب سندات تمليك رسمية.
4-منح المارشمعون وساماً رفيعاً من قبل الحكومة العراقية والاعتراف له بالسلطتين الزمنية والدينية على الآشوريين.
5- تمثيل الآشوريين عضو واحد في المجلس النواب العراقي.
6- تقديم الخدمات الصحية لهم عن طريق انشاء مستشفى في دهوك ومستوصفات في القرى الآشورية الاخرى.
7- فتح مدارس باللغة الآشورية في تلك المناطق مع تدريس اللغة العربية فيها.
8- تخصيص اوقاف لرجال الدين.
9- عدم مصادره الاسلحة التي يملكها الآشوريين(23).
قام السير فرنسيس همفريز بإرسال عدة رسائل لبطيريرك ايشا مارشمعون بغية اقناعه عن رجوع الجنود عن قرارهم بترك الخدمة وكذلك رفع مطاليب الآشوريين الى الحكومة العراقية والحكومته.
فحينها ابدى البطريرك ضغطاً على قواد الكتائب تنازلاً منه عند رغبة السفير الانكليزي واعادهم ليستمروا في الخدمة لمدة ستة اشهر وحتى تنظر عصبة الامم في طلباتهم.
حين اقترب موعد مناقشة موضوع العراق في عصبة الامم اوهم المارشمعون انصاره بضرورة حضوره في جلسات المناقشة في جنيف وطرح وجهة النظر الآشورية في الموضوع، وبعد ان زوده انصاره باحتياجاته المالية شد المارشمعون الرحال الى جنيف في اليوم العاشر من شهر ايلول عام 1932(24).
في 3 تشرين الاول عام 1932 دخل العراق في عصبة الامم ولم تمكن ايشا مارشمعون بتحقيق تلك المطالب التي قدم في عصبة الامم ،وعاد من جنيف 5 من شهر كانون الاول عام 1932 خالي اليدين، وقبول العراق في عصبة الامم قد ترك اثراً سيئاً لدى الاوساط الآشورية.
وهكذا خيبت الحكومة البريطانية آمال الآشوريين في النظر في مطاليبهم اجتماع عصبة الأمم بهدف تشكيل وطن قومي خاص بهم.
___________________
الهوامش:
(1) ) قسطنطين بيتروفيج ماتفيف بارمتي،الآشورين والمسألة الآشورية في العصر الحديث، ت: ح د آ ،(دمشق : 1989)،ص15.
(2) عبدالرزاق الحسني، تاريخ العراق العراق السياسي الحديث، ج1، (بيروت : 2008 )، ص 23 .
(3) عبدالمجيد حسيب القيسي، التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق 1921-1999، (بيروت:2004)، ص ص3-4.
(4) )للمزيد ينظر : ماتفييف ، المصدر السابق، ص 37 وما بعدها.
(5) السلطان عبدالحميد الثاني(1876-1909) :- ولد السلطان عبدالحميد الثاني في 21/9/1842م ، وكان ابن السلطان عبدالمجيد الاول وامه تيرمزكان فادين افندي، اعتلى على عرش السلطنة العثمانية في اواخر شهر اغسطس عام 1876م عقب خلع اخيه مراد الخامس 31/8/1876م ، واستمر في حكم مدة بلغت ثلاثة وثلاثين عاماً ، ثم خلع من العرش في 27/4/1909م من قبل الاتحاديون ،وتوفي في 10/2/1918م. للمزيد يتظر : مذكرات عائشة عثمان اوغلي، والدي سلطان عبدالحميد الثاني، ت: صالح سعداوي صالح، (عمان : 1991)، ص11 وما بعدها.
(6) الاتحاد والترقي (1909-1918):- جمعية عثمانية نشأت في اوربا كحركة مناوشة للاستبداد ومنادية بالتجدد والتحديث في الدولة العثمانية . وتكون في البدء جمعية تركيا الفتاة، التي ركزت على النشاط الفكري ثم تدرج العمل فتكونت خلايا سرية في الاستانة (اسطنبول) وطاردهم رجال السلطان عبدالحميد فنقلوا نشاطهم الى باريس وسالونيك حيث انضم الى صفوفهم العديد من يهود واصبحوا من قيادات= =الحركة بعد قيامهم بالانقلاب العثماني الشهير عام 1908م واعلنوا الدستور وما لبثوا ان نحو السلطان عن العرش. اشهر من قادة الحركة طلعت وجاويد جمال (السفاح ) وانور ونيازي وانضم اليهم بعض العرب مثل هادي العمري ورفيق وحقي العظم وياسين الهاشمي وطالب النقيب والخ...الا انهم سرعان ما خابت آمالهم نتيجة تبني قادة الحركة لمبدأ الطورانية التتريك ومعاداة العرب وقد نشأت الجمعية فروعاً لها في معظم الولايات العربية. عبدالوهاب الكيالي، موسوعة السياسية، ج2، ( بيروت : د ز ) ، ص ص81-82.
(7) الحرب العالمية الاولي:- اندلعت في 28 تموز 1914،ما نجم عنها حصيلة عوامل عديدة غير مباشرة تراكمنت على بعضها لفترة طويلة لتسبب وتؤدي الى نشوب حرب العالمية،وكان من ابرز العوامل التنافس الاستعماري الكبير بين الدول الاوربية والصناعية خاصة للحصول على المستعمرات والبحث عن اسواق التصريف،فضلاً عن الأشتداد الحركة التحريرية والنهضة القومية واعتزاز كل دولة بقوميتها لحد التعصب،ولكن ما اشتعيل فتيل الحرب بشكل مباشر كان مقتل ولي عهد الأمبراطورية النمساوية الأرشيدوق (فرديناند) وزوجته في مدينة سرايفو عاصمة البوسنة في(28/حزيران/1914)على يد شاب(جفريلو برسيب)،فاعتبرت السلطات نمساوية ان صربيا هي المسؤولة عن قتل وباتفاق مع المانيا وجهت لها انذار شديد الهجة في عزم النمسا على محو صربيا من الخارطة.للمزيد ينظر:عمر عبدالعزيز عمر،تاريخ اوربا الحديث والمعاصر1815-1919،(دم:2000)،ص249 وما بعدها.
(
مذابح سيفو:- مذابح سيفو تعرف كذلك بالمذابح الآشورية او المذابح السريان/ تطلق على سلسلة من العمليات الحربية التي شنتها قوات نظامية تابعة للدولة العثمانية بمساعدة مجموعة مسلحة شبه نظامية استهدفت المسيحيين اثناء وبعد الحرب العالمية الاولى، ادت هذه العمليات الى مقتل مئاة الالآف منهم كما نزح آخرون من مناطق سكناهم الاصلية بجنوب شرق تركيا الحالية وشمال غرب ايران، بدأت هذه المجازر في سهل أورميا بإيران عندما قامت عشائر كردية بتحريض من العثمانيين بالهجوم على قرى آشورية فيه، كما اشتدت وطأة المجازر بسيطرة العثمانيين عليه في كانون الثاني 1915. غير أن عمليات الإبادة لم تبدأ حتى صيف 1915 عندما دفعت جميع آشوريي جبال حكاري إلى النزوح إلى أورميا كما تمت إبادة وطرد جميع الآشوريين/السريان/الكلدان من ولايات وان وديار بكر ومعمورة العزيز حيث شملت كل من هكاري واورمية وطورعابدين، عرفت هذه المجازر بعدة تسميات محلية لعل أهمها "سيفو" ܣܝܦܐ، وهي =
=لفظة سريانية غربية تعني"السيف" في إشارة إلى طريقة قتل معظم الضحايا حيث راحت ضحيتها اكثر من نصف مليون الآشوري.للمزيد ينظر :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B0%D8%A7%D8%A8%D8%AD_%D8%B3%D9%8A%D9%81%D9%88(9) رياض رشيد ناجي الحيدري، الآثوريون في العراق 1918-1936، (قاهرة:1977)، ص93.
(10) عصبة الأمم:- منظمة دولية أنشئت في 1920 بموجب ميثاق شكل جزءاً من معاهدة فرساي التي أنظمت الأوضاع الدولية الجديدة بعد الحرب العالمية الاولى .وانتهت عصبة الامم بقيادة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية ،جاء ميثاق عصبة الأمم مرأة لسياسة الدول المكونة للجنة الميثاق المؤلفة من مندوبين عن كل الدول العظمى: امريكا –فرنسا –بريطانيا – ايطاليا – اليابان ومندوب واحد عن دول العشر المخالفة.يقع عهد عصبة الأمم في مقدمة و26 مادة ركزت المقدمة على ضرورة العمل على منع الحروب واستتباب السلام والأمن وتنشيط التعاون الدولي والحفاظ على العدالة واحترام المعاهدات بين الدول وتضمن الميثاق التهديد بتطبيق العقوبات ضد كل دولة معتدية تنتهك الميثاق اما عضوية العصبة فكانت على شكل اعضاء اصليين وهم الحلفاء الذين كسبوا الحرب ومؤيدوهم واعضاء مدعوين من الدولة المحايدة التي استشيرت عند مناقشة نصوص عهد العصبة وعددها 13 دولة.عبد الوهاب الكيالي،المصدر السابق،ج3،ص112 .
(11) الحيدري، المصدر السابق، ص255.
(12) القوات الليفي :- قوة العسكرية اسسها الرائد البريطاني (جي- اي ايدي) في العراق عام 1915 حين كان المنسوب الى جيش الهند والمكلف في حينه بوصفه ضابط خدمات خاصة في لواء المتنفك في العراق، قد جند اربعين من الخيالة العرب من ابناء العشائر المحيطة في منطقة الناصرية، قد سميت لعدة التسميات منها (قوات المتطوعة) (الكشافة العرب) (الشبانة) والخ...واخيراً (القوات الليفي)،هذه القوة التي كانت تعدادها حوالي (40) فرداً في عام 1915 قد تزايدت الى (6199) رجل في مايس 1922 قد زادت عددهم الى اكثر بعد ذلك،انضم الآشوريون الى الليفي عام 1918 م لحين انسحبوا عام 1932م وبعض الآشوريون استمروا مع الليفي حتى عام 1955م حين استلم الجيش العراقي قاعدة الحبانية. للمزيد ينظر : كيلبرت براون ، المصدر السابق، ص 43 وما بعدها.
(13) مؤلف مجهول، مأساة الآشوريين، ت:شموئيل بيت شموئيل، (دهوك:2007)، ص ص130-131.
(14) ماتفييف،المصدر السابق، ص ص68-69.
(15) سرمة خانم : ولدت سورما في اليوم السابع والعشرين من شهر كانون الثاني عام 1883 ،وكانت البنت البكر للشماس ايشايا وزوجته اسيت وكانت اخت البطريرك بنيامين مارشمعون و6 اولاد اخرى،عملت في القضية الأشورية وشاركت في مؤتمر الصلح في باريس عام1919م، لحين توفيت في السابع من شهر كانون الاول عام 1975.للمزيد ينظر:كلير ويبل يعقوب، سورما خانم 1883-1975 السيدة الكلدو آشورية في قلب الاعصار المدمر الذي اجتاح بلاد مابين النهرين،ت :نافع توسا، (بغداد :2011)،ص30 ومابعده.
(16) سر عمادية :- سر مصطلح كردي بمعنى رأس مثلاً (سر عمادية = رأس عمادية ) ، منطقة موجودة في مدينة عمادية شمال العراق.
(17 ) يوسف ملك خوشابا، حقيقة الاحداث الآشورية المعاصرة، (بغداد:2000) ،ص 151.
(18) فرنسيس هيمفريز :- السير فرنسيس هنري همفريز Francis Henry Humphrys ولد سنة 1879 وتوفي سنة 1971 دبلوماسي بريطاني. درس في جامعة أكسفورد. عمل في الحقل الدبلوماسي في كابل بإفغانستان من سنة 1922 وحتى سنة 1929 .. ومن ثم مندوبا ساميا في العراق من سنة 1929 إلى سنة 1932 . وصل الى العراق السير فرانسيس همفريز في 10 كانون الاول 1929 ، وتسلم منصبه في 7 تشرين الاول سنة 1929 من الميجر هربرت يونغ وكيل المندوب السامي المؤقت وقد جاء ذلك تقديرا لخدماته الممتازة في كابل بإفغانستان ممثلا لصاحب الجلالة ملك بريطانيا . في الصورة المرفقة السير فرنسيس همفريز عندما كان في كابل بأفغانستان .
ومما تذكره الوثائق البريطانية ان السر فرنسيس همفريز قام بدور مهم في تهيئة العراق للدخول الى عصبة الامم دولة مستقلة في سنة 1932 بعد ان اظهرت عصبة الامم ارتيابا لايستهان به بالنسبة لتقدم العراق الاداري والسياسي والاجتماعي .كما اظهرت اهتماما بمستقبل الاقلياتفي العراق .غير ان الحكومة البريطانية آزرت قضية العراق . وفي الجلسة العشرين للجنة الانتدابات الدائمية خُول المندوب السامي السير فرانسيس همفريز بأن يصرح :" إن حكومة صاحب الجلالة تقدر تمام التقدير مسؤوليتها في ان توصي بأن يسمح للعراق بالدخول في حظيرة العصبة ، وتلك في نظرها الطريقة القانونية لانهاء الانتداب، أما إذا أثبت العراق عدم جدارته بالثقة التي وضعت فيه فإن المسؤولية المعنوية= في ذلك يجب ان تقع على عاتق حكومة صاحب الجلالة ".وكان لهذا التصريح تأثير عميق على القرار الذي توصلت اليه اللجنة .فقد ذكرت كما يقول الدكتور فيليب ويلارد آيرلند في كتابه عن "العراق :دراسة في تطوره السياسي " في تقريرها :" ولو لم يصرح بهذا التصريخ لكانت اللجنة بدورها غير قادرة على ان تفكر في انهاء عهد كان يظهر قبل عدة سنوات بأن دوامه ضروري لمصالح جميع الطوائف والاقليات في البلاد وفي 28 كانون الثاني وافق مجلس عصبة الامم على دخول العراق بشرط ان يعطي تصريحا بضمان حقوق الاقليات والحكم بالعدل ومراعاة القانون الدولي، وغير ذلك من التحفظات . وفي 30 مايس وقع العراق على التصريح المطلوب ، وفي 3 تشرين الاول سنة 1932 إحتل العراق مقعده بين الامم دولة مستقلة بعد ان نال العضوية وبدأت عندئذ مرحلة جديدة في تاريخ العراق المعاصر . ينظر: مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ،
http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2015/03/francis-henry-humphrys.html(19) بارمتي، المصدر السابق، ص136.
(20) وسف ملك خوشابا، المصدر السابق، ص 152.
(21) كلير ويبل يعقوب، المصدر السابق، ص ص248-249.
(22) يعقوب ملك اسماعيل، الآشوريون والحربان العالميتان 1914-1945،( طهران: 1964)، ص ص209-213 ؛ يوسف ملك خوشابا، المصدر السابق، ص154.
(23) يعقوب ملك اسماعيل، المصدر نفسه، ص ص210-211 ؛ يوسف ملك خوشابا،المصدر نفسه، ص ص154-155 ؛ كلير ويبل يعقوب، المصدر السابق،ص ص248-249 ؛ الحيدري، المصدر السابق،ص ص270-271 ؛ القيسي، المصدر السابق،ص ص70-71 Stafford,the Tragedy of the Assyrians,( London : 1935) ,p p 97-98.؛
(24) لقيسي المصدر نفسه، ص 73.