ورقة تجمع أحزابنا لن تحرّك ساكنا ما لم تتغيرعقول الموقعين عليها
شوكت توسا
تجمع تنظيمات احزابنا القوميه كأي تشكيل سياسي, حظي منذ تاسيسه بعد مذبحة سيدة النجاة باهتمام العديدين ممن كتب مبديا رايه في أدائه ,وقد ساهمنا برأينا المتواضع في اكثر من مناسبه كان اخرها بمقالين احدهما في تشرين2 2015 بعنوان ((تجمع تنظيماتنا , لقد فقأتم عين الدب)) قلنا فيه : في تشرين الثاني 2015 عقد اعضاء تجمع تنظيمات واحزاب شعبنا لقاء عاديا وأصدروا بلاغا يا ليتهم لم يعلنوه لانه لم يختلف عن سابقاته لا زبدة ولا فائدة , قرأته ظنا مني باني ساحظى بالجديد الذي ينسجم و تعقيدات الصعاب التي يمر بها شعبنا ,لكنه مع الاسف خوى إلا من الكليشات التي إعتدنا بهاتتها من قبيل الاستنكار والشجب المكتوب , في حين كانت هناك تصريحات وبيانات من جهات فرديه وأخرى خارج مكوننا اقوى منه بكثير , مما جعلني أسال نفسي يا ترى هل فعلا مازال تجمع تنظيمات واحزابنا على حاله وحال شعبنا قاب قوسين او ادنى من الانقراض ؟ هل صحيح ان كل ما باستطاعة الإخوه في هذا التجمع تقديمه هو الشجب والاستنكار؟
ثم مقال آخر بمناسبة إنعقاد إجتماعهم في كانون الثاني 2016 تحت عنوان (( تجمع تنظيماتنا واحزابنا يعلن عن اجتماعاته دون الاعلان عن مقرراته )), والذي قلنا فيه: آملين أن نشهد منهم هذه المره خلاف ما اعتدناه في سابق بياناتهم , وقد بحثوا حسب بيانهم نقاطا متعلقه بمسيرة العمل القومي المشترك منها الشأن العسكري المتعلق بتحرير القرى ومسك الارض ما بعد تحريرها ,اذن بين بياناتهم السابقه وبيانهم الاخير نبقى نتمنى خيرا ونتساءل هل نتفاءل بشيئ؟ يا ترى هل سنشهد عملا على الارض خلافا للذي عودونا عليه , ام ان التغيير هوفقط في الكليشيهات مع بقاء الجعجعات هي نفسها لا طحين ولا نخاله والخباز هو عشاء المساكين الذي طال انتظارهم لانبعاث رائحة دخان تبعث الامل في الحواصل الخاويه كما يقول الشاعر : (ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر).
في 26_27 شباط 2017, جدّد التجمع مطالبه بورقة وجهها الى حكومتي بغدادواربيل بعد أن سبق كما أشرنا اعلاه وعرضها لكن دون ان يستجاب لها,بما معناه أن هناك سببا وراء هذا التهميش, ليس من الحكمة اختزاله بتاثيرات صراعات الكتل الفئويه الشيعيه الكرديه السنيه رغم علمنا بان كل طرف من هذه الفئات( المتنفذه) يعتبر حصول شعبنا على حق من حقوقه تعكيرا لحلم الأستحواذ على سهل نينوى الذي بات محط اطماع اصحاب الكيانات الطائفيه والقوميه دون أي إعتبار لارادة وخصوصيات ساكنيه ودون مراعاة وضع بلداته وما جرى فيها بسبب صراعاتهم , اذن من سيدعم تحقيق ما جاء في ورقة مطالب شعبنا .
بالعوده الى منطق العمل القومي ومستلزماته, فأن تاثيرصراعات الفئوين الكبارعلى حقوقنا هي بحد ذاتها نتيجة خلل وعامل داخلي يعرفه سياسيونا المحترمون لكنهم يتغافلوه لاسباب هم أدرى بها, والا ما معنى ان يمتلك الطائفيون والقوميون أجنداتهم و مخططاتهم لتحقيق أحلام قضم وتقسيم بلداتنا لضمها الى مقاطعاتهم ,بينما حلم ساستنا القوميين فاقد للاجندة وهي من ابسط مقومات العمل القومي الذي يدّعونه , مالذي يمنعهم من الجلوس سوية لرسم خطة تحقيق حلمهم الذي إن وجد فهو في وسط جغرافيه سياسيه مزروعه بالالغام ومحاطه بالاسلاك الشائكه؟ أم أن حلمهم اسير أحلام الآخرين ؟
انا لا أفترض بان نشطائنا القوميين على دراية تامه بوجود التهميش, لا بل أجزم بانهم يعرفون ذلك جيدا ,ولو كان شأن مواجهة هذا التهميش يعنيهم قوميا, فعليهم أن يتعاملوا مع حقيقة عدم وجود كيان سياسي قومي مستقل يتكلم بإسمنا جميعا ويفرض أرادته واستقلاليته في إختيار وطلب ما يناسب قضيته القوميه ضمن قوانين البلد ,اما اسباب غياب هذا الكيان المعني, فإن بعضهايبدو جليا ً في تكرار طرح الورقه وعدم جدواها لاكثر من مره, وهل في التجمع من لا يعرف مكمن العلّه الحقيقيه , نعم نحن نشكرهم عندما يكرروا ويجددوا ويوقعوا بيانهم , ليس تشاؤما ولا تقليلا من شخوص الموقعين على الورقه فهم اهلنا واخواننا ,لو قلنا بان عرض المطالب وترك الحبل على الغارب لم و لن يحقق ذرة من المنال ما لم تتبعه خطوات تتجسد فيها الجديه والالتزام , وإلا .......
فإن ما نخشاه و الذي لا نتمناه , هو ان يكون قدر هذه الورقة كسابقاتها مجرد إجراء شكلي مضاف الى الشكليات الاخرى , هذا إن لم يكن المراد من تكرارإطلاقها من اربيل كي تأتي متناغمه مع مشروع طرف سياسي معين ضد طرف آخر ( من ضمن الاطراف الثلاثه), أتمنى ( معتذرا )ان اكون مخطئا ً في هذه الفرضيه لكن صوابها يبقى قائما الى حين يتم قطع دابر هذه الخشية بتبني آليه جديده يمكننا ان نقرأ فيها النجاح الذي نوده لسياسيينا و لأنفسنا كشعب خاسر , لن يحالفنا النجاح ما لم يتخلص ساستنا فكريا وعمليا من سطوة إملاءات الغير, حينها سنجيز لأنفسنا التحدث عن ضبط متميز لميكانيكية التحرك السليم في متابعة طريق ومسارهذه الورقه على الصعيدين الوطني والدولي.
على الصعيد الوطني لو تحدثنا , في حال توافر العزيمه على إنجاح ورقة المطالب, هناك آليات يمكن اتباعها شريطة ان تتحكم بها الآله الاقوى المتجسده بــ عقلنا ولساننا وحقنا , لدينا ما يزيد على عشرة برلمانيين موزعين بين برلمانيَ بغداد واربيل,بإمكانهم وضع خطه لترويج المطالب وطنيا ً في اروقة كتل احزاب بغداد وأربيل وحكومتيها,و الجهد الأكثر فائده , هو جهد أحزاب شعبنا وبرلمانييناالمتواجدين والمنضوين تحت قبة برلمان اربيل تحديدا , فعندما يبدؤوا بإقناع حكومة وبرلمان اربيل في شرعية مطالبنا وضرورة دعمها ,ستكون محصلته كسب أصوات ما لا يقل عن خمسين برلماني كردي في برلمان بغداد لصالح الورقه , بتحقيق ذلك نكون قد حققنا بداية صحيحه باتجاه إنجاح مسيرة الورقه وتمريرها ,ولا بأس ان تكون المبادره بهذا الاتجاه من قبل المجلس الشعبي الذي تربطه علاقات قويه جدا بالحزب الديمقراطي الكردستاني,نعم سندع هذه المره التشكيك بالمصداقيات جانبا لو كان ذلك يشكل إحراجا ولنكتفي بالتساؤل: هل بإمكان المجلس الشعبي إقناع برلمان وحكومة أربيل بأحقية مطالب الورقه من اجل ضمان تأييد اصوات البرلمانيين الاكراد في برلمان بغداد لصالح الورقه , بالتالي سيسهل مهمة ممثلينا في برلمان بغداد الذين عليهم ايضا يترتب جهد استثنائي لكسب أصوات مؤيده للمطالب الوارده في الورقه .
اما على الصعيد الدولي, فإن الورقه تتضمن مطالب بحاجه الى دعم ومسانده دوليه مما يحتم على الذين يمثلون تجمع أحزابنا وتنظيمتنا في الخارج أن يستنسخوا جهد التجمع في الداخل من اجل دعم الورقه والترويج لها في الخارج , ففي ذلك توجيه أكثر من رساله لحث المجتمع الدولي وتشجيعه على تبني مطالب شعبنا وممارسة الضغط على الجهات الفئويه التي ترى في نيل حقوقنا تعكير لأجنداتها .
الوطن والشعب من وراء القصد
استاذنا الكبير شوكت توسا المحترم
شلاما
مقالتك لا غبار عليها، وما جاء من مغالطات واسلوب غير مؤدب وواطئ، من منظري بعض الاحزاب التي نكن لها احتراما، ونتعامل معها بكل احترام ومودة، ذكرني بقصة قصيرة.
اليك القصة:
كان هنالك رجل وقور جالس على حافة الساقية، ينظر الى عقرب يحاول عبور الساقية، ظل يفشل في عبور الساقية مرات ومرات، فقرر الرجل مد يد العون اليه، وفي كل محاولة من محاولات الرجل، كان العقرب يريد ان يلدغ الرجل، وبينما هو هكذا مر بجانبه رجل آخر وشاهد ما يفعله هذا الرجل الوقور، فقال: لو انا في محلك لقتلت العقرب !
نظر الرجل الوقور اليه واجاب: كيف اسمح لنفسي ان يجرني هذا العقرب الى مستواه ؟!
انطلاقا من هذه القصة فانا اعتقد يا استاذنا الكبير، وارجو ان تقبل انتقادي هذا برحابة صدرك، وقلبك الكبير، اعتقد انك قد لوثت قلمك الكبير بالرد على (العقرب!)... مع فائق محبتي واحترامي، لك طبعاً وليس للـ(عقرب!).