عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - Qardak Kandallan

صفحات: [1]
1
غبطة  مار لويس روفائيل الاول ساكو بطريرك بابل على الكلدان الجزيل الاحترام

بمناسبة انتخابكم بطريركا  للكنيسة الكلدانية يتقدم التجمع الوطني الكلداني بأحر التهاني والتبريكات لغبطتكم متمنين  الموفقية والنجاح في مهمتكم للحفاظ  على  كنيستنا الكلدانية ، النابع اسمها من جذورنا الكلدانية الاصيلة ، حية لتعطي حياة جديدة لتصير رعية واحدة لراع واحد لأن تمتلكها وتحبها ولا تترك مجالا للذئاب التي تبحث عن الفرصة لتفتك بالخراف وتبددها :
" واعطيكم رعاة حسب قلبي ، فيرعونكم بالمعرفة والفهم " ( إر 3: 15 ) ، لأنكم ترعون بالمعرفة والفهم ، فغبطتكم ابنا للراعي الصالح وليس عبدا ، لاتعمل لحسابك بل حبا في الذي فداك ، وانت شريكا للراعي  من اجل وحدة الكنيسة والكلمة ،  ودمتم بحماية وبركة ربنا يسوع المسيح .

قرداغ مجيد كندلان
السكرتير العام للتجمع الوطني الكلداني




2
الاخ العزيز جوهر توما المحترم
في الواقع ان اخلاصكم في تقديم اغلى ما عندك من نتاجات خلال السنين الطويلة من العمر الوظيفي يدل على الكفاءة العالية في العمل الجاد من اجل عمران العراق وتطوره وتقدمه. واثق كل الوثوق بأنك اهل لهذه الوظيفة لخدمة  قريتنا عينكاوة الحبيبة ، وهي قرية كلدانية اصيلة ، وابراز معالمها التأريخية دون شوائب بإصالتها وعمرانها البهي ومعالمها الحقيقية . ان الحياة الفنية مع الحياة القانونية في الوظيفة سيزداد عملك شموخا نحو تحقيق الافضل .
انا واختك وجميع افراد العائلة نقدم اخلص التهاني والتبريكات بمناسبة وظيفتك الجديدة ونرجو من رب المجد ان يحفظك ، ومزيدا من العطاء .
قرداغ مجيد كندلان واختك سعاد توما وأسيل وأفين ونشوان

3
المتحف السرياني في عينكاوة ، تداخل الثقافتين الاشورية والكوردية
[/b][/color][/size]

قرداغ مجيد كندلان

جاء في جريدة الشرق الاوسط العدد 11837 الصادرة في 26 ابريل 2011 (الرابط في نهاية المقال)  حيث اثار انتباهي الى ثلاث نقاط : الاولى : المتحف السرياني في عينكاوة ، والثانية: تداخل الثقافتين الاشورية والكردية ، والثالثة: وردت عبارة : وعلى الخصوص شخصيات بلدة عينكاوة من رواد النهضة الاشورية .

أن ابرز فضائل الاحتفاظ بالتراث الاجتماعي لبلدة عينكاوة تتجسد في شخصيتها الحقيقية الكلدانية وبتراثها الزاهر عبر القرون ، ان التراث العنكاوي ثروة كبيرة في القيم والعادات والتقاليد والثقافة والفنون لينقلها من جيل الى اخر ، واعتبره تراثا انسانيا ،  تراثنا عنكاويا كلدانيا ،وهو ما خلفه اجدادنا من الماضي لنستقي منه الدروس لنعبر بها من الحاضر الى المستقبل . تراثنا هو علم ثقافي شعبي يتجسد فيه عادات المجتمع العنكاوي وتقاليدهم وما يعبرون عنه من آراء وافكار ومشاعر . تستخدم مواد التراث في المتحف في اعادة بناء الفترات التأريخية الغابرة لقريتنا ،  لإبراز هويتنا الحقيقية الوطنية والقومية والكشف عن ملامحها . يتنوع التراث ما تحمله الجذور الى الشجرة قوتها ليقطف كل سلف ثمارها ويسلمها لخلفه ليفهم الانسان محتواه الاصيل القومي. ان خزائن المتحف السرياني في عينكاوة هو مستمد من تراث النهضة الكلدانية وليس من النهضة الاشورية وكذلك ليس من  تداخل الثقافتين الاشورية والكردية كما ورد في جريدة الشرق الاوسط.   ان العنكاويين كانوا وما زالوا الاشد تحضرا بممارساتهم الفعلية في الثقافة والحياة الاجتماعية ولا نقبل التهجين لان كل بلدة من بلدات العراق لها تراثها وقيمها وثقافتها . لا نريد من فئات اخرى في المجتمع العراقي احتقار الحقيقة على ارادة تراثنا وحريتنا وجعله تراثا مشوها يحمل اسم اخر ليس اسم عينكاوة الكلدانية .  مع احترامي الشديد لجميع فئات مجتمعنا ان اسم المتحف يجب ان يحمل اسم الكلدان بدلا من اسم  السريان، لأن تراثنا هو تراث عينكاوي كلداني وليس تراث سرياني اشوري كلداني ، وان نبتعد من التسمية السياسية المفروضة على شعبنا المسيحي. يتطلب من اهل عينكاوة التبصر في المقومات التكوينية الاجتماعية الحضارية لنعطي الهوية الفكرية الصحيحة  ليحل التوازن النفسي ليبين الدور الفاعل للانسان العنكاوي في الحياة العراقية من خلال المتحف ، ليتجسد احترام الاخرين لتراثنا وتوقيره . التركيبة الاجتماعية للفرد العنكاوي جعلته متحررا ومحبا للعلم والكتاب ومخلصا ومتفهما لحقيقة الاختلاف في القوميات ودون الغاء الاخر ، وقادرا على التعلم، محبا لوطنه ، رقيقا ومجاملا ، محتفظا بهويته الكلدانية بالرغم من كل اشكال التهميش والاقصاء ، ظلت الهوية ممزقة طوال الحكم البائد ولا نريد استمرار تمزيقها في الحاضر .ان ما يحصل اليوم في عينكاوة بين قيم التقدم والتمدن وبين  التعصب من اصحاب النظرية باننا قومية واحدة  اعتبره صراعا بين منظورين اجتماعيين ، لأن الانسان العنكاوي اصبح قوة ثقافية لها تأثيرها في الصراع ، ونمتلك  مؤهلات التطور من اجل العيش والحرية والعدل ، ونبذ الترويع والتهميش . أن تأريخنا يشهد بقدرتنا في السياسة والفن والطب والتعليم والاداب والصحافة . تراثنا كلدانيا اصيلا ، لا حضارة دون تراث لأنها ستصير حضارة طفيلية ترتوي من تراث الآخر شأن الطفيليات ، بل يجب ان تكون الحضارة اصيلة لا تبعية عندها ، مستقلة بجذورنا العميقة الكلدانية .
نرجو من المديرية الثقافة ( السريانية) ان تحفظ تراثنا العنكاوي الكلداني دون شائبة  وان ترد على جريد الشرق الاوسط بأن محتويات المتحف هو  تراث كلداني اصيل وليس تراث اشوري . وحبذا ان يحمل اسم المتحف  : المتحف الكلداني في عينكاوة ليعكس الوجه المشرق لعنكاوة الحبيبة . 
http://aawsat.com/details.asp?section=54&article=618876&issueno=11837[/b][/size]
26/04/2011

4

مؤتمرالتعايش والتسامح الاجتماعي/أربيل
قرداغ مجيد كندلان


بدعوة من وزارة حقوق الانسان حضرت مؤتمر التعايش والتسامح الاجتماعي الذي أقامته وزارة حقوق الانسان – جمهورية العراق بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب في اقليم كردستان والمعهد الديمقراطي الوطني المنعقد في مدينة اربيل لمدة يومين 30/11-1/12/2010 وعلى قاعة وزارة الثقافة والشباب وكان هدف المؤتمر الرغبة بتعزيز روح التسامح والتعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي بأطيافه المختلفة وبما يعزز الانتماء والانصهار الوطنيين والامتزاج الروحي والثقافي من خلال نشر الديمقراطية وحقوق الانسان والالتزام بالقيم الاجتماعية والمدنية وتحديد قيم الحرية والمساواة والاعتراف بالاخر واحترام خصوصيته دون اغفال اي مكون وابتداءً من اجيالنا الجديدة ليتربى أبناءنا على معرفة مدى قرابته وانسانيته من اخيه الانسان بمعزل عن فوارق الجنس واللون والدين واللغة والثقافة . 
محاور المؤتمر :
أ- الوثائق الدولية المتعلقة بحماية حقوق الاقليات ومفهوم الاقلية في القانون الدولي المعاصر فضلا عن اهمية الدستور الاتحادي والقوانين الحالية في حماية حقوق الاقليات .
ب- مفهوم التسامح والتعايش المشترك ومفهوم المواطنة وخلق حالة التوازن بين مفهوم الخصوصية القومية والدينية والمذهبية والمواطنة .
ج- دور رجال الدين في دعم حقوق الاقليات .
د- دور النظام السياسي واهميته في ايجاد استراتيجية هادفة للحد من هجرة الاقليات والمحافظة على التنوع القومي الثقافي العراقي .
هـ - المناهج الدراسية واهميتها في التعريف بحقوق الاقليات .
و- دور منظمات المجتمع المدني في حماية حقوق الاقليات .

يوم 1/12/210 ورشة العمل ومداخلات وتوصيات واختتام المؤتمر :
مداخلتي :
السيدة وزيرة حقوق الانسان المحترمة
السيد وزير الثقافة والشباب في اقيم كردستان المحترم
سيداتي وسادتي الحضور الكرام
اود ان ابين بأننا نريد حلا جذريا وفاعلا لانهاء المأساة الحاصلة للمسيحيين ولا نريد توصيات تطيب الخاطر ! لماذا ؟ ازداد عدد المسيحيين في الاضطهاد والقتل وازداد عدد الهاربين الى دول العالم والى دول الجوار ( الاردن وسوريا ولبنان وتركيا ) مما تثير اوضاعهم للقلق في عملية منظمة تهدف الى تهجير المسيحيين من العراق وانهاء وجودهم وزعمائهم الدينيين .
كما انني اعترضت على التوصيات المقترحة وبينت بأنها ليست على مستوى الطموح وكذلك اعترضت على الفقرة 7 الواردة في التوصيات وطالبت ان يشترك الكلدان في مجالس المحافظات وفي البرلمان وطالبت تبديل عبارة المكون المسيحي بالمكون القومي اسوة بالعرب والاكراد حيث انهم مسلمين .
اما الحلول التي اقترحتها في المؤتمر لوقف الاعمال الارهابية وهي :
اولا. يجب ايقاف منابع التطرف ومصادر تمويله .
ثانيا. على الصعيد الداخلي :
1- تقوم وزارة حقوق الانسان التنسيق مع الجهات الامنية في العراق اتخاذ الاجراءات الكفيلة والجادة والفاعلة لحماية المسيحيين في العراق وتقوية جهازي الامن والمخابرات بعناصر مخلصة وكفوءة ووطنية .
2- تأمين حق العودة للمهجرين قسرا الى محافظاتهم وارجاع مساكنهم مع تأمين التمويل لهم.
3- اتخاذ الاجراءات اللازمة لتمويل كل عائلة مسيحية شهريا في دول الجوار ( الاردن وسوريا ولبنان وتركيا ) للعيش بكرامة وانسانية .
4- تنفيذ استرتيجية خاصة لايجاد حلول جادة ودائمة وليس وقتية .
ثالثا : على الصعيد العالمي :
أ- قيام الامم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيقية تتولى التحقيق بموجب القانون الدولي في جرائم الابادة الاجماعية والجرائم ضد الانسانية وضحايا التعذيب . ويعتبر قتل المسيحيين في العراق من ضمن الجرائم وفقا للمواد 5و6و7 من نظام روما الاساسي المشكلة للمحكمة الجنائية الدولية ، والمادة 2 من اتفاقية منع جريمة الابادة الجماعية لعام 1948 .
ب- تضافر الجهود الدولية لمواجهة الارهاب .
ج- حذف النصوص من المناهج الدراسية التي تدعو الى التطرف الديني والكراهية ضد المسيحيين .
د- ضرورة العمل على نشر روح التسامح والتعايش مع الديانات الاخرى .
هـ - ادخال مناهج تأريخ الاديان المقارن وعلم الاجتماع في المناهج الدراسية للقضاء على التعصب الديني .
و- امريكا هي الدولة العظمى قادرة على وقف هذا النزيف ولديها امكانيات مخابراتية .
ز- غلق قنوات فضائية ومواقع الانترنيت التي تروج التعصب الديني ضد المسيحيين .
بعد الانتهاء من المداخلات صيغت مسودة توصيات وتمت مناقشتها بروح ديمقراطية وعلى اثرها قامت لجنة بصياغة التوصيات التي انسجمت مع الواقع .
وبعد انتهاء الجلسة تكلمت مع الاستاذة المهندسة وجدان سالم وزيرة حقوق الانسان حول ضرورة تخصيص رواتب شهرية للمسيحيين الهاربين الى دول الجوار واجابت مشكورة بأنه يقدم الدعم من خلال وزارة الهجرة والسفارات العراقية في تلك الدول .
وختاما اقدم الشكر الى وزيرة حقوق الانسان الاستاذة وجدان سالم والى وزير الثقافة والشباب في اقليم كردستان الاستاذ كاوة محمود . وفق الجميع لخدمة عراقنا الحبيب .






قرداغ مجيد كندلان
رئيس الجمعية الكلدانية الانسانية
اربيل 1/12/2010 
 

 

5
القانون وشريعة الارهاب والمسيحية

قرداغ مجيد كندلان

القانون جوهر الدولة لأنه يمثل الارادة المنظمة والوعي الصادرين عن الشعب ، وطاعة القانون هي في غايتها لمصلحة العراق . والقانون إذا تقررت سلطته ترتب على ذلك نتائج جلى . القانون ليس هو إرادة الاقوى بل هو تطبيق العدالة ، وينبغي ان يظل ناميا متغيرا حسب الظروف حتى يصل الى الغاية التي يتطلع اليه الفرد العراقي من شريعة الاداب والفضائل . لكن الشريعة التي يريد تطبيقها المتزمتون المتعصبون تعتبر في العرف السائد عندهم  مقدسا ، فإن تغييرها يكون مستحيلا ، لان قوة الله لاتقاوم ويفرض تطبيق الشريعة بإرادة خارجة عن ارادة الانسان ، وإنه يجب ان يطاع لأنه ينبغي ان يطاع ،لا لأنه عدل او يناسب التطبيق في هذا القرن من الزمان . القانون المدني ناشيء عن تفكير وتعقل ، وإنه قابل للتغيير والتهذيب والمحصلة ان القانون وليد الاوضاع الادبية المرتبطة بها الانسانية . القانون يحمي الفرد ولمصلحته ، فإنه من واجب كل فرد تطبيقه وتنفيذه ومن ثم ينشأ احساس بأنه ملزم ان يطيع القانون وأن يشارك في حمايته . أن طاعة قانون الدولة عند الفرد لم تبلغ الى منزلة الالتزام ، لأنه لم يشعر بانه مصلحة عامة . في حين ان الطاعة التي يبديها المتعصب  نحو شريعة الدين هي التزام صادرة عن الله بعيدة عن السلطة ويجب الاخلال بقانون السلطة ، لانه يعتبر تعلقه بالشريعة اكثر قداسة من واجباته المدنية . المشكلة في العراق هي ضعف السلطة بحيث عجزت حماية شعبها من الارهاب الخارجي الوافد من الدول التي تستغل اعضاء القاعدة ، لأن مصلحتها تقتضي التخريب. ولا اعتقد ان القاعدة هي التي تقوم بهذا العمل ، بل أصبحت شماعة عند هذه الدول . هذه الدول تطبق الشريعة الدينية فلا بد ان تسوق في ظل ظروف العراق اجندتها للنيل من العراق لاخضاعه لاجندتها  لاسباب سياسية واقليمية ودينية . فعند هؤلاء لم يبق اثر لاحترام القانون العراقي ولا لاحترام حقوق الانسان والمواطنة بل تصوُر القانون عند هؤلاء الارهابيين لم يخرج عن ذلك التصور البدائي القائم على جملة من العادات التشريعية الدينية ينبغي اطاعتها والخضوع لها ، فتصور عندهم إلزام جيرانهم الخضوع لإرادتهم المطلقة وهو في النهاية أقوى وأقدر وأبطش من العنف الوحشي ، وهذا ما حدث لكنيسة سيدة النجاة في بغداد. اي منطق يستند عليه الارهاب بحجز المصلين في الكنيسة وقتلهم وذبحهم  واستباحة حرمة العبادة مقابل حجة المطالبة باخلاء زملائهم الارهابيين المعتقلين في السجون .ان البيان الصادر عن الارهابيين يبين مدى حقدهم على مسيحيي العراق ولتكون الصورة واضحة لدى القاريء اللبيب انشر نص رسالة التهديد :

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول تعالى: **وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}[البقرة: من الآية217].
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:
فبتوجيهٍ من وزارة الحرب بدولة العراق الإسلامية، ونُصرةً لأخواتنا المسلمات المستضعفات الأسيرات في أرض مِصر المُسلمة، وبعد تخطيط واختيار دقيق، صالت ثلّةٌ غاضبةٌ من أولياء الله المجاهدين، على وكرٍ نجسٍ من أوكار الشّرك التي طالما اتّخذها نصارى العراق مقرّا لحرب دين الإسلام وإرصادا لمن حاربه، فتمكّنوا بفضل من الله ومنّه من أسرِ المجتمعين فيه والسيطرة على مداخله بالكامل،
وإنّ المجاهدين في دولة العراق الإسلاميّة يُمهلون كنيسة مصر النّصرانيّة المُحاربة ورأس الكفر فيها (ثمانياً وأربعينَ) ساعة، لتبيان حالِ أخواتنا في الدّين، المأسورات في سُجون أديرة الكفر وكنائس الشّرك في مِصر، وإطلاقِ سراحهنّ جميعهنّ، والإعلان عن ذلك عبر وسيلة إعلاميّة تصلُ إلى المجاهدين في فترة الإمهال،
ويُشملُ بهذا الإنذار مَنْ كانت له مِسكةُ عقل من رؤوس النّصارى وكنائسهم ومنظماتهم في بلاد العالم، ممّن له تأثير على تلك الكنيسة المحاربة والضغط عليها، وإلا فلن يتردّد ليوثُ التّوحيد - وقد التحفوا أحزمتهم النّاسفة- في تصفية الأسرى الحربيّين من نصارى العراق، ولتنفتح عليهم بعد ذلك في هذه البلاد وغيرها أبوابٌ تُبيدُ بإذن الله خضرائهم وتكسرُ شوكتهم وتُلزمهم الصّغار الذي كتبه الله عليهم، وتجعلهم عبرةً لكلّ من ركبه الشّيطان فصدّ عن دين الله وتجرّأ على كتابه ونبيّه صلّى الله عليه وسلّم وأعراض المسلمين وشعائرهم.. **يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[الصف: 8].
وليعلم المُشركون النّصارى بكلِّ مللِهم ونِحلهم ممّن غرّه بهذا الدّين العزيز تخاذلُ المحسوبين عليه، فتمالأَ على حرب الإسلام، وجعلَ من كتاب الله وشخص رسوله صلى الله عليه وسلّم غرضاً للاستهانة والاستهزاء، أنّ زمن الذّل قد ولّى إلى غير رجعة، وأنّ للإسلام رجالاً ملأ الإيمان قلوبهم، فجعلوا دون دين الله نحورهم، وهانت في سبيل الله دمائهم، وليريَنّ هؤلاء الأنجاس وأمثالُهم منهم ما يكرهون، ولو بعد حين، فراية الإسلام لابدّ مرفوعةٌ، ودين محمدٍ لابدّ ظاهرٌ ولو كره المشركون والمنافقون: **هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[الصف: 8-9].
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}

إن مانشر في البيان لا يمت الى واقع المسيحية بصلة فإن الشريعة المسيحية محبة  وواضحة في قول رب المجد يسوع المسيح :

  " سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن . واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا . ومن اراد ان يخاصمك وياخذ ثوبك فاترك له الرداء ايضا . ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين . من سالك فاعطه. ومن اراد ان يقترض منك فلا ترده. سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك . واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم.
 احسنوا الى مبغضيكم. وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم ."( متى 5: 38 – 44 )
  محبة الله فهي تطالب بكل القلب والنفس والفكر ، فهي محبة كاملة بكل الارادة . فإذا تحققت فعلا محبة الله من كل الكيان : قلبا ونفسا وفكرا وإرادة ، تقدس كياننا وتقدس قلبنا وتقدست نفسنا وتقدس فكرنا وتقدست ارادتنا ، فلما تتقدس هذه كلها يصبح الانسان أسير محبة الله ، تفيض فيه المحبة نحو الاخرين بلا جهد . هل لهذه المحبة تقتلون المسيحيين ، وشتات بين تعاليم الارهابيين وتعاليم المحبة المسيحية ، والارهابيون يريدون افراغ العراق من المسيحيين . وهل لهذه الشريعة المليئة بالمحبة تقتلوننا ؟!! كانت ولا زالت الاخوة بين المسيحي العراقي والمسلم العراقي تصب في خانة البيت الواحد ولكن دخول غير العراقيين في بلدنا ادى الى تدمير البنية العراقية الاصيلة . انشا الله ستزول هذه الغمامة لتجمع شملنا بروح الاخوة الصادقة .
استنتج ان القتل اصبح يلاحق كل مسيحي في العراق . ما العمل ؟ على الصعيد الداخلي : اطالب الحكومة العراقية بتوفير الامن للمسيحيين وتقوية جهازي الامن والمخابرات بعناصر كفوءة وطنية وتقديم العون المادي الى المسيحيين الهاربين الى دول الجوار . واطالب باستقالة السياسيين، ممثلي شعبنا المسيحي في البرلمان العراقي والمجالس في المحافظات الذين اثبتوا عدم كفاءتهم وجدارتهم لانهم بعيدين عن المسيحيين واطالب الشخصيات المستقلة المخلصة ان تتولى المهمات البرلمانية وفي مجالس المحافظات . وعلى الصعيد العالمي : قيام الامم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيقية تتولى التحقيق بموجب القانون الدولي في جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية وضحايا التعذيب . ويعتبر  قتل المسيحيين في العراق من ضمن الجرائم وفقا للمواد 5 و 6 و 7 من نظام روما الاساسي المشكلة للمحكمة الجنائية الدولية ، والمادة 2 من اتفاقية منع جريمة الابادة الجماعية لعام 1948 . ويترتب معاقبة المجرمين وتعويض المتضررين وحق العودة للمهجرين قسرا .

6
أصل التسميات القديمة بين القومية والاقليمية(*)

قرداغ مجيد كندلان

جزء 5


(*) كتابا قراته : الكلدان ... منذ بدء الزمان ، المؤلف عامر حنا فتوحي

الكلدانيون:

تشير عالمة البابليات المعروفة جوان أوتس في كتابها الموسوم (بابل) صفحة 114 الى اهمية الخصوصية القومية للكلدانية قائلة وبمنتهى الوضوح : كان الكلدان رمز الحركة المناوئة للدولة الاشورية وأبطال الحركة القومية في بابل ( وثائق السماء والارض ) . وفي فصل ( الكلدانيون ) تقول : لا تشير الادلة المتوفرة الى استخدام الكلدان لغير اللغة البابلية ( بمعنى الاكدية البابلية في الكتابة ) والعمورية ( العامية ) في الشارع ، وتستطرد في مكان اخر بأنهم كانوا يتكلمون لهجة قريبة من الارامية ، مما يؤكد بأن الأكدية والعمورية والارامية منشأها واحد وهو ( الكلدية الام ) .  والحقيقة هو تحدث الوسط جنوبيين بلهجات مختلفة لكن لغتهم الام كما ثبت لنا هي اللغة ( الكلدية الأم ) اي اللغة الرافدية القديمة التي كانت سائدة في   بمعنى فترة ( الانتقال من  Heroic Age وسط وجنوب الرافدين منذ العهد المجهول اي العهد البطولي
العبيد الى جمدة نصر ) . وتؤكد الباحثة أوتس بأن الكلدان كانوا ( حضراً ) ومن سكان المدن والاهوار الجنوبية الاثرياء ولم يكونوا من البدو الفقراء . أما ليو أوبنهايم فيقول عنهم في كتابه الموسوم ( بلاد ما بين النهرين القديمة ): بأنهم اي الكلدان كانوا اخر سلالة قومية . اما الدكتور فاضل عبد الواحد والدكتور عامر سليمان فيستخدمان تعبير ( قوم ) كدلالة على قومية الكلدان ، ويؤكد الاستاذ طه باقر في صفحة 429 من كتابه الموسوم ( مقدمة في تأريخ الحضارات ) من اشهر القبائل الارامية التي اشتهرت في التأريخ هي قبيلة ( كلدو ) ، وهو على ما يبدو الجد الاكبر للكلدانيين ( الكلدان ) الذي انحدر نسله عن الرافديين الجنوبيين القدماء أصحاب حضارة أريدو ، ومن المهم توضيح النقطتين التاليتين : اولا ان تأكيد الاستاذ باقر على كون كلدو فبيلة ارامية لا يتعارض مع المنطق التأريخي والجغرافي لنشأة الهجرات من مستوطن الكلدان التأريخي ( القطر البحري ) ، ثانيا ان هذا يؤكد بأن كلدو / كشدو ( كوش ) التي انقسمت الى إمارات حاكمة اشهرها بيث ياقين قد انحدرت عن جذر ابوي بمعنى عرقي واحد ويؤكد بالتالي ان تسمية كلدو هي تسمية قومية ، والى ذلك يؤدي توضيح الدكتور جورج روو في كتابه ( العراق القديم ) حيث يستخدم عبارة بيت ياقين وكلدو بالتعاقب وبالتبادل في الصفحتين 420 – 429 ، كما استخدمت هذه التسمية تبادليا من قبل العلماء العراقيين الأخرين حيث استخدمها الدكتور عامر سليمان استاذ التأريخ القديم في جامعة الموصل في كتابه ( الاشوريين ) عند تناوله لإنتفاضات الملك الكلداني الثائر مردوخ أبلا إدينا ، مما يؤكد ان ياقين هو رأس عشيرة أنحدرت عن الجد الاكبر كلدو او كشديم بمعنى كورا / نمرود ابن كوش . ان اصل كلمة كشديم او كوشديم العبرية فمشتقة من كوش والد نمرود وهو بحسب العهد القديم : ابتدأ ان يكون جبارا على الارض ، وايضا : الذي كان جبارا قانصا امام الرب ، وايضا : جبار صيد امام الرب ، ويحدد الكتاب المقدس ابتداء ملك نمرود بكونه : وكان ابتداء ملكه بابل ، اراك/اورك ، اكد/اكد وكلها كانت في ارض شنعار كما جاء في سفر التكوين : واحيانا بصيغة موقع في ارض شنعار/مستوطن الكلدان التأريخي  ( راجع تكوين 10 : 9 – 11 ) . فان صيغة الجبروت او الجبار كانت لصيقة بنمرود الذي حكم في الاقليم البابلي الذي ينتمي للكلدان الاوائل . وهكذا يتبين لان كيش ( المدينة الجبارة  او كل العالم ) وكوش الذي منه نمرود الجبار وكوشديم / الكلدان ( الجبابرة ) إنما ينتمون جميعا لمستوطن تأريخي واحد هو بابل . واخيرا ما يؤكد انحدار الكلدان عن جذر ابوي واحد وان لغتهم هي الكلدانية الام ، ناهيكم عن مستوطنهم التأريخي الثابت ، وكلها دلالات تؤكد بشكل علمي رصين كونهم امة قومية عريقة ، وبأنهم السكان الاصليين لوطننا الام بيث نهرين / العراق .
ويؤكد الدكتور سامي سعيد الاحمد في كتابه الموسوم ( سلالة بابل الحديثة ) بأن الكلدان كانوا يهيمنون على كامل الساحل الذي يشكل الامتداد الطبيعس للقطر البحري ( موطن أسلاف الكلدان الاوائل بناة أريدو وكيش ) ، ويؤكد ايضا بأن الخليج كان يعرف أنذاك بأسم ( البحري الكلدي ) ، ويفيدنا كتياس المؤرخ والطبيب الاغريقي بالمعلومة التالية التي تقول : بأن الكلدان هم قدامى البابليين . وهم ما يؤكده ديدروس الصقلي حيث يقول : الكلدان هم الاقدم بين البابليين ، كما ان المؤرخ بيروس/برحوشا في مؤلفه الكبير (الكلدانيات/البابليات) الذي سجل فيه تأريخ العالم منذ بدء الخليقة يؤكد على ان الخليقة قد بدأت في بابل وبأن أول 86 ملكا حكموا وادي الرافدين كانوا من الكلدان وان اخر ملوك بابل كانوا من الكلدان ، ويذهب الى ذلك ايضا العلامة المطران ادي شير في المجلد الاول من كتابه الموسوم (كلدو واشور) إذ يطلق على جميع الملوك البابليين من أكديين وعموريين وبابليين جدد/ السلالة الحادية عشر اسم الكلدان ، وهذا ما تتبناه ايضا العالمة المختصة بالبابليات مارغريت روثن في كتابها الموسوم ( علوم الكلدان) الطبعة الفرنسية والذي حمل في طبعته العربية العنوان (علوم البابليين) ذلك ان د.يوسف حبي استخدم في ترجمته عن الفرنسية المفردة الدالة على الموطن (بابليون) بدلا من المفردة الدالة على القومية (كلديون)، على اساس ان المنجز الكلدي هو منجز لكل الرافدين بمعنى ادق كل البابليين لأن بابل كانت تعني العراق القديم كله . تؤكد الدكتورة حياة ابراهيم المختصة بالبابليات وتحديدا بالتأريخ الكلداني حيث تؤكد على الجانب القومي للأمة الكلدانية ، ولأن الكلدانية هي التسمية الوحيدة بين كل التسميات القديمة التي لا تنسب بشكل تقليدي الى موقع جغرافي او طبوغرافي محدد ، وإنما العكس هو الصحيح حيث أور المدينة والعاصمة الامبراطورية الى الكلدان ، وهي اول حالة في التأريخ الرافدي القديم .
ومن الجدير بالذكر ان الخليج العربي/الفارسي كان يدعى ببحر الكلدان قبل الهيمنة السياسية بألف عام تقريبا ، حيث كان يقرأ (تام تي شامات كلدي ) اي بحر الكلدانيين ، وايضا لماذا يستخدم العهد القديم عبارة أور الكلدانيين نقلا عن لسان الله ذاته على عهد ابراهيم ابو الانبياء /بابن اوراهم 1900 ق . م ، اي ان تنسب الذات الالهية بكل صراحة ووضوح الموضع ( مدينة أور) الى الكلدان وليس العكس تكوين 15:7 وذلك بما يزيد على الف وثلاثمائة عام من تأسيس السلالة الكلدانية الامبراطورية ؟
يتضح ان كل الدلالات من مدونات مادية تأريخية وموجودات متحفية ونصوص كتابية ( العهد القديم ) تؤكد حقيقة الاسم القومي الوحيد للفئات السكانية العراقية القديمة التي تنحدر اصلا من الاقليم البابلي القديم ( شومر وأكد) ، وتحديدا من مستوطن الكلدان التأريخي القطر البحري وامتداده الطبيعي حتى قطرايا (قطر/الصخرة) وهو المستوطن الذي حمل اسم كلديا تيمنا باسم الكلدان قبل العهد الامبراطوري بما يزيد على ألف عام . نفتحر بكوننا السكان الاصليين لوطننا العراق الحبيب الام بيث نهرين /وادي التهرين .
 
يتبع جزء 6





7
أصل التسميات القديمة بين القومية والاقليمية(*)

قرداغ مجيد كندلان

جزء 4


(*) كتابا قراته : الكلدان ... منذ بدء الزمان ، المؤلف عامر حنا فتوحي

العموريون :
يؤكد الدكتور فوزي رشيد في كتابه الموسوم ( حمورابي ... مجدد وحدة البلاد ) بأن اسم العموريين ورد في النصوص السومرية بصيغة (مار تو) ، وفي النصوص البابلية بصيغة ( عامرو ) وكلا الصيغتين السومرية والبابلية تعنيان ( الغرب ) ويعني ان اسمهمم هو الغربيون . وتؤكد هذه الحقائق بأن تسمية عمرو هي صيغة جغرافية وليست تسمية قومية . يوضح الباحث التأريخي حسن النجفي في معجمه (المصطلاحات والاعلام في العراق القديم ) بأن الاموريين ( العموريين ) قد أسسوا مملكتهم الأولى في مدينة ماري ( عاشر مدن ما بعد الطوفان ) في الفرات الاعلى العراقي وقد كانت هذه المدينة في عهد لوكال زاكيزي 2400 – 2371 ق.م تابعة لسلالة أوروك ويعني اسمهم ( عمورو ) الغربيون وفي لغة الإيمي سال السومرية تقرأ ( مارتو ) وذلك لسكنهم غرب الاقليم البابلي  ( سومر واكد ) ، كما ان عمرو قد يكون إشتقاقا من حمو او عمو إله الحرارة الذي عبده العموريون سكان البادية الرافدية بارابوتاميا ومن اسمه جاء الاسم المركب للملك البابلي العظيم حمورابي او عمورابي اي معظم ( هو ) الإله عمو ، ويربط كتاب ( الفن العموري ) طبعة دمشق ص5 : بأن العموريين والاكاديين من عرق واحد وانهم سكنوا في وقت واحد في موقعين جغرافيين مختلفين ماري وأكد وأقام كل منهما حضارته التي كانت كما يؤكد البحث حضارة واحدة نظرا للاصل الواحد . يوضح الدكتور هورست كلنغل في كتابه الموسوم ( حمورابي ... ملك بابل وعصره ) بأن العموريين الذين يطلق عليهم أحيانا ( الساميون الغربيون ) تمييزا عن الاكديين أنشاوا اولى ممالكهم في ماري الرافدية ، لكن موجة كبيرة منهم كما يقول الباحث أنشأت العديد من الممالك على الساحل السوري وتتسمى تلك الموجة بالكنعانيين الغربيين تمييزا عن العموريين . ويشرح طه باقر في كتابه الموسوعي ( مقدمة في تأريخ الحضارات القديمة ) ان عمرو هي الصيغة الأكدية للتسمية السومرية ( مار تو ) ويعني هذا المصطلح في استعمال سكان الرافدين الغرب والباديـة الغربيــــة (الجزء الشرقي من سوريا الحالية الذي كان جزءً من العراق القديم ) ، ويضيف طه باقر صفحة 406  أن الموجات التي انحدرت الى وادي الرافدين جاءت بالدرجة الاولى من البوادي الكائنة شمال غربي الفرات (بادية الشام والعراق ومن أعالي الفرات وشمالي مابين النهرين ) ، اي انها وفدت جميعا من المناطق التي كانت تابعة للعراق الطبيعي القديم ، وبمعنى اخر هجرات محلية . 
الآراميون :
تسمية ( احلامو ) التي جاءت مدونة في مدونات تل العمارنة القرن الرابع عشر ق.م  وفي القرن الثاني عشر ق.م  جاءت تسمية تلك القبائل بشكل ( احلامو آرامو ) حتى غلبت عليهم منذ مطلع القرن العاشر قبل الميلاد اي بعد تمركزهم في منطقة الهضبة الغربية تسمية ( آرامو ) ، وهي المرحلة الثانية من هجرة تلك القبائل الجنوبية الرافدية القديمة . ويشير العالم الاثاري والمؤرخ الفرنسي المعروف أ.دوبون سومر بأن (آرامو) كان فخذا من (الأحلامو) أخذ بالتوسع والقوة والسيطرة حتى غلبت تسميته على الاصل أحلامو ، وقد نجح الآراميون منذ القرن التاسع للميلاد بدخول المواقع البابلية المرفهة وتأسيس مستوطنات واسعة خاصة بهم . وقد وردت في بعض الوثائق البابلية من العصر البابلي القديم مدينة بأسم آرام تقع في جنوبي إشنونا / الاقليم البابلي وقد جاء تعريف بها في كتاب المؤرخ موسكاتي الموسوم (الحضارات السامية القديمة) ص 168 كما وردت تسمية آر- را-آم  في كتابات تعود للملك الأكدي نرام سين ، وإذا ما استثنينا كتاب العهد القديم الذي ينسب فيه القبائل الآرامية الى آرام بن سام بن نوح(تكوين 10: 22 – 23) او الى اسرة ناحور (تكوين 22: 20 – 21) فإن معنى كلمة آرامو  او  آرامتو هو سكان الأراضي المرتفعة (التلال او الهضبة ) ذلك ان قبائل الآراميين كانت تنتشر وقت اشتهارها بهذه التسمية في هضبة العراق الغربية وهي منطقة تلال ومرتفعات وفي اللغة الكلدانية / العراقية القديمة تلفظ راما ( مرتفع ) او ارعا رمتا ( تلة ) ،ومنها التسمية الغربية الآراميون والى ذلك يذهب العديد من المؤرخين واللغويين ومن ابرزهم إي .جي. كرايلنغ  وشيفر  وآر.تي. أوكلاغهام  وأي. دوبونت سومر وجاي . آر. كوبير والاستاذ طه باقر والدكتور فوزي رشيد والاب البير ابونا والمطران أوجين منا الكلداني والباحث الاجتماعي والمؤرخ سليم مطر ، والخلاصة ان الاراميين سواء في تسميتهم القديمة القبائل المتحالفة او المتأخرة / الحديثة التي تعني سكان الهضبة ، إنما تدلان على دلالة معنوية او موقعية ( طبوغرافية ) وبالتالي لا تعنيان تسمية قومية على الاطلاق .
يتبع جزء 5


8
أصل التسميات القديمة بين القومية والاقليمية(*)

قرداغ مجيد كندلان

جزء 3

(*) كتابا قراته : الكلدان ... منذ بدء الزمان ، المؤلف عامر حنا فتوحي

في الحقيقة أن من بين جميع التسميات القديمة سومر واكد وبابل واشور وغيرها لم يعرف العراق القديم إلا تسمية قومية واحدة تنتمي إليها كافة السلالات الرافدية العظيمة ( غير السومرية ) تلك هـي تسمية كلدو ( الكلدان ) فيما أستمدت التسميات الاخرى سومر واكد وبابل وآشور تسمياتها إما بدلالة موقعها الإقليمي أو بسبب إنتسابها الجغرافي أو الطبوغرافي ، بمعنى ان اسمائها لاحقة للإستيطان ، ولتأكيد هذه الحقيقة ادرج المصادر الخاصة في مجال التأريخ والاثاروهي :
السومريون :
يذكر جورج روو في كتابه الموسوم ( العراق القديم ) ص119 : جاء اسم السومريين من الاسم القديم للقسم الجنوبي من العراق ( سومر ) وان توخينا الدقة ( شومر ) ، أما طه باقر فيستخلص: ان المعنى الحرفي لأسم السومريين كي إن غي (إر) هو (ارض سيد القصب) ولعل المقصود هنا بسيد القصب الإله إنكي /أيا ، كما يعتقد ان تسمية شومر هي اشتقاق من احد أسماء احياء مدينة نفر العاصمة المقدسة للإقليم‘ ويؤكد ذلك الدكتور فوزي رشيد في كتابه الموسوم ( قواعد اللغة السومرية ) حيث يشير الى ان السومريين وبالأكدية ( شوميرو ) كان اسم موقع يحيط بمدينة نفر وذلك قبل عام 2450 ق م ، ثم صار بعد ذلك التأريخ يطلق على كامل القسم الجنوبي من العراق القديم .
الاكديون :
يوضح د. فوزي رشيد في كتابه ( نرام سين .. ملك جهات العالم الأربعة ) صفحة 11 ان تسمية الأكديين لا تمثل الأسم القومي لهم ، بل حصلوا عليه بعد تكوينهم لأول امبراطورية في التأريخ وانشائهم للعاصمة أكد ، لأن التسمية المذكورة كما هو واضح نسبة الى عاصمتهم أكد وهو ما تذهب اليه جوان اوتس في كتابها ( بابل) حيث تقول : لايعرف متى اسس سرجون عاصمته الجديدة ( أكد ) أو شروكين القديمة ، غير أن الأسم ( أكد ) هو الذي اطلق لاحقا على سلالته وعلى اللغة التي يتحدثون بها . كما يشير د. سامي سعيد الأحمد في كتابه الموسوم ( السومريون )  صفحة 5 أن هنالك أدلة تثبت على سكن الأكديين جنبا الى جنب مع السومريين منذ عصور سحيقة في القدم ويصعب تحديدها ، والى ذلك يذهب كل من ليونارد وولي في كتابه الشهير ( السومريون ) وإدوارد مير في كتابه الموسوم ( السومريون والساميون في الأقليم البابلي /بابلونيا ) . وهكذا يتبين بأن الأكديين هم من العراقيين القدامى الوسط جنوبيين مع أن ظهورهم سياسيا كان في حدود عام 2340 ق م  وذلك كزعماء سياسيين في منطقة أكد ( بين بغداد والديوانية ) .
يتضح أن تسمية الاكديين ليست تسمية قومية بل تسمية اقليمية نسبة لإقليم  أكد وتحديدا عاصمة الإقليم اي مدينة أكد ، لذلك اوردت المدونات التأريخية عبارات من نوع شروكين ملك شومر وأكد وايضا نبوخذنصر ملك أكد ، علما ان كلاهما يرجعان للكلدان الأوائل وكلاهما ولدا في بابل بمعناها الواسع سواء كانت كيش أم أزوبير أم بابل المركز . 
البابليون والاشوريون :
تسميتان لا تدلان وفق المدونات التأريخية والاثباتات العلمية على عرقين بمعنى قوميتين ، وإنما تدلان على مجاميع بشرية لسكان عاصمتين تعتبران من أشهر عواصم العراق القديم ، ومن اسم هاتين العاصمتين اشتقت تسميتا الدولة البابلية والدولة الاشورية ومنهما أيضا جاء التعبيران شعب بابل وشعب أشور واللغة البابلية والاشورية ، والحق فإن بابل قد أخذت اسمها من الضاحية القديمة للعاصمة والتي تسمى باربار او في قراءة اخرى ( كار دنغر را)  و (نون كي ) والاسم الاخير هو صيغة  أسم أو صفة قديمة لمدينة أريدو العاصمة الاولى للكلدان الأوائل 5300 ق م ، أما اسم آشور فقد جاء من اسم  أ-أوسار وهو إله الاقوام الجبلية الاسيوية الهندوأوربية المعروفة بالسوباريين أو الشوبارو .
وخلاصــــــة القول انهما تسميتان غير قوميتين ، ويجمـل ذلك الدكتور فوزي رشيد فــي كتابــه الموسوم ( سرجون الأكدي ... اول إمبراطور في التأريخ ) حيث يقول : تؤكد الوقائع على أن الشعوب الكبيرة لا تحصل على اسمائها إلا من اسم المنطقة التي يسكنوها. وهذه الحقيقة الخاصة في تسمية الشعوب متبعة منذ اقدم الازمان وحتى الوقت الحاضر ، فالسومريون قد حصلوا على اسمهم من اسم منطقة سومر التي اقاموا حضارتهم فيها والاكديون نسبة الى منطقة اكد والبابليون والاشوريون نسبة الى منطقتي بابل واشور .  بمعنى أن هاتين التسميتين ( البابليون والاشوريون ) هما تسميتان إقليميتان لا تدل اي منهما على فئة عرقية بمعنى قومية وإنما على نمط سكاني في موقع جغرافي محدد .   
 
يتبع جزء 4
 

9

الاخ العزيز الدكتور كوركيس مردو المحترم

يسعدني جدا ان ابعث لشخصكم الكريم باقة ورد عطرة مع التهاني القلبية بمناسبة منحكم شهادة الدكتوراه الفخرية في الاداب وتأريخ الاثنيات . نفتخر بإنجازكم القيم الذي سيضيء درب الثقافة ونشر الوعي القومي الكلداني ونعتبر هذا التكريم سندا للاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان  ودمتم .

اخوكم قرداغ مجيد كندلان
المؤلف والكاتب

10

الى عائلة  المرحوم الدكتور حكمت حكيم

تلقيت خبر وفاة المرحوم الدكتور حكمت حكيم  بالم وحزن عميقين ، اشارك احزانكم وانقل لكم التعازي القلبية وأطلب من رب المجد ان يسكنه في ملكوته وأرجو لكم الصبر والسلوان .

قرداغ مجيد كندلان

11

كتابا قرأته :
الكلدان .. منذ بدء الزمان ، سكان العراق الاصليون


قرداغ مجيد كندلان
 
جزء 2

يعود تأريخ الاستيطان المعروف في العراق الى ما قبل 100.000 عام ق.م ، وتشير المكتشفات الآثارية الى ان أقدم استيطان واسع في العراق كان ابان العصر الحجري القديم الاوسط في حدود 60.000 ق.م . توفرت لدى الباحثين من العصر الحجري القديم في العراق آثار انسان النياندرتال وتحدد تواريخ الهياكل العظمية لإنسان نياندرتال العراق والادوات المستيرية التي استخدمها بحدود 60.000 سنة ق.م ، علما ان اقدم الادوات الحجرية لانسان النياندرتال قد عثر عليها في بردة بلكا قرب جمجمال- كركوك إنما يرقى زمنها الى نحو 100.000 عام ق.م ، وتعود هذه الادوات الى الطور الاشولي الذي يعد اطول ادوار العصر الحجري القديم . مر وطننا الام ببعض المراحل التأريخية بعد الطور الاشولي وعلى النحو التالي :
العصر الجري القديم الاعلى والعصر الحجري الوسيط  الذي يمتد من 12.000 الى 8.000 عام ق.م  وبدأت في العراق القديم اولى محاولات الزراعة . ثم بدأ العصر الحجري الحديث في حدود الألف الثامن ويمتد الى 5600 ق.م ، والى هذا العصر يعود نمط الزراعة المستقرة وتدجين المعيز والخراف الجبلية والطير البري ولاسيما في مستوطنة جرمو التي عرف سكانها ايضا صناعة اسلحة متطورة كالرماح الخفيفة والقوس والنبال . العصر الحجري المعدني 5600 – 3500 ق.م حيث يتسم بنمو الحضارة الراقية التي ابتدأت بشكل واضح المعالم في مستوطنة جرمو/ العصر الحجري الحديث التي عرفت بناء بيوت الطين المستديرة ، وقد شهد العصر الحجري المعدني تطور العمارة الرافدية وابتكار العجلة ودولاب الخزف وتطور عملية تدجين الحيوانات فشملت الجاموس والابقار والحمير والبط والكلاب التي تم تدجينها في اوروك بين أواخر الألف الخامس ومطلع الألف الرابع ق.م أي فترة اسلاف الكلدان القدماء ، كما تطورت وسائل الزراعة فشملت زراعة القمح التي تطلبت مهارات في صناعة المحراث وتنظيم الري والسدود ، كذلك نشأت في هذا العصر بدايات الكتابة ممثلة بخرزات الطين والفخار المعلمة رقميا او باشكال بدائية تجريدية .
اما العصرشبه التأريخي والعصر التأريخي فقد اثبتت التنقيبات الأثارية في وسط وجنوب العراق وجود شعب ( غير سومري ) قديم مارس طور اريدو 5300 – 4900 ق.م حتى طور العبيد 4300 – 3500 ق.م حياة متحضرة في منطقة ما تسمى بالقطر البحري  الكبير اي ( مستوطن  اسلاف الكلدان التأريخي ) الذي يمتد من الحافات السفلى لمرتفعات حمرين شمالا حتى قطرايا / قطر جنوبا ومن الأحواز شرقا حتى مدينة ماري غربا وكانت أشهر مدنه اريدو وأور وأوروك وكيش ولما لم تكن الكتابة قد ابتكرت بعد فقد اطلق العالم لاندزبيركرالتسمية الافتراضية ( الفراتيون الأوائل ) على ذلك الشعب الذي كانت عاصمته مدينة أريدو التي تكتب مقطعيا ( نون كي ) ويعني اسمها باللغة العتيقة أصل أو باب الحياة أو الرفاهية وفي قراءة اخرى بيت النخيل . تعود حضارة أسلاف الكلدان ( الفراتيون الاوائل ) وفي مستوطن الكلدان التأريخي بالذات لأكثر من 5300 عام ق.م ، كما تعود اولى المستوطنات العراقية الى الالف العاشر قبل الميلاد ناهيكم عن الوجود البشري الذي يعود الى الدورين الاشولي والمستيري من العصر الحجري القديم ( الباليوليني ) 100.000 ق. م والاوسط ( الباليوليتي ) 70.000 ق.م  و( المستيري ) 50.000 ق.م علاوة على العصر الحجري الوسيط  في العراق بحدود 10.000 ق.م . 
بين المؤرخ الاثاري هوتجنسون في كتابه الموسوم ( قصة الامم ) أن الساميين ( اسلاف الكلدان القدماء ) الذين يكونون جزءً من المجتمع الذي استوطن بابل ( الاقليم ) يجب ان يكونوا قد جاءوا من وطن ( القطر البحري ) . كما توصلت الباحثة العراقية الدكتورة حياة ابراهيم المختصة بالتأريخ الكلداني الى حقيقة أن الكلدان ليسوا من القبائل الارامية البدوية وإنما هم سكان القطر البحري الحضريين مؤكدة في ذلك ما ذهب اليه العهد القديم والحوليات الاشورية التي كانت تفصل بين جيوش الكلدان والقوات المتحالفة معها من آراميين وغيرهم وكذلك بعض مراسلات الاقليم التي أوضحت ذلك بصورة دقيقة ، مما يؤكد أصالة الكلدان في منطقتهم التأريخية . لهذا لم يذكر الكلدان في حوليات حكام الدولة الاشورية إلا كشعب حضري متمدن ومنفصل ومتميز عن الاراميين البدو الذي أنفصلوا في زمن سابق عن جذرهم الكلداني المستقر (المديني) العتيق وانتقلوا عكسيا بسبب عامل الهجرة المتواصل من الزراعة الى حالة البداوة ، ووفق ذات السياق الحضري المتمدن جاء ذكر الكلدان بحسب كـَـتبة العهد القديم ولا سيما في سفر التكوين وأسفار إرميا ودانيال وإشعيا مما يؤكد بأن سكان القطر البحري قد حملوا تسميات عديدة خلال تأريخهم الطويل (7310) عام ، وذلك إما نسبة للمدينة التي يؤسسونها أو لواقعة تميزهم عن بقية أفخاذ أرومتهم ، لذلك بقول عنهم الدكتور فوزي رشيد في كتابه الموسوم ( الملك نبوخذنصر الثاني ) ص37 : إن الكلديين / الكلدان عموما قد عاشوا بين السومريين ، مع أن الشائع خطأ بين غير المختصين هو أن الكلدان لم يؤسسوا إلا السلالة البابلية الحادية عشر حسب 626 – 539 ق.م ، غير أن العديد من الدلالات العلمية والتأريخية التي أوردناها تؤكد بأن الكلدان القدماء قد حملوا طول تأريخهم الطويل تسميات مختلفة منهـــا ( الاكديين ) نسبة الى مدينة أكد التي أسسها شروكين / سركون الكبير أو كما يلقب بالاكدي . وتشير مسلة شروكين الى أن مدينة ( أكد ) قد بنيت بتراب بابل ، بمعنى انها كانت ضاحية من بابل ( كا دنكر را أو بابيلم ) مثلما اطلقت عليهم تسمية عمورو باللغة الرافدية القديمة ومارتو بالسومرية والتي تعني  (الغربيين) وهو مجاز لغوي يعني ( الشماليين ) لأنهم دخلوا بابل من البوابة الشمالية . المهم في هذا الموضوع أن نبين بأن السكان الأصليين للعراق القديم هم الكلدان الأوائل قد سبقوا السومريين في الاستيطان في الحوض الأوسط والأسفل من وادي الرافدين والى ذلك يذهب الاستاذ باقر في كتابه ( مقدمة في تأريخ الحضارات القديمة ) ص64 : وسنرى من كلامنا حول الساميين أن السومريين لم يكونوا أقدم المستوطنين في السهل الرسوبي . والسهل الرسوبي هنا كما نعرف هو ( المساحة الجغرافية ) التي تمثل المستوطن التأريخي الرئيس للكلدان وعاصمته ( أريدو ) بتركيبتها العرقية القديمة التي تدعمها الأسانيد المختبرية لحضارة العبيد التي تبعد ثمانية كيلومترات عن أور الكلدان ، بأنهم في الواقع ووفق كل هذه الأدلة المادية وتراثهم اللغوي وبيانات الكتاب المقدس عن كلدان أور قبل سيادتهم سياسيا ( الكلدان.. أمة عريقة منذ القدم )  وتسمية الخليج ببحر الكلدان ( تام تي شا مات كلدي ) قبل ما يزيد على ألف عام من حكم السلالة البابلية الحادية عشر والتي يسميها المؤرخون المحدثون السلالة الكلدية ، علاوة على أن اسم أول ملك حكم اريدو قبل الطوفان هو الملك إيلوليم ( تسمية كلدانية ) ، وهذه جميعا ما هي إلا دلائل دامغة على حضورهم القومي المتواصل تأريخيا ً في ذات المنطقة عل ( تنوع تسمياتهم ) ، وبالتالي تأكيد تواجدهم الاقدم بين سكان وادي الرافدين ، والذي يعود بحسب الدلالات المادية والوثائق المتحفية الى عام ( 5300 ق.م ) .
ومن الجدير بالذكر أن تسمية وادي الرافدين ليست تسمية أجنبية متأخرة كما يعتقد البعض ، مع انها قد اشتهرت بعد استخدامها من قبل المؤرخ الإغريقي فوليبوس 202 – 120 ق.م في منتصف العهد السلوقي عندما أطلقها على القسم الشمالي من العراق القديم الى حدود بغداد ، مع ان الاغريق كانوا يستعملون جريا على العادة المحلية تسمية أثرا ( الوطن ) التي ترجموها الى اسيرا ثم ( أسيريا ) الاقليم الشمالي والتسميتان القديمتان ( بابلونيا ) للاقليم البابلي و ( بار ابوتاميا/حافات الرافدين ) للقسم الصحراوي الذي يضم باديتي الشام والعراق ، غير انهم كانوا يخلطون بين بابل وأشور في احيان كثيرة .
استخدمت تسمية ( بلاد ما بين النهرين ) منذ العصر البابلي القديم ، حيث استخدمت بصيغتها القديمة  مات بريتم ، اي ارض المابين ، كما استعملت كصفة للمنطقة الواسعة من الإقليم البابلي التي كانت تحيط بالقرب من كوثي/ كوتم أو كودوا القديمة ، حيث كان اسم تلك المنطقة يقرأ بيرت ناريم اي ما بين النهرين وهما دجلة ( إيد دقلت/ دكنا ) ونهر الفرات ( ايد بوراتم ) ، ومازال الكلدان يستخدمون هذه التسمية المحلية الوطنية العريقة بين النهرين ( بيث نهرين ) .

يتبع جزء 3

12
سيف الحق ، قلم الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان

 


قرداغ مجيد كندلان


الحرية والديمقراطية مبدآن يمثلان بمعايير حقيقية ، الارادة المنظمة والوعي الصادرين عن الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان لمحاولة الاقتراب من تطبيق العدل الذي ينبغي ان يظل ناميا متغيرا وليس جامدا صلبا لا يتغير ، حتى يصل اتحادنا الى الهدف الذي يأتلف فيها مع ارقى ما يتطلع اليه الانسان الى الغاية المنشودة لنيل حقوقنا بكاملها .ان الشعب العراقي إذا أراد ان يعيش قدرا من السلام والوحدة والامن، عليه ان يفوز بالانسانية التي وحدها تعترف بالتأخي الحقيقي بين جميع اطياف المجتمع دون تمييز وتعالي، وهذا بمثابة سيف الحق الذي هو الطريق والحياة . ان اسباب الانحلال داخل الوطن سببه التنازع من اجل السيطرة والسلطة وبالتالي فقدان المصداقية ، فإن تصور هؤلاء لم يخرج عن ذلك التصور البدائي القائم على جملة من العادات ينبغي طاعتها والخضوع لها لأنها موروثة عن الاسلاف  . لقد نلمس ان المشكلات التي أدت اليها هذه الفترة ( من 2003 وما بعدها ) ، وهي مشكلات معقدة بقدر ما هي حيوية ، اعمق كثيرا من الاسباب التي ادت الى احتدام ذلك الصراع ، واكثر اهمية حتى من التفكير في المصائر التي تنتظر مصيرنا . وجماعها مشكلات تتطلب حلولا . وأَحد هذه المشكلات وثيقة لندن الاشورية التي نلمس فيها الدكتاتورية البغيضة وعدم قبول اسم من خارج القائمة !! وفي نهاية المقال ادرج وثيقة لندن الاشورية لتمكين القاريء اللبيب الاطلاع عليها ليكشف اتحادنا زيف شعارت الاشورية  المناداة بالوحدة وعدم الانقسام واختراع التسمية القطارية وغيرها من الشعارات الرنانة التي تفرق ولا توحد .
مبدأ الحرية والديمقراطية هو مبدا الاتحاد وواجبنا المساهمة في تنفيذه وتطبيقه والمناداة من اجل نيل حقوقنا في الدستور الكردستاني وفي المحافل الاخرى  . أنه ليس قوة عمياء ، يتنكرلها مرة ويؤيدونها اخرى ، بل مصلحة مشاع ينبغي أن تُحمى  وان تُدعم . وجودنا القومي باق لا يتزعزع . كذلك لا علو المجد الكاذب يغرينا للترك والتخلي ، ولا عمق التجاهل والردع لإلغاء اسمنا ووجودنا بين الناس يرهبنا للاستسلام والتراجع ، ولا نقبل احد يعبث بمصائرنا . بل نحن نرسم مصائرنا ووجودنا . لا نقبل ان يتكلم اي اثوري باسمنا ، بل مؤساتنا الكلدانية هي المخولة ان تتكلم باسمنا . الاتحاد ينادي بالسلام والمحبة ، على ان صناعة السلام تحتاج الى رصيد عالٍ جدا من المحبة والصبر والبذل لتطويع القلوب القاسية للخضوع الى بساطة الله الذي يفوق العقل ، وكأن الذي يُطلب منه ان يقول لاخيه الاشوري والسرياني والارمني نمد يدنا لكم بسلام ومحبة عليه ان يصير رجل سلام . وصانعوا السلام يطفئون الحرائق بالمناداة بالحق ، سيف الحق ، ولهيب النار يُخمد. مهما كان تهميشنا والظلم الذي اصابنا من اخوتنا  فإن اتحادنا يدعوهم الى السلام ، يدعوهم الى تغييير استرانيجيتهم  التي لم تعد تجد نفعا لانها اصبحت مكشوفة. والاستفادة من التجربة المريرة بتدخل اغاجان والقيادات الاشورية  في شطب قوميتنا من الدستور الكردستاني التي سببت الفرقة والبغضة . يدعوهم الاتحاد الى الاستراتيجية الجديدة للعقل، لا للعاطفة ، لنكران اللذات ، لا حب اللذات ، والامتثال الى الواقع القائم في وجونا .
ثلاث صفات يحملها الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان في كيانه للمشي مع باقي القوميات : اولا. الشجاعة الذاتية للاعتراف بجميع قومياتنا المسيحية ، حيث لا توجد قومية متعالية على اخرى . ثانيا. النية العاقدة والعنيدة على البذل لجميع القوميات . ثالثا . الامانة المطلقة لخدمة القوميات وليس واحدة اشورية . ان اعتبار جميع القوميات قومية واحدة اشورية تعتبر موازنة خاسرة وقع فيها غالبية الكُتاب من الاشوريين.
خلال السنوات الماضية كنا ودعاء كالحمام ، تاركين حكمة الحية ، فأدركنا دهاء وخداع مؤسسة التسمية المركبة ، التي جذبت الانتهازية ، وإخضاعها لسيادتها واستخدامها لأعز ما يملك الانسان من مَلكات عُليا لتعمل لحسابها . نكتب بعد هذا حينما يقوم الانسان الكلداني ليعمل بحكمة الحية تصبح درايته السالفة باعمال المؤسسة المركبة وخداعها مضافة لقدراته في المحاربة ضد كل حيل . لذلك فإن تاكيدنا على مهارتنا في استخدام سيف الحق كسلاح يخدم قضيتنا ، إنما يقوم على خبرتنا المرة السابقة التي اكتسبناها من ايام تهميش هويتنا ، سالكين اليوم وداعة الحمامة وحكمة الحية بآن واحد . نعم يجب ان يكون للاتحاد وعي يتسم بالحكمة والبساطة معا وبآن واحد ، وذلك في مواجهة الاخطار المحيطة بنا ، حيث يبقى علينا ، الإتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان ، ان نسلك بوداعة واستقامة دون خوف ولا اضطراب حتى تخرج الشهادة بروح الحق .
اكتب لكل اشوري وانتهازي  ان يراجع ما يقوله لنا الرسول بولس في رسالته الى رومية 12 : 10 "وادين بعضكم بعضا بالمحبة الاخوية . مُقدمينَ بعضكم بعضا في الكرامة " ،من هذه الروح عينها ، يعطي الرسول بولس وصية للكنيسة اي لك ولنا جميعا لا ان يكرم الانسان أخاه بالمودة فقط بل يقدمه في الكرامة على نفسه ايضا !! وهل قدمت اسمنا القومي الكلداني على نفسك وعلى الاشورية !! لماذا ؟ لان المسيح صنع هذا وهو السيد والمعلم غسل ارجل تلاميذه فماذا ياترى نحن عاملون ؟ المسيح لم يكتف بسخرة الميل الواحد لمن يسخرني بل زادها ميلا من عنده ، من رصيد المحبة للاعداء ، لأحول سخرة العداوة الى محبة ولأرتفع أنا فوق البغضة!! المسيح لم يكتف باحتمال ضربة الكف على الخد الايمن بل مد يديه ورجليه للصليب ليحول الاهانة الى ذبيحة شكر والألم الى مسرة الفداء . المسيح لم يكتف بأن أخلع الرداء لمن أراد أن يبتزه مني ويظلمني ، بل قال لي اخلع له الثوب أيضا لكي أحول ابتزازه الى حسنة عليه ، وظلمه لي الى شفقـة عليه ! ولقد اعتزت المسيحية بهذه المواقف العالية والسامية وصاغت منها اخلاقا بل لاهوتا قادرا ان يسمو بإنسان التراب ليجلسه في أعلى السموات . والرسول بولس سار على المنوال: لما جعلني أقدم أخي علي في الكرامة مهما صغر ومهما كبرت أنا ، فالذي يسير في الخلف هو في النهاية يكبر والحب يزداد ، والذي يجلس في المتكأ الاخير هو يرتفع ويسود السلام ، والذي يتوارى عن الانظار ليجعل الانظار تنشغل بغيره فقد ربح نفسه وغلب العالم وأرضى الناس . هل تستفيد من هذا التعليم لكي تعترف بالاخر ، انت اشوري اعترف بك واحبك وانا كلداني القومية يجب ان تعترف بي بمحبة وإلا جعلتم الفرقة بيننا والمسيح سيحاسب كل مـن لم يسعى الى السلام والمودة بين البشر ورغبتم المتكأ الاول .
 



 
وثيقة لندن الاشورية

المرسل: عوديشو هسنايا
البيريد الالكتروني: hassnaia@yahoo.com
المصدر: من رسائل الاسريان فورم


وثيقة لندن الاشورية
محضر اجتماع
في اليوم الثالث من ايام انعقاد مؤتمر المعارضة العراقية في لندن وبتاريخ 16/12/2002، اجتمع الوفد الاشوري المكون من ثمانية اعضاء لترشيح ممثليهم الى لحنة التنسيق والمتابعة المنبثقة من المؤتمر ووضع ضوابط عمل لهؤلاء المرشحين، وبعد مداولات ومناقشات اخوية تم الاتفاق على :
1ـ التاكيد على ان الترشيح جاء بالاجماع املين في بناء وتعزيز الثقة.
2ـ نطالب بتمثيل الاشوريين في لجنة المتابعة من شخصين على الاقل وحسب نسبة 3% من الخمسين شخصا، وفي حال فرض اسم شخص اخر من خارج القائمة وعلى حساب نسبة الاشوريين فان الوفد سينسحب من المؤتمر.
3ـ تم الاتفاق على اتباع اسلوب الاختيار الذي تم في مؤتمر نيويورك من حيث ان يكون المرشحين من الوطن واوروبا وامريكا وعليه تم الاتفاق على ترشيح كل من :
ا ـ السيد يونادم يوسف كنا ـ الوطن
ب ـ السيد البرت يلدا ـ اوروبا
ج ـ السيد عمانوئيل قمبر ـ امريكا
وفي حال اقتصار التمثيل على اثنين فانه سيتم الاختيار حسب التسلسل.
وتم الاتفاق على ان يمثلنا السيد يونادم يوسف في رئاسة اللجنة.
4ـ تم الاتفاق على مجموعة ضوابط ومفاهيم لعمل المرشحين بشكل خاص واللجنة الاستشارية (الوفد الاشوري) بشكل عام وفق ما يلي :
ا ـ الاتفاق على ان المرشحين الثلاثة تم ترشيحهم على اساس قومي وليس خزبي وعليهم العمل وفق هذا الاتجاه والابتعاد عن تسجيل الانتصارات الحزبية من خلال هذه الالية والعمل عل استغلال هذه الالية في تحقيق غايات واهداف قومية.
ب ـ في حال تعذر حضور احد المرشحين فانه لا يحق له ترشيح شخص اخر خارج الية العمل القومي هذه ليحل محله، بل يطلب تلقائيا من احد المرشخين الاخرين بالحضور.
ج ـ اتفق المجتمعون ان تقوم قيادات الاحزاب الثلاثة العاملة في الوطن (الحركة الديمقراطية الاشورية، حزب بيت نهرين الديمقراطي والحزب الوطني الاشوري) بالايعاز الى الشروع بعقد الاجتماعات على ارض الوطن بعد انفضاض المؤتمر لدراسة وتحليل نتائجه ووضع التصورات المستقبلية للعمل القومي من حيث ايجاد الية عمل قومية جامعة.
د ـ تشكيل لجان من الاطراف المتمثلة في اللجنة الاستشارية (الوفد الاشوري) في الوطن واوروبا وامريكا لاجل التنسيق.
هـ ـ في حال مخالفة احد المرشحين لما ورد في النقطة (4) من محضر الاجتماع هذا، فان من حق اللجنة الاستشارية (الوفد الاشوري) سحب الثقة من هذا المرشح وتبديله باخر من اللجنة بكتاب موجه الى رئاسة اللجنة.
5ـ تم اقتراح عقد اجتماع للجنة الاستشارية (الوفد الاشوري) على ارض الوطن في مدة اقصاها الربيع القادم.

التواقيع كما جاءت بالتسلسل في الوثيقة:
يونادم يوسف كنا، الحركة الديمقراطية الاشورية
روميو هكاري، حزب بيت نهرين الديمقراطي
نمرود بيتو يوخنا، الحزب الوطني الاشوري
فريدون درمو، الاتحاد الاشوري العالمي
سركون داديشو، المؤتمر القومي الاشوري
د. عمانوئيل قمبر
البرت يلدا
يونان هوزايا، الحركة الديمقراطية الاشورية


 



 

13
كتابا قرأته :
الكلدان .. منذ بدء الزمان ، المؤلف عامر حنا فتوحي

 

قرداغ مجيد كندلان

جزء 1

نبذة عن حياة المؤلف عامر حنا فتوحي:
رسام ومصمم ومؤرخ مختص في النقد التشكيلي وتأريخ وادي الرافدين ، درس هندسة الطيران والفن التشكيلي ثم درس تأريخ وفنون وادي الرافدين أكاديميا . عرف الباحث فتوحي في الوطن الام من خلال دراساته ومقالاته الجريئة في مجالي الفن التشكيلي وتأريخ وادي الرافدين . ألف ونشر العديد من الكتب الدراسية والروايات واصدر العديد من المجلات الثقافية . كما انتخب في المهجر رئيسا للمركز الثقافي الكلداني والمتحف الكلداني في ديترويت . وللباحث الفنان عامر فتوحي شرف ابتكار وتصميم علم الامة الكلدانية عام 1985 ومصمم علم العراق الحر الذي ألغاه صدام حسين وهمشه مجلس الحكم المحلي  الانتقالي عام 2004  . ساهم في الحياة الثقافية في الوطن الام منذ عام 1978 وشارك في العديد من المعارض الجماعية داخل العراق وخارجه كما قدم اربعة معارض شخصية ( الزمن الصعب / كالري متحف الجامعة التكنلوجية 1981 ) ، ( بيت الجنون / كالري الرواق 1985) ، ( الغرفة / كالري بلدنا 1992) و ( البحث عن فردوس اخر / كالري معهد تيرفانتس 1994 ) إضافة الى المعرض المشترك (حصار / مع الفنان برهان كركوكلي / كالري مركز الفن الحديث 1992) .
اسس مع عدد من الفنانين العراقيين جماعة أفق عام 1986  كما حصل على عدد من الجوائز والشهادات  التقديرية المحلية والدولية كان اهمها تصميمه العلم القومي للامة الكلدانية . والفنان فتوحي عضو في الرابطة الدولية للفنانين المحترفين في باريس والرابطة الدولية للفنانين التشكيليين المحترفين الكلدان في الولايات المتحدة ورابطتي أرت سيرف ميشيكان ورابطة ميشكان لفناني الجاليات في الولايات المتحدة الامريكية  وعضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين وجمعية الفنانين الكلدان وعضو في الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان .
بدأ الفنان عامر حنا فتوحي رحلته الفنية كفنان محترف عام 1978 بأسلوب رمزي مزج بين التشخيص الذي يعتمد البناء التصميمي للوحة مع كم من الرموز المثولوجية والفيزيائية ، انتقل  بعدها الى اسلوب تعبيري يعتمد المزاوجة ما بين البناء التكويني للوحة الاكاديمية وحرية التعبير اللوني وقد تطور الفنان موضوعه وأسلوبه عام 1984 واستقر على موضوعات العنف والجنس والحرب وذلك بأستخدام مفردات بصرية أساسية منها وحيد القرن والعاريات والجنود المدججين بأدوات القتل وملابس الحرب الكيمياوية والنووية . ثم انتقل بعد ذلك الى التأكيد على مفردة الكركدن ( رمز القوة الغبية ) حيث راح يمارس عليه العديد من عمليات الاختزال  والتورية ، وفي عام 1988 بدأ الفنان فتوحي مرحلة جديدة تعد أساس منجزه الحالي حيث راح يدخل رموزا جديدة على ما تبقى من صورة الكركدن التي لم تعد اكثر من خلفية شبحية للكتابة الصورية الاركية ( ألألف الرابع قبل الميلاد ) وكذلك رموز الآلهة والشياطين البابلية التي استقر عليها بعد دراسة طويلة بمساعدة العديد من علماء الاثار منهم د. فوزي رشيد وهنا انتقلت اعماله من الهم الإيدولوجي الى الهم الجمالي حيث راح الفنان يؤكد على البحث اللوني والملمس البصري وتحولت الرموز والاشكال الى نوع من الارضيات التي راح الفنان يؤسس عليها بثه الجمالي .
ألف كتابا  مختص في تأريخ وفنون وادي الرافدين الموسوم " الكلدان منذ بدء الزمان .. 5300 – الوقت الحاضر " حيث فتح هذا الكتاب منفذا جديدا لفراءة التأريخ العراقي الذي شوهته كتابات المحتلين وتناولته اقلام الغربيين بأسلوب تقليدي . نشر هذا الكتاب عام 2004  ويتألف من ثلاثة اجزاء رئيسة كتبت بأسلوب سلس علمي اكاديمي  وبلغة سلسة  يسهل على المختص في مجال البحوث التأريخية والقاريء الاعتيادي قراءتها بيسر ومتعة ، يقع البحث في 400 صفحة الذي يعد السادس ضمن سلسلة الدراسات المنشورة للاستاذ عامر فتوحي في مجال التأريخ الرافدي بعد دراسته الموسومة ( اور الكلدان ، رؤية عراقية ، بغداد 1988م ) وروايته التأريخية ( آن ماكور ، بغداد 1989م ) ودراسته الاكاديمية ( الهة وشياطين ، بحث فــي رموز آلهة العراق القديم ، بغداد 1990م ) ودراستيه القصيرتين ( الكلدان ، شمس لا تنطفيء ، ديترويت 1997م ) و ( الاشوريون ، سكان دولة ام قومية ؟ ديترويت 2001م).
كتب الاخ عامر حنا فتوحي على الغلاف الخارجي للكتاب ان البحث ( الكلدان منذ بدء الزمان )  هو نتاج اكثر من سنتين من العمل المتواصل وخبرة ما يزيد على ربع قرن من الدراسة والبحث النظري والعملي حدود زاوية النظر التقليدية في تناول التأريخ الكرونولوجي للامة الكلدانية الى حالة فريدة تتمثل في سحب القاريء الى منطقة لم يجرؤ الكثير من الباحثين الاكاديميين للتحرك فيها بسبب ما قد تثيره من اعتراضات من قبل الباحثين التقليديين . كما حدث مع انطوان مورتكات عند طرحه لفكرة تبني عهد ميسالم الكلدي كمرحلة تطورية رافدية معاصرة لفترة نضج الثقافة الرافدية. وهو ما حدث مع لاندزبيركر ايضا عندما طرح افكاره حول اسلاف الكلدان الاوائل ( بناة اريدو وكيش ) . فكان لتحديهما للتقليديين باسلوب علمي رصين وتمسكهما بما طرحاه لأن يقتنع العلماء آخر الامر بصواب بحوثهم الاكاديمية وبخاصة بعدما بينت الاكتشافات الموقعية اللاحقة صحة ما ذهبا إليه . في المقابل لم يحتمل الاستاذ الكبير صامويل نوح كريمر عاصفة النقد الموجهة له فتراجع عام 1961 عن آرائه التي تضمنها كتابه الموسوم ( الاساطير السومرية ط 1944 )حول اسلاف الكلدان ( الساميون بحسب شلوتزر ) التي ثبت صحتها بعد وفاته !
يسعى هذا البحث ايضا ( الكلدان منذ بدء الزمان ) الى التصدي العلمي لعدد من المفاهيم المغلوطة التي تم تضخيمها واشاعتها بين العراقيين وعامة الكلدان منذ منتصف عقد السبعينات من القرن المنصرم ، كما يسعى الى تصويب التأريخ الرافدي الذي امتهنته واجتزئته طروحات التعريب من ناحية وعمومية النظرة الغريبة لدى الباحثين التقليديين من ناحية اخرى .
يتمنى الباحث فتوحي ان يجد القاريء ضالته في معرفة التأريخ العراقي كما هو ، والاطلاع على مشهده الحضاري الموثق بالتأريخ السلالي والثوابت العلمية المتفق عليها منذ مائة الف عام  ق.م وحتى الوقت الحاضر .
يتبع عن موضوع الكتاب

14
الاحتلال من العهد العثماني للعراق الى الاحتلال الامريكي والحياة الاجتماعية

 


نقرأ التأريخ لنعيد الماضي لفهم الحاضر ، ونعي الحاضر لفهم المستقبل . الاطلاع على الماضي ضرورة علمية مفيدة في استجلاء الحقائق التأريخية وكشف وبيان الانماط الفكرية المتحاورة في ضوء الصراع الحضاري على مستواه بكل مقتنياته الحسية والمادية والمعطيات الآنية للشعوب المتواجدة في دورة الحياة .
ان الدولة العثمانية حين جاءت لاحتلال العراق في القرن السادس عشر 1534 – 1918م  كانت قـد اجتازت قمة قوتها وازدهارها وسرعان ما بدأت تظهـــر عليها امارات الضعف والانهيار ، ولـم يكن مـن المقدر لها آنذاك ان تبقى علـى قيـــد الحياة مــدة طويلة غير ان الذي أبقاها حية علــى الرغم مــن وهنها الشديد هــو ما عرف فـي التأريخ الحديث باســـم ( المسالة الشرقية)  إذ كانت بعض الدول الكبرى كبريطانيا وفرنسا تتبع ازاء الدولة العثمانية سياسة من لا يريد لها الحياة او الموت . إنهم كانوا يخشون ان تموت قبل ان يتم الاتفاق بينهم على اقتسام تراثها ، فكانوا يدأبون على اعطائها جرعات صغيرة من العلاج كلما وجدوها مشرفة على الموت ، وهكذا بقيت الدولة العثمانية مدة طويلة تعالج سكرات الموت دون ان تموت. ومعنى هذا ان العراق وغيره من البلاد التي كانت خاضعة لها ظلت ترزح تحت نير التفسخ الحكومي والانحطاط الحضاري . ان الدولة العثمانية علاوة على ضعفها العام كانت مشغولة بنزاعها المتصل مع ايران، ذلك النزاع الذي استمر ثلاثة قرون تقريبا ولم يهدأ نسبيا الا منذ منتصف القرن التاسع عشر . [1] ان اهم ما تميز به المجتمع العراقي في بداية الاحتلال العثماني للعراق حتى منتصف القرن التاسع عشر أمران : اولهما الصراع التركي الايراني على العراق وما جر وراءه من نزاع طائفي شديد بين الشيعة والسنة ، والثاني سيطرة المد البدوي على العراق حتى صار الناس فيه كأنهم قد انتكصوا الى عادات الجاهلية الاولى .[2]  وبهذا صار المجتمع العراقي منشقا على نفسه لا يدري اين يتجه ، فحكومته كانت مرتبطة بتركيا تأخذ اوامرها منها بينما كانت اكثرية شعبه مرتبطة بايران .[3]
وفي رأيي ان هذين الامرين يمثلان المحور الذي كانت الحياة الاجتماعية في العراق تدور حوله ولا يزال اثره باقيا حتى الان بعد الاحتلال الامريكي للعراق  بتدخل ايران في الحياة الاجتماعية العراقية والصراعات الطائفية والى العادات الجاهية التي برزت في المجتمع .  
في سياق التدقيق في مشهد الاقصاء والاحتلال ، سيكون مهما النظر في موضوع السلطة واثرها على بغداد عاصمة الدولة ، فمن الطبيعي ان لا تكون بغداد العاصمة إن لم تكن هناك دولة ، بمعنى السلطة الوطنية ! ففي الوقت الذي كان في العراق خاضعا لحكم الخلافة الاسلامية العثمانية ( المحتلة )كانت بغداد واحدة من ثلاث ولايات عادية هي الموصل شمالا والبصرة جنوبا بعد ان فتحها سليمان الغازي بالطريق الى تبريز إذ اراد تعقب جيوش الفرس لكن وعورة الطريق وصعوبة سحب المدافع فيها جعلته يفكر بنصر رمزي غير مكلف فدخل بغداد دون اية مقاومة. ورغم ان المدينة دأبت على التشكل من جديد اثر كل نكبة من نكباتها ، إلا أنها لم تعد عاصمة ، فبعد ما سمى بالفترة المظلمة  منذ الغزو المغولي الاول ثم الثاني ، وتعاقب الفياضانات والطاعون عليها ، الى العبث الكبير الذي مارسته القبائل التركمانية ، تدنى عدد سكانها الى اقل من خمسة عشر ألف نسمة عند منتصف القرن السابع عشر ! لهذا ليس من باب  المبالغة القول ان سكان بغداد تعرضوا لخطر الانقراض اكثر من مرة ويكفي ان المؤرخ احمد سوسة خصص ثلاثة مجلدات لرصد حوادث الفيضانات في تأريخ المدينة ! [4]
بعد اندلاع الحرب العالمية الاولى عام 1914 ودخول الدولة العثمانية في تحالف الى جانب ألمانيا ضد دول الحلفاء بزعامــة بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية ، ادى ذلك الــى قطع خطوط المواصلات الاستراتيجيـة لبريطانيا مــع مستعمراتها مما ادى الى انقطاع شريان الامدادات الحيوي للحرب والحياة العامة البريطانية بسبب اعتمادها الكلي
في مواردها وموادها الاولية وتمويل قطعاتها علاوة علـى منافذ التجارة التي تعد عماد الاقتصاد البريطاني ، الأمر
الذي ادى بيريطانيا الى اعتماد خطة سريعة الهدف منها احتلال العراق من بين عدد من الاهداف ، في الوقت الذي
كان الجهد العسكري في المواجهات مـع ألمانيا وحلفائها منصبا على الجبهات الرئيسية في قلب اوربا . وبعــد تمكن القطعات البريطانية التابعة لحكومة الهند الشرقية البريطانية من احتلال العراق بصعوبة بسبب الهجمات العثمانية المضادة مع المتطوعين فيما سمي بالجهادية ، لولا انهيار الجبهات الألمانية في قلب اوربا واضطرار العثمانيين لفتح جبهات متعددة منها الشرقية مع روسيا والغربية في البلقان والعربية في الشام والعراق واليمن ، ثم انسحاب الحليف الروسي من الحرب . وبعد اتمام احتلال العراق وضع تحت انتداب عصبة الامم المتحدة وتحت الادارة البريطانية وذلك عام 1918 . علما ان بريطانيا سبق وان هيمنت على الهند والتي اسمتها درة التاج البريطاني لما للهند من مميزات هامة على راسها ، وجود الموارد المعدنية ومن بينها التوابل بأنواعها ولكون الهند من الدول الاولى في انتاج العديد من المواد الاولية كارقى انواع الخشب والتوابل وغيرها من المواد الاولية .ومهدت دولة الهند البريطانية لغزو واحتلال العراق بإيعاز من حكومة صاحب الجلالة  في لندن تمهيدا لضمه الى امبراطوريتها من خلال سياسة اعتمدتها منذ وقت طويل جاوز المائتي عام وذلك بعقد الاتفاقيات التجارية وارسال السفراء والقناصل والمستشرقين لدراسة المجتمع العراقي عن كثب ، وتعزز ذلك من خلال تأسيس شركة الهند الشرقية البريطانية وما سمي لاحقا بيت لينج للتجارة مع الهند . [5]
معول الاحتلال البريطاني عام  1918  الذي هدم العراق هو  المعول  نفسه المستخدم للاحتلال الامريكي عام 2003 ،   عند دخول القوات الامريكية للعراق حدث النهب والسلب وادرج الحقائق التالية الواردة في مذكرات بول برايمر على سبيل المثال لا الحصر :  فتقدم المستشار بوزارة الداخلية بوب غيفورد ليتحدث قائلا : ان النظام والامن والقانون التي كانت سائدة في عهد صدام كلها انهارت ، وان كل الوزارات دمرت بفعل السلب والنهب باستثناء وزارة النفط لأن القوات الامريكية تلقت الاوامر بحمايتها ، وتضم هذه الوزارة ارشيفا ووثائق حول حقول الشمال والجنوب . ارسلت مذكرة الى الوزير رامسفيلد تتضمن شرحا تفصيليا لتوصياتنا بحل وزارة الدفاع والهيئات التابعة لها بما في ذلك المخابرات والامن والجيش والوحدات العسكرية وشبع العسكرية  [6]
 ومن خلاله تشكلت الدولة العراقية شعبا وكيانا ، ووجد االمجتمع العراقي امام وقائع تتطلبها المرحلة الجديدة من حياة سياسية وايدلوجيات حديثة تخدم الظروف . عاش الشعب العراقي تحت ظلال الحزب الواحد اكثر من ثلاثة عقود بقبضة حديدية انهكت المجتمع وقادته الى اليأس نتيجة الحرب مع ايران مدة  ثمانية سنوات من جهة  وغزو الكويت من جهة ثانية  والحصار على الشعب العراقي الغني بثرواته الذي عاش ببطاقة تموينية مذلولا من جهة ثالثة .
في اية قراءة للتأريخ السياسي للعراق تشكلت مرجعيات متمثلة في العشائرية والدينية للاحتلال البريطاني الذي استلم العراق من الامبراطوية العثمانية التي انهكت العراق هي نفس المرجعيات للاحتلال الامريكي الذي استلم العراق من صدام الذي خلف وراءه تركة ثقيلة من معضلات ومشكلات في البنية الاقتصادية والثقافية  العمودية والافقية .  
ويلخص الموقف  ان المعارضة لم تستطع تحرير العراق إلا من خلال الاحتلال الامريكي  ، وهذا كان موقف نوري سعيد  
وجعفر العسكري ، حيث كانا يعتبران أن بريطانيا هي " الحليف الرئيس للقضية العربية، فبدون مساعدة بريطانيا، لم يكن من الممكن تحقيق استقلال العرب، ذلك أن العرب لوحدهم كانوا عاجزين عن تحقيق الاستقلال أو تحمل أعبائه [7]
في قراءة لتأريخ العراق القديم والحديث نستنيج  ان الاحتلال والحكومات قد اثقلت كاهل الشعب نتيجة الاستبداد والدكتاتورية وعدم الاستقرار ، وتفحص اخي القاريء اللبيب سقوط العراق البابلي - الدولة الكلدانية ( البابلية الثانية) بيد الفرس عام 539 ق. م ثم توالت الفتوحات الاسلامية والاحتلال والثورات وحسب الجدول[8] ادناه:
632 الى 661 م ( 11 – 40 هـ ) العهد الراشدي
661 الى 749 م ( 41 – 132 هـ )الحكم الاموي
750 الى 1258 م ( 132 – 656 هـ ) الدولة العباسية
1258 الى 1534 م  الحكم المغولي
1534 الى 1918 م الحكم العثماني
1917( 1918 ) الى 1921 م الاحتلال البريطاني المباشر
1921 الى 1932 م ألملكية
1939 الى 1945 م  ثورة رشيد كيلاني على بريطانيا
1945 الى 1958 م ألثورات الداخلية
1958 الى 1963 م سقوط الملكية وقيام الجمهورية
1963 الى 1968 م  حكم عارف ( اضافة من كاتب المقال )
1968 الى 1979 م ثورة البعث
1980 الى 1988 م الحرب العراقية الايرانية
فترة ما بعد حرب الخليج الثانية الى سقوط بغداد في 9 نيسان 2003 م
العراق بعد الاطاحة بنظام صدام حسين

إن الانسان العراقي  يخضع فـي حياتـه الاجتماعيـة لتنويم يشبـه مـن بعض الوجوه التنويم المغناطيسي وهـــو ما يمكن ان نسميه بـ " التنويم الاجتماعي " . لان الاحتلال  وتغيير النظام تكمن في تغيير لذهنية المجتمع حسب مفاهيم السلطة .  فالمجتمع يسلط على الانسان منذ طفولته الباكرة ايحاءاً مكررا في مختلف شؤون العقائد والقيم والاعتبارات الاجتماعية وهو بذلك يضع تفكير الانسان في قوالب معينة يصعب الخروج منها بسبب تشدد الانظمة المتعاقبة الدكتاتورية في الغاء وتهميش الكلدان كمواطنين اصليين  . وهذا هو الذي جعل الانسان الذي نشأ في بيئة معينة تحت السلطة الدكتاتورية  ينطبع تفكيره غالبا بما في تلك البيئة من عقائد دينية وميول سياسية واتجاهات عاطفية وما أشبه ، فهو يظن أنه اتخذ تلك العقائد والميول بارادته واختياره ولا يرى أنه في الحقيقة صنيعة بيئته الاجتماعية ، ولو أنه نشأ في بيئة اخرى لكان تفكيره على نمط آخر . بعد سقوط نظام صدام اضحت الكيانات الارهابية تلعب دورا  في تنظيم عمليات تصفية منظمة لإنهاء الوجود المسيحي الكلداني  في العراق وزعمائهم الدينيين . اضافة الى ذلك ان الكيانات المسيحية هي الاخرى لا تمتاز بالصفاء الروحي والمحبة فيما بينها لظهور فئة معينة تتغنى بأمجاد الماضي بجمود التراث ولن تستطيع الدخول الى رحاب العصر والعلمانية المتقدمة وستبقى اسير الماضي والعيش ضمن اطارها . ان فوز هذه الفئة في الانتخابات الاخيرة لا يعني ان اسلوب الانتخابات امتاز بالشفافية والديمقراطية  بدليل ان الاستاذ نوري المالكي قد اكد وجود امكانية التلاعب بنتائج الانتخابات عبر تغيير الارقام في اجهزة الحاسوب .  كمااود ان انوه الى الاخوة الكلدان الشرفاء الذين يمتازون بالحس القومي  بان المرحلة القادمة  ستكون عصيبة بسبب محاولة هذه الفئة محاولة شطب اسم الكلدان من الدستور العراقي كما حدث في الدستور الكوردستاني ، عليه المطلوب الحذر واجراء مايلزم في حينه ، علما ان اساس هذه الفرقة وضعها السفير بول برايمر ، مما شجع الاخوة من غير الكلدان السير قدما لتحقيق هذه الفرقة .  

قرداغ مجيد كندلان
الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان

 

[1] علي الوردي – لمحات اجتماعية من تأريخ العراق ، ص 19
[2] نفس المصدر ، ص 9
[3] نفس المصدر، ص 12
[4] محمد مظلوم – عراق الكولونيالية الجديدة ، ص 21
 [5] الموسوعة الحرة- الانتداب البريطاني
[6[ مذكرات بول برامير – عامي في العراق  
[7] وميض نظمي – الجذور السياسية والفكرية والاجتماعية للحركة القومية العربية الاستقلالية في العراق – مركز               دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، ص 161
[8] الموسوعة الحرة- تأريخ العراق  




15
سماء العراق تمطر دما

قرداغ مجيد كندلان

أصبحت الكتابات حول القومية والطائفية غزيرة ، نظراً  لبروز ظاهرة القومية الواحدة من دعاة التسمية منذ عام 2003 ، دون طرح المهمات الاجتماعية لواقعنا والنهوض بها ودون التركيز على الاقتصاد والصناعة والصحة والتعليم والتغذية ... الخ ، فنشأ عن ذلك التخلف الاجتماعي والانقسام بين الاخوة لتحقيق احلام وردية لا وجود لها . ولكن الانسان لم يعط الاهتمام الى ما تطلبه المرحلة الاجتماعية المتغيرة بعد الفترة المذكورة  وكذلك لم يعطِ الفرصة لعقله بأن يفكر بأخيه في الانسانية والدين لتسير الامور الى الوحدة الحقيقية دون بتر اعضاء في الجسم الواحد ، لأننا قوميات قائمة على ارض العراق الواحد .
يعاش التخلف على المستوى الانساني كنمط له دينامياته النفسية والعقلية والعلائقية  النوعية ، والانسان عندما يعيش في بيئة اجتماعية معينة ، يصبح قوة فاعلة يحاول تثبيت وجوده الاجتماعي حسب افكاره التي لا تقبل الاخر ، لانه تربى في هذه البيئة نظرا لارتباطها ببنيته النفسية . اصبحت الفرقة بالغة والجروح عميقة بسبب تجاهل الحقيقة من قبل القادة السياسيين واصبح التغيير الاجتماعي في مأزق مما ادى الى هدر الكثير من الجهد والوقت وتحمل الاعباء الثقال بالاضافة الى انطلاق هؤلاء في مشاريع سطحية ، اتخذت طابع التبذير ، لتشكل عبئا اخر دون الاستفادة في التنمية من جهة وفي التطور من جهة ثانية ، لإخفاقها لانها اعتمدت على الطابع الدعائي الاستعراضي في تحريك بنية المجتمع .
ان الانسان في مجتمعنا ذات القطب الواحد ( دعاة التسمية ) لم ينظر الى مجمتعه ، باعتباره جزء من الكل في  ميدان المجتمع المتعدد لكي يضع الامور في اطارها البشري الصحيح . ان الانسان المسيحي لم يحتل بعد مكانته الحقيقية في المجتمع بسبب الاختلافات في جسد واحد  ذات الاعضاء المختلفة بالاضافة الى القوى التي تحركه داخليا ، مع انه يملك مفاتيح لمعرفة الحقائق ووضع الامور في إطارها الصحيح تلائم واقعنا المسيحي لتثبيت التوازن بشكل يضمن حقوق الجميع دون المساس بأخيه . من هنا لابد من شمول النظرة من خلال الاهتمام بالبعد الذاتي الانساني بالاضافة الى البعد الموضوعي الاجتماعي ، من خلال فهم العلاقة بين الجميع ، إذا اردنا السير على طريق يحالفها الحظ في إيصالنا الى الهدف يرضي الجميع .
ان محاولات الانسان ذات القطب الواحد يحاول ان يجابه التوازن الوجودي باساليب دفاعية ليكون هو الفارس الاوحد على ارض غير مستقرة بسبب انهيار الامن  والسلام لان سماء العراق تمطر دما . تبدو في النهاية محاولات داعية للسيطرة على وضعيته المأزقية وايجاد حلول معينة لها ، تشده الى الوراء او تدفع به الى الامام او تدفعه الى المجابهة والتصدي في ظروف تأريخية حرجة ليكون هو البطل في الميدان ، وكأننا في نزال فيه الغالب والمغلوب !
ان توتر الامن في العراق وازدياد العنف والارهاب على المسيحيين ، تعتبر فرصة كاشفة لما يعتمل في بنية المجتمع المقهور على امره ، وبالتالي تبين لنا ما يتعرض له الانسان المسيحي في ذلك المجتمع من قهر واعتباط وما يحل  بقيمته الانسانية من هدر . ازداد عدد المسيحيين في الاضطهاد وازداد عدد الهاربين الى دول الجوار  والى العالم ، ممن تثير أوضاعهم للقلق ، في عملية منظمة  تهدف الى تهجير المسيحيين من العراق لإنهاء وجودهم وزعمائهم الدينيين . فقد شهدت السنين السبعة الماضية عمليات قتل وتهجير العوائل المسيحية من محافظان البصرة وبغداد وكركوك والموصل ، حيث غادرت مدينة الموصل 2300 عائلة مسيحية عراقية حسب احصاءات وزارة حقوق الانسان والمفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة . في فترات مختلفة خرج الاف المسيحيين من كنائسهم بعد القداديس الالهية ليحتضنوا سيارات مفخخة مزقت اجسادهم الى اشلاء متناثرة . تعرضت العديد من الكنائس والاديرة الى المزيد من تلك الهجمات مخلفة في كل مرة القتلى والجرحى والخسائر المادية . كذلك شهدت السنين الماضية عمليات خطف الكهنة وتعذيبهم وذبحهم وقتلهم ، حقا سماء العراق تمطر دما !!
ان غياب دعاة التسمية لحماية المسيحيين في بغداد والموصل وبغداد وكركوك واشغال الشعب المسكين بالتسمية الدخيلة  ادت الى المزيد من الكوارث وتردي الحالات النفسية والصحية وتحولت الى حالات اليأس . واستمرار هذه الحالات نمى الادراك المتزايد بأن مصيرهم مجهول وعدم قدرة السياسيين  الى انقاذ هذا الشعب المسكين . ولم نجن من التسمية غير الدمار والفرقة .   
ايها القاريء اللبيب ، أطمح الى فتح طريق التحاور العقلاني امام الجميع ، من مختلف قومياتنا المسيحية ، لفهم نوعياتنا وخصوصياتنا بشكل واقعي وحي لتثبيت المرتكزات الاساسية  لإمكان وضع القوالب الكونكريتية  الصحيحة في اماكنها . أن ما نهدف اليه هو تحقيق المحبة وكسر الجمود لدراسة الظاهرة الاجتماعية المتخلفة التي برزت ما بعد عام 2003 . هذه المحاولة تطمح الى فتح الطريق امام الانسان العاقل لفهم الواقع لكسر النتائج التي حادت عن غرضها . واطمح ان تطلق ابحاثا ميدانية تتمتع بالدقة لمرحلة الجمود والفرقة لفهم واقعنا المسيحي . هذا الفهم ، وحده ، يمكننا من وضع خطط فعالة ، ويجعل من مسيرتنا واضحة المعالم وطريقنا الى اهدافنا في الارتقاء مضمونة . 
 

16
CHALDANEAN ASSOCIATION FOR HUMANITY
الجمعية الكلدانية الانسانية


السيد بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة  المحترم
الاتحاد الاوربي
السيد وزير الهجرة السويدية


الموضوع / ايجاد حلا سريعا لمشكلة المسيحيين العراقيين

يؤسفنا ان نبين انه أزداد عدد المسيحيين من الكلدان والسريان والاشوريين والارمن في الاضطهاد وأزداد عدد الهاربين  الى دول الجوار ممن تثير أوضاعهم للقلق ، في عملية منظمة تهدف الى تهجير المسيحيين من العراق ، وتنظيم عمليات تصفية منظمة لإنهاء وجودهم  في العراق وزعمائهم  الدينيين  . فقد  شهدت السنين السبعة الماضية عمليات قتل وتهجير العوائل المسيحية  من محافظات البصرة وبغداد والموصل وكركوك ، حيث غادرت مدينة الموصل 2300 عائلة مسيحية عراقية حسب احصاءات وزارة حقوق الانسان العراقية والمفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة  وذلك في اعقاب هجمات على المسيحيين وتلقيهم تهديدات بالقتل بواسطة الهاتف والبريد .
ومن الجدير بالملاحظة ان مسيحيي العراق كانوا بحدود 3% من سكان العراق قبل الاجتياح الامريكي في اذار 2003 ، وتشيرتقارير صادرة عن منظمات انسانية  بهجرة 75%  من مسيحيي العراق حتى الان ، نتيجة العنف الذي طالهم وصعوبة الحياة المعيشية التي احاطت بهم بعد احداث العنف ضد المسيحيين في العراق .
يعاني السكان الاصليين المسيحيين ،  يطلق عليهم بالاقلية ، تهميشهم بعد اسقاط المادة الخمسين من قانون انتخابات مجالس المحافظات والتي تضمن للاقليات الكلدان والسريان والاشور والصابئة والشبك والايزيدية  مقاعد في المجالس المحلية ، يرون في حرمانهم منها انتهاكا لحقوق المواطنة المشروعة ويرون انها تعزز حقوق المكونات الكبرى لشعب العراق .
شهدت السنين الماضية عمليات خطف الكهنة وتعذيبهم ، منهم من تم ذبحهم ، منهم من تم قتلهم  ومنهم من عاد بعد طول غياب في الموصل وبغداد :
الاباء الكلدان والسريان المختطفون
- الاب رعد وشان 17 تموز 2006 بغداد- كنيسة الكلدان .
- الاب سعد سيروب 15  آب 2006 بغداد- كنيسة الكلدان
- الاب باسل  يلدو 16 ايلول 2006 بغداد- كنيسة الكلدان .
- - الاب دكلص البازي 19 تشرين الثاني 2006 بغداد- كنيسة الكلدان .
- الاب سامي عبد الاحد 4 كانون الاول 2006 بغداد- كنيسة الكلدان .
- الاب جبرائيل شمامي 2 نيسان 2007 بغداد- كنيسة الكلدان .
- الاب نوزت بطرس 19 آيار 2007 بغداد- كنيسة الكلدان .
- الاب هاني عبد الاحد 6 حزيران 2007 بغداد- كنيسة الكلدان .
-المطران باسيل جورج القس موسى عام 2005 كنيسة السريان الكاثوليك .
- الاب سامي الريس  كانون الاول 2006 بغداد- كنيسة الكلدان .
قتل كهنة الكلدان والسريان والبروتستان
- الاب بولس اسكندر ( 52 عاما ) كنيسة السريان الارثدوكس ، ذبح في 11 تشرين اول 2006 في الموصل بعد يومين من خطفه، وجدت جثته ملقاة على شارع مقطوعة الراس والاطراف . 
- الاب منذر الدير السقا ( 69 عاما ) كنيسة البروتستان . اطلق الرصاص على رأسه في 26 تشرين الثاني 2006 في الموصل بعد خطفه لأربعة ايام .
- الاب رغيد كني ( 35 عاما) كنيسة  الكلدان الكاثوليك ، اطلق عليه بوابل من الرصاص في 3 حزيران 2007 في الموصل ومعه ثلاثة من الشمامسة .
- الاب يوسف عادل راعي كنيسة مار بطرس  قتل في بغداد
- المطران بولص فرج رحو كنيسة الكلدان الكاثوليك في الموصل ، اختطف من قبل جماعة من المسلحين بتاريخ 29 شباط 2008  وفي 13 اذار 2008 عثر على جثته  قرب مدينة الموصل .

وتستمر القصة في مسيحيي العراق من تهديدات بالقتل الى التعذيب والتهجير والخطف والاغتيال والذبح واستباحة الحرمات واستباحة الممتلكات وقطع الارزاق والتكفير والشتم والاهانات والاتهام بالخيانة والعمالة والتجسس والاجبار على الاسلام  وفرض ما يسمى بالجزية والتحجب القسري وغيرها كثير كثير .
تفجيرات كنائس واديرة الكلدان واستباحة كل ماهو مسيحي
في فترات مختلفة  خرج الاف المسيحيين من كنائسهم بعد القداديس الالهية  ليحتضنوا سيارات مفخخة مزقت اجسادهم الى اشلاء متناثرة . تعرضت العديد من الكنائس والاديرة الى المزيد من تلك الهجمات مخلفة في كل مرة القتلى والجرحى والكثير من الخسائر المادية :
- كنيسة الرسولين بطرس وبولس الكلدانية الكاثوليكية في بغداد -الدورة حي الميكانيك ودعت الى السماء عشرة من ابنائها وزوارها ومن بينهم خطيبين على وشك الزواج في الاسبوع ذاته شاءت السماء ان تحتفل بهما قبل الارض .
- كنيسة مار ايليا الحيري للكلدان الكاثوليك في بغداد- النعيرية  فقدت ابنا نجيبا لها بعد ان شارك اخوته واخواته في اخلاء الكنيسة بسلام  من المصلين قبيل انفجار السيارة المفخخة ، فاضحى كبشا افتدى شعبا لطالما ثابر هو على خدمته .
- كنيسة مار بولس الكلدانية الكاثوليكية  في الموصل قصفت بصاروخ قبل ان تفجر بسيارة ملغومة اختطفت حياة مؤمن وخلفت الكثير من الجرحى .
- مقر المطرانية الكلدانية الكاثوليكية الجميل في الموصل تحول الى ركام غير ان تمثال العذراء ضل شامخا وثابتا في مكانه.
- كنيسة مار يعقوب اسقف نصيبين للكلدان الكاثوليك في بغداد- حي اسيا والتي هوجمت اكثر من مرة وثم انزال صليبها مؤخرا بواسطة المهاجمين .
- كنيسة مار يوسف شفيع العمال للكلدان الكاثوليك في بغداد- حي الجامعة .
- كنيسة مار ماري للكلدان الكاثوليك في بغداد -حي البنوك وتم استهدافها لأكثر من مرة .
- كنيسة مار يوحنا المعمدان للكلدان الكاثوليك في بغداد- الدورة .
- كنيسة مار بولس للكلدان الكاثوليك في بغداد- الزعفرانية .
- دير الراهبات الدومنيكات الكاثوليكيات في الموصل – تللسقف .
- دير راهبات الكلدان الكاثوليك في بغداد المسبح بتفجير غير مباشر .
- كنيسة الصعود للكلدان الكاثوليك في بغداد- المشتل ضربت قاعتها بقذيفة كاتيوشيا .
- كنيسة سلطان الوردية للكلدان الكاثوليك في بغداد -الكرادة بتفجير غير مباشر .
- كنيسة القلب الاقدس لللكلدان الكاثوليك في بغداد- كراج امانة بتفجير غير مباشر .
تفجيرات كنائس الاشوريين
- كنيسة مار كيوركيس للاثوريين في بغداد- الدورة والتي تهدم معظم بنائها بالانفجار ، بقي صليبها شامخا وثابتا في مكانه مما اغضب المتفجرين ، فعادوا وانزلوا الصليب واحرقوه مخلفين في المرتين عشرات الجرحى .
- كنيسة مارت شموني للاثوريين في الموصل -تلكيف .
تفجيرات كنائس السريان
- كنيسة مار بطرس وبولس للسريان الارثدوكس في بغداد قرب الجامعة التكنلوجية.
- كنيسة مار افرام للسريان الارثدوكس في كركوك.
- كنيسة مار بهنام والشيخ متي لللسريان الارثدوكس في بغداد -الدورة حي الميكانيك .
- كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد- الكرادة تصدع جزء كبير من بنائها وخلف تفجيرها عشرات الجرحى .
نفجيرات كنائس الارمن والروم الكاثوليك والسبتببن
- كنيسة الروم الكاثوليك في بغداد- الكرادة تهدم جزء كبير منها وتسبب تفجيرها بالعديد من الجرحى .
- كاتدرائية سيدة الزهور للارمن الكاثوليك في بغداد ، الكرادة ، خلف تفجيرها عشرات الجرحى .
- كنيسة القديس كريكور المنور للارمن الارثدوكس في بغداد- ساحة الطيران تفجير غير مباشر .
- كنيسة السبتيين في بغداد- شارع النضال .
انفجارات متوالية
- سفارة الفاتيكان في بغداد .
- كنيسة مريم العذراء / مقر بطريريكية الكنيسة الشرقية القديمة بغداد- حي الرياض ،  بعد القداس تعرضت الكنيسة الى انفجارنتيجة  سيارة مفخخة سببت استشهاد حارس وجرج 16 شخصا داخل الكنيسة.
- كنيسة القديسة شموني واولادها في بغداد - الدورة ، بسيارة مفخخة ادى الى جرح العديدين وخسائر مادية.
- انفجار ست كنائس في بغداد في( الكرادة والغدير وفلسطين وغربي بغداد )

صحيح ان هناك تفجيرات تصيب الشعب العراقي من المسلمين والمسيحيين ، لكن الاضطهاد والقتل يصيب المسيحيون في العراق فقط. يعني ان نصيب المسيحيون   التفجير زائدا الاضطهاد والقتل والتهجير واحتلال البيوت  والخطف والاغتيال والذبح واستباحة الحرمات واستباحة الممتلكات وقطع الارزاق والتكفير والشتم والاهانات والاتهام بالخيانة والعمالة والتجسس . أما المسلم يصيبه التفجير فقط . إذا المعادلة غير متكافئة ولا يجب ان نقول ان ما يصيب المسيحي يصيب المسلم ، ناهيك عن عدد المسيحيين الذي لا يقارن باعداد المسلمين . ارى يجب طرح الحقيقة مثلما هي على ارض الواقع ، بأن هناك معاناة مستمرة يعاني منها المسيحيون في العراق .
الامم المتحدة والاتحاد الاوربي  لم تنهضا لانقاذ العراقيين المسيحيين بالوسائل المتاحة لها استنادا الى المادة(3) الواردة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948 والتي تنص على : " لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه". فقد أجبرت الانتهاكات المنتظمة لحقوق الانسان المسيحي بسبب غياب الامن على الفرار من محافظة الى اخرى داخل العراق  وكذلك الهروب من وطنهم ليس الى دول الجوار فقط  بل الى دول العالم ، ولكن مع الاسف ان المجتمع الدولي ظل لا يبالي بهذه الازمة الحادة المأساوية التي تعرض لها الانسان المسيحي العراقي واصبح وضعه مهددا بالطرد في دولة اللجوء لعدم امكانية الحصول على اللجوء  بحجج واهية لا تمت الى الواقع المأساوي بصلة ومخالفة  للمادة 14 الفقرة (1) الواردة في الاعلان العالمي المذكور انفا  والتي تنص :
" لكل فرد الحق في أن يلجأ الى بلاد أخرى أو يحاول الالتجاء اليها هربا من الاضطهاد ". 
وهذا يدل على الحالة المعاشية التعيسة للاجيء بسبب عدم  حصوله على موافقة اللجوء بالاضافة  الى ان عائلته الباقية سواء في العراق اوفي دول الجوار هي الاخرى تعاني من المأساة المعاشية .
ان غياب استجابة  المجتمع الدولي والوكالات الانسانية  استجابة سريعة لهذه المأساة بالاضافة الى عدم التخطيط لحالات طارئة لانقاذ المسيحيين جعلت المأساة تتفاقم وبدون حلول .
كما ان جمعيتنا ترى ان من النتائج السلبية الى ترتبت على عدم تركيز وسائل الاعلام على هذه الازمات مما اضعف اهتمام المجتمع الدولي والمؤسسات بالاسهام لنقل الصورة الصحيحة لهذه المأساة الانسانية . كما نرى ان المجتمع الدولي من خلال الامم المتحدة والمنظمات الاوربية ان تتبنى مشروع إنشاء البيانات الخاصة المتعلقة باللاجئين المسيحيين العراقيين سواء في دول الجوار أو في الدول  التي هرب اليها المسيحيون الذين لم يحصلوا على الاقامة  لإمكان تقديم المساعدات اللازمة والملحة . كما ان الحالات الانسانية للمسيحيين لم يحظى اهتماما دوليا متواصلا لغرض ايجاد حل لهذه المشكلة المعقدة .
فإزاء غياب الحماية  للمسيحيين تردت الحالات النفسية والصحية  لهم وتحولت الى حالات اليأس . واستمرار هذه الحالات نمى الادراك المتزايد بأن مصيرهم مجهول وعدم الاستقرار والخوف من الحاضر المأساوي المتعب  والمستقبل الغامض ،  بالاضافة الى الاثار الاجتماعية والاقتصادية السيئة التي يعانون منها . تبقى مسؤولية الحكومة ومؤسساتها الامنية والامم المتحدة توفير الحماية والامان لمسيحيي العراق  وتقديم الدعم المادي  للمهجرين العراقيين في دول العالم الاوربية  ودول الجوارسوريا والاردن ولبنان .
املين ايجاد حلا سريعا لانهاء معاناة المسيحيين في العراق ودول الجوار لتحقيق سلام وامن والعيش بحرية وكرامة وسلام  وبخلافه سيستمر النزيف  واعدادهم  ستصل الى المأساة في العراق وخارجه .

تقترح جمعيتنا مايلي :
1. تأمين حق العودة للمهجرين قسرا الى محافظاتهم وارجاع مساكنهم مع تأمين التمويل لهم .
2. الضرورة الملحة حماية المسيحيين في العراق بفاعلية  .
3. اتخاذ الاجراءات اللازمة  لتمويل كل عائلة مسيحية شهريا في دول الجوار، الاردن وسوريا ولبنان،  للعيش بكرامة وانسانية . وان جمعيتنا مستعدة للتنسيق معكم بهذا الخصوص .
4. تنفيذ استراتيجية خاصة لايجاد حلول جادة ودائمة وليس وقتية . 
5. تأمين اتخاذ دول العالم  الاجراءات اللازمة لقبول طلبات لجوء المسيحيين الواصلين الى تلك الدول .
6. منح اللاجئون وضعا ملائما لمعاملتهم في البلدان التي يلجأون إليها وعدم الاعتماد على مبدأ الإبعاد الذي تتعرض سلامة الانسان  الى الخطر . كذلك تأمين سلامة ورعاية اللاجئين في بلدان اللجوء

ننتهز هذه الفرصة للاعراب عن فائق تقديرنا .





قرداغ مجيد كندلان
رئيس الجمعية الكلدانية الانسانية
السويد




17


[center[size=20pt]]المجلس الشعبي ورسالته الى لجنة اعادة صياغة دستور العراق
[/center] [/color]
 
قرداغ مجيد كندلان
[/color]

تنظيم مبدا الانتخابات  يستند الى القانون الذي ينص عليه الدستور ، ويوفر الاليات لحماية الانتخابات بنظام قضائي مستقل  من اجل حرية الافراد وحقوقهم ، لغرض المشاركة الفعالة للمواطنين في التنافس على المقاعد المخصصة حسب المبدأ " الشعب مصدر السلطة " لتحقيق مصلحة الشعب وليس لتحقيق مصالح فئة معينة او حزب معين ، كالمدعو المجلس الشعبي الاشوري السرياني ، لينصب نفسه  ممثلا شرعيا مزيفا على القوميات المتآخية ، الذي لا يمثل مصالح القوميات بل يمثل نفسه ، ولا علاقة للكلدان بالمجلس المزعوم  الذي يقرض نفسه فرضا على الشعب المسيحي ، وبالتالي يعطي لنفسه الحق للكتابة الى لجنة اعادة صياغة دستور العراق لتثبيت التسمية المخترعة في الدستور العراقي . نرفض رفضا قاطعا لهذه المبادرة الغريبة التي تفرق ولا توحد ،وليس له الحق ان يمثل الكلدان ، وقد سئمنا من اعماله التي تدل على الدكتاتورية والانتهازية  والمحور الواحد . يشبه المجلس  دعاة القومية العربية  التي لا تعترف إلآ بالعربية ، وانهم دعاة قومية واحدة حسب رسالته الموجهة الى الدكتور الشيخ همام حمودي رئيس لجنة إعادة صياغة دستور العراق  ، ما اسمها ؟ اين شجاعته لكتابة اسم قوميته الوحيدة في الرسالة لكي يعرف الشعب المسيحي قوميته ، ام يخفيها لحين تحقيق مآربه وثم يعلنها  بضعف ، انها القومية الاشورية .
تكون صنع القرارات السياسية على اساس تمتع كل القوميات بالحقوق على قدم المساواة دون تمييز ، فالمجلس الشعبي ليس حقا الهيا كما في النظم الثيوقراطية من خلال القهر والغلبة ليكون صانع قرارحسب اهوائه.
ظهرت في العراق نظرية الحزب الحاكم خلال ثلث قرن من الحكم البائد  وعدم قبول الهوية إلا من خلال الحكم والحزب الحاكم  ، ويمنع الحديث عن الهوية . بعد السقوط ، عام 2003 ، انتشرت ظاهرة الخلاف على الهوية  من قبل  الانتهازية الاشورية والصراع على تمثيل هوية كل القوميات ودمجها حسب منهجه النازي والعروبي  بهوية واحدة . ان ما يسمى بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري قد تجاوز المنطق والعقل للتدخل بالهوية الكلدانية ومحاولة الغائها ! هل المجلس له صفة سياسية ام انه منظمة ؟ لا نرى ايدلوجية واضحة في الهيكل التنظيمي للمجلس ، لأن شرعية المجلس تستمد من وهج السيد سركيس اغاجان الذي انسحب من الميدان بخطة مدروسة ليتولى اتباعه بقية المسلسلات المستقبلية . شعار المجلس هو التسمية الغريبة التي لا تمت بصلة الى هويتنا ولا الى التمثيل الصحيح ، بل العمل بالهوية المزورة ، فمثلا هويتي كلدانية وكيف اعمل بتسمية مزورة ( الكلدان السريان الاشور) ، عجبي !! من الصعب جدا  ان يقوم المجلس بصفته الاشورية تمثيل القوميات ، وهم لايشكلون نسبة سكانية إلا 5 % من مسيحيي العراق ، إذا هم يمثلون انفسهم ولا يمثلون الكلدان اطلاقا . شعار المجلس يطلب من الجميع اتباع اوامره لينصره الله على القوم الظالمين الكلدان ، ويبدد شملهم ، لانهم دعاة انفصال لانهم متمسكون بقوميتهم الكلدانية العريقة . ألا يبدو ذلك شعورا واضحا بالعجز عن الفعل ، واللجوء لأسهل الطرق بالكتابة الى لجنةاعادة صياغة الدستور بأنه الممثل الشرعي والقانوني وتغيير هويتنا ، ليتسلط على الساحة المسيحية لأنه قد فاز بالانتخابات ، في حين كشف حقيقة الانتخابات المزورة السيد اسكندر بيقاشا من موقع عنكاوا بوقوع خروقات خطيرة في الانتخابات . من هنا نفهم ان المنهج الاوحد والنغمة الواحدة المتكررة التي قتلت فينا العقل وملكة النقد طوال ست سنوات والغت حرية الانسان الكلداني والسرياني وفكره بحجج واهية لاتمت الى الواقع بصلة ، ولا تمت الى الوحدة بصلة. ان مفهوم الهوية  القومية لغويا يقصد جماعة من الناس الذين تجمعهم اهداف ومشاعر ويرتبطون بارض وحضارة ولغة ،  وان الكلدان  حقيقة تأريخية موجودة منذ الاف السنين في ارض مابين النهرين . ارى بان قاسما مشتركا يجمع بيننا جميعا في وحدة الشعب في اطار الحدود السياسية للدولة العراقية  بحسب المادة 125 الواردة في  الدستور العراقي والتي تنص على : " يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان والكلدان والاشوريين  وسائر المكونات الاخرى ". ان موضوع الهوية  يجب ان ينظر اليها بتعقل ، لان فرض رأي واحد هو الرأي الاشوري لن نقبله اطلاقا .  وحقيقة الامر بعدم وجود شعب قومي واحد بثلاث تسميات مركبة على مدى التأريخ  وبالتالي يعتبر هذا  انتقاصا من الديمقراطية والحقيقة . واملنا كبير جدا في لجنة اعادة صياغة دستور العراق اهمال رسالة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي لا يمثل الكلدان اطلاقا،  وكذلك اهمال رسالة الحزب الشيوعي الكردستاني الذي هو الاخر لا يمثل الكلدان اطلاقا . عجبي من ايديلوجية المجلس والحزب بالتدخل في محاولة  تحريف الهوية القومية الكلدانية !![/size]

18
حقنا الكلداني في الدستور الكردستاني


 
قرداغ مجيد كندلان
الاتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان

تحتوي الصين على ست وخمسين قومية او عرقية ، منهم الهان و جوانغ و مان و هوي و الويغور و.... ، وتشكل قومية الهان الاغلبية في الصين اكثر من  91% من السكان ، وتعتبر باقي القوميات اقلية ، لكن يطلق على جميع القوميات  بالقوميات الاخوية وليس الاقلية ،  اعتزازا بالانسان الذي يعيش على ارض الصين أنه من القوميات المتآخية وليس من الاقلية . تعرضت قوميات الاقلية في الصين قبل التحرر الى التهميش  والإضطهاد من القومية الرئيسية الكبيرة ، الهان ، الطبقة الحاكمة ، مما ادى الى عدم الاعتراف بحقوقهم الثقافية والاجتماعية والسياسية ، اصبحت الهوة شاسعة بين الهان وبقية القوميات الصينية.
بعد التحرر اختلف الامر ، أعطت  الحكومة الصينية الحقوق القومية لجميع القوميات ، ويتمتع الشعب الصيني بالمساواة تحت الحكم الاشتراكي ، وبذلك تحقق التوازن والديمقراطية في الدستور الدائم للصين ، ليس هناك قومية رئيسية واخرى أقلية  ، نالت القوميات حقوقها بشكل يرضي الجميع . آن الاوان اتخاذ الاجراءات في العراق والعمل على  محو كلمة الاقلية من القاموس العراقي  واحلال بدلا عنها القوميات المتآخية . آن الاوان الغاء التسميات الدخيلة والابقاء على قومياتنا كما هي .
تعرض الشعب الكردي الى الاضطهاد والتنكيل وهرب ما يقارب المليونين كردي في اذار 1991 الى شتى بقاع العالم ،  خوفا من الديكتاتورية البغيضة ، تاركين ممتلكاتهم وارضهم ، عانوا اشد الويلات من الجوع والخوف ، الحرمان من الديمقراطية ، التهميش من قبل الحكم البائد ، بل الغيت الشخصية الكردية من الدستور العراقي رغم اعطاء حق الحكم الذاتي حسب ما تراه الحكومة السابقة ما يحقق مصالحها في اقليم كردستان . اي ان الانسان الكردي لم يتمتع بأي امتياز ولم يتم تحقيق حقوقه القومية المشروعة! وبعد عام 2003 استقر الشعب الكردي وامتلك ارضا باسم اقليم كردستان ، ولنا الاعتزار والثقة بهذا الشعب الطيب ان ينال حقوقه المشروعة ، ولكن نذكره ان لاينسى اخوته في النضال في ارض كردستان وهم الكلدان الذين اصابهم التهميش في دستور اقليم كردستان .
الكلدان في  كردستان العراق نالوا حصصهم من الاضطهاد  والتنكيبل ودمرت عشرات القرى المسيحية في اقليم كردستان العراق ، شردوا وعانوا من الجوع والخوف والبرد ، تاركين ممتلكاتهم وارضهم والهروب الى شتى بقاع العالم . ولا ننسى القرية الكلدانية ، مذبحة صوريا ، حصد ارواح الابرياء من الاطفال والنساء والرجال وكاهن الرعية ، تعبيرا عن اعمال النقمة والتنكيل بالمسيحيين ، الى درجة سفك الدماء .
لازال مسلسل اضطهاد المسيحيين مستمراً بعد عام 2003  في عملية منظمة تهدف الى تهجير المسيحيين من العراق ، وانهاء وجودهم في العراق وزعمائهم الدينيين . فقد شهدت السنين السبعة الماضية عمليات قتل وتهجير العوائل المسيحية  من محافظات البصرة وبغداد وكركوك ، وغادرت 2300 عائلة مسيحية من الموصل حسب احصاءات وزارة حقوق الانسان والمفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ، وذلك في اعقاب الهجمات على المسيحيين وتلقيهم تهديدات بالقتل . وتشير تقارير صادرة عن منظمات انسانية بهجرة 75% من مسيحيي العراق حتى الان ، نتيجة العنف الذي طالهم وصعوبة الحياة المعيشية التي احاطت بهم بعد احداث العنف .
اضافة الى العنف والقتل بحق الكلدان  ، هناك تهميشا لحقوقهم المشروعة سواء في اسقاط المادة الخمسين من قانون انتخابات مجالس المحافظات والتي تضمن للأقليات ( حسرتي عندما اكتب اقليات ونحن سكان اصليين ) مقاعد في مجالس المحافظات ، واسقاط هذه المادة  تعتبر انتهاكا لحقوق الكلدان المشروعة  وتعزز حقوق المكونات الكبرى لشعب العراق .
تهميش اخر اصاب الكلدان في دستور اقليم كردستان . ان نضال الشعب الكردي من اجل حصوله على حقوقه القومية والحرية الاجتماعية كنا نأمل ان يجعله ينظر الى الكلدان في الأقليم  نظرة قومية متآخية، وحرية وعدالة اجتماعية لإرساء اواصر التآخي بين الكلدان والاكراد ، ايمانا من الحكومة في اقليم كردستان تثبيت الحرية والديمقراطية ليتمتع بها جميع اطياف الشعب دون استثاء ، لأن الجميع قد نالوا نصيبهم من الاضطهاد والتنكيل قبل عام 2003   . ان شعبنا الكلداني هو جزء لا يتجزأ من الشعب في الاقليم ، كافح من اجل اثبات حقوقه في دستور اقليم كردستان اسوة بالمادة 125 من دستور جمهورية العراق . حيث ان البرلمان الكردستاني قد  مال الى الكفة الاشورية وليس الاستناد الى الوجود الحقيقي على ارض الواقع للقوميات التي تعيش في الاقليم .
قبل تدخل السيد سركيس اغاجان ، اتسمت لجنة اعادة النظر في مشروع دستور اقليم كردستان بالمصداقيـة لتكون البوصلـة التي يهتدي بهاالانسان فـــي مسيرة الحياة الدستوريـــة في الاقليم . ان المادة ( 5 ) من الباب الاول رسمت معالم الديمقراطية الصحيحة التي كنا ننتظرها من حكومة اقليم كردستان بأدراج قوميتنا الكلدانية الاصيلة العريقة في دستور اقيم كردستان وجاءت مطابقة للمادة 125 من دستورجمهورية العراق ، ولكن انحرف مسار المادة (5)  تلبية لطلب السيد سركيس الذي رسم سياسة الغاء القوميات والبقاء بقومية واحدة والاخرى مكونات او مذاهب .   
ساهم الكلدانيون في النضال والبناء بالامس ويساهمون اليوم في المسيرة الحياتية للعيش بكرامة واخلاص ليحتلوا مكانة مرموقة جنبا الى جنب مع اخوتهم الاكراد وبأيادي متصافحة ومشدودة ، رمزا لوحدة الشعب في الاقليم وتحقيقا للحرية والديمقراطية وتخليدا للنضال المشترك . كنا نأمل عدم الانصياع الى سركيس اغاجان الذي فرقنا ولم يوحدنا ، والمجلس الشعبي مستمر بخطوات سركيس .
نأمل من الحكومة الكردية والبرلمان الكردي الاستجابة  لنداءات المنظمات الكلدانية والقيادة الدينية الكلدانية بادراج قوميتنا الكلدان في دستور الاقليم ، وعند ذاك يعتبر عصرنا في اقليم كوردستان بحق عصر القوميات في التحرر والاستقلال والانطلاق نحو الحرية والديمقراطية واقامة مجتمع تتخلل فيه التعددية السياسية لتحقيق سعادة الانسان في شتى نواحي الحياة وصولا الى تحقيق اهدافه ومصيره . ولا زالت الفرصة امام الحكومة الكردية بتغيير نص المادة ( 5 ) بدرج اسم قوميتنا الكلدانية في دستور الاقليم ليطابق المادة 125 من دستور جمهورية العراق .
 
 


19
أغرب مناشدة الى وزير الثقافة في اقليم كردستان



قرداغ مجيد كندلان


قرات أغرب مناشدة في التاريخ الحديث لواحد واربعين كاتبا وأديبا تحت التسمية المركبة ( من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوريين ) الى السيد وزير الثقافة في اقليم كرستان والمنشورة على موقعنا الغيور عنكاوا كوم ،الرابط الاول في نهاية المقالة ، مطالبين حجب الدعم المالي  المقدم الى اتحاد الادباء والكتاب السريان الذي يؤدي ، حسب زعمهم ، دون الوصول الى تحقيق هدف توحيد الاتحادات الثلاثة ، والاخر في طور التشكيل ( يقصد به الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان ) . ناشدوا الوزارة توحيد هذه الاتحادات في اتحاد واحد يكون هو الممثل الشرعي ، حالهم حال الشعوب الاخرى ، وعدم تقديم الدعم المادي او المعنوي لأي اتحاد من هذه الاتحادات على حساب الاخر ، لكي لا تكون وزارة الثقافة طرفا في هذا التشتت والتناحر وتوجيه القيادات الادبية والثقافية للتفاعل الجاد والفعلي .

 لم يكن غريبا على هذه المناشدة من كـُتاب التسمية المركبة لحجب تقديم الدعم المادي لاتحاد الادباء والكتاب السريان  وللاتحادات الثقافية والادبية الاخرى ، وقبلها ناشدوا دعاة التسمية عدم درج قوميتنا الكلدانية في الدستور الكردستاني ، ووصلوا الى غاياتهم ، فالراي الأوحد هو الصواب ، ومن خالفه زندقة، ويصبح كافرا . ينكشف الامر بجلاء ان الايدلوجية باحاديتها ووحدانيتها وتفردها الدكتاتوري لن تقبل اطلاقا الرأي الآخر ، ولا بقراءة اخرى غير تلك القراءات التي تستمدها من نظريتها التي ظهرت على الساحة العراقية منذ عام 2003 ، فهي منظومة الصدق المطلق التي لاترى الاخر إلا عدوا يجب ان لا ينال حقوقه إلا من خلالها ، فهو خاضع لها قهرا ، رغم الأنف ، وكبح الراي الاخر واخراس كل الاصوات المثقفة إلآ صوتهم هم وحدهم ، مهمتهم تطهير كل قلم يختلف في الرأي مع ايدلوجيتهم . مناشدة هؤلاء الكتاب وزير الثقافة في اقليم كردستان تمهيدا لتطبيق قانون خيالي  ، قد يكون قانونا مخترعا كاختراع التسمية المركبة التي لاتمت الى قومياتنا المتآخية بصلة ، بل الغاء وجودنا القومي الحقيقي السرياني والكلداني . من حق الوزير الكردستاني ان يندهش من هذا الطلب الغريب! وقد يسأل الوزير المحترم مندهشا من غرابة المناشدة ، وألأسئلة في محلها : هل هؤلاء الكتاب يريدون الشرعية  لأنفسهم دون غيرهم وهم  ينتمون الى المسيح ؟ اين موقفهم من قول المسيح المشهور : " احبوا اعداءكم " ‘ هل في جسد المسيح فرقة ؟ نعم من حقك ايها الوزيرالمحترم  ان تسال كل هذه الاسئلة . والجواب : إن كان في قلب المسيحي محبة الله فهي تطالب بكل القلب والنفس والفكر ، فهي محبة كاملة بكل الارادة ، فإذا تحققت فعلا محبة الله من كل الكيان ، قلبا ونفسا وفكرا وإرادة ، تقدس كياننا وتقدس فكرنا وتقدست إرادتنا، فلما تقدس هذه كلها يصبح الانسان أسير محبة الله ، تفيض فيه المحبة نحو الاخرين بلا جهد . لأن المحبة لا تفيض من قلب مكرس للدنيا وحب الذات . فمحبة الاعداء يلزم ان تفيض ، كما تفيض من قلب الله علينا مجانا إن كنا نتبعه من كل القلب . المحبة الحقيقية التي لا تنظر الى الوجوه أو المنفعة . فالانسان يحب اخيه ولا يحس أنه منفصل عليه بل يؤدي دينا : من الله أخذ ومن الله يعطي .
وإذا فحصنا وصية المسيح لنا ، ان يحب الانسان المسيحي عدوه ، نجد ان الوصية في وضعها البشري هي على مستوى الاستحالة ؛ فالطبيعة البشرية هي على كل حال طبيعة حيوانية تعمل على اساس الفعل ورد الفعل ، فالعداء يقابله عداء بصورة حتمية . فإذا أردنا ان نحول العداء الى محبة ، فهنا يلزم بل ويتحتم أن نغير الطبيعة ذاتها ، فعلى هذا الاساس قال المسيح وصيته .
نعم ايها الوزير، فقد نسى هؤلاء الاخوة في المسيح حقوق الاخرين بالمطالبة بحجب الدعم لاتحاد الكـُتاب السريان  بحجة الوحدة والشرعية ، انها نفس نغمة دعاة القومية العربية بالوحدة ، والتي لم تنفع بل سقطت وقبرت وماتت الى غير رجعة ، المستندة الى الغش وحب الذات .
من هنا نفهم ان المنهج الاوحد والنغمة الواحدة المتكررة التي قتلت فينا العقل وملكة النقد طوال ست سنوات والغت حرية الانسان الكلداني والسرياني وفكره بحجج واهية لاتمت الى الواقع بصلة ، ولا تمت الى الوحدة بصلة ، لان اختيار الكاتب او الاديب اتحاده امر يخص انتمائه وافكاره . الوحدة لاتاتي عن طريق حجب الدعم بل تاتي مفاتحة الاتحادات بعضها بعضا لاسباب تتعلق بهم وبروح الاخوة والتقارب ، لان الوزارة ليست طرفا في دمج الاتحادات  واضفاء الشرعية على هذا الاتحاد دون الاخر .  مناشدتكم هذه تعني قتل الديمقراطية في اقليم كردستان  واسكات صوت الكاتب وتحطيم قلمه . وانا متأكد ان الاخوة في اقليم كردستان يريدون ترسيخ الديمقراطية ونموها وليس العكس .
ان اشارة ( 41 كاتبا ) الى اتحاد طور التأسيس يعني عدم تقديم الدعم الى الاتحاد العالمي للكـُتاب والادباء الكلدان ، اود ان اوضح للاخوة الاعزاء (41 كاتبا ) ، ان اتحادنا ( الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان) يقوم ارساء قواعد الثقافة والوعي  بكل اركانها . والبيان التأسيسي المنشور في المواقع يكشف عن المستوى القومي الرفيع الذي بلغه ، ليس الكتاب المذكورين في البيان فحسب ، بل والذين بقوا شامخين ، متباهين ، ثابتين في قوميتهم العريقة ، دون انكارها او تغييرها او ايجاد تسميات دخيلة. الشعب الكلداني اتخذ الحق منهاج ايمان وعقيدة وحياة وسلوك . من هذا نفهم لماذا كان هذا العمق الكلداني الذي اجتهد الكتاب والادباء ان يستودعوا الوعي القومي والثقافي لهذا الشعب . ان شروق نور الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان في وسط شعبنا كان قد بلغ شأوا كبيرا في النضج والوعي الثقافي والانساني ، وقدم نماذج لإيمانه بحالات نضال كتابية رفيعة المستوى . جاء الاتحاد محمولا بالايمان في حريتنا في اتخاذ القرار ، ليتتبع هذه الحقائق في اصولها وينابيعها . ونصيحتي الى اخوتي في المسيح ، الكف عن تهميش الاخر بحجج واهية وشرعية مبهمة  ، اصرفوا وقتكم للبناء لا للهدم ، ليس لكم الحق في المناشدة، اعطاء الدعم لفلان ، وحجب لذاك .
ختاما اود ان اقدم تحية وتقدير الى اتحاد الادباء والكـُتاب السريان وارجو لمؤتمركم المزمع عقده يوم 29/9/2009 النجاح والتوفيق . ( الرابط الثاني : رد اتحاد الادباء والكتاب السريان )

( الرابط الاول : المناشدة )
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,349755.0.html

 ( الرابط الثاني: الرد )
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,350165.msg4195343.html#msg4195343


20
الانتقادات غير البناءة في المواقع
 


قرداغ مجيد كندلان

نحن المسيحيون من الكلدان والسريان والاشور والارمن  يجب ان نتعامل مع الاخر حسب تعاليم رب المجد ، المحبة . ومنذ عام 2003 لم تغف جفن الاخوة في المسيح  بمحو اسم الكلدان  واستعمال النقد اللاذع والكلمات غير الموزونة لأي تصريح او كتابة تخص القضايا الكلدانية ، كاننا امام شرطي المواقع الذي يسطر مقالات انشائية مليئة بالاغلاط النحوية ويفتقر الى الذوق السليم  والبَناء وسمات الكاتب المثقف . ان الشيطان يتدخل في روح الشرطي  ويُثار روح التذمر والكراهية  والسخط . ناهيك عن الدينونة  ، يتعامل مع الاخر بالدينونة ، وتفسد المحبة " لاتدينوا لكي لا تدانوا " ( متى 7: 1 )  . ان الكاتب يجب ان يتصف بصفات الكاتب المثقف وبالاخلاقية والشفافية تجاه الاخر حيث النقد المفسد  يتجه باتجاه عكسي نحو الهدم والحساسية والعداوة . في الاونة الاخيرة اشتدت الانتقادات في المواقع وكأن المواقع اصبحت جهة اعلامية للوصول الى غايات دفينة . نستنتج من ذلك ان هناك مؤامرة كبيرة على الكلدان يقوم بتخطيطها جهات مجهولة وتنفيذها جهات داخلية معلومة ، اصحاب التسميات المركبة والاحزاب الاشورية ، بل اصبح المشهد واضحا في المسرحية ، انها اللعبة السياسية ، ولكننا نكافح من اجل قبر هذا المخطط وبيان الحقيقة الى كل مسيحي شريف يريد ان يعيش مع اخيه بسلام وتفاهم ومحبة . نرجو من الاتحاد العالمي للكتاب والكلدان القاء محاضرات بهذا الخصوص .
مع الاسف ان تعاليم المسيح ليس لها مكانة بين المسيحيين ، لان المسيح لا يسمح قط بأن يدين الاخوة بعضهم البعض . والدينونة من شخص او اشخاص ممنوعة بين اولاد المسيح نهائيا . ان النقد الذي يفتقر الى المصداقية والاخلاقية يتدخل الشيطان ويٌثار روح التذمر والسخط . لهذا يوعي المسيح ابنائه ان لايستخدم النقد الهدام والدينونة اطلاقا . 
ويقينا ان صاحب الانتقاد المفسد القائم على الرياء يستحيل عليه ان يبني لنفسه بناءاً خلقياً صحيحاً، اذا فسدت المحبة فمعنى ذلك انه قد فسد القلب لكل خلجانه وملكاته وانعمت بصيرته وضل ذكاؤه وبالتالي يحدث ارباكا في القوميات بسبب عدم حكمة هؤلاء الكتاب الذين لهم غايات دفينة لابراز ذواتهم ، ولهم حجج واهية كاذبة لاتمت الى الحقيقة بصلة ، هدفهم اعلاء شأن الاشورية ، النساطرة الكلدان ، وهدم باقي القوميات ، ان الكاتب الهدام لم يجن ِ سوى الدمار والرياء ، والطبول تقرع بالشعب الواحد ، والكفاح من جعل الكلدان مذهب او طائفة او مُكون من خلال المطالبة بوحدة شعبنا ، وانهم بعيدون عن الوحدة ، لأن الوحدة تبنى بالمحبة وليس الغاء الأخر والتعالي ، من اعمالهم تعرفونهم .
وان كلدانيتي  حقيقة تأريخية موجودة منذ الاف السنين في ارض مابين النهرين واعترف بها ، وكذلك الاثوري يعترف باثوريته ولا حرج لي ،  والاخر بالكردية والعربي بقوميته ايضا . من هنا ارى بان قاسما مشتركا يجمع بيننا جميعا في وحدة الشعب في اطار الحدود السياسية للدولة  المثبت في الدستور العراقي بين الكلدان والاثور  بموجب المادة 125 والتي تنص " يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان والكلدان والاشوريين  وسائر المكونات الاخرى ". ان القوميتين مدرجتان في الدستور العراقي . هناك مؤامرة تحاك للنيل من اسمنا في الدستور، يرجى من احزابنا الكلدانية والمؤسسسات وشعبنا التصدي بقوة لهذه المؤامرة . كافح الأشوريون الغاء  اسمنا من الدستور الكردستاني ، ومع الاسف ان الجهات الكردية كانت سلبية تجاه الكلدان الذين شاركوهم بالنضال في كفاحهم . ان سركيس اغاجان والاحزاب الاشورية لايمثلون الكلدان اطلاقا ، وارجو من الجهات الكردية ان تأخذ بنظر الاعتبار ان الكلدان يعيشون في ارض الواقع وليسوا خيالا لكي تهمش حقوقهم واسمهم من الدستور الكردستاني . نتمنى من الجهات الكردية اعادة قرارها بايجابية لتثبيت اسم الكلدان في الدستور الكردستاني لترجع البسمة الى الوجوه . 
كما ارى ان اسلوب التجريح لمشاعر الاخرين فــي الكتابة لاينسجم مع صفات الكاتب المثقف والمؤمن الذي يحترم الاخر  ، لان مثل هذه  الكتابات لاتخدم الكلداني ولا الاشوري ولا السرياني بل بالعكس تفرق ولا توحد . وخاصة في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها عراقنا الحبيب ، يتحتم علينا جميعا التفكير مليا كيف نتوحد لنشكل عمودا فقريا للمسيحية العراقية الاصيلة ولتكون لنا قوة الكلمة في بلدنا الغالي . وارجو ان تنطلق اخي الاشوري  من محبة الذات الى محبة اخيك كلداني القومية وكذلك السرياني  لخدمة الشعب المسيحي بقومياته الزاهية الكلدانية والاشورية والسريانية وكذلك الارمنية . ثلاث صفات ينبغي ان يحملها الكاتب المسيحي في كيانه لكي يؤهل للمشي مع باقي القوميات : 1. الشجاعة الذاتية للاعتراف بجميع قومياتنا المسيحية ، حيث لاتوجد قومية متعالية على اخرى 2. النية العاقدة والعنيدة على البذل لجميع القوميات ( الكلدانية والسريانية والاشورية ) 3. الامانة المطلقة لخدمة القوميات وليس لقومية واحدة اشورية . ان اعتبار جميع القوميات قومية واحدة اشورية تعتبر موازنة خاسرة وقع فيها ولا يزال يقع فيها غالبية الكتاب من الاشوريين مثلما وقع اهل العروبة سابقا ولم يفلحوا . ان اسلوب التهريج في الانتقادات ومحاولاتهم من النيل من اسمنا لا يثنينا من المواصلة والسير الى الامام، لأن قافلة الكلدان مستمرة بالسير الى الامام ولا تبالي ما وراءها من هدم ومؤامرات ، بل الجهاد بمحبة وكشف الحقائق نصل الى هدفنا .
ونصيحتي لكل سياسي او كاتب اشوري  بالكف المؤامرات الدفينة  والتكلم على الكلدان الذين لهم احترامهم في المجتمع، سوف نجاهد بمحبة ان نقطع دابر النميمة والمؤامرات لمحو اسمنا من الدستور العراقي والكردستاني . ومناداتكم باننا شعب واحد هي قبلة يهوذا للوصول الى غايات دفينة في قلوبكم . " فقال له يسوع يايهوذا أبقبلة تسلم ابن الانسان " ( لوقا 22: 48 ) هنا قمة الرياء القاتل في صورة قبلة محبة !

21



مأساة صوريا الكلدانية ، مذبحة وشهداء



قرداغ مجيد كندلان


تمر علينا ذكرى أليمة ، مذبحة صوريا ، المذبحة التي  حدثت في  يوم الاحد الموافق 16 أيلول 1969 ، عندما مر رتل عسكري بالقرب من قرية صوريا متجه الى معسكر فيشخابور ، انفجر لغم تحت احدى عجلات الرتل واودى بحياة راكبيها . تصرف امر القوة العسكرية ، الملازم عبد الكريم الجحيشي ، بوحشية تجاه اهالي القرية ، حصد ارواح الابرياء من الاطفال والنساء والرجال وكاهن الرعية ، تعبيرا عن اعمال النقمة والتنكيل بالمسيحيين ، الى درجة سفك الدماء ، على اعتبار سفك الدماء هو خدمة للوطن . انتشار الروح العدائية الى اهالي القرية الطيبين العزل .
فقتل المسييحين صار عند هؤلاء المتعصبين ، عن جهل وجهالة ، نوعا من تنفيذ الاوامر  لارضاء اسيادهم . وهذه الحقيقة المخزية واللانسانية اصبحت تواكب العراق الحبيب في ذلك الوقت  بيد جلاوزة النظام ،  وايضا في الوقت الحاضر  بيد الارهابيين  ، وكأننا نعيش في عصر مظلم بعيد عن القيم الانسانية والاخلاقية والحضارية والتقدم العلمي . البغضة تسرح وتمتد لاتعرف اخاً  في الوطن الواحد ، لان اسمنا مقترن باسم المسيح لايطاق، كفيل ان يزلزل الاخوة والعلاقات ويبدد كل اثر لا للمحبة ولا للصداقة ولا للرحمة وحسب ، بل للانسانية  . فما يعمله ذئب ارحم من رجال النظام البائد والارهابيين  القتلة .
لقد جمع رب المجد عن جذب هذا العالم الشديد للجسد والغرائز والشهوات والمسرات والغنى والاملاك والقتل ، بالاختصار بهجة الحياة الارضية ، جمعها المسيح كلها في :" من وجد حياته " ( متى 10: 39 ) . إذ يتهيأ للانسان ان حياته أخذت كل وجودها وأمانيها ، ولكن الحقيقة ان هذه كلها اخذت حياته وسلبتها وجودها ، ونهايتها الى القبر والفناء . ان اعمال الظلم محببة على الارض ، باعتبار رئيس هذا العالم هو الشيطان ، رئيس الظلم . ولكن الذي استشهد من اهالي صوريا الكلدانية أمن على حياته اولا عند المسيح وصار مواطنا سماويا . استطيع ان اعبر ان هؤلاء الشهداء يدفعون ضريبة انتمائهم للمسيح في الاضطهاد وعدم الترقي وسلب حقوقهم واموالهم من اجل اسم المسيح الذي يحملونه . وسفر اعمال الرسل مليء بما عاناه  الرسل ،وخاصة بولس الرسول ، حيث مَثـَل امام مجمع وراء مجمع حتى ظفروا به واسلموه كسيده ، بعد اشبعوه جلدا وضربا ورجما ، وسيق الرسول بولس امام الولاة والملوك ودافع عن المسيح وعن ايمانه وشهد في اعظم محافل روما القضائية ، ونال بالنهاية إكليل الشهادة . هكذا كانت معاناة اهالينا في صوريا ، حيث مَثـَلوا امام الجبناء القتلة ، واشبعوهم ضربا وتجريحا وقتلا ، ونالوا بالنهاية إكليل الشهادة .
في العالم العربي والاسلامي  بشكل عام ودون استثناء كانت ولا زالت مشكلة السكان الاصليين من المشاكل المعقدة  في ظل الطغيان والاستبداد وقيام الانظمة الديكتاتورية وغياب الديمقراطية وشرائع حقوق الانسان . ولعل ما حصل في العراق البائد والحاضر خير دليل على ان مشكلة السكان الاصليين تتزايد في ظل غياب معايير وقيم انسانية .أن موضوع اضطهاد المسيحيين ( السكان الاصليين ) في  عراقنا الحبيب يحتاج الى حل شامل ، وهذا يعني اننا جميعا مدعوون الى ايجاد حل مبكر وسريع  وواقعي  وعقلاني لمشكلة الاضطهاد وتشريد وقتل واغتصاب بناتنا . صحيح ان هناك تفجيرات تصيب الشعب ولكن الاضطهاد والقتل يصيب فقط  المسيحي في العراق . يعني ان نصيبنا ، المسيحيين ،  التفجير زائدا الاضطهاد والقتل والتهجير واحتلال البيوت ولكن المسلم يصيبه التفجير فقط . إذا المعادلة غير متكافئة ولا يجب ان نقول ان ما يصيبنا يصيب المسلم ، ناهيك عن عددنا الذي لا يقارن باعداد المسلمين . ارى يجب طرح الحقيقة مثلما هي في ارض الواقع وليس محاباة  شعور الاخوة المسلمين ، لان كل مسلم مخلص ومحب لوطنه لا يقبل هذا الظلم لأخيه المسيحي . إذا يجب طرح الحقيقة مثلما هي ليكون الرأي العام والعالمي بجانب الحقيقة ، معاناة المسيحيين في العراق ، لايجاد حل سريع لهذه المشكلة المعقدة ، وإلا سيستمر النزيف ووجودنا سيصل الى المأساة . رحم الله ارواح الشهداء ونرجو لهم الملكوت  .
 

22



الاخ ليون برخو 
الكنيسة الكلدانية الجامعة ثابتة وراسخة




قرداغ مجيد كندلان

اولا: الاشخاص
من خلال اطلاعي على مقالاتك بشأن الكنيسة تبين انك شماس في الكنيسة  ، عليه نحن المؤمنون بالمسيح، بغض النظر عن الكهنوتية والعلمانية ، لابد ان نمتثل للتعاليم الراقية التي ضخها رب المجد فــي قلب كل مؤمن ": إذا اخطيء اخوك ، فاذهب اليه وانفرد به ووبخه . فإذا سمع لك ، فقد ربحت اخاك . وإن لم يسمع لك فخذ معك رجلا او رجلين ، لكي يحكم في كل قضية بناء على كلام شاهدين او ثلاثة . فإن لم يسمع لهما ، فأخبر الكنيسة بامره " ( متى 18: 15-17 ) . الامرواضح ان الخطأ موجود سواء عند العلماني اوالكاهن، ولكن هذا الخطأ لا يعالج في الانترنيت والتشهير والاساءة ، بل يعالج بتعقل وحكمة وشفافية . الصوت الاتي من المسيح من خلال الايات المذكورة يقول : اذهب وراءه في هدوء وخلوة وبعيدا من كل أحد وعاتبه بلطف، اي اخبره بخطئه لعله يسمع لك ويرق قلبه للسلام والمحبة وعودة المياه الى مجاريها . وإذا رفض وتماحك وقدم الأعذار وبرأ نفسه ، فعد اليه ومعك شاهد او اثنان لتقنعه أمامهما بما تراه الحق، فإذا لم يسمع ، اذهب الى المطران، اعلى سلطة في كنيسة السويد للتحقيق . اما حضور المطران فهام جدا، في آخر الامرليأخذ الحل طريقه .
ثانيا: الكنيسة
قولك:" حسنا فعل مار اندش اسقف الكاثوليك في السويد عندما اعلن مقابلة اخيرة ( رابط 9) انه امر اجراء تحقيق في الشكاوى الواردة ضد الكنيسة الكاثوليكية "
كان الاجدر ان تذكر الشكاوى الواردة ضد الاشخاص  في الكنيسة وليس ضد الكنيسة الكاثوليكية ، لأن الاشخاص يخطئون اما الكنيسة ، جسد المسيح ، لا تخطيء ابدا . يسوع المسيح نفسه حجر الزاوية (افسس 2: 20 )  . الهيكل القديم حجارة هو وأعمدة ، حجر فيه لم يبق على حجر ، ولا عمود إلا وسقط وانكسر . أما الهيكل الذي بناه فعلا في ثلاثة ايام فكان هو هيكل جسده الذي هو الكنيسة حيث المسيح فيها حجر الزاوية . وحجر الزاوية هو في كل بناء مقبي على شكل قبو ( قوس ) يتحتم ان يكون فيه بالنهاية حَجَرة ذات شكل واحد أساسي تعتبر اهم حجرة في المبنى كله ، توضع في مكان واحد دائما لتحكم ربط البناء كله وإلا سقط ، وهذه تسمى حجر السر الذي يقوم عليه البناء . واضح هنا ان القصد من التشبيه بحجر الزاوية ، انه يمسك البناء معا ، او فيه كل البناء معا ، بحيث لو رفع يسقط المبنى كله في الحال . من هنا جاء التشبيه بهذا الحجر من احكم واصدق ما يمكن ، فهو اولا في الرأس كأعلى حجر وثانيا يمسك جميع الاحجار معا وبالتالي يقف البناء . يسوع المسيح في الرأس فوق الكل ، فالمبنى بدونه يسقط .  لذلك لما حول التشبيه لبيت الله من هيكل الى كنيسة والتجأ هنا الى الجسد ليعطيها شكلها الروحي وطبيعتها جعل المسيح فيه ( الرأس ) وهونفس موضع حجر الزاوية بالنسبة للبناء . الكنيسة الكاثوليكية الجامعة هي جسد المسيح ، حجر الزاوية . وارجو لا سمح الله ان لا تكون من ضمن الجماعة الذين شنوا ويشنون هجوما على كنيستنا ، حجر الزاروية . ولا يستطيع احد ان ينال شيئا من كنيستنا الكلدانية ، انها حافظت على الوجود المسيحي في العراق منذ الفين عام ومستمرة . الكنيسة الكلدانية لا تحتاج الى مساندة جمعية اصدقاء الكنيسة الكلدانية وتنقيتها من الشوائب ، لان المسيح ، الكنيسة ، هو ينقينا جميعا من الشوائب وليس العكس . الكنيسة الكلدانية الجامعة ثابتة وراسخة لانها جسد المسيح .
ثالثا: القومية الكلدانية والسنودس
ورد في مقالك المنشور في موقع عشتارالتي تسر بمثل هذه المقالات وترفض نشرمقالات الكتاب الكلدان كما حدث معي ، وهذا إن دل يدل على مراعاة وحدة شعبنا ! الشعارات الرنانة لمخترعي التسمية . بصراحة سئمنا من شعارات دعاة الوحدة ، وهم اصلا دعاة انفصال وتفرقة .
اقتبس من مقالك : "  الكلدان قومية منفصلة : هذه تقع ضمن خانة السياسة بامتياز والسياسة دهاء ومعرفة وحكمة ومباديء واستراتيجية وتكتيك وامور سلبية اخرى اعزف عن ذكرها كي لا يتصورها البعض تطاولا على مقام المطارنة لاسيما ان بعضهم من الاصدقاء ومعرفتي..... ولكن الذي يولج باب السياسة عليه ان يتقبل النقد بكافة اشكاله  وان كان مؤلما لأن السياسة فيها امور غير حسنة احيانا .
القومية فعل وعمل وكفاح ونضال ومقاومة كل هذا في سبيل الإرث الحضاري والثقافي والادبي والتأريخي واللغوي الذي يشترك فيه ابناء القومية الواحدة . واقرب مثل الينا هم الاكراد . الاكراد قومية يناضلون ويكافحون  في سبيل اعلان ....
اذا كانت غاية المطارنةالاجلاء اعلان شأن اللغة الكلدانية وإرثها الثقافي الكلداني ... وعدم السماح للاخرين يسلخهم عن هذا الارث مهما كانت الاعذار والاسباب والدفاع عنهم بكل السبل المتاحة والممكنة فأنا كلداني  قومي حتى العظم ، اما اذا كانت القومية الكلدانية في غير ذلك فالسبب والغرض هو فقط لغاية يعقوب ." انتهى الاقتباس
اخي ليون حضرتك  بينت في مقالاتك بأنك شماس واستاذ جامعي ، وكنت مديرا  لمكتب رويتر وكاتبا ومعتمدا في اسوشيتت برس ، واستاذ لغة واعلام في ارقى الجامعات الاسكندنافية ، وكاتب عمود في واحدة من  اشهر الصحف العربية ، وعضوا في هيئة تحرير اكثر الصحف العراقية انتشارا . انا افتخر بهذه المؤهلات ولكن العجيب انك تفرض شيئا غير واقعيا ولا علميا بأن كل من يفتخر بقوميته ويعتز بإنتمائه لها هو سياسي ! عجبي !!! هل المطارنة اتوا من كوكب اخر ليس لهم هوية واخترعوا لهم الهوية السياسية الكلدانية المنفصلة  ؟! عجبي !!! انا واثق كل الوثوق ان المطارنة الاجلاء يحملون الهوية الكلدانية التي يعتزون بها ، وان جهادهم الايمان وتوصيل الكلمة الى اذهان الناس وليس السياسة . انا شخصيا لست سياسيا ولكن اعتز وافتخر واتشرف بكلدانتي التي هي هويتي . وكذلك اعتز بكل سياسي شريف سواء كان كلدانيا او اشوريا او سريانيا او عربيا او كرديا  يجاهد سلما بحصول حقوق شعبه ، ولماذا تتهم السياسة بان فيها امور غير حسنة  احيانا وامور سلبية . لماذا الاساءة  للسياسيين ؟ يبدو ان الزاوية التي تنظر اليها الى السياسيين زاوية ضيقة جدا  لتعكسها على المطارنة الاجلاء . وان هذا التحليل لايستند الى العلمية والواقعية . الاكراد لم يكافحوا من اجل قوميتهم بل كافحوا من اجل الحصول على حقوقهم المشروعة ، ولا اريد ان ادخل في تفاصيل كثيرة لأنني لست بصددها .
أخي ليون اود ان اوضح ان مفهوم القومية لغويا يقصد جماعة من الناس الذين تجمعهم اهداف ومشاعر ويرتبطون بارض وحضارة ولغة . أن القومية التي يحملها الانسان سواء كان مطرانا او علمانيا  تدل على هويته وانتمائه الاجتماعي  والاسري منذ نعومة اضافره بل موجودة قبل ولادة الانسان إن صح التعبير، وتصبح جزءاً من حياته التي تدخل فيها عامل اللغة والسلوك والعادات والقيم الاجتماعية وتنموا معه  بايولوجيا  . ومن الصعب تغييرها الى سياسة ، لأن كل من القومية والسياسة لهما مفهومان يختلفان الواحد عن الاخر. كذلك من الصعب تغييرها الى تسمية دخيلة التي  لا تمت بصلة الى الواقع الاجتماعي للانسان إلا في حالة واحدة  ، حب السلطة والشهرة والمنفعة الذاتية .  فالقومية عند تغييرها الى تسمية تصبح مقننة حسب اهواء دفينة ، وبعد جيل ستكون القومية  في خبر كان لا وجود لها بفضل السياسيين المنتفعين من التسمية المركبة . عليه ان تحليلك  ليس له سند علمي بل الغرض هو فقط  لغاية يعقوب .
في الواقع ان الامر محزن عندما تربط  قوميتنا الكلدانية  بالسياسة والانفصال  وكأننا في سجن لا يسمح الكلام عن هويتنا الكلدانية . كان المسيح مهموما بما يجري في داخله ! لماذا هذا الهم ؟ بسبب عدم وحدة الشعب من الفريسيين والصدوقيين وهما طائفتان كانتا غالب الاحيان في خصام وعدم ايمانهم بالسيد المسيح هو المسيا المخلص. والان يحدث لنا نفس الشيء حيث الانانية وبرود المحبة بين جماعة المسيح ، والكلام على الكلدان بكلمات لا تليق بالمفهوم الاخوي  . وهذا كله مخطط لهدم القوميات في العراق وبالتالي المسيحية ، واصبحنا منعزلين عن بعضنا وضعفاء امام الاخرين . اضافة الى ذلك وجود شخصيات غير مؤهلة للادارة السياسية لعدم وجود رؤية مستقبلية لهم وعدم صراحتهم بما يجري خلف الكواليس  .
لذلك زاد المسيح في وصف الهيكل كيف يترك خرابا بأن اوضح لهم بهدمه حتى التراب بحيث لايبقى فيه حجر على حجر . وكانت رؤية المسيح هذه وكأنها لقطة مصورة لمنظر الهيكل بعد أن تم خرابه ،إذ تم إحراقه وإسقاط كل مبانيه الضخمة . وقد استخدم الرومان كل جبروتهم ليهدموه الى الارض . والجزء الموجود الان من سوره هو جزء من المبنى القديم الذي أقامه هيرودس ، تركه تيطس خصيصا ليشهد العالم على جبروت الرومان كيف هدموه ، لأن حجارته بلغت من الضخامة ما لا يمكن تصديقه . ألا نستفاد من وصف السيد المسيح وكأنه يريد ان يقول لنا سقوط المحبة بين العائلة المسيحية الواحدة والتشهير في المواقع  سيؤدي الى مزيد من خراب البيت المسيحي . ألم نتعظ  ما اصابنا من هدم كنائسنا وقتل الكهنة والمطران والعلمانيين  وتهجير اهالينا الى سوريا والاردن ولبنان ومصر واليمن ، بل الى بفاع العالم ؟ !!
ان الخروج من الانفعال في حياتنا  الى عالم العقل والحكمة ومعالجة الامور بالمنطق العلمي الهاديء هو الطريق الوحيد للوصول الى الالفة والتفاهم وحل المشاكل .  قد يكون أولى واجبات رسالة الفكر للكـُتاب  في مرحلتنا الحضارية الراهنة التي ما تزال القيم العتيقة تتحكم في كثير منا بشكل مخيف  ، لايمكن ان يخلف سوى البعد والتفرقة وكذلك يخلف البعد عن التطوير والتغيير المطلوب في نطاق الفكر وقيم المجتمع وثقافته والديمقراطية .

23
هموم الكلدان النساطرة من
الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان

قرداغ مجيد كندلان



منذ عام 2003 يعاني الاثوريون ومعهم المتاشرون ، ونطلق عليهم  باللكلدان النساطرة ، من عقدة القومية ، وكان الله قد خلق قوما واحدا  دون الاخر ، قوم الله المختار ، والبقية تابعين لهم بالمفهوم النازي . هموم الكتاب الكلدان النساطرة في كل كتاباتهم : اولا المذهبية والطائفية  وثانيا رجال الدين الكلدان والهم الثالث الجديد اضيف الى همومهم ، ولادة الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان . فقد فهمناالدروس المدسوسة حول المذهبية والطائفية لكثرة المقالات المملة  والتي فرقت ولم توحد . وكذلك فهمنا ان رجال الدين الكلدان  ليس لهم الحق في ابداء الرأي رغم ان شعبهم يُقتل وكنائسهم تُفجر ، وسمعنا اصوات النشاز على طبولهم المرقعة . ويكون معلوما ان رجال الدين الكلدان هم حافظوا على الشعب المسيحي خلال الفين عام ، والاحزاب الاشورية لم يكن لها وجود  في العراق سوى بعد عام 2003 ، وهم عاجزون عن اتخاذ اي اجراء ، شعبنا يُقتل وكنائسنا تُفجر وازداد المهجرون الى سوريا والاردن ولبنان ومصر واليمن ، فلتعيش الاحزاب الاشورية وليسقط شعبنا قي القتل والتهجير والتفجير. اما رجال دين الكلدان النساطرة فلهم الحق بالسياسة والدين ، فمثلا عند زيارة رئيس كنيستهم قبل عدة سنوات الى ايران ، طلب من حكام ايران الضغط على الحكومة العراقية بادراج الاشورية فقط  في الدستور العراقي ، عجبي !! يحق لهم كل شيء ولا يحق للاخرين !!  اما الهم الثالث الذي اضيف الى همومهم ، ولادة الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان ، الله يكون في عونهم .
اود ان اوضح للاخوة الاشورين ومعهم المتأشرين ، الكلدان النساطرة ،  لاخفف عن هموهم ،ان تأسيس الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان بالمفهوم القومي يعني ارساء قواعد الثقافة والوعي  بكل اركانها . والبيان التأسيسي المنشور في المواقع يكشف عن المستوى القومي الرفيع الذي بلغه ، ليس الكتاب المذكورين في البيان فحسب ، بل والذين بقوا شامخين ، متباهين ، ثابتين في قوميتهم العريقة ، دون انكارها او تغييرها . الشعب الكلداني اتخذ الحق منهاج ايمان وعقيدة وحياة وسلوك . من هذا نفهم لماذا كان هذا العمق الكلداني الذي اجتهد الكتاب والادباء ان يستودعوا الوعي القومي والثقافي لهذا الشعب . ان شروق نور الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان في وسط شعبنا كان قد بلغ شأوا كبيرا في النضج والوعي الثقافي والانساني ، وقدم نماذج لإيمانه بحالات نضال كتابية رفيعة المستوى .
نحن حينما نقول ان الكلدان والاشور والسريان والارمن شعب واحد بقومياته الزاهية جنبا الى جنب مع باقي قوميات الشعب العراقي ، كان هذا تعبيرا عن قوة الوحدة في عراقنا الحبيب ، دون تسميات مركبة، مصتنعة، وقتية ، زائفة ، حتى اصبح هدفنا قائما على التآلف وشدة الاتحاد . هذه الوحدة الحقة او هذا الاتحاد البالغ منتهى القوة والارتباط هي التي تعطي للعناصر اشكالها والوانها وللطبيعة  صفاتها ومظاهرها ، ويكفي ان نعلم انه حينما نجح الانسان الاثوري في فك وتحطيم هذا التآلف وهذه الوحدة الجبارة ، لغايات دفينة ، انتج قنبلة التفرقة ، فإن كانت قوة الفك بهذا المقدار فماذا تكون قوة التجمع؟؟  فإن كان العالم الكلداني قائما ومتأسسا على قوة الوحدة او الاتحاد او التآلف ، فالاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان  لايزال ايضا يقوم ويتأسس على قوة هذه الوحدة التي تؤالف بين الافكار والوعي والعواطف والعادات والقلوب .
ليتنبه القاريء اللبيب ، فليس من فراغ نحن نطلب الاتحاد مع اخوتنا او هو تعالٍ ليس من حقنا بل هذا هو حقيقة انسانية مشروعة ، وهو صار من صميم حق الانسان ، مد يده الى الاخر للوحدة  او للاتحاد به ، هو جوهر رسالة الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان ومحور ادبياته ، دون ان تكون لنا غايات دفينة ومحتكرة وتهميش الاخر .
الاتحاد لايهب الشعب الكلداني ايمانا جديدا بل يوثق ويشرح  ، ولايستحدث اسرارا بل يستعلن الحق الذي أنكره علينا الكلدان النساطرة . اصابنا الظلم والتهميش ، فكانت هذه كلها حقائق يعيش الكلدان على مرارتها ويستمد العبر والدروس والنتيجة ولادة الاتحاد . ولكن جاء الاتحاد محمولا بالايمان في حريتنا في اتخاذ القرار ، ليتتبع هذه الحقائق في اصولها وينابيعها . لم تكن الاحزاب الاشورية وكتابهم وحدهم الجناح الذي دخل الحرب الكتابية الطاحنة ضد الكلدان ، بل المتأشرون ، من الكلدان ، الذين نكروا  قوميتهم ، كانوا يشكلون الجناح الاكثر حقدا واثارة . ولكننا سائرون بعزيمة حقة دون توقف او ملل ، بل القافلة تسير الى الامام والله يباركنا ويبارك الشعب العراقي ويحفظه بسلام وامان .
ونصيحتي الى اخوتي في المسيح ، الكف عن تهميش الاخر ، الكف عن الكتابة على الاخرين بدون وجه حق ، اصرفو وقتكم للبناء لا للهدم ، العالم لذيذ وبديع وكله مسرات ومصالح وشهوات ، مديح وكرامة واطراء ووجود بين الناس ، وجنات وافراح واموال ، وبعدها موت حتى الفناء ! فماذا يكون قد ربح الانسان العاقل في مشوار ينتهي بلا شيء ، بل يخسر فيه نفسه المعينة للحياة الابدية ؟ او من اراد ان يفدي نفسه ، هل يستطيع ان يعطي شيئا من اشياء العالم التي يمتلكها نتيجة تهميش الاخرين لكي يفدي نفسه من حكم الهلاك الابدي ؟ " لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العلم كله وخسر نفسه "؟؟


24
نور الاتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان

قرداغ مجيد كندلان

 


قدمت كل الآلآت من اخوتنا النساطرة الكلدان لطمس هويتنا ، واصورها حرب داخل الانسان ، بل كل المَلكات في الانسان ، الراقية وغير الراقية : الفهم والوعي والذكاء والضمير والاحساس ومراكز الارادة والتدبير والتحكيم والافراز وكل الغرائز بتعددها ، بل كل المراكز العليا الاربعة والعشرين في المخ ، هذه كلها تعرضت للتلف بخطية رجل واحد لأنها انفتحت على صوت واحد واستوعبته ، وهمشت صوت الكلدان ، وهكذا أخضعها الشخص بمشيئة لمشورة اخوته من النساطرة الكلدان  ومن الانتهازيين ، فوجد له فيها مكانة الآمر والمتسلط . وهكذا انبثقت مؤسسة بتسمية مركبة ، دخيلة على مفهومنا واصالتنا . واصبحنا نـُسأل عن مدى الخضوع لهذه المؤسسة ، مجبرين على الخضوع . رفض الاصلاء الخضوع ، بقيت الانتهازية خاضعين ، مدافعين .
ها نحن الادباء والكتاب قد عرفنا ما اكتسبه لنا الحق ، بالحق نلغي سلطان التسلط والمحور الواحد، بالحق نلغي سلطان الخوف الذي سيطر على كثير من الانتهازيين ، لننقذ حياتهم . ومعروف في علم النفس ان الخوف ينهي على سلطان الارادة في الاختيار . فالاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان اعاد للانسان حريته وافتخاره بقوميته الكلدانية فأعاد لأمته الهدوء والثقة والسلام وعدم الخوف ، حتى إذا اختار الكلداني يختار بإرادة سليمة كاملة حرة ، بعيد عن مؤسسة النساطرة الكلدان .
هكذا أعاد الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان قدرة الوقوف مرة اخرى امام الحق والباطل قادرا ان ينحاز للحق ويحارب بأعضاء ذهنه الجديد وطبيعته الجديدة ضد اية مؤسسة باطلة .
خلال السنوات الماضية كنا ودعاء كالحمام ، تاركين حكمة الحية ، فأدركنا دهاء وخداع مؤسسة التسمية المركبة ، التي جذبت الكثير ، وإخضاعها لسيادتها واستخدامها لأعز ما يملك الانسان من مَلكات عُليا لتعمل لحسابها . نكتب بعد هذا حينما يقوم الانسان الكلداني ليعمل بحكمة الحية تصبح درايته السالفة باعمال المؤسسة المركبة وخداعها مضافة لقدراته في المحاربة ضد كل حيل . لذلك فإن تاكيدنا على مهارتنا في استخدام الحق كسلاح يخدم قضيتنا ، إنما يقوم على خبرتنا المرة السابقة التي اكتسبناها من ايام تهميش هويتنا ، سالكين اليوم وداعة الحمامة وحكمة الحية بآن واحد . نعم يجب ان يكون للاتحاد وعي يتسم بالحكمة والبساطة معا وبآن واحد ، وذلك في مواجهة الاخطار المحيطة بنا ، حيث يبقى علينا ، الإتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان ، ان نسلك بوداعة واستقامة دون خوف ولا اضطراب حتى تخرج الشهادة بروح الحق . سطع نور الاتحاد في الساحة العراقيةوالعالم ، وقد سبقته انوار اخرى ، الحزب الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني والجمعية الكلدانية الانسانية ، التنوع في الاعضاء كعمل واحد . ولكن هذا التنوع بين الاعضاء المقرر من الايمان بقضيتنا يقوم على وحدة العمل ، وفعلا انبثقت الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية التي ينصب فيها العمل وتنبثق قرارات موحدة ، لا شائب فيها . ولعل من اهم الاهداف التي جعلت انبثاق هذه الوحدة بين مؤسساتنا الكلدانية هو إعطاء روح التواضع والتعاون والألفة للهيئة العليا ممثلة في وحدة مواهب اعضائها .
وعلينا ان نعي ان كل عضو في هذه المؤسسات الكلدانية له عمله الخاص ، لكن كلها تنصب في بودقة واحدة من خلال تعاون الاعضاء تعاونا طبيعيا لا يشوبه انقسام او اختلاف . بل ان اختلاف الاعضاء في الجسد الكلداني الواحد هو الذي اعطى وحدة العمل والانسجام .
وعلينا جميعا ان نشعر بخطورة الامر ، لان عليه سيتوقف قيام اتحادنا كمؤسسة ادبية وثقافية لضمان مسيرتها عبر الدهور . لذلك ، فالامر صادر لكل فرد في الجماعة من اجل الجماعة ، اي انه يتطلب الحكمة والتعقل لدى الجميع . وحينما اشدد على الحكمة والتعقل ، اي الرزانة والافراز ، فهو اتجه بشدة ناحية كل فرد بمفرده ، مضيفا الى ذلك سَبْق تدبير الرزانة في الاتحاد على هذا المستوى الفردي ايضا ، كون النظام الداخلي قسم العمل على قدر كل فرد بمفرده ضمن الجماعة ؛  فاصبح الالتزام على فرد ان يتصرف بحكمة في عمله على قدر نصيبه من الايمان بقضيته ، وصار امرا في غاية الاهمية من جهة تدبير وادارة الاتحاد .
نفهم من هذا ان قانون الخدمة في الاتحاد ، يرسو على امتياز الايمان القومي الذي يظهر قي التعقل والرزانة وليس على اي امتياز شخصي اخر مهما كان . والايمان الرزين باهدافنا المرسومة في النظام الداخلي للاتحاد هو برهان على صلة العضو بمجتمعه . فالاديب والكاتب عموما ، لاينظر في نفسه انه كل شيء ، فالذي هو كل شيء في الاتحاد هو العمل المخلص وانكار اللذات وتقدم الاتحاد بخطوات سريعة لمواكبة التطورات الحاصلة على الساحتين العالمية والاقليمية .
ويسعدني ان اختم مقالتي هذه ، ما قاله الرسول بولس في رومية 12: 4 و5 : " فإنه كما في جسدٍ واحدٍ لنا اعضاءٌكثيرة ولكن ليس جميع الاعضاء لها عمل واحد ، هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح واعضاء بعضا لبعضٍ كل واحد للآخر ". ولعل من اهم الاهداف التي جعلت الله لايعطي كل المواهب لواحد ، بل قسمها ليخدم بعضها بعضاً والكل يخدمون في المؤسسة الواحدة ، هو اعطاء روح التواضع والتعاون والألفة للاتحاد ممثلة في وحدة مواهب اعضائها .      

25
قائمة الكلدان الموحدة رقم 64

قرداغ مجيد كندلان



الانتخابات الديمقراطية تستند الى مباديء اخلاقية  لتحقيق الاهداف ، والقوائم لها الحق في اعلان برامجها ليكون الناخب على بينة  بالبرنامج المرسوم . تم الاعلان عن برنامج قائمة الكلدان رقم 64 الخاصة بالهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية  المتمثلة بالمؤسسات السياسية والثقافية  الكلدانية وفق الفقرات الواردة في البرناج ، وهي بايجاز :
- ترسيخ الديمقراطية وتحقيق الحريات العامة وتفعيل المؤسسات الدستورية
- اشاعة مبدأ التسامح والتآخي  والعمل على تثبيت تسميتنا القومية الكلدانية وتعزيز وحدة شعبنا الكلداني  والسرياني والاشوري .
- العمل على رعاية رجال الدين وصيانة دور العبادة .
- العمل على استحصال حقوق السجناء السياسيين  واحترام حقوق المراة والاهتمام بالشباب وتأسيس
  نوادي وتوفير فرص العمل وحماية حقوق العمال ورعاية المسنين والمتقاعدين والمعاقين . 
- العمل على تعويض جميع ابناء شعبنا من اصحاب الاراضي .

الغريب والمؤسف قيام مختار قريــة فيشخابور بقلع وتمزيق اللافتات واعلانات  قائمة الكلدان الموحدة رقم 64  بتحريض من جهات منافسة في منطقة زاخو  ، وكذلك تصرف مهين لمختار ناحية مانكيش بتقديم ( مكرمة !!) مبلغا قدره اربعين الف دينارا  لكل عائلة تمتنع حضور الندوة التي يقيمها السيد ابلحد افرام والتهديد بقطع المساعدات عن العوائل المشمولة بما تسمى  بهبات اللجان المسيحية ، حسب ما جاء في موقع حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني .
من هذا التصرف المهين تعتبر اساليب التلاعب والتهديد مقاصد غير تلك التي ترجى من وراء الانتخابات الديمقراطية . ولغرض ايقاف مثل هؤلاء المعتدين على قائمة رقم 64 لابد من  متطلبات الانتخابات الديمقراطية على ارض الواقع  ويمكن تلخيصها بالنقاط التالية :-
1. تنظيم عمل القوائم من خلال الاستناد الى مبدأ حكم القانون لحماية حرية الافراد  لردع مثل هؤلاء        الذين يمزقون اللافتات واعطاء الرشاوي  .
2. حق جميع القوى السياسية في التنافس على المقاعد . وان الجهات المسؤولة تقوم بممارسة السلطة     بهدف تحقيق المصلحة العامة للمواطنين وليس لتحقيق مصالح فئة ما او حزب معين .
3. تمتع كل قوائم المجتمع لكل الحقوق على قدم المساواة دون تمييز على اساس مصلحة فئة معينة .
4.الانتخابات بحد ذاتها تعبير عن مبدأ الشعب وإتاحة الفرصة امام الناخبين لممارسة حقهــم فــــي          الانتخابات .
5. الانتخابات التي تجبر فيها الافراد على التصويت لصالح فئة معينة مقابل عائد مادي غير مقبول           اطلاقا  وارى ان يحاسب القانون كل من اخل ببرنامج الانتخابات .   
6. حق قائمة الكلدان رقم 64 في تقرير مصيرها دون تأثير مباشر او غير مباشر من فئة معينة على         مصيرها . 
7. النظام الديمقراطي لا يسمح  لهذه الفئة العابثة بالتلاعب  حسب اهوا ئها .
8. الابتعاد عن التأثير على اصوات الناخبين بالترهيب والعنف وشراء الاصوات والتلاعب بالنتائج .
9. تقوم الانتخابات الديمقراطية بدور تعبوي من خلال تدريب واعداد السياسيين للإسهام في تجديد           حيوية  المجتمع .
10. احترام الحقوق والحريات السياسية ومبدأ سيادة القانون .
11. احترام مبدأ التنافسية .
12. معيار نزاهة الانتخابات يرتبط بحياد القواعد والانظمة لعملية الاتنخابات  وحياد الجهة المشرفة          على الانتخابات . 
13. الانتخابات الديمقراطية الحقة لابد ان تستند الى دستور ديمقراطي يضع المباديء الرئيسية                 للديمقراطية موضع تطبيق .
أأمل ان تُفهم الديمقراطية على انها مجموعة من الاجراءات والمؤسسات التي يستطيع الفرد من خلالها المشاركة في عملية صنع القرارات السياسية عن طريق انتخابات حرة ونزيهة . والمطلوب من اخوتنا الكلدان في اقليم كردستان  ان ينتخبوا قائمتهم رقم 64  التي تعبر عن وجودهم ككيان قائم بحد ذاته  من خلال برنامجها والتي تعزز طموحاتهم ، رغم الممارسات اللاقانونية  لفئة معينة حيث لا تلين عزيمتهم بانتخاب القائمة 64  .
وختاما اقدم التهنئة الخالصة للهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية بهذا الانجاز الرائع ببروز قائمة موحدة التي تقر وحدتنا في الانتخابات .     
 

26
THE CHALDEAN ASSOCIATION FOR HUMANITY
 الجمعية الكلدانية الانسانية


استنكار العمل الجبان بتفجير كنائسنا في العراق

 
نستنكر بشدة ونشجب الاعمال الجبانة لايادي خفية  بتفجير كنائسنا الكلدانية في الوطن الحبيب يوم الأحد المصادف  12/7/2009 الذي ادى الى استشهاد عـدد من ابنائنا وجرح العشرات منهم . نرجو من السيد نوري المالكي رئيس الوزراء بالتدخل لمعرفة خيوط الجريمة والقاء القبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة لينالوا عقابهم العادل .
نقدم تعازينا القلبية الى غبطة ابينا الكاردينال مار عمانوئيل دلي الجزيل الاحترام بطريرك بابل على الكلدان . كما نقدم تعازينا الحارة الى اهالي الشهدا ونرجو لهم الصبر والسلوان ونصلي ونطلب من رب المجد ان يسكنهم في ملكوته ، نرجو الشفاء  العاجل للجرحى . نتضرع الى الله ان يحفظ الشعب العراقي من الارهاب  وان يحل السلام والامن في ربوعه .


 الجمعية الكلدانية الانسانية
           السويد


27
بشيء مــن البصيــرة

قرداغ مجيد كندلان



ان عصر  الاضطهاد والكراهية على اشده الان في الشرق ، وبدأ يأخذ صورة جارفة في الغرب سواء في امريكا او في اوربا تحت تأثيرات الاباحية ، وايضا الجمعيات السرية التي تعمل في تعتيم خطير لا يحسه العالم لتخريب العالم . وطفحت الاظطهادات بصورة مقاومة التعليم المسيحي في المدارس والجامعات . وفي العراق بسبب عنف البغضة من فئة معينة لا يقوى من كان انتهازيا وايمانه ضعيفا وتمسكه صوريا بقوميته ان يحتمل التضحية والمقاومة . وهكذا ينتهي الاضطراب الظاهري والمقاومات الخارجية الى ضربة في عمق القومية  بسبب الارتداد ، فنبدأ نفقد اولادنا بسبب  الانتهازية الموجودة بمــن غيروا قوميتهم نتيجة  دخول عناصر كاذبــة منتفعة ، ليست لهم حرارة الايمان بقوميتهم ، فلم يكونوا اكثر من صور ذات قناعات كاذبة ، وهكذا يسهل وقوع الاشخاص .
ضعف قومياتنا بسبب وجود انتهازيين ينشيء في الحال شخصيات قوية تدعي الانقاذ والريادة ، وتتبوأ مراكز ، وينشؤون مراكز سلطة قيادية مستغلين ضعف سلطان الشعب المسيحي وغياب كلمة الحق والامانة  بين الرؤساء الرسميين . ويبتدىء الانقسام ومنه التحديات والبغضة . ولغياب الايمان الحقيقي بقوميته يستشري الإثم وتبرد المحبة كمحصلة حتمية لفعل الشيطان . وبشيء من البصيرة ندرك ان وجود اشخاص دكتاتوريين على مستوى عال في مراكز قيادية هي المصيبة المركزية التي أنشأت وتنشىء هذا التدهور السريع في قوام القوميات . ومن خلال الاعوام الماضية وتحديدا من عام 2003 م ان المراكز القيادية انحصرت في فئة معينة ، ويقودها شخص ، وانه يعمل تحت ادعاء اعمال ترضي الكل ، ولكنه يستخدم دكتاتوريته فيها وهي تـُحسب انها اعلى مستوى من مستويات  الباطل ، وهو  يعمل في الاتجاه السلبي الهادم ازاء  قوميتنا الكلدانية . يقولون ان ااسم الكلدان موجود في بداية التسمية ، ولماذا الرفض ؟ الجواب : انكم محبين لأنفسكم ، متعظمين ، مستكبرين ، محبي للذات دون محبة الاخر ، متعالين بقوميتكم ، مستصغيرين الباقين بالطائفية او المذهبية ، خلقتم الفرقة والخلاف . والأسئلة تفرض نفسها : هل تطرقنا الى القوميات قبل عام 2003 رغم ان كل واحد منا ينتمي الى قومية معينة ؟ ولماذا نتطرق الى هذا الموضوع بعد عام 2003 ؟ ما هو السبب ولماذا  ؟ لماذا لم نسعى الى تثبيت قومياتنا كما هي ؟ لماذا نختار تسمية بديلة تغير جذورنا  ؟ ألا ترى ان هناك لعبة سياسية في اختيار التسمية ؟ لماذا العرب والاكراد لم يجدا تسمية مشتركة تجمعهما ؟ لهذا اود ان ابين بان مشكلة التسمية برزت منذ انعقاد مؤتمر عينكاوة . لماذا هذا المؤتمر وما غاياته ؟  انا واثق ان الغاية الوحيدة هي من يريد الغاء هويتنا  وتثبيت الاشورية من خلال التسميات الغريبة .
انا لا اقبل التسمية المصطنعة الدخيلة التي لا وجود لها اصلا عند السريان والكلدان  لان القومية التي يحملها الانسان تدل على هويته وانتمائه الاجتماعي  والاسري منذ نعومة اضافره بل موجودة قبل ولادة الانسان إن صح التعبير . ومن الصعب تغييرها الى تسمية دخيلة التي  لا تمت بصلة الى الواقع الاجتماعي للانسان إلا في حالة واحدة  ، حب السلطة والشهرة والمنفعة الذاتية .  فالقومية عند تغييرها الى تسمية تصبح مقننة حسب اهواء دفينة ، و بعد جيل ستكون القومية  في خبر كان لا وجود لها بفضل السياسيين المنتفعين .  
كان فرعون في زمانه يدعونه ( صاحب الباب العالي ) وهي الترجمـة الحرفية لكلمـة  فارعون  فهـي اصلا : ( فا ) يعنـي صاحب  ، ( را ) يعني باب  و (أو ) يعني عال . فاختزلوها الان وصارت صاحب المعالي ، وسيظل داء التعالي لاصقا بالانسان منذ أن تعالى على وصية الله . وهكذا تبرد المحبة  حيث الحرارة القلبية تكون قد اكلها الإثم ! والغريب في الامر ان الفئة الاولى الاشورية تدعى الريادة والباقون طوائف ، والفئة الثانية تدعى بالارامية والبقية مندمجة فيها ، اما الفئة المخلصة الكلدانية  فأنها تعترف بوجود اخوة لها بقوميات مختلفة ، نشكل شعبا عراقيا واحدا ضمن الحدود العراقية  وعمودا فقريا للمسيحية في العراق ، التسمية المركبة لا تشكل شعبا واحدا بل هو خيال منسوج لتحقيق اغراض هادفة مرسومة . سنواصل من خلال حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني والاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان وجميع المؤسسات والمنظمات الكلدانية بث روح الاخوة والمحبة في جسد المسيحية دون انكار وجود اي انسان مهما صغرت او كبرت قوميته . وادعو المخلصين من المثقفين الكلدان عقد ندوات ومحاضرات بخصوص القوميات لكي نرفع الغشاوة من عيون الذين يؤمنون بالتسمية المخترعة  التي فرقتنا وخلقت روح العداء لدى المنادين بها ، ليروا حقيقة الوجود الكلداني والاشوري والسرياني والارمني في ارض العراق الحبيب وفي العالم كافة .
ان برهان الرجاء الحي قائم في قلوبنا ، ولسنا بحاجة ان نسأل كيف نحصل عليه او كيف نطمئن الى عمله فينا مستقبلا ، لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا . محبة الله عطية ، محبة الله توثق ما بيننا وبين اخواننا من القوميات الاخرى كالعرب والاكراد والتركمان والسريان والارمن والاشوريين لتجعل صلتنا الكلدانية معهم صلة محبة وتقدير ، لتكون معهم الشركة الحية والارتباط في الحياة والحركة والوجود . فالمحبة تظهر فينا كقوة مندفقة دخلت كنهر داخل قلوبنا لتملأها ، لتملأ كل ركن فيها وتفيض. حياتنا لم تعد عُرضة لتيارات الانتهازية والنفعية  لكي تهبط تحت ثقله وترتفع بناء على رحمته الكاذبة ، بل هي دائما منتصرة واعظم من منتصرة في الضيق كما في السعة ، وهكذا عند انتصار المحبة على اللذات الكارهة  ، تتصافح الايادي المـُحبة وتزول الخلافات ، نقبر اختراعات التسمية المركبة الى الابد  ، وجودنا القومي  باق لا يتزعزع . كذلك لا علو المجد الكاذب يغرينا للترك والتخلي ، ولا عمق التجاهل والردع لإلغاء اسمنا  ووجودنا بين الناس يرهبنا  للاستسلام  والتراجع ، ولا نقبل احد يعبث بمصائرنا ، بل نحن نرسم مصائرنا ووجودنا . لانقبل ان يتكلم لأي كان باسمنا ، بل مؤسساتنا الكلدانية هي المخولة ان تتكلم باسمنا .
الكلدانيون ينادون بالسلام والمحبة ، على ان صناعة السلام تحتاج الى رصيد عال ٍ جدا من المحبة والصبر والبذل لتطويع القلوب القاسية للخضوع الى بساطة سلام الله الذي يفوق العقل ، وكأن الذي يُطلب منه ان يقول لأخيه الاشوري او السرياني نمد يدنا لكم بسلام ومحبة  عليه ان يصير رجل سلام . وصانعوا السلام يطفئون الحرائق بالمناداة بالحق ، ولهيب النار يُـخمد . مهما كان تهميشنا والظلم الذي اصابنا من اخوتنا فإننا ندعوهم الى السلام ، وندعوهم الى تغيير استراتيجيتهم التي لم تعد تجدِ نفعا ، والاستفادة من التجربة المريرة التي سببت الفرقة والبغضة . ادعوهم الى الاستراتيجية الجديدة  للعقل ، لا للعاطفة ، لنكران اللذات ، لاحب اللذات ، والامتثال الى الواقع القائم في وجودنا  . بشيء من البصيرة يحقق السلام والمحبة وتصافح الايادي .

28
نطالب بحقنا الكلداني  في الدستور الكردستاني

قرداغ مجيد كندلان

 


ان مفهوم القومية لغويا يقصد جماعة من الناس الذين تجمعهم اهداف ومشاعر ويرتبطون بارض وحضارة ولغة ،  وان كلدانيتي  حقيقة تأريخية موجودة منذ الاف السنين في ارض مابين النهرين . ارى بان قاسما مشتركا يجمع بيننا جميعا في وحدة الشعب في اطار الحدود السياسية للدولة العراقية  بحسب المادة 125 الواردة في  الدستور العراقي والتي تنص على : " يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان والكلدان والاشوريين  وسائر المكونات الاخرى ". ان القوميتين مدرجتان في الدستور العراقي . لماذا لم تدرج في دستور اقليم كردستان  ؟ والسبب جاء استنادا الى توضيح عضوة برلمان كردستان عن الحركة الديمقراطية الاشورية  ان الدستور ، أي دستور اقليم كردستان ، حقق مطالبهم وقالت لاذاعة العراق الحر : ثبتت تسميتنا في المادة الخامسة ، وقد ذكرت تسميتنا كما اردنا نحن .
من هنا يتضح ان البرلمان الكردستاني قد  مال الى الكفة الاشورية وليس الاستناد الى الوجود الحقيقي على ارض الواقع للقوميات التي تعيش في الاقليم .  ان العقدة  الاشورية وصلت الى مستوى التجريح والغاء الاخر بحجة وحدة شعبنا التي كنا قد سمعناها سابقا من دعاة انصار القومية العربية ، والان ينادون  بنفس الايدلوجية .   في واقع الامر انهم يريدون الغاء قوميتنا الكلدانية ، ( ولكن هيهات ان ينالوا منها شيئا )، بحجة الوحدة الخادعة  للوصول الى غايات هادفة وحسب المفهوم الاشوري بأن العراق وحدة جغرافية واحدة وقومية واحدة ، وهذا المفهوم حقيقة واردة في المؤتمر الاشوري المنعقد  في مدينة ستوكهولم من 15 الى 17 كانون الاول 2006 وجاء في البيان الختامي "بانه ناقش الحقوق القومية المشروعة للشعب الاشوري والاليات السياسية الكفيلة بتحقيقها على ارض العراق ، ارض الاباء والاجداد ، جنبا الى جنب مع باقي مكونات الشعب العراقي " . وكذلك نورد نص الفقرة ثانيا الواردة في البيان الختامي :" إضافة الى ماتعرض له الشعب الاشوري من اضطهاد وتهميش ، إلا ان الدستور جاء ليزيد من مآسي الاشوريين بتقسيمهم عن طريق استحداث مكونات قومية جديدة لايعترف بها علماء الاشوريات في العالم وأبرز المؤرخين العراقيين . وحتى اللغة الاشورية جاءت بتسمية مذهبية ، وهذا نتيجة لسياسة استرضاء بعض رؤساء الطوائف الاشورية من أطراف خارجية مما يجحف بحق الامة الاشورية وفق حقيقتها التأريخية ، وإيمانا منا بالحقيقة التأريخية التي تفرض الاشورية كهوية أرض وشعب ولغة . ولذلك فقد قرر المؤتمر المطالبة بتثبيت الاشورية في الدستور العراقي كهوية شاملة ، تمثل ركنا اساسيا ضروريا." وناهيك عن التعصب لتحقيق احلامهم الوردية باقامة اقليم اشور الذي يمتد حسب ماجاء في البيان الختامي لمؤتمرهم:  " شمالا : الحدود الدولية لدولة العراق مع تركيا وسوريا . شرقا : من منطقة نروة  وريكان ضمنا، نزولا على طول الزاب الاعلى. غربا: نهر دجلة .  جنوبا:  نقطة التقاء الزاب الاعلى مع دجلة ". وكذلك في البيان الختامي لمؤتمر عينكاوة باختراع التسمية التي لا تمت الى الواقع بصلة ،ويرغموننا بتطبيقها ، وانها كلها تصب في بودقة واحدة : تثبيت الاشورية النازية .
وحيث ان هذا الاعتقاد ليس له من الصحة ، لان العراق القديم كان مقسما الى عدد من المناطق الجغرافية كالامبراطورية البابلية وبلاد سومر واكاد  وغيرها ، ان الخارجين من الكلدانية  وتبنيهم تسمية  جديدة اشورية ( مع احترامي لهم وهم احرار فيما يختارون) ، جنبا الى جنب الاشورية النازية ، لايمكن ان ينادوا  بوحدة الشعب ، لان فاقد الشيء لايعطيه ،لانهم اصلا لايعترفون بان الكلدان قومية بل مكون او مذهب او طائفة ، وكيف نصدقهم عندما ينادون بوحدة شعبنا ، لان المعادلة غير متوازنة !!
ان موضوع المطالبة بحقوق الكلدان  بادراج قوميتنا الكلدانية في دستور اقليم كردستان يجب ان ينظر اليه بتعقل من جانب البرلمان الكردستاني ، لان فرض رأي واحد هو الرأي الاشوري لن نقبله اطلاقا .  وحقيقة الامر بعدم وجود شعب قومي واحد بثلاث تسميات مركبة على مدى التأريخ . كما ان قبول البرلمان الكردستاني  رأي واحد ادى الى غبن الكلدان وبالتالي الانتقاص من الديمقراطية التي تحققونها في الاقليم . بالاضافة الى ان المادة الخامسة في دستور اقليم كردستان لا تنسجم مع المادة 125 الواردة في دستور الجمهورية العراقية ، وكذلك هي مخالفة للمادة الثانية الواردة في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 47/ 135  المؤرخ في 18 كانون الاول / ديسمبر 1992 بشأن اعلان حقوق الاشخاص المنتمين الى اقليات قومية او اثنية والى اقليات دينية ولغوية والتي تنص على :
 المادة 2
1.   يكون للأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو إثنية وإلي أقليات دينية ولغوية (المشار إليهم فيما يلي بالأشخاص المنتمين إلى أقليات) الحق في التمتع بثقافتهم الخاصة، وإعلان وممارسة دينهم الخاص، واستخدام لغتهم الخاصة، سرا وعلانية، وذلك بحرية ودون تدخل أو أي شكل من أشكال التمييز.
2.   يكون للأشخاص المنتمين إلى أقليات الحق في المشاركة في الحياة الثقافية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والعامة مشاركة فعلية.
3.   يكون للأشخاص المنتمين إلى أقليات الحق في المشاركة الفعالة على الصعيد الوطني، وكذلك على الصعيد الإقليمي حيثما كان ذلك ملائما، في القرارات الخاصة بالأقلية التي ينتمون إليها أو بالمناطق التي يعيشون فيها، على أن تكون هذه المشاركة بصورة لا تتعارض مع التشريع الوطني .
ونامل من البرلمان الكردستاني بعث الأمل في صفوف الكلدانيين الذين هم جزء لا يتجزأء من الشعب الكردستاني في الاقليم .

 نحن الكلدان يجب فهم واقعنا في المجتمع العراقي الذي انغلق على ذاته ولا يقبل الاخر رغم المناداة بالديمقراطية . وهدفنا يجب ان ينصب  على تاسيس وعي جماهيري داخل مجتمعنا بضرورة التحرك في جبهات مختلفة ، والاعتماد المتبادل بين المثقفين والكتاب والفنانين والسياسيين  للوصول الى قرارات  ونتائج  تؤدي الوصول الى الغايات المنشودة ، وكذلك قطع دابر الانتهازية  للسير الى الامام برأي كلداني مسموع لتحقيق الاهداف التي نصبو اليها .


29
مشروع دستور اقليم كردستان – العراق
حــــق واصالــــة

قرداغ مجيد كندلان

 

ان نضال الشعب الكوردي من اجل الحصول على حقوقه القومية  والحرية والعدالة الاجتماعية جعلته ينظر الى كل ابناء الشعب في اقليم كردستان نظرة قومية متآخية  وحرية وعدالة اجتماعية لإرساء اواصر التآخي بينه وبين بقية القوميات الساكنة في اقليم كردستان ، ايمانا من الحكومة الحكيمة في الاقليم  تثبيت الحرية والديمقراطية ليتمتع بها جميع اطياف الشعب دون استثناء .  ان شعبنا الكلداني هو جزء لا يتجزا من الشعب الكوردي في الاقليم ، كافح من اجل حقه في اثبات هويته في دستور اقليم كوردستان .
ان السمات الديمقراطية  في لجنة اعادة النظر في مشروع دستور اقليم كوردستان – العراق  اتسمت بالمصداقية  لتكون البوصلة التي يهتدي بها في مسيرة الحياة الدستورية فـي اقليم كرستان ، ان المادة ( 5 ) من الباب الاول رسمت معالم الديمقراطية الصحيحة التي كنا ننتظرها من حكومة اقليم كردستان بادراج قوميتنا الكلدانية الاصيلة العريقة في الدستور .
ساهم الكلدانيون في النضال والبناء  بالامس ويساهمون اليوم في المسيرة الحياتية للعيش بكرامة واخلاص ليحتلوا مكانة مرموقة جبنا الى جنب مع اخوتهم الاكراد وبأيادي متصافحة ومشدودة ، رمزا لوحدة الشعب في الاقليم وتحقيقا للحرية والديمقراطية  وتخليدا للنضال المشترك . ان الدستور الكوردستاني اصبح نموذجا يحتذى به ومثلا رائعا للاجيال يعتمد عليه وسبيلا لرص الصفوف ونبذ التفرقة  لتحقيق التقدم  والرخاء والديمقراطية .
يعتبر عصرنا في اقليم كردستان بحق عصر القوميات في التحرر والاستقلال  والانطلاق نحو الحرية والديمقراطية واقامة مجتمع تتخلل فيه التعددية السياسية  لتحقيق سعادة الانسان في شتى نواحي الحياة وصولا الى تحقيق اهدافه ومصيره . تمكن الشعب الكوردي عبر نضاله ومراحل تطوره ان يحقق الانجازات الكبيرة ومنها انجاز الماة ( 5 ) بدرج  اسم قوميتنا الكلدانية في الدستور .
ان الكلداني اثبت انه قوة فاعلة في البناء والتطور ، كما انه حليف للأكراد وباقي القوميات من اجل ارساء نظام ديمقراطي في الاقليم .
 بينت في احدى مقالاتي ، حول وحدة قومياتنا غير قابلة للمساومة والغاء الاخر ، حيث ان قومياتنا جزءً لا يتجزء من الشعب العراقي ، والسعي الى التحاور الاخوي البناء ، بعيدا عن الضغوطات وإملاء الاطراف ، الى ما يقوي اواصر الاخوة بيننا وحل الخلافات واحترام الاخر و وتجنب كل مايؤدي الى تدمير وحدتنا والاضرار بها او اثارة الكبرياء من قبل البعض على اخوانهم والانسياق وراء الاوهام وسراب الاحلام الوردية والنتيجة الى مزيد من الازمات  من دعاة التسمية المخترعة ، الدخيلة على قوميتنا . ولكن لا مجيب !!
ان تحقيق اهداف الكلدانيين تستند الى عوامل كثيرة اهمها الايمان بوحدة وعدالة قضيتنا للاشتراك مع باقي مكونان الشعب في اقليم كوردستان . ان القيادة الكوردية متفهمة وواعية للاهتمام بالجميع لإزالة تهميش مكوناة قومياتنا المسيحية .
ان الحكومة في الاقليم اثبتت بجدارة على اشتراك الكلدان في الحكم من خلال الدستور مما سيؤدي الى مزيد من الاستقرار الاجتماعي والتطور الاقتصادي . ان الكوادر الكلدانية لسكان العراق الاصليين قادرون على تنفيذ وتطبيق سياسة  العراق بشكل عام واقليم كوردستان بشكل خاص بأمانة واخلاص ، ومساهمتنا في البناء هي علامة ايجابية بحق حكومة اقليم كوردستان .
كلمة اخيرة الى السياسيين الذين هرولوا وراء التسمية المخترعة وتهميش الاخر ، ان سياستكم امتازت  بعدم الحكمة بسبب عناصر منتفعة ، ليست لها حرارة الاخلاص والوطنية الصادقة  وتقبل الاخر  ، فلم يكونوا اكثر من صور ذات قناعات غير مؤهلة ، مما كنتم سببا للفرقة . ادعوكم الى اعادة حساباتكم ومراجعتها بشكل دقيق لكي تستفادوا من هذا الدرس الاليم .

اقدم شكري وتقديري الى السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كوردستان  والى حكومته الموقرة والى البرلمان الكوردستاني لهذه الالتفاتة الرائعة بادراج قوميتنا الكلدانية في الدستور . وفقكم الله ودمتم .

30
CHALDEAN ASSOCIATION FOR HUMANITY
 الجمعية الكلدانية الانسانية


الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية
الاخ ابلحد افرام امين عام حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني المحترم
الاخ الدكتور نوري منصور سكرتير المنبر الديمقراطي الكلداني المحترم
الاخ  ضياء بطرس صليوا السكرتير العام للمجلس القومي الكلداني المحترم
الاخ الدكتور حكمت حكيم الشخصية الوطنية الكلدانية المستقلة المحترم

تحية كلدانية عطرة
الوحدة بين مؤساتنا الكلدانية يشرح الفؤاد وحدث فريد في الجمال والحسن وان البودقة الواحدة هي القطب الجاذب للفكر والقلب معا . والان تجد جمعيتنا ( الجمعية الكلدانية الانسانية ) مشدودة الى  هذه اللؤلؤة  والانضمام الى الاخوة في الروح الواحد ، القومية الكلدانية .
الامر الذي يلزم ان ندركه من البدء هو استمرانا في العمل بروح الجماعة في فريق واحد وبمحبة واحترام وقبول الرأي الاخر والعمل بتواضع لخدمة مجتمعنا الكلداني بشكل خاص ومجتمعنا العراقي بشكل عام .
راجين التفضل باضافة الجمعية الكدانية الانسانية الى فريق الكلدان الاصلاء ، الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية ،  بأيدٍ مصافحة  ومشدودة .
وتنتهز جمعيتنا هذه الفرصة للاعراب عن فائق تقديرها .


قرداغ مجيد كندلان
رئيس الجمعية الكلدانية الانسانية
السويد




31




أكيتو وعظمة الكلدان

 

قرداغ مجيد كندلان


قبل 7309سنة كان الشعب الكلداني يحتفل براس السنة ،اكيتو . وهذا يذكرنا بعظمة واعرق حضارة عرفها التاريخ بالعطاء على مر العصور ، سواء بعظمة مختاريه أو حكامه أو علمائه.
يزهوالكتاب المقدس بتأريخ الكلدان ، ارضا وشعبا ، عندما يذكر مواليد الاجداد في ارض اور الكلدانيين " وهذه مواليد تارح . ولد تارح آبرام وناحور وهاران . وولد هاران لوطا . ومات هاران قبل تارح في ارض ميلاده في اور الكلدانيين . واخذ تارح آبرام ابنه ولوطا بن هاران ابن ابنه وساراي كنته امراة آبرام ابنه . " (تكوين11: 27-29و31)
خرج تارح مع ابرام وساراي ولوط من اور الكلدانيين ثم توقف في حاران ومات . تقع اور الكلدانيين في بلاد مابين النهرين السفلى ، واما حاران ففي شمال غرب مابين النهرين . اول رحيل في طريق الميعاد .
ليس من السهل ان يحتفظ الانسان الكلداني بالله وكل ارض الكلدانيين في وقت واحد وهذه الدعوة الالهية موجهة لكل نفس بشرية حتى تنطلق من محبة العالم والذات الى محبة الاخرين . آبرام
( ابراهيم ) ترك اور العظيمة موطنا للكلدانيين يومها والله يعده ببركة . هو يبارك من حوله ويبارك المكان الذي يوجد فيه فصار ابراهيم ابا للجميع اي صار هذا الاب الكلداني ابا للاشوري والسرياني والارمني والكلداني والعربي والكردي بل لجميع شعوب العالم .
في الواقع لابد من تأريخ صادق للكلدان وهو ما جاء في الكتاب المقدس حيث نقرا في
تكوين 10: 8-11 : " كوش ولد نمرود الذي ابتدأ يكون جبارا في الارض . الذي كان جبار صيد أمام الرب . لذلك يقال كنمرود جبار صيد امام الرب . وكان ابتداء مملكته بابل وآكد وكلنة في ارض شنعار . من تلك الارض خرج اشور وبنى نينوى ورحوبوت عير وكالح ورسن بين نينوى وكالح . هي المدينة الكبيرة ".
كانت مملكة نمرود في ارض شنعار هو الاسم القديم لارض بابل التي تعني "نهرين" لوقوعها بين نهري دجلة والفرات ، وهي المناطق السهلة في بلاد بابل ، وقد حوت هذه المملكة اربع مدن رئيسية :
بابل : تعني باب الله اي بابل ايل ، ولكنها صارت لها معناً اخر هو بلبلة الالسن .
آرك : تقع شرق الفرات .
آكد : تأسس منها بعد ذلك مملكة الاكاديين وكانت مملكة ذات شأن وتقع غرب دجلة .
كلنة : تقع شرق الفرات .
نمرود يعني جبار متمرد وقوي وقد يكون ابنا سادسا لكوش وذكر اسمه لاهميته . كان نمرود كلدانيا جبارا حتى صار مضربا للامثال ، لذلك  يقال كنمرود وجبار صيد ( وهذا المثل تناوله الناس ). من تلك الارض ( بابل ) خرج اشور ، ويدل ان اصل اشور ارض بابل الكلدانية . واسس دولة باسمه
( اشور). كما وجدت لنمرود  تماثيل في اطلال نينوى وهو يحمل اسدا تحت ذراعيه الايسر ، ولربما هو جلجامش البابلي .
من عظماء الكلدان ، حمورابي ، الذي يعتبر من اشهر ملوك بابل وحكم بين(1792-1750) ق م ، واسس امبراطورية ضمت كل العراق وجزء من بلاد الشام حتى البحر المتوسط وبلاد العيلام واصبحت بابل الكلدانية العاصمة . وامتاز حمورابي بشخصية عسكرية وادارية وتنظيمية . مسلة حمورابي محفوظة في متحف اللوفر بباريس ، وتحتوي المسلة على 282 مادة تعالج مختلف الحقوق. وجدت شريعة حمورابي في عام 1700 ق م ، والتي تمثل افضل الوثائق لبلاد مابين النهرين ، وهذه الشريعة تدل على رقي حضارة الكلدان في بابل .
اما الشاهد التأريخي الاخر من الكتاب المقدس هو نبوخذنصر :" وفي السنة التاسعة لملكه في الشهر العاشر في عاشر الشهر جاء نبوخذنصر ملك بابل هو وكل جيشه على اورشليم ونزل عليها وبنوا ابراجا حولها. ودخلت المدينة تحت الحصار الى السنة الحادية عشر للملك صدقيا. في تاسع الشهر اشتد الجوع في المدينة ولم يكن خبز لشعب الارض . فثغرت المدينة وهرب جميع رجال القتال ليلا من الطريق بين السوريين اللذين نحو جنة الملك . وكان الكلدانيون حول المدينة مستديرين فذهبوا في الطريق البرية . فتبعت جيوش الكلدانيين الملك فادركوه في برية اريحا وتفرقت جميع جيوشه عنه . فاخذوا الملك واصعدوه الى ملك بابل الى ربلة وكلموه بالقضاء عليه ." ( الملوك الثاني 25: 1-6 ) - لمزيد من المعلومات راجع نفس السفر الفصلين 24و25 - .
في السنة التاسعة لصدقياالذي حاول عقد تحالف مع مصر وصور وموآب  ضد بابل لكن نبوخذنصر استطاع اخضاع ممالك الارض وشعوبها ومحاربة اورشليم ( ارميا 34: 1 ) ، ونتيجة الحصار الذي فرضه ملك الكلدان على اورشليم وجيشها تمكن جيوش الكلدانيين من السيطرة على صدقيا وجيشه . وكذلك هزم نبوخذنصر ملك مصر في معركة كرمشيش وهاجم يهوياقيم واخضعه لبابل اي اخذ كل ماكان لمصر من نهر مصر الى نهر الفرات وكان يهوياقيم في ذلك الوقت خاضعا لمصر فاخضعه نبوخذنصر له. ( الملوك الثاني 24: 1-7 ) . في عهد نبوخذنصر واصل العلماء بحثهم فعرفوا مسارات الشمس والقمر، وعينوا مسارات الكواكب وكذلك كانوا اول من ميز النجوم الثوابت من الكواكب السيارة تمييزا دقيقا . وهكذا استمر علماء الكلدان بالبحث في عهود لاحقة حيث قسموا  مسار الارض حول الشمس(دائرة الفلك ) الى الابراج الاثني عشر ، وقسموا الدائرة الى 360 درجة ثم قسموا الدرجة الى ستين دقيقة والدقيقة الى ستين ثانية بواسطة الساعة المائية المخترعة من قبلهم . 
واشعياء النبي يعطينا معلومة رائعة حول الكلدان :" وتصير بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين "
( اشعياء13: 19 ) ، بابل بهاء الممالك هي كذلك لقدمها وعلومها وحكمتها وغناها وتجارتها ومبانيها وزينة فخر الكلدانيين اي اطلق اسم الكلدان على كل بابل كما اطلق الفراعنة على كل مصر .
ورد في كتاب عنوانه " علوم البابليين " لمرغريت روتن وتعريب الاب الدكتور يوسف حبي بأن بابل ادخلت التقويم الاقدم فيبدأ في 1 نيسان ، اكيتو ، تاريخ السنة الجديدة وتقسيم السنة الى 12 شهرا ومجموعها 360 يوما ، وعدد ايام الشهر 30 يوما اضافة الى تقسيم اليوم الى 12 ساعة . وعلوم بابل كانت علوم الفلك والتنجيم وابراج السماء والسنة القمرية .
اما احدى عجائب الدنيا السبع هي جنائن المعلقة بسر سحب المياه من الاسفل الى قمة البناء .
كتبت جريدة الصباح ان البابليين اول من رصدوا كسوف الشمس حيث ان تقارير البابليين فقد كتبها منجمون نظروا الى كسوف الشمس وخسوف القمر على انهما رسالتان من السماء واستخدموا هذا الكسوف في التنبؤ باحداث مستقبلية وقراءة النجوم ، وامتدت تقارير البابليين من عام 700 ق م وحتى عام 75 ب م . ومن الطريف ان البابليين سجلوا كل توقيت وقع فيه الكسوف او الخسوف وتوصلوا الى حقيقة علمية معروفة وهي ان هناك كسوفا يحدث كل 18 عاما و11 يوما وثلث اليوم . وهي الظاهرة المعروفة باسم دورة ( ساروس ). لقد كتبها العلماء البابليون على الواحهم المسمارية ثم جاء الفلاحون العراقيون في القرن 19 وعثروا عليها بالصدفة وهم يزرعون اراضيهم فسرقها تجار الاثار الذين باعوها بدورهم الى المتحف البريطاني الذي يضم هذه الالواح المسمارية .
وختاما انا أعتز بهذه المخترعات العلمية الرائعة والتأريخ العريق والحضارة والتشريع والتقويم ، ولكن لا أميل الى الاحتفال بعيد اكيتو لان لدينا عيد ميلاد يسوع المسيح ، نور العالم ، وعيد قيامة المسيح الذي خلصنا وحررنا من ابليس واعوانه .


32
قوائم انتخابية عديدة
درس قاس لقومياتنا يجب الاسفادة منه

قرداغ مجيد كندلان

ان تغيير النظام في العراق تكمن في التغيير لذهنية الشعب من كافة قومياته  في اتجاه علماني تقدمي حديث ، وهذا التغيير لن يكون بأزاحة حكم دكتاتوري او ازاحة القوميات الاصيلة واقامة غيره او بتبديل قانون او ايجاد تسميات اورفع شعار جديد يشبه الشعار القديم الا هو الرأي الواحد الاوحد . واعتقد يجب ادخال تغيير اساسي على وعي المجتمع وابدال مفاهيمه حول العلاقات الاساسية بين الانسان والانسان وبين الانسان وعالمه المعاصر. ويكون باقامة مفاهيم جديدة في المجتمع تنطلق من مفاهيم وقيم العلم والفكر شاملة لكل الممارسات والعادات والمعتقدات التي لم تعد تأتلف مع منطق العصر الذي بنيت عليه كل المفاهيم الانسانية في هذا العصر. واذا كانت فئة او قومية تتغنى بأمجاد الماضي  بجمود التراث لن تستطيع الدخول الى رحاب العصر والعلمانية المتقدمة وستبقى اسير الماضي والعيش ضمن اطارها . ان رسالة الكُتاب بالاخص الكلدان والسريان والاشور في الفترة الماضية منذ سقوط الحكم الدكتاتوري 2003 ولحد نهاية عام 2008 اعتبرها فترة تقييم وتمحيص الاراء السائدة والتقاليد الراسخة والعادات والممارسات التي اكتسبت بالخلافات فيما بينهم وابتعدتهم الواحد عن الاخر بسبب حب الذات وانكار الاخر والنتيجة النهائية برزت قوائم انتخابية عديدة لاننا ورثنا الدكتاتورية إن ندري او لم ندري وعكسناها على مجتمعنا واخترعنا  قوانين جديدة تلائم ذواتنا وخاصة التسمية الدخيلة  التي فرقتنا ولم توحدنا ، انه درس قاس لقومياتنا  يجب الاستفادة منه .  انا ارى بأن كل واحد منا يراجع نفسه وان نزيل كل مالم يعد صالحا للعهد الجديد وفي قيامنا جميعا من سياسيين ومستقلين بمختلف الوسائل من تنوير علمي وجدل فكري وانتاج واقعي لواقعنا ولو كلفنا ذلك العنت والارهاق .
ان الخروج من الجمود الى عالم العقل ومن نطاق الغموض الى نطاق التمييز والوضوح هو الطريق الوحيد للوصول الى الالفة والتفاهم والاعتراف الواحد بالاخر كما هو وكما قوميته ، وان معالجة الامور بالمنطق العلمي الهاديء والخروج على جانب الانفعا ل  في حياتنا واللامعقول من تراثنا وثقافتنا ، قد يكون أولى واجبات رسالة الفكر في مرحلتنا الحضارية الراهنة التي ما تزال القيم العتيقة تتحكم في كثير من الكُتاب بشكل مخيف  ، لايمكن ان يخلف سوى البعد والتفرقة وكذلك يخلف البعد عن التطوير والتغيير المطلوب في نطاق الفكر وقيم المجتمع وثقافته والديمقراطية .
لقد بحث بعض كُتابنا في بنية المجتمع والثقافة السائدة في المعتقدات والمجتمعات الماضية وطبقها في عالمه المعاصر مما سبب الفشل لهذا النمط من التفكير والسلوك المعارض لذهنية الكُتاب الاخرين لاسيما ان حكم قومية واحدة سائدة وسيدة والقوميات الاخرى تبعية لها شكلت هذه الافكار بعيدة عن حكم العقل وبالتالي النفور من هذه الافكار والنتيجة النهائية التفرقة . أن من يحاور اليوم لإقامة مجتمع قومي واحد  وبشعار ( نحن شعب واحد ) هو انسان يحاور من اجل مجتمع غير موجود بل من اجل مجتمع لايمكن إقامته إلا عن طريق الاعتداء على القيم والحقوق والحريات لقوميات اخرى  . ان شعار ( نحن شعب واحد ) لا يمثلنا وحدنا من الكلدان والسريان والاشور  بل يمثل هذا الشعار لكل العراقيين من عرب واكراد وكلدان وتركمان وسريان واشور وارمن . وعليه لايمكن الانفصال عن باقي مكونات الشعب العراقي  لنكون شعب واحد مكون من تسمية ( الكلدان السريان الاشور ) وهي دخيلة على قومياتنا بل ستؤدي بالتالي الى شطب القوميات مستقبلا  ويحل محلها التسمية .
مجتمعنا ( الكلداني والسرياني والاشوري والارمني )  تأثر بالمجتمع العربي الذي لايسمح فيها للفكر ان يتعرض البحث والتقييم لأصول بعض الموروثات ولو كانت الناحية الاسطورية فيها الغالبة ، لان الاسطورة التي يعيش عليها مجتمعنا تشكل جزءاً لا يتجزأ من ذاكرته وضميره ومن بنية مجتمعه الذي لايهون عليه هدمه بسهولة ومن هذه الاسطورة على سبيل المثال لا الحصر :( اقامة اقليم اشور الذي يمتد حسب ماجاء في البيان الختامي للمؤتمر الاشوري :" شمالا – الحدود الدولية لدولة العراق مع تركيا وسوريا . شرقا- من منطقة نروة وريكان ضمنا ، نزولا على طول الزاب الاعلى . غربا – نهر دجلة . جنوبا – نقطة التقاء الزاب الاعلى مع دجلة ") . اذا القينا نظرة فاحصة على مسيرة حياة هذا المجتمع توضح انه مازال في عالم ثنائي من الخيال والغيبيات والواقع وانه في وجوده أسير لاسطورة الامبراطرية الحاكمة قبل مئات السنين من مجيء المسيح ، وانه مازال يعاني تسلط  واستبداد افكار اشخاص تفصله عنهم قرون .
ان جسم الكلدان انقسم  الى ثلاث اجزاء ، الجزء الاول اعتبر مذهبه كلدان وليس قومية والجزء الثاني  انفصل المجلس القومي الكلداني عن المجلس الام و خرج بقائمةوالجزء الثالث  حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني هو الاخر خرج بقائمة 503 ولكنه يمثل شرعا الكلدان .
يؤسفني  ان ابين لجميع الاخوة الكلدان بشكل خاص ان السكرتير الحالي للمجلس القومي الكلداني في عينكاوة نصب نفسه سكرتيرا عاما وبدون انتخاب وانفصل عن المجلس الام  وانه لايمثل الكلدان اطلاقا، وكان المفروض عليه ان يلتحم مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني الذي يمثل للكلدان . والسؤال يفرض نفسه : هل كلدانية المجلس القومي الكلداني تختلف عن كلدانية حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني ؟
عجبي !!! والسؤال المهم : هل السكرتير الحالي للمجلس المزعوم له الحق الطلب من الكلدان  انتخاب مرشحيه وهو اصلا لم يأتي عن طريق الانتخاب ؟؟!! عجبي
وختاما أأمل من سياسيين ومستقلين الالتجاء الى البحوث التي تعالج هذه الامور بمنطق العلم والبحث العقلي وبمفهوم القوميات المتآخية بدون التعالي الواحد على الاخر وكذلك التخلص من الازدواجية او الثنائية المتحكمة في السلوك والفكر لغرض معالجة الخلل في كيان مجتمعنا وافراده على مستويات كثيرة وعند ذلك نستطيع البحث في التمثيل الصحيح لمجتمعنا بقائمة واحدة وإلا خراب !!!

 

33
الانسان وميلاد المخلص

قرداغ مجيد كندلان


الكتاب المقدس هو كتاب يحتوي علاقة الكون بالله خالقه . فالله وحده هو أصل جميع الكائنات ومبدع كل الخلائق ، وهو وحده خالق الارض وما فيها من نبات وحيوان ، وهو خالق الفلك وما يدور فيه من كواكب ونجوم . ويعلن الكتاب المقدس أن جميع هذه الكائنات حسنة . ثم توج الله عمله بخلق الانسان على صورته ومثاله فيتسلط على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض( تكوين1: 26) تقوم صورة الله في الانسان على اشتراك الانسان في سيادة الله على سائر الخلائق . وتلك السيادة تفرض العقل والحرية والارادة . ويؤكد الكتاب المقدس مساواة الرجل والمرأة :
" فخلق الله الانسان على صورته ، على صورة الله خلقه ، ذكرا وانثى خلقهما "
(تكوين1: 27) ،" وجبل الرب الإله أدم ترابا من الارض ونفخ في أنفه نسمة حياة . فصار أدم نفسا حية . وأخذ الرب الإله أدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها . وأوصى الرب الإله ادم قائلا : من جميع شجر الجنة تأكل أكلا ، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها . لإنك يوم تأكل منها موتا تموت " (تكوين 2: 7 و 15- 17 ). أن الاكل من شجرة معرفة الخير والشر هو رمز يدل على رفض الانسان وطلب الاستقلال عن الله والتخلي عن وصاياه . التمرد على وصية الله  تعني أن الانسان يرفض ان يكون خليقة ، اي كائنا مرتبطا بالله . وبهذا استحق الانسان الموت لمخالفته وصية الله فكان أجرة الخطيئة الموت . وليس القصد من الموت في هذه الجملة هو الموت الجسدي بل هو موت الروح . يقول الرسول بولس :" دخلت الخطيئة الى العالم" ( رومية 5: 12 ). بولس الرسول يقصد عالم الانسان ويبين في كتاباته ان الشر كان موجودا خارج عالم الانسان قبل ان يخطيء الانسان . والشر كان محصورا في عالم الملائكة ، بدليل ان الشيطان، وهو المحسوب أحد الملائكة الساقطين، هو الذي سرب الخطيئة للانسان ومنه الى العالم . وجاء في سفر الرؤيا12: 7-9  :" وحدثت حرب في السماء. ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وحارب التنين وملائكته ولم يقوا فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء . فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يَضِلُ العالم كله طُرِحَ الى الارض وطرحت معه ملائكته ." ، الملائكة خلقت اصلا للقيام بخدمة الله وتنفيذ اوامره وهي ارواح خادمة فإذا ما أخطأت فأنها تسقط من درجاتها الملائكية وتصبح شياطين وليس لها خلاص ، وانحصرت الشياطين على الارض . 
صحيح انها خطيئة ادم الانسان الاول ، ولكن الخطيئة ارتبطت بالطبيعة ، وسلم ادم لذريته الطبيعة التي زلت وأخطأت وفقدت نعمة وجودها في حضرة الله وفارقتها النعمة الحافظة والمدبرة ، فصارت مستهدفة للموت ولمن له سلطان الموت . خطيئة ادم انه مد يده الى ما لايحل له تحت إغواء ومكر الشيطان وتزييف الحقائق والاستهانة بتحذيرات الله . وخطيئة كل ابن لادم وُلد له على الارض هي  بعينها ، يمد يده الى مالايحل له تحت غواية الحية  ،  فتسري فيه اللعنة والموت كما سرت اللعنة والموت في أبيه الاول . فالطبيعة هي بعينها ، الطبيعة الساقطة ، ومع اللعنة والموت الفساد والفناء ، اجيال وراء اجيال. وصدور الحكم بالموت انقطع ما كان للانسان من صلات وثيقة بالله من طرف واحد وهو الانسان . وهكذا دخلت الخطيئة الى العالم تحمل في بطنها الموت .
خطايا  الانسان ظلت مخفية تعمل دون ان يلحظها احد ودون ان يحصرها الفكر والضمير . ولكن الله يقصد ان يطهر ضمير الانسان من كل الاعمال الشريرة ، فكان لابد من ناموس يوضح انواع الخطايا ويكشفها للضمير ويعطي عنها عقوبات رادعة لايقاظ الضمير وإخافته. وهكذا دخل الناموس ، شريعة موسى ، ليكشف انواع الخطايا العاملة في قلب الانسان وفكره. وهنا يتحتم عليتا ان نعلم ان كل التطهيرات والذبائح والقرابين الناموسية كانت تقدم عن خطايا السهو فقط ، اما الذي يخطيء عن عمد فليس له ذبيحة بل موتا يموت . وهكذا وقف ناموس موسى امام خطايا العمد بلا حراك وبلا اهلية ، تاركا معالجتها للمسيح .
" فلما تم الزمان ، ارسل الله ابنه مولودا لامرأة ، مولودا في حكم الشريعة ." ( غلاطية4:4) وهكذا تم الزمان يعني انتهاء زمان الانسان ، زمان الخطيئة والشقاء واللعنة ، ومجيء أيام الله ، وهي ايام الخلاص والبر والمصالحة والحياة الجديدة بولادة المخلص . ومما يثير العجب كيف ان إشعيا( 49: 1 ) بالنبوة يصف تدخل الله في المسيح من بطن أمه هكذا :" ان الرب دعاني من البطن وذكر اسمي من أحشاء أمي " وفعلا خاطب الملاك العذراءالقديسة مريم هكذا :" فقال لها الملاك : لا تخافي يا مريم ، فقد نلت حظوة عند الله . فستحملين وتلدين ابنا فسميه يسوع . سيكون عظيما وابن العلي يدعى ، ويوليه الرب الإله عرش أبيه داود ، ويملك على بيت يعقوب أبد الدهر، ولن يكون لملكه نهاية ". ( لوقا 1: 30-33 )  .
كيف وصف إشعيا بدقة أن الله فعلا ذكره وهو في البطن ومن احشاء أمه ذكر وعين اسمه ! كما ينبغي ان نلتفت كيف ان الملاك قال للأم العذراء إنه ( يدعى ابن الله ) فهو مولود من امرأة ولكن بدون رجل . وارميا النبي يعطينا فكرة كيف يتدخل الله في ميلاد مختاريه من امرأة:" قبلَ أن أُصَوركَ في البطن عَرَفتُكَ وقبل أن تَخرُجَ من الرحِمِ  قَدستُكَ "( ارميا 1: 5) ان ميلاد المسيح حدث سماوي بالدرجة الاولى ، حقق حلم الانسان كما جاء على لسان إشعيا النبي مخاطبا الله : " إنك لإله محتجب يا إله اسرائيل المخلص "( إشعيا 45: 15) ، "ليتك تشق السموات وتنزل "( اش 63: 19 ). وهو حلم كحلم طفل ان تكتمل عين الانسان برؤية وهو معنا . لذلك اختار الله مريم العذراء ليصير الكلمة جسدا في احشائها ووقف الملاك ليبشرها بهذا الحبل الإلهي والميلاد الملوكي وأخبرها بالنعمة التي وجدتها امام الله :" فقد نلت حظوة عند الله " ( لوقا 1: 30 )، وملأ قلبها بالفرح قائلا :" افرحي ايتها الممتلئة نعمة" ( لوقا 1: 28 )، وكرر باتحاد الله مع البشر إذ قال :" الرب معك "(لوقا 1: 28 ) وبشر بالبركة قائلا :" مباركة انت في السماء "( لوقا 1: 42 ) ثم اوضح للبتول ان سر تجسد الكلمة قد اكتمل بحلول الروح القدس عليها :" أن الروح القدس سينزل عليك وقدرة العلي تضللك ، لذلك يكون المولود قدوسا وابن الله يدعى "( لوقا 1: 35 ) .
لقد طرح الله السلام على الارض يوم ولد المسيح المخلص في بيت لحم :"وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة "( لوقا2 : 13 و 14 ) .  فكان المسيح رئيس السلام حقا:" لانه قد ولد لنا ولد واعطي لنا ابن فصارت الرئاسة على كتفه ودعي اسمه عجيبا مشيرا إلها جبارا ، أبا الابد ، رئيس  السلام " ( أشعيا 9: 5 ) ، ويقول الرسول بولس :" فإنه سلامنا ..."
( أفسس2: 14 ) . وأول عمل استلمه تلاميذ الرب ليكرزوا به وعلى أساسه هو السلام :" والكلمة الذي أرسله إلى بني إسرائيل مبشرا بالسلام عن يد يسوع المسيح " (اعمال10: 6 )،  " وإذا دخلتم البيت فسلموا عليه . فإن كان هذا البيت أهلا ، فليحل سلامكم فيه ، وإن لم يكن اهلا ، فليعد سلامكم إليكم." ( متى 10: 12 و 13 ) .
السيد الرب نسجد امام بهاء مجدك ونفتح ذراعينا ونتضرع ونصلي ان تضع السلام والامان والاستقرار في ربوع عراقنا الحبيب في هذا الميلاد المجيد ، ميلاد المجد والعظمة .

اقدم اخلص التهاني والتبريكات بعيد ميلاد رسول المحبة والسلام يسوع المسيح المخلص الى غبطة أبينا البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلّي الجزيل الاحترام والى المطارنة والكهنة من الكلدان والاشور والسريان والارمن والى جميع العراقيين مسيحيين  ومسلمين ، وكل عام وبركة ونعمة يسوع المسيح مع الجميع .

34
مخطوطات البحر الميت
الرد على مقالة الاستاذ توما شماني



قرداغ مجيد كندلان
أود الرد على النصوص التالية الواردة  في مقالة الاستاذ توما :
اولا. النص فى هذا العام نشر في لندن كتاب (خداع مخطوطات البحر الميت) للكاتبين (مايكل بيجنت) و (ريتشارد لى) اعتمد المؤلفان في أدلتهما على التأخير الذى زاد على أربعين عاما في نشر مخطوطات كهف قمران رقم (4) ..فمن بين 500 نص عثر عليها في هذا الكهف لم ينشر منها إلا مائة فقط .  ثم بدأت حملة إعلامية كبرى في أواخر عام 90 وأوائل عام 1991 م خاصة في الصحف الأمريكية مثل (النيويورك تايمز) و (الواشنطون بوست) تهاجم مجموعة الباحثين المسئولين عن ترجمة ونشر المخطوطات وتتهمهم بالاشتراك في مؤامرة لمنع نشر بعض ما ورد بنصوص قمران. كما انتشرت شائعات بوجود مؤامرة لإخفاء بعض محتويات مخطوطات قمران لأن محتوياتها سيكون لها تأثير سلبى على بعض المعتقدات اليهودية والمسيحية . الاكثرية من هذه المخطوطات في حيازة الجامعة العبرية في اسرائيل واكثرها لم ينشر بسبب تعارضها مع الاسفار اليهودية القائمة الآن .
الخلاصة ان أثار اكتشاف مخطوطات عبرية وآرامية قديمة بمنطقه قمران حمس الباحثين في تاريخ الكتب المقدسة، للعثور على معلومات تزيل الغموض عن مرحلة هامة من التاريخ الإنساني. ذلك أن أقدم نسخة عبرية موجودة الآن من كتب العهد القديم ترجع إلى القرن العاشر بعد الميلاد .
خلاصة الخلاصة ان النصوص الي اكتشفت في (كهوف قمران) كانت هزة تاريخية في الاسفار اليهودية بشكل خاص والمسيحية. النصوص محت معلومات واوردت معلومات جديدة لم تكن في الحسبان عرفنا منها ان الجرة كانت رفا من رفوف المكتبات الحديثة حفظت عبر ألف عام او اكثر ماكان فيها من لفائف البردي او جلود الحيوانات او صفائح النحاس وكانت بالعبرية والآرامية وقليل منها باليونانية. انتهى النص
الرد : ابتداءً من عام 1982 نشرت كتب عديدة تتضمن الاكاذيب والضلالات للكُتاب الملحدين ، واكثرهم شهرة كتاب " الدم المقدس – الكأس المقدسة " نشر عام 1982  للكُتاب ميشيل بيخت وريتشارد لي وهنري لنكولن ، ورواية " شفرة دافنشي" نشرت عام 2003 للروائي دان براون والتي تحتوي على ملخص افكار هؤلاء الكُتاب الذين اعتمدوا في كتاباتهم على ماجاء في اساطير وخرافات العصور الوسطى عن الكأس المقدسة ومريم المجدلية ، وبنى بروان الاكاذيب والاوهام  حول  لوحة الفنان الايطالي ليوناردو دافنشي  ( 1452 – 1519 ) م " العشاء الاخير " التي رسمها قبل خمسمائة سنة ، وتخيل فيها مالم يفكر فيه الرسام مطلقا .
والعجيب بأن الكُتاب الثلاثة يعترفون بعدم مصداقية نظريتهم ويقرون ويعترفون أنها مجرد نظرية تأملية . ويبين ان الرواية لاتهتم بحقائق التأريخ بل تجعل الخرافة مساوية للحقيقة ، وبهذا المفهوم افترضوا تأريخا غير التأريخ وأحداثا ملفقة غير الاحداث التي حدثت بالفعل واعتمدوا على افتراضات  وتأملات وادعاءات بان السيد المسيح كان يعرف نبوات العهد القديم عن المسيا المنتظر مما جعله يرتب حياته بما يتفق مع هذه النبوات وتزوج بمريم المجدلية ونجى من الموت على الصليب وهرب مع مريم المجدلية الى فرنسا ...والخ . وهؤلاء الكُتاب عديمي الايمان نكروا لاهوت المسيح وزعموا أن المسيح هو مجرد نبي . 
وقام الكاتبان ميشيل بيخت وريتشارد لي  بنشر كتاب " خداع مخطوطات البحر الاحمر " في العام الحالي ويتضمن هذا الكتاب ايضا على الضلالات  والاكاذيب حول المخطوطات وأدلتهما لاتمت الى الواقع بصلة .
هؤلاء الكُتاب بفروضهم المسبقة المبنية على افكارهم وعقائدهم الخاصة ، يتكلمون فيما لايعلمون ، او يتجاهلون الحقائق الواضحة بسبب ما يعتقدون !! واقول لهم ان الكنيسة مؤسسة على تسليم رسولي غير منقطع ، من خلال الرب يسوع المسيح نفسه ، كلمة الله النازل من السماء ، فالرب يسوع المسيح قد اختار تلاميذه الاثني عشر وسماهم رسلا وتلمذهم على يديه ليكونوا شهودا له ولاعماله وأقواله وليحملوا رسالته لجميع الامم .
اما الحقيقة فهي كما في المصادر الموثوقة  حيث تتكون مخطوطات البحر الميت من حوالي ثمنمائة الف مخطوطة ( قصاصة ) وأمكن جمع خمسمائة مخطوطة . والمخطوطات تلقى الضوء على المجتمع الديني في قمران ، ومن هذه المخطوطات : " وثائق صادوق " و " قانون المجتمع " و " دليل
التعليم " . وتغطي المخطوطات التي كتب بعضها على جلد الماعز والبعض الاخر على ورق البردى الفترة التي امتدت مابين ثلاثة قرون قبل الميلاد الى القرن الاول الميلادي . وتتضمن المخطوطات أول نسخ معروفة من التوراة ووثائق باللغة العبرية بالاضافة من النصوص الخاصة بالطقوس اليهودية التي تعود الى عصر المسيح . ومن اهم المخطوطات نص العهد القديم التي ترجع الى قبل المسيح بحوالي مائة عام . وصلت مخطوطة الى جون تريفر مدير المدرسة الامريكية للبحوث الشرقية في اورشليم ، وكان مصورا هاويا ومحترفا واستطاع تصوير كل أعمدة المخطوطة الكبيرة لسفر اشعيا وتحميضها وارسل الصور الى الدكتور و.ف. ألبربيت في جامعة جونز هوبكنز ، عميد لعلماء الاثار الكتابية في أمريكا . وترجع المخطوطة الى 100 ق . م.
من المعروف ان أقدم مخطوطة عبرية كاملة للعهد القديم ترجع الى 900 م ، ولكن بفضل مخطوطات البحر الميت اصبح هناك نسخة كاملة للنص العبري لسفر اشعيا ( 125 ق . م ) . ومن الجدير بالذكر الى وجود تطابق تام بين مخطوطة سفر اشعيا ( 125م ) مع النص المازوري لسفر اشعيا ( 900 م) أي بعد الف عام ، وهذا يدل على امانة ودقة لنساخ الكتاب المقدس على مدى الف عام .
اكتشف في الكهف الاول مخطوطات عن اجزاء من التكوين واللاويين والتثنية والقضاة وصموئيل واشعيا وحزقيال والمزامير وأعمال اخرى غيركتابية مثل أخنوخ وأقوال موسى ( ولم تكن معروفة قبلا) ، وسفر اليوبيل وسفر نوح وشهادة لاوي وطوبيا وحكمة سليمان . وهناك ايضا أجزاء من سفر دانيال 2: 4 ، وقد وجد ايضا في الكهف الاول أجزاء من شروحات لأسفار المزامير وميخا وصفنيا .
وفي الكهف الثاني وجدت مخطوطتان  لسفر الخروج وواحدة لسفر اللاويين وأربع مخطوطات للعدد وثلاثة للتثنية ومخطوطة واحدة لكل من إرميا وأيوب والمزامير ومخطوطتان لراعوث .
وفي الكهف الرابع تم استعادة الاف القصاصات عن طريق شرائها من البدو او التنقيب من قبل الآثار في ارض الكهف . وتحتوي هذه المخطوطات على مائة نسخة لاسفار العهد القديم كله عدا استير . وهناك قصاصة صموئيل ترجع الى القرن الثالث قبل الميلاد . وكذلك اكتشفت بعض قصاصات لشروحات أسفار المزامير وإشعيا وناحوم . وتبين من دراسة هذه المخطوطات بأن الاسفار المفضلة لدى مجتمع قمران كانت على الترتيب  : إشعيا – المزامير – الانبياء – ارميا . وفي احدى القصاصة تحوي على دانيال 7: 28 و 8: 1 تتغير اللغة من الارامية الى العبرية .
الكهف السابع يشمل أجزاء العهد الجديد وتعد أقدم مخطوطات العهد القديم وترجع الى 50-60 م .
تم اكتشاف وثائق ومخطوطات تبين تأريخ الثورة اليهودية الثانية ( 132 – 135م ) ، وكذلك تم اكتشاف مخطوطة اخرى للأنبياء الصغار بدءً من النصف الثاني ليوئيل الى حجي ، وتؤيد هذه المخطوطة النص المازوري . واكتشفت أقدم بردية وقد اعيد النقش ثانية بكتابة عبرية ترجع الى القرن السابع او الثامن قبل الميلاد .
ومن الجدير بالذكر يعكف عدد من الاخصائيين والعلماء في احد معامل القدس التي تم تجهيزها بأحدث الاجهزة التقنية على تصوير المخطوطات واتاحة الفرصة للاطلاع عليها من مختلف ارجاء العالم .
وتجدر الاشارة الى انه جرى تصوير المخطوطات جميعها مرة واحدة فقط عام 1950 باستخدام الاشعة تحت الحمراء وتم حفظ الصور في حجيرات يتم التحكم في  مناخها من حرارة ودرجة
الرطوبة . وعلى الرغم من ان الاطلاع على تلك المخطوطات اقتصر على دائرة صغيرة من العلماء فأنه تحسن كثيرا خلال 20 عاما الماضية ، حيث تم نشرها بأكملها عام 2001 . ويطالب الباحثون والعلماء في العالم السلطات الاسرائيلية باستمرار باتاحة فرصة الاطلاع على المخطوطات ، وعرض المتحف اليهودي في نيويورك ستة من تلك المخطوطات في الشهر الماضي .
في الحقيقة لااستطيع حصر جميع الاكتشافات في هذا الرد ولكني تناولت الموضوع بشيء من الايجاز لمعرفة الحقيقة الغائبة عن الكثيرين وحيث يجب ان لانعتمد على الكُتاب الملحدين لانهم يبثون سمومهم لتضليل الكثير من الناس والابتعاد عن رب المجد يسوع المسيح ولكن تعاليم المسيح هي طريقنا وباقية الى انقضاء الدهور ولايستطيع اي ملحد ان ينال منها شيئا .
والخلاصة هي اننا يجب ان نثني على الذين حرصوا على الحفاظ على النص الاصلي لاسفار العهد القديم العبري ، لقد كانوا على وعي تام بأهمية الحفاظ على النصوص المقدسة حتى انهم لم يجرؤا على القيام بأية تعديلات فيما يتعلق بالحروف الساكنة  للنص .
المصادر:
Kenyon,OBAM,47- Earle,HWGB,48,49 – Burrows,TDSS304 – Archer,SOT,19 – Price,SDSS,86 -  Brotzman,OTTC,94-95 – Erus,MHT,173 – Harrison,AOT,115 -  Archer,SOT,65
.
ثانيا. النص كما أن المعلومات التي وصلتنا عن المسيح جاءت كلها من كتابات كتبت بعد نصف قرن من الوقت الذي حددته لوفاته. انتهى النص
الرد : تأريخ الكتابة يحدد بعد قيامة المسيح وليس وفاته .
يحدد العلماء أن ماقبل حدوث رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي – حسب قول المسيح – هو اقصى ميعاد لوجود الانجيلي متى في اليهودية ، لأنه بعدها استولى الرومان على الجليل ، لذلك يؤكد العالِم هيلجنفيلد أن اقصى ميعاد محتمل لكتابة الانجيلي متى لانجيله هو بين سنة 50 – 60 م .
اي بعد صعود المسيح( قيامته )17 – 27 م .
Hilgenfeld,cited by A.H.W. meyer,op.cit.,p.19n.المصدر :
ولكن العالِم ماير يعطينا شهادة من يوسابيوس القيصري في كتاب التواريخ أن تأريخ كتابة البشير متى انجيله هو سنة 41 م ، اي بعد ثمان سنين من قيامة المسيح .
A.H.W.Meyer,op.cit.,p.19 المصدر : 
وتشاء نعمة الله وتدبيره أن يظهر في جريدة الاهرام بتأريخ 24/3/1966 م خبر مؤداه كالاتي حرفيا: " اكتشف مؤرخ الماني متخصص في البرديات المصرية بجامعة اكسفورد البريطانية ورقة بردي مصرية تعود الى القرن الاول للميلاد ، وتعتبر أقدم وثيقة مسيحية في العالم . وأوضح المؤرخ كارستن بيتر تييد أن البردية جرى العثور عليها عام 1901م في احدى كنائس الاقصر ، لكنها لم تحظَ يالانتباه الى اهميتها ، وظلت في الكلية المجدلية بأكسفورد الى ان بدأ العالِم الالماني قبل عامين التعرف عليها ودراستها . واكتشف تييد ان البردية تعود الى عام 60 م مما يجعلها أقدم وثيقة مسيحية يتم اكتشافها حتى الان ، وتضم بعض أجزاء آيات من انجيل متى ، وتستشهد بأشخاص عاشوا في الفترة التي عاش خلالها المسيح – ونشرت جريدة الديلي ميل البريطانية أمس مقتطفات من كتاب سيصدر غدا عن الموضوع الذي يؤرخ للأناجيل الاخرى وسبق كتابتها في فترة مـتأخرة نسبيا عن الزمن الذي عاشه المسيح . إلا ان هذه الوثيقة تثبت أن انجيل متى يستمد معلوماته من اشخاص وصفهم أنهم كانوا شهود عيان للسيد المسيح . كانوا من بين تلاميذه . وتمكن المؤرخ الألماني من علاج بقايا البردية التي وجدها ممزقة الى ثلاثة أجزاء صغيرة ومكتوبة باليونانية
القديمة " انتهى النص .   
ومن الجدير بالذكر ان الاب متى المسكين في مصر قد علق على هذه الوثيقة في مؤلفه دراسة وتفسير وشرح الانجيل متى بالنص التالي :
"أما تعليقنا على هذه الوثيقة النادرة فهو كالآتي : إن كانت قد كُتبت سنة 60 م وهي بخط القديس متى ، فهي على الاقل الفروض أن يكون قد مر عليها ما لا يقل عن خمس وعشرين سنة حتى تصل الى الاقصر ، إذن فزمن كتابتها يتراوح بين سنة 35 وسنة 40 م . وإن كان القديس متى قد اقتبس الكثير من انجيل القديس مرقس ، يكون انجيل القديس مرقس قد كُتب قبل ذلك ، مما يؤكد ما وصلنا إليه في البحث عن تأريخ كتابة انجيل القديس مرقس وهو سنة 40 ميلادية ، والحقيقة أنه قبل ذلك ." انتهى النص  .
واود ان ابين بهذا الصدد . أنه دونت اسفار العهد الجديد عندما كان معظم تلاميذ المسيح ورسله أحياء وقبلت الكنيسة هذه الاسفار فور تدوينها واستخدمها الرسل في كرازتهم ، فقد دونت بالروح القدس لهم وقبلوها بكل قداسة ووقار ككلمة الله الموحى بها من الروح القدس.
رابعا. النص وظهر منها آنذاك تواجد فرقة (العيسويون) وهم يهود تنصروا وليس هذا بالغريب ففي التاريخ نجد يهودا تنصروا وبقوا على بعض معتقداتهم منها كانوا يرون المسيحيين من الاقوام الاخرى (نجسون) الا ان تلميذ المسيح (بولص) وحد المسيحية. انتهى النص
الرد : يرجى قراءة ما قاله قداسة البابا بندكتس السادس عشر والمنشور في كلدايا نيت وبالنص التالي:
http://www.kaldaya.net/2008/DailyNews/09/Sep26_08_A2_stPaul.html
هل صحيح أن بولس هو الذي أسس المسيحية؟

بندكتس السادس عشر يدحض بعض الآراء الشائعة

 )- الفاتيكان، الأربعاء 24 سبتمبر 2008 Zenit.org) أطلق الكثير من المفكرين في القرنين السابقين نظريات تقول بأن المؤسس الحقيقي للمسيحية هو بولس الرسول وليس يسوع المسيح. ساند فرويد هذه النظرة في كتابه "مستقبل وهم" مصرحًا أن مؤسس اليهودية بنظره هو موسى، ومؤسس المسيحية هو بولس. كما واعتنق هذه الفكرة المؤرخ أدولف فون هارناك في كتابه "جوهر المسيحية". وفي أيامنا هذه، يقول بهذه الأفكار الباحث كورادو أوجاس وغيره من كتاب الكتب الرائجة المبيع والتي تفتقر لبحث علمي متين وتنطلق من حكم مسبق وإيديولوجية معادية للمسيحية التاريخية والتقليدية.
توقف تعليم البابا بندكتس السادس عشر اليوم في مقابلة الأربعاء العامة على علاقة بولس الرسول بالجماعة الرسولية الأولى، فتضمن تعليمه جوابًا يدحض هذه النظريات لأنها لا ركيزة حقيقية لها، ولأن رسائل القديس بولس نفسها تشهد أن بولس الرسول إنما نقل إلى الآخرين ما سبق وتلقاه هو بدوره ممن سبقوه وكانوا شهودًا عيان لحياة يسوع الناصري ولأقواله وتعاليمه.
بولس يعترف بمرجعية الرسل الأولين
هذا وذكر البابا في مطلع التعليم أن علاقة القديس بولس بالرسل الذين سبقوه في اتباع المسيح كانت علاقة احترام وتقدير، إذ يعترف بولس في رسالته إلى أهل غلاطية بأن الرسل الأولين هم "أعمدة الكنيسة".
وبما أنه لم يحظ بفرصة اللقاء بيسوع خلال حياته العلنية، شعر بولس بضرورة مزاولة التلاميذ الأولين، "بعد الخبرة الصاعقة على طريق دمشق"،لكي يستشير أولئك الذين "اختارهم الرب لكي يحملوا الإنجيل إلى أقاصي الأرض".
وذكر البابا أن لقاء بولس بكيفا (بطرس) في أورشليم لقاءً فريدًا: "فقد بقي بولس عنده مدة 15 يومًا "ليستشيره" (راجع غلا 1، 19)، أي ليستفسر منه عن حياة القائم من الموت على الأرض، بعد أن "استحوذ" عليه على طريق دمشق وبدأ يحول وجوده بشكل جذري".
ولذا يمكننا أن نستخلص أن بولس كان حريصًا جدًا على أن يحصل على معلوماته حول يسوع المسيح من المصادر الموثوقة، أي الرسل الأولين، لكي لا يبني إيمانه على حكمة بشرية أو على خرافات بل على كلمة التبشير، فهو نفسه يذكر في الرسالة إلى أهل روما أن "الإيمان من السماع، والسماع يكون من سامع كلام التبشير بالمسيح" (راجع روم 10، 17).
"أنقل لكم ما قد تلقيته بدوري"
ونجد في كلام بولس في الرسالة الأولى إلى الكورنثيين الدليل القاطع على أن بولس إنما يبشر بما سبق وتلقاه من التقليد المسيحي الذي سبقه، والذي وصفه البابا بـ "التقليد التأسيسي". ينقل بولس النصين بشكل حرفي تمامًا كما تلقاهما، وبصيغة رسمية جدًا: "أنقل لكم ما قد تلقيته بدوري".
ولفت البابا في هذا الإطار أن "بولس يشدد بالتالي على الأمانة لما تلقاه هو بدوره وينقله بأمانة إلى المسيحيين الجدد. إنها عناصر مؤسِسة وتتعلق بالافخارستيا وبالقيامة؛ نحن بصدد نصوص صيغت في الثلاثينيات. نصل بذلك إلى موت يسوع، وإلى دفنه في قلب الأرض، وإلى قيامته"
يقول بولس في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس: "سَلَّمتُ إِلَيكم قبلَ كُلِّ شيَءٍ ما تَسَلَّمتُه أَنا أَيضًا، وهو أَنَّ المسيحَ ماتَ مِن أَجْلِ خَطايانا كما وَرَدَ في الكُتُب، وأَنَّه قُبِرَ وقامَ في اليَومِ الثَّالِثِ كما وَرَدَ في الكُتُب، وأَنَّه تَراءَى لِصَخْرٍ فالاْثَني عَشَر"، ثم يختم تعداد ظهورات القائم من الموت لكيفا، والاثني عشر، ولأكثر من 500 أخ، وليعقوب، بإشارة إلى ظهور شخصي تلقاه في طريقه إلى دمشق: "وآخر الأمر تراءى لي أيضًا أنا السقط" (1كور 15، 8).
ويشرح البابا بهذا الصدد: "بما أنه اضطهد كنيسة الله، يعبر بولس في هذا الاعتراف عن عدم استحقاقه بأن يعتبر رسولاً بنفس مستوى الذين سبقوه: ولكن نعمة الله عليه لم تكن باطلة (1كور 15، 11). إن وحدة التبشير بالإنجيل وهويته هما أمران هامان: أفكنت أنا أم كانوا هم، نبشر بإنجيل يسوع المسيح المائت والقائم والذي يهب نفسه في سر الافخارستيا المقدس".
بولس: رجل الأمانة للتقليد
وخلص الاب الأقدس إلى القول: "تبرهن الأهمية التي يوليها بولس للتقليد الحي في الكنيسة، والذي ينقله لجماعاته، عن خطأ النظرة التي تعزو إلى بولس اختراع المسيحية: فقبل أن يبدأ بالتبشير بيسوع المسيح ربه، التقى بولس بيسوع على طريق دمشق وارتاده في الكنيسة، وتأمل بحياته في حياة الاثني عشر وفي حياة أولئك الذين تبعوه في طرقات الجليل".
لا يمكننا أن ننكر عبقرية بولس في نقل المسيحية، ولكن رسالة التبشير التي أوكلها إليه القائم من الموت لتبشير الأمم، احتاجت – كما ذكر البابا –  "إلى تثبيت وضمانة أولئك الذين مدوا نحوه ونحو برنابا يدهم اليمنى، علامة للرضى على عملهما الرسولي وتبشيرهما وقبولهما في شركة كنيسة المسيح". بعملهم هذا برهن الرسل على أن تعليم بولس لا يخرج عن التعليم الذي تلقوه من الرب يسوع، بل يسهم في إيصاله إلى الشعوب الوثنية بلغتها، تلك اللغة التي كان بولس ضليعًا فيها نحوًا وفلسفةً وثقافة.

35
المرحلة تتطلب وحدة قومياتنا بدون كبرياء

قرداغ مجيد كندلان


وحدة القوميات الكلدانية والسريانية والاشورية غير قابلة للمساومة والغاء الاخر ، سواء كان في العراق ام في دول المهجر ، حيث ان قومياتنا جزءاٌ لايتجزء من الشعب العراقي ، والسعي الى التحاور الاخوي البناء ، بعيدا عن ضغوطات وإملاءات بعض الاطراف ، الى ما يقوي اواصر الاخوة بيننا وحل الخلافات واحترام الاخر، وتجنب كل مايؤدي الى تدمير وحدتنا والاضرار بها أو إثارة الكبرياء من قبل البعض على اخوانهم . وانبه الى الحذر من الانسياق وراء الاوهام وسراب الاحلام الوردية  والنتيجة ستؤدي الى مزيد من الازمات . حيث قرأنا كثير من المقالات حول تهجم على من يحمل القومية الكلدانية ، لان اسلول التجريح في الكتابة لاينسجم مع صفات الكاتب المثقف الذي يحترم الرأي الاخر ، ,ان مثل هذه الكتابات لاتخدم الكلداني ولا السرياني ولا الاشوري بشيء بل بالعكس تفرق ولا توحد ، ونتيجة لذلك كانت اثار سلبية على الانتخابات الماضية وعلى الكوتا الحالية . ان نقطة الضعف عند هؤلاء الكتاب هي مفهومهم للتأريخ ، إذ خلال سنوات طويلة يرددون نفس الاخطاء مما زاددت الفرقة بين القوميات المسيحية وازدادت الازمات . هؤلاء الكتاب يصرون ان مسيحي العراق من الشعب الاشوري لذلك يرددون ( اسطوانة تسمية القطار ) ، ويبدو انهم يعتمدون على السياسة قبل الحقيقة التأريخية ، واعتقد أن الحقيقة الغائبة سوف تؤذي الاجيال الاشورية القادمة . أن الكلدان درسوا تأريخهم لاغراض البحث عن الحقيقة وليس لاهداف سياسية وهمية وكذلك ليس لتهميش الاشورية والسريانية ، وهذا أدى الى الحفاظ على وجودهم ولغتهم وحضارتهم . من اسباب فشلنا في الانتخابات  الماضية والكوتا هو كبرياء الاخوة بأنهم الشعب المختار الوحيد دون القوميات المسيحية الاخرى . أننا ككلدان نعترف وجود قوميات اخرى كالسرياني والاشوري وكذلك لاننسى الارمني هو من لحمنا ودمنا ، ولا نخاف من وجودهم كقوميات بل بالعكس انهم ونحن نشكل عمودا فقريا للقوميات المسيحية في العراق ، لان الاعتراف بالاخر قوة .
في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها بلدنا الغالي ، يتحتم علينا التفكير مليا كيف نتوحد لتكون لنا قوة على الساحة العراقية وليكون لنا صوت حر في الانتخابات القادمة  وعلى الكوتا دون الاعتماد على الاحزاب الاخرى .
ان تحقيق اهداف الاخوة تستند الى عوامل كثيرة واهمها الايمان بوحدتنا وعدالة قضيتنا للاشتراك مع باقي مكونات الشعب العراقي في الحكم ، وان تكون القيادات متفهمة وواعية وخالية من الكبرياء لكي نؤمن نحن من الكلدان والسريان والاشور والارمن بقدرة هذه القيادات على تحمل المسؤولية . لنا قضية واحدة بحيث تكون محور اهتمام الجميع لازالة تهميش مكونات قومياتنا المسيحية .
تعالوا ايها الاخوة من السريان والاشور والارمن مدوا ايديكم الى يد الكلداني لنكون قلبا واحدا وعندها سننتصر على الازمات ونخرج بنتيجة رائعة المحبة ، لأننا جميعا نلنا بالإيمان الموعد بالمسيح نسل البركة الذي تتبارك كل امم الارض ، فنحن إذا أولاد الموعد مع كل الامم  الذين آمنوا بالمسيح يسوع فصار أبناء الحق ، وابناء الحق يعترفون الواحد بالاخر لان الضعيف يحب ذاته وينكر وجود اخيه . المؤمن بالمسيح يحب اخيه لان اتباع الرب هو ان نسير على خطواته . العالم لذيذ وبديع وكله مسرات ومناصب ، وبعدها موت حتمي لفناء ! فماذا يكون ربح الانسان العاقل في مشوار ينتهي بلا شيء ، بل يخسر نفسه المعينة للحياة الابدية ؟ تعال اخي العزيز ان نسلم أنفسنا  بقلب صافي يعترف الواحد بالاخر لنعبر المصائب والازمات ، للمسيح نعبر معه مضيق الموت لنقوم معه ببهاء وجمال لميراث الحياة الابدية معه ،: " لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟ وماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه ؟ " ( متى 16: 26 ) ، " طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الاخوية العديمة الرياء فأحبوا بعضكم بعضا من قلب طاهر بشدة . مولودين ثانية لا من زرع بشر يفنى بل لا يفنى بكلمة الله الباقية الى الابد " ( 1 بطرس 1: 22 و 23 ) .
 ان العراق يجب ان يحافظ على اشتراك القوميات الكلدانية والسريانية والاشورية في الحكم مما سيؤدي الى الاستقرار الاجتماعي والتطور الاقتصادي . وان الكوادر القومية لسكان العراق الاصليين قادرون على تنفيذ وتطبيق سياسة العراق بأمانة واخلاص ، وابتعادنا عن المساهمة في بناء عراق هي علامة سلبية بحق حكامنا في العراق . في الحقيقة نبغي الوصول الى دولة موحدة متعددة القوميات . وتمارس الحكومة العراقية والبرلمان إزاء جميع القوميات ( ولااريد ان اكتب الاقليات لاننا لسنا اقلية بل من سكان العراق الاصليين ) سياسة تتمثل في المساواة وتعزيز التضامن والوحدة واحترام حرية الاعتقاد الدينـي والقومي . تعتبر مسألة اشتراكنا في جميع مرافق الحكم جزءاٌ من بين المسائل الاجتماعية المهمة .  قدمت كل قومية من قومياتنا المسيحية الكلدانية والسريانية والاشورية مساهمتها في بناء العراق لتطوير حضارتنا ولا زلنا نسير على هذا النهج .

36
الكوتا وتهميش المسيحية في العراق

قرداغ مجيد كندلان

عدم تثبيت الكوتا للمسيحيين ،  تذكرت كلام المسيح للتلاميذ عن خراب الهيكل : إنه لايترك ههنا حجر على حجر لا يُنقض!" . والهيكل بالنسبة لتلاميذ الجليل بوسطهم المتواضع كصيادي سمك كان أعجوبة الدهر - وكان بالفعل الاعجوبة الثامنة - وكان لا يزال حينئذ يبنى ولم يبقى له إلا سنين قليلة لينتهي العمل منه . وكان التلاميذ يستعطفون المسيح من أجل عدم هدمه إذ سمعوا من فمه بخرابه الوشيك ، أو ليستدرجوه لمزيد من الحديث ليسمعوا أمور المستقبلات. وكان المسيح مهموما بما يجري في داخله ! لماذا هذا الهم ؟ بسبب عدم وحدة الشعب من الفريسيين والصدوقيين وهما طائفتان كانتا غالب الاحيان في خصام وعدم ايمانهم بالسيد المسيح هو المسيا المخلص. والان يحدث لنا نفس الشيء حيث الانانية وبرود المحبة بين جماعة المسيح ، وايجاد تسميات دخيلة( تسمية القطار ) وفرضها على شعبنا بحجة وحدة شعبنا المسيحي وكأننا منعزلين عن الشعب العراقي  ، وهذا كله مخطط لهدم القوميات في العراق وبالتالي المسيحية ، واصبحنا منعزلين عن بعضنا و ضعفاء امام الاخرين . اضافة الى ذلك وجود شخصيات غير مؤهلة للادارة السياسية لعدم وجود رؤية مستقبلية لهم وعدم صراحتهم بما يجري خلف الكواليس  . لذلك زاد المسيح في وصف كيف يترك خرابا بأن اوضح لهم بهدمه حتى التراب بحيث لايبقى فيه حجر على
حجر . وكانت رؤية المسيح هذه وكأنها لقطة مصورة لمنظر الهيكل بعد أن تم خرابه ،إذ تم إحراقه وإسقاط كل مبانيه الضخمة . وقد استخدم الرومان كل جبروتهم ليهدموه الى الارض . والجزء الموجود الان من سوره هو جزء من المبنى القديم الذي أقامه هيرودس تركه تيطس خصيصا ليشهد العالم على جبروت الرومان كيف هدموه ، لأن حجارته بلغت من الضخامة ما لا يمكن تصديقه . ألا نستفاد من وصف السيد المسيح وكأنه يريد ان يقول لنا سقوط المحبة بين العائلة المسيحية الواحدة سيؤدي الى خراب البيت المسيحي في العراق، فئة تريد الحكم الذاتي ضمن الحكومة المركزية والثانية تريده ضمن كردستان والثالثة تريده ضمن الفدرالية والرابعة لاتريد الحكم الذاتي والخامسة تريد منطقة آمنة والسادسة تشكيل المجالس والرضوخ اليها والسابعة تنصيب سكرتير المجلس في العراق بدون انتخاب لاستغلاله الاوضاع الرديئة في العراق والاخر ينصب نفسه سكرتيرا في اوربا والثامنة انقسامات حزبية كثيرة لها احلامها الوردية  ... والخ .
وهنا يتبادر السؤال الى ذهن كل واحد منا : اين الخلل ؟ فينا ام في البرلمان؟؟ بصراحة الخلل فينا !!
وهكذا تحققت رؤية المسيح فينا ، والمعنى أن بسبب عنف الاضطهاد على كنائسنا وعلى المسيحيين والبغضة من الارهاب لايقوى من كان اخلاصهم ضعيفا وتمسكهم بالوطنية صوريا أن يحتملوا التضحية والمقاومة. وهكذا ينتهي الاضطراب الظاهري والمقاومات الخارجية الارهابية الى ضربة في عمق المسيحية في العراق ، فتبدأ تفقد اولادها بسبب عدم الحكمة في المؤسسات القيادية ، وخاصة وأن معلميها وسياسيها دخلتهم عناصر كاذبة منتفعة ، ليست لهم حرارة الاخلاص أو الوطنية الصادقة خالية من الانتهازية  ، فلم يكونوا اكثر من صور ذات قناعات غير مؤهلة ، وهكذا يسهل ضعف المواطن . الذين شبههم المسيح بالبذور التي وقعت على ارض محجرة يقبلون المسيح بفرح وعند اول اضطهاد يسقطون . وتنتقل العثرة من الخارج الارهابي  لتصبح من الداخل بيننا ، وهذه يكون أثرها أخطر من العثرة الاتية من الخارج . وتسكن البغضة في العائلة المسيحية بدل المحبة لتفكك جسد المسيح . وهكذا ينجح الشيطان في الانتقال من محاربة المسيحية من الخارج ليحاربها من الداخل بين ابنائها .
ضعف المسيحيون  بسبب وجود قياديين انتهازيين ينشىء في الحال قيام شخصيات قوية تدعي الانقاذ والريادة ، وينشؤون مراكز مستغلين الضعف وغياب كلمة الحق والامانة والشرف . وهكذا تتفتت الهيكلية المسيحية  ويضل كثيرون . ويبتدىء الانقسام ومنه العداوات والتحديات والبغضة بين العائلة الواحدة .
ولغياب الايمان الحقيقي يستشري الاثم والتعدي وتبرد المحبة كمحصلة حتمية لفعل الشيطان .
وبشيء من البصيرة يدرك القارىء ان وجود سياسيين غير مؤهلين في القيادة هي المصيبة المركزية التي أنشأت وتنشىء هذا التدهور السريع في قوام المسيحية في العراق  . الخلل فينا يجب اصلاحه اولا للحصول على الكوتا !!!

37

قيامة
المسيح .. حياة


قرداغ مجيد كندلان


وتحقق مَثـَـل المسيــح الذي قالـه عـن الكرامين الاردياء : " فلما رأى الكرامون الابـن ، قال بعضهــــم لبعض : هوذا الوارث ، هلم نقتله ونأخذ ميراثه . فأمسكوه وألقوه في خارج الكرم وقتلوه." ( متى 21: 38 و39 ) ، واضح أن الابن هي إشارة للاعلان عن لاهوته الاقدس وبنوته للاب . أما قوله أخذوه خارج الكرم وقتلوه فكانت قراءة علنية لما خططوه في ضمائرهم ودفاترهم السرية في الظلام . والفضائح التي صنعوها بالمسيح بحسب الانجيل المقدس قبل الصلب يمكن ان تصف جميعها ما بلغه حال الانسان :
*عروهُ                        ( متى 27: 28 )
* وألبسوه رداءً قرمزياً   ( متى 27: 28 ) و( مرقس 15: 17 ) و ( يوحنا 19: 2 )
* ألبسوه إكليلا من شوك ( متى 27: 29 ) و( مرقس 15: 17 ) و ( يوحنا 19: 2 )
* أمسكوه قصبة           ( متى 27: 29 )
* وسجدوا له               ( متى 27: 29 ) و ( مرقس 15: 18 )
* وبصقوا عليه            ( متى 27: 30 ) و ( مرقس 15: 19 )
* وضربوه على رأسه    ( متى 27: 30 ) و ( مرقس 15: 19 )
التعرية فقد تمت قبل الجلد ، وفيها مثل المسيح الانسان وقد تعرى من ثوب بر الله بسبب الخطيئة . أما اللباس القرمزي فهو رمز الملوكية ، وفيها لبس الانسان الثوب الذي اشتهاه آدم ان يكون ملكا كالله ! وتاج الشوك فهو سيادة الخطيئة وتملكها على الانسان . أما القصبة في يده كصولجان الملك فهو سلطان البر الذاتي ورمز الأنا التي نفخ فيها الشيطان . والسجود له عوض الكبرياء التي رفعت الانسان فوق أخيه الانسان . والبصاق ثمن الدناءة والنجاسة التي وضعت الانسان تحت مستوى الحيوان . والضرب على الرأس تعبيرا عن سقوط هيبة الانسان .
يتفق الانجيليون الاربعة أن من الساعة السادسة حتى الساعة التاسعة حسب الحساب الزمني لساعات اليهود اي من الساعة الثانية عشر ظهرا وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر على اساس الساعة المعمول بها الان في العالم كانت ظلمة على الارض كلها ، ومعنى ذلك أن الابن المرسل إلى العالم وهو نور العالم قد انقطعت صلته بالعالم هذه الثلاث ساعات . دخل فيها معركته الفاصلة مع رئيس هذا العالم ، فساد الظلام :" ولكن هذه ساعتكم ! وهذا سلطان الظلام !"( لوقا 22: 53 ) ، وانتهت بموته على الصليب الذي ظفر به على الرؤساء والسلاطين وأشهرهم جهارا . فبموت المسيح انقشع سلطان الظلمة من عالم الانسان . فهــذه الثلاث ساعات أساس المعركـــة الكبرى التي تمت بين سلطان النــور وسلطان الظلمة ، سادت فيها الظلمة الى ثلاث ساعات واكتسحها النور الى الابد .
والسيد المسيح عند موته على الصليب انشق حجاب الهيكل الى اثنين :" وإذا حجاب المقدس قد انشق شطرين من الاعلى الى الاسفل ، وزلزلت الارض وتصدعت الصخور ، وتفتحت القبور ، فقام من اجساد القديسين الراقدين ، وخرجوا من القبور بعد قيامته فدخلوا المدينة المقدسة وتراءَوا لأُِناس كثيرين ." (متى 27: 51-53 ) . فانشقاق الحجاب من فوق الى أسفل يشير بقوة الى الحجاب الحاجز بين الانسان والله ( راجع اشعيا 59: 2 )، وبالصليب انتهى الحجاب . وقد تم لحظة موت المسيح أي لحظة انكسار الجسد أمام الموت . ويصف ذلك سفر العبرانيين لاهوتيا :" ولما كنا واثقين ، ايها الاخوة ، بأن لنا سبيلا الى القدس بدم يسوع ، سبيلا جديدة حية فتحها لنا من خلال الحجاب ، أي جسده . " (عبرانيين10: 19و20 ) . هذا يعني ان الحجاب الكثيف القائم في ضمير الانسان ووجدانه الذي كان يحيط الله برهبة وخوف ويوحي الى البعد السحيق القائم وعدم القدرة على القرب منه قد انشق أيضا ، وأزيل الحرج والخوف والشعور بالبعد عن الله ، حتى ندخل إليه بدالة دم المسيح وجسده الذي انكسر على الصليب . وهذا عبر عنه المسيح لنا اعظم تعبير :" في ذلك اليوم تسألون باسمي ولا أقول لكم إني سأدعو الاب لكم فإن الاب نفسه يحبكم لأنكم أحببتموني وآمنتم أني خرجت من لدن الله ." (يوحنا 16: 26و27 ) ، " فلستم إذا بعد اليوم غرباء أو نزلاء بل أنتم من أبناء وطن القديسين ومن أهل بيت الله " (افسس 2: 19 ) . المعنى هنا أنه قد تمت المصالحة بالصليب والقيامة ، وانفتح الطريق المباشر الى قلب الله ، ونحن لانحتاج بعد أن نصرخ الى المسيح أن يتكلم عنا كما كان يفعل شعب اسرائيل . لقد اكمل المسيح لنا كل صلاحية الدخول اليه والوقوف امامه بلا لوم ، وذلك في دم ذبيحته :" ويُصلح بينهما (يهودا وأمما ) وبين الله فجعلهما جسدا واحدا بالصليب وبه قضى على العداوة . جاء وبشركم بالسلام أنتم الذين كنتم أباعد ، وبشر بالسلام الذين كانوا أقارب ، لان لنا به جميعا سبيلا الى الاب في روح واحد . فلستم إذا بعد اليوم غرباء أو نزلاء ، بل انتم من ابناء وطن القديسين ومن اهل بيت الله . "(افسس 2: 16- 19)
كانت هناك ضرورة حتمية ان يتوسط المسيح بلساننا امام الاب عنا ، وذلك عندما كان حجاب الخطية حاجزا بين قلوبنا وقلب الله . لذلك كان فيلبس على حق ، عندما قال للمسيح:" يارب أرنا الاب وحسبنا" ( يوحنا 14: 8 ) ، لان الاب بغير المسيح ، كان محجوزا عنا ، وكنا نحن محجوزين عنه ، هكذا صرخ أشعيا متوجعا :" إنك لاله محتجب يا إله إسرائيل المخلص ." ( أشعيا 45: 15 ) ، وداود يستصرخ الله: " لماذا تحجب وجهك وتنسى بؤسنا وضيقنا ؟" { مزمور 44(43) : 25 (24)} ، ولكن الامر لم يَعُد كذلك ، بعد ان ارتفع المسيح بجسده ذاهبا الى الاب :" دخل القدس مرة واحدة ،...، بدمه ، فحصل على فداء أبدي ." ( عبرانيين 9: 12 ). لقد رفع الحاجزالمتوسط ، وأعطانا رتبة البنين ، وأهلنا للدخول بإيمان عن ثقة . بهذا المعنى يقول المسيح : لست أقول لكم إني أنا اسأل الاب من اجلكم ، لان الاب نفسه يحبكم ، اي ان المسيح وكأنه يقول لنا : اطلبوا لاتخافوا ، الاب يسمع لكم ويحبكم ، لاني أكملت كل مايرضيه على الصليب والقيامة .
القيامة من بين الاموات (( بذات الجسد )) الذي صلب ، وبجروحه ، وبطعنة الحربة ، هذا الفعل الذي اجراه المسيح في نفسه ، هو فعل غريب على البشرية . وكلمة القيامة التي دخلت قاموس المسيحية ، ليس اصلا من كلمات بني ادم ، إنها تخص بعمل لايختص بالارض ولا بأية خليقة ، إن في السماء او على الارض . القيامة حدث هبط الينا من السماء ، ومفهومه يفوق العقل والحواس والمشاعر والتفكير واعماق الضمير ، لانه يفوق اللحم والدم ، انه بعدا جديدا سماويا . والرسول بطرس قد اوضح ان المسيح أ ُعطي من الله ان يصير ظاهرا ، بمعنى أنه كان يُظهر ذاته بإرادته للذين انتخبهم ليكونوا شهود قيامته :" هو الذي اقامه الله في اليوم الثالث ، وخوله أن يظهر لا للشعب كله ، بل للشهود الذين اختارهم الله من قبل ، اي لنا نحن الذين اكلوا وشربوا معه بعد قيامته من بين الاموات ." (اعمال10: 40و41 ) .
القيامة لاتمت الى التأريخ بصلة . فالموت هو ختم نهاية التأريخ لكل انسان ، وليس من بعد الموت تأريخ لانسان قط . فأن يقوم المسيح من الموت حيا بجسده ، وبجروحه القاتلة وطعنة جنبه النافذة ، يتكلم ويُحيي  ، ويكشف جروحه في ايديه ورجليه وجنبه ، ويأخذ يد توما ويضعها في مكان الحربة ، فهنا حدث ما فوق التأريخ .
الموت دخل الى المسيح ، فمات المسيح حقا ، وقـُبر ، وبقي ميتا من الثالثة بعد ظهر الجمعة الى فجر الاحد مايقارب 36 ساعة . فالمسيح مات ليقوم ، ويقوم بذات الجسد في ملء كماله وجروحه عليه ، وعلامات الموت صارت برهان وصدق القيامة . والقيامة صارت برهان وصدق التجسد :"في شأن ابنه الذي وُلد من نسل داود بحسب الطبيعة البشرية ، وجُعل ابن الله في القدرة ، بحسب روح القداسة ، بقيامته من بين الاموات ، ألا وهو يسوع المسيح ربنا " ( رومة 1: 3 و 4 ) ، ومن الجدير بالملاحظة ان الرسول بولس يشدد على الجمع في كلمة (( الاموات )) ، فهو ليس قيامة من الموت وحسب ، لأن هذه تكون صورة فردية لقيامة المسيح محصورة بذاته ، ولكن يجمعها لتكون (بالقيامة من بين الاموات) حتى يمهد الذهن ويحصره لما تؤول إليه قيامته من قيامة الاموات الذين آخاهم  كبكر بين إخوة . لذلك يدعوه  الرسول بولس :" هو البدء والبكر من بين الاموات " ( قولسي 1: 18 ).
فمن القبر استـُعلنت القيامة التي هي الركن والسند للإيمان المسيحي ، وكان الملاكان اول من أعلن القيامة :" إنه ليس هنا ، بل قام "(لوقا 24:6) . وفي انجيل يوحنا كان عمل الملاكين هو تحديد مكان وضع الجسد ، واحدا عند رأس المسيح والاخر عند رجليه . وهذا التحديد الملائكي هو بحد ذاته شهادة فائقة ليقين موت ودفن المسيح ويقين القيامة حيث جلوس الملاكين وليس وقوفهما فهو يشير الى انتهاء نوبتهما في الحراسة ، بعد ان قام المسيح وغادر القبر ، فمجرد وجودهما جالسين عند طرفي القبر هو بمثابة إشارة اول من أعلن القيامة ( يوحنا 20: 12 ) . إن وجود الملاكين في قبر المسيح هو مصداق لقول المسيح لبيلاطس : مملكتي ليست من هذا العالم ( يوحنا 18: 36 ) ، فهوذا الجنود يحرسون جسد رب الجنود . لقد رافقوه في ميلاده ( لوقا2: 13) وفي تجربته (متى4: 11) وفي جثسيماني (لوقا22: 43 ) وفي قبره وفي قيامته وفي صعوده ( اعمال1: 10 ) .
الرب يسوع المسيح قام حقا ، المسيح يظهر للمجدلية (يوحنا 20: 11-18 ) ويظهر للتلاميذ في العلية (يوحنا: 20:19-29 و20: 26-28 و21: 1-24 )) وكذلك الصور الانجيلية العامة لظهورات الرب والتسجيلات التي ازدحمت بها اسفار العهد الجديد عن عقيدة القيامة  حيث وقف المسيح بين التلاميذ وقال لهم : السلام عليكم (يوحنا 20: 19و20) ، ويظهر للمرأتين وقال لهما يسوع: لاتخافا ، قولا للتلاميذ ان يذهبوا الى الجليل وهناك يرونني  (مت 28: 5-10 ) ، ويظهر يسوع لتلميذين على طريق عماوس (لوقا 24: 13-35) ، ويظهر للتلاميذ فقال لهم اذهبو وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس ( متى 28:16-19 ) ويظهر المسيح مدة اربعين يوما (اعمال 1: 1-3 ) ويظهر المسيح دفعة واحدة لاكثر من خمسمائة شخص وليعقوب وللرسول بولس (1قورنتس 15: 3-8)  . هكذا أعطى المسيح القائم من الاموات للتلاميذ شركة في روح القيامة التي فيه ونفخ فيهم الروح القدس.
المسيح قام حقا قام .



38
روح الله في الشهيد المطران الجليل بولس فرج رحو

قرداغ مجيد كندلان

" ومن لم يحمل صليبه ويتبعني ، فليس أهلا لي ." ( متى 10: 38 )
خرج المطران بولس فرج رحو من درب الصليب وتمت عملية اختطافه
واستشهاده ، وكأن المطران الشهيد اراد ان يودعنا بحمل صليب المسيح ليكون صليبه ، صليب التضحية والبذل ، التضحية بالذات وكل مايشد
الى الارض والعالم . فحياته مع المسيح فهي إنما تنتهي بما لاينتهي، بالله. اما حياة الارهابي الذي شهر سيفا بحق مطراننا الشهيد الجليل فحياته تنتهي الى القبر والجحيم .
نحن هنا أمام مواجهة حادة بين روح الله ، وهو روح الحق الذي في الشهيد المطران الجليل بولس فرج رحو، وروح العالم ، وهو روح
الضلال والتزييف الذي في الارهاب  . لقد دخل المسيح هذه المواجهة عينها باعتباره الحق ، في مقابل رئيس هذا العالم باعتباره المُضل والكذاب ، فكان الصليب ، الذي به دخل الخلاص الى العالم ، واكتسب الانسان حياة مابعد الموت . والان يبدأ الروح القدس عمله على اساس الصليب . فكما لم يقبل العالم الحق الذي في المسيح ، اي بالرفض والبغضة ، وهكذا ضد كل من يحمل اسم المسيح :" إذا ابغضكم العالم فاعلموا أنه أبغضني قبل ان يبغضكم ." ( يوحنا 15: 16 ) ، " إذا اضطهدوني فسيضطهدونكم أيضا ... لابل سيفعلون ذلك كله بكم من أجل اسمي " ( يوجنا 15: 20 و 21 ).
فإن العالم يرفض الخلاص من اصوله ، لان العالم يعمل تحت سلطان روح الضلالة ولحسابه .
واول مواجهة كشفت عن صدق إنذار المسيح بعد بدء كرازة  التلاميذ :
" ودعوا الرسل فضربوهم بالعصي ونهوهم عن الكلام على اسم يسوع ،
ثم اخلوا سبيلهم . اما هم فانصرفوا من المجلس فرحين بأنهم وُجدوا أهلا لأن يهانوا من اجل الاسم "( اعمال 5: 40 و41 ) . الصراع هو بين محبة النور ومحبة الظلمة . واضطهاد العالم لتلاميذ الرب ومؤمنيه الاتقياء المخلصين بدء منذ اول يوم ، والان يعيد التأريخ نفسه وكأننا في عهد التلاميذ حيث الاضطهاد على اولاد الله ،استشهاد الاب اسكندر والاب رغيد ومعه الشمامسة والمطران الجليل بولس فرج رحو ومرافقيه ، ولكننا لانستغرب :" أيها الاحباء ، لا تستغربوا الحريق الذي أصابكم لامتحانكم ، كأنه أمر غريب حل بكم ، بل افرحوا بقدر ما تشاركون المسيح في الامه ، حتى إذا تجلى مجده كنتم في فرح وابتهاج . طوبى إذا عيروكم من أجل اسم المسيح ، لان روح المجد ، روح الله ، يستقر فيكم . لا يكونن فيكم من يتألم لانه قاتل أو سارق أو فاعل شر أو واش ، ولكنه إذا تألم لأنه مسيحي فلا يخجل بذلك ، بل ليمجد الله على هذا الاسم . فقد حان الوقت الذي فيه تبتديء الدينونة ببيت الله . فإذا بدأت بنا ، فما تكون عاقبة الذين أعرضوا عن بشارة الله ؟ وإذا كان البار يخلص بعد جهد ، فأيا ً تكون حالة الكافر الخاطيء ؟ وأما الذين يتألمون كما شاء الله ، فليستودعوا الخالق الامين نفوسهم مواظبين على عمل الخير ."
(1بطرس 4: 12-19 )
 ويلزمنا هنا أن نوضح أن ((الانسان الطبيعي)) مخلوق ليرتقي الى ((إنسان روحي )) كما في مطراننا الشهيد الجليل . ففي صميم خلقة الله للانسان ، كما نتصوره في ادم ، يوجد مركز للادراك الالهي ، وإلا لما عرف ادم الله واستمع اليه ، وخشي منه حينما تعدى على وصيته . لذلك نستطيع بكل يقين أن نقول ، إن عقل الانسان له مركز فوق كل مراكزه الشعورية الطبيعية ، لادراك ماهو فوق الطبيعيات ، أي إدراك الله وكل امور الله غير المنظورة . هذا المركز الفائق والممتاز ، ينشط ويرتقي بالممارسة ، اي بالانشغال في امور الله :"في حين ان الطعام القوي هو للراشدين ، لأ ُولئك الذين بالتدرب روضت بصائرهم على التمييز بين الخير والشر ."(عبرانيين5: 14) .
وهذا يؤدي الى يقين الشعور بالله ، ثم الايمان به ، ثم التأهل لأخذ الروح القدس ، اي روح الله . فالايمان بالله لايأتي من فراغ ، وإلا ما اصبح له ثواب وعقاب. ولكن باهمال الانشغال بالله والتوقف عن تشغيل هذا المركز الخاص الفائق والممتاز ، تضعف وتفقد حساسيته ، فتصبج معرفة الله غير واضحة ، ثم صعبة ، ثم مجهولة كلية ، وكأن الله صار غير موجود ، وهو حال الارهابي ، وذلك بسبب نشاط مراكز العقل الحسية الاخرى وانشغالها الزائد بالظواهر،  والانغماس في الاخذ منها لاشباع نَهَمِ العقل ، والتعدي على المركز الفائق الخاص بالله وتغطية احتياجه بالامور الحسية وظواهر الامور . هنا ينحصر الانسان في صفته الدنيا ، اي انسان العالم وليس انسان الله . العالم زائل :" العالم يزول هو وشهواته. أما من يعمل بمشيئة الله فإنه يبقى مدى الابد " ( 1 يوحنا 2: 17 ) ، " فانكم ولدتم ولادة ثانية ، من كلمة الله الحية الباقية ، لان كل بشر كالعشب وكل مجد له كزهر العشب : العشب ييبس والزهر يسقط ، واما كلمة الله فتبقى للأبد "
( 1 بطرس 1: 23-25 ) .
فالعالم يقوم على الظواهر والمحسوسات ، وهذه كلها تتغير وتزول .
فعالم الارهاب ، عالم اقنعة وخيالات يحيطه الخداع والاجرام واليأس وسماع صوت الكذاب وابو الكذاب ، الشيطان :" أنتم أولاد أبيكم إبليس تريدون إتمام شهوات أبيكم . كان منذ البدء قتالا للناس ولم يثبت على الحق لانه ليس فيه شيء من الحق . فإذا تكلم بالكذب تكلم بما عنده لانه كذاب وابو الكذاب ." ( يوحنا 8: 44 ).
وإن كان المسيح هنا قد كشف عن شخصيات هذه الحرب المريرة بينه وبين الشيطان مواجهة وبصراحة ، نجد المسيح يصيغ هذه الحرب في تشكيلات رمزية غاية في الابداع  في مثل الحنطة والزوان :" الذي يزرع الزرع الطيب هو ابن الانسان ، والحقل هو العالم والزرع الطيب بنو الملكوت ، والزوان بنو الشرير والعدو الذي زرعه هو ابليس ، والحصاد هو نهاية العالم   ، والحصادون هم الملائكة ." (متى 13: 37-39 ). المسيح جاء ليزرع في حقل العالم المهموم والمليء بالاوجاع ، جاء ليزرع فيه الانسان الجيد ( الحنطة ) ، انسان الملكوت . والملكوت حتما سينتظر الى ان يكمل نمو الحنطة ، اي بعد ان ينضجوا نضجا يكشف عن كمال سمات الملكوت فيهم ، كما في مطراننا الشهيد وفي باقي شهداء المسيحية . لم يزرع المسيح بني الملكوت للحصاد ، بل زرعهم ليملأوا الارض محبة ورحمة وحنانا . فإن كانت رحلتنا ورحلة الشهداء في العالم هي بالاساس تؤهلنا للملكوت ، فحتما اصبح من صميم رحلتنا في العالم ان نجعل العالم يتأهل للملكوت الذي ينتهي اليه . فالعالم يمكن ان يكون عدوا لنا ، ولكن نسير في مسيرة واحدة نحو النهاية ، فالحنطة الى الملكوت وحياة ابدية سعيدة الى مالانهاية ، كحال مطراننا الشهيد الجليل ، اما الزوان فالى الجحيم الابدي  كحال الارهابي لانه تمتع بملذاته وشهواته الاجرامية في هذه الدنيا. 

39

لماذا اختطف المطران مار بولس فرج رحو ؟
قرداغ مجيد كندلان

عند سماعي خبر اختطاف سيدنا المطران بولس فرج رحو وقتل الابرياء المرافقين لسيادته تذكرت قول المسيح :" بل تأتي ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يؤدي لله عبادة : (  يوحنا 16: 2 ) .
تعبير عن اعمال الشيطان  والنقمة والتنكليل بالمسيحيين وكذلك الى درجة سفك الدماء ، لازالت
دماء الشهداء تتكلم ، الاب رغيد والشمامسة وغيرهم واغتصاب بناتنا ، على اعتبار ان سفك دماء المسيحيين هو خدمة لله ، لان سفك الدم ناتج من الروح العدائية وهو بحد ذاته السلوك الشيطاني .
فقتل المسيحيين صار عند المتعصبين المتدينين، عن جهل وجهالة ، نوعا من التقوى ترضى الله!! وهذه الحقيقة المخزية وجدناها في عراقنا الحبيب وكأننا نعيش في عصر مظلم بعيد عن القيم الاخلاقية والحضارة والتقدم العلمي .
كلام السيد المسيح لم يوجه ذلك للتلاميذ فقط بل للمؤمنين الى منتهى الدهور ، جعلنا جميعا لانرتاع من عنف الاضطهاد ، ووصفهم بالشياطين القتالين :" أنتم أولاد أبيكم إبليس تريدون إتمام شهوات أبيكم . كان منذ البدء قتالا للناس " ( يوحنا 8: 44 )
البغضة للمطران فرج الذي يشهد للمسيح ، والبغضة تسرح وتمتد لاتعرف اخا في الانسانية لان اسم المسيح لايطاق ، كفيل ان يزلزل العلاقات ويبدد كل أثر لا للمحبة ولا للصداقة ولا للرحمة وحسب ، بل وللانسانية . فما يعمله ذئب ارحم مما يعمله الارهابي المتعصب . وقول المسيح لايزال يُردد في ارجاء الكنيسة حتى اليوم :" ويبغضكم جميع الناس من أجل اسمي . والذي يثبت الى النهاية فذاك الذي يخلص" ( متى 10: 22 ) ، " إذا أبغضكم العالم فاعلموا أنه أبغضني قبل أن يبغضكم . لو كنتم من العالم لأحب العالم ماكان له . ولكن ، لأنكم لستم من العالم إذ إني اخترتكم من بين العالم فلذلك يبغضكم العالم . أُذكروا الكلام الذي قلته لكم : ماكان الخادم أعظم من سيده . إذ اضطهدوني فسيضطهدونكم
ايضا ." ( يوحنا 15: 18-23 )
كل هذا التشجيع يُحتم على الكنيسة أن لاترتعب ولا تنزعج من ارتفاع نبرة الاضطهاد تدريجيا ، حينما ينقلب العالم الارهابي على اولاد الله بصورة علنية منظورة ومسموعة . ولا تنتظر الكنيسة اي قوة رادعة للاضطهاد من العالم . فنصيبها كما قال المسيح من نصيب المسيح . وخاصة في هذه الايام في عراقنا الغالي حينما لايتورع الشيطان وأعوانه القتلة من الارهابيين في الانتقام من اولاد المسيح . ومهما كرز بالانجيل فلن يخفف من حدة الاضطهاد والبغضة والمقاومة . الارهاب مستعد ان يقبل كل نزعات وحركات الشيطان ،ولكن ليس الكنيسة !! وذلك كله بسبب اسم المسيح .
ولكن كيف ان روح العداوة تتملك على الارهابي ليخطف مطرانا خادما للمسيح ويقتل اشخاصا مرافقين له؟ هذه هي روح ضد المسيح  الذي يعمل في ابناء المعصية ، ليست هي روح الانسان بل روح الشر والباطل من المحرك الاكبر للشرور والعداوة والقتل . والمسيح يعلم أنه جاء ليعمل ضد روح شرس يتربص بأولاده . معنى هذا ان المسيح جاء وله مع العدو حرب . فالسلام الذي يقدمه يقابله سيف ، ولكن السيف ليس بيد المسيح بل بيد الذي يحارب من يؤمن بالمسيح خادم الكنيسة المطران مار بولس فرج . فأينما وجد اسم المسيح وجد السيف ضده .
المسيحي أينما وجد فهو يمثل بحد ذاته انحيازا للمسيح ، فكل من لايقبل المسيح ينحاز ضده. المسيح ليس مصلحا اجتماعيا ، لايطلب وحدة المجتمع على علاته أو مساواته في التفكير او الثقافة اوالسياسة، بل هو جاء ليطرح بين المجتمع إيمانا جديدا . فايمان ليس فكرا بل حياة واسلوب حياة وتمسكا بالكلمة – الذي هو المسيح – حتى الموت ، لذلك ليس من السهل ان يهادنه من لايقبلها . فالمسيحي المتمسك بالكلمة لايتنازل عن مسيحه ، فإن هو خُطف او هُدد او قُتل  يفرح ويتهلل . إن طلب منه ان يترك دينه  وإلا يُقتل او يدفع الجزية وهو صاغر ذليل ، لايترك مسيحه ويترك حياته في يد الله ولمن يريد ان يقتله.
ولكن مع الاضطهاد والضيق معونة الروح القدس ، فهو الذي يتكلم محاميا ، كما يتكلم فينا بالسلام والفرح في انفسنا مهما واجهنا من قسوة وصدود وجفاء حتى تهديد الموت ، ولكن الروح القدس لن ينجينا من عقوبة واضطهاد وموت ، بل سينجينا من الانتكاس حتى لا نفقد الاكليل الذي يحمله الله ليضعه على رؤوسنا ونحن نذبح .
فالقديسان بطرس وبولس دافعا بالنعمة التي فيهما ، والروح ازرهما . ولكن ذُبح الرسول بولس وصلب الرسول بطرس ، ووضح بعد ذلك ان الروح رافقهما الى السماء للجلوس مع المسيح في مجده وهكذا شهداء المسيحية الذين قتلوا بيد الارهاب في العراق .
فالروح القدس والصبر حتى المنتهى هما طريق النصرة والغلبة والخلاص فيما يخص النصيب السماوي. لهذا إن قامت ضد المطران الجليل المختطف كل عوامل المعاكسة والقوى المضادة الشيطانية وكل الالام بأنواعها فماذا يصنع ضده وماذا تكون النتيجة : " أن كان الله معنا فمن يكون علينا "
( رومية 8: 31 ) وكذلك :" فمن يفصلنا عن محبة المسيح ؟ أشدة  أم ضيق  أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف ؟" ( رومية 8: 35 ) ، والرسول بولس يريد ان يبين لنا إن في هذه الميتات التي نموتها كل يوم ( في العراق) وقد حُسبنا كغنم للذبح ، نصير أعظم من منتصرين . أما كيف نصير أعظم من منتصرين فلأن الانتصار على الضيقات وراؤه مجد ، ووراؤه عزاء بالله يفوق الوصف ، ووراؤه وجود في حضرة الله وثقة بالمجد الآتي .
محبة المسيح هي محبتنا نحن للمسيح ، لان الضيقات والمشقات هي موجهة إلينا اصلا من هذا العالم ، من الارهاب ، لكي تفصلنا عن المسيح ،فهي كلها مصوبة نحو إيماننا به ومصوبة لشخص المسيح .
 
ايها الاحبة ارفعوا صلواتكم واطلبوا من رب المجد ان يفك اسر مطراننا الجليل الغالي على قلوبنا واكيد ستستجاب اذا صلينا بلجاجة ومن كل القلب مثلما كانت الكنيسة في عهد الرسول بطرس تصلي من اجل خروجه من السجن ، وقُبلت صلاتها وخرج بطرس من السجن . " أحبك يارب ، ياقوتي ، يا مخلصي ، من العنف خلصتني . الرب صخرتي وحصني ومنقذي إلهي الصخر به أعظم ترسي وقوة خلاصي وملجإي . أدعو الرب سبحانه فأنجو من أعدائي " ( مزمور 18: 2-4 ) . أميــــــــــــــــــــــن

40

المسيح ميلاد المحبة والسلام


قرداغ مجيد كندلان

" فلذلك يؤتيكم السيد نفسه آية . ها ان العذراء تحمل فتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل " (اشعيا 7: 14 ) ، "وكان هذا كله ليتم ما قال الرب على لسان النبي : ها إن العذراء تحمل فتلد ابنا يسمونه عمانوئيل اي < الله معنا > " ( متى 1: 22 و 23 ) .
الانجيلي متى يكشف لنا نبوة وردت في العهد القديم ، نبوة اشعيا 770 ق.م ، وتدبير الله الذي الهم به انبياءه لكي يسجلونه في اوانه ، ليصبح شهادة أزلية من السماء بالواقع الذي نراه ونسمعه في الزمن لنؤمن  ونصدق . فالانبياء لم ينطقوا إلا بما وضع الله في فمهم :" إذا لم تأت نبوة قط بإرادة بشر ، ولكن الروح القدس حمل بعض الناس على ان يتكلموا من قبل الله " (2بطرس 1: 21 ) . فالمرجع هنا ليس مجرد نبوة أو نبوات ، بل صوت الله ومشيئته المعلنة منذ الدهور . الاية هنا آيتان : الاولى : ها العذراء تحبل وتلد ، والثانية : ان يصير الله معنا . ان قبول العذراء الروح القدس فولد لها ولد على خلاف الطبيعة بدون رجل وكل ما قدمته العذراء هو كامل مشيئتها :" ليكن لي بحسب قولك"( لوقا1: 38 ) ،قبلت الدعوة بحسب مشيئة الله ، كطفل ارتضى أن ينام في حضن أبيه ، وكان لهذا الاذعان لمشيئة الله أن دخل الوعد الالهي حيز التنفيذ . أما هذا الذي قبلته العذراء مريم فهو ليس بالامر الهين . فالتقديس حدث فعلا في الرحم بحلول الروح الله القدوس ، ليصنع من العذراء القديسة حبلا الهيا مقدسا ونبوة اشعيا صارخة بهذا المعنى " الله معنا " . وبهذا صار ميلاد " بروحه القدوس " صنع له وجودا داخل الانسان ! وبهذا صار ميلاد يسوع المسيح ابن الله اقوى افتقاد افتقد الله البشرية ، وكان حتما وبالضرورة عهدا جديدا بين الله والانسان ، حيث يدخل الله كشريك حياة مع الانسان بوجود حي فعال لاينقطع ! هنا وبسبب دخول الروح القدس في عملية الحبل الالهي والولادة يتحتم ان ترتفع حادثة ميلاد يسوع المسيح الى مستوى " السر " في المسيحية  . فبالنسبة لمريم فقد نالت إنعام الله وأعظم كرامة نالها بشر . وبالنسبة للبشرية فقد كتب لها عهد جديد مع الله ، فالذي ملأ الرحم البتولي هو آدم الجديد الذي من جسده ودمه أخذنا خلقتنا الجديدة كأبناء الله ، وورثنا فيه موطننا السماوي . إذا من الروح القدس ومن مريم العذراء القديسة وُلد ، قدوس بلا عيب ولا خطية ، فتأهل ان يحمل خطايا العالم كله ويمزقها على الصليب ليفدي المسكونة ويخلص بني الشقاء ، ويقوم في جسده بشرية جديدة لله . بولادة المسيح دخلت حياتنا في محبة وسلام حيث لازال يقول لنا :" سمعتم أنه قيل : العين بالعين والسن بالسن . أما انا فأقول لكم : لاتقاوموا الشرير . وسمعتم أنه قيل: أحب قريبك وأبغض عدوك . أما انا فأقول لكم أحبوا أعداءكم وصلوا من أجل مضطهديكم لتصيروا بني ابيكم الذي في السموات ، لانه يطلع شمسه على الاشرار والاخيار ، وينزل المطر على الابرار والفجار . فإن أحببتم من يحبكم ، فأي أجر لكم ؟ أوَليس العشارون يفعلون ذلك ؟ وإن سلمتم على إخوانكم وحدهم ، فأي زيادة فعلتم ؟ أوَليس الوثنيون يفعلون ذلك ؟ فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم السماوى كامل"
(متى 5: 38 و43-48 ) . نلاحظ ان المسيح لايقف عند محبة الاعداء بل يحرك القلب ايضا بالبركة للاعنين والصلاة من اجل المسيئين . وهل توجد وسيلة للانهاء على العداوة والاعداء إلا إما الحرب أو المحبة ؟ الحرب تزيدها لهيبا ، اما المحبة فهي النصرة بلا حرب . فإذا تحقق فعلا محبة الله تقدس كياننا وتقدس قلبنا وتقدست نفسنا وارادتنا ، فلما تتقدس هذه كلها يصبح الانسان أسير محبة الله ، تفيض فيه المحبة نحو الاخرين بلا جهد . ومحبة الاعداء لاتفيض من قلب غاش نجس أو قلب مكرس للدنيا أو المال أو الشهوات . لكي نبارك الذي يلعننا يلزم اولا ان نكون شركاء ذاك الذي قبل اللعنة على الصليب من أجلنا حاملا خطايانا في جسده على الخشبة ، فإن كنا قد قبلنا بفرح دعوة المسيح أن نحمل صليبنا ونتبعه وقد فهمنا وتحققنا من معنى "صليبنا" الذي نحمله ، يمكن أن نبارك الذي يلعننا لان الصليب الذي تحمله المسيح هو صليب اللعنة التي تحملها من اجلنا .
إذا ليس من فراغ ولا من قوة وتقوى فينا نبارك الذين يلعنوننا ، بل من نفس بركة المسيح التي فاضت علينا ونحن خطاة ، إذاٌ بركتنا للاعداء هي فائض قوة ونعمة الصليب تنفتح على الذين يحملونه بإمانة وشجاعة لخدمة الاخرين . 
لقد طرح الله السلام على الارض يوم ولد المسيح في بيت لحم :"وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة "( لوقا2 : 13 و 14 ) .  فكان المسيح رئيس السلام حقا:" لانه قد ولد لنا ولد واعطي لنا ابن فصارت الرئاسة على كتفه ودعي اسمه عجيبا مشيرا إلها جبارا ، أبا الابد ، رئيس  السلام " ( أشعيا 9: 5 ) ، ويقول الرسول بولس :" فإنه سلامنا ..." ( أفسس2: 14 ) . وأول عمل استلمه تلاميذ الرب ليكرزوا به وعلى أساسه هو السلام :" والكلمة الذي أرسله إلى بني إسرائيل مبشرا بالسلام عن يد يسوع المسيح " (اعمال10: 6 ) ، " وإذا دخلتم البيت فسلموا عليه . فإن كان هذا البيت أهلا ، فليحل سلامكم فيه ، وإن لم يكن اهلا ، فليعد سلامكم إليكم." ( متى 10: 12 و 13 ) .
واضح أن وظيفة المسيح الاساسية هي تأسيس سلام دائم بين الله والانسان . فالسلام في العالم لايوجد إلا مع أبناء السلام الذين سكن السلام في قلوبهم  ، على ان صناعة السلام تحتاج الى رصيد عال جدا من المحبة والصبر والبذل لتطويع القلوب القاسية للخضوع الى بساطة سلام الله الذي يفوق العقل . لذلك فإن المسيح أعطى لصانعي السلام هبة وقوة أن يصيروا " أبناء الله يدعون " .
ان اصعب الاضطهادات التي عانى منها المسيحيون في عراقنا الغالي أتت بسبب الغيرة والحسد والحقد على الساعين في اثر سلام المسيح . الارهاب لايطيق سلام المسيح ولايحتمل المناداة به :" إذا أضطهدوني فسيضطهدونكم أيضا "(يوحنا15: 20)،
" ويبغضكم جميع الناس من اجل اسمي . والذي يثبت الى النهاية فذاك الذي يخلص "( متى 10: 22 ) ، " وستسلمون عندئذ الى الضيق وتقتلون ، ويبغضكم جميع الوثنيين من اجل اسمي "  (متى24: 9 ) ، " والذي يثبت الى النهاية فذاك الذي يخلص" ( متى24: 13 ).
السيد الرب نسجد امام بهاء مجدك ونفتح ذراعينا ونتضرع ونصلي من ان تضع السلام والامان والاستقرار في ربوع عراقنا الحبيب في هذا الميلاد المجيد ، ميلاد المجد والعظمة . نعم ايها الرب يسوع المسيح نصلي من القلب ان تحفظ هذه العوائل في ارض بلاد الرافدين ، ارض بابل ،العراق بدون استثناء مسيحيين ومسلمين وان تتنعم عليهم بحياة سلام ومحبة  امين . 



41
الى حضرة القس عمانوئيل يوخنا المحترم

قرداغ مجيد كندلان


مقالتك المنشورة في عنكاوا كوم بعنوان " اذا كنا في العراق جالية ، فأين هو وطننا " التي اقتبس منها :" ان اعتبار  الشعب الاشوري المسيحي جالية في العراق هو اهانة للعراق ..."
في الحقيقة جعلني الرد على المقالة بسبب الاعتداء على مشاعرنا القومية الكلدانية حيث ان الشعب المسيحي في العراق مكون
من القوميات الكلدانية والسريانية والاشورية وكذلك الارمنية ، حيث ان نسبة الكلدان اكثر من 85% من مجموع مسيحيي العراق . كما ارى ان اسلوب التجريح لمشاعر الاخرين فــي الكتابة لاينسجم مع صفات الكاتب المثقف والمؤمن الذي يحترم الاخر  ، لان مثل هذه  الكتابات لاتخدم الكلداني ولا الاشوري ولا السرياني بل بالعكس تفرق ولا توحد . وخاصة في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها عراقنا الحبيب ، يتحتم علينا جميعا التفكير مليا كيف نتوحد لنشكل عمودا فقريا للمسيحية العراقية الاصيلة ولتكون لنا قوة الكلمة في بلدنا الغالي . وارجو الاب الفاضل ان تنطلق من محبة الذات الى محبة اخيك كلداني القومية وكذلك السرياني  لخدمة الشعب المسيحي بقومياته الزاهية الكلدانية والاشورية والسريانية وكذلك الارمنية . ثلاث صفات ينبغي ان يحملها الكاتب المسيحي في كيانه لكي يؤهل للمشي مع باقي القوميات : 1. الشجاعة الذاتية للاعتراف بجميع قومياتنا المسيحية ، حيث لاتوجد قومية متعالية على اخرى 2. النية العاقدة والعنيدة على البذل لجميع القوميات ( الكلدانية والسريانية والاشورية ) 3. الامانة المطلقة لخدمة القوميات وليس لقومية واحدة اشورية . ان اعتبار جميع القوميات قومية واحدة اشورية تعتبر موازنة خاسرة وقع فيها ولا يزال يقع فيها غالبية الكتاب من الاشوريين .
ابتي الغالي : بولس الرسول كان ذا مقام عظيم عند اليهود ، وكان يحتسب نفسه متقدما عن جميع زملائه في المعرفة والكرامة والغيرة والتدقيق في الناموس الى الحد الاقصى ! وفجأة ظهر له المسيح فأدرك فيه الحق والحياة وغنى النعمة ، ثم عمل المقارنة فوجد إنه لم ينتفع من كل ما ربحه من العالم باسم اليهود ، وأنه كان اشقى الناس وخسر نفسه خسرانا مبينا ، كل ذلك أدركه عندما انكشف له الحق في المسيح وانفتحت روحه على الحياة الابدية . وحضرتك قس خادم المسيح ان تسير في خطى الرسول بولس بان تنفتح روحك على جميع القوميات المتآخية باعتبارها اعضاء في المسيح وليس فقط على قوميتك الاشورية . السيد المسيح له كل المجد اعطانا تعليم رائع عندما قال للتلاميذ :" فقال لهم : ملوك الامم يسودونهم ، والمتسلطون عليهم يدعون محسنين . وأما انتم فليس هكذا ، بل الكبير فيكم ليكن كالاصغر ، والمتقدم كالخادم " ( لوقا 22: 25 و 26 )، المسيح هنا يضع اساس الرئاسة والاولوية في الجماعة المسيحية أن لا تكون على النظام السياسي ، فالملك هو الذي يسود على الشعب ، ولكن بعض شخصيات اخرى تزاحم لكي تأخذ الرئاسة والاولوية كما في الاشورية وهذا التوجه جاء في البيان الختامي للمؤتمر الاشوري الموسع المنعقد في السويد : "شمالاً: الحدود الدولية لدولة العراق مع تركيا وسوريا .
شرقا: من منطقة نروه وريكان ضمناً، نزولاً على طول الزاب الأعلى . غربا : نهر دجلة . جنوباً : نقطة إلتقاء الزاب الأعلى مع دجلة " .
في الحياة المسيحية وبالذات ذات الروح المتجددة اي اصحاب الانسان الجديد كالكهنة ، لايتقدم الجماعة إلا أكثرهم تواضعا ومحبة وبذلا . لذلك الذي فيه روح الله يخدم ويبذل ويعرف بالروح كيف يدبر كنيسته المتكونة من القوميات الكلدانية والاشورية والسريانية وكذلك الارمنية وليس فقط الاشورية . وفي غيبة التواضع لايتم الاعتراف الواحد بالاخر بل يكون هناك التعالي ولاتناسب القس ومخالفة لنظام المسيح . المسيح له كل المجد قال لنا :" هذه هي وصيتي ، أن تحبوا بعضكم بعضا ، كما أحببتكم "( يوحنا 15: 12 )، وينبغي ان لا يفوتنا تركيز المسيح على المحبة المتجهة نحو الاخرين ، اي محبة القومية الاشورية للقومية الكلدانية وبالعكس ، اي عندما تذكر الاشورية وتلغي القومية الكلدانية اعتبر بان محبتك مبتورة ، لاني احسست بالاهانة لغياب قوميتي من الشعب المسيحي . ان وصية المسيح بالمحبة ، ألقاها أمامنا كأمر أكثر منها وصية !! أما قوة تنفيذها ، فهو المتكفل بها ، إن نحن عزمنا من كل القلب على تنفيذها ،لان المسيح لايأمر أمرا من فراغ ، بل هو يبني دستور وصاياه على اساس ما عَمِلَ هو ، وعلى اساس ماهو مستعد ان يعمل ايضا ، حتى يجعل لمحبة الاب عرشا له في قلب العالم .
ابتي الفاضل : هل تريد الكرامة للقومية الاشورية ؟ إذا يرجى مراجعــة ما يقوله لنا الرسول بولس في رسالتــه الى روميــة 12: 10 : "وادين بعضكم بعضا بالمحبة الاخوية . مُقدمينَ بعضكم بعضا في الكرامة " ،من هذه الروح عينها ، يعطي الرسول بولس وصية للكنيسة اي لك ولنا جميعا لا ان يكرم الانسان أخاه بالمودة فقط بل يقدمه في الكرامة على نفسه ايضا !! وهل قدمت اسمنا القومي الكلداني على نفسك وعلى الاشورية !! لماذا ؟ لان المسيح صنع هذا وهو السيد والمعلم غسل ارجل تلاميذه فماذا ياترى نحن عاملون ؟ المسيح لم يكتفي بسخرة الميل الواحد لمن يسخرني بل زادها ميلا من عنده ، من رصيد المحبة للاعداء ، لأحول سخرة العداوة الى محبة ولأرتفع أنا فوق البغضة!! المسيح لم يكتف باحتمال ضربة الكف على الخد الايمن بل مد يديه ورجليه للصليب ليحول الاهانة الى ذبيحة شكر والألم الى مسرة الفداء . المسيح لم يكتف بأن أخلع الرداء لمن أراد أن يبتزه مني ويظلمني ، بل قال لي اخلع له الثوب أيضا لكي أحول ابتزازه الى حسنة عليه ، وظلمه لي الى شفقـة عليه ! ولقد اعتزت المسيحية بهذه المواقف العالية والسامية وصاغت منها اخلاقا بل لاهوتا قادرا ان يسمو بإنسان التراب ليجلسه في أعلى السموات . والرسول بولس سار على المنوال: لما جعلني أقدم أخي علي في الكرامة مهما صغر ومهما كبرت أنا ، فالذي يسير في الخلف هو في النهاية يكبر والحب يزداد ، والذي يجلس في المتكأ الاخير هو يرتفع ويسود السلام ، والذي يتوارى عن الانظار ليجعل الانظار تنشغل بغيره فقد ربح نفسه وغلب العالم وأرضى الناس . هل تستفيد انت وانا وكل المسيحيين من هذا التعليم لكي نعترف الواحد بالاخر ، انت اشوري القومية اعترف بك واحبك وانا كلداني القومية يجب ان تعترف بي بمحبة وإلا جعلتم الفرقة بيننا والمسيح سيحاسب كل مـن لم يسعى الى السلام والمودة بين البشر ورغبتم المتكأ الاول .
 

42
الحيـــــاة الابديـــــة
قرداغ مجيد كندلان

الرب يسوع المسيح وضح لنا بداية الطريق الكَرِب المؤدي الى الحياة الابدية وكيف يبدأ بابا ضيقا ينحشر فيه الانسان الراغب في الخلاص . ونقل لنا الانجيلي متى ما تعلمه من معلمه رب المجد عن وسيلة الحصول على الملكوت ومتى ينفتح بابه عندما قال المسيح للتلاميذ :"أدخلوا من الباب الضيق . فإن الباب رَحب والطريق المؤدي الى الهلاك واسع ، والذين يسلكونه كثيرون . ما أضيق الباب وأحرَجَ الطريق المؤدي الى الحياة ، والذين يهتدون إليه قليلون ." (متى7: 13و14 ) . الرب يسوع المسيح كشف لنا لماذا الاجتهاد وتحمل المعاناة والصعاب للدخول من الباب الضيق الذي يعتبر أخطر تعليم قدمه المسيح للذين يتبعونه من كل قلوبهم ، لانه واسع الباب الذي يؤدي الى الهلاك . فاختيار الباب الضيق يحتاج منا اختيار الاصعب ، وهذا مبدأ الطريق وبابه المؤدي الى الحياة السعيدة في ملكوت المسيح الذي كشف لنا سر الصليب منذ الدخول من الباب ، فالضيق والاضطهاد الذي يقع على الانسان من الارهاب وجحود العالم وتجربة الشيطان بالمرصاد يعتبر بابا ضيقا مرسوما عليه الصليب والكأس، ومكتوب على العتبة آية النجاة :" صلوا لكي لاتدخلوا في تجربة " . إن الباب الضيق يبدأ من هنا وفي وسط أعمالنا ومشاغلنا ، وهو باب يفتح على طريق سري خلف العالم ولا يدري العالم من أمره شيئا . وتعليم رب المجد واضح للوصول الى النهاية السعيدة  حيث اعطانا احكاما بموجبها نقرر حياتنا عندما قال:" ليس من يقول لي < يارب يارب > يدخل ملكوت السموات ، بل من يعمل بمشيئة أبي الذي في السموات . فسوف يقول لي كثير من الناس في ذلك اليوم : يارب يارب ، أما باسمك تنبأنا ؟ وباسمك طردنا الشياطين ؟ وباسمك أتينا بالمعجزات الكثيـرة ؟ فأقول لهم علانيـة : ما عرفتكم قط . إليكم عني أيها الأثمة ! " ( متى 7: 21-23 ) ، هنا تعليم يجب ان نطبقه في حياتنا لكي يكون لنا نصيب في ملكوت المسيح حيث الاكتفاء بالصلاة بالاقوال دون الاعمال والايمان لن ندخل الملكوت ، أما عندما تدخل حياتنا في الصلاة مع حيز العمل بوصايا المسيح فيكون نصيبنا السموات . اي عندما نصبوا الى ملكوت السموات يجب ان تكون لنا حياة انجيلية صادقة وعشرة مع المسيح تشهد اعمالنا واقوالنا ، وحياة حقيقية مع المسيح عازفة عن المال والمجد الزائف . اما الذي يمارس الخطايا بلا تأنيب ضمير ، وخلت حياته من الرحمة وعمل المحبة والبذل واكتفى بالمظاهر واستخدام اسم المسيح بمهارة فعمل به المعجزات وأتقن الصلوات المحفوظة في مواعيدها ، ولكن لم يعمل بوصية المسيح من جهة الاعمال التي بحسب إرادة الاب السماوي من جهة الرحمة والمحبة والبذل ، فأنه لايستحق الملكوت . ويوحنا الانجيلي صور لنا الحياة الابدية من خلال الصوت السمائي :" وسمعت صوتا جهيرا من العرش يقول : هوذا مسكن الله مع الناس ، فسيسكن معهم وهم سيكونون شعوبه وهو سيكون الله معهم . وسيمسح كل دمعة من عيونهم . وللموت لن يبقى وجود بعد الان ، ولا للحزن ولا للصراخ ولا للالم لن يبقى وجود بعد الان ، لان العالم القديم قد زال .( رؤيا يوحنا 21: 3و4 ) ، اذا الحياة الابدية هي " مسكن الله مع الناس" نعم الله ينتظر ان يستريح بالسكنى معنا ، انه الوجود في حضرة العريس السماوي واللقاء الدائم معه ، إذ يقول القديس أغسطينوس:" الانسان الروحاني في الكنيسة هو السماء ... الكنيسة هي السماء ... والسماء هي الكنيسة "، كما يقول العلامة ترتليان:" ان الله يمسح كل دمعة سكبتها العيون قبلا، إذ ماكان لها ان تجف مالم تمسحها الرأفة الالهية . طوبى لاصحاب العيون الباكية، لان الله بنفسه يمسحها ويطيبها ." ويقول اشعيا النبي :" ويزيل الموت على الدوام ويمسح السيد الرب الدموع عن جميع الوجوه..."( اشعيا 25: 8 )، لقد صار كل ما في الحياة الابدية جديدا مفرحا ومبهجا للجميع . الرب يسوع المسيح اعطانا هذا الباب الضيق من خلال الصليب :" وكما رفع موسى الحية في البرية فكذلك يجب ان يرفع ابن الانسان لتكون به الحياة الابدية لكل من يؤمن . فإن الله أحب العالم حتى إنه جاد بابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية ."( يوحنا 3: 14- 16 )، هنا يريد ان يبين لنا الانجيلي يوحنا قصة سقوط الانسان بدأت بالحية التي استطاعت ان تسرب الخطيئة للانسان. وقد افلح الناموس على يد موسى (عدد 21: 7 ) ان يصور بالرمز الخلاص المزمع ان يتم للانسان من الخطيئة التي هي من صنع الحية ، فأقام موسى بمشورة الله تمثال حية نحاسية وأقامها على عود من الخشب عاليا في وسط الشعب ، وأمر ان كل من تلدغه حية ، عليه ان ينظر الى الحية بإيمان فيشفى . هكذا اختار الله ان تكون الحية النحاسية هي رمز المسيح الذي أخذ خطيئة الانسان ككل في جسده ومات بها فقتل الخطيئة بالجسد وبقيامته أعطانا الصليب والحياة: "وهو الذي حمل خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن خطايانا فنحيا للبر ."( 1بطرس24:2). فكم بالحري مثيلتها ان يرفع ابن الانسان ليكون منظرا للناس ميتا على خشبة ، حتى كل من ينظر ويؤمن ، ينجو من الهلاك الابدي ويأخذ نصيبا في الحياة الابدية . بعد القيامة اعطى الرب يسوع المسيح التلاميذ الروح القدس بالنفخة ، تماما كما نفخ الله الخالق في جُبله الانسان لما خلقه فصار ادم نفسا حية . ففي نفخة القيامة هذه صار الانسان خليقة حية تتنفس بالروح القدس لحياة ابدية :" قال هذا ونفخ فيهم وقال لهم : خذوا الروح القدس . ( يوحنا 20: 22 ) ، وهذه المرة الاولى والوحيدة التي ترد " نفخ " في العهد الجديد . وهي تفيد في العهد القديم أنه " نفخ الحياة" ، وهي خاصة بالله وحده :"وجبل الرب الاله الانسان ترابا من الارض ونفخ في أنفه نسمة حياة ، فصار الانسان نفسا حية .( تكوين 2: 7 ) وكما خلق الله الانسان في البداية على صورته ، هكذا خلقه المسيح بعد القيامة بالروح القدس على صورة خالقه في البر وقداسة الحق (افسس 4: 24 ) ، وواضح غاية الوضوح أنها < إعادة خلقة > على مستوى الروح القدس لاعطاء الحياة الابدية . المسيح لا يُلزم أحدا باتباعه ولا يُلزم أحدا ان يموت ، إلا ان في اتباعه خطواته الدامية خلاصا . وكأنه يقول من اراد ان يموت معي يخلص وله الحياة الابدية ، ومن لم يُرد ان يموت معي لايخلص . فالذي أمات ذاته بالارادة فقد صلبها ، فإن يُنكر الانسان ذاته ويحمل صليبه تابعا خطواتي يخلص . العالم فيه الغرائز والشهوات والمسرات ، مديح وكرامة وجنات وافراح واموال ، فانه يكسب بهجة الحياة الارضية الزائلة ونهايتها الى القبر والفناء . فماذا يكون قد ربح الانسان العاقل في مشوار ينتهي بلا شيء ، بل يخسر فيه نفسه المعينة للحياة الابدية ؟ ولهذا ان الذي أَمَّن على حياته اولا عند المسيح وصار مواطنا سماويا ، فهذه الامور كلها – أي متعلقات العالم والجسد وحياة الارض – لايحرم منها ، إلا انه لايدعها تحرمه من حياته الابدية وعلاقته مع المسيح :" من حفظ حياته يفقدها ، ومن فقد حياته سبيلي يحفظها ." ( متى10: 39 ) .  لابد ان نسلم النفس هنا للمسيح لتعبر معه مضيق الموت لتقوم معه ببهاء وجمال لميراث الحياة الابدية معه أيضا ،لان لحياة الدنيا ليست سوى مقدمة للحياة الابدية : " ثم قال يسوع لتلاميذه : من أراد أن يتبعني ، فليزهــد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ، لان الذي يريد ان يخلص حياته يفقدها ، وأما الذي يفقدُ حياته في سبيلي فإنه يجدها . ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟وماذا يعطي الانسان بدلا لنفسه "( متى 16: 24 – 26). الرب يسوع المسيح يهتم بالحياة الداخلية للانسان ، النفس التي تحتاج لمن يعلمها أولا ، فالذي يسمع للمسيح ويقبل تعليمه يبدأيعمل به ويكون عملـه قويا متينا كإنسان بنى على صخر ونهايتـه الحياة الابدية ، والذي لم يستمع للمسيح ولم يحفظ تعليمه فهو يبني على رمل ، والأردأ هو من يسمع التعليم ولا يعمل به ثم يعمل من نفسه فهو يبني بلا أساس فتأتي السيول وتجرفه وينتهي الى الخراب .         

43
اتحاد الاندية الكلدانية
       السويد

الى كافة عوائل الشهداء في بغديدا المحترمين

ببالغ الاسى والحزن تلقينا نبأ الانفجار الحادث في بغديدا على يد ارهابيين واستشهاد عدد من المواطنين
المؤمنين بوطنهم وتمسكهم بتربته الطاهرة التي دنسها هؤلاء الوحوش ، وان هذه الاعمال الاجراميــة
التي تساق من قبل القتلة  ضد شعبنا لايقبلها الديـن والمنطـق والعقــل ، وانها ضد الله . فـي الواقــع ان
الشيطان  دخل قلوب الارهابيين وجعلهــم  يقاومون الخيـــر والمحبــة  والسلام ، لان كل أتباع الشيطان
يأتمرون بأمره يصابون بالعمى الروحي وفقدان المنطق السليم مما يؤدي الـى الشر، ويعتقد الارهابـــي
إنه يقدم خدمة الى الله ،ولكن موسى كشف جذرهم المسموم :" أفسد له الذين ليسوا أولاده عيبهــــم ،
جيل أعوج ملتو . الرب تكافئون بهذا يا شعبا غبيا غير حكيــم ..." ( تثنية 32: 5و6 )، " إنهم أمـــــة
عديمة الرأي ولا بصيرة فيهم ... " لولا أن صخرهم باعهم والرب سلمهم "( تثنية 32: 28 و 30 ) .   
 نشارك احزانكم ونرجو لكم الصبر والسلوان ونصلي ونطلب من ربنا يسوع المسيح ان يسكنهم فـــــي
ملكوته .

رئيس واعضاء الهيئة الادارية
لاتحــــــاد الانديـــة الكلدانيــــة
السويد

44
الحرب على الواو في الدستور العراقي


قرداغ مجيد كندلان


ولكي نصل الى حقيقة دعاة التسمية المركبة او بالاحرى التسمية الاشورية ، والكفاح من جعل الكلدان مذهب او طائفة او مُكون من خلال المطالبة بوحدة شعبنا ، اود ان اتناول  بعض ما مدون هنا وهناك حول التسمية  وعلى سبيل المثال لاالحصر نورد الحقائق التالية :
انعقد المؤتمر الاشوري في مدينة ستوكهولم من 15 الى 17 كانون الاول 2006 وبين في البيان الختامي بانه ناقش الحقوق القومية المشروعة للشعب الاشوري والاليات السياسية الكفيلة بتحقيقها على ارض العراق، ارض الاباء والاجداد ، جنبا الى جنب مع باقي مكونات الشعب العراقي . وكذلك نورد نص الفقرة ثانيا الواردة في البيان الختامي :" إضافة الى ماتعرض له الشعب الاشوري من اضطهاد وتهميش ، إلا ان الدستور جاء ليزيد من مآسي الاشوريين بتقسيمهم عن طريق اشتحداث مكونات قومية جديدة لايعترف بها علماء الاشوريات في العالم وأبرز المؤرخين العراقيين . وحتى اللغة الاشورية جاءت بتسمية مذهبية ، وهذا نتيجة لسياسة استرضاء بعض رؤساء الطوائف الاشورية من أطراف خارجية مما يجحف بحق الامة الاشورية وفق حقيقتها التأريخية ، وإيمانا منا بالحقيقة التأريخية التي تفرض الاشورية كهوية أرض وشعب ولغة . ولذلك فقد قرر المؤتمر المطالبة بتثبيت الاشورية في الدستور العراقي كهوية شاملة ، تمثل ركنا اساسيا ضروريا."
الرابط :
 http://www.assyrianconference.com/akhbar/1938.html
وكذلك كتب السيد جميل روفائيل مقالة حول الاسس التأريخية والاجتماعية لوحدتنا القومية والمنشورة في عنكاوا كوم واقتبس النص الذي يخص التسمية:" بـداية ، عليـنا أن نكون حذرين من الخلط بين القوميـة والإنقسـامات المذهبية الدينـية والمنافسـات السـياسية ، للبـون الشـاسع الفاصـل بين الجوانب الثلاثـة . . وأيضا  الحذر الشـديد من خطورة  إعـتقاد البعض من القادة السـياسيين بأن إسـتغلالهم للأسـماء الطائفية كأسـماء قومية في الصراعات السـياسية يمنحهم مكاسـب جماهيرية إنطلاقا من العواطف الذاتية ، قـد تحصل مكاسب عاطفية آنيـة في ظروف معينة كمـا هو وضـع العراق المضطرب حاليـا  ، ولكنـها لن تكون دائميـة أبـدا ، وفي كـل الأحوال ضررهـا جسـيم على الأمـور القوميـة ، فلكل من الدين ( ومذاهبـه ) والقوميـة ،  خصوصياته في الحفاظ على وجـوده واسـتمراره والخلط بيـنها يؤذي كلاهـما ." علما ان السيد جميل شارك في مؤتمر عنكاوا .
الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,68790.0.html
وثم اكد السيد جميل في مقالته بعنوان" ترسيخ الوحدة القومية يستوجب مراعاة الواقع " المنشورة في عنكاوا كوم واقتبس النص التالي :" وقد زادت الامور تعقيدا بعدما اختـلطت المصـالح السـياسية للعـديد  مـن تنـظيمات شـعبنا بالشـؤون المذهبيـة الدينـية واشـكالات  تـفسـيراتها وارتبـاطاتها بالأسـماء التـأريخية المماثلة."     
وفي مقالة اخرى بعنوان المعلوم وغير المعلوم في مؤتمر عنكاوا بين السيد جميل :" وارجوا ان يعلم الجميع ، أنني عندما أتحدث عن قضايا شعبنا ، في المؤتمرات واللقاءات والكتابات ، فإنني أنطلق من فكري القومي الذي أؤمن به ، وهو : اقتناع ذاتي راسخ مبني على أدلة بالقومية الاشورية ."
وكذلك مقالة السيد جميل روفائيل بعنوان  سؤلا الى يونادام وينتظر جوابا المنشورة في عنكاوا كوم واقتبس ما يخص التسمية :" ومـع  اعـتزازي الشـخصي ،  أولا  بقـوميتي الآشـورية   كمـا  هـي  حـال الكثـير  مـن  أبنـاء  شـعبنا  ،  وثانيـا تـأييدي  للأسـم الموحـد   ( الكلدوآشوري )  حـال الإعـلان  عنـه  ولازلـت  غيـر  معـترض  عليـه كأسـم  موحـد  ،  وثالثـا  ولكـن أنـا أؤمـن  بخطـأ  النظـر إلى  القـومية  كـأمر  مـوروث  جـامد  في كـل المراحـل وهـذا مـن دون شـك يتـفق  أيضـا  مـع تبـني  الحركـة  الديمقراطية الآشـورية  للأسـم  الموحـد  (الكـلدوآشـوري  )  وعـدم  اصـرارهـا   على الإسـم المـوروث  (  آشـوري  )  لضـرورات متطلبـات  وحـدة شعبنا في المرحلة الراهنة . "
الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,88989.0.html
وجواب يونادم كنا للسيد جميل كان بالنص التالي المنشور في عنكاوا كوم :
" ـ  مـاهـو جـوابكـم على مـاسمعـته بحصـول اتـفاق بينـكم وبيـن الأسـتاذ أبلحـد أفـرام ، بعدم طلـب تغيـير الفـقرة الموجـودة حاليـا في الدسـتور العراقي والتـي تنـص بخصـوص القوميـات العراقيـة ( والكلـدان والآشـوريين )؟
ـ ـ  هـذا كـلام بـاطل ليس لـه أي أسـاس مـن الصحـة ، قـد يكـون السـيد أبلحـد راضـي بـها ، لكـن أنـا لسـت راضـيا بـها ، هـذا أولا ، ، وثانيـا ، أنـا أقبـل فقـط بـأن نرجـع إلى كلمـة مختصـرة متـفق عليـها واحـدة أو التسـميات الثـلاث بـدون واوات أو فـواصـل بيـنها مـن هنـا وهنـاك ، الآن نحـن ننـتظر نتـائج اجتماعـات قوميـة أو مؤتـمر قـومي بحيـث يصـير تـوافق عليـها وليس إرادة لافـلان ولا عـلان ، لسـنا ( أنـا والسـيد أبلحـد ) متـفقين أبـدا ."
الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,91525.0.html
ونشر السيد جلال برنو مقالة بعنوان " عنكاوا كوم ساحة مباحة للانفصاليين الكلدان " المنشورة في منبر زهريرا الحر وانقل نص الفقرة 5 من المقالة :" ماوقفتم صامتين إزاء تصريحات الكنيسة الكلدانية الحالي عندما دعا الى درج اسم الكلدان كقومية منفصلة في الدستور العراقي ، والتي كانت بمثابة معول هدام للبيت الواحد ... والغريب في الامر ان هذا المعول يمسك به رجل دين برتبة بطريرك !!! كون ذلك يتنافى وتعاليم الانجيل الذي يدعو الى الوحدة كما ويتسبب في ضياع مستقبلنا السياسي ... والحقيقة يبقى الفرد منا حائرا مشدوها إزاء هكذا تصريحات لأنه لا نعلم لمصلحة من يحاول البعض دق أسفين الفرقة بين ابناء الشعب الواحـد ".
الرابط :
http://www.zahrira.net/modules.php?name=News&file=article&sid=1011

يرجى من القاريء اللبيب ان يتمعن جيدا في الامثلـــة اعلاه وكذلك فــــي البيان الختامي لمؤتمر عنكاوا ، وانها كلها تصب في بودقة واحدة لتثبيت الاشورية كقومية وتثبيت الكلدانية من مكوناتها (مذهبية او طائفية)،  لهذا اود ان اوضح ان مفهوم القومية لغويا يقصد جماعة من الناس الذين تجمعهم اهداف ومشاعر ويرتبطون بارض وحضارة ولغة ،  وان كلدانيتي  حقيقة تأريخية موجودة منذ الاف السنين في ارض مابين النهرين واعترف بها ، وكذلك الاثوري يعترف باثوريته ولا حرج لي ،  والاخر بالكردية والعربي بقوميته ايضا . من هنا ارى بان قاسما مشتركا يجمع بيننا جميعا في وحدة الشعب في اطار الحدود السياسية للدولة  بوجود الواو المثبت في الدستور العراقي بين الكلدان والاشوريين  بموجب المادة 122 والتي تنص " يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان والكلدان والاشوريين  وسائر المكونات الاخرى ". ان القوميتين مدرجتان في الدستور العراقي ، لماذا تريدون الغائهما  بالغاء الواو ؟ ان العقدة من الواو  وصلت الى مستوى التجريح والغاء الاخر بحجة وحدة شعبنا التي كنا قد سمعناها سابقا من دعاة انصار القومية العربية ، والان تنادون  بنفس الايدلوجية.   في واقع الامر انتم تريدون الغاء قوميتنا الكلدانية بحجة الوحدة للوصول الى غايات هادفة وحسب المفهوم الاشوري بأن العراق وحدة جغرافية واحدة وقومية واحدة ، وحيث ان هذا الاعتقاد ليس له من الصحة ، لان العراق القديم كان مقسما الى عدد من المناطق الجغرافية كالامبراطورية البابلية الكلدانية وبلاد سومر واكاد  وبلاد اشور ، والتي في طياتها التسميات. ان الخارجين من الكلدانية او السريانية وتبنيهم قومية جديدة اشورية ( مع احترامي لهم وهم احرار فيما يختارون) لايمكن ان ينادوا  بوحدة الشعب ، لان فاقد الشيء لايعطيه ،لانهم اصلا لايعترفون بان الكلدان قومية بل مكون او مذهب او طائفة ، وكيف نصدقهم عندما ينادون بوحدة شعبنا !!  وناهيك عن تعصب الاشوريين لتحقيق احلامهم الوردية باقامة اقليم اشور الذي يمتد حسب ماجاء في البيان الختامي لمؤتمرهم:  " شمالا : الحدود الدولية لدولة العراق مع تركيا وسوريا . شرقا : من منطقة نروة  وريكان ضمنا، نزولا على طول الزاب الاعلى . غربا: نهر دجلة .  جنوبا:  نقطة التقاء الزاب الاعلى مع دجلة ".
 ويبدو ان هذا الاقليم يحقق الاحلام الوردية . ولكن ممكن اقامة منطقة آمنة للمسيحيين جميعا في حكم ذاتي يدار من قبل اهلها من الكلدان والاشور والسريان بعد دراسة كل المتطلبات لتحقيق ذلك .
ومن الحقائق التأريخية لملوكنا الكلدان القدماء وعلى سبيل المثال لاالحصر ، حمورابي الذي يعتبر مــــن اشهر ملوك بابل وحكم بين  ( 1792 – 1750 ) ق م ، واسس امبراطورية ضمت كل العراق وجزء من بلاد الشام حتى سواحل البحر المتوسط وبلاد العيلام واصبحت بابل الكلدانية العاصمة . وامتاز حمورابي بشخصيــة عسكريـة واداريـة وتنظيميـة . ان العالم يشهد بمسلته الشهيرة التي تحوي على 282 مادة التي تعالج مختلف الحقوق  والمحفوظة في المتحف اللوفر بباريس ، والتي تمثل افضل الوثائق لبلاد مابين النهرين ، وهذه الشريعة تدل على رقي حضارة الكلدان في بابل .  ووجدت شريعة حمورابي في عام 1700 ق م .
ويسرني ان اذكر بعض النصوص من الكتاب المقدس  حول الكلدان باعتبارنا نؤمن به، رغم اختلافنا في الرأي مع دعاة الوحدة المزعومة  ، والامثلة بالدلائل القاطعة حول الوجود الكلداني منذ قديم الزمان :
- تكوين 11/ 27و28 :" وهذه مواليد تارح . ولد تارح ابرام وناحور وهاران . وولد هاران لوطا . ومات هاران قبل تارح ابيه في ارض ميلاده في أُور الكلدانيين ."
- الملوك الثاني 24/ 1 :" وفي ايامه صعد نبوخذنصر ، مَلِكُ بابل ، فاستعبد... "
- الملوك الثاني 25/5 :" فجرى جيش الكلدانيين في إثره ، فأدركوه في برية أريحا ، وقد تفرق عنه كل جيشه."
- نحميا 9/ 7 :" انت الرب الاله الذي اخترت أبرام وأخرجته من اور الكلدانيين وجعلت اسمه إبراهيم  ."
- أشعيا 13/ 19 : " فبابل زينة الممالك وبهاء فخر الكلدانيين ." بابل زينة الممالك لقدمها وعلومها وغناها وتجارتها ومبانيها .
ويوضح الكتاب المقدس ايضا :" كوش ولد نمرود الذي ابتدأ يكون جبارا في الارض . الذي كان جبار صيد أمام الرب . لذلك يقال كنمرود جبار صيد أمام الرب . وكان ابتداء مملكته بابل وارَك واكد وكلنة في ارض شنعار . من تلك الارض خرج اشور وبنى نينوى ورحوبوت عير كالح ورسن بين نينوى وكالح . هي المدينة الكبيرة ." ( تكوين 10/ 8-11 ) ،  كانت  مملكــة نمرود في ارض شنعار هـــو الاسم القديم لارض بابــــل التي تعني " نهرين " لوقوعها بين نهري دجلة والفرات ، وهي المناطق السهلة في بلاد بابل . كان نمرود كلدانيا جبارا حتى  صار مضربا للامثال ، لذلك يقال كنمرود وجبار صيد ( هذا مثل تناوله الناس ) . الكتاب المقدس يوضح " من تلك الارض " اي من بابل خرج اشور ، ويدل ان اصل آشور ارض بابل الكلدانية ، ولكننا لاننكر انه اسس دولة  اشور باسمه ، هذه حقيقة تأريخية واردة في الكتاب المقدس . كما ان نمرود لم يكتف بارضه بل خرج كجبار يفتح مدنا اخرى في ارض اشور وبنى نينوى على الضفة الشرقية لدجلة التي اصبحت عاصمة آشور فيما بعد .
يتضح  من الامثلة اعلاه ان الكلدان لهم ارض وشعب وحضارة ، وسبب كتابتي هذه الامثلة الحية لكي يصحوا الاخوة من الاشوريين  والمتأشرين من احلامهم الخيالية ، وكما لا ننسى ان الكلدان في العراق من شماله الى جنوبه هم اكثر عددا من الاشوريين بنسبة 85% . لهذا ان هذا الموضوع يجب ان ينظر اليه بتعقل وليس بالانانية وفرض رأي واحد هو الرأي الاشوري ، وهذا لن نقبله اطلاقا . الاسماء المركبة المخترعة لاتدل على القوميات وكذلك تسمية سورايا  المخترعة في مؤتمر عينكاوا ، هي الاخرى لاتمت الى الواقع بصلة . وحقيقة الامر بعدم  وجود شعب قومي واحد بثلاث تسميات قومية مركبة على مدى التاريخ . حسب المعتقد الاشوري ان مسيحي العراق من الشعب الاشوري ، ويبدو انهم يعتمدون على السياسة قبل الحقيقة ، واعتقد ان الحقيقة الغائبة سوف تؤذي الاجيال الاشورية القادمة . ان الكلدان درسوا تأريخهم لاغراض البحث عن الحقيقة وليس لاهداف سياسية وهمية ، وهذا ادى الى الحفاظ على وجودهم ولغتهم وحضارتهم . ومن منطلق الثقافة والمنطق نعترف بوجود قوميات متعددة كالسريان والاشور ، لا نخاف من وجودهم بل بالعكس انهم يشكلون عمودا فقريا للمسيحية في العراق ، لان الاعتراف بالاخر قوة .
نقرأ على صفحات الروابط ( انترنيت) بتقديم اقتراحات لتعديل الفقرات المتعلقة بشعبنا في الدستور العراقي الذي سيجري مناقشة تعديلاته هذه الايام ، ولكن السؤال يطرح نفسه ، هل تم تقديم الاقتراح بالاتفاق مع الحزب الكلداني والمجلس القومي الكلداني والمنظمات الكلدانية الثقافية والاجتماعية والمستقلين او من يمثلهم في اللجنة المختصة  ؟ فانفراد الاشخاص في تبني تغيير التسمية بالغاء الواو في الدستور العراقي هو الوسيلة للوصول الى غايات هادفة . واخيرا  كفاكم الحرب ضد الواو في الدستور العراقي ، ولانسمح انفرادكم على الساحة ، بل نريد الوحدة الحقيقية النابعة من القلب وترك الخيالات والاوهام والامتثال الى الواقع ، لان الوحدة لاتأتي بالكلام بل الاعتراف الواحد بالاخر بأننا قوميات حقيقية على ارض العراق الحبيب من الكلدان واشور والسريان وكذلك لا ننسى اخوتنا من الارمن .

45
استشهاد الاب رغيد والشمامسة بسمان وغسان ووحيد سيزداد ايماننا بربنا يسوع المسيح
قرداغ مجيد كندلان
" ها انا ارسلكم كالخراف بين  الذئاب "( متى 10: 16 ) المسيح له كل المجد أرسلكم  بإرسالية فاقدة كل ادوات التسليح والدفاع والنقمة ! كغنم بلا أنياب ، ولا ظلف ، ولا قرون ، والذئاب  الشرسة  من حولكم تعيش وتتربص. والمسيح يقولها صراحة وسط ذئاب ليبين مدى الخطورة  المحيطة بالمسيحي . والان والحال في العراق لم تعد فرصة للدفاع عن الذات ، او استخدام الهجوم او حتى الاسفزاز . ان الارهابيين يعتبرون أنفسهم وكلاء الله على الارض لتنفيذ حكمه لانه هو الحاكم الفعلي لهذا العالم كما يقول دين الارهابيين ، وقد نسى ان الارهاب لايمكن ان يحقق شيء من مآربه ، لان طبيعة الله ليست ارهابا بل قداسة ومحبة . والذي يأمركم بالقتل هو الشيطان بعينه وانتم من الاله هو ابليس ، لانكم تشنون حربا ضد الله والمسيح تحت اسم الدين . من اعجب الامور واكثرها ألما وحزنا للنفس ، أن يكون للشيطان القدرة الغريبة لتسليم شهواته الشخصية للذين يخضعون له كرئيس  ، ويسيرون في طريقه كمعلم ، لان شهوة الشيطان تنبع من عداوة شخصية لله ، ولابنه يسوع المسيح ، وكل من يتبعه ويطيعه . ولكن الذين تبناهم الشيطان ألبسهم تاجه وأعطاهم صولجانه ، وكانوا عظماء في عين العالم وعلى مدى التاريخ ، وكانوا ذوي صيت وبطولات ، ولكن التاريخ للعالم شيء ، والتاريخ لملكوت الله شيء اخر . ان الارهاب مصدره الشيطان واليه يعودون . اما بنو الملكوت الاب رغيد والشمامسة بسمان وغسان ووحيد ، انهم الان يتمتعون بملكوت ربنا يسوع المسيح  و نالوا اكليل الشهادة . ان الشيطان اذا استمال الارهابي وتبناه صار شرسا ، لايلين ولا يحيد عن مقصده ، ولا يهدأ حتى يتمم كل ما افرزه الشيطان في فكره ، فالشيطان يتقمصه . اذا مصدر الامر هو من الشيطان وليس من الله المحب لان طبيعة الله لاتقبل الارهاب والقتل ، بل المحبة والرحمة . الذئاب الخاطفة وقسوة اجرامهم ادى الى قتل الاب الجليل رغيد والشمامسة الشهداء عند خروجهم من الكنيسة بعد انتهاء القداس وهم في صميم خدمة المسيح . وقد اكمل بها الرسل رسالتهم ، وبها انتشر الايمان بالمسيح . فما عرفه العالم من المسيحية ودقائق الايمان بها عن طريق المحاكمات والسجن والضرب والقتل يعتبر انجيلا . الرب يسوع المسيح اعطانا سلاما بقولـه  ": لاتخافو الذين يقتلون الجسد ولا يستطيعون قتل النفس ، بل خافوا الذي يقدر على ان يهلك النفس والجسد جميعا في جهنم " ( متى 10: 28 ) . السيد المسيح كشف لنا دعوة الى الحياة الابدية، الملكوت ، التي لايعرفها العالم . لذلك أصبح من غير المعقول لخدام المسيح كالاب رغيد والشمامسة الثلاثة ان يخافوا من القتل ، بل ان الجسد مقدم عند اللزوم ثمنا للحياة الابدية بجملته ، فأصبح عدم الخوف من قتل الجسد أساسا لعدم الخوف من الارهابيين القتلة ، وليس في ايديهم بعد ذلك ان يعوقوا دخول الملكوت والحياة الابدية . وهنا اصبح الخوف الحقيقي محصورا في الذي في يده ان يحرم النفس من الحياة الابدية ، وهكذا ايها الارهابي ان الله سيحرم نفسك من التمتع بالجنة الابدية . واخيرا وضع للاب رغيد والشمامسة بسمان وغسان ووحيد اكليل البر الذي وهبه المسيح لكم : " وقد أعد لي إكليل البر الذي يَجزيني به الرب الديان العادل في ذلك اليوم ، لا وحدي ، بل جميع الذين اشتاقوا ظهوره "( 2 طيموتاوس 4: 8 ) .
الى ذوي الشهداء الاب رغيد والشمامسة بسمان وغسان ووحيد والى غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي والمطران بولص فرج رحو الجزيل الاحترام
تلقيت الخبر بالحزن والاسى  وانقل لكم التعزية القلبية واطلب من ربنا يسوع المسيح ان يسكنهم في ملكوته  ولكم الصبر والسلوان .

46
رسالة من قرداغ مجيد كندلان الى المجلس القومي الكلداني لمخاطبة الامم المتحدة


الى / السادة المجلس القومي الكلداني الافاضل
اود اعلامكم بعد اطلاعي على قرارات ومباديء الامم المتحدة مدة 15 يوما  هيئت الرسالة التالية لارسالها
باسم المجلس القومي الكلداني الى الامين العام للامم المتحدة السيد كوفي عنان ، لاني اتألم كثيرا بمعاناة اهالينا في عراقنا الحبيب ، عراق مابين النهرين ، ولا بد من ايصال صوتنا الى العالم اجمع عن طريق الامم المتحدة ، مع التتقدير .
                          قرداغ مجيد كندلان
السيد بان كي - مون الأمين العام للأمم المتحدة المحترم
الموضوع / المسيحيون مضطهدون في العراق ...نريد حلا
الاحداث في العراق توضح بوجود كره متزايد للمسيحية ، والمسيحيون  يجدون انفسهم محبطون وملاحقون من المجموعات المسلحة الارهابية ، وهذا الارهاب اخذ ينمو بشكل سريع حيث ان المسيحيين يجبرون على التهجير القسري بترك بيوتهم نتيجة تهديدات مباشرة ، او فرض الاسلام عليهم ، او دفع الجزية ، بالاضافة الى الاعتداء الجنسي على النساء وفرض الحجاب عليهن ، انها الحرب الهمجية التي اطلقها الارهابيون من المجموعات المسلحة على الامنين المسيحيين . المسيحيون مضطهدون ومشردون الى البلدان الاخرى ، ولكن الغريب ان الصحف ووكالات الانباء والقنوات الفضائية الاوربية والعربية  لاتقدم تغطية اعلامية بشأن الحدث ولايوجد رد فعل لضحايانا المسيحيين ، وهنا السؤال اين مجلس الامن من المشردين العراقيين المسيحيين الى البلدان الاخرى واين الامم المتحدة من قتل المسيحيين ومن اغتصاب بناتنا ، اين منظمات حقوق الانسان ، اين واين ....؟؟؟
ونتيجة المعاناة القاسية للمسيحية في العراق ، رأينا بأن الموضوع معقد جدا لايمكن ايجاد حل الا عن طريق الامم المتحدة ، وذلك ان المادة الاولى من ميثاق الامم المتحدة ، الذي اعتمد في العام 1945 هو تحقيق التعاون الدولي في تعزيز حقوق الانسان والتشجيع على احترامها . فإن المادة 5 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان تنص على انه :" لايعرض اي انسان للتعذيب ولا للعقوبة او المعاملة القاسية او اللاإنسانية او المهينة " . أن مسؤولية ضمان عدم تعرض للتعذيب وسوء المعاملة تقع على عاتق الحكومات ، بيد ان مهمة بناء عالم خال من التعذيب منوطة بنا جميعا . ولهذا ان حكومة العراق غير قادرة على حماية المسيحيين ، وارى ان تأ خذ  المنظمات الانسانية التابعة للامم المتحدة  دورها في انقاذ المسيحيين في العراق .
كما جاء في الوثيقة الختامية لمؤتمر القمة العالمي 2005 بشأن العراق :" انتشار ظاهرة الارهاب والعنف المنفلت من عقاله في العراق ، وبخاصة حوادث التفجيرات والسيارات المفخخة وقطع الرقاب وجز الاعناق ، واستفحال الفتنة الطائفية والاثنية وتواصل العقاب الجماعي واغتيال العلماء والاكادميين واستهداف الصحفيين والاعلاميين والاطباء واصحاب الكفاءات ، وتفشي موجات التكفير والتأثيم والتطهير المذهبي والديني والعرقي ، الذي طال اكثر من مليون انسان داخل العراق ، كما شهدت البلاد هجرة واسعة قالت الامم المتحدة ، انها زادت عن مليوني مواطن منذ الاحتلال " . يبدو جليا ان الامم المتحدة لها دراية بمعاناة المسيحيين ، وان صمودها سيؤدي الى قتل مزيد من المسيحيين في العراق بيد الارهابيين ، وارجو من الامم المتحدة ان تجد حلا لهذه المشكلة المعقدة .
قرار رقم A/RES/59/195 ألمتخذ في الدورة التاسعة والخمسون / البند 105 (ب) من جدول الاعمال [ قرار اتخذتــه الجمعية العامـة ( بناء على تقرير اللجنة الثالثة A/59/503/Add.2)] - حقوق الانسان والارهاب ، حيث نقتبس منه مايأتي:
" وإذ تضع في اعتبارها ان الحق في الحياة حق اساسي من حقوق الانسان ، وبدونه لايمكن للكائن البشري ان يمارس اي حق اخر . وإذ تضع في اعتبارها ايضا ان الارهاب يوجد بيئة تقضي على حق الناس في العيش متحررين من الخوف ، وإذ تكررالتأكيد ان على جميع الدول التزاما بتعزيز كافة حقوق الانسان والحريات الاساسية وحمايتها ، وبكفالة تنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي تنفيذا فعالا ، وإذ يساورها بالغ القلق إزاء الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي ترتكبها الجماعات الارهابية ، وإذ تعرب عن عميق تعاطفها وتعازيها لجميع ضحايا الارهاب وأسرهم ، وإذ تلاحظ الوعي المتزايد لدى المجتمع الدولي بما للارهاب بجميع أشكاله ومظاهره من اثار سلبية على التمتع الكامل بحقوق الانسان والحريات الاساسية وعلى ترسيح سيادة القانون والحريات الديمقراطية وفق ما هو مكرس في ميثاق الامم المتحدة وفي العهدين الدوليين الخاصين بحقوق الانسان ، وإذ يساورها القلق إزاء الاتجاهات نحو ربط الارهاب والعنف بالدين ، وإذ تلاحظ التطورات التي حدثت منذ انعقاد دورتها الثامنة والخمسين بشأن معالجة مسألة حقوق الانسان والارهاب على كل من الصعيد الوطني والاقليمي والدولي ، 1- تكرر إدانتها القاطعة لاعمال الارهاب وأساليبه وممارساته ، بجميع أشكاله ومظاهره ، باعتباره أنشطة ترمي الى تقويض حقوق الانسان والحريات الاساسية والديمقراطية ، وتهدد السلامة الاقليمية للدول وأمنها ، وتزعزع استقرار الحكومات التي تم تشكيلها بصورة مشروعة ، وتقويض أركان المجتمع المدني القائم على التعددية ، ويجلب عواقب وخيمة على تنمية الدول على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي؛
2- تدين بشدة انتهاكات الحق في الحياة والحرية والامن ؛
3- ترفض ربط الارهاب بأي دين او جنسية او ثقافة ؛
4- تعرب عن استيائها العميق إزاء تزايد عدد الابرياء ، بمن النساء والاطفال والشيوخ ، الذين يقتلون ويذبحون وتقطع أوصالهم على أيدي الارهابيين في أعمال عنف وإرهاب ترتكب بصورة عشوائية وبلا تمييز مما لايمكن تبريره في اي ظرف من الظروف ؛
5- تعرب عن تضامنها  مع ضحايا الارهاب .
 
السيد الامين العام المحترم ، مما مر اعلاه ، نود ان نبين بأن لنا ثقة كبيرة بشخصكم بحل هذه المشكلة المعقدة، حيث انه لم يكن غافلا على احد بتقديمكم حلولا في قضايا اللاجئين وحفظ السلام، بالاضافة الى جهودكم من اجل عودة أكثر من 900 من الموظفين الدوليين الى أوطانهم ، وإطلاق سراح الرهائن الغربيين في العراق عقب غزو الكويت في عام 1990 ؛ وبدء المناقشات بشأن صيغــة " النفط مقابل الغذاء " للتخفيف من الازمة الانسانية في العراق ؛ والاشراف على عملية الانتقال من قوة الامم المتحدة للحماية في يوغسلافيا السابقة الى قوة التنفيذ الدولية .
وهذه الخبرة الكينة بالتنظيم وبشؤون حفظ السلام نناشدكم بان تجدوا حلا لانقاذ المسيحيين في العراق من الذبح والاضطهاد  وكذلك انقاذ المشردين الى سوريا والاردن ولبنان ومصر  ، حيث ان العراق لايمكنه ان يعيش من غير دولة علمانية لابد من فصل الدين عن الدولة . كما نشعر بالحزن والاسى لقتل وتشريد السكان الاصليين من المسيحيين من الكلدان والاشور والسريان ، الذين عاشوا على ارض وادي الرافدين منذ الاف السنين .
وختاما نأمل ولنا ثقة كاملة  بسيادتكم ان تجدوا حلا جذريا لهذه المشكلة ، وننتهز هذه الفرصة للاعراب عن فائق  شكرنا وتقديرنا  .

         المجلس القومي الكلداني
         


47
قيامة المسيح حدث يفوق التأريخ

قرداغ مجيد كندلان
القيامة من الاموات " بذات الجسد " الذي صلب ، هو فعل غريب على البشرية . القيامة التي دخلت قاموس
المسيحية حدث هبط الينا من السماء ، ومفهومه يفوق العقل والحواس والمشاعر والتفكير واعماق الضمير،
حينما نتعرض الى " القيامة " التي حدثت على مستوى التأريخ ، ان نتيقن انها لاتمت الى التأريخ بصلة .
فالموت هو ختم نهاية التاريخ لكل انسان ، وليس من بعد الموت تأريخ لانسان قط . فأن يقوم المسيح من
الموت حيا بجسده وبجروحه القاتلة وطعنة جنبه النافذة ، يتكلم ويحيى ، ويكشف جروحه في يديه ورجليه وجنبه ، فهنا حديث ما فوق التأريخ .
وقيامة المسيح التي اعطت الانسان طبيعة القيامة وقوتها وحقيقتها كخليقة جديدة مرتبطة به وحية به ، لذلك اصبحت قيامة المسيح في الايمان المسيحي هي الباب المفتوح للحياة الاخرى مع الله . فالقيامة حالة الوجود الحقيقي الثابت غير الزائل ، الابدي ، اما الوجود البشري في العالم  فهو متغير وزائل .
الموت دخل الى المسيح ، فمات المسيح حقا وقبر وبقي ميتا من الثالثة بعد ظهر الجمعة الى فجر الاحد مايقرب (36  ) ساعة  . ولكن لم يستطع الموت ان يتعامل مع جسد المسيح اكثر من انفصال النفس عن الجسد ، بمعنى أنه لم يقرب الفساد خلية واحدة من الجسد : " لاتدع قدوسك ينال منه الفساد " ( اعمال 2: 27 ) ، لذلك فالمسيح مات ليقوم ، ويقوم بذات الجسد في ملء كماله وجروحه عليه ، وعلامات الموت صارت برهان وصدق القيامة ، والقيامة صارت برهان وصدق التجسد :" في شأن ابنه الذي ولد من ذرية داود من حيث إنه بشر ، وجعل ابن الله في القوة بقيامته من بين الاموات من حيث إنه روح القداسة ، ألا وهو ربنا يسوع المسيح ." (رومية 1: 3 و4 )
ان رؤية القيامة لاتعتمد على قوى البصر العادية ، ولكنها حالة الوعي الروحي الذي يستمده الانسان ماهو فوق الطبيعة من قوى غير مادية ، وهي موهبة لاتعطى بمعيار واحد للناس ، لكن لكل انسان تعطى موهبة الرؤية ليرى بقدر ايمانه واستعداده وخبراته الروحية السابقة . والمسيح امعانا في تعريف التلاميذ بالقيامة الحقيقية لجسده اراهم جسده عندما ظهر لهم : " وفي مساء ذلك اليوم ، يوم الاحد ، كان التلاميذ في دار أًغلقت ابوابها خوفا من اليهود ، فجاء يسوع وقام بينهم وقال لهم : السلام عليكم " ( يوحنا 20: 19 ) .
دخل المسيح الى حيث كان التلاميذ مجتمعين والابواب مغلقة عليهم ، هذا اول مفهوم لطبيعة القيامة ، فالقيامة من الموت لم تعد تخضع بعد لكل ماهو خاضع للموت ، اي الطبيعة البشرية بكل القوانين التي تحكم وتتحكم فيها المادة . فالجسد القائم من الموت هو جسد روحاني له عالمه الروحي ، وكل اعمال الروح هي معجزة لدى المادي . وكما ان المسيح جاء في المساء الى التلاميذ لسبب سري وبيانه ان الطبيعة البشرية كلها كانت قبل قيامة المخلص ثاوية في ظلام الخطيئة وجالسة في ظلال الموت . وقد تنبأ داود من أجل انارتها قائلا :" نور اشرق في الظلمة للمستقيمين " ( مزمور 112: 4 )، وكذلك اشعيا النبي قائلا :" الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما "( اشعيا 9: 2 ) . وعليه فقد تحققت هذه النبوات التي وردت من اجله مبينا انه انما ظهر المسيح للذين كانو في ظلمة الخطيئة وانار للذين كانو راقدين في ليل الجهالة . ثم عاد المخلص بعد اسبوع وفي نفس الميعاد والمكان وظهر خصيصا لتوما :" ثم قال لتوما : هات اصبعك الى هنا فأنظر يدي ، وهات يدك فضعها في جنبي ، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا . فأجابه توما : ربي والهي ! فقال له يسوع : آمنت لانك رأيتني ، طوبى للذين يؤمنون ولم يروا " ( يوحنا 20: 27 و 29 ) .
القيامة اعطت الانسان الجديد سلطانا على مغاليق عقل وقلب وباب العالم ، وحررته من قيود وقوانين الطبيعة . وغياب القيامة أنشأ الخوف في قلب التلاميذ ، فالايمان بالصليب بدون القيامة لايعتبر شيئا من طبيعة الانسان العتيق . دخول القيامة في  القلب الخائف المغلق يعطيه " السلام " . توما هو نظير العالم الشكاك وعندما لمس توما دم الفداء فصرخ بالوهية المسيح .
 ظهر المسيح لمريم المجدلية :" فقال لها يسوع : مريم ! فالتفتت وقالت له :" ربوني " اي يامعلم ... فجاءت مريم المجدلية  وأخبرت التلاميذ بأن قد رأيت الرب وبأنه قال لها ذاك الكلام " ( يوحنا 20: 16-18 ) . ظلت حواء تبكي على الفردوس المفقود ، وتطلب لنفسها ذلك الفادي الذي يعود بها الى شجرة الحياة . هذا لما رأته العين ظنته البستاني ، مع انه هو هو شجرة الحياة . ناداها بأسمها ، فعرفت فيه صوت الله ، ولما ارادت ان تأخذه لنفسها ، ارسلها لتدعو ادم اولا بالعودة الى الفردوس .
بهذا يكون المسيح له كل المجد قد أعلن ماهو جسد القيامة ، إذ برهن لهم أنه جسده الاول تماما بكل امكانياته، ولكنه في حالة تجل كامل وشفافية فائقة . فهو لايرى ويرى بآن واحد ، وذلك بحسب ارادة المسيح وقدرة الانسان على الرؤيا . بمعنى انها حالة جديدة متطورة من الحالة الطبيعية الاولى الى حالة فائقة للطبيعة ذات مواصفات جديدة وامكانيات روحية فائقة للغاية ، فهنا حدث ما فوق التأريخ .

48
                                                             حزين ...  دكتاتورية المؤتمر !!         


قرداغ مجيد كندلان

اجتمع عدد من الاشخاص في ستوكهولم، الذين لهم فكر ضد الاصالة التاريخية لقوميتنا الكلدانية وبمخطط مدروس
من قبل اصحاب القرار في شمال وطننا الحبيب – اقليم كردستان ، والاستعداد المكلف والباهض لعقد مؤتمر عام في
عينكاوة، ودعوة الاشخاص من شتى بقاع العالم ، وتحمل نفقات سفرهم واقامتهم ، كل هذا لفرض تسمية دكتاتورية على ابناء شعبنا للوصول الى غايات خفية غير معلنة، ونسوا معاناة شعبنا المشرد في الاردن وسوريا ولبنان ومصر وتركيا . هذه الدكتاتورية متجذرة في نفوس هؤلاء الاشخاص ويرفضون الرأي الاخر ولا يرون سوى مصلحتهم بغض النظر عن حق المجتمع سواء كان كلدانيا ام اشوريا ام سريانيا .
والحقيقة ان هذا ليس غريبا علينا حيث صدرت في الحقبة الماضية من تأريخ عراقنا الحبيب قوانين وقرارات والتي هدفها الضغط على المواطن ووضع العراقيل والصعوبات حتى لايتمكن المواطن من التعبير عن وجهة نظره . وليس من السهل القضاء على الدكتاتورية الفردية بمجرد زوال النظام الديكتاتوري بل يجب تغيير القوانين والقرارات ذات الصبغة الفردية والتي تمثل رأي الاقلية الحاكمة والضاغطة على رقاب الاكثرية ، والتي لاتعبر عن رأي المجتمع . فالدكتاتورية متجذرة ومنتشرة في صدور اشخاص القرار وجعل منهم ان لايبالوا رأي الاكثرية، ولا ان يتفهموا الصعوبات المتفاقمة
بل يريدون ان يضعوا حلولا بانفسهم ويفرضوها على قومياتنا المتأخية . وبهذه التسمية الدكتاتورية للمؤتمر ظهر انقسام اخر في مجتمعنا واصبحت التسمية داء سرطاني يجب استئصاله بتكاتف جهود الخيرين والمخلصين لابنا شعبنا وليس بالشعارات الرنانة والزائفة والضغوطات . هنا يتبادرالسؤال الى ذهن الانسان: لماذا يفرضون تسمية غريبة علينا؟ هل من الصعوبة ان ينال الكلداني مقعد في البرلمان والاخ الاشوري مقعد اخر في البرلمان والسرياني مقعد ثالث
في البرلمان من بين عشرات من المقاعد للعربي والكردي وكذلك للتركماني  ؟هل نحن في نظر المسؤولين صغار لكي  يختاروا لنا تسمية ، ولماذا العرب والكرد والتركمان لم يختاروا تسمية لكي نحذوا حذوهم ؟ عجبي !!!
من المعروف ان روما اخترعت الالعاب الاولمبية وظهرت الى الوجود المصارعة والاقتتال ونتيجة لذلك يقتل
المصارع اخيه المصارع والمتفرج يضحك ويفرح للحدث!! والذي سيحدث مزيد من الحذر لهؤلاء الذين يخترعون مصارعة التسمية وهيهات الضحك والطعن.
استطاعت بريطانيا العظمى ان تحتل فرنسا في عام 1425 مما ادى الى انقسام الشعب الفرنسي الى قسمين ، وطنيين
وانتهازيين ، ونتيجة تصرف الانتهازيين تفاقمت الازمة في فرنسا ، ونفس الشيء يحصل عندنا حيث الانتهازية
تفرض رأيها عن طريق الاشخاص المتنفذين في السلطة وهكذا تفاقمت ازمة التسمية واصبحت غير محببة .
اما ملاحظاتي حول ما جاء في  البيان الختامي  لمؤتمر ستوكهولم المنعقد في عينكاوة الغالية على قلوبنا هي :
- مؤتمر ستوكهولم لايمثل الشعب الكلداني وليس له الحق التكلم باسمه ولا في حق تقرير المصير . مؤتمر ستوكهولم
مكون من اشخاص معدودين لا يمثلون الا انفسهم .
- ليس لدينا تسميات عبر مراحل التاريخ الكلداني سوى تسمية الاجداد ( القومية الكلدانية ) ، وكذا بالنسبة للاشورية.
- رفض التسمية الدكتاتورية -  سورايا – حيث لاتمت الى واقع القوميات بصلة ،  والمؤتمر لايمثل القومية الكلدانية
في عراقنا الحبيب ولا في خارجه  ليقرر ما يريد ، وكما انه غير مخول اطلاقا لاختيار التسمية .
- المؤتمر لايمثل الكلدان اطلاقا لصياغة مايريد في الدستور العراقي ولا في مسودة اقليم كردستان ، وكما ان المؤتمر
غير مخول باجراء التعديلات في الدستور العراقي ولا في مسودة اقليم كردستان .
- ليس من حق المؤتمر التكلم باسم الكلدان والاشوريين والسريان ، لان المؤتمر يمثل الدكتاتورية الفردية .
- لماذا يمد المؤتمر الايادي للعرب والكرد والتركمان ، الم يكن من الاجدر وضع اياديهم مع العرب الكرد التركمان !
لماذا ذكر المؤتمر الواوات في العرب والكرد والتركمان واسقط الواوات في الكلدانية والاشورية والسريانية ! عجبي!!
المؤتمر ليس ممثلا للكلدان في العملية السياسية في العراق .
- ليس من حق المؤتمر المطالبة بحقوق الكلدان لان هناك جهات كلدانية تقرر ما يستوجب تثبيته ، كما نرفض ان
يحشر المؤتمر في موضوع الحكم الذاتي لانه ليس وصيا على الكلدان .
- المؤتمر ليس رقيبا على دور احزابنا الكلدانية في نشر الوعي القومي المتذبذب .
- اطالب  جميع مكونات قوميتنا الكلدانية الاصيلة من الاحزاب والمؤسسات الثقافية والشبابية والتنظيمات الحذر
من المخطط الذي غايته تحطيم الهوية الكلدانية .
- اناشد الاحبة الاشوريين والسريان ان يمدوا ايديهم للكدان واحترام الواحد للاخر ومد جسور التفاهم بيننا لكي نسد الطريق امام الانتهازية الفردية وعدم فسح المجال للمس بمشاعرنا القومية .

49
الصليب  في اليهودية والمسيحية والاسلام

قرداغ مجيد كندلان
في اليهودية
" فأقبل الشعب على موسى وقالوا: قد خطئنا ، إذ تكلمنا على الرب وعليك ، فصَلِ الى الرب فيُزيلَ عنا الحيات . فصلى موسى لأجل الشعب . فقال الرب لِموسى : اصنع لَكَ حية لادغة وآجعلها على سارية ، فكل لِديغ ٍ ينظر إليها يحيا . فصنع موسى حيــة مـن نحاس وجعلها على ساريــة . فكان أي إنسان لدَغتــه حِيــة ونظر إلــى الحيـــة النحاسيــة يحيا ." (عدد 21: 7 – 9 ) . قصة سقوط الانسان بدأت بالحية التي استطاعت أن تسرب الخطيئة للانسان . وقد افلح الناموس على يد موسى في الايات اعلاه أن يصور بالرمز الخلاص المزمع ان يتم للانسان المسموم بالخطيئة  التي هي من صنع الحية . وبسبب تمرد الشعب أطلق الله عليهم الحيات المحرقة في البرية ، ولما أدركوا خطيتهم رفع موسى الحية النحاسية على عصاته لكي كل من يرفع نظره إليها يشفى ولا يموت . كانت الحية رمز الخطيئة ، ولما لم يكن في مقدور موسى أن يرفع عنهم الخطيئة ، مثل الخطيئة بالحية النحاسية والحية هي أصل الخطيئة وداؤها وكأنها ماتت . وهكذا تنبأ موسى بصورة عملية عن المسيح الذي سيقتل الخطيئة مع الحية بالجسد عندما يرفع على الصليب ويفوز بالشيطان تحت رجليه ليسحق قوة رأسه المدبرة للخطيئة : " إذ جرد الرياسات والسلاطين ، أشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه " ( قورنتس 2: 15 ) . ومعنى  رفع الحية النحاسية في البرية هو موت المسيح على الصليب ، وكل من نظر بالايمان الى المسيح مصلوبا نال الشفاء والخلاص والقيامة مـن الخطيئـة والموت :" وكما رفع موسى الحية فـي البريـــة هكذا ينبغي ان يرفــع ابن الاتسان لكي لا يهلك كل مــن يؤمـــن به بل تكون له الحياة الابديــة "( يوحنا 3: 14 و 15 ) . وفـي الخروج ( 12: 21 – 23) :" فدعا موسى جميع شيوخ إسرائيل وقال لهم : إقتطِعوا وخذوا لكم غنما بحسب عشائركم وأذبحواالفصح . ثم تاخذون باقة زوفى وتغمسونها في الدم الذي في الطست  ، وتمسون عارضة الباب وقائِمتَيه بالدم الذي في الطست  ، ولا يخرج احد منكم من الباب مَـنزِلِه الى الصباح . فيجتاز الرب ليضرب مصر ، فإذا رأى الرب الدم على عارضة الباب وقائمتيه ، عبر عن الباب ولم يدع المُبيدَ يدخل بيوتكم ضاربا " . ذبح الحيوانات هو نوع من فداء النفس ، فهنا لزم الموت للحيوان لفداء الجسد الذي للخاطيء تحت الناموس ، ورش الدم صار نوعا من التكفير اي غفران الخطايا . وهذا بدوره صار هو بعينه التقديس اي التطهير ليصير الشيء مخصصا لله . وللحماية من ضربات المبيد الذي هو الشيطان كان الناس يضعون دما على عارضة الباب وقائمتيه ويرسمونه على شكل صليب . الزوفا نبات عطر كالنعناع يعطي رطوبة للحلق لذلك قـُدم للمسيح خلا فــي اسفنجة موضوعة على زوفا ( يوحنا 19: 29 ) . وهذه الايات تشير الى المسيح في الامه على الصليب . وفي العهد القديم نبوات كثيرة تبين موت المسيح على الصليب وقد تمت كلها بالحرف :  1- " فوزنوا أُجرتي ثلاثين من الفضة " ( زكريا 11: 12 ) . 2- " ثقبوا يدي ورجلي وأحصوا كل عظامي ... يقتسمون بينهم ثيابي ويقترعون على لباسي . " ( المزمور 22 : 17-19 ) . 3- " طـُعن بِسببِ معاصينا وسُحِـقَ بسبب آثامنا .. وبـِجُرحه شـُفينا ." ( اشعيا 53: 5 ) . 4-  " مزدري ومتروك من الناس رجل أوجاع وعارف بالالم ومـِثلُ من يسترُ الوجهُ عنه مزدرى فلم نعبأ به . لقد حملَ هو الامنا واحتملَ أوجاعنا فحسبناه مصابا مضروبا من الله ومذللا . طعن بسبب معاصينا وسحق بسبب آثامنا نزل به العقاب من أجل سلامنا وبجرحه شُفينا . عـُمل بقسوة فتواضع ولم يفتح فاه كحمل سيق الى الذبح كنعجة صامتة أمام الذين يجزونها ولم يفتح فاه " ( اشعيا 53: 3-5 و 7 ) .                                                                                                       
في المسيحية
ان عقيدة موت  المسيح على الصليب وقيامته  من اجل خلاصنا من الخطيئة ، هي عقيدة جوهرية في الديانة المسيحية . فالكتاب المقدس في إشارته إلى صلب المسيح يقول: "بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ" ( عبرانيين 9: 22). وكل البشر بدون استثناء قد صار بدم المسيح مقدسا وطاهرا ، وصليب المسيح يتلألأ فوق هامات الرؤوس . ودم المسيح اصبح هو الخلاص في العهد الجديد . والحقيقة ان العهد الجديد مفعم بكثير من الشهادات التي تؤكد على موت المسيح مصلوبا، كما ان المسيح نفسه فد تحدث عن موته وقيامته ، هذا اعتراف صارخ يتعذر على المشككين انكاره : " هذَا هُوَ الْكَلامُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ، أَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ. حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. وَقَالَ لَهُمْ: هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ" (لوقا 24: 44-46)  ، " وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هذِهِ الأَقْوَالَ كُلَّهَا قَالَ لِتَلامِيذِهِ : تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الفِصْحُ ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ "( متّى 26 :1 و2 ) . ولكي يجعل الاسفار مضيئة في اذهان تلاميذه ايدهم بانفتاح ذهنهم للمكتوب ، لكي يستطيع الذهن إدراك ليس مجرد ماهو في الاسفار وانما السر الروحي العميق الذي ماكتب عن المسيح . المسيح حدد لنفسه الميعاد حتى يعلم العالم كله أنه هو الذي تقدم الى الصليب بإرادته وحده . هذه الالام والصلب والموت والقيامة التي سُلمت للكنيسة هي بعينها التي تحوي القوة للتوبة ومغفرة الخطايا . ولكي يفهم القاريء الفاضل صلب المسيح لابد ان نذكر شيء من التفصيل حول الموضوع :
التسليم  :انضمت قوات الظلمة معا على ثلاث درجاتها :1-  تلميذ من الخاصة ، قال المسيح بخصوصه:" فغمس اللقمة،  وأعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي .  فبعــد اللقمة ، فقال له يسوع : ما انت تعمله ، فاعمله بأكثر سرعــة ". ( يوحنا 13: 26 و 27 ) ، 2- ورؤساء كهنة وفريسيون ، حكماء اسرائيل ، فقد خصهم المسيح بالقول :" أنتم من اب هو إبليس ، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ، ذاك كان قتالا للناس من البدء ." ( يوحنا 8: 44 ) ، 3-  وهيئة هذا العالم ، الحكماء ، والكل بقيادة الشيطان . هؤلاء خرجوا بمشاعل يفتشون عن النور الحقيقي الذي ينير كل العالم ، يتسترون بالسلاح خلف رعبتهم . وعند اول مواجهة سقطوا على الارض ، وسيوفهم في ايديهم :" فلما قال لهم إني أنا هو ، رجعوا الى الوراء ، وسقطوا على الارض " ( يوحنا 18: 6 ) واضح ان المسيح رفع الحجاب عن شخصه ، فظهر بمجده الى لحظة ، وهو واقف بقامته في جلال مهيب ، كان هذا هو صورة لقول الكتاب :" عندما يأتي العدو كنهر ، فنفخة الرب تدفعه " ( إشعيا59: 19 ) ، وهدف المسيح في ذلك لا ان ينجو من أيديهم بل ينجي من ايديهم تلاميذه ، ويجعل الامه في حدودها الخاصة به وحده ، ولا يضار بسببها احد ، ويسلم نفسه لهم بحرية إرادته :" فلما رأيته ، سقطت عند رجليه كميت ، فوضع يده اليمنى علي قائلا لي : لاتخف ، أنا هو الاول والاخر ." ( رؤيا 1: 17 ) . واضح ان القبض تم على أيدي أُناس مأجورين بالثمن جنود وخدم ، والعلامة التي أعطاها يهوذا الاسخريوطي هي " قبلة " يتقدم بها بقلب ميت وضمير مباع بالفضة وبسند من أخلاق خسيسة وبحراسة جند : " فجاء للوقت وتقدم إليه قائلا : ياسيدي ، ياسيدي ! وقبله . قألقوا أيديهم عليه وأمسكوه" (مرقس 14: 45 و 46 ) .
المحاكمة : وفي قول المسيح إنه سيأتي على السحاب معتمدا على نبوة دانيال:" وكنت أنظرُ في رُؤيايَ ليلا فإذا بـِمثل ابن  إنسان آتٍ على غَمام ِ السماء فـَبـَـلَغَ إلى قـَـديم ِ الايام وقـًربَ إلى أمامـِـه ."( دانيال 7: 13 )  تصريح خطير أمام رئيس الكهنة أنه المسيا، الذي اعتبره رئيس الكهنة تجديفا وشق ثيابه وأخذه كبرهان يصلح لحكم القتل . وهكذا أصدر حكمه بالاجماع أن المسيح جدف أمامه وأن لا حاجة بعد الى شهود . أما الذي قاله المسيح ردا على قيافا هو:" وأما يسوع فكان ساكتا . فأجاب رئيس الكهنة وقال له: أستحلفـُـكَ بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله ؟ قال له يسوع : أنت قلت . وأيضا أقول لكم : من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء . فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابهة قائلا: قد جدف ، ما حاجتنا بعد إلى شهود ، ها قد سمعتم تجديفه."( متى 26: 63-65 ) أن رؤساء الكهنة ومجلس السنهدريم لم يكن له أي سلطة قضائية للمحاكمة أو لاصدار قرارات في عهد الحكم الروماني: " لايجوز أن نقتل أحدا" ( يوحنا18: 31 ) . وكل ما عملوه هو الانتهاء الى قرار موحد لتقديمه لبيلاطس ليحكم لهم بمقتضاه . وقد كشف بيلاطس عدم استنادهم على أي ادلة واضحة او صادقة لإقامة الدعوى ، وبالتالي المطالبة بصلبه : 1- شهادة بيلاطس ثلاث مرات بعدم وجود علة واحدة في المسيح ( يوحنا18: 38 ، 19: 4 و6 ) . 2- " وأي شر عمل ؟ فكانوا يزدادون صراخا قائلين ليصلب ." ( متى 27: 23 ) 3- " فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئا ، بل بالحري يحدث شغب ، أخــذ ماء  وغسل يديــه قدام الجميع ، قائلا : إني بريء مــن دم هذا البار ، أبصروا انتــم ." ( متى 27: 24 ) . بيلاطس وزنها بميزان العدالة وجد أنه ليس فيه علة واحدة مما يقولون ! أسرع قيافا بالورقة الاخيرة والخطيرة ، ورقة اللعب بالسياسة ، وترك الولاء للناموس للالتجاء الى الولاية لقيصر لمحاولة زعزعة كرسي بيلاطس من تحته بالالتجاء الى الشكاية لقيصر:" من هذا الوقت ، كان بيلاطس يطلب أن يطلقه . ولكن اليهود كانوا يصرخون قائلين : إن أطلقت هذا، فلست محبا لقيصر . كل من يجعل نفسه ملكا ، يقاوم قيصر ؟ قال لهم بيلاطس: أأصلب ملككم؟ أجاب رؤساء الكهنة: ليس لنا ملك إلا قيصر ." ( يوحنا 19: 12 و 15 ) . ليس لنا ملك إلا قيصر ! نعم انهم انكروا ملكهم ، بل أسلموه لقيصر ليقتله لهم ! انزلاقهم في منحدرالسياسة ، اسقطهم بالنهاية في يد قيصر ، وجعلهم يتنازلون برضاهم عن ملكوت الله ، واستبدلوه بملكوت العالم ورئيسه ! سار المسيح حاملا عار الصليب ، محمولا بمجد الله ، منحنيا تحت ذلة الخطاة ، شامخا بعمل الخلاص .   
 موت المسيح على الصليب: " ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الارض الى الساعة التاسعة . ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم .... ، وأسلم الروح "( متى 27: 45 و 46 و 50 ) ، " وإذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين ، من فوق الى أسفل . والارض تزلزلت ، والصخور تشققت ، والقبور تفتحت ، وقام كثير مــن أجساد القديسين الراقدين . وخرجوا مـــن القبور بعد قيامتــه ، ودخلوا المدينــــة المقدسة وظهروا لكثيرين . وأما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما رأوا الزلزلة وما كان ، خافوا جدا وقالوا: حقا كان هذا ابن الله ( متى27: 51- 54 ) .  ان الظلمة غطت الارض ( من الساعة السادسة الى الساعة التاسعة حسب الحساب الزمني لساعات اليهود ) اي ( من الساعة الثانية عشرة ظهرا  الى الساعة الثالثة  حسب الساعة المعمول بها حاليا )  ومعنى ذلك ان الابن المرسل الى العالم وهو نور العالم قد انقطعت صلته بالعالم هذه الثلاث ساعات . دخل فيها معركته الفاصلة مع رئيس هذا العالم ، فساد الظلام  "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة " ( لوقا22: 53 )، وانتهت بموته على الصليب الذي ظفر به على الرؤساء والسلاطين وأشهرهم جهارا . فبموت المسيح انقشع سلطان الظلمة من عالم الانسان .
في الاسلام
يعتقد الاخ المسلم أن الصلب قد حصل ، ولكنه ليس على المسيح  بل بالقاء شبه المسيح على اخر فصلب بدلا منه ، والشبه حسب النص القرآني :" وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا "( سورة النساء 157و158).  وقوله(( شبه لهم )) لاتقول صراحة إن كان المقصود هو لإلقاء  شبه المسيح  على اخر . يقول الامام الفخر الرازي في تفسيره ، وابن كثير في كشافه : (( شُبِّهَ )) مسند الى ماذا ؟ إن جعلته الى المسيح فهو مشبه به وليس بمشبه ، وإن أسندته الى المقتول، فالمقتول  لم يجر له ذكر . ( المصدر : الامام الفخر الرازي – التفسير الكبير جزء3 صفحة 35 ، وابن كثير – الكشاف جزء1 صفحة 580 ) . ومن الجدير بالملاحظة أنه عند ترجمة قوله (( ولكن شبه لهم )) الى الانكليزية حسب ترجمة القرآن المعتمدة من مجمع البحوث الاسلامية: " SO IT WAS MADE TO APPEAR TO THEM " أي ظهر لهم هكذا أو بدا لهم هكذا . والترجمة في حد ذاتها لاتنفي وقوع الصلب على المسيح مطلقا .  ويتبادر السؤال الى ذهن الانسان : من هو المصلوب وكيف نجا المسيح من الصلب ؟ لايوجد في القرآن آية توضح المقصود بعبارة       ( شبه لهم ) ، بل بالعكس توجد ست ايات قرآنيـة تفيد موت المسيح ووفاته ورفعــــــه وكذلك قتلــه وهي :1-  قيل عن لسان المسيـح : " وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ  وَيَوْمَ أَمُوتُ  وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا " ( مريم 33) . 2-  وقيل عن يوحنا المعمدان   ( يحيى بن زكريا ) : " وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا "( مريم 15). الاحبة المسلمون يعتقدون ان يوحنا المعمدان ( يحيى) ولد ومات مقتولا حسب الاية الثانية  بينما لايعتقدون هذا في المسيح ( عيسى ) حسب الاية الاولى ، في حين ان ترتيب الايتين واحد والالفاظ واحدة تقريبا ، والقرينة في الاولى لا تدل على غير ذلك ، يتضح ان المسيح قد مات قبل ان يبعث حيا . 3- " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَ فَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُون " (البقرة87) . موسى مات موتا طبيعيا حسب ما جاء فــي الكتاب المقدس ( تثنية 34: 5 ) : " فمات هناك موسى ، عبد الرب ، في ارض موآب ، بامر الرب ودفنه في الوادي في ارض موآب تجاه بيت فغور."  يتضح ان موسى مات ولم يقتل بل المسيح مات مقتولا على الصليب . 4-" الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " (آل عمران183). المسيح اتى بالمعجزات والبينات ومات على الصليب مقتولا ، وابن كثير يفسر الاية :"  قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُل مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ" أَيْ بِالْحُجَجِ وَالْبَرَاهِين " وَبِاَلَّذِي قُلْتُمْ " أَيْ وَبِنَارٍ تَأْكُل الْقَرَابِين الْمُتَقَبَّلَة " فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ " أَيْ فَلِمَ قَابَلْتُمُوهُمْ بِالتَّكْذِيبِ وَالْمُخَالَفَة وَالْمُعَانَدَة  وَقَتَلْتُمُوهُمْ " إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" أَنَّكُمْ تَتَّبِعُونَ الْحَقّ وَتَنْقَادُونَ لِلرُّسُلِ . " ( المصــدر : تفسير ابن كثيــــرwww. quran.al-islam.com ) 5- " إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ "( سورة آل عمران 55) ، يبين ابن كثير نفس المصدر السابق مايأتي:" اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْله تَعَالَى " إِنِّي مُتَوَفِّيك وَرَافِعك إِلَيَّ " فَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس : إِنِّي مُتَوَفِّيك أَيْ مُمِيتك .  وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَق عَمَّنْ لَا يُتَّهَم عَنْ وَهْب بْن مُنَبِّه قَالَ : تَوَفَّاهُ اللَّه ثَلَاث سَاعَات مِنْ أَوَّل النَّهَار حِين رَفَعَهُ إِلَيْهِ ".  يتضح ان المسيح قد توفي  قبل ان يرفع للسماء . 6- مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " (المائدة 117). يتضح ان المسيح توفي على ايدي اليهود وكان الله رقيبا عليهم . ومن الجدير بالذكر ان الامام الرازي قال :" روى ابن عباس ومحمد ابن اسحق ان معنى متوفيك اي مميتك "   ( المصدر : تفسير الرازي جزء 2 صفحة 457 ) ، وكذلك السيوطي قال :" متوفيك : مميتك "( المصدر: الاتقان جزء 1 صفحة 116 ) .

50
المنبر الحر / الارواح الشريرة
« في: 22:21 20/01/2007  »

الارواح الشريرة
قرداغ مجيد كندلان
[/color]
منذ القدم لاحظ الانسان بوجود حوادث غير مألوفة ومخالفة لقوانين الطبيعة من خلال علاقات واتصالات جرت بينه وبين قوى مجهولة ، هذه الظواهر المبهمة التي لم يجد لها الانسان تفسيرا يقنع به عقليته بررها بأنها من الظواهر الخارقة أو أرواح ، في الواقع يتطلب تفسير هذه الخوارق والاحداث ضمن قواعد ونظريات ثابتة ، والا اعتبرت تلك الحوادث والظواهر من الامور الشاذة وغير معروفة وتلحق بالخرافات . ومع مجيء عصر النهضة العلمية بدأ الانسان الاهتمام بدراسة الظواهر الطبيعية الفيزيائية والكيمياوية والبيولوجية ، وقد قادت النزعة العلمية في الدول المتقدمة الى الاهتمام بالظواهر الخارقة التي استطاعت ان تجد لها حيزا في جامعات العالم المتقدم . الامور الخارقة للطبيعة البشرية والعجيبة بالنسبة للانسان وعقله المحدود والتي سماها الانسان بتسميات مختلفة طيلة سني تطوره الحضاري فقد سماها سحرا وتارة معجزات وخوارق واخرى أحداث غريبة . وفي مقالتي هذه سوف اتطرق فقط الى الارواح الشريرة حسب الكتاب المقدس  .
يتبادر الى ذهن الانسان السؤال : من اين جاءت الارواح الشريرة وما علاقتها بالانسان ؟ والجواب : خلق الله الملائكة على اساس الخدمة ، لذلك إذا أخلوا بحدود خدمتهم ، خرجت عن مستواها في النقاوة والطاعة وتثقلت بالخطيئة وهبطت ولم تعد ترقى الى السموات ، بل انحطت لتسكن المواضع السفلية من الكون :" كيف سقطتَ من السماء ايتها الزهرة ، ابنً الصباح ؟ كيف حطمتَ الى الارض ياقاهرَ الامم ؟ قد قلتَ في قلبكَ : اني اصعدً الى السماء ارفع عرشى فوق كواكب الله واجلس على جبل الجماعة في اقاصي الشمال ،أصعد فوق أعالي الغيوم وأكون شبيها بالعلي . بل تهبط الى مثوى الاموات الى أقاصي الجب ." ( اشعياء 14: 12 – 15 ) ، ويؤكد سفر الرؤيا :" ونشبت حرب في السماء ، بين ميخائيل وملائكته حاربوا التنين ، وحارب التنين وملائكته ، فلم يقو عليهم ، ولا بقي لهم مكان في السماء . فألقي التنين الكبير ، الحية القديمة ، ذاك الذي يقال له ابليس والشيطان ، مضلل المعمور كله ، ألقي الى الارض وألقي معه ملائكتـــه ." (رؤيا 12: 7- 9 ) . مما يدل ان اعمال الشيطان انحصرت على الارض ، وبذلك اراد الشيطان بسبب حسده ان يسقط الانسان ظنا منه ان الموت سينهي على مستقبل أدم ، المخلوق اصلا على غير فساد ، ويظل ساقطا الى الابد كما هو حال الشيطان نفسه :" فإن الله خلق الانسان لعدم الفساد وجعله صورة ذاته الالهية لكن بحسد ابليس دخل الموت الى العالم ." ( حكمة 2: 23 و 24 ) ، هنا علينا ان نتذكر كيف غرس الشيطان الكذب في شعور أدم وحواء ، وفي اللاشعور ايضا ، حينما قال لحواء في حواره الخادع الماكر المميت ردا على قول حواء :" وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة ، فقال الله : لاتأكلا منه ولا تمساه كيلا تموتا . فقالت الحية ( الشيطان ) للمرأة : موتا لا تموتا ." ( تكوين 3: 3 و 4 ) . وهذا هو منطق الشيطان في نفي الحق واخفائه تحت ستار المعقول والواقع ، فالشيطان ابرز العصيان ، ونفى الموت واخفاه عن حواء تحت ستار المعرفة :" فالله عالم انكما في  يوم تأكلان منــه تنفتح اعينكما وتصيران كالهه تعرفان الخير والشر ." ( تكوين 3: 5 ) . والكتاب المقدس يوضح بأن الارواح الشريرة تستحوث على الانسان الضعيف لبعده عن الله مما يؤدي الى احتلال شخصيته واملاء ارادتها وسلطانها على فريستها باوجه عديدة ومحزنة ، حتى ان الانسان يفقد شخصيته وارادته ، ولكن الشيطان يخضع لسلطان المسيح ويرتعب من اسمه وصليبه . وعادة الارواح الشريرة فوضوية وصاخبة ، كما عبر عنها علماء الباراسيكلوجي ( بالروح الضوضائية ) ، والانجيلي مرقس يعلمنا بأن :" رجل فيه روح نجس ، فصاح ... " ( مرقس 1: 23 ) ، والصوت العظيم الذي يصرخ به عند الخروج هو انهزام وفوضى ، وقد عبر السيد المسيح له كل المجد عن الانسان المستحوث عليه ان يكون " بيتا " خاصا للروح الشريرة . والارواح الشريرة ضعيفة وجبانة ترتعب من سلطان المسيح ، فمجرد ان سمع الروح النجس صوت المسيح وهو يعظ لم يطق ان يسمع الصوت فقاطع المسيح ، لذلك اخرسه السيد المسيح :" فانتهره يسوع قال : اخرس واخرج منه " ( مرقس 1: 25 ) . الارواح الشريرة لا تحتمل اسم المسيح من أفواه اناس قديسين ، ولا تطيق سماع صوت الانجيل او علاقة الصليب من انسان قديس . لان الامر الصادر من انسان فيه روح الله يلزم الروح الشرير بقوة ضاغطة على الخروج . والصوت العظيم الذي يصرخ به الروح عند الخروج هو انهزام وفوضى ، لان استحواث الروح على الانسان يفقد الانسان حريته وحركته ، وخروج الروح يمزق النفس ويتركها مهددة . ولكن الاندهاش الشديد ان المسيح اخرج الشيطان من الرجل بكلمة واحدة ( اخرج ) .  وبولس الرسول التفت الى الجارية وقال للروح الشرير :" آمرك باسم يسوع المسيح ان تخرج منها ، فخرج من وقته ." ( اعمال 16: 18 ) ، ولما قال بولس الرسول هذه الاقوال خرج الروح الشرير من الجارية . وهكذا تمت نبوة السيد المسيح القائل بشأن المؤمنين به :" فباسمي يطردون الشياطين " ( مرقس 16: 17 ) .
فالشيطان يقدم مشورته التي تقوم على الكذب والتزييف ، فإذا رفضها الانسان بمقتضى وصايا الله التي يعيش بها ، يتلاشى الشيطان من الوجود في محيط العمل الفردي لمدة تتحدد بصلابة الانسان في الحق ، ولكن إذا قبل الانسان مشورة الشيطان وافكاره المزيفة والمعروفة انها ضد الحق ، فأنه يكون قد أوجد الشيطان محلا ومسكنا ووجودا . وهذا هو الدور الذي اتخذه اليهود لانفسهم تجاه السيد المسيح ، وهذا ما اعلنه السيد المسيح عنهم انه قد صارت لهم طبيعة الشيطان في الكذب ومقاومته الحق :" انتم اولاد ابيكم ابليس تريدون اتمام شهوات ابيكم ." ( يوحنا 8: 44 ) . وهكذا اقترب الشيطان وجنوده من ارضنا واستبد بجنسنا ، فقد استحكمت العداوة بين الشيطان والانسان منذ البدء ، اذ تميز الانسان عنه في قربه من الله وفي محبة الله له وفي معرفته النهاية المجيدة التي سينتهي اليها الانسان .
الارواح النجسة عندما كانت تنظر الى السيد المسيح كانت ترتعب وتقع على الارض وتصرخ: " مالنا ولك ، ياابن الله " ( متى 8: 29 ) ، الامر الذي كان يشعر به الانجيلي مرقس وهو يدون هذا الاعتراف الخطير في مبدأ انجيله :" بدء بشارة يسوع المسيح ابن الله " ( مرقس 1: 1 ) . كما ان سلطان اخراج الشياطين الذي كان بحوزة السيد المسيح كان من صميم طبيعة تجسده :" وانما ظهر ابن الله ليحبط اعمال ابليس ." ( 1يوحنا 3: 8 ) . لهذا يجب ان لا يخاف الانسان من الارواح الشريرة لان الارواح الشريرة والنجسة لا يمكن ان تمس انسانا مؤمنا ايمانا صحيحا قويا ، وبالتالي تكون استحالة قاطعة ان تستحوذ على انسان له علاقة روحية وقلبية مع  يسوع المسيح له كل المجد . ولماذا السيد المسيح بالذات ؟ لان السيد المسيح  هو قاهر الشيطان وقد ربط رئيس الشياطين على الصليب وافقده قوته التي كانت له . وكما اكد السيد المسيح انه لاتوجد قوة ان تخرج الشيطان عنوة وتمنعه من العودة الا قوة الصلاة ، العلاقة الروحية الممتدة والتمسك بالمسيح ، ومع الصوم وهو الانقطاع عن الاكل والشهوات وحفظ الجسد طاهرا حتى لا يأخذ الشيطان فرصة على الانسان بسبب اعمال تعمل بإيعاز الشيطان :" ولما دخل البيت ، انفرد به تلاميذه وسألوه : لماذا لم نستطع نحن ان نطرده ؟ فقال لهم :" وهذا الجنس من الشيطان لا يخرج إلا بالصلاة والصوم " ( متى 17: 21 ) .
ايها الانسان المؤمن لاتخاف من الشيطان والارواح الشريرة ، لان لك النعمة من ربنا يسوع المسيح ، اميــــــن .[/b] [/font] [/size]

51
ميلاد يسوع المسيح
   [/color]
قرداغ مجيد كندلان
"يسوع " ومعناها بالعبرية " الله يخلص " ، وقد فسرها الملاك :" وتدعو اسمه ( يسوع ) لانه يخلص شعبه من خطاياهم " (متى 1: 21) . فالشخص المولود هو  ( يهوه ) يخلص ، اي الله يخلص . وهذه هي حقيقة لاهوتية ، لان الله وحده هــو الذي يخلص ، او ان الخلاص هـو عمل الله كما جاء فــي المزمور " للرب الخلاص " (مزمور 3: 8 ) ، " وهو يفدي إسرائيل من كل اثامه " ( مزمور 130: 8 ) . والمعنى اللاهوتي لاسم يسوع المسيح  يصبح : الله الفادي والمخلص تجسد والتي اختصرها بولس الرسول الى : " الله ظهر في الجسد " ( 1 تسالونيقي 3: 16 ) . فيسوع بالنهاية في الواقع اللاهوتي  هو الله ظهر في الجسد البشري ليضم البشرية المفداة والمخلصة الى نفسه " انتم فيّ وانا فيكم " ( يوحنا 14: 20 ) ، " انا والاب واحد " ( يوحنا 10: 30 ) .
حل روح الله القدوس في العذراء مريم ، ليصنع منها حبلا الهيا مقدسا ، ونبوة اشعياء واضحة : " ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه  عمانوئيل ( الله معنا ) " (إشعياء 7: 14) ، ومعنى هذا ان الله بروحه القدوس صنع له وجودا داخل الانسان هذا هو معنى ( الله معنا ) . اختار الله مريم العذراء ليصير الكلمة جسدا في احشائها ووقف الملاك ليبشرها بهذا الحبل الالهي والميلاد الملوكي واخبرها بالنعمة التي وجدتها امام الله : " فقد نلت حظوة عند الله " (لوقا 1: 30) ، وملأ قلبها بالفرح قائلا :" افرحي ايتها الممتلئة نعمة " ( لوقا 1: 28 ) ، وكرر باتحاد الله مع البشر إذ قال : " الرب معك " (لوقا 1: 28 )" ، وبشر بالبركة قائلا : " مباركة انت في النساء " ( لو1: 42 ) . ثم اوضح للبتول ان سر تجسد الكلمة قد اكتمل بحلول الروح القدس عليها : " ان الروح القدس سينزل عليك وقدرة العلي تضللك ، لذلك يكون المولود قدوسا وابن الله يدعى " ( لوقا 1: 35 ). ونطق الملاك باسم يسوع قائلا : " فستلد ابنا فسَـمّهِ يسوع " ( متى1: 21 ) ، ولاسم الخلاص يسوع أُضيف لقب المسيح اي الممسوح من الروح القدس كمختار الله . او بمعنى المفرز او المكرس ليحمل خلاص الانسان : " روح السيد الرب عليّ لان الرب مسحني لابشر المساكين ، ارسلني لاعصب منكسري القلب ، لانادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالاطلاق .... " (اشعياء 61: 1 ) ، " ولد لكم اليوم مخلص في مدينة داود ، وهو المسيح الرب " ( لوقا 2: 11 ) .
أن البشير لوقا قد أجاد في انجيله حين جعلنا نكتشف للحال ، ومنذ البشارة ، بأننا إزاء طفل هو منذ الحبل به" ابن العلي" ( لوقا 1: 32 ) وسرعان ماتصبح امه وقبل الولادة " أم الرب " ( لوقا 1: 43 ) ، على لسان اليصابات ، ويبلغ الكشف أوجه عبر بشرى الملاك للرعاة بميلاد يسوع :" ولد لكم اليوم مخلص " (لوقا 2: 11 ) . أما الانجيلي مرقس فقد أدرك عن ايمان ودعي وشهد وسجل ان المسيح هو " ابن الله " وهو جوهر الميلاد الالهي من العذراء ، وصير هذا الايمان والاعتراف والشهادة رأسا لانجيله وألفه ومبتداه ، سجلها أول آية فيه :" بدء بشارة المسيح ابن الله " (مرقس1: 1 ) . لذلك ان غابت في انجيله تفاصيل الميلاد إلا أنه لم يغب عنه مضمونها الالهي وجوهرها اللاهوتي .  أما اللاهوتي يوحنا فإن مقدمة انجيله تخطت الميلاد الجسدي وتخطت سيرة الخدمة وطارت فوق هامة التأريخ والزمان فيما وراء الاباء والانبياء وابراهيم وادم والارض والسماء وكل الخلائق والاكوان ، لتحط على حضن الله في الازلية في جرأة لايدانيها جرأة نبي او ملاك . وهناك وفي أعماق الله رأى اللاهوتي يوحنا وعاين " الكلمة " مصورا فيه كل مشيئة الله من جهة الخلق والخلاص وحتى التجديد : " في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله " ( يوحنا 1:1 ). ان ميلاد السيد المسيح له كل المجد حدث سماوي بالدرجة الاولى ، حقق حلم الانسان كما جاء على لسان اشعياء النبي مخاطبا الله : " إنك لاله محتجب يا اله اسرائيل المخلص " ( اشعياء 45: 15 ) ، " ليتك تشق السموات وتنزل " (اشعياء 63: 19 ) ، وهو حلم كحلم طفل ان تكتمل عين الانسان برؤية الله وهو معنا .   
لقد طرح الله السلام على الارض يوم ولد المسيح في بيت لحم :" وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة . فكان المسيح رئيس السلام:" لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام" (اشعياء 9: 6 ) ويقول بولس الرسول :" لانه هو سلامنا " ( افسس 2: 4 ) . واول عمل استلمه تلاميذ الميسح ليكرزوا به وعلى اساسه هو السلام ، وكوصية خاصة ينقلها التلاميذ لكل نفس وكل بيت كمدخل للكرازة بالمسيح والملكوت :" واذا دخلتم البيت  فسلموا عليه . فإن كان هذا البيت أهلا ، فليحِل سلامكم فيه ، وإن لم يكن أهلا ، فليعد سلامكم اليكم ." (متى 10: 12و13 ) . ان اصعب الاضطهادات التى عانى منها المسيحيون أتت بسبب الغيرة والحسد والحقد على الساعين في اثر سلام المسيح ، العالم لا يطيق سلام المسيح ولا يحتمل المناداة به :" إذا اضطهدوني ، فسيضطـَهِدونكم ايضا "( يوحنا 15: 20 ) ، وهكذا نسعى ونشهد  لسلام المسيح نبدو في اعين العالم جهلاء يحل اضطهادنا ، فالذي يؤمن بالمسيح ويكرز بصليبه ليس له في عالم الظلمة مكان ، فهو يُطارد لانه يُسيء الى رئيس هذا العالم ويعكر مزاج اولاده .
ان التنوع العجيب في الاحتفاء بولادة الطفل يسوع كان اولا اشتراك الملائكة ممثلي اهل السماء ، ثم الرعاة ممثلي الفقراء ، وكذلك المجوس ممثلي الاغنياء والعلماء والاشراف وممثلي الامم الوثنية ثم سمعان الشيخ ممثل الاسرائيليين الاتقياء وحنة ممثلة الانبياء والنجم ممثل الطبيعة غير العاملة . ونحن نحتفل في قلوبنا وعقولنا بميلاد المجد ، ونطلب من ربنا يسوع المسيح ان يضع الامن والسلام في عراقنا الحبيب وان يمسح كل دمعة من عيون العراقيين من مسيحيين ومسلمين ، وكل عام والجميع بخير .    [/b] [/font] [/size]

52


حضرة الاب بشار متي الجزيل الاحترام
تحية طيبة
يرجى قراءة الرابط الاول:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,61322.0.html

وكذلك الرابط الثاني :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,66210.0.html
مع التقدير
قرداغ مجيد كندلان

53
المسيحيون مضطهدون!!! الحل المقترح/إ يضاح
[/color]

قرداغ مجيد كندلان

نشرت مقالة " المسيحيون مضطهدون !!! الحل المقترح" في عنكاوا كوم :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,61322.0.html
اتصل بي عدد من الاحبة حول الحل المقترح والذي جاء خاليا من التفاصيل . الحقيقة
ارسلت التفاصيل الــى المجلس القومي الكلداني ليتولــى مسؤوليـــــة جمع اقتراحات
الجهات الاخرى وتوحيدها  والخروج  بصيغة ملائمة لاتخاذ الاجراءات اللازمة .
يسرني ان انشر تقاصيل الحل المقترح بناء لرغبة احبائي : 

1- مفاتحة الاحزاب والاندية والمنظمات الكلدانية والاشورية والسريانية والصابئة في
العراق والمهجر والطلب اليهــا تزويدنا بالحلول المقترحــة للمشاكل التالية الحاصلـــة
 لشعبنا في العراق :
      أ.  التهجير القسري وترك المساكن
ب. اختطاف وقتل الكهنة    
     ج.  تفجير الكنائس 
      د.  فرض الحجاب
     هـ. اغتصاب بناتنا
      و. الابتزاز
2- الاهتمام بالاعلام ( صحف ، فضائيات ، وكالات الانباء ) ومحاولة نشر كل مايحدث
للمسيحيين في العراق لتعريف العالم بما يحدث من مشاكل ، وهـــذا يتطلب جهد كبيــر
واستشارة المختصين بذلك .
3- الطلب من البطريركية الكلدانيـــة تزويدنا بالاحصائيات حـــول التهجيــر والاغتصاب
والاحداث الاخرى ان وجدت .
4- الطلب من الكهنة الكلدان في الاردن وسوريا تزويدنا بعدد الافراد المهجرين اليهما.
5- بعد ورود الاجوبة مــن الاحزاب والانديــة والمنظمات يتــم اتخاذ الاجراءات حسب
الاجوبة .
6- يتم مفاتحة منظمة حقوق الانسان ومنظمات تابعـة للامم المتحدة  بما جرى ويجري
 لابناء شعبنا المسيحي في العراق بيد الارهابيين .
7- مفاتحة السيد عبدالعزيز الحكيم للايعاز لفيلق بدرعدم مضايقة ابناء شعبنا المسيحي
وعدم فرض الحجاب على بناتنا ومحاسبة كل من يعتدى عليهن  .
8- مفاتحــة حكومة العراق  تخصيص رواتب للمهجريــن الــى الاردن وسوريا والدفع
عن طريق السفارتين هناك . والمبلغ يكون( 100) دولار لايجارالسكن و( 50)  دولار
للشخص الواحد وحسب الجواز .
9- كثير مــن العوائل باعت منازلها  باثمان بخسة حيث يتطلب الامر مفاتحة حكومــــة
العراق  لتعويض الخسائر التي لحقت بتلك العوائل نتيحة البيع القسري بسبب الارهاب .
10- كثير من العوائل تركوا بيوتهـــم وهاجروا وتم استغلال البيوت مـــن قبل اشخاص
مجهولين . عليه ارى مفاتحـــة حكومة العراق بعدم المساس بهـــــا واخراج مستغليها
وضمان حقوق اصحابها  [/b] [/font] [/size]

54
المسيحيون مضطهدون !!! الحل المقترح

قرداغ مجيد كندلان

اصل المشكلة :
في العالم العربي والاسلامي بشكل عام ودون استثناء كانت ولازالت مشكلةالاقليات من المشاكل المعقدة في ظل الطغيان والاستبداد وقيام الانظمة الدينية والقومية الديكتاتورية وغياب الديمقراطيـة وشرائـع حقوق الانسان . ولعل ما حصل في العراق البائد والحاضــر ، ومايحصـل الان فـي الدول العربيــة والاسلاميـــة خيــر دليـل علــى ان مشكلــــة الاقليات المسيحية تتزايدخطورة في ظل غياب معايير وقيم انسانية . ان موضوع المسيحيــــة فـي العالم العربي والاسلامي وتحديدا في عراقنا الحبيب يحتاج الى حل شامل وهذا يعني اننا جميعا مدعوون  الى ايجاد حل مبكــر وسريع وواقعي وعقلاني لمشكلــة اضطهاد وتشريد وقتل واغتصاب احبتنا في وطننا الحبيب .
ان الانظمة المتعاقبة الدكتاتورية تشددت كثيرا في الغاء وتهميش المسيحيـــة كمواطنيـن من الدرجة الاولى كما كان الوضع خلال 14 قرنا مضت وحتى الان  لاسباب  كثيرة منها :
- بأن المسيحيــة في ظل الدولة الاسلاميــة منذ دخولها العراق من الجزيرة العربيــة على امتداد قرون طويلــة لم تنل حقوقها ولم تعامل معاملة المواطنين من الدرجة الاولى ، بل تعامل على اساس اهل الذمة والكفار .     
- عدم ثقةالانظمة بنفسها . 
- محاولة ارضاء المؤسسات الدينية الاسلامية .
- قيام الانظمة على نظم ديكتاتورية لايتيح للتعددية العرقية والمسيحية الفرصة للمنافسة العادلة .
- بناء المجتمع على الطائفية والديكتاتورية وليس على البناء الوطني .
- غياب الحرية والديمقراطية جعل الحكومات تهمش المسيحية .
- المجتمعات العربيـة والاسلاميـة غير مبدعــة وغير مبتكرة مما جعلها لا تؤمن بالتعدديـــة وتنكر المنافسة وتكره (الاقليات) المسيحية المبدعة والمبتكرة .                                       
- خوف الانظمة من الوحدة الوطنية للمس بسيادتها المطلقة.
- افتقاد روح الابداع في مختلف المستويات السياسية والثقافيـة والاقتصاديــة والعلميــة في العالم العربي والاسلامي قد ساهم مساهمة كبيرة في تعقيد مشكلة المسيحية .
- اعطاء المسيحي صفة الكافــر في المجتمعات الاسلاميـــة مما  سبب غرز روح العــداء بيـــن المسلمين غير المثقفين .     
- فإن معظـم المسلمين يتمسكون بقيم العصبيــة والقبليــة في موقفهــم تجاه الاقليات   المختلفة ومن بينهم المسيحية ، وبقيم  الدين واستخدامها استخداما سياسيا سيئا .
- يمكن ان نركز ملامــح اضطهاد المسيحيين في القرون الماضيــة الى جانبين اساسين   هما فرض الجزية ومصطلح اهل الذمة بموجب الاية 29 الواردة في سورةالتوبةونصها:
" قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا  الكتاب(النصارى واليهود) حتى يعطوا الجزية عـــن يد وهــم صاغرون ".       
- خرافة من الخرافات التي يطلقها بعض السياسيين الكذابين في العالـــم العربي حول مبدأ " الدين لله والوطن للجميع " ، ونحن كمسيحيين في العالم العربي والاسلامــــي لم نلمس الفرص المتساوية للجميع .
- الجاهل المتخلف في الوطن هو الذي يغلب المسيحي المتقدم والمتعلم . 
- رغم ان الحكومات التي تعاقبت على العراق كانت تدعى العلمانية الا انها عجزت ان تتبنى نظرية واضحة واضحت الكيانات الطائفية والدينية تلعب دورا سياسيا وهمشت المسيحية .
وراثة المشكلة :
بعد سقوط نظام صدام أضحت الكيانات الطائفية والدينية والمكونات الاجتماعية تلعب دورا   سياسيا . وبدل السعي الــــى بناء اسس ديمقراطيــة تحول ما يعرف بالارهاب او التشدد السلفي الى ممارسة  العنف المباشر ضد دور العبادة والسكان الامنين واصبحت الكنائس احد الاهداف التي طالها هــذا العنف المدمر وهي سابقــة مهمــة تهدد الوجود المسيحي على ارض العـــراق . بالاضافــة الى ذلك قامت الاحزاب والمنظمات والكيانات السياسيــة العراقيــة والمتمثلـــة في الحكومـــة ومجلس النواب العراقي بتشكيل ميليشيات طائفيـة منتشرة في العراق ، وتفرض نفسها بقوة السلاح والتهديد على العراقيين والعراقيات .
واعتقد ان هذه الميليشيات هي احد اسباب عدم الاستقرار وسيادة الفوضى وغياب الامن ، وهي التي اصبحت بديلا عــن الجيش الوطني والشرطــة واجهزة الامن ، بالاضافــة الــى الارهاب والتدخلات الاجنبية والاقليمية منها . كما ان الحكومة والبرلمان يجب ان يستمرا بشكل قانوني ودستوري والتخلي عن قيادة الميليشيات  لضمان استقرار الوضع وحلول الامن . حيث ان قيادة الميليشيات اللاشرعية تتعارض مع التمثيل البرلماني والحكومي .
ومن الجدير بالذكر ان هناك مجموعات مسلحة عديدة تنشط في العراق ، مما يزيد مـــن حدة التوتر والعنف مما يثير مخاوف باحتمالات اندلاع حرب اهلية في عراقنا الحبيب .
واغلب انشطة المسلحين غامضة ولكن اهم الميليشيات والجماعات المسلحة الرئيسية هي:
الجماعات المسلحة السنية الجماعات المسلحة الشيعية
خلفية                                                           خلفية
القاعدة في العراق                                       جيش المهدي
مجلس شورى المجاهدين                            فيلق بدر
القوميون السنة
انصار الاسلام

والاسئلة: لماذا تغرقون الشعب بالدماء كل لحظة وتؤججون النار في المساجد والكنائس؟
أينكم من المتفجرات والعبوات التي نسفت الاجنة في الارحام ؟
أينكم من الطفولة العراقية المذعورة في احضان الامهات الباكيات ؟
اينكم من الحرب الطائفية التي تتسابقون لاشعالها في بلاد الرافدين وانتم مسلمين من سنة وشيعة ؟
اين انتم من الشعب العراقي الذي تذبحونه يوميا وتدفعون بشبابكم للانتحار في مدارس الاطفال والاسواق والمستشفيات وتجمعات عمال ؟
اين العقلاء من الشيعة والسنة ليجلسوا على طاولة واحدة لايجاد حل وانهاء الصراع؟؟؟
من هو الضحية اليس هو الشيعي والسني والمسيحي، وكلهم يحملون الجنسية العراقية.
 
موجز هوية ونشاطات الجماعات السنية :
خلفية : منذ سقوط صدام ، استهدفت مجموعات مسلحة قوات التحالف ومن يعمل معهم . وكذلك قيام المجموعات المسلحــة لاستهداف الشيعــة والمراقد والمناسبات الشيعيـــة . والمقاتلون يتراوحون بين شخصيات سابقة من حزب البعث الى قوميين سنة يخشون من الهيمنة الشيعية ، الى مقاتلين اسلاميين يفدون من السعودية وسورية والسودان واليمن.
والدوافع وراء انشطــة المسلحين مختلفــة ، فالبعض دينية ، اي استهداف المسيحيـــة والشيعة ، واخرون مكاسب اقتصادية  أو قومية ، وهناك من  يسعى لاذكاء حرب اهليــة .  ويقدر  عدد المسلحين مابين ثمانية الاف و20 ألفا  حسب احصائيات الجيش الامريكي . 

القاعـدة في العراق : اهم نشاطات التنظيـم التفجيرات واختطاف الرهائن وعمليات قطع الرؤوس والجهاد ضد الجيش الامريكي والمسيحية والشيعــة. ويبدو ان جماعة التوحيـــد والجهاد انضمت الى تنظيم القاعدة. وكذلك يعد إثارة نزاع طائفي أمرا  محوريا بالنسبــة لاستراتيجية القاعدة في العراق .
 
مجلس شورى المجاهدين :  نشرت القاعــدة فــي العراق بيانا على الانترنيت يبين إنهــا انضمت الى خمس جماعات مسلحة في العراق لتشكيل اكبر تجمع مسلح ضـد التحالفوالمسيحية اطلقت عليه " مجلس شورى المجاهدين ". وخمس جماعات مسلحة ،  وهو جيش الطائفــة المنصورة وكتيبــة الجهاد الاسلامي ، بينمــا كانت ثلاث مجموعات اخـرى جديدة على مايبدو .

القوميون السنــة : يضــم عناصر مــن نظام صدام  وانصار حزب البعث  واعضــاء بالجيش العراقي السابق وعناصر سنيــة علمانيــة . ويعتقد المحللون ان السبب وراء الكثير مــن العنف يعود الى قرار بول بريمر بحل الجيش العراقي في عام 2003 دون نزع سلاحه، الذي اصبح بيد العناصر المذكورة .

انصار الاسلام : هي جماعات سنية متشددة  متمركزة فــي شمال العراق وتعرف ايضا باسم انصار السنة ، وقالت الولايات المتحدة ان انصار الاسلام ترتبط بصلات بالقاعدة ، كما اتهمت  ايران بتقديم المساعدة لهم . 

الميلشيات الشيعية:
خلفية : لدى بعض الاحزاب السياسية الشيعية مجموعات مسلحة ، وثمة شكوك قوية بأن ميلشيات ترتبط بحزبين شيعيين رئيسيين تنخرط في استهداف السنة ، رغم ان تلكالمزاعم لم تثبت ، إلا ان تلك الميلشيات تصبح اكثر بروزا مع تنامي الانشقاق الطائفي  .ومن الملاحظ يتم العثور بشكل منتظم على مجموعات من الجثث ، عادة ماتكون مقيدة الايدي ومصابـــة برصاصات في الرأس ، واحيانا تحمــل اثار التعذيب . وقـــد ادى تطـــور عمليات القتل الطائفي في بغداد والمناطق السينية والشيعية الى مخاوف مــن اندلاع حرب اهليـة .

جيش المهدي: يتزعــم جيش المهدي مقتدى الصدر ، وقد قام مقاتلــوا جيش المهدي بمواجهات ضد القوات التي تتزعمهـــا الولايات المتحدة في نيسان واب 2004 ، غير ان الصدر انخرط منــذ ذلك الحين في العمليــة السياسيــة . وقد اتهم السنــة افراد جيش المهدي بتنفيذ عمليات قتل طائفية .

فيلق بدر :  هو الجناح العسكري لاكبر الاحزاب الشيعيــة في العــراق . وهـــو المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق . وكان المجلس قد عارض صدام من ايران لسنوات طويلة ، و مازالت تربطــه صلات قويـــة بايران . وتولى زعيـم الحزب عبــد العزيز الحكيـم القيادة خلفا لشقيقه محمد باقر الحكيم  بعد اغتياله في تفجيرالذي يتهم البعض جماعة التوحيــد والجهاد . ويذكــر ان كلا مـن فيلـق بدر وجيش المهدي لديهمــا وجود قوي في البصرة .
     
 في العـــراق وبالاخص فـي البصــرة توجـد مجموعات اسلاميــة تديـن بالولاء للمذهـب الوهابـي في السعوديـــة ، وترى ضرورة محاربــة المسيحيــــة وفنائها من ارض العراق المجاور  للسعودية وبجوار مكة .

المسيحيون مضطهدون :
الاحداث في العراق توضح بوجود كره متزايد للمسيحية ، والمسيحيون يجدون انفسهم محبطون وملاحقون من المجموعات الاسلامية المسلحة الارهابية ، وهذا الارهاب اخــذ ينمــو بشكل سريع حيث ان المسيحيين يجبرون على التهجيــر القسري  بترك بيوتهـــم
نتيجـــة تهديدات مباشرة ، أو بأوراق مكتوبــة ، أو باتصالات هاتفية صريحـــة ، أو بسطـو
مسلح ، أو بأختطاف وابتزاز مجحف ،  أوفرض الاسلام عليهم ، أو الاعتداء الجنسي على النساء  وفرض الحجاب عليهن ، أو اجبارهم تعليـــق شعارات على كنائسنا في البصــرة لتمجيـد العلامــة الديني المسلم . أنهــا الحرب الهمجيـــة التى اطلقهــا الارهابيون مــن
المجموعات المسلحة الاسلامية على الامنين المسيحيين .
اختطاف الاب بولص اسكندر راعي كنيسة مار افرام للسريان الارثوذوكس في الموصل وقطع رأسه تعتبر جريمة بشعة ووقحة." من سيفصلنا عن محبــة المسيـــح . أشدة أم
ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف. كما هو مكتوب أننا مــن أجلك نُمات
كل النهار . قد حسبنا مثل غنم للذبح " ( رومية 8: 35و36  ).اقدم تعازي الحارة لاهالي
قدس الاب بولص والى الشعب المسيحي في الموصل . وهنيئا لك ياابونا بولص لنيلك
اكليل الشهادة .
وقد يبدو ان الارهابيين استندو الى نص الاية4  الواردة فـي سورة محمـــد  ونصهـــا :
" فإذا لقيتــم الذيــن كفروا  فضرب الرقاب حتـــى إذا أثخنتموهــــــم  فشدوا الوثاق".
والقرطبي يفسر " فضرب الرقاب "بالنص التالي: " فضرب الرقاب"ولم يقل فاقتلوهم ،
لان في العبارة بضرب الرقاب من الغلظــة والشدة ماليس  في لفظ القتل ". ان النص
القرأني بشأن ضرب الاعناق لم يعــن فعليا انــه يجب قتــل الناس .
 هل يمكننا الصمت حيال جرائم ضد الانسانية  واهانة هويتنا العراقية ، نحن المسيحيون نفتخر بهويتنا العراقية المتجذرة الى العصور القديمة : بابل واشور وسومر وأكد ، والدولة
الكلدانية التي كانت نهاية الحكم السياسي العراقي.كما اننا نفتخر بأن العراق يعتبر مهدا لولادة المسيحية ، ومن ثمارها الكنائس والاديرة والمدارس في مدن العراق القديمة:بابل
ساليق و قطيسفون و كشكر(واسط) و المدائن و ميشان و حدياب و كرخ سلوخ(كركوك)
..و الخ . المسيحيــون مضطهــدون ولكــن الغريب ان الصحــف ووكالات الانبـــاء والقنـوات
الفضائية لاتقدم تغطية اعلاميــة بشأن الحدث ولايوجد رد فعل لضحايانا المسيحييـــن ،
ولكــن عندما يسقط ضحايا مـن المسلمين مثلما حدث فـي البوسنــة والهرسك او في فلسطين ودارفور، نجد هناك تغطية اعلامية عن طريق الصحف ووكالات الانباء والقنوات الفضائيــة جعل السامع  والمشاهــد على دراية بالاحداث مما ساعــد على خلـق رأي
عالمي يؤثر على صانعي القرار . الموضوع ايضا ليس مجرد اعلام بل ان الموضوع يصـل
الى الامــم المتحدة ، فنجد مجلس الامن ينعقد ويصدر من القرارات عندما يكون الضحايا مسلمون ، اما عندما يكون ضحايا مسيحيـون فلا وجود اسمــه مجلس امن ولا منظمــة
العفو الدولية .اين مجلس الامن من المشردين العراقيين الى البلدان الاخرى واين الامم
المتحدة مــن قطـــع رؤوس المسيحييـــن  ومن اغتصاب بناتنا ، ايــــن منظمات حقــوق
الانسان ، اين واين .... ؟
لماذا يُضطهد المسيحي في العــراق وفــي العالــــم ؟ لماذا تخافون ايهـــا الارهابيــون
من اسم المسيـــح الذي وضع تعاليم المحبة والسلام وراحة الضمير على الارض كلها؟
 تعال نقرأ سويـــة تعاليم المسيح الواردة فـــي الانجيل المقدس لكي تتعلــم الرحمــة
وراحة بال واترك السيف الذي تقطع الرقاب به ، نقرأ :"سمعتم انه قيل للقدماء : لاتقتل،
ومــن قتل يكون مستوجب الحكم . واما انا فأقول لكم : إن كل مـــن يغضب على اخيـه
باطلا يكون مستوجب الحكم ، ومن قال لاخيه : رقا ، يكون مستوجب المجمع ، ومن قال:
يا احمق ، يكون مستوجب نار جهنم."( متى 5: 21و22) ، وكذلك: " سمعتم انــه قيـــل :
تحب قريبك وتبغض عدوك . واما انا فاقول لكم : أحبوا أعداءكم . باركوا لاعنيكم . احسنوا الــى مبغضيكــم  (متى 5: 43و44) . 
هل تعلـــم اخي القارئ انــه يقــدر الخبراء عــدد المسيحييــن المضطهديــن الان حوالي
200 مليون مسيحــي ، بالاضافــة الــى 400 مليون مسيحـي يعانون التمييــز .  كمـــــا
ان 82% مــن الذين تم قتلهم بسبب ديانتهــم في عام1998 كانوا مسيحيين . وهل تعلم
اخي القارىْ اللبيب  ،  عدد المسيحييــن الشهداء مـذ عام 33م ولحد القرن العشرين  هو 70 مليون شهيـد ، بين عامي 1963 و1999 قتـــل  المسلمون حوالي 2مليون مسيحي
من جنوب السودان كما تم تشريـــد 4 مليون انسان  ،  وفي عام  1998 قام  مسلمــون 
بحرق  500  كنيســة في جاوا وتدميـر 180 منزل في احتفالات اعياد الميلاد باندنوسيا ،
وفــي العام نفسه قام مسلمون بحرق 22 كنيسة في جاكرتا وقتل 13 مسيحي . لماذا
الحقد في حين نحن نكن لكل مسلم المحبة والاحترام .
 
الحـــل  المقترح :
ان الشعب المسيحي في العراق في ضيق شديد ولا بد من راعي يرعى الرعية ...
اود اقتراح خطة العمل بالشكل التالي : اتصلت باحد اعضاءالمجلس القومي الكلداني
الاستاذ نزار ملاخا لاستحصال موافقة المجلس ليقوم بالمهمــة حيث وافــق المجلس   
القومي الكلداني مشكورا على توليه المسؤوليـــة . والخطوة الثانيـــة يقوم المجلس 
مفاتحـــة جميــع رؤساء واعضاء الانديـــــة والاحزاب والمنظمات الكلدانية والاشوريــة والسريانية والصابئة في المهجر والعراق الاجتماع مع الهيئة العامة  للبحث حول ايجاد حلول للمشاكل التالية : 
اختطاف واغتصاب  بناتنا واخواتنا في العراق -  فرض الحجاب – التهجيـــر القسري وترك بيوتهم - التهديد  -   اختطاف وقتــل الكهنــة -  تفجيـــر الكنائس - الابتزار - كيفية الاعلام
(الصحــف ووكالات الانباء والقنوات الفضائية) وترفع الحلول المقترحة الى المجلس الذي يتولى المهمة. ثم يقوم المجلس بدراسة الحلول المقترحة واتخاذ التدابير اللازمة بشأنها.
نطلب ونتضـرع الــى ربنــا يسوع المسيــح ان يؤازر عملنــا وان يضــع السلام ليس بيــن 
المسيحيين فقط بل بين اخوتنا واحبتنا المسلمين لاننا جميعا نعيش في ارض واحدة ،
ارض الرافدين ارض الاجداد ابراهيم أبو  كل عراقي مسلم ومسيحي   ...[/b][/size][/font]

55
المنبر الحر / هل الكلدان مذهب ؟
« في: 02:08 05/05/2006  »
هل الكلدان مذهب ؟
الشاهد الكتاب المقدس
قرداغ مجيد كندلان

في الواقع جعلني كتابة مقالتي هذه بسبب تهجم بعض الكتاب على من يحمل القوميــــــة
الكلدانية العريقة ،لان اسلوب التجريح في الكتابة لاينسجم مـــــع صفات الكاتب المثقف
الذي يحترم  الرأي الاخر ، لان مثــل هـــــذه الكتابات لاتخــدم الكلدانـــي ولاالاشوري
ولا السرياني بشىء بل بالعكس تفرق ولاتوحد . وخاصة في هـذه الظروف العصيبــــة
التــــي يمـر بها بلدنا الغالي ،  يتحتم علينا جميعا التفكير مليا كيف نتوحـد لتكون لنا قوة
علــى الساحة العراقية وليكون لنا صوت حــــر فـي الانتخابات القادمــــة دون الاعتماد 
على الاحزاب الاخرى . ولنفكر باخوتنا الذين تركوا بيوتهم ورحلوا الى سوريا والاردن
وتركيا ولنجد لهـــم الحل او ان نمد لهم يـــد المساعدة بطريقة ما ، وان ندرس موضوع 
رحيل اخوتنا ونجد لهم حلا لهذه المشكلــــــة المعقدة . وانا اقترح على الاحزاب الكلدانية 
التباحث مع السلطات الكردية حول رجوع اخوتنا في البلدان المذكورة  الى كردستان بعد 
دراسة كل المتطلبات والتدابير وعند زوال الظروف بامكانهم الرجوع الى محافظاتهم .
لماذا اخي الكاتب تبخل علينا قوميتنا وتجردنا منها ، بأي حق؟  ولكن قوميتنا تجري في 
عروقنا وتسقيها مياه ما بين النهرين . لهذا اود ان ابين ماهية المذهب وماهية القومية ، 
لتعرف الاقلام التي تهاجمـنا  الحقيقة ، نعم الحقيقة موجودة فــــي الكتاب المقدس وليس
في مقالات صفراء لا تمت الـــــى الواقع بشىء . أن نقطة الضعف عنــد هؤلاء الكتاب
هي مفهومهــــم للتأريخ ، إذ خلال سنوات طويلـــة يرددون نفس الاخطاء ، وبصراحة 
سئمنا منها . هؤلاء الكتاب يصرون ان مسيحي العراق من الشعب الاشوري ويتكلمون
اللغة الاشورية، ويبدو انهم يعتمدون على السياسة  قبل الحقيقة ، واعتقد ان الحقيقــــــة
الغائبة سوف تؤذي  الاجيال الاشورية القادمة .
ان الكلدان درسوا  تأريخهم لاغراض البحث عن الحقيقة وليس لاهداف سياسية وهمية ، 
وهذا أدى الى الحفاظ علــى وجودهم  ولغتهم وحضارتهم . واننا نعترف  وجود قوميات
اخرى  كالسرياني والارمني  وكذلك الاشوري ،لانخاف من وجودهم كقومية بل بالعكس
انهم يشكلون عمودا فقريا للمسيحية الموجودة في العراق ، لان الاعتراف بالاخــر قوة .
كما اود ان ابين ان القوميين الاشوريين يضعون اهدافا سياسية قبل البحث عن الحقيقـــة 
التأريخية ، فانهم سيستمرون في كتابة المغالطات في مقالاتهم .
هل الكلدان مذهب ؟ لغرض الوصول الى نتيجـــة لابد ان نبحث فـــــي  المفهومين التاليين :
اولا : المذهب
ثانيا : القومية
اولا - المذهب : 
المذهب على العموم وفق المعجم " طريقة ونهج " . ولكل ديـــن مذهبـه لاعلاقــــة له
بالقومية ، فالدين المسيحي له مذاهب متنوعة ، تجمع عادة فـي ثلاثـــة مذاهب علــــى
صعيد العقيدة : الكاثوليكي والارثوذكسي والبروتستانتي اوالانجيلي . والدين الاسلامي
فيه ايضا مذاهب متنوعة اهمها على صعيد العقيدة : السنـي والشيعـي والاسماعيلـــــي
والعلوي والدرزي . اذا الكلدانية لا تدخل ضمن المذهب ، بل المذهب يدخل في نطاق
الدين اي العقيدة .
ثانيا - القومية :
المصدر الوحيد الدقيق الذي يمكـن الاعتماد عليــــه حول تأريخ الكلدان والاشورهــــو
الكتاب المقدس وساقتصر فقط الكتابة عن القومية الكلدانية دون الكتابةعـن الاشوريــة
لاننا لانلغي وجود احبتنا باعتبارنا جميعا اعضاء في المسيح. كما اني سأذكر الحـقائق 
التأريخية للقومية الكلدانية من الكتاب المقدس على سبيل المثال لا الحصر:
" وهذه مواليــــد تارح . ولد تارح أبرام وناحور وهاران . وولد هاران لوطا . ومات
هاران قبل تارح فــــي أرض ميلاده في أورالكلدانيين . وأخذ تارح أبرام ابنـــه ولوطا
بن هاران ابن ابنه وساراي كنته امرأة أبرام ابنه . فخرجوا معا مــــن أورالكلدانييـــن
ليذهبوا كنعان . فأتوا الى حاران وأقاموا هناك ." ( تكوين 11: 27-29 و31 ) .
و" قال الرب لابرام اذهب من ارضك ومن عشيرتك ومن بيت ابيك الى الارض التي 
أ ُريك . فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك . وتكون بركة . وابارك مباركيـك   
وَلاعِنُكَ ألعَنُهُ . وتتباركُ فيكَ جميع قبائل الارض. فذهب ابرام كما قال له الرب وذهب 
معه لوط . وخرجوا ليذهبوا الى ارض كنعان ." (تكوين 12: 1- 3و5)
لاحظ فقد خرج تارح مع ابرام وساراي ولوط من اور الكلدانيين ثم توقف فـي حاران
ومات.. تقع اورالكلدانييـــن في بلاد ما بين النهريــــــن السفلى ، واما حاران ففـــــي
شمالي غربي مابين النهرين . اول رحيل في طريق الميعاد.
ليس من السهل ان يحتفظ الانسان الكلداني بالله وكل ارض الكلدانيين في وقت واحد .
وهـــذه الدعوة الالهيـة موجهة لكل نفس بشرية حتى تنطلق من محبـــة العالم والذات
الى محبة الاخرين ، وارجوا ان تنطلق اخي الاشوري من محبة الذات الى محبة اخيك
الكلدانـي لخدمة الشعب المسيحي بقومياته الزاهية الكلدانية والاشورية  والسريانيــــة   
والارمنية . ابرام( ابراهيم ) ترك اور العظيمة موطنا للكلدانيين  يومهــا والله  يعــــده   
ببركـــة ، هو يبارك من حولــه ويبارك المكان الـــــذي يوجد فيــــه فصار ابراهيم أبا 
للمؤمنين اي ان هذا الاب الكلداني اصبح ابا للاشوري والسرياني والارمني والكلداني
وايضا للاممي . والرسول بولس  يبين لنا هـذه الحقيقة: " فان كنتم للمسيح ، فأنتـــم إذا   
نسل ابراهيم ، وحسب الموعد ورثه "(غل3: 29) ، لان المسيح هـو النسل الموعود ، 
البذرة التي لابراهيم ، فإن كنتـــم فـي المسيح وله ، وشركاء فيــــه فأنتــم بالتالي نسل     
ابراهيــم الكلدانــي وإن كان المسيح هو وريث بركة ابراهيم للامم ، فانتم حسب هــذا
الموعد ورثة معه وسيان كنتم كلدانيا او اشوريا او سريانيا او ارمنيا مسيحيين .
يوضح الكتاب المقدس ايضا :  "  كوش ولــــد نمرود الذي ابتدأ يكون جبارا فــــــي   
الارض . الذي كان جبار صيد أمام الرب . لذلك يقال كنمرود جبار صيد أمام الرب.
وكان ابتداء مملكته بابل وأرَك وأكد وكلنة في أرض شنعار . من تلك الارض خرج
أشور وبني نينوى ورحوبوت عير وكالح ورسن بين نينوى وكالح . هي المدينـــــــة
الكبيرة "( تكوين 10: 8-11) . كانت مملكة نمرود في ارض شنعار هو الاسم القديم
لارض بابل التي تعني " نهرين " لوقوعها بين نهري دجلة والفرات ، وهي المناطق
السهلة في بلاد بابل ، وقد حوت هذه المملكة اربع مدن رئيسية :
بابل : تعني باب الله " باب ايل" ولكنها صارت لها معنى اخر هو بلبلة الالسن .
أرك : تقع شرق الفرات .
أكد : تأسس منها بعد ذلك مملكة الاكاديين وكانت مملكة ذات شأن وتقع غرب دجلة .
كلنة : تقع شرق الفرات .
نمرود يعني جبار متمرد وقوي وقد يكون ابنا سادسا لكوش وذكر اسمـه لاهميتـــه .
كان نمرود كلدانيا جبارا حتـــــــى صار مضربا للامثال ، لذلك يقال كنمرود وجبار
صيد (هذا مثل تناوله الناس ) . مــــن تلك الارض( بابـل ) خـرج اشور ،  ويدل ان
اصل اشورارض بابل الكلدانية ، ولكننا لاننكر انه اسس دولة اشور باسمه ، هــــذه   
حقيقية تأريخية واردة في الكتاب المقدس ، كما ان نمرود لم يكتف بأرضه بل خرج 
كجبار يفتح مدنا اخرى في ارض اشور وبنى نينوى على الضفة الشرقية لدجلة التي
اصبحت عاصمةاشور فيما بعد وبنى ايضا رحوبوت عير ومعناها الرحبة وقد تكون
ضاحيــة لنينوى أو مدينة اخرى تجاورها ، وبنى ايضا كالح جنوب نينوى بعشريـن
ميلا ، واخيرا بنى رسن بين نينوى وكالح كتكملة لهما . ومــن الجدير بالذكر انـــــه
وجدت له تماثيل فـــــي اطلال نينوى وهو يحمل أسدا تحت ذراعيه الايسر ، ولربما
كان هـــــــــو جلجامش  البابلي .
اما الشاهد التأريخي الاخر من الكتاب المقدس هو نبوخذ نصر:" وفي السنة التاسعـة
لملكه في الشهر العاشر في عاشر الشهر جاء نبوخذ نصر ملك بابل هو وكل جيشــه 
علــى اورشليم ونزل عليها وبنوا ابراجا حولهـا . ودخلت المدينة تحت الحصار الى 
السنةالحادية عشر للملك صدقيا . في تاسع الشهر اشتد الجوع فــي المدينة ولم يكــن   
خبز لشعب الارض . فثغرت المدينة وهرب جميع رجال القتال ليلا مـــن طريق بين   
السورين اللذين نحو جنة الملك . وكان الكلدانيون حول المدينة مستديرين فذهبوا فـي       
الطريق البرية .  فتبعت  جيوش الكلدانيين الملك فادركوه فــــي برية اريحا وتفرقت 
جميع جيوشه عنه . فاخذوا الملك واصعدوه الى ملك بابل الى ربلة وكلموه بالقضاء
عليه . " (  الملوك الثاني 25: 1-6 ) (  لمزيد مـــــن المعلومات راجع نفس السفر
الفصلين 24 و 25 ) .
في السنة التاسعة لصدقيا الذي حاول عقد تحالف مع مصر وصور وموآب ضد بابل
لكن نبوخذ نصــــــر استطاع  اخضاع  ممالك الارض وشعوبهـا ومحاربـة اورشليم   
( ارميا 34: 1) ،  ونتيجة الحصار الذي فرضه ملك الكلدان على اورشليم وجيشها
تمكن جيوش الكلدانيين  من السيطرة على صدقيا وجيشه .
وكذلك هزم نبوخذ نصر ملك مصر في معركة كركميش وهاجم يهوياقيم واخضعـــه
لبابل اي أخذ كل ماكان لمصر من نهر مصر الى نهر الفرات وكان يهوياقيم في ذلك 
الوقت خاضعا لمصر فأخضعه نبوخذ نصر له .( الملوك الثاني 24: 1-7 )
واشعياء النبي يعطينا معلومة رائعة حول الكلدان: " وتصير بابل بهاء الممالك وزينة
فخر الكلدانيين "( اشعياء 13: 19) ، بابل بهاء الممالك هي كذلك لقدمها وعلومهــــا
وحكمتها وغناها وتجارتها ومبانيها وزينــــــة فخرالكلدانيين اي اطلق اسم الكلدانيين
على كل بابل كما اطلق الفراعنة على كل مصر .
يؤكد الكتاب المقدس بأن اشهر ملوك مملكة بابل هو نبوخذ نصر وهــو ابن نبوبلاسر
الامبراطور الــذي اسس الامبراطورية البابلية . ونبوبلاسر هـــــو الذي اسقط نينوى   
عاصمة آشور وأنهى بذلك امبراطورية آشور. واعد نخو فرعون جيشا كبيرا لمحاربة 
بابل .  فأرسل نبوبلاسر ابنه نبوخذ نصر ليحارب نخــو فرعون فهزمه فـــي معركة 
كركميش. ثم ذهب نبوخذ نصرالى اورشليم وانتصرعليها وسبى منهــــا السبي الاول
سنة 606 ق.م . ( لمزيد من المعلومات راجع اسفار دانيال وعزرا وارميا واشعيا ) .
نبوخذ نصر ملك بابل واسماه دانيال ملك الملوك اي اعظــم ملك ، ولقب ملك الملوك
استعملـــه ملوك بابــل وملوك فارس ( عزرا 7: 12 ) و (  حزقيال 26: 7) . وكان
نبوخذ نصرفي ذلك الحين أقوى ملك عرفه التأريخ حتى هذا الوقت وهو يلقب بالذهب 
فسلطانه مطلق ( دانيال 2: 31-45 ) .
اشهر ملوك الكلدان :  نبوبلاسر و نبوخذنصر و أبيل مرودخ  و نمرود  و نبونيدس 
و بيلشاصر . هل هؤلاء الملوك كان مذهبهم كاثوليكــــي ؟!! أم ان ارض بابـــــــل
تكـثـلكـت قبل وجود المسيحية  !!! عجبي !   
ومن الجدير بالذكر ان ابونا ابراهيم كان موطنه اور الكلدانيين ، وهذه اشارة الى قدم
القومية الكلدانيـة ،  وبابل الكلدانية قديمة جدا وامبراطوريتهــــــــا  استمرت مايقرب
( 1600 ) سنة . وذكرالكتاب المقدس اسماء اربع امبراطوريات مهمة فـــي التأريخ
ولم تكن الامبراطورية الاشورية من ضمنهم . اي انه قد سكن اربع أمم مختلفــة عبر
التأريخ  منذ تأسيس الامبراطوريــــة البابليــــة وحتى  مجيء السيدالمسيح لــــه كل   
المجد ، حيث دانيال كشف لنبوخذ نصر حلمــــه حول الامم التي ستأتي مــن بعــــده
( دانيال 2: 27-40 ) وهذا تحقق فعلا ، ويعني ان  الكلدانيــة قائمـة ونحن ابنائهــــا
ولا تستطيع أخـــي الاشوري  انكارالشاهـــد الكتاب المقدس : " أنت ايهـا المَلِكُ مَلِكُ       
مُلوكٍ لان إله السموات أعطاك مملكة واقتدارا وسلطانا وفخرا. وحيثما يسكــن بنــــو   
البشر ووحوش البر وطيورالسماء دفعهــا ليدك وسَلطكَ عليهــا جميعها . فأنت هــذا     
الرأس من ذهب. وبعدك تقوم مملكة اخرى أصغرمِنكَ ومملكة ثالثة اخرى من نحاس     
فتتسلط على كل الارض .  وتكون مملكـــــة رابعة صلبـة كالحديــد لان الحديــد يَدقُ   
ويسحقُ كل شىء وكالحديد الذي يُكسِرُ تسحقُ وتكسرُ كل هؤلاء"(دانيال2: 27-40).
المملكة الاولى هي بابل ، عظمة بابل اغرى كورش على ان  يخطط  ويصمم علـــــى     
غزو بابل القويـــة  الغنية . كانت بابل قد أقامت أسوار حصينة فيما عدا منطقة النهـر .
وكان لها مخازن للطعام تكفيها (20) سنة ، ونهر الفرات يمدها بالماء . لذلك كان من   
العبث حصارها، فمــــن الـذي سيحاصر بابل لمدة (20) سنــة . لكــن كورش خطط 
خطة عجيبــة إذ وجــد بحيرة جافة حفرتها الملكة البابليــــــة نيتوكريس لإقامــة بحيرة
صناعيـة ، فحول مجرى النهر اليها ولما جف مجرى نهر الفرات دخـــل جنود الفرس 
مــن خلال النهر الـى داخل بابل وفتحوا الابواب من الداخل ليدخل بقية المحاربين .
وهكـــــذا سقطت بابل وقامت مملكــــــة ثانية هي دولـــــة الفرس بقيادة كورش الملك 
سنة539 ق.م . ثم المملكــة الثالثـــة اليونان التي اسسهـــا الاسكندر  حين هزم ملـــك 
الفرس داريوس كودومانوس اخـر أباطرة الفرس . واسكندر فتـح كل العالم المعروف
تقريبا ، وبكى حين لم يجد ما يغزوه بعد ذلك . وكان الاسكندر حين بدأ معاركه فـــــي
عمر يناهز العشرين عاما وهزم داريوس وعمره 26 عاما ومات وعمره 33 سنة  ،
ويقال من افراطه في الشرب . واخيرا المملكة الرابعة وهي الدولة الرومانية التي جاء
المسيح في أيامها، وكانت الدولة الرومانية قوية كالحديد سادت لعصور طويلة بعد أن
حطمت الدولـة اليونانية . وقوة هذه الدولة يدل عليها امتداد حكمها لحوالي(500) سنة
قبـل ان تنقسم . ثم قسمت لدولتين شرقية وغربيــة حتى سنة (1453) م عندما استولى
الاتراك علـــى القسطنطينيــة واستمر الجزء الغربـــي  يتبع اوربا .
فبابل  وفارس امتدت املاكهمــا حتى الساحل الشرقـي والجنوبـي للبحـر المتوسط اي
سوريا وفلسطين ومصر . اما اليونان والرومان فقد امتلكوا كل هذا بالاضافــة لاوربا 
على الساحل الشمالي .
مشكلة الاخوة  الاشوريين اليوم ، انهم رغـم كل التقدم العلمي فــــــــي دراسة تأريخنا   
الكلداني القديم ، لايزالون يشوهون عـــن قصد وتصميم التأريخ الحقيقــي لشعبنا وذلك
لخدمة قضيتهم الاشورية التي لاتمت الينا  بصلة إطلاقا عن قريب أو بعيد . الايام تثبت
لنا أن الحقيقة أقوى من الخيال وأن التأريخ الحقيقي الكلداني المذكور في الكتاب المقدس
أقوى واصح من التأريخ السياسي المزيف . 
كما يلاحظ أن وعــــد الله لابراهيم ابتدأ فـي سفر التكوين : " وابراهيم يكون أمة كبيرة
وقوية ويتباركُ به جميع الامم " ( تكوين 18: 18) و"  يتبارك فـــــي نسلك جميع أمم 
الارض "( تكوين 22: 18). إذا أخـي الاشوري واخـي السرياني واخـي الارمني نلنا 
بالايمان الموعد بالمسيح نسل البركة الذي به تتبارك كل أمم الارض ، فنحن إذا أولاد
الموعــد مع كل الامم الذين آمنوا بالمسيح  يسوع  فصاروا أبناء الحـق ، وابناء الحـق 
يعترفون الواحد بالاخر لان الضعيف يحب ذاته وينكر وجود اخيه . المؤمن بالمسيح
يحب اخيه لان اتباع الرب هو ان نسير على خطواته . العالم لذيذ وبديع وكله مسرات
ومناصب ، وبعدها موت حتمي لفناء ! فماذا يكون قد ربح الانسان العاقل في مشوار 
ينتهي بلا شيء ، بل يخسر نفسه المعّينة للحياة الابدية ؟  تعال اخي الفاضل الاشوري
أن نسلم أ نفسنا، بقلب صافي يعترف الواحد بالاخر، للمسيح لنعبر معه مضيق الموت   
لنقوم معه ببهاء وجمال لميراث الحياة الابدية معه ، " لانه ماذا ينتقع الانسان لو ربح
العالم كله وخسر نفسه ؟ وماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه ؟ " ( متى 16:  26) ،
و "  طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الاخوية العديمة الرياء فأحبوا
بعضكم بعضا من قلب طاهر بشدة . مولودين ثانية لا من زرع بشر يفنى بل لا يفنى
بكلمة الله الباقية الى الابد " ( 1 بطرس 1: 22و23 ) .
 
المصادر:
الكتاب المقدس
الترجمة اليسوعية للكتاب المقدس- هوامش
تفسير العهد القديم - القس انطونيوس فكري
تفسير العهد القديم – القمص تادرس ملطي   
تفسير غلاطية للاب متى المسكين [/b] [/size] [/font]

56
رد على مقالة " براثا اوابن العجائب دير فمسجد مازال مقدسا للمسلمين والمسيحيين"
للكاتب عبد الرحمن الماجدي من امستردام

قرداغ مجيد كندلان

اود الرد على التسمية وكذلك على الفقرتين في المقالة :
التسمية : كلمة براثا متكونة من مقطعين ( بر) و ( آثا ) وتعني باللغة الكلدانية أبن الراية .
الاولى " ولهذه الصخرة قصة مرتبطة  بحوار الراهب حباب مع الامام علي ... لاحظ ان الراهب يجلب الماء من نهر دجلة لعدم وجود بئر في الدير . فأشار عليه الامام علي بأن يحفر في مكان معين من المكان .. فخرج الماء . وكان ذلك الحوار سببا لاشهار الراهب اسلامه كما تقول الرواية الخاصة بالمكان".
والثانية " ويعتبر مقام براثا مقدسا للمسيحيين والمسلمين لمرور عدد من الانبياء والاوصياء به مثل النبي ابراهيم الخليل والنبي دانيال ذو الكفل والنبي عيسى بن مريـم والوصي يوشع  بن نون واخرون " .

الاولى:
 ليس من المعقول بمجرد حفر بئر وخروج ماء عذب يترك الراهب دينه، وان خروج الماء ليس بمعجزة وانما هذا الامر كان من الامور الطبيعية في تلك الحقبة من الزمن . ولكن المعجزات في  الكتاب المقدس هي اختراق قوة الله ذات الحياة والخير والهدف الفائق لواقعنـا المريض والحزين والعاجز ، الامر الذي به وفيه يستعلن الله ذاته . لذلك حُسبت المعجزة آيـة بمعنى علامة على حضور الله ، فهي بآن واحد دعوة للايمان بحضور الله والمسيح .
لذلك فكل معجزات السيد المسيح له كل المجد مــــن إخراج الشياطين وشفاء الامراض كانت هي محصلة حرب ومواجهة عنيفة بين وجود ملكوت الله فــــي شخص المسيح مقابل سلطان الشيطان ، فأينما وُجد المسيح كانت تـُجرى المعجزات والايات بقدر ما كان الناس يؤمنـــون به ، لان أصل الشر والبؤس والمرض وتجبر الشيطان هو غياب الله في قلب الانسان.
ومعجزات السيد المسيح كثيرة واوردعلى سبيل المثال لا الحصر : " ثم انتقل يسوع من هناك وجاء الى جانب بحر الجليل ، وصعد الــــى الجبل وجلس هناك .
فجاء اليه جموع كثيرة، معهم عرج وعمى وخرس وَشُـل وآخرون كثيرون ، وطرحوهــــم عند قدمي يسوع . فشفاهم حتى تعجب الجموع إذا رأوا الخرس يتكلمون ، والشل يصحون ، والعرج يمشون ، والعمى يبصرون ." (متى 5: 29- 31 )
 وهذا الراهب يعرف جيدا معجزات السيد المسيح فكيف بمجرد خروج الماء يترك الراهب مسيحه !! عجبي !! 
والثانية :
عيسى بن مريم :
السيد المسيح لم يذهب الى بغداد ولا الى اي دولة اخرى ماعدا الى مصر بدليل من الانجيل المقدس: "وبعد ما انصرفوا ،إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا:
قم وخذ الصبي الى مصر. " ( متى 2: 13- 14) ، " فلما مات هيرودس إذا ملاك الرب قد  ظهر في حلم ليوسف في مصر قائلا. قم وخذ الصبي وأمه واذهب الى أرض إسرائيل " (متى2: 19-20) .
النبي عيسى بن مريم :
المسيح ليس خليقة اومجرد نبي ، ان المسيح هو الصورة غير المنظورة حسب طبيعتـــه الالهية . وبكر كل خلق ، لانه به خلق جميـــــع ما فـي السموات وعلــــى الارض ما يرى وما لايرى :" الذي( المسيح) هــــو صورة الله غيــــــر المنظور بكر كل خليقــــــــة "  ( كولسي 1: 15)، اي ان المسيح هو الله المتجسد وبالامكان اختصار عقيدتنا المسيحيــــة  حسب الكتاب المقدس :(( ان الله موجود بذاته ، وهذا الاله الموجود بذاته هو ناطق بعقلــه ، وهذا الاله الموجود بذاته والناطق بعقله هو حي بروحه القدوس )).
اذا الله الموجود بذاته هو اقنوم الاب ، النطق والحكمة والمعرفة في الله هو العقل الناطق هو كلمة الله وهــــو اقنوم الابن  ، روح الله هو اقنوم الروح القدس .
والمثير اننا نجـــد الكلام في القرآن حيث تكلم عن ــ الله وكلمته وروح منه ــ والله معروف ولكن ماذا عـــــن الكلمة والروح ؟ ساقتصر في توضيح الكلمة فقط باعتبار الكلمة هو المسيح .
الكلمة في القرآن :" يا اهل الكتاب لاتغلــــوا في دينكم ولا تقولوا علـــــى الله إلا الحق إنما  المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه "(سورة النساء171)، فالمسيح هو الكلمة ، كلمة الله ، والسؤال هل كلمة الله ازلية ام مستحدثة ؟ طبعا ازلية ، فان كان المسيح هو الكلمة فهو ازلي ، إذا الله وكلمته واحد ،وجاء في انجيل يوحنا " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " (يوحنا 1: 1) ، كذلك " والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوء نعمة وحقا"( يوحنا 1: 14) اذا ان السيد المسيح هو الله المتجسد وليس مخلوقا .
ابراهيم:
لايوجد مصدر يبين بان ابراهيم ذهب الى  بغداد حيث يؤكد التوراة بان ابراهيم خرج من اور الكلدانيين وذهب الى ارض كنعان:" وأخذ تارح ابرام (ابراهيم) ابنه ولوطا بن هاران ابن ابنه وساراي كنته امرأة أبرام ابنه . فخرجوا معا من اور الكلدانيين ليذهبوا الى ارض كنعان . فأتوا الى حاران وأقاموا هناك ." ( تكوين 11: 31) .
دانيال :
يؤكد الكتاب المقدس بان اشهر ملوك مملكة بابل هو نبوخذنصر وهو ابن نبو بلاسر  الامبراطور الذي أسس الدولة البابلية سنة 625 ق.م . ونبو بلاسر هو الذي أسقط نينوى  عاصمة آشور وأنهى بذلك امبراطورية اشور . واعد نخو فرعون جيشا كبيرا ليحارب بابل. فارسل نبو بلاسر ابنه نبوخذنصر ليحارب نخو فرعون فهزمه في معركة كرمشيش. ثم جاء نبوخذنصر الى اورشليم وسبى منها السبي الاول 606 ق.م ، الذي منه اخذ دانيال  والثلاثة فتية الى بابل– ارض شنعار  هو الاسم القديم لارض بابل . راجع( دانيال وعزرا
وارميا واشعيا) .
ويتضح بان دانيال لم يذهب الى بغداد .
يشوع بن نون :
يشوع من سبط افرايم وولد في مصر وخرج مع موسى وتتلمذ على يديه .
عينه موسى كقائد للشعب في اول معركة وهي معركة رفيديم ضد عماليق وكان عمره 44 سنة وانتصر في المعركة.(خروج 17: 9) . وكان عمل يشوع الرئيسي هو عبور نهر الاردن والوصول الى ارض الموعد  وكان عمره 84 عاما وعاش يشوع 110 سنة  ( يشوع 24: 29) اي انه عاش 26 سنة بعد العبور قضاها كقاضي للشعب  ولم يذهب الى بغداد .
وختاما ارجو من الكاتب الفاضل عندما يكتب عن رجال الكتاب المقدس ان يستند الى الكتاب  المقدس او ان يذكر المصدر الذي استند اليه في الكتابة لنرجع اليه وشكرا .[/b][/size][/font]


57
قيامة المسيح
حدث ما فوق التاريخ
قرداغ مجيد كندلان

القيامة مــن الاموات " بذات الجسد " الذي صلب ، هو فعل غريب على البشريـة . القيامــة التي دخلت قاموس المسيحية حدث هبط إلينا من السماء ، ومفهومـــه يفوق العقل والحواس والمشاعر والتفكير وأعماق الضمير ، حينما نتعرض الى " القيامة " التي حدثت علــــى مستوى التأريخ .
علينا أن نتيقن أنها لا تمت الى التاريخ  بصلة . فالموت هو ختم نهايـة التاريخ لكل انسان ، وليس من بعد الموت  تأريخ لانسان قط . فأن يقوم السيد المسيح من الموت حيا بجسده وبجروحه القاتلة وطعنة جنبه النافذة ، يتكلم ويحيي ، ويكشف جروحه في يديه ورجليه وجنبه ، فهنا حدث ما فوق التاريخ .
إذا يتحتم علــى الانسان الذي يريد أن يؤمن بالقيامـة أن يبدأ يتعلم علم ما بعـــد الموت ، وكلام مافوق التأريخ ، وحديث ما يخص الحياة الجديدة للانسان ، وليس معقولا قـــط أن يفســــح المجال هنا لناقد يقيس بقياساته العتيقة مايخص الحياة الجديدة .
قيامة المسيح التي أعطت الانسان طبيعة القيامة وقوتها وحقيقتها كخليقة جديدة مرتبطة به وحيـة به . لذلك أصبحت قيامة المسيح في الايمان المسيحي هي الباب المفتوح للحياة الاخرى مع الله .
فالقيامة حالة الوجود الحقيقي الثابت غير الزائل الابدي . أما الوجود البشري في العالم فهو حالـة وجود غير حقيقي لأنه متغير وزائل .
دخل الموت الى المسيح ، فمات المسيح حقا وقبر وبقي ميتا من الثالثة بعد ظهر يوم الجمعـة الى
فجر الاحد ، اي مايقرب من 36 ساعة . ولكن لم يستطع الموت أن يتعامل مع جسد المسيح أكثر من انفصال النفس عن الجسد ، بمعنى أنه لم يقرب الفساد خليـــة واحدة مــــن الجسد  : " لاتدع قدوسك ينال منه الفساد " ( اعمال 2: 27 ) ، لذلك فالمسيح مات ليقوم ، ويقوم بذات الجسد فـي ملء كماله وجروحه عليه ، وعلامات الموت صارت برهان وصدق القيامة ، والقيامــة صارت برهان وصدق التجسد :" في شأن ابنه الذي ولد من ذرية داود من حيث أنه بشر، وجعل ابن الله في القوة بقيامتـــه من بين الاموات من حيث أنه روح القداســــة ، ألا وهو ربنا يسوع المسيح " (رومية 1: 3-4 ) .
ان رؤية القيامة لاتعتمد على قوى البصر العاديـــة ، ولكنها حالة الوعي الروحــي الذي يستمده الانسان مما هو فوق الطبيعة من قوى غير عادية ، وهي موهبة لاتعطى بمعيار واحـــد للناس ، لكن لكل انسان تعطى موهبة الرؤية ليرى بقدر إيمانه واستعداده وخبراته الروحية السابقة .
والمسيح إمعانا في تعريف التلاميذ بالقيامة الحقيقية لجسده الحقيقي أراهم جسده وبالشكل التالي على سبيل المثال لا الحصر : " وفي مساء ذلك اليوم ، يوم الاحد ، كان التلاميذ في دار أغلقت أبوابها خوفا مــن اليهود ، فجاء يسوع وقام بينهم وقال لهــــم : السلام لكــم "(يوحنا 20: 19) .
دخل المسيح الى حيث كان التلاميذ مجتمعين والابواب مغلقة عليهم ، هذا أول مفهوم لطبيعـــة القيامة ، فالقيامة من الموت لم تعد تخضع بعد لكل ماهو خاضع للموت ،أي الطبيعة البشرية بكل القوانين التي تحكم وتتحكم فيها المادة والمكان والزمان والجاذبية والحركة والحرارة والضغوط والاشكال والالوان التي كلها تختص بالمادة .
فالجسد القائم من الموت هو جسد روحاني له عالمه الروحي ، وكل أعمال الروح هي معجزة لدى المادي . وكما أن المسيح جاء فــي المساء الــــى التلاميذ لسبب سري وبيانه أن الطبيعة البشرية كلها كانت قبل قيامة المخلص ثاوية فــــي ظلام الخطيئة وجالسة في ظلال الموت . وقد تنبأ داود من اجل إنارتها قائلا : " نور أشرق في الظلمة
للمستقيمين " ( مزمور 112: 4 ) ، وكذلك اشعيا النبي حيث يقول : " الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما " ( اشعيا 9: 2 ) ، وأيضا " يشرق في الظلمة نورك " ( اشعيا 58: 10 ) .
وعليه فقد تحققت هذه النبوات التي وردت من اجله مبينة أنه إنما ظهر المسيح للذين كانوا في ظلمة الخطيئة وأنار للذين كانوا راقدين في ليل الجهالة . ثم عاد المخلص بعد اسبوع  وفي نفس
الميعاد والمكان وظهر خصيصا لتوما : " ثم قال لتوما : هات اصبعك الى هنا فانظريدي . وهات يدك فضعها في جنبي . ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا . فأجابه توما : ربي والهي ، فقال يسوع : آمنت لانك رأيتني ، طوبى للذين يؤمنون ولم يروا " ( يوحنا 20: 27-29 ).
القيامة أعطت الانسان الجديــد سلطانا على مغاليق عقل وقلب وباب العالم ، وحررته مــن قيود وقوانين الطبيعة . وغياب القيامة أنشأ الخوف في قلب التلاميذ ، الايمان بالصليب بدون القيامة لايعتبر شيئا من طبيعة الانسان العتيق ، دخول القيامة في القلب الخائف المغلق يعطيه السلام . توما هو نظير العالم الشكاك وعندما لمس توما دم الفداء فصرخ بألوهية الفادي .
وظهر مرة اخرى بجسده الطبيعي فبدأ إنسانا عاديا: " وبينما هما يتكلمان إذا به يقوم بينهم فيقول: السلام عليكم! فأخذهم الفزع والخوف وتوهموا أنهم يرون روحا . فقال لهم: ما بالكم مضطربين، ولِمَ ثارتِ الشكوك في قلوبكم ؟ انظروا الى يدي ورجلي . أنا هو بنفسي ، إلمسوني وانظروا ، فإن الروح ليس له لحم ولا عظم كما ترون لي .
قال هذا وأراهم يديه ورجليه( لو24: 36-40)، بل وأعطاهـــم المسيح تأكيدا أنـــه قام بجسده وكل ماللجسد الطبيعي مــــن امكانيات حتى الاكل والشرب هكذا :" غير انهم لم يصدقوا من الفرح وظلوا يتعجبون ، فقال لهـــم : أعندكــم ههنا ما يؤكل ؟ فناولوه قطعة سمك مشوي . فأخذها وأكلها بمرأى منهم "(لوقا 24: 41-43) .
ظهر المسيح لمريم المجدلية :" فقال لها يسوع : مريم ! فالتفتت وقالت له : ربوني ! أي يامعلم... فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ بأن قد رأت الرب وبأنه قال لها ذاك الكلام "(يوحنا20: 16-18 ).
ظلت حواء تبكي على الفردوس المفقود وتطلب لنفسها ذلك الفادي الذي يعود بها الى شجرة الحياة ، هذا لما رأته العين ظنته البستاني ، مع أنه هــو هـــو شجرة الحياة بعينها ، ناداها باسمها فعرفت فيه صوت الله ، ولما ارادت ان تاخذه لنفسها ، ارسلها لتدعو ادم أولا بالعودة الى الفردوس .
بهذا يكون المسيح قد أعلن ماهو جسد القيامة ، إذ برهن لهم أنه جسده الاول تماما بكل إمكانياته ، ولكنه في حالة تجل كامل وشفافية فائقـــة ، فهو لا يرى ويرى بآن واحــــد ، وذلك بحسب إرادة المسيح وقدرة الانسان على الرؤيا .
بمعنى أنها حالة جديدة مـتطورة من الحالة الطبيعية الاولـى الى حالة فائقة للطبيعة ذات مواصفات جديدة وإمكانيات روحية فائقة للغاية ، فهنا حدث ما فوق التأريخ .
المسيح كشف لنا عن سر رحلتنا الى قلب الله :" أنا الطريق والحق والحياة ، لايمضي أحد الـــى الاب إلا بي " (يوحنا 14: 6) ، " أنا القيامة والحياة "(يوحنا11: 25) .
وان يحيا الانسان القيامة من الان يكون قد نفض عنه الخوف من الموت ورهبته :" مــــن آمن بي وإن مات فسيحيا ، وكل من يحيا ويؤمن بي لن يموت للابد " (يوحنا11: 26) ، بمعنى لن يسود عليه الموت بل يصير له الموت واسطة للقيامة والانتقال الى فوق اي الى الحياة الابدية .
ان اساس العقيدة المسيحية هــو مجيء ابن الله مــن فوق مــــن عند الاب حاملا رسالة الخلاص العظمى التي اعدها الله لخلاص العالم ، وفي الحال ومنذ بدء الانجيل أعلن عن هذه الرسالة التي حملها الابن الوحيد :" هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية ." ( يوحنا 3: 16) .
وكان اول تعليم عن الخلاص  قدمه السيد المسيح هو الكشف عن أن خلاص الانسان سيكون من نفس الباب والطريق الذي جاء المخلص ، مخاطبا الانسان ممثلا في معلمه نيقوديموس :" إن كان أحد لايولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله " (يوحنا 3: 3) .
وهكذا فتح المسيح الباب للخاطىء لينتمي الى فوق ، وأعد له الطريق بالفداء بالجسد على الصليب ثم القيامة ثم الصعود لينتقل انتماء الانسان نهائيا من اسفل الى فوق ، من الارض الى السماء ليصير مع المسيح . نعم نحن نعيش هذه القيامة مع المسيح لكي نحيى حياة ابدية سعيدة  .[/b][/size][/font]

58
المنبر الحر / ألارواح ألشريرة
« في: 01:42 23/03/2006  »
ألارواح ألشريرة
قرداغ مجيد كندلان

   منذ القدم لاحظ الانسان بوجود حوادث غير مألوفة ومخالفة لقوانين الطبيعة مـــن خلال علاقات
   واتصالات جرت بينه وبين قوى مجهولة، هذه الظواهر المبهمة التي لم يجد لها الانسان تفسيرا
   يقنع بـه عقليته بررها بأنها مــــــن الظواهر الخارقة او ارواح  ، فــــــــي الواقع يتطلب تفسير
    هــذه الخـوارق  والاحداث ضمن قواعد ونظريات ثابته ، والا  اعتبرت تلك الحوادث والظواهر
   من الامورالشاذة وغير معروفة وتلحق بالخرافات .                                 
   ومع مجيء عصر النهضة العلمية بدأ الانسان الاهتمام بدراسة الظواهر الطبيعيــة الفيزيائيــــة
   والكيمياوية والبيلوجية، وقد قادت النزعة العلمية في الدول المتقدمة الـى الاهتمام بالظواهــــر
   الخارقة التي استطاعت ان تجد لها حيزا في جامعات العالم  المتقدم .
   الامور الخارقة للطبيعة البشرية والعجيبة بالنسبة للانسان وعقله المحدود والتي سماها
الانسان
   بتسميات مختلفة طيلة سني تطوره الحضاري فقد سماها سحرا وتارة معجزات وخوارق واخرى
   احداث غريبة . ولكني سوف لا اتطرق إلا الى الحالات التي تخص الارواح الشريرة وحسب الكتاب
   المقدس .
   هنا يتبادر الى ذهن القارىء اللبيب السؤال : من اين جاءت الارواح الشريرة ؟ وما علاقتهــــا
   بالانسان؟ والجواب : خلق الله الملائكة على اساس الخدمة، لذلك اذا أخلوا بحدود خدمتهــــم ،
   خرجت عــن مستواها فــي النقاوة والطاعة وتثقلت بالخطيئة وهبطت ولم تعد ترقى الــــــــــى
   السموات ، بل انحطت لتسكن المواضع السفلية من الكون : "كيف سقطت من السماء ايتهــــا
   الزهرة، ابن الصباح ؟ كيف حطمت الى الارض يا قاهر الامم ؟ قد قلت في قلبك : اني أصعــــد
   الى السماء أرفع عرشي فوق كواكب الله وأجلس على جبل الجماعة في اقاصي الشمال، أصعد
   فوق أعالي الغيوم وأكون شبيها بالعلي. بل تهبط الـــى مثوى الاموات الــى اقاصي الجب . "
   ( اش 14 : 12 ـ 15 ). ويؤكد سفر الرؤيا : " ونشبت حرب في السماء ، فان ميخائيل وملائكته
   حاربوا التنين ، وحارب التنين وملائكته ، فلم يقو عليهم ، ولا بقي لهم مكان فــــــي السماء .
   فالقي التنين الكبير ، الحية القديمة ، ذاك الذي يقال له ابليس والشيطان ، مضلل المعمور كله،
   ألقي الى الارض وألقي معه ملائكته . " ( رؤ 12 : 7 ـ 9 ) . مما يدل ان اعمــــال الشيطـــــان
   انحصرت على الارض ، وبذلك أراد الشيطان بسبب حسده ان يسقط الانسان ظنا منه ان الموت
   سينهي على مستقبل أدم ، المخلوق أصلا على غير فساد ، ويظل ساقطا الى الابد كما هو حال
   الشيطان نفسه : " فان الله خلق الانسان لعدم الفساد وجعـله صورة ذاتــه الالهيـــة لكن بحسد 
   ابليس دخل الموت الى العالم ."(حكمة 2 : 23 و24) ، هناعلينا ان نتذكر كيف غرس الشيطــان
   الكذب في شعور أدم وحواء ، وفي اللاشعور ايضا ، حينما قال لحواء في حواره الخادع الماكر
   المميت ردا على قول حواء :"وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة ، فقال الله : لاتأكلا منــــه
   ولا تمساه كيلا تموتا . فقالت الحية للمرأة : موتا لا تموتان ." ( تك 3:3 و4 ). وهذا هو منطق
   الشيطان في نفي الحق واخفائه تحت ستار المعقول و الواقع ، فالشيطان ابرز العصيان ،ونفى
   الموت واخفاه عــن حواء تحت ستار المعرفة : " فالله عالم انكما فـــي يوم تأكلان منـــــه تنفتح
   أعينكما وتصيران كالهة تعرفان الخير والشر ."( تك 3: 5 ) . والكتاب المقدس يوضح بان
   الارواح الشريرة تستحوث على الا نسان الضعيف لبعده عن الله مما يؤدي الى احتلال شخصيته
   وأملاء ارادتها وسلطانها على فريستها بأوجه عديدة ومحزنة ، حتى ان الانسان يفقد شخصيته
   وارادته ، ولكن الشيطان يخضع لسلطان المسيح ويرتعب مــن اسمه وصليبه . وعادة الارواح
   الشريرة فوضوية وصاخبة ، كما عبر عنها علماء الباراسيكلوجي (بالروح الضوضائية ) ،
   والبشير مرقس يعلمنا بأن : "رجل فيه روح نجس ، فصاح ... " ( مر 1 : 23 ) ، والصوت
   العظيم الذي يصرخ به عند الخروج هو انهزام وفوضى ، وقد عبر السيد المسيح عن الانسان
   المستحوث عليه ان يكون " بيتا " خاصا للروح الشريرة . والارواح الشريرة ضعيفة وجبانه
   ترتعب من سلطان المسيح اذا استطاع الانسان ان يسلطه عليها ، فمجرد ان سمـــــع الروح
   النجس صوت المسيح وهو يعظ لم يطق ان يسمع الصوت فقاطع المسيح ، لذلك اخرسه السيد
   المسيح : " فانتهره يسوع قال : اخرس واخرج منه " ( مر1 : 25 ) .        
   الارواح الشريرة لا تحتمل اسم المسيح مـــن أفواه اناس قديسين ، ولا تطيـــق سماع صوت   
   الانجيل او علاقة الصليب من انسان قديس . لان الامر الصادر مـن انسان فيه روح الله يلزم
   الروح الشريربقوة ضاغطة على الخروج . والصوت العظيم الذي يصرخ به الروح عنـــــد
   الخروج هو انهزام وفوضى ، لان استحواذ الروح على الانسان يفقد الانسان حريتـــــــــه
   وحركته ، وخروج الروح يمزق النفس ويتركها مهد دة .  ولكن الاندهاش الشديد ان المسيح
   اخرج الشيطان من الرجل بالامر بكلمة واحدة ( اخرج ) .
   وبولس الرسول التفت الى الجارية وقال للروح الشرير: "آمرك باسم يسوع المسيح ان تخرج
   منها،فخرج من وقته . " ( اع 16 : 18 ) ، ولما قال بولس الرسول هذه الاقوال خرج الروح
   الشرير من الجارية. وهكذا تمت نبوة السيد المسيح القائل بشأن المؤمنين به : " فباسمــــــــي
   يطردون الشياطين "( مر16: 17 ).
    فالشيطــان يقـــــد م مشورتـــــــــــه الــــتي تقوم علـــــــى الكذ ب  والتزييف  ، فاذا رفضها
   الا نسان بمقتضى وصايا الله التــــي يعيش بهـــــــــــا، يتلاشى الشيطان مــن الوجود فـــــي
   محيط العمل الفردي لمدة تتحد د بصلابــة الانسان فـــي الحق ، ولكن اذا قبل الانسان مشورة
   الشيطان وافكاره المزيفة والمعروف انها ضد الحق ، فانه يكون قـــــد اوجد الشيطان محلا
   ومسكنا ووجودا .
   وهذا هو الدور الذي اتخذه اليهود لانفسهم تجاه السيد المسيح ، وهذا ما اعلنه السيدالمسيح
   عنهم انه قد صارت لهم طبيعة الشيطان في الكذب ومقاومته الحق : " انتم اولاد ابيكم ابليس
   تريدون اتمام شهوات ابيكم ." ( يو8 :44 ). وهكذا اقترب الشيطان وجنوده من ارضنا واستبد
   بجنسنا ، فقد استحكمت العداوة بين الشيطان والانسان منذ البدء ، اذ تميز الانسان عنه فـــي
   قربه من الله وفي محبة الله له وفي معرفته النهاية المجيدة التي سينتهي اليها الانسان .
   الارواح النجسة عندما كانت تنظر الى السيد المسيح كانت ترتعب وتقع على الارض وتصرخ:
   " مالنا ولك ، يا ابن الله " (مت 8 : 29 )، الامر الذي كان يشعر به البشير مرقس وهو يدون
   هذا الاعتراف الخطير في مبدأ انجيله : " بدء بشارة يسوع المسيح ابن الله "( مر 1 :1 ) .
   كما ان سلطان اخراج الشياطين الذي كان بحوزة السيد المسيح كان من صميم طبيعـــــــــــة
   تجسده: " وانما ظهر ابن الله ليحبط اعمال ابليس ."(1 يو 3 :8 ). لهـــذا يجب ان لايخاف
   الانسان من الارواح الشريرة لان الارواح الشريرة والنجسة لا يمكن ان تمس انسانا مؤمنا
   ايمانا صحيحا قويا ، وبالتالي تكون استحالة قاطعة ان تستحوذ على انسان له علاقة روحية
   وقلبية مع السيد المسيح . ولماذا السيد المسيح بالذات ؟ لان السيد المسيح كما سبق وبينـا
   هو قاهر الشيطان وقد ربط رئيس الشياطين على الصليب وأ فقده  قوته التي كانت له .
   وكما اكد السيد المسيح انه لاتوجد قوة تقدر ان تخرج الشيطــان عنوة وتمنعه مــــن العودة     
   الا  قوة الصلاة ، العلاقة الروحية الممتدة والتمسك بالمسيح ، مع الصوم وهو الا نقطـــاع
   عن الاكل والشهوات وحفظ الجسد طاهرا حتى لا يأخذ الشيطان فرصة على الانسان بسبب
   اعمال تعمل بايعاز الشيطان : "ولما دخل البيت ، أ نفرد به تلاميذه وسألوه : لماذا لم نستطع
   نحن ان نطرده ؟ فقال لهم : " وهذا الجنس من الشيطان لا يخرج الا بالصلاة والصوم "
( مت 17 :21 ) . 
   ايها الانسان المؤمن لا تخف من الشيطان والارواح الشريرة ،لان لك النعمة من ربنا يسوع   
   المسيح  اميـــن [/b] [/size] [/font]

59
المنبر الحر / ميـلاد المجــد
« في: 00:56 22/12/2005  »
ميـلاد المجــد


قرداغ مجيـد كندلان

                                                 
ليس أحد من المؤرخين عند ذكر نسب أحد البشر قد ارتقى في ذلك النسب صاعدا بمقدار ما ارتقى الانجيليون عندما حرروا نسب السيد المسيح . فالميلاد بالنسبة للسيد المسيح جاء في انجيلي متى ولوقا كحدث سمائي،ينهي على تسلسل المواليد التأريخي عن أدم وحواء،لينطلق بميلاد الانسان الجديد يسوع من الله رأسا وبواسطة عذراء قديسة حملت به بالروح القدس، ودعي ابن الله عن حق وأصالة ليصير للبشريـة أدم الثاني من السماء فكان بكرالخليقــة الجديدة أبا للبشرية ومتبنيها لله أبيه . فمتى بدأ من ابراهيم وحتى وصل الى يسوع المسيح، واما لوقا بدأ من يسوع المسيح حتى بلغ بها الى الله .
فلذلك عند تلاوتك هذا النسب يظهر لك أنك تشاهد سلم يعقوب أبي الاباء .  فإن سلم يعقوب كانت ملائكة الله يصعدون عليها حتى السماء وينزلون حتى الارض وكذلك  فإن أجداد السيد المسيح يصعدون بها حتـى يبلغون الى الله وينزلون بها حتـى يصلوا على يسوع المسيح نفسه الذي تأنس على الارض .
وعند التدقيق في الفصلين الاولين من انجيل متى نكتشف بأنه رسم وجه  يسوع انطلاقا من وجه موسى . فقد رأى يوسف حلما ، مثل عمرام والد موسى ، يبشره بولادة الطفل ، وكما أن فرعــون الذي انتابه القلق بعـد رؤيته حلما يخبره هو ايضا بهــذه الولادة ، جمـع مستشاريه ... كذلك يضطرب هيرودس ويجمع أورشليم . وكما فعل فرعون بقتلـه الاطفال ليضمن إبادة ذلك الطفل ، كذلك أمر هيرودس بقتل أطفال بيت لحم . وعلى مثال موسى نجا يسوع من القتل وأقتيد الى مصر ثم عاد منها لكي يستكمل الخروج : "من مصر دعوت ابني" ( مت 2: 15 ) . كما أن البشير لوقا قـد أجاد في انجيله حين جعلنا نكتشف للحال ، ومنذ البشارة ، بأننا إزاء طفل هو منذ الحبل به " ابن العلي " ( لو 1: 32 ). وسرعان ما تصبح امه وقبل الولادة " أم الرب " ( لو1: 43 ) ،على لسان اليصابات . ويبلغ الكشف أوجه عبر بشرى الملاك للرعاة بميلاد يسوع : " أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب " . (لو2: 11) 
أما البشير مرقس فقد أدرك عن ايمان ودعي وشهد وسجل أن المسيح هو " ابن الله "  وهو  جوهر الميلاد الالهي من العذراء ،  وصير هذا الايمان والاعتراف والشهادة رأسا لانجيلـه وألفه ومبتداه ، سجلهـا أول آية فيه : " بدء بشارة المسيح ابن الله " (مر 1:1) . لذلك ان غابت في انجيله تفاصيل الميلاد إلا أنه لم يغب عنـه مضمونها الالهي وجوهرها اللاهوتي.
وكما أختص انجيل مرقس بصوت المعمدان الصارخ في البرية كبداية لسيرة السيد المسيح.
أما البشير يوحنـا فان مقدمة انجيله تخطت الميلاد الجسدي وتخطت سيرة الخدمة وطارت فوق هامة التاريخ والزمان فيما وراء الاباء والانبياء وابراهيم وأدم والارض والسماء وكل الخلائق والاكوان ، لتحط على حضن الله في الازلية في جرأة لا يدانيها جرأة نبي أو ملاك .
وهناك وفي أعماق الله رأى البشير يوحنا وعاين " الكلمة " مصورا فيه كل مشيئة الله مـن  جهة الخلق والخلاص وحتى التجديد : في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله"( يو 1: 1 )  .
ان ميلاد السيد المسيح حدث سماوي بالدرجة الاولى، حقق حلم الاتسان كما جاء على لسان أشعياءالنبي مخاطبا الله : " إنك لاله محتجب يا اله اسرائيل المخلص"(اش45: 15 ) ،"ليتك تشق السموات وتنزل " ( اش63: 19) . وهو حلم كحلم طفل ان تكتمل عين الانسان برؤية الله وهو معناه ،  فصمم عن رضى أبيه ان يتراءى لنا في هذه القامة عينها أول ما يتراءى وكأنه نزل حالا من ملكوته . لذلك اختار الله مريم العذراء ليصير الكلمة جسدا في احشائها ووقف الملاك ليبشرها بهذا الحبل الالهي والميلاد الملوكي وأخبرها بالنعمة التي وجدتها أمام الله : " فقد نلت حظوة عند الله " ( لو1: 30 ) ، وملأ قلبها بالفرح قائلا : " افرحي أيتها الممنلئة نعمـة " (لو1: 38) ،  وكرر باتحاد الله مع البشر إذ قال : " الرب معك "
( لو1: 38) ، وبشر بالبركة قائلا : " مباركة أنت في النساء " ( لو1: 40) . ثم أوضح للبتول أن سر تجسد الكلمـة قد اكتمل بحلول الروح القدس عليها  : " ان الروح القدس سينزل عليك وقدرة العلي تظللك ، لذلك يكون المولود قدوسا وابن الله يدعى"(لو1: 35). 
ونطق الملاك باسم يسوع قائلا :" وستلدين ابنا فسميه يسوع " ( مت 1: 21) . وأضاف الملاك : " هذا سيكون عظيما وابن العلي يدعى ويوليه الرب الاله عرش أبيه داود ويملك على بيت يعقوب أبد الدهر ، ولن يكون لملكه نهاية " ( لو1: 32-33) .
إن التنوع العجيب في الاحتفاء بولادة الطفل يسوع كان اولا اشترك الملائكـة ممثلي أهل السماء ، ثم الرعاة ممثلي الفقراء ، وكذلك المجوس ممثلي الاغنياء والعلماء والاشراف وممثلي الامم الوثتية ثم سمعان الشيخ ممثل الاسرائيليين الاتقياء وحنة ممثلة الانبياء والنجم ممثل الطبيعة غير العاملة .
ونحن جميعا نظل دائما وابدا نحتفل في قلوبنا وعقولنا بميــلاد المجــــد  ... [/b]

60
                      الملا ئكـة أرواح خادمة ومبشرة


                                                                       قرداغ مجيد كندلان

ان النبي داود هوأول من علم أن الملائكة هي أرواح وخدام لله تعالى إذ قال :" ألجاعل
من ألرياح رسله ومـن لهيب ألنار خدامه "( مزمور104: 4 ) .الله خلق ألملائكـــــــــة
باختلاف درجاتها علـــى أسا س أنواع ألخدمة ألتــي تقوم بها . لذلك إذا أخلوا بحــــدود
عملهم يكونون قـــــد خرجوا عن حدود خلقهم وهنا وجب ألعقاب ، وليس مــن توبـة أو
صفح ،لان طبيعة خلقهم مربوطة ومحدودة بالطاعة ألمطلقة لخالقهم . كما أن ليس فـي
في طبيعتهم مجال للحرية أو مجال للتصحيح أو ألتوبة. فيصبح سقوطهم عبرة وتمهيدا
لانتهاء وجودهم :" فإذا كان الله لم يعف عـــن الملائكة الخاطئـــين ، بل أهبطهم أسفل
ألجحيم وأسلمهم إلى هاوية ألظلمات حيث يحبسون ليوم ألدين " ( 2بط 2: 4)  .
يلاحظ هـــــنا أن الله لم يعف عنهم ، وهذا ليس لان الله عديم ألشفقة علــى ألملائكــة ،
حاشى ، ولكـــن لان طبيعتهـم ليست مهيأة لمثــل هذا العفـو أو هذه التوبـــــــة . وهذا
ما يوضحـــه ألقديس يهوذا في رسالتــه:" أما ألملائكة ألذين لم يحتفظوا بمنزلتهــــم
ألرفيعة، بل تركوا مقامهم، فإن الله يبقيهم ليوم ألدين بقيود أبدية في أعماق ألظلمات"
( يهوذا 6 ) .
إن ألخدمة بالنسبة للملائكة هي من صلب طبيعتها . ويصبح نوع ألعمل هــو خدمتهــا
ألاساسية أمام ألله . كذلك ترسل ألملائكة لخدمة ألقديسين للحياة ألابدية ألتي يكلفهــم
بها  الله ويحول ذلك دون أن يفقدوا موقفهم أمام ألله على ألدوام ، فخدمة ألقديسيـــن
جزء لا يتجزأ من خدمة ألله .
ومن ألجدير بالذكر أن الانسان ليس كالملاك ... فإلانسان ألذي خلق علــى صورة ألله
في ألحرية : " فخلق الله ألانسان على صورته " ( تكوين 1: 27 ) ، قد أعطيت لـــه
بعدئذ وصية ألخير وألشر ، فألامر والعمل بالوصية جاءه بعد عملية ألخلق . لذلك إذا
سقط في ألشر فالله ينقذه – إن أراد ألانسان – ليكمل صورته فيه .  لذا حــين يخفــق
ألانسان في طاعة وصية الله ، فإنه يؤدبه حتما لكي يرتفع بالتأديب الى ماكان ينبغي
أن يرتفع إليه بالطاعة .
عند ألتمحيص في ألكتاب ألمقدس نرى أمثلة عديدة يرسل فيها ألله ملائكتـه لتقديــم
خدمات متنوعة ، ففي ألعهد ألقديم قام ألملاك بالنجاة وقت ألضيق :
" في جميع مضايقهم تضايق وملاك وجهه خلصهم بمحبته وشفقته أفتداهم ورفعهم
وحملهم كل ألايام ألقديمة " ( اشعيا 63: 9 ) ، " الملاك الذي خلصني مـــن كـــــل
سوء يبارك الولدين " ( تكوين 48: 16 ) .
ونرى الملاك مرشدا:
" إني أعلمك وأرشدك في ألطريق الذي تسلكه وأكون ناصحا لك وعيني ترعاك "
( مزمور 32: 8 ) .
كما ونجد الملاك يعد طعاما وماء لايليا في القفر :
" ثم تقدم في البرية مسيرة يوم ، حتى جاء وجلس تحت رتمــة ، والتمس الموت
لنفسه وقال : حسبي الان يارب ، فخذ نفسي ، فإني لست خيرا من أبائي . ثـــــــم
اضجع ونام تحت الرتمة . فإذا بملاك قد لمسه وقال له : قم فكل . فنظر فإذا عنـــد
رأسه رغيف مخبوز على الجمر وجرة ماء . فأ كل وشرب ، ثم عاد وأضجــــــع .
فعاوده ملاك الرب ثانية ولمسه وقال: قم فكل، فإن الطريق بعيدة أمامك. فقام وأكل
وشرب  وسار بقوة تكل ألاكلة أربعين يوما وأربعين ليلة الى جبل الله حوريب "
( الملوك الاول 19: 4-8 ) .
أما في العهد ألجديد فإن الصور الخارقة التي يستخد مهـــا الانجيليون للتعبيـــــر
عن حضور الله تتطلب منا بأن نؤمن بالحقيقة التي يكشفها الله من خلال ملائكتـه.
ويجب أن نتعامل مع العد يد  مــــن النصوص الانجيلية التي فيما تضعنــــا بإزاء
" شهــــود " امتلأوا خوفا ورهبا ، تحملنا في الوقت ذاته علــــــى الشعور أمام
تجلي الله عبر " ملاكه " الذي يحمل رسالة مـــن قبلـه . فالسيد المسيح نفســه
يعطينا معلومة عن استخدام الله للملائكة لمرافقة الارواح القديسة الـــى حضــن
إبراهيم : " فمات المسكين فحملته الملائكة الى حضن إبراهيم "(لوقا16: 22).
ولكن أقوى أعمال الملائكة واضحة من حياة السيد المسيح المسجلة في الانجيل
المقدس . فالملائكــــة اضطلعت بدور البشارة :" أرسل الله الملاك جبرائيل ...
الى عذراء مخطوبة ... فقال : " افرحي ، أيتها الممتلئة نعمة ، الرب معك ...
فستحملين وتلدين ابنا فسميه يسوع " (لوقا 1: 26-31) . وهنا يتبين فـــــــي
لحظــــة ميلاد المسيح ظهور الملائكة وجـنـــد السماء لمريم العذراء وليوسف
وللرعاة وأعطوهم بشارة الميلاد والعلامة . وكذلك بشرت الملائكة بقيامة السيد
المسيح :" فرأت ملاكين فـــــي ثياب بيض جالسين حيث وضع جثمان يسوع ،
أحدهما عند الرأس ، وألاخر عند الرجلين " ( يوحنا 20: 12 ) ، وكان ظهـور
الملاكين جلوسا في قبر المسيح ، كحراس سمائيين ، يشير الى انتهاء نوبتهما
في الحراسة ، بعد أن قام المسيح وغادر القبر وهذه إشارة الــــى القيامــــــة .
وبالفعل كان الملاكان بحسب انجيل لوقا أول من أعلن القيامة : " لماذا تبحثن
عــــن الحي بين الامــــوات ؟ إنــــه ليس ههنا ، بل قام " ( لوقا 24: 5-6 ).
وياللمفارقة التي يبرزها الانجيلي بين حراس القبر الذين مـــن خوفهم أصبحوا
كالاموات وبين الملائكة الحراس الذين أعلنوا القيامـــة .
أجادالبشير لوقا لاعلامنا بالتدخل الفعال للملاك للدفاع عن الرسل بفتح أبواب
السجن واطلاق الرسل وتشجيعهم لمتابعة التبشير : " غيــــر أن ملاك الرب
فتح أبواب السجن ليلا وأخرجهم ، ثم قال لهــــم : اذهبوا وقفوا فــــي الهيكل
وحدثوا الشعب بجميع امور هذه الحياة " ( أعمال 5: 19-20 ) .
هذه الحقيقة تحمل في طياتها معنى القيامة لتمنح الانسان الحرية من القيود .
وذلك كما قام الملاك بإنقاذ الرسول بطرس مــــــن داخل السجن وهــــو تحت
الحراسة المشددة والابواب حديدية مغلقة : " وكان بطرس في تلك الليلـــــــة
راقدا بين جنديين ، مشدودا بسلسلتين، وعلى الباب حرس يحرسون السجن .
وإذا ملاك الرب يمثل ، فيشرق النور في الحبس ، فضرب الملاك بطرس على
جنبه فأيقظه وقال له : قم على عجل . فسقطت السلسلتان عن يديه . فقال لــه
الملاك... : إلبس رداءك واتبعني . فخرج يتبعه ... فخرجا وقطعا زقاقا واحدا،
ففارقه الملاك من وقته . فرجع بطرس الــى نفسه فقال : الان أيقنت أن الرب
أرسل ملاكه فأنقذني ...."( أعمال 12: 6-11 ) .
ولكن أجمل مصادفات هذه الليلة البديعة أن الكنيســــة كانت وظلت تصلـــــي
وصلاتها قبلت وخرج بطرس ووقف يقرع الباب بينما كانوا لا يزالون يصلون.
كان الملاك على عجلة ، وقلما كانت الملائكة وقت تتعجل الامور ، فالزمـــــن
عندها لا وجود له ، ولكن كانت الصلاة بلجاحة ، وصلاة اللجاجة لدى الابرار
تقتدر كثيرا في فعلها :"أفما ينصف الله مختاريـــه الذين ينادونه نهارا وليلا
وهو يتمهل فــــي أمرهم ؟ أقول لكم : إنه يسرع الــــــــى انصافهـــــــــــم "
( لوقا 18: 7-8 ) ، وعندما أكمل الملاك مهمته سحب كيانه المرئي مـــــــن
محيط رؤيا الانسان ليمارس بطرس التبشير بالمسيح .
وهيرودس الذي قتل يعقوب أخا يوحنا وعاد الى بطرس ليقتله ، نال نصيبه
من يد ملاك ضربه ضربــــة قاضيــــــــة ، وهكذا أفسح للرسل المختاريـــن
تكميل البشارة : " فضربه ملاك الرب من وقته لانه لم يمجد الله . فأكلـــــه
الدود ولفظ الروح " ( أعمال 12: 23 ) 
وبشرى النجاة لتشجيع بولس الرسول في محنة تحطيم السفينة لكي يشهــد
للايمان المسيحي وسط البحارة ويخبره بضرورة الشهادة في روما :" فقــد
حضرني  في هذه الليلة ملاك من عند الاله الذي انا له وإياه أعبد ، وقال لي:
لا تخف يا بولس ، يجب عليك أن تمثل أمام قيصر ، وقد وهب الله لك جميع
المسافرين معك . فأطمئنوا أيها الرجال" ( أعمال 27: 23-25 ) .
وختاما  فإن قيام الملائكة بدور فعال في أنتشار المسيحية بتوجيه من الروح
القدس تجعلها وكأنها في عرض السماء وليست على وجه الارض .
   

61
حضرة سيدنا وابونا مار عمانوئيل الثالث دلي الجزيل الاحترام
تحية واحتراما
انا اؤمن دائما دور الكنيسة الكلدانية في موضوع مكانة الكلدان فــــي العراق
والمشاركة في بنائه ، رغم اني اتمنى من جميع الاحزاب القومية المسيحية
ان تنصهر في بودقة واحدة ، ولكن يبدو واضحا من التصلب في الرأي عنــــــد
البعض .
أؤيد ما جاء في رسالة أبونا وسيدنا البطريرك عمانوئيل الثالث دلي . نصلـــي
ونطلب من ربنا يسوع المسيح ان يطيل بعمرك سيدنا الفاضل .

                                      قرداغ مجيد كندلان

62
الاستاذ سامي المحترم
تحية طيبة
حصل سهوا في سقوط بعض الجمل للرد رقم 3 ، والتكملة بالشكل التالي:
واقترح القيام بتشكيل هيئة من المستقلين تضم جميع القوميات ( الكلدان والاشور والسريان)
واعتقد انهم باعداد تفوق الحزبيين للتباحث في الموضوع مع الاحزاب والاتحادات القوميــــــــــة
للوصول الى حل امثل لنكون جميعا يد واحدة قبل قوات الاوان، مع الملاحظــــة اشراك رؤساء
الكنائس في الموضوع .
                           
                               قرداغ مجيد كندلان

63
الاستاذ سامي المالح المحترم
تحية طيبة
أؤيد ما جاء في مقالتك وأشد يدي بيدك وبيد كل الخيرين لتوحيد أسم القوميات الكلدانية والاشورية والسريانيــــــــة
في تسمية واحدة في الدستور ضمانا لحفظ حقوق جميع الاطراف وعدم ضياع الوقت . وأأمل احترام الواحد للاخـــــر
وان اي قومية ليست تابعة للاخرى ، و إنما نحن اخوة بقومياتنا المختلفة نصب في بودقة واحدة اي في عائلـــــــــــة
واحدة . كما اني ارى بأن رؤساء الكنائس للقوميات المخلتفةيستطيعوا ان يلعبوا دورا مهما خلال هذه الفترة الحرجة
لغرض توحيد الجهود من أجل مصالح شعبنا المتكون من القوميات الكلدانية والاشورية والسريانية.
واقترح القيام بتشكيل هيئة من المستقلين تضم جميع القوميات ( الكلدان  والاشور  والسريان ) ، وأعتقد انهـــــــــم
بأعداد تفوق الحزبيين .
يقول الرسول بولس :"ولكنني أطلب اليكم ايها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح ان تقولوا جميعكم قولا واحدا ولا يكون
بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد. لاني أُ خبرت عنكم يا اخوتي من أهل خلوي أن بينكــــــم
خصومات . فأنا أعني هذا أن كل واحد منكم يقول أنا لبولس وأنا لأبلوس وأنا لصفا وأنا للمسيح. هل انقسم المسيح."
( 1قو 1 : 10 - 13 )   
                         قرداغ مجيد كندلانشش

صفحات: [1]