عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - اميرة بت شمويل

صفحات: [1]
1
السيد حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء العراقي
السيد نيجيرفان بارزاني رئيس مجلس وزراء كوردستان
بين دوائر الدولة والمحاكم ضاعت لحانا
متى ومن يعيد الينا ممتلكاتنا التي سرقها النظام السابق؟
بقلم : أميرة توما هرمز
نعم نحن من تعرضنا الى اعتداءات نظام صدام منذ عام 1984 في كركوك والاقليم، فقد القي القبض على اخينا ( الشهيد يوسف توما هرمز) وتم اعدامه في سجن ابو غريب . كما القي القبض على ابينا( المناضل توما هرمز – 62 سنة) وحكم عليه بالمؤبد وعذب في دوائر الامن والاستخبارات والسجون دون ادنى احترام لكهولته، وتم تهديدنا وطردنا من وظائفنا وبيوتنا وتشريدنا ، وصودرت جميع اراضينا وممتلكاتنا المنقولة وغير منقولة .
كذلك تعرضنا لسنوات الى شتى انواع الترهيب والاذلال والاستفزاز ومحاولة التصفية اينما ارتحلنا.
كانت مساندتنا المادية والمعنوية لسنوات وسنوات لاحزابكم ومقاتليها ابان المعارضة احدى الاسباب لتعرضنا الى كل هذا الظلم ، وقد تم ذكرها في محاكمة والدنا.
بالرغم من سقوط النظام لخمسة عشر سنة، ما زلنا نعاني من الاجحاف والتشرد والضياع بين الدوائر الحكومية والمحاكم حيث العبث والتسويف في المعاملات والتماطل دون ارجاع الحق فيها الينا.
اخيرا ، يحز في انفسنا رؤية الغموض والاجحاف الذي يلف قضيتنا، والذي ينم عن عدم الاهتمام والاحترام لمسيرتنا النضالية .

2
المنبر الحر / آثار داعش
« في: 20:32 25/03/2018  »
بعد هجوم داعش على الموصل ومن ثم سهل نينوى ونزوح الكثير من اهاليها من المسيحيين واليزيديين والكورد والعرب الشيعة وبعض السنة والشبك والكاكائيين وغيرهم ، تدفقت إعداد هائلة من كل هؤلاء إلى مدينة دهوك وضواحيها . لم تستطع الدور والفنادق والقاعات وحتى الهياكل استيعابهم فانتشروا في الساحات والحدائق وحتى الأرصفة ليجلسوا تحت الأشجار والزوايا وهنا وهناك. كانت أحوالهم مزرية فاغلبهم لم يسعفهم الحظ ليحملوا حتى ملابس إضافية لهم ولعوائلهم.
بالرغم من سوء الحالة الاقتصادية للمدينة بسبب قطع الرواتب لأكثر من ثلاثة أشهر ، إلا ان الكثير من العوائل أخذوا بتزويد العوائل النازحة المنكوبة بالطعام والماء والملابس ، كل حسب إمكانياته.
كنت أخرج إليهم ، أحيانا مع الأهل وبعض الاقرباء وأحيانا مع بعض الأصدقاء لنحمل ما نستطيعه من مأكل وملبس إليهم ، ولما وجدنا أن ما نحمله لهم لايكفي ، أخذ اخي بالكتابة إلى الأصدقاء والمعارف عبر الفيسبوك لحملهم على المساهمة في حملة الإغاثة ولتنظيم العملية أكثر قمنا بإنشاء جمعية خيرية ومن خلالها قمنا بالاتصال بجمعيات أخرى والتنسيق معها شيئا فشيئا لترتيب مساهماتنا .
جاءت نكبة الاخوة الأيزيدية والاعتداء الاكثر شراسة عليهم لتزيد من حجم الكارثة وكأنها تسونامي يعصف دون رحمة .
كثيرا ما التقيت بالعوامل النازحة والمنكوبة والفت وجوههم الحزينة الغاضبة وعيونهم الدامعة تتساءل عن سبب واحد للهجمة الشرسة عليهم ، خاصة وأنهم عاشوا مسالمين لم يلحقوا أي أذى بمن هجم عليهم واهانهم وهجرهم.
كنت كلما التقي مأساتهم أتذكر مأساتنا عام 1985 وتعرضنا للتهديد والمهانة والتهجير بعد إعدام أخي وسجن والدي.
لماذا تعرضنا لهذه الهجمة البشعة ؟ ماذا فعلنا؟ هل جنينا على احد ؟ هل اذينا احد ؟ لماذا اخرجونا بهذه الطريقة المهينة ؟ لماذا نحن ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟.
كثيرة كانت اسئلتهم كما كانت اسئلتنا سابقا. كنت أجد مأساة امي في عيون الأمهات ومأساتي  ومأساة اخوتي في عيون الشابات والشباب .
هذه الأم التي تبكي وتصرغ إلى الله أن يسعف عائلتها تشبه أمي بحزنها وغضبها، وها هي ابنتها التي تبكي بجانبها مرتعبة خائفة حزينة وغاضبة تشبهني إلى أبعد الحدود . إنها الكوارث والمآسي التي تعيد نفسها على أرضنا بين حين وحين.
أدركت وانا بينهم بأنهم الى جانب حاجتهم الى المساعدات المالية والطعام والملبس والمكان الامن ، بحاجة إلى من يستمع إليهم ويجيب على اسئلتهم الكثيرة كما كانت اسألتنا. نعم آن الأوان لاجيب على اسألتي قبل 29 سنة .
نعم جلست واستمعت وبكيت معهم وتحدثت اليهم  ووجدتهم أبطال الحدث لأنهم ، بالرغم من عدم حملهم للسلاح ، لم يرضوا العبودية والخنوع لأشرس عدو عبر التاريخ.

3
المنبر الحر / آثار حلبچة
« في: 00:03 20/03/2018  »
عام 1988 قبل حدوث الجريمة كنا في ايران نعاني من تهديد السلطات في بغداد بإعدام الوالد المسجون في أبو غريب اذا لم نترك إيران ، البلد العدو ، كما كان يسميه. اتفقنا أن يرحل أغلبنا إلى سورية وليس كلنا لأن الحالة الاقتصادية في سورية كانت أغلى من إيران والمعيشة أصعب. 
بقينا انا وأخي في اورمية . كنت اتقن اللغة الفارسية بدرجة استطيع العمل والتعامل بسهولة واخي يتقن اللغة التركية . كنا نعمل الى ان ياتي بعض الباسدرانا ويخرجونا من العمل ثم نعود ونعمل مرة اخرى (كانوا يقولوا لاصحاب العمل : الايرانيين أولى بالعمل ) . استطعنا تاجير غرفة واحدة عند عائلة مسيحية والاعتماد على أنفسنا ماليا ليتمكن أخي المتواجد في اوربا الصرف على البقية في سورية (ستة افراد) . على الأقل سيعلم النظام في بغداد أننا تركنا إيران وينجو ابي من حبل المشنقة.
بعد حدوث جريمة حلبچة وصل إلى إيران إعداد هائلة من الهاربين من الموت مع منتمي الأحزاب . تحولت بيوتنا إلى ملاجئ لاستقبالهم وأخذنا بمساعدة المرضى بايصالهم إلى الأطباء والمستشفيات بأسرع وقت ممكن واستطاعت غرفتنا الصغيرة المؤجرة من استيعاب خمسة عشر رجل بضمنهم اخي يفرشوا اسفنجات خفيفة وضيقة لينامون بجانب بعضهم البعض كانهم في سجن. أما أنا فتحول فراشي الاسفنجي على ارض المطبخ الصغير .
كنا مصدومين لا نستطيع تخيل حجم المأساة التي عصفت بهم وأحيانا نكاد لا نصدق القصص أو لا نريد سماع المزيد ونحاول حثهم على نسيان بعضها . مرت الأيام ثقيلة والأوضاع الاقتصادية والنفسية تزداد سوءا.
في أحد الأيام جاءت زوجة مالك البيت وقالت لي بأن زوجها (كلاهما مسنا) شاهدني ألملم فراشي الاسفنجي ومخدتي من المطبخ فعرف انني ابات فيها وطلب منها أن تخبرني بأنه سيترك غرفته في خدمتي مجانا لانام فيها إلى أن يصلح الله أوضاعنا الكسيفة . شكرته على موقفه الإنساني واسرعنا لشراء افرشة اسفنجية أخرى ودعونا لاجئين آخرين للنوم في غرفته و.... رضيت بالمطبخ إلى أن أصلح الله أوضاعنا الكسيفة. عاد من عاد ورحل من رحل وبقي من بقي . رحم الله الشهداء والمغدورين فكم بكينا على مآسيهم ونحن في صلب مآسينا .

4
المنبر السياسي / نشاطات مغتربة
« في: 21:57 19/05/2015  »
عندما وجهت لي الدعوة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية لعام 2014 كانت ظروفي مناسبة لقبولها بعكس الدعوات السابقة فلبيتها لاعود الى ارض الوطن بعد ثلاثين سنة من الاغتراب.
استمرت الرحلة 13 ساعة تقريبا الى ان سمعت قائد الطائرة ينبهنا الى قرب وصول الطائرة الى مطار اربيل . عندها تحركت مشاعري بشكل متسارع لتنهمر الدموع من عيوني واصبحت هائمة اكثر في ذكرياتي القديمة وفي المخيلة امامي شريط يحمل صور وحكاياتي قديمة على هذه الارض التي رحلت عنها مرغمة. ببساطة كنت كمن عاد الى امه التي فارقها مرغما بعد ثلاثين سنة.
التحضير للانتخابات يتطلب مجهود غير عادي وهكذا كنت مع الفريق المساعد ولكنني لم اكترث للتعب والارهاق بل حرصت على ان اعطي للنوم ساعات قليلة لاعيش الحلم الجميل مع الوطن.
زرت الكثير من الاماكن والناس . الاماكن التي كنت اعرفها في الطفولة او الشباب لم اعد اعرفها للوهلة الاولى، كبرت وتغيرت جذريا او اغلبها، مدن صغيرة كبرت واستحوذت على ما حواليها من قرى وقصبات . هكذا تكبر المدن، فحياتها في تسارع وتجديد. الناس تكاثرت في المدن وما حولها ولكنهم تغيروا على الاغلب، لم اعد اجد القدامى منهم الا ما ندر، الصغار كبروا وتكاثروا والكبار غادروا الحياة او الوطن او كليهما معا.
بقيت في الوطن شهرا كاملا وعندما عدت بعد شهر من الزيارة احسست بانقلاب مابين جوانحي يشعرني بالغربة اكثر في بيتي الثاني ويشدني الحنين الى العودة مرة اخرى الى بيتي الاول دون انتظار اي دعوة من احد، رغم التعب والاجهاد الذين شعرت بهما في رحلتي القصيرة ،وهكذا كانت العودة ثانيا.
عدت ثانيا وعقدت صفقة مع نفسي ان التزم بساعات النوم المريح وحتى اخذ احيانا راحة القيلولة المعمول بها في الصيف خاصة، ولكن .....هيهات. ما ان وصلت هذه المرة حتى عادت حليمة الى عادتها القديمة فاستسلمت الى زيارات الاماكن والشخصيات والعوائل وتعمقت اكثر في الحياة والمعيشة والظروف والتسوق، حتى دخول الوحش الداعشي واستباحة حياة واموال وممتلكات شعبنا في الموصل في بداية الشهر الثامن من 2014 وهروب الالاف من ابناءنا في الموصل وضواحيها الى الاقليم حيث كنت متواجدة في دهوك، هالني ما رأيت من اعداد هائلة من العوائل جاءت لتحمي نفسها وصغارها فاكتضت البيوت والكنائس والصالات وفرش الباقي حتى المتنزهات فتفرغنا جميعا دون امر لاعالة هذا الحشد الهائل من العوائل وحمايتهم من الموت جوعا على الاقل، وقبل انجاز مهمة الاعالة جاءت هجمة الفواحش الثانية وبكل وحشية على الاخوة الايزيديين ومعها دخلنا في حملة اخرى لاعالة العوائل الهاربة من الجحيم والتي اخذت تفرش حتى على الارصفة والبيوت الغير مكتملة، فسارع اغلبنا الى اسعافهم بتقديم الطعام والشراب احيانا والملابس احيانا وحتى الشراشف ليحتموا وصغارهم تحت الاشجار، بعد ان امتلئت البيوت والفنادق والعمارات الغير مكتملة من النازحين . مع كل هذا بدأت فكرة انشاء منظمة انسانية باسم زهريرا نور الامل الى الظهور للتواصل مع المنظمات والجمعيات والمؤسسات الاخرى والمشاركة بفعالية اكثر لاغاثة النازحين المسيحيين والايزيديين.
من خلال المنظمة اصبحت الاتصالات والتواصل اكثر عطاءا واستطعت ان اتواصل مع الكثير من العوائل النازحة في دهوك واطرافها حيث القرى المسيحية التي اكتضت بالنازحين المسيحيين والايزيديين على حد سواء، في المنظمة بدأنا بتنظيم انفسنا والاهل والاقرباء والاصدقاء في الخارج خاصة للتبرع وتخصصنا بايصال الالبسة والاحذية للصغار والكبار وكذلك الشراشف، ثم ناشدنا منظمة كابني المخضرمة للتعاون فكان ما اردنا وهكذا دخلنا في تعاون اوسع ومساعدة عوائل اكثر خاصة ضواحي دهوك.
نفسيا كنت متألمة لاحوال العوائل وكنت اشاركهم البكاء والنحيب فلم يكن يسعفني لا الكلام ولا الصمت لاهون من مأساتهم، ولكن بمرور الزمن والتواصل اصبحت اكثر صلابة في الكلام وحتى اقف بينهم والقي عليهم كلمة عن شجاعتهم وصلابتهم في رفضهم للرضوخ لداعش وفواحش داعش، هذا بالاضافة الى تواصلي بين دهوك وضوحيها لتأمين الملبس لهم.
رغم بساطة الحياة في دهوك وضوحيها بالنسبة لسليمانية او اربيل الا ان الطبيعة هنا تأسرني بشكل مذهل، فدهوك بضواحيها تأخذ طابع مدينة سياحية بلا منازع ، وحتى السوق في المدينة والتعامل يختلف، الدكاكين رغم صغرها الا انها مكتضة بالحاجيات، التعامل يجري باكثر من لغة، الفسيفساء العراقي مازال واضحا ويتنقل بحرية والاجانب يتنقلون بحرية ايضا في السوق، هنا يمكنك ان تتحدث الكوردية والعربية والانكليزية والسريانية وووووو وحتى ان لم يكن هنالك من يتحدث بها بطلاقه ولكنه يعرف حتما بعض من كلماتها ليلقيها على مسامعك. هنالك بائع كلما التقيته هو يتحدث الانكليزية معي رغم ضعفها عنده وانا اتحدث الكوردية معه رغم ضعفها عندي والغريب اننا نتفاهم ونصر على هذا المنوال كلما التقينا،رغم تندر الاصدقاء علينا، وهنا الكثير من الباعة جاؤوا من الموصل او بغداد او بصرة او غيرها من المدن الاخرى ويعتمد على اللغة العربية في تعامله مع الاخرين.
اتواجد في السوق كثيرا فمنها اشتري الحاجيات لاخذها للنازحين وكثيرا ما ادخل الى المطاعم اتغذى واتعرف الى العوائل المتواجدة في السوق، اغلب المطاعم ابوابها مفتوحة للعوائل ولكن .... مشكلة الحمامات تؤرقنا نحن النساء، فالعديد من المطاعم دون حمامات او تعتمد على حمام صغير، فما زال الناس هنا يعتمدون على حمامات الجوامع في السوق وهذا لايخدم النساء في السوق وبالتالي لا يخدم عملية التسوق كثيرا.
في دهوك تعرفت عن طريق اصدقاء الى امرأة قوية وصلبة تدير مركز البيشمركه وتعلم النساء فنون القتال واعجابا بمجهودها ومجهود النساء في ادارة المركز تطوعت لتعليم اللغة الانكليزية فيه وحضور بعض البرامج التي تجريها فيه، فالمرأة المقتدرة القوية كانت قدوتي منذ صغري،ووجودي مع النسوة في المركزاعطاني نفسيا قوة وثقة وزخم اكثر لمساعدة النازحين والنازحات بشكل خاص.
حياة النازحين لم تعد كما كانت سابقا ولكنهم في وضع افضل من الايام الاولى للنزوح فالتعاون بين مسؤولي الاقليم والمنظمات الانسانية افضل ما عليه الان والمساعدات جارية على قدم وساق بالاضافة الى الندوات الادبية والثقافية لابقاء التلاحم والتكاتف بين ابناء المنطقة، الاعلاميون والادباء والشعراء الذين التقيتهم لم ينسوا واجبهم في التصدي للفكر الهدام الذي يريد ان يغزو المنطقة ويبث التفرقة والتشتت ويزيل الفسيفساء الملون الجميل فيها. فهنا في دهوك التقيت الكتاب والمثقفين في مركز البيشمركه او اتحاد الادباء الكورد او مركز قناة روداو او مركز جريدة راستي او مراكز بعض الاحزاب او المنظمات وتحدثنا مرارا عن الاوضاع وضرورة الابقاء على تعاوننا وتكاتفنا كأبناء المنطقة الواحدة والوطن الواحد والعمل جنبا الى جنب لدرء الفتن من اي جهة كانت .
اعلم ان العديد سيقرأ هذه الحقائق وهنالك من يفهم وهنالك من لا يريد ولكن هذا لن يغير من ان حقيقة ان التقدم والازدهار الموجود في بعض مناطق العالم هو عصارة وخلاصة التواجد الفسيفسائي الملون للبشرعليها ومن دون تلاحمهم مع بعض لن يحصل اي ازدهار.

5
في دهوك سنحت لي زيارة البعض من العوائل المسيحية المهجرة من موصل وضواحيها هربا من وحشية دولة الخلافة الاسلامية التي فرضت نفسها وقوانينها الجائرة بحقهم في المدينة واخذت تهددهم وتطاردهم مستولية على ممتلكاتهم واراضيهم وبيوتهم بعد ان اجبرتهم على الهروب وترك كل شيئ ورائهم الا ملابسهم التي يستروا اجسادهم بها .
اقولها صراحة وضع النازحين النفسية والصحية والمالية مزري ومساعدات العديد من التنظيمات والجمعيات التي سارعت مشكورة الى مساعدتهم مازالت دون المستوى بسبب الاعداد الهائلة التي نزحت في مدة قصيرة جدا (حيت ان دولة الخلافة الاسلامية كانت قد اعطتهم مدة اقل من 24 ساعة للنزوح من الموصل والا يتم قتلهم).
المسيحيون في الموصل لم يكونوا معتازين ، بل شاركوا بكل فعالية في اعمار وتقدم المدينة وكانت احوالهم من جيدة الى جيدة جدا ولهم في المدينة وظائف واعمال واملاك وحياة مرفهة، لذا من الصعب جدا عليهم تحمل حشرهم في مدارس وصفوف فارغة من متطلبات العيش الكريم، وجو شديد الحرارة ، لايملكون الا بانكات تحرك الحرارة لتسحق صحتهم يوما بعد يوم، بالاضافة الى قلة المؤونة وانعدام الملابس والرواتب المقدمة لهم لتكتمل ابسط معالم حياتهم.
كلنا يعلم ان حكومة الاقليم قد اوعزت الى المجلس الشعبي ببناء العديد من الدور في القرى المسيحية قبل سنوات لاسكان النازحين المسيحيين فيها والذين فروا وقتها من اوضاع بغداد وكركوك وغيرها من المدن بعد ان تم استهدافهم من قبل المتشددين وقد حلت هذه الدور وقتها مشكلة النازحين بعد ان سكنوها معززين مكرمين ولكن، نرى اليوم اغلبها قد فرغت من سكانها بعد ان هاجر القسم الاغلب منهم اما الى اربيل او دهوك او السليمانية او غيرها والبعض هاجر من الوطن وبقيت فارغة من السكان على الرغم من انها مازالت مؤهلة للسكن.
والان، هنالك جمع غفير من المسيحيين لامأوى لهم ، وفي نفس الوقت هنالك الكثير من المسيحيين لهم بيوت فارغة لا سكان فيها، افليس من الاجدر بنا كمسيحيين ان نفتح ابواب هذه الدور ولو مؤقتا لاخواننا النازحين كما فتحت لنا سابقا ، ليتسنى لهم العيش فيها بيننا ولنساعد بعضنا البعض كما فعل ابائنا واجدادنا عند الشدائد ؟؟
ادرك ان العديد من الذين يحملون مفاتيح هذه الدور في جيوبهم دون ان يسكنوها سيغضبوا من مناشدتي هذه ولكن اخواني تذكروا ان مسيحيي الموصل وضواحيها هم اهلنا ومنا وبينا وواجب علينا قبل غيرنا ان نفتح هذه الابواب لنحد ولو قليلا من مأساتهم الحقيقية، فاذا لم نتوجه اليوم الى مد يد العون اليهم فمتى نفعل اذا ؟؟
من هنا نناشد كل المسيحيين ان يفتحوا ابواب هذه الدور لاخوانهم للسكن فيها مؤقتا ويكونوا لهم العون في ظروفهم الصعبة ، ولنتذكر جميعا ان ابناءنا واخواننا مسيحيي الموصل هم من شارك فعليا ببناء واعمار نينوى الحبيبة كما حافظوا على معالمها التي نعتز بها الى يومنا هذا.

6
لن اقول وداعا
كنت قد سمعت عنه كثيرا ولكني التقيت بالاستاذ الدكتور سعدي المالح في تورونتو عام 1997 عندما طلب مني بعض الاصدقاء تقديمه في امسية اقيمت له خصيصا وقد كنت قد بدأت لتوي مسؤولية نشر جريدة جديدة باسم (ايماما) في حين كان هو ناشر لجريدته المعروفة حينها ( المرأة) وقد بذلت جهدي في البحث عن سيرة حياته وصياغتها بشكل جيد على الاقل لاهديها لاستاذ طالما تابعت طريقة اعداده ونشره لجريدته الرائعة ، فكان لنا حينها امسية رائعة ولقاءا جميلا وصداقة ادبية وثقافية استمرت منذ ذلك اليوم والى اليوم تاركة بها ومن بعدها ذكريات جميلة ولقاءات متعددة وندوات عدة التقينا فيها ككاتب واديب ومقدمة للقاءاته مع جمهوره في كندا.
اتذكر جيدا عندما كان الاستاذ الدكتور سعدي المالح لاول مرة في ضيافتنا في تورونتو واطلعته وقتها على طريقة واسلوب اخراج جريدتي ايماما حيث قال لي : احييك اميرة على هذا الانجاز الرائع بالرغم الاجهزة والامكانيات المالية الضعيفة ولكني كناشر مجرب ادرك جيدا مدى الجهود الكبيرة التي تبذلونها لتبدو بهذا الشكل. عندها بادرته مسرعة: اتمنى يا دكتور ان اعرف بماذا تنصحني لاستمر بعطائي مثلك ، فقال لي بالحرف الواحد : خذي عصاة معك دائما ، فحرية الكتابة حياة علينا الدفاع عنها دائما. هكذا فعلت.
شكرا لك يادكتور سعدي لانك علمتني كيف ادافع عن حريتي في الكتابة والاعلام وشكرا لك لانك كنت دائما الصديق الرائع الذي يتابع خطواتي ويساندني اينما كان.
كما انهينا حديثنا قبل مغادرتك الاخيرة الى بيروت بيومين بجملة الى اللقاء ساقولها اليوم ايضا رغم الخبر الصاعق الذي قرأته في موقع عنكاوا
الى اللقاء
اعزي الاخ والصديق العزيز امير المالح وجميع الاهل والاصدقاء واعزي انفسنا لرحيل الاستاذ الكبير الدكتور سعدي المالح واصلي الى الله ليلهمنا الصبر والسلوان.

7
لن اقول وداعا صديقي العزيز بل الى اللقاء
انها لحقا خسارة فادحة قوميا ووطنيا ان يفارقنا الكاتب والاعلامي الكبير الاستاذ الصديق سعدي المالح
نعزي شقيقه الاخ العزيز امير المالح صاحب موقع عنكاوا وجميع اهل بيته وانفسنا لهذا المصاب الاليم


8
في جميع بلدان العالم المتقدم يتم اختيار اسماء الشخصيات والزعماء الذين ساهموا في خدمة مجتمعاتهم من توفير الامن والامان والحرية والديمقراطية والعدالة والقانون الانساني ، ليكونوا قدوة لغيرهم ولتذكر الاجيال خدماتهم الانسانية دائما.

لايخفى ان منطقة كوردستان اليوم اصبحت تتبختر امام بقية مناطق العراق والشرق الاوسط اليوم ، بتعايش الفسيفساء القومي والديني فيها بسلام وامان وتكريس الديمقراطية والعدالة بينهم ، وهي محقة بذلك طالما لها قادة عملوا ما في وسعهم لتحقيق هذه المنجزات وغيرها في منطقة يعمها القلق والاضطرابات في كل مكان دون ان تتجرأ حكوماتها بفعل ما فعلته حكومة كوردستان .

هذا الواقع التاريخي لم يأتي من فراغ بل انه مجهود لنضال طويل اصر على الحياة بعزة وعدالة وامان وسلام في المنطقة وجهود مضنية بذلها المناضلون الشرفاء والشهداء الابرار لتحقيق هذا الهدف السامي.
واليوم ، جميل ان تقوم الجهود من اجل احياء المناضلين والشهداء في سبيل الحرية والعدالة والسلام في المنطقة، في المناهج الدراسية او لتسمى مناطق او شوارع باسمائهم ، ولكن ....

يظهر ان ايادي التعصب والحقد والكراهية التي تريد دائما اغتيال السلام في المنطقة تحاول بين الفينة والفينة المساس بهذا التعايش السلمي والامان لزرع الشك والبغض والكراهية في المنطقة كما حدث عندما قامت مجموعة متعصبة بالاعتداء على دور الامن في اربيل ومحاولة تفجيرها وقتل حماة الامن فيها قبل ايام وقبلها قامت مجموعة اخرى بالاعتداء وتخريب محلات لرجال اعمال في دهوك وزاخو والمناطق المحيطة من اجل العبث بالسلام في المنطقة وجرها الى العصور المظلمة

كذلك نجد هنالك محاولة بعض العنصريين المستميتة لادخال اسماء شخصيات كانت بمثابة الوباء في المنطقة تاريخيا بعدما اعتدت على السلام والامن والتعايش الاخوي فيه وقلبت المنطقة رأس على عقب ، حيث زرعت الشك والبغض والكراهية بين ابنائه بعدما اغتالت ايدي السلام التي امتدت اليهم من اجل حياة الكريمة ، فها هم يصرون على حشر اسم المجرم سمكو الشكاك مغتال السلام وسافك الدماء في المنطقة في المناهج المدرسية واعتباره مناضلا ، وكذلك تسمية احدى الشوارع الرئيسية في العاصمة اربيل باسمه ، بالرغم من معارضة الكثير من الجهات والشخصيات الاشورية والكوردية له. فماذا فعل سمكو الشكاك ليغدوا مناضلا ؟؟؟

في عام 1918 مد البطريرك المار بنيامين شمعون ( المسؤول الديني والقومي للشعب الاشوري ) يد السلام الى سمكو الشكاك ليتعايش الشعبان الكوردي والاشوري بسلام وطمأنين وأمان وليعملوا جنبا الى جنب من اجل درء المخاطر والاعتداءات التي كانت تشنها جميع حكومات المناطق المحيطة عليهم ، ولكن المجرم سمكو ابى ان يقابل السلام بالسلام فامتدت يده الاثمة على اغتيال البطريرك المار بنيامين واكثر من مئة وخمسون مناضل اشوري كانوا في حضرته بعد ان تجردوا من سلاحهم اثباتا لنيتهم المسالمة الصادقة.

سمكو الشكاك قام باغتيال البطريرك مار شمعون في الوقت الذي لم يكن الاشوريين في دائرة الصراع مع الكورد ولم يكونوا سبب مأساتهم بل بالعكس كانوا ضحية مثلهم .

لم نقرأ في التاريخ الانساني عن قائد مناضل يقوم باغتيال قائد اخر دخل عليه مجردا من السلاح ومسالما ويحمل له بشائر السلام لشعبيهم، فقط المجرم والجبان والخائن هو الذي يقوم بهذا الفعل الشنيع الذي قام به سمكو الشكاك، ولا اعتقد ان هنالك شعب يتطلع الى السلام والامن والحرية يمكن له ان يتباهى بهكذا مجرم بحق السلام بين الشعوب في مناطقها .

من يقيم تاريخ المجرم سمكو الشكاك على انه مناضل فقد اعتدى على التاريخ النضالي للقادة الكورد قبل اعتدائه على تاريخ نضال الاشوريين لانه حشر مجرما بينهم

كان من الاجدر ان تسمى المناطق والشوارع باسم القادة الذين عملوا على خدمة السلام بين ابناء المنطقة وليس من اجرم بحق السلام فيها كما فعل القاتل سمكو الشكاك ؟

ها هي العائلة البرزانية عائلة المناضل مسعود البرزاني قد بقت دوما تحمل الشراكة والمحبة والتقدير بينها وبين عائلة المار شمعون رغم العواصف التي مرت بالمنطقة على مدى عقود وسنوات . وها هي عائلة الطلباني والرئيس المام جلال وغيرهم الكثير من العشائر والشخصيات الكوردية المناضلة قديما وجديدا لم تلوث تاريخها باغتيال مناضل قدم اليها مجردا من السلاح من اجل السلام ، فلماذا يصر البعض على حشر مجرم اغتال السلام بين ابناء المنطقة وتسبب في نزف دماء ابناءها لسنوات طويلة ؟؟؟ اليس من المجحف ان يحشر اسمه الى جانب اسماء جميع المناضلين الذين سفكت دمائهم من اجل السلام في المنطقة ؟؟ ثم ما الخدمة التي يمكن ان يقدمها قائد لمنطقته غير ارساء السلام والحرية والامن والعدالة .
نطالب البرلمان والحكومة الموقرة في منطقة كوردستان ان يرفعوا الغبن عن المناضلين الحقيقيين في المنطقة ويمسحوا اسم سمكو الشكاك من بينهم في المناهج الدراسية والشوارع ودرءا للفتنة.

9
من يقيم تاريخ المجرم سمكو الشكاك على انه مناضل فقد اعتدى على التاريخ النضالي للقادة الكورد لانه حشر مجرما معهم
كان منالاجدر ان تسمى المناطق والشوارع باسم القادة الذين عملوا على خدمة السلام بين ابناء المنطقة وليس من اجرم بحق السلام فيها كما فعل القاتل سمكو الشكاك ؟

10
التقرير ملفق ولا داعي للاجابة عليه
على الجميع الاحتكام الى القانون واحترامه وليس التشهير عبر الاعلانات وتلفيق احداث لا وجود لها

11
الاعتداءات الاخيرة على المصالح الاقتصادية والامنية على اقليم كوردستان العراق تظهر وبشكل سافر انه هنالك تنظيمات حزبية لاتأبه للقانون في المنطقة بل تحاول وبكل الطرق حتى الغير مشروعة ان تستعرض عضلاتها على الاحزاب الاخرى وعلى الحكومة الحاكمة في الاقليم.
ونحن عندما نقول تنظيمات حزبية فلاننا نرى ان الاعتداءات لم تأتي عشوائيا ولا اعتباطا وانما هي منظمة تنظيما جيدا. واذا كان قد جاءت اليوم بحجة المشروبات ومحلات المساج والفنادق السياحية فغدا ستلحق بهم المصالح الاخرى في المنطقة، اذا لم تمتد يد القانون وتوقف هذا العدوان عند حده في الوقت المناسب.
هنا نحن لن نناقش من المستفيد من المحلات التي تبيع الكحوليات فمن المعروف ان كل المنفتحين على الحياة يعتبروا مسألة التقرب او الابتعاد عن الكحوليات مسألة شخصية ليس لاحد الحق من الاقتراب منها. وهؤلاء المنفتحين لاينتموا الى دين معين او قومية او حزب معين فهم متواجدون في كل مكان، هذا اولا وثانيا ان منطقة مثل زاخو تعتبر منطقة تجارية فيها الكثير من التجار الاجانب ورجال اعمال اجانب ومسؤولين وموظفين في شركات اجنبية، كما في كل مناطق كوردستان ايضا.
في جميع الدول التي تحترم القانون يجري الصراع بين مصالح التنظيمات او الاعمال او المواطنين اوغير ذلك في قاعات المحاكم وياتي الحكم النهائي بما يراه القانون مناسبا، وعلى المتصارعين تقبل النتائج واحترام القانون.
ما حدث في كوردستان هو استغلال رجل دين مكانته الدينية ليحول المصلين الى غوغاء يخرجوا من المسجد ليعتدوا على المصالح الاقتصادية في المنطقة بحجة عدائه لهذه المصالح وهذا بحد ذاته يعد استهتارا بمسؤولي الحكومة وقوانينها وامنها ومصالحها مع سبق الاصرار والترصد. فلو فعلا اراد لمحل المساج ان يغلق ابوابه لقربه من المسجد كما ادعى في مقابلة له، لتقدم بكتاب رسمي حول المسألة يحمل توقيعه وتوقيع جميع المصلين في المسجد وتابعه الى حين صدور قرار بابعاد محل المساج عن المسجد، وكما يقتضيه القانون.
اما اتهامه لبعض الاحزاب الدينية المتشددة باستغلال موعظته وتأليب المصلين على قوانين الدولة، فلا يعقل ان يصدقها احد، لان جميع المساجد التي يدخلها المصلين لابد وان تفتح ابوابها حتى لاتباع الاحزاب او التنظيمات الدينية، وائمة المساجد يدركوا جيدا ان من بين رعيتهم اناس منتمين لاحزاب مختلفة، وان اي تأليب من جانبهم لابد وان يأجج التشدد داخل المنتمين الى الاحزاب الدينية المتشددة ويكون حجة لهم للاعتداء على الاخرين، وهذا الامام ليس بغافل عن هذه النقطة المهمة ولكن ما حدث فعلا يوضح وجود اصرة وعلاقة بين ما اراده الامام وما فعله المهاجمين.
في كل بلدان المنطقة نجد ان الربيع الشرق اوسطي او ما يسمى بالعربي، يبدأ بعد خطابات الجمعة في المساجد وينتهي بصعود الاحزاب الدينية على كراسي الحكم، مما يوضح ان هنالك علاقة ترابطية بين ائمة المساجد والاحزاب الدينية للتفرد بالحكم في المنطقة، وفي رأينا لا يختلف الوضع كثيرا في اقليم كوردستان فالملاحظ ان في السنوات الاخيرة قد شهدت الساحة السياسية في الاقليم تزايد وصعود الاحزاب الاسلامية فيها مستغلة العملية الديمقراطية والقانون، وهذا طبعا ليس سيئا لو الجميع احترم القوانين والديمقراطية، ولكن السيئ هو ان يستغل القانون وتستغل الديمقراطية من قبل هذه الاحزاب لترتفع على سدة الحكم وما ان يتسنى لها ذلك تقوم بنسف القانون والديمقراطية في المنطقة.
نفهم جيدا ان لكل الاحزاب والتنظيمات ومنها الدينية حقها المكفول قانونيا للدخول في معترك الساحة السياسية والتنافس بالطرق المشروعة، مع احترام حياة شعوبها والتعاون لتحقيق السلام والامن في مناطقها، اما ان يقوم البعض بترهيب واستفزاز ابناء المنطقة وتخريب مصالحهم الاقتصادية وتخريب اعمالهم التجارية، التي تم تسجيلها ضمن القانون، والمساس بامنهم بهذه الصورة المزرية، فلا بد ان تقوم الدولة بواجبها الوطني بانزال اقصى العقوبات بهم وضمن القانون والا تحولت كوردستان ايضا الى غابة يأكل فيها القوي الضعيف.

12
في ذكرة مجزرة كنيسة سيدة النجاة

شعر (اشوري كرشوني )

اي هاوار اي هاوار
صراخيون بكللد قالي
اي هاوار اي هاوار
يامريا مشمي لقالي
يامطمريم هواره
بنونخ ببيتخ اسيره
بنورا دخمبادا بليه
دلا كونخا بشلون بنيه
مشمي يا خمبا وكابورا
لصرخياته دسورتا ساندرا
وصرخياته د ادم سورا
ادم شميا شيشاله
من قم روخه يواله
اخ خا مالاخا دشلاما
ميراله بقالا راما
بسا بسا اه براما
بسا بسا اه براما
عم ادم مرمخ صرخن
بسا بسا اه برمن
عم سهدن مرمخ صرخن
بسا بسا اه برمن


في ذكرة مجزرة كنيسة سيدة النجاة
شعر عربي

اي هاوار اي هاوار
دا صيح باعلى صوتي
اي هاوار اي هاوار
ياربي اسمع صوتي
ياعذراء اولادك
رهائن واسرى ببيتك
جوي لدار العبادة
وابتلو بنار خمبادا
اسمع يا بليا ضمير
صراخ الطفلة ساندرا
وصراخات ادم الصغير
ادم ادم زلزل السماء
بصوته من قبل الفناء
مثل ملاك السلام
كالها بصوت الحمام
كافي كافي ابادة
كافي كافي ابادة
ويا ادم نرفع صوتنا
كافي ابادة كافي بحقنا
ويا الشهداء نرفع صوتنا
كافي ابادة كافي بحقنا


13
امسية تأبينية في كندا/ تورونتو

في 16 من تشرين الاول ، وفي صالة كهرمانة في تورونتو، اقامت اللجنة التحضيرية للتيار الديمقراطي العراقي في كندا والجمعية العراقية الكندية في اونتاريو امسية تأينية لشهداء الحركة الثقافية والديمقراطية العراقية بمناسبة اربعينية الشهيد هادي المهدي والذكرى الثالثة لشهيد الوطن كامل الشياع والذكرى السادسة لاستشهاد قاسم عبد الامير عجام وكذلك فقيد الحركة التشكيلية العراقية الفنان النحات محمد غني حكمت. وتقدم الكاتب والشاعر العراقي الرائع كريم شعلان بادارة الامسية وتقديم المشاركين للحضور والسيد باسل جعفر وكلمة اللجنة التحضيرية للتيار الديمقراطي والجمعية العراقية وكلمة الفنان والنحات الرائع فراس البصري وشعر للكاتب والشاعر الرائع مديح صالح وكلمة الكاتب الرائع الاستاذ يلماز جاويد ثم شعر شعبي من الاعلامي والشاعر الرائع ماجد عزيزة


14
بقلم : اميرة بيت شموئيل

طالعتنا قبل فترة ، المقالة القيمة للسيد حسين كركوش ( ثروات العراق النفطية المنهوبة )  مشكورا، التي يشير بها الى تحليلات بعض الصحف العالمية ونداء تقدم به زمرة من الشخصيات العربية والاجنبية المنتفعة من اموال العراق المنهوبة. يتمثل النداء بالمطالبة بالإفراج الفوري عن نائب رئيس الوزراء العراقي السابق، طارق عزيز، والمطالبة بمعاملة المسؤولين العراقيين المدنيين والعسكريين المعتقلين من قبل قوات الاحتلال الأميركية، وفقا لما تنص عليه الاتفاقيات الدولية والمبادئ الأولية لحقوق الإنسان، هذا إذا لم يصار الى إطلاق سراحهم ألان.
يحاول البعض تبرئة ساحة المجرم طارق عزيز ويدعوا بأنه لم يشارك في اجرام الحكام ضد الشعب ولم تكن له يد في تدبير المقابر الجماعية للاكراد والشيعة ولا في سرقة الاموال والنفط ، وجريمته الوحيدة كانت وضع امكانياته الثقافية والدبلوماسية لتبييض وجه الحزب الجاهل والمجرم امام العالم.
 نحن ندرك انه، بالرغم من سقوط الحكم البعثي كحاكم للعراق، ما زالت هنالك اموال طائلة بيد مسؤولي هذا الحزب، ومن ضمنهم طارق عزيز، تصرف هنا وهناك، لشراء الذمم لتبرئة ساحاتهم. وما زالوا يستخدموا الترغيب والتهديد في محاولاتهم لشراء المزيد من الذمم، كما حالهم سابقا. واذا كان هنالك من لايتورع عن بيع ذمته لهم والهجوم على الاخرين من اجل المال، الا ان كل هذا لن يثنينا عن نشر حقيقة هذا المجرم ودوره في قمع مطالبة الاشوريين بحقوقهم.
بالاضافة الى وضيفتة ، الكذب والافتراء على العالم،  بعد استلامه للحقيبة الدبلوماسية والوزارة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بحقيقة السياسة والممارسات البعثية في الداخل والخارج ( الكذب من اجل اخفاء الحقائق يعتبر ايضا جرم يعاقب عليه القانون)، كان طارق عزيز المسؤول الاعلى للزمرة البعثية الخائنة والمستغلة من الاشوريين والكلدان والسريان وكل المنتمين المسيحيين، الذين نشطوا في التجسس على ابناء جلدتهم في الداخل والخارج، يخطط وينفذ مع صدام العنصري لتصفية القوميات المسيحية، خاصة الاشورية.
نعم، نحن نتفق على انه ليس كل من انتمى الى حزب البعث مجرم، فالكثير من العراقيين ومن ضمنهم الاشوريين والكلدان والسريان والارمن، انتموا عن خوف او لحماية مصالحهم الشخصية، وسعوا دون ايذاء ابناء جلدتهم واخوانهم من الاخرين اللذين لم ينتموا الى الحزب، الا ان قضية طارق عزيز تختلف تماما عن هؤلاء، فهذا المجرم سعى اكثر ما سعى الى استئصال الجذور الاشورية في العراق، وجملة ما حققه من مناصب في الحزب كانت تعود الى مشاركته في قمع الصوت الاشوري المطالب بحقوقه الانسانية.
طارق عزيز كان يدير الخطة البعثية التي ارغمت الكثير من الاشوريين على تسجيلهم كعرب مسيحيين في الوسط والجنوب واكراد مسيحيين في الشمال في عمليات التعداد العام 1977 والتي ادت الى حدوث الكثير من المصادمات بينهم ( الاشوريين) ومسؤولي التعداد، وزادت من الحقد بين الاشوريين والعرب والاكراد.
كما كان وراء خطة تجميع الاشوريين الهاربين من الحرب الايرانية / العراقية عام 1987  وتكوين فوج من الاشوريين الهاربين. وقد اطلق عليه اسم قوات ملكو، نسبة الى ملكو اسحق، وهو احد اقرباء كامل حنا وصاحب ملهى في سرسنك في الشمال،. وقد فاتحه كامل وطارق لاستلام مهمة تجميع الشباب الاشوري الهارب منعا من التحاقهم بقوات الثورة الشمالية، وطبعا قبلها ملكو واصبح مستشارا للقيادة البعثية في منطقة سرسنك وقد سمي الفوج باسمه، اما في واقع الامر فقد كان الفوج الاشوري تحت قيادة  التكريتي (مانع عبد الرشيد) وهو احد اقرباء صدام، الذي قام بارسال هؤلاء الشباب، الغير المدربين، لتطويق ارادن العليا في الشمال، حيث قتل العديد منهم بقنابل المدفعية من الخلف.
كذلك كان طارق عزيز وراء الخطة التي اعتقل بها قيادات الحركة الديمقراطية الاشورية وعدد من المنظمين اليها عام 1984 ، وتم اعدم ثلاثة من قياداتها بعد عام. وقد  نجح  طارق ايضا بارغام العديد من الشخصيات الدينية والمدنية من الاشوريين والكلدان، المتواجدين في الخارج، لقبول دعوة الحكومة العراقية لزيارة العراق وتقديم الطاعة والولاء للنظام، بغية ختم جوازاتهم في الدخول والخروج، لايهام العالم الغربي، المسيحي، بمسالمة الحكومة الصدامية فيما يتعلق الامر بالمسيحي.
اما عندما وجدوا تصاعد الغضب الاشوري الداخلي والخارجي على قراراتهم، ومشاركة الشعب الاشوري في انتفاضة اذار، وزيادة شكاوي الاحزاب والمنظمات الاشورية في مؤسسات الامم المتحدة والعالم، قام طارق عزيز، بتخويل ذيله المجرم قليمس كنجا من شيكاغو، للتلاعب على العالم، بعد ان خططوا لتشكل وفد اشوري يقوده البعثي قليمس كنجا، ليزور العراق ويقدم المطاليب الاشورية الى الحكومة عام 1992 ، بدل مطاليب الحركة الديمقراطية للحقوق الاشورية، والتي اعدم صدام بعض من قياديها عام 1985 كما ذكرنا. وقد تكون الوفد المرسل من شيكاغو من:
1- قليمس كنجا - المدير العام لاذاعة وجريدة صوت الاشوريين.
2- اشور بيت شليمون - الامين العام للحزب الاشوري القومي التقدمي.
3- ميناس كيوركيس - رئيس جمعية التراث الاشوري.
4- ولسن مروكل - رئيس اتحاد الطلاب الاشوري.
واخرين لم يتم ذكر اسماءهم في كراس الوفد (اللجنة الاشورية العالمية)، ولكنه اشار ان عدد اعضاء الوفد لن يزيد على 12 شخصا.
اما عن مطاليب هذا الوفد، المقدمة الى الحكومة الدموية المجرمة، فالمطلع على كراس هذه اللجنة ومطاليبها، لا بد وان يلفه العجب والتعجب من هذه الجرئة التي تحلوا بها فجأة ، وفي هذه الفترة بالذات ( 1992)، التي كان يمر بها العراق/ بجميع قومياته واديانه باحلك فترة في تاريخه!!! . ان مطاليب الحركة الديمقراطية نفسها، عام 1985  لم تكن تصل الى جرأتها، ومع هذا تم الاعدام بحق بعض قادتها والسجن المؤبد بحق الاخرين، كما تمت مصادرة املاكهم واموالهم المنفولة وغير المنقولة، لا بل تعدتها الى التنكيل بعوائلهم واهاليهم ومصادرة اموال واملاك اولياء امورهم ايضا وفصل وابعادهم عن اعماله ومصدر ارزاقهم ، كما حدث مع عائلتنا ( عائلة الشهيد يوسف توما).
طبعا، سجلت المطاليب، الجريئة من قبل هذا الوفد ( برئاسة البعثي قليمس كنجا)، في كراس يتيم، مع رسائل الاخذ والرد حول كيفية وصول الوفد بين الطرفين، ليدفعوا بها الى منظمات الامم المتحدة والعالم، والغرض منها ايضا ايهام الرأي العام العالمي، وزياده شكوكه بالشكاوي الاشورية ضد الزمرة الصدامية، المتزايدة عالميا. اما عن تطبيقاتها على ارض الواقع، فكلنا ثقة بان الكثير من ابناءنا في الداخل والخارج لم يسمع بها اطلاقا، فكيف برؤيتها.
فلو استطاع طارق عزيز، بقوة ملايينه، ان يتنصل ( لا سمح الله) من دوره في الجرائم بحق الشعب العراقي ككل والاموال العراقية المنهوبة والكذب على العالم في مجال عمله الدبلوماسي في الخارجية العراقية، لن يستطيع ابدا التنصل من دوره ومحاولاتهم لطمس الهوية والحقوق الاشورية. ولن يتمكن من الافلات من ضلوعه في مأساتنا كعوائل الشهداء والمغدورين، لانه هو الذي ترأس المجموعة المسيحية في الحكومة البعثية المقبورة، كما انه هو الذي شارك في الظلم والتضليل عليه امام العالم.
هذا المجرم يجب ان يعي بأن كل فلسا يصرفه على تحسين صورته القذرة، يأتي من اموالنا واملاكنا واموال واملاك الاخرين، التي صادرها هو وسيده، لانفسهم ليتربعوا عليها. اما المجموعة المتسولة والمدافعة عنه، فلهم ايضا حساب بعد ان يتم حساب اسيادهم وعودة الحق والاموال والاملاك لاصحابها الحقيقيين. نعم، يوم الحساب آت لامحال.





15
الف مبروك للاستاذ الدكتور وليم اشعيا على هذا المنصب الهام الذي اعطى له ليكون الرجل المناسب في المكان المناسب في خدمة الوطن. نتمنى له النجاح والموفقية في منصبه الجديد كما كان في المناصب الاخرى التي اسندت له . كما نتمنى من منظماتنا العراقية المتعددة التعاون مع الدكتور وليم لما يصب في مصلحة الوطن.

الكاتبة
اميرة بيت شموئيل

16
في مبادرة غير مسبوقة زار السفير العراقي في هولندة الاستاذ سعد عبد امجيد ابراهيم العلي الفنان العراقي الكبير حمودي الحارثي وقدم شدة ورد رائعة لزوجة الفنان الرائع المخرجة المسرحية السيدة منتهى محمد رحيم الزنكنة بمناسبة اجرائها عملية كبرى وتمنى لها الشفاء العاجل.
كذلك قدمت مؤسسة اوطان ورئيسها الاستاذ محمود النجار شدة وردة جميلة بهذه المناسبة ومن عائلة المفكر والكاتب الرائع جاسم المطير ومن الاستاذ حامد ايوب العاني السياسي المخضرم ومن عائلة السيد تحرير الكردي الدبلوماسي العراقي المتقاعد. كذلك شدة وردة جميلة من الدكتور الحيالي.
وتلقى الفنان الكبير حمودي وعائلته شدة ورد رائعة من التجمع الديمقراطي العراقي في امريكا ورئيسه الاستاذ نبيل رومايا ، ومن الاستاذ الرائع خيون التميمي. 
كما وقدمت الهيئة الادارية لجريدة اكد من كندا وناشرها الاستاذ سلام الصفار شدة ورد وامنيات للسيدة منتهى والفنان الكبير حمودي.
كذلك تلقى الفنان الكبير حمودي الحارثي مخابرة تلفونية من المستشار الثقافي للسفارة العراقية في امريكا الطبيب الجراح البارع عبد الهادي الخليلي ، لمتابعة حالة السيدة الرائعة منتهى.
هذا وقدمت الكثير من العوائل والشخصيات العراقية المتواجدة في هولندة وبلجيكا والمانيا وامريكا وكندا وفرنسا شدات ورود رائعة لعائلة الفنان الرائع حمودي الحارثي.
في الوقت الذي نشكر الجميع مبادراتهم الرائعة، نتمنى للمخرجة التلفزيزنية الرائعة منتهى الزنكنة السلامة ولزوجها الفنان الراقي الرائع حمودي الحارثي الصحة الدائمة.
 

17
بقلم : اميرة بيت شموئيل

لم التقي بالفنان العراقي القدير حمودي الحارثي شخصيا الا عندما دعاه اتحاد الفنانين العراقيين في كندا، ولكن هذه الشخصية عاشت معي كفرد من افراد العائلة منذ زمن بعيد ، بعدما شدتني بالشخصية العراقية البسيطة والمحبوبة بنكهتها البغدادية الجميلة (عبوسي)، ولهذا وجدتني عندما التقيت صاحبها كاني التقيت باحد افراد عائلتي الذي فارقته زمنا، وكذلك وجدت جميع العراقيين على اختلاف اديانهم وقومياتهم وانتماءاتهم الحزبية والتنظيمية، عندما يلتقوا به ياخذوه في الاحضان ويطبعوا قبلاتهم على وجنتيه وكانهم وجدوا اخيهم الذي فارقوه لزمن، اما الاستاذ حمودي الحارثي فيظهر انه يتفهم جيدا ردود فعل معجبيه فلم يظهر عليه اي استغراب بل تفاعل مع حبهم له بسلاسة وبادلهم المحبة وكأنه فعلا احد افراد عائلاتهم.
المحاضرة التي القاها الفنان القدير، يوم الاحد المصادف 29 من ايار في قاعة ( ذا اسامبلي هول) قد حضرها اكثر من 300 شخص ولثلاث ساعات تقريبا تحدث الفنان عن مسيرته الفنية (تمثيل واخراج ونحت) والانسانية ورؤيته للاوضاع التي يمر بها شعبنا، وتطرق الى الشخصيات التي شاركت في بعض مسيرته، وقد شاركه المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ سيار الجميل بالحديث عن شخصية حمودي الحارثي، وكذلك السيد محمد الجوراني ، رئيس الاتحاد في تقديمه للجمهور. وشارك الفنان القدير حمودي بتقديم هدايا رمزية للفنان القدير سامي البازي والفنان القدير عمانوئيل.
كذلك اطلع الجمهور على بعض التحفيات الجميلة التي ابدع فيها الفنان القدير حمودي الحارثي وحرث فيها اسمه، وقد تنافس العراقيون على اقتناء التحف وعليها اسم الفنان القدير.
خدمتني الصدفة الجميلة ان اكون ضمن الاصدقاء المرافقين للفنان القدير الزائر في كندا وقد مررنا على بعض الرموز الثقافية والفنية العراقية كالفنان العراقي العالمي القدير شوان في كاليريه (كاليري شوان) المزين برسوماته الرائعة وكان هنالك لقاء ولا اروع لقاء للفنانين الكبيرين، ثم بدأ الفنان حمودي الحارثي بتصوير بعض اعمال الفنان شوان بكاميرته الشخصية واجرى لقاءا قصيرا مع المبدع شوان، كما شهد اللقاء التهافت السريع لمعجبين واصدقاء الفنانين الى الكالري والاحتفال بلقائهما حيث احيي الفنان كمال جوزيف  والعازف رعد عدة اغاني جميلة، كما احيى الفنان جنان كيوركيس اغاني مسلسل تحت موسى الحلاق
كذلك كان لقاء الفنان القدير حمودي مع المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ سيار الجميل بدعوة من جريدة اكد وناشرها الاستاذ سلام الصفار في مطعم للسيد يوسف، حضرها كل من السيد اياد البنا والسيد نجيب والشاعر والكاتب العراقي القدير كريم شعلان والكاتب القدير منصور السناطي السيد محمد الجوراني رئيس اتحاد الفنانيين العراقيين في كندا. وفي هذا اللقاء استرج الاستاذ سيار والفنان حمودي ذكريات جميلة عن لقاءاتهم السابقة في الاردن القاهرة وغيرها وتحدثا عن الاوضاع الفنية والثقافية في العراق.
طبعا هنالك ايضا لقاءات اخرى للفنان حمودي ولكني مع الاسف لم استطع المشاركة فيها كلقاءه مع الفنان المبدع سامي البازي والفنان القدير عمانوئيل وغيرها.
وبين اللقاءات جاءت فكرة مفاجئة العراقيين المتجمعين في بعض الاماكن التي يتواجدوا فيها كقهوة (تم هورتن) العائدة للسيد لويس ججيكا ومطعم عشتار للسيد يوخنا ولاشيش للسيد صباح وغيرها، كما كانت هنالك دعوات ولقاءات عديدة مع اصدقاء الطفولة والجيرة للفنان القدير كدعوة صديق الطفولة وجار الفنان السيد عبد الجبار كَاطع وولده السيد كريم عبد الجبار الذي اخذ الفنان القدير حمودي ليتعرف على العديد من معالم تورونتو (كنترنكتن ماركت) و(الجاينة تاون وخاصة سوق الاسماك الكبير، الذي فيه علم العراقيون الصينيون كيف يشووا السمك على الطريقة العراقية وهي التقطيع من الظهر. كذلك جاءت دعوة الدكتور فارس نزال وعائلته للفنان القدير في احد المطاعم الايرانية الشهيرة  وحضرها كل من الدكتور عمر السوادي والسيد عبد الجبار كَاطع والسيد كريم عبد الجبار وعائلته والسيد اسعد ناصر وعائلته والسيد باسل.   
كان من المقرر ان يزور الفنان القدير الجمعية العراقية ومشاركتها في الجمعيات الاثنية لثلاثة ايام نهاية هذا الاسبوع وكذلك زيارة الجمعية الاجمتماعية (سوسايتي) وكانت مقررة له سفرة لزيارة شلالات نياكارا ولكن جاءت دعوة الاخوة في ديترويت جاءت ملحة فتوقفنا هنا منتظرين عودته من امريكا لتكملة الزيارات.
اخيرا عندما كنت انظر وارى استقبال العراقيين بمختلف انتماءاتهم واهتمامتهم للفنان المبدع حمودي الحارثي كانت الصورة والسؤال الذي يفرض نفسه على ذهني هو:

لم يتفق العراقيين الا على حبهم لحمودي الحارثي ... الا يستحق هذا الفنان التكريم اللائق به وعلى ارضه؟

18
في 13-2 2003 ذكرت في مقالي المعنون (سيحدث غدا) وما زال متواجد على صفحتي في الحوار المتمدن، ذكرت بان القوة العظمى ستعمل على ((تشجيع الصحافة الحرة في الداخل وادخال وسائل الاتصالات في كل مكان (بما فيها الانترنيت) لتسهيل نقل الاخبار وفضح اسرار وتحركات الاقطاب السياسية ( الحاكمة والمعارضة) والدينية والعسكرية وحتى العشائرية، وتسهيل عملية جمع المعلومات عنهم )) كما جاء في البند السادس من المقالة.
هاهي ثورة المعلومات من خلال شبكات الاتصال المختلفة تجني فوائدها بتعريف وتثقيف وتأليب الشعوب المغتصبة على حكامها الدكتاتوريين، لتتحول شيئا فشيئا الى السير في طريق الديمقراطية العالمي.
الرئيس حسني مبارك كان يملك افضل الفرص للتنحي عن كرسي الرئاسة دون اراقة الدماء، عندما عاد الى البلاد بعد اجراء عملية جراحية في القلب، فكان يمكن ان يكتفي بتتنازله بكلمة قصيرة يعلن خلالها حاجته الى الراحة، ليحافظ على احترام الشعب لمسيرة الثلاثين سنة من الرئاسة، وربما لينسى هذا الشعب دكتاتورية نظامه، ولكنه ابى ان يبتعد عن كرسي الرئاسة اللعين الا باراقة الدماء. هكذا فعل صدام من قبله. اربعة رؤساء امريكا تناوبوا على كرسي الرئاسة ومبارك وغيره قابعين في مكانهم بلا خجل. اهذه ديمقراطية؟
المآسي التي عاشها المناضل بو عزيزي واقدامه على حرق نفسه المعذبة، انتشرت بسرعة البرق في كل انحاء العالم عبر ثورة الاتصالات الانترنيتية (يوتيوب، فيسبوك، تويتر وغيرها)، لتعصف بهدوء العالم وتحوله الى ثورة ضد الدكتاتورية المقيتة، ليس في تونس (بلد المناضل بو عزيزي) فحسب، بل في كل بلدان الشرق الاوسط، التي يتعشعش على اقتصادها الوفير وخيراتها حكام لا حدود لجشعهم وانتهازيتهم.
الثورات المشتعلة في تونس ومصر والمرتب لاشتعالها في بقية بلدان الشرق الاوسط، فضحت زيف وكذب وافتراء الحكام وانظمتهم حول اوضاع شعوبهم التي استبد بها اليأس من السلطة لتلبية طلباتهم بالعمل الجاد لرفع مستوى المعيشة والتعليم والكف عن مناصرة العنف والتمييز داخل مجتمعاتهم.
مما لا شك ان العالم اليوم يبدو كقرية صغيرة يعرف من فيها بعظهم البعض، بفضل ثورة الاتصالات (الانترنيت خاصة) والشعوب الشرق اوسطية قد ادركت ان كثرة خيراتها واهمية واستراتيجية موقعها في العالم، لابد وان يجعلهم يعيشوا بعزة وكرامة ورفاهية ، لولا جشاعة وبخل ودكتاتورية حكامها. وها هي الاف بل ملايين الصور والمعلومات (العربية والاجنبية) للكثير من العلماء والمحللين على الشبكة العنكبوتية يؤكدوا ذلك.
المشكلة في الحكام المستبدين انهم لا يريدوا ان يقروا الامر الواقع، الذي فضح اكاذيبهم، فنجدهم مع استمرارهم على الكذب، يحاولوا قطع شبكات الاتصال عن شعوبهم، بدل تغيير مناهجهم الى الديمقراطية والسعي الى تحسين سمعتهم ومسيرتهم امام شعوبهم.
ثورة الكادحين والجياع لشعوب الشرق اوسطية والتي اشعلها المناضل بو عزيزي، ستستمر بلا توقف لتقلع جذور القمع والفساد والتعسف الدكتاتوي الجاثم على صدورهم، مادامت هنالك شبكات اتصالات في كل مكان في العالم، تبقيهم على اتصال مع العالم الحر واحباءهم واهاليهم المستبعدين غصبا ما على الحكام المستبدين. 
طوبى لمخترعي شبكات الاتصالات، فلهم ملكوت السماوات والارض.

19
الهجمات الارهابية الحاقدة التي يشنها الارهابيون بين فترة واخرى على الشعب المسيحي المسالم في العراق واخرها هجمته الحاقدة على مؤمني كنيسة سيدة النجاة السريانية في بغداد، تعيد اصرار الاصوات على ضرورة حمل المسيحيين في العراق السلاح لحماية انفسهم اينما كانوا، ويصر اصحابها (اي اصحاب الاصوات) على ان الحكومة العراقية قد اثبتت وتثبت اهمالها لهم وامر حمايتهم من ارهاب المتشددين القتلى. فهل فعلا ان حمل المسيحيين للسلاح حو الحل الامثل لوقف هذا الاجرام؟
نعم، الاخبار والفديوهات المصورة والصور المنشورة لهذه الهجمات الوحشية تجعلنا نبكي دما ولكن، من المهم جدا ان نكون جميعا يقضين ونضع في حساباتنا ما يلي:
1-    الارهابيون الذين يتخذون من الاسلام غطاء لتسيير اجرامهم الارهابي وحقدهم الدفين على الشعب المسيحي المسالم في العراق بشكل خاص والشرق الاوسط بشكل عام، لا علاقة لهم بالدين الاسلامي لا من قريب ولا من بعيد، فهم يتشدقون بالاسلام لتبرير اجرامهم وبث الكراهية بين الاديان السماوية لتبرير اجرامهم. ولنعلم بانهم يتخذون من اسم الله ايضا والدفاع عنه لتبرير مخططهم الاجرامي في بث الكراهية والبغضاء وزرع التفرقة والتباعد بين ابناء الشعب الواحد. فلو صدقنا ايمان الارهابيين ودفاعهم عن الاسلام، علينا ان نصدق ايمانهم ودفاعهم عن الله ايضا. فلنكف عن ربط الاسلام بهم او ربطهم به، لان هذا ما يريدونه تماما لتبرير ارهابهم.
2-    حمل الارهابيين للسلاح في العراق او الشرق الاوسط او العالم، يأتي خارج اطار سماح حكومات الدول، لذا اعتبروا مجرمين وارهابيين وخارجين عن القانون، ومن الواجبات الامنية للحكومات المختلفة مطارتهم والقضاء على ارهابهم وافعالهم الغوغائية. فلو طالبنا نحن ايضا بحمل السلاح كما هم، لانعدمت الفروقات شيئا فشيئا وتحولنا الى مجرمين وخارجين عن القانون كما هم. فلنكف عن المطالبة بالتشبه بهم فهذا ما يريدونه منا.
3-    التطرف الخطابي وضرب السيوط في كل الجهات، صفات جاهلة يتصف بها الارهابيون اينما كانوا، واللا فما علاقة مسيحيي العراق بقبطيتين مغمورتين في مصر؟ او ما علاقة مسيحيي العراق بمطالبة قس امريكي بحرق القرآن في امريكا؟ او بصور كارتونية تسخر بهم في اوربا؟ وغير ذلك. فلو اصبح خطابنا متطرفا وضربنا السيوط على كل الاسلاميين دون تفرقة، لن يكون اي فرق بيننا وبين الارهابيين، وهذا ما يريدونه منا بلا شك.
4-    الاصرار على السلام والحوار المتمدن وسط الارهاب ليس بالضعف او الجبن ، بل انه القوة نفسها. فاذا تشدق الارهاب بمقولة انهم يحاربوا الامريكان لانهم جاءوا بالسلاح الى المنطقة ، فانهم يقفوا معقوفي اللسان امام ارهابهم للمسيحيين العراقيين المسالمين، ويأتوا بتبريرات سخيفة وتافهة لا يقبل بها العقل البشري العالمي ، الذي لابد وان يختار الوقوف في صفنا وليس العكس. وهذا بالضبط ما حدث ، حيث وقفت جميع القوى العالمية وخاصة المسلمة والمسيحية الى جانبنا وضدهم.
من هنا نقول ان جميع الدول (حتى المتقدمة منها) فيها المجرمين ممن تسول انفسهم للاعتداء على اشخاص مسالمين ، احيانا وحدانا واحيانا مجاميع، ويقتل فيها الابرياء، ولكن في المقابل تقوم الجهات المختصة في الدولة بمهامها بكل نزاهة ، فتقبض على المجرمين وتدينهم وتحاكمهم ويتكاتف مسؤولي الدولة والشعب بتعرية هؤلاء المجرمين من اي غطاء ديني او قومي او قبلي ليضعوهم في خانة الاجرام والارهاب دون غيره، ولا احد فيها يطالب بتسليح الشعب ضد الارهاب، لان الجميع يدرك ان تسليح الشعب معناه نسف المدنية والثقافة والحوار والحلول السلمية، فلغة السلاح والحرب ستطغي حتما على لغة الحوار والسلام. وسنقرأ على العالم السلام.
لا احد ينكر ان مسحيي العراق ، اكثر من غيرهم ، اصروا على الحفاظ على السلام والحوار المتمدن، والسلام ايضا قضية وفكر وايمان وله في المسيرة شهداءه وضحاياه.
فهل يترك مسحيو العراق صفة سلام المدنية والحوار المتمدن ويحملوا السلاح وينحدروا الى المستنقع الذي يريده الارهابيون لهم؟ هذا هو السؤال المطروح.

20
الاتهامات المتبادلة بين السياسيين العراقيين في الانتخابات  الاخيرة عام 2010 ،حول الخروقات او التزوير، ممكن جدا ان تكون صحيحة ولكن في نفس الوقت لايمكن الاخذ بها في الوقت الحاضر!!. لماذا؟؟.

في البداية علينا ان نعي جميعا ان الشعب الذي يخرج بعد سنين من القمع الدكتاتوري الى الحرية لن يتمكن من تطبيق الديمقراطية بين ليلة وضحاها ، فخطوات تغيير مسار شعب باكمله تحتاج الى سنين طويلة من الممارسة والنقد لاجل التصحيح ،وبحسب قدرة وقابلية بل ورغبة هذا الشعب للتغيير الحقيقي . فمجرد تأمين مركز وكابينة وورقة انتخابات، لا تفي بالحاجة اذا اردنا ممارسة حقيقية ونتائج مرضية للانتخابات الديمقراطية. الناخب والمرشح من السياسيين المنتمين وغير المنتمين بحاجة الى تمرين وتمرين الى ان يعوا العملية الانتخابية بشكل خاص والعملية الديمقراطية بشكل عام ( باعتبار العملية الانتخابية جزء من نتاجات العملية الديمقراطية).

الاوضاع الحالية تؤكد حاجتنا جميعا (ناخبين ومرشحين) لتمارين اضافية للحصول على النتيجة المرضية. نعم اننا بحاجة الى اعطاء الفرصة لبعضنا البعض لممارسة العملية الانتخابية، ولكن قبل كل شيئ نحن بحاجة الى تأمين الاوضاع (على الاقل في الوطن) لنتمكن من الذهاب الى مقرات التصويت دون خوف ، فالاحتلال والارهاب والتناحر الطائفي والحزبي والديني في الوطن، تبعدنا عن الالتفات الى مصالحنا الداخلية والخارجية ، وتغمرنا في دوامة من العنف، وبدلا من التحاور وتحكيم المنطق اصبح السلاح مسيطرا على الوضع. وهنا نقول طالما كانت هنالك اسلحة ومعدات حربية خارج اسوار الجيش والشرطة والامن في الوطن الواحد، لن يهنئ فيه احد بحياة ديمقراطية وكريمة. كذلك نرى ان طبيعة العلاقات السياسية والطائفية والدينية المتحكمة في الداخل، تنشر بظلالها في علاقات ابناء الوطن الواحد في الخارج ايضا.

ففي الانتخابات التي اجريت في هذه الدول، رأينا، مع الاسف، الكثير من ابناءنا، المتواجدين في هذه البلدان لسنين، بل وحتى كان منهم من ولد في هذه البلدان، لا يحترموا اصول وقوانين الانتخابات، وكأنهم لم يتعرفوا على هذا السلك الديمقراطي في حياتهم!!بالرغم ان هذه البلدان تقوم بدعاية كبرى للانتخابات وطريقة سيرها وتقوم بدعوة المواطنين، من المتجنسين، الى مركز الانتخابات بشكل اصولي وراقي، وفي المركز الكل مطالب باحترام ومراعات الاصول والمعايير العالمية للانتخابات، كابراز على الاقل هويتين تبين شخصية الناخب وسنه ، ثم السير باصول وهدوء الى صندوق الانتخابات والحفاظ على سرية الادلاء بصوته، ثم الخروج ايضا باصول وهدوء من المركز. اما ما حدث في الانتخابات العراقية، والتي مورست باغلبية ساحقة حتى بدت عامة وبدت الدعوة الى ايقاف الكم الهائل من الاخطاء والتجاوزات تعني بطلان الانتخابات اكثر من تعطيلها.
هنا بعض الاخطاء التي بدت عامة لكثرة تواجدها:
أ- في الناخبين

1-   جاء العديد ،وكانهم مقاتلين في ساحات الوغى، شاهرين اسلحتهم الهجومية في وجوه اخوانهم المشرفين على سير الانتخابات، فبالرغم من عدم حيازتهم على هويات يعتمد عليها لاثبات المطلوب منهم، اصروا على الدخول بهوية واحدة ، اجازة سوق مثلا، مشيرين انهم قطعوا مسافات طويلة ليشاركوا في الانتخابات، متناسين انه حتى لو قطعوا ضعفها ولم يحملوا معهم الهويات المطلوبة لن يقبل بهم كناخبين في الدول المتقدمة.
2-   الهتافات لهذا وذاك داخل او بالقرب من مركز الاقتراع، بين فترة وفترة بالرغم من ان القانون يمنعها قبل اربعة وعشربن ساعة من بدء الانتخابات.
3-   عدم احترام طلب المسؤولين في القسم بضرورة اتباع التعليمات بالتوجه الى محطات الاقتراع الفارغة للحفاظ على ترتيب الحضور ، بل واصر البعض على تجميع اهله واصدقاءه وكل من معه في محطة واحدة دون غيرها محدثا ازدحاما فيها لا معنى له.
4-   عدم الانصياع الى طلبات المسؤولين بضرورة التحلي بالهدوء داخل قاعة الانتخابات والاصرار على رفع صوته .
5-   احد اكبر الاخطاء في الانتخابات كان التكدس البشري خلف كل صندوق من صناديق الاقتراع ، يتصارع اصحابه على اسماء المرشحين ويتصايحون، وكأنهم جمهور في ساحة المسابقات. لا افهم كيف باشخاص بالغين عاشوا في كندا لسنوات ولابد وان اطلعوا على صور الانتخابات الكندية من التلفزيون او الجرائد ، اذا لم يشاركوا فيها، كيف يتطاولوا على سرية الانتخابات بالاصرار على التكدس البشري وراء صندوق واحد يتحدثون مع بعضهم البعض بصوت عالي. هذه الصورة التي لاتحمل اي احترام لسرية التصويت وحدها ، كانت كفيلة بطرد الالاف  من المحطات، لو فرض القانون عليها ولكن، في نفس الوقت كان سيؤدي حتما الى توقفت الانتخابات وتحريك المشاغبات. هنا لم نتحدث عن حالة اشخاص اميين او لا يقرؤا العربية فلهؤلاء حق مكفول بطلب مساعدة من يرغبوا به من مدير المحطة او قريب او صديق، اي شخص واحد فقط.
ب- في ممثلي الكيانات
1-   الاصرار على اجبار مسؤولي الانتخابات على اتخاذ ما يرونه هم صحيح دون الرجوع الى مسؤولي كياناتهم، كما حدث عندما اصروا على اجراء الفرز في اخر يوم، مع العلم ان مسؤوليهم وافقوا على تأجيل الفرز.
2-   فرض العلاقات الشخصية والخلافات، سواء بين بعضهم البعض او بينهم وبين مسؤولي الانتخابات، في عملهم كمراقبين.
ج- في مسؤولي الانتخابات
1-   تغليب العلاقات الشخصية او الحزبية او الطائفية في العمل
2-   ابداء الانزعاج والعصبية اثناء العمل وكان المفوضية اجبرته على الانخراط في تسيير العملية الانتخابية .
3-   التهرب من العمل مستغلين انشغال المسؤوليين او اختراع الحجج للتهرب من العمل الذي تقدم بنفسه للانخراط فيه، بالرغم من قصر فترة العمل (اسبوع على اكثر تقدير).

د- في ادارة المفوضية العليا
1-   عدم تحديد وترتيب اتفاقياتها مع المتقدمين للوضيفة لديها، فالمفروض من اي شركة جهة ان تكون واضحة في اتفاقياتها مع المتقدمين للعمل لديها من اول لقاء وقبل المباشرة بتدريبهم (خاصة كمية وكيفية دفع الرواتب).
2-   تغيير شروط قبول او عدم قبول الهويات في وسط عملية الانتخابات كشف التردد الواضع للمفوضية وعدم دراسة العملية قبل البدئ بها.

فاذا كانت كل هذه الاخطاء قد رصدت في الانتخابات العراقية في كندا، دولة الانتخابات الديمقراطية، فكيف الحال بالانتخابات في الدول الاخرى.

نقول، كل هذه الاخطاء واكثر منها تحصل عند الشعوب التي عاشت زمنا طويلا تحت نير الارهاب والدكتاتورية ولا يمكن لاحد محوها بجرة قلم او عملية انتخاب واحدة او اثنتان، فتفادي اخطاء الانتخابات تحتاج الى تمارين عديدة يسيرها الاصرار على نجاح العملية الديمقراطية، فمثلا تعتبر عملية الانتخابات التي اجريت هذه السنة افضل من العمليتين السابقتين، بحسب تصريحات المراقبين الدوليين للانتخابات، وافضل من العديد من الدول النامية الاخرى في العالم، وهذا بحد ذاته يعتبر سببا ايجابيا لتقبل نتائج الانتخابات الاخيرة.

من ناحية اخرى، ليكن معلوما ان الاخطاء في الانتخابات موجودة في كل البلدان، ولهذا نجد انه حتى الدول المتقدمة تحتاج في انتخاباتها الى مراقبين دوليين وممثلين عن الكيانات المختلفة ومدراء محطات لتسييرها بشكل نزيه وقانوني وعادل، فما زال فعل الانسان في حاجة الى مراقبة ونقد لتعديله.

من هنا نقول وبكل صراحة نعم، كانت هنالك خروقات كثيرة من قبل الجميع اوجدتها الظروف السياسية الشائكة ولكن تصريحات المراقبين الدوليين افادت بان الانتخابات الحالية افضل من سابقاتها واللاحقة حتما ستكون افضل.

من خلال ما استعرضناه من سلبيات وايجابيات الانتخابات، نجد ان رفض نتائج الانتخابات الحالية لا يستند الى منطق حكيم، وان استند، فيجب رفض نتائج الانتخابات السابقة، لان ظروفها كانت اسوء وسلبياتها اكثر.

21
العراقيون القدماء وفن الخياطة والنسيج



بقلم: اميرة بيت شموئيل      
 
 
الحق مقالتي هذه بالمقالة التي سبقتها وتحدثت فيها عن (العراقيون القدماء وفن التجميل). عملا بطلب اصدقائي وصديقاتي( خاصة فناني الخياطة)
 
 
قبل الاف السنين وفي بلاد النهرين (ميسابوتاميا) حصل العراقيون القدماء (في سومر واكد واشور )، من الحيوانات البرية التي كانوا يصطادونها، ثم الداجنة (التي اعتنوا بها بعد ذلك)، على الجلد والصوف والكتان وسخروها لصنع الخيوط والاقمشة والحصول على الملابس لحماية وتدفئة وتزيين انفسهم، وحماية وتدفئة الملاجئ او البيوت ، ففي الوقاية من الانواء الجوية والاخطار الخارجية، استخدموا الاقمشة الصوفية والجلود اولا كواقي للحماية من الرياح او الامطار ( كالخيم مثلا) اينما رحلوا. (لمتانتهما) ثم الاقمشة الكتانية الذي امتزجت بالصوف في ملبسهم ومأواهم، حتى استقلت الكتانية اخيرا  لتصبح بامتياز ملبسا للاغنياء والنبلاء. فقد استخدم الانسان القديم جلود الحيوانات لباسا له للحماية والتدفئة، ثم جاءت عملية صنع قماش من الصوف ومن ثم تحويله الى لباس بدون استخدام ابرة او خيط ، من خلال اضافة الماء الى الصوف والضغط عليه بين فترة وفترة حتى السيطرة عليه قبل ان يجف تماما، هذه العملية جديرة بتحويل الصوف الى قماش سميك او رفيع حسب الطلب ، وهكذا فعلوا قديما وتمكنوا من الحصول على ملابس مختلفة، وهذه العملية موجودة لحد الان، خاصة في شمال العراق، فالقبعة الدائرية المقعرة في وسطها، والتي يزينها الاشوريين بريش الطيور الملونة ليضعوها فوق رؤوسهم كمكمل لملابس الزينة المسماة (جوله د خومالا)، هذه القبعة تصنع بنفس الطريقة، كذلك اليلك المصنوع من الصوف والمسمى بـ (جوخا)، يمكن ان يكتمل صنعه بدون ابرة او خيط ، اي ان يصمم ويقص مكان الردن والرأس والصدر(حسب الطلب) بواسطة الة حادة فقط (الخنجر او السكين الحاد). هكذا نجد ان الانسان القديم في ميسابوتاميا قد عرف الملابس حتى قبل استخدام الابرة والخيط بفترة قصيرة.



اما القطن، فحسب المعلومات المتوفرة حاليا لم يعرف في بيت النهرين قبل عهد الملك سنحاريب الذي امر بجلبه من الهند غالبا، وزرعه في المنطقة، بحسب المعلومات المتوفرة( ومرة اخرى نؤكد على ان هنالك الكثير من الاثار القديمة التي لم تكتشف بعد وقد تغير مسار التاريخ اذا ما اكتشفت). ولابد انه في فترة الملك سنحاريب ، كانوا قد صنعوا الابرة والخيط وعرفوا الخياطة ايضا، لان عهده كان ضمن الامبراطورية التي احتضنت التقدم في كافة نواحي الحياة في ميسابوتاميا.
اما عملية الغزل والمغزل فالاثار الكتابية والرسوم المتواجدة لحد الان تؤكد تفرد المرأة تقريبا بها، وبدايات الغزل كانت بالاعتماد على ذراع واصابع اليد والفخذ، في تسخير الصوف والكتان لصنع الخيوط الرفيعة او السميكة، القصيرة والطويلة حسب الرغبة، وبعملية بسيطة جدا، تقوم اولا بتمشيط ( الصوف مثلا) ، ووتجزيئه وبرم اجزاءه وربطها لتكوين خيوط رفيعة، مع مراعات تبليل الكف التي تقوم بحصر وبرم الخيوط بينها وبين الفخذ لتقويتها، اما اليد الاخرى فتقوم بضبط ورفع الخيط المبروم ولفه تدريجيا حول اليد. بعدها جاءت فكرة اختراع المغزل والتي استخم فيها الخشب والمسمار او السنارة، لتسهيل عملية الغزل وبهذا استطاعوا اختصار الزمن والحصول على خيوط طويلة وكثيرة، ومن الجدير بالذكر ان عملية الغزل بالمغزل موجودة ليومنا هذا بالرغم من انتهاء الحاجة لها للخدمة العامة تقريبا، بسبب امكانيات المعامل الهائلة لسد الحاجة الى الخيوط العديدة والمتنوعة.
كذلك تحدثنا الكتابات والرسومات القديمة عن تفنن القدماء بالالوان ،فبالاضافة الى بعض الوان الصوف والكتان الطبيعية (الاسود والابيض والقهوائي)، اعتمدوا على الالوان المستخرجة من النبانات، (كقشور البصل الاحمر والباذنجان والرمان) او الحناء او الاتربة الحمراء الطبيعية، لتجميل الخيوط المستخدمة والاقمشة كذلك. حتى الاصماغ النباتية استخدمت لتجعيد او تسريح الاقمشة بالاضافة الى استخدامها لتجعيد او تسريح الشعر واللحى .
طبعا بعد عملية الغزل جاءت عملية نسيج الاقمشة المتنوعة والملونة والتي لازلنا نحتفظ في جيلنا ببعض الاجهزة القديمة ومنها جهاز النسيج (الخشب المستطيل والى جانبيه وعلاه واسفله المسامير لشد وغزل الخيوط مع بعضها البعض لصنع الاقمشة المختلفة الاشكال والالوان) والرسومات القديمة شاهدة على جمال فن الخياطة والنسيج القديم الشبيه بالزخرفة، مما يدل دلالة واضحة على اهتمام الانسان القديم بنفسه وملبسه اهتماما بالغا، بل وربما اكثر من اليوم .
هكذا نرى القدماء (رجالا ونساءا) لم يكتفوا باستخدام الاقمشة لحماية وتغطية اجسامهم ، بل تفننوا لاضافة الجمال والبهاء على طلعتهم لاغراء بعضهما البعض، بالرغم من المخاطر المحيطة بهم .


نعم ان فن الزخرفة في الخياطة والنسيج عاش في منازلنا الى وقت قريب، فمن منا لم يرى الشراشف المتكونة من قطع القماش الصغيرة الملتصفة ببعضها البعض كمربعات او مستطيلات او مثلثات او حتى مكعبات مختلفة الاشكال او الالوان ، خيطت بايدي امهاتنا او جداتنا في الامس القريب؟؟ ومن منا لم يشاهد النداف عندما يعمل بالالة الوترية لتفكيك القطن مرة اخرى ومن ثم يعاد حشوه في اقمشة متينة (كدوشك او فراش او مخدة). كذلك من منا لم يرى المغزل الجميل في يد جدته او حتى والدته لبرم الصوف والحصول على خيوطه المعروفة بمتانتها لخياطة الدوشك او خياطة الشجوة او الشكوة (الكوذة، لضخ الحليب واستخراج الزبدة والشنينة) وغير ذلك؟ فما زالت العديد من اغانينا الشعبية تتغزل بالمرأة ومغزلها الذي رافقها منذ ذلك العهد الى يومنا هذا.
كلما اطلعنا على الرسومات التاريخية القديمة تباعا، اي بحسب تسلسلها التاريخي، نزداد يقينا بان ما ورثناه اليوم من مدنية وتطور وتكنولوجيا ورقي واناقة وجمال لم يأتي من فراغ وانما هو  ثمرة جهود حثيثة ممن سبقنا من البشر، فعلينا اذا ان نحافظ عليه ونطوره ونسلمه الى الاجيال الاخرى بافضل حلة لتستفيد منه كما فعلنا نحن.   


22
الكاتب القدير يوسف ابو الفوز في كندا، ثائر وطني يحمل مأساة شعبه



بقلم: اميرة بيت شموئيل
 
بتاريخ 28 اب من هذه العام ( 2010) استضافت الجمعية العراقية الكاتب العراقي القدير يوسف ابو الفوز لنتعرف عن قرب على شخصية وطنية مثقفة تحمل معها اكثر من قضية وتدافع بقوة عن كافة اطياف الشعب العراقي الجميل بتنوعه.
لقد كان اللقاء الذي جمعنا بيوسف ابو الفوز والذي اداره بجدارة الاديب العراقي المبدع السيد كريم شعلان، الشخصية النشطة في الجمعية المذكورة، لقاءا متنوعا وشيقا حقا.   
 
من سنين الطفولة الى الحداثة فالشباب منعطفا على العديد من الاسماء والشخصيات باحداثها ومواقفها وتضحياتها، التي تعلقت بها ذاكرته القوية، استضافنا الكاتب العراقي يوسف ابو الفوز معه لنتعرف على اهم المحطات التي اثرت على حياته وغزلت شخصيته الشاعرية والادبية والانسانية. كأننا امام شريط سينمائي يحمل الكثير من القصص التي وجدت لها ابلغ الاثر في وجداننا، لكون اغلب ابطالها عراقيين عانوا كما نحن الكثير من جرائم الفاشية المتخلفة.
 
اكثر من ثلاثة ساعات جعلنا الكاتب العزيز نعيد مآسيينا ومآسي اخواننا من الشمال الى الجنوب، لنجدد مواقفنا المساندة لبعضنا البعض، ثم كانت هنالك الكتب التي حملها الينا مخلدا فيها ذكرياته ومشاهداته، وقد تسنى لي اقتناء ثلاثة منها (لدي اسئلة كثيرة.. تلك القرى ،،تلك البنادق.. تحت سماء القطب) والحق يقال لقد جعلني الكتابان الاول والثاني ابكي مع الذكريات التي عاشها بشخصياتها ومآسيها، والتي سطرها الزمن في ظل اكبر فاشية عرفها التاريخ الحديث. هذه الشخصيات التي جسدت الوضع المأساوي خاصة بعد احداث حلبجة المفجوعة في كوردستان العراق، منها الاطفال والاحداث والشباب وكبار السن من عرب واكراد ومسيحيين وغيرهم ، ذكر مأساتهم وخلد مواقفهم وبطولاتهم وتضحياتهم ليتحولوا في قلوبنا الى ابطال لا يطالهم النسيان. ففي كتابه (لدي اسئلة كثيرة) يسرد الكاتب الاحداث الماساوية بناء على طلب الطفلة( ثبات) والطفلة (سوزان) اللتين تدرسان الابتدائية في مدينة غريان الليبية ومدرسة ايفانوفا الروسية، وقد طغت مشاهد الاطفال اللذين عثر هو او رفاقه عليهم في احلك الظروف التي تسببها الطغيان الصدامي الفاشي، فكانت حكاية (فوزية تازدين) و(ئيوان) والشاعر الصغير (زاخاروف) و(خليل) و(فيدل) وغيرهم من اطفال يتقطر القلب دما على طفولتهم وعلى حجم مأساتهم.
 
اما في كتابه الثاني( تلك القرى.. تلك البنادق) فيذكر ويصف احوال واوضاع الانصار في ترحالهم بين القرى وتفقدهم اوضاع الشعب ومعاونتهم له بقدر استطاعتهم. ايضا في هذا الكتاب نطلع على حجم المهمة والمأساة والمخاطر المحيطة بالانصار والبيشمركة اثناء تجوالهم خاصة عندما تشب المعارك الضارية بينهم من جهة وبين اذيال النظام الفاشي والجحوش من جهة اخرى. في هذا الكتاب يذكر الكاتب الاطفال ايضا ويصف احاسيسهم الطفولية الطبيعية تجاه حاملي السلاح، فنرى مدى تعلقهم بالبيشمركة والانصار لتجسيدهم الجانب الخير من الانسان وكيف انهم يكرهون الجيش والجحوش لتجسيدهم جانب الشر في الانسان، فنرى مثلا تعلق الطفلة بهيمان بالاستاذ رزكار وبرغم برائتها الطفولية الا انها تجعلنا نبكي دما معها ولها ايضا لمقتل استاذها العزيز رزكار. كما يحوي الكتاب سرد جميل لقصة حب حقيقية حدثت بين مقااتل ومقاتلة من الانصار، فنجد انه رغم الاخطار المحدقة بهما الا ان الكاتب يجعلنا نعيش الرومانسية والحب الصادق في القصة.  وغير ذلك من قصص الواقع.
 
اما الكتاب الثالث فيتضمن حياة القادمين الجدد والقدامى على ارض فنلندا.
وفي نهاية القاء اتحفنا الشاعر والاديب كريم شعلان ببعض اشعاره، كما اتحفنا شاعرنا وكاتبنا مديح صادق ببعض اشعاره.
 
اخيرا نشكر كاتبنا القدير يوسف ابو الفوز على هذا اللقاء، ونتمنى له دوام الصحة وان يكون قد قضى اوقاتا جميلة في تورونتو / كندا والى لقاءا اخر.



23
العراقيون القدماء وفن التجميل

بقلم: اميرة بيت شموئيل/   
 
قد يتصور البعض ان الانسان القديم لم يعرف فن التجميل او لم يبالي به نظرا الى صعوبة المعيشة وخطورتها امام تهديدات الطبيعة او الحيوانات القوية المفترسة.. ولكن التاريخ يثبت العكس، فكما العصافير والحيوانتا الاليفة والمتوحشة تهتم بهندامها بتنظيفها بالماء والتراب وازاحة العوالق من الاعشاب الصغيرة والاشواك وغير ذلك، لتضيفها على حركات الاغراء لبعضها البعض، كذلك فعل الانسان القديم.
 
المتوارث لنا من الرسومات الحجرية او الكتابات المسمارية  تثبت بأن الانسان القديم (الرجل والمرأة) على ارض الرافدين قد تفنن في عالم التجميل مستخدما العديد من الالات الحادة والمستحظرات النباتية لترتيب وترميم وتزيين الشعر والحواجب بغرض اصلاح وتجميل هندامه.ومما لا شك فيه ان الانسان الذي عرف (قبل اكثر من ثلاثة الاف سنة ق . م) كيفية صنع الخناجر والسكاكين والسيوف لحماية نفسه من المخاطر المختلفة حوله ، قد عرف ايضا كيف يصنع المقص، لان المقص اصلا يتكون من سكينين مرتبطين ببعضهما البعض من الثلث الاخير. كذلك الخنجر الصغير استخدم لتجميل الحواجب للنساء والرجال على حد سواء، او للحلق . كل هذا جاء قبل اكتشافه للخيط (ثريدنك). كذلك استخدمت عملية ثقب نهاية الاذن ووضع الحلقة فيها.
 
فطريقة استخدام الخنجر الصغير في تجميل الحواجب موجودة الى اليوم وان اصبح استخدامها قليلا جدا، ولكني اكتشفت وجودها في عدد من الصالونات في ايران واتقنتها ومارستها في كندا ايضا في الدورة التي احتضنت القادمين الجدد وقد ابدت خبيرات التجميل من مسؤولة القسم والمعلمان اعجابهن بالطريقة وحرفيتها، ولحد اليوم احتفظ بالخنجر الصغير واستخدمه احيانا الى جانب الخيط والواكس. والفكرة هي وضع الخنجر بحرفية على حدود الحاجب، بحيث يصبح الشعر بين الخنجر واصبع الابهام ثم يضغط الابهام على الخنجر ويرفع الاثنان بخفة ورشاقة ليخرج الشعر الغير موغوب فيه من البصلة كما الخيط، وهكذا الى ان نحصل على حواجب جميلة متناسقة بحدود واضحة الملامح.
 
اما الباروكه (الشعر المستعار)، فمن الواضح من الاثار القديمة (الرسوم ) انها جاءت بعد صناعة الخيط والاقمشة من صوف الحيوانات (الدواجن والمتوحشة ايضا) بالاضافة الى القطن والكتان وغيرها. وقد بدا واضحا ان بعض رجال المعابد كانوا يحلقون شعرهم ولحاهم تماما او يبقون على اللحى مع حلق الشعر والبعض الاخر كان يستخدم الباروكة التي تشبه الى حد بعيد الباروكات التي يستخدمها الحكام ومعاونيهم والمحامين الى عصر قريب في بعض الدول (انكلترا مثلا) ، كما نجد في الافلام القديمة.
 
ايضا استخدمت الاقمشة على اشكال مختلفة (اشرطة ) لاضافة الجمال والاناقة على الشعر(اكسسريس) من جهة ورفعه (على شكل ذيل الحصان او البوني تيل) وازاحته من على الوجه (تسريح الشعر الى الخلف ولف شريط في مقدمته ) من جهة اخرى. بعدها جاءت القبعات المختلفة لحماية الشعر واضافة جمال اخر عليه.اما مستحضرات التجميل من النباتات والاعشاب، فقد ابدع القدماء في فن تصفيف الشعر مستخدمين المواد الصمغية لتحريك الشعر على شكل امواج، تماما كما نفعل اليوم مستخدمين (الجيل) ، كما استخدمت المواد الصمغية لتمويج او لف او تجعيد لحى الرجال عموديا او افقيا حسب الرغبة. ولعل اشهر نحت يدعم حديثنا هو نحت لرأس الملك سرجون الاكدي او نارامسين الاكدي، ورأس الثور المجنح لدى الاشوريين بعد ذلك.
اما عن مستحضرات الوجه (الفيشل) فلحد الان ليس لدينا العم والاثبات لاستخدامها من قبل القدما وقد يكون لنا مستقبلا لان عمليات الاستكشاف مازالت جارية، ولكن منطقيا يمكننا ان نقول اذا عرف الانسان كيف يستخدم المواد الصمغية للسيطرة على حركة الشعر لابد وان يكون قد استخدم مواد التجميل كالاتربة والمواد النباتية والحيوانية والاعشاب وغيرها (البيض والحليب ودهون النباتات والحيوانات وعصارات النباتات والاعشاب) للوجه والجسم ايضا.
 
اخيرا ، نعود الى الفقرة الاولى من حديثنا لنقول : لو استطاع عصفور صغير ان يتجمل ويصلح هندامه ويزيد على جماله جمالا ليتبختر امام معشوقته او معشوقها والاخرين بالرغم من المخاطر المحدقة به من كل جانب، فما الذي يمنع الانسان من ذلك؟
 

24


خسرنا برحيلك الكثير ايها الشماس المبدع يؤارش

بقلم : اميرة بيت شموئيل

بنفس حزينة ودموع الحسرة نعيد ذكريات الماضي الجميل المحمل في صفحاته اواصر القرابة والصداقة الجميلة التي جمعت عائلتينا وصهرتهما في عائلة واحدة لسنين طويلة وجعلت منك اخا محبا وصديقا عزيزا علينا رغم فراق السنين ..  مرة اخرى واخرى نستعيد قراءة كتبك القيمة التي خطها قلمك بلغتنا الاشورية الجميلةن هذه اللغة التي باتت تفتقرها مكتباتنا الثقافية يوما بعد يوم. نعم يا اخي العزيز لقد خسرنا برحيلك الكثير لانك كنت من الكتاب المبدعين في اللغة بعد ان اصبحنا نعد كتابها على الاصابع وقد كنت منهم ايها الرائع بكتاباتك وترجماتك ومخطوطاتك ، التي خدمت بها الكنيسة والامة بكل امانة وتواضع في زمن يتنكر حتى الابناء لابائهم . فطوبى وهنيئا لك يا صديقي واخي الشماس تاج الكنيسة و والامة المرصع بالرضا والمحبة الذي تجلى في المسيرة الحاشدة للجماهي التي تزاحمت حولك لتلقي النظرة الوداعية على وجهك الحالم دوما بغد افضل.. هذه المسيرة الحاشدة ورائك جسدت امتنانها لايمانك واعمالك لتثبت فيك نظرية الامة الخالدة (كل من يعمل لامته وان نزل القبر سيبقى اسمه خالدا من دهر الى دهر) . نعم فكتبك وفعالياتك ومواقفك الثمينة ستبقيك استاذا حاضرا في ضمير الامة مدى الدهور. 

عيش في قلوبنا خالدا...  ونام في هناء
سنكمل ما بنيته لنا   .... عهدا ووفاء
وبين ايدينا كتاباتك    ... نور وعزاء

بتاريخ 2/ تشرين الثاني/ الاحد /2008 رحل فجأة عن عالمنا الشماس يؤارش وردة بن القس متي بعد ان داهمته توبة قلبية مفاجئة صدمتنا وجميع اهله واقربائه واصدقائه ومحبيه .
الشماس يؤارش وردة بن القس متي بن القس وردة بن الشماس متي ولد في قرية بيباد منطقة صبنا 1950 انهى دراستة الابتدائية والمتوسطة والثانوية  في مدينة كركوك وفي بغداد انهى دراستة الجامعية في كلية بغداد قسم الادب.
استلم درجة الشماس الكنسية عام 1990 من قبل باطريرك الكنيسة الشرقية الاشورية المار دنخا الرابع في كنيسة مار كيوركيس / بغداد.. ساهم كعضو فعال في النادي الثقافي الاشوري في بغداد مند بداية انشائه الى عام 1979 كما ساهم في مجلة النادي (المثقف الاشوري ) بمقالاته وتخطيطه باللغة الاشورية (الاسطرنكيلي) بالاضافة الى مشاركاته الفنية حيث شارك في فعاليات الفرقة الفنية بقيادة الفنان روميو يوسف .. كتب بخط يديه كتاب (الاول من نيسان رأس السنة الاشورية) للنادي الثقافي الاشوري كما خط بقلمه كتاب (بهرا وطلاله) للكاتب زيا نمرود كانون ايضا ومله مساهمات ثقافية عديدة في النادي المذكور.
استلم منصب مسؤول الهيئة الثقافية للكنيسة الشرقية الاشورية , وكان احد كتاب مجلة (قالا من مدنخا) العائدة للكنيسة وله الكثير من المقالات والمخطوطات فيها. ساهم في تدريس اللغة الاشورية في الكنيسة في مدينة شيكاغو.
ساهم كعضو فعال في المجلس القومي الاشوي /الينوي لثلاث سنوات . ساهم كعضو فعال في الجمعية الاكاديمية الاشورية /شيكاغو وشارك في اول ندوة ادبية للجمعية المذكورة.. ساهم سنويا في فعليات ذكرى الشهيد الاشوري ورأس السنة الاشورية لاتحاد الجمعيات في شيكاغو..
للشماس يؤارش كتب باللغة الاشورية اغلبها ها مترجمة من العربية او الاشورية القديمة او السريانية عن مسيرة كنيسة المشرق وروادها منها كتاب ( سيرة تاريخية صغيرة) و ( كتاب الطهارة) و(مسيرة الكنيسة المشرقية الاشورية في بلاد فارس) وغيرها.

رحم الله الشماس القدير يؤارش والهم اهله ( والديه السيد وردة والسيدة شوشن) واخوانه (السيد نرسي والعائلة والسيد متي والعائلة) واخواته ( الانسة بلندينة والسيدة كرستينا والعائلة والسيدة جينا والعائلة والسيدة الينا والعائلة) وزوجته السيدة جانيت وابنته الانسة بولين وجميع اقرباءه واصدقائه وكل محبيه الصبر والسلوان.
رسالة عزاء ودعاء للجميع من اخوانكم واخواتكم جميع افراد عائلة المناضل توما هرمز والسيدة سرة خوشابا.



25
عاجل... تعرض الفنانة جوليانا جندو لهجوم في تورنتو

بقلم : أميرة بيت شموئيل

أثناء التصوير الأخير لأغنيتها الجديدة ( بريشا بوشيا اصرا) في تورونتو / كندا، هاجم الفنانة القديرة جوليانا جندو كلب، كان من المفروض مشاركته إلى جانبها في فقرة من فقرات الفيديو كليب.  فبينما كانت تداعبه، اخذ بمهاجمتها بطريقة شرسة ، ولم يتوقف الا بعد تدخل صاحبه  والمصور السيد مانوئيل توماس لردعه. ومن الجدير بالذكر إن المطربة المحبوبة أبدت مسامحتها للكلب وصاحبه الذي اعتذر منها وأبدى أسفه لما صدر عن كلبه من تصرف غريب تجاه امرأة جميلة، حسب تعبيره، كذلك أبدى استعداده لتوصيلها لأقرب مستشفى لتلقى العلاج لحسابه، ولكنها رفضت العرض وشكرته بالرغم من إصابتها بجروح طفيفة في إحدى قدميها، وفضلت مواصلة التصوير قبل إن تعود إلى الاستوديو لوضع اللمسات الأخيرة على الفيديو الذي سينزل إلى الفضائيات قريبا.   

26
دعوة الى المثقفين العراقيين  في كندا



       يسرّنا جدا دعوتكم  الى الحضور والمشاركة في الاجتماع الموّسع  للمثقفين العراقيين في كندا ( تورنتو وملحقاتها من المدن ) على الساعة الخامسة من مساء يوم الاحد 29 يوليو / تموز 2007  .. وسيتخلله حفل شاي مع شرح للنظام الداخلي للمجلس ومناقشة جملة من القضايا التي تهم المثقفين العراقيين وتعتني بالثقافة العراقية ودور المثقفين العراقيين الكنديين في خدمة الثقافة العراقية وتطوير ابداعاتها .. وسيتم ايضا توزيع استمارات العضوية على الحاضرين مع الاستماع الى الملاحظات .. وكان المجلس العراقي للثقافة قد انبثق من خلال مؤتمره التأسيسي في عمّان بالاردن قبل حوالي شهرين وانطلق موقعه الالكتروني قبل ايام بعنوان :
http://www.almajlis.org
ونود ان نعلمكم بأن اجتماعين آخرين سيعقدان  لاحقا في ( مونتريال وفانكوفر ولواحقهما من المدن ) راجين ان تعلموا مكتبنا في مدينة مسيسوغا بحضوركم الاجتماع الاول على العنوان الالكتروني التالي لكي يتم تسجيل اسماء الاخوات والاخوة الحاضرين  ..
Sayyarjamil1@hotmail.com
وسينعقد الاجتماع في قاعة كوميونتي سنتر بضاحية كوثرا  بمدينة مسيسوغا على العنوان التالي:
Community Centre
Cawthra Facilities
1399 Cawthra Rd
Mississauga ON L5G 4L1
 تجدون في أدناه مخططا للوصول الى مركز كوثرا عبر الطريق السريع QEW  من تورنتو وضواحيها واهلا ومرحبا بكم   .. مع التقدير.
أ.د. سّيار الجميل
مستشار المجلس العراقي للثقافة

MRSC Directions to Cawthra Community Centre
1399 Cawthra Road
Mississauga
CANADA



27
المتشددون والارهابيون لايفهموا لغة العالم

بقلم : اميرة بيت شموئيل

مشكلة الارهاب والتشدد في نظر الغرب لم تعد اسامة بن لادن، بل ان البعض منهم يشكرون بن لادن لمساعدتهم على تسليط الضوء على ابعد متشدد ديني، لربما لم يكونوا قد خبروا باضراره عليهم لولا بن لادن وتتبع خطى بن لادن.  فوسائل اعلامهم جعلتهم ينظرون الى ابعاد الارهاب الذي كان يطالهم في بلدانهم بين الفينة والفينة قبل الحادي عشر من سبتمبر والذي لم يكونوا يهتموا بشانه وقتها.

وسائل الاعلام الغربية تخطت بن لادن لتلقي الضوء على اصغر وابعد شخصية دينية متشددة ، رجل دين يستغل تجمع الشعب للصلاة ليلقي بامراض التعصب والكراهية فيهم واصفا امام الملئ الغرب بالكفار والقردة والخنازير والمخالفين بعملاء والمجرمين ويوجب قتلهم جميعا ، متوجا خطابه بهالة دينية مؤثرة ، مستمدا قوته من هذه الهالة امام جمهوره . الغرب ومن خلال وسائل اعلامه وجد ان هذه بؤرة التشدد والارهاب والتي تعيلها سياسات الحكام المتناقضة بين تشجيع هؤلاء لزرع الاحقاد في شعوبهم للغرب من جهة واخفاء تعاملهم ومصالحهم مع الغرب عن شعوبهم من جهة اخرى.

بالرغم من معارضة الكثير من الشخصيات السياسية الامريكية والغربية بشكل عام لتواجد الجيش الامريكي وحلفائه في العراق، الا انهم يتفقوا جميعا على ان المتشددين والارهابيين لايفهموا لغة العالم وليست لهم صلة بحضاراته المتعددة التي باتت تنفتح وتتقارب وتتلاحم اكثر من ذي قبل من خلال اتصال وحوار حضاري للعالم ، وبالتالي ترى ( الشخصيات السياسية) لا بد من القضاء على الارهابيين ( قمة التشدد) وظاهرةالتشدد ، وليس المسلمين، ليعم السلام في العالم. فنظرة الغرب لهذا الصراع هو صراع بين الحضارة والتخلف او الجديد المتطور في العالم والقديم البالي، ويجد ان العالم كله يقف في جهة والارهابيين في الجهة المخالفة.

ومن جهة اخرى يحاول العديد من المتشددين والارهابيين ، الدينيين والدنيويين، حشر الاسلام واضفاء هالة دينية على خطاباتهم وتصوير الحرب ضد الارهاب والتشدد على انها هجوم الغرب الكافر والحرب الصليبية ضد الاسلام والمسلمين ، فقط لحشد العالم الاسلامي خلفهم، واهدار طاقاته الكبيرة في الدفاع عنهم بدل التواصل مع حضارات العالم.

وفالمتشددون والارهابيون حتى عندما يصلوا الى سدة الحكم يستمروا على نفس المنوال مع اخفاء علاقاتهم واتصالاتهم الدولية مع الغرب عن شعوبهم ليبقوا على التشويه السابق لصورة الاخرين في بلدانهم. قد لايصدق الشخص البسيط والذي لم يطلع على اوضاع العراق تحت حكم صدام حسين، الحضور القوي للشركات الاجنبية والعربية في الوقت الذي سيق اغلب ابناء العراق الى ساحات القتال وترك للشركات الاجنبية حصة الاسد في البناء. نعم، فعندما كان صدام يكيل اللعنات للغرب الامبريالي والصهيوني ويتوعد بالرد الحازم على تدخلاتهم السافرة و و و الخ من العبارات التي تزرع التشدد والكراهية للاخر ، كان في الوقت نفسه يفسح ( باعتباره رئيس العراق والحاكم المطلق) المجال للاخر ( للشركات الاجنبية الغربية ) لسحب البساط من الشركات العراقية والعراقيين في عملية الاعمار، من حيث تسهيل استلامها لمشاريع الاعمار من جهة وضخامة الاموال المقدمة لها ومن خلالها الرواتب المقدمة لعمالها او موظفيها او مهندسيها من جهة اخرى. وعلى هذا المنوال نجد البقية الباقية من المسؤولين المتشددين الدينيين والدنيويين، كسياسة بن لادن الذي عاش سنين عديدة في امريكان وكانت له مصالحه الخاصة والدينية ايضا فيها ، والذي لابد وان يعي تماما تطور لغة العالم لخلق اسلوب حضاري للحوار والتواصل .

ماذا كانت نتيجة خداع الرؤساء اوالسياسيين الكبار لشعوبهم والتناقض بين صورة وحقيقة علاقاتهم بالغرب ؟

في العديد من البرامج السياسية في دول الغرب يتم تسليط الضوء على نتائج هذا التناقض بتصوير رجال دين او سياسيين من المتشددين الصغار ، ممن لايعوا التفريق بين الصديق والعدو في الغرب، امام جمهورهم ليضربوا جميع الغرب بعصا واحدة ويجعلوا منهم جميعا اعداء له وجب قتلهم. فهؤلاء في نظر الغرب اخطر من اسامة بن لادن لانهم في اتصال دائم مع الجمهور المحتشد حولهم ويؤثروا عليه. ثم يتابعوا تأثير المتشددين على الجمهور وخاصة الشباب والاطفال ( اجيال المستقبل) من الذين يتباهوا باعادة صياغة عبارات المتشددين والتوعد بقتل وابادة الغرب الكافر و و و الخ من عبارات التشدد والارهاب ، بلقاءات مختلفة مع عامة الشعب الذين لم يعد يعوا نتائج ما يقولون.

اخيرا يجدر بنا ان ننتبه الى ان الرئيس الامريكي بوش كان قد نال رضا الامريكيين بتتويجه رئيسا وللدورة الثانية على التوالي لان غريمه كيري وحزب الديمقراطيين لم يستطيعوا تقديم البديل عن الخيار العسكري والحرب ضد الارهاب ، في الوقت الذي اصر بوش على انه لاخيار لديه لاستئصال جذور التشدد والارهاب الا بمقارعتهم بالحرب لانها اللغة الوحيدة التي يفهمونها فهم (الارهابيون والمتشددون) لا يفهموا لغة العالم.

28
جنون في شيكاغو يغتال حقوق الموتى

بقلم : اميرة بيت شموئيل

الجنون الذي يقود بعض المتمردين في الكنيسة يجعلنا نشك فعلا بكلمات المودة والتواضع التي تخرج من شفتي مسؤولهم الروحي في لقاءاته بابناء الكنيسة بشكل عام.

لسنا هنا لنحلل اسباب هذا الانشقاق المعد له مسبقا والذي سرعان ما التف حوله كل من له مصلحة في تشتيت هذه الكنيسة التي كانت وماتزال تعاني من الممارسات الغير الانسانية من اكثر من طرف وبضمنهم المخابرات البعثية والصدامية بشكل خاص وما الوثيقة المخابراتية للمخابرات البعثية التي نشرتها جريدة الزمان الواسعة الانتشار، عام 2003، ماهي سوى ظهور النزر اليسير مما حيك ضد هذه الكنيسة القديمة من اجل تفتيتها ومسحها من على ارض اجدادها.

من المؤسف جدا ان تصل الامور في شيكاغو الى درجة اختيال حقوق الموتى من قبل اتباع واباء الكنيسة المتمردين حتى بعد ان يطلب الانسان من اهله ان تجري مراسيم جنازته في الكنيسة الفلانية ويحدد الاب الروحي ، اي الخوري) الذي يقوم بمراسيم وواجبات الكنيسة تجاه الميت، والاغرب ان يقوم مسؤولين في الكنائس الاخرى بتشجيع الخطأ والمخطئ والتشجيع على تفكيك العائلة الواحدة، حتى لو اصر هذا المخطأ على تجاهلهم وانتظار مسؤول ديني اخر لا ينتمي الى كنيستهم. ان لم يكن هذا بجنون فما هو الجنون اذا.

كنا وما زلنا نؤمن ان الخلافات بين الاباء الروحانيين داخل الكنيسة حدثت وتحدث دائما وهذا ليس بجديد ففي كل الكنائس هنالك خلافات حول مسيرة الكنيسة ومسؤولية الاباء ، كما في البيت الواحد خلافات متعددة ولكن ان يتطور الامر تدخل اباء ومسؤولي الكنائس الاخرى على الرغم من تصريحات كبارهم، فهذا ان دل على شيئ فانما يدل على ان هؤلاء المسؤوليين الصغار انما يأتمرون وفق اوامر جهات اخرى وهم يستغلون مكانتهم للاساءة الى الكنائس الاخرى وكنيستهم في نفس الوقت.

حالة انسانية واسئلة احولهم الى اباء الكنائس قبل الابناء

سيدة موقرة، تابعة لاحدى الكنائس ومستمرة في مشاركتها لهذه الكنيسة حتى نهاية حياتها، عاشت بكامل عقلها حتى الدقيقة الاخيرة من عمرها، طالبت قبل موتها باجراء مراسيم الدفن من قبل اباء كنيستها وحددت الاب المسؤول ايضا، هل يصح غض النظر عن وصيتها لمجرد ان رغبة احد ابناءها تحول دون ذلك؟

هل من الحكمة ان تقوم كنيسة اخرى بتلبية رغبة هذا الفرد المسير دون اخوته، حتى وان كانت رغبة هذا الفرد تكمن باستخدام مبنى الكنيسة فقط والتوجه لاباء اخرين لاجراء مراسيم الدفن؟

هل من الحكمة ان نقبل بترك الميت دون دفن لاسبوع او اكثر انتظارا للمسؤول الفلاني والفلاني؟
 الم يكن اجدر بالاب الروحي ان يحترم خصوصيات الموتى ويبعدهم من دائرة صراعاته؟

قد يقول قائل " لم تكن هنالك وصية مكتوبة ولربما هنالك من يكذب"  ولكن، في قناعاتنا حتى في حالة انه لم يكن هنالك وصية فيمكن ان يحال الامر الى اهل الميت وان وجدت الخلافات فيما بينهم فيمكن ان يلتجئوا الى العملية الديمقراطية ويأخذوا باصوات الاغلبية وليس بدكتاتورية الفرد الواحد المتسلط.

ليكن معلوما للجميع انه ليس هنالك بيت او كنيسة او حزب بلا مشاكل او صراعات داخلية ولكن، يجب حل المشاكل باسلوب متمدن وديمقراطي وعادل وليس بأسلوب دكتاتوري متخلف.

29

العراق بحاجة الى جيشه من المثقفين

بقلم: اميرة بيت شموئيل

حارب نظام صدام الدموي الطبقة المثقفة من العراقيين مثل العلماء واساتذة الجامعات والمدارس والكتاب والصحفيين بشراسة مستخدما مختلف الطرق من ارهاب وقتل واذلال وتهجير لغرض ابعادهم عن الساحة العراقية ليتربع بدكتاتوريته الدموية وسياسته الجاهلة على كاهل الشعب دون رادع. عداء صدام للمثقفين  حقيقة اشار اليها الكثير من علماء النفس في تحليلهم لشخصيته العدائية المتخلفة عندما اقدم على قتل استاذه وترك الدراسة وهو في الابتدائية. وما محاولته الدائمة لشراء ذمم الكتاب والشعراء للاطراء على شخصيته الجاهلة وسياساته الدكتاتورية وحتى شراء البعض منهم لكتابة قصص تصدر باسمه، ما كانت الا جزء من رغبته في اذلال الطبقة المثقفة التي لم يستطع الانتماء اليها في حياته.

بعد سقوط نظام صدام الدموي انفجرت الطاقة الثقافية العراقية في الداخل والخارج لتأخذ مكانها اللائق في عملية البناء والترميم بشكل يدعو الى وقفة احترام واجلال. هذه الطاقة التي انفجرت بعد سقوط الدكتاتورية مباشرة اثبتت بسرعة تواجدها في الوقت المناسب وفي الوقت المناسب لتشارك في البناء من خلال الاف الاصدارات من جرائد ومجلات وكتب في مختلف مجالات الحياة، العلمية، الاجتماعية، السياسية، المالية، الفنية وغير ذلك، فماذا حدث بعد ذلك؟؟؟
للاسف ، لقد اخطأت قوات التحالف والجهات العراقية السياسية المشاركة معها في حساباتها عندما اغفلت الاهتمام بالجيش الثاني للعراق الا وهو المثقفين، بالرغم من مناشدة قوات التحالف بضرورة تحويل السياسة العراقية الى الديمقراطية والحوار المثقف بدل التقاتل والتناحر والحوار الدموي الذي انتهجه صدام وحزبة مع العراق والعالم، وكانت النتيجة احباط وحتى توقف العديد من الكوادر العراقية المثقفة في مسيرة البناء!!. 

لننظر جميعا الى الساحة الثقافية العراقية بعد سقوط صدام واليوم ونرى كم من المثقفين من العلماء والاساتذة والكتاب والصحفيين والشعراء توقفت عطاءاتهم في عملية البناء نتيجة الاهمال المستمر من قبل قوات التحالف والحكام الجدد في العراق، كم عالم تم اغتياله وكم عالم هرب نتيجة عدم توفر الحماية له وكأن السياسيين اكبر قيمة من العلماء ليتم توفير الحماية لهم ويترك العلماء بلا حماية، وهكذا بالنسبة للاساتذة والكتاب والصحفيين والشعراء. كم من مرة جرى اعتداء على الحرم الجامعي ومدارس العلم وتم الاعتداء على الاساتذة والطلبة دون ان يتبادر احد الى وضع الحماية الكافية لهم ، وهل ان الحرم الجامعي ومدارس العلم ، بل هل ان وزارة الثقافة باقل من وزارة النفط ليتم وضع حماية للاولى ويتغاضى النظر عن الثانية؟؟. لنعود الى العديد من الصحف والاصدارات الثقافية المختلفة ونسأل، كم منها حظيت بالدعم ، المادي على الاقل ، من قبل التحالف والحكام الجدد لتتمكن من الاستمرار في البناء الثقافي؟؟.. كم من الكتاب والمثقفين العراقيين الوطنيين حظوا بالدعم والحماية لتستمر عطاءاتهم في البناء الذي يريده قوات التحالف والعالم من العراق.

في عهد صدام البائد ، شكل ، عدد لا يستهان به من شكاوي المثقفين العراقيين ( العلماء، الاساتذة، الكتاب، الصحفيين وغيرهم ) من المهاجرين والمهجرين في الامم المتحدة والصليب الاحمر الدولي ، والتي سطروا فيها معاناتهم في ظل النظام الدكتاتوري الصدامي ومناشداتهم للامم المتحدة وللدول العديدة في العالم التي استقروا بها، شكل احدى اقوى الاسباب للتشهير بدكتاتورية صدام وحمل العالم على الوقوف مع عملية الاطاحة به، ولكن رغم كل ذلك لم تتحرك القوى الكبرى لمساندة هؤلاء المثقفين ودعمهم بشكل جدي ولحد الان، حتى اصبح من السهولة لقوى الظلام والارهاب ان تسكت العديد الكتاب والمثقفين ، لعلمها اليقين ان اعدائها قد غفلوا عن الاهتمام بالمثقفين العراقيين. فهل من اهتمام جدي بجيش العراق من المثقفين.
 

ان عدم الاهتمام الجدي بالساحة الثقافية و جيشها من المثقفين العراقيين في الداخل والخارج كما كان الاهتمام بالساحة السياسية، قد اسقط العراق في براثين الحروب الحزبية والطائفية والدينية وغيرها وجعله ضعيفا في مواجهة قوى الارهاب ، الذي يدعم قوته الاعلامية واعلامه في حربه ضد مخالفيه.


من يرى كل هذا الدمار الذي لحق بالعراق منذ سقوط صدام، يشك فعلا بقدرة القوى التي شاركت في سقوط صدام الدموي وبثت الامل في خلق البناء الصحيح في هذه البقعة المهمة في الشرق الاوسط.

فعملية البناء والتجديد والترميم الفكري يجب ان تبدأ اولا وتستمر جنبا الى جنب مع البناء والتجديد والترميم الهندسي، والشعب العراقي اليوم بأمس الحاجة الى جيشه من المثقفين ليعيد بناء  وتجديد ثقافاته الحضارية والفكرية التي ستعيد اليه الثقة بنفسه كشعب حر معافى من قيود الظلم والحرمان التي عانى ويعاني منها لحد اليوم.

لا يتفاقم الخطأ عندما نقوم بتقييم تجربتنا بين فترة واخرى ونعترف باخطاءنا ونسعى الى تعديلها ، بل ان الخطأ يتفاقم عندما لا نهتم بتقييم تجاربنا ولا نعترف باخطاءنا وفي هذه الحالة قد نكتب الموت الحقيقي لعملية البناء هذه ، وهنا لا يسعنا الا ان نشيد بأن قوات التحالف وبعض السياسيين العراقيين قد اعترفوا احيانا ببعض الاخطاء التي اقترفوها هنا وهناك في العراق ووعدوا باصلاحها وهذه عدالة نعتبرها بادرة امل تدعونا الى الكتابة والتحليل والنقد لنلفت بها نظرهم ( قوات التحالف والقيادة العراقية الجديدة ) الى الاجحاف والغبن الذي اصاب الساحة الثقافية ( القوة الرابعة) العراقية في الداخل والخارج نتيجة اهمالهم لجيش العراق من المثقفين الوطنيين الذين سعوا بجدارة لا تقل عن جدارتهم هم كسياسيين وعسكريين في بناء العراق ليعود قويا يضاهي بتحضره الثقافي دول العالم المتقدمة.

30
أعضاء أتحاد الكتاب العراقيين والصحفيين  في المهجر .. رسالة عاجلة إلى رئاسة الجمهورية الموقرة ..
سعادة دولة السيد رئيس الجمهورية العراقية... مام جلال الطالباني .. المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تحية عراقية طيبة .
أولاً أبعث لكم بشكرنا على أيعازكم للإخوة في مكتب رئاسة الدولة العراقية , ومكتب الاتحاد الوطني الكوردستاني .. بعلاج  زميلنا الشاعر والكاتب العراقي كفاح وديع حبيب , عضو إتحاد الكتاب والصحفيين العراقيين في المهجر.. وهذا مما يدل على متابعتكم لأبناء شعبكم وأداء واجبكم تجاه شعبكم الممتحن المنكوب ومحاولاتكم لمساعدتهم..
سيادة دولة الرئيس.. مع الأسف جاءت أخبار محزنة ومؤلمة من قبل الأخ كفاح وديع حبيب ذكر فيها
-1- ان معاناته قد زادت وقد ذهب بعلة واحدة ورجع محملاً بعدة علل .. رجع وهو مصاب بالشلل والصمم , إضافة إلى مرض القلب الموجود أصلاً ..
-2-   لقد  سافر الأديب العراقي كفاح وديع إلى طهران بالسيارات وهو في حال صحية حرجة ويعاني من الآلام المبرحة في حين أن هناك رحلات ميسرة بالطائرات موجودة من كوردستان إلى طهران ..
-3- وفي طهران لم تنته رحلة الآلام  فقد شخصوا مرضه تشخيصاً خاطئاً وكلما حاول أن يخبرهم بأن عنده تقارير طبية عالمية وعراقية تفيد بأن مرضه ليس الحمى المالطية  إلا إن الأطباء في المستشفى الإيراني أصروا على تشخيصهم الخاطئ... مما أدى إلى إصابة كفاح بأمراض مضاعفه إضافة إلى أمراضه السابقة مما جعل الأخ كفاح وديع يتصور أن السبب هي ديانته المسيحية , لأن علاجه صادف في فترة تصريحات البابا التي أثارت مشاعر المسلمين , ونحن إذا لا نشاطره هذا الاعتقاد.. فالواجب الطبي واجب مقدس لا علاقة له بديانة الشخص..
-4- إلا أن المأساة مستمرة , والسبب ليس من المستشفى وحدهم  فقد أخبرنا في رسالة خاصة الصديق والمرافق أحمد جليل  الويس أنهم حاولوا زيارة السفارة العراقية في طهران , ولكن حرس السفارة العراقية طردتهم لأكثر من مرة  ولم يتم استقبالهم ..
-5- لم يقم أحد بزياته من قبلكم , أو من قبل  نفس السفارة , أومن الاتحاد الوطني الكوردستاني مع العلم أنه مبعوث رئيس الجمهورية العراقية ..
-6- وقد انتهى مصروفه في طهران مما اضطر الصديق المرافق أحمد الويس أن يذهب إلى أصدقائه العراقيين في المدن الايرانية  ليقترض منهم ثمن الرجوع إلى العراق ,, وكانت بعض المدن  الإيرانية تبعد حوالي أربعة عشرة ساعة عن طهران مثل مدينة الأهواز... .. 
 وللأمانة أن أحمد امجد الويس قال : إن ممثلاً  للحكومة العراقية  قال : إن اسمه كامران وهو مدير أو مسؤل مكتب العلاقات التابع الى الرئاسة العراقية في طهران قدم مبلغ  مبلغ خمسين دولار مساعدة إلى الشاعر ومرافقه  وهذا ما لا يكفي نصف أو ربع بطاقة  العودة إلى السليمانية ولشخص واحد ناهيك عما يحتاجه هذا المواطن العراقي المريض من علاج وطعام خلال الرحلة الطويلة من طهران  في ايران  إلى السليمانية في كوردستان العراق .
وقد رفض الشاعر كفاح استلام هذاالمبلغ الزهيد .
 -7-  زميلنا في الاتحاد كفاح مع مرافقه أحمد جليل  يقيم الآن في فندق من الدرجة الثالثة في السليمانية وفي ظروف انسانية صعبة .. وقد حاول مرات عديدة أن يتصل  بمكتبكم , أو بسكرتيركم الشخصي ولم يستقبله أحد إلى الآن ..

سيادة دولة الرئيس... الأخ كفاح وديع حبيب مواطن عراقي قلبل كل شئ ومثقف عراقي  وقدم بعضاً من أفراد عائلته شهداء وضحايا في اتنتفاضة 15 شعبان أليس له من حق على الأقل في مصاريف العودة والسفر والعلاج ..
سيادة دولة الرئيس الموقر .. نحن نطالب كـأصدقاء وكأعضاء في اتحاد الكتاب والصحفيين العراقيين في المهجر الذي ينتمي اليه الشاعر كفاح وديع أن  يصدر من سيادتكم بالأمر بعلاجه في خارج العراق في دولة متطورة , وتغطية نفقات علاجه من خزينة الدولة العراقية...
مع كامل احترامنا وشكرنا لكل جهودكم المبذولة .. نحن بانتطار ردكم الكريم ..

عن إتحاد الكتاب والصحفيين العراقيين في المهجر
 من أعضاء الهيئة العمومية والهيئة التنفيذية لإتحاد الكتاب والصحفيين العراقيين  في المهجر  .. 
-1- الكاتب العراقي ...علي القطبي .
-2- الكاتب العراقي.. رياض الحسيني
-3- الكاتبة العراقية .. أميرة بيت شمويل
-4- الكاتب  العراقي ..د .بشار غازي عسكر
-5- الكاتب العراقي .. ميخائيل ممو
-6- الكاتب العراقي .. أمير علي الساعدي
-7- الكاتب العراقي .. علي ريسان
-8- الكاتب العراقي  .. طارق الحارس
-9- الكاتب العراقي .. فالح الدراجي
-10- الكاتب العراقي.. فارس عدنان
-11- الكاتب العراقي.. لطيف الصبيحاوي
-12- الكاتب العراقي.. علاء مهدي
 
------------------------------------ 
المرفقات
-1-
رسالة من أحمد جليل الويس الصديق والمقيم مع  كفاح وديع حبيب ..على بريدنا الخاص  ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كل عام وانتم بخير ورمضان كريم عليكم وعلى أمة محمد وآل محمد..
الاخ الرائع الشيخ علي القطبي المحترم بعد رسالتك التي فطرت قلبي ارسلتها الى الشاعر كفاح وديع حبيب وهو يرقد في سرير المرض في فندق من الدرجة الثالثة في السليمانية فبكى حتى ابكى كل من في الفندق ولا ادري ما الذي استطيع ان اقدمه له لانه كما تعلم سافر الى طهران بعلة وعاد بجملة من العلل .
انا الان انقل لك تحياته المبللة بالدموع التي لم ار شخصا يذرفها بهذه الطريقة واسأل الله الله ان لا تقصروا معه لانه ليس لديه احد هنا في العراق وانت تعرف بانه لا زوجة ولا عائلة ولا اخ ليلتجيء اليهم ان ضاقت عليه هذه الدنيا ولا هم يحزنون .
وها انا ارسل لك اخر لقاء مع الشاعر وارجو ان تشنوا حملة اعلامية واسعة ليس بالكتابة وحدها بل بكل ما يمكنكم فعله وانا على ثقة من كونكم لن تقصروا ان شاء الله ... اما انا فانني عقدت العزم على المضي في هذه الرحلة الى النهاية ولن اتخلى عنه مهما كانت الاسباب والدوافع 
  اخوك
الشاعر احمد جليل الويس
وهذا هو تلفوننا الذي يمكنكم الاتصال عليه" 009647705080778
رابط مقابلة مع كفاح وديع على موقع كتابات
 مرفق -2- 
لقاء مع الشاعر العراقي كفاح وديع حبيب :
http://kitabat.com/i20989.htm
مقال آخر حول الشاعر كفاح وديع حبيب
http://kitabat.com/i20965.htm
مقال آخر حول الشاعر كفاح وديع حبيب
http://kitabat.com/i20897.htm


31
صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية  والاستاذ هرمز ابونا

بقلم : اميرة بيت شموئيل

من الاخطاء الشائعة الاعتقاد بعدم جدوة الاطلاع على التاريخ الذي يصور طبيعة العلاقات الانسانية الماضية بايجابياتها وسلبياتها، فالحاضر بطبيعته ليس الا استمرارا للماضي وفي احيان كثيرة يأتي هذا الحاضر مكررا لماضيه مع تغيير الوجوه فقط ، من هذا المنطلق وجب على متابعي الاحداث الحاضرة ان يلموا بماضيها ليقفوا على العديد من الحقائق المخفية.
اما وقد سلمنا من ضرورة قراءة التاريخ لفهم الحاضر، نجد ان العديد من الكتاب او المسؤولين السياسيين يسطروا ملاحظاتهم وارائهم لتبقى شاهدة على احداث كانوا هم انفسهم جزء منها او شاهد عليها او اجروا دراسة شاملة لها من خلال كتب التاريخ، ومن بين كل هذا وذلك تبقى الكتب التي تستمد حقائقها من الوثائق الرسمية المتداولة بين المسؤولين وقيادتهم العليا من اصدق الاشارات الى ذلك التاريخ ، خاصة اذا لم يحصل المسؤول على عقوبة الطرد من مهنته بسبب التضليل او الكذب خلال فترة عمله.
لقد جاء كتاب ( صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية) للاستاد هرمز ابونا والواقع في المجلد الثامن من تاريخ ( الاشوريون بعد سقوط نينوى) كشمس ساطعة تلقي باشعتها الناصعة على العلاقات الانسانية التي كانت سائدة خلال الفترة مابين الغزو المغولي وسيطرة العثمانيين المركزية على بلاد مابين النهرين والتغلغل الفرنسي والبريطاني وتأثير هذه العلاقات بسلبياتها وايجابياتها على اباء وابناء كنيسة المشرق .

من جانبنا نجد ان اهمية هذا الكتاب تعود لعدة اسباب
1-   كون ثقافة وسعة اطلاع الاستاذ هرمز ابونا غنية عن التعريف ، وله العديد من الكتب والمقالات ، كانت وما زالت العديد من الاحزاب والجمعيات الثقافية تستضيفه في مؤتمراتها التاريخية والثقافية ، والاستاذ ابونا معروف بلباقته الادبية واطلاعاته المتعددة وخاصة التاريخية.
2-   الاستاذ هرمز ابونا يعود بجذوره التاريخية الى منطقة القوش التي تعتبر النبع الاصلي لجذور القيادة الباطريركية التي قادت المسيرة المسيحية في الكنيستين لحقبة طويلة، مما يضيف للكتاب مصداقية ودقة لانه سرده يأتي من بين ابنائه واهل بيته.
3-   الوثائق الرسمية التي اعتمدها الكاتب سجلت من قبل مسؤولين رسميين عاشوا وسط الاحداث وعانوا منها تقارير السيد كرستين رسام ، من الطائفة الكلدانية، وهو احد ابناء عائلة رسام الشهيرة في الموصل، والذي تم تعيينة قنصل في الموصل عام 1840 من قبل بريطانيا، وقد تبادل بتقاريره مع السفير البريطاني في القسطنطينية والسفير الفرنسي والحكومة العثمانية، او وثائق استغاثات وطلب الحماية  لـ(45) من زعمات التجمعات الاشورية في تيارى وحكاري وبوتان وبروار وكذلك استغاثة المار شمعون اوراهم ( بطريرك كنيسة المشرق) من منفاه في الموصل عام 1844، الى السفير البريطاني في القسطنطينية متوسلا اسعاف شعبه المنكوب وانصاف ضحايا مذابح المجرم بدرخان بك ، وغيرها.
4-   جاءت تفاصيل الكتاب باوفر الاجابات واشفاها لعلامات الاستفهام حول احداث اليوم والعواصف داخل الكنيسة الشرقية الاشورية من جهة ( انشقاق المار باوي) والكلدانية من جهة اخرى ( انتخابات الباطريرك المار عمانوئيل دلي)، بالاضافة الى العلاقات المتذبذبة بين اباء الكنيستين والوحدة الخجولة بينهم، مما اضفى على الكتاب اهمية خاصة. 
5-   وقف الكتاب على مأساة الكنيستين الشرقية الاشورية والكلدانية ، بابائها وابنائهما على حد سواء ولم يخص احداها او يتحيز الى الاخرى.

في الوقت الذي قد يختلف البعض مع الكاتب في بعض النقاط ولكننا نجد انه من الاهمية قراءة الكتاب بدقة وحيادية بعيدا عن التشدد والتزمت، خاصة في هذا الوقت العصيب الذي تشتعل المعارك الجنونية في الكنيستين وحولهما.

نعم يجب قراءته بدقة وحيادية، اذا اردنا فعلا التوصل الى التحاليل الصائبة وتقديم المفيد من المواقف تجاه كنائسنا وامتنا والمشاركة في قيادتهما الى الوحدة الحقيقية والمنشودة.

عزيزي القارئ الكريم
من المهم جدا قراءة هذا الكتاب ولكن، عليك ان تكون قوي الاعصاب حتى تستطيع اكماله، فالتطرق الى مأساة الأباء والأبناء ليس باليسير، لا اكتمك سرا اذا قلت بأني بكيت طويلا على اباء الكنيستين وابناءهما الذين عانوا الامرين من السياسات المتقلبة للقوى الكبرى المتحالفة والحكام الطغاة الذين لم يعرفوا الرحمة في تعاملهم مع القوميات الصغيرة عدديا، وظلوا يزرعوا فيها نتائج امراضهم المزمنة وخلافاتهم المجنونة دون شفقة لاحوالهم، او اعتبار لاصالتهم وتجذرهم الاقدم في المنطقة.
 اخيرا نقول: شكرا للاستاذ هرمز ابونا، وكتاباته التي ستبقى تنير الطريق امام الاجيال القادمة ليقفوا على الحقائق مستلهمين العبرة منها في مسيرتهم القومية والدينية بين الامم والديانات الاخرى.     

32
الديمقراطية وحق المرأة في المشاركة في العملية السياسية

بقلم: اميرة بيت شموئيل

بالقاء نظرة سريعة على وضع المرأة في المجتمع الشرق اوسطي بشكل عام والعراقي بشكل خاص ومقارنته بحجم المسؤوليات الملقية على عاتقها والتضحيات التي قدمتها وتقدمها للمجتمع، نرى حجم الاجحاف والتجني بحقها كانسانة تشارك بفعالية ونشاط في البناء برغم الظلم الواقع عليها خارج وداخل بيتها.

من الغريب اننا اذا القينا نظرة تاريخية على مكانة المرأة ودورها الرائد والقيادي في العصور الغابرة لاكتشفنا مدى التدني الاجتماعي الذي الت اليه هذه المناطق بعد الاضرار بقضية المرأة وحقوقها الانسانية والذي اثر سلبا على مجتمعاتها واوقف تقدمها وتطورها. وهنا لابد من الذكر انه من الخطأ جدا ان نعتقد ان مجتمعات الشرق اوسطية القديمة لم تعرف التطور ولم تعير لقضية المرأة وحقها في المشاركة في البناء وتوجهها للعمل خارج المنزل اية اهمية تذكر، فناهيك عن تاريخ العديد من الملكات اللواتي استلمن زمام الحكم ونجحن في قيادة مجتمعاتهن الى انتصارات جديرة بالتقدير، يكفي ان نلاحظ في التاريخ القديم جدا ان اقدم ملحمة الحياة في الشرق الاوسط الا وهي ملحمة جلجامش الاثرية والتي كتبت قبل اكثر من اربعة الاف سنة، ذكرت المرأة العاملة في ادارة الاعمال خارج المنزل ( صاحبة الحانة او المطعم)  واشادت بدورها الفكري والفلسفي في التأثير على حياة بطل القصة (جلجامش ) من خلال تفسيرها ( اي المرأة) لسر الحياة والموت، الذي كان يبحث عنه.

لقد نبهنا التاريخ الى ان تقدم وتطور اي مجتمع في العالم لابد وان يتناسب طرديا مع مكانة المرأة فيه، فالمجتمع الذي تجد المرأة فيه مهمشة ومغصوبة الحقوق، لابد وان يكون متخلفا وضعيفا، حتى لو جملت الديمقراطية جميع شعاراته، خاصة وان المرأة تعتبر المدرسة التي يتخرج على ايديها الشعب فلو تم اعدادها ومشاركتها على افضل وجه سيتم اعداد الشعب على افضل وجه ايضا. من هنا نجد ان اي تلاعب اوتباطئ في عملية تفعيل قضية المرأة ومشاركتها في بناء المجتمع لن يخدم تقدم وتطور المجتمع .

فحالة التدني المؤسفة التي اصابت المجتمعات الشرق اوسطية، والتي وجدت اصلا بسبب الصراعات الجشعة وعمليات القمع واستخدام اساليب الغاب من قبل بعض الملوك والملاكين، لتحويل ابناء الشعب الى عبيد في خدمة الطغاة والسيطرة على الارض والانسان على حد سواء، لم تشل قضية المرأة فقط ، بل قد شلت جميع قضايا المجتمع الانسانية وجعلتهم ضعفاء وخائري القوى امام الغزوات الخارجية وسهلت احتلالها وسلبها.

اليوم نجد ان قرار مشاركة النساء في العملية الانتخابية العراقية بنسبة 25% والذي وضعته الامم المتحدة بادارتها للانتخابات في العراق، وليس المسؤولين العراقيين مع الاسف، لم يأتي اعتباطا، وانما جاء لاهمية دور المرأة في العملية السياسية الناجحة لخدمة المجتمع ككل وعلى افضل وجه من جهة واقرارا لخدماتها ودورها وتضحياتها في مجتمعها من جهة اخرى.

بالنسبة لنا نجد قرار المشاركة النسائية بنسبة 25% مازال مجحفا بحق المرأة العراقية وتضحياتها الجسام على الارض العراقية، ناهيك عن عدد النساء الذي يفوق عدد الرجال، ولكن مع الاخذ بنظر الاعتبار كون العراق احدى المجتمعات الشرق اوسطية الذي عاش قرون تحت ظلم وتسلط السلطات الدموية المختلفة، كسلطة البعثفاشي المتشدد، لاكثر من اربعين سنة، حيث من المستحيل التخلص من اثار هذا الظلم والتسلط والتشدد في زمن قصير، نعتبر الـ 25% خطوة بداية لابأس بها للتحول الى مستقبل افضل والتغلب على العقبات التي تقف في طريق تطوره، املين ايضا ان تكون هذه الخطوة رائدة للدول الشرق اوسطية الاخرى في تفعيل دور المرأة فيها.

المطلوب من جميع المثقفين والسياسيين التقدميين تفعيل قضية المرأة وتثقيف المجتمع ليدرك اهميتها وتشجيعه لتأخذ المرأة مكانتها اللائقة لخدمته والمشاركة في تطوره وبنائه مع الاخذ بالاعتبار اسناد المسؤوليات لنساء فاعلات والابتعاد عن التشبت بالعنصرية والعلاقات الطائفية والقبلية والعائلية في المناصب المخصصة للنساء في المجالس المختلفة ( الوطني والبرلمان والنواب).

في عيد المرأة العالمي
تحية اجلال واكبار للرجل المناضل والمدافع عن قضية المرأة والقضايا الانسانية جمعاء من اجل عالم افضل.
تحية اجلال واكبار للمرأة المناضلة المكافحة من اجل قضيتها والقضايا الانسانية من اجل عالم افضل.

33
هل من جديد في العراق الجديد

بقلم : اميرة بيت شموئيل

مهلا، ماهذا الانتصار الذي تمر عليه ثلاث سنوات دون تحقيق الامن ليبدأ الشعب في الالتفات الى اعادة اعمار وطنه وبيته واعالة عائلته؟؟
اي اعمار هذا الذي يعيش جنبا الى جنب مع الهدم والتخريب والتفجير ونزيف الدماء في كل بيت؟؟
 ماهذه الديمقراطية التي تعيش وسط اساليب الغاب من التشدد والتزمت والاغتيالات المجحفة في الاروقة السياسية؟؟
ما السر في التناسب الطردي بين التأزم في اروقة الساحة السياسية بين المنتخبين والعنف والتخريب في العراق؟؟
لماذا كلما ازداد التأزم والتشدد في الساحة السياسية يزداد العنف في الشارع العراقي؟؟  
هل للمسؤولين المنتخبين خلافات حول استتباب الامن ام ان خلافاتهم الاخرى اهم من الاسراع في استتباب الامن والسلام  للمواطنين؟؟
اين مكانة القانون من الاعراب بين مسؤولينا المنتخبين ؟؟ هل يحتكموا الى القوانين الانسانية والوطنية في خلافاتهم؟؟
 لماذا لا تصور اجتماعات المسؤولين المنتخبين كما تصور جلسات ادانة صدام واعوانه ليطلع الشعب على طبيعة الديمقراطية التي ينتهجوها في حواراتهم مع بعضهم البعض؟؟
كيف نفهم ترك العتبات المقدسة دون حماية حقيقية في الوقت الذي يتسارع الجميع الى رجال الدين في كل صغيرة وكبيرة، حتى يخيل لمتابع الاخبار ان كلمة رجال الدين هي التي تحرك الشارع العراقي وليس غيرهم.

ليس من الحكمة ان نحاول دائما القاء اللوم على عاتق فلول البعثفاشي وانصار صدام للتخلص من عقدة الذنب تجاه الاحداث الدامية، لاننا بهذا نعمل على تضخيم مكانة البعث وقوته داخل العراق ونجعل منهم اقوى سلطة تملك بايديها زمام الامور.

قد نفهم ان فلول صدام الاجرام لازالوا متشبثين بالاسلوب البعثفاشي الدموي في التعامل مع الاخرين وقد وقعوا معاهدات تعاون مع القاعدة وسهلوا لدخول عناصرها ليعينهم على اعادة سيطرتهم على الحكم ولكن.. هل من المعقول ان يكونوا هم فقط وراء كل هذه الاختيالات والتفجيرات وعمليات الخطف والاعتداءات والقتل والسرقات والبؤس الذي يقبع تحته ابناء شعبنا بعد ثلاثة سنوات من سقوط البعث وانتصار المعارضة العراقية واستلامها لزمام الحكم من بعدهم؟؟

قديما وابان سيطرت العهد البعثفاشي خرجت علينا شخصية الوحش ابو الطبربجرائم القتل البشعة، ناشرا الرعب بين العراقيين، وخرجت معه بيانات الحكومة البعثية مشيرة الى جرائمة العشوائية ( حسب ادعائها) ، منددة به ومصرة على ملاحقته حتى يتم القبض عليه. في بداية الاحداث وداخل رعب وحيرة العراقيين صدق الكثير ادعاءات الحكومة المنافقة، ولكن بعد فترة وعندما هدئت العاصفة البعثية من حوله ( وليس جرائمه) تبين الامر اليقين وظهر ان ابو الطبر ماهو الا احدى الاعيب البعثيين الذين اعتمدتهم الحكومة البعثفاشية نفسها للتخلص من خصومها الشيوعيين.

هذه الحادثة التي عشناها وغيرها لاتدعو للشك ان الحوارات السياسية المتشددة والطبيعة الدموية لبعض الجهلة المتربعين على سدة الحكم والمال والمعتبرين طرفا في الحوارات السياسية والسلطة هو الذي يخرج الشخصيات المجرمة كـأبو الطبر سابقا والزرقاوي لاحقا وغيرهم الى الوجود ويديمها ولا شيئ غير ذلك.


34
ترشيح سيدة عراقية مسيحية لرئاسة العراق الجديد

بقلم: اميرة بيت شموئيل

في خطوة سابقة لاوانها وايفاءا منه لتضحياتها الجسيمة على صرح الحرية وتفانيها لخدمة العراق العظيم، واقرارا بالمضي في طريق الديمقراطية واحقاقا لحقوق الاقلية العددية، اقدم المجلس على ترشيح سيدة مسيحية لرئاسة العراق الجديد بلد التآخي بقومياته واديانه. انتهى

رأس الموضوع وبهذا الكبر والكفر ليس للمناقشة اصلا، لعدم صحته على ارض الواقع العراقي الذي يشهد على وحشية المتشددين الهمج في حربهم الضروس وبلا سبب وجيه على المستضعفين العراقيين عامة والمسيحيين العراقيين خاصة.

رأس الموضوع اخترته وبعناية لك ايها القارئ والمتابع، لتختبر انسانيتك من خلال احاسيسك تجاهه...

قبل ان تدخل الى تفاصيل المقالة ... عند اطلاعك على رأس المقالة او ( التايتل),هل اسعدك؟؟ أحزنك؟؟ أثار سخريتك؟؟ اغضبك ؟؟ اثار تعجبك؟؟؟

في البداية لابد وان تكون محبا للاطلاع حتى تفكر مجرد تفكير للدخول على الموضوع وتكملته. والان الى نتائج الاختبار.

اولا: لابد وان تكون احلامك الديمقراطية سابقة لزمانها بقرون عديدة حتى يسعدك الخبر ان كنت قد شعرت بالسعادة حال رؤيته.

ثانيا: لابد وان عصفت بمخيلتك صور المسيحيات الحزانى امام الكنائس المهدمة او امام اشلاء اعزائهن الذين غيبهم الارهاب المنظم ضدهم او اخبار اختطافهن دون سبب، حتى تشعر بالحزن لرأس المقالة ( التايتل).

ثالثا: لابد وان تكون متعصبا للطوائف الكبرى وترى ان لا لغيرها الحق في المناصب العليا، اذا كنت قد شعرت بان رأس الموضوع ( التايتل) قد اثار سخريك.

رابعا: اما اذا اغضبك التايتل، فثق بانك ارهابي تبحث عن اي حجة لتعلن الحرب على الاخرين.

خامسا واخيرا: اذا اثار هذا التايتل الفريد من نوعه تعجبك، فلانك عملي وواقعي وتدرك بأن العراق المحتل من قبل قوات التحالف وزمرة القاعدة والبعثفاشية ، مازال بعيدا عن طريق الديمقراطية.

اما لو تساءلت عن اختباري لذاتي ، فقد كتبت المقال وفي نفسي تعصف الفقرة الثانية.
بالمناسبة: هل وجدت سيدة مسيحية بين اعضاء مجلس النواب المنتخبون الجدد؟؟ لن تجد السيدة المسيحية الا في اخبار المعتدى عليها وعلى حقوقها اجمعين.

35
السيد سركيس اغاجان

بقلم : اميرة بيت شموئيل

المقابلة المتميزة التي نشرتها صحيفة (كلدايا دات نت) الغراء والتي اجراها السيد (وسام كاكو) مشكورا مع  نائب رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان ووزير المالية والإقتصاد، السيد سركيس اغاجان لابد وان اثارت عند العديد من ابناء امتنا الاشورية الذين تواجدوا في ايران ابان عهد الظلام الصدامي، كما نحن الكثير من الذكريات الطيبة والنبيلة التي ارتبطت بمواقف السيد سركيس اغاجان المسؤولة تجاه ابناء شعبه خاصة والعراقيين عامة منذ وصولهم الى منطقة ( الزيوة ) والى حين خروجهم من ايران، وقبل عودته الى ارض الوطن.

هذه المقابلة الفريدة التي اطلعنا عليها عن طريق صفحة عنكاوا الغراء، اخبار شعبنا، تجاذبنا الحديث حولها وحول الذكريات مع العديد من الاصدقاء الذين اطلعوا عليها ايضا واسعدهم معنا تفقد اخبار السيد سركيس اغاجان، الشخصية التي نعتبرها بحق قدوة للسائر في الطريق الوطني والقومي المتفاني بواجباته دون ان يثير زوبعة الانا حوله.

التقى اغلبنا بالسيد سركيس اغاجان في الثمانينات في ايران عندما كنا نمر باصعب فترة في حياتنا، منكسرين، متشنجين، مفجوعين، حزانى حد النخاع من جهة، ومن جهة اخرى يخالنا الريب والشك من امكانية ايجاد موقع آمن لنا كمسيحيين في ايران . ففي الوقت الذي شردتنا مظالم صدام الاجرام، بعدما جردتنا من كافة امكانياتنا الحياتية تقريبا، كانت الحرب بين ايران والعراق على اشدها ضراوة وقسوة. للتاريخ اقول ان الكرم والطيبة التي استقبلنا بها السيد سركيس وعائلة العم جبو والمجموعة الطيبة حولهم والخدمات الجليلة التي قدموها لنا وللعوائل العديدة في هذه الفترة الحرجة ، لاتنسى مهما طال الزمن عليها، فمواقف هؤلاء الى جانبنا، كانت بمثابة الامل الذي استمدنا منه القوة والثقة لنكمل المسيرة الى الامام.

برغم انه نادرا ما كنا نراه مالكا لوقت الفراغ ليقوم بزيارتنا والعوائل العديدة في اورمية خاصة، والاستراحة بيننا، الا انه كان سريع الاستجابة عندما يتعلق الامر بالمساعدة ولايترك شاردة الا ويلم بها، ولهذا لايخالنا الشك بانه لابد وان يكون للسيد سركيس الكثير من المعرفة باحوال الامة كنتيجة لتواجده على ارض الواقع وتفاعله اليومي وبنشاط قل نظيره.
لا يخالنا الشك بان كل ما كتبه السيد وسام كاكو وما قاله له الاخ جورج منصور عن السيد سركيس اغا جان صائب مائة بالمائة، فشخصية السيد سركيس هادئة، رصينة، كتومة الاسرار وجميلة الاخلاق، وهذا مايجعل المرئ يرفعه الى موقع الثقة منذ اول لقاء به... يمكنك ان تثق به لابعد الحدود وتودعه الاسرار دون ان تفكر يوما بخيانته لك، حتى عندما تختلف معه فكريا... يؤدي واجبه تجاهك دون تفرقة بينك وبين اقربائه او اصدقائه. شخصية فذة حقا استمدت معاني وجودها من قوة واصالة الجبال الشامخة والبيئة الهادئة المتفانية بالعطاء في نفس الوقت.
تحية اكرام للسيد سركيس اغاجان على الانجازات الكبيرة والرائعة التي يسطرها على ارض الوطن ولابناء امتنا وتحية لكل العاملين معه على انجازها.
تحية اكرام له على مواقفه الرصينة لخدمة قضيته الوطنية والقومية وشكرا له لكل ماقدمه ومجموعته لعوائل الشهداء ولابناء شعبنا وامتنا المشردين في ايران، ابان التعسف الصدامي ، من مساعدات لن يتمكن ظالم من محوها مهما قسى .

36
صمت السيار وشغب الاشرار


بقلم : اميرة بيت شموئيل

 
مما لا شك فيه ان رسالة الدكتور الجليل سيار الجميل الاخيرة قد حملت الاسى في نفوسنا جميعا لكونها جاءت من نبع زاخر بالعطاء الثقافي المتنوع والتحليل السياسي المعتدل من عراقي معتز بانتمائه الوطني لبلده والانساني لعالمه.   

 لم يشأ الدكتور الجليل سيار الجميل التوقف في كلماته الاخيرة ( الرسالة وصلت ) كثيرا عند الرسالة التي وصلته وبعدها اتخذ قرار الصمت ،ولكننا لابد وان نعي ان الرسالة المشؤومة حملت بين ثناياها التهديد بالتصفية، فهذه ليست اول مرة يتعرض فكر حر الى ظلم التشدد الظلامي الجاهل في شرقنا المفجوع بجرائمهم البشعة.

 يذكرنا الكاتب الكبير جاسم المطير في مقالته حول توقف الدكتور سيار، بالمقالة التي اطلعنا عليها سابقا من قبل الباحث المصري ( سيد محمود القمني) في شهر تموز من العام الماضي يعلن فيها توقفه عن الكتابة ، طبعا بعد تعرضه لتهديد المتشددين الجهلاء، كذلك شاهدنا في الفترة الاخيرة توقيف وسجن العديد من الاقلام الناقدة وتوقف العديد من الاقلام الحرة عن الكتابة دون سابق انذار وتحول البعض الاخر الى تبديل اسمائهم الصريحة باسماء اخرى ليستطيعوا الاستمرار في كتاباتهم .

 ما يجري على الساحة العراقية والشرق اوسطية وحتى العالمية امر يهمنا جميعا لاننا نشكل اجزاءها، ومن هذا المنطلق نجد ان من حقنا جميها ان ندلو بدلونا من الاحداث المختلفة ، وليس من حق احد ان يفرض رأيه على الاخرين ، اما مسألة التهديد بالتصفية الجسدية وسجن وتوقيف الكتاب والوعيد فهذه اساليب غابية جاهلة يجب محاربتها والوقوف بوجهها جماعيا وليس افرادا.

بغض النظر عن اقترابنا او ابتعادنا عن اراء بعضنا البعض نؤكد هنا ان السكوت عن هذه الاعتداءات الجبانة على الكتاب والباحثين والنقاد من قبل المتشددين الذين يتخذون اسلوب الغاب احكاما يصروا على تطبيقها على الجميع، سيجر الويلات على المدرسة الثقافية حتى يتوقف فيها اخر مدرس ليتحول الوطن بالكامل الى ساحة غابية الغلبة فيها للمبدع في الجرائم وقطع الرقاب.

لنقف معا ونشجب الحملات الجبانة التي يتعرض لها الكتاب والباحثون والمفكرون ونطالب بحرية الرأي.[/b]

صفحات: [1]